Professional Documents
Culture Documents
والخامس والعشرون
57
أبو عبد الله بن غازي شيخ الجماعة
بفاس.
خاتمة المدارس المغربية المختصة
في قراءة نافع في عصر النضج.
58
تمهـيـــد:
نحن الن على أهبة لبراز آخر هذه المعارض المشععرقة مععن
تاريخ المدرسة الدائية في المغرب في المائتين التاسعة والعاشرة
إماطة للستار عنها ,لنجعل منها مسك ختام هذا البحث المتواضععع,
وذلك بعد أن كنععا عنععد النطلقععة فيععه قععد رسععمنا الخطععة الطويلععة
النفععس للبلععوغ بععه تاريخيععا إلععى زمننععا ,إل أننععا بعععد أن اسععتغرقنا
التقسععيم والتبععويب ,وأفضععنا فععي العععرض والتحليععل فععي مختلععف
الحقب والمناطق التي ازدهرت فيها القععراءة بععالمغرب والنععدلس,
قد شعرنا أن المطاف قد طال بنا حتى كدنا نتجاوز المطلععوب فععي
بحث كهذا ,وكان عذرنا عند أنفسنا -ولعل ذلك أيضا يشفع لنععا عنععد
القارئ الكريم -ما علمنععاه مععن مسععيس الحاجععة إلععى تجميععع هععذه
المادة ووصفها ,ومععا وجععدناه أيضععا فيهععا مععن وفععرة ودسععومة فععي
مختلف جوانب القراءة وعلومها ,كما فعلنا ذلك أيضععا تحععت ضععغط
الرغبة في تغطية جميع الحقب التاريخية مععن دخععول القععراءة إلععى
أواخر المائة العاشرة من الهجععرة ,وذلععك حععتى يتععم لنععا التسلسععل
التاريخي للمدارس الفنية ,وحتى يكون بعضها آخععذا برقععاب بعععض,
وتتلحم عندنا حلقات السند ,وتكتمل الرؤيععة لععدى القععارئ بإعطععاء
كل جهة وناحية نصيبها من العناية بقدر المكععان زمانععا ومكانععا دون
ترك ثغرات أو فجوات متباعدة.
ونفتععح الن نافععذة أخععرى علععى مععا نعتععبره آخععر المععدارس
المغربية المختصة في قراءة نافع فععي هععذا الطععور الععذي اعتبرنععاه
آخر الطوار الثلثة التي تمثل عهد ازدهار هذه القراءة في المغرب
بعد أن مررنا بالقارئ على عصر الععرواد فععي فععترة التأسععيس عنععد
أبي عبد الله بن القصاب ورجععال مدرسععته ,ثععم مررنععا بععه وتوقفنععا
كثيرا عند رجال عصر التأصيل وهو عصر أبي الحسععن بععن سععليمان
وأبي الحسن بن بري ثم رجال مدرستيهما كما تبلورتا في سلسععلة
الذهب التي تنتظم في نسق واحد أبا عبد الله الصفار وأبا عبد الله
59
القيسي وأبا وكيل مععولى الفخععار وأبععا زيععد الجععادري ,وقععد اعتبرنععا
هؤلء يمثلون الطور الثعاني معن الطعوار الثلثععة لمعا لحظنعاه معن
التكامل بين هؤلء العلم وأخذ بعضهم عن بعض.
ولقد حدث في مسار تطور مدارس القراء فععي أواخععر هععذا
الطور بعد موت أعلم مدرسة أبي عبد الله القيسي – ما رأينععاهم-
ركود ملحوظ كاد أن يكون توقفا كامل وغير مألوف في نشاط هذه
المدارس وعطائها مما شكل عندنا حدا فاصل بين الطورين الثععاني
والثالث ,بحيث نفتقد في العقود الوسطى مععن المععائة التاسعععة أي
بارقة يمكن العتداد بها في هذا المجال.
ثم تداركت العناية اللهية عن كثب ما كان قد تبقى مععن آثععار
الدفقععة العلميععة عععن الطععور السععابق بظهععور علععم مععن أعلم هععذا
الشأن عمل بقوة على مقاومة عوامععل هععذا التععدهور فععي عاصععمة
البلد ,وحاول الدفع بتراث المدرسة المغربيععة بصععورة عمليععة ,فععي
انتظععار أن ينحسععر عنهععا غبععش الركععود والجمععود ,ذلععك هععو واضععع
أساس هذه المدرسة الععتي اعتبرناهععا "خاتمععة المععدارس المختصععة
في قراءة نععافع فععي عصععر النضععج" المععام الحععافظ أبععو عبععد اللععه
الصععغير النيجععي شععيخ أبععي عبععد اللععه بععن غععازي رأس المدرسععة
ويعسوبها.
ثم تسلم زمام قيادة المدرسة من بعده الشيخ أبو عبععد اللععه
بن غازي المذكور ليواصل إقامة الهيكل العام للمدرسة ,ويستكمل
من خلله وضع "الطار الكامععل" للمدرسععة المغربيععة الععتي سععوف
نجدها تلتزم به التزاما كامل مادة ومنهجا وبرنامج عمل.
ثم خلفه في مدرسته أعلم من مختلف الجهات حملععوا رايععة
مدرسته ونشروا إشعاعها في الفاق ,وكانوا منها بمثابععة السععواقي
والجداول المتفرعة عن تيار النهر العظيم ما تزال تأخذ مادتها منععه
دون أن يتحول عن مجراه ,في حيععن بقععي هععو يغععذيها زمانععا ليععس
باليسير محاول المحافظة علععى مسععتواه والسععتمرار فععي مجععراه,
60
إلى أن أنهكه السير ,وتغلغل بعيدا عن المنبع ,وتوغععل فععي مجاهععل
الزمان ليغوص في البعاد أو تبتلعه الرمال.
ولقد كان حريا بنا أن نجعل أبا عبد الله الصععغير قطععب هععذه
المدرسة لكونه إليه يرجع الفضل في البداية في جمع الشمل ولععم
الشتات بعد أن كادت علوم القعراءة وأسعانيد المغاربعة فيهعا تتنعاثر
وتذهب شذر مذر ,لكننا لما لم نجد لبي عبد الله مؤلفات في هععذه
العلوم تجسد لنا مذاهبه واختياراته رأينا أن معا كعان لععه معن فضععل
وأثععر عملععي فععي ميععدان القععراء ل يرقععى بععه إلععى اعتبععاره رأس
مدرسة ,وذلك تأسيسا على ما تعودنا أن نراه عنععد أقطععاب الئمععة
الذين نسبنا إليهم مدارس خاصة.
هذا بالضافة إلى أن الفضل في معرفة التاريخ العلمي بععأبي
عبد الله الصغير قارئا ومشاركا فععي مبععاحث علععوم القععراءة رسععما
وضبطا وقراءة وأداء ,إنمععا يرجععع إلععى أكععبر تلمععذته وشععريكه فععي
بعض رجال مشيخته أبي عبد الله بن غازي ,إذ لول ما كتبه عنه في
إجازاته لصحابه ,وفي "فهرسته" التية لذهب معن التاريععخ العلمععي
ذكره ,وانقرض بموت أصحابه أمره.
لهذا نسبنا إمامة المدرسة لصاحبه أبعي عبععد اللععه بععن غععازي
لنه المترجم عنه والناقل لمعذاهبه واختيعاراته ,ولنعه – وهعذا أهعم-
كععان الممثععل الحقيقععي لهععذه المدرسععة ,لنععه جمععع يععن القععراء
والتأليف ,فكان لها من خلله امتداد في الزمان مععن خلل مؤلفععاته
وآثاره ,وامتداد في المكان من جهة من التفوا حوله من العلم.
فلما كان أبو عبد الله بن غازي بهذه المثابة رأينععا أن نتنععاول
تاريخ هذه المدرسععة مععن خللععه ,وأن نجعلععه محععورا للحععديث عععن
النشاط القرائي الذي قام بقاعدة البلد في هذا الطور ,ثعم اسعتمر
من بعده في العقود التالية من القرن ثم فععي القععرون التاليععة كمععا
سوف نرى ذلك بكامل الوضوح في البحععث المععوالي عنععد الحععديث
عن مقومات المدرسة المغربية الجامعة.
61
وسنقوم بالحديث عن شخصية هذا المام الفذ ومدرسته من
خلل الفصلين التاليين:
-1الشيخ أبو عبد الله بن غععازي ورجععال مشععيخته ,ومظععاهر
إمامته.
-2أرجوزته في قراءة نافع وباقي آثاره.
62
الفصل الول:
أبو عبد الله بن غازي شيخ الجماعة
ورجال
مشيخته ومظاهر إمامته.
يعتبر المام أبو عبد الله بععن غععازي خاتمععة هععذا الرعيععل مععن
فحول أئمة المدرسععة المغربيععة الععذين جمعععوا بيععن سعععة الروايععة,
وعمق الدراية ,وقوة الشخصية ,والمشاركة الرفيعة المستوى فععي
دفععع الحركععة العلميععة فععي أكععثر مععن جععانب واختصععاص ,بالعمععل
الدؤوب ,والنتاج الصععيل ,والتععوجيه الحصععيف ,والتععأثير البليععغ فععي
قراء العصر وباقي العصور اللحقة.
ولقد سععد بظهعوره – رحمععه اللععه -فراغعا كعبيرا كعان وشععيك
الحدوث ,أن لم يكن قد مد أطنعابه تمامععا كمعا قععدمنا منعذ أواسعط
المائة التاسعة ,وذلك لعوامععل كععثيرة أهمهععا فقععدان رعايععة الدولععة
بسبب التقلبات السياسية التي عمت أرجاء المغرب كلعه علعى أثعر
التضعضع الكبير الذي أصاب أركان الدولة المرينية وتمادى بها منععذ
الربع الخير من المععائة الثامنععة ,والععذي أدى إلععى تععدهور عععام فععي
المعارف تبعا لتدهور الحال في البلد ,وتعاقب الحععداث المأسععاوية
التي انتهت بسقوط آخر معاقل المسلمين بالندلس.
وعلى الرغم مععن محاولععة بنععي عمومععة المرينييععن مععن بنععي
وطععاس) (1اسععتنقاد الدولععة مععن السععقوط النهععائي ,فععإن أعععراض
المرض كانت قد أنهكت جسد المغرب بععوجه عععام ,وكععادت تصععيبه
- 1أول ملوك بنععي وطعاس بععالمغرب محمعد بعن يحيععى بعن أبعي زكريععا بعن زيععان الوطاسععي
المعروف بع"الشيخ" ,وأسلفه فرع من بني مرين من زناتة ,إل أنهم ليسوا من بني عبععدالحق,
وكانوا يقيمون بالريف ,وقد قام محمد الشيخ في"أصيل" وتبعته القبائل بها ,ثععم حاصععر مدينععة
فاس سنة 875هع فاستولى عليهععا واسععتقر بهععا سعلطانا ,وفععي عهععده سععنة 897هعع اسععتولت
إيزابيل صاحبة مدريد على حمراء غرناطة ,ونحت دولة بني الحمر من جزيرة النععدبس .لقععط
الفرائد – 273-272والعلم للزركلي .7/140
63
في هذا المضمار بالشلل التام ,وأقل ما فقدته الحركة العلمية فععي
هذا المجال:
-ذلك الرصيد العلمي الذي كانت النععدلس طععوال تاريخهععا
المجيد تمد به هذه الجهات كما مر بنا ذلك.
-وتلك الرعاية العلميععة والحفععاوة الععتي كععانت للدولععة فععي
عاصمة البلد وباقي الحواضر والتي رأينا جعوانب مضعيئة منهعا فعي
عهد شباب دولة بني مرين ,وخاصة علععى عهععد أبععي الحسععن وابنععه
أبي عنان.
ولقد مس أبا عبد الله بععن غععازي فيمععن مسععهم نصععيب مععن
سوء الحععوال كععان مععن أسععباب مغععادرته لمسععقط رأسععه مكنععاس
ليستقر نهائيا بفاس ,ولكن يمكن القول ههنا بحق " :كم مععن نقمععة
في طيها نعمة".
والشارة هنا إلى مععا وقععع بينععه وبيععن والععي مكنععاس بعععد أن
عظم فيها صيته ولمع نجمه ,وهععو فععي أوج نضععجه العلمععي بعععد أن
أنهى دراسته وغدا خطيب مسجد البلد ورأس المدرسين والخطبععاء
فيه ,فضاق به بعض الولة من الوطاسيين ,فاسععتدعى إلععى فععاس,
والغالب أن ذلععك كعان بتععدبير تععم بيعن الععوالي وبيععن البلط للععتزين
بوجوده في العاصمة ,والتخلص من نفوذه القوي فععي وجععوده بيععن
ظهراني قومه وأهل بلده.
ولسععنا هنععا بصععدد الدراسععة الشععاملة لشخصععية ابععن غععازي
وتأثيرها العلمي في زمنه وفععي الميععدان العلمععي بععوجه عععام ,فقععد
تكفل بأكثر ذلك بعض الذين تناولوها بالترجمة الخاصة).(1
وإنمععا غرضععنا أن نقععف علععى نشععاطه فععي ميععدان القععراءة
والقععراء بصععورة خاصععة ,وهععو جععانب لععم أقععف علععى مععن تعععرض
- 1أهم ما كتب عن ابن غازي ما كتبه عن نفسه في فهرسته وفي الروض الهتون ثم مععا كتبععه
عنه ابن زيدان في "التحاف" ثم ما كتبه الشيخ كنون في "ذكريات مشاهير رجال المغرب"
64
للحديث عنه ووفاه حقه) ,(1وقبل أن نتفسح مع القارئ فععي رحععاب
ما وقفنا عليه منه نبدأ أول بترجمته.
ترجمته ومسقط رأسه وأوليته:
ترجمته :تفرد المام أبو عبعد اللعه بعن غعازي معن بيعن معن
ترجمنا لهم من أئمة القراء بالتعريف بنفسه وذكر الكثير النافع من
أخباره وأحواله ,وخاصة في مستهل حياته ,وذلك فيما خطه بقلمععه
في فهرسته وما بثه عن نفسه وعن أهل بيته وغيرهععم مععن سععكان
بلده وعلية العلماء والكابر فيه في الكتاب الذي خصه لذلك ,أعنععي
كتاب "الروض الهتون في أخبار مكناسة الزيتون".
أما سلسععلة نسععبه الكامععل فهععي كمععا ذكرهععا فععي آخععر هععذا
الكتاب " :محمد بن أحمد بن محمد بن محمد بععن علععي بععن غععازي
العثماني) (2منسوبا لل عثمان ,وهو مععن قبيلععة كتامععة حسععبما ذكععر
ذلك ابن خلدون في كتاب "العبر").(3
أمععا نشععأته بمكناسععة الزيتععون فقععال عنهععا " :نشععأت بهععذه
المدينة كما نشأ بها أسلفي ,وقعرأت بهعا ,ثعم ارتحلعت إلعى مدينعة
فاس في طلب العلم ,أظنه سنة 858هع ,فأقمت بها مععا شععاء اللععه
تعالى ,ولقيت بالمدينتين جماعة ذكععرت مشععاهيرهم فععي الفهرسععة
الععتي سععميتها "التعلععل برسععوم السععناد ,بعععد انتقععال أهععل المنععزل
والناد".
ثم عدت إلى مدينة مكناسة فأقمت بها بين أهلي وعشععيرتي
زمانا ,ثم انتقلت إلى مدينة فاس – كلها الله تعالى فاستوطنتها.-
- 1سيأتي ذكر بعض من تعرضوا لبعععض الحععديث عععن مركععزه العلمععي وآثععاره فععي القععراءات
وغيرها عند ذكر بعض كتبه التي قدمت في بعض الرسائل الجامعية.
- 2سقط اسم علي في سلسلة نسععبه فعي النسعخة المطبوععة مععن "الععروض الهتععون" ,وهعو
مثبت في صدر فهرسته بخطعه فععي اللوحعة المنشععورة فععي مقدمععة التحقيععق للسععتاذ محمععد
الزاهي محقق فهرسته ص .24
- 3الروض الهتون .71
65
فظععن خيععرا ,ول تسععأل وكعععان معععا كعععان ممعععا
)(1
عن الخعبر لست أذكره
ذلك ملخص تاريععخ نشععأته وطلبععه للعلععم وتنقلععه بيععن مععدينته
وفاس ثم استقراره أخيرا بهذه المدينة.
أما ميلده فلم يتعرض لععذكره بنفسععه,وقععد ذكععر الشععيخ أبععو
العباس المنجور في فهرسته سنة ميلده فقععال " :وولدتععه – علععى
ما أخبرني الشيخ المسن المؤرخ أبو الحسن الصععيقال أحععد عععدول
مكناسة -سنة إحدى وأربعين من التاسعة").(2
ولما كان قد ذكر رحلته إلى فاس وأنها فيما يظنه كانت سنة
858هع ,فإن ما نقله المنجور عن ميلده يبععدو موافععق للسععن الععتي
يمكن أن يطمح فيها أمثاله إلى طلب العلم بالمعاهد ,أي فععي سععن
السابعة عشرة ,ومن هنا يكون ما ذكره ابن القاضي فععي الجععذوة,
وأشار إليه صععاحب "التحععاف" أيضععا) (3خطئا أو سععبق قلععم ,وذلععك
أيضا يقضي إن صح أن الشيخ لم يعش في الدنيا إل إحعدى وسعتين
سنة لوفاته بإجماع سنة 919هع كما سيأتي ,ولم يقل بذلك أحد.
أسرته من جهة البوين:
ولقد تحدث ابن الغازي عن أهل بيته بمععن فيهععم مععن والععده
ووالدته.
فأما والده فلم يذكر له مشاركة في شيء من العلم ,إل أنععه
– على كل حال – كان ذاكرا لبعض الحداث والشخاص ,فقععد قععال
عنه في سياق حديثه في "الروض الهتون" عن محمد بن عمععر بععن
الفتوح:
66
"وحععدثني والععدي -رحمععه اللععه -أنععه كععان يععراه يقصععد إلععى
المساجد الخالية ,ويعمرها بقراءة القععرءان العزيععز") .(1أمععا والععدته
فهي رحمة بنت الجنان ,وكان والدها من أعيععان البلععد ممعن لقيهععم
لسان الدين محمد بن الخطيب في مكناسة عععام 771وقععال فيععه:
"الفقيه العععدل الخيععر محمععد بععن أحمععد بععن أبععي عفيععف المتصععدر
لقراءة كتاب "الشفاء النبوي").(2
ولبن غازي في " الروض الهتون" إفاضة فععي تحقيععق نسععبه
من جهة أمه إلى "بني الجنان") (3وذكعر معن أخبعار أمعه أنهعا كعانت
قبل زواج أبيه بها عند وزوج توفي عنها ,وكان هذا الزوج أحد علماء
مكناسة ,وترجم له بقوله:
"ومنهم الشيخ المعمر الزكي المتفنن الحجة الحاج محمد بن
عزوز الصنهاجي ,جود القرءان على الستاذ ابن جابر المذكور )… (4
ثم ذكر له رحلعتين إلعى المشعرق معات فعي الثانيععة منهمعا هنالععك,
وقال:
"وتزوج أبي زوجه رحمة بنعت الجنعان – رحمعة اللعه عليهعا –
فهي أمي ,والحاج المذكور والد اخوتي لمي ,وكانت أمععي حفظععت
عنه حععديثا كععثيرا مععن الصععحاح ,وكععادت أن تحيععط حفظععا بالدعيععة
الواردة في الصحاح ,فحفظععت منهععا كععثيرا فععي أيععام الصععغر ,فلععم
أتعب في حفظه بعععد الكععبر – وللععه الحمععد -وكععانت – رحمهععا اللععه
تعالى -ملزمة لدرس القرءان العزيز في المصععحف ,وكععان علمهععا
كثيرا من تفسير قصصه وأخباره فنفعتنا بذلك في الصغر غاية ,بعرد
الله ضريحها ,وحدثتني عنه بحكايات وفوائد يطول جلبها").(5
- 1الروض الهتون .59
- 2يعني كتاب "الشفاء في التعريف بحقوق المصطفى" للقاضي عياض – الروض الهتون .59
- 3ينظر الروض الهتون .51-47
- 4سبق أن ذكره في كتابه المذكور ص 57وهو الذي ذكرناه في الذين اسععتدركوا علععى أبععي
عبدالله الخراز في مورد الظمآن ,وقد قال فيه في الروض الهتون ":ومنهععم السععتاذ المقععرئ
الشععاعر المجيععد المحسععن شععيخ شععيوخنا محمععد بععن جععابر الغسععاني ذو التصععانيف الحسععان
والقصائد العجيبة ,وله تسميط للبردة النبوية للمام محمد البوصيري ...وذكر مؤلفات أخرى –
الروض الهتون .57
- 5الروض الهتون .62-61
67
في هذه البيئة عاش أبو عبد الله ابن غازي ,وفي كنععف هععذه
الم الععتي كععانت أول أسععاتذته المععوجهين ,والملقنيععن ,فل غععرو أن
تظهعر عليعه مخايعل النجابعة فعي عهعد مبكعر ,وأن يتنعامى بسعرعة
حرصععه علععى الحفععظ ,والتحصععيل ,والرغبععة فععي لقععاء المشععايخ
للغتراف مععن العلععم بمختلععف فنععونه وشععبه ,ول سععيما مععا يتعلععق
بععالقرءان ,ووراءه فععي هععذا الطععور هععذه الم الععتي "لعلهععا بعععد أن
فجعت بزوجها العالم ,كان ل يرضيها إل أن ترى له خلفععا مععن بنيهععا
تتسلى به عنه ,فكان هو ابنها هذا الععذي لععم تععأل جهععدا فععي تربيتععه
وإعداده لذلك").(1
ولما كان قد غادر مكناسة في السنة النفة الذكر فمعناه أنه
كان قد فرغ من حفظ القرءان والمبادىء الععتي ترتبععط عععادة بهععذا
الحفظ من رسم وضبط وما إلععى ذلععك مععن الوقععف والبتععداء ممععا
سيأتي أنععه تععدرب عليععه مععع بعععض مشععايخه ,والظععاهر أنععه التحععق
بالقرويين بفاس يأخععذ ععن علمائهعا ,ويرتعاد حلقعات المشععايخ فععي
مختلف فروع المعرفة ,كما يظهر أنععه فععي هععذه الثنععاء كععان أيضععا
يتلقى القراءة عن أكبر شيوخه أبي
عبد الله الصغير ,وفي تراجم طائفة من شيوخه بيانععات عععن
بعض ما درسه بالقرويين عقب التحاقه بها).(2
ومن الطريف أننا نجده قععد حصععل علععى بعععض إجععازاته عععن
شيوخه في بعض المتون في فقععه الععبيوع وكععانت الجععازة بهععا بعععد
التحاقه بفاس بما ل يزيعد ععن ثلث سعنوات كمعا قعال مجيعزه بهعا
الشيخ أبو العباس أحمد بن سعيد الحباك :
68
لتاسععع قععرن كععان ذا "وفي أحد مععن بعععد سععتين قععد مضععت
القول سطرا").(1
ويبدو أن المترجم قد انتهى مععن دراسععته بععالقرويين ,وأخععذه
أيضا بجامع الندلس عن شيخه أبي عبد اللععه الصععغير – قبععل وفععاة
هذا الخير سنة – 887كما سيأتي ,-ثم عاد إلى مكناسة فأقام بين
أهله وعشيرته كما قال – زمانا ,وكان قيام الدولة الوطاسية بفاس
سنة – 875كما تقدم – وهو يومئذ في قمة نشاطه العلمي وقععد "
ولي خطابة مكناسة الزيتون ,وتصدر للتدريس بجامعهععا العظععم),(2
فلم تلبث عقارب السعاية أن أخذت تعمل عملها لععدى والععي البلععد
لزحزحته عن تلك الكراسي وما تبوئه من خللها مععن مجععد علمععي,
فكان ما كان مما كنى عنه في البيت الععذي تمثععل بععه آنفععا ,وتطععور
ذلك إلى أن نفععاه الععوالي محمععد بععن أبععي زكريععاء يحيععى بععن عمععر
الوطاسي الملقب بعع "لحلععو" ,وكععان أميععر فععاس حينئذ محمععد بععن
الشيخ بن أبي زكرياء").(3
وقد جاء في خبر ذكره صاحب التحاف أنه لما نحععاه الععوالي
عن مكناسععة خععرج منهععا قاصععدا المشععرق ,ثععم حبسععه أهععل فععاس
عنععدهم") ,(4وكععان ذلععك فععي الحقيقععة بدايععة مجععده العلمععي ودوره
القيادي.
وظائفه التي شغلها إلــى جــانب إمامــة التصــدر
للقراء:
وانتقل لفاس ع كما يقول الكتاني عع واسععتوطن منهعا" حومععة
البلعيدة" سنة ,891وداره بها هي البقعة التي صارت اليوم " زاوية
الطائفة الصادقية").(5
69
وفي هذه الثناء " رشح لخطبة " فاس الجديد" ,ثم للخطابععة
والمامععة بجععامع القروييععن والتععدريس ") ,(1و" تععولى رياسععة العلععم
والفتيا بمدينة فاس ..,وأسندت إليه كراسي تدريس الفقه والعربية
والحساب والفرائض وغيرها").(2
وهكذا أتيح له في فاس أن يقود المسيرة العلميععة بهععا ومععن
خللها في المغرب كله ,فكان أستاذ العصر وقطب رحععا المعععارف,
ومقصد الخاص والعام ,واعععترف لععه بمشععيخة الجماعععة فععي كافععة
العلوم والفنون.
وكانت له إلععى جععانب الحيععاة العلميععة صععلت وثيقععة بالحيععاة
الجتماعية والجهاديععة ,فقععد كععان علععى وعععي بتحركععات الصععليبيين
وأطمعععاعهم السعععتعمارية فععي احتلل الشعععواطئ المغربيعععة بععععد
إجهازهم على الوجود السلمي في الندلس ,فكان يتابع تحركععاتهم
عن كثب ويرصدها عن طريق مرابطته مععن حيععن لخععر فععي بعععض
الثغور "إذ رابط بنفسه مرات عديدة") ,(3وكان مسك الختام لحياته
المليئة بجلئل العمععال خروجععه فععي عسععكر السععلطان محمععد
الوطاسععي) (4فععي محاولععة لسععترداد مدينععة " أصععيل" مععن احتلل
المسيحيين ") ,(5فمرض في أثناء الطريق ,ورجع إلــى فــاس
فوافاه الجل بها إثر صلة الظهر من يوم الربعاء تاسع
جمادى الولى مععن سععنة ,919ودفععن بالكخععادين داخععل مدينععة
فاس بإزاء شيخيه محمد القوري وأبي الفرج الطنجي").(6
مشيخته في القراءات ومروياته فيها :
70
قد يبدو للقارىء أن في تتبع أسماء مشيخة المترجم ما يعععد
من تحصيل الحاصل ,وذلععك بعععد أن سععمى بنفسععه أولئك المشععايخ
وذكر مروياته عنهم في فهرسته المطبوعععة المتداولععة الن ,ونحععن
نطمئن القارىء الكريم إلى أن غرضنا غير غرض المترجم ,إذ ذكععر
هو مشايخه في مروياته بوجه عام ,ونحن سنقتصر منهم على مععن
لهم صلة بعلوم القراءة ممن قرأ عليهم ,أو روى بعض مروياته من
مصنفات الئمة في القراءة عنهم.
هذا بالضافة إلععى أننععا سنسععتدرك بعععض مععن لععم يسععم مععن
شيوخه فيمن أخذ عنهم أو انتفع منهم في الجملة في بعض أحكععام
القععراءة ومسععائل الرسععم والداء كمععا التقطنععا ذلععك مععن مختلععف
المصادر والمظان.
ونحن نتوخى من الهتمام بمشيخته بصفة خاصة التنبيه على
أهم الوسائط التي تصله برجال المدرسة المغربية من أئمة الطععور
الثععاني مععن أطوارهععا ,وذلععك حععتى يكععون القععارئ علععى بينععة مععن
الحلقات العتيدة التي ستتسلسل مععن طريقهععا أسععانيد الشععيخ ابععن
غازي ثم أسانيد المغاربة من بعده من هذه الطريق.
-1أبو إســحاق ابراهيــم بــن محمــد بــن عبــد اللــه الزدى
المعروف بـ "ابراهيم الحاج"
لم يذكره ابن غازي في مشيخته في فهرسععته ,إل أنععه ذكععره
عرضا في مشيخة شيخه أبي عبد الله الصغير وكناه بغير ما ذكرته,
فقال فيمن أدركه الصغير من الشععيوخ المهععرة بمدينععة فععاس " أبععا
الحسن النفاسي وأبا سالم ابراهيم المعروف بالحاج ",قععال" وقععد
شاركته في لقاء هذين الخيرين ,وحضرت مجلسهما).(1
ووفقت في نص إجازة الشيخ ابن غازي التي ضععمنها الشععيخ
محمد بن محمد البوعناني إجازته لبععي عبععد اللععه محمععد الشععرقي
- 1فهرسة ابن غازي .65والنفاسي المذكور هو علي بعن عبعدالرحمن )ت ) (860ألعف سعنة
من الوفايات (256
71
الدلئي – على معلومات مفيدة عن صلة ابراهيم الحاج هذا برجععال
هذه المدرسة.
فقد ذكره الشيخ ابن غازي في سياق حديثه عن مشيخة أبي
عبد الله الصغير فقال:
"ومن شيوخ شععيخنا أبععي عبععد اللععه محمععد الصععغير المععذكور
الشيخ الصالح أبو إسحاق ابراهيم بععن محمععد بععن عبععد اللععه الزدي
المدعو بإبراهيم) (1الحاج ,قرأ عليه في صغره كثيرا ,ثععم قععرأ علععى
شععيخه أبععي الحسععن علععي الععوهري وأبععي العبععاس أحمععد الفيللععي
المذكور ,ثم عاد إلى ابراهيععم الحععاج ,فقععرأ عليععه الفاتحععة بالسععبع,
وأجاز له جميع القرءان العزيز بالسبع ".
ســند أبــي إســحاق ابراهيــم الحــاج :قععال ابععن غععازي:
"وحدثه بذلك عن الشيخ السععتاذ المقععرئ أبععي مهععدي عيسععى بععن
علي المغراوي) ,(2عن شيخ الجماعة أبي عبد اللععه محمععد بععن أبععي
الربيع سليمان بن موسى القيسي بسنده".
وكان الحاج أبو إسحاق المذكور مقدما في إعراب القععرءان,
أخععذه عععن الشععيخ أبععي الحجععاج يوسععف بععن ماجععة) (3مععن سععكان
)(4
"شمتت ,والشيخ الصالح المعععروف بجمععام مععن سععكان "صععالة"
والشيخ أبي عبد اللععه محمععد المعععروف ببيععاز مععن سععكان أصععيل –
فتحها الله تعالى .(5)-
قال ابن غازي" :وقد أدركت الحاج المــذكور وحضــرت
مجلسه ,وسمعت عليه بعض "مــورد الظمــآن") .(6وسععيأتي
ذكر ابن غازي له في مشادة حامية وقعت بين الشيخ وبين تلميععذه
72
أبي عبد الله الصغير في بعض الخلفيات فععي الرسععم ,تععدخل فيهععا
ابن غازي منتصرا لهذا الخير.
-2أبو العباس أحمد المصمودي ثم الفاسي.
لععم أقععف لععه علععى ترجمععة ,إل أن يكععون هععو المععراد بععع "
المصيمدي" في قول الشيخ أحمد زروق في "كناشته" في ترجمععة
الشيخ سليمان الورنيدي المعروف بععع" أبععي يعربيععن" مععن أصععحاب
أبي عبععد اللععه الصععغير "" :تععوفي سععنة -92يعنععي وثمانمععائة -بعععد
الستاذ المصيمدي").(1
ولم يذكر ابن غازي قراءته عليه في فهرسته,وإنما اسععتفدت
ذلك من فقرة نقلها كل من أبي زيد بن القاضععي وصععاحبه مسعععود
جموع في باب المد من شرحيهما على " الدرر اللوامععع" عنععد ذكععر
الخلف في المنفصل فقال ":وقال المام ابن غازي ":وأما شععيوخنا
الذين أخذنا عنهم قراءة بدينععة فععاس ,فععأقرأني أبععو العبععاس أحمععد
المصمودي بالمد ,وكان يرجععح المععد ,وأسععتاذنا المعععروف بالتجويععد
سيدي محمد الصغير فكان يأخذ في المحععراب بالمععد ,وقععد بععاحثته
في ذلك بحثا شديدا ,فقال لي :قرأت على الوهري بالمععد ,وقععرأت
على سيدي أحمد الفيللي بالقصععر ,أو بععالعكس ,وكععان يميععل إلععى
المد ").(2
ويظهر مععن موضععوع الخلف أن ابععن غععازي ربمععا قععرأ عليععه
بروايععة فععالون ,لن الخلفععة فععي مععد المنفصععل بالزيععادة التمكيععن
لحرف المد معروف عن نافع من رواية فالون بخلف عنه ,كما أنععه
ثابت عن الدوري عن أبي عمرو.
-3أبــو الحســن علــي بــن منــون الشــريف الحســني
المكناسي).(3
- 1نيل البتهاج بهامش الديباج المذهب .122
- 2الفجر الساطع )باب المد( و"الروض الجامع" )باب المد( أيضا.
- 3رفع ابن زيدان نسبه في التحععاف 5/451فقععال ":علععي أبععو الحسععن ابععن الفقيعه السععتاذ
المدرس محمد بن علي دعي منون الحسني المكناسي النشأة والدار والقبار".
73
هو من شيوخه الولين فععي مكناسععة ,وقععد تقععدم ذكععره فععي
أصحاب أبي وكيل مولى الفخار وأبي زيععد الجععادري ,قععد شععاركهما
أيضا في أستاذهما أبي عبد الله الفخاري.
ذكره ابن غازي فععي مشععيخته فععي فهرسععته وقععال" :ومنهععم
الشيخ الستاذ النبيل الذكي أبو الحسععن علععي بععن منععون الشععريف
الحسني المكناسي الدار" ,ثم ذكر مروياته عنه وقراءته فقال:
"قــرأت عليــه بهــا القــرءان العزيــز ختمــات كــثيرة,
وتمرنت عليه في الفرائض والوثــائق ,وإعــراب القــرءان
وأوقافه ,واستفدت منه كثيرا").(1
وقال في إجازته – النفة الععذكر" :-وقــد قــرأت القــرءان
العزيز بمدينة مكناسة – حرسها اللـه تعـالى-قبـل لقائنـا
شيخنا أبا عبد الله محمد الصغير المذكور ختمــات عديــدة
على الشيخ الشريف الستاذ أبي الحسن علي بن محمــد
بن منون الشريف الحسني ,حسبما جوده على الشيخين
الستاذين أبي عبد الله محمد الفخار السماتي المــذكور,
وأبي يعقوب يوسف بن مبخوت) (2المذكور ,وهذا سند عال –
والحمد لله ساويت فيه شيخنا أبععا عبععد اللععه الصععغير المععذكور مععن
وجه ,وساويت بعض شيوخه من وجه").(3
وقد أرخ لشيخه هذا فقال ":ولد رحمه الله فيما يغلب علععى
ظني سنة 90من القرن الذي قبل هذا القرن ,ومات بعد السبعين
من هذا القعرن ,ودفعن بأرضعه خعارج "بعاب القورجعة" أحعد أبعواب
مكناسة جدد الله عليه رحمته").(4
- 1فهرسة ابن غازي .85
- 2صحف في التحاف 5/452وفي غيره إلى "منحوت" بنون وحاء مهملة ,وقد تقدم أنه كان
أستاذ البلد الجديد )فاس الجديد( ,وأنه من طبقععة أبععي عبععدالله القيسععي وربمععا شععاركه فععي
شيوخه.
- 3إجازة ابن غازي ضمن إجازة البوعناني للشرقي م خ ح رقم .9977
- 4فهرسة ابن غازي .86-85وقد تحعرف نسعب المععترجم فععي الجعذوة 2/491ترجمعة 556
فجاء باسم "علي ابن هارون...ثم ذكر مشيخته ووفاته بمكناسة بعععد السععبعين وثمانمععائة كمععا
ذكر ذلك ابن غازي سواء .وقد اغتر بذلك ابن زيدان في التحاف 452-5/451فذكر أول علي
74
-4أبــو الفــرج محمــد بــن محمــد بــن موســى بــن أحمــد
الطنجي )ت (993
ترجععم لععه فععي شععيوخه بالفهرسععة ,وذكععر أنععه جالسععه كععثيرا
للمذاكرة ,قال":واجتمعنا بجامع القرويين-عمره اللععه تعععالى -علععى
قراءة صحيح البخاري حتى ختمناه ...ثم ذكر مرويات كععثيرة رواهععا
عنه في الحديث وغيره ,وأنه فرغ من قراءة ذلععك كلععه بفععاس فععي
العشر الول من المحرم فاتح عام 876هع وأجاز له جميع ذلك فععي
أسانيده المتقدمة كلها").(1
ولم يذكر ابن غازي قراءته لشيء من القراءة عليه ,وسيأتي
في بعض تحقيقاته في مسائل الداء قوله " :وقععرأت علععى الشععيخ
المحقق الورع الصلح المتفنن سيدي أبي الفععرج الطنجععي – رحمععه
الله -بالقصر ,وكان يأخذ به في المحراب").(2
ولعل قراءته على هذا الشيخ كانت بعد وفاة الشيخ أبي عبععد
الله الصغير ,إذ ذكر ابن القاضي في ترجمععة الصععغير المععذكور أنععه
"ولي بعده أبو الفرج الطنجي") (3يعني إمامة جامع الندلس بفاس.
-5أبو عبد اللــه الصــغير النيجــي – نســبة إلــى بلد نيجــة
حيث ولد كما سيأتي.
هو عمدته في علم القراءات ,وبه صدر قائمععة مشععيخته فععي
فهرسته فقال :
"فمنهم المام العالم العلم العلمة الشععهير الخطيععر الكععبير,
وحيد دهره ,وفريععد أهعل عصعره ,سعيدي أبعو عبعد اللعه محمععد بعن
الحسين بن محمد بن حمامة الوربي النيجي الشععهير بعع الصععغير...
ثم قال عن صفاته ومكانته ":ما رأت عيناي قط مثله خلفععا وخلفععا
بن منون ,ثم أتبعه بعلي بن هارون على أنهما رجلن ,لكنه جععل وفعاة ابعن منعون عععام ,854
ووفاة ابن هارون بعد 870مع اتحاد مشيختهما.
- 1فهرسة ابن غازي .121
- 2تنبيهات ومسائل مقيدة عن ابن غازي وقفت عليها في مجموع عتيق بآسفي.
- 3لقط الفرائد )ألف سنة من الوفيات .(268
75
وإنصافا ,وحرسا على العلم ورغبة في نشره واجتهععادا فععي طلبععه,
وإدمانا لتلوة التنزيل العزيز وحسن نغمععة بقراءتععه ...,وتبحععرا فععي
القراءات وأحكامها ,وبلغ في علم النحو مبلغا لم يصل إليه أحد من
أترابه ول من أشياخه ,مع المشعاركة فعي سععائر العلعوم الشععرعية,
وحسن الدراك وقوة الفهم ,وحب الخير لجميع المسلمين.
حنثت يمينك يا زمعععان حلععف الزمععان ليععأتين
فكفر بمثععله
مروياته عنه :ثم قال في ذكر ما أخذه عنه :
"لزمته – رحمه الله -كثيرا وقرأت عليه القرءان العزيز ثلت
ختمات آخرها للقععراءة السععبع علععى طريععق الحععافظي أبععي عمععرو
الداني ,وحدثني بذلك عن شيخيه:
-1أبي العبــاس أحمــد بــن عبــد اللــه بــن محمــد بــن أبــي
موسى الشهير بالفللي.
-2وأبــي الحســن علــي بــن أحمــد الورتنــاجي الشــهير
بالوهري.
"وأسععانيدهما فععي الربععع روايععات) (1مسععطورة فععي الجععازة
القرآنية التي بأيدينا فل نطول بجلبها هنا").(2
ويظهر أن إجععازة الشععيخ لععه كععانت معروفععة متداولععة بأيععدي
تلميذته كما كان يعععبر عععن ذلععك فععي قععوله "بأيععدي الصععحاب"),(3
فكان يحيل عليها ول يحتاج – كما قال – إلى جلبها.
ولما كانت هذه الجازة تعتبر اليوم فععي حكععم الضععائعة ,إذ ل
أعلم لها وجععودا بكيفيععة مسععتقلة ,رأيععت أن أعععود فععي شععأنها إلععى
"إجازة البوعناني لتلميذه أبي عبد الله محمععد الشععرقي" لسععتخرج
منها ما يهمنا هنا عن أساتذة أبي عبد الله الصغير الذين كان يسععند
-في الفهرسة "في الربع رواية" 1
76
القراءة من طرقهم ,وذلك بالقدر الذي يساعدنا على وصععل رجععال
هذه المدرسة بالمدرسة الععتي سععبقتها أو – علععى الصععح مجموعععة
المدارس – كما يساعدنا أيضا في الباب التععالي عنععد الحععديث عععن
"الطرق المغربية في قراءة نافع وأهم محاورها وشعبها".
-1فأول من أسند عنــه فــي هــذه الجــازة "الفقيــه
الستاذ المقرئ المحقق الخطيب أبــو الحســن علــي بــن
أحمد الورتناجي الشهير بالوهري ,وقــد أســند القــراءات
السبعة من طريقه.
-2ثــم ثــاني شــيوخه فــي الجــازة " الشــيخ الفقيــه
الستاذ أبو العباس أحمد بن عبد الله بن محمــد بــن أبــي
موسى الفيللي ,قــرأ عليــه القــرءان العزيــز بــالقراءات
السبع من فاتحته إلى قوله تعــالى"ولقــد آتينــا ابراهيــم
رشده") ,(1حدثه بذلك عن الشــيخ الفقيــه أبــي عبــد اللــه
محمد بن عبد الله بن عبد الرحمان بن ابراهيم السماتي
الشهير بالفخار ,وعن موله أبي وكيل ميمون المصمودي...
-3وثالث شيخ مذكور فيها هــو "الشــيخ الصــالح أبــو
إسحاق ابراهيم بن محمــد بــن عبــد اللــه الزدي المــدعو
بابراهيم الحاج ..كما تقدم ,وحدثه بذلك عن الشيخ السععتاذ المقععرأ
أبي مهدي عيسى بن علي المغراوي عععن شععيخ الجماعععة القيسععي
بسنده.
-4ورابع شيخ أخذ عنه الصــغير وذكــره فــي الجــازة
"الشيخ الحافظ المجود أبو علي الحســن الســيتاني ابــن
)(2
أخي يوسف يعقوب السيتاني – شارح رجز التلمساني-
77
"أخععذ التجويععد إتقانععا وتحقيقععا عععن الشععيخ أبععي يوسععف يعقععوب
الحلفاوي) (3عن شيخه أبي أبي عبد الله محمععد القيسععي المععذكور,
والفقيه أبي يوسف يعقوب بن مبخوت أستاذ البلد الجديد".
وقد ذكر الشيخ ابن غازي بعد .يذكر قراءته على الستاذ أبي
الحسن بن منون –النف الذكر -وذكععر السععند العععالي الععذي حصععل
عليه من طريقه ,إل أنه قال ":ولكن ل معدل لسند شيخنا أبي عبععد
الله الصغير المععذكور ,وإن كععان أنععزل لمععا اسععتأثر بععه مععن خصععال
الكمال والمراتب المفيدة المنال".
ثم قال ابن غازي" :فمن جهتععه أسععمي بعععض وجععوه سععندي
المتصل إلععى رسععول اللععه – صععلى اللععه عليععه وسععلم -تيمنععا بععذلك
وسععلوكا لحسععن المسععالك وتفخيمععا للععدخول فععي ظععل رايععة هععذا
المقام العلي ,وتطفل على أهل هععذا المقععام السععني ,وأعتمععد مععن
ذلك ما انتفاه سيدي أحمد بن موسى الفيللي المذكور ,من طريق
أبي العباس أحمد بن نفيس المقرأ ,محتجا بأنه أقرب الطععرق إليععه
تلوة غير متخللة بالجازة الساذجة " ,ثم ساق السند بروايععة ورش
على نحو ما ساقه بها ابن غازي في فهرسته).(1
وقد أفادنا في فهرسته خاصة بجملة ما رواه عنه وقال :
"ثم الذي أخذته عنه من فنون العلم نوعان :نععوع أجععازه لععي
معينا مسندا ,ونوع تفقهت فيه بين يديه بقراءتععي أو بقععراءة غيععري
تتناوله إجازته لي العامة ,غير أن بعضه ماله فيععه روايععة ...ثععم بعععد
تفصيل تلك النواع وتقسيمها إلععى ثلث أضععرب أخععذ فععي تفصععيلها
بأسانيده فيها ,فذكر من ذلك:
-1حرز الماني للمشاطبي قال:
"عرضته عليه عرضععا جيععدا مععن صععدري فععي مجلععس واحععد,
وباحثته بطول المدة في كثير من دقائقه ,وسمعته يقرر كععثيرا مععن
-تقدم في شراح الدرر اللوامع ,كما ذكرناه في الرواة عن أبي عبدالله القيسي. 3
78
نكته ،وحدثني به عن أبي الحسن الوهري ,عن الستاذ المحقق أبي
وكيل ميمون بن مساعد المصمودي مولى الشيخ السععتاذ المقععرئ
أبي عبدالله محمععد بععن عبععد اللععه السععماتي الشععهير بالفخععار ,عععن
الشيخ المقرئ المحدث المعمر ملحععق الحفععاد بالجععداد أبععي عبععد
الله محمد بن عمر اللخمي صهر الفقيه أبي الحسن الصغير) ,(1عن
شععيخ الجماعععة أبععي الحسععن بععن سععليمان القرطععبي نزيععل فععاس
النصاري عن الشيخ الراوية أبي علي الحسين بن عبععد العزيععز بععن
أبي الحوص) (2القرسشي الفهري.
وعن الشيخ القاضي الناقد أبي جعفر بن ابراهيععم بععن الزبيععر
العاصمي التفقي ,عن كمععال الععدين أبععي الحسعن بععن شععجاع ,ععن
ناظمه أبي القاسم بن فيره".
قال ابن غازي ":وحدثني به أيضا عن الوهري عن أبي وكيل
ميمون عن ابن عمر ,عن أبي عمران موسى بععن محمععد المرسععي
الشهير بابن حدادة) (3عن ابن الزبير عععن ابععن شععجاع الضععرير عععن
الناظم.
ثم دخل سندين آخرين ينتهيان إلى الشاطبي).(4
- 1كذا ,والمشهور بمصاهرة أبي الحسن الصغير هو أبو الحسن بن سععليمان التععي بعععده كمععا
تقدم – ول أدري وجه ما ذكره لوفاة أبي الحسعن الصععغير مبكعرا فععي آخععر العقعد الثعاني معن
المائة السابعة سنة 719هع ,وقد جاء في ترجمته في الجذوة 2/472ترجمة 521ذكر صععهره
علي بن سليمان.
- 2هذا هو الترتيب الصحيح في اسمه ونسبه وكنيته ,بخلف ما جاء في فهرسة ابن غععازي 38
من قوله "عن أبي الحسن علي بن عبدالغني وعن ابن أبي الحوص القرشععي" ,فهععذا تخليععط
وخبط ل معنى له ,وهو ولشك من النساخ ,وقد وقععع فععي ذلععك تمامععا بععاللفظ نفسعه صععاحب
"ثبت أبي جعفر أحمد بن علي البلوي فيما أثبته من إجازة ابن غازي بما في فهرسته الملحقة
بالثبت ص ,464ولعل ذلك من المحقق حيث نقل ما في ثبت البلوي بعد أن عدل لفظه على
ما في فهرسة ابن غازي وغاية النهاية .1/32
- 3صحف في فهرسة ابن غازي بع"ابن جرادة" كما تقععدم ,والصععحيح أنععه بالحععاء والععدال كمععا
ترجمنا له في أصحاب أبي الحسن بن سليمان.
- 4فهرسة ابن غازي .40-39
79
-2كتاب التيسير في القراءات السبع للحــافظ أبــي
عمرو الداني.
قال ابن غازي ":عرضت عليه صدرا منه ,وأجاز لي جميعععه,
وحدثني به عن أبي الحسععن الععوهري عععن أبععي وكيععل ميمععون عععن
الشيخ أبي عبد الله بن عمر عن الشيخ أبي العبععاس الععزواوي عععن
الشيخ الستاذ الخطيب أبي العباس الغافقي) (1عععن أبععي عبععد اللععه
بن مشليون ,عن القاضي أبي بكر بن أحمد بن أبي جمرة عن أبيععه
عن المصنف ".
ثم ذكععر السععند بععه مععن طريععق أخععرى تنتهععي إلععى أبععي داود
سليمان بن نجاح وأبي عبد الله الخععولني كلهمععا عععن مععؤلفه أبععي
عمرو الداني ").(2
-3الدرر اللوامع في أصل مقــرأ المــام نــافع لبــي
الحسن بن بري.
قال ابن غازي ":عرضتها عليه من صدري في مجلععس واحععد
بعدما قرأناها عليه قراءة تحقيق وتدقيق واستكثار بنقول أئمة هععذا
الشأن متقدميهم ومتعأخريهم ,وقيعدت عنعه عليهعا نكثعا تلقاهعا معن
شيوخه ,ومباحث من بنيات فكره لم يسبق إليها غيره ,ول ألععم بهععا
أحد من شارحيها ,فلو كانت لي همة باعثة الن لجمعتها فععي كتععاب
لم ينسج على منواله".
"وحدثني بها عن أبي الحسن الوهري ,عن أبي وكيل ميمون,
عن الشيخ المقرأ الضابط أبي عبععد اللععه محمععد الشععهير بعالزيتوني
عن ناظمها".
"وحدثني بها أيضا عن أبي عبد الله السلوي عن أبععي شععامل
الشمني قال:أخبرنععا بهعا الشععيخ الصععالح أبععو عبععد اللععه الماغوسععي
- 1كذا في الفهرسة في كنيته ,والصواب أبو إسحاق الغافقي وهو ابراهيم بن أحمد بن عيسى
الغافقي الشبيلي القاضي نزيل سبتة وشيخ النحاة والقراء بها ,ترجمنععا لععه فععي أصعحاب أبععي
الحسين بن أبي الربيع في المتصدرين من مشيخة القراء بسبتة.
- 2فهرسة ابن غازي .41-40
80
السلوي بقراءتي عليه بالسكندرية ,أخبرنا أبو عبد اللععه محمععد بععن
شعيب بن عبد الواحد بن بحجاج المجاصي ,بقراءتععي عليععه بمدينععة
تازة ,أخبرنا ناظمها").(1
81
-4مورد الظمآن وذيله في الضــبط لبــي عبــد اللــه
الخراز.
قال ابن غازي ":عرضععتهما عليععه مععن صععدري ,وبععاحثته فععي
مشكلتهما ,وحدثني بهما عن شيخه أبي الحسن الععوهري عععن أبععي
وكيل ميمون ,ولم يذكر لي سند أبي وكيل فيهما".
-5شرح الصغير على مورد الظمآن.
"وأما شرحه على مورد الظمآن فتتناوله إجازته لععي العامععة,
وقد ذكر لي – رحمععه اللععه تعععالى -أنععه لععم يشععدد لععه زيمععه ,وإنمععا
اختصععره مععن شععرح أبععي محمععد بععن أجطععا مععن غيععر تأمععل فععي
الغالب").(1
-6ثم ذكر مؤلفات أخرى رواها عن الصغير عن الوهري عن
ميمون مولى الفخار ,وهي:
"رجز أبــي زكريــاء الهــوزني فــي مخــارج الحــروف
وصفاتها).(2
-7تأليف الستاذ أبي وكيل ميمون كالتحفة والدرة
والمورد الروي في نقط المصحف العلي ,وقصائده التي
خاطب بها أهل مالقة وغيرها ,قال :حدثني بها بعد مباحثتي له فععي
بعض مشكلتها عن أبي الحسن = الوهري عن أبي وكيععل ميمععون,
تغمد الله الجميع برحمته".
-8القناع فــي القــراءات الســبع لبــي جعفــر ابــن
الباذش.
-9كتاب الهداية في القراءات السبع لبي العبــاس
أحمد بن عمار المهدوي.
82
وقد أسععند عنععه هععذين الخيريععن مععن طريععق أبععي عبععد اللععه
السلوي إلى مؤلفيهما).(1
وقد أسند عنه في فهرسععته عععددا كععبيرا مععن كتععب الحععديث
وغيرها يمكن الرجوع إليه فيها).(2
وذكر في النوع الثاني مما أخذه عنه ملزمتعه لعه سعنين فعي
تفسععير القععرءان العزيععز والمصععادر الععتي كععان ينقععل عنهععا فيععه,
قال":ولزمت كععذلك مجلععس تجويععده الممععزوج بععالعراب والبيععان
والتفسير وأحكام القراءات وتوجيهها".
ثم ذكر ملزمته لمجلس إقراءه للفية ابعن مالععك فعي النحععو
وما أخذه عنه من المتون في ذلك ,وشععرح أبععي شععامة علععى حععرز
المان وغير ذلك وختم بذكر من أدركهم من الشيوخ المهرة بمدينة
فاس وبعض فوائده وإنشاداته التي اسععتفادها منععه ,ثععم ذكععر تاريععخ
ولدته ووفاته فقال:
"حععدثني – رحمععه اللععه تعععالى -أنععه ولععد بععالحمري مععن بلد
"نيجة") (3بطن من اثني عشر بطنا من أوربة عام ثلثععة وثمانمععائة,
وتوفي رحمه الله تعالى – بمدينة فاس ليلة الجمعععة السععادس مععن
شعبان عام سععبعة وثمععانين وثمانمععائة )(887هععع ,ودفععن بهععا علععى
مقربة من قبر ولي الله تعالى الشيخ أبي زيععد الهزميععري بععرد اللععه
ضريحه").(4
تلك أقباس من ترجمة أبي عبد اللععه الصععغير اقتبسععناها مععن
تعريف صاحبه به بطليعة من ترجم لهم في فهرسته ,ولقععد اقتصععر
فيها على ذكر ما أفاده منه دون أن يلععم ولععو إلمامععة يسععيرة بععذكر
الذين شاركوه في الفادة منععه ,ولععو كععان قععد أطععال النفععس فيمععا
83
ذكره لفادنا وأفاد التاريخ العلمي لهذه المدرسة فععوائد ل تقععدر ,إل
أنه للسععف لععم يفعععل ,ولعلععه إنمععا كتععب مععا كتععب باسععتعجال تبعععا
للباعث الذي حركه إلى كتابة فهرسته ,وهو – كما جععاء فععي أولهععا-
الطلب الذي تقدم به إليه طائفة من أعلم مدينة تلمسان).(1
ول يفوتنا نحن هنا أن نذكر أسماء طائفة ممن أفادوا من هذا
الشيخ الجليل وشاركوا ابن غازي في الروايععة عنععه ,وبعضععهم روى
عنه وعن الشيخ معاكما سيمر بنععا فععي تراجععم رجععال مدرسععة ابععن
غازي عن قريب .وقد أجمل الشيخ أبو العباس المنجور أسماء مععن
أخذوا القراءات السبع كاملة على الصغير فقال:
"ويذكر عن الستاذ الصغير هذا أنه ختم عليه ثلثمععائة مسععبع
– أي قرؤوا عليه القععرءان بععالقراءات السععبع - -قععال -وهععذه بركععة
عظيمة قل أن توجد لغيره").(2
بعض الخذين عن الصغير من مشيخة القراءات:
-1أبو العبــاس أحمــد بــن محمــد بــن يوســف الصــنهاجي
الشهير بالدقون )ت (921
وسيأتي في أصحاب ابن ابن غازي.
-2أبو عبــد اللـه محمـد بـن أبـي جمعـة الهبطـي صــاحب
"تقييد الوقف" ,أخذ عنه وعن ابن غازي وسيأتي.
-3أبو داوود سليمان بــن عبــد اللــه الورنيــدي اليزناســي
المعروف بـ "بويعروبين".
)(3
ذكره في درة الحجال وصفه بع "أستاذ المقععرئ المحقععق"
وبنحو ذلك وصفه في "جذوة القتباس") (4ووصفه في نيل البتهععاج
بع"الشيخ العالم النحوي" ,وقال":أخذ عن السععتاذ الصععغير ,وتقععدم
84
في النحو والقراءات ,وتصدر لقراهما ,أخذ عنه موسى الزواوي),(1
وتوفي حادي عشر شعبان عام ."891
قال":وقععال الشععيخ زروق فععي كناشععته":السععتاذ أبععو الربيععع
عرف بع"ابن يعربين") (2أحد نجباء تلمععذة السععتاذ الصععغير ,جلس
مجلسه بعده لفادة الداء في السبع ,وانتفععع بععه ,كععان قيمععا
على ما هو به ,توفي سنة 92بعد الستاذ المصيمدي").(3
وقد استفاد منه ابن غازي نفسه في تحقيق بعــض
مسائل الداء كما سيأتي.
-4أبــو العبــاس أحمــد بــن أحمــد بــن محمــد بــن عيســى
البرنســي الفاســي الشــهير بـــ"زروق" الفقيــه المــام
صاحب المؤلفعات في الفقععه وغيععره ) ,(899-846ذكععره صععاحب
الجذوة وأفاض في ذكر مشيخته ومؤلفاته).(4
وقال ابن مريم فععي"البسععتان":قععرأ القععرءان علععى جماعععة,
منهم القوري والزرهوني -وكان رجل صالحا -والمجاصععي ,والسععتاذ
الصغير ,كل ذلك بقراءة نافع").(5
-5أحمد بن عمران السلســي الفقيــه الســتاذ .قععال فععي
الجذوة:
"أخذ بفاس عن الستاذ أبي عبد الله الصغير النيجععي ,تععوفي
بعد .(6)"930
- 1هو موسى بن سعيد الحافظ الزواوي .قال فععي الجععذوة "السععتاذ المقععرئ بفععاس الشععهير
بالزواوي ,أخذ عن عيسععى بعن أحمعد الماواسععي ,تعوفي سعنة "923جعذوة القتبععاس 1/347
ترجمة .369وجاء ذكره في إجازة البوعناني للشرقي الدلئي فذكر أخععذه للقععراءة عععن أبععي
مهدي عيسى بن أحمد المواسي عن شيخه الستاذ أبي الحسن الوهري ...ورفعع السعند ,فهعو
إذن يروي عن طرق تلتقي مع طرق الصغير.
- 2كذا في نيل "البتهاج" وقد تكررت فيه مرارا بهذا اللفظ في عدة تراجم.
- 3نيل البتهاج .122
- 4جذوة القتباس 130-1/128ترجمة .66
- 5البستان في ذكر الولياء والعلماء بتلمسان لمحمد بن محمد ابن مريم المديوني .45
- 6جذوة القتباس 1/157ترجمة .106
85
-6أبو الفرج محمد بــن محمــد بـن موســى الطنجــي ثــم
الفاسي ,وهو من شيوخ ابن غازي كما تقدم – ذكر فععي "فهععرس
المنجور" أخذه عن الصغير وغيره ,وتبعه في "نيل البتهععاج" ,وذكععر
وفاته سنة .(1)"893
-7أحمد بن الحاج أبو العباس الزجنـي الســتاذ المــوقت
الفلكــي :ذكععره المنجععور فععي ترجمتععه ولععده محمععد الصععغير
وقال":كان والده هذا ممن جمععع القععرءان بععالقراءات السععبع علععى
الستاذ الصغير ,ثم أولع بعلم الفلك").(2
-8ابراهيم بن عبد الجبار بن أحمد الورتدغيري الشريف
الرحالة المحدث الناظم الناثر.
ذكره بهذه التحليات في"الجذوة" وذكععر أخععذه بمدينععة فععاس
عن الستاذ الصغير وعن الشيخ ابن غازي وغيرهما ..ثم ذكر وفععاته
ببلد السودان بعد التسع مائة").(3
-9يحيى بن عبد الله بن بكار المحمدي ,.وصععفه فععي "درة
الحجال" بع"الولي الصالح" ,وذكر أخععذه ععن الصععغير ,وقععال فعي "
"الجذوة"":الستاذ القارئ لكتاب الله تعالى ,أخذ عن أبي عبد اللععه
الصغير ,من سكان مدينة فاس ,توفي سنة .(4)"956
-10أبو محمد علي بن عبد الجبار الصحيني النفزي ذكره
ابن القاضي في "الفجر الساطع" عنععد ذكععر "مالععك ل تأمننععا" ومععا
قيل في إخفاء نونها الولى أو إدغامها في الثانية مع الشمام ,وذكر
لععه أرجععوزة فععي ذلععك أرى أن أسععوقها بتمامهععا باعتبارهععا نمععوذج
للمستوى العلمي والداء عند رجال المدرسععة ,وقععد صععدر لهععا ابععن
القاضي بعد ذكره لقصيدة أخرى في موضععوعها بقععوله":ولبعضععهم
86
)(1
هذا الجواب ,ويعزى للشيخ الستاذ سععيدي علععي بععن عبععد الجبععار
الصحيني رحمه الله..
على النعععععبي سيد من بعد حمعععد الله
السعععععادات والصععععلة
ما لح نجم في دجععععى وآلعععه وصحبعععه
الظععععلم العععععععلم
قد قعععال فععععيه كل من عن نععون "تأمن"
تقعععدما سألتعععني وما
)(2
وحعععوز بع"مكة الغرب" وما الذي اشتععهر عند
فعععاس الععععناس
ما قال أهل العلم فيه فهعاك إن كنت عن العلععم
والعمععععععل تسعل
للسبعععععة القعععععرا بل فجعععلهم يرويه
امععععتراء بالخفعععععععععاء
سعععععادتنا وهو الذي عليه أحبار
المعلمعععععععععون للدا الهععععدى
)(3
إمام قطر الغرب كشيخنا "الصعععععغير"
)(4
و"المتععععتوري" المبرور
ممن روى عنهم فعععععخد وجل من مضى من
نظعععامي العععععععلم
وسععععيدي الفخعععععار كسيدي الفعععععيللي
والقيعععسي والوهععري
- 1هذا اسمه في "الفجر الساطع" وفي "الروض الجامع" لمسعود جموع ,وزاد الخيععر فقععال:
"ومن قصيدة الشيخ الستاذ المحقق أبي محمد علي الجيار رحمه الله" ,هكععذا بزيععادة الكنيععة
وإسقاط لفظي )بن عبد( ,وهو موافق لما وجدته في نسختين من "الفجر الساطع" لكن هكذا
)علي بن الجيار( – وفي إحداهما بالباء ,ورأيت الستاذ سعيد أعععراب قععد أثبععت اسععمه ونسععبه
هكذا "أبو محمد بن عبدالجبار الصحيني" – القراء والقراءات بعالمغرب 63وكعذا 83وسععنأتي
على جلية ذلك.
- 2يعني مدينة فاس.
- 3يعني شارح "الدرر اللوامع".
- 4يذكر لقبه بالتصغير والتكبير.
87
إمامنا المععععععععروف وهو الصح من طريق
بالتقعععععان العععععداني
أخف وفكععععععك أول من وقال أيضا صاحب
)(1
ثععععان "الماني"
أخعععععذه له أولعععععو – وقال في الفعععرش
)(2
الداء- :وبالخفععععاء
إمام ذا الععععععععععبر وداك أبو الحععععععسن أعني به
الععععبر ابن بري
أئمة في نقعععععععععععلهم فعععععععهؤلء كلهععععععم
ثععععععقات سادات
إن كععععععنت باحثععععا عن وهاك أيضا صفة
الداء الخععععععععفاء
أن تسرع النطعععق فصفة الخعععفاء عند
بالختعععععلس النعععععاس
كذا حكى الدانععععي عن بضمة النعععون بل
السلف إجحععععععاف
عند المصعععععدرين فهذه حقعععععععععيقة
للقعععععععععراء الخعععععفاء
رواه بعضععععععهم مع في نعععون "تامنا",
الشمععععععام وبالدغععععام
أين مععععععحله من لكن صار الخلف في
الدغعععععععام؟ الشععععمان
وهو الذي يسعععهل عند قال أناس :بعد
التععععالي الستكمعععععال
وذا في الستعمععععععال – وقال قععوم :قبععععععله
قل -عسير يععععععشير
88
فهذه ثلثعععععععععععععة ل وبعد بعض الدغعععم أيضا
تنععععكر يعسر
قوم ,فل أخفععععععا ول وقد روى الظهار
أشمامعععا والدغععععععاما
كذا روينعععا عن دوي وذان للعععععععععشذوذ
التقعععععان ينسععععبان
والول المشهععور عنهم هذا جمعععيع ما رواه
فاعلعععععما العلعععععما
سليل كل جهبذ سعععععما فخذ به واعععمل عليه
علعععععم والتعععععزم
يخبععععط عشععععععوة ول واترك سبععععيل جاهعععععل
تلععععععمه ودعه
ترتكب الجهععل مع ول تكن كقععععععراء
)(1
العنعععععععاد البععععوادي
الخفا وصععععرت عندهم لنهععععععم قد أنكععععععروا
بدععععيا عليا
إن الذي قلععععت لنا وجاحدو بجعععععهلهم
مععععععععحال وقعععععالوا
وإنما هععععععم أغععععععبيا ليس لهم علم ول
فخععوخ شعععععععععيوخ
بغربنا ,والعلععععم عنه يا عجبا لهم فكيف
)(1
حعععععادوا؟ سععععادوا
أئعععععمة بالعععععرأي وصاروا في النظار عند
)(2
والقعععععياس الناس
نظمعععععته للطعععععالب قد انتهى جععععواب ذا
- 1ورد البيت عند سعيد أعراب بلفظ "ول تكن كنفر البوادي ترتكب الجهل مع العباد"
- 1عند سعيد أعراب "يا عجبا منهم كيف سادوا" ,وقعد ذكعر منهعا سعتة أبيعات فقعط – القعراء
والقراءات .63
- 2عند أعراب "في القطار".
89
اللبعععععيب الغععريب
90
القراءة من طرقه ,وسيكون لنا معهم لقاءات أخرى في تحقيقععات
ابن ابن غازي وتحريراته لمسائله واختياراته.
-6أبو عبد الله بن محمـد بـن أبـي القاسـم محمـد بـن
يحيى بن أحمد بن محمــد النفــزي الحميــري الشــهير
بالسراج.
أما شيخ أبي عبععد اللععه بععن غععازي فععي المصععنفات والمتععون
المنظومععة فععي القععراءة وعلومهععا ممععا كععان يمثععل ثقافععة الطلب
وعمدتهم في التععدريس ,فهععو الشععيخ أبععو عبععد اللععه حفيععد الراويععة
الكبير أبي زكياء السراج صاحب الفهرسععة الحافلععة الشععهيرة الععتي
أفدنا منها كثيرا في تراجم المشايخ ومعرفععة الكععثير مععن الروايععات
والمرويات.
ولم يتعرض ابن غازي لشيوخ أبي عبعد اللعه ,وإنمعا ذكعر أنعه
"كانت له رواية عن أبيه عن جععده الشععيخ الراويععة المكععثر الحععافظ
المسند الكمل أبي زكريا ,المذكور ..ثم ذكر أنه –أي أبا عبععد اللععه-
أجاز له جميع ما رواه من ذلك بفعاس آخر ربيع الثاني عام 876هع.
قال ":وناولني –رحمه الله تعالى -فهرسة جده ,وأجاز لي جميع مععا
انطوت عليه بعد أن قرأت عليه بعضها ,وحدثني بذلك عن أبيه عععن
جده صاحبها ,وذلك = ب مدينة فععاس المحروسععة ,وهععا أنععا أرسععم
في هذا الثبت كل ما فيها من الكتععب مكتفيععا فععي سععند كععل كتععاب
منها بطريق واحد ,واصل بحكم الجععازة المععذكورة اسععمي بأسععماء
رجالها ,تعلقا بأذيالهم ,وتشبها بأحوالهم".
وهذه أسماء المصنفات في القراءات وعلومها مما رواه في
هذه القائمة أكتفي بعذكرها دون أسعانيده فيهعا إلعى المعؤلفين ,لن
كثيرا منها قد وقعع التنععبيه عليععه فعي مناسععبات سععابقة فعي أبععواب
وفصول تقدمت ..
91
-1التيسير لبي عمرو عثمان بن سعيد الداني.
-2الدر النثير والعذب النمير في شرح التيسععير لبععي محمععد
عبد الواحد بن محمد بن علي بن أبي السداد.
-3التبصععرة فععي القععراءات السععبع لمكععي بععن أبععي طععالب
القيسي القيرواني.
-4الكافي فععي القععراءات السععبع لبعي عبععد اللععه محمععد بععن
شريح الرعيني الشبيلي.
-5المفردات لبي عبععد اللععه بععن شععريح وابنععه أبععي الحسععن
شريح بن محمد الرعيني.
-6القناع في القراءات السبع لبي جعفر أحمد بن علي بععن
الباذش الغرناطي.
-7حرز الماني للقاسم بن فيره الرعيني الشاطبي.
92
-12مختصر المقنع لبي عبد الله محمد بن محمععد بععن البقععالي
التازي ثم الفاسي.
-13البارع في قراءة نافع لبي عبد الله بععن آجععروم الصععنهاجي
ثم الفاسي.
-14مورد الظمععآن فععي رسععم أحععرف القععرءان لبععي عبععد اللععه
محمد بن ابراهيم الخراز الشريشي.
-15جميع تآليف أبي عبد الله الخراز الشريشي المذكور.
-16الدرر اللوامع لبي الحسن علي بن محمد بن بري التازي.
-17الوجيز النافع في شععرح الععدرر اللوامععع لبععي محمععد بععن مسععلم
القاضي القصري.
-18نظم الفريد في أحكام التجويععد لبععي العبععاس أحمععد بععن محمععد
الحسني.
-19الجمععان النضععيد فععي معرفععة التقععان والتجويععد لبععي عبععد اللععه
الصفار المراكشي.
-21الزهر اليانع في مقرأ المام نافع لبي عبد الله الصفار.
-20القانون الكلي ,في المقرأ السني لبي عبد الله الصفار.
93
-21أسفار الفجر الطعالع فعي اختصعار الزهعر اليعانع لبعي عبعد اللعه
الصفار.
-22تخريج الخلف بين أبي نشيط والحلواني عععن قععالون لبععي عبععد
الله الصفار.
-23ذكر مخارج الحروف وصفاتها لبي عبد الله الصفار.
-24التجريد فععي الخلف بيععن الئمععة الثلثععة ..الععداني ومكععي وبععن
شريح لبي الحسن بن سليمان القرطبي.
لبي الحسن بن سليمان. )(1
-25المنافع في قراءة نافع
-26مختصر "التجريد" لبي الحسن بن سليمان.
-27ترتيععب الداء ,وبيععان الجمععع بيععن الروايععات فععي القععراء ,لبععي
الحسن بن سليمان.
- 1هكذا جاء اسم الكتاب "المنافع" ,والغالب أنه يريد كتابه المعععروف "تهععذيب المنععافع" كمععا
تقدم.
94
-28تبيين طبقات المد وترتيبها لبي الحسن بن سليمان.
-29رجز ابن البقال في قراءة قالون.
-30الدغام الكبير لبي عبد الله بن الكمادي المرسي.
-31تهذيب العتماد في اتباع سبيل الرشاد لبي إسحاق ابراهيم بععن
أحمد الغافقي الشبيلي السبتي).(1
هذه هي الكتب التي ذكرها في القراءة وعلومها ,وذكر معها بعععدها
تسعة وعشرين مصنفا في فنون مختلفة فيكون بععذلك مجمععوع مععا
رواه معن المصععنفات ععن فهرسععة السععراج 62كتابععا بيععن مصععنف
ومنضومة.
-يمكن الرجوع إلى أسانيده في هذه المصنفات والقصائد في فهرسته .101-95 1
95
وبذلك يكون أبو عبد الله بن غازي قد اشتمل على التراث القععرائي
الععذي أنتجتععه القععرائح المغربيععة لننععا نلحععظ أن هععذه القائمععة لععم
تشتمل على أي كتاب مشععرقي فعي القععراءة وعلومهعا ,إل قصععيدة
أبي مزاح الخاقاني ,وهي أيضا كانت برواية مغربية خالصععة متصععلة
السناد بالمغاربة والندلسيين إلى فارس بن أحمد شيخ أبي عمععرو
الداني وشيخه الخر طاهر بن غلبون.
وللشيخ بن غازي أيضا روايات أخرى فععي "التيسععير" و"الشععاطبية"
غير ما تضمنته هذه القائمة منها ما ذكرناه له من طريععق أبععي عبععد
الله الصغير ,ومنها ما رواه بالجازة – مما ذكره في فهرسته.-
-فقد أجازه بع"حرز الماني" و"عقيلة التراب" في الرسععم
أبو عبد الله محمد بن عبد الرحمان السخاوي في جملععة مععا أجععازه
به من مصر سنة 885هع).(1
96
-وأجازه بهما وبالدرر اللوامععع وغيععر ذلععك ممععا يععدخل فععي
روايته الشيخ أبو عبد الله محمد بن محمععد ابععن أحمععد بععن مععرزوق
)الحفيد( ,وذلك فيما ذكره في "ذيل فهرسته"مما يدخل ضمن هذه
الجازة ممععا زاده وألحقععه بهععا عععام 905أي قبععل وفععاته بنحععو 14
عاما).(1
وبهذا يكون قد اسععتوفى رصععيده العلمععي أو "المععادة الخععام" الععتي
ستكون غذائه اليومي غداة تصدره ,وخاصة حين انتقاله إلى قاعدة
البلد واشععتماله علععى إمامععة التصععدر ومشععيخة الجماعععة ,وهععو مععا
سيكون له أثره في سعة أفقععه وعمععق فهمععه ورسععوخ قععدمه عنععد
تناول قضايا الفن ومسائل الخلف كما سنرى أمثلة حيععة مععن ذلععك
بعون الله.
97
بهؤلء الشيوخ الستة إذن تخععرج فععي القععراءة ومععا يتصععل بهععا مععن
فروع كالرسععم والضععبط وقواعععد الداء والتجويععد ول شععك أنععه قععد
استفاد من باقي رجال مشيخته الذين ذكرهم في فهرسته ,والععذين
لم يذكرهم ممن جمعته بهم حياة الدرس والطلععب ,وكععذلك رفععاقه
الذين صاحبهم على ذلك في مكناسة الزيتون وفاس ,إذ لم يتح لععه
أن يشد الرحال إلى غيرهما من الحواضر ,أو لم يشعر بالحاجة إلى
ذلك إذ كان موقع فاس يومئذ من هذا الشأن كما يقول المثل "كععل
الصيد في جوف الفرا".
على أننا نجده معع ذلععك حزينععا آسععيا علععى مععا فععاته معن حعال مععن
تقدموه ,وذلك حين يقول في مطععالع فهرسععته بعععد أن ذكععر جهععود
السلف في السرى والتأويل وأعمال اليعملت في فيععافي الفلععوات
طلبا للسند العالي:
"ثم جئنا نحن على الثر نتعلل بالوقوف على رسم قد درس ودثععر,
ونود الختفاء في سبيلهم ,والقتداء بدليلهم ,لو سععاعدنا أو سععاعف
القدر ,وتصاونا) (1عن الرحلة كما ارتحلععوا ,وإعمععال عوامععل النقلععة
كما أعمل ,أوطان وأوطار) ,(2ومخاوف أخطععار ,ومسععالك ل تخطععر
السلمة فيها على البال إل بالخطار ,فنقنع بالمحبعة فعي طريقهعم,
والتسام بسمة طريقهم:
آثعععارهم ويععععد ذاك ولربمعععععا يكفعععععي
)(3
"غنيمة" المحب تعلل
- 1رغم موضوع المعنععي مععن السععياق لقععراءة "وتصععدنا" قععراءة صععحيحة ,فقععد كتبهععا محقععق
فهرسعة ابععن غععازي " بلفععظ" "وتصععاونا" ,وعلعق بالهععامش " هكعذا قرأناهعا فعي النسععختين".
)فهرسة ابن غازي .(30
- 2يبدو أن هذا هو الصواب في الكلمة "وأوطععار" حععتى تقععع المجانسععة بينهععا وبيععن "أوطععان"
قبلها ,وحتى تنتظم أيضا السجعة مع قوله "وأخطار" ,لكن كتبها " وأوكار" دون أن يعلق عليها
بشيء.
وأحسب أن الشيخ يشير إلى معنى "مآرب" في البيت المشهور
مآرب قضاها الشباب هنالكا"... "وحبب أوطان الرجال إليهم
- 3الفهرسة .31-30
98
ومهمععا يكععن فقععد كفععي الشععيخ مؤونععة الرحلععة الن ,واسععتطاع أن
يغترف عن قرب من كنوز الثقافة العلمية بفاس ومكناسة ما يسععد
الخصاصة ويربي على مقدار الحاجة ,وحسبك به أنععه مععا مععن علععم
من علععوم الروايععة كععان معروفععا بالمنطقععة إل وجععدته مسععندا مععن
طريقه سواء تعلق المعر بعالقراءات أم بعالفقه ,أم بعالنحو أم بغيعر
ذلك من علوم التفسير والحديث).(1
ول شك أن هذا الرصيد الثقافي السخي رصيد فععي منتهععى الكفايععة
والكفععاءة إذا أحسععن تمثلععه والفععادة منععه ,إذ كععثير فععي زمنععه مععن
شاركوه في التعامل معه ,ولكن حواصععلهم لععم تقععوى علععى حسععن
التمثل والهضم ,ولم ترتفع به عن مستوى الرواية والنقل والحكاية,
إلى مستوى الدراية والفهم والتوجيه النافع.
وبهذا-كمععا سععنرى -كععان لبععي عبععد اللععه الشععفوف علععى القععران,
والتبريز على من عاصروه من حملة اللواح والقلم ,وبععه اسععتطاع
أن يتبوأ مجالس المامة وأن يتسنم كراسي مشيخة الجماعععة فععي
أكثر العلوم والفنون ,.وبذلك شععهد لععه عامععة مععن ترجمععوا لععه مععن
المؤرخين.
مكانته العلمية وشهادات العلماء له:
- 1من أمثلة ذلك في الفقه المالكي إسناد أبعي العبعاس المنجعور للفقعه المعالكي معن طعرق
أصحاب ابن غازي في فهرسته 19-18بالسند المتصل إلى صاحب المععذهب مالععك بععن أنععس
عن شيوخه مرفوعا .وإسناد التونسيين له أيضا من طريق ابععن غععازي كمععا فععي شععجرة النععور
الزكية .473-472ومن أمثلته أيضا إسناد المغاربة لعلم النحو كما نجده عند محمد بن الطيب
القادري من طريق شبيهة )انظر كتاب التقاط الدرر للقادري ص .451-449
99
تتجلى مكانة أبي عبد الله بن غازي إلى جانب ما تنطق بععه إمععامته
في الفن ورسوخ قدمه في العلم بوجه عععام ,وسعععة مرويععاته فععي
علوم السلم ,في الثناء العريض الذي نجده لصععحابه عليععه ,وفععي
التحليات العلمية السامية التي يحليه بها مععترجموه ,تنويهععا بقععدره,
وتنبيها على علو شأنه ,واعترافا بإمامته وجللة منصبه.
كما تتمثل للدارس من خلل تراثه العلمي الفخم الذي دبجععه قلمععه
في مختلف شعب المعارف ,حتى في العلوم التي يقل العتناء بهععا
عند عامة الفقهاء) ,(1ومباحث الشيخ علععى تنوعهععا وتباعععد مععا بينهععا
أمثلة فريدة في الطرافععة والعمععق والفععوائد الجمععة والقععدرة علععى
التوجيه والتخريج والمقايسة والتنظير.
وقبل أن نتجه إلععى اسععتعراض بعععض تحقيقععاته فععي المجععال الععذي
يهمنا منه هنا ,وإلى استعراض بعض آثاره في الفن ,نقف قليل معه
عند طائفة من التحليات واللقاب العلمية التي حله بهععا معاصععروه
والمترجمون له.
فلقد تفنن أصحاب الشيخ في الثناء عليععه حيععا وميتععا ,فععأكثروا مععن
الشادة به وبالغوا في رثائه بعد موته وذكرى مآثره وفضائله شعععرا
ونثرا.
فمن ذلك ما حله به صععاحبه أبععو عبععد اللععه محمععد بععن أبععي جمعععة
الوهراني المدعو شقرون فععي القصععيدة العصععماء الععتي رثععاه بهععا,
وهي مثل فريد في الوفاء).(2
- 1مثال ذلك في أرجوزته "منية الحساب" في علم الحساب ,وشرحه عليهععا المسععمى "بغيععة
الطلب في شرح منية الحساب ,وهو مطبوع طبعة حجريعة بفعاس فععي 248ورقعة كمععا ذكعر
محقق فهرسته ص .15-12وكذلك تأليفه فععي العععروض علععى الخزرجيععة وشععرحه عليععه كمععا
ذكره ابن زيدان في التحاف .4/9
- 2توجععععععد القصيععععععدة مخطوطة بعنعععععوان "تعزية في محمد بععن أحمععد بععن غععازي" فععي
الخزانة الناصرية بتمكروت حسب )دليل مخطوطات الخزانة الناصرية للستاذ محمد المنععوني
(138ورقها هناك 2088ضمن مجموع.
100
ومما قيل في حياته تنويها باقتداره ,وتنبيها على مقداره ,مععا ذكععره
مسعود جموع في "كفاية التحصيل" عقب ذكععره لععترجمته وحععديثه
عن سمو مكانته قال":حتى قال فيه القائل:
101
أشععتات الفضععائل ,خاتمععة علمععاء المغععرب ,وآخععر محققيهععم ,ذو
التصانيف العجيبة").(1
وقال بن عسكر في "الدوحة"":الشيخ الراوية الععالم العلععم,
شيخ الجماعة ومفتيها").(2
وحله فععي التحععاف بقععوله":عععالم العصععر ,وبركععة القطععر,
المتفنن الذي لم يسمح الزمان له بمثيل,بحر زخععار تتلطععم أمععواج
تحقيقه ,حععافظ حجععة ,فععردي حيسععوبي ,عروضععي ,خطيععب ,جععامع
شتات الفضائل ,مقرئ مجود صدر في القراءات ,متقن لها ,عارف
بوجوههععا وعللهععا ,طيععب النغمععة ,عععذب المنطععق ,حسععن اليععراد
والتقرير ,فصيح اللسان ,عارف بصنعة التدريس ,ممتعع المجالسعة,
جميل الصحبة ,سري الهمععة ,نقععي الشععيبة ,حسععن الخلق والهيئة,
عذب الفكاهععة ,معظععم عنععد الخاصععة والعامععة ,نصععوح ,قععائم بعلععم
التفسير والفقه والعربية والحديث ,حافظ لععه ,واقععف علععى أحععوال
رجاله وطبقاتهم ,ضابط لذلك كله ,معتن به ,ذاكر للسير والمغععازي
والتاريخ والداب").(3
ولو ذهبنا نستقصي ما حلي به في كافعة المصعادر لطعال بنععا
المجال ,ويكفينا نحن في زمننا أن ننظر فيما وصل إلينا من أصععداء
عن جهوده وجهاده علععى مختلععف الصعععدة ,وأن نتمعععن قليل فيمععا
نقف عليه من تراثععه المكتععوب وأخبععاره المدونععة ,وصععلته الوثيقععة
بأهل زمانه عامة وعلماء وحكاما ,وإمامته المشهود له بها فععي كععل
ما تعاطاه من علوم وفنون ,وخاصة فععي القععراءة وعلومهععا ,يكفينععا
- 1نفسه .333
- 2دوحة الناشر لمحمد بن عسكرالشفشاوني 47-46ترجمة ,31وقال في تمام ذلك":وفععي
الجملة فهو إمام هدى ,يقتدى به ويثنى على فعله البعيد الغاية أهععل المشععارق والمغععارب ,لععه
الشأو الذي ل يدرك ,وفضائله أكثر من أن تحصى ,وعلومه أعظم من أن تستقصى".
- 3إتحاف أعلم الناس .4/2
102
ذلك أو بعضه لنضعععه مععن علمععاء هععذا القطععر موضععع الكليععل مععن
الرأس ,والنسان من العين.
إنععه العععالم بحععق الععذي يععأبى عليععه علمععه إل أن يكععون فععي
الطليعة مع العلماء ,وفي العمل لنقاذ المة مع العاملين ,وفي كععل
ميدان من ميادين الصلح الجتماعي حععتى فععي إصععلح ذات الععبين
بين القبائل ,ودون أن يصده كل ذلك عن القيععام بوظععائفه العلميععة
في التدريس والتربية والتعليم والتوجيه).(1
صلته العلمية بالعلماء:
وإن في اللقطات التي نقف عليها هنا وهناك مما يخلد صلته
بعلماء عصره لوثق شاهد على حضوره العتيد في الساحة العلمية,
وانتصابه في سماء زمانه منععارا هاديععا يقتبععس منععه كععل علععى قععدر
حاجته ,ويستفيد هو من تلك الصلت بقدر ما يتسع له وقتععه العععامر
بجلئل العمال ,وتسمح به تصرفات الحوال.
-فمن صلته العلميععة تلععك مععا ظععل يقتبععس منععه المعععارف,
وينمي به رصيده منها ,تارة بالمراسععلة فععي بعضععها ,علععى نحععو مععا
نفهمه من دللة عنععوان كتععابه الععذي سععماه "الشععارات الحسععان",
المرفوعععة إلععى حععبر فععاس وتلمسععان") ,(2وكتععابه الخععر"المطلععب
الكلي في محادثة المام القلي") (3أو كتععابه "مععذاكرة أبععي إسععحاق
بن يحيى في حكم ما حيا").(4
- 1كانت تحركاته أحيانا للصلح بين القبائل هي التي تملي عليه بعض مؤلفاته ,ومعن ذلعك مععا
ذكره في أول كتابه "كليات في الفقه المخطوط بالخزانة العامة بالرباط تحت أرقععام -1554
220-1553من أن سبب جمعه لهذه الكليات هو إقامته فععي بعععض اليععام بطريععق "تامسععنا"
حين توجهه للقاء مع الشاوية" حين طلبوا منه ذلك في أوائل عام 893هع".
- 2يريد به أبا العباس أحمد بن يحيى الونشريسي – صععاحب المعيععار – )ت (914وقعععععد أورد
المقعععععععععري فععي نفععح الطيععب 88-3/65الرسععالة بتمامهععا ,ومععن أهععم مععا فيهععا ممععا يتصععل
بموضوعنا طلب ابن غازي – وهو بمكناس إذ ذاك – من الونشريسععي ,وهععو يععومئذ بفععاس ,أن
يتحقق له من نسب أبي بكر بن مجاهد شيخ القراء ببغداد ,لنه شععك فععي اسععم والععده ,قععال:
"وفي ظني أنه موسى ,فلسيدنا الفضل في تحقيق ذلك لنا فععي كتععاب )طبقععات القععراء لبععي
عمرو الداني( ومععن تعريععف)الجعععبري( الععذي ختععم بععه )شععرح القصععيد( .وهمععا بخزانععة جععامع
القرويين "عمره الله تعالى" –.نفح الطيب 86-3/85
- 3نيل البتهاج .334
- 4إتحاف أعلم الناس .4/9
103
وتارة باستجازة العلماء أو تبادل الجازة معهم ,كما فعل مععع
الشععيخ الفقيععه المحععدث الراويععة أبععي محمععد عبععد القعادر بعن عبععد
الوهععاب بععن أحععم البكععري المقدسععي الشععافعي الععذي ذكععره فععي
فهرسته ,وقال عنه" :قدم هذه البلد سنة 880هع فذاكر في الفقععه
وغيره جماعة من أصحابنا ,فلما ورد علععى مدينععة مكناسععة سععلكت
معه هذا السلوب ,نتذاكر الفرع فنععذكر مععذهب مالععك فيععه ,ويععذكر
مذهب الشافعي...
واستفاد بعضنا من بعض فوائد جمة ...ثم ذكععر أنععه اسععتجازه
فيما حمله عمن لقي بالعراق والحجععاز والشععام ومصععر ,فأجععاز لععه
جميع ذلك إجازة عامة ,وكتب له ذلك بخطه ..ثم ذكر أسععماء سععتة
عشر كتابا من كتب الحديث وغيرها سماها له في الجازة).(1
-ومن هذا القبيععل اسعتجازته لمعام المسععندين أبعي عمعرو
عثمععان بععن محمععد بععن عثمععان الععديمي المصععري ,وقععد ذكععره فععي
فهرسعته وذكعر أن أخعاه الود الخلصعة الصعفية أبعا العبعاس أحمعد
زروق البرنسي هو الذي قام باستجازته له ولولده أحمععد ولجماعععة
من العلماء سماهم في الترجمة وذاك عام 885هع).(2
-ومععن بركععات هععذا التواصععل العلمععي كتععابته لفهرسععته
المشهورة وإجازته بما فيها لمعن اسععتجازه معن علمعاء تلمسعان),(3
ويعلم الله أي خسارة علمية كانت ستصيب التاريخ العلمي للرجععل
ومدرسته وعصره لو لم يكتب ما كتبه فيها ويععذكر مععن لقيهععم بهععا,
وقد ذيلها أيضا بإجازة أبي عبد الله بن مرزوق الكفيععف لععه ولولععده
محمد).(4
ومن بركات هذه الصلت العلمية ما كان الشيخ يقترحه فيهععا
على بعض العلماء من التأليف في بعععض الموضععوعات ,وقععد أشععار
104
بعض الباحثين إلى وجود تأليف في التعريف بالفقيه أبععي عبععد اللععه
محمد بن محمد ابن أبي بكر المقري )الجععد( -بخزانععة الشععيخ عبععد
الجبععار الفكيكععي -ألفععه الشععيخ أبععو العبععاس أحمععد بععن يحيععى
الونشريسي باقتراح من الشيخ ابن غعازي ,وكعان فراغعه منعه يعوم
الخميس رابع ربيع الول عام ,876وجاء في أولععه":أمععا بعععد حمععد
الله تعالى والصلة والسلمة على سيدنا ومولنا محمععد وعلععى آلععه
وصحبه وسععلم تسععليما ,فإنععك أيهععا السععيد الفاضععل المععام العامععل
العلمة العلم الذي ل يضاهى ,وذو الخلل السنية العثمانيععة الععتي ل
تتناهى ,كلفتني مع قصر باعي ,وقلة اطلعي ,وعععدم انطبععاعي ,أن
أقيد لكمالك ,وباهر جللك ,نبذة من التعريععف بععالفقيه القاضععي"...
).(1
-ومن مشاهير أصدقاء الشيخ ابن غازي في زمنــه
الفقيه المام أبو إسحاق ابراهيم بن هلل السجلماســي
المتوفى بسجلماسة سنة 903هـ ,وقد ذكر ابن القاضععي فععي
"الجذوة" مشيخته ومؤلفاته في الفقه والحععديث وذكععر أنععه "كععانت
بينه وبين الشيخ ابن غازي مصاحبة ومراسلة").(2
ومن طريف الملح التي حكاها عنهما فععي "درة الحجععال" أن
ابن هلل بعث إلى ابن غازي بأصناف التمر لما سععأله ابععن غععازي..
إلى ماذا يتنوع بسجلماسة؟ فبعث إليه بحمل منه ,تمرتان مععن كععل
صععنف ,وكتععب لععه مععع ذلععك":سععألتني عععن أصععناف التمععر وهععاهي
تصلكم",وإن تعدوا نعمة الله ل تحصوها").(3
-ومن ثمرات هذه الصلت طائفة من المسععائل الععتي كععانت
تعرض عليععه فيجيععب عنهععا ,ومنهععا مععا يتعلععق ببعععض مسععائل الداء
كرسالته الجوابية التي أجاب بها علماء تلمسان عن سععؤال وجهععوه
- 1يمكن الرجوع في سبب تأليف الكتاب إلى موضوع "من نوادر المخطوطات بخزانة المععام
عبدالجبار الفكيكي للستاذ – بنعلي محمد بن بوزيان ,المنشور بمجلة "دعوة الحق" المغربيععة
العدد 260ص 66شهر ربيع النبوي 1407هع نونبر .1986
- 2جذوة القتباس 1/97ترجمة 19وله ترجمة عند الحضيكي في مناقبه .1/118
- 3درة الحجال 1/239ترجمة .352
105
إليه في مراتب المد عند القراء العشععرة وكيفيععة ترتيععب ذلععك عنععد
جمع القراءات) ,(1وكذلك تقريظه لبعض المؤلفات).(2
وإذا كان قدر العالم يقدر بمقدار ما خلفه وراءه من أصععداء,
فإن الشيخ قد خلف وراءه الععدنيا تلهععج بععذكره ,وكععان أجععدر بقععول
الشاعر أبي الطيب المتنبي في ما ذكره عن شعره).(3
وإسهاما مني في إبراز جوانب من إمامته فيما يخععص علععوم
القراءات نقف معه عند طائفة من التحقيقععات الععتي نقتطفهععا مععن
بعض كتبه ورسائله وأجوبته لنرى كيف كععان الرجععل يبحععث ويحلععل
ويناقش ويحاور شععيوخه ويقععارن بيععن مععذاهبهم فععي الداء,ويععوازن
بينهما مصععوبا للصععواب ,ومعتععذرا عععن الععوهم إن كععان ,ومسععتعمل
للحجة والدليل من كتب الكبار ,ممععا يععذكرنا بأسععاطين علمععاء هععذا
الشأن ممن عرفنا بهم في عصور القوة والزدهار.
106
الفصل الثاني:
نماذج من تحقيقاته في مسائل الداء
مما تلقنه
عن شيخه أبي عبد الله الصغير وغيره.
إن مستوى تحقيق أبي عبععدالله بععن غععازي وتحريععر لمسععائل
الخلف ,وقدرته على عععزو القععوال فععي مسععائل الرسععم والضععبط
والداء إلى القائلين بها من شيوخه ومعاصريه ,كل ذلععك يعتععبر آيععة
أخرى من آيات نبل هذا الشيخ وشفوف قدره وعلو منصبه في هذا
العلم ,وهو أمر يذكرنا – لو كان قد توسع فيه – بما رأينا طائفة منه
عنععد أقطععاب مععدارس الداء بالنععدلس والقيععروان ,ثععم عنععد أعلم
الحاملين لمذاهبهم من أئمععة القععراء ومشععايخ القععراءة والداء فععي
الحواضر المغربية ,وخاصة في عهد ازدهارها.
ولقد رأينا في استعراضنا لبعض ما تلقاه عن مشععيخته كيععف
كان يناقش ويباحث ول يجتزء من الخذ عنهم بالسماع المجرد ,بل
أننا نجده منذ زمن مبكر يسلك سبيل المفاوضععة والبحععث ,ويتلقععى
الصول المعتبرة في كل فن عن أربععاب الختصععاص فيععه ,حعتى إذا
لم يطمئن إلععى شععيء ممععا سععمع بععادر بطععرح السععؤال ومطارحععة
المسألة للنقاش ,وملتمسا الدليل والبرهان.
وهاهو يقول عن رجز شيخه أبي العباس بن الحباك في نظم
بيوع الشيخ ابن جماعة التونسي":قرأته عليه قراءة تحقيق وتدقيق
وبحعث وتغلغعل كعانت سعببا فعي رجعوعه ععن بععض أبيعات الرجعز
المذكور وتبديلها بغيرها").(1
ويقول عن شيخه أبي الحسن علي بععن منععون المكناسععي ":
وتمرنت عليه في الفرائض والوثائق وإعراب القرءان وأوقععافه"),(2
وهي إشارة تفيدنا إفادة كبيرة فععي تقععدير الهتمععام بعلععم "الوقععف
-فهرسة ابن غازي .88-87 1
107
والبتععداء" عنععد رجععال هععذه المدرسععة والععذي سععيتكلل آخععر المععر
بالوقف "الرسمي" الذي يحمل اليوم اسععم المععام الهبطععي – كمععا
سنعود إلى ذلك بالبيان عن قريب.
ول نريد أن نتوسع كثيرا في إفادات ابن غازي من مناقشععات
لمشايخه والتي نجد لها أمثلة كثيرة في عامععة مؤلفععاته ,وسععنكتفي
من ذلك بما له صلة بالقراءة وعلومها مما يساعدنا على مزيد مععن
التمثل لفعاق هععذه المدرسععة ومظععاهر نبععوغ أئمتهعا وأهعم القضععايا
الصولية الدائية والرسمية التي كانت تناقشها وتبحث فيها.
-1فمــن تحقيقــات الشــيخ ابــن غــازي فــي بعــض
مسائل الداء ما ذكره في " المد المنفصل" لقالون تعليقععا علععى
المام الشاطبي":فإن ينفصل فالقصر )بع(عادره طالبا.....
قال ابن غازي " :وما ذكره أبععو القاسععم –رحمععه اللععه -فيععه
فائدتان :أعلمك بأن المععد المنفصععل يقصععره قععالون ,والثانيععة أنععك
تعتمد عليه وتعزم عليه ,وأما شراح "البريععة" فرجععح أبععو عبععد اللععه
الخراز القصر ,واحتج في ترجيحه إياه بأن قععال :رواة القصععر أكععثر
من رواة المد ,لن المروزي له وجهععان ,والحلععواني ليععس عنععده إل
القصر وتابعه ابن عبد الكريم) (1على ذلك".
"واعععترض هععذا الترجيععح المععذكور السععتاذ المحقععق سععيدي
ميمون بن مساعد المصمودي بما هو مذكور في تحفته حيث قال:
فليعععس بالمرضعععععععي ول ذا البحعععععث للععععععععععخراز
السعععععديد والتقععععييد
فهععععو مكععرر علععععععى مععا لن إسماعيععععععععععععععععععل
حعععععدا يعععروي المدا
فععي ذلععك الوجهععععععععععان ل بحث يرضي حيععث قععال
- 1هو أبو الحسن علي بن عبدالكريم صاحب "الفصول" في شععرح الععدرر اللوامععع تقععدم فععي
شروحها.
108
جععععيدان الععععداني
وابعععن سليعععععععععععمان ول والطعععععععععول فيعععه رجعععح
انكعععععار الصعععععفار
قال ":وهعععذا الذي قال سيعدي ميمون اعترضه سيدي أحمد
المصمودي ,قال ع رحمه الله ع ":يا عجبا من أين نقل الشيخ المد
للقاضي إسماعيل ,ولم يذكر أبو عمرو في "التعريف" للحلواني إل
القصر؟) (1لكن ع رحمه الله -هو إمععام حععافظ أميععن فععي نقلععه ,لن
من حفظ حجة على من لم يحفظ".
قال ابن غازي " :وأما شيوخنا الذين أخذنا عنهم القراءة فعي
مدينععة فععاس – حرسععها اللععه -فأقرأني أبــو العبــاس الســتاذ
المحقق سيدي أحمد المصمودي بالمد ,وكان يرجح المد".
" وقــرأت علــى الشــيخ المحقــق الــورع الصــالح
المتفنن سيدي أبي الفرج الطنجي – رحمععه اللععه -بالقصععر,
وكان يأخذ به في المحراب".
"وأما أستاذنا المعروف بالتجويد المكنى بان أمامــة
سيدي محمد الصغير –رحمععه اللععه -فكععان يأخععذ فععي المحععراب
بالمععد ,وقععد بععاحثته فععي ذلععك بحثععا شععديدا ,فقععال لععي –رحمععه
الله": -قرأت على سيدي علي الوهري بالمد ,وقرأت علععى سععيدي
أحمد الفيللي بالقصر أو بالعكس ,واللععه أعلععم ,وكععان رحمععه اللععه
يميل إلى المد".
"وأما سيدي سليمان أبو يعروبين ع رحمععه اللععه تعععالى
ورضععي عنععه -فكععان يأخععذ فععي المحععراب بالقصععر وكععذلك فععي
التجويد").(2
- 1نعم لم يذكر الداني إل القصر في التعريف )ص (60فقد قال بعد أن ذكر رواية ورش مععن
طريقي أبي يعقوب الزرق وعبدالصمد العتقي ":وقععرأ البععاقون وورش فععي روايعة الصععبهاني
بزيادة التمكين في المتصل خاصة وبترك الزيادة في المنفصل" ,ول شك أن الحلععواني داخععل
في قوله":وقرأ الباقون إلخ ..فليس عنده في المنفصل إل القصر.
109
فانظر كيف وازن ابن غازي بين شيوخه الربعة ,وكيف ضبط
عنهم حتى القراءة في المحراب وكيف كان كل واحد يقععرأ لقععالون
على مذهبه الذي اختاره ,وكيف أفادنا أيضا بتجاوز هععؤلء المشععايخ
لرواية ورش عن نافع ليقرأ برواية قالون ,وربما في قيععام رمضععان
لما فيها من اليسر ,وخاصة لن الثلثة المذكورين أخيرا عنده كلهم
كان إماما للناس في جامع الندلس كما تقدم.
-2ونواصل مع الشيخ ابن غازي هذه التحقيقات في
باب المد بذكر مسألة أخرى في المد المشبع ومععا حكععى فيععه عععن
شيخه الصغير ,وقد أوردها كل من ابن القاضي ومسعود جموع في
شرحيهما على "الدرر اللوامع" في موضوع جواز قصر المدات في
الصلت فساقا تحقيقا له في المسألة صدرا له بقولهما:
"وقد سئل المام الوهراني من تلمععذة الشععيخ ابععن غععازي –
رحمهما الله -هل يلزم القارئ في الصلت أن يمد باب "جاء" وباب
"الضالين"؟ فأجاب:
"قال ابن العربي)":(1الولى أن يمععد مثععل ذلععك ,فععإن اقتصععر
فيععه علععى الطععبيعي كععان مععن المععر الخفيععف الععذي ل يقععدح فععي
الصلت" – قال الوهراني ":وذكر لنا شيخنا ابععن غععازي عععن شععيخه
الصغير أنه كان يذكر لهم أن الشيخ أبا محمععد مكيععا جععوز الطععبيعي
في باب "جاء" ,قال :ولعله أخف منه في باب " الضالين" لما يلزم
على عم المد من الجمع بين ساكنين وصل" .قال الوهراني :
"وذكر لي أيضا أن رجل كان يصيح على أبي عبد الله الصغير
أيام كونه إماما بجامع الندلس في مثل هذا من أمععور المععد يقععول:
- 2ما نقلته هنا وقفت عليه في خزانة وقفية عتيقة كانت بإحدى زوايعا آسعفي كمعا يعدل علعى
ذلك الطابع الموجود عليه في المجلد الذي تضمنه ,وقد اطلعت عليه عنعد الععذي هعو فععي يعده
المدعو توفيق بن المؤذن بآسفي.
- 1يريد القاضي أبا بكر محمد بن عبدالله بن العربي المعافري الشبيلي)ت 543هع(.
110
أستاذكم يا أهل فاس يمد ما يسععتحق القصعر ,ويقصععر معا يسعتحق
المد ,وكان الستاذ يعطيه الذن الصماء").(1
-3ومن تحقيقاته عن أستاذه الصغير مما ذكره في
" إنشاد الشريد" عند ذكر قوله تععالى "إمععا يبلغعن عنعدك الكععبر
أحدهما أو كلهما "...في صورة السراء وما قيل مععن إمالععة ورش
لقوله "كلهما قال في هذا السياق..
"وقععد أنشععدنا أسععتاذنا أبععو عبععد اللععه الصععغير سععائل السععتاذ
الفشتالي..
تولى العل والعلم طععرا كمععا أل أيهععا السععتاذ والعععععععلم
هععععما العععذي
بنععععص جلععععي قععععد أمععععال فهل كان ورش في غريععب
"كلهعععععععما" علومكعععم
كععععداني أو مكععععي أو مععععن فبين لنا مععن قعععععععاله مععن
عداهمععععععا أئععععمععة
قال فأجابه:
لورش وإسععماعيل كععن فععي جوابعععك قعععد نعععص ابعععن
)(2
حمععاهما غلعععبون طاهر
وفيه لهععم وجعععععععهان سععام ولم يحك خلععفا فيه عمععن
علهعععما ذكعععرته
- 1يمكن الرجوع إلى المسألة في باب المد من "الفجر الساطع" وكذا في "الععروض الجععامع"
لجموع في الباب نفسه.
- 2نص ما في"التذكرة" لبن غلبون ":1/273وأما قوله تعالى في "سبحان" أوكلهما " فأماله
حمزة والكسائي ,وقرأه ورش وإسماعيل بين اللفظين ,وفتحه الباقون" .وهويريععد بإسععماعيل
إسماعيل بن جعفر بن أبي كثير النصاري الراوي الرابع عن نافع.
111
إبعععانته الدانعععععععععععي فبعععان وقععد ذكععر الوجعععهين أيضععا
خفععععاهما كذاك في
على أصله في الباب يجععري ولو لم يكععن نص لقععععلت
"كلهما" مجعععاوبا
وفيه لهم وجهععان فانشععععععر لععدى مععن يراععععععي أنععه
لواهعععما الععياء أصله
فقعععععععال لكسععر أوليععععععاء أشعععععار لهذا الشاطععععبي
نراهععععما وغعععيره
قال ابن غازي":والمشهور فيه الفتح ,وبه قرأنا على السععتاذ
أبي عبد الله الصغير").(1
-4ومن تحقيقاته عن شيخه في"إنشاد الشريد" في بععاب
الراءات ما ذكره تحت عنوان " نكتععة" قععال فيهععا " :سععألت شععيخنا
السععتاذ أبععا عبععد اللععه الصععغير عععن راء "أن أسععر" فععي الوقععف
للحرميين؟ فقال لي :ليس عندي فيها إل التفخيم").(2
-5ومنها ما ذكره في الكتاب نفسه تحــت عنــوان "
تنبيه" عند ذكر الخلف فعي قعوله تععالى فعي سعورة الزخعرف "يععا
عبادي ل خوف عليكم "...قال":حدثنا أستاذنا أبو عبععد اللععه الصععغير
عن شععيخه أبععي الحسععن الععوهري أنععه كععان يقععرؤه لنععافع بالحععذف
والثبات) ,(3ل أدري هل قال مطلقا ,أو في الوقف فقط تعويل على
الخلف الذي في رسمه؟ وكان شيخنا يعععد ذلععك مععن شععيخه وهمععا
مصادما للرواية").(4
- 1يمكن الرجوع إلى المسألة بتمامها في سورة السراء مععن "إنشععاد الشععريد" عنععد ذكععر"أو
كلهما" ,وقد نقلها ابن القاضي أيضا في "الفجر السععاطع" فععي بععاب المالععة عنععد ذكععر إمالععة
"كل" "وكلتا".
- 2إنشاد الشريد – سورة طه ,وذكره أيضا ابن القاضي في باب الراءات في الفجر الساطع.
- 3يعني حذف الياء أو إثباتها من قوله "عبادي" قال في "التيسير "197 :فتحها أبو بكر)شعبة(
في الوصل ,وسكنها في الحالين نافع وأبو عمرو وابن عامر ,وحذفها الباقون في الحالين".
- 4إنشاد الشريد – عند ذكر تقريراته على ما في سورة الزخرف.
112
-6ومن تلك التحقيقات ما جاء في جواب له عن حكــم "
عادا" الولى لورش في حالة البتداء بلفظ "الولى" قال
المام أبو زيد بن القاضي في باب "نقل حركة الهمزة إلى الساكن
قبلها" من "الفجر الساطع" سأل بعض المقرئين بفاس الشععيخ أبععا
عبد الله بن غازي ،ونص السؤال:
"الحمد لله ,أثابكم الله وتولى حفظكم ,جوابكم فععي مسععألة
"عادا الولى" فعي حالععة الوصععل وحالععة البتععداء بحركععة اللم ,هععل
يجري فيها ما يجري فيما تغير سببه كما قيل ,فما وجهه؟؟ فبين لنا
بفضلك ما أنت عليعه ,ومعا كعان الشعيخ يعمعل عليعه ,ولكعم الجعر,
والسلم عليكم ورحمة الله تعالى – بخط محبكم.-
قال ابن غازي في جوابه":مما يقرره شععيخنا السععتاذ –
رحمه الله تعالى -في "عادا الولى" لورش ,أنه لما كععان مععن اعتععد
بالعارض أدغم ,ومن ترجح له إسقاط همزة الوصل ابتدأ ,وبحسععب
هذا يترجح له القصر ,لئل يجمع بين العتداد وعدمه في قول واحد,
كما قال المتأخرون في نحو "البرار" و "طال" وفقا ,في أنهععم قععد
جمعععوا بيععن العتععداد وعععدمه ,حيععث قععالوا فععي بععاب "قععام" و
"استقام" :تحركت الواو في الصل وانفتععح مععا قبلهععا فععي الحععال,
فانقلبت ألفا.
وكتب مسلما عليكم وعلى من يقف عليه – محمد ابن غازي
سمح -له الله تعالى بمنه وكرمه – انتهى).(1
-7ومما يجري هذا المجرى ما ذكره له ابن القاضي
أيضا في باب اللمات من الفجر الساطع عند ذكعر الخلف فعي
الوقف على " أفطال" فقال :وإليه أشار بعضهم بهذا السؤال:
بحععرف عععدمت النععععععص فيععه أيا مععععععشر القععععععععراء إنععي
عن العععععل سعععائل
113
فما قولكم في الععلم يا أنجععم إذا وقعععف القعععععععاري علعععى
العععععل؟ "طال" مسكنا
لن اجتععععععععماع المانععععععععين أيقرأ بالترقعععععيق مععن غعععععير
تحصعععل خلفعععععه
لجل سكون الوقف وهو الذي ول سيعععععععما إن أشيععععععععععع
اعععععتل المد قبععله
جععععععوابي وقيتعععم كعععل ضعععر أم الخلف يجري فيه كالوصععل
ومبععععععتلى؟؟ أوضععحوا
قال :فأجابه المام المحقق سيدي محمد بن غازي – رحمععه
الله بقوله:
وجاء بععه "كنععز المعععععععاني" أل فاسمعوا مععا قععد أخععععذنا
مفصعععل عن المل
فعنععععد سععععكون الوقععععف إذا وصعععععععل القعععععععععاري
وجعععهان حصل بتغلعععيظ لمه
فعععترقيقه فعععي الععععععععوقف وإن وصعععععل القععععععععععاري
حكم تأصعععل بترقععععيق لمه
لسبابه ,فافهم بذا قول من فل تنظععععععرن فععي الشععرط
خعععععل إل محععععققا
114
على اللغو ,واحذر أن ترتععب وإن جمعععععععا كعععان الخلف
فاعقعل مفععععرعا
مميعععععععل وقععوف رده مععن وما ألزموا من قععععصر دان
تنعععععبل ونعععحوه
لمععن قععال بععالتفخيم فععي ببععاب "اسععتقام" وهععو فععي
الوقعععف قد تل "طال" هكذا
قال ابن القاضي :وأجابه أبو العباس الدقون بقوله:
)(1
بوقف ووصل والسلم محققا "جوابكم في "الجعبري"
على المل).(2
وهكذا كان يعتمد الشيخ في تحرير المسععائل ويعععود إلععى مععا
قرأ عليه به أو استفسره عنه فيجععد المععادة الخصععبة الععتي تسعععفه
عند أمثال هذه المسائل العويصة ,وفي"إنشاد الشريد" أمثلة كثيرة
من اعتماده عليه وذكره لما قرأ عليه به ,كقوله فععي البسععملة فععي
المواضع الربعة المشهورة بع"الربع الزهر" :
"وبذلك أقرأنا أستاذنا أبو عبد الله الصععغير مععع الععتزام قطععع
البسملة عن السورتين") (3وقوله في سورة الخليل في قوله " ربنا
وتقبل دعائي":
" وقد سألت أستاذنا أبا عبد اللععه الصععغير عععن وقععف حمععزة
وهشام عليه ,فقال :على أصلهما").(4
- 1يعني في كنز المعاني له ,وهو قوله فيععه فععي بععاب اللمععات ":ووجهععا ذوات اليععاء مرتبععان:
التغليظ مع الفتح ,والترقيق مع المالة" ,وقال في "طال"":ووجها وقف "طال" مفرعان على
وجه الغاء الفاصل ,والقطع بالترقيق علععى اعتبععاره ,لنععا ل ننظععر فععي الشععرط إل بعععد تحقععق
السبب ...وهذا معنى قولي في "تحقيق التعليم"":وإن جمعا كععان الخلف مفرعععا علععى اللغععو
واحذر أن ترتب منكرا".
- 2نقله ابن القاضي في "الفجر الساطع" وفي كتابه "فصل المقععال فععي حكععم الوقععف علععى
أفطال" )مخطوط( ونحوه نقله مسعود جموع في الروض الجامع.
- 3ذكره في إنشاد الشريد في أول سورة القيامة.
- 4إنشاد الشريد -سورة الخليل.
115
وقوله في سورة العراف عند ذكر "إن وليي الله الذي نععزل
الكتاب"":وقد رووا أنه عن أبي عمرو من غير طريق "القصيد" بياء
واحدة مشددة وكسرها وفتحها)...(1ولم نقرأ على الستاذ أبععي عبععد
الله الصغير إل بطريق القصيد").(2
نماذج أخرى من تحقيقاته عن الصغير وانتصاره لــه فــي
مجال الرسم والضبط :
كان لبي عبد اللععه الصععغير اهتمععام مععواز لهتمععامه بتحقيععق
مسائل الداء ,وذلك في ميدان الرسم وخلفياته وقععد ذكرنععا روايععة
ابن غععازي لععع"مععورد الظمععآن" و"ذيلععه" عنععه وقععوله :وبععاحثته فععي
مشكلتهما ,كما ذكرنا شرحه الذي وضعه على المورد ,وأنه – فيما
ذكر ابن غازي عنه – اختصره من " التبيان لبي محمد أجطا.
وقد وفقت في طائفععة مععن المصععادر والتقاييععد علععى نمععاذج
صالحة من تحقيقات المام ابن غازي التي اعتمد فيهععا علععى جملععة
من النقول والحالت على ما كان يأخذ به شيخه ,وربما ذكر بعععض
مذاهب الهل زمنه من مشععيخة فععاس ممععن خععالفوه فععي بعضععها,
فكان التلميذ يرى الصواب مع أستاذه ويحتج لذلك بما يععراه صععالحا
مناسبا.
ومن أمثلة ذلك:
-1محاورة له في :مسألة رسم "أن لو" بــالنون أو
بدونها على غرار الخلف في قوله تعالى " فإن لم يستجيبوا فععي
سورتي هود والقصص ,وقد ساق خبر الخصومة العلمية التي دارت
في الموضوع كل من أبي عبد الله بن مجعبر – التعي فعي أصعحاب
ابن غازي – وأبي محمد عبد الواحد بن عاشععر فععي " فتععح المنععان"
واللفظ للول قال تلميذه محمد العربعي الغمعاري المكناسعي فيمعا
- 1الرواية بذلك عند بن مجاهد في كتاب السععبعة 301-300وفععي المبسععوط فععي القععراءات
العشر لبن مهران 103-102
- 2إنشاد الشريد – آخر سورة العراف.
116
قيده عن شيخه المذكور ":قال شيخ شيوخنا أبو عبد الله بن غععازي
–رحمه اللععه -حسععبما وجعدته مقيعدا بخطعه":لمععا قعال السععتاذ أبعو
سالم) (1ابراهيم بن الحاج معرضا بأستاذنا أبي عبععد اللععه الصععغير –
عفا الله عنهما-
في الرعد والععععععراف ثععم "أن لععو" علععى الصععععل
في سعبععا بنون كتبا
هعععذا العععذي صععععععععح ععععن ومععا عععداه صعععععععله يععا
"التعععنزيل" خليلععععي
)(2
فافهععم إل التي في الجن فلم تجيء موصعععولة فععي
ذكععععري الذكعععععر
قال ابن غازي :قلت مجيبا له:
فالحعععق مععععا عنععععه لنعععععا "بنفععععععسك ارفععععق أيهععا
)(3
ملذ السعععتاذ
)(4
وعلمععععععععه قععععععععد طبععععق إن التجيععبي أبععا إسععحاقا
الفاقعععععععععععععععععععععععععععععععا أنععععكر تفصععععيل أبعععععععي
)(5
وقععععال فيععععه :خالعععععععععف داودا
المعععععهعععععودا
- 1تقدم في شيوخ ابن الغازي ذكره بأبي سالم وأبي إسحاق وهو أيضا من شيوخ أبي عبدالله
الصغير كما ذكرناه في ترجمته وذكرناه في آخر الفصل الذي خصصناه لبي عبععدالله القيسععي
رواية الصغير عن ابراهيم الحاج هذا عن شيخه أبي مهدي عيسى بن علي المغراوي عععن أبععي
عبد الله القيسي بسنده.
- 2يعني قوله تعالى "وأن لو استقاموا على الطريقة "...
- 3هكذا الرواية في التقييد المذكور ،وفي فتح المنان لبن عاشر لوحة 135بلفظ:
مهل عليك أيها الستاذ .......وقد صدر له ابن عاشر بقوله:
"وعلى ما ذكره التجيبي اعتمد شيخ الجماعة ابن غازي اذ يقول مجيبا له"....
- 4يعني صاحب كتاب"التبيان" ،وقد تقدم ذكره وذكر كتابه في المؤلفات على مععورد الظمععآن
وذيله.
- 5فععي روايععة ابععن عاشععر فععي "فتععح المنععان" بلفععظ "انكععر تفصععيل""وفععي روايععة ابععن
مجبر""تخصيص أبي داودا".
117
فععارجع إلععى العععحق وكععععععن وقال بالنعتتععون اكتعععععععبن
)(6
متعععبعا الربعا
-2مسائل أخرى من الخلفيات ذكرها ابن مجبر:
-3ومما جاء في هذا التقييد عن أبي عبــد اللــه بــن
مجبر مما يشهد بامامة أبي عبــد اللــه بــن غــازي ورسععوخ
قدمه في المعرفة بخلفيات الرسم نقتبس هذه المثلة التي يتععبين
منها مقدار فقهه لهععذه المسععائل واستحضععاره لختيععارات مشععايخه
ومشايخهم في شأنها ،فقد قال في باب رسم الهمزة:
"وكتب لنا شيخنا أبو عبد الله بن غازي أن شععيخ شععيوخه أبععا
العباس بن أبي موسى الشهير بالفيللي كان يقول في"فمععالئون":
الجاري على مذهب الداني حذفه والحاقه بنظائره."...
-وقال عند ذكر "وله الجوار المنشآت""في سععورة الرحمععن وذكععر
الخلف في ألفها أهي الحاملة للهمز ،أم هي علمععة جمععع المععؤنث
قال:
"وقد كتبنا لشيخنا أبي عبد الله بن غععازي فععي ذلععك فأجععاب
بما معناه هذا ،وأجاب بقوله":اتفقععت المصععاحف علععى كتبععه بععألف
واحدة ،وقد نص أبععو عبععد اللععه الخععراز فععي شععرحه للعقيلععة ،وكععذا
الجععبري فعي شعرحها أيضعا علعى احتمعال كعون اللعف الموجعودة
صورة الهمزة ،زاد الخراز ،وتلحق ألف الجمع بالحمراء بعععد حععذفها
على قاعععدة الجمععع ،واحتمععال كونهععا ألععف الجمععع وحععذفت صععورة
الهمزة ،والول هو القياس عند الخراز فععي شععرحه المععذكور ...ثععم
ذكر منع ابن غازي لحذف اللفين معا".
قال" :وأما" ثبات) (1فبالثبات عند الشيوخ الفاسيين ،وكتععب
لنا أبو عبد الله بن غازي المذكور فيه ما نصه" :وحدثنا أبو عبد الله
- 6تقييد طرر على مورد الظمآن"منتقاة من شيوخ مدينة فاس ،وينسب إلى أبي عبد الله بععن
مجبر صاحب ابن غازي ،مخطوطة بخزانة أوقاف آسفي ضمن مجموع ،ومنها نسخة بالخزانععة
الحسنية بالرباط برقم .6511
()1يعني رسم الكلمة في قوله تعالى في سورة "فانفروا ثبات أو انفروا جميعا".
118
الصغير عن شيخه أبي العباس الفيللي أنه كان يثبتععه ،ويحتععج بععأنه
منقوص ،قياسا على منقوص المذكور ،وأجاب بعض النععاس بحععذفه
منهم سيدي ميمععون ،وبععالول العمععل" .وممععا جععاء فيععه عععن لفععظ
"نداء" قال:
"ول يدخل في هذا الفصل" بلء حسععنا "فععي حععذف الولععى
منه ،لنه كتب في المصحف بلم ألععف ،وقععد كتععب لنععا شععيخنا ابععن
غازي بأنه ل يجري فيه القول بحذف الولى قائل :وقد كععان شععيخنا
أبو عبد الله الصغير ينبهنا على ذلك ،قيل :وكان الســتاذ تنــازع
فيه وسيدي إبراهيم الحاج ،وكان الحاج يرى دخوله قيل:
وهو الظاهر ،إذ إذا حذف الولى تضفر الثانية مع اللم".
وقال عند ذكر "الربوا"" :وكتب لنا شيخنا ابن غازي فيه بما
نصه:
"وأما "الربوا" فقد حدثنا شعيخنا أبعو عبعد اللعه الصعغير أنعه
بلغه عن شيخ الجماعة أبي عبد الله القيسي أنه كان يقول بإلحععاق
اللف فوق واوه بالحمراء كسائر النظائر ،وهععو الععذي كععان يرجحععه
الشياخ ،ويرون خلف أبي وكيععل ميمععون واحتجععاجه شععبه مكععابرة
تغمد الله الجميع برحمته".
عناية الشيخ ابن غازي بالوجوه والتقسيمات:
تلك أمثلة من تحقيقات الشيخ في ميدان الرسم أشفعها بهذا المثال في
الضبط أيضا وهو مما يعطينا صورة عن سيولة ذهنه وحسففه الرياضففي فففي
رصففد الوجففوه والحتمففالت الففتي يقتضففيها التقسففيم الحسففابي لبعففض ألفففاظ
القرءان التي تجتمع فيها تلك الصور الكثيرة ،وهذا المثال ساقه أبففو زيففد بففن
القاضي في "الجامع المفيد" له تعليقا على بيتين للمام القيسي وهما:
لنافعهم معما رسمت ففي "أأنذرتهم" فيه وجوه
الصور كثيرة
ويدري الذي قلنا لبيب إذا ثلثة آلف تزيد ونيف
119
اختبر
قععال الشععيخ ابععن غععازي" :وهععذا علععى وجععه التقريععب ،وإل
ففيها لورش ثمانية آلف وجـه ،والخطيععب فععي ذلععك سععهل،
وبيان ذلك بإشارة تغني اللععبيب ويقععاس عليهععا :أن همزتهععا الولععى
مفتوحة ،والفتحة تكون نقطة وألفا مبطوحة") ،(1وفي ضبط الكلمة
ثمانية أوجه فاضربها في اثنتين) (2تكن ستة عشر ،وفي فتحة الذال
ما في فتحة الهمزة المذكورة فتضرب الستة عشر بسبب ذلك في
اثنين تكن اثنين وثلثين ،والنون معراة على كععل حععال للقععاء حععرف
الخفاء ،والراء ساكنة ،وفي ضبط السكون خمسة أوجه) (3فتضربها
في الثنين والثلثين بمائة وستين ،وفي التاء ما تقععدم فععي الهمععزة
والذال ،فتضربها فععي المععائة والسععتين بثلثمععائة وعشععرين ،والهععاء
بعدها مضمومة ،وفي الضععم خمسععة أوجععه :نقععط أمععام الحععرف أو
وسطه ،واو أمام الحرف أو وسطه ،وواو فوقه ،فتضععرب الخمسععة
في الثلثمائة والعشرين يخرج ستمائة وألف ،والميم له -لععورش -
مضععمومة ،وفععي الضععم الخمسععة الوجععه المععذكورة فتضععربها فععي
الستمائة واللف يكون الخارج ثمانية آلف".
قال ابن غازي :وهذه الوجه وأشباهها من ملععح هععذا الفععن،
ففيها تمرين للطالب ،ولم يزل أصععحاب الفنععون يفرضععون مسععائل
ليتمرن بها الناشى ،ويهتدي بصبح ليلهععا العاشععي ،كععتراجع الحملء،
والولية في الطلق عند الفقهاء ،وبيوع الجال ،وكالصععفة المشععبهة
()1يعني على طريقتي الشكل المدور )نقععط أبععي السععود" ،والمسععتطيل )نقععط الخليععل( كمععا
تقدم.
()2الثمانيععة الوجععه هععي بعععدد حروفهععا ،فتضععرب فععي اثنععتين بحسععب ضععبطها بالمععدور أو
بالمستطيل.
()3قال ابن القاضي في "الجامع المفيد"" :وبيان الخمسة قيل :دارة ،وقيل جععرة ،وقيععل هععاء،
وقيل ل علمة له ،وأشار إليه بعضهم:
سكن بدارة لطيبة وها
وخا الخليل جرة للندلس بعض النحاة مع بعض أصلها
تعرية بعض العراق يلتمس وقال في الدرة الجليسة :صفر صغير مثل صفر العدد
وجعرة والهاء والخا عدد
علمة السكون ثم الهعاء فععجععععرة ودارة والعخعععععععاء وفي الميمونة:
120
ومسععائل التصععريف عنععد النحععويين ،وأكععثرهم اهتمامععا بععذلك أهععل
الفرائض والحساب").(4
ومععن هععذا النمععوذج ومععا ختمععه بععه مععن الفلسععفة التربويععة
والتعليمية التي يقوم هذا النمط الجديد عليها يظهر مقام أبععي عبععد
الله بن غازي وتتجلى مكانته في هذا الطععور مععن أطععوار المدرسععة
المغربية في عصر ازدهارها ،إن الشععيخ ابععن غععازي يبععدو فععي هععذا
النموذج وأمثاله مما نطر له ورسم إطاره يضع أسععس مععا سععميناه
عند أبي عبعد اللعه القيسعي بعع"فعن الختبعار" ،وذلعك فعي قصعيدته
الرائية في قراءة نافع "التي خصها لحكام الوقف على كععل حععرف
من الذكر عند الوقف الختياري أو الضطراري عليه.
إل أن الشيخ ابن غازي حوله من مسائل الداء إلى مسععائل
الضبط ،أو على القل نسج فيه على المنععوال الععذي وضععع معععالمه
الولى شيخ الجماعة القيسي ،فجاء ابن غازي ليفلسفه وينظععر لععه
ويعطيه أيضا المشروعية باعتباره:
أ .من ملح الفن.
ب .ولما فيه من التمرين للطالب على دراسة الوجوه.
ج .ولنععه يجععري مجععرى المثلععة والنمععاذج الععتي يسععوقها
الفقهاء والحويون على سبيل التوسع في الصناعة الفقهية والنحوية
لتدريب الطالب على التفريع والتوجيه والستنباط والقيععاس بحمععل
الفروع على الصول.
ولئن كان بعض الفقهاء قد ثاروا علععى مثععل هععذه المبععاحث
واعتبروها من التكلفات بععل دعععوا إلععى أطععراح معا هععو أعلععق منهععا
بالقراءة والداء كما نبهنا على ذلك في فصل سابق عند ذكر دعععوة
أبي بكر بن العربي الذي قلنا أنه تنبه إلى خطورة الوضع ،وأن هععذا
التعمععق فععي طلععب الوجععه واللغععات هععو -كمععا قععال -زيععادة فععي
الجامع المفيد لبن القاضي ،ويشتغل حاليا بتحقيقه بعض طلبة الدراسات. ()4
121
التشغيب ،وكذلك في قوله" :والذي أختاره لنفسي إذا قععرأت أكععثر
الحروف المنسوبة إلى قالون ،إل الهمز فإني أتركععه أصععل ،إل فععي
ما يحيل المعنى أو يلبسه مع غيره "...إلخ ما ذكره في "العواصععم"
مما نقلناه في مكانه من هذا البحث ) ،(1إلى أن قال بعد ذكر طائفة
من الوجوه التي يقرأ بها ابن كثير وأبو عمرو وحمزة" :فهععذه كلهععا
أو أكثرها لغات ل قراءات ،لنها لم يثبت منها عن النبي -صلى الله
عليه وسلم -شيء ،وغذا تأملتها رأيتها اختيارات مبنية علععى معععان
ولغات").(2
لئن كان بعض هؤلء قد نظروا إلى الموضوع هععذه النظععرة،
كما اعتبره بعض المعاصرين معن آثععار معا سععماه "بطغيععان المنهععج
التعليمي على المنهج العلمي") ،(3فإن لرجععال هععذه المدرسععة رأيععا
آخر في ذلك مخالفا كل المخالفة يحرص كل الحرص علعى الحعذق
في هذه التفريعات ويراها من تمام التكوين المعتععبر ،بععل إننععا نجععد
رجال هذه المدرسة يتواصون بعدم اللتفات إلى دعوة ابن العربععي
تلك ويحذرون منها كما نقل ذلك المام ابن غععازي نفسععه فععي آخععر
كتابه "إرشاد اللبيب إلى مقاصد حديث الحبيب" حين قال:
"لعلك تقف علعى كلم القاضعي أبععي بكععر بعن العربععي فعي
"كتععاب القواصععم والعواصععم" حيععث طعععن فععي بعععض المقععارئ
السبعة) ،(4فأعطه الذن الصماء ،فإن يد الله مع الجماعة".
"وقد حدثنا الستاذ أوبو عبد الله الصغير عن شيخه السععتاذ
أبععي العبععاس بععن أبععي موسععى الفيللععي أنععه كععان يحععذر مععن ذلععك
كثيرا").(5
()1يمكن الرجوع إليه في ما مهدنا به للفصل الثاني من البععال الحععادي عشععر – ورقععة -1142
.1143
()2العواصم من القواصم .201-1/199
()3تقدم بيان ذلك.
()4لم يطعن فيها بالجملة كما تقدم ،ولكن في بعععض أصععول الداء منهععا كمععا مثععل بكسععر بععاء
"البيوت" وعين "عيون" مثل ،وضم ميم الجمع لبن كثير ،وذكر أن ذلك كله لغات ل قراءات.
()5إرشاد اللبيب .283
122
هععو إذن موقععف القععارئ المتمكععن الععذي يحععرص أن يبلععغ
الطالب في حذق الفن الذي يتعاطاه كل مدى ممكن ،ول يقنع مععن
القلدة بما أحاط بالعنق كما يقول المثل العربي.
ولقد كان ابن غازي ومن تقدموه بمثل هذه المباحث مثلمععا
رأينا عند المام القيسي في أرجوزته الكبرى وفععي رائيتععه ،وكععذلك
عند أبي وكيل في أراجيزه فععي القععراءة والرسععم كالتحفععة والععدرة
ومورد الروي يضعون أسس "مدرسة العدد") (1أو "مدرسة الحععط"
كما يسميها بعض طلبة القرءان اليوم )الحطيات( ،هذا الفععن الععذي
بدأ مع هؤلء الئمة ،ثم نما مع الزمن -باعتباره من ملح الفععن -أو
باعتباره مما يعين على الحذق والضبط وجمععع النظععائر كلهععا تحععت
حكم ،أو تيسير التذكر بواسطة "الرموز" أو غيععر ذلععك مععن الصععور
التي تبلور فيها "فن العدد" عند المتأخرين.
وأقدم من أعلمه تأثر بهذا التجاه في حصر وجوه الداء هو
الشيخ أبو الحسن علي النوري في كتابه "غيث النفع في القععراءات
السبع" ،وخاصة في ما يذكره في فواتح السععور باعتبععار مععا قبلهععا.
فهو مثل يقول في أول سععورة البقععرة" :إذا وصععلت سععورة البقععرة
بالفاتحة من قوله تعالى "غير المغضوب عليهم ...إلععى المتقععي"ن،
يأتي على ما يقتضيه الضرب أربعمائة وجععه وثلثععة وثمععانون وجهععا،
بيانها :لقالون ستة وتسعون ،بيانها :أنعك تضعرب خمسعة "الرحيعم"
وهععي الطويععل والتوسععط والقصععر والععروم والوصععل فععي ثلثععة
"الضععالين" ،وهععي الطويععل والتوسععط والقصععر خمسععة عشععر ،ثععم
اضرب الخمسة عشر في ثلثة "التقين" خمسة وأربعععون ...إلععخ...
ثم انتقل إلى ورش فقال" :ولورش ستون وجهععا :ثمانيععة وأربعععون
على البسملة كقال ،واثنا عشععر علععى تركهععا ،وبيانهعا :أنععك تضععرب
()1مدرسة العدد ل يراد بها ما كان يفهم من "العععدد" عنععد أئمععة القععراء ،وهععو "عععد الي" فععي
مصاحف المصار – كما تقدم ذكر ذلك في الباب الثاني عند ذكععر العععد المععدني الول والخيععر
وإنما يريدون بالعدد المفهوم الحسابي ،ويختلف باختلف الموضوع المراد ،فتععارة يريععدون بععه
عدد الوجه كما مثلنا ،وتارة يريدون عععدد ورود الكلمععة فععي القععرءان علععى تلععك الصعورة معن
الرسم أو الضبط ،إما موصولة وإما موقوفا عليها نحو ؟؟ ؟؟ ؟؟ ؟؟
123
ثلثة "الضالين" إذا سكت هليه فععي ثلثععة "المتقيععن" تسعععة وعلععى
الوصععل ثلثععة "المتقيععن" ،فععالمجموع اثنععا عشععر ،وللمكععي ثمانيععة
وأربعون.(1)...
وقععال فععي آل عمععران" :وإذا وصععلت "آل عمععران" بععآخر
"البقرة" من قوله تعععالى "واعععف عنععا واغفععر لنععا وارحمنععا ...إلععى
"القيععوم" ،فيععأتي علععى مععا يقتضععيه الضععرب ثلثععة آلف وجععه
وخمسمائة وثمانية وتسعون وجها ،بيانها :لقالون أربعمععائة وثمانيععة
وأربعون ...ولورش خمسمائة وجه وستون وجها...إلخ).(2
ول أدري لم عدل النوري عن اعتبار ذلك في فاتحععة سععورة
مريم "كهيعص"؟) (3ول شك أنه لو تتبعها لبلغ بها اللف ،وقد رأيتععه
في نظيرتها "حم عسق" في فاتحة الشورى قد ذكععر فيهععا "ثمانيععة
آلف وجه وأربعمائة وجه ،ثم فصلها فذكر منها لقالون وحده "ألفععا
وجععه وسععتة عشععر وجهععا ،ولععورش ألععف وجععه ومائتععا وجععه واثنععان
وثلثون").(4
المنهج التعليمي عند ابن غازي واعتماده الحصاء:
والذي يعنينا هنا من هــذا أن ابــن غــازي قــد خطــا
بهذا المنهج التعليمي الحصائي خطـوات فسـيحة يمكـن
اعتباره معها المــوجه أو الســند العملــي أو "النمــوذجي"
الذي يستندون إليه في مثل هذه النماط.
ولقد احتذته بالفعل مععدارس القععراء فععي مختلععف الجهععات
المغربية في "ترسععيم" النمععط المتبععع إلععى الن فععي ترتيععب الخععذ
بالقراءات السبع أثنعاء التعليعم والتلقيعن ،كمعا نبعه علعى ذلععك أحعد
()1
()2
غيث النفع للنووي بهامش "سراج القارئ المبتدي" لبن القاصح العذري .284-283 ()3
124
أعلم هععذه المدرسععة وهععو الشععيخ المععام محمععد بععن عبععد السععلم
الفاسي في كتابه في الوقف والبتداء).(1
ظلل مدرســة ابــن غــازي فــي النمــط "الرســمي"
المتبع في القراءة والقراء إلى اليوم:
.1قال الشيخ محمد بن عبد السلم الفاســي فــي
وصفه للنموذج التعليمي المتبع في التــدريس للقــراءات
السبع على عهده )ت 1214هـ(:
"وطريقة المغاربة في ذلك منذ عهععد ابععن غععازي وأشععياخه:
أن الطالب إذا حفظ القرءان برواية ورش جمع إليععه روايععة قععالون
في ختمة أو أكثر مما يتأتى حفظه فيه ،فإذا حفظ حرف نافع جمععع
إليه حرف عبد الله بن كععثير مععن روايععتيه فععي ختمععة أو أكععثر ،فععإذا
حفظ حرفيهما جمع إليهما حرف أبي عمرو بن العلء البصععري مععن
روايتيه أيضا في ختمة أو أكثر من ذلك ،فععإذا جمععع الحععرف الثلثععة
جمع إليها الحرف الباقية من رواياتها الثمان دفعة واحدة").(2
إن هذا النموذج الذي وصفه الشيخ ابن عبععد السععلم -وهععو
شيخ المغرب في زمنه شمال وجنوبا) - (3ما يزال هو المثل العلععى
في الخذ والسلوب المحتذى في القععراء ،وهععو يععدل علععى التععأثير
البليغ الذي ظل لهذه المدرسة إلى اليوم.
.2سيادة اختيارات مدرسته إلى الن سواء في مســائل
الرسم والضبط ،وفي أحرف القراءة وأحكام الداء.
()1منه نسخة مخطوطة باسم "القراءط والشنوف فععي معرفععة البتععداء والوقععوف" بالخزانععة
الحسنية بالرباط في مجلدين برقم - 1953ونسخة أخرى ينقصها المجلععد الول برقععم 9346
)فهرسة الخزانة .(36-6/35
()2يمكن الرجععوع إلععى النقععل عععن الكتععاب عنععد السععتاذ سعععيد أعععراب فععي بحثععه "المدرسععة
القرءانية في الصحراء المغربيععة" -دعععوة الحععق العععدد - 9الصععفحة 74السععنة 1396هعع ذو
القعدة -نوفمبر 1976م وأعاد نشر النص في كتاب "القراء والقراءات بالمغرب ."145
()3تقدم ذكر نشاطه العلمي بسعوس والصععويرة فعي ذكعر شعرحه علععى الشعاطلبية المسعمى
بع"المحاذي" ،ويمكن الرجوع فيه إلى فهرسته المحققة من لدن السيد زلو محمد أميععن بكايععة
آداب الرباط -شعبة الدراسات السلمية -بإشراف الدكتور التهامي الراجي الهاشمي.
125
ول يتسععع المقععام لتتبععع كععل مجععالت هععذه السععيادة وتتبععع
مظاهر ذلك التأثير وتلععك الهيمنععة ،ونكتفععي بععذكر بعععض الشععارات
التي نقف عليها لععدى بعععض الئمععة الععذين لمسععوا جانبععا منهععا فععي
مختلف هذه المجالت:
-فمن ذلك ما نجده من إشارات إلى مععذاهبه الدائيععة عنععد
المام أبي زيد بن القاضي وخاصععة فععي شععرحه للدرر اللوامــع،
كقوله في باب البسملة عند ذكر السور المعروفة بع"الربععع
الزهر" بعد أن ذكر تخريع ابن غازي للباعث لمن اختار الفصل على
تخصيص هذه السور بالذات دون غيرها ،ونقل قول ابن غازي الذي
ختم به هذا التوجيه وهو قوله في "إنشاد الشريد":
"وحاصله انتقال الساكت للبسملة ،والواصل للسكت ،حتى
يظهر أثر الفرار من القبح للفريقين ،وبذلك أقرأنا أستاذنا أبععو عبععد
الله الصغير ،مع التزام قطع البسملة عن السورتين" انتهى.
قال ابن القاضي" :وإليه أشرنا":
)(1
بسملة كذا رواه من تل والحاصل انتقال ساكن إلى
بذا قرا ابن غازي خذ بالثبت ثم انتقال واصل للسكت
الخ
إنه إذن "النموذج" ،وسيظل هذا النموذج هو الساس وعليه
العمععل فععي الداء والتلوة العامععة إلععى اليععوم حيععث يأخععذ جمهععور
المغاربة إلى اليوم في قراءة الحزب بالبسععملة فععي السععور الربععع
المذكورة خاذة ،وذلك إذا كانوا يقعرأون بعوجهي السعكت والوصعل،
فينتقلون عنهما في هذه الربع إلى وجه البسععملة ،فععي حيععن يعمععد
الذين تحولوا الن في الحزب الراتب وغيره إلى الفصل بين السور
الربععع عععن غيرهععا بالفصععل مععع الوقععف علععى التسععمية ،فععالولون
أصحاب السكت والوصععل ينتقلععون فيهععا إلععى البسععملة ،والخععرون
انتقلوا نوعا مععن النتقععال عععن طريععق الوقععف علععى البسععملة إلععى
البيات -وعددها أربعة -في باب البسملة من "الفجر الساطع". ()1
126
قريب من الوجه الثاني وهو انتقال الواصل للسكت ،لكن ل مستند
لهم في هذا العمل ،لنهم إن كانوا قد قصدوا بالوقف عليها الفععرار
من القبح المزعوم فقععد وقعععوا فعي معا فععروا منععه معع مصععادمتهم
الرواية الثابتة عن الزرق عن ورش في هذه الطريععق كمععا سععنعود
إلى بيانه في الباب التالي بعون الله.
ومن أمثلة هيمنة المدرسة واختياراتها مــا نقــرؤه
عند ابن القاضي في "علم النصرة" و"الفجر الساطع" عند ذكر
الفتح والمالة في "موسى" و"عيسى" ونحوهما قال:
لبصر على المشهور قد شاع وموسى وعيسى ثم يحيى
فاعقل ممالة
على شيخه الوجهين خذه محصل وقد أخذ الستاذ ابن غازيهم
-ومن ذلك قول ابن القاضي في بيان أخذ المغاربععة بالعععدد
المدني الخير ،وهو عدد نافع وأصحابه:
مفتتحا مخمسا معشرا به يعد من لنافع قرا
عن قطره خذ وادع لبن حكاه في "البيان" و"اليجاز"
)(1
غازي
إن هذا ليس إعادة صياغة لقول ابععن غععازي فععي الموضععوع
في أول سورة طه من كتابه "إنشاد الشريد" بقدر ما هععو أثععر مععن
هيمنته.
-ومن مظاهر هذه الهيمنة على مسائل الداء مما
لفت النتباه إليه الشيخ أبو الحسن النــوري الصفاقســي
واعتبره من آثار مدرسة ابن غععازي قععوله فععي سععياق تقريععر أوجععه
الخلف بين الئمة في الهمزتيععن فععي "ءانععذرتهم" فععي أول سععورة
البقرة ،وذكر وجده الدخال لمن قرأ به ،ونقل تعريععف ابععن مهععران
لكيفيته ،وأنه عبارة عن "مدة تكون حاجزة بيععن الهمزتيععن ومبعععدة
()1ذكره ابن القاضي عند ذكر إمالة رؤوس الي من "الفجر الساطع" وتبعه مسعود جموع في
"الروض الجامع".
127
لحدهما عن الخرى ،ومقداره ألف تامععة بالجمععاع" ،قععال النععوري:
"وبعدم المد قرأت على جميع شيوخي ،وهو الذي يقتضععيه القيععاس
والنظر ،ول أظن أحدا يقرأ الن بالمد ،إل المقلدين لبــن
غازي وغيره والله أعلم").(1
-ومنه مما لفت النتباه إليه المام أبــو زيــد عبــد
الرحمــن بــن إدريــس بــن محمــد المنجــرة الفاســي فــي
شرحه على دالية ابن المبارك السجلماسي المسمى بع"المقاصععد
النامية في شرح الدالية" عند قول الناظم فيها:
"فمععوئل" سععهل أو أبععدل بنقلهععم للرسععم ،وامنعععه فععي
"السوأى" "لتعتضد" قال الشارح" :تنبيهععان :الول :روايتنــا مــن
طريق المغاربة تبعا لبن غازي في "مععوئل" النقععل فقععط مععع
الحذف ،وروايتنا من طريق المشععارقة عععن الحععافظ ابععن الجععزري
الوجهان :النقل والدغام").(2
فلننظر إلى قوله" :وروايتنا من طريق المغاربة تبعا لبن
غازي ،ثم لننظر في مقابلتها لها بطريــق المشــارقة عنــد ابــن
الجزري ،ثم لنقدر كيععف أصععبح اسععم الشععيخ علمععا عليهععا ،وكيععف
اقترنت به عند أئمة القراء ،وهو مععا أردنععا أن نصععل إليععه مععن هععذه
النقول العديدة التي اجتلبناها لندل بها على سيطرته المطلقة فععي
الميععدان فععي مختلععف فروعععه وشعععبه العلميععة المتصععلة بععالقراءة
والداء.
ولقد بلعغ المعر معداه فعي المدرسعة "النافعيعة" بعالمغرب،
باحتذائه باعتباره "النموذج" المام في كل مععا يععاتي ويععذر ،ولسععان
حالها ينشد قول الشاعر العربي:
128
)(1
غويت وإن ترشد غزية أرشد وما أنا إل من غزية إن
غوت
مثال مما عمت به البلوى من أخطاء الشــيخ فــي قــراءة
"العشر الصغير" بالمغرب إلى اليوم:
هذا المثال يتعلق بتصحيف وقع للشععيخ فععي أرجععوزته وفععي
الخذ عنه في تسمية القارئ الكبير أحد الراويين )الطريقيععن" فععي
رواية إسماعيل بعن جعفععر النصععاري ععن نععافع ،فقععد ذكععره باسععم
"أحمد بن فرج" بالجيم فقال في "تفصععيل عقععد الععدرر" عنععد ذكععر
الظهار والدغام:
ليوسف والسدي وابن وما بإظهار يعذب من حرج
)(2
فرج
وقد رجعت إلى طائفععة معن المصععادر لتععبين كيفيعة نقطعه،
وهل هناك من صرح بالبيان الصحيح المخععرج مععن الخلف إن كععان
في ضبط اسمه خلف ،فوجدت ضععبطه صععريحا بالحععاء عنععد بلديععة
القريب من عصره المام الحافظ أبي بكر أحمد بن علي الخطيععب
البغععدادي )ت ،(463فقععد ذكععره فععي كتععابه الععذي وضعععه لضععبط
مشكل السماء وسماه "تلخيص المتشابه فععي الرسععم وحمايععة مععا
أشكل منه عن بعوادر التصعحيف والعوهم") (3فوجعدته قعد ذكعر فعي
"الحمدين" ممن يشتبه اسماهما فقال :الول أحمععد بععن فععرج بععن
سليمان أبو عنبة الكندي الحمصي ثم قال" :وأما الثــاني بالحــاء
المهملة فهو أحمد بن فرح بن جبريل أبو جعفر الضــرير
المقرئ ثم ترجم له وذكر من مشايخه أبا عمر الدوري).(4
()1البيت لدريد بن الصمة في قصيدة له يرثي أخاه عبد الله -ينظر في الصمعيات 106رقععم
28واللسان مادة "غزو".
()2سيأتي في أرجوزته.
()3الكتاب نشر بتحقيق سكينة الشهابي .1985
()4تلخيص المتشابه .1/216
129
ثم رجعت إلى ابن الجزري في غاية النهاية ،وقد اعتمد في
ترجمة ابن فرح على مصادر أشار إليها بأوائل أسمائها على عععادته
هكذا )س -غا -ج -فع -ك( يريد بها على الترتيب كتاب المسععتتير
لبن سوار وكتاب الغاية لبي العلء الهمداني ،وكتععاب جععامع البيععان
لبي عمرو الداني ،وكتاب الكفاية الكبرى للقلنسي ،وكتاب الكامل
في القراءات لبي القاسم الهذلي -كما صرح بها فععي أول كتععابه -
فوجدته يقول فيه:
"أحمــد بــن فــرح بــن جبريــل أبــو جعفــر الضــرير
البغدادي المفسر ،وفرح بالحاء المهملة ،ثقة كبير قرأ على
الدوري بجميع ما عنده من القراءات ...وساق الترجمة إلى أن ذكر
وفاته سنة 303على اختلف).(1
ثم رجعت إلى كتب القراءة فوجدت ابن مهععران )ت (381
يذكر روايتععه عنععه فععي كتععابيه "المبسععوط فععي القععراءات العشععر"،
و"الغاية في القراءات العشر" أيضا ،فيقول" :قععرأت القععرءان مععن
أوله إلى آخره على أبي القاسم هبة الله بعن جعفعر ببغعداد ،وعلعى
أبي القاسم زيد بن علي بالكوفة قال :قرأنا على أبي جعفععر أحمععد
بن فرح المفسر المقرئ ،وذكر أنععه قععرأ علععى أبععي عمععر الععدوري،
وقرأ أبو عمر على إسماعيل بن جعفر ،وقرأ إسماعيل علععى نععافع،
وقرأ نافع على عدة من التابعين.(2)"...
