You are on page 1of 589

‫العداد الرابع والعشرون‬

‫والخامس والعشرون‬

‫قراءة المام نافع عند‬


‫المغاربة‬
‫من رواية أبي سعيد ورش‬

‫أبو عبد الله بن غازي‪:‬‬


‫خاتمة المدارس المغربية المختصة في‬
‫العشر الصغير لنافع‪.‬‬
‫مدرسععة أبععي عبععد اللععه بععن غععازي شععيخ الجماعععة‬ ‫‪‬‬
‫بفاس )ت ‪919‬هع(‬
‫وأرجوزته "تفصيل عقد الدرر" ) النص الكامل(‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫أرجععوزة "روض الزهععر فععي قععراءة نععافع" للمععام‬ ‫‪‬‬
‫المدغري )النص الكامل(‪.‬‬
‫أرجععوزة "تبصععرة الخععوان فععي مقععرإ الصععبهان"‬ ‫‪‬‬
‫للرحماني )النص الكامل(‪.‬‬
‫امتدادات مدرسة ابن غععازي فععي المععائة العاشععرة‬ ‫‪‬‬
‫من خلل أصحابه ونشاطهم العلمي‪.‬‬
‫شخصععية المععام محمععد بععن أبععي جمعععة الهبطععي‬ ‫‪‬‬
‫صاحب الوقف المغربي وتقويم لما كتب حول اختيععاراته‬
‫في الوقف‪.‬‬

‫‪57‬‬
‫أبو عبد الله بن غازي شيخ الجماعة‬
‫بفاس‪.‬‬
‫خاتمة المدارس المغربية المختصة‬
‫في قراءة نافع في عصر النضج‪.‬‬

‫‪ ‬مدرسة أبي عبد الله‬


‫بن غازي‬
‫شيخ الجماعة بفاس )‬
‫‪919‬هع(‬
‫وأرجوزته "تفصيل عقد‬
‫الدرر"‪‬‬
‫)النص الكامل(‬

‫‪58‬‬
‫تمهـيـــد‪:‬‬
‫نحن الن على أهبة لبراز آخر هذه المعارض المشععرقة مععن‬
‫تاريخ المدرسة الدائية في المغرب في المائتين التاسعة والعاشرة‬
‫إماطة للستار عنها‪ ,‬لنجعل منها مسك ختام هذا البحث المتواضععع‪,‬‬
‫وذلك بعد أن كنععا عنععد النطلقععة فيععه قععد رسععمنا الخطععة الطويلععة‬
‫النفععس للبلععوغ بععه تاريخيععا إلععى زمننععا‪ ,‬إل أننععا بعععد أن اسععتغرقنا‬
‫التقسععيم والتبععويب‪ ,‬وأفضععنا فععي العععرض والتحليععل فععي مختلععف‬
‫الحقب والمناطق التي ازدهرت فيها القععراءة بععالمغرب والنععدلس‪,‬‬
‫قد شعرنا أن المطاف قد طال بنا حتى كدنا نتجاوز المطلععوب فععي‬
‫بحث كهذا‪ ,‬وكان عذرنا عند أنفسنا‪ -‬ولعل ذلك أيضا يشفع لنععا عنععد‬
‫القارئ الكريم‪ -‬ما علمنععاه مععن مسععيس الحاجععة إلععى تجميععع هععذه‬
‫المادة ووصفها‪ ,‬ومععا وجععدناه أيضععا فيهععا مععن وفععرة ودسععومة فععي‬
‫مختلف جوانب القراءة وعلومها‪ ,‬كما فعلنا ذلك أيضععا تحععت ضععغط‬
‫الرغبة في تغطية جميع الحقب التاريخية مععن دخععول القععراءة إلععى‬
‫أواخر المائة العاشرة من الهجععرة‪ ,‬وذلععك حععتى يتععم لنععا التسلسععل‬
‫التاريخي للمدارس الفنية‪ ,‬وحتى يكون بعضها آخععذا برقععاب بعععض‪,‬‬
‫وتتلحم عندنا حلقات السند‪ ,‬وتكتمل الرؤيععة لععدى القععارئ بإعطععاء‬
‫كل جهة وناحية نصيبها من العناية بقدر المكععان زمانععا ومكانععا دون‬
‫ترك ثغرات أو فجوات متباعدة‪.‬‬
‫ونفتععح الن نافععذة أخععرى علععى مععا نعتععبره آخععر المععدارس‬
‫المغربية المختصة في قراءة نافع فععي هععذا الطععور الععذي اعتبرنععاه‬
‫آخر الطوار الثلثة التي تمثل عهد ازدهار هذه القراءة في المغرب‬
‫بعد أن مررنا بالقارئ على عصر الععرواد فععي فععترة التأسععيس عنععد‬
‫أبي عبد الله بن القصاب ورجععال مدرسععته‪ ,‬ثععم مررنععا بععه وتوقفنععا‬
‫كثيرا عند رجال عصر التأصيل وهو عصر أبي الحسععن بععن سععليمان‬
‫وأبي الحسن بن بري ثم رجال مدرستيهما كما تبلورتا في سلسععلة‬
‫الذهب التي تنتظم في نسق واحد أبا عبد الله الصفار وأبا عبد الله‬

‫‪59‬‬
‫القيسي وأبا وكيل مععولى الفخععار وأبععا زيععد الجععادري‪ ,‬وقععد اعتبرنععا‬
‫هؤلء يمثلون الطور الثعاني معن الطعوار الثلثععة لمعا لحظنعاه معن‬
‫التكامل بين هؤلء العلم وأخذ بعضهم عن بعض‪.‬‬
‫ولقد حدث في مسار تطور مدارس القراء فععي أواخععر هععذا‬
‫الطور بعد موت أعلم مدرسة أبي عبد الله القيسي – ما رأينععاهم‪-‬‬
‫ركود ملحوظ كاد أن يكون توقفا كامل وغير مألوف في نشاط هذه‬
‫المدارس وعطائها مما شكل عندنا حدا فاصل بين الطورين الثععاني‬
‫والثالث‪ ,‬بحيث نفتقد في العقود الوسطى مععن المععائة التاسعععة أي‬
‫بارقة يمكن العتداد بها في هذا المجال‪.‬‬
‫ثم تداركت العناية اللهية عن كثب ما كان قد تبقى مععن آثععار‬
‫الدفقععة العلميععة عععن الطععور السععابق بظهععور علععم مععن أعلم هععذا‬
‫الشأن عمل بقوة على مقاومة عوامععل هععذا التععدهور فععي عاصععمة‬
‫البلد‪ ,‬وحاول الدفع بتراث المدرسة المغربيععة بصععورة عمليععة‪ ,‬فععي‬
‫انتظععار أن ينحسععر عنهععا غبععش الركععود والجمععود‪ ,‬ذلععك هععو واضععع‬
‫أساس هذه المدرسة الععتي اعتبرناهععا "خاتمععة المععدارس المختصععة‬
‫في قراءة نععافع فععي عصععر النضععج" المععام الحععافظ أبععو عبععد اللععه‬
‫الصععغير النيجععي شععيخ أبععي عبععد اللععه بععن غععازي رأس المدرسععة‬
‫ويعسوبها‪.‬‬
‫ثم تسلم زمام قيادة المدرسة من بعده الشيخ أبو عبععد اللععه‬
‫بن غازي المذكور ليواصل إقامة الهيكل العام للمدرسة‪ ,‬ويستكمل‬
‫من خلله وضع "الطار الكامععل" للمدرسععة المغربيععة الععتي سععوف‬
‫نجدها تلتزم به التزاما كامل مادة ومنهجا وبرنامج عمل‪.‬‬
‫ثم خلفه في مدرسته أعلم من مختلف الجهات حملععوا رايععة‬
‫مدرسته ونشروا إشعاعها في الفاق‪ ,‬وكانوا منها بمثابععة السععواقي‬
‫والجداول المتفرعة عن تيار النهر العظيم ما تزال تأخذ مادتها منععه‬
‫دون أن يتحول عن مجراه‪ ,‬في حيععن بقععي هععو يغععذيها زمانععا ليععس‬
‫باليسير محاول المحافظة علععى مسععتواه والسععتمرار فععي مجععراه‪,‬‬

‫‪60‬‬
‫إلى أن أنهكه السير‪ ,‬وتغلغل بعيدا عن المنبع‪ ,‬وتوغععل فععي مجاهععل‬
‫الزمان ليغوص في البعاد أو تبتلعه الرمال‪.‬‬
‫ولقد كان حريا بنا أن نجعل أبا عبد الله الصععغير قطععب هععذه‬
‫المدرسة لكونه إليه يرجع الفضل في البداية في جمع الشمل ولععم‬
‫الشتات بعد أن كادت علوم القعراءة وأسعانيد المغاربعة فيهعا تتنعاثر‬
‫وتذهب شذر مذر‪ ,‬لكننا لما لم نجد لبي عبد الله مؤلفات في هععذه‬
‫العلوم تجسد لنا مذاهبه واختياراته رأينا أن معا كعان لععه معن فضععل‬
‫وأثععر عملععي فععي ميععدان القععراء ل يرقععى بععه إلععى اعتبععاره رأس‬
‫مدرسة‪ ,‬وذلك تأسيسا على ما تعودنا أن نراه عنععد أقطععاب الئمععة‬
‫الذين نسبنا إليهم مدارس خاصة‪.‬‬
‫هذا بالضافة إلى أن الفضل في معرفة التاريخ العلمي بععأبي‬
‫عبد الله الصغير قارئا ومشاركا فععي مبععاحث علععوم القععراءة رسععما‬
‫وضبطا وقراءة وأداء‪ ,‬إنمععا يرجععع إلععى أكععبر تلمععذته وشععريكه فععي‬
‫بعض رجال مشيخته أبي عبد الله بن غازي‪ ,‬إذ لول ما كتبه عنه في‬
‫إجازاته لصحابه‪ ,‬وفي "فهرسته" التية لذهب معن التاريععخ العلمععي‬
‫ذكره‪ ,‬وانقرض بموت أصحابه أمره‪.‬‬
‫لهذا نسبنا إمامة المدرسة لصاحبه أبعي عبععد اللععه بععن غععازي‬
‫لنه المترجم عنه والناقل لمعذاهبه واختيعاراته‪ ,‬ولنعه – وهعذا أهعم‪-‬‬
‫كععان الممثععل الحقيقععي لهععذه المدرسععة‪ ,‬لنععه جمععع يععن القععراء‬
‫والتأليف‪ ,‬فكان لها من خلله امتداد في الزمان مععن خلل مؤلفععاته‬
‫وآثاره‪ ,‬وامتداد في المكان من جهة من التفوا حوله من العلم‪.‬‬
‫فلما كان أبو عبد الله بن غازي بهذه المثابة رأينععا أن نتنععاول‬
‫تاريخ هذه المدرسععة مععن خللععه‪ ,‬وأن نجعلععه محععورا للحععديث عععن‬
‫النشاط القرائي الذي قام بقاعدة البلد في هذا الطور‪ ,‬ثعم اسعتمر‬
‫من بعده في العقود التالية من القرن ثم فععي القععرون التاليععة كمععا‬
‫سوف نرى ذلك بكامل الوضوح في البحععث المععوالي عنععد الحععديث‬
‫عن مقومات المدرسة المغربية الجامعة‪.‬‬

‫‪61‬‬
‫وسنقوم بالحديث عن شخصية هذا المام الفذ ومدرسته من‬
‫خلل الفصلين التاليين‪:‬‬
‫‪ -‍1‬الشيخ أبو عبد الله بن غععازي ورجععال مشععيخته‪ ,‬ومظععاهر‬
‫إمامته‪.‬‬
‫‪ -2‬أرجوزته في قراءة نافع وباقي آثاره‪.‬‬

‫‪62‬‬
‫الفصل الول‪:‬‬
‫أبو عبد الله بن غازي شيخ الجماعة‬
‫ورجال‬
‫مشيخته ومظاهر إمامته‪.‬‬
‫يعتبر المام أبو عبد الله بععن غععازي خاتمععة هععذا الرعيععل مععن‬
‫فحول أئمة المدرسععة المغربيععة الععذين جمعععوا بيععن سعععة الروايععة‪,‬‬
‫وعمق الدراية‪ ,‬وقوة الشخصية‪ ,‬والمشاركة الرفيعة المستوى فععي‬
‫دفععع الحركععة العلميععة فععي أكععثر مععن جععانب واختصععاص‪ ,‬بالعمععل‬
‫الدؤوب‪ ,‬والنتاج الصععيل‪ ,‬والتععوجيه الحصععيف‪ ,‬والتععأثير البليععغ فععي‬
‫قراء العصر وباقي العصور اللحقة‪.‬‬
‫ولقد سععد بظهعوره – رحمععه اللععه‪ -‬فراغعا كعبيرا كعان وشععيك‬
‫الحدوث‪ ,‬أن لم يكن قد مد أطنعابه تمامععا كمعا قععدمنا منعذ أواسعط‬
‫المائة التاسعة‪ ,‬وذلك لعوامععل كععثيرة أهمهععا فقععدان رعايععة الدولععة‬
‫بسبب التقلبات السياسية التي عمت أرجاء المغرب كلعه علعى أثعر‬
‫التضعضع الكبير الذي أصاب أركان الدولة المرينية وتمادى بها منععذ‬
‫الربع الخير من المععائة الثامنععة‪ ,‬والععذي أدى إلععى تععدهور عععام فععي‬
‫المعارف تبعا لتدهور الحال في البلد‪ ,‬وتعاقب الحععداث المأسععاوية‬
‫التي انتهت بسقوط آخر معاقل المسلمين بالندلس‪.‬‬
‫وعلى الرغم مععن محاولععة بنععي عمومععة المرينييععن مععن بنععي‬
‫وطععاس)‪ (1‬اسععتنقاد الدولععة مععن السععقوط النهععائي‪ ,‬فععإن أعععراض‬
‫المرض كانت قد أنهكت جسد المغرب بععوجه عععام‪ ,‬وكععادت تصععيبه‬

‫‪ - 1‬أول ملوك بنععي وطعاس بععالمغرب محمعد بعن يحيععى بعن أبعي زكريععا بعن زيععان الوطاسععي‬
‫المعروف بع"الشيخ"‪ ,‬وأسلفه فرع من بني مرين من زناتة‪ ,‬إل أنهم ليسوا من بني عبععدالحق‪,‬‬
‫وكانوا يقيمون بالريف‪ ,‬وقد قام محمد الشيخ في"أصيل" وتبعته القبائل بها‪ ,‬ثععم حاصععر مدينععة‬
‫فاس سنة ‪875‬هع فاستولى عليهععا واسععتقر بهععا سعلطانا‪ ,‬وفععي عهععده سععنة ‪897‬هعع اسععتولت‬
‫إيزابيل صاحبة مدريد على حمراء غرناطة‪ ,‬ونحت دولة بني الحمر من جزيرة النععدبس‪ .‬لقععط‬
‫الفرائد ‪ – 273-272‬والعلم للزركلي ‪.7/140‬‬

‫‪63‬‬
‫في هذا المضمار بالشلل التام‪ ,‬وأقل ما فقدته الحركة العلمية فععي‬
‫هذا المجال‪:‬‬
‫‪ -‬ذلك الرصيد العلمي الذي كانت النععدلس طععوال تاريخهععا‬
‫المجيد تمد به هذه الجهات كما مر بنا ذلك‪.‬‬
‫‪ -‬وتلك الرعاية العلميععة والحفععاوة الععتي كععانت للدولععة فععي‬
‫عاصمة البلد وباقي الحواضر والتي رأينا جعوانب مضعيئة منهعا فعي‬
‫عهد شباب دولة بني مرين‪ ,‬وخاصة علععى عهععد أبععي الحسععن وابنععه‬
‫أبي عنان‪.‬‬
‫ولقد مس أبا عبد الله بععن غععازي فيمععن مسععهم نصععيب مععن‬
‫سوء الحععوال كععان مععن أسععباب مغععادرته لمسععقط رأسععه مكنععاس‬
‫ليستقر نهائيا بفاس‪ ,‬ولكن يمكن القول ههنا بحق‪ " :‬كم مععن نقمععة‬
‫في طيها نعمة"‪.‬‬
‫والشارة هنا إلى مععا وقععع بينععه وبيععن والععي مكنععاس بعععد أن‬
‫عظم فيها صيته ولمع نجمه‪ ,‬وهععو فععي أوج نضععجه العلمععي بعععد أن‬
‫أنهى دراسته وغدا خطيب مسجد البلد ورأس المدرسين والخطبععاء‬
‫فيه‪ ,‬فضاق به بعض الولة من الوطاسيين‪ ,‬فاسععتدعى إلععى فععاس‪,‬‬
‫والغالب أن ذلععك كعان بتععدبير تععم بيعن الععوالي وبيععن البلط للععتزين‬
‫بوجوده في العاصمة‪ ,‬والتخلص من نفوذه القوي فععي وجععوده بيععن‬
‫ظهراني قومه وأهل بلده‪.‬‬
‫ولسععنا هنععا بصععدد الدراسععة الشععاملة لشخصععية ابععن غععازي‬
‫وتأثيرها العلمي في زمنه وفععي الميععدان العلمععي بععوجه عععام‪ ,‬فقععد‬
‫تكفل بأكثر ذلك بعض الذين تناولوها بالترجمة الخاصة)‪.(1‬‬
‫وإنمععا غرضععنا أن نقععف علععى نشععاطه فععي ميععدان القععراءة‬
‫والقععراء بصععورة خاصععة‪ ,‬وهععو جععانب لععم أقععف علععى مععن تعععرض‬

‫‪ - 1‬أهم ما كتب عن ابن غازي ما كتبه عن نفسه في فهرسته وفي الروض الهتون ثم مععا كتبععه‬
‫عنه ابن زيدان في "التحاف" ثم ما كتبه الشيخ كنون في "ذكريات مشاهير رجال المغرب"‬

‫‪64‬‬
‫للحديث عنه ووفاه حقه)‪ ,(1‬وقبل أن نتفسح مع القارئ فععي رحععاب‬
‫ما وقفنا عليه منه نبدأ أول بترجمته‪.‬‬
‫ترجمته ومسقط رأسه وأوليته‪:‬‬
‫ترجمته‪ :‬تفرد المام أبو عبعد اللعه بعن غعازي معن بيعن معن‬
‫ترجمنا لهم من أئمة القراء بالتعريف بنفسه وذكر الكثير النافع من‬
‫أخباره وأحواله‪ ,‬وخاصة في مستهل حياته‪ ,‬وذلك فيما خطه بقلمععه‬
‫في فهرسته وما بثه عن نفسه وعن أهل بيته وغيرهععم مععن سععكان‬
‫بلده وعلية العلماء والكابر فيه في الكتاب الذي خصه لذلك‪ ,‬أعنععي‬
‫كتاب "الروض الهتون في أخبار مكناسة الزيتون"‪.‬‬
‫أما سلسععلة نسععبه الكامععل فهععي كمععا ذكرهععا فععي آخععر هععذا‬
‫الكتاب ‪" :‬محمد بن أحمد بن محمد بن محمد بععن علععي بععن غععازي‬
‫العثماني)‪ (2‬منسوبا لل عثمان‪ ,‬وهو مععن قبيلععة كتامععة حسععبما ذكععر‬
‫ذلك ابن خلدون في كتاب "العبر")‪.(3‬‬
‫أمععا نشععأته بمكناسععة الزيتععون فقععال عنهععا ‪" :‬نشععأت بهععذه‬
‫المدينة كما نشأ بها أسلفي‪ ,‬وقعرأت بهعا‪ ,‬ثعم ارتحلعت إلعى مدينعة‬
‫فاس في طلب العلم‪ ,‬أظنه سنة ‪858‬هع‪ ,‬فأقمت بها مععا شععاء اللععه‬
‫تعالى‪ ,‬ولقيت بالمدينتين جماعة ذكععرت مشععاهيرهم فععي الفهرسععة‬
‫الععتي سععميتها "التعلععل برسععوم السععناد‪ ,‬بعععد انتقععال أهععل المنععزل‬
‫والناد"‪.‬‬
‫ثم عدت إلى مدينة مكناسة فأقمت بها بين أهلي وعشععيرتي‬
‫زمانا‪ ,‬ثم انتقلت إلى مدينة فاس – كلها الله تعالى فاستوطنتها‪.-‬‬

‫‪ - 1‬سيأتي ذكر بعض من تعرضوا لبعععض الحععديث عععن مركععزه العلمععي وآثععاره فععي القععراءات‬
‫وغيرها عند ذكر بعض كتبه التي قدمت في بعض الرسائل الجامعية‪.‬‬
‫‪ - 2‬سقط اسم علي في سلسلة نسععبه فعي النسعخة المطبوععة مععن "الععروض الهتععون"‪ ,‬وهعو‬
‫مثبت في صدر فهرسته بخطعه فععي اللوحعة المنشععورة فععي مقدمععة التحقيععق للسععتاذ محمععد‬
‫الزاهي محقق فهرسته ص ‪.24‬‬
‫‪ - 3‬الروض الهتون ‪.71‬‬

‫‪65‬‬
‫فظععن خيععرا‪ ,‬ول تسععأل‬ ‫وكعععان معععا كعععان ممعععا‬
‫)‪(1‬‬
‫عن الخعبر‬ ‫لست أذكره‬
‫ذلك ملخص تاريععخ نشععأته وطلبععه للعلععم وتنقلععه بيععن مععدينته‬
‫وفاس ثم استقراره أخيرا بهذه المدينة‪.‬‬
‫أما ميلده فلم يتعرض لععذكره بنفسععه‪,‬وقععد ذكععر الشععيخ أبععو‬
‫العباس المنجور في فهرسته سنة ميلده فقععال ‪" :‬وولدتععه – علععى‬
‫ما أخبرني الشيخ المسن المؤرخ أبو الحسن الصععيقال أحععد عععدول‬
‫مكناسة‪ -‬سنة إحدى وأربعين من التاسعة")‪.(2‬‬
‫ولما كان قد ذكر رحلته إلى فاس وأنها فيما يظنه كانت سنة‬
‫‪858‬هع‪ ,‬فإن ما نقله المنجور عن ميلده يبععدو موافععق للسععن الععتي‬
‫يمكن أن يطمح فيها أمثاله إلى طلب العلم بالمعاهد‪ ,‬أي فععي سععن‬
‫السابعة عشرة‪ ,‬ومن هنا يكون ما ذكره ابن القاضي فععي الجععذوة‪,‬‬
‫وأشار إليه صععاحب "التحععاف" أيضععا)‪ (3‬خطئا أو سععبق قلععم‪ ,‬وذلععك‬
‫أيضا يقضي إن صح أن الشيخ لم يعش في الدنيا إل إحعدى وسعتين‬
‫سنة لوفاته بإجماع سنة ‪919‬هع كما سيأتي‪ ,‬ولم يقل بذلك أحد‪.‬‬
‫أسرته من جهة البوين‪:‬‬
‫ولقد تحدث ابن الغازي عن أهل بيته بمععن فيهععم مععن والععده‬
‫ووالدته‪.‬‬
‫فأما والده فلم يذكر له مشاركة في شيء من العلم‪ ,‬إل أنععه‬
‫– على كل حال – كان ذاكرا لبعض الحداث والشخاص‪ ,‬فقععد قععال‬
‫عنه في سياق حديثه في "الروض الهتون" عن محمد بن عمععر بععن‬
‫الفتوح‪:‬‬

‫‪ - 1‬الروض الهتون‪ ,‬والبيت ليس له وهو قديم جار مجرى المثال‪.‬‬


‫‪ - 2‬فهرس أحمد المنجور ‪.45-44‬‬
‫‪ - 3‬أشارا معا إلى ولدته سنة ‪858‬هع كما في جذوة القتباس ‪ 1/320‬والغريب أنه قال ‪ :‬هكذا‬
‫وجدت له في "الروض الهتون"‪ ,‬وإنما الذي في الروض الهتععون يتعلععق ‪ ...‬بتاريععخ رحلتععه إلععى‬
‫فاس‪ ,‬وقد تبعه في الوهم ابن زيعععدان في التحاف ‪ 4/11‬ودرة الحجال لبعن القاضعي نفسعه‬
‫‪ 148-2/147‬والكتاني في فهرس الفهارس ‪ 891-2/890‬ترجمة ‪.506‬‬

‫‪66‬‬
‫"وحععدثني والععدي ‪ -‬رحمععه اللععه ‪ -‬أنععه كععان يععراه يقصععد إلععى‬
‫المساجد الخالية‪ ,‬ويعمرها بقراءة القععرءان العزيععز")‪ .(1‬أمععا والععدته‬
‫فهي رحمة بنت الجنان‪ ,‬وكان والدها من أعيععان البلععد ممعن لقيهععم‬
‫لسان الدين محمد بن الخطيب في مكناسة عععام ‪ 771‬وقععال فيععه‪:‬‬
‫"الفقيه العععدل الخيععر محمععد بععن أحمععد بععن أبععي عفيععف المتصععدر‬
‫لقراءة كتاب "الشفاء النبوي")‪.(2‬‬
‫ولبن غازي في " الروض الهتون" إفاضة فععي تحقيععق نسععبه‬
‫من جهة أمه إلى "بني الجنان")‪ (3‬وذكعر معن أخبعار أمعه أنهعا كعانت‬
‫قبل زواج أبيه بها عند وزوج توفي عنها‪ ,‬وكان هذا الزوج أحد علماء‬
‫مكناسة‪ ,‬وترجم له بقوله‪:‬‬
‫"ومنهم الشيخ المعمر الزكي المتفنن الحجة الحاج محمد بن‬
‫عزوز الصنهاجي‪ ,‬جود القرءان على الستاذ ابن جابر المذكور )‪… (4‬‬
‫ثم ذكر له رحلعتين إلعى المشعرق معات فعي الثانيععة منهمعا هنالععك‪,‬‬
‫وقال‪:‬‬
‫"وتزوج أبي زوجه رحمة بنعت الجنعان – رحمعة اللعه عليهعا –‬
‫فهي أمي‪ ,‬والحاج المذكور والد اخوتي لمي‪ ,‬وكانت أمععي حفظععت‬
‫عنه حععديثا كععثيرا مععن الصععحاح‪ ,‬وكععادت أن تحيععط حفظععا بالدعيععة‬
‫الواردة في الصحاح‪ ,‬فحفظععت منهععا كععثيرا فععي أيععام الصععغر‪ ,‬فلععم‬
‫أتعب في حفظه بعععد الكععبر – وللععه الحمععد‪ -‬وكععانت – رحمهععا اللععه‬
‫تعالى‪ -‬ملزمة لدرس القرءان العزيز في المصععحف‪ ,‬وكععان علمهععا‬
‫كثيرا من تفسير قصصه وأخباره فنفعتنا بذلك في الصغر غاية‪ ,‬بعرد‬
‫الله ضريحها‪ ,‬وحدثتني عنه بحكايات وفوائد يطول جلبها")‪.(5‬‬
‫‪ - 1‬الروض الهتون ‪.59‬‬
‫‪ - 2‬يعني كتاب "الشفاء في التعريف بحقوق المصطفى" للقاضي عياض – الروض الهتون ‪.59‬‬
‫‪ - 3‬ينظر الروض الهتون ‪.51-47‬‬
‫‪ - 4‬سبق أن ذكره في كتابه المذكور ص ‪ 57‬وهو الذي ذكرناه في الذين اسععتدركوا علععى أبععي‬
‫عبدالله الخراز في مورد الظمآن‪ ,‬وقد قال فيه في الروض الهتون ‪":‬ومنهععم السععتاذ المقععرئ‬
‫الشععاعر المجيععد المحسععن شععيخ شععيوخنا محمععد بععن جععابر الغسععاني ذو التصععانيف الحسععان‬
‫والقصائد العجيبة‪ ,‬وله تسميط للبردة النبوية للمام محمد البوصيري‪ ...‬وذكر مؤلفات أخرى –‬
‫الروض الهتون ‪.57‬‬
‫‪ - 5‬الروض الهتون ‪.62-61‬‬

‫‪67‬‬
‫في هذه البيئة عاش أبو عبد الله ابن غازي‪ ,‬وفي كنععف هععذه‬
‫الم الععتي كععانت أول أسععاتذته المععوجهين‪ ,‬والملقنيععن‪ ,‬فل غععرو أن‬
‫تظهعر عليعه مخايعل النجابعة فعي عهعد مبكعر‪ ,‬وأن يتنعامى بسعرعة‬
‫حرصععه علععى الحفععظ‪ ,‬والتحصععيل‪ ,‬والرغبععة فععي لقععاء المشععايخ‬
‫للغتراف مععن العلععم بمختلععف فنععونه وشععبه‪ ,‬ول سععيما مععا يتعلععق‬
‫بععالقرءان‪ ,‬ووراءه فععي هععذا الطععور هععذه الم الععتي "لعلهععا بعععد أن‬
‫فجعت بزوجها العالم‪ ,‬كان ل يرضيها إل أن ترى له خلفععا مععن بنيهععا‬
‫تتسلى به عنه‪ ,‬فكان هو ابنها هذا الععذي لععم تععأل جهععدا فععي تربيتععه‬
‫وإعداده لذلك")‪.(1‬‬
‫ولما كان قد غادر مكناسة في السنة النفة الذكر فمعناه أنه‬
‫كان قد فرغ من حفظ القرءان والمبادىء الععتي ترتبععط عععادة بهععذا‬
‫الحفظ من رسم وضبط وما إلععى ذلععك مععن الوقععف والبتععداء ممععا‬
‫سيأتي أنععه تععدرب عليععه مععع بعععض مشععايخه‪ ,‬والظععاهر أنععه التحععق‬
‫بالقرويين بفاس يأخععذ ععن علمائهعا‪ ,‬ويرتعاد حلقعات المشععايخ فععي‬
‫مختلف فروع المعرفة‪ ,‬كما يظهر أنععه فععي هععذه الثنععاء كععان أيضععا‬
‫يتلقى القراءة عن أكبر شيوخه أبي‬
‫عبد الله الصغير‪ ,‬وفي تراجم طائفة من شيوخه بيانععات عععن‬
‫بعض ما درسه بالقرويين عقب التحاقه بها)‪.(2‬‬
‫ومن الطريف أننا نجده قععد حصععل علععى بعععض إجععازاته عععن‬
‫شيوخه في بعض المتون في فقععه الععبيوع وكععانت الجععازة بهععا بعععد‬
‫التحاقه بفاس بما ل يزيعد ععن ثلث سعنوات كمعا قعال مجيعزه بهعا‬
‫الشيخ أبو العباس أحمد بن سعيد الحباك ‪:‬‬

‫‪ - 1‬ذكريات مشاهير رجال المغرب – ابن غازي‪ -‬لكنون ‪.12‬‬


‫‪ - 2‬من ذلك قوله في فهرسته ‪ 79-78‬فععي ترجمععة أبععي علععي الحسععن بععن منععديل المغيلععي‪".‬‬
‫لزمت مجلسه بجامع القرويين مدة سمعت عليه فيها بعض رسالة أبي محمععد بععن أبععي زيععد‪..‬‬
‫وسألته واستفدت منه‪ ,‬ثم ذكر وفاته سنة ‪ 63‬من هععذا القعرن – يعنععي التاسعع –"‪ .‬ومعن ذلعك‬
‫أيضا أخذه عن أبي زيد عبدالرحمن الكاواني – الرسععالة وغيرهععا‪ ,‬وذكععر أنععه تعوفي فععي حععدود‬
‫الستين من هذا القرن – فهرسة ابن غازي‪84-83 :‬‬

‫‪68‬‬
‫لتاسععع قععرن كععان ذا‬ ‫"وفي أحد مععن بعععد سععتين قععد مضععت‬
‫القول سطرا")‪.(1‬‬
‫ويبدو أن المترجم قد انتهى مععن دراسععته بععالقرويين‪ ,‬وأخععذه‬
‫أيضا بجامع الندلس عن شيخه أبي عبد اللععه الصععغير – قبععل وفععاة‬
‫هذا الخير سنة ‪ – 887‬كما سيأتي‪ ,-‬ثم عاد إلى مكناسة فأقام بين‬
‫أهله وعشيرته كما قال – زمانا‪ ,‬وكان قيام الدولة الوطاسية بفاس‬
‫سنة ‪ – 875‬كما تقدم – وهو يومئذ في قمة نشاطه العلمي وقععد "‬
‫ولي خطابة مكناسة الزيتون‪ ,‬وتصدر للتدريس بجامعهععا العظععم)‪,(2‬‬
‫فلم تلبث عقارب السعاية أن أخذت تعمل عملها لععدى والععي البلععد‬
‫لزحزحته عن تلك الكراسي وما تبوئه من خللها مععن مجععد علمععي‪,‬‬
‫فكان ما كان مما كنى عنه في البيت الععذي تمثععل بععه آنفععا‪ ,‬وتطععور‬
‫ذلك إلى أن نفععاه الععوالي محمععد بععن أبععي زكريععاء يحيععى بععن عمععر‬
‫الوطاسي الملقب بعع "لحلععو"‪ ,‬وكععان أميععر فععاس حينئذ محمععد بععن‬
‫الشيخ بن أبي زكرياء")‪.(3‬‬
‫وقد جاء في خبر ذكره صاحب التحاف أنه لما نحععاه الععوالي‬
‫عن مكناسععة خععرج منهععا قاصععدا المشععرق‪ ,‬ثععم حبسععه أهععل فععاس‬
‫عنععدهم")‪ ,(4‬وكععان ذلععك فععي الحقيقععة بدايععة مجععده العلمععي ودوره‬
‫القيادي‪.‬‬
‫وظائفه التي شغلها إلــى جــانب إمامــة التصــدر‬
‫للقراء‪:‬‬
‫وانتقل لفاس ع كما يقول الكتاني عع واسععتوطن منهعا" حومععة‬
‫البلعيدة" سنة ‪ ,891‬وداره بها هي البقعة التي صارت اليوم " زاوية‬
‫الطائفة الصادقية")‪.(5‬‬

‫الجازة بتمامها في فهرسته ‪.89-88‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪1‬‬

‫إتحاف أعلم الناس ‪.4/3‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪2‬‬

‫العلم للزركلي ‪.4/204‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪3‬‬

‫التحاف ‪ 4/3‬نقل عن درة الحجال‪.‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪4‬‬

‫فهرس الفهارس ‪ 891-2/890‬ترجمة ‪..506‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪5‬‬

‫‪69‬‬
‫وفي هذه الثناء " رشح لخطبة " فاس الجديد"‪ ,‬ثم للخطابععة‬
‫والمامععة بجععامع القروييععن والتععدريس ")‪ ,(1‬و" تععولى رياسععة العلععم‬
‫والفتيا بمدينة فاس‪ ..,‬وأسندت إليه كراسي تدريس الفقه والعربية‬
‫والحساب والفرائض وغيرها")‪.(2‬‬
‫وهكذا أتيح له في فاس أن يقود المسيرة العلميععة بهععا ومععن‬
‫خللها في المغرب كله‪ ,‬فكان أستاذ العصر وقطب رحععا المعععارف‪,‬‬
‫ومقصد الخاص والعام‪ ,‬واعععترف لععه بمشععيخة الجماعععة فععي كافععة‬
‫العلوم والفنون‪.‬‬
‫وكانت له إلععى جععانب الحيععاة العلميععة صععلت وثيقععة بالحيععاة‬
‫الجتماعية والجهاديععة‪ ,‬فقععد كععان علععى وعععي بتحركععات الصععليبيين‬
‫وأطمعععاعهم السعععتعمارية فععي احتلل الشعععواطئ المغربيعععة بععععد‬
‫إجهازهم على الوجود السلمي في الندلس‪ ,‬فكان يتابع تحركععاتهم‬
‫عن كثب ويرصدها عن طريق مرابطته مععن حيععن لخععر فععي بعععض‬
‫الثغور "إذ رابط بنفسه مرات عديدة")‪ ,(3‬وكان مسك الختام لحياته‬
‫المليئة بجلئل العمععال خروجععه فععي عسععكر السععلطان محمععد‬
‫الوطاسععي)‪ (4‬فععي محاولععة لسععترداد مدينععة " أصععيل" مععن احتلل‬
‫المسيحيين ")‪ ,(5‬فمرض في أثناء الطريق‪ ,‬ورجع إلــى فــاس‬
‫فوافاه الجل بها إثر صلة الظهر من يوم الربعاء تاسع‬
‫جمادى الولى مععن سععنة ‪ ,919‬ودفععن بالكخععادين داخععل مدينععة‬
‫فاس بإزاء شيخيه محمد القوري وأبي الفرج الطنجي")‪.(6‬‬
‫مشيخته في القراءات ومروياته فيها ‪:‬‬

‫‪ - 1‬دوحة الناشر لمحمد بن عسكر ‪ 46-45‬والتحاف ‪.3/4‬‬


‫‪ - 2‬دوحة الناشر ‪.46-45‬‬
‫‪ - 3‬نيل البتهاج ‪ 333‬ومشاهير رجال المغرب – ابن غازي لكنون ‪.18-17‬‬
‫‪ - 4‬هو محمد بن محمد بن يحيى بن عمر الوطاسي أحد ملوك مدينة فاس‪ ,‬بويع بعد وفاة أبيعه‬
‫سنة ‪ 910‬ولععم يعزل علععى ملكعه إلعى أن تعوفي سععنة ‪ – "931‬جعذوة القتبعاس ‪212-1/211‬‬
‫ترجمة ‪.174‬‬
‫‪ - 5‬دوحة الناشر ‪.46‬‬
‫‪ - 6‬جذوة القتباس ‪ 1/320‬ترجمة ‪ 331‬ونحوه في لقط الفرائد ‪.284‬‬

‫‪70‬‬
‫قد يبدو للقارىء أن في تتبع أسماء مشيخة المترجم ما يعععد‬
‫من تحصيل الحاصل‪ ,‬وذلععك بعععد أن سععمى بنفسععه أولئك المشععايخ‬
‫وذكر مروياته عنهم في فهرسته المطبوعععة المتداولععة الن‪ ,‬ونحععن‬
‫نطمئن القارىء الكريم إلى أن غرضنا غير غرض المترجم‪ ,‬إذ ذكععر‬
‫هو مشايخه في مروياته بوجه عام‪ ,‬ونحن سنقتصر منهم على مععن‬
‫لهم صلة بعلوم القراءة ممن قرأ عليهم‪ ,‬أو روى بعض مروياته من‬
‫مصنفات الئمة في القراءة عنهم‪.‬‬
‫هذا بالضافة إلععى أننععا سنسععتدرك بعععض مععن لععم يسععم مععن‬
‫شيوخه فيمن أخذ عنهم أو انتفع منهم في الجملة في بعض أحكععام‬
‫القععراءة ومسععائل الرسععم والداء كمععا التقطنععا ذلععك مععن مختلععف‬
‫المصادر والمظان‪.‬‬
‫ونحن نتوخى من الهتمام بمشيخته بصفة خاصة التنبيه على‬
‫أهم الوسائط التي تصله برجال المدرسة المغربية من أئمة الطععور‬
‫الثععاني مععن أطوارهععا‪ ,‬وذلععك حععتى يكععون القععارئ علععى بينععة مععن‬
‫الحلقات العتيدة التي ستتسلسل مععن طريقهععا أسععانيد الشععيخ ابععن‬
‫غازي ثم أسانيد المغاربة من بعده من هذه الطريق‪.‬‬
‫‪ -1‬أبو إســحاق ابراهيــم بــن محمــد بــن عبــد اللــه الزدى‬
‫المعروف بـ "ابراهيم الحاج"‬
‫لم يذكره ابن غازي في مشيخته في فهرسععته‪ ,‬إل أنععه ذكععره‬
‫عرضا في مشيخة شيخه أبي عبد الله الصغير وكناه بغير ما ذكرته‪,‬‬
‫فقال فيمن أدركه الصغير من الشععيوخ المهععرة بمدينععة فععاس " أبععا‬
‫الحسن النفاسي وأبا سالم ابراهيم المعروف بالحاج‪ ",‬قععال" وقععد‬
‫شاركته في لقاء هذين الخيرين‪ ,‬وحضرت مجلسهما)‪.(1‬‬
‫ووفقت في نص إجازة الشيخ ابن غازي التي ضععمنها الشععيخ‬
‫محمد بن محمد البوعناني إجازته لبععي عبععد اللععه محمععد الشععرقي‬

‫‪ - 1‬فهرسة ابن غازي ‪ .65‬والنفاسي المذكور هو علي بعن عبعدالرحمن )ت ‪) (860‬ألعف سعنة‬
‫من الوفايات ‪(256‬‬

‫‪71‬‬
‫الدلئي – على معلومات مفيدة عن صلة ابراهيم الحاج هذا برجععال‬
‫هذه المدرسة‪.‬‬
‫فقد ذكره الشيخ ابن غازي في سياق حديثه عن مشيخة أبي‬
‫عبد الله الصغير فقال‪:‬‬
‫"ومن شيوخ شععيخنا أبععي عبععد اللععه محمععد الصععغير المععذكور‬
‫الشيخ الصالح أبو إسحاق ابراهيم بععن محمععد بععن عبععد اللععه الزدي‬
‫المدعو بإبراهيم)‪ (1‬الحاج‪ ,‬قرأ عليه في صغره كثيرا‪ ,‬ثععم قععرأ علععى‬
‫شععيخه أبععي الحسععن علععي الععوهري وأبععي العبععاس أحمععد الفيللععي‬
‫المذكور‪ ,‬ثم عاد إلى ابراهيععم الحععاج‪ ,‬فقععرأ عليععه الفاتحععة بالسععبع‪,‬‬
‫وأجاز له جميع القرءان العزيز بالسبع "‪.‬‬
‫ســند أبــي إســحاق ابراهيــم الحــاج‪ :‬قععال ابععن غععازي‪:‬‬
‫"وحدثه بذلك عن الشيخ السععتاذ المقععرئ أبععي مهععدي عيسععى بععن‬
‫علي المغراوي)‪ ,(2‬عن شيخ الجماعة أبي عبد اللععه محمععد بععن أبععي‬
‫الربيع سليمان بن موسى القيسي بسنده"‪.‬‬
‫وكان الحاج أبو إسحاق المذكور مقدما في إعراب القععرءان‪,‬‬
‫أخععذه عععن الشععيخ أبععي الحجععاج يوسععف بععن ماجععة)‪ (3‬مععن سععكان‬
‫)‪(4‬‬
‫"شمتت‪ ,‬والشيخ الصالح المعععروف بجمععام مععن سععكان "صععالة"‬
‫والشيخ أبي عبد اللععه محمععد المعععروف ببيععاز مععن سععكان أصععيل –‬
‫فتحها الله تعالى ‪.(5)-‬‬
‫قال ابن غازي‪" :‬وقد أدركت الحاج المــذكور وحضــرت‬
‫مجلسه‪ ,‬وسمعت عليه بعض "مــورد الظمــآن")‪ .(6‬وسععيأتي‬
‫ذكر ابن غازي له في مشادة حامية وقعت بين الشيخ وبين تلميععذه‬

‫‪ - 1‬في الجازة المخطوطة "بابن ابراهيم"‪ ,‬وهو سبق قلم‪.‬‬


‫‪ - 2‬تقدم ذكره في أصحاب أبي عبدالله القيسي في عدد من هذه السلسلة‪.‬‬
‫‪ - 3‬هذا العالم من علماء العربية والمذكوران بعده ل أعلم لهم ذكرا في كتب التراجم‪.‬‬
‫‪ - 4‬كذا في الجازة‪ ,‬ول أعلم المراد بها‪ ,‬ولعلها "سل" أو "شالة"‪.‬‬
‫‪ - 5‬يشير بهذا الدعاء إلى وقوع المدينة تحت الحتلل لهذا العهععد‪ ,‬وقععد تقععدم أن الشععيخ مععات‬
‫على إثر عودته من معسكر الجهاد الذي كان متوجها نحوها بقيادة السلطان محمد الوطاسي‪.‬‬
‫‪ - 6‬إجازة محمد بن محمد البوعناني مخطوطة خ ح بالرباط برقم ‪..9977‬‬

‫‪72‬‬
‫أبي عبد الله الصغير في بعض الخلفيات فععي الرسععم‪ ,‬تععدخل فيهععا‬
‫ابن غازي منتصرا لهذا الخير‪.‬‬
‫‪ -2‬أبو العباس أحمد المصمودي ثم الفاسي‪.‬‬
‫لععم أقععف لععه علععى ترجمععة‪ ,‬إل أن يكععون هععو المععراد بععع "‬
‫المصيمدي" في قول الشيخ أحمد زروق في "كناشته" في ترجمععة‬
‫الشيخ سليمان الورنيدي المعروف بععع" أبععي يعربيععن" مععن أصععحاب‬
‫أبي عبععد اللععه الصععغير "‪" :‬تععوفي سععنة ‪ -92‬يعنععي وثمانمععائة‪ -‬بعععد‬
‫الستاذ المصيمدي")‪.(1‬‬
‫ولم يذكر ابن غازي قراءته عليه في فهرسته‪,‬وإنما اسععتفدت‬
‫ذلك من فقرة نقلها كل من أبي زيد بن القاضععي وصععاحبه مسعععود‬
‫جموع في باب المد من شرحيهما على " الدرر اللوامععع" عنععد ذكععر‬
‫الخلف في المنفصل فقال‪ ":‬وقال المام ابن غازي‪ ":‬وأما شععيوخنا‬
‫الذين أخذنا عنهم قراءة بدينععة فععاس‪ ,‬فععأقرأني أبععو العبععاس أحمععد‬
‫المصمودي بالمد‪ ,‬وكان يرجععح المععد‪ ,‬وأسععتاذنا المعععروف بالتجويععد‬
‫سيدي محمد الصغير فكان يأخذ في المحععراب بالمععد‪ ,‬وقععد بععاحثته‬
‫في ذلك بحثا شديدا‪ ,‬فقال لي‪ :‬قرأت على الوهري بالمععد‪ ,‬وقععرأت‬
‫على سيدي أحمد الفيللي بالقصععر‪ ,‬أو بععالعكس‪ ,‬وكععان يميععل إلععى‬
‫المد ")‪.(2‬‬
‫ويظهر مععن موضععوع الخلف أن ابععن غععازي ربمععا قععرأ عليععه‬
‫بروايععة فععالون‪ ,‬لن الخلفععة فععي مععد المنفصععل بالزيععادة التمكيععن‬
‫لحرف المد معروف عن نافع من رواية فالون بخلف عنه‪ ,‬كما أنععه‬
‫ثابت عن الدوري عن أبي عمرو‪.‬‬
‫‪ -3‬أبــو الحســن علــي بــن منــون الشــريف الحســني‬
‫المكناسي)‪.(3‬‬
‫‪ - 1‬نيل البتهاج بهامش الديباج المذهب ‪.122‬‬
‫‪ - 2‬الفجر الساطع )باب المد( و"الروض الجامع" )باب المد( أيضا‪.‬‬
‫‪ - 3‬رفع ابن زيدان نسبه في التحععاف ‪ 5/451‬فقععال‪ ":‬علععي أبععو الحسععن ابععن الفقيعه السععتاذ‬
‫المدرس محمد بن علي دعي منون الحسني المكناسي النشأة والدار والقبار"‪.‬‬

‫‪73‬‬
‫هو من شيوخه الولين فععي مكناسععة‪ ,‬وقععد تقععدم ذكععره فععي‬
‫أصحاب أبي وكيل مولى الفخار وأبي زيععد الجععادري‪ ,‬قععد شععاركهما‬
‫أيضا في أستاذهما أبي عبد الله الفخاري‪.‬‬
‫ذكره ابن غازي فععي مشععيخته فععي فهرسععته وقععال‪" :‬ومنهععم‬
‫الشيخ الستاذ النبيل الذكي أبو الحسععن علععي بععن منععون الشععريف‬
‫الحسني المكناسي الدار"‪ ,‬ثم ذكر مروياته عنه وقراءته فقال‪:‬‬
‫"قــرأت عليــه بهــا القــرءان العزيــز ختمــات كــثيرة‪,‬‬
‫وتمرنت عليه في الفرائض والوثــائق‪ ,‬وإعــراب القــرءان‬
‫وأوقافه‪ ,‬واستفدت منه كثيرا")‪.(1‬‬
‫وقال في إجازته – النفة الععذكر‪" :-‬وقــد قــرأت القــرءان‬
‫العزيز بمدينة مكناسة – حرسها اللـه تعـالى‪-‬قبـل لقائنـا‬
‫شيخنا أبا عبد الله محمد الصغير المذكور ختمــات عديــدة‬
‫على الشيخ الشريف الستاذ أبي الحسن علي بن محمــد‬
‫بن منون الشريف الحسني‪ ,‬حسبما جوده على الشيخين‬
‫الستاذين أبي عبد الله محمد الفخار السماتي المــذكور‪,‬‬
‫وأبي يعقوب يوسف بن مبخوت)‪ (2‬المذكور‪ ,‬وهذا سند عال –‬
‫والحمد لله ساويت فيه شيخنا أبععا عبععد اللععه الصععغير المععذكور مععن‬
‫وجه‪ ,‬وساويت بعض شيوخه من وجه")‪.(3‬‬
‫وقد أرخ لشيخه هذا فقال ‪ ":‬ولد رحمه الله فيما يغلب علععى‬
‫ظني سنة ‪ 90‬من القرن الذي قبل هذا القرن‪ ,‬ومات بعد السبعين‬
‫من هذا القعرن‪ ,‬ودفعن بأرضعه خعارج "بعاب القورجعة" أحعد أبعواب‬
‫مكناسة جدد الله عليه رحمته")‪.(4‬‬
‫‪ - 1‬فهرسة ابن غازي ‪.85‬‬
‫‪ - 2‬صحف في التحاف ‪ 5/452‬وفي غيره إلى "منحوت" بنون وحاء مهملة‪ ,‬وقد تقدم أنه كان‬
‫أستاذ البلد الجديد )فاس الجديد(‪ ,‬وأنه من طبقععة أبععي عبععدالله القيسععي وربمععا شععاركه فععي‬
‫شيوخه‪.‬‬
‫‪ - 3‬إجازة ابن غازي ضمن إجازة البوعناني للشرقي م خ ح رقم ‪.9977‬‬
‫‪ - 4‬فهرسة ابن غازي ‪ .86-85‬وقد تحعرف نسعب المععترجم فععي الجعذوة ‪ 2/491‬ترجمعة ‪556‬‬
‫فجاء باسم "علي ابن هارون‪...‬ثم ذكر مشيخته ووفاته بمكناسة بعععد السععبعين وثمانمععائة كمععا‬
‫ذكر ذلك ابن غازي سواء‪ .‬وقد اغتر بذلك ابن زيدان في التحاف ‪ 452-5/451‬فذكر أول علي‬

‫‪74‬‬
‫‪ -4‬أبــو الفــرج محمــد بــن محمــد بــن موســى بــن أحمــد‬
‫الطنجي )ت ‪(993‬‬
‫ترجععم لععه فععي شععيوخه بالفهرسععة‪ ,‬وذكععر أنععه جالسععه كععثيرا‬
‫للمذاكرة‪ ,‬قال‪":‬واجتمعنا بجامع القرويين‪-‬عمره اللععه تعععالى‪ -‬علععى‬
‫قراءة صحيح البخاري حتى ختمناه‪ ...‬ثم ذكر مرويات كععثيرة رواهععا‬
‫عنه في الحديث وغيره‪ ,‬وأنه فرغ من قراءة ذلععك كلععه بفععاس فععي‬
‫العشر الول من المحرم فاتح عام ‪876‬هع وأجاز له جميع ذلك فععي‬
‫أسانيده المتقدمة كلها")‪.(1‬‬
‫ولم يذكر ابن غازي قراءته لشيء من القراءة عليه‪ ,‬وسيأتي‬
‫في بعض تحقيقاته في مسائل الداء قوله ‪" :‬وقععرأت علععى الشععيخ‬
‫المحقق الورع الصلح المتفنن سيدي أبي الفععرج الطنجععي – رحمععه‬
‫الله‪ -‬بالقصر‪ ,‬وكان يأخذ به في المحراب")‪.(2‬‬
‫ولعل قراءته على هذا الشيخ كانت بعد وفاة الشيخ أبي عبععد‬
‫الله الصغير‪ ,‬إذ ذكر ابن القاضي في ترجمععة الصععغير المععذكور أنععه‬
‫"ولي بعده أبو الفرج الطنجي")‪ (3‬يعني إمامة جامع الندلس بفاس‪.‬‬
‫‪ -5‬أبو عبد اللــه الصــغير النيجــي – نســبة إلــى بلد نيجــة‬
‫حيث ولد كما سيأتي‪.‬‬
‫هو عمدته في علم القراءات‪ ,‬وبه صدر قائمععة مشععيخته فععي‬
‫فهرسته فقال ‪:‬‬
‫"فمنهم المام العالم العلم العلمة الشععهير الخطيععر الكععبير‪,‬‬
‫وحيد دهره‪ ,‬وفريععد أهعل عصعره‪ ,‬سعيدي أبعو عبعد اللعه محمععد بعن‬
‫الحسين بن محمد بن حمامة الوربي النيجي الشععهير بعع الصععغير‪...‬‬
‫ثم قال عن صفاته ومكانته ‪ ":‬ما رأت عيناي قط مثله خلفععا وخلفععا‬

‫بن منون‪ ,‬ثم أتبعه بعلي بن هارون على أنهما رجلن‪ ,‬لكنه جععل وفعاة ابعن منعون عععام ‪,854‬‬
‫ووفاة ابن هارون بعد ‪ 870‬مع اتحاد مشيختهما‪.‬‬
‫‪ - 1‬فهرسة ابن غازي ‪.121‬‬
‫‪ - 2‬تنبيهات ومسائل مقيدة عن ابن غازي وقفت عليها في مجموع عتيق بآسفي‪.‬‬
‫‪ - 3‬لقط الفرائد )ألف سنة من الوفيات ‪.(268‬‬

‫‪75‬‬
‫وإنصافا‪ ,‬وحرسا على العلم ورغبة في نشره واجتهععادا فععي طلبععه‪,‬‬
‫وإدمانا لتلوة التنزيل العزيز وحسن نغمععة بقراءتععه‪ ...,‬وتبحععرا فععي‬
‫القراءات وأحكامها‪ ,‬وبلغ في علم النحو مبلغا لم يصل إليه أحد من‬
‫أترابه ول من أشياخه‪ ,‬مع المشعاركة فعي سععائر العلعوم الشععرعية‪,‬‬
‫وحسن الدراك وقوة الفهم‪ ,‬وحب الخير لجميع المسلمين‪.‬‬
‫حنثت يمينك يا زمعععان‬ ‫حلععف الزمععان ليععأتين‬
‫فكفر‬ ‫بمثععله‬
‫مروياته عنه ‪ :‬ثم قال في ذكر ما أخذه عنه ‪:‬‬
‫"لزمته – رحمه الله‪ -‬كثيرا وقرأت عليه القرءان العزيز ثلت‬
‫ختمات آخرها للقععراءة السععبع علععى طريععق الحععافظي أبععي عمععرو‬
‫الداني‪ ,‬وحدثني بذلك عن شيخيه‪:‬‬
‫‪ -1‬أبي العبــاس أحمــد بــن عبــد اللــه بــن محمــد بــن أبــي‬
‫موسى الشهير بالفللي‪.‬‬
‫‪ -2‬وأبــي الحســن علــي بــن أحمــد الورتنــاجي الشــهير‬
‫بالوهري‪.‬‬
‫"وأسععانيدهما فععي الربععع روايععات)‪ (1‬مسععطورة فععي الجععازة‬
‫القرآنية التي بأيدينا فل نطول بجلبها هنا")‪.(2‬‬
‫ويظهر أن إجععازة الشععيخ لععه كععانت معروفععة متداولععة بأيععدي‬
‫تلميذته كما كان يعععبر عععن ذلععك فععي قععوله "بأيععدي الصععحاب")‪,(3‬‬
‫فكان يحيل عليها ول يحتاج – كما قال – إلى جلبها‪.‬‬
‫ولما كانت هذه الجازة تعتبر اليوم فععي حكععم الضععائعة‪ ,‬إذ ل‬
‫أعلم لها وجععودا بكيفيععة مسععتقلة‪ ,‬رأيععت أن أعععود فععي شععأنها إلععى‬
‫"إجازة البوعناني لتلميذه أبي عبد الله محمععد الشععرقي" لسععتخرج‬
‫منها ما يهمنا هنا عن أساتذة أبي عبد الله الصغير الذين كان يسععند‬
‫‪ -‬في الفهرسة "في الربع رواية"‬ ‫‪1‬‬

‫‪ -‬فهرسته ‪.37-36‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪.............. -‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪76‬‬
‫القراءة من طرقهم‪ ,‬وذلك بالقدر الذي يساعدنا على وصععل رجععال‬
‫هذه المدرسة بالمدرسة الععتي سععبقتها أو – علععى الصععح مجموعععة‬
‫المدارس – كما يساعدنا أيضا في الباب التععالي عنععد الحععديث عععن‬
‫"الطرق المغربية في قراءة نافع وأهم محاورها وشعبها"‪.‬‬
‫‪-1‬فأول من أسند عنــه فــي هــذه الجــازة "الفقيــه‬
‫الستاذ المقرئ المحقق الخطيب أبــو الحســن علــي بــن‬
‫أحمد الورتناجي الشهير بالوهري‪ ,‬وقــد أســند القــراءات‬
‫السبعة من طريقه‪.‬‬
‫‪-2‬ثــم ثــاني شــيوخه فــي الجــازة " الشــيخ الفقيــه‬
‫الستاذ أبو العباس أحمد بن عبد الله بن محمــد بــن أبــي‬
‫موسى الفيللي‪ ,‬قــرأ عليــه القــرءان العزيــز بــالقراءات‬
‫السبع من فاتحته إلى قوله تعــالى"ولقــد آتينــا ابراهيــم‬
‫رشده")‪ ,(1‬حدثه بذلك عن الشــيخ الفقيــه أبــي عبــد اللــه‬
‫محمد بن عبد الله بن عبد الرحمان بن ابراهيم السماتي‬
‫الشهير بالفخار‪ ,‬وعن موله أبي وكيل ميمون المصمودي‪...‬‬
‫‪-3‬وثالث شيخ مذكور فيها هــو "الشــيخ الصــالح أبــو‬
‫إسحاق ابراهيم بن محمــد بــن عبــد اللــه الزدي المــدعو‬
‫بابراهيم الحاج‪ ..‬كما تقدم‪ ,‬وحدثه بذلك عن الشيخ السععتاذ المقععرأ‬
‫أبي مهدي عيسى بن علي المغراوي عععن شععيخ الجماعععة القيسععي‬
‫بسنده‪.‬‬
‫‪-4‬ورابع شيخ أخذ عنه الصــغير وذكــره فــي الجــازة‬
‫"الشيخ الحافظ المجود أبو علي الحســن الســيتاني ابــن‬
‫)‪(2‬‬
‫أخي يوسف يعقوب السيتاني – شارح رجز التلمساني‪-‬‬

‫‪ -‬يعني إلى منتصف الحزب الثالث والثلثين‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪ -‬ذكره ابن غازي وذكر شرحه للتلمسانية في فهرسته ‪.84‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪77‬‬
‫"أخععذ التجويععد إتقانععا وتحقيقععا عععن الشععيخ أبععي يوسععف يعقععوب‬
‫الحلفاوي)‪ (3‬عن شيخه أبي أبي عبد الله محمععد القيسععي المععذكور‪,‬‬
‫والفقيه أبي يوسف يعقوب بن مبخوت أستاذ البلد الجديد"‪.‬‬
‫وقد ذكر الشيخ ابن غازي بعد‪ .‬يذكر قراءته على الستاذ أبي‬
‫الحسن بن منون –النف الذكر‪ -‬وذكععر السععند العععالي الععذي حصععل‬
‫عليه من طريقه‪ ,‬إل أنه قال‪ ":‬ولكن ل معدل لسند شيخنا أبي عبععد‬
‫الله الصغير المععذكور‪ ,‬وإن كععان أنععزل لمععا اسععتأثر بععه مععن خصععال‬
‫الكمال والمراتب المفيدة المنال"‪.‬‬
‫ثم قال ابن غازي‪" :‬فمن جهتععه أسععمي بعععض وجععوه سععندي‬
‫المتصل إلععى رسععول اللععه – صععلى اللععه عليععه وسععلم‪ -‬تيمنععا بععذلك‬
‫وسععلوكا لحسععن المسععالك وتفخيمععا للععدخول فععي ظععل رايععة هععذا‬
‫المقام العلي‪ ,‬وتطفل على أهل هععذا المقععام السععني‪ ,‬وأعتمععد مععن‬
‫ذلك ما انتفاه سيدي أحمد بن موسى الفيللي المذكور‪ ,‬من طريق‬
‫أبي العباس أحمد بن نفيس المقرأ‪ ,‬محتجا بأنه أقرب الطععرق إليععه‬
‫تلوة غير متخللة بالجازة الساذجة "‪ ,‬ثم ساق السند بروايععة ورش‬
‫على نحو ما ساقه بها ابن غازي في فهرسته)‪.(1‬‬
‫وقد أفادنا في فهرسته خاصة بجملة ما رواه عنه وقال ‪:‬‬
‫"ثم الذي أخذته عنه من فنون العلم نوعان‪ :‬نععوع أجععازه لععي‬
‫معينا مسندا‪ ,‬ونوع تفقهت فيه بين يديه بقراءتععي أو بقععراءة غيععري‬
‫تتناوله إجازته لي العامة‪ ,‬غير أن بعضه ماله فيععه روايععة‪ ...‬ثععم بعععد‬
‫تفصيل تلك النواع وتقسيمها إلععى ثلث أضععرب أخععذ فععي تفصععيلها‬
‫بأسانيده فيها‪ ,‬فذكر من ذلك‪:‬‬
‫‪-1‬حرز الماني للمشاطبي قال‪:‬‬
‫"عرضته عليه عرضععا جيععدا مععن صععدري فععي مجلععس واحععد‪,‬‬
‫وباحثته بطول المدة في كثير من دقائقه‪ ,‬وسمعته يقرر كععثيرا مععن‬
‫‪ -‬تقدم في شراح الدرر اللوامع‪ ,‬كما ذكرناه في الرواة عن أبي عبدالله القيسي‪.‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪ -‬إجازة البوعناني – وفهرسة ابن غازي ‪.37-36‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪78‬‬
‫نكته‪ ،‬وحدثني به عن أبي الحسن الوهري‪ ,‬عن الستاذ المحقق أبي‬
‫وكيل ميمون بن مساعد المصمودي مولى الشيخ السععتاذ المقععرئ‬
‫أبي عبدالله محمععد بععن عبععد اللععه السععماتي الشععهير بالفخععار‪ ,‬عععن‬
‫الشيخ المقرئ المحدث المعمر ملحععق الحفععاد بالجععداد أبععي عبععد‬
‫الله محمد بن عمر اللخمي صهر الفقيه أبي الحسن الصغير)‪ ,(1‬عن‬
‫شععيخ الجماعععة أبععي الحسععن بععن سععليمان القرطععبي نزيععل فععاس‬
‫النصاري عن الشيخ الراوية أبي علي الحسين بن عبععد العزيععز بععن‬
‫أبي الحوص)‪ (2‬القرسشي الفهري‪.‬‬
‫وعن الشيخ القاضي الناقد أبي جعفر بن ابراهيععم بععن الزبيععر‬
‫العاصمي التفقي‪ ,‬عن كمععال الععدين أبععي الحسعن بععن شععجاع‪ ,‬ععن‬
‫ناظمه أبي القاسم بن فيره"‪.‬‬
‫قال ابن غازي ‪ ":‬وحدثني به أيضا عن الوهري عن أبي وكيل‬
‫ميمون عن ابن عمر‪ ,‬عن أبي عمران موسى بععن محمععد المرسععي‬
‫الشهير بابن حدادة)‪ (3‬عن ابن الزبير عععن ابععن شععجاع الضععرير عععن‬
‫الناظم‪.‬‬
‫ثم دخل سندين آخرين ينتهيان إلى الشاطبي)‪.(4‬‬

‫‪ - 1‬كذا‪ ,‬والمشهور بمصاهرة أبي الحسن الصغير هو أبو الحسن بن سععليمان التععي بعععده كمععا‬
‫تقدم – ول أدري وجه ما ذكره لوفاة أبي الحسعن الصععغير مبكعرا فععي آخععر العقعد الثعاني معن‬
‫المائة السابعة سنة ‪719‬هع‪ ,‬وقد جاء في ترجمته في الجذوة ‪ 2/472‬ترجمة ‪ 521‬ذكر صععهره‬
‫علي بن سليمان‪.‬‬
‫‪ - 2‬هذا هو الترتيب الصحيح في اسمه ونسبه وكنيته‪ ,‬بخلف ما جاء في فهرسة ابن غععازي ‪38‬‬
‫من قوله "عن أبي الحسن علي بن عبدالغني وعن ابن أبي الحوص القرشععي"‪ ,‬فهععذا تخليععط‬
‫وخبط ل معنى له‪ ,‬وهو ولشك من النساخ‪ ,‬وقد وقععع فععي ذلععك تمامععا بععاللفظ نفسعه صععاحب‬
‫"ثبت أبي جعفر أحمد بن علي البلوي فيما أثبته من إجازة ابن غازي بما في فهرسته الملحقة‬
‫بالثبت ص ‪ ,464‬ولعل ذلك من المحقق حيث نقل ما في ثبت البلوي بعد أن عدل لفظه على‬
‫ما في فهرسة ابن غازي وغاية النهاية ‪.1/32‬‬
‫‪ - 3‬صحف في فهرسة ابن غازي بع"ابن جرادة" كما تقععدم‪ ,‬والصععحيح أنععه بالحععاء والععدال كمععا‬
‫ترجمنا له في أصحاب أبي الحسن بن سليمان‪.‬‬
‫‪ - 4‬فهرسة ابن غازي ‪.40-39‬‬

‫‪79‬‬
‫‪-2‬كتاب التيسير في القراءات السبع للحــافظ أبــي‬
‫عمرو الداني‪.‬‬
‫قال ابن غازي ‪ ":‬عرضت عليه صدرا منه‪ ,‬وأجاز لي جميعععه‪,‬‬
‫وحدثني به عن أبي الحسععن الععوهري عععن أبععي وكيععل ميمععون عععن‬
‫الشيخ أبي عبد الله بن عمر عن الشيخ أبي العبععاس الععزواوي عععن‬
‫الشيخ الستاذ الخطيب أبي العباس الغافقي)‪ (1‬عععن أبععي عبععد اللععه‬
‫بن مشليون‪ ,‬عن القاضي أبي بكر بن أحمد بن أبي جمرة عن أبيععه‬
‫عن المصنف "‪.‬‬
‫ثم ذكععر السععند بععه مععن طريععق أخععرى تنتهععي إلععى أبععي داود‬
‫سليمان بن نجاح وأبي عبد الله الخععولني كلهمععا عععن مععؤلفه أبععي‬
‫عمرو الداني ")‪.(2‬‬
‫‪-3‬الدرر اللوامع في أصل مقــرأ المــام نــافع لبــي‬
‫الحسن بن بري‪.‬‬
‫قال ابن غازي ‪":‬عرضتها عليه من صدري في مجلععس واحععد‬
‫بعدما قرأناها عليه قراءة تحقيق وتدقيق واستكثار بنقول أئمة هععذا‬
‫الشأن متقدميهم ومتعأخريهم‪ ,‬وقيعدت عنعه عليهعا نكثعا تلقاهعا معن‬
‫شيوخه‪ ,‬ومباحث من بنيات فكره لم يسبق إليها غيره‪ ,‬ول ألععم بهععا‬
‫أحد من شارحيها‪ ,‬فلو كانت لي همة باعثة الن لجمعتها فععي كتععاب‬
‫لم ينسج على منواله"‪.‬‬
‫"وحدثني بها عن أبي الحسن الوهري‪ ,‬عن أبي وكيل ميمون‪,‬‬
‫عن الشيخ المقرأ الضابط أبي عبععد اللععه محمععد الشععهير بعالزيتوني‬
‫عن ناظمها"‪.‬‬
‫"وحدثني بها أيضا عن أبي عبد الله السلوي عن أبععي شععامل‬
‫الشمني قال‪:‬أخبرنععا بهعا الشععيخ الصععالح أبععو عبععد اللععه الماغوسععي‬
‫‪ - 1‬كذا في الفهرسة في كنيته‪ ,‬والصواب أبو إسحاق الغافقي وهو ابراهيم بن أحمد بن عيسى‬
‫الغافقي الشبيلي القاضي نزيل سبتة وشيخ النحاة والقراء بها‪ ,‬ترجمنععا لععه فععي أصعحاب أبععي‬
‫الحسين بن أبي الربيع في المتصدرين من مشيخة القراء بسبتة‪.‬‬
‫‪ - 2‬فهرسة ابن غازي ‪.41-40‬‬

‫‪80‬‬
‫السلوي بقراءتي عليه بالسكندرية‪ ,‬أخبرنا أبو عبد اللععه محمععد بععن‬
‫شعيب بن عبد الواحد بن بحجاج المجاصي‪ ,‬بقراءتععي عليععه بمدينععة‬
‫تازة‪ ,‬أخبرنا ناظمها")‪.(1‬‬

‫‪ -‬فهرسة ابن غازي ‪.41‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪81‬‬
‫‪-4‬مورد الظمآن وذيله في الضــبط لبــي عبــد اللــه‬
‫الخراز‪.‬‬
‫قال ابن غازي ‪":‬عرضععتهما عليععه مععن صععدري‪ ,‬وبععاحثته فععي‬
‫مشكلتهما‪ ,‬وحدثني بهما عن شيخه أبي الحسن الععوهري عععن أبععي‬
‫وكيل ميمون‪ ,‬ولم يذكر لي سند أبي وكيل فيهما"‪.‬‬
‫‪ -5‬شرح الصغير على مورد الظمآن‪.‬‬
‫"وأما شرحه على مورد الظمآن فتتناوله إجازته لععي العامععة‪,‬‬
‫وقد ذكر لي – رحمععه اللععه تعععالى‪ -‬أنععه لععم يشععدد لععه زيمععه‪ ,‬وإنمععا‬
‫اختصععره مععن شععرح أبععي محمععد بععن أجطععا مععن غيععر تأمععل فععي‬
‫الغالب")‪.(1‬‬
‫‪ -6‬ثم ذكر مؤلفات أخرى رواها عن الصغير عن الوهري عن‬
‫ميمون مولى الفخار‪ ,‬وهي‪:‬‬
‫"رجز أبــي زكريــاء الهــوزني فــي مخــارج الحــروف‬
‫وصفاتها)‪.(2‬‬
‫‪ -7‬تأليف الستاذ أبي وكيل ميمون كالتحفة والدرة‬
‫والمورد الروي في نقط المصحف العلي‪ ,‬وقصائده التي‬
‫خاطب بها أهل مالقة وغيرها‪ ,‬قال‪ :‬حدثني بها بعد مباحثتي له فععي‬
‫بعض مشكلتها عن أبي الحسن = الوهري عن أبي وكيععل ميمععون‪,‬‬
‫تغمد الله الجميع برحمته"‪.‬‬
‫‪ -8‬القناع فــي القــراءات الســبع لبــي جعفــر ابــن‬
‫الباذش‪.‬‬
‫‪ -9‬كتاب الهداية في القراءات السبع لبي العبــاس‬
‫أحمد بن عمار المهدوي‪.‬‬

‫‪ -‬المصدر نفسه ‪.43‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪ -‬تقدم الرجز بنصه في ترجمة الناظم‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪82‬‬
‫وقد أسععند عنععه هععذين الخيريععن مععن طريععق أبععي عبععد اللععه‬
‫السلوي إلى مؤلفيهما)‪.(1‬‬
‫وقد أسند عنه في فهرسععته عععددا كععبيرا مععن كتععب الحععديث‬
‫وغيرها يمكن الرجوع إليه فيها)‪.(2‬‬
‫وذكر في النوع الثاني مما أخذه عنه ملزمتعه لعه سعنين فعي‬
‫تفسععير القععرءان العزيععز والمصععادر الععتي كععان ينقععل عنهععا فيععه‪,‬‬
‫قال‪":‬ولزمت كععذلك مجلععس تجويععده الممععزوج بععالعراب والبيععان‬
‫والتفسير وأحكام القراءات وتوجيهها"‪.‬‬
‫ثم ذكر ملزمته لمجلس إقراءه للفية ابعن مالععك فعي النحععو‬
‫وما أخذه عنه من المتون في ذلك‪ ,‬وشععرح أبععي شععامة علععى حععرز‬
‫المان وغير ذلك وختم بذكر من أدركهم من الشيوخ المهرة بمدينة‬
‫فاس وبعض فوائده وإنشاداته التي اسععتفادها منععه‪ ,‬ثععم ذكععر تاريععخ‬
‫ولدته ووفاته فقال‪:‬‬
‫"حععدثني – رحمععه اللععه تعععالى‪ -‬أنععه ولععد بععالحمري مععن بلد‬
‫"نيجة")‪ (3‬بطن من اثني عشر بطنا من أوربة عام ثلثععة وثمانمععائة‪,‬‬
‫وتوفي رحمه الله تعالى – بمدينة فاس ليلة الجمعععة السععادس مععن‬
‫شعبان عام سععبعة وثمععانين وثمانمععائة )‪(887‬هععع‪ ,‬ودفععن بهععا علععى‬
‫مقربة من قبر ولي الله تعالى الشيخ أبي زيععد الهزميععري بععرد اللععه‬
‫ضريحه")‪.(4‬‬
‫تلك أقباس من ترجمة أبي عبد اللععه الصععغير اقتبسععناها مععن‬
‫تعريف صاحبه به بطليعة من ترجم لهم في فهرسته‪ ,‬ولقععد اقتصععر‬
‫فيها على ذكر ما أفاده منه دون أن يلععم ولععو إلمامععة يسععيرة بععذكر‬
‫الذين شاركوه في الفادة منععه‪ ,‬ولععو كععان قععد أطععال النفععس فيمععا‬

‫‪ - 1‬فهرسة ابن غازي ‪.45-44‬‬


‫‪ - 2‬فهرسة ابن غازي ‪.61-41‬‬
‫‪ - 3‬فنسبه إذن "النيجي" وليس التيجي بالتاء والباء بعد الجيم كما تصحف بذلك فععي عععدد مععن‬
‫الفهارس )مثل فهرسة عبدالرحمن بن ادريس المنجرة لوحة ‪ 86‬م خ ح رقم ‪(11463‬‬
‫‪ - 4‬فهرسة ابن غازي ‪.69‬‬

‫‪83‬‬
‫ذكره لفادنا وأفاد التاريخ العلمي لهذه المدرسة فععوائد ل تقععدر‪ ,‬إل‬
‫أنه للسععف لععم يفعععل‪ ,‬ولعلععه إنمععا كتععب مععا كتععب باسععتعجال تبعععا‬
‫للباعث الذي حركه إلى كتابة فهرسته‪ ,‬وهو – كما جععاء فععي أولهععا‪-‬‬
‫الطلب الذي تقدم به إليه طائفة من أعلم مدينة تلمسان)‪.(1‬‬
‫ول يفوتنا نحن هنا أن نذكر أسماء طائفة ممن أفادوا من هذا‬
‫الشيخ الجليل وشاركوا ابن غازي في الروايععة عنععه‪ ,‬وبعضععهم روى‬
‫عنه وعن الشيخ معاكما سيمر بنععا فععي تراجععم رجععال مدرسععة ابععن‬
‫غازي عن قريب‪ .‬وقد أجمل الشيخ أبو العباس المنجور أسماء مععن‬
‫أخذوا القراءات السبع كاملة على الصغير فقال‪:‬‬
‫"ويذكر عن الستاذ الصغير هذا أنه ختم عليه ثلثمععائة مسععبع‬
‫– أي قرؤوا عليه القععرءان بععالقراءات السععبع ‪- -‬قععال‪ -‬وهععذه بركععة‬
‫عظيمة قل أن توجد لغيره")‪.(2‬‬
‫بعض الخذين عن الصغير من مشيخة القراءات‪:‬‬
‫‪ -1‬أبو العبــاس أحمــد بــن محمــد بــن يوســف الصــنهاجي‬
‫الشهير بالدقون )ت ‪(921‬‬
‫وسيأتي في أصحاب ابن ابن غازي‪.‬‬
‫‪ -2‬أبو عبــد اللـه محمـد بـن أبـي جمعـة الهبطـي صــاحب‬
‫"تقييد الوقف"‪ ,‬أخذ عنه وعن ابن غازي وسيأتي‪.‬‬
‫‪ -3‬أبو داوود سليمان بــن عبــد اللــه الورنيــدي اليزناســي‬
‫المعروف بـ "بويعروبين"‪.‬‬
‫)‪(3‬‬
‫ذكره في درة الحجال وصفه بع "أستاذ المقععرئ المحقععق"‬
‫وبنحو ذلك وصفه في "جذوة القتباس")‪ (4‬ووصفه في نيل البتهععاج‬
‫بع"الشيخ العالم النحوي"‪ ,‬وقال‪":‬أخذ عن السععتاذ الصععغير‪ ,‬وتقععدم‬

‫مقدمة الفهرسة ‪.35-31‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪1‬‬

‫فهرس أحمد المنجور ‪.17‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪2‬‬

‫درة الحجال ‪ 3/312‬ترجمة ‪.1408‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪3‬‬

‫الجذوة ‪ 1/506‬ترجمة ‪.595‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪84‬‬
‫في النحو والقراءات‪ ,‬وتصدر لقراهما‪ ,‬أخذ عنه موسى الزواوي)‪,(1‬‬
‫وتوفي حادي عشر شعبان عام ‪."891‬‬
‫قال‪":‬وقععال الشععيخ زروق فععي كناشععته‪":‬السععتاذ أبععو الربيععع‬
‫عرف بع"ابن يعربين")‪ (2‬أحد نجباء تلمععذة السععتاذ الصععغير‪ ,‬جلس‬
‫مجلسه بعده لفادة الداء في السبع‪ ,‬وانتفععع بععه‪ ,‬كععان قيمععا‬
‫على ما هو به‪ ,‬توفي سنة ‪ 92‬بعد الستاذ المصيمدي")‪.(3‬‬
‫وقد استفاد منه ابن غازي نفسه في تحقيق بعــض‬
‫مسائل الداء كما سيأتي‪.‬‬
‫‪-4‬أبــو العبــاس أحمــد بــن أحمــد بــن محمــد بــن عيســى‬
‫البرنســي الفاســي الشــهير بـــ"زروق" الفقيــه المــام‬
‫صاحب المؤلفعات في الفقععه وغيععره )‪ ,(899-846‬ذكععره صععاحب‬
‫الجذوة وأفاض في ذكر مشيخته ومؤلفاته)‪.(4‬‬
‫وقال ابن مريم فععي"البسععتان‪":‬قععرأ القععرءان علععى جماعععة‪,‬‬
‫منهم القوري والزرهوني‪ -‬وكان رجل صالحا‪ -‬والمجاصععي‪ ,‬والسععتاذ‬
‫الصغير‪ ,‬كل ذلك بقراءة نافع")‪.(5‬‬
‫‪ -5‬أحمد بن عمران السلســي الفقيــه الســتاذ‪ .‬قععال فععي‬
‫الجذوة‪:‬‬
‫"أخذ بفاس عن الستاذ أبي عبد الله الصغير النيجععي‪ ,‬تععوفي‬
‫بعد ‪.(6)"930‬‬

‫‪ - 1‬هو موسى بن سعيد الحافظ الزواوي‪ .‬قال فععي الجععذوة "السععتاذ المقععرئ بفععاس الشععهير‬
‫بالزواوي‪ ,‬أخذ عن عيسععى بعن أحمعد الماواسععي‪ ,‬تعوفي سعنة ‪ "923‬جعذوة القتبععاس ‪1/347‬‬
‫ترجمة ‪ .369‬وجاء ذكره في إجازة البوعناني للشرقي الدلئي فذكر أخععذه للقععراءة عععن أبععي‬
‫مهدي عيسى بن أحمد المواسي عن شيخه الستاذ أبي الحسن الوهري‪ ...‬ورفعع السعند‪ ,‬فهعو‬
‫إذن يروي عن طرق تلتقي مع طرق الصغير‪.‬‬
‫‪ - 2‬كذا في نيل "البتهاج" وقد تكررت فيه مرارا بهذا اللفظ في عدة تراجم‪.‬‬
‫‪ - 3‬نيل البتهاج ‪.122‬‬
‫‪ - 4‬جذوة القتباس ‪ 130-1/128‬ترجمة ‪.66‬‬
‫‪ - 5‬البستان في ذكر الولياء والعلماء بتلمسان لمحمد بن محمد ابن مريم المديوني ‪.45‬‬
‫‪ - 6‬جذوة القتباس ‪ 1/157‬ترجمة ‪.106‬‬

‫‪85‬‬
‫‪ -6‬أبو الفرج محمد بــن محمــد بـن موســى الطنجــي ثــم‬
‫الفاسي‪ ,‬وهو من شيوخ ابن غازي كما تقدم – ذكر فععي "فهععرس‬
‫المنجور" أخذه عن الصغير وغيره‪ ,‬وتبعه في "نيل البتهععاج"‪ ,‬وذكععر‬
‫وفاته سنة ‪.(1)"893‬‬
‫‪ -7‬أحمد بن الحاج أبو العباس الزجنـي الســتاذ المــوقت‬
‫الفلكــي‪ :‬ذكععره المنجععور فععي ترجمتععه ولععده محمععد الصععغير‬
‫وقال‪":‬كان والده هذا ممن جمععع القععرءان بععالقراءات السععبع علععى‬
‫الستاذ الصغير‪ ,‬ثم أولع بعلم الفلك")‪.(2‬‬
‫‪ -8‬ابراهيم بن عبد الجبار بن أحمد الورتدغيري الشريف‬
‫الرحالة المحدث الناظم الناثر‪.‬‬
‫ذكره بهذه التحليات في"الجذوة" وذكععر أخععذه بمدينععة فععاس‬
‫عن الستاذ الصغير وعن الشيخ ابن غازي وغيرهما‪ ..‬ثم ذكر وفععاته‬
‫ببلد السودان بعد التسع مائة")‪.(3‬‬
‫‪ -9‬يحيى بن عبد الله بن بكار المحمدي‪ ,.‬وصععفه فععي "درة‬
‫الحجال" بع"الولي الصالح"‪ ,‬وذكر أخععذه ععن الصععغير‪ ,‬وقععال فعي "‬
‫"الجذوة"‪":‬الستاذ القارئ لكتاب الله تعالى‪ ,‬أخذ عن أبي عبد اللععه‬
‫الصغير‪ ,‬من سكان مدينة فاس‪ ,‬توفي سنة ‪.(4)"956‬‬
‫‪ -10‬أبو محمد علي بن عبد الجبار الصحيني النفزي ذكره‬
‫ابن القاضي في "الفجر الساطع" عنععد ذكععر "مالععك ل تأمننععا" ومععا‬
‫قيل في إخفاء نونها الولى أو إدغامها في الثانية مع الشمام‪ ,‬وذكر‬
‫لععه أرجععوزة فععي ذلععك أرى أن أسععوقها بتمامهععا باعتبارهععا نمععوذج‬
‫للمستوى العلمي والداء عند رجال المدرسععة‪ ,‬وقععد صععدر لهععا ابععن‬
‫القاضي بعد ذكره لقصيدة أخرى في موضععوعها بقععوله‪":‬ولبعضععهم‬

‫فهرس المنجور ‪ 11‬ونيل البتهاج ‪.323‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪1‬‬

‫فهرس المنجور ‪.76‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪2‬‬

‫جذوة القتباس ‪.101-1/99‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪3‬‬

‫درة الحجال ‪ 3/340‬ترجمة ‪ – 1466‬وجذوة القتباس ‪ 2/544‬ترجمة ‪.632‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪86‬‬
‫)‪(1‬‬
‫هذا الجواب‪ ,‬ويعزى للشيخ الستاذ سععيدي علععي بععن عبععد الجبععار‬
‫الصحيني رحمه الله‪..‬‬
‫على النعععععبي سيد‬ ‫من بعد حمعععد الله‬
‫السعععععادات‬ ‫والصععععلة‬
‫ما لح نجم في دجععععى‬ ‫وآلعععه وصحبعععه‬
‫الظععععلم‬ ‫العععععععلم‬
‫قد قعععال فععععيه كل من‬ ‫عن نععون "تأمن"‬
‫تقعععدما‬ ‫سألتعععني وما‬
‫)‪(2‬‬
‫وحعععوز‬ ‫بع"مكة الغرب"‬ ‫وما الذي اشتععهر عند‬
‫فعععاس‬ ‫الععععناس‬
‫ما قال أهل العلم فيه‬ ‫فهعاك إن كنت عن العلععم‬
‫والعمععععععل‬ ‫تسعل‬
‫للسبعععععة القعععععرا بل‬ ‫فجعععلهم يرويه‬
‫امععععتراء‬ ‫بالخفعععععععععاء‬
‫سعععععادتنا‬ ‫وهو الذي عليه أحبار‬
‫المعلمعععععععععون للدا‬ ‫الهععععدى‬
‫)‪(3‬‬
‫إمام قطر الغرب‬ ‫كشيخنا "الصعععععغير"‬
‫)‪(4‬‬
‫و"المتععععتوري"‬ ‫المبرور‬
‫ممن روى عنهم فعععععخد‬ ‫وجل من مضى من‬
‫نظعععامي‬ ‫العععععععلم‬
‫وسععععيدي الفخعععععار‬ ‫كسيدي الفعععععيللي‬
‫والقيعععسي‬ ‫والوهععري‬

‫‪ - 1‬هذا اسمه في "الفجر الساطع" وفي "الروض الجامع" لمسعود جموع‪ ,‬وزاد الخيععر فقععال‪:‬‬
‫"ومن قصيدة الشيخ الستاذ المحقق أبي محمد علي الجيار رحمه الله"‪ ,‬هكععذا بزيععادة الكنيععة‬
‫وإسقاط لفظي )بن عبد(‪ ,‬وهو موافق لما وجدته في نسختين من "الفجر الساطع" لكن هكذا‬
‫)علي بن الجيار( – وفي إحداهما بالباء‪ ,‬ورأيت الستاذ سعيد أعععراب قععد أثبععت اسععمه ونسععبه‬
‫هكذا "أبو محمد بن عبدالجبار الصحيني" – القراء والقراءات بعالمغرب ‪ 63‬وكعذا ‪ 83‬وسععنأتي‬
‫على جلية ذلك‪.‬‬
‫‪ - 2‬يعني مدينة فاس‪.‬‬
‫‪ - 3‬يعني شارح "الدرر اللوامع"‪.‬‬
‫‪ - 4‬يذكر لقبه بالتصغير والتكبير‪.‬‬

‫‪87‬‬
‫إمامنا المععععععععروف‬ ‫وهو الصح من طريق‬
‫بالتقعععععان‬ ‫العععععداني‬
‫أخف وفكععععععك أول من‬ ‫وقال أيضا صاحب‬
‫)‪(1‬‬
‫ثععععان‬ ‫"الماني"‬
‫أخعععععذه له أولعععععو –‬ ‫وقال في الفعععرش‬
‫)‪(2‬‬
‫الداء‪-‬‬ ‫‪:‬وبالخفععععاء‬
‫إمام ذا الععععععععععبر وداك‬ ‫أبو الحععععععسن أعني به‬
‫الععععبر‬ ‫ابن بري‬
‫أئمة في نقعععععععععععلهم‬ ‫فعععععععهؤلء كلهععععععم‬
‫ثععععععقات‬ ‫سادات‬
‫إن كععععععنت باحثععععا عن‬ ‫وهاك أيضا صفة‬
‫الداء‬ ‫الخععععععععفاء‬
‫أن تسرع النطعععق‬ ‫فصفة الخعععفاء عند‬
‫بالختعععععلس‬ ‫النعععععاس‬
‫كذا حكى الدانععععي عن‬ ‫بضمة النعععون بل‬
‫السلف‬ ‫إجحععععععاف‬
‫عند المصعععععدرين‬ ‫فهذه حقعععععععععيقة‬
‫للقعععععععععراء‬ ‫الخعععععفاء‬
‫رواه بعضععععععهم مع‬ ‫في نعععون "تامنا"‪,‬‬
‫الشمععععععام‬ ‫وبالدغععععام‬
‫أين مععععععحله من‬ ‫لكن صار الخلف في‬
‫الدغعععععععام؟‬ ‫الشععععمان‬
‫وهو الذي يسعععهل عند‬ ‫قال أناس ‪ :‬بعد‬
‫التععععالي‬ ‫الستكمعععععال‬
‫وذا في الستعمععععععال –‬ ‫وقال قععوم ‪:‬قبععععععله‬
‫قل‪ -‬عسير‬ ‫يععععععشير‬

‫‪ -‬يعني حرز الماني للشاطبي‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪ -‬قوله "وبالخفاء إلى آخر البيت هو لبن بري في أرجوزته‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪88‬‬
‫فهذه ثلثعععععععععععععة ل‬ ‫وبعد بعض الدغعععم أيضا‬
‫تنععععكر‬ ‫يعسر‬
‫قوم‪ ,‬فل أخفععععععا ول‬ ‫وقد روى الظهار‬
‫أشمامعععا‬ ‫والدغععععععاما‬
‫كذا روينعععا عن دوي‬ ‫وذان للعععععععععشذوذ‬
‫التقعععععان‬ ‫ينسععععبان‬
‫والول المشهععور عنهم‬ ‫هذا جمعععيع ما رواه‬
‫فاعلعععععما‬ ‫العلعععععما‬
‫سليل كل جهبذ سعععععما‬ ‫فخذ به واعععمل عليه‬
‫علعععععم‬ ‫والتعععععزم‬
‫يخبععععط عشععععععوة ول‬ ‫واترك سبععععيل جاهعععععل‬
‫تلععععععمه‬ ‫ودعه‬
‫ترتكب الجهععل مع‬ ‫ول تكن كقععععععراء‬
‫)‪(1‬‬
‫العنعععععععاد‬ ‫البععععوادي‬
‫الخفا وصععععرت عندهم‬ ‫لنهععععععم قد أنكععععععروا‬
‫بدععععيا‬ ‫عليا‬
‫إن الذي قلععععت لنا‬ ‫وجاحدو بجعععععهلهم‬
‫مععععععععحال‬ ‫وقعععععالوا‬
‫وإنما هععععععم أغععععععبيا‬ ‫ليس لهم علم ول‬
‫فخععوخ‬ ‫شعععععععععيوخ‬
‫بغربنا‪ ,‬والعلععععم عنه‬ ‫يا عجبا لهم فكيف‬
‫)‪(1‬‬
‫حعععععادوا؟‬ ‫سععععادوا‬
‫أئعععععمة بالعععععرأي‬ ‫وصاروا في النظار عند‬
‫)‪(2‬‬
‫والقعععععياس‬ ‫الناس‬
‫نظمعععععته للطعععععالب‬ ‫قد انتهى جععععواب ذا‬

‫‪ - 1‬ورد البيت عند سعيد أعراب بلفظ "ول تكن كنفر البوادي ترتكب الجهل مع العباد"‬
‫‪ - 1‬عند سعيد أعراب "يا عجبا منهم كيف سادوا"‪ ,‬وقعد ذكعر منهعا سعتة أبيعات فقعط – القعراء‬
‫والقراءات ‪.63‬‬
‫‪ - 2‬عند أعراب "في القطار"‪.‬‬

‫‪89‬‬
‫اللبعععععيب‬ ‫الغععريب‬

‫يا رب فاحشعععععرنا مع‬ ‫علي المعععععروف‬


‫)‪(1‬‬
‫الععععنبيء‬ ‫بالنععععععفزي‬
‫الهنا يغعععفر لنا ما قد‬ ‫وبعد ذا فادع لنا يا معععن‬
‫جععععععرى‬ ‫قعععرا‬
‫وشيععععععخنا واحشرنا مع‬ ‫يا ربنا فاغفعععععععر‬
‫نبيععععنا‬ ‫لوالدينعععععا‬
‫بجاه سيدي الورى‬ ‫واغفر لنا ولجميع‬
‫والمرسععععععععلين‬ ‫المسلمعععععععين‬
‫)‪(2‬‬
‫زيد ول نقعععععععص‪ ,‬وتبري‬ ‫قد كملعععت عدتها "بم"‬
‫العلل‬ ‫بل‬
‫)‪(3‬‬
‫عليكم يا سيدي‬ ‫مني أبععدا‬ ‫ثععم صععععععلة الله‬
‫)‪(4‬‬
‫مسعععععععععرمدا‬
‫وقد استقدنا تلمذته على الشيخ أبععي عبععد اللععه الصععغير مععن‬
‫قوله "كشيخنا الصغير المبرور"‪ ,‬كما يمكننععا أن نسععتفيد مععن ذلععك‪,‬‬
‫وكذلك من دعاءه لععه بقععوله "فععاغفر لوالععدينا وشععيخنا" أنععه شععيخه‬
‫الوحيد أو الشيخ العذي يهتعد بالنتمعاء إليعه واعتمعاده فعي التحقيعق‬
‫والتحرير‪.‬‬
‫هذه إلمامة مقتضععبة بترجمععة أبععي عبععد اللععه الصععغير واضععع‬
‫أساس هذه المدرسة‪ ,‬وتلك نماذج مععن مرويععات صععاحبه أبععي عبععد‬
‫اللععه ابععن غععازي عنععه فيمععا يخععص القععراءة وعلومهععا‪ ,‬وهععذه أخيععرا‬
‫تعريفات موجزة بنخبة من أسماء أصحابه الذين انتفعوا به وأسندوا‬
‫‪ - 1‬هذا يبين عن اسمه الشخصي وأنه كما ذكر ابععن القاضععي ومسعععود جمععوع "علععي" ويبقععى‬
‫الشكال في والده أهو عبدالجبار‪ ,‬أم هو "علي بن الجيار" بالياء المثناة!‬
‫‪ - 2‬يريد قيمتها العددية بحساب الجمل وهي ‪ 42‬بيتا‪.‬‬
‫‪ - 3‬الرجوزة بتمامها في "الفجر الساطع" فعي فعرش الحعروف عنعد ذكعر"تامنعا"‪ ,‬وذكعر منهعا‬
‫في"الروض الجامع" قسما ابتداءه من قوله "وهاك أيضا صفة الخفاء إن كنت باحثا عن‬
‫الداء"‪.‬‬
‫‪ - 4‬علق في إحدى نسخ الفجر الساطع بالهامش قائل "ثم سلم اللععه‪ ,‬والععذي فععي الصععل هععو‬
‫للمؤلف"‪ .‬وكأن المعلق أراد تعديل الدعاء بالصلة بالدعاء بالسلم لنه أليق بالمقام‪.‬‬

‫‪90‬‬
‫القراءة من طرقه‪ ,‬وسيكون لنا معهم لقاءات أخرى في تحقيقععات‬
‫ابن ابن غازي وتحريراته لمسائله واختياراته‪.‬‬
‫‪ -6‬أبو عبد الله بن محمـد بـن أبـي القاسـم محمـد بـن‬
‫يحيى بن أحمد بن محمــد النفــزي الحميــري الشــهير‬
‫بالسراج‪.‬‬
‫أما شيخ أبي عبععد اللععه بععن غععازي فععي المصععنفات والمتععون‬
‫المنظومععة فععي القععراءة وعلومهععا ممععا كععان يمثععل ثقافععة الطلب‬
‫وعمدتهم في التععدريس‪ ,‬فهععو الشععيخ أبععو عبععد اللععه حفيععد الراويععة‬
‫الكبير أبي زكياء السراج صاحب الفهرسععة الحافلععة الشععهيرة الععتي‬
‫أفدنا منها كثيرا في تراجم المشايخ ومعرفععة الكععثير مععن الروايععات‬
‫والمرويات‪.‬‬
‫ولم يتعرض ابن غازي لشيوخ أبي عبعد اللعه‪ ,‬وإنمعا ذكعر أنعه‬
‫"كانت له رواية عن أبيه عن جععده الشععيخ الراويععة المكععثر الحععافظ‬
‫المسند الكمل أبي زكريا‪ ,‬المذكور‪ ..‬ثم ذكر أنه –أي أبا عبععد اللععه‪-‬‬
‫أجاز له جميع ما رواه من ذلك بفعاس آخر ربيع الثاني عام ‪876‬هع‪.‬‬
‫قال ‪":‬وناولني –رحمه الله تعالى‪ -‬فهرسة جده‪ ,‬وأجاز لي جميع مععا‬
‫انطوت عليه بعد أن قرأت عليه بعضها‪ ,‬وحدثني بذلك عن أبيه عععن‬
‫جده صاحبها‪ ,‬وذلك = ب مدينة فععاس المحروسععة‪ ,‬وهععا أنععا أرسععم‬
‫في هذا الثبت كل ما فيها من الكتععب مكتفيععا فععي سععند كععل كتععاب‬
‫منها بطريق واحد‪ ,‬واصل بحكم الجععازة المععذكورة اسععمي بأسععماء‬
‫رجالها‪ ,‬تعلقا بأذيالهم‪ ,‬وتشبها بأحوالهم"‪.‬‬
‫وهذه أسماء المصنفات في القراءات وعلومها مما رواه في‬
‫هذه القائمة أكتفي بعذكرها دون أسعانيده فيهعا إلعى المعؤلفين‪ ,‬لن‬
‫كثيرا منها قد وقعع التنععبيه عليععه فعي مناسععبات سععابقة فعي أبععواب‬
‫وفصول تقدمت ‪..‬‬

‫‪91‬‬
‫‪-1‬التيسير لبي عمرو عثمان بن سعيد الداني‪.‬‬
‫‪-2‬الدر النثير والعذب النمير في شرح التيسععير لبععي محمععد‬
‫عبد الواحد بن محمد بن علي بن أبي السداد‪.‬‬
‫‪-3‬التبصععرة فععي القععراءات السععبع لمكععي بععن أبععي طععالب‬
‫القيسي القيرواني‪.‬‬
‫‪-4‬الكافي فععي القععراءات السععبع لبعي عبععد اللععه محمععد بععن‬
‫شريح الرعيني الشبيلي‪.‬‬
‫‪-5‬المفردات لبي عبععد اللععه بععن شععريح وابنععه أبععي الحسععن‬
‫شريح بن محمد الرعيني‪.‬‬
‫‪-6‬القناع في القراءات السبع لبي جعفر أحمد بن علي بععن‬
‫الباذش الغرناطي‪.‬‬
‫‪-7‬حرز الماني للقاسم بن فيره الرعيني الشاطبي‪.‬‬

‫‪-8‬القصيدة الحصرية الرائية فععي قععراءة نععافع لبععي الحسععن‬


‫علي بن عبد الغني الحصري القيرواني‪.‬‬
‫‪-9‬القصيدة الخاقانية في القراء لبي مزاحم موسى بععن عبيععد‬
‫الله بن مزاحم الخاقاني البغدادي‪.‬‬
‫‪-10‬المقنع في رسم مصاحف المصار لبععي عمععرو عثمععان بععن‬
‫سعيد الداني‪.‬‬
‫‪-11‬الممتع في تهذيب المقنع لبي عبد الله محمد بن أحمد بععن‬
‫داوود بن الكماد اللخمي المرسي‪.‬‬

‫‪92‬‬
‫‪-12‬مختصر المقنع لبي عبد الله محمد بن محمععد بععن البقععالي‬
‫التازي ثم الفاسي‪.‬‬
‫‪-13‬البارع في قراءة نافع لبي عبد الله بععن آجععروم الصععنهاجي‬
‫ثم الفاسي‪.‬‬
‫‪-14‬مورد الظمععآن فععي رسععم أحععرف القععرءان لبععي عبععد اللععه‬
‫محمد بن ابراهيم الخراز الشريشي‪.‬‬
‫‪-15‬جميع تآليف أبي عبد الله الخراز الشريشي المذكور‪.‬‬
‫‪-16‬الدرر اللوامع لبي الحسن علي بن محمد بن بري التازي‪.‬‬
‫‪-17‬الوجيز النافع في شععرح الععدرر اللوامععع لبععي محمععد بععن مسععلم‬
‫القاضي القصري‪.‬‬
‫‪-18‬نظم الفريد في أحكام التجويععد لبععي العبععاس أحمععد بععن محمععد‬
‫الحسني‪.‬‬
‫‪-19‬الجمععان النضععيد فععي معرفععة التقععان والتجويععد لبععي عبععد اللععه‬
‫الصفار المراكشي‪.‬‬
‫‪-21‬الزهر اليانع في مقرأ المام نافع لبي عبد الله الصفار‪.‬‬
‫‪-20‬القانون الكلي‪ ,‬في المقرأ السني لبي عبد الله الصفار‪.‬‬

‫‪93‬‬
‫‪-21‬أسفار الفجر الطعالع فعي اختصعار الزهعر اليعانع لبعي عبعد اللعه‬
‫الصفار‪.‬‬
‫‪-22‬تخريج الخلف بين أبي نشيط والحلواني عععن قععالون لبععي عبععد‬
‫الله الصفار‪.‬‬
‫‪-23‬ذكر مخارج الحروف وصفاتها لبي عبد الله الصفار‪.‬‬
‫‪-24‬التجريد فععي الخلف بيععن الئمععة الثلثععة‪ ..‬الععداني ومكععي وبععن‬
‫شريح لبي الحسن بن سليمان القرطبي‪.‬‬
‫لبي الحسن بن سليمان‪.‬‬ ‫)‪(1‬‬
‫‪-25‬المنافع في قراءة نافع‬
‫‪-26‬مختصر "التجريد" لبي الحسن بن سليمان‪.‬‬
‫‪-27‬ترتيععب الداء‪ ,‬وبيععان الجمععع بيععن الروايععات فععي القععراء‪ ,‬لبععي‬
‫الحسن بن سليمان‪.‬‬

‫‪ - 1‬هكذا جاء اسم الكتاب "المنافع"‪ ,‬والغالب أنه يريد كتابه المعععروف "تهععذيب المنععافع" كمععا‬
‫تقدم‪.‬‬

‫‪94‬‬
‫‪-28‬تبيين طبقات المد وترتيبها لبي الحسن بن سليمان‪.‬‬
‫‪-29‬رجز ابن البقال في قراءة قالون‪.‬‬
‫‪-30‬الدغام الكبير لبي عبد الله بن الكمادي المرسي‪.‬‬
‫‪-31‬تهذيب العتماد في اتباع سبيل الرشاد لبي إسحاق ابراهيم بععن‬
‫أحمد الغافقي الشبيلي السبتي)‪.(1‬‬
‫هذه هي الكتب التي ذكرها في القراءة وعلومها‪ ,‬وذكر معها بعععدها‬
‫تسعة وعشرين مصنفا في فنون مختلفة فيكون بععذلك مجمععوع مععا‬
‫رواه معن المصععنفات ععن فهرسععة السععراج ‪ 62‬كتابععا بيععن مصععنف‬
‫ومنضومة‪.‬‬

‫‪ -‬يمكن الرجوع إلى أسانيده في هذه المصنفات والقصائد في فهرسته ‪.101-95‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪95‬‬
‫وبذلك يكون أبو عبد الله بن غازي قد اشتمل على التراث القععرائي‬
‫الععذي أنتجتععه القععرائح المغربيععة لننععا نلحععظ أن هععذه القائمععة لععم‬
‫تشتمل على أي كتاب مشععرقي فعي القععراءة وعلومهعا‪ ,‬إل قصععيدة‬
‫أبي مزاح الخاقاني‪ ,‬وهي أيضا كانت برواية مغربية خالصععة متصععلة‬
‫السناد بالمغاربة والندلسيين إلى فارس بن أحمد شيخ أبي عمععرو‬
‫الداني وشيخه الخر طاهر بن غلبون‪.‬‬
‫وللشيخ بن غازي أيضا روايات أخرى فععي "التيسععير" و"الشععاطبية"‬
‫غير ما تضمنته هذه القائمة منها ما ذكرناه له من طريععق أبععي عبععد‬
‫الله الصغير‪ ,‬ومنها ما رواه بالجازة – مما ذكره في فهرسته‪.-‬‬
‫‪ -‬فقد أجازه بع"حرز الماني" و"عقيلة التراب" في الرسععم‬
‫أبو عبد الله محمد بن عبد الرحمان السخاوي في جملععة مععا أجععازه‬
‫به من مصر سنة ‪885‬هع)‪.(1‬‬

‫‪ -‬الفهرسة ‪.172-157-148‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪96‬‬
‫‪ -‬وأجازه بهما وبالدرر اللوامععع وغيععر ذلععك ممععا يععدخل فععي‬
‫روايته الشيخ أبو عبد الله محمد بن محمععد ابععن أحمععد بععن مععرزوق‬
‫)الحفيد(‪ ,‬وذلك فيما ذكره في "ذيل فهرسته"مما يدخل ضمن هذه‬
‫الجازة ممععا زاده وألحقععه بهععا عععام ‪ 905‬أي قبععل وفععاته بنحععو ‪14‬‬
‫عاما)‪.(1‬‬
‫وبهذا يكون قد اسععتوفى رصععيده العلمععي أو "المععادة الخععام" الععتي‬
‫ستكون غذائه اليومي غداة تصدره‪ ,‬وخاصة حين انتقاله إلى قاعدة‬
‫البلد واشععتماله علععى إمامععة التصععدر ومشععيخة الجماعععة‪ ,‬وهععو مععا‬
‫سيكون له أثره في سعة أفقععه وعمععق فهمععه ورسععوخ قععدمه عنععد‬
‫تناول قضايا الفن ومسائل الخلف كما سنرى أمثلة حيععة مععن ذلععك‬
‫بعون الله‪.‬‬

‫‪ -‬الفهرسة ‪.192-188‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪97‬‬
‫بهؤلء الشيوخ الستة إذن تخععرج فععي القععراءة ومععا يتصععل بهععا مععن‬
‫فروع كالرسععم والضععبط وقواعععد الداء والتجويععد ول شععك أنععه قععد‬
‫استفاد من باقي رجال مشيخته الذين ذكرهم في فهرسته‪ ,‬والععذين‬
‫لم يذكرهم ممن جمعته بهم حياة الدرس والطلععب‪ ,‬وكععذلك رفععاقه‬
‫الذين صاحبهم على ذلك في مكناسة الزيتون وفاس‪ ,‬إذ لم يتح لععه‬
‫أن يشد الرحال إلى غيرهما من الحواضر‪ ,‬أو لم يشعر بالحاجة إلى‬
‫ذلك إذ كان موقع فاس يومئذ من هذا الشأن كما يقول المثل "كععل‬
‫الصيد في جوف الفرا"‪.‬‬
‫على أننا نجده معع ذلععك حزينععا آسععيا علععى مععا فععاته معن حعال مععن‬
‫تقدموه‪ ,‬وذلك حين يقول في مطععالع فهرسععته بعععد أن ذكععر جهععود‬
‫السلف في السرى والتأويل وأعمال اليعملت في فيععافي الفلععوات‬
‫طلبا للسند العالي‪:‬‬
‫"ثم جئنا نحن على الثر نتعلل بالوقوف على رسم قد درس ودثععر‪,‬‬
‫ونود الختفاء في سبيلهم‪ ,‬والقتداء بدليلهم‪ ,‬لو سععاعدنا أو سععاعف‬
‫القدر‪ ,‬وتصاونا)‪ (1‬عن الرحلة كما ارتحلععوا‪ ,‬وإعمععال عوامععل النقلععة‬
‫كما أعمل‪ ,‬أوطان وأوطار)‪ ,(2‬ومخاوف أخطععار‪ ,‬ومسععالك ل تخطععر‬
‫السلمة فيها على البال إل بالخطار‪ ,‬فنقنع بالمحبعة فعي طريقهعم‪,‬‬
‫والتسام بسمة طريقهم‪:‬‬
‫آثعععارهم ويععععد ذاك‬ ‫ولربمعععععا يكفعععععي‬
‫)‪(3‬‬
‫"غنيمة"‬ ‫المحب تعلل‬

‫‪ - 1‬رغم موضوع المعنععي مععن السععياق لقععراءة "وتصععدنا" قععراءة صععحيحة‪ ,‬فقععد كتبهععا محقععق‬
‫فهرسعة ابععن غععازي " بلفععظ" "وتصععاونا"‪ ,‬وعلعق بالهععامش " هكعذا قرأناهعا فعي النسععختين"‪.‬‬
‫)فهرسة ابن غازي ‪.(30‬‬
‫‪ - 2‬يبدو أن هذا هو الصواب في الكلمة "وأوطععار" حععتى تقععع المجانسععة بينهععا وبيععن "أوطععان"‬
‫قبلها‪ ,‬وحتى تنتظم أيضا السجعة مع قوله "وأخطار"‪ ,‬لكن كتبها " وأوكار" دون أن يعلق عليها‬
‫بشيء‪.‬‬
‫وأحسب أن الشيخ يشير إلى معنى "مآرب" في البيت المشهور‬
‫مآرب قضاها الشباب هنالكا‪"...‬‬ ‫"وحبب أوطان الرجال إليهم‬
‫‪ - 3‬الفهرسة ‪.31-30‬‬

‫‪98‬‬
‫ومهمععا يكععن فقععد كفععي الشععيخ مؤونععة الرحلععة الن‪ ,‬واسععتطاع أن‬
‫يغترف عن قرب من كنوز الثقافة العلمية بفاس ومكناسة ما يسععد‬
‫الخصاصة ويربي على مقدار الحاجة‪ ,‬وحسبك به أنععه مععا مععن علععم‬
‫من علععوم الروايععة كععان معروفععا بالمنطقععة إل وجععدته مسععندا مععن‬
‫طريقه سواء تعلق المعر بعالقراءات أم بعالفقه‪ ,‬أم بعالنحو أم بغيعر‬
‫ذلك من علوم التفسير والحديث)‪.(1‬‬
‫ول شك أن هذا الرصيد الثقافي السخي رصيد فععي منتهععى الكفايععة‬
‫والكفععاءة إذا أحسععن تمثلععه والفععادة منععه‪ ,‬إذ كععثير فععي زمنععه مععن‬
‫شاركوه في التعامل معه‪ ,‬ولكن حواصععلهم لععم تقععوى علععى حسععن‬
‫التمثل والهضم‪ ,‬ولم ترتفع به عن مستوى الرواية والنقل والحكاية‪,‬‬
‫إلى مستوى الدراية والفهم والتوجيه النافع‪.‬‬
‫وبهذا‪-‬كمععا سععنرى‪ -‬كععان لبععي عبععد اللععه الشععفوف علععى القععران‪,‬‬
‫والتبريز على من عاصروه من حملة اللواح والقلم‪ ,‬وبععه اسععتطاع‬
‫أن يتبوأ مجالس المامة وأن يتسنم كراسي مشيخة الجماعععة فععي‬
‫أكثر العلوم والفنون‪ ,.‬وبذلك شععهد لععه عامععة مععن ترجمععوا لععه مععن‬
‫المؤرخين‪.‬‬
‫مكانته العلمية وشهادات العلماء له‪:‬‬

‫‪ - 1‬من أمثلة ذلك في الفقه المالكي إسناد أبعي العبعاس المنجعور للفقعه المعالكي معن طعرق‬
‫أصحاب ابن غازي في فهرسته ‪ 19-18‬بالسند المتصل إلى صاحب المععذهب مالععك بععن أنععس‬
‫عن شيوخه مرفوعا‪ .‬وإسناد التونسيين له أيضا من طريق ابععن غععازي كمععا فععي شععجرة النععور‬
‫الزكية ‪ .473-472‬ومن أمثلته أيضا إسناد المغاربة لعلم النحو كما نجده عند محمد بن الطيب‬
‫القادري من طريق شبيهة )انظر كتاب التقاط الدرر للقادري ص ‪.451-449‬‬

‫‪99‬‬
‫تتجلى مكانة أبي عبد الله بن غازي إلى جانب ما تنطق بععه إمععامته‬
‫في الفن ورسوخ قدمه في العلم بوجه عععام‪ ,‬وسعععة مرويععاته فععي‬
‫علوم السلم‪ ,‬في الثناء العريض الذي نجده لصععحابه عليععه‪ ,‬وفععي‬
‫التحليات العلمية السامية التي يحليه بها مععترجموه‪ ,‬تنويهععا بقععدره‪,‬‬
‫وتنبيها على علو شأنه‪ ,‬واعترافا بإمامته وجللة منصبه‪.‬‬
‫كما تتمثل للدارس من خلل تراثه العلمي الفخم الذي دبجععه قلمععه‬
‫في مختلف شعب المعارف‪ ,‬حتى في العلوم التي يقل العتناء بهععا‬
‫عند عامة الفقهاء)‪ ,(1‬ومباحث الشيخ علععى تنوعهععا وتباعععد مععا بينهععا‬
‫أمثلة فريدة في الطرافععة والعمععق والفععوائد الجمععة والقععدرة علععى‬
‫التوجيه والتخريج والمقايسة والتنظير‪.‬‬
‫وقبل أن نتجه إلععى اسععتعراض بعععض تحقيقععاته فععي المجععال الععذي‬
‫يهمنا منه هنا‪ ,‬وإلى استعراض بعض آثاره في الفن‪ ,‬نقف قليل معه‬
‫عند طائفة من التحليات واللقاب العلمية التي حله بهععا معاصععروه‬
‫والمترجمون له‪.‬‬
‫فلقد تفنن أصحاب الشيخ في الثناء عليععه حيععا وميتععا‪ ,‬فععأكثروا مععن‬
‫الشادة به وبالغوا في رثائه بعد موته وذكرى مآثره وفضائله شعععرا‬
‫ونثرا‪.‬‬
‫فمن ذلك ما حله به صععاحبه أبععو عبععد اللععه محمععد بععن أبععي جمعععة‬
‫الوهراني المدعو شقرون فععي القصععيدة العصععماء الععتي رثععاه بهععا‪,‬‬
‫وهي مثل فريد في الوفاء)‪.(2‬‬

‫‪ - 1‬مثال ذلك في أرجوزته "منية الحساب" في علم الحساب‪ ,‬وشرحه عليهععا المسععمى "بغيععة‬
‫الطلب في شرح منية الحساب‪ ,‬وهو مطبوع طبعة حجريعة بفعاس فععي ‪ 248‬ورقعة كمععا ذكعر‬
‫محقق فهرسته ص ‪ .15-12‬وكذلك تأليفه فععي العععروض علععى الخزرجيععة وشععرحه عليععه كمععا‬
‫ذكره ابن زيدان في التحاف ‪.4/9‬‬
‫‪ - 2‬توجععععععد القصيععععععدة مخطوطة بعنعععععوان "تعزية في محمد بععن أحمععد بععن غععازي" فععي‬
‫الخزانة الناصرية بتمكروت حسب )دليل مخطوطات الخزانة الناصرية للستاذ محمد المنععوني‬
‫‪ (138‬ورقها هناك ‪ 2088‬ضمن مجموع‪.‬‬

‫‪100‬‬
‫ومما قيل في حياته تنويها باقتداره‪ ,‬وتنبيها على مقداره‪ ,‬مععا ذكععره‬
‫مسعود جموع في "كفاية التحصيل" عقب ذكععره لععترجمته وحععديثه‬
‫عن سمو مكانته قال‪":‬حتى قال فيه القائل‪:‬‬

‫فما في الرض مثلك يا ابععن‬ ‫تععععععكلم فععي الحقيعععععععقة‬


‫)‪(1‬‬
‫غععازي‬ ‫والمجعععاز‬
‫وقال فيه صاحبه أبو عبد الله الكفيف النفاسي‪:‬‬
‫أكرم بععه طعععاب مععن خعععلق‬ ‫حععبر تثبععت والنعععععععصاف‬
‫ومن خعععلق‬ ‫شيمتعععه‬
‫مثعععل"البخعععاري"لمعععا جعععاء‬ ‫أتى بععه الععدهر فععععععردا ل‬
‫)‪(2‬‬
‫بع"العتقي"‬ ‫نظعععير له‬
‫ومن ذلك ما حله به صاحبه العلمة عبد الواحد الونشريسععي‬
‫في قوله ‪:‬‬
‫"شيخنا المام العالم الثير السيد أبععو عبععد اللععه‪ ,‬كععان إمامععا‬
‫مقععرأ مجععودا صععدرا فععي القععراءات‪ ,‬متفننععا فيهععا‪ ,‬عارفععا بوجوههععا‬
‫وعللها‪ ,‬طيب النغمة‪ ,‬قائما بعلم التفسير والفقه والعربيععة‪ ,‬متقععدما‬
‫فيها عارفا بوجوهها‪ ...‬فهو آخر المقرئين‪ ,‬وخاتمة المحدثين")‪.(3‬‬
‫ووصفه السوداني فععي "النيععل" بقععوله "شععيخ الجماعععة بهععا‪,‬‬
‫المععام العلمععة البحععر الحععافظ الحجععة‪ ,‬المحقععق الخطيععب‪ ,‬جععامع‬

‫‪ - 1‬كفاية التحصيل في شرح التفصيل سيأتي في شروح التفصيل لبن غازي‪.‬‬


‫‪ - 2‬البيتان في ترجمة محمد بن يوسف الترغي في درة الحجععال ‪ 2/164‬ترجمععة ‪ 638‬وعقععب‬
‫عليهما بما يبين مقصوده في البيت الثاني فقال ‪ :‬وذيلهما – يعني الترغي المذكور – ببيت وهو‬
‫تفسير "يوسف" من جامعه العبق"‪.‬‬ ‫"وذا بسادس أبواب تقيد في‬
‫والشارة هنا إلى الرواية الوحيعدة العتي للبخعاري فعي صعحيحه معن طريعق ابعن قاسعم وهععي‬
‫المذكورة عنده في كتاب التفسير فععي قععوله ‪":‬حععدثنا سعععيد بععن تليععد حععدثنا عبععدالرحمن بععن‬
‫القاسم عن بكربن مضر عن عمرو بن الحارث عن يونس بن يزيد عن ابن شعهاب ععن سععيد‬
‫بن المسيب وأبي سلمة بن عبدالرحمن عن أبي هريرة رضي الله عنه قال ‪ :‬قال رسول اللععه‬
‫صلى الله عليه وسلم ‪":‬يرحم الله لوطا لقد كان يأوي إلى ركن شديد"‪.‬‬
‫‪ - 3‬نقله في نيل البتهاج ‪.333‬‬

‫‪101‬‬
‫أشععتات الفضععائل‪ ,‬خاتمععة علمععاء المغععرب‪ ,‬وآخععر محققيهععم‪ ,‬ذو‬
‫التصانيف العجيبة")‪.(1‬‬
‫وقال بن عسكر في "الدوحة"‪":‬الشيخ الراوية الععالم العلععم‪,‬‬
‫شيخ الجماعة ومفتيها")‪.(2‬‬
‫وحله فععي التحععاف بقععوله‪":‬عععالم العصععر‪ ,‬وبركععة القطععر‪,‬‬
‫المتفنن الذي لم يسمح الزمان له بمثيل‪,‬بحر زخععار تتلطععم أمععواج‬
‫تحقيقه‪ ,‬حععافظ حجععة‪ ,‬فععردي حيسععوبي‪ ,‬عروضععي‪ ,‬خطيععب‪ ,‬جععامع‬
‫شتات الفضائل‪ ,‬مقرئ مجود صدر في القراءات‪ ,‬متقن لها‪ ,‬عارف‬
‫بوجوههععا وعللهععا‪ ,‬طيععب النغمععة‪ ,‬عععذب المنطععق‪ ,‬حسععن اليععراد‬
‫والتقرير‪ ,‬فصيح اللسان‪ ,‬عارف بصنعة التدريس‪ ,‬ممتعع المجالسعة‪,‬‬
‫جميل الصحبة‪ ,‬سري الهمععة‪ ,‬نقععي الشععيبة‪ ,‬حسععن الخلق والهيئة‪,‬‬
‫عذب الفكاهععة‪ ,‬معظععم عنععد الخاصععة والعامععة‪ ,‬نصععوح‪ ,‬قععائم بعلععم‬
‫التفسير والفقه والعربية والحديث‪ ,‬حافظ لععه‪ ,‬واقععف علععى أحععوال‬
‫رجاله وطبقاتهم‪ ,‬ضابط لذلك كله‪ ,‬معتن به‪ ,‬ذاكر للسير والمغععازي‬
‫والتاريخ والداب")‪.(3‬‬
‫ولو ذهبنا نستقصي ما حلي به في كافعة المصعادر لطعال بنععا‬
‫المجال‪ ,‬ويكفينا نحن في زمننا أن ننظر فيما وصل إلينا من أصععداء‬
‫عن جهوده وجهاده علععى مختلععف الصعععدة‪ ,‬وأن نتمعععن قليل فيمععا‬
‫نقف عليه من تراثععه المكتععوب وأخبععاره المدونععة‪ ,‬وصععلته الوثيقععة‬
‫بأهل زمانه عامة وعلماء وحكاما‪ ,‬وإمامته المشهود له بها فععي كععل‬
‫ما تعاطاه من علوم وفنون‪ ,‬وخاصة فععي القععراءة وعلومهععا‪ ,‬يكفينععا‬

‫‪ - 1‬نفسه ‪.333‬‬
‫‪ - 2‬دوحة الناشر لمحمد بن عسكرالشفشاوني ‪ 47-46‬ترجمة ‪ ,31‬وقال في تمام ذلك‪":‬وفععي‬
‫الجملة فهو إمام هدى‪ ,‬يقتدى به ويثنى على فعله البعيد الغاية أهععل المشععارق والمغععارب‪ ,‬لععه‬
‫الشأو الذي ل يدرك‪ ,‬وفضائله أكثر من أن تحصى‪ ,‬وعلومه أعظم من أن تستقصى"‪.‬‬
‫‪ - 3‬إتحاف أعلم الناس ‪.4/2‬‬

‫‪102‬‬
‫ذلك أو بعضه لنضعععه مععن علمععاء هععذا القطععر موضععع الكليععل مععن‬
‫الرأس‪ ,‬والنسان من العين‪.‬‬
‫إنععه العععالم بحععق الععذي يععأبى عليععه علمععه إل أن يكععون فععي‬
‫الطليعة مع العلماء‪ ,‬وفي العمل لنقاذ المة مع العاملين‪ ,‬وفي كععل‬
‫ميدان من ميادين الصلح الجتماعي حععتى فععي إصععلح ذات الععبين‬
‫بين القبائل‪ ,‬ودون أن يصده كل ذلك عن القيععام بوظععائفه العلميععة‬
‫في التدريس والتربية والتعليم والتوجيه)‪.(1‬‬
‫صلته العلمية بالعلماء‪:‬‬
‫وإن في اللقطات التي نقف عليها هنا وهناك مما يخلد صلته‬
‫بعلماء عصره لوثق شاهد على حضوره العتيد في الساحة العلمية‪,‬‬
‫وانتصابه في سماء زمانه منععارا هاديععا يقتبععس منععه كععل علععى قععدر‬
‫حاجته‪ ,‬ويستفيد هو من تلك الصلت بقدر ما يتسع له وقتععه العععامر‬
‫بجلئل العمال‪ ,‬وتسمح به تصرفات الحوال‪.‬‬
‫‪ -‬فمن صلته العلميععة تلععك مععا ظععل يقتبععس منععه المعععارف‪,‬‬
‫وينمي به رصيده منها‪ ,‬تارة بالمراسععلة فععي بعضععها‪ ,‬علععى نحععو مععا‬
‫نفهمه من دللة عنععوان كتععابه الععذي سععماه "الشععارات الحسععان"‪,‬‬
‫المرفوعععة إلععى حععبر فععاس وتلمسععان")‪ ,(2‬وكتععابه الخععر"المطلععب‬
‫الكلي في محادثة المام القلي")‪ (3‬أو كتععابه "مععذاكرة أبععي إسععحاق‬
‫بن يحيى في حكم ما حيا")‪.(4‬‬

‫‪ - 1‬كانت تحركاته أحيانا للصلح بين القبائل هي التي تملي عليه بعض مؤلفاته‪ ,‬ومعن ذلعك مععا‬
‫ذكره في أول كتابه "كليات في الفقه المخطوط بالخزانة العامة بالرباط تحت أرقععام ‪-1554‬‬
‫‪ 220-1553‬من أن سبب جمعه لهذه الكليات هو إقامته فععي بعععض اليععام بطريععق "تامسععنا"‬
‫حين توجهه للقاء مع الشاوية" حين طلبوا منه ذلك في أوائل عام ‪893‬هع"‪.‬‬
‫‪ - 2‬يريد به أبا العباس أحمد بن يحيى الونشريسي – صععاحب المعيععار – )ت ‪ (914‬وقعععععد أورد‬
‫المقعععععععععري فععي نفععح الطيععب ‪ 88-3/65‬الرسععالة بتمامهععا‪ ,‬ومععن أهععم مععا فيهععا ممععا يتصععل‬
‫بموضوعنا طلب ابن غازي – وهو بمكناس إذ ذاك – من الونشريسععي‪ ,‬وهععو يععومئذ بفععاس‪ ,‬أن‬
‫يتحقق له من نسب أبي بكر بن مجاهد شيخ القراء ببغداد‪ ,‬لنه شععك فععي اسععم والععده‪ ,‬قععال‪:‬‬
‫"وفي ظني أنه موسى‪ ,‬فلسيدنا الفضل في تحقيق ذلك لنا فععي كتععاب )طبقععات القععراء لبععي‬
‫عمرو الداني( ومععن تعريععف)الجعععبري( الععذي ختععم بععه )شععرح القصععيد(‪ .‬وهمععا بخزانععة جععامع‬
‫القرويين "عمره الله تعالى"‪ –.‬نفح الطيب ‪86-3/85‬‬
‫‪ - 3‬نيل البتهاج ‪.334‬‬
‫‪ - 4‬إتحاف أعلم الناس ‪.4/9‬‬

‫‪103‬‬
‫وتارة باستجازة العلماء أو تبادل الجازة معهم‪ ,‬كما فعل مععع‬
‫الشععيخ الفقيععه المحععدث الراويععة أبععي محمععد عبععد القعادر بعن عبععد‬
‫الوهععاب بععن أحععم البكععري المقدسععي الشععافعي الععذي ذكععره فععي‬
‫فهرسته‪ ,‬وقال عنه‪" :‬قدم هذه البلد سنة ‪880‬هع فذاكر في الفقععه‬
‫وغيره جماعة من أصحابنا‪ ,‬فلما ورد علععى مدينععة مكناسععة سععلكت‬
‫معه هذا السلوب‪ ,‬نتذاكر الفرع فنععذكر مععذهب مالععك فيععه‪ ,‬ويععذكر‬
‫مذهب الشافعي‪...‬‬
‫واستفاد بعضنا من بعض فوائد جمة‪ ...‬ثم ذكععر أنععه اسععتجازه‬
‫فيما حمله عمن لقي بالعراق والحجععاز والشععام ومصععر‪ ,‬فأجععاز لععه‬
‫جميع ذلك إجازة عامة‪ ,‬وكتب له ذلك بخطه‪ ..‬ثم ذكر أسععماء سععتة‬
‫عشر كتابا من كتب الحديث وغيرها سماها له في الجازة)‪.(1‬‬
‫‪ -‬ومن هذا القبيععل اسعتجازته لمعام المسععندين أبعي عمعرو‬
‫عثمععان بععن محمععد بععن عثمععان الععديمي المصععري‪ ,‬وقععد ذكععره فععي‬
‫فهرسعته وذكعر أن أخعاه الود الخلصعة الصعفية أبعا العبعاس أحمعد‬
‫زروق البرنسي هو الذي قام باستجازته له ولولده أحمععد ولجماعععة‬
‫من العلماء سماهم في الترجمة وذاك عام ‪885‬هع)‪.(2‬‬
‫‪ -‬ومععن بركععات هععذا التواصععل العلمععي كتععابته لفهرسععته‬
‫المشهورة وإجازته بما فيها لمعن اسععتجازه معن علمعاء تلمسعان)‪,(3‬‬
‫ويعلم الله أي خسارة علمية كانت ستصيب التاريخ العلمي للرجععل‬
‫ومدرسته وعصره لو لم يكتب ما كتبه فيها ويععذكر مععن لقيهععم بهععا‪,‬‬
‫وقد ذيلها أيضا بإجازة أبي عبد الله بن مرزوق الكفيععف لععه ولولععده‬
‫محمد)‪.(4‬‬
‫ومن بركات هذه الصلت العلمية ما كان الشيخ يقترحه فيهععا‬
‫على بعض العلماء من التأليف في بعععض الموضععوعات‪ ,‬وقععد أشععار‬

‫فهرسة ابن غازي ‪.127-123‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪1‬‬

‫الفهرسة ‪.147-128‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪2‬‬

‫يمكن الرجوع في ذاك إلى مقدمتها ‪.33-31‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪3‬‬

‫ألف سنة ‪.174‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪104‬‬
‫بعض الباحثين إلى وجود تأليف في التعريف بالفقيه أبععي عبععد اللععه‬
‫محمد بن محمد ابن أبي بكر المقري )الجععد(‪ -‬بخزانععة الشععيخ عبععد‬
‫الجبععار الفكيكععي‪ -‬ألفععه الشععيخ أبععو العبععاس أحمععد بععن يحيععى‬
‫الونشريسي باقتراح من الشيخ ابن غعازي‪ ,‬وكعان فراغعه منعه يعوم‬
‫الخميس رابع ربيع الول عام ‪ ,876‬وجاء في أولععه‪":‬أمععا بعععد حمععد‬
‫الله تعالى والصلة والسلمة على سيدنا ومولنا محمععد وعلععى آلععه‬
‫وصحبه وسععلم تسععليما‪ ,‬فإنععك أيهععا السععيد الفاضععل المععام العامععل‬
‫العلمة العلم الذي ل يضاهى‪ ,‬وذو الخلل السنية العثمانيععة الععتي ل‬
‫تتناهى‪ ,‬كلفتني مع قصر باعي‪ ,‬وقلة اطلعي‪ ,‬وعععدم انطبععاعي‪ ,‬أن‬
‫أقيد لكمالك‪ ,‬وباهر جللك‪ ,‬نبذة من التعريععف بععالفقيه القاضععي‪"...‬‬
‫)‪.(1‬‬
‫‪ -‬ومن مشاهير أصدقاء الشيخ ابن غازي في زمنــه‬
‫الفقيه المام أبو إسحاق ابراهيم بن هلل السجلماســي‬
‫المتوفى بسجلماسة سنة ‪903‬هـ‪ ,‬وقد ذكر ابن القاضععي فععي‬
‫"الجذوة" مشيخته ومؤلفاته في الفقه والحععديث وذكععر أنععه "كععانت‬
‫بينه وبين الشيخ ابن غازي مصاحبة ومراسلة")‪.(2‬‬
‫ومن طريف الملح التي حكاها عنهما فععي "درة الحجععال" أن‬
‫ابن هلل بعث إلى ابن غازي بأصناف التمر لما سععأله ابععن غععازي‪..‬‬
‫إلى ماذا يتنوع بسجلماسة؟ فبعث إليه بحمل منه‪ ,‬تمرتان مععن كععل‬
‫صععنف‪ ,‬وكتععب لععه مععع ذلععك‪":‬سععألتني عععن أصععناف التمععر وهععاهي‬
‫تصلكم"‪,‬وإن تعدوا نعمة الله ل تحصوها")‪.(3‬‬
‫‪ -‬ومن ثمرات هذه الصلت طائفة من المسععائل الععتي كععانت‬
‫تعرض عليععه فيجيععب عنهععا‪ ,‬ومنهععا مععا يتعلععق ببعععض مسععائل الداء‬
‫كرسالته الجوابية التي أجاب بها علماء تلمسان عن سععؤال وجهععوه‬
‫‪ - 1‬يمكن الرجوع في سبب تأليف الكتاب إلى موضوع "من نوادر المخطوطات بخزانة المععام‬
‫عبدالجبار الفكيكي للستاذ – بنعلي محمد بن بوزيان‪ ,‬المنشور بمجلة "دعوة الحق" المغربيععة‬
‫العدد ‪ 260‬ص ‪ 66‬شهر ربيع النبوي ‪1407‬هع نونبر ‪.1986‬‬
‫‪ - 2‬جذوة القتباس ‪ 1/97‬ترجمة ‪ 19‬وله ترجمة عند الحضيكي في مناقبه ‪.1/118‬‬
‫‪ - 3‬درة الحجال ‪ 1/239‬ترجمة ‪.352‬‬