فجاء ذكره عنده بالحاء ،وكععذلك وجععدت الععذهبي ترجععم لععه
في "معرفة القراء) ،(3وذكععره ابعن الجععزري بععذلك فععي النشععر فعي
قراءة أبي عمرو بن العلء من رواية الدوري).(4
ثم رجعت إلى كتاب "التعريف" لبي عمرو الداني قوجععدته
موافقا لذلك حيث قال في قسم السععانيد" :وأمععا روايععة ابععن فععرح
130
فإني قرأت بها على فعارس بعن أحمعد ...ثعم ذكعر سعنده إلعى ابعن
فرح) .(1وكععذلك أثبععت اسععمه ونسععبه شععيخنا الععدكتور الراجععي فععي
الجدول الذي بين به رواية إسماعيل من طريق ابن فرح عنه).(2
وبهذا لم يبق عندي أدنى شك في أن المر عند المععام ابععن
غازي ل يعدو أن يكون تصحيفا ،وأن الخذين عنه والمعتمدين علععى
أرجوزته "التفصععيل" إنمععا قلععدوه فععي ذلععك دون تمحيععص ،أو أنهععم
سكتوا عن ذلك تأدبا فقط مع الشيخ.
ويدل على هذا وقوفهم على ضبط ابن الجزري لسمه دون
رجوع إلى قوله ،كما نجد ذلك في مععا نقلععه الشععيخ مسععود جمععوع
السجلماسي في كل من كتابيه "كفاية التحصيل" و"معونععة الععذكر"
أو "الدرة السنية في الطعرق العشعرية" فقعد قعال عنعد قعوله ابعن
غازي في "تفصيل عقد الدرر":
ونجل عبدوس ونجل جعفر وسند ابن فرج المفسر
"قوله" ابن فرج "هو أحمد المفسر ،كان إمامععا ثقععة عالمععا
بالتفسير ،فلذلك لقب بع"المفسععر" قععاله فععي النشععر) (3وابععن فععرح
بالحاء بالمهملة ،قال الشيخ الزيععاتي) :(4والظععاهر مععن نظععم المعام
ابن غازي أنه بالجيم ،إذ يقول فيه" :وما بإظهار" "يعذب" من حرج
...البيت ،وكذا كنا نسمع من أشياخنا -رحمهم الله -أعني بععالجيم
حال القراء من تقرير كلم ابن غععازي ،ولعلععه يسععتعمل بععالوجهين،
()1التعريف في اختلف الرواة عن نافع 169-168ونصه" :وأما رواية ابن فرح فإني قرأت بها
القرءان كله على فارس بن أحمد ،وقال :قرأت بهععا علععى عبععد البععاقي بععن الحسععن المقععرئ،
وقال :قرأت على زيد بن علي الكوفي ،وقال :قرأت على أحمد بن فرح ،وقععال :قععرأت علععى
الدوري ،وقال :قرأت على إسماعيل ،وقال :قرأت على نافع".
()2التعريف .171
()3ذكره في طرقه عن الدوري في قراءة أبي عمرو بن العلء البصري – النشر في القععراءات
العشر 131-130-1/128
()4هو الشيخ أبو علي الحسن بن يوسف بن مهدي الزياتي )ت (1023وسععيأتي فععي أصععحاب
القدومي .ويحتمل أن يكون المراد ولده عبد العزيز الزياني صاحب "نفائس العلى في قععراءة
أبي عمرو بن العلء" وسيأتي أيضا.
131
فاقتصر كل واحد من هذين المامين على ما صح عنده عنهما والله
أعلم").(5
فقول الشيخ الزياتي -رحمه الله " .-وكععذا كنععا نسععمع مععن
أشياخنا" ،هو الحجة الوحيدة التي كان يعدلي بهعا كعل مععن اععترض
عليه في أمر كهذا ،المرجع ليس إل إلى تقليد الخر للمتقدم.
ولقد عارضت بما نقلته عن ابن مهران والخطيععب والععداني
وابن الجزري وغيرهما في شأن "ابن فرح" هذا قععارئا متمكنععا فععي
دراسة "العشر الصغير" فتوقف فععي ذلععك لنصععافه ،ولكنععه تعجععب
منه أشد التعجب لن كونه "ابن فرح" بالجيم هو عند أهل هذا الفن
أو من بقي منهم ببلدنا من قبيل الضروريات).(1
وإنما مرجع المر في الحقيقة إلى اللف والعععادة فععي تقليععد
التالي للسابق ،وإلى اكتساب الخطععأ المشععروعية العرفيععة بسععبب
التقادم وتمالؤ السواد العظم عليه ،على نحو ما تمالوا على كععثير
من الوقاف الهجينة التي تنسب إلى المام الهبطي كما سيأتي.
والذي يعنينا بعد ما ذكرنععاه مععن التنععبيه علععى هععذه المسععألة
ومحاولة لفت النتباه إلى هذه الجزئية المتعلقععة بواحععد مععن رجععال
"المدرسة النافعية" ،أن نتمثل كيف أخذ جمهور المغاربععة مقععررات
هذه المدرسة وتلقوها كاملة بالقبول والتسليم ،وها هم قععد تتععابعوا
على ما ذهب إليه ابن غازي في ابن فرح حععتى الئمععة المعتمععدون
منهم ،مما جعلهم ربما اعتقدوا خطأ من ذهب إلععى الحععاء ،أو علععى
أقععل تقععدير أنععه – كمععا قععال الشععيخ الزيععاتي – لعلععه يسععتعمل
بالوجهين" ،وحينئذ ل نستغرب كيف يقول ناظم سند "التعريف":
عن الزكععععععععي بن "عن ابن موسى ذي
فععععععرج الحجج
()5كفاية التحصيل في شرح التفصيل وسيأتي كذلك ذكره.
()1المقعرئ المعذكور هعو الصعديق السعيد الطعاهر بعن الحعاج مبعارك العبعدي ،قعرأ بالعشعرين
بمدرسة سيدي الزوين بععالحوز علععى الشععيخ المععاهر السععتاذ السععيد علل القاسععمي المقععرئ
المعمر الذي ما يزال ينتفع به هناك.
132
ويقول أيضا:
حدثععععععني لبععععععععن وقال أيضا ذو الرج
فععععععععععرج عن عبد باقي فارس ابن أحمد
المرشعععععععد للععععععععدوري عن زيد عن نجل فرج
)(1
أيضا ل حعععععععرج
ول نستغرب أن يقول أيضا أبو زيد بن القاضي علععى جللععة
قدره في نظم له:
وقيل بالضعععععم لععععه بععععل "ثم هو" بالسكان قل لبن
)(2
حرج فرج
ول أن يدرج المام المدغري بيععت ابععن غععازي النععف الععذكر
في أرجوزته "تكميل المنافع" فيقول:
ليوسعععععف والسعععععععدي "وما بإظهار" "يععععذب"
وابن فرج من حرج
ثم يقول متمما له:
لقلعععععب يا ميمععععا فتععلك وغيرهم أدغمه مع غنة
)(3
السنة
ذلك جانب من تأثير المام ابن غازي في أهل هععذه الصععناعة
في عصره وبعده ،وتلك صورة عن مقدار هيمنة مذاهبه واختيععاراته
ضربنا لها المثال العديدة لدعم ما قلنععاه وأردنععا التععدليل عليععه مععن
إمامته للمدرسة المغربية ،حتى ليمكننا القععول عععن وجععود بصععماته
فععي جميععع فروعهععا وشعععبها المتعلقععة بععالقراءة والداء أو الخععط
والضبط ،أو الوقف والبتععداء ،أو نظععام الجمععع بيععن القععراءات فععي
الجمعين الصغير الكبير.
133
وكفى برجل أورث العام والقدوة معا لمن خلفوه ،فكععان مععا
يزال منهم في كل جيل قائم بمدرسته يصل أسععانيدها ،ويععذود عععن
مذاهبها واختياراتها ويعرف بها.
ولقد نبه بعضهم على هذا الصدى الطيب الذي خلفععه الشععيخ
وراءه بمؤلفاته وحلقاته وعلقاته فقال فععي ترجمععة أبععي عبععد اللععه
محمد بن الخياط الشهير بابن إبراهيم الدكالي" :سععرى العلععم فععي
سلفه من جهة ابن غازي المام المشهور ،لكون ابنته جدتهم ،فلمععا
توفي ابن غازي خلص لهم ما بيده مععن الحبععار والكتععب فاسععتعانوا
بععذلك علععى طلععب العلععم ،فحصععل لهععم مععا سععبق فععي علععم اللععه
تحصيله").(1
ونعقد الن الفصل التالي للحعديث ععن بععض معا خلعف فعي
القراءة من آثار ،باعتبارها من مجالي إمامته.
134
الفصل الثاني:
آثار الشيخ ابن غازي
في القراءات "تفصيل
عقد الدرر في قراءة
نافع" وإشعاعها
العلمي.
ل نملك أن نغالي بالشيخ المام ابن غازي مؤلفا فععي ميععدان
القراءات على القل كما غلينا به باحثا ومناقشععا ومحععررا لمسععاول
الخلف ومنظععرا ،ولعععل السععبب الكععبر فععي ذلععك هععو اسععتهلك
المجعععالت المختلفعععة والمتنوععععة لنشعععاطه العلمعععي ،واسعععتغراق
الوظائف الرسععمية لععه ،وخاصععة منهععا الوظععائف العمليععة كالمامععة
والخطابة والفتيا مما ل يبقى له معه أو يكاد مععن الفععراغ مععا يتسععع
لنجاز المؤلفات الكثيرة في هذا الجانب الععذي يعتععبر بالنسععبة إليععه
من قبيل العمال الحرة والثقافة الحرة أو مما يحتسب به لله.
ومع هذا فإن العبرة عند الشيخ بالنوعية ل بالكم العدد ،فرب
تقييد له أو جععواب عععن سععؤال كععان أنفععع مععن كععثير مععن مصععنفات
المتأخرين التي هي في أكثرها عبارة ععن تجميعع معلومعات أو نعثر
قصيدة من قصائد الفن بذل ناظمها جهدا كبيرا ،فعاد هو إلى نثرهععا
مرة أخرى عععودا علععى بععدء "كععاللتي نقضععت غزلهععا مععن بعععد قععوة
أنكاثا".
ولقد أفادنا الشيخ بتحقيقاته التي استعرضنا جوانب منهععا مععا
ل نكاد نستفيده من خزانة كاملة من المؤلفات الهزيلة ككععثير ممععا
ألف حول "الدرر اللوامع" لبن بري مما ل يزيد علععى كععونه تكععرارا
واجترارا.
وإذا رجعنععا مععرة أخععرى إلععى التطععور العلمععي فععي شخصععية
الشيخ وجدنا أن أخصعب فعترات حيعاته فعي التعأليف هعي المرحلعة
135
الوسطى ،وهو أمر طععبيعي ينسععجم مععع اكتمععال الشخصععية وتمععام
النضج العلمي.
عدد مؤلفاته :في المصادر التاريخية
وقد أفادنا في فهرسته ثم في الذيل الععذي ألحقععه بهععا بععذكر
عدد من المؤلفات التي كان قد أنجزهععا حععتى كتابععة الفهرسععة فععي
الثامن عشر من رجب الفرد من عام 896هععع ،وعععددها حععتى ذلععك
العهد عشر مؤلفات إضافة إلى الفهرسة ،وذكر هناك أسماء ثلثععة
مؤلفات كان لم يفرغ منها بعد) ،(1وأخبر في "الععذيل" الععذي ألحقععه
بهعا سعنة 905أنعه فعرغ منهعا ووضعع علعى صعحيح البخعاري كتعابه
"إرشاد اللبيب" وكمله).(2
ول أدري كيف اقتصر على ذكر هذا العدد الذي ل يزيععد علععى
خمسة عشر مؤلفا ،وذلك لن كتب التراجم زادت على ذلك حععتى
تضاعف هذا العدد ،فذكر في شععجرة النععور 15وفععي نيععل البتهععاج
ودرة الحجال 17وفي الجذوة 20وفي التحععاف ،25وذكععر ناشععر
فهرسته 30تأليفا بين منظوم ومنثور).(3
ونحن إنما يهمنا مما هو مذكور منها ومععا وقفنععا عليععه مععا لععه
صلة بالقراءة وعلومها ولذلك سنقتصر عليععه ،ونسععتهله بععذكر أهععم
مؤلفععاته النثريععة وأوعبهععا لمععذاهبه الفنيععة وتحقيقععاته العلميععة وهععو
كتاب:
)(4
-1إنشاد الشريد من ضوال القصيد
136
وهو كتاب متوسط الحجععم ،غزيععر النفععع سععماه فععي شععجرة
النور "تقريرات على الشاطبية") ،(1وهي تسمية في نظري أليق به
وأعلععق مععن قععول السععوداني فععي "النيععل"" :تكلععم فيععه علععى
الشاطبية") (2أو قول الشيخ عبد الله كنون" :ذيل به نظم الشاطبية
في علم القراءات") (3فضل عععن قععول ناشععر فهرسععته" :هععو شععرح
الشاطبية") ،(4وهو على كل حععال مععن المؤلفععات الععتي ذكرهععا فععي
فهرسته ،وبععه بععدأ ذكععر مععا أتمععه منهععا حععتى كتابععة الفهرسععة سععنة
896هع).(5
والكتاب مفيد في بابه ،وكععان واسععع السععتعمال عنععد علمععاء
القراءة بفاس ،ولععذلك كععثرت نسععخه) .(6ويععدل قععول أبععي العبععاس
المنجور في ترجمة محمد بن مجبر المسععاري – مععن أصععحاب ابععن
غععازي " :-يستحضععر نصععوص حععرز المععاني" ول يحتععاج أن ينظععر
"التيسير") (7و"إنشاد الشريد" وغيرهما) ،(8يععدل بمفهععومه علععى أن
غيره من المشايخ كانوا ل يستغنون عن النظر فيهما ،بينما استغنى
هو بحفظه لذلك عن النظر فيه مرة أخرى كما نبه علععى ذلععك فععي
صدر ترجمته).(9
ويمثل الكتاب في الجملة أهم ما كععان يأخععذ بععه الشععيخ ابععن
غازي وشيخه أبو عبد الله الصغير من مذاهب واختيارات فععي الداء
للقراء السبعة من طرق الشاطبية والتيسير ،كمععا يرجععع إليععه أكععبر
الفضل في التعريف بإمامة مؤلفه في هععذا العلععم ،وبععه وبععأرجوزته
في قراءة نافع تسنم الشيخ مكانه فععي مصععاف أئمععة هععذا الشععأن،
()1شجرة النور .276
()2نيل البتهاج .334-333
()3ذكريات مشاهير رجال المغرب – ابن غازي .23
()4مقدمة تحقيق فهرسة ابن غازي .42
()5فهرسة ابن غازي .170
()6منه بالخزانة الحسععنية بالربععاط تسععع نسععخ مععذكورة فععي فهرسععتها مجلععد 31-6/29وفععي
الخزانة العامة خمععس بععأرقس 1532-990-1383-8-887د ،وبخزانععة ابععن يوسععف بمراكععش
برقم 365-213إلخ.
()7تصحف في فهرسة المنجور المطبوعة بلفظ "التفسير" ،وهو غير مناسب.
()8فهرس أحمد المنجور .64-63
()9نفسه .63
137
ونال الحظوة الزائدة عند المتأخرين باعتباره فععي نظرهععم "خاتمععة
المحققين ،وإمام المقرئين" .يقول في مقدمته:
"الحمد لله الذي من علينا بوارثة كتابه العزيز ،ووفقا لدمععان
تلوته حتى أرزنا في ميدان حفظ أي تبريز ...فهذا "إنشععاد الشععريد
مععن ضععوال القصععيد" رتبتععه أبععدع ترتيععب ،علععى مععا يهععواه اللععبيب،
ويستجيده الريب ،وبالله أستعين وإليععه أنيععب" .ثععم قععال مباشععرة:
"التعوذ والبسملة":
"والفاتحة مكية سبع آيات باتفاق .إذا وصلت "الرحيم لسععم"
فالخفاء لبي عمر على المعروف ...وبعد مباحث جزئية انتقل إلععى
سورة البقرة فذكر الخلف في "أنذرتهم" ونقل قول الشاطبي في
ذلك ،ثم انتقعل إلعى ذكعر إمالعة "ومعن النعاس" للبصعري ...وهكعذا
مضى يعلق تعععاليق مختصععرة علععى بعععض حععروف القععراءة ويبععدي
بعض الملحظات ،وربما نقل في مسائل الخلف بعض مععا قععرأ بععه
على شيخه الصغير.
وفي سورة طه خاصة توقفا طويل نسبيا عند ذكععر الفواصععل
والعد ّ إلى يقرأ به المغاربة في قراءة نافع ،وذكععر هنالععك الفواصععل
المتفق عليها في سورة طه لتعلق أحكام المالة بمعرفتها وتمييزها
عما ليس بفاصععلة ول رأس آيععة ...ثععم واصععل حععديثه علععى النسععق
الول حتى انتهى إلى آخر القرآن قائل:
"وليس في "الكوثر" وما بعدها إدغام ،وبالله التوفيق ،كمععال
"إنشاد الشريد من ضوال القصيد"والحمد لله وكفى").(1
ومع كون هذا الكتاب في نفسه يعتبر أشبه بالطرر على حرز
الماني ،فإن تدارس الئمة دعاهم مععرة أخععرى إلععى كتابععة "طععرر"
()1اعتمدت في الستفادة ما نقلته من إنشاد الشريد وفي هذا التعريععف المععوجز علععى نسععخة
عتيقة للشيخ المقرئ السيد أحمد بن الطاهر المعروف ابن الكونطري بمدينة الصععويرة جععزاه
الله خيرا.
138
عليه توسع بعض مباحثنه وتعيععن علععى فهععم مقاصععده ،فممععا كتععب
عليه في هذا الصدد:
-الطــرر المستحســنة لبــي عبــد اللــه محمــد
السجلماسي.
ومؤلفها هو المام المقرئ البععارع أبععو عبععد اللععه محمععد بععن
مبارك السجلماسي صاحب "الدالية" النفة الععذكر ) ،(1092وهععو
من أعلم أصحاب أبي زيععد بععن القاضععي بفععاس وبهععا ولععد ،وكععان
إماما بمسجد الشرفاء منها).(1
توجععد مععن طععرره هععذه نسععخة مخطوطععة بالخزانععة العامععة
بتطوان تحت رقم 881ذكرها غيععر واحععد مععن البععاحثين) ،(2وذكععر
بعضهم أن المؤلف "نبه على سمائل ربما أخطأ فيها ابن غازي ،أو
أخذ فيها بوجه ضعععيف ،وهععي ل تتعععدى رؤوس الصععابع ،بأسععلوب
علمي نزيه ،وحتى إنه أخفععى اسععمه حسععب النسععخ الععتي بأدينععا،
رفقا بهذا المام الذي احتلت شهرته الصدارة في عالم القراءات،
ولول هذه الحالة فقط "فلت في منظومتي:
ذ ألف وليعععععععاء فيه "في السيئععات امنعن ل
)(3
منفعععععععردا المنشأت لحذ
لما عرفناه من هو").(4
-وإلى جانب طرر ابن مبــارك هنــاك طــرر أخــرى
نسبها بعضهم إلى محمد بن عبد الكريم الزواوي:
()1ذكر هذه المعلومات عنه أبو زيد عبد الرحمن بن إدريس المنجرة في "المقاصد النامية في
شرح الدالية" في المقدمة التي صدره بها) .مخطوطة(.
()2منهم سعيد أعراب فععي كتععابه "القععراء والقععراءات بععالمغرب "74 :وذكرهععا السععتاذ حسععن
العلمي في دراسته وتحقيقه لكتاب "إنشاد الشريد" ورقة ) 105القسم الول(.
()3كذا ذرك البيت سعيد أعراب ،والصععحيح أنععه "منفععرد" بععالجر لن القصععيدة كلهععا علععى هععذا
الروي والبيت من دالية ابن مبارك ،ذكره في باب الهمز المتحرك وسععطا بعععد حركعة ،ورقمععه
الترتيبي كما فععي تحقيععق أسععتاذنا الععدكتور التهععامي الراجععي -107 :دعععوة الحععق العععدد 272
لشهري نونبر – دجنبر .1988
()4القراء والقراءات بالمغرب .74
139
ول يبعد أن تكون نفس الطرر السابقة لبععن مبععارك ،نسععبته
إليه في بعض النسخ بسععبب الشعارة النفععة العذكر ،ونسععبت فعي
بعضها إلى من جمعها وهو محمد بن عبد الكريم المذكور ،وخاصة
لن هذا الجامع لها قد صدر في أولها بقععوله بعععد الحمدلععة" :هععذه
الطرر التي نذكرها وجدتها فععي نسععخة صععحيحة علععى إنشععاد ابععن
غازي") ،(1وبذلك يكون قد صرح بأنه جامع ل مؤلف.
-2رجز في "فواصل الممال" ،وسععماه فععي التحععاف
"نظم فواصل المقال" وهو تصحيف ،وذكره ابن غازي نفسعه فعي
إجازته لهل تلمسان فيما أورده أبو جعفر البلوي في ثبته ،إل أنععه
تصحف إلى لفظ المحال – بالحاء – وليس له ذكر في فهرسته).(2
ويسمى أيضا في بعض المصادر "كشف القنععاع" أو "كشععف
قناع الوهم" أخذا مما ذكره في أوله في البيت الول في قوله:
كشف قناع الوهععععععععععععم "وهعاك في فواصل الممال
والخيعال
والشعععاملعععععععي والكوفي للمدنيين وللمكي
والبصععري ما بعععععععععععد مقر بآنظامه المنقاد ُ
القيسي والمجععععععراد ُ
وقد ساق الناظم الرجز بتمامه في سورة طه من "إنشاد
الشريد" عند ذكر فواصلها وما يلتبس منها بغيره مما ليس
بفاصلة فقال" :وقد كنت نظمت فيها رجزا يدفع اللبس عن
فواصلها – إن شاء الله تعالى – رأيت أن أثبته هنا مشروحا،
وهو ...ثم ذكر البيات التي صدرنا بها ،ثم قال:
-فواصل الي ورؤوسها ،ثم تطرق لذكر اختلف القراء فععي
العدد ،ونقل ععن المعام الععداني فعي ذلعك نقعول ضعافية ثعم قعال
()1يمكن الرجوع إلى مخطوطة تطوان بخزانتها تحت رقععم 881والمقارنععة بمععا ذكععره سعععيد
أعراب في كتابه القراء والقراءات بالمغرب.167 :
()2فهرسة ابن غازي.
140
معتذرا" :ولم أقف في الوقت على "جععامع البيععان" وإنمععا وقفععت
على ما أسلفتك من النقل عن "كتاب البيان في عععدد آي القععرآن
"وعن" إيجاز البيان").(1
وبعد هذا أخذ في ذكر أبيات الرج وشرحها بقوله:
لمععععععن سوى الكوفي "فليس من رؤوس آي طه
مبتداهعععععععععععا وعكسه "مني هدى" في
كععععععععذاك "زهرة الحيعوة الثنيا
الدنيعععععا" ولفظ "موسى فنسي"
لغير مكعععععععي وغعععععععععععععير بمعزل
الول
وهكذا إلى أن قال في آخره:
كجبر) ،(3إذ على يزيععععد والمدني في الول ورش
عرضعععععا) (4لكن ارتضى
كععععععععلهمععععععععا يععععرى غنيا والخوان) (2العدد الكوفيا
141
-3شرحه للرجز:
هذا الشرح أدرجه مع الرجز في "إنشاد الشريد" ،ولكنه في
إجازته للتلمسانيين ذكره منفردا بعد ذكر النشاذ والنظم).(1
وقد اسععتفاد أبععو زيععد بععن القاضععي مععن هععذا الرجععز وشععرح
الناظم له استفادة جلى في "الفجر السععاطع" فععي بععاب المالععة،
وأطال النفس في تحليل الفواصل وأشباه الفواصل الععتي تلتبععس
بها مما نبععه عليععه الشععيخ وذكععر اختلف النقععول فععي بعععض ذلععك،
وأجرى بعض المقارنات في بعض مسععائل الخلف فععي ذلععك بيععن
علماء العدد من المغاربة :ابععن غععازي والقيسععي والمنتععوري وابععن
أبععي السععداد فععي الععدر النععثير وسععواهم ،ممععا يعتععبر كلمععه أشععبه
بحاشية أو تعليق على شرح ابن غازي ونظمه المذكور ،ونقل عنه
بعض ذلك مسعود جموع في شرحه.
-وأورد المععام أبععو الحسععن علععي النععوري أيضععا فععي "غيععث
النفع" طرفا من أول هذا الرجز ثم قال معقبا عليه:
"لكن ل تظهر ثمرة الخلف إل فععي كلمععتين" :موسععى" مععن
قوله تعالى "وآله موسععى" بطععه ،و"طغععى" بالنازعععات مععن قععوله
تعالى "فأما من طغى" ،وقد ذيلت بهععذه الفععائدة كلم ابععن غععازي
فقلت:
إل بموسععععععى معععععع إلععععه ثمرة الخلف ليست تظهر
يذكعر) (2بالنعععععازعات خعععاب كذاك قوله "فأما من طغى"
)(3
سععي من بغى
142
-وقد قام بشرح رجز ابن غازي فواصــل الممــال،
وهو مخطوط بدار الكتب المصرية برقم ) 69قراءات().(1
-3قطعة دالية وقفت عليها بالرباط ومراكش منسوبة إليععه،
وهي ركيكة في نظمها ل ترقى إلى مستوى نظمععه فععي أرجععوزته
السابقة وأرجوزته التية في قراءة نافع ،وهي في أحد عشععر بيتععا
وجدتها في الموضعين في مجموع مصدرة بقععول القععائل" :وقععال
ابن غازي رحمه الله ،وموضوعها أسماء الرواة الربعععة عععن نععافع
والطرق عنهما ،ويقول فيها:
عن نافععععععععهم رووا بعلمهم فورش وعيشى ثم إسحاق
اقتععععععد اسماعيعل
أبو يعقععععوب الزرق يوسف فممن روى عن ورش
فاهتعععععد وعبد الصمد احفظ المصرري العدل
)(2
علوما واجتهععععد كذا الصبهاني قل محمد
اسمه
-4قطعته النفة الذكر وهي سبعة أبيات أجاب بها عن حكم
الوقف على "أفطال" وأولها:
وجعععععععاء به كنز المععععععاني "أل فاسمعوا ما قد أخذنا
مفصعل فعند سكون الوقف عن المل
وجهان حصل ...إلخ إذا وصل القاري بتغليظ
لمه
()1ذكره الدكتور عبد الفتعاح اسعماعيل شعلبي فعي كتابعة "المالعة" فعي القعراءات واللهجعات
العربية في المصادر التي اعتمدها )طبعة نهضة مصر ط 2القاهرة 1971-1391م(.
()2توجد مخطوطة في مجموعة بالخزانة العامة بالرباط برقم .1371ورقععة .235وبمراكععش
في خزانة خاصة..
()3أشار إليها سعيد أعراب في "القراء والقراءات بالمغرب .81
143
-6من التفرقات بيتــان لــه فــي الســباب الباعثــة
على الدغام .ذكرهما مسعود جموع في "الروض الجامع" قال:
"والسباب الباعثة على الدغام ستة أشار إليها سععيدي محمععد بععن
غازي بقوله:
جععععععانس وكافعععععععئ تحعععععظ "ماثل وشارك لصقن
بالمراتب ظلععععععم قد وقارب
)(1
جععععععععععاؤوا تععاب ورد كبل له قد تاب من راق
وقد
144
"تكميل المنععافع" التععي والرجععوزة النفععة الععذكر فععي الخلف بيععن
الصبهاني والزرق عن ورش ،وقد صععدر لهععا بقععوله" :قععال الشععيخ
المام العالم العلمة أبو عبد اللعه محمععد بعن أحمعد بعن محمعد بعن
محمد بن علي بن غازي) (1العثماني المكناسععي نزيععل فععاس رحمععه
الله تعالى:
علععععى العععععععذي به الحمد للله والصلة
اقتعععععدى الهداة محمد سيد خلق الله
وآلععععععععه ذوي الععل دونك عشر طرق لنافع
والجععععععععععععاه طريق الزرق وعبد الصمد
تنشعععععرطي "الدرر والمروزي وأحمد الحلواني
اللععععععوامععععععع" ثم عن إسحاق طريقة ابنه
عن ورشعععععهعم وسند ابن فرح) (2المفسر
والسعععععععدي) (3بسند بينهما وبينه الدوري
والقعععععاضي عن قالون ذي جئت بها تزري بروض الزهر
التقععععععان ونجعععععععل تفصيل عقد درر ابن
سعععععععععععععععدان إمام فنه بري
ونجععل عبعععععععدوس عن ابن فالكل إن سكت فيما
جعفعععععر ومن سععععععععععوى أطلقا
ورشهم حرمعععععععععي سميتها وواحد من كل طرقه انفرد
لما جعععععععععععرت بفكععععععععري وإن عزا لواحد خلفا
في نشـــــــر فخصه بالمروزي والزرق
طــــــــــرق المدني فإن فهمت وجه تفصيل
()1هكذا ذكر تسلسل نسبه وفيه زيادة على ما تقدم في ترجمته.
والمخطوطة التي اعتمدتها في الرجوزة تقع ضمن مجموع عتيق يرجع إلى آخر المائة الحادية
عشرة من الهجرة بخط الرحماني المذكور صاحب المؤلفععات والمنظومععات فععي قععراءة نععافع
وفي قرائي المكي والبصري ،وصاحب تكميل المنافع في العشر الصععغير ،ويشععتمل المجمععوع
على مجموعة من تقاييده عن شيوخه الثلثة محمد بن يوسف التملي ومحمععد بععن محمععد بععن
سليمان البوعناني وعبد الرحمن بن القاضي ،كما يشتمل على إجععازة ابععن القاضععي لععه نظمععا
ونثرا ويوجد المجموع في خزانة أوقاف آسفي العتيقة وهي غير مرقمة ول موضوعة للتداول.
()2كتبناه بالجيم مسععايرة لععه ،وقععد نبهنععا علععى أن صععوابه "ابععن فععرح" بالحععاء ،كمععا نبععه عليععه
الخطيب وابن الجزري وغيرهما.
()3يعني محمد بن عبد الرحيم الصبهاني أحد رواة رواية ورش.
145
العشر الذهب
أو ععععععععم أو عععععععععزا له والله أرجععو في بلوغ
كاتفقعععا منيتععععععععععععي
إن خصععععععه ،ولم أخالف ما
اعتمععععد
ولم تجد مني لعه
انعطعععععافعععععععععععععععا
سكت أو ذكرته أو من
بقعععععععععععععععي
للععععععدر فاعملعععععععععن
بمفهوم اللقعب
به اعتصامعععي وعليعععععععه
عمدتععععععي
على الــــــذي يصـــــــح القول في تعوذ وبسملة
عنـــد النقلة والسر في "التيسير"
بعععععععذا ،وزيععععععد ذي ،وكله للمسيبي
أبعععععي ومن سوى الزرق بين السور
مبسمل ،وما بقعععععععي في باب يه يضــــــيء
"الععععععدرر" لــــــــون الحلك
في الميم والـــــــها
سابقي محـــــــــرك
)(1
الحععععععععافظ الضععععم ،وبالضد خير حرمي بميم فاسترى
قعععععرا لنجل عبدوس ونجل سعدان
والمععروزي والقاضي من ولبي عون لغير المثل
طععععععرق حسان للمدني الخير ل ما فصل
وهمععععععز قطععععععع ومحععععععل واقصر لقالون وإسحاق معا
فصعععل والوصل عنهما بع"ياته" فضل
()1يعني اختار.
146
من الفواصل بحعععععععععععرفي و"من توله" عليه حيثما
"في" و"ل" و"يرضه" له ولبن جعفر
"يععوده" والخوات القول في الممدود
جمععععععععععععععععا والمهموز
ثم لسحععععععاق "وأشركه" ويشبع المفصول عبد الصمد
صعععععععل
لنجععععععععل سعععدان أمام واقصععععر كآمن و"شيء"
العلمعععععععا أفععععرطعععا
ومععن أحيل فرضعععععععي لم
يخفعععععععععر
علــــــــى سبـــــــــيل
ليس بالمرمــوز
ويععععععوسف والمعروزي في
الجعععععععود
ليععععععوسف ،وفيهما اختر
وسطعععععععععا
)(1
في كلمععععة بيعععععتوسف وخصص البدل في
من دون مين المفتوحتين
حرميهععععععععم في ذي اثنتين وقبل غير ضمة قد أدخل
فيصععععععل وقبلها إسحاق والمفسر
وقععععععد وفت بالمروزي أئمة للولين والخبر
"العععععععععدرر" واحذف لحرمي من
للعتقعععععععععي في ذي المفتوحتين
ثععععععلث اشتعهر أن بانتا وفقا ،وورش سهل
أولهما ،وسهععععععععلن واخصص به حرفي خفيف
بغععععععععععيرتين الكسر
أخراهما ،ويوسععععععععف و"السوء إل" و"النبيء"
()1يعني الزرق صاحب ورش.
147
قعععععععد أبدل أدغما
وقيععععععععل حلعععوانيهم في أول لنجل مينا ذي السنا
كالمصعععععععري وأبدل اليوا رجال السدي
حعععععععععرميهم على في غير "تئوي" عنده وجهان
خعععععععلف علمعا لدى "لئل" وادي "مؤذن"
)(1
وقيل فيهعععععععا أحمعععععععد والمر ل المجزوم عنه خفقا
كورشنعا "رءيا" وتنبأتكما في يوسف
وأدغمعععوا "تئوي" ،وعبد وسهلععععععن له بعيعععععععععد
الصمعععععععد الفعععععاء
ووافق الحعععععععرمي
الصبهعععانععععععععي
وأبععععععدلن له جميعععععع
المسكعععععععن
وكععععععل "لعؤلؤ" و"جئت"
مطلقعععععا
ثم "قرأت" كعععععععامل
التصععععععععرف
"ايت" وماضععععي المعععععععن
باستيفاء
في خبر وكيفعععععععمععععععا و"أن" بعد الكاف مع "رأينا"
أمليعععععععت وأيا أو كل لدى "لملن"
عنععععععه لفارس الرضعا وفي سوى تعريفنا "اطمأنا"
فسهلعععععععععععن كذا "اطمأنوا" وفأصفيكم"
ثم "كعععععععععععأن" ل بقيد واذ
"تغعععععن" فقد أحال فيه "ويكأنا"
تأذن الولعععععععععى ومن هفا وفيه عنه "فبأي" أبدل
نبععععععععذ "ناشئة" و "ملئت" "بأنا"
()1يريد أحمد الحلواني الراوي الثاني عن قالون بعد المروزي.
148
معععععععععل لععععدى الفرش على وياء "رءيا" أدغم الحرمي
"كأنا" ومال أحمد مع المسيبي
"شانئك" الفؤاد "كيفمععععععا ذاك لدى "الموتفكات"
انجلعععععى مسجل
و"خاسئنعععععععععععا" زذ لسدي في الوقف أو المر
و"نبععععععوئنا" وخلف النصاري بذي
ويوسععععف والعتقععععععي استفهام
"النسععععععي" قالون في الواو بالولى
إلعععى وفاق ورشهم في النجم
المعععععععععععذهب رواه عنه نجل سيف وتل
وذا لعععععععدى "بير" و"معلء" القول في الظهار والدغام
فانقعاض وورشهم والقاضي والحلواني
والن لبعععععععععععن فرج وورشهم وأحمد في الظاء
كالمصعععععععري في ذالها ،ونجل إسحاق
والواسععععععععععععط لم ينح اعتمد
للمعععععععععام والتاء في الظا أدغمن للزرق
ويعععععوسف "كتععععععععععابيه" ولبن إسحاق "أجيبت" أظهرا
كالحعرمي وليس الظهار له بالظهر
دان به ،وابعن هعععععععععلل و"اركب" لقاضيهم وعبد
نقعععععععععل الصمد
والفتح والممعععععععععععععععععععال للمروزي ،وتاء "يلهث" أدغم
للمععام وما بإظهار "يعذب" من حرج
قعععععععد أدغموا في الضاد وبل "وقل" للرا كحكم
بالبيععععععععان الفارط
والصبعهعععععععععاني وأبععععو ونون "كون" أدغمن للعتقي
الزعععععراء وأحمد ،ودال صاد مريم
اظهععععععار "قد تبين الرشد" ونجل إسحاق والصبهاني
149
فقععععععععد وزاد هذا الراء حيث تلفى
وأحمعععععععد بخلفععععععععه وقللن للعتقي ويوسف
والعتقععععععي ولهما قلل وعبد الرحمن
وخلععععععف أحمععععععععد بن باب "نرى" و"را"
قالون ععرا "الفواتح" "الفتى"
وأدغمعععععععععن "عذت" لنجل إل رؤوس الي ذات الهاء
جعفعععر والمحض في "هار" لعيسي
ولبعععععععععي الزعراء الزرقي
والخععععععععلف زد ومن سوى عيسى على
سليل عبعععععععععدوس وللجععععل الصول
الصم وباب جاء قللن و"بل ران"
ليعععععوسف والسدي وابن كذاك ها "طه" له والعتقي
)(1
فععععععععرج ثم بع"هايا" الفتح والتقليل
لبن المسيبععععععععي ثم القول في الراءات
الواسطععععععععععي واللمات
ونعععععععون "ياسعععععععععين" له وباب منذر وخير رقق
والزرق والعتقي كيوسف في اللم
لنجععععععععل سعدان ومثل ذا لبن هلل نقل
المعععععععععام العلم وهاك ياءات إضافيات
للم عنعععععععععععة وليومنوا بي تومنوا لي فتحا
يبقيععععععععععععععععان ليوسف والعتقي في الشهر
وذاك للغععععععين وللخعععا ولي فيها من معي في الظلة
أخفعععععععععى للجعفري والعتقي والزرق
حععععععاميعم ثم الكافرين كي أني أوفي والسكون جاء
تفعععععععي والقاضي والمسيبي في إلى
والواسطععععععي والقعععاضي كالكل في "محيلي" لكن
وابن سععدان يوسف
150
"رءا" "سجى" "التورية" وكل ما لنافع في "الدرر"
والجار "متى" وما لورش قله ل لثان
ل حعرف "ذكريها" لجععععععل وإله في "التنادي" و"التلق"
الععععراء وباختلف أحمد والمروزي
وقعععلل "التلععععخيص" للقاضي في "البادي" تسألني ما
التقععي والداعي
هععععععذا العذي اخترت من والواسطي واله في دعاني
النقعععععععول خافون تخزون بنص هود
لنجل عبعععععععدوس ونجعععععل أشركتمون اتبعون زخرف
سععععدان كيدون في أعرافها ولتزد
والمحععععععض للزرق دون من وذا وحرميهم "إن ترني"
بقععععععععي وخصها بحال وصل الكل
لكلعععععععععهم ،وليغععععععرم وغير إسماعيل في "تتبعن"
الكفيععععععل والخلف للحرمي في
مرقــقــات "ءاتاني"
ومفخـــــــــمـــــــــــات وهعععععا أنا بعععععععععون رب
كشععععععرر ليوسف الععععرش
والعتبقععععععععععععععي
من بعععععععد صعععععادها بل
إعجعععععام
وطعععععععععععاهر أهمل طاء
مهمعععععععل
مــــــــع زوائـــــــد عن
الــــــــرواة
ورش وأوزعنعععععي معا
قعععععععد وضحا
والواسععععععععععطعي وأحمد
المفعععععععسر
151
للولين ،وافتحععععععععن
"إخعععععععوتي"
وافتععععععععح لعذين ولعيسى
الزرقععععععي
في "لي ديعن" لبععععععي
الزععععععععععراء
ربععععععععععي بفصلت
سكععععععععونا قعول
له بفتحه وجيععععععععه
يضعععععععععععععف
من زائععععععده فكلععععععععهم به
حععععععر
لكنعععععععععععه شعععععععورك في
ثمعععععععان
أحمععععععععععععد ذو التفسير
باتفععععععاق
لكعععععععععن ذا لغير
تععععععععععريف عزي
معا دعائععععي الجعفعععععري
الواععععععععي
مع ذا ،وخعععععععص ذا بقد
هدانعععععععي
واخشععععععونن قبل النهي في
العقععععععود
ثم اتقععععععون يا أولععععععععي
فلتعععرف
توتععععععون موثقعععا له
والسععععععععدي
152
و"اتبععععععععون أهدكعععععععم"
في المومن
غير ابن سعععععععدان
بأولعععععععععي النمل
والفتعععععح في هذا له في
الوصععععععل عن
وقفا ،وصعععععععععل بالفتح
للسكعععععان
أتبعععععععع ما أصلتععععععععععه
بالفعععرش
كمععععععن حوى التفسير ثم قالون في قانون وهي
)(1
النحعععععععوا أقعععععرأ دانيال وهوا
)(2
بعكععععععس النعععععععظعر لكعععععن أبو الفتعععععح عن
المفعععسر
بمثعععععل خعععععف مع ثم بالضم ومع يمل
الواسطعععععي المعلعععى هزوءا لسماعيل تسكينا حبي
كفععععععوءا له والقععاضعععععععي وذا كعيسى في البيوت يلفى
والمسيبي وفي هأنتم مد للحرمي
وغعععععععععععععير ورش كنعما وبين بين غيره قد سهل
أخفععععععى ثم احتمال الها بمده ظهر
وحققععععععععععن للسععععععدي ونون "شنئان" معا للجعفري
الزكععععي والصبهاني وابن ذا المام
وقيععععععععل أن يوسفععععععععا قد وأنا إل مده للواسطي
أبععدل وحيي افكك وادغم للقاضي
وقعععد رأيت "أرأيت" في وسكن الضم براء "قربة"
"الععععععدرر" والفتح في "يومئذ" للجعفري
هذا لفظه عند الرحماني ،ولفظه في نسخ أخرى "قرأ قالون بوهي وهوا" كمن حوى. ()1
153
وللمسيبعععي بتسكعععععععين وشذ من لنجل سعدان قرا
قععععععععععري ومد ما للمسيبي في الكهف
ضم "به أنظر كيف" في ثم سكون نكرا إن نصبا
النععععععععععععام ولهب بالياء للحلواني
والمععععععععععروزي وصل وخذ وها لهله امكثوا بالضم
بالفعععارط ورش ليقطععععععع وليقضوا
وقععععععك للبععععععععععاقين كسعععععععرا
بالتراضعععععي
عيسى وإسحععععععاق بنص
التعععععععوبعة
في هععععوذ والنمل وسعال
فاكعععععععععسر
بالقصر في استفهعععععععام ما
تكععععععععررا
"لكعععععععععنا" والوقف بغير
خلعععععععف
لبععععن أبعععععععي كثيرهم قد
نسعععبععععا
ولبععععععي سعيععععععدهم
عثمعععععععععان
معععععععععععا لسحاق الغزير
العلععععععععم ومععععه فوق
الروم) (3النصاري جعععععرى
يعني قوله تعالى في آخر سورة العنكبوت "وليتمتعوا فسوف يعلمون". ()3
154
نون به في عينهعععععا قععععععد ولبن سعدان "تمدوني"
اختعععععلف حذف
ليععععععععععععوسف والعتقي في والوصل بالتسهيل أو بالياء
اللئعععععي والول المشهور الوقف بيا
بل خعععععععلف عنهعععععععععم قعد وواو "أو ءاباوئا" قد فتحا
رويا والسععععععععدي بنقله قد وذا وإسماعيل بالوصل
أفصحعععععععععا "اصطفى"
والخلف في "عربا" له قد واليا بع"نسلكه" مكان النون
عععععععععععععرقا تم لتسع بقيت في التاسع
للصبهانعععععععي الرضا ويرغب الرحمن في الجواز
الميمععععععععععون مستشفعا بسيد
من القعععععععععرون ذا حباء النعععععععععععععععععععام
واسععععععععع
محمععععععععععد بن أحمععععععععد
بن غازي
عليه مني أفضعععععععل
السععععععععععععلم
ذلععك نععص هععذه الرجععوزة كمععا وقفععت عليععه فععي الخزانععة
الوقفية العتيقة بمدينة آسفي بخط الرحماني المذكور ،وهي نسخة
تعتبر ذات قيمة تاريخية ل تخفى على اللبيب ،لعتاقتهععا وقربهععا مععن
زمن الناظم مععن جهععة ،وكونهععا بخععط إمععام معتععبر مععن أئمععة هععذه
المدرسة ،وقد خط عقبها هذه العبارات التي تحقق ما ذكرنا فقال:
"تم الكتاب بحمد الله وحسن عونه ،وصلى الله على سيدنا
محمد وآله وصحبه ،وكان الفراغ منه في شهر المحععرم فاتععح عععام
تسعععة وأربعيععن وألععف ،بقلععم عبيععد اللععه تعععالى محمععد بععن محمععد
الرحماني كان الله له في الدارين".
155
وذكر الشععيخ مسعععود جمععوع فعي "كفايععة التحصععيل" "أحععد
شروحها التالية أنه" في بعض النسععخ جععاء عنععوان الرجععوزة نظمععا
هكذا قبل "الحمد لله:"...
في نشر طرق المدني تفصيل عقد درر ابن
العشر بري
محمد بن أحمد بن غازي من نظم راجي العفو
والمفاز
قال :وجل النسخ على إسقاطه.
ووجدت مكتوبععا علععى نسععخة عتيقععة أيضععا بمدرسععة "أزرو"
بنواحي أكادير في أول الرجوزة ما يلي:
"قال بعض الفضععلء :وجععد علععى ظهععر الورقععة الولععى مععن
نسخة الشيخ -رحمه الله -بخط يده البيان وهما :وذكرهما").(1
وأبيات الرجوزة في جميع ما وقفت عليه من نسععخها 139
بيتا ،فإذا ضم إليها البيتان السابقان كان العدد .141
وأما نسخها الخطية فكثيرة في الخععزائن وفععي أيععدي طلبععة
القراءات إلى اليوم ،وخاصة طلب "العشر الصععغير" فهععي عنععدهم
من الضروريات لضبط مسائل الخلف بين أصععحاب نععافع والطععرق
العشرة عنهم) .(2وذلك -كما رأينا -هو موضععوعها ،وقععد حععاذى بهععا
ناظمها أرجوزة ابن بري "الدرر اللوامع في أصل مقرأ المام نافع"
واعتبرها تفصيل لدررها ونشرا لطيها كما قدمنا من قوله في أولها.
أهمية الرجوزة في موضوعها:
()1نسخة الشيخ محمد الرسموكي أستاذ القراءات بالمدرسة القرآنيععة بععأزرو بضععواحي مدينععة
أكادير حفظه الله.
()2نسخ الرجوزة كثيرة ،وقد حصلت منها على عدد مهم من الخزائن الخاصة ،وتوجد منها في
الخزانععة الحسععنية بالربععاط نسععخ بالرقععام التاليععة 5580-887-1052-1052وفععي الخزانععة
الناصرية بتمكروت تحعت الرقععام 2916-2623-1689وبخزانعة ابعن يوسعف بمراكععش بربعم
213وبمكتبة بلدية السكندرية بمصععر برقععم 3479ج – وهنععاك نسععخ أخععرى بالخزانععة العامععة
بالرباط وتطوان وغيرها.
156
وقد مثلنا بها في ترجمة ابن بري عند ذكر أرجوزته للعمال
العلمية الععتي قععامت عليهععا وانبثقععت عنهععا وهععذا كععان غرضععه منهععا
لتكتمل بمعرفة ما أورده فيهععا مععن الخلفيععات ثقافععة الطععالب فععي
هذه القراءة من مجموع رواياتها الربع وطرقها العشرة.
كما مثلنا بها أيضا لمتدادات مدرسة العشععر النافعيععة الععتي
وضع أسسها المام أبو الحسن ابن سليمان القرطععبي ) (730فععي
نظمععه لكتععاب "التعريععف" الععذي سععقناه بنصععه فععي الفصععل الععذي
خصصناه له وسععلك سععبيله فيعه المعام أبعو عبععد اللععه الصععفار فعي
قصيدته اللمية "تحفة الليععف فععي نظععم مععا فععي التعريععف" -كمععا
سععقناها بتمامهععا أيضععا -ثععم سععار علععى نهجععه كمععا تقععدم -الشععيخ
العامري وابن أبي جمعة الوهراني في قصععيدتيهما اللميععتين -كمععا
عرضنا نص الولى ونماذج طيبة من الثانية -ثم جاء ابن غازي فععي
آخععر هععذا الرعيععل بهععذه الرجععوزة القيمععة الععتي امتععاز فيهععا عنهععم
بسلسة النظم ودقة الوصف ووضح القصد.
هذا بالضافة إلى جمعه بين أكععبر مدرسععتين مغربيععتين فععي
الداء :مدرسععة أبععي الحسععن بععن سععليمان الععتي اعتمععدها فععي
المعلومات التي ضمنها "تفصيل عقد الدرر" ،ومدرسة أبي الحسن
بن بري التي جعلها منطلقا واعتمعد خلفياتهعا الععتي ذكرهعا صعاحب
"الدرر" فكان يحيل عليها تصريحا أو تلميحا.
وهكذا أحيا الله به في أواخر المائة التاسعععة مععا كععاد ينععدثر
من هذا العلم ،ونفخ بما بذله من جهد في هذا الصدد وبنظمه لهذه
الرجوزة في عصره روحا جديدة أعاد بها مباحث هذا الفن جذعة.
ولتمام الفائدة نريد هنا أن نقععف علععى جععانب مععن النشععاط
العلمي الذي قام على يده في هذا المضمار ،أو انبثق عن أرجوزته
على يد طبقة خاصة من صفوة رجال هذه المدرسة الععذين انتععدبوا
إلى شرح أرجوزته وبيععان مقاصععده فيهععا وتوسععيع مباحثهععا والسععير
على هذا المنهععاج الععذي رسععمه مععن خللهععا لهععل هععذا الختصععاص
157
والذي سيظل من زمنه إلى الن آخععر مععا يطمععح إلععى بلععوغ آفععاقه
الحذاق من صفوة القراء.
إشعاع أرجوزة "تفصيل العقد" ومعا قعام عليهعا معن نشعاط
علمي.
استأثرت الرجوزة منذ ظهورها سنة 891بعنايععة أهععل هععذا
الشأن ،وأصبحت عمدة لطلب هععذا الفععن "العشععر الصععغير" ،وقععد
استغنوا بها عن القصائد المطولة التي كانوا يعتمععدونها لمععن ذكرنععا
ولغيرهم.
وقد انتدب لها الئمة يشرحونها ويعلقون عليهععا ويقرظونهععا
تنبيها منهم على مقدارها وجدارتها ،وينظمون في تفصيل بعععض مععا
أجمله منها ،مما يعتبر داخل بجملته في إشعععاعها العلمععي ،وحععافزا
لقععرائح أئمععة هععذا الختصععاص للحتععذاء والمحععاذاة ،أو للمعارضععة
والمحاكاة ،أو الستدراك ببعض ما فات الناظم أو ذكره على سبيل
الجمال.
فمما قيل في تقريظها ما قاله أحد شراحها التين :الحسععن
بن محمد الدرعي المعروف بع"الدراوي":
لتحصيل عشر من طريق أبي أيا من تصدى للقراءات
)(1
عمرو قاصدا
وقالون بعده وإسحاق ذو على ما رواه العدل ورش
السر لنافع
على ما رواه العشر عنهم بل ومن بعد إسماعيلهم نجل
عسر جعفر
كفيل بها حقا حقيقا بال نكر عليك بتفصيل ابن غازي فإنه
وفسر مغلقا ،وأبعد عن جور فبين مبهما ،وأوضح مشكل
سوى أحرف فيها أحال على وضمنه ذكر القراءات كلها
)(1
"البري" وزاد على "التعريف" نشر
يعني الداني. ()1
158
جواه الله فيه خيرا على فوائد
)(1
خير
أما شراح الرجوزة فمنهم:
-1الشيخ ابن غازي ناظمها نفسه ،فهو أول من قام
عمليا بشرحها وبيان مقاصده فيها ،وقيامه على ذلك في قريب من
ثلثة عقود من الزمن منععذ نظمععه لهععا سععنة 891إلععى وفععاته سععنة
919هع.
بل نجده فوق ذلك قام بخطوة أخرى في هذا الصععدد تعتععبر
من مظاهر نبله وفقهه لفن "الشهار" في زمن لععم يكععن لععه خععبرة
فيه ول فيه وسائله ،وذلك ما حكاه عنه أبو زيد القصععري المعععروف
بالخباز -كما سيأتي في شراحه -قال:
"وكان ناظمه -رحمه الله -لما أن أكمله دعا طلبة عصععره
إلى "مدرسة الصفارين" ،وصار يفسعره لهعم حعتى كمعل فعي يععوم
واحد").(2
فهععذا السععلوب الععذي سععلكه -رحمععه اللععه -فعي التعريععف
برجععزه هععذا يبععدو أشععبه مععا يكععون مععن حيععث شععكله بععع"الشععهار"
الرسمي أو "العلن" عن تمام هذا النجاز العلمي ،وهو مععن حيععث
مضمونه وثمرته أشبه مععا يكععون بفععن المحاضععرات العصععرية الععتي
يععدعى إليهععا الجمهععور العععام ،إل أنهععا فععي إقامتهععا فععي "مدرسععة
الصفارين" بفاس تعني جمهورا خاصععا مععن أهععل الخععبرة فععي ذلععك
الفن ،وهو ما عبر عنه الخباز بع"طلبة عصره".
وأهععم مععا فععي ذلععك هععو إشعععار أهععل الختصععاص أول بهععذا
النجاز ،وعرضه عليهم حتى إذا كان فيه ما يستلزم المراجعة نبهوه
159
عليه ،أو ما فيه غموض بينه لهم "وصار يفسره لهم حتى كمل فععي
يوم واحد".
ثم إن فيه من الجوانب العلمية ما فيه من حفز الهمم إلععى
المنافسة في العلم ويذله لهله ،وفيه إتاحة الفرصة لمعن أحعب أن
يقيد عنه ما أراد من المعاني حتى ل تحمل أبياته على غير محاملها
الصحيحة.
ويؤكد لمن أحب أن يقيد عنه معا أراد مععن المعععاني حععتى ل
تحمل أبياته على غير محاملها الصحيحة.
ويؤكد ذلك ما سيأتي من تعديله لبعض أبيات أرحععوزت تبععا
لبعض ملحظات أصحابه وانتقاداتهم).(1
ولعل صاحبه محمد شقرون بن أبي جمععة العوهراني العذي
نظم لميته النفة الذكر المسععماة بععالتقريب أو "تقريععب المنععافع"،
إنمععا أراد بهععا توسععيع مععا تنععاوله شععيخه مععن مسععائل الخلف فععي
أرجععوزته ،وذلععك لنععه إنمععا نظمهععا سععنة 899هع ع أي بعععد أرجععوزة
التفصيل بنحو ثمان سنوات.(2).
-2أبــو زيد عبد الرحمن بــن محمــد القصــري ثــم
الفاسي المعروف بالخبــــاز )ت 964هـ().(3
لعل أبا زيد الخباز هو أول من شرح هذا الرجععز بعععد الشععرح
العملي أو الشفوي الذي أخذ عن نععاظمه كمععا قععدمنا ،وشععرحه هععو
المعروف باسم "بذل العلم والود ،في شرح تفصيل العقد".
أمععا مععؤلفه فهععو مععن أئمععة المدرسععة النافعيععة فععي المععائة
العاشرة ،وصفه في "مرآة المحاسععن" بععالنحوي المععاهر السععتاذ"،
160
وهو من شيوخه جود عليه القرءان العزيز ،وقععرأ عليععه رسععالة ابععن
أبي زيد وغيرها.
أخععذ القععراءات عععن المععام أبععي الحسععن علععي بععن عيسععى
الراشععدي -التععي فععي أصععحاب ابععن غععازي -ودرس عليععه العشععر
الصععغير لنععافع معن "التفصععيل" لبععن غععازي وألععف فعي ذلععك وفعي
غيره).(1
ومن تآليفه في ذلك شرحه على التفصععيل ،وهععو شععرح قيععم
لعله أحش بالحاجة إلى مثله من تعاطيه لهععذا الفععن ،وشععرحه هععذا
يعتبر من أهم مصادر المتأخرين فععي فهععم هععذه الرجععوزة ،ولععذلك
شععاعت نسععخه عنععدهم كمععا أن منهععا عععددا مهمععا فععي الخععزائن
الرسمية) (2وغيرها ،وقد وفقت على عدد منها.
وقد بدأه بقوله" :الحمد لله الغفور ،الفرد الموجود الشععكور،
منععور قلععوب العععارفين بالهدايععة والتقععوى والنععور ،العععالم بجميععع
الكائنات وجميع المور...
"وبعد فإني لما قععرأت كتععاب الشععيخ العععالم العلمععة قععدوة
عصره ،ومفرد دهره ،المام الحافظ المتقن شيخ شيوخنا أبي عبععد
الله محمد بن غازي الذي وضعه علععى طععرق نععافع العشععر وسععماه
بتفصيل عقد الدرر ،وصورته علععى شععيخنا المععام الحععافظ المتقععن
الضععابط المحقععق العلمععة الراويععة أبععي الحسععن علععي بععن عيسععى
الراشدي -برد الله ضريحه ونفعنا به وبأمثاله -وهو ممن رواه عن
ناظمه مشافهة.
فقرأته عليه ثلث مرات ،وأخذت في قراءة الطرق المتقدمععة
عليه به ،ولم أر أحدا شرحه ول تكلععم عليععه وكععان نععاظمه – رحمععه
161
الله – لما تكلم أكمله دعععا طلبععة عصععره إلععى مدرسععة الصععفارين،
وصار يفسره لهم حتى كمل في يوم واحد ،حدثنا بذلك شععيخنا أبععو
الحسن المتقدم.
"أردت أن أضع مختصرا عليه يحل ألفاظه وإعرابه) (1معن غيعر
أن أتعرض فيه إلى نقل غير محتاج إليه لللفاظ ،وسميته بـ"بذل
العلم والود ،في شرح تفصيل العقد" ،فنسأل الله أن ينفعنا
به ...ثم أخذ في الشرح ،ينثر معاني البيات ويعععرب بعععض مععا فععي
إعرابه غموض ،أمععا النقععول فهععي قليلععة فيععه ،وعامتهععا مععن كتععاب
"التعريف" لبي عمععرو ،وربمعا أورد أبياتعا معن "مختصعر التعريعف"
لبي الحسن بن سليمان وأرجوزة ابن بري ،وأكثر نقععوله إنمععا هععي
عن شيخه أبي الحسن علي الراشععدي وهععي نقععول مفيععدة يععذكرها
عند ذكر بعض الخلفيعات ليعبين معا قعرأ بعه كقعوله عنعد قعول ابعن
غازي:
عنه لفارس الرضععا وأيا أو كعععل لدى لملن
فسهلن
وقرأت بذلك على الشععيخ المععام العلمة أبي الحععسن علععي
بن عيسى الراشعدي ع نفعنا الله به -وحكععى لععي ذلععك عععن شععيخه
أبي عمران الزواوي) (2رحمه الله.
وكقوله فععي بععاب المالععة عنععد ذكععر "التوريععة" ومععا فيهععا مععن
خلف:
"وكان شيخنا أبو الحسن علي بن عيسى يردف لي بععالوجهين
في بعض الحيان في الختمات التي قرأت عليه بالسبع ،ولما قرأت
عليه بالعشر ،فكان يقرأ لي بالوجهين".
وقال عند قول ابن غازي:
هو موسى بن سعيد الزواوي – تقدم في أصحاب الصغير ،وهو من مشاركي ابن غازي فيه. ()2
162
وقلل التلخيص والمحض في "هار" لعيسى الزرقي
)(1
للقاضي التقي
"قال شيخنا المام أبو الحسن علععي بععن عيسععى" :كععان فععي
نسخة الشيخ أول" "عند الجمال بالفتح بقي" ،ثم أنععه ذكععر لععه فععي
"التلخيص" التقليل للقاضي ،فقال :نبدل هذا الشطر ،ثم أنه أبععدله
بعض طلبته بحضرته ،وهو سيدي علي بععن هععارون – رحمععه اللععه –
فقال :وقلل التلخيص للقاضي التقي "فقال الشيخ هذا يكفي").(2
وعلى العموم فهو شرح مفيععد واف بالمقصععود ،يمثععل النتععاج
النثري لواخر هذا الطور من أطوار القراءة في المغرب.
-3الشيخ المقرئ الكبير أبو محمد الحسن بن محمد
الدرعي المعروف ب"الدراوي" وبـ"الهداجي"
من أعلم أئمة هذا الشأن من رجععال هععذه المدرسععة ،وصععفه
في "البدور الضاوية" بالعالم المعقولي المشارك المتبحر ،وذكر له
مؤلفات في التوحيد والعربية ،وذكر أنه "كانت له اليد الطولى فععي
معرفة العقائد والمنطعق والنحعو والقعراءات ،ومعع كمعال التحقيعق
وجودة الفهم والتدقيق ،أقام في "الزاوية الدلئية" يقرئ حتى عععم
النفع به هناك").(3
ثم ارتحل إلى فاس فععي آخععر أيععامه حيععث وافتععه المنيععة عععام
.(4)1006
ذكر له في السلوة منظومــة فــي القــراءات ،قــال:
وله عليها شرح).(5
()1المراد "التلخيص في قراءة نافع" لبي عمرو الداني ،وقد تقدم ذكره في مؤلفاته.
()2هذا مثال لما ذكرناه من عرضه لرجوزته على أهل الختصاص لعل فيها ما يكون في حاجة
إلى المراجعة.
()3البدور الضاوية لسليمان الحوات لوحة ) 25مخطوط(.
()4ترجمته في نشعر المثععاني 63-1والنقععاط العدرر 29والبعدور الضعاوية )مخطععوط( وسعلوة
النفاس .85-3/84
()5سلوة النفاس .85-3/84
163
أمععا شععرحه علععى التفصععيل فقععد اسععتفدناه ممععا ذكععره ابععن
القاضي ومسعود جموع في باب الهمزتين من شرحيهما علععى درر
ابن بري ،واللفظ لبن القاضي ،قال عند ذكر تسععهيل ورش الثانيععة
من المفتوحتين بين بين:
"وقععال المععام الخبععاز فععي "شععرح التفصععيل"" :وكععذلك أبععو
يعقوب له التسهيل أيضا خلف ما عند شراح "الدرر" الذين يقولون
إن التسهيل من طريق البغداديين ،والبدل مععن طريععق المصععريين،
ظاهر هذا الكلم أن أبا يعقوب ليس له تسهيل ،وكععأن الشععيخ إنمععا
أتععى بهععذا الععبيت) (1فععي معععرض السععتثناء لهععم والععرد عليهععم ،وإل
لستغنى عنه بقوله" :وإن عزا لواحد خلفا ...الععبيت ،ليععس المععراد
هنا خصه بالبدل وليس لععه غيععره ،بععل المععراد أنععه ليععس لحععد غيععر
البدل ،وأما التسهيل فيؤخذ من عمععوم قععول ابععن بععري فععي قععوله:
"فنافع سهل...إلخ) (2قال ابن القاضي:
وقال سيدي الحسن الدرعي في شرحه:
وروى عن أبي يعقوب البدل كما روي عنه التسهيل ،قال أبععو
العباس أحمد الزواوي" :وافق أبو يعقوب صاحبيه ،وزاد البدل").(3
وقد تقدم لنا ذكعر تقريعظ المؤلعف لتفصعيل ابعن غعازي فعي
قطعته الرائية:
لتحصيل مذهب المام أبي أيا من تصدى للقراءة قاصدا
عمرو...إلخ
فلعععل هععذه البيععات ممععا صععدر بععه لشععرحه المععذكور علععى
"التفصيل" تنبيها على فضله وتنويها بصاحبه.
في كلمة بيوسف من دون مين وخصص البدل في المفتوحتين ()1يعني قوله:
()2يعني قول ابن بري في باب الهمزتين من كلمة:
من كلمة فهي بعععذاك بين بين فنافع سهل أخرى الهمععععزتين
()3الفجر الساطع لبن القاضي ،وقد أشرنا إلى هذا النقل في ترجمة أبي العباس الزواوي في
أصحاب أبي الحسن بن سليمان القرطبي بفاس.
164
-4الشيخ الستاذ الحافظ أبو محمد عبد الهادي بن عبــد
الله بن علي بن طاهر الشريف الحسني السجلماسي
كععان هععو وأبععوه مععن مشععايخ العلععم المتبحريععن بسجلماسععة
المتفننين في مختلف العلوم ،وكلهما في أسانيد الشيخ أبععي علععي
الحسن بن مسعود اليوسي أجازاه بما أجازه به الشععيخ المععام أبععو
عبد الله محمد بن محمد بن أبي بكر الدلئي المعععروف بععالمرابط،
وقد ذكر اليوسي نص إجازته له في أواخر فهرسععته ،وهععي مؤرخععة
بأواخر محرم سنة 1079هع) .(1كمععا أنععه مععن مشععايخ ابععن القاضععي
يروي عنه عن أبيه عن ابن من ل يخاف عن ابن غازي .حيععث نقععل
منه فائدة من تقييد لشيخه أبي عبد الله محمد بن إدريس المنجرة
جاء فيها قوله:
قال في شرح "نظم الدرر والتفصيل" لمولنا عبــد
الهادي الحسني:
"والمد يختلف بحسععب المععذاهب ،فمععن مععذهبه الترتيععل مععد
بحسبه ،والمتوسط بحسبه ،والحادر على قدره ،وهذا هو التحقيععق،
وتحكمه المشافهة ،ل كمععا يقععول الشععياخ مععن أن المراتععب تفععرق
بالنية").(2
ومن طريف ما ذكره العلمة اليفرني في ترجمة مؤلفه بعععد
أن ذكر أنه كان من أهل العلم والدين أخععذ عععن أبيععه وعععن سععيدي
العربي الفاسي قال" :وأخبر عن نفسه أنععه رأى النععبي صععلى اللععه
عليه وسلم في النوم ،فقرأ عليه من الفاتحة إلى المفلحون بقراءة
قالون ...ثم ذكر وفاته بالحرم الشريف بمكة عام .(3)"1056
165
-5الشيخ أبو عبد اللــه محمــد بــن يوســف التملــي
السوسي الصل المراكشي الدار والمنشــأ المتععوفى بهععا )
(1048أحد أعلم هذا الشأن ،قال الحضيكي:
كععان رضعي الله عنه شيخععععععا معظمععععععا محترمععععا نبيهعا
معاهرا في فن القععراءات ،مقعدما مشهععورا متقنعا ،أخعذ بفعععععاس
ععععععن سيععععععدي الحسعععععععن الععععععععدراوي) (1وأبعععععععي عبععععععععد
)(3
اللعععععععه العععععععترغي) ،(2والشعععيخ محمعععد الصعععغير المسعععتغانمي
وغيرهم.
وممن أخذ عنه أبو زيد عبد الرحمن بن القاضي ،وعبد العزيععز
الزياتي) ،(4وهو مذكور فععي فهارسععهم مشععهور ،تععوفي رحمععه اللععه
بمراكش سنة .(5)1048
والذي يهمنا منه هنا هو شرحه على تفصيل العقد ،وقد وقفت
على ذكره لعه عنععد الشععيخ عبعد السعلم بعن محمععد المعدغري فعي
أرجوزته المتقدمة المعروفة ب"تكميل المنافع" ،فقد جاء فيها عنععد
ذكر الخلف في ميم الجمع لورش وقالون قوله:
كذا أبو عون بغير منع وصل ورش قبل همز القطع
محل فصل ل قبيل "ل" وزد لدى مثل كهم منها وفي
)(6
و"في" ذكر ذا محمد الخروبي
في نظمه المهذب العروبي كذا محمد بن يوسف لدى
شرحه للتفصيل نعم المقتدى
ولعل هذا الشرح هو الذي أشار إليه بعض الباحثين في قوله:
166
"لععه اسععتدراكات علعى تفصععيل ابعن غعازي ،أورد طائفعة منهعا
تلميذه الجزولي في "أنوار التعريف").(1
-6الشــيخ أبــو عبــد اللــه محمــد بــن أحمــد بــن أبــي
القاسم بن الغازي الجزولي المشهور بالحامدي.
راوية للقععراءات مععن أهععل سععوس ،تخععرج علععى كبععار مشععايخ
القراءة بفاس كالشيخ التملي وابن عاشر وغيرهما.
ألف فعي قعراءة نعافع كتعابه "أنعوار التعريععف لعذوي التفصععيل
والتعريف" ،وكان تأليفه له بالمدرسة البوعنانية بفاس ،وفراغه منه
كما ذكر في آخره في أواسط جمادى الثانية عام .1026
وتأليفه هذا تأليف مختصر جمع فيه بيعن معا فعي أرجعوزة ابعن
غازي وما في تعريف أبي عمرو الداني ،إل أنععه بنععاه علععى مععا رواه
عن شيخه التملي ،وفيه زيادات ليست في "التفصيل" اسععتند فيهععا
إلى روايته.
وتوجد من شرحه نسخ مخطوطة في أكثر من خزانععة) ،(2وقععد
وقفت عليه أيضا في خزانة بنواحي الصويرة) (3فوجععدته يقععول فععي
أوله:
"يقول عبيد ربه الهائم في ظلمات ذنبه ،محمد بععن أحمععد بععن
أبي القاسم بعن غعازي الجزولعي :الحمعد للعه العذي حعرك الععزائم
لخدمة كتابه العزيععز وأبععدى غررهععا ،ورفعع همععم ذوي التععبريز إليهععا
وأهدى دررها ...ثم ذكععر أنععه سععيؤلف كتععابه فععي الطععرق العشععرية
حسبما أخذ ذلك رواية عن شععيخه العععالم العلمععة السععتاذ النحععوي
الديب أبي عبد اللععه سععيدي محمععد بععن يوسععف التملععي السوسععي
()1سيأتي أنه قرأ عليه واعتمده في هذا الكتاب.
()2مععن نسععخه الخطيععة بالخزانععة الحسععنية بالربععاط نسععختان برقمععي ) 1052-8885فهرسععة
الخزانة 32-6/31وبالخزانة العامة بتطوان برقم 549م )فهرسة مخطوطععات الخزانععة (118
ونسخة بالخزانعة الناصعرية بتمكعروت برقعم 3115فعي مجمعوع )دليعل مخطوطعات الخزانعة
لمحمد المنوني .(212ونسخة بمتحف الجزائر برقم .473
()3هي خزانة الشيخ إبراهيم أبععو درار رحمععه اللععه بسععوق جمعععة آيععت داود بحاحععة مععن إقليععم
الصويرة.
167
الجزولي – وصل اللععه بقععاءه – وأنععه الععتزم فيععه مععا رواه عنععه مععن
مسائل الخلف...
ولما ذكر بعض الحكام في باب الستعاذة قال" :هكذا حععدثني
به الشيخ عن شيخه سيدي محمد الترغي ،وحدثني به أيضععا شععيخنا
سيدي عبد الواحد بن عاشر الندلسي ،عن شيخه سيدي أحمد بععن
عثمان اللمطي...
ونقوله في أكثرها هي عن هذين الشيخين ،وعن أبععي الحسععن
بن سليمان في أرجوزته التي يسميها مرة "نظم التعريععف" ،ومععرة
"مختصر التعريف".
-7الشيخ مســعود بــن محمــد جمــوع أبــو ســرحان وأبــو
الفضل السجلماسي ثم الفاسي وغيره ،وهو عمدته في هععذا
الشرح .أما شرحه المععذكور فهععو المسععمى "كفايععة التحصععيل فععي
شرح التفصيل" ،وهو من الشروح المشهورة المعتبرة ونسخه فععي
الخزائن متوافرة) ،(1فرغ منه مؤلفه كما ذكر في آخره ضحوة يععوم
الربعاء عععام مائة وألععف 1100هع ع وأولععه قععوله" :الحمععد للععه رب
العالمين ،والصععلة والسععلم التمععان الكملن علععى المبعععوث إلععى
كافة الخلق أجمعين ،سيدنا ومولنا محمد سععيد المرسععلين ،وعلععى
آله وصحبه الطاهرين.
وبعععد فلمععا كععان نظععم المععام العععالم العلمععة ذي التصععانيف
المفيدة ،المسمى "بتفصيل الدرر" من أجل ما ألف فععي القععراءات
العشرية وأفيدها علمععا ،وأخصععرها ،حععتى قععال فيععه شععيخ الجماعععة
بفاس سيدي الحسن الدرعي رحمععه اللععه مادحععا لععه ومقععرئا علععى
قراءته هذه البيات وهي:
أيا من تصدى للقراءة قاصععدا وذكر البيات السبعة التي
نقلناها عنه في تقريظ التفصيل آنفا ثم قال جموع:
168
حين قراءتنا عليه أردت أن ولما صورته على شيخنعععا
أقيد عليه هذه الورقات تحل بها تراكيبععه ،وتفهععم بهععا إن شععاء اللععه
معانيه ،فهي إن شاء الله للمبتدئ مثلي تبصرة ،وللطععالب النحري عر
تذكرة ،والله تعالى يلهمنا الصواب ،إنه كريم وهاب.
ثم استهل كلمه على النظععم بععالتعريف بالنععاظم ،ثععم أعقععب
ذلك بالشرح ،وقد شحنه بالنقل ععن شععيخه أبعي زيععد بععن القاضعي
وخاصة النصوص المنظومة في اختلف القراء وأحكام الداء مما ل
يتسع المجال لذكره).(1
وقد أحال عليه في "الروض الجامع" في عدة مواضع).(2
-8الشيخ أبو العباس أحمد بن إدريس الحسني الفاسي
)ت 1253هـ(
يوجد شرحه على التفصيل مخطوطا بالخزانة الحسنية برقم
6064بعنوان "شرح أرجوزة في القراءات").(3
-9محمد بن عبد الرحمن الزروالي )الزروالي(
إمام مختصر في القراءة العشرية ،اعتمده عامععة مععن ألفععوا
فيها بعده ،وكان تفصيل العقد لبن غععازي إمععامه فععي تععأليفه ،وهععو
وإن لم يذكر في مقدمته أنه وضعه شععرحا عليعه فقعد اسععتفاد منعه
وناقش مسائله واعتمد ما ذكره ،وكتابه المذكور هو "تقريب النشر
في طرق العشر" ،ألفععه وفععرغ منععه فععي التاسععع مععن شععوال عععام
975هع بالقرويين من فاس ،وقد جعله بمثابععة التقييععد لمععا قععرأ بععه
علععى شععيخه أبععي سعععيد اللمطععي ،ولععذلك جععاء اسععمه فععي بعععض
الخزائن باسم "تقييد أبي سعععيد عثمععان بععن عبععد الواحععد اللمطععي
()1علمت بعد تحرير ما كتبته هنا بتسجيل أحد طلبة الدراسععات السععلمية بكليععة آداب الربععاط
وهو الخ عبد الرحمن السائب لهذا الشرح )كفاية التحصيل( للحصول علععى دبلععوم الدراسععات
العليا بإشراف أستاذنا الدكتور التهامي الراجي الهاشمي ،وقد تبادلنا عدة رسائل في موضععوع
مؤلفات جموع بيني وبينه وفقه الله.
()2منها في باب الخلف في ميم الجمع ومنها في باب اجتماع الهمزتين من كلمة.
()3يمكن الرجوع إلى وصفه في مخطوطات الخزانة الحسعنية .121-6/120وقعد ذكعره أيضعا
سعيد أعراب في كتابه "القراء والقراءات بالمغرب ."80
169
المكناسي فععي قععراءة نععافع والكلم علععى بعععض رؤوس الي علععى
المذهب المدني الخير").(1
)(2
وأولعه وفي بعضعها باسعم "تقييعد علعى معا فعي التعريعف"
قوله:
"الحمد لله رب العالمين ،الذي أيدنا بكلمه المبين ،علععى يععد
ساداتنا أهععل التمكيععن ...سععألت شععيخنا وأسععتاذنا وعالمنععا وعاملنععا
وعمدتنا وعمادنا ووسيلتنا إلى مولنا سيدي عثمان بن عبععد الواحععد
اللمطي ثم المكناسي – برد الله ضريحه – أو يوضح لععي بعععض مععا
أشكل علي بعد أن حدثني به – رضي الله عنععه – وتلقيتععه مععن فيععه
إلى في ،فجرى علي في بعضه النسيان ،الذي هو غريزة النسععان،
إل من حفظه الكريم المنان ،في قراءة إمام المدينة علععى سععاكنها
أفضل الصلة والسلم – نافع بن عبد الرحمن وتلميذه المشععتهرين
المشهورين – رضي الله عن الجملة الجلة – فأجابني – رحمه اللععه
– لذلك".
ثم بدأ بعذكر حععروف القععراءة معن سععورة الفاتحعة إلعى آخععر
القرءان فقال في الفاتحة" :سورة الفاتحة مكية أنعمت عليهم غير
سورة البقرة" :ومما رزقناهم ينفقون" "أنععذرتهم أم لععم تنععذرهم ل
يومنون" ل يصلها للفصل ،فهو الذي نبه عليه "الععتينملي") (3بقععوله:
وعند رؤوس الي من غير حائل.(4)...
170
الفواصل وكذلك الشيخ ابن غازي بقوله" :ل ما فصل من
بحرفي في ول"
وهكذا سعار علعى طعول الكتعاب يرتعب أحعرف القعراءة العتي
يختلف فيها الرواة عن نافع ويذكر ميم الجمع التي قبل رأس الية،
وآخر ما ذكر من ذلك "عليهم موصععدة"" ،الععذين هععم عععن صععلتهم
ساهون".
-10الشيخ أبو عبد الله محمد بن محمد بن أحمد بن
عبد الله الرحماني المراكشي صععاحب أبععي زيععد بععن القاضععي
وناظم القصائد العديدة في القراءات.
ألف في هذا الصدد كتابه "تكميل المنافع ،في قععراءة الطععرق
العشرة المروية عن نافع"
وهو وإن لم ينص على جعله شرحا علععى التفصععيل كمععا فعععل
سابقوه ،فإنه يدخل في معنى ذلك مع تصريحه بالقتصععار علعى معا
فيه ،وقععد وقفععت منعه علعى مخطوطععتين إحعداهما م خ ح بالربعاط
برقم (1)8864والخرى في خزانة خاصة) ،(2ويبتدئ بقععوله" :يقععول
العبد المفتقر إلى رحمة موله ،الغني بفضله عما سواه :محمد بععن
محمد بن أحمد بن عبد الله الرحامني -نزل مراكش -خار الله لععه
ولطف به:
"الحمد لله تعالى حق حمععده ،والصععلة والسععلم علععى سععيدنا
محمد نبيه وعبده ،وعلى آله وأصحابه ومن اقتدى به من بعده".
"وبعد فهذا كتاب سميته ب"تكميل المنافع في قراءة الطععرق
العشرة المروية عن نافع") (3قيععدته لنفسععي ولمععن شععاء اللععه مععن
()1يمكععن الرجعوع إلعى وصععفها فععي )فهععارس مخطوطععات الخزانعة الحسععنية لمحمععد العربععي
الخطابي .(6/59
()2هي خزانة المقرئ الخ أحمد اعوينات باليوسفية – الرباط ،أطلعني عليها جزاه الله خيرا.
()3اتفق في التسعمية معع "تكميعل المنعافع" للمعام عبعد السعلم بعن محمعد المعدغري ،إل أن
المدغري جعله نظما.
171
بعدي للمبتدئين مثلي ،واعتمدت فيه على تقييد لبعض شيوخي ،مع
كتاب الزروالي).(1
لكعن اقتصعرت فيععه علعى "التفصععيل" دون غيعره معن قصععائد
العشر مخافة التطويععل ،ولنععه هععو المتلععو بععه والمعععول عليععه عنععد
أئمتنا ،وأذكر فيه أوجه الخلف وما صععدرنا بععه منهععا حسععب روايتنععا
في ذلك ،ومن الله تعالى أسععأل العانععة فععي جميععع الحععوال ،فهععو
حسبي ونعم الوكيل ول حول ول قوة إل بالله العلي العظيم.
ذكـــر الـتـعــوذ
ثم قال بعععد هععذا العنععوان" :وغيععر مععا فععي النحععل ل يختععار)،(2
والسرفي التيسير للمسييي بذا وزيد ذي وكله أبي) ،(3فالشارة بععذا
تعوذ على التعوذ ،وبذي على البسععملة ،والمشععهور الجهععر بهمععا لععه
كغيره.
ذكــر الـبـسـمــلــة
مبسمل ،(4)...فيصدق على ومن سوى الزرق بين السور
قراءة الزرق:
مبين له صل أو "وأسكت يسيرا تحظ بالصواب
)(5
العراب
ويصدق على قراءة غيره:
التي الولى ول تقف فيها إذا وصعلتهعععا بالسورة
)(6
ختمتها
وتجوز الوجه الثلثة لغيره.
172
وبعد النتهاء من باقي أحكام البسععملة علععى هععذا النمععط مععن
المزج بين قول ابن غازي وابن بري وقول أبععي وكيععل ميمععون فععي
التحفة أحيانا ،انتقل إلى ذكععر سععورة الفاتحععة فععذكر فيهععا الحكععام
المتعلقة بميم الجمع ونقععل قععول ابععن غععازي فععي "التفصععيل" ،ثععم
تعرض لمراتب المد عند أهل العشر فذكر أنها ثلثة:
كبرى للخوين :يوسف والعتقي ،ووسطى لبي نشععيط محمععد
بن هارون المروزي ،وصععغرى للبععاقين ،قععال :وقععد جمعهععا بعضععهم
فقال:
وباق لمروز وسطعععى "ليوسف والعنقي كبرى
صغرى
ثم انتقل إلى سورة "البقرة" فقال" :ألم"" :ومد للساكن في
الفواتح") ،(1والحكم للعشرة كما قال فععي "التفصععيل"" :فالكععل إن
سكت" في ما أطلقا ...وقس عليه.
وقد ذكر للشيخ الزروالي كتععابين آخريععن غيععر كتععاب "تقريععب
النشر" وذلك في سععورة البقععرة عنععد ذكععر التسععهيل فععي "رأيععت"
فقال" :وقد كان الشععيخ الزروالععي ينبععه علععى تحقيععق الخععالي مععن
الياء) (2في كتابه الكبير والوسط ،ويقععول :ليععس للصععبهاني فيععه إل
التحقيق ،فتأمل ذلك ،والله الموفق للصواب".
وفععي الجملععة فالكتععاب حافععل بععالفوائد ومفيععد لهععل العشععر،
ويعتبر من قبيل "الدراسة المقارنة" في الفععن ،لنععه ل يهتععم كععثيرا
بالخلف بين الطرق عن نافع بقدر ما يهتم بتقرير رجععال المدرسععة
الدائيععة فععي المغععرب لععذلك الخلف وتخريجهععم لععه علععى القواعععد
العامة.
وقد ختم بذكر اختلف الئمة في عدد الي ،وذكر ما وقعت به
ميم الجمع قبل محل الفاصلة وما وقع فيه بيععن الئمععة مععن خلف،
الشطر الول من بيت لبن بري في باب المد. ()1
يعني الفعل المشتق من الرؤية مما ل ياء فيه نحو "رءا" و"رءاك" و"رأتهم". ()2
173
وما وقعت فيه عند المثل نحو "هم منها" ،ونظم الحكععام المتعلقععة
بذلك في أبيععات .ونقععل هنععا مععن كتععاب "عععدد الي" لبععي العبععاس
القدومي) (1عند ذكر الخلف في العععدد بيععن المععدني الول والخيععر
فقال:
"وقال أبو العباس أحمد بن قاسم بن عيسععى المقععرئ رحمععه
الله" :فأما عدد المدني الخير فهو ما رويناه بسند صحيح عن خلف
بن هشام البزار عن إسماعيل بن جعفر عن سليمان بن مسلم بععن
جماز عن أبي جعفعر يزيعد بعن القعقعاع وشعيبة بعن نصعاح ...ورفعع
السند ،ثم ختم بذكر فضععل تلوة القععرءان ،ثععم قععال":هععذا آخععر مععا
قصدنا من جمع هذا التقييد ،واللععه أسععأل أن يجعلععه خالصععا لععوجهه
الكريم ،وأن ينفعني به يوم الموقععف العظيععم ...وكععان الفععراغ مععن
تقييده في آخر ذي القعدة عام ثلثين ومائة وألف ،عرفنا الله خيره
ووقانا شره").(2
وممععا يجععري هععذا المجععرى مععن المؤلفععات الععتي بنيععت علععى
"التفصيل":
-11كتــاب معونــة الــذكر فــي الطــرق العشــر "أو"
الروضة السنية في الطرق العشــرية") (3للشــيخ مســعود
جموع:
مؤلف "كفاية التحصيل في شرح التفصيل" النف الذكر ،وقععد
ألف كتاب "معونة الذكر" كما ذكععر فععي آخععره :وكععان الفععراغ منععه
174
صبيحة يوم الربعاء عام 1084هع ومعناه أنععه ألفععه قبععل "الكفايععة"
بنحو 16عاما.
ويظهععر مععن تعععدد نسععخه فععي الخععزائن أنععه كععان واسععع
الستعمال) ،(1وقد وقفت منه على نسخة خطية بخزانة ابن يوسف
بمراكش مسجلة تحت رقععم 229مؤرخععة بشععهر شععوال مععن عععام
،1127أي أنها قريبة جععدا مععن تاريععخ وفععاة المؤلععف سععنة .1119
وهذه نبذة عن الكتاب تبين صلته بكتاب "التفصيل" وأثره فيه:
ابتدأ مسعود جموع كتابه بقوله:
"الحمد للعه الععذي أخرجنعا معن العععدم إلعى الوجععود ،وأرشععدنا
للحق عن كل دين مردود ...وبعد فهذا -بعون الله -تقييععد قصععدت
فيه – إن شاء الله – أحكام القراءة العشرية وما يتعلق بها على ما
رويته عن شيخنا ومجيزنا العالم العلمععة ذي النيععة الصععالحة سععيدنا
أبي عبد الله محمد بن سععيدي إدريعس) – (2أدام اللععه بقععاءه ونفعنععا
برضاه – حسبما أخذ ذلك رواية ودراية عن شيخيه سيدي عبد اللععه
الكيري) (3وشيخ الجماعة بفاس والمغرب سيدي عبععد الرحمععن بععن
أبي القاسم بن القاضي رحمهما الله ونفعنا ببركاتهما آمين".
ورتبت هذا التقييد – إن شاء الله تعالى – على سنن المصحف
الكريم آية بعد آيععة ليحصععل بععذلك النفععع العميععم ،مكتفيععا بععالحرف
الول عن غيره مما يوافقه في الحكام ،ومنبها علععى مسععائل فيهععا
الخلف بين الئمة العلم ،موضحا لمشهورها ،ومبينا لمععا جعرى بعه
الخذ فيها عن سادتنا الكرام ،ومنبها أيضععا علععى بعععض رؤوس الي
على مذهب المدني الخير مما تضعمنه الواسعطي المعلعي ،مقتفيعا
في ذلك سنن الئمة الجلء ،ومنبها أيضا على مسائل سععكت عنهععا
صععاحب الععدرر والتفصععيل كإمالععة "مرضععات" للزرق ،وتحقيععق
()1منه نسخة بخزانة ابن يوسف بمراكش برقم 229وبتععونس الخزانععة الوطنيععة برقععم 3330
وبالعبدلية )جامع الزيتونة( برقم 1/419وبجامعة إشبيلية بإسبانيا برقم.33/116 :
()2لم أقف على المراد به.
()3في المخطوطة "الكيري" بكاف معقودة .ولم أقف على ترجمته.
175
الهمزتين فعي "لملن" للصعبهاني ،وربمعا أذكععر فعي بععض اليعات
صناعة الرداف ،وربما أخلط الرواية بغيرها لتفاقهمععا فععي الحكععم،
وهو جائز لمن يكون عارفا بذلك ،وفيه قيل:
يجعععوز، فليعععس "وخلط روايات لمن هو جاهل
والجعواز لعالم
ثم ذكر مصادره التي سيعتمدها في الكتاب فقال:
"وما وقع فيه من الرموز بما صورته )د( فللدرر ،وبما صععورته
)ف( فللتفصيل ،وبمععا صععورته )ش( فللشععاطبي وبمععا صععورته )ح(
فللتحفة ،وبما صورته )ع( فللتعريف ،وبمععا صععورته )ص( فللصعفار،
وبما صورته )ركع( فللشيخ شيخنا ،وبمععا صععورته )خ( فلشععيخنا" ثععم
قال:
"وسميته معونة الذكر في الطرق العشر ،والله أسأل المعونة
على ذلك بمنه وكرمه ،إنه على ما يشاء قدير ،وبالجابة جدير".
ثم شرع في المقصععود مبتععدئا بالترجمععة لنععافع بععن أبععي نعيععم
وذكر رواته الربعة والطرق عنهم ،وقد أفادنا جموع في تأليفه هععذا
بأهم المصادر الععتي كععانت معتمععدة فععي زمنععه فععي دراسععة العشععر
الصغير ،وهي التي رمععز لهععا بععالحروف أعله ،ثععم زاد فععذكر كيفيععة
الجمع للرواة الربعة أثناء الداء فقال:
"فصل ،فإذا جمععت بيعن هعذه الروايعات أتيعت بهعا علعى هعذا
الترتيب المععذكور هنععا اسععتحبابا) ،(1ول يخفععاك أن معن وافععق منهععم
غيره اندرج معه ،ومن لععم يععوافقه أتيععت بععه ،إذ فععائدة الجمععع بيععن
القراءات وثمرته الختصار وعدم التكرار لغير موجب ،وأما لموجب
فلبد منه لختلف الروايات".
()1يعني بالترتيب الذي ذكره في إيرادها أي بتقديم ورش ثم بعده قالون ثم إسحاق المسععييي
ثم إسماعيل.
176
ثم نقل عن ابن القاضي نصا في جععواز العععدول عععن الععترتيب
المعروف في الداء قال :ول يعتبره إل معن ل معرفععة لعه ول خععبرة
بالحكام ،قال :والشاطبي بدأ بقععالون ثععم بععورش ،وبععه كععان الخععذ
عندهم ،وصاحب "الدرر" عكس ،وبه الخذ ،فمن قال غيععر هععذا فل
وجه له ،إل عععدم التععدريب وعععدم تحققععه بالصععول ،فععادر الصععول
لتأصل".
ثم قال" :قال في أنوار التعريف ما نصه:
"أما طريقة شيخنا سيدي الحسن الدرعي فإنه يقدم أصععحاب
الضم على أصحاب السكان) (1وبالعكس لشيخه المستغانمي) ،(2ثم
قال :والول انتقي أي اختار ،قال:
)(3
أخذنا ،أعني تقديم أهل الضم وبما اختاره الشيخ ابن يوسف
على أهل السكان.
ثم بعد أن تحدث عن الفرق بيععن القععراءة والروايععة والطريععق
انتقل إلى بععاب السععتعاذة ،وأخععذ فععي اسععتعراض القواعععد العامععة
مسععتدل بععأقوال الئمععة كالععداني فععي التيسععير والتعريععف والتمهيععد
والتلخيععص وجععامع البيععان وأبععي محمععد مكععي فععي الكشععف وابععن
الجزري في النشر ،وكل هذه الستدللت ذكرها في هذا الباب.
وفعل نحوا من ذلك في باب البسملة وزاد النقل عن شععيوخه
مستعمل لكل شيخ الرمز الدال عليه -كما تقععدم -كمععا ينقععل مععن
حين لخر عن الحامدي فععي تقييععده – يعنععي أنععوار التعريععف لععذوي
التفصيل والتعريف" ،وهكذا حتى أتى على آخر الكتاب.
()1يعني أصحاب الضم في ميم الجمع ،وهم الذين جمعهم محمد بن يوسف التملي بقوله:
وضم ميم الجمع للمفسر ونجل إسحاق وجمال حر
وجمع مسعود جموع أصحاب السكان في نظم له فقال:
والمروزي والقاضي وابن سعدان ونجل عبدوس له بالسكان
()2هو محمد الصغير وسيأتي.
()3هو التملي الجزولي النف الذكر في شراح التفصيل.
177
-12كتاب الهدية المرضية في تحقيق الطــرق العشــرية
للشيخ عبد السلم بن محمد المدغري التزناقتي).(1
وهو كتاب يجري هذا المجرى من السععتفادة مععن "التفصععيل"
وبيان مقاصده والستدلل به للمباحث الصععولية ،وهععو كتععاب نععادر
الوجود وقفت على إحدى نسختيه بالصدفة بالخزانععة الحسععنية فععي
مجموع).(2
وهذه نبدة عنه :يقول في أوله:
"الحمد للعه العذي تفضعل علينعا بحفعظ كتعابه المعبين ،وجعلعه
لحملته شافعا مشفعا ووقاية من العذاب المهين ،والصلة والسععلم
على النبي المكين ،الهاشمي المصطفى المين...
"وبعد فيقول العبد الفقير إلى موله الغني عن كل
ما سواه عبد السلم محمد بن علي التزنــاقتي وفقععه اللععه
بمنه آمين :هذا تأليف مختصر في الطرق العشرية للمععام الخاشععع
المدني أبي رؤيم نافع -نفعنا الله به وبمن أخععذ عنععه – قصععدت بععه
أن يكععون تبصععرة لمثلععي مععن المبتععدئين ،وتععذكرة للشععيوخ الئمععة
المقرئين ،والتزمت أن أذكر فيه مععا رويتععه مشععافهة عععن المععامين
بفععاس الباليععة – حرسععها اللععه تعععالى وأدام عزهععا آميععن – الشععيخ
المقرئ المقدم المحقق ذي السند الصحيح المععدقق التقععي النقععي
العفيععف المععام السععيد إدريععس بععن محمععد بععن أحمععد الشععريف)،(3
والشيخ العالم العلمة القدوة البحر الفهامة الستاذ الديب النحععوي
الديب ،المام السيد مسعود جموع – أبقععى اللععه الول فععي أثععواب
المجد رافل ،وجعععل نجععم سعععده طالعععا ل آفل ،ورحععم اللععه الثععاني
178
وأفاض علينا من بركته وبرد ضريحه وأسكنه بحبوحة جنتععه ...ومععن
المسائل المتفق عليها والمختلف فيها ،مبينا ما جرى به الخععذ فععي
ذوات الخلف لمن هو له ،مما هو بوجه أو بوجهين ،وما صدرت بععه
منهما ،ومنبها على رسم الجميع وضبطه فيما يحتاج إليه منهما...
وسميته الهدية المرضية في تحقيق الطرق الشععرعية .ورتبععت
أبواب مسائله بفصععولها علعى ترتيععب أبععواب "الععدرر" و"التفصععيل"
تقريبا للفهم وقصد للتحصيل ،مستشهدا في بعض المسائل بأبيععات
منهما تنبيها للطععالب ،وتزيينععا للكلم ،وبأبيععات مععن "الحععرز" ،ومععن
كتابي المسمين ب"روض الزهر" وب"نور الفهم") ،(1وبأخر ضععمنها
"أنوار التعريف" للمام الجزولي.
ثععم قععدم تعريفععا مععوجزا بالمععام نععافع والععرواة الربعععة عنععه
والطرق عنهم مستعينا في ذلععك بقععول أبععي عمععرو فععي "المنبهععة"
وبقول ابن غازي" :دونك عشر طرق لنافع ...إلى آخر سععتة أبيععات،
ثم أتبع ذلك بععذكر منهجععه فععي إيععراد الخلف بيععن الععرواة والطععرق
والشارة إلى الوفاق فيما اتفقوا فيه ،وبعده انتقل إلى باب "التعوذ
والبسملة" وهكععذا حععتى ختععم التععأليف بقععوله" :وكععان الفععراغ مععن
مبيضته آخر يوم من شوال المسمى عندنا بالعيد الصغر عام واحد
وثلثين ومائة وألف )1131هع( بموضع يسمى أبا سادر بجبل زايععان
قبيلة من قبائل البربر).(2
وقد قام على أرجوزة التفصيل نشاط علمي آخععر يتمثععل فععي
توسيع بعض مباحثها وذكر المصدر من أوجه الخلف المذكور فيهععا،
أو استلل بعض الطرق ورصد مظاهر الخلف بينها ،وسنقتصر على
نماذج من ذلك تدخل في أسععلوب "النظععم التعليمععي" الععذي يمثععل
()1سيأتي ذكر أرجوزة روض الزهر له بتمامها ،أما نور الفهععم فهععي أرجععوزة فععي الخلف بيععن
ورش وقالون ،وقد تقدمت الشارة إليها وإلى سابقتها في ترجمة ابن بري.
()2يظهر أن الناظم كان مشارطا لتعليم القرءان في هععذه القبيلععة ،وقععد ذكععر فععي آخععر كتععابه
"نزهة النظار في قراءات الثلثة الخيار" )مخطوط خ ح بالربععاط أيضععا فععي المجمععوع نفسععه
رقم (119أنه ألفه وفرغ من مبيضته في 28من ذي القعدة عععام 1131بموضععع يسععمى أبععا
سادر قرب بلدة آيت سعديان في جبل قبيلة زايان.
179
نوعا من المحاذاة للرجوزة المذكورة على نحو ما رأينا فععي فصععل
سابق مع أرجوزة "الدرر اللوامع" لبن بري .فمن ذلك.
-13أرجوزة "التبيين للتفصيل" للمام أبي عبد الله
محمد الخروبي من شيوخ ابن القاضي).(1
ومعععوضعععععععوعها بسععععععععط الخعععععععععععلف فععي ميععععععععم
الجمعععععع بين رجعععععال العشعععععر الصغععععير وقفعععععت عليها بعععد
أرجععععععوزة "التفصععيل" بخععط أبععي عبععد اللععه الرحمععععاني فععي
المجمععععععوع النععععععععف العععذكر بأوقعععععاف آسععفي ،وتقععع فععي 32
بيتا).(2
وقد بناها على قول ابن غازي في "التفصععيل" عنععد ذكععر ميععم
الجمع:
الحافظ الضم وبالضد قرا خير حرمي بميم فاسترى
والمروزي والقاضي من لنجل عبدوس ونجل
طرق حسان سعدان
وهمز قطع ومحل فصل ولبي عون لغير المثل
من الفواصل بحرفي "في" للمدني الخير ل ما فصل
و"ل"
فقال الخروبي:
مبينا لمجمل "التفصيل القول في فواصل التنزيل
شيخ الجماعة الرضا الصيل نظم ابن غازي العالم الجليل
صل ميم جمع قبلها رؤوس اليات متى تختم بنون
)(3
ك"ينفقون"
()1ذكره ابن القاضعي فعي جملعة شعيوخه فعي الجعازة النظميعة العتي أجعاز بهعا أبعا عبعد اللعه
الرحماني وسيأتي ذكرها.
()2توجد من الرجوزة مخطوطة بعنوان "التعبيين للتفصعيل" فعي الخزانعة الناصعرية بتمكعروت
برقم ،3115أنظر )دليل مخطوطات الخزانة لمحمد المنوني .(12
()3يعني قوله تعالى في أول سورة البقرة "ومما رزقناهم ينفقون".
180
ثم ساق ذكر المواضع التي وقعت فيها ميععم الجمععع قبععل آخععر
الفاصلة من أول القرءان إلى آخره وختم بقوله:
وبع"ل َ َ
شّتى" ينتهي ما قيدا وبمصيطر فسواها أعدادا
بعد ثلثين وألف عام بفاس أولى سادس العوام
يرجو به التكفير للذنوب ناظمه محمد الخروبي
حمدا يدوم ببقا اليام والحمد لله على التمام
على النبي العربي ذي المقام ثم الصلة دائما مع السلم
معتذرا إلى ذوي التحصيل سميته "التبيين للتفصيل"
وممععا نظععم فععي محععاذاة "التفصععيل" لبيععان مسععائل الخلف
والوجععه المرويععة فيهععا والمقععدم منهععا فععي الداء علععى غععرار
المنظومات الكثيرة المؤلفة في مثل ذلك في القراءات السبع).(1
-14أرجوزة روض الزهر ،في الطرق العشر "للمام
عبد السلم محمد المدغري"
وقفت عليها في نسخة خطية ل أعلم لها ثانيععة فععي المجمععوع
الذي تضمن بعض مؤلفعات المععدغري السعابقة ،بالخزانععة الحسععنية
بالرباط في مجموع برقم ،119وتقع في 219بيتععا كمععا ذكععر فععي
آخرها ،وفععرغ منهععا عععام 1130هعع ونظععرا لهميتهععا فععي الموضععوع
وندرتها في اليدي أسوق هنععا نصععها الكامععل باعتبارهععا صععورة عععن
المستوى العلمي الععذي بلغتععه "المدرسععة النافعيععة" المختصععة فععي
دراسة الطرق العشر على يد رجال مدرسععة ابععن غععازي والخععذين
عنهم عبر العصور اللحقة ،قال رحمه الله:
)(2
الراجي عفو ربه المقتدر يقول عبد السلم المضغري
محمد وآله ومن تل أحمد ربي مصليا على
()1القصائد المنظومة في "فعن التصعدير" كعثيرة ،وقعد ذكعرت منهعا ععددا فعي الراجيعز العتي
نظمت على غرار الدرر اللوامع لبن بري ،ومن ذلك قصيدة "مصدرة الطالبين" لعبد الرحمععن
الزدوتي ،ومصدرة أخرى للراضي بععن عبععد الرحمعن السوسععي ،ومصعدرة علعي بعن الشعريف
السجدالي وغيرها...
()2يكتب اللفظ هكذا بالضاد أحيانا – كمععا فععي المخطوطععة – وأحيانععا بالععدال نسععبة إلععى بلععدة
بسجلماسة وأما التي بالمغرب الوسط فبالطاء "مطغرة" ل غير.
181
عن الرواة العشر إن خلف وهاك ما الخذ به قد اشتهر
ظهر مما بوجه أو بوجهين وما
أخر منهما وما تقدما عنيت عشر طرق لنافع
أبي روئم المدني الخاشع حسبما قرأته بفاس
)(3
عن المامين لجمع الناس إدريسنا المقدم العلمة
والجهبذ المحقق الفهامة مسعودنا جموع ذي العلوم
وها أنا أشرع في المنظوم مسميعا لعه ب"روض الزهر"
في عشر طرق نافع ذي السر والعون أسال من الوهاب
ربي والتوفيق إلى الصواب
-32الـتـعـوذ والـبـسـمـلـة
بالجهر للكل ،وذد من تركه واقرأ لدى تعوذ وبسملة
قراءة سرا وجهرا فاعلما وقال بعض هو تابع لما
وإن يكن فاجهر ول تبال إن لم يكن مستمع يا تالي
بسملة به وقبل ل تصل وافصل تعوذا عن الذكر وصل
ليوسف الزرق فاتل دون مين بالعوصل بععد السكعت بين
في آخر الفلق مع والناس السورتين
بالوصل بعد السكت هكذا والعكس جا عنه بل البأس
جرى وكلهم لدى "براءة" قرا
تبسملن وعوذن تفضل عملهم وصل وفي ابتدا فل
في الربع الزهر كذا تقررا والسكت ل غير لزرق يرى
قبل وبعد وبذا الخذ عرف وغيره مبسمل بها ،وقف
في أول "الحمد" وتركها جل وكلهم في الحالتين بسمل
فانبذ ،ول تتل به وإن سطر في أول الجزا وغير ما ذكر
182
تحريكه ووصلها معتبرا بضم ميم الجمع قبل ما جرى
لكن أبو عون الفتى الرباني وغيرهم قرأ بالسكان
محل فصل ل قبيل "ل" يضم عند القطع والمثل وفي
و"في" وهو كأزرق في غير ما مضى
والكل قبل الوصل بالضم وقف بالسكان لدى ما قد
قضى ذكر
وترك وقف بالشارة سطر وقدم الصلة قبل القصر
لعيسى مع إسحاق فافهم وادر بهاء "ياته" بطه قد بدا
وعكسه فانبذ ،وخذ ما وردا
المد والقصر والتوسيط وحكم الهمز:
لمروز كذاك في انفصال وخذ بتوسيط لدى اتصال
على توسط وصغرى ل يرى وزد لعه قعصرا بذا مؤخرا
وهي لعه مروية لدى الكبير قراءة بها لدى الجمع الصغير
تذهب وسطاه مع الوسطى فعتعذهب الصغرى معع الصغرى
اعلما كما
مبينعا للقعاري ما لم يععرفعا ذكر هذا بعض من قد سلفا
وزد لعه صغعرى لعدى الجمعع وسطعى لمعروز لعدى الجمع
الكبير الصغير
)(2
بين الطريقين هما أردفتا لبد منهما إذا جمعتا
)(1
فقال فيه موضحا للقاري وذكر الثلث في "النوار"
وسطى لمروز وصغرى من كبرى ليوسف كذاك التعقي
بقي وباب "شيء" وسطن للزرق
()1يعني رجزه "نور الفهم" في روايتي ورش قالون.
()2يعني إذا جمعت في تلوة واحدة بين رجال الجمعين الكبير والصغير ،وهععو آخععر مععا أخععذ بعه
رجال المدرسة المغربية منذ أيام أبي العلء إدريس المنجرة بعد أن عاد من المشععرق وأدخععل
معه "العشر الكبير" ،فرتب القراء الكيفية المعمول بهععا الن ،وهععي القععراءة بععالجمعين دفعععة
واحدة بحيث يمزجون بين الرواة عن نافع وبين غيرهم من الرواة عن السبعة وباقي العشرة،
ويرتبون ذلك على نسق خاص معلوم عند أهل هذا الفن ،إل أنه من أعقععد مععا يتصععور ،ولععذلك
استعانوا عليه بما يعرف ب"الرمزية" إذ ل تكاد تجد قارئا اليوم يستغني في ذلك عنها ،إل فععي
بعض الجزاء التي اعتاد قراءتها حتى ضبط ترتيبها ،ولهذا كثيرا مععا ينقطععع الطلبععة بعععد قععراءة
جزء أو جزئين بهذا الجمع ،وهو من العسر والتعقيد بمكان.
183
في وصله وبعد أشبع ترتق للكل بالتوسيط فيه فلتقف
وذا لدريس الشريف قد عرف وغيره وهو جموع تل
للكل وقفا بالمراتب العل ووقفه روما بل إشمام
ذكرته في "النور") (2خذ وواو "سوءات" الذي قد جمعا
نظامي ليوسف فهو بتسع قد تل
كهمزة لدى الثلث فاسمعا والمط فوق حرف مد فاجعل
في واوه والهمز بالضرب وفوق سكن الياء والواو معا
انجلى ذاك لمروز وذا للزرق
حال انفصاله كما المتصل وباب "آمن" بقصر قد وعي
كذا ،وذا في باب شيء مشبعا و"شركائي" ذا سكون الياء
وغير دين قل على الصل بقي وقف فثلث مطلقا وما فتح
لزرق ووسطن وأشبع في الوقف بالتثليث للتسكين
و"من ورائي" مريم الغراء "قل إي وربي" بتثليت يرى
من "شركائي" وشبهه يصح وإن أتاك حرف مد بين ما
فعي اليعاء ل فعي العوصل خذ وقف بتثليث بوصل كرؤوس
تبييني ما لم يكن همز يعيد ساكن
في الوصل والوقعف مععا بعل وذاك كالقرءان والظمئان
معرا وإن أتاك بين همزين فقف
همز وآخر بالشباع سما كاستهزءوا رءا بهود جاء
وخاسئين ومئاب ويئوس والسوأى أن في الوصل
ذي صحة فاقصر بوصل بائن بالشباع
وحكم ذا سيأتي خذ بياني كذا تراءا والسقوط قد جل
مثلثا ،والوصل بالكبرى عرف رءا كذا قبل السكون إن وصل
و"ما رأى" وجاءو للعشاء كذا تبوءا أساءوا إن وصل
ووقفه سدس بل نزاع في النجم ثلث مطلقا كباءو
في حرف مد للسكون موصل تبوءو كذا وسدس مطلقا
وثلثن في الوقف فيه ولتمل قبل محرك بتثليث زكن
)( يريد "أنوار التعريف" للحامدي كما تقدم في شروح التفصيل. 2
184
وقف مثلثا وما قبل عمل وكل ذا لزرق قد انتمى
وجاءو غير ذي العشاء فاءو للكل نحو ريب سوف وسط
نئا وحيثما رءا قد ارتقى والقصعر عن أزرقهم وصل يرى
نحو رءا قبيل كوكبا ومن في باب قرءان ومسؤول كذا
وباب آمن إلى هنا اعلما وفي يواخذ وموئل وفي
وفقا وفي كتعلمون أفرط وغير ذا في باب نقل يذكر
في ياء إسرائيل وهو قد جرى ولم ءالن في الستفهام
ما بعد وصل مثل آيت فخذا وهمز بابه فأشبه مبدل
موءودة وعادا الولى قفي
مبينا بنظم من ذا أظهر
بالقصر للكل على التمام
وسهلن بالقصر قبل تعدل
)(1
به وحكم الجعفري سيأتي مراتب المد ارع للرواة
لعارض ومثله تقررا وترك العتداد هاهنا يرى
أشبه ناك يا فتى فلتعلما في كالبغاء إن وفي فرق وما
والعنكبوت فاسمعن بياني كذا في حرفي أول العمران
باب آلن مبدل إن قد بدا وقال ذو المورد في الضبط
وبابه مط عليه جعل لدى
بعد توسيط وعكس ل يرى وهمز ءالن إذا ما أبدل
لزرق ومكنن من دون مين والكل في عين بالشباع قرا
لمروز لدى أو شهدوا سما وقدم التسهيل في
كحرف ءالد للزرق ولي المفتوحتين
كحكم ءامن على التوالي في حال إبدال ومد قدما
في ذي الثلث يا فتى لتهتدي آمنتم في الملك سهل وابدل
وحععرف زخعرف لععه بععذا وحكم همز الكل في البدال
كذا وهو منكسر في الوزن ،ولعله بلفظ "رتب المد" بضم الراء وفتح التاء جمع رتبة. ()1
185
يفي وخبرا قدم لعبد الصمد
وقس بتوسيط لزرق -ورد تثليث أزرق به قد اقتفى
فعي نحعو جعا أمعرنعا عنه يعا وفي السما إلى وأو جاء أحد
فتى في حال إبدال وإشباع أتى
ليوسف الزرق أن بكلمتين وقدم التسهيل في المتفقين
بدل أخرى الهمزتين رويا ألفيتا ،وبعد البدال ويا
تأخير ذا ياتالي عنه قد زكن في هؤلء والبغاء قبل إن
لحمد والمصري ،والحذف أتى في جاء ءال العثعاني سهعل يا
وغير ذا في باب ءامن خل فتى
قبيل تسهيل أتى في الثاني في أول للحرمي والمصري
في أول قبيل ثان فافهما فل
ما جاء من مضمومتين فاقتفي وأسقط الول للحلواني
بالسوء إل قبل تسهيل بدا فعي نعحو جعاء أهعل وتعسهيل
بعيد دين قل بل نقصان سما
وبعد إدغام لدى النبيء له في نحو هؤلء إن وفي
بأصله وأصله قد انجلى وشيخه قدم الدغام لدى
لعمعن لعه التغييعر معثعل في أول وسهلن الثاني
المروزي لحمد الحلواني في بالسوء
معن بعععد ضعم واوا للعكعل في حرفي الحزاب والغير عل
يرى والمد قبل ذي تغير عزي
حرفيه بالعقص على الصواب وثاني ما اختلف إن قد كسرا
بالهمز ل غير كحرف يوسف والرسم في النبيء في
وعر ما سهلته حيث وقع الحزاب
فانظععععععععععره إنه به وشد يا وضبطها دع وقف
مسطعععععععععععععرا وشكل مبدل محرك فضع
وغير ذا في "النور") (1قد
186
تقععععععععععررا
الهمز المفرد والنقل وعدمه والبدء بالوصل والصل
للصبهاني سوى ما قد وعى وليس في تئوي وتئويه معا
في "من يشإ الله" عنه يا فتى من سنة الدغام ،والبدل أتى
على التقاء الساكنين فاعتبر فعي حعال وقفعه وفعي الوصل
في غير تئوي العتقي المفضل كسر
في تئوي يا فتى فكن صديقي وقدم التحقيق قبل البدل
من الضمير ومن اليا وردا وهو على الصل من التحقيق
قرن بالياء بتسهيل زكن لفظ رءا يا تالي إن تجردا
ببارز من الضمير فقمن للصبهاني بتحقيق وإن
قبيل تسهيل كذا الخذ سرى وإن تجرد من اليا واقترن
لملن ثم أول تف له بوجهين وتحقيقا يرى
هعمعزيه والعكعل لعه قعد وحقق الول والثاني في
انجعلعى وبعد فاعكس ثم سهلن كل
أبعدل لعه وبعد با قط فاسمعا "أي" بعيد الفاء والباء معا
له بتحقيق وذا جدير له بها الوجهان والتصدير
في "أي يوم أجلت" معتبرا وبعد لم حققن بل امترا
تبدل وحققن كما جا عن مل وإن مخففا بعيد الكسر ل
كل ءالن يونس لتقتفي وقدم النقل لسماعيل في
من بعد تسهيل كذاك نقل وتن بالتحقيق والكل جل
في نحو الرض كالذي لم ينقل وابدأ بوصل للذي قد نقل
في عاد الولى بنجم تهتد لعيسى ل الواسطي بالصل
وثلثن باللم فردا تعدل ابتد
في الولى للزرق إن بدأتا وثن بالهمز لوصل وانقل
187
ومد صيغة لدى الوصل حري ثلث إذا بعادا قد وقفتا
أرزقهعم ومعالعيه لعه جعل بهمز وصل وبلم فاقصر
لعتق والصبهاني يا فتى كتابيه إني بتحقيق تل
بعدم الدغام والعكس أتى
الظهار والدغام والغنة
في التاء عند الظا بل نقصان وقدم الظهار للحلواني
تتل بالظهار لتتبع المل وفعي "أجعيعبعت" أدغعمعن لعه
إبقاء صوت مدغم لتعدل ول
لمروز كذاك "يلهث" قد أتى "نخلقكم" للكل أدغمن بل
في "نون" للزرق في المختار وقعدم الدغعام فعي "اركعب"
للصبهاني وابن إسحاق معا يعا فتى
بغير نون مثل "أل يعلموا" لشيخه والخذ بالظهار
"ألم") (1بهود قبل فاء رسما ول بغنة كما قد سمعا
وإل تغفر لي وإل تفعلوه "أل" بفتح وهي ما قد رسموا
بتوبة كع"إل أن" منها خل "ألن" معا كذا "ليل" حيثما
كإل تنفروا وإل تنصروه
وإل تصرف عني ل "إل" فل
188
الفتح والمالة تقليل واضجاعا
ذوات ياء مع واو أبدا وقللن وافتح لزرق لدى
تكن فقللن سوى ما قد قرن ما لم تكن رأسا لي ثم إن
لكن "ذكراها" بتقليل جل منها "بها" فافتح وقلل مسجل
"فنسي" "ويلكم" وأما فاعقل موسى قبيل "أن" بطه
للبصري فتحه كتجزى يا فتى و"إلى"
تقليله كباب "أنى" فاعلما فليس من رأس كذا ما ثبتا
في رائه والهمز يا خليلي في نحو طه فافتحنه بعدما
جعبعاريعن الجعار معععا لعه وحعا وليس في "رءا" سوى
ونجل سعدان بل امتراء التقليل
بما لفتح بعد تقليل ألف وغير ذا فانبذ ،وقلل وافتحا
هدى عمى ضحى وغزى وقرى واعكس بزاغت لبي الزعراء
وجره والحكم فاعكسنه وساكن إن كان تنوينا فقف
ككلتا وقفا وأراك فيهما ليوسف الزرق نحو مفترى
له وكل من أمال مثلما كذا مسمى رفعه ونصبه
والصبهاني وابن إسحاق يجي في حالتي مرضات مع كلهما
يغربنا هذا كأهل فاس وافتح وقللن في "هايا" مريما
والفتح للكل بل تفصيل والفتح للجمال وابن فرج
الحسني مولي عبد الله وذا هو المشهرو عند الناس
إذ قال في "تفصيل عقد وبعضهم قد قال بالتقليل
الدرر" كابن علي الرضا الواه
لكلهم وليغرم الكفيل وكابن غازي العالم المشتهر
لمروز بالفتح والتقليل ثم بها يا الفتح والتقليل
هار وفتحه لجمال عزي وحيثما التورية يا خليلي
بذا جرى الخذ بل اعتراض وأضجعن للواسطي
وقول فتح المروزي مخمل والمروزي
كما أتى في "درر" والعتقي وأضجع ثم قللن للقاضي
سليل سعدان ،وبالفتح خذا ومن سواهم بأصله تل
189
في "الغار" من فتح فدعه وهاء طه محضن للزرق
تعدل أتانا بالتقليل فيها وكذا
لمن بقي منهم وما قد نقل
الراءات واللمات
عزيز حيران ،وهذا قد نمي للخوين رفقن وفخم
لصاحب النواع ما ثبتا لشيخنا إدريس وقفا يا فتى
في نصه البيتان بعد فاعلما وعلل الوجهين بعضهم بما
وقيل هو عربي فاعلم والخلف في عزير قيل عجمي
ومن يرققه بثان يقل فمن يفخمه يقل بالول
ترقيقا فيهما ولم يفخما وهذا فعي ععزيعر والبعض
)(1
سترا وبابه وعكسه اصطفى اعتمى
كيوسف وعتق في الوصل ولهما التفخيم والترقيق في
ومن بقي فيه على أصل عمل في راء فرق مطلقا للكل
يصليها في الليل والسرا فعي ذكعرى للعدار وفعي
مسجل الوقف أمل
للخوين كل هذا يتلى مصلعى يصلعى النار فعي
وبين بين معه بالتحقيق الوقف جل
في العلى والعلق والقيامة كتصلى مع يصلى مع سيصلي
نعني فرتله أخي ترتيل بالفتح بالتغليظ والترقيق
ورققن لعتق وأزرقا وليس في صلى سوى المالة
لزرق وصل بل تفريق للخوين وبها التقليل
رققه بحالتيه فاهتد يصالحا فصال فخم مطلقا
وقفا كيوصل وشبهه أتى وطال بالتفخيم والترقيق
في نحو ظل مثل ذاك وبطل ورققن وقفا وعبد الصمد
ولهما فخم ورقق يا فتى
190
وفخما وصل وأزرق نقل
191
ياءات الضافة والزوائد
لمعععععععععععروز لعععععععععدى وافتعح وسكعن يعاء حرف
)(1
تلوة بدت فصعععععلت
)(2
فربععععععععع وصععععععععل واعكععععععععس لزرق في
وبتثمين قف "محيععاي" وفي
في الوقف للحرمي يا ءاتيني بالثبات والسكان
)(3
إخواني والحذف قدمن بل عناد
في حرفي التلق والتناد لمروز وأحمد الحلواني
وصل وقف للكل بالسكان
فـرش الـحـروف
لفرج) (4والواسطي المعلى ما بعد ثم وكذا يمل
بدء فضم ،وبدا الخذ اصطفى فقدمن إسكانه وصل وفي
ليوسف كذاك ها أنتم تل أريتم كيفما فسهل وابدل
لزرق لدى أرأيت إن تقف ووسطن اليا وأشبع اللف
فوسطن والحكم في ذا منجل في حال إبدال وإن تسهل
أو واحد فالقصر في الياء وعى ما لم يكن بالكاف والميم معا
)(5
الحافظ المام عمرو الداني ذكر ذا في جامع البيان
ها أنتم الدخال للحرمي قفي وغيره تل بتسهيل وفي
فل ،وحققن لثان تهتد وغيره من عتق وأسدى
لنجل إسحاق المام الزهر والخذ بالدخال في المكرر
كما أتى في الدرر اللوامع تامنا فاخف للمام نافع
للمروزي الرضا لدى الداء ولهب بالهمز ل بالياء
)(4
قرأته للقاضي ذي الحكام حيي بالتفكيك والدغام
()1يعني "ولئن رجعت إلى ربي إن".
()2سقطت كلمة وصل من المخطوطة والمراد الوجه الربعة التي يقرأ بها لفظ ومحيععاي فععي
حالة الوصل أي بإمالة الياء الولى وإسكان الثانية مع إشباع المد ،وفتح الولى وإسكان الثانية
مع إشباع المد ،وإمالة الولى مع فتح الثانية وقصر المد وفتحها مع فتح الثانية مع القصر.
()3يعني "فما ءاتيني الله" في سورة النمل.
()4يعني ابن فرج المفسر.
192
والشعرا وسورة الحقاف أنا قبيل إل في العراف
ومد صيغة أبو نشيط بعدم المد وبالتوسيط
بمد صيغة ،والزرق اصطفى قرأه وصل وكل وقفا
تقديم تسهيل قبيل الياء والعتقي الرضا لدى واللئي
وقف ،وباليا لهما إذن قف ولهما امدد مشبعا وصل وفي
وإن بروم فهو كالوصل أتى إن قد وقفت بالسكون يا فتى
ختم من آخر الضحى أهل الدا واختار ضم المكي للعشر
فراجعنه تغتنم يا قاري لدى
بالروض والحمد لمن قد عما ذكر ذا الجزولي في النوار
ثم صلته على من قد أرسل قد انتهى منظومنا المسمى
وآله وصحبه والمقتدي إحسانه جميع خلقه ول
ومائتان وبشوال ظهر للعالمين رحمة محمد
وواحد وقد أدنت للفئة أبياته في العد تسعة عشر
بدا وما من خطإ وزلل عام ثلثين وألف ومائة
)(4
من الله ربنا المولى الجليل ذوي العقول ما به من خلل
أن يصلحوا ولهم الجر الجزيل
هذه أرجوزة "روض الزهر" بتمامهععا للمععام المععدغري ،وهععي
مثال للقصائد التي حاذت "تفصيل ابن غازي" إل أنه لم يسلك فيها
سبيله في إيراد مسائل الخلف بين الععرواة والطععرق عنهععم إل معن
حيث ما جاء منها في الداء عنهم على أكثر من وجه ،ولذلك أدخععل
في أرجوزته ما قرأ به الزرق عن ورش والمروزي عن قالون وهععو
شععيء اسععتغنى عنععه ابععن غععازي لتكفععل ابععن بععري بععه فععي "الععدرر
اللوامع" ،وبهذا يكون المدغري قد اسععتفاد مععن الرجععوزتين ومععزج
بينهما ،ونبه على الوجه المقدمة في الداء مما أشععار إلععى الخلف
فيه.
193
-15أرجـــــوزة "تكميـــل المنـــــافع" للمـــام عبـــد
الســلم بن محمد بن محمد المدغري أيضا
ومطلعها كما تقدم قوله:
محمععد نععجل "يقول راجي عفو خالق النعععام
عبيد للسععلم".
وقد تقدم لنا في ترجمة ابن بري وذكر ما قام علععى أرجععوزته
"الدرر اللوامع" من نشاط علمي ،ذكر هذه الرجوزة المطولة التي
تشتمل على 1071بيتععا ،وعرفنععا بهععا هنععاك باعتبارهععا إحععدى أهععم
امتدادات إشعاع الرجوزة المذكورة كما أشرنا هناك إلى أنه جعلها
بمثابة التكملة لمقاصد الشيخين ومسائل الرجععوزتين ،بععل إنععه زاد
على ذلك إدراج بعض أبياتهما في نظمه ،وفي ذلك يقول:
لدرر ابن بري والتفصيل ونظم ذا يكون كالتكميل
أكرم به من سيد بل بهما لنجل غازيهم إمام العلما
بعضعا معن البيعات فعافهم لنني أدخلت نظمي منهما
)(1
واعلما
-16أرجوزة "تبصرة الخوان في مقــرإ الصــبهان"
للشععيخ أبععي عبععد اللععه محمععد بععن محمععد بععن أحمععد بععن عبععد اللععه
الرحماني الحشادي – نزيل مراكش – صاحب "تكميل المنعافع فعي
الطرق العشرية" النثري النف الذكر فيما ألف على التفصععيل مععن
شروح وحواش.
والرجوزة المذكورة تعتبر بمثابة التكملة لمعا ذكععره ابعن بععري
مععن أصععول أبععي يعقععوب الزرق الععتي عليهععا المغاربععة فععي التلوة
والداء ،وقد خصها الرحماني بالرواية التي كانت سائدة في العراق
وبلد العجم ،وهي رواية الصبهاني محمد بن عبععد الرحيععم السععدي
الذي يروي رواية ورش عن أصععحابه وأصععحاب أصععحابه كمععا تقععدم
()1يمكن الرجوع إلى النماذج التي نقلتهعا معن الرجععوزة "تكميعل المنععافع" فععي الععدد 19ص
.174
194
في الباب الثالث من هذا البحث .وذلك في ما خالف فيه الصبهاني
أبا يعقوب الزرق عن ورش ،ومن ثم كانت لها أهميتهععا فععي البانععة
عن الوجوه الخرى التي جاءت عن ورش من طععرق أخععرى تنععدرج
في "العشر الصغير" وكانت مما يتنافس الحععذاق مععن الطلبععة فععي
تحصيله استكمال لثقافتهم في هذا العلم.
وقد بناها الناظم -كما قال -على كتاب "مفععردة الصععبهاني"
التي تدخل ضمن كتاب "المفردات" لبي عمر الداني الذي اشتمل
على إفراد أصول كل قارئ باعتبار الروايات والطرق عنه.
وهي باعتبار آخر مستلة من أرجععوزة "التفصععيل" لبععن غععازي
ونععاظرة إليهععا حععتى فععي الصععياغة النظميععة كمععا يتععبين ذلععك مععن
المقارنة ،لكن ل يتسع المقام لتتبعها.
وقعد وقفت منها علععى نسععخة عنععد شععيخي السععيد محمععد بعن
إبراهيم إمام مسجد "بير الفايض" بالكريمات من إقليععم الصععويرة،
وهي بخطه ومن نسخته نقلتها ،ول أعلععم لهععا وجععودا فععي الخععزائن
الرسمية ،ولذلك حرصت على إثباتها بنصها الكامل تعريفععا للقععارئ
الكريم بها ،وإنقاذا لها مما عسى أن تتعرض له من التلف والضياع،
وهذا نصها ،وهي في 51بيتا:
محمد والل والصحب العل حمدت ربي ثم صليت على
ما خالف الزرق فيه تهتد دونك نظما في طريق
فشيخه مواس نجل سهل السدي
كلهما عن ورش المصري وأخذه بسند في النقل
عن ابن وهب الرضا عن عن يونس وداود المرضي
عثمان وسند آخر عن سليمان
والله حسبي وبه استعنت ومفردات الداني قد نظمت
بـاب البسمـلـة
للسدي ،والبدء عنه مسجل وبين كل سورتين بسمل
195
بتركها في البتدا والوصل واستثن توبة كما في النقل
باب ضم ميم الجمع
والحائل المذكور قالوا في ول وهمزة القطع وميم فصل
ما بينه وبينها من حائل عند رؤوس الي ما لم يحل
196
وفبأي إن بفاء استقر واجمعن
في النجم والعراف ثم وأبدل الفؤاد كيفما ظهر
الجاثية قال أبو عمرو :بخمس وافية
جميع ما فيها فخذ بياني والمرسلت ثم في الرحمن
ناشئة شانئك وملئت وأبدلن بأن ما إن ثقلت
وخاسئا إبدالها قد ثبتا معا ،وأول تأذن أتى
مع اطمأن لنبوئن معا وفيها عنها عنه الفاسي قد
)(1
جئت في العراف عناه مثلما وعى
مؤذن معا كذاك وردا تامن تأذن كأين حيثما
وحققن لئل حيثما بدا
باب الظهار والدغام
ثم لقد ذرأنا عنه مدغمة وعنه أظهر ب "كانت ظالمة"
وأبقى غنة بلم وبرا ونون ياسين ونون أظهرا
إن سمعت ثم العموم أشهر وغنة النون للم تظهر
باب ترقيق الراءات وتفخيم اللمات
من المالة وكيف ظهرا وافتح للصبهاني كل ما ترى
والعكس عنه جاء في اللمات وحكمة التفخيم في الراءات
باب ياء الضافة
ولي فيها من معي في الظلة سعكعن لعه أني أوفي إخوتي
كذاك محياي بل خلف أوزعني في النمل والحقاف
باب الزوائـــد
مع هذه الثلث خمسين تفي وزد لعه في الوصل ما
واتبعون أهدكم بل امترا ليوسف
إن ترن كذاك توتون جرى
كذا في النسخة "وفيها عنها عنه "...ولم أقف على المراد بالضمير "عنها". ()1
197
باب فرش الحروف من أول القرءان إلى آخره
السدي حيث أتت في الذكر ها أنتم حقق بعد القصر
كتابيه إني أباؤنا معا وملء في الحالين بالنقل
واللئعععي والنسعععععععيء وعي
بالهمز عععرا وها به انظعععععر كيعععععف
بالضععم قعرا
)(1
نسكلعععه باليععععععاء بوصل وردا وهمععععز اصطفععععععععى
)(2
قبيل صععععععدا
سنة ختمه) (3بل تناه قد انتهى النظم بحمد الله
في مقرإ المام الصبهاني سيمته "تبصرة الخوان"
والفوز في غد من الجحيم أرجو به مغفرة الكريم
)(4
مصليا على النبي المختار معتذرا للسادة البرار
ذلك جانب مما قام على أرجوزة "التفصيل" لبن غععازي مععن
نشاط علمي ،وهو في الععوقت ذاتععه يعتععبر فععي جملتععه كمععا قععدمنا
امتدادا للثر العظيم الذي انبثق عن أرجوزة ابععن بععري الععتي عليهععا
أساسا نظمت أرجوزة التفصيل.
ولقد رأينا كيف سيطرت مدرسة ابععن غععازي مععن خلل هععذه
الرجوزة وما ارتبط بها أو قام عليها من أعمال علمية على ميععدان
"العشر الصغير" النافعية ،وكيف امتد إشعاعها في مختلف الجهات
خلل العصععور اللحقععة الععتي رأينععا قسععما صععالحا مععن إنتاجهععا فععي
المدرسة المغربية عبر العصور اللحقة.
()1يعني قوله تعالى في سورة الصافات" :أصطفى البنات على البنين".
()2يعني التي في سورة الجن.
()3يعني قيمتها العددية بحساب الجمل ،الخاء بستمائة والتاء بأربعمائة ،والميم بععأربعين والهععاء
بخمسة ،فيكون قد نظمها سنة 1045هع ،ويقع هذا التاريخ بعد التاريععخ الععذي فيععد فيععه تقييععده
خلف الئمة السبعة مما قرأ به على شيخه محمد بن محمد بن سليمان البوعناني وذلععك فععي
صفر عام 1038هع ويقع في 10صفحات من المجموع المخطوط الذي كتبه الرحمععاني بيععده،
وهو مودع في الخزانة الوقفية العتيقة بمدينة آسفي.
()4تاريخ نسخ شيخنا سيدي محمد بن إبراهيععم لتبصععرة الخعوان هعو يعوم الخميععس معن شععهر
رجب 1359هع .ولم يعين تاريخ اليوم من الشهر المذكور.
198
أمععا الن فلنععا موعععد مععع المتععدادات البشععرية الععتي كععانت
للمدرسة من طريق الرواية المباشرة عنه ،وذلك بمحاولة التعريف
بالمذكورين من أصحابه بالرواية والخععذ عنععه ممععن تسلسععلت مععن
طرقهم أسانيد المغاربة في هذه القراءة علععى مختلععف مسععتوياتها
في القراءة العامة برواية الزرق وحدها ،أو فععي الجمعيععن الصععغير
والكبير اللذين تندرج فيهما الرواية من الطريععق العتي تعنينععا ضعمن
الطععار التعليمععي الععذي وضعععه أربععاب الفععن للداء بطريقععة الجمععع
والرداف المتبعة في معاهد القراءات إلى الن.
وذلك ما سنقف عليه في عدد تال بحول اللعه واللعه سعبحانه
الموفق ل إله غيره ول رب سواه.
199
فهرس المصادر والمراجع
عــدد 24
200
-إرشاد اللبيب إلى مقاصد حععديث الحععبيب للشععيخ أبععي عبععد
اللععه محمععد بععن غععازي المكناسععي تحقيععق عبععد اللععه
التمسععماني نشععر وزارة الوقععاف والشععؤون السععلمية
بالرباط -تطوان 1409هع.
-البدور الضاوية للحوات )مخطوط(.
-بذل العلم والود في شرح أرجوزة تفصععيل العقععد لبععي زيععد
عبعععد الرحمعععن القصعععري الشعععهير بالخبعععار وبعععالفرمي
مخطعوط بالخزانععة الحسععنية بالربععاط رقععم 887ضععمن
مجموع.
-البسععتان فععي ذكععر العلمععاء والوليععاء بتلمسععان لمحمععد بععن
محمد المعروف بععابن مريععم المععديوني ،نشععر المطبعععة
الثعالبية بالجزائر 1326هع.
-بيوتععات فععاس الكععبرى لسععماعيل بععن الحمععر ،نشععر دار المنصععور
للطباعة ،الرباط 1972م.
-تبصرة الخوان في مقرإ الصبهان لبي عبد الله محمععد بععن
محمد بن أحمد الرحماني أرجوزة مخطوطة.
-التععبيين للتفصععيل )أرجععوزة فععي ميععم الجمععع الععتي قبععل
الفواصل( لمحمد الخروبي )مخطوطة(.
-التذكرة في القراءات لبن غلبون تحقيق الدكتور عبد الفتاح
بحيععري إبراهيععم ،مكتبععة الزهععراء للعلم العربععي ط :2
1411هع.
-التعريف في اختلف الرواة عن نافع لبي عمرو عثمععان بععن
سعيد الداني تحقيق الدكتور التهامي الراجععي الهاشععمي
طبععع اللجنععة المشععتركة بيععن المملكععة المغربيععة ودولععة
المارات العربية ،مطبعة فضععالة المحمديععة1403 :هعع -
1982م.
201
-تفصععيل عقععد درر ابععن بععري )أرجععوزة فععي الطععرق العشععر
النافعية( لبي عبد الله بن غازي – )مخطوطة( بالخزانععة
الحسنية رقم .1052
-تقريب النشععر فععي طععرق المععدني العشععر لمحمععد بععن عبععد
الرحمن الزروالي مخطوط بخزانة القرويين بفاس رقم
.1058
-تقييد على ما في التعريف لبي عمرو الداني لبعععض شععيوخ
مدينة فاس )مخطوط(.
-تقييد طرر علععى مععورد الظمععآن فععي الرسععم لبعععض شععيوخ
مدينة فععاس مخطععوط بالخزانععة الحسععنية بالربععاط فععي
مجموع برقم .6511
-تكميل المنافع في الطرق العشر المروية عععن نععافع للشععيخ
محمد بن عبد السلم المدغري )أرجوزة(.
-تكميل المنافع في الطرق العشر المروية عن نافع لبي عبد
اللععه محمععد بععن محمععد الرحمععاني مخطععوط بالخزانععة
الحسنية رقم .8864
-تلخيص المتشابه فععي الرسععم وحمايععة مععا أشععكل منععه عععن
بوادر التصحيف والوهم للحافظ أبي بكر أحمد بععن علععي
بن ثابت الخطيععب البغععدادي ،تحقيععق سععكنية الشععهابي،
منشورات طلس ،ط .1985 :1
-تنبيهات ومسائل مقيععدة عععن ابععن غععازي ،مخطوطععة ضععمن
مجموع بخزانة أوقاف مدينة آسفي دون ترقيم.
-التيسير في القراءات السبع لبي عمععرو عثمععان بععن سعععيد
الداني ،نشر دار الكتاب العربية ،ط ،2بيروت1404 :هع
1984 -م.
202
-ثبت أبي جعفر أحمد بن علي البلععوي الععوادي آشععي تحقيععق
الدكتور عبد الله العمرانععي ،نشععر دار الغععرب السععلمي
ط 1403 :1هع.
-الجامع المفيد في أحكام الرسم والقراءة والتجويد لبي زيد
عبد الرحمن بن القاضي ،مخطععوط خزانععة ابععن يوسععف
بمراكش رقم .144
-جذوة القتباس في ذكر مععن حععل مععن العلم مدينععة فععاس
لحمععد بععن القاضععي المكناسععي ،نشععر دار المنصععور،
الرباط ،ط 1974 :1م.
-الدرر اللوامع في أصل مقرإ المام نافع لبي الحسععن علععي
بن محمد بن بري التازي ،ضمن شرحها النجوم الطوالع
للمارغني التونسي.
-درة الحجععال فععي أسععماء الرجععال لبععي العبععاس أحمععد بععن
القاضي المكناسي تحقيق محمععد الحمععدي أبععو النععور –
نشر دار التراث بالقاهرة1390 :هع.
-الدرة الجلية في ضععبط المصععحف لبععي وكيععل سععيمون بععن
مساعد المصمودي مولى أبي عبد الله الفخار ،مخطوط
خزانة ابن يوسف بمراكش رقم .610
-دليل المخطوطات بدار الكتب الناصععرية بتمكععروت لمحمععد
المنععوني طبعععة وزارة الوقععاف بععالمغرب1405 :هععع -
1985م.
دوحة الناشر لمحاسن من كان بععالمغرب معن مشعايخ القععرن
العاشر لمحمد بن عسكر الحسني الشفشاوني ،تحقيععق
محمد حجي ،الرباط1397 :هع.
-ذكريات مشاهير رجال المغرب ،ابن غازي ،لعبد الله كنععون،
العدد 12 :نشر دار الكتاب اللبناني ،بيروت – لبنان.
203
-الروض الجامع في شرح الدرر اللوامع لمسعععود بععن محمععد
جموع السجلماسي ،مخطوط مصور في خزانة خاصة.
-روض الزهر في طرق العشر المرويععة عععن نععافع )أرجععوزة(
لعبد السلم بن محمد المدغري صاحب تكميل المنععافع،
مخطوط في مجموع بالخزانععة الحسععنية بالربععاط تحععت
رقم .119
-الروض الهتون في أخبار مكناسة الزيتون للشيخ محمععد بععن
غازي تحقيق عبد الوهاب بن منصور ،المطبعععة الملكيععة
بالرباط1408 :هع.
-الزاوية الدلئية ودورها الديني والعلمععي والسياسععي لمحمععد
حجي ،المطبعة الوطنية بالرباط1384 :هع 1964 -م.
-السبعة في القراءات لبي بكر أحمد بن موسى بن العبععاس
بن مجاهد البغدادي تحقيق الدكتور شوقي ضععيف ،نشععر
مكتبة دار المعارف ،ط ،2القاهرة1400 :هع 1980 -م.
-سراج القارئ المبتدي وتذكرة المقععرئ المنتهععي فععي شععرح
الشععاطبية )حععرز المععاني فععي القععراءات السععبع( لبععن
القاصعععح الععععذري طبععععة دار الفكعععر اللبنعععاني – ط :4
1398هع 1978 -م.
-سلوة النفاس ومحادثة الكياس لمحمد بععن جعفععر الكتععاني
الفاسي – طبعة حجرية بفاس بدون تاريخ.
-شجرة النور الزكية في طبقات السادة المالكية لمحمد بععن
محمد بن مخلوف التونسي ،نشععر دار الكتععاب العربععي -
لبنان.
-طبقات المفسرين للداودي تحقيق علي محمد عمر – نشععر
مركز تحقيق التراث بدار الكتب المصرية – القاهرة.
204
-العواصم من القواصم في تحقيق مواقف الصحابة لبي بكر
محمععد بععن عبععد اللععه بععن العربععي المعععافري الشععبيلي
)مجلدان( تحقيق الشيخ عبد الحميد بن باديس – مطبعة
قسطنطينية – الجزائر1378 :هع.
-غايععة النهايععة فععي طبقععات القععراء للحععافظ ابععن الجععزري
الدمشقي ،ط :2دار الكتب العلميععة – بيععروت – لبنععان:
1400هع 1980 -م.
-غيث النفع في القراءات السبع لبععي الحسععن علععي النععوري
الصفاقسي بهامش سراج القارئ لبن القاصح.
-الفجر الساطع والضياء اللمع في شرح الدرر اللوامععع لبععي
زيد عبد الرحمن بن القاضععي مخطععوط الخزانععة العامععة
بالرباط رقم .989
-فتح المنان المروي بمورد الظمآن لعبد الواحد بن علععي بععن
عاشر النصاري الفاسععي – مخطععوط الخزانععة الحسععنية
بالرباط رقم .4326
-الفهرس الشامل للععتراث العربععي السععلمي نشععر المجمععع
الملكي بالردن مؤسسة مآب.
-فهرسة الشيخ ابن غازي تحقيق محمد الزاهي – مطبوعععات
دار المغرب – الدار البيضاء1399 :هع 1979 -م.
-فهرسة الشيخ عبد الرحمن بن إدريععس المنجععرة مخطوطععة
بالخزانة الحسنية بالرباط رقم .11463
-فهععرس أحمععد المنجععور تحقيععق محمععد حجععي – نشععر دار
المغرب للتأليف والترجمة والنشر – الرباط1396 :هع ع -
1976م.
205
-فهرس الفهارس والثبات ومعجععم المعجمععات والمشععيخات
والمسلسلت لعبد الحي الكتاني تحقيق الدكتور إحسان
عبعععاس نشعععر دار الغعععرب السعععلمي ،بيعععروت ،ط :2
1402هع 1982م.
-فهارس الخزانة الحسنية بالرباط – الفهرس الوصفي لعلوم
القععرآن ،المجلععد 6 :إعععداد محمععد العربععي الخطععابي:
1407هع 1987 -م – الرباط.
-القععراء والقععراءات بععالمغرب لسعععيد أعععراب – نشععر دار الغععرب
السلمي – ط 1410 :1هع 1990 -م.
-قصيدة دالية للشيخ ابن غعازي – الخزانعة العامعة بالربعاط –
مجموع رقم 1371ورقة .235
-القصععيدة الداليععة لبععن المبععارك السجلماسععي فععي الهمععز
تحقيق الدكتور التهامي الراجي الهاشمي -دععوة الحعق
بوزارة الوقاف بالرباط – العدد – 272 :نونبر – دجنععبر:
1988م.
-كفاية التحصيل في شرح أرجوزة التفصيل لبن غازي تأليف
مسعود بن محمد جموع – تحقيق عبد الرحمن السععائب
– رسالة جامعة مرقونة باللة – دار الحديث الحسععنية –
الرباط وكذا مخطوطة الخزانععة الحسععنية بالربععاط رقععم
1410في مجموع.
-كليععات فععي الفقععه للشععيخ ابعن غععازي – مخطععوط بالخزانععة
العامة بالرباط رقم.1553 – 1554 :
-كنز المعاني شععرح حععرز المععاني للمععام إبراهيععم بععن عمععر
الجعيري )مخطوط خاص(.
-التقععاط الععدرر لمحمععد بععن الطيععب القععادري تحقيععق هاشععم
العلوي القاسمي – نشر دار الفاق الجديدة – بيروت.
206
-لسعان الععرب لبعن منظعور – طبععة دار صعادر – بيعروت –
لبنان.
-لقط الفرائد من لفاظععة حقععق الفععوائد لحمععد بععن القاضععي
المكناسي )ضمن كتاب ألف سنة من الوفيععات( تحقيععق
محمد حجي – الرباط.
-المبسوط في القراءات العشر لبي بكر أحمد بععن الحسععين
بن مهران النيسابوري تحقيق سبيع حمزة حععاكمي نشععر
دار القبلة للثقافة السلمية – جععدة – ط 1408 :2هع ع -
1988م.
-المدرسة القرآنية في الصععحراء المغربيععة لسعععيد أعععراب –
دعوة الحق العدد 9 :السنة 1396هع 1976 -م.
-مععرآة المحاسععن لبععي المحاسععن يوسععف الفاسععي – طبعععة
حجرية بفاس.
-معرفة القراء الكبار على الطبقات والعصار للمام الععذهبي
تحقيق محمد سيد جاد الحق ط – 1.دار الكتب الحديثة
بشارع الجمهورية – مصر – القاهرة.
-معونة الذكر )مصععونة الععذكر( فععي الطععرق العشععر النافعيععة
لمسعود بن محمععد جمععوع السجلماسععي وتسععمى أيضععا
الدرة السنية في القراءات العشرية – مخطوط بخزانععة
ابن يوسف بمراكش في مجموع رقم .229
-المقاصد النامية في شرح القصيدة الدالية لبن المبارك في
الهمز تأليف أبي زيد عبد الرحمععن المنجععرة – مخطععوط
بالخزانة الحسنية بالرباط رقم .887
-منععععاقب الحضيكي )طبقات الحضيكي ،مجلدان( المطبعععة
العربية – الدار البيضاء1357:هع.
207
-مناهل الصفاء في أخبار الملوك الشرفاء للوزير أبي فعارس
عبد العزيز بن محمد الفشتالي تحقيق عبد الله كنععون –
مطبعة المحمدية 1384 :هع 1964 -م – الرباط.
-مناهععل الصععفا فععي التقععاط درر الشععفا لموسععى بععن محمععد
الراحل مخطوط الخزانة الحسنية بالرباط رقم .355
-من نوادر المخطوطات بخزانة المام عبععد الجبععار الفكيكععي
للستاذ بنعلي محمد بن بوزيان دعوة الحععق العععدد 260
ربيع الول1407 :هع 1986 -م.
-الميمونة الفريدة في نقط المصحف وضبطه أرجوزة للمام
أبي عبد الله بن سليمان القيسي – مخطوطععة بالخزانععة
الحسنية بالرباط رقم .4558
-نزهة النظار فعي قععراءات الثلثععة الخيعار لعبعد السعلم بعن
محمد المدغري مخطوط الخزانة الحسنية فععي مجمععوع
برقم .119
-نزهععة النععاظر والسععامع فععي إتقععان الرداف والداء الجععامع
لدريععس المنجععرة – مخطععوط العامععة بالربععاط رقععم
.3443
-نشر المثاني لهل القرن الحادي عشر والثععاني لمحمععد بععن
الطيب القادري تحقيق محمععد حجععي وأحمععد التوفيععق –
دار المغرب1397 :هع 1977 -م.
-النشر في القراءات العشععر للحععافظ ابععن الجععزري تصععحيح
الشيخ علي بن محمد الضععباع مطبعععة مصععطفى محمععد
بمصر – القاهرة.
-نفععح الطيععب مععن غصععن النععدلس الرطيععب لبععي العبععاس
المقري التلمساني تحقيق محمد عبد الله عنان.
208
-نور الفهم أرجوزة في رواية قالون عن نافع لعبد السلم بن
محمد المدغري -مخطوط الخزانة الحسنية رقم .119
-الهدية المرضية في تحقيق الطرق العشرية لعبد السلم بن
محمد المدغري مخطوط الخزانععة الحسععنية برقععم 119
في مجموع.
-الوفيات للونشريسي )ضمن كتاب ألف سنة مععن الوفيععات(
تحقيق محمععد حجععي مطبوعععات دار المغععرب – الربععاط
1396هع 1976 -م.
209
فـهـرس المحتـويـات
تعصعديعر...............................................
تعمعهعيعد................................................
خخخخخ خخخخخ :خخخ خخخ خخخخ خخ خخخخ خخخ
خخخخخخخ خخخخخ خخخخخخ خخخخخخ
خخخخخخ....................................
ترجمته ومسقط رأسه وأوليته
أسرته ونسبه من جهة البوين
وظائفه التي شغلها إلى جانب إمامة التصدر للقراء
مشيخته في القراءات ومروياته فيها
.........................1أبو إسحاق إبراهيم الحاج الزدي
............2أبو العباس المصمودي الفاسي
..............3أبو الحسن علي بن منون المكناسي
............................4أبو الفرج الطنجي
..........................................................
...........5أبو عبد الله الصغير النيجي كبير
مشيخته................................................
مروياته عنه وإجازته في القراءات وطرقه فيها......
بعض الخذين عن أبي عبد الله الصغير من مشععيخة
القراءات....................................................
أبو محمد علي بن عبععد الجبععار الصععحيني وأرجععوزته
في الشمام في "تأمننا".................................
210
. . ..6أبو عبد الله بن السراج ومرويات ابن
غازي عنه من كتب القراءات.......................
مكانته العلمية وشهادات العلماء له....................
صلته العلمية بالعلماء....................................
211
خخخخخ خخخخخخ :خخخخخ خخ خخخخخخخخ خخ خخخخخ
خخخخخخ خخخ خخخخخ خخ خخخخ خخخ
خخخخخخ خخخخخ............ خخخ خخخخ
نماذج أخرى من تحقيقاته عن الصغير وانتصععاره لععه
في مجال الرسم والضبط...............................
محععاورة بينععه وبيععن الشععيخ إبراهيععم الحععاج منتصععرا
للشيخ الصغير على مخالفيه.............................
مسائل أخرى من الخلفيات ذكرهععا ابععن مجععبر فععي
تقييد له عنه................................................
عنايععة الشععيخ ابععن غععازي بععالوجوه والتقسععيمات
المتعلقة بالداء لورش وغيره............................
المنهععج التعليمععي عنععد ابععن غععازي واعتمععاده علععى
الحصاء......................................................
سيادة اختيارات مدرسته إلى الن......................
من أمثلة هيمنة مدرسته واختياراتها....................
مثال مما عمت به البلععوى مععن أخطععاء الشععيخ فععي
قراءة العشر الصغير في تسمية ابن فرح المفسر. .
ترجمة ابن فرح من كتاب غاية النهاية وكتب أخرى .
خخخخخ خخخخخخ :خخخخخ خخ خخخخخخخخ خخخخخخخخ
خخخخخ خخخ خخخخخ خخ خخخخخ خخخخ. .
.......-عدد مؤلفاته في المصادر التاريخية:
..........................................................
..........1إنشاد الشريد من ضوال القصيد
"تقريرات على الشاطبية"..........................
212
.....................-طرر عليه لبعض العلماء
..........................................................
...................2رجزه في فواصل الممال
المسععمى"كشععف قنععاع الععوهم والخيععال فععي
فواصل الممال"......................................
.................-شرحه على الرجز المذكور
..........................................................
...............3باقي مصنفاته في القراءات
..........................................................
. .-أرجوزته السائرة تفصيل عقد الدرر في
الطرق العشر المروية عن نافع...................
............-أهمية أرجوزة تفصيل العقد في
موضوعها ...............................................
خخخخ خ خخخخخ خ :خخ خخخخخ خخ خ خ خخ
خخخخخ خخ خخخخ خخخخ...........................
. -شراح الرجوزة وبعض المنظومات على
منوالها.................................................:
...............1شرح المام ابن غازي نفسه
..........................................................
..........2شرح أبي زيد القصري المعروف
بالخباز..................................................
........3شرح أبي محمد الحسن بن محمد
الدراوي الهداجي.....................................
.4شرح أبي محمد عبد الهادي بن عبد الله
بن طاهر السجلماسي...............................
213
......5شرح أبي عبد الله محمد بن يوسف
التملي السوسي المراكشي........................
........6شرح أبي عبد الله محمد بن أحمد
الحامدي الجزولي....................................
.......7شرح أبي الفضل مسعود بن محمد
جموع السجلماسي...................................
.......8شرح أبي العباس أحمد بن إدريس
الحسني................................................
.................................................9
كتاب تقريب النشر في الطرق العشر لمحمععد بععن
عبد الرحمن الزروالي...................................
....10كتاب تكميل المنافع في الطرق العشر المروية
عن نافع لبي عبد الله الرحماني......................
..11كتاب معونة الذكر )أو الروضة السنية في الطرق
العشرية( لمسعود بن محمد جموع..................
.12كتاب الهدية المرضية في تحقيق الطرق العشرية
لعبد السلم بن محمد المدغري.......................
......13كتاب أرجوزة التبيين للتفصيل في الخلف في
ميم الجمع لبي عبد الله الخروبي....................
........14أرجوزة روض الزهر في الطرق العشر لعبد
السلم بن محمد المدغري.............................
......15أرجوزة تكميل المنافع في الطرق العشر عن
نافع لعبد السلم بن محمد المدغري.
214
.16أرجوزة تبصرة الخوان في مقر الصبهاني لمحمد
بن محمد الرحماني......................................
215
قراءة المام نافع عند المغاربة
من رواية أبي سعيد ورش
216
بسم الله الرحمن الرحيم
تــصـديــر:
الحمد لله رب العالمين ،وبه أستهدي وأسععتعين ،وأشععهد أن ل
إله إل هو الملك الحععق المععبين ،وأشععهد أن محمععدا عبععده ورسععوله
وصفوته من خلقه ،صلى الله عليه وعلى آلععه وأصععحابه ومععن تبعععه
على منهجه إلى يوم الدين.
وبعد فهذا هو العدد الخامس والعشععرون مععن هععذه السلسععلة
حسب التجزئة التي تناولت من خللها محتويات هذه الدراسععة عععن
قراءة المام نافع عند المغاربععة مععن روايععة أبععي سعععيد عثمععان بعن
سعيد ورش.
وهذا العدد في الحقيقة تتمة وامتداد للعدد السابق ،لنه يعالج
البحث في إشعاع مدرسة الشيخ المام أبي عبد الله بن غازي مععن
خلل اسععتعراض معجععم كععبراء أصععحابه الععذين انتفعععوا بصععحبته
واشتهروا بالخذ والرواية عنه في تصدره بفععاس بعععد انتقععاله إليهععا
من مكناس.
وقد رأيت إفراده عن العدد الماضي رعايععة للحجععم مععن جهععة
وتنبيها على أهميععة رجعال هععذا الرعيعل ممعن حملععوا رايععة مدرسععة
الشيخ ابن غازي ،وكععانوا واسععطة بينهععا وبيععن العهععود اللحقععة فععي
فاس عاصمة المغرب لهذا العهد ثم في القاليم والجهععات الخععرى
من المغرب في الشمال والجنوب والشرق.
وكانت لي إلى جانب هذا وقفععة متأنيععة فععي فصععل خععاص مععع
الشيخ المام أبي عبد الله محمد بععن أبععي جمعععة الهبطععي صععاحب
تقييد الوقف المغربي المرسوم في مصععاحفنا حاليععا ،حععاولت فيهععا
إنصافه من طائقة من الغلة في التشنيع عليه ،ونسبة قلععة الدرايععة
بقواعد العربية إليه ،اعتمادا منهم على ما وجه من سهام النقد إلى
217
مجموعة من الوقفات التي يقرأ بها ضمن هذا الوقف وفيها ما فيها
من مواضع النتقاد.
وسععوف يععرى القععارئ الكريععم أن كععثيرا مععن تلععك المواضععع
المنتقدة ل يتحمل الشيخ عهدتها ،لنها مما عرفت نسبتها لغيره ،أو
أنها مما زيد في تقييده في فترات المراجعة التي سوف نرى كيععف
تعرض لها على أيدي من تداولوه بعد الشيخ من تلمذته وغيرهم.
هذا مع ما سيقف عليه من ضم صوتنا إلععى أصععوات مجموعععة
من العلماء ظلوا عبر العصور يععدعون إلععى إعععادة النظععر فععي هععذا
الوقف باتباع أسلوب سعليم يتحعرى مععا حععدده العلمعاء معن قواععد
للوقف والبتداء تحفظ رونق التلوة وتحترم المعاني المحععررة فععي
أمهات كتب التفسير ،على نحو ما فعله علماء المشرق العربي في
المصاحف المطبوعة برواية حفص عن عاصم بععن أبععي النجععود مععع
مراعاة خصوصيات قراءة نافع بن أبي نعيم التي يقرأ بها عندنا.
والله سبحانه الموفق للرشععاد ،وعليععه
التكلن والعتماد
218
العدد الخامس والعشرون من سلسلة
قراءة المام نافع
عند المغاربة من رواية أبي سعيد ورش
تـصـديـر:
لقد أشرنا مرارا إلى ما تشكوه المصادر المغربية من الفقععر
فيما يخص التاريخ العلمي وخاصة في علم القراءات ،ولععذلك فمععن
نافلة القول أن نقول إننا ل نطمععع فععي أن نجععد أحععدا قععد دلععل لنععا
الميدان بالتأليف في رجال هععذه المدرسععة أو غيرهععا مععن مععدارس
القراءات التي أسلفنا الحديث عنها ،وليكن ذلك مثل على غععرار مععا
ألف بعض الندلسيين من معاجم كانت تسعمى "معجعم الصعحاب"
وقد وصل إلينا منها "معجم أصحاب أبي علي الصدفي" من تععأليف
أبي عبد الله بن البار كما قدمنا.
وقصارى ما يطمح إليععه البععاحث فععي مصععادرنا المتععأخرة أن
يجد عددا يقل أو يكثر يمكن بتجميعه بعد النظر فيه الحصول علععى
قائمة بأسماء من ينسبون إلى الخذ عععن هععذا القععارئ أو ذاك دون
مزيد مععن التفصععيل فععي الغععالب العععم بععذكر شععيء مععن التواريععخ
أوالجازات أو غيرها مما يساعد الباحث على التمثل الصحيح لنظام
المشيخة وطرق الخذ والروايععة وأسععاليب التععدريس والقععراء فععي
هذه الحقبة.
وفي هذا الصدد يختلف المر نوعا ما بالنسبة لبي عبععد اللععه
بن غازي ،إذ كانت حركته العلمية من القوة والعمق بحيث ل تقععوى
عوامل النسيان والهمال على أن تواريها وتطمس آثارها بالكلية.
وبهذا غدا فععي إمكععان البععاحث أن يحصععل مععن الرجععوع إلععى
المصادر والمظان على قائمة مهمة عن رجال هذه المدرسة يمكن
بالستناد إليها إعطاء صورة تقريبية عن الجمهععرة الكععبيرة الرفيعععة
الشأن التي كانت تلتف حوله في عاصمة البلد ،كما أنها تمكنه من
219
تصور المتععدادات البشععرية الجهويععة الععتي سععرت مععن خللهععا آثععار
مدرسته ومقوماته الدائية والفنية لتأخذ طريقها إلى مختلف أرجععاء
البلد المغربية لتسيطر على الدراسات القرءانية بالمغرب سيطرة
كاملة إلى اليوم -فيما نراه -وليس "مدى قرن ونصف" فقط كمععا
حدد ذلك بعض الذين كتبوا في الموضوع).(1
وعلععى الرغععم مععن كععون كتععب الععتراجم ل تفيععض فععي ذكععر
أصحابه حتى المشاهير منهععم ،فإنهععا مععع ذلععك تععومئ إلععى كععثرتهم
ووفرتهععم بعبععارات ل تكععاد تخلععو منهععا ترجمععة فععي المصععادر الععتي
ترجمت له.
فهععذا السععوداني فععي النيععل يقععول" :أخععذ عنععه خلععق ل
يحصون").(2
وينقل عن صاحبه عبد الواحد بععن أحمععد الونشريسععي قععوله:
"وتخرج بين يديه عامة طلبة فاس وغيرها ،رحل الناس للخععذ عنععه
وتنافسوا فيه").(3
وأشار إلععى نحععو مععن ذلععك صععاحب "دوحععة الناشععر" بقععوله:
"وكان صدرا في جميع العلععوم ،ومشععايخ فععاس كلهععم يععروون عنععه
ويعظمون روايته").(4
ويقول ابن زيدان في "التحاف"" :رحعل النععاس للخعذ عنععه،
وتنافسوا فيه ،وتخرج عليه عامة طلبعة فعاس وغيرهعا ،وكعان شعيخ
الجماعة بها").(5
وقال في" :شجرة النور"" :أخذ عنه من ل يعد كثرة").(6
()1سعيد أعراب في بحث له بعنععوان "المدرسععة القرءانيععة بالصععحراء المغربيععة" دعععوة الحععق
العدد 75 6السنة – 17ربيع الول 1396مارس 1976م.
()2نيل البتهاج بهامش "الديباج المذهب" .333
()3المصدر نفسه .333
()4دوحة الناشر لبن عسكر .46
()5إتحاف أعلم الناس .3-4/2
()6شجرة النور الزكية لبن مخلوف .276
220
ويعطينا العلمة عبد الله كنون هذا التقويم لشخصية السععتاذ
ابن غازي في هذا المجال ويتحدث عن إشعاع مدرسته فيقول:
"وإذن فنحن أمام عالم جامع بذل مجهودا كبيرا في الدراسة
حتى حصل على غالب معارف أهل عصره ،ثم بذل مجهععودا ممععاثل
في بث هذه المعارف ونشرها ،بل خاض معركة عظيمة ضد الجهل
وانتشاره فحفظ الله به رمق العلم ،وصان سنده عن النقطاع ،فل
تجد إل منتميا له ،آخذا عنه ،متحدثا بفضائله ،مثنيا على اجتهاده".
"وطار صيته في الفاق ،فلععم يقتصععر الخععذ عنععه علععى أهععل
المغرب خاصة ،بل قصده الناس من كافة أنحاء أفريقية الشععمالية،
فهؤلء كثير من علماء تلمسان -وهي معا هعي حينععذاك -رووا عنععه
وتتلمذوا لععه ،ومثععل تلمسععان غيرهععا مععن مععدن المغربيععن الوسععط
والدنى ،كما أن اجتهاده العلمي لععم يقتصععر علععى التععدريس -وهععو
بالصفة التي ذكرنا غاية ل تدرك -بل تعععداه إلععى التععأليف فععي كععل
هذه العلوم ووضععع الكتععب المتعععددة فععي كععل فععن ،بحيععث أعطععى
الدليل المادي لكل من يسعده الحعظ بلقعائه أو معاري فعي كفعاءته
العلمية على أنه جذيلها المحكك ،وعذيقها المرجب ،وصح أن يقععال
فيه من أحد عارفيه:
فمعا في الرض مثلك يا ابن تكلم في الحقيقة والمجاز
)(1
غازي
ولم يزد الشيخ كنون في ذكر الخذين عن ابن غازي مع كععل
هذا التنويه على تسععمية سععتة مععن أصععحابه ،وذلععك – ول شععك – ل
يتناسب مع ما ذكر من عمععوم الخععذ عنععه فععي الجهععات والقطععار،
ومهما يكن الباعث عليه من طلب للختصار فمععن شععأنه أن يفععوت
علععى الععدارس ذلععك التمثععل الصععحيح الععذي يسعععى إلععى تحصععيله
بالوقوف علععى درجععة تععأثيره فععي عصععره معن خلل التعععرف علععى
أصحابه وتوزع التأثير والشعاع من خللهم في مختلف الجهات.
سلسلة )ذكريات مشاهير رجال المغرب – ابن غازي – لعبد الله كنون .(16-15 ()1
221
ونحن هنا ل ندعي أننا سنشفي الغليل في ذلك بتقديم الجرد
الكامل الذي نستوفي فيه رجععال هععذه المدرسععة ،ولكننععا أيضععا لععن
نقصر في جمع ما تيسر لنا من ذلك ،وأقل ما نتوخععاه مععن ذلععك أن
ننبه إلى مقدار الحاجعة إلعى بعذل مزيعد معن الجهعد والتقصعي للعم
شععتات رجععال هععذه المدرسععة العظيمععة ،ومحاولععة تتبععع امتععداداتها
البشععرية الععتي امتععدت مععن خللهععا فععي الجهععات والفععاق محملععة
بمقوماتها الفنية ،ومذاهبها في القراءة والداء ،وأسانيدها المتصععلة
بأئمة القراء ومدارس القراء كما أعطينا صورة عن كععل ذلععك فععي
الفصلين السابقين من هذا الباب) (1لعلنا نفععي لمؤسسععها وعميععدها
ورجالها ببعض الدين الذي لهم في أعناقنا نحن المغاربة.
وإسهاما منا في هذه الغاية وتلك المحاولة قمنععا بجمععع هععذه
القائمة التي انتظم لنا مععن خللهععا التعريععف بععأهم المععذكورين مععن
رجال مدرسته مع التعريف بأعلم الذين انتفعوا كثيرا بصحبته وكان
لهم من بعده الشفوف الظاهر في الميدان ،والتبريز المشهود فععي
تمثيل المدرسة ،ثم الشارة إلى أشهر من أخععذ عنهععم مععن الكععابر
في محاولععة لسععتكمال معا نسععى إلعى بلععوغه معن إعطعاء صعورة
واضععحة مترابطععة الحلقععات متناسععقة الجععزاء والمكونععات عععن
"المدرسة المغربية الجامعة" التي ستأخذ بعد الن صبغتها النهائيععة
وتستوي على قدميها استواء كامل ،وذلك بعد أن اسععتوفت عناصععر
التكوين ،وبلغت مستوى النضج والكمال.
وهذه تراجم أولئك العلم نعقد لهععا هععذا الفصععل بعععد تتبعهععا
من المصادر وترتيبها على الهجاء.
222
الفصل الول:
قائمة أصحاب ابن غازي
والرواة عنه.
223
.3أبو العباس أحمد بن أطاع الله.
لم أقف على ترجمته مفصععلة ،وإنمعا وقفعت علعى ذكعره فعي
"فهرس المنجور" عند ذكره لشيوخ شيخه محمد بن عبععد الرحمععن
بن جلل حيث قال" :وعن الستاذ المحقق أبعي العبعاس أحمععد بعن
طاع الله) (1ممن قرأ على شيخ الجماععة أبعي عبععد اللععه بعن غععازي
وغيره").(2
ثم وقفت عليه في أسانيد الشععيخ أبععي عبععد اللععه محمععد بععن
محمد الرحماني صاحب أبي زيععد بععن القاضععي ،فوجععدته قععد أسععند
القراءة في إحدى طرقه عن الشعيخ الحسعن بعن محمعد السعالمي
الشهير بالدراق عن شيخه عيسى بععن موسععى الراشععدي عععن ابععن
أطاع الله عن ابن غازي").(3
.4أبو العباس أحمد بابا التنبكتي صاحب "نيل البتهاج"،
واسمه الكامل أحمد بن أحمد بن أحمد بن عمر بن محمد
أقيت عرف ببابا التنبكتي .ذكره صاحب "التحاف" في الخذين عن
ابن غازي).(4
.5أحمد بن الحسن بن عبد الرحمن بن عبــد العزيــز بــن
محمد التسولي.
224
وصفه في "نيل البتهاج" بالستاذ النحععوي وقععال" :روى عععن
الدقون وابن غازي ،وعنه صاحبنا الشيخ محمد القصار مفتي فععاس
وغيره ...ثم ذكر وفععاته بفاس في رجب عام 969هع).(1
وذكره بمثل ذلك في "الجذوة" و"درة الحجال" وقععال" :ولععه
نظم "مورد الظمآن" وغيره") .(2ولعله يريد أنه شرحه).(3
.6أحمد بن علي بن أحمد بن علي بن أحمد بن داود أبو
جعفر البلوي الندلسي الوادي آشي صاحب الثبت المشهور
المطبوع الذي ذكر فيه مشيخته ،وقد ذيله بإجازة ابن غازي له بمععا
في فهرسته ولمن معه).(4
.7أحمد بن عبد الله المسكرادي السوسي
ترجم له الحضيكي في مناقبه وقال" :أخذ عن شععيوخ فععاس
وأعلمها :المام أبي عبد الله بن غععازي – رضععي اللععه عنععه – وأبععي
العباس أحمد بن يحيى الونشريسععي وغيرهمععا ممععن فععي طبقتهمععا
من العيان ...ثم ذكر بعض الخذين عنه ووفاته سنة .(5)"958
وذكر في جذوة القتباس أنععه أخععذ عععن الحسععن بععن عثمععان
صهره – التي في أصععحاب ابعن غععازي – وععن السععتاذ محمععد بععن
أحمد بن مجبر المساري بفاس ،وعن يحيى السوسي قال:
)(6
مشععاهد مشععهورة تععدل "وكان له مع المام محمد المهدي
على صرامته في الحق").(7
.8أحمد بن علي بن قاسم الزقاق أبو العباس التجييــي
الفقيه من أهل مدينة فعاس ومعن بيععت علعم وفقععه ،نعاظم اللميعة
225
المشععهورة فععي الفقععه بلميععة الزقععاق ،ذكععر أبععو العبععاس المنجععور
قراءته على أبي عبد الله بن غازي) ،(1وترجم له في الجععذوة فععذكر
أخذه عن أبيه علي وجماعة من أهل فععاس ،وذكععر وفععاته بهععا سععنة
.(2)932
.9أحمد بن محمد بن أحمـد بـن غـازي ولـد الشـيخ ابــن
غازي أبو العباس أحد ولديه المععذكورين بالروايععة عنععه أجععاز لععه
ولجماعة معه بجميع ما اشتملت عليه فهرسععته وذيلهععا ،وهععذا نععص
الجازة كما نقلها صاحب التحععاف ،وهععي مخطوطععة بخععط المجيععز
على ظهر فهرسته ،وقد نشر صععورتها صععاحب التحععاف بخععط ابععن
غازي ونصها:
"الحمد لله ،والصلة والسلم على رسول الله .أجزت لولدي
أحمد ومحمد ،وللفقيه أبي محمد عبد الواحد نجععل الععالم المطلععق
أبي جعفر أحمد بن يحيى الونشريسي) (3وللفقيه أبي الحسن علععي
بن موسى بن هارون المطغري ،وللفقهععاء الخععوة الجلععة أبععي عبععد
الله محمد وأبي زيد عبد الرحمن وأبي العباس أحمد وأبي القاسععم
أولد محمد بن إبراهيم الدكالي ،وللفقيه أبععي عبععد اللععه محمععد بععن
عبد الواحد الغزال جميع ما اشععتملت عليععه فهرسععتي هععذه وذيلهععا،
إجازة تامة مطلقة عامة ،بشروطها.
قاله وكتبه العبد الفقير المستغفر :محمد بن أحمد بن محمد
بن غازي العثماني سمح الله تعالى لععه بمنععه ،والحمععد للععه وكفععى،
وسلم على عباده الذين اصطفى") .(4وما تزال بعععض الكتععب الععتي
حبسها الشيخ ابن غازي من تآليفه عليه وعلى أخيه محمد معروفععة
بخزانة القرويين بخط ابن غازي بتاريخ أوائل رجب عام 917هع).(5
()1فهرس المنجور .30
()2الجذوة .1/133
()3أبو جعفر هذا ولد صاحب المعيار المعرب المعروف.
()4نص الجازة في التحاف لبن زيدان 4/11ومعها مصورة فوتوغرافية عنها بخط الشيخ ابن
غازي.
()5التحبيس المذكور يتعلق بكتاب "تكميععل التقييععد" لبععن غعازي حبسععه معؤلفه كمعا فعي نعص
التحبيس على ولععديه أحمعد ومحمعد وعلععى أعقابهمععا وأعقععاب أعقابهمععا مععا تناسعلوا وامتععدت
226
.10أبو العباس أحمــد بــن محمــد بــن إبراهيــم الــدكالي
المشترائي المذكور في الجازة السابقة.
.11أحمد بن محمد أبو العباس الحباك الفاسي المقرئ:
أمععام فععي القععراءة أخععذها عععن الفقيععه المقععرئ أبععي الربيععع
سليمان بن عبد الله اليزناسي الشهير ببويعربين النععف الععذكر فعي
أصحاب أبي عبععد اللععه الصععغير وعععن المععام ابععن غععازي وغيرهمععا،
وتوفي مسموما سنة .(1)938
ومن أهم أصحابه في القراءة أبععو عبععد اللععه محمععد بععن عبععد
الرحمن بن إبراهيم الدكالي المعروف بأبي شامة قعال صعاحبه أبععو
العباس المنجور" :قرأ على أبيععه) (2وعمععه) (3وعلععى الفقيععه السععتاذ
الصالح الععورع أبععي العبععاس الحبععاك ،جمععع عليععه القععرءان العظيععم
بالقراءات السبع ،وعلى الشيخ أبي الحسن بن هارون وعلى الفقيه
أبي عبد الله محمد بن مجبر ...ثم ذكر أنه ولععي خطابععة القروييععن،
وتوفي سنة .(4)964
ومن فضلء أصحاب الحباك أيضا الشيخ أبو عبد الله محمد بن
عبععد الرحمععن بععن بصععري الولهععاص المكناسععي المعععروف بسععيدي
بصري ،قال في التحاف:
"أستاذ مجرد فقيه ولي صالح عارف ...تل بالسبع على المععام
أبي العبععاس الحبععاك المتععوفى سععنة 938واسععتجازه فأجععازه فيهععا
فروعهم الذكور منهم فقط ،فإن انقرضوا إلى آخرهم رجعع حبسعا علععى خزانععة شععرقي جعامع
القرويين من فاس لينتفع به هناك ،على شرط عدم الخروج منهععا ...بتاريععخ أوائل رجععب عععام
917هع ،وذكر جامع فهرسة القرويين محمد العابد الفاسي وجود نص هذا التحبيس على ظهععر
أول ورقععة مععن السععفر الخيععر مععن الكتععاب أي الثععامن الموجععود حععتى اليععوم بالخزانععة بخععط
المؤلف ...ورقمه بخزانة القرويين ) 1126فهرسة القرويين .(219-3/218
()1تقدم ذكر شيخه ،في أصحاب الصععغير ،أمععا هععو فععترجمته فععي الجععذوة 1/133ترجمععة 72
وفيها أن أحمد الوطاسي أمر به فسم بعععد رجععوعه مععن حركععة الصععلح الواقععع بيععن الشععراف
)السعديين( والمريني والله أعلم .وترجمته أيضا فععي نيععل البتهععاج – 90ودرة الحجععال 1/94
ومناقب الحضيكي 1/31والتحاف .4/29
()2هو أحد الربعة الذين ذكرهم ابن غازي في إجازته السابقة.
()3لعل المراد به أبو القاسم بن محمد بن إبراهيم أحد أكابر أصحاب ابن غازي كما سيأتي.
()4فهرس أحمد المنجور .72-71
227
وفيما يتعلق بها من كتب القععراءات مععع اللفيععة والرسععالة والععبردة
كما هو دأب أهل الجازات) .(1ثم ذكر نص إجععازته لععه ،وهععذا لفظععه
نورده بتمامه باعتباره نموذجا من إجازات أصحاب ابن غازي:
نص إجازة أبي العباس الحباك لتلميذه محمد بن عبد
الرحمن بصري المكناسي:
"يقول العبد الفقير إلى رحمة موله ،الغني به عمن سواه أبعو
العبععاس أحمععد ابععن الشععيخ المكععرم الوثععائقي الملحععوظ المبععارك
السعد أبي عبد الله محمد ابن الشيخ المكععرم المرحععوم أبععي عبععد
الله محمد النصاري عرف بالحبععاك – سععمح اللععه لععه وسععدد قععوله
وعمله:
"إن الشاب الطالب النجيب الكيس الحاذق اللبيب محمد ابععن
الشيخ الجل الفضل الكمل أبي زيد عبد الرحمن بن عبد اللععه بععن
عمر الولهاصي المكناسي المدعو بابن بصري – شرح اللعه صعدره،
ورفع بالعلم والعمل الصالح قدره ،وقواه وأرشده ،ووفقععه وسععدده
– كان ممن تردد إلي ،وتوخى المثول بين بدي ،واعتمد فععي قصععده
على ما لدي ،فقرأ علي القرآن العظيم المنزل على سععيدنا محمععد
المصطفى الكريم ،من فاتحته إلى خاتمته ختمة واحععدة جمععع فيهععا
بين قراءة الئمة السبعة المشهورين – رضوان الله عليهم أجمعيععن
– وأدرج في ذلك الدغام الكبير لبععي عمععرو بععن العلء ،وكععل ذلععك
بطريق التيسير للحافظ أبي عمرو الداني ،وملخصه :حععرز المععاني
ووجه التهاني للمام أبي القاسم الشاطبي – رحمه الله تعالى.
"ولما كمل له ذلك على نحو ما ذكععر مععن التعييععن والتفصععيل،
وكان من أهل التجويد للقراءات مععع الضععبط لحكامهععا والتحصععيل،
سأل مني – وفقه الله تعالى – أن أجيز له وأشهد له به فععي كتععاب
ليرتفع به عنه تخالج الظنون وخطرات الرتياب ،وليكون بيده حجععة
ساطعة ،وبنبلعه وثبعات نقلعه بينعة قاطععة ،كمعا جعرت بعذلك ععادة
228
الئمة ،ومعتمدي هذه المة ،فأجبته إلععى مععا سععأل ،وأسعععفته فيمععا
رغب وأمل.
وحععدثته بععالقراءات السععبع تلوة عععن الشععيخ الفقيععه السععتاذ
الخطيب الشهير أبي عبد الله محمد ابن أحمد بن غععازي العثمععاني،
عن الشيخ الفقيه الستاذ الخطيب الشععهير أبععي عبععد اللععه الشععهير
بالصغير ابن الحسين النيجي إلى أخر السند).(1
ثم قال أبو العباس المجيز" :وقد عرض علي المجاز أبععو عبععد
اللععه محمععد المععذكور – هععداه اللععه تعععالى – قصععيد أبععي القاسععم
الموسععوم بحععرز المععاني ووجععه التهععاني عرضععا جيععدا مععن صععدره،
واستفهمته عنه وعن فصوله ،وحدثته به عن شيخنا الفقيه المقععرئ
الصالح أبي عبد الله محمد بن غععازي عععن شععيخه الفقيععه الخطيععب
المقرئ محمد بن الحسععين النيجععي الشععهير بالصععغير ،عععن شععيخه
السععتاذ المقععرئ المحقععق أبععي الحسععن علععي الععوهري إلععى آخععر
السند").(2
وعرض علي أيضا المجاز المذكور قصيد أبي الحسن بن بععري
الموسععوم بالععدرر اللوامععع ،عرضععا جيععدا مععن صععدره كلععه بععالتفهم،
وحدثته به عن شيخنا الفقيه أبي عبد الله بععن غععازي المععذكور عععن
شيخه أبي عبد الله محمد الصغير إلى آخر السند .قال:
وعرض علي أيضا الرجععز الموسععوم بمعورد الظمعآن فعي رسععم
أحرف القرءان مع الذيل الملحق به في النقط للمام العالم العلمععة
أبي عبد الله محمد بن إبراهيم الشهير بالخراز...
ثععم ذكععر عرضععه عليععه لرسععالة ابععن أبععي زيععد القيروانععي فععي
الفقه ...وقال:
نفسه ،30 :انظر هذا السند ي فهرسة ابن غازي.39-38 : ()2
229
وعرض علي صدرا من كتاب التيسير ،وحدثته به قراءة لبعضه
وسماعا لسائره عن الشيخ أبي عبد الله ابن غازي ،عن الشيخ أبي
عبد الله الصغير ،إلى آخر السند المذكور في الجازة أيضا.
ثم ذكر عرضه عليه للفية ابن مالك في النحو ...ثم قال:
وقد أجععزت للطععالب المكععرم أبععي عبععد اللععه محمععد بععن عبععد
الرحمن بصري المذكور جميع ما قرأه علععي مععن القععراءات السععبع
المذكورة ،وجميع ما عرضه علي وسمعته منععه ممععا ذكععر فععي هععذا
الكتاب ،إجازة عامة على أكمل شروطها ،وأوثق ربوطها ،وأذنت له
أن يروي عني وعن الشيوخ الذين في هذا الكتاب مما تضععمنه مععن
السانيد المذكورة والقععراءات المسععطورة ،وكععذلك مععا رويتععه عععن
شععيخي المععذكور مععن تععأليف الشععيخ أبععي وكيععل ميمععون المععذكور
كالمورد الروي في نقط المصاحف ،وتحفة العراب ،والدرة الجلية
في نقط المصاحف العلية ،وجميع ما قيدته تلوة وسماعا ،وأوصععيه
ونفسي بتقوى الله تعالى ومراقبة أمره في جميع أحععواله ،وتحععري
الصدق والصواب في جميع أقواله ،والله يعصمنا وإيععاه مععن الخطععأ
والزلل ،ويرشد كل منا لصالح القول والعمل ،بمنه وكرمه.
وفي أسفل الرسم" :شهد علعى الفقيعه المجيعز أبعي العبعاس
أحمد المععذكور بمععا فيععه عنععه ،وهععو بحععال كمععال الشععهاد ،وعرفععه
وعععرف تصععدره لععذلك وعلععى المجععاز المععذكور بطلبععه الجععازة
المععذكورة ،وهععو بحعال صععحة وطعوع وجععواز ،وعرفعه فعي أواسععط
رمضان المعظم عام ."925
عبد الله بن محمد الحسني الجوطي لطف الله به ،وأبععو عبععد
الله محمد المعععروف بععالعربي الحسععني الجععوطي لطععف اللععه بععه،
وعبد الله وأقل عبيده عبد القادر بن محمد الحسني خار الله تعالى
له والواضع خط يده الفانية الشريف أحمد بن محمد بععن علععي بععن
محمد بن محمد بن عمران الحسني الجععوطي لمععن طلععب التععبرك
بالجناب الطاهر النبوي بلغ الله قصده وأمله بمنه.
230
وشهد بذلك أحمد بن أبي القاسم عراقي الحسني لطف اللععه
به ،ومحمد بن علي بن طاهر الحسني.
وبعد ذلك أشكال أعيان أهل الوقت وقاضععيه علععى المتعععارف
الن في عصرنا رحم الله الجميع ،وتوفي المجاز لععه بمكناسععة آخععر
ذي الحجة سنة .(1)991
.12أبو العبــاس أحمــد بــن محمــد بــن يوســف الصــنهاجي
الشهير بالدقون خطيب القرويين.
كان من أصحاب ابن غازي وممن شاركوه في شيخه أبي عبد
الله الصغير كما تقدم.
قععال فععي نيعععل البتهععاج" :الفقيععه السععتاذ الراويععة الشععاعر
الخطيب بجععامع القرويععيعن بفاس ،أخذ عن السععتاذ الصععغير ،قععرأ
عليه بالسبع ،وقارب الختم فمات الشيخ) (2فكمل على ابن غازي...
وكان مقرئا كثير المزح").(3
وذكره ابن القاضي في الجذوة ودرة الحجععال بنحععو مععن ذلععك
وتحدث عن الخذين عنه فقال:
)(5
"أخذ عنه أبو القاسم بن إبراهيععم) (4وأبععو العبععاس التسععولي
وشقرون بن أبي جمعة المغراوي) (6وغيرهم .قال:
ومما أجاز به لبن أبي جمعة المذكور قوله:
كعل والل جمعة أجاز لك المدقون يا نجل سيدي أبي
الععععذي روى
خالف من على فحدث بما استدعيت فيه إجازة وسلم
النفس والهوى
التحاف لبن زيدان .34-4/28 ()1
هو أحمد بن الحسن المترجم في الحمدين عن قريب في أصحاب ابن غازي. ()5
سيأتي في أصحاب ابن غازي وهو الذي رثاه عند موته بقصيدة كما تقدم. ()6
231
وقد أجاز لبي القاسم محمد بن إبراهيم المشترائي بقوله:
أهعل العبععوادي والحعضععر أشعهعدكعم يعا من حضعر
)(1
ابعن الفقعيعععه العمعععتعبععر أنعي أجعزت قعاسعمععا
ومن أهم أصحاب الشيخ الدقون أيضا أبو عبد الله محمععد بععن
علي الشريف التلمساني وهو أيضا مععن أصععحاب ابععن غععازي ،وقععد
وصفه بشيخنا المام الستاذ العالم العامل").(2
ولبي العباس الدقون مقطوعات فععي أصععول القععراءة والداء
منها قوله:
فعلبن العل التثليث يعروي أبعو وإن جاء حعرف المعد معن
العل قبل مدغم
وليس لهعم في اللين نص وظاهرها الشباع مع قصر
)(3
فيمثعل لينها
ورد عليه بعضهم:
فصعرح بعالتثليث والطعول بل النص موجود لدى النشر
)(4
فضعل ماثل
وذكر له ابن شعيب قطعة أخععرى مععن سععتة أبيععات ذكععر فيهععا
السور التي تكرر فيها الستفهام) .(5توفي سنة .921
.13أبو العباس أحمد بن محمد الفاسي التازي )(938
232
ذكره ابن مخلوف في "شجرة النور" ووصععفه بالمععام الفقيععه
العالم العلمة ،ثم ذكر أنععه أخععذ عععن السععتاذ أبععي الربيععع سععليمان
اليزناسععي )بععويعربين( ،وابععن غععازي وغيرهمععا ،وعنععه أخععذ الشععيخ
الصالح أبو شامة وأجازه ،وأبععو عبععد اللععه الععدقاق ،تععوفي مسععموما
سنة ،(1)938ولعله هو أبو العباس الحباك النف الذكر.
.14الحسن بن عثمان أبــو علــي التــاملي الجزولــي )ت
.(932
إمام في الفن من أهم أصععحاب الشععيخ ابعن غععازي وأوسععهم
تععأثيرا فععي بلد سععوس ،قععال فععي "درة الحجععال"" :فقيععه حععافظ
مشارك متفنععن ،انتفععع بععه ببلد جزولععة خلععق كععثير ،أخععذ عععن أبععي
العباس أحمد الونشريسي ،وأبي عبد الله محمد بن أحمد بن غازي
وغيرهما ،توفي سنة 932هع بالسوس القصى").(2
وقععععال الحضيكععععي" :شيعععخ الجماعععة ومعععدرس زمععععانه،
وموطععئ دولععة الشععرفاء ع السعديين ع وأحد أوتادهععا تخععرج عليععه
جماعة من الفقهاء ،وأخذ عن علماء فاس :المام ابن غععازي وأبععي
العباس الونشريسي وطبقتهما ،قال المنجور في فهرسته" :انفصل
الشيخ الفقيه المتفنن العابد الصالح أبو محمد) (3الحسن بن عثمععان
الجزولععي عععن شععيخه أبععي العبععاس الونشريسععي سععنة 908هععع،
وسمعت أنه شيعه بنفسه ،وكان صاحب جد في العلم والعمل").(4
وحكعععى اليفرنعععي فعععي "نزهعععة الحعععادي" نقل ععععن صعععاحب
"المنتفى") (5قال" :حدثني أبو راشد) (6أنه لما أكمل على ابن غازي
233
قراءته وأراد الرجوع إلى وطنه فجاء للشيخ ليععودعه ،فأخععذ الشععيخ
بيده اليمنى ،وقال له" :أستودع الله دينك وأمانتك وخواتم عملك"،
ثم قال الشيخ ابن غازي بعد ذلععك" :الن أجععزأت فععاس أي :ولععدت
الناث").(1
ول يخفى ما في هذا التعلق المكين من شيوخه بععه مععن دللععة
على نبوغه وحذقه وحرصهم على صحبته.
القراءة من طريقه في سوس:
وقد انتشرت القراءة من طريقه بسوس عن رجال المدرسععة
الفاسية ،وقد أسندها من أصحاب الفهارس هناك الشيخ أبو محمععد
يحيى بن عبد الله بععن مسعععود بععن أبععي مععدين شعععيب بععن مبععارك
البدري الجراري السوسي في فهرسته المسعماة "ضعوء المصعباح،
فععي السععانيد الصععحاح" الععتي افتتحهععا بأسععانيد القععرءان وروايععاته
وتجويده رواية لذلك كله عن والده عبد الله عن جده المعمععر مععائة
وخمسا وثلثين سععنة مسعععود بععن شعععيب الجععراري المتععوفى عععام
1078هع عن عبد الله بن المبارك القاوي السوسععي) (2عععن محمععد
بن إبراهيم التمنارتي عن الحسن بن عثمان التاملي عن ابن غععازي
بأسانيده).(3
وقععد ذكععر ابععن القاضععي فععي جملععة أصععحاب الشععيخ التععاملي
المولى أبا عبد الله محمد الشيخ السعععدي ابععن محمععد القععائم أحععد
ملوك الدولة السععدية ،قعال فععي الجععذوة" :أخععذ عععن الحسعن بعن
عثمان الجزولي التاملي وعبد الله بن عمر المطغععري كلهععم) (4عععن
أحمععد الونشريسععي وعععن ابععن غععازي ،وكععان ل يفععتر عععن قععراءة
القرءان").(5
قال" :ومنه على تاويل" وجعلوا له من عباده جزءا" نزهة الحادي .27-26 ()1
ترجم له الحضيكي في مناقبه 218-2/215وقال ولد سنة 936وتوفي سنة 1015هع. ()2
يمكن الرجوع في ذلك إلى فهرس الفهارس للكتاني 718-2/717ترجمة .453 ()3
234
.15سعيد بن علي بن محمد بــن عبــد العزيــز الجزولــي
الحامدي )ت قبل 980هـ بمراكش(.
ذكره صاحب العلم نقل عن الحضيكي وذكععر أخععذه عععن ابعن
غازي وجماعة من أصحابه).(1
.16أبو زيد عبد الرحمن السجلماسي )ت 949هـ(.
ذكره ابن القاضي في "لقط الفرائد" في وفيعات هععذه السععنة
وقععال" :وفيهععا تععوفي الفقيععه القاضععي أبععو زيععد عبععد الرحمععن
السجلماسي أحد تلمذة ابن غععازي ،ودفععن بتينملععل ،بقععرب المععام
المهدي).(2
.17عبد الرحمن بن علي بن أحمد القصري ثم الفاسي
السفياني العاصمي أبو محمد عرف بسقين.
رواية مبرز ذكره صععاحبه أبععو العبععاس المنجععور فععي مشععيخته
فقال:
"ومنهم الشيخ الفقيه الستاذ المحدث المسند المحقق الحععاج
الرحال الخطيب أبو محمد ..أخذ عن شيخ الجماعععة أبععي عبععد اللععه
محمد بن غازي وغيره ممن عاصروه كالفقيه الصوفي أبي العباس
أحمععد زروق) ،(3وأدرك الشععيخ الفقيععه السععتاذ المحععدث الخطيععب
)(4
الصالح الورع أبعا الفعرج محمعد بعن محمعد بعن موسعى الطنجعي
وجود عليهما القرءان ،والفقيه الستاذ الخطيب المفععتي أبععا مهععدي
عيسععى بععن أحمععد المواسععي) ،(5والشععيخ الفقيععه الصععالح الصععوفي
235
الخطيب أبا فارس عبععد العزيععز البععوفرجي) ...(1وذكععر جماعععة مععن
شيوخه ثم قال:
"وحكي أنه أول من دخل على شيخ الجماعة أبي عبد الله بععن
غازي حين قدومه من مكناسة لسعتيطان فعاس كمعا معر ،وارتحعل
إلى المشرق سنة تسع من هذه المائة يعني 909هع فوصل مصر
بعد أن اجتاز ببلد السودان ...ثم ذكععر تفاصععيل رحلتععه ذهابععا وإيابععا
وروايته للحديث عن أصحاب ابن حجععر وغيرهععم ،وكيععف رجععع إلععى
فاس مملوء الوطاب سنة ،924وقد أكب بعععد عععودته علععى إقععراء
الحديث وتدريسه ،إلى أن توفي بععالمحرم فاتععح سععنة 956هع ع عععن
سن تزاحم التسعين").(2
وقد ذكععر المنجععور طائفععة مععن مرويععاته عنععه عععن ابععن غععازي
وغيره ،وبها صدر فهرسته التي أجاز بها لمير العصععر أبععي العبععاس
أحمد المنصور الذهبي).(3
ومن أهم الرواة عنه أيضا الشيخ المحدث أبععو النعيععم رضععوان
بن عبد الله الجنوي ،وأكثر حععديثه عنععه مععن طريععق الشععيخين ابععن
غازي وأبي العباس أحمد زروق الفاسي ،وقد رويت لععه مععن هععذين
الطريقين أحاديث مسلسلة بالمغاربة).(4
.18عبد الرحمن بن علي البرذعي الجــذامي الندلســي
الصل )ت .(920
قال في "الجذوة" :أحد أدباء فاس ،أخذ عن المام ابن غععازي
وغيره .وذكر له شعرا).(5
()1ترجم له في الجذوة 2/452ترجمة 490وقال "خطيب جامع القرويين بمدينة فاس المحروسة
توفي بها سنة 899هع.
()2فهرسة المنجور بتصرف 61-59ونقل نحوه في الجذوة 2/407ترجمة 421ونيل البتهععاج
.177-176
()3فهرس أحمد المنجور.11-10 :
()4ذكرها الشيخ عبد الباقي اليوبي في كتابه "المناهععل السلسععلة فععي الحععاديث المسلسععلة"
.165-164
()5جذوة القتباس 407-2/406ترجمة .419
236
.19عبد الرحمن بن عمر المضغري.
لم أقف على ترجمته ،ولكني وجدت القادري يذكره في "نشر
المثاني" في ترجمة الشيخ أحمد بن محمد آدفال الدرعي ،نقل عن
أبي سالم العياشي في رحلته قال" :وأدرك مععن أهععل بلععدة سععيدي
محمد بن مهدي الجراري وأخذ عنه وأجازه ،وهو أخععذ عععن سععقين،
وعععن سععيدي عبععد الرحمععن بععن عمععر المضععغري كلهمععا عععن ابععن
غازي").(1
.20عبــد الرحمــن بــن محمــد بــن محمــد بــن براهيــم
المشترائي الدكالي ،وهععو مععن بيععت بنععي إبراهيععم الععذين جععاء
ذكرهم في إجازة ابن غازي لهم كما تقدم.
وهو من أكابر الرواة في فاس في زمنه كععأخيه أبععي القاسععم،
أخذ عنععه أبععو العبععاس المنجعور ،وأجعاز بمعا أخعذه عنععه لمسععتجيزه
المنصور الذهبي في فهرسته فقال:
"وكذا أجزت له جميع مععا أخععذته عععن الشععيخ الفقيععه المتفنععن
الخطيب الواعظ أبي محمد عبد الرحمن ابن الفقيه أبععي عبععد اللععه
محمد بن إبراهيم الدكالي ،عن والده أبععي عبععد اللععه ،وعععن الشععيخ
المام شيخ الجماعة أبي عبد الله بن غععازي ،وعععن السععتاذ الفقيععه
النحوي الفرضي أبي عبد الله محمد بن أبي جمعععة الهبطععي ،وعععن
الفقيه المتفنن الخطيب المفتي الهمام الحاج الرحال أبععي العبععاس
أحمد بن علي الزقاق ،وعن الشيخ المتفنن الصالح أبي زكريا يحيى
السوسي وعن غيرهم").(2
وذكعر في ترجمته في "الفهرس" أيضا أخذه عععن الشععيخ أبععي
العباس أحمد الحباك -النف الذكر في أصحاب ابععن غععازي -وعععن
الشيخين المفتيين -التيين -أبي الحسن بن هععارون ،وأبععي محمععد
الونشريسي ،وذكر أنه جلس للتدريس في أول شعبابه سعنة إحعدى
237
عشرة -يعني وتسعمائة -وسمى طائفة من كتب الفقه التي كععان
يقوم بتدريسها وسمعها منه ،ثم ذكر وفاته في سنة 962فععي نحععو
السبعين من العمر).(1
.21عبد السميع بن محمد الكنفيسي الجزولــي )ت بعــد
940هـ(
وصفه في الحذوة ب"الفقيه الحافظ ،أخععذ بمدينععة فعاس ععن
أبي العباس أحمد الونشريسي وعن المععام ابععن غععازي ورجععع لبلد
جزولة ،فاستدعاه المهدي) (2لحضرته "رودانة" فامتنع).(3
.22عبد الله بن عمر المضغري )ت .(927
تقدم في ترجمة الحسن بن عثمان التاملي الجزولي أنععه أخععذ
عن ابن غازي .وكتبه في "الجذوة" المععدغري بالععدال ،وقعال" :مععن
مدغرة سجلماسة ،الفقيه الفرضي الحيسععوبي ،أخععذ بمدينععة فععاس
عععن أحمععد الونشريسععي وعععن المععام محمععد بععن قاسععم القععوري
وغيرهما ،أخذ عنه بفاس جماعة كعلي بن هارون ،ثم ذكر أنه توفي
بتاكمادرت من درعة سنة .(4)"927
.23عبــد الواحــد بــن أحمــد بــن يحيــى أبــو محمــد
الونشريسي )ت .(955
فقيه جليل كأبيه أبي العباس صاحب "المعيار المعععرب" ،ولععه
إلى ذلك مشاركة فعي القعراءة والعربيعة قعال تلميعذه أبعو العبعاس
المنجور" :شيخنا الفقيه النحععوي الديععب المحقععق الفصععيح العبععارة
اللطيف الشارة الخطيب الناظم الناثر أبو محمععد عبععد الواحععد بععن
يعني محمد الشيخ السعدي وكانت قاعدته تارودانت )رودانة( بسوس. ()2
238
أحمد الونشريسي ،ولد بفععاس بعععد انتقععال والععده إليهععا سععنة أربععع
وتسعين من التاسعة ،أخذ عن أبيه الفقيه الكبير الحعافظ المحصععل
النوازلي أبي العبعاس أحمعد بعن يحيعى الونشريسعي ،ععن شعيوخه
التلماسنيين ...ثم ساق ذكر مشايخ أبيه وقال:
وأخذ شيخنا أبو محمد عبد الواحد أيضا عن شيخ الجماعة أبععي
)(1
عبععد اللععه محمععد بععن غععازي وعععن غيرهمععا ،كالسععتاذين الهبطععي
والحباك ،والفقيه أبي زكريا السوسي ...وسمى جماعة ثم قال:
"وكان معلوما بإتقان النحو والوثيقة مع حسععن الخععط ،ولععذلك
كان يكتب لشيخ الجماعة أبي عبد الله بن غازي تحبيساته في ظهر
تآليفه وما كان يحتععاج إليععه مععن ذلععك ،ويقععدمه علععى ذوي السععنان
بالسععماط") .(2وتععوفي رحمععه اللععه قععتيل فععي ذي الحجععة مععن عععام
.(3)955
وسيأتي نص إجازة شيخه أبي الحسن علععي بععن هععارون الععتي
أجاز بها لحد سععلطين بنععي وطععاس ،وتععولى هععو نظمهععا والتععذييل
عليها.
.24عبد الوارث بن عبد الله اليصلوتي من قبائل غمارة
على مقربة من مدينة شفشاون.
ترجم له صاحبه أبو عبد الله محمد بن عسكر الحسني وقععال:
"صحبته سبع سنين ونصفا ،وقرأت عليه رسالة ابععن أبععي زيععد فععي
الفقععه ...وسععمى مصععنفات أخععرى وذكععر فععي شععيوخه ابععن غععازي
وجماعة ،وذكر أنه مات وقد نيف على التسعين).(4
239
وذكر في نشر المثاني ومناقب الحضيكي أخذه عن ابن غازي
وأبي العباس الونشريسي وابنه عبد الواحد وأبي الحسن علععي بععن
هارون وجماعة ،وتخرج به جماعة ،وذكر ولدته سنة 888هع وتوفي
سنة .(1)971
.25العباس الصغير.
صدر به صاحب التحاف ذكره للخذين عن ابن غازي ،ولععم أقععف
على المراد به).(2
.26أبو سعيد عثمــان بن عبد الواحــد بن عبـد العـــزيز
اللمطي المكناسي الميمونـي ).(954-888
وصفه في الجذوة ب"الفقيععه السععتاذ" وذكععر أخععذه عععن ابععن
غازي وغيره).(3
ووصعفه تلميعذه أبعو العبعاي المنجعور فقعال" :الشعيخ السعتاذ
النحوي العروضي الصالح البركة أبو عمرو عثمععان بععن عبععد الواحععد
المكناسي اللمطي نسبة إلى قبيلة مكناسة من زناتة ،كععان مجيععدا
للقرءان العزيز حفظععا وأداء مععع حسععن نغمععة بععه مععا سععمعتها مععن
غيره ،ورسما وضبطا وعلما بأحكام ذلك ،والنحو الغزير ...ثععم ذكععر
طرفا مما كان يتقنه من العربية والتفسير والعروض ،وقال:
"قرأ على شيخ الجماعة أبي عبد الله بن غععازي ،وجمععع عليععه
القرءان العظيععم بععالقراءات السععبع وأجعازه ،ولزمععه فععي التفسععير
وغيره من دروسععه سععنين ،وعلععى الشععيخ السععتاذ العلمععة الصععالح
الورع أبي العباس أحمد الحباك ،وأظن أنه أجازه ،وعلععى الشععيخين
المفتيين أبي الحسعن بعن هعارون وأبعي محمعد الونشريسعي .كعان
240
ملزما لبن هارون ب"مدرسة العطارين" ،ولكرسي التفسير وابععن
الحاجب للونشريسي ،وعلى شيخنا المام أبي عبد الله اليسيتني".
ثم قال المنجور" :قرأت عليه بحععرف نععافع ثلث ختمععات مععن
القرءان العزيز ،إحداها بطريععق ورش ،والخرييععن بطريععق قععالون،
وحضععرت إليععه جملععة وافيععة مععن ألفيععة ابععن مالععك "بمدرسععة
الحلفاويين" ،ينقل لفظ المرادي ،وتفهيمه كما ينبغي ،ويطععرز ذلععك
بما يجلب على المحل من نص "الكافية" و"مورد الظمآن" للسععتاذ
أبي عبد الله الخراز ب"مدرسة الصهريج" من فاس الندلس ،ينقل
عليه كلم ابن آجطا بلفظه ،وكان منفردا عععن النععاس حيععن فراغععه
من التجويد ،مقبل على شأنه متواضعا منصفا.(1)...
ويعتبر اللمطي من كبار رجال هذه المدرسة ،وقد تخرج عليععه
طائفة من الكبار الذين كان لهم أثر محمود فععي نقععل مععذاهب ابععن
غازي واختياراته ،أذكر منهم:
ولده أبا العباس أحمد بن عثمان اللمطي.
ترجم له فععي "درة الحجععال" وقععال" "أسععتاذ نحععوي يسععتظهر
مختصر ابن الحاجب ،أخذ عن والده أبي عمععرو) (2عثمععان اللمطععي
عن ابن غازي ،وأجاز له في القراءات وكععل معا يحملعه ععن شعيخه
ابن غازي).(3
ومن أهم الذين أخذوا القراءة وأسندوها عن أبي العباس هععذا
الشيخ المام أبو محمد عبد الواحععد بععن عاشععر – كمععا سععيأتي فععي
أسانيد رجال المدرسة المغربية – وهو المععذكور فععي إسععناد المععام
ابن عبد السلم الفاسي في أرجوزته التي نظم فيها أسانيده حيععث
يقول:
نجل ابن عاشر مبين الرشد عن ابن قاض عن أبي محمد
هو أبو سعيد أيضا ،ويظهر أنه كان يكنى بهما. ()2
241
)(1
عثمان يا لذاك معن نبيعه عن أحمد اللمطي عن أبيعه
ومن أهم أصحاب أبي سعيد عثمان اللمطععي الشععيخ أبععو عبععد
الله محمد بن عبد الرحمن الزروالي أو الزروالي.
وهو صاحب التقييد النف الذكر عنه المسمى "تقريععب النشععر
في طريق العشر" ،وقد أعطينا عنه نبذة عنععد ذكععر الشععروح الععتي
قامت على "تفصيل عقد الدرر" لبن غازي ،وذكرنا هناك أنععه فععرغ
منه في التاسع من شوال عععام 975بععالقرويين مععن فععاس ،وذلععك
يعني أنه حرره بعد موت أستاذه بنيف وعشرين عامععا ،ممععا يجعلععه
وثيق الصلة بالمقيد ل بالمقيد عنه ،وإن كان لتواضعه الجم قد ذكععر
في مقدمته أنه سأل شيخه المذكور أن يوضح له بعععض مععا أشععكل
عليه بعد أن حدثه به وتلقاه من فيه من قعراءة إمعام المدينعة نعافع
بن عبد الرحمن وتلميذه المشهورين ،فأجابه لذلك.
ولذلك ل معنى لنسبة الكتاب إلى الشيخ مباشرة كما جاء في
بعض الخزائن الرسمية).(2
وللشيخ أبي سعيد عثمان بن عبد الواحد اللمطي أخ من أهععل
العلم الراسخين أيضا هو الشععيخ أبععو فععارس عبععد العزيععز بععن عبععد
الواحد اللمطي ،ذكره أبو العبععاس المنجععور فععي فهرسععته ووصععفه
ب"الفقيه المتفنن المحقق كان هذا الرجل آية الله في التوسع في
العلوم والتفنن فيها ،قال" :وقد بعث لخيه شيخنا أبي عمرو تأليفععا
له منظوما يشتمل على نيف وعشرين فنا ،ونظمه حلو رشيق يدل
242
على تفننه وتحققه ،وحج أزيد معن ثلثيعن حجعة وتعوفي فعي مدينعة
النبي صلى الله عليه وسلم وبها كان سكناه).(1
أما وفاة الشيخ اللمطي مترجمنا فكععان المصععاب بهععا عظيمععا
بفاس ،قال المنجور وكانت جنازته مشهودة حضرها السلطان ،وهو
حينئذ أبو عبد الله محمد القصري ولععد المرينععي أحمععد فمععن دونععه،
وأسف الناس لفقده ،وأثنوا عليه خيرا ،وهو جدير بذلك رحمععة اللععه
عليه).(2
.27علي بن شعيب والد الشيخ أبــي العبــاس أحمــد بــن
علي بن شعيب صاحب "إتقان الصنعة".
وكثيرا ما ينسب ولده أحمد إلى جععده ،وبععذلك ورد ذكععره فععي
بعض أسانيد القراءة عند المام ابن عبد السلم الفاسي في نظمه
لسانيده في القراءة حيث قال:
ععن شيخه العلمة الغطريف وعنه) (3عن والده الشريعف
عععععن أحمععععد نععجل شعيب البوعنعععاني الحسنعععي
النبيعععه ععععععن أبعععععيه
ععن ابعن غعازي ذي نقعاء عن شيخه والعده شعيعب
)(4
الجيب
243
وقد ذكره ابن عبد السععلم أيضععا فععي برنامععج شععيوخه النععثري
وكناه بأبي مدين -كما سيأتي -وقال :لم أقععف علععى ترجمتععه ،ثععم
ذكر أخذه للقراءة عن ابن غازي).(1
.28علي بن عبد الرحمن أبو الحسن التسولي الفاســي
الفقيه المحدث.
ذكره ابن مخلوف بذلك وقال :أخذ عععن أبععي العبععاس الزقععاق
وابن غازي وغيرهما ،وعنه المام القصععار وغيععره ،ولععه نظععم جيععد،
توفي سنة .(2)966
.29علي بن عيسى الراشدي التلمساني.
إمام جليل مععن أئمععة العشععر النافعيععة وغيرهععا كععثير الشععيوخ،
ترجم له أبععو العبعاس المنجععور فعي شععيوخه فقعال :ومنهعم الشععيخ
النحوي الصالح أبو الحسن علي بن عيسى الراشدي.
"كععان يحسععن علععوم القععرءان أداء ورسععما وضععبطا ،ويلقععي
الكراريععس) (3وألفيععة ابععن مالععك إلقععاء حسععنا ،نفععذ لععه تععدريس
"الشاطبية الكععبرى" الععذي أنشععأ تحبيسععه الشععيخ الفقيععه الفرضععي
الصالح أبععو القاسععم الكععوش الععدرعي) (4لنظععر الشععيخ المععام أبععي
الحسن بن هارون ،ولم يكن لها وقف قبله ،فأقرأها وأعاد ،محضععرا
بععالمجلس لكععثير مععن شععراحها كالسععخاوي وأبععي شععامة والفاسععي
والجعبري حتى تفقه فيها ،وكنععت أنععا وبعععض الطلبععة قرأناهععا عليععه
قبل ذلك الوقف ،حضرت عنده فيها إلععى فععرش الحععروف بمسععجد
الشرفاء حيث كان يدرس البردة يوم الخميس ويوم الجمعة".
()1البرنامج المذكور مخطوط منه نسخة بالخزانة الحسنية بالرباط في مجمععوع برقععم .1057
وقد قام بدراسته وتحقيقه في رسالة جامعية للدبلوم الباحث السيد زلو محمد أمين بإشععراف
أستاذنا الععدكتور التهععامي الراجععي الهاشععمي ونععوقش بتاريععخ 90.06.20بمععدرج كليععة الداب
بالرباط.
()2شجرة النور الزكية 284ترجمة 1077الطبقة .20
()3تقدم أنه كان يعنى بها المتون التي يستعان بها في تدريس المواد العلمية كالجروميععة فععي
النحععو والمععورد فععي الرسععم والععدرر اللوامععع فععي روايععتي ورش وقععالون ،ومختصععر التعريععف
وتفصيل العقد في الطرق العشر عن نافع.
()4سيأتي في أصحاب ابن غازي مع ذكر التحبيس الذي حبسه على تدريس الشاطبية.
244
ثم قال عن مشيخته" :قرأ على شيخ الجماعة المام أبي عبععد
الله بن غععازي) ،(1وجمععع عليععه القععرءان العزيععز بععالقراءات السععبع،
وأجازه فيه وفي غيره ،وعلععى أسععاتيذ عصععره أيضععا كععأبي العبععاس
الحباك وأبي العباس الدقون وأبي عبد الله الهبطي وعلععى السععتاذ
المععام الصععالح أبععي العبععاس أحمععد الحععاج التلمسععاني ...وعلععى
الفقيهين المامين المفتيين الخطيبين أبي الحسن بن هعارون وأبعي
محمد الونشريسي ،وعلى الفقيه المحدث المسند أبي محمععد عبععد
الرحمن سقين ...وذكر بعض ما درسه في الفقه وأصوله ثم قال:
وكان قدومه على فاس سنة إحدى عشرة -يعني وتسعمائة -
قرأت عليه من القرءان العظيم بالقراءات السبع من فاتحته إلى "
ولقد جاءكم موسى بالبينات") ،(2وحضرت عليععه جملععة وافععرة مععن
البردة ومن الشعاطبية الكعبرى إلعى فعرش الحعروف ،وكنعت أقعف
عليه بحانوته بالسماط وأستفيد منه.
توفي في آخر سنة إحدى وستين أو أوائل التي بعدها عن سن
عالية ينيف على السبعين).(3
ومن أهم أصحاب أبي الحسن الراشدي :أبو إسععحاق إبراهيععم
بن أحمد اللمطععي مععن أهععل فععاس وسععيأتي .ومنهععم أبععو زيععد عبععد
الرحمععن بععن محمععد القصععري الفاسععي الشععهير بالخبععاز )ت (964
صاحب كتاب "بذل العلععم والععود ،فععي شععرح تفصععيل العقععد" ،وقععد
ذكرناه آنفا في شععروحه ،وذكرنععا أنععه أشعار فعي طععالعته إلععى أخععذ
شيخه التفصيل عن ناظمه مشافهة ،كما أنه هو قععرأه علععى شععيخه
أبي الحسن ثلث مرات وأخذه في الطرق المتقدمة به عليه.
()1في الصل "على شيخ الجماعة أبي عبد الله بن خلف" ،ول يعرف أحد من أهععل العلععم فععي
زمنه بهذا السم فيما أعلم – فضل عن أن يكون شيخ الجماعة ،وسععيأتي فععي شععرح أبععي زيععد
الخباز أن الراشدي قرأ على ابن غازي.
()2يعني الربع الثاني من الحزب الثاني من القرءان.
()3فهرس المنجور .68-67
245
ومن مشاهير أصحاب أبي الحسن الراشععدي أيضعا المععام أبعو
عبد الله محمد بن يوسف الترغي المساري وسيأتي.
ومنهم أبو العباس أحمد بــن ســليمان الســكيري – بكــاف
معقودة – )ت .(1)(982
.30علي بن موسى بن علي بن هــارون المطغــري
نسبة إلى مطغرة تلمسان ويعرف بأبي الحســن
بن هارون
من شيوخ العصر وأئمععة الجماعععة بفععاس فععي أكععثر مععن فععن،
وترجم له أبو العباس المنجور في مشيخته فقععال" :ومنهععم الشععيخ
الفقيه الستاذ العددي الفرضي الموقت المؤرخ المتفنععن الخطيععب
المفتي أبو الحسن علي بن موسى بن علي بن هارون المطغععري -
مطغرة تلمسان -انتقل منها جده عام ثمانية عشر وثمانمائة حيععن
حصر العدو لسبتة وتضييقه عليها ،فجععاء المسععلمون مععن كععل أوب
لغاثتهععا ،ومععن جملتهععم جععد هععذا الشععيخ ،فلحقوهععا وقععد أخععذت،
وسلطان الوقت إذ ذاك أبو سعيد عثمان بن أحمععد بععن أبععي سععالم
المريني مشتغل بلهوه وراحته غافل عن ذلك ،فأقععام بفععاس ،وبهععا
ولععد أبععو الحسععن وأبععوه موسععى ،فاشععتغل أبععو الحسععن بطريععق
الطلب".
فما هاجر المام الكبير شيخ الجماعة أبو عبد اللععه محمععد بععن
أحمد بن غازي من مكناسة وانتقل منهعا إلعى فعاس فأوطنهعا سععنة
إحدى وتسعين من المععائة التاسعععة ،وأميرهععا إذ ذاك أبععو عبععد اللععه
الحلو الوطاسي أخو السلطان الشيخ لبيه ،لمععر وقععع بيععن الشععيخ
ابن غازي وبينه يطععول ذكععره ،ونععزل بالبليععدة مععن حومععة الصععدع،
وكععان مشععهورا بععالتحقيق فععي العلععوم ،جععاءه شععيخنا أبععو الحسععن
المذكور واختص به سنين كثيرة ،وكان قارئه في كثير مععن دروسععه
246
من المدونة والموطأ والعمدة والتفسععير ومختصععر خليععل والعربيععة
والحساب والفرائض وغير ذلك.
وجمع عليه القرءان العظيععم بععالقراءات السععبع ،وحصععل عنععه
علما جما) ،(1وكان يقال :شيخنا كخانة علم ،لكثرة ما كان عنده من
فنون العلم .قال المنجور:
"وذكر شيخنا هذا في الثبت الذي ذكر فيه ما أجازه بععه شععيخه
المذكور عام 906هع مما قرأ هو على الشيخ أو قرئ بمحضره ،أنععه
عارضه القرءان العزيز نحو عشرين ختمة بعد ختمععة السععبع ،ومععن
قبلها سبع :ثلث لورش ،وثلث لقالون ،والسابعة بعالطرق العشعرة
-قال -ختمها في إثنى عشر يوما مقفلنا من سل) - (2حرسها الله -
قال :ومن كتب الحععديث "صععحيح البخععاري" نحععو عشععر ختمععات...
وذكر عددا كبيرا في مختلف الفنون ثم قال:
"ومن كتب القععراءات صععدر "التيسععير") (3لبععي عمععرو الععداني
ونععاولني سععائره وأجععازنيه حسععبما هععو فععي الجععازة القرءانيععة،
والشاطبية الكبرى لبي القاسم الشاطبي -رحمععه اللععه -عرضععتها
عليه في مجلس واحد من صدري ،وكععذلك رجععز ابععن بععري "الععدرر
اللوامع" ،وكذلك "مورد الظمآن" لبي عبد الله الخراز.
ثععم ذكععر المنجععور نقل عععن هععذا الثبععت عععددا كععبيرا آخععر مععن
مختلف العلوم والفنون التي رواها الشعيخ ععن ابعن غعازي معا بيعن
تأليف له وتأليف لغيره ،وذكر إجازة ابن غازي لععه بجميععع ذلععك ،ثععم
ذكر شهادة ابن غازي له بما ذكره بخط يده سنة 906هع في شععهر
صفر.
()1تقدم لنا ذكر التعديل الذي عدل به بعض أبيات "التفصيل" بمحضر ابن غععازي فععأقره وقععال
هذا يكفي.
()2يدخل هذا السفر فعي أسعفار ابعن غعازي العتي كعان يقعوم بهعا لصعلح ذات العبين واللغعزو
والمرابطة وغير ذلك كما تقدم.
()3صحف بالتفسير في فهرس المنجور .42
247
ثم ذكر أنه قرأ على غير ابن غازي أيضا كالفقيه أبععي العبععاس
الونشريسي والفقيه القاضعي أبعي عبعد اللعه المكناسعي ،والسعتاذ
الموقت أبي العباس أحمد ابن الحاج الزجني) (1وغيرهم ،وقد أدرك
الفقيه أبا مهدي عيسى المواسي) (2والسععتاذ المحععدث الصععالح أبععا
الفرج الطنجي وغيرهما من طبقتهما).(3
ثم ذكر المنجور في تمععام تعريفععه بشععيخه أبععي الحسععن بععن
هارون باقي أشياخه وتصدره للتدريس وقيععامه علععى المدونععة فععي
حياة شيخه ابن غازي ،وهو مع ذلك يتلو عليععه جماعععة مععن الطلبععة
بالسبع -قال:
"وكان في وقته شيخ الجماعة ،يحضر مجلسه في "مختصر خليععل"
)(6
وغيره الونشريسي أبو محمد واليسععيتني) (4والزقععاق) (5والعبسععي
والعدي) (7وغيرهم ،ل يستنكف عنه منهم أحد ..قال:
ثم ذكر أنه لزم الشيخ ابععن غععازي تسعععا وعشععرين سععنة مععن
حين هجرته من مكناسة وقدومه على فاس سنة 831هع إلععى عععام
919هع سنة وفاته).(8
قال" :وكان غاية في حفظ القرآن ،يعرف ذلك من قيامه ليلة
خمس وعشرين من رمضان بمحراب جامع القرويين ،فععإنه كععان ل
يستنيب ليلته تلك أحدا مع كبر سنه ،ويسمع منه القرآن كالحجر ،ل
يتتعتع فيه ول يقف ،ولم يخلف بعد في فنه مثله رحمععة اللععه عليععه،
وكان متواضعا منصفا ،كثير تلوة القرآن وعيععادة المرضععى وشععهود
الجنائز ،ولما قربت وفاته أخذ يتلو القععرآن مععع السععتاذ الحععاج أبععي
إمام عالي السند شارك الصغير في الخذ عن أبي الحسن الوهري كما تقدم. ()2
هو أبو عبد الله محمد اليسيتني سيأتي في مشايخ هذه المدرسة. ()4
هو أبو العباس أحمد بن علي بن قاسم تقدم في أصحاب ابن غازي. ()5
هو محمد بن علي بن عدة وسيأتي أيضا في أصحاب ابن غازي. ()7
248
عبد الله الزروالي ممن جمع عليه القرآن بعالقراءات السععبع) ،(1بعدأ
الختمة من أولها حتى وصععل إلععى قععوله تعععالى" :ول تجععادلوا أهععل
الكتاب" ،فوقف الشيخ ولم يستطع الكلم ،فاستمر الزروالي علععى
القراءة ،فعند الختم قبضت روح الشيخ – رحمة الله عليععه – تععوفي
بذي القعدة من عام أحد وخمسين – وتسعععمائة – وقععد نيععف علععى
الثمععانين ،وكععانت جنععازته مشععهودة فحضععرها خلععق كععثير ،فيهععم
السلطان أحمد المريني").(2
وقد كان لهذا الشيخ اتصال مكين بأحععداث زمنععه وخاصععة فععي
المجععال السياسععي ،وقععد قاسععم الشععيخ أبععا محمععد عبععد اللععه
الونشريسي في ذلك وإن كان هذا قد انتهى بععه هععذا التصععال إلععى
القتل على أيدي السعديين ،وفاء منه للبيعة التي في عنقععه لوليععاء
نعمته من الوطاسيين ،في حين أفلت من ذلك صععاحبه بمععوته قبععل
الوان ،وذلك حينما كعان الصععراع علععى أشععده بيععن السعععديين فععي
الجنوب المغربي بزعامة أبي العبععاس العععرج) (3وبيععن آخععر ملععوك
الوطاسيين بفاس ،وكان قد تدخل العلماء بينهما بعد معارك عديدة
بقصد الصلح ،وكان "ممن حضععر الصععلح" الععذي تععم فيععه اقتسععام
المغرب بين أبي العباس الوطاسععي) (4وأبعي العبععاس السععدي أبععو
الحسن علي بن هارون المطغري ،والمام أبو مالك عبد الواحد بن
أحمد الونشرسي").(5
()1تقدم ذكر الزروالي صاحب "تقريب النشر في طرق العشر" في أصحاب أبي سعيد عثمان
بن عبد الواحد اللمطي.
()2فهرس النجور .50
()3وهو مؤسس دولة السعععععديين بعععويععع بإشارة أبيه محمد القائم عام 518دخعل مراكعش
في حدود 930هع )نزهة الحادي .(19-18
()4هو أحمد بن محمد ابن الشيخ الوطاسععي يعععرف بالبرتغععالي أحعد ملعوك فعاس ،ذكعره فععي
الجذوة 1/114ترجمه 43قال" :وهو الذي خلععه ععن ملكعه أبعو عبعد اللعه المهعدي – محمعد
الشيخ – وحمله أسيرا لمراكش ،بعد أن أخرجه من الملك في سنة 956هع .وتععوفي بمراكععش
بقرب الستين والبقاء لله وحده".
()5نزهة الحادي 21-20وفيه أن ذلك كان في حععدود ،940واللفععظ للناصععري فععي الستقصععا
.4/101
249
ويظهر مما ساقه اليفرني في مقدمة "نزهة الحادي" عند ذكر
نسب السعديين :شرفاء درعة أن الشيخ أبا الحسن بن هارون كان
يتوقع بعد هذا الصلح امتلكهم للمغرب).(1
()1يدل على ذلك مضمون ما ساقه اليفرني تحت عنوان "لطيفة"" :رأيت بخط الفقيه الستاذ
مؤدب أولد الملوك أبي عبد الله محمد بععن يوسععف الععترغي – رحمععه اللععه – مععا نصععه" :كععان
سيدي علي بن هارون يأخذ دولة الشرفاء أهل درعة من قععول اللععه تعععالى" :ولقععد كتبنععا فععي
الزبور من بعد الذكر أن الرض يرثها عبادي الصالحون" ولم يبين كيفية الخذ لععذلك مععن اليععة
الكريمة" – نزهة الحادي بأخبار ملوك القرن الحادي.13-12 :
250
"وقععرأت عليععه ثلث ختمععات مععن كتععاب اللععه -عععز وجععل -
جمعت في الولى بين القراء السبعة ،وأجازني فيه وفي غيره أيضا
من سائر ما سمع من شيوخه").(1
-إبراهيم بن أحمد اللمطي أبو إسحاق وأبــو ســالم مــن
أهل مدينة فاس )ت 988هـ(
وهو ممن أخذ عنهم المنجور فشاركه فععي شععيخه ،قععال فععي
فهرسته" :ومن شيوخنا أيضا الذين قرأت عليهم في ابتداء الطلععب
الستاذ الصالح البركة الحاج أبععو سععالم إبراهيععم اللمطععي ،هععو أول
من جودت عليه القرآن ،بععل وعليععه حفظتععه ،وقععرأت عليععه "مععورد
الظمآن" و"مقدمة الجرومية" ،وعليه تمرنععت فععي إعععراب القععرآن
العزيز ،وقرأنا معا السبع على الشيخ المام أبي الحسن بن هععارون
في سنة واحدة ،وأجازنا وحضرت معه أيضا عند الشيخ الستاذ أبي
الحسن بن عيسى) (2في "حرز المععاني" و"الععبردة" ،وكععان هععو قععد
لزمه معروفا به سنين طويلة في علوم القرآن والنحو وغيععر ذلععك،
وعليه تخرج".
وولي تدريس "الشاطبية الكبرى" و"البردة" بعععد مععوت ابععن
عيسى ،فعالجهما وقام وقعد نحوا من خمس وعشععرين سععنة حععتى
نفذ فيهما ونجب ،وكان ملزما لكتاب الله العزيز نحععوا مععن خمععس
وأربعين سنة ما عرض له فتور ول كسل ،وتخععرج عليععه فععي حفععظ
القرآن جماعة كثيرة من الصبيان وغيرهم".
"وكان مقبل على شأنه ل يحرص على الدنيا ،قريبا من هععدي
شيخه ،واعتنى بأداء فريضة الحج ،وتعّنى في ذلك لقلة وجده وكععبر
سنه ..وتوفي سنة ثمان وثمانين").(3
ومن أصحاب أبي الحسن بن هارون أيضا من المشيخة بفاس:
هو علي بن عيسى الراشدي النف الذكر الذي حبس عليه حبس تدريس الشاطبية. ()2
251
-أبو راشد يعقوب بـن يحيـى اليـدري الفقيـه النـوازلي
الستاذ )ت .(999
ذكره ابن القاضي في الجذوة والععدرة وذكععر أخععذه ععن أبععي
الحسن بن هارون المطغري وأنه لزمه كععثيرا مععن سععنة 933إلععى
تاريخ وفاة المطغري سنة ،951كما ذكر أنه أجاز له كل ما يحملععه
عن ابن غازي).(1
-ومن أصحاب أبي الحسن بن هارون:
-علي بن عبد الواحد أبو الحسن السجلماسي المقرئ:
ترجم له الحضيكي فععي منععاقبه وقععال" :كععان – رضععي اللععه عنععه –
أسععتاذا كععثير الخععوف والتععأهب للخععرة والسععتعداد ،عارفععا بطععرق
القراءات ،قرأ على الشععيخ أبععي الحسععن علععي بععن هععارون ،تععوفي
بسجلماسة عام ثمانين بهذا القرن العاشر").(2
ومن أصحاب أبي الحسن بن هارون أيضا ملك -
العصر أبو العباس أحمد بن محمد
الشيخ الوطاسي:
وسيأتي في ذكر الجازات عرض إجازته التي أجاز له فيها
بقراءة نافع من نظم بعض أصحابه.
-31ومن أصحاب ابن غازي عمرو بــن يعــزى الســمللي
السوسي:
252
ذكععره الحضععيكي ووصععفه بعع "الفقيععه العععالم العامععل العلمععة
الكبير ،تفقه ببلده ورحل لفاس ولقي أعلمها كعابن غععازي ...وكعان
حيا قرب 930هع").(1
-32كبير أصحاب الشيخ ابن غازي الراوية الكبير الشيخ
أبــو القاســم بــن إبراهيــم المشــنزائي الــدكالي )ت
(978
هو أجل أصحاب ابن غععازي وأكععثرهم أصععحابا وأطععولهم زمانععا
في مشيخة التصدر ،وطريقه عن ابن غازي – كمععا سععيأتي – تمثععل
العمود الفقري لسانيد المغاربة المتععأخرين شععمال وجنوبععا وشععرقا
من طرق الفاسيين وغيرهم كالسجلماسيين والسوسيين.
ترجمته:
قال تلميذه أبو العباس المنجور في فهرسه الذي سمى فيععه
مشيخته ومروياته" :ومنهم الشيخ الفقيه السععتاذ النحععوي المفسععر
أبو محمد أبو القاسم بن محمععد بععن إبراهيععم الععدكالي شععقيق عبععد
الرحمن المذكور) (2أبو القاسم اسمه ،وأبو محمد كنيته بابنه صاحبنا
أبي عبد الله ،وكان من السععاتيذ المعتععبرين ،عارفععا بعلععوم القععرآن
أداء ورسما وتفسيرا ،ممتعا من الكتب العلميععة التفسععير والحععديث
والعربية وغير ذلك مما جمعه صهره ووالد زوجته الستاذ الكبير ذو
النحو الغزير الفقيه الفرضي أبو عبد الله الهبطععي) ،"(3وهععي إعانععة
كبيرة على الطلب كما كان بعض الشيوخ يقول" :آلة تحصيل العلم
كتب صحاح ،وشيخ فتاح ،ومداومة وإلحاح"...
"أخذ عن والده الفقيه أبي عبد الله وعن شيخ الجماععة أبعي
مععدته ،لزمعه فعي دروسعه فعي التفسععير عبد الله بن غععازي وهعو عُ ْ
وغيره مدة ،وجمع عليه القرآن العظيم بععالقراءات السععبع ،وأجععازه
()1الحضيكي .2/301
()2تقدم في أصحاب ابن غازي.
()3سيأتي في فصل خاص.
253
فيه وفي غيره ،وأخذ أيضا عن صهر أبععي عبععد اللععه الهبطعي ،وععن
غيرهم ممن عاصرهم").(1
وقد أفاض الحضيكي أيضا في ترجمته وذكر أنه "كان حافظا
من العلمععاء المحققيععن النقععاد ،بععرع فععي العلععوم كلهععا" "ثععم قععال:
"وبالجملة فهو شيخ القراء في عصره ،وإمام التفسير فععي وقتععه...
).(2
وقد وصف المنجور طريقععة أخععذه فععي العلععوم فقععال" :وكعان
ينقل شرح ابن عبد الكريم الغصاوي على "الدرر اللوامع" بفصوله
ويسععتوفيه ،ويطععرّزه بكلم السععتاذ الكععبير أبععي وكيععل ميمععون
المصمودي مولى الفخار في "التحفة" وكان آية الله – عععز وجععل –
في ذلك ،وينقل علععى التفسععير كلم فارسععي التفسععير ابععن عطيععة
والزمخشري ،ويضيف على ذلك من كلم الصفاقسي وغيره ،وكان
مشاركا في الدب والتاريخ ،ويحسن كتابععة الوثععائق ،لععزم السععماط
مدة" .ثم ذكر المنجور ما أخذه عنه فقال:
"حضرت عنده جملة وافرة من التفسععير و"ألفيععة ابععن مالععك"
و"الدرر اللوامع" و"حرز الماني" ،وقرات عليه من القععرآن العزيععز
بالقراءات السبع من فاتحته إلى حزب "واذكروا الله" ...ولععد سععنة
896وتوفي سنة " ،978وكانت جنازته مشععهودة حضععرها الخععاص
والعام").(3
وقد تقدم لنا ذكر الجازة الععتي أجععازه بهععا الشععيخ ابععن غععازي
ومن معه من أهل بيته وغيرهم ،ومن طريقه عنععه – كمععا سععيأتي –
أسند القراءة عامة من أسندها من الفاسيين وأهل سوس وجمهور
المغاربة المتأخرين بوجه عام.
254
-33أبو القاسم الكوش الدرعي التفنوتي )ت 953هـ(:
من علماء زمنه وشيوخ الصلح والحسان ،ذكره المنجور في
مشيخة شيخه أبي محمد عبععد الحععق بععن أحمععد المصععمودي وذكععر
وفاته في رمضان سنة 953هع).(1
وقال في ترجمة شيخه أبي الحسن علي بن عيسى الراشدي
– كما تقدم :-
"نفذ له تدريس "الشاطبية الكبرى" الذي أنشأ تحبيسه الشيخ
الفقيه الفرضي الصالح أبو القاسم الكععوش الععدرعي لنظععر الشععيخ
المام أبي الحسن بن هارون ،ولم يكن لها وقف قبله").(2
وذكره الحضيكي باسم ابععي القاسععم بععن عمععر وقععال" :نزيععل
درعة ،يعرف عند أهل فاس بع "الكوش" وبع "الشععيخ" .كععان بارعععا
في كثير من العلم والفقه) (3والعربية والحساب والقراءات قال:
"وهو أول من وقف على "حرز الماني" للشععيخ أبععي القاسععم
الشاطبي بفاس لما جمع شرطه فععي المسععجد بدرعععة ،فبعععث بععه
لشيخه المذكور) (4يشتري بععه ربعععا أو عقععارا يحبععس علععى إقععرائه،
فكتب إليه :قد بلغت البضاعة واشترينا بهععا عرصععة ...فعينععت لمععن
قام بالكتاب المذكور ،وكان بعث أول بشيء فأكععل فععي الطريععق...
قال:
كذا وأصله "من علم الفقه والعربية" كما في "الفوائد الجمة" للتمنارتي. ()3
255
"أخععذ -رضععي اللععه عنععه ععع بفعععععاس عععن ابععن غعععععازي
والونشريسي ،توفي – رحمه الله ع في سنة 953ودفن بتمجععروت
بدرعة").(1
وقد ذكر التمنارتي أصل ما ذكره الحضيكي بالحرف وزاد قول
تلميععذه سععيدي سعععيد الهزالععي" :وكععانت مسععاكن دراسععتنا بقععرب
مسكنه ،ونحن نجد غاية الجد ،ويقول لنا :ما كنتم تصنعون شيئا ،ما
هكذا عرفنا طلبة جزولة").(2
-34أبو القاسم بن علي بن خجو )ت :(956
هو الشيخ الفقيه أبو القاسم بن علي بن خجو الحساني ،تفقه
بحضرة فعاس ،واخععذ ععن كععثير مععن مشععايخها كالمععام ابععن غععازي
وسيدي أحمععد الزقععاق والشععيخ أبععي الحسععن بععن هععارون والحبععاك
والستاذ الهبطي وغيرهم...
دخل فاس مدعوا إليها في جملة الفقهاء لما تغلععب السععلطان
أبو عبد الله الشيخ على ملك المغرب ،فرغب إليه أن يقيم بها أياما
لينتفع منه ،فأقام أياما ،ثم أناخ به أجله فتوفي – رحمه الله – سععنة
ست وخمسين.(3)...
-35محمد بن أحمد أبو عبد الله العبسي )964هـ(:
هو من أصحابه الجلة القائمين علععى طريقتععه ،ذكععره المنجععور
في مشيخته وقال" :ومنهم الفقيه السععتاذ النحععوي الخطيععب نيابععة
أبو عبد الله محمد العبسي ،قرأ على شيخ الجماعة أبععي عبععد اللععه
محمد بن غازي من معاصريه ،ولزم المام ابا العباس الزقععاق فععي
"مختصر خليل" وغيره ...وأخذ أيضععا عععن المعامين الخطيععبين أبععي
256
الحسن علي بن هارون ,وأبي محمد الونشريسي ...وكععان يخطععب
بععالقرويين نيابععة عععن الفقيععه السععتاذ الخطيععب غععازي ابععن شععيخ
الجماعة أبي عبد الله بن غازي ...قال المنجور:
"حضرت عنده مجالس يعرب فيهععا القععرآن ويقععرئ "اللفيععة"
بنقل المرادي ،ومختصر خليععل ،وشععيئا مععن التفسععير ومععن "الععدرر
اللوامع" بكرسيه بجامع النععدلس" .وتععوفي آخععر سععنة ثلث أو أول
سنة 964هع").(1
257
-36محمــــد بن علي بن عدة أبو عبــد اللــه الندلســي
دي )ت 975هـ(: المشهـور بابن عدة والعــ ّ
من جلة أصحاب ابن غععازي أيضععا وحععذاقهم مععن طبقععة أبععي
القاسم بن إبراهيم الدكالي النععف الععذكر .ترجععم لععه المنجععور فععي
شيوخه وقال" :ومنهم الشيخ الستاذ الحععافظ لكتععاب اللععه الحفععظ
المتقن متنا وأداء ورسما وضبطا أبععو عبععد اللععه بعن علععي بعن عععدة
دي".الندلسي ،وبها ولد ،المشهور بالع ّ
"درس القرآن العظيم الععدرس البعالغ ،اشععتهر عنععه أنععه كعان
يدرس اللوح من القرآن ألف مرة حتى حفظه ذلك الحفظ بحيث ل
يقف ول يتتعتع ،يضرب به المثل في الحفظ ،على أن القرآن غلب
قد يقف فيه من ل يظن به ذلك".
"وكانت أحكامه أداء ورسما وضبطا حاضرة لديه ،ويحفظ فععي
ذلك منظومات لقواعد وجزئيات ،وكان له خط رائق ،ونسععخ نسععخا
عديدة من كتاب اللععه – عععز وجععل – للسععلطين وغيرهععم ،والنععاس
يتغالون في نسخه ،ومثله في جععودة حفعظ القعرآن بكعثرة العدرس
شيخنا الستاذ أبو عبد الله بن مجبر) ،(1وكانا معا يقصععدان بتصععحيح
نسخ القرآن من حيث المتن والرسم والضبط".
ثم قال عن شيوخه" :قرأ شيخنا أبو عبد الله العععدي القععرآن
العظيم على شيخ الجماعة أبي عبد الله بن غازي ،وعلى الستاذين
أبي العباس الدقون وأبععي عبععد اللععه الهبطععي وغيرهععم ،واخععذ عععن
المامين المفتيين الخطيبين أبي الحسععن بععن هععارون وأبععي محمععد
الونشريسي وغيرهعم ،ولزم دروس ابعي عبعد اللعه بعن غعازي فعي
التفسير وغيره ،وسمع عليععه صععحيح البخععاري ،وجمععع عليععه وعلععى
الستاذ أبي العباس الدقون القرآن بععالقراءات السععبع وأجععازه كععل
منهما فيه وفي غيره ...ولزم أيضا دروس المفتيين المذكورين في
258
الفقه وغيره ،وتفسير الشيخ أبععي القاسععم بععن إبراهيععم بالمدرسععة
المصباحية مدة ...وجود عليه القرآن من الطلبة من ل يحصى".
قال المنجور" :وممن قرأ عليععه بعععض القععرآن بالسععبع شععيخنا
العلمة أبو محمد عبد الوهاب الزقاق".
"وتلوت عليه بالسبع ختمة من القرآن من فاتحة الكتععاب إلععى
آخره ،ومن أخرى إلى أثناء سورة النعام ،وكان يحفظ السبع أيضا،
فكثيرا ما قرأنا منععه جععزءا كععامل فععي المجلععس الواحععد بسععرعة...
وتوفي وقد قارب التسعين أو بلغها فععي آخععر جمععادى الولععى عععام
خمسة وسبعين من هذه المائة").(1
وقد ذكر ابن القاضي جملععة شععيوخه المععذكورين وذكععر فيمععن
أخذ عنه أبا عبععد اللععه محمععد بععن يوسععف الععترغي ،وقععال "أدركععت
حياته ،إل أني ما قرأت عليه").(2
-37محمد بن أحمد بن مجبر المساري )ت :(983
شيخ الجماعة في زمنه بفاس في أكثر مععن فععن ،عععاش حععتى
انفرد بالرواية عن الكبار ،وأخذ عنه الناس.
ترجم له المنجور في مشيخته ووصفه بع ع "السععتاذ الكععبير ،ذو
النحو الغزير ،العروضي الفرضي المتقن ،أبي عبععد اللعه محمعد بعن
مجبر المساري .ثم قال:
"كان متقنا لعلوم القرآن كحرز الماني والدرر اللوامع ومععورد
الظمآن مع ذلكه حفظا وفهمععا مععع البحععث والمعععان ،عنععده تقاييععد
الشيوخ ،وزاد هو عمن لحقه منهععم ومععن بنععات فكععره مععا فععاق بععه
القران."...
ثم ذكر إتقانه لعدد من العلوم وسمى مععن أمهعات المصععنفات
فيها ما أخذه عن شيخه الكبير أبي عمران موسى الزواوي وغيععره،
درة الحجال 2/213ترجمة 659ونحوه في لقط الفرائد ) 310الف سنة من الوفيات(. ()2
259
ود على شيخ الجماعة أبي عبد اللععه بععن غععازي ثلثععة ثم ذكر أنه "ج ّ
أحزاب معن فاتحععة الكتععاب إلععى "واذكععروا اللععه" بحععرف نعافع ،ثععم
اقتصر على شيخه الععزواوي قصععد النتفععاع ...وكععان يحفععظ السععبع
حفظا بالغا يفوق فيه أقرانه ،ويستحضر نصوص "حرز الماني" ،ول
يحتععاج إلععى أن ينظععر "التيسععير") (1و"إنشععاد الشععريد" أو غيرهمععا،
ودرس كعثيرا فعي كتعاب اللعه العزيععز حعتى أتقعن حفظعه كالسعتاذ
العدي".
قال المنجعععور" :ختمت عليه القرآن العزيز بالقراءات السبع،
وحضععرت عليععه "اللفيعععععة" بمسععجد "الصععوافين" ...وقععرأت عليععه
جملة وافرة من "الخععععزرجية" ومععن "الشععاطبية الكععبرى" بلفظععي
إلى سورة النعام كنت أقرؤها عليه بيععن المغععرب والعشععاء بجععامع
القروييععن ينقععل عنهععا مععن الجعععبري ...ثععم ذكععر وفععاته سععنة ثلث
وثمانين ،وكانت جنازته مشهودة وحضره مولي أبو حفص ولد أخي
السلطان").(2
وذكر التيمبوكتي ولدته في حععدود عععام 898هع ع وقععال" :قععال
عبد الواحد الشريف :وكان غاية في صلح النية والبعد عععن الخلق
الردية ،وإضععمار الخيععر لكععل البريععة ،مقبل علععى مععا يعنيععه ...عليععه
المدار في قطره في تحقيق السبع وأحكامها ،مع انفراد بحمل لواء
النحو وتحقيقه ،له إيراد يهز النفوس سماعه ،وإشكال يحير الفكار
إبداعه)."(3
وقال في الجذوة في وصفه" :الفقيه الستاذ الحافظ النحوي،
سيبويه زمانه ،له طرر على الفيععة ابععن مالععك وهععو شععيخ الجماعععة
بمدينة فاس ...ثم ذكر أخذه عن موسى الزواوي ومحمد بن غععازي
ووفاته سنة ."(4)984
260
مؤلفاته :ول يبعد أن تكون لبي عبد الله بن مجععبر مؤلفععات
لم تصل إلينا إلى جانب "طرره" على اللفية ،وقد وقفت لععه علععى
ما يلي:
تقاييد على مورد الظمآن لبي عبد الله الخراز. -
وتقاييد على نظم الضبط لععه أيضععا ،وكلهمععا مععا يععزال -
محفوظععا فععي بعععض الخععزائن) (1وكلهمععا بتمكععروت برقععم
.1876
وقد وقفت على تقييد عنه لصاحبه محمععد العربععي بععن -
محمد الكومي عرف بالغماري قال فععي أولععه":وبعععد فهععذا
بعض ما قيدته عن شيخنا المععام العلمععة سععيدي أبععي عبععد
الله بن مجبر – ابقى الله بركته – على رجز المام أبي عبد
الله الخراز الذي نظمه على الرسم....
()1وقفت على تقييد له على الخراز في خزانة أوقاف آسفي في مجمععوع عععتيق ،وقععد أشععرت
إليه في ترجمة ابن غازي في الفصل الول من العدد .ونقلععت منععه نمععاذج مععن تحقيقععاته عععن
شيخه الصغير في قضايا الخلف في الرسم.
261
ومن نقوله عنه في هذا التقييد ما قاله عند قول الخراز " :مععا
جاء من أعرافها لمريما عن الجميع أو لبعض رسما" قععال" :قععوله"
"بضعة" يريد ما عدا الول) ،(1وأما الخر وهو "بضعة مزجية" فذكر
عن الستاذ أبي عبد الله الهبطععي – رحمععه اللععه – انععه كععان يقععول
بإثبات اللف كالول ،فيثبت الطرفين ويحذف ما عداهما".
وقال الشيخ – رضي الله عنه – عن شيخه الستاذ أبي عمران
الععزواوي – رحمععه اللععه :-أمععا الول فبإثبععات اللععف ،ومععا عععداه
بحذفها".
وقال عند قوله:
"وهاك حكم الهمز في المرسوم وضبطه بالسائر المعلوم:
قععال شععيخنا – يعنععي أبععن مجععبر " :-ول عمععل علععى مععا قععاله
التجييي) (2في "شطئه" من تصويره باللف ،وقد حكي عن الستاذ
أبي عبد الله الصغير أنه جاء يوما يجعود لعوحه علعى أبعي الحسعن
الوهري – رحم الله الجميع بمنه – وقد كتب فععي لععوحه ربععع "لقععد
رضي الله عن المومنين"" ،فلما بلغ إلى قوله "شطئه" نظععر إليععه
أبو الحسن فوجده مكتوبا باللف ،فأنكر عليععه أبععو الحسععن ،فقععال
أبو عبد الله الصغير:
يقول ذا محمد الصغير وشطئه بألف يصور
قال بعضهم :لعل أبا الحسن إنما أنكره لكونه لععم يطلععع علععى
ما قاله التجييي ،أو اطلع عليه وكأنه عابه").(3
أصحاب ابن مجبر في القراءة:
أخذ عن ابن مجبر عععدد كععبير ،إل أن السععانيد لععم تجععئ مععن
طريقه عن ابن غازي لقلة ما قرأ به عليه .وقد ذكر من أصحابه:
()1يعني بالول قوله في سورة يوسف "وأسروه بضعة" ،ولععم يعععد لهععذا الخلف اعتبععار اليععوم
في الرسم المعمول به عند المغاربة كما هو مطبوع في المصاحف اليوم.
()2هو أبو إسحاق صاحب "التبيان" تقدم التعريف به.
()3التقييد المذكور مخطوط مصور من خزانة الشيخ إبراهيم الهللي بمكناس جزاه الله خيرا.
262
-أبو العباس المنجور ،وقد قدمنا قوله" :ختمت عليه القععرآن العزيععز
بالقراءات السبع"...
-ومنهم أبو العباس أحمد بن علععي الزمععوري وسععيأتي فععي آخععر
هذه القائمة.
-وأبو سالم إبراهيم بن مخلعد "السعتاذ النحعوي الحسعن النغمعة
بكتاب الله ...توفي غريقا بنهر سبو سنة .(1)949
-وعلي الحاج المعروف بععابن البقععال ،قععرأ عليععه بالسععبع ،وجععود
عليه المنجور حين كان يقرأ بالمدرسة المصباحية).(2
-وأبو القاسم بن محمد بععن محمععد بععن قاسععم بععن أبععي العافيععة
المكناسي وهو والد أبي زيد عبد الرحمن بن القاضي.
"أخذ القراءات عن الستاذ أبي عبد اللععه محمععد بععن أحمععد
بن مجبر المساري ،وعن أبي القاسم بن إبراهيععم المشععترائي،
والنحو عن أبي العباس أحمععد بععن علععي القععدومي الندلسععي...
وأجاز له ابن مجبر المذكور في القراءات وكل ما يجوز له وعنه
روايته ،قال في الجذوة بعد ذكر ما تقدم :-ولد سنة ،960وهععو
من أهل العصر").(3
-ومنهم عبد الرحمن بن قاسم أعراب أبو زيد المكناسععي" .قععرا
بفاس على شيخ القراء والنحو أبي عبد الله محمد بن أحمد بن
مجبر المساري").(4
-ومنهععم الفقيععه النحععوي المشععععارك المتفنععععن مفععتي مكناسععة
محمعد بن محمععد الغمععاري – صاحب التقييععد عنععه – قععال فععي
الجذوة" :أخذ بفاس عن محمد بن مجبر المسععاري وعععن يحيععى
263
السراج وعن أبي راشد اليدري وغيرهم ،وقرا القرآن بالمقععارئ
السبعة ،توفي بمكناسة في 23ربيع النبوي عام 1002هع).(1
-ومنهم أحمعد بعن عبعد الرحمعن بعن عبععد المععومن المسعكرادي
المصمودي ،وقد تقدم في الخذين عن ابن غازي).(2
وفي الجملة فقد قال صاحب الدوحععة فععي أبععي عبععد اللععه بععن
مجبر" :حععاز قصععب السععبق فععي طريععق النحععو والقععراءات وانتفععع
القراء به كثيرا ،ولم يبق اليوم في المغععرب إل تلمععذته فععي تجويععد
الروايات وضبطها ،توفي وقد ناهز المائة)."(3
-38محمـد بن أحمـــد بــن عبـــد الرحمـــن أبــو عبــد اللــه
اليسيتني مفتى فاس)(959-897
قال تلميذه أبو العباس المنجور فعي مشعيخته :فمنهعم شعيخنا
الفقيه المام العلمة المحقق الجامع بين فني المنقول والمعقععول،
الحاج الرحال الخطيب المفتي الصالح أبو عبد الله محمد بن أحمععد
بن عبد الرحمن اليسيتني.
"قرأ على المام شيخ الجماعة أبي عبععد اللععه بععن غععازي قليل،
وأكثر عن الفقيه الستاذ المتفنن الرحال الصالح أبععي زكريععا يحيععى
السوسععي) ..(4ثععم ذكععر مععن شععيوخه جماعععة مععن التلمسععانيين
والفاسيين وذكر له رحلة في طلب العلم إلععى المغربيععن الوسععط
والدنى ،ثم إلى مصر ثم قال:
"وشارك في تلوة القرآن العزيععز ،فقععرأ علععى شععيخ الجماعععة
المام أبي عبد الله محمد بن أحمد بن غازي بالقراءات السبع مععن
فاتحة الكتاب إلى "حععزب" و"المحصععنات" ،ثععم تععوفي الشععيخ ابععن
غازي – رحمة الله عليه – وما أظنه ختععم علععى أحععد بعععده ...وذكععر
من اهتمامه بفن التجويد أنه كان "كثيرا ما يأتي يوم الخميععس إلععى
الجذوة 1/327ترجمه 347ونحوه في نشر المثاني .1/41 ()1
264
جامع القروييععن لحضععور مجلععس الشععيخ السععتاذ أبععي القاسععم بععن
إبراهيم في "الدرر اللوامع").(1
-39محمد بن عبد الجبار الفجيجي:
ذكره أبععو جعفععر البلععوي الععوادي آشععي فععي ثبتععه وذكععر سععنده
المسلسل بالمصافحة وقوله فيه" :صافحني شيخنا وبركتنا العلمععة
سيدي محمد بن غازي بالجامع العظم عرف بالقرويين مععن فععاس
– حرسها الله – بعد صلة الجمعة تاسع شععوال عععام 895هع ع وشععد
على يدي وأمرنععي أن أشععد علععى يععده ...،وذكععر السععند المسلسععل
بمثل ذلك متصل إلى النبي – صلى الله عليه وسلم").(2
-40محمد بن عبد الواحد أبــو عبــد اللــه الغــزال صــاحب
كرسي ابن غازي بعده بالقرويين:
تقدم ذكره ضمن الجازة التي أجاز بها ابن غازي لبني إبراهيم
ولولديه ،وقععد نعتععه ابععن غععازي فيععه بععالفقيه ،وذكععره المنجععور فعي
فهرسته وذكر أنه قرأ على فقهععاء وهععران وتلمسععان ،ثععم ذكععر أنععه
"حضر كثيرا عند من أدرك من فقهاء فاس ،وكان يدرس "العمععدة"
و"الرسالة" بكرسي الشيخ أبي عبد الله بن غازي.(3)"...
)(4
التلمســاني -41محمــد بــن علــي بــن أبــي الشــرف
الشريف الحسني:
ذكر صاحب التحاف أخذه عن الشيخ ابن غازي سنة 913كما
صرح بذلك في صدر شرحه للشفاء) .(5وقععال فععي "نيععل البتهععاج":
"أخععذ عععن ابععن غععازي والععدقون وغيرهمععا ،وذكععر لععه تعليقععا علععى
"الشفاء" لعياض كتب له علععى ظهععره ابععن غععازي قععوله" :طععالعت
التحاف لبن زيدان 9-4/8ولعل التاريخ محرف عن 918كما سيأتي عند صاحب النيل. ()5
265
بعض هذا المجموع فععأعجبني ،وذلععك فععي عععام ،(1)918ولععم أقععف
على وفاته").(2
"وذكر القادري في "نشر المثاني" أنه توفي في العععام الثععاني
من العشرة السادسة – يعني من المائة العاشرة").(3
-42محمد بن علي الخطيب القصري أحد عدول ســماط
فاس:
ذكره في الجذوة وذكر أخذه عن ابععن غععازي ،وأنععه كععان أديبععا،
وذكر وفاته .(4)955
-43محمد بن محمد بن أبي جمعة الــوهراني المغــراوي
المعروف بشقــرون وبابن بوجمعة )ت 929هـ(:
إمام جليل راسخ القدم في رواية العشر الصغير ،وهو صععاحب
القصيدة اللمية "تقريب المنافع" – النفة الذكر – التي ضععاهى بهععا
"تحفة الليف" للصفار ،ولمية العامري ،وقد تقدم أنه نظمها وفرغ
منها في صفر سنة 899هع وعدد أبياتها 300بيت ،وقد نظمها وهععو
في العشرين من عمره كما قال في أولها).(5
قال في "درة الحجال"" :أحذ تلمذة ابن غازي ،وهو الذي رثاه
بقصيدته المشهورة) ،(6وأخذ أيضا عن أبععي العبععاس الععدقون وأجععاز
له) ،(7وله جزء لطيف جمع فيه مروياته عععن أبععي العبععاس الععدقون،
توفي سنة .(8)"930
()1كذا جاء في نيل البتهاج ويظهر أنععه الصععواب لن صععاحب التحععاف ربمععا نقععل عنععه ل عععن
الشرح المذكور.
()2نيل البتهاج 336ونشر المثاني للقادري .2/11
()3نشر المثاني .2/11
()4جذوة القتباس 1/245ترجمة .237
()5تقدم ذكر القصيدة في ذكر ما قام على قصيدة الصفار من نشاط علمي.
()6توجد القصيدة مخطوطة في الخزانة الناصرية بتمكروت في مجمععوع برقععم 2088بعنععوان
"تعزية في محمد بن أحمد ابن غازي لحمد المدعو شععقرون بععن أبععي جمعععة الععوهران )دليععل
مخطوطات دار الكتب الناصرية بتمكروت .(138
()7تقدم ذكر إجازته له في بيتين من الشعر في ترجمة أحمد الدقون من أصحاب ابن غازي.
()8درة الحجال 2/151ترجمة 626ونحوه في الجذوة .1/321
266
وترجم له صاحب البسععتان فقععال" :السععتاذ المتكلععم المقععرئ
الحافظ الضابط أبو عبد الله محمد ،أخذ عن الفقيه أبععي عبععد اللععه
محمد بن غازي.(1)"...
وللشيخ ابن أبي بوجمعة الوهراني مجموعة تقاييد عععن شععيخه
ابن غازي ذكرنا بعض النقععول عنهعا فععي تحقيقععات ابععن غععازي ععن
شيخه الصغير ...وتوجد منها نسخة بالخزانة الحسنية بالرباط برقم
4497بعنوان "تقييد طرر مورد الظمآن" متلقاة من شععيوخ مدينععة
فععاس ،جمعهععا أبععو عبععد اللععه محمععد بععن أبععي جمعععة المغععراوي
التلمساني )ت .(2)(929
-كما أن لععه كتابععا فععي موضععوع "السياسععة التعليميععة" باسععم
"جامع جوامع الختصار والتبيان ،فيما يععرض بيعن المعلميعن وآبعاء
الصبيان" ،وهو مخطوط ببعض الخزائن).(3
وممعا قعرره فعي الكتععاب نقل ععن سععيدي محمعد بعن يوسععف
السنوسي) (4أنه "ل يجوز إقراء من لم يحكم مخارج الحععروف ،وأن
جميع ما يأخذه سحت ،إذ كل من أعطي شيئا على ظععن حالععة فيععه
وفيه خلفها فجميع ما يأخذه سحت".
-ومما وقفت عليه من آثاره في هذا الصدد أيضا فتععوى لعلهععا
منقولة عن الكتاب السابق ذكرها ابن القاضي ومسعود جموع فععي
شرحيهما على "الدرر اللوامع" في باب الوقف على المرسوم فععي
سياق الحديث عن الوقف بالسكون والروم والشمام قععال" :تنععبيه،
قد وجد بخط شيخ شعيوخنا المعام سعيدي محمعد القصعار – رحمعه
()1البستان في ذكر الولياء والعلماء بتلمسععان لبععن مريععم المععديوني 115ونحععو فععي شععجرة
النور الزكية .277
()2يمكن الرجوع إلى وصف التقييد المعذكور فعي )فهعارس الخزانعة الحسعنية لمحمعد العربعي
الخطابي .(6/73
()3مخطوط بالخزانة الناصرية بتمكروت برقم 818في مجموع ،وطبع أخيرا.
()4هو أبو عبععد اللععه محمععد بععن يوسععف بععن عمععر بععن شعععيب الحسععني السنوسععي بععه عععرف
التلمساني )ت (895أخععذ القععراءات عععن أبععي الحجععاج يوسععف بععن أبععي العبععاس بععن محمععد
الشريف الحسني ،وله شععرح علععى الشععاطبية لععم يكمععل" .نيععل البتهععاج 329-325 :بهععامش
الديباج المذهب لبن فرحون".
267
الله – ما نصه" :هععل يجععوز الختبععار فععي الصععلة بععالقطع والوصععل
والتاء والهاء والزائد ونحو ذلك؟
"فأجاب شقرون محمععد بععن أحمععد بععن أبععي جمعععة المغععراوي
الوهراني" :الختبار فععي الصععلة بمععا ذكععر إن كععان لسععبق اللسععان
وجريانه عليه واعتياده إياه فمغتفر ،وإن كان فاعله قصد به التنععبيه
للسامعين على أحكام" .ما ذكر من فصل ووصل وتععاء وهععاء وغيععر
ذلك من الحكام ،فهو قبيح جدا ،وفاعله عرض صلته للخلف الذي
فيمن تجرد قوله بذكر للتفهيم مشهورة البطلن" .قال
"وأما "الستخبار" بلغة الطلبععة فععي غيععر الصععلة كعنععد تجويععد
اللوح ونحوه فل يحسن القدوم عليه ابتداء ،ول القصععد إليععه تعمععدا،
وليس هو من شأن فرسان هذا الفن ،وإنما يليق بمعلمي المبتدئين
والصبيان ،فالستخبار ليس بجيععد ،ومعا فعي الفاسععي) (1وغيععره معن
شراح "الشاطبية" "كفيل بإنكاره ورده").(2
يعني شرحه "اللليء" "الفريدة" النف الذكر في شروح الشاطبية )مخطوط(. ()1
نقله في الفجر الساطع وفي الروض الجامع في باب الوقف على المرسوم. ()2
268
-44محمــد بــن محمــد بـن العبـاس التلمســاني الشــهير
ببوعبد الله:
هو صاحب "شرح المسععائل المشععكلت فععي مععورد الظمععآن"
النف الذكر في شرح المورد في ترجمة الخراز .ترجم له في نيععل
البتهاج وذكر أخذه عن ابن غازي وأنه كان حيا بعد .(1)920
-45محمد بــن محمــد بــن عمــر أبــو عبــد اللــه المشــاط
المنوفى يعرف بالهزاز:
ذكره ابن القاضي في الدرة وقال" :أخععذ عععن أبععي عبععد اللععه
محمد بععن أحمععد بععن غععازي القععرآن ،وقععرأت عليععه فاتحععة الكتععاب
بسنده ...وأجاز لي سنة 993هع").(2
-46محمد الكفيف النفاسي الديب الحافظ:
من أصحاب ابععن غععازي ولععه فيععه وفععي أبععي العبععاس الععدقون
أشعار ذكععر منهععا ابععن القاضععي فععي "درة الحجععال" ومنهععا البيععات
الثلثة التي ذكرناها في ترجمة ابن غازي والععتي يقععول فععي أحععدها
في شيخه المذكور:
مثل البخاري لما جاء أتعى بعه العدهعر فعردا ل نظير
)(3
بالعتقي" له
269
-48مخلوف بن علي بن صالح البلبالي الفقيه القاضي:
قال في الجذوة "أخذ بفاس عن ابن غععازي وغيععره ولعه رحلععة
وسماع وسند ،ثم ذكر وفاته في حدود .(5)"950
-49يحيى بن مخلوف أبو زكريا السوسي:
ذكره المنجور في ترجمععة شععيخه اليسععيتني وذكععر أخععذه عععن
التلمسانيين أصحاب السنوسي وعلععى البجععائيين والفاسععيين كععأبي
عبد الله بن غازي وأبي العباس الونشريسي ومعاصريهما ،ثم ذكععر
وفاته بالطاعون العام سنة .(1)"928
-50محمــد بــن أبــي جمعــة أبــو عبــد اللــه الهبطــي )ت
930هـ( صاحب "تقييد الوقف":
وقد ختمنا به هذه السلسلة من الصحاب لنه كان أعظم أهل
زمنه تأثيرا في مسار المدرسة المغربية من الناحية العملية ،وذلععك
بما ينسب إليه من الوقف الععذي قيععد عنععه والععذي هععو عمععدة قععراء
المغرب إلى اليوم.
وم معن خللهععا
ونظرا لهذه الهمية نقف معه وقفععة خاصععة نقع ّ
هذا التأثير وما قوبل به من خلله من استحسان واستهجان.
فهرس المنجور ،30-29وله ترجمة في الجذوة 1/544ترجمة 631ونيل البتهاج .359 ()1
270
الفصل الثاني:
المام أبو عبد الله الهبطي
صاحب الوقف الرسمي عند
أهل المغرب و"تقييد
الوقف" المنسوب إليه
ومدى صلته بالشيخ ابن
غازي وما قوبل به قديما
وحديثا من استحسان أو
استهجان.
لعلي في حديثي عن وقف المام الهبطي ل أملك جديدا كععبير
الهمية أدلي به فعي موضععوع هععذا الوقععف ومعن قيعده والشخصعية
العلمية التي اقترن بها ،وذلك بعد أن قتل ذلك بحثا بصفة انفرادية،
سواء على يد من قام عنه بدراسة جامعية مستقلة بعنععوان "تقييععد
وقف القرآن الكريم – دراسة وتحقيق") ،(1أم من لععدن طائفععة مععن
القلم التي تعرضت له من حيث قيمته التاريخية ومكععانته العلميععة
في المدرسة المغربية) ،(2أم من لدن بعض من توجهوا إلى انتقععاده
وبيان ضعف مواقفه أو فسادها والععدعوة إلععى التخلععي عنععه ووضععع
بديل له تراعععى فيععه القواعععد والضععوابط الععتي حععددها علمععاء هععذا
الشأن ،على نحو ما جرى في المشرق العربي عند طبع المصاحف
المتداولة برواية حفص عععن عاصععم تحععت إشععراف عععدد مععن كبععار
علماء مشيخة القراءات بالزهر الشريف بمصر.
ولكني مع هذا ل أجدني في سعة من المر – وأنا أتحدث عععن
المدرسة المغربية في قراءة نافع وخصائصها – إذا أنا تجاوزت هععذا
()1الشارة إلى الدراسة القيمة التي قام بها الستاذ الدكتور الحسن وكاك بهذا العنععوان تحععت
إشراف شيخنا الستاذ الدكتور التهامي الراجي الهاشمي ،وتقدم بهععا للحصععول علععى دكتععوراة
السلك الثالث من دار الحديث الحسنية بالرباط ،ثم طبع ذلك في كتاب هو مععن مصععادرنا فععي
هذه الدراسة وإن كنت قد كتبت عن الوقف قبل طبع الكتاب.
()2نشرت بحوث كثيرة عنه في مجلة دعوة الحق منها عدد بقلم الستاذ سعيد أعراب.
271
الموضوع دون أن أوليه نصيبه من الهتمام مععع مععا أمسععى لععه مععن
ارتباط مكين بهذه المدرسععة مععن الناحيععة العمليععة والتاريخيععة معععا
حتى اعتبر "العنوان البارز للمصحف المغربي ،والطععابع الشخصععي
لمدرسة نافع المذهب الرسمي للدولة").(1
ثم كان أيضا مما حدا بي إلى كتابة هذا الفصل عن هذا المام
ومععا يعععزى إليععه مععن الوقععف مععا وقفععت عليععه فععي بعععض كتابععات
المتأخرين من إجحاف بحقه بلغ أحيانا إلى حد الزراء بععه والوقيعععة
فيه واتهامه بأنه "ل يعرف النحو" ،أو "لم يقرأ المقدمة الجرومية"
"أو أنععه" ل يرجععع فععي وقععوفه إلععى قاعععدة مععن علععم العربيععة أو
القراءات أو التفسير" إلخ).(2
هذا مع شهادة أئمة هذا الشأن له بالحذق في أكععثر مععن فععن،
ولسيما في علم النحو كما سيأتي.
وأخرى أيضا هي من باب النصاف لصععاحب الوقععف – ولععم أر
من تعرض لها فوفاها ما تستحق – وهععي عععرض الوقععوف المتقععدة
عليه على المصادر الععتي تهتععم بنقععل أقععوال العلمععاء فععي موضععوع
الوقف والبتداء ،وذلك لمعرفة مصادره من جهة ،وتمييز مععا انفععرد
به من أوقاف عما شاركه فيه غيره وسععبقه إليععه ،وبالتععالي لتتععوجه
اللئمة إذا توجهت – إليه مع من أخذوا بمثععل مععذهبه حععتى ل يظععن
ظان أنععه اخععترع فععي هععذا المجععال أقععوال لععم يقععل بهععا أحععد ممععن
تقععدموه ،لسععيما وأن طائفععة مععن تلععك الوقععوف المنتقععدة دل
الستقراء لها على أنه ربما راعى فيها مذهب نافع المروي عنه في
وقف التمام ،فوافقه فيما روي عنه ،بالشخص تارة – كما سيأتي –
وبالنوع تارة أخرى ،إذ من المعلوم أن لنافع كتابا فععي الوقععف حععدد
فيه مواضع وقف التمام ،وأشار إلى كثير منهععا المؤلفععون فععي هععذا
الفن .ثم إني وقفت على بعض الشارات التي تدل على أن طائفة
من تلك الوقاف المنتقدة ليس هو المسؤول عنها ،إذ هناك ما يدل
سعيد أعراب دعوة الحق العدد 273ص 156السنة .1989 ()1
272
على أن هذا التقييد الععذي بيععن أيععدينا قععد مععر عععبر مراحععل تعععرض
خللها لطائفة من التعديلت أو الضافات ربما كان بعضععها مسععؤول
عن طائفة من تلك المواقع التي يتوجه إليها النتقاد.
وليس معنى هذا أني أدافع عن تلك المواقع وأدعو إلى البقاء
عليها على حالها ،وإنما غرضي أن أبين أن الشيخ في غععالب الظععن
هو بريء من عهدتها إذ لم يكععن لهععا محمععل مقبععول ل مجععال معععه
لتمحل ول تكلف ،وأن هذا بالتالي يجعلنا نحتاط في الحكم ونععترفق
في إبداء الملحظة .ولن إلقاء الحكععام بل ضععوابط يبتسععر البحععث
وكثيرا ما يفضي إلى غمط الحق والبناء على النقاض.
-ترجمة المام الهبطي:
وحتى ل أبدأ بتقععديم النتععائج الععتي وصععلت إليهععا مععن خلل مععا
وقفت عليه حول "تقييد الوقف" وما أحاط به من غموض ،أسععتهل
عملي بتقديم تعريف موجز أو كالموجز بالمام الهبطي الذي يععزى
إليه هذا الوقف ويمهر باسمه ،وذلك لما هو ملحوظ بشععكل غريععب
في المصادر القريبة من زمنه من أنها ل تكاد تزيد في التعريف بععه
على سطر أو سطرين ،ثم جاء بعض معن كتبعوا عنعه ممعن تععأخروا
عن زمنه بكثير فأضافوا بعض المعلومات التي نجدها مجموعة عند
صاحب "السلوة" ،فتكون من مجموع ذلك قععدر ل بععأس بععه يميععط
بعض الغموض حول التاريخ العلمي لهذا المام الذي لم ينصفه هذا
التاريخ بوجه عام.
فهذا ابن القاضي ل يزيد في كععل مععن الجععذوة والععدرة ولقععط
الفرائد عن قوله فيه – واللفععظ لععه فعي الجععذوة" :محمععد بععن أبععي
جمعة الهبطي السععماتي) (1السععتاذ صععاحب وقععف القععرآن العزيععز،
توفي بمدينة فاس سععنة .(2)"930ويقععول فععي "لقععط الفععرائد فععي
وفيات سنة 930هع:
273
"وفيها توفي الستاذ محمد بن أبععي جمعععة الهبطععي السععماتي
صاحب وقف القرآن العزيز بمدينة فاس").(1
ويقول صاحب "كفايععة المحتععاج" و"نيععل البتهععاج" معععا بلفععظ
واحد فيهما" :محمد بن أبي جمعة الهبطي عالم فاس ،تععوفي عععام
430هع").(2
أما القادري فيفيض نوعا ما في ترجمته فيميز أول بينععه وبيععن
رجلين يشتركان معه في نسبته "الهبطي" ويختلفان معه بالشخص
فيقدم تعريفا بهما أول ثم يقول" :وليس واحد منهما محمد بن أبععي
جمعة الهبطي الصععماتي )ت (930صععاحب "تقييععد وقععف القععرءان
العظيم" فإنه:
"محمد بن أبي جمعة الهبطي الصماتي – بالصاد والميم والتاء
كما رأيته بخط من يعتمد وصحح عليه – فتععوفي هععذا بمدينععة فعاس
سنة 930ثم قال :قاله في الجذوة ،وقبره مععروف بطالععة فعاس
قرب الزربطانية وهو ممن أخذ عن ابن غععازي ،وعنععه قيععد الوقععف،
رحم الله الجميع").(3
وهكذا انتهينا أخيرا مع القادري )ت (1187إلى معرفة أنه هو
"صاحب تقييد وقف القرآن العظيم" ،وأنه أيضا أخذ عن المام ابععن
غازي وعنه قيد الوقف" ،وهذه أمور مهمععة لنععا عععودة إلععى الفععادة
منها.
ونلحععظ إلععى الن أن الهععم كععان منصععرفا إلععى تحديععد اسععمه
ونسبه ووفاته ومكان دفنه ،ولم يعتن منه بالجانب العلمي عنععده إل
بالشارة العامة فعي قعول صعاحبي الكفايععة والنيععل "ععالم فعاس"،
وإشارة القادري إلى أخذه عن ابن غازي ،ول شععك أن هععذا تقصععير
في حق الشيخ ل ينسجم بحال مع هذا الثر الذي كان له مععن خلل
274
تصدره من جهة ،أو من خلل ما خلفه من هذا التقييد الذي ينسععب
على كل حال إليه.
وقد حاول صاحب السلوة أن يعوض شيئا من ذلععك ،لكنععه هععو
أيضا لم يتحعدث ععن مشعيخة المعام الهبطععي ومنزلتعه فعي العلعم
وأثععره فععي العصععر ومشععاركته فععي تخريععج قععراء العصععر ،واكتفععى
بطائفة مععن التحليععات الععتي قععد يسععتفاد منهععا أنهععا تعععبر عععن ذلععك
إجماليا ،ثم تعرض لذكر تقييعده المنسعوب إليععه فعي وقعف القععرآن
العزيز وساق بعض المعلومات المفيدة حوله ،وهذا مجمل ما ذكره
من ذلك:
"ومنهم الشيخ المععام العععالم العلمععة الهمععام الفقيععه السععتاذ
المقرئ الكععبير النحععوي الفرضععي الشععهير الععولي الصععالح ،والعلععم
الواضععح ،أبععو عبععد اللععه سععيدي محمععد بععن أبععي جمعععة الهبطععي –
منسوب لبلط الهبععط – الصععماتي الفاسععي ،صععاحب "تقييععد وقععف
القرأن العزيز" ،توفي بمدينة فاس سنة ...930
ثم نقل ما ذكره في "كفاية المحتاج" كما ذكرناه آنفا ،وتطرق
للحديث عن الوقف المقيد عنه مما سنعود إلى الحديث عنه).(1
ومن استعراض ما تضمنته هععذه الععتراجم نجععد أن المعلومععات
التي فيها ل تكععاد تفيععد شععيئا إل فععي معرفععة نسععب الشععيخ وبعععض
صفاته وتاريخ وفاته ومكانها ،ول تسمي من شععيوخه إل ابععن غععازي
وبشكل عرضي ،ول تذكر من أثره العلمي إل أنه "قيد عنه الوقف"
على قراءتها بضم القاف – كما رأى بعضهم – أو "قيد" بفتح القاف
على قراءة ثانية ومؤداها أنه قيده عن شيخه ابن غازي.
أما متى ولد ؟ وعلى من قرأ ؟ وأين تصععدر ؟ ومععن أخععذ عنععه
من علماء فاس وقرائها ؟ فل شيء في كتب التراجم ،إل ما ذكره
القادري من أخذه عن ابن غازي ،ومن هنا كان هذا الستغراب فععي
275
محله الذي عبر عنه الستاذ الحسن وكعاك فعي مقدمعة دراسعته لعع
"تقييد وقف" الهبطي حين قال:
"هذا ومن الغريب أن يكون الشيخ الهبطي مشهورا ومغمععورا
فععي آن واحععد ،كععان مشععهورا فععي أوسععاط قععراء المغععرب باسععمه
ووقفه ،وكان مغمورا لدى الجميع فيما سوى ذلك ،حتى إننا لنجهععل
الكثير عن شيوخه وتلمذته وآثاره ،فلم نكد نسمع من شيوخه أحدا
سععوى ابععن غععازي المكناسععي ،ومععن تلمععذته أحععدا غيععر ابععن عععدة
الندلسععي والشععيخ السنوسععي كمععا يسععتفاد مععن الحكايععة السععابقة
بينهما.
"وأما عن آثاره فلم يعرف له إل هذا التقييععد الععذي بيععن أيععدينا
والذي يعتبر الطابع الشخصي للمدرسة القرآنية بالمغرب والعنععوان
البارز المميز للمصععحف المغربعي ،ععن غيععره معن المصععاحف فعي
العالم السلمي") ،(1وإل "عمدة الفقير في عباد العلي الكبير)."(2
ثم استنتج الستاذ الدكتور وكاك من وصف صاحب السلوة لعه
بع "الستاذ المقرئ" ومن سبب قدوم الشيخ السنوسي عليه بفاس
أنه وإن كان يتقن عدة فنون كما تدل عليه باقي التحليععات الععواردة
في ترجمته في "السلوة" فإنه "تخصص في فن القراءات وصناعة
الرداف ،وبتلقينها ونشرها ونشر وقفة هذا مل حيععاته العلميععة" ثععم
بنى على ذلك أنعه "إذا ثبعت لعدينا بمعا تقععدم ذكععره معن أن الشععيخ
الهبطي كان من أسععاتذة القععراءات والمتفرغيععن للقععراء فععي جععل
أوقاته سهل عليها أن ندرك السب الذي من أجله قلععت آثععاره ولععم
تشتهر شيوخه وتلمذته ،ذلك السبب هو انصراف أهععل "الروايععات"
المتأخرين عادة عن كل شيء إلى إتقان صناعة الرداف وما يتصل
بها من الحكام)."(3
()1أشار إلى كتاب "الحركة الفكرية بالمغرب أيام السعديين" للدكتور محمد حجي ص .140
()2أشار إلى أنه مخطوط بالخزانة العامة بالرباط رقم 2008د ضمن مجموع.
()3تقييد وقف القرآن الكريم للشيخ محمد بن أبي جمعة الهبطي – مقدمععة الدراسععة للععدكتور
وكاك .21-20
276
ثم وقفت في القسم الول من "السلوة" أيضععا علععى تحليععات
أخععرى للشععيخ الهبطععي فيهععا مزيععد مععن التأكيععد علععى منزلتععه فععي
القراءة جاء فيها قوله:
"كان عالم فاس في وقته ،فقيها نحويا فرضيا ،أسععتاذا مقععرئا،
عارفا بالقراءات مرجوعا إليها فيها ،وكان موصععوفا بععالخير والفلح،
والبركة والصلح ،ذا أحوال عجيبة ،وأسرار غريبة ،أخذ عععن الشععيخ
ابن غازي وغيره").(1
مكانـــة المـــام الهبطـــي فـــي القـــراءة وعلومهـــا
ومشاركته لبن غازي في شيخه الكبير وأعلم تلمذته:
ولقععد وقفععت فعي فهرسعة المعام المنجعور وفعي طائفعة معن
المؤلفات في القراءة على إشارات مفيدة في هععذا البععاب تكشععف
بعععض الغمععوض عععن جعانب مععن جععوانب شخصععية المعام الهبطعي
ومكانته العلمية لم أر من نبه عليها ،وأهم هذه الشارات:
أ -أخذه عن المام أبي عبــد اللــه الصــغير شــيخ أبــي
عبد الله بن غازي ،وقد جاء ذلك فععي سععياق إجععازة المععام أبععي
العباس المنجور بما في فهرسته لملك عصععره أبععي العبععاس أحمععد
المنصور السعدي ابن محمععد الشععيخ المهععدي" حيععث قععال بعععد أن
سمى له ما أجازه به وسمى مععن أخععذ عنهععم وذكععر شععيوخهم مععن
أصععحاب ابععن غععازي والععدقون والهبطععي والحبععاك" :وأخععذ شععيخ
الجماعة أبو عبد الله ابن غازي عن المععام الحععافظ أبععي عبععد اللععه
القععوري اللخمععي والسععتاذ الكععبير أبععي عبععد اللععه الصععغير الوربععي
النيجي ،وغيرهما ممن احتوت عليه فهرسته ،لكن هذان عمدته.
"والدقون والهبطي عن الستاذ الصغير ،والحباك عععن السععتاذ
الصالح أبي داود سليمان بويعربين) (2عن الستاذ الصغير ،وهو عععن
في فهرس المنجور "بويقربين" وقال )كذا( والصحيح ما اثبتناه ،وقد تقدم التعريف به. ()2
277
أبي الحسن الورنتاجي الشهير بالوهري وعن أبي العباس الفيللععي
وغيرهما").(1
وهذه الشارة كما ل يخفععى مفتععاح جديععد للععدخول فععي بحععث
مصادر الهبطععي علععى القععل سععواء فععي القععراءة وعلومهععا أم فععي
"تقييد الوقف" المنسوب إليه.
فأمععا فيمععا يتعلععق بععالقراءة فتجعلععه هععذه الشععارة المفيععدة
مشاركا لبن غازي في أهم شيخ له فععي القععراءات وبعذلك يسعتوي
سنده معه من طريقه ،بل ربما فاقه من حيث الهمية بالنسبة لمن
أخذوا عنه بعد موت ابن غازي ،لن روايته عنععه علععت لتععأخر وفععاته
عن وفاته بأزيد من عشر سععنين ،وإن كععان قععد بقععي بعععده جماعععة
ممن رووا عن الصغير كأبي العباس أحمد بن محمععد الحبععاك الععذي
تقدم في أصحاب ابن غععازي أنععه )ت سععنة 938هععع( ،وكيحيععى ابععن
عبعععد الله بن بكعععار المحمعدي الذي تقدم فععي أصحعععاب الصعععغير
أنه ععاش إلى سنة 956هع.
وأما الجانب الكثر قيمة في هذه الشارة فهو يتعلق بع "تقييععد
الوقف" ،إذ تجعل عمله في هذا التقييد ليس نابعا من فععراغ ،وإنمععا
هو إما محاكاة لعمل تقدمه ،أو معارضة له ،أو تعديل فيه.
وذلك لما نعرفه من وجود تقييد آخر للوقف قيد عن أبععي عبععد
الله الصععغير ،ونسععخته الخطيععة الععتي ل نعععرف لهععا ثانيععة مععا تععزال
محفوظة في الخزانة الناصرية بتمكروت تحت الرقم 1657وتحت
هذا العنوان "تقييد وقف القععرآن عععن السععتاذ محمععد بععن الحسععين
الملقب بالصغير").(2
ولما كان أبو عبد الله الصغير النيجي قععد تععوفي سععنة 887هع ع
كما تقدم في ترجمتععه فمعنععى ذلععك أن فكععرة تقييععد وقععف شععامل
278
للقرآن الكريم قديمة في الزمن ،وربما تعععود إلععى منتصععف المععائة
التاسعة ،وإذا كان المر كذلك فربما كععان كععل مععن الهبطععي وابععن
غازي معا وعامة من أخذوا عن الصغير قد اطلعوا عليها في حينهععا،
هذا إذا لم يكونوا قد شاركوا فيهععا إمععا بطريععق الداء علععى منوالهععا
أثناء قراءتهم على الشيخ ،وأما باستخراج ذلك مععن وقفععات الشععيخ
التي كان يتحراها أثناء الداء ،هذا إن لم يكععن ذلععك قععد أخععذ مكععانه
في اللواح على يده ووضعت لعه بععض العلمعات الدالعة عليعه إمعا
كلمة "صه" أو غيرها).(1
وحينئذ وبناء على هذه الحتمالت فلن يكون الشيخ ابن غععازي
ومترجمنا هنا أبععو عبععد اللععه الهبطععي بعيععدين عععن هععذا العمععل إمععا
إسهاما فيه في صورته الولى وإمععا عععدول عنععه أو تعععديل فيععه فععي
صور لحقة ربما كان أهمها وآخرهععا التقييععد الععذي فععي اليععدي الن
بعد أن مر هو أيضا بمراحل مشابهة كما سياتي.
وإذا صح لنا هذا بناء على ما تقدم ،فإنه ل يبقععى لحععد مسععتند
في دفع أن يكون الهبطي قد قيععد هععذا الوقععف عععن ابععن غععازي ،أو
على القل في صورته الولى قبل أن ينظر فيه الشيخ فيجري عليه
من التعديل ما يراه مناسععبا ،ويكععون العمععل بععذلك قععد تكامععل فيععه
تعاون الشيخين معا لنجازه في صععورته الععتي قيععدت عععن المتععأخر
منهما في الوفاة وهو الشععيخ الهبطععي ،وربمععا فعل ذلععك كلععه علععى
سبيل التعديل لوقف شيخهما الععذي كععان فععي الغععالب صععاحب أول
تجربة في هذا المجال.
ويشهد لذلك ويقويه ما ذكره الشيخ الععدكتور وكعاك فععي بحثععه
من أنه اطلع بعد سنتين من كتابة بحثه في مكتبة الزاوية الناصععرية
على وقفية منسوبة إلى الشيخ محمد الصغير شيخ ابن غازي قال:
()1يمكن الرجوع إلى بحث تطورات العلمة التي يشار بها إلى موضع الوقف في "تقييد وقععف
القرآن الكريم" المطبوع للدكتور الحسن وكاك . 170-38
279
"وقد قابلت بينهعا وبيععن تقييععد الشعيخ الهبطعي فلحظعت أنهعا
تختلف مع تقييد الهبطي في خمسمائة موضع ،قعال" :ووجعود هععذه
الوقفية يفيدنا أن المغاربة كانوا من قبععل الهبطععي يعرفععون أنواعععا
أخرى من تقييد وقف القرآن الكريم").(1
ب – أمــا الشــارة الثانيــة المهمــة أيضــا فــي إدراك
منزلة أبي عبد الله الهبطي العلمية فقععد جععاءت فععي سععياق
ذكر أبي العباس المنجور لمشيخته ،وذلك في ترجمة أبععي القاسععم
بن محمد بن إبراهيم -صاحب ابن غازي -الذي قال عنه المنجور -
كما تقدم " :-كان من الساتيد المعتبرين ،عارفا بعلوم القععرآن أداء
ورسعععما وتفسعععيرا ممتعــا مــن الكتــب العلميــة التفســير
والحديث والعربيــة وغيــر ذلــك ممــا جمعــه صــهره :والــد
زوجته الستاذ الكبير ،ذو النحو الغزير ،الفقيه الفرضي،
أبو عبد الله الهبطي ،وهي إعانة كبيرة على الطلب").(2
فرجل له مثل هذه الخزانة المتنوعععة الغنيععة يصععهر إلععى مثععل
هذا الستاذ البارع في القراءات وعلومها ويوصف بع "الستاذ الكبير
ذي النحو الغزير ...إلخ" هل من المقبول أن يعتبر فععي زمنععه نكععرة
من النكرات ،فضل عن أن يوصم لدى بعض من كتبععوا عععن التقييععد
المنسوب إليه في وقف القرآن الكريم بالجهل بمبادئ العربية ولعم
يقرا المقدمة الجرومية) (3؟
إنه إذن بشهادة المام المنجور )995-928هع( "الستاذ الكبير
ذو النحو الغزير ،الفقيه الفرضي" ،هذه التحليات الربع التي الععتزم
بوصفه بها في مواضع عديدة من فهرسته) ،(4وذلك منعه يعدل علعى
أنهععا ليسععت مععن قبيععل المجازفععة والنعععوت الجععاهزة الععتي اعتععاد
سيأتي بعض هذه المغامز عند صاحب "منحة الرؤوف المعطي". ()3
280
المؤلفون إرسععالها بغيععر قيععد ول سععند مععن واقععع حععال كععثير ممععن
يترجمون.
ج -أما الشارة الثالثة الدالة على رســوخ قــدمه فــي
الفــن واعتبععار علمععاء هععذا الشععأن لمععذاهبه فععي قضععايا القععراءة
وعلومها فتتعلق بالنقول الععتي نجععدها عنععد طائفععة مععن الئمععة فععي
مسائل من خلفيعات الرسععم والضععبط ،وربمعا كعانت لعه فعي ذلعك
رسائل صغيرة أو مقيدات أثرت عنه ذهععب بهععا الزمععان كمععا ذهععب
بكثير من آثار علماء العصر – فمن ذلك مجموعة مععن النقععول عنععه
وقفت عليها على حاشية "تقييد على ضبط الخراز" من شععرح أبععي
زيد عبد الرحمن القصري الشهير بالخباز وبالفرمي -النععف الععذكر
في شراح تفصيل عقد الدرر لبععن غععازي ،(1) -فقععد جععاء فيععه عنععد
قول الخراز:
نقط وما سهل بالحمراء فضبط ما حقق بالصفراء
قوله :قال الهبطي" :قوله "فضبط مععا حقععق بالصععفراء" ،أي:
فصورة ما حقق بالصفراء ،وأما الضبط حقيقة فهو كناية عن شكل
الحرف".
وقال في تعليق آخر في التقييد نفسه" :قال الهبطي – رحمععه
الله " :-النقط في "موجل" وما في معناه عبارة عن الحركة ل عن
الهمز ،بدليل نصهم على جعل النقطة في "أؤنبئكم" أمام الععواو ،إذ
لو كانت عبارة عن الهمز لكان على الواو ،إذ المضعموم غيعر ألعف،
والهمز يكون فوقه ،نحو "يكلؤكم"و"سنقرئك").(2
-ووقفت على نحو مععن هععذا فععي اهتمععامه بالرسععم ومسععائل
الخلف فيه في التقييد النف الذكر الذي قيععده محمععد بععن العربععي
()1تقدم ذكر هذا التقييد في العمال العلمية التي قامت على مورد الظمآن وذيله عمدة البيان
في الضبط ،وهو من الذخائر التي كانت محفوظة في بعععض الزوايععا الصععوفية بآسععفي وقفععت
عليه في مجموع عتيق بيد شاب يدعى توفيق بين المععؤذن بآسععفي وعليععه آثععار تحععبيس علععى
زاوية قديمة .ومعه شرح على الجرومية مؤرخ بعام 1000هع.
()2تقييد على الضبط من شرح أبي زيد القصري الشهير بالفرمي.
281
الكومي المعروف بالغماري عن أستاذه وشيخه أبععي عبععد اللععه بععن
مجبر صاحب ابن غازي بفاس جاء فيه قوله عند قول الخععراز" :مععا
جاء من أعرافها لمربما:..................
"وأما الخر وهو "بضاعة مزجاية" فذكر عن الستاذ أبععي عبععد
الله الهبطي – رحمه الله – أنععه كععان يقععول بإثبععاته كععالول ،فيثبععت
الطرفين وبحذف ما عداهما").(1
-ووقفت على طرف من مباحثه في الفععن أيضععا عنععد المععام
أبي زيد بن القاضي في فرش الحروف من "الفجر السععاطع" عنععد
قول ابن بري" :وإنما النسي ورش أبدله.....قال ابن القاضي:
"وجدت في بععض التقاييعد" :وأمعا النسعي فيفعرق بينعه وبيعن
"بالسوء" و "النبيء" قال الهبطي" :النسي لورش بالوقص والشد،
وليس كذلك "بالسوء" و"النبي") (2لن النسي مبععدل فععي الحععالتين
بخلفهمععا فإنهمععا فععي الوصععل خاصععة ،و"النسععي" لقععالون عقععص،
وكععذلك "أوزعنععي" ،ولععورش وقععص ،قععال :نصععوا عليععه ولععم أره –
انتهى).(3
ل هععذه النقععول فععي موضععوعي الرسععم والضععبط علععى أفل تد ُ ّ
إمامة للشيخ الهبطي في الفن؟ ثم أل يدل اعتماد مثععل ابععن مجععبر
له وهو غالبا من تلمذته ،ثععم معن بعععده كعأبي زيعد الفرمعي الخبععاز
والغماري وابن القاضي – على مكانة من التحقيق والحذق مشععهود
له بها من لدن أهل هذه الصناعة ؟ أو ليس أهل مكة أدرى بشعابها
كما يقول المثل ؟
د -الشارة الرابعة تتعلق بأخذ عدد من المبرزين من
أصحاب ابن غازي عنه:
()1تقدم ذكر التقييد في ترجمة أبي عبد الله محمد بن أحمد بن مجبر المساري.
()2يعني "لمارة السوء إل ما رحم ربععي" وقععوله تعععالى "ل تععدخلوا بيععوت النععبيء إل أن يععؤذن
لكم" وقوله "إن وهبت نفسها للنبيء إن أراد النبيء" – الولى في يوسف ،والباقي في سورة
الحزاب ،وذلك في رواية قالون في قراءته لها بالبدال مع الدغام.
()3الفجر الساطع )فرش الحروف(.
282
ودللتها على إمامته ومكانته واضحة ،لنهم إن كانوا قد أخععذوا
القراءة أو العربية أو غير ذلك مما كععان مععبرزا فيععه معع وجععود ابععن
غازي بالحضرة فهذا دليل ساطع علععى نبلععه وعلععو كعبععه .وإن كععان
أخذهم عنه بعده مع جللة أقدارهم وتلقيهم عنععه للقععراءات السععبع
وعلومها ولعامة علوم الرواية وإجازتهم بذلك كما تقدم فهو أعظععم
دللة على معا ذكرنعاه لعه ،ومعن اسععتعراض أسعمائهم كمعا ذكرهععم
المام أبو العباس المنجور نجد أنهعم الصعفوة المعتععبرة معن رجعال
مدرسة ابن غازي ،فمنهم:
-1عبــد الرحمــن بــن محمــد بــن إبراهيــم الــدكالي :أحععد
الحاملين لجازة ابن غازي بما في فهرسعته معع إخعوته الثلثعة كمعا
تقدم ،ذكره المنجور وذكر أخذه عن والده وعن الشععيخ ابععن غععازي
"وعن غيرهما كالستاذ النحوي الفقيه الفرضععي أبععي عبععد اللععه بععن
أبي جمعة الهبطي.(1)"...
-2عبد الواحــد بــن أحمــد بــن يحيــى الونشريســي :ذكععر
المنجععور أيضععا أخععذه عععن والععده وابععن غععازي وغيرهمععا "كالسععتاذ
النحوي الفقيه الفرضي أبي عبد الله بن أبي جمعة الهبطي.(2)"...
-3علي بن عيسى أبو الحسن الراشدي الستاذ النحوي:
ذكره أيضا وذكر أخذه عن ابن غازي وعععن معاصععريه مععن السععاتيذ
كالستاذ الدقون والستاذ الهبطي والستاد الحباك.(3)"...
-4أبو القاسم بن محمد بن إبراهيم أحــد أكــابر أصــحاب
ابن غازي من الربعة الذي سماهم في إجازته ،ومن طريقه عنععه
يسند القراءات من طريق ابن غازي من المتأخرين.
ذكر أبو العباس المنجور أنه كان صهرا للشععيخ أبععي عبععد اللععه
الهبطي على ابنته ،وأنه كان ممتعا بسبب ذلك بالخزانة الغنية التي
.15-87-88 ()3
283
كانت في هذا البيت مما كان عونا له على الطلب ،كما ذكر أنه أخذ
عن شيخ الجماعة المام أبي عبد الله بن غازي وعن الفقيه الستاذ
النحوي الفرضي أبي عبد الله محمد الهبطي وعن غيرهما").(1
-5محمد بن علي بن عدة أبو عبد الله العدي الندلسي:
ذكره المنجور أيضا وذكر أخذه عععن ابعن غععازي وععن أبععي العبعاس
الععدقون" ،وعععن السععتاذ النحععوي الفقيععه الفرضععي أبععي عبععد اللععه
الهبطي").(2
أمع أخذ أمثعال هععؤلء العلم عنعه يكعون مثععل أبعي عبعد اللععه
الهبطي نكرة من النكععرات؟ أم يبقععى هنععاك مجععال لتهععامه بقصععر
الباع في العلم أو ضعف المنة في العربية ؟.
لقد تعمدت السترسال فعي هععذا البيععان لوكععد إن كعان المععر
يحتاج إلى تأكيد على أن الرجل كان من أعلم هععذا الشععأن ،وممععن
تعقد عليهم الخناصر فيه كما يقال ،إل أن التقييد المنسوب إليه قعد
اكتنفته ظروف ل يمكن الجزم معها بنسبة كل ما فيه إليه ،وخاصععة
تلك المواقف التي اتخذها بعض المتأخرين ذريعة إلى الوقيعة فيععه.
وهو إلى جانب ذلك مسبوق إلى أكثرها مما ل تتععوجه معععه اللئمععة
إليه وحده إن توجهت.
ولنا عند هععذه النقطععة وقفععة خاصععة يقتضععيها إنصععاف الرجععل،
وتتعلق بمحاولة الجابة عن السؤال التالي:
هل كان المام الهبطي ،وهو بصدد تقييععد الوقععف المععأخوذ عنععه
يراعي مععذهب المععام نععافع فععي وقععف التمععام ويعععود إلععى المصععادر
المعتمدة عند أهل هذا الفن؟ وبمعنى آخر هل كان الهبطي مسععبوقا
إلى طائفة من المواقف التي انتقدت عليه؟ أم أنه جاء فيها ببدع من
القول ليس هناك من تقدمه إليه ؟
حدود اتباع المام الهبطي لمذهب نافع في الوقف:
نفسه .65-13 ()1
284
لقد سبقني إلى التنبيه على هعذه القضعية السععتاذ وكعاك فيمعا
تعرض لععه فععي المبحععث الخععامس مععن دراسععته عععن "تقييععد وقععف
القعرآن" للشعيخ الهبطعي تحعت عنعوان "فعي ذكعر معذاهب القعراء
السبعة في الوقف والبتداء ،ومرونتهععا فععي بععاب الداء" حيععث أثععار
القاعدة الصولية المقررة عند علمععاء الفععن ،وملخصععها أن القععارئ
للقرآن لما كان "يقرؤه بإحدى الروايات الثابتععة ،وكععان عنععد قععرائه
إنما يلتزم رواية واحدة ،إل في حالة الجمع بالسبع أو العشععر ،كععان
لزاما عليه أن يعرف الصل الذي اختاره إمامه في الوقف ،لنه من
ضوابط روايته ،وحتى ل يخالفه في ذلك فيحكي عنعه خلف معا هععو
معععروف عنععه) (1خصوصععا فععي الوقفععات الععتي لهععا علقععة بععأوجه
القراءات كالتي خععالف فيهععا نععافع ابععن كععثير) (2والععتي اختلععف فيهععا
القراء السبعة فيما بينهم وصل ووقفا ...من أجل هذا تتأكععد معرفععة
مذاهب القراء السبعة في الوقف والبتععداء ،معع العلععم بعأن الععتزام
مععذهب أي إمععام فعي الوقععف خععارج مععا كععان منععه معن قبيععل هععذه
الوقفععات المنصوصععة ليععس بلزم للقععارئ لععزوم الروايععة لععه ،لن
الرواية سنة منقولة ععن رسععول اللععه – صععلى اللععه عليععه وسععلم –
والوقف والبتداء اختيار شخصي مبني إما علععى تعمععد رؤوس الي،
وأما على تمام المعنى.