‫‪105‬‬
‫إليه في مراتب المد عند القراء العشععرة وكيفيععة ترتيععب ذلععك عنععد‬
‫جمع القراءات)‪ ,(1‬وكذلك تقريظه لبعض المؤلفات)‪.(2‬‬
‫وإذا كان قدر العالم يقدر بمقدار ما خلفه وراءه من أصععداء‪,‬‬
‫فإن الشيخ قد خلف وراءه الععدنيا تلهععج بععذكره‪ ,‬وكععان أجععدر بقععول‬
‫الشاعر أبي الطيب المتنبي في ما ذكره عن شعره)‪.(3‬‬
‫وإسهاما مني في إبراز جوانب من إمامته فيما يخععص علععوم‬
‫القراءات نقف معه عند طائفة من التحقيقععات الععتي نقتطفهععا مععن‬
‫بعض كتبه ورسائله وأجوبته لنرى كيف كععان الرجععل يبحععث ويحلععل‬
‫ويناقش ويحاور شععيوخه ويقععارن بيععن مععذاهبهم فععي الداء‪,‬ويععوازن‬
‫بينهما مصععوبا للصععواب‪ ,‬ومعتععذرا عععن الععوهم إن كععان‪ ,‬ومسععتعمل‬
‫للحجة والدليل من كتب الكبار‪ ,‬ممععا يععذكرنا بأسععاطين علمععاء هععذا‬
‫الشأن ممن عرفنا بهم في عصور القوة والزدهار‪.‬‬

‫‪ - 1‬ذكرها الستاذ سعيد أعراب في كتابه "القراء والقراءات بالمغرب ‪.81‬‬


‫‪ - 2‬من ذلك تقريظه لكتاب "مصباح الرواح في أصول الفلح" لمحمد بن عبععدالكريم المغيلععي‬
‫التلمساني ذكره في نيل البتهاج ‪ 331‬وقال ‪":‬كتاب عجيب فععي كراسععين‪ ,‬أرسععله للسنوسععي‬
‫وابن غازي فقرظاه"‬
‫‪ - 3‬أعني في قوله سيف الدولة في داليته المشهورة‪:‬‬
‫أجزني إذا أنشدت شعرا فإنما بشعري أتاك المادحون مرددا‬
‫ودع كل صوت غير صوتي فإنني أنا الطائر المحكي والخر الصدى‪.‬‬

‫‪106‬‬
‫الفصل الثاني‪:‬‬
‫نماذج من تحقيقاته في مسائل الداء‬
‫مما تلقنه‬
‫عن شيخه أبي عبد الله الصغير وغيره‪.‬‬
‫إن مستوى تحقيق أبي عبععدالله بععن غععازي وتحريععر لمسععائل‬
‫الخلف‪ ,‬وقدرته على عععزو القععوال فععي مسععائل الرسععم والضععبط‬
‫والداء إلى القائلين بها من شيوخه ومعاصريه‪ ,‬كل ذلععك يعتععبر آيععة‬
‫أخرى من آيات نبل هذا الشيخ وشفوف قدره وعلو منصبه في هذا‬
‫العلم‪ ,‬وهو أمر يذكرنا – لو كان قد توسع فيه – بما رأينا طائفة منه‬
‫عنععد أقطععاب مععدارس الداء بالنععدلس والقيععروان‪ ,‬ثععم عنععد أعلم‬
‫الحاملين لمذاهبهم من أئمععة القععراء ومشععايخ القععراءة والداء فععي‬
‫الحواضر المغربية‪ ,‬وخاصة في عهد ازدهارها‪.‬‬
‫ولقد رأينا في استعراضنا لبعض ما تلقاه عن مشععيخته كيععف‬
‫كان يناقش ويباحث ول يجتزء من الخذ عنهم بالسماع المجرد‪ ,‬بل‬
‫أننا نجده منذ زمن مبكر يسلك سبيل المفاوضععة والبحععث‪ ,‬ويتلقععى‬
‫الصول المعتبرة في كل فن عن أربععاب الختصععاص فيععه‪ ,‬حعتى إذا‬
‫لم يطمئن إلععى شععيء ممععا سععمع بععادر بطععرح السععؤال ومطارحععة‬
‫المسألة للنقاش‪ ,‬وملتمسا الدليل والبرهان‪.‬‬
‫وهاهو يقول عن رجز شيخه أبي العباس بن الحباك في نظم‬
‫بيوع الشيخ ابن جماعة التونسي‪":‬قرأته عليه قراءة تحقيق وتدقيق‬
‫وبحعث وتغلغعل كعانت سعببا فعي رجعوعه ععن بععض أبيعات الرجعز‬
‫المذكور وتبديلها بغيرها")‪.(1‬‬
‫ويقول عن شيخه أبي الحسن علي بععن منععون المكناسععي ‪":‬‬
‫وتمرنت عليه في الفرائض والوثائق وإعراب القرءان وأوقععافه")‪,(2‬‬
‫وهي إشارة تفيدنا إفادة كبيرة فععي تقععدير الهتمععام بعلععم "الوقععف‬
‫‪ -‬فهرسة ابن غازي ‪.88-87‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪ -‬نفسه ‪.85‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪107‬‬
‫والبتععداء" عنععد رجععال هععذه المدرسععة والععذي سععيتكلل آخععر المععر‬
‫بالوقف "الرسمي" الذي يحمل اليوم اسععم المععام الهبطععي – كمععا‬
‫سنعود إلى ذلك بالبيان عن قريب‪.‬‬
‫ول نريد أن نتوسع كثيرا في إفادات ابن غازي من مناقشععات‬
‫لمشايخه والتي نجد لها أمثلة كثيرة في عامععة مؤلفععاته‪ ,‬وسععنكتفي‬
‫من ذلك بما له صلة بالقراءة وعلومها مما يساعدنا على مزيد مععن‬
‫التمثل لفعاق هععذه المدرسععة ومظععاهر نبععوغ أئمتهعا وأهعم القضععايا‬
‫الصولية الدائية والرسمية التي كانت تناقشها وتبحث فيها‪.‬‬
‫‪ -1‬فمــن تحقيقــات الشــيخ ابــن غــازي فــي بعــض‬
‫مسائل الداء ما ذكره في " المد المنفصل" لقالون تعليقععا علععى‬
‫المام الشاطبي‪":‬فإن ينفصل فالقصر )بع(عادره طالبا‪.....‬‬
‫قال ابن غازي ‪ " :‬وما ذكره أبععو القاسععم –رحمععه اللععه‪ -‬فيععه‬
‫فائدتان‪ :‬أعلمك بأن المععد المنفصععل يقصععره قععالون‪ ,‬والثانيععة أنععك‬
‫تعتمد عليه وتعزم عليه‪ ,‬وأما شراح "البريععة" فرجععح أبععو عبععد اللععه‬
‫الخراز القصر‪ ,‬واحتج في ترجيحه إياه بأن قععال‪ :‬رواة القصععر أكععثر‬
‫من رواة المد‪ ,‬لن المروزي له وجهععان‪ ,‬والحلععواني ليععس عنععده إل‬
‫القصر وتابعه ابن عبد الكريم)‪ (1‬على ذلك"‪.‬‬
‫"واعععترض هععذا الترجيععح المععذكور السععتاذ المحقععق سععيدي‬
‫ميمون بن مساعد المصمودي بما هو مذكور في تحفته حيث قال‪:‬‬
‫فليعععس بالمرضعععععععي ول‬ ‫ذا البحعععععث للععععععععععخراز‬
‫السعععععديد‬ ‫والتقععععييد‬
‫فهععععو مكععرر علععععععى مععا‬ ‫لن إسماعيععععععععععععععععععل‬
‫حعععععدا‬ ‫يعععروي المدا‬
‫فععي ذلععك الوجهععععععععععان‬ ‫ل بحث يرضي حيععث قععال‬

‫‪ - 1‬هو أبو الحسن علي بن عبدالكريم صاحب "الفصول" في شععرح الععدرر اللوامععع تقععدم فععي‬
‫شروحها‪.‬‬

‫‪108‬‬
‫جععععيدان‬ ‫الععععداني‬
‫وابعععن سليعععععععععععمان ول‬ ‫والطعععععععععول فيعععه رجعععح‬
‫انكعععععار‬ ‫الصعععععفار‬
‫قال ‪":‬وهعععذا الذي قال سيعدي ميمون اعترضه سيدي أحمد‬
‫المصمودي‪ ,‬قال ع رحمه الله ع ‪ ":‬يا عجبا من أين نقل الشيخ المد‬
‫للقاضي إسماعيل‪ ,‬ولم يذكر أبو عمرو في "التعريف" للحلواني إل‬
‫القصر؟)‪ (1‬لكن ع رحمه الله ‪ -‬هو إمععام حععافظ أميععن فععي نقلععه‪ ,‬لن‬
‫من حفظ حجة على من لم يحفظ"‪.‬‬
‫قال ابن غازي ‪" :‬وأما شيوخنا الذين أخذنا عنهم القراءة فعي‬
‫مدينععة فععاس – حرسععها اللععه‪ -‬فأقرأني أبــو العبــاس الســتاذ‬
‫المحقق سيدي أحمد المصمودي بالمد‪ ,‬وكان يرجح المد"‪.‬‬
‫" وقــرأت علــى الشــيخ المحقــق الــورع الصــالح‬
‫المتفنن سيدي أبي الفرج الطنجي – رحمععه اللععه‪ -‬بالقصععر‪,‬‬
‫وكان يأخذ به في المحراب"‪.‬‬
‫"وأما أستاذنا المعروف بالتجويد المكنى بان أمامــة‬
‫سيدي محمد الصغير –رحمععه اللععه‪ -‬فكععان يأخععذ فععي المحععراب‬
‫بالمععد‪ ,‬وقععد بععاحثته فععي ذلععك بحثععا شععديدا‪ ,‬فقععال لععي –رحمععه‬
‫الله‪": -‬قرأت على سيدي علي الوهري بالمد‪ ,‬وقرأت علععى سععيدي‬
‫أحمد الفيللي بالقصر أو بالعكس‪ ,‬واللععه أعلععم‪ ,‬وكععان رحمععه اللععه‬
‫يميل إلى المد"‪.‬‬
‫"وأما سيدي سليمان أبو يعروبين ع رحمععه اللععه تعععالى‬
‫ورضععي عنععه‪ -‬فكععان يأخععذ فععي المحععراب بالقصععر وكععذلك فععي‬
‫التجويد")‪.(2‬‬

‫‪ - 1‬نعم لم يذكر الداني إل القصر في التعريف )ص ‪ (60‬فقد قال بعد أن ذكر رواية ورش مععن‬
‫طريقي أبي يعقوب الزرق وعبدالصمد العتقي ‪":‬وقععرأ البععاقون وورش فععي روايعة الصععبهاني‬
‫بزيادة التمكين في المتصل خاصة وبترك الزيادة في المنفصل"‪ ,‬ول شك أن الحلععواني داخععل‬
‫في قوله‪":‬وقرأ الباقون إلخ‪ ..‬فليس عنده في المنفصل إل القصر‪.‬‬

‫‪109‬‬
‫فانظر كيف وازن ابن غازي بين شيوخه الربعة‪ ,‬وكيف ضبط‬
‫عنهم حتى القراءة في المحراب وكيف كان كل واحد يقععرأ لقععالون‬
‫على مذهبه الذي اختاره‪ ,‬وكيف أفادنا أيضا بتجاوز هععؤلء المشععايخ‬
‫لرواية ورش عن نافع ليقرأ برواية قالون‪ ,‬وربما في قيععام رمضععان‬
‫لما فيها من اليسر‪ ,‬وخاصة لن الثلثة المذكورين أخيرا عنده كلهم‬
‫كان إماما للناس في جامع الندلس كما تقدم‪.‬‬
‫‪-2‬ونواصل مع الشيخ ابن غازي هذه التحقيقات في‬
‫باب المد بذكر مسألة أخرى في المد المشبع ومععا حكععى فيععه عععن‬
‫شيخه الصغير‪ ,‬وقد أوردها كل من ابن القاضي ومسعود جموع في‬
‫شرحيهما على "الدرر اللوامع" في موضوع جواز قصر المدات في‬
‫الصلت فساقا تحقيقا له في المسألة صدرا له بقولهما‪:‬‬
‫"وقد سئل المام الوهراني من تلمععذة الشععيخ ابععن غععازي –‬
‫رحمهما الله‪ -‬هل يلزم القارئ في الصلت أن يمد باب "جاء" وباب‬
‫"الضالين"؟ فأجاب‪:‬‬
‫"قال ابن العربي)‪":(1‬الولى أن يمععد مثععل ذلععك‪ ,‬فععإن اقتصععر‬
‫فيععه علععى الطععبيعي كععان مععن المععر الخفيععف الععذي ل يقععدح فععي‬
‫الصلت" – قال الوهراني‪ ":‬وذكر لنا شيخنا ابععن غععازي عععن شععيخه‬
‫الصغير أنه كان يذكر لهم أن الشيخ أبا محمععد مكيععا جععوز الطععبيعي‬
‫في باب "جاء"‪ ,‬قال‪ :‬ولعله أخف منه في باب " الضالين" لما يلزم‬
‫على عم المد من الجمع بين ساكنين وصل"‪ .‬قال الوهراني ‪:‬‬
‫"وذكر لي أيضا أن رجل كان يصيح على أبي عبد الله الصغير‬
‫أيام كونه إماما بجامع الندلس في مثل هذا من أمععور المععد يقععول‪:‬‬

‫‪ - 2‬ما نقلته هنا وقفت عليه في خزانة وقفية عتيقة كانت بإحدى زوايعا آسعفي كمعا يعدل علعى‬
‫ذلك الطابع الموجود عليه في المجلد الذي تضمنه‪ ,‬وقد اطلعت عليه عنعد الععذي هعو فععي يعده‬
‫المدعو توفيق بن المؤذن بآسفي‪.‬‬
‫‪ - 1‬يريد القاضي أبا بكر محمد بن عبدالله بن العربي المعافري الشبيلي)ت ‪543‬هع(‪.‬‬

‫‪110‬‬
‫أستاذكم يا أهل فاس يمد ما يسععتحق القصعر‪ ,‬ويقصععر معا يسعتحق‬
‫المد‪ ,‬وكان الستاذ يعطيه الذن الصماء")‪.(1‬‬
‫‪ -3‬ومن تحقيقاته عن أستاذه الصغير مما ذكره في‬
‫" إنشاد الشريد" عند ذكر قوله تععالى "إمععا يبلغعن عنعدك الكععبر‬
‫أحدهما أو كلهما ‪ "...‬في صورة السراء وما قيل مععن إمالععة ورش‬
‫لقوله "كلهما قال في هذا السياق‪..‬‬
‫"وقععد أنشععدنا أسععتاذنا أبععو عبععد اللععه الصععغير سععائل السععتاذ‬
‫الفشتالي‪..‬‬
‫تولى العل والعلم طععرا كمععا‬ ‫أل أيهععا السععتاذ والعععععععلم‬
‫هععععما‬ ‫العععذي‬
‫بنععععص جلععععي قععععد أمععععال‬ ‫فهل كان ورش في غريععب‬
‫"كلهعععععععما"‬ ‫علومكعععم‬
‫كععععداني أو مكععععي أو مععععن‬ ‫فبين لنا مععن قعععععععاله مععن‬
‫عداهمععععععا‬ ‫أئععععمععة‬
‫قال فأجابه‪:‬‬
‫لورش وإسععماعيل كععن فععي‬ ‫جوابعععك قعععد نعععص ابعععن‬
‫)‪(2‬‬
‫حمععاهما‬ ‫غلعععبون طاهر‬
‫وفيه لهععم وجعععععععهان سععام‬ ‫ولم يحك خلععفا فيه عمععن‬
‫علهعععما‬ ‫ذكعععرته‬

‫‪ - 1‬يمكن الرجوع إلى المسألة في باب المد من "الفجر الساطع" وكذا في "الععروض الجععامع"‬
‫لجموع في الباب نفسه‪.‬‬
‫‪ - 2‬نص ما في"التذكرة" لبن غلبون ‪":1/273‬وأما قوله تعالى في "سبحان" أوكلهما " فأماله‬
‫حمزة والكسائي‪ ,‬وقرأه ورش وإسماعيل بين اللفظين‪ ,‬وفتحه الباقون"‪ .‬وهويريععد بإسععماعيل‬
‫إسماعيل بن جعفر بن أبي كثير النصاري الراوي الرابع عن نافع‪.‬‬

‫‪111‬‬
‫إبعععانته الدانعععععععععععي فبعععان‬ ‫وقععد ذكععر الوجعععهين أيضععا‬
‫خفععععاهما‬ ‫كذاك في‬
‫على أصله في الباب يجععري‬ ‫ولو لم يكععن نص لقععععلت‬
‫"كلهما"‬ ‫مجعععاوبا‬
‫وفيه لهم وجهععان فانشععععععر‬ ‫لععدى مععن يراععععععي أنععه‬
‫لواهعععما‬ ‫الععياء أصله‬
‫فقعععععععال لكسععر أوليععععععاء‬ ‫أشعععععار لهذا الشاطععععبي‬
‫نراهععععما‬ ‫وغعععيره‬
‫قال ابن غازي‪":‬والمشهور فيه الفتح‪ ,‬وبه قرأنا على السععتاذ‬
‫أبي عبد الله الصغير")‪.(1‬‬
‫‪ -4‬ومن تحقيقاته عن شيخه في"إنشاد الشريد" في بععاب‬
‫الراءات ما ذكره تحت عنوان " نكتععة" قععال فيهععا‪ " :‬سععألت شععيخنا‬
‫السععتاذ أبععا عبععد اللععه الصععغير عععن راء "أن أسععر" فععي الوقععف‬
‫للحرميين؟ فقال لي‪ :‬ليس عندي فيها إل التفخيم")‪.(2‬‬
‫‪ -5‬ومنها ما ذكره في الكتاب نفسه تحــت عنــوان "‬
‫تنبيه" عند ذكر الخلف فعي قعوله تععالى فعي سعورة الزخعرف "يععا‬
‫عبادي ل خوف عليكم‪ "...‬قال‪":‬حدثنا أستاذنا أبو عبععد اللععه الصععغير‬
‫عن شععيخه أبععي الحسععن الععوهري أنععه كععان يقععرؤه لنععافع بالحععذف‬
‫والثبات)‪ ,(3‬ل أدري هل قال مطلقا‪ ,‬أو في الوقف فقط تعويل على‬
‫الخلف الذي في رسمه؟ وكان شيخنا يعععد ذلععك مععن شععيخه وهمععا‬
‫مصادما للرواية")‪.(4‬‬

‫‪ - 1‬يمكن الرجوع إلى المسألة بتمامها في سورة السراء مععن "إنشععاد الشععريد" عنععد ذكععر"أو‬
‫كلهما"‪ ,‬وقد نقلها ابن القاضي أيضا في "الفجر السععاطع" فععي بععاب المالععة عنععد ذكععر إمالععة‬
‫"كل" "وكلتا"‪.‬‬
‫‪ - 2‬إنشاد الشريد – سورة طه‪ ,‬وذكره أيضا ابن القاضي في باب الراءات في الفجر الساطع‪.‬‬
‫‪ - 3‬يعني حذف الياء أو إثباتها من قوله "عبادي" قال في "التيسير‪ "197 :‬فتحها أبو بكر)شعبة(‬
‫في الوصل‪ ,‬وسكنها في الحالين نافع وأبو عمرو وابن عامر‪ ,‬وحذفها الباقون في الحالين"‪.‬‬
‫‪ - 4‬إنشاد الشريد – عند ذكر تقريراته على ما في سورة الزخرف‪.‬‬

‫‪112‬‬
‫‪ -6‬ومن تلك التحقيقات ما جاء في جواب له عن حكــم "‬
‫عادا" الولى لورش في حالة البتداء بلفظ "الولى" قال‬
‫المام أبو زيد بن القاضي في باب "نقل حركة الهمزة إلى الساكن‬
‫قبلها" من "الفجر الساطع" سأل بعض المقرئين بفاس الشععيخ أبععا‬
‫عبد الله بن غازي‪ ،‬ونص السؤال‪:‬‬
‫"الحمد لله‪ ,‬أثابكم الله وتولى حفظكم‪ ,‬جوابكم فععي مسععألة‬
‫"عادا الولى" فعي حالععة الوصععل وحالععة البتععداء بحركععة اللم‪ ,‬هععل‬
‫يجري فيها ما يجري فيما تغير سببه كما قيل‪ ,‬فما وجهه؟؟ فبين لنا‬
‫بفضلك ما أنت عليعه‪ ,‬ومعا كعان الشعيخ يعمعل عليعه‪ ,‬ولكعم الجعر‪,‬‬
‫والسلم عليكم ورحمة الله تعالى – بخط محبكم‪.-‬‬
‫قال ابن غازي في جوابه‪":‬مما يقرره شععيخنا السععتاذ –‬
‫رحمه الله تعالى‪ -‬في "عادا الولى" لورش‪ ,‬أنه لما كععان مععن اعتععد‬
‫بالعارض أدغم‪ ,‬ومن ترجح له إسقاط همزة الوصل ابتدأ‪ ,‬وبحسععب‬
‫هذا يترجح له القصر‪ ,‬لئل يجمع بين العتداد وعدمه في قول واحد‪,‬‬
‫كما قال المتأخرون في نحو "البرار" و "طال" وفقا‪ ,‬في أنهععم قععد‬
‫جمعععوا بيععن العتععداد وعععدمه‪ ,‬حيععث قععالوا فععي بععاب "قععام" و‬
‫"استقام" ‪ :‬تحركت الواو في الصل وانفتععح مععا قبلهععا فععي الحععال‪,‬‬
‫فانقلبت ألفا‪.‬‬
‫وكتب مسلما عليكم وعلى من يقف عليه – محمد ابن غازي‬
‫سمح‪ -‬له الله تعالى بمنه وكرمه – انتهى)‪.(1‬‬
‫‪ -7‬ومما يجري هذا المجرى ما ذكره له ابن القاضي‬
‫أيضا في باب اللمات من الفجر الساطع عند ذكعر الخلف فعي‬
‫الوقف على " أفطال" فقال‪ :‬وإليه أشار بعضهم بهذا السؤال‪:‬‬
‫بحععرف عععدمت النععععععص فيععه‬ ‫أيا مععععععشر القععععععععراء إنععي‬
‫عن العععععل‬ ‫سعععائل‬

‫‪ -‬الفجر الساطع )باب النقل(‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪113‬‬
‫فما قولكم في الععلم يا أنجععم‬ ‫إذا وقعععف القعععععععاري علعععى‬
‫العععععل؟‬ ‫"طال" مسكنا‬
‫لن اجتععععععععماع المانععععععععين‬ ‫أيقرأ بالترقعععععيق مععن غعععععير‬
‫تحصعععل‬ ‫خلفعععععه‬
‫لجل سكون الوقف وهو الذي‬ ‫ول سيعععععععما إن أشيععععععععععع‬
‫اعععععتل‬ ‫المد قبععله‬
‫جععععععوابي وقيتعععم كعععل ضعععر‬ ‫أم الخلف يجري فيه كالوصععل‬
‫ومبععععععتلى؟؟‬ ‫أوضععحوا‬
‫قال ‪ :‬فأجابه المام المحقق سيدي محمد بن غازي – رحمععه‬
‫الله بقوله‪:‬‬
‫وجاء بععه "كنععز المعععععععاني"‬ ‫أل فاسمعوا مععا قععد أخععععذنا‬
‫مفصعععل‬ ‫عن المل‬
‫فعنععععد سععععكون الوقععععف‬ ‫إذا وصعععععععل القعععععععععاري‬
‫وجعععهان حصل‬ ‫بتغلعععيظ لمه‬
‫فعععترقيقه فعععي الععععععععوقف‬ ‫وإن وصعععععل القععععععععععاري‬
‫حكم تأصعععل‬ ‫بترقععععيق لمه‬
‫لسبابه‪ ,‬فافهم بذا قول من‬ ‫فل تنظععععععرن فععي الشععرط‬
‫خعععععل‬ ‫إل محععععققا‬

‫‪114‬‬
‫على اللغو‪ ,‬واحذر أن ترتععب‬ ‫وإن جمعععععععا كعععان الخلف‬
‫فاعقعل‬ ‫مفععععرعا‬
‫مميعععععععل وقععوف رده مععن‬ ‫وما ألزموا من قععععصر دان‬
‫تنعععععبل‬ ‫ونعععحوه‬
‫لمععن قععال بععالتفخيم فععي‬ ‫ببععاب "اسععتقام" وهععو فععي‬
‫الوقعععف قد تل‬ ‫"طال" هكذا‬
‫قال ابن القاضي‪ :‬وأجابه أبو العباس الدقون بقوله‪:‬‬
‫)‪(1‬‬
‫بوقف ووصل والسلم‬ ‫محققا‬ ‫"جوابكم في "الجعبري"‬
‫على المل)‪.(2‬‬
‫وهكذا كان يعتمد الشيخ في تحرير المسععائل ويعععود إلععى مععا‬
‫قرأ عليه به أو استفسره عنه فيجععد المععادة الخصععبة الععتي تسعععفه‬
‫عند أمثال هذه المسائل العويصة‪ ,‬وفي"إنشاد الشريد" أمثلة كثيرة‬
‫من اعتماده عليه وذكره لما قرأ عليه به‪ ,‬كقوله فععي البسععملة فععي‬
‫المواضع الربعة المشهورة بع"الربع الزهر" ‪:‬‬
‫"وبذلك أقرأنا أستاذنا أبو عبد الله الصععغير مععع الععتزام قطععع‬
‫البسملة عن السورتين")‪ (3‬وقوله في سورة الخليل في قوله " ربنا‬
‫وتقبل دعائي"‪:‬‬
‫" وقد سألت أستاذنا أبا عبد اللععه الصععغير عععن وقععف حمععزة‬
‫وهشام عليه‪ ,‬فقال‪ :‬على أصلهما")‪.(4‬‬

‫‪ - 1‬يعني في كنز المعاني له‪ ,‬وهو قوله فيععه فععي بععاب اللمععات ‪":‬ووجهععا ذوات اليععاء مرتبععان‪:‬‬
‫التغليظ مع الفتح‪ ,‬والترقيق مع المالة"‪ ,‬وقال في "طال"‪":‬ووجها وقف "طال" مفرعان على‬
‫وجه الغاء الفاصل‪ ,‬والقطع بالترقيق علععى اعتبععاره‪ ,‬لنععا ل ننظععر فععي الشععرط إل بعععد تحقععق‬
‫السبب‪ ...‬وهذا معنى قولي في "تحقيق التعليم"‪":‬وإن جمعا كععان الخلف مفرعععا علععى اللغععو‬
‫واحذر أن ترتب منكرا"‪.‬‬
‫‪ - 2‬نقله ابن القاضي في "الفجر الساطع" وفي كتابه "فصل المقععال فععي حكععم الوقععف علععى‬
‫أفطال" )مخطوط( ونحوه نقله مسعود جموع في الروض الجامع‪.‬‬
‫‪ - 3‬ذكره في إنشاد الشريد في أول سورة القيامة‪.‬‬
‫‪ - 4‬إنشاد الشريد ‪ -‬سورة الخليل‪.‬‬

‫‪115‬‬
‫وقوله في سورة العراف عند ذكر "إن وليي الله الذي نععزل‬
‫الكتاب"‪":‬وقد رووا أنه عن أبي عمرو من غير طريق "القصيد" بياء‬
‫واحدة مشددة وكسرها وفتحها)‪...(1‬ولم نقرأ على الستاذ أبععي عبععد‬
‫الله الصغير إل بطريق القصيد")‪.(2‬‬
‫نماذج أخرى من تحقيقاته عن الصغير وانتصاره لــه فــي‬
‫مجال الرسم والضبط ‪:‬‬
‫كان لبي عبد اللععه الصععغير اهتمععام مععواز لهتمععامه بتحقيععق‬
‫مسائل الداء‪ ,‬وذلك في ميدان الرسم وخلفياته وقععد ذكرنععا روايععة‬
‫ابن غععازي لععع"مععورد الظمععآن" و"ذيلععه" عنععه وقععوله‪ :‬وبععاحثته فععي‬
‫مشكلتهما‪ ,‬كما ذكرنا شرحه الذي وضعه على المورد‪ ,‬وأنه – فيما‬
‫ذكر ابن غازي عنه – اختصره من " التبيان لبي محمد أجطا‪.‬‬
‫وقد وفقت في طائفععة مععن المصععادر والتقاييععد علععى نمععاذج‬
‫صالحة من تحقيقات المام ابن غازي التي اعتمد فيهععا علععى جملععة‬
‫من النقول والحالت على ما كان يأخذ به شيخه‪ ,‬وربما ذكر بعععض‬
‫مذاهب الهل زمنه من مشععيخة فععاس ممععن خععالفوه فععي بعضععها‪,‬‬
‫فكان التلميذ يرى الصواب مع أستاذه ويحتج لذلك بما يععراه صععالحا‬
‫مناسبا‪.‬‬
‫ومن أمثلة ذلك‪:‬‬
‫‪ -1‬محاورة له في ‪ :‬مسألة رسم "أن لو" بــالنون أو‬
‫بدونها على غرار الخلف في قوله تعالى " فإن لم يستجيبوا فععي‬
‫سورتي هود والقصص‪ ,‬وقد ساق خبر الخصومة العلمية التي دارت‬
‫في الموضوع كل من أبي عبد الله بن مجعبر – التعي فعي أصعحاب‬
‫ابن غازي – وأبي محمد عبد الواحد بن عاشععر فععي " فتععح المنععان"‬
‫واللفظ للول قال تلميذه محمد العربعي الغمعاري المكناسعي فيمعا‬

‫‪ - 1‬الرواية بذلك عند بن مجاهد في كتاب السععبعة ‪ 301-300‬وفععي المبسععوط فععي القععراءات‬
‫العشر لبن مهران ‪103-102‬‬
‫‪ - 2‬إنشاد الشريد – آخر سورة العراف‪.‬‬

‫‪116‬‬
‫قيده عن شيخه المذكور‪ ":‬قال شيخ شيوخنا أبو عبد الله بن غععازي‬
‫–رحمه اللععه‪ -‬حسععبما وجعدته مقيعدا بخطعه‪":‬لمععا قعال السععتاذ أبعو‬
‫سالم)‪ (1‬ابراهيم بن الحاج معرضا بأستاذنا أبي عبععد اللععه الصععغير –‬
‫عفا الله عنهما‪-‬‬
‫في الرعد والععععععراف ثععم‬ ‫"أن لععو" علععى الصععععل‬
‫في سعبععا‬ ‫بنون كتبا‬
‫هعععذا العععذي صععععععععح ععععن‬ ‫ومععا عععداه صعععععععله يععا‬
‫"التعععنزيل"‬ ‫خليلععععي‬
‫)‪(2‬‬
‫فافهععم‬ ‫إل التي في الجن‬ ‫فلم تجيء موصعععولة فععي‬
‫ذكععععري‬ ‫الذكعععععر‬
‫قال ابن غازي‪ :‬قلت مجيبا له‪:‬‬
‫فالحعععق مععععا عنععععه لنعععععا‬ ‫"بنفععععععسك ارفععععق أيهععا‬
‫)‪(3‬‬
‫ملذ‬ ‫السعععتاذ‬
‫)‪(4‬‬
‫وعلمععععععععه قععععععععد طبععععق‬ ‫إن التجيععبي أبععا إسععحاقا‬
‫الفاقعععععععععععععععععععععععععععععععا‬ ‫أنععععكر تفصععععيل أبعععععععي‬
‫)‪(5‬‬
‫وقععععال فيععععه‪ :‬خالعععععععععف‬ ‫داودا‬
‫المعععععهعععععودا‬

‫‪ - 1‬تقدم في شيوخ ابن الغازي ذكره بأبي سالم وأبي إسحاق وهو أيضا من شيوخ أبي عبدالله‬
‫الصغير كما ذكرناه في ترجمته وذكرناه في آخر الفصل الذي خصصناه لبي عبععدالله القيسععي‬
‫رواية الصغير عن ابراهيم الحاج هذا عن شيخه أبي مهدي عيسى بن علي المغراوي عععن أبععي‬
‫عبد الله القيسي بسنده‪.‬‬
‫‪ - 2‬يعني قوله تعالى "وأن لو استقاموا على الطريقة ‪"...‬‬
‫‪ - 3‬هكذا الرواية في التقييد المذكور‪ ،‬وفي فتح المنان لبن عاشر لوحة ‪ 135‬بلفظ‪:‬‬
‫مهل عليك أيها الستاذ ‪ .......‬وقد صدر له ابن عاشر بقوله‪:‬‬
‫"وعلى ما ذكره التجيبي اعتمد شيخ الجماعة ابن غازي اذ يقول مجيبا له"‪....‬‬
‫‪ - 4‬يعني صاحب كتاب"التبيان"‪ ،‬وقد تقدم ذكره وذكر كتابه في المؤلفات على مععورد الظمععآن‬
‫وذيله‪.‬‬
‫‪ - 5‬فععي روايععة ابععن عاشععر فععي "فتععح المنععان" بلفععظ "انكععر تفصععيل""وفععي روايععة ابععن‬
‫مجبر""تخصيص أبي داودا"‪.‬‬

‫‪117‬‬
‫فععارجع إلععى العععحق وكععععععن‬ ‫وقال بالنعتتععون اكتعععععععبن‬
‫)‪(6‬‬
‫متعععبعا‬ ‫الربعا‬
‫‪ -2‬مسائل أخرى من الخلفيات ذكرها ابن مجبر‪:‬‬
‫‪ -3‬ومما جاء في هذا التقييد عن أبي عبــد اللــه بــن‬
‫مجبر مما يشهد بامامة أبي عبــد اللــه بــن غــازي ورسععوخ‬
‫قدمه في المعرفة بخلفيات الرسم نقتبس هذه المثلة التي يتععبين‬
‫منها مقدار فقهه لهععذه المسععائل واستحضععاره لختيععارات مشععايخه‬
‫ومشايخهم في شأنها‪ ،‬فقد قال في باب رسم الهمزة‪:‬‬
‫"وكتب لنا شيخنا أبو عبد الله بن غازي أن شععيخ شععيوخه أبععا‬
‫العباس بن أبي موسى الشهير بالفيللي كان يقول في"فمععالئون"‪:‬‬
‫الجاري على مذهب الداني حذفه والحاقه بنظائره‪."...‬‬
‫‪ -‬وقال عند ذكر "وله الجوار المنشآت""في سععورة الرحمععن وذكععر‬
‫الخلف في ألفها أهي الحاملة للهمز‪ ،‬أم هي علمععة جمععع المععؤنث‬
‫قال‪:‬‬
‫"وقد كتبنا لشيخنا أبي عبد الله بن غععازي فععي ذلععك فأجععاب‬
‫بما معناه هذا‪ ،‬وأجاب بقوله‪":‬اتفقععت المصععاحف علععى كتبععه بععألف‬
‫واحدة‪ ،‬وقد نص أبععو عبععد اللععه الخععراز فععي شععرحه للعقيلععة‪ ،‬وكععذا‬
‫الجععبري فعي شعرحها أيضعا علعى احتمعال كعون اللعف الموجعودة‬
‫صورة الهمزة‪ ،‬زاد الخراز‪ ،‬وتلحق ألف الجمع بالحمراء بعععد حععذفها‬
‫على قاعععدة الجمععع‪ ،‬واحتمععال كونهععا ألععف الجمععع وحععذفت صععورة‬
‫الهمزة‪ ،‬والول هو القياس عند الخراز فععي شععرحه المععذكور‪ ...‬ثععم‬
‫ذكر منع ابن غازي لحذف اللفين معا"‪.‬‬
‫قال‪" :‬وأما" ثبات)‪ (1‬فبالثبات عند الشيوخ الفاسيين‪ ،‬وكتععب‬
‫لنا أبو عبد الله بن غازي المذكور فيه ما نصه‪" :‬وحدثنا أبو عبد الله‬
‫‪ - 6‬تقييد طرر على مورد الظمآن"منتقاة من شيوخ مدينة فاس‪ ،‬وينسب إلى أبي عبد الله بععن‬
‫مجبر صاحب ابن غازي‪ ،‬مخطوطة بخزانة أوقاف آسفي ضمن مجموع‪ ،‬ومنها نسخة بالخزانععة‬
‫الحسنية بالرباط برقم ‪.6511‬‬
‫‪ ()1‬يعني رسم الكلمة في قوله تعالى في سورة "فانفروا ثبات أو انفروا جميعا"‪.‬‬

‫‪118‬‬
‫الصغير عن شيخه أبي العباس الفيللي أنه كان يثبتععه‪ ،‬ويحتععج بععأنه‬
‫منقوص‪ ،‬قياسا على منقوص المذكور‪ ،‬وأجاب بعض النععاس بحععذفه‬
‫منهم سيدي ميمععون‪ ،‬وبععالول العمععل"‪ .‬وممععا جععاء فيععه عععن لفععظ‬
‫"نداء" قال‪:‬‬
‫"ول يدخل في هذا الفصل" بلء حسععنا "فععي حععذف الولععى‬
‫منه‪ ،‬لنه كتب في المصحف بلم ألععف‪ ،‬وقععد كتععب لنععا شععيخنا ابععن‬
‫غازي بأنه ل يجري فيه القول بحذف الولى قائل‪ :‬وقد كععان شععيخنا‬
‫أبو عبد الله الصغير ينبهنا على ذلك‪ ،‬قيل‪ :‬وكان الســتاذ تنــازع‬
‫فيه وسيدي إبراهيم الحاج‪ ،‬وكان الحاج يرى دخوله قيل‪:‬‬
‫وهو الظاهر‪ ،‬إذ إذا حذف الولى تضفر الثانية مع اللم"‪.‬‬
‫وقال عند ذكر "الربوا"‪" :‬وكتب لنا شيخنا ابن غازي فيه بما‬
‫نصه‪:‬‬
‫"وأما "الربوا" فقد حدثنا شعيخنا أبعو عبعد اللعه الصعغير أنعه‬
‫بلغه عن شيخ الجماعة أبي عبد الله القيسي أنه كان يقول بإلحععاق‬
‫اللف فوق واوه بالحمراء كسائر النظائر‪ ،‬وهععو الععذي كععان يرجحععه‬
‫الشياخ‪ ،‬ويرون خلف أبي وكيععل ميمععون واحتجععاجه شععبه مكععابرة‬
‫تغمد الله الجميع برحمته"‪.‬‬
‫عناية الشيخ ابن غازي بالوجوه والتقسيمات‪:‬‬
‫تلك أمثلة من تحقيقات الشيخ في ميدان الرسم أشفعها بهذا المثال في‬
‫الضبط أيضا وهو مما يعطينا صورة عن سيولة ذهنه وحسففه الرياضففي فففي‬
‫رصففد الوجففوه والحتمففالت الففتي يقتضففيها التقسففيم الحسففابي لبعففض ألفففاظ‬
‫القرءان التي تجتمع فيها تلك الصور الكثيرة‪ ،‬وهذا المثال ساقه أبففو زيففد بففن‬
‫القاضي في "الجامع المفيد" له تعليقا على بيتين للمام القيسي وهما‪:‬‬
‫لنافعهم معما رسمت ففي‬ ‫"أأنذرتهم" فيه وجوه‬
‫الصور‬ ‫كثيرة‬
‫ويدري الذي قلنا لبيب إذا‬ ‫ثلثة آلف تزيد ونيف‬

‫‪119‬‬
‫اختبر‬
‫قععال الشععيخ ابععن غععازي‪" :‬وهععذا علععى وجععه التقريععب‪ ،‬وإل‬
‫ففيها لورش ثمانية آلف وجـه‪ ،‬والخطيععب فععي ذلععك سععهل‪،‬‬
‫وبيان ذلك بإشارة تغني اللععبيب ويقععاس عليهععا‪ :‬أن همزتهععا الولععى‬
‫مفتوحة‪ ،‬والفتحة تكون نقطة وألفا مبطوحة")‪ ،(1‬وفي ضبط الكلمة‬
‫ثمانية أوجه فاضربها في اثنتين)‪ (2‬تكن ستة عشر‪ ،‬وفي فتحة الذال‬
‫ما في فتحة الهمزة المذكورة فتضرب الستة عشر بسبب ذلك في‬
‫اثنين تكن اثنين وثلثين‪ ،‬والنون معراة على كععل حععال للقععاء حععرف‬
‫الخفاء‪ ،‬والراء ساكنة‪ ،‬وفي ضبط السكون خمسة أوجه)‪ (3‬فتضربها‬
‫في الثنين والثلثين بمائة وستين‪ ،‬وفي التاء ما تقععدم فععي الهمععزة‬
‫والذال‪ ،‬فتضربها فععي المععائة والسععتين بثلثمععائة وعشععرين‪ ،‬والهععاء‬
‫بعدها مضمومة‪ ،‬وفي الضععم خمسععة أوجععه‪ :‬نقععط أمععام الحععرف أو‬
‫وسطه‪ ،‬واو أمام الحرف أو وسطه‪ ،‬وواو فوقه‪ ،‬فتضععرب الخمسععة‬
‫في الثلثمائة والعشرين يخرج ستمائة وألف‪ ،‬والميم له ‪ -‬لععورش ‪-‬‬
‫مضععمومة‪ ،‬وفععي الضععم الخمسععة الوجععه المععذكورة فتضععربها فععي‬
‫الستمائة واللف يكون الخارج ثمانية آلف"‪.‬‬
‫قال ابن غازي‪ :‬وهذه الوجه وأشباهها من ملععح هععذا الفععن‪،‬‬
‫ففيها تمرين للطالب‪ ،‬ولم يزل أصععحاب الفنععون يفرضععون مسععائل‬
‫ليتمرن بها الناشى‪ ،‬ويهتدي بصبح ليلهععا العاشععي‪ ،‬كععتراجع الحملء‪،‬‬
‫والولية في الطلق عند الفقهاء‪ ،‬وبيوع الجال‪ ،‬وكالصععفة المشععبهة‬

‫‪ ()1‬يعني على طريقتي الشكل المدور )نقععط أبععي السععود"‪ ،‬والمسععتطيل )نقععط الخليععل( كمععا‬
‫تقدم‪.‬‬
‫‪ ()2‬الثمانيععة الوجععه هععي بعععدد حروفهععا‪ ،‬فتضععرب فععي اثنععتين بحسععب ضععبطها بالمععدور أو‬
‫بالمستطيل‪.‬‬
‫‪ ()3‬قال ابن القاضي في "الجامع المفيد"‪" :‬وبيان الخمسة قيل‪ :‬دارة‪ ،‬وقيل جععرة‪ ،‬وقيععل هععاء‪،‬‬
‫وقيل ل علمة له‪ ،‬وأشار إليه بعضهم‪:‬‬
‫سكن بدارة لطيبة وها‬
‫وخا الخليل جرة للندلس بعض النحاة مع بعض أصلها‬
‫تعرية بعض العراق يلتمس وقال في الدرة الجليسة‪ :‬صفر صغير مثل صفر العدد‬
‫وجعرة والهاء والخا عدد‬
‫علمة السكون ثم الهعاء‬ ‫فععجععععرة ودارة والعخعععععععاء‬ ‫وفي الميمونة‪:‬‬

‫‪120‬‬
‫ومسععائل التصععريف عنععد النحععويين‪ ،‬وأكععثرهم اهتمامععا بععذلك أهععل‬
‫الفرائض والحساب")‪.(4‬‬
‫ومععن هععذا النمععوذج ومععا ختمععه بععه مععن الفلسععفة التربويععة‬
‫والتعليمية التي يقوم هذا النمط الجديد عليها يظهر مقام أبععي عبععد‬
‫الله بن غازي وتتجلى مكانته في هذا الطععور مععن أطععوار المدرسععة‬
‫المغربية في عصر ازدهارها‪ ،‬إن الشععيخ ابععن غععازي يبععدو فععي هععذا‬
‫النموذج وأمثاله مما نطر له ورسم إطاره يضع أسععس مععا سععميناه‬
‫عند أبي عبعد اللعه القيسعي بعع"فعن الختبعار"‪ ،‬وذلعك فعي قصعيدته‬
‫الرائية في قراءة نافع "التي خصها لحكام الوقف على كععل حععرف‬
‫من الذكر عند الوقف الختياري أو الضطراري عليه‪.‬‬
‫إل أن الشيخ ابن غازي حوله من مسائل الداء إلى مسععائل‬
‫الضبط‪ ،‬أو على القل نسج فيه على المنععوال الععذي وضععع معععالمه‬
‫الولى شيخ الجماعة القيسي‪ ،‬فجاء ابن غازي ليفلسفه وينظععر لععه‬
‫ويعطيه أيضا المشروعية باعتباره‪:‬‬
‫أ‪ .‬من ملح الفن‪.‬‬
‫ب‪ .‬ولما فيه من التمرين للطالب على دراسة الوجوه‪.‬‬
‫ج‪ .‬ولنععه يجععري مجععرى المثلععة والنمععاذج الععتي يسععوقها‬
‫الفقهاء والحويون على سبيل التوسع في الصناعة الفقهية والنحوية‬
‫لتدريب الطالب على التفريع والتوجيه والستنباط والقيععاس بحمععل‬
‫الفروع على الصول‪.‬‬
‫ولئن كان بعض الفقهاء قد ثاروا علععى مثععل هععذه المبععاحث‬
‫واعتبروها من التكلفات بععل دعععوا إلععى أطععراح معا هععو أعلععق منهععا‬
‫بالقراءة والداء كما نبهنا على ذلك في فصل سابق عند ذكر دعععوة‬
‫أبي بكر بن العربي الذي قلنا أنه تنبه إلى خطورة الوضع‪ ،‬وأن هععذا‬
‫التعمععق فععي طلععب الوجععه واللغععات هععو ‪ -‬كمععا قععال ‪ -‬زيععادة فععي‬

‫الجامع المفيد لبن القاضي‪ ،‬ويشتغل حاليا بتحقيقه بعض طلبة الدراسات‪.‬‬ ‫‪()4‬‬

‫‪121‬‬
‫التشغيب‪ ،‬وكذلك في قوله‪" :‬والذي أختاره لنفسي إذا قععرأت أكععثر‬
‫الحروف المنسوبة إلى قالون‪ ،‬إل الهمز فإني أتركععه أصععل‪ ،‬إل فععي‬
‫ما يحيل المعنى أو يلبسه مع غيره‪ "...‬إلخ ما ذكره في "العواصععم"‬
‫مما نقلناه في مكانه من هذا البحث )‪ ،(1‬إلى أن قال بعد ذكر طائفة‬
‫من الوجوه التي يقرأ بها ابن كثير وأبو عمرو وحمزة‪" :‬فهععذه كلهععا‬
‫أو أكثرها لغات ل قراءات‪ ،‬لنها لم يثبت منها عن النبي ‪ -‬صلى الله‬
‫عليه وسلم ‪ -‬شيء‪ ،‬وغذا تأملتها رأيتها اختيارات مبنية علععى معععان‬
‫ولغات")‪.(2‬‬
‫لئن كان بعض هؤلء قد نظروا إلى الموضوع هععذه النظععرة‪،‬‬
‫كما اعتبره بعض المعاصرين معن آثععار معا سععماه "بطغيععان المنهععج‬
‫التعليمي على المنهج العلمي")‪ ،(3‬فإن لرجععال هععذه المدرسععة رأيععا‬
‫آخر في ذلك مخالفا كل المخالفة يحرص كل الحرص علعى الحعذق‬
‫في هذه التفريعات ويراها من تمام التكوين المعتععبر‪ ،‬بععل إننععا نجععد‬
‫رجال هذه المدرسة يتواصون بعدم اللتفات إلى دعوة ابن العربععي‬
‫تلك ويحذرون منها كما نقل ذلك المام ابن غععازي نفسععه فععي آخععر‬
‫كتابه "إرشاد اللبيب إلى مقاصد حديث الحبيب" حين قال‪:‬‬
‫"لعلك تقف علعى كلم القاضعي أبععي بكععر بعن العربععي فعي‬
‫"كتععاب القواصععم والعواصععم" حيععث طعععن فععي بعععض المقععارئ‬
‫السبعة)‪ ،(4‬فأعطه الذن الصماء‪ ،‬فإن يد الله مع الجماعة"‪.‬‬
‫"وقد حدثنا الستاذ أوبو عبد الله الصغير عن شيخه السععتاذ‬
‫أبععي العبععاس بععن أبععي موسععى الفيللععي أنععه كععان يحععذر مععن ذلععك‬
‫كثيرا")‪.(5‬‬

‫‪ ()1‬يمكن الرجوع إليه في ما مهدنا به للفصل الثاني من البععال الحععادي عشععر – ورقععة ‪-1142‬‬
‫‪.1143‬‬
‫‪ ()2‬العواصم من القواصم ‪.201-1/199‬‬
‫‪ ()3‬تقدم بيان ذلك‪.‬‬
‫‪ ()4‬لم يطعن فيها بالجملة كما تقدم‪ ،‬ولكن في بعععض أصععول الداء منهععا كمععا مثععل بكسععر بععاء‬
‫"البيوت" وعين "عيون" مثل‪ ،‬وضم ميم الجمع لبن كثير‪ ،‬وذكر أن ذلك كله لغات ل قراءات‪.‬‬
‫‪ ()5‬إرشاد اللبيب ‪.283‬‬

‫‪122‬‬
‫هععو إذن موقععف القععارئ المتمكععن الععذي يحععرص أن يبلععغ‬
‫الطالب في حذق الفن الذي يتعاطاه كل مدى ممكن‪ ،‬ول يقنع مععن‬
‫القلدة بما أحاط بالعنق كما يقول المثل العربي‪.‬‬
‫ولقد كان ابن غازي ومن تقدموه بمثل هذه المباحث مثلمععا‬
‫رأينا عند المام القيسي في أرجوزته الكبرى وفععي رائيتععه‪ ،‬وكععذلك‬
‫عند أبي وكيل في أراجيزه فععي القععراءة والرسععم كالتحفععة والععدرة‬
‫ومورد الروي يضعون أسس "مدرسة العدد")‪ (1‬أو "مدرسة الحععط"‬
‫كما يسميها بعض طلبة القرءان اليوم )الحطيات(‪ ،‬هذا الفععن الععذي‬
‫بدأ مع هؤلء الئمة‪ ،‬ثم نما مع الزمن ‪ -‬باعتباره من ملح الفععن ‪ -‬أو‬
‫باعتباره مما يعين على الحذق والضبط وجمععع النظععائر كلهععا تحععت‬
‫حكم‪ ،‬أو تيسير التذكر بواسطة "الرموز" أو غيععر ذلععك مععن الصععور‬
‫التي تبلور فيها "فن العدد" عند المتأخرين‪.‬‬
‫وأقدم من أعلمه تأثر بهذا التجاه في حصر وجوه الداء هو‬
‫الشيخ أبو الحسن علي النوري في كتابه "غيث النفع في القععراءات‬
‫السبع"‪ ،‬وخاصة في ما يذكره في فواتح السععور باعتبععار مععا قبلهععا‪.‬‬
‫فهو مثل يقول في أول سععورة البقععرة‪" :‬إذا وصععلت سععورة البقععرة‬
‫بالفاتحة من قوله تعالى "غير المغضوب عليهم‪ ...‬إلععى المتقععي"ن‪،‬‬
‫يأتي على ما يقتضيه الضرب أربعمائة وجععه وثلثععة وثمععانون وجهععا‪،‬‬
‫بيانها‪ :‬لقالون ستة وتسعون‪ ،‬بيانها‪ :‬أنعك تضعرب خمسعة "الرحيعم"‬
‫وهععي الطويععل والتوسععط والقصععر والععروم والوصععل فععي ثلثععة‬
‫"الضععالين"‪ ،‬وهععي الطويععل والتوسععط والقصععر خمسععة عشععر‪ ،‬ثععم‬
‫اضرب الخمسة عشر في ثلثة "التقين" خمسة وأربعععون‪ ...‬إلععخ‪...‬‬
‫ثم انتقل إلى ورش فقال‪" :‬ولورش ستون وجهععا‪ :‬ثمانيععة وأربعععون‬
‫على البسملة كقال‪ ،‬واثنا عشععر علععى تركهععا‪ ،‬وبيانهعا‪ :‬أنععك تضععرب‬

‫‪ ()1‬مدرسة العدد ل يراد بها ما كان يفهم من "العععدد" عنععد أئمععة القععراء‪ ،‬وهععو "عععد الي" فععي‬
‫مصاحف المصار – كما تقدم ذكر ذلك في الباب الثاني عند ذكععر العععد المععدني الول والخيععر‬
‫وإنما يريدون بالعدد المفهوم الحسابي‪ ،‬ويختلف باختلف الموضوع المراد‪ ،‬فتععارة يريععدون بععه‬
‫عدد الوجه كما مثلنا‪ ،‬وتارة يريدون عععدد ورود الكلمععة فععي القععرءان علععى تلععك الصعورة معن‬
‫الرسم أو الضبط‪ ،‬إما موصولة وإما موقوفا عليها نحو ؟؟ ؟؟ ؟؟ ؟؟‬

‫‪123‬‬
‫ثلثة "الضالين" إذا سكت هليه فععي ثلثععة "المتقيععن" تسعععة وعلععى‬
‫الوصععل ثلثععة "المتقيععن"‪ ،‬فععالمجموع اثنععا عشععر‪ ،‬وللمكععي ثمانيععة‬
‫وأربعون‪.(1)...‬‬
‫وقععال فععي آل عمععران‪" :‬وإذا وصععلت "آل عمععران" بععآخر‬
‫"البقرة" من قوله تعععالى "واعععف عنععا واغفععر لنععا وارحمنععا‪ ...‬إلععى‬
‫"القيععوم"‪ ،‬فيععأتي علععى مععا يقتضععيه الضععرب ثلثععة آلف وجععه‬
‫وخمسمائة وثمانية وتسعون وجها‪ ،‬بيانها‪ :‬لقالون أربعمععائة وثمانيععة‬
‫وأربعون‪ ...‬ولورش خمسمائة وجه وستون وجها‪...‬إلخ)‪.(2‬‬
‫ول أدري لم عدل النوري عن اعتبار ذلك في فاتحععة سععورة‬
‫مريم "كهيعص"؟)‪ (3‬ول شك أنه لو تتبعها لبلغ بها اللف‪ ،‬وقد رأيتععه‬
‫في نظيرتها "حم عسق" في فاتحة الشورى قد ذكععر فيهععا "ثمانيععة‬
‫آلف وجه وأربعمائة وجه‪ ،‬ثم فصلها فذكر منها لقالون وحده "ألفععا‬
‫وجععه وسععتة عشععر وجهععا‪ ،‬ولععورش ألععف وجععه ومائتععا وجععه واثنععان‬
‫وثلثون")‪.(4‬‬
‫المنهج التعليمي عند ابن غازي واعتماده الحصاء‪:‬‬
‫والذي يعنينا هنا من هــذا أن ابــن غــازي قــد خطــا‬
‫بهذا المنهج التعليمي الحصائي خطـوات فسـيحة يمكـن‬
‫اعتباره معها المــوجه أو الســند العملــي أو "النمــوذجي"‬
‫الذي يستندون إليه في مثل هذه النماط‪.‬‬
‫ولقد احتذته بالفعل مععدارس القععراء فععي مختلععف الجهععات‬
‫المغربية في "ترسععيم" النمععط المتبععع إلععى الن فععي ترتيععب الخععذ‬
‫بالقراءات السبع أثنعاء التعليعم والتلقيعن‪ ،‬كمعا نبعه علعى ذلععك أحعد‬

‫‪()1‬‬

‫‪()2‬‬

‫غيث النفع للنووي بهامش "سراج القارئ المبتدي" لبن القاصح العذري ‪.284-283‬‬ ‫‪()3‬‬

‫المصدر نفسه ‪.345-344‬‬ ‫‪()4‬‬

‫‪124‬‬
‫أعلم هععذه المدرسععة وهععو الشععيخ المععام محمععد بععن عبععد السععلم‬
‫الفاسي في كتابه في الوقف والبتداء)‪.(1‬‬
‫ظلل مدرســة ابــن غــازي فــي النمــط "الرســمي"‬
‫المتبع في القراءة والقراء إلى اليوم‪:‬‬
‫‪ .1‬قال الشيخ محمد بن عبد السلم الفاســي فــي‬
‫وصفه للنموذج التعليمي المتبع في التــدريس للقــراءات‬
‫السبع على عهده )ت ‪1214‬هـ(‪:‬‬
‫"وطريقة المغاربة في ذلك منذ عهععد ابععن غععازي وأشععياخه‪:‬‬
‫أن الطالب إذا حفظ القرءان برواية ورش جمع إليععه روايععة قععالون‬
‫في ختمة أو أكثر مما يتأتى حفظه فيه‪ ،‬فإذا حفظ حرف نافع جمععع‬
‫إليه حرف عبد الله بن كععثير مععن روايععتيه فععي ختمععة أو أكععثر‪ ،‬فععإذا‬
‫حفظ حرفيهما جمع إليهما حرف أبي عمرو بن العلء البصععري مععن‬
‫روايتيه أيضا في ختمة أو أكثر من ذلك‪ ،‬فععإذا جمععع الحععرف الثلثععة‬
‫جمع إليها الحرف الباقية من رواياتها الثمان دفعة واحدة")‪.(2‬‬
‫إن هذا النموذج الذي وصفه الشيخ ابن عبععد السععلم ‪ -‬وهععو‬
‫شيخ المغرب في زمنه شمال وجنوبا)‪ - (3‬ما يزال هو المثل العلععى‬
‫في الخذ والسلوب المحتذى في القععراء‪ ،‬وهععو يععدل علععى التععأثير‬
‫البليغ الذي ظل لهذه المدرسة إلى اليوم‪.‬‬
‫‪ .2‬سيادة اختيارات مدرسته إلى الن سواء في مســائل‬
‫الرسم والضبط‪ ،‬وفي أحرف القراءة وأحكام الداء‪.‬‬

‫‪ ()1‬منه نسخة مخطوطة باسم "القراءط والشنوف فععي معرفععة البتععداء والوقععوف" بالخزانععة‬
‫الحسنية بالرباط في مجلدين برقم ‪ - 1953‬ونسخة أخرى ينقصها المجلععد الول برقععم ‪9346‬‬
‫)فهرسة الخزانة ‪.(36-6/35‬‬
‫‪ ()2‬يمكن الرجععوع إلععى النقععل عععن الكتععاب عنععد السععتاذ سعععيد أعععراب فععي بحثععه "المدرسععة‬
‫القرءانية في الصحراء المغربيععة" ‪ -‬دعععوة الحععق العععدد ‪ - 9‬الصععفحة ‪ 74‬السععنة ‪1396‬هعع ذو‬
‫القعدة ‪ -‬نوفمبر ‪1976‬م وأعاد نشر النص في كتاب "القراء والقراءات بالمغرب ‪."145‬‬
‫‪ ()3‬تقدم ذكر نشاطه العلمي بسعوس والصععويرة فعي ذكعر شعرحه علععى الشعاطلبية المسعمى‬
‫بع"المحاذي"‪ ،‬ويمكن الرجوع فيه إلى فهرسته المحققة من لدن السيد زلو محمد أميععن بكايععة‬
‫آداب الرباط ‪ -‬شعبة الدراسات السلمية ‪ -‬بإشراف الدكتور التهامي الراجي الهاشمي‪.‬‬

‫‪125‬‬
‫ول يتسععع المقععام لتتبععع كععل مجععالت هععذه السععيادة وتتبععع‬
‫مظاهر ذلك التأثير وتلععك الهيمنععة‪ ،‬ونكتفععي بععذكر بعععض الشععارات‬
‫التي نقف عليها لععدى بعععض الئمععة الععذين لمسععوا جانبععا منهععا فععي‬
‫مختلف هذه المجالت‪:‬‬
‫‪ -‬فمن ذلك ما نجده من إشارات إلى مععذاهبه الدائيععة عنععد‬
‫المام أبي زيد بن القاضي وخاصععة فععي شععرحه للدرر اللوامــع‪،‬‬
‫كقوله في باب البسملة عند ذكر السور المعروفة بع"الربععع‬
‫الزهر" بعد أن ذكر تخريع ابن غازي للباعث لمن اختار الفصل على‬
‫تخصيص هذه السور بالذات دون غيرها‪ ،‬ونقل قول ابن غازي الذي‬
‫ختم به هذا التوجيه وهو قوله في "إنشاد الشريد"‪:‬‬
‫"وحاصله انتقال الساكت للبسملة‪ ،‬والواصل للسكت‪ ،‬حتى‬
‫يظهر أثر الفرار من القبح للفريقين‪ ،‬وبذلك أقرأنا أستاذنا أبععو عبععد‬
‫الله الصغير‪ ،‬مع التزام قطع البسملة عن السورتين" انتهى‪.‬‬
‫قال ابن القاضي‪" :‬وإليه أشرنا"‪:‬‬
‫)‪(1‬‬
‫بسملة كذا رواه من تل‬ ‫والحاصل انتقال ساكن إلى‬
‫بذا قرا ابن غازي خذ بالثبت‬ ‫ثم انتقال واصل للسكت‬
‫الخ‬
‫إنه إذن "النموذج"‪ ،‬وسيظل هذا النموذج هو الساس وعليه‬
‫العمععل فععي الداء والتلوة العامععة إلععى اليععوم حيععث يأخععذ جمهععور‬
‫المغاربة إلى اليوم في قراءة الحزب بالبسععملة فععي السععور الربععع‬
‫المذكورة خاذة‪ ،‬وذلك إذا كانوا يقعرأون بعوجهي السعكت والوصعل‪،‬‬
‫فينتقلون عنهما في هذه الربع إلى وجه البسععملة‪ ،‬فععي حيععن يعمععد‬
‫الذين تحولوا الن في الحزب الراتب وغيره إلى الفصل بين السور‬
‫الربععع عععن غيرهععا بالفصععل مععع الوقععف علععى التسععمية‪ ،‬فععالولون‬
‫أصحاب السكت والوصععل ينتقلععون فيهععا إلععى البسععملة‪ ،‬والخععرون‬
‫انتقلوا نوعا مععن النتقععال عععن طريععق الوقععف علععى البسععملة إلععى‬
‫البيات ‪ -‬وعددها أربعة ‪ -‬في باب البسملة من "الفجر الساطع"‪.‬‬ ‫‪()1‬‬

‫‪126‬‬
‫قريب من الوجه الثاني وهو انتقال الواصل للسكت‪ ،‬لكن ل مستند‬
‫لهم في هذا العمل‪ ،‬لنهم إن كانوا قد قصدوا بالوقف عليها الفععرار‬
‫من القبح المزعوم فقععد وقعععوا فعي معا فععروا منععه معع مصععادمتهم‬
‫الرواية الثابتة عن الزرق عن ورش في هذه الطريععق كمععا سععنعود‬
‫إلى بيانه في الباب التالي بعون الله‪.‬‬
‫ومن أمثلة هيمنة المدرسة واختياراتها مــا نقــرؤه‬
‫عند ابن القاضي في "علم النصرة" و"الفجر الساطع" عند ذكر‬
‫الفتح والمالة في "موسى" و"عيسى" ونحوهما قال‪:‬‬
‫لبصر على المشهور قد شاع‬ ‫وموسى وعيسى ثم يحيى‬
‫فاعقل‬ ‫ممالة‬
‫على شيخه الوجهين خذه محصل‬ ‫وقد أخذ الستاذ ابن غازيهم‬
‫‪ -‬ومن ذلك قول ابن القاضي في بيان أخذ المغاربععة بالعععدد‬
‫المدني الخير‪ ،‬وهو عدد نافع وأصحابه‪:‬‬
‫مفتتحا مخمسا معشرا‬ ‫به يعد من لنافع قرا‬
‫عن قطره خذ وادع لبن‬ ‫حكاه في "البيان" و"اليجاز"‬
‫)‪(1‬‬
‫غازي‬
‫إن هذا ليس إعادة صياغة لقول ابععن غععازي فععي الموضععوع‬
‫في أول سورة طه من كتابه "إنشاد الشريد" بقدر ما هععو أثععر مععن‬
‫هيمنته‪.‬‬
‫‪ -‬ومن مظاهر هذه الهيمنة على مسائل الداء مما‬
‫لفت النتباه إليه الشيخ أبو الحسن النــوري الصفاقســي‬
‫واعتبره من آثار مدرسة ابن غععازي قععوله فععي سععياق تقريععر أوجععه‬
‫الخلف بين الئمة في الهمزتيععن فععي "ءانععذرتهم" فععي أول سععورة‬
‫البقرة‪ ،‬وذكر وجده الدخال لمن قرأ به‪ ،‬ونقل تعريععف ابععن مهععران‬
‫لكيفيته‪ ،‬وأنه عبارة عن "مدة تكون حاجزة بيععن الهمزتيععن ومبعععدة‬
‫‪ ()1‬ذكره ابن القاضي عند ذكر إمالة رؤوس الي من "الفجر الساطع" وتبعه مسعود جموع في‬
‫"الروض الجامع"‪.‬‬

‫‪127‬‬
‫لحدهما عن الخرى‪ ،‬ومقداره ألف تامععة بالجمععاع"‪ ،‬قععال النععوري‪:‬‬
‫"وبعدم المد قرأت على جميع شيوخي‪ ،‬وهو الذي يقتضععيه القيععاس‬
‫والنظر‪ ،‬ول أظن أحدا يقرأ الن بالمد‪ ،‬إل المقلدين لبــن‬
‫غازي وغيره والله أعلم")‪.(1‬‬
‫‪ -‬ومنه مما لفت النتباه إليه المام أبــو زيــد عبــد‬
‫الرحمــن بــن إدريــس بــن محمــد المنجــرة الفاســي فــي‬
‫شرحه على دالية ابن المبارك السجلماسي المسمى بع"المقاصععد‬
‫النامية في شرح الدالية" عند قول الناظم فيها‪:‬‬
‫"فمععوئل" سععهل أو أبععدل بنقلهععم للرسععم‪ ،‬وامنعععه فععي‬
‫"السوأى" "لتعتضد" قال الشارح‪" :‬تنبيهععان‪ :‬الول ‪ :‬روايتنــا مــن‬
‫طريق المغاربة تبعا لبن غازي في "مععوئل" النقععل فقععط مععع‬
‫الحذف‪ ،‬وروايتنا من طريق المشععارقة عععن الحععافظ ابععن الجععزري‬
‫الوجهان‪ :‬النقل والدغام")‪.(2‬‬
‫فلننظر إلى قوله‪" :‬وروايتنا من طريق المغاربة تبعا لبن‬
‫غازي‪ ،‬ثم لننظر في مقابلتها لها بطريــق المشــارقة عنــد ابــن‬
‫الجزري‪ ،‬ثم لنقدر كيععف أصععبح اسععم الشععيخ علمععا عليهععا‪ ،‬وكيععف‬
‫اقترنت به عند أئمة القراء‪ ،‬وهو مععا أردنععا أن نصععل إليععه مععن هععذه‬
‫النقول العديدة التي اجتلبناها لندل بها على سيطرته المطلقة فععي‬
‫الميععدان فععي مختلععف فروعععه وشعععبه العلميععة المتصععلة بععالقراءة‬
‫والداء‪.‬‬
‫ولقد بلعغ المعر معداه فعي المدرسعة "النافعيعة" بعالمغرب‪،‬‬
‫باحتذائه باعتباره "النموذج" المام في كل مععا يععاتي ويععذر‪ ،‬ولسععان‬
‫حالها ينشد قول الشاعر العربي‪:‬‬

‫‪ ()1‬غيث النفح ‪.78‬‬


‫‪ ()2‬كتاب المقاصد النامية في شرح الدالية لبي زيد المنجععرة م خ ح بالربععاط رقععم ‪ 887‬ومنععه‬
‫‪ 16‬نسخة بها كما )فهرسة مخطوطات الخزانة الحسنية المجلد ‪.160-6/157‬‬
‫أما دالية ابن المبارك فيمكن إليها وفي معرفة أهم الشروح عليها إلى بحعث العدكتور التهعامي‬
‫الراجي الهاشمي المنشور بمجلة دعوة الحععق العععدد ‪ 272‬بتاريععخ ربيععع الول والثععاني‪/‬نونععبر ‪-‬‬
‫دجنبر ‪ 1988‬ابتداء من ص ‪.167‬‬

‫‪128‬‬
‫)‪(1‬‬
‫غويت وإن ترشد غزية أرشد‬ ‫وما أنا إل من غزية إن‬
‫غوت‬
‫مثال مما عمت به البلوى من أخطاء الشــيخ فــي قــراءة‬
‫"العشر الصغير" بالمغرب إلى اليوم‪:‬‬
‫هذا المثال يتعلق بتصحيف وقع للشععيخ فععي أرجععوزته وفععي‬
‫الخذ عنه في تسمية القارئ الكبير أحد الراويين )الطريقيععن" فععي‬
‫رواية إسماعيل بعن جعفععر النصععاري ععن نععافع‪ ،‬فقععد ذكععره باسععم‬
‫"أحمد بن فرج" بالجيم فقال في "تفصععيل عقععد الععدرر" عنععد ذكععر‬
‫الظهار والدغام‪:‬‬
‫ليوسف والسدي وابن‬ ‫وما بإظهار يعذب من حرج‬
‫)‪(2‬‬
‫فرج‬
‫وقد رجعت إلى طائفععة معن المصععادر لتععبين كيفيعة نقطعه‪،‬‬
‫وهل هناك من صرح بالبيان الصحيح المخععرج مععن الخلف إن كععان‬
‫في ضبط اسمه خلف‪ ،‬فوجدت ضععبطه صععريحا بالحععاء عنععد بلديععة‬
‫القريب من عصره المام الحافظ أبي بكر أحمد بن علي الخطيععب‬
‫البغععدادي )ت ‪ ،(463‬فقععد ذكععره فععي كتععابه الععذي وضعععه لضععبط‬
‫مشكل السماء وسماه "تلخيص المتشابه فععي الرسععم وحمايععة مععا‬
‫أشكل منه عن بعوادر التصعحيف والعوهم")‪ (3‬فوجعدته قعد ذكعر فعي‬
‫"الحمدين" ممن يشتبه اسماهما فقال‪ :‬الول أحمععد بععن فععرج بععن‬
‫سليمان أبو عنبة الكندي الحمصي ثم قال‪" :‬وأما الثــاني بالحــاء‬
‫المهملة فهو أحمد بن فرح بن جبريل أبو جعفر الضــرير‬
‫المقرئ ثم ترجم له وذكر من مشايخه أبا عمر الدوري)‪.(4‬‬

‫‪ ()1‬البيت لدريد بن الصمة في قصيدة له يرثي أخاه عبد الله ‪ -‬ينظر في الصمعيات ‪ 106‬رقععم‬
‫‪ 28‬واللسان مادة "غزو"‪.‬‬
‫‪ ()2‬سيأتي في أرجوزته‪.‬‬
‫‪ ()3‬الكتاب نشر بتحقيق سكينة الشهابي ‪.1985‬‬
‫‪ ()4‬تلخيص المتشابه ‪.1/216‬‬

‫‪129‬‬
‫ثم رجعت إلى ابن الجزري في غاية النهاية‪ ،‬وقد اعتمد في‬
‫ترجمة ابن فرح على مصادر أشار إليها بأوائل أسمائها على عععادته‬
‫هكذا )س ‪ -‬غا ‪ -‬ج ‪ -‬فع ‪ -‬ك( يريد بها على الترتيب كتاب المسععتتير‬
‫لبن سوار وكتاب الغاية لبي العلء الهمداني‪ ،‬وكتععاب جععامع البيععان‬
‫لبي عمرو الداني‪ ،‬وكتاب الكفاية الكبرى للقلنسي‪ ،‬وكتاب الكامل‬
‫في القراءات لبي القاسم الهذلي ‪ -‬كما صرح بها فععي أول كتععابه ‪-‬‬
‫فوجدته يقول فيه‪:‬‬
‫"أحمــد بــن فــرح بــن جبريــل أبــو جعفــر الضــرير‬
‫البغدادي المفسر‪ ،‬وفرح بالحاء المهملة‪ ،‬ثقة كبير قرأ على‬
‫الدوري بجميع ما عنده من القراءات‪ ...‬وساق الترجمة إلى أن ذكر‬
‫وفاته سنة ‪ 303‬على اختلف)‪.(1‬‬
‫ثم رجعت إلى كتب القراءة فوجدت ابن مهععران )ت ‪(381‬‬
‫يذكر روايتععه عنععه فععي كتععابيه "المبسععوط فععي القععراءات العشععر"‪،‬‬
‫و"الغاية في القراءات العشر" أيضا‪ ،‬فيقول‪" :‬قععرأت القععرءان مععن‬
‫أوله إلى آخره على أبي القاسم هبة الله بعن جعفعر ببغعداد‪ ،‬وعلعى‬
‫أبي القاسم زيد بن علي بالكوفة قال‪ :‬قرأنا على أبي جعفععر أحمععد‬
‫بن فرح المفسر المقرئ‪ ،‬وذكر أنععه قععرأ علععى أبععي عمععر الععدوري‪،‬‬
‫وقرأ أبو عمر على إسماعيل بن جعفر‪ ،‬وقرأ إسماعيل علععى نععافع‪،‬‬
‫وقرأ نافع على عدة من التابعين‪.(2)"...‬‬
‫فجاء ذكره عنده بالحاء‪ ،‬وكععذلك وجععدت الععذهبي ترجععم لععه‬
‫في "معرفة القراء)‪ ،(3‬وذكععره ابعن الجععزري بععذلك فععي النشععر فعي‬
‫قراءة أبي عمرو بن العلء من رواية الدوري)‪.(4‬‬
‫ثم رجعت إلى كتاب "التعريف" لبي عمرو الداني قوجععدته‬
‫موافقا لذلك حيث قال في قسم السععانيد‪" :‬وأمععا روايععة ابععن فععرح‬

‫غاية النهاية ‪ 96-1/95‬ترجمة ‪.437‬‬ ‫‪()1‬‬

‫المبسوط في القراءات العشر ‪ 16-15‬والغاية في القراءات العشر ‪.29-28‬‬ ‫‪()2‬‬

‫معرفة القراء الكبار ‪ 1/194‬ترجمة ‪ 14‬الطبقة ‪.7‬‬ ‫‪()3‬‬

‫النشر ‪.131-1/128‬‬ ‫‪()4‬‬

‫‪130‬‬
‫فإني قرأت بها على فعارس بعن أحمعد‪ ...‬ثعم ذكعر سعنده إلعى ابعن‬
‫فرح)‪ .(1‬وكععذلك أثبععت اسععمه ونسععبه شععيخنا الععدكتور الراجععي فععي‬
‫الجدول الذي بين به رواية إسماعيل من طريق ابن فرح عنه)‪.(2‬‬
‫وبهذا لم يبق عندي أدنى شك في أن المر عند المععام ابععن‬
‫غازي ل يعدو أن يكون تصحيفا‪ ،‬وأن الخذين عنه والمعتمدين علععى‬
‫أرجوزته "التفصععيل" إنمععا قلععدوه فععي ذلععك دون تمحيععص‪ ،‬أو أنهععم‬
‫سكتوا عن ذلك تأدبا فقط مع الشيخ‪.‬‬
‫ويدل على هذا وقوفهم على ضبط ابن الجزري لسمه دون‬
‫رجوع إلى قوله‪ ،‬كما نجد ذلك في مععا نقلععه الشععيخ مسععود جمععوع‬
‫السجلماسي في كل من كتابيه "كفاية التحصيل" و"معونععة الععذكر"‬
‫أو "الدرة السنية في الطعرق العشعرية" فقعد قعال عنعد قعوله ابعن‬
‫غازي في "تفصيل عقد الدرر"‪:‬‬
‫ونجل عبدوس ونجل جعفر‬ ‫وسند ابن فرج المفسر‬
‫"قوله" ابن فرج "هو أحمد المفسر‪ ،‬كان إمامععا ثقععة عالمععا‬
‫بالتفسير‪ ،‬فلذلك لقب بع"المفسععر" قععاله فععي النشععر)‪ (3‬وابععن فععرح‬
‫بالحاء بالمهملة‪ ،‬قال الشيخ الزيععاتي)‪ :(4‬والظععاهر مععن نظععم المعام‬
‫ابن غازي أنه بالجيم‪ ،‬إذ يقول فيه‪" :‬وما بإظهار" "يعذب" من حرج‬
‫‪ ...‬البيت‪ ،‬وكذا كنا نسمع من أشياخنا ‪ -‬رحمهم الله ‪ -‬أعني بععالجيم‬
‫حال القراء من تقرير كلم ابن غععازي‪ ،‬ولعلععه يسععتعمل بععالوجهين‪،‬‬

‫‪ ()1‬التعريف في اختلف الرواة عن نافع ‪ 169-168‬ونصه‪" :‬وأما رواية ابن فرح فإني قرأت بها‬
‫القرءان كله على فارس بن أحمد‪ ،‬وقال‪ :‬قرأت بهععا علععى عبععد البععاقي بععن الحسععن المقععرئ‪،‬‬
‫وقال‪ :‬قرأت على زيد بن علي الكوفي‪ ،‬وقال‪ :‬قرأت على أحمد بن فرح‪ ،‬وقععال‪ :‬قععرأت علععى‬
‫الدوري‪ ،‬وقال‪ :‬قرأت على إسماعيل‪ ،‬وقال‪ :‬قرأت على نافع"‪.‬‬
‫‪ ()2‬التعريف ‪.171‬‬
‫‪ ()3‬ذكره في طرقه عن الدوري في قراءة أبي عمرو بن العلء البصري – النشر في القععراءات‬
‫العشر ‪131-130-1/128‬‬
‫‪ ()4‬هو الشيخ أبو علي الحسن بن يوسف بن مهدي الزياتي )ت ‪ (1023‬وسععيأتي فععي أصععحاب‬
‫القدومي‪ .‬ويحتمل أن يكون المراد ولده عبد العزيز الزياني صاحب "نفائس العلى في قععراءة‬
‫أبي عمرو بن العلء" وسيأتي أيضا‪.‬‬

‫‪131‬‬
‫فاقتصر كل واحد من هذين المامين على ما صح عنده عنهما والله‬
‫أعلم")‪.(5‬‬
‫فقول الشيخ الزياتي ‪ -‬رحمه الله ‪" .-‬وكععذا كنععا نسععمع مععن‬
‫أشياخنا"‪ ،‬هو الحجة الوحيدة التي كان يعدلي بهعا كعل مععن اععترض‬
‫عليه في أمر كهذا‪ ،‬المرجع ليس إل إلى تقليد الخر للمتقدم‪.‬‬
‫ولقد عارضت بما نقلته عن ابن مهران والخطيععب والععداني‬
‫وابن الجزري وغيرهما في شأن "ابن فرح" هذا قععارئا متمكنععا فععي‬
‫دراسة "العشر الصغير" فتوقف فععي ذلععك لنصععافه‪ ،‬ولكنععه تعجععب‬
‫منه أشد التعجب لن كونه "ابن فرح" بالجيم هو عند أهل هذا الفن‬
‫أو من بقي منهم ببلدنا من قبيل الضروريات)‪.(1‬‬
‫وإنما مرجع المر في الحقيقة إلى اللف والعععادة فععي تقليععد‬
‫التالي للسابق‪ ،‬وإلى اكتساب الخطععأ المشععروعية العرفيععة بسععبب‬
‫التقادم وتمالؤ السواد العظم عليه‪ ،‬على نحو ما تمالوا على كععثير‬
‫من الوقاف الهجينة التي تنسب إلى المام الهبطي كما سيأتي‪.‬‬
‫والذي يعنينا بعد ما ذكرنععاه مععن التنععبيه علععى هععذه المسععألة‬
‫ومحاولة لفت النتباه إلى هذه الجزئية المتعلقععة بواحععد مععن رجععال‬
‫"المدرسة النافعية"‪ ،‬أن نتمثل كيف أخذ جمهور المغاربععة مقععررات‬
‫هذه المدرسة وتلقوها كاملة بالقبول والتسليم‪ ،‬وها هم قععد تتععابعوا‬
‫على ما ذهب إليه ابن غازي في ابن فرح حععتى الئمععة المعتمععدون‬
‫منهم‪ ،‬مما جعلهم ربما اعتقدوا خطأ من ذهب إلععى الحععاء‪ ،‬أو علععى‬
‫أقععل تقععدير أنععه – كمععا قععال الشععيخ الزيععاتي – لعلععه يسععتعمل‬
‫بالوجهين"‪ ،‬وحينئذ ل نستغرب كيف يقول ناظم سند "التعريف"‪:‬‬
‫عن الزكععععععععي بن‬ ‫"عن ابن موسى ذي‬
‫فععععععرج‬ ‫الحجج‬
‫‪ ()5‬كفاية التحصيل في شرح التفصيل وسيأتي كذلك ذكره‪.‬‬
‫‪ ()1‬المقعرئ المعذكور هعو الصعديق السعيد الطعاهر بعن الحعاج مبعارك العبعدي‪ ،‬قعرأ بالعشعرين‬
‫بمدرسة سيدي الزوين بععالحوز علععى الشععيخ المععاهر السععتاذ السععيد علل القاسععمي المقععرئ‬
‫المعمر الذي ما يزال ينتفع به هناك‪.‬‬

‫‪132‬‬
‫ويقول أيضا‪:‬‬
‫حدثععععععني لبععععععععن‬ ‫وقال أيضا ذو الرج‬
‫فععععععععععرج عن عبد باقي‬ ‫فارس ابن أحمد‬
‫المرشعععععععد للععععععععدوري‬ ‫عن زيد عن نجل فرج‬
‫)‪(1‬‬
‫أيضا ل حعععععععرج‬
‫ول نستغرب أن يقول أيضا أبو زيد بن القاضي علععى جللععة‬
‫قدره في نظم له‪:‬‬
‫وقيل بالضعععععم لععععه بععععل‬ ‫"ثم هو" بالسكان قل لبن‬
‫)‪(2‬‬
‫حرج‬ ‫فرج‬
‫ول أن يدرج المام المدغري بيععت ابععن غععازي النععف الععذكر‬
‫في أرجوزته "تكميل المنافع" فيقول‪:‬‬
‫ليوسعععععف والسعععععععدي‬ ‫"وما بإظهار" "يععععذب"‬
‫وابن فرج‬ ‫من حرج‬
‫ثم يقول متمما له‪:‬‬
‫لقلعععععب يا ميمععععا فتععلك‬ ‫وغيرهم أدغمه مع غنة‬
‫)‪(3‬‬
‫السنة‬
‫ذلك جانب من تأثير المام ابن غازي في أهل هععذه الصععناعة‬
‫في عصره وبعده‪ ،‬وتلك صورة عن مقدار هيمنة مذاهبه واختيععاراته‬
‫ضربنا لها المثال العديدة لدعم ما قلنععاه وأردنععا التععدليل عليععه مععن‬
‫إمامته للمدرسة المغربية‪ ،‬حتى ليمكننا القععول عععن وجععود بصععماته‬
‫فععي جميععع فروعهععا وشعععبها المتعلقععة بععالقراءة والداء أو الخععط‬
‫والضبط‪ ،‬أو الوقف والبتععداء‪ ،‬أو نظععام الجمععع بيععن القععراءات فععي‬
‫الجمعين الصغير الكبير‪.‬‬

‫ستأتي هذه الرجوزة في أسانيد المغاربة‪.‬‬ ‫‪()1‬‬

‫ذكر له مسعود جموع في الروض الجامع‪.‬‬ ‫‪()2‬‬

‫تكميل المنافع‪.‬‬ ‫‪()3‬‬

‫‪133‬‬
‫وكفى برجل أورث العام والقدوة معا لمن خلفوه‪ ،‬فكععان مععا‬
‫يزال منهم في كل جيل قائم بمدرسته يصل أسععانيدها‪ ،‬ويععذود عععن‬
‫مذاهبها واختياراتها ويعرف بها‪.‬‬
‫ولقد نبه بعضهم على هذا الصدى الطيب الذي خلفععه الشععيخ‬
‫وراءه بمؤلفاته وحلقاته وعلقاته فقال فععي ترجمععة أبععي عبععد اللععه‬
‫محمد بن الخياط الشهير بابن إبراهيم الدكالي‪" :‬سععرى العلععم فععي‬
‫سلفه من جهة ابن غازي المام المشهور‪ ،‬لكون ابنته جدتهم‪ ،‬فلمععا‬
‫توفي ابن غازي خلص لهم ما بيده مععن الحبععار والكتععب فاسععتعانوا‬
‫بععذلك علععى طلععب العلععم‪ ،‬فحصععل لهععم مععا سععبق فععي علععم اللععه‬
‫تحصيله")‪.(1‬‬
‫ونعقد الن الفصل التالي للحعديث ععن بععض معا خلعف فعي‬
‫القراءة من آثار‪ ،‬باعتبارها من مجالي إمامته‪.‬‬

‫فهرسة المنجور‪.‬‬ ‫‪()1‬‬

‫‪134‬‬
‫الفصل الثاني‪:‬‬
‫آثار الشيخ ابن غازي‬
‫في القراءات "تفصيل‬
‫عقد الدرر في قراءة‬
‫نافع" وإشعاعها‬
‫العلمي‪.‬‬
‫ل نملك أن نغالي بالشيخ المام ابن غازي مؤلفا فععي ميععدان‬
‫القراءات على القل كما غلينا به باحثا ومناقشععا ومحععررا لمسععاول‬
‫الخلف ومنظععرا‪ ،‬ولعععل السععبب الكععبر فععي ذلععك هععو اسععتهلك‬
‫المجعععالت المختلفعععة والمتنوععععة لنشعععاطه العلمعععي‪ ،‬واسعععتغراق‬
‫الوظائف الرسععمية لععه‪ ،‬وخاصععة منهععا الوظععائف العمليععة كالمامععة‬
‫والخطابة والفتيا مما ل يبقى له معه أو يكاد مععن الفععراغ مععا يتسععع‬
‫لنجاز المؤلفات الكثيرة في هذا الجانب الععذي يعتععبر بالنسععبة إليععه‬
‫من قبيل العمال الحرة والثقافة الحرة أو مما يحتسب به لله‪.‬‬
‫ومع هذا فإن العبرة عند الشيخ بالنوعية ل بالكم العدد‪ ،‬فرب‬
‫تقييد له أو جععواب عععن سععؤال كععان أنفععع مععن كععثير مععن مصععنفات‬
‫المتأخرين التي هي في أكثرها عبارة ععن تجميعع معلومعات أو نعثر‬
‫قصيدة من قصائد الفن بذل ناظمها جهدا كبيرا‪ ،‬فعاد هو إلى نثرهععا‬
‫مرة أخرى عععودا علععى بععدء "كععاللتي نقضععت غزلهععا مععن بعععد قععوة‬
‫أنكاثا"‪.‬‬
‫ولقد أفادنا الشيخ بتحقيقاته التي استعرضنا جوانب منهععا مععا‬
‫ل نكاد نستفيده من خزانة كاملة من المؤلفات الهزيلة ككععثير ممععا‬
‫ألف حول "الدرر اللوامع" لبن بري مما ل يزيد علععى كععونه تكععرارا‬
‫واجترارا‪.‬‬
‫وإذا رجعنععا مععرة أخععرى إلععى التطععور العلمععي فععي شخصععية‬
‫الشيخ وجدنا أن أخصعب فعترات حيعاته فعي التعأليف هعي المرحلعة‬

‫‪135‬‬
‫الوسطى‪ ،‬وهو أمر طععبيعي ينسععجم مععع اكتمععال الشخصععية وتمععام‬
‫النضج العلمي‪.‬‬
‫عدد مؤلفاته‪ :‬في المصادر التاريخية‬
‫وقد أفادنا في فهرسته ثم في الذيل الععذي ألحقععه بهععا بععذكر‬
‫عدد من المؤلفات التي كان قد أنجزهععا حععتى كتابععة الفهرسععة فععي‬
‫الثامن عشر من رجب الفرد من عام ‪896‬هععع‪ ،‬وعععددها حععتى ذلععك‬
‫العهد عشر مؤلفات إضافة إلى الفهرسة ‪ ،‬وذكر هناك أسماء ثلثععة‬
‫مؤلفات كان لم يفرغ منها بعد)‪ ،(1‬وأخبر في "الععذيل" الععذي ألحقععه‬
‫بهعا سعنة ‪ 905‬أنعه فعرغ منهعا ووضعع علعى صعحيح البخعاري كتعابه‬
‫"إرشاد اللبيب" وكمله)‪.(2‬‬
‫ول أدري كيف اقتصر على ذكر هذا العدد الذي ل يزيععد علععى‬
‫خمسة عشر مؤلفا‪ ،‬وذلك لن كتب التراجم زادت على ذلك حععتى‬
‫تضاعف هذا العدد‪ ،‬فذكر في شععجرة النععور ‪ 15‬وفععي نيععل البتهععاج‬
‫ودرة الحجال ‪ 17‬وفي الجذوة ‪ 20‬وفي التحععاف ‪ ،25‬وذكععر ناشععر‬
‫فهرسته ‪ 30‬تأليفا بين منظوم ومنثور)‪.(3‬‬
‫ونحن إنما يهمنا مما هو مذكور منها ومععا وقفنععا عليععه مععا لععه‬
‫صلة بالقراءة وعلومها ولذلك سنقتصر عليععه‪ ،‬ونسععتهله بععذكر أهععم‬
‫مؤلفععاته النثريععة وأوعبهععا لمععذاهبه الفنيععة وتحقيقععاته العلميععة وهععو‬
‫كتاب‪:‬‬
‫)‪(4‬‬
‫‪ -1‬إنشاد الشريد من ضوال القصيد‬

‫‪ ()1‬يمكن الرجوع في ذلك إلى آخر فهرسته ‪.171‬‬


‫‪ ()2‬ذيل فهرسة ابن غازي بآخر الفهرسة‪.192 :‬‬
‫‪ ()3‬يمكن الرجوع إلى ما ذكرنا من عدد الكتب وأسمائها في شععجرة النععور ‪ 276‬ونيععل البتهععاج‬
‫‪ ،334-333‬ودرة الحجال ‪ 148-2/147‬ترجمة ‪ 622‬ومثله عند العلمة عبد اللععه كنععون فععي –‬
‫ابن غازي – ‪ 22/24-21‬والجذوة ‪ 1/320‬ترجمة ‪ ،331‬والتحاف ‪.10-4/9‬‬
‫‪ ()4‬قام بتحقيقه الستاذ حسن العلمي من سل تحت إشراف أستاذنا الععدكتور التهععامي الراجععي‬
‫الهاشمي لنيل دبلوم الدراسات العليا من دار الحديث الحسنية بالرباط‪ ،‬ونوقش في يناير مععن‬
‫عام ‪1410‬هع بعد إنجاز هذا القسم من الحديث‪ ،‬وقععد اطلعععت علععى إنجععازه المععذكور مرقونععا‬
‫باللة في خزانة السيد السحابي بسل‪.‬‬

‫‪136‬‬
‫وهو كتاب متوسط الحجععم‪ ،‬غزيععر النفععع سععماه فععي شععجرة‬
‫النور "تقريرات على الشاطبية")‪ ،(1‬وهي تسمية في نظري أليق به‬
‫وأعلععق مععن قععول السععوداني فععي "النيععل"‪" :‬تكلععم فيععه علععى‬
‫الشاطبية")‪ (2‬أو قول الشيخ عبد الله كنون‪" :‬ذيل به نظم الشاطبية‬
‫في علم القراءات")‪ (3‬فضل عععن قععول ناشععر فهرسععته‪" :‬هععو شععرح‬
‫الشاطبية")‪ ،(4‬وهو على كل حععال مععن المؤلفععات الععتي ذكرهععا فععي‬
‫فهرسته‪ ،‬وبععه بععدأ ذكععر مععا أتمععه منهععا حععتى كتابععة الفهرسععة سععنة‬
‫‪896‬هع)‪.(5‬‬
‫والكتاب مفيد في بابه‪ ،‬وكععان واسععع السععتعمال عنععد علمععاء‬
‫القراءة بفاس‪ ،‬ولععذلك كععثرت نسععخه)‪ .(6‬ويععدل قععول أبععي العبععاس‬
‫المنجور في ترجمة محمد بن مجبر المسععاري – مععن أصععحاب ابععن‬
‫غععازي ‪" :-‬يستحضععر نصععوص حععرز المععاني" ول يحتععاج أن ينظععر‬
‫"التيسير")‪ (7‬و"إنشاد الشريد" وغيرهما)‪ ،(8‬يععدل بمفهععومه علععى أن‬
‫غيره من المشايخ كانوا ل يستغنون عن النظر فيهما‪ ،‬بينما استغنى‬
‫هو بحفظه لذلك عن النظر فيه مرة أخرى كما نبه علععى ذلععك فععي‬
‫صدر ترجمته)‪.(9‬‬
‫ويمثل الكتاب في الجملة أهم ما كععان يأخععذ بععه الشععيخ ابععن‬
‫غازي وشيخه أبو عبد الله الصغير من مذاهب واختيارات فععي الداء‬
‫للقراء السبعة من طرق الشاطبية والتيسير‪ ،‬كمععا يرجععع إليععه أكععبر‬
‫الفضل في التعريف بإمامة مؤلفه في هععذا العلععم‪ ،‬وبععه وبععأرجوزته‬
‫في قراءة نافع تسنم الشيخ مكانه فععي مصععاف أئمععة هععذا الشععأن‪،‬‬
‫‪ ()1‬شجرة النور ‪.276‬‬
‫‪ ()2‬نيل البتهاج ‪.334-333‬‬
‫‪ ()3‬ذكريات مشاهير رجال المغرب – ابن غازي ‪.23‬‬
‫‪ ()4‬مقدمة تحقيق فهرسة ابن غازي ‪.42‬‬
‫‪ ()5‬فهرسة ابن غازي ‪.170‬‬
‫‪ ()6‬منه بالخزانة الحسععنية بالربععاط تسععع نسععخ مععذكورة فععي فهرسععتها مجلععد ‪ 31-6/29‬وفععي‬
‫الخزانة العامة خمععس بععأرقس ‪1532-990-1383-8-887‬د‪ ،‬وبخزانععة ابععن يوسععف بمراكععش‬
‫برقم ‪ 365-213‬إلخ‪.‬‬
‫‪ ()7‬تصحف في فهرسة المنجور المطبوعة بلفظ "التفسير"‪ ،‬وهو غير مناسب‪.‬‬
‫‪ ()8‬فهرس أحمد المنجور ‪.64-63‬‬
‫‪ ()9‬نفسه ‪.63‬‬

‫‪137‬‬
‫ونال الحظوة الزائدة عند المتأخرين باعتباره فععي نظرهععم "خاتمععة‬
‫المحققين‪ ،‬وإمام المقرئين"‪ .‬يقول في مقدمته‪:‬‬
‫"الحمد لله الذي من علينا بوارثة كتابه العزيز‪ ،‬ووفقا لدمععان‬
‫تلوته حتى أرزنا في ميدان حفظ أي تبريز‪ ...‬فهذا "إنشععاد الشععريد‬
‫مععن ضععوال القصععيد" رتبتععه أبععدع ترتيععب‪ ،‬علععى مععا يهععواه اللععبيب‪،‬‬
‫ويستجيده الريب‪ ،‬وبالله أستعين وإليععه أنيععب"‪ .‬ثععم قععال مباشععرة‪:‬‬
‫"التعوذ والبسملة"‪:‬‬
‫"والفاتحة مكية سبع آيات باتفاق‪ .‬إذا وصلت "الرحيم لسععم"‬
‫فالخفاء لبي عمر على المعروف‪ ...‬وبعد مباحث جزئية انتقل إلععى‬
‫سورة البقرة فذكر الخلف في "أنذرتهم" ونقل قول الشاطبي في‬
‫ذلك‪ ،‬ثم انتقعل إلعى ذكعر إمالعة "ومعن النعاس" للبصعري‪ ...‬وهكعذا‬
‫مضى يعلق تعععاليق مختصععرة علععى بعععض حععروف القععراءة ويبععدي‬
‫بعض الملحظات‪ ،‬وربما نقل في مسائل الخلف بعض مععا قععرأ بععه‬
‫على شيخه الصغير‪.‬‬
‫وفي سورة طه خاصة توقفا طويل نسبيا عند ذكععر الفواصععل‬
‫والعد ّ إلى يقرأ به المغاربة في قراءة نافع‪ ،‬وذكععر هنالععك الفواصععل‬
‫المتفق عليها في سورة طه لتعلق أحكام المالة بمعرفتها وتمييزها‬
‫عما ليس بفاصععلة ول رأس آيععة‪ ...‬ثععم واصععل حععديثه علععى النسععق‬
‫الول حتى انتهى إلى آخر القرآن قائل‪:‬‬
‫"وليس في "الكوثر" وما بعدها إدغام‪ ،‬وبالله التوفيق‪ ،‬كمععال‬
‫"إنشاد الشريد من ضوال القصيد"والحمد لله وكفى")‪.(1‬‬
‫ومع كون هذا الكتاب في نفسه يعتبر أشبه بالطرر على حرز‬
‫الماني‪ ،‬فإن تدارس الئمة دعاهم مععرة أخععرى إلععى كتابععة "طععرر"‬

‫‪ ()1‬اعتمدت في الستفادة ما نقلته من إنشاد الشريد وفي هذا التعريععف المععوجز علععى نسععخة‬
‫عتيقة للشيخ المقرئ السيد أحمد بن الطاهر المعروف ابن الكونطري بمدينة الصععويرة جععزاه‬
‫الله خيرا‪.‬‬

‫‪138‬‬
‫عليه توسع بعض مباحثنه وتعيععن علععى فهععم مقاصععده‪ ،‬فممععا كتععب‬
‫عليه في هذا الصدد‪:‬‬
‫‪ -‬الطــرر المستحســنة لبــي عبــد اللــه محمــد‬
‫السجلماسي‪.‬‬
‫ومؤلفها هو المام المقرئ البععارع أبععو عبععد اللععه محمععد بععن‬
‫مبارك السجلماسي صاحب "الدالية" النفة الععذكر )‪ ،(1092‬وهععو‬
‫من أعلم أصحاب أبي زيععد بععن القاضععي بفععاس وبهععا ولععد‪ ،‬وكععان‬
‫إماما بمسجد الشرفاء منها)‪.(1‬‬
‫توجععد مععن طععرره هععذه نسععخة مخطوطععة بالخزانععة العامععة‬
‫بتطوان تحت رقم ‪ 881‬ذكرها غيععر واحععد مععن البععاحثين)‪ ،(2‬وذكععر‬
‫بعضهم أن المؤلف "نبه على سمائل ربما أخطأ فيها ابن غازي‪ ،‬أو‬
‫أخذ فيها بوجه ضعععيف‪ ،‬وهععي ل تتعععدى رؤوس الصععابع‪ ،‬بأسععلوب‬
‫علمي نزيه‪ ،‬وحتى إنه أخفععى اسععمه حسععب النسععخ الععتي بأدينععا‪،‬‬
‫رفقا بهذا المام الذي احتلت شهرته الصدارة في عالم القراءات‪،‬‬
‫ولول هذه الحالة فقط "فلت في منظومتي‪:‬‬
‫ذ ألف وليعععععععاء فيه‬ ‫"في السيئععات امنعن ل‬
‫)‪(3‬‬
‫منفعععععععردا‬ ‫المنشأت لحذ‬
‫لما عرفناه من هو")‪.(4‬‬
‫‪ -‬وإلى جانب طرر ابن مبــارك هنــاك طــرر أخــرى‬
‫نسبها بعضهم إلى محمد بن عبد الكريم الزواوي‪:‬‬

‫‪ ()1‬ذكر هذه المعلومات عنه أبو زيد عبد الرحمن بن إدريس المنجرة في "المقاصد النامية في‬
‫شرح الدالية" في المقدمة التي صدره بها‪) .‬مخطوطة(‪.‬‬
‫‪ ()2‬منهم سعيد أعراب فععي كتععابه "القععراء والقععراءات بععالمغرب‪ "74 :‬وذكرهععا السععتاذ حسععن‬
‫العلمي في دراسته وتحقيقه لكتاب "إنشاد الشريد" ورقة ‪) 105‬القسم الول(‪.‬‬
‫‪ ()3‬كذا ذرك البيت سعيد أعراب‪ ،‬والصععحيح أنععه "منفععرد" بععالجر لن القصععيدة كلهععا علععى هععذا‬
‫الروي والبيت من دالية ابن مبارك‪ ،‬ذكره في باب الهمز المتحرك وسععطا بعععد حركعة‪ ،‬ورقمععه‬
‫الترتيبي كما فععي تحقيععق أسععتاذنا الععدكتور التهععامي الراجععي‪ -107 :‬دعععوة الحععق العععدد ‪272‬‬
‫لشهري نونبر – دجنبر ‪.1988‬‬
‫‪ ()4‬القراء والقراءات بالمغرب ‪.74‬‬

‫‪139‬‬
‫ول يبعد أن تكون نفس الطرر السابقة لبععن مبععارك‪ ،‬نسععبته‬
‫إليه في بعض النسخ بسععبب الشعارة النفععة العذكر‪ ،‬ونسععبت فعي‬
‫بعضها إلى من جمعها وهو محمد بن عبد الكريم المذكور‪ ،‬وخاصة‬
‫لن هذا الجامع لها قد صدر في أولها بقععوله بعععد الحمدلععة‪" :‬هععذه‬
‫الطرر التي نذكرها وجدتها فععي نسععخة صععحيحة علععى إنشععاد ابععن‬
‫غازي")‪ ،(1‬وبذلك يكون قد صرح بأنه جامع ل مؤلف‪.‬‬
‫‪ -2‬رجز في "فواصل الممال"‪ ،‬وسععماه فععي التحععاف‬
‫"نظم فواصل المقال" وهو تصحيف‪ ،‬وذكره ابن غازي نفسعه فعي‬
‫إجازته لهل تلمسان فيما أورده أبو جعفر البلوي في ثبته‪ ،‬إل أنععه‬
‫تصحف إلى لفظ المحال – بالحاء – وليس له ذكر في فهرسته)‪.(2‬‬
‫ويسمى أيضا في بعض المصادر "كشف القنععاع" أو "كشععف‬
‫قناع الوهم" أخذا مما ذكره في أوله في البيت الول في قوله‪:‬‬
‫كشف قناع الوهععععععععععععم‬ ‫"وهعاك في فواصل الممال‬
‫والخيعال‬
‫والشعععاملعععععععي والكوفي‬ ‫للمدنيين وللمكي‬
‫والبصععري ما بعععععععععععد‬ ‫مقر بآنظامه المنقاد ُ‬
‫القيسي والمجععععععراد ُ‬
‫وقد ساق الناظم الرجز بتمامه في سورة طه من "إنشاد‬
‫الشريد" عند ذكر فواصلها وما يلتبس منها بغيره مما ليس‬
‫بفاصلة فقال‪" :‬وقد كنت نظمت فيها رجزا يدفع اللبس عن‬
‫فواصلها – إن شاء الله تعالى – رأيت أن أثبته هنا مشروحا‪،‬‬
‫وهو‪ ...‬ثم ذكر البيات التي صدرنا بها‪ ،‬ثم قال‪:‬‬
‫‪ -‬فواصل الي ورؤوسها‪ ،‬ثم تطرق لذكر اختلف القراء فععي‬
‫العدد‪ ،‬ونقل ععن المعام الععداني فعي ذلعك نقعول ضعافية ثعم قعال‬

‫‪ ()1‬يمكن الرجوع إلى مخطوطة تطوان بخزانتها تحت رقععم ‪ 881‬والمقارنععة بمععا ذكععره سعععيد‬
‫أعراب في كتابه القراء والقراءات بالمغرب‪.167 :‬‬
‫‪ ()2‬فهرسة ابن غازي‪.‬‬

‫‪140‬‬
‫معتذرا‪" :‬ولم أقف في الوقت على "جععامع البيععان" وإنمععا وقفععت‬
‫على ما أسلفتك من النقل عن "كتاب البيان في عععدد آي القععرآن‬
‫"وعن" إيجاز البيان")‪.(1‬‬
‫وبعد هذا أخذ في ذكر أبيات الرج وشرحها بقوله‪:‬‬
‫لمععععععن سوى الكوفي‬ ‫"فليس من رؤوس آي طه‬
‫مبتداهعععععععععععا‬ ‫وعكسه "مني هدى" في‬
‫كععععععععذاك "زهرة الحيعوة‬ ‫الثنيا‬
‫الدنيعععععا"‬ ‫ولفظ "موسى فنسي"‬
‫لغير مكعععععععي وغعععععععععععععير‬ ‫بمعزل‬
‫الول‬
‫وهكذا إلى أن قال في آخره‪:‬‬
‫كجبر)‪ ،(3‬إذ على يزيععععد‬ ‫والمدني في الول ورش‬
‫عرضعععععا)‪ (4‬لكن‬ ‫ارتضى‬
‫كععععععععلهمععععععععا يععععرى غنيا‬ ‫والخوان)‪ (2‬العدد الكوفيا‬

‫لول تنععععععععوع وذا‬ ‫عن ذا بما قبيله في "الحرز"‬


‫"للكعععععععععععنز" عهدة ورشهم‬ ‫أو حسب البلد لكن الخير‬
‫)‪(5‬‬
‫لذي "العععععععدر النثير"‬ ‫به يععععععععععد من لنعععععععافع‬
‫مفتتحا مخمعععععععععععععسا‬ ‫قعععععرا‬
‫معععععععععشرا‬
‫عن قطعععععرة خععععذ وادع لبن‬ ‫حكاه في "البيان" و"اليجاز"‬
‫)‪(6‬‬
‫غازي‬
‫‪ ()1‬إنشاد الشريد ‪ -‬سيرة طه‪ ،‬والكتب التي سمى عرفنا بها في آثار أبي عمرو الداني‪.‬‬
‫‪ ()2‬الخوان في اصطلح علماء القراءات السبع هما "حمزة والكسائي"‪) .‬تقييد الرحمععاني عععن‬
‫ابن القاضي( يوجد ضمن مجموع بخط أبي عبد الله محمد بن محمد بن أحمد الرحمععاني ممععا‬
‫قيده عن مشيخته بخزانة أوقاف آسفي العتيقة‪.‬‬
‫‪ ()3‬يعني أبا عمرو بن العلء البصري وقد تقدم أنه من السماء التي قيل أنها اسمه الشخصي‪.‬‬
‫‪ ()4‬يعني عرض على يزيد وهو أبو جعفر يزيد بن القعقاع المدني شيخ المام نافع المعروف‪.‬‬
‫‪ ()5‬يعني لبن أبي السداد أبي محمد عبد الواحد الباهلي المالقي‪ ،‬تقدم‪.‬‬

‫‪141‬‬
‫‪ -3‬شرحه للرجز‪:‬‬
‫هذا الشرح أدرجه مع الرجز في "إنشاد الشريد"‪ ،‬ولكنه في‬
‫إجازته للتلمسانيين ذكره منفردا بعد ذكر النشاذ والنظم)‪.(1‬‬
‫وقد اسععتفاد أبععو زيععد بععن القاضععي مععن هععذا الرجععز وشععرح‬
‫الناظم له استفادة جلى في "الفجر السععاطع" فععي بععاب المالععة‪،‬‬
‫وأطال النفس في تحليل الفواصل وأشباه الفواصل الععتي تلتبععس‬
‫بها مما نبععه عليععه الشععيخ وذكععر اختلف النقععول فععي بعععض ذلععك‪،‬‬
‫وأجرى بعض المقارنات في بعض مسععائل الخلف فععي ذلععك بيععن‬
‫علماء العدد من المغاربة‪ :‬ابععن غععازي والقيسععي والمنتععوري وابععن‬
‫أبععي السععداد فععي الععدر النععثير وسععواهم‪ ،‬ممععا يعتععبر كلمععه أشععبه‬
‫بحاشية أو تعليق على شرح ابن غازي ونظمه المذكور‪ ،‬ونقل عنه‬
‫بعض ذلك مسعود جموع في شرحه‪.‬‬
‫‪ -‬وأورد المععام أبععو الحسععن علععي النععوري أيضععا فععي "غيععث‬
‫النفع" طرفا من أول هذا الرجز ثم قال معقبا عليه‪:‬‬
‫"لكن ل تظهر ثمرة الخلف إل فععي كلمععتين‪" :‬موسععى" مععن‬
‫قوله تعالى "وآله موسععى" بطععه‪ ،‬و"طغععى" بالنازعععات مععن قععوله‬
‫تعالى "فأما من طغى"‪ ،‬وقد ذيلت بهععذه الفععائدة كلم ابععن غععازي‬
‫فقلت‪:‬‬
‫إل بموسععععععى معععععع إلععععه‬ ‫ثمرة الخلف ليست تظهر‬
‫يذكعر)‪ (2‬بالنعععععازعات خعععاب‬ ‫كذاك قوله "فأما من طغى"‬
‫)‪(3‬‬
‫سععي من بغى‬

‫‪ ()6‬إنشاد الشريد‪ ،‬سورة طه‪.‬‬


‫‪ ()1‬ثبت أبي جعفر أحمد بن علي البلوي الوادي آشي ‪.472-471‬‬
‫‪ ()2‬ذكر البيت بزيادة واو في أوله "وتمرة الخلف"‪ ،‬وبه ينكسر الوزن لذلك أسقطته‪.‬‬
‫‪ ()3‬غيث النفع بهامش سراج القارئ ‪289‬‬

‫‪142‬‬
‫‪ -‬وقد قام بشرح رجز ابن غازي فواصــل الممــال‪،‬‬
‫وهو مخطوط بدار الكتب المصرية برقم ‪) 69‬قراءات()‪.(1‬‬
‫‪ -3‬قطعة دالية وقفت عليها بالرباط ومراكش منسوبة إليععه‪،‬‬
‫وهي ركيكة في نظمها ل ترقى إلى مستوى نظمععه فععي أرجععوزته‬
‫السابقة وأرجوزته التية في قراءة نافع‪ ،‬وهي في أحد عشععر بيتععا‬
‫وجدتها في الموضعين في مجموع مصدرة بقععول القععائل‪" :‬وقععال‬
‫ابن غازي رحمه الله‪ ،‬وموضوعها أسماء الرواة الربعععة عععن نععافع‬
‫والطرق عنهما‪ ،‬ويقول فيها‪:‬‬
‫عن نافععععععععهم رووا بعلمهم‬ ‫فورش وعيشى ثم إسحاق‬
‫اقتععععععد‬ ‫اسماعيعل‬
‫أبو يعقععععوب الزرق يوسف‬ ‫فممن روى عن ورش‬
‫فاهتعععععد وعبد الصمد احفظ‬ ‫المصرري العدل‬
‫)‪(2‬‬
‫علوما واجتهععععد‬ ‫كذا الصبهاني قل محمد‬
‫اسمه‬
‫‪ -4‬قطعته النفة الذكر وهي سبعة أبيات أجاب بها عن حكم‬
‫الوقف على "أفطال" وأولها‪:‬‬
‫وجعععععععاء به كنز المععععععاني‬ ‫"أل فاسمعوا ما قد أخذنا‬
‫مفصعل فعند سكون الوقف‬ ‫عن المل‬
‫وجهان حصل‪ ...‬إلخ‬ ‫إذا وصل القاري بتغليظ‬
‫لمه‬

‫‪ -5‬رسالته الجوابية في مراتب المد وكيفية ترتيبها‬


‫عند جمع القراءات للعشرة‪ ،‬وقد تقدم ذكرها)‪.(3‬‬

‫‪ ()1‬ذكره الدكتور عبد الفتعاح اسعماعيل شعلبي فعي كتابعة "المالعة" فعي القعراءات واللهجعات‬
‫العربية في المصادر التي اعتمدها )طبعة نهضة مصر ط ‪ 2‬القاهرة ‪1971-1391‬م(‪.‬‬
‫‪ ()2‬توجد مخطوطة في مجموعة بالخزانة العامة بالرباط برقم ‪ .1371‬ورقععة ‪ .235‬وبمراكععش‬
‫في خزانة خاصة‪..‬‬
‫‪ ()3‬أشار إليها سعيد أعراب في "القراء والقراءات بالمغرب ‪.81‬‬

‫‪143‬‬
‫‪ -6‬من التفرقات بيتــان لــه فــي الســباب الباعثــة‬
‫على الدغام‪ .‬ذكرهما مسعود جموع في "الروض الجامع" قال‪:‬‬
‫"والسباب الباعثة على الدغام ستة أشار إليها سععيدي محمععد بععن‬
‫غازي بقوله‪:‬‬
‫جععععععانس وكافعععععععئ تحعععععظ‬ ‫"ماثل وشارك لصقن‬
‫بالمراتب ظلععععععم قد‬ ‫وقارب‬
‫)‪(1‬‬
‫جععععععععععاؤوا تععاب ورد‬ ‫كبل له قد تاب من راق‬
‫وقد‬

‫‪ -7‬فهرسته "التعلل برسوم الســناد‪ ،‬بعــد انتقــال‬


‫أهل المنزل والناد"‬
‫ونذكرها مع هذه القائمة لتضمنها لما ذكرناه لععه مععن أسععانيد‬
‫ومشيخته ومرويات‪ ،‬وذلك من صميم ما نحن بصدده‪ ،‬وقد اسععتفدنا‬
‫منها كثيرا في هذا البحث كما لعل القارئ الكريم لحظععه فععي ذكععر‬
‫كععثير مععن مصععنفات المغاربععة فععي علععوم القععراءات وخاصععة فععي‬
‫المؤلفات الخاصة بقراءة نافع ورسمها)‪.(2‬‬
‫‪ -8‬أرجوزته السائرة‪" :‬تفصيل عقد درر ابن بري"‪ ،‬ولهميتهععا‬
‫في بحثنا ومكانتها في "المدرسة المغربيععة نسعوقها بنصععها الكامعل‬
‫لقلتها في اليععدي ولكونهععا تعتععبر آخععر القصععائد المعتععبرة فععي هععذا‬
‫العلم"‪.‬‬
‫وهذه أرجوزته "تفصــيل عقــد الــدرر" فــي الطــرق‬
‫العشر المروية عن نافع‪:‬‬
‫وقفت على نسخة منها فععي مجمععوع بخععط المقععرئ الجليععل‬
‫أبي عبد الله محمد بن محمععد بععن أحمععد الرحمععاني صععاحب كتععاب‬

‫‪ ()1‬باب الدغام من الروض الجامع‪.‬‬


‫‪ ()2‬الفهرسة طبعت مرتين بتحقيق محمد الزاهي ونشرت أول بالدارالبيضاء سنة ‪1989-1399‬‬
‫ثم بتونس‪.‬‬

‫‪144‬‬
‫"تكميل المنععافع" التععي والرجععوزة النفععة الععذكر فععي الخلف بيععن‬
‫الصبهاني والزرق عن ورش‪ ،‬وقد صععدر لهععا بقععوله‪" :‬قععال الشععيخ‬
‫المام العالم العلمة أبو عبد اللعه محمععد بعن أحمعد بعن محمعد بعن‬
‫محمد بن علي بن غازي)‪ (1‬العثماني المكناسععي نزيععل فععاس رحمععه‬
‫الله تعالى‪:‬‬
‫علععععى العععععععذي به‬ ‫الحمد للله والصلة‬
‫اقتعععععدى الهداة‬ ‫محمد سيد خلق الله‬
‫وآلععععععععه ذوي الععل‬ ‫دونك عشر طرق لنافع‬
‫والجععععععععععععاه‬ ‫طريق الزرق وعبد الصمد‬
‫تنشعععععرطي "الدرر‬ ‫والمروزي وأحمد الحلواني‬
‫اللععععععوامععععععع"‬ ‫ثم عن إسحاق طريقة ابنه‬
‫عن ورشعععععهعم‬ ‫وسند ابن فرح)‪ (2‬المفسر‬
‫والسعععععععدي)‪ (3‬بسند‬ ‫بينهما وبينه الدوري‬
‫والقعععععاضي عن قالون ذي‬ ‫جئت بها تزري بروض الزهر‬
‫التقععععععان ونجعععععععل‬ ‫تفصيل عقد درر ابن‬
‫سعععععععععععععععدان إمام فنه‬ ‫بري‬
‫ونجععل عبعععععععدوس عن ابن‬ ‫فالكل إن سكت فيما‬
‫جعفعععععر ومن سععععععععععوى‬ ‫أطلقا‬
‫ورشهم حرمعععععععععي سميتها‬ ‫وواحد من كل طرقه انفرد‬
‫لما جعععععععععععرت بفكععععععععري‬ ‫وإن عزا لواحد خلفا‬
‫في نشـــــــر‬ ‫فخصه بالمروزي والزرق‬
‫طــــــــــرق المدني‬ ‫فإن فهمت وجه تفصيل‬
‫‪ ()1‬هكذا ذكر تسلسل نسبه وفيه زيادة على ما تقدم في ترجمته‪.‬‬
‫والمخطوطة التي اعتمدتها في الرجوزة تقع ضمن مجموع عتيق يرجع إلى آخر المائة الحادية‬
‫عشرة من الهجرة بخط الرحماني المذكور صاحب المؤلفععات والمنظومععات فععي قععراءة نععافع‬
‫وفي قرائي المكي والبصري‪ ،‬وصاحب تكميل المنافع في العشر الصععغير‪ ،‬ويشععتمل المجمععوع‬
‫على مجموعة من تقاييده عن شيوخه الثلثة محمد بن يوسف التملي ومحمععد بععن محمععد بععن‬
‫سليمان البوعناني وعبد الرحمن بن القاضي‪ ،‬كما يشتمل على إجععازة ابععن القاضععي لععه نظمععا‬
‫ونثرا ويوجد المجموع في خزانة أوقاف آسفي العتيقة وهي غير مرقمة ول موضوعة للتداول‪.‬‬
‫‪ ()2‬كتبناه بالجيم مسععايرة لععه‪ ،‬وقععد نبهنععا علععى أن صععوابه "ابععن فععرح" بالحععاء‪ ،‬كمععا نبععه عليععه‬
‫الخطيب وابن الجزري وغيرهما‪.‬‬
‫‪ ()3‬يعني محمد بن عبد الرحيم الصبهاني أحد رواة رواية ورش‪.‬‬

‫‪145‬‬
‫العشر‬ ‫الذهب‬
‫أو ععععععععم أو عععععععععزا له‬ ‫والله أرجععو في بلوغ‬
‫كاتفقعععا‬ ‫منيتععععععععععععي‬
‫إن خصععععععه‪ ،‬ولم أخالف ما‬
‫اعتمععععد‬
‫ولم تجد مني لعه‬
‫انعطعععععافعععععععععععععععا‬
‫سكت أو ذكرته أو من‬
‫بقعععععععععععععععي‬
‫للععععععدر فاعملعععععععععن‬
‫بمفهوم اللقعب‬
‫به اعتصامعععي وعليعععععععه‬
‫عمدتععععععي‬
‫على الــــــذي يصـــــــح‬ ‫القول في تعوذ وبسملة‬
‫عنـــد النقلة‬ ‫والسر في "التيسير"‬
‫بعععععععذا‪ ،‬وزيععععععد ذي‪ ،‬وكله‬ ‫للمسيبي‬
‫أبعععععي‬ ‫ومن سوى الزرق بين السور‬
‫مبسمل‪ ،‬وما بقعععععععي في‬ ‫باب يه يضــــــيء‬
‫"الععععععدرر"‬ ‫لــــــــون الحلك‬
‫في الميم والـــــــها‬
‫سابقي محـــــــــرك‬
‫)‪(1‬‬
‫الحععععععععافظ الضععععم‪ ،‬وبالضد‬ ‫خير حرمي بميم فاسترى‬
‫قعععععرا‬ ‫لنجل عبدوس ونجل سعدان‬
‫والمععروزي والقاضي من‬ ‫ولبي عون لغير المثل‬
‫طععععععرق حسان‬ ‫للمدني الخير ل ما فصل‬
‫وهمععععععز قطععععععع ومحععععععل‬ ‫واقصر لقالون وإسحاق معا‬
‫فصعععل‬ ‫والوصل عنهما بع"ياته" فضل‬
‫‪ ()1‬يعني اختار‪.‬‬

‫‪146‬‬
‫من الفواصل بحعععععععععععرفي‬ ‫و"من توله" عليه حيثما‬
‫"في" و"ل"‬ ‫و"يرضه" له ولبن جعفر‬
‫"يععوده" والخوات‬ ‫القول في الممدود‬
‫جمععععععععععععععععا‬ ‫والمهموز‬
‫ثم لسحععععععاق "وأشركه"‬ ‫ويشبع المفصول عبد الصمد‬
‫صعععععععل‬
‫لنجععععععععل سعععدان أمام‬ ‫واقصععععر كآمن و"شيء"‬
‫العلمعععععععا‬ ‫أفععععرطعععا‬
‫ومععن أحيل فرضعععععععي لم‬
‫يخفعععععععععر‬
‫علــــــــى سبـــــــــيل‬
‫ليس بالمرمــوز‬
‫ويععععععوسف والمعروزي في‬
‫الجعععععععود‬
‫ليععععععوسف‪ ،‬وفيهما اختر‬
‫وسطعععععععععا‬
‫)‪(1‬‬
‫في كلمععععة بيعععععتوسف‬ ‫وخصص البدل في‬
‫من دون مين‬ ‫المفتوحتين‬
‫حرميهععععععععم في ذي اثنتين‬ ‫وقبل غير ضمة قد أدخل‬
‫فيصععععععل‬ ‫وقبلها إسحاق والمفسر‬
‫وقععععععد وفت بالمروزي‬ ‫أئمة للولين والخبر‬
‫"العععععععععدرر"‬ ‫واحذف لحرمي من‬
‫للعتقعععععععععي في ذي‬ ‫المفتوحتين‬
‫ثععععععلث اشتعهر‬ ‫أن بانتا وفقا‪ ،‬وورش سهل‬
‫أولهما‪ ،‬وسهععععععععلن‬ ‫واخصص به حرفي خفيف‬
‫بغععععععععععيرتين‬ ‫الكسر‬
‫أخراهما‪ ،‬ويوسععععععععف‬ ‫و"السوء إل" و"النبيء"‬
‫‪ ()1‬يعني الزرق صاحب ورش‪.‬‬

‫‪147‬‬
‫قعععععععد أبدل‬ ‫أدغما‬
‫وقيععععععععل حلعععوانيهم‬ ‫في أول لنجل مينا ذي السنا‬
‫كالمصعععععععري‬ ‫وأبدل اليوا رجال السدي‬
‫حعععععععععرميهم على‬ ‫في غير "تئوي" عنده وجهان‬
‫خعععععععلف علمعا‬ ‫لدى "لئل" وادي "مؤذن"‬
‫)‪(1‬‬
‫وقيل فيهعععععععا أحمعععععععد‬ ‫والمر ل المجزوم عنه خفقا‬
‫كورشنعا‬ ‫"رءيا" وتنبأتكما في يوسف‬
‫وأدغمعععوا "تئوي"‪ ،‬وعبد‬ ‫وسهلععععععن له بعيعععععععععد‬
‫الصمعععععععد‬ ‫الفعععععاء‬
‫ووافق الحعععععععرمي‬
‫الصبهعععانععععععععي‬
‫وأبععععععدلن له جميعععععع‬
‫المسكعععععععن‬
‫وكععععععل "لعؤلؤ" و"جئت"‬
‫مطلقعععععا‬
‫ثم "قرأت" كعععععععامل‬
‫التصععععععععرف‬
‫"ايت" وماضععععي المعععععععن‬
‫باستيفاء‬
‫في خبر وكيفعععععععمععععععا‬ ‫و"أن" بعد الكاف مع "رأينا"‬
‫أمليعععععععت‬ ‫وأيا أو كل لدى "لملن"‬
‫عنععععععه لفارس الرضعا‬ ‫وفي سوى تعريفنا "اطمأنا"‬
‫فسهلعععععععععععن‬ ‫كذا "اطمأنوا" وفأصفيكم"‬
‫ثم "كعععععععععععأن" ل بقيد‬ ‫واذ‬
‫"تغعععععن"‬ ‫فقد أحال فيه "ويكأنا"‬
‫تأذن الولعععععععععى ومن هفا‬ ‫وفيه عنه "فبأي" أبدل‬
‫نبععععععععذ‬ ‫"ناشئة" و "ملئت" "بأنا"‬
‫‪ ()1‬يريد أحمد الحلواني الراوي الثاني عن قالون بعد المروزي‪.‬‬

‫‪148‬‬
‫معععععععععل لععععدى الفرش على‬ ‫وياء "رءيا" أدغم الحرمي‬
‫"كأنا"‬ ‫ومال أحمد مع المسيبي‬
‫"شانئك" الفؤاد "كيفمععععععا‬ ‫ذاك لدى "الموتفكات"‬
‫انجلعععععى‬ ‫مسجل‬
‫و"خاسئنعععععععععععا" زذ‬ ‫لسدي في الوقف أو المر‬
‫و"نبععععععوئنا"‬ ‫وخلف النصاري بذي‬
‫ويوسععععف والعتقععععععي‬ ‫استفهام‬
‫"النسععععععي"‬ ‫قالون في الواو بالولى‬
‫إلعععى وفاق ورشهم في‬ ‫النجم‬
‫المعععععععععععذهب‬ ‫رواه عنه نجل سيف وتل‬
‫وذا لعععععععدى "بير" و"معلء"‬ ‫القول في الظهار والدغام‬
‫فانقعاض‬ ‫وورشهم والقاضي والحلواني‬
‫والن لبعععععععععععن فرج‬ ‫وورشهم وأحمد في الظاء‬
‫كالمصعععععععري‬ ‫في ذالها‪ ،‬ونجل إسحاق‬
‫والواسععععععععععععط لم ينح‬ ‫اعتمد‬
‫للمعععععععععام‬ ‫والتاء في الظا أدغمن للزرق‬
‫ويعععععوسف "كتععععععععععابيه"‬ ‫ولبن إسحاق "أجيبت" أظهرا‬
‫كالحعرمي‬ ‫وليس الظهار له بالظهر‬
‫دان به‪ ،‬وابعن هعععععععععلل‬ ‫و"اركب" لقاضيهم وعبد‬
‫نقعععععععععل‬ ‫الصمد‬
‫والفتح والممعععععععععععععععععععال‬ ‫للمروزي‪ ،‬وتاء "يلهث" أدغم‬
‫للمععام‬ ‫وما بإظهار "يعذب" من حرج‬
‫قعععععععد أدغموا في الضاد‬ ‫وبل "وقل" للرا كحكم‬
‫بالبيععععععععان‬ ‫الفارط‬
‫والصبعهعععععععععاني وأبععععو‬ ‫ونون "كون" أدغمن للعتقي‬
‫الزعععععراء‬ ‫وأحمد‪ ،‬ودال صاد مريم‬
‫اظهععععععار "قد تبين الرشد"‬ ‫ونجل إسحاق والصبهاني‬

‫‪149‬‬
‫فقععععععععد‬ ‫وزاد هذا الراء حيث تلفى‬
‫وأحمعععععععد بخلفععععععععه‬ ‫وقللن للعتقي ويوسف‬
‫والعتقععععععي‬ ‫ولهما قلل وعبد الرحمن‬
‫وخلععععععف أحمععععععععد بن‬ ‫باب "نرى" و"را"‬
‫قالون ععرا‬ ‫"الفواتح" "الفتى"‬
‫وأدغمعععععععععن "عذت" لنجل‬ ‫إل رؤوس الي ذات الهاء‬
‫جعفعععر‬ ‫والمحض في "هار" لعيسي‬
‫ولبعععععععععي الزعراء‬ ‫الزرقي‬
‫والخععععععععلف زد‬ ‫ومن سوى عيسى على‬
‫سليل عبعععععععععدوس وللجععععل‬ ‫الصول‬
‫الصم‬ ‫وباب جاء قللن و"بل ران"‬
‫ليعععععوسف والسدي وابن‬ ‫كذاك ها "طه" له والعتقي‬
‫)‪(1‬‬
‫فععععععععرج‬ ‫ثم بع"هايا" الفتح والتقليل‬
‫لبن المسيبععععععععي ثم‬ ‫القول في الراءات‬
‫الواسطععععععععععي‬ ‫واللمات‬
‫ونعععععععون "ياسعععععععععين" له‬ ‫وباب منذر وخير رقق‬
‫والزرق‬ ‫والعتقي كيوسف في اللم‬
‫لنجععععععععل سعدان‬ ‫ومثل ذا لبن هلل نقل‬
‫المعععععععععام العلم‬ ‫وهاك ياءات إضافيات‬
‫للم عنعععععععععععة‬ ‫وليومنوا بي تومنوا لي فتحا‬
‫يبقيععععععععععععععععان‬ ‫ليوسف والعتقي في الشهر‬
‫وذاك للغععععععين وللخعععا‬ ‫ولي فيها من معي في الظلة‬
‫أخفعععععععععى‬ ‫للجعفري والعتقي والزرق‬
‫حععععععاميعم ثم الكافرين كي‬ ‫أني أوفي والسكون جاء‬
‫تفعععععععي‬ ‫والقاضي والمسيبي في إلى‬
‫والواسطععععععي والقعععاضي‬ ‫كالكل في "محيلي" لكن‬
‫وابن سععدان‬ ‫يوسف‬

‫تقدم أن الصواب "ابن فرح بالفاء والراء والحاء‪.‬‬ ‫‪()1‬‬

‫‪150‬‬
‫"رءا" "سجى" "التورية"‬ ‫وكل ما لنافع في "الدرر"‬
‫والجار "متى"‬ ‫وما لورش قله ل لثان‬
‫ل حعرف "ذكريها" لجععععععل‬ ‫وإله في "التنادي" و"التلق"‬
‫الععععراء‬ ‫وباختلف أحمد والمروزي‬
‫وقعععلل "التلععععخيص" للقاضي‬ ‫في "البادي" تسألني ما‬
‫التقععي‬ ‫والداعي‬
‫هععععععذا العذي اخترت من‬ ‫والواسطي واله في دعاني‬
‫النقعععععععول‬ ‫خافون تخزون بنص هود‬
‫لنجل عبعععععععدوس ونجعععععل‬ ‫أشركتمون اتبعون زخرف‬
‫سععععدان‬ ‫كيدون في أعرافها ولتزد‬
‫والمحععععععض للزرق دون من‬ ‫وذا وحرميهم "إن ترني"‬
‫بقععععععععي‬ ‫وخصها بحال وصل الكل‬
‫لكلعععععععععهم‪ ،‬وليغععععععرم‬ ‫وغير إسماعيل في "تتبعن"‬
‫الكفيععععععل‬ ‫والخلف للحرمي في‬
‫مرقــقــات‬ ‫"ءاتاني"‬
‫ومفخـــــــــمـــــــــــات‬ ‫وهعععععا أنا بعععععععععون رب‬
‫كشععععععرر ليوسف‬ ‫الععععرش‬
‫والعتبقععععععععععععععي‬
‫من بعععععععد صعععععادها بل‬
‫إعجعععععام‬
‫وطعععععععععععاهر أهمل طاء‬
‫مهمعععععععل‬
‫مــــــــع زوائـــــــد عن‬
‫الــــــــرواة‬
‫ورش وأوزعنعععععي معا‬
‫قعععععععد وضحا‬
‫والواسععععععععععطعي وأحمد‬
‫المفعععععععسر‬

‫‪151‬‬
‫للولين‪ ،‬وافتحععععععععن‬
‫"إخعععععععوتي"‬
‫وافتععععععععح لعذين ولعيسى‬
‫الزرقععععععي‬
‫في "لي ديعن" لبععععععي‬
‫الزععععععععععراء‬
‫ربععععععععععي بفصلت‬
‫سكععععععععونا قعول‬
‫له بفتحه وجيععععععععه‬
‫يضعععععععععععععف‬
‫من زائععععععده فكلععععععععهم به‬
‫حععععععر‬
‫لكنعععععععععععه شعععععععورك في‬
‫ثمعععععععان‬
‫أحمععععععععععععد ذو التفسير‬
‫باتفععععععاق‬
‫لكعععععععععن ذا لغير‬
‫تععععععععععريف عزي‬
‫معا دعائععععي الجعفعععععري‬
‫الواععععععععي‬
‫مع ذا‪ ،‬وخعععععععص ذا بقد‬
‫هدانعععععععي‬
‫واخشععععععونن قبل النهي في‬
‫العقععععععود‬
‫ثم اتقععععععون يا أولععععععععي‬
‫فلتعععرف‬
‫توتععععععون موثقعععا له‬
‫والسععععععععدي‬

‫‪152‬‬
‫و"اتبععععععععون أهدكعععععععم"‬
‫في المومن‬
‫غير ابن سعععععععدان‬
‫بأولعععععععععي النمل‬
‫والفتعععععح في هذا له في‬
‫الوصععععععل عن‬
‫وقفا‪ ،‬وصعععععععععل بالفتح‬
‫للسكعععععان‬
‫أتبعععععععع ما أصلتععععععععععه‬
‫بالفعععرش‬
‫كمععععععن حوى التفسير ثم‬ ‫قالون في قانون وهي‬
‫)‪(1‬‬
‫النحعععععععوا أقعععععرأ دانيال‬ ‫وهوا‬
‫)‪(2‬‬
‫بعكععععععس النعععععععظعر‬ ‫لكعععععن أبو الفتعععععح عن‬
‫المفعععسر‬
‫بمثعععععل خعععععف‬ ‫مع ثم بالضم ومع يمل‬
‫الواسطعععععي المعلعععى‬ ‫هزوءا لسماعيل تسكينا حبي‬
‫كفععععععوءا له والقععاضعععععععي‬ ‫وذا كعيسى في البيوت يلفى‬
‫والمسيبي‬ ‫وفي هأنتم مد للحرمي‬
‫وغعععععععععععععير ورش كنعما‬ ‫وبين بين غيره قد سهل‬
‫أخفععععععى‬ ‫ثم احتمال الها بمده ظهر‬
‫وحققععععععععععن للسععععععدي‬ ‫ونون "شنئان" معا للجعفري‬
‫الزكععععي‬ ‫والصبهاني وابن ذا المام‬
‫وقيععععععععل أن يوسفععععععععا قد‬ ‫وأنا إل مده للواسطي‬
‫أبععدل‬ ‫وحيي افكك وادغم للقاضي‬
‫وقعععد رأيت "أرأيت" في‬ ‫وسكن الضم براء "قربة"‬
‫"الععععععدرر"‬ ‫والفتح في "يومئذ" للجعفري‬

‫هذا لفظه عند الرحماني‪ ،‬ولفظه في نسخ أخرى "قرأ قالون بوهي وهوا" كمن حوى‪.‬‬ ‫‪()1‬‬

‫يعني فارس بن أحمد الضرير شيخ الداني‪.‬‬ ‫‪()2‬‬

‫‪153‬‬
‫وللمسيبعععي بتسكعععععععين‬ ‫وشذ من لنجل سعدان قرا‬
‫قععععععععععري‬ ‫ومد ما للمسيبي في الكهف‬
‫ضم "به أنظر كيف" في‬ ‫ثم سكون نكرا إن نصبا‬
‫النععععععععععععام‬ ‫ولهب بالياء للحلواني‬
‫والمععععععععععروزي وصل وخذ‬ ‫وها لهله امكثوا بالضم‬
‫بالفعععارط‬ ‫ورش ليقطععععععع وليقضوا‬
‫وقععععععك للبععععععععععاقين‬ ‫كسعععععععرا‬
‫بالتراضعععععي‬
‫عيسى وإسحععععععاق بنص‬
‫التعععععععوبعة‬
‫في هععععوذ والنمل وسعال‬
‫فاكعععععععععسر‬
‫بالقصر في استفهعععععععام ما‬
‫تكععععععععررا‬
‫"لكعععععععععنا" والوقف بغير‬
‫خلعععععععف‬
‫لبععععن أبعععععععي كثيرهم قد‬
‫نسعععبععععا‬
‫ولبععععععي سعيععععععدهم‬
‫عثمعععععععععان‬
‫معععععععععععا لسحاق الغزير‬
‫العلععععععععم ومععععه فوق‬
‫الروم)‪ (3‬النصاري جعععععرى‬

‫يعني قوله تعالى في آخر سورة العنكبوت "وليتمتعوا فسوف يعلمون"‪.‬‬ ‫‪()3‬‬

‫‪154‬‬
‫نون به في عينهعععععا قععععععد‬ ‫ولبن سعدان "تمدوني"‬
‫اختعععععلف‬ ‫حذف‬
‫ليععععععععععععوسف والعتقي في‬ ‫والوصل بالتسهيل أو بالياء‬
‫اللئعععععي‬ ‫والول المشهور الوقف بيا‬
‫بل خعععععععلف عنهعععععععععم قعد‬ ‫وواو "أو ءاباوئا" قد فتحا‬
‫رويا والسععععععععدي بنقله قد‬ ‫وذا وإسماعيل بالوصل‬
‫أفصحعععععععععا‬ ‫"اصطفى"‬
‫والخلف في "عربا" له قد‬ ‫واليا بع"نسلكه" مكان النون‬
‫عععععععععععععرقا‬ ‫تم لتسع بقيت في التاسع‬
‫للصبهانعععععععي الرضا‬ ‫ويرغب الرحمن في الجواز‬
‫الميمععععععععععون‬ ‫مستشفعا بسيد‬
‫من القعععععععععرون ذا حباء‬ ‫النعععععععععععععععععععام‬
‫واسععععععععع‬
‫محمععععععععععد بن أحمععععععععد‬
‫بن غازي‬
‫عليه مني أفضعععععععل‬
‫السععععععععععععلم‬
‫ذلععك نععص هععذه الرجععوزة كمععا وقفععت عليععه فععي الخزانععة‬
‫الوقفية العتيقة بمدينة آسفي بخط الرحماني المذكور‪ ،‬وهي نسخة‬
‫تعتبر ذات قيمة تاريخية ل تخفى على اللبيب‪ ،‬لعتاقتهععا وقربهععا مععن‬
‫زمن الناظم مععن جهععة‪ ،‬وكونهععا بخععط إمععام معتععبر مععن أئمععة هععذه‬
‫المدرسة‪ ،‬وقد خط عقبها هذه العبارات التي تحقق ما ذكرنا فقال‪:‬‬
‫"تم الكتاب بحمد الله وحسن عونه‪ ،‬وصلى الله على سيدنا‬
‫محمد وآله وصحبه‪ ،‬وكان الفراغ منه في شهر المحععرم فاتععح عععام‬
‫تسعععة وأربعيععن وألععف‪ ،‬بقلععم عبيععد اللععه تعععالى محمععد بععن محمععد‬
‫الرحماني كان الله له في الدارين"‪.‬‬

‫‪155‬‬
‫وذكر الشععيخ مسعععود جمععوع فعي "كفايععة التحصععيل" "أحععد‬
‫شروحها التالية أنه" في بعض النسععخ جععاء عنععوان الرجععوزة نظمععا‬
‫هكذا قبل "الحمد لله‪:"...‬‬
‫في نشر طرق المدني‬ ‫تفصيل عقد درر ابن‬
‫العشر‬ ‫بري‬
‫محمد بن أحمد بن غازي‬ ‫من نظم راجي العفو‬
‫والمفاز‬
‫قال‪ :‬وجل النسخ على إسقاطه‪.‬‬
‫ووجدت مكتوبععا علععى نسععخة عتيقععة أيضععا بمدرسععة "أزرو"‬
‫بنواحي أكادير في أول الرجوزة ما يلي‪:‬‬
‫"قال بعض الفضععلء‪ :‬وجععد علععى ظهععر الورقععة الولععى مععن‬
‫نسخة الشيخ ‪ -‬رحمه الله ‪ -‬بخط يده البيان وهما‪ :‬وذكرهما")‪.(1‬‬
‫وأبيات الرجوزة في جميع ما وقفت عليه من نسععخها ‪139‬‬
‫بيتا‪ ،‬فإذا ضم إليها البيتان السابقان كان العدد ‪.141‬‬
‫وأما نسخها الخطية فكثيرة في الخععزائن وفععي أيععدي طلبععة‬
‫القراءات إلى اليوم‪ ،‬وخاصة طلب "العشر الصععغير" فهععي عنععدهم‬
‫من الضروريات لضبط مسائل الخلف بين أصععحاب نععافع والطععرق‬
‫العشرة عنهم)‪ .(2‬وذلك ‪ -‬كما رأينا ‪ -‬هو موضععوعها‪ ،‬وقععد حععاذى بهععا‬
‫ناظمها أرجوزة ابن بري "الدرر اللوامع في أصل مقرأ المام نافع"‬
‫واعتبرها تفصيل لدررها ونشرا لطيها كما قدمنا من قوله في أولها‪.‬‬
‫أهمية الرجوزة في موضوعها‪:‬‬

‫‪ ()1‬نسخة الشيخ محمد الرسموكي أستاذ القراءات بالمدرسة القرآنيععة بععأزرو بضععواحي مدينععة‬
‫أكادير حفظه الله‪.‬‬
‫‪ ()2‬نسخ الرجوزة كثيرة‪ ،‬وقد حصلت منها على عدد مهم من الخزائن الخاصة‪ ،‬وتوجد منها في‬
‫الخزانععة الحسععنية بالربععاط نسععخ بالرقععام التاليععة ‪ 5580-887-1052-1052‬وفععي الخزانععة‬
‫الناصرية بتمكروت تحعت الرقععام ‪ 2916-2623-1689‬وبخزانعة ابعن يوسعف بمراكععش بربعم‬
‫‪ 213‬وبمكتبة بلدية السكندرية بمصععر برقععم ‪3479‬ج – وهنععاك نسععخ أخععرى بالخزانععة العامععة‬
‫بالرباط وتطوان وغيرها‪.‬‬

‫‪156‬‬
‫وقد مثلنا بها في ترجمة ابن بري عند ذكر أرجوزته للعمال‬
‫العلمية الععتي قععامت عليهععا وانبثقععت عنهععا وهععذا كععان غرضععه منهععا‬
‫لتكتمل بمعرفة ما أورده فيهععا مععن الخلفيععات ثقافععة الطععالب فععي‬
‫هذه القراءة من مجموع رواياتها الربع وطرقها العشرة‪.‬‬
‫كما مثلنا بها أيضا لمتدادات مدرسة العشععر النافعيععة الععتي‬
‫وضع أسسها المام أبو الحسن ابن سليمان القرطععبي )‪ (730‬فععي‬
‫نظمععه لكتععاب "التعريععف" الععذي سععقناه بنصععه فععي الفصععل الععذي‬
‫خصصناه له وسععلك سععبيله فيعه المعام أبعو عبععد اللععه الصععفار فعي‬
‫قصيدته اللمية "تحفة الليععف فععي نظععم مععا فععي التعريععف" ‪ -‬كمععا‬
‫سععقناها بتمامهععا أيضععا ‪ -‬ثععم سععار علععى نهجععه كمععا تقععدم ‪ -‬الشععيخ‬
‫العامري وابن أبي جمعة الوهراني في قصععيدتيهما اللميععتين ‪ -‬كمععا‬
‫عرضنا نص الولى ونماذج طيبة من الثانية ‪ -‬ثم جاء ابن غازي فععي‬
‫آخععر هععذا الرعيععل بهععذه الرجععوزة القيمععة الععتي امتععاز فيهععا عنهععم‬
‫بسلسة النظم ودقة الوصف ووضح القصد‪.‬‬
‫هذا بالضافة إلى جمعه بين أكععبر مدرسععتين مغربيععتين فععي‬
‫الداء‪ :‬مدرسععة أبععي الحسععن بععن سععليمان الععتي اعتمععدها فععي‬
‫المعلومات التي ضمنها "تفصيل عقد الدرر"‪ ،‬ومدرسة أبي الحسن‬
‫بن بري التي جعلها منطلقا واعتمعد خلفياتهعا الععتي ذكرهعا صعاحب‬
‫"الدرر" فكان يحيل عليها تصريحا أو تلميحا‪.‬‬
‫وهكذا أحيا الله به في أواخر المائة التاسعععة مععا كععاد ينععدثر‬
‫من هذا العلم‪ ،‬ونفخ بما بذله من جهد في هذا الصدد وبنظمه لهذه‬
‫الرجوزة في عصره روحا جديدة أعاد بها مباحث هذا الفن جذعة‪.‬‬
‫ولتمام الفائدة نريد هنا أن نقععف علععى جععانب مععن النشععاط‬
‫العلمي الذي قام على يده في هذا المضمار‪ ،‬أو انبثق عن أرجوزته‬
‫على يد طبقة خاصة من صفوة رجال هذه المدرسة الععذين انتععدبوا‬
‫إلى شرح أرجوزته وبيععان مقاصععده فيهععا وتوسععيع مباحثهععا والسععير‬
‫على هذا المنهععاج الععذي رسععمه مععن خللهععا لهععل هععذا الختصععاص‬

‫‪157‬‬
‫والذي سيظل من زمنه إلى الن آخععر مععا يطمععح إلععى بلععوغ آفععاقه‬
‫الحذاق من صفوة القراء‪.‬‬
‫إشعاع أرجوزة "تفصيل العقد" ومعا قعام عليهعا معن نشعاط‬
‫علمي‪.‬‬
‫استأثرت الرجوزة منذ ظهورها سنة ‪ 891‬بعنايععة أهععل هععذا‬
‫الشأن‪ ،‬وأصبحت عمدة لطلب هععذا الفععن "العشععر الصععغير"‪ ،‬وقععد‬
‫استغنوا بها عن القصائد المطولة التي كانوا يعتمععدونها لمععن ذكرنععا‬
‫ولغيرهم‪.‬‬
‫وقد انتدب لها الئمة يشرحونها ويعلقون عليهععا ويقرظونهععا‬
‫تنبيها منهم على مقدارها وجدارتها‪ ،‬وينظمون في تفصيل بعععض مععا‬
‫أجمله منها‪ ،‬مما يعتبر داخل بجملته في إشعععاعها العلمععي‪ ،‬وحععافزا‬
‫لقععرائح أئمععة هععذا الختصععاص للحتععذاء والمحععاذاة‪ ،‬أو للمعارضععة‬
‫والمحاكاة‪ ،‬أو الستدراك ببعض ما فات الناظم أو ذكره على سبيل‬
‫الجمال‪.‬‬
‫فمما قيل في تقريظها ما قاله أحد شراحها التين‪ :‬الحسععن‬
‫بن محمد الدرعي المعروف بع"الدراوي"‪:‬‬
‫لتحصيل عشر من طريق أبي‬ ‫أيا من تصدى للقراءات‬
‫)‪(1‬‬
‫عمرو‬ ‫قاصدا‬
‫وقالون بعده وإسحاق ذو‬ ‫على ما رواه العدل ورش‬
‫السر‬ ‫لنافع‬
‫على ما رواه العشر عنهم بل‬ ‫ومن بعد إسماعيلهم نجل‬
‫عسر‬ ‫جعفر‬
‫كفيل بها حقا حقيقا بال نكر‬ ‫عليك بتفصيل ابن غازي فإنه‬
‫وفسر مغلقا‪ ،‬وأبعد عن جور‬ ‫فبين مبهما‪ ،‬وأوضح مشكل‬
‫سوى أحرف فيها أحال على‬ ‫وضمنه ذكر القراءات كلها‬
‫)‪(1‬‬
‫"البري"‬ ‫وزاد على "التعريف" نشر‬
‫يعني الداني‪.‬‬ ‫‪()1‬‬

‫‪158‬‬
‫جواه الله فيه خيرا على‬ ‫فوائد‬
‫)‪(1‬‬
‫خير‬
‫أما شراح الرجوزة فمنهم‪:‬‬
‫‪ -1‬الشيخ ابن غازي ناظمها نفسه‪ ،‬فهو أول من قام‬
‫عمليا بشرحها وبيان مقاصده فيها‪ ،‬وقيامه على ذلك في قريب من‬
‫ثلثة عقود من الزمن منععذ نظمععه لهععا سععنة ‪ 891‬إلععى وفععاته سععنة‬
‫‪919‬هع‪.‬‬
‫بل نجده فوق ذلك قام بخطوة أخرى في هذا الصععدد تعتععبر‬
‫من مظاهر نبله وفقهه لفن "الشهار" في زمن لععم يكععن لععه خععبرة‬
‫فيه ول فيه وسائله‪ ،‬وذلك ما حكاه عنه أبو زيد القصععري المعععروف‬
‫بالخباز ‪ -‬كما سيأتي في شراحه ‪ -‬قال‪:‬‬
‫"وكان ناظمه ‪ -‬رحمه الله ‪ -‬لما أن أكمله دعا طلبة عصععره‬
‫إلى "مدرسة الصفارين"‪ ،‬وصار يفسعره لهعم حعتى كمعل فعي يععوم‬
‫واحد")‪.(2‬‬
‫فهععذا السععلوب الععذي سععلكه ‪ -‬رحمععه اللععه ‪ -‬فعي التعريععف‬
‫برجععزه هععذا يبععدو أشععبه مععا يكععون مععن حيععث شععكله بععع"الشععهار"‬
‫الرسمي أو "العلن" عن تمام هذا النجاز العلمي‪ ،‬وهو مععن حيععث‬
‫مضمونه وثمرته أشبه مععا يكععون بفععن المحاضععرات العصععرية الععتي‬
‫يععدعى إليهععا الجمهععور العععام‪ ،‬إل أنهععا فععي إقامتهععا فععي "مدرسععة‬
‫الصفارين" بفاس تعني جمهورا خاصععا مععن أهععل الخععبرة فععي ذلععك‬
‫الفن‪ ،‬وهو ما عبر عنه الخباز بع"طلبة عصره"‪.‬‬
‫وأهععم مععا فععي ذلععك هععو إشعععار أهععل الختصععاص أول بهععذا‬
‫النجاز‪ ،‬وعرضه عليهم حتى إذا كان فيه ما يستلزم المراجعة نبهوه‬

‫‪ ()1‬يعني أبا الحسن بن بري التازي صاحب "الدرر اللوامع"‪.‬‬


‫‪ ()1‬وقفت على البيات المذكورة في آسفي عقب الرجوزة بخععط الرحمععاني أيضععا‪ ،‬إل أنععه لععم‬
‫يذكر نسبتها‪ ،‬ثم وقفععت عليهععا منسععوبة إلععى الحسععن الععدرعي المععذكور وسععيأتي فععي شععراح‬
‫الرجوزة‪.‬‬
‫‪ ()2‬شرح تفصيل عقد الدرر المسمى "بذل العلم والود"‪.‬‬

‫‪159‬‬
‫عليه‪ ،‬أو ما فيه غموض بينه لهم "وصار يفسره لهم حتى كمل فععي‬
‫يوم واحد"‪.‬‬
‫ثم إن فيه من الجوانب العلمية ما فيه من حفز الهمم إلععى‬
‫المنافسة في العلم ويذله لهله‪ ،‬وفيه إتاحة الفرصة لمعن أحعب أن‬
‫يقيد عنه ما أراد من المعاني حتى ل تحمل أبياته على غير محاملها‬
‫الصحيحة‪.‬‬
‫ويؤكد لمن أحب أن يقيد عنه معا أراد مععن المعععاني حععتى ل‬
‫تحمل أبياته على غير محاملها الصحيحة‪.‬‬
‫ويؤكد ذلك ما سيأتي من تعديله لبعض أبيات أرحععوزت تبععا‬
‫لبعض ملحظات أصحابه وانتقاداتهم)‪.(1‬‬
‫ولعل صاحبه محمد شقرون بن أبي جمععة العوهراني العذي‬
‫نظم لميته النفة الذكر المسععماة بععالتقريب أو "تقريععب المنععافع"‪،‬‬
‫إنمععا أراد بهععا توسععيع مععا تنععاوله شععيخه مععن مسععائل الخلف فععي‬
‫أرجععوزته‪ ،‬وذلععك لنععه إنمععا نظمهععا سععنة ‪899‬هع ع أي بعععد أرجععوزة‬
‫التفصيل بنحو ثمان سنوات‪.(2).‬‬
‫‪ -2‬أبــو زيد عبد الرحمن بــن محمــد القصــري ثــم‬
‫الفاسي المعروف بالخبــــاز )ت ‪964‬هـ()‪.(3‬‬
‫لعل أبا زيد الخباز هو أول من شرح هذا الرجععز بعععد الشععرح‬
‫العملي أو الشفوي الذي أخذ عن نععاظمه كمععا قععدمنا‪ ،‬وشععرحه هععو‬
‫المعروف باسم "بذل العلم والود‪ ،‬في شرح تفصيل العقد"‪.‬‬
‫أمععا مععؤلفه فهععو مععن أئمععة المدرسععة النافعيععة فععي المععائة‬
‫العاشرة‪ ،‬وصفه في "مرآة المحاسععن" بععالنحوي المععاهر السععتاذ"‪،‬‬

‫‪ ( )1‬سيأتي ذكر بعض ذلك عن قريب‪.‬‬


‫‪ ()2‬تقدم لنا قوله في ختامها‪" :‬وفي صفر تمامه عام تسعة وتسعين من بعد الثمان محمدل"‬
‫‪ ()3‬هذا الصحيح في تاريخ وفععاته ل ‪ 1016‬كمععا فعي فهععارس الخزانعة الحسععنية ‪ 6/42‬لمحمعد‬
‫العربي الخطابي‪.‬‬

‫‪160‬‬
‫وهو من شيوخه جود عليه القرءان العزيز‪ ،‬وقععرأ عليععه رسععالة ابععن‬
‫أبي زيد وغيرها‪.‬‬
‫أخععذ القععراءات عععن المععام أبععي الحسععن علععي بععن عيسععى‬
‫الراشععدي ‪ -‬التععي فععي أصععحاب ابععن غععازي ‪ -‬ودرس عليععه العشععر‬
‫الصععغير لنععافع معن "التفصععيل" لبععن غععازي وألععف فعي ذلععك وفعي‬
‫غيره)‪.(1‬‬
‫ومن تآليفه في ذلك شرحه على التفصععيل‪ ،‬وهععو شععرح قيععم‬
‫لعله أحش بالحاجة إلى مثله من تعاطيه لهععذا الفععن‪ ،‬وشععرحه هععذا‬
‫يعتبر من أهم مصادر المتأخرين فععي فهععم هععذه الرجععوزة‪ ،‬ولععذلك‬
‫شععاعت نسععخه عنععدهم كمععا أن منهععا عععددا مهمععا فععي الخععزائن‬
‫الرسمية)‪ (2‬وغيرها‪ ،‬وقد وفقت على عدد منها‪.‬‬
‫وقد بدأه بقوله‪" :‬الحمد لله الغفور‪ ،‬الفرد الموجود الشععكور‪،‬‬
‫منععور قلععوب العععارفين بالهدايععة والتقععوى والنععور‪ ،‬العععالم بجميععع‬
‫الكائنات وجميع المور‪...‬‬
‫"وبعد فإني لما قععرأت كتععاب الشععيخ العععالم العلمععة قععدوة‬
‫عصره‪ ،‬ومفرد دهره‪ ،‬المام الحافظ المتقن شيخ شيوخنا أبي عبععد‬
‫الله محمد بن غازي الذي وضعه علععى طععرق نععافع العشععر وسععماه‬
‫بتفصيل عقد الدرر‪ ،‬وصورته علععى شععيخنا المععام الحععافظ المتقععن‬
‫الضععابط المحقععق العلمععة الراويععة أبععي الحسععن علععي بععن عيسععى‬
‫الراشدي ‪ -‬برد الله ضريحه ونفعنا به وبأمثاله ‪ -‬وهو ممن رواه عن‬
‫ناظمه مشافهة‪.‬‬
‫فقرأته عليه ثلث مرات‪ ،‬وأخذت في قراءة الطرق المتقدمععة‬
‫عليه به‪ ،‬ولم أر أحدا شرحه ول تكلععم عليععه وكععان نععاظمه – رحمععه‬

‫‪ ()1‬مرآة المحاسن للشيخ أبي المحسن يوسف الفاسي‪) 9 :‬طبعة فاس(‪.‬‬


‫‪ ()2‬مععن نسععخه بالخزانععة الحسععنية بالربععاط نسععخ تحععت الرقععام ‪ 5948-4393-887‬وبخزانععة‬
‫القرويين برقم ‪ 1058‬ووفقت على نسخة منه عند السيد أحمد بن الطاهر الكعونطري بمدينعة‬
‫الصويرة وقد عرف به سعيد أعراب في كتاب القراء والقراءات بالمغرب ‪.80‬‬

‫‪161‬‬
‫الله – لما تكلم أكمله دعععا طلبععة عصععره إلععى مدرسععة الصععفارين‪،‬‬
‫وصار يفسره لهم حتى كمل في يوم واحد‪ ،‬حدثنا بذلك شععيخنا أبععو‬
‫الحسن المتقدم‪.‬‬
‫"أردت أن أضع مختصرا عليه يحل ألفاظه وإعرابه)‪ (1‬معن غيعر‬
‫أن أتعرض فيه إلى نقل غير محتاج إليه لللفاظ‪ ،‬وسميته بـ"بذل‬
‫العلم والود‪ ،‬في شرح تفصيل العقد"‪ ،‬فنسأل الله أن ينفعنا‬
‫به‪ ...‬ثم أخذ في الشرح‪ ،‬ينثر معاني البيات ويعععرب بعععض مععا فععي‬
‫إعرابه غموض‪ ،‬أمععا النقععول فهععي قليلععة فيععه‪ ،‬وعامتهععا مععن كتععاب‬
‫"التعريف" لبي عمععرو‪ ،‬وربمعا أورد أبياتعا معن "مختصعر التعريعف"‬
‫لبي الحسن بن سليمان وأرجوزة ابن بري‪ ،‬وأكثر نقععوله إنمععا هععي‬
‫عن شيخه أبي الحسن علي الراشععدي وهععي نقععول مفيععدة يععذكرها‬
‫عند ذكر بعض الخلفيعات ليعبين معا قعرأ بعه كقعوله عنعد قعول ابعن‬
‫غازي‪:‬‬
‫عنه لفارس الرضععا‬ ‫وأيا أو كعععل لدى لملن‬
‫فسهلن‬
‫وقرأت بذلك على الشععيخ المععام العلمة أبي الحععسن علععي‬
‫بن عيسى الراشعدي ع نفعنا الله به ‪ -‬وحكععى لععي ذلععك عععن شععيخه‬
‫أبي عمران الزواوي)‪ (2‬رحمه الله‪.‬‬
‫وكقوله فععي بععاب المالععة عنععد ذكععر "التوريععة" ومععا فيهععا مععن‬
‫خلف‪:‬‬
‫"وكان شيخنا أبو الحسن علي بن عيسى يردف لي بععالوجهين‬
‫في بعض الحيان في الختمات التي قرأت عليه بالسبع‪ ،‬ولما قرأت‬
‫عليه بالعشر‪ ،‬فكان يقرأ لي بالوجهين"‪.‬‬
‫وقال عند قول ابن غازي‪:‬‬

‫في نسخة الكونطري بالصويرة "لحل ألفاظه وإعرابها"‪.‬‬ ‫‪()1‬‬

‫هو موسى بن سعيد الزواوي – تقدم في أصحاب الصغير‪ ،‬وهو من مشاركي ابن غازي فيه‪.‬‬ ‫‪()2‬‬

‫‪162‬‬
‫وقلل التلخيص‬ ‫والمحض في "هار" لعيسى الزرقي‬
‫)‪(1‬‬
‫للقاضي التقي‬
‫"قال شيخنا المام أبو الحسن علععي بععن عيسععى‪" :‬كععان فععي‬
‫نسخة الشيخ أول" "عند الجمال بالفتح بقي"‪ ،‬ثم أنععه ذكععر لععه فععي‬
‫"التلخيص" التقليل للقاضي‪ ،‬فقال‪ :‬نبدل هذا الشطر‪ ،‬ثم أنه أبععدله‬
‫بعض طلبته بحضرته‪ ،‬وهو سيدي علي بععن هععارون – رحمععه اللععه –‬
‫فقال‪ :‬وقلل التلخيص للقاضي التقي "فقال الشيخ هذا يكفي")‪.(2‬‬
‫وعلى العموم فهو شرح مفيععد واف بالمقصععود‪ ،‬يمثععل النتععاج‬
‫النثري لواخر هذا الطور من أطوار القراءة في المغرب‪.‬‬
‫‪ -3‬الشيخ المقرئ الكبير أبو محمد الحسن بن محمد‬
‫الدرعي المعروف ب"الدراوي" وبـ"الهداجي"‬
‫من أعلم أئمة هذا الشأن من رجععال هععذه المدرسععة‪ ،‬وصععفه‬
‫في "البدور الضاوية" بالعالم المعقولي المشارك المتبحر‪ ،‬وذكر له‬
‫مؤلفات في التوحيد والعربية‪ ،‬وذكر أنه "كانت له اليد الطولى فععي‬
‫معرفة العقائد والمنطعق والنحعو والقعراءات‪ ،‬ومعع كمعال التحقيعق‬
‫وجودة الفهم والتدقيق‪ ،‬أقام في "الزاوية الدلئية" يقرئ حتى عععم‬
‫النفع به هناك")‪.(3‬‬
‫ثم ارتحل إلى فاس فععي آخععر أيععامه حيععث وافتععه المنيععة عععام‬
‫‪.(4)1006‬‬
‫ذكر له في السلوة منظومــة فــي القــراءات‪ ،‬قــال‪:‬‬
‫وله عليها شرح)‪.(5‬‬

‫‪ ()1‬المراد "التلخيص في قراءة نافع" لبي عمرو الداني‪ ،‬وقد تقدم ذكره في مؤلفاته‪.‬‬
‫‪ ()2‬هذا مثال لما ذكرناه من عرضه لرجوزته على أهل الختصاص لعل فيها ما يكون في حاجة‬
‫إلى المراجعة‪.‬‬
‫‪ ()3‬البدور الضاوية لسليمان الحوات لوحة ‪) 25‬مخطوط(‪.‬‬
‫‪ ()4‬ترجمته في نشعر المثععاني ‪ 63-1‬والنقععاط العدرر ‪ 29‬والبعدور الضعاوية )مخطععوط( وسعلوة‬
‫النفاس ‪.85-3/84‬‬
‫‪ ()5‬سلوة النفاس ‪.85-3/84‬‬

‫‪163‬‬
‫أمععا شععرحه علععى التفصععيل فقععد اسععتفدناه ممععا ذكععره ابععن‬
‫القاضي ومسعود جموع في باب الهمزتين من شرحيهما علععى درر‬
‫ابن بري‪ ،‬واللفظ لبن القاضي‪ ،‬قال عند ذكر تسععهيل ورش الثانيععة‬
‫من المفتوحتين بين بين‪:‬‬
‫"وقععال المععام الخبععاز فععي "شععرح التفصععيل"‪" :‬وكععذلك أبععو‬
‫يعقوب له التسهيل أيضا خلف ما عند شراح "الدرر" الذين يقولون‬
‫إن التسهيل من طريق البغداديين‪ ،‬والبدل مععن طريععق المصععريين‪،‬‬
‫ظاهر هذا الكلم أن أبا يعقوب ليس له تسهيل‪ ،‬وكععأن الشععيخ إنمععا‬
‫أتععى بهععذا الععبيت)‪ (1‬فععي معععرض السععتثناء لهععم والععرد عليهععم‪ ،‬وإل‬
‫لستغنى عنه بقوله‪" :‬وإن عزا لواحد خلفا‪ ...‬الععبيت‪ ،‬ليععس المععراد‬
‫هنا خصه بالبدل وليس لععه غيععره‪ ،‬بععل المععراد أنععه ليععس لحععد غيععر‬
‫البدل‪ ،‬وأما التسهيل فيؤخذ من عمععوم قععول ابععن بععري فععي قععوله‪:‬‬
‫"فنافع سهل‪...‬إلخ)‪ (2‬قال ابن القاضي‪:‬‬
‫وقال سيدي الحسن الدرعي في شرحه‪:‬‬
‫وروى عن أبي يعقوب البدل كما روي عنه التسهيل‪ ،‬قال أبععو‬
‫العباس أحمد الزواوي‪" :‬وافق أبو يعقوب صاحبيه‪ ،‬وزاد البدل")‪.(3‬‬
‫وقد تقدم لنا ذكعر تقريعظ المؤلعف لتفصعيل ابعن غعازي فعي‬
‫قطعته الرائية‪:‬‬
‫لتحصيل مذهب المام أبي‬ ‫أيا من تصدى للقراءة قاصدا‬
‫عمرو‪...‬إلخ‬
‫فلعععل هععذه البيععات ممععا صععدر بععه لشععرحه المععذكور علععى‬
‫"التفصيل" تنبيها على فضله وتنويها بصاحبه‪.‬‬

‫في كلمة بيوسف من دون مين‬ ‫وخصص البدل في المفتوحتين‬ ‫‪ ()1‬يعني قوله‪:‬‬
‫‪ ()2‬يعني قول ابن بري في باب الهمزتين من كلمة‪:‬‬
‫من كلمة فهي بعععذاك بين بين‬ ‫فنافع سهل أخرى الهمععععزتين‬
‫‪ ()3‬الفجر الساطع لبن القاضي‪ ،‬وقد أشرنا إلى هذا النقل في ترجمة أبي العباس الزواوي في‬
‫أصحاب أبي الحسن بن سليمان القرطبي بفاس‪.‬‬

‫‪164‬‬
‫‪ -4‬الشيخ الستاذ الحافظ أبو محمد عبد الهادي بن عبــد‬
‫الله بن علي بن طاهر الشريف الحسني السجلماسي‬
‫كععان هععو وأبععوه مععن مشععايخ العلععم المتبحريععن بسجلماسععة‬
‫المتفننين في مختلف العلوم‪ ،‬وكلهما في أسانيد الشيخ أبععي علععي‬
‫الحسن بن مسعود اليوسي أجازاه بما أجازه به الشععيخ المععام أبععو‬
‫عبد الله محمد بن محمد بن أبي بكر الدلئي المعععروف بععالمرابط‪،‬‬
‫وقد ذكر اليوسي نص إجازته له في أواخر فهرسععته‪ ،‬وهععي مؤرخععة‬
‫بأواخر محرم سنة ‪1079‬هع)‪ .(1‬كمععا أنععه مععن مشععايخ ابععن القاضععي‬
‫يروي عنه عن أبيه عن ابن من ل يخاف عن ابن غازي‪ .‬حيععث نقععل‬
‫منه فائدة من تقييد لشيخه أبي عبد الله محمد بن إدريس المنجرة‬
‫جاء فيها قوله‪:‬‬
‫قال في شرح "نظم الدرر والتفصيل" لمولنا عبــد‬
‫الهادي الحسني‪:‬‬
‫"والمد يختلف بحسععب المععذاهب‪ ،‬فمععن مععذهبه الترتيععل مععد‬
‫بحسبه‪ ،‬والمتوسط بحسبه‪ ،‬والحادر على قدره‪ ،‬وهذا هو التحقيععق‪،‬‬
‫وتحكمه المشافهة‪ ،‬ل كمععا يقععول الشععياخ مععن أن المراتععب تفععرق‬
‫بالنية")‪.(2‬‬
‫ومن طريف ما ذكره العلمة اليفرني في ترجمة مؤلفه بعععد‬
‫أن ذكر أنه كان من أهل العلم والدين أخععذ عععن أبيععه وعععن سععيدي‬
‫العربي الفاسي قال‪" :‬وأخبر عن نفسه أنععه رأى النععبي صععلى اللععه‬
‫عليه وسلم في النوم‪ ،‬فقرأ عليه من الفاتحة إلى المفلحون بقراءة‬
‫قالون‪ ...‬ثم ذكر وفاته بالحرم الشريف بمكة عام ‪.(3)"1056‬‬

‫‪ ()1‬فهرسة أبي علي اليوسي )مصورة عن مخطوطة خاصة(‪.‬‬


‫‪ ()2‬معونة الذكر في الطرق العشر لمسعود جموع )مخطوط(‪.‬‬
‫‪ ()3‬صفوة من انتشر من أخبار صلحاء القرن الحادي عشر لمحمد الصغير اليفرني المراكشععي‪:‬‬
‫‪.130‬‬

‫‪165‬‬
‫‪ -5‬الشيخ أبو عبد اللــه محمــد بــن يوســف التملــي‬
‫السوسي الصل المراكشي الدار والمنشــأ المتععوفى بهععا )‬
‫‪ (1048‬أحد أعلم هذا الشأن‪ ،‬قال الحضيكي‪:‬‬
‫كععان رضعي الله عنه شيخععععععا معظمععععععا محترمععععا نبيهعا‬
‫معاهرا في فن القععراءات‪ ،‬مقعدما مشهععورا متقنعا‪ ،‬أخعذ بفعععععاس‬
‫ععععععن سيععععععدي الحسعععععععن الععععععععدراوي)‪ (1‬وأبعععععععي عبععععععععد‬
‫)‪(3‬‬
‫اللعععععععه العععععععترغي)‪ ،(2‬والشعععيخ محمعععد الصعععغير المسعععتغانمي‬
‫وغيرهم‪.‬‬
‫وممن أخذ عنه أبو زيد عبد الرحمن بن القاضي‪ ،‬وعبد العزيععز‬
‫الزياتي)‪ ،(4‬وهو مذكور فععي فهارسععهم مشععهور‪ ،‬تععوفي رحمععه اللععه‬
‫بمراكش سنة ‪.(5)1048‬‬
‫والذي يهمنا منه هنا هو شرحه على تفصيل العقد‪ ،‬وقد وقفت‬
‫على ذكره لعه عنععد الشععيخ عبعد السعلم بعن محمععد المعدغري فعي‬
‫أرجوزته المتقدمة المعروفة ب"تكميل المنافع"‪ ،‬فقد جاء فيها عنععد‬
‫ذكر الخلف في ميم الجمع لورش وقالون قوله‪:‬‬
‫كذا أبو عون بغير منع‬ ‫وصل ورش قبل همز القطع‬
‫محل فصل ل قبيل "ل"‬ ‫وزد لدى مثل كهم منها وفي‬
‫)‪(6‬‬
‫و"في"‬ ‫ذكر ذا محمد الخروبي‬
‫في نظمه المهذب العروبي‬ ‫كذا محمد بن يوسف لدى‬
‫شرحه للتفصيل نعم المقتدى‬
‫ولعل هذا الشرح هو الذي أشار إليه بعض الباحثين في قوله‪:‬‬

‫‪ ()1‬تقدم في شراح التفصيل‪.‬‬


‫‪ ()2‬هو محمد بن يوسف شيخ الجماعة بفاس ومراكش في المائة العاشرة وسيأتي في الفصل‬
‫التالي‪.‬‬
‫‪ ()3‬من أصحاب أبي عبد الله بن مجبر بفاس وسيأتي في الفصل التالي‪.‬‬
‫‪ ()4‬تقدم ذكره وذكر والده أبي علي الحسن بععن يوسععف الزيععاتي الفاسععي وسععيأتي مزيععد مععن‬
‫التعريف به‪.‬‬
‫‪ ()5‬مناقب الحضيكي ‪.2/47‬‬
‫‪ ()6‬سيأتي في آخر هذه القائمة فيمن ألف على التفصيل‪.‬‬

‫‪166‬‬
‫"لععه اسععتدراكات علعى تفصععيل ابعن غعازي‪ ،‬أورد طائفعة منهعا‬
‫تلميذه الجزولي في "أنوار التعريف")‪.(1‬‬
‫‪ -6‬الشــيخ أبــو عبــد اللــه محمــد بــن أحمــد بــن أبــي‬
‫القاسم بن الغازي الجزولي المشهور بالحامدي‪.‬‬
‫راوية للقععراءات مععن أهععل سععوس‪ ،‬تخععرج علععى كبععار مشععايخ‬
‫القراءة بفاس كالشيخ التملي وابن عاشر وغيرهما‪.‬‬
‫ألف فعي قعراءة نعافع كتعابه "أنعوار التعريععف لعذوي التفصععيل‬
‫والتعريف"‪ ،‬وكان تأليفه له بالمدرسة البوعنانية بفاس‪ ،‬وفراغه منه‬
‫كما ذكر في آخره في أواسط جمادى الثانية عام ‪.1026‬‬
‫وتأليفه هذا تأليف مختصر جمع فيه بيعن معا فعي أرجعوزة ابعن‬
‫غازي وما في تعريف أبي عمرو الداني‪ ،‬إل أنععه بنععاه علععى مععا رواه‬
‫عن شيخه التملي‪ ،‬وفيه زيادات ليست في "التفصيل" اسععتند فيهععا‬
‫إلى روايته‪.‬‬
‫وتوجد من شرحه نسخ مخطوطة في أكثر من خزانععة)‪ ،(2‬وقععد‬
‫وقفت عليه أيضا في خزانة بنواحي الصويرة)‪ (3‬فوجععدته يقععول فععي‬
‫أوله‪:‬‬
‫"يقول عبيد ربه الهائم في ظلمات ذنبه‪ ،‬محمد بععن أحمععد بععن‬
‫أبي القاسم بعن غعازي الجزولعي‪ :‬الحمعد للعه العذي حعرك الععزائم‬
‫لخدمة كتابه العزيععز وأبععدى غررهععا‪ ،‬ورفعع همععم ذوي التععبريز إليهععا‬
‫وأهدى دررها‪ ...‬ثم ذكععر أنععه سععيؤلف كتععابه فععي الطععرق العشععرية‬
‫حسبما أخذ ذلك رواية عن شععيخه العععالم العلمععة السععتاذ النحععوي‬
‫الديب أبي عبد اللععه سععيدي محمععد بععن يوسععف التملععي السوسععي‬
‫‪ ()1‬سيأتي أنه قرأ عليه واعتمده في هذا الكتاب‪.‬‬
‫‪ ()2‬مععن نسععخه الخطيععة بالخزانععة الحسععنية بالربععاط نسععختان برقمععي ‪) 1052-8885‬فهرسععة‬
‫الخزانة ‪ 32-6/31‬وبالخزانة العامة بتطوان برقم ‪549‬م )فهرسة مخطوطععات الخزانععة ‪(118‬‬
‫ونسخة بالخزانعة الناصعرية بتمكعروت برقعم ‪ 3115‬فعي مجمعوع )دليعل مخطوطعات الخزانعة‬
‫لمحمد المنوني ‪ .(212‬ونسخة بمتحف الجزائر برقم ‪.473‬‬
‫‪ ()3‬هي خزانة الشيخ إبراهيم أبععو درار رحمععه اللععه بسععوق جمعععة آيععت داود بحاحععة مععن إقليععم‬
‫الصويرة‪.‬‬

‫‪167‬‬
‫الجزولي – وصل اللععه بقععاءه – وأنععه الععتزم فيععه مععا رواه عنععه مععن‬
‫مسائل الخلف‪...‬‬
‫ولما ذكر بعض الحكام في باب الستعاذة قال‪" :‬هكذا حععدثني‬
‫به الشيخ عن شيخه سيدي محمد الترغي‪ ،‬وحدثني به أيضععا شععيخنا‬
‫سيدي عبد الواحد بن عاشر الندلسي‪ ،‬عن شيخه سيدي أحمد بععن‬
‫عثمان اللمطي‪...‬‬
‫ونقوله في أكثرها هي عن هذين الشيخين‪ ،‬وعن أبععي الحسععن‬
‫بن سليمان في أرجوزته التي يسميها مرة "نظم التعريععف"‪ ،‬ومععرة‬
‫"مختصر التعريف"‪.‬‬
‫‪ -7‬الشيخ مســعود بــن محمــد جمــوع أبــو ســرحان وأبــو‬
‫الفضل السجلماسي ثم الفاسي وغيره‪ ،‬وهو عمدته في هععذا‬
‫الشرح‪ .‬أما شرحه المععذكور فهععو المسععمى "كفايععة التحصععيل فععي‬
‫شرح التفصيل"‪ ،‬وهو من الشروح المشهورة المعتبرة ونسخه فععي‬
‫الخزائن متوافرة)‪ ،(1‬فرغ منه مؤلفه كما ذكر في آخره ضحوة يععوم‬
‫الربعاء عععام مائة وألععف ‪1100‬هع ع وأولععه قععوله‪" :‬الحمععد للععه رب‬
‫العالمين‪ ،‬والصععلة والسععلم التمععان الكملن علععى المبعععوث إلععى‬
‫كافة الخلق أجمعين‪ ،‬سيدنا ومولنا محمد سععيد المرسععلين‪ ،‬وعلععى‬
‫آله وصحبه الطاهرين‪.‬‬
‫وبعععد فلمععا كععان نظععم المععام العععالم العلمععة ذي التصععانيف‬
‫المفيدة‪ ،‬المسمى "بتفصيل الدرر" من أجل ما ألف فععي القععراءات‬
‫العشرية وأفيدها علمععا‪ ،‬وأخصععرها‪ ،‬حععتى قععال فيععه شععيخ الجماعععة‬
‫بفاس سيدي الحسن الدرعي رحمععه اللععه مادحععا لععه ومقععرئا علععى‬
‫قراءته هذه البيات وهي‪:‬‬
‫أيا من تصدى للقراءة قاصععدا وذكر البيات السبعة التي‬
‫نقلناها عنه في تقريظ التفصيل آنفا ثم قال جموع‪:‬‬

‫‪ ()1‬منععه ‪ 3‬نسععخ بالخزانععة الخسععنية بالربععاط بأرقععام ‪) 1389-3893-11410‬فهرسععة الخزانععة‬


‫‪.(140-6/139‬‬

‫‪168‬‬
‫حين قراءتنا عليه أردت أن‬ ‫ولما صورته على شيخنعععا‬
‫أقيد عليه هذه الورقات تحل بها تراكيبععه‪ ،‬وتفهععم بهععا إن شععاء اللععه‬
‫معانيه‪ ،‬فهي إن شاء الله للمبتدئ مثلي تبصرة‪ ،‬وللطععالب النحري عر‬
‫تذكرة‪ ،‬والله تعالى يلهمنا الصواب‪ ،‬إنه كريم وهاب‪.‬‬
‫ثم استهل كلمه على النظععم بععالتعريف بالنععاظم‪ ،‬ثععم أعقععب‬
‫ذلك بالشرح‪ ،‬وقد شحنه بالنقل ععن شععيخه أبعي زيععد بععن القاضعي‬
‫وخاصة النصوص المنظومة في اختلف القراء وأحكام الداء مما ل‬
‫يتسع المجال لذكره)‪.(1‬‬
‫وقد أحال عليه في "الروض الجامع" في عدة مواضع)‪.(2‬‬
‫‪ -8‬الشيخ أبو العباس أحمد بن إدريس الحسني الفاسي‬
‫)ت ‪1253‬هـ(‬
‫يوجد شرحه على التفصيل مخطوطا بالخزانة الحسنية برقم‬
‫‪ 6064‬بعنوان "شرح أرجوزة في القراءات")‪.(3‬‬
‫‪ -9‬محمد بن عبد الرحمن الزروالي )الزروالي(‬
‫إمام مختصر في القراءة العشرية‪ ،‬اعتمده عامععة مععن ألفععوا‬
‫فيها بعده‪ ،‬وكان تفصيل العقد لبن غععازي إمععامه فععي تععأليفه‪ ،‬وهععو‬
‫وإن لم يذكر في مقدمته أنه وضعه شععرحا عليعه فقعد اسععتفاد منعه‬
‫وناقش مسائله واعتمد ما ذكره‪ ،‬وكتابه المذكور هو "تقريب النشر‬
‫في طرق العشر"‪ ،‬ألفععه وفععرغ منععه فععي التاسععع مععن شععوال عععام‬
‫‪975‬هع بالقرويين من فاس‪ ،‬وقد جعله بمثابععة التقييععد لمععا قععرأ بععه‬
‫علععى شععيخه أبععي سعععيد اللمطععي‪ ،‬ولععذلك جععاء اسععمه فععي بعععض‬
‫الخزائن باسم "تقييد أبي سعععيد عثمععان بععن عبععد الواحععد اللمطععي‬
‫‪ ()1‬علمت بعد تحرير ما كتبته هنا بتسجيل أحد طلبة الدراسععات السععلمية بكليععة آداب الربععاط‬
‫وهو الخ عبد الرحمن السائب لهذا الشرح )كفاية التحصيل( للحصول علععى دبلععوم الدراسععات‬
‫العليا بإشراف أستاذنا الدكتور التهامي الراجي الهاشمي‪ ،‬وقد تبادلنا عدة رسائل في موضععوع‬
‫مؤلفات جموع بيني وبينه وفقه الله‪.‬‬
‫‪ ()2‬منها في باب الخلف في ميم الجمع ومنها في باب اجتماع الهمزتين من كلمة‪.‬‬
‫‪ ()3‬يمكن الرجوع إلى وصفه في مخطوطات الخزانة الحسعنية ‪ .121-6/120‬وقعد ذكعره أيضعا‬
‫سعيد أعراب في كتابه "القراء والقراءات بالمغرب ‪."80‬‬

‫‪169‬‬
‫المكناسي فععي قععراءة نععافع والكلم علععى بعععض رؤوس الي علععى‬
‫المذهب المدني الخير")‪.(1‬‬
‫)‪(2‬‬
‫وأولعه‬ ‫وفي بعضعها باسعم "تقييعد علعى معا فعي التعريعف"‬
‫قوله‪:‬‬
‫"الحمد لله رب العالمين‪ ،‬الذي أيدنا بكلمه المبين‪ ،‬علععى يععد‬
‫ساداتنا أهععل التمكيععن‪ ...‬سععألت شععيخنا وأسععتاذنا وعالمنععا وعاملنععا‬
‫وعمدتنا وعمادنا ووسيلتنا إلى مولنا سيدي عثمان بن عبععد الواحععد‬
‫اللمطي ثم المكناسي – برد الله ضريحه – أو يوضح لععي بعععض مععا‬
‫أشكل علي بعد أن حدثني به – رضي الله عنععه – وتلقيتععه مععن فيععه‬
‫إلى في‪ ،‬فجرى علي في بعضه النسيان‪ ،‬الذي هو غريزة النسععان‪،‬‬
‫إل من حفظه الكريم المنان‪ ،‬في قراءة إمام المدينة علععى سععاكنها‬
‫أفضل الصلة والسلم – نافع بن عبد الرحمن وتلميذه المشععتهرين‬
‫المشهورين – رضي الله عن الجملة الجلة – فأجابني – رحمه اللععه‬
‫– لذلك"‪.‬‬
‫ثم بدأ بعذكر حععروف القععراءة معن سععورة الفاتحعة إلعى آخععر‬
‫القرءان فقال في الفاتحة‪" :‬سورة الفاتحة مكية أنعمت عليهم غير‬
‫سورة البقرة‪" :‬ومما رزقناهم ينفقون" "أنععذرتهم أم لععم تنععذرهم ل‬
‫يومنون" ل يصلها للفصل‪ ،‬فهو الذي نبه عليه "الععتينملي")‪ (3‬بقععوله‪:‬‬
‫وعند رؤوس الي من غير حائل‪.(4)...‬‬

‫‪ ()1‬خزانة القرويين تحت رقم ‪ 1058‬فهرسة الخزانة ‪.172-3/171‬‬


‫‪ ()2‬النسخة بهذا العنوان في خزانة الشيخ أحمد الكونطري بالصويرة ومنها مصورة عند الشععيخ‬
‫السحابي بسل‪.‬‬
‫‪ ()3‬يعني المام الصفار في تحفة الليف‪.‬‬
‫له‬ ‫وعند رؤوس الي من دون حائل وورش‬ ‫‪ ()4‬البيت بتمامه كما تقدم‪:‬‬
‫في همزة القطع قد ول‬
‫واللفظ في سائر ما وقفت عليه من نسخ لمية الصفار هذه بلفظ "من دون حائل" وليس من‬
‫غير‪...‬‬

‫‪170‬‬
‫الفواصل‬ ‫وكذلك الشيخ ابن غازي بقوله‪" :‬ل ما فصل من‬
‫بحرفي في ول"‬
‫وهكذا سعار علعى طعول الكتعاب يرتعب أحعرف القعراءة العتي‬
‫يختلف فيها الرواة عن نافع ويذكر ميم الجمع التي قبل رأس الية‪،‬‬
‫وآخر ما ذكر من ذلك "عليهم موصععدة"‪" ،‬الععذين هععم عععن صععلتهم‬
‫ساهون"‪.‬‬
‫‪ -10‬الشيخ أبو عبد الله محمد بن محمد بن أحمد بن‬
‫عبد الله الرحماني المراكشي صععاحب أبععي زيععد بععن القاضععي‬
‫وناظم القصائد العديدة في القراءات‪.‬‬
‫ألف في هذا الصدد كتابه "تكميل المنافع‪ ،‬في قععراءة الطععرق‬
‫العشرة المروية عن نافع"‬
‫وهو وإن لم ينص على جعله شرحا علععى التفصععيل كمععا فعععل‬
‫سابقوه‪ ،‬فإنه يدخل في معنى ذلك مع تصريحه بالقتصععار علعى معا‬
‫فيه‪ ،‬وقععد وقفععت منعه علعى مخطوطععتين إحعداهما م خ ح بالربعاط‬
‫برقم ‪ (1)8864‬والخرى في خزانة خاصة)‪ ،(2‬ويبتدئ بقععوله‪" :‬يقععول‬
‫العبد المفتقر إلى رحمة موله‪ ،‬الغني بفضله عما سواه‪ :‬محمد بععن‬
‫محمد بن أحمد بن عبد الله الرحامني ‪ -‬نزل مراكش ‪ -‬خار الله لععه‬
‫ولطف به‪:‬‬
‫"الحمد لله تعالى حق حمععده‪ ،‬والصععلة والسععلم علععى سععيدنا‬
‫محمد نبيه وعبده‪ ،‬وعلى آله وأصحابه ومن اقتدى به من بعده"‪.‬‬
‫"وبعد فهذا كتاب سميته ب"تكميل المنافع في قراءة الطععرق‬
‫العشرة المروية عن نافع")‪ (3‬قيععدته لنفسععي ولمععن شععاء اللععه مععن‬

‫‪ ()1‬يمكععن الرجعوع إلعى وصععفها فععي )فهععارس مخطوطععات الخزانعة الحسععنية لمحمععد العربععي‬
‫الخطابي ‪.(6/59‬‬
‫‪ ()2‬هي خزانة المقرئ الخ أحمد اعوينات باليوسفية – الرباط‪ ،‬أطلعني عليها جزاه الله خيرا‪.‬‬
‫‪ ()3‬اتفق في التسعمية معع "تكميعل المنعافع" للمعام عبعد السعلم بعن محمعد المعدغري‪ ،‬إل أن‬
‫المدغري جعله نظما‪.‬‬

‫‪171‬‬
‫بعدي للمبتدئين مثلي‪ ،‬واعتمدت فيه على تقييد لبعض شيوخي‪ ،‬مع‬
‫كتاب الزروالي)‪.(1‬‬
‫لكعن اقتصعرت فيععه علعى "التفصععيل" دون غيعره معن قصععائد‬
‫العشر مخافة التطويععل‪ ،‬ولنععه هععو المتلععو بععه والمعععول عليععه عنععد‬
‫أئمتنا‪ ،‬وأذكر فيه أوجه الخلف وما صععدرنا بععه منهععا حسععب روايتنععا‬
‫في ذلك‪ ،‬ومن الله تعالى أسععأل العانععة فععي جميععع الحععوال‪ ،‬فهععو‬
‫حسبي ونعم الوكيل ول حول ول قوة إل بالله العلي العظيم‪.‬‬
‫ذكـــر الـتـعــوذ‬
‫ثم قال بعععد هععذا العنععوان‪" :‬وغيععر مععا فععي النحععل ل يختععار)‪،(2‬‬
‫والسرفي التيسير للمسييي بذا وزيد ذي وكله أبي)‪ ،(3‬فالشارة بععذا‬
‫تعوذ على التعوذ‪ ،‬وبذي على البسععملة‪ ،‬والمشععهور الجهععر بهمععا لععه‬
‫كغيره‪.‬‬
‫ذكــر الـبـسـمــلــة‬
‫مبسمل‪ ،(4)...‬فيصدق على‬ ‫ومن سوى الزرق بين السور‬
‫قراءة الزرق‪:‬‬
‫مبين‬ ‫له‬ ‫صل‬ ‫أو‬ ‫"وأسكت يسيرا تحظ بالصواب‬
‫)‪(5‬‬
‫العراب‬
‫ويصدق على قراءة غيره‪:‬‬
‫التي‬ ‫الولى‬ ‫ول تقف فيها إذا وصعلتهعععا بالسورة‬
‫)‪(6‬‬
‫ختمتها‬
‫وتجوز الوجه الثلثة لغيره‪.‬‬

‫‪ ()1‬يعني كتاب "تقريب النشر في طرق العشر" الذي عرفنا به عن قريب‪.‬‬


‫وقد سقط في نسخة اعوينات قوله "من بعدي" وقال "من المبتدئين مثلي"‪.‬‬
‫‪ ()2‬هو عجز البيت الثاني من باب التعوذ من "الدرر اللوامع" لبن بري‪.‬‬
‫‪ ()3‬هو البيت الثاني من تفصيل عقد الدرر لبن غازي أدرجه في كلمه هكذا‪ ،‬ثم شرح معناه‪.‬‬
‫‪ ()4‬هو البيت الثالث في باب البسملة من "التفصيل"‪.‬‬
‫‪ ()5‬البيت من باب البسملة لبن بري‪.‬‬
‫‪ ()6‬هو آخر بيت من باب البسملة عند ابن بري‪.‬‬

‫‪172‬‬
‫وبعد النتهاء من باقي أحكام البسععملة علععى هععذا النمععط مععن‬
‫المزج بين قول ابن غازي وابن بري وقول أبععي وكيععل ميمععون فععي‬
‫التحفة أحيانا‪ ،‬انتقل إلى ذكععر سععورة الفاتحععة فععذكر فيهععا الحكععام‬
‫المتعلقة بميم الجمع ونقععل قععول ابععن غععازي فععي "التفصععيل"‪ ،‬ثععم‬
‫تعرض لمراتب المد عند أهل العشر فذكر أنها ثلثة‪:‬‬
‫كبرى للخوين‪ :‬يوسف والعتقي‪ ،‬ووسطى لبي نشععيط محمععد‬
‫بن هارون المروزي‪ ،‬وصععغرى للبععاقين‪ ،‬قععال‪ :‬وقععد جمعهععا بعضععهم‬
‫فقال‪:‬‬
‫وباق‬ ‫لمروز‬ ‫وسطعععى‬ ‫"ليوسف والعنقي كبرى‬
‫صغرى‬
‫ثم انتقل إلى سورة "البقرة" فقال‪" :‬ألم"‪" :‬ومد للساكن في‬
‫الفواتح")‪ ،(1‬والحكم للعشرة كما قال فععي "التفصععيل"‪" :‬فالكععل إن‬
‫سكت" في ما أطلقا‪ ...‬وقس عليه‪.‬‬
‫وقد ذكر للشيخ الزروالي كتععابين آخريععن غيععر كتععاب "تقريععب‬
‫النشر" وذلك في سععورة البقععرة عنععد ذكععر التسععهيل فععي "رأيععت"‬
‫فقال‪" :‬وقد كان الشععيخ الزروالععي ينبععه علععى تحقيععق الخععالي مععن‬
‫الياء)‪ (2‬في كتابه الكبير والوسط‪ ،‬ويقععول‪ :‬ليععس للصععبهاني فيععه إل‬
‫التحقيق‪ ،‬فتأمل ذلك‪ ،‬والله الموفق للصواب"‪.‬‬
‫وفععي الجملععة فالكتععاب حافععل بععالفوائد ومفيععد لهععل العشععر‪،‬‬
‫ويعتبر من قبيل "الدراسة المقارنة" في الفععن‪ ،‬لنععه ل يهتععم كععثيرا‬
‫بالخلف بين الطرق عن نافع بقدر ما يهتم بتقرير رجععال المدرسععة‬
‫الدائيععة فععي المغععرب لععذلك الخلف وتخريجهععم لععه علععى القواعععد‬
‫العامة‪.‬‬
‫وقد ختم بذكر اختلف الئمة في عدد الي‪ ،‬وذكر ما وقعت به‬
‫ميم الجمع قبل محل الفاصلة وما وقع فيه بيععن الئمععة مععن خلف‪،‬‬
‫الشطر الول من بيت لبن بري في باب المد‪.‬‬ ‫‪()1‬‬

‫يعني الفعل المشتق من الرؤية مما ل ياء فيه نحو "رءا" و"رءاك" و"رأتهم"‪.‬‬ ‫‪()2‬‬

‫‪173‬‬
‫وما وقعت فيه عند المثل نحو "هم منها"‪ ،‬ونظم الحكععام المتعلقععة‬
‫بذلك في أبيععات‪ .‬ونقععل هنععا مععن كتععاب "عععدد الي" لبععي العبععاس‬
‫القدومي)‪ (1‬عند ذكر الخلف في العععدد بيععن المععدني الول والخيععر‬
‫فقال‪:‬‬
‫"وقال أبو العباس أحمد بن قاسم بن عيسععى المقععرئ رحمععه‬
‫الله‪" :‬فأما عدد المدني الخير فهو ما رويناه بسند صحيح عن خلف‬
‫بن هشام البزار عن إسماعيل بن جعفر عن سليمان بن مسلم بععن‬
‫جماز عن أبي جعفعر يزيعد بعن القعقعاع وشعيبة بعن نصعاح‪ ...‬ورفعع‬
‫السند‪ ،‬ثم ختم بذكر فضععل تلوة القععرءان‪ ،‬ثععم قععال‪":‬هععذا آخععر مععا‬
‫قصدنا من جمع هذا التقييد‪ ،‬واللععه أسععأل أن يجعلععه خالصععا لععوجهه‬
‫الكريم‪ ،‬وأن ينفعني به يوم الموقععف العظيععم‪ ...‬وكععان الفععراغ مععن‬
‫تقييده في آخر ذي القعدة عام ثلثين ومائة وألف‪ ،‬عرفنا الله خيره‬
‫ووقانا شره")‪.(2‬‬
‫وممععا يجععري هععذا المجععرى مععن المؤلفععات الععتي بنيععت علععى‬
‫"التفصيل"‪:‬‬
‫‪ -11‬كتــاب معونــة الــذكر فــي الطــرق العشــر "أو"‬
‫الروضة السنية في الطرق العشــرية")‪ (3‬للشــيخ مســعود‬
‫جموع‪:‬‬
‫مؤلف "كفاية التحصيل في شرح التفصيل" النف الذكر‪ ،‬وقععد‬
‫ألف كتاب "معونة الذكر" كما ذكععر فععي آخععره‪ :‬وكععان الفععراغ منععه‬

‫‪ ()1‬سيأتي في الفصل التالي في أعلم مدرسة ابن غازي من تلمذتهم‪.‬‬


‫‪ ()2‬يبدو أن قوله وكان الفراغ ليس من كلم المؤلعف كمعا هعو واضعح معن التاريعخ‪ ،‬وقعد رأيتعه‬
‫يختلف بين هذه النسخة )نسخة الخزانة الحسنية رقم ‪ (8864‬وبين نسخة اعوينات‪ ،‬فقععد جععاء‬
‫فيها قوله‪" :‬كان الفراغ من تقييده في أوائل رجب عام أربعيععن وألععف عرفنععا اللععه خيععره‪ ،‬ثععم‬
‫قال‪" :‬كان الفراغ من نسخه عام ‪1212‬هع"‪.‬‬
‫‪ ()3‬كذا رأيت اسم الكتاب في القائمة التي أحصاها له تلميعذه موسعى بعن محمعد الراحعل فعي‬
‫كتاب "مناهل الصفا في التقاط درر الشفا" والذي سمى فيها ‪ 21‬كتابا )مناهععل الصععفا م خ ح‬
‫رقم ‪ . (355‬ورأيت في حاشية نسخة ابن يوسف بمراكش "وكتب مؤلععف هععذا الكتععاب بخععط‬
‫يده على طرة النسخة التي انتسخت هذه منها ما نصه‪ :‬وإن شئت فسمه "الدرة السععنية فععي‬
‫الطرق العشرية‪.‬‬

‫‪174‬‬
‫صبيحة يوم الربعاء عام ‪1084‬هع ومعناه أنععه ألفععه قبععل "الكفايععة"‬
‫بنحو ‪ 16‬عاما‪.‬‬
‫ويظهععر مععن تعععدد نسععخه فععي الخععزائن أنععه كععان واسععع‬
‫الستعمال)‪ ،(1‬وقد وقفت منه على نسخة خطية بخزانة ابن يوسف‬
‫بمراكش مسجلة تحت رقععم ‪ 229‬مؤرخععة بشععهر شععوال مععن عععام‬
‫‪ ،1127‬أي أنها قريبة جععدا مععن تاريععخ وفععاة المؤلععف سععنة ‪.1119‬‬
‫وهذه نبذة عن الكتاب تبين صلته بكتاب "التفصيل" وأثره فيه‪:‬‬
‫ابتدأ مسعود جموع كتابه بقوله‪:‬‬
‫"الحمد للعه الععذي أخرجنعا معن العععدم إلعى الوجععود‪ ،‬وأرشععدنا‬
‫للحق عن كل دين مردود‪ ...‬وبعد فهذا ‪ -‬بعون الله ‪ -‬تقييععد قصععدت‬
‫فيه – إن شاء الله – أحكام القراءة العشرية وما يتعلق بها على ما‬
‫رويته عن شيخنا ومجيزنا العالم العلمععة ذي النيععة الصععالحة سععيدنا‬
‫أبي عبد الله محمد بن سععيدي إدريعس)‪ – (2‬أدام اللععه بقععاءه ونفعنععا‬
‫برضاه – حسبما أخذ ذلك رواية ودراية عن شيخيه سيدي عبد اللععه‬
‫الكيري)‪ (3‬وشيخ الجماعة بفاس والمغرب سيدي عبععد الرحمععن بععن‬
‫أبي القاسم بن القاضي رحمهما الله ونفعنا ببركاتهما آمين"‪.‬‬
‫ورتبت هذا التقييد – إن شاء الله تعالى – على سنن المصحف‬
‫الكريم آية بعد آيععة ليحصععل بععذلك النفععع العميععم‪ ،‬مكتفيععا بععالحرف‬
‫الول عن غيره مما يوافقه في الحكام‪ ،‬ومنبها علععى مسععائل فيهععا‬
‫الخلف بين الئمة العلم‪ ،‬موضحا لمشهورها‪ ،‬ومبينا لمععا جعرى بعه‬
‫الخذ فيها عن سادتنا الكرام‪ ،‬ومنبها أيضععا علععى بعععض رؤوس الي‬
‫على مذهب المدني الخير مما تضعمنه الواسعطي المعلعي‪ ،‬مقتفيعا‬
‫في ذلك سنن الئمة الجلء‪ ،‬ومنبها أيضا على مسائل سععكت عنهععا‬
‫صععاحب الععدرر والتفصععيل كإمالععة "مرضععات" للزرق‪ ،‬وتحقيععق‬

‫‪ ()1‬منه نسخة بخزانة ابن يوسف بمراكش برقم ‪ 229‬وبتععونس الخزانععة الوطنيععة برقععم ‪3330‬‬
‫وبالعبدلية )جامع الزيتونة( برقم ‪ 1/419‬وبجامعة إشبيلية بإسبانيا برقم‪.33/116 :‬‬
‫‪ ()2‬لم أقف على المراد به‪.‬‬
‫‪ ()3‬في المخطوطة "الكيري" بكاف معقودة‪ .‬ولم أقف على ترجمته‪.‬‬

‫‪175‬‬
‫الهمزتين فعي "لملن" للصعبهاني‪ ،‬وربمعا أذكععر فعي بععض اليعات‬
‫صناعة الرداف‪ ،‬وربما أخلط الرواية بغيرها لتفاقهمععا فععي الحكععم‪،‬‬
‫وهو جائز لمن يكون عارفا بذلك‪ ،‬وفيه قيل‪:‬‬
‫يجعععوز‪،‬‬ ‫فليعععس‬ ‫"وخلط روايات لمن هو جاهل‬
‫والجعواز لعالم‬
‫ثم ذكر مصادره التي سيعتمدها في الكتاب فقال‪:‬‬
‫"وما وقع فيه من الرموز بما صورته )د( فللدرر‪ ،‬وبما صععورته‬
‫)ف( فللتفصيل‪ ،‬وبمععا صععورته )ش( فللشععاطبي وبمععا صععورته )ح(‬
‫فللتحفة‪ ،‬وبما صورته )ع( فللتعريف‪ ،‬وبمععا صععورته )ص( فللصعفار‪،‬‬
‫وبما صورته )ركع( فللشيخ شيخنا‪ ،‬وبمععا صععورته )خ( فلشععيخنا" ثععم‬
‫قال‪:‬‬
‫"وسميته معونة الذكر في الطرق العشر‪ ،‬والله أسأل المعونة‬
‫على ذلك بمنه وكرمه‪ ،‬إنه على ما يشاء قدير‪ ،‬وبالجابة جدير"‪.‬‬
‫ثم شرع في المقصععود مبتععدئا بالترجمععة لنععافع بععن أبععي نعيععم‬
‫وذكر رواته الربعة والطرق عنهم‪ ،‬وقد أفادنا جموع في تأليفه هععذا‬
‫بأهم المصادر الععتي كععانت معتمععدة فععي زمنععه فععي دراسععة العشععر‬
‫الصغير‪ ،‬وهي التي رمععز لهععا بععالحروف أعله‪ ،‬ثععم زاد فععذكر كيفيععة‬
‫الجمع للرواة الربعة أثناء الداء فقال‪:‬‬
‫"فصل‪ ،‬فإذا جمععت بيعن هعذه الروايعات أتيعت بهعا علعى هعذا‬
‫الترتيب المععذكور هنععا اسععتحبابا)‪ ،(1‬ول يخفععاك أن معن وافععق منهععم‬
‫غيره اندرج معه‪ ،‬ومن لععم يععوافقه أتيععت بععه‪ ،‬إذ فععائدة الجمععع بيععن‬
‫القراءات وثمرته الختصار وعدم التكرار لغير موجب‪ ،‬وأما لموجب‬
‫فلبد منه لختلف الروايات"‪.‬‬

‫‪ ()1‬يعني بالترتيب الذي ذكره في إيرادها أي بتقديم ورش ثم بعده قالون ثم إسحاق المسععييي‬
‫ثم إسماعيل‪.‬‬

‫‪176‬‬
‫ثم نقل عن ابن القاضي نصا في جععواز العععدول عععن الععترتيب‬
‫المعروف في الداء قال‪ :‬ول يعتبره إل معن ل معرفععة لعه ول خععبرة‬
‫بالحكام‪ ،‬قال‪ :‬والشاطبي بدأ بقععالون ثععم بععورش‪ ،‬وبععه كععان الخععذ‬
‫عندهم‪ ،‬وصاحب "الدرر" عكس‪ ،‬وبه الخذ‪ ،‬فمن قال غيععر هععذا فل‬
‫وجه له‪ ،‬إل عععدم التععدريب وعععدم تحققععه بالصععول‪ ،‬فععادر الصععول‬
‫لتأصل"‪.‬‬
‫ثم قال‪" :‬قال في أنوار التعريف ما نصه‪:‬‬
‫"أما طريقة شيخنا سيدي الحسن الدرعي فإنه يقدم أصععحاب‬
‫الضم على أصحاب السكان)‪ (1‬وبالعكس لشيخه المستغانمي)‪ ،(2‬ثم‬
‫قال‪ :‬والول انتقي أي اختار‪ ،‬قال‪:‬‬
‫)‪(3‬‬
‫أخذنا‪ ،‬أعني تقديم أهل الضم‬ ‫وبما اختاره الشيخ ابن يوسف‬
‫على أهل السكان‪.‬‬
‫ثم بعد أن تحدث عن الفرق بيععن القععراءة والروايععة والطريععق‬
‫انتقل إلى بععاب السععتعاذة‪ ،‬وأخععذ فععي اسععتعراض القواعععد العامععة‬
‫مسععتدل بععأقوال الئمععة كالععداني فععي التيسععير والتعريععف والتمهيععد‬
‫والتلخيععص وجععامع البيععان وأبععي محمععد مكععي فععي الكشععف وابععن‬
‫الجزري في النشر‪ ،‬وكل هذه الستدللت ذكرها في هذا الباب‪.‬‬
‫وفعل نحوا من ذلك في باب البسملة وزاد النقل عن شععيوخه‬
‫مستعمل لكل شيخ الرمز الدال عليه ‪ -‬كما تقععدم ‪ -‬كمععا ينقععل مععن‬
‫حين لخر عن الحامدي فععي تقييععده – يعنععي أنععوار التعريععف لععذوي‬
‫التفصيل والتعريف"‪ ،‬وهكذا حتى أتى على آخر الكتاب‪.‬‬

‫‪ ()1‬يعني أصحاب الضم في ميم الجمع‪ ،‬وهم الذين جمعهم محمد بن يوسف التملي بقوله‪:‬‬
‫وضم ميم الجمع للمفسر ونجل إسحاق وجمال حر‬
‫وجمع مسعود جموع أصحاب السكان في نظم له فقال‪:‬‬
‫والمروزي والقاضي وابن سعدان ونجل عبدوس له بالسكان‬
‫‪ ()2‬هو محمد الصغير وسيأتي‪.‬‬
‫‪ ()3‬هو التملي الجزولي النف الذكر في شراح التفصيل‪.‬‬

‫‪177‬‬
‫‪ -12‬كتاب الهدية المرضية في تحقيق الطــرق العشــرية‬
‫للشيخ عبد السلم بن محمد المدغري التزناقتي)‪.(1‬‬
‫وهو كتاب يجري هذا المجرى من السععتفادة مععن "التفصععيل"‬
‫وبيان مقاصده والستدلل به للمباحث الصععولية‪ ،‬وهععو كتععاب نععادر‬
‫الوجود وقفت على إحدى نسختيه بالصدفة بالخزانععة الحسععنية فععي‬
‫مجموع)‪.(2‬‬
‫وهذه نبدة عنه‪ :‬يقول في أوله‪:‬‬
‫"الحمد للعه العذي تفضعل علينعا بحفعظ كتعابه المعبين‪ ،‬وجعلعه‬
‫لحملته شافعا مشفعا ووقاية من العذاب المهين‪ ،‬والصلة والسععلم‬
‫على النبي المكين‪ ،‬الهاشمي المصطفى المين‪...‬‬
‫"وبعد فيقول العبد الفقير إلى موله الغني عن كل‬
‫ما سواه عبد السلم محمد بن علي التزنــاقتي وفقععه اللععه‬
‫بمنه آمين‪ :‬هذا تأليف مختصر في الطرق العشرية للمععام الخاشععع‬
‫المدني أبي رؤيم نافع ‪ -‬نفعنا الله به وبمن أخععذ عنععه – قصععدت بععه‬
‫أن يكععون تبصععرة لمثلععي مععن المبتععدئين‪ ،‬وتععذكرة للشععيوخ الئمععة‬
‫المقرئين‪ ،‬والتزمت أن أذكر فيه مععا رويتععه مشععافهة عععن المععامين‬
‫بفععاس الباليععة – حرسععها اللععه تعععالى وأدام عزهععا آميععن – الشععيخ‬
‫المقرئ المقدم المحقق ذي السند الصحيح المععدقق التقععي النقععي‬
‫العفيععف المععام السععيد إدريععس بععن محمععد بععن أحمععد الشععريف)‪،(3‬‬
‫والشيخ العالم العلمة القدوة البحر الفهامة الستاذ الديب النحععوي‬
‫الديب‪ ،‬المام السيد مسعود جموع – أبقععى اللععه الول فععي أثععواب‬
‫المجد رافل‪ ،‬وجعععل نجععم سعععده طالعععا ل آفل‪ ،‬ورحععم اللععه الثععاني‬

‫‪ ()1‬تازناقت بلدة معروفة بضواحي قصر السوق )الراشدية( بالمغرب‪.‬‬


‫‪ ()2‬النسختان بالخزانة الحسنية تحت الرقمين ‪ 119/3-119/2‬حسب الفهرس الشامل للتراث‬
‫‪ 2/569‬نشر المجمع الملكي بالردن(‪ .‬وقد وقفت على إحدى النسععختين فععي المجمععوع رقععم‬
‫‪ 119‬الذي يضم عددا من مؤلفات عبد السلم المدغري وقد طلبته من الخزانععة باسععم "روض‬
‫الزهر" حسبما في الفهرس المطبوع بالخزانة ‪ 6/115‬فوجدته معه في المجموع عند الصفحة‬
‫‪ 395‬منه‪ ،‬ولم يذكره في الفهرسة في حرف الهاء‪.‬‬
‫‪ ()3‬هو أبو العلء المنجرة )ت ‪1137‬هع( كما تقدم‪.‬‬

‫‪178‬‬
‫وأفاض علينا من بركته وبرد ضريحه وأسكنه بحبوحة جنتععه‪ ...‬ومععن‬
‫المسائل المتفق عليها والمختلف فيها‪ ،‬مبينا ما جرى به الخععذ فععي‬
‫ذوات الخلف لمن هو له‪ ،‬مما هو بوجه أو بوجهين‪ ،‬وما صدرت بععه‬
‫منهما‪ ،‬ومنبها على رسم الجميع وضبطه فيما يحتاج إليه منهما‪...‬‬
‫وسميته الهدية المرضية في تحقيق الطرق الشععرعية‪ .‬ورتبععت‬
‫أبواب مسائله بفصععولها علعى ترتيععب أبععواب "الععدرر" و"التفصععيل"‬
‫تقريبا للفهم وقصد للتحصيل‪ ،‬مستشهدا في بعض المسائل بأبيععات‬
‫منهما تنبيها للطععالب‪ ،‬وتزيينععا للكلم‪ ،‬وبأبيععات مععن "الحععرز"‪ ،‬ومععن‬
‫كتابي المسمين ب"روض الزهر" وب"نور الفهم")‪ ،(1‬وبأخر ضععمنها‬
‫"أنوار التعريف" للمام الجزولي‪.‬‬
‫ثععم قععدم تعريفععا مععوجزا بالمععام نععافع والععرواة الربعععة عنععه‬
‫والطرق عنهم مستعينا في ذلععك بقععول أبععي عمععرو فععي "المنبهععة"‬
‫وبقول ابن غازي‪" :‬دونك عشر طرق لنافع‪ ...‬إلى آخر سععتة أبيععات‪،‬‬
‫ثم أتبع ذلك بععذكر منهجععه فععي إيععراد الخلف بيععن الععرواة والطععرق‬
‫والشارة إلى الوفاق فيما اتفقوا فيه‪ ،‬وبعده انتقل إلى باب "التعوذ‬
‫والبسملة" وهكععذا حععتى ختععم التععأليف بقععوله‪" :‬وكععان الفععراغ مععن‬
‫مبيضته آخر يوم من شوال المسمى عندنا بالعيد الصغر عام واحد‬
‫وثلثين ومائة وألف )‪1131‬هع( بموضع يسمى أبا سادر بجبل زايععان‬
‫قبيلة من قبائل البربر)‪.(2‬‬
‫وقد قام على أرجوزة التفصيل نشاط علمي آخععر يتمثععل فععي‬
‫توسيع بعض مباحثها وذكر المصدر من أوجه الخلف المذكور فيهععا‪،‬‬
‫أو استلل بعض الطرق ورصد مظاهر الخلف بينها‪ ،‬وسنقتصر على‬
‫نماذج من ذلك تدخل في أسععلوب "النظععم التعليمععي" الععذي يمثععل‬

‫‪ ()1‬سيأتي ذكر أرجوزة روض الزهر له بتمامها‪ ،‬أما نور الفهععم فهععي أرجععوزة فععي الخلف بيععن‬
‫ورش وقالون‪ ،‬وقد تقدمت الشارة إليها وإلى سابقتها في ترجمة ابن بري‪.‬‬
‫‪ ()2‬يظهر أن الناظم كان مشارطا لتعليم القرءان في هععذه القبيلععة‪ ،‬وقععد ذكععر فععي آخععر كتععابه‬
‫"نزهة النظار في قراءات الثلثة الخيار" )مخطوط خ ح بالربععاط أيضععا فععي المجمععوع نفسععه‬
‫رقم ‪ (119‬أنه ألفه وفرغ من مبيضته في ‪ 28‬من ذي القعدة عععام ‪ 1131‬بموضععع يسععمى أبععا‬
‫سادر قرب بلدة آيت سعديان في جبل قبيلة زايان‪.‬‬

‫‪179‬‬
‫نوعا من المحاذاة للرجوزة المذكورة على نحو ما رأينا فععي فصععل‬
‫سابق مع أرجوزة "الدرر اللوامع" لبن بري‪ .‬فمن ذلك‪.‬‬
‫‪ -13‬أرجوزة "التبيين للتفصيل" للمام أبي عبد الله‬
‫محمد الخروبي من شيوخ ابن القاضي)‪.(1‬‬
‫ومعععوضعععععععوعها بسععععععععط الخعععععععععععلف فععي ميععععععععم‬
‫الجمعععععع بين رجعععععال العشعععععر الصغععععير وقفعععععت عليها بعععد‬
‫أرجععععععوزة "التفصععيل" بخععط أبععي عبععد اللععه الرحمععععاني فععي‬
‫المجمععععععوع النععععععععف العععذكر بأوقعععععاف آسععفي‪ ،‬وتقععع فععي ‪32‬‬
‫بيتا)‪.(2‬‬
‫وقد بناها على قول ابن غازي في "التفصععيل" عنععد ذكععر ميععم‬
‫الجمع‪:‬‬
‫الحافظ الضم وبالضد قرا‬ ‫خير حرمي بميم فاسترى‬
‫والمروزي والقاضي من‬ ‫لنجل عبدوس ونجل‬
‫طرق حسان‬ ‫سعدان‬
‫وهمز قطع ومحل فصل‬ ‫ولبي عون لغير المثل‬
‫من الفواصل بحرفي "في"‬ ‫للمدني الخير ل ما فصل‬
‫و"ل"‬
‫فقال الخروبي‪:‬‬
‫مبينا لمجمل "التفصيل‬ ‫القول في فواصل التنزيل‬
‫شيخ الجماعة الرضا الصيل‬ ‫نظم ابن غازي العالم الجليل‬
‫صل ميم جمع قبلها‬ ‫رؤوس اليات متى تختم بنون‬
‫)‪(3‬‬
‫ك"ينفقون"‬

‫‪ ()1‬ذكره ابن القاضعي فعي جملعة شعيوخه فعي الجعازة النظميعة العتي أجعاز بهعا أبعا عبعد اللعه‬
‫الرحماني وسيأتي ذكرها‪.‬‬
‫‪ ()2‬توجد من الرجوزة مخطوطة بعنوان "التعبيين للتفصعيل" فعي الخزانعة الناصعرية بتمكعروت‬
‫برقم ‪ ،3115‬أنظر )دليل مخطوطات الخزانة لمحمد المنوني ‪.(12‬‬
‫‪ ()3‬يعني قوله تعالى في أول سورة البقرة "ومما رزقناهم ينفقون"‪.‬‬

‫‪180‬‬
‫ثم ساق ذكر المواضع التي وقعت فيها ميععم الجمععع قبععل آخععر‬
‫الفاصلة من أول القرءان إلى آخره وختم بقوله‪:‬‬
‫وبع"ل َ َ‬
‫شّتى" ينتهي ما قيدا‬ ‫وبمصيطر فسواها أعدادا‬
‫بعد ثلثين وألف عام‬ ‫بفاس أولى سادس العوام‬
‫يرجو به التكفير للذنوب‬ ‫ناظمه محمد الخروبي‬
‫حمدا يدوم ببقا اليام‬ ‫والحمد لله على التمام‬
‫على النبي العربي ذي المقام‬ ‫ثم الصلة دائما مع السلم‬
‫معتذرا إلى ذوي التحصيل‬ ‫سميته "التبيين للتفصيل"‬
‫وممععا نظععم فععي محععاذاة "التفصععيل" لبيععان مسععائل الخلف‬
‫والوجععه المرويععة فيهععا والمقععدم منهععا فععي الداء علععى غععرار‬
‫المنظومات الكثيرة المؤلفة في مثل ذلك في القراءات السبع)‪.(1‬‬
‫‪ -14‬أرجوزة روض الزهر‪ ،‬في الطرق العشر "للمام‬
‫عبد السلم محمد المدغري"‬
‫وقفت عليها في نسخة خطية ل أعلم لها ثانيععة فععي المجمععوع‬
‫الذي تضمن بعض مؤلفعات المععدغري السعابقة‪ ،‬بالخزانععة الحسععنية‬
‫بالرباط في مجموع برقم ‪ ،119‬وتقع في ‪ 219‬بيتععا كمععا ذكععر فععي‬
‫آخرها‪ ،‬وفععرغ منهععا عععام ‪1130‬هعع ونظععرا لهميتهععا فععي الموضععوع‬
‫وندرتها في اليدي أسوق هنععا نصععها الكامععل باعتبارهععا صععورة عععن‬
‫المستوى العلمي الععذي بلغتععه "المدرسععة النافعيععة" المختصععة فععي‬
‫دراسة الطرق العشر على يد رجال مدرسععة ابععن غععازي والخععذين‬
‫عنهم عبر العصور اللحقة‪ ،‬قال رحمه الله‪:‬‬
‫)‪(2‬‬
‫الراجي عفو ربه المقتدر‬ ‫يقول عبد السلم المضغري‬
‫محمد وآله ومن تل‬ ‫أحمد ربي مصليا على‬
‫‪ ()1‬القصائد المنظومة في "فعن التصعدير" كعثيرة‪ ،‬وقعد ذكعرت منهعا ععددا فعي الراجيعز العتي‬
‫نظمت على غرار الدرر اللوامع لبن بري‪ ،‬ومن ذلك قصيدة "مصدرة الطالبين" لعبد الرحمععن‬
‫الزدوتي‪ ،‬ومصدرة أخرى للراضي بععن عبععد الرحمعن السوسععي‪ ،‬ومصعدرة علعي بعن الشعريف‬
‫السجدالي وغيرها‪...‬‬
‫‪ ()2‬يكتب اللفظ هكذا بالضاد أحيانا – كمععا فععي المخطوطععة – وأحيانععا بالععدال نسععبة إلععى بلععدة‬
‫بسجلماسة وأما التي بالمغرب الوسط فبالطاء "مطغرة" ل غير‪.‬‬

‫‪181‬‬
‫عن الرواة العشر إن خلف‬ ‫وهاك ما الخذ به قد اشتهر‬
‫ظهر‬ ‫مما بوجه أو بوجهين وما‬
‫أخر منهما وما تقدما‬ ‫عنيت عشر طرق لنافع‬
‫أبي روئم المدني الخاشع‬ ‫حسبما قرأته بفاس‬
‫)‪(3‬‬
‫عن المامين لجمع الناس‬ ‫إدريسنا المقدم العلمة‬
‫والجهبذ المحقق الفهامة‬ ‫مسعودنا جموع ذي العلوم‬
‫وها أنا أشرع في المنظوم‬ ‫مسميعا لعه ب"روض الزهر"‬
‫في عشر طرق نافع ذي السر‬ ‫والعون أسال من الوهاب‬
‫ربي والتوفيق إلى الصواب‬
‫‪-32‬الـتـعـوذ والـبـسـمـلـة‬
‫بالجهر للكل‪ ،‬وذد من تركه‬ ‫واقرأ لدى تعوذ وبسملة‬
‫قراءة سرا وجهرا فاعلما‬ ‫وقال بعض هو تابع لما‬
‫وإن يكن فاجهر ول تبال‬ ‫إن لم يكن مستمع يا تالي‬
‫بسملة به وقبل ل تصل‬ ‫وافصل تعوذا عن الذكر وصل‬
‫ليوسف الزرق فاتل دون مين‬ ‫بالعوصل بععد السكعت بين‬
‫في آخر الفلق مع والناس‬ ‫السورتين‬
‫بالوصل بعد السكت هكذا‬ ‫والعكس جا عنه بل البأس‬
‫جرى‬ ‫وكلهم لدى "براءة" قرا‬
‫تبسملن وعوذن تفضل‬ ‫عملهم وصل وفي ابتدا فل‬
‫في الربع الزهر كذا تقررا‬ ‫والسكت ل غير لزرق يرى‬
‫قبل وبعد وبذا الخذ عرف‬ ‫وغيره مبسمل بها‪ ،‬وقف‬
‫في أول "الحمد" وتركها جل‬ ‫وكلهم في الحالتين بسمل‬
‫فانبذ‪ ،‬ول تتل به وإن سطر‬ ‫في أول الجزا وغير ما ذكر‬

‫ميم الجمع وهاء الكناية‬


‫ينسب للتفسير كلهم سما‬ ‫ونجل إسحاق وجمال وما‬

‫يقصد إدريس بن محمد الشريف المنجرة شيخ الجماعة بفاس‪.‬‬ ‫‪()3‬‬

‫‪182‬‬
‫تحريكه ووصلها معتبرا‬ ‫بضم ميم الجمع قبل ما جرى‬
‫لكن أبو عون الفتى الرباني‬ ‫وغيرهم قرأ بالسكان‬
‫محل فصل ل قبيل "ل"‬ ‫يضم عند القطع والمثل وفي‬
‫و"في"‬ ‫وهو كأزرق في غير ما مضى‬
‫والكل قبل الوصل بالضم‬ ‫وقف بالسكان لدى ما قد‬
‫قضى‬ ‫ذكر‬
‫وترك وقف بالشارة سطر‬ ‫وقدم الصلة قبل القصر‬
‫لعيسى مع إسحاق فافهم وادر‬ ‫بهاء "ياته" بطه قد بدا‬
‫وعكسه فانبذ‪ ،‬وخذ ما وردا‬
‫المد والقصر والتوسيط وحكم الهمز‪:‬‬
‫لمروز كذاك في انفصال‬ ‫وخذ بتوسيط لدى اتصال‬
‫على توسط وصغرى ل يرى‬ ‫وزد لعه قعصرا بذا مؤخرا‬
‫وهي لعه مروية لدى الكبير‬ ‫قراءة بها لدى الجمع الصغير‬
‫تذهب وسطاه مع الوسطى‬ ‫فعتعذهب الصغرى معع الصغرى‬
‫اعلما‬ ‫كما‬
‫مبينعا للقعاري ما لم يععرفعا‬ ‫ذكر هذا بعض من قد سلفا‬
‫وزد لعه صغعرى لعدى الجمعع‬ ‫وسطعى لمعروز لعدى الجمع‬
‫الكبير‬ ‫الصغير‬
‫)‪(2‬‬
‫بين الطريقين هما أردفتا‬ ‫لبد منهما إذا جمعتا‬
‫)‪(1‬‬
‫فقال فيه موضحا للقاري‬ ‫وذكر الثلث في "النوار"‬
‫وسطى لمروز وصغرى من‬ ‫كبرى ليوسف كذاك التعقي‬
‫بقي‬ ‫وباب "شيء" وسطن للزرق‬
‫‪ ()1‬يعني رجزه "نور الفهم" في روايتي ورش قالون‪.‬‬
‫‪ ()2‬يعني إذا جمعت في تلوة واحدة بين رجال الجمعين الكبير والصغير‪ ،‬وهععو آخععر مععا أخععذ بعه‬
‫رجال المدرسة المغربية منذ أيام أبي العلء إدريس المنجرة بعد أن عاد من المشععرق وأدخععل‬
‫معه "العشر الكبير"‪ ،‬فرتب القراء الكيفية المعمول بهععا الن‪ ،‬وهععي القععراءة بععالجمعين دفعععة‬
‫واحدة بحيث يمزجون بين الرواة عن نافع وبين غيرهم من الرواة عن السبعة وباقي العشرة‪،‬‬
‫ويرتبون ذلك على نسق خاص معلوم عند أهل هذا الفن‪ ،‬إل أنه من أعقععد مععا يتصععور‪ ،‬ولععذلك‬
‫استعانوا عليه بما يعرف ب"الرمزية" إذ ل تكاد تجد قارئا اليوم يستغني في ذلك عنها‪ ،‬إل فععي‬
‫بعض الجزاء التي اعتاد قراءتها حتى ضبط ترتيبها‪ ،‬ولهذا كثيرا مععا ينقطععع الطلبععة بعععد قععراءة‬
‫جزء أو جزئين بهذا الجمع‪ ،‬وهو من العسر والتعقيد بمكان‪.‬‬

‫‪183‬‬
‫في وصله وبعد أشبع ترتق‬ ‫للكل بالتوسيط فيه فلتقف‬
‫وذا لدريس الشريف قد عرف‬ ‫وغيره وهو جموع تل‬
‫للكل وقفا بالمراتب العل‬ ‫ووقفه روما بل إشمام‬
‫ذكرته في "النور")‪ (2‬خذ‬ ‫وواو "سوءات" الذي قد جمعا‬
‫نظامي‬ ‫ليوسف فهو بتسع قد تل‬
‫كهمزة لدى الثلث فاسمعا‬ ‫والمط فوق حرف مد فاجعل‬
‫في واوه والهمز بالضرب‬ ‫وفوق سكن الياء والواو معا‬
‫انجلى‬ ‫ذاك لمروز وذا للزرق‬
‫حال انفصاله كما المتصل‬ ‫وباب "آمن" بقصر قد وعي‬
‫كذا‪ ،‬وذا في باب شيء مشبعا‬ ‫و"شركائي" ذا سكون الياء‬
‫وغير دين قل على الصل بقي‬ ‫وقف فثلث مطلقا وما فتح‬
‫لزرق ووسطن وأشبع‬ ‫في الوقف بالتثليث للتسكين‬
‫و"من ورائي" مريم الغراء‬ ‫"قل إي وربي" بتثليت يرى‬
‫من "شركائي" وشبهه يصح‬ ‫وإن أتاك حرف مد بين ما‬
‫فعي اليعاء ل فعي العوصل خذ‬ ‫وقف بتثليث بوصل كرؤوس‬
‫تبييني‬ ‫ما لم يكن همز يعيد ساكن‬
‫في الوصل والوقعف مععا بعل‬ ‫وذاك كالقرءان والظمئان‬
‫معرا‬ ‫وإن أتاك بين همزين فقف‬
‫همز وآخر بالشباع سما‬ ‫كاستهزءوا رءا بهود جاء‬
‫وخاسئين ومئاب ويئوس‬ ‫والسوأى أن في الوصل‬
‫ذي صحة فاقصر بوصل بائن‬ ‫بالشباع‬
‫وحكم ذا سيأتي خذ بياني‬ ‫كذا تراءا والسقوط قد جل‬
‫مثلثا‪ ،‬والوصل بالكبرى عرف‬ ‫رءا كذا قبل السكون إن وصل‬
‫و"ما رأى" وجاءو للعشاء‬ ‫كذا تبوءا أساءوا إن وصل‬
‫ووقفه سدس بل نزاع‬ ‫في النجم ثلث مطلقا كباءو‬
‫في حرف مد للسكون موصل‬ ‫تبوءو كذا وسدس مطلقا‬
‫وثلثن في الوقف فيه ولتمل‬ ‫قبل محرك بتثليث زكن‬

‫)( يريد "أنوار التعريف" للحامدي كما تقدم في شروح التفصيل‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪184‬‬
‫وقف مثلثا وما قبل عمل‬ ‫وكل ذا لزرق قد انتمى‬
‫وجاءو غير ذي العشاء فاءو‬ ‫للكل نحو ريب سوف وسط‬
‫نئا وحيثما رءا قد ارتقى‬ ‫والقصعر عن أزرقهم وصل يرى‬
‫نحو رءا قبيل كوكبا ومن‬ ‫في باب قرءان ومسؤول كذا‬
‫وباب آمن إلى هنا اعلما‬ ‫وفي يواخذ وموئل وفي‬
‫وفقا وفي كتعلمون أفرط‬ ‫وغير ذا في باب نقل يذكر‬
‫في ياء إسرائيل وهو قد جرى‬ ‫ولم ءالن في الستفهام‬
‫ما بعد وصل مثل آيت فخذا‬ ‫وهمز بابه فأشبه مبدل‬
‫موءودة وعادا الولى قفي‬
‫مبينا بنظم من ذا أظهر‬
‫بالقصر للكل على التمام‬
‫وسهلن بالقصر قبل تعدل‬

‫)‪(1‬‬
‫به وحكم الجعفري سيأتي‬ ‫مراتب المد ارع للرواة‬
‫لعارض ومثله تقررا‬ ‫وترك العتداد هاهنا يرى‬
‫أشبه ناك يا فتى فلتعلما‬ ‫في كالبغاء إن وفي فرق وما‬
‫والعنكبوت فاسمعن بياني‬ ‫كذا في حرفي أول العمران‬
‫باب آلن مبدل إن قد بدا‬ ‫وقال ذو المورد في الضبط‬
‫وبابه مط عليه جعل‬ ‫لدى‬
‫بعد توسيط وعكس ل يرى‬ ‫وهمز ءالن إذا ما أبدل‬
‫لزرق ومكنن من دون مين‬ ‫والكل في عين بالشباع قرا‬
‫لمروز لدى أو شهدوا سما‬ ‫وقدم التسهيل في‬
‫كحرف ءالد للزرق ولي‬ ‫المفتوحتين‬
‫كحكم ءامن على التوالي‬ ‫في حال إبدال ومد قدما‬
‫في ذي الثلث يا فتى لتهتدي‬ ‫آمنتم في الملك سهل وابدل‬
‫وحععرف زخعرف لععه بععذا‬ ‫وحكم همز الكل في البدال‬

‫كذا وهو منكسر في الوزن‪ ،‬ولعله بلفظ "رتب المد" بضم الراء وفتح التاء جمع رتبة‪.‬‬ ‫‪()1‬‬

‫‪185‬‬
‫يفي‬ ‫وخبرا قدم لعبد الصمد‬
‫وقس بتوسيط لزرق ‪ -‬ورد‬ ‫تثليث أزرق به قد اقتفى‬
‫فعي نحعو جعا أمعرنعا عنه يعا‬ ‫وفي السما إلى وأو جاء أحد‬
‫فتى‬ ‫في حال إبدال وإشباع أتى‬
‫ليوسف الزرق أن بكلمتين‬ ‫وقدم التسهيل في المتفقين‬
‫بدل أخرى الهمزتين رويا‬ ‫ألفيتا‪ ،‬وبعد البدال ويا‬
‫تأخير ذا ياتالي عنه قد زكن‬ ‫في هؤلء والبغاء قبل إن‬
‫لحمد والمصري‪ ،‬والحذف أتى‬ ‫في جاء ءال العثعاني سهعل يا‬
‫وغير ذا في باب ءامن خل‬ ‫فتى‬
‫قبيل تسهيل أتى في الثاني‬ ‫في أول للحرمي والمصري‬
‫في أول قبيل ثان فافهما‬ ‫فل‬
‫ما جاء من مضمومتين فاقتفي‬ ‫وأسقط الول للحلواني‬
‫بالسوء إل قبل تسهيل بدا‬ ‫فعي نعحو جعاء أهعل وتعسهيل‬
‫بعيد دين قل بل نقصان‬ ‫سما‬
‫وبعد إدغام لدى النبيء‬ ‫له في نحو هؤلء إن وفي‬
‫بأصله وأصله قد انجلى‬ ‫وشيخه قدم الدغام لدى‬
‫لعمعن لعه التغييعر معثعل‬ ‫في أول وسهلن الثاني‬
‫المروزي‬ ‫لحمد الحلواني في بالسوء‬
‫معن بعععد ضعم واوا للعكعل‬ ‫في حرفي الحزاب والغير عل‬
‫يرى‬ ‫والمد قبل ذي تغير عزي‬
‫حرفيه بالعقص على الصواب‬ ‫وثاني ما اختلف إن قد كسرا‬
‫بالهمز ل غير كحرف يوسف‬ ‫والرسم في النبيء في‬
‫وعر ما سهلته حيث وقع‬ ‫الحزاب‬
‫فانظععععععععععره إنه به‬ ‫وشد يا وضبطها دع وقف‬
‫مسطعععععععععععععرا‬ ‫وشكل مبدل محرك فضع‬
‫وغير ذا في "النور")‪ (1‬قد‬

‫يعني كتابه "نور الفهم"‪.‬‬ ‫‪()1‬‬

‫‪186‬‬
‫تقععععععععععررا‬
‫الهمز المفرد والنقل وعدمه والبدء بالوصل والصل‬
‫للصبهاني سوى ما قد وعى‬ ‫وليس في تئوي وتئويه معا‬
‫في "من يشإ الله" عنه يا فتى‬ ‫من سنة الدغام‪ ،‬والبدل أتى‬
‫على التقاء الساكنين فاعتبر‬ ‫فعي حعال وقفعه وفعي الوصل‬
‫في غير تئوي العتقي المفضل‬ ‫كسر‬
‫في تئوي يا فتى فكن صديقي‬ ‫وقدم التحقيق قبل البدل‬
‫من الضمير ومن اليا وردا‬ ‫وهو على الصل من التحقيق‬
‫قرن بالياء بتسهيل زكن‬ ‫لفظ رءا يا تالي إن تجردا‬
‫ببارز من الضمير فقمن‬ ‫للصبهاني بتحقيق وإن‬
‫قبيل تسهيل كذا الخذ سرى‬ ‫وإن تجرد من اليا واقترن‬
‫لملن ثم أول تف‬ ‫له بوجهين وتحقيقا يرى‬
‫هعمعزيه والعكعل لعه قعد‬ ‫وحقق الول والثاني في‬
‫انجعلعى‬ ‫وبعد فاعكس ثم سهلن كل‬
‫أبعدل لعه وبعد با قط فاسمعا‬ ‫"أي" بعيد الفاء والباء معا‬
‫له بتحقيق وذا جدير‬ ‫له بها الوجهان والتصدير‬
‫في "أي يوم أجلت" معتبرا‬ ‫وبعد لم حققن بل امترا‬
‫تبدل وحققن كما جا عن مل‬ ‫وإن مخففا بعيد الكسر ل‬
‫كل ءالن يونس لتقتفي‬ ‫وقدم النقل لسماعيل في‬
‫من بعد تسهيل كذاك نقل‬ ‫وتن بالتحقيق والكل جل‬
‫في نحو الرض كالذي لم ينقل‬ ‫وابدأ بوصل للذي قد نقل‬
‫في عاد الولى بنجم تهتد‬ ‫لعيسى ل الواسطي بالصل‬
‫وثلثن باللم فردا تعدل‬ ‫ابتد‬
‫في الولى للزرق إن بدأتا‬ ‫وثن بالهمز لوصل وانقل‬

‫‪187‬‬
‫ومد صيغة لدى الوصل حري‬ ‫ثلث إذا بعادا قد وقفتا‬
‫أرزقهعم ومعالعيه لعه جعل‬ ‫بهمز وصل وبلم فاقصر‬
‫لعتق والصبهاني يا فتى‬ ‫كتابيه إني بتحقيق تل‬
‫بعدم الدغام والعكس أتى‬
‫الظهار والدغام والغنة‬
‫في التاء عند الظا بل نقصان‬ ‫وقدم الظهار للحلواني‬
‫تتل بالظهار لتتبع المل‬ ‫وفعي "أجعيعبعت" أدغعمعن لعه‬
‫إبقاء صوت مدغم لتعدل‬ ‫ول‬
‫لمروز كذاك "يلهث" قد أتى‬ ‫"نخلقكم" للكل أدغمن بل‬
‫في "نون" للزرق في المختار‬ ‫وقعدم الدغعام فعي "اركعب"‬
‫للصبهاني وابن إسحاق معا‬ ‫يعا فتى‬
‫بغير نون مثل "أل يعلموا"‬ ‫لشيخه والخذ بالظهار‬
‫"ألم")‪ (1‬بهود قبل فاء رسما‬ ‫ول بغنة كما قد سمعا‬
‫وإل تغفر لي وإل تفعلوه‬ ‫"أل" بفتح وهي ما قد رسموا‬
‫بتوبة كع"إل أن" منها خل‬ ‫"ألن" معا كذا "ليل" حيثما‬
‫كإل تنفروا وإل تنصروه‬
‫وإل تصرف عني ل "إل" فل‬

‫يعني "فإلم يستجيبوا لكم" في سورة هود‪.‬‬ ‫‪()1‬‬

‫‪188‬‬
‫الفتح والمالة تقليل واضجاعا‬
‫ذوات ياء مع واو أبدا‬ ‫وقللن وافتح لزرق لدى‬
‫تكن فقللن سوى ما قد قرن‬ ‫ما لم تكن رأسا لي ثم إن‬
‫لكن "ذكراها" بتقليل جل‬ ‫منها "بها" فافتح وقلل مسجل‬
‫"فنسي" "ويلكم" وأما فاعقل‬ ‫موسى قبيل "أن" بطه‬
‫للبصري فتحه كتجزى يا فتى‬ ‫و"إلى"‬
‫تقليله كباب "أنى" فاعلما‬ ‫فليس من رأس كذا ما ثبتا‬
‫في رائه والهمز يا خليلي‬ ‫في نحو طه فافتحنه بعدما‬
‫جعبعاريعن الجعار معععا لعه وحعا‬ ‫وليس في "رءا" سوى‬
‫ونجل سعدان بل امتراء‬ ‫التقليل‬
‫بما لفتح بعد تقليل ألف‬ ‫وغير ذا فانبذ‪ ،‬وقلل وافتحا‬
‫هدى عمى ضحى وغزى وقرى‬ ‫واعكس بزاغت لبي الزعراء‬
‫وجره والحكم فاعكسنه‬ ‫وساكن إن كان تنوينا فقف‬
‫ككلتا وقفا وأراك فيهما‬ ‫ليوسف الزرق نحو مفترى‬
‫له وكل من أمال مثلما‬ ‫كذا مسمى رفعه ونصبه‬
‫والصبهاني وابن إسحاق يجي‬ ‫في حالتي مرضات مع كلهما‬
‫يغربنا هذا كأهل فاس‬ ‫وافتح وقللن في "هايا" مريما‬
‫والفتح للكل بل تفصيل‬ ‫والفتح للجمال وابن فرج‬
‫الحسني مولي عبد الله‬ ‫وذا هو المشهرو عند الناس‬
‫إذ قال في "تفصيل عقد‬ ‫وبعضهم قد قال بالتقليل‬
‫الدرر"‬ ‫كابن علي الرضا الواه‬
‫لكلهم وليغرم الكفيل‬ ‫وكابن غازي العالم المشتهر‬
‫لمروز بالفتح والتقليل‬ ‫ثم بها يا الفتح والتقليل‬
‫هار وفتحه لجمال عزي‬ ‫وحيثما التورية يا خليلي‬
‫بذا جرى الخذ بل اعتراض‬ ‫وأضجعن للواسطي‬
‫وقول فتح المروزي مخمل‬ ‫والمروزي‬
‫كما أتى في "درر" والعتقي‬ ‫وأضجع ثم قللن للقاضي‬
‫سليل سعدان‪ ،‬وبالفتح خذا‬ ‫ومن سواهم بأصله تل‬
‫‪189‬‬
‫في "الغار" من فتح فدعه‬ ‫وهاء طه محضن للزرق‬
‫تعدل‬ ‫أتانا بالتقليل فيها وكذا‬
‫لمن بقي منهم وما قد نقل‬

‫الراءات واللمات‬
‫عزيز حيران‪ ،‬وهذا قد نمي‬ ‫للخوين رفقن وفخم‬
‫لصاحب النواع ما ثبتا‬ ‫لشيخنا إدريس وقفا يا فتى‬
‫في نصه البيتان بعد فاعلما‬ ‫وعلل الوجهين بعضهم بما‬
‫وقيل هو عربي فاعلم‬ ‫والخلف في عزير قيل عجمي‬
‫ومن يرققه بثان يقل‬ ‫فمن يفخمه يقل بالول‬
‫ترقيقا فيهما ولم يفخما‬ ‫وهذا فعي ععزيعر والبعض‬
‫)‪(1‬‬
‫سترا وبابه وعكسه اصطفى‬ ‫اعتمى‬
‫كيوسف وعتق في الوصل‬ ‫ولهما التفخيم والترقيق في‬
‫ومن بقي فيه على أصل عمل‬ ‫في راء فرق مطلقا للكل‬
‫يصليها في الليل والسرا‬ ‫فعي ذكعرى للعدار وفعي‬
‫مسجل‬ ‫الوقف أمل‬
‫للخوين كل هذا يتلى‬ ‫مصلعى يصلعى النار فعي‬
‫وبين بين معه بالتحقيق‬ ‫الوقف جل‬
‫في العلى والعلق والقيامة‬ ‫كتصلى مع يصلى مع سيصلي‬
‫نعني فرتله أخي ترتيل‬ ‫بالفتح بالتغليظ والترقيق‬
‫ورققن لعتق وأزرقا‬ ‫وليس في صلى سوى المالة‬
‫لزرق وصل بل تفريق‬ ‫للخوين وبها التقليل‬
‫رققه بحالتيه فاهتد‬ ‫يصالحا فصال فخم مطلقا‬
‫وقفا كيوصل وشبهه أتى‬ ‫وطال بالتفخيم والترقيق‬
‫في نحو ظل مثل ذاك وبطل‬ ‫ورققن وقفا وعبد الصمد‬
‫ولهما فخم ورقق يا فتى‬

‫يعني اختار‪.‬‬ ‫‪()1‬‬

‫‪190‬‬
‫وفخما وصل وأزرق نقل‬

‫‪191‬‬
‫ياءات الضافة والزوائد‬
‫لمعععععععععععروز لعععععععععدى‬ ‫وافتعح وسكعن يعاء حرف‬
‫)‪(1‬‬
‫تلوة بدت‬ ‫فصعععععلت‬
‫)‪(2‬‬
‫فربععععععععع‬ ‫وصععععععععل‬ ‫واعكععععععععس لزرق في‬
‫وبتثمين قف‬ ‫"محيععاي" وفي‬
‫في الوقف للحرمي يا‬ ‫ءاتيني بالثبات والسكان‬
‫)‪(3‬‬
‫إخواني‬ ‫والحذف قدمن بل عناد‬
‫في حرفي التلق والتناد‬ ‫لمروز وأحمد الحلواني‬
‫وصل وقف للكل بالسكان‬
‫فـرش الـحـروف‬
‫لفرج)‪ (4‬والواسطي المعلى‬ ‫ما بعد ثم وكذا يمل‬
‫بدء فضم‪ ،‬وبدا الخذ اصطفى‬ ‫فقدمن إسكانه وصل وفي‬
‫ليوسف كذاك ها أنتم تل‬ ‫أريتم كيفما فسهل وابدل‬
‫لزرق لدى أرأيت إن تقف‬ ‫ووسطن اليا وأشبع اللف‬
‫فوسطن والحكم في ذا منجل‬ ‫في حال إبدال وإن تسهل‬
‫أو واحد فالقصر في الياء وعى‬ ‫ما لم يكن بالكاف والميم معا‬
‫)‪(5‬‬
‫الحافظ المام عمرو الداني‬ ‫ذكر ذا في جامع البيان‬
‫ها أنتم الدخال للحرمي قفي‬ ‫وغيره تل بتسهيل وفي‬
‫فل‪ ،‬وحققن لثان تهتد‬ ‫وغيره من عتق وأسدى‬
‫لنجل إسحاق المام الزهر‬ ‫والخذ بالدخال في المكرر‬
‫كما أتى في الدرر اللوامع‬ ‫تامنا فاخف للمام نافع‬
‫للمروزي الرضا لدى الداء‬ ‫ولهب بالهمز ل بالياء‬
‫)‪(4‬‬
‫قرأته للقاضي ذي الحكام‬ ‫حيي بالتفكيك والدغام‬
‫‪ ()1‬يعني "ولئن رجعت إلى ربي إن"‪.‬‬
‫‪ ()2‬سقطت كلمة وصل من المخطوطة والمراد الوجه الربعة التي يقرأ بها لفظ ومحيععاي فععي‬
‫حالة الوصل أي بإمالة الياء الولى وإسكان الثانية مع إشباع المد‪ ،‬وفتح الولى وإسكان الثانية‬
‫مع إشباع المد‪ ،‬وإمالة الولى مع فتح الثانية وقصر المد وفتحها مع فتح الثانية مع القصر‪.‬‬
‫‪ ()3‬يعني "فما ءاتيني الله" في سورة النمل‪.‬‬
‫‪ ()4‬يعني ابن فرج المفسر‪.‬‬

‫‪192‬‬
‫والشعرا وسورة الحقاف‬ ‫أنا قبيل إل في العراف‬
‫ومد صيغة أبو نشيط‬ ‫بعدم المد وبالتوسيط‬
‫بمد صيغة‪ ،‬والزرق اصطفى‬ ‫قرأه وصل وكل وقفا‬
‫تقديم تسهيل قبيل الياء‬ ‫والعتقي الرضا لدى واللئي‬
‫وقف‪ ،‬وباليا لهما إذن قف‬ ‫ولهما امدد مشبعا وصل وفي‬
‫وإن بروم فهو كالوصل أتى‬ ‫إن قد وقفت بالسكون يا فتى‬
‫ختم من آخر الضحى أهل الدا‬ ‫واختار ضم المكي للعشر‬
‫فراجعنه تغتنم يا قاري‬ ‫لدى‬
‫بالروض والحمد لمن قد عما‬ ‫ذكر ذا الجزولي في النوار‬
‫ثم صلته على من قد أرسل‬ ‫قد انتهى منظومنا المسمى‬
‫وآله وصحبه والمقتدي‬ ‫إحسانه جميع خلقه ول‬
‫ومائتان وبشوال ظهر‬ ‫للعالمين رحمة محمد‬
‫وواحد وقد أدنت للفئة‬ ‫أبياته في العد تسعة عشر‬
‫بدا وما من خطإ وزلل‬ ‫عام ثلثين وألف ومائة‬
‫)‪(4‬‬
‫من الله ربنا المولى الجليل‬ ‫ذوي العقول ما به من خلل‬
‫أن يصلحوا ولهم الجر الجزيل‬
‫هذه أرجوزة "روض الزهر" بتمامهععا للمععام المععدغري‪ ،‬وهععي‬
‫مثال للقصائد التي حاذت "تفصيل ابن غازي" إل أنه لم يسلك فيها‬
‫سبيله في إيراد مسائل الخلف بين الععرواة والطععرق عنهععم إل معن‬
‫حيث ما جاء منها في الداء عنهم على أكثر من وجه‪ ،‬ولذلك أدخععل‬
‫في أرجوزته ما قرأ به الزرق عن ورش والمروزي عن قالون وهععو‬
‫شععيء اسععتغنى عنععه ابععن غععازي لتكفععل ابععن بععري بععه فععي "الععدرر‬
‫اللوامع"‪ ،‬وبهذا يكون المدغري قد اسععتفاد مععن الرجععوزتين ومععزج‬
‫بينهما‪ ،‬ونبه على الوجه المقدمة في الداء مما أشععار إلععى الخلف‬
‫فيه‪.‬‬

‫‪ ()5‬يريد أبا عمرو الداني‪.‬‬


‫‪ ()4‬للقاضي إسماعيل كتاب مشهور في الفقععه بعنععوان‪" :‬أحكععام القععرءان" قععال الععداودي فععي‬
‫طبقات المفسرين ‪" 107-1/105‬لم يسبق إلى مثله" ترجمة ‪.98‬‬
‫‪ ()4‬في المخطوطة "الجزيل" في كل الشطرين‪ ،‬وقد أصلحت الشطر الثاني بما يناسب‪.‬‬

‫‪193‬‬
‫‪ -15‬أرجـــــوزة "تكميـــل المنـــــافع" للمـــام عبـــد‬
‫الســلم بن محمد بن محمد المدغري أيضا‬
‫ومطلعها كما تقدم قوله‪:‬‬
‫محمععد‬ ‫نععجل‬ ‫"يقول راجي عفو خالق النعععام‬
‫عبيد للسععلم"‪.‬‬
‫وقد تقدم لنا في ترجمة ابن بري وذكر ما قام علععى أرجععوزته‬
‫"الدرر اللوامع" من نشاط علمي‪ ،‬ذكر هذه الرجوزة المطولة التي‬
‫تشتمل على ‪ 1071‬بيتععا‪ ،‬وعرفنععا بهععا هنععاك باعتبارهععا إحععدى أهععم‬
‫امتدادات إشعاع الرجوزة المذكورة كما أشرنا هناك إلى أنه جعلها‬
‫بمثابة التكملة لمقاصد الشيخين ومسائل الرجععوزتين‪ ،‬بععل إنععه زاد‬
‫على ذلك إدراج بعض أبياتهما في نظمه‪ ،‬وفي ذلك يقول‪:‬‬
‫لدرر ابن بري والتفصيل‬ ‫ونظم ذا يكون كالتكميل‬
‫أكرم به من سيد بل بهما‬ ‫لنجل غازيهم إمام العلما‬
‫بعضعا معن البيعات فعافهم‬ ‫لنني أدخلت نظمي منهما‬
‫)‪(1‬‬
‫واعلما‬
‫‪ -16‬أرجوزة "تبصرة الخوان في مقــرإ الصــبهان"‬
‫للشععيخ أبععي عبععد اللععه محمععد بععن محمععد بععن أحمععد بععن عبععد اللععه‬
‫الرحماني الحشادي – نزيل مراكش – صاحب "تكميل المنعافع فعي‬
‫الطرق العشرية" النثري النف الذكر فيما ألف على التفصععيل مععن‬
‫شروح وحواش‪.‬‬
‫والرجوزة المذكورة تعتبر بمثابة التكملة لمعا ذكععره ابعن بععري‬
‫مععن أصععول أبععي يعقععوب الزرق الععتي عليهععا المغاربععة فععي التلوة‬
‫والداء‪ ،‬وقد خصها الرحماني بالرواية التي كانت سائدة في العراق‬
‫وبلد العجم‪ ،‬وهي رواية الصبهاني محمد بن عبععد الرحيععم السععدي‬
‫الذي يروي رواية ورش عن أصععحابه وأصععحاب أصععحابه كمععا تقععدم‬
‫‪ ()1‬يمكن الرجوع إلى النماذج التي نقلتهعا معن الرجععوزة "تكميعل المنععافع" فععي الععدد ‪ 19‬ص‬
‫‪.174‬‬

‫‪194‬‬
‫في الباب الثالث من هذا البحث‪ .‬وذلك في ما خالف فيه الصبهاني‬
‫أبا يعقوب الزرق عن ورش‪ ،‬ومن ثم كانت لها أهميتهععا فععي البانععة‬
‫عن الوجوه الخرى التي جاءت عن ورش من طععرق أخععرى تنععدرج‬
‫في "العشر الصغير" وكانت مما يتنافس الحععذاق مععن الطلبععة فععي‬
‫تحصيله استكمال لثقافتهم في هذا العلم‪.‬‬
‫وقد بناها الناظم ‪ -‬كما قال ‪ -‬على كتاب "مفععردة الصععبهاني"‬
‫التي تدخل ضمن كتاب "المفردات" لبي عمر الداني الذي اشتمل‬
‫على إفراد أصول كل قارئ باعتبار الروايات والطرق عنه‪.‬‬
‫وهي باعتبار آخر مستلة من أرجععوزة "التفصععيل" لبععن غععازي‬
‫ونععاظرة إليهععا حععتى فععي الصععياغة النظميععة كمععا يتععبين ذلععك مععن‬
‫المقارنة‪ ،‬لكن ل يتسع المقام لتتبعها‪.‬‬
‫وقعد وقفت منها علععى نسععخة عنععد شععيخي السععيد محمععد بعن‬
‫إبراهيم إمام مسجد "بير الفايض" بالكريمات من إقليععم الصععويرة‪،‬‬
‫وهي بخطه ومن نسخته نقلتها‪ ،‬ول أعلععم لهععا وجععودا فععي الخععزائن‬
‫الرسمية‪ ،‬ولذلك حرصت على إثباتها بنصها الكامل تعريفععا للقععارئ‬
‫الكريم بها‪ ،‬وإنقاذا لها مما عسى أن تتعرض له من التلف والضياع‪،‬‬
‫وهذا نصها‪ ،‬وهي في ‪ 51‬بيتا‪:‬‬
‫محمد والل والصحب العل‬ ‫حمدت ربي ثم صليت على‬
‫ما خالف الزرق فيه تهتد‬ ‫دونك نظما في طريق‬
‫فشيخه مواس نجل سهل‬ ‫السدي‬
‫كلهما عن ورش المصري‬ ‫وأخذه بسند في النقل‬
‫عن ابن وهب الرضا عن‬ ‫عن يونس وداود المرضي‬
‫عثمان‬ ‫وسند آخر عن سليمان‬
‫والله حسبي وبه استعنت‬ ‫ومفردات الداني قد نظمت‬
‫بـاب البسمـلـة‬
‫للسدي‪ ،‬والبدء عنه مسجل‬ ‫وبين كل سورتين بسمل‬

‫‪195‬‬
‫بتركها في البتدا والوصل‬ ‫واستثن توبة كما في النقل‬
‫باب ضم ميم الجمع‬
‫والحائل المذكور قالوا في ول‬ ‫وهمزة القطع وميم فصل‬
‫ما بينه وبينها من حائل‬ ‫عند رؤوس الي ما لم يحل‬

‫باب قصر الممدود‬


‫كنحو في أنفسكم ويا أولي‬ ‫والقصر جاء عنه في المنفصل‬
‫كآت واليمان أوحي جرى‬ ‫واقعصعر لعه الليعن ومعا‬
‫تعأخعرا‬
‫باب الهمزتين من كلمة أو كلمتين‬
‫في كلمة أو كلمتين مسجل‬ ‫وعنه ثاني الهمزتين سهل‬
‫وجاء أمرنا وأوليا أول‬ ‫نحو أأنت أئذا أنزل‬
‫باب تحقيق الهمز وتخفيفه‬
‫للسدي سوى الذي بعد خل‬ ‫وكل همز سكنوا قد أبدل‬
‫وقيل رءيا مثله ونكرا‬ ‫تئوي فأبدل وادغم بل امترا‬
‫وكيف لؤلؤا قرأت مرتقى‬ ‫وحققن رءيا وجئت مطلقا‬
‫بيوسف حقق له وكيفما‬ ‫كذا قرأناه ونبأتكما‬
‫هيئ معا‪ ،‬واقرأ ثلثا يجتلى‬ ‫أنبئهم نبئ بأربع جل‬
‫وهو يشأ عشرة بالياء‬ ‫وأبدل المجزوم باستيفاء‬
‫ومع يهيئ لم ينبأ في العدد‬ ‫تسؤ ثلثة كذا تشأ وزد‬
‫مخففا أتاك أو مثقل‬ ‫وسعهعلعن لعه معا كعان مجعمعل‬
‫إن همز الستفهام قبله جرى‬ ‫أفأنت أفأمن به قرا‬
‫وذاك في الخبر عنه أقبل‬ ‫كذا رأيت ورأيتم مسجل‬
‫بعيد همزها بل امتراء‬ ‫قال أبو عمرو وشرط الياء‬
‫وذاك عنه جاء في لملن‬ ‫وسهل الثاني واعكس‬

‫‪196‬‬
‫وفبأي إن بفاء استقر‬ ‫واجمعن‬
‫في النجم والعراف ثم‬ ‫وأبدل الفؤاد كيفما ظهر‬
‫الجاثية‬ ‫قال أبو عمرو‪ :‬بخمس وافية‬
‫جميع ما فيها فخذ بياني‬ ‫والمرسلت ثم في الرحمن‬
‫ناشئة شانئك وملئت‬ ‫وأبدلن بأن ما إن ثقلت‬
‫وخاسئا إبدالها قد ثبتا‬ ‫معا‪ ،‬وأول تأذن أتى‬
‫مع اطمأن لنبوئن معا‬ ‫وفيها عنها عنه الفاسي قد‬
‫)‪(1‬‬
‫جئت في العراف عناه مثلما‬ ‫وعى‬
‫مؤذن معا كذاك وردا‬ ‫تامن تأذن كأين حيثما‬
‫وحققن لئل حيثما بدا‬
‫باب الظهار والدغام‬
‫ثم لقد ذرأنا عنه مدغمة‬ ‫وعنه أظهر ب "كانت ظالمة"‬
‫وأبقى غنة بلم وبرا‬ ‫ونون ياسين ونون أظهرا‬
‫إن سمعت ثم العموم أشهر‬ ‫وغنة النون للم تظهر‬
‫باب ترقيق الراءات وتفخيم اللمات‬
‫من المالة وكيف ظهرا‬ ‫وافتح للصبهاني كل ما ترى‬
‫والعكس عنه جاء في اللمات‬ ‫وحكمة التفخيم في الراءات‬
‫باب ياء الضافة‬
‫ولي فيها من معي في الظلة‬ ‫سعكعن لعه أني أوفي إخوتي‬
‫كذاك محياي بل خلف‬ ‫أوزعني في النمل والحقاف‬
‫باب الزوائـــد‬
‫مع هذه الثلث خمسين تفي‬ ‫وزد لعه في الوصل ما‬
‫واتبعون أهدكم بل امترا‬ ‫ليوسف‬
‫إن ترن كذاك توتون جرى‬

‫كذا في النسخة "وفيها عنها عنه‪ "...‬ولم أقف على المراد بالضمير "عنها"‪.‬‬ ‫‪()1‬‬

‫‪197‬‬
‫باب فرش الحروف من أول القرءان إلى آخره‬
‫السدي حيث أتت في الذكر‬ ‫ها أنتم حقق بعد القصر‬
‫كتابيه إني أباؤنا معا‬ ‫وملء في الحالين بالنقل‬
‫واللئعععي والنسعععععععيء‬ ‫وعي‬
‫بالهمز عععرا‬ ‫وها به انظعععععر كيعععععف‬
‫بالضععم قعرا‬
‫)‪(1‬‬
‫نسكلعععه باليععععععاء‬ ‫بوصل وردا‬ ‫وهمععععز اصطفععععععععى‬
‫)‪(2‬‬
‫قبيل صععععععدا‬
‫سنة ختمه)‪ (3‬بل تناه‬ ‫قد انتهى النظم بحمد الله‬
‫في مقرإ المام الصبهاني‬ ‫سيمته "تبصرة الخوان"‬
‫والفوز في غد من الجحيم‬ ‫أرجو به مغفرة الكريم‬
‫)‪(4‬‬
‫مصليا على النبي المختار‬ ‫معتذرا للسادة البرار‬

‫ذلك جانب مما قام على أرجوزة "التفصيل" لبن غععازي مععن‬
‫نشاط علمي‪ ،‬وهو في الععوقت ذاتععه يعتععبر فععي جملتععه كمععا قععدمنا‬
‫امتدادا للثر العظيم الذي انبثق عن أرجوزة ابععن بععري الععتي عليهععا‬
‫أساسا نظمت أرجوزة التفصيل‪.‬‬
‫ولقد رأينا كيف سيطرت مدرسة ابععن غععازي مععن خلل هععذه‬
‫الرجوزة وما ارتبط بها أو قام عليها من أعمال علمية على ميععدان‬
‫"العشر الصغير" النافعية‪ ،‬وكيف امتد إشعاعها في مختلف الجهات‬
‫خلل العصععور اللحقععة الععتي رأينععا قسععما صععالحا مععن إنتاجهععا فععي‬
‫المدرسة المغربية عبر العصور اللحقة‪.‬‬
‫‪ ()1‬يعني قوله تعالى في سورة الصافات‪" :‬أصطفى البنات على البنين"‪.‬‬
‫‪ ()2‬يعني التي في سورة الجن‪.‬‬
‫‪ ()3‬يعني قيمتها العددية بحساب الجمل‪ ،‬الخاء بستمائة والتاء بأربعمائة‪ ،‬والميم بععأربعين والهععاء‬
‫بخمسة‪ ،‬فيكون قد نظمها سنة ‪1045‬هع‪ ،‬ويقع هذا التاريخ بعد التاريععخ الععذي فيععد فيععه تقييععده‬
‫خلف الئمة السبعة مما قرأ به على شيخه محمد بن محمد بن سليمان البوعناني وذلععك فععي‬
‫صفر عام ‪1038‬هع ويقع في ‪ 10‬صفحات من المجموع المخطوط الذي كتبه الرحمععاني بيععده‪،‬‬
‫وهو مودع في الخزانة الوقفية العتيقة بمدينة آسفي‪.‬‬
‫‪ ()4‬تاريخ نسخ شيخنا سيدي محمد بن إبراهيععم لتبصععرة الخعوان هعو يعوم الخميععس معن شععهر‬
‫رجب ‪1359‬هع‪ .‬ولم يعين تاريخ اليوم من الشهر المذكور‪.‬‬

‫‪198‬‬
‫أمععا الن فلنععا موعععد مععع المتععدادات البشععرية الععتي كععانت‬
‫للمدرسة من طريق الرواية المباشرة عنه‪ ،‬وذلك بمحاولة التعريف‬
‫بالمذكورين من أصحابه بالرواية والخععذ عنععه ممععن تسلسععلت مععن‬
‫طرقهم أسانيد المغاربة في هذه القراءة علععى مختلععف مسععتوياتها‬
‫في القراءة العامة برواية الزرق وحدها‪ ،‬أو فععي الجمعيععن الصععغير‬
‫والكبير اللذين تندرج فيهما الرواية من الطريععق العتي تعنينععا ضعمن‬
‫الطععار التعليمععي الععذي وضعععه أربععاب الفععن للداء بطريقععة الجمععع‬
‫والرداف المتبعة في معاهد القراءات إلى الن‪.‬‬
‫وذلك ما سنقف عليه في عدد تال بحول اللعه واللعه سعبحانه‬
‫الموفق ل إله غيره ول رب سواه‪.‬‬

‫‪199‬‬
‫فهرس المصادر والمراجع‬
‫عــدد ‪24‬‬

‫‪ -‬إتحععاف أعلم النععاس بجمععال أخبععار حاضععرة مكنععاس لعبععد‬


‫الرحمن بن زيدان‪ :‬الطبعة ‪1410 ،2‬هع ‪1990 -‬م‪.‬‬
‫‪ -‬إجازة محمد بن محمععد البوعنععاني لتلميععذه محمععد الشععرقي‬
‫الععدلئي‪ :‬مخطوطععة بالخزانععة الحسععنية بالربععاط عععدد‪:‬‬
‫‪.9977‬‬
‫‪ -‬العلم لخير الععدين الزركلععي – طبععة دار العلعم للملييعن –‬
‫بيروت )‪ 8‬مجلدات(‪.‬‬
‫‪ -‬القععراط والشععنوف فععي معرفععة البتععداء والوقععوف للشععيخ‬
‫محمععد بععن عبععد السععلم الفاسععي مخطععوط بالخزانععة‬
‫الحسنية بالرباط رقم ‪.1953‬‬
‫‪ -‬المالة في القراءات واللهجات العربية للعدكتور عبعد الفتعاح‬
‫شلبي ‪ -‬طبعة نهضة مصر الطبعة ‪ 2‬القاهرة‪1391 :‬هع ‪-‬‬
‫‪.1971‬‬
‫‪ -‬إنشاد الشريد من ضوال القصيد للشيخ أبي عبد الله محمععد‬
‫بن غازي المكناسي رسالة مرقونة بدار الحديث بالرباط‬
‫تحقيق السعيد حسعن العلمعي نوقشعت فعي شعهر ينعاير‬
‫‪1410‬هع للحصول على دبلوم الدراسات العليا‪.‬‬
‫‪ -‬أنوار التعريف لذوي التفصععيل والتعريععف للشععيخ محمععد بععن‬
‫أحمععد بععن أبععي القاسععم الجزولععي الحامععدي السوسععي‬
‫مخطوط بالخزانة الحسنية بالرباط رقم ‪.8885‬‬
‫‪ -‬ألععف سععنة مععن الوفيععات لمحمععد حجععي وضععمنه ثلث كتععب‬
‫للونشريسي وابن قنفذ وابن القاضي‪.‬‬