"ولتأكد معرفة هذه المذاهب على القارئ يقععول ابععن الجععرزي
في "النشر" " :لبد من معرفة أصععول مععذاهب القععراء الئمععة فععي
الوقععف والبتععداء ،ليعتمععد فععي قععراءة كععل إمععام علععى مععذهبه
وطريقته").(3
()1يمكن الرجوع إلى بسط هذا الموضوع في النشر لبن الجزري .1/238
()2نقل الكتور وكاك هنا بالهامش أرجوزة من 14بيتا أولها" :وهاك ما خالف فيه ابن كثير في
الوقف نافعا على الخذ الشهير إلخ وأشار إلى وجودها مخطوطة غير منسوبة وعلععى احتمععال
كونها لبعض تلمذة ابن القاضي وهو أحمد بن عثمان البوزيعدي كمعا ذكعر ذلعك السعتاذ سععيد
أعععراب فععي الميثععاق عععدد 150س 9ص " .4وقععد وقفععت علععى القطعععة المععذكورة مععرات
منسوبة لبي زيد بن القاضي نفسه ،ومنها مخطوطة عتيقة بخوانة أوقععاف آسععفي ،ولععه أيضععا
أرجوزة أخرى في الخلف بين نافع والبصري في الوقف أيضا.
()3النشر .1/238
285
ثم استعرض الباحث مذاهب السبعة في ذلك كمععا حععددها ابععن
الجزري ومنها مذهب نافع في وقف التمام ،ثم انطلق منععه ليرتععب
عليه اختلف العلماء الععذين ألفععوا فععي تقييععد الوقععف" ،فقععد كععانت
أنظارهم تختلف كعل الختلف فعي تعييعن بععض الوقععوف لختلف
الملحظ العرابية والبيانية التي يعتمدونها فععي تعييععن كععل وقفععة"،
قال:
"ومن هؤلء المقيدين أبو عبد الله الهبطععي الععذي اتبععع تقييععده
في التلوة )روايععة( ورش ععن نعافع حسععبما بععه الخععذ معن طريعق
الزرق بالمغرب ،فقد بنى الشيخ الهبطي وقفه على مذهب التمععام
مذهب إمامه نافع ،وراعى اتباعه في الوقفات التي لها صلة بععأوجه
القراءات ،وخالفه في غير ذلععك ممععا ل يلععزم اتبععاعه فيععه ،وإن لععم
يصرح لنا الشيخ الهبطي بذلك فيما عرف من آثاره").(1
وبصرف النظر عما قرره الدكتور وكاك جازمععا بععأن الهبطععي
"اتبع تقييده في التلوة )رواية( ورش عن نععافع مععع مععا نجععده عنععد
الحضيكي -وقد نقله الدكتور نفسه في بحثه) (2مستدل به على ما
بين القوال التي تعرضت لععذكر السععبب فععي وضععع أبععي عبععد اللععه
الهبطي من تعارض وتدافع -مععن نقلععه عععن الشععيخ الصععوابي عععن
الشيخ المقرئ السيد موسععى الوسععكاري "كععان رضععي اللععه عنععه -
يخبر بأن الرجل الصععالح سععيدي موسععى الوسععكاري أول مععن جععاء
ود بععه إل لمععن يععردف سععوس بهععذا الوقععف الهبطععي ،وأنععه ل يجعع ّ
بالقراءات ويقول" :إنما وضعه واضعه لذلك ،وينهععي طلبتععه وأولده
ودوا بععهالععذي أدركنععاهم أن يقععرأوا بععه الحععزب الراتععب ،وان يجعع ّ
للمتعلمين الذين لم يقرأوا بالقراءات").(3
وكذلك ما ذكره هو نفسه من قععول المععام عبععد السععلم بععن
محمد المضغري في "تكميل المنافع" من قوله:
286
فإنه لصنعة الرداف "واسلك طعريعق الهبطعي في
فعي غعربعنا فإنه ،وبه الدا الوقاف
حصل)"(4 سهل معين إذ به جرى العمل
بصرف النظر عن دللة هذا التعليل عند الوسكاري وما يفهم
من قول المضععغري مععن كععون البععاعث للهبطععي علععى وضعع وقفععه
المقيععد عنععه هععو تيسععيره لصععناعة الرداف ،وهععو تععوجيه وتعليععل ل
يتناسب مع القول بأن الشيخ قد التزم فيه مذهب نافع في التمععام،
ول رواية ورش من طريق الزرق ،فإن السععتقراء لمععا وصععل إلينععا
من هذا الوقف في صورته الحالية يدل على ما ذهب إليععه الععدكتور
وكاك ،وهو رأي وصلت إليه أيضا قبل أن أطلععع علعى مععا كتبععه فعي
الموضععوع ،معع وقعوفي علعى العرأي المقابععل مقابلعة التضعاد لععدى
الوسكاري ومن نحا نحععو مععن القععائلين إن وقععف الهبطععي موضععوع
لهل "الروايات".
بل إني وجدت أكثر من ذلك أن التزام المام الهبطي لمععذهب
نافع في بعض الوقفات التي نقلت عنه هععو الععذي عرضععه للنتقععاد،
وق إليه سهام التهام ،ودون إطلع من المنتقدين على مععوافقته وف ّ
لنافع أو مخالفته ،مع أن ذلك كان منهم مطلوبا ،أول لمعرفة بعععض
مصادره ومستنداته في هذا الوقف ،وثانيععا ليتععوجه النقععد إلععى مععن
تقدموه إلى الوقف في هذه المواقععف قبععل أن يتععوجه إليععه .وثالثععا
ليعلم أن مععوافقته لنععافع فعي بعضععها ربمععا كععانت منععذ البدايععة معن
المبادئ التي وضعها نصب عينيه وهو ينتقل بين مواقع الوقععف مععن
كتاب الله إيثارا للموافقة والتباع علععى المخالفععة بععالرأي والختيععار
الشخصي.
نقدم ذكر تكميل المنافع للمدغري في الطرق العشر المروية عن نافع. ()4
287
-نماذج من الوقفات المنتقدة عليه:
-1في الية الولى من سورة البقرة قوله تعالى "ذلك
الكتاب ل ريب فيه هدى للمتقين":
قال أبو جعفر النحاس في كتعاب "القطعع والئتنعاف"" :قعال
)(1
نافع :لريب تمام"
وقال أبو عمرو الداني في كتاب "المكتفي"" :وقال نععافع :ل
ريب تمام ،فيرتفع هدى على قوله "فيه" ،ويكععون معنععى "ل ريععب"
"ل شك" ،ويضمر العائد على "الكتاب" ل تضاح المعنى").(2
ومن الطريف أن الحافظ ابن الجزري قد مثل به في "النشر"
لما يسمى بوقف المراقبة فقال" :قد يجيزون الوقف علععى حععرف،
ويجيز آخرون الوقف على آخر ،ويكون بيعن العوقفين مراقبعة علعى
التضاد ،فإذا وقف على أحدهما امتنع الوقف على الخر ،كمن أجععاز
الوقف على "ل ريب" فإنه ل يجيزه على "فيه" ،والذي يجيزه على
"فيه" ل يجيزه على "ل ريب").(3
بينما مثل به قبل ذلك في كتابه لما يتعسفه بعض المعربين أو
يتكلفععه بعععض القععراء فقععال" :ومععن ذلععك الوقععف علععى "ل ريععب"
و"البتداء" فيه هدى للمتقين" ،وهذا يرده قععوله تعععالى فععي سععورة
السجدة "ل ريب فيه من رب العالمين").(4
ومن المعلوم أن الهبطي في التقييد المنسوب إليه قععد وقععف
على "ل ريب" فوافق نافعا ،الذي يعده من وقف التمام ،وربما مععع
معرفته بما هو متوجه عليه مما ذكره ابن الجزري ،ولكن عامة من
انتقدوه على الهبطي يوجهون النتقاد إليه ل إلى إمامه الععذي ربمععا
لم يرد أن يخالفه فععي أول وقفععة فععي القععرآن بعععد فاتحععة الكتععاب
وفاتحة السورة من الحروف المقطعة "ألم".
القطع والئتناف للنحاس .113 ()1
288
-2قوله تعالى في الية 95من سورة البقرة" :ولتجدنهم
أحرص الناس على حياة ،ومن الذي أشركوا يععود أحععدهم لععو يعمععر
ألف سنة "...الية.
قال أبو جعفر النحععاس :التمعام "أشععركوا" قعال" :وهعو قعول
أهل التأويل وأهل اللغة والقراءات ،إل نافعععا فععإنه قععال :ولتجععدنهم
م").(1
أحرص الناس على حياة "ت َ ّ
وقال أبو عمرو الداني" :وقال نافع" :التمام" "على حياة").(2
ووقف الهبطي هنا مطابق لوقف نافع على هذه الكلمة ،لكععن
الذي انتقدوا هذا الوقف توجهوا غليه وحده بالنقد فقال الستاذ عبد
الله بن الصديق" :ووقف الهبطي على لفظ "حياة" وهو خطأ").(3
-3قوله تعالى في اليـة 179مـن سـورة البقـرة :كتععب
عليكععم إذا حضععر أحععدكم المععوت إن تععرك خيععرا الوصععية للوالععدين
والقربين بالمعروف "...الية.
قال أبو القاسم الهذلي في "الكامل في القراءات" عند قععوله
"إن ترك خيرا" إنه من وقف البيان المروي عن نافع ونصير) (4قال:
"وهكععذا" "إن تععرك خيععرا" علععى قولهمععا ،يجعلن "الوصععية
للوالعععدين والقربيعععن" متعلقعععة بإجعععازة العععوارثين ،ول يجعلنهعععا
منسوخة").(5
وقععد انتقععد هععذا الوقععف علععى الهبطععي عامععة مععن تعرضععوا
لمواضعه الضعععيفة ،ومنهععم صععاحب "منحععة الععرؤوف" حيععث قععال:
289
"ووقف الهبطي على "خيرا" ففصل بين الفعل – وهو كتب المبنععي
للمجهول – ونائب الفاعل .وهععو "الوصععية" ،وتصععحيحه يحتععاج إلععى
تقدير فيه تكلف وخروج عن الظاهر لغير ضرورة ول حاجة").(1
290
-4قوله تعالى في اليـة 7مـن سـورة آل عمــران" :هععو
الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات "...الية.
قال أبو جعفر النحاس" :هعو العذي أنعزل عليعك الكتعاب منعه"
م").(1
قال نافع :ت ّ
ووقععف الهبطععي هنععا علععى نحععو مععا وقععف فععي بععاقي المثلععة
السابقة موافقا لنافع.
لكن صاحب "منحة الرؤوف" حينما تعرض لهذه الوقفععة وبي ّععن
أين ينبغي أن يكون الوقف قال" :ولكن الهبطععي وقععف علععى لفععظ
"منه" فدل على أنه ل يعرف النحو ،لنه فصل بيععن المبتععدأ والخععبر
وصّير المبتدأ بل خبر").(2
-5قوله تعالى في الية 34-33من ســورة المــائدة فععي
قصة ابني آدم" :قال ياويلتي أعجععزت أن أكععون مثععل هععذا الغععراب
فأوري سوءة أخي فأصبح من النادمين ،من أجععل ذلععك كتبنععا علععى
بني إسرائيل " ...الية.
قال أبو جعفر النحاس" :فأصبح من النادمين" تمام على قععول
أكثر أهل اللغة ،وزعم نععافع أن التمععام "فأصععبح مععن النععادمين مععن
أجل ذلك").(3
وقال أبو عمرو الداني" :وقال نععافع" :مععن أجععل ذلععك "تمععام،
فجعل" من "صلة للنادمين").(4
وقد وافععق الهبطعي نافعععا فععي الوقععف علععى "ذلععك" فتعععرض
بسبب ذلك للنتقاد ،فقد مثل بوقفه هذا الشيخ عبععد اللععه الجععراري
في المثلعة العتي سعاقها ععن شعيخه الفقيععه المقعرئ أبعي شعععيب
الدكالي قععائل" :أن الشععيخ الهبطععي ارتكععب غلطععا بععل أغلطععا فععي
291
الوقف تقععديما وتععأخيرا ،وبععالخص مععا يسععطر تحتععه مععن الوقفععات
التالية ...فذكر هذا منها).(1
أما صاحب "منحة الرؤوف" فقال" :ولكن الهبطي وقف علععى
"ذلععك" ففصععل بيععن الفعععل ومتعلقععه ،وقطععع العلععة عععن معلولهععا،
وصارت جملة" كتبنا على بني إسرائيل منقطعة عما قبلهععا ل رابععط
بينهما ،وهذا إفساد لمعنى الية سامحه الله").(2
-6قوله تعالى في الية 53من سورة النفال" :كدأب آل
فرعون والذين من قبلهم كفروا بآيات الله "...الية قال أبععو عمععرو
في "المكتفي"" :وقال نافع ":كدأب آل فرعون :تععام ،ثععم ذكععر هععو
أنه حسن).(3
ووقف الهبطي – كما في تقييده المتبع اليوم -موافق لمععذهب
نافع واستحسان أبععي عمععرو الععداني بععالوقف علععى "فرعععون" أمععا
صاحب "المنحة" فذكر وقف الهبطي على "فرعون" وقال" :وفيععه
ما سبق في نظيره" ،ثم ذكر أن الوقف عليه ممنوع").(4
-7قوله تعالى في الية 24من سورة يونس" :إنمععا مثععل
الحياة الدنيا كماء أنزلناه من السماء فاختلط بععه نبععات الرض ممععا
يأكل الناس والنعام".
قععال أبععو جعفععر النحععاس " :وحكععى اسععماعيل بععن عبععد اللععه
المقرئ) (5قال :قال لي أبو يعقوب – يعني الزرق المقرئ " : -إنما
مثل الحياة الدنيا كماء أنزلناه من المساء فاختلط به ،وفي الكهععف
"فاختلط") (6تمام الكلم).(7
()1نقله الدكتور الحسن وكاك في دراسته لتقييد وقف القرآن العظيم .157
()2منحة الرؤوف المعطي .14-13
()3المكتفي .287
()4منحة الرؤوف .16-15
()5هو إسماعيل النحاس أحد طرق رواية الزرق عن ورش عن نافع -تقدم في رجال مدرسة
ورش بمصر.
()6يعني قوله تعالى في الية 44منها" :واضععرب لهعم مثعل الحيعاة العدنيا كمعاء أنزلنععاه معن
السماء فاختلط به نبات الرض فأصبح هشيما تذروه الرياح".
()7القطع والئتناف للنحاس .375
292
فالوقف على "فاختلط" في سععورة يععونس إذن كععان معروفععا
في مدرسة ورش بمصععر كمععا ذكععر النحععاس – وهععو مععن رجالهععا –
والظاهر أنه منقول عن ورش عععن نععافع ،وقععد ذكععر القرطععبي فععي
تفسيره أنه مروي عن نافع المدني).(1
فإذا كان هناك تساؤل بالنسبة للهبطي فهو على نحو ما تساءل
المعام أبعو زيعد بعن القاضعي بكامععل الدب قعائل فعي كتععابه "القععول
الفصل" علي عادته فيه عند التعرض لبعض وقوف الهبطي:
"فانظر وجه تخصيص الهبطي الوقف بيونس دون الكهف ،لن
من أجاز الوقف أجازه فيهما معا ،ومن منع منعه فيهما فافهم").(2
لكن الشيخ صعاحب "المنحعة" قعال" :هععو وقععف ممنععوع ،لنععه
فصل بين الفعل ومتعلقععة ول أحععد يجيععزه ...ثععم قععال بعععد أن ذكععر
المفارقة التي في وقف الهبطي علععى "فععاختلط" فععي يععونس دون
التي في الكهف:
"وهذا يدل على أن الهبطي لم يكعن يرجعع فعي موقعوفه إلعى
قاعدة من علم العربية أو القراءات أو التفسير").(3
-8قوله تعالى في الية 71من سورة النبياء" :ووهبنا له
إسحاق ويعقوب نافلة"..
قال النحاس" :الوقف على رؤوس اليععات كععاف إلععى قععوله –
عز وجل " -ووهبنا له إسحاق" فإنه تمام عند نافع والخفش وأحمد
بن موسى) (4وحكاه أبو حاتم عن المفسرين").(5
وحكى الداني مثل ذلك عن نافع والخفش وأحمد بععن موسععى
قال" :ويبتدئ" و"يعقوب نافلة" والمعنى :وزدناه يعقوب نافلة").(6
()1تفسير القرطبي .8/327
()2القول الفصل في اختلف السبعة في الوقف والوصل "لبن القاضي )مخطوط(.
()3منحة الرؤوف المعطي .17
()4هو أبو بكر أحمد بن موسى بن العباس بن مجاهد شيخ قراء بغداد وصاحب "كتاب السععبعة
في القراءات" تقدم.
()5القطع والئتناف .476
()6المكتفى للداني .388
293
قال صاحب المنحة" :ووقف الهبطي على "إسحاق" ثععم نقععل
قول ابن جزي" :واختار بعضهم الوقف على "اسحاق" وهو ضعيف،
لنه معطوف على كل قول)" (7ثم قال صاحب المنحة :قلععم اختععار
الهبطي هذا القول الضعيف ؟
هذه ثمانية نماذج اقتصرت عليها من جملة ما ذكر أنععه وقععوف
باطلععة أو ممنوعععة أو قبيحععة أو ضعععيفة هععي كلهععا ممععا وافععق فيععه
الهبطي مذهب نافع ل من حيث المبدأ في جملتها فقط ،ولكن مععن
حيث أعيانها ،فجميعها جاء النص عن نععافع أنععه وقععف عليععه ،ولكععل
وقفععة منهععا محمععل فععي العععراب ووجععه فعي التأويععل ل يهمنععا هنععا
مستواه في الرجحان بقدر ما يهمنا أن الهبطي لم يكن خافيا عليععه
أن هذه الوقفات وقفات نافع ،ولذلك فهو بالتالي لم يقع فيها علععى
سبيل التفاق المحض ،أو بسعبب القصعور فعي العربيعة والجهعل بعع
"الجرومية" بل إنما وقف عليها اتباعا لمذهب المام نععافع صععاحب
القراءة.
وكذلك الشأن إذا عدنا إلى كثير من المواضع التي وقععف فيهععا
مما انتقد عليه فإننا نجده مسبوقا إليه ول بد ،هذا على افتراض أن
جميع ما هو موجععود فععي "تقييععد الوقععف" الحععالي هععو مععن وضعععه
وبموافقته ،وهو أمر بات مشكوكا فيه لما سأذكره.
ومن أمثلة الوقف الذي يقرأ به حتى الن وشنع به المنتقععدون
كثيرا على المام الهبطي:
-قوله تعالى في آخر آيــة مــن ســورة "الحقــاف":
"فاصبر كما صبر أولوا العزم مععن الرسععل ولتسععتعجل لهععم كععأنهم
يوم يرون ما يوعدون لم يلبثوا إل ساعة من نهار بلغ فهل يهلك إل
القوم الفاسقون".
()7يظهر من قول أبي عمرو الداني أنه ليس معطوفا على كل قول كما ذكر ،بل يحمععل علععى
المفعولية لفعل محذوف هو الذي قدره الداني بقوله "والمعنى وزدناه نافلة" .
294
وقعععف الهبطعععي حسعععب التقييعععد العععذي عليعععه التلوة الن
"ولتستعجل" ثم "بلغ"…
وقد محص أبو جعفر النحاس هعذه المواقعف فقعال عنعد هععذه
الية" :وقال أبو حاتم :أخععبرني مععن ل أطمئن إليععه أن الوقععف "ول
تستعجل" ،ثم ابتدأ "لهم كأنهم يوم يرون ما يوعععدون لععم يلبثععوا إل
ساعة من نهععار بلغ" أي لهععم بلغ ،قععال -وهععذا ممععا ل أعرفععه ول
أدري كيف تفسيره ؟ وهو عندي غير جائز… وعن نافع" :إل سععاعة
م ،وإن شئت وقفت على "بلغ"… إلخ).(1 من نهار" ت ّ
فهذا الموضع من الوقف أيضا له صلة باختيار نععافع مععن جهععة،
وفيه خلف قديم قبل وجود الهبطي ووقفه .وقد عععزا أبععو زيععد بععن
القاضي القول الموافق للهبطي إلى ابن مجاهد شيخ القراء فقععال
في "القول الفصل":
"وقدر ابن مجاهععد" "بلغ" مبتععدأ وخععبره "لهععم" ووقععف علععى
"تستعجل" ،وليس بجيد لما فيه من تفكيك الكلم بعضه من بعععض،
لن الظاهر في له تعلقه بقوله "ول تستعجل".(2)...
مهمععا يكععن إذن فععالوقف علععى "ول تسععتعجل" كيفمععا كععانت
درجته المسوغة له فهو مسععبوق إليععه مععن لععدن شععيخ القععراء ابععن
مجاهد ،وهو مبني على تأويل معين وقعد تععرض لعه المعام العداني
ولم يرتضه ورأى لزوم تعليععق قععوله "لهععم" بقععوله و"ل تسععتعجل"،
لن المعنى "ول تستعجل للمشركين بالعذاب").(3
ولهذا ل يمكن اتهام المام الهبطي – إذا صح عنه هععذا الوقععف
– بقصر الباع ،وقلة الطلع ،ول ينبغي تبعا لذلك أن نقع فيه بسععببه
فنقول كما قال في "منحة الرؤوف"" :الوقععف علععى "لهععم" وقععف
واضح يدركه من قرأ "المقدمة الجروميععة" ،ولكععن الهبطععي وقععف
295
على "تستعجل" وهو ممنوع باتفععاق كمععا سععبق فععي سععورة يععونس
حين وقف على "اختلط") .(1ول أرى أني في حاجة إلععى مزيععد مععن
التعليق على هذا الزراء بالجهل على المام الهبطي رحمه الله.
وهكععذا لععو ذهععب البععاحث يتقصععى جملععة الوقععاف الكععثيرة
المنتقدة عليه في القائمة التي نجدها عند عدد ممن تعرضوا بالنقد
لهذا التقييد لوجده مسبوقا إليها ،إما بقول ليعقوب الحضرمي إمام
أهل البصرة في القراءة بعد أبي عمرو ،أو لمحمد بن يزيععد المععبرد
شععيخ نحععاة البصععرة فععي زمنععه ،أو أبععي حععاتم سععهل بععن محمععد
السجسععتاني أو أحمععد بععن جعفععر الععدينوري أو سعععيد بععن مسعععدة
الخفش أو أبي بكر بن مجاهد أو سواهم من أهل القراءة والعربية
ممن نجد أقوالهم ومذاهبهم في موضوع الوقف في موسوعة أبععي
جعفر النحاس أعني "كتاب القطععع والئتنععاف" وغيععره ،كعع "إيضععاح
الوقف والبتداء" لبن النباري وكتاب "المكتفى" لبي عمرو الداني
و"منار الهدى" للشموني وغيرها .ومن هنا يكون من الظلم للمععام
الهبطي أن نتهمه بالقدام على كتاب الله والقول فيه بغير علم ول
مستند ،لسيما مع ما شهد له المترجمون له به من السععتاذية فععي
القراءة والعربية وغيرها حتى وصف بع "عالم فععاس") ،(2فضععل عععن
أن نصل إلى رميه بكونه "ل يرجع إلى قاعدة ،وإنما يرجععع إلععى مععا
يظهر له").(3
والن وقد برأنا أو قععدمنا مععا لعلععه يكععون كافيععا لتععبرئة المععام
ور على هعذا الفعن والعدخول فيعه الهبطي من حيث المبدأ من التس ّ
بغير سلح نعود إلى نسبة هذا الوقف الععذي بيععن أيععدينا إليععه جملععة
وتفصيل.
نسبة الوقف الذي يقرأ به اليوم انطلقا من "تقييــد
وقف القرآن العظيم" المقيد عن المام الهبطي:
296
ل يماري أحد في نسبة هععذا الوقععف مععن حيععث أصععله – علععى
القل في صورته الولى التي ظهر عليها – إلى المام الهبطي ،لن
هذه النسبة بالغة مبلغ التواتر ،ولكن الشكال يبقععى فععي "التقييععد"
الذي بين أيدينا اليوم هل هو عين معا قيعد ععن الهبطعي فعل ؟ وإذا
كعان كععذلك فمعن الععذي قيععده عنععه ؟ ومععتى ؟ وهععل الععتزم الشععيخ
الهبطي نفسه بما قُّيد عنه أول ؟ أم بقععي ينظععر فيععه ويعالععج بعععض
المواقف التي كان يتغير نظره فيها ؟ وإذا كان قد وضعه كما قدمنا
– بعد أو وضع شيخه أبو عبد الله الصغير"تقييده" الععذي قُي ّععد عنععه،
فهل وضعه تعديل له أم مضاهاة لعمله حتى بلغ عدد المواضع الععتي
تخالفا فيها 500موضع أي بمعععدل 1/20تقريبععا) (1؟ ول يتسععع لنععا
مجال الفاضة في القول ،ونخشى أيضا أن نقععع فععي تععرداد طائفععة
من الراء نجدها عند الستاذ الدكتور وكاك في بحثه القيععم) (2وعنععد
الستاذ سعيد أعراب في عدد من بحوثه ومقععالته) (3والسععتاذ عبععد
الله بن الصديق الغماري) (4وعبد الله الجراري) (5وغيرهم.
-رأيي في موضوع نسبة الوقف إلى الهبطي:
وأول ما أبدأ به هو أنععي ل أسععتبعد المععام ابععن غععازي وشععيخه
الصغير من العععداد لمشععروع هععذا التقييععد ،بععل إنعي أعتععبر التقييععد
المقيد عن الصغير مرحلة أولى سابقة على التي وليتها حينما تبلور
هذا العمل في صورته الولى قبل أن يأخذ طريقه إلى جمهور قراء
فاس ،وحينئذ فيمكنني أن أثبععتي الخععبر الععذي سععاقه القععادري فععي
()1تقدم ما ذكره الدكتور وكاك الحسن من وقوفه علععى التقييععد المععذكور عععن أبععي عبععد اللععه
الصغير الذي ذكر أنه وجده يخالف ما قيد عن الهبطي في 500موضع .ولما كان عدد وقععوف
الهبطي هعو 9945وفقععا كمعا فععي "تقييععد وقعف القعرآن الكريععم" ص 114فمعنعاه أن تقييعد
الهبطي خالف تقييد شيخه بمعدل وقفة في كل عشرين وقفة تقريبا.
()2يمكن الرجوع إلى الباب الثاني من "تقييد القرآن العظيعم" للعدكتور وكعاك المبحعث الثعاني
.131-119
()3منها بحث "أبو عبد الله الهبطي واضع الوقف بالمغرب" – دعععوة الحععق العععدد 4اسععنة 11
فبراير 1968م ص .92
()4منهععا بحععث "وقععوف القععرآن" – دعععوة الحععق العععدد 10-9السععنة 15مععاي – 73ومنحععة
الرؤوف.
()5كتاب من أعلم الفكر المعاصر )أبو شعيب الدكالي( 1/41الطبعة 1وكتاب متعة المقرئين
له .95-94
297
"نشععر المثععاني" بالصععيغة الظععاهرة الععتي يتجععه إليهععا فهععم القععارئ
مباشرة ،وهععي قععوله "وهععو ممععن أخععذ عععن ابععن غععازي وعنععه قيععد
الوقف") ،(1فأقرؤها بالبناء للمعلععوم ،إذ ل شععيء عنععدي يععدفع ذلععك
حتى أقرأها "قيد" بضم القاف بالبناء للمجهول لكي أستبعد الشععيخ
ابن غازي من هذا العمل الذي فيه ما فيه من ثغرات).(2
وقد رأيت مؤلف كتاب "الفكععر السععامي" يأخععذ هععو أيضععا بمععا
أخذت به فيقول في تعريفه بالهبطي:
-المام الفقيه النحوي الفرضي السععتاذ المقععرئ ،وهععو الععذي
يقرأ أهل المغرب بالوقف الذي جعله في القرآن الكريم منذ زمنععه
إلى الن مطبقين عليه ،وهو أخذه عن المععام ابععن غععازي وشععيخه،
وإن كان في بعضه نظر ،ولكن تلقاه قراء المغرب بالقبول").(3
فهذا القول في أخذ الهبطي عن كعل معن ابعن غعازي وشعيخه
الصغير هو مفتاح الدخول لمعرفة هذا الوقف في نظري ،وهو أمععر
ليس ثمة ما يدفعه ل من جهة التاريخ ول من جهة الواقع.
فأما من حيث التاريخ فقد ذكروا في الملبسات التي صععحبت
ظهور هذا الوقععف قصعة الشعيخ أبعي عبععد اللعه محمعد بعن يوسععف
السنوسي )ت (4)(895الععذي "ورد علععى فععاس واجتمععع بععابن أبععي
جمعععة الهبطععي ونععاظره فععي هععذا الوقععف علععى جهععة العععتراض
والنتقاد").(5
ويهمنا من هذه القصة أمران مهمان :أحدهما أن تقييد الوقف
ظهر بفاس قبل هذا التاريخ أي قبل وفاة السنوسي ،والمر الثععاني
298
أنه كان فيه منتقد منذ البدايععة ،وهععذا مععا جعععل السنوسععي يعععترض
عليه.
وينبني على ذلك أمر مهم ،وهو أن التقييد كان منذ هذا العهععد
تحت سمع مدرسة ابن غازي وبصععرها ،وحينئذ نتسععاءل :أفمععا كععان
منتظرا أن يكون لمام المدرسة – لو لم يكن لععه ضععلع ول لشععيخه
فيه – أن يتحرك هو أو أصحابه لنتقععاده أو علععى القععل لصععلح مععا
فيععه مععن عيععوب ؟ أم ظععل الشععيخ الهبطععي خلل نحععو الخمععس
والعشرين عاما الباقية من حياة ابن غازي مواريا لهذا التقييد حععتى
اختفى الشيخ ابن غازي من الميدان ؟ وكيف وقععد بلععغ صععداه إلععى
تلمسان حيث كان السنوسي ؟
إن المخرج السهل معن كعل هععذا هععو القععول بوجععود إحسعاس
مشععترك لععدى رجععال هععذه المدرسععة بمقععدار الحاجععة إلععى "وقععف
مدون" بأعيان الكلمات الموقوفة تفاديا للخلل بععالتلوة فععي الداء
والتلوة العامة وقراءة الحععزب الراتععب وفععي الخععذ علععى أصععحاب
الروايععات مععن أهععل الرداف إلععى غيععر ذلععك ممععا قععد يكععون باعثععا
ما مؤرقعا َ لمشععايخها جععرى إخععراج مشتركا كان ينتظم الجماعة ،وهَ ّ
مشروعه أول في صورة "تقييد" عن المام الصغير ،ثم أعيد تعديله
في التقييد الجديد بإذن من الشيخ ابن غازي ،فيكععون قععد أخععذ معن
تلوته وتجويده للواح طلبته ،أو بمبادرة مععن الهبطععي حظيععت مععن
رجال المدرسة بالقبول والستحسان ،ثم جععاءت مرحلععة المراجعععة
والتنقيح ،ثم مرحلة التدوين والتقييد ،وفيها كما سععيأتي جععانب غيععر
يسير قام به تلمذة الهبطععي ،وهععم فععي الععوقت ذاتععه أكععابر رجععال
مدرسة ابن غازي ،ثم انتقل ذلك عمليا إلى تلمذتهم ،إلى أن ظهععر
التقييد "الرسمي" في آخر صععورة لعه مععزوا إلعى الشععيخ الهبطعي
ومقرونا باسمه.
وقد أثار هذه القضية قبلنا الدكتور وكاك في صععدر بحثععه وهععو
بصدد تحقيق نسبة "تقييد الوقف" إلى الهبطي فقال" :وإذا ثبت أن
299
من بين مواد منهاج مدرسة ابن غازي "مادة التععدرب علععى أوقععاف
القرآن" ،وثبت أن الشيخ الهبطي من تلمذة ابن غععازي ،عرفنععا أن
الذي سهل على الهبطي تقييد الوقف المعهود لدينا هو تدربه على
محاسن الوقف والبتداء بين يدي شيخه ابععن غععازي ،وأنععه ول شععك
متأثر به في تقييده هذا ،فالفضعل إذن يرجعع إلعى ابعن غعازي فيمعا
يخص رسم الخطوط العريضة لتقييد الوقعف بعالمغرب ،كمعا يرجعع
الفضل إلى الشيخ الهبطي فيما يخص إبراز صورة هذا التقييد على
شكله الحالي للقراء").(1
وإذا كان الذي يشكك في نسبة هذا الوقف إلى ابن غازي هععو
ما فيه – حاليا – من ثغرات في طائفة من المواقف ينزه ابن غازي
في جللة قدره فععي العلععم ،أن تصععدر عنععه بوضععع أو بععإقرار ،فإننععا
نتصور مثل ذلك أيضا في حق المترجم ،فل نحملععه مسععؤولية كععثير
من الوقاف الضعيفة التي تنتقد عليه لما يأتي:
-1لنه لم يقيد الوقف بنفسه في كتاب حتى ل يرقى
الشك إلى نسبة ذلك إليه في كل حرف حرف ،ويدل على ذلك مععا
هو موجود على غالبية النسخ من عبارة "تقييد وقف الهبطي" قيده
عنه بعض أصحابه).(2
-2لن مقيده عنه في حين صدوره مجهول العيــن،
وربمــا كــان متعــددا "ولهععذا اختلفععت نسععخه مععا بيععن زيععادة
ونقصان ..وكأن الشيخ كان يملي على طلبته هذه الوقععوف ويععبين
لهم وجه الوقف عليها ،وربما ذكر الحجة في ذلك ،وهم يدونون في
مذكراتهم كل بحسب قدرته واسععتعداده – كمععا هععي الطريقععة إلععى
اليوم في التعليم العالي").(3
()1الدكتور وكاك في مقدمة دراسته "نقييد وقعف القععرآن الكريععم" 39وقععد نقععل وجهععة نظععر
مشابهة أيضا عن الستاذ محمد المنوني بهامش ص .37
()2أشار إلى ذلك الستاذ أعراب في كتابه "القراء والقراءات بالمغرب" 182والععدكتور وكععاك
في بحثه ص .37
()3القراء والقراءات بالمغرب .183
300
-3ولننا لسنا على ثقة من محافظة من قيدوا على
نص ما قيدوا حتى نكــون مطمئنيــن إلــى النســبة الكليــة
إليه ..وإن كنا ل نماري في صحة نسبة المجموع ل الجميععع إليععه،
وبذلك نحملععه علععى مثععل مععا حمععل أئمععة القععراء" العععد "الكععوفي"
لرؤوس الي "إذ يقول المام أبو عمرو الداني في كتععاب "البيععان":
"فأما عدد أهل المدينة الول فرواه أهل الكوفة عنهم ،ولم ينسبوه
إلى أحد منهم بعينه ول أسندوه إليه ،بل وقفوه على جماعتهم").(1
ومن هنا نخلص إلى هذه النتيجة وهي:
-4ما تدل عليه بعض النسخ الخطية العتيقة جدا من هذا
التقييد وفيها مخالفة كثيرة لما عليه العمل الن.
وقد ذكر الدكتور وكععاك وجععود نسععخة منهععا بخزانععة تععارودانت
برقم " 42يصرح فيها صاحبها أنه قيد هذا الوقف بععإذن مععن شععيخه
المقرئ السيد "الترغي" المتوفى سنة ألف من الهجرة) "(2قال:
"وهذه النسخة استفدت منهععا أمريععن :الول أن الشععكل الول
لتقييععد الهبطععي هععو التقييععد بالكلمععات لن قععول كععاتبه )بععإذن مععن
الستاذ الترغي( يحتمل أن يكون هععذا إذنععا فععي تقييععده لول مععرة،
ويمكن أن يكون لمجرد التبرك بموافقععة شععيخه ،الثععاني أن المقيععد
الول لوقف الهبطي هو محمد المرابععط البعقيلععي السوسععي بععإذن
من شيخه الترغي").(3
وهععذا الكتشععاف فععي نظععري فععي غايععة الهميععة بالنسععبة
لموضوعنا ،وإن كان الععدكتور وكععاك -فيمععا يبععدو -لععم يتمكععن مععن
استثماره في دراسته ،لنه ذكر مععا ذكععر مععن ذلععك بالهععامش فقععط
وقال" :عثرت بعد ما كتبت هذه السطور ...إلخ").(4
301
وقد عثرت أنا أيضا على مخطوطة للمرابط البعقيلي المذكور
ل أدري مدى مطابقتها لنسخة تارودانت وقفععت فيهععا علععى حقععائق
جديدة تنسف الكثير ممن قيل حول نسبة "تقييععد الوقععف" الحععالي
جملة وتفصيل إلى المقيد عنه ،وتضع علمععة اسععتفهام كععبيرة علععى
الوقععوف المنتقععدة علععى الهبطععي وتجعععل نسععبتها إليععه فععي غايععة
المجازفة بعد ثبوت تصرف المقيععدين والمقيععد عنهععم فععي الوصععل
والوقف بحسب الستحسان كما سوف نرى.
وهذه النسخة في مجموع عتيق بخزانة أوقاف آسفي القديمة
وتقع في نحو ستين ورقة من القطع الكبير تتخللها خععروم وخععروق
فععي الصععلب والهععامش ،وقععد جععاء فععي مقععدمتها بعععد الفتتاحيععة
المعهودة.
""وبعد فهذا تقييد وقف القرآن العظيم من أول فاتحة الكتاب
إلى آخره ،وقيده بعض أصحابنا ،وهو العبد الفقيععر إلعى اللععه تعععالى
محمد بن أحمد بن محمد المرابطي) (1البعقيلي عن شيخنا السععتاذ
المحقق النحوي خديم كتاب الله العزيز أبي عبد الله سيدي محمععد
بن يوسف الترغي – وفقه الله وسدده – بعد ما اسععتأذنه فععي ذلععك
فأذن له – رضي الله عنععه وجععزاه عععن العلععم خيععر مععا جععزى بمنععه
وفضله ،إنه سميع قريب ،وبالجابة جدير" ثم قال مباشرة" :سععورة
الفاتحة"" :الدين"" .نستعين" "الضالين" .سورة البقععرة :ألععم"" .ل
ريب" .ينفقون"" .من ربهم"" .المفلحون" ...وهكععذا تععابع الكلمععات
التي عليها الوقف إلى قوله في الخاتمة" :ول وقععف فععي الفلععق إل
في "إذا حسد" ول في "الناس" إل في "والناس" .ثم قال:
"كمل التقييععد – بحمععد اللععه تعععالى وحسععن عععونه ...قيععد هععذا
الوقف صاحبنا فععي اللععه حقععا سععيدي محمععد بععن أحمععد بععن محمععد
المرابطي) (2البعقيلي عن شيخنا الستاذ النحوي المقععرئ المحقععق
()1كذا في المخطوطة.
()2كذا في المخطوطة.
302
أبي عبد الله سيدي محمد بن يوسف المسمى بع "الترغي" – نفعنا
الله ببركاته وبركات أمثاله – ثم قال:
"على يد كاتبه محمععد بععن أحمععد بععن داود غفععر اللععه ولوالععديه
ولشياخه بل محنة ،وكان الفراغ منه قبل الععزوال مععن يععوم السععب
الوافي أحد عشر يوما مععن ربيععع الثععاني عععام ثلث وسععتين وألععف،
وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم تسليما").(1
وقبل أن نلقي نظرة على معادة هعذا التقييعد نتوقعف أول عنعد
هذه الحقائق التي لم أر قبل من تعرض لها ليستثمر نتائجها:
-1أن التقييد كما هو فــي ســائر النســخ المعروفــة
منه خال من مقدمــة تشععرح أهععدافه ومصععادره المعتمععدة فععي
أوقافه وما إلى ذلك من البيانات التي اعتاد المؤلفععون أن يقععدموها
بين أيدي مصناتفهم لتكون بمثابة المفاتيح لفهمها والستفادة منها.
-2أن التقييد إنما هو عن الشيخ الترغي وليععس عععن
الهبطي ،بععل ول هععو تقييععد للععترغي نفسععه ،وإذا علمنععا أن الععترغي
نفسه لم يدرك زمن الهبطي وإنما ولد بعد موته بثلث عشرة سعنة
أي سععنة .(2)943تباعععد مععا بيننععا وبيععن الهبطععي بحععاجز زمععاني ل
يستهان به ،كمععا تنقطععع صععلتنا بععه مععن جهععة إسععناد الوقععف ،إل إذا
اعتبرنا أن الترغي المذكور قد أخذ القراءة عن عدد ممن قرأ علععى
ابن غازي والهبطي ،فمن شيوخه:
-أبو القاسععم بععن محمععد بععن إبراهيععم المشععترائي الععدكالي –
النف الذكر في أكابر أصحاب ابن غازي – وقد أجاز – أبععو القاسععم
الترغي – في القراءات السبع وفي كل ما يجوز له").(3
-ومن شيوخ الترغبي ممن قرأ على ابن غازي والهبطععي :أبععو
الحسن علي بن عيسى الراشدي التلمساني نزيل فاس).(4
()1خزانة أوقاف آسفي )غير مرقمة(.
()2مناقب الحضيكي 45-2/44والعلم للمراكشي 5/192ترجمة 664
()3درة الحجال 2/464ترجمة .638
()4الجذوة 2/491ترجمة 559
303
-ومنهم أيضا أبو عبد الله محمد بن علي بععن عععدة المعععروف
دي).(5
بالع ّ
وهؤلء الجلة تلمذة للهبطي كما أنهم من أكععابر أصععحاب ابععن
غازي ،فععن أيهعم أخعذ العترغي "تقييعد الوقعف"؟ وهعل أخعذه ععن
جميعهم ؟ وهل كان بينهم بمقتضى وحدة الشععيخ وحععدة فععي الداء
على أساس ما قيد عنه ؟ وإلى أي حد التزم كل منهم بالبقععاء فععي
التلوة والداء على ذلععك دون أن يبععدو لععه فععي ذلععك ،وهععذا موضععع
الخطورة ؟ ل شععك أن هععذه السععئلة كلهععا واردة إزاء مععا قيععد عععن
الترغي ،ثم يرد مثلها على الترغي نفسه في ما قيد عنه ،ثععم علععى
المقيد – كما تدل علععى ذلععك طائفععة مععن التعليقععات علععى هععامش
المخطوطة التي نحن بصددها – وهلم جرا.
-3أن "تقييد الوقف" المنسوب إلى الهبطي ظل –
ود للععوح، فيما يبدو – ينقل من اللواح كمــا كععان يثبتععه المج ع ّ
ولهذا تعددت نسخه واختلفت من قارئ إلى قارئ ،وأن هذا عين ما
كان يقوم به المام الترغي في تصحيح اللععواح ،حععتى بععدا لصععاحبه
أبي عبد الله محمد بن أحمد بن محمد المرابط البعقيلي أن يجسد
عمله هذا في تقييد يشععتمل علععى أعيععان الكلمععات الموقوفععة تبعععا
لختيارات الشيخ الترغي ،وليكن ذلك ضمن الطار العام الذي بععدأه
الهبطي ،ولعله لهذا احتاج التلميذ إلى أن يستأذن الشيخ فععي وضععع
التقييد المذكور.
ومعنى هذا أن مقيد الوقف أمسى عندنا معلوما ،والمقيد عنه
وهو الشيخ الترغي معلوم أيضا ،وتكون النتيجة أن "تقييععد الوقععف"
من حيث الطار العام هو مروي عععن الشععيخ الهبطععي ،ومععن حيععث
الواقع هو مأخوذ عمليا أخذه الترغي عن أصحاب الهبطي أداء عليه
وتجويدا لللواح على وفقه ،ثم هو من حيععث التععدوين والجمععع مععن
304
عمل المرابط البعقيلي .ثم بعد ذلك يعلم الله ماذا أدخل عليه مععن
تعديل بالزيادة والنقصان؟
فمععن الرجععوع إلععى الهععوامش الملحقععة بمخطوطععة الوقععاف
المذكورة في آسفي يتبين لنا أن هذا التقييد قد خضع هو أيضا فيما
بعد لمجموعة من المراجعات بناء على طائفة من الختيارات الععتي
يراها الشيخ المرابط نفسعه فعي تلعك التعليقعات ،فكمعا أن الشعيخ
الترغي كان حتى زمن تقييد الوقف عنه ما يععزال يرجععح فععي بعععض
المواقع بين الوصل والوقف ،فكذلك الشيخ المرابط البعقيلي كععان
له رأي في بعضها لعله دخل في العتبار فيما بعد كما سنلحظ من
وجود خلف كثير بين ما قيد في "تقييده" هذا وبيععن مععا نقععرأ نحععن
اليوم عليه.
وهذه أمثلعة معن تعليقعات المرابعط علعى تقييعده ععن الشعيخ
الترغي كما هي مثبتة على هامش المخطوطة:
-1فمن تعليقاته :فععي سععورة النعععام عنععد قععوله تعععالى" :ول
تاكلوا مما لم يذكر اسم الله عليه وإنه لفسق".
أثبت في التقييععد الوقععف علععى "عليععه و"علععى قععوله" لفسععق
"بكتابة الكلمتين ،ثم علق على قوله "عليه" :هكذا" :الشيخ :وصععله
أرجح".
فإذا كان المراد بالشعيخ هعو العترغي وهعو يرجعح الوصعل فعي
"عليه" فلم أثبععت المرابععط فععي التقييععد خلف الراجععح ؟ وإذا كععان
يعني نفسه ،أو يعنيه به الناسخ صاحبه وهو محمد بن أحمد بن داود
كان معنى ذلك أن المرابط يستدرك على شيخه ،ومن المعلععوم أن
قراءتنععا نحععن اليععوم علععى وصععل "عليععه" ووقععف "الفسععق" ،وهععو
الموافق لما في "تقييد وقف القرآن الكريم" المحقق) ،(1فمععا سععر
هذا الختلف ؟ ومن قام بهذا التعديل ؟
305
-2وفي سورة العراف في قوله تعالى" :سأصرف عن آياتي
الذين يتكبرون في الرض بغير الحق وأن يروا كل آية ل يومنوا بهععا
وان يععروا سععبيل الرشععد ل يتخععذوه سععبيل ،وأن يععروا سععبيل الغععي
يتخذوه سبيل".
أثبت في التقييد الوقف على "الحق وسبيل" الولععى ثععم علععى
"سبيل" الثانية ،ثععم جععاء التعليععق بالهععامش بقععوله" :بالوصععل عععن
الشيخ" .وهو بذلك إما أن يريد كل مععن قععوله "بغيععر الحععق" وقععوله
"سبيل" الولى ،وإما أن يريد واحدا منهمععا ،فالشععيخ اختععار الوصععل
في ذلك ،فلم أثبت إذن في التقييد "الحق" سبيل مخالفا للشيخ ؟
ومن قام بتخليص التقييد من ذلك فيمععا بعععد فععأزال الكلمععتين
معا لتصبح التلوة بالوقف على "سبيل" الثانية فقط ؟).(1
-3وفي سورة التوبععة فععي قععوله تعععالى" :ولوضعععوا خللكععم
يبغونكم الفتنة وفيكم سماعون لهم".
أثبت الوقفات هكذا" :القاعدين" خللكم "الظالمين" "ثم جععاء
التعليق بالهامش فقال" :الشععيخ وقععف "خللكععم" ووصععله أرجععح".
ومعلوم أن قراءتنا اليوم بالوصل فيه ،فمن قام بالتعععديل ومععتى؟؟
).(2
-4في سورة مريم في قوله تعالى" :أفرأيت الذي كفر بآياتنا
وقال لوتين مال وولدا أطلع الغيب"..
دى – مرد ّا ً – ولدا ً وعلععق المعلععق علععى
أثبت الوقفات هكذا :ه ً
الوقف الخير "ولدا" بقوله" :وصععله أولععى عنععد الشععيخ" ،وإذا كععان
كذلك فلم أدرجه ضمن الوقفات؟ والتلوة اليوم بوصله كمععا اختععار
الشيخ).(3
ما نقرا به اليوم هوالموافق لما في "تقييد وقف القرآن الكريم" المحقق .223 ()1
306
-5وقال في سورة الفلح في قوله تعععالى" :وقععال المل مععن
قومه الذين كفروا وكذبوا بلقاء الخرة وأترفناهم في الحيععاة الععدنيا
ما هذا إل بشر مثلكم يأكل مما تأكلون منه ويشرب ممعا تشعربون،
ولئن أطعتم بشرا مثلكم إنكم إذا ...إلععى قععوله "بمععؤمنين"" :هععذا
أطول وقف فععي القععرآن ،وفيععه خمععس وقفععات لمععن أراد اختيععارا،
هكذا أخبرنا شيخنا الستاذ المحقق سيدي محمد بن سيدي يوسععف
الترغي رضي الله عنه وأرضاه ونفعنا ببركته آمين".
فدل هذا التعليق على أن الهبطي لم يضع ،أو أنه كان ل يععرى
وضع وقف على رؤوس هذه الي الخمسة مراعيععا فععي ذلععك تمععام
المعنى حتى ل يخرج الكلم بالوقف عن حكاية أقوال قوم نوح إلى
ما يوهم إخبار المتكلم والقارئ بمضمون تلك الجمل معن اسععتفهام
ونفي وإثبات ،ولكن الترغي في الوقت نفسه ل يععرى ذلععك الوقععف
لزما ،ولعل هذا هو منشأ الخلف الواقعع حعتى اليعوم بيعن الجهعات
المغربية في وقف هذه المواضع أو وصععلها كمععا نبععه عليععه الععدكتور
وكاك).(1
-6وقال معلقا بالهامش عنععد قععوله تعععالى فععي سععورة الفلح
ايضا" :بل قلوبهم في غمرة من هذا ولهم أعمال من دون ذلك هم
لها عاملون"" :الوصل من قوله "بل قلععوبهم" إلععى قععوله "هععم لهععا
عاملون" أولى عند الشيخ".
وفي هذه المرة أثبت الوقفععات هكععذا" :مععن هععذا "عععاملون"،
فخالف الشيخ في وقف قوله "من هذا "ووافقه فععي البععاقي ،لكععن
يلحظ أن الوقف عندنا اليوم على كل مععن "مععن هععذا" و"مععن دون
ذلك" فمن أين جاء ما نقرأ به وهو مخالف لما هو أولى عند الشعيخ
الترغي ،وزائد على ما أثبته صاحبه المرابط في التقييد المذكور؟
()1للباحث الدكتور وكاك تحقيق مفيد حول الوقفات الخمس في هذه السورة يحسن الرجععوع
إليه في بحثه .251-116وقد أرفق بحثه فيها بخريطة تبين المنععاطق المغربيععة الععتي تقرؤهععا
بالوقف – ص .123
307
-7وقال في قوله تعالى في سورة المومنون أيضا" :سععبحان
الله عما يصفون عالم الغيب والشهادة" بعد أن أثبت الوقف هكذا:
"يصفون" "الشهادة":
"ل يقفه من يقرأ" عالم الغيب بعده بععالخفض علععى أنععه نعععت
للفظ الجللة في قوله "فسبحان الله" ثم ذكر أنه قراءة ابععن كععثير
وأبي عمرو وحفص عن عاصم ويعقوب" ثم "قال" :عن الشيخ").(1
وهذا تنبيه منه على أن الوقف المقيد إنما هو مقيد على وفاق
قراءة نافع.
-8وفععي سععورة المنععافقون عنععد أول السععورة" :إذا جععاءك
المنافقون قالوا نشهد أنك لرسول الله ،واللععه يعلععم أنععك لرسععوله
الوقف كما هو عنععدنا اليععوم هععو علععى الكلمععات" :لرسععول اللععه" -
لرسوله "لكععاذبون" ،ولكنععه علععق بالهععامش فقععال" :الشععيخ :يصععح
الوقف على قوله "والله يعلم" موصول بأول السورة ،وكذلك قععوله
"والله يشهد" "موصول بقوله "والله يعلم أنك لرسوله".
والوقععف عندنا اليوم علععى خلف مععا قععرره الشععيخ أول ،وعلععى
خلف ما صححه أيضا !
()1يمكن الرجوع في تحقيق هذه القراءات فيهععا إلععى التيسععير 160 :وتلخيععص العبععارات لبععن
بليمة 126والتذكرة لبن غلبون 2/560والمبسوط لبن مهران ،314والنشععر لبععن الجععزري
2/329والتحاف للدمياطي البنا .2/287
308
-9وفي سورة "واليل" عند قوله تعالى" :وأما من بخل
واستغنى وكذب بالحسنى فسنيسره للعسرى وما يغني عنه ماله
إذا تردى" قال بالهامش" :وكان الشيخ يصل هذا الوقف -يعني
دى" بعده ،وربما
قوله "للعسرى" -في بعض المرات بقوله "إذا تر ّ
رجح وصله".
-33فــأين موضــع الثبــات إذن فــي هــذا الوقــف ؟ ومــا
مكان الشيخ الهبطي منه بعد كل هذا؟
-تبرئة المام الهبطي من بعض ما انتقــد عليــه
من الوقفات:
ولندخل الن في صلب التقييد لنلقي عليه نظرة سريعة حععتى
نرى مقدار مطابقته لما نقرأ به اليوم على أنععه وقععف الهبطععي .إن
الناظر المستعرض لهذا التقييععد فععي ضععوء مععا هععو متعععارف الن ل
يبقى عنده أدنى شك في أن التقييد المنسوب إلى المععام الهبطععي
قد تعاورته اليدي كثيرا ،وربما لزيد من مائة عععام قبععل أن يسععتقر
على ما هو عليه الن ،وبالتالي فل يمكنه أن يعتععبر الشععيخ الهبطععي
مسؤول عن شيء مما وقع في هذا التقييععد مععن مواقععف موصععوفة
بالضعف أو فسععاد المعنععى .ومععن الغريععب أن التفععاوت بيععن وقفنععا
الحالي وبينه يكثر في بعض السور ويقل في بعضها وسأقتصععر هنععا
على ما يسمح به المقام فأذكر بعض ما وقع أول في سورة "طه":
ففي قوله تعالى في هذه السورة" :قععال ءامنتععم لععه قبععل أن
أذن لكععم إنععه لكععبيركم الععذي علمكععم السععحر ،فلقطعععن أيععديكم
وأرجلكم من خلف ولصلبنكم في جذوع النخل ولتعلمن أينععا أشععد
عذابا وأبقى".
جععاء الوقععف فععي التقييععد المععذكور بتعييععن الكلمععات "لكععم -
السحر -النخل -أبقى".
309
وهو مخالف لما عليه الوقععف عنععدنا الن ،فنحععن نقععرأ كلمععتي
"لكم" و"النخل" بالوصل ،وهو الموافق لما فععي التقييععد الععذي بيععن
أيدينا).(1
وفي السورة نفسها في قوله تعالى "وما أعجلك عن قومك يا
موسى" ،عند ذكر قصععة السععامري ذكععر الوقععف هكععذا" :موعععدي"
"فقذفناها -السامري" .والوقف عندنا اليوم على الولععى والخععرى
دون قوله "فقذفناها".
وفي هذه السورة أيضا في قصة السامري جاء الوقععف عنععده
علععى "الرحمععن" مععن قععوله تعععالى "وإن ربكععم الرحمععن فععاتبعوني
وأطيعوا أمري" .وكذلك جاء فيها الوقف علععى "رأسععي" مععن قععوله
"ل تأخذ بلحيتي ول برأسي إني خشيت أن تقول ...وهو مخالف لما
عليه الوقف اليوم عندنا ،فنحن في المغععرب نقععرأ فععي الموضعععين
المذكورين بالوصل فقط ،وهو المرسوم في المصحف المغربي.
وفي أول سورة النبياء في قوله تعالى "فلما أحسوا بأسنا إذا
هم يركضون ل تركضوا وارجعوا إلى ما أترفتم...
جاء الوقف في التقييععد علععى قععوله "ل تركضععوا" وكععذلك فععي
قوله بعدها :وإن كعان مثقعال حبعة معن خعردل أتينعا بهعا وكفعى بنعا
حاسبين" .جاء الوقف في التقييد "بهعا" وهعو عنعدنا اليعوم بالوصعل
في الموضعين معا.
وفعي سعورة النعور فعي قعوله تععالى "وإن قيعل لكعم ارجععوا
فارجعوا هو أزكى لكم" .داء الوقف عنده على "فارجعوا" ول وقف
عليه عندنا اليوم في الوقف الذي نقرأ به.
والمثلة كثيرة ل أحتاج إلى الفاضة فيها.
وقد رجعت في التقييد المذكور إلى عععدد مععن المواقععف الععتي
تنتقد على الهبطي عادة فوجدتها في الغالب مذكورة فععي الوقععف،
310
ومنها "ل ريب" في أول البقرة ،و"فلما أضاءت ما حوله" في اليععة
16منها ،وقوله "إن ترك خيرا" فععي اليععة ،179وكععذلك منععه فععي
قوله في أول آل عمران" :هو الذي أنزل عليععك الكتععاب منععه آيععات
محكمات" الية .7وكذلك الوقف علععى مععن أجععل ذلععك "فععي اليععة
"34-33من سورة المائدة ،ومثلها الوقف على "حقيق" من قععوله
تعالى في العراف الية " :104وقال موسى يا فرعون إني رسول
من رب العالمين حقيق علعى أل أقعول علعى اللعه إل الحعق" ،وهعو
وقف مروي عن نافع) ،(1والوقف أيضا على "فععاختلط" فععي سععورة
يونس الية 124منها ،ومثله على "عليكم" دون قوله "اليوم" فععي
سورة يوسف من قوله في الية " :92ل تثريب عليكم اليععوم يغفععر
الله لكم" وكذلك الوقف على "تستعجل" في الية 34مععن سععورة
الحقاف ،وقليل من قوله في الية 17من سورة الذاريات" :كععانوا
قليل من الليععل مععا يهجعععون" ،وكلهععا مععن الوقفععات الععتي انتقععدت
عليه).(2
ومن المفارقات أني وجدته في سورة النساء لم يذكر الوقعف
على "ترك" في قوله تعالى" :ولكل جعلنا موالي مما ترك الولععدان
والقربون" الية 33وهو من الوقوف المنتقدة عليه).(3
وكذلك وجدته في أول سورة النبأ "عععم يتسععألون" فععإنه بععدأ
ذكر الوقفات بقوله "يتساءلون" ولم يذكر الوقف علعى "ععم" كمعا
عليه عمل القراء بععالمغرب إلععى اليععوم سععاكتين بيععن السععورتين أو
واصلين أو مبسملين ،وهععو ممععا شععنع بععه علععى المععام الهبطععي)،(4
ولعله مما وضع بعده بزمان ول مسؤولية لععه فيععه ،بععل المسععؤولية
على من اختاره ووضعه.
()1سكت عنه النحععاس فععي "القطععع والئتنععاف 338والععداني فععي المكتفععى 274ولكععن ابععن
القاضي ذكره في أرجوزة ما خالف فيه ابن كثير في الوقف نافعا فقععال :أعرافهععا" "التقععوى"
كذاك "العالمين" -آئنكم كذا "حقيق" مستبين.
()2منحة الروؤف .24-18-17
()3منحة الرؤوف .13
()4نفسه .25
311
ووجدته في سععورة "العصععر" يععذكر الوقععف علععى قععوله "فععي
خسر" ،بينما يسقطه التالون اليوم حسب ما به العمل .وكذلك في
سورة الكوثر يضع الوقف على قععوله "الكععوثر" – وانحععر -والبععتر.
في حين يسقط عندنا الوقف الول.
وأما قوله في الختام ول وقف في "الفلق" إل في "إذا حسد"
ول في "الناس" إل في "النعاس" فهعو يعدل علعى أن تقييعده مبنعي
على عدم اعتبار السكت والوصععل المععروي ععن ورش مععن طريععق
الزرق المقرؤء بها له عند المغاربة ،ولكععن السععؤال ينبغعي أن يععرد
حول المسععؤول عععن هععذا الصععنيع أهععو الشععيخ الهبطععي فععي أصععل
الوضع؟ أم كان هذا مععن التطععورات الععتي لحقععت هععذا الوضععع بعععد
دخوله في مجال التطبيق وصناعة الرداف ؟ فإن هذه الصناعة قععد
زادت في تعقيد المر زيادة كبيرة ،وقيدت القراء بأمور اصععطلحية
عندهم تعتبر بالمقياس الصحيح من باب "لزوم مععا ل يلععزم" ولهععذا
اقتضتم هذه الصناعة عنععد ختععام سععورة العصععر بسععبب إسععقاطهم
الوقععف علععى رؤوس الي فيهععا وحفععاظهم علععى وجهععي السععكت
والوصععل لععورش أن يقولععوا مبتععدئين بععأول السععورة" :والعصععر إن
النسععان لفععي خسععر إل الععذين آمنععوا وعملععوا الصععالحات وتواصععوا
بالحق وتواصععوا بالصععبر") .واقفيععن علععى "بالصععبر"(" .ويععل لكععل
همرة .بالصعبر .باسعم اللعه الرحمعن الرحيعم :ويعل لكعل " ...فهعذا
التعقيد الذي ل معنى له بالمرة إنما اقتضته الصناعة المذكورة بعععد
أن التزموا أيضا بالفصل بالتسمية هنا بين "الصععبر" ولفععظ "ويععل"،
وهو شيء ظل علماء هذا الشأن ينبهون على أنه ل معنععى لععه ،لن
الفاصعلين بالتسععمية يقعععون آخعر المعر فعي معا فععروا منعه أول فل
يكونون قد حصلوا على طائل ،هذا لو سلموا مععن التعقيععد وإفسععاد
رونق التلوة وإلزام القراء بما لم يثبت في الرواية ول اقتضععاه داع
معتععبر فععي ميععزان العلمععاء .وأطععرف مععن ذلععك مععا اقتضععته منهععم
الصناعة أخيرا في سورة "الفلق" النفة الذكر ،فععإن الععذي يقروهععا
لورش الن بالوقف المنسوب إلى الهبطي وبأسععلوبهم فععي الجمععع
312
بين السكت والوصل يفرضون عليه تقديم الوصل هنا على السكت
بسععبب خلععو السععورة مععن الوقععف الععداخلي المعتععاد فععي غيرهععا،
فيفرضون عليه أن يقرا السععورة كلهععا موصععولة بلفععظ "أحععد" مععن
السورة التي قبلها إلى أن يقول "إذا حسععد قععل أعععود" ثععم يقععول:
"إذا حسد :ويقف عليها؛ ثم يقول :قععل أعععوذ بععرب النععاس ملععك...
ويواصل أيضا إلى أن يبلععغ "والنععاس" .وهععم فععي ذلععك إنمععا تقيععدوا
ببعض القواعد التي أخذ بها المتعأخرون فعي صعناعة الرداف وععز
عليهم أن يتخلوا عنها مهما كانت الحوال ،أو أن ينقضوا ما أبرمععوه
لها من ترتيب ،وقد اضطرهم ذلك إلى أن يستثنوا سورة "العصععر"
من الحكم الذي الععتزموا بععه فععي "الربععع الزهععر" بنععاء علععى لععزوم
الفصل فيها بالبسملة لمععن ل يفصععل فيمععا بيععن السععورتين كععورش
وابععن عععامر وأبععي عمععرو) ،(1فععأدرجوا هععذه السععورة ضععمن الربععع
المذكورة ،ولكنهم جعلععوا لهععا حكمععا خاصععا بسععبب مععا ادعععوه مععن
وهععا مععن الوقععف الحععاجز ،مععع أن "تقييععد الوقععف" الععذي قيععدهخل ّ
المرابط البعقيلي عن الترغي يشععتمل علععى الوقععف الحععاجز الععذي
نفوا وجوده ،وهو – كما تقدم – تعيينه للوقف على "لفي خسر".
وإلى ما جرى به عملهم في ذلك وفي ما بين الفلق والنععاس
النفتي الذكر أشار المام المدغري في "تكميل المنافع" بقوله:
جعرى بعوصل بععد سكعت دون والخذ للزرق بين السورتين
مين والعكس جا عنه بل إلباس
في آخر الفلق مع والناس وخعذ لعه بالسكت دون
في الربع المشهورة البسملة
المسطرة وذاك في "الجمع الصغير"
والسكت معها في "الكبير" قد يافتى
أتى وقدمنها واعكسن في
()1أعني باستثنائها الستثناء من التصدير فيهععا بالبسععملة بعععد قععوله "بالصععبر" كمععا يفعععل فععي
الثلث الباقية في قولهم "وأهل المغفرة" بسم الله الرحمن الرحيم .ل أقسم .وأهل المغفرة.
ل أقسم بيوم القيامة...
313
خَر "العصر" تفز بالمرحمة
وآ ِ "الهمزة"
()1تقدم ذكر أرجوزة التصدير للمنجرة ضمن العمال العلمية التي نظمت على منوال أرجوزة
ابن بري عند ذكر هذه الرجوزة.
()2من أرجوزة لبن القاضي في "التصدير وما جرى به العمل" تقدم ذكرها في الراجيععز الععتي
نظمت على نسق أرجوزة ابن بري .وقد اسععتدل مسعععود جمععوع بهععذه البيععات فععي "الععروض
الجامع" في باب البسملة وصدر لها بقوله :وقال شيخنا.
314
مواضع كثيرة في غيرها يعتبر الوقف عليها مععن الوقععف الحسععن أو
الكافي.
وإذا كانوا يعنون بعدم الوقف عدمه في وقف الهبطععي ،فهععو
غير مسّلم – علععى القععل فيمععا يخععص سععورة العصععر ،ففععي تقييععد
المرابط عن شيخه "الترغي" وضع الوقف على "لفععي خسععر" كمععا
قدمنا ،فأيهما الذي هو صععحيح النسععبة إلععى الهبطععي أهععو مععا دونععه
البعقيلي عن شيخه ،أم ما جععرى العمعل عليععه ؟ وكيععف تبنععى مثععل
هذه الحكام على أمور ل تثبت للتمحيص ؟
وإزاء كل ما رأينععاه فعي هععذا التقييععد معن مخالفععة لمععا عليععه
العمل الن ،وبناء على التعليقات التي تضمنتها الهوامش التي نقلنا
بعض ما جاء فيها كيف يمكن لقععائل أن يقععول إن الععذي بيععن أيععدينا
اليوم هو الوقف المقيد عن الهبطي ،فضل عععن أن ينتقععد مععا ينتقععد
من تلك الوقاف متوجها بانتقاده إليه ؟
-حقيقة الوقف المقروء بــه اليــوم فــي مصــاحف
أهل المغرب:
وننتهععي هنععا فععي آخععر هععذا التقععويم لمععا ينسععب إلععى المععام
الهبطي من هذا التقييد الذي عليه التلوة حععتى الن إلععى أن صععلته
بهذا المام إنما هي من حيث النطلقععة الولععى أو الطععار المبععدئي
العام ،وأما من حيث مادته الحالية فلسنا على ثقة من خلوصها من
عمل غيره ،إذ لم ي ُؤَد ّ إلينا وقفه على وجهه الذي اقععترحه أول فيمععا
قيد عنه ،بل تعاورته النظار بعده – كما لحظنا – بكثير من التعديل
والتشذيب ،تارة بترجيح وصل ما وقفه وأخرى بعكس ذلك ،وأخرى
بالتنبيه على التخيير -كمععا رأينععا فععي العليقععات النفععة الععذكر علععى
حاشية التقييد – وتارة بالرشاد إلى أن الوقف خاص بمن يقرأ الية
لنععافع دون مععن يخععالفه فععي القععراءة لمقتضععى إعرابععي تععابع لنععوع
القراءة.
315
ثم جاء أهل صناعة الرداف فزادوا فيه ما لععم يكععن ،وقععدموا
وأخععروا تبعععا لقواعععدهم وخاصععة فيمععا بيععن السععور) ،(1وزاد المععر
باختلف بعض المنععاطق فععي المغععرب فععي وقفععات بعينهععا وخاصععة
الوقفات الخمس في سورة "الفلح") (2فتباعدت الشععقة أكععثر بيععن
الصل الصادر عن الهبطي وبين ما انتهى إليه المر وإن كععان طبععع
المصحف المغربي على ما هو معروف في "تقييد الوقف" قععد حععد
من سطوة هذا الختلف الخير).(3
فأين مكان المام الهبطي إذن مع كل هذا؟ ومن يجععزم حقععا
بأن الوقوف المنتقدة كلها جميعا هي مما اختاره وارتضاه؟
وتبقى إمامة الهبطي عندنا في أوج نصاعتها ومكانتها النابهة،
وتبقععى التحليععات الععتي حله بععه تلميععذ تلمععذته الشععيخ المععام أبععو
العباس أحمد المنجعور ،وخاصعة قعوله فيعه "ذو النحعو الغزيعر" لهعا
دللتها الكاملة ،وكذلك قول صاحب "السلوة فيه" :كان عالم فاس
في وقته ...أستاذا مقرئا عارفا بالقراءات ،مرجوعا إليه فيها").(4
وليس معنى هذا أني بهذا الطراء والتنويه بهذا المععام أدعععو
إلى الحفاظ على الوقف المنسوب إليه الذي عليه التلوة إلععى الن
في القراءة والمصحف المغربي ،بل على العكععس مععن ذلععك أضععم
صوتي إلى أصوات الذين ظلوا ينععددون بععالجمود عليععه وينععادون بع ع
"نزع الثقة منه" والعمل على وضع بديل على غرار ما فعله علمععاء
()1يحسن الروجوع في هذا الصدد إلى الفصل الثاني من دراسة الععدكتور وكععاك "تقييععد وقععف
القرأن الكريم" ابتداء من ص 159بعنوان "في تحريف وقف الهبطي حالة النطق به مع بيان
ما يتعلق ب)صه( من حيث الدللة والرسم"
()2تقدم التنبيه على ذلك قريبا ،ويعتبر بعضهم الوقف عليها من السنة كما قال في ذلك.
والوقفات الخمسة في المومنين من وقفنا السني لخير المرسلين
()3حععدثت فععي العهععود الخيععرة تغيععرات أخععرى علععى التلوة المغرببيععة بسععبب العتمععاد علععى
المصاحف المطبوعة ،من أهمهععا الفصععل بيععن السععورتين بالبسععملة لععورش مععا عععدا فععي أول
التوبة ،وذلك لن أكثر قراء الحزب الراتب في الحواضععر هععم مععن المتعلميععن فععي المععدارس،
وهم في القراءة إنما يراعون ما هعو مكتعوب ،ول يلتفتعون إلعى معوافقته أو مخعالفته لمعذهب
ورش.
()4سلوة النفاس .1/268
316
القععراءة ببلد مصععر فععي المصععحف المطبععوع بروايععة حفععص عععن
عاصم.
وذلك عندي ل يتنافى أبدا مع العتراف لهععذا المععام بالفضععل
الكبير على المدرسة المغربية معن حيععث وضعع "مشععروع الوقععف"
حيز التنفيذ ،ولكن العتراف للشيخ شي ،والدعوة إلى إعادة النظر
فيما ينسب إليه مععن هععذا الوقععف شععيء آخععر ،لمععا نبهنععا إليععه مععن
الثغرات الموجودة في هذا الوقف ،مما كان وما يزال يرتكب باسم
هذا المام ،وينتقد أيضا ويعاب باسعمه وتكعال لعه بسعببه التهامعات
والنباز بغير حساب.
وق إلى هذا الوقععف منععذ عقععدينولقد ظلت سهام النتقاد تف ّ
أو أكثر من الزمان داعية إلى إلغاء وطبععع مصععحف مغربععي تشععكل
لعداد وقفه لجنة مختصة من العلماء والقععراء علعى غعرار معا وقعع
في بعض البلدان السلمية في إعداد مصاحف بروايععة حفععص عععن
عاصم) (1غير أن هذه الدعوة لم تجد شيئا من القبول حتى الن.
-خطوة نحو وقف جديــد المصــاحف المطبوعــة
برواية ورش:
()1وصلتني وأنا أحرر هذا الفصل وعلى غير انتظععار نسععخة مععن المصععحف الجديععد الععذي طبععع
برواية ورش عن نععافع مععن طريععق أبععي يعقععوب يوسععف الزرق ،وقععد طبععع بعع "مجمععع خععادم
الحرمين الشريفين الملك فهععد بععن عبععد العزيععز آل سعععود ملععك المملكععة العربيععة السعععودية
لطباعة المصحف الشععريف بالمدينععة" ،وأطلععق عليععه كمععا كتععب علععى ظهععر أول ورقععة منععه"
مصحف المدينة النبوية برواية ورش عن نافع المدني.
وقد طبع طبعة فاخرة بإشراف لجنة من العلماء والمقرئين برئاسة الشععيخ الععدكتور علععي بععن
عبد الرحمن الحذيفي المقرئ المجود المعروف .وقد ذيل بأسععماء ثمانيععة مععن العلمععاء الععذين
أسهموا فععي تحريععره والشععراف عليععه .كمععا ذيععل بععذيل مفيععد علععى الطريقعة المعروفععة فععي
المصاحف المطبوعة برواية حفص ،تضمن التعريف أول بيان المصععادر الععتي اعتمععدتها اللجنععة
فععي هجععائه وطريقععة ضععبطه وعععدد آيععاته وبيععان أوائل أجععزائه ومكيععه ومععدنيه وبيععان وقععوفه
وسجداته .وتضمن شرح الرموز المستعملة فيه في الضبط والشعارة إلعى أحعوال الهمعز فعي
النقل والتسهيل والبدال وهمز الوصل وعلمات المد والمالة والشمام والحروف الزائدة في
الرسم وغير ذلك ،وختم بقرار تكوين اللجنة الذي صععدر مععن الععوزارة المختصععة ويحمععل رقععم
/335ق/م فععي 3/12/1408هعع بععأمر مععن خععادم الحرميععن إلععى وزيععر الحععج والوقععاف وإلععى
المشرف العام على المجمع الستاذ عبد الوهاب بن أحمعد عبعد الواسعع بتكعوين لجنعة علميعة
متخصصة لنجاز العمل .وقد فرغت اللجنة من هذا العداد بتاريخ 4ذي القعدة لسنة 1410هع
وختم عليه بتوقيعات أعضائها في آخر الذيل.
317
ولقد وصل إلى في أثناء تحرير هذا الفصل مصحف جديد طبع
بالمدينة المنورة يحمل عنععوان "مصععحف المدينععة النبويععة" قععامت
بإعداده والشراف على مراجعته وطبعه لجنة من علمععاء الجامعععة
السلمية بالمدينة المنورة جاء فععي الغايععة مععن الجععودة والتقععان،
وقد تتبعت رموزه وعلماته التي ذيل بشروح موجزة لهععا فوجععدتها
في غاية الحكام والوضوح ،هذا مع مراعاتهم فيهععا رسععما ونقطععا
ما عليه المغاربة انطلقا مما وصععف فععي المصععادر المعتمععدة فععي
ذلك عند الئمة أبععي عمععرو الععداني وأبععي داود سععليمان بععن نجععاح
وغيرهمععا كععأبي عبععد اللععه الخععراز ،والحععافظ التنسععي وغيرهععم،
مسترشدين في بعض الجزئيات بكتاب "دليععل الحيععران" لبراهيععم
الماوغني التونسي والشيخ الطالب عبد الله بن محمععد الميععن بععن
فال الجكني في كتععابه "المحتععوي الجععامع رسععم الصععحابة وضععبط
التابع) (1وبغيرهما من العلماء كما أشارت اللجنة إلى ذلك فععي أول
الذيل الملحق بهذه الطبعة.
ويهمنا في موضوعنا هنا من هذا النجاز الجديد أنععه أول إنجععاز
– فيما أعلم – كسر الطوق فيما يخص الخروج عن وقععف الهبطععي
في مصحف مطبوع برواية ورش) ،(2فقد جاء في الذيل الملحق به
ما يلي:
"وأخذ بيان وقوفه مما قررته اللجنة المشععرفة علععى مراجعععة
هذا المصحف – على حسب المعاني ،مسترشدة في ذلععك بععأقوال
()1تقدم ذكر الكتاب في جملة المؤلفات التي ألفت في الرسععم والضععبط انطلقععا ممععا نظمععه
المام الخراز.
()2هناك محاولة قديمة للشيخ عبد الجواد البنغازي مدرس القراءات – آنفا – بالجععامع العظععم
بتونس أشار الدكتور الحسن وكاك في بحثه "تقييد وقف القرآن الكريم ص " 81إلى أنها أول
محاولة للتجديد في رمز المصاحف الورشية الثعالبية ،وذلععك بتغييععر علمععة )صععه( واسععتبدالها
بثلث علمات هععي )م ك ح( ." ...وذكععر فععي الصعفحة 190مععن بحثععه أنععه اعتمععد جملعة مععن
المراجع التي تميز مراتب الوقف بواسطة الرموز فذكر منها" :الرموز التي وضعها الشيخ عبد
الجععواد البنغععازي فععي المصععحف التونسععي المطبععوع سععنة 1365هع ع والععذي نشععره التجععاني
المحمدي صاحب مطبعة المنار بتونس ".
318
المفسرين وعلماء الوقف والبتداء ،كالداني فععي كتععابه "المكتفععى
فععي الوقععف والبتععداء وأبععي جعفععر النحععاس فععي كتععابه "القطععع
والئتناف".
أما علمة الوقف فقد رأت اللجنة أن تكععون هكععذا )صععه( كمععا
جرى به العمل عند أكثر المغاربة.
"هذا ورأت اللجنة عدم وضع هععذه العلمععة علععى رؤوس الي،
لن الوقف على رؤوس الي سنة مطلقا (1)،على مععا اختععاره أكععثر
أهل الداء").(2
ولسنا هنا بصدد النظر فععي هععذا النجععاز الجديععد ،ولكععن الععذي
ول الدعوة الطويلة المععد إلععى طبععع مصععحف يعنينا منه هو كونه ح ّ
مغربي بروايععة ورش تراعععى فيععه القواعععد العلميععة المقععررة فععي
موضوع الوقف – إلى واقع عملي ،ويبقى السؤال فقط عن درجععة
التقبععل الععتي سععتكون عنععد المغاربععة لعمععل كهععذا لععم يكععن لهععم
مشععاركة فيععه إل فععي الجععانب التععاريخي منععه ،حيععث اعتمععدت
مصععادرهم فيععه ،والُتزمععت طريقتهععم فععي إنجععازه رسععما ونقطععا
وضبطا ،بل اعتمدت أيضا الطريق العتي يقعرأون بهعا وهعي طريعق
الزرق ععععن ورش ،وكعععان فعععي المكعععان اعتمعععاد طريعععق غيعععره
كالصبهاني مثل.
ثم على فرض وجود هذا التقبل من حيث المبدأ ،هل سععيجري
توسععيع الخععذ بهععذا المصععحف واعتمععاده فععي المغععرب والقطععار
المجاورة له حيث يسععود الخععذ بهععذه الروايععة مععن هععذه الطريععق،
وكيف سيوضع ذلك موضع التنفيععذ والتطععبيق العلمععي وهععذا المععر
إنما يؤخذ بالممارسة والتلقي من أفواه الرجال؟
()1قد انتقد الستاذ الدكتور وكاك هذا الطلق في بحثه عن "تقييد وقف القرآن الكريم"
وناقش ذلك بإفاضة .ويحسن الرجوع إلى ما ذكره في بحثه ص 56إلى .71
()2هذا أحد البيانات التي ذكرت في ذيل هذه الطبعة.
319
وفي انتظار تحقق ذلك عندنا – ولو بصورة جزئيععة – وقبععل أن
يعاد طبع المصاحف المغربية على منواله نحن جد متحمسععين لععه،
ومغتبطين به ،وذلععك مععع تمثلنععا الكععافي لمععا سععيلقى فععي طريععق
تنفيذه وأخذ الكافة بععه مععن مقاومععة ومععن صعععوبات ،ومععا سععيلزم
لذلك إذا أمكن تحقيقه مععن جهععد وزمععان ،وخاصععة حينمععا يخععاطب
بتغيير الوقف الحالي جمهور الحفاظ الذي تمرسوا به في القععراءة
والداء ،وارتبطت به تلوتهم غيبا ،وقامت عليه عندهم ثقافة خاصة
مدعمة بتاريخ طويل لهذا الوقععف ضععبطت فيععه أحكععامه وأحصععيت
أعيععان كلمععاته) (1ونظمععت النظععائر منهععا فععي كععل ربععع مععن أربععاع
الحزاب الستين) ،(2وميزت رؤوس الي الععتي ل يعأتي عليهعا وقعف
الهبطععي) ،(3ورتبععت عليععه أحكععام وأحععوال فععي الداء عنععد قععراء
الجمعين :الصغير والكبير ،إلى غير ذلك من مكونات ثقافة القععارئ
المغربي المختص التي ترتبط بهذا الوقف.
وإذا أمكن مع الزمن التغلب على هذه العقبات ،فلن يكون هنا
ضير يلحق بالمكانة العتبارية للشخصية المغربية الععتي يصععر كععثير
ممن كتبوا في هذا الموضوع على ربععط "الوقععف الهبطععي" بهععا أو
ربطها بععه" ،لن أمععر المحافظععة علععى الشخصععية المغربيععة – كمععا
()1أهم إحصاء هو ما قام به الشيخ محمد بن إبراهيم أعجلي البعقيلي السوسي )ت 1271هع(
وقد وقفت على كتابه المسمى "الهداية لمن أراد الكفايععة فعي ضععبط أواخعر الكلععم ممععا صعح
بالرواية" وهو في مجلد ضخم في خزانة خاصة يقول فعي أولعه" :الحمعد للعه بجميعع محامعدة
كلها ما علمت منها وما لم أعلم ،على جميع نعمه كلها ما علمت منها وما أعلم ...أما بعد فععإن
بعض الطلبة – أبان الله لي ولهم معالم التحقيق ،وسلك بي وبهم أنفع طريق – لما رأى طلبة
هذا الزمان المشار إليهم في معرفة كتاب الله تعالى رسما وغيععره بالبنععان ،استصعععبوا ضععبط
أواخر الكلم الموقوف عليها من كتاب الله الحكيم واستشكلوه ،وجعلوا عظععم اجتهععادهم فععي
معرفة ذلك وتحصيله ،وصرفوا جل عنايتهم إلى أحكامه وإتقانه ،وعدوا ذلك من الصعععوبة فععي
غاية ،ومن المشقة في نهاية ،سألني أن أضع له تصنيفا أبين فيه أحوال أواخر الكلم الموقوف
عليها من شكلها إذا لم يوقف عليها ،فأجبته إلى ذلك ،وأن لم أكن أهل لما هناك ،بعد استخارة
الله المطلوبة من العبد في جميع أموره المهمة ،جاريا في الوقف على ما قيده بعض العلمععاء
المتقدمين على )كذا( الشيخ أبي عبد الله سيدي محمد بن أبي جمعععة الهبطععي – رحمععه اللععه
تعالى ورضي عنه – ومحتذيا فيه طريقا سهل ....ثم ذكر منهاجه وأنه سيرتب الوقف فيه علععى
الحروف الهجائية مبتدئا بباب الهمز فالباء والتاء إلخ .وقد نشر الععدكتور وكععاك صععورة لجععدوله
التام بالوقاف في كل ربع وحزب من القرآن في بحثه في ص 122-119
- 2أعني نظم بعض الكلمات الموقوف عليها بحركة معينة مثل "آية" بضمتين في "ما ننسخ"
و"داود" و"إل الله" بالنصب والوقف في "إذا لقوا" الفريقين "يقنت" "أئنكم" أخا عاد" إلخ.
()3منها تأليف لمحمد بن يوسف التملي وقفت عليه في تقييد للرحماني بأوقاف آسفي.
320
يقول الدكتو الحسن وكاك بحق – لم يكن غرضا شرعيا لزمععا ،ول
كان أمععرا بلغععت أهميتععه مبلععغ إباحععة اتخععاذ الخطععاء ملمععح لهععذه
الشخصية").(1
وحسب المام الهبطي بعد هذا لو جرى تنفيذه ،أن يكععون قععد
وضععع السععاس لنمععط مععن النمععاط الوقفيععة الععتي انتفعععت بهععا
المدرسة المغربية انتفاعا ل يمكن إنكعاره ،معع معا فيعه معن مآخعذ
وعيوب ،وذلك حين أدرك هو ومن معه مقععدار الحاجععة يععومئذ إلععى
مثل ذلك العمل ،وخاصة بعد أن وقع ذلك الفصععام النكععد الععذي معا
نزال نعاني من آثاره بين علوم القعراءة وعلعوم العربيعة ،أمعا وقعد
أخذ المر طريقه الن ،وبعد أن أخذت الطبقة المتعلمة فععي النمععو
والزدياد ،وبعد أن ترقى مستوى التعامل مع القععرآن الكريععم تلوة
وأداء وتجويدا ،فل يبقى هنالععك مسععوغ ول مععبرر لبقععاء دار لقمععان
على حالها – كما يقال ،ول نغالي فنزعم أن أمر الوقععف عنععدنا قععد
حسم نهائيا بظهور هذه التجربععة فععي "مصععحف المدينععة النبويععة"،
ولكننا نتوقع أن يكون هذا العمل – مهما تكععن آثععاره – خطععوة فععي
الطريق الصحيح ،عسى أن يحذو حععذوها الجهععاز الرسععمي أو غيععر
الرسمي في بلدنا الذي يتولى إعداد المصاحف والجزاء المقععررة
في المدارس من القرآن الكريم للطبع والنشر والتوزيع.
321
خـــاتـمـة
والن وفععي ختعام هععذا الفصعل ععن المعام الهبطعي معن هعذا
البحث ،الذي استعرضنا فيه المعالم التاريخية والفنية البععارزة فععي
مدرسة المام ابن غازي التي جعلنا شخصية المععام الهبطععي وتتبععع
آثارها من خلل ما يعزى إليه من وقععف مسععك الختععام فيهععا ،والن
أيضا وقد استوفينا – بقدر المستطاع – الحديث عععن المعععابر الععتي
عبرت من خللها قراءة نافع من روايتها وطرقها المغربية إلى هعذه
الديار ،وبعد أن بلغنا بها وبالحديث عن مدارسععها وأقطابهععا وأئمتهععا
وآثارهم مشارف المائة العاشرة حتى لم يبق لنا في القوس منزع،
نرى أن المر يتطلب منا منهجيا استخلص زبععدة مععا قععدمنا وتمييععز
الحصيلة العلمية التي مخضناها من خلل الدرس المتععأني لمختلععف
المدارس الفنية ومكوناتها ومقوماتها ،وذلك:
أ -بإعادة التذكير بشيء من التفصيل بأهم السععانيد المغربيععة
الععتي تععأدت إلينععا بهععا هععذه القععراءة قبععل أن تنقطععع عنععد جمهععور
المتأخرين وتدخل في طي الهمال والنسيان التام.
ب -وبإعععادة التععذكير بشععيء مععن التفصععيل بالصععول الدائيععة
المشتركة بين المدارس المغربية في رواية ورش مع إعادة التنبيه
على بعض مسائل الخلف بين مدارسها الفنية الثلث وامتدادها.
ج -بالحديث عن واقع القراءة المغربية بعد عهود الزدهار بين
التععدهور العععام ومحععاولت النعععاش ،وذلععك هععو موضععوع أعععدادنا
الموالية من هذه السلسلة إن شاء ربنا.
وبتفصيل الحديث عن هذه النقاط في العداد التالية نكون قد
أتينا على نهاية بحثنا ،والله المستعان وعليه العتماد والتكلن.
322
فهرس المصادر والمراجع المعتمدة
في هذا البحث
العدد 25
323
أنوار التعريف لذوي التفصيل والتعريف لمحمد بن أبي القاسم
الجزولي الحامععدي مخطععوط بالخزانععة الحسععنية بالربععاط
برقم .8885
برنامج الشيخ محمد بن عبد السلم الفاسي مخطوط الخزانععة
الحسنية بالرباط في مجموع برقم .1057
البستان في ذكر العلماء والولياء بتلمسان لمحمععد بععن محمععد
المعروف بابن مريم المديوني ،نشععر المطبعععة الثعالبيععة،
الجزائر1326 :هع.
البيان في عدآي القرآن لبي عمرو عثمععان بععن سعععيد الععداني
مخطوط بالخزانة الحسنية بالرباط رقم .11336
تحفة الليف في نظم ما في التعريععف – أرجععوزة فععي العشععر
الصععغير للشععيخ محمععد بععن إبراهيععم الصععفار المراكشععي
التينملي مخطوطة خاصة.
التذكرة في القراءات لبي الحسععن طععاهر بععن غلبععون تحقيععق
الدكتور عبد الفتاح بحيري إبراهيم مكتبععة الزهعراء للعلم
العربي ،ط 1411 :2هع .(1991
تعريف الخلف برجال السلف لبعي القاسعم محمعد الحفنعاوي،
نشععر مؤسسععة الرسععالة ،القسععم الول ،تععونس ط :1
1402هع 1982م
التعريف في اختلف الرواة عن نععافع لبععي عمععرو عثمععان بععن
سعيد الععداني تحقيععق الععدكتور التهععامي الراجععي ،مطبعععة
فضالة المحمدية1403 :هع1982-م
تفسععير القرطععبي )الجععامع لحكععام القععرآن( نشععر دار الكتععب
المصرية ،القاهرة ،ط 1351 :1هع1933-م.
324
تقييععد وقععف القععرآن الكريععم للشععيخ محمععد بععن أبععي جمعععة
الهبطي ،دراسة وتحقيق للدكتور الحسن بن أحمد وكععاك،
مطبعة النجاح ،الدارالبيضاء.
تقييععد علععى ضععبط الخععراز مععن شععرح أبععي زيععد عبععد الرحمععن
القصععري الشععهير بالخبععاز ،مخطععوط ببعععض زوايععا مدينععة
آسفي.
تقييد في رؤوس الي التي ل يأتي عليها وقف الهبطعي للشعيخ
محمد بن يوسف التملي قيده عنه الشيخ محمد بن محمد
بن أحمد الرحمععاني الحشععادي ،مخطععوط ضععمن مجمععوع
بخزانة أوقاف نظارة آسفي غير مرقمة.
تقييد وقف القرآن العظيم للهبطي لمحمد بن أحمد بن محمععد
المرابطي البعقيلي عن شيخه أبععى عبععد اللععه محمععد بععن
يوسف الترغي )مخطوط بخزانععة أوقععاف آسععفي ،نظععارة
آسفي ،غير مرقمة(.
تقييععد علععى مععورد الظمععآن عععن بعععض مشععيخة أهععل فععاس
)مخطوط بخزانة أوقاف آسفي(.
تقريب النشر في القراءات العشععر الصععغرى النافعيععة لمحمععد
بن عبد الرحمععن الزروالععي ،مخطععوط الخزانععة الحسععنية
برقم .1611
تقييد في قراءة المام نافع لبي سعيد عثمان بن عبععد الواحععد
اللمطي مخطوط خزانة القرويين بفاس رقم .1058
تلخيص العبارات بلطيف الشارات في القععراءات السععبع لبععي
علي الحسن بن خلف بن بليمة الهواري ،نشععر دار القبلععة
بجدة1409 :هع1988-م.
توشيح الديباج وحلية البتهاج لبدر الدين القرافي تحقيق أحمععد
الشتيوي ،دار الغرب السلمي ،ط 1403 :1هع1983-م.
325
التيسير في القرآن السبع لبي عمرو عثمان بن سعيد الداني،
نشععر دار الكتععاب العربععي – بيععروت ،ط 1404 2هععع-
1984م.
ثبت أبي جعفر أحمععد بععن علععي البلععوي الععوادي آشععي تحقيععق
الدكتور عبد الله العمراني نشر دار الغععرب السععلمي ط
1403 :1هع1983-م
جامع جوامع الختصار والتبيان فيما يعرض بين المعلمين وبيععن
آبععاء الصععبيان لمحمععد بععن أبععي جمعععة الععوهراني المععدعو
شقرون ،مخطوطععة بالخزانععة الناصععرية بتمكععروت برقععم
.818
جذوة القتباس في ذكر من حل من العلم مدينة فاس لحمد
بن القاضي المكناسي ،دار المنصور ،الرباط.1974 :
الحركة الفكرية بالمغرب في عهععد السعععديين للععدكتور محمععد
حجي.
درة الحجال في أسماء الرجال لحمد بن محمععد ابععن القاضععي
المكناسععي تحقيععق محمععد الحمععدي أبععو النععور ،نشععر دار
العععتراث بالقعععاهرة والمكتبعععة العتيقعععة بتعععونس ،ط :1
1390هع1970-م.
دليل المخطوطات بدار الكتب الناصرية لمحمد المنوني ،نشععر
وزارة الوقاف والشؤون السععلمية بععالمغرب1405 :هععع-
1985م.
دوحة الناشر لمحمد بن عسكر الحسععني الشفشععاوني تحقيععق
محمد حجي ،ط 2الرباط1397 :هع1977 ،م.
ذكريات مشاهير رجال المغرب للعلمة عبد اللععه كنععون – ابععن
غازي – نشر دار العلم للمليين ،بيروت ،لبنان.
326
الروض الجامع شرح الدرر اللوامع لمسعود بععن محمععد جمععوع
السجلماسي ،مخطوط خاص.
سلوة النفعاس ومحادثععة الكيععاس لمحمعد بعن جعفعر الكتعاني
طبعة حجرية ،فاس ،المغرب.
شجرة النور الزكية في طبقععات السععادة المالكيععة لمحمععد بععن
محمد بن مخلعوف التونسعي ،نشععر دار الكتععاب العربععي،
بيروت ،لبنان.
شرف الطالب في أسنى المطععالب لبععن قنفععذ )ضععمن كتععاب
ألف سععنة مععن الوفيععات( تحقيععق محمععد حجععي ،الربععاط:
1396هع1976-م.
صفوة من انتشر من أخبار صلحاء القرن الحادي عشر لمحمد
الصغير المراكشي ،طبعة حجرية ،فاس.
غيععث النفععع فععي القععراءات السععبع للشععيخ علععي النععوري
الصفاقسععي ،بهععامش سععراج القععارئ لبععن القاصععح ،دار
الكتب العلمية1402 :هع.
غاية النهاية في طبقات القراء للحافظ ابععن الجععزري ،الطبعععة
الثانية ،دار الكتب العلمية ،بيروت ،لبنان.
الفكععر السععامي فععي تاريععخ الفكععر السععلمي للشععيخ محمععد
الحجوي ،نشععر المكتبععة العلميععة بالمدينععة المنععورة ،ط :1
1396هع.
الفهرس الشععامل للععتراث العربععي السععلمي ،نشععر مؤسسععة
مآب ،المجمع الملكي بالردن.
فهرس أحمد المنجور تحقيق الععدكتور محمععد حجععي ،نشععر دار
المغرب للتععأليف والترجمععة والنشععر ،الربععاط1396 ،هععع-
1976م.
327
فهععرس مخطوطععات خزانععة القروييععن إعععداد محمععد العابععد
الفاسي الطبعة 1403 :1هع1983-م.
فهععرس مخطوطععات خزانععة تطععوان ،قسععم القععرآن وعلععومه،
إعداد المهدي الدليرو ومحمد بوخبزة ،تطوان1401 :هععع-
1981م.
فهععرس الفهععارس والثبععات ومعجععم المعععاجم والمشععيخات
والمسلسلت لعبد الحي بن عبععد الكععبير الكتععاني تحقيععق
الدكتور إحسععان عبععاس ،نشععر دار الغععرب السععلمي ،ط
2بيروت1402 :هع1982-م
فهرسععة ابععن غععازي تحقيععق محمععد الزاهععي ،مطبوعععات دار
المغرب ،الدارالبيضاء1399 :هع1979 ،م.
فهارس الخزانة الحسنية بالقصر الملكي بالرباط ،إعداد محمد
العربععي الخطععابي ،الفهععرس الوصععفي لعلععوم القععرآن
1407هع1987-م.
الفوائد الجمة بإسناد علوم المة لبي زيد التمنارتي ،مخطععوط
الخزانة العامة بالرباط برقم .964 .02
القراء والقراءات بالمغرب للشععيخ سعععيد أعععراب ،دار الغععرب
السلمي ،ط :1مطبعة العاني ببغداد1410 :هع1990-م.
القطع والئتنععاف لبععي جعفععر النحععاس تحقيععق الععدكتور أحمععد
خطععاب العمععر ،ط :1مطبعععة العععاني ببغععداد1398 :هععع-
1978م.
القول الفصل في اختلف السبعة في الوقف والوصععل للشععيخ
أبي زيد عبد الرحمن بن القاضي ،مخطوط خاص.
328
القول الوجيز في قمع الزاري علععى حملععة كتععاب اللععه العزيععز
للشععيخ محمععد بععن عبععد السععلم الفاسععي ،طبعععة حجريععة
بفاس.
الكامل في القراءات العشععر والربعيععن الععزائدة عليهععا للمععام
أبي القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهععذلي ،مخطععوط
مصور.
كفاية التحصيل في شرح التفصيل للشععيخ مسعععود بععن محمععد
جموع السجلماسي ،مخطوط الخزانععة الحسععنية بالربععاط
في مجموع برقم .1410
كمال الفريد وتقييد الشععريد لبععي العبععاس أحمععد بععن إبراهيععم
الفجيجي ،مخطوط بخزانة القرويين بفاس برقم .1868
لقععط الفععرائد مععن لفاظععة حقععق الفععوائد لحمععد بععن القاضععي
المكناسي )ضمن كتاب ألف سنة مععن الوفيععات( تحقيععق
الدكتور محمد حجي.
مععا خععالف فيععه ابععن كععثير فععي الوقععف نافعععا )أرجععوزة( لبععن
القاضي ،مخطوطة.
المبسوط في القراءات العشر لبي بكر أحمد بن الحسين بععن
مهران النيسععابوري تحقيععق ** حمععزة حععاكمي ،نشععر دار
القبلة للثقافة السلمية ط 2جدة1408 :هع1988-م.
المحتوي الجامع رسم الصحابة وضععبط التععابع للشععيخ الطععالب
عبد الله بن محمد المين الجكني.
المدرسععة القرآنيععة بالصععحراء المغربيععة بحععث السععتاذ سعععيد
أعععراب ،دعععوة الحععق التابعععة لععوزارة الوقععاف المغربيععة
العدد 6السنة 1396:17هع.
329
معرفة القراء الكبار على الطبقات والعصار للحععافظ الععذهبي
تحقيق محمد سيد جاد الحق ،دار الكتب الحديثة ،عايدين،
مصر.
المكتفى في الوقععف والبتععداء لبععي عمععرو عثمععان بععن سعععيد
الداني تحقيق الععدكتور يوسععف عبععد الرحمععن مرعشععلي،
الرسالة ،بيروت1404 :هع.
من أعلم الفكر المعاصر ،أبو شعيب الدكالي للشيخ عبد اللععه
الجراري.
مناقب الحضيكي ،طبقات الحضيكي ،المطبعة العربيععة برحبععة
الزرع ،الدارالبيضاء1357 :هع.
منحة الرؤوف المعطععي ببيععان ضعععف وقععوف الشععيخ الهبطععي
لعبد الله بععن محمععد بععن الصععديق الغمععاري ،دار الطباعععة
الحديثة ،الدارالبيضاء.
المناهل السلسلة في الحاديث المسلسلة للشيخ عبد البععاقي
اليوبي ،نشر دار إحياء علوم الدين.
متعة المقرئين في تجويد القرآن المععبين لبعععد اللععه الجععراري،
مطبعة النجاح ،الدارالبيضاء ،ط 1401 :1هع 1981م.
مصحف المدينععة النبويععة بروايععة ورش عععن نععافع نشععر مجمععع
خادم الحرمين الشععريفين فهععد بععن عبععد العزيععز بالمدينععة
المنورة1410 :هع.
النشععر فععي القععراءات العشععر لبععن الجععزري تصععحيح الشععيخ
الضباع ،مطبعة مصطفى محمد ،القاهرة.
نشر المثاني لهععل القععرن الحععادي عشععر والثعاني لمحمععد بععن
الطيععب القععادري تحقيععق محمععد حجععي وأحمععد التوفيععق،
مطبوعات دار المغرب1977 ،م.
330
نزهععة الحععادي بأخبععار ملععوك القععرن الحععادي لمحمععد الصععغير
اليفرني المراكشي ،مكتبة الطالب ،الرباط.
نيععل البتهععاج بتطريععز الععديباج فععي طبقععات المالكيععة ،بهعامش
الديباج المذهب لبن فرحون ،لحمععد بابععا السععوداني ،دار
الكتب العلمية ،لبنان.
الهدايعة لمعن أراد الكفايعة فعي ضعبط أواخعر الكلعم ممعا صعح
بالروايععة للشععيخ محمععد بععن إبراهيععم أعجلععي البعقيلععي
)مخطوط(.
وقوف القرآن للشععيخ عبععد اللععه بععن الصععديق الغمععاري ،بحععث
بمجلة دعوة الحق :السنة 15العدد 10-9ماي1973 :م.
331
فهرسة المحتويات للعدد 25
تصدير ...........................................................
مقدمة :امتدادات مدرسة ابن غازي في القراءات في
المائة العاشرة................................................
خخخخ خ خخخخخ" :خخخخ خ خخ خخخ خخخ خخ خخ خ
خخخخ خخخخخخخ خخخ" ...................................
-أبو العباس الحباك الفاسي المقرئ..............................
-نص إجازته لتلميذه محمد بصري المكناسي ومروياته عنه...
-أبو العباس الدّقون خطيب القروييععن وذكععر إجععازته لمحمععد
شقرون الوهراني....................................................
-الحسن بن عثمان أبو علي التاملي الجزولي...................
-انتشععار طريععق ابععن غععازي عنععه فععي بلد سععوس والجنععوب
المغربي
-عبد الرحمن بن علي أبععو زيععد القصععري السععفياني الشععهير
قينبس ّ
-عبد الرحمن بن محمد بن إبراهيم المشترائي الدكالي.......
-عبد الواحد بن أحمد بن يحيى الونشريسي صاحب "المعيععار
المعرب"...............................................................
-أبو سعيد عثمان اللمطي أحد المهرة في القراءات السبع
من أصحاب ابن غععععععازي..........................................
332
-علي بن شعيب المالقي والد أحمد بن شعيب مؤلععف كتععاب
إتقان الصنعة..........................................................
-علي بن عيسى الراشدي التلمساني شيخ أبي العباس
المنجور وأحد قراء العشر الصغرى...............................
-علي بن موسى بن علي بن هارون أبو الحسن بن هارون
المطغري شيخ الجماعة بفاس....................................
-أصععحاب أبععي الحسععن بععن هععارون فععي الروايععة والقععراءات
السبع بفاس...........................................................
• أبو العباس أحمد بن علي المنجور صاحب الفهرس المشهور
• إبراهيم بن أحمد اللمطي مدرس الشاطبية بالقرويين........
• أبو راشد يعقوب بن يحيى اليدري الفقيه........................
• علي بن عبد الواحد السجلماسي المقرئ.......................
• أبو العباس أحمد بن محمد الوطاسي المير....................
-كبير أصحاب ابن غازي الراوية الكبير :أبو القاسم بن
إبراهيم المشترائي الدكععععالي.....................................
333
-أبو عبد الله بم مجبر المساري شيخ الجماعة في زمنه
بفاس في أكثر من فن وأحد من انفردوا بالرواية عن الكبار
وأخذ عنهم الناس .....................................................
-مؤلفات ابن مجبر المساري.......................................
-أصحاب ابن مجبر في القراءة....................................
-محمد بن عبد الواحد أبو عبد الله الغزال صاحب كرسي
ابن غازي بعده بالقرويين بفاس..................................
-محمد بن محمد بن أبي جمعة الوهراني المعروف
بشقرون وابن أبي جمعة وصاحب القصيدة المعروفة باسم
"تقريب المنافع في الطرق العشرية المروية عن نافع" وقد
تقدمت بنصها ضمن ما نظم على نمط تحفة الليف للمام
الصفار
-باقي أصحاب ابن غازي..........................................
خخخخخ خخخخخخ :خخخخخخ خخخخخخ خخخخ خخخخخ
خخخ خخخخخخ خخخخخ خخخخخخ خخخ خخخخ خخخ
خخخخ خخ خخخخ خخخخخ خخخخخخ خخ خخخخخخخ
خخ خخخخخخخ................................................
-ترجمة المام الهبطي............................................
-مكانة المام الهبطي في القراءة وعلومها ومشاركته
لبن غازي في بعض شيوخه وتلمذته............................
-1أخذه عن المام أبي عبد الله الصغير شيخ ابن غازي
الوقف بتقييد هذا الشيخ................... وصلة تقييده في
-2شهادة أبي العباس المنجور ووصفه للهبطي بالستاذ
الكبير ذي النحو الغزير..............................................
334
-3الشارة إليه في مصادر علوم القراءة بما يشهد له
برسوخ القدم في الفن..............................................
-4الشارة الرابعة وتتمثل في أخذ الكابر عنه من أصحاب
الشيخ ابن غازي......................................................
-هل كان المام الهبطي يراعي مذهب نافع في وقف
التمام ،وحدود اتباعه له في ذلك ؟.............................
-نماذج من الوقفات المنتقدة عليه.............................
-نسبة الوقف الذي يقرأ به اليوم بالمغرب إلى المام
من غموض ،وهل هو عَْين الهبطي وما يكتنفها
الوقف الذي قيد عنه في أصل الوضع الول ؟؟................
-رأيي في موضوع نسبة الوقف الحالي إلى الهبطي،
وبيان ما تعرض له من التصرف على أيدي الرواة.............
-تبرئة المام الهبطي من بعض ما انتقد عليه من وقفات. .
-حقيقة الوقف المقروء به اليوم في مصاحف أهل
المغرب
-خطوة نحو وقف جديد للمصاحف المغربية المطبوعة
برواية ورش عن نافع................................................
خعاتعمعة........................................................
فهرس المصادر والمراجع...................................
فهرس المحتويات....................................................
335
قراءة المام نافع عند المغاربة
من رواية أبي سعيد ورش
336
مـقــدمــة:
رأينا من خلل استعراضنا لتراجم رجال مدرسة أبي عبد الله
بن غععازي الععذين تحملععوا عنععه القععراءة وقععاموا علععى نشععر مععذاهبه
واختياراته فيها ،كيف اسععتطاع أولئك الرجععال أن يسععدوا فععي أثنععاء
المائة العاشر فراغا هائل كان وشععيك الوقععوع باختفععاء الشععيخ ابععن
غازي من الميدان ووفاته سنة 919هع.
كما رأينا من خلل تلك التراجم كيععف أن العنايععة اللهيععة قععد
مدت في آجال طائفععة مععن خيععرة أصععحابه فطععالت أعمععارهم فععي
مشيخة الجماعة وكراسي التصععدر حععتى اشععترك فعي الخععذ عنهععم
الكبار والصغار ،وترامت بالروايععة عنهععم أمععائل الرجععال إلععى كافععة
الحواضر والجهات ،فكانوا بذلك مععن أوثععق الحلقععات العلميععة الععتي
كونت أواخر عقود السلسلة المغربيععة فععي أسععانيد القععراءات ،كمععا
كانوا بمثابة المعابر الفنيععة الععتي تععأدت مععن خللهععا جملععة مكونععات
التراث القرائي والعلمي الزاخر كما توارثته المدرسة المغربية عن
امتداد مععدارس القطععاب ،وكععانوا مععن خلل ذلععك يمثلععون همععزات
الوصل بين أهل القرن العاشر وبين ما أعقبه من القرون.
ولقععد كععانت وحععدة المنبععع عنععد رجععال هععذه المدرسععة عععامل
أساسيا في قيام منهاج موحد أدى إلى وحععدة فععي الخطععة والعمععل
ساعدت علعى تبلعور قاعععدة مشعتركة فعي البنععاء الفنعي للمدرسعة
المغربيعة أفضععت إلعى مععا يمكعن أن نصععفه بعع "الطععراز المغربعي"
الصرف في ميدان القراءة والداء بكل معا امتععاز بعه معن مقومععات
وما تحدد له من خصائص بنائية وفنية تميز بها عن غيره ،وذلك بعععد
أن انصهر في الميدان العملي وتععداولته القععرائح والنظععار بالتنقيععح
والتحرير والختيار عبر عدد من القرون.
وإذا كنا قد ربطنا بين هذا الطراز كما تناهى إليه من خلل ما
وصل إلينا من مصنفات الئمة واختيارات المتأخرين فيها ابتداء من
المام الشعاطبي فعابن بععري ورجعال مدرسععته ،وبيعن مدرسععة ابعن
337
غازي وامتداداتها في المائة العاشرة وما بعدها انطلقا مما ترامععى
إلى الحواضر والجهععات مععن إشعععاعها ،فععذلك إنمعا بنينععاه علععى مععا
سععيلحظه القععارئ معنععا مععن الهيمنععة الكاملععة لهععذه المدرسععة
واتجاهاتها على ميدان القراء مادة وأسلوبا وتوجيها لعوامععل كععثيرة
سنقف على بعضها في الفصل التالي جعلت القيادة لها ومكنت لها
في الفععاق ،فكععان رجالهععا والخععذون عنهععم مهطعععا لقععراء العصععر
ومشدا لرحالهم حيثما استقلت بهم الركاب أو اطمأنت بهم الديار.
ولعل القارئ الكريم بعد هذا التمهيد الذي مهععدنا بععه يتسععاءل
عن أهم هذه المتدادات التي انبثق منها ذلعك الشععاع المنعوع بعه،
وكيف تأتى لولئك الصفوة الذين تأثلت من خلل جهععودهم مععذاهب
ون فععي النهايععة الخطععوط العريضععة فععي المدرسععة واختياراتهععا لتكع ّ
الصورة البنائية والفنية كما تبلورت فيها المدرسة الدائيععة النافعيععة
في المغرب حسب الرواية والطريق التي بها الخذ وعلى اختيارات
هذه المدرسة فيها العمل – أن يرسخوا هذه المؤثرات فععي ميععدان
القراء ،ويجعلوا من اختياراتهم في القراءة والداء وأسععاليب الخععذ
على القراء ،ما أمسى يشكل العمود الفقععري للقععراءة "الرسععمية"
في المغرب؟ وكيف تلقععت أخيععرا علععى أيععدي أولئك الصععفوة مععن
شيوخ الجماعة وأئمععة القععراء وشععائج القربععى بيععن السععاتيذ الععتي
تأدت إليهم منها القراءة وعلومهععا خلل القععرون العشععرة ويتصععلوا
عععن طريقععه بالمنععابع الولععى الععتي كععان منهععا السععتمداد وعليهععا
العتماد.
ذلك ما سنحاول الوقوف عليه من خلل ما تبقى لنا مععن هععذا
البحث في هذه الفصول:
338
الفصل الول:
إشعاع مدرسة ابن غازي في
الحواضر والجهات المغربية من
خلل مشيخة القراء وشيوخ
الجماعة والعوامل المساعدة على
هيمنة مذاهبها وسيطرتها في
الميدان.
كان الصدى العالي والصيت الععذائع الععذي خلفععه الشععيخ ابععن
غازي خلفه في مدرسته بفاس كافيا ليمدها لعدة عقود من الزمععن
بمدد زاخر من الكبار والعتبار ،يجعلها مشد النظار ومحل التقدير
والجلل ،وكان فحول رجالها الذي تكونوا بين سمع الشيخ وبصععره
وقودا مستمرا لحركتها يذكي فيها النشاط والحيويععة ،وهععم مععا هععم
في ارتفاع المستويات وتعدد المجالت وزعامععة العلععم ،مععن أمثععال
أبي القاسم بن إبراهيم وأخوته وأهععل بيتععه والشععيخ أبععي عبععد اللععه
الهبطي ورجاله ،والشيخ أبي الحسن بععن هععارون المفععتي ،والشععيخ
النحوي البارع أبي عبد الله بعن مجععبر المسعاري ،والشععيخ الحععافظ
محمد شقرون بن أبي جمعة الوهراني والشيخ ابي عبد الله العدي
الندلسي والشععيخ أبععي العبععاس الونشريسععي والشععيخ أبععي عمععرو
وأبي سعيد عثمان بن عبد الواحد اللمطي الميموني وسواهم ممن
قدمنا ذكرهم في رجال مدرسته.
وقد التف حولهم كما رأينا عدد ل يحصععى مععن أماثععل القععراء
سععمينا منهععم طائفععة دون إفاضععة فععي القععول ،هععؤلء الععذين كععانوا
يمثلون العقود المباشرة في سلسلة السعناد المتصعلة معن طريعق
رجال هذه المدرسة ،والذين هم في الععوقت ذاتععه المعععابر الرفيعععة
التي انتقل عبرها إشعاعها ليعععم عامعة الرجعاء والجهعات المغربيعة
وينتظم عامة القرون الموالية.
339
ثم كان للتقلبات السياسية التي أطلت مقععدماتها بعععد مععوت
عميد المدرسة أبي عبد الله بن غازي ثععم اسععتمرت تعمععل عملهععا،
أثر كبير في توزيع مؤثراتها في الفاق ،وذلك بانتقععال مركععز الثقععل
في الجانب السياسي عن مدينععة فععاس مععرة أخععرى وتععوزعه علععى
أكثر من جهة من الجهات الجنوبية من المغععرب بعععد أن استشععرت
مظاهر التدهور والضعف العام في كيان دولة بنعي وطعاس بفعاس،
فأخععذت تسععتقل عنهععا طائفععة مععن الزوايععا ذات النفععوذ الصععوفي
والتوجه الساسي لتستقطب إليها تبعا لععذلك وجععوه العلمععاء وتقيععم
في مراكزها أسس حركة علمية كان لها أثرها في إنهاك قوة الدفع
التي كانت لمدرسة ابن غازي نوعا ما بمدينة فععاس ومععا يليهععا مععن
الطععراف ،ولكنهععا مععن جهععة أخععرى قععد اسععتطاعت أن تععزود تلععك
المراكععز بأسععاتذة مععن كبععار المشععيخة المتخرجععة بفععاس حملععت
مشاعل الحركة القرائية والعلمية بها ،ووثقععت وشععائجها بمدرسععتها
الم ،المر الذي وسع من دائرة نشاطها وقوى من روابطها وساعد
على قيام منافسة ملحوظة بين رجالها وأمرائها لسععتقطاب العليععة
من أولئك العلماء واصطناعهم بها ،تجمل بوجودهم ،وتقويععة للسععند
المعنوي بتقريبهم وانتدابهم لهذه المهمات.
وهكذا كان للشراف السعديين فععي سجلماسععة أول ثععم فععي
قاعدة سوس ثم أخيرا في مراكش ،محاولت واسعة لحتععواء كبععار
المشيخة للقععراء بهععا ،ورعايتهععا لععذلك رعايععة كعان لهعا آثارهعا فعي
تحريك الهمم والتشجيع العام.
وفي مقابل هذه الرعاية كععانت هنعاك مراكععز أخععرى منافسععة
من أهمها ما اختصت به "الزاوية الدلئيععة" فععي بلد "تادلععة" قععرب
بنععي ملل حيععث كععان رجععال هععذه المععارة ومؤسسععوها مععن كبععار
العلماء ،وكان أكثرهم أيضععا مععن عليععة القععراء ممععن تخرجععوا علععى
أمثالهم معن قعراء فعاس وسجلماسعة ،وخاصعة علعى أصعحاب ابعن
غازي وتلمذتهم ،ولعل هذا الحساس بما سععتؤول إليععه الحععال فععي
340
مدرسة ابن غازي بفاس إذا استمر الوضع على ما هو عليه بسععبب
هجرة هذه الكفاءات العالية عنها إلى بعض تلك المراكز ،هععو الععذي
أملى على طائفة مععن أهععل العلععم والفضععل أن يعملععوا علععى دعععم
كراسي القراء بفاس بمجوعة مععن الوقععاف العلميععة يجعععل ريعهععا
لصععالح المشععيخة والطلبععة الععذين يقومععون عليهععا محافظععة علععى
استمرارها ،وتشجيعا للقائمين بها من القراء والعلماء.
-ظهور الوقاف لخدمة علم القراءات:
وأبرز ما ظهر من الوقاف لهذا الغرض على يد بعض أصععحاب
ابن غازي "الوقف على الشاطبية" ،وقد تقدم لنا في ترجمة الشععيخ
المام أبي الحسن علي بن عيسى الراشدي مععا ذكععره أبععو العبععاس
المنجور عنععه بعععد أن وصععفه بالشععيخ النحععوي الصععالح "وأنععه" كععان
يحسن علوم القرآن أداء ورسما وضبطا" من كونه:
"نفذ له تدرس "الشاطبية الكبرى" الذي أنشأ تحبيسععه الشععيخ
الفقيه الفرضي الصالح أبو القاسم الكوش الععدرعي ،لنظععر الشععيخ
المام أبي الحسن بن هارون ،ولععم يكععن لهععا وقععف قبلععه ،فأقرأهععا
وأعاد ،محضرا بالمجلس لكثير من شراحها كالسخاري وأبي شععامة
والفاسي والجعبوي حتى تفقه فيها").(1
فهذا التجبيس من لدن هذا القارئ الفقيععه لهععذا الغععرض يعتععبر
أحد مظاهر العناية غيععر الرسععمية الععتي كععان الهععدف منهععا إحععداث
كرسي قار لهذه القصيدة التي عليها المدار لهععذا العهععد ومععا بعععده
في القراءات يتقاضى القائم به مرتبا ثابتععا مععن هععذا الوقععف الععذي
عين له ناظر يتولى رعايته من أعيان أصحاب ابن غعازي ،فكعان أن
نفذه لمن يقوم بموجبه على تدريس هذه المادة التي لععم يكععن لهععا
وقف سابق عليه.
وهذا الصنيع يعتبر من جهة ثانية من وسععائل العععون والتشععجيع
للمحافظة على استمرار هذه الكفاءات وأمثالها في النهععوض بهععذه
فهرس المنجور 67وذكر أنه كان يدرسها قبل ذلك في مسجد الشرفاء بفاس. ()1
341
المهمة حتى ل تستقطبها بعض الجهات الخععرى إليهععا بوسععيلة مععن
وسائل الغراء.
وقد ذكر المنجور أيضا – كما تقدم – اسم القارء الذي ولي هذا
الكرسي بعد موت أبي الحسن الراشععدي وهععو أبععو سععالم إبراهيععم
اللمطي ،وهو من شيوخه بل هو أول من جود عليه القرآن وحفظه
عليه ،كما ذكر أنعه لزم الشعيخ أبعا الحسعن بعن هعارون وأخعذ عنعه
السبع كما لزم الستاذ أبا الحسععن بععن عيسععى الراشععدي المععذكور
في "حرز الماني" ،وكان قد لزمه معروفععا بععه سععنين طويلععة فععي
علوم القرآن والنحو وغير ذلك وعليه تخرج" قال:
"وولى تدريس "الشععاطبية الكععبرى" والععبردة" بعععد مععوت ابععن
عيسى فعالجهما وقام وقعد نحوا من خمععس وعشععرين سععنة حععتى
نفذ فيهما ونجب.(1)...
وذكر الشيخ يوسف بن عابد الدريسععي الفاسععي فععي "ملتقععط
الرحلة" ،وكان ممن قعرأ القععرآن بروايععة ورش علعى أحعد الشعيوخ
المتصدرين لذلك سماه إبراهيم المامودي – وكععان يقععرئ بمدرسععة
مصباح) .(2إن الفصل الذي كانت تنصب فيه الكراسي لنشععر العلععم
هو فصل الشتاء" ،إل أنه ذكر أن من الفنون ما يبقى طععول السععنة
كتفسير القرآن بعد صلة الصبح ،وكتاب "خليل") (3يقرأ بعد الظهععر
مستمر الزمنة لما عليهم مععن الوقععاف الكععثيرة) ،(4ثععم ذكععر فنونععا
كثيرة كانت تدرس لهذا العهد بالقرويين في مختلععف أوقععات الليععل
والنهار قال" :وعلى كل كتاب أوقاف حتى على "شرح البردة")...(5
ثم ذكر أن من هذه الحلقات مععن ل يحضععرها إل الواحععد أو الثنععان،
فذكر منها كرسي "شرح البردة" قال :وكنععت أجلععس معهععم لجععل
التبرك وقلة جاه المدرس ،وسألت عنه قال لي بعععض النععاس :إنععه
()1فهرس المنجور .73
()2ملتقط الرحلة من المغرب إلى حضرموت .28
()3يعني المختصر الفقهي.
()4ملتقط الرحلة .59
()5نفسه ،59وأسلوب كاتب الرحلة قريب من الدارجة كما يلحظ.
342
من أهل الكراسي ،إل أنه ما لععه حععظ ول جععاه ...ثععم ذكععر أن هععذه
السنة كانت سنة تسع وثمانين يعني وتسعمائة).(1
وهذا يفيدنا أن هععذه الكراسععي الععتي رصععدت لهععا اعتمععادات ماليععة
تتقاضى من الريع الذي تدّره الوقاف التي وقفت عليها كععانت هععي
الضمانة الوحيدة لستمرارها في الوجود حتى لععو كععان الزهععد فيهععا
قد بلغ مثل هذا المبلغ الذي حكى عنه ابععن عابععد الفاسععي بالنسععبة
لشرح البردة ،فقد كعان المنصعب يفعرض علعى متعولي كرسعيه أن
يحضره ويقوم بعه بقطعع النظعر ععن درجعة إقبعال المقبليعن وزهعد
الزاهدين ،وهذه هي الغاية من تلك الوقاف.
كراسي القرويين في القراءة والتجويد
وقد تحدث أسععتاذنا البععاحث السععيد محمععد المنععوني فععي هععذا
الصععدد عععن الوقععاف الععتي أنشععئت علععى مواضععع معينععة بجععامعي
القرويين والندلس بفاس ،ومنها ما له كرسي خععاص ومنهععا أخععرى
بدون كرسععي علععى مواضععع معينععة ،فععذكر منهععا فععي إطععار جامعععة
القروييععن ثمانيععة مواضععع سععبعة بجععامع القروييععن وواحععد بجععامع
الندلس :ستة منها لتجويد القرآن الكريععم عمليععا باللسععان ،واثنععان
لتدريس الرسالة القيروانية ،ثم ذكر تفصيلها فسمى منها:
-1سارية لتجويد القرآن الكريم لم يعيععن موقعهععا بععالقرويين،
وقد ذكر أستاذها مؤلف "فهرسة تنوير الزمععان") (2وسععماه "سععيد
يعيش" بدون أن يذكر اسم والده أو نسبه ،مع التنصيص على أنععه
توفي في حدود عام .980
-2سارية أخرى لتجويد القرآن الكريم ،وهي الواقعة يمنة
عنزة هذا الجامع ،وحسب الوثيقة التالية فإن الععذي أنشععأ وقععف
هذه السارية هععو الشععيخ الجليععل أبععو العبععاس أحمععد بععن محمععد
()1ملتقط الرحلة من المغرب إلى حضرموت للفقيه يوسف بن عابد الدريسي .60-59
()2أشار بالهامش إلى أن اسمها الكامل "فهرسة تنوير الزمان ،بقععدوم مععولي زيععدان" تععأليف
قاسم بن محمد بن محمد ابن أبي العافية الشهير بابن القاضي ،تقع ضععمن مجمععوع بالمكتبععة
الملكية بالرباط رقم 255
343
الشاوي المتوفى فععي المحععرم عععام (1)1014قععال" :وقععد عيععن
المحبس لهذا الوقععف السععتاذ أبععا العبععاس أحمععد بععن علععي بععن
شعيب الفاسي المتوفى عام ) (2)(1015ثم من يأتي بعده ،وفي
"النهج المتدارك") (3تحدث عن هذا الستاذ وذكر الوقفية هكذا:
...يحكى عنه -رحمعه اللعه -أنعه كعان متصعدرا للخعذ بجعامع
القرويين من فاس ،وكان يجود مع الطلبة بلسانه ،ويلزمععه الشععيخ
الصالح سيدي أحمد الشععاوي دفيععن "السععياج" مععن فععاس ،وأوقععف
عليه ومن يقفوه أرضا بلمطة يقععال لهععا "الضععوّيات") ،(4وفععي آخععر
عمره تأخر عن القرويين لكبر سنه ،فيجعود معع الطلبعة بعداره فعي
"الكدان" أو بمسجد قربها كان أمامه ،ويوم الجمعة يحملععه الطلبععة
بين أيديهم إلى "جامع الندلس" ،ويجلس فيها بباب الحفا ويقرأ مع
الطلبة بلسانه ،ويسععمع صععوته تبيينععا للحععروف والحركععات وإفععرازا
للكلمات من قنطرة بين المدن رحم الله الجميع").(5
قلت :هذا الوقف وأمثاله هو الوسيلة التي كانت ناجعععة يععومئذ
للمحافظة على تدريس نوع من الفنون والمتون ،كما أنها أيضا كما
قدمنا من الوسائل العملية الععتي تضععمن اسععتمرار هععذه العطععاءات
المفيدة وقيام هععؤلء النخبععة مععن القععراء والعلمععاء عليهععا يرتفقععون
بأوقافها في معاشهم ،ويتفرغون للقيام بوظيفة التععدريس وتمريععن
الطلب مستعينين بها.
فهذا الشيخ أبو العباس بن شعيب كان في زمنه ممعا يتنعافس
في مثله لرسوخ قدمه – كما سيأتي في ترجمته عن قريب ولععذلك
اختير للقيام بهذا الكرسي ،وأسند إليه التجويد العملي وهو أمر مععا
344
أقل العناية به بين مشايخ القراءة قديما وحديثا ،ولعل هذا ما جعععل
معظم الوقعاف المخصصععة للقععراءة تنصعرف إلععى هععذا الفعن كمعا
لحظنا في أوقاف القرويين ولعل من المفيد هنا لندرك أهمية هععذا
الوقف الذي وقف على كرسي التجويد الذي أسند إلى ابن شعععيب
بأن ننقل نص وثيقععة التحععبيس المتعلقععة بهععذا الكرسععي كمععا نقلهعا
الستاذ المنوني عن "الحوالة السليمانية" لحباس القرويين ونصها:
"الحمد لله :حبس المرابط أعله الجل السيد الكمل البركة:
أبو العباس أحمد ابن المرحوم أبي عبد الله محمد الشاوي – جميع
الستة فدادين ،وهععي "عيععن العععرب" وفععدان ابععن فيلععو الصععغير" و
"فدان الغدائر" "وفعدان ركبعة العلعك" "وفعدان الغعرس"" ،وفعدان
الكوشة" ،المحتوي على حراثة أربعععة أزواج المععذكورة والمحععدودة
أعلى المنتسخ منه ،بمنافعها ومرافقها وكافة حقوقهععا كلهععا – علععى
الفقيه الجل النحوي اللغوي الستاذ المجود المشععارك السععيد ابععي
العباس أحمد ابن السععيد المرحععوم أبععي الحسععن علععي شعععيب بععه
عرف ،ينتفع بها ،على أن يجععود للطلبععة بالسععارية الععتي عععن يميععن
العنزة بجامع القرويين) (1شرفها )كذا( الله بدوام الذكر فيععه – مععن
زوال الشععمس إلععى البريععح علععى الععدوام والسععتمرار ،عععدا يععوم
الخميس ويوم الجمعة ،حبسا مؤبععدا ،ووقفععا مخلععدا ،إلععى أن يععرث
الله الرض ومن عليها ،وهو خير الوارثين ،ومن بععدل أو غيععر فععالله
حسيبه وسائله ومتولي النتقام منه ،فإن مععات يرجععع لسععتاذ مثلععه
على الصفة المذكورة إلى انقراض الععدنيا ،قاصععدا بععذلك وجععه اللععه
العظيم والدار الخرة ،والله ل يضيع أجر معن أحسعن عمل .وبسععط
يده على حوزه ،وتععوجه صععحبة شععهيديه إلععى الفععدادين المععذكورة،
وحازاها حوزا تاما كما يجب معاينة ،وعرفا قدره ،شععهد بععه عليهمععا
بحال كمال الشهاد ،وعرفهما في أواخر صفر عشرة وألف").(2
1ما تزال هذه السارية معروفة بالقرويين وهي مقابلة للمحراب فعي الصعف المحعاذي للباحعة
الوسطى منه.
()2الستاذ محمد المنوني – دعوة الحق عدد 6ص .118
345
وتحدث الستاذ المنوني عن باقي الوقفيات المخصصة
للتجويد بالقرويين لهذا العهد وما بعده فأضاف قائل:
.3في عنزة القرويين ،كان يجود فيها للطلبة من طلوع
الشمس إلى ضحوة النهار:
أبو العلء إدريس بن محمد بن أحمد المنجرة الحسني
الدريسي التلمساني ثم الفاسي )يوم الثلثاء 22محرم
عام 1137هع(").(1
)(2
ابنه أبو زيد عبد الرحمن...
.4في صدر جامع القرويين ،وهو مجلس لم يحدد مكانه
بالضبط ،وأستاذه أبو محمد عبد الله بن محمد المععدعو ابععن يخلععف
النصععاري الندلسععي ثععم الفاسععي )ت فععي 27ذي القعععدة عععام
،(1162قال في ترجمته من "نشر المثاني – المخطععوط) :(3وكععان
محل جلسته لتجويد الطلبة عليه بصدر مسجد القرويين.
.5في ظهر الصومعة ،وبها كان يجود عنععد الذان الثععاني
للظهععر أبععو العلء إدريععس بععن عبععد اللععه بععن عبععد القععادر الحسععني
الدريسي الودغيري الملقب بالبدراوي )ت ليلة الربعاء 16محععرم
عام 1257هع(.
ثم ذكر الباحث الععوقفين الخاصععين برسععالة ابععن أبععي زيععد فععي
الفقه وسمى من تعاقب عليهما من العلماء ثم ذكر.
346
هكذا سميت فعي الحوالعة السععليمانية دون أن يحععدد موقعهعا –
في جامع الندلس – قال :وظاهر أنه يعنععي بأسععتاذها أبععا عبععد اللععه
محمد بن الحسين بن محمد بن حمامة الوربي النيجي ثم الفاسععي
الشهير بالصغير ،والمتوفى ليلععة الجمعععة 6شعععبان عععام 887هععع،
وقد جاء في ترجمة هذا الستاذ أنععه ختععم عليععه القععرآن بععالقراءات
السبع 300طععالب ) ،(1ول شععك أن هععؤلء أو بعضععهم قععرءوا عليععه
بهذه السارية).(2
هذه الوقععاف والكراسععي التابعععة لهععا كععانت إذن مععن وسععائل
المحافظة على استمرار هذه الكفاءات في أداء رسالتها هناك حتى
ل يضطر هؤلء الئمة وأمثالهم في طلب المعاش إلى الخروج إلععى
غيرها.
ومععع هععذا فععإن طائفععة مععن أعيععان رجععال هععذه المدرسععة قععد
اسععتقدموا فععي أثنععاء المععائة العاشععرة وفيمععا بعععد ذلععك للتععدريس
والقععراء ببعععض المراكععز الخععرى فععي مراكععش والزاويععة الدلئيععة
وغيرهما ،لهذا نجد بعض خريجي مدرسة ابن غازي متصدرين تععارة
بفاس وتارة بمراكش ،وربما بغيرها أيضا ،على نحو ما سعوف نععراه
عند الشيخ المام أبي عبد الله محمد بن يوسف الترغي ،والحسععن
بعن محمععد العدراوي ،ومحمعد بعن يوسعف التملععي ،وسععواهم ممعن
تصدروا هنا وهناك متنقلين بين تلك المراكز ،المعر العذي كعان يتعم
لصالح مدرسة ابن غازي من جهة التمكين لها في الفاق ،وإن كان
يحد من نشاطها العلمي في دار مثواها بفاس.
ولبيان آثار هذا التنافس بين المراكز العلمية في بععث مععذاهب
المدرسة وهيمنتها علععى السععاحة وتوزعهععا بيععن الشععمال والجنععوب
والشرق ،نرى من المفيد أن نقدم ذلك من خلل التعريف بمشيخة
العصر الذين تم على أيديهم هذا التلقح مع محاولة ترتيبهم بحسب
()1أصله في فهرس أحمد المنجور بلفظ وختم عليععه ثلثمععائة مسععبع ،أي قععرءوا عليععه القععرآن
بالقراءات السبع ص .17
()2الستاذ محمد المنوني في بحثه أوقاف بدون كرسي على مواضع معينة بجععامعي القروييععن
والندلس دعوة الحق 119العدد 6السنة .1966
347
المشععيخة وتقععارب العصععر ،وسععوف نععرى أن الوشععائج الععتي تصععل
بعضهم ببعض تقوم دائما على وحدة الشيوخ ،وتقععوم بالتععالي علععى
وحدة المنهج في التععدريس والقععراء ،المععر الععذي نشععأت معععه مععا
يمكععن أن نسععميها تقاليععد علميععة ،أمسععت تشععكل الطععار العععام
للمدرسة المغربية وتكون البنية المميععزة لهععا أداء وتجويععدا ورسععما
وضبطا ووقفا وأسععلوب تلقيععن وتتويجععا للخععذ بمععا يشععهد للطععالب
بالهمية في الفن عن طريق الجازة المكتوبة عامة أو في علععم أو
قدر معين كما سنرى بعون الله نماذج من ذلك.
وسوف نرى أن أسانيد المغاربة وخاصة في علم القراءات قد
عادت إلى الميدان وتععوثقت الواصععر بينهععا فععي كععل مكععان ،وذلععك
بعدما رأيناه في المائة التاسعة من إهمال يكاد يكون تاما ،حتى إننا
ل نكاد نجذ لقراءة المغاربة اتصال إل من طريععق شععيخي أبععي عبععد
الله الصغير :أبي العباس الفيللي وأبي الحسن الوهري.
أعلم مدرسة ابن غازي:
وهــؤلء أعلم المدرســة والخــذون عنهــم مــن مشــيخة
الجماعة وأعيان الئمة:
.1أحمد بــن قاســم بــن عيســى أبــو العبــاس القــدومي
الغساني الصل الندلســي الفاســي المنشــأ )ت 992
هـ(.
من أعلم المائة العاشرة ممن أخذ عن أصحاب ابن غازي ،قال
في الجذوة:
كان أستاذا نحويا انتهت إليه رياسة النحو في زمانه ،ولععه تقييععد
على ألفية ابن مالك سماه بالهادي في حل ألفاظ المرادي في نحو
أربع مجلدات ،أخذ عن محمد بن مجبر المساري ،وعن أبي القاسم
بن إبراهيم).(1
348
وقال القادري في نشر المثاني :وكان القدومي مععن السععاتيذ
المعتبرين ممععن يعععول عليععه فععي تحقيععق علععوم القععراءات وحفععظ
المذاهب والتوجيهات ،وعليععه كععان المععدار فععي عصععره فععي النحععو
بفاس ،مشهور بالتحقيق فيه ،وكانت لععه نيععة صععالحة فععي التعليععم،
ودؤوب على ما يعنيه من طلب العلم ونشععره ،وكععان يععؤم بمسععجد
الشرفاء) ،(1توفي يوم الربعاء ،ودفن بمطرح الجنة في شعبان عام
،992وكانت جنازته مشععهودة ،قععرئ عليععه يععوم مععوته وثلث ليععال
بعده 135ختمة من القرآن).(2
ووصفه في السلوة بشيخ النحاة والمقرئين ،وذكععر نحععوا ممععا
ذكر في الجذوة والنشر) .(3وقعد وقفت لعه على ذكععر تععأليف باسععم
عدد الي ذكره الستاذ أبعو عبعد الله
الرحماني في تكميل المنافع ونقل عنه بهذا العنوان عند ذكر الععدد
المدني الول والخير).(4
وقد كان لبي العبعاس القعدومي صعيت نعائع وجعاه عنععد ملعك
عصره أبي العبععاس أحمععد المنصععور السعععدي المعععروف بالععذهبي،
وذكر في نزهة الحادي في ترجمة المنصور أنععه أخععذ علععم العربيععة
على نحوي زمانه أبي العبععاس أحمععد القععدومي صععاحب الحواشععي
على المرادي).(5
أما أصحابه الذين انتفعوا بالخذ عنه فسيأتي ذكععر طائفععة مععن
أعيانهم.
-2أبو العباس أحمد بن علي بن أبي بكــر بــن أحمــد بــن
الحســن بــن محمــد بــن المرابــط الصــنهاجي المعــروف
349
بالزموري) :ت 1001هع( .وصععفه ابعن القاضعي بعالفقيه النحععوي
الناظم الناثر ،وقال :من أهل مدينععة فععاس ،أخععذ بهععا عععن جماعععة،
وكانت له معرفة بالمقارئ السبعة).(1
وقال فيه القادري الشيخ الفقيه السععتاذ الديععب العععالم ...كععان
إماما عالما أديبا من أعلم أئمة فاس ،قال في المطمح :وكان يبعععث
إليه المنصور في رمضان يقدم لمراكش يصلي بععه التراويععح لحسععن
صوته وجودة حفظه.
..ثم ذكر أنه أخذ القراءات السبع عن الشيخ ابي القاسم بععن
محمد بن إبراهيم المشترائي ،قال:
ولععه معرفععة وافععرة بععالعلوم القرآنيععة وغيرهععا مععن رسععم وأداء
وتفسير وحديث وعربية وغير ذلك ،ثم ذكر أنه كان يتولى التععدريس
بجامع الندلس بفاس ،وكععان لععه كرسععي فيععه يقععرأ عليععه التفسععير
يقرئه بععالفخر الععرازي) .(2لكععون الحبععس كععذلك ،كمععا كععان لععه فععي
القرويين كرسي
السير خلف ظهر الصععومعة ،فععوله لتلميععذه سععيدي علععي بععن عبععد
الرحمععن بععن عمععران) ،(3وكععان بيععده كرسععي المععرادي) (4بمدرسععة
العطارين من بعد صلة العصر ،وكععانت بيععده أيضععا إمامععة مدرسععة
العطارين).(5
وهذه الكراسي كلها كانت مرتبطة بأوقاف كما تقدم ،وإسنادها
جميعا له يدل على تبريزه في جميع هععذه الفنععون ،كمععا يععدل أيضععا
على تمكنه في البلد ونفوذه العلمععي فيععه ،وذكععر القععادري أنععه لمععا
350
تععوفي تععولى موضععع تفسععيره ومراديععه شععيخنا وبركتنععا الفقيععه
المحدث ...أبو عبد الله محمد بن قاسععم القصععار ،فبقيععت أحباسععه
بيده.(1)...
وذكر الحضيكي في ترجمة الزموري أن جده وأباه انتقل لفعاس
حين غلبت النصارى علععى ثغععر آزمععور أول رجععب سععنة 917قععال:
وكان أبو العباس -رضي اللععه عنععه -فقيهععا أسععتاذا ذا همععة عاليععة،
متقنا متفننا ،يدرس فععي كععل فععن التفسععير وغيععره فععي القروييععن،
ويبعث إليه السععلطان المنصععور ليصععلي بععه التراويععح فععي رمضععان
بحضرة مراكش لجودة قراءته وحسن صوته ،توفي سنة .(2)1001
351
اليجععاز ،فقععد قععرأ القععرآن أول علععى السععتاذ أبععي سععالم إبراهيععم
اللمطي ،كما قرأ عليععه مععورد الظمععآن وحضععر معععه حععرز المععاني
وغيرها عند أبي الحسن علي بن عيسى الراشدي صاحب الكرسي
والوقف الموقوف عليه للشاطبية،
كما قرأ مع شيخه اللمطععي المععذكور بععالقراءات السععبع علععى
الشيخ أبي الحسععن علععي بععن هععارون المطغععري فععي سععنة واحععدة
وأجازهما معا عن الشيخ ابععن غععازي) ،(1وكععان عععدد الختمععات الععتي
قرأها على ابن هارون ثلث ختمعات) (2وقعرأ ختمعة بالسعبع وأخعرى
إلى سورة النعام على الشيخ أبي عبد الله محمد بعن علعي العععدي
من أصحاب ابن غازي) (3وقرأ أجزاء من أول القععرآن بالسععبع علععى
كل من أبي القاسععم بععن إبراهيععم وأبععي الحسععن علععي بععن عيسععى
الراشدي ،كما كان يلزم حضور مجلس الشيخ أبي عبد الله محمععد
العبسي صاحب كرسي الدرر اللوامع بجامع الندلس).(4
مؤلفاته :سمى أبو العباس أكثر مؤلفاته في آخر فهرسته)،(5
ومن التأمل فيها يظهر أنه كان متنوع الهتمامات ولكن تغلب عليععه
النزعة الصولية والفقهية ،إل أنه معع ذلععك كعانت لعه مشعاركة فعي
القراءات علما وعمل وإن كان ما بلغنا من آثاره فيها قليل ،بل ربما
ل يزيد على أجوبته المشهورة في مسائل من القراءات:
-أجوبته على مسائل من القراءات :هذه المسائل في
الحقيقة وجهت إلى شيخيه أبي القاسم بن إبراهيم وأبي عبععد اللععه
بن مجبر ،فتولى هععو الجابععة عنهععا لوفععاة الول وهععرم الثععاني كمععا
شرح ذلك في أولها ،وفيها يقول :ورد علينا بفاس حرسها الله مععن
طععوارق الحععدثان ،وجعلهمععا دار السععلم إلععى انتهععاء الععدوران،
استشكال وأبحاث في القراءة تتعلق ب"حعرز المععاني" معن بععض
نفسه .73 ()1
352
فضلء المشرق ،وهو المام العلمة الستاذ المجععود .أبعو الفععوارس
سععيدي أحمععد بععن محمععد المسععيري المصععري نزيععل قسععطنطينة
المحروسة .يرغب من شيخنا المامين أستاذي فاس في عصععرهما
سيدي أبي القاسم بن محمد بن إبراهيم قدس الله سععره ،وسععيدي
محمد بن محمد) (1ابن مجبر ،أبقععاه اللععه ،أن يزيحععا عنععه الشععكال.
فصادف وصول رسالته وفاة ابن إبراهيم المذكور ومرضا من الخر
مشوبا بعجز وهرم يمنع ذلك من تععدقيق النظععر وتتبععع كتععب الئمععة
بكمال المطالعة ،فحينئذ انتدبت لتأمل تلك الستشععكالت "...وبعععد
تمام كلمه في هذا أخذ في الجابة عن السئلة الستة على تربيتهععا
عند السائل ونص السؤال الول منها :هل "النععاس" المجععرور ،هععل
الفتح والمالة للكل من الدوري والسوسي عمل بظاهر الشععاطبية،
أو الفتععح للسوسععي فقععط والوجهععان للععدوري ...إلععخ ؟ ثععم ذكععر
الجواب.
ونص السؤال الثعاني فعي قعراءة ورش معن طريعق الزرق :حعرف
المد الواقع بعد الهمز ،هل الطول والتوسط والقصر طرق أم أوجه
؟ وما الفرق بين الطرق والوجه؟ وإذا قلتععم بأنهععا طععرق فمععن أي
طريق ؟
-34وجوابه :أنها أوجه لورش وروايات عنه فالقصر رواية العراقيين عن
ورش مععن طريععق أبععي الزهععر عبععد الصععمد بععن عبععد الرحمععن بععن
القاسم العتقي ،وقد استقر بالعراق وأقرأ بها رواية ورش عن نععافع
وأشاعها هنالك ،ومن طريق الصبهاني ،وقد روي أيضا مععن طريععق
أبي يعقوب .قال الحافظ أبو عمرو في القتصاد :وإلععى هععذه يعنععي
رواية القصر ،ذهب الكابر من العلماء والحذاق من المقرئين كععابن
مجاهد وابن عبد الرزاق وابن شنبوذ وأبي طاهر وأبي بكر بن أشته
وغيرهم ،وهو مذهب شيخنا أبي الحسن الذي ل يجيز غيره ول يرى
سواه ،يريد علي بن بشر) (2لنه قال في الجامع) :(1وإلى ذلك ،يعني
القصر ،كان يذهب شيخنا أبو الحسن علي بن محمد بن بشر رحمه
كذا والصحيح محمد بن أحمد كما تقدم. ()1
353
الله ،وسائر أهل الداء معن البغعداديين والشععاميين ،قعال :وبععه قعرأ
على أبي الحسن طاهر بن غلبون في روايته بالسناد المتقدم.
قال الستاذ الصفار في الزهر اليانع يريععد بإسععناده إلععى أبععي
يعقوب ،إذ لم يذكر في الجامع قراءته على ابن غلبون مععن طريععق
أبي يعقوب خاصة ،صح منه).(1
قال أبو العبععاس المنجععور :وهععذا نحععو اسععتدلل المستشععكل
علععى أن الخلف الععذي ذكععره التيسععير فععي إمالععة النععاس إنمععا هععو
للععدوري دون السوسععي كمععا مععرت الشععارة إليععه ،والتوسععط هععو
الرواية المشععهورة عنععد عامععة المصععريين مععن روايععة أبععي يعقععوب
ورواية أبي يعقوب هي التي عليها العمل.
وإلى شهرة رواية التوسط أشار صاحب الدرر اللوامع بقوله:
وعن ورش توسط ثبت .قال الحافظ إنه قرأ بععه علععى ابععن خاقععان
وأبي الفتح) (2مععن روايععة أبععي يعقععوب ،قععال :وحكيععا لععي ذلععك ععن
قراءتهما وعلى ذلك عامة المصريين ومن دونهم من أهل المغرب،
ثم قال بعد كلم :وهو الذي يععوجبه القيععاس ويحققععه النظععر ،وتععدل
عليه الثار وتشهد بصحته ،وهو الذي أتوله وآخذ به انتهى.
والشباع مروي أيضععا عععن ورش ولععم يععذكره صععاحب الععدرر
اللوامع لنه عند الحافظ أبي عمععرو ليععس بععالقوي ،بععل أنكععره كععل
النكار ،ورد على من قال به لدائه إلى التبععاس الخععبر بالسععتفهام،
قال ابن الباذش:
وكان أبو الحسن النطاكي ينكععر زيععادة المععد فععي البععاب كلععه،
وعلى ذلك كان شيخنا إبراهيم بن عبد الرزاق وجماعة مععن نظععرائه،
()2هو أبو الحسن علععي بععن محمععد بععن إسععماعيل بععن بشععر النطععاكي المقععرئ نزيععل قرطبععة
المتوفى بها سنة 377هع كما تقدم في ترجمته
()1يعني جامع البيان في القراءات السبع للمام الداني.
()1يعني من الزهر اليانع في قراءة نافع للمام الصفار ،وهو مخطوط كما تقدم.
()2هو فارس ابن أحمد الضرير الحمصي شيخ أبي عمرو الداني.
354
وإلى إنكار ذلك ذهب جماعة من المتأخرين ،منهم طاهر بعن غليعون،
واعتمد في علة إنكار ذلك على التباس الخبر بالستفهام) (1انتهي.
وقد ذهب إلى الخذ به مكي وابن شريح والمهدوي والصقلي
والحصري في قععوله :وإن تتقععدم همععزة نحععو آمنععوا وأوحععي فامععدد
ليس مدك بالنكر) (2قاله الجعبري:
ثم قال أبو العباس بعد كلم طويل:
وقد مر من كلم الحععافظ وغيععره أن الشععهر عنععد المصععرين
إنمععا هععو التوسععط ،قععال أبععو الفضععل بععن المجععراد والتوسععط هععو
المشععهور ،لنععه هععو الععذي رواه أبععو يعقععوب أي فععي روايععة عامععة
المصريين عن أبي يعقوب ،وإل فقد روى عنه أبو الحسن طاهر بن
غلبععون القصععر حسععبما قععدمنا مععن كلم الحععافظ وتفسععير السععتاذ
الصفار.
على أن الفاسي) (3زغم أن ابن غلبون إنما اعتمععد فعي إنكععار
رواية المد على رواية البغداديين ،قال فأما المصععريون فععإنهم رووا
التمكين عن ورش .انتهى.