‫‪200‬‬
‫‪ -‬إرشاد اللبيب إلى مقاصد حععديث الحععبيب للشععيخ أبععي عبععد‬
‫اللععه محمععد بععن غععازي المكناسععي تحقيععق عبععد اللععه‬
‫التمسععماني نشععر وزارة الوقععاف والشععؤون السععلمية‬
‫بالرباط ‪ -‬تطوان ‪1409‬هع‪.‬‬
‫‪ -‬البدور الضاوية للحوات )مخطوط(‪.‬‬
‫‪ -‬بذل العلم والود في شرح أرجوزة تفصععيل العقععد لبععي زيععد‬
‫عبعععد الرحمعععن القصعععري الشعععهير بالخبعععار وبعععالفرمي‬
‫مخطعوط بالخزانععة الحسععنية بالربععاط رقععم ‪ 887‬ضععمن‬
‫مجموع‪.‬‬
‫‪ -‬البسععتان فععي ذكععر العلمععاء والوليععاء بتلمسععان لمحمععد بععن‬
‫محمد المعروف بععابن مريععم المععديوني‪ ،‬نشععر المطبعععة‬
‫الثعالبية بالجزائر ‪1326‬هع‪.‬‬
‫‪ -‬بيوتععات فععاس الكععبرى لسععماعيل بععن الحمععر‪ ،‬نشععر دار المنصععور‬
‫للطباعة‪ ،‬الرباط ‪1972‬م‪.‬‬
‫‪ -‬تبصرة الخوان في مقرإ الصبهان لبي عبد الله محمععد بععن‬
‫محمد بن أحمد الرحماني أرجوزة مخطوطة‪.‬‬
‫‪ -‬التععبيين للتفصععيل )أرجععوزة فععي ميععم الجمععع الععتي قبععل‬
‫الفواصل( لمحمد الخروبي )مخطوطة(‪.‬‬
‫‪ -‬التذكرة في القراءات لبن غلبون تحقيق الدكتور عبد الفتاح‬
‫بحيععري إبراهيععم‪ ،‬مكتبععة الزهععراء للعلم العربععي ط ‪:2‬‬
‫‪1411‬هع‪.‬‬
‫‪ -‬التعريف في اختلف الرواة عن نافع لبي عمرو عثمععان بععن‬
‫سعيد الداني تحقيق الدكتور التهامي الراجععي الهاشععمي‬
‫طبععع اللجنععة المشععتركة بيععن المملكععة المغربيععة ودولععة‬
‫المارات العربية‪ ،‬مطبعة فضععالة المحمديععة‪1403 :‬هعع ‪-‬‬
‫‪1982‬م‪.‬‬
‫‪201‬‬
‫‪ -‬تفصععيل عقععد درر ابععن بععري )أرجععوزة فععي الطععرق العشععر‬
‫النافعية( لبي عبد الله بن غازي – )مخطوطة( بالخزانععة‬
‫الحسنية رقم ‪.1052‬‬
‫‪ -‬تقريب النشععر فععي طععرق المععدني العشععر لمحمععد بععن عبععد‬
‫الرحمن الزروالي مخطوط بخزانة القرويين بفاس رقم‬
‫‪.1058‬‬
‫‪ -‬تقييد على ما في التعريف لبي عمرو الداني لبعععض شععيوخ‬
‫مدينة فاس )مخطوط(‪.‬‬
‫‪ -‬تقييد طرر علععى مععورد الظمععآن فععي الرسععم لبعععض شععيوخ‬
‫مدينة فععاس مخطععوط بالخزانععة الحسععنية بالربععاط فععي‬
‫مجموع برقم ‪.6511‬‬
‫‪ -‬تكميل المنافع في الطرق العشر المروية عععن نععافع للشععيخ‬
‫محمد بن عبد السلم المدغري )أرجوزة(‪.‬‬
‫‪ -‬تكميل المنافع في الطرق العشر المروية عن نافع لبي عبد‬
‫اللععه محمععد بععن محمععد الرحمععاني مخطععوط بالخزانععة‬
‫الحسنية رقم ‪.8864‬‬
‫‪ -‬تلخيص المتشابه فععي الرسععم وحمايععة مععا أشععكل منععه عععن‬
‫بوادر التصحيف والوهم للحافظ أبي بكر أحمد بععن علععي‬
‫بن ثابت الخطيععب البغععدادي‪ ،‬تحقيععق سععكنية الشععهابي‪،‬‬
‫منشورات طلس‪ ،‬ط ‪.1985 :1‬‬
‫‪ -‬تنبيهات ومسائل مقيععدة عععن ابععن غععازي‪ ،‬مخطوطععة ضععمن‬
‫مجموع بخزانة أوقاف مدينة آسفي دون ترقيم‪.‬‬
‫‪ -‬التيسير في القراءات السبع لبي عمععرو عثمععان بععن سعععيد‬
‫الداني‪ ،‬نشر دار الكتاب العربية‪ ،‬ط ‪ ،2‬بيروت‪1404 :‬هع‬
‫‪1984 -‬م‪.‬‬

‫‪202‬‬
‫‪ -‬ثبت أبي جعفر أحمد بن علي البلععوي الععوادي آشععي تحقيععق‬
‫الدكتور عبد الله العمرانععي‪ ،‬نشععر دار الغععرب السععلمي‬
‫ط ‪1403 :1‬هع‪.‬‬
‫‪ -‬الجامع المفيد في أحكام الرسم والقراءة والتجويد لبي زيد‬
‫عبد الرحمن بن القاضي‪ ،‬مخطععوط خزانععة ابععن يوسععف‬
‫بمراكش رقم ‪.144‬‬
‫‪ -‬جذوة القتباس في ذكر مععن حععل مععن العلم مدينععة فععاس‬
‫لحمععد بععن القاضععي المكناسععي‪ ،‬نشععر دار المنصععور‪،‬‬
‫الرباط‪ ،‬ط ‪1974 :1‬م‪.‬‬
‫‪ -‬الدرر اللوامع في أصل مقرإ المام نافع لبي الحسععن علععي‬
‫بن محمد بن بري التازي‪ ،‬ضمن شرحها النجوم الطوالع‬
‫للمارغني التونسي‪.‬‬
‫‪ -‬درة الحجععال فععي أسععماء الرجععال لبععي العبععاس أحمععد بععن‬
‫القاضي المكناسي تحقيق محمععد الحمععدي أبععو النععور –‬
‫نشر دار التراث بالقاهرة‪1390 :‬هع‪.‬‬
‫‪ -‬الدرة الجلية في ضععبط المصععحف لبععي وكيععل سععيمون بععن‬
‫مساعد المصمودي مولى أبي عبد الله الفخار‪ ،‬مخطوط‬
‫خزانة ابن يوسف بمراكش رقم ‪.610‬‬
‫‪ -‬دليل المخطوطات بدار الكتب الناصععرية بتمكععروت لمحمععد‬
‫المنععوني طبعععة وزارة الوقععاف بععالمغرب‪1405 :‬هععع ‪-‬‬
‫‪1985‬م‪.‬‬
‫دوحة الناشر لمحاسن من كان بععالمغرب معن مشعايخ القععرن‬
‫العاشر لمحمد بن عسكر الحسني الشفشاوني‪ ،‬تحقيععق‬
‫محمد حجي‪ ،‬الرباط‪1397 :‬هع‪.‬‬
‫‪ -‬ذكريات مشاهير رجال المغرب‪ ،‬ابن غازي‪ ،‬لعبد الله كنععون‪،‬‬
‫العدد‪ 12 :‬نشر دار الكتاب اللبناني‪ ،‬بيروت – لبنان‪.‬‬
‫‪203‬‬
‫‪ -‬الروض الجامع في شرح الدرر اللوامع لمسعععود بععن محمععد‬
‫جموع السجلماسي‪ ،‬مخطوط مصور في خزانة خاصة‪.‬‬
‫‪ -‬روض الزهر في طرق العشر المرويععة عععن نععافع )أرجععوزة(‬
‫لعبد السلم بن محمد المدغري صاحب تكميل المنععافع‪،‬‬
‫مخطوط في مجموع بالخزانععة الحسععنية بالربععاط تحععت‬
‫رقم ‪.119‬‬
‫‪ -‬الروض الهتون في أخبار مكناسة الزيتون للشيخ محمععد بععن‬
‫غازي تحقيق عبد الوهاب بن منصور‪ ،‬المطبعععة الملكيععة‬
‫بالرباط‪1408 :‬هع‪.‬‬
‫‪ -‬الزاوية الدلئية ودورها الديني والعلمععي والسياسععي لمحمععد‬
‫حجي‪ ،‬المطبعة الوطنية بالرباط‪1384 :‬هع ‪1964 -‬م‪.‬‬
‫‪ -‬السبعة في القراءات لبي بكر أحمد بن موسى بن العبععاس‬
‫بن مجاهد البغدادي تحقيق الدكتور شوقي ضععيف‪ ،‬نشععر‬
‫مكتبة دار المعارف‪ ،‬ط ‪ ،2‬القاهرة‪1400 :‬هع ‪1980 -‬م‪.‬‬
‫‪ -‬سراج القارئ المبتدي وتذكرة المقععرئ المنتهععي فععي شععرح‬
‫الشععاطبية )حععرز المععاني فععي القععراءات السععبع( لبععن‬
‫القاصعععح الععععذري طبععععة دار الفكعععر اللبنعععاني – ط ‪:4‬‬
‫‪1398‬هع ‪1978 -‬م‪.‬‬
‫‪ -‬سلوة النفاس ومحادثة الكياس لمحمد بععن جعفععر الكتععاني‬
‫الفاسي – طبعة حجرية بفاس بدون تاريخ‪.‬‬
‫‪ -‬شجرة النور الزكية في طبقات السادة المالكية لمحمد بععن‬
‫محمد بن مخلوف التونسي‪ ،‬نشععر دار الكتععاب العربععي ‪-‬‬
‫لبنان‪.‬‬
‫‪ -‬طبقات المفسرين للداودي تحقيق علي محمد عمر – نشععر‬
‫مركز تحقيق التراث بدار الكتب المصرية – القاهرة‪.‬‬

‫‪204‬‬
‫‪ -‬العواصم من القواصم في تحقيق مواقف الصحابة لبي بكر‬
‫محمععد بععن عبععد اللععه بععن العربععي المعععافري الشععبيلي‬
‫)مجلدان( تحقيق الشيخ عبد الحميد بن باديس – مطبعة‬
‫قسطنطينية – الجزائر‪1378 :‬هع‪.‬‬
‫‪ -‬غايععة النهايععة فععي طبقععات القععراء للحععافظ ابععن الجععزري‬
‫الدمشقي‪ ،‬ط ‪ :2‬دار الكتب العلميععة – بيععروت – لبنععان‪:‬‬
‫‪1400‬هع ‪1980 -‬م‪.‬‬
‫‪ -‬غيث النفع في القراءات السبع لبععي الحسععن علععي النععوري‬
‫الصفاقسي بهامش سراج القارئ لبن القاصح‪.‬‬
‫‪ -‬الفجر الساطع والضياء اللمع في شرح الدرر اللوامععع لبععي‬
‫زيد عبد الرحمن بن القاضععي مخطععوط الخزانععة العامععة‬
‫بالرباط رقم ‪.989‬‬
‫‪ -‬فتح المنان المروي بمورد الظمآن لعبد الواحد بن علععي بععن‬
‫عاشر النصاري الفاسععي – مخطععوط الخزانععة الحسععنية‬
‫بالرباط رقم ‪.4326‬‬
‫‪ -‬الفهرس الشامل للععتراث العربععي السععلمي نشععر المجمععع‬
‫الملكي بالردن مؤسسة مآب‪.‬‬
‫‪ -‬فهرسة الشيخ ابن غازي تحقيق محمد الزاهي – مطبوعععات‬
‫دار المغرب – الدار البيضاء‪1399 :‬هع ‪1979 -‬م‪.‬‬
‫‪ -‬فهرسة الشيخ عبد الرحمن بن إدريععس المنجععرة مخطوطععة‬
‫بالخزانة الحسنية بالرباط رقم ‪.11463‬‬
‫‪ -‬فهععرس أحمععد المنجععور تحقيععق محمععد حجععي – نشععر دار‬
‫المغرب للتأليف والترجمة والنشر – الرباط‪1396 :‬هع ع ‪-‬‬
‫‪1976‬م‪.‬‬

‫‪205‬‬
‫‪ -‬فهرس الفهارس والثبات ومعجععم المعجمععات والمشععيخات‬
‫والمسلسلت لعبد الحي الكتاني تحقيق الدكتور إحسان‬
‫عبعععاس نشعععر دار الغعععرب السعععلمي‪ ،‬بيعععروت‪ ،‬ط ‪:2‬‬
‫‪1402‬هع ‪1982‬م‪.‬‬
‫‪ -‬فهارس الخزانة الحسنية بالرباط – الفهرس الوصفي لعلوم‬
‫القععرآن‪ ،‬المجلععد ‪ 6 :‬إعععداد محمععد العربععي الخطععابي‪:‬‬
‫‪1407‬هع ‪1987 -‬م – الرباط‪.‬‬
‫‪ -‬القععراء والقععراءات بععالمغرب لسعععيد أعععراب – نشععر دار الغععرب‬
‫السلمي – ط ‪1410 :1‬هع ‪1990 -‬م‪.‬‬
‫‪ -‬قصيدة دالية للشيخ ابن غعازي – الخزانعة العامعة بالربعاط –‬
‫مجموع رقم ‪1371‬ورقة ‪.235‬‬
‫‪ -‬القصععيدة الداليععة لبععن المبععارك السجلماسععي فععي الهمععز‬
‫تحقيق الدكتور التهامي الراجي الهاشمي ‪ -‬دععوة الحعق‬
‫بوزارة الوقاف بالرباط – العدد‪ – 272 :‬نونبر – دجنععبر‪:‬‬
‫‪1988‬م‪.‬‬
‫‪ -‬كفاية التحصيل في شرح أرجوزة التفصيل لبن غازي تأليف‬
‫مسعود بن محمد جموع – تحقيق عبد الرحمن السععائب‬
‫– رسالة جامعة مرقونة باللة – دار الحديث الحسععنية –‬
‫الرباط وكذا مخطوطة الخزانععة الحسععنية بالربععاط رقععم‬
‫‪ 1410‬في مجموع‪.‬‬
‫‪ -‬كليععات فععي الفقععه للشععيخ ابعن غععازي – مخطععوط بالخزانععة‬
‫العامة بالرباط رقم‪.1553 – 1554 :‬‬
‫‪ -‬كنز المعاني شععرح حععرز المععاني للمععام إبراهيععم بععن عمععر‬
‫الجعيري )مخطوط خاص(‪.‬‬
‫‪ -‬التقععاط الععدرر لمحمععد بععن الطيععب القععادري تحقيععق هاشععم‬
‫العلوي القاسمي – نشر دار الفاق الجديدة – بيروت‪.‬‬
‫‪206‬‬
‫‪ -‬لسعان الععرب لبعن منظعور – طبععة دار صعادر – بيعروت –‬
‫لبنان‪.‬‬
‫‪ -‬لقط الفرائد من لفاظععة حقععق الفععوائد لحمععد بععن القاضععي‬
‫المكناسي )ضمن كتاب ألف سنة من الوفيععات( تحقيععق‬
‫محمد حجي – الرباط‪.‬‬
‫‪ -‬المبسوط في القراءات العشر لبي بكر أحمد بععن الحسععين‬
‫بن مهران النيسابوري تحقيق سبيع حمزة حععاكمي نشععر‬
‫دار القبلة للثقافة السلمية – جععدة – ط ‪1408 :2‬هع ع ‪-‬‬
‫‪1988‬م‪.‬‬
‫‪ -‬المدرسة القرآنية في الصععحراء المغربيععة لسعععيد أعععراب –‬
‫دعوة الحق العدد‪ 9 :‬السنة ‪1396‬هع ‪1976 -‬م‪.‬‬
‫‪ -‬مععرآة المحاسععن لبععي المحاسععن يوسععف الفاسععي – طبعععة‬
‫حجرية بفاس‪.‬‬
‫‪ -‬معرفة القراء الكبار على الطبقات والعصار للمام الععذهبي‬
‫تحقيق محمد سيد جاد الحق ط‪ – 1.‬دار الكتب الحديثة‬
‫بشارع الجمهورية – مصر – القاهرة‪.‬‬
‫‪ -‬معونة الذكر )مصععونة الععذكر( فععي الطععرق العشععر النافعيععة‬
‫لمسعود بن محمععد جمععوع السجلماسععي وتسععمى أيضععا‬
‫الدرة السنية في القراءات العشرية – مخطوط بخزانععة‬
‫ابن يوسف بمراكش في مجموع رقم ‪.229‬‬
‫‪ -‬المقاصد النامية في شرح القصيدة الدالية لبن المبارك في‬
‫الهمز تأليف أبي زيد عبد الرحمععن المنجععرة – مخطععوط‬
‫بالخزانة الحسنية بالرباط رقم ‪.887‬‬
‫‪ -‬منععععاقب الحضيكي )طبقات الحضيكي‪ ،‬مجلدان( المطبعععة‬
‫العربية – الدار البيضاء‪1357:‬هع‪.‬‬

‫‪207‬‬
‫‪ -‬مناهل الصفاء في أخبار الملوك الشرفاء للوزير أبي فعارس‬
‫عبد العزيز بن محمد الفشتالي تحقيق عبد الله كنععون –‬
‫مطبعة المحمدية ‪1384 :‬هع ‪1964 -‬م – الرباط‪.‬‬
‫‪ -‬مناهععل الصععفا فععي التقععاط درر الشععفا لموسععى بععن محمععد‬
‫الراحل مخطوط الخزانة الحسنية بالرباط رقم ‪.355‬‬
‫‪ -‬من نوادر المخطوطات بخزانة المام عبععد الجبععار الفكيكععي‬
‫للستاذ بنعلي محمد بن بوزيان دعوة الحععق العععدد ‪260‬‬
‫ربيع الول‪1407 :‬هع ‪1986 -‬م‪.‬‬
‫‪ -‬الميمونة الفريدة في نقط المصحف وضبطه أرجوزة للمام‬
‫أبي عبد الله بن سليمان القيسي – مخطوطععة بالخزانععة‬
‫الحسنية بالرباط رقم ‪.4558‬‬
‫‪ -‬نزهة النظار فعي قععراءات الثلثععة الخيعار لعبعد السعلم بعن‬
‫محمد المدغري مخطوط الخزانة الحسنية فععي مجمععوع‬
‫برقم ‪.119‬‬
‫‪ -‬نزهععة النععاظر والسععامع فععي إتقععان الرداف والداء الجععامع‬
‫لدريععس المنجععرة – مخطععوط العامععة بالربععاط رقععم‬
‫‪.3443‬‬
‫‪ -‬نشر المثاني لهل القرن الحادي عشر والثععاني لمحمععد بععن‬
‫الطيب القادري تحقيق محمععد حجععي وأحمععد التوفيععق –‬
‫دار المغرب‪1397 :‬هع ‪1977 -‬م‪.‬‬
‫‪ -‬النشر في القراءات العشععر للحععافظ ابععن الجععزري تصععحيح‬
‫الشيخ علي بن محمد الضععباع مطبعععة مصععطفى محمععد‬
‫بمصر – القاهرة‪.‬‬
‫‪ -‬نفععح الطيععب مععن غصععن النععدلس الرطيععب لبععي العبععاس‬
‫المقري التلمساني تحقيق محمد عبد الله عنان‪.‬‬

‫‪208‬‬
‫‪ -‬نور الفهم أرجوزة في رواية قالون عن نافع لعبد السلم بن‬
‫محمد المدغري ‪ -‬مخطوط الخزانة الحسنية رقم ‪.119‬‬
‫‪ -‬الهدية المرضية في تحقيق الطرق العشرية لعبد السلم بن‬
‫محمد المدغري مخطوط الخزانععة الحسععنية برقععم ‪119‬‬
‫في مجموع‪.‬‬
‫‪ -‬الوفيات للونشريسي )ضمن كتاب ألف سنة مععن الوفيععات(‬
‫تحقيق محمععد حجععي مطبوعععات دار المغععرب – الربععاط‬
‫‪1396‬هع ‪1976 -‬م‪.‬‬

‫‪209‬‬
‫فـهـرس المحتـويـات‬
‫تعصعديعر‪...............................................‬‬
‫تعمعهعيعد‪................................................‬‬
‫خخخخخ خخخخخ‪ :‬خخخ خخخ خخخخ خخ خخخخ خخخ‬
‫خخخخخخخ خخخخخ خخخخخخ خخخخخخ‬
‫خخخخخخ‪....................................‬‬
‫ترجمته ومسقط رأسه وأوليته‬
‫أسرته ونسبه من جهة البوين‬
‫وظائفه التي شغلها إلى جانب إمامة التصدر للقراء‬
‫مشيخته في القراءات ومروياته فيها‬
‫‪ .........................1‬أبو إسحاق إبراهيم الحاج الزدي‬
‫‪............2‬أبو العباس المصمودي الفاسي‬
‫‪..............3‬أبو الحسن علي بن منون المكناسي‬
‫‪............................4‬أبو الفرج الطنجي‬
‫‪..........................................................‬‬
‫‪...........5‬أبو عبد الله الصغير النيجي كبير‬
‫مشيخته‪................................................‬‬
‫مروياته عنه وإجازته في القراءات وطرقه فيها‪......‬‬
‫بعض الخذين عن أبي عبد الله الصغير من مشععيخة‬
‫القراءات‪....................................................‬‬
‫أبو محمد علي بن عبععد الجبععار الصععحيني وأرجععوزته‬
‫في الشمام في "تأمننا"‪.................................‬‬

‫‪210‬‬
‫‪. . ..6‬أبو عبد الله بن السراج ومرويات ابن‬
‫غازي عنه من كتب القراءات‪.......................‬‬
‫مكانته العلمية وشهادات العلماء له‪....................‬‬
‫صلته العلمية بالعلماء‪....................................‬‬

‫‪211‬‬
‫خخخخخ خخخخخخ‪ :‬خخخخخ خخ خخخخخخخخ خخ خخخخخ‬
‫خخخخخخ خخخ خخخخخ خخ خخخخ خخخ‬
‫خخخخخخ خخخخخ‪............‬‬ ‫خخخ خخخخ‬
‫نماذج أخرى من تحقيقاته عن الصغير وانتصععاره لععه‬
‫في مجال الرسم والضبط‪...............................‬‬
‫محععاورة بينععه وبيععن الشععيخ إبراهيععم الحععاج منتصععرا‬
‫للشيخ الصغير على مخالفيه‪.............................‬‬
‫مسائل أخرى من الخلفيات ذكرهععا ابععن مجععبر فععي‬
‫تقييد له عنه‪................................................‬‬
‫عنايععة الشععيخ ابععن غععازي بععالوجوه والتقسععيمات‬
‫المتعلقة بالداء لورش وغيره‪............................‬‬
‫المنهععج التعليمععي عنععد ابععن غععازي واعتمععاده علععى‬
‫الحصاء‪......................................................‬‬
‫سيادة اختيارات مدرسته إلى الن‪......................‬‬
‫من أمثلة هيمنة مدرسته واختياراتها‪....................‬‬
‫مثال مما عمت به البلععوى مععن أخطععاء الشععيخ فععي‬
‫قراءة العشر الصغير في تسمية ابن فرح المفسر‪. .‬‬
‫ترجمة ابن فرح من كتاب غاية النهاية وكتب أخرى ‪.‬‬
‫خخخخخ خخخخخخ‪ :‬خخخخخ خخ خخخخخخخخ خخخخخخخخ‬
‫خخخخخ خخخ خخخخخ خخ خخخخخ خخخخ‪. .‬‬
‫‪.......-‬عدد مؤلفاته في المصادر التاريخية‪:‬‬
‫‪..........................................................‬‬
‫‪..........1‬إنشاد الشريد من ضوال القصيد‬
‫"تقريرات على الشاطبية"‪..........................‬‬

‫‪212‬‬
‫‪.....................-‬طرر عليه لبعض العلماء‬
‫‪..........................................................‬‬
‫‪...................2‬رجزه في فواصل الممال‬
‫المسععمى"كشععف قنععاع الععوهم والخيععال فععي‬
‫فواصل الممال"‪......................................‬‬
‫‪.................-‬شرحه على الرجز المذكور‬
‫‪..........................................................‬‬
‫‪...............3‬باقي مصنفاته في القراءات‬
‫‪..........................................................‬‬
‫‪. .-‬أرجوزته السائرة تفصيل عقد الدرر في‬
‫الطرق العشر المروية عن نافع‪...................‬‬
‫‪............-‬أهمية أرجوزة تفصيل العقد في‬
‫موضوعها ‪...............................................‬‬
‫خخخخ خ خخخخخ خ‪ :‬خخ خخخخخ خخ خ خ خخ‬
‫خخخخخ خخ خخخخ خخخخ‪...........................‬‬
‫‪. -‬شراح الرجوزة وبعض المنظومات على‬
‫منوالها‪.................................................:‬‬
‫‪...............1‬شرح المام ابن غازي نفسه‬
‫‪..........................................................‬‬
‫‪..........2‬شرح أبي زيد القصري المعروف‬
‫بالخباز‪..................................................‬‬
‫‪........3‬شرح أبي محمد الحسن بن محمد‬
‫الدراوي الهداجي‪.....................................‬‬
‫‪ .4‬شرح أبي محمد عبد الهادي بن عبد الله‬
‫بن طاهر السجلماسي‪...............................‬‬

‫‪213‬‬
‫‪......5‬شرح أبي عبد الله محمد بن يوسف‬
‫التملي السوسي المراكشي‪........................‬‬
‫‪........6‬شرح أبي عبد الله محمد بن أحمد‬
‫الحامدي الجزولي‪....................................‬‬
‫‪.......7‬شرح أبي الفضل مسعود بن محمد‬
‫جموع السجلماسي‪...................................‬‬
‫‪.......8‬شرح أبي العباس أحمد بن إدريس‬
‫الحسني‪................................................‬‬
‫‪.................................................9‬‬
‫كتاب تقريب النشر في الطرق العشر لمحمععد بععن‬
‫عبد الرحمن الزروالي‪...................................‬‬
‫‪....10‬كتاب تكميل المنافع في الطرق العشر المروية‬
‫عن نافع لبي عبد الله الرحماني‪......................‬‬
‫‪..11‬كتاب معونة الذكر )أو الروضة السنية في الطرق‬
‫العشرية( لمسعود بن محمد جموع‪..................‬‬
‫‪ .12‬كتاب الهدية المرضية في تحقيق الطرق العشرية‬
‫لعبد السلم بن محمد المدغري‪.......................‬‬
‫‪......13‬كتاب أرجوزة التبيين للتفصيل في الخلف في‬
‫ميم الجمع لبي عبد الله الخروبي‪....................‬‬
‫‪........14‬أرجوزة روض الزهر في الطرق العشر لعبد‬
‫السلم بن محمد المدغري‪.............................‬‬
‫‪......15‬أرجوزة تكميل المنافع في الطرق العشر عن‬
‫نافع لعبد السلم بن محمد المدغري‪.‬‬

‫‪214‬‬
‫‪ .16‬أرجوزة تبصرة الخوان في مقر الصبهاني لمحمد‬
‫بن محمد الرحماني‪......................................‬‬

‫‪215‬‬
‫قراءة المام نافع عند المغاربة‬
‫من رواية أبي سعيد ورش‬

‫أصحاب الشيخ ابن غازي‬


‫وإشعاع مدرسته في القراءات‬
‫ومكانة المام محمد بن أبي جمعة الهبطي‬
‫صاحب "تقييد وقف القرآن الكريم"‬
‫المرسوم في المصاحف المغربية‬

‫العدد الخامس والعشرون‬

‫‪216‬‬
‫بسم الله الرحمن الرحيم‬

‫تــصـديــر‪:‬‬
‫الحمد لله رب العالمين‪ ،‬وبه أستهدي وأسععتعين‪ ،‬وأشععهد أن ل‬
‫إله إل هو الملك الحععق المععبين‪ ،‬وأشععهد أن محمععدا عبععده ورسععوله‬
‫وصفوته من خلقه‪ ،‬صلى الله عليه وعلى آلععه وأصععحابه ومععن تبعععه‬
‫على منهجه إلى يوم الدين‪.‬‬
‫وبعد فهذا هو العدد الخامس والعشععرون مععن هععذه السلسععلة‬
‫حسب التجزئة التي تناولت من خللها محتويات هذه الدراسععة عععن‬
‫قراءة المام نافع عند المغاربععة مععن روايععة أبععي سعععيد عثمععان بعن‬
‫سعيد ورش‪.‬‬
‫وهذا العدد في الحقيقة تتمة وامتداد للعدد السابق‪ ،‬لنه يعالج‬
‫البحث في إشعاع مدرسة الشيخ المام أبي عبد الله بن غازي مععن‬
‫خلل اسععتعراض معجععم كععبراء أصععحابه الععذين انتفعععوا بصععحبته‬
‫واشتهروا بالخذ والرواية عنه في تصدره بفععاس بعععد انتقععاله إليهععا‬
‫من مكناس‪.‬‬
‫وقد رأيت إفراده عن العدد الماضي رعايععة للحجععم مععن جهععة‬
‫وتنبيها على أهميععة رجعال هععذا الرعيعل ممعن حملععوا رايععة مدرسععة‬
‫الشيخ ابن غازي‪ ،‬وكععانوا واسععطة بينهععا وبيععن العهععود اللحقععة فععي‬
‫فاس عاصمة المغرب لهذا العهد ثم في القاليم والجهععات الخععرى‬
‫من المغرب في الشمال والجنوب والشرق‪.‬‬
‫وكانت لي إلى جانب هذا وقفععة متأنيععة فععي فصععل خععاص مععع‬
‫الشيخ المام أبي عبد الله محمد بععن أبععي جمعععة الهبطععي صععاحب‬
‫تقييد الوقف المغربي المرسوم في مصععاحفنا حاليععا‪ ،‬حععاولت فيهععا‬
‫إنصافه من طائقة من الغلة في التشنيع عليه‪ ،‬ونسبة قلععة الدرايععة‬
‫بقواعد العربية إليه‪ ،‬اعتمادا منهم على ما وجه من سهام النقد إلى‬

‫‪217‬‬
‫مجموعة من الوقفات التي يقرأ بها ضمن هذا الوقف وفيها ما فيها‬
‫من مواضع النتقاد‪.‬‬
‫وسععوف يععرى القععارئ الكريععم أن كععثيرا مععن تلععك المواضععع‬
‫المنتقدة ل يتحمل الشيخ عهدتها‪ ،‬لنها مما عرفت نسبتها لغيره‪ ،‬أو‬
‫أنها مما زيد في تقييده في فترات المراجعة التي سوف نرى كيععف‬
‫تعرض لها على أيدي من تداولوه بعد الشيخ من تلمذته وغيرهم‪.‬‬
‫هذا مع ما سيقف عليه من ضم صوتنا إلععى أصععوات مجموعععة‬
‫من العلماء ظلوا عبر العصور يععدعون إلععى إعععادة النظععر فععي هععذا‬
‫الوقف باتباع أسلوب سعليم يتحعرى مععا حععدده العلمعاء معن قواععد‬
‫للوقف والبتداء تحفظ رونق التلوة وتحترم المعاني المحععررة فععي‬
‫أمهات كتب التفسير‪ ،‬على نحو ما فعله علماء المشرق العربي في‬
‫المصاحف المطبوعة برواية حفص عن عاصم بععن أبععي النجععود مععع‬
‫مراعاة خصوصيات قراءة نافع بن أبي نعيم التي يقرأ بها عندنا‪.‬‬
‫والله سبحانه الموفق للرشععاد‪ ،‬وعليععه‬
‫التكلن والعتماد‬

‫‪218‬‬
‫العدد الخامس والعشرون من سلسلة‬
‫قراءة المام نافع‬
‫عند المغاربة من رواية أبي سعيد ورش‬
‫تـصـديـر‪:‬‬
‫لقد أشرنا مرارا إلى ما تشكوه المصادر المغربية من الفقععر‬
‫فيما يخص التاريخ العلمي وخاصة في علم القراءات‪ ،‬ولععذلك فمععن‬
‫نافلة القول أن نقول إننا ل نطمععع فععي أن نجععد أحععدا قععد دلععل لنععا‬
‫الميدان بالتأليف في رجال هععذه المدرسععة أو غيرهععا مععن مععدارس‬
‫القراءات التي أسلفنا الحديث عنها‪ ،‬وليكن ذلك مثل على غععرار مععا‬
‫ألف بعض الندلسيين من معاجم كانت تسعمى "معجعم الصعحاب"‬
‫وقد وصل إلينا منها "معجم أصحاب أبي علي الصدفي" من تععأليف‬
‫أبي عبد الله بن البار كما قدمنا‪.‬‬
‫وقصارى ما يطمح إليععه البععاحث فععي مصععادرنا المتععأخرة أن‬
‫يجد عددا يقل أو يكثر يمكن بتجميعه بعد النظر فيه الحصول علععى‬
‫قائمة بأسماء من ينسبون إلى الخذ عععن هععذا القععارئ أو ذاك دون‬
‫مزيد مععن التفصععيل فععي الغععالب العععم بععذكر شععيء مععن التواريععخ‬
‫أوالجازات أو غيرها مما يساعد الباحث على التمثل الصحيح لنظام‬
‫المشيخة وطرق الخذ والروايععة وأسععاليب التععدريس والقععراء فععي‬
‫هذه الحقبة‪.‬‬
‫وفي هذا الصدد يختلف المر نوعا ما بالنسبة لبي عبععد اللععه‬
‫بن غازي‪ ،‬إذ كانت حركته العلمية من القوة والعمق بحيث ل تقععوى‬
‫عوامل النسيان والهمال على أن تواريها وتطمس آثارها بالكلية‪.‬‬
‫وبهذا غدا فععي إمكععان البععاحث أن يحصععل مععن الرجععوع إلععى‬
‫المصادر والمظان على قائمة مهمة عن رجال هذه المدرسة يمكن‬
‫بالستناد إليها إعطاء صورة تقريبية عن الجمهععرة الكععبيرة الرفيعععة‬
‫الشأن التي كانت تلتف حوله في عاصمة البلد‪ ،‬كما أنها تمكنه من‬
‫‪219‬‬
‫تصور المتععدادات البشععرية الجهويععة الععتي سععرت مععن خللهععا آثععار‬
‫مدرسته ومقوماته الدائية والفنية لتأخذ طريقها إلى مختلف أرجععاء‬
‫البلد المغربية لتسيطر على الدراسات القرءانية بالمغرب سيطرة‬
‫كاملة إلى اليوم ‪ -‬فيما نراه ‪ -‬وليس "مدى قرن ونصف" فقط كمععا‬
‫حدد ذلك بعض الذين كتبوا في الموضوع)‪.(1‬‬
‫وعلععى الرغععم مععن كععون كتععب الععتراجم ل تفيععض فععي ذكععر‬
‫أصحابه حتى المشاهير منهععم‪ ،‬فإنهععا مععع ذلععك تععومئ إلععى كععثرتهم‬
‫ووفرتهععم بعبععارات ل تكععاد تخلععو منهععا ترجمععة فععي المصععادر الععتي‬
‫ترجمت له‪.‬‬
‫فهععذا السععوداني فععي النيععل يقععول‪" :‬أخععذ عنععه خلععق ل‬
‫يحصون")‪.(2‬‬
‫وينقل عن صاحبه عبد الواحد بععن أحمععد الونشريسععي قععوله‪:‬‬
‫"وتخرج بين يديه عامة طلبة فاس وغيرها‪ ،‬رحل الناس للخععذ عنععه‬
‫وتنافسوا فيه")‪.(3‬‬
‫وأشار إلععى نحععو مععن ذلععك صععاحب "دوحععة الناشععر" بقععوله‪:‬‬
‫"وكان صدرا في جميع العلععوم‪ ،‬ومشععايخ فععاس كلهععم يععروون عنععه‬
‫ويعظمون روايته")‪.(4‬‬
‫ويقول ابن زيدان في "التحاف"‪" :‬رحعل النععاس للخعذ عنععه‪،‬‬
‫وتنافسوا فيه‪ ،‬وتخرج عليه عامة طلبعة فعاس وغيرهعا‪ ،‬وكعان شعيخ‬
‫الجماعة بها")‪.(5‬‬
‫وقال في‪" :‬شجرة النور"‪" :‬أخذ عنه من ل يعد كثرة")‪.(6‬‬

‫‪ ()1‬سعيد أعراب في بحث له بعنععوان "المدرسععة القرءانيععة بالصععحراء المغربيععة" دعععوة الحععق‬
‫العدد ‪ 75 6‬السنة ‪ – 17‬ربيع الول ‪ 1396‬مارس ‪1976‬م‪.‬‬
‫‪ ()2‬نيل البتهاج بهامش "الديباج المذهب" ‪.333‬‬
‫‪ ()3‬المصدر نفسه ‪.333‬‬
‫‪ ()4‬دوحة الناشر لبن عسكر ‪.46‬‬
‫‪ ()5‬إتحاف أعلم الناس ‪.3-4/2‬‬
‫‪ ()6‬شجرة النور الزكية لبن مخلوف ‪.276‬‬

‫‪220‬‬
‫ويعطينا العلمة عبد الله كنون هذا التقويم لشخصية السععتاذ‬
‫ابن غازي في هذا المجال ويتحدث عن إشعاع مدرسته فيقول‪:‬‬
‫"وإذن فنحن أمام عالم جامع بذل مجهودا كبيرا في الدراسة‬
‫حتى حصل على غالب معارف أهل عصره‪ ،‬ثم بذل مجهععودا ممععاثل‬
‫في بث هذه المعارف ونشرها‪ ،‬بل خاض معركة عظيمة ضد الجهل‬
‫وانتشاره فحفظ الله به رمق العلم‪ ،‬وصان سنده عن النقطاع‪ ،‬فل‬
‫تجد إل منتميا له‪ ،‬آخذا عنه‪ ،‬متحدثا بفضائله‪ ،‬مثنيا على اجتهاده"‪.‬‬
‫"وطار صيته في الفاق‪ ،‬فلععم يقتصععر الخععذ عنععه علععى أهععل‬
‫المغرب خاصة‪ ،‬بل قصده الناس من كافة أنحاء أفريقية الشععمالية‪،‬‬
‫فهؤلء كثير من علماء تلمسان ‪ -‬وهي معا هعي حينععذاك ‪ -‬رووا عنععه‬
‫وتتلمذوا لععه‪ ،‬ومثععل تلمسععان غيرهععا مععن مععدن المغربيععن الوسععط‬
‫والدنى‪ ،‬كما أن اجتهاده العلمي لععم يقتصععر علععى التععدريس ‪ -‬وهععو‬
‫بالصفة التي ذكرنا غاية ل تدرك ‪ -‬بل تعععداه إلععى التععأليف فععي كععل‬
‫هذه العلوم ووضععع الكتععب المتعععددة فععي كععل فععن‪ ،‬بحيععث أعطععى‬
‫الدليل المادي لكل من يسعده الحعظ بلقعائه أو معاري فعي كفعاءته‬
‫العلمية على أنه جذيلها المحكك‪ ،‬وعذيقها المرجب‪ ،‬وصح أن يقععال‬
‫فيه من أحد عارفيه‪:‬‬
‫فمعا في الرض مثلك يا ابن‬ ‫تكلم في الحقيقة والمجاز‬
‫)‪(1‬‬
‫غازي‬
‫ولم يزد الشيخ كنون في ذكر الخذين عن ابن غازي مع كععل‬
‫هذا التنويه على تسععمية سععتة مععن أصععحابه‪ ،‬وذلععك – ول شععك – ل‬
‫يتناسب مع ما ذكر من عمععوم الخععذ عنععه فععي الجهععات والقطععار‪،‬‬
‫ومهما يكن الباعث عليه من طلب للختصار فمععن شععأنه أن يفععوت‬
‫علععى الععدارس ذلععك التمثععل الصععحيح الععذي يسعععى إلععى تحصععيله‬
‫بالوقوف علععى درجععة تععأثيره فععي عصععره معن خلل التعععرف علععى‬
‫أصحابه وتوزع التأثير والشعاع من خللهم في مختلف الجهات‪.‬‬

‫سلسلة )ذكريات مشاهير رجال المغرب – ابن غازي – لعبد الله كنون ‪.(16-15‬‬ ‫‪()1‬‬

‫‪221‬‬
‫ونحن هنا ل ندعي أننا سنشفي الغليل في ذلك بتقديم الجرد‬
‫الكامل الذي نستوفي فيه رجععال هععذه المدرسععة‪ ،‬ولكننععا أيضععا لععن‬
‫نقصر في جمع ما تيسر لنا من ذلك‪ ،‬وأقل ما نتوخععاه مععن ذلععك أن‬
‫ننبه إلى مقدار الحاجعة إلعى بعذل مزيعد معن الجهعد والتقصعي للعم‬
‫شععتات رجععال هععذه المدرسععة العظيمععة‪ ،‬ومحاولععة تتبععع امتععداداتها‬
‫البشععرية الععتي امتععدت مععن خللهععا فععي الجهععات والفععاق محملععة‬
‫بمقوماتها الفنية‪ ،‬ومذاهبها في القراءة والداء‪ ،‬وأسانيدها المتصععلة‬
‫بأئمة القراء ومدارس القراء كما أعطينا صورة عن كععل ذلععك فععي‬
‫الفصلين السابقين من هذا الباب)‪ (1‬لعلنا نفععي لمؤسسععها وعميععدها‬
‫ورجالها ببعض الدين الذي لهم في أعناقنا نحن المغاربة‪.‬‬
‫وإسهاما منا في هذه الغاية وتلك المحاولة قمنععا بجمععع هععذه‬
‫القائمة التي انتظم لنا مععن خللهععا التعريععف بععأهم المععذكورين مععن‬
‫رجال مدرسته مع التعريف بأعلم الذين انتفعوا كثيرا بصحبته وكان‬
‫لهم من بعده الشفوف الظاهر في الميدان‪ ،‬والتبريز المشهود فععي‬
‫تمثيل المدرسة‪ ،‬ثم الشارة إلى أشهر من أخععذ عنهععم مععن الكععابر‬
‫في محاولععة لسععتكمال معا نسععى إلعى بلععوغه معن إعطعاء صعورة‬
‫واضععحة مترابطععة الحلقععات متناسععقة الجععزاء والمكونععات عععن‬
‫"المدرسة المغربية الجامعة" التي ستأخذ بعد الن صبغتها النهائيععة‬
‫وتستوي على قدميها استواء كامل‪ ،‬وذلك بعد أن اسععتوفت عناصععر‬
‫التكوين‪ ،‬وبلغت مستوى النضج والكمال‪.‬‬
‫وهذه تراجم أولئك العلم نعقد لهععا هععذا الفصععل بعععد تتبعهععا‬
‫من المصادر وترتيبها على الهجاء‪.‬‬

‫الشارة هنا إلى ما تقدم في الحلقة السابقة من هذه السلسلة‪.‬‬ ‫‪()1‬‬

‫‪222‬‬
‫الفصل الول‪:‬‬
‫قائمة أصحاب ابن غازي‬
‫والرواة عنه‪.‬‬

‫‪ .1‬إبراهيم بن عبــد الجبــار بــن أحمــد الفكيكــي – بكــاف‬


‫معقودة فيها – الورتدغيري الشريف الرحالة المحدث النععاظم‬
‫الناثر‪ ،‬وصفه في الجذوة بهذه الصفات وقععال‪" :‬أخععذ بمدينععة فععاس‬
‫عن الستاذ الصغير وعععن الشععيخ ابععن غععازي وأحمععد الونشريسععي‪،‬‬
‫ولقي بتلمسان شيوخا جلة‪ ...‬وذكر له مجموعة من الشيوخ ورحلة‬
‫إلى المشرق وقصائد شعرية وكتابا منظوما فععي الفقععه والععديانات‪،‬‬
‫وذكر وفاته ببلد السودان – كما تقدم – بعد التسعمائة")‪.(1‬‬
‫وقد سماه الحفنععاوي فععي "تعريععف الخلععف" باسععم أحمععد بععن‬
‫إبراهيم الفجيجي‪ ...‬وذكر المعلومات نفسها)‪ ،(2‬والصواب ما قدمناه‬
‫وهو صاحب القصيدة المشهورة في الصيد وشرحها "كمععال الفريععد‬
‫وتقييد الشريد")‪.(3‬‬
‫‪ .2‬أحمد بن أحمد بن علي بن عبد الرحمن بــن القاضــي‬
‫المكناسي جد أبي العباس بن القاضي المععؤرخ صععاحب درة‬
‫الحجال "وجذوة القتباس" وغيرها‪ ،‬تولى القضاء بمكناس‪ ،‬قال ابن‬
‫زيدان‪:‬‬
‫"أخذ عن المام ابن غععازي وغيععره‪ ،‬تععوفي بفععاس المحروسععة‬
‫سنة ‪.(4)"955‬‬
‫‪ ()1‬جذوة القتباس ‪.100-1/99‬‬
‫‪ ()2‬تعريف الخلف لبي القاسم محمد الحفناوي ‪.8-2/7‬‬
‫‪ ()3‬مطلع القصيدة قوله‪:‬‬
‫لشياء للنسان فيها منافع‬ ‫يلومونني في الصيد والصيد جامع‬
‫وقد سماها "روضة السلوان" ثم شرحها بالشرح المذكور "كمال الفريد وتقييد الشريد"‪ ،‬وهذا‬
‫الشرح مخطوط بخزانة القرويين بفاس تحت رقم ‪ 1868‬كما في )فهرسعة القروييعن لمحمعد‬
‫العابد الفاسي ‪.(327-3/326‬‬
‫‪ ()4‬ذكره ابن القاضي نفسععه فععي لقععط الفععرائد ‪ 301‬وجععذوة القتبععاس ‪ – 1/158‬وذكععره فععي‬
‫التحاف ‪.319-1/318‬‬

‫‪223‬‬
‫‪ .3‬أبو العباس أحمد بن أطاع الله‪.‬‬
‫لم أقف على ترجمته مفصععلة‪ ،‬وإنمعا وقفعت علعى ذكعره فعي‬
‫"فهرس المنجور" عند ذكره لشيوخ شيخه محمد بن عبععد الرحمععن‬
‫بن جلل حيث قال‪" :‬وعن الستاذ المحقق أبعي العبعاس أحمععد بعن‬
‫طاع الله)‪ (1‬ممن قرأ على شيخ الجماععة أبعي عبععد اللععه بعن غععازي‬
‫وغيره")‪.(2‬‬
‫ثم وقفت عليه في أسانيد الشععيخ أبععي عبععد اللععه محمععد بععن‬
‫محمد الرحماني صاحب أبي زيععد بععن القاضععي‪ ،‬فوجععدته قععد أسععند‬
‫القراءة في إحدى طرقه عن الشعيخ الحسعن بعن محمعد السعالمي‬
‫الشهير بالدراق عن شيخه عيسى بععن موسععى الراشععدي عععن ابععن‬
‫أطاع الله عن ابن غازي")‪.(3‬‬
‫‪ .4‬أبو العباس أحمد بابا التنبكتي صاحب "نيل البتهاج"‪،‬‬
‫واسمه الكامل أحمد بن أحمد بن أحمد بن عمر بن محمد‬
‫أقيت عرف ببابا التنبكتي‪ .‬ذكره صاحب "التحاف" في الخذين عن‬
‫ابن غازي)‪.(4‬‬
‫‪ .5‬أحمد بن الحسن بن عبد الرحمن بن عبــد العزيــز بــن‬
‫محمد التسولي‪.‬‬

‫‪ ()1‬كذا في الفهرس‪ ،‬وسيأتي في أسانيد الرحماني "أطاع الله" بألف‪.‬‬


‫‪ ()2‬فهرس المنجور ‪.78‬‬
‫‪ ()3‬مجموعة إجععازات شععيوخ الرحمععاني فععي مجمععوع بخطععه مخطععوط بخزانععة أوقععاف آسععفي‬
‫العتيقة‪.‬‬
‫‪ ()4‬إتحاف أعلم الناس ‪.9-4/8‬‬

‫‪224‬‬
‫وصفه في "نيل البتهاج" بالستاذ النحععوي وقععال‪" :‬روى عععن‬
‫الدقون وابن غازي‪ ،‬وعنه صاحبنا الشيخ محمد القصار مفتي فععاس‬
‫وغيره‪ ...‬ثم ذكر وفععاته بفاس في رجب عام ‪969‬هع)‪.(1‬‬
‫وذكره بمثل ذلك في "الجذوة" و"درة الحجال" وقععال‪" :‬ولععه‬
‫نظم "مورد الظمآن" وغيره")‪ .(2‬ولعله يريد أنه شرحه)‪.(3‬‬
‫‪ .6‬أحمد بن علي بن أحمد بن علي بن أحمد بن داود أبو‬
‫جعفر البلوي الندلسي الوادي آشي صاحب الثبت المشهور‬
‫المطبوع الذي ذكر فيه مشيخته‪ ،‬وقد ذيله بإجازة ابن غازي له بمععا‬
‫في فهرسته ولمن معه)‪.(4‬‬
‫‪ .7‬أحمد بن عبد الله المسكرادي السوسي‬
‫ترجم له الحضيكي في مناقبه وقال‪" :‬أخذ عن شععيوخ فععاس‬
‫وأعلمها‪ :‬المام أبي عبد الله بن غععازي – رضععي اللععه عنععه – وأبععي‬
‫العباس أحمد بن يحيى الونشريسععي وغيرهمععا ممععن فععي طبقتهمععا‬
‫من العيان‪ ...‬ثم ذكر بعض الخذين عنه ووفاته سنة ‪.(5)"958‬‬
‫وذكر في جذوة القتباس أنععه أخععذ عععن الحسععن بععن عثمععان‬
‫صهره – التي في أصععحاب ابعن غععازي – وععن السععتاذ محمععد بععن‬
‫أحمد بن مجبر المساري بفاس‪ ،‬وعن يحيى السوسي قال‪:‬‬
‫)‪(6‬‬
‫مشععاهد مشععهورة تععدل‬ ‫"وكان له مع المام محمد المهدي‬
‫على صرامته في الحق")‪.(7‬‬
‫‪ .8‬أحمد بن علي بن قاسم الزقاق أبو العباس التجييــي‬
‫الفقيه من أهل مدينة فعاس ومعن بيععت علعم وفقععه‪ ،‬نعاظم اللميعة‬

‫‪ ()1‬نيل البتهاج‪.93 ،‬‬


‫‪ ()2‬درة الحجال ‪ 1/16‬ترجمة ‪ 192‬وجذوة القتباس ‪.1/134‬‬
‫‪ ()3‬تقدم ذكره في شروح مورد الظمآن للخراز‪.‬‬
‫‪ ()4‬يمكن الرجوع إليه في مصادر هذا البحث المطبوعة في آخر البحث‪.‬‬
‫‪ ()5‬مناقب الحضيكي ‪ 12/16-1‬وفيها معلومات مفيدة عن تقدير الصاع والمد بفاس‪.‬‬
‫‪ ()6‬يعني القائم السعدي مؤسس الدولة السعععدية بسععوس‪ ،‬وربمععا كععان المععراد محمععد الشععيخ‬
‫ولده‪.‬‬
‫‪ ()7‬جذوة القتباس ‪ 159-1/158‬ترجمة ‪.109‬‬

‫‪225‬‬
‫المشععهورة فععي الفقععه بلميععة الزقععاق‪ ،‬ذكععر أبععو العبععاس المنجععور‬
‫قراءته على أبي عبد الله بن غازي)‪ ،(1‬وترجم له في الجععذوة فععذكر‬
‫أخذه عن أبيه علي وجماعة من أهل فععاس‪ ،‬وذكععر وفععاته بهععا سععنة‬
‫‪.(2)932‬‬
‫‪ .9‬أحمد بن محمد بن أحمـد بـن غـازي ولـد الشـيخ ابــن‬
‫غازي أبو العباس أحد ولديه المععذكورين بالروايععة عنععه أجععاز لععه‬
‫ولجماعة معه بجميع ما اشتملت عليه فهرسععته وذيلهععا‪ ،‬وهععذا نععص‬
‫الجازة كما نقلها صاحب التحععاف‪ ،‬وهععي مخطوطععة بخععط المجيععز‬
‫على ظهر فهرسته‪ ،‬وقد نشر صععورتها صععاحب التحععاف بخععط ابععن‬
‫غازي ونصها‪:‬‬
‫"الحمد لله‪ ،‬والصلة والسلم على رسول الله‪ .‬أجزت لولدي‬
‫أحمد ومحمد‪ ،‬وللفقيه أبي محمد عبد الواحد نجععل الععالم المطلععق‬
‫أبي جعفر أحمد بن يحيى الونشريسي)‪ (3‬وللفقيه أبي الحسن علععي‬
‫بن موسى بن هارون المطغري‪ ،‬وللفقهععاء الخععوة الجلععة أبععي عبععد‬
‫الله محمد وأبي زيد عبد الرحمن وأبي العباس أحمد وأبي القاسععم‬
‫أولد محمد بن إبراهيم الدكالي‪ ،‬وللفقيه أبععي عبععد اللععه محمععد بععن‬
‫عبد الواحد الغزال جميع ما اشععتملت عليععه فهرسععتي هععذه وذيلهععا‪،‬‬
‫إجازة تامة مطلقة عامة‪ ،‬بشروطها‪.‬‬
‫قاله وكتبه العبد الفقير المستغفر‪ :‬محمد بن أحمد بن محمد‬
‫بن غازي العثماني سمح الله تعالى لععه بمنععه‪ ،‬والحمععد للععه وكفععى‪،‬‬
‫وسلم على عباده الذين اصطفى")‪ .(4‬وما تزال بعععض الكتععب الععتي‬
‫حبسها الشيخ ابن غازي من تآليفه عليه وعلى أخيه محمد معروفععة‬
‫بخزانة القرويين بخط ابن غازي بتاريخ أوائل رجب عام ‪917‬هع)‪.(5‬‬
‫‪ ()1‬فهرس المنجور ‪.30‬‬
‫‪ ()2‬الجذوة ‪.1/133‬‬
‫‪ ()3‬أبو جعفر هذا ولد صاحب المعيار المعرب المعروف‪.‬‬
‫‪ ()4‬نص الجازة في التحاف لبن زيدان ‪ 4/11‬ومعها مصورة فوتوغرافية عنها بخط الشيخ ابن‬
‫غازي‪.‬‬
‫‪ ()5‬التحبيس المذكور يتعلق بكتاب "تكميععل التقييععد" لبععن غعازي حبسععه معؤلفه كمعا فعي نعص‬
‫التحبيس على ولععديه أحمعد ومحمعد وعلععى أعقابهمععا وأعقععاب أعقابهمععا مععا تناسعلوا وامتععدت‬

‫‪226‬‬
‫‪ .10‬أبو العباس أحمــد بــن محمــد بــن إبراهيــم الــدكالي‬
‫المشترائي المذكور في الجازة السابقة‪.‬‬
‫‪ .11‬أحمد بن محمد أبو العباس الحباك الفاسي المقرئ‪:‬‬
‫أمععام فععي القععراءة أخععذها عععن الفقيععه المقععرئ أبععي الربيععع‬
‫سليمان بن عبد الله اليزناسي الشهير ببويعربين النععف الععذكر فعي‬
‫أصحاب أبي عبععد اللععه الصععغير وعععن المععام ابععن غععازي وغيرهمععا‪،‬‬
‫وتوفي مسموما سنة ‪.(1)938‬‬
‫ومن أهم أصحابه في القراءة أبععو عبععد اللععه محمععد بععن عبععد‬
‫الرحمن بن إبراهيم الدكالي المعروف بأبي شامة قعال صعاحبه أبععو‬
‫العباس المنجور‪" :‬قرأ على أبيععه)‪ (2‬وعمععه)‪ (3‬وعلععى الفقيععه السععتاذ‬
‫الصالح الععورع أبععي العبععاس الحبععاك‪ ،‬جمععع عليععه القععرءان العظيععم‬
‫بالقراءات السبع‪ ،‬وعلى الشيخ أبي الحسن بن هارون وعلى الفقيه‬
‫أبي عبد الله محمد بن مجبر‪ ...‬ثم ذكر أنه ولععي خطابععة القروييععن‪،‬‬
‫وتوفي سنة ‪.(4)964‬‬
‫ومن فضلء أصحاب الحباك أيضا الشيخ أبو عبد الله محمد بن‬
‫عبععد الرحمععن بععن بصععري الولهععاص المكناسععي المعععروف بسععيدي‬
‫بصري‪ ،‬قال في التحاف‪:‬‬
‫"أستاذ مجرد فقيه ولي صالح عارف‪ ...‬تل بالسبع على المععام‬
‫أبي العبععاس الحبععاك المتععوفى سععنة ‪ 938‬واسععتجازه فأجععازه فيهععا‬

‫فروعهم الذكور منهم فقط‪ ،‬فإن انقرضوا إلى آخرهم رجعع حبسعا علععى خزانععة شععرقي جعامع‬
‫القرويين من فاس لينتفع به هناك‪ ،‬على شرط عدم الخروج منهععا‪ ...‬بتاريععخ أوائل رجععب عععام‬
‫‪917‬هع‪ ،‬وذكر جامع فهرسة القرويين محمد العابد الفاسي وجود نص هذا التحبيس على ظهععر‬
‫أول ورقععة مععن السععفر الخيععر مععن الكتععاب أي الثععامن الموجععود حععتى اليععوم بالخزانععة بخععط‬
‫المؤلف‪ ...‬ورقمه بخزانة القرويين ‪) 1126‬فهرسة القرويين ‪.(219-3/218‬‬
‫‪ ()1‬تقدم ذكر شيخه‪ ،‬في أصحاب الصععغير‪ ،‬أمععا هععو فععترجمته فععي الجععذوة ‪ 1/133‬ترجمععة ‪72‬‬
‫وفيها أن أحمد الوطاسي أمر به فسم بعععد رجععوعه مععن حركععة الصععلح الواقععع بيععن الشععراف‬
‫)السعديين( والمريني والله أعلم‪ .‬وترجمته أيضا فععي نيععل البتهععاج ‪ – 90‬ودرة الحجععال ‪1/94‬‬
‫ومناقب الحضيكي ‪ 1/31‬والتحاف ‪.4/29‬‬
‫‪ ()2‬هو أحد الربعة الذين ذكرهم ابن غازي في إجازته السابقة‪.‬‬
‫‪ ()3‬لعل المراد به أبو القاسم بن محمد بن إبراهيم أحد أكابر أصحاب ابن غازي كما سيأتي‪.‬‬
‫‪ ()4‬فهرس أحمد المنجور ‪.72-71‬‬

‫‪227‬‬
‫وفيما يتعلق بها من كتب القععراءات مععع اللفيععة والرسععالة والععبردة‬
‫كما هو دأب أهل الجازات)‪ .(1‬ثم ذكر نص إجععازته لععه‪ ،‬وهععذا لفظععه‬
‫نورده بتمامه باعتباره نموذجا من إجازات أصحاب ابن غازي‪:‬‬
‫نص إجازة أبي العباس الحباك لتلميذه محمد بن عبد‬
‫الرحمن بصري المكناسي‪:‬‬
‫"يقول العبد الفقير إلى رحمة موله‪ ،‬الغني به عمن سواه أبعو‬
‫العبععاس أحمععد ابععن الشععيخ المكععرم الوثععائقي الملحععوظ المبععارك‬
‫السعد أبي عبد الله محمد ابن الشيخ المكععرم المرحععوم أبععي عبععد‬
‫الله محمد النصاري عرف بالحبععاك – سععمح اللععه لععه وسععدد قععوله‬
‫وعمله‪:‬‬
‫"إن الشاب الطالب النجيب الكيس الحاذق اللبيب محمد ابععن‬
‫الشيخ الجل الفضل الكمل أبي زيد عبد الرحمن بن عبد اللععه بععن‬
‫عمر الولهاصي المكناسي المدعو بابن بصري – شرح اللعه صعدره‪،‬‬
‫ورفع بالعلم والعمل الصالح قدره‪ ،‬وقواه وأرشده‪ ،‬ووفقععه وسععدده‬
‫– كان ممن تردد إلي‪ ،‬وتوخى المثول بين بدي‪ ،‬واعتمد فععي قصععده‬
‫على ما لدي‪ ،‬فقرأ علي القرآن العظيم المنزل على سععيدنا محمععد‬
‫المصطفى الكريم‪ ،‬من فاتحته إلى خاتمته ختمة واحععدة جمععع فيهععا‬
‫بين قراءة الئمة السبعة المشهورين – رضوان الله عليهم أجمعيععن‬
‫– وأدرج في ذلك الدغام الكبير لبععي عمععرو بععن العلء‪ ،‬وكععل ذلععك‬
‫بطريق التيسير للحافظ أبي عمرو الداني‪ ،‬وملخصه‪ :‬حععرز المععاني‬
‫ووجه التهاني للمام أبي القاسم الشاطبي – رحمه الله تعالى‪.‬‬
‫"ولما كمل له ذلك على نحو ما ذكععر مععن التعييععن والتفصععيل‪،‬‬
‫وكان من أهل التجويد للقراءات مععع الضععبط لحكامهععا والتحصععيل‪،‬‬
‫سأل مني – وفقه الله تعالى – أن أجيز له وأشهد له به فععي كتععاب‬
‫ليرتفع به عنه تخالج الظنون وخطرات الرتياب‪ ،‬وليكون بيده حجععة‬
‫ساطعة‪ ،‬وبنبلعه وثبعات نقلعه بينعة قاطععة‪ ،‬كمعا جعرت بعذلك ععادة‬

‫التحاف ‪.29-4/28‬‬ ‫‪()1‬‬

‫‪228‬‬
‫الئمة‪ ،‬ومعتمدي هذه المة‪ ،‬فأجبته إلععى مععا سععأل‪ ،‬وأسعععفته فيمععا‬
‫رغب وأمل‪.‬‬
‫وحععدثته بععالقراءات السععبع تلوة عععن الشععيخ الفقيععه السععتاذ‬
‫الخطيب الشهير أبي عبد الله محمد ابن أحمد بن غععازي العثمععاني‪،‬‬
‫عن الشيخ الفقيه الستاذ الخطيب الشععهير أبععي عبععد اللععه الشععهير‬
‫بالصغير ابن الحسين النيجي إلى أخر السند)‪.(1‬‬
‫ثم قال أبو العباس المجيز‪" :‬وقد عرض علي المجاز أبععو عبععد‬
‫اللععه محمععد المععذكور – هععداه اللععه تعععالى – قصععيد أبععي القاسععم‬
‫الموسععوم بحععرز المععاني ووجععه التهععاني عرضععا جيععدا مععن صععدره‪،‬‬
‫واستفهمته عنه وعن فصوله‪ ،‬وحدثته به عن شيخنا الفقيه المقععرئ‬
‫الصالح أبي عبد الله محمد بن غععازي عععن شععيخه الفقيععه الخطيععب‬
‫المقرئ محمد بن الحسععين النيجععي الشععهير بالصععغير‪ ،‬عععن شععيخه‬
‫السععتاذ المقععرئ المحقععق أبععي الحسععن علععي الععوهري إلععى آخععر‬
‫السند")‪.(2‬‬
‫وعرض علي أيضا المجاز المذكور قصيد أبي الحسن بن بععري‬
‫الموسععوم بالععدرر اللوامععع‪ ،‬عرضععا جيععدا مععن صععدره كلععه بععالتفهم‪،‬‬
‫وحدثته به عن شيخنا الفقيه أبي عبد الله بععن غععازي المععذكور عععن‬
‫شيخه أبي عبد الله محمد الصغير إلى آخر السند‪ .‬قال‪:‬‬
‫وعرض علي أيضا الرجععز الموسععوم بمعورد الظمعآن فعي رسععم‬
‫أحرف القرءان مع الذيل الملحق به في النقط للمام العالم العلمععة‬
‫أبي عبد الله محمد بن إبراهيم الشهير بالخراز‪...‬‬
‫ثععم ذكععر عرضععه عليععه لرسععالة ابععن أبععي زيععد القيروانععي فععي‬
‫الفقه‪ ...‬وقال‪:‬‬

‫إتحاف أعلم الناس لبن زيدان‪.30-4/29 :‬‬ ‫‪()1‬‬

‫نفسه‪ ،30 :‬انظر هذا السند ي فهرسة ابن غازي‪.39-38 :‬‬ ‫‪()2‬‬

‫‪229‬‬
‫وعرض علي صدرا من كتاب التيسير‪ ،‬وحدثته به قراءة لبعضه‬
‫وسماعا لسائره عن الشيخ أبي عبد الله ابن غازي‪ ،‬عن الشيخ أبي‬
‫عبد الله الصغير‪ ،‬إلى آخر السند المذكور في الجازة أيضا‪.‬‬
‫ثم ذكر عرضه عليه للفية ابن مالك في النحو‪ ...‬ثم قال‪:‬‬
‫وقد أجععزت للطععالب المكععرم أبععي عبععد اللععه محمععد بععن عبععد‬
‫الرحمن بصري المذكور جميع ما قرأه علععي مععن القععراءات السععبع‬
‫المذكورة‪ ،‬وجميع ما عرضه علي وسمعته منععه ممععا ذكععر فععي هععذا‬
‫الكتاب‪ ،‬إجازة عامة على أكمل شروطها‪ ،‬وأوثق ربوطها‪ ،‬وأذنت له‬
‫أن يروي عني وعن الشيوخ الذين في هذا الكتاب مما تضععمنه مععن‬
‫السانيد المذكورة والقععراءات المسععطورة‪ ،‬وكععذلك مععا رويتععه عععن‬
‫شععيخي المععذكور مععن تععأليف الشععيخ أبععي وكيععل ميمععون المععذكور‬
‫كالمورد الروي في نقط المصاحف‪ ،‬وتحفة العراب‪ ،‬والدرة الجلية‬
‫في نقط المصاحف العلية‪ ،‬وجميع ما قيدته تلوة وسماعا‪ ،‬وأوصععيه‬
‫ونفسي بتقوى الله تعالى ومراقبة أمره في جميع أحععواله‪ ،‬وتحععري‬
‫الصدق والصواب في جميع أقواله‪ ،‬والله يعصمنا وإيععاه مععن الخطععأ‬
‫والزلل‪ ،‬ويرشد كل منا لصالح القول والعمل‪ ،‬بمنه وكرمه‪.‬‬
‫وفي أسفل الرسم‪" :‬شهد علعى الفقيعه المجيعز أبعي العبعاس‬
‫أحمد المععذكور بمععا فيععه عنععه‪ ،‬وهععو بحععال كمععال الشععهاد‪ ،‬وعرفععه‬
‫وعععرف تصععدره لععذلك وعلععى المجععاز المععذكور بطلبععه الجععازة‬
‫المععذكورة‪ ،‬وهععو بحعال صععحة وطعوع وجععواز‪ ،‬وعرفعه فعي أواسععط‬
‫رمضان المعظم عام ‪."925‬‬
‫عبد الله بن محمد الحسني الجوطي لطف الله به‪ ،‬وأبععو عبععد‬
‫الله محمد المعععروف بععالعربي الحسععني الجععوطي لطععف اللععه بععه‪،‬‬
‫وعبد الله وأقل عبيده عبد القادر بن محمد الحسني خار الله تعالى‬
‫له والواضع خط يده الفانية الشريف أحمد بن محمد بععن علععي بععن‬
‫محمد بن محمد بن عمران الحسني الجععوطي لمععن طلععب التععبرك‬
‫بالجناب الطاهر النبوي بلغ الله قصده وأمله بمنه‪.‬‬

‫‪230‬‬
‫وشهد بذلك أحمد بن أبي القاسم عراقي الحسني لطف اللععه‬
‫به‪ ،‬ومحمد بن علي بن طاهر الحسني‪.‬‬
‫وبعد ذلك أشكال أعيان أهل الوقت وقاضععيه علععى المتعععارف‬
‫الن في عصرنا رحم الله الجميع‪ ،‬وتوفي المجاز لععه بمكناسععة آخععر‬
‫ذي الحجة سنة ‪.(1)991‬‬
‫‪ .12‬أبو العبــاس أحمــد بــن محمــد بــن يوســف الصــنهاجي‬
‫الشهير بالدقون خطيب القرويين‪.‬‬
‫كان من أصحاب ابن غازي وممن شاركوه في شيخه أبي عبد‬
‫الله الصغير كما تقدم‪.‬‬
‫قععال فععي نيعععل البتهععاج‪" :‬الفقيععه السععتاذ الراويععة الشععاعر‬
‫الخطيب بجععامع القرويععيعن بفاس‪ ،‬أخذ عن السععتاذ الصععغير‪ ،‬قععرأ‬
‫عليه بالسبع‪ ،‬وقارب الختم فمات الشيخ)‪ (2‬فكمل على ابن غازي‪...‬‬
‫وكان مقرئا كثير المزح")‪.(3‬‬
‫وذكره ابن القاضي في الجذوة ودرة الحجععال بنحععو مععن ذلععك‬
‫وتحدث عن الخذين عنه فقال‪:‬‬
‫)‪(5‬‬
‫"أخذ عنه أبو القاسم بن إبراهيععم)‪ (4‬وأبععو العبععاس التسععولي‬
‫وشقرون بن أبي جمعة المغراوي)‪ (6‬وغيرهم‪ .‬قال‪:‬‬
‫ومما أجاز به لبن أبي جمعة المذكور قوله‪:‬‬
‫كعل‬ ‫والل‬ ‫جمعة‬ ‫أجاز لك المدقون يا نجل سيدي أبي‬
‫الععععذي روى‬
‫خالف‬ ‫من‬ ‫على‬ ‫فحدث بما استدعيت فيه إجازة وسلم‬
‫النفس والهوى‬
‫التحاف لبن زيدان ‪.34-4/28‬‬ ‫‪()1‬‬

‫يعني الصغير سنة ‪887‬هع كما تقدم‪.‬‬ ‫‪()2‬‬

‫نيل البتهاج ‪.88‬‬ ‫‪()3‬‬

‫سيأتي في أصحاب ابن غازي‪.‬‬ ‫‪()4‬‬

‫هو أحمد بن الحسن المترجم في الحمدين عن قريب في أصحاب ابن غازي‪.‬‬ ‫‪()5‬‬

‫سيأتي في أصحاب ابن غازي وهو الذي رثاه عند موته بقصيدة كما تقدم‪.‬‬ ‫‪()6‬‬

‫‪231‬‬
‫وقد أجاز لبي القاسم محمد بن إبراهيم المشترائي بقوله‪:‬‬
‫أهعل العبععوادي والحعضععر‬ ‫أشعهعدكعم يعا من حضعر‬
‫)‪(1‬‬
‫ابعن الفقعيعععه العمعععتعبععر‬ ‫أنعي أجعزت قعاسعمععا‬

‫ومن أهم أصحاب الشيخ الدقون أيضا أبو عبد الله محمععد بععن‬
‫علي الشريف التلمساني وهو أيضا مععن أصععحاب ابععن غععازي‪ ،‬وقععد‬
‫وصفه بشيخنا المام الستاذ العالم العامل")‪.(2‬‬
‫ولبي العباس الدقون مقطوعات فععي أصععول القععراءة والداء‬
‫منها قوله‪:‬‬
‫فعلبن العل التثليث يعروي أبعو‬ ‫وإن جاء حعرف المعد معن‬
‫العل‬ ‫قبل مدغم‬
‫وليس لهعم في اللين نص‬ ‫وظاهرها الشباع مع قصر‬
‫)‪(3‬‬
‫فيمثعل‬ ‫لينها‬
‫ورد عليه بعضهم‪:‬‬
‫فصعرح بعالتثليث والطعول‬ ‫بل النص موجود لدى النشر‬
‫)‪(4‬‬
‫فضعل‬ ‫ماثل‬

‫وذكر له ابن شعيب قطعة أخععرى مععن سععتة أبيععات ذكععر فيهععا‬
‫السور التي تكرر فيها الستفهام)‪ .(5‬توفي سنة ‪.921‬‬
‫‪ .13‬أبو العباس أحمد بن محمد الفاسي التازي )‪(938‬‬

‫‪ ()1‬نقلها في درة الحجال ‪ 93-1/92‬ترجمة ‪.131‬‬


‫‪ ()2‬توشيح الديباج ‪.64‬‬
‫‪ ()3‬البيتان ذكرهما له أبو العباس أحمد بن علي بن شعيب في أول "إتقان الصنعة في التجويععد‬
‫للسبعة" مصدرا لهما بقوله‪" :‬وقد ذكر الستاذ المحقق أبو العبععاس سععيدي أحمععد بععن يوسععف‬
‫الدقون رحمه الله تعالى هذه الوجععه الثلثععة وبيععن ظععاهر القصععيد منهععا فقععال‪ :‬وذكععر البيععتين‬
‫)إتقان الصنعة( )صورة الفاتحة(‪.‬‬
‫‪ ()4‬نقله ابن القاضي في بعض كتبه‪.‬‬
‫‪ ()5‬إتقان الصنعة )سورة الرعد(‪.‬‬

‫‪232‬‬
‫ذكره ابن مخلوف في "شجرة النور" ووصععفه بالمععام الفقيععه‬
‫العالم العلمة‪ ،‬ثم ذكر أنععه أخععذ عععن السععتاذ أبععي الربيععع سععليمان‬
‫اليزناسععي )بععويعربين(‪ ،‬وابععن غععازي وغيرهمععا‪ ،‬وعنععه أخععذ الشععيخ‬
‫الصالح أبو شامة وأجازه‪ ،‬وأبععو عبععد اللععه الععدقاق‪ ،‬تععوفي مسععموما‬
‫سنة ‪ ،(1)938‬ولعله هو أبو العباس الحباك النف الذكر‪.‬‬
‫‪ .14‬الحسن بن عثمان أبــو علــي التــاملي الجزولــي )ت‬
‫‪.(932‬‬
‫إمام في الفن من أهم أصععحاب الشععيخ ابعن غععازي وأوسععهم‬
‫تععأثيرا فععي بلد سععوس‪ ،‬قععال فععي "درة الحجععال"‪" :‬فقيععه حععافظ‬
‫مشارك متفنععن‪ ،‬انتفععع بععه ببلد جزولععة خلععق كععثير‪ ،‬أخععذ عععن أبععي‬
‫العباس أحمد الونشريسي‪ ،‬وأبي عبد الله محمد بن أحمد بن غازي‬
‫وغيرهما‪ ،‬توفي سنة ‪932‬هع بالسوس القصى")‪.(2‬‬
‫وقععععال الحضيكععععي‪" :‬شيعععخ الجماعععة ومعععدرس زمععععانه‪،‬‬
‫وموطععئ دولععة الشععرفاء ع السعديين ع وأحد أوتادهععا تخععرج عليععه‬
‫جماعة من الفقهاء‪ ،‬وأخذ عن علماء فاس‪ :‬المام ابن غععازي وأبععي‬
‫العباس الونشريسي وطبقتهما‪ ،‬قال المنجور في فهرسته‪" :‬انفصل‬
‫الشيخ الفقيه المتفنن العابد الصالح أبو محمد)‪ (3‬الحسن بن عثمععان‬
‫الجزولععي عععن شععيخه أبععي العبععاس الونشريسععي سععنة ‪908‬هععع‪،‬‬
‫وسمعت أنه شيعه بنفسه‪ ،‬وكان صاحب جد في العلم والعمل")‪.(4‬‬
‫وحكعععى اليفرنعععي فعععي "نزهعععة الحعععادي" نقل ععععن صعععاحب‬
‫"المنتفى")‪ (5‬قال‪" :‬حدثني أبو راشد)‪ (6‬أنه لما أكمل على ابن غازي‬

‫‪ ()1‬شجرة النور الزكية ‪.276‬‬


‫‪ ()2‬درة الحجال‪ 1/240 .‬ترجمة ‪.355‬‬
‫‪ ()3‬هكذا كناه المنجور‪ .‬ولعلها محرفة‪.‬‬
‫‪ ()4‬مناقب الحضيكي ‪ 1/178‬وما نقله عن المنجور مذكور في فهرسته ‪ 51‬وقد ترجم له هنععاك‬
‫بزيادة تفصيل‪.‬‬
‫‪ ()5‬يعني كتاب "المنتقى المقصور على مآثر‪ ،‬مولنا المنصور" لحمد بن القاضي‪.‬‬
‫‪ ()6‬هو أبو راشد يعقوب بن يحيى اليدري الفقيه الحيسويي أخذ عن علي بن هععارون المطغععري‬
‫وأجاز له كل ما يحمله عن ابن غازي‪ ،‬ولد سنة ‪ 908‬وتوفي بفاس ‪999‬هع ترجمته فععي جععذوة‬
‫القتباس ‪ 559-2/558‬ترجمة ‪.651‬‬

‫‪233‬‬
‫قراءته وأراد الرجوع إلى وطنه فجاء للشيخ ليععودعه‪ ،‬فأخععذ الشععيخ‬
‫بيده اليمنى‪ ،‬وقال له‪" :‬أستودع الله دينك وأمانتك وخواتم عملك"‪،‬‬
‫ثم قال الشيخ ابن غازي بعد ذلععك‪" :‬الن أجععزأت فععاس أي‪ :‬ولععدت‬
‫الناث")‪.(1‬‬
‫ول يخفى ما في هذا التعلق المكين من شيوخه بععه مععن دللععة‬
‫على نبوغه وحذقه وحرصهم على صحبته‪.‬‬
‫القراءة من طريقه في سوس‪:‬‬
‫وقد انتشرت القراءة من طريقه بسوس عن رجال المدرسععة‬
‫الفاسية‪ ،‬وقد أسندها من أصحاب الفهارس هناك الشيخ أبو محمععد‬
‫يحيى بن عبد الله بععن مسعععود بععن أبععي مععدين شعععيب بععن مبععارك‬
‫البدري الجراري السوسي في فهرسته المسعماة "ضعوء المصعباح‪،‬‬
‫فععي السععانيد الصععحاح" الععتي افتتحهععا بأسععانيد القععرءان وروايععاته‬
‫وتجويده رواية لذلك كله عن والده عبد الله عن جده المعمععر مععائة‬
‫وخمسا وثلثين سععنة مسعععود بععن شعععيب الجععراري المتععوفى عععام‬
‫‪1078‬هع عن عبد الله بن المبارك القاوي السوسععي)‪ (2‬عععن محمععد‬
‫بن إبراهيم التمنارتي عن الحسن بن عثمان التاملي عن ابن غععازي‬
‫بأسانيده)‪.(3‬‬
‫وقععد ذكععر ابععن القاضععي فععي جملععة أصععحاب الشععيخ التععاملي‬
‫المولى أبا عبد الله محمد الشيخ السعععدي ابععن محمععد القععائم أحععد‬
‫ملوك الدولة السععدية‪ ،‬قعال فععي الجععذوة‪" :‬أخععذ عععن الحسعن بعن‬
‫عثمان الجزولي التاملي وعبد الله بن عمر المطغععري كلهععم)‪ (4‬عععن‬
‫أحمععد الونشريسععي وعععن ابععن غععازي‪ ،‬وكععان ل يفععتر عععن قععراءة‬
‫القرءان")‪.(5‬‬

‫قال‪" :‬ومنه على تاويل" وجعلوا له من عباده جزءا" نزهة الحادي ‪.27-26‬‬ ‫‪()1‬‬

‫ترجم له الحضيكي في مناقبه ‪ 218-2/215‬وقال ولد سنة ‪ 936‬وتوفي سنة ‪1015‬هع‪.‬‬ ‫‪()2‬‬

‫يمكن الرجوع في ذلك إلى فهرس الفهارس للكتاني ‪ 718-2/717‬ترجمة ‪.453‬‬ ‫‪()3‬‬

‫كذا قال‪ ،‬وسيأتي ذكر المطغري في أصحاب ابن غازي‪.‬‬ ‫‪()4‬‬

‫جذوة القتباس ‪ 1/212‬ترجمة ‪.175‬‬ ‫‪()5‬‬

‫‪234‬‬
‫‪ .15‬سعيد بن علي بن محمد بــن عبــد العزيــز الجزولــي‬
‫الحامدي )ت قبل ‪980‬هـ بمراكش(‪.‬‬
‫ذكره صاحب العلم نقل عن الحضيكي وذكععر أخععذه عععن ابعن‬
‫غازي وجماعة من أصحابه)‪.(1‬‬
‫‪ .16‬أبو زيد عبد الرحمن السجلماسي )ت ‪949‬هـ(‪.‬‬
‫ذكره ابن القاضي في "لقط الفرائد" في وفيعات هععذه السععنة‬
‫وقععال‪" :‬وفيهععا تععوفي الفقيععه القاضععي أبععو زيععد عبععد الرحمععن‬
‫السجلماسي أحد تلمذة ابن غععازي‪ ،‬ودفععن بتينملععل‪ ،‬بقععرب المععام‬
‫المهدي)‪.(2‬‬
‫‪ .17‬عبد الرحمن بن علي بن أحمد القصري ثم الفاسي‬
‫السفياني العاصمي أبو محمد عرف بسقين‪.‬‬
‫رواية مبرز ذكره صععاحبه أبععو العبععاس المنجععور فععي مشععيخته‬
‫فقال‪:‬‬
‫"ومنهم الشيخ الفقيه الستاذ المحدث المسند المحقق الحععاج‬
‫الرحال الخطيب أبو محمد‪ ..‬أخذ عن شيخ الجماعععة أبععي عبععد اللععه‬
‫محمد بن غازي وغيره ممن عاصروه كالفقيه الصوفي أبي العباس‬
‫أحمععد زروق)‪ ،(3‬وأدرك الشععيخ الفقيععه السععتاذ المحععدث الخطيععب‬
‫)‪(4‬‬
‫الصالح الورع أبعا الفعرج محمعد بعن محمعد بعن موسعى الطنجعي‬
‫وجود عليهما القرءان‪ ،‬والفقيه الستاذ الخطيب المفععتي أبععا مهععدي‬
‫عيسععى بععن أحمععد المواسععي)‪ ،(5‬والشععيخ الفقيععه الصععالح الصععوفي‬

‫‪ ()1‬العلم للمراكشي ‪ 10/145‬ترجمة ‪ 1538‬وأصله في مناقب الحضيكي ‪.2/333‬‬


‫‪ ()2‬لقط الفرائد ‪) 298‬ألف سنة من الوفيات(‪.‬‬
‫‪ ()3‬تقدم ذكره في أصحاب أبي عبد الله الصغير شيخ ابن غازي‪.‬‬
‫‪ ()4‬تقدم ذكره في مشيخة ابن غععازي وهععو الععذي خلععف الصععغير فععي المامععة بجععامع النععدلس‬
‫بقاس‪.‬‬
‫‪ ()5‬تقدم ذكره في الرواة عن أبي الحسن الوهري شيخ أبي عبععد اللععه الصععغير وتلميععذ ميمععون‬
‫الفخار‪ .‬وله ترجمة في فهرس المنجور ذكر فيها طائفة من شيوخه وذكر وفاته سنة ‪ 896‬عن‬
‫سن عالية‪ ،‬وحكي أنه خطب بفاس الجديد نحوا من ستين سنة‪ .‬فهرس المنجور ‪.18‬‬

‫‪235‬‬
‫الخطيب أبا فارس عبععد العزيععز البععوفرجي)‪ ...(1‬وذكععر جماعععة مععن‬
‫شيوخه ثم قال‪:‬‬
‫"وحكي أنه أول من دخل على شيخ الجماعة أبي عبد الله بععن‬
‫غازي حين قدومه من مكناسة لسعتيطان فعاس كمعا معر‪ ،‬وارتحعل‬
‫إلى المشرق سنة تسع من هذه المائة يعني ‪909‬هع فوصل مصر‬
‫بعد أن اجتاز ببلد السودان‪ ...‬ثم ذكععر تفاصععيل رحلتععه ذهابععا وإيابععا‬
‫وروايته للحديث عن أصحاب ابن حجععر وغيرهععم‪ ،‬وكيععف رجععع إلععى‬
‫فاس مملوء الوطاب سنة ‪ ،924‬وقد أكب بعععد عععودته علععى إقععراء‬
‫الحديث وتدريسه‪ ،‬إلى أن توفي بععالمحرم فاتععح سععنة ‪956‬هع ع عععن‬
‫سن تزاحم التسعين")‪.(2‬‬
‫وقد ذكععر المنجععور طائفععة مععن مرويععاته عنععه عععن ابععن غععازي‬
‫وغيره‪ ،‬وبها صدر فهرسته التي أجاز بها لمير العصععر أبععي العبععاس‬
‫أحمد المنصور الذهبي)‪.(3‬‬
‫ومن أهم الرواة عنه أيضا الشيخ المحدث أبععو النعيععم رضععوان‬
‫بن عبد الله الجنوي‪ ،‬وأكثر حععديثه عنععه مععن طريععق الشععيخين ابععن‬
‫غازي وأبي العباس أحمد زروق الفاسي‪ ،‬وقد رويت لععه مععن هععذين‬
‫الطريقين أحاديث مسلسلة بالمغاربة)‪.(4‬‬
‫‪ .18‬عبد الرحمن بن علي البرذعي الجــذامي الندلســي‬
‫الصل )ت ‪.(920‬‬
‫قال في "الجذوة"‪ :‬أحد أدباء فاس‪ ،‬أخذ عن المام ابن غععازي‬
‫وغيره‪ .‬وذكر له شعرا)‪.(5‬‬

‫‪ ()1‬ترجم له في الجذوة ‪ 2/452‬ترجمة ‪ 490‬وقال "خطيب جامع القرويين بمدينة فاس المحروسة‬
‫توفي بها سنة ‪899‬هع‪.‬‬
‫‪ ()2‬فهرسة المنجور بتصرف ‪ 61-59‬ونقل نحوه في الجذوة ‪ 2/407‬ترجمة ‪ 421‬ونيل البتهععاج‬
‫‪.177-176‬‬
‫‪ ()3‬فهرس أحمد المنجور‪.11-10 :‬‬
‫‪ ()4‬ذكرها الشيخ عبد الباقي اليوبي في كتابه "المناهععل السلسععلة فععي الحععاديث المسلسععلة"‬
‫‪.165-164‬‬
‫‪ ()5‬جذوة القتباس ‪ 407-2/406‬ترجمة ‪.419‬‬

‫‪236‬‬
‫‪ .19‬عبد الرحمن بن عمر المضغري‪.‬‬
‫لم أقف على ترجمته‪ ،‬ولكني وجدت القادري يذكره في "نشر‬
‫المثاني" في ترجمة الشيخ أحمد بن محمد آدفال الدرعي‪ ،‬نقل عن‬
‫أبي سالم العياشي في رحلته قال‪" :‬وأدرك مععن أهععل بلععدة سععيدي‬
‫محمد بن مهدي الجراري وأخذ عنه وأجازه‪ ،‬وهو أخععذ عععن سععقين‪،‬‬
‫وعععن سععيدي عبععد الرحمععن بععن عمععر المضععغري كلهمععا عععن ابععن‬
‫غازي")‪.(1‬‬
‫‪ .20‬عبــد الرحمــن بــن محمــد بــن محمــد بــن براهيــم‬
‫المشترائي الدكالي‪ ،‬وهععو مععن بيععت بنععي إبراهيععم الععذين جععاء‬
‫ذكرهم في إجازة ابن غازي لهم كما تقدم‪.‬‬
‫وهو من أكابر الرواة في فاس في زمنه كععأخيه أبععي القاسععم‪،‬‬
‫أخذ عنععه أبععو العبععاس المنجعور‪ ،‬وأجعاز بمعا أخعذه عنععه لمسععتجيزه‬
‫المنصور الذهبي في فهرسته فقال‪:‬‬
‫"وكذا أجزت له جميع مععا أخععذته عععن الشععيخ الفقيععه المتفنععن‬
‫الخطيب الواعظ أبي محمد عبد الرحمن ابن الفقيه أبععي عبععد اللععه‬
‫محمد بن إبراهيم الدكالي‪ ،‬عن والده أبععي عبععد اللععه‪ ،‬وعععن الشععيخ‬
‫المام شيخ الجماعة أبي عبد الله بن غععازي‪ ،‬وعععن السععتاذ الفقيععه‬
‫النحوي الفرضي أبي عبد الله محمد بن أبي جمعععة الهبطععي‪ ،‬وعععن‬
‫الفقيه المتفنن الخطيب المفتي الهمام الحاج الرحال أبععي العبععاس‬
‫أحمد بن علي الزقاق‪ ،‬وعن الشيخ المتفنن الصالح أبي زكريا يحيى‬
‫السوسي وعن غيرهم")‪.(2‬‬
‫وذكعر في ترجمته في "الفهرس" أيضا أخذه عععن الشععيخ أبععي‬
‫العباس أحمد الحباك ‪ -‬النف الذكر في أصحاب ابععن غععازي ‪ -‬وعععن‬
‫الشيخين المفتيين ‪ -‬التيين ‪ -‬أبي الحسن بن هععارون‪ ،‬وأبععي محمععد‬
‫الونشريسي‪ ،‬وذكر أنه جلس للتدريس في أول شعبابه سعنة إحعدى‬

‫نشر المثاني ‪.1/200‬‬ ‫‪()1‬‬

‫فهرس أحمد المنجور ‪.12‬‬ ‫‪()2‬‬

‫‪237‬‬
‫عشرة ‪ -‬يعني وتسعمائة ‪ -‬وسمى طائفة من كتب الفقه التي كععان‬
‫يقوم بتدريسها وسمعها منه‪ ،‬ثم ذكر وفاته في سنة ‪ 962‬فععي نحععو‬
‫السبعين من العمر)‪.(1‬‬
‫‪ .21‬عبد السميع بن محمد الكنفيسي الجزولــي )ت بعــد‬
‫‪940‬هـ(‬
‫وصفه في الحذوة ب"الفقيه الحافظ‪ ،‬أخععذ بمدينععة فعاس ععن‬
‫أبي العباس أحمد الونشريسي وعن المععام ابععن غععازي ورجععع لبلد‬
‫جزولة‪ ،‬فاستدعاه المهدي)‪ (2‬لحضرته "رودانة" فامتنع)‪.(3‬‬
‫‪ .22‬عبد الله بن عمر المضغري )ت ‪.(927‬‬
‫تقدم في ترجمة الحسن بن عثمان التاملي الجزولي أنععه أخععذ‬
‫عن ابن غازي‪ .‬وكتبه في "الجذوة" المععدغري بالععدال‪ ،‬وقعال‪" :‬مععن‬
‫مدغرة سجلماسة‪ ،‬الفقيه الفرضي الحيسععوبي‪ ،‬أخععذ بمدينععة فععاس‬
‫عععن أحمععد الونشريسععي وعععن المععام محمععد بععن قاسععم القععوري‬
‫وغيرهما‪ ،‬أخذ عنه بفاس جماعة كعلي بن هارون‪ ،‬ثم ذكر أنه توفي‬
‫بتاكمادرت من درعة سنة ‪.(4)"927‬‬
‫‪ .23‬عبــد الواحــد بــن أحمــد بــن يحيــى أبــو محمــد‬
‫الونشريسي )ت ‪.(955‬‬
‫فقيه جليل كأبيه أبي العباس صاحب "المعيار المعععرب"‪ ،‬ولععه‬
‫إلى ذلك مشاركة فعي القعراءة والعربيعة قعال تلميعذه أبعو العبعاس‬
‫المنجور‪" :‬شيخنا الفقيه النحععوي الديععب المحقععق الفصععيح العبععارة‬
‫اللطيف الشارة الخطيب الناظم الناثر أبو محمععد عبععد الواحععد بععن‬

‫نفسه ‪ 57-56‬وله ترجمة في نيل البتهاج ‪.176‬‬ ‫‪()1‬‬

‫يعني محمد الشيخ السعدي وكانت قاعدته تارودانت )رودانة( بسوس‪.‬‬ ‫‪()2‬‬

‫الجذوة ‪ 2/453‬ترجمة ‪.492‬‬ ‫‪()3‬‬

‫جذوة القتباس ‪ 2/440‬ترجمة ‪.468‬‬ ‫‪()4‬‬

‫‪238‬‬
‫أحمد الونشريسي‪ ،‬ولد بفععاس بعععد انتقععال والععده إليهععا سععنة أربععع‬
‫وتسعين من التاسعة‪ ،‬أخذ عن أبيه الفقيه الكبير الحعافظ المحصععل‬
‫النوازلي أبي العبعاس أحمعد بعن يحيعى الونشريسعي‪ ،‬ععن شعيوخه‬
‫التلماسنيين‪ ...‬ثم ساق ذكر مشايخ أبيه وقال‪:‬‬
‫وأخذ شيخنا أبو محمد عبد الواحد أيضا عن شيخ الجماعة أبععي‬
‫)‪(1‬‬
‫عبععد اللععه محمععد بععن غععازي وعععن غيرهمععا‪ ،‬كالسععتاذين الهبطععي‬
‫والحباك‪ ،‬والفقيه أبي زكريا السوسي‪ ...‬وسمى جماعة ثم قال‪:‬‬
‫"وكان معلوما بإتقان النحو والوثيقة مع حسععن الخععط‪ ،‬ولععذلك‬
‫كان يكتب لشيخ الجماعة أبي عبد الله بن غازي تحبيساته في ظهر‬
‫تآليفه وما كان يحتععاج إليععه مععن ذلععك‪ ،‬ويقععدمه علععى ذوي السععنان‬
‫بالسععماط")‪ .(2‬وتععوفي رحمععه اللععه قععتيل فععي ذي الحجععة مععن عععام‬
‫‪.(3)955‬‬
‫وسيأتي نص إجازة شيخه أبي الحسن علععي بععن هععارون الععتي‬
‫أجاز بها لحد سععلطين بنععي وطععاس‪ ،‬وتععولى هععو نظمهععا والتععذييل‬
‫عليها‪.‬‬
‫‪ .24‬عبد الوارث بن عبد الله اليصلوتي من قبائل غمارة‬
‫على مقربة من مدينة شفشاون‪.‬‬
‫ترجم له صاحبه أبو عبد الله محمد بن عسكر الحسني وقععال‪:‬‬
‫"صحبته سبع سنين ونصفا‪ ،‬وقرأت عليه رسالة ابععن أبععي زيععد فععي‬
‫الفقععه‪ ...‬وسععمى مصععنفات أخععرى وذكععر فععي شععيوخه ابععن غععازي‬
‫وجماعة‪ ،‬وذكر أنه مات وقد نيف على التسعين)‪.(4‬‬

‫‪ ()1‬يعني محمد بن أبي جمعة صاحب تقييد الوقف التي‪.‬‬


‫‪ ()2‬فهرس أحمد المنجور ‪.53‬‬
‫‪ ()3‬يمكن الرجوع إلى ترجمته وسبب قتله في درة الحجال ‪ 140-1/139‬ونشر المثععاني ‪-1/45‬‬
‫‪ 153‬ودوحة الناشر ‪ 54-52‬ونزهة الحادي ‪ ،33-32‬ومناقب الحضيكي ‪ 203-2/202‬وشععجرة‬
‫النور ‪.282‬‬
‫‪ ()4‬دوحة الناشر ‪.6-5‬‬

‫‪239‬‬
‫وذكر في نشر المثاني ومناقب الحضيكي أخذه عن ابن غازي‬
‫وأبي العباس الونشريسي وابنه عبد الواحد وأبي الحسن علععي بععن‬
‫هارون وجماعة‪ ،‬وتخرج به جماعة‪ ،‬وذكر ولدته سنة ‪888‬هع وتوفي‬
‫سنة ‪.(1)971‬‬
‫‪ .25‬العباس الصغير‪.‬‬
‫صدر به صاحب التحاف ذكره للخذين عن ابن غازي‪ ،‬ولععم أقععف‬
‫على المراد به)‪.(2‬‬
‫‪ .26‬أبو سعيد عثمــان بن عبد الواحــد بن عبـد العـــزيز‬
‫اللمطي المكناسي الميمونـي )‪.(954-888‬‬
‫وصفه في الجذوة ب"الفقيععه السععتاذ" وذكععر أخععذه عععن ابععن‬
‫غازي وغيره)‪.(3‬‬
‫ووصعفه تلميعذه أبعو العبعاي المنجعور فقعال‪" :‬الشعيخ السعتاذ‬
‫النحوي العروضي الصالح البركة أبو عمرو عثمععان بععن عبععد الواحععد‬
‫المكناسي اللمطي نسبة إلى قبيلة مكناسة من زناتة‪ ،‬كععان مجيععدا‬
‫للقرءان العزيز حفظععا وأداء مععع حسععن نغمععة بععه مععا سععمعتها مععن‬
‫غيره‪ ،‬ورسما وضبطا وعلما بأحكام ذلك‪ ،‬والنحو الغزير‪ ...‬ثععم ذكععر‬
‫طرفا مما كان يتقنه من العربية والتفسير والعروض‪ ،‬وقال‪:‬‬
‫"قرأ على شيخ الجماعة أبي عبد الله بن غععازي‪ ،‬وجمععع عليععه‬
‫القرءان العظيععم بععالقراءات السععبع وأجعازه‪ ،‬ولزمععه فععي التفسععير‬
‫وغيره من دروسععه سععنين‪ ،‬وعلععى الشععيخ السععتاذ العلمععة الصععالح‬
‫الورع أبي العباس أحمد الحباك‪ ،‬وأظن أنه أجازه‪ ،‬وعلععى الشععيخين‬
‫المفتيين أبي الحسعن بعن هعارون وأبعي محمعد الونشريسعي‪ .‬كعان‬

‫نشر المثاني ‪ 1/76‬ومناقب الحضكي ‪.309-2/308‬‬ ‫‪()1‬‬

‫أتحاف أعلم الناس لبن زيدان ‪.4/8‬‬ ‫‪()2‬‬

‫جذوة القتباس ‪ 2/459‬ترجمة ‪ 502‬ونحوه في لقط الفرائد ‪ 300‬والتحاف ‪.5/425‬‬ ‫‪()3‬‬

‫‪240‬‬
‫ملزما لبن هارون ب"مدرسة العطارين"‪ ،‬ولكرسي التفسير وابععن‬
‫الحاجب للونشريسي‪ ،‬وعلى شيخنا المام أبي عبد الله اليسيتني"‪.‬‬
‫ثم قال المنجور‪" :‬قرأت عليه بحععرف نععافع ثلث ختمععات مععن‬
‫القرءان العزيز‪ ،‬إحداها بطريععق ورش‪ ،‬والخرييععن بطريععق قععالون‪،‬‬
‫وحضععرت إليععه جملععة وافيععة مععن ألفيععة ابععن مالععك "بمدرسععة‬
‫الحلفاويين"‪ ،‬ينقل لفظ المرادي‪ ،‬وتفهيمه كما ينبغي‪ ،‬ويطععرز ذلععك‬
‫بما يجلب على المحل من نص "الكافية" و"مورد الظمآن" للسععتاذ‬
‫أبي عبد الله الخراز ب"مدرسة الصهريج" من فاس الندلس‪ ،‬ينقل‬
‫عليه كلم ابن آجطا بلفظه‪ ،‬وكان منفردا عععن النععاس حيععن فراغععه‬
‫من التجويد‪ ،‬مقبل على شأنه متواضعا منصفا‪.(1)...‬‬
‫ويعتبر اللمطي من كبار رجال هذه المدرسة‪ ،‬وقد تخرج عليععه‬
‫طائفة من الكبار الذين كان لهم أثر محمود فععي نقععل مععذاهب ابععن‬
‫غازي واختياراته‪ ،‬أذكر منهم‪:‬‬
‫ولده أبا العباس أحمد بن عثمان اللمطي‪.‬‬
‫ترجم له فععي "درة الحجععال" وقععال" "أسععتاذ نحععوي يسععتظهر‬
‫مختصر ابن الحاجب‪ ،‬أخذ عن والده أبي عمععرو)‪ (2‬عثمععان اللمطععي‬
‫عن ابن غازي‪ ،‬وأجاز له في القراءات وكععل معا يحملعه ععن شعيخه‬
‫ابن غازي)‪.(3‬‬
‫ومن أهم الذين أخذوا القراءة وأسندوها عن أبي العباس هععذا‬
‫الشيخ المام أبو محمد عبد الواحععد بععن عاشععر – كمععا سععيأتي فععي‬
‫أسانيد رجال المدرسة المغربية – وهو المععذكور فععي إسععناد المععام‬
‫ابن عبد السلم الفاسي في أرجوزته التي نظم فيها أسانيده حيععث‬
‫يقول‪:‬‬
‫نجل ابن عاشر مبين الرشد‬ ‫عن ابن قاض عن أبي محمد‬

‫فهرس المنجور ‪.63-62‬‬ ‫‪()1‬‬

‫هو أبو سعيد أيضا‪ ،‬ويظهر أنه كان يكنى بهما‪.‬‬ ‫‪()2‬‬

‫درة الحجال ‪ 1/168‬ترجمة ‪.200‬‬ ‫‪()3‬‬

‫‪241‬‬
‫)‪(1‬‬
‫عثمان يا لذاك معن نبيعه‬ ‫عن أحمد اللمطي عن أبيعه‬

‫ومن أهم أصحاب أبي سعيد عثمان اللمطععي الشععيخ أبععو عبععد‬
‫الله محمد بن عبد الرحمن الزروالي أو الزروالي‪.‬‬
‫وهو صاحب التقييد النف الذكر عنه المسمى "تقريععب النشععر‬
‫في طريق العشر"‪ ،‬وقد أعطينا عنه نبذة عنععد ذكععر الشععروح الععتي‬
‫قامت على "تفصيل عقد الدرر" لبن غازي‪ ،‬وذكرنا هناك أنععه فععرغ‬
‫منه في التاسع من شوال عععام ‪ 975‬بععالقرويين مععن فععاس‪ ،‬وذلععك‬
‫يعني أنه حرره بعد موت أستاذه بنيف وعشرين عامععا‪ ،‬ممععا يجعلععه‬
‫وثيق الصلة بالمقيد ل بالمقيد عنه‪ ،‬وإن كان لتواضعه الجم قد ذكععر‬
‫في مقدمته أنه سأل شيخه المذكور أن يوضح له بعععض مععا أشععكل‬
‫عليه بعد أن حدثه به وتلقاه من فيه من قعراءة إمعام المدينعة نعافع‬
‫بن عبد الرحمن وتلميذه المشهورين‪ ،‬فأجابه لذلك‪.‬‬
‫ولذلك ل معنى لنسبة الكتاب إلى الشيخ مباشرة كما جاء في‬
‫بعض الخزائن الرسمية)‪.(2‬‬
‫وللشيخ أبي سعيد عثمان بن عبد الواحد اللمطي أخ من أهععل‬
‫العلم الراسخين أيضا هو الشععيخ أبععو فععارس عبععد العزيععز بععن عبععد‬
‫الواحد اللمطي‪ ،‬ذكره أبو العبععاس المنجععور فععي فهرسععته ووصععفه‬
‫ب"الفقيه المتفنن المحقق كان هذا الرجل آية الله في التوسع في‬
‫العلوم والتفنن فيها‪ ،‬قال‪" :‬وقد بعث لخيه شيخنا أبي عمرو تأليفععا‬
‫له منظوما يشتمل على نيف وعشرين فنا‪ ،‬ونظمه حلو رشيق يدل‬

‫‪ ()1‬ستأتي الرجوزة بتمامها في أسانيد أئمة المدرسة المغربية‪.‬‬


‫‪ ()2‬جاء في مخطوطته في القرويين رقم ‪ 1058‬باسم "تقييد أبي سعيد عثمان بن عبد الواحععد‬
‫اللمطعي المكناسعي فعي قععراءة المععام نعافع والكلم علععى بععض رؤوس الي علععى المعذهب‬
‫المدني الخير"‪.‬‬
‫وجاء التعريف بعه فعي خزانعة تطععوان برقعم ‪549‬م باسععم "تععأليف فععي قعراءة نعافع وتلمععذته‬
‫المشهورين للميموني )أبو سعيد عثمان بن عبد الواحد اللمطي المكناسي( ت ‪954‬هع‪.‬‬
‫وبهععذا عععرف بععه أيضععا نقل عععن الخزانععة المععذكورة فععي )الفهععرس الشععامل للععتراث العربععي‬
‫السلمي المخطوط ‪.(2/485‬‬

‫‪242‬‬
‫على تفننه وتحققه‪ ،‬وحج أزيد معن ثلثيعن حجعة وتعوفي فعي مدينعة‬
‫النبي صلى الله عليه وسلم وبها كان سكناه)‪.(1‬‬
‫أما وفاة الشيخ اللمطي مترجمنا فكععان المصععاب بهععا عظيمععا‬
‫بفاس‪ ،‬قال المنجور وكانت جنازته مشهودة حضرها السلطان‪ ،‬وهو‬
‫حينئذ أبو عبد الله محمد القصري ولععد المرينععي أحمععد فمععن دونععه‪،‬‬
‫وأسف الناس لفقده‪ ،‬وأثنوا عليه خيرا‪ ،‬وهو جدير بذلك رحمععة اللععه‬
‫عليه)‪.(2‬‬
‫‪ .27‬علي بن شعيب والد الشيخ أبــي العبــاس أحمــد بــن‬
‫علي بن شعيب صاحب "إتقان الصنعة"‪.‬‬
‫وكثيرا ما ينسب ولده أحمد إلى جععده‪ ،‬وبععذلك ورد ذكععره فععي‬
‫بعض أسانيد القراءة عند المام ابن عبد السلم الفاسي في نظمه‬
‫لسانيده في القراءة حيث قال‪:‬‬
‫ععن شيخه العلمة الغطريف‬ ‫وعنه)‪ (3‬عن والده الشريعف‬
‫عععععن أحمععععد نععجل شعيب‬ ‫البوعنعععاني الحسنعععي‬
‫النبيعععه‬ ‫ععععععن أبعععععيه‬
‫ععن ابعن غعازي ذي نقعاء‬ ‫عن شيخه والعده شعيعب‬
‫)‪(4‬‬
‫الجيب‬

‫‪ ()1‬فهرس المنجور ‪.35‬‬


‫‪ ()2‬فهرس المنجور ‪ 63‬وسلوة النفاس ‪.3/65‬‬
‫‪ ()3‬يعني عن شيخه أبي زيد عبد الرحمن بن إدريس المنجرة‪.‬‬
‫‪ ()4‬سيأتي ذكر السععند بتمععامه فععي الفصععل التععالي مععن البععاب التععالي بعععون اللععه فععي الحلقععة‬
‫الموالية‪.‬‬

‫‪243‬‬
‫وقد ذكره ابن عبد السععلم أيضععا فععي برنامععج شععيوخه النععثري‬
‫وكناه بأبي مدين ‪ -‬كما سيأتي ‪ -‬وقال‪ :‬لم أقععف علععى ترجمتععه‪ ،‬ثععم‬
‫ذكر أخذه للقراءة عن ابن غازي)‪.(1‬‬
‫‪ .28‬علي بن عبد الرحمن أبو الحسن التسولي الفاســي‬
‫الفقيه المحدث‪.‬‬
‫ذكره ابن مخلوف بذلك وقال‪ :‬أخذ عععن أبععي العبععاس الزقععاق‬
‫وابن غازي وغيرهما‪ ،‬وعنه المام القصععار وغيععره‪ ،‬ولععه نظععم جيععد‪،‬‬
‫توفي سنة ‪.(2)966‬‬
‫‪ .29‬علي بن عيسى الراشدي التلمساني‪.‬‬
‫إمام جليل مععن أئمععة العشععر النافعيععة وغيرهععا كععثير الشععيوخ‪،‬‬
‫ترجم له أبععو العبعاس المنجععور فعي شععيوخه فقعال‪ :‬ومنهعم الشععيخ‬
‫النحوي الصالح أبو الحسن علي بن عيسى الراشدي‪.‬‬
‫"كععان يحسععن علععوم القععرءان أداء ورسععما وضععبطا‪ ،‬ويلقععي‬
‫الكراريععس)‪ (3‬وألفيععة ابععن مالععك إلقععاء حسععنا‪ ،‬نفععذ لععه تععدريس‬
‫"الشاطبية الكععبرى" الععذي أنشععأ تحبيسععه الشععيخ الفقيععه الفرضععي‬
‫الصالح أبععو القاسععم الكععوش الععدرعي)‪ (4‬لنظععر الشععيخ المععام أبععي‬
‫الحسن بن هارون‪ ،‬ولم يكن لها وقف قبله‪ ،‬فأقرأها وأعاد‪ ،‬محضععرا‬
‫بععالمجلس لكععثير مععن شععراحها كالسععخاوي وأبععي شععامة والفاسععي‬
‫والجعبري حتى تفقه فيها‪ ،‬وكنععت أنععا وبعععض الطلبععة قرأناهععا عليععه‬
‫قبل ذلك الوقف‪ ،‬حضرت عنده فيها إلععى فععرش الحععروف بمسععجد‬
‫الشرفاء حيث كان يدرس البردة يوم الخميس ويوم الجمعة"‪.‬‬

‫‪ ()1‬البرنامج المذكور مخطوط منه نسخة بالخزانة الحسنية بالرباط في مجمععوع برقععم ‪.1057‬‬
‫وقد قام بدراسته وتحقيقه في رسالة جامعية للدبلوم الباحث السيد زلو محمد أمين بإشععراف‬
‫أستاذنا الععدكتور التهععامي الراجععي الهاشععمي ونععوقش بتاريععخ ‪ 90.06.20‬بمععدرج كليععة الداب‬
‫بالرباط‪.‬‬
‫‪ ()2‬شجرة النور الزكية ‪ 284‬ترجمة ‪ 1077‬الطبقة ‪.20‬‬
‫‪ ()3‬تقدم أنه كان يعنى بها المتون التي يستعان بها في تدريس المواد العلمية كالجروميععة فععي‬
‫النحععو والمععورد فععي الرسععم والععدرر اللوامععع فععي روايععتي ورش وقععالون‪ ،‬ومختصععر التعريععف‬
‫وتفصيل العقد في الطرق العشر عن نافع‪.‬‬
‫‪ ()4‬سيأتي في أصحاب ابن غازي مع ذكر التحبيس الذي حبسه على تدريس الشاطبية‪.‬‬

‫‪244‬‬
‫ثم قال عن مشيخته‪" :‬قرأ على شيخ الجماعة المام أبي عبععد‬
‫الله بن غععازي)‪ ،(1‬وجمععع عليععه القععرءان العزيععز بععالقراءات السععبع‪،‬‬
‫وأجازه فيه وفي غيره‪ ،‬وعلععى أسععاتيذ عصععره أيضععا كععأبي العبععاس‬
‫الحباك وأبي العباس الدقون وأبي عبد الله الهبطي وعلععى السععتاذ‬
‫المععام الصععالح أبععي العبععاس أحمععد الحععاج التلمسععاني‪ ...‬وعلععى‬
‫الفقيهين المامين المفتيين الخطيبين أبي الحسن بن هعارون وأبعي‬
‫محمد الونشريسي‪ ،‬وعلى الفقيه المحدث المسند أبي محمععد عبععد‬
‫الرحمن سقين‪ ...‬وذكر بعض ما درسه في الفقه وأصوله ثم قال‪:‬‬
‫وكان قدومه على فاس سنة إحدى عشرة ‪ -‬يعني وتسعمائة ‪-‬‬
‫قرأت عليه من القرءان العظيم بالقراءات السبع من فاتحته إلى "‬
‫ولقد جاءكم موسى بالبينات")‪ ،(2‬وحضرت عليععه جملععة وافععرة مععن‬
‫البردة ومن الشعاطبية الكعبرى إلعى فعرش الحعروف‪ ،‬وكنعت أقعف‬
‫عليه بحانوته بالسماط وأستفيد منه‪.‬‬
‫توفي في آخر سنة إحدى وستين أو أوائل التي بعدها عن سن‬
‫عالية ينيف على السبعين)‪.(3‬‬
‫ومن أهم أصحاب أبي الحسن الراشدي‪ :‬أبو إسععحاق إبراهيععم‬
‫بن أحمد اللمطععي مععن أهععل فععاس وسععيأتي‪ .‬ومنهععم أبععو زيععد عبععد‬
‫الرحمععن بععن محمععد القصععري الفاسععي الشععهير بالخبععاز )ت ‪(964‬‬
‫صاحب كتاب "بذل العلععم والععود‪ ،‬فععي شععرح تفصععيل العقععد"‪ ،‬وقععد‬
‫ذكرناه آنفا في شععروحه‪ ،‬وذكرنععا أنععه أشعار فعي طععالعته إلععى أخععذ‬
‫شيخه التفصيل عن ناظمه مشافهة‪ ،‬كما أنه هو قععرأه علععى شععيخه‬
‫أبي الحسن ثلث مرات وأخذه في الطرق المتقدمة به عليه‪.‬‬

‫‪ ()1‬في الصل "على شيخ الجماعة أبي عبد الله بن خلف"‪ ،‬ول يعرف أحد من أهععل العلععم فععي‬
‫زمنه بهذا السم فيما أعلم – فضل عن أن يكون شيخ الجماعة‪ ،‬وسععيأتي فععي شععرح أبععي زيععد‬
‫الخباز أن الراشدي قرأ على ابن غازي‪.‬‬
‫‪ ()2‬يعني الربع الثاني من الحزب الثاني من القرءان‪.‬‬
‫‪ ()3‬فهرس المنجور ‪.68-67‬‬

‫‪245‬‬
‫ومن مشاهير أصحاب أبي الحسن الراشععدي أيضعا المععام أبعو‬
‫عبد الله محمد بن يوسف الترغي المساري وسيأتي‪.‬‬
‫ومنهم أبو العباس أحمد بــن ســليمان الســكيري – بكــاف‬
‫معقودة – )ت ‪.(1)(982‬‬
‫‪ .30‬علي بن موسى بن علي بن هــارون المطغــري‬
‫نسبة إلى مطغرة تلمسان ويعرف بأبي الحســن‬
‫بن هارون‬
‫من شيوخ العصر وأئمععة الجماعععة بفععاس فععي أكععثر مععن فععن‪،‬‬
‫وترجم له أبو العباس المنجور في مشيخته فقععال‪" :‬ومنهععم الشععيخ‬
‫الفقيه الستاذ العددي الفرضي الموقت المؤرخ المتفنععن الخطيععب‬
‫المفتي أبو الحسن علي بن موسى بن علي بن هارون المطغععري ‪-‬‬
‫مطغرة تلمسان ‪ -‬انتقل منها جده عام ثمانية عشر وثمانمائة حيععن‬
‫حصر العدو لسبتة وتضييقه عليها‪ ،‬فجععاء المسععلمون مععن كععل أوب‬
‫لغاثتهععا‪ ،‬ومععن جملتهععم جععد هععذا الشععيخ‪ ،‬فلحقوهععا وقععد أخععذت‪،‬‬
‫وسلطان الوقت إذ ذاك أبو سعيد عثمان بن أحمععد بععن أبععي سععالم‬
‫المريني مشتغل بلهوه وراحته غافل عن ذلك‪ ،‬فأقععام بفععاس‪ ،‬وبهععا‬
‫ولععد أبععو الحسععن وأبععوه موسععى‪ ،‬فاشععتغل أبععو الحسععن بطريععق‬
‫الطلب"‪.‬‬
‫فما هاجر المام الكبير شيخ الجماعة أبو عبد اللععه محمععد بععن‬
‫أحمد بن غازي من مكناسة وانتقل منهعا إلعى فعاس فأوطنهعا سععنة‬
‫إحدى وتسعين من المععائة التاسعععة‪ ،‬وأميرهععا إذ ذاك أبععو عبععد اللععه‬
‫الحلو الوطاسي أخو السلطان الشيخ لبيه‪ ،‬لمععر وقععع بيععن الشععيخ‬
‫ابن غازي وبينه يطععول ذكععره‪ ،‬ونععزل بالبليععدة مععن حومععة الصععدع‪،‬‬
‫وكععان مشععهورا بععالتحقيق فععي العلععوم‪ ،‬جععاءه شععيخنا أبععو الحسععن‬
‫المذكور واختص به سنين كثيرة‪ ،‬وكان قارئه في كثير مععن دروسععه‬

‫الجذوة ‪ 1/134‬ترجمة ‪.75‬‬ ‫‪()1‬‬

‫‪246‬‬
‫من المدونة والموطأ والعمدة والتفسععير ومختصععر خليععل والعربيععة‬
‫والحساب والفرائض وغير ذلك‪.‬‬
‫وجمع عليه القرءان العظيععم بععالقراءات السععبع‪ ،‬وحصععل عنععه‬
‫علما جما)‪ ،(1‬وكان يقال‪ :‬شيخنا كخانة علم‪ ،‬لكثرة ما كان عنده من‬
‫فنون العلم‪ .‬قال المنجور‪:‬‬
‫"وذكر شيخنا هذا في الثبت الذي ذكر فيه ما أجازه بععه شععيخه‬
‫المذكور عام ‪906‬هع مما قرأ هو على الشيخ أو قرئ بمحضره‪ ،‬أنععه‬
‫عارضه القرءان العزيز نحو عشرين ختمة بعد ختمععة السععبع‪ ،‬ومععن‬
‫قبلها سبع‪ :‬ثلث لورش‪ ،‬وثلث لقالون‪ ،‬والسابعة بعالطرق العشعرة‬
‫‪ -‬قال ‪ -‬ختمها في إثنى عشر يوما مقفلنا من سل)‪ - (2‬حرسها الله ‪-‬‬
‫قال‪ :‬ومن كتب الحععديث "صععحيح البخععاري" نحععو عشععر ختمععات‪...‬‬
‫وذكر عددا كبيرا في مختلف الفنون ثم قال‪:‬‬
‫"ومن كتب القععراءات صععدر "التيسععير")‪ (3‬لبععي عمععرو الععداني‬
‫ونععاولني سععائره وأجععازنيه حسععبما هععو فععي الجععازة القرءانيععة‪،‬‬
‫والشاطبية الكبرى لبي القاسم الشاطبي ‪ -‬رحمععه اللععه ‪ -‬عرضععتها‬
‫عليه في مجلس واحد من صدري‪ ،‬وكععذلك رجععز ابععن بععري "الععدرر‬
‫اللوامع"‪ ،‬وكذلك "مورد الظمآن" لبي عبد الله الخراز‪.‬‬
‫ثععم ذكععر المنجععور نقل عععن هععذا الثبععت عععددا كععبيرا آخععر مععن‬
‫مختلف العلوم والفنون التي رواها الشعيخ ععن ابعن غعازي معا بيعن‬
‫تأليف له وتأليف لغيره‪ ،‬وذكر إجازة ابن غازي لععه بجميععع ذلععك‪ ،‬ثععم‬
‫ذكر شهادة ابن غازي له بما ذكره بخط يده سنة ‪906‬هع في شععهر‬
‫صفر‪.‬‬

‫‪ ()1‬تقدم لنا ذكر التعديل الذي عدل به بعض أبيات "التفصيل" بمحضر ابن غععازي فععأقره وقععال‬
‫هذا يكفي‪.‬‬
‫‪ ()2‬يدخل هذا السفر فعي أسعفار ابعن غعازي العتي كعان يقعوم بهعا لصعلح ذات العبين واللغعزو‬
‫والمرابطة وغير ذلك كما تقدم‪.‬‬
‫‪ ()3‬صحف بالتفسير في فهرس المنجور ‪.42‬‬

‫‪247‬‬
‫ثم ذكر أنه قرأ على غير ابن غازي أيضا كالفقيه أبععي العبععاس‬
‫الونشريسي والفقيه القاضعي أبعي عبعد اللعه المكناسعي‪ ،‬والسعتاذ‬
‫الموقت أبي العباس أحمد ابن الحاج الزجني)‪ (1‬وغيرهم‪ ،‬وقد أدرك‬
‫الفقيه أبا مهدي عيسى المواسي)‪ (2‬والسععتاذ المحععدث الصععالح أبععا‬
‫الفرج الطنجي وغيرهما من طبقتهما)‪.(3‬‬
‫ثم ذكر المنجور في تمععام تعريفععه بشععيخه أبععي الحسععن بععن‬
‫هارون باقي أشياخه وتصدره للتدريس وقيععامه علععى المدونععة فععي‬
‫حياة شيخه ابن غازي‪ ،‬وهو مع ذلك يتلو عليععه جماعععة مععن الطلبععة‬
‫بالسبع ‪ -‬قال‪:‬‬
‫"وكان في وقته شيخ الجماعة‪ ،‬يحضر مجلسه في "مختصر خليععل"‬
‫)‪(6‬‬
‫وغيره الونشريسي أبو محمد واليسععيتني)‪ (4‬والزقععاق)‪ (5‬والعبسععي‬
‫والعدي)‪ (7‬وغيرهم‪ ،‬ل يستنكف عنه منهم أحد‪ ..‬قال‪:‬‬
‫ثم ذكر أنه لزم الشيخ ابععن غععازي تسعععا وعشععرين سععنة مععن‬
‫حين هجرته من مكناسة وقدومه على فاس سنة ‪831‬هع إلععى عععام‬
‫‪919‬هع سنة وفاته)‪.(8‬‬
‫قال‪" :‬وكان غاية في حفظ القرآن‪ ،‬يعرف ذلك من قيامه ليلة‬
‫خمس وعشرين من رمضان بمحراب جامع القرويين‪ ،‬فععإنه كععان ل‬
‫يستنيب ليلته تلك أحدا مع كبر سنه‪ ،‬ويسمع منه القرآن كالحجر‪ ،‬ل‬
‫يتتعتع فيه ول يقف‪ ،‬ولم يخلف بعد في فنه مثله رحمععة اللععه عليععه‪،‬‬
‫وكان متواضعا منصفا‪ ،‬كثير تلوة القرآن وعيععادة المرضععى وشععهود‬
‫الجنائز‪ ،‬ولما قربت وفاته أخذ يتلو القععرآن مععع السععتاذ الحععاج أبععي‬

‫تقدم في أصحاب أبي عبد الله الصغير‪.‬‬ ‫‪()1‬‬

‫إمام عالي السند شارك الصغير في الخذ عن أبي الحسن الوهري كما تقدم‪.‬‬ ‫‪()2‬‬

‫فهرس المنجور ‪.44-40‬‬ ‫‪()3‬‬

‫هو أبو عبد الله محمد اليسيتني سيأتي في مشايخ هذه المدرسة‪.‬‬ ‫‪()4‬‬

‫هو أبو العباس أحمد بن علي بن قاسم تقدم في أصحاب ابن غازي‪.‬‬ ‫‪()5‬‬

‫هو محمد بن أحمد العبسي وسيأتي في أصحاب ابن غازي‪.‬‬ ‫‪()6‬‬

‫هو محمد بن علي بن عدة وسيأتي أيضا في أصحاب ابن غازي‪.‬‬ ‫‪()7‬‬

‫فهرس المنجور ‪.45-44‬‬ ‫‪()8‬‬

‫‪248‬‬
‫عبد الله الزروالي ممن جمع عليه القرآن بعالقراءات السععبع)‪ ،(1‬بعدأ‬
‫الختمة من أولها حتى وصععل إلععى قععوله تعععالى‪" :‬ول تجععادلوا أهععل‬
‫الكتاب"‪ ،‬فوقف الشيخ ولم يستطع الكلم‪ ،‬فاستمر الزروالي علععى‬
‫القراءة‪ ،‬فعند الختم قبضت روح الشيخ – رحمة الله عليععه – تععوفي‬
‫بذي القعدة من عام أحد وخمسين – وتسعععمائة – وقععد نيععف علععى‬
‫الثمععانين‪ ،‬وكععانت جنععازته مشععهودة فحضععرها خلععق كععثير‪ ،‬فيهععم‬
‫السلطان أحمد المريني")‪.(2‬‬
‫وقد كان لهذا الشيخ اتصال مكين بأحععداث زمنععه وخاصععة فععي‬
‫المجععال السياسععي‪ ،‬وقععد قاسععم الشععيخ أبععا محمععد عبععد اللععه‬
‫الونشريسي في ذلك وإن كان هذا قد انتهى بععه هععذا التصععال إلععى‬
‫القتل على أيدي السعديين‪ ،‬وفاء منه للبيعة التي في عنقععه لوليععاء‬
‫نعمته من الوطاسيين‪ ،‬في حين أفلت من ذلك صععاحبه بمععوته قبععل‬
‫الوان‪ ،‬وذلك حينما كعان الصععراع علععى أشععده بيععن السعععديين فععي‬
‫الجنوب المغربي بزعامة أبي العبععاس العععرج)‪ (3‬وبيععن آخععر ملععوك‬
‫الوطاسيين بفاس‪ ،‬وكان قد تدخل العلماء بينهما بعد معارك عديدة‬
‫بقصد الصلح‪ ،‬وكان "ممن حضععر الصععلح" الععذي تععم فيععه اقتسععام‬
‫المغرب بين أبي العباس الوطاسععي)‪ (4‬وأبعي العبععاس السععدي أبععو‬
‫الحسن علي بن هارون المطغري‪ ،‬والمام أبو مالك عبد الواحد بن‬
‫أحمد الونشرسي")‪.(5‬‬

‫‪ ()1‬تقدم ذكر الزروالي صاحب "تقريب النشر في طرق العشر" في أصحاب أبي سعيد عثمان‬
‫بن عبد الواحد اللمطي‪.‬‬
‫‪ ()2‬فهرس النجور ‪.50‬‬
‫‪ ()3‬وهو مؤسس دولة السعععععديين بعععويععع بإشارة أبيه محمد القائم عام ‪ 518‬دخعل مراكعش‬
‫في حدود ‪930‬هع )نزهة الحادي ‪.(19-18‬‬
‫‪ ()4‬هو أحمد بن محمد ابن الشيخ الوطاسععي يعععرف بالبرتغععالي أحعد ملعوك فعاس‪ ،‬ذكعره فععي‬
‫الجذوة ‪ 1/114‬ترجمه ‪ 43‬قال‪" :‬وهو الذي خلععه ععن ملكعه أبعو عبعد اللعه المهعدي – محمعد‬
‫الشيخ – وحمله أسيرا لمراكش‪ ،‬بعد أن أخرجه من الملك في سنة ‪956‬هع‪ .‬وتععوفي بمراكععش‬
‫بقرب الستين والبقاء لله وحده‪".‬‬
‫‪ ()5‬نزهة الحادي ‪ 21-20‬وفيه أن ذلك كان في حععدود ‪ ،940‬واللفععظ للناصععري فععي الستقصععا‬
‫‪.4/101‬‬

‫‪249‬‬
‫ويظهر مما ساقه اليفرني في مقدمة "نزهة الحادي" عند ذكر‬
‫نسب السعديين‪ :‬شرفاء درعة أن الشيخ أبا الحسن بن هارون كان‬
‫يتوقع بعد هذا الصلح امتلكهم للمغرب)‪.(1‬‬

‫أصحاب أبي الحسن بن هارون‪:‬‬


‫يعتبر أبو الحسن بن هارون أوسع أصععحاب ابععن غععازي تععأثيرا‬
‫في قراء عصره وأكثرهم أصحابا‪ ،‬ول ينافسه في ذلك إل عدد يسير‬
‫من رجال المدرسة كأبي القاسم بن إبراهيم الععدكالي أو أبععي عبععد‬
‫الله بن مجبر‪.‬‬
‫ومن أهم أصحابه في القراءة‪:‬‬
‫‪ -‬أبو العباس أحمد بن علي بن عبد الرحمـــن المنجـــور‬
‫صاحــب "الفهرس" المشهور )ت ‪995‬هـ(‬
‫وقد ذكره المنجور في فهرسه وأفاض في ذكر مرويعاته ععن‬
‫المام ابن غازي وذكر ملزمته له تسعا وعشرين سنة ‪ -‬كما قععدمنا‬
‫‪ -‬وذكر عن نفسه في ثبته الذي لخصه المنجور جملة ما قرأه عليععه‬
‫أو رواه من المصنفات والفنون‪ ،‬أما أبو العباس المنجععور فقععد ذكععر‬
‫من مقروءاته عليه قوله‪:‬‬

‫‪ ()1‬يدل على ذلك مضمون ما ساقه اليفرني تحت عنوان "لطيفة"‪" :‬رأيت بخط الفقيه الستاذ‬
‫مؤدب أولد الملوك أبي عبد الله محمد بععن يوسععف الععترغي – رحمععه اللععه – مععا نصععه‪" :‬كععان‬
‫سيدي علي بن هارون يأخذ دولة الشرفاء أهل درعة من قععول اللععه تعععالى‪" :‬ولقععد كتبنععا فععي‬
‫الزبور من بعد الذكر أن الرض يرثها عبادي الصالحون" ولم يبين كيفية الخذ لععذلك مععن اليععة‬
‫الكريمة" – نزهة الحادي بأخبار ملوك القرن الحادي‪.13-12 :‬‬

‫‪250‬‬
‫"وقععرأت عليععه ثلث ختمععات مععن كتععاب اللععه ‪ -‬عععز وجععل ‪-‬‬
‫جمعت في الولى بين القراء السبعة‪ ،‬وأجازني فيه وفي غيره أيضا‬
‫من سائر ما سمع من شيوخه")‪.(1‬‬
‫‪ -‬إبراهيم بن أحمد اللمطي أبو إسحاق وأبــو ســالم مــن‬
‫أهل مدينة فاس )ت ‪988‬هـ(‬
‫وهو ممن أخذ عنهم المنجور فشاركه فععي شععيخه‪ ،‬قععال فععي‬
‫فهرسته‪" :‬ومن شيوخنا أيضا الذين قرأت عليهم في ابتداء الطلععب‬
‫الستاذ الصالح البركة الحاج أبععو سععالم إبراهيععم اللمطععي‪ ،‬هععو أول‬
‫من جودت عليه القرآن‪ ،‬بععل وعليععه حفظتععه‪ ،‬وقععرأت عليععه "مععورد‬
‫الظمآن" و"مقدمة الجرومية"‪ ،‬وعليه تمرنععت فععي إعععراب القععرآن‬
‫العزيز‪ ،‬وقرأنا معا السبع على الشيخ المام أبي الحسن بن هععارون‬
‫في سنة واحدة‪ ،‬وأجازنا وحضرت معه أيضا عند الشيخ الستاذ أبي‬
‫الحسن بن عيسى)‪ (2‬في "حرز المععاني" و"الععبردة"‪ ،‬وكععان هععو قععد‬
‫لزمه معروفا به سنين طويلة في علوم القرآن والنحو وغيععر ذلععك‪،‬‬
‫وعليه تخرج"‪.‬‬
‫وولي تدريس "الشاطبية الكبرى" و"البردة" بعععد مععوت ابععن‬
‫عيسى‪ ،‬فعالجهما وقام وقعد نحوا من خمس وعشععرين سععنة حععتى‬
‫نفذ فيهما ونجب‪ ،‬وكان ملزما لكتاب الله العزيز نحععوا مععن خمععس‬
‫وأربعين سنة ما عرض له فتور ول كسل‪ ،‬وتخععرج عليععه فععي حفععظ‬
‫القرآن جماعة كثيرة من الصبيان وغيرهم"‪.‬‬
‫"وكان مقبل على شأنه ل يحرص على الدنيا‪ ،‬قريبا من هععدي‬
‫شيخه‪ ،‬واعتنى بأداء فريضة الحج‪ ،‬وتعّنى في ذلك لقلة وجده وكععبر‬
‫سنه‪ ..‬وتوفي سنة ثمان وثمانين")‪.(3‬‬
‫ومن أصحاب أبي الحسن بن هارون أيضا من المشيخة بفاس‪:‬‬