وما قدمنا عن مكي أنه أخذ بالشباع فمعناه أنه يجيزه ،وأنععه
رواية صحيحة عنده ،ومختاره القصر ،قال :تععرك المععد هععو الختيععار
لجماع القراء على ذلك إل نافعا ،ولجمععاع الععرواة عععن نععافع علععى
ذلك إل المصريين).(4
وتحصل من هذا كله أن القصر والتوسط والشباع أوجه ثابتة
عن ورش من طريق الزرق ،قال ابععن الجععزي فععي تقععرب النشععر:
وأما إذا كععان الهمععز قبععل حععرف المععد ،وذلععك نحععو آدم وآتععى ورءا
()1أطال ابن غلبون في الحتجاج للقصعر واعتعبره أفصعح اللغععات وأمضععاها قععال :وبعه يحصعل
التسهيل وينتفي النتهار والتشديد ،هذا مع ما يؤدي إشباع المد ههنا في كععثير منععه إلععى إحالععة
المعنى بخروج اللفظ بذلك من الخبر إلى الستخبار ،التذكرة في القراءات .149/150
()2يمكن الرجوع إلى البيت في نص القصيدة الحصرية في موضعها من هذا البحث.
()3يريد محمد بن الحسن صاحب الللئ الفريدة في شرح القصيدة .
()4ذكره في التبصرة 258بعناه وله في الموضوع رسالة في تمكين المد تقدم عرضها.
355
وأولى وأوتععي ويئوده وإيمععان وإي وربععي وورائي فععإن لععورش مععن
طريق الزرق في ذلك المد المتوسط والقصععر ،فبالمععد قرأنععا مععن
طريععق العنععوان والتبصععرة والكععافي والهدايععة والتجريععد والهععادي
وغيرها.
وبالتوسععط قرأنععا مععن طريععق التيسععير وتلخيععص ابععن بليمععة
والوجيز ،وبالقصر قرأنا مععن طريععق التععذكرة والشععاطبي والعلن.
انتهى).(1
ول يصععح أن يقععال إنهععا طععرق فععي قععراءة ورش بمعنععى أن
بعضهم يقول ليس لورش إل القصر ول يصح عنه غيره ،وآخر يقول
ليعس لعه إل التوسعط ،ول يصعح عنععه غيععره ،وكععذا يقععول آخعر فعي
الشباع ،نعم بالنسبة إلى أبي الحسن ابن غلبون المشعار إليعه فعي
قوله :وابن غلبون طاهر بقصر جميع البععاب قععال وقععول) (2يصععح أن
يقال فعي معد حعرف المعد المتعأخر ععن الهمعزة لعورش طريقعان:
طريق ابن غلبون أن ليس لورش إل القصععر ،لنععه كععان يمنععع المععد
وينكره ،ويجعل القعول بعه وهمعا وغلطعا ويقعول ورشععا بالقصععر أي
يجعله قول له ،ويمنع أن يكون المد قراءة له ويقول إنما ذلك علععى
إرادة التحقيق وإعطاء اللفظ حقععه ،فتععوهم ذلععك إشععباعا ..إلععخ مععا
قال.
وأما السؤال الثالث فقال فيه :هل المالة والفتح لورش مععن
طريق الزرق طريقان؟ فعلى هذا لو اجتمع مد البدل والمالة فععي
كلمة كآتى مثل أو الدنيا والخععرة هععل يععأتي علععى كععل مععن الوجععه
الثلثة الفتعح والمالعة ؟ أم ل ،ويفعرق بينهمعا بحسعب الطعرق ععن
الزرق ،وكمذهب أبي الفتععح فععارس وابععن غلبععون ومكععي بععن ابععي
طالب وابن شععريح وصععععععاحب الهععادي) (3وأبععي العبععاس المهععدوي
صاحب الهداية وغيرهم من المغاربة والمشارقة ؟.
البيت بتمامه للشاطبي ونصه وعادا الولى وابن غلبون طاهر بقصر جميع الباب قال وقول. ()2
356
وجوابه أن الفتح والمالة وجهان مرويان عن ورش ،وتعطععي
قوة كلمهم أنهما من طريق الزرق ،وأخذ له بعععض الشععيوخ كععأبي
الحسن بن غلبون بالفتح ،وأخذ له غيره كأبي الفتععح وأبععي القاسععم
وغيرهمععا بالمالععة اليسععيرة ،وعليععه الكععابر مععن أصععحاب ورش
المصريين وجميع أصحابه البغداديين والشاميين ،قععال الحععافظ أبععو
عمرو :هو الععذي يوجععد روايععة وتلوة ،وبععذلك آخععذ ...وهكععذا مضععى
المنجور في الحتجاج حتى أتى على السئلة الستة.
ويدل مجيء السناد في القراءات من طريقه عند عععدد مععن
الئمة – كما سيأتي – على أنه كان مقصودا فيها إلى جانب الفنععون
الخرى الغالبة عليه ،ولذلك ترجمنا له هنا في طليعععة هععذا الرعيععل
الذي يعتبر صلة الوصل بين رجعال مدرسعة ابعن غعازي وبيععن قععراء
القرن الحعادي عشعر ومعن جعاء بععدهم .وسعيأتي ذكعر ععدد ممعن
أسندوا القراءة من طريقة من كبار الئمة ،وممن اشتهر منهم فععي
بلد سوس:
الحسن بن إبراهيم الخالدي السجتاني:
ترجم له صاحبه الفقيه أبو زيععد عبععد الرحمععن بععن محمععد ابععن
أحمد بن إبراهيم التمنارتي) (1في كتابه "الفوائد الجمة بإسناد علوم
المة" فقال :شيخنا الستاذ الزاهد المتجععرد أبععو علععي الحسععن بععن
إبراهيم الخالدي السجتاني ،قرأت عليه ختمات بالحرميين) ،(2ويهما
باللوح إلى سورة التوبة ...ثم ذكر شيوخه فسمي منهم الستاذ أبععا
العباس الزموري وأبا العباس المنجور ثم قال التمنارتي:
وقال لي :ختمت القععرآن بععاللوح علععى المشععايخ سععتا وثلثيععن
مععرة ،وحققععه وأحكمععه مععن أفععواه المشععايخ ،وكععان يسععألني عنععد
القراءة عليه عن وجوه القراءات فأجيبه بسند ذلك مععن العربيععة أو
النحو أو التصععريف ،وكععان ل يحسععن شععيئا منهعا ،وكععان شععيخنا أبععو
()1وقفت عليه مخطوطا بالخزانة العامة بالرباط رقععم 964.02وقععد جعلععه برنامجععا لشععيوخه
ومروياته عنهم.
()2يعني بقرائي نافع وابن كثير المكي.
357
)(1
وشععيخنا أبععو محمععد عبععد محمد عبد الله بن سعيد بن عبد المنعم
الله بن المبارك) (2يعظمانه كثيرا".
ومما حكاه التمنارتي مما يتعلق بقراءته على أبي العباس
المنجور أنه قال:
أتيت مرة أبععا العبععاس المنجععور بلوحععتي فجلسععت بيععن يععديه،
وتعوذ وشرع في القراءة فسكت ،فقعال لعي :وكعان ملتثمععا فقلععت
لععه :حععتى تحععط اللثععام ،ألععم يبلغععك أن القععراءة تؤخععذ مععن أفععواه
الرجال ؟ فحط اللثام فقرأت معععه" .تععوفي الخالععدي فععي رمضععان
سنة 1030هع).(3
ومن أماثل أصحاب أبي العباس المنجور أيضا:
.4عبد الرحمـن بـن عبـد الواحـد السجلماسـي أبـو زيـد
الفاسي )ت .(1029
كععان فقيهععا أسععتاذا مجععودا ،ذكععره ابععن القاضععي فععي "درة
الحجال" وقال :أخذ القراءات السبع عن أبي العباس المنجور ،ولععه
مشععاركة فععي النحععو ،ولععد بعععد سععنة 960وكععان حيععا فععي زمععن
المؤلف).(4
وذكره القادري في وفيعات 1029هعع فقععال" :فعي هعذا اليعوم
مات الستاذ سيدي عبد الرحمن بن عبد الواحد الفيللي").(5
وقد أخذ الفيللي أيضا عن المام المفتي بمدينة فاس الشععيخ
سيدي محمععد بععن أحمععد بعن يحيععى الحسععني المععدعو المريععي مععن
قراءته على المام أبي القاسم بن إبراهيم ،ومن هذه الطريق جععاء
()1هو ولد الشيخ المشهور دفين قبيلة آيت داود بحاحة ،ولبيه سعععيد مواقععف مععع السعععديين،
ولبنه يحيى بن عبد الله بن سعيد المناني كذلك.
()2هو عبد اللعه بعن مبعارك القعاوي وصعف بكعونه علمعة معاهرا مسعندا مدرسعيا وجيهعا عنعد
السلطين بالحمراء )ت (1015ترجمته في رجالت العلم العربي بسوس .42
()3الفوائد الجمة لوحة .48ومناقب الحضيكي .184-1/183
()4درة الحجال 3/101ترجمة .1033
()5نشر المثاني .1/232
358
السناد عنه عند أبي زيد بن القاضي في إجازاته وكتبه كما سععيأتي.
وممن أخذ عن المنجور أيضا.
.5الحسن بن محمد وقيل بن أحمد) (1وقيل بن عبد الله
بــن مســعود الــدراوي دارا ومنشععأ نسععبة لععع"درا") (2القطععر
المعروف ،الهداجي نسبا بهاء ودال مهملة وألف وجيععم ويععاء نسععبة
إلى عرب "هداج" نزيل فاس وزاهدها .قال في السلوة" :ولععد بعععد
950هع ،وكان من مشايخ العلم والعمل والدين والجري على سععنن
السلف الصالح المهتدين ...عارفععا بععالقراءات ،دؤوبععا علععى التعليععم
في سائر الوقات ،مع كمال التحقيق.
أخذ عن شيوخ "الراشدية" كأبي محمععد عبععد القععادر بععن خععدة
الراشدي والشيخ أبي الحسععن علعي آبهلععول والشعيخ أبعي العبعاس
المنجور ،وسافر لزيارة الشيخ سيدي أبععي بكععر الععدلئي – بالزاويععة
الدلئية من تادلة – فأقام عنده مدة مديدة يقرئ العلعوم حعتى ععم
النفع به هناك).(3
قععال القععادري" :وكععان صععاحب الترجمععة مععن مشععايخ العلععم
والعمل من أهل الصلح والفضل ،وكان له المشاركة واليد الطولى
فعععي علعععوم كالعقعععائد والمنطعععق والنحعععو والقعععراءات ،مشعععهورا
بالنفع.(4)"..
ووصععفه فعي "مععرآة المحاسععن") (5بقععوله" :وكعان الشععيخ أبععو
محمد من أهل العلم والتفنن فيه والعمل الصالح والسععنة الصععالحة
والزهد ،ونفع الله به خلقا كثيرا من طلبة العلععم ،وكععان رفيقععا بهععم
حريصا علععى نفعهععم ميسععرا عليهععم دؤوبععا فععي جميععع نهععاره علععى
359
التجويععد بععالفراد والجمععع وتععدريس أنععواع العلععوم حععتى تععوفي
بالطاعون وصلي عليه في صلة الجمة الخامس مععن شعععبان سععنة
1006هع ودفن خارج "باب الفتوح"").(1
وهذا الشيخ ممن جرى على يده التلقح بين الطرق المغربيععة
في القراءة فقد قرأ بالراشدية وتردد على فاس فأخععذ عععن رجععال
مدرسة ابن غازي ،وأقرأ القراءات بها وبالزاوية الدلئية ثم عاد إلى
فاس وبها توفي.
أما أصحابه في القراءات فهم جمهور ل يحصععى فععي المراكععز
التي درس بها ،وقععد سععمى منهععم القععادري والكتععاني فععي السععلوة
جماعة ،وذكر الحضيكي اتصال أبي زيععد بععن القاضععي فععي القععراءة
من طريق محمد بن يوسف التملي عنه عن أبي العبععاس المنجععور
عن أصحاب ابن غازي) (2ومن طريق شيخه المولى عبد الهادي بععن
عبععد اللععه بععن طععاهر السجلماسععي عععن أبيععه عععن المععترجم عععن
المنجور).(3
وسععيأتي ذكععر طرقععه الععتي أسععند منهععا القععراءات بمزيععد مععن
التفصيل في إجازة ابن القاضي لبي عبد الله الرحماني.
مـؤلـفـاتـه:
.1شرحى على "تفصيل عقد الدرر" لبععن غععازي ،وقععد تقععدم
ذكره بين الشروح التي ألفت عليه.
.2أرجوزة في خلفيات العشر الصغير لنعافع أشعار إليهعا فعي
السلوة ،ونقل عنها الشيخ مسعود جموع في شرحه على ابن بععري
عند ذكر إمالة "طه" في باب المالة والفتح فقال" :وقد أشار إلععى
هذا سيدي الحسن الدرعي رحمه الله في منظومته قال:
360
لعيسى بالمحض وقيل بل أتى ل حرف ذكريها وهار يا فتى
فتحعه للجمعال قط فاستمعع ذاك لحمعد وقيل بل سمعع
.3شرحه عليها ،أشار له في السلوة أيضا) ،(1وذكره الجزولي
في كتابه "أنوار التعريف لذوي التفصيل والتعريععف" عنععدما تحععدث
في باب الهمزتين عن بعض خلفيات الهمز فقال نععاقل عععن شععيخه
محمد بن يوسف التاملي" :وقد روى لنعا الشعيخ فيعه تقعديم البعدل
عن سيدي الحسععن الععدرعي ..ثععم قععال" :وقععد حكععاه شععيخ شععيخنا
سيدي الحسن الدرعي في منظومته ،ونسبه للععدراوي فععي شععرحه
لها").(2
.4أبيات في تقريظ "تفصعيل عقعد العدرر" لبعن غعازي تقعدم
ذكرها فيما قام عليه من نشاط علمي.
.5مؤلفات أخرى في فنون ،منها شرح على "الصععغرى" فععي
العقائد للسنوسي ،وشرح على الجمل" للمجراد).(3
.6الشيخ أبو عبد الله محمــد بــن عبــد الرحمــن بــن
يوسف الزروالي )الزروالي(.
تقدم ذكره في الذين وضعوا الشروح والمؤلفات على تفصيل
عقععد الععدرر لبععن غععازي ،وذكرنععا هنععاك أخععذه للقععراءة بمضععمن
"التفصيل" عن الشيخ أبي عمرو وابي سعيد عثمان بن عبد الواحعد
اللمطي المكناسي صاحب ابن غععازي ،وعنععه قيععد مععا ضععمنه كتععابه
"تقريب النشر في طرق العشر") (4كما سبق أن عرضناه.
361
وقد ذكر له أبو عبد الله الرحماني كتابين آخرين فععي القععراءة
العشرية )العشر الصغير( سمى أحدهما الكععبير والخععر الوسععط)،(1
وهذا يدل على اختصاصه في هذا الفن.
وقد تتلمذ أيضا لبي عبد الله الخروبي وأبي عمرو المراكشي
وغيرهما ،وقدم على فاس ،وكان له قدم في التصععوف ،وتتلمععذ لععه
جماعة ،منهم أبو العباس أحمد بن أبي المحاسععن الفاسععي ،ورحععل
أخيرا إلى المشرق وبه كانت وفاته).(2
ومن أهم أصحابه الشيخ محمد الصغير المستغانمي – التعي –
وقد جاء إسناد القراءة من طريقه عنه في إجازة محمد بن يوسف
التملي لبي عبد الله الرحمععاني ،وقععد قععال فععي ختامهععا" :وحععدثني
شيخنا الصغير -رحمه الله -وقت قراءتي عليه بععالقراءات العشععر
والسععبع أن شععيخه الشععريف الزروالععي المععذكور كععان يععتردد بيععن
الحرميععن الشععريفين حععتى مععات بأحععد الحرميععن ،وأنععه كععان يلزم
الروضة النبوية على ساكنها أفضل الصععلة وأزكععى السععلم بقععراءة
كتاب الله العزيز ،حتى سمع النداء من قبععل الروضععة :هكععذا أنععزل
علي ،فهذا والحمد لله تحقيق إجازة النبي صععلى اللععه عليععه وسععلم
لهذا الشيخ في كتاب الله العزيز ،فهنيئا له ولمن اتصل بسنده لععه،
لقربه من النبي صلى الله عليه وسلم).(3
ومن أهم أصععحابه أيضععا الشعيخ أبععو علععي الحسعن بعن محمععد
الععدراوي النععف الععذكر – كمععا فععي إجععازة التملععي لبععي عبععد اللععه
الرحماني التية.
ولععم أقععف علععى ذكععر وفععاته ،إل أنهععا غالبععا حععول اللععف مععن
الهجرة ،وقد تقدم أنه ألف كتععابه "تقريععب النشععر" بععالقرويين مععن
فاس ،وفرغ منه في التاسع من شععععوال سنة 975هع.
تقدم ذكر إشارته هذه في كتابه "تكميل المنافع" الذي ألفه في العشر النافعية. ()1
362
.7أبو محمد عبد الله بن علــي بــن طــاهر الشــريف
الحسني السجلماسي ).(1045
من أعلم أصحاب أبععي العبععاس المنجععور ،ترجععم لععه اليفرنععي
وحله بقوله" :المام العالم العامل شريف العلماء وعالم الشرفاء،
أخذ عن المنجور وأبي القاسم بن عبد الجبار الفجيجي) (1وغيرهمععا،
وأخذ عنه جماعة كابن سعيد المرغيتي) (2وسععيدي أحمععد وعلععي)..(3
وله اعتناء بتفسير القعرءان ،فكعان يقعرئه بعع"جععامع الحععرة") (4معن
حاضرة مراكش حين وفد عليها سععنة 1004هع ع ويعتنععي بمناسععبات
السور واليات").(5
وكان من أعلم أهعل سجلماسعة فعي هعذا الشعأن فعي زمنعه،
مقصودا في قراءة نافع وغيرها ول سيما في "العشر الصغير" ولععه
في بعض مسائل الداء اختيارات ربما خالف فيهعا المعأخوذ بععه فعي
فاس كما أشار إلى هذا المام عبد السلم بن محمد بن محمععد بععن
علي المععدغري فعي "روض الزهععر فعي الطعرق العشعر" عنعد ذكععر
الخلف في "هايا" في فاتحة سورة مريم بقوله:
لعه وكعل معن أمعال مثلمعا ل وافتح وقللن بها يا مريمعا
والصبهعاني وابن إسحاق يجي والفتح للجمال وابن فعرج
بغعربنعا هعذا كعأهعل فعاس وذا هو المشهور عند الناس
والفتعح للكعل بعل تفصعيعل وبعضهم قد قعال بالتقليعل
)(6
الحسعنعي معولي عبعد الله كابن علي العرضعا الواه
()1تقدم ذكر محمد بن عبد الجبار الفجيجي في الرواة عن ابن غازي وصافحه في شوال عععام
895هع وبعيد أن يكون ابن طاهر قد أدركه ،فلعل هذا من ولده.
()2هو محمد بن سعيد المرغيتي الخصاصععي السوسععي صععاحب "المقنععع" فععي علععم التععوقيت
وشهور العام )مطبوع( كععان أكععثر تدريسععه بمراكععش بمسععجد المواسععين تععوفي سععنة .1089
ترجمته ومصادرها في العلم للمراكشي 314-5/304ترجمة رقم .691
()3هو أحمد بن علي بن محمد السوسي البوسعيدي الهشتوكي الصععنهاجي أحععد أعيععان علمععاء
سوس قرأ القرءان ببلده علي محمد بن أحمد البوعقيلي من أصحاب المرغيععتي وأخععذ علععوم
العربية والفقه على جماعة بسوس ثم انتقل إلى فاس وسكن المدرسة المصباحية وأخذ عععن
مشيخة فاس ،وقرأ أيضا بمراكش على عبد الله بن علععي بععن طععاهر وجماعععة وتععوفي بفععاس
سنة 1046هع -له ترجمة موسعة بالعلم للمراكشي 316-2/314ترجمة .235
()4هععو جععامع "بععاب دكالععة" الكععبير الععذي بنتععه أم أبععي العبععاس المنصععور المسععماة مسعععودة
الوزكيتية.
()5صفوة من انتشر ص .4
363
.8ولده المولى عبد الهادي بن عبد الله بن علي بن
طاهر الحسني السجلماسي.
إمام جليل أيضا "كان من أهععل العلععم والععدين ،أخععذ عععن أبيععه
وغيره ،وأخبر عن نفسه أنه رأى النبي صلى الله عليه وسعلم فقعرأ
عليه من "الفاتحة" إلى "المفلحون" بقراءة قالون ...توفي بالحرم
الشريف بمكة عام 1056هع).(1
ومن مؤلفاته "شرح نظم الدرر والتفصيل" ،وقععد تقععدم ذكععره
في الشروح التي قامت على تفصيل العقد للشيخ ابن غازي ،ينقععل
عنه الشيخ مسعود جموع في "معونة الذكر فععي الطععرق العشععر"،
ولعله قد مزج فيه بين شرح كلم ابععن بععري وكلم ابععن غععازي كمععا
يفهم ذلك من العنوان .وهذا يعطينا فكرة عن مشععاركته ومشععاركة
أبيه معا في خدمة هذه القراءة ونشر طرقهععا والسععهام فععي بيععان
أصولها وبحث مسائل الخلف فيها.
وقد كان طريقه عن أبيه في ذلك وفي غيره من أهم الطععرق
المعتمدة في أسانيد القععراءة مععن طععرق أصععحاب ابععن غععازي كمععا
سيأتي لنا ذلك في أسانيد أبي زيد بن القاضي وغيره من العلم.
364
عند ذكر وقف حمزة "وإسععماعيل" بتسععهيل الهمععز" :وأمععا الوقععف
عليه بالرسم وإبدال الهمز ألفا فمنعه شعيخنا السعتاذ المحقعق أبعو
العباس الضرير").(1
وقال عنه فععي أول سععورة "ألععم" السععجدة عنععد ذكععر مععذهب
حمزة في نقل همزة "ألم" إلى الساكن قبلها وكان شيخنا السععتاذ
أبو العباس الضرير يمنع النقععل لحمععزة هنععا وفععي "ألمععص" ويحتععج
بأنها في اللفظ كلمة متعددة ،والنقل لحمزة في الوقف إنما يكععون
فععي الكلمععة الواحععدة ،وخععالفه فععي ذلععك عامععة شععيوخنا مععن أهععل
عصره ،حتى كتب فيه سؤال لشيخنا الستاذ المحقق أبي عبععد اللععه
محمد بن يوسف الترغي رحمه الله فأجابه بععأن النقععل فيهععا جععائز،
وكونها في اللفظ كلمة متعددة ليس بمععانع لتنزيلهععا منزلععة الكلمععة
الواحدة في المعنى والعراب وبالله التوفيق).(2
ومما هو جدير بالتنبيه إليه لهميته هنا هو مجيء السععناد عنععه
في زمنه من غير طريق الشيخ ابن غازي وربما كانت طريقه هععذه
أعلى من تلك الطريق بدرجة ،وهذه الطريق تفرد بها – فيما رأيععت
– الشيخ أبو عبد الله محمد بن محمد بن سععليمان البوعنععاني فيمععا
أجازه لبي عبد الله محمد الشرقي – كما سيأتي – من طريق ابععن
شعيب صاحب "إتقان الصنعة" المذكور من قراءته عليه بالقراءات
السبع عن شيخه الفقيه الستاذ أبي عبد الله بن مجبر المسععاري –
النف الذكر في أصحاب ابن غازي – عن شيخه أبي عمران موسى
بن سعيد الزواوي الفاسي عن شيخه أبي مهدي عيسععى بععن أحمععد
الماواسي عن شيخه الستاذ أبي الحسن علي الوهري عععن شععيخه
أبي وكيل ميمون صاحب "تحفة المنافع"...إلخ.
فهذا السناد ل أعلم له ثانيا في زمنه عند المدرسة المغربيععة،
ويلحظ أنه ل يمر عبر طريق ابن غازي عن الصغير النيجي كما هو
إتقان الصنعة في التجويد للسبعة لبن شعيب )لوحة (7مخطوط خاص. ()1
365
شععأن سععائر السععانيد ،وإنمععا يلتقععي بطريقهمععا فععي أبععي الحسععن
الوهري عن أبي وكيل.
.10الشيخ أبو العباس أحمد بن محمد الفشتالي.
ذكععره القعععادري باسمعععه المجعععرد فععي وفيعععععات ،(1)1015
وسمعععاه فععي "النشععر" أحمعععد بععن علععععي ووصفعععععععه بالكععععاتب
البليععغ ،وقععال رمععز المكععلتي بكلمعة شجعععايا لوفععاته) (2مععع مععن
قبله) (3بقولعععه:
"شجايا" تروق في الداء وأحمد فشتال تل لشعيبه
)(4
المفضل
وهو من شيوخ أبي العبععاس بععن شعععيب المععذكور ،إل أنععه لععم
ينقل عنه شيئا في كتابه "إتقان الصنعة" ،وإنما جععاءت روايتععه عنععه
للقراءات السبع مسندة في إجازة البوعناني – النف الذكر – لبععي
عبد الله الشرقي ووصفه فيها بالمام المسن البركعة الحععافظ "ثععم
ذكر اتصال رويته بالقراءة على أبي القاسععم بععن إبراهيععم عععن ابععن
غازي) .(5كما جاء السند من طريقه أيضا عند أبي زيععد بععن القاضععي
في إجازته النظمية لبي عبد الله الرحماني).(6
.11محمد بــن علــي بــن محمــد بــن علــي الشــريف
الحسني المربي الندلسي الفاسي الدار.
إمام من فحول هذه المدرسة ورجالتهععا فععي الروايععة ،وصععفه
في السلوة بالشيخ الفقيه العالم العلمععة الحععافظ المجععود الصععالح
البركة الخطيب المفتي أبو عبد الله .ثم ذكر مشيخته فذكر أنه أخذ
366
عن أبي العباس القععدومي وغيعره ،وأخعذ علععم القعراءات ععن أبعي
القاسعععم العععدكالي ععععن ابعععن غعععازي ،وأخعععذ عنعععه هعععو أبعععو زيعععد
السجلماسي) (1وغيره توفي بفاس سنة .(2)1018
وقد جاء السند عنه عند عامة مشيخة فاس كأبي محمععد عبععد
الواحد بن عاشر النصاري وأبي زيععد بععن القاضععي وأبععي عبععد اللععه
البوعنععاني وعامععة مععن أسععندوا مععن طرقهععم كععأبي العلء المنجععرة
وولده أبي زيد وابن عبد السلم الفاسي وغيرهم.
.12أبو عبد الله محمد بـن يوسـف بـن موســى بـن
علي الترغي المساري.
أرخععه صععاحبه أبععو العبععاس ابععن القاضععي فععي "درة الحجععال"
فقال" :ولد فيما حدثني به أبقاه الله تعالى سععنة 943هععع ،ووصععفه
بالفقيه السععتاذ النحععوي ،ثععم قععال :فقيععه مشععارك نحععوي لععه سععند
ورواية في الحديث ،أخذ عن أبي القاسععم بععن إبراهيععم المشععترائي
وأجاز له في القراءات السبع وفي كل ما يجوز له ...قال:
وأجاز لي جميع مروياته وما رويته عنه وأخذته فهععو فععي جععزء
مسموعاتي عنه الذي كتب فيه خطه لنا بذلك أبقاه الله تعالى بمنه
وكان ذلععك ببععاب منزلععه بععدرب عبيععد اللععه قععرب مسععجد الشععرفاء
بمراكش المحروسة ،في يوم السبت غرة ذي القعدة الحرام سععنة
998هععع ،وامتععدت القععراءة عليععه إلععى المحععرم مععن السععنة الععتي
بعدها).(3
وقد أثنى عليه بالستاذية والبراعععة فععي الفععن ورسععوخ القععدم
فيه عامة من أرخوا له فقال اليفرني:
ولد بفععاس ونشععأ بمراكععش ،وكععان رحمععه اللععه أسععتاذا جععوادا
عارفا بالمقارئ السبعة ،محققا فيها مع المشاركة فععي غيرهععا مععن
()1هو عبد الرحمن بععن عبععد الواحععد السجلماسععي المععذكور والمععترجم فععي رقععم 4مععن هععذه
المشيخة.
()2سلوة النفاس .3/286
()3درة الحجال 2/164ترجمة .638
367
الفنععون ،والحفععظ التععام ،واستحضععار المسععائل ،وهععو مععؤدب أولد
الملوك.
قال أبو زيد) :(1شدت له الرحال لخذ القراءة عنععه ،وتزاحمععت
ببابه الركبان ،وعنه انتشرت القراءة بالمغرب بسائر طرقها).(2
وقال الحضيكي في مناقبه" :كان رضي الله عنه أسععتاذا جليل
وعالما كبيرا ،ماهرا باهرا في علوم القرءان والتفسير ،وتشععد إليععه
الرحععال مععن كععل جهععة لخععذ علععوم القععرءان طععول عمععره ،وعنععه
انتشععرت فععي البلد المغربيععة القععراءات بسععائر طرقهععا ،أخععذ عععن
سعيدي رضعوان الفاسععي) (3والمعام الخروبعي الطرابلسعي) (4وأبعي
القاسم بن إبراهيم وغيرهم ...توفي شعهيدا بالطعاعون رحمععه اللععه
سنة 1014بمراكش").(5
هكععذا قععال فععي وفععاته ،ولعععل الصععواب فععي وفععاته مععا ذكععره
القادري من أنها كعانت سععنة 1009هعع وقعد أرخهعا بمعا ذكعره عنععه
المكلتي في قصيدته الموضوعة في الوفيات بقوله:
)شجاه( لترغي لنقص التنزل لسراج )شبه( لبن سودة في
)شجا(
وقععد أثنععى القععادري عليععه بقععوله" :كععان أسععتاذا نحويععا عارفععا
بالقراءات السبع ،محققا لها مععع المشععاركة فععي غيرهععا ،أخععذ عنععه
محمد بن يوسف التملي وأبو العباس بن القاضي").(6
وهكذا تجمع أقلم معاصريه ومن جاء بعدهم على جللة قععدره
وتبريزه على أئمة عصره ،فكان بذلك شيخ الجماعة وإمام العصععر،
()1يعني عبد الرحمن بن محمد التمنارتي في "كتاب الفوائد الجمة بإسععناد علععوم المععة" وهععو
ينقل عنه كثيرا.
()2صفوة من انتشر .131-130
()3هو رضوان بن عبد الله الجنوي )ت 991هع( ترجمته في نشر المثاني .1/89
()4هو محمد بن علي الطرابلسي الخروبي السفاقسععي ثععم الجععزائري )ت 963هععع( بععالجزائر.
.33-2/31 ترجمته في نشر المثاني 91-1/90ومناقب الحضيكي
()5الحضيكي .45-2/44
()6نشر المثاني .1/78
368
والمرجع لهل الفن في ما كان يشععكل عليهععم كمععا تقععدم لنععا فععي
مسألة نقل حركععة الهمععز لحمععزة الععتي بعععث إليععه فععي شععأنها أبععو
العباس الضرير شيخ ابن شعيب.
آثــــاره:
لعععل أبلععغ أثععر لععه فععي المدرسععة المغربيععة بعععد مععا ذكععره
المترجمون له من كععونه "عنععه انتشععرت القععراءة بععالمغرب بسععائر
طرقها ،هو اقتران اسمه بالوقف المغربي الذي يحمل اسم "تقييععد
وقف القرءان الكريم" للمام الهبطي ،فعلى الرغم مما قدمنا مععن
تأخر زمانه عن زمن الشيخ الهبطي ،إذ ولععد بعععد وفععاته بنحععو ثلثععة
عشر عاما ،فإن صلته بإبراز هععذا الوقععف إلععى الوجععود فععي صععورة
"تقييد" يشتمل على أعيان الكلمععات الموقوفععة أصععبح عنععدنا أمععرا
يقينا ل يقبل الشك بعد ما وقفنا عليه من الوثائق المكتوبة الناطقة
بذلك).(1
وقد جاء في ديباجعة هعذا التقييعد فعي كعل معن المخطوطعتين
المعروفتين منه في خزانتي تارودانت وآسفي مععا يلععي "وبعععد هععذا
تقييد وقف القرءان العظيم من أول فاتحة الكتاب إلى آخره وقيده
بعض أصحابنا وهو العبد الفقير إلى الله تعالى محمد بن أحمععد بععن
محمععد المرابطععي البعقيلععي عععن شععيخنا )كععذا( السععتاذ المحقععق
المقرئ النحوي خديم كتاب الله العزيز أبي عبد الله سعيدي محمععد
بن يوسف الترغي وفقه الله وسدده بعدما استأذنه في ذلععك فععأذن
له.(2)...
()1يمكن الرجوع إلى ما بيناه في العدد الخير عن مقيد الوقف الذي بيععن أيععدينا والمقيععد عنععه
والوسائط المحتملة بين المقيد عنعه وبيععن الهبطععي الععذي قيععد الوقعف باسعمه وصععلة الجميععع
بالشيخ ابن غازي.
()2مقدمة مخطوطة أوقاف آسفي من "تقييد الوقف" ،وقد أشار الدكتور وكععاك الحسععن إلععى
نظيرتها المحفوظة بخزانة معهد تارودانت والتي ذكر بهامش رقم 63بأنه عععثر عليهععا بعععد أن
كتب ما كتب يتساءل عن الشخص الذي قيد الوقف عن الهبطي مباشرة )تقييد وقف القرءان
الكريم .(38
369
ولعل صلة الشيخ بهذا التقييد هي التي زادت من التمكيععن لععه
في الجهات المغربية ،أول لجللة قدر المقيععد عنععه ،وثانيععا لتصععدره
الطويل للقراء ،وثالثا لصلته بالدولععة الحاكمععة حععتى وصععف بكععونه
مؤدب أولد الملوك) .(3ورابعا لتصدره الطويععل بمراكععش ودراسععته
بفاس ،فهو من هذه الجهة مخضرم الثقافة والتكوين ،كما أنه كععان
من أهم المعععابر الععتي عععبر منهععا إشعععاع مدرسععة ابععن غععازي إلععى
الجهات الجنوبية في مراكش وسوس ومععا إليهمععا ،وقععد رأينععا عنععد
حديثنا عن "وقف الهبطي" أنه قرأ على أبععي القاسععم بععن إبراهيععم
الدكالي وأجاز له ،وعلى أبععي الحسععن علععي بععن عيسععى الراشععدي
التلمساني نزيل فاس أيضا ،وعلى أبي عبد الله محمد بن علي بععن
عدة الندلسي المعروف بالعدي ،وهؤلء كلهععم مععن أكععابر أصععحاب
ابن غازي.
ومن هنا كان لبي عبد الله الترغي في المدرسة المغربية في
زمنه من الثر البليغ ما جعل الجمهور منهععم يسععارع إلععى تلقععي مععا
قيد عنه بالقبول في الجملة ،ويكتفي بعض الذين لحظوا على هععذا
الوقف شيئا مععن الضعععف فععي طائفععة مععن المواضععع بكتابععة بعععض
الهوامش والتعليقات عليععه مععوجهين أو منتقععدين) ،(1وحسععبك بهععذا
الثر بالنسبة لمكانة الترغي في هععذا الصععدد ،فععإذا أضععيف إليععه مععا
قلناه من قول أبي زيد التمنارتي وغيره "وتزاحمت ببععابه الركبععان،
وعنه انتشرت القراءة بالمغرب بسائر طرقها" ،تأتى لنععا أن نتمثععل
"الدور القيادي" الذي كان له في عصره بوجه عام ،يضاف كل هذا
إلععى كععثرة الخععذين عنععه وجللععة أقععدارهم وتععوزعهم فععي المراكععز
العلمية الكبرى ،المععر الععذي جعععل الروايععة مععن طريقععه تكععاد تعععم
أطراف البلد إن لم تكن قد عمتها جميعا.
مــؤلـفـاتــه:
()3نزهة الحادي .129-13-12
()1غالب التعليقات كانت على هوامش نسععخ التقييععد ومنهععا النسععخة الععتي عرفنععا بهععا بآسععفي
والنسخة الموجودة بمكتبة الوقععاف بالمدينععة المنععورة ،إلععى أن كتععب الشععيخ محمععد المهععدي
الفاسي كتابه "الدرة الغراء في وقف القراء"
370
لحععظ بعععض البععاحثين قبلععي انصععراف الشععيخ أبععي عبععد اللععه
الترغي عن التأليف إلى الميدان العملي فذكر "إنما تلمععذته كتبععه"
وهم كثير ،ثم قال" :وقفت له على أجوبة في مسائل مختلفععة فععي
علم القراءات كتب إليه في ذلك تلميععذه أبععو عبععد اللععه محمععد بععن
محمد المرابط) ،(1وتتلخص أسئلته فيما يلي:
-الوقف على عظيععم مععن قععوله تعععالى فععي قصععة بلقيععس" :ولهععا
عرش عظيم".
-هل تفخم الراء في قوله تعععالى" :يسععتأخرون" ؟ ،وكععان جععوابه:
"الثابت عن ورش الترقيق".
-هل ترقق الراء في "قععل ان افععتريته" فأغرينععا وجريععن لبشععرين
البحرين ؟ فأجاب بأنها كلها مفخمة.
-هل ألف "أنا" من قوله تعالى "إن أنا إل نذير" تثبت فععي النطععق
أم ل ؟ وذكر في جوابه أن القراء اختلفوا في ذلك.
-وكان السؤال الخير عن مخرج الضاد والظاء ؟).(2
وتعرف للشيخ الترغي أجوبة أخرى وعددها ثمانيععة أجععاب بهععا
تلميذه محمد المرابط البعقيلي نفسه منهعا جعواب لعه ععن المالعة
عند ورش في مثل "أتيها" و"فألقيها" ممععا هععو مععن ذوات اليععاء ول
راء فيه وليس رأس آية ؟ فأجاب أن إمالة اللف في ذلك أثععر عععن
ورش وعليها أكابر المصريين).(3
ونظرا لمكانة الشيخ الترغي وأثره البليغ في القراءة بالمغرب
مععن خلل أعلم أصععحابه نقععدم فيمععا يلععي تعريفععات بعععدد مععن
مشاهيرهم ممن أسهموا في وصل أسانيد مناطقهم بأسانيد الشيخ
الترغي من طريق الشيخ ابن غازي ورجال مدرسته.
()1هو نفسه محمد بن أحمد بن محمد السابق.
()2القراء والقراءات بالمغرب لسعيد أعراب .86
()3نقله الخ السيد صدقي حسن في مقدمة تحقيقه لكتاب "إتقان الصنعة" لبن شعيب 1/34
)مرقونة باللة( .وأشار إلى "أجوبة الشيخ الترغي" م خ ع بالرباط برقم 1181وكذلك م خ ح
برقم 8012ضمن مجموع.
371
أهم أصحاب أبي عبد الله الترغي:
أبــو العبــاس أحمــد المنصــور الــذهبي ابــن الشــيخ
السعدي أعظم ملوك الدولة السعععدية وأوسعععها ملكععا .وقععد ذكععر
اليفرني في ترجمة المنصور أنععه بععدأ قراءتععه القععرءان علععى معلععم
أولد الملوك في الدولتين الستاذ أبي عبد اللععه محمععد بععن يوسععف
الترغي).(1
الشيخ إبراهيم بن سليمان الهشتوكي السوسي.
قال فيه الحضيكي" :الستاذ الزاهد الفقيععه القععارئ المشععهور
الصالح ،كان رضععي اللععه عنععه قععارئا لكتععاب اللععه ،مشععهور الصععلح
والبركة ،انتفع به السلم -جزاه الله خيععر الجععزاء -وكععان -رضععي
الله عنه -متواضعا خشوعا ،دؤوبا علععى القععراء وتجويععد القععرءان،
وتدريس أحكام القراءات والرسععم مععن "مععورد الظمععآن" والضععبط
و"الدرر اللوامع" لبن بري ،و"حرز الماني" للشاطبي وغير ذلك.
أخذ -رضي الله عنه -عن الستاذ الكبير أبي عبد اللععه محمععد
بن يوسف الترغي وغيره ،توفي رضي الله عنه عن سن عالية فععي
صفر سنة 1058ببلدة هشتوكة).(2
ومعن أهعم أصعحابه الشعيخ أبعو زيعد عبعد الرحمعن بعن محمعد
التمنارتي صاحب الفوائد الجمة بإسناد علوم المععة) .(3والشععيخ أبععو
العباس أحمد بن يحيععى السوسععي الععتينزتي ،وقععد سععاق التمنععارتي
ترجمتيهما في نسق واحد فقال في ترجمة الخيععر منهمععا" :شععيخنا
الستاذ أبو العباس أحمد بن يحيى السوسي التينزتي ،قععرأت عليععه
ختمتين بالحرميين وبدأت عليه السبع باللوح إلى "واذكروا" فععذهب
للمشرق ،وقععد كععان مجتهععدا غايععة الجتهععاد فععي القععراء ب"جععامع
تارودانت" ،ثم دعاه القععدر للمشععرق فععتركه معطل ..وكععان يصععلي
()1نزهة الحادي .130-129
1/121 ()2وقد ترجم بعده لشخص آخر باسمه واسم أبيععه يشععبه أن يكععون إيععاه ،إل أنععه ذكععر
وفاته سنة 1059هع.
()3مخطوط خ ع بالرباط برقم .964
372
الشفاع بالجامع الكبير بتارودانت فيحضر لذلك جميع أهل حوماتهععا
لترتيل قراءته وحسن صوته وكثرة خشععوعه وبكععائه ،وتععوفي بمكععة
بعد فراغه من حجه بذي الحجة سنة ،1030قال التمنارتي:
)(1
"وأخععذ عععن السععتاذ الصععالح مسعععود بععن علععي الهشععتوكي
المتوفي سنة تسع وثلثين وألف ،وأخععذه هععو عععن السععتاذ الصععالح
إبراهيم بن سليمان الهشتوكي عععن شععيخ الجماعععة السععتاذ الكععبير
أبي عبد الله محمد بن يوسف الترغي عن الستاذ أبي القاسععم بععن
إبراهيم عن شيخ الجماعة المام ابن غازي").(2
هكععذا انتشععر السععند عععن رجععال هععذه المدرسععة بسععوس مععن
طريق العترغي وأمسعت للسوسعيين طعرق معروفعة فيهعا .وترجعم
التمنارتي بعده لشيخهما المشترك فقال:
شيخنا الستاذ الزاهد إبراهيم بــن ســليمان المععذكور،
قرأت عليه "مورد الظمآن" للخراز والضععبط والععدرر اللوامععع لبععن
بري وحرز الماني للشاطبي قراءة سرد وبحث في بعض المواضع
منها ،وهو الن) (3في قيد الحياة أمتع الله به).(4
ومععن رجععال هععذه المشععيخة بسععوس :موسععى بععن أحمععد أبععو
عمران التدماوي من شيوخ أبي زيععد التمنععارتي قععال فععي ترجمتععه:
"جئته أول دخولي بمدينة تععارودانت سععنة إحععدى وتسعععين أو الععتي
تليها وأنا ذو ذؤابة لقععرأ عليععه لععوحي فععي "مععورد الظمععآن" فأبطععأ
معي فيها حتى ارتفع النهار ...قال:
()1ترجم العلمة محمد المختار السوسععي لشخصععيتين بهععذا السععم والنسععب ولعلهمععا شععخص
واحد فقال عن الول :مسعود بن علي الهشتوكي نزيل ماسة ،فقيه مجد في التعليم من كبععار
القراء ،توفي 1037هع .وقال عن الثاني :مسعود بن علي الهشتوكي آخر :أسعتاذ علمعة ظهعر
في ميادين العلم ت .1039
وأحسب أن المترجمين شخص واحد وإنما وقع الشك في تعددهما بسبب قراءة لفععظ "تسععع"
في تاريخ الوفاة إذا كتب بالحروف ،إذ يشعتبه ب"سععبع" ،وقععد رأيعت المععذكور عنعد التمنععارتي
مؤرخ الوفاة ب"تسع" بالتاء كما ذكرته.
()2الفوائد الجمة لوحة 49م خ ح المصور عن الخزانة العامة رقم .964 .02
()3بعد سنة 1020تاريخ كتابته لكتاب "الفوائد الجمة" كما ذكر في مقدمته.
()4الفوائد الجمة لوحة .49
373
"ووفد شيخنا أبو عمران المذكور على المنصور فعظمه وقععام
له وأجلسه إلى جنبه على تكرمته ،وعرف له حق الشاخة لنه مععن
أول شيوخه في المكتب ،فكساه وأجرى له جراية في حياته ،توفي
سنة .(1)1003
ومنهم الشيخ السععتاذ موسععى بععن إبراهيععم مععن أصععحاب ابععن
سليمان الهشتوكي صاحب الترغي المذكور.
وصفه الحضيكي بقوله الستاذ القارئ شععيخ القععراء ثععم قععال:
كان رحمه الله عالما عععاقل صععالحا زاهععدا ورعععا تاليععا لكتععاب اللععه،
معمرا لوقاته بطاعة الله ،أخذ القراءات عن شيخ الجماعة سععيدي
إبراهيم بن سليمان الهشتوكي عن) (2الستاذ الكععبر سععيدي محمععد
بن يوسف الترغي ..ثم ذكر غيره مععن شععيوخه وعععددا مععن تلمعذته
وقال :توفي رحمه الله سنة ،1108وكان مولده سنة 1020هع).(3
ومن رجال هذه المدرسة أيضا بسوس الشيخ أحمد بن سعععيد
الهشتوكي ممن أخذ عن التمنارتي.
قال الحضيكي :كان رضي اللععه عنععه أسععتاذا نجيبععا فقيهععا دينععا
صالحا ،يقرأ القرءان العظيم بالقراءات السبع ،من أصحاب صاحب
"الفوائد" التمنارتي ..توفي رحمه الله في أوائل سنة 1014هع).(4
ومععن أعيععان أصععحاب الععترغي بسععوس والجنععوب المغربععي
الستاذ:
أبــو عبــد اللــه محمــد بــن علــي الجزولــي النســوي
الكفيــف وهــو محمــد بــن علــي بــن المبــارك بــن محمــد
الرحالي الشهير بأحمد.
في الحضيكي وعن علي أنه قرأ على الترغي ول يصح ذلك كما يظهر من تاريخ ولدته. ()2
374
ترجم له صاحبه أبو زيد التمنارتي في فهرسععته فقععال :شععيخنا
الستاذ المحقق ..أخععذ عععن السععتاذ الععترغي أخععذ إحاطععة واعتبععار،
وقال لي" :سنة كاملة أرد بابه للقراءة عليه فيععدفعني عنععه ،وربمععا
يخرج ويجدني ببابه فيقول :مازلت يععا أعمععى لعم تقنععط ،فيطردنععي
حتى تمت السنة وأنا ملزمععه ببععابه ،ولمععا أراد اللععه أن يفتععح علععي
جئته فعي يعوم مطيعر متلوثعا بعالطين ،فقععدت ببعابه ،فخعرج علعي
وأدخلني وبكى بكاء كثيرا فقال اقرأ ،فبدأت عليه بالسبع ،ولزمني،
فلم يمض إل قليل ففتح الله علععي بحفععظ جميععع طرقععه ،وأذن لععي
في التجويد ،وكتب الجازة عن شيوخه.
ورد علينا بتارودانت ولم يطل بها مقامه حتى رجععع لمراكععش،
ثم انتقل منها لزاوية شيخنا أبي محمد عبد الله ابن سعيد بععن عبععد
المنعم) ،(1وبقي عنده مكرما إلى أن مات فععي رمضععان سععنة تسععع
وألف بالطععاعون الواقععع فععي ذلععك التاريععخ) (2ودفععن هنععاك ،وقععبره
معروف مزاره).(3
ومن أصحاب الجزولي الكفيف الشيخ أبو عبد الله محمععد بععن
علي السجتاني المعروف بالفاسي من شيوخ أبععي زيععد التمنععارتي،
ترجم له في "الفوائد الجمة" فقععال فيععه" :شععيخنا السععتاذ" ،وإنمععا
قيل فيه الفاسي لنه قاد الستاذ الكفيف المذكور من مراكش إلى
فاس حين كان يقرأ عليه ،ورده كذلك إلى مراكش ،وحمل الطععرق
العشر عععن مشععيخة فععاس .قععرأت عليععه صععدرا مععن "الشععاطلبية"
وأوائل الصععول فلععم يععزل فععي قيععد الحيععاة ،ثععم تععوفي بعععد واحععد
وعشرين وألف).(4
آثــــاره:
هو التاريخ الذي توفي فيه الترغي على الصحيح بالطاعون أيضا. ()2
375
وقفت للنسوي الضرير المذكور على أجوبة ثلثة عععن سععؤال
في المالة لورش اثنان منها نظما والثالث جمع بين النظععم والنععثر،
مخاطبا بذلك كله كما في التقييد السائل له سيدي أحمد بن سعععيد
الهشتوكي) (1جاء فيما قوله:
)(2
نجل علي الضرير أحمد يقول عبد ربه محمد
حفظ كتابه لنا مسهل الحمد لله الذي قد جعل
على النبي العربي أحمدا ثم الصلة والسلم أبدا
ومن تلهم من البرار وآله وصحبه الخيار
نجل سعيد أحمد اللبيب سألتني يا أيها الحبيب
وشبهه وقفا ؟ تحب نصا قلت :فهل يميل ورش "أقصا
بعد استخار الله ربي المالك: فقلت في الجواب عن
ثم جنا وقفا أمل لعثمان سؤالك
في الوصل والوقف لكل دون أقصا طغا الماء تراءا الجمعان
مين والفتح في كلتا لدى في
أمله أن وقفت أو وصلته الموضعين
"سيماهم" في الفتح "تترا" وما سوى هذا الذي ذكرته
كلما كمن توله "عصاني" فاعلما
كذلك "العليا" الحوايا "نحيا" ومثلها "الدنيا" ورؤيا "أحيا"
فبالمالة صلوه وقفوا وكل ما الرسام فيه اختلفوا
محياهم أيضا سوى سقياها نحو تقاته الذي أحياها
عن شيخنا المعروف أخذته بالفتح للمصري
بالترغي مولي أستاذي إمامي
376
محمد بن يوسف المؤيد سيدي
علــــيه رضــــوان مــــن بحـــر العلــــوم
العــــلــــي والتقـــى الــــولـــي
)(1
وارزق له الحسنى مع اختم له يا رب بالسعادة
الزيادة بجاه خير النبيا والمرسلين
والل والصحب الكرام التابعين قد انتهى جواب هذا السائل
في رجز مبين المسائل هذا الذي أمكنني من الجواب
والله يهدينا جميعا للصواب بجاه سيد الورى محمد
صلى عليه الله طول البد وآله وصحبه على الدوام
مني على جميعهم أزكى
)(2
السلم
وقال في جوابه الثاني عن السؤال نفسه:
محمد النسي دارا ومنزل يقول من استهدى إلى الله
على أحمد والل والصحب وحده
أشمل حمدت إلهي ثم صليت أول
محبته في الله قول ومفعل أل أيها الحبر النجيب الذي
عليك سلم الله ما الليل أليل بدت
على مذهب المصري في لفظ خليلي دواما أحمد بن
من تل سعيدهم
استخرت عليه الله كيما يسهل سألت عن "القصى" وما كان
تمال لورش حالة الوقف مثله
فاعقل فقلت مجيبا عن سؤالك بعدما
لكلهم بالفتح وقفا وموصل تراءا نا أقصا طغا الماء كلها
377
فورشهم في الوصل والوقف وكلتا لدى في يوسف ثم غافر
ميل وأما سوى هذا الذي قد ذكرته
وسيماهم في الفتح رؤيا قد كتترا عصاني من توله
انجلى فاعلمن
تراني ومحياهم هداي فقلل وما اختلف الرسام في رسمه
على شيخنا الترغي كلن
بالفتح فاعتلى سوى لفظ سقياها فإني
أذعتم به حتى تضوع مندل قرأته
وغفرانه فيما جناه وأخطل فهذا جواب عن سؤالكم الذي
سليل علي غير الدعاء من وناظمه يرجو من الله عفوه
المل وما يطلب العاصي الضرير
ويحفظه من كل ضر ومبتلى محمد
وأصحابه والتابعين ذوي العل لعل إله الخلق يغفر ذنبه
صلة وتسليم دواما على الول بجاه رسول الله والل كلهم
عليهم من العبد الضرير محمد
وقد اتبع الجوابين بجواب نثري تضمن المعلومععات نفسععها مععع
نوع من التوسع والستدلل بقول الشعاطبي وبععض شعراحه وبعابن
بري في نحو ست صفحات متوسطة.
.13ومن أهم أصحاب أبــي عبــد اللــه الــترغي :أبــو
العباس أحمد بن علي بن شــعيب الندلسععي الصععل صععاحب
كتاب "إتقان الصععنعة" المعععروف بععابن شعععيب نزيععل فععاس وشععيخ
الجماعة بها في زمنه )ت .(1)(1016
ترجم له القادري ترجمة مععوجزة فععي وفيععات العععام الخععامس
من العشرة الثانية بعد اللف ،واكتفى بقوله:
()1ذكر محمد بن عبععد السععلم الخلف فععي وفععاة ابععن شعععيب بيععن 1016-1015هعع فععي أول
"المحاذي لحرز الماني" ،وقد حقق الباحث حس صدقي وفاته سنة 1015في )إتقان الصنعة
ورقة .(45
378
كععان لععه درايععة بمقععارئ السععبعة ،أخععذ عععن سععيدي الحسععن
الزياتي) ،(1وله تأليف سماه "إتقان الصنعة في قراءات السبعة") (2؛
ولهمية هذا المام نتوقف عنده قليل مبتدئين بذكر أعلم مشيخته.
شـيــوخـــه:
.1الشيخ أبو عبد الله محمد بععن يوسععف الععترغي .وقععد ذكععره
أكثر من مرة في كتابه إتقان الصنعة .والذي يعنينا منها خاصععة هنععا
قوله في أول سورة آل عمععران عنععد ذكععره الععوجهين لقععالون فععي
التورية المالة بين اللفظين والفتح :وكان شععيخنا السععتاذ المحقععق
أبو عبد الله سيدي محمد بن يوسف الترغي رحمععه اللععه يأخععذ فيععه
بععالوجهين ،تصععديرا بالفتععح ،وتععأخيرا للمالععة ،وكععذلك قععرأت عليععه
بمدينة مراكش حرسها الله وقرأت على غيره بالمالة فقط ،وكنت
وجدت منسوبا إليه هذين البيتين يقول فيهما:
لقالون والتفخيم فيه تفضل ووجهان في التورية عند
عليه لكون الفتح أصل مؤصل شيوخنا
وقد أطبق القراء قبل زماننا
وقد قدمنا ذكر شيخه الثاني:
.2الشيخ أبو العباس أحمـد بـن محمـد بـن مخلـوف
الشفشاوني المعروف بأبي العبــاس الضععرير) (3وذكرنععا أنععه
اختلف مع عامة الشيوخ بفاس في نقل حركة الهمععز إلععى السععاكن
قبله لحمزة في "ألم السجدة" حتى كتب فيه أبععو العبععاس الضععرير
إلى الشيخ الترغي بمراكش فأجابه بالجواز.
()1سيأتي بعده.
()2ترجع شهرة الشيخ إلى هذا الكتاب ،وقععد قععام بتحقيقععه السععتاذ حسععن صععدقي مععن مدينعة
اليوسفية تحت إشراف أستاذنا الععدكتور التهععامي الراجععي الهاشععمي للحصععول علععى دكتععوراه
السلك الثالث من كلية آداب الرباط.
()3تقدم في رقم 9من هذه المشيخة.
379
.3الشــيخ أبــو علــي الحســن بــن علــي الــدرعي
المعروف بالدراوي النف الذكر).(1
وقد ذكععره فععي "إتقععان الصععنعة" عنععد قععوله "إلععئ تظهععرون"
فقال" :وبالتحقيق للبزي ،وبالوجهين مع تصععدير اليععاء قععرأت علععى
شيخنا الستاذ المحقق أبي علي الحسن بن محمعد العدرعي رحمعه
الله ،وقرأت بهما على غيره.
.4الشيخ أبو العباس أحمد بن محمد الفشتالي النف
الذكر من أصحاب أبي القاسم بن إبراهيم ،ولم أقف له على رواية
في "إتقان الصنعة" ،ولكني وجدته في أسععانيده عنععد ابععن القاضععي
ومحمد البوعناني وغيرهما كما سيأتي.
.5والده علي بن شعيب ،ويظهععر أنععه مععن أول أسععاتذته
وإن كان لم يجر له ذكرا في كتاب "إتقان الصنعة"،
وتدل بعض الشارات في أسانيد بعض الئمععة علععى أن والععده
هذا – وكان يدعى شعيبا – كان من أصحاب ابععن غععازي ،وقععد نقلنععا
في تراجم أصحاب ابن غازي البيات الثلثععة الععتي تتعلععق بهععذا مععن
أرجوزة تتضمن إسناد الشيخ محمد بععن عبععد السععلم الفاسععي فععي
القراءات ،وفي الثالث منها جاء قوله:
عن ابن غازي ذي نقاء الجيب عن شيخه والده شعيب
ول يبدو أن الولد قد قعرأ كعثيرا علعى هعذا الوالععد إذا صعح أنعه
أدرك ابن غازي ،إذ لو كان عنده مثل هذا العلو في السند ما احتاج
إلى السناد من طرق باقي شيوخه ،ولكنه ربما يروي عنه بالجععازة
المجردة.
.6الشيخ الحسن بن يوسف بن مهدي الزيــاتي ولععم
يذكره أيضا في كتاب "التقان" وإنمععا ذكععره القععادري فععي ترجمتععه
380
)(1
)ينظععر فععي نشععر المثععاني( ج 1ص مكتفيا به من بيععن مشععايخه
136حوادث العام 1015هع.
ومن التأمل البسيط في مشيخة ابن شعيب يتجلى لنععا مقععدار
ما حصل عليه بالجلوس إلى هؤلء الكبار الععذين كععانوا فععي زمعانهم
نجوم العصر في مختلف فنون الرواية وفععروع المعرفععة ،وذلععك مععا
نجده منعكسا في شخصية المترجم بصورة ملحوظة وخاصععة فيمععا
وصل إلينا من آثاره.
وقد رشحه هذا النبل في المشيخة وهذا التنوع فيهععا والرحلععة
في ذلك إلى مختلف المراكز حتى جمع بين أهععم الطععرق المقععروء
بها في المدرسة المغربية ليكون رأس هذه الطبقة من المتخرجين
على أصحاب ابعن غععازي وأصععحاب أصععحابه ،فنععال فععي فععاس فععي
العقود الخيرة من المائة العاشرة شهرة واسعععة ،وخاصععة بعععد أن
امتدت به السن حتى دلف إلى المائة التي بعدها ،فجلس إليه لهععذا
العهد عدد من أعلم المشيخة يستكملون عليه معارفهم ،ويقيععدون
عنه في الخلفيات ما قرأ به على مختلف أساتذته وما كان يختععاره
تصععديرا أو ترجيحععا أو غيععره .وقععد ولععي بععالقرويين أهععم الكراسععي
الرسمية المتعلقة بذلك ،وقد تقدم ذكععر الوقععف الععذي وقععف علععى
كرسيه الخاص بععالقراءات بععالقرويين الواقععع عععن يمنععة عنععزة هععذا
الجامع ،هذا الوقععف الععذي أنشععأه لهععذا الغععرض الشععيخ أبوالعبععاس
أحمد بن محمد الشاوي )ت (1014وعين للستفادة منه كما تقدم
أستاذه أبا العباس بن شعيب ثم من يأتي بعده على مثل صفته من
الحذق والتقان ،ونقلنا عن أبي العلء إدريس المنجععرة الععذي أدرك
هذا الوقف يؤدي غايته قوله في ابععن شعععيب" :يحكععى عنععه رحمععه
الله أنه كان متصدرا للخذ بجامع القرويين من فععاس ،وكععان يجععود
مع الطلبة بلسانه ،ويلزمععه الشععيخ الصععالح سععيدي أحمععد الشععاوي
()1النهج المتدارك في شرح الدالية لبي عبعد اللعه محمعد بععن مبععارك لبعي العلء إدريعس بععن
محمد المنجرة فرغ مؤلفه منه سنة 1136أي قبل وفاته بسنة .ونسخه متوافرة منهععا م خ ح
برقم 11474وأخرى برقم .1064وهو موضوع رسالة دبلوم للطالب السيد العربععي الخععامر
بإشراف الستاذ الدكتور التهامي الراجي الهاشمي بكلية آداب الرباط.
381
دفين "السياج من فاس ،وأوقععف عليععه ومععن يقفععوه أرضععا بلمطععة
يقال لها "الضويات" ،وفي آخر عمره تأخر عن القرويين لكبر سنه،
فيجود مع الطلبة بداره في "الكدان" أو بمسجد قربها كععان أمععامه،
ويععوم الجمععة يحملعه الطلبعة بيعن أيععديهم إلعى "جعامع النعدلس"،
ويجلس فيها ب"باب الحفا" ويقرأ مع الطلبة بلسانه ،ويسمع صوته
تبيينععا للحععروف والحركععات وإفععرازا للكلمععات ،مععن قنطععرة "بيععن
المدن".
فهذا المحضر ععن مجلعس إقعراء ابعن شعععيب يعطينععا صععورة
مشرقة عن الجهد البليغ الذي كان يقوم به الشيخ ابن شعععيب فععي
تبليغ هذه العلوم ،كما يصور لنععا مبلععغ حرصععه علععى تلقيععن كيفيععات
الداء ،ولعله قد لمس فععي طلبععة زمنععه مقععدار التقصععير الملحععوظ
منهم في الجانب التطععبيقي وكمععا هععو ملحععوظ عنععد المغاربععة إلععى
اليوم مع السف الشديد ،ولعل الشيخ الشاوي الذي وقععف الوقععف
المذكور إنما رمى به إلى تأمين حاجة الطلبة إلى من ينهععض بهععذه
المأمورية بالقرويين ،وخاصة بعد موت هذا الشيخ ،على أن الشععيخ
ابن شعيب – كما نلحظ – قد اضطره عامل السن إلععى أن يتخلععى
عن القيام بهذه الوظيفة ،ولكنه استمر في التجويد للطلبة ولو بأن
يأتي إليهم محمول على اليدي كما رأينا ،وهععذا إن دل علععى شععيء
فإنما يدل أول على مقدار استشعار الشيخ للحاجة إليه ووفائه بأداء
المانععة المنوطععة بأمثععاله ممععن أكرمهععم اللععه بععالتبريز فععي العلععم
ورسوخ القدم فيه.
آثــــاره:
ل يعرف لبن شعيب من المؤلفععات غيععر كتععابه القيععم "إتقععان
الصنعة في التجويد للسبعة").(1
()1سبق أن ذكرنا قيام الخ الستاذ حسن صدقي بتحقيقععه بإشععراف أسععتاذنا الععدكتور الراجععي
في مجلدين يشتمل الول منهما على الدراسة والثاني على متن التقان محققا.
382
ونسب إليه بعض البععاحثين قصععيدة فععي القععراءات ولععم يععذكر
مصدره في هذه النسبة) ،(1ولعله أراد بعععض القطععع النظميععة الععتي
ضمنها كتابه "إتقان الصنعة" عند ذكر تكععرر السععتفهام فععي سععورة
الرعد ،وتشتمل القطعة الولععى علععى أربعععة أبيععات ،والثانيععة علععى
عشرة أبيات).(2
ويمكعن أيضعا أن يعتعبر معن آثعاره بععض التقييعدات عنعه عنعد
صاحبه أبي عبد الله محمد بن محمععد بععن سععليمان البوعنععاني كمععا
سيأتي في ترجمته ،وقد قيد عن البوعناني كثيرا من اختيارات ابععن
شعيب كل من أبي عبد الله الرحماني ومحمد بععن أحمععد الحامععدي
صاحب أنوار التعريف وسيأتي طرف من ذلععك فععي ترجمععة الشععيخ
البوعناني المذكور.
ويعتبر كتاب "إتقان الصنعة" سجل حافل بمظععاهر إمامععة أبععي
العباس بن شعيب وحذقه في الفن ،وقد صنفه في آخر حيععاته ،بععل
جاء التنصيص في آخره على ذلك بما يدل على فراغه منه قبل نحو
السنة من وفاته فقال" :قال مؤلفه رحمة اللععه عليععه نجععز التععأليف
والحمد لله حق حمده ،وصلى الله على سيدنا محمععد نععبيه وعبععده،
وكان الفراغ من تأليفه عشية يععوم الثنيععن خععامس جمععادى الولععى
عام 1014هع عصمنا الله من شره وفتنتععه بفضععله وكرمععه وجععوده
ورحمته آمين).(3
وكان غرضه من التأليف مناقشة بعععض الحكععام المععأخوذ بهععا
في القراءات السععبع ومراجعععة بعععض مععذاهب الئمععة فيهععا ،ولعلععه
لحظ حمل بععض القعراءات لهعا علعى غيعر محاملهعا الصعحيحة ،أو
لحظ في بعض توجيهععاتهم لهععا قصععورا وضعععفا ،فكتععب كتععابه فععي
صورة تعليقات وتحقيقات تتبع فيها هذه المواضع من فاتحة الكتاب
()1الشارة إلى "القراء والقعراءات بعالمغرب" لسععيد أععراب ،89وقعد ذكعر السعتاذ صعدقي
حسن أنعه اتصعل بعه فعي شعأن مصعدره فعي هعذه النسعبة فاعتعذر إليعه بطعول العهعد بكتابعة
المعلومات المذكورة وهو ل يذكر الن مصادره.
()2إتقان الصنعة تحقيق الحسن صدقي ورقة 246-244مجلد .2
()3إتقان الصنعة من كتاب التقان المذكور.
383
إلععى خعاتمته علععى ترتيععب أبعواب "التيسععير" و"الشعاطبية" تقريبعا،
فكان يعرض مسائل الخلف وينقل فيهعا بعععض النقععول دون توسععع
في الغالب ،ويورد بعض التوجيهات نقل عن بعععض الئمععة وينععاقش
بعضها بروح نقدية عالية حتى ولو كععان القععائلون بهععا مععن الشععهرة
وجللة القدر بمكان) .(1وقد أشار إلى هذا في مقدمة التقان فقال:
"وبعد فقد بان لي من النظر السديد ،والرأي الرشيد ،أن أضع
هذا التأليف في ضبط القراءة وأحكام التجويد للئمة السععبعة أعلم
الهدى وأولي البر والتمجيد ،فوضعته مختصرا تقريبا لحصععول النفععع
بععه والفععادة ،وأودعتععه دررا ومهمععات مععن الحجععج تبرعععا وزيععادة،
وسميته ب"إتقان الصنعة في التجويد للسبعة".
ويمتاز الكتاب إلى جانب ما ذكععره مععن الختصععار بععإيراده لمععا
عليه العمل في التلوة في كثير مععن مسععائل الخلف الععتي تعععرض
لها ابتداء من باب التعوذ إلى آخر الكتاب.
فمن ذلك مثل قوله فععي بععاب البسععملة" :وجععرى العمععل عنععد
الشععيوخ بععالجمع بيععن الععوجهين مععع تقععديم السععكت ،وليععس ذلععك
بواجب"
ومنه قوله في باب المد بعد أن ذكر مراتب المد للسبعة وأنها
أربعة علععى المنصععوص يعنععي فععي "التيسععير" قععال" :هععذه طريقععة
الداني فععي تيسععيره وغيععره ،والععذي اختععاره المتععأخرون وجععرى بععه
العمل عندهم أن مراتب المععد ثلث فقععط :كععبرى لععورش وحمععزة،
وصغرى لقالون والمكي والبصععري ،ووسععطى لبععن عععامر وعاصععم
والكسائي.
()1ناقش الجعبري وابعن المجعراد وابعن غعازي وغيرهعم كمعا يسعتفاد ذلعك معن كتعاب التقعان
المذكور.
384
وبهذا يكون ابن شعععيب أحععد الئمععة الععرواد فععي وضععع معععالم
القراءة "الرسمية" وخاصة فععي روايععة ورش ،بتنععبيهه فععي مسععائل
الخلف على ما عليه الخذ والداء وجرى به العمل).(1
كما يعتبر الكتاب سجل آخر لقععوال أئمععة مدرسععة ابععن غععازي
وطائفة من معاصريه وتلمععذتهم حيععث نقععل كععثيرا مععن تحقيقععاتهم
ومسائل الخلف بينهم ،فهو ينقل بعض أقوال الستاذ المحقق أبععي
العباس سيدي أحمد بن يوسف الدقون) ،(2كما ينقععل بعععض معععاني
أبيات الشاطبي مصدرة بقوله "وقععال الشععيخ السععتاذ أبععو عمععران
سيدي موسى الزواوي رحمه الله").(3
وينقل في غير موضععع مععذاهب شععيوخه أبععي العبعاس الضععرير
وأبي عبد الله محمعد بعن يوسعف العترغي وأبعي علعي الحسعن بعن
محمد الدرعي -كما أشععرنا إلعى ذلعك فعي تراجمهععم ععن قريعب -
وينقل مذاهب بعض شيوخ شيوخه ويناقشها.
ومثال ذلك قوله تعععالى" :إن كنتععم إيععاه تعبععدون" فععي سععورة
النحل.
"اختلف الشيوخ في الهاء من إياه حيث وقع هل يصلها المكي
أو ل يصلها ؟ فكععان شععيخ شععيوخنا السععتاذ المحقععق أبععو عبععد اللععه
سيدي محمد بن مجبر يأخذ فيها بعععدم الصععلة ...وكععان غيععره يأخععذ
فيها بإثبات الصلة وبه قرأت ،وهو التحقيق عند الجعبري بنععاء علععى
ما اختاره أبو حيان من أن الضمير هو الهاء فقط ،وكلمععة إيععا عمععاد
له.(4)"..
وفي الجملة فإن الشيخ أبععا العبععاس يعتععبر طععرازا فريععدا فععي
العصر ،إن لم نقل بحق إنه كععان فيععه خاتمععة المشععيخة المحققيععن
()1سيبلغ هذا التجاه كماله عند أبي زيد بن القاضي في كتبه سععواء فععي الداء أم فععي الرسععم
والضبط أم في غير ذلك.
()2نقل عنه في سورة الفاتحة من التقان.
()3في السورة نفسها.
()4إتقان الصنعة ورقة ) 258مرقونة باللة(.
385
للقراءات السبع الذين جمعوا بين الصععالة والعمععق والرسععوخ فععي
صناعة الفن ،وبين الفقه المكين في العلعل والسعباب والتوجيهعات
التي تنبني عليها مسائل الخلف بعد ثبوتها في الرواية وتواتر النقل
بها عن الئمة ،وقد قام محقق كتابه "إتقان الصنعة" بجهد مشععكور
في إماطة الحجعب ععن مععالم شخصعية هعذا المعام ومكعانته فعي
عصره من خلل هذا الكتاب العذي ل شعك أنعه كعان لبنعة معن آخعر
اللبنات في صرح المدرسة المغربية في القراءات بوجه ععام وفعي
قراءة نافع بوجه خاص ،باعتباره أحععد الكتععب الععتي تقععوم علععى مععا
سميناه ب"الدراسة المقارنة" لمختلف المذاهب والختيارات وبيان
ما تنبني عليه من اعتبارات وتوجيهات.
.14أبو القاسم بن محمد بن محمد بـن قاسـم بـن أبـي
العافية المكناسي الصل ثععم الفاسععي يعععرف بععابن القاضععي كمععا
يعرف بها ولده أبو زيد عبد الرحمن شيخ الجماعة بفاس.
إمام اشتهر بالبراعة في العربية وكان له مشاركة فيما سععوى
ذلععك ،قععال القععادري :قععال فععي البتهععاج :ممععن لزم الشععيخ أبععا
المحاسن) (1كثيرا ..وكان شيخا نحويا درس النحو كععثيرا وأخععذ عنععه
أهل عصره ،وكان له مزيد وجاهة عنععد السععلطان أحمععد المنصععور،
مولده أي صاحب الترجمععة سععنة سععتين معن العاشععرة تععوفي سععنة
)(2
1022ثععم ذكععر القععادري مععن شععيوخه الشععيخ إبراهيععم اللمطععي
وأحمد بن عثمان اللمطي) (3وأبا عبد الله بن مجععبر المسععاري أخععذ
عنه القعراءات السعبع وبععض اللفيععة ،وأبععا العبععاس القععدومي وأبعا
العباس المنجور وجماعة قال:
"واشتهر للقراءة فأخذ عنه عامة وقته وخاصتهم وجماعة مععن
)(4
أعيانهم"
()1هو الشيخ يوسف بن محمد الفاسي ت .1013
()2تقدم في شيوخ المنجور من أصحاب علي بن هارون تقدم.
()3مقرئ مشهور قرأ على والده عثمان بن عبد الواحد اللمطي تقدم ذكره معه فععي أصععحاب
ابن غازي .قرأ عليه المام أبو محمد عبد الواحد بن علي بن عاشر كما سيأتي في شيوخه.
()4نشر المثاني .1/181
386
وقد ذكر نسععيبه أبععو العبععاس ابععن القاضععي لععه مجموعععة مععن
المؤلفات النحوية وقال:
"أخذ القراءات عن الستاذ أبي عبد الله محمععد بععن أحمععد بععن
مجبر المساري ،وعن أبي القاسم بن إبراهيعم المشعترائي ،والنحعو
عن أبي العباس أحمد بن علي القدومي الندلسي ...أجععاز لععه ابععن
مجبر المذكور في القراءات وكل ما يجوز له وعنه روايته ،ولد سنة
960وهو من أهل العصر").(1
وقد أسند القراءة من طريقه غيععر واحععد ممععن أسععندوها عععن
ولده المام أبي زيد ،وكان عمدته في كثير من النقول التي ضععمنها
كتبه ،وكثيرا ما نجععده فيهععا يقععول " :قععال والععدنا رحمععه اللععه") (2أو
"وقد سمعت من شيخنا ومفيدنا ووالدنا القاسم بن القاضي") ،(3أو
يقول" :أملي عليها شيخنا الوالد – رحمة الله عليه:
تقرأ بالظهار والخفاء والميم إن تسكن قبيل الباء
)(4
أجلها الخفاء قال الداني فهذان الوجهان جيدان
-15الحسن بن يوسف بن مهدي أبو علــي الزيــاتي
ويقال أبو الطيب أيضا
ترجم له القادري في "نشر المثاني" وذكر أنه ولد في نصف
جمادى الثانية سنة 964هع ،ورحل إلى فاس في طلب العلم ،وقععرأ
علععى أخععويه بفععاس بعععد أن رحل إليهععا بعععد أن حمععل علععى شععيخ
المقرئين أحمد بن قاسم القدومي )ت ،(992فأتقن أنععواع العلععوم
وشارك في أنواع كثيرة محققا في جميعها ،ثم ذكععر ملزمتععه لعععدد
من المشايخ في الفقه والحديث وإجازة بعضهم له بذلك ،ثم قععال:
387
"ولما توفي شيخه القدومي وجد عليععه كععثيرا حععتى اسععتولت عليععه
السوداء ،ثم ذكر أنه سار إلى أبي المحاسن يوسف الفاسععي فقععرأ
عليه ختمات كثيرة ولزم مجلسه ،وزوجه الشيخ ابنته وقععام بجميععع
مؤنه إلى أن توفي الشيخ.
"ولمععا اضععطرب أمععر هععذا المغععرب ،واختلععت أحععواله وعظععم
الخطب بفاس ،خععرج سععنة )1022هععع( إلععى جبععل كععرت مععن بلد
عوف ،وكان له أصحاب هناك ،وهي بلد من أخصععب بلد المغععرب،
فأقام هنالك منفردا بنفسه) ،(1وله سبب من حرث وماشية إلععى أن
مرض مدة ،وتوفي بين الظهرين من يوم الثلثاء 24رمضان سنة )
1023هع( ،ودفن بالموضع المعععروف بعع "زاويععة الهبععط" مععن جبععل
كرت رحمه الله تعالى").(2
وذكر القادري في ترجمته فععي هععذا الصععدد أنععه "درس كععثيرا،
وانتفع به خلق كثير ،وصنف كتبا كثيرة مفيدة سمى منها عددا فععي
مختلف الفنون ،منها حاشيته المشهورة علععى شععرح ضععبط الخععراز
المعروف بع "الطراز" للتنسي.
وقععد مثععل الحسععن الزيععاتي مشععيخة الجماعععة فععي القععراءات
والعربية معا بفاس بعد ذهاب كبار المشيخة فكان عمدة كثيرة من
الجلء كالشيخ أبععي العبععاس بععن شعععيب صععاحب "إتقععان الصععنعة"
وأبي القاسم بن القاضي النف الذكر ،وولده أبي محمد عبد العزيز
الزياتي التي وغيرهم ،وخسععرت المدينععة بخروجععه منهععا إلععى هععذه
الجهات خسارة كبيرة".
()1ذكر اليفرني في نزهة الحادي 199-198السبب الذي جعل الزياتي يخرج مععن فععاس وهععو
"ما قام به المامون بن أبي العباس أحمد المنصور الذهبي المعروف بالشيخ من تسليم مدينة
العرائش للنصارى في مقابل مساعدتهم له في محاربته لخيه زيدان ومحاولته الحصول علععى
فتوى شرعية تسوغ له ذلك ،قال "وقع هذا لستفتاء بعد أن وقع العطاء ،وما أجاب من أجاب
من العلماء عن ذلك إل خوفا على نفسه .وقد هرب جماعة من الفتوى .ثم ذكر جماعععة ممععن
هربوا فذكر منهم سيدي الحسن الزياتي وابا عبد الله محمد الجنان وغيرهما"" .
()2نشر المثاني .199-1/198
388
-16ولده أبو محمد عبد العزيز بن الحســن الزيــاتي
الفقيه الستاذ المشارك ..ويكنى أيضا بأبي فارس
وصفه القادري بهذه التحليات وقال" :كان أستاذا مجودا مقرئا
عالما محصل نبيل جليل ،وكان سبطا لبععي المحاسععن الفاسععي ولععد
ابنته ..ثم ذكر أنه توفي بتطوان عام 1055هع)."(1
وذكر اليفرني في "الصفوة" والحضيكي أن المترجم أخذ عععن
خاله سعيدي العربعي الفاسعي والععارف أبعي زيعد عبعد الرحمعن)،(2
ورحل لمراكععش وأخععذ عععن مشععايخها كععأبي عبععد اللععه بععن يوسععف
التملي ،جمع عليه القراءات العشر ،ثم رحععل إلععى المشععرق وأخععذ
)(4
فيه عن شيخ القراءات وغيرهععا سععلطان المزاحععي) (3والجهععوري
وغيرهما ثم ذكععرا أن لععه شععرحا علععى قصععيدة خععاله المععذكور فععي
الذكاة ،وله تآليف في فن القراءة").(5
مؤلفاته في القراءة وعلومها:
-1نفائس الحلي في قراءة أبي عمرو بن العلء
ذكره له بعض البععاحثين) ،(6ووقفععت عليععه مخطوطععا فععي نحععو
أربعين ورقة في خزانة خاصة) (7يقول في أوله" :الحمععد للععه الععذي
أنزل القعرآن هعدى ورحمعة وشعفاء لمعا فعي الصعدور ،وشعرف بعه
ل العمل المبرور ...أما بعد فيقول حامله وجعل إدمان تلوته من أج ّ
مقيده عبد الله تعالى عبد العزيز بن الحسن بن يوسف بععن مهععدي
الزياتي -جبر اللععه قلبععه ،وغفععر بفضععله ذنبععه -فععإني وضعععت هععذا
()1نشر المثاني .2/30
()2هو عبد الرحمن بععن محمععد الفاسععي المشععهور بالعععارف ) (1036-972ترجمتععه فععي نشععر
المثاني .267-1/266
()3هو شيخ القراء ورئيس أهل التجويد بمصر الشيخ سلطان بععن أحمععد بععن سععلمة المزاحععي
الشافعي له تأليف في القراءات الربع الزائدة على العشر ،توفي عععام – "1075صععفوة مععن
انتشر لليفرني .145-144
()4لعل المراد به هو نور الدين علي بن زيد العابدين بن محمععد الجهععوري شععيخ المالكيععة فععي
عصره )ت (1066ترجمته في شجرة النور 304-303الطبقة 22رقم الترجمة .1174
()5صفوة من انتشر 81ومناقب الحضيكي .275–2/274
()6سعيد أعراب في "القراء والقراءات بالمغرب" .92
()7عند السيد أحمد اعوينات بقرية اليوسفية بالرباط.
389
التقييد على قراءة المام أبي عمرو بن العلء البصري -رحمه اللععه
-من روايتي أبي عمر الدوري وأبععي شعععيب صععالح السوسععي عععن
اليزيدي عنه ،فيما خالف فيه المــام نافعــا ممــا رواه عنــه
عثمان ورش وعيسى قععالون ،وافقععا فععي ذلععك ابععن كععثير أم ل ،ول
أذكر إل ما اختلفا فيه دون ما اتفقا فيه...
وقد استهله بالتعريف بأبي عمرو بن العلء ناقل في ذلععك عععن
"التيسير" للداني وشرح المام شعلة علععى الشععاطبية) ..(1ثععم أخععذ
في عرض الخلفيات على نسق كتب القراءة المعتععاد إلععى أن أتععى
علىخاتمة الفرش.
-2أرجــوزة فــي القــراءات :ومنهععا نسععخة مخطوطععة
بالخزانة العامة بالرباط برقم 1147ولم أقف عليها).(2
-3الجواهر المختارة في نــوازل غمــارة وهععو عنععوان
مجموع له تضمن أجوبة في القراءات ذكر بعض الباحثين أنها توجد
بأيدي الناس ،قال" :الجواهر المختارة فععي نععوازل غمععارة" ،وربمععا
كان أبو فارس هعو أول معن فتعح هعذا البعاب أمعام القعراء فكعثرت
أجوبتهم ،وتعددت في ذلك مؤلفاتهم").(3
ويعتبر هذا الشيخ وأبوه معا من أهم المعابر التي عععبرت منهععا
الرواية من طرق أصحاب ابععن غععازي عنععه إلععى هععذه الجهععات مععن
الشمال المغربي.
-17ومــن أعلم هــذا الرعيــل المــام العلمــة شــيخ
الجماعة أبو محمــد عبــد الواحــد بــن أحمــد بــن علــي بــن
عاشر النصاري الندلسي الصل الفاسي )(.1040-990
()1هو المطبوع باسم "كنز المعاني" ،وهو غير "كنز المعاني" المشهور للجعبري كما تقدم.
()2مذكورة في فهارس الخزانة العامة بالرباط 1/33تحت رقم 1147في مجمععوع مععن 33أ
إلى 34ب.
()3القراء والقراءات بالمغرب .92
390
قال القادري في النشر" :ومنهم المام الكبير الحجة الشععهير،
أبو محمد عبد الواحد ...أحد العلم ،كبير الشععأن ،رأس فععي العلععم
والتحقيق والمشاركة في العلوم").(1
391
وقال في التقاط الدرر" :وفي ثععالث ذي الحجععة عععام أربعيععن،
تععوفي المععام الحجععة عبععد الواحععد بععن أحمععد بععن علععي بععن عاشععر
النصععاري نععاظم "المرشععد") (1وصععاحب "الحاشععية علععى التتععائي
الصععغير") ،(2وشععرح الخععراز المسععمى بععع"فتععح المنععان علععى مععورد
الظمآن").(3
وقال الحضيكي" :العلمة الجليل ،برع في علوم شتى ،وتبحععر
في منقولهععا ومعقولهععا ...وكععان دؤوبععا علععى تعليععم النععاس حريصععا
عليهم وعلى إحياء السنن والدين وإخماد البدع ..يأخععذ العلععم عمععن
دونه".
"وله -رضي اللععه عنععه -اليععد الطععولى فععي علععوم القععراءات،
وانفرد في زمانه بذلك ،وعلوم الرسم ،يبحث مع الجعبري ،وحشى
عليه ،وشرح "مورد الظمآن" ،وأنكععر قععراءة الحزابيععن علععى عععادة
الناس في الجنائز").(4
مـشـيـخـتــه:
قال القادري :قرأ القرآن على:
-1المععام الشععهير السععتاذ المحقععق أبععي العبــاس أحمــد بــن
عثمان اللمطي) (5وعلى غيره.
-2وأخععذ قععراءة الئمععة السععبعة عععن السععتاذ المحقععق أبــي
العباس أحمد الكفيف).(6
392
-3ثم عن العالم الشهير مفتي فاس وخطيععب حضععرتها أبــي
عبد الله محمد الشريف المريي التلمساني) (1وغيرهما.
قال" :ولشععك أنععه فععاق أشععياخه فععي التفنععن فععي التوجيهعات
والتعليلت ،رحم اللععه الجميععع بمنععه ...ثععم سععمى بعععد جماعععة مععن
مشايخه في غير القراءات وذكر رحلتععه إلععى الحععج سععنة 1008هع ع
وقععال" :وكععان ذا معرفععة بععالقراءات وتوجيههععا بععالنحو والتفسععير
والعععراب والرسععم والضععبط وعلععم الكلم ...وذكععر مجموعععة مععن
العلوم الخرى.
مـؤلـفـاتـه :ثم ذكر مؤلفاته فقال:
-1ومنها شرحه العجيب على مورد الظمآن في علم
رسم القرآن ،وقد أجاد فيه ما شاء ،وليععس الخععبر كالعبععان وقععد
كان شرحه دينا على العلماء العيان.
-2وأدرج فيعععه تأليفعععا آخعععر سعععماه "العلن بتكميعععل معععورد
الظمآن") (2في كيفية رسم قراءة غير نافع مععن بقيععة السععبعة فععي
نحو خمسين بيتا ،وشرحه" قال:
-3وله "طرر" عجيبة على شرح المام أبي عبد الله
محمد التنسي لععذيل "مععورد الظمععآن فععي الضععبط) .(3ولععم يععذكر
القادري:
-4حاشيته على الجعععبري النفععة الععذكر فععي قععول الحضععيكي
"يبحث مع الجعبري ،وحشى عليععه" وهععي فيمععا يظهععر علععى شععرح
الجعبري على العقيلععة المعععروف بعع "جميلععة أربععاب المراصععد فععي
شرح عقيلة أتراب القصائد").(4
تقدم ذكر كتاب "فتح المنان" وذيله "العلن" في ترجمة الخراز. ()2
تقدم ذكر شرحه هذا في الشروح التي قامت على قصيدة الشاطبي هذه. ()4
393
-5تقييد لــه بعنــوان "رســم البــدور الســبعة" يوجــد
)(1
مخطوطا في بعض الخزائن
-6تقييد عنه مما قيده عبد الرحمن القيرواني فــي
الوجوه الجــائزة فــي تكــبير المــام ابــن كــثير فععي السععور
المعهودة لذلك وقفت عليه مخطوطا).(2
-7منظومات متفرقة في مسائل الداء ،منها في ذكر
مذاهب السبعة في الوقف مما نقله مسعععود جمععوع فععي "الععروض
الجامع" في باب "الروم والشمام" عند ذكر ذلك فقال" :وقد نظم
ذلك شيخ الجماعة سيدي عبد الواحععد ابععن عاشععر رحمععه اللععه فععي
بيت فقال:
وبصعر بحسعن ثعم حمعزة لشام وحرمي تمام وعاصم
معا اتفق
ومنها جواب له على إشكال نظما فععي موضععوع الوقععف علععى
الهمز لحمزة ألقاه عليه صاحبه أبو زيد بن القاضي ،ونص السععؤال
هكذا:
وصار إمام الغرب في السبع أيا من سما فوق السماكين
والعشر والنسر
وقدوتنا مفتي النام بل نكر عنيت بذلك شيخنا ومفيدنا
وأوصافه في العلم جلت عن وشهرته بين الورى بابن
الحصر عاشر
على لفظ "ما" من "بيس" إذا وقف القاري لحمزة معلنا
منفصل السطر هل الحكم بالتحقيق وهو الذي
()1مخطوط بالمكتبة العامة بتطوان تحت رقم ) 881الموسعوعة المغربيعة لعبعد العزيعز بنعبعد
الله .(.2/35
()2وقفت عليه في 3أوراق ضمن مجموعة تقاييد عند السيد عبععد الرحمععن قيععم مكتبععة "منععار
العرفان" بالرباط.
394
كإن لم وأن لن مع نظائرها جل
تجري ؟ أم الحكم بالتحقيق رعيا
أجيبوا بنص ينشر الحق كالدر للفظها
بجاه النبي المصطفى قائد الغر جزاكم إله العرش خير جزائه
جواب ابن عاشر:
ويعليعك قعدرا فعي صدور ذوي جوابك والرحمن يغفر ما
الذكر تطري
تقدم كلمة الوقوف كما تدري بتحقيق ذاك الهمز جزما لنه
فقد فات شرط الوقف عن ويوضح ذاك الرسم والوقف
حمزة المقري قبل ما
مفاد عموم وهو نص بل نكر وذا القدر كاف في الجواب
فلم ألفه ثم الحياء لما لنه
)(1
تطري وعذر المطال البحث عن عين
نصها
تـصــدره:
تصدر المام أبو محمد بن عاشر في شبابه لفععادة مععا عنععده
من العلوم ،فقرأ عليه عدد كبير من طلبة فاس وقرائها ،فلم يلبععث
أن أصبح شيخ الجماعة ،وكان له اهتمام خاص بفعن التجويعد ،وهعذا
ما تدل عليه حكايته مع "الحزابين" بالمقبرة يوم مععات أخععوه حيععن
منعهم من القراءة عله وقال" :يفسدون قراءة القرآن") .(2وكععذلك
ما حكععاه العلمععة أبععو العبععاس أحمععد بععن عبععد العزيععز بععن الرشععيد
السجلماسي في كتابه "ععرف النعد") (3ععن شعيخه المعام المجعود
()1ذكره ابن القاضي في كتابه "مقالة الئمة العلم فعي وقعف حمعزة وهشعام علعى الهمعز –
لوحة ) 177مخطوط في مجموع في ملك السيد محمد بن السيد الدين بنواحي تالمست مععن
إقليم الصورة( ،وكذا في الفجر الساطع في باب الهمز.
()2نشر المتاني .1/287
()3مخطوط عندي مصورة منه في عشرة أوراق ومنه نسخ عديدة بالخزانة الحسععنية بالربععاط
تحت الرقام ) 3823-3603-4617-6504-1064فهارس خ ح (.177-6/176
395
المشهور أبي البركات أحمد الحبيب اللمطي أنه حكى عععن الشععيخ
ابن عاشععر أنععه "لمععا قفععل مععن المشععرق وأنكععر علععى أهععل فععاس
قراءتهم ،ورام إرشادهم إلى الصواب وهدايتهم ،فمنهععم مععن قععابله
بالنكير ،ومنهم من قال هذا حق ول نشععتغل بععه لنععه علينععا عسععير،
ومنهم من اهتدى إلى الحق فشمر للتعليم أيما تشمير").(1
ولما كان الشيخ ابن عاشر قد عاد من الحج سنة 1008كما
قدمنا ،فمعناه أنه قد صرف نحوا من ثلثيععن سععنة مععن عمععره فععي
أخذ أصحابه بالعناية بإتقان التجويد وإحكام التلوة على الرغم ممععا
واجهه في ذلععك معن مصععاعب ومتععاعب ،وعلعى الرغععم معن وفععاته
المبكرة إذ يععدل تاريععخ ولدتععه وتاريععخ وفععاته علععى أنععه تععوفي ولععم
يتجاوز الخمسين عاما ،ومعناه أنه توفي في أوج السن التي يكععون
فيهععا النضععج .ويتععأتى فيهععا العطععاء بعععد اسععتكمال الدوات وتمععام
التحصيل.
وقعععد تخرج على يده عدد من الفحول منهععم الشععيخ محمععد
بن أحمد المعروف بميارة الفععععاسي )ت (2)(1072وأبو زيعععد عبد
الرحمن بن أبي القاسم بن القاضي )ت ،(3)(1082وعبععد اللععه بععن
محمععد العياشععي الزيععاني ) ،(4)(1073ومحمععد بععن محمععد بععن أبععي
القاسم بن سودة الفاسي وهو ابن أخته )ت (5)(1073ومحمععد بععن
أبي بكر الدلئي المسناوي )ت ،(6)(1059ومحمد بن أحمد بن أبععي
المحاسن الفاسي )ت 1084هع().(7
396
وقععد جععاء إسععناد القععراءات السععبع مععن طريقععه عنععد عامععة
المتأخرين من أئمة مدرسة ابن غازي كما سنرى نماذج منهععم عنععد
ذكر السانيد بعون الله.
-18الشيخ أبو عبد الله محمد بــن يوســف التملــي
السوسي الصل ،وينسب أحيانا المراكشي )ت :(1048
إمام مقرئ جليل قرأ على أكابر المشععيخة بمراكععش وفععاس
وغيرهما ،واختص بالستاذ أبي عبد الله محمد بن يوسععف الععترغي،
كما أخذ بفاس عن أبي علي الحسن الدراوي وأبي عبد الله محمععد
الصعغير المسعتغانمي وأبعي العبعاس أحمعد المقعري صعاحب "نفعح
الطيب" ،وأبي العباس أحمد الفشتالي – النععف الععذكر فععي شععيوخ
ابن شعيب – وأبي القاسم ابن القاضي وأبععي العبععاس بععن شعععيب
والشيخ محمد الشريف المرّيي وسععواهم مععن رجععال مدرسععة ابععن
غازي.
وقععد حصعل منهعم علعى إجعازات ،ثعم تصععدر بمراكععش زمنععا
طويل ،فكان خير خلف بها من شيخه الترغي.
ل بمراكش وأغمات من وقد ترجم له صاحب "العلم بمن ح ّ
العلم" فقال فيه" :محمد بن يوسف بن أحمد بععن زكريععا التععاملي
السوسي أصععل ،المراكشععي دارا ومنشععئا ،الشععيخ السععتاذ المجععود
الديععب الفهامععة ،معلععم الملععوك المععالكي ،أحععد فقهععاء المغاربععة
الممتطين سنام الفضل وغاربه ،عالم ماضي شعبا السعنان والقلعم،
وعلم فضله أشهر من نار على علم ،له في الدب يد ل تقصععر عععن
إدراك غاية ،وباع تلقععى رايععة البلغععة ،فكععان عرابععة) (1تلععك الرايععة،
وكععان مععن المهععرة فععي فععن القععراءات ،مشععهورا بالتقععان وجععودة
الضععبط ...ثععم ذكععر مشععيخته كمععا قععدمنا فععذكر منهععم أبععا العبععاس
المقري و"قد ذكره -يعني المقري -فععي "فتععح المتعععال") (2وذكععر
()1المراد تشبيهه بعرابة الوسي المشهور الذي قال فيه الشاعر الشماخ بن ضرار:
تلقاها عرابة باليمين – اللسان – مادة عرب. إذا ما راية رفعت لمجد
()2المراد كتاب "فتح المتعال في مدح النعال" من مؤلفات أبي العباس المقري.
397
قصيدة له يطلب فيها منه الجازة ،وأجازه فععي سععنة 1026هعع لمععا
قدم من مراكش إلى فاس:
وبعاسعط كعف البعذل معن بعد أمعوقظ جفعن الدهر من بععد
فا
ما ك ّ ما غفى
ومحيي معيعن الفضل من بععد ومحيعي رسعوم الكعرمين
ما جفعا التي عفت
ففضعلك يعا ذا الفضعل قد حير أجزني بما قد قلته ورويته
الوصفا
فأجابه -المقري -بهذا البيات:
وساحب أذيال الكمال على أمشكاة أنوار القراءة والدا
الكفا وحائز أشتات الفضائل إذ
مفاخره في أذن مغربنا شنفا غدت
تعطرت الرجاء من نشره بعثتم بطرس بل بروض بلغة
عرفا وأملتم أعلى إلله مقامكم
وألبسكم من عزه الطرف معن القاصعر البعاع الضعيف
الضفى إجعازة
ألم تعلموا أن الصواب هو ولست بأهل أن أجاز فكيف
العفا ؟ أن
أجيعز ؟ علعى أن الحقعائعق قد ولول رجائي منكم صالح الدعا
تخفى
لما سطرت يمناي في مثل ذا
)(1
حرفا
398
وقد أفادنا المقري أيضا بنقل نبذة عععن نشععاط أبععي عبععد اللععه
التملي في مراكش بعد عودته إليها من فاس فقد كتب إليه التملي
في هذا الصدد يقول:
ول زائد على ما نعرفكم به ،سوى مععا ألهععم اللععه لفضععله مععن
معاطاة كؤوس القععراءات مععع طلبععة هععذه الحضععرة ،ولقععد خرجععوا
للقائي متعطشين لمرحلة عن مراكععش فععي جمععع كععثير ،أزيععد مععن
ثلثمائة طالب.
وقععد بععدأت مععع الطلبععة فععي المدرسععة الغالبيععة) (1الشععاطلبية
ولميععة الفعععال بعععد العصععر ،والكراريععس بعععد العشععاء ،ووقععت
التجويد) (2من طلوع الشمس إلى العصر.
والععذي معععي مععن الطلبععة فععي الجمععع الكععبير ثمانيععة ،وفععي
العشر) (3ستة ،وهم في الزديععاد ،وقععد عزمععت علععى جمعع فهرسععة
أذكر فيها من لقيته من الفاضل أمثالكم).(4
وقد أورد المقري في "نفح الطيب" رسععالة مطولععة بعععث بهععا
التملي إليه إلى الشام ،وفي ضمنها مسععائل التمععس منععه الجععواب
عنهععا ،كمععا طلععب منععه أن يتفضععل عليععه بكتععاب "طبقععات القععراء"
للحافظ أبي عمرو الداني إذ ليس عنده منه نسخة).(5
ويتجلى من تلك الرسععائل والسععئلة المنظومعة نفسعه الععالي
وبراعته في النظم والنثر ،إضافة إلى اهتماماته العلمية وخاصة في
علوم القراءة ،وذلك أيضا ما تنطق به بعععض آثععاره ومقيععداته الععتي
وصلتنا.
()1يعني المدرسة المجاورة لمسجد ابن يوسف من جهة القبلة بمراكش ،وبها سكنى الطلبة،
وقد سكنت فيها نحو السنتين 1958م 1960-وهي الن تابعة لوزارة السياحة.
()2يعني تصحيح اللواح على الشيخ.
()3يعني النافعية )العشر الصغير(.
()4نقله في العلم .5/267
()5نفح الطيب 234-3/229وتاريخ الرسالة 1038هع.
399
آثاره في علوم القراءة:
قصيدة لمية في قراءة نافع).(1 .1
()1ذكرها سعيد أعراب ولم يذكر مكانها )القراء والقراءات بالمغرب .(88
()2مخطوط في مجموع بخزانة أوقاف آسفي.
()3تقدم في شروح التفصيل.
()4ذكره ابن القاضي في الفجر السععاطع ،وأشععار إليععه سعععيد أعععراب فععي القععراء والقععراءات
بالمغرب.
()5مخطوط في مجموع بخزانة أوقاف آسفي العتيقة وقفت عليه.
()6تقدم ذكره في المؤلفات على التفصيل.
400
الشريف البوعناني") ،(1وذكره في "نشر المثاني" في وفيات العععام
الثالث من العشرة السادسة فقال" :فمنهم المام الحععافظ الكععبير
المحدث الستاذ المقرئ المجود الشهير ،أبو عبد اللععه ...ثععم قععال:
بهذا اللفظ حله في "أزهار البستان") .(2قال القادري:
"وذكر المام الزاهععد الععورع المحقععق سععيدي أحمععد بععن علععي
السوسي) (3في كتابه "بذل المناصععحة فععي فعععل المصععافحة") (4أن
صععاحب الترجمععة هععو الععذي اسععتدعاه إليععه ،وأثنععى عليععه بالشععرف
والعلم ،ونصه:
"فقد خاطبي حائز سيادة التجويد ،وسععائس إقرائهععا فععي هععذا
العهد بفاس القديم والجديد .(5)...وقععال الحضععيكي" :كععان – رضععي
اللععه عنععه – شععيخا معظمععا عالمععا مشععاركا فععي العلععوم ،حافظععا
مستحضعرا لحعاديث الصعحيحين ،مقعرئا مجعودا للقعرآن ،انتفعع بعه
الناس انتفاعا تاما عاما ،وكان سنده أعلى أسانيد أهل عصره ،لنععه
آخر من أخذ عن القصار وسمع منه ،كما ذكععر أبععو سععالم العياشععي
في "تحفة الخلء بأسانيد الجلء") (6ثعم سعمى جملعة معن شعيوخه
وقال" :وأخذ القراءات عن:
-1أبي العباس أحمد بن محمد الفشتالي).(7
-2وعن أبي عبد الله محمد بن أحمد المريي).(8
401
-3وعن أحمد بععن شعععيب الندلسععي) .(1ورأيععت فععي تقييععده
التي أنه أخذ أيضا عن المام.
-4عبد الواحد بن أحمد بن علي بن عاشر.
مؤلفاته :اشتغل أبو عبد الله البوعناني فيما يظهر بالتدريس
عن التأليف فلم يعرف له منه إل يسير ،ومنه:
-1فهرسته :قععال الكتععاني فععي "فهععرس الفهععارس"" :لععه
فهرسة نقل عنها أبو الربيع الحوات) "(2في المقصد السععادس مععن
كتابه "البدور الضاوية" كلما في حق الشيخ أبععي عبععد اللععه محمععد
بن أبي بكر الدلئي").(3
-2تقييد له جمع فيه ما قرأ به على أبي العباس بــن
شعيب ** في 25شوال بعد عصر يوم الثنيععن سععنة 1038جععاء
في أوله :يقول عبد الله المفتقر إلى رحمععة اللععه وسععتره ومزيععده
محمد بن محمد بن سليمان الحسني البوعناني – أصلح اللععه حععاله
– أردت أن أقيد روايتي التي قرأت بها على شيخنا المام الحععافظ
السععتاذ المحقععق الناسععك العععدل الثقععة خاتمععة المحققيععن بفععاس
سيدي أحمد بن علي عرف بع "شعيب" الندلسععي الفاسععي رحمععه
الله ونفعنا بما قرأنععا عليععه ،أيععام قراءتععي عليععه سععنة ."1013ثععم
قال:
"التعععوذ" :بععالجهر مععع انفصععاله عمععا بعععده مععن البسععملة أو
القرآن.
وممععا قععال فععي قععوله "بععارئكم"" :بععارئكم وشععبهه بتقععديم
الختلس ،قرأت معه ،ومع شععيخنا المريععي بتقععديم السععكان ،وهععو
ظععاهر كلم الجعععبري ،وتفخيعععم "يشعععركم" وشعععبهه فععي وجعععه
402
الختلس ،قععال صععاحبه السععتاذ المحقععق سععيدي عبععد الواحععد بععن
عاشر" :عليه أهل مصر قاطبة ،وحكى لنا عن شيخه سععيدي أحمععد
الكفيف أنه كان يقرئهما بالترقيق".
وقال في قوله في سورة يوسف "مالك ل تامننا" بالخفاء
وفك إحدى النونين من الخرى من غير إدغام ناقص ول خالص ،مع
الختلس في ضمة النون ،وهو الخفاء المشار إليه في
"الشاطبية".
"وحكععى لععي مععن أثععق بععه مععن الصععحاب أن الشععيخ السععتاذ
سيدي أحمد بن عثمان اللمطي) (1كان ينهى الطلبة عن الدغام فيه
سواء ناقصا أو خالصا ،وكععذا مععا يسععتعملونه مععن الشععمام ،وأحععال
اجتماع الشمام مع الدغام فيععه ،وأن مععا ذكععر الععداني مععن التفعاق
على إدغامه رده عليه المنتوري فانظره".
وهكذا سار في باقي التقييد يتوقف عند بعض مسععائل الخلف
فيذكر بعض ما قرأ به على ابن شعيب وربما ذكر بعض مععا قععرأ بععه
ابععن شعععيب علععى شععيخه الععترغي ومععا ذكععره فععي تععأليفه "إتقععان
الصنعة".
وآخر ما ذكر فيه قوله" :ولي دين" بوجهين مع تقديم السكان
قرأت للبزي .انتهى" ثم ختم بقوله "قععال كععاتبه – سععمح للععه لععه :-
جميع ما نسبت لشياخي قرأت بععه معهععم وتلقيتععه منهععم مشعافهة،
والله على ما نقول وكيل ،وحسبنا الله ونعم الوكيل .وذكععر ناسععخه
أنه نسخه وفرغ منه في 25شععوال يععوم الثنيععن بعععد العصععر سععنة
1038وكتبه عبيد ربه إبراهيم بن محمد السوسي التباني التزنيععتي
الرسموكي أصل").(2
()1تقدم في ترجمة والده عثمان بن عبد الواحد اللمطععي الميمعوني معن أصعحاب الشععيخ ابععن
غازي.
()2وقفت على التقييد المذكور في مجموع عتيق في خزانة الشاب الفقيه الحاج جامع بمدينععة
أنزكان – أكادير.
403
ومن المقارنععة بيععن تاريععخ القععراءة علععى ابععن شعععيب وتاريععخ
النسخ يظهر أن التقييد كتبه المؤلف بين التععاريخين ثععم أخععذه عنععه
من أخذه خلل ذلك فكان من جملة من أخذه الناسخ المذكور مععن
أهل سوس ،وذلك يدل على عموم انتشععار الخععذ عععن رجععال هععذه
المشيخة في كل أرجاء المغرب ،وسيأتي ذكر تقييد الحامععدي عنععه
أيضا.
-3إجازته المطولة لبي عبد الله محمد الشرقي
الدلئي ،وسيأتي عرضها في الفصل التالي باعتبارها نموذجا
لجازات المتأخرين من أئمة المدرسة المغربية ،ولشتمالها على
أعلى الطرق في قراءة نافع وغيرها.
-4متنوعات ،أشار إليها المراكشي في "العلم" فقال:
"وقفت للمترجم على فوائد ونظم ،من جملة ذلك ما ذكره من
إقرائه بمراكش ،ونص ما كتب في ذلك "الشهر النبوي ربيع الول،
أوله يوم الجمعة ،وهو بعد صفر الذي بعد المحرم مفتتح ثلثة
وعشرين وألف:
"دخل – يعني الشععهر المععذكور – علينععا بالمدينععة المراكشععية،
بععع"دار الحععرة" المعروفععة بععع "دار الخطيععب" بحومععة "المدرسععة
الشريفية" بقرب "جامع ابن يوسععف" نععازلين بهععا عععن أمععر المععام
الهمام وحيد دهره ،وفريد عصره ،مولنا أبععي المعععالي زيععدان ابععن
المام المنصور المرحوم بالله مولنا أحمد بن مولنا محمععد الشععيخ
الشريف الحسني ،وإقامتنا في كل يوم خمس أواق من بيععت مععاله
– عمعره اللعه -معع ولعدنا محمعد عبعد الخعالق بعن محمعد الحسعني
البوعناني ،أقرأ خمسة مجالس :اثنان في "مختصر خليل" ومجلس
في "التوحيد" ،واثنان في "النحو" مع جمع من طلبة أهععل مراكععش
علم الله الجميع خيرا").(1
تـصــدره:
404
وهذا التقييد الذي أفادنا به المراكشي عن هذا المجموع الععذي
قال عنه "كله فوائد ،وأنه عنده "يعطينا صورة من العناية من لدن
رجععال الدولععة باسععتقطاب العلمععاء والقععراء للعاصععمة وتفريغهععم
للتدريس في مقابل جراية معلومة رأينا هنا أنها جرايعة ماليعة وأنهعا
كانت تؤدى إلى الشيخ كل خميس.
كمععا يفيععدنا التقييععد المععؤرخ بشععهر ربيععع مععن عععام 1023أن
الشيخ الشععريف البوعنععاني قععد انتععدب للتععدريس رسععميا فععي هععذا
التاريخ وهو في الخامسة والثلثين من العمر ،وذلععك بعععد أن أنهععى
دراسته على المشايخ بل وبعد أن أمسى والدا لولد كان في جملععة
من يقرأ عليه.
وهذا التاريخ الذي كان يدرس فيه لطلبععة مراكععش بععدار الحععرة
بجوار ابععن يوسععف بمراكععش مقابععل للتاريععخ الععذي تقععدم أن الشععيخ
محمد بن يوسف التلمي كان فيه "يعاطي كؤوس القراءات مع طلبة
هذه الحضرة" ويقرئهم الشاطبية والكراريس والتجويد بع "المدرسععة
الغالبيععة" المجععاورة لععدار الحععرة المععذكور – كمععا تقععدم فععي ترجمععة
التملي .-
وذلك يدل عندنا على مدى استفادة المراكشيين لهذا العهد مععن
هذه الطبقة من خريجي المدرسة "البنغازية" ،كما يعطينا صورة عن
التلقح السريع الذي كان يتم بين مختلف المراكز العلمية التي كانت
فيما بينها تتقارض الساتذة ،أو على الصح تتنافس فععي اسععتقطابهم
وي بوجودهم والتزيين بمحضرهم مما كانت الحركععة واستجلبهم للتق ّ
القرائية والعلمية تستفيد منه استفادة قصوى كمععا قععدمنا فععي صععدر
هذا الفصل.
ول ندري متى عاد الشيخ البوعناني إلى فاس وتصععدر بهععا ،لننععا
سوف نجد الخذ عنه في 1038وهو تاريخ إجازتي كل من أبععي عبععد
الله الشرقي وأبي عبد الله الرحماني ،إل أن الخيععر قععرأ عليععه قبععل
بالزاوية البكرية الدلئية.
405
والظاهر أنه فععارق زيععدان إليهععا بعععد أن تععدهورت الحععوال فععي
مراكش بكثرة الفتن إذ "لم يخل قط في سنة من سععني دولتععه مععن
هزيمة عليععه أو وقيعععة بأصععحابه ،ووقعععت بينععه وبيععن إخععوته معععارك
يشععيب لهععا الوليععد ،وكععان سععبب خلء المغععرب ،وخصوصععا مدينععة
مراكش") ،(1فلعل هذا ما جعععل البوعنععاني يلتحععق بزاويععة الععدلء ثععم
أخيرا بفاس.
وقععد أخععذ عنععه بفععاس جماعععة مععن العلم ل يتسععع المقععام
لستعراضهم ،ولذلك نكتفي بمن وقفنا له على إجعازة أو تقييعد عنعه،
فمنهم:
-1الشيخ أبو عبد الله محمد بن أحمد بن أبي القاسم بـن
الغازي الحامدي الجزولي السوســي صععاحب "أنععوار التعريععف
لذوي التفصيل والتعريف") ،(2وقد تقدم أنه ألف كتابه هذا بالمدرسععة
البوعنانية بفاس سنة 1026وضمنه ما أخذ به في "العشر الصععغير"
عن شيخه أبي عبد الله محمد بن يوسف التملي السوسي الجزولععي
كما ذكره في أوله ،وتقدم أيضا أنه أخذ عن ابن عاشر كما قععال فععي
"باب الستعاذة"" :هكذا حدثني به الشيخ عععن شععيخه سععيدي محمععد
الععترغي ،وحععدثني بععه أيضععا شععيخنا سععيدي عبععد الواحععد بععن عاشععر
الندلسي عن شيخه سيدي أحمد بن عثمان اللمطي ".
وقد وقفت للحامدي على تقييد قيده عن الشيخ البوعناني يععدل
على مكانته وعظيم تمثله لما تلقاه عن شيخه في القراءات السععبع،
يقول فيه" :الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب ،وخععص بحفظععه
طائفة سبقت لهم العناية فسععقت أغصععان رعععايتهم فععي أم الكتععاب،
فانشرحت به الصدور ،وزها به روض السرور ،وطابت بنسيم عععبيره
النفاس ،واستنارت بنور سراجه شهب القتبععاس ،والصععلة والسععلم
الكملن على مولنا محمد أفصح من نطق بالضاد....
406
"وبعد فإني لما قرأت على الشيخ المععام الوحععد الهمععام ،علععم
العلم ،المتحلي بحليتي شرف العلم والنسب ،المتمسك من الحععق
بأوثق سبب ،رافع منار الرواية بعد الدثور ،ومنشد شواردها فتجمعت
بعععد الشععرود والنفععور :أبععي عبععد اللععه محمععد بععن محمععد البوعنععاني
الشريف الحسععني ،لزالععت سععحائب العرفععان علععى ريععاض تدريسععه
مغدقة ،وأنوار توفيق الله لخدمة كتابه في صفحات وجهه مشععرقة –
ختمتين جمعت فيهما بين الئمة السبعة ،وكانت روايته عاليععة السععند
والسناد ،مشرقا ضوؤها على المسافر والمقيم والحاضععر والبععاد ،إل
ساد ،فغرق في بحر الجحود والعناد ،لنه متقن من حجبته غشاوة الح ّ
في ضبط ما يرويه من الروايات ،متثبت في ذلك غير ظان ول شععاك
ول متوهم للترهععات ،أردت أن أتمسععك بأذيععاله ،بعععد أن غرفععت مععن
بحره وأخذت من درره وعقيععانه ،عسععى أن يععدرجني المنظععوم ،وأن
ينفحني بنفحه) (1المعلوم ،فنستند إلععى الصععل الصععحيح السععالم مععن
الختيارات في غاية ما يكون من التصحيح".
"وقد كان – رضي الله عنه – أخععذ عععن جملععة عظمععاء ،مشععايخ
علماء ،شهرتهم تغني عن وصععفهم ،وربمععا اختلععف أخععذه عنهععم فععي
بعععض مسععائل الخلف ،فمععن واحععد أخععذ عنععه بععالوجهين مععع تصععدير
أحدهما ،وآخر أخذ عنه بواحد فقط ،فقيدت هذا التقييد أضععع فيععه مععا
أخذته حسبما قيععد عععن أشععياخه لعتنععائه بهععذه الطريقععة وجمعععه مععا
فى مواردهععا ،ومرادنععا جمععع مععاافترق منها حقيقة ،فلم شعععثها ،وصع ّ
أخذته عنه مشافهة مخافة النسيان ل جمععع النقععول والنصععوص ،إذ ل
فائدة لها هنا ...فأقول والله المأمول:
"الذي أخذت عنه في باب "شيء بتعدد المراتب حالة الوقععف،
وأن المشهور فيه حالة الوصل التوسط ،وبه أخذنا عنه" .فيععه هععدى"
-يومنون "حكى لنا -رضي الله عنه -عن شيخه أبي العباس سععيدي
أحمد بن شعيب أنه قال له :يقدم السوسععي إذا كعان إدغععام المثليعن
والمتقاربين متحركين...
في الصل "بتوجه" فرأيت أن النسب ما أثبته. ()1
407
"بارئكم" و"أخواته :أخععذت عنععه مععن طريععق شععيخه أي سععيدي
محمد الشريف التلمساني المدعو بععالمريي بالسععكان ثععم الختلس،
ومععن طريععق شععيخه أبععي العبععاس بععن شعععيب بععالعكس أي بتقععديم
الختلس على السكان.
وهكذا سار في سائر التقييععد يععذكر الخلف بيععن مشععايخ شععيخه
الربعة محمد الشريف المريي وأبي العباس بن شعيب وأبي العباس
الفشتالي وأبى محمد عبد الواحد بن عاشر بقلة.
وربما ذكر مذاهب ثلثة منهم في بعض المواضع كقوله في آخر
التقييد" :أخذت فيه لبي عمرو بالمالة ،وأخبرني أنه قرأ بذلك علععى
شيخه المريي وشيخه أبي العباس وشيخه الفشتالي ،وحكوا له أنهععم
كذلك أخذوا عن أشياخهم الخلف فيها.
)(1
ثم ختم التقييد بالحديث عن التكبير والهيللة لبن كثير.
-2ومــن أهــم أصــحابه الــذين أجــاز لهــم بــالقراءات
وعلومها الشيخ أبو عبد اللـه محمـد الشــرقي بـن محمـد
أبي بكر بن محمد المجاطي الدلئي من أبناء العلماء أهععل هععذه
الزاوية التي كان لها الصيت الذائع في العلععم والقيععادة فععي أواخععر
عهد السعديين وأوائل عهد العلويين وخاصة بعععد أن تععدهور الوضععع
بسععبب النععزاع علععى الملععك بيععن أبنععاء المنصععور السعععدي وقععامت
المارات المتعددة في الشمال والجنوب والشرق ،فكان لهل هذه
الزاوية في هذه الجهات من النفوذ ما بسععطت معععه سععلطانها فععي
وسط المغرب ما بين شماله وجنوبه بما في ذلك مدينة فاس ،إلى
أن قامت دولة العلويين في سجلماسة ثم في سائر البلد علععى يععد
المولى الرشيد بن المولى علي الشريف فدخل مععع الععدلئيين فععي
صراع مريععر انتهعى بالقضععاء علععى إمععارتهم واجتثععات زاويتهععم فعي
()1المجموع الذي تضمن التقييد في خزانة السيد الحاج جامع بانزكععان – أكععادير ،ويقععع التقييععد
المذكور في أربع صفحات بمقياس 28سطرا 20كلمة في السطر ،وتاريخ نسخه 6رمضععان
1338هع.
408
نواحي تادلة من أصولها مع إجلء بقية أهل هذا الععبيت مععن العلمععاء
إلى مدينة فاس).(1
ترجععم القععادري للشععرقي فقععال" :ومنهععم السععتاذ المقععرئ
المجود الديب البليغ أبو عبد الله محمد الشععرقي ابععن سععيدي أبععي
بكر الدلئي ،قرأ صاحب الترجمة على الستاذ ابعن شعععيب وغيعره،
وله أمداح وأنظععام تععدل علععى عارضععته فععي الدب… ثععم سععاق لععه
نماذج من محاوراته مع بعض أساتذته).(2
وذكره في "التقاط الدرر" بنحو من ذلك وذكر أخذه عععن ابععن
شعيب وغيره").(3
وحله في "السلوة" بقوله "الحععافظ الحجععة الريععب ،السععتاذ
الضابط المقرئ المجود الديب ،سيدي الشرقي ابن الشيخ سععيدي
أبي بكر الدلئي ،ولد سععنة ،1019وقععرأ بهععا علععى السععتاذ سععيدي
شعيب وعلى أخويه سيدي محمد وسيدي الحارثي وعلى جماعععة...
قال" :وكان إماما في المعقعول والمنقعول ...أسعتاذا مجعودا يقعرئ
الطلبة قععراءة السععبع بزاويتهععم البكريععة ،وتخععرج بععه فيهععا جماعععة،
وتوفي بالزاوية الدلئية سنة .(4)"1099
هكذا قال الكتاني إنه مات لهذا التاريخ بزاوية الدلء ،ول يصععح
لما قدمنا من دثور الزاوية وتفرق أهلها شذر مذر سنة 1079كمععا
ذكر ذلك القادري وغيره.
()1ذكر القادري ذلك في التقاط الدرر 176-175في حوادث سنة 1079فقععال" :وفععي ثعامن
من محرم بلغ المولى الرشيد زاوية الدلء فأخرج أهلها وحلعم عليهعم فمعا أسعال معن دمعائهم
قطرة ...بعد أن لقى جيوشععهم بالموضععع المسععمى بعع "بطععن الرمععان" وهزمهعم ...ثععم ذكععر
إخراجهم منها وقد ومهم بعد ذلك لفاس ...إلخ.
وذكععر نحععوا مععن ذلععك فععي نشععر المثععاني 181-2/180نقل عععن أبععي علععي اليوسععي فععي
"المحاضرات" وذكر قصة شيخ الزاوية الرئيس أبي عبد الله محمد الحاج بععن محمععد بععن أبععي
بكر الدلئي الذي "ملك المغرب سنين عديدة واتسع هو وأولده وأخوته وبنو عمه في الدنيا...
ثم ذكر إيقاع المولى الرشيد بهم وإجلءهم في أوائل المحرم سنة ."1079
()2نشر المثاني .362-2/361
()3التقاط الدرر .251
()4سلوة النفاس .95-2/94
409
وفي الترجمة أيضا عند كل من القادري والكتاني في السععلوة
أن المترجم قرأ على الستاذ ابن شعيب ،وهو أمر بعيد أيضا ،وذلك
لوفاة ابن شعيب سنة 1015على المشهور ،وقد ولد هو بعد ذلععك
بأربع سنوات ،وهناك قول في وفاة ابن شعيب يجعلها متأخرة إلععى
سنة 1025كما ذكر المام ابن عبد السلم في "المحععاذي" مبتععدئا
به) ،(1فإذا صح أمكن معه تقدير رواية بعض القراءة عنه ،لنه يكون
يععومئذ ابععن نحععو 6سععنوات ،وعلععى كععل المريععن ل يمكععن القععول
باستناده في رواية القراءات عليه بالخذ المباشر ،ولععو كععان عنععده
مثل تلك الرواية العالية ما احتاج إلى أن يععروي القععراءة عمععن هععم
أنععزل منععه فيهععا إسععنادا كالشععيخ أبععي عبععد اللععه محمععد بععن محمععد
البوعناني مترجمنا.
وبهذا يكون شيخه المعتبر في القراءات بل منازع هو أبععا عبععد
الله محمد بن محمد بن سليمان البوعناني.
وقد وقفععت علععى إجععازته لععه فععي القععراءات السععبع والمتععون
المتعلقة بها ،أجازه فيها بعد أن ذكر قراءته عليه ،وحدثه فيها بذلك
كله عن شععيوخه الثلثععة أبععي عبععد اللععه محمععد بععن أحمععد الحسععني
المريي وأبي العباس أحمد بن محمد الفشتالي ,وأبي العباس أحمد
بن شعيب .وسيأتي عرض هععذه الجععازة القيمععة باعتبارهععا نموذجععا
عاليا من أسانيد المدرسة المغربية ،وكانت كتابته لععه بالجععازة فععي
أواخر رجب المعظم من عام 1038هع كما جاء في خاتمتها).(2
وقععد أجععازه أيضععا الشععيخ أبععو حامععد العربععي الفاسععي إجععازة
عامة) ،(3وأثنى عليه الشيخ الديععب أبععو علععي الحسععن ابععن مسعععود
سيأتي ذكر ذلك في سند ابن عبد السلم في الفصل التي بعون الله. ()1
410
اليوسي) (4ونعته في قصيدة له بقطب الرحى في المقرئين بالغرب
جاء فيها قوله:
وبا نجل قطب "أقطب الرحا في المقرئين بذا الفق
كان في مقعد صدق
إلى أن قال :ولم يعلموا أن لو خل الغرب كله من الخير كان الخيععر
)(1
يرجى من "الشرقي"
-3ومــن أعلم الخــذين عــن أبــي عبــد اللــه البوعنــاني
الشيخ أبو عبد الله محمد بن محمد بن أحمد بن عبد اللــه
الرحماني ويقععال "الرحععامني" الحشععادي) (2المراكشععي صععاحب
المنظومات والمؤلفات في القراءات) :كان حيا سنة .(1070
وقفت في خزانة أوقاف آسفي له على مجموع بخط يده فيععه
جملة تقاييد وإجازات مما أجازه به شيوخه استنفدت منها وأشععرت
إليها فعي هعذا البحعث معرات ،وقععد جعاء فعي هعذا المجمععوع ذكععره
لمشيخته بعنوان "تقييد أشياخي وما قرأت عليهم" نورده هنا بنصعه
لهميته ،قال الرحماني:
"تقييد أشياخي وما قرأت عليهم":
)(3
بععن محمععد أولهم شيخنا ومفيععدنا الفقيععه السععتاذ سععيدي ...
الزيزي ،قرأت عليه ثلث ختمات بالسبع.
-وقرأت على شععيخنا السععتاذ المحقععق سععيدي عبععد اللععه بععن
محمد الفيللي واحدة بالسععبع وأخععرى بالسععبع والعشععر إلععى قععوله
تعالى "وواعدنا موسى".
()4هو العلمة الديب المشهور الذي قيل فيه" :من فاته الحسععن البصععري يصععحه – فليصععحب
الحسن اليوسي يكفيه" قرأ بسجلماسععة ومراكععش وفععاس والزاويععة البكريععة وسععمى شععيوخه
ومروياته عنهم في آخر فهرسته وعندي منها مصورة في 35ورقة.
()1الزاوية الدلئية ودورها ...لمحمد حجي .72
()2ما تزال جماعة الحشاشدة معروفة بقرب "ابن كرير " بضواحي مراكش
()3ضاع اسم الستاذ بسبب الخروم التي تتخلل المجموع ،ولععذلك لععم يععذكره المراكشععي فععي
أساتذته في العلم .5/294
411
-وقرأت على شيخنا السععتاذ الحععافظ المتقععن سععيدي محمععد
المسناوي ابن محمد بن أبي بكر ختمتين بالسبع.
-وقرأت على سيدي محمد المعمري ختمة بالسبع.
-وقــرأت علــى شــيخنا الفقيــه الســتاذ الحــافظ
المتقن إمام القراء بفاس المحروسة ســيدي محمــد بــن
محمد بن سليمان البوعناني ختمتين بالسبع.
-وقرأت على شيخنا الستاذ الحافظ الضععابط المتقععن سععيدي
عبد الرحمن بن القاضي ختمة سبعية وختمة عشرية.
-وقرأت على سيدي محمد بن عبد القادر السععفياني ختمععتين
بالعشر.
وقرأت على الشيخ الستاذ الفقيه النحععوي سععيدي محمععد بععن
يوسف المراكشي سورة البقرة بالسبع وبالطرق العشر ،وأجععازني
في الجمعين المذكورين والسلم.
قال هذا وكتبه بخط يده الفانية أحوج الناس إلى رحمة مععوله
الغنععي بععه وبفضععله عمععا سععواه محمععد بععن محمععد بععن عبععد اللععه
الرحماني ،وما استفدت هععذا وغيععره إل مععن بركععة الشععيخ الفاضععل
الناسك السالك زائر الحرمين الشععريفين الفقيععه المحععدث النحععوي
اللغععوي الجععامع بيععن الطريقععتين) (1المععر بععالمعروف والنععاهي عععن
المنكر ،من فضله ل يحصى ول ينكر ،سيدي محمد بن سععيدي أبععي
بكر) (2أبقى الله بركته ،وحفظ ذريته ،بمنه وفضله وكرمه ورحمته.
وفي أواخر رمضان عام أربعة وأربعين وألف والسلم.
()1يريد بهما الحقيقة والشريعة كما يدعيه المتصوفة ،وذلك أنهم يعتقدون أن للخطاب الديني
ظاهرا وباطنا فالظاهر منه للعامة ويختص بالشريعة "علم الرسوم" والبععاطن للخاصععة "علععم
الحقائق" ،وقد احتكروا هذا النوع لمشايخهم.
()2هذا الشيخ هو الذي وصل أهل الدلء بشيوخ الزاوية البكرية الشاذلية بمصر وذلععك لمععا حععج
واتصل في مصر بالشيخ محمد البكري فأخذ عنه هذه الطريقة وفي ضمنها صلة "الفاتععح لمععا
أغلق" المعروفة الن عند التيجانيين .ويمكن الرجوع لمزيد من المعلومععات فععي هععذا الشععأن
إلى كتاب الزاوية الدلئية ودورها الديني والعلمي والسياسي ص .53
412
وقد ساق الرحماني بعد هذا التقييد نص إجازتين لبي زيد بععن
القاضي له ،وتليهما إجازة أخرى له من محمععد بععن يوسععف التملععي
المراكشي المذكور فععي شععيوخه ،وسععيأتي ذكععر ذلععك فععي الفصععل
التالي باعتباره من نماذج إجازات أهل العصر للنجباء من الطلب.
أما الشيخ البوعناني فقد ذكر عنه في المجموع تقييععدين قععال
في الول منهما:
"تقييد في السبعة" مما قيدته عن شيخنا – يعني البوعنععاني –
ثم ساقه في ورقتين وذيله بقوله:
"انتهععى مععا قيععدت عععن شععيخنا سععيدي محمععد البوعنععاني فععي
الختمة الثانية ،وكان ابتداؤنا لها في اليوم الرابع من جمادى الولععى
وختمناها في اليوم السابع عشر من الشهر المذكور ،فمدة القراءة
أربعة عشر يوما ،وذلك سنة ست وأربعين وألععف بالزاويععة البكريععة
الشهيرة بالدلئية – أدام الله عمارتها ،وحفععظ حوزتهععا بجععاه النععبي
وآله وصحبه وتابعيه" .تم كتب تحته:
"عبد ربه سبحانه الراجي عفوه وغفرانه محمد بن محمععد بععن
أحمد الرحماني لطف الله به".
وقد ذكر بعد التقييد نص قصيدة "التكملة المفيدة" للمام أبي
الحسن الفيجاطي ،ثم بعدها نص الجععازة النظميععة الععتي أجععاز بهععا
علي بن هارون المطغري لحد سلطين بنعي وطعاس بقععراءة نعافع
والتي نظمها الشيخ أبو العباس أحمد بن يحيى الونشريسي ثم ذيل
عليهععا الشععيخ محمععد بععن يوسععف التملععي وصععاحبه أبععو عبععد اللععه
الرحماني مترجمنا – كما سنرى نصه في نماذج السععانيد المغربيععة
– ثم أردف ذلك بتقييعده الثعاني ععن شعيخه البوعنعاني – وهعو فعي
الحقيقة الول من حيث زمن الخذ كما يظهر من تاريخه في آخره،
وهذه صورة عنه:
413
تقييد للرحماني عن البوعناني :قال في أوله :مما عنععي
بتلفيقه عبيد ربه أسير ذنبه المشفق على نفسه مععن سععوء كسععبه،
محمد بن محمد بن أحمعد الرحمعاني :أمعا بععد حمعد اللعه والصعلة
والسلم على سيدنا محمد وآله وصععحبه ،فهععذا تقييععد خلف الئمععة
السععبعة حسععب مععا رويععت عععن شععيخنا السععتاذ المحقععق الحععافظ
الضابط الفهامة المام العالم العلمة الحسني أبي عبد الله سععيدي
محمد بن محمد بن سليمان البوعناني الفاسي الععدار – رضععي اللععه
عنه بمنه – وذلك مني خيفة النسيان الععذي هععو شععيمة النسععان ،إل
من عصمه الرحيم الرحمن ،وهو حسبي ونعم الكريم ،ول حععول ول
قوة إل بالله العلي العظيم .سععورة البقععرة "ومععن النععاس" :قععرأت
"الناس" المجرور بالوجهين مع تقديم المالة.
"مستهزون" ومععا كععان مثلععه ،وقفععت عليععه لحمععزة بالتسععهيل
فقط.
"إلى بارئكم" :قرأت " إلى بارئكم" وبابه لبي عمرو بالوجهين
مع تقديم الختلس ،قال الشيخ :بتقديم السكان قرأت على شيخنا
المريي ،وبالعكس على غيره...
وهكذا سار في باقي التقييد إلى آخره فقال" :انتهى ما قيدت
من الخلفيعات ععن الشعيخ سعيدي محمعد بعن محمعد بعن سعليمان
البوعناني ،وذلك في صفر ثمانية وثلثين وألف".
ويقع التقييد المذكور في عشر صفحات ...وهو مشععابه لتقييععد
شيخه عن ابن شعيب كما تقدم.
والذي يهمنا من هذا التقييد وما شابهه أنه يعطينععا صععورة ععن
امتزاج الطرق وتلقحها في المدرسة المغربيععة واسععتمداد مشععيخة
القراء في الشمال والجنوب بعضهم مععن بعععض ،المععر الععذي كععان
يفضي إلى قيام قاعدة مشتركة بينهععا أمكععن عععن طريقهععا اسععتواء
"الهيكععل العععام" لهععذه المدرسععة بطرازهععا المعععروف فععي الداء
414
وخصائصها ومقوماتها العامة في القراءة وعلومها كما سنقف عليها
في الفصل الخير من هذا البحث بعون الله.
ونختععم هععذه السلسععلة مععن أعلم الئمععة ومشععايخ الجماعععة
بقيدوم مدرسععة ابععن غععازي فععي المععائة الحاديععة عشععرة ومنظرهععا
المترجم عنها وعن ما استقر عليععه العلععم فيهععا تلوة وأداء ورسععما
وضبطا ،ذلك هو خاتمة المحققين المام أبو زيد بععن القاضععي ،وقععد
أضفناه إلى هذه القائمة لما ذكرنا من العتبارات ،ولنه أيضا ينتمي
بالولدة إلى المائة العاشرة التي رأينععا أن نقععف ببحثنععا هععذا عنععدها
بعد أن أطنبنا في البحث إطنابا نخاف أن يخرج به عن غايته ،وبعععد
أن رأينا غير واحد من طلبة الدراسات السلمية بكليععة الداب ودار
الحديث الحسنية قد تناولوا جوانب من آثار أعلم طائفة من الئمععة
وفهارسهم ممن كانوا يمثلون امتدادات هذه المدرسة) .(1وسنقتصر
هنا على ما يهمنا من ابن القاضي ضمن هذه المشععيخة دون توسععع
في دراسة شخصععيته وآثععاره العلميععة لمععا قععدمنا مععن سععبق بعععض
الباحثين إلى تناولها.
-20الشــيخ المـام أبـو زيـد عبــد الرحمـن بـن أبــي
القاسم) (2بن محمد بن محمد بن قاسم بن أبــي العافيــة
المكناسي ثم الفاسي عرف كأبيه وطائفة من أهل بيتــه
بـــ "ابــن القاضــي" قــال القععادري" :وبنععو القاضععي بفععاس
معروفععون ،وسععكنى صعاحب الترجمعة كعان برحبعة ابعن رزوق معن
عععدوة فععاس النععدلس ،وبعععض أولدهععم بععاقون بععداره ،وبعضععهم
()1تعددت البحوث في آثار رجال هذه المدرسة وكثرت كثرة ملحوظعة فعي السعنوات الخيعرة
وخاصة فيما يخص آثار أبي زيد بن القاضي حيث حقق الستاذ بلوالي كتابه "اليضاح لما ينبهم
على الورى في قراءة عالم أم القرى "تحت إشراف أستاذنا الدكتور التهامي الراجي ،وحقععق
الستاذ عبد العزيز كارتي كتابه "علم النصرة في تحقيق قراءة إمام البصععرة" تحععت إشععراف
أستاذنا أيضا ،والستاذ أحمد البوشيخي كتابه "الفجر الساطع شرح الععدرر اللوامععع" ،والسععتاذ
محمد أبو الوافي كتاب رسائل وأسئلة وأجوبة ابععن القاضععي" .كمععا حقععق أو سععجل عععدد مععن
مؤلفات ابن عبد السععلم الفاسععي ومنهعا فهرسعته تحقيعق السععتاذ محمعد أميعن زلععو ،وكتععاب
"القراط والشنوف بمعرفة البتداء والوقوف" للستاذ الطاهر الشفوع وسوى ذلك مععن كتععب
أبي زيد المنجرة وغيرهم".
()2ويقال فيه أيضا "القاسم".
415
بععالقواس بالمخفيععة وغيرهععا ،وكععان لسععلفهم علععم بععالقراءات
والحساب والتاريخ والتعديل وغير ذلك").(1
وقد تقدم ذكر والده أبي القاسععم فععي رجععال هععذه المدرسععة،
وكان من أصحاب أبي العباس أحمد بن علععي القععدومي وعنععه أخععذ
النحو والقراءة ،وذكععر فععي فهرسععته أنععه كععان لبيععه سععارية بجععامع
القرويين يقرأ فيها "الرسالة" سنة 961هع").(2
ولععد المععترجم باتفععاق سععنة 999هععع وتربععى فععي حجععر أبععي
المحاسععن يوسععف الفاسععي ،وقععرا علععى أبيععه أول ثععم علععى كبععار
المشيخة بفاس ،ونبغ في ذلك نبوغا تميز به عن أهععل زمععانه شععهد
له به جميع من ترجموا له وخاصة في علم القراءات.
قال الحضيكي في مناقبه" :ونشا في عفاف وصععيانة ،وحفععظ
القرآن وحبب إليه تلوتععه ،وصععرف العنايععة إليععه وأحكمععه ،وأتقن
القراءة وطرقها وأحكامها ومذاهب القراء جميعا ،فصار
أستاذ المغرب كله ،يغشاه الخلق للخذ عنــه ،ويــأتي بععابه
من ل يحصععون ،بععل ل يععرى بععالغرب أسععتاذ ول مقععرئ إل تلمععذته،
وعليه عمدتهم").(3
وقعال القعادري فعي "النشعر"" :السعتاذ المجعود الكعبير إمعام
القراء وشيخ المغرب القصى الستاذ الشهير الحافظ الحيسوبي...
كان أستاذا إمامعا مجعودا بركعة همامعا شعيخ الجماععة فعي القعراء
بوقته ،ومفععردا فععي تحقيقععه ونعتععه ،مقععرئا حافظععا ،وحجععة محققععا
لفظا") (4وذكععره القععادري فععي "التقععاط الععدرر" فععي وفيععات سععنة
1082هع فقال" :وفي ثاني رمضان من العام المذكور ،توفي إمععام
المقرئين أكثر أهل زمانه جمعا للروايات ،الستاذ العظععم أبععو زيععد
عبد الرحمن ابن العلمة النحوي سيدي أبععي القاسععم ابععن القاضععي
416
المكناسي شيخ الجماعة بوقته ،ومحققــا فــي فنــه ووحيــد
نعته ،وله صيت بسوس وغيره").(1
وقال اليفرني في "الصفوة"" :ومنهم الشععيخ أسععتاذ المغععرب
المقرئ المجود أبو زيد عبد الرحمن بن أبي القاسم بن القاضععي...
ولد سنة 999هع وتربى في حجر أبي المحاسن ...ونشأ في عفععاف
وصععيانة ،وحبعب إليعه تلوة القعرآن وحفعظ طعرق قرائهععا ،وصعرف
العناية لذلك ،إلى أن صار المرجعع إليعه فعي هعذا الشعأن والمععول
عليه في أحكام القراءات ومعرفة توجيهاتها وحفظ مذاهب أئمتهععا،
فل تجد أستاذا في المغرب إل وقد روى عنه أو عن تلمذته".
مـشـيـخـتـه :قال اليفرني:
"أخذ – رحمه الله – عن:
-محمد بن يوسف التاملي المتقدم ،وعليه معتمععده ،وأجععازه،
وهععو يععروي عععن سععيدي الحسععن الععدراوي عععن المنجععور عععن ابععن
غازي) ،(2وعن سيدي محمد الصغير المستعاني عن ابن مجععبر عععن
ابن غازي).(3
-وأخععذ أبععو زيععد أيضععا عععن عبععد الرحمععن بععن عبععد الواحععد
السجلماسي عن شيخه المربي عن أبي القاسععم بععن إبراهيععم عععن
ابن غازي ،وأخعذ ابعن عبععد الواحععد أيضعا ععن المنجععور ،ذكععره ابعن
القاضي في "تكملة ابن خلكان") ،(4وأخذ أبو زيد أيضا عععن المععولى
عبد الهادي بن المولى عبععد اللععه بععن طععاهر ،وهععو يععروي عععن أبيععه
المذكور عن سيدي الحسن الدراوي عن عبد الله من ل يخاف عععن
ابن غازي.
417
)(1
عن سيدي الحسن وأخذ أبو زيد أيضا عن سيدي أحمد العرايشي
الدراوي عن المنجور").(2
ومن مشايخه الذين لم يذكرهم صاحب الصفوة ول الحضععيكي
ول صاحب السلوة:
-أبوه أبو القاسم بن القاضي ،وقععد تقععدم فعي ترجمتععه أخععذه
عنه وروايته كثيرا من أخبار القراءة والقراء.
-ومنهم الشيخ أبو محمد عبد الواحد بععن أحمععد بععن علععي بععن
عاشر النصاري ،وقد بدأ به في إسناد السبعة الععذي أجععاز بععه لبععي
عبد الله الرحماني كما سيأتي ،وقد حععدثه بععالقراءات عععن المفععتي
الحسني عن ابن إبراهيم عن ابن غازي.
-وأسععند عععن شععيخه الخروبععي) (3عععن أبععي علععي الراشععدي
المعبدي) (4عن أبي القاسم بن إبراهيم عن ابن غازي.
-وأسند عن الشيخ محمد بن أحمععد الحسععني المفععتي بمدينععة
فاس عن ابن شعيب عن الفشتالي عن ابن إبراهيم عن ابن غععازي
كما ذكره في إسناده المنظوم عند الرحماني في إجازته.
وقد رأيته في عامة ما أسنده في كتبه إنمععا أسععند السععبع مععن
طريق أبي زيد عبد الرحمن بن عبد الواحد العباسععي السجلماسععي
المذكور كما نجده في إسناده لقراءة ابن كثير في "اليضاح" وفععي
قراءة البصري في "علم النصرة" وفي إسناده لتجويد الرسععم فععي
قطعته التي استهلها بقوله:
)(5
سيدنا الفللي عبد الرحمن أجازنا تجويد رسم القرآن
()1من أصحاب أبي زيد عبد الرحمن الفاسي ذكر القادري وفاته بعععد 1030هع ع نشععر المثععاني
18235
()2صفوة من انتشر 168-167
()3هو أبو عبد الله محمد الخروبي صاحب الرجوزة المسععماة "التععبيين للتفصععيل" الععتي نظععم
فيها ميمات الجمع التي قبل الفاصلة كما تقدم ذكرها في ما قام على تفصيل ابععن غععازي مععن
أعمال علمية .فرغ الخروبي منها بفاس سنة .1036
()4أبوعيسى بن موسى الراشدي.
()5ستأتي القطعة في السانيد.
418
فيكععون اعتمععاده فععي القععراءات السععبع بععوجه عععام علععى
السجلماسي المذكور ،وربما وليه في ذلك المام ابن عاشر.
وأما محمد بن يوسععف التملععي فيبععدو أنععه اعتمععده كععثيرا فععي
"العشر الصغير" لشتهاره بإتقان ذلك.
مـكــانـتــه:
كان أبو زيد ابن القاضي إمام عصععره فععي القععراءات ،وأسععتاذ
)(1
السانيد ،العالم الكبير الحافظ الحجعة "كمعا وصعفه فعي السعلوة
وكان شيخ الجماعععة فععي القععراء ،وإمععام المحققيععن فععي المعرفععة
بععالقراءات وتوجيههععا ،بلععغ فيهععا مرتبععة المامععة وأهليععة "الختيععار"
و"الترجيح" وهو مستوى بعد العهد به وخاصة في قراءة نعافع الععتي
كتب فيها شرحه الفريد على درر ابن بري وسماه "الفجر الساطع،
والضياء اللمع ،في شرح الدرر اللوامع") ،(2وهو شرح حشد له كععل
طاقته ،وكاد يستوعب فيه جميع ما ألف فععي القععراءة وخاصععة فععي
المدرسة المغربية ،وقععد ضععمنه أكععثر مععا فععي شععروح المتقععدمين،
واعتمد خاصة على ما ذكره المنتوري في شرحه ،وزاد عليه الكثير
مما جمعه بطععول الععدرس والممارسععة مععن كتععب الئمععة وأقععوالهم
وقصائدهم ومذاهبهم حتى ل تكاد تجد بابععا إل وجععدت كععل مععا ألععف
فيه معروضا بإتقععان نظمععا ونععثرا ،كععل هععذا مععع قععدرة عاليععة علععى
الستنباط والموازنة وتقويم المذاهب والختيارات ثم الترجيح بينها.
ولقد وصف شرحه هذا بعض الباحثين بحعق بكععونه "لعم يععترك
شاذة ول فاذة إل أحصاها ،حتى إنك لععو أردت – فقععط – أن تصععنف
المصادر التي عاد إليها ،لهالك المر ،فالرجل حافظ واعية قععدر لععه
أن يطلع على المكتبتين :الندلسية والمغربية ويحيط علما بكععل مععا
419
فيهما ،ثم ينخل كل ذلك فيخرج إلععى النععاس بهععذا الشععرح العجيععب
النادر الغريب)."(1
ومما ينبغي أن ننوه به هنا من ثمرات جهععود المععام أبععي زيععد
ابن القاضي هو هذا الجهد الذي بذله في تمييععز مععا عليععه "العمععل"
في عامة كتبه سواء منها كتبه المؤلفة في الرسم والضععبط ،وكتبععه
المؤلفة في القراءة والداء ،فابن القاضي لم يقععف مععن القععراءات
موقف من تقدموه ليعرض الوجه المقروء بها ثم يذكر المشهور أو
الرحج أو الععوجه المصععدر فععي الداء ،ولكنععه ترقّععى مععن ذلععك إلععى
تحديد "الطراز المغربي المتميز في الداء والرسععم والضععبط" عععن
طريق التنبيه والرشاد إلى مععا "بععه الخععذ" و"عليععه العمععل" وكععأنه
بذلك يريد أن يخرج بالقارئ من متاهة الخلف.
ولنا عودة إلى منهجه هععذا بععإذن اللععه عنععد اسععتعراض المععادة
الصولية التي أخذ بها المغاربة في التلوة العامة مععن روايععة ورش
وطريق أبي يعقوب الزرق عنه في العددين اللذين بهما ختام هععذه
السلسلة.
وكععانت لبععي زيععد مكانععة أخععرى فععي زمنععه ل تقععل عععن هععذه
المكانة ،وهي مكانته الجتماعية ،فقد كان مكين القععدر عنععد رجععال
الدولة حتى إنه كان من خععواص السععلطان المععولى الرشععيد) (2كمععا
كان أبوه من قبله وجيها عند السلطان المنصور).(3
وبلغ من حظوته لدى المولى الرشعيد أنعه كعان يعولي القضعاة
والنظار والمحتسبين بفاس أو يعزل من يعععزل منهععم بمشععورته)،(4
وبقي أثر هذا التقدير في أهل بيته تجدد لهم به الظهائر إلععى وقععت
متأخر).(5
420
أما استفاضة الخذ عنه في مجال القراءات في جميع أطراف
المغرب وجهاته فحدث عن البحر ول حرج .وقد رأينا إرجععاء متابعععة
إشعاع هذه المدرسة من خلله ومن طريععق بععاقي المشععيخة الععتي
سععميناها معععه وقبلععه لنحععاول رصععد ذلععك مععن خلل المتععدادات
التاريخية لشبكة السانيد في المدرسة المغربية ،وذلك مععا سععنقف
عليه في العدد التالي بعون الله.
421
فهرس مصادر
العدد السادس والعشرين
422
البدور الضاوية في التعريف بالسععادات أهععل الزاويععة الدلئيععة
لبععي الربيععع سععليمان بععن محمععد الشفشععاوني الشععهير
بالحوات )مخطوط( بالخزانة العامة.
التذكرة فععي القععراءات الثمععان لبععي الحسععن طععاهر بععن عبععد
المنعم بععن غلبععون الحلععبي ،تحقيععق الععدكتور عبععد الفتععاح
بحيري إبراهيم ط 2 :نشر مكتبة الزهراء للعلم العربي.
التبصرة فععي القععراءات السععبع لبععي محمععد مكععي بععن طععالب
القيسي القيرواني تحقيق الععدكتور محععي الععدين رمضععان
الطبعة 1بالكويت1405 :هع 1985م.
تقريب النشر في طرق العشر النافعية لبعي عبعد اللعه محمعد
بن عبد الرحمن الزروالي )خزانة خاصة(.
تقييد في الوجوه الجععائزة فععي تكععبير ابععن كععثير المكععي لعبععد
الواحد بن عاشر النصاري )خزانة خاصة(.
تقييد وقف المععام الهبطععي لبععي عبععد اللععه محمععد بععن أحمععد
المرابطي البعقيلي )م خ أوقاف آسفي(.
تكميل المنافع في الطرق العشر المروية عن نافع لمحمد بن
محمد بن أحمد الرحماني م خ ح رقم .8864
جذوة القتبعاس فعي ذكعر معن حعل معن العلم مدينعة فعاس
لحمععد بععن القاضععي المكناسععي – نشععر دار المنصععور
بالرباط1974 :م.
درة الحجال في أسماء الرجال لحمد بن القاضي المكناسععي
صاحب جذوة القتباس تحقيق محمد الحمععدي أبععو النععور
نشر دار التراث بالقاهرة والمكتبة العتيقععة بتععونس .ط 1
1390هع 1970م.
423
رجالت العلم العربي في سوس من القرن الخامس الهجري
إلى منتصف القرن الرابع عشر لمحمد المختار السوسععي
-نشر رضا الله عبد الوافي المختار السوسي -المغرب.
روض الزهر في الطرق العشر النافعية أرجععوزة للشععيخ عبععد
السلم بن محمد المدغري م خ ح رقم .119
الرحلة العياشية )ماء الموائد( لبي سالم العياشي ط 2إعداد
محمد حجي1397 :هع 1989م.
الزاوية الدلئيععة ودورهععا الععديني والعلمععي والسياسععي لمحمععد
حجي -المطبعة الوطنية بالرياط1384 :هع 1964م.
سلوة النفاس ومحادثعة الكيعاس لمحمعد بعن جعفعر الكتعاني
الفاسي طبعة حجرية بفاس.
سوس العالمة لمحمد المختار السوسي الطبعععة 1984 :2م
1404هع الدار البيضاء.
صععفوة مععن انتشععر مععن أخبععار صععلحاء القععرن الحععادي عشععر
لمحمد الصغير اليفرني المراكشي طبعة حجرية بفاس.
عرف الند في حكم حرف المد لبععي العبععاس أحمععد بععن عبععد
العزيز بن الرشيد السجلماسي م خ ح .1064
الفوائد الجمة بإسناد علوم المة لبععي زيععد عبععد الرحمععن بععن
محمد التمنارتي م خ ح .964
التقاط الدرر لمحمد بن الطيب القادري تحقيق هاشم العلوي
القاسمي دار الفاق الجديدة – بيروت.
فهععععرس أحمععععد المنجععععور )سلسلععععة الفهععععارس( تحقيععق
محمععد حجعي الربععاط 1396هع1976/م.
424
فهرس ابععن غععازي التعلععل برسععوم السععناد بعععد انتقععال أهععل
المنععزل والنععاد تحقيععق محمععد الزاهععي – الععدار البيضععاء :
1399هع 1979 -م.
القععراء والقععراءات بععالمغرب لسعععيد أعععراب نشععر الغععرب
السلمي ط 1410 :1هع 1990م.
مرآة المحاسن لبي المحاسن يوسف الفاسي طبعععة حجريععة
بفاس.
مقالة الئمة العلم في وقف حجرة وهشام على الهمز لعبععد
الرحمن بن القاضي )مخطوط(.
ملتقط الرحلة من المغرب إلى حضر موت للفقيه يوسف بن
عابععد الفاسععي الحسععني تحقيععق الععدكتور أميععن توفيععق
الطيبي – نشر الجمعية المغربية1988 :م.
منععاقب الحضععيكي )طبقععات الحضععيكي( المطبعععة العربيععة –
الدار البيضاء1357 :م.
نشر المثاني لهل القععرن الحعادي عشععر والثعاني لمحمعد بععن
الطيععب القععادري تحقيععق محمععد حجععي وأحمععد التوفيععق:
الرباط1397 :هع 1977 -م.
النهج المتدارك في شرح القصيدة الدالية في الهمز لبي عبد
الله بن مبارك لبي العلء إدريس بن محمد المنجععرة م خ
ح رقم 119وأخرى برقم .11474
425
فهرس محتويات
العدد السادس والعشرين
الـعـنـوان:
إشعاع مدرسة ابن غازي في الحواضر
والجهات
والهيكل العام للمدرسة المغربية النافعية.
معقعدمعة............................................................. .
خخخخخ خخخخخ :خخخخخ خخخخخ خخخ خخخخ خخ
خخخخ خخخخخ خخخخخخخ خخخخخ خخخخخخخ
خخخخخخخخ خخخخخخخخ خخخ خخخخخ خخخخخخخ
خخخخخخخخ خخ خخخخخخخ ...............................
-ظهور الوقاف لخدمة القراءات.................................
-كراسي القرويين بفاس في القراءة والتجويد................
-أعلم مدرسة ابن غازي والخذون عنهم.......................
أحمد بن قاسم أبو العباس القدومي الفاسي
...................................................................
أبو العباس أحمد لن علي الزموري
...................................................................
أبو العباس أحمد بن علي المنجور الفاسي
...................................................................
أجوبته على مسائل من القراءات...........................
أبو زيد عبد الرحمن بن عبد الواحد السجلماسي
...................................................................
426
الحسن بن محمد الدراوي الهداجي صاحب الطرر
على أرجوزة ابن غازي.......................................
أبو عبد الله بن عبد الرحمن الزروالي صاحب تقريب
النشر في طرق العشر......................................
...................................................................
أبو محمد عبد الله بن علي بن طاهر السجلماسي
الحسني.........................................................
ولده المولى عبد الهادي بن عبد الله السجلماسي
الحسني.........................................................
أبو العباس بن مخلوف الشفشاوني الضرير
...................................................................
أبو العباس أحمد بن محمد الفشتالي
...................................................................
محمد بن علي بن محمد الشريف المريني الندلسي
الفاسي..........................................................
محمد بن يوسف أبو عبد الله الترغي المساري معلم
أولد الملوك السعديين.......................................
أهم أصحاب أبي عبد الله الترغي من القراء..............
..........................................................................
أبو عبد الله محمد بن علي الجزولي النسوي
الكفيف الشهير بأحمد........................................
-من آثار النسوي في مسائل الداء لورش.....................
أبو العباس بن شعيب الندلسي صاحب كتاب إتقان
الصنعة في قراءات التجويد السبعة........................
آثاره وكتابه إتقان الصنعة في التجويد للسبعة............
427
أبو القاسم بن محمد والد عبد الرحمن بن القاضي
...................................................................
الحسن بن يوسف بن مهدي أبو علي الزياتي
...................................................................
وله عبد العزيز بن الحسن الزياتي
...................................................................
أبو محمد عبد الواحد بن أحمد بن علي بن عاشر
النصاري........................................................
آثاره في علوم القراءة
...................................................................
أبو عبد الله محمد بن يوسف التملي السوسي الصل
المراكشي......................................................
آثاره العلمية ..................................................
أبو عبد الله محمد بن محمد بن سليمان البوعناني
...................................................................
إجازته المطولة لبي عبد الله محمد الشرقي الدلئي
في القراءات...................................................
أبو عبد الله محمد بن أحمد بن الغازي الجزولي
أنوار التعريف لذوي الحامدي السوسي مؤلف
التفصيل والتعريف............................................
أبو عبد الله محمد الشرقي بن محمد بن أبي بكر
المجاطي الدلئي صاحب الجازة من البوعناني.........
أبو عبد الله محمد بن محمد بن أحمد الرحماني
الحشادي صاحب تبصرة الخوان...........................
تقييد للرحماني عن شيخه البوعناني
...................................................................
428
أبو زيد عبد الرحمن بن القاضي شيخ الجماعة بفاس
وأستاذ المغرب في القراءة في زمنه.....................
مكانته العلمية...................................................
فهرسة المصادر والمراجع..........................................
فهرسة المحتويات...................................................
429
نظام الخذ والجازة في المدرسة المغربية وأهم
شبكات السانيد المعتمدة في قراءة نافع بالمغرب
430
نظام الخذ والجازة
وشبكات السانيد المعتمدة في
المدرسة المغربية
431
مقدمة:
يقوم علم القعراءات كمعا رأينعا فعي حعديثنا ععن اسعتمداداته
وفي حديثنا عن عناصر إمامة المام نافع ومقومات مدرسععته علععى
الروايععة الموثقععة والنقععل الصععحيح ,ومععن هنععا كععانت عنايععة علمععاء
القراءات بطرقها باعتبارها الركن الركين بين الركععان الثلثععة الععتي
يقبلون بها القراءة أو يععردون ,وهععي صععحة السععند بهععا وثبوتهععا مععع
موافقة الرسم والعربية.
وقععد قععدمنا مععا لعلععم السععانيد مععن أهميععة إذ هععي " الطععرق
الموصلة للقرءان ,وهي من أعظم ما يحتععاج إليععه فععي هععذا العلععم,
لن القراءة سنة متبعة ونقل محض فل بد من إثباتهععا وتواترهععا ,ول
طريق لذلك إل بهذا الفن").(1
ومن هنععا كععان الهتمععام بتمييععز السععانيد والطععرق الموصععلة
للقراءة ومعرفة المتواتر منها من المشهور والحاد والشاذ ومعرفة
منازل الرواة ورجالهم في العدالة والثقة والضععبط وضععبط مراتععب
التحمل والداء مععن أهععم العناصععر الععتي قععامت عليهععا مبععاحث هععذا
العلم ,وهي مباحث قامت أول المر على منهج أهععل الحععديث فععي
انتقععاء السععانيد وتتبععع أحععوال النقلععة باسععتعمال معععايير التعععديل
والتجريح المعتعبرة عنعدهم لتصعنيف هعذه السعانيد وتمييعز السعائر
الصععحيح مععن الععواهي الضعععيف والشععاذ النععادر ,إلععى أن اسععتقرت
الروايات والطععرق ,واتضععحت معععالم النقععل عععن الئمععة ,وظهععرت
المصنفات فيها فقامت مقام الصول ,وأصععبح السععناد إلععى الئمععة
"المصنفين للحعروف") (2يقعوم مقععام السعناد إلعى الئمععة أصعحاب
الختيارات ,وتحول الهتمعام وخاصعة فعي المدرسععة المغربيعة إلعى
ضبط الطرق الموصلة إلى هؤلء مع نوع مععن التمحيععص والدراسععة
432
المقارنة لما بيععن أولئك المصععنفين مععن مظععاهر التفععاق والختلف
في النقل والعزو.
ولقد كانت هععذه الحركععة فعي المشعرق قائمععة فعي معدارس
المصار في عهد ازدهار القراءة بها ,وكان رجال المدرسة المغربية
يومئذ يتهيأون لتسلم اللواء في زعامة هذا الشأن في أواخر المععائة
الرابعة بعد أن استكمل القارئ المغربي أدواته العلمية عن طريععق
الرحلة والحتكاك وارتياد الفاق في طلععب ذلععك ,وكععان أعظععم مععا
تأتى له في ذلك يمر عبر رجال المدرسععة المصععرية وروافعدها فعي
المائة الرابعة وصدر الخامسة.
وأسهم القطاب العشرة الذين فصععلنا الحععديث عنهععم مععن عمععداء
المدارس الصولية الفنيععة المغربيععة بقسععط وافععر تكللععت بععه تلععك
الجهود التي بذلت لعدة قرون مععن خلل الععرحلت العلميععة لوصععل
أسانيد القراءة في المغرب بأصولها المشرقية ,بحيث تأتى للقععارئ
المغربي في نهاية المطاف الحصول علععى أوثععق الروايععات وأعلععى
الطرق فيها وتحرير النقول عن العلم الئمة فععي كععل حععرف مععن
القرءان مع ما يتبع ذلك من قواعد الداء والرسم والضبط.
وهكذا تععأتى لرجععال المدرسععة المغربيععة علععى عهععد القطععاب فععي
النصععف الثععاني مععن المععائة الرابعععة إلععى أواخععر المععائة الخامسععة
الحصول من تلك الرحلت على ما يلي:
-1الخذ المباشر عن رجال مدارس المصار المتصععدرين
الذين هم بالنسبة إليهم طععرق فععي الروايععات الععتي يقععرؤون
بها.
-2التحقععق مععن المصععادر النقليععة الععتي قععرؤوا بهععا فععي
بلدانهم بعرضها وسماعها من مؤلفيها أومن تلمذتهم.
-3روايععة تلععك المصععنفات والتععدرب علععى أداء مادتهععا
القرائية بالتلقي لذلك من أفواه مؤلفيها أو من أخذها منهم.
433
-4وصععل أسععانيد القععارئ المغربععي بمععا تضععمنته تلععك
المصنفات من أسانيد عن كبار الئمة تحقيقا للقراءة والعلععو
فيها.
وهكذا ومنذ هذا التاريخ ع أي المدة الزمنيععة الععتي عرفععت كل
من ابن سفيان ومكي والمهدوي وأبي عمععرو الععداني وابععن شععريح
ونظرائهم معن بعاقي العشععرة ,أصععبح القعارئ المغربععي إمامعا فعي
القراءة قيما علععى مععذاهب أئمتهععا ,عارفععا بععاختلف النقلععة وطععرق
الداء ,قادرا أيضا على معرفة الصحيح السائر مععن الغريععب النععادر,
مؤهل للترجيح والختيععار فععي ضععوء الصععول والقواعععد الععتي اختععار
الئمة بناء عليها ,ونظروا في المادة القرائية على منوالها.
ونشأت المعدارس الفنيععة فعي إفريقيععة والنعدلس كمعا رأينععا
وأمسى لكل مدرسة قطبها واتجاهها الفني وجمهورهععا الععذي يأخععذ
بمبادئها ويختار في القععراءة والداء علععى أصععولها ,وكععان ذلععك مععن
دواعي تغيير مسار الرحلة وتغييععر اتجاههعا وزمنهعا ,وغععدت الرحلععة
من إفريقية وإليها أو من الندلس وإليها ,وكان القارئ يرحععل فيمععا
بين ذلك إلى حواضر منبثة هنا وهناك ليجد المتصدرين في حواضععر
الجهة التي يقصدها قادرين على شفاء غليله فيمععا اعتععاد أن يرحععل
في مثله وفععي مععا هععو دونععه إلععى أمصععار المشععرق يععدرع القطععار
ويخوض البحار.
أما الن فقد أصبح يرحل إلى جهة من الجهات فيجععد المععادة
القرائيععة معروضععة فععي أوثععق طرقهععا ميسععرة محععررة تلقععن أداء
ومشافهة ,وتجلى عليه تصنيفا وتأليفا ,وتشرح لععه مسععتنداتها تعليل
وتوجيها ,ويسند كل طريق منها أو وجه في الداء إلى من قععرأ بععه,
وكل مذهب من مذاهبها الفنية إلى معن ذهعب إليعه ,بععد أن عكعف
الئمة القطاب على ذلك منقحين ومحررين ,ومهععذبين ومصععنفين,
حععتى اسععتوت لهععم مععن ذلععك مؤلفععات سععارت عنهععم بهععا الركبععان
434
تضعمنت أوثععق معا قعدروا عليععه مععن روايعات ومرويعات واختيعارات
وتوجيهات.
وهكذا عادت الرحلة جذعة لكن بعععد أن تغيععر مجالهععا وتبععدل
اتجاهها ,كما حل الخذ عن هؤلء القطاب محععل أولئك العليععة مععن
المشايخ الذين كععانت تشععد إليهععم الرحععال ,وحلععت مصععنفاتهم فععي
القراءة وعلومها محل مصنفات أولئك ,واستغنى القععارئ المغربععي
بالضرب إلى بعض الجهات من المغرب والندلس عن الضرب فععي
الفاق ,وأدى التنععافس بيععن طلب هععذا الشععأن إلععى انتقععاء الكععابر
والرحلة إليهم للخذ المباشر.
ولول مععرة فععي تاريععخ المدرسععة المغربيععة نجععد الهتمععام
بالحصول على إجازة التأهل من الشيخ تشهد للقارئ بما قرأ عليععه
أو بتمام الهلية واستكمال اللة لل قراء والتصدر.
وهكذا أيضا أمسى من أهداف الرحلة الحصول على الجععازة
من الكابر ,وخاصة فععي المؤلفععات الععتي كععانوا يقععرؤون بمضععمنها,
وذلك حتى يجمع بين إتقان القراءة وتحديد الطرق الععتي يقععرأ بهععا،
ضبطا للمر ،وتوثيقا للخذ ,ومن ثم دخل في شروطهم المشروطة
فععي المتصععدر "أن يحفععظ كتابععا مشععتمل علععى مععا يقععرئ بععه مععن
القراءات أصول وفرشا ,وإل دخله الوهم والغلط في كثير مما يقرا
به") ,(1وإن أقرأ بكتاب وهو غيععر حععافظ لععه فل بععد أن يكععون ذاكععرا
كيفية تلوته به حال تلقيه من شيخه ,مستصحبا ذلك ,فإن شك في
شيء فل يستنكف أن يسأل رفيقه أو غيره ممن قرأ بذلك الكتععاب
حتى يتحقق بطريق القطع أو غلبة الظععن ,وإل فلينبععه بخطععه علععى
ذلك في الجازة").(2
وكما كان على القععارئ أن يضععبط حععروف القععراءة مباشععرة
على من قرأ عليه أصبح على القارئ على هععذا المنععوال أن يضععبط
-منجد المقرئين لبن الجزري 4وغيث النفع للنوري 32 - 31 1
435
القراءة بمضمن الكتاب وذلك بروايتععه للكتععاب عععن مععؤلفه أو مععن
سمعه منه ,ولذلك يقول ابن الجزري :
"لو حفظ" "التيسير" مثل ليس له أن يقرئ بمععا فيععه إن لععم
يشافهه به من شوفه به مسلسل ,لن في القراءات أشياء ل تحكم
إل بالسماع والمشافهة").(1
436
الفصل الول :الجــازة بــالقراءات فــي
المدرسة المغربية:
شروط الجازة وما يتعلق بها وأنواعها:
وقد رتب أئمة هذا الشأن للجازة بالمروي مععن ذلععك قواعععد
وأصععول فيهععا الكععثير مععن التحععري والتععدقيق احتياطععا لكتععاب اللععه,
فاشععترطوا علععى طععالب الجععازة أن يقصععد شععيخا كملععت أهليتععه,
وظهرت ديانته ,وأن يتأدب معه تمام التأدب ,فإذا قعد للعرض عليه
فعليه أن يجلس في منتهى الوقععار جلسععة المتعلععم" ,وينبغععي أن ل
يقرأ على الشيخ في حال شغل قلب الشععيخ ومللععه وغمععه وجععوعه
وعطشه ونعاسه وقلقه ونحو ذلك مما يشق على الشععيخ أو يمنعععه
من كمال حضور القلب ,ويحرص كل الحععرص علععى أن يقععرأ علععى
الشيخ أول فععإنه أقععود لععه وأسععهل علععى الشععيخ ..وينبغعي أن يفععرد
القراءات كلها ,فإن أراد الجمع فل بد مععن حفععظ كتععاب جععامع فععي
القراءات ,وعليه أن يحفظ كتابا في الرسم ,وليعلم حقيقة التجويععد
ومخارج الحروف وصفاتها وما يتعلق بها علما وعمل").(1
وشرطوا على المجيز أن يتحرى المانة فيما يجيععز بععه سععواء
كان من قبيععل المقععروء أم مععن قبيععل المععروي ,قععال الحععافظ ابععن
الجزري:
"لكن نقول":النقل علععى قسععمين :مقععروء ومععروي ,فععالول
المقروء على معرفة كيفية تلوته وضععبطها ,والثععاني نحععو مععا مثلنععا
به) ,(2فينبغي للمجيز أن يقول :أذنت أو أجزت له أن يقرأ بما قرأه
علي وما ل حرج فيه ,ويقول المجاز في الول :قرأته ,وفي الثععاني:
رويته قال:
- 1نفسه .12
- 2مثل بأمثلة من الرسم الذي ل يتأتى للقارئ أن يضبط فيه روايته بالسماع فععي كععل حععرف
حرف في حالتي الوصل والفصل نحو " لقاءنا ايت" و " قععال الحمععد للععه" و " قععالوا الن" و "
يوتي الحكمة" ,قال " :فإن ادعى أحد ضبط كيفية تلوتعه علعى شعيخه بعذلك وقعال أصعل معا
وصلت وأفصل ما فصلت ,فجعوابه إن سععوعدت علععى ذلععك وتحريععت وضععبطت مععا قععرأت بععه
جعلت الجائز واجبا" – .منجد المقرئين .13
437
"وأعلععى مععا يكتععب للمجععاز الذن والهليععة ,ل يكتععب إل
لذلك ..ويجوز له أن يقول :أجزت له أن يقر بكذا عند تععأهله
لذلك.
"ول بد من سماع السانيد علععى الشععيخ ,والعلععى أن يحععدثه
الشيخ بها مععن لفظععه ,فأمععا مععن لععم يسععمع السععانيد علععى شععيخه
فأسانيده من طريقه منقطعة".
ثم أشار ابن الجزري إلى ما جرت بععه عععادة المتععأخرين فععي
ذلك عند استكمال الطالب للعرض والتأهل فقال:
"وأما ما جرت به العادة مععن الشععهاد علععى الشععيخ بالجععازة
والقراءة فحسن يدفع التهمة ويسكن القلب ,وأمر الشععهادة يتعلععق
بالقارئ يشهد على الشيخ مععن يختععار ,والحسععن أن يشععهد أقرانععه
النجباء من القراء المنتهين لنه أنفع له حال كبره").(1
وقد رأينا نماذج مما ذكره ابن الجععزري تضععمنتها طائفععة مععن
الجازات العتي صعدرت معن كبعار المشعايخ علعى سعبيل الععتراف
والتنويه ببعض المتخرجين عليهم ممن تأهلوا لمامة التصععدر ,ومععن
أهمها الجازتان الصادرتان من كل من أبي الحسن بن هععذيل وأبععي
عبد الله محمد بععن أبععي العععاص النفععزي ممععا أجععازا بععه المععام أبععا
القاسعم بعن فيعره الشعاطبي صعاحب "حعرز المععاني" ,وقععد سعقنا
نصهما في ترجمته).(2
وهما نموذجان صالحان يعطياننا صورة عن النمط الذي كععان
سائدا في الجازات في أثناء المائة السادسة ,وليس في كل منهما
إشهاد على الجازة ,وإنما هما بمنزلة اعععتراف مععن الشععيخ للمجععاز
)أبي القاسم الشاطبي( بما قرأ به علععى الشععيخين ,وأذن لععه أيضععا
بالخبار عنهما بما تضمنته مما قرأ به عليهما بعد أن حددا جملة مععا
قرأ به.
-يمكن الرجوع إلى الجازتين في العدد الذي خصصناه للمام الشاطبي برقم .14 2
438
فأبو الحسن بن هذيل استهل الجععازة بععذكر المسععتجيز وأنععه
قرأ القرءان عليه من فععاتحته إلععى خععاتمته ختمععة واحععدة بمععذاهب
السبعة الئمة ,ثم يذكر كل إمام ويسمي الرواية التي قرأ عليه بها,
ثم يقول:
"وقد أجزت له عع وفقععه اللععه عع جميععع القععراءات السععبع مععن
الروايات والطرق المنصوصة على سبيل الجازة والروايععة ,وأذنععت
له أن يقرأ ويقرئ بهععا علععى حسععب مععا قرأهععا علععي وأخععذها عنععي
وسمعها مني ,وعلى حسب ما نعص عليععه المععام الحععافظ المقععرئ
اللغوي أبو عمرو في مصنفاته التي سمع بعضععها علععي ,ول يخععالف
ذلك ول يتعداه إلى غيره ,فهععو الطريععق الواضععح ...ثععم ذكععر سععنده
بالقراءات وعلومها من طريق أستاذه أبي داود سععليمان بععن نجععاح
وقال:
فليرو ذلك كله عني أو ما شاء الله منه عععن المععام المقععرئ
أبي داود ,وليرو من أحب ,وليقل فيه أو ما شاء منه إذا صععح عنععده
وعععارض بكتععبي أو مععا ثبععت عنععده عنععي" :حععدثنا" أو "أخبرنععا" أو
"أنبأنا".(1)...
ويستهل الجازة أبو عبد اللععه بععن أبععي العععاص النفععزي أيضععا
بذكر المستجير فيقول" :إن صاحبنا أبا محمد ) (2قاسم ابن فيره بن
أبي القاسم الرعيني ع حفظه الله وأكرمه ع قرأ علي القععرءان كلععه
مكررا ومرددا مفردا لمذاهب القرأة السبعة أئمة المصار ع رحمهم
الله ع معن روايععاتهم المشععهورة وطرقهععم المعروفععة الععتي تضععمنها
كتاب "التيسير" و"القتصاد" للحافظ أبي عمرو المقرئ وغيرهمععا..
ثم ذكر أسععماء القععراء السععبعة وأسععانيده فععي القععراءة لهععم ورفععع
السانيد بذلك إلى الئمة السبعة وقععال" :فليععرو أبععو محمععد قاسععم
المذكور ذلك كله عني وجميع ما صح عنده من روايتي ,وليقل فععي
ذلك كله كيف شاء من "حععدثنا" و"أخبرنععا" و"أنبأنععا" ,ثععم بعععد كلم
-نقلها السخاوي في " فتح الوصيد" ورقة .15-12 1
439
ذكععر تاريععخ الجععازة وهعي مؤرخععة بشعهر ربيععع الخععر ععام خمسععة
وخمسين وخمسمائة ).(555
ومع خلو إجازة ابن هذيل من التاريخ فإنها فيما يبدو متععأخرة
عن إجازة ابن أبي العاص النفزي ,لن في إجازة هذا الخير إشععارة
إلى تكرر الختمات للسبعة على سبيل الفراد ,ولم يععذكر فيهععا أنععه
جمعها عليه.
أما إجازة ابن هذيل فهي إجازة له بطريق الجمع بين السبعة
في قراءة واحدة ختمة واحدة ,ومن شععأن الفععراد والجععازة بععه أن
يتقععدم علععى الجمععع والجععازة بععه ,لنهععم نصععوا علععى أن العععارض
للقراءة إذا أفردها على إمام معتبر فله أن يجمعها على مععن يشععاء
ول يكلف إفرادها عليه مرة أخرى).(1
ولعل هذا النمط كان هو السائد لهذا العهد في جميع القطار
المغربية ,ثم انتقل مع المععام الشعاطبي إلعى مصععر ,ومععع مشععيخة
القراء المتصدرين بحواضر المغرب القصععى إليععه فأخععذ بععه عامععة
المقرئين ممععن كععانوا يسععندون القععراءة مععن طععرق أئمععة إفريقيععة
والندلس ,ولععذلك نجععد الععتراجم حافلععة بالشععارات إلععى الجععازات
العامة والخاصة ,كما نجد طائفة من أئمة القراء قد صنفوا في ذلك
"برامج" لمروياتهم أو "فهارس" لمشايخهم ومععا قععرؤوا عليهععم بععه
وأجازوهم فيه.
كما أننا نجد إلى جانب إجازة التأهل أو الجازة العامة ,إجازة
أخرى خاصة في كتاب أو جزء مسععموع أو غيععر ذلععك ,وإلععى جععانب
هذين النوعين إجازات أخرى بالمصنفات بعد سماع طرف منها كما
نجد أمثلة من ذلك في إجازات مشيخة القراءات للمععام المنتععوري
بعدد كبير من كتب القراءة وعلومها أكثره مما قرأ أو سمع أولععه أو
- 1يمكن الرجوع في هذا المبحث إلى كتاب النشر لبن الجزري 2/196فقد أفععاض فيععه فععي
البيان.
440
يسيرا منه على بعض شيوخه وأجازه في سائره كما رأينا ذلك فععي
كثير مما ذكرناه من روايته نقل عن فهرسته المشهورة.
وإلى جانب هذه النععواع مععن الجععازات هنالععك إجععازة أخععرى
يمكن تسميتها بالجازات التقديرية ,وهي التي كان يتبادلهعا العلمعاء
فيما بينهم تأكيدا لصلت المودة والروابط العلميععة ,واستئناسععا بهععا
في الروايععة ,وغالبهععا إنمععا يكععون بمععا تضععمنته البرامععج المؤلفععة أو
الفهارس ,وأحيانا بكل ما يصح عععن المجيععز أنععه قععرأه أو سععمعه أو
رواه بأي وجه معن وجععوه الروايعة ,وأكثرهعا تكعون بالمراسععلة عنععد
تعذر اللقاء على نحو ما قدمنا من استجازة عععدد مععن قععراء تععونس
لئمة القراء في سبتة في المائة السععابعة ,وككععثير مععن الجععازات
الععتي كععان يحصععل عليهععا العلمععاء مععن بعضععهم علععى أيععدي بعععض
أصحابهم وخاصة في موسم الحج أو في أثناء المقام في مصر من
المصار التي يعبرها الحاج في الطريق.
والذي يعنينا في هذا البحث هو ما له صلة عندنا بنظام الخععذ
والتلقين مما يكون بمثابة الشهادة لحامله بتمام الهليععة والحصععول
على المستوى الذي يجيز له التصدر للفععادة بمععا عنععده ,أي لقععراء
القراءة بحسب القراءة التي تتعلععق بهععا الجععازة ,وفععي هععذا النععوع
بالععذات كععان علماؤنععا ضععنينين متشععددين فيمععا يتعلععق بالجععازات
العلمية وهي التي ل تعطى إل بعد طول ملزمة الشيخ والخذ عنععه
والتمرس به ,حتى إذا أنس الشععيخ مععن طععالبه التمكععن فععي مععادته
والحاطة بما أخذه عنه أجازه إجازة تكون إذنا له فعي الروايعة عنعه
والدخول إلى ميدان التدريس.
وتشبه الجازة من هذا النوع المتحان الذي يجتععازه الطععالب
بين يدي شيخه لختبار مدى تحصيله وتأهله ,ولذلك كععان ل بععد مععن
توفر الطالب على شععروط ,وأن يمععر بمراحععل قبععل الحصععول مععن
شيخه على الجازة.
441
"فمثل على المرشح للجازة في القععرءان الكريععم أن يعععرف
الروايات السععبع كلهععا ,وأن يتقععن القععرءان إتقانععا تامععا علععى النحععو
التالي:
أن يمر على سائر آي القععرءان ويحفظهععا كمععا يحفععظ -
الفاتحة ,وعليه أن يكون على خبرة تامة بجميع الفنون الععتي
يتوقف عليها الحفظ من رسم وضبط وتلوة.
ول يمكن أن يتقدم لول وهلة عند الستاذ الكبير ,بل عليه أن ينععال
رضى أستاذ أقل رتبة ,إذ ل يصل إلى الجازة إل بالتععدرج ,حععتى إذا
وصل إلى الشيخ المجيز ع ول بد أن يكون أعلم أهل وقته فععي هععذا
الشأن وأكملهم ع أمره بكتابة حصععة مععن القععرءان مععن حفظععه ثععم
رسمها على شععكل المصععحف وضععبطها ,فععإذا تععم ذلععك كلععه شععرع
الشيخ في توجيه أسئلة إلععى الطععالب الععذي يكععون لزامععا عليععه أن
يستحضر سائر النصوص في الموضوع ,فإذا نال رضا الشيخ انتقععل
إلى أستاذ آخر يتولى سؤاله بكيفية أكثر عمقععا فععي مختلععف وجععوه
الرسم والضبط وسائر الحروف ,فإذا نجح في ذلك أمره بالعراب,
فما كان على الصل أقره ,وإل نبه عليه ,وهكذا يمتحنععه فععي سععائر
علوم القرءان الكريم ,فإذا ظهر له إلمامه ورضي عنععه أمععر بكتابععة
الجازة له ,رافعا له فيها سنده ,ويشهد على نفسه في الوثيقة أنععه
أجازه ,ويضع القاضي خط يععده معلمععا بثبععوت الجععازة مععن الشععيخ
فلن إلى الستاذ فلن").(1
وقد وصف الشععيخ أبععو الحسععن علععي بععن ميمععون )ت (910
السلوب المتبع في الجازة لعهده بنحو مما قدمنا فقال" :فل يععأتي
لمقام الجازة إل بالتدريج من قارئ إلى قارئ فوقه ,فإذا أتععى إلعى
الستاذ المجيز ع وهععو أعلععم أهععل وقتععه فععي هععذا الشععأن وأكملهععم
وأصلحهم -أمره بما هو مصطلح عليه عندهم ,وذلك أن القععرءان ل
- 1ينظر في هذا الشأن بحث "الجععازات العلميععة وإسععهامها فععي الحركععة العلميععة بععالمغرب"
للستاذ مصطفى المسلوتي نشر بمجلة دار الحديث الحسنية بالرباط العدد 7ص .245-238
السنة .1989-1499
442
يقرأ عندهم في المغرب إل في اللوح ,ومن حين صغر الصبي إلععى
أن يحفظ السبع ...فإذا حصععل لععه حفظععه كملععت لععه قراءتععه علععى
أستاذه بالكتب المعذكورة قبعل وصعورها وفهمهعا وععرف أحكامهعا,
ينتقل إلى من فوق أستاذه ,ثم إلى مععن فععوقه ,إلععى أن يععأتي إلععى
أستاذ الجازة ,فيأمره بكتب ربع حزب أو ثمنععه كععل يععوم ,ويرسععمه
على رسم المصععحف المعلععوم والمشععهور ,ويضععبطه علععى قاعععدة
الضععبط المعلععوم ,ويععأتي إلععى الشععيخ يعكععف رجل ويقيععم أخععرى,
وينصب اللوح مقابلة وجععه السععتاذ ,ويشععرع فععي التلوة ,فععأول مععا
ينطق به الطالب التعوذ والبسملة ,فيقول له الستاذ :ما تقرأ علععى
هذا التعوذ ,وعلى هذه البسملة من الكتب المصنفة فيأتي الطععالب
بعالنص ,وهكعذا يفععل معععه فععي كعل معا يععأتي معن قواععد الضععبط
والرسم والتجويد والعراب ...وهكذا يفعل معه من "الفاتحة" إلععى
"سورة الناس" ,فإذا ختم القرءان على هذه الصفة وظهععر للسععتاذ
أن يجيزه أمر بكتب الجازة له رافعا فيها سنده").(1
ول يخفععى أن مععا وصععفه ابععن ميمععون إنمععا هععو جععار علععى
المستوى البسيط ,إل أنه أشار إلععى أن الكيفيععة تجععري أيضععا فيمععا
يعععم الجععازة ببععاقي القععراءات السععبع ,وإنمععا يتغيععر نععوع السععئلة
ومستوى الحذق بالنسبة للطالب المجاز.
وقد عني كثير من علماء المغرب والندلس بالحصععول علععى
إجازات كبار مشيخة العلم حتى بلغ بعضهم بمشايخه الذين أجععازوه
العشرات بل المئات ,وعني منهم المتأخرون خاصة بجمععع إجععازات
الشيوخ لهم في مجاميع خاصة أو برامج أو فهععارس كمععا نجععد مععن
ذلك صورا مثيرة في "فهرس الفهارس" للشععيخ الكتععاني وإن كععان
قد تتبع فيه الفهارس المعروفة بوجه عام ولععم يخععص منهععا مععا هععو
خاص بالقراءات.
- 1الرسالة المجازة في معرفة الجازة لعلي بن ميمون – ميكروفيلم بالخزانة العامة بالربععاط
برقم ,1343ونشرت أيضا في مجلة "رسالة المغرب" العدد 1السنة السادسعة .1943وقععد
استفدنا مما نقله عنها الستاذ صدقي حسن في مقدمة تحقيقه لكتاب "إتقععان الصععنعة" لبععي
العباس أحمد بن علي بن شعيب ورقة 25المجلد الول.
443
أهمية الجازة في علم القراءات وكيف كانت تحرر
من لدن الشيوخ:
وبفضل هذه الجازات والفهارس أمكن للمغاربة أن يحافظوا
على اتصععال أسععانيدهم فععي عامععة فنععون الروايععة ردحععا كععبيرا مععن
الزمن ,وفي بعضها كعلم القراءات والحديث إلى عهد قريب.
ويهمنا من ذلك في هعذا المبحعث وفعي آخعر هعذا البحعث أن
نتمثل الكيفية التي كانت تحرر بها تلك الجازات وكيف كععان يجععري
إتحاف الطالب بها في رحلععة الطلععب بعععد اكتمععال آلتععه فععي الفععن
وحصول الهلية عنده فيه.
كما يهمنا أيضا أن نعرف بأهم محور تلتقي فيه أسانيد القراء
في المغرب القصى وتتفرع عنه في سائر القطار والجهععات ,وهععو
المحععور العععام الععذي تبتععدئ جععذوره فععي المشععرق فععي مععدارس
المصار ,ثم تمر عبر الفتوات الموصلة للقراءات إلى هذه الصععقاع
لتتشعب مععن كتععب "القطععاب" وأكععابر المشععيخة لتنتظععم القععرون
التالية قرنا فقرنا يؤديها الجيل إلى الجيل والعصر إلى العصر ,إلععى
أن ضمر شأن السانيد وكادت تنقطع هند أهل المغرب بالكلية.
وسيكون عرضنا لذلك من خلل سلسلتين :سلسلة نقتطفهععا
من بعض الجازات الصادرة عن المتأخرين من رجال مدرسععة ابععن
غازي ,وأخرى نقتطفها مما ذكره بععض رجعال هعذه المدرسعة فعي
فهارسهم المؤلفة في ذلك أو في صدور بعض مؤلفععاتهم ,وغرضععنا
منها أن نعرف بحلقات السلسلة التي تصل بيععن الجهععات المغربيععة
وبيععن العمععود الفقععري أو المحععور العععام الععذي تشعععبت منععه تلععك
السانيد عبر المدارس الدائية التي توقفنا عند كثير منها في مدينة
فاس وما إليها ثم عبر الحواضر المغربية الخرى كمراكععش وسععبتة
ثم غرناطة وأشبيلة حيث تتوزع شبكة السانيد وتتفرع لتلتقععي آخعر
المطاف في الجذع المشترك مارة من أحد طريقيععن :طريععق أبععي
عمرو الداني ومن شاركه في شيوخه أو شيوخ شيوخه عععن رجععال
444
المدرسععة المصععرية المتصععدرين بهععا مععن أهلهععا أو مععن روافععدها,
وطريق القيروانيين عبر أبي العباس بن نفيس أستاذ مدرسة ورش
في زمنه أو من شاركه في مشيخته ليتحد الطريقان فععي المصععب
ويتصل بالرواية عن أصحاب ورش عنه عن إمععام القععراءة نععافع بععن
أبي نعيم بأسانيده المتصلة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ويمكن للقارئ الكريم أن ينتفععع بمععا سععقناه خلل بحثنععا مععن
إشارات إلى هذا المحور بشعععبتيه :الشعععبة الندلسععية الععتي تتصععل
بمدارس القطاب في إفريقية والندلس وبامتععداداتها فععي حواضععر
المغرب في سبتة ومراكش وفاس وغيرها ,والشعبة المغربية التي
تمععر عععبر أئمععة القععراء بغرناطععة لتتصععل بععأبي محمععد بععن العرجععاء
القيرواني عن ابن نفيس عن رجال مدرسة ورش.
فأما الشعبة الولى فيسند منها في الغالب من قرأ بالسععبعة
سواء من طريق "التيسير" أو من طريق ملخصه "الشععاطبية" كمععا
يسند منها من قرأ بما يوافقها ويلتقي معها في حلقات السععند فععي
ابعن نفيععس أو بععض أسعاتذته كعأبي عععدي عبعد العزيععز بعن محمععد
المعروف بابن المام "شيخ القراء ومسندهم بمصر" ,الععراوي عععن
أصحاب الزرق عن ورش).(1
والذين قرؤوا بما يوافقهما هم عامة الندلسيين والقيروانيين
مععن أقطععاب المععدارس أصععحاب المصععنفات كالهععادي والهدايععة
والتبصرة والمفتاح والعنوان وتلخيص العبععارات والتجريععد والكامععل
وعامة من قرأ من طرقها.
ويدخل في هذه الطريق من أسععند قععراءة نععافع مععن طريععق
الشاطبية أو التيسير كأبي الحسن بن بري ومن أسندوا قراءة نافع
من طريقه.
وأما الشعبة الثانية فيسند منها أيضا بعععض مععن قععرأ للسععبعة
من غير طريق التيسير والشاطبية ,كما يسند منها من قرأ بالعشععر
-يمكن الرجوع إلى مدرسته في غاية النهاية 395 – 394 /1ترجمة .1680 1
445
" النافعية" ,إما من طريععق " التعريععف" لبععي عمععرو الععداني الععذي
يلتقي مع الطرق القيروانيعة فعي شععيوخ شعيوخه وإمعا مععن طريععق
غيره ممن يسندون من طريق ابن العرجاء عن ابن نفيععس ,أو مععن
قرؤوا ب " الكافي" لبن شريح لنه يروي عععن ابععن نفيععس .وعلععى
المحور الخير المعول عند عامة المتععأخرين فعي المغععرب القصععى
سععواء منهععم مععن أفععرد روايععة ورش ومععن جمعهععا مععع غيرهععا مععن
الروايات عن نافع ,وقععد اختععاروا هععذا الطريععق علععى غيععره للمزايععا
التالية:
لما امتاز به من العلو بقلة الوسائط. -1
لتسلسله بالئمة من أول السند إلى منتهاه. -2
لتصاله بالقراءة والعرض وخلوه من الرواية بواسععطة -3
الجازة السععاذجة الععتي كععان بعععض القععراء يععروي بهععا بعععض
الطرق أو الروايات دون أن يقرأ بهععا علععى الشععيخ ,كمععا هععو
الشأن بالنسبة لبعض روايات " التيسير" من طريق ابن أبععي
جمرة أو أبي العباس الخولني كما تقععدم فععي أصععحاب أبععي
عمرو.
ولهمية هذه الشعبة سيكون اعتمادنا في الغالب عليهععا فععي
النمععاذج الععتي اخترناهععا لعطععاء صععورة عععن شععبكة السععانيد فععي
المدرسة المغربية ,ولن المغاربة كانوا ربما اقتصروا عليهععا اكتفععاء
بها وأحيانا طلبا للختصار كما فعل المام أبو عبدالله بن غازي فععي
فهرسته حيث أحال فعي القعراءات السععبع علعى الجعازة القرءانيعة
التي قال عنها " بأيدينا" قال" :فل نطول بجلبها منها ,بيععد أنععا نرفععع
منها في هذا الثبت رواية ورش تبركا فنقول ...ثم ساق السعند معن
شيخه أبي عبدالله الصغير متصل عبر أبي محمد عبععدالله بععن عمععر
بن العرجاء القيرواني عن أبي معشععر الطععبري وأبععي العبععاس ابععن
446
نفيس عن أبي عدي عن أبي بكر بن سيف عن أبي يعقععوب الزرق
عن ورش عن نافع").(1
ولما كععان معا يعنينععا فععي هععذا البحععث مععن أسععانيد المدرسععة
المغربية هو ما يرجع إلى رواية ورش عن نافع ,فقد رأينا القتصععار
في هذه النماذج عليه ,ولكننا نورده ضمن الشبكة العامة أو المحور
العام الذي رويت منه القراءة في مدرسة ابعن غعازي ,والععذي كعان
هو المحور الذي صبت فيه في الشععمال والجنععوب والشععرق جميععع
التشعبات التي انبثقت عنه ويمكن إلى اليوم وصل القراءة فععي أي
جهة من المغرب بععه معن طريعق الئمعة الكبعار أصععحاب الفهعارس
المشهورة كأبي العلء المنجرة وابنه أبي زيد وأبي عبد اللععه محمععد
بن عبدالسلم ومن أخذ عنهم أو أخذ عن أصحابهم.
المحـور العـام لسـانيد القـراءة فـي المغـرب فـي
رواية ورش عن نافع.
اخترنا أن نعتمد هذا المحععور لمععا لحظنععا مععن تشعععب سععائر
أسانيد المتأخرين عنه ,والتقاء شبكات أسانيد الئمععة الخععذين مععن
طرق القطاب به في بعض حلقات سلسلته ,ويتضمن فيما يتضمنه
تسمية أساطين القراءة في المدرسة المغربيعة ,كمعا يتضععمن أهععم
طريق كانوا يسندون منه القراءة "الرسمية".
ويتكون في هيكله العام مععن مجمععوع الطععرق الععتي قععرأ بهععا
أكابر الئمة بفاس من الشعب الندلسية والقيروانية كما يلتقي في
مجموعه أخيرا عند رجال المدرسة المغربية في فاس وخاصة عنععد
أبي عبد الله الصغير وصاحبه أبي عبدالله ابن غازي ليتفرع بعععدهما
في شعب كثيرة نجد أهمها هععذه الشعععبة الععتي سععنعرف بهععا ,وقععد
انتفعنا بعرض بعض حلقاتهععا فععي فصععول سععابقة ,وتتعلععق بالجععازة
العامة بالقراءات السبع التي أجاز بها الشيخ أبو عبدالله محمععد بععن
محمد بن سليمان البوعنععاني عع النععف الععذكر فععي مشععيخة القععراء
447
بفاس والمتوفى بها )سنة 1063هع( -لتلميذه ع النف الععذكر ع ع أبععي
عبدالله محمد الشرقي ابن سيدي محمد بععن أبععي بكععر بععن محمععد
المجاطي البكري الدلئي نسبة إلى زاوية " أهل الدلء".
وهذا ملخص ما تضمنته الجازة المـذكورة ,ونقععدمه
نموذجا لهم شبكات أسانيد المدرسة المغربية في القراءة.
إجازة أبــي عبــدالله البوعنــاني لبــي عبــدالله -1
الشرقي نموذجا) :(1قال الشيخ المجيز:
"الحمععد للععه الععذي أنععزل القععرءان علععى سععبعة أحععرف كععل
بالشععفاء والكفايععة كفيععل ,وتفضععل بإجععازة تلوتععه لجميعهععا دأب
التطويععل ) (2والتنويععل ,وحمععل روايتععه أقوامععا اختصععهم بالتفضععيل
والتبجيل."...
"وإلى هذا يقول العبد الفقير المعترف بذنبه ,المشفق علععى
نفسه من سوء كسبه ,خديم كتاب الله العزيز وأهله ,المعتمد على
كرمه وجوده وفضله محمد بن محمد البوعناني وفقه الله وسدده:
"إن الطالب النجيب ,الحاذق اللععبيب ,الفقيععه السععتاذ الخيععر
الدين ,أبا عبدالله محمد المدعو الشرقي ابن الشيخ العالم العامععل
الفقيه المحدث الصالح الناصععح ,سععيدي محمععد ابععن السععيد البركععة
القععدوة المتععبرك بععه العععارف بععالله سععيدي أبععي بكععر بععن محمععد
المجاطي ع وصل اللععه سعععده ععع ,وبلععغ قصععده ,كععان ممععن اختصععه
سابق العناية اللهية ,واختصه الله بععالتقريب والهليععة ,فقععرأ كتععاب
اللععه وسعععى فععي تحصععيله ,إلععى أن اسععتجمع مععن علععومه مععا أذن
بتكميله ,وكان في جملة ما تقاضاه من ديونه ,وتعاطاه مععن التبحععر
في فنونه ,وتل علي جميعه من أولــه إلــى آخــره ختمــتين,
والثالثة مــن قــوله تعــالى " وابتلــوا اليتــامى" إلــى آخــر
- 1أصل هذه الجازة محفوظ بالخزانة الحسنية بالربععاط برقععم 9977وتقععع الجععازة فععي 15
لوحة.
- 2كذا ومعناه غامض.
448
القـــرءان ,جمـــع فيهـــا بيـــن قـــراءات الئمـــة الســـبعة
المشهورين – رضي الله عنهم – عرضا من صععدره بروايععاتهم
المشهورة عنهم ,وأدرج في قراءته الدغام الكبير لبععي عمععرو بععن
العلء".
"وكل ذلك بطريق "التيسير" لبي عمععرو الععداني ,وبملخصععه
"حرز الماني ووجه التهاني" للمام أبععي القاسععم الشععاطبي رحمععه
الله تعالى".
"ولما كمل له ذلك على نحو ما ذكر من التفسير والتفصععيل,
وكان من أهل التجريد للقراءات مععع الضععبط لحكامهععا والتحصععيل,
سأل مني أرشده الله أن أجيز لعه ذلعك ,وأشعهد لعه بعه فعي كتعاب
يرتفع عنه به تخالج الظنون وخطوات الرتياب ,وليكون بيععده حجععة
ساطعة ,وبضبطه وثبععات عقلععه بينععة قاطعععة ,كمعا جععرت بععه ععادة
الئمة ,ومعتمدي هذه المة ,فأجبته إلععى مععا سععأل ,وأسعععفته فيمععا
رغب وأمل".
وحدثته بالقراءات السبع تلوة عن الشيخين الستاذين المام
علم العلم ومفتي النام الخطيب البليغ الصالح أبي عبدالله محمد
بن أحمد الحسني التلمساني الشععهير بععالمريي) ,(1والمععام المسععن
البركة الحافظ أبي العباس أحمد بن محمد الفشتالي) ,(2كلهما عن
الشيخ المام الفقيه النحوي أبي محمد قاسم بن ابراهيععم الععدكالي
عن شععيخه الفقيععه السععتاذ المقععرئ النحععوي الخطيععب البليععغ أبععي
عبدالله محمد بن غازي العثماني عن شيخه الفقيه الستاذ المقرئ
المجود أبي عبدالله محمد بن الحسين بن حمامععة النيجععي الشععهير
بالصغير ,عن شيخه الفقيه الخطيب المقرئ المحقععق السععتاذ أبععي
الحسن علي بن أحمد الورنتاجي الشهير بالوهري.
- 1تقدم في مشيخة القراء بفاس من رجال مدرسة ابن غازي في العدد الخير ترجمععة رقععم
.11
- 2تقدم في مشيخة القراء بفاس المذكورة تحت رقم .10
449
وحععدثته أيضععا بععالقراءات السععبع عععن الشععيخ الفقيععه العععالم
الستاذ المحقععق الععورع الزاهععد أبععي العبععاس أحمععد بععن علععي ابععن
شعععيب الندلسععي الفاسععي الععدار عععن شععيوخ عععدة ,منهععم الشععيخ
الستاذ أبو العباس أحمد الفشتالي المتقدم الذكر بسنده المتقععدم,
ومنهم الشعيخ السعتاذ المحقعق أبعو العبعاس أحمعد بعن محمعد بعن
مخلوف الشفشاوني الضرير) (1عن شيخه الفقيععه السععتاذ المقععرئ
المجود النحععوي أبععي عبععدالله محمععد بععن أحمععد المسععاري الشععهير
بمجبر) (2عن شيخه الستاذ المقععرئ المجععود النحععوي أبععي عمععران
موسى بن سعيد الفاسي الزواوي) (3عععن شععيخه المفععتي الخطيععب
البليغ الستاذ أبي مهدي عيسى بن أحمد الماواسععي) ,(4ععن شععيخه
الستاذ أبي الحسن علي الوهري المتقدم الذكر ,عن شيخه الفقيععه
الستاذ المقععرئ المحقععق المجععود أبععي وكيععل ميمععون بععن مسععاعد
المصمودي مولى الشيخ الفقيه الستاذ العرف أبي عبدالله محمععد
بن عبد اللععه بععن ابراهيععم السعماتي الشعهير بالفخععا ر ,ععن الشععيخ
الفقيععه السععتاذ المقععرئ المحقععق أبععي عبععدالله محمععد بععن عمععر
اللخمي ,عن الشيخ المقرئ الحععافظ الناقععد الضععابط أبععي الحسععن
علي بن سليمان بن أحمد النصاري القرطبي) (5رحم الله جميعهم.
قال الشيخ أبو عبد الله محمد بن عمر المذكور :قرأت علععى
الشيخ أبي الحسععن القرطععبي المععذكور القععرءان كلععه فععي ختمععات
عدة ,منها ختمة لورش وأخرى لقالون ,ثم أخرى جمعععا بينهمععا ,ثععم
أخرى جمعا بين القراءات السبع وكلها من طريق أبي عبععدالله بععن
450
شعريح وأبعي محمعد مكعي بعن أبعي طعالب ,حسعبما تضعمنه كتعاب
"الكافي" وكتاب "التبصرة" من تأليفهما ,قال:
وحععدثني بهععا تلوة عععن جماعععة مععن شععيوخه ,منهععم الشععيخ
الستاذ النحوي الديب المقرئ الراوية أبو جعفر أحمد بععن ابراهيععم
بن الزبير بن محمد بن ابراهيم بن الزبير الجياني العاصمي ع رحمه
الله تعالى ع .ومنهم الخطيب الصععالح الزاهععد الفاضععل السععتاذ أبععو
الحجاج يوسف بن سعيد بن أبي ريحانة النصاري المععالكي الشععهير
بالمريلي) .(1ومنهم الخطيب الزاهد الفاضل الصععالح الناقععد الراويععة
المتفنن أبو علي الحسين بن عبد العزيز بععن محمععد بععن عبععدالعزيز
ابن أبي الحوص الجياني الندلسي).(2
فقرأ بها أفرادا وجمعا ,وترا وشفعا ,قرأ عليه فــي
حال الفراد لنافع ختمتين :إحــداهما لــورش علــى حــدة,
)(3
وذلك من طريق أبي يعقوب يوسف بن عمرو بن يسار
الزرق ,والثانية جمعا بين روايــة ورش المــذكور وروايــة
قالون من طريق أبي نشيط محمد بن هارون المــروزي,
وأبي الحسن أحمد بن يزيد الحلواني كلهما عنه.
ثم قرأ لكل واحد من الئمة السبعة ختمععة ختمععة جمعععا مععن
روايتيه المشهورتين عنه ,وكل ذلك بمضمن "التيسير" ثم قععرأ بعععد
ذلك في حال الجمع ختمة جمع فيها بين القراءات السععبع بطريقععي
المامين الشيخين أبي محمد مكي القيسي حسبما تضععمنه "كتععاب
التبصرة" ,وأبي عبد الله محمد بن شريح الرعينععي حسععبما تضععمنه
"كتاب الكافي" ,فكمل له عليــه القــراءات الســبع بــالطرق
- 1هكذا سماه في الجازة وقد ترجم له ابععن الجععزري فقععال فيعه " :يوسعف بععن ابراهيععم بععن
يوسف بن سعيد بن أبي ريحانة أبو الحجاج النصاري المالكي الشهير بالمريلي "..غاية النهاية
2/393ترجمة .3910
- 2ذكر بدله في الجازة أبا جعفر بن الزبير مرة أخرى ,وهو تكععرار ل معنععى لععه ,ولعلععه سععبق
قلم بسبب وجود نسب " الجياني" في الترجمتين ,وقد عوضته بععه اسععتنادا إلععى فهرسععة ابععن
غازي .38
- 3في الجازة "بشار" وهو أحد الوجهين اللذين ضبط بهما ,والمختار أنه "يسععار" وعليععه أكععثر
من ترجموه.
451
الثلثة المذكورة ,وأشهد له بذلك على نفســه ,وأبــاح لــه
التصدر للقراء) ,(1وحدثه بالقراءات السبع تلوة عن جماعة مععن
شيوخه ,منهم الشيخ الجليل المقرئ الراويععة أبععو الوليععد إسععماعيل
ابن يحيىبن إسماعيل الزدي الغرناطي الشهير بالعطععار ,قععرأ عليععه
بها جمعا في ختمة واحدة بالطرق الثلثة المذكورة حسبما تضععمنته
مختصراتها الثلثة ,وحدثه أنه قرأ بها على الشععيخ الجليععل القاضععي
أبي بكر محمد بن علي بن حسنون الحصيري ,رحل إليه إلى بياسة
فقععرأ عليععه بهععا كععذلك جمعععا فععي ختمععة واحععدة بععالطرق الثلثععة
المذكورة وأجاز له.
وقرأ أبو بكر بن حسنون على الشيخ الفقيه القاضي المقرئ
الجليل أبي الحسن شريح بن محمد بن شععريح ,وقععرأ شععريح علععى
أبيه المام أبي عبدالله بن شريح.
وقرأ بها أيضا أبو بكر بن حسنون على الشيخ الجليل الراوية
الحاج أبي محمد عبدالله بن خلف بن بقي القيسي ,وقرأ ابن بقععي
على جماعة كثيرة ,منهم أبو الحسن علي بن عبدالرحمن ابن أخي
الدش ع وبعض شيوخنا يقول فيه "الدوش" بالمد والتشديد ,والول
أكثر .-ومنهم أبو الحسن علي بن يحيى بن ابراهيم بن عبععدالرحمن
بن البياز .ومنهم أبو محمد عبدالله بن عمر الشهير بععابن العرجععا ع ع
إمام مقام ابراهيم عليه السلم ع.
أما أبو الحســن بــن الــدش وابــن البيــاز فقــرآ
على أبي عمـرو الـداني وأبـي محمـد مكـي وعلـى
جماعة غيرهما ممن هو في نمطهمــا أو علععى روايععة
منهما.
وأما أبو محمــد بن العرجا فقــرأ علــى أبــي معشــر
عبد الكريم بن عبد الصمد الطبري) (2وعلى أبــي العبــاس
- 1الضمير في أباح وأجاز يعود على أبي جعقربن الزبير ,وفي له يعود علععى أبععي الحسععن بععن
سليمان شيخ ابن عمر.
- 2هو صاحب كتاب " سوق العروس في القراءات" تقدم.
452
أحمد بن سعيد بن نفيس .وأسانيد هؤلء الئمععة الخمسععة أبععي
محمعد مكعي وأبعي عمععرو العداني وأبعي عبعدالله بعن شعريح وأبعي
العبععاس بععن نفيععس وأبععي معشععر الطععبري إلععى الئمععة السععبعة
المشهورين مسطورة في تواليفهم فأغنى عن ذكرها ههنا.
-ومععن شععيوخ أبععي جعفععر - -ابععن الزبيععر -المععذكور :الشععيخ
الفقيععه المحععدث الراويععة أبععو الحسععن علععي بععن محمععد يععن علععي
الغافقي السبتي الشهير بالشععاري) ,(1قععرأ عليععه بععالقراءات السععبع
جمعا في ختمة واحدة ,وحدثه أنه قرأ بها على أبيه محمد بعن علعي
المذكور ,وفاته عليه بعضها ,وأجازه جميعها ,وعلععى الشععيخ الجليععل
الراوية المحدث أبي محمد بن عبيد الله الحجري).(2
أمــا أبــوه أبــو عبــد اللــه فحــدثه أنــه قــرأ بهـا علــى
المقرئ الجليل أبي نصر الفتح بن يوسف بــن أبــي كبــة
المرسي) ,(3وقرأ أبــو نصــر علــى أبــي داود ســليمان بــن
نجاح ,وقرأ أبو داود على أبي عمرو الداني.
وأما أبعو محمعد بعن عبيعد اللعه فحعدثه بهعا ععن جماععة معن
شيوخه ,منهم القاضي أبو الحسن شريح ,والشيخ الجليل أبو جعفر
أحمد بن أبي الحسن علي بن أحمد بن خلف بععن البععاذش – ويقععال
ابن البيععدش -وهععو مؤلععف كتععاب "القنععاع فععي القععراءات السععبع",
والشيخ الجليل المقرئ المام أبو بكر يحيى بععن خلععف بععن نفيععس,
ويشهر أيضا بابن الخلوف – والشيخ الجليععل الراويععة أبععو عبععد اللععه
محمد بن الحسين الشهير بابن إحدى عشرة).(4
أما شععريح فعععن أبيععه المععام أبععي عبععد اللععه محمععد بععن
شريح.
- 1ترجمنا له في مشيخة القراء بسبتة.
- 2ترجمنا له في مشيخة القراء بسبتة وذكرناه في أصحاب شريح.
- 3ترجمنا له في أصحاب أبي داود الهشامي.
- 4مقرئ من أهل سبتة عاش بالندلس ,وتنقل بين سبتة وسل وغيرها ,ترجم له ابن الجععزري
بقوله ":محمد بن حسين أبو عبدالله المغربي المقرئ الشهير بعابن إحعدى عشعرة ,قعرأ علعى
محمد بن المفرج البطليوسي ,قرأ عليه أبو محمد بن عبيدالله" .غايععة النهايععة 2/134ترجمععة
.2974
453
وأما أبو جعفر بن الباذش فعن جماعة منهم أبو داود عن أبي
عمرو – الداني.-
وأما أبو بكر بن نفيس فعن جماعة كثيرة ,منهم أبععو الحسععن
بن البياز) (1عن أبي عمرو وأبي محمد مكي وغيرهما.
وأما ابن إحععدى عشععرة فعععن جماعععة ,منهععم الشععيخ الجليععل
الراوية أبو بكر بن مفرج البطليوسي الشهير ب"ابن الربوبله" عععن
أبي عمرو ,وعن جماعة منهععم بععض شععيوخ أبعي عمعرو ومعن فعي
طبقتهم.
قال الشيخ أبو جعفر ع ابن الزبير" : -وإسناد الشــيخ أبــي
محمد بن عبيد اللـه للقـراءات السـبع مـن طريـق هـؤلء
الشياخ الربعة إنما هو بالجازة ,ل بالتلوة".
-ومن شيوخ أبععي جعفععر المععذكور :الشععيخ المقععرئ الصععالح
الععورع الفاضعل أبعو عبعدالله محمععد بعن حسعن الطعائي الغرنعاطي
الشععهير بمسععمغور) ,(2قععرأ عليععه بععالقراءات السععبع ختمععات جمععة,
إفرادا وجمعا ,وترا وشفعا بالطرق الثلثة المذكورة.
-قال الشيخ الفقيه أبو عبععدالله محمععد بععن غععازي المععذكور:
"ومن شيوخ الشيخ أبي عبدالله محمد بن عمر المذكور الذين أخععذ
عنهم وقرأ عليهععم القععرءان العظيععم بععالقراءات المععذكورة :الشععيخ
الجليل المحقق المجود المحععدث الراويععة أبععو عمععران موسععى بععن
محمد بن أحمد الطلحي) (3المرسي الشععهير بععابن حععدادة) ,(4حععدثه
- 1كذا قال في الجازة ,وقد تقدم ذكره له بلفظ ":أبو الحسن علي بن يجيى بن ابراهيععم بععن
عبدالرحمن بن البياز" ويظهر أن المجيز قد وهم في اسم ابن البيععاز وكنيتععه ,والصععحيح أنععه "
أبوالحسين يحيى بن ابراهيم بن أبي زيد اللواتي المرسي ,وهععو صععاحب كتععاب "النبععد الناميععة
في القراءات الثمانية" – ترجمته في غاية النهاية 2/364ترجمة 3818وقد جاءت كنيتععه فيععه
بأبي الحسن ,والصحيح ما أثبتناه في ترجمته في أصحاب أبي عمرو الداني.
- 2في الجازة "بسمعون" ,والصواب ما أثبتناه ,وقد بنهنا على وقوع التصحيف والتحريف فيععه
كثيرا.
- 3كذا وفي غاية النهاية "الصلحي" 2/322ترجمة .3694
- 4هذا الصحيح في اسمه أنه بالحاء والدال المخففععة ,وقدصععحف وحععرف إلععى "جععرادة" فععي
غاية النهاية 2/322وفي فهرسة ابن غازي ,39وهو على الصواب في ثبت أبي جعفر البلععوي
.404
454
بععالقراءات المععذكورة عععن الشععيخ الفقيععه المععام النحععوي المقععرئ
الحافل أبي عبدالله محمد بن أبي الحسن بن علي بععن عبععد الحععق
النصاري ععرف بعابن القصعاب ,ععن شعيخه السعتاذ المقعرئ أبعي
الحجاج يوسف ابن الشيخ المقرئ أبي الحسن علي بن أبي العيش
النصاري ,عن الشيخين الستاذين العالمين :أبي البقععاء يعيععش بععن
القديم النصاري) (1وأبععي عبععدالله محمععد بععن أحمععد بععن عبععدالعزيز
المعروف بع"ابن الفتوت" رحمه الله تعالى ورضي عنه.
أما أبو البقاء يعيش فتحمل عن الشيخ الفقيه القاضي محمد
بن زرقون ,وأبي الحسن علععي اللععواتي ,كلهمععا عععن أبععي العبععاس
الخولني عن الحافظ أبي عمرو الداني ,وتحمععل أيضععا عععن الشععيخ
الحافل الستاذ المقرئ أبي الحسن علي بن موسى بن قاسععم بععن
زكريا ,عن شيخه المقععرئ أبععي عبععدالله محمععد بععن سععهل المععوي
المعععروف بالقشععاش ,عععن أشععياخه الجلععة الحفععاظ ,منهععم الشععيخ
المام المقرئ الفاضل أبو عبدالله محمد بن عيسى المعععروف بععع"
المغامي" عن المامين الحافظين :أبي عمرو الععداني وأبععي محمععد
مكي.
وتحمل أيضا أبععو البقععاء يعيععش المععذكور ععن الشععيخ الفقيععه
الستاذ أبي الحسن علي اللععواتي ,عععن السععتاذ المقععرئ أبععي داود
سععليمان بععن يحيععى المعععافري) ,(2عععن أبععي داود سععليمان بععن أبععي
القاسم) (3عن الحافظ أبي عمرو الععداني ,وعععن شععيوخ غيععر هععؤلء
المذكورين تركت ذكرهم خيفة التطويل.
-قال الشيخ الفقيه أبو عبد الله محمد بن عمر ع رحمعه اللعه
" :-ومعن شعيوخ شعيخنا أبعي عمعران موسعى بعن حعدادة المعذكور
الشيخ الجليل الستاذ النحوي المحقق أبو إسحاق ابراهيم بن أحمد
- 1هو مؤلععف " الشععموس المنيععرة فععي القععراءات السععبع الشععهيرة " تقععدم فععي شععيوخ ابععن
القصاب.
- 2هو أبو داود الصغيرصاحب أبي داود الهشامي المؤيدي.
- 3هوسليمان بن نجاح الهشامي صاحب أبي عمرو الداني.
455
الغافقي) ,(1وحععدثه بععالقراءات السععبع عععن شععيخه الفقيععه المقععرئ
المحععدث الراويععة أبععي بكععر محمععد بععن محمععد النصععاري البلنسععي
الشهير بابن مشليون) ,(2قراءة منــه عليــه لحــروف الختلف
بين القراء ,وتلوة لبعــض الكتــاب بــالقراءات المــذكورة,
عن شيخه القاضي أبي محمععد بععن أحمععد بعن عبععد الملععك بععن أبععي
جمرة ,عن أبيه أحمد ,عن الحافظ أبي عمرو.
وحععدثه بهععا عععن ابععن مشععليون المععذكور عععن الشععيخ المععام
الحافظ المقرئ أبي جعفر أحمد بن علععي شععهر بالحصععار) (3قععراءة
منه عليه القععرءان بجميععع الروايععات المععذكورة ,عععن المقععرئ أبععي
الحسن علي بن هذيل ,قراءة عليععه بجميعهععا عععن المعام أبععي داود
قراءة ,عن الحافظ أبي عمرو.
وحدثه بها أيضا عن ابن مشليون المذكور عن المام المقرئ
أبي عبدالله محمد بن أيوب بن نععوح الغععافقي) (4قععراءة عليععه ,عععن
المام أبي الحسن علي بن هذيل ,عن أبععي داود عععن الحععافظ أبععي
عمرو الداني.
-قال الشيخ الفقيه أبو عمران موسى بن حععدادة المععذكور :
"ومنهم الشيخ الستاذ المقرئ المحقق المتقععن أبععو الحسععن علععي
ابن الشيخ الصالح التقي الزكي الحاج أبي الربيع سليمان النصاري
القرطبي –عفا الله عنا وعنه : -
"قرأت عليه القرءان العزيز من فاتحته إلى خاتمته
في ختمة واحدة أدرجت فيها الدغام الكبير) (5وكل ذلــك
بطريق الحافظ أبي عمرو وطريق المام أبي عبدالله بن
شريح .ثم قرأت عليه بعض الكتــاب العزيــز أفــردت ذلــك
إفــرادا لكــل إمــام بمــذهبه ,أولهــم نــافع ,وآخرهــم أبــو
ترجمنا له في أصحاب أبي الحسين بن أبي الربيع بسبتة. - 1
456
الحســن الكســائي .وحععدثني بععالقراءات المععذكورة عععن شععيخه
المقرئ المام المحععدث الناقععد أبععي جعفععر أحمععد بععن ابراهيععم بععن
الزبير ,عن شيخه الستاذ المقرئ أبي الوليد إسماعيل بن يحيى بن
إسععماعيل الزدي المعععروف بالعطععار ,عععن شععيخه المععام المقععرئ
الخطيب أبي بكر بن حسنون الحميري ,عن شيخه المععام المقععرئ
المجاهد أبي محمد عبدالله بن خلف) (1بن بقععي القيسععي عععن أبععي
الحسين يحيى بن ابراهيم بععن عبععدالرحمن شععهر بععابن البيععاز ,عععن
المام أبي عمرو الداني وأبي محمد مكي.
وقرأ الحاج أبو محمد عبدالله بن بقي القيسي المذكور علععى
الشيخ المععام أبععي الحسعن علعي بععن عبععدالرحمن المعععروف بععابن
الدش ,وقال ابن الدش :قرأت على الحافظ أبي عمرو الداني.
وقرأ أيضا ابن بقي المذكور على الشيخ أبي محمععد بععن
عمر بن العرجا ,وقرأ ابن العرجا على ابن نفيس وعلى أبععي
معشر الطبري.
وقرأ أيضا أبو بكر بععن حسععنون الحميععري المععذكور آنفععا فععي
سند الستاذ ابن الزبير على المام الخطيب أبي الحسن شريح بععن
محمد بن شريح.
وقرا أيضا الستاذ أبو جعفععر بععن الزبيععر علععى الشععيخ المععام
المقرئ الراوية المحععدث أبععي الحسععن علععي بععن محمععد بععن علععي
الغافقي الشاري ,وحدثه بها عن أبيه ,عن أبي نصر الفتععح بععن أبععي
كبة المرسي عن أبي داود عن أبي عمرو.
قال الشيخ أبو عمران موسى المذكور –يعني ابن حدادة:-
"وحدثني أيضا الشيخ السععتاذ المقععرئ المجععود أبععو القاسععم
محمد بن عبدالرحمن المعروف بابن الطيب) ,(2أجاز لععي جميععع مععا
- 1هذا هو الصواب في ترتيب اسمه وكنيته ,وقد جاء ذكععره فععي الجععازة مقلوبععا بلفععظ "أبععي
عبدالله محمد بن خلف ,وقد كتبناه على الصواب استنادا على ما في التكملة 828 – 2/827
ترجمة 2019وغععاية النهعععاية 1/418ترجمة .1766
- 2ترجمنا له في مشيخة القراء بسبتة.
457
تحمله عن شيوخه ,منهم الشيخ الفقيه المقرئ المحقق أبععو عمععرو
عيعاش بعن أبعي بكعر الطفيلعي بعن محمعد بعن عيعاش ععرف بعابن
عظيمة ,تحمل عن الستاذ أبي الحسععن علععي بععن جععابر المعععروف
بابن الععدباج أجعاز لععي جميعع روايععاته .ومنهععم السععتاذ المقععرئ أبععو
مروان) (1عبدالملك بن موسى بن محمد بن عبععدالرحمن النصععاري
الشريشي) (2أجاز له جميع ما تحمله عن شيوخه.
ومنهععم الشععيخ السععتاذ العععالم العلععم إمععام النحععاة وقععدوة
الفراض أبععو الحسعين) (3عبيعدالله بعن أحمععد بعن عبيععدالله بعن أبععي
الربيع ,أجاز له جميع ما تحمله عن شيوخه).(4
-قععال الشععيخ المجيععز أبعععو عبععدالله محمعععد الشعععريف عععع
البوعناني : -قال شيخ شيخنا أبو القاسم المذكور :قعال شعيخنا أبعو
عبدالله محمد بن غازي المذكور:
-ومن شعيوخ شعيخنا الفقيعه أبعي عبعدالله الصعغير المعذكور
الشيخ القيه الستاذ أبو العباس أحمد بن عبدالله ابن محمد بن أبي
موسى الفللي ,قرأ عليععه القععرءان العزيععز بععالقراءات السععبع مععن
فاتحته إلى قوله تعالى ":ولقد آتينا ابراهيم رشده" ,حدثه بذلك عن
الشيخ الفقيه أبي عبدالله محمععد بععن عبععدالله بععن عيععدالرحمن بععن
ابراهيم السماني الشهير بالفخار ,وعععن مععوله أبععي وكيععل ميمععون
المصمودي.
أما أبو وكيل فسنده مذكور في إجازتنا).(5
وأما أبو عبد الله الفخار فحدثه بهعا ععن جملعة معن شعيوخه,
منهم الفقيه المتفنن أبو عبد الله محمد بععن عبععد الكريععم ابععن عبععد
- 1في الجازة أبو عمران ,وقد صححناه من فهرسة المام السراج كما تقدم في ترجمته.
- 2تقدم التعريف به.
- 3في الجازة تحريف في كنيته واسمه ونسبه فقد جاء اللفظ هكذا "أبو الحسن علي بن عبد
الله بن أحمد بن أبي الربيع" ,وقد صححناه على ما في غاية النهاية 1/484ترجمة .2013
- 4الضمير في " له" يعود علىأبي عمران بن حدادة.
- 5لعله هو الذي تقدم في صدر الجازة عندنا.
458
الصادق بن يعقوب النصاري ,عن جماعة منهم أبو عمععران موسععى
بن حدادة بسنده المذكور في إجازتنا.
ومنهم أبو العباس أحمد بععن علععي الععزواوي ,وسععنذكر أعلععى
أسانيده ع إن شاء الله تعالى -قال :
-ومععن شععيوخ شععيخنا الفقيععه أبععي عبععدالله محمععد الصععغير
المذكور ,الشيخ الصالح أبو إسحاق ابراهيم بن محمد بن عبععد اللععه
الزدي المدعو بابراهيم الحاج) ,(1قرأ عليه في صغره كثيرا ,ثم قععرأ
على شيخه أبي الحسن علي الوهري وأبي العباس أحمععد الفيللععي
المذكور ,ثم عاد إلععى ابراهيععم الحععاج فقععرأ عليععه الفاتحععة بالسععبع,
وأجاز له جميع القرءان العزيععز بالسععبع ,وحععدثه بععذلك عععن الشععيخ
الستاذ المقرئ أبي مهدي عيسععى بععن علععي المغععراوي عععن شععيخ
الجماعة أبي عبععدالله محمععد بععن أبععي الربيععع سععليمان بععن موسععى
القيسي) (2بسنده.
قعال الشعيخ ابعن غعازي" :ومعن شعيوخ شعيخنا أبعي عبعدالله
الصغير المذكور ,الشيخ الحافظ المجود أبو علي الحسن السععيتاني
ابن أخي أبي يوسف يعقوب السيتاني شارح رجز التلمسععاني ,أخععذ
التجويد إتقانا وتحقيقا عن الشيخ أبي يوسف يعقوب الحلفاوي عععن
شيخه أبي عبد الله محمد القيسععي المععذكور والفقيععه أبععي يوسععف
يعقوب بن مبخوت أستاذ البلد الجديد).(3
ع قال الشعيخ المجيعز أبععو عبعد اللعه محمععد الشععريف – البوعنعاني-
المذكور :قال شيخ شيخنا أبو عبدالله محمععد بععن غععازي المععذكور":
وقد قرأت القرءان العزيز بمدينة مكنععاس – حرسععها اللععه تعععالى –
قبل لقائنا شععيخنا أبععا عبععدالله محمععد) (4الصععغير المععذكور ,ختمععات
عديدة على الشيخ الشريف الستاذ أبي الحسن علي بن محمد بععن
في الجازة "المدعو بابن ابراهيم الحاج" ,والصواب ماأثبتناه كما تقدم. - 1
هو المام القيسي شيخ الجماعة صاحب أبي عبدالله الصفار ,توفي سنة 810هع كما تقدم. - 2
459
منون الشريف الحسني ,حسععبما جععوده علععى الشععيخين السععتاذين
أبي عبدالله محمد الفخار السماتي المذكور ,وأبي يعقععوب يوسععف
ابن مبخوت المذكور ,وهذا سند عال – والحمد لله – ساويت
فيــه شــيخنا أبــا عبــد اللــه الصــغير المــذكور مــن وجــه,
وساويت فيه بعض شيوخه من وجه ,ولكن ل معدل لسند
شيخنا أبي عبدالله الصغير المذكور ,وإن كان أنــزل ,لمــا
استأثر به من خصال الكمال والمراتب المفيععدة المععآل ,والفضععل
بيد الله يوتيه من يشاء.
فمــن جهتــه أســمي بعــض وجــوه ســندي المتصــل
برســول اللــه – صــلى اللــه عليــه وســلم – تيمنــا بــذلك,
وسلوكا لحســن المســالك ,وتفخيمــا للــدخول فـي ظــل
راية هذا المقام العلي ,وتطفل علــى أهــل هــذا المقــام
السني ,وأعتمد بذلك ما انتقاه سيدي أحمــد بــن موســى
الفيللي المذكور من طريق أبي العباس أحمد بن نفيس
المقرئ ,محتجا بأنه أقرب الطرق إليه تلوة غير متخللــة
بالجازة الساذجة.
قععال الشععيخ المجيععز أبععو عبععدالله محمععد ععع البوعنععاني ععع
المذكور":وأنا أنتقي ما انتقاه شيخاي :أبو عبد الله محمد الشععريف
المريي ,والشيخ أبو العباس أحمد الفشععتالي ,وأعتمععد مععا اعتمععداه
تبعا لشيخهما أبي القاسم المذكور ,ولشععيخ الجماعععة أبععي عبععدالله
محمد بن غازي المذكور ,فأقول وبالله أستعين:
رواية ورش:
أمععا روايععة ورش فقععرأت بهععا القععرءان كلععه علععى الشععيخين
)(1
الفقيهيععن أبععي عبععد اللععه المريععي وأبععي العبععاس أحمععد الفيللععي
المععذكورين ,وحععدثانا بهععا عععن شععيخهما الفقيععه أبععي القاسععم بععن
ابراهيم ,عن شيخه أبي عبدالله ابن غازي المذكور عن شععيخه أبععي
-الصحيح :الفشتالي المترجم في المشيخة المتقدمة في الفصل قبله ترجمة رقم .10 1
460
عبدالله الصغير المععذكور عععن شععيخه أبععي العبععاس أحمععد الفيللععي
المذكور ,عن شيخه أبي عبععدالله محمععد الفخععار عععن أبععي العبععاس
أحمد الزواوي ,عن أبي الحسن علي بن سععليمان ,ععن أبععي جعفععر
بن الزبيععر ,عععن أبعي الوليععد إسععماعيل العطعار ,ععن أبععي بكععر بعن
حسنون ,عن أبي محمد عبدالله بن بقي ,عععن أبععي محمععد عبععدالله
بن عمر بن العرجا عن أبي معشر الطبري وابععن نفيععس ,عععن أبععي
عدي عن أبي بكر بن سيف ,عن أبي يعقوب الزرق عن ورش عن
نافع عن ابن )هرمز( عن أبي هريرة عن أبي بن كعب ,عن رسععول
الله صلى الله عليه وسلم.
ثم أسند روايته لقالون عن نافع بالسند نفسه إلى ابععن نفيععس عععن
السامري عن أبي نصر البغدادي عن أبي أحمععد الفرضععي ععن ابعن
بويان عن ابن الشعث عن أبي نشيط عن قالون عن نععافع بسععنده
المتقدم.
ثم فعل ذلك مع باقي السبعة بالسند نفسه إلععى ابععن نفيععس
عن السامري بأسانيد إلى الباقين ,ثم ذكر سنده بباقي مروياته من
كتب القراءات فقال :
قال الشيخ المجيز أبععو عبععدالله محمععد الشععريف المععذكور –
البوعناني: -
" قععد عععرض علععي المجععاز أبععو عبععدالله محمععد المععذكور –
الشععرقي -قصيدة المــام الشــاطبي الموســومة بـــ" حــرز
الماني ووجه التهاني" عرضا جيدا ,وحععدثته بهععا – أصععلحه اللععه –
ععن الشعيخين المعذكورين ,ععن شعيخهما الفقيعه السعتاذ المقعرئ
المجود المدرس المتفنن أبي القاسم المذكور ,عععن شععيخه الفقيععه
أبي عبدالله محمد بن غازي المذكور ,عن شيخه الفقيه المام أبععي
عبععدالله محمععد الصععغير المععذكور إمععام جععامع النععدلس مععن فععاس
المحروسة بالله ,وهو رئيس المقرئين بفععاس حينئذ وحععبرهم ,عععن
461
شععيخه الفقيععه السععتاذ المقععرئ أبععي الحسععن علععي بععن أحمععد
الورنتاجي) (1الشهير بالوهري ,عن شيخه المقرئ الستاذ أبي وكيل
ميمون بن مساعد المصمودي عن شععيخه السععتاذ المقععرئ بمدينععة
فاس – حرسها الله تعالى – أبي عبد الله محمد بن عمععر اللخمععي,
عن الشيخ الستاذ الحافظ المقرئ أبي الحسن علععي بععن سععليمان
بن أحمد القرطبي النصاري ,عن الشيخ الراوية أبي علي الحسععين
بن عبد العزيز بن أبعي الحعوص) (2القرشعي الفهعري الشعهير بعابن
الناظر ,عن الشيخ القاضععي المععام الناقععد الراويععة أبععي جعفععر بععن
ابراهيم بن الزبير العاصمي الثققي ,عن كمال الععدين أبععي الحسععن
علي بن شجاع القرشي عن ناظمها.
ثم ذكر المجيز سندا آخر بقصيدة الحرز متصل إلععى الععوهري
– كما تقدم – عن أبي وكيل عن أبي عبدالله بن عمر اللخمععي عععن
الستاذ المقرئ المحقق أبي العباس أحمد بن عمععران بععن موسععى
بن محمد المرسي الشهير بابن حدادة عن شيخه القاضي المقععرئ
الضابط المسند الراوية أبي جعفر بن الزبير بن ابراهيععم العاصععمي
الثقي) (3عن كمعال العدين أبعي الحسعن علعي بعن شعجاع القرشعي
العباسي عن ناظمها أبي القاسم بن فيره.
قال أبو عبععدالله المجيععز ":وكذلك عــرض علــي قصــيدة
أبي الحسن علي بن بري الموسومة بـــ"الــدرر اللوامــع"
عرضا جيدا ,وحدثته – أصلحه الله – عن الشيخين المععذكورين عععن
- 1سماه في الجازة أبا العباس أحمد بن علي الورتناجي ,وهو مخععالف لمععا ذكععره قبععل ذلععك
وبعده.
- 2انقلب عليه في الجازة فقال فيه"عن الشيخ الراوية أبي الحسععن علععي بععن عبععدالغني بععن
أبي الحوص" ,ومن الغريب أنه في فهرسة ابن غازي أيضا كععذلك مععع مزيععد مععن الضععطراب
حيث جاء فيها " عن الشيخ الراوية أبي الحسن علععي بععن عبععدالغني وعععن ابععن أبععي الحععوص
القرشي" ,وهذه كلها تحريفات ,والصواب أنه " أبو علي الحسين بن عبدالعزيز بن محمععد بععن
عبدالعزيز بن محمد بن أبي الحوص الجياني الفهري المتوفى حول سنة 680كما ذكععره ابععن
الجزري في غاية النهاية 1/242ترجمة .1106والصحيح في وفاته أها في رابع عشر جمععادى
الولى سنة 699كما ذكر أبو الحسن النباهي في تاريخ قضاة الندلس 127وهو موافععق لمععا
ذكرناه في كنيته واسمه ونسبه .وما ذكرناه من التحريععف واقععع فععي فهرسععة ابععن غععازي .38
طبعة الدارالبيضاء 1399بتحقيق محمد الزاهي .وتبعه على كل مععا ذكععره علىلفظععه وصععورته
في ثبت أبي جعفر البلوي .464
- 3كذا في الجازة .والصواب :الثقفي.
462
الشيخ الفقيه أبي القاسم المذكور ,عن الشيخ الفقيه أبععي عبععدالله
محمد بن غازي المذكور ,عععن شععيخه أبععي عبععدالله محمععد الصععغير
المذكور ,عن الشيخ الستاذ أبي الحسن علي الوهري المذكور,عن
الشععيخ الراويععة المقعرئ أبععي وكيعل ميمعون المععذكور ,ععن شععيخه
المقرئ الحععافظ أبعي عبععدالله محمعد الشعهير بعالزيتوني ععن أبعي
الحسن بن بري.
وعععرض علععي أيضععا ععع حفظععه اللععه ععع الرجــز الموســوم
بـ"مورد الظمآن في رسم أحرف القــرءان" مــع " الــذيل
الملحق به في النقط للمام العالم العلمة أبي عبدالله محمد بععن
ابراهيم الشهير بالخراز ,ولم يذكر سنده فيه).(1
ثم ذكر إجازته له برسالة ابن أبي زيد في الفقععه بعععد أن
عرضها عليه وحدثه بها بالسند المتصل من طريق الشيخ ابن غازي
المذكور في فهرسته).(2
ثم ذكر إجازته له أيضا – كما في فهرسة ابـن غـازي
– بجميع تواليف أبي وكيــل ميمــون المــذكور ك "المــورد
الروي في نقط المصاحف" ,وكــذا " تحفــة العــراب" و"
الدرة الجلية") (3في نقـط المصــاحف ,وكــذلك جميــع مـا
قيد عنه في قصائده تلوة وسماعا قال:
"وأجزتععه فععي جميععع مععا قععرأ علععي مععن الكتععاب العزيععز,
والمعروضات المذكورة إجازة عامة بشروطها ,وأجزتععه بمععا ذكععر..
جعلنا الله وإياه ممن اهتدى بهديه القويم ,وسلك بنا وإياه الصععراط
المستقيم بمنه وكرمه.
ثم ذكر تاريخ الجازة وهو في "أواخر رجب المعظم من عام
ثمانية وثلثين وألف )1038هع(.
463
وتحته:محمد بن محمد الحسني البوعناني وفقه اللععه بمنععه ,وبعععده
شهادات العلماء والقراء التين:
-محمد بن أحمد الشريف طاهر الجععوطي -ومحمععد بععن أحمععد بععن
يحيى الشريف العلمي – ومحمد بن أحمد بن أبي طععالب الشععريف
الجوطي – وعلي بن أحمد بن ادريس العمراني الجوطي – ومحمد
بن أحمد الجنان – وعبد الرحمن بن القاسم بــن القاضــي –
أصلح الله حاله – وعبدالمومن بن محمد لطف الله به – وأحمد بععن
علي بععن محمععد الشموسععي البوسعععيدي – ومحمععد بععن محمععد بععن
قاسععم بععن سععودة – وعلععي بععن يوسععف بععن يحيععى الزرهععوني –
وعبدالقادر بن أحمد بن عيسععى الراشععدي الشععرقي – وسعععيد بععن
محمد بن عبدالرحمن الشععريف – وعبد الواحــد بــن أحمــد بــن
عاشر أصععلحه اللععه – وأحمععد بععن محمععد البععار – وعلععي بععن أبععي
القاسم – ومسعود بععن عبععدالعزيز الحسععني القععادري – وعلععي بععن
الحسن بن علي بن رحمون الحسني – وأحمد بن علي بععن عمععران
– ومحمد بن العربي بن يوسف الفاسي – وعبد الرحمن بن يوسف
بن محمد الحسني – وأبو القاسم بن أحمد الزموري – ومحمععد بععن
محمد (1) ...وعبدالرحمن بن يوسف بن محمد الحسني – وأحمد بن
أبععي القاسععم بععن علععي الحسععني العلمععي – وأحمععد بععن علععي بععن
عمران) (2وبلقاسم بن عبد المنعم – ومحمععد بععن أبععي بكععر أكععروم,
وباسمه ختمت هذه الشهادات وبها تمام الجازة.
تلك هي إجازة البوعناني لبي عبدالله الشرقي سقناها علععى
هيئتها إل ما اختصرناه من أولها مما هو من قبيل المقدمات العامععة
التي نجدها في الجازات من ذكر فضل قعراءة القعرءان ومعا خعص
اللععه بععه أهلععه مععن المقامععات السععنية ,وكععذلك مععا اختصععرناه مععن
أسانيده في القراءات الزائدة على قراءة نافع اقتصارا منا على مععا
يتعلق ببحثنا.
464
وقد اعتبرنا هذه الجازة نموذجا يغني عن غيععره مععن أسععانيد
الئمة لنها إجازة جامعة تنتظم في هيكلها كععل مععدارس القطععاب,
وتؤلف بينها في أصول أسانيدها التي تجتمع غالبا في أبععي العبععاس
ابن نفيس أو في أستاذه أبي عدي كما قدمنا.
كما أن هذه الجازة قد جمعت لنا في سععلك واحععد بيععن أهععم
الفهارس المعتمدة في القععراء كفهرسععة أبععي عبععدالله بععن غععازي,
وفهرسععة أبععي عبععدالله الصععغير ,وفهرسععة أبععي عبععدالله بععن عمععر
اللخمي شععيخ الجماعععة بفععاس ,وفهرسععة أبععي عمععران بععن حععدادة
المرسي ,وفهرسة أبي الحسن بن سليمان ,وفهرسة أبي جعفر بن
الزبير إلى غير ذلك مما اشتملت عليه.
ومن مزاياها أيضا أنها أعطتنععا صععورة عععن الجععازة الناضععجة
التي انتهت إلى أهل المائة الحادية عشععرة فععي أكمععل صععورة لهععا,
وقد أمست بمثابة الوثيقة " الرسمية" التي تمهععر بشععهادة المجيععز
وتوقيع من حضره من علماء العصعر ,وقعد اشععتملت – كمععا رأينعا –
على أسماء سبعة وعشرين عالما من علماء فاس ,فيهم مععن أئمععة
القراء المشهورين الشيخان ابن عاشر ,وأبو زيد بن القاضي.
ولنا موعد الن مع نموذج ثان من هععذه الجععازات فععي قععراءة نععافع
جاء إسناده منظوما في قالب فني جميل.
-2إجازة الشــيخ أبــي الحســن بــن هــارون لبــي العبــاس
أحمد بن محمد الشيخ الوطاسي بقراءة نافع.
توجد هذه الجازة في مجموع عتيق جدا كثير الخروم بخزانة
أوقععاف آسععفي ,وفيهععا بععتر مععن أولهععا وخععروم فععي مواضععع منهععا
وسأنقلها هنا بتمامها إنقاذا لها من جهة ,وتمثيل بها لحد آثار الشيخ
ابن هارون في هذا الشأن ,وهذه جملة ما أمكن قراءته منها ,وهععي
مذيلة بمصادقة أبي محمد الونشريسي عليها ,وتكملة أبي عبععدالله
الرحماني لسنادها:
465
.................................. .................................
الواحعععععععععععععد الفععععععععععرد ..................................
الصمد
محمععععععد الهعععععععععععععععععادي منععععععععععععععععععععععععععععععععزل
المععععععععععين الذكر........................
ذي الشععععععععععععععععععععععععرف قعععععععععععععععععععرة عيعععععععععن
الععععععععععععالي المبين المومنععععععععععععععين
.................................. صعععععععععععععععععععععععععععععععععلى
عليعععععععععععععه الله
وصحبعععععععععععععععععععععععععععععععه وآلععععععععععععععععععععععععععععععععععه
الخيععععععععععععععععار البععععععععععععععرار
ووارثععععععععععععععععععععععععععععععي كواكععععععععععععععععععععععععععععععب
النعععععععععوار السعععععععععععععععحار
النععععععععععععععععععععععععععععاصرين الفعععععععععععععععععععععععععععاضلين
العععععععععععععععععملة الجلعععععععععععة
لزمععععععععععععععععععععععععععععععععرة وصععععععععععععععععععععععععععععععععلة
القععععععععععععععععععععراء الدعععععععععععععععععاء
العظععععععمعععععععععععععععععععععععاء حمععععععععععععععععععععععععععععععععلة
الشعععععععععان القععععععععععرءان
والعععععععععععععععععععععععععععععععروح بالفعععععععععععععععععععععععععععععععوز
والريعععحععععععان والرضعععععععععععععععوان
بععععه اعتنعععععععععععععععى مععععن وبعععععععععععععععععععد فعععععععالعلم
اهتععععععععععدى هعععععععععععدى
وفيععععععه أعمعععععععععععععععععععل طوبعععععععععععععععى لمعععن لعععه
466
الفكعععععععععععر ابتععععععععععدر
منععععععععععه الهعععععععععععععععععم وجعععععععععععععععععععععد فيعععععععه
فالهععععععععععععععععم واغتنعععععععععتم
معععن قعععععععععععلب معععن لعععه فالعلعععععععععععععععععم يعععععذهب
انتمعععععععععععى العمعععععععى
ورثععععععععععععععة قععععععععععععععععد والعلمععععععععععععععععععععععععععععععا
رويعععععععععععععععا للنبيععععععععععععععععععاء
لمععععععن بحقععععععععععععععععععععععه كفعععععععععععععععععععععى بهععععععذا
وفععععععععععععى شعععععععععرفا
أجمعععععععععععل حلعععععععععععععععي وإن علععععععععععععععععععععععععععععم
النسان القععععععععععععرءان
جعععععععععععععععال وخطتعععععععععه وخعععععععععععععععير معععععا بعععععه
البنععععععععان اللسعععععععععععان
والشعععععععععععععععععععععععععععععافع فهععععععو الكتععععععععععععععععععاب
المشعععععععععععععفع الرفععععععععع
لطععععععالب الععععععععععععععععدين وهعععععععو الصعععععععععععععععراط
القععععععععععويم المستقعععععععععيم
يعععععععععععزداد معععععععععععن لعععه تعععععععععععععععععععععععععععععععرداده
تعععععععععل تجمععععععععععععععععععععل
467
بكعععععععععععععل حعععععععععععععرف والجعععععععععععر يعطععععععععععععى
يقعععععععععرأ عشرا
)(1
ومعععععععععن جععععععععععععععععععل وخععععععععععععععععععععيركم معععن
تعلعععععععععععععمه عععععلمعه
تنععععععععععععععععععععععععععععععل عل فلتعععلتعععععععععععععععععععععععععععزم
ومكععععععععععععرمععععععععة تفهععععععععمعععععععه
)(2
علعععععععععععععى واحعععععععرص وجععععععععععععععععععد فععععععععععي
روايتععععععه تعععععععععععلوتعععععه
المتقععععععععععععععععععععععععععععععين ععععععععن الثقععععععععععععععععععات
النبععععععععععلء الفضععععععععلء
عمععععععععن علعععععععععععععععععععيه ممععععععععععععععععععععععععععن رواه
يعتمعععععععععععععد بسنعععععععععد
معععععا ليعععععس يحصععععععععععععى تنعععععععععععععععل بععععععه مععععععن
بحسعععععععععععاب الثععععععععععععواب
أسععععععععععععتاذنا أبعععععععععععععععو وكعععععععععععععععان حعععععععععبر ذا
)(3
الحسعععععععععععععععععععن الزمعععععععععععن
النعععععععععععععععععععععععععععععععععاقد الععععععععععععععععععععععععععععععععالم
الفهععععععععععععامة الععععععععععععععععععلمة
وهعععو ابعععن هععععععععععععععارون مزيعععععععععععععععععععععح كعععععععل
-في الصل " الزمان" ,وقد أثبتها بغير ألف محافظة على ازدواجها بما بعدها. 3
468
علعععععععععي مشكعععععععععل
مفععععععععتي بععععععععععععععععععععلد المطغععععععععععععععععععععععععععري
المغعععععععععععرب النسعععععععععععععب
مليكنععععععععععععععععععععععععععععععععا لمعععععععععععععععععععععععععععععا رأى
المظعععععفععععععععععععععععععععععرا وأبصعععععععععععرا
السععععععععععععععععععععععععععععععععد الوحعععععععععععععععععععععععععععععععد
الهمعععععععععععاما المعععععععععاما
الحعععععععععععععععامعععععععععععععععي المعععععععععععععععععععععععععععععععاجد
المنيععععععععععا الرفيعععععععععععععععععععععا
زيععععععن الليعععععععععععععععععععالي إنسععععععععععععععععععععان عيعععععن
الغعععععععععععر الدهعععععععر
والخلععععععععععععععععععععععععععععععق ذا) (1الشيعععععععععععععععععععععععععم
العظععععععععيمعععععععععععة الكععععععععععععريمة
-في الصل " ذي" والمفام يقتضي النصب تبعا لما تقدمها من الصفات. 1
469
لصععععععععععععععععععععععععععععععععادر متمععععععععععععععععععععععععععععععععم
ووارد المقعععععععاصععععععععععععد
)(1
رب النععععععععععععععععععععععععدى ذاك أبعععععععععععععععععععععععععععععو
والبععععععععععععاس العبعععععععععععععععععععععععاس
سلطععععععععععان أهعععععععععععععل المعععععععععععععععععععععععععععععععلك
فعععععاس الوطاسععععععععععي
فخعععععععر الملععععععععععععععععععوك ابعععععععن محمعععععععععععععععععععد
المرتضععععععععععى الرضععععععععععععا
حعععععععععععععععععامي حمععععععععى السععععععععععععععععععععععععععععععععد
السعععععععععععلم الضعععععععععععععرغام
وكععععععععععععععععععععععععععععععععافل وواصععععععععععععععععععععععععععععععل
اليتعععععععععععععععام الرحععععععععععععام
تععععععععاج الملعععععععععععععععععوك ..................................
الكعععععععععععرمين
بعععععععدر المحعععععععععععععععععافل الشيععععععخ ذو القعععععععععععععدر
المنعععععععععععععير الكبير
مععععن كععععل هعععععععععععععععععول حامععععععععععععععععععععععععععي بلد
مكععععععععرب المغعععععععععععععرب
أولعععععي المععععععععععععععععععالي ..................................
وذويعععععععععه
470
وهعععععععععععععععععععععي لهعععععععم لزالعععععععععععععععععععععععععععععععت
خععععععععععععدام اليععععععععععععععععام
وبالسععععععععععععععععععععععععععععود تعععععععععدني لهعععععععم معععععععا
تقبعععععععععععععععل أملعععععععععععععععععععوا
وأهلعععععععععععععععععععععععععععععععععه علععععععى القعععععععععععععععععرآن
مؤالفعععععععععععععععععععا عاكفعععا
ويععععععععتنععععععععععععععععععععععععي يكتبعععععععععععععععععععععععععععععععععه
بضبطعععععععععععه بخععععععععطععععععععععععععه
أسنعععععععععععععى المنععععععععععععى وحعععععامععععععععععععععععععععععععليه
والسول يولعععععععععععععععي
المــــــــــــدنـــــــــــــي أجـــــــــــــــــاز منــــي
المقـــــــــرا مقــــــــــــرا
أبــــــى رؤيــــــــــــــــم زهــــــــــــــــــــر الداء
نافـــــــــــــــــع اليــــــــــــانع
بــه اعتنـــــــــــــى مــن إذ كــــــــــــــــان هــــذا
يقــــــــــــرأ المقــــــــــرأ
مـــــن حـــــــــــــــــاضر بهـــــــــــــــــــــــــــذه
وبــــــــــــــاد البــــــــــــــــــلد
نظمعععععععععععععععععععا لمععععععععن وكتععععععععععععععععععععععععععععععععب
أجعععععععععععععععازه الجععععععععععععععازة
وكتبعععععععععععععععععععععععععععععععععه بخطععععععععععععععععععععععععععععععععه
المعععععععععألعععععععوف المعععععععععععععععععععروف
471
بععععععععععععععععععععد انقضعععععععاء وألفيععععععععععععععععععععععععععععععت
أجلععععععععععه بمنععععععععععععععععععزله
هعععععععذا المععععععععععععععععععععام ونععععص مععععا كعععععععععععععععان
المنتععععععععخب كتعععععععععتب
الحمعععععععععععععععععععععد للعععععععه قعععععال ابعععععن هععععععععععارون
العلعععععععععععي علعععععععععععععي:
وآلعععععععه أزكعععععععععععععععععععى مصعععععععععععععععععليا علععععععععى
ععععععععععععدول الرسعععععععععععول
الوحععععععععععععععععععععععععععععععععد أبععععععععععععععععععععععععععععععععحث
الهمععععععععععععععععام للمععععععععععععام
فخععععععععععععععععععععر بنعععععععععي أحمعععععععععععععد غصعععععععععععن
وطععععععععععععععاس الس
سلطععععععععععععععععان أهععععععععل الطععععععععععععععععععععععععععععععاهر
فعععععععععععععععاس النفععععععععععععاس
فععععععي السععععععععععععععععععععععر خعععععععععععععععععععععععععععععععويدم
والععععععععلن القعععععععععععرءان
فععععععي كععععععل بعععععععععععععدو أحمععععععععععععد فضععععععععععععله
وحضعععععععععععععععر اشععععععتهعععععععععععععععر
ويرحعععععععععععععععععععععععععععععععم يعظععععععععععععععععععععععععععععععععم
الضعيععععععععععععفا الشععععععععععععععععريفا
ينسخعععععععععععععععععععععععععععععععه مشتغععععععععععععععععععععععععععععععل
للعععععععععععذكععععععر بالذكعععععععععععععر
472
بخطععععععععععععععععععععععععععععععععه فععععععععععي سععععععععععععععععالف
المشععععععععععهعععععععععور الدهعععععععععععععععععور
إجـــــــــــــــــــــــــــازة مـــــن أجـــــــــــــــل ذا
مسلســــــــــــلة أبحــــــــث له
للمــــــــــــــــــــــــدني طــــــــــــــــــــــــريقة
الثبـــــــــــــــــت العشــــــــــرة
عععععععن ابععععععن غععععععععععععازي يععععععععععععععععععروي لنععععععععافع
العععععععععععععععدين ععععععععععععععني
عععععععععن الرضعععععععععععععععععى ععععن شيخعععععععععععععععععععععععه
الوهعععععععععععععري النيجععي
ععععععععن ذي النهعععععععععععععععى الثقعععععععععععععععععععععععععععععععععة
ميمععععععععععععون المععععععععأمون
محمعععععععععععععععععععععد بععععععععن عمعععععععععععععععععن سمععععععععععا
عمععععععععععععععرا وعمعععععععععععرا
ابعععععن سليمععععععععععععععععععان, عععععن شيخعععععععععععععه أبععععي
وعععععععععععن الحسعععععععععن
ابعععععععن الزبععععععععععععععععععععير ابععععععن حعععععععععععععععععععععدادة
المتقععععععععععععن ععععععععععععن
أبعععععععي الوليعععععععععععععععععععععد عععععععععععن شيخععععععععععععععععه
الععععععععداري العطععععععععععععععععار
ابععععععععن بقعععععععععععععععععععععي ععععععععععععن ابععععععععععععععععععن
الععععععععععععععدين حسنعععععععععععععون عن
473
عععععععععن المعععععععععععععععععععام عععن يحيععى السمععععععععععععى
)(1
الدانعععععععععععععي الشعععأن
لععععععععه بعععععععععععععععععععععععععل بسنعععععععععععععععععععععععععععععععععد
تحعععععععععععريف "التعععععععععععععععريف"
سلسععععععععععععععععلة النعععععععور فهععععععععععععععععععععععذه لمععععن
الهععععععععععععدى شعععععععععدا
حسنعععععععععععععععععععععععععععععععاه أثابنععععععععععععععععععععععععععععععععععا
والزيععععععععععععععادة الشهعععععععععععععادة
ثم قال مقيده ":انتهى نظمه – رحمه الله تعالى ورضي عنه
بمنه" قال :
"ومما وجد أيضا لسيدي عبدالواحد المععذكور) (2لمععا وقعف علعى مععا
خطه المععام ابععن هععارون مععن الجععازة المععذكورة نظمععا للسععلطان
المريني ع رحم الله الجميع ,وأسكنهم المنزل الرفيع :-
بخطعععععععععععععععه وحبععععععععععععععععرا هنا انتهى ما سطعععععععععععرا
والظعععععن أنه اعتمععععععععد ولعععععععععم يتمععععععععععععععععععم
السنعععععععععععد
معلععععععمي علععععععععم الدا علععععععى إشتهععععععععععععععاره
لعععععععععععدى
وخطعععععه قععععد عععععععععععععرفا ممعععععععن علعععععععععععععععععععيه
وقفععععععععععا
- 1هذا الشطرمخروم من الصل ,وقدنقلته من أرجوزة " النافع" للجادري ,لن أبا الحسن بععن
هارون وصل سنده نظما بسند الجادري في هذه المنظومععة – النفععة الععذكر فععي العععدد الععذي
خصصناه له – .وقد تقدم قول الجععادري " :حسععبما أخععذت عععن – شععيخي الجليععل المععؤتمن –
محمد بن عمرا وغيره ممن درى – عن شيخه أبي الحسن ابن سليمان وعن – إلى قععوله عععن
المام الداني.
- 2عبدالواحد بن أحمد الونشريسي النف الذكر.
474
من غعععير ريب لحقعععععععععه ومععععععععععععععععععععععععععععععازه
وحققععععععععععععععه
بأصعععععععله فمععععا ثعععله وأعمعععععععععععععععععععععععععععععل
المقعععععععابلعة
مصححعععا إضعععافتععععععه خعععععععععععععععط لعععععععععععععععه
شهعععععععععععععععععععادتععه
وذاك في أوائعععععععععععل إلى المجيعععععز الفاضععل
من ععععععرة المئععععععينا ثانية الستيعععععععععععنا
قد انقعععععععضت للهجععععرة من بعد تسعمعععائعععععععة
إلى هنا انتهى ما نظمععه الونشريسععي ومععا ضععمنه مععن نظععم
شيخه أبي الحسن بن هارون ,وقد ذيل عليه بعده الشععيخ أبععو عبععد
الله محمععد بععن محمععد الرحمععاني بععإذن شععيخه محمععد بععن يوسععف
التاملي واصل سند الجازة من طريق التعريف إلععى شععيخ القععراءة
وإمامها نافع بن أبي نعيم ,ثم من شيخه محمد بن يوسف إلى ابععن
غازي ولعل من النسب أن نسوق ذلععك بتمععامه هنععا كمععا جععاء فععي
أصله المذيل به مع ما فيه من خروم في آخره.
سند التعريف كما ذيل به على الجازة السععابقة
الشيخ محمد بن محمد بن أحمد الرحماني.
لذي الجعععععلل الفعععععرد وقلعععععععت بعععععععد الحمد
بسند " التععععععععععريف" أتيععععععععععععت في تععريفعععععععععععي
أمععععععام هععذا الشععععأن إذ قععععععععععععال فيه الدانععععععععععي
سليل غلبععععععععون التقعععي حعععععععععععععععععععععععععدثني للزرق
)(1
عن ابن سيععف أخعععععععذا وذا ععععن ابن مععععععععععععععروان
- 1في الصل "رومان" والصواب "ابن مروان" كما في التعريععف والتععذكرة لطععاهرابن غلبعون
1/50واسم الشيخ كما تقدم ابراهيم بن محمد بن مروان الشامي.
475
ورش فكععن ممعععن فطععععن وذا ععععععععععععن الزرق عععععععععععن
فنلتها عععن أحمععععععععد أما لعبععععععععععععععععععععد الصمععد
عن ابن سهل الطعععائععععع عن أحمد بن جععععععععععععععامععععععع
عن ورشععععهم المعتمعععععد عن شيخعععععععععععه عبععععععدالصمعد
أما للصبهعععععععععععععي وقال أعنعععععععي الدانععععععععععععععي
طاهر المعععععععععب فالفعععععععععععارسي عن أبععععععععععي
الصبهعععاني الفطعععععععن عن ابن أحمعععععععععععد ععععععععععن
عن يعععععونس المواسعععععي وهو عن مععععععععععععععععععععععععواس
ورشععععهم في ذا اعععععنن وابن أبي طيعععععععععععععععبة ععععععن
وكعععلعععععععهم رواة فهعععععععععععؤل الهعععععععععععععععداة
عن المععععععععععععام لورشعععععععععععهم الخععععععععععععاشع
نعععععافععععععع
المععععععععععععروزي ولبعععععععععععي نشععععععععععععععععيط
النشعععععععععععيط
عن ابن معععععران تعععراه حععععععععععععدثني عبعععععععععععدالله
المععععععععععععروزي ععععععععععن ابن أشعث عععععععععععن
فاعتعععععععععععععن
إلى عععععععداه يا وون عن ابن مينعععععععا قععععععععععععالون
راوي ابن مينا الثععععانععععي رويت للحلععععععععععوانععععععععععععي
والواسععععععطي كل طععععععععععععريقتين للحسععععععععععن
476
حسععععععععععععن
ابن مجعععععععععععاهد عن الفتعى البغعععععععععععععدادي عن
اللسععععععععععععن
كععععععععل سنععععععي وهععععععععو عن الحلععععععععععععوانعي
الشععععععععععأن
عن فارس الضعععععابعععععط ثم طعععععععريق الواسععععععععععععطعي
وذا روى عن جهبععععععذيعععععععع وهو ععن نجعععععععععععععععل الحسعين
ونجععععععل هعععععارون علععععععي هما ابن صالح السنععععععععععععععععي
عن أحمد الحلععععوانعععععععي الواسطي الربعععععععععععععععععانعععععي
كمععععععععععععععا مضى وذا عن ابععععععن مينعععععععععععععععا
يقينعععععععععا
حععععععععععععدثني وقال ذاك الراضعععععععععععععععععععي
للقاضععععععععععععي
)(1
عععن .................عنون طعععععععععاهر ابن غلبععععععععععععون
قاضي القضاة العععديعععععن عن ابعععععععععن جعفععععععععر ععععن
رواتععععععععععه ذوو الععععععععععععع ععععععععععععععن ابن مينا هععععععععؤل
أمععععععععععععععا عن ععععععععععن نعععععععععععععافع المهذب
477
المسيبععععععععععي
عن كعععععععععاتب فلبنععععععععععه رويتععععععععععععععععه
وعيتععععععععععععععه
عن الزكععععععععي ابن عن ابن موسى ذي الحجععععععععععععج
)(1
فععععععععععرج
أبيععععععععععععععععععه .............. عن ابن إسحعععععععععععاق ععععععععن
فعن فتععععععععععععععى أما لنجل سععععععععععععععععععععععدان
خراسععععععععان
طععععععععععععععاهر عبدالععععععععععععععزيز عن أبععععععععي
المقععععععععععععرب
- 1كذا ذكر ابن فرج بالجيم ,تبعا لبن غازي وفي التعريععف المطبععوع بتحقيععق شععيخنا الععدكتور
الراجي بالحاء وكذلك هو عند ابن الجزري والخطيب البغدادي وغيرهما كما قدمنا.
478
)
عن ابن ....................عن عن ابن عيسعععععععععى المعتنععععععععي
عن نافععععععععععع إسحعععععععععععععاق المسيبععععععععععي
المطععععععععععععيب
رويععععععععععععععت في ولبععععععععي الزععععععععععععععععععراء
القعععععععععراء
نجل مجععععععععاهد عن أبععن أحمععععععععععععععععععد عن
السععععععععععععععني
حعععععععععععععععععععدثني لبععععععععع وقععععععععععععال أيضعععععا ذو الرج
)(2
فععععععععععرج
- 1خرم بالصل.
- 2كذا ذكر ابن فرج بالجيم ,تبعا لبن غازي وفي التعريععف المطبععوع بتحقيععق شععيخنا الععدكتور
الراجي بالحاء وكذلك هو عند ابن الجزري والخطيب البغدادي وغيرهما كما قدمنا.
479
عن عبد باقععععي المرشععععد فعععععععععععععارس ابن أحمععععععععععد
)(1
للععععععععععععععععدوري أيضععععععععا عن زيد عن نجل فعععععععععععععععرج
حععععععععرج
عن نافعععععع المطعهععععر وهععععععععععععو عن ابن جعفععععععععر
أخععععععععععععذ عن كم تعععععععععا ثم المععععععععععععععععام نافعععععععععع
الهععععععععععععععععععععععععععععععععععذل كمسععععععععععععلم بن جنععععععععدب
النعععععععععععععسب
وابن نصععععععاح ميععز والععععععععععرج بن هعععععععععععععرمز
- 1كذا ذكر ابن فرج بالجيم ,تبعا لبن غازي وفي التعريععف المطبععوع بتحقيععق شععيخنا الععدكتور
الراجي بالحاء وكذلك هو عند ابن الجزري والخطيب البغدادي وغيرهما كما قدمنا.
480
ونجععععععععععععععععل قعقعععععععععععع وكابن رومعععععععععععععان المجيععععععد
يزيعد
أبي هععععععريرة وععععععن عن ابن عبععععععععععععععععاس وععععن
أبععععععععععععععععععععععععععععععععععععععع فتى لعيعععععععععاش عععععععععععن
المؤمععععععععععععن
مخععععععععععععععععترق السعععععععععع عمعععععععن عليه أنعععععععععزل
العععععععععععععععل
481
علععععععععععععععععيه فعععععي كععععع صعععععععلة ربععي والسعععععععلم
مقعععععععععععام
أقرأه أزكعععععى قيعععععل عن المععععين جبريععععععععل
عععععععن قلعععععععععععععععععم ععععععع ثم عن اللعععععععععوح الجميعععععل
الجلعععععععععيل
وفضععععععععععله بععععععععل انتهععع لله جعععععععل المنتهعععععععى
ععععن شبهعععععه مثععال سبحعععععععععانه تععععععععععععععععععالى
482
مسلسعععععععععععععععل فععععععععي يا سعد من قد انخععععععععععرط
النمعععععععععععط
منععععععععععععععععععععه علعععععععععععع فنعمععععععععة القعععععععععععععععععرءان
النسععععععععععععععان
تعععععععععععدفع كل نقمععععععععععة أجععععععععل كل نعمعععععععععة
أعظم بعععععععذاك ذخعععرا دنيععععععععا كعذاك أخعععععععرى
الهنا الهعععععادي السععععلم فكيععععععععف ل وهو كعععععععععععلم
483
عمعععععن مضعععععععععععععى ومععععع كععععععععان لنا به الشععععععععععععرف
سلععععععععف
لنصعععععععععععععه بالععععععذكعععععع كمعععععععا أتى في الذكععععععععععععععر
وفضعععععععععععععععععععععععععععععععععع بحعععععععععععوله وقععععععععوتععععععععه
ومنعععععععععععتععععه
فاقعععععععععععععععععععععرأ بععععععععععع قد جعععععاءنا في " فاطععععععععععععر"
وفععععععععععععاخعععر
484
وسععععععععععععععععععابق كععععععععععع فظععععععععععععالم ومقتصعععععععععععععد
سععععععععععععععععد
لديععععه واجتبعععععععععاه قعععععد اصطفعععععععععععععاه الله
في "يدخلعععععععون" الحععاوي ذلك من ذا العععععععععععععععععععععواو
بالتفععععععععععععاق الوافعععععععععع ثلثعععععععععععة الصنعععععععععععاف
خير...................القضعععععا قعالت ..........الرضععععععععععععا
لما حكعععععاه الععععراوي عنعععععععععععععععيت كتب الععععواو
لموجععععععععععععععععععععععععععععععععع بالععععععععععععععذهب البععععععععريز
التمعععععععععععييز
الواضععععععععععععععععععععععععععععععععع لحععععععععععععامل القعععععععععععرءان
البرهعععععععععععان
شكععععععععععععععرا بععععععععععل تنا فالحمععععععععععععد لللعععععععععععه
علععععععععععى النعععععععبي بععععععع ثم الصعععععععععععععلة والسعععلم
التمعععععععععععععام
لنيلنا دار السعععععلم فهي لنا مسك الختععععععععععععععام
ثم ذكر الشيخ الرحماني سنده من طريق شععيخه محمععد بععن
يوسف على لسان الشيخ وأقره الشيخ عليه في آخره فقال :
عبيعععععععععععده محمعععععععععععععععد وبعد ربعععععععععععععي أحمععععععد
بذنبه معتعععععععععععععععععععععععععرفا يععععععععععرف بابن يوسفعععععععععا
المالكععععععععععععععي مذهبعععععععععا التاملعععععععععي نسبععععععععععععععا
485
على النبي إذ ألهمعععععععععععععععععا مصليععععععععععا مسلمعععععععععععا
الصععععععععععععععتالح الشععععععععهير أروي عن الصغععععععععععععععععععير
............................... المستغانمي النسععععععععععععععععب
لنعععععععععععافع ذي الفخععععععععععر طريقة في " العشعععععععععععععععر"
الحعععععععععععرمي التالععععععععععععي ععععععععععععععن شيخه الزروالي
............................... الحسععععععععني النسعععععععععتب
)(1
أستععععععععاذه اللمطعععععععععععععي عن شيخعععععععععه الزكععععععي
عن شيخعععععععه الصغععععععععععععير عن ابن غعععععععععععازي الععخير
........-عفيفا................. قد كان ذا ال...............
عنععععععيت في المقععععععععععععععععال أستععععععععاذنا الزروالعععععي
................................ نععععجاه....................
)(2
.............................. .............................
بعععععععععذاك أيضا فانجلععععععععى أخبرنعععععععععي شيخ العععععععدل
................................. عني شععععععععععععععععك فيهععععا
الصععععععععععععالح الممجعععععععععععد .....................محمععععععد
وذي المقعععععععععععام المرتضعععععععى ابن أبعععععععععععي بكعععععععر الرضا
ثم قال بعد أبيات في فضل السند :
-هو المام أبو سعيد وأبو عمرو عثمان بن عبدالواحد اللمطي تقدم في أصحاب ابن غازي. 1
-خروم متصلة يبلغ الساقط معها ستة أبيات لم يبق منها إل قوله في السادس " عز وجل". 2
486
الحعععععععععععرمي التععععععععععععععالي به إلععععععععععععى الزروالعععععععععععي
سنععععععععععدي عنه فخععععععععععععذا عن ابن هعععععععععععارون فعععععععععذا
وحبله موصععععععععععععول: وهععععععععععععو الذي يقععععععععععول
إلى النبععععععععععي الرسععععول بسنة الععععععععععععدول
الحمعععععععععععد لله العلعععععععععععععي " قال ابن هعععععععععارون علعععععععي
وآله أزكععععععععععى العععععععدول مصليعععععا على الرسععععععععععول
إلى هنا انتهت هذه الجازة النظمية التي تعتععبر نموذجععا آخععر
من إجازات مدرسة أبي عبدالله بعن غععازي ,وقععد ذيلهعا الشععيخ أبعو
عبدالله محمد بن يوسف التملي بخط يده فقال:
"الحمد للععه ,وصععلى اللععه علععى سععيدنا محمععد وآلععه وصععحبه
وسععلم ,مععا سععطره أخونععا فععي اللععه ومععن أجلععه السلسععلة الععتي
سطرت (1) ...وهو الستاذ الضابط المتقن سيدي محمععد بععن محمععد
المدعو الرحماني.
ثم كتب أسفله :محمد بن يوسععف أصععلح اللععه شععانه ,وأزال
عنه ما شانه ,بالنبي وآله وصحبه").(2
ونورد لتمام الفائدة نص إجازة الشيخ أبي عبدالله محمد بععن
يوسف التملي لبي عبدالله الرحمععاني المععذكور لنععه يسععاعد علععى
تكميل النقص الموجود في الجازة النظميععة السععابقة ,كمععا يعطينععا
أيضا صورة أخرى عن إجازة مشايخ هذه المدرسة في صدر المععائة
الحادية عشرة ومععا أعقبهععا ,وهععذا نصععها كمععا وقفععت عليهععا ضععمن
المجموع النف الذكر فععي خزانععة أوقعععععاف آسفععععععي ,وفيهععا هععي
أيضا طائفة من الخروم تركنا مواضعها على حالها.
487
-3إجازة الشيخ أبي عبــدالله محمــد بــن يوســف التملــي
لبي عبدالله الرحماني )ت بعد 1070هـ(.
يقول في أولها " :أما حمد الله والثنععاء ...فيقععول عبيععد اللععه
تعالى المسععتند بظهععره الضعععيف إليععه ,المتوكععل فععي دقيععق المععر
وجليله عليه ,المرتجي منائح الصفح وبرودة العفو يوم الوقوف بين
يععديه :محمععد بععن يوسععف التملععي نسععبا ,المراكشععي نشععئا ودارا,
مخاطبا من أفرغت عليه أبهات المعالي ,وتوج تاج مفععاخر السععؤدد
من شذور الللي ,من العلماء المرضيين فععي عصععرنا ,ومععن ألقععت
إليه العدالة أعنتها في مصرنا ,وسععاداتنا الشععرفاء المنتسععبين لنععبيه
أن يضعوا أيديهم على مكتوبنا هذا ,ويشهدوا على أني:
"أجزت الطالب النبيل الستاذ المرتل لكتاب الله – عز وجل
– سيدي محمعد بعن محمعد بعن أحمعد الرحمعاني بالروايعات السعبع
والطرق العشرية ,وفيمععا حضععره لععدينا مجالسععة فععي "الشععاطبية"
وسمعه من " جر السطر") (1رسما وأداء وضبطا علععى نهععج سععلفنا
في ذلك.
فقد قرأ علي نبذة من كتاب الله تعالى بجميع ما ذكر لتقانه
في ذلك أي إتقان ,وإمعانه في ذلك غاية المعان ،وليس ذلك لعلععو
قعدري ,وتفععوقي علعى أهععل دهععري ,فعإني أحقعر عبعاد اللععه تععالى
وأضعععفهم وأهععونهم فضععيلة وإفضععال ,وإنمععا ذلععك لتقهقععر الزمععان,
وذهاب العلماء العيان ,وانقراض الكابر والقران.
خلت الديار فسدت غير مسود ومن الشقاء تقردي
)(2
بالسؤدد
- 1يراد به عند مشايخ القراءة إلى اليوم ما يضعه الشيخ أثناء تصحيح اللوح من حطيات تشير
إلى الرسم والضبط.
- 2البيت في عيون الخبار لبن قتيبة 1/268نسبة لرجل من حثعم دون تعيين.
488
وإذا خلت الدسوت) (1من الرخاخ برزت فيها البيادق ,فهععا أنععا
كالهشيم الذي تذروه الرياح قلعا ,ويكاد يحتاج إليه عند فقععد الربيععع
للضرورة إلى المرعى كما قيل:
)(2
وصوح نبتها رعي الهشيم ولكن البلد إذا اقشعرت
وحععدثته بمععا تلقيتععه عععن شععيوخي الععذين اعتمععدت عليهععم,
وأسندت قراءتي إليهم,
-فمنهععم الشععيخ الصععالح البركععة المطيععع للععه فععي السععكون
والحركة العالم المحقق المدقق المفيد الذي انبسععطت بركتععه فععي
الديار المغربية على القريب والبعيد ,أبو علـي سـيدي الحسـن
بن محمد السالمي شهر بالدراوي).(3
-والشيخ الصععالح الجععامع الضععابط المتقععن سععيدي محمععد شععهر
بالصغير المستغانمي).(4
والشععيخ الحععافظ العععالم المععام محمععد بععن يوسععف -
)(5
المساري التارغي به شهر.
والشيخ أبي العباس سيدي أحمد الفشععتالي بععه شععهر. -
)(6
489
والشععيخ الفقيععه ...العععارف سععيدي محمععد الشععريف -
التلمساني شهر بالمريي).(1
وخاتمة السانيد المحققين الخير الحافظ سيدي أحمععد -
)(2
بن شعيب به شهر .
رفع السانيد :
أما سععيدي الحسعن فيععروي عععن شععيخه عيسعى بععن موسععى
الراشدي عن ابن أطاع اللععه عععن ابععن غععازي .ويععروي عععن الشععيخ
المنجور أيضا عن ابععن هععارون عععن ابععن غععازي .ويععروي أيضععا عععن
الشيخ الزروالي الشريف).(3
وأما سيدي محمد الصغير فعععن الزروالععي أيضععا ,وعععن أخيععه
عبدالله المستغانمي ,وعن سيدي عيسى بن موسى المععذكور عععن
سيدي بلقاسم بن ابراهيم الدكالي – يعني عن ابن غازي .-
)(4
وأما الترغي فيروي ععن ...بعن محمعد ,وععن ابعن هعارون
وعن والده.
وأما الفشتالي.(5) ...
وفي الجازة بتر ذهب بأكثر ما ذكره في آخرها ,وقد ختمهععا
بقوله" :وحدثني شيخنا الصغير – رحمه اللعه – وقعت قرائتعي عليعه
بالقراءات العشععر والسععبع أن شععيخه الشععريف الزروالعي المععذكور
كان يتردد بين الحرمين الشريفين حتى مات بأحععد الحرميععن ,وأنععه
كان يلزم الروضة النبوية – على ساكنها أفضل الصععلة والسععلم –
- 1ترجمته في العدد الماضي برقم .11
- 2هو صاحب كتاب " إتقان الصنعة في التجويد للسبعة " ترجمنا له فععي العععدد الماضععي فععي
رقم .13
- 3هو الشيخ محمد بن عبدالرحمن صاحب تقريب النشر في طرق العشععر " ترجمنععا لععه فععي
مشيخة القراء من مدرسة ابن غازي رقم .6
- 4يعني أبا الحسن علي بن هارون صاحب أبي عبدالله بن غععازي صععاحب الجععازة المنظومععة
في قراءة نافع المذكورة آنفا.
- 5سقط باقي السند بسعبب الخععروم والمحعو العذي أصعاب أسعفل الوراق وبععض أطرافهععا,
ويمكن الرجوع في معرفة اتصال الفشتالي بابن غععازي إلععى أول إجععازة البوعنععاني للشععرقي,
فقد ذكرفيها أنه يروي القراءة عن أبي القاسم بن ابراهيم عن ابن غازي.
490
بقراءة كتاب الله العزيز حتى سمع النداء من قبل الروضععة :هكععذا
أنزل علي ,فهذا والحمد لله تحقيق إجازة النبي – صععلى اللععه عليععه
وسلم – لهذا الشيخ في كتاب الله العزيععز ,فهنيئا لععه ولمععن اتصععل
بسنده ,لقربه من النبي صلى الله عليه وسلم.
ثم ختم الجازة بالدعاء ,وليس في أخرها تاريخ ول إشهاد.
-4إجازة أبي زيد بن القاضي لبي عبدالله الرحماني:
تقدم لنا في التقييد الذي وقفنا عليه للرحماني مما قيععد فيععه
ما قرأه على شيوخه من القراءات قوله :
" وقرأت على شيخنا الفقيععه السععتاذ الحععافظ المتقععن إمععام
القععراء بفععاس المحروسععة سععيدي محمععد بععن محمععد بععن سععليمان
البوعناني ختمتين بالسبع".
" وقرأت على شيخنا الستاذ الحافظ الضابط المتقن سععيدي
عبدالرحمن بن القاضي ختمة سبعية وختمة عشرية".
وهذا يعني أنه قد اتصل بالمحور العام الذي يسند منه رجععال
مدرسة ابن غازي من أهم طرقه ,ومنها:
-1طريق الشيخ أبي عبععدالله محمععد بععن يوسععف التملععي
المراكشي حسب الجازة رقم 3
-2طريق الشيخ أبي عبدالله محمد بن محمععد البوعنععاني
الذي ذكر أنه ختم عليه ختمتين بالسععبع ,وقععد رأينععا تفاصععيل
إسناده في إجازته لصاحبه أبي عبدالله الشرقي ,فتكون هي
نفسها أسانيد الرحماني من هذه الطريق.
أما أبو زيد بن القاضي فإنه كتب لععه إجععازة بخطععه نععثرا ,ثععم
عطف عليها أخرى نظما اقتصر فيهمععا علععى رفعع السععند إلععى أبععي
عبدالله بن غازي ,وهذا نص إجازته النثرية:
نص الجازة النثرية:
491
بسم الله الرحمن الرحيم ,الحمد لله الععذي فضععلنا باليمععان,
وأكرمنا بحفظ القرءان ,وخصنا ...خير النام ,سععيدنا ونبينععا ومولنععا
محمد عليععه مععن مولنععا أفضععل الصععلة وأزكععى الرحمععات وأطيععب
السلم.
أما بعد فقد قرأ علي الطالب النجيععب ,الحععاذق اللععبيب ,أبععو
عبدالله محمد بن محمد الرحماني المدعو بابن الحاج ,ختمة واحدة
من كتاب الله العزيز جمع فيها بقراءة الئمة السبعة المشهورين –
رضي الله عنهم ونفعنععا بهععم ,وحشععرنا فععي زمرتهععم ,بجععاه سععيدنا
ومولنا محمد وآله.
وحععدثته عععن الشععيخ المععام عبععدالرحمن بععن عبدالواحععد الفيللععي
السجلماسي).(1
عن المام المفتي بمدينة فاس سيدي محمد بن أحمد -
بن محمد الحسني المدعو المريي.
عن شيخه المام أبي القاسم بن ابراهيم الدكالي. -
عن المام الشهير أبي عبدالله محمد بن غازي. -
وحععدثته أيضععا عععن الشععيخ المععام المحقععق الناسععك خاتمععة
السععانيد بمدينععة فععاس أبععي العبععاس أحمععد بععن علععي بععن شعععيب
الندلسي ,عن الشيخ المسن البركة أبي العباس أحمععد بععن محمععد
الفشتالي عن المام أبي القاسم بن ابراهيم المذكور.
وحدثته أيضا عن الشيخ الفشتالي المععذكور عععن الشععيخ أبععي
القاسم بن ابراهيم المذكور.
- 1في الجازة بدل الشيخ المذكور ذكر بععدله " عععن الشععيخ المععام أبععي القاسععم بععن ابراهيععم
الدكالي" ,وهو سبق قلم من المجيز إن كانت الجازة المذكورة بخط يده ,أو من الناسععخ ,لن
ابن القاضي لم يدرك أبا القاسم بن إبراهيم كما تقدم ,وإنما قرأعلى من قرأ عليه ,وقد كتبت
بدله السجلماسي المذكور لنه أكثر ما يسند القراءة عنه ,وكثيرا ما يكتفي بطريقه كمععا فعععل
في " إيضاح ما ينبهم على الورى" وفي " علمالنصرة" كما قدمنا.
492
"فله أن يروي عني ويروي للغير جميع ما قيده عنععي أو صععح
إسععناده إلععي ,واللععه ينفعنععا وإيععاه بععالعلم والعمععل الصععالح ,ويجعععل
القرءان حجة لنا ل علينا ,بجاه مولنا محمد وآله.
وفي ثاني ربيع النبوي المفضل عام ثمانية وثلثين وألف .ثععم
ذكر اسمه أسفل الجازة.
نص إجازته النظمية للرحماني :وقد أردف أبو زيععد بععن
القاضي إجازته النثرية بأخرى نظمية أكثر طرقا منها فقال:
)(1
بنععععععمعععععععة................ الحمعععععععععتد لله الععععععذي أكرمنا
محمد بحر الوفا غيث النعععععععععدى ثم صلته على شمس الهعععععععععدى
ذوي التقى سادتنا الكعععععععععععابر وآله وصحبه المشعععاهعععععععععععععععر
وبنسيم الروض وقت السحععععععععععر ثم سلم يزدري بعنعععععععععععععععععبر
)(2
بحر التقى وخير من به اقتعععععععععدى على إمام غربنا محمععععععععععععععد
أنا ومن عععععععذب فراته أستمعععد نجل أبي بكعععععععر عليععععععه أعتمد
وأصلح آل بيته وحعععععععععزبععععععه أمتعنا الله بطعععععععععول عمعععععععره
محمد فخععععععععر بني المطعععععععلب بجعععععععاه سيعععععععععععدي العععععععورى
المنتخععععععععب
أتى حمى سادتنا أهل الفخععععععععر وبعد فالعبد الذليععععل المحتقعععععععر
في وقتنا في سععععععععائر البلعععععدان الشعععععععرفا والفقها العيعععععععان
محمععععععدا في كععععععععل ما رويت ليشهدوا بأنني أجععععععععععععععععزت
قبيله بسوس من خير الععععععععععرب نجعععععععل محمعععععععد الرحعععععععامني
- 1بياض بالصل.
- 2يريد محمد بن محمد بععن أبععي بكرالمسععناوي الععدلئي أحععد فحععول علمععاء الزاويععة الدلئيععة
المتوفى بها قتيل كما تقدم سنة – 1059ترجمته في نشر المثاني ,2/43وربما قصععد محمععد
بن أبي بكر الدلئي شيخ الطريقة البكرية بهذه الزاوية ومؤسس إمارة الدلئين الذين استولوا
على فاس لهذا العهد.
493
النسعععععععععب
وضبطها في ختمة البعععععععععععداية الععععععععععععععععحافظ المتقن للرواية
قــراءة يغبطهــا الحـــــــــــــبر قـــــرأ علـــــي ختمـــــتين ذا
اللبيب الحـــــــــبيب
المتواترة عن خير النععععععععععععععام بمقرأ السبع الئمة الكعععععععععععرام
قدوتنا وشيخنا الهمععععععععععععععام حدثته بها عن المعععععععععععععععام
ابن عاشر أكرم به من ماجعععععععععد أبي محمد عبيد الواحعععععععععععععد
الحسني طيب النفعععععععععععععععاس عععععن شععععيخه المفععععتي بقطععععر
فعععععععععاس
شيخ الجماعة بفاس المرتضععععععععى ععععععن ابعععععن ابراهيعععععم قاسعععععم
الرضععععععععععا
محمد بن أحمد بن غعععععععععععازي عععععععععن شععععععععيخه المععععععععوقر
الممتعععععععععععععععاز
)(1
حدثته والحسنععععععععععععي الريب ثعععععم ععععععن ابعععععن القاضعععععي
والخروبععععععي
)(2
ثق بفهمععععععععه إمامه الفيللي وأول حدثني عن شيخععععععععععععععه
حسبما ذكععععععععععععععرته فلتعلمعا عععععن شععععيخه المفععععتي الععععذي
تقدمععععععععا
الراشدي المعبدي فحصععععععععععععل والثاني عن أستاذه أبي علععععععععي
494
حسبما أسلفته نلت المععععععععععععدد ععععن قاسعععم المعععذكورقبل فعععي
السنععععععد
أعلم أهل وقته في فنعععععععععععععععه وثالث حدثني عن شيخعععععععععععه
عن قاسم المذكور ذي الفضعععععال نجل شعيبهم عن الفشتالععععععععععي
معترف وقلة التحريععععععععععععععععر مع أني بالعجز والتقصعععععععععععير
سبحانه وعنده علم الكتعععععععععاب والله يلهم الجميع للصعععععععععواب
على النبي المصطفى خير النععععام ثم الصلة دائما مع السععععععععلم
وكتب أبو زيد بن القاضي أسفل هذا قوله:
"قرأ علععي الفقيععه الجععل التععالي لكتععاب اللععه – عععز وجععل –
الستاذ سيدي محمد بععن محمععد الرحمعاني ختمععة بالسععبع ,وحععدثته
بذلك عن شيخنا ومفيدنا سععيدي عبععدالرحمن الفيللععي عععن شععيخه
المفتي بمدينة فاس الشريف المريي عن شيخه سيدي قاسععم بععن
إبراهيم ,عن المام ابن غازي".
وكتب عبد الرحمن بن القاضي أواخر ربيــع الثــاني
من عام تسعة وثلثين وألف".
ثم كتب بعدها :
)(1
"وكععذا قععرأ علععي ختمععة بععالقراءة العشععرية ,وأجزتععه فععي
"الجمعين" بهما والرواية لهما والسلم .وكتبه عبدالرحمن المععذكور
في التاريخ أعله ,وتحته أسماء من شهدوا على الجازة وهم هكذا:
عبد العزيز بن علي الفيللي وفقه الله محمد بن أبي بكر
كان الله له.
-يعني بالطرق العشر المروية عن الربعة عن نافع وتسمى بع"العشر الصغير". 1
495
)(1
خار الله لععه .وعبععدالكريم بععن محمععد وعبدالله بن محمد الفيللي
المحجوب ومحمد الحشادي لطف الله به.
لطف الله به.
وقد ذيل الرحمععاني هععذه الجععازات مععن ابععن القاضععي بهععذه
البيععات تحععت عنععوان "هععذا سععند شععيخنا سععيدي عبععدالرحمن بععن
القاضي" ,ثم ساقها ,وهي قطعة جمع فيها أهم إسناد
للمغاربة في رواية ورش كما قدمنا قال:
سعععععععععععععيدنا الفيللعععععععععععععي أجازنعععا تجويعععد رسععععععععععععم
عبدالرحمعععععععععععن القععرءان
عععععن ابععععن غععععازي الراقععععي ععععن شعععيخه المفعععتي ععععن
للمعالععععععععععي الدكععععععععالي
عععععععن السععععععماتي الرضععععععي ععععععن الصعععععععععغير ععععععن
التالععععععععععععي الفيعععللععععععي
عععععن أبععععي جعفععععر الكريععععم عن شيخه الزواوي عععن أبععي
المؤتمعععععععععععن الحسععععن
عن ابن حسنععععععععون ععععن ابععن ععععن شعععيخه العطعععار نععععم
بقععي المتقعععععععععي
روى عععععععن الطععععععبري نعععععععم ععععن شعععيخه ينسعععب لبعععن
الملجععععععععععععا الععععععععرجا
ععععععععن يوسعععععععف الزرق دون وابععن نفيععس قععل عععن ابععن
)(2
خععععععععععلف سيععععععف
سعععععععليل هرمعععععععز فنععععععععم عن ورشهم عن نافع الرضععا
- 1هو من أساتذة الرحماني وقد قال في " تقييد ما قرأ به على أشياخه " كما تقدم ":وقرأت
على شيخنا الستاذ المحقق سيدي عبدالله بن محمد الفيللي واحععدة بالسععبع وأخععرى بالسععبع
والعشر إلى قوله تعالى "وواعدنا موسى".
- 2في السند انقطاع بين ابن نفيس وابن سيف سقط فيه أبو عدي عبدالعزيز بن محمد.
496
المؤتمععععععععععععععععن وعععععن
ععععععن الرسعععععول المصعععععطفى ععععن أبعععي هعععرة ععععن ابعععن
بالقععععععععععرب كععععععععععععب
واغفعععععععر ذنوبنعععععععا ومعععععععن بجعععععععاههم يسعععععععر لنعععععععا
علمنعععععععععععععععا أمعععععععععععععععورنا
والفععععععععععععععوز بالجنععععععععععععععة واختعععععععم لنعععععععا اللهعععععععم
)(1
والسعععععععععععععععادة بالشهعععععععععععادة
تلك أهم أسانيد المشيخة المنتهية إلى الشيخ ابن غععازي مععن
طرق أكابر المتصدرين بفاس في المائة العاشرة ومععا بعععدها ,وقععد
رأينا منها أربعة نماذج مهمة الول للشععيخ أبععي عبععدالله البوعنععاني,
والثاني لبي الحسن علي بن هارون ,والثالث لبععي عبععدالله محمععد
بن يوسف التملي ,والرابع لبي زيد عبدالرحمن بن القاضي.
- 1توجد القطعة المذكورة ضمن مجموع بخزانة أوقاف آسفي والخزانععة الناصععرية بتمكععروت
)دليل الخزانة .(174
497
الفصـــل الثـــاني :امتـــدادت الطـــرق
المتفرعة عن مدرسة ابن غازي:
ولقد تفرعت من هذه الطرق الربعة في الشععمال والجنععوب
والشرق شعب ل تعد ول تحصى كانت تسند منها القراءة في هععذه
الجهات من المغرب وصععل لسععانيد المشععيخة هنالععك بأكععابر رجععال
هذه المدرسة.
إل أن الملحظ أن السناد من طرق الثلثة الوليععن سععرعان
ما تقلص وضعف شأنه حتى ل يكاد يوجد ,وذلك أول بسبب التدهور
الععذي بععدأت تعرفععه علععوم القععراءات فععي الجملععة منععذ أول المععائة
الحادية عشرة ,وثانيا لغلبة السناد من طريق أبي زيد بن القاضععي
بسبب زيادة الشهرة وكثرة الصحاب وزيادة التقان وتأخر الوفععاة,
إذ عاش إلى سنة 1082هع ,وهي عوامل كان لها أثرها الكععبير فععي
توجيه مسار القراءة في النصف الثاني من المععائة الحاديععة عشععرة
وما بعدها حتى كاد يستبد بالميدان وحععده بل منععافس وخاصععة بعععد
موت البوعناني سنة 1063هع كما تقدم ,ولهذا صعار كمعا قيعل فعي
ترجمته " المرجوع إليه في ذلك الشأن ,والمعمــول عليــه
في أحكام القراءات ومعرفة وجوهها وتوجيهاتها وحفظ
مذاهب أئمتها ,فل تجد أستاذا بالمغرب إل وقد روى عنه
أو عن تلمذته").(1
وقد قرأ عليه أعلم كبار انتشرت القراءة من طرقهععم عنععه ,وأهععم
المذكورين منهم بذلك:
الطرق عــن أبــي زيــد بــن القاضــي شــيخ الجماعــة
بفاس:
- 1وصفه بهذا في صفوة من انتشعر لمحمعد الصعغير اليفرنعي 168-167وتبععه فعي السعلوة
.224 -2/223
498
-1أبععو عبععدالله محمععد بععن عبععدالله السععرغيني الشععهير
بالهواري )ت 1105هع( وهو من شععيوخ أبععي العلء المنجععرة
التي.
محمد بن مبارك السجلماسععي إمععام مسععجد الشععرفاء -2
)(1
بفاس وصاحب القصيدة "الدالية" في الهمز )ت . (1092
أبو زيد عبدالرحمن بن عبد القععادر الفاسععي صععاحب " -3
القوم في مبععادئ العلععوم" و "اللمعععة فععي قععراءة السععبعة"
و"التقييد لما شرد من نصوص الدرة والقصيد").(2
أبععو عبععدالله محمععد بععن عبععدالقادر الفاسععي )-1042 -4
)(3
. (1110
أبو عبالله محمد بن العربععي بععن أحمععد الفشععتالي )ت -5
.(4) (1092
أبو سععالم عبععدالله بععن محمععد بععن أبععي بكععر العياشععي -6
صععاحب الرحلععة المعروفععة بععع"مععاء المععوائد" أو "الرحلععة
العياشية").(5
الطيب بن عبدالرحمن بععن أبععي القاسععم بععن القاضععي -7
ولد أبي زيد بن القاضي المذكور).(1124) (6
أبو عبدالله محمد بن أحمد بن أبععي المحاسععن يوسععف -8
)(7
الفاسي )ت . (1084
499
أبو عبدالله محمد بن محمد الفرانععي السوسععي شععيخ -9
النوري صاحب "غيث النفع" نقل عنه كععثيرا فيععه )ت (1118
).(1
-10أبو عبد الله محمعد بعن محمععد بعن أحمعد الرحمعاني صعاحب
"تكميل المنافع في قراءة نافع" وغيره )ت بعد .(2) (1070
-11أحمععد بععن حمععدان بععن محمععد بععن علععي بععن ....التلمسععاني
)(3
الجرجاني )ت في عشرة التسعين بعد اللف(
-12وأبو إسحععاق ابراهيم بن محمعععد السعععريفي القصععري مععن
)(4
ولد ابن حمو الشاوي )ت (1070
-13أبععو المكععارم الراضععي بععن عبععدالرحمن السوسععي صععاحب
)(5
المؤلفات والتقاييد عن مشيخة فاس ) ت (1113
-14أبعععو الفضعععل وأبعععو سعععرحان مسععععود بعععن محمعععد جمعععوع
السجلماسععي صععاحب "الععروض الجععامع فععي شععرح الععدرر
اللوامع" و"كفاية التحصيل فععي شععرح التفصععيل" وغيرهمععا
)(6
من المؤلفات ) ت بسل سنة (1119
- 1اعتمد عليه النوري كثيرا في كتابه وذكر له أرجوزة في أحكععام "ءالن" فععي سععورة يععونس
سماها " غاية البيان"
- 2هو صاحب الجازات التي سقناها عن قريب.
- 3ترجمته في مناقب الحضيكي .79-1/78
- 4ذكره الستاذ سعيد أعراب في القراء والقراءات بالمغرب 113-112وذكععر أنععه اسععتوطن
القصر الكبير.
- 5ترجم له سعيد أعراب وذكر طائفة من مؤلفععاته وذكععر أنععه كععانت لععه شععهرة عريضععة أيععام
السلطان المولى إسماعيل قال ومن أجععل تلميععذه أبععو القاسععم بععن درى الشععاوي" – القععراء
والقراءات بالمغرب .114 – 113واسمه الشخصي محمعد والراضععي لقععب لعه ,وبعه سعمى
نفسه في مقدمة قصيدته " شفاء السقام الواقعة لكععثير مععن قععراء النععام ,فععي كيفيععة رسععم
مصاحف المام" حين قال:
الستاذ الراضي محمد يقععول راجي رحمة القدوس
السوسي.
وقد وقفت عليها ومعها شرح لععه أولععه قععوله "الحمععد للععه الععذي فضععلنا بحمععل كتععابه ,وخصععنا
بحفظه من بين عباده إلخ.
- 6تقدم التعريف به في شراح التفصيل لبن غازي.
500
-15أبو العبععاس أحمععد بععن محمععد بعن عثمععان البوزيععدي صعاحب
"تيسععير العسععير فععي قععراءة ابععن كععثير" فععرغ منععه سععنة )
)(1
(1084
-16أبعو العبعاس أحمعد بعن عبعدالرحمن بعن عبعدالملك الفيللعي
)(2
النصاري صاحب "سمط الجمان"
-17أبو إسحاق ابراهيم بن علي الدرعي صاحب الستدراك على
ابن القاضي فيما أغفله في كتابه "بيععان الخلف والتشععهير
والستحسان وما أغفله مورد الظمععآن" ,وقععد تقععدم ذكععره
في المؤلفات حول المورد).(3
-18محمععد بععن المفضععل الععذي وصععف أسععتاذه بكععونه "أعجوبععة
الزمان في فن القرءان").(4
-19علي بن أبي القاسم بن القاضي أخو أبي زيد).(5
-20عبدالرحمن الفيللي صاحب الجازة في القراءات أجازه بهععا
ابن القاضي وهي محفوظة بالخزانة الناصععرية) (6إلععى غيععر
هؤلء من الرواة الذين حملوا مذاهبه في القراءة وأسععندوا
من طريقه.
ولعل أسير الطرق عنه وأوسعها جمهورا هي طريععق الشععيخ
أبععي عبععدالله الهععواري السععرغيني وطريععق الشععيخ ابععن مبععارك
السجلماسي اللذين بدأنا بهمععا ,وقععد اشععتهرت الطريقععان علععى يععد
المقرئ الجليل أبي العلء المجرة ومنها تفرعت أسانيد المتععأخرين
حتى كادت تبقى وحدها الطريق المعروفة المتصلة بععابن القاضععي,
- 1له قصلئد ومؤلفات ذكرها سعيد أعراب في كتابه" القراء والقراءات بالمغرب ."116
- 2القراء والقراءات بالمغرب 117
- 3يوجد استدراكه المذكور مخطوطا في خزانة تطوان في المجموع رقم .344
- 4ذكره الستاذ محمد بلوالي في دراسته لكتاب " إيضاح ما ينبهم علىععالورى " لبععن القاضععي
نقل عن تقييد في مجموع في خزانة الشيخ ابراهيم الهللي بمكناس.
- 5ذكره في نشر المثاني .1/276
- 6توجد في مجموع برقم ) 3116دليل خزانة دارالكتب الناصرية .(212
501
وخاصة من طريق ابنه أبي زيععد المنجععرة وطريععق محمععد بععن عبععد
السلم عنه عن أبيه أبي العلء المنجرة المذكور بسنده.
ولهمية هذه الطريق نتوقف عندها مرة أخعرى لنتتبععع نمعاذج
من أسانيدها واتصالها بالمحور العام الذي سبق أن عرضنا تفاصيله
في إجازة البوعناني لبي عبدالله الشرقي وبععاقي الجععازات الربععع
السالفة.
-5سند الشــيخ أبــي العلء ادريــس بــن محمــد بــن أحمــد
المنجـــرة )ت 1137هــــ( مـــن طريــق ولــده أبــي زيــد
عبدالرحمن ابن ادريس المنجرة )1179 – 1111هـ( في
فهرسته.
يعتععبر الشععيخ أبععو العلء ادريععس بععن محمععد المنجععرة أحععد
أساطين هذه المدرسة وحاملي لوائها بعد أبععي زيععد ابععن القاضععي,
أجمع من ترجموه على جللة قدره في هذا الشأن ,وكان ولده أبععو
زيد من بعده خلفا له في إمامة هذا الشععأن وأحععد أعلم المدرسععة
المغربية الذين ترامت أصداؤهم إلى كل مكان.