‫فهرس أحمد المنجور ‪.45‬‬ ‫‪()1‬‬

‫هو علي بن عيسى الراشدي النف الذكر الذي حبس عليه حبس تدريس الشاطبية‪.‬‬ ‫‪()2‬‬

‫فهرس المنجور ‪.74-73‬‬ ‫‪()3‬‬

‫‪251‬‬
‫‪ -‬أبو راشد يعقوب بـن يحيـى اليـدري الفقيـه النـوازلي‬
‫الستاذ )ت ‪.(999‬‬
‫ذكره ابن القاضي في الجذوة والععدرة وذكععر أخععذه ععن أبععي‬
‫الحسن بن هارون المطغري وأنه لزمه كععثيرا مععن سععنة ‪ 933‬إلععى‬
‫تاريخ وفاة المطغري سنة ‪ ،951‬كما ذكر أنه أجاز له كل ما يحملععه‬
‫عن ابن غازي)‪.(1‬‬
‫‪ -‬ومن أصحاب أبي الحسن بن هارون‪:‬‬
‫‪ -‬علي بن عبد الواحد أبو الحسن السجلماسي المقرئ‪:‬‬
‫ترجم له الحضيكي فععي منععاقبه وقععال‪" :‬كععان – رضععي اللععه عنععه –‬
‫أسععتاذا كععثير الخععوف والتععأهب للخععرة والسععتعداد‪ ،‬عارفععا بطععرق‬
‫القراءات‪ ،‬قرأ على الشععيخ أبععي الحسععن علععي بععن هععارون‪ ،‬تععوفي‬
‫بسجلماسة عام ثمانين بهذا القرن العاشر")‪.(2‬‬
‫ومن أصحاب أبي الحسن بن هارون أيضا ملك‬ ‫‪-‬‬
‫العصر أبو العباس أحمد بن محمد‬

‫الشيخ الوطاسي‪:‬‬
‫وسيأتي في ذكر الجازات عرض إجازته التي أجاز له فيها‬
‫بقراءة نافع من نظم بعض أصحابه‪.‬‬
‫‪ -31‬ومن أصحاب ابن غازي عمرو بــن يعــزى الســمللي‬
‫السوسي‪:‬‬

‫جذوة القتباس ‪ 559-2/558‬ترجمه ‪ – 651‬ودر الحجال ‪ 3/254‬ترجمة ‪.1293‬‬ ‫‪()1‬‬

‫مناقب الحضيكي ‪.2/204‬‬ ‫‪()2‬‬

‫‪252‬‬
‫ذكععره الحضععيكي ووصععفه بعع "الفقيععه العععالم العامععل العلمععة‬
‫الكبير‪ ،‬تفقه ببلده ورحل لفاس ولقي أعلمها كعابن غععازي‪ ...‬وكعان‬
‫حيا قرب ‪930‬هع")‪.(1‬‬
‫‪ -32‬كبير أصحاب الشيخ ابن غازي الراوية الكبير الشيخ‬
‫أبــو القاســم بــن إبراهيــم المشــنزائي الــدكالي )ت‬
‫‪(978‬‬
‫هو أجل أصحاب ابن غععازي وأكععثرهم أصععحابا وأطععولهم زمانععا‬
‫في مشيخة التصدر‪ ،‬وطريقه عن ابن غازي – كمععا سععيأتي – تمثععل‬
‫العمود الفقري لسانيد المغاربة المتععأخرين شععمال وجنوبععا وشععرقا‬
‫من طرق الفاسيين وغيرهم كالسجلماسيين والسوسيين‪.‬‬
‫ترجمته‪:‬‬
‫قال تلميذه أبو العباس المنجور في فهرسه الذي سمى فيععه‬
‫مشيخته ومروياته‪" :‬ومنهم الشيخ الفقيه السععتاذ النحععوي المفسععر‬
‫أبو محمد أبو القاسم بن محمععد بععن إبراهيععم الععدكالي شععقيق عبععد‬
‫الرحمن المذكور)‪ (2‬أبو القاسم اسمه‪ ،‬وأبو محمد كنيته بابنه صاحبنا‬
‫أبي عبد الله‪ ،‬وكان من السععاتيذ المعتععبرين‪ ،‬عارفععا بعلععوم القععرآن‬
‫أداء ورسما وتفسيرا‪ ،‬ممتعا من الكتب العلميععة التفسععير والحععديث‬
‫والعربية وغير ذلك مما جمعه صهره ووالد زوجته الستاذ الكبير ذو‬
‫النحو الغزير الفقيه الفرضي أبو عبد الله الهبطععي)‪ ،"(3‬وهععي إعانععة‬
‫كبيرة على الطلب كما كان بعض الشيوخ يقول‪" :‬آلة تحصيل العلم‬
‫كتب صحاح‪ ،‬وشيخ فتاح‪ ،‬ومداومة وإلحاح‪"...‬‬
‫"أخذ عن والده الفقيه أبي عبد الله وعن شيخ الجماععة أبعي‬
‫مععدته‪ ،‬لزمعه فعي دروسعه فعي التفسععير‬ ‫عبد الله بن غععازي وهعو عُ ْ‬
‫وغيره مدة‪ ،‬وجمع عليه القرآن العظيم بععالقراءات السععبع‪ ،‬وأجععازه‬

‫‪ ()1‬الحضيكي ‪.2/301‬‬
‫‪ ()2‬تقدم في أصحاب ابن غازي‪.‬‬
‫‪ ()3‬سيأتي في فصل خاص‪.‬‬

‫‪253‬‬
‫فيه وفي غيره‪ ،‬وأخذ أيضا عن صهر أبععي عبععد اللععه الهبطعي‪ ،‬وععن‬
‫غيرهم ممن عاصرهم")‪.(1‬‬
‫وقد أفاض الحضيكي أيضا في ترجمته وذكر أنه "كان حافظا‬
‫من العلمععاء المحققيععن النقععاد‪ ،‬بععرع فععي العلععوم كلهععا" "ثععم قععال‪:‬‬
‫"وبالجملة فهو شيخ القراء في عصره‪ ،‬وإمام التفسير فععي وقتععه‪...‬‬
‫)‪.(2‬‬
‫وقد وصف المنجور طريقععة أخععذه فععي العلععوم فقععال‪" :‬وكعان‬
‫ينقل شرح ابن عبد الكريم الغصاوي على "الدرر اللوامع" بفصوله‬
‫ويسععتوفيه‪ ،‬ويطععرّزه بكلم السععتاذ الكععبير أبععي وكيععل ميمععون‬
‫المصمودي مولى الفخار في "التحفة" وكان آية الله – عععز وجععل –‬
‫في ذلك‪ ،‬وينقل علععى التفسععير كلم فارسععي التفسععير ابععن عطيععة‬
‫والزمخشري‪ ،‬ويضيف على ذلك من كلم الصفاقسي وغيره‪ ،‬وكان‬
‫مشاركا في الدب والتاريخ‪ ،‬ويحسن كتابععة الوثععائق‪ ،‬لععزم السععماط‬
‫مدة"‪ .‬ثم ذكر المنجور ما أخذه عنه فقال‪:‬‬
‫"حضرت عنده جملة وافرة من التفسععير و"ألفيععة ابععن مالععك"‬
‫و"الدرر اللوامع" و"حرز الماني"‪ ،‬وقرات عليه من القععرآن العزيععز‬
‫بالقراءات السبع من فاتحته إلى حزب "واذكروا الله"‪ ...‬ولععد سععنة‬
‫‪ 896‬وتوفي سنة ‪" ،978‬وكانت جنازته مشععهودة حضععرها الخععاص‬
‫والعام")‪.(3‬‬
‫وقد تقدم لنا ذكر الجازة الععتي أجععازه بهععا الشععيخ ابععن غععازي‬
‫ومن معه من أهل بيته وغيرهم‪ ،‬ومن طريقه عنععه – كمععا سععيأتي –‬
‫أسند القراءة عامة من أسندها من الفاسيين وأهل سوس وجمهور‬
‫المغاربة المتأخرين بوجه عام‪.‬‬

‫فهرس المنجور ‪.66-65‬‬ ‫‪()1‬‬

‫الحضيكي ‪ 1/157‬ونحوه في دوحة الناشر ‪.57‬‬ ‫‪()2‬‬

‫فهرس المنجور ‪.66‬‬ ‫‪()3‬‬

‫‪254‬‬
‫‪ -33‬أبو القاسم الكوش الدرعي التفنوتي )ت ‪ 953‬هـ(‪:‬‬
‫من علماء زمنه وشيوخ الصلح والحسان‪ ،‬ذكره المنجور في‬
‫مشيخة شيخه أبي محمد عبععد الحععق بععن أحمععد المصععمودي وذكععر‬
‫وفاته في رمضان سنة ‪953‬هع)‪.(1‬‬
‫وقال في ترجمة شيخه أبي الحسن علي بن عيسى الراشدي‬
‫– كما تقدم ‪:-‬‬
‫"نفذ له تدريس "الشاطبية الكبرى" الذي أنشأ تحبيسه الشيخ‬
‫الفقيه الفرضي الصالح أبو القاسم الكععوش الععدرعي لنظععر الشععيخ‬
‫المام أبي الحسن بن هارون‪ ،‬ولم يكن لها وقف قبله")‪.(2‬‬
‫وذكره الحضيكي باسم ابععي القاسععم بععن عمععر وقععال‪" :‬نزيععل‬
‫درعة‪ ،‬يعرف عند أهل فاس بع "الكوش" وبع "الشععيخ"‪ .‬كععان بارعععا‬
‫في كثير من العلم والفقه)‪ (3‬والعربية والحساب والقراءات قال‪:‬‬
‫"وهو أول من وقف على "حرز الماني" للشععيخ أبععي القاسععم‬
‫الشاطبي بفاس لما جمع شرطه فععي المسععجد بدرعععة‪ ،‬فبعععث بععه‬
‫لشيخه المذكور)‪ (4‬يشتري بععه ربعععا أو عقععارا يحبععس علععى إقععرائه‪،‬‬
‫فكتب إليه‪ :‬قد بلغت البضاعة واشترينا بهععا عرصععة‪ ...‬فعينععت لمععن‬
‫قام بالكتاب المذكور‪ ،‬وكان بعث أول بشيء فأكععل فععي الطريععق‪...‬‬
‫قال‪:‬‬

‫نفسه ‪ 85‬وله ترجمة في لقط الفرائد ‪ 299‬ونشر المثاني ‪.1/43‬‬ ‫‪()1‬‬

‫فهرس المنجور ‪.67‬‬ ‫‪()2‬‬

‫كذا وأصله "من علم الفقه والعربية" كما في "الفوائد الجمة" للتمنارتي‪.‬‬ ‫‪()3‬‬

‫يعني لبي الحسن بن هارون‪.‬‬ ‫‪()4‬‬

‫‪255‬‬
‫"أخععذ ‪ -‬رضععي اللععه عنععه ععع بفعععععاس عععن ابععن غعععععازي‬
‫والونشريسي‪ ،‬توفي – رحمه الله ع في سنة ‪ 953‬ودفن بتمجععروت‬
‫بدرعة")‪.(1‬‬
‫وقد ذكر التمنارتي أصل ما ذكره الحضيكي بالحرف وزاد قول‬
‫تلميععذه سععيدي سعععيد الهزالععي‪" :‬وكععانت مسععاكن دراسععتنا بقععرب‬
‫مسكنه‪ ،‬ونحن نجد غاية الجد‪ ،‬ويقول لنا‪ :‬ما كنتم تصنعون شيئا‪ ،‬ما‬
‫هكذا عرفنا طلبة جزولة")‪.(2‬‬
‫‪ -34‬أبو القاسم بن علي بن خجو )ت ‪:(956‬‬
‫هو الشيخ الفقيه أبو القاسم بن علي بن خجو الحساني‪ ،‬تفقه‬
‫بحضرة فعاس‪ ،‬واخععذ ععن كععثير مععن مشععايخها كالمععام ابععن غععازي‬
‫وسيدي أحمععد الزقععاق والشععيخ أبععي الحسععن بععن هععارون والحبععاك‬
‫والستاذ الهبطي وغيرهم‪...‬‬
‫دخل فاس مدعوا إليها في جملة الفقهاء لما تغلععب السععلطان‬
‫أبو عبد الله الشيخ على ملك المغرب‪ ،‬فرغب إليه أن يقيم بها أياما‬
‫لينتفع منه‪ ،‬فأقام أياما‪ ،‬ثم أناخ به أجله فتوفي – رحمه الله – سععنة‬
‫ست وخمسين‪.(3)...‬‬
‫‪ -35‬محمد بن أحمد أبو عبد الله العبسي )‪964‬هـ(‪:‬‬
‫هو من أصحابه الجلة القائمين علععى طريقتععه‪ ،‬ذكععره المنجععور‬
‫في مشيخته وقال‪" :‬ومنهم الفقيه السععتاذ النحععوي الخطيععب نيابععة‬
‫أبو عبد الله محمد العبسي‪ ،‬قرأ على شيخ الجماعة أبععي عبععد اللععه‬
‫محمد بن غازي من معاصريه‪ ،‬ولزم المام ابا العباس الزقععاق فععي‬
‫"مختصر خليل" وغيره‪ ...‬وأخذ أيضععا عععن المعامين الخطيععبين أبععي‬

‫‪ ()1‬مناقب الحضيكي ‪ 153-1/151‬بتصرف‪.‬‬


‫‪ ()2‬كتاب الفوائد الجمة بإسناد علععوم المععة لبععي زيععد عبععد الرحمععن بععن محمععد التمنععارتي )ت‬
‫‪ (1060‬نسخة مصورة عن نسخة مخطوطة بالخزانة العامة بالرباط رقم ‪.964 .02‬‬
‫‪ ()3‬دوحة الناشر لبن عسكر ‪ 15-14‬ببعض اختصار‪ ،‬ولععه ترجمععة مععوجزة فععي الجععذوة ‪1/111‬‬
‫ترجمة ‪.40‬‬

‫‪256‬‬
‫الحسن علي بن هارون‪ ,‬وأبي محمد الونشريسي‪ ...‬وكععان يخطععب‬
‫بععالقرويين نيابععة عععن الفقيععه السععتاذ الخطيععب غععازي ابععن شععيخ‬
‫الجماعة أبي عبد الله بن غازي‪ ...‬قال المنجور‪:‬‬
‫"حضرت عنده مجالس يعرب فيهععا القععرآن ويقععرئ "اللفيععة"‬
‫بنقل المرادي‪ ،‬ومختصر خليععل‪ ،‬وشععيئا مععن التفسععير ومععن "الععدرر‬
‫اللوامع" بكرسيه بجامع النععدلس"‪ .‬وتععوفي آخععر سععنة ثلث أو أول‬
‫سنة ‪964‬هع")‪.(1‬‬

‫فهرس المنجور ‪.69-68‬‬ ‫‪()1‬‬

‫‪257‬‬
‫‪ -36‬محمــــد بن علي بن عدة أبو عبــد اللــه الندلســي‬
‫دي )ت ‪975‬هـ(‪:‬‬ ‫المشهـور بابن عدة والعــ ّ‬
‫من جلة أصحاب ابن غععازي أيضععا وحععذاقهم مععن طبقععة أبععي‬
‫القاسم بن إبراهيم الدكالي النععف الععذكر‪ .‬ترجععم لععه المنجععور فععي‬
‫شيوخه وقال‪" :‬ومنهم الشيخ الستاذ الحععافظ لكتععاب اللععه الحفععظ‬
‫المتقن متنا وأداء ورسما وضبطا أبععو عبععد اللععه بعن علععي بعن عععدة‬
‫دي"‪.‬‬‫الندلسي‪ ،‬وبها ولد‪ ،‬المشهور بالع ّ‬
‫"درس القرآن العظيم الععدرس البعالغ‪ ،‬اشععتهر عنععه أنععه كعان‬
‫يدرس اللوح من القرآن ألف مرة حتى حفظه ذلك الحفظ بحيث ل‬
‫يقف ول يتتعتع‪ ،‬يضرب به المثل في الحفظ‪ ،‬على أن القرآن غلب‬
‫قد يقف فيه من ل يظن به ذلك"‪.‬‬
‫"وكانت أحكامه أداء ورسما وضبطا حاضرة لديه‪ ،‬ويحفظ فععي‬
‫ذلك منظومات لقواعد وجزئيات‪ ،‬وكان له خط رائق‪ ،‬ونسععخ نسععخا‬
‫عديدة من كتاب اللععه – عععز وجععل – للسععلطين وغيرهععم‪ ،‬والنععاس‬
‫يتغالون في نسخه‪ ،‬ومثله في جععودة حفعظ القعرآن بكعثرة العدرس‬
‫شيخنا الستاذ أبو عبد الله بن مجبر)‪ ،(1‬وكانا معا يقصععدان بتصععحيح‬
‫نسخ القرآن من حيث المتن والرسم والضبط"‪.‬‬
‫ثم قال عن شيوخه‪" :‬قرأ شيخنا أبو عبد الله العععدي القععرآن‬
‫العظيم على شيخ الجماعة أبي عبد الله بن غازي‪ ،‬وعلى الستاذين‬
‫أبي العباس الدقون وأبععي عبععد اللععه الهبطععي وغيرهععم‪ ،‬واخععذ عععن‬
‫المامين المفتيين الخطيبين أبي الحسععن بععن هععارون وأبععي محمععد‬
‫الونشريسي وغيرهعم‪ ،‬ولزم دروس ابعي عبعد اللعه بعن غعازي فعي‬
‫التفسير وغيره‪ ،‬وسمع عليععه صععحيح البخععاري‪ ،‬وجمععع عليععه وعلععى‬
‫الستاذ أبي العباس الدقون القرآن بععالقراءات السععبع وأجععازه كععل‬
‫منهما فيه وفي غيره‪ ...‬ولزم أيضا دروس المفتيين المذكورين في‬

‫سيأتي في أصحاب ابن غازي‪.‬‬ ‫‪()1‬‬

‫‪258‬‬
‫الفقه وغيره‪ ،‬وتفسير الشيخ أبععي القاسععم بععن إبراهيععم بالمدرسععة‬
‫المصباحية مدة‪ ...‬وجود عليه القرآن من الطلبة من ل يحصى"‪.‬‬
‫قال المنجور‪" :‬وممن قرأ عليععه بعععض القععرآن بالسععبع شععيخنا‬
‫العلمة أبو محمد عبد الوهاب الزقاق"‪.‬‬
‫"وتلوت عليه بالسبع ختمة من القرآن من فاتحة الكتععاب إلععى‬
‫آخره‪ ،‬ومن أخرى إلى أثناء سورة النعام‪ ،‬وكان يحفظ السبع أيضا‪،‬‬
‫فكثيرا ما قرأنا منععه جععزءا كععامل فععي المجلععس الواحععد بسععرعة‪...‬‬
‫وتوفي وقد قارب التسعين أو بلغها فععي آخععر جمععادى الولععى عععام‬
‫خمسة وسبعين من هذه المائة")‪.(1‬‬
‫وقد ذكر ابن القاضي جملععة شععيوخه المععذكورين وذكععر فيمععن‬
‫أخذ عنه أبا عبععد اللععه محمععد بععن يوسععف الععترغي‪ ،‬وقععال "أدركععت‬
‫حياته‪ ،‬إل أني ما قرأت عليه")‪.(2‬‬
‫‪ -37‬محمد بن أحمد بن مجبر المساري )ت ‪:(983‬‬
‫شيخ الجماعة في زمنه بفاس في أكثر مععن فععن‪ ،‬عععاش حععتى‬
‫انفرد بالرواية عن الكبار‪ ،‬وأخذ عنه الناس‪.‬‬
‫ترجم له المنجور في مشيخته ووصفه بع ع "السععتاذ الكععبير‪ ،‬ذو‬
‫النحو الغزير‪ ،‬العروضي الفرضي المتقن‪ ،‬أبي عبععد اللعه محمعد بعن‬
‫مجبر المساري‪ .‬ثم قال‪:‬‬
‫"كان متقنا لعلوم القرآن كحرز الماني والدرر اللوامع ومععورد‬
‫الظمآن مع ذلكه حفظا وفهمععا مععع البحععث والمعععان‪ ،‬عنععده تقاييععد‬
‫الشيوخ‪ ،‬وزاد هو عمن لحقه منهععم ومععن بنععات فكععره مععا فععاق بععه‬
‫القران‪."...‬‬
‫ثم ذكر إتقانه لعدد من العلوم وسمى مععن أمهعات المصععنفات‬
‫فيها ما أخذه عن شيخه الكبير أبي عمران موسى الزواوي وغيععره‪،‬‬

‫فهرس المنجور ‪.67-66‬‬ ‫‪()1‬‬

‫درة الحجال ‪ 2/213‬ترجمة ‪ 659‬ونحوه في لقط الفرائد ‪) 310‬الف سنة من الوفيات(‪.‬‬ ‫‪()2‬‬

‫‪259‬‬
‫ود على شيخ الجماعة أبي عبد اللععه بععن غععازي ثلثععة‬ ‫ثم ذكر أنه "ج ّ‬
‫أحزاب معن فاتحععة الكتععاب إلععى "واذكععروا اللععه" بحععرف نعافع‪ ،‬ثععم‬
‫اقتصر على شيخه الععزواوي قصععد النتفععاع‪ ...‬وكععان يحفععظ السععبع‬
‫حفظا بالغا يفوق فيه أقرانه‪ ،‬ويستحضر نصوص "حرز الماني"‪ ،‬ول‬
‫يحتععاج إلععى أن ينظععر "التيسععير")‪ (1‬و"إنشععاد الشععريد" أو غيرهمععا‪،‬‬
‫ودرس كعثيرا فعي كتعاب اللعه العزيععز حعتى أتقعن حفظعه كالسعتاذ‬
‫العدي"‪.‬‬
‫قال المنجعععور‪" :‬ختمت عليه القرآن العزيز بالقراءات السبع‪،‬‬
‫وحضععرت عليععه "اللفيعععععة" بمسععجد "الصععوافين"‪ ...‬وقععرأت عليععه‬
‫جملة وافرة من "الخععععزرجية" ومععن "الشععاطبية الكععبرى" بلفظععي‬
‫إلى سورة النعام كنت أقرؤها عليه بيععن المغععرب والعشععاء بجععامع‬
‫القروييععن ينقععل عنهععا مععن الجعععبري‪ ...‬ثععم ذكععر وفععاته سععنة ثلث‬
‫وثمانين‪ ،‬وكانت جنازته مشهودة وحضره مولي أبو حفص ولد أخي‬
‫السلطان")‪.(2‬‬
‫وذكر التيمبوكتي ولدته في حععدود عععام ‪898‬هع ع وقععال‪" :‬قععال‬
‫عبد الواحد الشريف‪ :‬وكان غاية في صلح النية والبعد عععن الخلق‬
‫الردية‪ ،‬وإضععمار الخيععر لكععل البريععة‪ ،‬مقبل علععى مععا يعنيععه‪ ...‬عليععه‬
‫المدار في قطره في تحقيق السبع وأحكامها‪ ،‬مع انفراد بحمل لواء‬
‫النحو وتحقيقه‪ ،‬له إيراد يهز النفوس سماعه‪ ،‬وإشكال يحير الفكار‬
‫إبداعه)‪."(3‬‬
‫وقال في الجذوة في وصفه‪" :‬الفقيه الستاذ الحافظ النحوي‪،‬‬
‫سيبويه زمانه‪ ،‬له طرر على الفيععة ابععن مالععك وهععو شععيخ الجماعععة‬
‫بمدينة فاس‪ ...‬ثم ذكر أخذه عن موسى الزواوي ومحمد بن غععازي‬
‫ووفاته سنة ‪."(4)984‬‬

‫في الفهرس "التفسير" ويظهر أنه تحريف‪.‬‬ ‫‪()1‬‬

‫فهرس المنجور ‪.65-63‬‬ ‫‪()2‬‬

‫نيل البتهاج ‪.340‬‬ ‫‪()3‬‬

‫الجذوة ‪ 1/250‬ترجمة ‪.250‬‬ ‫‪()4‬‬

‫‪260‬‬
‫مؤلفاته‪ :‬ول يبعد أن تكون لبي عبد الله بن مجععبر مؤلفععات‬
‫لم تصل إلينا إلى جانب "طرره" على اللفية‪ ،‬وقد وقفت لععه علععى‬
‫ما يلي‪:‬‬
‫تقاييد على مورد الظمآن لبي عبد الله الخراز‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫وتقاييد على نظم الضبط لععه أيضععا‪ ،‬وكلهمععا مععا يععزال‬ ‫‪-‬‬
‫محفوظععا فععي بعععض الخععزائن)‪ (1‬وكلهمععا بتمكععروت برقععم‬
‫‪.1876‬‬
‫وقد وقفت على تقييد عنه لصاحبه محمععد العربععي بععن‬ ‫‪-‬‬
‫محمد الكومي عرف بالغماري قال فععي أولععه‪":‬وبعععد فهععذا‬
‫بعض ما قيدته عن شيخنا المععام العلمععة سععيدي أبععي عبععد‬
‫الله بن مجبر – ابقى الله بركته – على رجز المام أبي عبد‬
‫الله الخراز الذي نظمه على الرسم‪....‬‬

‫‪ ()1‬وقفت على تقييد له على الخراز في خزانة أوقاف آسفي في مجمععوع عععتيق‪ ،‬وقععد أشععرت‬
‫إليه في ترجمة ابن غازي في الفصل الول من العدد‪ .‬ونقلععت منععه نمععاذج مععن تحقيقععاته عععن‬
‫شيخه الصغير في قضايا الخلف في الرسم‪.‬‬

‫‪261‬‬
‫ومن نقوله عنه في هذا التقييد ما قاله عند قول الخراز‪ " :‬مععا‬
‫جاء من أعرافها لمريما عن الجميع أو لبعض رسما" قععال‪" :‬قععوله"‬
‫"بضعة" يريد ما عدا الول)‪ ،(1‬وأما الخر وهو "بضعة مزجية" فذكر‬
‫عن الستاذ أبي عبد الله الهبطععي – رحمععه اللععه – انععه كععان يقععول‬
‫بإثبات اللف كالول‪ ،‬فيثبت الطرفين ويحذف ما عداهما"‪.‬‬
‫وقال الشيخ – رضي الله عنه – عن شيخه الستاذ أبي عمران‬
‫الععزواوي – رحمععه اللععه ‪ :-‬أمععا الول فبإثبععات اللععف‪ ،‬ومععا عععداه‬
‫بحذفها"‪.‬‬
‫وقال عند قوله‪:‬‬
‫"وهاك حكم الهمز في المرسوم وضبطه بالسائر المعلوم‪:‬‬
‫قععال شععيخنا – يعنععي أبععن مجععبر ‪" :-‬ول عمععل علععى مععا قععاله‬
‫التجييي)‪ (2‬في "شطئه" من تصويره باللف‪ ،‬وقد حكي عن الستاذ‬
‫أبي عبد الله الصغير أنه جاء يوما يجعود لعوحه علعى أبعي الحسعن‬
‫الوهري – رحم الله الجميع بمنه – وقد كتب فععي لععوحه ربععع "لقععد‬
‫رضي الله عن المومنين"‪" ،‬فلما بلغ إلى قوله "شطئه" نظععر إليععه‬
‫أبو الحسن فوجده مكتوبا باللف‪ ،‬فأنكر عليععه أبععو الحسععن‪ ،‬فقععال‬
‫أبو عبد الله الصغير‪:‬‬
‫يقول ذا محمد الصغير‬ ‫وشطئه بألف يصور‬
‫قال بعضهم‪ :‬لعل أبا الحسن إنما أنكره لكونه لععم يطلععع علععى‬
‫ما قاله التجييي‪ ،‬أو اطلع عليه وكأنه عابه")‪.(3‬‬
‫أصحاب ابن مجبر في القراءة‪:‬‬
‫أخذ عن ابن مجبر عععدد كععبير‪ ،‬إل أن السععانيد لععم تجععئ مععن‬
‫طريقه عن ابن غازي لقلة ما قرأ به عليه‪ .‬وقد ذكر من أصحابه‪:‬‬

‫‪ ()1‬يعني بالول قوله في سورة يوسف "وأسروه بضعة"‪ ،‬ولععم يعععد لهععذا الخلف اعتبععار اليععوم‬
‫في الرسم المعمول به عند المغاربة كما هو مطبوع في المصاحف اليوم‪.‬‬
‫‪ ()2‬هو أبو إسحاق صاحب "التبيان" تقدم التعريف به‪.‬‬
‫‪ ()3‬التقييد المذكور مخطوط مصور من خزانة الشيخ إبراهيم الهللي بمكناس جزاه الله خيرا‪.‬‬

‫‪262‬‬
‫‪-‬أبو العباس المنجور‪ ،‬وقد قدمنا قوله‪" :‬ختمت عليه القععرآن العزيععز‬
‫بالقراءات السبع‪"...‬‬
‫‪-‬ومنهم أبو العباس أحمد بن علععي الزمععوري وسععيأتي فععي آخععر‬
‫هذه القائمة‪.‬‬
‫‪-‬وأبو سالم إبراهيم بن مخلعد "السعتاذ النحعوي الحسعن النغمعة‬
‫بكتاب الله‪ ...‬توفي غريقا بنهر سبو سنة ‪.(1)949‬‬
‫‪-‬وعلي الحاج المعروف بععابن البقععال‪ ،‬قععرأ عليععه بالسععبع‪ ،‬وجععود‬
‫عليه المنجور حين كان يقرأ بالمدرسة المصباحية)‪.(2‬‬
‫‪-‬وأبو القاسم بن محمد بععن محمععد بععن قاسععم بععن أبععي العافيععة‬
‫المكناسي وهو والد أبي زيد عبد الرحمن بن القاضي‪.‬‬
‫"أخذ القراءات عن الستاذ أبي عبد اللععه محمععد بععن أحمععد‬
‫بن مجبر المساري‪ ،‬وعن أبي القاسم بن إبراهيععم المشععترائي‪،‬‬
‫والنحو عن أبي العباس أحمععد بععن علععي القععدومي الندلسععي‪...‬‬
‫وأجاز له ابن مجبر المذكور في القراءات وكل ما يجوز له وعنه‬
‫روايته‪ ،‬قال في الجذوة بعد ذكر ما تقدم ‪ :-‬ولد سنة ‪ ،960‬وهععو‬
‫من أهل العصر")‪.(3‬‬
‫‪-‬ومنهم عبد الرحمن بن قاسم أعراب أبو زيد المكناسععي‪" .‬قععرا‬
‫بفاس على شيخ القراء والنحو أبي عبد الله محمد بن أحمد بن‬
‫مجبر المساري")‪.(4‬‬
‫‪-‬ومنهععم الفقيععه النحععوي المشععععارك المتفنععععن مفععتي مكناسععة‬
‫محمعد بن محمععد الغمععاري – صاحب التقييععد عنععه – قععال فععي‬
‫الجذوة‪" :‬أخذ بفاس عن محمد بن مجبر المسععاري وعععن يحيععى‬

‫ترجم له المنجور في شيوخه في الفهرس ‪.77‬‬ ‫‪()1‬‬

‫المصدر نفسه ‪.77‬‬ ‫‪()2‬‬

‫درة الحجال ‪ 3/287‬ترجمة ‪1363‬‬ ‫‪()3‬‬

‫نشر المثاني ‪.49-1/48‬‬ ‫‪()4‬‬

‫‪263‬‬
‫السراج وعن أبي راشد اليدري وغيرهم‪ ،‬وقرا القرآن بالمقععارئ‬
‫السبعة‪ ،‬توفي بمكناسة في ‪ 23‬ربيع النبوي عام ‪1002‬هع)‪.(1‬‬
‫‪-‬ومنهم أحمعد بعن عبعد الرحمعن بعن عبععد المععومن المسعكرادي‬
‫المصمودي‪ ،‬وقد تقدم في الخذين عن ابن غازي)‪.(2‬‬
‫وفي الجملة فقد قال صاحب الدوحععة فععي أبععي عبععد اللععه بععن‬
‫مجبر‪" :‬حععاز قصععب السععبق فععي طريععق النحععو والقععراءات وانتفععع‬
‫القراء به كثيرا‪ ،‬ولم يبق اليوم في المغععرب إل تلمععذته فععي تجويععد‬
‫الروايات وضبطها‪ ،‬توفي وقد ناهز المائة)‪."(3‬‬
‫‪ -38‬محمـد بن أحمـــد بــن عبـــد الرحمـــن أبــو عبــد اللــه‬
‫اليسيتني مفتى فاس)‪(959-897‬‬
‫قال تلميذه أبو العباس المنجور فعي مشعيخته‪ :‬فمنهعم شعيخنا‬
‫الفقيه المام العلمة المحقق الجامع بين فني المنقول والمعقععول‪،‬‬
‫الحاج الرحال الخطيب المفتي الصالح أبو عبد الله محمد بن أحمععد‬
‫بن عبد الرحمن اليسيتني‪.‬‬
‫"قرأ على المام شيخ الجماعة أبي عبععد اللععه بععن غععازي قليل‪،‬‬
‫وأكثر عن الفقيه الستاذ المتفنن الرحال الصالح أبععي زكريععا يحيععى‬
‫السوسععي)‪ ..(4‬ثععم ذكععر مععن شععيوخه جماعععة مععن التلمسععانيين‬
‫والفاسيين وذكر له رحلة في طلب العلم إلععى المغربيععن الوسععط‬
‫والدنى‪ ،‬ثم إلى مصر ثم قال‪:‬‬
‫"وشارك في تلوة القرآن العزيععز‪ ،‬فقععرأ علععى شععيخ الجماعععة‬
‫المام أبي عبد الله محمد بن أحمد بن غازي بالقراءات السبع مععن‬
‫فاتحة الكتاب إلى "حععزب" و"المحصععنات"‪ ،‬ثععم تععوفي الشععيخ ابععن‬
‫غازي – رحمة الله عليه – وما أظنه ختععم علععى أحععد بعععده‪ ...‬وذكععر‬
‫من اهتمامه بفن التجويد أنه كان "كثيرا ما يأتي يوم الخميععس إلععى‬
‫الجذوة ‪ 1/327‬ترجمه ‪ 347‬ونحوه في نشر المثاني ‪.1/41‬‬ ‫‪()1‬‬

‫الجذوة ‪ 159-1/158‬ترجمة ‪.109‬‬ ‫‪()2‬‬

‫دوحة الناشر ‪ 58‬ترجمة ‪.42‬‬ ‫‪()3‬‬

‫سيأتي في أصحاب ابن غازي‪.‬‬ ‫‪()4‬‬

‫‪264‬‬
‫جامع القروييععن لحضععور مجلععس الشععيخ السععتاذ أبععي القاسععم بععن‬
‫إبراهيم في "الدرر اللوامع")‪.(1‬‬
‫‪ -39‬محمد بن عبد الجبار الفجيجي‪:‬‬
‫ذكره أبععو جعفععر البلععوي الععوادي آشععي فععي ثبتععه وذكععر سععنده‬
‫المسلسل بالمصافحة وقوله فيه‪" :‬صافحني شيخنا وبركتنا العلمععة‬
‫سيدي محمد بن غازي بالجامع العظم عرف بالقرويين مععن فععاس‬
‫– حرسها الله – بعد صلة الجمعة تاسع شععوال عععام ‪895‬هع ع وشععد‬
‫على يدي وأمرنععي أن أشععد علععى يععده‪ ...،‬وذكععر السععند المسلسععل‬
‫بمثل ذلك متصل إلى النبي – صلى الله عليه وسلم")‪.(2‬‬
‫‪ -40‬محمد بن عبد الواحد أبــو عبــد اللــه الغــزال صــاحب‬
‫كرسي ابن غازي بعده بالقرويين‪:‬‬
‫تقدم ذكره ضمن الجازة التي أجاز بها ابن غازي لبني إبراهيم‬
‫ولولديه‪ ،‬وقععد نعتععه ابععن غععازي فيععه بععالفقيه‪ ،‬وذكععره المنجععور فعي‬
‫فهرسته وذكر أنه قرأ على فقهععاء وهععران وتلمسععان‪ ،‬ثععم ذكععر أنععه‬
‫"حضر كثيرا عند من أدرك من فقهاء فاس‪ ،‬وكان يدرس "العمععدة"‬
‫و"الرسالة" بكرسي الشيخ أبي عبد الله بن غازي‪.(3)"...‬‬
‫)‪(4‬‬
‫التلمســاني‬ ‫‪ -41‬محمــد بــن علــي بــن أبــي الشــرف‬
‫الشريف الحسني‪:‬‬
‫ذكر صاحب التحاف أخذه عن الشيخ ابن غازي سنة ‪ 913‬كما‬
‫صرح بذلك في صدر شرحه للشفاء)‪ .(5‬وقععال فععي "نيععل البتهععاج"‪:‬‬
‫"أخععذ عععن ابععن غععازي والععدقون وغيرهمععا‪ ،‬وذكععر لععه تعليقععا علععى‬
‫"الشفاء" لعياض كتب له علععى ظهععره ابععن غععازي قععوله‪" :‬طععالعت‬

‫فهرس المنجور ‪ 40-29-38‬باختصار وتصرف‪.‬‬ ‫‪()1‬‬

‫ثبت أبي جعف البلوي ‪.405‬‬ ‫‪()2‬‬

‫فهرس المنجور ‪.74‬‬ ‫‪()3‬‬

‫في شجرة النور ‪" 276‬بن أبي شريف"‪.‬‬ ‫‪()4‬‬

‫التحاف لبن زيدان ‪ 9-4/8‬ولعل التاريخ محرف عن ‪ 918‬كما سيأتي عند صاحب النيل‪.‬‬ ‫‪()5‬‬

‫‪265‬‬
‫بعض هذا المجموع فععأعجبني‪ ،‬وذلععك فععي عععام ‪ ،(1)918‬ولععم أقععف‬
‫على وفاته")‪.(2‬‬
‫"وذكر القادري في "نشر المثاني" أنه توفي في العععام الثععاني‬
‫من العشرة السادسة – يعني من المائة العاشرة")‪.(3‬‬
‫‪ -42‬محمد بن علي الخطيب القصري أحد عدول ســماط‬
‫فاس‪:‬‬
‫ذكره في الجذوة وذكر أخذه عن ابععن غععازي‪ ،‬وأنععه كععان أديبععا‪،‬‬
‫وذكر وفاته ‪.(4)955‬‬
‫‪ -43‬محمد بن محمد بن أبي جمعة الــوهراني المغــراوي‬
‫المعروف بشقــرون وبابن بوجمعة )ت ‪929‬هـ(‪:‬‬
‫إمام جليل راسخ القدم في رواية العشر الصغير‪ ،‬وهو صععاحب‬
‫القصيدة اللمية "تقريب المنافع" – النفة الذكر – التي ضععاهى بهععا‬
‫"تحفة الليف" للصفار‪ ،‬ولمية العامري‪ ،‬وقد تقدم أنه نظمها وفرغ‬
‫منها في صفر سنة ‪899‬هع وعدد أبياتها ‪ 300‬بيت‪ ،‬وقد نظمها وهععو‬
‫في العشرين من عمره كما قال في أولها)‪.(5‬‬
‫قال في "درة الحجال"‪" :‬أحذ تلمذة ابن غازي‪ ،‬وهو الذي رثاه‬
‫بقصيدته المشهورة)‪ ،(6‬وأخذ أيضا عن أبععي العبععاس الععدقون وأجععاز‬
‫له)‪ ،(7‬وله جزء لطيف جمع فيه مروياته عععن أبععي العبععاس الععدقون‪،‬‬
‫توفي سنة ‪.(8)"930‬‬

‫‪ ()1‬كذا جاء في نيل البتهاج ويظهر أنععه الصععواب لن صععاحب التحععاف ربمععا نقععل عنععه ل عععن‬
‫الشرح المذكور‪.‬‬
‫‪ ()2‬نيل البتهاج ‪ 336‬ونشر المثاني للقادري ‪.2/11‬‬
‫‪ ()3‬نشر المثاني ‪.2/11‬‬
‫‪ ()4‬جذوة القتباس ‪ 1/245‬ترجمة ‪.237‬‬
‫‪ ()5‬تقدم ذكر القصيدة في ذكر ما قام على قصيدة الصفار من نشاط علمي‪.‬‬
‫‪ ()6‬توجد القصيدة مخطوطة في الخزانة الناصرية بتمكروت في مجمععوع برقععم ‪ 2088‬بعنععوان‬
‫"تعزية في محمد بن أحمد ابن غازي لحمد المدعو شععقرون بععن أبععي جمعععة الععوهران )دليععل‬
‫مخطوطات دار الكتب الناصرية بتمكروت ‪.(138‬‬
‫‪ ()7‬تقدم ذكر إجازته له في بيتين من الشعر في ترجمة أحمد الدقون من أصحاب ابن غازي‪.‬‬
‫‪ ()8‬درة الحجال ‪ 2/151‬ترجمة ‪ 626‬ونحوه في الجذوة ‪.1/321‬‬

‫‪266‬‬
‫وترجم له صاحب البسععتان فقععال‪" :‬السععتاذ المتكلععم المقععرئ‬
‫الحافظ الضابط أبو عبد الله محمد‪ ،‬أخذ عن الفقيه أبععي عبععد اللععه‬
‫محمد بن غازي‪.(1)"...‬‬
‫وللشيخ ابن أبي بوجمعة الوهراني مجموعة تقاييد عععن شععيخه‬
‫ابن غازي ذكرنا بعض النقععول عنهعا فععي تحقيقععات ابععن غععازي ععن‬
‫شيخه الصغير‪ ...‬وتوجد منها نسخة بالخزانة الحسنية بالرباط برقم‬
‫‪ 4497‬بعنوان "تقييد طرر مورد الظمآن" متلقاة من شععيوخ مدينععة‬
‫فععاس‪ ،‬جمعهععا أبععو عبععد اللععه محمععد بععن أبععي جمعععة المغععراوي‬
‫التلمساني )ت ‪.(2)(929‬‬
‫‪ -‬كما أن لععه كتابععا فععي موضععوع "السياسععة التعليميععة" باسععم‬
‫"جامع جوامع الختصار والتبيان‪ ،‬فيما يععرض بيعن المعلميعن وآبعاء‬
‫الصبيان"‪ ،‬وهو مخطوط ببعض الخزائن)‪.(3‬‬
‫وممعا قعرره فعي الكتععاب نقل ععن سععيدي محمعد بعن يوسععف‬
‫السنوسي)‪ (4‬أنه "ل يجوز إقراء من لم يحكم مخارج الحععروف‪ ،‬وأن‬
‫جميع ما يأخذه سحت‪ ،‬إذ كل من أعطي شيئا على ظععن حالععة فيععه‬
‫وفيه خلفها فجميع ما يأخذه سحت"‪.‬‬
‫‪ -‬ومما وقفت عليه من آثاره في هذا الصدد أيضا فتععوى لعلهععا‬
‫منقولة عن الكتاب السابق ذكرها ابن القاضي ومسعود جموع فععي‬
‫شرحيهما على "الدرر اللوامع" في باب الوقف على المرسوم فععي‬
‫سياق الحديث عن الوقف بالسكون والروم والشمام قععال‪" :‬تنععبيه‪،‬‬
‫قد وجد بخط شيخ شعيوخنا المعام سعيدي محمعد القصعار – رحمعه‬

‫‪ ()1‬البستان في ذكر الولياء والعلماء بتلمسععان لبععن مريععم المععديوني ‪ 115‬ونحععو فععي شععجرة‬
‫النور الزكية ‪.277‬‬
‫‪ ()2‬يمكن الرجوع إلى وصف التقييد المعذكور فعي )فهعارس الخزانعة الحسعنية لمحمعد العربعي‬
‫الخطابي ‪.(6/73‬‬
‫‪ ()3‬مخطوط بالخزانة الناصرية بتمكروت برقم ‪ 818‬في مجموع‪ ،‬وطبع أخيرا‪.‬‬
‫‪ ()4‬هو أبو عبععد اللععه محمععد بععن يوسععف بععن عمععر بععن شعععيب الحسععني السنوسععي بععه عععرف‬
‫التلمساني )ت ‪ (895‬أخععذ القععراءات عععن أبععي الحجععاج يوسععف بععن أبععي العبععاس بععن محمععد‬
‫الشريف الحسني‪ ،‬وله شععرح علععى الشععاطبية لععم يكمععل‪" .‬نيععل البتهععاج‪ 329-325 :‬بهععامش‬
‫الديباج المذهب لبن فرحون"‪.‬‬

‫‪267‬‬
‫الله – ما نصه‪" :‬هععل يجععوز الختبععار فععي الصععلة بععالقطع والوصععل‬
‫والتاء والهاء والزائد ونحو ذلك؟‬
‫"فأجاب شقرون محمععد بععن أحمععد بععن أبععي جمعععة المغععراوي‬
‫الوهراني‪" :‬الختبار فععي الصععلة بمععا ذكععر إن كععان لسععبق اللسععان‬
‫وجريانه عليه واعتياده إياه فمغتفر‪ ،‬وإن كان فاعله قصد به التنععبيه‬
‫للسامعين على أحكام"‪ .‬ما ذكر من فصل ووصل وتععاء وهععاء وغيععر‬
‫ذلك من الحكام‪ ،‬فهو قبيح جدا‪ ،‬وفاعله عرض صلته للخلف الذي‬
‫فيمن تجرد قوله بذكر للتفهيم مشهورة البطلن"‪ .‬قال‬
‫"وأما "الستخبار" بلغة الطلبععة فععي غيععر الصععلة كعنععد تجويععد‬
‫اللوح ونحوه فل يحسن القدوم عليه ابتداء‪ ،‬ول القصععد إليععه تعمععدا‪،‬‬
‫وليس هو من شأن فرسان هذا الفن‪ ،‬وإنما يليق بمعلمي المبتدئين‬
‫والصبيان‪ ،‬فالستخبار ليس بجيععد‪ ،‬ومعا فعي الفاسععي)‪ (1‬وغيععره معن‬
‫شراح "الشاطبية" "كفيل بإنكاره ورده")‪.(2‬‬

‫يعني شرحه "اللليء" "الفريدة" النف الذكر في شروح الشاطبية )مخطوط(‪.‬‬ ‫‪()1‬‬

‫نقله في الفجر الساطع وفي الروض الجامع في باب الوقف على المرسوم‪.‬‬ ‫‪()2‬‬

‫‪268‬‬
‫‪ -44‬محمــد بــن محمــد بـن العبـاس التلمســاني الشــهير‬
‫ببوعبد الله‪:‬‬
‫هو صاحب "شرح المسععائل المشععكلت فععي مععورد الظمععآن"‬
‫النف الذكر في شرح المورد في ترجمة الخراز‪ .‬ترجم له في نيععل‬
‫البتهاج وذكر أخذه عن ابن غازي وأنه كان حيا بعد ‪.(1)920‬‬
‫‪ -45‬محمد بــن محمــد بــن عمــر أبــو عبــد اللــه المشــاط‬
‫المنوفى يعرف بالهزاز‪:‬‬
‫ذكره ابن القاضي في الدرة وقال‪" :‬أخععذ عععن أبععي عبععد اللععه‬
‫محمد بععن أحمععد بععن غععازي القععرآن‪ ،‬وقععرأت عليععه فاتحععة الكتععاب‬
‫بسنده‪ ...‬وأجاز لي سنة ‪993‬هع")‪.(2‬‬
‫‪ -46‬محمد الكفيف النفاسي الديب الحافظ‪:‬‬
‫من أصحاب ابععن غععازي ولععه فيععه وفععي أبععي العبععاس الععدقون‬
‫أشعار ذكععر منهععا ابععن القاضععي فععي "درة الحجععال" ومنهععا البيععات‬
‫الثلثة التي ذكرناها في ترجمة ابن غازي والععتي يقععول فععي أحععدها‬
‫في شيخه المذكور‪:‬‬
‫مثل البخاري لما جاء‬ ‫أتعى بعه العدهعر فعردا ل نظير‬
‫)‪(3‬‬
‫بالعتقي"‬ ‫له‬

‫‪ -47‬محمد الكراسي الندلسي أبو عبد الله الديب‪:‬‬


‫ذكععره صععاحب الدوحععة وذكععر أنععه لقععي فععي صععغره مشععيخة‬
‫غرناطة‪ ،‬ثم مشايخ فاس‪ :‬ابععن غععازي والونشريسععي وابععن الزقععاق‬
‫وابن هععارون وغيرهععم‪ ،‬وولععي القضععاء بتطععوان‪ ،‬ومععات فععي حععدود‬
‫‪.(4)"964‬‬

‫نيل البتهاج ‪.334‬‬ ‫‪()1‬‬

‫درة الحجال ‪ 35-2/34‬ترجمة ‪.479‬‬ ‫‪()2‬‬

‫درة الحجال ‪ 2/164‬والمراكشي في العلم ‪.204-5/203‬‬ ‫‪()3‬‬

‫دوحة الناشر لبن عسكر ‪ 21‬ترجمة ‪11‬‬ ‫‪()4‬‬

‫‪269‬‬
‫‪ -48‬مخلوف بن علي بن صالح البلبالي الفقيه القاضي‪:‬‬
‫قال في الجذوة "أخذ بفاس عن ابن غععازي وغيععره ولعه رحلععة‬
‫وسماع وسند‪ ،‬ثم ذكر وفاته في حدود ‪.(5)"950‬‬
‫‪ -49‬يحيى بن مخلوف أبو زكريا السوسي‪:‬‬
‫ذكره المنجور في ترجمععة شععيخه اليسععيتني وذكععر أخععذه عععن‬
‫التلمسانيين أصحاب السنوسي وعلععى البجععائيين والفاسععيين كععأبي‬
‫عبد الله بن غازي وأبي العباس الونشريسي ومعاصريهما‪ ،‬ثم ذكععر‬
‫وفاته بالطاعون العام سنة ‪.(1)"928‬‬
‫‪ -50‬محمــد بــن أبــي جمعــة أبــو عبــد اللــه الهبطــي )ت‬
‫‪930‬هـ( صاحب "تقييد الوقف"‪:‬‬
‫وقد ختمنا به هذه السلسلة من الصحاب لنه كان أعظم أهل‬
‫زمنه تأثيرا في مسار المدرسة المغربية من الناحية العملية‪ ،‬وذلععك‬
‫بما ينسب إليه من الوقف الععذي قيععد عنععه والععذي هععو عمععدة قععراء‬
‫المغرب إلى اليوم‪.‬‬
‫وم معن خللهععا‬
‫ونظرا لهذه الهمية نقف معه وقفععة خاصععة نقع ّ‬
‫هذا التأثير وما قوبل به من خلله من استحسان واستهجان‪.‬‬

‫الجذوة ‪ 1/335‬ترجمة ‪ 330‬ونيل البتهاج ‪.344‬‬ ‫‪()5‬‬

‫فهرس المنجور ‪ ،30-29‬وله ترجمة في الجذوة ‪ 1/544‬ترجمة ‪ 631‬ونيل البتهاج ‪.359‬‬ ‫‪()1‬‬

‫‪270‬‬
‫الفصل الثاني‪:‬‬
‫المام أبو عبد الله الهبطي‬
‫صاحب الوقف الرسمي عند‬
‫أهل المغرب و"تقييد‬
‫الوقف" المنسوب إليه‬
‫ومدى صلته بالشيخ ابن‬
‫غازي وما قوبل به قديما‬
‫وحديثا من استحسان أو‬
‫استهجان‪.‬‬
‫لعلي في حديثي عن وقف المام الهبطي ل أملك جديدا كععبير‬
‫الهمية أدلي به فعي موضععوع هععذا الوقععف ومعن قيعده والشخصعية‬
‫العلمية التي اقترن بها‪ ،‬وذلك بعد أن قتل ذلك بحثا بصفة انفرادية‪،‬‬
‫سواء على يد من قام عنه بدراسة جامعية مستقلة بعنععوان "تقييععد‬
‫وقف القرآن الكريم – دراسة وتحقيق")‪ ،(1‬أم من لععدن طائفععة مععن‬
‫القلم التي تعرضت له من حيث قيمته التاريخية ومكععانته العلميععة‬
‫في المدرسة المغربية)‪ ،(2‬أم من لدن بعض من توجهوا إلى انتقععاده‬
‫وبيان ضعف مواقفه أو فسادها والععدعوة إلععى التخلععي عنععه ووضععع‬
‫بديل له تراعععى فيععه القواعععد والضععوابط الععتي حععددها علمععاء هععذا‬
‫الشأن‪ ،‬على نحو ما جرى في المشرق العربي عند طبع المصاحف‬
‫المتداولة برواية حفص عععن عاصععم تحععت إشععراف عععدد مععن كبععار‬
‫علماء مشيخة القراءات بالزهر الشريف بمصر‪.‬‬
‫ولكني مع هذا ل أجدني في سعة من المر – وأنا أتحدث عععن‬
‫المدرسة المغربية في قراءة نافع وخصائصها – إذا أنا تجاوزت هععذا‬

‫‪ ()1‬الشارة إلى الدراسة القيمة التي قام بها الستاذ الدكتور الحسن وكاك بهذا العنععوان تحععت‬
‫إشراف شيخنا الستاذ الدكتور التهامي الراجي الهاشمي‪ ،‬وتقدم بهععا للحصععول علععى دكتععوراة‬
‫السلك الثالث من دار الحديث الحسنية بالرباط‪ ،‬ثم طبع ذلك في كتاب هو مععن مصععادرنا فععي‬
‫هذه الدراسة وإن كنت قد كتبت عن الوقف قبل طبع الكتاب‪.‬‬
‫‪ ()2‬نشرت بحوث كثيرة عنه في مجلة دعوة الحق منها عدد بقلم الستاذ سعيد أعراب‪.‬‬

‫‪271‬‬
‫الموضوع دون أن أوليه نصيبه من الهتمام مععع مععا أمسععى لععه مععن‬
‫ارتباط مكين بهذه المدرسععة مععن الناحيععة العمليععة والتاريخيععة معععا‬
‫حتى اعتبر "العنوان البارز للمصحف المغربي‪ ،‬والطععابع الشخصععي‬
‫لمدرسة نافع المذهب الرسمي للدولة")‪.(1‬‬
‫ثم كان أيضا مما حدا بي إلى كتابة هذا الفصل عن هذا المام‬
‫ومععا يعععزى إليععه مععن الوقععف مععا وقفععت عليععه فععي بعععض كتابععات‬
‫المتأخرين من إجحاف بحقه بلغ أحيانا إلى حد الزراء بععه والوقيعععة‬
‫فيه واتهامه بأنه "ل يعرف النحو"‪ ،‬أو "لم يقرأ المقدمة الجرومية"‬
‫"أو أنععه" ل يرجععع فععي وقععوفه إلععى قاعععدة مععن علععم العربيععة أو‬
‫القراءات أو التفسير" إلخ)‪.(2‬‬
‫هذا مع شهادة أئمة هذا الشأن له بالحذق في أكععثر مععن فععن‪،‬‬
‫ولسيما في علم النحو كما سيأتي‪.‬‬
‫وأخرى أيضا هي من باب النصاف لصععاحب الوقععف – ولععم أر‬
‫من تعرض لها فوفاها ما تستحق – وهععي عععرض الوقععوف المتقععدة‬
‫عليه على المصادر الععتي تهتععم بنقععل أقععوال العلمععاء فععي موضععوع‬
‫الوقف والبتداء‪ ،‬وذلك لمعرفة مصادره من جهة‪ ،‬وتمييز مععا انفععرد‬
‫به من أوقاف عما شاركه فيه غيره وسععبقه إليععه‪ ،‬وبالتععالي لتتععوجه‬
‫اللئمة إذا توجهت – إليه مع من أخذوا بمثععل مععذهبه حععتى ل يظععن‬
‫ظان أنععه اخععترع فععي هععذا المجععال أقععوال لععم يقععل بهععا أحععد ممععن‬
‫تقععدموه‪ ،‬لسععيما وأن طائفععة مععن تلععك الوقععوف المنتقععدة دل‬
‫الستقراء لها على أنه ربما راعى فيها مذهب نافع المروي عنه في‬
‫وقف التمام‪ ،‬فوافقه فيما روي عنه‪ ،‬بالشخص تارة – كما سيأتي –‬
‫وبالنوع تارة أخرى‪ ،‬إذ من المعلوم أن لنافع كتابا فععي الوقععف حععدد‬
‫فيه مواضع وقف التمام‪ ،‬وأشار إلى كثير منهععا المؤلفععون فععي هععذا‬
‫الفن‪ .‬ثم إني وقفت على بعض الشارات التي تدل على أن طائفة‬
‫من تلك الوقاف المنتقدة ليس هو المسؤول عنها‪ ،‬إذ هناك ما يدل‬
‫سعيد أعراب دعوة الحق العدد ‪ 273‬ص ‪ 156‬السنة ‪.1989‬‬ ‫‪()1‬‬

‫هذه الحكام الجاهزة سيأتي ذكرها‪.‬‬ ‫‪()2‬‬

‫‪272‬‬
‫على أن هذا التقييد الععذي بيععن أيععدينا قععد مععر عععبر مراحععل تعععرض‬
‫خللها لطائفة من التعديلت أو الضافات ربما كان بعضععها مسععؤول‬
‫عن طائفة من تلك المواقع التي يتوجه إليها النتقاد‪.‬‬
‫وليس معنى هذا أني أدافع عن تلك المواقع وأدعو إلى البقاء‬
‫عليها على حالها‪ ،‬وإنما غرضي أن أبين أن الشيخ في غععالب الظععن‬
‫هو بريء من عهدتها إذ لم يكععن لهععا محمععل مقبععول ل مجععال معععه‬
‫لتمحل ول تكلف‪ ،‬وأن هذا بالتالي يجعلنا نحتاط في الحكم ونععترفق‬
‫في إبداء الملحظة‪ .‬ولن إلقاء الحكععام بل ضععوابط يبتسععر البحععث‬
‫وكثيرا ما يفضي إلى غمط الحق والبناء على النقاض‪.‬‬
‫‪ -‬ترجمة المام الهبطي‪:‬‬
‫وحتى ل أبدأ بتقععديم النتععائج الععتي وصععلت إليهععا مععن خلل مععا‬
‫وقفت عليه حول "تقييد الوقف" وما أحاط به من غموض‪ ،‬أسععتهل‬
‫عملي بتقديم تعريف موجز أو كالموجز بالمام الهبطي الذي يععزى‬
‫إليه هذا الوقف ويمهر باسمه‪ ،‬وذلك لما هو ملحوظ بشععكل غريععب‬
‫في المصادر القريبة من زمنه من أنها ل تكاد تزيد في التعريف بععه‬
‫على سطر أو سطرين‪ ،‬ثم جاء بعض معن كتبعوا عنعه ممعن تععأخروا‬
‫عن زمنه بكثير فأضافوا بعض المعلومات التي نجدها مجموعة عند‬
‫صاحب "السلوة"‪ ،‬فتكون من مجموع ذلك قععدر ل بععأس بععه يميععط‬
‫بعض الغموض حول التاريخ العلمي لهذا المام الذي لم ينصفه هذا‬
‫التاريخ بوجه عام‪.‬‬
‫فهذا ابن القاضي ل يزيد في كععل مععن الجععذوة والععدرة ولقععط‬
‫الفرائد عن قوله فيه – واللفععظ لععه فعي الجععذوة‪" :‬محمععد بععن أبععي‬
‫جمعة الهبطي السععماتي)‪ (1‬السععتاذ صععاحب وقععف القععرآن العزيععز‪،‬‬
‫توفي بمدينة فاس سععنة ‪ .(2)"930‬ويقععول فععي "لقععط الفععرائد فععي‬
‫وفيات سنة ‪ 930‬هع‪:‬‬

‫فيها جميعا بالسين وسيأتي تصويب القادري لكتابته بالصاد‪.‬‬ ‫‪()1‬‬

‫جذوة القتباس ‪ 1/321‬ترجمة ‪ .333‬ودرة الحجال ‪ 2/152‬ترجمة ‪.627‬‬ ‫‪()2‬‬

‫‪273‬‬
‫"وفيها توفي الستاذ محمد بن أبععي جمعععة الهبطععي السععماتي‬
‫صاحب وقف القرآن العزيز بمدينة فاس")‪.(1‬‬
‫ويقول صاحب "كفايععة المحتععاج" و"نيععل البتهععاج" معععا بلفععظ‬
‫واحد فيهما‪" :‬محمد بن أبي جمعة الهبطي عالم فاس‪ ،‬تععوفي عععام‬
‫‪430‬هع")‪.(2‬‬
‫أما القادري فيفيض نوعا ما في ترجمته فيميز أول بينععه وبيععن‬
‫رجلين يشتركان معه في نسبته "الهبطي" ويختلفان معه بالشخص‬
‫فيقدم تعريفا بهما أول ثم يقول‪" :‬وليس واحد منهما محمد بن أبععي‬
‫جمعة الهبطي الصععماتي )ت ‪ (930‬صععاحب "تقييععد وقععف القععرءان‬
‫العظيم" فإنه‪:‬‬
‫"محمد بن أبي جمعة الهبطي الصماتي – بالصاد والميم والتاء‬
‫كما رأيته بخط من يعتمد وصحح عليه – فتععوفي هععذا بمدينععة فعاس‬
‫سنة ‪ 930‬ثم قال‪ :‬قاله في الجذوة‪ ،‬وقبره مععروف بطالععة فعاس‬
‫قرب الزربطانية وهو ممن أخذ عن ابن غععازي‪ ،‬وعنععه قيععد الوقععف‪،‬‬
‫رحم الله الجميع")‪.(3‬‬
‫وهكذا انتهينا أخيرا مع القادري )ت ‪ (1187‬إلى معرفة أنه هو‬
‫"صاحب تقييد وقف القرآن العظيم"‪ ،‬وأنه أيضا أخذ عن المام ابععن‬
‫غازي وعنه قيد الوقف"‪ ،‬وهذه أمور مهمععة لنععا عععودة إلععى الفععادة‬
‫منها‪.‬‬
‫ونلحععظ إلععى الن أن الهععم كععان منصععرفا إلععى تحديععد اسععمه‬
‫ونسبه ووفاته ومكان دفنه‪ ،‬ولم يعتن منه بالجانب العلمي عنععده إل‬
‫بالشارة العامة فعي قعول صعاحبي الكفايععة والنيععل "ععالم فعاس"‪،‬‬
‫وإشارة القادري إلى أخذه عن ابن غازي‪ ،‬ول شععك أن هععذا تقصععير‬
‫في حق الشيخ ل ينسجم بحال مع هذا الثر الذي كان له مععن خلل‬

‫لقط الفرائد ‪) 290‬ألف سنة من الوفيات(‪.‬‬ ‫‪()1‬‬

‫كفاية المحتاج‪ ،‬ونقله عنه في السلوة ‪ 2/67‬والنيل ‪.335‬‬ ‫‪()2‬‬

‫نشر المثاني ‪.1/35‬‬ ‫‪()3‬‬

‫‪274‬‬
‫تصدره من جهة‪ ،‬أو من خلل ما خلفه من هذا التقييد الذي ينسععب‬
‫على كل حال إليه‪.‬‬
‫وقد حاول صاحب السلوة أن يعوض شيئا من ذلععك‪ ،‬لكنععه هععو‬
‫أيضا لم يتحعدث ععن مشعيخة المعام الهبطععي ومنزلتعه فعي العلعم‬
‫وأثععره فععي العصععر ومشععاركته فععي تخريععج قععراء العصععر‪ ،‬واكتفععى‬
‫بطائفة مععن التحليععات الععتي قععد يسععتفاد منهععا أنهععا تعععبر عععن ذلععك‬
‫إجماليا‪ ،‬ثم تعرض لذكر تقييعده المنسعوب إليععه فعي وقعف القععرآن‬
‫العزيز وساق بعض المعلومات المفيدة حوله‪ ،‬وهذا مجمل ما ذكره‬
‫من ذلك‪:‬‬
‫"ومنهم الشيخ المععام العععالم العلمععة الهمععام الفقيععه السععتاذ‬
‫المقرئ الكععبير النحععوي الفرضععي الشععهير الععولي الصععالح‪ ،‬والعلععم‬
‫الواضععح‪ ،‬أبععو عبععد اللععه سععيدي محمععد بععن أبععي جمعععة الهبطععي –‬
‫منسوب لبلط الهبععط – الصععماتي الفاسععي‪ ،‬صععاحب "تقييععد وقععف‬
‫القرأن العزيز"‪ ،‬توفي بمدينة فاس سنة ‪...930‬‬
‫ثم نقل ما ذكره في "كفاية المحتاج" كما ذكرناه آنفا‪ ،‬وتطرق‬
‫للحديث عن الوقف المقيد عنه مما سنعود إلى الحديث عنه)‪.(1‬‬
‫ومن استعراض ما تضمنته هععذه الععتراجم نجععد أن المعلومععات‬
‫التي فيها ل تكععاد تفيععد شععيئا إل فععي معرفععة نسععب الشععيخ وبعععض‬
‫صفاته وتاريخ وفاته ومكانها‪ ،‬ول تسمي من شععيوخه إل ابععن غععازي‬
‫وبشكل عرضي‪ ،‬ول تذكر من أثره العلمي إل أنه "قيد عنه الوقف"‬
‫على قراءتها بضم القاف – كما رأى بعضهم – أو "قيد" بفتح القاف‬
‫على قراءة ثانية ومؤداها أنه قيده عن شيخه ابن غازي‪.‬‬
‫أما متى ولد ؟ وعلى من قرأ ؟ وأين تصععدر ؟ ومععن أخععذ عنععه‬
‫من علماء فاس وقرائها ؟ فل شيء في كتب التراجم‪ ،‬إل ما ذكره‬
‫القادري من أخذه عن ابن غازي‪ ،‬ومن هنا كان هذا الستغراب فععي‬

‫سلوة النفاس ‪.68-2/67‬‬ ‫‪()1‬‬

‫‪275‬‬
‫محله الذي عبر عنه الستاذ الحسن وكعاك فعي مقدمعة دراسعته لعع‬
‫"تقييد وقف" الهبطي حين قال‪:‬‬
‫"هذا ومن الغريب أن يكون الشيخ الهبطي مشهورا ومغمععورا‬
‫فععي آن واحععد‪ ،‬كععان مشععهورا فععي أوسععاط قععراء المغععرب باسععمه‬
‫ووقفه‪ ،‬وكان مغمورا لدى الجميع فيما سوى ذلك‪ ،‬حتى إننا لنجهععل‬
‫الكثير عن شيوخه وتلمذته وآثاره‪ ،‬فلم نكد نسمع من شيوخه أحدا‬
‫سععوى ابععن غععازي المكناسععي‪ ،‬ومععن تلمععذته أحععدا غيععر ابععن عععدة‬
‫الندلسععي والشععيخ السنوسععي كمععا يسععتفاد مععن الحكايععة السععابقة‬
‫بينهما‪.‬‬
‫"وأما عن آثاره فلم يعرف له إل هذا التقييععد الععذي بيععن أيععدينا‬
‫والذي يعتبر الطابع الشخصي للمدرسة القرآنية بالمغرب والعنععوان‬
‫البارز المميز للمصععحف المغربعي‪ ،‬ععن غيععره معن المصععاحف فعي‬
‫العالم السلمي")‪ ،(1‬وإل "عمدة الفقير في عباد العلي الكبير)‪."(2‬‬
‫ثم استنتج الستاذ الدكتور وكاك من وصف صاحب السلوة لعه‬
‫بع "الستاذ المقرئ" ومن سبب قدوم الشيخ السنوسي عليه بفاس‬
‫أنه وإن كان يتقن عدة فنون كما تدل عليه باقي التحليععات الععواردة‬
‫في ترجمته في "السلوة" فإنه "تخصص في فن القراءات وصناعة‬
‫الرداف‪ ،‬وبتلقينها ونشرها ونشر وقفة هذا مل حيععاته العلميععة" ثععم‬
‫بنى على ذلك أنعه "إذا ثبعت لعدينا بمعا تقععدم ذكععره معن أن الشععيخ‬
‫الهبطي كان من أسععاتذة القععراءات والمتفرغيععن للقععراء فععي جععل‬
‫أوقاته سهل عليها أن ندرك السب الذي من أجله قلععت آثععاره ولععم‬
‫تشتهر شيوخه وتلمذته‪ ،‬ذلك السبب هو انصراف أهععل "الروايععات"‬
‫المتأخرين عادة عن كل شيء إلى إتقان صناعة الرداف وما يتصل‬
‫بها من الحكام)‪."(3‬‬

‫‪ ()1‬أشار إلى كتاب "الحركة الفكرية بالمغرب أيام السعديين" للدكتور محمد حجي ص ‪.140‬‬
‫‪ ()2‬أشار إلى أنه مخطوط بالخزانة العامة بالرباط رقم ‪ 2008‬د ضمن مجموع‪.‬‬
‫‪ ()3‬تقييد وقف القرآن الكريم للشيخ محمد بن أبي جمعة الهبطي – مقدمععة الدراسععة للععدكتور‬
‫وكاك ‪.21-20‬‬

‫‪276‬‬
‫ثم وقفت في القسم الول من "السلوة" أيضععا علععى تحليععات‬
‫أخععرى للشععيخ الهبطععي فيهععا مزيععد مععن التأكيععد علععى منزلتععه فععي‬
‫القراءة جاء فيها قوله‪:‬‬
‫"كان عالم فاس في وقته‪ ،‬فقيها نحويا فرضيا‪ ،‬أسععتاذا مقععرئا‪،‬‬
‫عارفا بالقراءات مرجوعا إليها فيها‪ ،‬وكان موصععوفا بععالخير والفلح‪،‬‬
‫والبركة والصلح‪ ،‬ذا أحوال عجيبة‪ ،‬وأسرار غريبة‪ ،‬أخذ عععن الشععيخ‬
‫ابن غازي وغيره")‪.(1‬‬
‫مكانـــة المـــام الهبطـــي فـــي القـــراءة وعلومهـــا‬
‫ومشاركته لبن غازي في شيخه الكبير وأعلم تلمذته‪:‬‬
‫ولقععد وقفععت فعي فهرسعة المعام المنجعور وفعي طائفعة معن‬
‫المؤلفات في القراءة على إشارات مفيدة في هععذا البععاب تكشععف‬
‫بعععض الغمععوض عععن جعانب مععن جععوانب شخصععية المعام الهبطعي‬
‫ومكانته العلمية لم أر من نبه عليها‪ ،‬وأهم هذه الشارات‪:‬‬
‫أ‪ -‬أخذه عن المام أبي عبــد اللــه الصــغير شــيخ أبــي‬
‫عبد الله بن غازي‪ ،‬وقد جاء ذلك فععي سععياق إجععازة المععام أبععي‬
‫العباس المنجور بما في فهرسته لملك عصععره أبععي العبععاس أحمععد‬
‫المنصور السعدي ابن محمععد الشععيخ المهععدي" حيععث قععال بعععد أن‬
‫سمى له ما أجازه به وسمى مععن أخععذ عنهععم وذكععر شععيوخهم مععن‬
‫أصععحاب ابععن غععازي والععدقون والهبطععي والحبععاك‪" :‬وأخععذ شععيخ‬
‫الجماعة أبو عبد الله ابن غازي عن المععام الحععافظ أبععي عبععد اللععه‬
‫القععوري اللخمععي والسععتاذ الكععبير أبععي عبععد اللععه الصععغير الوربععي‬
‫النيجي‪ ،‬وغيرهما ممن احتوت عليه فهرسته‪ ،‬لكن هذان عمدته‪.‬‬
‫"والدقون والهبطي عن الستاذ الصغير‪ ،‬والحباك عععن السععتاذ‬
‫الصالح أبي داود سليمان بويعربين)‪ (2‬عن الستاذ الصغير‪ ،‬وهو عععن‬

‫سلوة النفاس ‪.1/268‬‬ ‫‪()1‬‬

‫في فهرس المنجور "بويقربين" وقال )كذا( والصحيح ما اثبتناه‪ ،‬وقد تقدم التعريف به‪.‬‬ ‫‪()2‬‬

‫‪277‬‬
‫أبي الحسن الورنتاجي الشهير بالوهري وعن أبي العباس الفيللععي‬
‫وغيرهما")‪.(1‬‬
‫وهذه الشارة كما ل يخفععى مفتععاح جديععد للععدخول فععي بحععث‬
‫مصادر الهبطععي علععى القععل سععواء فععي القععراءة وعلومهععا أم فععي‬
‫"تقييد الوقف" المنسوب إليه‪.‬‬
‫فأمععا فيمععا يتعلععق بععالقراءة فتجعلععه هععذه الشععارة المفيععدة‬
‫مشاركا لبن غازي في أهم شيخ له فععي القععراءات وبعذلك يسعتوي‬
‫سنده معه من طريقه‪ ،‬بل ربما فاقه من حيث الهمية بالنسبة لمن‬
‫أخذوا عنه بعد موت ابن غازي‪ ،‬لن روايته عنععه علععت لتععأخر وفععاته‬
‫عن وفاته بأزيد من عشر سععنين‪ ،‬وإن كععان قععد بقععي بعععده جماعععة‬
‫ممن رووا عن الصغير كأبي العباس أحمد بن محمععد الحبععاك الععذي‬
‫تقدم في أصحاب ابن غععازي أنععه )ت سععنة ‪938‬هععع(‪ ،‬وكيحيععى ابععن‬
‫عبعععد الله بن بكعععار المحمعدي الذي تقدم فععي أصحعععاب الصعععغير‬
‫أنه ععاش إلى سنة ‪956‬هع‪.‬‬
‫وأما الجانب الكثر قيمة في هذه الشارة فهو يتعلق بع "تقييععد‬
‫الوقف"‪ ،‬إذ تجعل عمله في هذا التقييد ليس نابعا من فععراغ‪ ،‬وإنمععا‬
‫هو إما محاكاة لعمل تقدمه‪ ،‬أو معارضة له‪ ،‬أو تعديل فيه‪.‬‬
‫وذلك لما نعرفه من وجود تقييد آخر للوقف قيد عن أبععي عبععد‬
‫الله الصععغير‪ ،‬ونسععخته الخطيععة الععتي ل نعععرف لهععا ثانيععة مععا تععزال‬
‫محفوظة في الخزانة الناصرية بتمكروت تحت الرقم ‪ 1657‬وتحت‬
‫هذا العنوان "تقييد وقف القععرآن عععن السععتاذ محمععد بععن الحسععين‬
‫الملقب بالصغير")‪.(2‬‬
‫ولما كان أبو عبد الله الصغير النيجي قععد تععوفي سععنة ‪887‬هع ع‬
‫كما تقدم في ترجمتععه فمعنععى ذلععك أن فكععرة تقييععد وقععف شععامل‬

‫‪ ()1‬فهرس أحمد المنجور ‪.17‬‬


‫‪ ()2‬عرف به الستاذ محمد المنوني في )دليل مخطوطات دار الكتب الناصرية( ص ‪ 105‬وقال‪:‬‬
‫"غير مذكور المؤلف"‪.‬‬

‫‪278‬‬
‫للقرآن الكريم قديمة في الزمن‪ ،‬وربما تعععود إلععى منتصععف المععائة‬
‫التاسعة‪ ،‬وإذا كان المر كذلك فربما كععان كععل مععن الهبطععي وابععن‬
‫غازي معا وعامة من أخذوا عن الصغير قد اطلعوا عليها في حينهععا‪،‬‬
‫هذا إذا لم يكونوا قد شاركوا فيهععا إمععا بطريععق الداء علععى منوالهععا‬
‫أثناء قراءتهم على الشيخ‪ ،‬وأما باستخراج ذلك مععن وقفععات الشععيخ‬
‫التي كان يتحراها أثناء الداء‪ ،‬هذا إن لم يكععن ذلععك قععد أخععذ مكععانه‬
‫في اللواح على يده ووضعت لعه بععض العلمعات الدالعة عليعه إمعا‬
‫كلمة "صه" أو غيرها)‪.(1‬‬
‫وحينئذ وبناء على هذه الحتمالت فلن يكون الشيخ ابن غععازي‬
‫ومترجمنا هنا أبععو عبععد اللععه الهبطععي بعيععدين عععن هععذا العمععل إمععا‬
‫إسهاما فيه في صورته الولى وإمععا عععدول عنععه أو تعععديل فيععه فععي‬
‫صور لحقة ربما كان أهمها وآخرهععا التقييععد الععذي فععي اليععدي الن‬
‫بعد أن مر هو أيضا بمراحل مشابهة كما سياتي‪.‬‬
‫وإذا صح لنا هذا بناء على ما تقدم‪ ،‬فإنه ل يبقععى لحععد مسععتند‬
‫في دفع أن يكون الهبطي قد قيععد هععذا الوقععف عععن ابععن غععازي‪ ،‬أو‬
‫على القل في صورته الولى قبل أن ينظر فيه الشيخ فيجري عليه‬
‫من التعديل ما يراه مناسععبا‪ ،‬ويكععون العمععل بععذلك قععد تكامععل فيععه‬
‫تعاون الشيخين معا لنجازه في صععورته الععتي قيععدت عععن المتععأخر‬
‫منهما في الوفاة وهو الشععيخ الهبطععي‪ ،‬وربمععا فعل ذلععك كلععه علععى‬
‫سبيل التعديل لوقف شيخهما الععذي كععان فععي الغععالب صععاحب أول‬
‫تجربة في هذا المجال‪.‬‬
‫ويشهد لذلك ويقويه ما ذكره الشيخ الععدكتور وكعاك فععي بحثععه‬
‫من أنه اطلع بعد سنتين من كتابة بحثه في مكتبة الزاوية الناصععرية‬
‫على وقفية منسوبة إلى الشيخ محمد الصغير شيخ ابن غازي قال‪:‬‬

‫‪ ()1‬يمكن الرجوع إلى بحث تطورات العلمة التي يشار بها إلى موضع الوقف في "تقييد وقععف‬
‫القرآن الكريم" المطبوع للدكتور الحسن وكاك ‪. 170-38‬‬

‫‪279‬‬
‫"وقد قابلت بينهعا وبيععن تقييععد الشعيخ الهبطعي فلحظعت أنهعا‬
‫تختلف مع تقييد الهبطي في خمسمائة موضع‪ ،‬قعال‪" :‬ووجعود هععذه‬
‫الوقفية يفيدنا أن المغاربة كانوا من قبععل الهبطععي يعرفععون أنواعععا‬
‫أخرى من تقييد وقف القرآن الكريم")‪.(1‬‬
‫ب – أمــا الشــارة الثانيــة المهمــة أيضــا فــي إدراك‬
‫منزلة أبي عبد الله الهبطي العلمية فقععد جععاءت فععي سععياق‬
‫ذكر أبي العباس المنجور لمشيخته‪ ،‬وذلك في ترجمة أبععي القاسععم‬
‫بن محمد بن إبراهيم ‪ -‬صاحب ابن غازي ‪ -‬الذي قال عنه المنجور ‪-‬‬
‫كما تقدم ‪" :-‬كان من الساتيد المعتبرين‪ ،‬عارفا بعلوم القععرآن أداء‬
‫ورسعععما وتفسعععيرا ممتعــا مــن الكتــب العلميــة التفســير‬
‫والحديث والعربيــة وغيــر ذلــك ممــا جمعــه صــهره‪ :‬والــد‬
‫زوجته الستاذ الكبير‪ ،‬ذو النحو الغزير‪ ،‬الفقيه الفرضي‪،‬‬
‫أبو عبد الله الهبطي‪ ،‬وهي إعانة كبيرة على الطلب")‪.(2‬‬
‫فرجل له مثل هذه الخزانة المتنوعععة الغنيععة يصععهر إلععى مثععل‬
‫هذا الستاذ البارع في القراءات وعلومها ويوصف بع "الستاذ الكبير‬
‫ذي النحو الغزير‪ ...‬إلخ" هل من المقبول أن يعتبر فععي زمنععه نكععرة‬
‫من النكرات‪ ،‬فضل عن أن يوصم لدى بعض من كتبععوا عععن التقييععد‬
‫المنسوب إليه في وقف القرآن الكريم بالجهل بمبادئ العربية ولعم‬
‫يقرا المقدمة الجرومية)‪ (3‬؟‬
‫إنه إذن بشهادة المام المنجور )‪995-928‬هع( "الستاذ الكبير‬
‫ذو النحو الغزير‪ ،‬الفقيه الفرضي"‪ ،‬هذه التحليات الربع التي الععتزم‬
‫بوصفه بها في مواضع عديدة من فهرسته)‪ ،(4‬وذلك منعه يعدل علعى‬
‫أنهععا ليسععت مععن قبيععل المجازفععة والنعععوت الجععاهزة الععتي اعتععاد‬

‫تقييد وقف القرآن الكريم ‪.95‬‬ ‫‪()1‬‬

‫فهرس أحمد المنجور ‪.65‬‬ ‫‪()2‬‬

‫سيأتي بعض هذه المغامز عند صاحب "منحة الرؤوف المعطي"‪.‬‬ ‫‪()3‬‬

‫يمكن الرجوع في فهرس المنجور إلى الصفحات ‪) – 12‬مرتين( ‪-17-15-14-13‬إلخ‪.‬‬ ‫‪()4‬‬

‫‪280‬‬
‫المؤلفون إرسععالها بغيععر قيععد ول سععند مععن واقععع حععال كععثير ممععن‬
‫يترجمون‪.‬‬
‫ج‪ -‬أما الشارة الثالثة الدالة على رســوخ قــدمه فــي‬
‫الفــن واعتبععار علمععاء هععذا الشععأن لمععذاهبه فععي قضععايا القععراءة‬
‫وعلومها فتتعلق بالنقول الععتي نجععدها عنععد طائفععة مععن الئمععة فععي‬
‫مسائل من خلفيعات الرسععم والضععبط‪ ،‬وربمعا كعانت لعه فعي ذلعك‬
‫رسائل صغيرة أو مقيدات أثرت عنه ذهععب بهععا الزمععان كمععا ذهععب‬
‫بكثير من آثار علماء العصر – فمن ذلك مجموعة مععن النقععول عنععه‬
‫وقفت عليها على حاشية "تقييد على ضبط الخراز" من شععرح أبععي‬
‫زيد عبد الرحمن القصري الشهير بالخباز وبالفرمي ‪ -‬النععف الععذكر‬
‫في شراح تفصيل عقد الدرر لبععن غععازي ‪ ،(1) -‬فقععد جععاء فيععه عنععد‬
‫قول الخراز‪:‬‬
‫نقط وما سهل بالحمراء‬ ‫فضبط ما حقق بالصفراء‬
‫قوله‪ :‬قال الهبطي‪" :‬قوله "فضبط مععا حقععق بالصععفراء"‪ ،‬أي‪:‬‬
‫فصورة ما حقق بالصفراء‪ ،‬وأما الضبط حقيقة فهو كناية عن شكل‬
‫الحرف"‪.‬‬
‫وقال في تعليق آخر في التقييد نفسه‪" :‬قال الهبطي – رحمععه‬
‫الله ‪" :-‬النقط في "موجل" وما في معناه عبارة عن الحركة ل عن‬
‫الهمز‪ ،‬بدليل نصهم على جعل النقطة في "أؤنبئكم" أمام الععواو‪ ،‬إذ‬
‫لو كانت عبارة عن الهمز لكان على الواو‪ ،‬إذ المضعموم غيعر ألعف‪،‬‬
‫والهمز يكون فوقه‪ ،‬نحو "يكلؤكم"و"سنقرئك")‪.(2‬‬
‫‪ -‬ووقفت على نحو مععن هععذا فععي اهتمععامه بالرسععم ومسععائل‬
‫الخلف فيه في التقييد النف الذكر الذي قيععده محمععد بععن العربععي‬

‫‪ ()1‬تقدم ذكر هذا التقييد في العمال العلمية التي قامت على مورد الظمآن وذيله عمدة البيان‬
‫في الضبط‪ ،‬وهو من الذخائر التي كانت محفوظة في بعععض الزوايععا الصععوفية بآسععفي وقفععت‬
‫عليه في مجموع عتيق بيد شاب يدعى توفيق بين المععؤذن بآسععفي وعليععه آثععار تحععبيس علععى‬
‫زاوية قديمة‪ .‬ومعه شرح على الجرومية مؤرخ بعام ‪ 1000‬هع‪.‬‬
‫‪ ()2‬تقييد على الضبط من شرح أبي زيد القصري الشهير بالفرمي‪.‬‬

‫‪281‬‬
‫الكومي المعروف بالغماري عن أستاذه وشيخه أبععي عبععد اللععه بععن‬
‫مجبر صاحب ابن غازي بفاس جاء فيه قوله عند قول الخععراز‪" :‬مععا‬
‫جاء من أعرافها لمربما‪:..................‬‬
‫"وأما الخر وهو "بضاعة مزجاية" فذكر عن الستاذ أبععي عبععد‬
‫الله الهبطي – رحمه الله – أنععه كععان يقععول بإثبععاته كععالول‪ ،‬فيثبععت‬
‫الطرفين وبحذف ما عداهما")‪.(1‬‬
‫‪ -‬ووقفت على طرف من مباحثه في الفععن أيضععا عنععد المععام‬
‫أبي زيد بن القاضي في فرش الحروف من "الفجر السععاطع" عنععد‬
‫قول ابن بري‪" :‬وإنما النسي ورش أبدله‪.....‬قال ابن القاضي‪:‬‬
‫"وجدت في بععض التقاييعد‪" :‬وأمعا النسعي فيفعرق بينعه وبيعن‬
‫"بالسوء" و "النبيء" قال الهبطي‪" :‬النسي لورش بالوقص والشد‪،‬‬
‫وليس كذلك "بالسوء" و"النبي")‪ (2‬لن النسي مبععدل فععي الحععالتين‬
‫بخلفهمععا فإنهمععا فععي الوصععل خاصععة‪ ،‬و"النسععي" لقععالون عقععص‪،‬‬
‫وكععذلك "أوزعنععي"‪ ،‬ولععورش وقععص‪ ،‬قععال‪ :‬نصععوا عليععه ولععم أره –‬
‫انتهى)‪.(3‬‬
‫ل هععذه النقععول فععي موضععوعي الرسععم والضععبط علععى‬ ‫أفل تد ُ ّ‬
‫إمامة للشيخ الهبطي في الفن؟ ثم أل يدل اعتماد مثععل ابععن مجععبر‬
‫له وهو غالبا من تلمذته‪ ،‬ثععم معن بعععده كعأبي زيعد الفرمعي الخبععاز‬
‫والغماري وابن القاضي – على مكانة من التحقيق والحذق مشععهود‬
‫له بها من لدن أهل هذه الصناعة ؟ أو ليس أهل مكة أدرى بشعابها‬
‫كما يقول المثل ؟‬
‫د‪ -‬الشارة الرابعة تتعلق بأخذ عدد من المبرزين من‬
‫أصحاب ابن غازي عنه‪:‬‬

‫‪ ()1‬تقدم ذكر التقييد في ترجمة أبي عبد الله محمد بن أحمد بن مجبر المساري‪.‬‬
‫‪ ()2‬يعني "لمارة السوء إل ما رحم ربععي" وقععوله تعععالى "ل تععدخلوا بيععوت النععبيء إل أن يععؤذن‬
‫لكم" وقوله "إن وهبت نفسها للنبيء إن أراد النبيء" – الولى في يوسف‪ ،‬والباقي في سورة‬
‫الحزاب‪ ،‬وذلك في رواية قالون في قراءته لها بالبدال مع الدغام‪.‬‬
‫‪ ()3‬الفجر الساطع )فرش الحروف(‪.‬‬

‫‪282‬‬
‫ودللتها على إمامته ومكانته واضحة‪ ،‬لنهم إن كانوا قد أخععذوا‬
‫القراءة أو العربية أو غير ذلك مما كععان مععبرزا فيععه معع وجععود ابععن‬
‫غازي بالحضرة فهذا دليل ساطع علععى نبلععه وعلععو كعبععه‪ .‬وإن كععان‬
‫أخذهم عنه بعده مع جللة أقدارهم وتلقيهم عنععه للقععراءات السععبع‬
‫وعلومها ولعامة علوم الرواية وإجازتهم بذلك كما تقدم فهو أعظععم‬
‫دللة على معا ذكرنعاه لعه‪ ،‬ومعن اسععتعراض أسعمائهم كمعا ذكرهععم‬
‫المام أبو العباس المنجور نجد أنهعم الصعفوة المعتععبرة معن رجعال‬
‫مدرسة ابن غازي‪ ،‬فمنهم‪:‬‬
‫‪ -1‬عبــد الرحمــن بــن محمــد بــن إبراهيــم الــدكالي‪ :‬أحععد‬
‫الحاملين لجازة ابن غازي بما في فهرسعته معع إخعوته الثلثعة كمعا‬
‫تقدم‪ ،‬ذكره المنجور وذكر أخذه عن والده وعن الشععيخ ابععن غععازي‬
‫"وعن غيرهما كالستاذ النحوي الفقيه الفرضععي أبععي عبععد اللععه بععن‬
‫أبي جمعة الهبطي‪.(1)"...‬‬
‫‪ -2‬عبد الواحــد بــن أحمــد بــن يحيــى الونشريســي‪ :‬ذكععر‬
‫المنجععور أيضععا أخععذه عععن والععده وابععن غععازي وغيرهمععا "كالسععتاذ‬
‫النحوي الفقيه الفرضي أبي عبد الله بن أبي جمعة الهبطي‪.(2)"...‬‬
‫‪ -3‬علي بن عيسى أبو الحسن الراشدي الستاذ النحوي‪:‬‬
‫ذكره أيضا وذكر أخذه عن ابن غازي وعععن معاصععريه مععن السععاتيذ‬
‫كالستاذ الدقون والستاذ الهبطي والستاد الحباك‪.(3)"...‬‬
‫‪ -4‬أبو القاسم بن محمد بن إبراهيم أحــد أكــابر أصــحاب‬
‫ابن غازي من الربعة الذي سماهم في إجازته‪ ،‬ومن طريقه عنععه‬
‫يسند القراءات من طريق ابن غازي من المتأخرين‪.‬‬
‫ذكر أبو العباس المنجور أنه كان صهرا للشععيخ أبععي عبععد اللععه‬
‫الهبطي على ابنته‪ ،‬وأنه كان ممتعا بسبب ذلك بالخزانة الغنية التي‬

‫فهرس أحمد المنجور ‪.56-12‬‬ ‫‪()1‬‬

‫المصدر نفس ‪.42‬‬ ‫‪()2‬‬

‫‪.15-87-88‬‬ ‫‪()3‬‬

‫‪283‬‬
‫كانت في هذا البيت مما كان عونا له على الطلب‪ ،‬كما ذكر أنه أخذ‬
‫عن شيخ الجماعة المام أبي عبد الله بن غازي وعن الفقيه الستاذ‬
‫النحوي الفرضي أبي عبد الله محمد الهبطي وعن غيرهما")‪.(1‬‬
‫‪ -5‬محمد بن علي بن عدة أبو عبد الله العدي الندلسي‪:‬‬
‫ذكره المنجور أيضا وذكر أخذه عععن ابعن غععازي وععن أبععي العبعاس‬
‫الععدقون‪" ،‬وعععن السععتاذ النحععوي الفقيععه الفرضععي أبععي عبععد اللععه‬
‫الهبطي")‪.(2‬‬
‫أمع أخذ أمثعال هععؤلء العلم عنعه يكعون مثععل أبعي عبعد اللععه‬
‫الهبطي نكرة من النكععرات؟ أم يبقععى هنععاك مجععال لتهععامه بقصععر‬
‫الباع في العلم أو ضعف المنة في العربية ؟‪.‬‬
‫لقد تعمدت السترسال فعي هععذا البيععان لوكععد إن كعان المععر‬
‫يحتاج إلى تأكيد على أن الرجل كان من أعلم هععذا الشععأن‪ ،‬وممععن‬
‫تعقد عليهم الخناصر فيه كما يقال‪ ،‬إل أن التقييد المنسوب إليه قعد‬
‫اكتنفته ظروف ل يمكن الجزم معها بنسبة كل ما فيه إليه‪ ،‬وخاصععة‬
‫تلك المواقف التي اتخذها بعض المتأخرين ذريعة إلى الوقيعة فيععه‪.‬‬
‫وهو إلى جانب ذلك مسبوق إلى أكثرها مما ل تتععوجه معععه اللئمععة‬
‫إليه وحده إن توجهت‪.‬‬
‫ولنا عند هععذه النقطععة وقفععة خاصععة يقتضععيها إنصععاف الرجععل‪،‬‬
‫وتتعلق بمحاولة الجابة عن السؤال التالي‪:‬‬
‫هل كان المام الهبطي‪ ،‬وهو بصدد تقييععد الوقععف المععأخوذ عنععه‬
‫يراعي مععذهب المععام نععافع فععي وقععف التمععام ويعععود إلععى المصععادر‬
‫المعتمدة عند أهل هذا الفن؟ وبمعنى آخر هل كان الهبطي مسععبوقا‬
‫إلى طائفة من المواقف التي انتقدت عليه؟ أم أنه جاء فيها ببدع من‬
‫القول ليس هناك من تقدمه إليه ؟‬
‫حدود اتباع المام الهبطي لمذهب نافع في الوقف‪:‬‬
‫نفسه ‪.65-13‬‬ ‫‪()1‬‬

‫نفسه ‪.66-14‬‬ ‫‪()2‬‬

‫‪284‬‬
‫لقد سبقني إلى التنبيه على هعذه القضعية السععتاذ وكعاك فيمعا‬
‫تعرض لععه فععي المبحععث الخععامس مععن دراسععته عععن "تقييععد وقععف‬
‫القعرآن" للشعيخ الهبطعي تحعت عنعوان "فعي ذكعر معذاهب القعراء‬
‫السبعة في الوقف والبتداء‪ ،‬ومرونتهععا فععي بععاب الداء" حيععث أثععار‬
‫القاعدة الصولية المقررة عند علمععاء الفععن‪ ،‬وملخصععها أن القععارئ‬
‫للقرآن لما كان "يقرؤه بإحدى الروايات الثابتععة‪ ،‬وكععان عنععد قععرائه‬
‫إنما يلتزم رواية واحدة‪ ،‬إل في حالة الجمع بالسبع أو العشععر‪ ،‬كععان‬
‫لزاما عليه أن يعرف الصل الذي اختاره إمامه في الوقف‪ ،‬لنه من‬
‫ضوابط روايته‪ ،‬وحتى ل يخالفه في ذلك فيحكي عنعه خلف معا هععو‬
‫معععروف عنععه)‪ (1‬خصوصععا فععي الوقفععات الععتي لهععا علقععة بععأوجه‬
‫القراءات كالتي خععالف فيهععا نععافع ابععن كععثير)‪ (2‬والععتي اختلععف فيهععا‬
‫القراء السبعة فيما بينهم وصل ووقفا‪ ...‬من أجل هذا تتأكععد معرفععة‬
‫مذاهب القراء السبعة في الوقف والبتععداء‪ ،‬معع العلععم بعأن الععتزام‬
‫مععذهب أي إمععام فعي الوقععف خععارج مععا كععان منععه معن قبيععل هععذه‬
‫الوقفععات المنصوصععة ليععس بلزم للقععارئ لععزوم الروايععة لععه‪ ،‬لن‬
‫الرواية سنة منقولة ععن رسععول اللععه – صععلى اللععه عليععه وسععلم –‬
‫والوقف والبتداء اختيار شخصي مبني إما علععى تعمععد رؤوس الي‪،‬‬
‫وأما على تمام المعنى‪.‬‬
‫"ولتأكد معرفة هذه المذاهب على القارئ يقععول ابععن الجععرزي‬
‫في "النشر" ‪" :‬لبد من معرفة أصععول مععذاهب القععراء الئمععة فععي‬
‫الوقععف والبتععداء‪ ،‬ليعتمععد فععي قععراءة كععل إمععام علععى مععذهبه‬
‫وطريقته")‪.(3‬‬

‫‪ ()1‬يمكن الرجوع إلى بسط هذا الموضوع في النشر لبن الجزري ‪.1/238‬‬
‫‪ ()2‬نقل الكتور وكاك هنا بالهامش أرجوزة من ‪ 14‬بيتا أولها‪" :‬وهاك ما خالف فيه ابن كثير في‬
‫الوقف نافعا على الخذ الشهير إلخ وأشار إلى وجودها مخطوطة غير منسوبة وعلععى احتمععال‬
‫كونها لبعض تلمذة ابن القاضي وهو أحمد بن عثمان البوزيعدي كمعا ذكعر ذلعك السعتاذ سععيد‬
‫أعععراب فععي الميثععاق عععدد ‪ 150‬س ‪ 9‬ص ‪" .4‬وقععد وقفععت علععى القطعععة المععذكورة مععرات‬
‫منسوبة لبي زيد بن القاضي نفسه‪ ،‬ومنها مخطوطة عتيقة بخوانة أوقععاف آسععفي‪ ،‬ولععه أيضععا‬
‫أرجوزة أخرى في الخلف بين نافع والبصري في الوقف أيضا‪.‬‬
‫‪ ()3‬النشر ‪.1/238‬‬

‫‪285‬‬
‫ثم استعرض الباحث مذاهب السبعة في ذلك كمععا حععددها ابععن‬
‫الجزري ومنها مذهب نافع في وقف التمام‪ ،‬ثم انطلق منععه ليرتععب‬
‫عليه اختلف العلماء الععذين ألفععوا فععي تقييععد الوقععف‪" ،‬فقععد كععانت‬
‫أنظارهم تختلف كعل الختلف فعي تعييعن بععض الوقععوف لختلف‬
‫الملحظ العرابية والبيانية التي يعتمدونها فععي تعييععن كععل وقفععة"‪،‬‬
‫قال‪:‬‬
‫"ومن هؤلء المقيدين أبو عبد الله الهبطععي الععذي اتبععع تقييععده‬
‫في التلوة )روايععة( ورش ععن نعافع حسععبما بععه الخععذ معن طريعق‬
‫الزرق بالمغرب‪ ،‬فقد بنى الشيخ الهبطي وقفه على مذهب التمععام‬
‫مذهب إمامه نافع‪ ،‬وراعى اتباعه في الوقفات التي لها صلة بععأوجه‬
‫القراءات‪ ،‬وخالفه في غير ذلععك ممععا ل يلععزم اتبععاعه فيععه‪ ،‬وإن لععم‬
‫يصرح لنا الشيخ الهبطي بذلك فيما عرف من آثاره")‪.(1‬‬
‫وبصرف النظر عما قرره الدكتور وكاك جازمععا بععأن الهبطععي‬
‫"اتبع تقييده في التلوة )رواية( ورش عن نععافع مععع مععا نجععده عنععد‬
‫الحضيكي ‪ -‬وقد نقله الدكتور نفسه في بحثه)‪ (2‬مستدل به على ما‬
‫بين القوال التي تعرضت لععذكر السععبب فععي وضععع أبععي عبععد اللععه‬
‫الهبطي من تعارض وتدافع ‪ -‬مععن نقلععه عععن الشععيخ الصععوابي عععن‬
‫الشيخ المقرئ السيد موسععى الوسععكاري "كععان رضععي اللععه عنععه ‪-‬‬
‫يخبر بأن الرجل الصععالح سععيدي موسععى الوسععكاري أول مععن جععاء‬
‫ود بععه إل لمععن يععردف‬ ‫سععوس بهععذا الوقععف الهبطععي‪ ،‬وأنععه ل يجعع ّ‬
‫بالقراءات ويقول‪" :‬إنما وضعه واضعه لذلك‪ ،‬وينهععي طلبتععه وأولده‬
‫ودوا بععه‬‫الععذي أدركنععاهم أن يقععرأوا بععه الحععزب الراتععب‪ ،‬وان يجعع ّ‬
‫للمتعلمين الذين لم يقرأوا بالقراءات")‪.(3‬‬
‫وكذلك ما ذكره هو نفسه من قععول المععام عبععد السععلم بععن‬
‫محمد المضغري في "تكميل المنافع" من قوله‪:‬‬

‫تقييد وقف القرآن للدكتور وكاك ‪.75-72‬‬ ‫‪()1‬‬

‫تقييد الوقف ‪.124‬‬ ‫‪()2‬‬

‫مناقب الحضيكي ‪ .94-1/93‬وتقييد وقف القرآن للدكتور وكاك ‪.124‬‬ ‫‪()3‬‬

‫‪286‬‬
‫فإنه لصنعة الرداف‬ ‫"واسلك طعريعق الهبطعي في‬
‫فعي غعربعنا فإنه‪ ،‬وبه الدا‬ ‫الوقاف‬
‫حصل)‪"(4‬‬ ‫سهل معين إذ به جرى العمل‬
‫بصرف النظر عن دللة هذا التعليل عند الوسكاري وما يفهم‬
‫من قول المضععغري مععن كععون البععاعث للهبطععي علععى وضعع وقفععه‬
‫المقيععد عنععه هععو تيسععيره لصععناعة الرداف‪ ،‬وهععو تععوجيه وتعليععل ل‬
‫يتناسب مع القول بأن الشيخ قد التزم فيه مذهب نافع في التمععام‪،‬‬
‫ول رواية ورش من طريق الزرق‪ ،‬فإن السععتقراء لمععا وصععل إلينععا‬
‫من هذا الوقف في صورته الحالية يدل على ما ذهب إليععه الععدكتور‬
‫وكاك‪ ،‬وهو رأي وصلت إليه أيضا قبل أن أطلععع علعى مععا كتبععه فعي‬
‫الموضععوع‪ ،‬معع وقعوفي علعى العرأي المقابععل مقابلعة التضعاد لععدى‬
‫الوسكاري ومن نحا نحععو مععن القععائلين إن وقععف الهبطععي موضععوع‬
‫لهل "الروايات"‪.‬‬
‫بل إني وجدت أكثر من ذلك أن التزام المام الهبطي لمععذهب‬
‫نافع في بعض الوقفات التي نقلت عنه هععو الععذي عرضععه للنتقععاد‪،‬‬
‫وق إليه سهام التهام‪ ،‬ودون إطلع من المنتقدين على مععوافقته‬ ‫وف ّ‬
‫لنافع أو مخالفته‪ ،‬مع أن ذلك كان منهم مطلوبا‪ ،‬أول لمعرفة بعععض‬
‫مصادره ومستنداته في هذا الوقف‪ ،‬وثانيععا ليتععوجه النقععد إلععى مععن‬
‫تقدموه إلى الوقف في هذه المواقععف قبععل أن يتععوجه إليععه‪ .‬وثالثععا‬
‫ليعلم أن مععوافقته لنععافع فعي بعضععها ربمععا كععانت منععذ البدايععة معن‬
‫المبادئ التي وضعها نصب عينيه وهو ينتقل بين مواقع الوقععف مععن‬
‫كتاب الله إيثارا للموافقة والتباع علععى المخالفععة بععالرأي والختيععار‬
‫الشخصي‪.‬‬

‫نقدم ذكر تكميل المنافع للمدغري في الطرق العشر المروية عن نافع‪.‬‬ ‫‪()4‬‬

‫‪287‬‬
‫‪ -‬نماذج من الوقفات المنتقدة عليه‪:‬‬
‫‪ -1‬في الية الولى من سورة البقرة قوله تعالى "ذلك‬
‫الكتاب ل ريب فيه هدى للمتقين"‪:‬‬
‫قال أبو جعفر النحاس في كتعاب "القطعع والئتنعاف"‪" :‬قعال‬
‫)‪(1‬‬
‫نافع‪ :‬لريب تمام"‬
‫وقال أبو عمرو الداني في كتاب "المكتفي"‪" :‬وقال نععافع‪ :‬ل‬
‫ريب تمام‪ ،‬فيرتفع هدى على قوله "فيه"‪ ،‬ويكععون معنععى "ل ريععب"‬
‫"ل شك"‪ ،‬ويضمر العائد على "الكتاب" ل تضاح المعنى")‪.(2‬‬
‫ومن الطريف أن الحافظ ابن الجزري قد مثل به في "النشر"‬
‫لما يسمى بوقف المراقبة فقال‪" :‬قد يجيزون الوقف علععى حععرف‪،‬‬
‫ويجيز آخرون الوقف على آخر‪ ،‬ويكون بيعن العوقفين مراقبعة علعى‬
‫التضاد‪ ،‬فإذا وقف على أحدهما امتنع الوقف على الخر‪ ،‬كمن أجععاز‬
‫الوقف على "ل ريب" فإنه ل يجيزه على "فيه"‪ ،‬والذي يجيزه على‬
‫"فيه" ل يجيزه على "ل ريب")‪.(3‬‬
‫بينما مثل به قبل ذلك في كتابه لما يتعسفه بعض المعربين أو‬
‫يتكلفععه بعععض القععراء فقععال‪" :‬ومععن ذلععك الوقععف علععى "ل ريععب"‬
‫و"البتداء" فيه هدى للمتقين"‪ ،‬وهذا يرده قععوله تعععالى فععي سععورة‬
‫السجدة "ل ريب فيه من رب العالمين")‪.(4‬‬
‫ومن المعلوم أن الهبطي في التقييد المنسوب إليه قععد وقععف‬
‫على "ل ريب" فوافق نافعا‪ ،‬الذي يعده من وقف التمام‪ ،‬وربما مععع‬
‫معرفته بما هو متوجه عليه مما ذكره ابن الجزري‪ ،‬ولكن عامة من‬
‫انتقدوه على الهبطي يوجهون النتقاد إليه ل إلى إمامه الععذي ربمععا‬
‫لم يرد أن يخالفه فععي أول وقفععة فععي القععرآن بعععد فاتحععة الكتععاب‬
‫وفاتحة السورة من الحروف المقطعة "ألم"‪.‬‬
‫القطع والئتناف للنحاس ‪.113‬‬ ‫‪()1‬‬

‫المتكتفي في الوقف والبتداء للداني ‪.159-158‬‬ ‫‪()2‬‬

‫النشر ‪.1/237‬‬ ‫‪()3‬‬

‫نفسه ‪.1/232‬‬ ‫‪()4‬‬

‫‪288‬‬
‫‪ -2‬قوله تعالى في الية ‪ 95‬من سورة البقرة‪" :‬ولتجدنهم‬
‫أحرص الناس على حياة‪ ،‬ومن الذي أشركوا يععود أحععدهم لععو يعمععر‬
‫ألف سنة‪ "...‬الية‪.‬‬
‫قال أبو جعفر النحععاس ‪ :‬التمعام "أشععركوا" قعال‪" :‬وهعو قعول‬
‫أهل التأويل وأهل اللغة والقراءات‪ ،‬إل نافعععا فععإنه قععال‪ :‬ولتجععدنهم‬
‫م")‪.(1‬‬
‫أحرص الناس على حياة "ت َ ّ‬
‫وقال أبو عمرو الداني‪" :‬وقال نافع‪" :‬التمام" "على حياة")‪.(2‬‬
‫ووقف الهبطي هنا مطابق لوقف نافع على هذه الكلمة‪ ،‬لكععن‬
‫الذي انتقدوا هذا الوقف توجهوا غليه وحده بالنقد فقال الستاذ عبد‬
‫الله بن الصديق‪" :‬ووقف الهبطي على لفظ "حياة" وهو خطأ")‪.(3‬‬
‫‪ -3‬قوله تعالى في اليـة ‪ 179‬مـن سـورة البقـرة‪ :‬كتععب‬
‫عليكععم إذا حضععر أحععدكم المععوت إن تععرك خيععرا الوصععية للوالععدين‬
‫والقربين بالمعروف‪ "...‬الية‪.‬‬
‫قال أبو القاسم الهذلي في "الكامل في القراءات" عند قععوله‬
‫"إن ترك خيرا" إنه من وقف البيان المروي عن نافع ونصير)‪ (4‬قال‪:‬‬
‫"وهكععذا" "إن تععرك خيععرا" علععى قولهمععا‪ ،‬يجعلن "الوصععية‬
‫للوالعععدين والقربيعععن" متعلقعععة بإجعععازة العععوارثين‪ ،‬ول يجعلنهعععا‬
‫منسوخة")‪.(5‬‬
‫وقععد انتقععد هععذا الوقععف علععى الهبطععي عامععة مععن تعرضععوا‬
‫لمواضعه الضعععيفة‪ ،‬ومنهععم صععاحب "منحععة الععرؤوف" حيععث قععال‪:‬‬

‫‪ ()1‬القطع والئنناف للنحاس ‪.155-154‬‬


‫‪ ()2‬المكتفى في الوقف والبتداء ‪.169‬‬
‫‪ ()3‬منحة الرؤوف المعطي ببيان ضعف وقوف الشيخ الهبطي للستاذ عبد اللععه بععن محمععد بععن‬
‫الصديق الغماري ‪7‬‬
‫‪()4‬هو نصير بن يوسف بن أبي نصر الرازي المقرئ أبو المنععذر صععاحب أبععي الحسععن الكسععائي‬
‫كان من الئمة الحذاق ول سيما في رسم المصحف‪ ،‬وله فيععه مصععنف – ترجمتععه فععي معرفععة‬
‫القراء الكبار للذهبي ‪ 1/175‬طبقة ‪ 6‬رقم ‪.29‬‬
‫‪()5‬الكامععل فععي القععراءات العشععر والربعيععن الععزائدة عليهععا لبععي القاسععم الهععذلي لوحععة ‪38‬‬
‫)مخطوط(‪.‬‬

‫‪289‬‬
‫"ووقف الهبطي على "خيرا" ففصل بين الفعل – وهو كتب المبنععي‬
‫للمجهول – ونائب الفاعل‪ .‬وهععو "الوصععية"‪ ،‬وتصععحيحه يحتععاج إلععى‬
‫تقدير فيه تكلف وخروج عن الظاهر لغير ضرورة ول حاجة")‪.(1‬‬

‫منحة الرؤوف المعطي ‪.10‬‬ ‫‪()1‬‬

‫‪290‬‬
‫‪ -4‬قوله تعالى في اليـة ‪ 7‬مـن سـورة آل عمــران‪" :‬هععو‬
‫الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات‪ "...‬الية‪.‬‬
‫قال أبو جعفر النحاس‪" :‬هعو العذي أنعزل عليعك الكتعاب منعه"‬
‫م")‪.(1‬‬
‫قال نافع‪ :‬ت ّ‬
‫ووقععف الهبطععي هنععا علععى نحععو مععا وقععف فععي بععاقي المثلععة‬
‫السابقة موافقا لنافع‪.‬‬
‫لكن صاحب "منحة الرؤوف" حينما تعرض لهذه الوقفععة وبي ّععن‬
‫أين ينبغي أن يكون الوقف قال‪" :‬ولكن الهبطععي وقععف علععى لفععظ‬
‫"منه" فدل على أنه ل يعرف النحو‪ ،‬لنه فصل بيععن المبتععدأ والخععبر‬
‫وصّير المبتدأ بل خبر")‪.(2‬‬
‫‪ -5‬قوله تعالى في الية ‪ 34-33‬من ســورة المــائدة فععي‬
‫قصة ابني آدم‪" :‬قال ياويلتي أعجععزت أن أكععون مثععل هععذا الغععراب‬
‫فأوري سوءة أخي فأصبح من النادمين‪ ،‬من أجععل ذلععك كتبنععا علععى‬
‫بني إسرائيل‪ " ...‬الية‪.‬‬
‫قال أبو جعفر النحاس‪" :‬فأصبح من النادمين" تمام على قععول‬
‫أكثر أهل اللغة‪ ،‬وزعم نععافع أن التمععام "فأصععبح مععن النععادمين مععن‬
‫أجل ذلك")‪.(3‬‬
‫وقال أبو عمرو الداني‪" :‬وقال نععافع‪" :‬مععن أجععل ذلععك "تمععام‪،‬‬
‫فجعل" من "صلة للنادمين")‪.(4‬‬
‫وقد وافععق الهبطعي نافعععا فععي الوقععف علععى "ذلععك" فتعععرض‬
‫بسبب ذلك للنتقاد‪ ،‬فقد مثل بوقفه هذا الشيخ عبععد اللععه الجععراري‬
‫في المثلعة العتي سعاقها ععن شعيخه الفقيععه المقعرئ أبعي شعععيب‬
‫الدكالي قععائل‪" :‬أن الشععيخ الهبطععي ارتكععب غلطععا بععل أغلطععا فععي‬

‫‪ ()1‬القطع والئتناف ‪.212‬‬


‫‪ ()2‬منحة الرؤوف ‪.11‬‬
‫‪ ()3‬القطع والئتناف ‪.286‬‬
‫‪ ()4‬المكتفي ‪.239-238‬‬

‫‪291‬‬
‫الوقف تقععديما وتععأخيرا‪ ،‬وبععالخص مععا يسععطر تحتععه مععن الوقفععات‬
‫التالية‪ ...‬فذكر هذا منها)‪.(1‬‬
‫أما صاحب "منحة الرؤوف" فقال‪" :‬ولكن الهبطي وقف علععى‬
‫"ذلععك" ففصععل بيععن الفعععل ومتعلقععه‪ ،‬وقطععع العلععة عععن معلولهععا‪،‬‬
‫وصارت جملة" كتبنا على بني إسرائيل منقطعة عما قبلهععا ل رابععط‬
‫بينهما‪ ،‬وهذا إفساد لمعنى الية سامحه الله")‪.(2‬‬
‫‪ -6‬قوله تعالى في الية ‪ 53‬من سورة النفال‪" :‬كدأب آل‬
‫فرعون والذين من قبلهم كفروا بآيات الله‪ "...‬الية قال أبععو عمععرو‬
‫في "المكتفي"‪" :‬وقال نافع ‪":‬كدأب آل فرعون‪ :‬تععام‪ ،‬ثععم ذكععر هععو‬
‫أنه حسن)‪.(3‬‬
‫ووقف الهبطي – كما في تقييده المتبع اليوم‪ -‬موافق لمععذهب‬
‫نافع واستحسان أبععي عمععرو الععداني بععالوقف علععى "فرعععون" أمععا‬
‫صاحب "المنحة" فذكر وقف الهبطي على "فرعون" وقال‪" :‬وفيععه‬
‫ما سبق في نظيره"‪ ،‬ثم ذكر أن الوقف عليه ممنوع")‪.(4‬‬
‫‪ -7‬قوله تعالى في الية ‪ 24‬من سورة يونس‪" :‬إنمععا مثععل‬
‫الحياة الدنيا كماء أنزلناه من السماء فاختلط بععه نبععات الرض ممععا‬
‫يأكل الناس والنعام"‪.‬‬
‫قععال أبععو جعفععر النحععاس‪ " :‬وحكععى اسععماعيل بععن عبععد اللععه‬
‫المقرئ)‪ (5‬قال‪ :‬قال لي أبو يعقوب – يعني الزرق المقرئ ‪" : -‬إنما‬
‫مثل الحياة الدنيا كماء أنزلناه من المساء فاختلط به‪ ،‬وفي الكهععف‬
‫"فاختلط")‪ (6‬تمام الكلم)‪.(7‬‬

‫‪ ()1‬نقله الدكتور الحسن وكاك في دراسته لتقييد وقف القرآن العظيم ‪.157‬‬
‫‪ ()2‬منحة الرؤوف المعطي ‪.14-13‬‬
‫‪ ()3‬المكتفي ‪.287‬‬
‫‪ ()4‬منحة الرؤوف ‪.16-15‬‬
‫‪ ()5‬هو إسماعيل النحاس أحد طرق رواية الزرق عن ورش عن نافع ‪ -‬تقدم في رجال مدرسة‬
‫ورش بمصر‪.‬‬
‫‪ ()6‬يعني قوله تعالى في الية ‪ 44‬منها‪" :‬واضععرب لهعم مثعل الحيعاة العدنيا كمعاء أنزلنععاه معن‬
‫السماء فاختلط به نبات الرض فأصبح هشيما تذروه الرياح"‪.‬‬
‫‪ ()7‬القطع والئتناف للنحاس ‪.375‬‬

‫‪292‬‬
‫فالوقف على "فاختلط" في سععورة يععونس إذن كععان معروفععا‬
‫في مدرسة ورش بمصععر كمععا ذكععر النحععاس – وهععو مععن رجالهععا –‬
‫والظاهر أنه منقول عن ورش عععن نععافع‪ ،‬وقععد ذكععر القرطععبي فععي‬
‫تفسيره أنه مروي عن نافع المدني)‪.(1‬‬
‫فإذا كان هناك تساؤل بالنسبة للهبطي فهو على نحو ما تساءل‬
‫المعام أبعو زيعد بعن القاضعي بكامععل الدب قعائل فعي كتععابه "القععول‬
‫الفصل" علي عادته فيه عند التعرض لبعض وقوف الهبطي‪:‬‬
‫"فانظر وجه تخصيص الهبطي الوقف بيونس دون الكهف‪ ،‬لن‬
‫من أجاز الوقف أجازه فيهما معا‪ ،‬ومن منع منعه فيهما فافهم")‪.(2‬‬
‫لكن الشيخ صعاحب "المنحعة" قعال‪" :‬هععو وقععف ممنععوع‪ ،‬لنععه‬
‫فصل بين الفعل ومتعلقععة ول أحععد يجيععزه‪ ...‬ثععم قععال بعععد أن ذكععر‬
‫المفارقة التي في وقف الهبطي علععى "فععاختلط" فععي يععونس دون‬
‫التي في الكهف‪:‬‬
‫"وهذا يدل على أن الهبطي لم يكعن يرجعع فعي موقعوفه إلعى‬
‫قاعدة من علم العربية أو القراءات أو التفسير")‪.(3‬‬
‫‪ -8‬قوله تعالى في الية ‪ 71‬من سورة النبياء‪" :‬ووهبنا له‬
‫إسحاق ويعقوب نافلة‪"..‬‬
‫قال النحاس‪" :‬الوقف على رؤوس اليععات كععاف إلععى قععوله –‬
‫عز وجل ‪" -‬ووهبنا له إسحاق" فإنه تمام عند نافع والخفش وأحمد‬
‫بن موسى)‪ (4‬وحكاه أبو حاتم عن المفسرين")‪.(5‬‬
‫وحكى الداني مثل ذلك عن نافع والخفش وأحمد بععن موسععى‬
‫قال‪" :‬ويبتدئ" و"يعقوب نافلة" والمعنى‪ :‬وزدناه يعقوب نافلة")‪.(6‬‬
‫‪ ()1‬تفسير القرطبي ‪.8/327‬‬
‫‪ ()2‬القول الفصل في اختلف السبعة في الوقف والوصل "لبن القاضي )مخطوط(‪.‬‬
‫‪ ()3‬منحة الرؤوف المعطي ‪.17‬‬
‫‪ ()4‬هو أبو بكر أحمد بن موسى بن العباس بن مجاهد شيخ قراء بغداد وصاحب "كتاب السععبعة‬
‫في القراءات" تقدم‪.‬‬
‫‪ ()5‬القطع والئتناف ‪.476‬‬
‫‪ ()6‬المكتفى للداني ‪.388‬‬

‫‪293‬‬
‫قال صاحب المنحة‪" :‬ووقف الهبطي على "إسحاق" ثععم نقععل‬
‫قول ابن جزي‪" :‬واختار بعضهم الوقف على "اسحاق" وهو ضعيف‪،‬‬
‫لنه معطوف على كل قول)‪" (7‬ثم قال صاحب المنحة ‪ :‬قلععم اختععار‬
‫الهبطي هذا القول الضعيف ؟‬
‫هذه ثمانية نماذج اقتصرت عليها من جملة ما ذكر أنععه وقععوف‬
‫باطلععة أو ممنوعععة أو قبيحععة أو ضعععيفة هععي كلهععا ممععا وافععق فيععه‬
‫الهبطي مذهب نافع ل من حيث المبدأ في جملتها فقط‪ ،‬ولكن مععن‬
‫حيث أعيانها‪ ،‬فجميعها جاء النص عن نععافع أنععه وقععف عليععه‪ ،‬ولكععل‬
‫وقفععة منهععا محمععل فععي العععراب ووجععه فعي التأويععل ل يهمنععا هنععا‬
‫مستواه في الرجحان بقدر ما يهمنا أن الهبطي لم يكن خافيا عليععه‬
‫أن هذه الوقفات وقفات نافع‪ ،‬ولذلك فهو بالتالي لم يقع فيها علععى‬
‫سبيل التفاق المحض‪ ،‬أو بسعبب القصعور فعي العربيعة والجهعل بعع‬
‫"الجرومية" بل إنما وقف عليها اتباعا لمذهب المام نععافع صععاحب‬
‫القراءة‪.‬‬
‫وكذلك الشأن إذا عدنا إلى كثير من المواضع التي وقععف فيهععا‬
‫مما انتقد عليه فإننا نجده مسبوقا إليه ول بد‪ ،‬هذا على افتراض أن‬
‫جميع ما هو موجععود فععي "تقييععد الوقععف" الحععالي هععو مععن وضعععه‬
‫وبموافقته‪ ،‬وهو أمر بات مشكوكا فيه لما سأذكره‪.‬‬
‫ومن أمثلة الوقف الذي يقرأ به حتى الن وشنع به المنتقععدون‬
‫كثيرا على المام الهبطي‪:‬‬
‫‪ -‬قوله تعالى في آخر آيــة مــن ســورة "الحقــاف"‪:‬‬
‫"فاصبر كما صبر أولوا العزم مععن الرسععل ولتسععتعجل لهععم كععأنهم‬
‫يوم يرون ما يوعدون لم يلبثوا إل ساعة من نهار بلغ فهل يهلك إل‬
‫القوم الفاسقون"‪.‬‬

‫‪ ()7‬يظهر من قول أبي عمرو الداني أنه ليس معطوفا على كل قول كما ذكر‪ ،‬بل يحمععل علععى‬
‫المفعولية لفعل محذوف هو الذي قدره الداني بقوله "والمعنى وزدناه نافلة" ‪.‬‬

‫‪294‬‬
‫وقعععف الهبطعععي حسعععب التقييعععد العععذي عليعععه التلوة الن‬
‫"ولتستعجل" ثم "بلغ"…‬
‫وقد محص أبو جعفر النحاس هعذه المواقعف فقعال عنعد هععذه‬
‫الية‪" :‬وقال أبو حاتم‪ :‬أخععبرني مععن ل أطمئن إليععه أن الوقععف "ول‬
‫تستعجل"‪ ،‬ثم ابتدأ "لهم كأنهم يوم يرون ما يوعععدون لععم يلبثععوا إل‬
‫ساعة من نهععار بلغ" أي لهععم بلغ‪ ،‬قععال ‪ -‬وهععذا ممععا ل أعرفععه ول‬
‫أدري كيف تفسيره ؟ وهو عندي غير جائز… وعن نافع‪" :‬إل سععاعة‬
‫م‪ ،‬وإن شئت وقفت على "بلغ"… إلخ)‪.(1‬‬ ‫من نهار" ت ّ‬
‫فهذا الموضع من الوقف أيضا له صلة باختيار نععافع مععن جهععة‪،‬‬
‫وفيه خلف قديم قبل وجود الهبطي ووقفه‪ .‬وقد عععزا أبععو زيععد بععن‬
‫القاضي القول الموافق للهبطي إلى ابن مجاهد شيخ القراء فقععال‬
‫في "القول الفصل"‪:‬‬
‫"وقدر ابن مجاهععد" "بلغ" مبتععدأ وخععبره "لهععم" ووقععف علععى‬
‫"تستعجل"‪ ،‬وليس بجيد لما فيه من تفكيك الكلم بعضه من بعععض‪،‬‬
‫لن الظاهر في له تعلقه بقوله "ول تستعجل"‪.(2)...‬‬
‫مهمععا يكععن إذن فععالوقف علععى "ول تسععتعجل" كيفمععا كععانت‬
‫درجته المسوغة له فهو مسععبوق إليععه مععن لععدن شععيخ القععراء ابععن‬
‫مجاهد‪ ،‬وهو مبني على تأويل معين وقعد تععرض لعه المعام العداني‬
‫ولم يرتضه ورأى لزوم تعليععق قععوله "لهععم" بقععوله و"ل تسععتعجل"‪،‬‬
‫لن المعنى "ول تستعجل للمشركين بالعذاب")‪.(3‬‬
‫ولهذا ل يمكن اتهام المام الهبطي – إذا صح عنه هععذا الوقععف‬
‫– بقصر الباع‪ ،‬وقلة الطلع‪ ،‬ول ينبغي تبعا لذلك أن نقع فيه بسععببه‬
‫فنقول كما قال في "منحة الرؤوف"‪" :‬الوقععف علععى "لهععم" وقععف‬
‫واضح يدركه من قرأ "المقدمة الجروميععة"‪ ،‬ولكععن الهبطععي وقععف‬

‫القطع والئتناف ‪.664-663‬‬ ‫‪()1‬‬

‫القول الفصل في اختلف السبعة في الوقف والوصل )سورة الحقاف(‪.‬‬ ‫‪()2‬‬

‫المكتفى للداني ‪.522‬‬ ‫‪()3‬‬

‫‪295‬‬
‫على "تستعجل" وهو ممنوع باتفععاق كمععا سععبق فععي سععورة يععونس‬
‫حين وقف على "اختلط")‪ .(1‬ول أرى أني في حاجة إلععى مزيععد مععن‬
‫التعليق على هذا الزراء بالجهل على المام الهبطي رحمه الله‪.‬‬
‫وهكععذا لععو ذهععب البععاحث يتقصععى جملععة الوقععاف الكععثيرة‬
‫المنتقدة عليه في القائمة التي نجدها عند عدد ممن تعرضوا بالنقد‬
‫لهذا التقييد لوجده مسبوقا إليها‪ ،‬إما بقول ليعقوب الحضرمي إمام‬
‫أهل البصرة في القراءة بعد أبي عمرو‪ ،‬أو لمحمد بن يزيععد المععبرد‬
‫شععيخ نحععاة البصععرة فععي زمنععه‪ ،‬أو أبععي حععاتم سععهل بععن محمععد‬
‫السجسععتاني أو أحمععد بععن جعفععر الععدينوري أو سعععيد بععن مسعععدة‬
‫الخفش أو أبي بكر بن مجاهد أو سواهم من أهل القراءة والعربية‬
‫ممن نجد أقوالهم ومذاهبهم في موضوع الوقف في موسوعة أبععي‬
‫جعفر النحاس أعني "كتاب القطععع والئتنععاف" وغيععره‪ ،‬كعع "إيضععاح‬
‫الوقف والبتداء" لبن النباري وكتاب "المكتفى" لبي عمرو الداني‬
‫و"منار الهدى" للشموني وغيرها‪ .‬ومن هنا يكون من الظلم للمععام‬
‫الهبطي أن نتهمه بالقدام على كتاب الله والقول فيه بغير علم ول‬
‫مستند‪ ،‬لسيما مع ما شهد له المترجمون له به من السععتاذية فععي‬
‫القراءة والعربية وغيرها حتى وصف بع "عالم فععاس")‪ ،(2‬فضععل عععن‬
‫أن نصل إلى رميه بكونه "ل يرجع إلى قاعدة‪ ،‬وإنما يرجععع إلععى مععا‬
‫يظهر له")‪.(3‬‬
‫والن وقد برأنا أو قععدمنا مععا لعلععه يكععون كافيععا لتععبرئة المععام‬
‫ور على هعذا الفعن والعدخول فيعه‬ ‫الهبطي من حيث المبدأ من التس ّ‬
‫بغير سلح نعود إلى نسبة هذا الوقف الععذي بيععن أيععدينا إليععه جملععة‬
‫وتفصيل‪.‬‬
‫نسبة الوقف الذي يقرأ به اليوم انطلقا من "تقييــد‬
‫وقف القرآن العظيم" المقيد عن المام الهبطي‪:‬‬

‫منحة الرؤوف المعطى لبن الصديق الغماري ‪.24‬‬ ‫‪()1‬‬

‫نيل البتهاج ‪ – 335‬وكفاية المحتاج‪.‬‬ ‫‪()2‬‬

‫منحة الرؤوف ‪.20‬‬ ‫‪()3‬‬

‫‪296‬‬
‫ل يماري أحد في نسبة هععذا الوقععف مععن حيععث أصععله – علععى‬
‫القل في صورته الولى التي ظهر عليها – إلى المام الهبطي‪ ،‬لن‬
‫هذه النسبة بالغة مبلغ التواتر‪ ،‬ولكن الشكال يبقععى فععي "التقييععد"‬
‫الذي بين أيدينا اليوم هل هو عين معا قيعد ععن الهبطعي فعل ؟ وإذا‬
‫كعان كععذلك فمعن الععذي قيععده عنععه ؟ ومععتى ؟ وهععل الععتزم الشععيخ‬
‫الهبطي نفسه بما قُّيد عنه أول ؟ أم بقععي ينظععر فيععه ويعالععج بعععض‬
‫المواقف التي كان يتغير نظره فيها ؟ وإذا كان قد وضعه كما قدمنا‬
‫– بعد أو وضع شيخه أبو عبد الله الصغير"تقييده" الععذي قُي ّععد عنععه‪،‬‬
‫فهل وضعه تعديل له أم مضاهاة لعمله حتى بلغ عدد المواضع الععتي‬
‫تخالفا فيها ‪ 500‬موضع أي بمعععدل ‪ 1/20‬تقريبععا)‪ (1‬؟ ول يتسععع لنععا‬
‫مجال الفاضة في القول‪ ،‬ونخشى أيضا أن نقععع فععي تععرداد طائفععة‬
‫من الراء نجدها عند الستاذ الدكتور وكاك في بحثه القيععم)‪ (2‬وعنععد‬
‫الستاذ سعيد أعراب في عدد من بحوثه ومقععالته)‪ (3‬والسععتاذ عبععد‬
‫الله بن الصديق الغماري)‪ (4‬وعبد الله الجراري)‪ (5‬وغيرهم‪.‬‬
‫‪ -‬رأيي في موضوع نسبة الوقف إلى الهبطي‪:‬‬
‫وأول ما أبدأ به هو أنععي ل أسععتبعد المععام ابععن غععازي وشععيخه‬
‫الصغير من العععداد لمشععروع هععذا التقييععد‪ ،‬بععل إنعي أعتععبر التقييععد‬
‫المقيد عن الصغير مرحلة أولى سابقة على التي وليتها حينما تبلور‬
‫هذا العمل في صورته الولى قبل أن يأخذ طريقه إلى جمهور قراء‬
‫فاس‪ ،‬وحينئذ فيمكنني أن أثبععتي الخععبر الععذي سععاقه القععادري فععي‬

‫‪ ()1‬تقدم ما ذكره الدكتور وكاك الحسن من وقوفه علععى التقييععد المععذكور عععن أبععي عبععد اللععه‬
‫الصغير الذي ذكر أنه وجده يخالف ما قيد عن الهبطي في ‪ 500‬موضع‪ .‬ولما كان عدد وقععوف‬
‫الهبطي هعو ‪ 9945‬وفقععا كمعا فععي "تقييععد وقعف القعرآن الكريععم" ص ‪ 114‬فمعنعاه أن تقييعد‬
‫الهبطي خالف تقييد شيخه بمعدل وقفة في كل عشرين وقفة تقريبا‪.‬‬
‫‪ ()2‬يمكن الرجوع إلى الباب الثاني من "تقييد القرآن العظيعم" للعدكتور وكعاك المبحعث الثعاني‬
‫‪.131-119‬‬
‫‪ ()3‬منها بحث "أبو عبد الله الهبطي واضع الوقف بالمغرب" – دعععوة الحععق العععدد ‪ 4‬اسععنة ‪11‬‬
‫فبراير ‪1968‬م ص ‪.92‬‬
‫‪ ()4‬منهععا بحععث "وقععوف القععرآن" – دعععوة الحععق العععدد ‪ 10-9‬السععنة ‪ 15‬مععاي ‪ – 73‬ومنحععة‬
‫الرؤوف‪.‬‬
‫‪ ()5‬كتاب من أعلم الفكر المعاصر )أبو شعيب الدكالي( ‪ 1/41‬الطبعة ‪ 1‬وكتاب متعة المقرئين‬
‫له ‪.95-94‬‬

‫‪297‬‬
‫"نشععر المثععاني" بالصععيغة الظععاهرة الععتي يتجععه إليهععا فهععم القععارئ‬
‫مباشرة‪ ،‬وهععي قععوله "وهععو ممععن أخععذ عععن ابععن غععازي وعنععه قيععد‬
‫الوقف")‪ ،(1‬فأقرؤها بالبناء للمعلععوم‪ ،‬إذ ل شععيء عنععدي يععدفع ذلععك‬
‫حتى أقرأها "قيد" بضم القاف بالبناء للمجهول لكي أستبعد الشععيخ‬
‫ابن غازي من هذا العمل الذي فيه ما فيه من ثغرات)‪.(2‬‬
‫وقد رأيت مؤلف كتاب "الفكععر السععامي" يأخععذ هععو أيضععا بمععا‬
‫أخذت به فيقول في تعريفه بالهبطي‪:‬‬
‫‪ -‬المام الفقيه النحوي الفرضي السععتاذ المقععرئ‪ ،‬وهععو الععذي‬
‫يقرأ أهل المغرب بالوقف الذي جعله في القرآن الكريم منذ زمنععه‬
‫إلى الن مطبقين عليه‪ ،‬وهو أخذه عن المععام ابععن غععازي وشععيخه‪،‬‬
‫وإن كان في بعضه نظر‪ ،‬ولكن تلقاه قراء المغرب بالقبول")‪.(3‬‬
‫فهذا القول في أخذ الهبطي عن كعل معن ابعن غعازي وشعيخه‬
‫الصغير هو مفتاح الدخول لمعرفة هذا الوقف في نظري‪ ،‬وهو أمععر‬
‫ليس ثمة ما يدفعه ل من جهة التاريخ ول من جهة الواقع‪.‬‬
‫فأما من حيث التاريخ فقد ذكروا في الملبسات التي صععحبت‬
‫ظهور هذا الوقععف قصعة الشعيخ أبعي عبععد اللعه محمعد بعن يوسععف‬
‫السنوسي )ت ‪ (4)(895‬الععذي "ورد علععى فععاس واجتمععع بععابن أبععي‬
‫جمعععة الهبطععي ونععاظره فععي هععذا الوقععف علععى جهععة العععتراض‬
‫والنتقاد")‪.(5‬‬
‫ويهمنا من هذه القصة أمران مهمان‪ :‬أحدهما أن تقييد الوقف‬
‫ظهر بفاس قبل هذا التاريخ أي قبل وفاة السنوسي‪ ،‬والمر الثععاني‬

‫‪ ()1‬نشر المثاني ‪.1/35‬‬


‫‪ ()2‬هذا كل مستند مستبعدي ابن غازي من العملية كما في منحة الرؤوف ‪32‬‬
‫‪ ()3‬الفكر السامي للحجوي الثعالبي ‪.227-2/226‬‬
‫‪ ()4‬ترجم له تلميذه أبو جعفر البلوي في ثبته‪.437-436 :‬‬
‫‪ ()5‬يحكون هنا حكاية تنصل بهذا العتراض من السنوسي على الوقف فيذكرون أنه لما‬
‫اعترض على شيخه على وقف آية من سورة يونس كشف له عن حقيقتها بالطلع عليها في‬
‫اللوح المحفوظ‪ ،‬وهي حكاية باردة وراويها أول من شكك فيها وهو العلمة محمد بن عبد‬
‫السلم الفاسي في كتابه "القراط والشنوف" )مخطوط( وينظر النقل عنه في السلوة‬
‫‪68-2/67‬‬

‫‪298‬‬
‫أنه كان فيه منتقد منذ البدايععة‪ ،‬وهععذا مععا جعععل السنوسععي يعععترض‬
‫عليه‪.‬‬
‫وينبني على ذلك أمر مهم‪ ،‬وهو أن التقييد كان منذ هذا العهععد‬
‫تحت سمع مدرسة ابن غازي وبصععرها‪ ،‬وحينئذ نتسععاءل‪ :‬أفمععا كععان‬
‫منتظرا أن يكون لمام المدرسة – لو لم يكن لععه ضععلع ول لشععيخه‬
‫فيه – أن يتحرك هو أو أصحابه لنتقععاده أو علععى القععل لصععلح مععا‬
‫فيععه مععن عيععوب ؟ أم ظععل الشععيخ الهبطععي خلل نحععو الخمععس‬
‫والعشرين عاما الباقية من حياة ابن غازي مواريا لهذا التقييد حععتى‬
‫اختفى الشيخ ابن غازي من الميدان ؟ وكيف وقععد بلععغ صععداه إلععى‬
‫تلمسان حيث كان السنوسي ؟‬
‫إن المخرج السهل معن كعل هععذا هععو القععول بوجععود إحسعاس‬
‫مشععترك لععدى رجععال هععذه المدرسععة بمقععدار الحاجععة إلععى "وقععف‬
‫مدون" بأعيان الكلمات الموقوفة تفاديا للخلل بععالتلوة فععي الداء‬
‫والتلوة العامة وقراءة الحععزب الراتععب وفععي الخععذ علععى أصععحاب‬
‫الروايععات مععن أهععل الرداف إلععى غيععر ذلععك ممععا قععد يكععون باعثععا‬
‫ما مؤرقعا َ لمشععايخها جععرى إخععراج‬ ‫مشتركا كان ينتظم الجماعة‪ ،‬وهَ ّ‬
‫مشروعه أول في صورة "تقييد" عن المام الصغير‪ ،‬ثم أعيد تعديله‬
‫في التقييد الجديد بإذن من الشيخ ابن غازي‪ ،‬فيكععون قععد أخععذ معن‬
‫تلوته وتجويده للواح طلبته‪ ،‬أو بمبادرة مععن الهبطععي حظيععت مععن‬
‫رجال المدرسة بالقبول والستحسان‪ ،‬ثم جععاءت مرحلععة المراجعععة‬
‫والتنقيح‪ ،‬ثم مرحلة التدوين والتقييد‪ ،‬وفيها كما سععيأتي جععانب غيععر‬
‫يسير قام به تلمذة الهبطععي‪ ،‬وهععم فععي الععوقت ذاتععه أكععابر رجععال‬
‫مدرسة ابن غازي‪ ،‬ثم انتقل ذلك عمليا إلى تلمذتهم‪ ،‬إلى أن ظهععر‬
‫التقييد "الرسمي" في آخر صععورة لعه مععزوا إلعى الشععيخ الهبطعي‬
‫ومقرونا باسمه‪.‬‬
‫وقد أثار هذه القضية قبلنا الدكتور وكاك في صععدر بحثععه وهععو‬
‫بصدد تحقيق نسبة "تقييد الوقف" إلى الهبطي فقال‪" :‬وإذا ثبت أن‬

‫‪299‬‬
‫من بين مواد منهاج مدرسة ابن غازي "مادة التععدرب علععى أوقععاف‬
‫القرآن"‪ ،‬وثبت أن الشيخ الهبطي من تلمذة ابن غععازي‪ ،‬عرفنععا أن‬
‫الذي سهل على الهبطي تقييد الوقف المعهود لدينا هو تدربه على‬
‫محاسن الوقف والبتداء بين يدي شيخه ابععن غععازي‪ ،‬وأنععه ول شععك‬
‫متأثر به في تقييده هذا‪ ،‬فالفضعل إذن يرجعع إلعى ابعن غعازي فيمعا‬
‫يخص رسم الخطوط العريضة لتقييد الوقعف بعالمغرب‪ ،‬كمعا يرجعع‬
‫الفضل إلى الشيخ الهبطي فيما يخص إبراز صورة هذا التقييد على‬
‫شكله الحالي للقراء")‪.(1‬‬
‫وإذا كان الذي يشكك في نسبة هذا الوقف إلى ابن غازي هععو‬
‫ما فيه – حاليا – من ثغرات في طائفة من المواقف ينزه ابن غازي‬
‫في جللة قدره فععي العلععم‪ ،‬أن تصععدر عنععه بوضععع أو بععإقرار‪ ،‬فإننععا‬
‫نتصور مثل ذلك أيضا في حق المترجم‪ ،‬فل نحملععه مسععؤولية كععثير‬
‫من الوقاف الضعيفة التي تنتقد عليه لما يأتي‪:‬‬
‫‪ -1‬لنه لم يقيد الوقف بنفسه في كتاب حتى ل يرقى‬
‫الشك إلى نسبة ذلك إليه في كل حرف حرف‪ ،‬ويدل على ذلك مععا‬
‫هو موجود على غالبية النسخ من عبارة "تقييد وقف الهبطي" قيده‬
‫عنه بعض أصحابه)‪.(2‬‬
‫‪ -2‬لن مقيده عنه في حين صدوره مجهول العيــن‪،‬‬
‫وربمــا كــان متعــددا "ولهععذا اختلفععت نسععخه مععا بيععن زيععادة‬
‫ونقصان ‪ ..‬وكأن الشيخ كان يملي على طلبته هذه الوقععوف ويععبين‬
‫لهم وجه الوقف عليها‪ ،‬وربما ذكر الحجة في ذلك‪ ،‬وهم يدونون في‬
‫مذكراتهم كل بحسب قدرته واسععتعداده – كمععا هععي الطريقععة إلععى‬
‫اليوم في التعليم العالي")‪.(3‬‬

‫‪ ()1‬الدكتور وكاك في مقدمة دراسته "نقييد وقعف القععرآن الكريععم" ‪ 39‬وقععد نقععل وجهععة نظععر‬
‫مشابهة أيضا عن الستاذ محمد المنوني بهامش ص ‪.37‬‬
‫‪ ()2‬أشار إلى ذلك الستاذ أعراب في كتابه "القراء والقراءات بالمغرب" ‪ 182‬والععدكتور وكععاك‬
‫في بحثه ص ‪.37‬‬
‫‪ ()3‬القراء والقراءات بالمغرب ‪.183‬‬

‫‪300‬‬
‫‪ -3‬ولننا لسنا على ثقة من محافظة من قيدوا على‬
‫نص ما قيدوا حتى نكــون مطمئنيــن إلــى النســبة الكليــة‬
‫إليه ‪ ..‬وإن كنا ل نماري في صحة نسبة المجموع ل الجميععع إليععه‪،‬‬
‫وبذلك نحملععه علععى مثععل مععا حمععل أئمععة القععراء" العععد "الكععوفي"‬
‫لرؤوس الي "إذ يقول المام أبو عمرو الداني في كتععاب "البيععان"‪:‬‬
‫"فأما عدد أهل المدينة الول فرواه أهل الكوفة عنهم‪ ،‬ولم ينسبوه‬
‫إلى أحد منهم بعينه ول أسندوه إليه‪ ،‬بل وقفوه على جماعتهم")‪.(1‬‬
‫ومن هنا نخلص إلى هذه النتيجة وهي‪:‬‬
‫‪ -4‬ما تدل عليه بعض النسخ الخطية العتيقة جدا من هذا‬
‫التقييد وفيها مخالفة كثيرة لما عليه العمل الن‪.‬‬
‫وقد ذكر الدكتور وكععاك وجععود نسععخة منهععا بخزانععة تععارودانت‬
‫برقم ‪" 42‬يصرح فيها صاحبها أنه قيد هذا الوقف بععإذن مععن شععيخه‬
‫المقرئ السيد "الترغي" المتوفى سنة ألف من الهجرة)‪ "(2‬قال‪:‬‬
‫"وهذه النسخة استفدت منهععا أمريععن‪ :‬الول أن الشععكل الول‬
‫لتقييععد الهبطععي هععو التقييععد بالكلمععات لن قععول كععاتبه )بععإذن مععن‬
‫الستاذ الترغي( يحتمل أن يكون هععذا إذنععا فععي تقييععده لول مععرة‪،‬‬
‫ويمكن أن يكون لمجرد التبرك بموافقععة شععيخه‪ ،‬الثععاني أن المقيععد‬
‫الول لوقف الهبطي هو محمد المرابععط البعقيلععي السوسععي بععإذن‬
‫من شيخه الترغي")‪.(3‬‬
‫وهععذا الكتشععاف فععي نظععري فععي غايععة الهميععة بالنسععبة‬
‫لموضوعنا‪ ،‬وإن كان الععدكتور وكععاك ‪ -‬فيمععا يبععدو ‪ -‬لععم يتمكععن مععن‬
‫استثماره في دراسته‪ ،‬لنه ذكر مععا ذكععر مععن ذلععك بالهععامش فقععط‬
‫وقال‪" :‬عثرت بعد ما كتبت هذه السطور‪ ...‬إلخ")‪.(4‬‬

‫‪ ()1‬كتاب البيان عن عد أي القرآن للداني لوحة ‪) 16‬مخطوط(‪.‬‬


‫‪()2‬الصحيح أنه توفي سنة ‪1009‬هع كما في السلوة ‪ 3/285‬ل ‪ 1014‬كما في مناقب الحضيكي‬
‫‪45-2/44‬‬
‫‪()3‬تقييد وقف القرآن العظيم ‪ 38‬وقد نشر صورة فوتوغرافية لول لوحة منه في ص ‪.34‬‬
‫‪ ()4‬تقييد وقف القرآن الكريم ‪.38‬‬

‫‪301‬‬
‫وقد عثرت أنا أيضا على مخطوطة للمرابط البعقيلي المذكور‬
‫ل أدري مدى مطابقتها لنسخة تارودانت وقفععت فيهععا علععى حقععائق‬
‫جديدة تنسف الكثير ممن قيل حول نسبة "تقييععد الوقععف" الحععالي‬
‫جملة وتفصيل إلى المقيد عنه‪ ،‬وتضع علمععة اسععتفهام كععبيرة علععى‬
‫الوقععوف المنتقععدة علععى الهبطععي وتجعععل نسععبتها إليععه فععي غايععة‬
‫المجازفة بعد ثبوت تصرف المقيععدين والمقيععد عنهععم فععي الوصععل‬
‫والوقف بحسب الستحسان كما سوف نرى‪.‬‬
‫وهذه النسخة في مجموع عتيق بخزانة أوقاف آسفي القديمة‬
‫وتقع في نحو ستين ورقة من القطع الكبير تتخللها خععروم وخععروق‬
‫فععي الصععلب والهععامش‪ ،‬وقععد جععاء فععي مقععدمتها بعععد الفتتاحيععة‬
‫المعهودة‪.‬‬
‫""وبعد فهذا تقييد وقف القرآن العظيم من أول فاتحة الكتاب‬
‫إلى آخره‪ ،‬وقيده بعض أصحابنا‪ ،‬وهو العبد الفقيععر إلعى اللععه تعععالى‬
‫محمد بن أحمد بن محمد المرابطي)‪ (1‬البعقيلي عن شيخنا السععتاذ‬
‫المحقق النحوي خديم كتاب الله العزيز أبي عبد الله سيدي محمععد‬
‫بن يوسف الترغي – وفقه الله وسدده – بعد ما اسععتأذنه فععي ذلععك‬
‫فأذن له – رضي الله عنععه وجععزاه عععن العلععم خيععر مععا جععزى بمنععه‬
‫وفضله‪ ،‬إنه سميع قريب‪ ،‬وبالجابة جدير" ثم قال مباشرة‪" :‬سععورة‬
‫الفاتحة"‪" :‬الدين"‪" .‬نستعين" "الضالين"‪ .‬سورة البقععرة‪ :‬ألععم"‪" .‬ل‬
‫ريب"‪ .‬ينفقون"‪" .‬من ربهم"‪" .‬المفلحون"‪ ...‬وهكععذا تععابع الكلمععات‬
‫التي عليها الوقف إلى قوله في الخاتمة‪" :‬ول وقععف فععي الفلععق إل‬
‫في "إذا حسد" ول في "الناس" إل في "والناس"‪ .‬ثم قال‪:‬‬
‫"كمل التقييععد – بحمععد اللععه تعععالى وحسععن عععونه‪ ...‬قيععد هععذا‬
‫الوقف صاحبنا فععي اللععه حقععا سععيدي محمععد بععن أحمععد بععن محمععد‬
‫المرابطي)‪ (2‬البعقيلي عن شيخنا الستاذ النحوي المقععرئ المحقععق‬

‫‪ ()1‬كذا في المخطوطة‪.‬‬
‫‪ ()2‬كذا في المخطوطة‪.‬‬

‫‪302‬‬
‫أبي عبد الله سيدي محمد بن يوسف المسمى بع "الترغي" – نفعنا‬
‫الله ببركاته وبركات أمثاله – ثم قال‪:‬‬
‫"على يد كاتبه محمععد بععن أحمععد بععن داود غفععر اللععه ولوالععديه‬
‫ولشياخه بل محنة‪ ،‬وكان الفراغ منه قبل الععزوال مععن يععوم السععب‬
‫الوافي أحد عشر يوما مععن ربيععع الثععاني عععام ثلث وسععتين وألععف‪،‬‬
‫وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم تسليما")‪.(1‬‬
‫وقبل أن نلقي نظرة على معادة هعذا التقييعد نتوقعف أول عنعد‬
‫هذه الحقائق التي لم أر قبل من تعرض لها ليستثمر نتائجها‪:‬‬
‫‪ -1‬أن التقييد كما هو فــي ســائر النســخ المعروفــة‬
‫منه خال من مقدمــة تشععرح أهععدافه ومصععادره المعتمععدة فععي‬
‫أوقافه وما إلى ذلك من البيانات التي اعتاد المؤلفععون أن يقععدموها‬
‫بين أيدي مصناتفهم لتكون بمثابة المفاتيح لفهمها والستفادة منها‪.‬‬
‫‪ -2‬أن التقييد إنما هو عن الشيخ الترغي وليععس عععن‬
‫الهبطي‪ ،‬بععل ول هععو تقييععد للععترغي نفسععه‪ ،‬وإذا علمنععا أن الععترغي‬
‫نفسه لم يدرك زمن الهبطي وإنما ولد بعد موته بثلث عشرة سعنة‬
‫أي سععنة ‪ .(2)943‬تباعععد مععا بيننععا وبيععن الهبطععي بحععاجز زمععاني ل‬
‫يستهان به‪ ،‬كمععا تنقطععع صععلتنا بععه مععن جهععة إسععناد الوقععف‪ ،‬إل إذا‬
‫اعتبرنا أن الترغي المذكور قد أخذ القراءة عن عدد ممن قرأ علععى‬
‫ابن غازي والهبطي‪ ،‬فمن شيوخه‪:‬‬
‫‪ -‬أبو القاسععم بععن محمععد بععن إبراهيععم المشععترائي الععدكالي –‬
‫النف الذكر في أكابر أصحاب ابن غازي – وقد أجاز – أبععو القاسععم‬
‫الترغي – في القراءات السبع وفي كل ما يجوز له")‪.(3‬‬
‫‪ -‬ومن شيوخ الترغبي ممن قرأ على ابن غازي والهبطععي‪ :‬أبععو‬
‫الحسن علي بن عيسى الراشدي التلمساني نزيل فاس)‪.(4‬‬
‫‪()1‬خزانة أوقاف آسفي )غير مرقمة(‪.‬‬
‫‪ ()2‬مناقب الحضيكي ‪ 45-2/44‬والعلم للمراكشي ‪ 5/192‬ترجمة ‪664‬‬
‫‪ ()3‬درة الحجال ‪ 2/464‬ترجمة ‪.638‬‬
‫‪ ()4‬الجذوة ‪ 2/491‬ترجمة ‪559‬‬

‫‪303‬‬
‫‪ -‬ومنهم أيضا أبو عبد الله محمد بن علي بععن عععدة المعععروف‬
‫دي)‪.(5‬‬
‫بالع ّ‬
‫وهؤلء الجلة تلمذة للهبطي كما أنهم من أكععابر أصععحاب ابععن‬
‫غازي‪ ،‬فععن أيهعم أخعذ العترغي "تقييعد الوقعف"؟ وهعل أخعذه ععن‬
‫جميعهم ؟ وهل كان بينهم بمقتضى وحدة الشععيخ وحععدة فععي الداء‬
‫على أساس ما قيد عنه ؟ وإلى أي حد التزم كل منهم بالبقععاء فععي‬
‫التلوة والداء على ذلععك دون أن يبععدو لععه فععي ذلععك‪ ،‬وهععذا موضععع‬
‫الخطورة ؟ ل شععك أن هععذه السععئلة كلهععا واردة إزاء مععا قيععد عععن‬
‫الترغي‪ ،‬ثم يرد مثلها على الترغي نفسه في ما قيد عنه‪ ،‬ثععم علععى‬
‫المقيد – كما تدل علععى ذلععك طائفععة مععن التعليقععات علععى هععامش‬
‫المخطوطة التي نحن بصددها – وهلم جرا‪.‬‬
‫‪ -3‬أن "تقييد الوقف" المنسوب إلى الهبطي ظل –‬
‫ود للععوح‪،‬‬ ‫فيما يبدو – ينقل من اللواح كمــا كععان يثبتععه المج ع ّ‬
‫ولهذا تعددت نسخه واختلفت من قارئ إلى قارئ‪ ،‬وأن هذا عين ما‬
‫كان يقوم به المام الترغي في تصحيح اللععواح‪ ،‬حععتى بععدا لصععاحبه‬
‫أبي عبد الله محمد بن أحمد بن محمد المرابط البعقيلي أن يجسد‬
‫عمله هذا في تقييد يشععتمل علععى أعيععان الكلمععات الموقوفععة تبعععا‬
‫لختيارات الشيخ الترغي‪ ،‬وليكن ذلك ضمن الطار العام الذي بععدأه‬
‫الهبطي‪ ،‬ولعله لهذا احتاج التلميذ إلى أن يستأذن الشيخ فععي وضععع‬
‫التقييد المذكور‪.‬‬
‫ومعنى هذا أن مقيد الوقف أمسى عندنا معلوما‪ ،‬والمقيد عنه‬
‫وهو الشيخ الترغي معلوم أيضا‪ ،‬وتكون النتيجة أن "تقييععد الوقععف"‬
‫من حيث الطار العام هو مروي عععن الشععيخ الهبطععي‪ ،‬ومععن حيععث‬
‫الواقع هو مأخوذ عمليا أخذه الترغي عن أصحاب الهبطي أداء عليه‬
‫وتجويدا لللواح على وفقه‪ ،‬ثم هو من حيععث التععدوين والجمععع مععن‬

‫‪ ()5‬درة الحجال ‪ 2/213‬ترجمة ‪619‬‬

‫‪304‬‬
‫عمل المرابط البعقيلي‪ .‬ثم بعد ذلك يعلم الله ماذا أدخل عليه مععن‬
‫تعديل بالزيادة والنقصان؟‬
‫فمععن الرجععوع إلععى الهععوامش الملحقععة بمخطوطععة الوقععاف‬
‫المذكورة في آسفي يتبين لنا أن هذا التقييد قد خضع هو أيضا فيما‬
‫بعد لمجموعة من المراجعات بناء على طائفة من الختيارات الععتي‬
‫يراها الشيخ المرابط نفسعه فعي تلعك التعليقعات‪ ،‬فكمعا أن الشعيخ‬
‫الترغي كان حتى زمن تقييد الوقف عنه ما يععزال يرجععح فععي بعععض‬
‫المواقع بين الوصل والوقف‪ ،‬فكذلك الشيخ المرابط البعقيلي كععان‬
‫له رأي في بعضها لعله دخل في العتبار فيما بعد كما سنلحظ من‬
‫وجود خلف كثير بين ما قيد في "تقييده" هذا وبيععن مععا نقععرأ نحععن‬
‫اليوم عليه‪.‬‬
‫وهذه أمثلعة معن تعليقعات المرابعط علعى تقييعده ععن الشعيخ‬
‫الترغي كما هي مثبتة على هامش المخطوطة‪:‬‬
‫‪ -1‬فمن تعليقاته‪ :‬فععي سععورة النعععام عنععد قععوله تعععالى‪" :‬ول‬
‫تاكلوا مما لم يذكر اسم الله عليه وإنه لفسق"‪.‬‬
‫أثبت في التقييععد الوقععف علععى "عليععه و"علععى قععوله" لفسععق‬
‫"بكتابة الكلمتين‪ ،‬ثم علق على قوله "عليه"‪ :‬هكذا‪" :‬الشيخ‪ :‬وصععله‬
‫أرجح"‪.‬‬
‫فإذا كان المراد بالشعيخ هعو العترغي وهعو يرجعح الوصعل فعي‬
‫"عليه" فلم أثبععت المرابععط فععي التقييععد خلف الراجععح ؟ وإذا كععان‬
‫يعني نفسه‪ ،‬أو يعنيه به الناسخ صاحبه وهو محمد بن أحمد بن داود‬
‫كان معنى ذلك أن المرابط يستدرك على شيخه‪ ،‬ومن المعلععوم أن‬
‫قراءتنععا نحععن اليععوم علععى وصععل "عليععه" ووقععف "الفسععق"‪ ،‬وهععو‬
‫الموافق لما في "تقييد وقف القرآن الكريم" المحقق)‪ ،(1‬فمععا سععر‬
‫هذا الختلف ؟ ومن قام بهذا التعديل ؟‬

‫تقييد وقف القرآن الكريم للدكتور الحسن وكاك ‪.219‬‬ ‫‪()1‬‬

‫‪305‬‬
‫‪ -2‬وفي سورة العراف في قوله تعالى‪" :‬سأصرف عن آياتي‬
‫الذين يتكبرون في الرض بغير الحق وأن يروا كل آية ل يومنوا بهععا‬
‫وان يععروا سععبيل الرشععد ل يتخععذوه سععبيل‪ ،‬وأن يععروا سععبيل الغععي‬
‫يتخذوه سبيل"‪.‬‬
‫أثبت في التقييد الوقف على "الحق وسبيل" الولععى ثععم علععى‬
‫"سبيل" الثانية‪ ،‬ثععم جععاء التعليععق بالهععامش بقععوله‪" :‬بالوصععل عععن‬
‫الشيخ"‪ .‬وهو بذلك إما أن يريد كل مععن قععوله "بغيععر الحععق" وقععوله‬
‫"سبيل" الولى‪ ،‬وإما أن يريد واحدا منهمععا‪ ،‬فالشععيخ اختععار الوصععل‬
‫في ذلك‪ ،‬فلم أثبت إذن في التقييد "الحق" سبيل مخالفا للشيخ ؟‬
‫ومن قام بتخليص التقييد من ذلك فيمععا بعععد فععأزال الكلمععتين‬
‫معا لتصبح التلوة بالوقف على "سبيل" الثانية فقط ؟)‪.(1‬‬
‫‪ -3‬وفي سورة التوبععة فععي قععوله تعععالى‪" :‬ولوضعععوا خللكععم‬
‫يبغونكم الفتنة وفيكم سماعون لهم"‪.‬‬
‫أثبت الوقفات هكذا‪" :‬القاعدين" خللكم "الظالمين" "ثم جععاء‬
‫التعليق بالهامش فقال‪" :‬الشععيخ وقععف "خللكععم" ووصععله أرجععح"‪.‬‬
‫ومعلوم أن قراءتنا اليوم بالوصل فيه‪ ،‬فمن قام بالتعععديل ومععتى؟؟‬
‫)‪.(2‬‬
‫‪ -4‬في سورة مريم في قوله تعالى‪" :‬أفرأيت الذي كفر بآياتنا‬
‫وقال لوتين مال وولدا أطلع الغيب‪"..‬‬
‫دى – مرد ّا ً – ولدا ً وعلععق المعلععق علععى‬
‫أثبت الوقفات هكذا‪ :‬ه ً‬
‫الوقف الخير "ولدا" بقوله‪" :‬وصععله أولععى عنععد الشععيخ"‪ ،‬وإذا كععان‬
‫كذلك فلم أدرجه ضمن الوقفات؟ والتلوة اليوم بوصله كمععا اختععار‬
‫الشيخ)‪.(3‬‬

‫ما نقرا به اليوم هوالموافق لما في "تقييد وقف القرآن الكريم" المحقق ‪.223‬‬ ‫‪()1‬‬

‫التلوة اليوم مطابقة لما في التقييد المذكور ‪.227‬‬ ‫‪()2‬‬

‫ينظر تعليق الدكتور وكاك هنا في تحقيقه ‪ 245‬هامش ‪.78‬‬ ‫‪()3‬‬

‫‪306‬‬
‫‪ -5‬وقال في سورة الفلح في قوله تعععالى‪" :‬وقععال المل مععن‬
‫قومه الذين كفروا وكذبوا بلقاء الخرة وأترفناهم في الحيععاة الععدنيا‬
‫ما هذا إل بشر مثلكم يأكل مما تأكلون منه ويشرب ممعا تشعربون‪،‬‬
‫ولئن أطعتم بشرا مثلكم إنكم إذا‪ ...‬إلععى قععوله "بمععؤمنين"‪" :‬هععذا‬
‫أطول وقف فععي القععرآن‪ ،‬وفيععه خمععس وقفععات لمععن أراد اختيععارا‪،‬‬
‫هكذا أخبرنا شيخنا الستاذ المحقق سيدي محمد بن سيدي يوسععف‬
‫الترغي رضي الله عنه وأرضاه ونفعنا ببركته آمين"‪.‬‬
‫فدل هذا التعليق على أن الهبطي لم يضع‪ ،‬أو أنه كان ل يععرى‬
‫وضع وقف على رؤوس هذه الي الخمسة مراعيععا فععي ذلععك تمععام‬
‫المعنى حتى ل يخرج الكلم بالوقف عن حكاية أقوال قوم نوح إلى‬
‫ما يوهم إخبار المتكلم والقارئ بمضمون تلك الجمل معن اسععتفهام‬
‫ونفي وإثبات‪ ،‬ولكن الترغي في الوقت نفسه ل يععرى ذلععك الوقععف‬
‫لزما‪ ،‬ولعل هذا هو منشأ الخلف الواقعع حعتى اليعوم بيعن الجهعات‬
‫المغربية في وقف هذه المواضع أو وصععلها كمععا نبععه عليععه الععدكتور‬
‫وكاك)‪.(1‬‬
‫‪ -6‬وقال معلقا بالهامش عنععد قععوله تعععالى فععي سععورة الفلح‬
‫ايضا‪" :‬بل قلوبهم في غمرة من هذا ولهم أعمال من دون ذلك هم‬
‫لها عاملون"‪" :‬الوصل من قوله "بل قلععوبهم" إلععى قععوله "هععم لهععا‬
‫عاملون" أولى عند الشيخ"‪.‬‬
‫وفي هذه المرة أثبت الوقفععات هكععذا‪" :‬مععن هععذا "عععاملون"‪،‬‬
‫فخالف الشيخ في وقف قوله "من هذا "ووافقه فععي البععاقي‪ ،‬لكععن‬
‫يلحظ أن الوقف عندنا اليوم على كل مععن "مععن هععذا" و"مععن دون‬
‫ذلك" فمن أين جاء ما نقرأ به وهو مخالف لما هو أولى عند الشعيخ‬
‫الترغي‪ ،‬وزائد على ما أثبته صاحبه المرابط في التقييد المذكور؟‬

‫‪ ()1‬للباحث الدكتور وكاك تحقيق مفيد حول الوقفات الخمس في هذه السورة يحسن الرجععوع‬
‫إليه في بحثه ‪ .251-116‬وقد أرفق بحثه فيها بخريطة تبين المنععاطق المغربيععة الععتي تقرؤهععا‬
‫بالوقف – ص ‪.123‬‬

‫‪307‬‬
‫‪ -7‬وقال في قوله تعالى في سورة المومنون أيضا‪" :‬سععبحان‬
‫الله عما يصفون عالم الغيب والشهادة" بعد أن أثبت الوقف هكذا‪:‬‬
‫"يصفون" "الشهادة"‪:‬‬
‫"ل يقفه من يقرأ" عالم الغيب بعده بععالخفض علععى أنععه نعععت‬
‫للفظ الجللة في قوله "فسبحان الله" ثم ذكر أنه قراءة ابععن كععثير‬
‫وأبي عمرو وحفص عن عاصم ويعقوب" ثم "قال‪" :‬عن الشيخ")‪.(1‬‬
‫وهذا تنبيه منه على أن الوقف المقيد إنما هو مقيد على وفاق‬
‫قراءة نافع‪.‬‬
‫‪ -8‬وفععي سععورة المنععافقون عنععد أول السععورة‪" :‬إذا جععاءك‬
‫المنافقون قالوا نشهد أنك لرسول الله‪ ،‬واللععه يعلععم أنععك لرسععوله‬
‫الوقف كما هو عنععدنا اليععوم هععو علععى الكلمععات‪" :‬لرسععول اللععه" ‪-‬‬
‫لرسوله "لكععاذبون"‪ ،‬ولكنععه علععق بالهععامش فقععال‪" :‬الشععيخ‪ :‬يصععح‬
‫الوقف على قوله "والله يعلم" موصول بأول السورة‪ ،‬وكذلك قععوله‬
‫"والله يشهد" "موصول بقوله "والله يعلم أنك لرسوله"‪.‬‬
‫والوقععف عندنا اليوم علععى خلف مععا قععرره الشععيخ أول‪ ،‬وعلععى‬
‫خلف ما صححه أيضا !‬

‫‪ ()1‬يمكن الرجوع في تحقيق هذه القراءات فيهععا إلععى التيسععير‪ 160 :‬وتلخيععص العبععارات لبععن‬
‫بليمة ‪ 126‬والتذكرة لبن غلبون ‪ 2/560‬والمبسوط لبن مهران ‪ ،314‬والنشععر لبععن الجععزري‬
‫‪ 2/329‬والتحاف للدمياطي البنا ‪.2/287‬‬

‫‪308‬‬
‫‪ -9‬وفي سورة "واليل" عند قوله تعالى‪" :‬وأما من بخل‬
‫واستغنى وكذب بالحسنى فسنيسره للعسرى وما يغني عنه ماله‬
‫إذا تردى" قال بالهامش‪" :‬وكان الشيخ يصل هذا الوقف ‪ -‬يعني‬
‫دى" بعده‪ ،‬وربما‬
‫قوله "للعسرى" ‪ -‬في بعض المرات بقوله "إذا تر ّ‬
‫رجح وصله"‪.‬‬
‫‪-33‬فــأين موضــع الثبــات إذن فــي هــذا الوقــف ؟ ومــا‬
‫مكان الشيخ الهبطي منه بعد كل هذا؟‬
‫‪ -‬تبرئة المام الهبطي من بعض ما انتقــد عليــه‬
‫من الوقفات‪:‬‬
‫ولندخل الن في صلب التقييد لنلقي عليه نظرة سريعة حععتى‬
‫نرى مقدار مطابقته لما نقرأ به اليوم على أنععه وقععف الهبطععي‪ .‬إن‬
‫الناظر المستعرض لهذا التقييععد فععي ضععوء مععا هععو متعععارف الن ل‬
‫يبقى عنده أدنى شك في أن التقييد المنسوب إلى المععام الهبطععي‬
‫قد تعاورته اليدي كثيرا‪ ،‬وربما لزيد من مائة عععام قبععل أن يسععتقر‬
‫على ما هو عليه الن‪ ،‬وبالتالي فل يمكنه أن يعتععبر الشععيخ الهبطععي‬
‫مسؤول عن شيء مما وقع في هذا التقييععد مععن مواقععف موصععوفة‬
‫بالضعف أو فسععاد المعنععى‪ .‬ومععن الغريععب أن التفععاوت بيععن وقفنععا‬
‫الحالي وبينه يكثر في بعض السور ويقل في بعضها وسأقتصععر هنععا‬
‫على ما يسمح به المقام فأذكر بعض ما وقع أول في سورة "طه"‪:‬‬
‫ففي قوله تعالى في هذه السورة‪" :‬قععال ءامنتععم لععه قبععل أن‬
‫أذن لكععم إنععه لكععبيركم الععذي علمكععم السععحر‪ ،‬فلقطعععن أيععديكم‬
‫وأرجلكم من خلف ولصلبنكم في جذوع النخل ولتعلمن أينععا أشععد‬
‫عذابا وأبقى"‪.‬‬
‫جععاء الوقععف فععي التقييععد المععذكور بتعييععن الكلمععات "لكععم ‪-‬‬
‫السحر ‪ -‬النخل ‪ -‬أبقى"‪.‬‬

‫‪309‬‬
‫وهو مخالف لما عليه الوقععف عنععدنا الن‪ ،‬فنحععن نقععرأ كلمععتي‬
‫"لكم" و"النخل" بالوصل‪ ،‬وهو الموافق لما فععي التقييععد الععذي بيععن‬
‫أيدينا)‪.(1‬‬
‫وفي السورة نفسها في قوله تعالى "وما أعجلك عن قومك يا‬
‫موسى"‪ ،‬عند ذكر قصععة السععامري ذكععر الوقععف هكععذا‪" :‬موعععدي"‬
‫"فقذفناها ‪ -‬السامري"‪ .‬والوقف عندنا اليوم على الولععى والخععرى‬
‫دون قوله "فقذفناها"‪.‬‬
‫وفي هذه السورة أيضا في قصة السامري جاء الوقععف عنععده‬
‫علععى "الرحمععن" مععن قععوله تعععالى "وإن ربكععم الرحمععن فععاتبعوني‬
‫وأطيعوا أمري"‪ .‬وكذلك جاء فيها الوقف علععى "رأسععي" مععن قععوله‬
‫"ل تأخذ بلحيتي ول برأسي إني خشيت أن تقول‪ ...‬وهو مخالف لما‬
‫عليه الوقف اليوم عندنا‪ ،‬فنحن في المغععرب نقععرأ فععي الموضعععين‬
‫المذكورين بالوصل فقط‪ ،‬وهو المرسوم في المصحف المغربي‪.‬‬
‫وفي أول سورة النبياء في قوله تعالى "فلما أحسوا بأسنا إذا‬
‫هم يركضون ل تركضوا وارجعوا إلى ما أترفتم‪...‬‬
‫جاء الوقف في التقييععد علععى قععوله "ل تركضععوا" وكععذلك فععي‬
‫قوله بعدها‪ :‬وإن كعان مثقعال حبعة معن خعردل أتينعا بهعا وكفعى بنعا‬
‫حاسبين"‪ .‬جاء الوقف في التقييد "بهعا" وهعو عنعدنا اليعوم بالوصعل‬
‫في الموضعين معا‪.‬‬
‫وفعي سعورة النعور فعي قعوله تععالى "وإن قيعل لكعم ارجععوا‬
‫فارجعوا هو أزكى لكم"‪ .‬داء الوقف عنده على "فارجعوا" ول وقف‬
‫عليه عندنا اليوم في الوقف الذي نقرأ به‪.‬‬
‫والمثلة كثيرة ل أحتاج إلى الفاضة فيها‪.‬‬
‫وقد رجعت في التقييد المذكور إلى عععدد مععن المواقععف الععتي‬
‫تنتقد على الهبطي عادة فوجدتها في الغالب مذكورة فععي الوقععف‪،‬‬

‫تقييد وقف القرآن الكريم ‪.246‬‬ ‫‪()1‬‬

‫‪310‬‬
‫ومنها "ل ريب" في أول البقرة‪ ،‬و"فلما أضاءت ما حوله" في اليععة‬
‫‪ 16‬منها‪ ،‬وقوله "إن ترك خيرا" فععي اليععة ‪ ،179‬وكععذلك منععه فععي‬
‫قوله في أول آل عمران‪" :‬هو الذي أنزل عليععك الكتععاب منععه آيععات‬
‫محكمات" الية ‪ .7‬وكذلك الوقف علععى مععن أجععل ذلععك "فععي اليععة‬
‫‪ "34-33‬من سورة المائدة‪ ،‬ومثلها الوقف على "حقيق" من قععوله‬
‫تعالى في العراف الية ‪" :104‬وقال موسى يا فرعون إني رسول‬
‫من رب العالمين حقيق علعى أل أقعول علعى اللعه إل الحعق"‪ ،‬وهعو‬
‫وقف مروي عن نافع)‪ ،(1‬والوقف أيضا على "فععاختلط" فععي سععورة‬
‫يونس الية ‪ 124‬منها‪ ،‬ومثله على "عليكم" دون قوله "اليوم" فععي‬
‫سورة يوسف من قوله في الية ‪" :92‬ل تثريب عليكم اليععوم يغفععر‬
‫الله لكم" وكذلك الوقف على "تستعجل" في الية ‪ 34‬مععن سععورة‬
‫الحقاف‪ ،‬وقليل من قوله في الية ‪ 17‬من سورة الذاريات‪" :‬كععانوا‬
‫قليل من الليععل مععا يهجعععون" ‪ ،‬وكلهععا مععن الوقفععات الععتي انتقععدت‬
‫عليه)‪.(2‬‬
‫ومن المفارقات أني وجدته في سورة النساء لم يذكر الوقعف‬
‫على "ترك" في قوله تعالى‪" :‬ولكل جعلنا موالي مما ترك الولععدان‬
‫والقربون" الية ‪ 33‬وهو من الوقوف المنتقدة عليه)‪.(3‬‬
‫وكذلك وجدته في أول سورة النبأ "عععم يتسععألون" فععإنه بععدأ‬
‫ذكر الوقفات بقوله "يتساءلون" ولم يذكر الوقف علعى "ععم" كمعا‬
‫عليه عمل القراء بععالمغرب إلععى اليععوم سععاكتين بيععن السععورتين أو‬
‫واصلين أو مبسملين‪ ،‬وهععو ممععا شععنع بععه علععى المععام الهبطععي)‪،(4‬‬
‫ولعله مما وضع بعده بزمان ول مسؤولية لععه فيععه‪ ،‬بععل المسععؤولية‬
‫على من اختاره ووضعه‪.‬‬

‫‪ ()1‬سكت عنه النحععاس فععي "القطععع والئتنععاف ‪ 338‬والععداني فععي المكتفععى ‪ 274‬ولكععن ابععن‬
‫القاضي ذكره في أرجوزة ما خالف فيه ابن كثير في الوقف نافعا فقععال‪ :‬أعرافهععا" "التقععوى"‬
‫كذاك "العالمين"‪ -‬آئنكم كذا "حقيق" مستبين‪.‬‬
‫‪ ()2‬منحة الروؤف ‪.24-18-17‬‬
‫‪ ()3‬منحة الرؤوف ‪.13‬‬
‫‪ ()4‬نفسه ‪.25‬‬

‫‪311‬‬
‫ووجدته في سععورة "العصععر" يععذكر الوقععف علععى قععوله "فععي‬
‫خسر"‪ ،‬بينما يسقطه التالون اليوم حسب ما به العمل‪ .‬وكذلك في‬
‫سورة الكوثر يضع الوقف على قععوله "الكععوثر" – وانحععر ‪ -‬والبععتر‪.‬‬
‫في حين يسقط عندنا الوقف الول‪.‬‬
‫وأما قوله في الختام ول وقف في "الفلق" إل في "إذا حسد"‬
‫ول في "الناس" إل في "النعاس" فهعو يعدل علعى أن تقييعده مبنعي‬
‫على عدم اعتبار السكت والوصععل المععروي ععن ورش مععن طريععق‬
‫الزرق المقرؤء بها له عند المغاربة‪ ،‬ولكععن السععؤال ينبغعي أن يععرد‬
‫حول المسععؤول عععن هععذا الصععنيع أهععو الشععيخ الهبطععي فععي أصععل‬
‫الوضع؟ أم كان هذا مععن التطععورات الععتي لحقععت هععذا الوضععع بعععد‬
‫دخوله في مجال التطبيق وصناعة الرداف ؟ فإن هذه الصناعة قععد‬
‫زادت في تعقيد المر زيادة كبيرة‪ ،‬وقيدت القراء بأمور اصععطلحية‬
‫عندهم تعتبر بالمقياس الصحيح من باب "لزوم مععا ل يلععزم" ولهععذا‬
‫اقتضتم هذه الصناعة عنععد ختععام سععورة العصععر بسععبب إسععقاطهم‬
‫الوقععف علععى رؤوس الي فيهععا وحفععاظهم علععى وجهععي السععكت‬
‫والوصععل لععورش أن يقولععوا مبتععدئين بععأول السععورة‪" :‬والعصععر إن‬
‫النسععان لفععي خسععر إل الععذين آمنععوا وعملععوا الصععالحات وتواصععوا‬
‫بالحق وتواصععوا بالصععبر"‪) .‬واقفيععن علععى "بالصععبر"(‪" .‬ويععل لكععل‬
‫همرة‪ .‬بالصعبر‪ .‬باسعم اللعه الرحمعن الرحيعم‪ :‬ويعل لكعل‪ " ...‬فهعذا‬
‫التعقيد الذي ل معنى له بالمرة إنما اقتضته الصناعة المذكورة بعععد‬
‫أن التزموا أيضا بالفصل بالتسمية هنا بين "الصععبر" ولفععظ "ويععل"‪،‬‬
‫وهو شيء ظل علماء هذا الشأن ينبهون على أنه ل معنععى لععه‪ ،‬لن‬
‫الفاصعلين بالتسععمية يقعععون آخعر المعر فعي معا فععروا منعه أول فل‬
‫يكونون قد حصلوا على طائل‪ ،‬هذا لو سلموا مععن التعقيععد وإفسععاد‬
‫رونق التلوة وإلزام القراء بما لم يثبت في الرواية ول اقتضععاه داع‬
‫معتععبر فععي ميععزان العلمععاء‪ .‬وأطععرف مععن ذلععك مععا اقتضععته منهععم‬
‫الصناعة أخيرا في سورة "الفلق" النفة الذكر‪ ،‬فععإن الععذي يقروهععا‬
‫لورش الن بالوقف المنسوب إلى الهبطي وبأسععلوبهم فععي الجمععع‬
‫‪312‬‬
‫بين السكت والوصل يفرضون عليه تقديم الوصل هنا على السكت‬
‫بسععبب خلععو السععورة مععن الوقععف الععداخلي المعتععاد فععي غيرهععا‪،‬‬
‫فيفرضون عليه أن يقرا السععورة كلهععا موصععولة بلفععظ "أحععد" مععن‬
‫السورة التي قبلها إلى أن يقول "إذا حسععد قععل أعععود" ثععم يقععول‪:‬‬
‫"إذا حسد‪ :‬ويقف عليها؛ ثم يقول‪ :‬قععل أعععوذ بععرب النععاس ملععك‪...‬‬
‫ويواصل أيضا إلى أن يبلععغ "والنععاس"‪ .‬وهععم فععي ذلععك إنمععا تقيععدوا‬
‫ببعض القواعد التي أخذ بها المتعأخرون فعي صعناعة الرداف وععز‬
‫عليهم أن يتخلوا عنها مهما كانت الحوال‪ ،‬أو أن ينقضوا ما أبرمععوه‬
‫لها من ترتيب‪ ،‬وقد اضطرهم ذلك إلى أن يستثنوا سورة "العصععر"‬
‫من الحكم الذي الععتزموا بععه فععي "الربععع الزهععر" بنععاء علععى لععزوم‬
‫الفصل فيها بالبسملة لمععن ل يفصععل فيمععا بيععن السععورتين كععورش‬
‫وابععن عععامر وأبععي عمععرو)‪ ،(1‬فععأدرجوا هععذه السععورة ضععمن الربععع‬
‫المذكورة‪ ،‬ولكنهم جعلععوا لهععا حكمععا خاصععا بسععبب مععا ادعععوه مععن‬
‫وهععا مععن الوقععف الحععاجز‪ ،‬مععع أن "تقييععد الوقععف" الععذي قيععده‬‫خل ّ‬
‫المرابط البعقيلي عن الترغي يشععتمل علععى الوقععف الحععاجز الععذي‬
‫نفوا وجوده‪ ،‬وهو – كما تقدم – تعيينه للوقف على "لفي خسر"‪.‬‬
‫وإلى ما جرى به عملهم في ذلك وفي ما بين الفلق والنععاس‬
‫النفتي الذكر أشار المام المدغري في "تكميل المنافع" بقوله‪:‬‬
‫جعرى بعوصل بععد سكعت دون‬ ‫والخذ للزرق بين السورتين‬
‫مين‬ ‫والعكس جا عنه بل إلباس‬
‫في آخر الفلق مع والناس‬ ‫وخعذ لعه بالسكت دون‬
‫في الربع المشهورة‬ ‫البسملة‬
‫المسطرة‬ ‫وذاك في "الجمع الصغير"‬
‫والسكت معها في "الكبير" قد‬ ‫يافتى‬
‫أتى‬ ‫وقدمنها واعكسن في‬

‫‪ ()1‬أعني باستثنائها الستثناء من التصدير فيهععا بالبسععملة بعععد قععوله "بالصععبر" كمععا يفعععل فععي‬
‫الثلث الباقية في قولهم "وأهل المغفرة" بسم الله الرحمن الرحيم‪ .‬ل أقسم‪ .‬وأهل المغفرة‪.‬‬
‫ل أقسم بيوم القيامة‪...‬‬

‫‪313‬‬
‫خَر "العصر" تفز بالمرحمة‬
‫وآ ِ‬ ‫"الهمزة"‬

‫ويقول الشيخ أبو العلء إدريس بن محمد المعروف بالمنجرة‬


‫في أرجوزة "التصدير للسبعة"‪:‬‬
‫للبصري والشامي وورش دون‬ ‫وصدروا السكت ما بين‬
‫مين‬ ‫السورتين‬
‫فاعكس لهم هديت للقياس‬ ‫إل عند الفلق مع والناس‬
‫في "الربع الزهر" وليس‬ ‫وقدم البسملة التي لهم‬
‫)‪(1‬‬
‫"عصرهم"‬
‫ومن الغريب أن ينسبوا هذا التقديم والتأخير لشيوخ القععراءة‬
‫أو الرواة وهم ما سمعوا به ول كان له وجععود فععي زمععانهم‪ ،‬فععانظر‬
‫مثل إلى أبي زيد بن القاضي كيف ينظععر لهععذا العمععل ويجعلععه مععن‬
‫قبيل الرواية والنقل ويحتج له بعمل أهل الرداف فيقول‪:‬‬
‫بذا جرى الخذ لورش دون‬ ‫والسكت ثم الوصل بين‬
‫مين‬ ‫السورتين‬
‫يبدا به ورش وهو النقل‬ ‫إل بآخر "الفلق" فالوصل‬
‫هذا هو المروي عن الرواة‬ ‫ثم بعيد بالسكوت تاتي‬
‫)‪(2‬‬
‫لعدم الوقف بل خلف‬ ‫حجته العمل بالرداف‬
‫فالعلععة سععواء فععي سععورة "العصععر" وسععورة "الفلععق" هععي‬
‫عندهم عدم وجود وقف حاجز داخل السورة‪ ،‬وهذه العلععة إذا كععانوا‬
‫يعنون بها أنه ليس في السورتين مكان يصلح للوقف‪ ،‬فليس المععر‬
‫كذلك ففيها رؤوس آي يحسععن الوقععوف عليهعا‪ ،‬وهععم يقفععون علععى‬

‫‪ ()1‬تقدم ذكر أرجوزة التصدير للمنجرة ضمن العمال العلمية التي نظمت على منوال أرجوزة‬
‫ابن بري عند ذكر هذه الرجوزة‪.‬‬
‫‪ ()2‬من أرجوزة لبن القاضي في "التصدير وما جرى به العمل" تقدم ذكرها في الراجيععز الععتي‬
‫نظمت على نسق أرجوزة ابن بري‪ .‬وقد اسععتدل مسعععود جمععوع بهععذه البيععات فععي "الععروض‬
‫الجامع" في باب البسملة وصدر لها بقوله‪ :‬وقال شيخنا‪.‬‬

‫‪314‬‬
‫مواضع كثيرة في غيرها يعتبر الوقف عليها مععن الوقععف الحسععن أو‬
‫الكافي‪.‬‬
‫وإذا كانوا يعنون بعدم الوقف عدمه في وقف الهبطععي‪ ،‬فهععو‬
‫غير مسّلم – علععى القععل فيمععا يخععص سععورة العصععر‪ ،‬ففععي تقييععد‬
‫المرابط عن شيخه "الترغي" وضع الوقف على "لفععي خسععر" كمععا‬
‫قدمنا‪ ،‬فأيهما الذي هو صععحيح النسععبة إلععى الهبطععي أهععو مععا دونععه‬
‫البعقيلي عن شيخه‪ ،‬أم ما جععرى العمعل عليععه ؟ وكيععف تبنععى مثععل‬
‫هذه الحكام على أمور ل تثبت للتمحيص ؟‬
‫وإزاء كل ما رأينععاه فعي هععذا التقييععد معن مخالفععة لمععا عليععه‬
‫العمل الن‪ ،‬وبناء على التعليقات التي تضمنتها الهوامش التي نقلنا‬
‫بعض ما جاء فيها كيف يمكن لقععائل أن يقععول إن الععذي بيععن أيععدينا‬
‫اليوم هو الوقف المقيد عن الهبطي‪ ،‬فضل عععن أن ينتقععد مععا ينتقععد‬
‫من تلك الوقاف متوجها بانتقاده إليه ؟‬
‫‪ -‬حقيقة الوقف المقروء بــه اليــوم فــي مصــاحف‬
‫أهل المغرب‪:‬‬
‫وننتهععي هنععا فععي آخععر هععذا التقععويم لمععا ينسععب إلععى المععام‬
‫الهبطي من هذا التقييد الذي عليه التلوة حععتى الن إلععى أن صععلته‬
‫بهذا المام إنما هي من حيث النطلقععة الولععى أو الطععار المبععدئي‬
‫العام‪ ،‬وأما من حيث مادته الحالية فلسنا على ثقة من خلوصها من‬
‫عمل غيره‪ ،‬إذ لم ي ُؤَد ّ إلينا وقفه على وجهه الذي اقععترحه أول فيمععا‬
‫قيد عنه‪ ،‬بل تعاورته النظار بعده – كما لحظنا – بكثير من التعديل‬
‫والتشذيب‪ ،‬تارة بترجيح وصل ما وقفه وأخرى بعكس ذلك‪ ،‬وأخرى‬
‫بالتنبيه على التخيير ‪ -‬كمععا رأينععا فععي العليقععات النفععة الععذكر علععى‬
‫حاشية التقييد – وتارة بالرشاد إلى أن الوقف خاص بمن يقرأ الية‬
‫لنععافع دون مععن يخععالفه فععي القععراءة لمقتضععى إعرابععي تععابع لنععوع‬
‫القراءة‪.‬‬

‫‪315‬‬
‫ثم جاء أهل صناعة الرداف فزادوا فيه ما لععم يكععن‪ ،‬وقععدموا‬
‫وأخععروا تبعععا لقواعععدهم وخاصععة فيمععا بيععن السععور)‪ ،(1‬وزاد المععر‬
‫باختلف بعض المنععاطق فععي المغععرب فععي وقفععات بعينهععا وخاصععة‬
‫الوقفات الخمس في سورة "الفلح")‪ (2‬فتباعدت الشععقة أكععثر بيععن‬
‫الصل الصادر عن الهبطي وبين ما انتهى إليه المر وإن كععان طبععع‬
‫المصحف المغربي على ما هو معروف في "تقييد الوقف" قععد حععد‬
‫من سطوة هذا الختلف الخير)‪.(3‬‬
‫فأين مكان المام الهبطي إذن مع كل هذا؟ ومن يجععزم حقععا‬
‫بأن الوقوف المنتقدة كلها جميعا هي مما اختاره وارتضاه؟‬
‫وتبقى إمامة الهبطي عندنا في أوج نصاعتها ومكانتها النابهة‪،‬‬
‫وتبقععى التحليععات الععتي حله بععه تلميععذ تلمععذته الشععيخ المععام أبععو‬
‫العباس أحمد المنجعور‪ ،‬وخاصعة قعوله فيعه "ذو النحعو الغزيعر" لهعا‬
‫دللتها الكاملة‪ ،‬وكذلك قول صاحب "السلوة فيه‪" :‬كان عالم فاس‬
‫في وقته‪ ...‬أستاذا مقرئا عارفا بالقراءات‪ ،‬مرجوعا إليه فيها")‪.(4‬‬
‫وليس معنى هذا أني بهذا الطراء والتنويه بهذا المععام أدعععو‬
‫إلى الحفاظ على الوقف المنسوب إليه الذي عليه التلوة إلععى الن‬
‫في القراءة والمصحف المغربي‪ ،‬بل على العكععس مععن ذلععك أضععم‬
‫صوتي إلى أصوات الذين ظلوا ينععددون بععالجمود عليععه وينععادون بع ع‬
‫"نزع الثقة منه" والعمل على وضع بديل على غرار ما فعله علمععاء‬

‫‪ ()1‬يحسن الروجوع في هذا الصدد إلى الفصل الثاني من دراسة الععدكتور وكععاك "تقييععد وقععف‬
‫القرأن الكريم" ابتداء من ص ‪ 159‬بعنوان "في تحريف وقف الهبطي حالة النطق به مع بيان‬
‫ما يتعلق ب)صه( من حيث الدللة والرسم"‬
‫‪ ()2‬تقدم التنبيه على ذلك قريبا‪ ،‬ويعتبر بعضهم الوقف عليها من السنة كما قال في ذلك‪.‬‬
‫والوقفات الخمسة في المومنين من وقفنا السني لخير المرسلين‬
‫‪ ()3‬حععدثت فععي العهععود الخيععرة تغيععرات أخععرى علععى التلوة المغرببيععة بسععبب العتمععاد علععى‬
‫المصاحف المطبوعة‪ ،‬من أهمهععا الفصععل بيععن السععورتين بالبسععملة لععورش مععا عععدا فععي أول‬
‫التوبة‪ ،‬وذلك لن أكثر قراء الحزب الراتب في الحواضععر هععم مععن المتعلميععن فععي المععدارس‪،‬‬
‫وهم في القراءة إنما يراعون ما هعو مكتعوب‪ ،‬ول يلتفتعون إلعى معوافقته أو مخعالفته لمعذهب‬
‫ورش‪.‬‬
‫‪ ()4‬سلوة النفاس ‪.1/268‬‬

‫‪316‬‬
‫القععراءة ببلد مصععر فععي المصععحف المطبععوع بروايععة حفععص عععن‬
‫عاصم‪.‬‬
‫وذلك عندي ل يتنافى أبدا مع العتراف لهععذا المععام بالفضععل‬
‫الكبير على المدرسة المغربية معن حيععث وضعع "مشععروع الوقععف"‬
‫حيز التنفيذ‪ ،‬ولكن العتراف للشيخ شي‪ ،‬والدعوة إلى إعادة النظر‬
‫فيما ينسب إليه مععن هععذا الوقععف شععيء آخععر‪ ،‬لمععا نبهنععا إليععه مععن‬
‫الثغرات الموجودة في هذا الوقف‪ ،‬مما كان وما يزال يرتكب باسم‬
‫هذا المام‪ ،‬وينتقد أيضا ويعاب باسعمه وتكعال لعه بسعببه التهامعات‬
‫والنباز بغير حساب‪.‬‬
‫وق إلى هذا الوقععف منععذ عقععدين‬‫ولقد ظلت سهام النتقاد تف ّ‬
‫أو أكثر من الزمان داعية إلى إلغاء وطبععع مصععحف مغربععي تشععكل‬
‫لعداد وقفه لجنة مختصة من العلماء والقععراء علعى غعرار معا وقعع‬
‫في بعض البلدان السلمية في إعداد مصاحف بروايععة حفععص عععن‬
‫عاصم)‪ (1‬غير أن هذه الدعوة لم تجد شيئا من القبول حتى الن‪.‬‬
‫‪ -‬خطوة نحو وقف جديــد المصــاحف المطبوعــة‬
‫برواية ورش‪:‬‬

‫‪ ()1‬وصلتني وأنا أحرر هذا الفصل وعلى غير انتظععار نسععخة مععن المصععحف الجديععد الععذي طبععع‬
‫برواية ورش عن نععافع مععن طريععق أبععي يعقععوب يوسععف الزرق‪ ،‬وقععد طبععع بعع "مجمععع خععادم‬
‫الحرمين الشريفين الملك فهععد بععن عبععد العزيععز آل سعععود ملععك المملكععة العربيععة السعععودية‬
‫لطباعة المصحف الشععريف بالمدينععة"‪ ،‬وأطلععق عليععه كمععا كتععب علععى ظهععر أول ورقععة منععه"‬
‫مصحف المدينة النبوية برواية ورش عن نافع المدني‪.‬‬
‫وقد طبع طبعة فاخرة بإشراف لجنة من العلماء والمقرئين برئاسة الشععيخ الععدكتور علععي بععن‬
‫عبد الرحمن الحذيفي المقرئ المجود المعروف‪ .‬وقد ذيل بأسععماء ثمانيععة مععن العلمععاء الععذين‬
‫أسهموا فععي تحريععره والشععراف عليععه‪ .‬كمععا ذيععل بععذيل مفيععد علععى الطريقعة المعروفععة فععي‬
‫المصاحف المطبوعة برواية حفص‪ ،‬تضمن التعريف أول بيان المصععادر الععتي اعتمععدتها اللجنععة‬
‫فععي هجععائه وطريقععة ضععبطه وعععدد آيععاته وبيععان أوائل أجععزائه ومكيععه ومععدنيه وبيععان وقععوفه‬
‫وسجداته‪ .‬وتضمن شرح الرموز المستعملة فيه في الضبط والشعارة إلعى أحعوال الهمعز فعي‬
‫النقل والتسهيل والبدال وهمز الوصل وعلمات المد والمالة والشمام والحروف الزائدة في‬
‫الرسم وغير ذلك‪ ،‬وختم بقرار تكوين اللجنة الذي صععدر مععن الععوزارة المختصععة ويحمععل رقععم‬
‫‪/335‬ق‪/‬م فععي ‪3/12/1408‬هعع بععأمر مععن خععادم الحرميععن إلععى وزيععر الحععج والوقععاف وإلععى‬
‫المشرف العام على المجمع الستاذ عبد الوهاب بن أحمعد عبعد الواسعع بتكعوين لجنعة علميعة‬
‫متخصصة لنجاز العمل‪ .‬وقد فرغت اللجنة من هذا العداد بتاريخ ‪ 4‬ذي القعدة لسنة ‪1410‬هع‬
‫وختم عليه بتوقيعات أعضائها في آخر الذيل‪.‬‬

‫‪317‬‬
‫ولقد وصل إلى في أثناء تحرير هذا الفصل مصحف جديد طبع‬
‫بالمدينة المنورة يحمل عنععوان "مصععحف المدينععة النبويععة" قععامت‬
‫بإعداده والشراف على مراجعته وطبعه لجنة من علمععاء الجامعععة‬
‫السلمية بالمدينة المنورة جاء فععي الغايععة مععن الجععودة والتقععان‪،‬‬
‫وقد تتبعت رموزه وعلماته التي ذيل بشروح موجزة لهععا فوجععدتها‬
‫في غاية الحكام والوضوح‪ ،‬هذا مع مراعاتهم فيهععا رسععما ونقطععا‬
‫ما عليه المغاربة انطلقا مما وصععف فععي المصععادر المعتمععدة فععي‬
‫ذلك عند الئمة أبععي عمععرو الععداني وأبععي داود سععليمان بععن نجععاح‬
‫وغيرهمععا كععأبي عبععد اللععه الخععراز‪ ،‬والحععافظ التنسععي وغيرهععم‪،‬‬
‫مسترشدين في بعض الجزئيات بكتاب "دليععل الحيععران" لبراهيععم‬
‫الماوغني التونسي والشيخ الطالب عبد الله بن محمععد الميععن بععن‬
‫فال الجكني في كتععابه "المحتععوي الجععامع رسععم الصععحابة وضععبط‬
‫التابع)‪ (1‬وبغيرهما من العلماء كما أشارت اللجنة إلى ذلك فععي أول‬
‫الذيل الملحق بهذه الطبعة‪.‬‬
‫ويهمنا في موضوعنا هنا من هذا النجاز الجديد أنععه أول إنجععاز‬
‫– فيما أعلم – كسر الطوق فيما يخص الخروج عن وقععف الهبطععي‬
‫في مصحف مطبوع برواية ورش)‪ ،(2‬فقد جاء في الذيل الملحق به‬
‫ما يلي‪:‬‬
‫"وأخذ بيان وقوفه مما قررته اللجنة المشععرفة علععى مراجعععة‬
‫هذا المصحف – على حسب المعاني‪ ،‬مسترشدة في ذلععك بععأقوال‬

‫‪ ()1‬تقدم ذكر الكتاب في جملة المؤلفات التي ألفت في الرسععم والضععبط انطلقععا ممععا نظمععه‬
‫المام الخراز‪.‬‬
‫‪ ()2‬هناك محاولة قديمة للشيخ عبد الجواد البنغازي مدرس القراءات – آنفا – بالجععامع العظععم‬
‫بتونس أشار الدكتور الحسن وكاك في بحثه "تقييد وقف القرآن الكريم ص ‪" 81‬إلى أنها أول‬
‫محاولة للتجديد في رمز المصاحف الورشية الثعالبية‪ ،‬وذلععك بتغييععر علمععة )صععه( واسععتبدالها‬
‫بثلث علمات هععي )م ك ح(‪ ." ...‬وذكععر فععي الصعفحة ‪ 190‬مععن بحثععه أنععه اعتمععد جملعة مععن‬
‫المراجع التي تميز مراتب الوقف بواسطة الرموز فذكر منها‪" :‬الرموز التي وضعها الشيخ عبد‬
‫الجععواد البنغععازي فععي المصععحف التونسععي المطبععوع سععنة ‪1365‬هع ع والععذي نشععره التجععاني‬
‫المحمدي صاحب مطبعة المنار بتونس "‪.‬‬

‫‪318‬‬
‫المفسرين وعلماء الوقف والبتداء‪ ،‬كالداني فععي كتععابه "المكتفععى‬
‫فععي الوقععف والبتععداء وأبععي جعفععر النحععاس فععي كتععابه "القطععع‬
‫والئتناف"‪.‬‬
‫أما علمة الوقف فقد رأت اللجنة أن تكععون هكععذا )صععه( كمععا‬
‫جرى به العمل عند أكثر المغاربة‪.‬‬
‫"هذا ورأت اللجنة عدم وضع هععذه العلمععة علععى رؤوس الي‪،‬‬
‫لن الوقف على رؤوس الي سنة مطلقا‪ (1)،‬على مععا اختععاره أكععثر‬
‫أهل الداء")‪.(2‬‬
‫ولسنا هنا بصدد النظر فععي هععذا النجععاز الجديععد‪ ،‬ولكععن الععذي‬
‫ول الدعوة الطويلة المععد إلععى طبععع مصععحف‬ ‫يعنينا منه هو كونه ح ّ‬
‫مغربي بروايععة ورش تراعععى فيععه القواعععد العلميععة المقععررة فععي‬
‫موضوع الوقف – إلى واقع عملي‪ ،‬ويبقى السؤال فقط عن درجععة‬
‫التقبععل الععتي سععتكون عنععد المغاربععة لعمععل كهععذا لععم يكععن لهععم‬
‫مشععاركة فيععه إل فععي الجععانب التععاريخي منععه‪ ،‬حيععث اعتمععدت‬
‫مصععادرهم فيععه‪ ،‬والُتزمععت طريقتهععم فععي إنجععازه رسععما ونقطععا‬
‫وضبطا‪ ،‬بل اعتمدت أيضا الطريق العتي يقعرأون بهعا وهعي طريعق‬
‫الزرق ععععن ورش‪ ،‬وكعععان فعععي المكعععان اعتمعععاد طريعععق غيعععره‬
‫كالصبهاني مثل‪.‬‬
‫ثم على فرض وجود هذا التقبل من حيث المبدأ‪ ،‬هل سععيجري‬
‫توسععيع الخععذ بهععذا المصععحف واعتمععاده فععي المغععرب والقطععار‬
‫المجاورة له حيث يسععود الخععذ بهععذه الروايععة مععن هععذه الطريععق‪،‬‬
‫وكيف سيوضع ذلك موضع التنفيععذ والتطععبيق العلمععي وهععذا المععر‬
‫إنما يؤخذ بالممارسة والتلقي من أفواه الرجال؟‬

‫‪ ()1‬قد انتقد الستاذ الدكتور وكاك هذا الطلق في بحثه عن "تقييد وقف القرآن الكريم"‬
‫وناقش ذلك بإفاضة‪ .‬ويحسن الرجوع إلى ما ذكره في بحثه ص ‪ 56‬إلى ‪.71‬‬
‫‪ ()2‬هذا أحد البيانات التي ذكرت في ذيل هذه الطبعة‪.‬‬

‫‪319‬‬
‫وفي انتظار تحقق ذلك عندنا – ولو بصورة جزئيععة – وقبععل أن‬
‫يعاد طبع المصاحف المغربية على منواله نحن جد متحمسععين لععه‪،‬‬
‫ومغتبطين به‪ ،‬وذلععك مععع تمثلنععا الكععافي لمععا سععيلقى فععي طريععق‬
‫تنفيذه وأخذ الكافة بععه مععن مقاومععة ومععن صعععوبات‪ ،‬ومععا سععيلزم‬
‫لذلك إذا أمكن تحقيقه مععن جهععد وزمععان‪ ،‬وخاصععة حينمععا يخععاطب‬
‫بتغيير الوقف الحالي جمهور الحفاظ الذي تمرسوا به في القععراءة‬
‫والداء‪ ،‬وارتبطت به تلوتهم غيبا‪ ،‬وقامت عليه عندهم ثقافة خاصة‬
‫مدعمة بتاريخ طويل لهذا الوقععف ضععبطت فيععه أحكععامه وأحصععيت‬
‫أعيععان كلمععاته)‪ (1‬ونظمععت النظععائر منهععا فععي كععل ربععع مععن أربععاع‬
‫الحزاب الستين)‪ ،(2‬وميزت رؤوس الي الععتي ل يعأتي عليهعا وقعف‬
‫الهبطععي)‪ ،(3‬ورتبععت عليععه أحكععام وأحععوال فععي الداء عنععد قععراء‬
‫الجمعين‪ :‬الصغير والكبير‪ ،‬إلى غير ذلك من مكونات ثقافة القععارئ‬
‫المغربي المختص التي ترتبط بهذا الوقف‪.‬‬
‫وإذا أمكن مع الزمن التغلب على هذه العقبات‪ ،‬فلن يكون هنا‬
‫ضير يلحق بالمكانة العتبارية للشخصية المغربية الععتي يصععر كععثير‬
‫ممن كتبوا في هذا الموضوع على ربععط "الوقععف الهبطععي" بهععا أو‬
‫ربطها بععه‪" ،‬لن أمععر المحافظععة علععى الشخصععية المغربيععة – كمععا‬

‫‪ ()1‬أهم إحصاء هو ما قام به الشيخ محمد بن إبراهيم أعجلي البعقيلي السوسي )ت ‪1271‬هع(‬
‫وقد وقفت على كتابه المسمى "الهداية لمن أراد الكفايععة فعي ضععبط أواخعر الكلععم ممععا صعح‬
‫بالرواية" وهو في مجلد ضخم في خزانة خاصة يقول فعي أولعه‪" :‬الحمعد للعه بجميعع محامعدة‬
‫كلها ما علمت منها وما لم أعلم‪ ،‬على جميع نعمه كلها ما علمت منها وما أعلم‪ ...‬أما بعد فععإن‬
‫بعض الطلبة – أبان الله لي ولهم معالم التحقيق‪ ،‬وسلك بي وبهم أنفع طريق – لما رأى طلبة‬
‫هذا الزمان المشار إليهم في معرفة كتاب الله تعالى رسما وغيععره بالبنععان‪ ،‬استصعععبوا ضععبط‬
‫أواخر الكلم الموقوف عليها من كتاب الله الحكيم واستشكلوه‪ ،‬وجعلوا عظععم اجتهععادهم فععي‬
‫معرفة ذلك وتحصيله‪ ،‬وصرفوا جل عنايتهم إلى أحكامه وإتقانه‪ ،‬وعدوا ذلك من الصعععوبة فععي‬
‫غاية‪ ،‬ومن المشقة في نهاية‪ ،‬سألني أن أضع له تصنيفا أبين فيه أحوال أواخر الكلم الموقوف‬
‫عليها من شكلها إذا لم يوقف عليها‪ ،‬فأجبته إلى ذلك‪ ،‬وأن لم أكن أهل لما هناك‪ ،‬بعد استخارة‬
‫الله المطلوبة من العبد في جميع أموره المهمة‪ ،‬جاريا في الوقف على ما قيده بعض العلمععاء‬
‫المتقدمين على )كذا( الشيخ أبي عبد الله سيدي محمد بن أبي جمعععة الهبطععي – رحمععه اللععه‬
‫تعالى ورضي عنه – ومحتذيا فيه طريقا سهل‪ ....‬ثم ذكر منهاجه وأنه سيرتب الوقف فيه علععى‬
‫الحروف الهجائية مبتدئا بباب الهمز فالباء والتاء إلخ‪ .‬وقد نشر الععدكتور وكععاك صععورة لجععدوله‬
‫التام بالوقاف في كل ربع وحزب من القرآن في بحثه في ص ‪122-119‬‬
‫‪ - 2‬أعني نظم بعض الكلمات الموقوف عليها بحركة معينة مثل "آية" بضمتين في "ما ننسخ"‬
‫و"داود" و"إل الله" بالنصب والوقف في "إذا لقوا" الفريقين "يقنت" "أئنكم" أخا عاد" إلخ‪.‬‬
‫‪ ()3‬منها تأليف لمحمد بن يوسف التملي وقفت عليه في تقييد للرحماني بأوقاف آسفي‪.‬‬

‫‪320‬‬
‫يقول الدكتو الحسن وكاك بحق – لم يكن غرضا شرعيا لزمععا‪ ،‬ول‬
‫كان أمععرا بلغععت أهميتععه مبلععغ إباحععة اتخععاذ الخطععاء ملمععح لهععذه‬
‫الشخصية")‪.(1‬‬
‫وحسب المام الهبطي بعد هذا لو جرى تنفيذه‪ ،‬أن يكععون قععد‬
‫وضععع السععاس لنمععط مععن النمععاط الوقفيععة الععتي انتفعععت بهععا‬
‫المدرسة المغربية انتفاعا ل يمكن إنكعاره‪ ،‬معع معا فيعه معن مآخعذ‬
‫وعيوب‪ ،‬وذلك حين أدرك هو ومن معه مقععدار الحاجععة يععومئذ إلععى‬
‫مثل ذلك العمل‪ ،‬وخاصة بعد أن وقع ذلك الفصععام النكععد الععذي معا‬
‫نزال نعاني من آثاره بين علوم القعراءة وعلعوم العربيعة‪ ،‬أمعا وقعد‬
‫أخذ المر طريقه الن‪ ،‬وبعد أن أخذت الطبقة المتعلمة فععي النمععو‬
‫والزدياد‪ ،‬وبعد أن ترقى مستوى التعامل مع القععرآن الكريععم تلوة‬
‫وأداء وتجويدا‪ ،‬فل يبقى هنالععك مسععوغ ول مععبرر لبقععاء دار لقمععان‬
‫على حالها – كما يقال‪ ،‬ول نغالي فنزعم أن أمر الوقععف عنععدنا قععد‬
‫حسم نهائيا بظهور هذه التجربععة فععي "مصععحف المدينععة النبويععة"‪،‬‬
‫ولكننا نتوقع أن يكون هذا العمل – مهما تكععن آثععاره – خطععوة فععي‬
‫الطريق الصحيح‪ ،‬عسى أن يحذو حععذوها الجهععاز الرسععمي أو غيععر‬
‫الرسمي في بلدنا الذي يتولى إعداد المصاحف والجزاء المقععررة‬
‫في المدارس من القرآن الكريم للطبع والنشر والتوزيع‪.‬‬

‫تقييد وقف القرآن الكريم للدكتور وكاك ‪.184‬‬ ‫‪()1‬‬

‫‪321‬‬
‫خـــاتـمـة‬
‫والن وفععي ختعام هععذا الفصعل ععن المعام الهبطعي معن هعذا‬
‫البحث‪ ،‬الذي استعرضنا فيه المعالم التاريخية والفنية البععارزة فععي‬
‫مدرسة المام ابن غازي التي جعلنا شخصية المععام الهبطععي وتتبععع‬
‫آثارها من خلل ما يعزى إليه من وقععف مسععك الختععام فيهععا‪ ،‬والن‬
‫أيضا وقد استوفينا – بقدر المستطاع – الحديث عععن المعععابر الععتي‬
‫عبرت من خللها قراءة نافع من روايتها وطرقها المغربية إلى هعذه‬
‫الديار‪ ،‬وبعد أن بلغنا بها وبالحديث عن مدارسععها وأقطابهععا وأئمتهععا‬
‫وآثارهم مشارف المائة العاشرة حتى لم يبق لنا في القوس منزع‪،‬‬
‫نرى أن المر يتطلب منا منهجيا استخلص زبععدة مععا قععدمنا وتمييععز‬
‫الحصيلة العلمية التي مخضناها من خلل الدرس المتععأني لمختلععف‬
‫المدارس الفنية ومكوناتها ومقوماتها‪ ،‬وذلك‪:‬‬
‫أ‪ -‬بإعادة التذكير بشيء من التفصيل بأهم السععانيد المغربيععة‬
‫الععتي تععأدت إلينععا بهععا هععذه القععراءة قبععل أن تنقطععع عنععد جمهععور‬
‫المتأخرين وتدخل في طي الهمال والنسيان التام‪.‬‬
‫ب‪ -‬وبإعععادة التععذكير بشععيء مععن التفصععيل بالصععول الدائيععة‬
‫المشتركة بين المدارس المغربية في رواية ورش مع إعادة التنبيه‬
‫على بعض مسائل الخلف بين مدارسها الفنية الثلث وامتدادها‪.‬‬
‫ج‪ -‬بالحديث عن واقع القراءة المغربية بعد عهود الزدهار بين‬
‫التععدهور العععام ومحععاولت النعععاش‪ ،‬وذلععك هععو موضععوع أعععدادنا‬
‫الموالية من هذه السلسلة إن شاء ربنا‪.‬‬
‫وبتفصيل الحديث عن هذه النقاط في العداد التالية نكون قد‬
‫أتينا على نهاية بحثنا‪ ،‬والله المستعان وعليه العتماد والتكلن‪.‬‬

‫‪322‬‬
‫فهرس المصادر والمراجع المعتمدة‬
‫في هذا البحث‬
‫العدد ‪25‬‬

‫‪‬إتحاف فضععلء البشعر بعالقراءات الربععة عشععر لبععي العبععاس‬


‫أحمععد البنععا الععدمياطي تحقيععق الععدكتور شعععبان محمععد‬
‫إسماعيل – نشر عالم الكتب‪1407 :‬هع‪1987/‬‬
‫‪‬إتحاف أعلم الناس بجمال أخبار حاضرة مكناس لعبد الرحمن‬
‫بن زيدان‪ ،‬الطبعة ‪1410 :2‬هع ‪1990-‬م الرباط‪.‬‬
‫‪‬إتقعان الصععنعة فعي التجويععد للسععبعة لبعي العبععاس أحمععد بعن‬
‫شعيب المالقي نزيل فاس‪ ،‬مخطوط في خزانة خاصة‪.‬‬
‫‪‬الستقصاء لخبار دول المغرب القصى للشيخ أحمد بععن خالععد‬
‫الناصعععري السعععلوي‪ ،‬نشعععر دار الكتعععاب بالدارالبيضعععاء‪،‬‬
‫‪1956‬م‬
‫‪‬العلم بمععن حععل مراكععش وأغمععات مععن العلم للعبععاس بععن‬
‫إبراهيععم المراكشععي‪ ،‬نشععر المطبعععة الملكيععة بالربععاط‪،‬‬
‫‪.1974‬‬
‫‪‬القراط والشنوف في معرفة البتداء والوقوف للشععيخ محمععد‬
‫بععن عبععد السععلم الفاسععي‪ ،‬مخطععوط بالخزانععة الحسععنية‬
‫بالرباط‪ ،‬برقم ‪.1953‬‬
‫‪‬إنشاد الشريد من طوال القصيد للشععيخ محمععد بععن أحمععد بععن‬
‫غععازي المكناسععي‪ ،‬مخطععوط بالخزانععة الحسععنية بالربععاط‬
‫برقم ‪.5727‬‬

‫‪323‬‬
‫‪‬أنوار التعريف لذوي التفصيل والتعريف لمحمد بن أبي القاسم‬
‫الجزولي الحامععدي مخطععوط بالخزانععة الحسععنية بالربععاط‬
‫برقم ‪.8885‬‬
‫‪‬برنامج الشيخ محمد بن عبد السلم الفاسي مخطوط الخزانععة‬
‫الحسنية بالرباط في مجموع برقم ‪.1057‬‬
‫‪‬البستان في ذكر العلماء والولياء بتلمسان لمحمععد بععن محمععد‬
‫المعروف بابن مريم المديوني‪ ،‬نشععر المطبعععة الثعالبيععة‪،‬‬
‫الجزائر‪1326 :‬هع‪.‬‬
‫‪‬البيان في عدآي القرآن لبي عمرو عثمععان بععن سعععيد الععداني‬
‫مخطوط بالخزانة الحسنية بالرباط رقم ‪.11336‬‬
‫‪‬تحفة الليف في نظم ما في التعريععف – أرجععوزة فععي العشععر‬
‫الصععغير للشععيخ محمععد بععن إبراهيععم الصععفار المراكشععي‬
‫التينملي مخطوطة خاصة‪.‬‬
‫‪‬التذكرة في القراءات لبي الحسععن طععاهر بععن غلبععون تحقيععق‬
‫الدكتور عبد الفتاح بحيري إبراهيم مكتبععة الزهعراء للعلم‬
‫العربي‪ ،‬ط ‪1411 :2‬هع ‪.(1991‬‬
‫‪‬تعريف الخلف برجال السلف لبعي القاسعم محمعد الحفنعاوي‪،‬‬
‫نشععر مؤسسععة الرسععالة‪ ،‬القسععم الول‪ ،‬تععونس ط ‪:1‬‬
‫‪1402‬هع ‪1982‬م‬
‫‪‬التعريف في اختلف الرواة عن نععافع لبععي عمععرو عثمععان بععن‬
‫سعيد الععداني تحقيععق الععدكتور التهععامي الراجععي‪ ،‬مطبعععة‬
‫فضالة المحمدية‪1403 :‬هع‪1982-‬م‬
‫‪‬تفسععير القرطععبي )الجععامع لحكععام القععرآن( نشععر دار الكتععب‬
‫المصرية‪ ،‬القاهرة‪ ،‬ط ‪1351 :1‬هع‪1933-‬م‪.‬‬

‫‪324‬‬
‫‪‬تقييععد وقععف القععرآن الكريععم للشععيخ محمععد بععن أبععي جمعععة‬
‫الهبطي‪ ،‬دراسة وتحقيق للدكتور الحسن بن أحمد وكععاك‪،‬‬
‫مطبعة النجاح‪ ،‬الدارالبيضاء‪.‬‬
‫‪‬تقييععد علععى ضععبط الخععراز مععن شععرح أبععي زيععد عبععد الرحمععن‬
‫القصععري الشععهير بالخبععاز‪ ،‬مخطععوط ببعععض زوايععا مدينععة‬
‫آسفي‪.‬‬
‫‪‬تقييد في رؤوس الي التي ل يأتي عليها وقف الهبطعي للشعيخ‬
‫محمد بن يوسف التملي قيده عنه الشيخ محمد بن محمد‬
‫بن أحمد الرحمععاني الحشععادي‪ ،‬مخطععوط ضععمن مجمععوع‬
‫بخزانة أوقاف نظارة آسفي غير مرقمة‪.‬‬
‫‪‬تقييد وقف القرآن العظيم للهبطي لمحمد بن أحمد بن محمععد‬
‫المرابطي البعقيلي عن شيخه أبععى عبععد اللععه محمععد بععن‬
‫يوسف الترغي )مخطوط بخزانععة أوقععاف آسععفي‪ ،‬نظععارة‬
‫آسفي‪ ،‬غير مرقمة(‪.‬‬
‫‪‬تقييععد علععى مععورد الظمععآن عععن بعععض مشععيخة أهععل فععاس‬
‫)مخطوط بخزانة أوقاف آسفي(‪.‬‬
‫‪‬تقريب النشر في القراءات العشععر الصععغرى النافعيععة لمحمععد‬
‫بن عبد الرحمععن الزروالععي‪ ،‬مخطععوط الخزانععة الحسععنية‬
‫برقم ‪.1611‬‬
‫‪‬تقييد في قراءة المام نافع لبي سعيد عثمان بن عبععد الواحععد‬
‫اللمطي مخطوط خزانة القرويين بفاس رقم ‪.1058‬‬
‫‪‬تلخيص العبارات بلطيف الشارات في القععراءات السععبع لبععي‬
‫علي الحسن بن خلف بن بليمة الهواري‪ ،‬نشععر دار القبلععة‬
‫بجدة‪1409 :‬هع‪1988-‬م‪.‬‬
‫‪‬توشيح الديباج وحلية البتهاج لبدر الدين القرافي تحقيق أحمععد‬
‫الشتيوي‪ ،‬دار الغرب السلمي‪ ،‬ط ‪1403 :1‬هع‪1983-‬م‪.‬‬
‫‪325‬‬
‫‪‬التيسير في القرآن السبع لبي عمرو عثمان بن سعيد الداني‪،‬‬
‫نشععر دار الكتععاب العربععي – بيععروت‪ ،‬ط ‪1404 2‬هععع‪-‬‬
‫‪1984‬م‪.‬‬
‫‪‬ثبت أبي جعفر أحمععد بععن علععي البلععوي الععوادي آشععي تحقيععق‬
‫الدكتور عبد الله العمراني نشر دار الغععرب السععلمي ط‬
‫‪1403 :1‬هع‪1983-‬م‬
‫‪‬جامع جوامع الختصار والتبيان فيما يعرض بين المعلمين وبيععن‬
‫آبععاء الصععبيان لمحمععد بععن أبععي جمعععة الععوهراني المععدعو‬
‫شقرون‪ ،‬مخطوطععة بالخزانععة الناصععرية بتمكععروت برقععم‬
‫‪.818‬‬
‫‪‬جذوة القتباس في ذكر من حل من العلم مدينة فاس لحمد‬
‫بن القاضي المكناسي‪ ،‬دار المنصور‪ ،‬الرباط‪.1974 :‬‬
‫‪‬الحركة الفكرية بالمغرب في عهععد السعععديين للععدكتور محمععد‬
‫حجي‪.‬‬
‫‪‬درة الحجال في أسماء الرجال لحمد بن محمععد ابععن القاضععي‬
‫المكناسععي تحقيععق محمععد الحمععدي أبععو النععور‪ ،‬نشععر دار‬
‫العععتراث بالقعععاهرة والمكتبعععة العتيقعععة بتعععونس‪ ،‬ط ‪:1‬‬
‫‪1390‬هع‪1970-‬م‪.‬‬
‫‪‬دليل المخطوطات بدار الكتب الناصرية لمحمد المنوني‪ ،‬نشععر‬
‫وزارة الوقاف والشؤون السععلمية بععالمغرب‪1405 :‬هععع‪-‬‬
‫‪1985‬م‪.‬‬
‫‪‬دوحة الناشر لمحمد بن عسكر الحسععني الشفشععاوني تحقيععق‬
‫محمد حجي‪ ،‬ط ‪ 2‬الرباط‪1397 :‬هع‪1977 ،‬م‪.‬‬
‫‪‬ذكريات مشاهير رجال المغرب للعلمة عبد اللععه كنععون – ابععن‬
‫غازي – نشر دار العلم للمليين‪ ،‬بيروت‪ ،‬لبنان‪.‬‬

‫‪326‬‬
‫‪‬الروض الجامع شرح الدرر اللوامع لمسعود بععن محمععد جمععوع‬
‫السجلماسي‪ ،‬مخطوط خاص‪.‬‬
‫‪‬سلوة النفعاس ومحادثععة الكيععاس لمحمعد بعن جعفعر الكتعاني‬
‫طبعة حجرية‪ ،‬فاس‪ ،‬المغرب‪.‬‬
‫‪‬شجرة النور الزكية في طبقععات السععادة المالكيععة لمحمععد بععن‬
‫محمد بن مخلعوف التونسعي‪ ،‬نشععر دار الكتععاب العربععي‪،‬‬
‫بيروت‪ ،‬لبنان‪.‬‬
‫‪‬شرف الطالب في أسنى المطععالب لبععن قنفععذ )ضععمن كتععاب‬
‫ألف سععنة مععن الوفيععات( تحقيععق محمععد حجععي‪ ،‬الربععاط‪:‬‬
‫‪1396‬هع‪1976-‬م‪.‬‬
‫‪‬صفوة من انتشر من أخبار صلحاء القرن الحادي عشر لمحمد‬
‫الصغير المراكشي‪ ،‬طبعة حجرية‪ ،‬فاس‪.‬‬
‫‪‬غيععث النفععع فععي القععراءات السععبع للشععيخ علععي النععوري‬
‫الصفاقسععي‪ ،‬بهععامش سععراج القععارئ لبععن القاصععح‪ ،‬دار‬
‫الكتب العلمية‪1402 :‬هع‪.‬‬
‫‪‬غاية النهاية في طبقات القراء للحافظ ابععن الجععزري‪ ،‬الطبعععة‬
‫الثانية‪ ،‬دار الكتب العلمية‪ ،‬بيروت‪ ،‬لبنان‪.‬‬
‫‪‬الفكععر السععامي فععي تاريععخ الفكععر السععلمي للشععيخ محمععد‬
‫الحجوي‪ ،‬نشععر المكتبععة العلميععة بالمدينععة المنععورة‪ ،‬ط ‪:1‬‬
‫‪1396‬هع‪.‬‬
‫‪‬الفهرس الشععامل للععتراث العربععي السععلمي‪ ،‬نشععر مؤسسععة‬
‫مآب‪ ،‬المجمع الملكي بالردن‪.‬‬
‫‪‬فهرس أحمد المنجور تحقيق الععدكتور محمععد حجععي‪ ،‬نشععر دار‬
‫المغرب للتععأليف والترجمععة والنشععر‪ ،‬الربععاط‪1396 ،‬هععع‪-‬‬
‫‪1976‬م‪.‬‬

‫‪327‬‬
‫‪‬فهععرس مخطوطععات خزانععة القروييععن إعععداد محمععد العابععد‬
‫الفاسي الطبعة ‪1403 :1‬هع‪1983-‬م‪.‬‬
‫‪‬فهععرس مخطوطععات خزانععة تطععوان‪ ،‬قسععم القععرآن وعلععومه‪،‬‬
‫إعداد المهدي الدليرو ومحمد بوخبزة‪ ،‬تطوان‪1401 :‬هععع‪-‬‬
‫‪1981‬م‪.‬‬
‫‪‬فهععرس الفهععارس والثبععات ومعجععم المعععاجم والمشععيخات‬
‫والمسلسلت لعبد الحي بن عبععد الكععبير الكتععاني تحقيععق‬
‫الدكتور إحسععان عبععاس‪ ،‬نشععر دار الغععرب السععلمي‪ ،‬ط‬
‫‪2‬بيروت‪1402 :‬هع‪1982-‬م‬
‫‪‬فهرسععة ابععن غععازي تحقيععق محمععد الزاهععي‪ ،‬مطبوعععات دار‬
‫المغرب‪ ،‬الدارالبيضاء‪1399 :‬هع‪1979 ،‬م‪.‬‬
‫‪‬فهارس الخزانة الحسنية بالقصر الملكي بالرباط‪ ،‬إعداد محمد‬
‫العربععي الخطععابي‪ ،‬الفهععرس الوصععفي لعلععوم القععرآن‬
‫‪1407‬هع‪1987-‬م‪.‬‬
‫‪‬الفوائد الجمة بإسناد علوم المة لبي زيد التمنارتي‪ ،‬مخطععوط‬
‫الخزانة العامة بالرباط برقم ‪.964 .02‬‬
‫‪‬القراء والقراءات بالمغرب للشععيخ سعععيد أعععراب‪ ،‬دار الغععرب‬
‫السلمي‪ ،‬ط ‪ :1‬مطبعة العاني ببغداد‪1410 :‬هع‪1990-‬م‪.‬‬
‫‪‬القطع والئتنععاف لبععي جعفععر النحععاس تحقيععق الععدكتور أحمععد‬
‫خطععاب العمععر‪ ،‬ط ‪ :1‬مطبعععة العععاني ببغععداد‪1398 :‬هععع‪-‬‬
‫‪1978‬م‪.‬‬
‫‪‬القول الفصل في اختلف السبعة في الوقف والوصععل للشععيخ‬
‫أبي زيد عبد الرحمن بن القاضي‪ ،‬مخطوط خاص‪.‬‬

‫‪328‬‬
‫‪‬القول الوجيز في قمع الزاري علععى حملععة كتععاب اللععه العزيععز‬
‫للشععيخ محمععد بععن عبععد السععلم الفاسععي‪ ،‬طبعععة حجريععة‬
‫بفاس‪.‬‬
‫‪‬الكامل في القراءات العشععر والربعيععن الععزائدة عليهععا للمععام‬
‫أبي القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهععذلي‪ ،‬مخطععوط‬
‫مصور‪.‬‬
‫‪‬كفاية التحصيل في شرح التفصيل للشععيخ مسعععود بععن محمععد‬
‫جموع السجلماسي‪ ،‬مخطوط الخزانععة الحسععنية بالربععاط‬
‫في مجموع برقم ‪.1410‬‬
‫‪‬كمال الفريد وتقييد الشععريد لبععي العبععاس أحمععد بععن إبراهيععم‬
‫الفجيجي‪ ،‬مخطوط بخزانة القرويين بفاس برقم ‪.1868‬‬
‫‪‬لقععط الفععرائد مععن لفاظععة حقععق الفععوائد لحمععد بععن القاضععي‬
‫المكناسي )ضمن كتاب ألف سنة مععن الوفيععات( تحقيععق‬
‫الدكتور محمد حجي‪.‬‬
‫‪‬مععا خععالف فيععه ابععن كععثير فععي الوقععف نافعععا )أرجععوزة( لبععن‬
‫القاضي‪ ،‬مخطوطة‪.‬‬
‫‪‬المبسوط في القراءات العشر لبي بكر أحمد بن الحسين بععن‬
‫مهران النيسععابوري تحقيععق ** حمععزة حععاكمي‪ ،‬نشععر دار‬
‫القبلة للثقافة السلمية ط ‪ 2‬جدة‪1408 :‬هع‪1988-‬م‪.‬‬
‫‪‬المحتوي الجامع رسم الصحابة وضععبط التععابع للشععيخ الطععالب‬
‫عبد الله بن محمد المين الجكني‪.‬‬
‫‪‬المدرسععة القرآنيععة بالصععحراء المغربيععة بحععث السععتاذ سعععيد‬
‫أعععراب‪ ،‬دعععوة الحععق التابعععة لععوزارة الوقععاف المغربيععة‬
‫العدد ‪ 6‬السنة ‪1396:17‬هع‪.‬‬

‫‪329‬‬
‫‪‬معرفة القراء الكبار على الطبقات والعصار للحععافظ الععذهبي‬
‫تحقيق محمد سيد جاد الحق‪ ،‬دار الكتب الحديثة‪ ،‬عايدين‪،‬‬
‫مصر‪.‬‬
‫‪‬المكتفى في الوقععف والبتععداء لبععي عمععرو عثمععان بععن سعععيد‬
‫الداني تحقيق الععدكتور يوسععف عبععد الرحمععن مرعشععلي‪،‬‬
‫الرسالة‪ ،‬بيروت‪1404 :‬هع‪.‬‬
‫‪‬من أعلم الفكر المعاصر‪ ،‬أبو شعيب الدكالي للشيخ عبد اللععه‬
‫الجراري‪.‬‬
‫‪‬مناقب الحضيكي‪ ،‬طبقات الحضيكي‪ ،‬المطبعة العربيععة برحبععة‬
‫الزرع‪ ،‬الدارالبيضاء‪1357 :‬هع‪.‬‬
‫‪‬منحة الرؤوف المعطععي ببيععان ضعععف وقععوف الشععيخ الهبطععي‬
‫لعبد الله بععن محمععد بععن الصععديق الغمععاري‪ ،‬دار الطباعععة‬
‫الحديثة‪ ،‬الدارالبيضاء‪.‬‬
‫‪‬المناهل السلسلة في الحاديث المسلسلة للشيخ عبد البععاقي‬
‫اليوبي‪ ،‬نشر دار إحياء علوم الدين‪.‬‬
‫‪‬متعة المقرئين في تجويد القرآن المععبين لبعععد اللععه الجععراري‪،‬‬
‫مطبعة النجاح‪ ،‬الدارالبيضاء‪ ،‬ط ‪1401 :1‬هع ‪1981‬م‪.‬‬
‫‪‬مصحف المدينععة النبويععة بروايععة ورش عععن نععافع نشععر مجمععع‬
‫خادم الحرمين الشععريفين فهععد بععن عبععد العزيععز بالمدينععة‬
‫المنورة‪1410 :‬هع‪.‬‬
‫‪‬النشععر فععي القععراءات العشععر لبععن الجععزري تصععحيح الشععيخ‬
‫الضباع‪ ،‬مطبعة مصطفى محمد‪ ،‬القاهرة‪.‬‬
‫‪‬نشر المثاني لهععل القععرن الحععادي عشععر والثعاني لمحمععد بععن‬
‫الطيععب القععادري تحقيععق محمععد حجععي وأحمععد التوفيععق‪،‬‬
‫مطبوعات دار المغرب‪1977 ،‬م‪.‬‬

‫‪330‬‬
‫‪‬نزهععة الحععادي بأخبععار ملععوك القععرن الحععادي لمحمععد الصععغير‬
‫اليفرني المراكشي‪ ،‬مكتبة الطالب‪ ،‬الرباط‪.‬‬
‫‪‬نيععل البتهععاج بتطريععز الععديباج فععي طبقععات المالكيععة‪ ،‬بهعامش‬
‫الديباج المذهب لبن فرحون‪ ،‬لحمععد بابععا السععوداني‪ ،‬دار‬
‫الكتب العلمية‪ ،‬لبنان‪.‬‬
‫‪‬الهدايعة لمعن أراد الكفايعة فعي ضعبط أواخعر الكلعم ممعا صعح‬
‫بالروايععة للشععيخ محمععد بععن إبراهيععم أعجلععي البعقيلععي‬
‫)مخطوط(‪.‬‬
‫‪‬وقوف القرآن للشععيخ عبععد اللععه بععن الصععديق الغمععاري‪ ،‬بحععث‬
‫بمجلة دعوة الحق‪ :‬السنة ‪ 15‬العدد ‪ 10-9‬ماي‪1973 :‬م‪.‬‬

‫‪331‬‬
‫فهرسة المحتويات للعدد ‪25‬‬
‫تصدير ‪...........................................................‬‬
‫مقدمة‪ :‬امتدادات مدرسة ابن غازي في القراءات في‬
‫المائة العاشرة‪................................................‬‬
‫خخخخ خ خخخخخ‪" :‬خخخخ خ خخ خخخ خخخ خخ خخ خ‬
‫خخخخ خخخخخخخ خخخ" ‪...................................‬‬
‫‪-‬أبو العباس الحباك الفاسي المقرئ‪..............................‬‬
‫‪-‬نص إجازته لتلميذه محمد بصري المكناسي ومروياته عنه‪...‬‬
‫‪-‬أبو العباس الدّقون خطيب القروييععن وذكععر إجععازته لمحمععد‬
‫شقرون الوهراني‪....................................................‬‬
‫‪-‬الحسن بن عثمان أبو علي التاملي الجزولي‪...................‬‬
‫‪-‬انتشععار طريععق ابععن غععازي عنععه فععي بلد سععوس والجنععوب‬
‫المغربي‬
‫‪-‬عبد الرحمن بن علي أبععو زيععد القصععري السععفياني الشععهير‬
‫قين‬‫بس ّ‬
‫‪-‬عبد الرحمن بن محمد بن إبراهيم المشترائي الدكالي‪.......‬‬
‫‪-‬عبد الواحد بن أحمد بن يحيى الونشريسي صاحب "المعيععار‬
‫المعرب"‪...............................................................‬‬
‫‪-‬أبو سعيد عثمان اللمطي أحد المهرة في القراءات السبع‬
‫من أصحاب ابن غععععععازي‪..........................................‬‬

‫‪-‬أبو العباس أحمد بن عثمان اللمطي ولده وشيخ المام عبد‬


‫الواحد بن عاشر النصاري‪..........................................‬‬

‫‪332‬‬
‫‪-‬علي بن شعيب المالقي والد أحمد بن شعيب مؤلععف كتععاب‬
‫إتقان الصنعة‪..........................................................‬‬
‫‪-‬علي بن عيسى الراشدي التلمساني شيخ أبي العباس‬
‫المنجور وأحد قراء العشر الصغرى‪...............................‬‬
‫‪-‬علي بن موسى بن علي بن هارون أبو الحسن بن هارون‬
‫المطغري شيخ الجماعة بفاس‪....................................‬‬
‫‪-‬أصععحاب أبععي الحسععن بععن هععارون فععي الروايععة والقععراءات‬
‫السبع بفاس‪...........................................................‬‬
‫• أبو العباس أحمد بن علي المنجور صاحب الفهرس المشهور‬
‫• إبراهيم بن أحمد اللمطي مدرس الشاطبية بالقرويين‪........‬‬
‫• أبو راشد يعقوب بن يحيى اليدري الفقيه‪........................‬‬
‫• علي بن عبد الواحد السجلماسي المقرئ‪.......................‬‬
‫• أبو العباس أحمد بن محمد الوطاسي المير‪....................‬‬
‫‪-‬كبير أصحاب ابن غازي الراوية الكبير‪ :‬أبو القاسم بن‬
‫إبراهيم المشترائي الدكععععالي‪.....................................‬‬

‫ترجمته من فهرسة تلميذه أبي العباس المنجور‪........‬‬


‫‪-‬أبو القاسم الكوش الدرعي التفنوتي صاحب أول وقف‬
‫على تدريس الشاطبية بفاس‪......................................‬‬
‫‪-‬أبو عبد الله العبسي أحد كبار المسبعين على ابن غازي وله‬
‫عنه إجازة فيها وفي غيرها‪.......................................‬‬

‫دة الندلسي من‬ ‫ع ّ‬


‫دي محمد بن علي بن ِ‬
‫‪-‬أبو عبد الله العِ ّ‬
‫حذاق أصحاب ابن غازي في علم القراءات‪...................‬‬

‫‪333‬‬
‫‪-‬أبو عبد الله بم مجبر المساري شيخ الجماعة في زمنه‬
‫بفاس في أكثر من فن وأحد من انفردوا بالرواية عن الكبار‬
‫وأخذ عنهم الناس ‪.....................................................‬‬
‫‪-‬مؤلفات ابن مجبر المساري‪.......................................‬‬
‫‪-‬أصحاب ابن مجبر في القراءة‪....................................‬‬
‫‪ -‬محمد بن عبد الواحد أبو عبد الله الغزال صاحب كرسي‬
‫ابن غازي بعده بالقرويين بفاس‪..................................‬‬
‫‪ -‬محمد بن محمد بن أبي جمعة الوهراني المعروف‬
‫بشقرون وابن أبي جمعة وصاحب القصيدة المعروفة باسم‬
‫"تقريب المنافع في الطرق العشرية المروية عن نافع" وقد‬
‫تقدمت بنصها ضمن ما نظم على نمط تحفة الليف للمام‬
‫الصفار‬
‫‪ -‬باقي أصحاب ابن غازي‪..........................................‬‬
‫خخخخخ خخخخخخ‪ :‬خخخخخخ خخخخخخ خخخخ خخخخخ‬
‫خخخ خخخخخخ خخخخخ خخخخخخ خخخ خخخخ خخخ‬
‫خخخخ خخ خخخخ خخخخخ خخخخخخ خخ خخخخخخخ‬
‫خخ خخخخخخخ‪................................................‬‬
‫‪ -‬ترجمة المام الهبطي‪............................................‬‬
‫‪ -‬مكانة المام الهبطي في القراءة وعلومها ومشاركته‬
‫لبن غازي في بعض شيوخه وتلمذته‪............................‬‬
‫‪ -1‬أخذه عن المام أبي عبد الله الصغير شيخ ابن غازي‬
‫الوقف بتقييد هذا الشيخ‪...................‬‬ ‫وصلة تقييده في‬
‫‪ -2‬شهادة أبي العباس المنجور ووصفه للهبطي بالستاذ‬
‫الكبير ذي النحو الغزير‪..............................................‬‬

‫‪334‬‬
‫‪ -3‬الشارة إليه في مصادر علوم القراءة بما يشهد له‬
‫برسوخ القدم في الفن‪..............................................‬‬
‫‪ -4‬الشارة الرابعة وتتمثل في أخذ الكابر عنه من أصحاب‬
‫الشيخ ابن غازي‪......................................................‬‬
‫‪ -‬هل كان المام الهبطي يراعي مذهب نافع في وقف‬
‫التمام‪ ،‬وحدود اتباعه له في ذلك ؟‪.............................‬‬
‫‪ -‬نماذج من الوقفات المنتقدة عليه‪.............................‬‬
‫‪ -‬نسبة الوقف الذي يقرأ به اليوم بالمغرب إلى المام‬
‫من غموض‪ ،‬وهل هو عَْين‬ ‫الهبطي وما يكتنفها‬
‫الوقف الذي قيد عنه في أصل الوضع الول ؟؟‪................‬‬
‫‪ -‬رأيي في موضوع نسبة الوقف الحالي إلى الهبطي‪،‬‬
‫وبيان ما تعرض له من التصرف على أيدي الرواة‪.............‬‬
‫‪ -‬تبرئة المام الهبطي من بعض ما انتقد عليه من وقفات‪. .‬‬
‫‪ -‬حقيقة الوقف المقروء به اليوم في مصاحف أهل‬
‫المغرب‬
‫‪ -‬خطوة نحو وقف جديد للمصاحف المغربية المطبوعة‬
‫برواية ورش عن نافع‪................................................‬‬
‫خعاتعمعة‪........................................................‬‬
‫فهرس المصادر والمراجع‪...................................‬‬
‫فهرس المحتويات‪....................................................‬‬

‫‪335‬‬
‫قراءة المام نافع عند المغاربة‬
‫من رواية أبي سعيد ورش‬

‫إشعاع مدرسة ابن غازي في‬


‫الحواضر والجهات المغربية‬
‫والهيكل العام للمدرسة المغربية‬
‫النافعية‬

‫العدد السادس والعشرون‬

‫د‪ .‬عبد الهادي حميتو‬

‫‪336‬‬
‫مـقــدمــة‪:‬‬
‫رأينا من خلل استعراضنا لتراجم رجال مدرسة أبي عبد الله‬
‫بن غععازي الععذين تحملععوا عنععه القععراءة وقععاموا علععى نشععر مععذاهبه‬
‫واختياراته فيها‪ ،‬كيف اسععتطاع أولئك الرجععال أن يسععدوا فععي أثنععاء‬
‫المائة العاشر فراغا هائل كان وشععيك الوقععوع باختفععاء الشععيخ ابععن‬
‫غازي من الميدان ووفاته سنة ‪919‬هع‪.‬‬
‫كما رأينا من خلل تلك التراجم كيععف أن العنايععة اللهيععة قععد‬
‫مدت في آجال طائفععة مععن خيععرة أصععحابه فطععالت أعمععارهم فععي‬
‫مشيخة الجماعة وكراسي التصععدر حععتى اشععترك فعي الخععذ عنهععم‬
‫الكبار والصغار‪ ،‬وترامت بالروايععة عنهععم أمععائل الرجععال إلععى كافععة‬
‫الحواضر والجهات‪ ،‬فكانوا بذلك مععن أوثععق الحلقععات العلميععة الععتي‬
‫كونت أواخر عقود السلسلة المغربيععة فععي أسععانيد القععراءات‪ ،‬كمععا‬
‫كانوا بمثابة المعابر الفنيععة الععتي تععأدت مععن خللهععا جملععة مكونععات‬
‫التراث القرائي والعلمي الزاخر كما توارثته المدرسة المغربية عن‬
‫امتداد مععدارس القطععاب‪ ،‬وكععانوا مععن خلل ذلععك يمثلععون همععزات‬
‫الوصل بين أهل القرن العاشر وبين ما أعقبه من القرون‪.‬‬
‫ولقععد كععانت وحععدة المنبععع عنععد رجععال هععذه المدرسععة عععامل‬
‫أساسيا في قيام منهاج موحد أدى إلى وحععدة فععي الخطععة والعمععل‬
‫ساعدت علعى تبلعور قاعععدة مشعتركة فعي البنععاء الفنعي للمدرسعة‬
‫المغربيعة أفضععت إلعى مععا يمكعن أن نصععفه بعع "الطععراز المغربعي"‬
‫الصرف في ميدان القراءة والداء بكل معا امتععاز بعه معن مقومععات‬
‫وما تحدد له من خصائص بنائية وفنية تميز بها عن غيره‪ ،‬وذلك بعععد‬
‫أن انصهر في الميدان العملي وتععداولته القععرائح والنظععار بالتنقيععح‬
‫والتحرير والختيار عبر عدد من القرون‪.‬‬
‫وإذا كنا قد ربطنا بين هذا الطراز كما تناهى إليه من خلل ما‬
‫وصل إلينا من مصنفات الئمة واختيارات المتأخرين فيها ابتداء من‬
‫المام الشعاطبي فعابن بععري ورجعال مدرسععته‪ ،‬وبيعن مدرسععة ابعن‬

‫‪337‬‬
‫غازي وامتداداتها في المائة العاشرة وما بعدها انطلقا مما ترامععى‬
‫إلى الحواضر والجهععات مععن إشعععاعها‪ ،‬فععذلك إنمعا بنينععاه علععى مععا‬
‫سععيلحظه القععارئ معنععا مععن الهيمنععة الكاملععة لهععذه المدرسععة‬
‫واتجاهاتها على ميدان القراء مادة وأسلوبا وتوجيها لعوامععل كععثيرة‬
‫سنقف على بعضها في الفصل التالي جعلت القيادة لها ومكنت لها‬
‫في الفععاق‪ ،‬فكععان رجالهععا والخععذون عنهععم مهطعععا لقععراء العصععر‬
‫ومشدا لرحالهم حيثما استقلت بهم الركاب أو اطمأنت بهم الديار‪.‬‬
‫ولعل القارئ الكريم بعد هذا التمهيد الذي مهععدنا بععه يتسععاءل‬
‫عن أهم هذه المتدادات التي انبثق منها ذلعك الشععاع المنعوع بعه‪،‬‬
‫وكيف تأتى لولئك الصفوة الذين تأثلت من خلل جهععودهم مععذاهب‬
‫ون فععي النهايععة الخطععوط العريضععة فععي‬ ‫المدرسععة واختياراتهععا لتكع ّ‬
‫الصورة البنائية والفنية كما تبلورت فيها المدرسة الدائيععة النافعيععة‬
‫في المغرب حسب الرواية والطريق التي بها الخذ وعلى اختيارات‬
‫هذه المدرسة فيها العمل – أن يرسخوا هذه المؤثرات فععي ميععدان‬
‫القراء‪ ،‬ويجعلوا من اختياراتهم في القراءة والداء وأسععاليب الخععذ‬
‫على القراء‪ ،‬ما أمسى يشكل العمود الفقععري للقععراءة "الرسععمية"‬
‫في المغرب؟ وكيف تلقععت أخيععرا علععى أيععدي أولئك الصععفوة مععن‬
‫شيوخ الجماعة وأئمععة القععراء وشععائج القربععى بيععن السععاتيذ الععتي‬
‫تأدت إليهم منها القراءة وعلومهععا خلل القععرون العشععرة ويتصععلوا‬
‫عععن طريقععه بالمنععابع الولععى الععتي كععان منهععا السععتمداد وعليهععا‬
‫العتماد‪.‬‬
‫ذلك ما سنحاول الوقوف عليه من خلل ما تبقى لنا مععن هععذا‬
‫البحث في هذه الفصول‪:‬‬

‫‪338‬‬
‫الفصل الول‪:‬‬
‫إشعاع مدرسة ابن غازي في‬
‫الحواضر والجهات المغربية من‬
‫خلل مشيخة القراء وشيوخ‬
‫الجماعة والعوامل المساعدة على‬
‫هيمنة مذاهبها وسيطرتها في‬
‫الميدان‪.‬‬
‫كان الصدى العالي والصيت الععذائع الععذي خلفععه الشععيخ ابععن‬
‫غازي خلفه في مدرسته بفاس كافيا ليمدها لعدة عقود من الزمععن‬
‫بمدد زاخر من الكبار والعتبار‪ ،‬يجعلها مشد النظار ومحل التقدير‬
‫والجلل‪ ،‬وكان فحول رجالها الذي تكونوا بين سمع الشيخ وبصععره‬
‫وقودا مستمرا لحركتها يذكي فيها النشاط والحيويععة‪ ،‬وهععم مععا هععم‬
‫في ارتفاع المستويات وتعدد المجالت وزعامععة العلععم‪ ،‬مععن أمثععال‬
‫أبي القاسم بن إبراهيم وأخوته وأهععل بيتععه والشععيخ أبععي عبععد اللععه‬
‫الهبطي ورجاله‪ ،‬والشيخ أبي الحسن بععن هععارون المفععتي‪ ،‬والشععيخ‬
‫النحوي البارع أبي عبد الله بعن مجععبر المسعاري‪ ،‬والشععيخ الحععافظ‬
‫محمد شقرون بن أبي جمعة الوهراني والشيخ ابي عبد الله العدي‬
‫الندلسي والشععيخ أبععي العبععاس الونشريسععي والشععيخ أبععي عمععرو‬
‫وأبي سعيد عثمان بن عبد الواحد اللمطي الميموني وسواهم ممن‬
‫قدمنا ذكرهم في رجال مدرسته‪.‬‬
‫وقد التف حولهم كما رأينا عدد ل يحصععى مععن أماثععل القععراء‬
‫سععمينا منهععم طائفععة دون إفاضععة فععي القععول‪ ،‬هععؤلء الععذين كععانوا‬
‫يمثلون العقود المباشرة في سلسلة السعناد المتصعلة معن طريعق‬
‫رجال هذه المدرسة‪ ،‬والذين هم في الععوقت ذاتععه المعععابر الرفيعععة‬
‫التي انتقل عبرها إشعاعها ليعععم عامعة الرجعاء والجهعات المغربيعة‬
‫وينتظم عامة القرون الموالية‪.‬‬

‫‪339‬‬
‫ثم كان للتقلبات السياسية التي أطلت مقععدماتها بعععد مععوت‬
‫عميد المدرسة أبي عبد الله بن غازي ثععم اسععتمرت تعمععل عملهععا‪،‬‬
‫أثر كبير في توزيع مؤثراتها في الفاق‪ ،‬وذلك بانتقععال مركععز الثقععل‬
‫في الجانب السياسي عن مدينععة فععاس مععرة أخععرى وتععوزعه علععى‬
‫أكثر من جهة من الجهات الجنوبية من المغععرب بعععد أن استشععرت‬
‫مظاهر التدهور والضعف العام في كيان دولة بنعي وطعاس بفعاس‪،‬‬
‫فأخععذت تسععتقل عنهععا طائفععة مععن الزوايععا ذات النفععوذ الصععوفي‬
‫والتوجه الساسي لتستقطب إليها تبعا لععذلك وجععوه العلمععاء وتقيععم‬
‫في مراكزها أسس حركة علمية كان لها أثرها في إنهاك قوة الدفع‬
‫التي كانت لمدرسة ابن غازي نوعا ما بمدينة فععاس ومععا يليهععا مععن‬
‫الطععراف‪ ،‬ولكنهععا مععن جهععة أخععرى قععد اسععتطاعت أن تععزود تلععك‬
‫المراكععز بأسععاتذة مععن كبععار المشععيخة المتخرجععة بفععاس حملععت‬
‫مشاعل الحركة القرائية والعلمية بها‪ ،‬ووثقععت وشععائجها بمدرسععتها‬
‫الم‪ ،‬المر الذي وسع من دائرة نشاطها وقوى من روابطها وساعد‬
‫على قيام منافسة ملحوظة بين رجالها وأمرائها لسععتقطاب العليععة‬
‫من أولئك العلماء واصطناعهم بها‪ ،‬تجمل بوجودهم‪ ،‬وتقويععة للسععند‬
‫المعنوي بتقريبهم وانتدابهم لهذه المهمات‪.‬‬
‫وهكذا كان للشراف السعديين فععي سجلماسععة أول ثععم فععي‬
‫قاعدة سوس ثم أخيرا في مراكش‪ ،‬محاولت واسعة لحتععواء كبععار‬
‫المشيخة للقععراء بهععا‪ ،‬ورعايتهععا لععذلك رعايععة كعان لهعا آثارهعا فعي‬
‫تحريك الهمم والتشجيع العام‪.‬‬
‫وفي مقابل هذه الرعاية كععانت هنعاك مراكععز أخععرى منافسععة‬
‫من أهمها ما اختصت به "الزاوية الدلئيععة" فععي بلد "تادلععة" قععرب‬
‫بنععي ملل حيععث كععان رجععال هععذه المععارة ومؤسسععوها مععن كبععار‬
‫العلماء‪ ،‬وكان أكثرهم أيضععا مععن عليععة القععراء ممععن تخرجععوا علععى‬
‫أمثالهم معن قعراء فعاس وسجلماسعة‪ ،‬وخاصعة علعى أصعحاب ابعن‬
‫غازي وتلمذتهم‪ ،‬ولعل هذا الحساس بما سععتؤول إليععه الحععال فععي‬

‫‪340‬‬
‫مدرسة ابن غازي بفاس إذا استمر الوضع على ما هو عليه بسععبب‬
‫هجرة هذه الكفاءات العالية عنها إلى بعض تلك المراكز‪ ،‬هععو الععذي‬
‫أملى على طائفة مععن أهععل العلععم والفضععل أن يعملععوا علععى دعععم‬
‫كراسي القراء بفاس بمجوعة مععن الوقععاف العلميععة يجعععل ريعهععا‬
‫لصععالح المشععيخة والطلبععة الععذين يقومععون عليهععا محافظععة علععى‬
‫استمرارها‪ ،‬وتشجيعا للقائمين بها من القراء والعلماء‪.‬‬
‫‪ -‬ظهور الوقاف لخدمة علم القراءات‪:‬‬
‫وأبرز ما ظهر من الوقاف لهذا الغرض على يد بعض أصععحاب‬
‫ابن غازي "الوقف على الشاطبية"‪ ،‬وقد تقدم لنا في ترجمة الشععيخ‬
‫المام أبي الحسن علي بن عيسى الراشدي مععا ذكععره أبععو العبععاس‬
‫المنجور عنععه بعععد أن وصععفه بالشععيخ النحععوي الصععالح "وأنععه" كععان‬
‫يحسن علوم القرآن أداء ورسما وضبطا" من كونه‪:‬‬
‫"نفذ له تدرس "الشاطبية الكبرى" الذي أنشأ تحبيسععه الشععيخ‬
‫الفقيه الفرضي الصالح أبو القاسم الكوش الععدرعي‪ ،‬لنظععر الشععيخ‬
‫المام أبي الحسن بن هارون‪ ،‬ولععم يكععن لهععا وقععف قبلععه‪ ،‬فأقرأهععا‬
‫وأعاد‪ ،‬محضرا بالمجلس لكثير من شراحها كالسخاري وأبي شععامة‬
‫والفاسي والجعبوي حتى تفقه فيها")‪.(1‬‬
‫فهذا التجبيس من لدن هذا القارئ الفقيععه لهععذا الغععرض يعتععبر‬
‫أحد مظاهر العناية غيععر الرسععمية الععتي كععان الهععدف منهععا إحععداث‬
‫كرسي قار لهذه القصيدة التي عليها المدار لهععذا العهععد ومععا بعععده‬
‫في القراءات يتقاضى القائم به مرتبا ثابتععا مععن هععذا الوقععف الععذي‬
‫عين له ناظر يتولى رعايته من أعيان أصحاب ابن غعازي‪ ،‬فكعان أن‬
‫نفذه لمن يقوم بموجبه على تدريس هذه المادة التي لععم يكععن لهععا‬
‫وقف سابق عليه‪.‬‬
‫وهذا الصنيع يعتبر من جهة ثانية من وسععائل العععون والتشععجيع‬
‫للمحافظة على استمرار هذه الكفاءات وأمثالها في النهععوض بهععذه‬
‫فهرس المنجور ‪ 67‬وذكر أنه كان يدرسها قبل ذلك في مسجد الشرفاء بفاس‪.‬‬ ‫‪()1‬‬

‫‪341‬‬
‫المهمة حتى ل تستقطبها بعض الجهات الخععرى إليهععا بوسععيلة مععن‬
‫وسائل الغراء‪.‬‬
‫وقد ذكر المنجور أيضا – كما تقدم – اسم القارء الذي ولي هذا‬
‫الكرسي بعد موت أبي الحسن الراشععدي وهععو أبععو سععالم إبراهيععم‬
‫اللمطي‪ ،‬وهو من شيوخه بل هو أول من جود عليه القرآن وحفظه‬
‫عليه‪ ،‬كما ذكر أنعه لزم الشعيخ أبعا الحسعن بعن هعارون وأخعذ عنعه‬
‫السبع كما لزم الستاذ أبا الحسععن بععن عيسععى الراشععدي المععذكور‬
‫في "حرز الماني"‪ ،‬وكان قد لزمه معروفععا بععه سععنين طويلععة فععي‬
‫علوم القرآن والنحو وغير ذلك وعليه تخرج" قال‪:‬‬
‫"وولى تدريس "الشععاطبية الكععبرى" والععبردة" بعععد مععوت ابععن‬
‫عيسى فعالجهما وقام وقعد نحوا من خمععس وعشععرين سععنة حععتى‬
‫نفذ فيهما ونجب‪.(1)...‬‬
‫وذكر الشيخ يوسف بن عابد الدريسععي الفاسععي فععي "ملتقععط‬
‫الرحلة"‪ ،‬وكان ممن قعرأ القععرآن بروايععة ورش علعى أحعد الشعيوخ‬
‫المتصدرين لذلك سماه إبراهيم المامودي – وكععان يقععرئ بمدرسععة‬
‫مصباح)‪ .(2‬إن الفصل الذي كانت تنصب فيه الكراسي لنشععر العلععم‬
‫هو فصل الشتاء"‪ ،‬إل أنه ذكر أن من الفنون ما يبقى طععول السععنة‬
‫كتفسير القرآن بعد صلة الصبح‪ ،‬وكتاب "خليل")‪ (3‬يقرأ بعد الظهععر‬
‫مستمر الزمنة لما عليهم مععن الوقععاف الكععثيرة)‪ ،(4‬ثععم ذكععر فنونععا‬
‫كثيرة كانت تدرس لهذا العهد بالقرويين في مختلععف أوقععات الليععل‬
‫والنهار قال‪" :‬وعلى كل كتاب أوقاف حتى على "شرح البردة")‪...(5‬‬
‫ثم ذكر أن من هذه الحلقات مععن ل يحضععرها إل الواحععد أو الثنععان‪،‬‬
‫فذكر منها كرسي "شرح البردة" قال‪ :‬وكنععت أجلععس معهععم لجععل‬
‫التبرك وقلة جاه المدرس‪ ،‬وسألت عنه قال لي بعععض النععاس‪ :‬إنععه‬
‫‪ ()1‬فهرس المنجور ‪.73‬‬
‫‪ ()2‬ملتقط الرحلة من المغرب إلى حضرموت ‪.28‬‬
‫‪ ()3‬يعني المختصر الفقهي‪.‬‬
‫‪ ()4‬ملتقط الرحلة ‪.59‬‬
‫‪ ()5‬نفسه ‪ ،59‬وأسلوب كاتب الرحلة قريب من الدارجة كما يلحظ‪.‬‬

‫‪342‬‬
‫من أهل الكراسي‪ ،‬إل أنه ما لععه حععظ ول جععاه‪ ...‬ثععم ذكععر أن هععذه‬
‫السنة كانت سنة تسع وثمانين يعني وتسعمائة)‪.(1‬‬
‫وهذا يفيدنا أن هععذه الكراسععي الععتي رصععدت لهععا اعتمععادات ماليععة‬
‫تتقاضى من الريع الذي تدّره الوقاف التي وقفت عليها كععانت هععي‬
‫الضمانة الوحيدة لستمرارها في الوجود حتى لععو كععان الزهععد فيهععا‬
‫قد بلغ مثل هذا المبلغ الذي حكى عنه ابععن عابععد الفاسععي بالنسععبة‬
‫لشرح البردة‪ ،‬فقد كعان المنصعب يفعرض علعى متعولي كرسعيه أن‬
‫يحضره ويقوم بعه بقطعع النظعر ععن درجعة إقبعال المقبليعن وزهعد‬
‫الزاهدين‪ ،‬وهذه هي الغاية من تلك الوقاف‪.‬‬
‫كراسي القرويين في القراءة والتجويد‬
‫وقد تحدث أسععتاذنا البععاحث السععيد محمععد المنععوني فععي هععذا‬
‫الصععدد عععن الوقععاف الععتي أنشععئت علععى مواضععع معينععة بجععامعي‬
‫القرويين والندلس بفاس‪ ،‬ومنها ما له كرسي خععاص ومنهععا أخععرى‬
‫بدون كرسععي علععى مواضععع معينععة‪ ،‬فععذكر منهععا فععي إطععار جامعععة‬
‫القروييععن ثمانيععة مواضععع سععبعة بجععامع القروييععن وواحععد بجععامع‬
‫الندلس‪ :‬ستة منها لتجويد القرآن الكريععم عمليععا باللسععان‪ ،‬واثنععان‬
‫لتدريس الرسالة القيروانية‪ ،‬ثم ذكر تفصيلها فسمى منها‪:‬‬
‫‪-1‬سارية لتجويد القرآن الكريم لم يعيععن موقعهععا بععالقرويين‪،‬‬
‫وقد ذكر أستاذها مؤلف "فهرسة تنوير الزمععان")‪ (2‬وسععماه "سععيد‬
‫يعيش" بدون أن يذكر اسم والده أو نسبه‪ ،‬مع التنصيص على أنععه‬
‫توفي في حدود عام ‪.980‬‬
‫‪ -2‬سارية أخرى لتجويد القرآن الكريم‪ ،‬وهي الواقعة يمنة‬
‫عنزة هذا الجامع‪ ،‬وحسب الوثيقة التالية فإن الععذي أنشععأ وقععف‬
‫هذه السارية هععو الشععيخ الجليععل أبععو العبععاس أحمععد بععن محمععد‬
‫‪ ()1‬ملتقط الرحلة من المغرب إلى حضرموت للفقيه يوسف بن عابد الدريسي ‪.60-59‬‬
‫‪ ()2‬أشار بالهامش إلى أن اسمها الكامل "فهرسة تنوير الزمان‪ ،‬بقععدوم مععولي زيععدان" تععأليف‬
‫قاسم بن محمد بن محمد ابن أبي العافية الشهير بابن القاضي‪ ،‬تقع ضععمن مجمععوع بالمكتبععة‬
‫الملكية بالرباط رقم ‪255‬‬

‫‪343‬‬
‫الشاوي المتوفى فععي المحععرم عععام ‪ (1)1014‬قععال‪" :‬وقععد عيععن‬
‫المحبس لهذا الوقععف السععتاذ أبععا العبععاس أحمععد بععن علععي بععن‬
‫شعيب الفاسي المتوفى عام )‪ (2)(1015‬ثم من يأتي بعده‪ ،‬وفي‬
‫"النهج المتدارك")‪ (3‬تحدث عن هذا الستاذ وذكر الوقفية هكذا‪:‬‬
‫‪ ...‬يحكى عنه ‪ -‬رحمعه اللعه ‪ -‬أنعه كعان متصعدرا للخعذ بجعامع‬
‫القرويين من فاس‪ ،‬وكان يجود مع الطلبة بلسانه‪ ،‬ويلزمععه الشععيخ‬
‫الصالح سيدي أحمد الشععاوي دفيععن "السععياج" مععن فععاس‪ ،‬وأوقععف‬
‫عليه ومن يقفوه أرضا بلمطة يقععال لهععا "الضععوّيات")‪ ،(4‬وفععي آخععر‬
‫عمره تأخر عن القرويين لكبر سنه‪ ،‬فيجعود معع الطلبعة بعداره فعي‬
‫"الكدان" أو بمسجد قربها كان أمامه‪ ،‬ويوم الجمعة يحملععه الطلبععة‬
‫بين أيديهم إلى "جامع الندلس"‪ ،‬ويجلس فيها بباب الحفا ويقرأ مع‬
‫الطلبة بلسانه‪ ،‬ويسععمع صععوته تبيينععا للحععروف والحركععات وإفععرازا‬
‫للكلمات من قنطرة بين المدن رحم الله الجميع")‪.(5‬‬
‫قلت‪ :‬هذا الوقف وأمثاله هو الوسيلة التي كانت ناجعععة يععومئذ‬
‫للمحافظة على تدريس نوع من الفنون والمتون‪ ،‬كما أنها أيضا كما‬
‫قدمنا من الوسائل العملية الععتي تضععمن اسععتمرار هععذه العطععاءات‬
‫المفيدة وقيام هععؤلء النخبععة مععن القععراء والعلمععاء عليهععا يرتفقععون‬
‫بأوقافها في معاشهم‪ ،‬ويتفرغون للقيام بوظيفة التععدريس وتمريععن‬
‫الطلب مستعينين بها‪.‬‬
‫فهذا الشيخ أبو العباس بن شعيب كان في زمنه ممعا يتنعافس‬
‫في مثله لرسوخ قدمه – كما سيأتي في ترجمته عن قريب ولععذلك‬
‫اختير للقيام بهذا الكرسي‪ ،‬وأسند إليه التجويد العملي وهو أمر مععا‬

‫‪ ()1‬ترجمته ومراجعها في سلوة النفاس ‪.279-1/274‬‬


‫‪ ()2‬سيأتي لنا التعريف به في كبار مشيخة العصر‪.‬‬
‫‪ ()3‬هو الشرح المشهور للقصيدة الدالية في الهمز لبععن مبععارك تععأليف أبععي العلء إدريععس بععن‬
‫محمد المنجرة‪ ،‬ومنه نسخة بالخزانة العامة برقم ‪994‬ط وأخرى بالحسنية رقم ‪119‬‬
‫‪ ()4‬تعرف هذه المنطقة بهذا السم إلى اليوم وتقععع فععي الطريععق العععابر مععن فععاس إلععى جهععة‬
‫الرباط‪ ،‬وبها محطة صغيرة للقطار تحمل اسمها إلى الن‪.‬‬
‫‪ ()5‬نقله الستاذ محمد المنوني في بحثه "أوقاف بدون كرسي‪ "...‬مجلععة دععوة الحعق العععدد ‪6‬‬
‫السنة ‪ 66‬ص ‪.118-117‬‬