وقد أحسن الشيخ محمد بن جعفر الكتاني في ترجمتععه لهمععا
في نسق واحد فبالغ في التنويه ,فقععال فععي الخععر منهمععا":ومنهععم
شيخ جماعة القراء بفاس وإمام الحرم الدريسععي وخطيبععه المععام
العلمة المتفنعن السعتاذ المجعود العشعري المتقعن العولي الصعالح
المهتدى بهديه الواضعح ,أبعو زيعد سععيدي عبعدالرحمن ابعن العلمععة
الجامع شيخ جماعة القراء في وقته أيضا سيدي ادريس بن محمععد
بن أحمد المنجعري الحسعني الدرسسعي التلمسععاني ثعم الفاسععي,
قدموا إليها من تلمسان أواسط المائة التاسعة واستوطنوها.
ولد عام ,1111وكان شيخ المغرب كله في علوم القراءات
وأحكام الروايات ,إليه المرجع فيهععا فععي وقتععه ,مععاهرا فيهععا عارفععا
502
بطرقها وعللها وتوجيهاتها ,يحفظ قراءة العشر) (1متفننا في غيرهععا
مععن لغععة وعربيععة وبيععان ...وتععولى المامععة والخطابععة والتععدريس
بمسجد الشرفاء عام ,1164وبقي به نحو خمسة عشر عاما إلععى
أن توفي.
وكعان مشعتغل بتعدريس العلعم صعابرا علعى القعراء ,يجلعس
بعنزة مسجد القروييعن) (2لقعراء القعراء وسعماع القعرءان ,وكعانت
الكابر تقصده لتجويد القراءة ,وكان يقرأ معهم كتب ذلك الفن في
الخميس والجمعة بقبة المدرسة الرشيدية.
أخذ القراءة عن والده ,وأجازه فيهععا بخععط يععده ,وفتععح عليععه
حتى فاق والده فيها ,ولما جلس للقراء رحل إليه الناس فقصععدوه
من كل جانب ,وانتفعوا به غاية النفع.
ومن أجل من أخذ عنه وانتفع به الشيخ أبو عبدالله محمد بن
عبدالسلم الفاسي ,والستاذ الشهر الشريف أبععو عبععدالله سععيدي
محمد بن عبدالرحمن التععادلوي الحسععني العمرانععي ,والسععتاذ أبععو
عبدالله سيدي محمد بن أحمععد الهبطعي ,والسعتاذ الععارف معولي
العربي بن أحمد الدرقاوي ,وقد عده في رسائله من جملة الشيوخ
الذين قرأ عليهم القرءان وانتفع بهم.
مؤلفاته :ثم قال في السلوة:
- 1يعني العشر الكبرى التي تشمل السبعة الذين فعي التيسيروالشععاطبية والثلثعة العذين فعي
التحبير لبن الجزري .وقد كان لوالده الفضل الكبر في دخول القععراءات الثلث الععزائدة علععى
السبع من طريق ابن الجزري في الدرة والتحبير ,وعنه انتشرت في المغرب.
- 2تقدم لنا ذكر الوقاف التي كانت جارية على بعض الكراسي في القروييععن والخاصععة بعلععم
القراءات والتجويد وفي جملتها الكرسي الذي عند عنزة القرويين ,وذكرنا أنه " كان يجود فيها
للطلبة من طلوع الشععمس إلععى ضععحوة النهععار – 1أبععو العلء ادريععس بععن محمععد بععن أحمععد
المنجرة – 2ابنه أبو زيد عبدالرحمن من بعده.
503
" وله – رحمه الله – تآليف عديدة كحاشية الجعبري الكبيرة,
وأخرى صغيرة على فتح المنععان ,وشععرح الداليععة) ,(1وحاشععية علععى
المرادي ,وفهرسة تعرض فيها لشيوخه).(2
تععوفي عععام ,1179وكععانت جنععازته شععبيهة بجنععازة المععام
الداني).(3
والده أبو العلء ادريس بن محمد المنجرة
قععال فععي السععلوة" :ومنهععم والععده الفقيععه العلمععة السععتاذ
المحقق الفهامة الشيخ الحجة البركععة الرحععال المرجععوع إليععه فععي
علم القراءة وأحكامها بل محال ,شيخ الجماعة بالمغرب أبععو العلء
ادريس بن محمد بن أحمد الحسني الدريسي المعروف بالمنجرة.
كـــان – رحمـــه اللـــه – عالمـــا مـــاهرا فـــي علـــوم
القراءات ,وشيخ المقرئيــن بفــاس والمغــرب كلــه ,إليــه
المرجع في ذلك ,وتخرج على يده فيه كثير مــن القــراء,
بل ل ترى من سوس القصى إلى طرابلس ونواحيها إل
من قرأ عليه أو على أحد تلمذته ,حتى إن من لــم يقــرأ
عليه وبطريقته ل يعد قارئا ,وكان يجلس للقــراءة عليــه
بعنزة القرويين من طلوع الشــمس إلـى ضــحوة النهــار,
كما كان يفعل ولده بعده.
وله تآليف شتى وتقاييد فععي علععم القععراءة نظمععا ونععثرا ,مععع
مشاركة في سائر العلوم الشرعية.
- 1هو شرحه المشهور المسمى " المقاصد النامية فععي شععرح الداليععة" أي داليععة ابععن مبععارك
السجلماسي شيخ أبيه ومن هذا الشرح 16نسخة بالخزانة الحسنية كما في )فهرسة الخزانععة
الحسنية .(160 – 6/157
- 2هي التي سنعتمدها في ذكرسنده.
- 3سلوة النفاس .272-2/270
504
وكان ذا همة عالية وهيبة وجد ,وحج واعتمععر وجاهععد ..وكععان
كثير الذكر ل يفتر لسععانه عععن قععراءة القععرءان والععذكر والتععدريس
والتعليم).(1
شيوخه:
لبي العلء ادريس شيوخ كثيرون من أهععل المغععرب ثععم مععن
أهل المشرق في رحلته.
فمععن شععيوخه بععالمغرب السععتاذ المعمععر سععيدي محمععد بععن
عبدالله السرغيني الهواري النف الذكر في أصحاب ابععن القاضععي,
قرأ عليه للسبعة ,ومن طريقه أسندها في فهرسته وأسندها عامععة
من أخذ عنه.
ومنهم أبو الحسن علي بن قاسععم بععن جميععل المععالكي نسععبا
)ت 1102هععع( ,وقععد أخععذ عنععه القععراءة أيضععا وروى عنععه بعععض
المصنفات ,وهو من أصحاب ابن مبارك السجلماسي ومن طريقععه
عنه أسند ابنه أبو زيد القصععيدة الداليععة كمععا ذكععر فععي أول شععرحه
عليها.
ومن شيوخه في القراءة أيضا الشيخ المقرئ محمد بن عياد
المسراكي من أصحاب أبي زيد بن القاضي وقد قرأ عليععه بالعشععر
الصغير بعدة كتب سيأتي ذكرها في سنده بها.
ثم رحل إلى المشرق في رحلة الحج فلقي جماعة من أهععل
العلم ومشيخة القراءات من أهل مصر منهععم الشععيخ أبععو عبععدالله
محمد بن قاسم بععن إسععماعيل البقععري المصععري) ,(2وأبععو السععماح
أحمععد بععن ضععرغام البقععري وسععواهم ممععن سععماهم فععي فهرسععته
المسماة " عذب الموارد في رفع السانيد".
- 1السلوة 273-272//2
- 2للشيخ أبي العباس أحمد بن ناصر الفيللي إجازة في رواية ورش حصل عليهعا معن الشععيخ
محمد بن قاسم البقري أجاز له بها في سنة 1122هع ذكرها الحضيكي في مناقبه .87-2/85
505
ولهذه الزدواجية عنععده فعي الخععذ اشععتهر عنععه فععي الروايععة
طريقان:
-1طريق المغاربة ,وهي التي أخععذها عععن شععيوخه بععالمغرب
وقرأ بها بمضمن الشاطبية والتيسععير والتعريععف فععي الجمعيععن
الكبير والصغير ,وأسانيده فيها في الجمعين من طريق أبي زيد
بن القاضي ,وقد أشععار فععي بعععض كتبععه إلععى دواعععي اقتصععاره
عليها بقوله " :وحيث جرى العمل عند أهل عصععرنا علعى ذلععك
اقتصرنا عليه ,لنه ل يصح الخذ إل بمععا روي مشعافهة ,فوقفعوا
عند ما حد لهم ,واقتصرنا على ذلك موافقة لهم ,لنهععم تولعععوا
بهذه الطريقة في المغرب").(1
-2طريق المشارقة ,وهي التي أخذها في رحلته عن الشععيخ
محمد بن قاسم البقري وغيره كالشيخ إسععماعيل إمععام الحععرم
المكعععي العععذي يسعععند القعععراءة معععن طريعععق الشعععيخ علعععي
الشبراملسي المصري.
واعتماده في طريق المشارقة على مؤلفات ابععن الجععزري :
النشر والدرة والتحبير.
أهم الطرق عن الشيخ أبي العلء المنجرة:
لعل في عبارة الشيخ الكتاني النفة الذكر التي جاء فيها في
سياق الحديث عن كثرة أصحاب أبععي العلء قععوله " :وتخععرج علععى
يده فيععه كععثير مععن القععراء ,بععل ل تععرى مععن سععوس القصععى إلععى
طرابلس ونواحيها إل من قرأ عليه ..ما فيه الكفاية في تمثل درجة
الشيوع والنتشار لطريق هذا المام في مختلععف جهععات المغععرب,
ولذلك فل يتأتى لنا الوقوف على جمهور الرواة الذين كانوا يمثلون
فعي جهععاتهم أمهععات الطععرق المتفرعععة ععن تلععك الطريععق ,ولهععذا
فسنكتفي هنا بتسمية بعض مشاهير أصحابه الععذين كععان لهععم فععي
الجهات التي تصدروا بها صععيت ذائع ومقععام محمععود مععن شععأنه أن
-ينظر في ذلك فهرسة ولده. 1
506
يجعل طرق القراءة تنبث من خلل الرواية عنهم في تلك المناطق
والجهات ,ثم نسعوق سعنده معن أهعم طريعق عنعه وأشععهرها وهعي
طريق ولده أبي زيد عبدالرحمن خليفتععه فععي حلقتععه وحامععل لععواء
مدرسته.
فمن أهم الخذين عن أبي العلء المنجرة:
-1ولــده أبــو زيــد عبــدالرحمن ,وسععيأتي ذكععر سععنده مععن
طريقه.
-2ولده الخر مولي العربــي بـن ادريــس ,قععال صععاحب
السلوة " :كان أستاذا ,وخرج عام 1150هع ع وشععارط بآسععفي,
وبقي هناك سنتين حتى توفي).(1
-3ولده أيضا المولى عبدالله بـن ادريـس ,وكععان أسععتاذا
أيضا "اشتغل بالقراءات على أخيه المولى عبدالرحمن ثم انتقل
إلى مراكش واشععتغل فيهععا بقععراءة العلععم ,وولععي فيهععا مسععجد
المواسين ,فكان يؤم به ويدرس إلى أن تععوفي عععام ,(2)"1175
وذكر في التحاف عن المولى محمد بن عبععدالله أنععه كععانت لععه
عناية خاصة به وبأخيه).(3
-4أبو القاسم بن علي بن درى الشاوي مولى السلطان
مولي إسماعيل العلوي ,وصفه ابن زيدان في "التحاف" بقوله
"آخر القراء والساتذة المحققين بالعاصععمة المكناسععية ,علمععة
جليل أستاذ مقععرئ ععارف كعبير ,نقعاد حعافظ لفعظ مجيعد ,لعه
مهارة كاملة وقدم راسخ ومعرفة زائدة بعلوم القراءات السععبع
وغيرها ,شهد له بذلك القادة العيان من أئمة هذا الفن المشار
إليهم بالعلم والعمل ومتانة الدين ,حله شيخه البركة المحصععل
507
الماهر المتسع المشاركة السيد محمد بن عبد الرحمان بصري
) (1شيخ القراء في زمانه بما لفظه:
"الطالب النجيب الحافظ المتقن المجود الريب ,الضارب فععي فععن
القراءة بسهم مصيب".
وكانت له ع رحمه الله ع لدى سيده السلطان المععذكور مكنععة
مكينة واعتبار ورفعععة شععأن ,انتصععب علععى عهععده عع رحمععه اللععه ع ع
للقراء والفادة ,فكان حامل لواء القراء في زمانه.
أما مشععيخته فسععمى ابععن زيععدان منهععم أبععا عبععدالله بصععري
المذكور ,وذكر أنه ختم عليععه سععبع ختمععات جمععع فععي الولععى بيععن
روايتي نافع وابن كثير ,وفي الثانية والثالثععة روايععة أبععي عمععرو بععن
العلء ,وجمع فععي البععاقي بيععن الئمععة السععبعة ..كععل ذلععك بطريععق
"التيسير" للداني وملخصه "حرز الماني" ,وأجازه مرتين بما لفظه
في الولى...
وساق نص الجازة وفيها قععوله " :قععرأ علععي جميععع القععرءان
المنزل على المختار من ولد عدنان ,سبع ختمات..
وبعد أن فصل كيفيععة الخععذ كمععا ذكرنععا قععال" :فكتبععت هععذه
السطر امتثال أمره ,ورجاء مغفرة خععالقي وسععتره ,بععدخولي فععي
زمرة خدمة كتابه ,الساعين رحمتعه عنعد فسعيح بعابه ,وصعلى اللعه
على سيدنا محمد وآله.
ثم ذكر له إجازة له ثانية جاء فيها قوله" :إن الطالب النجيب
الحافظ المتقن المجععود الريععب ...كنععت أجزتععه فيمععا سععلف بنحععو
- 1بيت آل بصري بيت عريق في علعوم القععراءات لعععدة قععرون ,وقععد ترجععم ابععن زيععدان فععي
التحاف لعدد من أعلمه ومنهم محمد بن عبدالرحمن بن بصري ,ويشترك في السم والنسب
مع المترجم ,ولكنه أقدم منه ويشتبه به وقد قدمنا ذكره في ترجمة أبي العباس أحمد الحبععاك
صاحب ابن غازي وذكرنا إجععازته لععه بععالقراءات السععبع وغيرهععا مععن المصععنفات فععي القععراءة
والرسم والتجويد ,وتوفي المجاز كما تقدم آخر ذي الحجة ) .991التحاف .(34 – 4/28أمععا
المذكور هنا فهو محمد بن عبعدالرحمن بعن أحمعد بصعري المكناسعي ترجعم لعه فعي التحعاف
ووصفه بحامل راية القراء وخاتمة الحفاظ والقراء ,وذكر أنه صلى بالمولى إسماعيل ليلة 27
رمضان فخلع عليه " دائرة" سنية ,وكتب له ولهل بيته ظهيرا بالتوقير والحععترام أوائل بربيععع
النبوي سنة – .1112ترجمته في التحاف .541-5/436
508
الثمان سنين في القراءة السبعية ,ولم يكن إذ ذاك منتصبا للقراء,
ول مكلفا بحمل أعباء القراء ,ولم يزل من ذلععك الععوقت إلععى الن,
مجدا في الجتهاد ,هاجرا للبطالة والرقاد ,حتى صار ع بحمد اللععه عع
من الفن المذكور مملوء الوطاب ,وعاد بلععح طلبععه إلععى الرطععاب,
واتسع في الحكام مجاله ,وصدق في ذلك فعاله ومقاله ,وانتصععب
للتعليم ,حسبما به اليوم كفيل زعيم ,والن طلب مني أن أشهد له
بذلك في كتاب ,ليرتفععع عنععه فيمععا ذكععر تخالععج الظنععون وخطععرات
الرتياب ,وليكون بيده حجة ساطعة إلى يوم الحساب.
فأجبته إلععى مععا سععأل ,وأسعععفته فيمععا رغععب وأمععل ,وكتبععت
أحرفي هذه شععاهدا لععه بالضععبط والتقععان والمهععارة فععي "الحععرز"
و"مععورد الظمععآن" ,والمعرفععة بالحكععام ,خصوصععا تخفيععف الهمععز
لحمزة وهشععام ,وأنععه مععن المنتصععبين لتبليععغ الروايععة ,المشععتغلين
بالحفظ والدراية ,البالغين في تحمل هذا العبء أقصى الغاية ,وقد
انتفع به من أهل السبع جمع كثير ,وجم غفير ,جعل اللععه ذلععك منععا
ومنه خالصا لوجهه الكريم ,وسببا للفوز بالنعيم ) (...إنععه ولععي كععل
خير ,وهو على كل شيء قدير.
وفععي سععادس جمععادى الولععى مععن التاسعععة عشععرة للمععائة
واللف.
تلك إجازة أبي عبدالله بصري له ,وهي من النمععاذج الرفيعععة
في إجازات العلماء ,إل أن الملحععظ أنهععا لععم تشععتمل علععى إسععناد
بصري ,ولعل الشيخ قد وصل به إحععدى الجععازتين وخاصععة الولععى
فتركه المترجم اختصارا.
وقد سمى صاحب التحاف مشيخة المترجم فقال:
مشيخته :ومن مشععايخ المععترجم أيضععا أبععو عبععدالله محمععد
الهواري ,وأبو العلء ادريس المنجرة ,وأبو عبععدالله محمععد الخععبزي
التادلي ,والشععيخ مبععارك الشععرادي الععزراري ,وأبععو عبععدالله محمععد
الصواف الفيللي ,والسيد الراضععي السوسععي ,وأبععو علععي الحسععن
509
أزكار السوسي ,وسيدي سعيد بن ميمععون الععدغمي ,وأبععو الحسععن
علي بععن مبععارك المصععباحي العجلععي ,والحععافظ سععيدي أحمععد بععن
مبارك الفيللي ,وسيدي أحمد بن المتقي الفيللي اللمطععي ,ولقعي
العارف بالله سيدي أحمد الحععبيب الفيللععي وعععرض عليععه مسععائل
في هذا العلم سؤال ومذاكرة".
ثم ذكر طائفة من مؤلفاته سبق التعرض لذكرها فيمععا تقععدم
مععن البحععث ,وهععي كتععابه "حفععظ المععاني" وهععو شععرح علععى كنععز
المعاني للجعبري في مجلدات ,وكععان تععأليفه لععه بععأمر مععن شععيخه
سيدي أحمد بععن مبععارك الفيللععي المععذكور لمععا ورد مكنععاس سععنة
,1135وسمى من تآليفه شرح الهمز وتقييدا على ابن بععري وغيععر
ذلك وذكر له شعرا في التنويه بحرز الماني للشاطبي سبق ذكععره
في آراء العلماء في قصيدة الشاطبي المذكورة .وذكر وفععاته سععنة
1150هع).(1
)(2
ولبي القاسم بن درى مؤلفات أخرى ذكرها بعض الباحثين
منها "تنبيه السالك إلععى جنععي ثمععار داليععة ابعن المبععارك ,وهععو معن
الشروح التي وضعت على دالية محمد بن مبارك السجلماسي في
الوقف على الهمز).(3
ومنها قصيدة في " التصدير" وبيان الوجه المقدم فععي الداء
أولها قوله:
لمن تله وذا فضل حمدا لمن جعل القرءان ذا شرف
لمن عمل
وبعد خذ صدر ذي الوجهين منفردا).(4
510
-5أبو عبد الله محمد بن القاســم بــن محمــد بــن بــان
أحمد بن علي المرابط أرارو العلمي.
من أكابر أصحابه ,إل أن ذكره ضاع بسبب الهمععال وتصععدره
بالبادية التي قععل أن تجععد لمعن تصععدر بهععا ذاكععرا ,ترجععم لععه بععض
الباحثين من أهل الشمال استنادا إلى إجازة أستاذه أبي العلء لععه,
فععذكر أنععه مععن قععراء الباديععة وشععيوخها المعععدودين ,يتصععل نسععبه
بالشرفاء العلميين المستوطنين مدشر "أرارور" بسفح جبل العلععم
من قبيلة بني ععروس ,انتقعل هعو أو والعده إلعى بنعي خالعد إحعدى
قبائل غمارة.
"رحععل إلععى فععاس ,وتععردد علععى حلقععات العلععم ومجععالس
القراءات بها ,وجلعس طعويل إلعى جعانب الشعيخ الكعبر أبعي العلء
المنجععرة ,فقعرأ عليعه سععت ختمعات بالروايعات السععبع عرضعا معن
صدره ..بطريق التيسير ومختصره "حرز المععاني" ,وأجععازه إجععازة
عامة ووصفه بع"الفقيه النبيه ,النوه الوجيه ,الخير المتبتل ,العفيف
النزيه ,الحافظ اللفظ ..وقال إنه من أهععل التجويععد للقععراءات مععع
الضبط لحكامها.
كما أجازه في قصيدة الشاطبي "حرز المععاني" و رجععز ابععن
بري "الدرر اللوامع" و"معورد الظمعآن" للخعراز و"إنشعاد الشعريد"
لبععن غععازي ,وشععرح المجيععز علععى داليععة ابععن المبععارك" :النهععج
المتدارك" قال :وقد قرأ علي "هذه الكتب كلها".
ثم ذكر الباحث صععفة الجععازة الععتي وقععف عليهععا عنععد بعععض
حفدته والتي تضمنت اسم المجيز والمجاز له وألقابهما قال ":وقد
حشر فيها ما رواه عن شيوخه فععي الشععرق والغععرب ,وطععرق كععل
شيخ إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم ذكععر خاتمتهععا وفيهععا
الوصية من المجيز للمجاز بتقوى الله واقتفاء طريق الصععواب ,ثععم
ختمها بالدعاء قال:
511
وقد وقع على هذه الجازة واحد وعشرون عالما مععن بينهععم:
أبو عبدالله المسناوي ,وأبو حامد العربي بردلة وأبو علي بن رحال
المعداني ومحمد ابن الطالب ابن سودة المععري ,وعلععي بععن أحمععد
الشععدادي ,ومحمععد بععن ادريععس العراقععي ,وأحمععد بععن محمععد بععن
عبدالقادر الفاسي ,ومحمد بن حسن بناني ,ومحمد بن عبدالرحمن
بععن عبععد القععادر الفاسععي ,وادريععس بععن المهععدي المشععاط فععي
آخرين").(1
512
-6عبد السلم بن محمد بــن محمــد بــن علــي المضــغري
التازنـــاقتي صـــاحب "تكميـــل المنـــافع فـــي الطـــرق
)(1
العشر"
و"الهدية المرضية في الطرق العشرية" و "روض الزهر فععي
الطرق العشر" و"نور الفهم في رواية قالون" و"نهج الهدايععة" فععي
اختلف القراء في الوقععف والوصععل ,و "نزهععة النظععار فععي قععراءة
الثلثة الخيار المكملة للعشرة".
أخذ القراءة بسجلماسة على أبي زيد عبدالرحمن بععن يحيععى
الععوللي ,وبفععاس علععى أبععي العلء ادريععس المنجععرة ومسعععود بععن
محمد جموع السجلماسي نزيل فاس ,ويظهر أن أكثر تصدره كععان
بموضع يسمى "أبا سادر" قرب بلد آيت سععديان فعي جبععل بقبيلععة
زيان ,وقد ذكععر ذلععك فععي ختععام عععدد مععن مؤلفععاته ومنهععا "الهديععة
المرضععية" الععتي فععرغ منهععا هنالععك فععي 28ذي القعععدة عععام
1131هع) ,(2وكذا في "نزهة النظار").(3
وقععد أشععار فععي عععدد مععن مؤلفععاته إلععى أخععذه عععن ادريععس
المنجرة ومسعود جموع فقال في "الهدية المرضية":
"والتزمت أن أذكر فيه ما رويته مشافهة عن المامين بفاس
البالية عع حرسععها اللععه تعععالى وأدام عزهععا آميععن عع الشععيخ المقععرئ
المقدم المحقق ذي السند الصحيح المدقق ,التقي النقي العفيععف,
المام ادريس بن محمد بن أحمد الشريف ,والشيخ العععالم العلمععة
- 1انقلب اسمه علىالستاذ سعيد أعراب في" القراء والقراءات بالمغرب " 132فقععال " أبععو
عبدالله محمد بن عبدالسلم المضغري السجلماسي" ,والصحيح ما أثيتناه كما قال عن نفسععه
في أول " تكميل المنافع":
نجل محمد عبيد للسلم " يقول راجي عفو خالق النام
وجد ذا علي خذ توفية وجده مثل أبيه تسمية
ربه عفو الراجي وكذلك قوله في أول " روض الزهر":يقول عبدللسلم المضغري
المقتدر.
- 2تقدم ذكر الكتاب فععي المؤلفععات علععى تفصععيل العقععد لبععن غععازي ,ويوجععد مخطوطععا فععي
الخزانة الحسنية في مجموع برقم .119
- 3يوجد في المجموع نفسه من ص 415في المجموع نفسه م خ ح رقم .119
513
القدوة البحر الفهامة الستاذ الريب النحوي الديب ,المععام السععيد
مسعود جموع ".
وقال في "روض الزهر":
المععععععامين عن حسبما قعععععععععرأته بفاس
لجمع الناس
والجهبععععععذ المحقق ادريسنا المقدم العععععععلمة
الفهامعة
وها أنا أشععععععرع في مسعودنا جموع ذي العلعوم
المنظوم.
وقد أشار في مقدمة كتابه" ,نزهة النظار" إلععى مععا تقععدمت
الشارة إليه من إدخاله "العشر الكبير" فذكر أن المغرب كان من
العشر الكععبير خاليععا حععتى جععاء بععه السععتاذ أبععو المعععالي الشععريف
ادريس بن محمد بن أحمد ع ع يعنععي المنجععرة ع ع حيععث حصععله علععى
بعض المشايخ بالمشرق عام حجته سعنة 1108هعع فعأذاعه بفعاس,
لنه إذ ذاك نزيلها يعني البالية ,فاشتغل بتدريسه وإقععرائه لععه بهععا..
وقد رواه عنه أناس كثيرون فظهر وانتشر".
وذكععر المضععغري فععي غيععر موضععع مععن أرجععوزته "تكميععل
المنافع" بعض ما قرأ به على شععيخه المنجععرة وجمععوع كقععوله فععي
أول باب الفرش عند ذكر الخلف في تسكين الهاء "ثم هو" و"يمععل
هو" للواسطي والمفسر وغيرهما:
لغيرهم وأبو عون قد من هو وهي قل والسكان جععععل
تععععل
بالخلف التفسير وصاحب بالسكن مع "يمل" في البكر نزل
انعزل
بمثل خف الواسطي مع "ثم" بالضعم ومع "يعععمل"
المعلعععى
514
وقدم السكان وادر ففيعهما له بوجهععععععععين خععذا
المأخعذا
الرضعععا وجموع به هععععععععذا الذي أقرأني ادريس
الرئيس.
وهذه الشارة وأمثالها تدل على أن المضععغري أخععذ القععراءة
بالعشر الصغير أيضا على هذين الشععيخين كمعا أخععذ العشععر الكععبير
على ادريس المنجعرة كمعا قعدمنا ,وألعف كتعابه فعي ذلعك ,وكعذلك
يرشدنا إلى أخععذه العشععر الصععغير عنهمععا مععا قععوله فععي أرجععوزته
"روض الزهر":
وبعد وصععععله في وباب "شيء" وسطععن للزرق
أشبع ترتق
وذا لدريس الشريف للكععل بالتعععوسيط فيه فلتقف
قد عرف
وفقا للكععععل وغعععيره وهو جمعععوع تعععععل
بالمراتب العل
وقوله في باب الراءات منها:
"عزير" "حيران" ,وهذا قد نمي " للخوين رققن وفخم
)(1
عه ما لصاحب "النوار" لشيخنا ادريس وفقا يا فتععى
ثبتا).(2
ونكتفي بهؤلء العلم باعتبارهم نماذج الطرق التي تفرعععت
ععن المعام المنجعرة ,ونتعابع مععه الن أهعم السعانيد العتي جعاءت
- 1يعني صاحب " أنوار التعريف لذوي التفصععيل والتعريععف"وهععو لمحمععد بععن أحمععد الحامععدي
الجزولي.
- 2تقدم ذكرهذه البيات في أرجوزة " روض الزهر" في العمال العلمية الععتي قععامت علععى "
تفصيل عقد الدرر" لبي عبدالله بن غازي نقل عن مخطوطتهعا المحفوظعة بالخزانعة الحسعنية
بالرباط في مجموع برقم .119
515
القراءة عليه من طرقها كما نجدها مثبتة في فهرسة نجله أبي زيد
عبدالرحمن المنجرة ,ونقصر منها على المقصود مع اليجاز:
أســانيد القــراءة عنــد المــام المنجــرة مــن الطــرق
المغربية:
أقتصععر مععن الطععرق الععتي تفرعععت عععن المععام أبععي العلء
المنجععرة علععى طريععق ولععده أبععي زيععد عبععدالرحمن باعتبارهععا أهععم
الطععرق عنععه ,كمععا أن بععاقي الطععرق عنععه موافقععة لهععا فععي فععروع
أسانيدها ,وقد جمعها الشيخ أبو زيد في فهرسععته المشععهورة الععتي
وصلت إلينا مخطوطة في جزء متوسععط ,ونجععتزئ منهععا بمععا يهمنععا
مما يتصل بالمحور العام الذي ينتظم رجال مدرسة ابن غععازي مععن
طريق أبي زيد بن القاضي ورجال مشيخته.
قال الشيخ أبو زيد عبدالرحمن بن إدريس المنجععرة فععي أول
)(1
فهرسته:
"الحمد لله الذي زيععن ذريععة نبينععا محمععد – صععلى اللععه عليععه
وسععلم – بتععاج الشععرف والكرامععة ,وألبسععها حلععل المجععادة وحلععى
السيادة على سنن التقوى والستقامة.
ثم ذكر مقدمة طويلة في فضل العلم وفضععيلة العلمععاء ومععا
لهم على المة من حقوق ,ومن طريف ما نقععل مععن ذلععك قععوله ":
قال أبو بكر بن العربي في كتاب " ري الظمآن في تفسير القرءان
" قال مالك رحمه الله " :نفقة العالم في بيت المال ,فــإن
لم يكن فعلى جماعة المسلمين ,فإن امتنعوا احتال فــي
استخراجها منهم ,وأقلها ستون دينارا فععي السععنة ,قععال مالععك:
فإن احتاج إلى الزيادة زيد").(2
- 1توجد فهرسته مخطوطة بالخزانة الحسنية بالرباط في مجموع برقم 11463وتبتععدئ فيععه
من الورقة 82إلى .90
- 2فهرسة أبي زيد عبدالرحمن بن ادريس المنجرة ورقة .83
516
ثم ذكر عمود نسعبه إلعى أن بلعغ بععه النععبي صععلى اللعه عليعه
وسلم ,كما بين أن اللقب الجاري على أهل بيته أي "المنجععرة" هععو
مععن أجععل خععدمتهم وملزمتهععم لمنجععرة جععامع القروييععن الكائنععة
بالقطانين وخدمتها بها يتحققون كل ذلك ول يشكون فيععه .ثععم بعععد
تمام الكلم في ذلك ساق أسانيده في القراءة هكذا:
"قععرأت القععرءان العظيععم للئمععة السععبعة المشععهورين مععن
طريق "الشاطبية" و"التيسير" على شيخنا ووسيلتنا شيخ الجماعععة
بالقطر المغربي سيدي الوالد أبي العلء مولي ادريععس بععن محمععد
الشريف الحسني,
-عن الستاذ المعمر المحقعق البركعة سعيدي أبعي عبعدالله سعيدي
محمععد بععن عبععدالله السععرغيني الهععواري عععن أبععي اليسععر سععيدي
عبععدالرحمن بععن أبععي القاسععم بععن القاضععي عععن أبععي زيععد سععيدي
عبدالرحمن السجلماسي ,عن الخطيب البليغ المفتي سيدي محمد
الشريف المريي الحسني عن أبي القاسم بن ابراهيم عن الخطيب
البليغ شععيخ الجماعععة وقطععب الععدائرة المععام أبععي عبععدالله سععيدي
محمعد بعن غععازي العثمععاني ,ععن العلمعة أبعي عبععدالله محمعد بعن
الحسين بن حمامة الوربععي النيجععي) (1الشععهير بالصععغير ,عععن أبععي
الحسن علي بن أحمد الورنتاجي الوهري ,عن أبي وكيل ميمون بن
مساعد) (2المصمودي الشهير بالفخار ,عن أبي عبععدالله محمععد بععن
عمر اللخمي ,عن أبي إسحاق الغافقي) (3عععن أبععي عبععدالله محمععد
- 1في الفهرسة " التجيبي" وهو تصحيف.
- 2في الفهرسة تكرر لفظ " ميمون" مرتين.
- 3هو أبو إسحاق ابراهيم بن أحمد الغافقي شيخ القراء والنحاة بسبتة من أكابر أصحاب أبععي
الحسين بن أبي الربيع ,ولد بإشبيلية سنة 641وتوفي سنة 716كما قدمنا في ترجمته .ومن
هنا يتبين أن في السند انقطاعا بين محمد بن عمر اللخمي وبينه لنععه ولععد سععنة 702هع ع كمععا
تقدم في ترجمته في أصحاب أبي الحسن بن سليمان القرطبي بفاس ,وموت الغععافقي سععنة
,716وهي قريبة نوعا ما من ولدة اللخمي ,والظاهر أن الساقط في السعند هعو أبعو عمعران
موسى بن محمد بن موسى ابن أحمد الصلحي المعروف بابن حدادة المرسي .وقد تقدم في
ترجمة ابن عمرذكر شيوخه نقل عن صاحبه أبي زكريععا السععراج فععي فهرسععته )لوحععة – 154
155المجلد (1أنه قرأ على أبي الحسن بععن سععليمان وعلععى أبععي عمععران ابععن حععدادة وأبععي
عبدالله محمد بن عبدالرزاق الجزولي وأبي عبدالله محمد بععن آجععروم الصععنهاجي ,ولععم يععذكر
في شيوخه أبا إسحاق ابراهيم الغافقي ,فدل علىوقوع انقطاع أو بتر في السععند بيععن اللخمععي
والغافقي.
517
بن محمد بن فحلون) (1عن أبي بكر بن أحمععد بععن أبععي جمععرة عععن
أبيه عن أبي عمر الداني ,عن عبدالعزيز بن محمد بن عبدالواحد...
وساق السند بقراءة ابن كثير إليه ثععم إلععى النععبي صععلى اللععه عليععه
وسلم.
تحويل :وبالسند المذكور إلى ابن غععازي عععن أبععي عبععدالله
الصغير عن أبي العباس الفيللي عن أبي عبدالله الفخار السماتي,
عن أبي العباس أحمد بن علي الزواوي ,عن أبي الحسن علععي بععن
سععليمان القرطععبي ,عععن أبععي جعفععر بععن الزبيععر ,عععن أبععي الوليععد
إسماعيل العطار ,عن أبي بكر بن حسنون عن أبي محمععد عبععدالله
بن خلف بن بقي ,عن أبي محمد عبدالله بن عمر بن العرجععا ,عععن
)(3
أبي معشر الطبري وأبي العباس بن نفيس) (2عن أبي عععدي عععن
أبي بكر بن سيف ,عن أبععي يعقععوب يوسععف الزرق المصععري عععن
أبي سعيد عثمان ورش عن نافع بن عبععدالرحمن ,ععن ابععن هرمععز,
عن أبي هريرة ,عن أبي بن كعب ,عن رسول الله صلى اللععه عليععه
وسلم ,عن جبريل ,عن اللوح المحفوظ ,عن القلم ,عن رب العععزة
سبحانه وتعالى.
ثم ذكر السند بقراءة نافع من رواية قالون من أبععي العبععاس
بن نفيس إلى قالون عن نافع ,ثم ذكر أسانيد باقي السععبعة ,وكلهععا
من طريق ابن نفيس عن السامري ثعم يتفعرع السعند بحسعب كعل
قارئ إليه:
سنده في "العشر الصغير" الخاص بقراءة نافع عند
المغاربة :طريق الزرق عن ورش:
قععال أبععو زيععد" :وقععرأت القععرءان العظيععم للئمععة العشععرة
النافعية بمضمن "تعريف" الحافظ أبععي عمععرو الععداني ,و"تفصععيل"
- 1تقدم ذكره في شيوخ أبععي الربيععع سععليمان بععن محمععد بععن حمععدون الشريشععي شععيخ أبععي
الحسن بن بري.
- 2كتبت "يعيش".
- 3كتبت "بن" بدل عن.
518
ابن غازي ,و"تقييد" الحامدي) (1على الشيخ الوالد عن سيدي محمد
بن عياد المسراكي ,عن أبي زيد بن القاضي ,عن سيدي محمد بععن
يوسف السوسععي) (2ععن أبعي عبعدالله سععيدي محمعد ابعن عبعدالله
المسععتغاني ,عععن سععيدي محمععد بععن عبععدالرحمن الزروالععي ,عععن
الخطيب المفتي سيدي عثمان بن عبد الواحععد اللمطععي ,عععن أبععي
عبدالله بن غازي ,والزواوي عن أبععي عبععدالله محمععد بععن الحسععين
النيجععي الشععهير بالصععغير ,عععن أبععي العبععاس الفيللععي) (3عععن أبععي
عبععدالله محمععد بععن عمععر اللخمععي عععن أبععي الحسععن بععن سععليمان
النصاري القرطبي وعن) (4ابن حدادة عن أبي جعفر بن الزبير ,عن
أبي الوليد الشهير بالعطار ,عععن ابععن حسععنون الحميععري ,عععن ابععن
بقي القيسي ,عن أبي الحسين يحيى بن البيععاز ,عععن الحععافظ أبععي
عمرو الداني عن أبي الحسععن طععاهر بععن غلبععون عععن ابراهيععم بععن
محمد بن مروان ,عن ابن سيف) (5عن أبي يعقععوب يوسععف الزرق
عن ورش عن نافع عن ابن هرمععز ,عععن أبععي هريععرة عععن أبععي بععن
كعب عن النبي صلى الله عليه وسلم.
طريق عبد الصمد" :وأما رواية عبدالصمد العتقي فبه إلى
الداني فهي عن أحمد بن عمر القاضي ,عععن أحمععد بععن جععامع عععن
بكر) (6بن سهل عن عبدالصمد بن عبدالرحمن بععن القاسععم العتقععي
عن ورش عن نافع بسنده.
ثم ذكر السند من طريق أبي بكر الصععبهاني إلععى ورش ,ثععم
باقي أسانيد الباقين من الطرق العشرة كما في التعريف.
ةةةةةةة ةة ةةةةة ةةةةةةةة:
519
ثم ذكر فعي فهرسعته سعنده بقعراءة الئمعة الثلثعة الزائديعن
على السبعة مما تضمنته كتب ابععن الجععزري فعي ذلععك مععن طريععق
والده أبي العلء ادريس مما قرأ بععه بالععديار المصععرية علععى شععيخه
أبي عبدالله محمد بن قاسم بن إسماعيل البقري ,عن زيععن الععدين
عبدالرحمن اليمني ,عن الشيخ شحاذة ,عن ناصر الععدين الطبلوي,
عن زكريا النصاري عن رضوان العقبي عن الحافظ ابن الجزري...
ورفع السند من طريقه.
ثم ذكر السند بها من طريق والده عن جده عبععدالرحمن بععن
عبدالقادر الفاسي عن أبي عبععدالله محمععد بععن عبععدالله بععن طععاهر
الفيللي عن أبي فارس عبدالعزيز بن أحمد الوكروتي التواتي ,عن
الشيخ سلطان المزاحي المصري الزهري بسنده.
ثم من طريق والده عن قطب الحرم الشيخ إسععماعيل ,عععن
الشععيخ الشبراملسععي ,عععن الشععيخ الحلععبي صععاحب السععيرة ,عععن
القاضي شمهروش عن المصطفى "صلى الله عليه وسلم").(1
ذلك ملخص أسعانيد أبعي العلء المنجعرة فعي القعراءات معن
طريقي المغاربة والمشارقة كما أثبتها ولده أبو زيععد فععي فهرسععته,
وقد ذيلها بأسانيده في باقي علوم الرواية.
ومن مقارنتها على أسانيد البوعناني والتملععي وابععن القاضععي
نجد أنها جميعا تشترك في المحور العام الذي يمر عبر طريق ابععن
غازي وشيخه الصغير ,كما أنها جميعا تتفععرع إلععى محععورين :محععور
يمر عبر طريق أبي عمرو الداني ,إما مععن طريععق "التيسععير" وإمععا
من طريععق "التعريععف" ,ومحععور يمععر عععبر طريععق أبععي محمععد بععن
العرجعا القيروانعي ععن ابععن نفيعس ,وأمعا معا وراء ذلععك فإنمعا هعو
اختلفات يسيرة في بعض الطرق الفرعية.
- 1هذا من نماذج أسانيد بعض قراء المدرسة المغربية من طريق الجن ,وسععيأتي ذكععر نمععاذج
من ذلك عن قريب.
520
ومزية أسانيد الشيخ أبي العلء المنجرة أنها معززة بععالطرق
المشرقية عبر كتب الحافظ ابن الجزري ,وقععد تقععدم أنععه أول مععن
انتشرت على يده هذه الطرق في "العشر الكبير" ,وكععان المغععرب
منه خاليا كما تقدم في قععول صععاحبه المضععغري فععي كتععابه "نزهععة
النظار".
أهميععة كتععاب النشععر لبععن الجععزري فععي وصععل
المدرسة المغربية بالمشرقية وفرح أئمة القراء فععي
المغرب بدخوله:
وقد كانت كتب ابن الجزري نادرة فععي اليععدي فععي المغععرب
إلى وقت متأخر جدا ,وخاصة منها "كتاب النشر" ,فمع تقععدم وفععاة
ابن الجزري سنة 833هع فإن هذا الكتععاب لععم يصععل إلععى المغععرب
وخاصة إلى فاس إل بعد منتصف المائة الحادية عشرة تقريبا.
فهذا أبــو العبــاس أحمــد المنجــور )ت (995يقــول
في آخر أجوبته) (1على أســئلة أبــي الفــوارس أحمــد بــن
محمــد المســيري المصــري نزيــل قســنطينة بــالجزائر ":
وطالبا من كمال فضــله أن ل ينسـانا مـن صـالح دعـواته
فــي خلــواته وجلــواته ,وأن يطلعنــا علــى كتــاب "نشــر
القراءات العشر" للمام ابــن الجــزري ,ويتحــف بفــوائده
هذه البلد"
وهذا المام أبو زيد بن القاضععي علععى كععثرة مرويععاته وسعععة
نقوله في كتبه وخاصة في "الفجر السععاطع" يععذكر فععي بععاب المععد
منه عند إيراده لمذهب ابن الجزري في إسقاط وجععه الشععباع فععي
لفععظ "سععوءات" قععوله " :ولم أر مـن تــآليفه غيــر "تقريــب
النشر") (2الدال على قوة حفظه وكثرة مطالعته لكتب القوم").(3
- 1تقدمت الشارة إلى هذه الجوبة في ترجمة المنجور في مشيخة القراء من مدرسععة ابععن
غازي في العدد الذي قبل هذا ،وما نقلناه منها هنا ذكره في ختام الجوبة وبه ختم.
- 2هو كتاب قيم لبن الجزري اختصر فيه كتاب " النشر" فرغ منه كمعا فعي آخعره يعوم الحعد
عاشر محرم سنة 814هع وعندي مصورة منه عن أصل خطي 80لوحة .وأوله قوله ":الحمععد
لله على التقريب والتيسير"..
- 3الفجر الساطع في شرح الدرر اللوامع لبن القاضي )باب المد(.
521
وقال في آخر كتاب "إيضاح ما ينبهم على الورى مععن قععراءة
عالم أم القرى" بعد أن قرر اللفاظ الواردة في التكبير للبزي عععن
ابن كثير ":وبعدما سطرت هذا بسنين كثيرة قدم بعض الئمععة مععن
المشرق ,وأتى بع"النشر" لبن الجزري ولم يدخل قبل هذا لمغربنععا
قط ,فطالعته فوجدته ذكر هذه المسألة").(1
وسبب هذا التأخر بل شك هو انقطاع الرحلععة وضععمور شععأن
العناية بالرواية وخاصة في المائة العاشععرة ,علععى عكععس مععا كععان
عليه المر في العصور الماضية حين كان التأليف ل يكاد يفرغ منععه
مؤلفه حتى يجد طريقه إلى هذه الجهات كما وقع بالنسبة لشععروح
الشاطبية وخاصة لشرحي أبي شامة والجعبري.
ولهذا كان لدخول "كتاب النشر" آخر المر إلى فععاس صععدى هععائل
استحق مثل هذا التنعويه معن أبععي زيعد بعن القاضعي ,وإن كعان لعم
يتفضل بتسمية من أدخله من الئمة ,وهو على كعل حعال غيععر أبععي
العلء المنجرة لن رحلته إلى المشرق كانت ع ع كمععا قععدمنا عع سععنة
1108هع أي بعد موت ابن القاضي بربع قرن.
وقد عبر عن مبلغ الفرحة بدخول هذا الكتاب أيضا الشيخ أبو
المكارم محمد الراضي بن عبدالرحمن السوسي النف الععذكر فععي
أصحاب ابن القاضي فيما وقفت عليه له في كتاب في قععراءة ابععن
كثير) (2قال في آخره بصدد الحديث عن مسععألة معن افتتععح الركعععة
التي يختم بها القرءان بأم الكتاب ثععم يععرد أن يبتععدئ القععرءان مععن
سورة البقرة ,هل يفتح بأم القرءان لبتععدائه القععرءان مععن أولععه..؟
قال:
- 1تقدمت الشارة إلى هذا الكتاب من تحقيق الستاذ محمد بلوالي وبإشراف أستاذنا الدكتور
التهامي الراجي.
- 2أشارالستاذ سعيد أعراب إلى كتعاب فعي قععراءة المكعي للراضعي يشعبه أن يكعون هعو معا
وقفت عليه في خزانة خاصة " القراء والقراءات بالمغرب ."114
522
"ولما من "الله علينا بدخول " كتاب النشر" لمدينة
فاس ولم يــدخلها قــط فيمــا ســلف مــن الزمــان وجــدته
تكلم عليها ,وأفصح وبين المراد ,فجزاه الله خيرا").(1
وأهمية أبعي زيععد المنجععرة ليععس فقععط أنععه أدخععل مثععل هععذا
الكتاب ,ولكن أنه أدخل القراءة بمضععمنه ومععا اشععتمل عليععه بععاقي
كتبه مععن الطععرق كالععدرة والتحععبير ,فكععان بععذلك رائدا فععي إدخععال
القراءات العشر من هذه الطريق ,وناشععرا لمععذاهب ابععن الجععزري
في القراءة والداء ,وأسلوبه أيضا في جمع القراءات.
وقععد فصععل أسععلوب الخععذ بطريقععة الجمععع والرداف وذكععر
الكثير مما قرره الحافظ ابن الجزري في "النشر" في كتابه "نزهة
الناظر والسامع في إتقان الداء والرداف الجامع") ,(2وبين النماط
المعروفة في الجمع ,ثم عقد فصل تحت عنوان "فصععل فععي كيفيععة
الجمع المأخوذ به عندنا" ,وفيه بين أنه مركب من النمطين :الجمععع
بعالحرف والجمعع بعالوقف ,ثععم سععاق تطبيقععات علععى ذلععك حسععب
الطععرق والوجععوه المععأخوذ بهععا للسععبعة ثععم للعشععرة ,ثععم للطععرق
العشرة النافعية وساق تطبيقا عمليا على قوله تعالى "فكيف آسى
علععى قععوم كععافرين" فععي سععورة العععراف فوصععف كيفيععة أدائهععا
وقال ":فتعاتي للزرق بسعتة أوجعه :ثلثعة فعي الهمعزة ,وثلثعة فعي
اللف الممال ,وكلها مع الفتح والمالة فععي ألععف "آسععى" ,ثععم تمععر
على قوله "كافرين" فتدخل بالمالة للخوين ,وهمععا يوسععف الزرق
وعبد الصمد العتقي ,ثم تردف الفتحة ..إلخ.
وهذا النمط الذي وصفه الشيخ المنجرة في هذا الكتععاب هععو
جار على حسععب الطريقععة البسععيطة الععتي كععان يقععرأ بهععا "العشععر
الصغير" لهذا العهد ,ثم ظهرت عند المتععأخرين الطريقععة التركيبيععة
المتبعة الن وهي متداخلة مع العشعر الكعبير ,ولعذلك لعم يععد أحعد
523
يمكنه أن يقرأ لنععافع بععالطرق العشععرة إل بعععد تحققععه مععن العشععر
الكبير ,لنه أصبح عند المشعايخ مركبعا عليعه ,ولهععذا طعالت أردافععه
وتعقدت رموزه تعقيدا ل مزيد عليه ,ول أحسب أن الشيخ المنجععرة
قععد كععان يأخععذ بهععذا السععلوب الععذي يكععاد يععدخل إتقععانه فععي بععاب
الخوارق والمعجزات.
وكما تعددت الطععرق عععن أبععي العلء المنجععرة فقععد تعععددت
بعده عن ولده أبي زيد وسارت الرواية في كل جهات المغرب مععن
طرقه عن أبيه ,وهذه أهمها:
طريــق أبــي عبــدالله محمــد بــن عبدالســلم -1
الفاسي وهي أهم طرقه على الطلق وستأتي.
طريق أبي عبدالله محمد بــن عمــر بــن محمــد -2
الهواري الوطاوي.
هو صاحب كتاب "تهععذيب رسععم الئمععة السععبعة مععن طريععق
التيسير والشاطبية" ,ومعلوماتنا عنه إنما هععي مععن خلل مععا ذكععره
في مقدمة كتابه هذا ,وقد بدأه بقوله ":الحمد لله الععذي مععن علينععا
بوراثة كتابه ,ووفقنا لدمان تلوته ,وشرفنا بقراءته وحمله...
خخخخ خخخخ " خخخخخ خخخ خخخخخخ خخخخخخ خخ خخخخ
" خخخخخخخ" خخخخخخخخخ" خخخخخ خخ خخخ خخخخ خخخخ
خخخخخخ ...خخخخخخ خخ خخخ خخخخخ خخخخخخخخ خخخخخخخخ:
-الول المعام المعدرس الععالم المحقعق المتقععن المجعود الععارف
بأداء التلوة وأحكام القراءة ,المتفنععن فععي علععوم شععتى ,المرحععوم
بكرم الله سبحانه ,شيخنا وقدوتنا ومقرئنا سيدي محمععد بععن الحععاج
التلمساني ع غفر الله له وأسكنه فسيح الجنات بمنه – كان – رحمه
الله – له اعتناء بالتجويد والتدريس بمدينة تازة ,وكان مقععدما علععى
غيره لقوة حفظه ,وكنت مقيمععا عنععده بالزاويععة الناصععرية بالمدينععة
524
المذكورة ,معتكفا على قراءة الجماعة ,ملزما لععه حععتى نلععت منععه
المطلوب ,ووفيت المرغوب.
وأراد السفر إلى بني تعوزين عنععد سعيدي عبععدالله بعن أحمعد
التوزيني خادم الزاوية الناصرية بتلك البلد ,فخرج مسافرا إلى عند
الشععيخ المععذكور سععنة سععت وخمسععين ومععائة وألععف )1156هععع(,
واستخلفني في موضعه في المدرسة لقراءة القععرءان مععع الطلبععة
على سبيل النيابة ,وبقي في سفره شهرين وأياما.
والــتزمت موضــعه ,وامتثلــت أمــره حــتى قــدم مــن
ســفره ,وأردت النتقــال إلــى مدينــة فــاس عنــد الشــيخ
الجليــل العلمــة البحــر الفهامــة شــيخ الــوقت وإمــام
المحققين شيخ البركة ســيدي ومــولي عبــدالرحمن بــن
ادريس الشريف الحسني أطال الله بقاءه.
فلما عزمت على النتقال دعا لــي بالنتفــاع ودوام
الحفظ ,وودعني على خير عند الشيخ مولي عبدالرحمن
ابــن ادريــس بمدينــة فــاس المحروســة بــالله ,فســمعت
قراءة الجماعة من فيه مشــافهة مــن أول الفاتحــة إلــى
آخر الناس ,ثم ختمت ختمة أخرى كان يسمع وأنا أتوخى
المثل بين يديه ,فلمـا سـمع منـي ذلـك أجععازني فععي كتععاب
بإتقان الرواية والضبط للتلوة ,على عادة المتقععدمين ,فععزال عنععي
اختلج الظنون والوهععام ,ويكععون الكتععاب شععاهدا بيععن يععدي الملععك
العلم ,وختم لي بالدعاء بالخير والبركة والفتح ودوام الحفظ.
"وأراد السفر أيضا إلى مدينة مراكععش وحوزهععا فاسععتخلفني
في موضعه بالعنزة بالقرويين لتلوة القرءان مع الطلبععة ,فععامتثلت
أمره ,ولزمت موضعه ثلثة أشهر حتى قدم من سفره عععام إحععدى
وستين ومائة وألف )1161هع( على سبيل النيابة.
"ولما كان اعتمادي في القراءة على هذين المامين اعتمدت
عليهما في الرسم ,فإذا اختلفا في شيء في الرسم نذكر لكععل مععا
525
له فيه كما تلقيته مشافهة ...ثم ساق الرسم مقتصرا على "فععرش
الحروف" من الفاتحة إلى آخر القرءان ,يضع أمام كععل كلمععة تقععرأ
باختلف رمزها كقوله " فيهي هععدى" ")بععع( " يؤمنععون" )كضععبط(..
إلخ).(1
-3طريق العلمة المقرئ محمد بن علي العاجي الجــائي
من كتابه " جمع المنافع في طرق المام نافع".
هععذا المقععرئ الجليععل مععن مقععرئي الجهععات الشععمالية مععن
المغعرب ,ومعلوماتنععا عنععه إنمععا هعي معن خلل مععا جعاء فعي كتعابه
المذكور ,وقد وقفت عليه في مخطوطة فريععدة بالخزانععة الحسععنية
بالرباط برقم ,6294فرغ المؤلف منععه فععي ذي الحجععة مععن سععنة
1203هععع ,وتاريععخ نسععخه 21شععوال عععام 1257هععع ,وقععد افتتحععه
بقوله:
"الحمععد للععه الععذي فععي الرحععام صععورنا ,ولعبععادته مسععلمين
أبرزنا ,وله الشكر على ما أولنا من نعمه ,من ذلععك أن جعلنععا مععن
حفاظ كتابه ,ومتعنععا بالتصععرف فععي روايععاته ...أمععا بعععد فالمقصععود
بحول اللععه وقععوته تععأليف أردت – إن شععاء اللععه -أن يكععون جامعععا
للقراءات العشرية على ما رويته عن شيخنا ومفيدنا العالم العلمععة
الجععامع الحععافظ ذي الجععد والتجويععد ,المرتقععي فععي العلععوم الغايععة
القصععوى ,المععولى بفععاس فععي مسععجد الشععرفاء أبععي زيععد سععيدي
ومولي عبدالرحمن بن ادريععس المنجععرة الشععريف الحسععني نفعنععا
الله ببركاته وبدعائه الصالح .ثم ساق سنده عنه فقال:
سنده عن أبي زيـد المنجــرة " :حسععبما أخععذ ذلععك عععن
والده سيدي ومععولي ادريععس بععن محمععد المنجععرة الشععريف ,عععن
سععيدي محمععد الهععواري السععرغيني ,عععن سععيدي عبععدالرحمن بععن
- 1وقفت على هذا التقييد مرات في خرائن خاصة ويقع في نحو 30ورقة ,وقد أشار إليه في
مخطوطات الخزانة الحسنية بالرباط في فهرستها 78 /6ال أنه ظنه محمد بن شعبان )يريععد
ابن سفيان( الهواري ت عام .415ونقل عنه أيضا الستاذ سعيد أعراب في القراء والقراءات
بالمغرب .135 – 134
526
القاضي ,عن سيدي عبدالرحمن السجلماسي عن الخطيب المفتي
سيدي محمد المريي الحسني ,عن أبي القاسععم بععن إبراهيععم ,عععن
الخطيب شيخ الجماعة سيدي محمد بن غازي ,عععن سععيدي محمععد
بن الحسين بن حمامععة الوربععي النيجععي شععهر بالصععغير ,عععن أبععي
الحسن علي بن أحمد الورتناجي الوهري ,عن أبي وكيل ميمون بن
مساعد المصمودي المشهور بالفخار ,عن أبي عبدالله (1) ...محمععد
بن فحلون ,عن أبي بكر بن أحمد بن أبي جمرة ,عن أبيه ,عن أبععي
عمرو الداني"...
ثم ذكر السند متصل عن محمد بن أحمععد كععاتب ابععن مجاهععد
عن ابن مجاهد صاحب السبعة في القراءات وقال " :ونرتععب ذلععك
– إن شاء الله – على ترتيب المصحف الكريم ,ونعبين معا جعرى بعه
العمل المأخوذ به عن شيخنا المععذكور ,وننبععه علععى فواصععل الميععم
لبي عون المخلص من "عدد" المنتوري).(2
ثم ترجم لنافع وذكر الرواة عنه في الطرق العشرية مستهل
لها بطرق ورش الثلثة ثم ذكر بععاقي طععرق الععرواة وقععال ":وعلععى
هذا الترتيب قرأنا في حالة الجمع بين هؤلء العرواة اسعتحبابا ,ولن
الترتيب عند القراء ليس بشرط".
وهكععذا أخععذ فععي اسععتعراض مععادة الكتععاب ومسععائل الوفععاق
والخلف بين الرواة مفتتحا مباحثة بباب الستعاذة.
وأكثر نقوله في الكتاب عن كتب المغاربة في الفععن وخاصععة
عن المام أبي عمرو الداني في "التعريف" و "إيجاز البيععان" وأبععي
علي الزياتي وأبي وكيل ميمون في " تحفععة المنععافع" وابععن غععازي
ومحمد بن يوسف التملي ومسعود جموع السجلماسي وعن شيخه
أبي زيد المنجرة ,وينقل من المشارقة خاصة عن ابن الجزري.
- 1يعني كتاب المنتوري في العد بعنعوان " ري الظمعآن فعي ععدد آي القعرءان" ,وهوموضعوع
رسالة الطالب السيد بوشبكة عبد المجيد مععن كليععة آداب الربععاط بإشععراف الععدكتور التهععامي
الراجي الهاشمي.
- 2يوجد مخطوط بخزانة تطوان تحت رقم 125كما في فهرسة الخزانة المذكورة.
527
وختم الكتععاب بقععوله ":علععى يععد ملفقععه لنفسععه ولمععن يحتععاج إليععه
ويرضى به من أبنععاء جنسععه محمععد بععن علععي العععاجي الجععائي دارا
ومنشئا ,وذلك يوم الربعاء بعد صلة العصر رابععع عشععر مععن شععهر
الله المعظم ذي الحجة سنة 1203هع".
هذا آخر الكتاب ,ووقفت للمؤلف أيضا على ذكر كتاب فععي "
القراءات الثلث" الزائدة على السبع مما يدل علععى تمكنععه وسعععة
مجاله وبعد مداه في هذا العلم رحمه الله.
-ومن أصحاب محمد بن علي العاجي المذكور :عبد
السلم الصيدي الحسني
ولم أقف له عل ترجمة مستقلة ,وإنما وقفععت علععى سععنده متصععل
بالعاجي المذكور ,وذلك فععي مقدمععة كتععاب تضععمن رمزيععة للعشععر
الكبير بعنوان " البدور النيرة فععي رمععوز القععراءة العشععرية" مبتععور
من أوله ,وهذه الرمزية بمثابععة إجععازة علميععة كتبهععا مؤلفهععا أو أذن
في كتابتها لبعض تلمذته ,إل أن تعييععن المؤلععف والتلميععذ قععد فاتنععا
بسبب البتر المذكور ,ونص ما ذكر المؤلععف المجيععز بهععا قععوله فععي
خاتمتها:
"انتهت على يد كاتبها ثم لمن شاء الله تععالى معن بععده ,والكععاتب
المععذكوري أصععل التطععاوني دارا ,الزروالععي منشععئا – كععان اللععه لععه
وتوله – قال :
" أخذ ذلك عني " الصيدي الخيعاطي" ,أخعذ تلعك القعراءة مشعافهة
عني رواية ودراية ,حسبما أخذت ذلك وتلقيتععه مشععافهة أيضععا عععن
شععيخنا ووسععيلتنا إلععى ربنععا سععيدي عبدالسععلم المععدعو الصععيدي
الحسني عن شيخه سيدي أحمد الفيللي ,وعن شيخه سيدي محمد
بن علي العاجي نسبا ,عن شيخه سيد الجماعة )كذا( بفاس سععيدي
ومولي عبدالرحمن بن ادريععس المنجععرة الشععريف الحسععني ,عععن
والععده سععيدي ادريععس المععذكور عععن سععيدي محمععد الهععواري ,ععن
سعععيدي عبعععدالرحمن بعععن القاضعععي ,ععععن سعععيدي عبعععدالرحمن
528
السجلماسي عن الخطيب المفتي سيدي محمد المريععي الحسععني,
عن أبي القاسم بن ابراهيم ,عععن الخطيععب شععيخ الجماعععة سععيدي
محمد بن غازي ,عن سيدي محمد بن الحسين بن حمامععة الوربععي
النيجععي) (1الشععهير بالصععغير ,عععن أبععي الحسععن علععي بععن أحمععد
الورتنععاجي) (2الععوهراني) ,(3عععن أبععي وكيععل ميمععون بععن مسععاعد
المصموي الشهير بالفخار ,عن أبي عبدالله محمد بن فحلون) (4عن
أبي بكر بن أحمد بن أبي جمرة عن أبيه عن أبي عمرو الداني عععن
محمد بن أحمد الكاتب عن أحمد بن موسى") (5عن مضر بن محمد
.....إلخ ورفع السند إلى ابن كثير المكي بسععنده إلععى النععبي صععلى
الله عليه وسلم كما هو مذكور في كتاب السبعة" لبععن مجاهععد ,إل
أنه قال في تمام السند":هذا إسناد المغاربة في السبعة").(6
وبععه أنهععى الرمزيععة المععذكورة ,ولعلععه يعنععي بقععوله "إسععناد
المغاربععة" إسععنادهم مععن طريععق "التيسععير" وكععذا مععن طريععق
الشاطبية ,ثم يتفرع من المام الداني في كععل روايععة بحسععبها كمععا
هو معلوم من "التيسير" لبي عمرو الداني المذكور.
- 1في الصل " التجيبي" ,ولعل التصحيف من المجيز كما تقدم في سنده المذكور في " جمع
المنافع".
- 2في الصل " التنوخي" ,ولعلها محرفة عن الورتناجي كما هو مذكور في ترجمته.
- 3كذا في الصل ,والمعروف في نسبه " الوهري" نسبة إلى وهرة ل إلى وهععران ول أعععرف
وجه نسبته.
- 4في السند انقطاع أيضا كما تقدم بين الفخار ويبن ابن فحلون المذكور كما تقدم ,مما يععدل
على أن الخطأ من الشيخ المجيز أو من بعض شيوخه الذين أجازوه.
- 5المراد به أبو بكر بن مجاهد صاحب "كتاب السبعة في القراءات".
- 6وقفت على هذه الرمزية وفي آخرها السند المذكور في خزانة الشيخ المقرئ السيد أحمد
بن الطاهر الشيظمي المعروف بالكونطري شععيخ القععراء والقععراءات السععبع بمدرسععة " أحععد
الدرى" بنواحي الصويرة حفظه الله.
529
الفصل الثــالث :أهــم الطــرق المغربيــة
من طريق أبي زيد المنجرة "طريق أبي
عبد الله محمد بن عبدالســلم الفاســي
شيخ الجماعة )ت (1214
تعتبر طريق شيخ الجماعة أبي عبدالله محمد بن عبدالسععلم
الفاسي أهم طريق للمغاربة المتأخرين فععي القععراءات ,كمععا يعتععبر
الشيخ ابن عبدالسلم قيدوم هذه المدرسعة وحامععل لوائهعا وأسعتاذ
الساتذة المبرزين فيها وآخر أعلم المشيخة الععذين واصعلوا السععير
علععى منهععاج المععام ابععن غععازي ,ونهجععوا للقععراء المتععأخرين نهجهععا
الحب ,ووضعوا في هيكلها العتيد آخر اللبنات ,وقد جععاءت جمهععرة
السانيد الباقية إلى اليوم في أيدي مشايخ القراءة وتلمععذتهم فععي
هذه الطريق من جهته حتى ل يوجد ما ينافسععها فععي ذلععك فععي مععا
نعلم ,ولهذا نجد السناد منهععا قععد عععم أطععراف البلد وبلععغ أقصععاها
شرقا وغربا وشمال وجنوبا ,ولعععل مرجععع ذلععك فععي السععاس إلععى
نباهة شأنه في هذا العلم ,وطول تصععدره ,وكععثرة تنقلععه فععي البلد
طلبا لهذا الشأن ,ومتقصيا لماثل رجاله وأعيان المتصدرين لفادته
فععي عامععة الجهععات المشععهورة بععذلك ,ومسععتقرئا لسععاليبهم فععي
القراء وأحوالهم في القراءة والداء حتى بلغ في ذلك الشأو الععذي
ل طال.
أما نسبه فهو محمد ع بضم الميم ع بن عبدالسلم بن محمد ع
بفتحها ع بن عبد السلم بن العربي بن يوسف الفاسي .ولععد بفععاس
في حدود سنة 1130هع ,ونشأ بها نشأة عفة وصععلح ,وتعلععم علععى
مشيخة العلعم والقعراءة بهعا ,فحفعظ القعرءان علعى عليعة أسعاتذة
القععراءة بهععا ,وتخععرج فععي حلقععات العلععم بععالقرويين وغيرهععا حععتى
استولى علععى المععد فععي ذلععك وكععان كمععا وصععفه صععاحب السععلوة
"حافظا جامعا راسخ الملكة فعي أكعثر الفنعون ,كعالنحو والتصعريف
واللغة والحسععاب والعععروض والتاريععخ وأنسععاب العععرب وأيععامهم...
530
والحديث والتفسير وعلوم القراءات وأحكام الروايات ,واعتمد فععي
ذلك على جماعة من العلماء النحارير يطول ذكرهععم ,كالشععيخ أبععي
حفص الفاسي ,والشيخ أبي عبدالله محمد بن طاهر ,والشععيخ أبععي
عبدالله محمد بن الحسين الجندوز المصمودي ,والشيخ أبي السعد
عبدالمجيد بععن علععي الزيععادي ,والشععيخ أبععي زيععد عبععد لرحمععن بععن
ادريس المنجرة الحعسني.(1) "...
وقد توج الشيخ ابن عبدالسععلم أخععذه للقععراءة بععالتلقي عععن
مشيخة بلد لمطة على طريقهم المشهورة بإتقان التجويد والعنايععة
التامة بمخارج الحروف والصفات ,وذلك حين رحل إليها فأخععذ عععن
الشيخ العلمة الجليل أبي العباس أحمد بن عبععدالعزيز بععن الرشععيد
السجلماسععي – صععاحب الشععيخ المجععود البععارع أحمععد الحععبيب
اللمطي) (2الذائع الصيت في هذه الجهات وشيخ الجماعة بها ,وكان
هذا الشيخ مع أخيه صالح بن محمد اللمطي قطععبي هععذه الطريقععة
في شرق المغرب حيث انتهى إليهما التحقيععق فيهععا ,ورحععل إليهمععا
الناس في ذلك ,كما أشار إليه الشيخ أبو العبععاس بععن الرشععيد فععي
كتابه "عرف الند" إذ يقول:
"حضرت رجل مشهورا بالسععتاذية والقتبععاس منععه ,مقصععودا
لخذ القراءات السبع عنه ,قرأ مع طالب لوحه بالسبع علععى كيفيععة
رفض فيها المد الطبيعي رفضا ,بل كادت تععذهب حععروف مععن غيععر
حروف المد أيضا ,فكلم في ذلك برفق ظنا أنه ينتبه للحق فيتبعععه,
لكون المر من الوضوح بحيث يسلمه المنصف أول ما يسمعه ,فما
كععان جععوابه إل أن قععال ":هذه طريقتنــا الــتي أخــذناها فــي
المغــرب ,وتلــك الــتي تــأمرون بهــا طريقــة اللمطييــن
بسجلماسة ,ثم لج في عمله الذي بنى على غير شيء أساسه,
وعنى باللمطيين شيخنا سيد التعريف المحققين ,وسععند لمععدققين,
- 1سلوة النفاس .319 – 2/318
- 2المععراد أبععو البركععات أحمععد الملقععب الحععبيب ابععن محمععد بععن صععالح بععن أحمععد الصععديقي
السجلماسي اللمطي المتوفى بسجلماسة في رابع المحرم مععن سععنة 1165هعع ترجمتععه فععي
العلم للمراكشي 384 – 2/383ترجمة .264
531
الغني عن التعري عند كل لبيب ,أبا البركات سععيدي أحمععد الحععبيب
قدس الله سره وضععاعف عليععه رحمتععه – وشعقيقه شععيخنا العلمععة
إمام أهل التجويد صاحب النقل الصحيح والنظر السديد الســتاذ
الكبر سيدي صالح بن محمد) ,(1ل برحــت محاســنه تتلــى
ومساعيه تحمد ,ومــن أخــذ عنهمــا مــن التلميــذ ,وســلك
طريقهما من السانيد ,ولقد صــدق هــذا المجيــب ,فيمــا
نسب إليهم من الطريقة المثلــى والصــنع العجيــب ,فمــا
رأينا فــي هــذا المغــرب مــن وفــى حــروف الــذكر حقهــا
وأعطاهــا مــن المخــارج والصــفات مســتحقها سععوى هععذه
العصععابة ,أولععي التحقيععق والصععابة ,جزاهععم اللععه رضععوانه ,وأسععبغ
عليهم إحسانه").(2
ولقد انتفع به الشيخ ابععن عبدالسععلم انتفاعععا كععبيرا ,وخاصععة
في كتابه "القععول الععوجيز") (3وتععأثر بععه فععي تحقيقععاته فععي مسععائل
التجويد وفي ما أمله من أجوبة) (4أو كتبه من رسائل فععي موضععوع
الداء).(5
وأخذ عنه القراءات السبع مشععافهة ,وأجععازه إجععازة مطلقععة
في كل ما رواه عن شيوخه المعتمدين ممن تضمنتهم فهرسته من
المشارقة والمغاربة).(6
- 1صالح بن محمد اللمطي السجلماسي كان هو وأخوه مقرئي سجلماسة وبلد لمطععة ونععول
في زمنها ,لهما في القراءات باع واسع وخاصة في فنون التجويععد ,وهمععا يرويععان عععن الشععيخ
أبععي العبععاس أحمععد بععن محمععد البنععا الععدمياطي المصععري )ت 1117هععع( صععاحب " إتحععاف
فضلءالبشر بالقراءات الربعة عشر" وهعو معن مصعادرنا فعي هعذاالبحث .وللشعيخ صعالح بعن
محمد اللمطي هذا مؤلفات عديدة فععي القععراءات ,منهععا منظومععة فععي علععم القععراءات توجععد
مخطوطة بالخزانة الناصرية بتمكروت برقععم ) 3122دليععل مخطوطععات دار الكتععب الناصععرية
(212ومنها منظومة في أفراد عاصم – وشرح منظومة في إفراد ابن عععامر ,وهمععا معععا فععي
مجموع بالخزانة الناصععرية برقععم ) 1561دليععل مخطوطععات دار الكتععب الناصععرية بتمكععروت
لمحمد المنوني .(90
- 2عرف الند في أحكام المد " م خ ع رقم 2186د.
- 3هو كتابه "القول الوجيز في قمع الزاري على حملة كتاب الله العزيز".
- 4للشيخ ابن عبدالسلم مجموعة أجوبة أكثرها فععي علععم القععراءة ,قععامت بتحقيقهععا الطالبععة
رجاء سعاد بكلية آداب الرباط بإشراف الدكتور التهامي الراجي ونوقشت بتاريخ .10/12/90
- 5منها رسالته التية فيما خالف فيه معلمو الصبيان قواعد الداء.
- 6القراء والقراءات بالمغرب للستاذ سعيد أعععراب 141وأصععل ذلععك فععي السععلوة -2/318
319وفهرس الفهارس 2/849
532
جولته العلمية وتصدره:
طوف أبو عبدالله بعن عبدالسعلم فعي البلد فعي طلعب هعذا
الشأن بعد أن تخرج على كبار المشيخة بفاس ,فتنقل في الشمال
والجنوب والغرب ,فالتحق أول بقبععائل الشععمال حيععث كععانت علععوم
الروايات مزدهرة على طريق ة " أهل جبالة" في ذلععك" ,فمععا زال
يستقصيهم في كل قبيلة وعمارة ,ما بين سععواحل الهبععط وغمععارة,
حتى حصل على ما عندهم من العلععم بععالقراءات السععبع ,علععى مععا
للمغاربة فيها من طريقة للجمع ,وبقي هناك سععنتين يقععرأ ويقععرئ,
حتى صار يخلق في مباحثهم ويفري ,فحينئذ رجع إلى فاس مملععوء
الوطاب بالنصوص والقياس".
"ولما وصل إلى حضرة فاس ,انحشر إليه فععي طلععب العلععم
الناس ,فعقد مجععالس يععدرس فيهععا القععراءة ,وأخععرى يععدرس فيهععا
العلوم ,مما اسععتوجب لععه التصععدير ,بيععن أولععي التحقيععق والتحريععر
مشاركا لشياخه في أكثر تلمذتهم ,مزاحما لعيععانهم فععي مضععايق
معارضتهم ,قوي المعارضة ,كثير التحصيل ,باحثا نظارا ,قادرا علععى
الستنباط ,بصيرا في كل فن بمواقع الغلط ,يضرب بعض الفنععون
ببعض ليقرب أقضاها ,فصيح اللسان ,ثاقب الجنان ,يستفيد السامع
من فيه ,أكثر مما يكفيه ,يقععول ل أدري فععي مععا ل يستحضععره مععن
مسائل العلم").(1
ولما قضى وطره من التصدر بفاس وطار له صيت بعيد فععي
البلد ,تاقت نفسه إلى الستزادة مععن الطلععب والفععادة بمععا عنععده,
فخرج نحو الجنوب ,وتجول بقبائل سوس يلقى مشيخة أهل العلععم
بها ,ويتعرف على نمط " أهل سوس" في جمع القععراءات ,وكععانت
لهم في ذلك طريقة خاصة في الجمع والرداف تختلف عن طريقة
أهل الشمال ,فتلقى هذه الطريقة وتمرس بهععا ,ثععم نععزل بمدرسععة
القراءات بع"آيت صواب" وتصدر بهععا لفععادة الطلب ,فععالتف عليععه
- 1يمكن الرجوع في هذه النقول إلى كتاب" عناية أولي المجد " للمولى سليمان العلوي وهو
من شيوخه الذين ترجم لهم في الكتاب بإفاضة كما أشار إلى ذلك صاحب السلوة .2/319
533
أبناء المنطقة واجتمعوا على النهل من علععومه المختلفععة ,ويتلقععون
عليه القراءات محققة محررة مسندة عن أكابر المشيخة المتصععلة
الحلقات برجال مدرسة ابععن غععازي فععي المغععرب وكبععار المشععيخة
المعتمععدة فععي المشععرق مععن طريععق شععيخه وعمععدته أبععي زيععد
عبدالرحمن بن ادريس المنجرة كما سنراها عن قريب.
ولما تأسسعت مدينعة الصعويرة علعى يعد المعولى محمعد بعن
عبدالله العلوي انتدبه إليها للتدريس فالتحق بها فععي حععدود سععنة )
1195هع( ,وهناك اتسعع لععه جععاه أكععبر وذاع صععيته فعي هععذه البلد,
وهرع إلى الخذ عنه الطلب من قبععائل الشععياظمة وحاحععة وعبععدة
وأحواز مراكش ,وقد قضى هنالك بضع سنوات قبععل أن يعععود إلععى
فاس في العقد الول من المععائة الثالثععة عشععرة ليقضععي هنععاك مععا
تبقى من حياته في التدريس والتأليف والفادة إلى أن توفي بفاس
يوم الربعاء 12رجب الفرد الحرام عام 1214عن خمس وثمانين
سنة).(1
مؤلفاته :
وقد خلف وراءه عددا كبيرا من المؤلفات والرسععائل القيمععة
عني طلب الدراسات أخيرا بدراستها وتحقيقها ومنها:
-1كتــابه " المحـاذي" ويســمى أيضـا " إتحــاف الخ الود
المتداني ,بمحاذي حرز الماني ووجه التهاني".
وقد تقدم ذكره بين الكتب المؤلفة على الشاطبية ,ألفه في
حدود سععنة 1206هععع" وقععد أودعععه علععومه ومعععارفه وهععو عصععارة
فكععره ,وخلصععة تجععاربه ,وقليععل أمثععال هععذا الكتععاب فععي تحريععره
واستيعابه").(2
- 1كذا جاء في السلوة مؤرخا بالربعاء 12رجب )السلوة ,(2/319وفععي تاريععخ الضعععيف ص
317أنه توفي يوم الربعاء 23رجب.
- 2القراء والقراءات بالمغرب .145
534
-2شذى البخور العنبري ,وبعض عزائم الطالب العبقري
على " كنـز" العلمـة أبـي إسـحاق الجعـبري ,وهععو حاشععية
مطولة على " كنز المععاني" للجعععبري أودع خلصععتها فععي كتععاب "
المحاذي").(1
-3كتاب "القطوف الدانية في شرح الداليــة" أي قصععيدة ابععن
مبارك السجلماسي في تخفيف الهمز لحمزة وهشام.
ابتدأ هذا الشرح في حياة أسععتاذه أبععي زيععد المنجععرة وانتفععع
بشرح أستاذه فيه) ,(2وكععان فراغععه منععه كمععا ذكععر فععي آخععره عععام
1180هع).(3
-4القراط والشنوف بمعرفة البتداء والوقــوف) ,(4وهععو مععن
آخر من ألف من المغاربة في هذا الموضوع ,وقد بناه على ركنين:
الول في بيان كيفية الجمع والرداف والسلوب المتبععع فععي الخععذ
في المدرسة المغربية منذ زمععن أبععي عبععدالله بععن غععازي ,والثععاني
شرح المواقف التي اختار المععام الهبطععي فععي وقفععه المقيععد عنععه
وبيان وجهة نظره فيها ومسنده من جهععة القيععاس ولعربيععة ,وكععأنه
إنما ألفه لهذا الغرض بالذات ليبدي نظره في المواضع الععتي اعتععاد
العلماء أن ينتقدوها على الهبطي كما قدمن
-5رسالة في ما خــالف فيــه معلمــو الصــبيان قواعــد الداء
وشروط التجويد:
اطلع عليها بعض الباحثين ونقععل عنععه قععوله فععي مقععدمتها ":
كان الطلبة يسألونني قديما في حياة شيخي – رحمععه اللععه – يعنععي
أبا زيد المنجرة – فأجبتهم بالجواز ,وسألوا شيخنا في ذلععك فمنعععه,
وكععان الطععالبون يطععالبونني بكتععب مععا لععدي ,فكنععت أنكععص عنععه
- 1تقدم الحديث عنها في الحواشي على الكنز.
- 2أعني بكتابه " المقاصد الناميععة فععي شععرح الداليععة" ,وقفععت عليهععا مخطععوط فععي الخزانععة
الحسنية برقم .1057
- 3القطوف الدانية )مخطوط(.
- 4يجععري تحقيععق هععذا الكتععاب حاليععا مععن لععدن الطععالب السععيد الطععاهر الشععفوع مععن شعععبة
الدراسات السلمية بكلية آداب الرباط تحت إشراف الدكتور التهامي الراجي الهاشمي.
535
استصغارا لنفسي عن الولوج في تلك المضايق ,وهيبة من شيخي,
وكنت طالعت شيخي العلمة المحقق أبا حفععص عمععر بععن عبععدالله
الفاسي بما لدي في ذلك ,فاستصوب رأيي فيععه ,وثبتنععي عليععه,ثععم
بعد ذلك عاودني الطلبة فععي كتابععة ذلععك فتععوقفت ,ثععم بععدا لععي أن
أكتب ,فكتبت لهم في ذلك كتابة طويلة هي بأيديهم").(1
-6القول الوجيز في قمع الزاري على حملة كتــاب اللــه
العزيز.
هو كتاب كان غرضه منه رد العتبار لحملة كتاب اللععه تعععالى
ودحض ما شاع عنهم من رقة الدين وضعععف اليقيععن ,وقععد اسععتهله
بذكر فضائل هذه الطائفة وما جاء من الحعاديث والثععار فعي ذلععك,
وعمل على دفع اللئمة عنهم فيما قد يبدر من بعضهم ملتمسا لهم
ما ينبغي من العذر ,ومفندا لقول الشيخ الهبطي) (2فيهم فعي أبيعاته
المشهورة:
سبيل على فإنهم أما العععععذين يقرؤون القرءان
الشيطعععععان
يفوتها تكن وإن ترك الصلة عنعععععدهم مشهور
الحضعععععور
المفروض كضيعة قد ضيعوا أصول هذا العععدين
المسنععععععون
بعلم أتى الذي إل ما عندهم بالحتفال مععععروف
المحعذوف
بانيا على أنه لم يقصد التعميععم و" أن السععيد لعم يسععلم معن
غلظتععه أحععد ,سععواء فععي ذلععك العامععة والخاصععة ,وأنععه لععم يقصععد
تخصيص حملة القرءان ,ول نقلهم عن تعلععم كتععاب اللععه إلععى تعلععم
- 1نقله الستاذ سعيد أعراب ولم يشر إلى المصدر – القراء والقراءات بالمغرب .149
- 2ليس المراد بالهبطي هنا صاحب الوقف ,وإنما المعراد الشعيخ عبعدالله بعن محمعد الهبطعي
الصوفي المتوفى سنة – 968ترجمته في درة الحجال 3/60ترجمة .975
536
مسائل الفقه كما فهم البعض ,إنما أراد نقلهم من الوصععم الععذميم,
إلى الوصف الرفيععع ,وقععد علععم اللععه حسععن نيتععه ,وإخلص طععويته,
فاستجاب له كثير من الناس".
وقد فرغ المؤلف من تأليف الكتاب عام 1207هع فكععان مععن
آخر ما كتبه وربما بعد أن عاد إلى فاس في زمن المععولى سععليمان
الذي ولي سنة ,1206وكان لبن عبدالسلم مكانععة عنععده وخاصععة
في المصالحة بينه وبين بعض القواد الكبار بآسفي لهذا العهععد كمععا
ذكره الضعيف في تاريخه).(1
ولعل من أسباب التأليف أيضععا مععا أثععاره المععولى محمععد بععن
عبععدالله بععاني الصععويرة فععي رسععالته فععي هععذا الشععأن وسععماها "
مواهب المنان ,بما يتأكد على المسععلمين تعليمععه للصععبيان" والععتي
فرغ من كتابتها عام 1203أي فبل هذا التاريخ الذي كتب فيه ابععن
عبدالسلم بنحو ثلث سنوات ,وفيها وصف مريع للحال في أوساط
طلبة القرءان ,وفي مقدمتها يقول":وبعععد فلمععا كععان غععالب اعتنععاء
طلبععة الععوقت بحفععظ القععرءان والتفنععن فععي قراءتععه بالروايععات,
وإهمععالهم معا فرضععه اللععه علعى العيععان ,ممعا يععدان بععه مععن علععم
العبادات والعتقادات ....وقد طععال اختبععاري ومشععافهتي لمشععاهير
الحفاظ المسلم لهم في قععراءة المكععي والسععبع وضععبط الروايععات
واللفععاظ ,فععألفيتهم جععاهلين – وخصوصععا أهععل البععوادي – بأحكععام
الطهارة والصلة ,لعراضهم عن تعلم واجب ذلععك ,وإكبععابهم علععى
ضبط الرواية ,فكم من إمام مهم ل يعرف ما تصح بععه الطهععارة ول
مبطلت الصلة ,ول أحكام السهو وأطواره.
- 1كان قد تخلف القائد عبدالرحمن بناصر العبدي عن بيعة المولى سليمان مقدما عليععه أخععاه
المولى هشام فأرسل إليه المولى سليمان وهو إذ ذاك بالرباط الشعيخ محمعد بعن عبدالسعلم
وعلي بن المغرف الفاسي ,قال الضعيف في تاريخه ":261 – 260ووردوا عليه بآسفي فععي
ثامن حجة وهو يوم الخميس – يعني سنة – 1206وفي يععوم الجمعععة دخلععوا الجععامع فوجععدوا
العبدي عبدالرحمن يخطب بمولي هشام ..خرجوا من الجامع وصلوا الجمعة ظهععرا ..ثععم ذكععر
رجوعهم إلى الرباط بل طائل.
537
قال ":وكنت لقيت حال سععفري مععن مكناسععة إلععى مراكععش
سنة ثلث بعد المائتين واللف من السععاتيذ الجععم الغفيععر ,وألفيععت
كل من اختبرت منهم لم يتمسك مععن علععم دينععه بقطميععر ,حملنععي
ذلك لما انطوى عليه الفؤاد من حب النصععح للمسععلمين ,أن أجمععع
لهم مسائل مهمات من علم أمور الدين ,قريبععة المقاصععد ,شععهيرة
المععوارد ,مقتصععرا فيهععا علععى الضععروري ,ليسععهل حفظهععا علععى
الصبيان.(1) "..
فلعل الشيخ ابن عبدالسلم قععد فععزع مععن حكايععة مثععل هععذه
الحال عمن هم أحق الناس بالستقامة علععى الحععق والمعرفععة بععه,
كيف ل وهم أمناء الله تعععالى علععى كتععابه ,فحركتععه هععذه الععدواعي
لكتابة هذا التأليف الذي كان له صدى طيب عند القراء على ما فيه
من طول وإسهاب) ,(2وقد قام باختصاره شيخ الجماعة أبو العبععاس
أحمد ابن الخياط الزكاري وت 1343هع).(3
-7كتاب تسهيل المعارج إلى تحقيق المخارج.
وهو شرح لباب مخارج الحروف وصععفاتها مععن " الشععاطبية"
ويبتدئ بقوله بعاب مخعارج الحعروف وصعفاتها العتي يحتعاج القعارئ
إليها" ,ثم أخذ في شرح معنععى البععاب والمخععرج والحععرف والصععفة
ناقل عن المبرد وسيبويه والجعععبري والهععوزني فععي أرجععوزته وابععن
الجزري في النشر ,ثم تطرق لمبععاحث المخععارج والصععفات مبتععدئا
بشرح قول الشاطبي:
وهاك معععععوازين الحروف وما حكى جهعععععابذة النقاد فيها
محصل
إلى أن ختم بشرح قوله:
- 1يمكن الرجوع إلى رسالة "مواهب المنان" للمولى محمد بن عبدالله في مخطوطتيهععا م خ
ح بالرباط برقم 3737أو الخزانة العامة برقم 795ك .وقد طبعت أخيرا في جزءين.
- 2وقفت عليه في خزانة السيد السحابي بسل.
- 3القراء والقراءات بالمغرب .150
538
فهذا مع التوقيق كاف وأعرفهععععععععن القعاف كل يعدها
محصل).(1
-8كتاب " إبراز الضمير من أسرار التصدير".
وهو شرح له على قصيدته " أسرار التصععدير" لععه الععتي
أولها :
كتابه حفظ تفضل الحمعععععععععععد لله الذي منحني
السعععععني
وفيععه بسععط الععدواعي الععتي تجعععل أهععل الجمععع والرداف
يصدرون بعض الوجه على بعض ,يقول في مقدمة الشرح ":هذا "
إبراز الضمير ,من أسرار التصدير ,إذ كنت كثيرا ما يسألني الطلبععة
ع بلغ الله أملهم ع عن سر تقديم أحد وجهععي الخلف ,ففكععرت فععي
ذلك ,ففتح الله علي فيما عساه أن يكون هععو الحامععل لمشععيختنا –
رحمهم الله – على ذلك التقديم فقلت مستعينا بععالله ......... :ثععم
ساق طرفا من أبيات الرجوزة وشرع في شرحها).(2
-9أرجوزة في أوجه القراءات مع شرحها له :
أول القصيدة قوله :
" قال سليل عابد السلم محمد الفاسي ذو الجرام
وأول الشعععرح قعععوله " :واعلعععم أن مسعععائل الخلف ذوات
الوجهين أو أكثر منهمععا الععتي شععملها "حععرز المععاني" عع رحععم اللععه
ناظمه ع عمل الناس في بعضها على استيعاب الوجوه.(3) ...
-10أرجوزة أخرى في التصدير والمقدم فــي الداء مــن
أوجه الخلف.
أولها قوله :
539
آصار ذي المة عنها " الحمعععععد لله الذي قد خففا
وعفا).(1
بين في هذه الرجوزة ما لم يجر العمل بععه مععن الوجععه المععذكورة
في الحرز ,وقد طلب منه ذلك بعض تلميذه من أهععل سععوس وهععو
إذ ذاك بثغر الصويرة ,وهو أبو العباس أحمد بن عبدالله الهشتوكي,
وفي ذلك يقول في الرجوزة مشيرا إليه :
ذا وليس تمامها, لقنتععععه وجوه حرزنا علععععى
عنعععد المل
على بعضهعععا في لنه قد سععععععععاغ القتصار
الذي يختار
فقال:
من غيره في النظم إن بينت لي مصعععععععععععدرا
كان أجدرا
وقد فرغ من هذا الشرح بالصويرة سنة 1202هع.
-11فهرسة أشـياخه نثريـة ,وأخــرى منظومـة) ,(2وتسععمى
)(3
أيضا "برنامج شيوخ محمد بن عبدالسلم"
وللمؤلف كتب كثيرة أخرى هي عبععارة عععن رسععائل صععغيرة
وأجوبة ومنظومات في أغععراض مختلفععة .والععذي يعنينععا هنععا خاصععة
أسععانيده فععي القععراءات ,وهععي الععتي سععنجعلها مسععك ختععام هععذه
المجموعة من الجازات والسانيد.
-6سند الشيخ ابن عبدالسلم وصلته بالمحور العام مــن
طريق أبي زيد المنجرة.
- 1م خ ع .1251
- 2سأذكر طرفا منهما فيما يلي ,ويقععوم حاليععا بتحقيقهععا الطععالب محمععد زلععو مععن كليععة آداب
الرباط تحت إشراف الستاذ الدكتور التهامي الراجي باسم " فهرس محمد بن عبد السلم ".
- 3وقفت عليه في مجموع خ ح رقم .1057
540
ألف الشيخ محمد بن عبدالسلم برنامج شععيوخه وضععمنه مععا
قرأ به ومن قرأ عليه من المشايخ ,ولكنه جعل العمدة في إسععناده
للقراءات السبع أول على أستاذه أبي زيد عبععدالرحمن بععن ادريععس
المنجععرة عععن والععده مععن طريقيععه :طريععق المغاربععة ,وطريععق
المشارقة ,وأفرد ذلك في جزء خاص ,ثم عاد فعأدرجه فعي كتعابه "
المحاذي" تحت عنوان " بععاب ذكععر سععندي الععذي بععه توصععلت" ثععم
قعال ":أقععول ":قعد كنععت وضععت قبععل اليعوم موضععوعا فعي ذلععك
فأحببت أن أورد منه ما أحتاج إليه بلفظه ,وهذا نصه " ...ثععم سععاق
ما في البرنامج مبتدئا بقوله ":الحمد لله على نعمععة اليمععان بععالله
العظيم) (1العتي غرقعت فيهععا صععنوف النعععم ....وبعععد فيقعول العبعد
الفقير إلى اللععه تعععالى المععذنب الخطععأ الغععارق فععي بحععر الخطايععا
خويدم كتاب الله العزيز ومحب حملته :محمععد بععن عبدالسععلم بععن
محمد بععن عبدالسععلم بععن أبععي عبععدالله محمععد العربععي ابععن شععيخ
مشايخ السلم أبي المحاسن يوسف بن محمد الفاسععي كععان اللععه
له وليا ,وبه حفيا ,ولطف بععه بمنععه :إنه لمــا كــان الســناد مــن
معالم الدين ,وأجلى طرق الهتــداء للمهتــدين ,لمــا فيــه
من الرتباط بالرسول ,والغتباط بحسن السول ,إل أنــه
لم تكن لهــل المغــرب – وخاصــة فـي هــذا الزمـان – بــه
عناية ,ميل منهم عن سبيله إلى العتناء بالدرايــة ,حــتى
ل يعلم الخذ منهم إل معلمه دنية ,وإن طــولب بأعلـــــى
منــه عجــز عــن الوصــول إليــه ,بل مريــة ,رغبــت فــي أن
أذكـــــر سنــــدي الـــــذي به وصلت وأبين أشععياخي الععذين
بهعععم اتصلععععت ,تعلقععععععا بععععععذيلهم النظيعععف ,وتسعععترا بظلهعععم
الوريف ......فأقول:
-قرأت القرءان العظيععم ثلث عشععرة ختمععة اسععتظهارا للسععبعة
المشهوين من رواياتهم الربععع عشععرة بمضععمن " الشععاطبية" و "
التيسير" على شيخي ومعلمي ومفيدي وسندي ومعتمدي العلمععة
-سقط لفظ العظيم في المحاذي فيما وقفت عليه ,وهو مذكور في البرنامج بلفظه. 1
541
الحععافظ الحجععة الراويععة الخيععر الععدين البركععة مععولي أبععي زيععد
عبدالرحمن بن مولي ادريس بن محمد بن أحمد الشريف
الحسني الدريسي المدعو المنجرة به عرف هو وأهله بفاس
ع حرسها الله بمنه عع )تعوفي – رحمعه اللعه تععالى عع سعنة تسعع عع
بتقديم التاء ع وسبعين ع بتقديم السين ع ومائة وألف(.
-وهو ع رحمه الله ع ع قرأه علــى والــده مــولي أبــي العلء
ادريس المذكـــور )تعوفي ع رحمه الله ع ع سععنة سععبع – بتقععديم
السين – وثلثيععن ومععائة وألععف( وهععو – رحمععه اللععه – قععرأه علععى
شيوخ عدة بالمغرب ,ثعم رحععل إلعى المشعرق بقصععد الحعج فقععرأ
بمصععر علععى الشععيخ أبــي عبــد اللــه محمــد بــن قاســم بــن
إسماعيل البقري الشافعي ,وعلى الشيخ أبــي الســماح
أحمــد ضــرغام البقــري الشــافعي ,وعلععى الشععيخ شــهاب
الدين منصور المنوفي المصري الشــافعي .وقععرأ بمكععة –
شععرفها اللععه – علععى الشععيخ أبععي العبععاس أحمععد بععن عبععدالجواد
المنوفي الشافعي الضرير رحمهم الله أجمعين.
وهاأنا بعادئ – بععون اللعه – بعذكر بععض شعيوخه العذين قعرا
عليهم بالمغرب ,ثم أثنععي بععذكر بعععض مععن قععرأ عليهععم بالمشععرق,
فأقول والله المستعان:
السند المغربي وطريق أبي العلء المنجرة فيه :
"قرأ ع رحمععه اللععه تعععالى ع ع بععالمغرب علععى شععيخه ومفيععده
الستعععاذ المجععود أبععععي عبد الله محمعععععد الهععواري السععرغيني –
أظنععه السجلمعععععاسي مععن سععرغن سجلماسععة ,وهععذا القععععوي
عنععععدي ,ويحتمعععل أن يكعععععععون مععن قبيلععة السعععععراغنة ببععععععلد
"تاستعععععوت") (1حععععوز وادي العبععععيد بقععرب مراكععش ,ويقععععععويه
أن من شيوخه المعتمعععدين الستععععاذ العلم الصالعععععح البركععععععة
542
سيعدي الصغععير بن منيععععار) (1رحمعععععه اللععه ,وهععو كععان متوطنععععا
بفععاس ع أمنها الله من كل بععاس ع ع )تععوفي رحمععه اللععه سععنة أربععع
ومائة وألف( )1104هع( في العشرين من رمضان منها ,ولععم أقععف
على وفاة ابن منيار.
-وهععو قععرأ علععى شععيخه العلمععة الحععافظ الراويععة أبععي زيععد
عبععدالرحمن ابععن الشععيخ العلمععة أبععي القاسععم ابععن القاضععي
المكناسي الصل الفاسي الدار والمنشأ ,عرف أصله بفاس بأولد
ابن القاضي إلى الن ,ويعرفون في القديم بأولد ابن أبي العافيععة
)توفي رحمه الله سنة اثنتين وثمانين وألف( )1082هع(.
-وهععو قععرأ علععى شععيخه المعلععم المتقععن الحععافظ أبععي زيععد
عبدالرحمن بن عبدالواحد السجلماسي العباسععي )تععوفي رحمععععه
الله سنة تسع – بتقديم التاء – وعشععرين وألعف1029).هع(.
-وهو قرأ على شيخه العلمة الحافظ خطيب فاس ومفتيهععا أبععي
عبدالله محمد بن أحمد بععن محمععد بععن علععي الشععريف الندلسععي
المريي ع من أهل "المرية") (2من أرض أندلس ,ثم التلمساني ثععم
الفاسي دارا ومنشأ )توفي رحمه الله سنة ثمان عشععرة وألف( )
1018هع(.
-وهو قرأ على شيخه العلمة الحافظ أبي القاسم بن محمععد بععن
ابراهيم ين موسععى الععدكالي المشععترائي الفاسععي الععدار والمنشععأ
)تععوفي – رحمععه اللععه – سععنة ثمععان وسععبعين – بتقععديم السععين –
وتسعمائة – بتقديم التاء )978هع(.
- 1هو محمد الصغيربن محمد الشهير بالمنيار بن أحمد بن علي بعن ابراهيعم البعوزحري دفيعن
أكرض من بلد تادل ,ترجم له الحضيكي وقال":كان رضي الله عنه مقرئا مدرسععا ل يمععل مععن
القراء والتدريس مع الدين المتين والورع والزهد التام ,تخععرج بعه كععثير مععن الفقهععاء والقععراء
والولياء ,أخذ القراءات عععن السععتاذ المحقععق أبععي زيععد عبععدالرحمن بععن الفقيععه عبععد الواحععد
السجلماسي عن الشريف المريي عن أبي القاسم بععن ابراهيععم عععن ابععن غععازي ,تععوفي سععنة
1056هع مناقب الحضيكي .100 – 2/99
- 2مدينعة أندلسعية شعهيرة بناهعا عبعدالرحمن بعن محمعد الناصعر سعنة 344هعع صعفة جزيعرة
الندلس 183رقم .175
543
تحويل" :وقرأ الشيخ ابن القاضي أيضا على شيخه المام الوحد
أبي محمد عبدالواحد بن أحعععمد بن عاشر النصععععاري الندلسععي
الفععاسي الدار والمنشأ )توفي عرحمه الله – سنة أربعين وألف( )
1040هع(.
-وهو قعرأ علععى شععيخه الععالم الحععافظ أبعي العبعاس أحمععد بعن
عثمان اللمطي المكناسي الصل الميموني الفاسي الدار.
-وهو قرأ على والععده الشععيخ الفقيععه النحععوي السععتاذ أبععي سعععيد
عثمان بن عبدالواحد بن عبععد العزيععز اللمطععي المكناسععي الصععل
الميموني) ,توفي – رحمه الله – سنة أربع وخمسين وتسعععمائة –
بتقديم التاء(.
تحويل :وقرأ شيخ شيوخنا مولي ادريس أبو العلء المذكور على
شيخه الستاذ المحقق الصوفي أبي الحسن علععي بععن قاسععم بععن
جميل المالكي نسبا )توفي – رحمه الله – سنة اثنين ومائة وألف(
)1102هع(.
-وهو قرأ على شيخه العالم المشارك الحافظ أبععي عبععدالله محمععد
بن مبارك السجلماسي المغراوي الفاسي الدار والمنشأ).(1
تحويل ":وقرأ شيخ شيوخنا أيضا على شيخه العلمة القاضي أبي
عبدالله محمد بن محمد بن سليمان بن منصور بن علي البوعنععاني
الشريف الفاسي دارا ونجارا ,وشيخنا – رحمه الله (2)-أطلععق أخععذ
)(3
والده عنه ,وفي فهرسة والده أنه قرأ عليه نحو اثني عشر جععزءا
)توفي – رحمه الله – سنة ثمان وتسعين وألف – بتقديم التاء .( -
-وهو قرأ على والده أبي عبدالله وأبي الفلح محمد بععن محمععد بععن
سليمان المذكور )توفي – رحمه الله – عام ثلثععة وسععتين وألععف( )
.(1063
-قوله " أطلق " إلى قوله" جزءا "وردت في " المحاذي" دون البرنامج. 3
544
-وهو قرأ على شيخه الفقيه الستاذ أبي العباس أحمععد بععن شعععيب
الندلسي الفاسي دارا يعني أحمد بععن علععي بععن شعععيب – صععاحب
إتقان الصنعة في قراءة القراء السبعة")) (1تعععوفي – رحمه اللععه –
عععام خمسة وعشعععرين وألف ,وقيل سنعععة ست عشرة وألععف( )
1016هع(.
-وهو قرأ على والده شعيب ,ولم أقف على ترجمته ول علععى سععنة
وفاته ,رحمهم الله تعععالى ورحمنععا معهععم ورحععم جميععع المسععلمين
آمين.
-وقرأ الشيخ أبو القاسم الدكالي والشيخ أبو سعيد عثمان اللمطي,
والشيخ أبو مدين شعيب ثلثتهم على الشيخ الجماعة عادم النظير,
المستغني بالشهرة عن التشهير أبي عبد الله محمد بععن أحمععد بععن
محمد بن محمععد بعن علعي بعن غعازي العثمعاني المكناسعي الصعل
الفاسععي الععدار والقععرار )تععوفي – رحمععه اللععه – ععام تسعععة عشععر
وتسعمائة – بتقديم التاء فيهما( )919هع(.
-وهو – رحمه الله تعالى – أخذ عن شيوخ عدة ,أقععدم مععن طرقععه
الطريق الذي اختاره أبو العباس الفيللي قال لكععون السععناد فيععه
بالقراء ,ولم تتخلله الجازة الساذجة) ,(2ثم أتبعه ما يحسن إيراده
من باقي طرقه.
ثم ساق ابن عبدالسلم بععاقي السععند كمععا تقععدم فععي إجععازة
البوعنععاني للشععرقي وإجععازة علععي بععن هععارون للملععك الوطاسععي
وغيرهما ,من طريق ابن غازي )ت 919هع( عن أبي عبدالله محمععد
الصغير النيجي )887هع( ,عن أبععي العبععاس أحمععد بععن عبععدالله بععن
محمد بن موسى الشهير بالفيللي الفاسي الدار ,عن أبععي عبععدالله
محمد بن عبدالله السماتي الفخار الفاسي ,عن المام أبي العباس
أحمد بن علي الزواوي )ت 749هع( ,عن الشيخ أبعععععي الحسعععععن
-تقدم عرض الكتاب باسم " إتقان الصنعة في التجويد للسبعة". 1
-تقدمت الشارة إلى هذا في إجازة أبي عبدالله البوعناني للشرقي. 2
545
علي بن سليمان بن أحمد النصاري القرطبي شيخ الجماعة بفععاس
)ت 730هع( ,عن الحافظ أبي جعفر أحمععد بععن ابراهيععم بععن الزبيععر
الجياني )ت 708هع( ,عععن أبععي الوليععد إسععماعيل بععن يحيععى الزدي
الغرنععاطي العطععار ,عععن القاضععي أبععي بكععر محمععد بععن علععي بععن
عبدالرحمن بن عبدالعزيز بن حسنون الحميععري )ت 604هععع( ,عععن
الشيخ أبي محمد عبععدالله بععن خلععف بععن بقععي القيسععي الندلسععي
البياسي )ت بعد 540هع( ,عن الستاذ الحافظ أبععي محمععد عبععدالله
بن عمر الشهير بابن العرجا إماممقععام لخليععل عليععه السععلم )بقععي
إلى حدود 500هع( ,وقععرأ علععى أبععي العبععاس أحمععد بععن سعععيد بععن
نفيععس المصععري الطرابلسععي الصععل – انتهععى إليععه علععو السععناد
ورياسة القراء بوقته – )ت 453هع(.
وفي إجازة العلمة ابن غازي وإجازات تلمذته أن أبععا محمععد
الشهير بابن العرجا أخذ أيضا عن المام أبي معشر عبععدالكريم بععن
عبدالصععمد بععن محمععد بععن علععي الطععبري مقععرئ أهععل مكععة )ت
478هع( ,ثم إنه في بعضععها واسععطة بينععه وبيععن ابععن نفيععس ,وفععي
بعضها أنه أخذ عنهما معا ,ولم يذكر الذهبي قراءته على الطبري...
).(1
وقرأ ابن نفيس لورش عن نافع علععى أبععي عععدي عبععدالعزيز
بن علي بن محمد بن إسحاق بن الفرج المصري يعرف بابن المام
مسند القراء في زمنه381) ,هع( ,وقرأ على أبععي بكععر عبععدالله بععن
يوسف التجيبيي )ت 307هع( ,وقرأ على أبي يعقوب يوسف الزرق
)ت 240هع( ,وقرأ على عثمان بن سععيد ورش )ت 197هعع( ,وقعرأ
على نافع )ت .(169
إســناده العــام الجــامع بيــن الطريقيــن المغربيــة
والمشرقية من طريق أبي زيد المنجرة عــن أبيــه
نظما.
- 1يريد في معرفة القراء 2/393طبقة ,12وقد ذكر ابن الجععزري أخععذه علععى كععل مععن ابععن
نفيس والطبري معا – غاية النهاية 1/438ترجمة .1830
546
ولبععي عبععد اللععه محمععد بععن عبدالسععلم أرجععوزة نظععم فيهععا
أسانيده في السبعة جمع فيهععا بيععن الطريقععتين المغربيععة المتصععلة
بععالمحور العععام عععبر طريععق ابععن غععازي ,والمشععرقية عععبر طريععق
الحافظ ابن الجزري أسوقها هنعا مقتصعرا منهععا علعى قعراءة نعافع
بالسند إلى ابن نفيس عن أبي ععدي صعاحب ابععن سيعععف صعععاحب
الزرق عن ورش ,وهذا نص ما وفقت عليه من ذلك :
محمععد الفاسععي بععن عابععد يقول راجي عفو خععععععالق
السعععععلم النام
يزيعععح ععععن وجعععوه دينعععه حمععععدا لمنععععزل الكتععععاب
الخفععععععععععا بالشفععععععععا
أعظععم مبعععوث بععه إلععى أنزلععععععه أعظععععععم آيععععععة
الععععمععععل علعععععععععععععععى
صععلى عليععه اللععه طععول محمععععععد مبيععععععد ديععععععن
العمععععععععر الكفعععععععععععععر
إلى أن قال:
الععععععععععععالم الدراكعععععععععععة أخعععععذت ععععععن سعععععيدنا
الهمععععععععععععععععام المععععععععععععام
الحسعععععععععععني ععععععععععععاطر شععععيخ الجماعععععة بقطععععر
النفععععععععععععععاس فعععععععععععععاس
اللمعععععععععععععي عابععععععععععععد الحععععافظ النحريععععر فععععي
الرحمعععععععععععععععن التقعععععععععان
547
ثمععت عععن أبععي الفععدا شععيخ ععععن الرضعععا والعععده أبعععي
)(1
المعععععل الععععععععععل
)(3 )(2
صععاحب الهععععععدي الحلععبي ثععم فالشبراملسععي علععي
الحسن عععععععععن
)(4
عنه عن المعععععععععين جبريععل صعععععاحب عن شمهروش
الرسول
مععن ربنععا مععا نععاح فععي غصععن عليهععم أزكععى مععن المسععك
حمععام سعععععععلم
ععععععن شعععععيخه الععععععالم ذي وعنععععععه عععععععن والععععععده
النعععععععوال المفضعععععععععععععال
الشعععععععععافعي المعععععععععذهب محمعععععد بعععععن القاسعععععم
548
المصعععععععععري البقعععععععععععععري
شععععيخ شععععيوخ أهععععل هععععذا ععععععن اليمعععععاني عابعععععد
الشعععععأن الرحمعععععععععان
ععععععن ناصعععععر الطبلوي ذي عععععععن الرضععععععا والععععععده
الفععادة شحععععععععععععاذة
العقععععععععععععبي العععععععععععععالم عععن زكريععا النصععاري عععن
الربعععععععععانععععي رضعععوان
الجعععععععععععععععععزري العععععععالم عن شيخه الحععافظ شععمس
المكعععين الديعععععن
شعععيخ الشعععيوخ وعمعععاد معععن وعنعععه ععععن والعععده ليعععث
قععععععرا الشعععععععععرى
السععععععععععرغني مطفععععععععععئ ععععععن شعععععيخه محمعععععد
النعععععععععععوار الهععععععععععععواري
ععععن السجلماسعععي الحسعععام عن شيخ القراء ابن قاضي
المنتضى الرضععا
عععن ابععن ابراهيععم ذي الهععدي ععععن التلمسعععاني المريعععي
السني الحسنعععععععي
نجععععل ابععععن عاشععععر مععععبين ثععم ابععن قععاض عععن أبععي
549
الرشعععععععد محمععععععععد
عثمان يا لذلك من نبيعععععععععه عععن أحمعععد اللمطععي عععن
أبيععععععه
عععععععن شععععععيخه العلمععععععة وعنعععه ععععن والعععععععععععععده
الغطععععععريف الشريعف
عععن أحمععد نجععل شعيععععععب البوعنععععاني الحسععني عععن
النبيه أبعععععععيه
عععن ابععن غععازي ذي نقععععععاء عععععععن شععععععيخه والععععععده
الجيب شععععععععععععيب
عععن ابععن غععازي ذي الجنعععاب وأخععععععععععذ اللمطععععععععععي
)(1
العالي والدكعععععععالي
بسععععععيد الرسععععععل فتععععععم فالسنعععععد العععالي المقععدم
وكمععععععععععل اتصعععل
كطععرق للغععرب فاتعععععععععرك وطععععرق الشععععرق كععععثيرة
اللدد الععععععععدد
-هو أبو القاسم بن محمد بن ابراهيم كبير أصحاب ابن غازي المذكور في السند فبل. 1
550
فلمعععععة منهععععا كفععععععععععععاء, إذ المععععععععععراد التصعععععال
فأقعول: بالرسول
لكعععععععون القعععععععرا فيعععععععه حسععععبما قععععد اصععععطفى
)(1
باتصععععععععععال الفيللي
عععععععن الصععععععغير الهمععععععام قد أخععذ الشععيخ ابععن غععازي
المرتضععععععى الرضا
ععععععن الععععععزواوي) (2فقععععععل ععععن الفيعععععععععععللي ععععن
للقعععععععاري الفخار
فعععععابن الزبيعععععر المرتضعععععى ثمت عن نجل سليمععععععان
المقععععععععدم اعلم
بكعععر بعععن حسعععنون فحقعععق ثم عن العطععععار قل فععن
مذهبعععي أبي
- 1هو أحمد بن محمد بن موسى أحد أسعتاذي الصعغير ,وقعد تقعدم ذكعر اختيعاره لهعذا السعند
لتصاله بالقراءة.
- 2أبو العباس أحمد بن علي العزواوي المتعوفى غريقعا فعي نكبعة الجيعش المغربعي بسعواحل
بحاية سنة 749كما تقدم.
551
)(1
قععععععل ثمععععععت عبععععععدالله فعععابن بقعععي عععععععععععععععابد
للهعععععععي الله
)(2
ابعععععععن نفيعععععععس ععععععععاطر وأبععععععععي فععععععععالطبري
النفععععععععاس العبعععععاس
عععععن الرضععععا أبععععي عععععدي فععععععابن نفيععععععس آخععععععذ
)(3
فععععععععادر للمصععري
فنجعععل بويعععان لقعععععععععععالون وععععععن أبعععععي نصعععععرهم
يضي فالفرضعي
ثم تتبع باقي السبعة فرفع السععند مععن ابععن نفيععس إلععى كععل
واحد منهم حسب روايته ورفع السانيد ملة إلععى النععبي صععلى اللععه
عليه وسلم ثم قال:
ثعععم الميعععن جبرئيعععل ذي وقد مضععععععععى ارتبععاطهم
الوفععععععا بالمصطفى
تلقيعععععا منعععععه فحقعععععق وهعععو ععععن المولععععععععععى
مأخعععععععععععذه العظيم أخذه
ثم عن القلم عععن مسععدي وقيل عن لوح البقعععععععععاء
النععععم والقدم
اللعععوح فعععالقلم فعععالمولى وقيععل عععن ميكععال ثمععت
الغنععععععي عنعععععععععي
ععععععن ربنعععععا سعععععبحانه وقيععل عععن جبريععل عععن
تععععععععععالعى ميكععععععععال
سعععععبحانه معععععن منععععععم كمعععععا يليعععععق بالجنعععععاب
- 1هو ابن عمر بن العرجا القيرواني إمام الحرم المكي كما تقدم.
- 2هو أبو معشر عبدالكريم بععن عبدالصععمد الطععبري مقععرئ الحععرم المكععي وصععاحب كتععاب "
سوق العروس" وغيره.
- 3المراد ورش.
552
موالعععععععععي).(1 العالععععععععععي
وقد وقفت في بعض الخععزائن الخاصععة علععى أسععانيد الشععيخ
ابن عبدالسلم من نظم بععض أصعحابه اقتصعر فيهعا علعى المحعور
العععام الععذي يخععص قععراءة نععافع عنععد المغاربععة مععن روايععتي ورش
وقالون رأيت أن أختم به هذه السععانيد لجمععال صععياغته ,وفيععه بععتر
بين ادريس المنجععرة والشععريف المريععي أكملتععه مععن أرجععوزة ابععن
عبدالسلم السابقة وهذا نص ما وقفت عليه مععع الصععلح المععذكور
بعد البيت التاسع.
سند الشــيخ ابــن عبدالســلم فــي قــراءة نــافع
لبعض أصحابه:
حفععععععععععظ القععرءان بالشيععععوخ الحمععد للععه الععععععععععععععذي قععد
المرا يسععرا
علععععععععععععى نععععععبيه الرسععععععول ثعععععم الصعععععععععلة والسعععععلم
أحمععععععععدا سرمعععععععععدا
ومععععن يليهععععععععععععم علععععععععععععى وآلععععععععععه وصحععععععععععععععععععبه
الدوام الكعععععععععععرام
ذكعععععر شعععععيوخ مهعععععروا فعععععي وبععععععععد فالقصعععععععد بهعععععععذا
العلعععععععععععععم النظععععععععععععععم
وأتقنععععععوا أحكامه إتقعععععععععععانا وجاهعععععععععععدوا وخعععععععععععدموا
القععععععععععععرءانا
الفاسععععععي ,وهععععععو مععععععن ذوي فمنعععععععععععععععععععهم سععععععععندنا
الرسععععععععوخ للشيععععععععخ
أخذ عن أئمة أعععععععععععععععععععلم محمعععععععععد بعععععععععن عابعععععععععد
السعععععععععععععععععلم
- 1السند المنظوم بتمامه في مجموع بالخزانة العامة بالرباط برقم 3443من ص 300إلععى
.312وعلى أكثر رجال السند فيه تعاليق تعرف بالمراد بهم.
553
أي عابععععععععععد الرحمععععععععععن ذي عععععععن شععععععيخه المنجعععععععرة
التصنيععععععععف الشععععععععععععريف
عععععععععععععععرف بالتععععععععععععععأليف ععععن شعععيخه والععععععععععععععععععده
والتععععععععععععععدريس ادريس
السعععععععععععععععرغني مطفععععععععععئ عععععععععن شععععععععيخه محمععععععععد
النععععععععععععوار الهعععععععععععععععواري
ععععن السجلماسعععي الحسعععععععام عععن شععيخ القععراء ابععن قععاض
)(1
المنتضى الرضععععععا
الععععععععععععععععععععالم المقععععععععدس ععععن شعععيخه الععععدل خطيعععب
النبعععععععراس فعععععععععاس
المريععععععععععععععي ععععععن شعععععيخه محمععععععععععععد بعععععععن أحمعععععععد
الغطعععععريف الشععععععععععريف
وهععععععععععو محمععععععععععد بععععععععععن الحععععععافظ الععععععدكالي بحععععععر
ابراهيععععععععععععععععععم العلعععععععععععععم
محمعععععد بعععععن أحمعععععد الغعععععازي ععععن شعععيخه شعععيخ الجماععععة
المععععععععععام الهمعععععععام
معععن آل عثمععععععععععان علعععععععععى أعنععععي الععععذي اشععععتهر بععععابن
امتياز غعععععععععازي
ععععععن شعععععيخه الستععععععععععاذ ذي عععععن شيخعععععععععه الشعععععععععهير
التحعععرير بالصعععغير
لعععععععديهم بعععععععالفيللي ععععععععادم أعنععععي أبععععا العبععععاس أحمععععد
النظعععععععععععير الشهعععععععير
- 1البيتان من قوله " عن شيخه محمد الهواري ...إلععى قععوله " الحسععام المنتضععى" همععا ممععا
أضفته كما ذكرت أعله لتمام النقص الملحوظ بين ادريس المنجععرة والمريععي ,ولععم يععرد مععع
النص تنبيه على هذا النقطاع الذي يمكن ملحظته بسهولة بالمقارنة بين السند المععذكور ومععا
تقدمه من أسانيد وإجازات.
554
عععععععععرف بالفخععععععععار نعععععععععم عععععن شععععيخه المععععام أبععععي
المقتعععععععععععععدي محمععععععععععععد
أي أحمععععععععد بععععععععن علععععععععي عععععن شععععيخه الحععععافظ نعععععم
الععععععععععععزواوي الععععععععععراوي
ابعععععععن سعععععععليمان الفاسعععععععي عععععععععن شععععععععيخه علععععععععي
الععععععععععععععدار النصعععععععععععععاري
جعفعععر أحمععععععععععععععد الزبيعععري ععععن شعععيخه الحجعععة يعععدعى
النسب بأبعععععععععععي
إسععععماعيل العطععععار خعععععععععدن عععن شععيخه أبععي الوليعععععععععععد
الحمعععععد الزدي
محمعععععععععد نجعععععععععل علعععععععععي عن شيخه القاضي ابن حسععنون
النجععععععععععععععععيب الخطيب
محمعععععععععد نجعععععععععل بقعععععععععي ععععن شعععيخه أستعععععععععععععععاذه
القيعععععععععععععععععسي الرئيععس
عععععرف بععععابن العرجععععا فضععععله عععععن شععععيخه عبععععدالله بععععن
اشتهعععععععععر عمععععععععععععر
مقععععععععام ابراهيععععععععم فععععععععي كعععععان يعععععؤم النعععععاس فعععععي
الحععععععععععععععععععرام المقعععععععععععععععام
ابععععن نفيععععس المصععععري نعععععم عععععن شععععيخه نجععععل سعععععيد
المقتعععععععععدى احمعععععععععععدا
فعععععي وقتعععععه فعععععي الحفعععععظ لعععه انتهعععت رياسعععععععععععععععععععة
والمععععععععععععععلء القراء
عبععععععععدالعزيز بععععععععن أبععععععععي عععععن شععععيخه ابععععن الفععععرج
عععععععععععععععععدي المصععععععععععري
555
رئيعععععس أهعععععل مصعععععر فعععععي عععن شععيخه ابععن يوسععععععععععف
التعععععععععععدريب التجيبي
ثععم ابععن مالععك بععن عبععععععععععععععععد وهوأبعععععععععو بكعععععععععر بعععععععععن
الله عبعععععععععععععععععدالله
أي أبععععععي يعقععععععوب العليععععععم عن شععيخه نجععل يسععععععععععععععار
السعععععععععبق الزرق
عثمعععععان ورشعععععنا إمععععععععععععام عععععن شععععيخه رئيععععس أهععععل
القععععععععرا مصععععععععععععرا
المعععععععععععدني المقعععععععععععري بل ععععععن شعععععيخه أبعععععي نعيعععععم
منععععععععععععععععازع نافعععععععععععععععع
عرفوا من خيععععار التععععععععابعينعععا أخععععععععذ عععععععععن شععععععععيوخه
السبعيعععععععععععععنا
بمسععجد الرسعععععععععععول صععععععان كععععععععان يععععععععؤم القععععععععوم
دينعه بالمععععععععععععععععدينة
فيالهععععععا مععععععن خصععععععععععععععلة صععععلى بهععععا إمامععععا سععععتين
مستحسععععنة سنعععععععععععععة
بهعععععععا علعععععععى صععععععععععععععاحبه فمععععععععععععععالك ونععععافع كععععل
فافتخععععععععرا قععععععععرا
عن نافععععععععععع ,ونعععععععععافع أتانا فمععععععععععععععععععالك قعععد حفعععظ
القرءانا
عععععععععن مالععععععععك فأوضععععععععح بععأنه قعععععععععععرا موطعععععععععععععا
المسعععععععععععععالك مالك
وسعععمى منهعععم خمسععععععععععععععععة قعععرأ نافععععععععععععععع علععععععععععى
تبيينا سبعينا
556
وهو ابن القعقعععععععاع كمعععععا تريد وهععععععععم أبععععو جعفععععر قععععل
يزيعععععععععععد
وهعععععو ابعععععن هرمعععععز عظيعععععم والثعععععععاني منهعععععععم عابعععععععد
الشععععععععععععان الرحمعععععععععععن
وشعععععععععيبة بعععععععععن نصعععععععععاح ثععععععععالثهم يزيععععععععد نجععععععععل
بالتبيعععععععععععععععان رومعععععععععععععععان
التعععععابعي الهععععععععععععععععععععععذلي خامسععععععهم مسععععععلم ابععععععن
النسب جنععععععععععععدب
وهو ابن خوات أتاك واضحععععععععععا وزادوا سادسععععععععا يسععععععععمى
صعععععععععععالحا
مععععععععععع أبععععععععععي هريععععععععععرة وأخعععععذوا ععععععن أبعععععي بعععععن
الصحابععععععععععععععععي كعععععععععععععب
علعععى النعععبي المصطفععععععععععععى كععععذا ابععععن عبععععاس ,وكلهععععم
خيرالورى قععععععععععععرا
جميعهعععم ,وبعضعععععععععععهم عنعععه وقيععععععععععل عن زيععد بععن ثععابت
حعععوى روى
سمععععععععععععععه وهعععععععو ععععععععن ثععم رسعععععععععععععول اللععه عععن
ميكععععععععععائيل جبرائعيل
سععبحان ذي الجعععععععععلل فععافهم وهو عن الله كما يليععععععععععععععق
وانتبه به
واللعععععععععوح عععععن قلععععم ربنععععا وقيعععععععععععل جبريل عععن اللععوح
اتخعععععععععذ أخذ
جلعععت صفعععععععععععععات اللعععه ذي تعالععععععععى عععن لععععععععوح وعععن
الكرام أقلم
557
كما يليعععععععععق بالعععععععععزيز جل ثم عععن المولعععععععععععععى العليععم
العلى
سعععند قالععععععون فخعععذ معععا جعععاء قععععد انتهعععععععععى سععععند ورش
فيععععععععه ويلععععععععيه
منععه انتهععععععععععععى إلععى أبعععععععي سععععععند قالعععععععععععون علععععععى
نفيس التأسعععععععععيس
ثم ساق السند مععن ابععن نفيععس إلععى قععالون عععن نععافع فععي
خمسة أبيات وقال:
مثععل نجععوم ظهععععععععععرت فهععععععععععععععععذه سلسععععلة مععععن
في غيهعععب ذهععععععععب
مععا مثلهعععععععم فععي عجععم تضعععععععمنت بععععععععض شعععععععيوخ
وعععععععععرب المغععععععععععععرب
يرجعععععون منعععععه رحمعععععة كععععععععانوا اعتنععععععععوا بخدمععععععععة
الرحمعععععععععععن القعععععععععععععرءان
فعععازوا برضععععوانه وعععععدا جزاهععععععععم اللععععععععه أحسععععععععن
منجععععععععععزا الجععععععععععععععععزا
فععععي زمععععرة الرسععععول فاحشعععععرنا معهعععععم يعععععا إلعععععه
أحمععععععععد المين العالمعععععععععععين
وآلعععععععه وصحبععععععععععععععه صلععععععععععععععععى عليعععععععه ربنعععععععا
وعظمعععععععععععا وسلمععععععععععا
يمحوه من فضلععععععه ربنععا وععععععععدد البيعععات حعععععععععععرف "
العلعععععي زلل"
558
محمعععععد ) (1يرجععو محععاق نظمهعععععععععا العبيعععععععععد عبعععععععععد
ذنبعععععععععععه ربععععععععععععععععععععه
تلك أسانيد الشيخ ابععن عبدالسععلم فععي روايععة ورش متصععلة
بالمحور العام الذي اختار المتأخرون اعتماده في إسععناد القععراءات
السبع على العموم وقراءة نافع على الخصوص ,وروايعة ورش معن
طريق الزرق على الخص.
وقد تتبعناه في مساره المنحدر والصاعد من نافع وإليه عععبر
مشععيخة القععراء فععي المدرسععة المغربيععة حسععب التسلسععل الععذي
اختاره الئمة وصفوا الشعب التي تشبعت منه كما وصععفنا ،وأهمهععا
الشعبتان المعتمدتان من طريقي أبي عمرو الداني وأبي محمد بن
العرجا كلهما عن المشيخة المصرية باتصال السند إلى ورش عععن
نافع.
وإذا كان قد قيل ":لكل ديععن فرسععان ,وفرسععان هععذا الععدين
أصحاب السانيد") (2فلعلنععا الن قععد تعرفنععا بمععا فيععه الكفايععة علععى
فرسان هذه الحلبة التي تبارت في ميععادين القععراء فععي المدرسععة
المغربيععة خلل عشععرة قععرون مععن دخععول روايععة ورش إلععى هععذه
القطعععار ,وصعععحبناهم فعععي حلقعععاتهم ومؤلفعععاتهم ومدارسعععهم
واختياراتهم ,ورأبنا من الصدوع ما أمكن رأبه ممععا أحععدثه الهمععال,
وتسبب فيه تباعد القرون وتعععاقب الجيععال حععتى اسععتوت الصععورة
أقرب ما تكون إلى التناسق والكمال.
- 1هذا كل ما نعرفه عن ناظم الرجوزة ,وقععد جععاء فععي التصععدير لهععا قعوله :لبعععض أصععحاب
الشيخ محمد بن عبد السلم .وقد وقفت عليها عند صاحبنا المقرئ الحافظ السيد الطاهر بععن
الحاج مبارك العبدي العشراوي نسبة إلى العشر " لنه متقن للعشععرين الكععبير والصععغير ,نفل
عن نسخة شععيخه المقععرئ المعمععر الشععيخ علل القاسععمي شععيخ القععراءات بمدرسععة سععيدي
الزوين بحوز مراكش من أصحاب الشيخ ابراهيم الماسي المتصدر بآيت ورير قديما.
- 2هو ليزيد بن زريع من أهل البصرة مات سنة اثنتين أو ثلث وثمانين ومائة كما في مشاهير
علماء المصار لبععن حبععان البسعتي 162ترجمعة .1280والقعول المعذكور أسععنده أبععو زكريععا
السراج في أول فهرسته من طرق عن أبي الحسن بن سليمان شيخ الجماعة بفاس عن أبععي
علي بن أبي الحوص وذكر السند إلى ابن زريع – فهرسة السراج /1لوحة .13
559
فروع مدرسة الشيخ ابن عبد السلم
أما الن فنحاول فععي عجالععة أن نتمثععل بعععض مععا تفععرع مععن
المسالك من هذه المدرسة عبر مععا وقفنععا عليععه مععن إشععارات هنععا
وهناك تسععاعدنا علععى وصععل طععرق المتععأخرين والمعاصععرين بتلععك
الصول التي رسمنا هيكلها العام بعد أن انقطعععت الطععرق وانبهععت
المعالم بوجه عععام ,وبلععغ المععر فععي الجهالععة بععذلك مععداه ,فتجععاوز
المستوى الععذي تحععدث عنععه الشععيخ ابععن غععازي فععي أواخععر المععائة
التاسعة يوم كتب " التعلل برسوم السناد ,بعد انتقال أهل المنععزل
والناد" ,إلى المستوى الذي تحدث عنه الشيخ ابعن عبدالسععلم فععي
أواخر المائة الثانية عشععرة فععي قععوله النععف الععذكر ":إل أنه لــم
تكن لهل المغرب ,وخاصة فــي هــذا الزمــن ,عنايــة بــه,
ميل منهم عن سبيله إلى العتناء بالرواية ,حتى ل يعلــم
الخذ منهم إل معلمه دنية ,وإن طولب بـأعلى منــه عجـز
عن الوصول إليه بل مرية".
ولقد سععألت فععي كععل جهععة مععن جهععات المغععرب خلل هععذه
العشر من السنوات التي استغرقها منععي إنجععاز هععذا البحععث عععددا
كبيرا من المذكورين بالمعرفة في هذا العلم "علم القععراءات" مععن
أهل السبع والعشر ،فما وجدت أحدا يتجاوز لي في تسمية أشياخه
أكثر من شيخ أو شيخين من أهل القرن الماضي ,ول وقفععت علععى
أحد كتب لحد قرأ عليه شيئا من القراءة أجازه بععه سععمى لععه فيععه
من قرأ عليه ,بل ول وقع لحد من القراء في بال أن يطععالب أحععدا
من المشايخ بذلك ,ومضى على ذلععك النععاس حععتى تنوسععي السععند
وضاع ,وخاصة بعد وقوع الفصام النكععد بيععن علععوم العربيععة وعلععوم
القراءة فأصبح هؤلء في واد والخرون في آخر كما عبر عععن ذلععك
العلمة محمد المختار السوسي في قوله – وهو يتحععدث عععن أهععل
جهته "- :كان هذا الفن معتنــى بــه قبــل الجيــال الخيــرة
اعتناء كثيرا ,وكان غالب العلماء ملمين به أو متقنيه ,ثم تناقص
560
ذلك حتى كان في جهععة ,وأربععاب العلععم والفهععم فععي جهععة أخععرى,
فتحسب مئات من العلماء قلما تجد منهم من يتقنه) ,(1كما تحسععب
عشرات من متقنيه ثم ل تراهم إل مععن حفظععة القععرءان فقععط ,بل
علم ول فهم ,وهذا هو السبب حتى تناقصت أهميته شيئا فشيئا بعد
ما كان في الوج ,وبعد ما كان له في " سوس" شععأن يرتحععل إلععى
أخذه عن أساتذته ,مثلمعا فععل ابعن عبدالسعلم الفاسعي فعي آخعر
القرن الثاني عشر ,فينزل في "آيت صواب" ,فيفيد الفنون العلمية
التي عنده ,ويأخذ هذا الفن) ,(2ذلك ما كان أمععس وأمععا اليععوم فقععد
دخل هذا الفن في خبر "كان" ,ولم يبق من أربععابه إل القلععون هععم
هامة اليوم أو الغد").(3
وهكذا ضاع وربما إلى البد هذا الرباط الشععريف الععذي ظععل
المغاربة يتصلون من خلله بمشععكاة النبععوة بالخععذ والتلقيععن كععابرا
عععن كععابر مععن طععرق أعلم القععراءة المحرريععن لهععا الضععابطين
لسععانيدها وطرقهععا ,إل ملمععح باهتععة يمكععن للبععاحث أن يترصععدها
بصعوبة بالغة هنا وهنععاك لععدى بعععض المسععنين مععن القععراء أو فععي
بعض الفهععارس مععا زال يمكععن إلععى الن وصععل حلقاتهععا بععآخر مععن
انتهععت إليععه المامععة فععي المدرسععة المغربيععة الشععيخ محمععد بععن
عبدالسلم ,وخاصة في الجنوب المغربي عند الخذين عن مشععيخة
الحوز المراكشي والخذين عنهم ,مععع إهمععالهم هععم هععذا وعجزهععم
التام عن وصله بأصوله التي يمكن شده إليها.
- 1ما ذكره العلمة السوسي يزكيععه واقععع الحععال اليععوم أكععثر ,وقبععل اليععوم فععي أكععثر القععرن
الماضي بعد منتصف القرن الرابع عشر ,ولقد نظرت في كتععاب " إسعععاف الخععوان الراغععبين
بتراجم ثلة من علماء المغرب المعاصرين " للشيخ محمد بن الفاطمي السلمي الشععهير بععابن
الحععاج" والععذي اشععتمل علععى تراجععم 100عععالم مععن علمععاء المغععرب فععي القععرن الرابععع
عشرالماضي فما وجدت فيهم أحدا يذكر له منزلة معدودة في القععراءة ,والمععذكورون بشععيء
من معارفها منهم معدودون على رؤوس الصابع ,هععذا وأكععثرهم مععن أسععاتذة القروييععن وابععن
يوسف وهما أكبر مؤسستين علميتين في البلد.
- 2ذكر ههنا الشععيخ محمععد المختععار السوسععي أن ثقععة أخععبره أنععه رأى "كتععاب الجعععبري فععي
القراءات" بخط ابن عبدالسلم هذا كتبه حين كان في سوس " – سععوس العالمععة هععامش ص
.33
- 3سوس العالمة .33
561
وهذه طائفة من الشارات يمكن من خللهععا تمثععل مجموعععة
من الطرق التي قرئ بها خلل المععائة الثالثععة عشععرة ,وبعضععها مععا
يزال يمكن ضبطه ووصل رجاله بععالمحور العععام للسععانيد الماضععية
من طريق الشيخ ابن عبدالسلم إلى اليوم.
نماذج من أمهات الطرق عن الشيخ ابن عبدالسلم
في مختلف الجهات من المغرب
ل نستطيع في هععذه العجالعة أن نترصععد جميعع الطعرق الععتي
انتشرت منها الرواية عن المام أبععي عبععدالله ابععن عبدالسععلم فععي
فاس وسععائر جهععات المغععرب ,ولععذلك فسععنكتفي بأمثلععة مععن تلععك
الطرق نختارها من مختلف الجهات بقصد التمثيل ل بقصد الحصععر,
وذلععك لكععثرة مععن أخععذوا عنععه وتععوزعهم علععى مختلععف الحواضععر
والجهات التي أقام بها وتجول فيها ,إذ أن السانيد عنععه فععي فععاس
ومكناس وتطوان والقصر الكبير وغيرها من مدن الشمال المغربي
وبواديه ,وهي أيضا مستفيضة في سوس وحوز مراكش والصععويرة
وقبائل الشياظمة وحاحة وعبدة وما إليها من القبائل المجاورة.
وقد أشار صاحب السلوة إلى سعة الخذ عنه وكثرة الخذين
وتوزعهم في المشارب والبلدان ,وذلك في قععوله":والنـاس فـي
الخذ عنه أربعة أصناف :صنف أخذوا عنه قراءة القرءان
بمجــرد المدارســة والســماع فقــط ,وصــنف أخــذوا عنــه
بالروايــات مــع تحقيــق أحكامهــا فــي مجــالس الــدرس,
وهــؤلء ل ينحصــرون بالعــد ,ول يوقــف لهــم علــى حــد,
وصنف أخذوا عنه ما سوى القراءات وأحكامها من أنواع العلعوم
كالشيخ سيدي عبدالقادر بعن شععقرون ,والشععيخ سععيدي محمععد بععن
أحمد بنيس ,والشعيخ سعيدي علعي بعن أويعس الحصعني ,والخعوين
سععيدي العربععي وسععيدي عبدالسععلم ,ابنععي الععولي الصععالح سععيدي
المعطي بن الصالح الشرقي المعمري.
562
-وصنف أخذوا عنه كل من القــراءة وأحكامهــا وغيــر
ذلك من العلوم ,وهم كثيرون.
-ومنهـــم الســـلطان مولنـــا ســـليمان بـــن محمـــد
العلــوي) ,(1وســيدي محمــد بــن قاســم العيــدوني),(2
وسيدي محمد بن علي اللجائي) (3وغيرهم").(4
ونظرا لكثرة الخعذين عنعه معن هعذه الصعناف الربععة فقعد
اخترنا أن نقوم باستعراض بعض طرقهم ممن عرفت لهم مؤلفات
أو كان لهم ذكر سععائر وأثععر بععارز فععي تلععك الجهععات ,وهععذه نمععاذج
منهم ,نستهلها ببعض الطرق المشهورة عنه بفاس.
-1طريق أبي العلء ادريس بن عبدالله بن عبدالقادر بن
أحمد بن عيسى الودغيري الملقب بالبكراوي
وصفه الكتاني في السلوة بقععوله" :الشععريف الجليععل العععالم
العلمة الصيل الستاذ المشععارك الجععل البركععة النحريععر ,الفضععل
إمام المقرئين وخاتمة المحققين" ,ثم ذكر نسبه المتصععل بععالمولى
ادريس باني فاس وقال:
" كان ع رحمه الله ع حامل راية القراء في وقته ,إليه المرجع
في علوم القراءات كلها ,عارف بالتجويد ,ل يضععاهيه فيععه أحععد فععي
وقته ,حسن الصوت كثير التلوة متفننا في علععوم شععتى ,مععن فقععه
ولغة ونحو غير ذلك.
- 1هو السلطععععععان المولععععععععععى سععليمان بععن محمععد بععن عبععدالله بععن إسععماعيل الحسععني
العلوي السجلماسي المتوفى بمراكش )1238هع( ولي المر سنة 1206هع ,وكان من العلماء
المشهود لهم ,قرأ القرءان على أبي محمد عبدالوهاب أجانا ثم أخععذ علععوم القععراءة عععن ابععن
عبدالسلم كما جاء في قوله:
عبدالوهاب والرسم أول من علمنععععععععي القرءانا
أجععععععععععععانعا
عن الفاسي عن شيخه بحر وسندي في الضبط والروايعععات
الفعععععرات
عن والد :ادريس رسم عابد الرحمن الشريف المنجععرة
العشعععععععرة.
- 2هو محمد بن قاسم العيدوني الخمسي ,له قصيدة في مراتب المد.
- 3ذكرناه في أصحاب أبي زيد المنجرة.
- 4سلوة النفاس .319-2/318
563
أخذ علم القراءات عن الشيخ محمد بن عبدالســلم
الفاسي عن ســيدي عبععدالرحمن المنجععرة ,عععن والععده سععيدي
ادريس ,وأخذ غيره من العلوم عن الشيخ سيدي الطيب بن كيععران
وسيدي حمدون بن الحاج وغيرهما.
مؤلفاته" :وألف تآليف في علم القراءات وغيره ,منها:
-حاشية على الجعبري ع وشرح دالية الفقيه العلمععة سععيدي
محمد بن مبارك السجلماسي الفاسي فععي تخفيععف الهمععز لحمععزة
وهشعععام – والتوضعععيح والبيعععان فعععي مقعععرأ نعععافع المعععدني ابعععن
عبععدالرحمن) ...(1وذكععر لععه مجموعععة أخععرى مععن الكتععب وقععال:
وأخععبرني ولععده شععيخنا الفقيععه العلمععة البركععة أبععو محمععد سععيدي
عبدالله أن تآليفه تبلغ ثمانية عشر تأليفا".
"وكععان ععع رحمععه اللععه ععع خطيبععا فصععيحا بليغععا ,خطععب أول
بالسلطان مولنا سليمان بفععاس العليععا ثععم بمسععجد الرصععيف ,ثععم
بمسجد القرويين في أول خلفة مولنا عبععدالرحمن ,ثععم تععأخر عععن
ذلك في رجب عام 1247هع ,وتععوفي بعععد صععلة العشععاء مععن ليلععة
الربعععاء 16محععرم فاتععح سععنة سععبع أو ثمععان وخمسععين ومععائتين
وألف" .قال :
"وقد ختم به فن القراءات فلم يوجد بعده بفععاس مععن يقععوم
فيه قيامه").(2
قلت :وكأن الشيخ – رحمه الله – كان يستشعر هذه الحقيقة
المؤسععفة ,وذلععك فععي الحععوار الععذي دار بينععه وبيععن صععععععععاحبه
الشيععععععععخ أبععي العبععاس أحمععد بععن عبععدالمومن الغمععاري )ت
1262هع( ,وذلك بعد أن باتا ليلة ساهرة يتجاذبان أطععراف الحععديث
- 1كتاب مشهور هو من مصادرنا في هذا البحث ,طبع قديما على الحجر بفاس ولم يعد طبعه
حتى الن ,وقد قام بكتابة حاشية عليه كعل معن الشعيخ محمعد بعن عبدالمجيعد أقصبعععععي )ت
1364هع( باسم " تحفة المنان على التوضيح والبيععان" )مخطععوط بالخزانععة الحسععنية بالربععاط
رقم , (7037والشيخ أبي العباس أحمد بن الخياط الزكاري.
- 2سلوة النفاس .345 – 2/343
564
مذاكرة ومحاورة في قضايا هذا العلم ومسائله الشععائكة ,وبعععد أن
خاضا في كل فن من فنونه قععال الشععيخ أبععو العلء ادريععس بأسععى
ظاهر:
"ما كنت أظن أنه بقي من يذاكرني في هذا الفن ,فععإذا مععت
أنا وأنت انقطع من يتقنه"! فرد الطالب بكل ثقة :ل تقل يا سيدي
هذا فإن فضل الله ل ينقطع").(1
وقد أخذ عن الشيخ أبي العلء البكراوي جمهععور مععن القععراء
والعلماء ,منهم ولداه أبو عبد الله محمععد بععن ادريععس ,وأبععو محمععد
سيدي أبو النصر) ,(2ومنهم محمععد بوطربععوش ,ذكععره الكتععاني فععي
السععلوة وذكععر قراءتععه للقععرءان علععى مععولي ادريععس البكععراوي
الحسني ,قال":وكان للبكراوي مجلس لسماع تلوة القرءان بظهر
الصومعة من مسجد القرويين") ,(3ومنهم الستاذ أبو حامععد العربععي
بوعياد الفاسي أحد شيوخ مشايخ الكتاني صاحب فهرس الفهعارس
أسند من طريقه عن ابن عبدالسلم).(4
-2طريــق مكناســية :طريــق بصــري محمــد )فتحــا"( بــن
محمد بن محمد بن عبدالرحمن بن عبدالله بن عمــر مــن
بيــت أبــي موســى عمــران البصــري جــد هــذه الســرة
المكناسي.
اشتهر أهل هذا البيت بالقراءة منذ قععرون ,وقععد رأينععا إجععازة
الشيخ أبي العباس الحبععاك صععاحب ابععن غععازي ,لحععد أعلمععه ,أمععا
مترجمنا هذا فقد جاء فعي آخعر المطعاف فكعان خاتمعة رجعال هعذا
الععبيت ,ولهععذا قععال فيععه صععاحب "التحععاف" :وقععد أضععاعه قععومه
خصوصا ,وأهل بلده عموما ,وأي فععتى أضععاعوا,فلععم أر مععن يعرفععه
565
من أقاربه وبني جلدته ,فضل عمعن يعتنععي بالخععذ والروايععة عنععه أو
بشيء من آثاره وأخباره .ثم قال :
"وهذا البيت البصري قد أفلت اليوم شموسه وأقمععاره ,ولععم
يبق فيه أحد ممن يذكر بعلم أو فهم ,على ما سلف فيه من الئمععة
والعلم والولياء الخيار").(1
وقد وصفه ابن زيدان وأفاض في ذكععر محاسععنه بمععا يحسععن
أن ننقله هنا لهميته فقال:
"حاله :فخر مكناس وواسععطة عقععد أفععراده السععراة العلم,
راوية رحال علمة أثري محدث مسند مقرئ حععافظ ,لفععظ ,جمععاع
مؤرخ حجة فاضل جليل نبيل أصيل مدرس نافع ,له مشععاركة تامععة
وقدم راسخ في العلم والدين والجللة ....رحل إلععى فععاس وقضععى
بها زمنا في الخذ ععن أئمتهعا العلم ,إلعى أن مل معن المعلومعات
الجراب ,وأقر له بالتفوق في سائر الفنون صدور الشيوخ ,ثم رحل
إلى المشرق وزار ,ولقي الخيار ,ودخل مصر وغيرها من القطععار,
واستفاد وأفاد ,وكانت رحلته للحج سنة 1203هع حسبما ذكععر ذلععك
عن نفسه لدى إيراده الحديث المسلسل بالضيافة.
مشيخته ومروياته ":أخذ عن والده العلمة الزاهععد محمععد
ابن العلمة محمد ابن المام الخيععر اللمعععي عبععدالرحمن البصععري
السععابق الترجمععة ,قععرأ عليععه بعضععا مععن " الرسععالة" و"اللفيععة"
و"المختصر" و"المرشد" و"الجرومية" مرارا ,وسععلكات مععن سععور
القرءان ...ثم سمى صاحب التحاف عددا كبيرا من شععيوخه نخعص
منهم ممن يهمنا:
ةةةةةةة ةةةةةة ةةةةة ةةةةة ةةةةةةة ,ةةة
ةةةة ةةةةةةة ةةةةةة ةةةة ةةةةةة خخخ خخخخخ خخخخ
خخ خخخ خخخخ خخخخخخخ.
566
أما مروياته فقــــــد أخــذ روايــة ورش عــن شــيخه
الشــيظمي ,وهــو – أي الشــيظمي – عــن الســتاذين :
علـــــــي الخراز والسيد التهــامي ابــن الحــاج أحمــد بــن
موسى بارة المتوفى سنة )1173هـ( كلهما عن ســيدي
ادريس المنجرة.
وأخــذها أيضــا عــن محمــد بــن عبدالســلم -
الفاســي عــن عبــدالرحمن المنجــرة ,عــن والــده
ادريس المنجرة ,عن أبي عبدالله محمد الســرغيني
الشهير بالهواري ,عن عبد الرحمن بن أبي القاسم
بن القاضي.
وأخععذها أيضععا عععن شععيخه :الميععر المصععري والشععيخ -
مرتضى الزبيدي.
وأخذ عن السيد مبارك الشيظمي أيضا بالسانيد المذكورة والشععيخ
مرتضى والمير رواية قالون والبزي وقنبل والسوسي وهشام وابن
ذكوان وشعبة وحفص وخلد والدوري وأبي الحارث.
وأخذ عن المير والشععيخ مرتضعى الزبيعدي روايععة ابععن جمعاز وابعن
وردان وروح ورويس والوراق وادريس وخلف.
أشار بقوله "المير" إلى ما تقدم في سنده من ذكره ,والمععراد بععه
الشيخ محمد بن عبدالقادر المير").(1
قال ابن زيدان" :وهذه الروايات وغيرها مقتبسععة ممععا ذكععره
في فهرسته المسماة بع"إتحعاف أهعل الهدايعة والتوفيعق والسععداد"
قال :
567
"وأمععا مصععنفات علععوم القععراءات فععروى منهععا مؤلفععات
الشععاطبي و " التيسععير" وشععرحه) (1و"نظععم الفريععد") (2وتهععذيب
الغافقي) (3ومؤلفات الصفار وأبي الحسععن بععن سععليمان والجعععبري
)(4
وتعريف السهيلي في المبهمات ومقنع الداني ومقنع ابععن الكمععاد
ومختصر ابععن البقععال) (5وتكملععة القيجععاطي ,والحصععرية والخاقانيععة
والبارع).(6
روى ذلك عــن شــيوخه :ابــن عبدالســلم الفاســي
والشيظمي وغيرهما.
وروى في علم الرسم والضبط تآليف الخراز وابن نجاح وابن
عاشر وابن بري وشرح الخراز للتنسععي والوجيز علععى الععدرر لبععن
مععسلم" ,فرغ من كعتابة ثبته المععذكور عام 1206هع").(7
وقد وصف الشيخ الكتاني هذا الثبت فقال" :له ثبت كبير في
نحو أربعين كراسة ليس في فهععارس المغاربععة أكععبر منععه سععماه "
إتحاف أهل العناية والتوفيق والسداد ,بما يهمهم مععن فضععل العلععم
وآدابه والتلقين وطرق السناد " قال" :ومععن أسععانيده فيععه إسععناده
في القععراءات ,وذكععر أنععه يععروي علعم القععراءات ععن السعتاذ أبعي
عبدالله المبارك بن سالم الشععيظمي المتععوفى سععنة (8)1192عععن
الستاذين علي بن الخراز والمهدي بن أحمد بن موسى بارا كلهما
عن أبي العلء المنجرة ,وعن شيخه ابععن عبدالسععلم الفاسععي عععن
أبي زيد المنجرة بأسانيدهم").(9
- 1يعني الدر النثير " لبن أبي السداد المالقي.
- 2هو كتاب نظم الفريد في أحكام التجويد ,تقدم ذكعره وهعو لبعي العبعاس أحمعد بعن محمعد
الحسني السبتي ,من مرويات ابن غازي في فهرسععته مععن طريععق ابععن مسععلم عععن مععؤلفه –
فهرسة ابن غازي .100
- 3هو كتاب في قراءة نافع تقدم ذكره لبي إسحاق ابراهيععم بععن أحمععد الغععافقي ثععم السععبتي
واسمه " تهذيب العتماد في اتباع سبل الرشاد" – من مرويات ابن غازي في فهرسته .101
- 4تقدم أنه مختصر لكتاب المقنع للداني.
- 5هو أيضا مختصر للمقنع كما تقدم وكلهما من مرويات ابن غازي في فهرسته .98
- 6رجز لبن آجروم في قراءة نافع كما تقدم.
- 7التحاف .159-4/158
- 8فهرس الفهارس للكتاني 1/232ترجمة .84
- 9فهرس الفهارس للكتاني 1/232ترجمة .84
568
وقد ساق صاحب التحاف فقرة من أول الثبت المذكور
لخص فيها ما تضمنته فقال:
"رأيت هذا المر علي أكيد ,إذ قطعت على أخذ العلم دراية وروايععة
بعض مشارق الرض ومغاربها برها وبحرهععا بريععدا فععي بريععد ,ومععع
ذلععك تخععاطب بلسععان حالهععا "هععل امتلت"؟ وأقععول ":أمععا مععن
الخيرات فل نقنع بل هل من مزيد؟" قال ابن زيدان:
" ذكر فيه أسانيده أول ثم أوائل كتب الحديث ,وختمه بأبواب
وفصععول فععي فضععل العلععم وآداب الطلععب ومععا يتعلععق بععذلك مععن
الفوائد ,مع ذكر الشيوخ الذين أخذ عنهم بالقراءة أو الجازة ,وثبتععه
هذا بخطه في أصله بمكتبتنا ,ومنععه انتسععخت بعععض النسععخ لبعععض
أصدقائنا.(1) ",
ولم يذكر ابن زيدان ول الكتاني أحععدا ممععن أخععذوا عععن هععذا
الشيخ مع جللة قدره ورسوخ قدمه في القراءة وما يرتبط بها من
علوم ومعارف وفي علوم الرواية عامة ,وحسبنا منه نحن أنععه كععان
أحد الطرق بمكناس عن ابن عبدالسلم.
-3طرق شمالية عن المنجرة وابن عبد السلم:
-1طريق أبي علي الحسن بن محمــد بوزيــد الخمســي ع ع
من قبيلة الخماس على مراحل من شفشاون بالشمال المغربي.
أخــذ القــراءات عــن عــدد مــن شــيوخ الجبــل فــي
مقدمتهم الشــيخ أبــو الحســن علــي بــن علــي الحســاني
العمراني ,من قبيلة بنععي حسععان علععى نحععو 30كلععم مععن مدينععة
تطوان المغربية ,وهو من فحول القراءة الذين أسهموا في نهضععتها
في هذه الجهات ,وله فيها مؤلفات منها قصيدة لميععة فععي تخفيععف
الهمز لحمزة وهشام سماها " التقريب والتكميععل" ضععمنها خلصععة
569
"تقريب الكلم" لبي العلء المنجرة وذيل أبي زيد ولده عليه ,وتقع
القصيدة في 71بيتا.
وله عليها شرح ,ومنها رجز في تصدير أبععي عمععرو بعن العلء
البصري ,ونظم ما للبزي من وجوه في التكبير ,وأرجوزة في اتفاق
الرواة واختلفهم في السكون والوقعف فعي 20بيتعا ,وجعواب ععن
سؤال كتبه إليه نظما تلميععذه الفقيععه المقععرئ أبععو محمععد بععن عبععد
السلم الريفي في قراءة من قرأ "اللذين" في قوله تعالى "وقععال
الذين كفروا ربنا أرنا اللذين" بتشديد النون لبن كثير المكي).(1
ثم أخذ أبو علـي الخمســي أيضــا عــن أبــي عبـدالله
محمد بن عبدالســلم الفاســي وأتــم عليــه دراســته فــي
القراءات وتحقق من علم التجويد .يقععول فععي صععحبته لبععن
عبدالسلم.
" ولتعلم أنى ما حــدثت بـــ" البــدور العشــرة" حــتى
ختمت القـرءان بجميعهـا نحـوا مـن سـتين ختمـة وافيـة
كاملة عرضا ودرسا ...وكنت ل أصــاحب وقــت طلبهــا إل
مــن انتهــت إليــه فــي تحقيقهــا الرياســة الشــامخة,
وانقطعت دونه أسباب كل من يسايره في علومها ,ومع
شأني هذا كانت لي فــي إخــراج الضــاد لكنــة ,حــتى مــن
علي واقي العباد من العناد ,بصحبة مـن ل يــزال فــؤادي
570
بلوعة شوقه يقاسي ,شـيخي وأبـي الروحـي محمـد بـن
عبدالسلم الفاسي ,فسمعني تجويده بحسن نطقه وكريم لفظه".
وقد ألف في القراءة وعلومها ,ومن مؤلفاته:
تحفة ذوي اللباب من القــراء والكتــاب" ,وهععو -1
تأليف في التجويد كتبه بالقنادسية سنة 1203هع.
روضة المقام في وقف حمــزة وهشــام علــى -2
الهمز ,فرغ منه عام .1201
وللمترجم أخ شاركه في الخععذ ععن ابعن عبدالسعلم أيضعا هععو أبععو
الحسن علي بن محمد الخمسي).(1
-2طريــق الشــيخ أبــي العبــاس أحمــد بــن عبدالســلم
الســريفي )تــوفي فــي الفتنــة الريفيــة بــالمغرب ســنة
1344هـ(
مقرئ مسند من أهععل سععريف ,لععه برنامععج لمرويععاته سععماه
"تحفة البرار في التعريف بالشيوخ والسععادات الخيععار" .ذكععره لععه
الشععيخ الكتععاني فعي "فهعرس الفهعارس" وقعال" :لصعاحبنا الفقيعه
الستاذ المجود أبي العباس أحمد بن عبدالسلم بن الطاهر العلمي
السريفي الصفصافي.
-يروي القراءات عععن والععده الفقيععه الناسععك السععتاذ أبععي محمععد
عبدالسلم بن الطاهر الحراق السريفي.
-عن أبي عبدالله محمد بن محمد بن محمد بععن قاسععم السععريفي
البجدياني – عن أبي العباس أحمد التلمساني السماتي
-عن ابن عبد السععلم الفاسععي بأسععانيده كمععا فععي فهرسععته وأول
المحاذي"
571
وأخذ فن القراءات أيضا عن الستاذ الصالح العلمععة أبععي العبععاس
المكي بن يرمق السماتي تلميذ أبي علي الحسن كنبور اللجائي.
-وأخععذها أيضععا عععن الناسععك المجععود أبععي محمععد الهاشععمي بععن
الحسن السريفي الدفني ,وهو عن والد صاحب التحفة وقد فصل
في "التحفة") (1المععذكورة مرويععاته عمعن ذكععر وأسععانيدهم ,ألفهعا
إجععازة لتلميععذه صععاحبنا الخليفععة المبجععل أبععي حفععص عمععر ابععن
السعلطان أبعي علعي الحسعن بعن محمعد ملعك المغعرب القصعى
رحمهم الله").(2
-3طريــق أبــي علــي الحســن بــن محمــد بــن أحمــد بــن
عبدالعزيز اللجائي الورياكلي الصل عرف بكنبور.
مقرئ حافظ من أعلم الروايععة فععي جهتععه لععه مؤلفععات فععي
القععراءة وعلومهععا ,وصععفه صععاحب " فهععرس الفهععارس" بقععوله" :
خاتمة أعلم أئمة القراءات بالمغرب ومحدثيه").(3
ألف في أشياخه تقييدا سمى فيه جماعة في مختلف العلععوم
التي أخذها عنهم ,وألف فيه تلميذه أبو محمد الهواري قاضي فاس
)ت 1283هععع( تأليفععا سععماه " شععفاء الصععدور فععي ترجمععة سععيدي
الحسن كنبور".
وذكر الشععيخ الكتععاني نقل عععن تقييععده المععذكور انه يـروي
القــراءات عــن المعمــر محمــد بــن ابراهيــم الزروالــي
العصفوري عن أبي الحســن علــي الحســاني) (4عــن أبــي
زيد المنجرة بأسانيده".
قععال :وأخــذ العصــفوري أيضــا عــن ابــن عبدالســلم
الفاسي وعبدالسلم المشهور بالشريف الزروالي كلهما
يعني " تحفة البرار" النف الذكر لبي العباس السريفي الصفصافي ,المذكور أعله. - 1
تقدم عن قريب في مشيخة أبي علي الحسن بن محمد الخمسي. - 4
572
عن المنجرة المذكور بأسانيده" .ثم قال بعد ذكر اتصععال سععنده بععه
في رواية الحديث:
"واتصل بكنبور في علم القراءات أيضا عن تلميذيه
المعمرين الستاذين :حمان بن محمد اللجـائي الفاسـي
ومحمد بن العربي اللجائي ,كلهما عن جــد الثــاني لمــه
أبي علي كنبور – رحمه الله – عاليا.
وأخذها الثاني عن أمه الفقيهة البارعــة المشــاركة
المباركة السيدة عائشة عن والدها المترجم ,وكانت وفععاته
في 17ربيع سنة ,1283ودفن بقبيلة الجاية رحمه الله").(1
ولبي علي كنبور عدد من المؤلفات منها – شرح على داليععة
ابععن مبععارك فععي تخفيععف الهمععز ,وشععرح علععى بععاب الدغععام مععن
الشاطبية ,وحواش على " فتح المنععان" لبعن عاشععر ,وشعرح علععى
باب الهمز من " مورد الظمآن" للخراز وغير ذلك).(2
573
المسععائل الشععائكة ويسععتفتونه فععي قضععايا الفععن وأحععوال القععراء
والمقرئين ,ومن هنعا كعانت تعآليفه المتعأخرة تنصعب علعى معالجعة
موضععوعات علميععة مععن صععميم الواقععع التعليمععي والطلبععي ,وفععي
طليعتها كتابه القيم " القول الوجيز فععي قمععع الععزاري علععى حملععة
كتاب الله العزيز" الذي كتبه سنة 1207هع والذي كان في الحقيقة
جوابا عن عععدد مععن السععئلة صعادفت عنععده اسععتعدادا للدلء بتلععك
الراء العلمية والتربوية والصلحية للفئة التي يدافع عنها كمععا يععدل
عليه اسم الكتاب ,ويتجلعى ذلععك فعي طليععة السععئلة السعتة العتي
رفعت إليه ,وأولها – كما ذكر : -ما حكم ما عليه قععراء زماننععا مععن
المجازفة في الداء فل يعطون الحععروف حقهععا مخرجععا وصععفة ,ول
يجرون في المالة وسائر صنوف الداء على مقتضى ما يجععب فععي
ذلك ,مع ما يفعلونه من إسقاط حروف المد الثلثة البتة؟...إلخ).(1
ويقول في صدر ذيله على كتابه "إبععراز الضععمير مععن أسععرار
التصدير" مشيرا إلى دواعي تأليفه لهذا الذيل" :وقعد كنعت أعريعت
ذلك الرجز من تخفيععف الهمععز ,وقلععت إن لععذلك كتبععا تتسععلم منهععا
أحكامه ,ثم سألني بعض فقهاء دكالة أن أبين لععه ذلععك ,زاعمععا أن
المبتدئين قصرت أفهععامهم عععن تسععلم ذلععك مععن كتبععه الموضععوعة
فيه..إلخ).(2
ويقول في صدر منظععومته النفععة الععذكر أيضععا فععي التصععدير
مشيرا إلى الباعث له على نظمها في هذا الفن ,وهععو طلعب بععض
طلبته له وهو بمدينة الصويرة نظم هذه الرجوزة فععي ذلععك ,وفيهععا
يقول مشيرا إلى الطالب المذكور:
تمامها وليس ذا عن لقنته وجوه " حرزنا" على
)(3
المعععل
574
لنه قد ساغ القتصعععععار في بعضها على الذي يختار
من غيره في النظم كان فقال إن بينت لي مصععدرا
أجدرا.
وقد قدمنا أن الذي طلب منععه ذلععك – كمععا جععاء فععي شععرحه
للتصععدير – هععو الفقيععه المقععرئ أبععو العبععاس أحمععد بععن عبععدالله
الهشتوكي الذي يظهر أنه ورد معه إلى الصويرة مــن ســوس
عام ورودها في حدود سنة 1195هع حيث قرأ عليععه سععبع ختمععات
بالسبع,ثم لما عاد إليها سنة 1202هع قرأ عليه بالسبع سبع ختمات
أخرى").(1
وكذلك الشأن في رسالته التي ألفها في "الوقف النتظععاري
والضععطراري" ألفهععا جوابععا عععن سععؤال وجععه إليععه فــي مدينــة
الصويرة").(2
فهذه الجهة إذن كانت زاخرة بالهتمامععات فععي هععذا الجععانب
وحافلة بالراغبين في حذق هذا الشععأن ومععا تععزال فيهععا إلععى اليععوم
أثارة من بقايا ذلك عند عدد ممن أدركناهم من المشايخ والخععذين
عنهم.
وسنقف هنا مع بعععض مععن ذكععروا بالروايععة عععن الشععيخ ابععن
عبدالسلم من أهل هذه الجهة ممن كان لهم في نشر الرواية عنععه
مقام ,وسنعتبر ذلك من قبيل الطعرق العتي انتشعرت منهعا الروايعة
متصلة برجال هذه المدرسة ,فمنها:
طريــق الشــيخ الســكياطي وفروعهــا فــي الجنــوب -1
الغربي وسوس.
الشيخ السكياطي علم من أعلم هذه المدرسة فععي منطقععة
الصععويرة ,وهععو الشععيخ أبععو محمععد عبععدالله بععن علععي بععن مسعععود
575
الركراكي السكياطي نسبة إلى "سكياط" دار إقامته ومقععر زاويتععه
بقبيلة الشياظمة الشمالية علععى نحععو 60كلععم مععن الصععويرة إلععى
الشمال منها.
ألععف فيععه صععاحبه العلمععة المقععرئ الشععيخ محمععد التهععامي
الوبيري كتابا خاصا سماه "إتحاف الخل المواطي ,بمنععاقب المععام
السيكاطي"),(1وهو كتاب أشاد فيه بععالمترجم إشععادة عاليععة وقععال:
"رافقته أكثر من عشر سنين ,فما رأيععت أصععدق لهجععة منععه ,أحععرز
ملبس الثناء ,كثيرا الحيعاء ..وكععان حسن النغمععة بععالقراءة ,يععععععد
سامعه المثالث والمثاني بكاءه ع قال ع وكان شيخي ابن عبدالسلم
الجبلي) (2بثغر الصويرة أعطاه الله من ذلك حظا وافرا ,وكععان ذات
يوم يسرد معي لوحتي بالسععبعة فمععر جماعععة مععن النصععارى علععى
البيت الذي كان فيه فوقفوا يسععمعون حسععن قراءتععه رحمععه اللععه"
قال:
"وكان محبي ع رحمه الله ع عارفععا بالتجويععد ,ضععابطا لصععول
القععراءة وفروعهعا ,حافظعا للسعبعة ,نحويعا لغويعا ,عارفعا بالحعديث
والفقه والتفسير ,ورعا زكيا ,حج وجاهد" .ثم ذكر إرغععام السععلطان
المولى سليمان له على ولية القضاء فاستعفى من ذلععك وامتعععض
منععه إلععى أن كتععب إليععه السععلطان بإعفععائه فرجععع إلععى موضععع
تدريسه").(3
وقد ترجم له الكععانوني ووصععفه بععع" المعام السععتاذ المقععرئ
المتفنن" ,وذكر أنه "كان رحالة إماما ,رحل لمراكش وفاس ومصر
والحرمين الشريفين ,ومكث بمصر سععنة ,واسععتغرقت مععدة رحلتععه
576
سنين ,ورجع بعلم غزير بثععه فععي صععدور الرجععال ...ثععم ذكععر وفععاته
رحمه الله سنة )1244هع( ).(1
شيوخه في القراءة وعلومهــا :لخععص المراكشععي فععي
"العلم" جملعععة شعععيوخه ومرويعععاته عنهعععم إسعععتنادا إلعععى كتعععاب
"التحاف" النف الذكر الععذي جمعععه الشععيخ الوبيععري فععي منععاقبه,
وسأكتفي هنا بذكر بعض الذين سمى ممععن أخععذ عنهععم القععراءة أو
بعض مععا يتصععل بهععا مععن المتععون فععي الرسععم والضععبط والتجويععد.
فمنهم:
-الشيخ مولي علي الشريف البوعناني) ,(2قرأ عليه بعضا مععن
الشاطبية.
-والشيخ محمد بن بدني الععدكالي قععرأ عليععه "تصععوير الهمععز"
"والضبط" و"الدرر اللوامع" وبعضا من " الشاطبية"
-والشيخ المحقق محمد بن عبععدالكريم الرحمععاني ,قععرأ عليععه
"الشاطبية" وكان يسرد معهم الجعبري.
-والعلمــة الشــيخ محمــد بــن عبدالســلم الفاســي
المقرئ ,قرأ عليه " الشاطبية" بالجعبري إلى يــاءات
الضافة ,و"دالية ابن المبارك" ,والكتاب العزيز.
والسععيد عبدالسععلم الحلععوي) ,(3قععرأ عليععه "الععدرر -
اللوامع" و"تصوير الهمز" "والضبط").(4
هؤلء هم شيوخه الذين أخذ عنهععم القععراءة وعلومهععا وفيهععم
ابن عبدالسلم الذي قرأ عليه القراءات السبع ودرس عليه العلععوم
المتعلقة بها.
577
ولم أقف للمععترجم علععى ذكععر لتععأليف ,ولكنععي وقفععت علععى
بعض أقواله في أحكام القراءات في قول بعضهم في قععوله تعععالى
" لووا رءوسهم":
لسععععتة البععععععععععدور خععععذ يععا سعععععععائل عععن "لععووا"
نظععععععامععي بالدغام
لجميعععع العععدهاة أهعععععععععععل فهعععو كبعععععععععععير صعععععععح
العععععحق باتفععععاق
ليععععس لععععه علعععععععععععم ول ومععن يقععل صععععععغير فهععو
تعععععحقعععق أحعمععععق
شعععيخ العلعععوم الماهعععععععععر هعععذا العععععععذي روي ععععن
الحكعععععام المععععععام
يعرف بع"السكياطي"خععذ يععا سيععععععععععدنا عبعععععععععدالله
راجي).(1 العععرجراجي
تلميذه:
تصدر الشيخ السكياطي في بلده "سكياط" وانتشر لععه ذكععر
هناك فقصده الطلب من جميع الجهات ,وخاصة بعد مععوت أسععتاذه
محمد بن عبدالسلم ,فأخذ عنه عدد كبير من العلم من أهل جهته
وغيرهم من القبائل المجاورة.
ومن أهم أصحابه:
الشـــيخ أبـــو جعفـــر عمـــر بـــن أبـــي جمعـــة -1
الرجراجي السـكياطي صــاحب المدرسـة الشـهيرة
بسكياط ,وقاضي الصويرة والشياظمة ,ترجم له المراكشي
وذكر وفاته عام )1266هع( ).(2
- 1من النصاص غيرالمنسوبة ,ذكرها لبعضهم محمد بن عمر بن محمد الهواري في تقييععد لععه
في رسم السبعة.
- 2العلم .8/336
578
الشيخ علي بن أحمد بن عبد الصادق الرجراي -2
الصــويري قاضععي الصععويرة بعععد المععولى قبلععه للمععولى
عبدالرحمن بن هشام العلوي ,طلععب العلععم بفععاس وارتحععل
إلى المشرق فأخعذ بمصعر ععن جماععة والتقعى فعي رحلتعه
بالشيخ عبدالقادر بن محبي الدين الجزائري عععام 1253هععع,
وتصدر أول بمسجد ابن يوسف بالصععويرة لفععادة مععا عنععده،
وكان إماما به مدة قبل توليه القضاء سعنة 1266هعع ,وعمعر
طويل حتى جاوز التسعين ,وقد خلفه ابععن أخيععه علععى وليععة
القضاء عبدالصادق بن محمد صاحب "إيقععاظ السععريرة فععي
تاريخ الصويرة" فععي أول صععفر عععام 1299هععع ,وقععد سععمى
المراكشي عددا من تلمذته).(1
الشيخ الطاهر ابن الحــاج البعريــري الهــواري -3
نزل من شرفاء آل الســباع المقيميــن ببلد هــوارة
بسوس.
كان من المقرئين اللمعين في جهتععه ,ذكععره العلمععة محمععد
المختعار السوسعي وقعال" :تخعرج بعالقطب السعكياطي فعي أوائل
القعرن الماضعي عع الثعالث عشعر عع ثعم أسعس "مدرسعة البععارير"
القرءانية ,فزخرت بالطلبة حتى لينيفون على المائتين ,ومن هنععاك
تخرج " سيدي الزوين الحوزي" .ثم ذكر وفاته سنة 1264هع").(2
وترجم السوسي أيضا لجماعة من أهل بيته واصلوا أداء هذه
المهمععة فععي مدرسععته وهععم أبنععاؤه :أحمععد )ت (1290وعلل )
1310هععع( ومحمععد )ت (1321قععال":وكععان آخععر رجععالت أهلععه
المشاهير الفذاذ ,ثم حفيده عبدالغني بن محمععععد الذي بقععي إلععى
سنة 1354هع").(3
- 1العلم 8/336وسماه علي بن أحمد بن عبدالصمد.ثم ترجم له على الصععواب فععي العلم
9/261ترجمة .1451
- 2رجالت العلم العربي في سوس لمحمد المختار السوسي 229ترجمة .38
- 3رجالت العلم العربي في سوس 229تراجم .42-41-40-39
579
أحمــد الــبرهومي الهــواري رفيــق الطــاهر -4
البعريري المذكور.
قال العلمة محمععد المختععار السوسععي ":تخععرج بالسععكياطي
فرجعا متعاونين فععي " مدرسععة البعععارير" حععتى قععام النععاس هنععاك
فأسسوا لهذا مدرسة على حدة عمرت زمنعا ثعم انطفعأت جعذوتها,
ولم تكن مثل البعريرية )توفي بعد صاحبه الطاهر بعععد 1270هععع("
).(1
طريق الشيخ التهامي الوبيري فــي مدرســته -2
بـ"الشماعية" ببلد أحمر وما يليها من قبائل الحوز
المراكشي.
وأهم الطرق عن الشيخ ابن عبدالسلم طريععق أبععي عبععدالله
التهامي الوبيري الحمري ,وطريقته تعععادل طريععق الشععيخ عبععدالله
السكياطي أيضا كمععا تقععدم لنععه صععحبه مععدة وتخععرج معععه وأسععند
القراءة عن شيوخه وعاش بعده.
أما نسبه الكامل فهو أبو عبدالله محمد التهامي بن
محمد بن مبارك بن مسعود الحمري الوبيري.
درس المترجم بمراكش وتخرج علععى مشععيختها فععي العلععوم
السلمية وحصل علععى إجععازات عديععدة فيهععا ,وقععد سععمى شععيوخه
وذكر مروياته عنهم في كتابه النف الذكر ":إتحاف الخل المععواطي
ببعض مناقب المام السكياطي" الذي كان شريكه أيضا فععي الخععذ
عنهم ومنهم:
-الشيخ ابن عبدالسلم المجود الجبلي حسن النغمة بالقرءان قععرأ
عليه للسبعة.
-الشيخ مولي علي الشريف البوعناني نزيل مراكش ودفينها ,قرأ
عليه بعضا من "الشاطبية".
580
-والشعيخ محمعد بعن بعدن العدكالي ,قعرأ عليعه "اللفيعة" وتصعوير
الهمععز"للخععراز وضععبطه" و"الععدرر اللوامععع" لبععن بععري وبعععض
"الشاطبية".
-والشيخ محمد بن عبععدالكريم الرحمعاني ,قععرأ عليعه "الشعاطبية"
وكان يسرد معهم الجعبري عليها.
-والشيخ محمد بن عبدالسلم الفاسي ,وهو عمدته فــي
القراءات وحضر عنده فــي الشــاطبية بشــرح الجعــبري
إلى ياءات الضافة كما فعل السكياطي المذكور قبلــه,
وقــرأ عليــه أيضــا " داليــة ابــن المبــارك فــي تخفيــف
الهمز".
وقععرأ أيضععا "الععدرر اللوامععع" وتصععوير الهمععز والضععبط علععى
الشيععخ عبدالسععلم الحلععوي.
ورحل إلى المشرق عام 1311هع فسمع من عدد من رفقائه
في الرحلة ومن مشيخة العلم بالمشرق).(1
وكانت له منزلة عند ملوك زمنععه وخاصععة عنععد المععولى عبععد
الرحمن بن هشام ,وقد تشفع لديه في قبيلته حين أرادهم بجريععرة
المخالفة على بعض عماله ومدحه بقصيدة ,فقبعل شعفاعته وأجعابه
برسالة وقصيدة تضمنت العفو عن الساءة والتنويه بالشفيع).(2
مدرسته :وقد وضع الشيخ الوبيري في "الشماعية") (3نواة
مدرسة علمية ظلت نحوا من قرن ونصف تؤدي عملها وخاصة في
- 1هذه المعلومات مبثوثة في تأليفه الععذي ألفععه فععي منععاقب رفيقععه وشععيخه المععام عبععدالله
السكياطي ,وقد انتقاها منه المراكشي في العلم 252-6/251ترجمة .805
- 2ذكر المراكشي في العلم هذا الحدث وذكر قول الوبيري يخاطب المولى عبدالرحمن:
وفد هوازن مع ما كان من امنن عليهم كما من الرسول علععععى
خععععلل
وذكر أنه أجابه برسالة نثرية وذيلها بشعرمنه قوله:
" يا عالما أبدت القربى حنانتعععععه فجاء من رائقات النظم بالمعععععععععثل
شفعت في حمير ترجو نجاتععععععهم والظلم منهم وليس الظلم من قبععععلي
فالعفو من شيمتي والصفح من خللي. يا حمير خير أنصار مهما صنععوا
- 3تقع هذه المدرسة في قرية الشماعية الواقعة في وسط الطريق من مراكش إلى آسفي.
581
تدريس القراءات وعلومها ,وما تزال منها بقية اليععوم تععديرها وزارة
الوقاف والشؤون السلمية لكنهععا تععدرس مبععادئ العربيععة والفقععه
وبعععض مبععادئ التجويععد ,ولععم يعععد فيهععا للقععراءات اعتبععار بسععبب
انصراف جمهور الطلب إلى "مدرسة سيدي الزوين" بالحوز ,وهي
ل تبعد عنها إل بنحو 50كلم.
وقد كان الشيخ محمد التهععامي الوبيععري مععن آخععر المشععايخ
المعتمدين في هذا الشأن الععذين جمعععوا بيععن المعرفععة بععالقراءات
والتضلع في علوم الرواية عموما ,على عكس ما أمسى شائعا مععن
القطيعة التي وقعت بين القععراءة وبيععن سععائر العلععوم كمععا قععدمنا,
ومن هنا كانت مجالته في العطاء والفادة أفسععح مععن غيععره ,كمععا
كان لععه فعي التععأليف والنظععم قععدم يععدل علعى سعععة البععاع وعمععق
الطلع.
مؤلفاته:
فمن مؤلفاته "إتحععاف الخععل المععواطي" فعي منعاقب شعيخه
السكياطي) ,(1وكتاب " مدد اللطيف في شرح السبط والتعريععف",
فرغ منه ضحوة يععوم الخميععس سععابع ذي الحجععة عععام 1249هعع),(2
وموانع الصرف معع شععرحه عليهعا ,وشعرح منظومعة فعي الععروض
لحمد الرسموكي ,وشرح نظمه حكم الوقوف لحمععزة) ,(3وقصععيدة
لمية في تصوير الهمز) ,(4ولعل أشهر آثععاره عنععد علمععاء القععراءات
وما تزال كثيرة في اليدي إلى الن أرجوزته المذكورة في الوقععف
على الهمز ,وتسمى بع"التهامية" نسبة إليه ,وأولها قوله:
تفضععععععععععل محمععععععععد يقول راجععي عفععو ذي
التهعععععععامي الكععرام
- 1تقدم ذكره ,فرغ المؤلف منه يوم الحد 4ربيع الثعاني ععام 1250هعع -العلم للمراكشعي
.6/253
- 2العلم .6/253
- 3يعني شرح الرجوزة التهامية التية ,وقد وقفت على تعاليق منه على حواشي أبياتها.
- 4ذكرها الستاذ سعيد أعراب في كتاب " القراءوالقراءات بالمغرب" .156
582
ثعععم الصعععلة دائمعععا معععع أحمد ربي اللععه خععالق
السععلم النععام
والل والصعععععععحب ذوي علعععععععى الرسعععععععول
التمكين المصطفى المعين
صعب عسيرالضبط مثل وبعد فععاعلم أن وقععف
اللععغز الهمعععز
يسعععهل حفععععععظه بعععه فتاقت النفععس لوضععع
ويععععسلسا ما عسى
أبغي بذاك نفعععععع أمعععععة مختعععععصرا فععي رجععز
النبي معععهذب
وقععد أشععار فععي أولهععا إلععى أخععذه عععن الشععيخ محمععد بععن
عبدالسلم الفاسي في باب الهمز المتحرك فقال:
بععععععععأول كقععععععععال إنععي فصل وحقعععععق كععل هععععمز
مععععا وقععععععا
كنحععو " قععد أفلععح" فانقععل ما لم يقععع مععن بعععد حععرف
واحذفن قد سعععكن
بنحععو ذا المثععال فالرسععم وخععص بالقعععععياس مععا لععم
استعععععبان تبععععععدلن
الفاسعععي ابعععن عابعععععععععد نقلتععععه عععععن شيععععععععععخنا
السععععلم. الهمععععععععام
وأبياتها فيما أحصيت 68بيتا).(1
الطرق عنه:
- 1وقفت عليها مرات وعندي منها مخطوطة عتيقة جدا ليععس عليهععا تاريععخ وقفععت عليهععا بععع"
مدرسة سيدي بوالعلم " بالشاطبية بنواحي الصويرة.
583
لم أر أحدا عني بالحديث عن أصحاب الشععيخ الوبيععري علععى
أهميته وأهميتهم في المائة الثالثة عشرة ,على الرغم مععن الصععدى
البعيد الذي كان له في المنطقة حععتى كععان ملععوك الدولععة العلويععة
يحرصون كل الحرص على تخريععج أبنععائهم فععي مدرسععته منععذ أيععام
الععمولى سليعمان ) (1206إلى أن درس بها كل من ابنععي المععولى
الحسن الول عبععدالعزيز وعبععدالحفيظ) ,(1وعلععى الرغععم أيضععا مععن
اعتبار مدرسته أما لطائفة من مدارس القراءات التي ظهرت لهععذا
القرن في دكالة وعبدة وأحواز مراكش مثل " زاوية التونسي" في
دكالة و"زاويععة الغععالي" ومدرسععة أولد الطععاهر بععن يوسععف " بهععا,
و"مدرسة المعطي الجراري" بأولد عمران بدكالة أيضععا ,ومدرسععة
آل غيععاث "بعبععدة ومدرسععة "سععيدي الزويععن" بععالحوز وغيرهععا مععن
المدارس.
وهذه تراجم مختصرة لبعض من عرفوا في المنطقة بالرواية عنه:
-1أبو عبد الله محمد بــن أبــي الطيــب بــن أبــي مهــدي
الطواجيني.
يعتبر هو ووالده من خريجي هذه الجهة ,فالوالععد الفقيععه أبععو
الطيب يروي القراءات عن أبي محمععد عبععدالله السععكياطي النععف
الذكر ,والولد ابو عبدالله عن أبي عبدالله محمد التهععامي الوبيععري
الحمري كلهما عن الشيخ ابن عبدالسلم الفاسي).(2
-2الشيخ أحمد بن علي الغنيمي العبدي :بجمعة ســحيم
بقبيلة عبدة بإقليم آسفي.
ترجم له الشيخ محمد بن أحمد العبدي الكانوني وقال:
- 1ينظر في ذلك موضوع " اهتمام السرة العلويععة بحفععظ القععرءان " للسععتاذ علل الفاسععي
المنشور في العدد الخاص بالقرءان وعلومه من " دعوة الجن العدد 4السععنة 11ذي القعععدة
– 1387فبراير ,1968وذكرأنه اطلع على مذكرات في ذلك كتبها ادريس ولد منو الذي كععان
طالبا مرافقا لمولي عبدالحفيظ في مدة مقامه بع"أحمر" بها تفاصيل الدراسة.
- 2ذكر السناد من طريقهما إلىابن عبدالسلم الشيخ عبدالحي الكتاني في فهععرس الفهععارس
.849-2/848
584
"كععان أسععتاذا حافظععا للقععراءات السععبع ,عارفععا بأحكامهععا ..أخععذ
القراءات السبع عن الستاذ السيد التهععامي الوبيععري ,تععوفي سععنة
1290هع).(1
-3أبو العبــاس احمــد بــن العربــي بــن عبــدالله الكيــري
السباعي الصل ثم العبدي السفي النشأة والدار.
ترجم له الكانوني وذكر أنه " رحل لمدرسة الشيخ السععيد التهععامي
الوبيري فتلقى دروسه عليععه ,وبععه تخععرج ,ثععم رحععل إلعى مراكععش
مرتين ,وكانت سفرته الثانية إليها سنة 1249هععع ,تععوفي بعععد سععنة
1260هع).(2
4ع أبو العباس أحمــد بــن العربــي المســكيني البــوعزاوي
نزيل آل غياث بعبدة.
قال الكانوني ":كان فقيها مشاركا في أكثر الفنعون ,حافظعا
للقععراءات السععبع إلععى العشععرين ,مععاهرا فيهععا عارفععا بأحكامهععا",
و"عمدته الحاج محمد بن الحسععن الغيععاثي فععي العلععم والقععراءات,
ورحل إلى فاس سنة 1278فأدرك العلمة محمد بن المدني كنون
فأخذ عنه ورجع".
ولعلععه كععان مععن رفقععاء المععولى الحسععن فععي الدراسععة ببلد
أحمر ,ولذلك أدناه منه في خلفته مدة سنتين لخذ بعض المعععارف
عليه ,ولم ينقطع عن التدريس إلى أن توفي في حدود سنة 1325
بآل غياث بنواحي آسفي).(3
-5ومن خريجي هذه الجهة الشيخ الفقيه أبو العباس أحمد
بن عبد الواحد بن مولي أحمد العبدي الزيدي.
وصععفه الكععانوني بععع"الفقيععه السععتاذ العععارف بععالقراءات
وأحكامها والرسم والضبط..
-كتاب جواهر الكمال في تراجم الرجال .12-11 1
585
أخذ القراءات السبع عن الفقيه السععتاذ التونسععي بععن أحمععد
العوني بدكالة ,وعليه أتقنها وحررهععا ,ثععم أخععذ قععراءة الثلثععة تمععام
العشرة عن غيره ,كما أخذ العلم وأحكام القراءات كلها أيضععا عععن
الستاذ الصالح السيد المهدي الدكالي العوني نزيل الغساسنة.
لزم مدرسة شيخه الول ببلد العونات يقرأ الشاطبية بشرح
" كنزالمعاني" للجعبري مع طلبته ,ثم نزل آسفي واستوطنها وولي
بها العدالة وسكن بقصبتها ,وتوفي في العشرة الولععى مععن القععرن
الرابع عشر الهجري).(1
-6ومــن أعلم أصــحاب الشــيخ الوبيــري وأذيعهــم صــيتا
الشيخ المقرئ النفاع صاحب المدرسة الحوزية الشععهيرة
بع"الوداية" من بلد "أحمر" وهي المدرسععة الوحيععدة الععتي ظلععت
تحمل لواء الزعامة في هذا الشأن منذ قرابة قرن ونصف :محمعد
الزوين الشرادي ,ونظرا لهميتععه نخصععه بنبععذة نتحععدث فيهععا عععن
طريقه في جهته.
طريــق الشــيخ محمــد الزويــن الحــوزي المعــروف
بـ"سيدي الزوين" ببلد الوداية من حوز مراكش.
يعتبر هذا الطريق عععن الشععيخ ابععن عبدالسععلم فععي منطقععة
الجنوب المغربي وأحواز مراكش أشهر الطععرق عنععه فععي المغععرب
وأوسعها جمهورا إلى اليوم ,وإن كان أكثر الذين أخذوا القراءة من
هععذا الطريععق ل يكععادون يعرفععون شععيئا يععذكر عععن أهميتععه ول عععن
اتصاله بالمحوز العام للسانيد المغربية الععذي ينتظععم أهععم الشعععب
المتفرعة عن مدرسة ابن غازي في الشمال والجنوب.
أمعا قطعب هععذا الطريعق فهععو الشععيخ البركععة سععيدي محمععد
الزوين بن محمد – بفتح الميمين – بن علي الشرادي الوديي نسبة
إلى فخدة " الوداية" معن قبيلعة " أحمعر" المعروفعة إلعى الجنعوب
الغربي من مراكش على بعد 30كلم منها.
-جواهر الكمال ) 19-18بتصرف(. 1
586
وتعود جذور هذه المدرسة إلى ما حول منتصف المائة الثالثة
عشرة حيث لمع هنالك نجم هذا الشيخ بعد أن تخععرج فععي القععراءة
وانتهى من رحلة الطلب ولقاء المشيخة ثم عاد إلى دار مقامه بها.
ويذكر بعض أحفاده أنه عمر مائة سنة كاملة) ,(1فإذا صح هذا
كانت ولدته عام 1211هع ,وذلك لتحقق وفاته بيقين سنة 1311هع
ولتواتر النقل بذلك بين المسنين مععن مشععايخ القععراءة إلععى زمننععا,
وخاصة لنها السنة ذاتها التي توفي فيها المولى الحسن الول ملك
المغرب ,وكان قد زاره في مدرسته تلك قبل وفاته بيسير.
شيوخه ودراسته :
إذا صح ما ذكره أحد أحفاده عن ولدته يكععون قععد أدرك مععن
حياة الشيخ محمد بن عبد السعلم نحعو ثلثعة أععوام ,ولكنعه بيقيعن
أدرك عددا مهما من تلمذة الشيخ المذكور.
والحق أن الشيخ الزوين ل تعععرف لععه مشععاركة معتععبرة فععي
العلوم المغروفة من عربية أو فقه أو أدب أو نحو ذلععك ممععا يشععار
فيه بالبنان لبعض أشياخه ,ول يعرف له أيضا إنتاج حتى في ميععدان
القراءة من نظم أو تأليف أو غيره ,وإنما كان الغلب عليععه الصعلح
والعبادة والزهد مع سعة أملكه في قبيلته وأكثرها ممععا وقععف فععي
زمنه على مدرسته.
خخخ خخخخ خخخخخخخخ خخخخخخ خخ خخخخ خخخ خخخخخ ,خخخ
خخ خخخخخ خخخخخ خخخ خخخ خخخ خخ خخخخخخ خخخ
خخخخخخخ خخ خخخخخخخ خخخخ خخخ خخخخخ خخ خخخخخ
خخخخخخخ خخخخخ خخخ.
أما المعروفون من كبار مشيخته ممن كانت لهم نباهععة فععي العلععم
والقراءة في جهاتهم فهم:
- 1سمعنا ذلك من بعض أحفاده من أساتذة التعليم بمراكش في حديث تلفزيوني أجرته معععه
بعثة إذاعية عن مدرسة سيدي الزوين وتاريخها ونشاطها القرائي فععي صععيف سععنة 1411هععع,
ويوافق ذلك مرور مائة سنة على وفاته.
587
-1الشيخ عبد الله بن علي السكياطي – النف الععذكر فععي
أصحاب الشيخ ابن عبدالسلم – ويبدو أنه قرأ عليه فععي مدرسععته
الشهيرة بزاوية سكياط من بلد الشياظمة شمال مدينة الصويرة,
كما يدل على ذلك خبر وفادة أبيه به على الشيخ السكياطي وهععو
صغير حيث قدمه إليه قائل ":هذا ولدي الشين" بفتععح الشععين – أو
"الشوين" بصيغة التصغير ,فقال له الشيخ":بل هو"الزوين" فغلب
عليه هذا اللقب).(1
-2الشــيخ محمــد التهــامي الوبيــري الحمــري – الععوزاني
الصل كما سمعت ممن أثق به من أهل بلده ...وقععد تقععدم ذكععره
في تلمذة الشيخ ابععن عبدالسععلم وطرقععه فععي مدرسععته قععرب "
الشماعية " ببلد"أحمر").(2
-3الشيخ المقرئ الطاهر بن الحاج البعريــري الهــواري
السوسي من أصحاب الشيخ السكياطي).(3
هؤلء الثلثة هعم المعروفعون فعي مشعيخته ,وهعم كمعا نعرى
ينتمون جميعا إلى مدرسة الشيخ ابن عبدالسلم بصفة مباشععرة أو
غير مباشرة ,وذلك مما يعطي لمدرسته في بلد الحوز دورا رياديععا
في التمكين لطريق ابن عبدالسلم الفاسي ل في مدرسته وحععدها
ولكن في سائر الجهات التي كانت تستفيد منهععا فيمععا بيععن نهععر أم
الربيع شمال إلى أقصى سوس جنوبا كما تشهد بذلك الفواج الععتي
ظلت تتقاطر منها علعى مدرسعته طعوال قرابععة قععرن ونصعف منععذ
تأسيه لها إلى اليوم.
وقد لخص لنا المراكشععي فععي "العلم" ترجمتععه فكععان ممععا
ذكره عنه منوها:
- 1نقله المراكشي في العلم عن السيد عبدالحي – ولعله يعنععي الكتععاني المعععروف )العلم
.(7/109
- 2سيأتي ذكره في مشيخته عند المراكشعي فعي "العلم بمععن دخعل مراكععش وأغمعات معن
العلم".
- 3يمكن الرجوع في قراءة سيدي الزوين على البعريري إلى كتاب " سععوس العالمععة" – 33
وكتاب " رجالت العلم العربي بسوس" للمؤلف نفسه محمد المختار السوسي .229
588
"كان حافظا لقراءة حمععزة) ,(1وأخععذها عععن سععيدي التهععامي
الوبيري صاحب الزاوية بقبيلة حمير ,كان كثير الطعام ,ربما يكون
في زاويته مععن الطلبععة الععذين يقععرأون القععرءان نحععو الخمسععمائة,
يمونهم ول يعملععون شععيئا غيععر القععراءة والحطععب للزاويععة ..حبععس
أملكه على طلبة القععرءان بزاويتععه ,وأمضععاه لععه السععلطان مععولي
الحسن ,ولقيه لما كان ورد "زاويععة الشععرادي" فععي بععض توجهععاته
لسععوس ,وراوده علععى أن ينفععذ لععه عشععر " تمزكلفععت" :السععاقية
الكبيرة الخارجة من وادي نفيس إعانة على الطعام فامتنع.(2) "..
مدرسة الشيخ الزوين بأحواز مراكش وفروعها:
نالت مدرسععة الشععيخ الزويعن شععهرة لعم تنلهععا مدرسععة فععي
المغرب منذ تأسيسها إلى اليوم في فن القراءات ،كمععا كععانت ومععا
تزال أوسع المدارس القرائية نفوذا وأكثرها جمهععورا ,وخاصععة فععي
الجنوب المغربي فيما بين أم الربيع وسوس ،حتى إنك ل تكاد تجععد
قارئا مشهودا له بالحذق في الفن دون أن تجده قد قرأ بها أو أخععذ
على بعض من قرأ بها.
وكععان للشععيخ فععي زمنععه صععدى بعيععد فععي الشععهرة بالصععلح
والقيععام علععى شععؤون طلبععة هععذا العلععم ,المععر الععذي سععاعد علععى
استقطاب الطلب إلعى مدرسععته مععن كععل حععدب وصععوب معلميععن
ومتعلمين ,حتى إن كثيرا ممن كانوا يمهرون في القععراءة وعلومهععا
يؤثرون القامة هنالك بعد التخرج بحيث ل يغععادر المدرسععة إل مععن
حين إلى آخر لزيععارة أهلععه والععتزود منهععم بمععا يحتععاج إليععه ,أو فععي
مواسم معينة فععي الربيععع والصععيف جععرت التقاليععد المرعيععة هنععاك
بخروج الشيخ فيهععا مععع طائفععة مععن طلبععة المدرسععة لزيععارة بعععض
القبائل والمدارس الفرعية الععتي درس المتصععدرون بهععا غالبععا فععي
مدرسته ,وما يزال هذا التقليد جاريا إلى اليوم فيما يعععرف عنععدهم
بع"الدور" أو "أدوال" حيث يخرج إلى القبائل المجاورة عدد مألوف
-يراد بها القراءات السبع على ما جرت به عادة المغاربة من جمع القراءات. 1
589
من الطلبة ويتنقلععون مععن مسععجد إلععى آخععر ليجتمعععوا بالمحسععنين
التماسعا للمعونعة علعى القعراءة بمعا اعتعادوا أن يقعدموه لهعم معن
صدقات وأعشار وصلت في مواسم معينة ,وكان مما سععاعد علععى
اسععتمرار هععذه العععادة وجععود عععدد كععبير مععن الطلبععة المتخرجيععن
بالمدرسة في تلك القبائل والمسعاجد ,فهععم لععذلك يحرصععون علععى
تقديم الخدمة لهم وتجديد الصلة بهم مكافأة للجميل ووفاء بالعهد.
وكععانت المراكععز الععتي تصععدر فيهععا أعلم المتخرجيععن مععن
المدرسة بمنزلة الفروع العلمية لمدرسة الشيخ أو المتععدادات لهععا
وكثيرا ما كعانت بمنزلعة الروافعد العتي تمعدها بالطلبعة كلمعا أحعس
المتصدر في هذه المراكز بحاجتهم إلى مزيععد مععن التمععرس بععالفن
والحتكاك بأهله ,وهذه المراكز والفروع مبثوثة في مختلف القبائل
المجععاورة كقبععائل أحمععر والرحامنععة ودكالععة وعبععدة والشععياظمة
وغيرها ,ومن ثم كان المتخرجون منهععا علععى صععلة دائمععة بمدرسععة
الشيخ الزوين ,وقد جرت العادة إلى زمننععا بزيععارة وفععد مععن أولئك
الطلبة القدامى للمدرسة في أثناء الصععيف وقضععاء أيععام بهععا لعقععد
صلت التعارف بالطلبة الجععدد وزيععارة مععن بقععي مععن ذريععة الشععيخ
هناك والتعرف على الحوال-
وقد انتشرت الرواية في تلك القبائل منذ أزيد من مائة عععام
عن طريق هذه المراكز الفرعية ,وظل الععولء فيهععا للمدرسععة الم
قائما ,كما ظل النتماء المباشر إلععى هععذه المدرسععة بععالقراءة ولععو
بصورة غير مباشرة محل فخر واعتزاز ،وخاصععة عنععد طائفععة ممععن
أدركناهم من المشيخة ممن قرأوا على بععض أولد الشعيخ الزويعن
كالسيد أحمد وأخيه السيد العربي ثم ولده السيد عبد الرحيم وكان
أحفظهم للقراءات وأطولهم مدة في القيام بها في مدرسععة جععده,
وقد أدركته بها رحمه الله.
وكان والدي ع رحمه الله ع قد قرأ بهذه المدرسة أيام الشععيخ
العربي ابن الشيخ الزوين المذكور ,وكان شععيخ القععراءة بهععا يععومئذ
590
الشيخ سعيد الجرموني العبدي المتوفى حول سنة 1380هععع ,وقععد
عمر طويل ،ورأيته في هذه المدرسة قبل وفاته بنحو السنتين وهععو
على حاله المعهود في القيام بمهمته في استقبال طلبععة القععراءات
وتصحيح اللواح في المجلععس المعتععاد لععذلك بقععرب ضععريح الشععيخ
الزوين رحمه الله.
الفروع التي تفرعت عن مدرسته.
يمكن اعتبار كثير من مراكز القععراءة فععي الجهععات المغربيععة
والتي ما يزال بعضعها معمعورا بهعذا الفعن إلعى اليعوم وخاصعة فعي
قبائل أحمر ودكالععة وعبععدة والشععياظمة فروعععا لهععذه المدرسععة أو
روافد لها ,إذ كانت العادة وما تععزال تقضععي بعععدم مغععادرة القععارئ
الشادي لهذه المراكز إلى المدرسة الم إل بعد أن يكون قععد تأهععل
لذلك و"فاصل") (1وكثيرا ما يكون التحاقه بها بعد التخرج بإيعار من
المتصدرين في هذه المراكز ,وربما حملوا الطالب المتأهل رسععالة
إلى مدرسة الشيخ تسععاعده علععى القيععام بمععأموريته ,وخاصععة فععي
الحصول على السكن بها ,إذ كانت البيوت المعدة للسععكنى الطلبععة
محدودة العدد ,كما أن طاقتها في الستيعاب ضعيفة جدا ,إذ ظلععت
شعبيهة بعالكواخ فعي منتهعى البسعاطة والتواضععع ,ثعم عرفعت بععد
استقلل المغرب عناية خاصة ,ول سيما في العشر السنين الخيرة
حيث تم تشييد المدرسة من جديد وتزويدها بسععائر المرافععق الععتي
تحتاجها ورتبت أجععور قععارة لمشععيخة القععراء ومسععاعدات للطلبععة،
ووضع نظام مقنن للدراسعة بهعا معع معا يلعزم معن ضعبط ومراقبعة
تقرب بها من المدارس الحديثة في نظامها وتسييرها.
ومن أهم المشايخ الذين تصدروا في القبععائل المجععاورة مععن
تخرجععوا علععى رجععال هععذه المدرسععة ممععن أدركععوا الشععيخ الزويععن
وانتفعوا بالقراءة عليه بصفة مباشرة :
- 1المفاصلة في عرف المشايخ انتهاء الطالب من القراءة واعتراف الشيخ له بالحععذق ,ويتععم
العلن عن ذلك في حفل عام.
591
-1الشيخ عبد الرحمــن بــن غــانم العبــدي ,وكععان مععن أعلم
القراءات ,وكانت له مدرسة قرءانية ذائعة الصيت ما تزال قائمععة
الععذات ,إل أنهععا فقععدت أهميتهععا بمععوت الشععيخ وتراجععع نشععاطها
العلمي شيئا فشيئا إلى أن توقفت ععن ذلعك بصعفة نهائيععة ,وتقعع
في بلد عبدة قرب سوق جمعة سحيم من أعمععال مدينععة آسععفي
الساحلية ،وكععانت فععي حيععاة مؤسسععها مععن أعمععر مععدارس هععذه
الجهة ,وتخرج فيها عدد كبير من القراء السبعيين مععا يععزال منهععم
عدد كبير من الحياء.
ومن أهم القراء السبعيين المشهود لهم في المنطقععة ممععن
أخذوا القراءات بهعا الشعيخ البشعير بعن المهعدي التلوي الجغلعولي
الشيظمي التوبلي ،وقد وقفت له علععى رمزيععتين لقراءتععي المكععي
والبصري كتبهما بخط يهده بخععط أنيععق مدبععج بععاللوان ,وذكععر فععي
الثانية منهما بآخرها تاريخ النسععخ ومكععانه وأنععه" يععوم الجمعععة بعععد
الظهر سنة 1337هعع فعي مدرسعة شعيخه سعيدي عبعدالرحمن بعن
غانم قرب جمعة سحيم").(1
ومن أهم تلمذة الشععيخ عبععدالرحمن بععن غععانم أيضععا الشععيخ
المقرئ المشهود له بالحذق في الفن الستاذ المسن السيد سعععيد
بن كروم الحضري العبدي المتوفي في رمضان مععن هععذه السععنة –
أي سنة 1413هع -عن عمر ناهز المائة ع رحمععه اللععه ع ع وكععان قععد
تصدر زمانا للفادة في جهات خنيفرة ثم في بلده ,وظععل مقصععودا
في ذلك إلعى أن شعاخ ويعتقعد كعثير ممعن حعدثني عنعه معن طلبعة
آسفي أنه من تلمذة الشيخ الزوين المباشععرين ,والصععحيح أنععه لععم
يدركه وإنما قرأ على الشيخ عبدالرحمن بن غانم الذي كان مقصععد
الخاص والعام في هذا الشأن باعتباره تلميذا للشععيخ الزويععن ,وقععد
قيل إنه كان يزوره في حياته في مدرسته المذكورة بسحيم.
- 1وقفت على الرمزتين المذكورتين عند صديقي السيد الطاهر بن الحاج مبارك العبععدي أحععد
حفاظ العشرين في مدينة آسفي والمتصدر حاليا للتدريس بمدرسة سيدي الزوين بتعيين مععن
وزارة الوقاف والشؤون السلمية.
592
ومــن أعلم الخــذين عــن ســيدي الزويــن المقــرئ
الــذائع الصــيت فــي جهتــه ببلد الشــياظمة علــى وادي
تانسيفت منهععا إلععى جهعة السععاحل الشععيخ أبععو محمععد عبععدالله بععن
الحفيظ) (1التلمستي الشيظمي صععاحب المدرسععة المشععهورة إلععى
الن هناك مع ضعف شأنها وقلة الهتمام بها.
حدثني الستاذ المقرئ عبدالحميععد بععن مبععارك الدمسععيري –
وهو من أبناء الجهة وخريجي مدرسته – أنه قرأ بالسبع على سيدي
الزوين ,وتصدر للقراء بها إثعر ععودته ,وكعان أبععوه "حفيظعا" علعى
السيد عيسى بوخابية فلما عاد ولده من القععراءة بنععى لععه مدرسععة
بمساعدة أهل جهته ,ووقععف عليهععا النععاس أوقافععا كععثيرة فععي تلععك
الجهة كانت تنفق على تموين الطلبة ,وقد تخرج في مدرسته عععدد
كبير من طلبة المنطقة مات آخرهم في العشععرة الولععى مععن هععذا
القععرن,وقععد ظععل المععترجم يواصععل القععراء إلععى أن تععوفي سععنة
1335هع.
وحدثني المقرئ السيد الدمسععيري المععذكور أن الععذي خلععف
الشيخ عبدالله بن الحفيظ في مدرسته هو:
-الشيخ المقرئ المهدي بو الضــباية ,الععذي قععرأ علععى
سيدي الزوين أيضا ,وكان حافظا للسبع حفظععا متقنععا ,وكععان تععوليه
لهععذا بسعععي مععن السععيد الطيععبي بععن عبععدالله بععن الحفيععظ عع ولععد
المترجم عع إثععر مععوته ,بعععد أن كععان الشععيخ المهععدي مشععارطا فععي
نواحي "خميس الزمامرة" بدكالة ,فقدم إلى مدرسععة عبععدالله بععن
الحفيظ وعكف فيها على القععراء ومواصععلة المهمععة إلععى أن شععاخ
- 1المراد بالحفيظ المعنى الععدارجي المسععتعمل عنععد العامععة ,وهععو القيععم علععى حفععظ بعععض
الضرحة على ما عمت به البلوي فععي بلدنععا منععذ قععرون مععن التعلععق بععالقبور وتقععديم النععذور
والقرابين إليها ,وهو أصل أكثر المواسم التي تقام في الربيع والصيف فععي كععثير معن الجهعات
وخاصة في الجنوب المغربي.
وقد توهم الشيخ عبدالحي الكتاني في فهرس الفهارس أنه اسم علععم فقععال فععي المععترجم "
عبدالله بن عبععدالحفيظ" وهعو مخععالف للحقيقعة ,وإنمععا كععان والعده حفيظععا علعى ضععريح أحعد
الرجراجيين وهو المعروف بسيدي عيسى بوخابية.
593
وكبر ,فاعتزلها وحل محله فيها الشيخ الحاج إبراهيم بن المحجععوب
الدمسيري عم السيد عبدالحميد الدمسيري.
وأخبرني هذا الخير أنه قرأ على عمه هذا برواية ورش عععدة
ختمات قبل أن يسافر إلى دكالة لخذ القراءات السبع على الشععيخ
المسمى "بن زهععرة" بمدرسععة "معولي الطعاهر القاسععمي" بععأولد
فرج بدكالة ,قال:
وقد أدركت الشيخ المسن المهدي بوالضباية ,وقععرأت عليععه
برواية المكي سبعة أحزاب من القرءان ,ثم فارقته مدة ,ثم قرأت
معه ختمة بقراءة حمزة جمعا بينه وبين باقي السبعة بعد أن قرأت
بها في مدرسة سيدي الزوين.
وإسععناد القععراءة مععن طريععق الشععيخ عبععدالله بععن الحفيععظ
وأصحابه موصععول الحلقععات حععتى الن لمععن حععاول أن يتتبعععه فععي
نواحي الشياظمة وعبدة وغيرها ,ويكفي فععي شععهرته وصععوله إلععى
مدينة فاس كما نجده عنععد الشععيخ عبععدالحي الكتععاني فععي فهععرس
الفهععارس إذ جععاء فيععه فععي ترجمععة الشععيخ محمععد بععن عبدالسععلم
الفاسي قوله:
ســند الشــيخ عبــدالحي الكتــاني مــن هــذه الطريــق
وغيرهــا :قععال فععي فهععرس الفهععارس فععي ترجمععة الشععيخ ابععن
عبدالسلم" :يروي في ثبته عن شيخه إمام القراءات بالمغرب أبي
زيد عبدالرحمن بن ادريس المنجرة الفاسي صاحب الفهرسة ,عععن
والده صاحب الفهرسة أيضا بأسانيدهم ,قال الكتاني:
"نتصل به في إسنادنا للقرءان الكريم وروايععاته عععن المعمععر
أبععي عبععدالله محمععد المععدعو "حمععان" بععن محمععد اللجععائي ,عععن
المحععدث المقععرئ أبععي عبععدالله محمععد بععن أحمععد السنوسععي عععن
المترجم).(1
594
-وعععن العععالم المعمععر أبععي محمععد سععالم بععن العربععي الحمععري
الجنيدي إجازة ,وعن الزاهد الفقيه أبععي الطيععب ابععن أبععي مهععدي
الطواجيني ,وولده أبعي عبعدالله محمعد ,فالوالعد ععن أبعي محمعد
عبدالله السكياطي الشيظمي ,والوالد عن أبععي عبععدالله) (1محمععد
التهامي الوبيري الحمري ,كلهما عن ابن عبدالسلم الفاسي.
-وعععن المقععرئ الصععوفي الناسععك العععالم العابععد أبععي محمععد
عبدالملك بن عبدالكبير العلمي الفاسي ,عععن السععتاذ أبععي حامععد
العربي بوعياد الفاسي ,عن إمام القراء بفاس أبععي العلء ادريععس
البدراوي الفاسي عنه".
-وعن الستاذ المعمر الناسك أبــي محمــد عبــدالله
بن عبدالحفيظ) (2التلمستي الشيظمي.
عن ولي الله الستاذ أبي عبدالله محمد الزوين الوديي ,عن
التهامي الوبيري عنه أيضا.
قال الشيخ عبدالحي:
"وأروي القراءات عن المعمر الستاذ أبي عبدالله محمد بععن
عبدالسلم بن حسين الزكلدي بفاس سععنة )ت (1319عععن شععيخه
الستاذ الصالح أبي محمد عبدالسلم الطويل مععن " مععرن صععوار",
عععن الفقيععه أبععي العبععاس أحمععد التلمسععاني السععماتي ,عععن ابععن
عبدالسلم بسنده").(3
-ومن فروع مدرسة الشيخ الزوين وطرقها بمدينــة
مكناس من النازلين بها الشـيخ أبـو عبـدالله محمـد
السوسي.
- 1سقط اسم عبدالله من المطبوع من فهرس الفهارس كما يدل على ذلك سياق نسب هععذا
الشيخ.
- 2تقدم أن وصف " الحفيظ" بمعنى القيم أوالسادن.
- 3فهرس الفهارس .849-2/948
595
كان من المهرة في هذا الشأن المشاركين في غيره ,ترجععم
له العلمة ابن زيدان في التحاف فقال:
"أستاذ مقعرئ مجععود ,يحفعظ العشعر ويحعرره حعافظ متقععن
مععاهر ,وكععان يستحضععر اللفيععة وابععن عاشععر و .....مععن المختصععر
الخليلي و" لمية الشاطبي" و"دالية ابن المبععارك" ,ومنظومععة ابععن
الجزري في التجويد وغير ذلك ,قدم مكناسة الزيتععون بعععد الحاديععة
)(1
عشرة من القرن الرابع عشر وأقام بها مععدة ,ودخععل "السععتانة"
والجزائر في طلب " علم النار").(2
مشيخته " :قال ابن زيدان:
)(3
"أخذ عن شيخنا العلمة أبععي الفضععل الفععاطمي الشععرادي
ولزم دروسععه بفععاس سععتة أعععوام .وأخععذ القععراءات السععبع عععن
)(4
المتبرك به الشيخ الزويععن ,والعشععز الكععبير عععن القاضععي الفلق
والولي الصالح ابن يرمق".قال ابن زيدان:
الخععذون عنععه ,منهععم صععديقنا السععتاذ المقععرئ أبععو عبععدالله
محمد بن أحمد الحميدي أخذ عنه العشر الكبير").(5
تلك هي أهم الطرق المباشرة التي وقفت عليها ممععا يتصععل
بالشيخ ابن عبدالسلم من طريق الشيخ الزوين الحععوزي ,ول شععك
أن الخذين عن الشيخ الزويععن ثععم عععن أبنععائه وتلمععذته عععدد كععبير
يفوت الحصر ,ومرادنععا أن ننبععه فقععط علععى اتصععال مدرسععته بهععذا
الشيخ واتصال السند من طريقه بها لو كعان هنعاك فعي المتعأخرين
من بقي على شيء من العناية بالسناد فععي هععذه الجهععات وغيرهععا
596
من المغرب ,ولكن هيهات ,ولسيما فععي هععذا الزمععن الععذي انقطععع
فيه كل أمل في ذلك أو كاد بعععد ذهععاب رسععوم السععناد ,ولععم يبععق
حتى التعلل بها متاحا – كما أتيح للشيخ ابن غازي – بعد انتقال أهل
المنزل والناد).(1
-بعض الطــرق السوســية المتصــلة بطريــق الشــيخ ابــن
عبدالسلم:
-1طريق أبـي العبـاس أحمـد بـن ابراهيــم البوجرفـاوي
المعروف بـ"أنجار" شيخ قراء سوس في زمنه.
حصلت على ترجمة لهذا الشيخ بقلم حفيده محمد بن أحمععد
بععن عبععدالله بععن أحمععد أنجععار السوسععي) (2أختصععر منهععا هععذه
المعلومات ,وهي مذيلة بسنده من طريق الشيخ ابن عبدالسلم.
"هو الستاذ المقرئ أبو العباس أحمد بن ابراهيععم بعن سعععيد
البوجرفععاوي الملقععب بأنجععار ,ولععد بقريععة " اكععرار" بمجموعععة
"بويفورنا" من قبيلة آيت نصف من "آيت با عمران" السوسية.
مشيخته الولى:
أخذ القرءان أول على الستاذ محمد بن ابراهيم بمسجد " أم
الدفلى" ,ثم انتقل إلى مدرسة " بونعمععان" فلبععث فيهععا حععتى قععرأ
بقراءة ابن كثير ,ثم جععاء لزيععارة والععديه فععدخل المسععجد المععذكور
فوجد شيخه محمد بن ابراهيععم عاكفععا علعى تصعحيح ألعواح طلبتععه,
فناوله الشيخ لوحا منها ليصححه على رواية ورش ,ثععم أمهلععه قليل
وسأله أين بلغت منها فقال :قوله تعالى":ومن لستم لععه برازقيععن"
الية 20من سورة الحجر ع فقال له الشيخ :كيف تقععرأ "برازقيععن"
597
بالتفخيم أم بالترقيق؟ فلم يستحضر الجواب وتحير في ذلك لنه ل
عهد له بهذه المباحث ,فوضع اللوح من يده وخرج دون وداع أهلععه,
وحلف أن ل يعود حتى يتقععن السععبع والعشععر ,فععذهب قاصععدا جهععة
الشمال المغربي بنواحي تطوان ,حيث أقام يععتردد علععى المشععيخة
هناك حتى قضى وطره من ذلك ,وكان خروجه من "بونعمان" سنة
1210هع وهي يومئذ مدرسة "عشرية",وفيهععا أتقععن حععرف المكععي
على الستاذ المقرئ سيدي محمد بععن حسععين التمكدشععتي ,وكععان
هذا الستاذ قد أخذ بالقراءات السبع بمدرسععة سععيدي وكععاك بععاكلو
المشهورة ,ومنها خرج إلى قبائل جبالة بالشمال فقرأ فيهععا السععبع
بمصطلح وعدد جبالة في القراءات.
سند النجاري من طريقه إلى ابن عبد السلم:
أسند النجاري "أنجار" القراءة من روايتي ورش وقالون عععن
نافع ثم جمعا بقراءة ابن كثير على أستاذه هععذا محمععد بععن حسععين
التمكدشتي ,وأخذ التمكدشتي القراءات عن شيخه مبارك بن هدي
السرغيني ,وأخذها ابن هدي السرغيني عن محمد بععن عبدالسععلم,
وأخذ ابن عبدالسلم عن أبي زيد المنجرة عبعدالرحمن بعن ادريعس
الحسني عن أبيه عن شيوخه كما في فهرسته.
وقد ذكر الشععيخ محمععد المختععار السوسععي أن النجععاري لزم
شيخه ابن حسين ثمععان سععنين قبععل رحلتععه ,ولمعا ععاد معن رحلتععه
شارط بعع" النواصعر" بشيشعاوة وبقعي هنعاك إلعى أن معات شعيخه
المذكور في مدرسة سيدي وكاك باكلو فذهب إليها ,وبقي بهععا بعععد
سععنين كععثيرة") ,(1وكععانت وفععاته بهععا سععنة ,1286وولدتععه سععنة
1189هع وكعان معاصعرا للمقعرئ المعاهر فعي الععدد و"الحطيعات"
الشيخ محمد بن ابراهيم الولتيتي البعقيلعي الشعهير بعأعجلي وكعان
بينهما نوع من التنععافس فععي اسععتقطاب طلبععة هععذه الجهععة ,إل أن
أنجار كان أنبه منه لمكانته من علو السند ونبل المشيخة.
598
وقد جاء في تقييد حفيده عن عدد المتخرجين عليه ما يلي:
"أخذ عنه آلف ومئات من الطلبععة والمقرئيععن ,ووصععل عععدد
الطلبة بمدرسته مائتين ,ولكن قلة العناية بالتاريخ جعلتنععا ل نعععرف
أكثر تلمذته ,وممن عرف منهم:
السيد محمعد بعن العربعي الهعواري ,أخعذ عنعه السعبع, -
وأفنى عمره في رفع راية القراءات.
السيد محمد بن الحسن الماسي بع"أغبالو" كان مقرءا -
أتقن السبع ,وكان يعلم ويقرئ بع"سيدي همو" بع"الخصاص"
توفي سنة 1348هع.
السيد محمد بن عبععد اللععه الضععحاكي السععاحلي ,وهععو -
أحد العلم المتقنين للسبع ,توفي سنة 1323هع.
السيد الحاج حمو الكزميععري الحععي ,وقععد حضععر وفععاة -
شيخه السيد أحمد أنجار وقال :قععد قرأنععا يععوم وفععاته سععتين
ختمة من القرءان".
السيد محمد بن عبد الوحععد البغععدادي جععاء مععن بغععداد -
راجل يطلب القراءات فأخذ عنه ورجع إلى بلده.
السيد محمد بن أحمد بن التيمولئي الخصاصععي ,أخععذ -
عنه حرف المكي ,ومعا يعزال عنعد أسعرته لوحعة فيهعا ختمعة
للقرآن ,وفيها آثار تصحيح قلم أنجار ,توفي رحمه اللععه سععنة
1352هع.
)(1
السععيد أحمععد بععن ابراهيععم الملقععب بععع"أمجععوض" -
الساحلي ) (1347-1235وقد أتقن عنه السبع".
هؤلء من جاء ذكرهم في هذا التقييد لحفيد أنجار ,وقععد فععاته
ذكر آخرين ممن اشتهروا بالخذ عنه .فأما الضــحاكي المــذكور
599
فهو أبو عبدالله محمـد بـن عبـدالله الضـحاكي نسععبة إلععى
"الضحاك" من قرى آيت باعمران ,حفظ القرءان ببلده ثععم التحععق
بمدرسة أكلو فقرأ بها على أنجار إلى أن مهر في القراءات السععبع
وكان من فحولها ,وتصدر للقراء بمدرسععة "بوكرفععا" مععدة ,والتععف
عليه طلبة الروايات من جميع جهات سوس ,وصععار لععه بهععا ذكععر ل
يقل عن ذكر شيخه ,وما زال ينشر هذا الفن في تلك القبععائل إلععى
أن توفي سنة 1303هع).(1
وأما محمد بن أحمد التيمولئي المععذكور فقععد "قضععى حيععاته
في تعليم كتاب الله بععع" تيمععولي"السععفلى ثععم فععي العليععا إلععى أن
توفي سنة .(2)"1352
وأما الشيخ أبو عبد الله محمد بن العربي الهواري ع
المععذكور أول ععع فهععو مععن قريععة "تامععدا" آيععت همععان مععن قبيلععة
"إداوزيكي" ,انتقل إلى أكلو فقرأ عليه ثم طاف على مشايخ الفععن
في سععوس حععتى أتقععن القععراءات برواياتهععا وتصععدر للقععراء زمانععا
بع"إيكلي" من قبيلة المنابهة إلى أن توفي هناك سنة 1345هع).(3
وقد أخبرني الشيخ السيد محمد أبو يحيعى الرسعموكي شعيخ
القراءات بمدرسة آزرو بنواحي أكادير أن الشععيخ ابعن العربععي هععذا
آخر أعلم هذا الشأن بسععوس ,وأن ععددا معن أصعحابه معا يزالععون
على قيد الحياة.
ومن أعلم أصحاب أنجار أيضا الشععيخ أبععو الحسععن أشععطاب
التارحالتي ,وكان من المهرة في حفظ السبع وقععد تصععدر لقرائهععا
زمانععا بععع"مدرسععة الخميععس" بععآيت بععوبكر وغيرهععا ,وتععوفي سععنة
1345هع).(4
كتاب خلل جزولة لمحمد المختار للسوسي .4/200 في ترجمته - 4
600
وعلى العموم فقد كان أبو العباس أنجار من أهم الطرق عن
الشيخ ابن عبدالسععلم فععي المنطقععة ,ويتجلععى مقععدار اعتععداده بععه
اعتمععاده علععى طريقتععه فععي بعععض مؤلفععاته الععتي خلفهععا ,ومنهععا:
"البستان" أو "بستان المبتدي").(1
وهي قصيدة في أسلوب الجمع والرداف وأولها قوله :
على أحمد المبعوث للعبد "بدأت بحمد الله ثم صلته
والحر".
وهي على ما فيها من ركاكة في السلوب وضعف في النظم
تعتبر من أوسع قصععائد الرداف انتشععارا بيععن طلبععة الروايععات فععي
الجنوب المغربي ,ول ينافسها في موضوعها في النتشار إل قصيدة
الشيخ السريفي من أهل الشمال .وقععد بقيععت لمدرسععة أكلععو منععذ
زمن الشيخ أنجار شهرة كبيرة في الفن ,وما يععزال بهععا إلععى اليععوم
بقية من ذلك ,وقد بلغني أن أحد المشععايخ بهععا الن – وهععو الشععيخ
ابن المكي ع ما يزال يواصل القيام بهذه المهمة على أفضععل وجععه,
كما أنه حاول أن يضم إلى قراءة القرءان ودراسععة علععومه دراسععة
العربية والسيرة والمهات المعتمدة في هذه العلوم.
601
تراجع العناية بالسند وتراجع الهتمام بالقراءات.
وعلى العموم فإن طريق الشيخ ابععن عبععد السععلم هععي آخععر
الطععرق المغربيععة الععتي يمكععن الطمئنععان إليهععا واعتمادهععا ,ومععن
الممكن حتى اليوم لمن أراد التوسع في دراسة أثععره فععي القععراءة
في مختلف الجهععات المغربيععة الععتي حععل بهععا أو تصععدر فيهععا بعععض
تلمذته ,أن يحصل على معلومات وافرة أكثر مما اقتصععرت عليععه,
ولني إنما وقفت عند ما أمكنني الوقوف عليععه مععن تلععك المعععالم,
وهي معالم تدل على إمكععان البععاحث لععو تفععرغ لبحثهععا علععى وجععه
الخصوص أن يكتشف الخطوط المتلحمة التي ما تعزال ماثلعة فعي
الساحة لمن حاول رصدها ,وهو عمل منعوط بطلبتنعا البعاحثين معن
خريجي جامعاتنا وخاصة منهععم الععذين حققععوا بعععض مععا خلفععه ابععن
عبدالسلم من تراث علمي في مختلف العلوم.
وهذه العناية إذا توجهت لخدمة تراث الشيخ من هذه الناحية
ستسدي إلى تاريخ القراءة بالمغرب خيرا كثيرا وذلك أقل ما يجععب
القيام به لنقاذ ما تبقى في أيدينا من أمجاد المدرسة المغربية في
هذا العلم ,وذلك بعد أن أصبحت السانيد المتصععلة بععالقراءة حلقععة
فحلقة إلى مثل الشيخ ابن عبدالسلم صاحب أوثق فهرسة متصععلة
بالقراءة والسماع بعيدة المنال ,إن لم تكن فععي بلدنععا قععد أمسععت
من قبيل المحال.
وإنه لمر يدعو إلى السف والحسرة أن تصير الحال إلى مععا
صارت إليه في هذا الشأن حتى أصبح أهععل المغععرب اليععوم – وهععم
من أكثر الشعوب السلمية عنايععة بحفععظ القععرءان وإتقععان رسععمه
وضبطه – ل يعرفون شيئا يذكر عن الطرق والسانيد التي يقععرئون
بها ,ول يميزون بين طريق شرقية ول غربية ,ول يدري الكععثر منهععم
شيئا عن تاريععخ القععراءات ومدارسععها ,فضععل عععن معرفععة مععذاهبها
ومقوماتها الفنية واختلف النقلة فيها.
602
دروس العلــم بأهميــة الســناد بــالمغرب وانقطــاع
السانيد في الجملة في الوقت الحاضر:
ول أعلم في المغرب في وقتنا الن من مشيخة القععراء فععي
المغرب من يسند شيئا من القراءات أو الروايات باتصععال القععراءة
من شيخه إلععى إمععام معتمععد مععن أئمععة المععدارس المغربيععة ,ولقععد
طلبت ذلك في حواضععر المغععرب وبععواديه عمومععا ,وسععألت حفععاظ
السبع والعشر الكبير والصغير فما وجدت أحدا عنده سند بععالقراءة
ول إجازة من أحد من الشيوخ بل وجدت أكثر من سألتهم ل يععدري
شيئا عن نظام المشيخة والجازة ,ول يدرك لتصال السند بالقراءة
معنى.
ولدروس هذه المعالم في بلدنا لم يعد هناك أمل في وصععل
السانيد بالئمة المعتمدين إل مععن طريععق غلبععة الظععن ,وذلععك لمععا
تعععارف عليععه علمععاء هععذه الصععناعة مععن شععروط معتععبرة ل تكععون
القراءة متصلة إل بها.
قال الحافظ ابن الجزري ":والعلى أن يحدثه الشيخ بها مععن
لفظه ع يعني بالسانيد ع فأما من لععم يسععمع السععانيد علععى شععيخه
فأسانيده من طريقه متقطعة").(1
فإذا طبقنا هذا الشرط وهو السععماع مععن الشععيخ علععى حععال
الخذ عندنا لم نجد لهذا المر أثرا ول عينععا ,وكععل مععا يمكععن العثععور
عليه هنا وهناك أن نجد من قرأ علععى بعععض المشععايخ المشععهورين
الذين يعععرف أن مشععايخهم قععرأوا علععى فلن أو فلن ممععن قععرأوا
على فلن ممن قرأوا على فلن ممن له صلة بالقراءة علععى بعععض
الكبار كما رأينا في مدرسة ابن عبدالسلم عع فععي حععوز عع مراكععش
وسوس مثل ,وإل فإن الجازة المكتوبة الموقعة من لععدن المشععايخ
المذيلة بأسماء الشهود ل أعرف لها اليوم في علم القراءة وجععودا,
603
إل بقية من ذلك في الشرق العربععي وخاصععة فععي مصععر والجامعععة
السلمية بالمدينة.
ونظرا لذهاب أهل الشأن ودروس معالمه منذ زمان إل ظلل
باهتة يتناقلها الناس ،معظمها إنما هو قائم على غلبععة الظععن ,كععأن
يقولوا رحل فلن إلععى القبيلععة الفلنيععة أو المدرسععة الفلنيععة فقععرأ
هناك ,وربما سموا بعض المشايخ المشهورين بها لذلك العهد ,فقععد
أصبح الذين هم على وعي بأهمية السععناد فععي العلععوم إذا طمحععت
هممهم إلى وصل قرائهم اليوم بسلف مشيخة القراء في جهععاتهم
إنما يجمجمون ول يفصحون في محاولة لرأب بعض الصععدوع فيمععا
بينهم وبين بعض الشيوخ المعتبرين ,وربما كانت بينهم وبين زمانهم
مهامه فيح تحار فيها القطا ,فيلجأون إلى التعمية والتقريب.
ولهذا نجد بعض المعاصرين ممن حععاولوا شععيئا مععن ذلععك إذا
أسندوا قراءتهم برواية ورش عن مشايخهم المباشرين عمدوا إلععى
نوع من القفز منهم إلى شيوخ مشايخهم وهععم ليسععمونهم ،ولكععن
يذكرون أنهم ممن أخذوا على فلن المشهور فععي نععاحيته بالمامععة
في هذا الشأن دون اعتماد على سند مكتوب أو إجازة موثقة ترتفع
الشك والرتياب.
وبين يدي الن نموذج من هذا الصنيع وقفت عليه في آخععر "
كتاب المحجععة فععي تجويععد القععرءان" وهععو مععن آخععر مععا ظهععر فععي
الساحة لمؤلفه السيد محمععد البراهيمععي الفيللععي ,فقععد جععاء فععي
خاتمة هذا الكتاب قوله:
"انتهى بحمد اللععه بتاريععخ 17محععرم 1408هعع -موافععق 12
شععتنبر 1987م -مععا أردت ذكععره للقععارئ العععادي وطععالب التجويععد
المبتدي ,وفق طريععق الزرق مععن روايععة ورش ,حسععبما قععرأت بععه
عرضا وسماعا على والدي عن أشياخه ,وأذكر منهععم فريععد عصععره
وشيخ أهععل زمععانه محمععد بععن أحمععد المبخععوت المسععيفي الغرفععي
604
الفيللي ,وكلهم بأسانيدهم الصحيحة المتصععلة برسععول اللععه صععلى
الله عليه وسلم".
"فمن مؤلفه راجي العفو من ربه في الدين والععدنيا والخععرة
محمد بن محمد بن عبدالقادر البراهيمي البوذنيبي عن والععده إلععى
أحمد الحبيب بن محمد اللمطي الفيللي ,عن أحمد بن محمد البنععا
الدمياطي ,ومن الدمياطي إلى أبععي يحيععى زكريععا النصععاري ,ومععن
النصاري إلى أبي الخير محمد بن محمد ...المعروف بابن الجزري,
ومن ابن الجزري إلى الحافظ أبي عمرو الداني ,ومن الععداني إلععى
أبععي يعقععوب يوسععف المعععروف بععالزرق ,عععن أبععي سعععيد عثمععان
المعروف بورش ,عن نافع بن عبععدالرحمن المععدني ,فهععؤلء بعععض
أعلم سندنا ع رحمهم الله جميعا عع ومععن نععافع إلععى أبععي بععن كعععب
رضي الله عنه ,عن رسول الله صلى الله عليه وسلم").(1
فالذي يتأمل هذا الصنيع الذي اعتمده السيد البراهيمي في
إسناد قراءته يخيل إليه أنه إنما اقتصععر علععى ذكععر بعععض الحلقععات
البارزة في سلسععلة سععنده بقععراءة نععافع مععن روايععة ورش ,ولععذلك
سمى عددا محدودا من الئمة وتنقل بنا بسععرعة فائقععة مععن والععده
عن ابن المبخوت ثم سكت عن سند ابن المبخععوت ,وععاد بنععا إلعى
قراءته على والده إلى أحمد الحبيب بن أحمععد اللمطععي ,ثععم سععاق
السند من جهة أحمععد البنععا – صععاحب كتععاب إتحععاف فضععلء البشععر
بالقراءات الربعة عشر )ت 1117هع(
متوقفا عند أسماء يسيرة منه ليصل إلى أبي عمرو الععداني
فالزرق فورش فنافع إلخ.(2) ...
605
ولهذا يتساءل الباحث في هذا السند هل اقتصر فيه صاحب
" المحجة" على أسماء من ذكرهععم طلبععا للختصععار ,أم فعععل ذلععك
إخفععاء للحقيقععة؟ إن الععذي يترجععح عنععدي هععو الحتمععال الثععععاني,
والحقيقة التي رام إخفاءها هععي انقطععاع السععند فيمععععا بيععن والععده
وبيععن الشععععيخ أبععععي الععععبركات أحعععععمد الحععبيب بععن محمععععد بععن
صععالح اللععمطي السجلماسعي )ت 1165هع( ).(1
وكذلك بين شيخ والده محمد بن أحمععد المبخععوت السععيفي
المذكور وبين الشيخ أحمد الحبيب اللمطي.
وأحسب أن سند هؤلء إلى الشيخ الحبيب لو كععان معععروف
التصال أو كانت عند أحد منهم إجازة مكتوبة به لمععا فععات صععاحب
"المحجة" أن يتبث ذلك ,ولمععا لجععأ إلععى هععذا القفععز السععريع علععى
حلقات السند ،وخاصة في أوله حيث أحالنععا علععى مجهععول أو مععا ل
وجععود لععه ,مكتفيععا بقععوله "وكلهععم بأسععانيدهم الصععحيحة المتصععلة
برسععول اللععه صععلى اللععه عليععه وسععلم" .ومععن هنعا ترجععح لععدينا أن
إسقاط ما أسعقطه فيمعا بيعن والعده وابعن المبخعوت وبيعن الشعيخ
الحبيب اللمطي إنما مرده إلعى معا ذكرنعاه معن إهمعال المتعأخرين
للعناية بالسانيد وطلب الجازات من الشيوخ ,وإغفال الشيوخ أيضا
لذلك حتى ضاعت الصول وانقطعت حلقات السانيد.
ولو كان صاحب الكتاب قد حصل علععى السععند منععه أو مععن
والده أو من بعض شيوخ والده كابن المبخوت بالتصال إلى الشععيخ
الحبيب اللمطي لكان قد أسدى إلى القراء فععي جهععات سجلماسععة
ونواحيهععا خيععرا كععثيرا ,ولتاريععخ القععراءات فععي المغععرب مععن هععذه
الطريق على القل مما ينير جانبا من جععوانب البحععث فععي ذلععك ,ل
سيما مع اعتبار اتصال السند بين الشيخ الحبيب اللمطي وبين نافع
من جهععة صععاحب التحععاف الشععيخ أحمععد البنععا الععدمياطي ,وسععنده
بالقراءات السبع مذكور في كتابه المذكور ,كمععا أنععه معععروف فععي
- 1تقدم ذكره في شيوخ شيخ ابن عبد السلم وهو أحمد بن عبد العزيز السجلماسي صععاحب
"عرف الند".
606
إجازات المتأخرين من أئمة المدرسة المغربيععة كالمععام أبععي العلء
ادريس المنجرة كما رأينا ذلك في فهرسته وفهرسة ولده أبي زيععد
عبدالرحمن من طريقهما المشرقية ,فقد تقدم أن الشععيخ الحععبيب
قرأ علععى الشععيخ البنععا صععاحب التحععاف وأجععازه بععذلك كمععا ذكععره
المراكشي في العلم).(1
دعوى بعض المعاصرين في حصــولهم علــى الســند
المعتبر في القراءات وإجازات الشيوخ.
وأحسععب أن معظععم مععا يععذكره المتععأخرون مععن الجععازات
بالقراءة إنما يجري مجرى المجاملععة ,وخاصععة عنععدما يععدخل قععارئ
مهم إلى البلد فيتهافت عليه الراغبون فععي الجععازة دون أن يكععون
لدى القارئ من الوقت ما يتسع لسماع من يطلبها منه ,فضععل عععن
أن يعرض عليه عرضا كامل بالشروط المعتيرة عند أرباب الفن.
فلقد ادعى غير واحد الجععازة مععن شععيوخ مصععر المجععودين
كالشععيخ محمععود خليععل الحصععري والشععيخ محمععد عبدالباسععط
عبدالصمد) ,(2ولم يكعن هعذان الشعيخان يقيمعان بعالمغرب إل زمنعا
محدودا ,وغالبا ما يكون في شهر رمضان.
وهذا النوع معن الجعازات ل يقعدم ول يعؤخر ول يكعاد يعنعي
شيئا ,وإنما يدل على مجععرد اجتمععاع المجيععز والمجععاز فععي التاريععخ
الذي تتضمنه الجازة ,وهو قريب في صورته من الجازات الشكلية
التي كانت تتم بين العلماء بالمراسلة.
وهو شبيه أيضا بطائفة من الجازات التي نجد بعض المشايخ
قد أتحفوا بهععا الملععوك والمععراء وشععهدوا لهععم فيهععا بتمععام الحععذق
والهلية في العلوم والفنون ,ومنها في القراءات الجععازة النظميععة
607
النفة الذكر الصادرة من علي بن هععارون المطغععري لبععي العبععاس
أحمد الشيخ الوطاسي ,وإجازة الشيخ أبي العبععاس أحمععد المنجععور
للملك السعدي أبي العباس أحمد المنصور الذهبي ,وإجعازة الشععيخ
أبي العباس السريفي لبي حفص عمر ولد الملععك العلععوي المععولى
الحسن ,وأبو العباس السريفي المذكور من آخر أعلم هععذا الشععأن
في الشمال المغربي ,وهو أحمد بن عبدالسلم بععن طععاهر العلمععي
السريفي الصفصافي من أهل السريف ,قتل ع ع رحمععه اللععه ع ع فععي
الفتنة الريفية بالمغرب سنة 1344هع.
ترجععم لععه الشععيخ الكتععاني فععي " فهععرس الفهععارس" ,وذكععر
فهرسععته الععتي ألفهععا برسععم المععولى الحسععن بععن محمععد العلععوي
وسماها " تحفة البرار ,في التعريف بالشيوخ والسععادات الخيععار",
وهي ما تزال مخطوطة).(1
قال الشيخ الكتاني في التعريععف بهععذه الفهرسععة ":لصععاحبنا
الفقيه الستاذ المجود أبي العباس أحمد بن عبدالسلم بن الطععاهر
العلمي السريفي الصفصافي.
سنده :يروي القراءات عن والده الفقيه الناسك الستاذ أبععي
محمد عبدالسلم بن الطاهر الحراق السععريفي ,عععن أبععي عبععدالله
محمد بن محمد بن محمد بن قاسم السريفي البجدياني ,عععن أبععي
العباس أحمعد التلمسعاني السعماتي ععن ابعن عبدالسعلم الفاسعي
بأسانيده كما في فهرسته وأول "لمحاذي" له.
وأخذ فن القععراءات أيضععا عععن السععتاذ الصععالح العلمععة أبععي
العباس المكي بن يرمق السماتي تلميعذ أبعي علعي الحسعن كنبعور
اللجائي".
608
وأخذها أيضا عن الناسعك المجعود أبعي محمعد الهاشعمي بعن
الحسن السريفي الععدفني ,وهععو ععن والعد صعاحب التحفعة) ,(2وقعد
فصل في التحفة المذكورة مرويععاته عمععن ذكععر وأسععانيدهم ,ألفهععا
إجازة لتميذه صاحبنا الخليفة المبجل أبي حفص عمر بن السععلطان
أبي علي الحسن بن محمد ملك المغرب القصى رحمهم الله").(3
ولقد حفل كتاب الكتععاني "فهععرس الفهععارس" بإجععازات فععي
القراءات وغيرها لعدد كبير ممن ذكر أنهم أجععازوه ومنهععم مععن لععم
يلقه كإجازة شيخ القععراء بمصععر الشععمس محمععد بيععومي الزهععري
الشافعي له بعالقراءات بمصعر ععام ,1323وإجعازة الشعيخ حعبيب
الرحمععن الهنععدي المععدني لععه بهععا أيضععا مكاتبععة بععذلك مععن المدينععة
المنورة عام 1322هع بسندهما الذي ذكره).(3
ومن أمثلة ذلك أيضا ما ذكره الشيخ عبدالحفيظ الفاسي من
إجازة الشيخ المقرئ المعمر أبي العباس أحمد كنبور ,وقد ذكر أنعه
أجازه ولم يجتمع به ,وترجم له فععي فهرسععته " ريععاض الجنععة" أو "
المدهش المطرب" فقال " :هو أحمد بن الحسن كنبععور) (4اللجععائي
العلمة الصالح الستاذ المقرئ المعمر البركة أبو العباس.
كان رحمه الله ....عالما صالحا حافظا لكتاب الله ,عالما بمععا
يلزم لدائه من قراءة وتجويععد ,عارفععا بمخععارج الحععروف ,قعارئا لععه
بعدة روايات ,عارفععا بوجوههععا وأحكامهععا ,ملزمععا لتعليمععه ,مكرسععا
لذلك كافة أوقاته ,يقصععد لععذلك معن كافععة أصععقاع المغععرب ,قائمعا
بمؤونة الخذين عنه والراحلين إليه ,كثير العبععادة مععن تلوة وصععيام
وقيام.
مشيخته :أخذ القععرءان وعلععومه ومععا يلععزم لدائه وتجويععده
ورواياته عن والده المام شيخ جماعععة المقرئيععن بالععديار المغربيععة
- 2يعني " تحفة البرار" النفة الذكر.
- 3فهرس الفهارس .1/285
- 3فهرس الفهارس 403-1/402ترجمة .139
- 4يكتب أحيانا "جنبور" بالجيم ,والمراد الجيم البدوية المعقودة ,وقد تقدم التعريععف بالحسععن
كنبور هذا.
609
في وقته الولي الصالح العلمة أبععي علععي الحسععن جنبععور اللجععائي
الشهير.
وهععو أخععذ عععن السععتاذ أبععي عبععدالله محمععد العصععفوري
الزروالي ,القرءان برواية "سما") (1بمضمن ما فععي التيسععير وحععرز
الماني ,وتلقى عنه الروايات السبع أيضا.
وأخذ عن الستاذ أحمد بن عبد الرحمن المستاري ,والسععتاذ
المرابط أبي عبد الله محمد الخمسي من أصحاب أبي علي بوزيد.
وأخذ أيضا عن الشريف أبي العباس أحمد بعن علعي الزجلعي
الغماري ,والفقيه أبي عبععدالله محمعد الهاشععمي الكنعاوي اللجعائي,
وأبي عبدالله محمد التهامي الرهوني.
ثم ارتحل إلى فاس في طلب القاراءات وغيرها مععن العلععوم
على شيوخها ,فقععرأ علععى العلمععة أبععي محمععد عبدالسععلم الزمععي
"داليععة ابععن المبععارك" فععي القععراءات) (2بشععرح شععيخه أبععي زيععد
عبدالرحمن المنجرة) ,(3وبعض حرز الماني.
وعلى العلمة أبي عبدالله محمد بن محمععد الزروالععي ضععبط
الخراز والشاطبية بالجعبري).(4
وأخذ عن العلمة الستاذ أبي بكر بن ادريس بن عبععدالرحمن
المنجرة) ,(5وهو عمدته في القراءات ,فقرأ عليععه "مععورد الظمععآن"
بع" فتح المنععان" ,وحععرز المععاني بععع" الكنععز" للجعععبري ,و"حاشععية"
جععده) ,(6وحاشععية المععام أبععي عبععدالله محمععد بععن عبدالسععلم
- 1المراد قراءة أبي عمرو بن العلء البصري مركبة مععع قراءتععي نععافع وابععن كععثير ,وهععو رمععز
ذكره الشاطبي في مقدمة الحرز فقال "وشام" ,سما" في نافع وفتى العل".
- 2المراد قصيدته في تسهيل الهمز كما تقدم.
- 3تقدم.
- 4يعني "كنز المعاني" للجعبري.
- 5هو سللة هذا البيت الذي عرف بإمامة القراءات بفاس ,يرويها عن أبيه عن جععده عععن جععد
أبيه ادريس بن محمد المنجرة كما تقدم في فهرسته.
- 6يعني حاشية المنجرة على الكنز أو )الحاشية الكبيرة( – السلوة .2/270
610
الفاسععي) ,(1و"داليععة ابععن المبععارك" بشععرح جععده عليهععا) ,(2و"ذيععل
المورد" بشرح التنسي) (3مع "طرر" جده أيضا) ,(4و"الدرر اللوامعع"
لبن بري شرح ابن المجراد).(5
"وأخذ عن السععتاذ المحععدث أبععي عبععدالله محمععد بععن أحمععد
السنوسععي "داليععة ابععن المبععارك" بععع"شععرح المنجععرة" و" مععورد
)(6
الظمآن" وغير ذلك.
دعوى الرواية والسناد من طريق القراء من الجــن
كشمهروش قاضي الجن وميمون العفريت.
ومن طريف ما ابتكره المتأخرون ادعععاء الروايععة عععن الجععن
واغتباط بعضهم بعلو سنده في ذلك .سععواء فععي القععراءات أم فععي
الحديث ,وقد أدرج غير واحد منهم السانيد من طرق شععمهروش "
قاضي الجن" بزعمهم وميمععون العفريععت وغيرهمععا فععي فهارسععهم
وبرامج رواياتهم عن شيوخهم ,ول أعلم الئمة المتقدمين من أعلم
هذا الشأن ذكروا شيئا من ذلك أو عولوا عليه ,فععي حيععن أننععا نجععد
كععثيرا مععن فهععارس المتععأخرين حافلععة بالروايععات المسععندة مععن
طرقهم .وأقدم من علمته تنسب إليععه الروايععة فععي القععراءات عععن
شمهروش المزعوم الشيخ سلطان بن أحمد المزاحي أحععد العلم
في أسانيد المشارقة في القراءات من أهل الحاديععة عشععرة ممععن
لقيهم الرحالة المغربععي أبععو سععالم العياشععي )ت (1090قعال فعي
رحلته " ماء الموائد":
يريد حاشيته المسماة " إتحاف الخ الود المتداني" تقدم في الحواشي على الشاطبية. - 1
يريد شرحه " المقاصد النامية في شرح الدالية" تقدم ذكره. - 2
يعني كتاب "الطراز" في شرح ضبط الخراز – تقدم في شروح الضبط. - 3
يعني شرحه المسمى " إيضاح السرار والبدائع" تقدم في شروح أرجوزة ابن بري. - 5
611
"وزرنا في يومنععا ذلععك شععيخ القععراء بالقععاهرة ورئيععس أهععل
التجويد بل مدافعة ,الشيخ سلطان ,ودعا لنععا ,وكععانت فععي خلقععه ع ع
رضي الله عنه ع شدة ل يترك أحدا يقبل يده غالبا").(1
فالروايععة مععن طريععق الجععن قععد وصععلت إلععى المغععرب مععن
المشرق لهذا العهد ,وربما قبلعه بيسعير ,وأصعبح الطعالب المغربعي
يطمح إلى ما زعموه من علو السناد من هذه الطععرق نظععرا لقلععة
الوسائط فيها).(2
ومععن الطريععف أننععا نجععد بعضععهم يغتبععط بالروايععة مععن هععذه
الطريق أكثر مما يغتبط بالرواية "النسية" الموثقة الععتي ل يععدخلها
لبس ول ارتياب ,وربما تعلل بعضهم لذلك بأتفه السععباب كالروايععة
"الشمهروشية" المسلسلة بقراءة سورة الفاتحة عنععد الشععيخ عبععد
البععاقي اليععوبي الععتي يسععندها مععن طععرق عديععدة منهععا الطريععق
الشمهروشية التي ينتهي بها إلى علم الدين سععليمان مععؤدب الجععن
قال" :قرأتها على شمهروش قاضي الجععن ,قععال قرأتهعا علعى معن
أنزلت عليه سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم" .قال اليوبي:
ذكره ابن عقيلة من هذا الطريق وأشار إلى أن هذا المر لما
لم يكن متعلقا بشيء من الحكام ,بل أمر يتععبرك بععه قبلتععه الئمععة
العلم بهذا السند".
ثم روى القراءة بسند آخر مسلسل بالفاتحة أيضا إلى الشيخ
الجهوري المالكي المصري قال" :وهو قرأها على النجم الغيطععي,
612
وهو قرأها على القاضي شععمهروش الجنععي الصععحابي ,وهععو قرأهععا
على النبي صلى الله عليه وسلم..إلخ).(1
ثم روى الفاتحة أيضا مسلسلة إلى من سماه العارف بعععالله
" سيدي أحمد بن ناصر) (2عن عبدالمومن الجني البععدري الصععحابي
عن النبي صلى الله عليه وسلم بقراءة ورش مقصععورة "مالععك" ع ع
يعني ملك يوم الدين.-
وهكذا تسامحوا في الرواية ورأوا أنها أهععون شععأنا مععن نقععل
الخبار المتعلقة بالحكام الشععرعية الععتي تتعلععق بععالحلل والحععرام,
وهو أمر ولشك في غاية الخطععورة ,لن شععأن كتععاب اللععه أعظععم,
والتوثق لحروفه والتحري في روايته ينبغععي أن يكععون أشععد وأكععبر,
وذلععك ناشععئ ع ع ول شععك ع ع عععن ذهععاب الفقععه بمععا شععرطه الئمععة
المعتمدون كأبي عمرو الداني وأبععي محمععد مكععي وأبعي الخيععر بعن
الجزري من شروط معتععبرة فيمععن تؤخععذ عنععه التلوة وفععي كيفيععة
الخذ وما يجوز وما ل يجوز فععي ذلععك ممععا قععدمنا طرفععا منععه فععي
صدر هذا البحث.
وهذا "فهرس الفهارس" للشععيخ الكتععاني يحفععل بععإيراد مثععل
هذه الروايات التي اعتمدها كثير من المشايخ فعي برامعج روايعاتهم
ومشيخاتهم.
ومن أمثلة ذلك ما ذكره فععي ترجمععة العلمععة التونسععي أبععي
الحسن علي بن محمععد النععوري الصفاقسععي صععاحب كتععاب "غيععث
النفع في القععراءات السععبع" )1118-1053هععع( فععإنه ذكععر لععه ثبتععا
تضمن أسانيده ,وفيعه أن الشعيخ أخعذ القعراءات ععن الشععيخ علعي
613
الخياطي المغربي الرشيدي عن الشععيخ علععي الهععروي عععن الشععيخ
عمر الشواف عن ميمون العفريت الجني عن النبي صلى الله عليه
وسلم").(1
وفي هذا السياق ذكععر الكتععاني سععنده إليععه بالمصععافحة إلععى
شمهروش الجني عن النبي صلى الله عليه وسلم") (2وأسعند حعديثا
آخر عن المعمر محمد بن عبد الفتععاح الجنععي عععن شععمهروش عععن
النبي صلى الله عليه وسلم) ,(3وذكر أنععه يرويععه ممععا حععدثه بععه أبععو
عبدالله محمد بن المدني الشرقاوي بآنفععا عععام 1321هع ع ثععم ذكععر
سنده إلى شمهروش وقال ":فهو على هذا لنا رباعي" ,وقد حصععل
للسيد مرتضى سداسيا فافتخر به قععائل فععي ألفيععة السععند لععه فععي
ترجمة شيخه البليدي:
"وخذ بإسناد صحيح عال من طرق الجن بالتصال...
البيات).(4
وهذا أمر لو تتبعناه مع أصععحاب هععذه الروايععات لخرجنععا عععن
القصد.
والذي يعنينا منه هو فرح هؤلء به واغتباطهم بما ادعععوه فيععه
من علو ,فهذا "رباعي" بين آخر من سمعه وبين النععبي صععلى اللععه
عليه وسلم أربعة وسائط فقط ,وهذا خماسي دونه في الرتبة وهذا
سداسي إلخ ..وهم ينافسون بمثل هذه السععانيد الواهيععة المفتعلععة
أصحاب السععانيد العاليععة الحقيقيععة الععتي تلقوهععا كععابرا عععن كعابرا,
وربما اطمأنوا إليها دونها واعتمدوا عليهععا باعتبععار علععو السععند فيهععا
"قربة من الله" كما ينوه به أهل صناعة الحديث.
ولهذا نجد عند الكتاني مثل فيما يعتد به مثل هععذه الروايععات,
كأن يقول في ترجمععة صععفي الععدين أحمععد بععن محمععد ابععن العجععل
فهرس الفهارس 2/673ترجمة .352 - 1
614
اليمني ) (1074-983بعد أن ساق أسانيده:
"ومن عواليه روايته للقرءان الكريم عن حميد السععندي عععن
ابن حجرالمكي عن محمد بن أبععي الحمععائل السععروري عععن تععابعي
معمععر مععن الجععن عععن صععحابي جنععي عععن النععبي صععلى اللععه عليععه
وسلم").(1
فانظر إلى هذا السند وما فيه مععن مجهععولي العيععن والحععال,
كيف يكون مع ذلك من عوالي ما يعتمد في نقل روايات القرءان؟
ومع هذه الهنات وأمثالها في هذه الروايعات فإننعا نجعد كعثيرا
من مشايخ القراءة المتأخرين يعنون بها أكبر عناية ,ويدرجونها فععي
برامج مرويععاتهم ,ويعتمععدها الخععذون عنهععم فيععروون القععراءة مععن
طريقها ويغربون بها على القران.
فهذه أسانيد المغاربة المتأخرين من طريععق الشععيخ سععلطان
المزاحي والشيخ البقري والشيخ علععي الشبراملسععي ل تكععاد تخلععو
من طريق أو أكثر من الطرق المزعومة عععن شععمهروش القاضععي
وغيره.
ومن أمثلتها ما ذكره الشيخ عبدالسلم بععن محمععد المععدغري
في " تكميل المنافع" في مقدمته حيث قال:
615
علعععععععععى -36 حععدثنا بهععذا -35
المام البقري إذ بعععععععععض معععن
تصعععدرا قعععرا
وهو محمد -38 بجععععععععامع -37
العععععععععععععموفق الزهر في معصر
الصععديق العتعععيق
ومات في وهععران وهو سلسععععععل -39
معععؤتمن تععععععععععععععوزنيت
تلمعععععععععععععسان
سكن
و" شعععمهروش الجعععن" والبقعععععري -40
شيعخه وذا عععععن سععععلطان
معصر أخذا
عليععه مععن ربععي صععلة روى عععععن -41
وسععلم).(1 النبعععععععي سععععيد
النععععام
فهذا السند الشمهروشي من طريق سلطان المزاحي )
1075هع( أقدم ما وقفت عليه في طرق المغاربة من جهته.
ويقابله سند مماثل من طريقه عند المام أبي العلء ادريععس
المنجرة ) (1137الذي يذكر صاحب السلوة عنه أنععه "ل يععرى مععن
سوس القصى إلى طرابلس ونواحيها إل من قرأ عليه أو على أحد
تلمذته ,حتى إن من لم يقرأ عليه وبطريقته ل يعد قارئا").(2
فهذا المام على جللة قدره في هذا العلععم قععد اعتمععد فيمععا
اعتمده من أسانيد في القراءات أكثر من طريق مععن هععذا القبيععل,
- 1البيات من مقدمة أرجوزة تكميل المنافع التي عرفنا بها فععي مععا نظععم علععى أرجععوزة ابععن
بري وتفصيل ابن غازي.
- 2سلوة النفاس 273-2/272
616
فقد أسند في فهرسته القراءات الثلث العزائدة علعى السعبعة معن
طريق الدرة والتحبير لبن الجععزري بسععند فاسععي ينتهععي إلععى أبععي
عبدالله محمد بععن عبععدالله بععن الطععاهر الفيللععي عععن أبععي فععارس
عبدالعزيز بن أحمد الوكروتي التواتي ,عن الشيخ سلطان المزاحي
المصري الزهري بسنده").(1
ثم زاد فأسندها مععن طععرق جنيععة أخععرى عععن قطععب الحععرم
المكي الشيخ إسماعيل عن الشيخ علي الشبراملسععي عععن الشععيخ
الحلبي صاحب السيرة ,عععن القاضععي شععمهروش عععن المصععطفى
صلى الله عليه وسلم").(2
والشيخ الشبراملسي إمام معتبر في هذا الشععأن نجععده فععي
سلسل إسناد الئمة المعتمدين في مصر كالشععيخ محمععد المتععولي
صاحب المؤلفات في القراءات) ,(3والشيخ علي بن محمععد الضععباع
والشيخ عبدالفتاح عجمي المرصفي وسواهم.
وقد لقيه من المغاربة جماعة وأخذوا عنه ,ومنهم الشيخ أبععو
سالم العياشي الذي يقول في ديوان رحلته:
"وممن لقيتععه بمصععر شععيخ السععلم ,وعلمععة العلم ,وإمععام
المحققيععن ,ورئيععس النظععار المععدققين ,حععائز قصععب السععبق فععي
الفنون كلها ,المتضلع من فرعي العلوم وأصلها ,شيخنا أبو الحسععن
علي الشبراملسي الضرير.(4) "...
- 1يمكن الرجوع إلى تفصععيل أسععانيد المنجععرة فععي فهرسعة ولععده أبععي زيععد عبععدالرحمن بععن
ادريس )مخطوط خ ح بالرباط رقم 11463الورقة 82وما بعدها.
- 2المصدر نفسه.
- 3من مؤلفات المتولي في رواية ورش قصيدته " القول الصدق في ما خالف فيه الصبهاني
الزرق )مطبوعة( ,وله أخرى في "ما خالف فيه ورش حفصععا مععن طريععق الحععرز" )مخطععوط
بالمكتبة الزهرية بالقاهرة برقم ) 278 (271وكتاب إيضاح الدللت في ضابط ما يجععوز مععن
القراءات ويسوغ من الروايات" )مخطوط بجامعة المععام محمععد بععن سعععود – الريععاض برقععم
,478وكتاب "فتح المعطي وغنية المقري في شرح مقدمة ورش المصري" المكتبة الزهريععة
برقم .1308
- 4الرحلة العياشية )ماء الموائد( 145
617
وأثنى عليه بمثل ذلك الشععيخ أبععو العبععاس الحضععيكي مقارنععا
بينه وبين معاصره الشيخ سلطان فقال:
"علي بن علي الشبراملسي ,نسععبة لشععبراملس :قريععة مععن
قرى مصر ,إمام أهل عصره وبلععده فععي العلععوم الشععرعية الصععلية
والفرعية ,والفنون العقليعة والنقليعة ...وكعان عع رضعي اللععه عنععه عع
محققا في فن القراءات ,ولعم يععادل الشععيخ سعلطان بمصعر كلهعا
غيره في التجويد ,وكان الشععيخ أبععوبكر السععجتاني يفضععله ويقععدمه
حتى على الشيخ سلطان").(1
فالرواية عن كل من سلطان والشبراملسععي كععانت معروفععة
عند المغاربة ومعتمدة ,إل أن الولوع بالغرائب فيما يبععدو هععو الععذي
جعل الرواة ل يقفون من الرواية عنهمععا عنععد حععد الروايععة إلنسععية
الموثقة المتلقاة بالقبول من كععل أحععد ,وإنمععا جرهععم التكلععف إلععى
اعتماد الرواية الجنية أيضا تعلقا بما توهموه من قلة الوسائط وعلو
السند من تلك الطرق.
وهذا الحضيكي يذكر في ترجمة سلطان بن أحمععد المزاحععي
المذكور أنه "كان عرضي الله عنه ع إماما قدوة مععن شععيوخ القععراء
والتجويد ,مستغرقا لوقاته في التدريس والتجويد والتلوة والذكر",
ثم يقول:
"وشاع عن صاحب الترجمة أنه أخذ عععن شععمهروش قاضععي
الجن ع قال ع :وليس كذلك ,بل كان يروي عنه الفاتحة مععن طريععق
شيخه نور الدين الزيادي عن العالم سليمان مؤدب أولد الجن عععن
شمهروش عن النبي صلى الله عليه وسلم").(2
ها نحن إذن مع الشععيخ الحضععيكي ,وهععو ل يشععك فقععط فععي
روايععة سععلطان للقععراءات مععن طريععق شععمهروش ولكععن ينكرهععا
وينسفها من أساسها ,وإن كان ما زال يحسن الظن بهذه الععدعاوى
618
وما أشبهها ,وذلك فيقوله "كان يروي الفاتحة عنه من طريععق فلن
عن العالم سليمان مؤدب الجن..إلخ ,فمن هو سليمان هععذا؟ ومععن
هم هؤلء المتأدبون عليه؟ وهل المر في جهالة العين والحععال فيععه
إل كالمر فععي سععند الشبراملسععي آنفععا عععن الشععيخ الحلععبي الععذي
وصف بأنه صاحب السيرة فيما تقدم؟ ,وهل يصح اعتماد مثل هععذه
الروايات في نقل القراءات؟.
إن حسن الظن بالئمة الذين اعتمدوا هذه الروايععات الواهيععة
ل يكفي حتى لو تعلقت بالخبار والوقائع العادية فكيف يكون قبولها
سائغا وله نصيب من العتبار والمر متعلق هنا بكتاب الله!
ول نحتاج هنا إلى مناقشة الرواية عن الجن مطلقععا وإمكانهععا
وصععحة التحمععل مععن هععذه الجهععة) (1فقععد كفانععا أعلم هععذا الشععأن
المؤونة كما قدمنا ,وإنما أردنا التنبيه على ما آلت إليععه الحععال فععي
المدرسة المغربيععة بعععد أن تخلفععت هععذه الدراسععات عععن مسععايرة
القراءة ,وأمسى مثل هذه الروايعات المدخولعة ينطلعي حعتى علعى
الئمة المشهود لهم بالتمكن في الميدان كالشيخ ادريععس المنجععرة
وابنععه أبععي زيععد عبععدالرحمن وتلميععذه أبععي عبععدالله محمععد بععن
عبدالسععلم وأمثععالهم ممععن سععلك هععذه السععبيل فععي تلقععي تلععك
الروايات والسانيد بالقبول.
ولقد مر بنا في أسانيد الشيخ ابن عبدالسلم الفاسععي قععوله
في أولها:
الععععععععععععالم الدراكعععععة أخععععذت عععن سيععععععععدنا
الهمعععام المعععام
الحسععععععني العععععععععاطر شيخ الجمععاعة بقععععععطر
النفعععععاس فععععاس
- 1ألف في ذلععك الشععيخ مرتضععى الزبيععدي كتابععا سععماه "عقععد الجمععان فععي أحععاديث الجععان"
)فهرس الفهارس 2/865ترجمة .457وألف الشيخ محمد بن عبدالسلم "رسالة فععي إثبععات
صحبة شمهروش".
619
اللمععععععي ععععععععععععععابد الحعععافظ النحعععععععرير ذي
)(1
الرحمعععن التقععععان
ثمت عن أبي الفدا شيعععخ عن الرضعععععا والعده أبعي
)(2
المععل العععععل
الحلبي صععاحب الهعععععدي فالشععبراملعععععسي علععي
)(3
الحسن ثعععععم عن
عنعععه ععععن المعععععععععين عن شععمهروش صععععاحب
)(4
جبرئيععععل الرسعععول
620
في بعض السانيد العلمية كقول السععيد عبدالسععلم المععدغري فععي
منظومته المسععماة "تكميععل المنععافع" مععا يلععي ... :وسععاق البيععات
الخمسة النفة الذكر ثم قال:
"وإدراج الجن في السند العلمععي لععم يكععن معيبععا عنععد قععراء
المغرب المتأخرين ,بل كانوا يفتخرون به ,كما حدثني بذلك الشععيخ
أحمد أبو عبيدة الفيللي عن المقرئ ابن المبخوت الفيللي أنه كان
يقول مفتخرا بالقراءة الفيللية علععى قععراءة النععواحي الخععرى مععن
المغرب ":قراءتنا فيها رائحة الجنون ,وقريبة من الرسول").(1
فانظر إلى التعليل الذي عللوا به وهو القععرب مععن الرسععول,
هل يثبت على محك النقد العلمي وما قرره أهل هذا الشأن؟ ولعل
الشيخ ابن المبخوت إنما يعول في رائحععة الجنععون هععذه علععى أهععم
سند لهل سجلماسة فعي المعائة الثانيععة عشععرة وهععو سععند الشععيخ
الحبيب أحمد بن محمد اللمطي الذي قععدمنا أنععه قععرأ علععى الشععيخ
أحمد البنععا الععدمياطي صععاحب " إتحععاف فضععلء البشععر بععالقراءات
الربعة عشر" ,وذلك أن الشيخ الدمياطي المذكور يروي القععراءات
من طرق عديدة من جملتها أنه يرويها عن كل من الشيخ سععلطان
بن أحمد المزاحي والشيخ علي الشبراملسي بسندهما ولكل منهما
– كما قدمنا – طرق فععي روايععة القععراءات عععن شععمهروش قاضععي
الجن عن المصطفى صلى الله عليه وسلم.
وبعععد فهععل جفععت المنععابع الععتي كععانت لقععرون طويلععة ثععرة
مغداقا ,وأمسى القارئ شبيها بمن يبحث عن لقمة العيععش برشععح
الجبين حتى يتعلق بهععذه الخيععوط الواهيععة فععي إسععناد قراءتععه إلععى
صاحب الرسعالة عليععه أفضعل الصعلة وأزكعى التسعليم ,قانععا بعععد
الشععذر بالمععدر وبعععد البسععطة بالكفععاف ،منشععدا مععع شععيخنا ابععن
عبدالسلم الفاسي في آخر سنده قوله:
- 1كتاب "تقييد وقف القرءان الكريم" للدكتور وكاك .103قال بعد ذكر ما تقدم :راجع قيمة
السند الشمهروشي في "المثنوني والبتار" للشيخ أحمد بن الصديق الغماري .1/24
621
كطرق للغرب فاترك وطرق الشرق كثعيرة العدد
اللدد
فلمعة منها كفاء فأقععول. إذ المراد الرتباط بالرسول
إلى آخر ما تقدم.
لقد أنععذرنا ابععن عبدالسععلم نفسععه فععي صععدر برنععامجه بهععذا
المصير البائس ,وذلك في قععوله ":إل أنععه لععم تكععن لهععل المغععرب
وخاصة في هذا الزمن عناية به ,ميل منهم عن سبيله إلععى العتنععاء
بالرواية ,حتى ل يعلم الخذ منهم إل معلمه دنية ,وإن طولب بأعلى
منه عجز عن الوصول إليه بل مرية").(1
لقد كان هذا قبل مائتي عععام بالتمععام مععرت حععتى الن علععى
وفاة صاحب هذا الكلم ,حيث شكا مععن ميععل المغاربععة عععن طلععب
السانيد إلى العتناء بالرواية" ,فكيف لو اطلععع علععى الحععال اليععوم
بعد أن كاد أمر الرواية أيضا يضمحل ويمسي في خبر كان.
وهاهو الشيخ محمد المختار السوسي ع رحمععه اللععه عع يقععول
في معسوله في حسرة وأسى متحدثا عن حال أهل سوس.
"وكان هؤلء وإزاءهم آخرون يبثون هذه القععراءات المختلفععة
إلى أن تبدلت الحوال ,وأفل العتناء بغيععر حععرف ورش ,فلععم يبععق
الن) (2من أعلم الفن إل المترجم مع قلة قليلععة جععدا يعععدون علععى
الصابع هم هامة اليوم أو غد ,ثععم كنععا نتعلععل بععأن فععي بقععاء حععرف
ورش خيرا كثيرا ,إل أننا اليوم نشاهد هذه أيضا تندثر بسرعة ,حتى
أننا لنرى جيل ينشأ يكاد يجهل كل شيء ,فلئن بقي الحععال هكععذا ع ع
ونخاف أن يبقى كذلك ع فإن "سوس" ستكون خاوية على عروشها
فيطوى فيها القرءان طيا ع ل قععدر اللععه ع ع ومععا يربععح بعععد خسععران
القرءان").(3
- 1برنامج شيوخ محمد بن عبدالسلم )م خ ح بالرباط تحت رقم .(1057
- 2يعنعععي زمن كتابة هذه الترجمة وتتعلق بالقارئ السوسي محمد بن عبدالكريم الخصاصي
الغربععععاوي – المعسول .18/134
- 3المعسول .18/134
622
تلك آهة حرى صدرت عن هذا الشيخ في حععق منطقتععه قبععل
الربعين عاما الخيرة والمغرب يومها يضمد الجععراح بعععد أن تحععرر
من الستعمار الفرنسععي الغاشععم ,فهععل اسععتطاع أن يعيععد بنععاء مععا
تهدم أو كاد من هذه الصروح؟
إن جهودا كثيرة بذلت وما تزال تبذل في هذا المضمار ولكن
التيار كان أقوى من أن يتصدى لمثلعه بالجهعد المبععثر والمحعاولت
الفردية هنا وهناك ,غير أن المل ما يزال بحمد الله معقودا وبععوادر
النتعاش قد أخذت تلوح في الفاق.
وإني لجد متفائل في ذلك وإن كنت ل أزعم أننا اليععوم علععى
أبواب نهضة كبرى يتم فيها تجديد ما رث وتقععادم وإحيععاء مععا صععوح
وجف ,ولكنني أرى أننا بإزاء يقظة ووعي لم يكن مثلهما متاحععا لنععا
قبل عقدين من الزمان.
وهذه اليقظة التي أثمرها هذا الوعي قد انبثقت بععدورها عععن
مجموعة من العوامل المساعدة كانت نتيجة لها أذكر منها:
-1استشــعار الخطــر الــذي أمســى يتهــدد الدراســات
والعلوم السلمية بصععفة عامععة وعلععوم القععراءة بصععفة خاصععة
بسبب ضمور شأنها في المدارس العتيقة والهمال الطويل لها في
التطبيق العملي حتى أصبح المغاربة وهم أكثر الشعععوب السععلمية
حفظا للقرءان وأرسخهم قدما في علومه أبعد الناس عععن الجععادة
فيما يقرأون وأداء ما يعلمون ,وذلععك ناشععي ول شععك عععن الفصععام
النكد الذي وقع بين علوم القراءة وبين سععائر العلععوم ,المععر الععذي
أدى إلى عجز القارئ عن فهععم مععا يقععرؤه أو يحفظععه مععن نصععوص
فضل عن تطبيقه في الداء التطبيق الحسن المطلوب.
ومما زاد في تعميععق الهععوة إهمعال إدراج هععذه القواعععد فعي
المناهج الدراسية ,مما جعل المتعلمين فيها من أجهععل النععاس بهععا,
623
حتى إذا قععرأ أحععدهم فععي المصععحف قععرأ علععى مععا يقتضععيه ظععاهر
الرسم المكتوب فحرف وخلط).(1
-2إنشاء شــعب الدراســات الســلمية فــي عــدة كليــات,
وإنعاش هذه الدراسات في المؤسسات التابعععة لجامعععة القروييععن
كدار الحععديث الحسععنية وكليععات الشععريعة واللغععة العربيععة وأصععول
الدين ,هذه الشعب والكليعات العتي قعامت فعي العقعدين الخيريعن
على إحياء التراث السلمي ول سيما المغربي والندلسععي مسععدية
بذلك خيرا كثيرا للبحث العلمي والتاريخ الحضاري للمععة السععلمية
في هذا الجناح الغربي من ديار السلم.
-3الــتركيز مــن لـدن بعــض الشــعب علـى إحيــاء الــتراث
القرائي خاصة ,ول سيما ما يتعلق منععه بالمدرسععة القرائيععة فععي
المغرب ,وكان لدار الحديث الحسنية وشعبة الدراسععات السععلمية
بكلية آداب الرباط النصععيب الوفععى فععي ذلععك ,ول سععيما الخيععرة,
حيث تم التوجيه فيها إلى إبراز آثار الئمة والتنقيب عن المصععنفات
التي ظلت حبيسة الرفوف والعمل على تحقيق نصوصها والتعريف
بها وبمؤلفيها وإعدادها للطبع والتداول.
وعني أستاذنا الجليل المشرف على هذه الدراسات بععالتراث
القرائي للمدرسة المغربية بصفة خاصة ,فكان أكثر رسععائل طلبتععه
يدور حتى الن في هععذا الفلععك كمععا تععدل علععى ذلععك عنععاوين هععذه
البحوث في قائمة الرسائل المسجلة في الشعبة المذكورة).(1
-4دخول عدد مهم من المصادر المهات المطبوعـة فـي
المشرق في مختلف علوم القراءة بعد أن كععانت السععاحة ل تكععاد
تعرف منها إل "النجوم الطوالع" للمارغني على الدرر اللوامع لبععن
- 1من التحريف الناشئ عن القراءة بمقتضى الرسم قراءة الواوات الزائدة ساكنة فععي مثععل
أولععي وأولئك وأولت وقععل أونععبئكم وسععأوريكم ,وقععراءة اليععائين معععا فععي"بأييععد" و "بععأييكم"
"وبأييم الله" إلخ.
- 1المراد الرسائل الجامعية التي يشرف عليها أستاذنا الدكتور التهامي الراجي الهاشمي كمععا
في اللئحة التالية.
624
بري ,و"سراج القارئ" لبن القاصح على "حرز الماني" للشاطبي,
و"كتاب النشر في القراءات العشر" لبن الجزري.
وهكذا دخلت المصادر الصول ككتععاب السععبعة لبععن مجاهععد
وكتاب الغايععة لبععن مهععران وكتععاب المبسععوط لععه وكتععاب التععذكرة
لطععاهر بععن غلبععون ,وكتععب أبععي عمععرو الععداني كالتيسععير والمقنععع
والمحكم والمكتفى والمنبهة ,وكتب مكي ابن أبي طععالب القيسععي
كالتبصرة والكشف والرعاية ,وكتاب العنوان لبي الطاهر بن خلععف
العمراني ,وكتاب تلخيععص العبععارات لبععن بليمععة القيروانععي وكتععاب
القناع لبي جعفر ابن الباذش ,وكتاب اليضاج لبن النباري وكتععاب
القطععع والئتنععاف لبععي جعفععر النحععاس ,وشععرح أبععي شععامة علععى
الشاطبية ,وشرح ابن أبي السداد علععى التيسععير للععداني إلععى غيععر
ذلك ,مما فتح العيون جيدا على هذه العلوم ,وحرك الهمععم للبحععث
فيها.
–5انتشــار التســجيل الصــوتي للقــرءان بأصــوات أكــابر
المجودين من قراء المشــرق والمغــرب ,المععر الععذي حععرك
همم الناشععئة فععي محاولععة للحععاق بععأولئك المتمرسععين بهععذا الفععن
واحتذائهم في حسن الداء والقراءة.
-6نشـــأة عـــدد مهـــم مـــن دور القـــرآن والمؤسســـات
التعليمية الشبيهة بها فــي لحواضــر المغربيــة هععذه الععدور
التي تزعمت العمل على إحياء فععن التجويععد ,وخاصععة فععي الربععاط
ومراكععش ومكنععاس ثععم فععي مععدن أخععرى كسععل وطنجععة وآسععفي.
واكععادير وغيرهععا ,وأكععثر الععذين برعععوا اليععوم فععي الداء وسععجلوا
الشرطة الصوتية برواية ورش هم من خريجيها.
-7الجهود الرسمية المرعية من وزارة الوقاف وغيرها,
وقد تمثل نشاطها في هذا الصدد في عدة مظاهر منها:
أ – إحداث برنامج أسبوعي في إذاعة الرباط يهتم بتجويد القععرءان
ويعقد الصلة بين الناشئة ومشايخ هععذا الفععن ,وذلععك فععي البرنامععج
625
الناجح المعنون بع"كيف نقرأ القرءان" بإشععراف السععيد عبدالحميععد
أحساين رحمه الله.
ب – تحريععك الهمععم فععي هععذا الصععدد بإنشععاء برامععج " المسععيرة
القرآنية الرمضانية" التي يختار لها كل عام في شهر رمضان قارئ
مغربي متميز ,وذلك بعد أن كان العتماد غالبا في ذلك علععى قععراء
المشرق.
ج – إجععراء مباريععات فععي التجويععد والحفععظ مععن شععأنها أن تنمععي
الحوافز وتنتهي عادة باختيار مجععودين أكفععاء يعهععد إليهععم بتسععجيل
قراءاتهم في أشرطة للتععدول والسععتعمال ,بالضععافة إلععى ترشععيح
بعضهم للمشاركة في المباريات التي تعقععد لمثععل ذلععك فععي بعععض
القطار السلمية ,وخاصة في العربية السعودية.
-8الحتكـــاك بقـــراء البلد العربيـــة ,وخاصعععة لعععدى طلب
الدراسات السلمية في المدينة المنورة.
وقد تجلى أثر ذلك في محاولة كثير منهم إدخال رواية حفص
عن عاصم وإحللها محل الروايععة المحليععة أعنععي روايععة ورش عععن
نافع ,وقد سارت بعض دور القرءان في ذلك أشواطا بعيدة وخاصة
في مراكش.
لئحة الرسائل والطروحات الجامعية المسجلة في
القراءات وعلومها
في شعبة الدراسات السلمية بكلية الداب
بالرباط ودار الحديث الحسنية.
تحت إشراف الدكتور الرجــي وغالبهــا )مــن -1985
إلى آخر سنة .(1992
إشراف القصد النافع لبغية الناشئ والبععارع إعععععععععععععداد:
الدكتور نعيعععععععععععععمة لبي /عبدالله الخراز
التهامي
626
الراجي شابلي
627
كارتي البصرة لبن /القاضي
..... كنز المعاني في شرح حرز الماني أحمد اليزيدي
للجعبري /
..... الدرة الصععقيلة فععي شععرح العقليععة عبععععد العلععععي
آيت زعبول / للبيب
..... ري الظمآن فععي عععدد آي القععرءان عبعععععععدالعزيز
بوشبكة للمنتوري
..... تنبيه العطشان على مورد الظمععآن ميلود الضعيف
للشوشاوي /
..... القراط والشنوف بمعرفة البتععداء طاهر الشفوع
والوقععععوف /لبعععن عبعععد السعععلم
الفاسي
..... الفجر الساطع والضياء اللمع على أحمععععععععععععععد
البوشيخي الدرر /اللوامع لبن القاضي
..... المنهج المتععدارك فععي شععرح داليععة العربي الخامر
ابن المبارك /للمنجرة
..... ابععن جريععر الطععبري ومنهجععه فععي الشععععععععليخي
توظيف القراءات /القرءانية من خلل رحمة
التفسير جامع الببيان
..... القععراءات والتقععديم والتععأخير فععي بععاب ولععد أبععو
مدين القرءان الكريم/
..... القععععععععراءات العععععتي تضعععععمنها سععععععععععععععيد
المحتسب في ضوء /فكرة الترخص مصععععععععطفى
عياش
..... منهععععج المععععام الشععععاطبي فععععي غوردو محمد
628
القراءات
..... الوسيلة إلعى كشعف العقليععة لعلععم الدريسعععععععي
الطععععععععاهري الدين /السخاوي دراسة وتحقيق
محمد
..... تمام نعيمة ابن عطية الندلسي قارئا
..... لحعععععععععدودي قراءات الصحابة رضي الله عنهم
بنيونس
..... المدرسععععة القرآنيععععة بععععالمغرب عزوزي حسن
والندلس في القرن /الثامن
..... إتقعان الصنعة فععي تجويععد السععبعة صعععععععععععدقي
الحسن لبي العباس /بن شعيب
..... الزمخشععري ومنهجععه فععي توظيععف معععععععععععرزوق
عبدالرحيم القعراءات /القرءانية
..... كفاية التحصيل في شرح التفصععيل السععععععععععايب
عبدالرحمن لمسععود /محمد جموع
..... فتععح المنععان شععرح مععورد الظمععآن الهبطععي.الدري
سععععععععععععععي / لبن عاشر
عبدالسلم
..... الجععامع فععي شععرح الععدرر اللوامععع خربوشعععععععععة
الطيبي لمسعود محمد /جموع
629
أثر بعض الطارئين على البلد من القراء )(1887
في تجديد الهتمام بالسناد :
وكان لبعض القراء الذين أقاموا في بعض الحواضر المغربية
كالمقرئ الفذ الشيخ منير التونسي المعروف بأبي المظفر أثر بين
فععي الطلبععة الععذين أتيععح لهععم التصععال بععه غععداة إقععامته بمراكععش
وغيرهععا ,وقععد أخععذ عنععه غيععر واحععد مععن طلب القععراءة بمراكععش,
وحفظ عليه بعضهم القراءات السبع بطريق الفراد ,أي إفععراد كععل
راو عن السبعة عن غيععره فععي القععراءة والداء علععى غععرار مععا هععو
متداول الن من تسجيل بصوت أبي المظفر المععذكور فععي قراءتععه
بطريق الصبهاني عن ورش ,وقد غادر الشيخ المغرب بعد أن أقام
به نحو الثلث سنوات صرف معظمها في إحعدى دور القععرءان فعي
مراكش.
ولهذا الشيخ أسانيد فعي القععراءات السععبع – كمععا بلغنععي – ل
أستبعد أن يكون قد أجاز بها المتخرجين عليه .وقد بلغني أن بعععض
طلبععة مراكععش حاليععا ممععن يدرسععون بالمدينععة المنععورة بالجامعععة
السلمية قععد حصععل علععى إجععازة مععن الشععيخ الزيععات أحععد شععيوخ
مقرئي مصر المعمرين وهو مقيم بالمدينة المنورة).(1
وقععد حصععل بعععض طلبععة الجامعععة السععلمية – وهععو السععيد
ادريس بن الجيللي الحنفي من طلب مدينة فاس على إجازة فععي
رواية ورش مععن طريععق الشععاطبية بعععث إلععي بصععورة منهععا ,وهععي
طويلة في أربع ورقات ,أجازه بها الشيخ المقرئ عبععدالفتاح السععيد
عجمععي المرصفععي الزهري أستاذ القععراءات بالجامعععة السععلمية
بالمدينة لمنورة ع رحمه الله .(2)-وهي مؤرخة بيوم 11رجب الفرد
عام 1407مكتوبة بخعط المجيعز ومذيلعة بتعوقيعه وطعابعه وختمعه
الرسمي.
630
وقد ساق فيها أسانيده مفصلة تنتظم أكابر القراء المشارقة
من طريقي الشاطبية وطيبة النشر لبن الجزري وذكر عن الطالب
المذكور أنه قرأ عليه القرءان الكريم مععن أولععه إلععى آخععره بروايععة
المام عثمععان بععن سعععيد المصععري المعععروف بععورش ,عععن شععيخه
المععام نععافع المععدني مععن طريععق الشععاطبية ,بععالتحرير والتقععان,
والتجويد والحسان ,على أتععم بيععان ,وأكمععل عنععوان " قععال" :وقععد
طلب مني الجازة وكتابة السععند فععأجزته ,وأمرتععه أن يقععرأ ويقععرئ
برواية ورش عن نافع إفرادا وجمعا لمن شاء متى شاء حيث شععاء,
فعي أي قطعر حعل فيعه وارتحعل ,وفعي أي مكعان أقعام فيعه ونعزل
بشرطه المعتبر عند علماء الثر...ثم أخبره أنه أخععذ القععراءات مععن
طريق الشاطبية والدرة ثم مععن طريععق طيبععة النشععر عععن السععتاذ
شيخ شيوخ القراء في هذا العصر ,وأعلى القراء إسنادا فععي مصععر
صععاحب الفضععيلة الشععيخ أحمععد عبععدالعزيز أحمععد محمععد الزيععات
المقرئ بالقاهرة المحروسة.
ثم أخبره أنععه أخععذ روايععة ورش عععن نععافع أيضععا مععن طريععق
الشاطبية ضمن القراءات السبع عن الستاذ الشيخ رفععاعي محمععد
أحمععد المجععولي ثععم المرصععفي ...ثععم رفععع سععند كععل مععن الزيععات
ورفاعي إلى الشاطبي ثم أبي عمرو الععداني ثععم سععاق السععند مععن
أبي عمرو الداني في رواية ورش كما هي مذكورة في "التيسير".
خاتمة :تلك بعض عوامععل اليقظععة الععتي ألمعععت إليهععا ,وهععي
عوامل بتضععافرها سععيكون لهععا ولشععك أثععر بليععغ فععي التععأثير علععى
مستقبل البحث في هذه العلوم ومستوى السهام فيها.
وإني لعتبر هذا المجهود المتواضع الذي قمعت بتقععديمه فعي
هععذا الصععدد مععن بععوادر هععذه اليقظععة وأحععد المعععالم الهاديععة فععي
الطريق ,وذلك جهد مقل ,وهو ل شععك ل يغنععي عععن سععائر الجهععود
التي بذلت في هذا الشأن أو ستبذل ,وحسبي أن أكون قد وضعععت
631
هذه الصوى ,ولعلي بذلك أكون بمثابة الرائد الععذي ل يكععذب أهلععه.
والله الموفق.
632
خاتمة :
633
فهرسة مصادر العدد السابع
والعشرين
634
الرجوزة المنبهة على أسماء القععراء والععرواة وأصععول
القراءات )منبهة الشيخ أبي عمرو الععداني( بتحقيععق الععدكتور
الحسن بن أحمد وكاك )أطروحععة دكتععوراه( مععن دارالحععديث
الحسنية دراسة وتحقيق.
الرجععوزة التهاميععة فععي الوقععف علععى الهمععز لحمععزة
وهشام للشيخ محمد التهامي الوبيري )مخطوطة(.
أرجوزة في القراءات وشرح عليهعا للشعيخ محمععد بعن
عبدالسلم الفاسي م خ ح برقم .7133
إسعععاف الخععوان الراغععبين بععتراجم ثلععة مععن علمععاء
المغرب المعاصرين لمحمد بععن الفععاطمي السععلمي الشععهير
بابن الحاج – الطبعة 1412 :1هع 1992 -م مطبعععة النجععاح
الجديدة – الدار البيضاء.
العلم بمن دخل مراكش وأغمات من العلم للعباس
بن ابراهيم المراكشي – المطبعة الملكية – الرباط1975:م.
أنوار التعريف لذوي التفصيل والتعريف لمحمد بن أبي
القاسم الجزولي الحامدي م خ ح برقم -8885الرباط.
إيضاح ما ينبهم على الورى في قراءة عالم أم القععرى
عبد الله بن كثير المكي – رسالة دبلوم للسيد محمد بلععوالي
مرقونة بدار الحديث الحسنية بالرباط.
تاريعععخ الضعععيف )تاريععخ الدولععة السعععيدة( لمحمععد
الضعيف الرباطي )1233-1165هع( تحقيق وتعليععق وتقععديم
السععتاذ أحمععد العمععاري – نشععر دار المععأثورات – الربععاط-
أكدال.
تاريخ بغداد لبي بكر أحمد بن علي الخطيب البغععدادي
الحافظ -نشر دار الكتاب العربي – بيروت.
635
التذكرة في القراءات الثمان لبي الحسععن طععاهر بععن
عبععدالمنعم بععن غلبععون الحلععبي تحقيععق الععدكتور عبععدالفتاح
بحيري إبراهيم :الطبعة :2مكتبة الزهراء للعلم العربي.
تسهيل المعععارج إلععى تحقيععق المخععارج – شععرح لبععاب
مخارج الحروف وصععفاتها مععن الشععاطبية للشععيخ محمععد بععن
عبدالسلم الفاسي – م ح ح في مجموع برقم .1057
تقييععد وقععف القععرءان الكريععم للشععيخ محمععد بععن أبععي
جمعة الهبطي )ت 930هع( دراسة وتحقيق الععدكتور الحسععن
بن أحمد وكاك 1411 :هع 1991 -م الطبعة الولععى .مطبعععة
النجاح الجديدة – الدار البيضاء.
تقريععب النشععر فععي القععراءات العشععر للحععافظ ابععن
الجزري )مخطوطة مصورة(.
التوضيح والبيان في مقرإ نافع المدني ابن عبدالرحمن
لبعي العلء ادريعس بعن عبعدالله العودغيري البعدراوي طبععة
حجرية بفاس.
جواهر الكمال فعي تراجععم الرجعال للشععيخ محمعد بعن
أحمد العبدي الكانوني – المطبعة العربية – الدار البيضاء.
خلل جزولة للشيخ محمد المختار السوسي.
دعوة الحق :مجلة تصععدرها وزارة الوقععاف والشععؤون
السلمية بالرباط – العدد .4
درة الحجال في أسماء الرجال لحمععد بععن محمععد بععن
القاضي المكناسي تحقيق محمععد الحمععدي أبععو النععور ط :1
1390هع1970 -م.
636
رجععالت العلععم العربععي فععي سععوس لمحمععد المختععار
السوسي – نشر رضى الله عبدالوافي المختععار السوسععي –
المغرب.
الرحلة العياشية )ماء الموائد( لبي سالم العياشععي ط
2إعداد محمد حجي 1397 :هع 1989 -م.
رسعععالة المغعععرب الععععدد الول السعععنة السادسعععة :
1943م.
رسععالة مععواهب المنععان للمععولى محمععد بععن عبععدالله
العلوي م خ ح رقم .3737
رياض الجنععة لعبععدالحفيظ الفاسععي – طبعععة حجريععة –
فاس.
الزاوية الدلئيععة ودورهععا الععديني والعلمععي والسياسععي
لمحمععد حجععي – المطبعععة الوطنيععة – الربععاط 1384 :هععع-
1964م.
سعلوة النفعاس ومحادثعة الكيعاس لمحمعد بعن جعفعر
الكتاني الفاسي طبعة حجرية – فاس.
سوس العالمة لمحمد المختار السوسي – الطبعة : 2
1984م – 1404هع الدارالبيضاء.
صفوة مععن انتشععر مععن أخبععار صععلحاء القععرن الحععادي
عشر لمحمد الصغير اليفرني المراكشععي – طبعععة حجريععة –
فاس.
عرف الند في حكم حرف المد لبي العباس أحمد بععن
عبدالعزيز بن الرشيد السجلماسي م خ ح .1064 :
غاية النهاية في طبقات القراء لبي الخير الحافظ ابععن
الجزري تحقيق برجشتراسر نشر دار الكتب العلمية – لبنان.
637
فتح الوصيد في شرح القصيد )شرح الشععاطبية( لعلععم
الدين علي بن محمد السخاوي )مصورة عن مخطوط(.
فهرس أحمد المنجور تحقيق محمد حجععي – الربععاط :
1396هع1976 -م.
فهرسة ابععن غععازي )التعلععل برسععوم السععناد( تحقيععق
محمد الزاهي 1399 :هع 1979 -م – الدارالبيضاء.
فهرسة المام أبي زكريا السراج )مخطوطوة(.
فهرسة أبي زيد عبدالرحمن بن ادريععس المنجععرة م خ
ح رقم .11463
فهرسة الخزانة العامة بتطوان.
فهرسة )برنامج( شيوخ محمد بن عبدالسعلم الفاسععي
في مجموع م خ ح برقم .1057م خ ع فععي مجمععوع برقععم
.3443
الفجر الساطع والضياء اللمع في شرح الدرر اللوامععع
لبي زيد عبدالرحمن بن القاضي )مخطوط(.
القراء والقععراءات بععالمغرب لسعععيد اعععراب نشععر دار
الغرب السلمي ط 1410 :1هع 1990 -م.
المحجة في تجويد القععرءان لمحمععد البراهيمععي نشععر
المكتبة السلفية – الدارالبيضاء ط 1410 : 1هع 1980 -م.
مجلة دار الحديث – الرباط – العدد 7السنة 1399هععع
1989 -م.
المقاصد النامية في شرح القصيدة الدالية لبن مبارك
لعبدالرحمن المنجرة م خ ح برقم .1057
معجم المؤلفين لرضا كحالة.
638
المناهععل السلسععلة فععي الحععاديث المسلسععلة للشععيخ
عبدالباقي اليوبي – نشر دار إحياء علوم الدين بيروت.
المعسول لمحمد المختار السوسي.
معرفة القراء الكبار للذهبي تحقيععق محمععد سععيد جععاد
الحق – دار الكتب الحديثة بمصر القاهرة.
منععاقب الحضععيكي :المطبعععة العربيععة بالدارالبيضععاء:
1357هع.
منجد المقرئين للحافظ ابن الجععزري نشععر دار الكتععب
العلمية بيروت.
ملتقط الرحلة من المغرب إلى حضرموت ليوسف بن
عابد الحسني الفاسي تحقيق الدكتور أمين توفيععق الطيععبي:
1988م.
عيون الخبععار لبععن قتيبععة – نشععر دار الكتععاب العربععي
بيروت – لبنان.
غيث النفع فععي القععراءات السععبع لبععي الحسععن علععي
النوري الصفاقسي بهامش سراج القارئ على الشاطبية.
النشععر فععي القععراءات العشععر للحععافظ ابععن الجععزري
تصحيح على الضباع – مطبعة مصطفى محمد – مصر.
نشر المثاني لهل القرن الحادي عشر والثاني لمحمد
بععن الطيععب القععادري تحقيععق محمععد حجععي وأحمععد التوفيععق
الرباط 1397 :هع 1977 -م.
كيف نقرأ القرءان للشيخ عبدالحميد أحساين.
639
فهرسة محتويات العدد السابع
والعشرون.
الصفحة العنوان
مقدمة 3......................................................................
...........-نظام الخذ والجازة وشبكات السانيد المعتمدة في
المدرسة المغربية...................................................
.........................................................................
الفصل الول :الجازة بالقراءات في المدرسة المغربية............
...................-شروط الجازة بالقراءة وأنواعها وما يتعلق بها
.........................................................................
-أهمية الجازة في علم القراءات وكيف كانت تحرر من لدن
المشايخ...............................................................
. .-المحور العام لسانيد القراءة في المغرب في رواية ورش
عن نافع...............................................................
........-1إجازة أبي عبدالله البوعناني لبي عبدالله الشرقي
)نموذجا(..............................................................
.........-إجازته له بالقراءة من طريق حرز الماني )الشاطبية(
وسنده بها.............................................................
.........-تاريخ الجازة وشهادات العلماء والقراء الموقعين فيها
بأسمائهم وأنسابهم.
........-2الجازة النظمية للشيخ أبي الحسن بن هارون لبي
العباس الوطاسي المير )نموذجا(...............................
....-تذييل الجازة النظمية لبي عبدالله الرحماني بإذن شيخه
محمد بن يوسف التملعي معن طريعق كتعاب " التعريعف فعي
اختلف الرواة عن نافع" لبي عمرو الداني.....................
640
...-3إجازة الشيخ أبي عبدالله محمد بن يوسف التملي لبي
عبدالله الرحماني بالطرق النافعية...............................
...........-4إجازة أبي زيدبن القاضي لبي عبدالله الرحماني
.........................................................................
.................................................................-نص الجازة النثرية
.........................................................................
..............................................................-نص الجازة النظمية
.........................................................................
641
....-طرق الرواية في الجهات المغربية مما تفرع عن مدرسة
أبي العلء المنجرة وابنه أبي زيد والخرين عنهما.............
....................................-طريق أبي عبدالله الهواري الوطاوي
.........................................................................
....-طريق محمد بن علي العاجي الجائي صاحب كتاب "جمع
المنافع في طرق المام نافع".....................................
الفصل الثالث :طريق أبي عبدالله محمععد بععن عبدالسععلم الفاسععي
شيخ الجماعة بفاس والمغرب في زمنه.................................
..............................................-جولته العلمية وتصدره للقراء
.........................................................................
...................................................................................-مؤلفاته
.........................................................................
......-6سند الشيخ ابن عبدالسلم وصلته بالمحور العام من
طريق أبي زيد المنجرة.
.....................-السند المغربي وطريق أبي العلء المنجرة فيه
.........................................................................
....-إسناده العام الجامع بين المدرستين المشرقية والمغربية
)أرجوزة(..............................................................
......................-سنده في قراءة نافع )أرجوزة لبعض أصحابه(
.........................................................................
.....................................-فروع مدرسة الشيخ ابن عبد السلم
.........................................................................
..........-نماذج من أمهات الطرق عنه في مختلف الجهات من
المغرب................................................................
........-1طريق أبي العلء ادريس بن عبد الله البكراوي بفاس
.........................................................................
642
...........................-2طريق مكناسية :طريق محمد بصري
.........................................................................
....................-3طرق شمالية عن المنجرة وابن عبدالسلم
.........................................................................
.............-4طرق جنوبية غربية في جهات الصويرة ومراكش
.........................................................................
. . .-1طريق الشيخ عبدالله السكياطي وفروعها في الجنوب
المغربي وسوس.....................................................
-2طريق الشيخ التهامي الوبيري بحوز مراكش ودكالة عبدة
والشياظمة...........................................................
مؤلفات الشيخ التهامي الوبيري..........................................
خخخخخ خخخ :
................................................-طريق أبي عبدالله الطواجني
.........................................................................
...-طريق الشيخ أحمد بن علي الغنيمي العبدي بجمعة سحيم
بإقليم آسفي.........................................................
. .-طريق الشيخ سيدي محمد الزوين الحوزي بأحواز مراكش
.........................................................................
...................................................................-مدرسته وفروعها
.........................................................................
.............-5بعض الطرق السوسية المتصلة بالشيخ محمد بن
عبدالسلم............................................................:
-سند الشيخ أنجار إلى ابن عبدالسلم بمدرسة أكلو بضواحي
تيزنيت.................................................................
643
...-الشيخ محمد بن عبدالله الضحاكي أحد فحول القراء بآيت
باعمران...............................................................
.....-الشيخ محمد بن العربي الهواري بقبيلة المنابهة بضواحي
تارودانت..............................................................
...................................-الشيخ أبو الحسن أشطاب التارحالتي
.........................................................................
.................-تراجع الهتمام بالسند وتراجع الهتمام بالقراءات
.........................................................................
. -دروس العلم بأهمية السناد بالمغرب وانقطاع السانيد في
الجملة في الوقت الحاضر.........................................
....-دعوى بعض المعاصرين في حصولهم على السند المعتبر
في القراءات وإجازات الشيوخ...................................
...............-دعوى الرواية والسناد من طريق القراء من الجن
كشمهروش قاضي الجن وميمون العفريت.....................
...-سقوط قيمة السناد من طريق الجن في الميزان العلمي
.........................................................................
..-النذار بالمخاطر التي تتهدد علوم القراءات ووجوب العمل
على تدارك ما بقي منها والطرق إلى ذلك......................
......-لئحة أهم الرسائل والطروحات الجامعية المسجلة في
مباحث القراءات بكلية الداب بالرباط ودار الحديث الحسنية
فععي السععنوات العشععر الخيععرة إلععى عععام 1994م وأسععماء
الطلبة الذين قاموا بتسجيلها تحت إشععراف أسععتاذنا الععدكتور
التهامي الراجي الهاشمي..........................................
-أثر بعض الطارئين على البلد من القراء في تجديد الهتمام
بالسناد................................................................
644
خاتمة..........................................................................
فهرس المصادر والمراجع العدد .................................... 27
فهرس المحتويات...........................................................
645