‫‪344‬‬
‫أقل العناية به بين مشايخ القراءة قديما وحديثا‪ ،‬ولعل هذا ما جعععل‬
‫معظم الوقعاف المخصصععة للقععراءة تنصعرف إلععى هععذا الفعن كمعا‬
‫لحظنا في أوقاف القرويين ولعل من المفيد هنا لندرك أهمية هععذا‬
‫الوقف الذي وقف على كرسي التجويد الذي أسند إلى ابن شعععيب‬
‫بأن ننقل نص وثيقععة التحععبيس المتعلقععة بهععذا الكرسععي كمععا نقلهعا‬
‫الستاذ المنوني عن "الحوالة السليمانية" لحباس القرويين ونصها‪:‬‬
‫"الحمد لله ‪ :‬حبس المرابط أعله الجل السيد الكمل البركة‪:‬‬
‫أبو العباس أحمد ابن المرحوم أبي عبد الله محمد الشاوي – جميع‬
‫الستة فدادين‪ ،‬وهععي "عيععن العععرب" وفععدان ابععن فيلععو الصععغير" و‬
‫"فدان الغدائر" "وفعدان ركبعة العلعك" "وفعدان الغعرس"‪" ،‬وفعدان‬
‫الكوشة"‪ ،‬المحتوي على حراثة أربعععة أزواج المععذكورة والمحععدودة‬
‫أعلى المنتسخ منه‪ ،‬بمنافعها ومرافقها وكافة حقوقهععا كلهععا – علععى‬
‫الفقيه الجل النحوي اللغوي الستاذ المجود المشععارك السععيد ابععي‬
‫العباس أحمد ابن السععيد المرحععوم أبععي الحسععن علععي شعععيب بععه‬
‫عرف‪ ،‬ينتفع بها‪ ،‬على أن يجععود للطلبععة بالسععارية الععتي عععن يميععن‬
‫العنزة بجامع القرويين)‪ (1‬شرفها )كذا( الله بدوام الذكر فيععه – مععن‬
‫زوال الشععمس إلععى البريععح علععى الععدوام والسععتمرار‪ ،‬عععدا يععوم‬
‫الخميس ويوم الجمعة‪ ،‬حبسا مؤبععدا‪ ،‬ووقفععا مخلععدا‪ ،‬إلععى أن يععرث‬
‫الله الرض ومن عليها‪ ،‬وهو خير الوارثين‪ ،‬ومن بععدل أو غيععر فععالله‬
‫حسيبه وسائله ومتولي النتقام منه‪ ،‬فإن مععات يرجععع لسععتاذ مثلععه‬
‫على الصفة المذكورة إلى انقراض الععدنيا‪ ،‬قاصععدا بععذلك وجععه اللععه‬
‫العظيم والدار الخرة‪ ،‬والله ل يضيع أجر معن أحسعن عمل‪ .‬وبسععط‬
‫يده على حوزه‪ ،‬وتععوجه صععحبة شععهيديه إلععى الفععدادين المععذكورة‪،‬‬
‫وحازاها حوزا تاما كما يجب معاينة‪ ،‬وعرفا قدره‪ ،‬شععهد بععه عليهمععا‬
‫بحال كمال الشهاد‪ ،‬وعرفهما في أواخر صفر عشرة وألف")‪.(2‬‬

‫‪ 1‬ما تزال هذه السارية معروفة بالقرويين وهي مقابلة للمحراب فعي الصعف المحعاذي للباحعة‬
‫الوسطى منه‪.‬‬
‫‪ ()2‬الستاذ محمد المنوني – دعوة الحق عدد ‪ 6‬ص ‪.118‬‬

‫‪345‬‬
‫وتحدث الستاذ المنوني عن باقي الوقفيات المخصصة‬
‫للتجويد بالقرويين لهذا العهد وما بعده فأضاف قائل‪:‬‬
‫‪ .3‬في عنزة القرويين‪ ،‬كان يجود فيها للطلبة من طلوع‬
‫الشمس إلى ضحوة النهار‪:‬‬
‫أبو العلء إدريس بن محمد بن أحمد المنجرة الحسني‬
‫الدريسي التلمساني ثم الفاسي )يوم الثلثاء ‪ 22‬محرم‬
‫عام ‪ 1137‬هع(")‪.(1‬‬
‫)‪(2‬‬
‫ابنه أبو زيد عبد الرحمن‪...‬‬
‫‪ .4‬في صدر جامع القرويين ‪ ،‬وهو مجلس لم يحدد مكانه‬
‫بالضبط‪ ،‬وأستاذه أبو محمد عبد الله بن محمد المععدعو ابععن يخلععف‬
‫النصععاري الندلسععي ثععم الفاسععي )ت فععي ‪ 27‬ذي القعععدة عععام‬
‫‪ ،(1162‬قال في ترجمته من "نشر المثاني – المخطععوط)‪ :(3‬وكععان‬
‫محل جلسته لتجويد الطلبة عليه بصدر مسجد القرويين‪.‬‬
‫‪ .5‬في ظهر الصومعة‪ ،‬وبها كان يجود عنععد الذان الثععاني‬
‫للظهععر أبععو العلء إدريععس بععن عبععد اللععه بععن عبععد القععادر الحسععني‬
‫الدريسي الودغيري الملقب بالبدراوي )ت ليلة الربعاء ‪ 16‬محععرم‬
‫عام ‪ 1257‬هع(‪.‬‬
‫ثم ذكر الباحث الععوقفين الخاصععين برسععالة ابععن أبععي زيععد فععي‬
‫الفقه وسمى من تعاقب عليهما من العلماء ثم ذكر‪.‬‬

‫‪ .8‬سارية الستاذ سيدي محمد الصغير وقال‪:‬‬

‫‪ ()1‬أشار إلى ترجمته في السلوة ‪.273-2/272‬‬


‫‪ ()2‬أشار إلى نفس المصدر ‪.2/272‬‬
‫‪ ()3‬هو الن مطبوع وترجمته في المجلد ‪ 4/67‬في وفيات ‪1162‬هع وقد وصفه بعالفقيه السعتاذ‬
‫المقرئ المجود‪ ...‬وقال‪ :‬كان من الئمة المعتمدين في فن القراءات وأخععذها عتععه خلئق مععن‬
‫فاس وغيرها‪ ،‬وكان محل جلوسه لتجويد الطلبة عليه بصدر مسجد القرويين‪.‬‬

‫‪346‬‬
‫هكذا سميت فعي الحوالعة السععليمانية دون أن يحععدد موقعهعا –‬
‫في جامع الندلس – قال‪ :‬وظاهر أنه يعنععي بأسععتاذها أبععا عبععد اللععه‬
‫محمد بن الحسين بن محمد بن حمامة الوربي النيجي ثم الفاسععي‬
‫الشهير بالصغير‪ ،‬والمتوفى ليلععة الجمعععة ‪ 6‬شعععبان عععام ‪ 887‬هععع‪،‬‬
‫وقد جاء في ترجمة هذا الستاذ أنععه ختععم عليععه القععرآن بععالقراءات‬
‫السبع ‪ 300‬طععالب )‪ ،(1‬ول شععك أن هععؤلء أو بعضععهم قععرءوا عليععه‬
‫بهذه السارية)‪.(2‬‬
‫هذه الوقععاف والكراسععي التابعععة لهععا كععانت إذن مععن وسععائل‬
‫المحافظة على استمرار هذه الكفاءات في أداء رسالتها هناك حتى‬
‫ل يضطر هؤلء الئمة وأمثالهم في طلب المعاش إلى الخروج إلععى‬
‫غيرها‪.‬‬
‫ومععع هععذا فععإن طائفععة مععن أعيععان رجععال هععذه المدرسععة قععد‬
‫اسععتقدموا فععي أثنععاء المععائة العاشععرة وفيمععا بعععد ذلععك للتععدريس‬
‫والقععراء ببعععض المراكععز الخععرى فععي مراكععش والزاويععة الدلئيععة‬
‫وغيرهما‪ ،‬لهذا نجد بعض خريجي مدرسة ابن غازي متصدرين تععارة‬
‫بفاس وتارة بمراكش‪ ،‬وربما بغيرها أيضا‪ ،‬على نحو ما سعوف نععراه‬
‫عند الشيخ المام أبي عبد الله محمد بن يوسف الترغي‪ ،‬والحسععن‬
‫بعن محمععد العدراوي‪ ،‬ومحمعد بعن يوسعف التملععي‪ ،‬وسععواهم ممعن‬
‫تصدروا هنا وهناك متنقلين بين تلك المراكز‪ ،‬المعر العذي كعان يتعم‬
‫لصالح مدرسة ابن غازي من جهة التمكين لها في الفاق‪ ،‬وإن كان‬
‫يحد من نشاطها العلمي في دار مثواها بفاس‪.‬‬
‫ولبيان آثار هذا التنافس بين المراكز العلمية في بععث مععذاهب‬
‫المدرسة وهيمنتها علععى السععاحة وتوزعهععا بيععن الشععمال والجنععوب‬
‫والشرق‪ ،‬نرى من المفيد أن نقدم ذلك من خلل التعريف بمشيخة‬
‫العصر الذين تم على أيديهم هذا التلقح مع محاولة ترتيبهم بحسب‬
‫‪ ()1‬أصله في فهرس أحمد المنجور بلفظ وختم عليععه ثلثمععائة مسععبع‪ ،‬أي قععرءوا عليععه القععرآن‬
‫بالقراءات السبع ص ‪.17‬‬
‫‪ ()2‬الستاذ محمد المنوني في بحثه أوقاف بدون كرسي على مواضع معينة بجععامعي القروييععن‬
‫والندلس دعوة الحق ‪ 119‬العدد ‪ 6‬السنة ‪.1966‬‬

‫‪347‬‬
‫المشععيخة وتقععارب العصععر‪ ،‬وسععوف نععرى أن الوشععائج الععتي تصععل‬
‫بعضهم ببعض تقوم دائما على وحدة الشيوخ‪ ،‬وتقععوم بالتععالي علععى‬
‫وحدة المنهج في التععدريس والقععراء‪ ،‬المععر الععذي نشععأت معععه مععا‬
‫يمكععن أن نسععميها تقاليععد علميععة‪ ،‬أمسععت تشععكل الطععار العععام‬
‫للمدرسة المغربية وتكون البنية المميععزة لهععا أداء وتجويععدا ورسععما‬
‫وضبطا ووقفا وأسععلوب تلقيععن وتتويجععا للخععذ بمععا يشععهد للطععالب‬
‫بالهمية في الفن عن طريق الجازة المكتوبة عامة أو في علععم أو‬
‫قدر معين كما سنرى بعون الله نماذج من ذلك‪.‬‬
‫وسوف نرى أن أسانيد المغاربة وخاصة في علم القراءات قد‬
‫عادت إلى الميدان وتععوثقت الواصععر بينهععا فععي كععل مكععان‪ ،‬وذلععك‬
‫بعدما رأيناه في المائة التاسعة من إهمال يكاد يكون تاما‪ ،‬حتى إننا‬
‫ل نكاد نجذ لقراءة المغاربة اتصال إل من طريععق شععيخي أبععي عبععد‬
‫الله الصغير‪ :‬أبي العباس الفيللي وأبي الحسن الوهري‪.‬‬
‫أعلم مدرسة ابن غازي‪:‬‬
‫وهــؤلء أعلم المدرســة والخــذون عنهــم مــن مشــيخة‬
‫الجماعة وأعيان الئمة‪:‬‬
‫‪ .1‬أحمد بــن قاســم بــن عيســى أبــو العبــاس القــدومي‬
‫الغساني الصل الندلســي الفاســي المنشــأ )ت ‪992‬‬
‫هـ(‪.‬‬
‫من أعلم المائة العاشرة ممن أخذ عن أصحاب ابن غازي‪ ،‬قال‬
‫في الجذوة‪:‬‬
‫كان أستاذا نحويا انتهت إليه رياسة النحو في زمانه‪ ،‬ولععه تقييععد‬
‫على ألفية ابن مالك سماه بالهادي في حل ألفاظ المرادي في نحو‬
‫أربع مجلدات‪ ،‬أخذ عن محمد بن مجبر المساري‪ ،‬وعن أبي القاسم‬
‫بن إبراهيم)‪.(1‬‬

‫جذوة القتباس ‪ 1/135‬ترجمة ‪.77‬‬ ‫‪()1‬‬

‫‪348‬‬
‫وقال القادري في نشر المثاني‪ :‬وكان القدومي مععن السععاتيذ‬
‫المعتبرين ممععن يعععول عليععه فععي تحقيععق علععوم القععراءات وحفععظ‬
‫المذاهب والتوجيهات‪ ،‬وعليععه كععان المععدار فععي عصععره فععي النحععو‬
‫بفاس‪ ،‬مشهور بالتحقيق فيه‪ ،‬وكانت لععه نيععة صععالحة فععي التعليععم‪،‬‬
‫ودؤوب على ما يعنيه من طلب العلم ونشععره‪ ،‬وكععان يععؤم بمسععجد‬
‫الشرفاء)‪ ،(1‬توفي يوم الربعاء‪ ،‬ودفن بمطرح الجنة في شعبان عام‬
‫‪ ،992‬وكانت جنازته مشععهودة‪ ،‬قععرئ عليععه يععوم مععوته وثلث ليععال‬
‫بعده ‪ 135‬ختمة من القرآن)‪.(2‬‬
‫ووصفه في السلوة بشيخ النحاة والمقرئين‪ ،‬وذكععر نحععوا ممععا‬
‫ذكر في الجذوة والنشر)‪ .(3‬وقعد وقفت لعه على ذكععر تععأليف باسععم‬
‫عدد الي ذكره الستاذ أبعو عبعد الله‬
‫الرحماني في تكميل المنافع ونقل عنه بهذا العنوان عند ذكر الععدد‬
‫المدني الول والخير)‪.(4‬‬
‫وقد كان لبي العبعاس القعدومي صعيت نعائع وجعاه عنععد ملعك‬
‫عصره أبي العبععاس أحمععد المنصععور السعععدي المعععروف بالععذهبي‪،‬‬
‫وذكر في نزهة الحادي في ترجمة المنصور أنععه أخععذ علععم العربيععة‬
‫على نحوي زمانه أبي العبععاس أحمععد القععدومي صععاحب الحواشععي‬
‫على المرادي)‪.(5‬‬
‫أما أصحابه الذين انتفعوا بالخذ عنه فسيأتي ذكععر طائفععة مععن‬
‫أعيانهم‪.‬‬
‫‪ -2‬أبو العباس أحمد بن علي بن أبي بكــر بــن أحمــد بــن‬
‫الحســن بــن محمــد بــن المرابــط الصــنهاجي المعــروف‬

‫‪ ()1‬هو المسجد المجاور لضريح المولى إدريس بفاس‪.‬‬


‫‪ ()2‬نشر المثاني للقادري ‪.44-1/43‬‬
‫‪ ()3‬سلوة النفاس للكتاني ‪2/281‬‬
‫‪ ()4‬تقععدم ذكععر التععأليف لععه فععي الشععروح الععتي الفععت حععول تفصععيل عقععد الععدرر لبععن غععازي‬
‫والمؤلفات التي اعتمدت عليه‪ ،‬والتكميل للرحماني م خ ح برقم ‪ 8864‬فععي ‪ 111‬لوحععة فععرغ‬
‫منه مقيده في آخر ذي القعدة عام ‪ .1130‬أما مؤلفه الرحماني فسيأتي التعريف به بتفصيل‪.‬‬
‫‪ ()5‬نزهة الحادي بأخبار ملوك القرن الحادي لمحمد الصغير اليفرني المراكشي ‪.130-129‬‬

‫‪349‬‬
‫بالزموري‪) :‬ت ‪ 1001‬هع(‪ .‬وصععفه ابعن القاضعي بعالفقيه النحععوي‬
‫الناظم الناثر‪ ،‬وقال‪ :‬من أهل مدينععة فععاس‪ ،‬أخععذ بهععا عععن جماعععة‪،‬‬
‫وكانت له معرفة بالمقارئ السبعة)‪.(1‬‬
‫وقال فيه القادري الشيخ الفقيه السععتاذ الديععب العععالم‪ ...‬كععان‬
‫إماما عالما أديبا من أعلم أئمة فاس‪ ،‬قال في المطمح‪ :‬وكان يبعععث‬
‫إليه المنصور في رمضان يقدم لمراكش يصلي بععه التراويععح لحسععن‬
‫صوته وجودة حفظه‪.‬‬
‫‪ ..‬ثم ذكر أنه أخذ القراءات السبع عن الشيخ ابي القاسم بععن‬
‫محمد بن إبراهيم المشترائي‪ ،‬قال‪:‬‬
‫ولععه معرفععة وافععرة بععالعلوم القرآنيععة وغيرهععا مععن رسععم وأداء‬
‫وتفسير وحديث وعربية وغير ذلك‪ ،‬ثم ذكر أنه كان يتولى التععدريس‬
‫بجامع الندلس بفاس‪ ،‬وكععان لععه كرسععي فيععه يقععرأ عليععه التفسععير‬
‫يقرئه بععالفخر الععرازي)‪ .(2‬لكععون الحبععس كععذلك‪ ،‬كمععا كععان لععه فععي‬
‫القرويين كرسي‬
‫السير خلف ظهر الصععومعة‪ ،‬فععوله لتلميععذه سععيدي علععي بععن عبععد‬
‫الرحمععن بععن عمععران)‪ ،(3‬وكععان بيععده كرسععي المععرادي)‪ (4‬بمدرسععة‬
‫العطارين من بعد صلة العصر‪ ،‬وكععانت بيععده أيضععا إمامععة مدرسععة‬
‫العطارين)‪.(5‬‬
‫وهذه الكراسي كلها كانت مرتبطة بأوقاف كما تقدم‪ ،‬وإسنادها‬
‫جميعا له يدل على تبريزه في جميع هععذه الفنععون‪ ،‬كمععا يععدل أيضععا‬
‫على تمكنه في البلد ونفوذه العلمععي فيععه‪ ،‬وذكععر القععادري أنععه لمععا‬

‫‪ ()1‬جذوة القتباس ‪ 1/136‬ترجمة ‪.79‬‬


‫‪ ()2‬يعني بتفسيره المسمى مفاتيح الغيب وهو مطبوع معروف‬
‫‪ ()3‬ترجم له القادري ووصفه بالفقيه العلمة قاضي الجماعة بفاس أبو الحسن علي ابن الفقيه‬
‫النحوي عبد الرحمن بن أحمد بن عمععران السلسععي ثععم ذكععر مععن شععيوخه محمععد بععن قاسععم‬
‫القصار وأبا راشد يعقوب بن يحيى اليدري‪ ،‬وذكر أنه أخذ النحو عن أبي العباس أحمد بن علي‬
‫القععدومي وغيععره‪ ،‬تععوفي فععي سععجن زيععدان بععن أحمععد المنصععور سععنة ‪ .1018‬نشععر المثععاني‬
‫‪.1/148/149‬‬
‫‪ ()4‬يعني شرحه على ألفية ابن مالك في النحو‪.‬‬
‫‪ ()5‬يمكن الرجوع إلى هذه التفاصيل وغيرها في ترجمته المطولة في نشر المثاني ‪38-1/36‬‬

‫‪350‬‬
‫تععوفي تععولى موضععع تفسععيره ومراديععه شععيخنا وبركتنععا الفقيععه‬
‫المحدث‪ ...‬أبو عبد الله محمد بن قاسععم القصععار‪ ،‬فبقيععت أحباسععه‬
‫بيده‪.(1)...‬‬
‫وذكر الحضيكي في ترجمة الزموري أن جده وأباه انتقل لفعاس‬
‫حين غلبت النصارى علععى ثغععر آزمععور أول رجععب سععنة ‪ 917‬قععال‪:‬‬
‫وكان أبو العباس ‪ -‬رضي اللععه عنععه ‪ -‬فقيهععا أسععتاذا ذا همععة عاليععة‪،‬‬
‫متقنا متفننا‪ ،‬يدرس فععي كععل فععن التفسععير وغيععره فععي القروييععن‪،‬‬
‫ويبعث إليه السععلطان المنصععور ليصععلي بععه التراويععح فععي رمضععان‬
‫بحضرة مراكش لجودة قراءته وحسن صوته‪ ،‬توفي سنة ‪.(2)1001‬‬

‫‪ -3‬ومن خيار هذا الرعيل الشيخ أبــو العبــاس أحمــد بــن‬


‫علي بن عبد الرحمن المنجور الفاسي )‪.(995-929‬‬
‫هو العلمعة النظعار البععارع فعي المبععاحث الفقهيعة والصعولية‪،‬‬
‫أدرك أعلم رجال مدرسة ابن غازي وروى عنهم‪ ،‬وكان لععه الفضععل‬
‫علينا فععي التعععرف علععى كععثير منهععم وعلععى مشععايخهم ومرويععاتهم‬
‫وأخبارهم وأحوالهم من خلل فهرسته الحافلة على وجازتها وصععغر‬
‫حجمها‪ ،‬وقد وضعها أساسا ليجيز بها فيهعا لسععلطان العصععر الشععيخ‬
‫أبي العباس أحمد المنصور السعدي الذي يعتععبر معن تلمععذته‪ ،‬وقععد‬
‫ذكر في مقدمتها هذا الغرض فقال‪ :‬وأعقععد لععه فهرسععة فععي تاريععخ‬
‫موالدهم ووفياتهم وأسنانهم تحقيقا أو تقريبا‪ ،‬وأشياخهم وما قرءوا‬
‫عليهم دراية‪ ،‬أو أخذوه منهم مجرد روايععة‪ ،‬ومععا علععق بحفظععي مععن‬
‫محاسنهم‪ ،‬فبادرت إلى ذلك‪ ،‬وإنه لمن أحسن المسالك)‪.(3‬‬
‫شيوخه في القراءات‪ :‬وقد مر بنا في تراجم أصحاب ابععن‬
‫غازي جماعة من مشايخه وما قرأه عليهم نذكر به هنا بشععيء مععن‬
‫‪ ()1‬نشر المثاني ‪ ،1/38‬وذكر في التقععاط الععدور ‪ 19‬ترجمععة ‪ 3‬وفععاته سععنة ‪ 1001‬غععرة رجععب‬
‫ودفن بطالعة فاس بروضة سيدي عبد الله الخياط‪.‬‬
‫‪ ()2‬مناقب الحضيكي ‪.1/39‬‬
‫‪ ()3‬فهرسة المنجور ‪.10-9‬‬

‫‪351‬‬
‫اليجععاز‪ ،‬فقععد قععرأ القععرآن أول علععى السععتاذ أبععي سععالم إبراهيععم‬
‫اللمطي‪ ،‬كما قرأ عليععه مععورد الظمععآن وحضععر معععه حععرز المععاني‬
‫وغيرها عند أبي الحسن علي بن عيسى الراشدي صاحب الكرسي‬
‫والوقف الموقوف عليه للشاطبية‪،‬‬
‫كما قرأ مع شيخه اللمطععي المععذكور بععالقراءات السععبع علععى‬
‫الشيخ أبي الحسععن علععي بععن هععارون المطغععري فععي سععنة واحععدة‬
‫وأجازهما معا عن الشيخ ابععن غععازي)‪ ،(1‬وكععان عععدد الختمععات الععتي‬
‫قرأها على ابن هارون ثلث ختمعات)‪ (2‬وقعرأ ختمعة بالسعبع وأخعرى‬
‫إلى سورة النعام على الشيخ أبي عبد الله محمد بعن علعي العععدي‬
‫من أصحاب ابن غازي)‪ (3‬وقرأ أجزاء من أول القععرآن بالسععبع علععى‬
‫كل من أبي القاسععم بععن إبراهيععم وأبععي الحسععن علععي بععن عيسععى‬
‫الراشدي‪ ،‬كما كان يلزم حضور مجلس الشيخ أبي عبد الله محمععد‬
‫العبسي صاحب كرسي الدرر اللوامع بجامع الندلس)‪.(4‬‬
‫مؤلفاته‪ :‬سمى أبو العباس أكثر مؤلفاته في آخر فهرسته)‪،(5‬‬
‫ومن التأمل فيها يظهر أنه كان متنوع الهتمامات ولكن تغلب عليععه‬
‫النزعة الصولية والفقهية‪ ،‬إل أنه معع ذلععك كعانت لعه مشعاركة فعي‬
‫القراءات علما وعمل وإن كان ما بلغنا من آثاره فيها قليل‪ ،‬بل ربما‬
‫ل يزيد على أجوبته المشهورة في مسائل من القراءات‪:‬‬
‫‪ -‬أجوبته على مسائل من القراءات‪ :‬هذه المسائل في‬
‫الحقيقة وجهت إلى شيخيه أبي القاسم بن إبراهيم وأبي عبععد اللععه‬
‫بن مجبر‪ ،‬فتولى هععو الجابععة عنهععا لوفععاة الول وهععرم الثععاني كمععا‬
‫شرح ذلك في أولها‪ ،‬وفيها يقول‪ :‬ورد علينا بفاس حرسها الله مععن‬
‫طععوارق الحععدثان‪ ،‬وجعلهمععا دار السععلم إلععى انتهععاء الععدوران‪،‬‬
‫استشكال وأبحاث في القراءة تتعلق ب"حعرز المععاني" معن بععض‬
‫نفسه ‪.73‬‬ ‫‪()1‬‬

‫الفهرس ‪.45‬‬ ‫‪()2‬‬

‫الفهرس ‪.87‬‬ ‫‪()3‬‬

‫الفهرس ‪.69-68‬‬ ‫‪()4‬‬

‫الفهرس ‪.81-80‬‬ ‫‪()5‬‬

‫‪352‬‬
‫فضلء المشرق‪ ،‬وهو المام العلمة الستاذ المجععود‪ .‬أبعو الفععوارس‬
‫سععيدي أحمععد بععن محمععد المسععيري المصععري نزيععل قسععطنطينة‬
‫المحروسة‪ .‬يرغب من شيخنا المامين أستاذي فاس في عصععرهما‬
‫سيدي أبي القاسم بن محمد بن إبراهيم قدس الله سععره‪ ،‬وسععيدي‬
‫محمد بن محمد)‪ (1‬ابن مجبر‪ ،‬أبقععاه اللععه‪ ،‬أن يزيحععا عنععه الشععكال‪.‬‬
‫فصادف وصول رسالته وفاة ابن إبراهيم المذكور ومرضا من الخر‬
‫مشوبا بعجز وهرم يمنع ذلك من تععدقيق النظععر وتتبععع كتععب الئمععة‬
‫بكمال المطالعة‪ ،‬فحينئذ انتدبت لتأمل تلك الستشععكالت‪ "...‬وبعععد‬
‫تمام كلمه في هذا أخذ في الجابة عن السئلة الستة على تربيتهععا‬
‫عند السائل ونص السؤال الول منها‪ :‬هل "النععاس" المجععرور‪ ،‬هععل‬
‫الفتح والمالة للكل من الدوري والسوسي عمل بظاهر الشععاطبية‪،‬‬
‫أو الفتععح للسوسععي فقععط والوجهععان للععدوري‪ ...‬إلععخ ؟ ثععم ذكععر‬
‫الجواب‪.‬‬
‫ونص السؤال الثعاني فعي قعراءة ورش معن طريعق الزرق‪ :‬حعرف‬
‫المد الواقع بعد الهمز‪ ،‬هل الطول والتوسط والقصر طرق أم أوجه‬
‫؟ وما الفرق بين الطرق والوجه؟ وإذا قلتععم بأنهععا طععرق فمععن أي‬
‫طريق ؟‬
‫‪-34‬وجوابه‪ :‬أنها أوجه لورش وروايات عنه فالقصر رواية العراقيين عن‬
‫ورش مععن طريععق أبععي الزهععر عبععد الصععمد بععن عبععد الرحمععن بععن‬
‫القاسم العتقي‪ ،‬وقد استقر بالعراق وأقرأ بها رواية ورش عن نععافع‬
‫وأشاعها هنالك‪ ،‬ومن طريق الصبهاني‪ ،‬وقد روي أيضا مععن طريععق‬
‫أبي يعقوب‪ .‬قال الحافظ أبو عمرو في القتصاد‪ :‬وإلععى هععذه يعنععي‬
‫رواية القصر‪ ،‬ذهب الكابر من العلماء والحذاق من المقرئين كععابن‬
‫مجاهد وابن عبد الرزاق وابن شنبوذ وأبي طاهر وأبي بكر بن أشته‬
‫وغيرهم‪ ،‬وهو مذهب شيخنا أبي الحسن الذي ل يجيز غيره ول يرى‬
‫سواه‪ ،‬يريد علي بن بشر)‪ (2‬لنه قال في الجامع)‪ :(1‬وإلى ذلك‪ ،‬يعني‬
‫القصر‪ ،‬كان يذهب شيخنا أبو الحسن علي بن محمد بن بشر رحمه‬
‫كذا والصحيح محمد بن أحمد كما تقدم‪.‬‬ ‫‪()1‬‬

‫‪353‬‬
‫الله‪ ،‬وسائر أهل الداء معن البغعداديين والشععاميين‪ ،‬قعال‪ :‬وبععه قعرأ‬
‫على أبي الحسن طاهر بن غلبون في روايته بالسناد المتقدم‪.‬‬
‫قال الستاذ الصفار في الزهر اليانع يريععد بإسععناده إلععى أبععي‬
‫يعقوب‪ ،‬إذ لم يذكر في الجامع قراءته على ابن غلبون مععن طريععق‬
‫أبي يعقوب خاصة‪ ،‬صح منه)‪.(1‬‬
‫قال أبو العبععاس المنجععور‪ :‬وهععذا نحععو اسععتدلل المستشععكل‬
‫علععى أن الخلف الععذي ذكععره التيسععير فععي إمالععة النععاس إنمععا هععو‬
‫للععدوري دون السوسععي كمععا مععرت الشععارة إليععه‪ ،‬والتوسععط هععو‬
‫الرواية المشععهورة عنععد عامععة المصععريين مععن روايععة أبععي يعقععوب‬
‫ورواية أبي يعقوب هي التي عليها العمل‪.‬‬
‫وإلى شهرة رواية التوسط أشار صاحب الدرر اللوامع بقوله‪:‬‬
‫وعن ورش توسط ثبت‪ .‬قال الحافظ إنه قرأ بععه علععى ابععن خاقععان‬
‫وأبي الفتح)‪ (2‬مععن روايععة أبععي يعقععوب‪ ،‬قععال‪ :‬وحكيععا لععي ذلععك ععن‬
‫قراءتهما وعلى ذلك عامة المصريين ومن دونهم من أهل المغرب‪،‬‬
‫ثم قال بعد كلم‪ :‬وهو الذي يععوجبه القيععاس ويحققععه النظععر‪ ،‬وتععدل‬
‫عليه الثار وتشهد بصحته‪ ،‬وهو الذي أتوله وآخذ به انتهى‪.‬‬
‫والشباع مروي أيضععا عععن ورش ولععم يععذكره صععاحب الععدرر‬
‫اللوامع لنه عند الحافظ أبي عمععرو ليععس بععالقوي‪ ،‬بععل أنكععره كععل‬
‫النكار‪ ،‬ورد على من قال به لدائه إلى التبععاس الخععبر بالسععتفهام‪،‬‬
‫قال ابن الباذش‪:‬‬
‫وكان أبو الحسن النطاكي ينكععر زيععادة المععد فععي البععاب كلععه‪،‬‬
‫وعلى ذلك كان شيخنا إبراهيم بن عبد الرزاق وجماعة مععن نظععرائه‪،‬‬

‫‪ ()2‬هو أبو الحسن علععي بععن محمععد بععن إسععماعيل بععن بشععر النطععاكي المقععرئ نزيععل قرطبععة‬
‫المتوفى بها سنة ‪377‬هع كما تقدم في ترجمته‬
‫‪ ()1‬يعني جامع البيان في القراءات السبع للمام الداني‪.‬‬
‫‪ ()1‬يعني من الزهر اليانع في قراءة نافع للمام الصفار‪ ،‬وهو مخطوط كما تقدم‪.‬‬
‫‪ ()2‬هو فارس ابن أحمد الضرير الحمصي شيخ أبي عمرو الداني‪.‬‬

‫‪354‬‬
‫وإلى إنكار ذلك ذهب جماعة من المتأخرين‪ ،‬منهم طاهر بعن غليعون‪،‬‬
‫واعتمد في علة إنكار ذلك على التباس الخبر بالستفهام)‪ (1‬انتهي‪.‬‬
‫وقد ذهب إلى الخذ به مكي وابن شريح والمهدوي والصقلي‬
‫والحصري في قععوله‪ :‬وإن تتقععدم همععزة نحععو آمنععوا وأوحععي فامععدد‬
‫ليس مدك بالنكر)‪ (2‬قاله الجعبري‪:‬‬
‫ثم قال أبو العباس بعد كلم طويل‪:‬‬
‫وقد مر من كلم الحععافظ وغيععره أن الشععهر عنععد المصععرين‬
‫إنمععا هععو التوسععط‪ ،‬قععال أبععو الفضععل بععن المجععراد والتوسععط هععو‬
‫المشععهور‪ ،‬لنععه هععو الععذي رواه أبععو يعقععوب أي فععي روايععة عامععة‬
‫المصريين عن أبي يعقوب‪ ،‬وإل فقد روى عنه أبو الحسن طاهر بن‬
‫غلبععون القصععر حسععبما قععدمنا مععن كلم الحععافظ وتفسععير السععتاذ‬
‫الصفار‪.‬‬
‫على أن الفاسي)‪ (3‬زغم أن ابن غلبون إنما اعتمععد فعي إنكععار‬
‫رواية المد على رواية البغداديين‪ ،‬قال فأما المصععريون فععإنهم رووا‬
‫التمكين عن ورش‪ .‬انتهى‪.‬‬
‫وما قدمنا عن مكي أنه أخذ بالشباع فمعناه أنه يجيزه‪ ،‬وأنععه‬
‫رواية صحيحة عنده‪ ،‬ومختاره القصر‪ ،‬قال‪ :‬تععرك المععد هععو الختيععار‬
‫لجماع القراء على ذلك إل نافعا‪ ،‬ولجمععاع الععرواة عععن نععافع علععى‬
‫ذلك إل المصريين)‪.(4‬‬
‫وتحصل من هذا كله أن القصر والتوسط والشباع أوجه ثابتة‬
‫عن ورش من طريق الزرق‪ ،‬قال ابععن الجععزي فععي تقععرب النشععر‪:‬‬
‫وأما إذا كععان الهمععز قبععل حععرف المععد‪ ،‬وذلععك نحععو آدم وآتععى ورءا‬

‫‪ ()1‬أطال ابن غلبون في الحتجاج للقصعر واعتعبره أفصعح اللغععات وأمضععاها قععال‪ :‬وبعه يحصعل‬
‫التسهيل وينتفي النتهار والتشديد‪ ،‬هذا مع ما يؤدي إشباع المد ههنا في كععثير منععه إلععى إحالععة‬
‫المعنى بخروج اللفظ بذلك من الخبر إلى الستخبار‪ ،‬التذكرة في القراءات ‪.149/150‬‬
‫‪ ()2‬يمكن الرجوع إلى البيت في نص القصيدة الحصرية في موضعها من هذا البحث‪.‬‬
‫‪ ()3‬يريد محمد بن الحسن صاحب الللئ الفريدة في شرح القصيدة ‪.‬‬
‫‪ ()4‬ذكره في التبصرة ‪ 258‬بعناه وله في الموضوع رسالة في تمكين المد تقدم عرضها‪.‬‬

‫‪355‬‬
‫وأولى وأوتععي ويئوده وإيمععان وإي وربععي وورائي فععإن لععورش مععن‬
‫طريق الزرق في ذلك المد المتوسط والقصععر‪ ،‬فبالمععد قرأنععا مععن‬
‫طريععق العنععوان والتبصععرة والكععافي والهدايععة والتجريععد والهععادي‬
‫وغيرها‪.‬‬
‫وبالتوسععط قرأنععا مععن طريععق التيسععير وتلخيععص ابععن بليمععة‬
‫والوجيز‪ ،‬وبالقصر قرأنا مععن طريععق التععذكرة والشععاطبي والعلن‪.‬‬
‫انتهى)‪.(1‬‬
‫ول يصععح أن يقععال إنهععا طععرق فععي قععراءة ورش بمعنععى أن‬
‫بعضهم يقول ليس لورش إل القصر ول يصح عنه غيره‪ ،‬وآخر يقول‬
‫ليعس لعه إل التوسعط‪ ،‬ول يصعح عنععه غيععره‪ ،‬وكععذا يقععول آخعر فعي‬
‫الشباع‪ ،‬نعم بالنسبة إلى أبي الحسن ابن غلبون المشعار إليعه فعي‬
‫قوله‪ :‬وابن غلبون طاهر بقصر جميع البععاب قععال وقععول)‪ (2‬يصععح أن‬
‫يقال فعي معد حعرف المعد المتعأخر ععن الهمعزة لعورش طريقعان‪:‬‬
‫طريق ابن غلبون أن ليس لورش إل القصععر‪ ،‬لنععه كععان يمنععع المععد‬
‫وينكره‪ ،‬ويجعل القعول بعه وهمعا وغلطعا ويقعول ورشععا بالقصععر أي‬
‫يجعله قول له‪ ،‬ويمنع أن يكون المد قراءة له ويقول إنما ذلك علععى‬
‫إرادة التحقيق وإعطاء اللفظ حقععه‪ ،‬فتععوهم ذلععك إشععباعا‪ ..‬إلععخ مععا‬
‫قال‪.‬‬
‫وأما السؤال الثالث فقال فيه‪ :‬هل المالة والفتح لورش مععن‬
‫طريق الزرق طريقان؟ فعلى هذا لو اجتمع مد البدل والمالة فععي‬
‫كلمة كآتى مثل أو الدنيا والخععرة هععل يععأتي علععى كععل مععن الوجععه‬
‫الثلثة الفتعح والمالعة ؟ أم ل‪ ،‬ويفعرق بينهمعا بحسعب الطعرق ععن‬
‫الزرق‪ ،‬وكمذهب أبي الفتععح فععارس وابععن غلبععون ومكععي بععن ابععي‬
‫طالب وابن شععريح وصععععععاحب الهععادي)‪ (3‬وأبععي العبععاس المهععدوي‬
‫صاحب الهداية وغيرهم من المغاربة والمشارقة ؟‪.‬‬

‫النص في باب المد من تقريب النشر )مخطوط(‪.‬‬ ‫‪()1‬‬

‫البيت بتمامه للشاطبي ونصه وعادا الولى وابن غلبون طاهر بقصر جميع الباب قال وقول‪.‬‬ ‫‪()2‬‬

‫صاحب الهادي كما تقدم هو محمد بن سفيان الهواري القيرواني‪.‬‬ ‫‪()3‬‬

‫‪356‬‬
‫وجوابه أن الفتح والمالة وجهان مرويان عن ورش‪ ،‬وتعطععي‬
‫قوة كلمهم أنهما من طريق الزرق‪ ،‬وأخذ له بعععض الشععيوخ كععأبي‬
‫الحسن بن غلبون بالفتح‪ ،‬وأخذ له غيره كأبي الفتععح وأبععي القاسععم‬
‫وغيرهمععا بالمالععة اليسععيرة‪ ،‬وعليععه الكععابر مععن أصععحاب ورش‬
‫المصريين وجميع أصحابه البغداديين والشاميين‪ ،‬قععال الحععافظ أبععو‬
‫عمرو‪ :‬هو الععذي يوجععد روايععة وتلوة‪ ،‬وبععذلك آخععذ‪ ...‬وهكععذا مضععى‬
‫المنجور في الحتجاج حتى أتى على السئلة الستة‪.‬‬
‫ويدل مجيء السناد في القراءات من طريقه عند عععدد مععن‬
‫الئمة – كما سيأتي – على أنه كان مقصودا فيها إلى جانب الفنععون‬
‫الخرى الغالبة عليه‪ ،‬ولذلك ترجمنا له هنا في طليعععة هععذا الرعيععل‬
‫الذي يعتبر صلة الوصل بين رجعال مدرسعة ابعن غعازي وبيععن قععراء‬
‫القرن الحعادي عشعر ومعن جعاء بععدهم‪ .‬وسعيأتي ذكعر ععدد ممعن‬
‫أسندوا القراءة من طريقة من كبار الئمة‪ ،‬وممن اشتهر منهم فععي‬
‫بلد سوس‪:‬‬
‫الحسن بن إبراهيم الخالدي السجتاني‪:‬‬
‫ترجم له صاحبه الفقيه أبو زيععد عبععد الرحمععن بععن محمععد ابععن‬
‫أحمد بن إبراهيم التمنارتي)‪ (1‬في كتابه "الفوائد الجمة بإسناد علوم‬
‫المة" فقال‪ :‬شيخنا الستاذ الزاهد المتجععرد أبععو علععي الحسععن بععن‬
‫إبراهيم الخالدي السجتاني‪ ،‬قرأت عليه ختمات بالحرميين)‪ ،(2‬ويهما‬
‫باللوح إلى سورة التوبة‪ ...‬ثم ذكر شيوخه فسمي منهم الستاذ أبععا‬
‫العباس الزموري وأبا العباس المنجور ثم قال التمنارتي‪:‬‬
‫وقال لي‪ :‬ختمت القععرآن بععاللوح علععى المشععايخ سععتا وثلثيععن‬
‫مععرة‪ ،‬وحققععه وأحكمععه مععن أفععواه المشععايخ‪ ،‬وكععان يسععألني عنععد‬
‫القراءة عليه عن وجوه القراءات فأجيبه بسند ذلك مععن العربيععة أو‬
‫النحو أو التصععريف‪ ،‬وكععان ل يحسععن شععيئا منهعا‪ ،‬وكععان شععيخنا أبععو‬
‫‪ ()1‬وقفت عليه مخطوطا بالخزانة العامة بالرباط رقععم ‪ 964.02‬وقععد جعلععه برنامجععا لشععيوخه‬
‫ومروياته عنهم‪.‬‬
‫‪ ()2‬يعني بقرائي نافع وابن كثير المكي‪.‬‬

‫‪357‬‬
‫)‪(1‬‬
‫وشععيخنا أبععو محمععد عبععد‬ ‫محمد عبد الله بن سعيد بن عبد المنعم‬
‫الله بن المبارك)‪ (2‬يعظمانه كثيرا"‪.‬‬
‫ومما حكاه التمنارتي مما يتعلق بقراءته على أبي العباس‬
‫المنجور أنه قال‪:‬‬
‫أتيت مرة أبععا العبععاس المنجععور بلوحععتي فجلسععت بيععن يععديه‪،‬‬
‫وتعوذ وشرع في القراءة فسكت‪ ،‬فقعال لعي‪ :‬وكعان ملتثمععا فقلععت‬
‫لععه‪ :‬حععتى تحععط اللثععام‪ ،‬ألععم يبلغععك أن القععراءة تؤخععذ مععن أفععواه‬
‫الرجال ؟ فحط اللثام فقرأت معععه"‪ .‬تععوفي الخالععدي فععي رمضععان‬
‫سنة ‪1030‬هع)‪.(3‬‬
‫ومن أماثل أصحاب أبي العباس المنجور أيضا‪:‬‬
‫‪ .4‬عبد الرحمـن بـن عبـد الواحـد السجلماسـي أبـو زيـد‬
‫الفاسي )ت ‪.(1029‬‬
‫كععان فقيهععا أسععتاذا مجععودا‪ ،‬ذكععره ابععن القاضععي فععي "درة‬
‫الحجال" وقال‪ :‬أخذ القراءات السبع عن أبي العباس المنجور‪ ،‬ولععه‬
‫مشععاركة فععي النحععو‪ ،‬ولععد بعععد سععنة ‪ 960‬وكععان حيععا فععي زمععن‬
‫المؤلف)‪.(4‬‬
‫وذكره القادري في وفيعات ‪1029‬هعع فقععال‪" :‬فعي هعذا اليعوم‬
‫مات الستاذ سيدي عبد الرحمن بن عبد الواحد الفيللي")‪.(5‬‬
‫وقد أخذ الفيللي أيضا عن المام المفتي بمدينة فاس الشععيخ‬
‫سيدي محمععد بععن أحمععد بعن يحيععى الحسععني المععدعو المريععي مععن‬
‫قراءته على المام أبي القاسم بن إبراهيم‪ ،‬ومن هذه الطريق جععاء‬

‫‪ ()1‬هو ولد الشيخ المشهور دفين قبيلة آيت داود بحاحة‪ ،‬ولبيه سعععيد مواقععف مععع السعععديين‪،‬‬
‫ولبنه يحيى بن عبد الله بن سعيد المناني كذلك‪.‬‬
‫‪ ()2‬هو عبد اللعه بعن مبعارك القعاوي وصعف بكعونه علمعة معاهرا مسعندا مدرسعيا وجيهعا عنعد‬
‫السلطين بالحمراء )ت ‪ (1015‬ترجمته في رجالت العلم العربي بسوس ‪.42‬‬
‫‪ ()3‬الفوائد الجمة لوحة ‪ .48‬ومناقب الحضيكي ‪.184-1/183‬‬
‫‪ ()4‬درة الحجال ‪ 3/101‬ترجمة ‪.1033‬‬
‫‪ ()5‬نشر المثاني ‪.1/232‬‬

‫‪358‬‬
‫السناد عنه عند أبي زيد بن القاضي في إجازاته وكتبه كما سععيأتي‪.‬‬
‫وممن أخذ عن المنجور أيضا‪.‬‬
‫‪ .5‬الحسن بن محمد وقيل بن أحمد)‪ (1‬وقيل بن عبد الله‬
‫بــن مســعود الــدراوي دارا ومنشععأ نسععبة لععع"درا")‪ (2‬القطععر‬
‫المعروف‪ ،‬الهداجي نسبا بهاء ودال مهملة وألف وجيععم ويععاء نسععبة‬
‫إلى عرب "هداج" نزيل فاس وزاهدها‪ .‬قال في السلوة‪" :‬ولععد بعععد‬
‫‪950‬هع‪ ،‬وكان من مشايخ العلم والعمل والدين والجري على سععنن‬
‫السلف الصالح المهتدين‪ ...‬عارفععا بععالقراءات‪ ،‬دؤوبععا علععى التعليععم‬
‫في سائر الوقات‪ ،‬مع كمال التحقيق‪.‬‬
‫أخذ عن شيوخ "الراشدية" كأبي محمععد عبععد القععادر بععن خععدة‬
‫الراشدي والشيخ أبي الحسععن علعي آبهلععول والشعيخ أبعي العبعاس‬
‫المنجور‪ ،‬وسافر لزيارة الشيخ سيدي أبععي بكععر الععدلئي – بالزاويععة‬
‫الدلئية من تادلة – فأقام عنده مدة مديدة يقرئ العلعوم حعتى ععم‬
‫النفع به هناك)‪.(3‬‬
‫قععال القععادري‪" :‬وكععان صععاحب الترجمععة مععن مشععايخ العلععم‬
‫والعمل من أهل الصلح والفضل‪ ،‬وكان له المشاركة واليد الطولى‬
‫فعععي علعععوم كالعقعععائد والمنطعععق والنحعععو والقعععراءات‪ ،‬مشعععهورا‬
‫بالنفع‪.(4)"..‬‬
‫ووصععفه فعي "مععرآة المحاسععن")‪ (5‬بقععوله‪" :‬وكعان الشععيخ أبععو‬
‫محمد من أهل العلم والتفنن فيه والعمل الصالح والسععنة الصععالحة‬
‫والزهد‪ ،‬ونفع الله به خلقا كثيرا من طلبة العلععم‪ ،‬وكععان رفيقععا بهععم‬
‫حريصا علععى نفعهععم ميسععرا عليهععم دؤوبععا فععي جميععع نهععاره علععى‬

‫‪ ()1‬نشر المثاني ‪.1/63‬‬


‫‪ ()2‬يعني درعة‪.‬‬
‫‪ ()3‬أصل هذه المعلومات وبعض ألفاظهععا فععي "البععدور الضععاوية" لسععليمان الحععوات لوحععة ‪25‬‬
‫)مخطوط( وما ذكر عن سلوة النفاس ‪ 85-3/84‬ونحوه في صفوة من انتشر لليفرنععي ‪-116‬‬
‫‪ .117‬وقد ذكره باسم أبي الحسن علي بن محمد‪.‬‬
‫‪ ()4‬نشر المثاني ‪.1/64‬‬
‫‪ ()5‬لبي المحاسن يوسف الفاسي مطبوع طبعة حجرية بفاس‪.‬‬

‫‪359‬‬
‫التجويععد بععالفراد والجمععع وتععدريس أنععواع العلععوم حععتى تععوفي‬
‫بالطاعون وصلي عليه في صلة الجمة الخامس مععن شعععبان سععنة‬
‫‪1006‬هع ودفن خارج "باب الفتوح"")‪.(1‬‬
‫وهذا الشيخ ممن جرى على يده التلقح بين الطرق المغربيععة‬
‫في القراءة فقد قرأ بالراشدية وتردد على فاس فأخععذ عععن رجععال‬
‫مدرسة ابن غازي‪ ،‬وأقرأ القراءات بها وبالزاوية الدلئية ثم عاد إلى‬
‫فاس وبها توفي‪.‬‬
‫أما أصحابه في القراءات فهم جمهور ل يحصععى فععي المراكععز‬
‫التي درس بها‪ ،‬وقععد سععمى منهععم القععادري والكتععاني فععي السععلوة‬
‫جماعة‪ ،‬وذكر الحضيكي اتصال أبي زيععد بععن القاضععي فععي القععراءة‬
‫من طريق محمد بن يوسف التملي عنه عن أبي العبععاس المنجععور‬
‫عن أصحاب ابن غازي)‪ (2‬ومن طريق شيخه المولى عبد الهادي بععن‬
‫عبععد اللععه بععن طععاهر السجلماسععي عععن أبيععه عععن المععترجم عععن‬
‫المنجور)‪.(3‬‬
‫وسععيأتي ذكععر طرقععه الععتي أسععند منهععا القععراءات بمزيععد مععن‬
‫التفصيل في إجازة ابن القاضي لبي عبد الله الرحماني‪.‬‬
‫مـؤلـفـاتـه‪:‬‬
‫‪ .1‬شرحى على "تفصيل عقد الدرر" لبععن غععازي‪ ،‬وقععد تقععدم‬
‫ذكره بين الشروح التي ألفت عليه‪.‬‬
‫‪ .2‬أرجوزة في خلفيات العشر الصغير لنعافع أشعار إليهعا فعي‬
‫السلوة‪ ،‬ونقل عنها الشيخ مسعود جموع في شرحه على ابن بععري‬
‫عند ذكر إمالة "طه" في باب المالة والفتح فقال‪" :‬وقد أشار إلععى‬
‫هذا سيدي الحسن الدرعي رحمه الله في منظومته قال‪:‬‬

‫‪ ()1‬مرآة المحاسن ‪.12‬‬


‫‪ ()2‬مناقب الحضيكي ‪ ،155-2/154‬وفيه "عن ابن غازي" وهو خطأ لن المنجور ولد بعد مععوت‬
‫ابن غازي بزمان‪.‬‬
‫‪ ()3‬نفسه‪.‬‬

‫‪360‬‬
‫لعيسى بالمحض وقيل بل أتى‬ ‫ل حرف ذكريها وهار يا فتى‬
‫فتحعه للجمعال قط فاستمعع‬ ‫ذاك لحمعد وقيل بل سمعع‬
‫‪ .3‬شرحه عليها‪ ،‬أشار له في السلوة أيضا)‪ ،(1‬وذكره الجزولي‬
‫في كتابه "أنوار التعريف لذوي التفصيل والتعريععف" عنععدما تحععدث‬
‫في باب الهمزتين عن بعض خلفيات الهمز فقال نععاقل عععن شععيخه‬
‫محمد بن يوسف التاملي‪" :‬وقد روى لنعا الشعيخ فيعه تقعديم البعدل‬
‫عن سيدي الحسععن الععدرعي‪ ..‬ثععم قععال‪" :‬وقععد حكععاه شععيخ شععيخنا‬
‫سيدي الحسن الدرعي في منظومته‪ ،‬ونسبه للععدراوي فععي شععرحه‬
‫لها")‪.(2‬‬
‫‪ .4‬أبيات في تقريظ "تفصعيل عقعد العدرر" لبعن غعازي تقعدم‬
‫ذكرها فيما قام عليه من نشاط علمي‪.‬‬
‫‪ .5‬مؤلفات أخرى في فنون‪ ،‬منها شرح على "الصععغرى" فععي‬
‫العقائد للسنوسي‪ ،‬وشرح على الجمل" للمجراد)‪.(3‬‬
‫‪ .6‬الشيخ أبو عبد الله محمــد بــن عبــد الرحمــن بــن‬
‫يوسف الزروالي )الزروالي(‪.‬‬
‫تقدم ذكره في الذين وضعوا الشروح والمؤلفات على تفصيل‬
‫عقععد الععدرر لبععن غععازي‪ ،‬وذكرنععا هنععاك أخععذه للقععراءة بمضععمن‬
‫"التفصيل" عن الشيخ أبي عمرو وابي سعيد عثمان بن عبد الواحعد‬
‫اللمطي المكناسي صاحب ابن غععازي‪ ،‬وعنععه قيععد مععا ضععمنه كتععابه‬
‫"تقريب النشر في طرق العشر")‪ (4‬كما سبق أن عرضناه‪.‬‬

‫‪ ()1‬سلوة النفاس ‪.85-3/84‬‬


‫‪ ()2‬أنوار التعريف لذوي التفصيل والتعريف )مخطوط(‪.‬‬
‫‪ ()3‬نشر المثاني ‪.1/64‬‬
‫‪ ()4‬تقدم أنه مخطوط متعدد النسخ في الخزائن‪ ،‬ومنععه نسععخة بخزانععة القروييععن برقععم ‪1058‬‬
‫وأخرى بالخزانة الحسنية بالرباط برقم ‪) 1611‬فهرس الخزانعة ‪ (6/67‬ذكعر أن تاريعخ نسعخها‬
‫‪ 14‬ذي القعدة ‪.978‬‬

‫‪361‬‬
‫وقد ذكر له أبو عبد الله الرحماني كتابين آخرين فععي القععراءة‬
‫العشرية )العشر الصغير( سمى أحدهما الكععبير والخععر الوسععط)‪،(1‬‬
‫وهذا يدل على اختصاصه في هذا الفن‪.‬‬
‫وقد تتلمذ أيضا لبي عبد الله الخروبي وأبي عمرو المراكشي‬
‫وغيرهما‪ ،‬وقدم على فاس‪ ،‬وكان له قدم في التصععوف‪ ،‬وتتلمععذ لععه‬
‫جماعة‪ ،‬منهم أبو العباس أحمد بن أبي المحاسععن الفاسععي‪ ،‬ورحععل‬
‫أخيرا إلى المشرق وبه كانت وفاته)‪.(2‬‬
‫ومن أهم أصحابه الشيخ محمد الصغير المستغانمي – التعي –‬
‫وقد جاء إسناد القراءة من طريقه عنه في إجازة محمد بن يوسف‬
‫التملي لبي عبد الله الرحمععاني‪ ،‬وقععد قععال فععي ختامهععا‪" :‬وحععدثني‬
‫شيخنا الصغير ‪ -‬رحمه الله ‪ -‬وقت قراءتي عليه بععالقراءات العشععر‬
‫والسععبع أن شععيخه الشععريف الزروالععي المععذكور كععان يععتردد بيععن‬
‫الحرميععن الشععريفين حععتى مععات بأحععد الحرميععن‪ ،‬وأنععه كععان يلزم‬
‫الروضة النبوية على ساكنها أفضل الصععلة وأزكععى السععلم بقععراءة‬
‫كتاب الله العزيز‪ ،‬حتى سمع النداء من قبععل الروضععة‪ :‬هكععذا أنععزل‬
‫علي‪ ،‬فهذا والحمد لله تحقيق إجازة النبي صععلى اللععه عليععه وسععلم‬
‫لهذا الشيخ في كتاب الله العزيز‪ ،‬فهنيئا له ولمن اتصل بسنده لععه‪،‬‬
‫لقربه من النبي صلى الله عليه وسلم)‪.(3‬‬
‫ومن أهم أصععحابه أيضععا الشعيخ أبععو علععي الحسعن بعن محمععد‬
‫الععدراوي النععف الععذكر – كمععا فععي إجععازة التملععي لبععي عبععد اللععه‬
‫الرحماني التية‪.‬‬
‫ولععم أقععف علععى ذكععر وفععاته‪ ،‬إل أنهععا غالبععا حععول اللععف مععن‬
‫الهجرة‪ ،‬وقد تقدم أنه ألف كتععابه "تقريععب النشععر" بععالقرويين مععن‬
‫فاس‪ ،‬وفرغ منه في التاسع من شععععوال سنة ‪975‬هع‪.‬‬

‫تقدم ذكر إشارته هذه في كتابه "تكميل المنافع" الذي ألفه في العشر النافعية‪.‬‬ ‫‪()1‬‬

‫القراء والقراءات بالمغرب لسعيد أعراب ‪.81‬‬ ‫‪()2‬‬

‫إجازة التملي للرحماني في مجموع بخزانة أوقاف آسفي‪.‬‬ ‫‪()3‬‬

‫‪362‬‬
‫‪ .7‬أبو محمد عبد الله بن علــي بــن طــاهر الشــريف‬
‫الحسني السجلماسي )‪.(1045‬‬
‫من أعلم أصحاب أبععي العبععاس المنجععور‪ ،‬ترجععم لععه اليفرنععي‬
‫وحله بقوله‪" :‬المام العالم العامل شريف العلماء وعالم الشرفاء‪،‬‬
‫أخذ عن المنجور وأبي القاسم بن عبد الجبار الفجيجي)‪ (1‬وغيرهمععا‪،‬‬
‫وأخذ عنه جماعة كابن سعيد المرغيتي)‪ (2‬وسععيدي أحمععد وعلععي)‪..(3‬‬
‫وله اعتناء بتفسير القعرءان‪ ،‬فكعان يقعرئه بعع"جععامع الحععرة")‪ (4‬معن‬
‫حاضرة مراكش حين وفد عليها سععنة ‪1004‬هع ع ويعتنععي بمناسععبات‬
‫السور واليات")‪.(5‬‬
‫وكان من أعلم أهعل سجلماسعة فعي هعذا الشعأن فعي زمنعه‪،‬‬
‫مقصودا في قراءة نافع وغيرها ول سيما في "العشر الصغير" ولععه‬
‫في بعض مسائل الداء اختيارات ربما خالف فيهعا المعأخوذ بععه فعي‬
‫فاس كما أشار إلى هذا المام عبد السلم بن محمد بن محمععد بععن‬
‫علي المععدغري فعي "روض الزهععر فعي الطعرق العشعر" عنعد ذكععر‬
‫الخلف في "هايا" في فاتحة سورة مريم بقوله‪:‬‬
‫لعه وكعل معن أمعال مثلمعا‬ ‫ل وافتح وقللن بها يا مريمعا‬
‫والصبهعاني وابن إسحاق يجي‬ ‫والفتح للجمال وابن فعرج‬
‫بغعربنعا هعذا كعأهعل فعاس‬ ‫وذا هو المشهور عند الناس‬
‫والفتعح للكعل بعل تفصعيعل‬ ‫وبعضهم قد قعال بالتقليعل‬
‫)‪(6‬‬
‫الحسعنعي معولي عبعد الله‬ ‫كابن علي العرضعا الواه‬
‫‪ ()1‬تقدم ذكر محمد بن عبد الجبار الفجيجي في الرواة عن ابن غازي وصافحه في شوال عععام‬
‫‪895‬هع وبعيد أن يكون ابن طاهر قد أدركه‪ ،‬فلعل هذا من ولده‪.‬‬
‫‪ ()2‬هو محمد بن سعيد المرغيتي الخصاصععي السوسععي صععاحب "المقنععع" فععي علععم التععوقيت‬
‫وشهور العام )مطبوع( كععان أكععثر تدريسععه بمراكععش بمسععجد المواسععين تععوفي سععنة ‪.1089‬‬
‫ترجمته ومصادرها في العلم للمراكشي ‪ 314-5/304‬ترجمة رقم ‪.691‬‬
‫‪ ()3‬هو أحمد بن علي بن محمد السوسي البوسعيدي الهشتوكي الصععنهاجي أحععد أعيععان علمععاء‬
‫سوس قرأ القرءان ببلده علي محمد بن أحمد البوعقيلي من أصحاب المرغيععتي وأخععذ علععوم‬
‫العربية والفقه على جماعة بسوس ثم انتقل إلى فاس وسكن المدرسة المصباحية وأخذ عععن‬
‫مشيخة فاس‪ ،‬وقرأ أيضا بمراكش على عبد الله بن علععي بععن طععاهر وجماعععة وتععوفي بفععاس‬
‫سنة ‪1046‬هع ‪ -‬له ترجمة موسعة بالعلم للمراكشي ‪ 316-2/314‬ترجمة ‪.235‬‬
‫‪ ()4‬هععو جععامع "بععاب دكالععة" الكععبير الععذي بنتععه أم أبععي العبععاس المنصععور المسععماة مسعععودة‬
‫الوزكيتية‪.‬‬
‫‪ ()5‬صفوة من انتشر ص ‪.4‬‬

‫‪363‬‬
‫‪ .8‬ولده المولى عبد الهادي بن عبد الله بن علي بن‬
‫طاهر الحسني السجلماسي‪.‬‬
‫إمام جليل أيضا "كان من أهععل العلععم والععدين‪ ،‬أخععذ عععن أبيععه‬
‫وغيره‪ ،‬وأخبر عن نفسه أنه رأى النبي صلى الله عليه وسعلم فقعرأ‬
‫عليه من "الفاتحة" إلى "المفلحون" بقراءة قالون‪ ...‬توفي بالحرم‬
‫الشريف بمكة عام ‪1056‬هع)‪.(1‬‬
‫ومن مؤلفاته "شرح نظم الدرر والتفصيل"‪ ،‬وقععد تقععدم ذكععره‬
‫في الشروح التي قامت على تفصيل العقد للشيخ ابن غازي‪ ،‬ينقععل‬
‫عنه الشيخ مسعود جموع في "معونة الذكر فععي الطععرق العشععر"‪،‬‬
‫ولعله قد مزج فيه بين شرح كلم ابععن بععري وكلم ابععن غععازي كمععا‬
‫يفهم ذلك من العنوان‪ .‬وهذا يعطينا فكرة عن مشععاركته ومشععاركة‬
‫أبيه معا في خدمة هذه القراءة ونشر طرقهععا والسععهام فععي بيععان‬
‫أصولها وبحث مسائل الخلف فيها‪.‬‬
‫وقد كان طريقه عن أبيه في ذلك وفي غيره من أهم الطععرق‬
‫المعتمدة في أسانيد القععراءة مععن طععرق أصععحاب ابععن غععازي كمععا‬
‫سيأتي لنا ذلك في أسانيد أبي زيد بن القاضي وغيره من العلم‪.‬‬

‫‪ .9‬أبــو العبــاس أحمــد بــن محمــد بــن مخلــوف‬


‫الشفشاوني الضرير‪.‬‬
‫شيخ قارئ ذكر القادري وفاته في سنة ‪ 1005‬ولم يفعض فعي‬
‫ترجمته)‪.(2‬‬
‫وهو من مشايخ أبي العباس أحمد بن علي بن شعيب صععاحب‬
‫"إتقان الصنعة"‪ ،‬ويظهر من إشاراته إليه في هذا الكتععاب أنععه كععان‬
‫من أعلم هذا الشأن ممن يعتبر وفاقهم وخلفهععم‪ ،‬فقععد قععال عنععه‬
‫تقدم لنا نص الرجوزة في النشاط الذي قام حول "تفصيل عقد الدرر" لبن غازي‪.‬‬ ‫‪()6‬‬

‫صفوة من انتشر لليفرني ‪.130‬‬ ‫‪()1‬‬

‫نشر المثاني ‪.1/62‬‬ ‫‪()2‬‬

‫‪364‬‬
‫عند ذكر وقف حمزة "وإسععماعيل" بتسععهيل الهمععز‪" :‬وأمععا الوقععف‬
‫عليه بالرسم وإبدال الهمز ألفا فمنعه شعيخنا السعتاذ المحقعق أبعو‬
‫العباس الضرير")‪.(1‬‬
‫وقال عنه فععي أول سععورة "ألععم" السععجدة عنععد ذكععر مععذهب‬
‫حمزة في نقل همزة "ألم" إلى الساكن قبلها وكان شيخنا السععتاذ‬
‫أبو العباس الضرير يمنع النقععل لحمععزة هنععا وفععي "ألمععص" ويحتععج‬
‫بأنها في اللفظ كلمة متعددة‪ ،‬والنقل لحمزة في الوقف إنما يكععون‬
‫فععي الكلمععة الواحععدة‪ ،‬وخععالفه فععي ذلععك عامععة شععيوخنا مععن أهععل‬
‫عصره‪ ،‬حتى كتب فيه سؤال لشيخنا الستاذ المحقق أبي عبععد اللععه‬
‫محمد بن يوسف الترغي رحمه الله فأجابه بععأن النقععل فيهععا جععائز‪،‬‬
‫وكونها في اللفظ كلمة متعددة ليس بمععانع لتنزيلهععا منزلععة الكلمععة‬
‫الواحدة في المعنى والعراب وبالله التوفيق)‪.(2‬‬
‫ومما هو جدير بالتنبيه إليه لهميته هنا هو مجيء السععناد عنععه‬
‫في زمنه من غير طريق الشيخ ابن غازي وربما كانت طريقه هععذه‬
‫أعلى من تلك الطريق بدرجة‪ ،‬وهذه الطريق تفرد بها – فيما رأيععت‬
‫– الشيخ أبو عبد الله محمد بن محمد بن سععليمان البوعنععاني فيمععا‬
‫أجازه لبي عبد الله محمد الشرقي – كما سيأتي – من طريق ابععن‬
‫شعيب صاحب "إتقان الصنعة" المذكور من قراءته عليه بالقراءات‬
‫السبع عن شيخه الفقيه الستاذ أبي عبد الله بن مجبر المسععاري –‬
‫النف الذكر في أصحاب ابن غازي – عن شيخه أبي عمران موسى‬
‫بن سعيد الزواوي الفاسي عن شيخه أبي مهدي عيسععى بععن أحمععد‬
‫الماواسي عن شيخه الستاذ أبي الحسن علي الوهري عععن شععيخه‬
‫أبي وكيل ميمون صاحب "تحفة المنافع"‪...‬إلخ‪.‬‬
‫فهذا السناد ل أعلم له ثانيا في زمنه عند المدرسة المغربيععة‪،‬‬
‫ويلحظ أنه ل يمر عبر طريق ابن غازي عن الصغير النيجي كما هو‬

‫إتقان الصنعة في التجويد للسبعة لبن شعيب )لوحة ‪ (7‬مخطوط خاص‪.‬‬ ‫‪()1‬‬

‫إتقان الصنعة لوحة ‪.205‬‬ ‫‪()2‬‬

‫‪365‬‬
‫شععأن سععائر السععانيد‪ ،‬وإنمععا يلتقععي بطريقهمععا فععي أبععي الحسععن‬
‫الوهري عن أبي وكيل‪.‬‬
‫‪ .10‬الشيخ أبو العباس أحمد بن محمد الفشتالي‪.‬‬
‫ذكععره القعععادري باسمعععه المجعععرد فععي وفيعععععات ‪،(1)1015‬‬
‫وسمعععاه فععي "النشععر" أحمعععد بععن علععععي ووصفعععععععه بالكععععاتب‬
‫البليععغ‪ ،‬وقععال رمععز المكععلتي بكلمعة شجعععايا لوفععاته)‪ (2‬مععع مععن‬
‫قبله)‪ (3‬بقولعععه‪:‬‬
‫"شجايا" تروق في الداء‬ ‫وأحمد فشتال تل لشعيبه‬
‫)‪(4‬‬
‫المفضل‬
‫وهو من شيوخ أبي العبععاس بععن شعععيب المععذكور‪ ،‬إل أنععه لععم‬
‫ينقل عنه شيئا في كتابه "إتقان الصنعة"‪ ،‬وإنما جععاءت روايتععه عنععه‬
‫للقراءات السبع مسندة في إجازة البوعناني – النف الذكر – لبععي‬
‫عبد الله الشرقي ووصفه فيها بالمام المسن البركعة الحععافظ "ثععم‬
‫ذكر اتصال رويته بالقراءة على أبي القاسععم بععن إبراهيععم عععن ابععن‬
‫غازي)‪ .(5‬كما جاء السند من طريقه أيضا عند أبي زيععد بععن القاضععي‬
‫في إجازته النظمية لبي عبد الله الرحماني)‪.(6‬‬
‫‪ .11‬محمد بــن علــي بــن محمــد بــن علــي الشــريف‬
‫الحسني المربي الندلسي الفاسي الدار‪.‬‬
‫إمام من فحول هذه المدرسة ورجالتهععا فععي الروايععة‪ ،‬وصععفه‬
‫في السلوة بالشيخ الفقيه العالم العلمععة الحععافظ المجععود الصععالح‬
‫البركة الخطيب المفتي أبو عبد الله‪ .‬ثم ذكر مشيخته فذكر أنه أخذ‬

‫‪ ()1‬التقلط الدرر ‪.46‬‬


‫‪ ()2‬في الصل "سجايا" بالسين ول يصح لن السععين بحسععاب الجمععل ‪ ،300‬والصععحيح بالشععين‬
‫لنه = ‪ 1000‬يضاف إليها ‪ 3‬للجيم ‪ 1 +‬لللف ‪ 10 +‬للياء ‪ 1 +‬لللف الخير = ‪1015‬هع‪.‬‬
‫‪ ()3‬يعني أبا العباس أحمد بن علي بن شعيب ويعرف بشعيب أيضا وقد مععات كمععا سععيأتي فععي‬
‫مثل هذا التاريخ‪.‬‬
‫‪ ()4‬نشر المثاني ‪.1/136‬‬
‫‪ ()5‬إجازة البوعناني للشرقي م خ ح بالرباط رقم ‪ 9977‬وستأتي‪.‬‬
‫‪ ()6‬سيأتي نصها في الفصل التالي‪.‬‬

‫‪366‬‬
‫عن أبي العباس القععدومي وغيعره‪ ،‬وأخعذ علععم القعراءات ععن أبعي‬
‫القاسعععم العععدكالي ععععن ابعععن غعععازي‪ ،‬وأخعععذ عنعععه هعععو أبعععو زيعععد‬
‫السجلماسي)‪ (1‬وغيره توفي بفاس سنة ‪.(2)1018‬‬
‫وقد جاء السند عنه عند عامة مشيخة فاس كأبي محمععد عبععد‬
‫الواحد بن عاشر النصاري وأبي زيععد بععن القاضععي وأبععي عبععد اللععه‬
‫البوعنععاني وعامععة مععن أسععندوا مععن طرقهععم كععأبي العلء المنجععرة‬
‫وولده أبي زيد وابن عبد السلم الفاسي وغيرهم‪.‬‬
‫‪ .12‬أبو عبد الله محمد بـن يوسـف بـن موســى بـن‬
‫علي الترغي المساري‪.‬‬
‫أرخععه صععاحبه أبععو العبععاس ابععن القاضععي فععي "درة الحجععال"‬
‫فقال‪" :‬ولد فيما حدثني به أبقاه الله تعالى سععنة ‪943‬هععع‪ ،‬ووصععفه‬
‫بالفقيه السععتاذ النحععوي‪ ،‬ثععم قععال‪ :‬فقيععه مشععارك نحععوي لععه سععند‬
‫ورواية في الحديث‪ ،‬أخذ عن أبي القاسععم بععن إبراهيععم المشععترائي‬
‫وأجاز له في القراءات السبع وفي كل ما يجوز له‪ ...‬قال‪:‬‬
‫وأجاز لي جميع مروياته وما رويته عنه وأخذته فهععو فععي جععزء‬
‫مسموعاتي عنه الذي كتب فيه خطه لنا بذلك أبقاه الله تعالى بمنه‬
‫وكان ذلععك ببععاب منزلععه بععدرب عبيععد اللععه قععرب مسععجد الشععرفاء‬
‫بمراكش المحروسة‪ ،‬في يوم السبت غرة ذي القعدة الحرام سععنة‬
‫‪998‬هععع‪ ،‬وامتععدت القععراءة عليععه إلععى المحععرم مععن السععنة الععتي‬
‫بعدها)‪.(3‬‬
‫وقد أثنى عليه بالستاذية والبراعععة فععي الفععن ورسععوخ القععدم‬
‫فيه عامة من أرخوا له فقال اليفرني‪:‬‬
‫ولد بفععاس ونشععأ بمراكععش‪ ،‬وكععان رحمععه اللععه أسععتاذا جععوادا‬
‫عارفا بالمقارئ السبعة‪ ،‬محققا فيها مع المشاركة فععي غيرهععا مععن‬
‫‪ ()1‬هو عبد الرحمن بععن عبععد الواحععد السجلماسععي المععذكور والمععترجم فععي رقععم ‪ 4‬مععن هععذه‬
‫المشيخة‪.‬‬
‫‪ ()2‬سلوة النفاس ‪.3/286‬‬
‫‪ ()3‬درة الحجال ‪ 2/164‬ترجمة ‪.638‬‬

‫‪367‬‬
‫الفنععون‪ ،‬والحفععظ التععام‪ ،‬واستحضععار المسععائل‪ ،‬وهععو مععؤدب أولد‬
‫الملوك‪.‬‬
‫قال أبو زيد)‪ :(1‬شدت له الرحال لخذ القراءة عنععه‪ ،‬وتزاحمععت‬
‫ببابه الركبان‪ ،‬وعنه انتشرت القراءة بالمغرب بسائر طرقها)‪.(2‬‬
‫وقال الحضيكي في مناقبه‪" :‬كان رضي الله عنه أسععتاذا جليل‬
‫وعالما كبيرا‪ ،‬ماهرا باهرا في علوم القرءان والتفسير‪ ،‬وتشععد إليععه‬
‫الرحععال مععن كععل جهععة لخععذ علععوم القععرءان طععول عمععره‪ ،‬وعنععه‬
‫انتشععرت فععي البلد المغربيععة القععراءات بسععائر طرقهععا‪ ،‬أخععذ عععن‬
‫سعيدي رضعوان الفاسععي)‪ (3‬والمعام الخروبعي الطرابلسعي)‪ (4‬وأبعي‬
‫القاسم بن إبراهيم وغيرهم‪ ...‬توفي شعهيدا بالطعاعون رحمععه اللععه‬
‫سنة ‪ 1014‬بمراكش")‪.(5‬‬
‫هكععذا قععال فععي وفععاته‪ ،‬ولعععل الصععواب فععي وفععاته مععا ذكععره‬
‫القادري من أنها كعانت سععنة ‪1009‬هعع وقعد أرخهعا بمعا ذكعره عنععه‬
‫المكلتي في قصيدته الموضوعة في الوفيات بقوله‪:‬‬
‫)شجاه( لترغي لنقص التنزل‬ ‫لسراج )شبه( لبن سودة في‬
‫)شجا(‬
‫وقععد أثنععى القععادري عليععه بقععوله‪" :‬كععان أسععتاذا نحويععا عارفععا‬
‫بالقراءات السبع‪ ،‬محققا لها مععع المشععاركة فععي غيرهععا‪ ،‬أخععذ عنععه‬
‫محمد بن يوسف التملي وأبو العباس بن القاضي")‪.(6‬‬
‫وهكذا تجمع أقلم معاصريه ومن جاء بعدهم على جللة قععدره‬
‫وتبريزه على أئمة عصره‪ ،‬فكان بذلك شيخ الجماعة وإمام العصععر‪،‬‬

‫‪ ()1‬يعني عبد الرحمن بن محمد التمنارتي في "كتاب الفوائد الجمة بإسععناد علععوم المععة" وهععو‬
‫ينقل عنه كثيرا‪.‬‬
‫‪ ()2‬صفوة من انتشر ‪.131-130‬‬
‫‪ ()3‬هو رضوان بن عبد الله الجنوي )ت ‪991‬هع( ترجمته في نشر المثاني ‪.1/89‬‬
‫‪ ()4‬هو محمد بن علي الطرابلسي الخروبي السفاقسععي ثععم الجععزائري )ت ‪963‬هععع( بععالجزائر‪.‬‬
‫‪.33-2/31‬‬ ‫ترجمته في نشر المثاني ‪ 91-1/90‬ومناقب الحضيكي‬
‫‪ ()5‬الحضيكي ‪.45-2/44‬‬
‫‪ ()6‬نشر المثاني ‪.1/78‬‬

‫‪368‬‬
‫والمرجع لهل الفن في ما كان يشععكل عليهععم كمععا تقععدم لنععا فععي‬
‫مسألة نقل حركععة الهمععز لحمععزة الععتي بعععث إليععه فععي شععأنها أبععو‬
‫العباس الضرير شيخ ابن شعيب‪.‬‬
‫آثــــاره‪:‬‬
‫لعععل أبلععغ أثععر لععه فععي المدرسععة المغربيععة بعععد مععا ذكععره‬
‫المترجمون له من كععونه "عنععه انتشععرت القععراءة بععالمغرب بسععائر‬
‫طرقها‪ ،‬هو اقتران اسمه بالوقف المغربي الذي يحمل اسم "تقييععد‬
‫وقف القرءان الكريم" للمام الهبطي‪ ،‬فعلى الرغم مما قدمنا مععن‬
‫تأخر زمانه عن زمن الشيخ الهبطي‪ ،‬إذ ولععد بعععد وفععاته بنحععو ثلثععة‬
‫عشر عاما‪ ،‬فإن صلته بإبراز هععذا الوقععف إلععى الوجععود فععي صععورة‬
‫"تقييد" يشتمل على أعيان الكلمععات الموقوفععة أصععبح عنععدنا أمععرا‬
‫يقينا ل يقبل الشك بعد ما وقفنا عليه من الوثائق المكتوبة الناطقة‬
‫بذلك)‪.(1‬‬
‫وقد جاء في ديباجعة هعذا التقييعد فعي كعل معن المخطوطعتين‬
‫المعروفتين منه في خزانتي تارودانت وآسفي مععا يلععي "وبعععد هععذا‬
‫تقييد وقف القرءان العظيم من أول فاتحة الكتاب إلى آخره وقيده‬
‫بعض أصحابنا وهو العبد الفقير إلى الله تعالى محمد بن أحمععد بععن‬
‫محمععد المرابطععي البعقيلععي عععن شععيخنا )كععذا( السععتاذ المحقععق‬
‫المقرئ النحوي خديم كتاب الله العزيز أبي عبد الله سعيدي محمععد‬
‫بن يوسف الترغي وفقه الله وسدده بعدما استأذنه في ذلععك فععأذن‬
‫له‪.(2)...‬‬

‫‪ ()1‬يمكن الرجوع إلى ما بيناه في العدد الخير عن مقيد الوقف الذي بيععن أيععدينا والمقيععد عنععه‬
‫والوسائط المحتملة بين المقيد عنعه وبيععن الهبطععي الععذي قيععد الوقعف باسعمه وصععلة الجميععع‬
‫بالشيخ ابن غازي‪.‬‬
‫‪ ()2‬مقدمة مخطوطة أوقاف آسفي من "تقييد الوقف"‪ ،‬وقد أشار الدكتور وكععاك الحسععن إلععى‬
‫نظيرتها المحفوظة بخزانة معهد تارودانت والتي ذكر بهامش رقم ‪ 63‬بأنه عععثر عليهععا بعععد أن‬
‫كتب ما كتب يتساءل عن الشخص الذي قيد الوقف عن الهبطي مباشرة )تقييد وقف القرءان‬
‫الكريم ‪.(38‬‬

‫‪369‬‬
‫ولعل صلة الشيخ بهذا التقييد هي التي زادت من التمكيععن لععه‬
‫في الجهات المغربية‪ ،‬أول لجللة قدر المقيععد عنععه‪ ،‬وثانيععا لتصععدره‬
‫الطويل للقراء‪ ،‬وثالثا لصلته بالدولععة الحاكمععة حععتى وصععف بكععونه‬
‫مؤدب أولد الملوك)‪ .(3‬ورابعا لتصدره الطويععل بمراكععش ودراسععته‬
‫بفاس‪ ،‬فهو من هذه الجهة مخضرم الثقافة والتكوين‪ ،‬كما أنه كععان‬
‫من أهم المعععابر الععتي عععبر منهععا إشعععاع مدرسععة ابععن غععازي إلععى‬
‫الجهات الجنوبية في مراكش وسوس ومععا إليهمععا‪ ،‬وقععد رأينععا عنععد‬
‫حديثنا عن "وقف الهبطي" أنه قرأ على أبععي القاسععم بععن إبراهيععم‬
‫الدكالي وأجاز له‪ ،‬وعلى أبععي الحسععن علععي بععن عيسععى الراشععدي‬
‫التلمساني نزيل فاس أيضا‪ ،‬وعلى أبي عبد الله محمد بن علي بععن‬
‫عدة الندلسي المعروف بالعدي‪ ،‬وهؤلء كلهععم مععن أكععابر أصععحاب‬
‫ابن غازي‪.‬‬
‫ومن هنا كان لبي عبد الله الترغي في المدرسة المغربية في‬
‫زمنه من الثر البليغ ما جعل الجمهور منهععم يسععارع إلععى تلقععي مععا‬
‫قيد عنه بالقبول في الجملة‪ ،‬ويكتفي بعض الذين لحظوا على هععذا‬
‫الوقف شيئا مععن الضعععف فععي طائفععة مععن المواضععع بكتابععة بعععض‬
‫الهوامش والتعليقات عليععه مععوجهين أو منتقععدين)‪ ،(1‬وحسععبك بهععذا‬
‫الثر بالنسبة لمكانة الترغي في هععذا الصععدد‪ ،‬فععإذا أضععيف إليععه مععا‬
‫قلناه من قول أبي زيد التمنارتي وغيره "وتزاحمت ببععابه الركبععان‪،‬‬
‫وعنه انتشرت القراءة بالمغرب بسائر طرقها"‪ ،‬تأتى لنععا أن نتمثععل‬
‫"الدور القيادي" الذي كان له في عصره بوجه عام‪ ،‬يضاف كل هذا‬
‫إلععى كععثرة الخععذين عنععه وجللععة أقععدارهم وتععوزعهم فععي المراكععز‬
‫العلمية الكبرى‪ ،‬المععر الععذي جعععل الروايععة مععن طريقععه تكععاد تعععم‬
‫أطراف البلد إن لم تكن قد عمتها جميعا‪.‬‬
‫مــؤلـفـاتــه‪:‬‬
‫‪ ()3‬نزهة الحادي ‪.129-13-12‬‬
‫‪ ()1‬غالب التعليقات كانت على هوامش نسععخ التقييععد ومنهععا النسععخة الععتي عرفنععا بهععا بآسععفي‬
‫والنسخة الموجودة بمكتبة الوقععاف بالمدينععة المنععورة‪ ،‬إلععى أن كتععب الشععيخ محمععد المهععدي‬
‫الفاسي كتابه "الدرة الغراء في وقف القراء"‬

‫‪370‬‬
‫لحععظ بعععض البععاحثين قبلععي انصععراف الشععيخ أبععي عبععد اللععه‬
‫الترغي عن التأليف إلى الميدان العملي فذكر "إنما تلمععذته كتبععه"‬
‫وهم كثير‪ ،‬ثم قال‪" :‬وقفت له على أجوبة في مسائل مختلفععة فععي‬
‫علم القراءات كتب إليه في ذلك تلميععذه أبععو عبععد اللععه محمععد بععن‬
‫محمد المرابط)‪ ،(1‬وتتلخص أسئلته فيما يلي‪:‬‬
‫‪-‬الوقف على عظيععم مععن قععوله تعععالى فععي قصععة بلقيععس‪" :‬ولهععا‬
‫عرش عظيم"‪.‬‬
‫‪-‬هل تفخم الراء في قوله تعععالى‪" :‬يسععتأخرون" ؟‪ ،‬وكععان جععوابه‪:‬‬
‫"الثابت عن ورش الترقيق"‪.‬‬
‫‪-‬هل ترقق الراء في "قععل ان افععتريته" فأغرينععا وجريععن لبشععرين‬
‫البحرين ؟ فأجاب بأنها كلها مفخمة‪.‬‬
‫‪-‬هل ألف "أنا" من قوله تعالى "إن أنا إل نذير" تثبت فععي النطععق‬
‫أم ل ؟ وذكر في جوابه أن القراء اختلفوا في ذلك‪.‬‬
‫‪-‬وكان السؤال الخير عن مخرج الضاد والظاء ؟)‪.(2‬‬
‫وتعرف للشيخ الترغي أجوبة أخرى وعددها ثمانيععة أجععاب بهععا‬
‫تلميذه محمد المرابط البعقيلي نفسه منهعا جعواب لعه ععن المالعة‬
‫عند ورش في مثل "أتيها" و"فألقيها" ممععا هععو مععن ذوات اليععاء ول‬
‫راء فيه وليس رأس آية ؟ فأجاب أن إمالة اللف في ذلك أثععر عععن‬
‫ورش وعليها أكابر المصريين)‪.(3‬‬
‫ونظرا لمكانة الشيخ الترغي وأثره البليغ في القراءة بالمغرب‬
‫مععن خلل أعلم أصععحابه نقععدم فيمععا يلععي تعريفععات بعععدد مععن‬
‫مشاهيرهم ممن أسهموا في وصل أسانيد مناطقهم بأسانيد الشيخ‬
‫الترغي من طريق الشيخ ابن غازي ورجال مدرسته‪.‬‬
‫‪ ()1‬هو نفسه محمد بن أحمد بن محمد السابق‪.‬‬
‫‪ ()2‬القراء والقراءات بالمغرب لسعيد أعراب ‪.86‬‬
‫‪ ()3‬نقله الخ السيد صدقي حسن في مقدمة تحقيقه لكتاب "إتقان الصنعة" لبن شعيب ‪1/34‬‬
‫)مرقونة باللة(‪ .‬وأشار إلى "أجوبة الشيخ الترغي" م خ ع بالرباط برقم ‪ 1181‬وكذلك م خ ح‬
‫برقم ‪ 8012‬ضمن مجموع‪.‬‬

‫‪371‬‬
‫أهم أصحاب أبي عبد الله الترغي‪:‬‬
‫أبــو العبــاس أحمــد المنصــور الــذهبي ابــن الشــيخ‬
‫السعدي أعظم ملوك الدولة السعععدية وأوسعععها ملكععا‪ .‬وقععد ذكععر‬
‫اليفرني في ترجمة المنصور أنععه بععدأ قراءتععه القععرءان علععى معلععم‬
‫أولد الملوك في الدولتين الستاذ أبي عبد اللععه محمععد بععن يوسععف‬
‫الترغي)‪.(1‬‬
‫الشيخ إبراهيم بن سليمان الهشتوكي السوسي‪.‬‬
‫قال فيه الحضيكي‪" :‬الستاذ الزاهد الفقيععه القععارئ المشععهور‬
‫الصالح‪ ،‬كان رضععي اللععه عنععه قععارئا لكتععاب اللععه‪ ،‬مشععهور الصععلح‬
‫والبركة‪ ،‬انتفع به السلم ‪ -‬جزاه الله خيععر الجععزاء ‪ -‬وكععان ‪ -‬رضععي‬
‫الله عنه ‪ -‬متواضعا خشوعا‪ ،‬دؤوبا علععى القععراء وتجويععد القععرءان‪،‬‬
‫وتدريس أحكام القراءات والرسععم مععن "مععورد الظمععآن" والضععبط‬
‫و"الدرر اللوامع" لبن بري‪ ،‬و"حرز الماني" للشاطبي وغير ذلك‪.‬‬
‫أخذ ‪ -‬رضي الله عنه ‪ -‬عن الستاذ الكبير أبي عبد اللععه محمععد‬
‫بن يوسف الترغي وغيره‪ ،‬توفي رضي الله عنه عن سن عالية فععي‬
‫صفر سنة ‪ 1058‬ببلدة هشتوكة)‪.(2‬‬
‫ومعن أهعم أصعحابه الشعيخ أبعو زيعد عبعد الرحمعن بعن محمعد‬
‫التمنارتي صاحب الفوائد الجمة بإسناد علوم المععة)‪ .(3‬والشععيخ أبععو‬
‫العباس أحمد بن يحيععى السوسععي الععتينزتي‪ ،‬وقععد سععاق التمنععارتي‬
‫ترجمتيهما في نسق واحد فقال في ترجمة الخيععر منهمععا‪" :‬شععيخنا‬
‫الستاذ أبو العباس أحمد بن يحيى السوسي التينزتي‪ ،‬قععرأت عليععه‬
‫ختمتين بالحرميين وبدأت عليه السبع باللوح إلى "واذكروا" فععذهب‬
‫للمشرق‪ ،‬وقععد كععان مجتهععدا غايععة الجتهععاد فععي القععراء ب"جععامع‬
‫تارودانت"‪ ،‬ثم دعاه القععدر للمشععرق فععتركه معطل‪ ..‬وكععان يصععلي‬
‫‪ ()1‬نزهة الحادي ‪.130-129‬‬
‫‪ 1/121 ()2‬وقد ترجم بعده لشخص آخر باسمه واسم أبيععه يشععبه أن يكععون إيععاه‪ ،‬إل أنععه ذكععر‬
‫وفاته سنة ‪1059‬هع‪.‬‬
‫‪ ()3‬مخطوط خ ع بالرباط برقم ‪.964‬‬

‫‪372‬‬
‫الشفاع بالجامع الكبير بتارودانت فيحضر لذلك جميع أهل حوماتهععا‬
‫لترتيل قراءته وحسن صوته وكثرة خشععوعه وبكععائه‪ ،‬وتععوفي بمكععة‬
‫بعد فراغه من حجه بذي الحجة سنة ‪ ،1030‬قال التمنارتي‪:‬‬
‫)‪(1‬‬
‫"وأخععذ عععن السععتاذ الصععالح مسعععود بععن علععي الهشععتوكي‬
‫المتوفي سنة تسع وثلثين وألف‪ ،‬وأخععذه هععو عععن السععتاذ الصععالح‬
‫إبراهيم بن سليمان الهشتوكي عععن شععيخ الجماعععة السععتاذ الكععبير‬
‫أبي عبد الله محمد بن يوسف الترغي عن الستاذ أبي القاسععم بععن‬
‫إبراهيم عن شيخ الجماعة المام ابن غازي")‪.(2‬‬
‫هكععذا انتشععر السععند عععن رجععال هععذه المدرسععة بسععوس مععن‬
‫طريق العترغي وأمسعت للسوسعيين طعرق معروفعة فيهعا‪ .‬وترجعم‬
‫التمنارتي بعده لشيخهما المشترك فقال‪:‬‬
‫شيخنا الستاذ الزاهد إبراهيم بــن ســليمان المععذكور‪،‬‬
‫قرأت عليه "مورد الظمآن" للخراز والضععبط والععدرر اللوامععع لبععن‬
‫بري وحرز الماني للشاطبي قراءة سرد وبحث في بعض المواضع‬
‫منها‪ ،‬وهو الن)‪ (3‬في قيد الحياة أمتع الله به)‪.(4‬‬
‫ومععن رجععال هععذه المشععيخة بسععوس‪ :‬موسععى بععن أحمععد أبععو‬
‫عمران التدماوي من شيوخ أبي زيععد التمنععارتي قععال فععي ترجمتععه‪:‬‬
‫"جئته أول دخولي بمدينة تععارودانت سععنة إحععدى وتسعععين أو الععتي‬
‫تليها وأنا ذو ذؤابة لقععرأ عليععه لععوحي فععي "مععورد الظمععآن" فأبطععأ‬
‫معي فيها حتى ارتفع النهار‪ ...‬قال‪:‬‬

‫‪ ()1‬ترجم العلمة محمد المختار السوسععي لشخصععيتين بهععذا السععم والنسععب ولعلهمععا شععخص‬
‫واحد فقال عن الول‪ :‬مسعود بن علي الهشتوكي نزيل ماسة‪ ،‬فقيه مجد في التعليم من كبععار‬
‫القراء‪ ،‬توفي ‪1037‬هع‪ .‬وقال عن الثاني‪ :‬مسعود بن علي الهشتوكي آخر‪ :‬أسعتاذ علمعة ظهعر‬
‫في ميادين العلم ت ‪.1039‬‬
‫وأحسب أن المترجمين شخص واحد وإنما وقع الشك في تعددهما بسبب قراءة لفععظ "تسععع"‬
‫في تاريخ الوفاة إذا كتب بالحروف‪ ،‬إذ يشعتبه ب"سععبع"‪ ،‬وقععد رأيعت المععذكور عنعد التمنععارتي‬
‫مؤرخ الوفاة ب"تسع" بالتاء كما ذكرته‪.‬‬
‫‪ ()2‬الفوائد الجمة لوحة ‪ 49‬م خ ح المصور عن الخزانة العامة رقم ‪.964 .02‬‬
‫‪ ()3‬بعد سنة ‪ 1020‬تاريخ كتابته لكتاب "الفوائد الجمة" كما ذكر في مقدمته‪.‬‬
‫‪ ()4‬الفوائد الجمة لوحة ‪.49‬‬

‫‪373‬‬
‫"ووفد شيخنا أبو عمران المذكور على المنصور فعظمه وقععام‬
‫له وأجلسه إلى جنبه على تكرمته‪ ،‬وعرف له حق الشاخة لنه مععن‬
‫أول شيوخه في المكتب‪ ،‬فكساه وأجرى له جراية في حياته‪ ،‬توفي‬
‫سنة ‪.(1)1003‬‬
‫ومنهم الشيخ السععتاذ موسععى بععن إبراهيععم مععن أصععحاب ابععن‬
‫سليمان الهشتوكي صاحب الترغي المذكور‪.‬‬
‫وصفه الحضيكي بقوله الستاذ القارئ شععيخ القععراء ثععم قععال‪:‬‬
‫كان رحمه الله عالما عععاقل صععالحا زاهععدا ورعععا تاليععا لكتععاب اللععه‪،‬‬
‫معمرا لوقاته بطاعة الله‪ ،‬أخذ القراءات عن شيخ الجماعة سععيدي‬
‫إبراهيم بن سليمان الهشتوكي عن)‪ (2‬الستاذ الكععبر سععيدي محمععد‬
‫بن يوسف الترغي‪ ..‬ثم ذكر غيره مععن شععيوخه وعععددا مععن تلمعذته‬
‫وقال‪ :‬توفي رحمه الله سنة ‪ ،1108‬وكان مولده سنة ‪1020‬هع)‪.(3‬‬
‫ومن رجال هذه المدرسة أيضا بسوس الشيخ أحمد بن سعععيد‬
‫الهشتوكي ممن أخذ عن التمنارتي‪.‬‬
‫قال الحضيكي‪ :‬كان رضي اللععه عنععه أسععتاذا نجيبععا فقيهععا دينععا‬
‫صالحا‪ ،‬يقرأ القرءان العظيم بالقراءات السبع‪ ،‬من أصحاب صاحب‬
‫"الفوائد" التمنارتي‪ ..‬توفي رحمه الله في أوائل سنة ‪1014‬هع)‪.(4‬‬
‫ومععن أعيععان أصععحاب الععترغي بسععوس والجنععوب المغربععي‬
‫الستاذ‪:‬‬
‫أبــو عبــد اللــه محمــد بــن علــي الجزولــي النســوي‬
‫الكفيــف وهــو محمــد بــن علــي بــن المبــارك بــن محمــد‬
‫الرحالي الشهير بأحمد‪.‬‬

‫نفسه لوحة ‪.47‬‬ ‫‪()1‬‬

‫في الحضيكي وعن علي أنه قرأ على الترغي ول يصح ذلك كما يظهر من تاريخ ولدته‪.‬‬ ‫‪()2‬‬

‫مناقب الحضيكي ‪.2/140‬‬ ‫‪()3‬‬

‫مناقب الحضيكي ‪.41-1/40‬‬ ‫‪()4‬‬

‫‪374‬‬
‫ترجم له صاحبه أبو زيد التمنارتي في فهرسععته فقععال‪ :‬شععيخنا‬
‫الستاذ المحقق‪ ..‬أخععذ عععن السععتاذ الععترغي أخععذ إحاطععة واعتبععار‪،‬‬
‫وقال لي‪" :‬سنة كاملة أرد بابه للقراءة عليه فيععدفعني عنععه‪ ،‬وربمععا‬
‫يخرج ويجدني ببابه فيقول‪ :‬مازلت يععا أعمععى لعم تقنععط‪ ،‬فيطردنععي‬
‫حتى تمت السنة وأنا ملزمععه ببععابه‪ ،‬ولمععا أراد اللععه أن يفتععح علععي‬
‫جئته فعي يعوم مطيعر متلوثعا بعالطين‪ ،‬فقععدت ببعابه‪ ،‬فخعرج علعي‬
‫وأدخلني وبكى بكاء كثيرا فقال اقرأ‪ ،‬فبدأت عليه بالسبع‪ ،‬ولزمني‪،‬‬
‫فلم يمض إل قليل ففتح الله علععي بحفععظ جميععع طرقععه‪ ،‬وأذن لععي‬
‫في التجويد‪ ،‬وكتب الجازة عن شيوخه‪.‬‬
‫ورد علينا بتارودانت ولم يطل بها مقامه حتى رجععع لمراكععش‪،‬‬
‫ثم انتقل منها لزاوية شيخنا أبي محمد عبد الله ابن سعيد بععن عبععد‬
‫المنعم)‪ ،(1‬وبقي عنده مكرما إلى أن مات فععي رمضععان سععنة تسععع‬
‫وألف بالطععاعون الواقععع فععي ذلععك التاريععخ)‪ (2‬ودفععن هنععاك‪ ،‬وقععبره‬
‫معروف مزاره)‪.(3‬‬
‫ومن أصحاب الجزولي الكفيف الشيخ أبو عبد الله محمععد بععن‬
‫علي السجتاني المعروف بالفاسي من شيوخ أبععي زيععد التمنععارتي‪،‬‬
‫ترجم له في "الفوائد الجمة" فقععال فيععه‪" :‬شععيخنا السععتاذ"‪ ،‬وإنمععا‬
‫قيل فيه الفاسي لنه قاد الستاذ الكفيف المذكور من مراكش إلى‬
‫فاس حين كان يقرأ عليه‪ ،‬ورده كذلك إلى مراكش‪ ،‬وحمل الطععرق‬
‫العشر عععن مشععيخة فععاس‪ .‬قععرأت عليععه صععدرا مععن "الشععاطلبية"‬
‫وأوائل الصععول فلععم يععزل فععي قيععد الحيععاة‪ ،‬ثععم تععوفي بعععد واحععد‬
‫وعشرين وألف)‪.(4‬‬
‫آثــــاره‪:‬‬

‫يعني الحاحي نزيل آيت داود كما تقدم‪.‬‬ ‫‪()1‬‬

‫هو التاريخ الذي توفي فيه الترغي على الصحيح بالطاعون أيضا‪.‬‬ ‫‪()2‬‬

‫الفوائد الجمة لوحة ‪.50-49‬‬ ‫‪()3‬‬

‫نفسه ‪.50-49‬‬ ‫‪()4‬‬

‫‪375‬‬
‫وقفت للنسوي الضرير المذكور على أجوبة ثلثة عععن سععؤال‬
‫في المالة لورش اثنان منها نظما والثالث جمع بين النظععم والنععثر‪،‬‬
‫مخاطبا بذلك كله كما في التقييد السائل له سيدي أحمد بن سعععيد‬
‫الهشتوكي)‪ (1‬جاء فيما قوله‪:‬‬
‫)‪(2‬‬
‫نجل علي الضرير أحمد‬ ‫يقول عبد ربه محمد‬
‫حفظ كتابه لنا مسهل‬ ‫الحمد لله الذي قد جعل‬
‫على النبي العربي أحمدا‬ ‫ثم الصلة والسلم أبدا‬
‫ومن تلهم من البرار‬ ‫وآله وصحبه الخيار‬
‫نجل سعيد أحمد اللبيب‬ ‫سألتني يا أيها الحبيب‬
‫وشبهه وقفا ؟ تحب نصا‬ ‫قلت‪ :‬فهل يميل ورش "أقصا‬
‫بعد استخار الله ربي المالك‪:‬‬ ‫فقلت في الجواب عن‬
‫ثم جنا وقفا أمل لعثمان‬ ‫سؤالك‬
‫في الوصل والوقف لكل دون‬ ‫أقصا طغا الماء تراءا الجمعان‬
‫مين‬ ‫والفتح في كلتا لدى في‬
‫أمله أن وقفت أو وصلته‬ ‫الموضعين‬
‫"سيماهم" في الفتح "تترا"‬ ‫وما سوى هذا الذي ذكرته‬
‫كلما‬ ‫كمن توله "عصاني" فاعلما‬
‫كذلك "العليا" الحوايا "نحيا"‬ ‫ومثلها "الدنيا" ورؤيا "أحيا"‬
‫فبالمالة صلوه وقفوا‬ ‫وكل ما الرسام فيه اختلفوا‬
‫محياهم أيضا سوى سقياها‬ ‫نحو تقاته الذي أحياها‬
‫عن شيخنا المعروف‬ ‫أخذته بالفتح للمصري‬
‫بالترغي‬ ‫مولي أستاذي إمامي‬

‫‪ ()1‬تقدم في أصحاب التمنارتي‪.‬‬


‫‪ ()2‬سماه في صدر الجوبة محمد بن علععي بععن المبععارك بععن محمععد الرحععالي الضععرير الشععهير‬
‫بأحمد‪.‬‬

‫‪376‬‬
‫محمد بن يوسف المؤيد‬ ‫سيدي‬
‫علــــيه رضــــوان مــــن‬ ‫بحـــر العلــــوم‬
‫العــــلــــي‬ ‫والتقـــى الــــولـــي‬
‫)‪(1‬‬
‫وارزق له الحسنى مع‬ ‫اختم له يا رب بالسعادة‬
‫الزيادة‬ ‫بجاه خير النبيا والمرسلين‬
‫والل والصحب الكرام التابعين‬ ‫قد انتهى جواب هذا السائل‬
‫في رجز مبين المسائل‬ ‫هذا الذي أمكنني من الجواب‬
‫والله يهدينا جميعا للصواب‬ ‫بجاه سيد الورى محمد‬
‫صلى عليه الله طول البد‬ ‫وآله وصحبه على الدوام‬
‫مني على جميعهم أزكى‬
‫)‪(2‬‬
‫السلم‬
‫وقال في جوابه الثاني عن السؤال نفسه‪:‬‬
‫محمد النسي دارا ومنزل‬ ‫يقول من استهدى إلى الله‬
‫على أحمد والل والصحب‬ ‫وحده‬
‫أشمل‬ ‫حمدت إلهي ثم صليت أول‬
‫محبته في الله قول ومفعل‬ ‫أل أيها الحبر النجيب الذي‬
‫عليك سلم الله ما الليل أليل‬ ‫بدت‬
‫على مذهب المصري في لفظ‬ ‫خليلي دواما أحمد بن‬
‫من تل‬ ‫سعيدهم‬
‫استخرت عليه الله كيما يسهل‬ ‫سألت عن "القصى" وما كان‬
‫تمال لورش حالة الوقف‬ ‫مثله‬
‫فاعقل‬ ‫فقلت مجيبا عن سؤالك بعدما‬
‫لكلهم بالفتح وقفا وموصل‬ ‫تراءا نا أقصا طغا الماء كلها‬

‫‪ ()1‬في الصل "من" وما أثبته أنسب‪.‬‬


‫‪ ()2‬من مجموع عتيق أوقفني عليه الخذ السيد عبد الرحمععن شععتور قيععم مكتبععة منععار العرفععان‬
‫بالرباط جزاه الله خيرا‪.‬‬

‫‪377‬‬
‫فورشهم في الوصل والوقف‬ ‫وكلتا لدى في يوسف ثم غافر‬
‫ميل‬ ‫وأما سوى هذا الذي قد ذكرته‬
‫وسيماهم في الفتح رؤيا قد‬ ‫كتترا عصاني من توله‬
‫انجلى‬ ‫فاعلمن‬
‫تراني ومحياهم هداي فقلل‬ ‫وما اختلف الرسام في رسمه‬
‫على شيخنا الترغي‬ ‫كلن‬
‫بالفتح فاعتلى‬ ‫سوى لفظ سقياها فإني‬
‫أذعتم به حتى تضوع مندل‬ ‫قرأته‬
‫وغفرانه فيما جناه وأخطل‬ ‫فهذا جواب عن سؤالكم الذي‬
‫سليل علي غير الدعاء من‬ ‫وناظمه يرجو من الله عفوه‬
‫المل‬ ‫وما يطلب العاصي الضرير‬
‫ويحفظه من كل ضر ومبتلى‬ ‫محمد‬
‫وأصحابه والتابعين ذوي العل‬ ‫لعل إله الخلق يغفر ذنبه‬
‫صلة وتسليم دواما على الول‬ ‫بجاه رسول الله والل كلهم‬
‫عليهم من العبد الضرير محمد‬
‫وقد اتبع الجوابين بجواب نثري تضمن المعلومععات نفسععها مععع‬
‫نوع من التوسع والستدلل بقول الشعاطبي وبععض شعراحه وبعابن‬
‫بري في نحو ست صفحات متوسطة‪.‬‬
‫‪ .13‬ومن أهم أصحاب أبــي عبــد اللــه الــترغي‪ :‬أبــو‬
‫العباس أحمد بن علي بن شــعيب الندلسععي الصععل صععاحب‬
‫كتاب "إتقان الصععنعة" المعععروف بععابن شعععيب نزيععل فععاس وشععيخ‬
‫الجماعة بها في زمنه )ت ‪.(1)(1016‬‬
‫ترجم له القادري ترجمة مععوجزة فععي وفيععات العععام الخععامس‬
‫من العشرة الثانية بعد اللف‪ ،‬واكتفى بقوله‪:‬‬

‫‪ ()1‬ذكر محمد بن عبععد السععلم الخلف فععي وفععاة ابععن شعععيب بيععن ‪1016-1015‬هعع فععي أول‬
‫"المحاذي لحرز الماني"‪ ،‬وقد حقق الباحث حس صدقي وفاته سنة ‪ 1015‬في )إتقان الصنعة‬
‫ورقة ‪.(45‬‬

‫‪378‬‬
‫كععان لععه درايععة بمقععارئ السععبعة‪ ،‬أخععذ عععن سععيدي الحسععن‬
‫الزياتي)‪ ،(1‬وله تأليف سماه "إتقان الصنعة في قراءات السبعة")‪ (2‬؛‬
‫ولهمية هذا المام نتوقف عنده قليل مبتدئين بذكر أعلم مشيخته‪.‬‬
‫شـيــوخـــه‪:‬‬
‫‪.1‬الشيخ أبو عبد الله محمد بععن يوسععف الععترغي‪ .‬وقععد ذكععره‬
‫أكثر من مرة في كتابه إتقان الصنعة‪ .‬والذي يعنينا منها خاصععة هنععا‬
‫قوله في أول سورة آل عمععران عنععد ذكععره الععوجهين لقععالون فععي‬
‫التورية المالة بين اللفظين والفتح‪ :‬وكان شععيخنا السععتاذ المحقععق‬
‫أبو عبد الله سيدي محمد بن يوسف الترغي رحمععه اللععه يأخععذ فيععه‬
‫بععالوجهين‪ ،‬تصععديرا بالفتععح‪ ،‬وتععأخيرا للمالععة‪ ،‬وكععذلك قععرأت عليععه‬
‫بمدينة مراكش حرسها الله وقرأت على غيره بالمالة فقط‪ ،‬وكنت‬
‫وجدت منسوبا إليه هذين البيتين يقول فيهما‪:‬‬
‫لقالون والتفخيم فيه تفضل‬ ‫ووجهان في التورية عند‬
‫عليه لكون الفتح أصل مؤصل‬ ‫شيوخنا‬
‫وقد أطبق القراء قبل زماننا‬
‫وقد قدمنا ذكر شيخه الثاني‪:‬‬
‫‪ .2‬الشيخ أبو العباس أحمـد بـن محمـد بـن مخلـوف‬
‫الشفشاوني المعروف بأبي العبــاس الضععرير)‪ (3‬وذكرنععا أنععه‬
‫اختلف مع عامة الشيوخ بفاس في نقل حركة الهمععز إلععى السععاكن‬
‫قبله لحمزة في "ألم السجدة" حتى كتب فيه أبععو العبععاس الضععرير‬
‫إلى الشيخ الترغي بمراكش فأجابه بالجواز‪.‬‬

‫‪ ()1‬سيأتي بعده‪.‬‬
‫‪ ()2‬ترجع شهرة الشيخ إلى هذا الكتاب‪ ،‬وقععد قععام بتحقيقععه السععتاذ حسععن صععدقي مععن مدينعة‬
‫اليوسفية تحت إشراف أستاذنا الععدكتور التهععامي الراجععي الهاشععمي للحصععول علععى دكتععوراه‬
‫السلك الثالث من كلية آداب الرباط‪.‬‬
‫‪ ()3‬تقدم في رقم ‪ 9‬من هذه المشيخة‪.‬‬

‫‪379‬‬
‫‪ .3‬الشــيخ أبــو علــي الحســن بــن علــي الــدرعي‬
‫المعروف بالدراوي النف الذكر)‪.(1‬‬
‫وقد ذكععره فععي "إتقععان الصععنعة" عنععد قععوله "إلععئ تظهععرون"‬
‫فقال‪" :‬وبالتحقيق للبزي‪ ،‬وبالوجهين مع تصععدير اليععاء قععرأت علععى‬
‫شيخنا الستاذ المحقق أبي علي الحسن بن محمعد العدرعي رحمعه‬
‫الله‪ ،‬وقرأت بهما على غيره‪.‬‬
‫‪ .4‬الشيخ أبو العباس أحمد بن محمد الفشتالي النف‬
‫الذكر من أصحاب أبي القاسم بن إبراهيم‪ ،‬ولم أقف له على رواية‬
‫في "إتقان الصنعة"‪ ،‬ولكني وجدته في أسععانيده عنععد ابععن القاضععي‬
‫ومحمد البوعناني وغيرهما كما سيأتي‪.‬‬
‫‪ .5‬والده علي بن شعيب‪ ،‬ويظهععر أنععه مععن أول أسععاتذته‬
‫وإن كان لم يجر له ذكرا في كتاب "إتقان الصنعة"‪،‬‬
‫وتدل بعض الشارات في أسانيد بعض الئمععة علععى أن والععده‬
‫هذا – وكان يدعى شعيبا – كان من أصحاب ابععن غععازي‪ ،‬وقععد نقلنععا‬
‫في تراجم أصحاب ابن غازي البيات الثلثععة الععتي تتعلععق بهععذا مععن‬
‫أرجوزة تتضمن إسناد الشيخ محمد بععن عبععد السععلم الفاسععي فععي‬
‫القراءات‪ ،‬وفي الثالث منها جاء قوله‪:‬‬
‫عن ابن غازي ذي نقاء الجيب‬ ‫عن شيخه والده شعيب‬
‫ول يبدو أن الولد قد قعرأ كعثيرا علعى هعذا الوالععد إذا صعح أنعه‬
‫أدرك ابن غازي‪ ،‬إذ لو كان عنده مثل هذا العلو في السند ما احتاج‬
‫إلى السناد من طرق باقي شيوخه‪ ،‬ولكنه ربما يروي عنه بالجععازة‬
‫المجردة‪.‬‬
‫‪ .6‬الشيخ الحسن بن يوسف بن مهدي الزيــاتي ولععم‬
‫يذكره أيضا في كتاب "التقان" وإنمععا ذكععره القععادري فععي ترجمتععه‬

‫تقدم في رقم ‪ 5‬من هذه المشيخة‪.‬‬ ‫‪()1‬‬

‫‪380‬‬
‫)‪(1‬‬
‫)ينظععر فععي نشععر المثععاني( ج ‪ 1‬ص‬ ‫مكتفيا به من بيععن مشععايخه‬
‫‪ 136‬حوادث العام ‪1015‬هع‪.‬‬
‫ومن التأمل البسيط في مشيخة ابن شعيب يتجلى لنععا مقععدار‬
‫ما حصل عليه بالجلوس إلى هؤلء الكبار الععذين كععانوا فععي زمعانهم‬
‫نجوم العصر في مختلف فنون الرواية وفععروع المعرفععة‪ ،‬وذلععك مععا‬
‫نجده منعكسا في شخصية المترجم بصورة ملحوظة وخاصععة فيمععا‬
‫وصل إلينا من آثاره‪.‬‬
‫وقد رشحه هذا النبل في المشيخة وهذا التنوع فيهععا والرحلععة‬
‫في ذلك إلى مختلف المراكز حتى جمع بين أهععم الطععرق المقععروء‬
‫بها في المدرسة المغربية ليكون رأس هذه الطبقة من المتخرجين‬
‫على أصحاب ابعن غععازي وأصععحاب أصععحابه‪ ،‬فنععال فععي فععاس فععي‬
‫العقود الخيرة من المائة العاشرة شهرة واسعععة‪ ،‬وخاصععة بعععد أن‬
‫امتدت به السن حتى دلف إلى المائة التي بعدها‪ ،‬فجلس إليه لهععذا‬
‫العهد عدد من أعلم المشيخة يستكملون عليه معارفهم‪ ،‬ويقيععدون‬
‫عنه في الخلفيات ما قرأ به على مختلف أساتذته وما كان يختععاره‬
‫تصععديرا أو ترجيحععا أو غيععره‪ .‬وقععد ولععي بععالقرويين أهععم الكراسععي‬
‫الرسمية المتعلقة بذلك‪ ،‬وقد تقدم ذكععر الوقععف الععذي وقععف علععى‬
‫كرسيه الخاص بععالقراءات بععالقرويين الواقععع عععن يمنععة عنععزة هععذا‬
‫الجامع‪ ،‬هذا الوقععف الععذي أنشععأه لهععذا الغععرض الشععيخ أبوالعبععاس‬
‫أحمد بن محمد الشاوي )ت ‪ (1014‬وعين للستفادة منه كما تقدم‬
‫أستاذه أبا العباس بن شعيب ثم من يأتي بعده على مثل صفته من‬
‫الحذق والتقان‪ ،‬ونقلنا عن أبي العلء إدريس المنجععرة الععذي أدرك‬
‫هذا الوقف يؤدي غايته قوله في ابععن شعععيب‪" :‬يحكععى عنععه رحمععه‬
‫الله أنه كان متصدرا للخذ بجامع القرويين من فععاس‪ ،‬وكععان يجععود‬
‫مع الطلبة بلسانه‪ ،‬ويلزمععه الشععيخ الصععالح سععيدي أحمععد الشععاوي‬
‫‪ ()1‬النهج المتدارك في شرح الدالية لبي عبعد اللعه محمعد بععن مبععارك لبعي العلء إدريعس بععن‬
‫محمد المنجرة فرغ مؤلفه منه سنة ‪ 1136‬أي قبل وفاته بسنة‪ .‬ونسخه متوافرة منهععا م خ ح‬
‫برقم ‪ 11474‬وأخرى برقم ‪ .1064‬وهو موضوع رسالة دبلوم للطالب السيد العربععي الخععامر‬
‫بإشراف الستاذ الدكتور التهامي الراجي الهاشمي بكلية آداب الرباط‪.‬‬

‫‪381‬‬
‫دفين "السياج من فاس‪ ،‬وأوقععف عليععه ومععن يقفععوه أرضععا بلمطععة‬
‫يقال لها "الضويات"‪ ،‬وفي آخر عمره تأخر عن القرويين لكبر سنه‪،‬‬
‫فيجود مع الطلبة بداره في "الكدان" أو بمسجد قربها كععان أمععامه‪،‬‬
‫ويععوم الجمععة يحملعه الطلبعة بيعن أيععديهم إلعى "جعامع النعدلس"‪،‬‬
‫ويجلس فيها ب"باب الحفا" ويقرأ مع الطلبة بلسانه‪ ،‬ويسمع صوته‬
‫تبيينععا للحععروف والحركععات وإفععرازا للكلمععات‪ ،‬مععن قنطععرة "بيععن‬
‫المدن"‪.‬‬
‫فهذا المحضر ععن مجلعس إقعراء ابعن شعععيب يعطينععا صععورة‬
‫مشرقة عن الجهد البليغ الذي كان يقوم به الشيخ ابن شعععيب فععي‬
‫تبليغ هذه العلوم‪ ،‬كما يصور لنععا مبلععغ حرصععه علععى تلقيععن كيفيععات‬
‫الداء‪ ،‬ولعله قد لمس فععي طلبععة زمنععه مقععدار التقصععير الملحععوظ‬
‫منهم في الجانب التطععبيقي وكمععا هععو ملحععوظ عنععد المغاربععة إلععى‬
‫اليوم مع السف الشديد‪ ،‬ولعل الشيخ الشاوي الذي وقععف الوقععف‬
‫المذكور إنما رمى به إلى تأمين حاجة الطلبة إلى من ينهععض بهععذه‬
‫المأمورية بالقرويين‪ ،‬وخاصة بعد موت هذا الشيخ‪ ،‬على أن الشععيخ‬
‫ابن شعيب – كما نلحظ – قد اضطره عامل السن إلععى أن يتخلععى‬
‫عن القيام بهذه الوظيفة‪ ،‬ولكنه استمر في التجويد للطلبة ولو بأن‬
‫يأتي إليهم محمول على اليدي كما رأينا‪ ،‬وهععذا إن دل علععى شععيء‬
‫فإنما يدل أول على مقدار استشعار الشيخ للحاجة إليه ووفائه بأداء‬
‫المانععة المنوطععة بأمثععاله ممععن أكرمهععم اللععه بععالتبريز فععي العلععم‬
‫ورسوخ القدم فيه‪.‬‬
‫آثــــاره‪:‬‬
‫ل يعرف لبن شعيب من المؤلفععات غيععر كتععابه القيععم "إتقععان‬
‫الصنعة في التجويد للسبعة")‪.(1‬‬

‫‪ ()1‬سبق أن ذكرنا قيام الخ الستاذ حسن صدقي بتحقيقععه بإشععراف أسععتاذنا الععدكتور الراجععي‬
‫في مجلدين يشتمل الول منهما على الدراسة والثاني على متن التقان محققا‪.‬‬

‫‪382‬‬
‫ونسب إليه بعض البععاحثين قصععيدة فععي القععراءات ولععم يععذكر‬
‫مصدره في هذه النسبة)‪ ،(1‬ولعله أراد بعععض القطععع النظميععة الععتي‬
‫ضمنها كتابه "إتقان الصنعة" عند ذكر تكععرر السععتفهام فععي سععورة‬
‫الرعد‪ ،‬وتشتمل القطعة الولععى علععى أربعععة أبيععات‪ ،‬والثانيععة علععى‬
‫عشرة أبيات)‪.(2‬‬
‫ويمكعن أيضعا أن يعتعبر معن آثعاره بععض التقييعدات عنعه عنعد‬
‫صاحبه أبي عبد الله محمد بن محمععد بععن سععليمان البوعنععاني كمععا‬
‫سيأتي في ترجمته‪ ،‬وقد قيد عن البوعناني كثيرا من اختيارات ابععن‬
‫شعيب كل من أبي عبد الله الرحماني ومحمد بععن أحمععد الحامععدي‬
‫صاحب أنوار التعريف وسيأتي طرف من ذلععك فععي ترجمععة الشععيخ‬
‫البوعناني المذكور‪.‬‬
‫ويعتبر كتاب "إتقان الصنعة" سجل حافل بمظععاهر إمامععة أبععي‬
‫العباس بن شعيب وحذقه في الفن‪ ،‬وقد صنفه في آخر حيععاته‪ ،‬بععل‬
‫جاء التنصيص في آخره على ذلك بما يدل على فراغه منه قبل نحو‬
‫السنة من وفاته فقال‪" :‬قال مؤلفه رحمة اللععه عليععه نجععز التععأليف‬
‫والحمد لله حق حمده‪ ،‬وصلى الله على سيدنا محمععد نععبيه وعبععده‪،‬‬
‫وكان الفراغ من تأليفه عشية يععوم الثنيععن خععامس جمععادى الولععى‬
‫عام ‪1014‬هع عصمنا الله من شره وفتنتععه بفضععله وكرمععه وجععوده‬
‫ورحمته آمين)‪.(3‬‬
‫وكان غرضه من التأليف مناقشة بعععض الحكععام المععأخوذ بهععا‬
‫في القراءات السععبع ومراجعععة بعععض مععذاهب الئمععة فيهععا‪ ،‬ولعلععه‬
‫لحظ حمل بععض القعراءات لهعا علعى غيعر محاملهعا الصعحيحة‪ ،‬أو‬
‫لحظ في بعض توجيهععاتهم لهععا قصععورا وضعععفا‪ ،‬فكتععب كتععابه فععي‬
‫صورة تعليقات وتحقيقات تتبع فيها هذه المواضع من فاتحة الكتاب‬
‫‪ ()1‬الشارة إلى "القراء والقعراءات بعالمغرب" لسععيد أععراب ‪ ،89‬وقعد ذكعر السعتاذ صعدقي‬
‫حسن أنعه اتصعل بعه فعي شعأن مصعدره فعي هعذه النسعبة فاعتعذر إليعه بطعول العهعد بكتابعة‬
‫المعلومات المذكورة وهو ل يذكر الن مصادره‪.‬‬
‫‪ ()2‬إتقان الصنعة تحقيق الحسن صدقي ورقة ‪ 246-244‬مجلد ‪.2‬‬
‫‪ ()3‬إتقان الصنعة من كتاب التقان المذكور‪.‬‬

‫‪383‬‬
‫إلععى خعاتمته علععى ترتيععب أبعواب "التيسععير" و"الشعاطبية" تقريبعا‪،‬‬
‫فكان يعرض مسائل الخلف وينقل فيهعا بعععض النقععول دون توسععع‬
‫في الغالب‪ ،‬ويورد بعض التوجيهات نقل عن بعععض الئمععة وينععاقش‬
‫بعضها بروح نقدية عالية حتى ولو كععان القععائلون بهععا مععن الشععهرة‬
‫وجللة القدر بمكان)‪ .(1‬وقد أشار إلى هذا في مقدمة التقان فقال‪:‬‬
‫"وبعد فقد بان لي من النظر السديد‪ ،‬والرأي الرشيد‪ ،‬أن أضع‬
‫هذا التأليف في ضبط القراءة وأحكام التجويد للئمة السععبعة أعلم‬
‫الهدى وأولي البر والتمجيد‪ ،‬فوضعته مختصرا تقريبا لحصععول النفععع‬
‫بععه والفععادة‪ ،‬وأودعتععه دررا ومهمععات مععن الحجععج تبرعععا وزيععادة‪،‬‬
‫وسميته ب"إتقان الصنعة في التجويد للسبعة"‪.‬‬
‫ويمتاز الكتاب إلى جانب ما ذكععره مععن الختصععار بععإيراده لمععا‬
‫عليه العمل في التلوة في كثير مععن مسععائل الخلف الععتي تعععرض‬
‫لها ابتداء من باب التعوذ إلى آخر الكتاب‪.‬‬
‫فمن ذلك مثل قوله فععي بععاب البسععملة‪" :‬وجععرى العمععل عنععد‬
‫الشععيوخ بععالجمع بيععن الععوجهين مععع تقععديم السععكت‪ ،‬وليععس ذلععك‬
‫بواجب"‬
‫ومنه قوله في باب المد بعد أن ذكر مراتب المد للسبعة وأنها‬
‫أربعة علععى المنصععوص يعنععي فععي "التيسععير" قععال‪" :‬هععذه طريقععة‬
‫الداني فععي تيسععيره وغيععره‪ ،‬والععذي اختععاره المتععأخرون وجععرى بععه‬
‫العمل عندهم أن مراتب المععد ثلث فقععط‪ :‬كععبرى لععورش وحمععزة‪،‬‬
‫وصغرى لقالون والمكي والبصععري‪ ،‬ووسععطى لبععن عععامر وعاصععم‬
‫والكسائي‪.‬‬

‫‪ ()1‬ناقش الجعبري وابعن المجعراد وابعن غعازي وغيرهعم كمعا يسعتفاد ذلعك معن كتعاب التقعان‬
‫المذكور‪.‬‬

‫‪384‬‬
‫وبهذا يكون ابن شعععيب أحععد الئمععة الععرواد فععي وضععع معععالم‬
‫القراءة "الرسمية" وخاصة فععي روايععة ورش‪ ،‬بتنععبيهه فععي مسععائل‬
‫الخلف على ما عليه الخذ والداء وجرى به العمل)‪.(1‬‬
‫كما يعتبر الكتاب سجل آخر لقععوال أئمععة مدرسععة ابععن غععازي‬
‫وطائفة من معاصريه وتلمععذتهم حيععث نقععل كععثيرا مععن تحقيقععاتهم‬
‫ومسائل الخلف بينهم‪ ،‬فهو ينقل بعض أقوال الستاذ المحقق أبععي‬
‫العباس سيدي أحمد بن يوسف الدقون)‪ ،(2‬كما ينقععل بعععض معععاني‬
‫أبيات الشاطبي مصدرة بقوله "وقععال الشععيخ السععتاذ أبععو عمععران‬
‫سيدي موسى الزواوي رحمه الله")‪.(3‬‬
‫وينقل في غير موضععع مععذاهب شععيوخه أبععي العبعاس الضععرير‬
‫وأبي عبد الله محمعد بعن يوسعف العترغي وأبعي علعي الحسعن بعن‬
‫محمد الدرعي ‪ -‬كما أشععرنا إلعى ذلعك فعي تراجمهععم ععن قريعب ‪-‬‬
‫وينقل مذاهب بعض شيوخ شيوخه ويناقشها‪.‬‬
‫ومثال ذلك قوله تعععالى‪" :‬إن كنتععم إيععاه تعبععدون" فععي سععورة‬
‫النحل‪.‬‬
‫"اختلف الشيوخ في الهاء من إياه حيث وقع هل يصلها المكي‬
‫أو ل يصلها ؟ فكععان شععيخ شععيوخنا السععتاذ المحقععق أبععو عبععد اللععه‬
‫سيدي محمد بن مجبر يأخذ فيها بعععدم الصععلة‪ ...‬وكععان غيععره يأخععذ‬
‫فيها بإثبات الصلة وبه قرأت‪ ،‬وهو التحقيق عند الجعبري بنععاء علععى‬
‫ما اختاره أبو حيان من أن الضمير هو الهاء فقط‪ ،‬وكلمععة إيععا عمععاد‬
‫له‪.(4)"..‬‬
‫وفي الجملة فإن الشيخ أبععا العبععاس يعتععبر طععرازا فريععدا فععي‬
‫العصر‪ ،‬إن لم نقل بحق إنه كععان فيععه خاتمععة المشععيخة المحققيععن‬

‫‪ ()1‬سيبلغ هذا التجاه كماله عند أبي زيد بن القاضي في كتبه سععواء فععي الداء أم فععي الرسععم‬
‫والضبط أم في غير ذلك‪.‬‬
‫‪ ()2‬نقل عنه في سورة الفاتحة من التقان‪.‬‬
‫‪ ()3‬في السورة نفسها‪.‬‬
‫‪ ()4‬إتقان الصنعة ورقة ‪) 258‬مرقونة باللة(‪.‬‬

‫‪385‬‬
‫للقراءات السبع الذين جمعوا بين الصععالة والعمععق والرسععوخ فععي‬
‫صناعة الفن‪ ،‬وبين الفقه المكين في العلعل والسعباب والتوجيهعات‬
‫التي تنبني عليها مسائل الخلف بعد ثبوتها في الرواية وتواتر النقل‬
‫بها عن الئمة‪ ،‬وقد قام محقق كتابه "إتقان الصنعة" بجهد مشععكور‬
‫في إماطة الحجعب ععن مععالم شخصعية هعذا المعام ومكعانته فعي‬
‫عصره من خلل هذا الكتاب العذي ل شعك أنعه كعان لبنعة معن آخعر‬
‫اللبنات في صرح المدرسة المغربية في القراءات بوجه ععام وفعي‬
‫قراءة نافع بوجه خاص‪ ،‬باعتباره أحععد الكتععب الععتي تقععوم علععى مععا‬
‫سميناه ب"الدراسة المقارنة" لمختلف المذاهب والختيارات وبيان‬
‫ما تنبني عليه من اعتبارات وتوجيهات‪.‬‬
‫‪ .14‬أبو القاسم بن محمد بن محمد بـن قاسـم بـن أبـي‬
‫العافية المكناسي الصل ثععم الفاسععي يعععرف بععابن القاضععي كمععا‬
‫يعرف بها ولده أبو زيد عبد الرحمن شيخ الجماعة بفاس‪.‬‬
‫إمام اشتهر بالبراعة في العربية وكان له مشاركة فيما سععوى‬
‫ذلععك‪ ،‬قععال القععادري‪ :‬قععال فععي البتهععاج‪ :‬ممععن لزم الشععيخ أبععا‬
‫المحاسن)‪ (1‬كثيرا‪ ..‬وكان شيخا نحويا درس النحو كععثيرا وأخععذ عنععه‬
‫أهل عصره‪ ،‬وكان له مزيد وجاهة عنععد السععلطان أحمععد المنصععور‪،‬‬
‫مولده أي صاحب الترجمععة سععنة سععتين معن العاشععرة تععوفي سععنة‬
‫)‪(2‬‬
‫‪ 1022‬ثععم ذكععر القععادري مععن شععيوخه الشععيخ إبراهيععم اللمطععي‬
‫وأحمد بن عثمان اللمطي)‪ (3‬وأبا عبد الله بن مجععبر المسععاري أخععذ‬
‫عنه القعراءات السعبع وبععض اللفيععة‪ ،‬وأبععا العبععاس القععدومي وأبعا‬
‫العباس المنجور وجماعة قال‪:‬‬
‫"واشتهر للقراءة فأخذ عنه عامة وقته وخاصتهم وجماعة مععن‬
‫)‪(4‬‬
‫أعيانهم"‬
‫‪ ()1‬هو الشيخ يوسف بن محمد الفاسي ت ‪.1013‬‬
‫‪ ()2‬تقدم في شيوخ المنجور من أصحاب علي بن هارون تقدم‪.‬‬
‫‪ ()3‬مقرئ مشهور قرأ على والده عثمان بن عبد الواحد اللمطي تقدم ذكره معه فععي أصععحاب‬
‫ابن غازي‪ .‬قرأ عليه المام أبو محمد عبد الواحد بن علي بن عاشر كما سيأتي في شيوخه‪.‬‬
‫‪ ()4‬نشر المثاني ‪.1/181‬‬

‫‪386‬‬
‫وقد ذكر نسععيبه أبععو العبععاس ابععن القاضععي لععه مجموعععة مععن‬
‫المؤلفات النحوية وقال‪:‬‬
‫"أخذ القراءات عن الستاذ أبي عبد الله محمععد بععن أحمععد بععن‬
‫مجبر المساري‪ ،‬وعن أبي القاسم بن إبراهيعم المشعترائي‪ ،‬والنحعو‬
‫عن أبي العباس أحمد بن علي القدومي الندلسي‪ ...‬أجععاز لععه ابععن‬
‫مجبر المذكور في القراءات وكل ما يجوز له وعنه روايته‪ ،‬ولد سنة‬
‫‪ 960‬وهو من أهل العصر")‪.(1‬‬
‫وقد أسند القراءة من طريقه غيععر واحععد ممععن أسععندوها عععن‬
‫ولده المام أبي زيد‪ ،‬وكان عمدته في كثير من النقول التي ضععمنها‬
‫كتبه‪ ،‬وكثيرا ما نجععده فيهععا يقععول‪ " :‬قععال والععدنا رحمععه اللععه")‪ (2‬أو‬
‫"وقد سمعت من شيخنا ومفيدنا ووالدنا القاسم بن القاضي")‪ ،(3‬أو‬
‫يقول‪" :‬أملي عليها شيخنا الوالد – رحمة الله عليه‪:‬‬
‫تقرأ بالظهار والخفاء‬ ‫والميم إن تسكن قبيل الباء‬
‫)‪(4‬‬
‫أجلها الخفاء قال الداني‬ ‫فهذان الوجهان جيدان‬
‫‪ -15‬الحسن بن يوسف بن مهدي أبو علــي الزيــاتي‬
‫ويقال أبو الطيب أيضا‬
‫ترجم له القادري في "نشر المثاني" وذكر أنه ولد في نصف‬
‫جمادى الثانية سنة ‪964‬هع‪ ،‬ورحل إلى فاس في طلب العلم‪ ،‬وقععرأ‬
‫علععى أخععويه بفععاس بعععد أن رحل إليهععا بعععد أن حمععل علععى شععيخ‬
‫المقرئين أحمد بن قاسم القدومي )ت ‪ ،(992‬فأتقن أنععواع العلععوم‬
‫وشارك في أنواع كثيرة محققا في جميعها‪ ،‬ثم ذكععر ملزمتععه لعععدد‬
‫من المشايخ في الفقه والحديث وإجازة بعضهم له بذلك‪ ،‬ثم قععال‪:‬‬

‫‪ ()1‬درة الحجال ‪ 3/287‬ترجمة ‪ ،1363‬والمؤلف من أبناء عمومته‪.‬‬


‫‪ ()2‬ينظر مثال على ذلك "الفجر الساطع" عند ترجمة قالون‪ ،‬وعنععد قعوله فعي فععرش الحعروف‬
‫"وإنما النسي ورش أبد له"‪.‬‬
‫‪ ()3‬ذكره بهذه اللفاظ في "إزالة الشك واللباس العارضين لكثير معن النععاس فعي نقعل شعكل‬
‫الهمز من ألم أحسب الناس"‪.‬‬
‫‪ ()4‬ذكره في الفجر الساطع في باب الدغام والظهار عنععد ذكعر أحكععام النععون والتنععوين‪ .‬نقلعه‬
‫صاحب الروض الجامع‪.‬‬

‫‪387‬‬
‫"ولما توفي شيخه القدومي وجد عليععه كععثيرا حععتى اسععتولت عليععه‬
‫السوداء‪ ،‬ثم ذكر أنه سار إلى أبي المحاسن يوسف الفاسععي فقععرأ‬
‫عليه ختمات كثيرة ولزم مجلسه‪ ،‬وزوجه الشيخ ابنته وقععام بجميععع‬
‫مؤنه إلى أن توفي الشيخ‪.‬‬
‫"ولمععا اضععطرب أمععر هععذا المغععرب‪ ،‬واختلععت أحععواله وعظععم‬
‫الخطب بفاس‪ ،‬خععرج سععنة )‪1022‬هععع( إلععى جبععل كععرت مععن بلد‬
‫عوف‪ ،‬وكان له أصحاب هناك‪ ،‬وهي بلد من أخصععب بلد المغععرب‪،‬‬
‫فأقام هنالك منفردا بنفسه)‪ ،(1‬وله سبب من حرث وماشية إلععى أن‬
‫مرض مدة‪ ،‬وتوفي بين الظهرين من يوم الثلثاء ‪ 24‬رمضان سنة )‬
‫‪1023‬هع(‪ ،‬ودفن بالموضع المعععروف بعع "زاويععة الهبععط" مععن جبععل‬
‫كرت رحمه الله تعالى")‪.(2‬‬
‫وذكر القادري في ترجمته فععي هععذا الصععدد أنععه "درس كععثيرا‪،‬‬
‫وانتفع به خلق كثير‪ ،‬وصنف كتبا كثيرة مفيدة سمى منها عددا فععي‬
‫مختلف الفنون‪ ،‬منها حاشيته المشهورة علععى شععرح ضععبط الخععراز‬
‫المعروف بع "الطراز" للتنسي‪.‬‬
‫وقععد مثععل الحسععن الزيععاتي مشععيخة الجماعععة فععي القععراءات‬
‫والعربية معا بفاس بعد ذهاب كبار المشيخة فكان عمدة كثيرة من‬
‫الجلء كالشيخ أبععي العبععاس بععن شعععيب صععاحب "إتقععان الصععنعة"‬
‫وأبي القاسم بن القاضي النف الذكر‪ ،‬وولده أبي محمد عبد العزيز‬
‫الزياتي التي وغيرهم‪ ،‬وخسععرت المدينععة بخروجععه منهععا إلععى هععذه‬
‫الجهات خسارة كبيرة"‪.‬‬

‫‪ ()1‬ذكر اليفرني في نزهة الحادي ‪ 199-198‬السبب الذي جعل الزياتي يخرج مععن فععاس وهععو‬
‫"ما قام به المامون بن أبي العباس أحمد المنصور الذهبي المعروف بالشيخ من تسليم مدينة‬
‫العرائش للنصارى في مقابل مساعدتهم له في محاربته لخيه زيدان ومحاولته الحصول علععى‬
‫فتوى شرعية تسوغ له ذلك‪ ،‬قال "وقع هذا لستفتاء بعد أن وقع العطاء‪ ،‬وما أجاب من أجاب‬
‫من العلماء عن ذلك إل خوفا على نفسه‪ .‬وقد هرب جماعة من الفتوى‪ .‬ثم ذكر جماعععة ممععن‬
‫هربوا فذكر منهم سيدي الحسن الزياتي وابا عبد الله محمد الجنان وغيرهما‪"" .‬‬
‫‪ ()2‬نشر المثاني ‪.199-1/198‬‬

‫‪388‬‬
‫‪ -16‬ولده أبو محمد عبد العزيز بن الحســن الزيــاتي‬
‫الفقيه الستاذ المشارك‪ ..‬ويكنى أيضا بأبي فارس‬
‫وصفه القادري بهذه التحليات وقال‪" :‬كان أستاذا مجودا مقرئا‬
‫عالما محصل نبيل جليل‪ ،‬وكان سبطا لبععي المحاسععن الفاسععي ولععد‬
‫ابنته‪ ..‬ثم ذكر أنه توفي بتطوان عام ‪1055‬هع)‪."(1‬‬
‫وذكر اليفرني في "الصفوة" والحضيكي أن المترجم أخذ عععن‬
‫خاله سعيدي العربعي الفاسعي والععارف أبعي زيعد عبعد الرحمعن)‪،(2‬‬
‫ورحل لمراكععش وأخععذ عععن مشععايخها كععأبي عبععد اللععه بععن يوسععف‬
‫التملي‪ ،‬جمع عليه القراءات العشر‪ ،‬ثم رحععل إلععى المشععرق وأخععذ‬
‫)‪(4‬‬
‫فيه عن شيخ القراءات وغيرهععا سععلطان المزاحععي)‪ (3‬والجهععوري‬
‫وغيرهما ثم ذكععرا أن لععه شععرحا علععى قصععيدة خععاله المععذكور فععي‬
‫الذكاة‪ ،‬وله تآليف في فن القراءة")‪.(5‬‬
‫مؤلفاته في القراءة وعلومها‪:‬‬
‫‪ -1‬نفائس الحلي في قراءة أبي عمرو بن العلء‬
‫ذكره له بعض البععاحثين)‪ ،(6‬ووقفععت عليععه مخطوطععا فععي نحععو‬
‫أربعين ورقة في خزانة خاصة)‪ (7‬يقول في أوله‪" :‬الحمععد للععه الععذي‬
‫أنزل القعرآن هعدى ورحمعة وشعفاء لمعا فعي الصعدور‪ ،‬وشعرف بعه‬
‫ل العمل المبرور‪ ...‬أما بعد فيقول‬ ‫حامله وجعل إدمان تلوته من أج ّ‬
‫مقيده عبد الله تعالى عبد العزيز بن الحسن بن يوسف بععن مهععدي‬
‫الزياتي ‪ -‬جبر اللععه قلبععه‪ ،‬وغفععر بفضععله ذنبععه ‪ -‬فععإني وضعععت هععذا‬
‫‪ ()1‬نشر المثاني ‪.2/30‬‬
‫‪ ()2‬هو عبد الرحمن بععن محمععد الفاسععي المشععهور بالعععارف ) ‪ (1036-972‬ترجمتععه فععي نشععر‬
‫المثاني ‪.267-1/266‬‬
‫‪ ()3‬هو شيخ القراء ورئيس أهل التجويد بمصر الشيخ سلطان بععن أحمععد بععن سععلمة المزاحععي‬
‫الشافعي له تأليف في القراءات الربع الزائدة على العشر‪ ،‬توفي عععام ‪ – "1075‬صععفوة مععن‬
‫انتشر لليفرني ‪.145-144‬‬
‫‪ ()4‬لعل المراد به هو نور الدين علي بن زيد العابدين بن محمععد الجهععوري شععيخ المالكيععة فععي‬
‫عصره )ت ‪ (1066‬ترجمته في شجرة النور ‪ 304-303‬الطبقة ‪ 22‬رقم الترجمة ‪.1174‬‬
‫‪ ()5‬صفوة من انتشر ‪ 81‬ومناقب الحضيكي ‪.275–2/274‬‬
‫‪ ()6‬سعيد أعراب في "القراء والقراءات بالمغرب" ‪.92‬‬
‫‪ ()7‬عند السيد أحمد اعوينات بقرية اليوسفية بالرباط‪.‬‬

‫‪389‬‬
‫التقييد على قراءة المام أبي عمرو بن العلء البصري ‪ -‬رحمه اللععه‬
‫‪ -‬من روايتي أبي عمر الدوري وأبععي شعععيب صععالح السوسععي عععن‬
‫اليزيدي عنه‪ ،‬فيما خالف فيه المــام نافعــا ممــا رواه عنــه‬
‫عثمان ورش وعيسى قععالون‪ ،‬وافقععا فععي ذلععك ابععن كععثير أم ل‪ ،‬ول‬
‫أذكر إل ما اختلفا فيه دون ما اتفقا فيه‪...‬‬
‫وقد استهله بالتعريف بأبي عمرو بن العلء ناقل في ذلععك عععن‬
‫"التيسير" للداني وشرح المام شعلة علععى الشععاطبية)‪ ..(1‬ثععم أخععذ‬
‫في عرض الخلفيات على نسق كتب القراءة المعتععاد إلععى أن أتععى‬
‫علىخاتمة الفرش‪.‬‬
‫‪ -2‬أرجــوزة فــي القــراءات‪ :‬ومنهععا نسععخة مخطوطععة‬
‫بالخزانة العامة بالرباط برقم ‪ 1147‬ولم أقف عليها)‪.(2‬‬
‫‪ -3‬الجواهر المختارة في نــوازل غمــارة وهععو عنععوان‬
‫مجموع له تضمن أجوبة في القراءات ذكر بعض الباحثين أنها توجد‬
‫بأيدي الناس‪ ،‬قال‪" :‬الجواهر المختارة فععي نععوازل غمععارة"‪ ،‬وربمععا‬
‫كان أبو فارس هعو أول معن فتعح هعذا البعاب أمعام القعراء فكعثرت‬
‫أجوبتهم‪ ،‬وتعددت في ذلك مؤلفاتهم")‪.(3‬‬
‫ويعتبر هذا الشيخ وأبوه معا من أهم المعابر التي عععبرت منهععا‬
‫الرواية من طرق أصحاب ابععن غععازي عنععه إلععى هععذه الجهععات مععن‬
‫الشمال المغربي‪.‬‬
‫‪ -17‬ومــن أعلم هــذا الرعيــل المــام العلمــة شــيخ‬
‫الجماعة أبو محمــد عبــد الواحــد بــن أحمــد بــن علــي بــن‬
‫عاشر النصاري الندلسي الصل الفاسي )‪(.1040-990‬‬

‫‪ ()1‬هو المطبوع باسم "كنز المعاني"‪ ،‬وهو غير "كنز المعاني" المشهور للجعبري كما تقدم‪.‬‬
‫‪ ()2‬مذكورة في فهارس الخزانة العامة بالرباط ‪ 1/33‬تحت رقم ‪ 1147‬في مجمععوع مععن ‪ 33‬أ‬
‫إلى ‪34‬ب‪.‬‬
‫‪ ()3‬القراء والقراءات بالمغرب ‪.92‬‬

‫‪390‬‬
‫قال القادري في النشر‪" :‬ومنهم المام الكبير الحجة الشععهير‪،‬‬
‫أبو محمد عبد الواحد‪ ...‬أحد العلم‪ ،‬كبير الشععأن‪ ،‬رأس فععي العلععم‬
‫والتحقيق والمشاركة في العلوم")‪.(1‬‬

‫نشر المثاني ‪.1/283‬‬ ‫‪()1‬‬

‫‪391‬‬
‫وقال في التقاط الدرر‪" :‬وفي ثععالث ذي الحجععة عععام أربعيععن‪،‬‬
‫تععوفي المععام الحجععة عبععد الواحععد بععن أحمععد بععن علععي بععن عاشععر‬
‫النصععاري نععاظم "المرشععد")‪ (1‬وصععاحب "الحاشععية علععى التتععائي‬
‫الصععغير")‪ ،(2‬وشععرح الخععراز المسععمى بععع"فتععح المنععان علععى مععورد‬
‫الظمآن")‪.(3‬‬
‫وقال الحضيكي‪" :‬العلمة الجليل‪ ،‬برع في علوم شتى‪ ،‬وتبحععر‬
‫في منقولهععا ومعقولهععا‪ ...‬وكععان دؤوبععا علععى تعليععم النععاس حريصععا‬
‫عليهم وعلى إحياء السنن والدين وإخماد البدع‪ ..‬يأخععذ العلععم عمععن‬
‫دونه"‪.‬‬
‫"وله ‪ -‬رضي اللععه عنععه ‪ -‬اليععد الطععولى فععي علععوم القععراءات‪،‬‬
‫وانفرد في زمانه بذلك‪ ،‬وعلوم الرسم‪ ،‬يبحث مع الجعبري‪ ،‬وحشى‬
‫عليه‪ ،‬وشرح "مورد الظمآن"‪ ،‬وأنكععر قععراءة الحزابيععن علععى عععادة‬
‫الناس في الجنائز")‪.(4‬‬
‫مـشـيـخـتــه‪:‬‬
‫قال القادري‪ :‬قرأ القرآن على‪:‬‬
‫‪ -1‬المععام الشععهير السععتاذ المحقععق أبععي العبــاس أحمــد بــن‬
‫عثمان اللمطي)‪ (5‬وعلى غيره‪.‬‬
‫‪ -2‬وأخععذ قععراءة الئمععة السععبعة عععن السععتاذ المحقععق أبــي‬
‫العباس أحمد الكفيف)‪.(6‬‬

‫‪ ()1‬يعني أرجوزة "المرشد المعين في نظم الضروري من علوم الدين"‪.‬‬


‫‪ ()2‬التتائي هو شمس الدين محمد بن إبراهيم التتائي المصري )ت ‪ (942‬فقيه مالكي مشععهور‬
‫له مؤلفات منها على مختصر خليل في الفقععه شععرحان كععبير وصععغير‪ ،‬وقععد وضععع المععام ابععن‬
‫عاشر حاشيته على الصغير منهما وما تزال منها نسعخة محفوظعة بالخزانعة الحسععنية بالربععاط‬
‫ربرقم ‪.2258‬‬
‫‪ ()3‬التقاط الدرر للقادري ‪ 91‬ترجمة ‪.155‬‬
‫‪ ()4‬مناقب الحضيكي ‪.274-2/273‬‬
‫‪ ()5‬تقدم في ترجمة والده عثمان بن عبد الواحععد اللمطععي الميمععوني المكناسععي مععن أصععحاب‬
‫الشيخ ابن غازي‪.‬‬
‫‪ ()6‬هو أحمد بن محمد بن مخلوف الشفشاوني الضرير تقعدم فعي رقعم ‪ 9‬معن هعذه المشعيخة‬
‫ويشترك فيه مع ابن شعيب‪.‬‬

‫‪392‬‬
‫‪ -3‬ثم عن العالم الشهير مفتي فاس وخطيععب حضععرتها أبــي‬
‫عبد الله محمد الشريف المريي التلمساني)‪ (1‬وغيرهما‪.‬‬
‫قال‪" :‬ولشععك أنععه فععاق أشععياخه فععي التفنععن فععي التوجيهعات‬
‫والتعليلت‪ ،‬رحم اللععه الجميععع بمنععه‪ ...‬ثععم سععمى بعععد جماعععة مععن‬
‫مشايخه في غير القراءات وذكر رحلتععه إلععى الحععج سععنة ‪1008‬هع ع‬
‫وقععال‪" :‬وكععان ذا معرفععة بععالقراءات وتوجيههععا بععالنحو والتفسععير‬
‫والعععراب والرسععم والضععبط وعلععم الكلم‪ ...‬وذكععر مجموعععة مععن‬
‫العلوم الخرى‪.‬‬
‫مـؤلـفـاتـه‪ :‬ثم ذكر مؤلفاته فقال‪:‬‬
‫‪ -1‬ومنها شرحه العجيب على مورد الظمآن في علم‬
‫رسم القرآن‪ ،‬وقد أجاد فيه ما شاء‪ ،‬وليععس الخععبر كالعبععان وقععد‬
‫كان شرحه دينا على العلماء العيان‪.‬‬
‫‪ -2‬وأدرج فيعععه تأليفعععا آخعععر سعععماه "العلن بتكميعععل معععورد‬
‫الظمآن")‪ (2‬في كيفية رسم قراءة غير نافع مععن بقيععة السععبعة فععي‬
‫نحو خمسين بيتا‪ ،‬وشرحه" قال‪:‬‬
‫‪ -3‬وله "طرر" عجيبة على شرح المام أبي عبد الله‬
‫محمد التنسي لععذيل "مععورد الظمععآن فععي الضععبط)‪ .(3‬ولععم يععذكر‬
‫القادري‪:‬‬
‫‪ -4‬حاشيته على الجعععبري النفععة الععذكر فععي قععول الحضععيكي‬
‫"يبحث مع الجعبري‪ ،‬وحشى عليععه" وهععي فيمععا يظهععر علععى شععرح‬
‫الجعبري على العقيلععة المعععروف بعع "جميلععة أربععاب المراصععد فععي‬
‫شرح عقيلة أتراب القصائد")‪.(4‬‬

‫تقدم في رقم ‪ 11‬من هذه المشيخة‪.‬‬ ‫‪()1‬‬

‫تقدم ذكر كتاب "فتح المنان" وذيله "العلن" في ترجمة الخراز‪.‬‬ ‫‪()2‬‬

‫نشرالمثاني ‪.288-1/283‬‬ ‫‪()3‬‬

‫تقدم ذكر شرحه هذا في الشروح التي قامت على قصيدة الشاطبي هذه‪.‬‬ ‫‪()4‬‬

‫‪393‬‬
‫‪ -5‬تقييد لــه بعنــوان "رســم البــدور الســبعة" يوجــد‬
‫)‪(1‬‬
‫مخطوطا في بعض الخزائن‬
‫‪ -6‬تقييد عنه مما قيده عبد الرحمن القيرواني فــي‬
‫الوجوه الجــائزة فــي تكــبير المــام ابــن كــثير فععي السععور‬
‫المعهودة لذلك وقفت عليه مخطوطا)‪.(2‬‬
‫‪ -7‬منظومات متفرقة في مسائل الداء‪ ،‬منها في ذكر‬
‫مذاهب السبعة في الوقف مما نقله مسعععود جمععوع فععي "الععروض‬
‫الجامع" في باب "الروم والشمام" عند ذكر ذلك فقال‪" :‬وقد نظم‬
‫ذلك شيخ الجماعة سيدي عبد الواحععد ابععن عاشععر رحمععه اللععه فععي‬
‫بيت فقال‪:‬‬
‫وبصعر بحسعن ثعم حمعزة‬ ‫لشام وحرمي تمام وعاصم‬
‫معا اتفق‬
‫ومنها جواب له على إشكال نظما فععي موضععوع الوقععف علععى‬
‫الهمز لحمزة ألقاه عليه صاحبه أبو زيد بن القاضي‪ ،‬ونص السععؤال‬
‫هكذا‪:‬‬
‫وصار إمام الغرب في السبع‬ ‫أيا من سما فوق السماكين‬
‫والعشر‬ ‫والنسر‬
‫وقدوتنا مفتي النام بل نكر‬ ‫عنيت بذلك شيخنا ومفيدنا‬
‫وأوصافه في العلم جلت عن‬ ‫وشهرته بين الورى بابن‬
‫الحصر‬ ‫عاشر‬
‫على لفظ "ما" من "بيس"‬ ‫إذا وقف القاري لحمزة معلنا‬
‫منفصل السطر‬ ‫هل الحكم بالتحقيق وهو الذي‬

‫‪ ()1‬مخطوط بالمكتبة العامة بتطوان تحت رقم ‪) 881‬الموسعوعة المغربيعة لعبعد العزيعز بنعبعد‬
‫الله ‪.(.2/35‬‬
‫‪ ()2‬وقفت عليه في ‪ 3‬أوراق ضمن مجموعة تقاييد عند السيد عبععد الرحمععن قيععم مكتبععة "منععار‬
‫العرفان" بالرباط‪.‬‬

‫‪394‬‬
‫كإن لم وأن لن مع نظائرها‬ ‫جل‬
‫تجري ؟‬ ‫أم الحكم بالتحقيق رعيا‬
‫أجيبوا بنص ينشر الحق كالدر‬ ‫للفظها‬
‫بجاه النبي المصطفى قائد الغر‬ ‫جزاكم إله العرش خير جزائه‬
‫جواب ابن عاشر‪:‬‬
‫ويعليعك قعدرا فعي صدور ذوي‬ ‫جوابك والرحمن يغفر ما‬
‫الذكر‬ ‫تطري‬
‫تقدم كلمة الوقوف كما تدري‬ ‫بتحقيق ذاك الهمز جزما لنه‬
‫فقد فات شرط الوقف عن‬ ‫ويوضح ذاك الرسم والوقف‬
‫حمزة المقري‬ ‫قبل ما‬
‫مفاد عموم وهو نص بل نكر‬ ‫وذا القدر كاف في الجواب‬
‫فلم ألفه ثم الحياء لما‬ ‫لنه‬
‫)‪(1‬‬
‫تطري‬ ‫وعذر المطال البحث عن عين‬
‫نصها‬

‫تـصــدره‪:‬‬
‫تصدر المام أبو محمد بن عاشر في شبابه لفععادة مععا عنععده‬
‫من العلوم‪ ،‬فقرأ عليه عدد كبير من طلبة فاس وقرائها‪ ،‬فلم يلبععث‬
‫أن أصبح شيخ الجماعة‪ ،‬وكان له اهتمام خاص بفعن التجويعد‪ ،‬وهعذا‬
‫ما تدل عليه حكايته مع "الحزابين" بالمقبرة يوم مععات أخععوه حيععن‬
‫منعهم من القراءة عله وقال‪" :‬يفسدون قراءة القرآن")‪ .(2‬وكععذلك‬
‫ما حكععاه العلمععة أبععو العبععاس أحمععد بععن عبععد العزيععز بععن الرشععيد‬
‫السجلماسي في كتابه "ععرف النعد")‪ (3‬ععن شعيخه المعام المجعود‬

‫‪ ()1‬ذكره ابن القاضي في كتابه "مقالة الئمة العلم فعي وقعف حمعزة وهشعام علعى الهمعز –‬
‫لوحة ‪) 177‬مخطوط في مجموع في ملك السيد محمد بن السيد الدين بنواحي تالمست مععن‬
‫إقليم الصورة(‪ ،‬وكذا في الفجر الساطع في باب الهمز‪.‬‬
‫‪ ()2‬نشر المتاني ‪.1/287‬‬
‫‪ ()3‬مخطوط عندي مصورة منه في عشرة أوراق ومنه نسخ عديدة بالخزانة الحسععنية بالربععاط‬
‫تحت الرقام ‪) 3823-3603-4617-6504-1064‬فهارس خ ح ‪(.177-6/176‬‬

‫‪395‬‬
‫المشهور أبي البركات أحمد الحبيب اللمطي أنه حكى عععن الشععيخ‬
‫ابن عاشععر أنععه "لمععا قفععل مععن المشععرق وأنكععر علععى أهععل فععاس‬
‫قراءتهم‪ ،‬ورام إرشادهم إلى الصواب وهدايتهم‪ ،‬فمنهععم مععن قععابله‬
‫بالنكير‪ ،‬ومنهم من قال هذا حق ول نشععتغل بععه لنععه علينععا عسععير‪،‬‬
‫ومنهم من اهتدى إلى الحق فشمر للتعليم أيما تشمير")‪.(1‬‬
‫ولما كان الشيخ ابن عاشر قد عاد من الحج سنة ‪ 1008‬كما‬
‫قدمنا‪ ،‬فمعناه أنه قد صرف نحوا من ثلثيععن سععنة مععن عمععره فععي‬
‫أخذ أصحابه بالعناية بإتقان التجويد وإحكام التلوة على الرغم ممععا‬
‫واجهه في ذلععك معن مصععاعب ومتععاعب‪ ،‬وعلعى الرغععم معن وفععاته‬
‫المبكرة إذ يععدل تاريععخ ولدتععه وتاريععخ وفععاته علععى أنععه تععوفي ولععم‬
‫يتجاوز الخمسين عاما‪ ،‬ومعناه أنه توفي في أوج السن التي يكععون‬
‫فيهععا النضععج‪ .‬ويتععأتى فيهععا العطععاء بعععد اسععتكمال الدوات وتمععام‬
‫التحصيل‪.‬‬
‫وقعععد تخرج على يده عدد من الفحول منهععم الشععيخ محمععد‬
‫بن أحمد المعروف بميارة الفععععاسي )ت ‪ (2)(1072‬وأبو زيعععد عبد‬
‫الرحمن بن أبي القاسم بن القاضي )ت ‪ ،(3)(1082‬وعبععد اللععه بععن‬
‫محمععد العياشععي الزيععاني )‪ ،(4)(1073‬ومحمععد بععن محمععد بععن أبععي‬
‫القاسم بن سودة الفاسي وهو ابن أخته )ت ‪ (5)(1073‬ومحمععد بععن‬
‫أبي بكر الدلئي المسناوي )ت ‪ ،(6)(1059‬ومحمد بن أحمد بن أبععي‬
‫المحاسن الفاسي )ت ‪1084‬هع()‪.(7‬‬

‫‪ ()1‬عرف الند في حكم المد" لوحة ‪.2‬‬


‫‪ ()2‬هو صاحب الشرحين المعروفين بميارة الصغير والكبير على المرشد المعيععن‪ .‬ترجمتععه فععي‬
‫نشر المثاني ‪.2/120‬‬
‫‪ ()3‬هو صاحب "الفجر الساطع على الدرر اللوامع" وسيأتي عن قريب‪.‬‬
‫‪ ()4‬ترجمته في مناقب الحضيكي ‪.148-2/147‬‬
‫‪ ()5‬ترجمته في نشر المثاني ‪.151-2/150‬‬
‫‪ ()6‬ترجمته في نشر المثاني ‪ 2/43‬وبمزيد من التفصيل في "الزاوية الدلئيععة ودورهععا الععديني"‬
‫لمحمد حجي ‪.83‬‬
‫‪ ()7‬ترجمته في السلوة ‪2/321‬‬

‫‪396‬‬
‫وقععد جععاء إسععناد القععراءات السععبع مععن طريقععه عنععد عامععة‬
‫المتأخرين من أئمة مدرسة ابن غازي كما سنرى نماذج منهععم عنععد‬
‫ذكر السانيد بعون الله‪.‬‬
‫‪ -18‬الشيخ أبو عبد الله محمد بــن يوســف التملــي‬
‫السوسي الصل‪ ،‬وينسب أحيانا المراكشي )ت ‪:(1048‬‬
‫إمام مقرئ جليل قرأ على أكابر المشععيخة بمراكععش وفععاس‬
‫وغيرهما‪ ،‬واختص بالستاذ أبي عبد الله محمد بن يوسععف الععترغي‪،‬‬
‫كما أخذ بفاس عن أبي علي الحسن الدراوي وأبي عبد الله محمععد‬
‫الصعغير المسعتغانمي وأبعي العبعاس أحمعد المقعري صعاحب "نفعح‬
‫الطيب"‪ ،‬وأبي العباس أحمد الفشتالي – النععف الععذكر فععي شععيوخ‬
‫ابن شعيب – وأبي القاسم ابن القاضي وأبععي العبععاس بععن شعععيب‬
‫والشيخ محمد الشريف المرّيي وسععواهم مععن رجععال مدرسععة ابععن‬
‫غازي‪.‬‬
‫وقععد حصعل منهعم علعى إجعازات‪ ،‬ثعم تصععدر بمراكععش زمنععا‬
‫طويل‪ ،‬فكان خير خلف بها من شيخه الترغي‪.‬‬
‫ل بمراكش وأغمات من‬ ‫وقد ترجم له صاحب "العلم بمن ح ّ‬
‫العلم" فقال فيه‪" :‬محمد بن يوسف بن أحمد بععن زكريععا التععاملي‬
‫السوسي أصععل‪ ،‬المراكشععي دارا ومنشععئا‪ ،‬الشععيخ السععتاذ المجععود‬
‫الديععب الفهامععة‪ ،‬معلععم الملععوك المععالكي‪ ،‬أحععد فقهععاء المغاربععة‬
‫الممتطين سنام الفضل وغاربه‪ ،‬عالم ماضي شعبا السعنان والقلعم‪،‬‬
‫وعلم فضله أشهر من نار على علم‪ ،‬له في الدب يد ل تقصععر عععن‬
‫إدراك غاية‪ ،‬وباع تلقععى رايععة البلغععة‪ ،‬فكععان عرابععة)‪ (1‬تلععك الرايععة‪،‬‬
‫وكععان مععن المهععرة فععي فععن القععراءات‪ ،‬مشععهورا بالتقععان وجععودة‬
‫الضععبط‪ ...‬ثععم ذكععر مشععيخته كمععا قععدمنا فععذكر منهععم أبععا العبععاس‬
‫المقري و"قد ذكره ‪ -‬يعني المقري ‪ -‬فععي "فتععح المتعععال")‪ (2‬وذكععر‬
‫‪ ()1‬المراد تشبيهه بعرابة الوسي المشهور الذي قال فيه الشاعر الشماخ بن ضرار‪:‬‬
‫تلقاها عرابة باليمين – اللسان – مادة عرب‪.‬‬ ‫إذا ما راية رفعت لمجد‬
‫‪ ()2‬المراد كتاب "فتح المتعال في مدح النعال" من مؤلفات أبي العباس المقري‪.‬‬

‫‪397‬‬
‫قصيدة له يطلب فيها منه الجازة‪ ،‬وأجازه فععي سععنة ‪1026‬هعع لمععا‬
‫قدم من مراكش إلى فاس‪:‬‬
‫وبعاسعط كعف البعذل معن بعد‬ ‫أمعوقظ جفعن الدهر من بععد‬
‫فا‬
‫ما ك ّ‬ ‫ما غفى‬
‫ومحيي معيعن الفضل من بععد‬ ‫ومحيعي رسعوم الكعرمين‬
‫ما جفعا‬ ‫التي عفت‬
‫ففضعلك يعا ذا الفضعل قد حير‬ ‫أجزني بما قد قلته ورويته‬
‫الوصفا‬
‫فأجابه ‪ -‬المقري ‪ -‬بهذا البيات‪:‬‬
‫وساحب أذيال الكمال على‬ ‫أمشكاة أنوار القراءة والدا‬
‫الكفا‬ ‫وحائز أشتات الفضائل إذ‬
‫مفاخره في أذن مغربنا شنفا‬ ‫غدت‬
‫تعطرت الرجاء من نشره‬ ‫بعثتم بطرس بل بروض بلغة‬
‫عرفا‬ ‫وأملتم أعلى إلله مقامكم‬
‫وألبسكم من عزه الطرف‬ ‫معن القاصعر البعاع الضعيف‬
‫الضفى‬ ‫إجعازة‬
‫ألم تعلموا أن الصواب هو‬ ‫ولست بأهل أن أجاز فكيف‬
‫العفا ؟‬ ‫أن‬
‫أجيعز ؟ علعى أن الحقعائعق قد‬ ‫ولول رجائي منكم صالح الدعا‬
‫تخفى‬
‫لما سطرت يمناي في مثل ذا‬
‫)‪(1‬‬
‫حرفا‬

‫‪ ()1‬نقل هذه المعلومات المراكشي في العلم ‪ 5/266‬ترجمة ‪.680‬‬

‫‪398‬‬
‫وقد أفادنا المقري أيضا بنقل نبذة عععن نشععاط أبععي عبععد اللععه‬
‫التملي في مراكش بعد عودته إليها من فاس فقد كتب إليه التملي‬
‫في هذا الصدد يقول‪:‬‬
‫ول زائد على ما نعرفكم به‪ ،‬سوى مععا ألهععم اللععه لفضععله مععن‬
‫معاطاة كؤوس القععراءات مععع طلبععة هععذه الحضععرة‪ ،‬ولقععد خرجععوا‬
‫للقائي متعطشين لمرحلة عن مراكععش فععي جمععع كععثير‪ ،‬أزيععد مععن‬
‫ثلثمائة طالب‪.‬‬
‫وقععد بععدأت مععع الطلبععة فععي المدرسععة الغالبيععة)‪ (1‬الشععاطلبية‬
‫ولميععة الفعععال بعععد العصععر‪ ،‬والكراريععس بعععد العشععاء‪ ،‬ووقععت‬
‫التجويد)‪ (2‬من طلوع الشمس إلى العصر‪.‬‬
‫والععذي معععي مععن الطلبععة فععي الجمععع الكععبير ثمانيععة‪ ،‬وفععي‬
‫العشر)‪ (3‬ستة‪ ،‬وهم في الزديععاد‪ ،‬وقععد عزمععت علععى جمعع فهرسععة‬
‫أذكر فيها من لقيته من الفاضل أمثالكم)‪.(4‬‬
‫وقد أورد المقري في "نفح الطيب" رسععالة مطولععة بعععث بهععا‬
‫التملي إليه إلى الشام‪ ،‬وفي ضمنها مسععائل التمععس منععه الجععواب‬
‫عنهععا‪ ،‬كمععا طلععب منععه أن يتفضععل عليععه بكتععاب "طبقععات القععراء"‬
‫للحافظ أبي عمرو الداني إذ ليس عنده منه نسخة)‪.(5‬‬
‫ويتجلى من تلك الرسععائل والسععئلة المنظومعة نفسعه الععالي‬
‫وبراعته في النظم والنثر‪ ،‬إضافة إلى اهتماماته العلمية وخاصة في‬
‫علوم القراءة‪ ،‬وذلك أيضا ما تنطق به بعععض آثععاره ومقيععداته الععتي‬
‫وصلتنا‪.‬‬

‫‪ ()1‬يعني المدرسة المجاورة لمسجد ابن يوسف من جهة القبلة بمراكش‪ ،‬وبها سكنى الطلبة‪،‬‬
‫وقد سكنت فيها نحو السنتين ‪1958‬م‪ 1960-‬وهي الن تابعة لوزارة السياحة‪.‬‬
‫‪ ()2‬يعني تصحيح اللواح على الشيخ‪.‬‬
‫‪ ()3‬يعني النافعية )العشر الصغير(‪.‬‬
‫‪ ()4‬نقله في العلم ‪.5/267‬‬
‫‪ ()5‬نفح الطيب ‪ 234-3/229‬وتاريخ الرسالة ‪1038‬هع‪.‬‬

‫‪399‬‬
‫آثاره في علوم القراءة‪:‬‬
‫قصيدة لمية في قراءة نافع)‪.(1‬‬ ‫‪.1‬‬

‫جواب طويل عععن مسععائل فععي الرسععم والضععبط فععي‬ ‫‪.2‬‬


‫خمسععة أوراق معتمععدا علععى كلم أبععي داود وأبععي عبععد اللععه‬
‫الخراز)‪.(2‬‬
‫شرح تفصيل عقد الدرر لبن غازي)‪.(3‬‬ ‫‪.3‬‬

‫نظم للسور التي فيها ألفات في رؤوس الي)‪.(4‬‬ ‫‪.4‬‬

‫‪ .5‬تأليف في فواصل الي في السور مسرودة بالتتابع مععن أول‬


‫القرءان إلى آخره)‪.(5‬‬
‫استدراك على "تفصيل عقد الدرر")‪.(6‬‬ ‫‪.6‬‬

‫متفرقات ومنها بعض إجازاته لصحابه وسيأتي بعضها‪.‬‬ ‫‪.7‬‬


‫وقد تخرج على التاملي عدد كبير مععن الئمععة‪ ،‬ومنهععم العلمععة‬
‫المام أبو زيد بن القاضي والشيخ عبد العزيز بن الحسن الزيعاتي –‬
‫النععف الععذكر – ومحمععد بععن أحمععد الرحمععاني وقععد أجععازه بالعشععر‬
‫والسبع – كما سيأتي ‪.-‬‬
‫‪ -19‬أبو عبــد اللــه محمــد بــن محمــد )بفتــح الســين‬
‫فيهما( بن سليمان بن محمــد بــن منصــور بــن علــي بــن‬
‫ثابت الشريف الدريسي البوعناني )‪:(1063-988‬‬
‫ترجم له القادري في وفيات ‪ 1063‬فقال‪" :‬وفي شععوال عععام‬
‫‪ 63‬تععوفي الحععافظ المحععدث السععتاذ سععيدي محمععد بععن محمععد‬

‫‪ ()1‬ذكرها سعيد أعراب ولم يذكر مكانها )القراء والقراءات بالمغرب ‪.(88‬‬
‫‪ ()2‬مخطوط في مجموع بخزانة أوقاف آسفي‪.‬‬
‫‪ ()3‬تقدم في شروح التفصيل‪.‬‬
‫‪ ()4‬ذكره ابن القاضي في الفجر السععاطع‪ ،‬وأشععار إليععه سعععيد أعععراب فععي القععراء والقععراءات‬
‫بالمغرب‪.‬‬
‫‪ ()5‬مخطوط في مجموع بخزانة أوقاف آسفي العتيقة وقفت عليه‪.‬‬
‫‪ ()6‬تقدم ذكره في المؤلفات على التفصيل‪.‬‬

‫‪400‬‬
‫الشريف البوعناني")‪ ،(1‬وذكره في "نشر المثاني" في وفيات العععام‬
‫الثالث من العشرة السادسة فقال‪" :‬فمنهم المام الحععافظ الكععبير‬
‫المحدث الستاذ المقرئ المجود الشهير‪ ،‬أبو عبد اللععه‪ ...‬ثععم قععال‪:‬‬
‫بهذا اللفظ حله في "أزهار البستان")‪ .(2‬قال القادري‪:‬‬
‫"وذكر المام الزاهععد الععورع المحقععق سععيدي أحمععد بععن علععي‬
‫السوسي)‪ (3‬في كتابه "بذل المناصععحة فععي فعععل المصععافحة")‪ (4‬أن‬
‫صععاحب الترجمععة هععو الععذي اسععتدعاه إليععه‪ ،‬وأثنععى عليععه بالشععرف‬
‫والعلم‪ ،‬ونصه‪:‬‬
‫"فقد خاطبي حائز سيادة التجويد‪ ،‬وسععائس إقرائهععا فععي هععذا‬
‫العهد بفاس القديم والجديد‪ .(5)...‬وقععال الحضععيكي‪" :‬كععان – رضععي‬
‫اللععه عنععه – شععيخا معظمععا عالمععا مشععاركا فععي العلععوم‪ ،‬حافظععا‬
‫مستحضعرا لحعاديث الصعحيحين‪ ،‬مقعرئا مجعودا للقعرآن‪ ،‬انتفعع بعه‬
‫الناس انتفاعا تاما عاما‪ ،‬وكان سنده أعلى أسانيد أهل عصره‪ ،‬لنععه‬
‫آخر من أخذ عن القصار وسمع منه‪ ،‬كما ذكععر أبععو سععالم العياشععي‬
‫في "تحفة الخلء بأسانيد الجلء")‪ (6‬ثعم سعمى جملعة معن شعيوخه‬
‫وقال‪" :‬وأخذ القراءات عن‪:‬‬
‫‪ -1‬أبي العباس أحمد بن محمد الفشتالي)‪.(7‬‬
‫‪ -2‬وعن أبي عبد الله محمد بن أحمد المريي)‪.(8‬‬

‫‪ ()1‬التقاط الدرر ‪.133‬‬


‫‪ ()2‬هو لبي زيععد عبععد الرحمععن الفاسععي‪ ،‬ذكععره الكتععاني فععي فهععرس الفهععارس باسععم "أزاهععر‬
‫البستان" في ترجمة الشيخ البوعناني ونقل عنعه قعوله فععي المعترجم‪ .‬المعام الحععافظ الكعبير‬
‫الستاذ المقرئ المجود الشهير‪ "..‬فهرس الفهارس ‪ 1/240‬ترجمة ‪.87‬‬
‫‪ ()3‬أحمد وعلي ومحمد السوسي البوسعيدي الشتوكي الصعنهاجي‪ ،‬ينسععب هكعذا بإقامععة الععوار‬
‫مقام ابن لغة سوسية كما أشار إلى ذلك الكتاني في السلوة ‪ 87-2/85‬وذكر أنه قععرأ القععرآن‬
‫ببلده على سعيدي محمعد بعن أحمعد البعوعقيلي‪ ...‬ثعم رحعل إلعى فعاس فنعزل بهعا بالمدرسعة‬
‫المصباحية إلى أن توفي‪ ،‬وأخذ بفاس عن ابن عاشر توفي سنة ‪."1046‬‬
‫‪ ()4‬هو اسم أحد كتبه المشهورة وله كتب أخرى ذكرت في سوس العالمة ‪.180‬‬
‫‪ ()5‬نشر المثاني ‪.2/65‬‬
‫‪ ()6‬مناقب الحضيكي ‪ 57-56‬ونحوه في صفوة من انتشر لليفرني ‪.162‬‬
‫‪ ()7‬تقدم ذكره في هذه المشيخة في رقم ‪.10‬‬
‫‪ ()8‬تقدم في هذه المشيخة في رقم ‪.11‬‬

‫‪401‬‬
‫‪ -3‬وعن أحمد بععن شعععيب الندلسععي)‪ .(1‬ورأيععت فععي تقييععده‬
‫التي أنه أخذ أيضا عن المام‪.‬‬
‫‪ -4‬عبد الواحد بن أحمد بن علي بن عاشر‪.‬‬
‫مؤلفاته‪ :‬اشتغل أبو عبد الله البوعناني فيما يظهر بالتدريس‬
‫عن التأليف فلم يعرف له منه إل يسير‪ ،‬ومنه‪:‬‬
‫‪ -1‬فهرسته‪ :‬قععال الكتععاني فععي "فهععرس الفهععارس"‪" :‬لععه‬
‫فهرسة نقل عنها أبو الربيع الحوات)‪ "(2‬في المقصد السععادس مععن‬
‫كتابه "البدور الضاوية" كلما في حق الشيخ أبععي عبععد اللععه محمععد‬
‫بن أبي بكر الدلئي")‪.(3‬‬
‫‪ -2‬تقييد له جمع فيه ما قرأ به على أبي العباس بــن‬
‫شعيب ** في ‪ 25‬شوال بعد عصر يوم الثنيععن سععنة ‪ 1038‬جععاء‬
‫في أوله‪ :‬يقول عبد الله المفتقر إلى رحمععة اللععه وسععتره ومزيععده‬
‫محمد بن محمد بن سليمان الحسني البوعناني – أصلح اللععه حععاله‬
‫– أردت أن أقيد روايتي التي قرأت بها على شيخنا المام الحععافظ‬
‫السععتاذ المحقععق الناسععك العععدل الثقععة خاتمععة المحققيععن بفععاس‬
‫سيدي أحمد بن علي عرف بع "شعيب" الندلسععي الفاسععي رحمععه‬
‫الله ونفعنا بما قرأنععا عليععه‪ ،‬أيععام قراءتععي عليععه سععنة ‪ ."1013‬ثععم‬
‫قال‪:‬‬
‫"التعععوذ"‪ :‬بععالجهر مععع انفصععاله عمععا بعععده مععن البسععملة أو‬
‫القرآن‪.‬‬
‫وممععا قععال فععي قععوله "بععارئكم"‪" :‬بععارئكم وشععبهه بتقععديم‬
‫الختلس‪ ،‬قرأت معه‪ ،‬ومع شععيخنا المريععي بتقععديم السععكان‪ ،‬وهععو‬
‫ظععاهر كلم الجعععبري‪ ،‬وتفخيعععم "يشعععركم" وشعععبهه فععي وجعععه‬

‫‪ ()1‬تقدم في رقم ‪.13‬‬


‫‪ ()2‬هو أبو الربيع سليمان بن محمد الشفشاوني الشهير بالحوات صاحب كتاب "البدور الضاوية‬
‫في التعريف بالسادات أهل الزاوية الدلئية" كان نقيب الشراف في عهد المولى سليمان )ت‬
‫‪ (1213‬ترجمته في السلوة ‪119-3/116‬‬
‫‪ ()3‬فهرس الفهارس ‪.1/240‬‬

‫‪402‬‬
‫الختلس‪ ،‬قععال صععاحبه السععتاذ المحقععق سععيدي عبععد الواحععد بععن‬
‫عاشر‪" :‬عليه أهل مصر قاطبة‪ ،‬وحكى لنا عن شيخه سععيدي أحمععد‬
‫الكفيف أنه كان يقرئهما بالترقيق"‪.‬‬
‫وقال في قوله في سورة يوسف "مالك ل تامننا" بالخفاء‬
‫وفك إحدى النونين من الخرى من غير إدغام ناقص ول خالص‪ ،‬مع‬
‫الختلس في ضمة النون‪ ،‬وهو الخفاء المشار إليه في‬
‫"الشاطبية"‪.‬‬
‫"وحكععى لععي مععن أثععق بععه مععن الصععحاب أن الشععيخ السععتاذ‬
‫سيدي أحمد بن عثمان اللمطي)‪ (1‬كان ينهى الطلبة عن الدغام فيه‬
‫سواء ناقصا أو خالصا‪ ،‬وكععذا مععا يسععتعملونه مععن الشععمام‪ ،‬وأحععال‬
‫اجتماع الشمام مع الدغام فيععه‪ ،‬وأن مععا ذكععر الععداني مععن التفعاق‬
‫على إدغامه رده عليه المنتوري فانظره"‪.‬‬
‫وهكذا سار في باقي التقييد يتوقف عند بعض مسععائل الخلف‬
‫فيذكر بعض ما قرأ به على ابن شعيب وربما ذكر بعض مععا قععرأ بععه‬
‫ابععن شعععيب علععى شععيخه الععترغي ومععا ذكععره فععي تععأليفه "إتقععان‬
‫الصنعة"‪.‬‬
‫وآخر ما ذكر فيه قوله‪" :‬ولي دين" بوجهين مع تقديم السكان‬
‫قرأت للبزي‪ .‬انتهى" ثم ختم بقوله "قععال كععاتبه – سععمح للععه لععه ‪:-‬‬
‫جميع ما نسبت لشياخي قرأت بععه معهععم وتلقيتععه منهععم مشعافهة‪،‬‬
‫والله على ما نقول وكيل‪ ،‬وحسبنا الله ونعم الوكيل‪ .‬وذكععر ناسععخه‬
‫أنه نسخه وفرغ منه في ‪ 25‬شععوال يععوم الثنيععن بعععد العصععر سععنة‬
‫‪ 1038‬وكتبه عبيد ربه إبراهيم بن محمد السوسي التباني التزنيععتي‬
‫الرسموكي أصل")‪.(2‬‬

‫‪ ()1‬تقدم في ترجمة والده عثمان بن عبد الواحد اللمطععي الميمعوني معن أصعحاب الشععيخ ابععن‬
‫غازي‪.‬‬
‫‪ ()2‬وقفت على التقييد المذكور في مجموع عتيق في خزانة الشاب الفقيه الحاج جامع بمدينععة‬
‫أنزكان – أكادير‪.‬‬

‫‪403‬‬
‫ومن المقارنععة بيععن تاريععخ القععراءة علععى ابععن شعععيب وتاريععخ‬
‫النسخ يظهر أن التقييد كتبه المؤلف بين التععاريخين ثععم أخععذه عنععه‬
‫من أخذه خلل ذلك فكان من جملة من أخذه الناسخ المذكور مععن‬
‫أهل سوس‪ ،‬وذلك يدل على عموم انتشععار الخععذ عععن رجععال هععذه‬
‫المشيخة في كل أرجاء المغرب‪ ،‬وسيأتي ذكر تقييد الحامععدي عنععه‬
‫أيضا‪.‬‬
‫‪ -3‬إجازته المطولة لبي عبد الله محمد الشرقي‬
‫الدلئي‪ ،‬وسيأتي عرضها في الفصل التالي باعتبارها نموذجا‬
‫لجازات المتأخرين من أئمة المدرسة المغربية‪ ،‬ولشتمالها على‬
‫أعلى الطرق في قراءة نافع وغيرها‪.‬‬
‫‪ -4‬متنوعات‪ ،‬أشار إليها المراكشي في "العلم" فقال‪:‬‬
‫"وقفت للمترجم على فوائد ونظم‪ ،‬من جملة ذلك ما ذكره من‬
‫إقرائه بمراكش‪ ،‬ونص ما كتب في ذلك "الشهر النبوي ربيع الول‪،‬‬
‫أوله يوم الجمعة‪ ،‬وهو بعد صفر الذي بعد المحرم مفتتح ثلثة‬
‫وعشرين وألف‪:‬‬
‫"دخل – يعني الشععهر المععذكور – علينععا بالمدينععة المراكشععية‪،‬‬
‫بععع"دار الحععرة" المعروفععة بععع "دار الخطيععب" بحومععة "المدرسععة‬
‫الشريفية" بقرب "جامع ابن يوسععف" نععازلين بهععا عععن أمععر المععام‬
‫الهمام وحيد دهره‪ ،‬وفريد عصره‪ ،‬مولنا أبععي المعععالي زيععدان ابععن‬
‫المام المنصور المرحوم بالله مولنا أحمد بن مولنا محمععد الشععيخ‬
‫الشريف الحسني‪ ،‬وإقامتنا في كل يوم خمس أواق من بيععت مععاله‬
‫– عمعره اللعه‪ -‬معع ولعدنا محمعد عبعد الخعالق بعن محمعد الحسعني‬
‫البوعناني‪ ،‬أقرأ خمسة مجالس‪ :‬اثنان في "مختصر خليل" ومجلس‬
‫في "التوحيد"‪ ،‬واثنان في "النحو" مع جمع من طلبة أهععل مراكععش‬
‫علم الله الجميع خيرا")‪.(1‬‬
‫تـصــدره‪:‬‬

‫العلم المراكشي ‪ 280-5/279‬ترجمة ‪.682‬‬ ‫‪()1‬‬

‫‪404‬‬
‫وهذا التقييد الذي أفادنا به المراكشي عن هذا المجموع الععذي‬
‫قال عنه "كله فوائد‪ ،‬وأنه عنده "يعطينا صورة من العناية من لدن‬
‫رجععال الدولععة باسععتقطاب العلمععاء والقععراء للعاصععمة وتفريغهععم‬
‫للتدريس في مقابل جراية معلومة رأينا هنا أنها جرايعة ماليعة وأنهعا‬
‫كانت تؤدى إلى الشيخ كل خميس‪.‬‬
‫كمععا يفيععدنا التقييععد المععؤرخ بشععهر ربيععع مععن عععام ‪ 1023‬أن‬
‫الشيخ الشععريف البوعنععاني قععد انتععدب للتععدريس رسععميا فععي هععذا‬
‫التاريخ وهو في الخامسة والثلثين من العمر‪ ،‬وذلععك بعععد أن أنهععى‬
‫دراسته على المشايخ بل وبعد أن أمسى والدا لولد كان في جملععة‬
‫من يقرأ عليه‪.‬‬
‫وهذا التاريخ الذي كان يدرس فيه لطلبععة مراكععش بععدار الحععرة‬
‫بجوار ابععن يوسععف بمراكععش مقابععل للتاريععخ الععذي تقععدم أن الشععيخ‬
‫محمد بن يوسف التلمي كان فيه "يعاطي كؤوس القراءات مع طلبة‬
‫هذه الحضرة" ويقرئهم الشاطبية والكراريس والتجويد بع "المدرسععة‬
‫الغالبيععة" المجععاورة لععدار الحععرة المععذكور – كمععا تقععدم فععي ترجمععة‬
‫التملي ‪.-‬‬
‫وذلك يدل عندنا على مدى استفادة المراكشيين لهذا العهد مععن‬
‫هذه الطبقة من خريجي المدرسة "البنغازية"‪ ،‬كما يعطينا صورة عن‬
‫التلقح السريع الذي كان يتم بين مختلف المراكز العلمية التي كانت‬
‫فيما بينها تتقارض الساتذة‪ ،‬أو على الصح تتنافس فععي اسععتقطابهم‬
‫وي بوجودهم والتزيين بمحضرهم مما كانت الحركععة‬ ‫واستجلبهم للتق ّ‬
‫القرائية والعلمية تستفيد منه استفادة قصوى كمععا قععدمنا فععي صععدر‬
‫هذا الفصل‪.‬‬
‫ول ندري متى عاد الشيخ البوعناني إلى فاس وتصععدر بهععا‪ ،‬لننععا‬
‫سوف نجد الخذ عنه في ‪ 1038‬وهو تاريخ إجازتي كل من أبععي عبععد‬
‫الله الشرقي وأبي عبد الله الرحماني‪ ،‬إل أن الخيععر قععرأ عليععه قبععل‬
‫بالزاوية البكرية الدلئية‪.‬‬

‫‪405‬‬
‫والظاهر أنه فععارق زيععدان إليهععا بعععد أن تععدهورت الحععوال فععي‬
‫مراكش بكثرة الفتن إذ "لم يخل قط في سنة من سععني دولتععه مععن‬
‫هزيمة عليععه أو وقيعععة بأصععحابه‪ ،‬ووقعععت بينععه وبيععن إخععوته معععارك‬
‫يشععيب لهععا الوليععد‪ ،‬وكععان سععبب خلء المغععرب‪ ،‬وخصوصععا مدينععة‬
‫مراكش")‪ ،(1‬فلعل هذا ما جعععل البوعنععاني يلتحععق بزاويععة الععدلء ثععم‬
‫أخيرا بفاس‪.‬‬
‫وقععد أخععذ عنععه بفععاس جماعععة مععن العلم ل يتسععع المقععام‬
‫لستعراضهم‪ ،‬ولذلك نكتفي بمن وقفنا له على إجعازة أو تقييعد عنعه‪،‬‬
‫فمنهم‪:‬‬
‫‪ -1‬الشيخ أبو عبد الله محمد بن أحمد بن أبي القاسم بـن‬
‫الغازي الحامدي الجزولي السوســي صععاحب "أنععوار التعريععف‬
‫لذوي التفصيل والتعريف")‪ ،(2‬وقد تقدم أنه ألف كتابه هذا بالمدرسععة‬
‫البوعنانية بفاس سنة ‪ 1026‬وضمنه ما أخذ به في "العشر الصععغير"‬
‫عن شيخه أبي عبد الله محمد بن يوسف التملي السوسي الجزولععي‬
‫كما ذكره في أوله‪ ،‬وتقدم أيضا أنه أخذ عن ابن عاشر كما قععال فععي‬
‫"باب الستعاذة"‪" :‬هكذا حدثني به الشيخ عععن شععيخه سععيدي محمععد‬
‫الععترغي‪ ،‬وحععدثني بععه أيضععا شععيخنا سععيدي عبععد الواحععد بععن عاشععر‬
‫الندلسي عن شيخه سيدي أحمد بن عثمان اللمطي "‪.‬‬
‫وقد وقفت للحامدي على تقييد قيده عن الشيخ البوعناني يععدل‬
‫على مكانته وعظيم تمثله لما تلقاه عن شيخه في القراءات السععبع‪،‬‬
‫يقول فيه‪" :‬الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب‪ ،‬وخععص بحفظععه‬
‫طائفة سبقت لهم العناية فسععقت أغصععان رعععايتهم فععي أم الكتععاب‪،‬‬
‫فانشرحت به الصدور‪ ،‬وزها به روض السرور‪ ،‬وطابت بنسيم عععبيره‬
‫النفاس‪ ،‬واستنارت بنور سراجه شهب القتبععاس‪ ،‬والصععلة والسععلم‬
‫الكملن على مولنا محمد أفصح من نطق بالضاد‪....‬‬

‫‪ ()1‬نقله في العلم للمراكشي ‪ 256-3/255‬وأصله لليفرني‪.‬‬


‫‪ ()2‬تقدم ذكر الكتاب في الشروح التي قامت على تفصيل عقد الدرر لبن غععازي فععي الفصععل‬
‫الثاني من العدد الماضي‪.‬‬

‫‪406‬‬
‫"وبعد فإني لما قرأت على الشيخ المععام الوحععد الهمععام‪ ،‬علععم‬
‫العلم‪ ،‬المتحلي بحليتي شرف العلم والنسب‪ ،‬المتمسك من الحععق‬
‫بأوثق سبب‪ ،‬رافع منار الرواية بعد الدثور‪ ،‬ومنشد شواردها فتجمعت‬
‫بعععد الشععرود والنفععور‪ :‬أبععي عبععد اللععه محمععد بععن محمععد البوعنععاني‬
‫الشريف الحسععني‪ ،‬لزالععت سععحائب العرفععان علععى ريععاض تدريسععه‬
‫مغدقة‪ ،‬وأنوار توفيق الله لخدمة كتابه في صفحات وجهه مشععرقة –‬
‫ختمتين جمعت فيهما بين الئمة السبعة‪ ،‬وكانت روايته عاليععة السععند‬
‫والسناد‪ ،‬مشرقا ضوؤها على المسافر والمقيم والحاضععر والبععاد‪ ،‬إل‬
‫ساد‪ ،‬فغرق في بحر الجحود والعناد‪ ،‬لنه متقن‬ ‫من حجبته غشاوة الح ّ‬
‫في ضبط ما يرويه من الروايات‪ ،‬متثبت في ذلك غير ظان ول شععاك‬
‫ول متوهم للترهععات‪ ،‬أردت أن أتمسععك بأذيععاله‪ ،‬بعععد أن غرفععت مععن‬
‫بحره وأخذت من درره وعقيععانه‪ ،‬عسععى أن يععدرجني المنظععوم‪ ،‬وأن‬
‫ينفحني بنفحه)‪ (1‬المعلوم‪ ،‬فنستند إلععى الصععل الصععحيح السععالم مععن‬
‫الختيارات في غاية ما يكون من التصحيح"‪.‬‬
‫"وقد كان – رضي الله عنه – أخععذ عععن جملععة عظمععاء‪ ،‬مشععايخ‬
‫علماء‪ ،‬شهرتهم تغني عن وصععفهم‪ ،‬وربمععا اختلععف أخععذه عنهععم فععي‬
‫بعععض مسععائل الخلف‪ ،‬فمععن واحععد أخععذ عنععه بععالوجهين مععع تصععدير‬
‫أحدهما‪ ،‬وآخر أخذ عنه بواحد فقط‪ ،‬فقيدت هذا التقييد أضععع فيععه مععا‬
‫أخذته حسبما قيععد عععن أشععياخه لعتنععائه بهععذه الطريقععة وجمعععه مععا‬
‫فى مواردهععا‪ ،‬ومرادنععا جمععع مععا‬‫افترق منها حقيقة‪ ،‬فلم شعععثها‪ ،‬وصع ّ‬
‫أخذته عنه مشافهة مخافة النسيان ل جمععع النقععول والنصععوص‪ ،‬إذ ل‬
‫فائدة لها هنا‪ ...‬فأقول والله المأمول‪:‬‬
‫"الذي أخذت عنه في باب "شيء بتعدد المراتب حالة الوقععف‪،‬‬
‫وأن المشهور فيه حالة الوصل التوسط‪ ،‬وبه أخذنا عنه‪" .‬فيععه هععدى"‬
‫‪ -‬يومنون "حكى لنا ‪ -‬رضي الله عنه ‪ -‬عن شيخه أبي العباس سععيدي‬
‫أحمد بن شعيب أنه قال له‪ :‬يقدم السوسععي إذا كعان إدغععام المثليعن‬
‫والمتقاربين متحركين‪...‬‬
‫في الصل "بتوجه" فرأيت أن النسب ما أثبته‪.‬‬ ‫‪()1‬‬

‫‪407‬‬
‫"بارئكم" و"أخواته‪ :‬أخععذت عنععه مععن طريععق شععيخه أي سععيدي‬
‫محمد الشريف التلمساني المدعو بععالمريي بالسععكان ثععم الختلس‪،‬‬
‫ومععن طريععق شععيخه أبععي العبععاس بععن شعععيب بععالعكس أي بتقععديم‬
‫الختلس على السكان‪.‬‬
‫وهكذا سار في سائر التقييععد يععذكر الخلف بيععن مشععايخ شععيخه‬
‫الربعة محمد الشريف المريي وأبي العباس بن شعيب وأبي العباس‬
‫الفشتالي وأبى محمد عبد الواحد بن عاشر بقلة‪.‬‬
‫وربما ذكر مذاهب ثلثة منهم في بعض المواضع كقوله في آخر‬
‫التقييد‪" :‬أخذت فيه لبي عمرو بالمالة‪ ،‬وأخبرني أنه قرأ بذلك علععى‬
‫شيخه المريي وشيخه أبي العباس وشيخه الفشتالي‪ ،‬وحكوا له أنهععم‬
‫كذلك أخذوا عن أشياخهم الخلف فيها‪.‬‬
‫)‪(1‬‬
‫ثم ختم التقييد بالحديث عن التكبير والهيللة لبن كثير‪.‬‬
‫‪ -2‬ومــن أهــم أصــحابه الــذين أجــاز لهــم بــالقراءات‬
‫وعلومها الشيخ أبو عبد اللـه محمـد الشــرقي بـن محمـد‬
‫أبي بكر بن محمد المجاطي الدلئي من أبناء العلماء أهععل هععذه‬
‫الزاوية التي كان لها الصيت الذائع في العلععم والقيععادة فععي أواخععر‬
‫عهد السعديين وأوائل عهد العلويين وخاصة بعععد أن تععدهور الوضععع‬
‫بسععبب النععزاع علععى الملععك بيععن أبنععاء المنصععور السعععدي وقععامت‬
‫المارات المتعددة في الشمال والجنوب والشرق‪ ،‬فكان لهل هذه‬
‫الزاوية في هذه الجهات من النفوذ ما بسععطت معععه سععلطانها فععي‬
‫وسط المغرب ما بين شماله وجنوبه بما في ذلك مدينة فاس‪ ،‬إلى‬
‫أن قامت دولة العلويين في سجلماسة ثم في سائر البلد علععى يععد‬
‫المولى الرشيد بن المولى علي الشريف فدخل مععع الععدلئيين فععي‬
‫صراع مريععر انتهعى بالقضععاء علععى إمععارتهم واجتثععات زاويتهععم فعي‬

‫‪ ()1‬المجموع الذي تضمن التقييد في خزانة السيد الحاج جامع بانزكععان – أكععادير‪ ،‬ويقععع التقييععد‬
‫المذكور في أربع صفحات بمقياس ‪ 28‬سطرا ‪ 20‬كلمة في السطر‪ ،‬وتاريخ نسخه ‪ 6‬رمضععان‬
‫‪ 1338‬هع‪.‬‬

‫‪408‬‬
‫نواحي تادلة من أصولها مع إجلء بقية أهل هذا الععبيت مععن العلمععاء‬
‫إلى مدينة فاس)‪.(1‬‬
‫ترجععم القععادري للشععرقي فقععال‪" :‬ومنهععم السععتاذ المقععرئ‬
‫المجود الديب البليغ أبو عبد الله محمد الشععرقي ابععن سععيدي أبععي‬
‫بكر الدلئي‪ ،‬قرأ صاحب الترجمة على الستاذ ابعن شعععيب وغيعره‪،‬‬
‫وله أمداح وأنظععام تععدل علععى عارضععته فععي الدب… ثععم سععاق لععه‬
‫نماذج من محاوراته مع بعض أساتذته)‪.(2‬‬
‫وذكره في "التقاط الدرر" بنحو من ذلك وذكر أخذه عععن ابععن‬
‫شعيب وغيره")‪.(3‬‬
‫وحله في "السلوة" بقوله "الحععافظ الحجععة الريععب‪ ،‬السععتاذ‬
‫الضابط المقرئ المجود الديب‪ ،‬سيدي الشرقي ابن الشيخ سععيدي‬
‫أبي بكر الدلئي‪ ،‬ولد سععنة ‪ ،1019‬وقععرأ بهععا علععى السععتاذ سععيدي‬
‫شعيب وعلى أخويه سيدي محمد وسيدي الحارثي وعلى جماعععة‪...‬‬
‫قال‪" :‬وكان إماما في المعقعول والمنقعول‪ ...‬أسعتاذا مجعودا يقعرئ‬
‫الطلبة قععراءة السععبع بزاويتهععم البكريععة‪ ،‬وتخععرج بععه فيهععا جماعععة‪،‬‬
‫وتوفي بالزاوية الدلئية سنة ‪.(4)"1099‬‬
‫هكذا قال الكتاني إنه مات لهذا التاريخ بزاوية الدلء‪ ،‬ول يصععح‬
‫لما قدمنا من دثور الزاوية وتفرق أهلها شذر مذر سنة ‪ 1079‬كمععا‬
‫ذكر ذلك القادري وغيره‪.‬‬

‫‪ ()1‬ذكر القادري ذلك في التقاط الدرر ‪ 176-175‬في حوادث سنة ‪ 1079‬فقععال‪" :‬وفععي ثعامن‬
‫من محرم بلغ المولى الرشيد زاوية الدلء فأخرج أهلها وحلعم عليهعم فمعا أسعال معن دمعائهم‬
‫قطرة‪ ...‬بعد أن لقى جيوشععهم بالموضععع المسععمى بعع "بطععن الرمععان" وهزمهعم ‪ ...‬ثععم ذكععر‬
‫إخراجهم منها وقد ومهم بعد ذلك لفاس ‪ ...‬إلخ‪.‬‬
‫وذكععر نحععوا مععن ذلععك فععي نشععر المثععاني ‪ 181-2/180‬نقل عععن أبععي علععي اليوسععي فععي‬
‫"المحاضرات" وذكر قصة شيخ الزاوية الرئيس أبي عبد الله محمد الحاج بععن محمععد بععن أبععي‬
‫بكر الدلئي الذي "ملك المغرب سنين عديدة واتسع هو وأولده وأخوته وبنو عمه في الدنيا‪...‬‬
‫ثم ذكر إيقاع المولى الرشيد بهم وإجلءهم في أوائل المحرم سنة ‪."1079‬‬
‫‪ ()2‬نشر المثاني ‪.362-2/361‬‬
‫‪ ()3‬التقاط الدرر ‪.251‬‬
‫‪ ()4‬سلوة النفاس ‪.95-2/94‬‬

‫‪409‬‬
‫وفي الترجمة أيضا عند كل من القادري والكتاني في السععلوة‬
‫أن المترجم قرأ على الستاذ ابن شعيب‪ ،‬وهو أمر بعيد أيضا‪ ،‬وذلك‬
‫لوفاة ابن شعيب سنة ‪ 1015‬على المشهور‪ ،‬وقد ولد هو بعد ذلععك‬
‫بأربع سنوات‪ ،‬وهناك قول في وفاة ابن شعيب يجعلها متأخرة إلععى‬
‫سنة ‪ 1025‬كما ذكر المام ابن عبد السلم في "المحععاذي" مبتععدئا‬
‫به)‪ ،(1‬فإذا صح أمكن معه تقدير رواية بعض القراءة عنه‪ ،‬لنه يكون‬
‫يععومئذ ابععن نحععو ‪ 6‬سععنوات‪ ،‬وعلععى كععل المريععن ل يمكععن القععول‬
‫باستناده في رواية القراءات عليه بالخذ المباشر‪ ،‬ولععو كععان عنععده‬
‫مثل تلك الرواية العالية ما احتاج إلى أن يععروي القععراءة عمععن هععم‬
‫أنععزل منععه فيهععا إسععنادا كالشععيخ أبععي عبععد اللععه محمععد بععن محمععد‬
‫البوعناني مترجمنا‪.‬‬
‫وبهذا يكون شيخه المعتبر في القراءات بل منازع هو أبععا عبععد‬
‫الله محمد بن محمد بن سليمان البوعناني‪.‬‬
‫وقد وقفععت علععى إجععازته لععه فععي القععراءات السععبع والمتععون‬
‫المتعلقة بها‪ ،‬أجازه فيها بعد أن ذكر قراءته عليه‪ ،‬وحدثه فيها بذلك‬
‫كله عن شععيوخه الثلثععة أبععي عبععد اللععه محمععد بععن أحمععد الحسععني‬
‫المريي وأبي العباس أحمد بن محمد الفشتالي‪ ,‬وأبي العباس أحمد‬
‫بن شعيب‪ .‬وسيأتي عرض هععذه الجععازة القيمععة باعتبارهععا نموذجععا‬
‫عاليا من أسانيد المدرسة المغربية‪ ،‬وكانت كتابته لععه بالجععازة فععي‬
‫أواخر رجب المعظم من عام ‪1038‬هع كما جاء في خاتمتها)‪.(2‬‬
‫وقععد أجععازه أيضععا الشععيخ أبععو حامععد العربععي الفاسععي إجععازة‬
‫عامة)‪ ،(3‬وأثنى عليه الشيخ الديععب أبععو علععي الحسععن ابععن مسعععود‬

‫سيأتي ذكر ذلك في سند ابن عبد السلم في الفصل التي بعون الله‪.‬‬ ‫‪()1‬‬

‫سيأتي ذلك في العدد التالي‪.‬‬ ‫‪()2‬‬

‫الزاوية الدلئية ودورها الديني والعلمي والسياسي ‪.85‬‬ ‫‪()3‬‬

‫‪410‬‬
‫اليوسي)‪ (4‬ونعته في قصيدة له بقطب الرحى في المقرئين بالغرب‬
‫جاء فيها قوله‪:‬‬
‫وبا نجل قطب‬ ‫"أقطب الرحا في المقرئين بذا الفق‬
‫كان في مقعد صدق‬
‫إلى أن قال‪ :‬ولم يعلموا أن لو خل الغرب كله من الخير كان الخيععر‬
‫)‪(1‬‬
‫يرجى من "الشرقي"‬
‫‪ -3‬ومــن أعلم الخــذين عــن أبــي عبــد اللــه البوعنــاني‬
‫الشيخ أبو عبد الله محمد بن محمد بن أحمد بن عبد اللــه‬
‫الرحماني ويقععال "الرحععامني" الحشععادي)‪ (2‬المراكشععي صععاحب‬
‫المنظومات والمؤلفات في القراءات‪) :‬كان حيا سنة ‪.(1070‬‬
‫وقفت في خزانة أوقاف آسفي له على مجموع بخط يده فيععه‬
‫جملة تقاييد وإجازات مما أجازه به شيوخه استنفدت منها وأشععرت‬
‫إليها فعي هعذا البحعث معرات‪ ،‬وقععد جعاء فعي هعذا المجمععوع ذكععره‬
‫لمشيخته بعنوان "تقييد أشياخي وما قرأت عليهم" نورده هنا بنصعه‬
‫لهميته‪ ،‬قال الرحماني‪:‬‬
‫"تقييد أشياخي وما قرأت عليهم"‪:‬‬
‫)‪(3‬‬
‫بععن محمععد‬ ‫أولهم شيخنا ومفيععدنا الفقيععه السععتاذ سععيدي ‪...‬‬
‫الزيزي‪ ،‬قرأت عليه ثلث ختمات بالسبع‪.‬‬
‫‪ -‬وقرأت على شععيخنا السععتاذ المحقععق سععيدي عبععد اللععه بععن‬
‫محمد الفيللي واحدة بالسععبع وأخععرى بالسععبع والعشععر إلععى قععوله‬
‫تعالى "وواعدنا موسى"‪.‬‬

‫‪ ()4‬هو العلمة الديب المشهور الذي قيل فيه‪" :‬من فاته الحسععن البصععري يصععحه – فليصععحب‬
‫الحسن اليوسي يكفيه" قرأ بسجلماسععة ومراكععش وفععاس والزاويععة البكريععة وسععمى شععيوخه‬
‫ومروياته عنهم في آخر فهرسته وعندي منها مصورة في ‪ 35‬ورقة‪.‬‬
‫‪ ()1‬الزاوية الدلئية ودورها‪ ...‬لمحمد حجي ‪.72‬‬
‫‪ ()2‬ما تزال جماعة الحشاشدة معروفة بقرب "ابن كرير " بضواحي مراكش‬
‫‪ ()3‬ضاع اسم الستاذ بسبب الخروم التي تتخلل المجموع‪ ،‬ولععذلك لععم يععذكره المراكشععي فععي‬
‫أساتذته في العلم ‪.5/294‬‬

‫‪411‬‬
‫‪ -‬وقرأت على شيخنا السععتاذ الحععافظ المتقععن سععيدي محمععد‬
‫المسناوي ابن محمد بن أبي بكر ختمتين بالسبع‪.‬‬
‫‪ -‬وقرأت على سيدي محمد المعمري ختمة بالسبع‪.‬‬
‫‪ -‬وقــرأت علــى شــيخنا الفقيــه الســتاذ الحــافظ‬
‫المتقن إمام القراء بفاس المحروسة ســيدي محمــد بــن‬
‫محمد بن سليمان البوعناني ختمتين بالسبع‪.‬‬
‫‪ -‬وقرأت على شيخنا الستاذ الحافظ الضععابط المتقععن سععيدي‬
‫عبد الرحمن بن القاضي ختمة سبعية وختمة عشرية‪.‬‬
‫‪ -‬وقرأت على سيدي محمد بن عبد القادر السععفياني ختمععتين‬
‫بالعشر‪.‬‬
‫وقرأت على الشيخ الستاذ الفقيه النحععوي سععيدي محمععد بععن‬
‫يوسف المراكشي سورة البقرة بالسبع وبالطرق العشر‪ ،‬وأجععازني‬
‫في الجمعين المذكورين والسلم‪.‬‬
‫قال هذا وكتبه بخط يده الفانية أحوج الناس إلى رحمة مععوله‬
‫الغنععي بععه وبفضععله عمععا سععواه محمععد بععن محمععد بععن عبععد اللععه‬
‫الرحماني‪ ،‬وما استفدت هععذا وغيععره إل مععن بركععة الشععيخ الفاضععل‬
‫الناسك السالك زائر الحرمين الشععريفين الفقيععه المحععدث النحععوي‬
‫اللغععوي الجععامع بيععن الطريقععتين)‪ (1‬المععر بععالمعروف والنععاهي عععن‬
‫المنكر‪ ،‬من فضله ل يحصى ول ينكر‪ ،‬سيدي محمد بن سععيدي أبععي‬
‫بكر)‪ (2‬أبقى الله بركته‪ ،‬وحفظ ذريته‪ ،‬بمنه وفضله وكرمه ورحمته‪.‬‬
‫وفي أواخر رمضان عام أربعة وأربعين وألف والسلم‪.‬‬

‫‪ ()1‬يريد بهما الحقيقة والشريعة كما يدعيه المتصوفة‪ ،‬وذلك أنهم يعتقدون أن للخطاب الديني‬
‫ظاهرا وباطنا فالظاهر منه للعامة ويختص بالشريعة "علم الرسوم" والبععاطن للخاصععة "علععم‬
‫الحقائق"‪ ،‬وقد احتكروا هذا النوع لمشايخهم‪.‬‬
‫‪ ()2‬هذا الشيخ هو الذي وصل أهل الدلء بشيوخ الزاوية البكرية الشاذلية بمصر وذلععك لمععا حععج‬
‫واتصل في مصر بالشيخ محمد البكري فأخذ عنه هذه الطريقة وفي ضمنها صلة "الفاتععح لمععا‬
‫أغلق" المعروفة الن عند التيجانيين‪ .‬ويمكن الرجوع لمزيد من المعلومععات فععي هععذا الشععأن‬
‫إلى كتاب الزاوية الدلئية ودورها الديني والعلمي والسياسي ص ‪.53‬‬

‫‪412‬‬
‫وقد ساق الرحماني بعد هذا التقييد نص إجازتين لبي زيد بععن‬
‫القاضي له‪ ،‬وتليهما إجازة أخرى له من محمععد بععن يوسععف التملععي‬
‫المراكشي المذكور فععي شععيوخه‪ ،‬وسععيأتي ذكععر ذلععك فععي الفصععل‬
‫التالي باعتباره من نماذج إجازات أهل العصر للنجباء من الطلب‪.‬‬
‫أما الشيخ البوعناني فقد ذكر عنه في المجموع تقييععدين قععال‬
‫في الول منهما‪:‬‬
‫"تقييد في السبعة" مما قيدته عن شيخنا – يعني البوعنععاني –‬
‫ثم ساقه في ورقتين وذيله بقوله‪:‬‬
‫"انتهععى مععا قيععدت عععن شععيخنا سععيدي محمععد البوعنععاني فععي‬
‫الختمة الثانية‪ ،‬وكان ابتداؤنا لها في اليوم الرابع من جمادى الولععى‬
‫وختمناها في اليوم السابع عشر من الشهر المذكور‪ ،‬فمدة القراءة‬
‫أربعة عشر يوما‪ ،‬وذلك سنة ست وأربعين وألععف بالزاويععة البكريععة‬
‫الشهيرة بالدلئية – أدام الله عمارتها‪ ،‬وحفععظ حوزتهععا بجععاه النععبي‬
‫وآله وصحبه وتابعيه"‪ .‬تم كتب تحته‪:‬‬
‫"عبد ربه سبحانه الراجي عفوه وغفرانه محمد بن محمععد بععن‬
‫أحمد الرحماني لطف الله به"‪.‬‬
‫وقد ذكر بعد التقييد نص قصيدة "التكملة المفيدة" للمام أبي‬
‫الحسن الفيجاطي‪ ،‬ثم بعدها نص الجععازة النظميععة الععتي أجععاز بهععا‬
‫علي بن هارون المطغري لحد سلطين بنعي وطعاس بقععراءة نعافع‬
‫والتي نظمها الشيخ أبو العباس أحمد بن يحيى الونشريسي ثم ذيل‬
‫عليهععا الشععيخ محمععد بععن يوسععف التملععي وصععاحبه أبععو عبععد اللععه‬
‫الرحماني مترجمنا – كما سنرى نصه في نماذج السععانيد المغربيععة‬
‫– ثم أردف ذلك بتقييعده الثعاني ععن شعيخه البوعنعاني – وهعو فعي‬
‫الحقيقة الول من حيث زمن الخذ كما يظهر من تاريخه في آخره‪،‬‬
‫وهذه صورة عنه‪:‬‬

‫‪413‬‬
‫تقييد للرحماني عن البوعناني‪ :‬قال في أوله‪ :‬مما عنععي‬
‫بتلفيقه عبيد ربه أسير ذنبه المشفق على نفسه مععن سععوء كسععبه‪،‬‬
‫محمد بن محمد بن أحمعد الرحمعاني‪ :‬أمعا بععد حمعد اللعه والصعلة‬
‫والسلم على سيدنا محمد وآله وصععحبه‪ ،‬فهععذا تقييععد خلف الئمععة‬
‫السععبعة حسععب مععا رويععت عععن شععيخنا السععتاذ المحقععق الحععافظ‬
‫الضابط الفهامة المام العالم العلمة الحسني أبي عبد الله سععيدي‬
‫محمد بن محمد بن سليمان البوعناني الفاسي الععدار – رضععي اللععه‬
‫عنه بمنه – وذلك مني خيفة النسيان الععذي هععو شععيمة النسععان‪ ،‬إل‬
‫من عصمه الرحيم الرحمن‪ ،‬وهو حسبي ونعم الكريم‪ ،‬ول حععول ول‬
‫قوة إل بالله العلي العظيم‪ .‬سععورة البقععرة "ومععن النععاس"‪ :‬قععرأت‬
‫"الناس" المجرور بالوجهين مع تقديم المالة‪.‬‬
‫"مستهزون" ومععا كععان مثلععه‪ ،‬وقفععت عليععه لحمععزة بالتسععهيل‬
‫فقط‪.‬‬
‫"إلى بارئكم"‪ :‬قرأت " إلى بارئكم" وبابه لبي عمرو بالوجهين‬
‫مع تقديم الختلس‪ ،‬قال الشيخ‪ :‬بتقديم السكان قرأت على شيخنا‬
‫المريي‪ ،‬وبالعكس على غيره‪...‬‬
‫وهكذا سار في باقي التقييد إلى آخره فقال‪" :‬انتهى ما قيدت‬
‫من الخلفيعات ععن الشعيخ سعيدي محمعد بعن محمعد بعن سعليمان‬
‫البوعناني‪ ،‬وذلك في صفر ثمانية وثلثين وألف"‪.‬‬
‫ويقع التقييد المذكور في عشر صفحات‪ ...‬وهو مشععابه لتقييععد‬
‫شيخه عن ابن شعيب كما تقدم‪.‬‬
‫والذي يهمنا من هذا التقييد وما شابهه أنه يعطينععا صععورة ععن‬
‫امتزاج الطرق وتلقحها في المدرسة المغربيععة واسععتمداد مشععيخة‬
‫القراء في الشمال والجنوب بعضهم مععن بعععض‪ ،‬المععر الععذي كععان‬
‫يفضي إلى قيام قاعدة مشتركة بينهععا أمكععن عععن طريقهععا اسععتواء‬
‫"الهيكععل العععام" لهععذه المدرسععة بطرازهععا المعععروف فععي الداء‬

‫‪414‬‬
‫وخصائصها ومقوماتها العامة في القراءة وعلومها كما سنقف عليها‬
‫في الفصل الخير من هذا البحث بعون الله‪.‬‬
‫ونختععم هععذه السلسععلة مععن أعلم الئمععة ومشععايخ الجماعععة‬
‫بقيدوم مدرسععة ابععن غععازي فععي المععائة الحاديععة عشععرة ومنظرهععا‬
‫المترجم عنها وعن ما استقر عليععه العلععم فيهععا تلوة وأداء ورسععما‬
‫وضبطا‪ ،‬ذلك هو خاتمة المحققين المام أبو زيد بععن القاضععي‪ ،‬وقععد‬
‫أضفناه إلى هذه القائمة لما ذكرنا من العتبارات‪ ،‬ولنه أيضا ينتمي‬
‫بالولدة إلى المائة العاشرة التي رأينععا أن نقععف ببحثنععا هععذا عنععدها‬
‫بعد أن أطنبنا في البحث إطنابا نخاف أن يخرج به عن غايته‪ ،‬وبعععد‬
‫أن رأينا غير واحد من طلبة الدراسات السلمية بكليععة الداب ودار‬
‫الحديث الحسنية قد تناولوا جوانب من آثار أعلم طائفة من الئمععة‬
‫وفهارسهم ممن كانوا يمثلون امتدادات هذه المدرسة)‪ .(1‬وسنقتصر‬
‫هنا على ما يهمنا من ابن القاضي ضمن هذه المشععيخة دون توسععع‬
‫في دراسة شخصععيته وآثععاره العلميععة لمععا قععدمنا مععن سععبق بعععض‬
‫الباحثين إلى تناولها‪.‬‬
‫‪ -20‬الشــيخ المـام أبـو زيـد عبــد الرحمـن بـن أبــي‬
‫القاسم)‪ (2‬بن محمد بن محمد بن قاسم بن أبــي العافيــة‬
‫المكناسي ثم الفاسي عرف كأبيه وطائفة من أهل بيتــه‬
‫بـــ "ابــن القاضــي" قــال القععادري‪" :‬وبنععو القاضععي بفععاس‬
‫معروفععون‪ ،‬وسععكنى صعاحب الترجمعة كعان برحبعة ابعن رزوق معن‬
‫عععدوة فععاس النععدلس‪ ،‬وبعععض أولدهععم بععاقون بععداره‪ ،‬وبعضععهم‬

‫‪ ()1‬تعددت البحوث في آثار رجال هذه المدرسة وكثرت كثرة ملحوظعة فعي السعنوات الخيعرة‬
‫وخاصة فيما يخص آثار أبي زيد بن القاضي حيث حقق الستاذ بلوالي كتابه "اليضاح لما ينبهم‬
‫على الورى في قراءة عالم أم القرى "تحت إشراف أستاذنا الدكتور التهامي الراجي‪ ،‬وحقععق‬
‫الستاذ عبد العزيز كارتي كتابه "علم النصرة في تحقيق قراءة إمام البصععرة" تحععت إشععراف‬
‫أستاذنا أيضا‪ ،‬والستاذ أحمد البوشيخي كتابه "الفجر الساطع شرح الععدرر اللوامععع"‪ ،‬والسععتاذ‬
‫محمد أبو الوافي كتاب رسائل وأسئلة وأجوبة ابععن القاضععي"‪ .‬كمععا حقععق أو سععجل عععدد مععن‬
‫مؤلفات ابن عبد السععلم الفاسععي ومنهعا فهرسعته تحقيعق السععتاذ محمعد أميعن زلععو‪ ،‬وكتععاب‬
‫"القراط والشنوف بمعرفة البتداء والوقوف" للستاذ الطاهر الشفوع وسوى ذلك مععن كتععب‬
‫أبي زيد المنجرة وغيرهم"‪.‬‬
‫‪ ()2‬ويقال فيه أيضا "القاسم"‪.‬‬

‫‪415‬‬
‫بععالقواس بالمخفيععة وغيرهععا‪ ،‬وكععان لسععلفهم علععم بععالقراءات‬
‫والحساب والتاريخ والتعديل وغير ذلك")‪.(1‬‬
‫وقد تقدم ذكر والده أبي القاسععم فععي رجععال هععذه المدرسععة‪،‬‬
‫وكان من أصحاب أبي العباس أحمد بن علععي القععدومي وعنععه أخععذ‬
‫النحو والقراءة‪ ،‬وذكععر فععي فهرسععته أنععه كععان لبيععه سععارية بجععامع‬
‫القرويين يقرأ فيها "الرسالة" سنة ‪961‬هع")‪.(2‬‬
‫ولععد المععترجم باتفععاق سععنة ‪999‬هععع وتربععى فععي حجععر أبععي‬
‫المحاسععن يوسععف الفاسععي‪ ،‬وقععرا علععى أبيععه أول ثععم علععى كبععار‬
‫المشيخة بفاس‪ ،‬ونبغ في ذلك نبوغا تميز به عن أهععل زمععانه شععهد‬
‫له به جميع من ترجموا له وخاصة في علم القراءات‪.‬‬
‫قال الحضيكي في مناقبه‪" :‬ونشا في عفاف وصععيانة‪ ،‬وحفععظ‬
‫القرآن وحبب إليه تلوتععه‪ ،‬وصععرف العنايععة إليععه وأحكمععه‪ ،‬وأتقن‬
‫القراءة وطرقها وأحكامها ومذاهب القراء جميعا‪ ،‬فصار‬
‫أستاذ المغرب كله‪ ،‬يغشاه الخلق للخذ عنــه‪ ،‬ويــأتي بععابه‬
‫من ل يحصععون‪ ،‬بععل ل يععرى بععالغرب أسععتاذ ول مقععرئ إل تلمععذته‪،‬‬
‫وعليه عمدتهم")‪.(3‬‬
‫وقعال القعادري فعي "النشعر"‪" :‬السعتاذ المجعود الكعبير إمعام‬
‫القراء وشيخ المغرب القصى الستاذ الشهير الحافظ الحيسوبي‪...‬‬
‫كان أستاذا إمامعا مجعودا بركعة همامعا شعيخ الجماععة فعي القعراء‬
‫بوقته‪ ،‬ومفععردا فععي تحقيقععه ونعتععه‪ ،‬مقععرئا حافظععا‪ ،‬وحجععة محققععا‬
‫لفظا")‪ (4‬وذكععره القععادري فععي "التقععاط الععدرر" فععي وفيععات سععنة‬
‫‪1082‬هع فقال‪" :‬وفي ثاني رمضان من العام المذكور‪ ،‬توفي إمععام‬
‫المقرئين أكثر أهل زمانه جمعا للروايات‪ ،‬الستاذ العظععم أبععو زيععد‬
‫عبد الرحمن ابن العلمة النحوي سيدي أبععي القاسععم ابععن القاضععي‬

‫نشر المثاني ‪.2/195‬‬ ‫‪()1‬‬

‫نشر المثاني ‪.1/181‬‬ ‫‪()2‬‬

‫مناقب الحضيكي ‪ ،2/154‬ونحوه في صفوة من انتشر الليفرني ‪.168-167‬‬ ‫‪()3‬‬

‫نشر المثاني ‪.2/195‬‬ ‫‪()4‬‬

‫‪416‬‬
‫المكناسي شيخ الجماعة بوقته‪ ،‬ومحققــا فــي فنــه ووحيــد‬
‫نعته‪ ،‬وله صيت بسوس وغيره")‪.(1‬‬
‫وقال اليفرني في "الصفوة"‪" :‬ومنهم الشععيخ أسععتاذ المغععرب‬
‫المقرئ المجود أبو زيد عبد الرحمن بن أبي القاسم بن القاضععي‪...‬‬
‫ولد سنة ‪999‬هع وتربى في حجر أبي المحاسن‪ ...‬ونشأ في عفععاف‬
‫وصععيانة‪ ،‬وحبعب إليعه تلوة القعرآن وحفعظ طعرق قرائهععا‪ ،‬وصعرف‬
‫العناية لذلك‪ ،‬إلى أن صار المرجعع إليعه فعي هعذا الشعأن والمععول‬
‫عليه في أحكام القراءات ومعرفة توجيهاتها وحفظ مذاهب أئمتهععا‪،‬‬
‫فل تجد أستاذا في المغرب إل وقد روى عنه أو عن تلمذته"‪.‬‬
‫مـشـيـخـتـه‪ :‬قال اليفرني‪:‬‬
‫"أخذ – رحمه الله – عن‪:‬‬
‫‪ -‬محمد بن يوسف التاملي المتقدم‪ ،‬وعليه معتمععده‪ ،‬وأجععازه‪،‬‬
‫وهععو يععروي عععن سععيدي الحسععن الععدراوي عععن المنجععور عععن ابععن‬
‫غازي)‪ ،(2‬وعن سيدي محمد الصغير المستعاني عن ابن مجععبر عععن‬
‫ابن غازي)‪.(3‬‬
‫‪ -‬وأخععذ أبععو زيععد أيضععا عععن عبععد الرحمععن بععن عبععد الواحععد‬
‫السجلماسي عن شيخه المربي عن أبي القاسععم بععن إبراهيععم عععن‬
‫ابن غازي‪ ،‬وأخعذ ابعن عبععد الواحععد أيضعا ععن المنجععور‪ ،‬ذكععره ابعن‬
‫القاضي في "تكملة ابن خلكان")‪ ،(4‬وأخذ أبو زيد أيضا عععن المععولى‬
‫عبد الهادي بن المولى عبععد اللععه بععن طععاهر‪ ،‬وهععو يععروي عععن أبيععه‬
‫المذكور عن سيدي الحسن الدراوي عن عبد الله من ل يخاف عععن‬
‫ابن غازي‪.‬‬

‫‪ ()1‬التقاط الدرر للقادري ‪.188‬‬


‫‪ ()2‬لم يذرك المنجور ابن غازي‪ ،‬والصحيح عن أصحاب ابن غازي كأبي الحسن علي بن عيسى‬
‫الراشدي وغيره ممن تقدم‪.‬‬
‫‪ ()3‬لم يقرأ ابن مجبر على ابن غازي كما تقدم وإنما جود عليه ثلثة أحععزاب مععن القععرآن إلععى‬
‫"واذكروا الله بحرف نافع كما ذكر المنجور فععي فهرسععته ‪ ،64‬وإنمععا سععنده فععي القععراءة مععن‬
‫طرق شيخه أبي عمران موسى الزواوي عن الصغير شيخ ابن غازي‪.‬‬
‫‪ ()4‬يقصد "درة الحجال" لبن القاضي وقد جاء فيها ما ذكره في ‪ 3/101‬ترجمة ‪.1033‬‬

‫‪417‬‬
‫)‪(1‬‬
‫عن سيدي الحسن‬ ‫وأخذ أبو زيد أيضا عن سيدي أحمد العرايشي‬
‫الدراوي عن المنجور")‪.(2‬‬
‫ومن مشايخه الذين لم يذكرهم صاحب الصفوة ول الحضععيكي‬
‫ول صاحب السلوة‪:‬‬
‫‪ -‬أبوه أبو القاسم بن القاضي‪ ،‬وقععد تقععدم فعي ترجمتععه أخععذه‬
‫عنه وروايته كثيرا من أخبار القراءة والقراء‪.‬‬
‫‪ -‬ومنهم الشيخ أبو محمد عبد الواحد بععن أحمععد بععن علععي بععن‬
‫عاشر النصاري‪ ،‬وقد بدأ به في إسناد السبعة الععذي أجععاز بععه لبععي‬
‫عبد الله الرحماني كما سيأتي‪ ،‬وقد حععدثه بععالقراءات عععن المفععتي‬
‫الحسني عن ابن إبراهيم عن ابن غازي‪.‬‬
‫‪ -‬وأسععند عععن شععيخه الخروبععي)‪ (3‬عععن أبععي علععي الراشععدي‬
‫المعبدي)‪ (4‬عن أبي القاسم بن إبراهيم عن ابن غازي‪.‬‬
‫‪ -‬وأسند عن الشيخ محمد بن أحمععد الحسععني المفععتي بمدينععة‬
‫فاس عن ابن شعيب عن الفشتالي عن ابن إبراهيم عن ابن غععازي‬
‫كما ذكره في إسناده المنظوم عند الرحماني في إجازته‪.‬‬
‫وقد رأيته في عامة ما أسنده في كتبه إنمععا أسععند السععبع مععن‬
‫طريق أبي زيد عبد الرحمن بن عبد الواحد العباسععي السجلماسععي‬
‫المذكور كما نجده في إسناده لقراءة ابن كثير في "اليضاح" وفععي‬
‫قراءة البصري في "علم النصرة" وفي إسناده لتجويد الرسععم فععي‬
‫قطعته التي استهلها بقوله‪:‬‬
‫)‪(5‬‬
‫سيدنا الفللي عبد الرحمن‬ ‫أجازنا تجويد رسم القرآن‬

‫‪ ()1‬من أصحاب أبي زيد عبد الرحمن الفاسي ذكر القادري وفاته بعععد ‪1030‬هع ع نشععر المثععاني‬
‫‪18235‬‬
‫‪ ()2‬صفوة من انتشر ‪168-167‬‬
‫‪ ()3‬هو أبو عبد الله محمد الخروبي صاحب الرجوزة المسععماة "التععبيين للتفصععيل" الععتي نظععم‬
‫فيها ميمات الجمع التي قبل الفاصلة كما تقدم ذكرها في ما قام على تفصيل ابععن غععازي مععن‬
‫أعمال علمية‪ .‬فرغ الخروبي منها بفاس سنة ‪.1036‬‬
‫‪ ()4‬أبوعيسى بن موسى الراشدي‪.‬‬
‫‪ ()5‬ستأتي القطعة في السانيد‪.‬‬

‫‪418‬‬
‫فيكععون اعتمععاده فععي القععراءات السععبع بععوجه عععام علععى‬
‫السجلماسي المذكور‪ ،‬وربما وليه في ذلك المام ابن عاشر‪.‬‬
‫وأما محمد بن يوسععف التملععي فيبععدو أنععه اعتمععده كععثيرا فععي‬
‫"العشر الصغير" لشتهاره بإتقان ذلك‪.‬‬
‫مـكــانـتــه‪:‬‬
‫كان أبو زيد ابن القاضي إمام عصععره فععي القععراءات‪ ،‬وأسععتاذ‬
‫)‪(1‬‬
‫السانيد‪ ،‬العالم الكبير الحافظ الحجعة "كمعا وصعفه فعي السعلوة‬
‫وكان شيخ الجماعععة فععي القععراء‪ ،‬وإمععام المحققيععن فععي المعرفععة‬
‫بععالقراءات وتوجيههععا‪ ،‬بلععغ فيهععا مرتبععة المامععة وأهليععة "الختيععار"‬
‫و"الترجيح" وهو مستوى بعد العهد به وخاصة في قراءة نعافع الععتي‬
‫كتب فيها شرحه الفريد على درر ابن بري وسماه "الفجر الساطع‪،‬‬
‫والضياء اللمع‪ ،‬في شرح الدرر اللوامع")‪ ،(2‬وهو شرح حشد له كععل‬
‫طاقته‪ ،‬وكاد يستوعب فيه جميع ما ألف فععي القععراءة وخاصععة فععي‬
‫المدرسة المغربية‪ ،‬وقععد ضععمنه أكععثر مععا فععي شععروح المتقععدمين‪،‬‬
‫واعتمد خاصة على ما ذكره المنتوري في شرحه‪ ،‬وزاد عليه الكثير‬
‫مما جمعه بطععول الععدرس والممارسععة مععن كتععب الئمععة وأقععوالهم‬
‫وقصائدهم ومذاهبهم حتى ل تكاد تجد بابععا إل وجععدت كععل مععا ألععف‬
‫فيه معروضا بإتقععان نظمععا ونععثرا‪ ،‬كععل هععذا مععع قععدرة عاليععة علععى‬
‫الستنباط والموازنة وتقويم المذاهب والختيارات ثم الترجيح بينها‪.‬‬
‫ولقد وصف شرحه هذا بعض الباحثين بحعق بكععونه "لعم يععترك‬
‫شاذة ول فاذة إل أحصاها‪ ،‬حتى إنك لععو أردت – فقععط – أن تصععنف‬
‫المصادر التي عاد إليها‪ ،‬لهالك المر‪ ،‬فالرجل حافظ واعية قععدر لععه‬
‫أن يطلع على المكتبتين‪ :‬الندلسية والمغربية ويحيط علما بكععل مععا‬

‫‪ ()1‬سلوة النفاس ‪.224-2/223‬‬


‫‪ ()2‬كان تأليفه له ليلة القدر عام ‪ 1041‬بفاس كما نجده في اقععدم نسععخة معروفععة منععه وهععي‬
‫مؤرخة بذي القعدة من عام ‪1078‬هعع مخطوطععة بالخزانععة العامععة بالربععاط برقععم ‪ .989‬وقععد‬
‫اعتمدتها في بحثي‪.‬‬

‫‪419‬‬
‫فيهما‪ ،‬ثم ينخل كل ذلك فيخرج إلععى النععاس بهععذا الشععرح العجيععب‬
‫النادر الغريب)‪."(1‬‬
‫ومما ينبغي أن ننوه به هنا من ثمرات جهععود المععام أبععي زيععد‬
‫ابن القاضي هو هذا الجهد الذي بذله في تمييععز مععا عليععه "العمععل"‬
‫في عامة كتبه سواء منها كتبه المؤلفة في الرسم والضععبط‪ ،‬وكتبععه‬
‫المؤلفة في القراءة والداء‪ ،‬فابن القاضي لم يقععف مععن القععراءات‬
‫موقف من تقدموه ليعرض الوجه المقروء بها ثم يذكر المشهور أو‬
‫الرحج أو الععوجه المصععدر فععي الداء‪ ،‬ولكنععه ترقّععى مععن ذلععك إلععى‬
‫تحديد "الطراز المغربي المتميز في الداء والرسععم والضععبط" عععن‬
‫طريق التنبيه والرشاد إلى مععا "بععه الخععذ" و"عليععه العمععل" وكععأنه‬
‫بذلك يريد أن يخرج بالقارئ من متاهة الخلف‪.‬‬
‫ولنا عودة إلى منهجه هععذا بععإذن اللععه عنععد اسععتعراض المععادة‬
‫الصولية التي أخذ بها المغاربة في التلوة العامة مععن روايععة ورش‬
‫وطريق أبي يعقوب الزرق عنه في العددين اللذين بهما ختام هععذه‬
‫السلسلة‪.‬‬
‫وكععانت لبععي زيععد مكانععة أخععرى فععي زمنععه ل تقععل عععن هععذه‬
‫المكانة‪ ،‬وهي مكانته الجتماعية‪ ،‬فقد كان مكين القععدر عنععد رجععال‬
‫الدولة حتى إنه كان من خععواص السععلطان المععولى الرشععيد)‪ (2‬كمععا‬
‫كان أبوه من قبله وجيها عند السلطان المنصور)‪.(3‬‬
‫وبلغ من حظوته لدى المولى الرشعيد أنعه كعان يعولي القضعاة‬
‫والنظار والمحتسبين بفاس أو يعزل من يعععزل منهععم بمشععورته)‪،(4‬‬
‫وبقي أثر هذا التقدير في أهل بيته تجدد لهم به الظهائر إلععى وقععت‬
‫متأخر)‪.(5‬‬

‫‪ ()1‬القراء والقراءات بالمغرب ‪.95‬‬


‫‪ ()2‬التحاف لبن زيدان ‪.4/39‬‬
‫‪ ()3‬نشر المثاني ‪.1/81‬‬
‫‪ ()4‬يمكن الرجوع في ذلك إلى التحاف ‪.40-3/38‬‬
‫‪ ()5‬ينظر تجديد الظهير لبنائه بعذلك للمعولى عبعد الملعك بععن المععولى إسعماعيل فعي التحعاف‬
‫‪ 5/311‬وتجديده لهم أيضا من طرف مولي عبد الرحمن بن هشام في التحاف ‪.5/15‬‬

‫‪420‬‬
‫أما استفاضة الخذ عنه في مجال القراءات في جميع أطراف‬
‫المغرب وجهاته فحدث عن البحر ول حرج‪ .‬وقد رأينا إرجععاء متابعععة‬
‫إشعاع هذه المدرسة من خلله ومن طريععق بععاقي المشععيخة الععتي‬
‫سععميناها معععه وقبلععه لنحععاول رصععد ذلععك مععن خلل المتععدادات‬
‫التاريخية لشبكة السانيد في المدرسة المغربية‪ ،‬وذلك مععا سععنقف‬
‫عليه في العدد التالي بعون الله‪.‬‬

‫‪421‬‬
‫فهرس مصادر‬
‫العدد السادس والعشرين‬

‫‪ ‬إتحاف أعلم الناس بجمال أخبار حاضرة مكناس لمولي عبععد‬


‫الرحمن بن زيدان الطبعة ‪ 2‬سنة ‪ 1410‬هع ‪ 1990‬م‪.‬‬
‫‪ ‬إتقان الصنعة في التجويد لسبعة لبي العبععاس أحمععد شعععيب‬
‫)مخطوط(‬
‫‪ ‬أجوبة الشيخ أبععي عبععد اللععه محمععد بععن يوسععف الععترغي فععي‬
‫القراءات م‪.‬خ‪.‬ع بالرباط برقم ‪ 1181‬حرف د‬
‫‪ ‬أجوبة أبي العباس أحمد المنجوز على مسائل فععي القععراءات‬
‫وأصول رواية ورش م‪.‬خ‪.‬ح بالرباط برقم ‪8011‬‬
‫‪ ‬أجوبة على أسئلة في الرسم والضبط لبععي عبععد اللععه محمععد‬
‫بن يوسف التملي ح خ أوقاف آسفي غير مرقمة‪.‬‬
‫‪ ‬أجوبة على أسععئلة فععي المالععة لمحمععد بععن علععي بععن مبععارك‬
‫النسوي الضرير السوسي )خزانة خاصة(‪.‬‬
‫‪‬إجازة في القراءات من الشيخ محمد البوعناني لبي عبد اللععه‬
‫الشرقي م خ ح رقم ‪ – 9977‬الرباط‪.‬‬
‫‪ ‬إزالة الشك واللباس العارضععين لكععثير مععن النععاس قععي نقععل‬
‫شكل الهمز من ألم أحسب الناس لبي زيد عبد الرحمععن‬
‫بن القاضي )مخطوط خاص(‪.‬‬
‫‪ ‬العلم بمعن حعل مراكعش وأغمعات معن العلم للعبعاس بعن‬
‫إبراهيم المراكشي ‪ -‬المطبعة الملكية ‪ -‬الرباط‪1975 :‬م‬
‫‪ ‬أنععوار التعريععف لععذوي التفصععيل والتعريععف لمحمععد بععن أبععي‬
‫القععاسم الجزولي الحعامدي م خ ح بالرباط برقم ‪.8885‬‬

‫‪422‬‬
‫‪ ‬البدور الضاوية في التعريف بالسععادات أهععل الزاويععة الدلئيععة‬
‫لبععي الربيععع سععليمان بععن محمععد الشفشععاوني الشععهير‬
‫بالحوات )مخطوط( بالخزانة العامة‪.‬‬
‫‪‬التذكرة فععي القععراءات الثمععان لبععي الحسععن طععاهر بععن عبععد‬
‫المنعم بععن غلبععون الحلععبي‪ ،‬تحقيععق الععدكتور عبععد الفتععاح‬
‫بحيري إبراهيم ط‪ 2 :‬نشر مكتبة الزهراء للعلم العربي‪.‬‬
‫‪‬التبصرة فععي القععراءات السععبع لبععي محمععد مكععي بععن طععالب‬
‫القيسي القيرواني تحقيق الععدكتور محععي الععدين رمضععان‬
‫الطبعة ‪ 1‬بالكويت‪1405 :‬هع ‪1985‬م‪.‬‬
‫‪‬تقريب النشر في طرق العشر النافعية لبعي عبعد اللعه محمعد‬
‫بن عبد الرحمن الزروالي )خزانة خاصة(‪.‬‬
‫‪ ‬تقييد في الوجوه الجععائزة فععي تكععبير ابععن كععثير المكععي لعبععد‬
‫الواحد بن عاشر النصاري )خزانة خاصة(‪.‬‬
‫‪ ‬تقييد وقف المععام الهبطععي لبععي عبععد اللععه محمععد بععن أحمععد‬
‫المرابطي البعقيلي )م خ أوقاف آسفي(‪.‬‬
‫‪ ‬تكميل المنافع في الطرق العشر المروية عن نافع لمحمد بن‬
‫محمد بن أحمد الرحماني م خ ح رقم ‪.8864‬‬
‫‪ ‬جذوة القتبعاس فعي ذكعر معن حعل معن العلم مدينعة فعاس‬
‫لحمععد بععن القاضععي المكناسععي – نشععر دار المنصععور‬
‫بالرباط‪1974 :‬م‪.‬‬
‫‪ ‬درة الحجال في أسماء الرجال لحمد بن القاضي المكناسععي‬
‫صاحب جذوة القتباس تحقيق محمد الحمععدي أبععو النععور‬
‫نشر دار التراث بالقاهرة والمكتبة العتيقععة بتععونس‪ .‬ط ‪1‬‬
‫‪1390‬هع ‪1970‬م‪.‬‬

‫‪423‬‬
‫‪ ‬رجالت العلم العربي في سوس من القرن الخامس الهجري‬
‫إلى منتصف القرن الرابع عشر لمحمد المختار السوسععي‬
‫‪ -‬نشر رضا الله عبد الوافي المختار السوسي ‪ -‬المغرب‪.‬‬
‫‪ ‬روض الزهر في الطرق العشر النافعية أرجععوزة للشععيخ عبععد‬
‫السلم بن محمد المدغري م خ ح رقم ‪.119‬‬
‫‪‬الرحلة العياشية )ماء الموائد( لبي سالم العياشي ط ‪ 2‬إعداد‬
‫محمد حجي‪1397 :‬هع ‪1989‬م‪.‬‬
‫‪‬الزاوية الدلئيععة ودورهععا الععديني والعلمععي والسياسععي لمحمععد‬
‫حجي ‪ -‬المطبعة الوطنية بالرياط‪1384 :‬هع ‪1964‬م‪.‬‬
‫‪ ‬سلوة النفاس ومحادثعة الكيعاس لمحمعد بعن جعفعر الكتعاني‬
‫الفاسي طبعة حجرية بفاس‪.‬‬
‫‪ ‬سوس العالمة لمحمد المختار السوسي الطبعععة ‪1984 :2‬م‬
‫‪1404‬هع الدار البيضاء‪.‬‬
‫‪ ‬صععفوة مععن انتشععر مععن أخبععار صععلحاء القععرن الحععادي عشععر‬
‫لمحمد الصغير اليفرني المراكشي طبعة حجرية بفاس‪.‬‬
‫‪ ‬عرف الند في حكم حرف المد لبععي العبععاس أحمععد بععن عبععد‬
‫العزيز بن الرشيد السجلماسي م خ ح ‪.1064‬‬
‫‪ ‬الفوائد الجمة بإسناد علوم المة لبععي زيععد عبععد الرحمععن بععن‬
‫محمد التمنارتي م خ ح ‪.964‬‬
‫‪ ‬التقاط الدرر لمحمد بن الطيب القادري تحقيق هاشم العلوي‬
‫القاسمي دار الفاق الجديدة – بيروت‪.‬‬
‫‪ ‬فهععععرس أحمععععد المنجععععور )سلسلععععة الفهععععارس( تحقيععق‬
‫محمععد حجعي الربععاط ‪1396‬هع‪1976/‬م‪.‬‬

‫‪424‬‬
‫‪ ‬فهرس ابععن غععازي التعلععل برسععوم السععناد بعععد انتقععال أهععل‬
‫المنععزل والنععاد تحقيععق محمععد الزاهععي – الععدار البيضععاء ‪:‬‬
‫‪1399‬هع ‪1979 -‬م‪.‬‬
‫‪ ‬القععراء والقععراءات بععالمغرب لسعععيد أعععراب نشععر الغععرب‬
‫السلمي ط ‪1410 :1‬هع ‪1990‬م‪.‬‬
‫‪ ‬مرآة المحاسن لبي المحاسن يوسف الفاسي طبعععة حجريععة‬
‫بفاس‪.‬‬
‫‪ ‬مقالة الئمة العلم في وقف حجرة وهشام على الهمز لعبععد‬
‫الرحمن بن القاضي )مخطوط(‪.‬‬
‫‪ ‬ملتقط الرحلة من المغرب إلى حضر موت للفقيه يوسف بن‬
‫عابععد الفاسععي الحسععني تحقيععق الععدكتور أميععن توفيععق‬
‫الطيبي – نشر الجمعية المغربية‪1988 :‬م‪.‬‬
‫‪ ‬منععاقب الحضععيكي )طبقععات الحضععيكي( المطبعععة العربيععة –‬
‫الدار البيضاء‪1357 :‬م‪.‬‬
‫‪ ‬نشر المثاني لهل القععرن الحعادي عشععر والثعاني لمحمعد بععن‬
‫الطيععب القععادري تحقيععق محمععد حجععي وأحمععد التوفيععق‪:‬‬
‫الرباط‪1397 :‬هع ‪1977 -‬م‪.‬‬
‫‪ ‬النهج المتدارك في شرح القصيدة الدالية في الهمز لبي عبد‬
‫الله بن مبارك لبي العلء إدريس بن محمد المنجععرة م خ‬
‫ح رقم ‪ 119‬وأخرى برقم ‪.11474‬‬

‫‪425‬‬
‫فهرس محتويات‬
‫العدد السادس والعشرين‬
‫الـعـنـوان‪:‬‬
‫إشعاع مدرسة ابن غازي في الحواضر‬
‫والجهات‬
‫والهيكل العام للمدرسة المغربية النافعية‪.‬‬
‫معقعدمعة‪............................................................. .‬‬
‫خخخخخ خخخخخ‪ :‬خخخخخ خخخخخ خخخ خخخخ خخ‬
‫خخخخ خخخخخ خخخخخخخ خخخخخ خخخخخخخ‬
‫خخخخخخخخ خخخخخخخخ خخخ خخخخخ خخخخخخخ‬
‫خخخخخخخخ خخ خخخخخخخ ‪...............................‬‬
‫‪ -‬ظهور الوقاف لخدمة القراءات‪.................................‬‬
‫‪ -‬كراسي القرويين بفاس في القراءة والتجويد‪................‬‬
‫‪ -‬أعلم مدرسة ابن غازي والخذون عنهم‪.......................‬‬
‫‪‬أحمد بن قاسم أبو العباس القدومي الفاسي‬
‫‪...................................................................‬‬
‫‪ ‬أبو العباس أحمد لن علي الزموري‬
‫‪...................................................................‬‬
‫‪  ‬أبو العباس أحمد بن علي المنجور الفاسي‬
‫‪...................................................................‬‬
‫أجوبته على مسائل من القراءات‪...........................‬‬
‫‪ ‬أبو زيد عبد الرحمن بن عبد الواحد السجلماسي‬
‫‪...................................................................‬‬

‫‪426‬‬
‫‪ ‬الحسن بن محمد الدراوي الهداجي صاحب الطرر‬
‫على أرجوزة ابن غازي‪.......................................‬‬
‫‪ ‬أبو عبد الله بن عبد الرحمن الزروالي صاحب تقريب‬
‫النشر في طرق العشر‪......................................‬‬
‫‪...................................................................‬‬
‫‪ ‬أبو محمد عبد الله بن علي بن طاهر السجلماسي‬
‫الحسني‪.........................................................‬‬
‫‪ ‬ولده المولى عبد الهادي بن عبد الله السجلماسي‬
‫الحسني‪.........................................................‬‬
‫‪   ‬أبو العباس بن مخلوف الشفشاوني الضرير‬
‫‪...................................................................‬‬
‫‪      ‬أبو العباس أحمد بن محمد الفشتالي‬
‫‪...................................................................‬‬
‫‪ ‬محمد بن علي بن محمد الشريف المريني الندلسي‬
‫الفاسي‪..........................................................‬‬
‫‪ ‬محمد بن يوسف أبو عبد الله الترغي المساري معلم‬
‫أولد الملوك السعديين‪.......................................‬‬
‫أهم أصحاب أبي عبد الله الترغي من القراء‪..............‬‬
‫‪..........................................................................‬‬
‫‪ ‬أبو عبد الله محمد بن علي الجزولي النسوي‬
‫الكفيف الشهير بأحمد‪........................................‬‬
‫‪ -‬من آثار النسوي في مسائل الداء لورش‪.....................‬‬
‫‪ ‬أبو العباس بن شعيب الندلسي صاحب كتاب إتقان‬
‫الصنعة في قراءات التجويد السبعة‪........................‬‬
‫آثاره وكتابه إتقان الصنعة في التجويد للسبعة‪............‬‬

‫‪427‬‬
‫‪ ‬أبو القاسم بن محمد والد عبد الرحمن بن القاضي‬
‫‪...................................................................‬‬
‫‪   ‬الحسن بن يوسف بن مهدي أبو علي الزياتي‬
‫‪...................................................................‬‬
‫‪   ‬وله عبد العزيز بن الحسن الزياتي‬
‫‪...................................................................‬‬
‫‪ ‬أبو محمد عبد الواحد بن أحمد بن علي بن عاشر‬
‫النصاري‪........................................................‬‬
‫‪‬آثاره في علوم القراءة‬
‫‪...................................................................‬‬
‫‪ ‬أبو عبد الله محمد بن يوسف التملي السوسي الصل‬
‫المراكشي‪......................................................‬‬
‫آثاره العلمية ‪..................................................‬‬
‫‪ ‬أبو عبد الله محمد بن محمد بن سليمان البوعناني‬
‫‪...................................................................‬‬
‫‪ ‬إجازته المطولة لبي عبد الله محمد الشرقي الدلئي‬
‫في القراءات‪...................................................‬‬
‫‪  ‬أبو عبد الله محمد بن أحمد بن الغازي الجزولي‬
‫أنوار التعريف لذوي‬ ‫الحامدي السوسي مؤلف‬
‫التفصيل والتعريف‪............................................‬‬
‫‪ ‬أبو عبد الله محمد الشرقي بن محمد بن أبي بكر‬
‫المجاطي الدلئي صاحب الجازة من البوعناني‪.........‬‬
‫‪  ‬أبو عبد الله محمد بن محمد بن أحمد الرحماني‬
‫الحشادي صاحب تبصرة الخوان‪...........................‬‬
‫‪      ‬تقييد للرحماني عن شيخه البوعناني‬
‫‪...................................................................‬‬
‫‪428‬‬
‫‪ ‬أبو زيد عبد الرحمن بن القاضي شيخ الجماعة بفاس‬
‫وأستاذ المغرب في القراءة في زمنه‪.....................‬‬
‫مكانته العلمية‪...................................................‬‬
‫فهرسة المصادر والمراجع‪..........................................‬‬
‫فهرسة المحتويات‪...................................................‬‬

‫قعععراءة المام نافع عند المغاربة‬


‫من رواية أبي سعيد ورش‬

‫‪429‬‬
‫‪ ‬نظام الخذ والجازة في المدرسة المغربية وأهم‬
‫شبكات السانيد المعتمدة في قراءة نافع بالمغرب ‪‬‬

‫العدد السابع والعشرون‬

‫‪430‬‬
‫نظام الخذ والجازة‬
‫وشبكات السانيد المعتمدة في‬
‫المدرسة المغربية‬

‫‪431‬‬
‫مقدمة‪:‬‬
‫يقوم علم القعراءات كمعا رأينعا فعي حعديثنا ععن اسعتمداداته‬
‫وفي حديثنا عن عناصر إمامة المام نافع ومقومات مدرسععته علععى‬
‫الروايععة الموثقععة والنقععل الصععحيح‪ ,‬ومععن هنععا كععانت عنايععة علمععاء‬
‫القراءات بطرقها باعتبارها الركن الركين بين الركععان الثلثععة الععتي‬
‫يقبلون بها القراءة أو يععردون‪ ,‬وهععي صععحة السععند بهععا وثبوتهععا مععع‬
‫موافقة الرسم والعربية‪.‬‬
‫وقععد قععدمنا مععا لعلععم السععانيد مععن أهميععة إذ هععي " الطععرق‬
‫الموصلة للقرءان‪ ,‬وهي من أعظم ما يحتععاج إليععه فععي هععذا العلععم‪,‬‬
‫لن القراءة سنة متبعة ونقل محض فل بد من إثباتهععا وتواترهععا‪ ,‬ول‬
‫طريق لذلك إل بهذا الفن")‪.(1‬‬
‫ومن هنععا كععان الهتمععام بتمييععز السععانيد والطععرق الموصععلة‬
‫للقراءة ومعرفة المتواتر منها من المشهور والحاد والشاذ ومعرفة‬
‫منازل الرواة ورجالهم في العدالة والثقة والضععبط وضععبط مراتععب‬
‫التحمل والداء مععن أهععم العناصععر الععتي قععامت عليهععا مبععاحث هععذا‬
‫العلم‪ ,‬وهي مباحث قامت أول المر على منهج أهععل الحععديث فععي‬
‫انتقععاء السععانيد وتتبععع أحععوال النقلععة باسععتعمال معععايير التعععديل‬
‫والتجريح المعتعبرة عنعدهم لتصعنيف هعذه السعانيد وتمييعز السعائر‬
‫الصععحيح مععن الععواهي الضعععيف والشععاذ النععادر‪ ,‬إلععى أن اسععتقرت‬
‫الروايات والطععرق‪ ,‬واتضععحت معععالم النقععل عععن الئمععة‪ ,‬وظهععرت‬
‫المصنفات فيها فقامت مقام الصول‪ ,‬وأصععبح السععناد إلععى الئمععة‬
‫"المصنفين للحعروف")‪ (2‬يقعوم مقععام السعناد إلعى الئمععة أصعحاب‬
‫الختيارات‪ ,‬وتحول الهتمعام وخاصعة فعي المدرسععة المغربيعة إلعى‬
‫ضبط الطرق الموصلة إلى هؤلء مع نوع مععن التمحيععص والدراسععة‬

‫‪ - 1‬غيث النفع للنوري الصفاقسي ‪22-21‬‬


‫‪ - 2‬يمكن الرجوع إلى باب "القول في المصنفين للحروف" من الرجوزة المنبهععة للمععام أبععي‬
‫عمرو الداني‪.‬‬

‫‪432‬‬
‫المقارنة لما بيععن أولئك المصععنفين مععن مظععاهر التفععاق والختلف‬
‫في النقل والعزو‪.‬‬
‫ولقد كانت هععذه الحركععة فعي المشعرق قائمععة فعي معدارس‬
‫المصار في عهد ازدهار القراءة بها‪ ,‬وكان رجال المدرسة المغربية‬
‫يومئذ يتهيأون لتسلم اللواء في زعامة هذا الشأن في أواخر المععائة‬
‫الرابعة بعد أن استكمل القارئ المغربي أدواته العلمية عن طريععق‬
‫الرحلة والحتكاك وارتياد الفاق في طلععب ذلععك‪ ,‬وكععان أعظععم مععا‬
‫تأتى له في ذلك يمر عبر رجال المدرسععة المصععرية وروافعدها فعي‬
‫المائة الرابعة وصدر الخامسة‪.‬‬
‫وأسهم القطاب العشرة الذين فصععلنا الحععديث عنهععم مععن عمععداء‬
‫المدارس الصولية الفنيععة المغربيععة بقسععط وافععر تكللععت بععه تلععك‬
‫الجهود التي بذلت لعدة قرون مععن خلل الععرحلت العلميععة لوصععل‬
‫أسانيد القراءة في المغرب بأصولها المشرقية‪ ,‬بحيث تأتى للقععارئ‬
‫المغربي في نهاية المطاف الحصول علععى أوثععق الروايععات وأعلععى‬
‫الطرق فيها وتحرير النقول عن العلم الئمة فععي كععل حععرف مععن‬
‫القرءان مع ما يتبع ذلك من قواعد الداء والرسم والضبط‪.‬‬
‫وهكذا تععأتى لرجععال المدرسععة المغربيععة علععى عهععد القطععاب فععي‬
‫النصععف الثععاني مععن المععائة الرابعععة إلععى أواخععر المععائة الخامسععة‬
‫الحصول من تلك الرحلت على ما يلي‪:‬‬
‫‪ -1‬الخذ المباشر عن رجال مدارس المصار المتصععدرين‬
‫الذين هم بالنسبة إليهم طععرق فععي الروايععات الععتي يقععرؤون‬
‫بها‪.‬‬
‫‪ -2‬التحقععق مععن المصععادر النقليععة الععتي قععرؤوا بهععا فععي‬
‫بلدانهم بعرضها وسماعها من مؤلفيها أومن تلمذتهم‪.‬‬
‫‪ -3‬روايععة تلععك المصععنفات والتععدرب علععى أداء مادتهععا‬
‫القرائية بالتلقي لذلك من أفواه مؤلفيها أو من أخذها منهم‪.‬‬

‫‪433‬‬
‫‪ -4‬وصععل أسععانيد القععارئ المغربععي بمععا تضععمنته تلععك‬
‫المصنفات من أسانيد عن كبار الئمة تحقيقا للقراءة والعلععو‬
‫فيها‪.‬‬
‫وهكذا ومنذ هذا التاريخ ع أي المدة الزمنيععة الععتي عرفععت كل‬
‫من ابن سفيان ومكي والمهدوي وأبي عمععرو الععداني وابععن شععريح‬
‫ونظرائهم معن بعاقي العشععرة‪ ,‬أصععبح القعارئ المغربععي إمامعا فعي‬
‫القراءة قيما علععى مععذاهب أئمتهععا‪ ,‬عارفععا بععاختلف النقلععة وطععرق‬
‫الداء‪ ,‬قادرا أيضا على معرفة الصحيح السائر مععن الغريععب النععادر‪,‬‬
‫مؤهل للترجيح والختيععار فععي ضععوء الصععول والقواعععد الععتي اختععار‬
‫الئمة بناء عليها‪ ,‬ونظروا في المادة القرائية على منوالها‪.‬‬
‫ونشأت المعدارس الفنيععة فعي إفريقيععة والنعدلس كمعا رأينععا‬
‫وأمسى لكل مدرسة قطبها واتجاهها الفني وجمهورهععا الععذي يأخععذ‬
‫بمبادئها ويختار في القععراءة والداء علععى أصععولها‪ ,‬وكععان ذلععك مععن‬
‫دواعي تغيير مسار الرحلة وتغييععر اتجاههعا وزمنهعا‪ ,‬وغععدت الرحلععة‬
‫من إفريقية وإليها أو من الندلس وإليها‪ ,‬وكان القارئ يرحععل فيمععا‬
‫بين ذلك إلى حواضر منبثة هنا وهناك ليجد المتصدرين في حواضععر‬
‫الجهة التي يقصدها قادرين على شفاء غليله فيمععا اعتععاد أن يرحععل‬
‫في مثله وفععي مععا هععو دونععه إلععى أمصععار المشععرق يععدرع القطععار‬
‫ويخوض البحار‪.‬‬
‫أما الن فقد أصبح يرحل إلى جهة من الجهات فيجععد المععادة‬
‫القرائيععة معروضععة فععي أوثععق طرقهععا ميسععرة محععررة تلقععن أداء‬
‫ومشافهة‪ ,‬وتجلى عليه تصنيفا وتأليفا‪ ,‬وتشرح لععه مسععتنداتها تعليل‬
‫وتوجيها‪ ,‬ويسند كل طريق منها أو وجه في الداء إلى من قععرأ بععه‪,‬‬
‫وكل مذهب من مذاهبها الفنية إلى معن ذهعب إليعه‪ ,‬بععد أن عكعف‬
‫الئمة القطاب على ذلك منقحين ومحررين‪ ,‬ومهععذبين ومصععنفين‪,‬‬
‫حععتى اسععتوت لهععم مععن ذلععك مؤلفععات سععارت عنهععم بهععا الركبععان‬

‫‪434‬‬
‫تضعمنت أوثععق معا قعدروا عليععه مععن روايعات ومرويعات واختيعارات‬
‫وتوجيهات‪.‬‬
‫وهكذا عادت الرحلة جذعة لكن بعععد أن تغيععر مجالهععا وتبععدل‬
‫اتجاهها‪ ,‬كما حل الخذ عن هؤلء القطاب محععل أولئك العليععة مععن‬
‫المشايخ الذين كععانت تشععد إليهععم الرحععال‪ ,‬وحلععت مصععنفاتهم فععي‬
‫القراءة وعلومها محل مصنفات أولئك‪ ,‬واستغنى القععارئ المغربععي‬
‫بالضرب إلى بعض الجهات من المغرب والندلس عن الضرب فععي‬
‫الفاق‪ ,‬وأدى التنععافس بيععن طلب هععذا الشععأن إلععى انتقععاء الكععابر‬
‫والرحلة إليهم للخذ المباشر‪.‬‬
‫ولول مععرة فععي تاريععخ المدرسععة المغربيععة نجععد الهتمععام‬
‫بالحصول على إجازة التأهل من الشيخ تشهد للقارئ بما قرأ عليععه‬
‫أو بتمام الهلية واستكمال اللة لل قراء والتصدر‪.‬‬
‫وهكذا أيضا أمسى من أهداف الرحلة الحصول على الجععازة‬
‫من الكابر‪ ,‬وخاصة فععي المؤلفععات الععتي كععانوا يقععرؤون بمضععمنها‪,‬‬
‫وذلك حتى يجمع بين إتقان القراءة وتحديد الطرق الععتي يقععرأ بهععا‪،‬‬
‫ضبطا للمر‪ ،‬وتوثيقا للخذ‪ ,‬ومن ثم دخل في شروطهم المشروطة‬
‫فععي المتصععدر "أن يحفععظ كتابععا مشععتمل علععى مععا يقععرئ بععه مععن‬
‫القراءات أصول وفرشا‪ ,‬وإل دخله الوهم والغلط في كثير مما يقرا‬
‫به")‪ ,(1‬وإن أقرأ بكتاب وهو غيععر حععافظ لععه فل بععد أن يكععون ذاكععرا‬
‫كيفية تلوته به حال تلقيه من شيخه‪ ,‬مستصحبا ذلك‪ ,‬فإن شك في‬
‫شيء فل يستنكف أن يسأل رفيقه أو غيره ممن قرأ بذلك الكتععاب‬
‫حتى يتحقق بطريق القطع أو غلبة الظععن‪ ,‬وإل فلينبععه بخطععه علععى‬
‫ذلك في الجازة")‪.(2‬‬
‫وكما كان على القععارئ أن يضععبط حععروف القععراءة مباشععرة‬
‫على من قرأ عليه أصبح على القارئ على هععذا المنععوال أن يضععبط‬

‫‪ -‬منجد المقرئين لبن الجزري ‪ 4‬وغيث النفع للنوري ‪32 - 31‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪ -‬منجد المقرئين ‪.4‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪435‬‬
‫القراءة بمضمن الكتاب وذلك بروايتععه للكتععاب عععن مععؤلفه أو مععن‬
‫سمعه منه‪ ,‬ولذلك يقول ابن الجزري ‪:‬‬
‫"لو حفظ" "التيسير" مثل ليس له أن يقرئ بمععا فيععه إن لععم‬
‫يشافهه به من شوفه به مسلسل‪ ,‬لن في القراءات أشياء ل تحكم‬
‫إل بالسماع والمشافهة")‪.(1‬‬

‫‪ -‬منجد المقرئين ‪.3‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪436‬‬
‫الفصل الول‪ :‬الجــازة بــالقراءات فــي‬
‫المدرسة المغربية‪:‬‬
‫شروط الجازة وما يتعلق بها وأنواعها‪:‬‬
‫وقد رتب أئمة هذا الشأن للجازة بالمروي مععن ذلععك قواعععد‬
‫وأصععول فيهععا الكععثير مععن التحععري والتععدقيق احتياطععا لكتععاب اللععه‪,‬‬
‫فاشععترطوا علععى طععالب الجععازة أن يقصععد شععيخا كملععت أهليتععه‪,‬‬
‫وظهرت ديانته‪ ,‬وأن يتأدب معه تمام التأدب‪ ,‬فإذا قعد للعرض عليه‬
‫فعليه أن يجلس في منتهى الوقععار جلسععة المتعلععم‪" ,‬وينبغععي أن ل‬
‫يقرأ على الشيخ في حال شغل قلب الشععيخ ومللععه وغمععه وجععوعه‬
‫وعطشه ونعاسه وقلقه ونحو ذلك مما يشق على الشععيخ أو يمنعععه‬
‫من كمال حضور القلب‪ ,‬ويحرص كل الحععرص علععى أن يقععرأ علععى‬
‫الشيخ أول فععإنه أقععود لععه وأسععهل علععى الشععيخ‪ ..‬وينبغعي أن يفععرد‬
‫القراءات كلها‪ ,‬فإن أراد الجمع فل بد مععن حفععظ كتععاب جععامع فععي‬
‫القراءات‪ ,‬وعليه أن يحفظ كتابا في الرسم‪ ,‬وليعلم حقيقة التجويععد‬
‫ومخارج الحروف وصفاتها وما يتعلق بها علما وعمل")‪.(1‬‬
‫وشرطوا على المجيز أن يتحرى المانة فيما يجيععز بععه سععواء‬
‫كان من قبيععل المقععروء أم مععن قبيععل المععروي‪ ,‬قععال الحععافظ ابععن‬
‫الجزري‪:‬‬
‫"لكن نقول‪":‬النقل علععى قسععمين‪ :‬مقععروء ومععروي‪ ,‬فععالول‬
‫المقروء على معرفة كيفية تلوته وضععبطها‪ ,‬والثععاني نحععو مععا مثلنععا‬
‫به)‪ ,(2‬فينبغي للمجيز أن يقول ‪ :‬أذنت أو أجزت له أن يقرأ بما قرأه‬
‫علي وما ل حرج فيه‪ ,‬ويقول المجاز في الول‪ :‬قرأته‪ ,‬وفي الثععاني‪:‬‬
‫رويته قال‪:‬‬

‫‪ - 1‬نفسه ‪.12‬‬
‫‪ - 2‬مثل بأمثلة من الرسم الذي ل يتأتى للقارئ أن يضبط فيه روايته بالسماع فععي كععل حععرف‬
‫حرف في حالتي الوصل والفصل نحو " لقاءنا ايت" و " قععال الحمععد للععه" و " قععالوا الن" و "‬
‫يوتي الحكمة"‪ ,‬قال ‪ " :‬فإن ادعى أحد ضبط كيفية تلوتعه علعى شعيخه بعذلك وقعال أصعل معا‬
‫وصلت وأفصل ما فصلت‪ ,‬فجعوابه إن سععوعدت علععى ذلععك وتحريععت وضععبطت مععا قععرأت بععه‬
‫جعلت الجائز واجبا"‪ – .‬منجد المقرئين ‪.13‬‬

‫‪437‬‬
‫"وأعلععى مععا يكتععب للمجععاز الذن والهليععة‪ ,‬ل يكتععب إل‬
‫لذلك‪ ..‬ويجوز له أن يقول‪ :‬أجزت له أن يقر بكذا عند تععأهله‬
‫لذلك‪.‬‬
‫"ول بد من سماع السانيد علععى الشععيخ‪ ,‬والعلععى أن يحععدثه‬
‫الشيخ بها مععن لفظععه‪ ,‬فأمععا مععن لععم يسععمع السععانيد علععى شععيخه‬
‫فأسانيده من طريقه منقطعة"‪.‬‬
‫ثم أشار ابن الجزري إلى ما جرت بععه عععادة المتععأخرين فععي‬
‫ذلك عند استكمال الطالب للعرض والتأهل فقال‪:‬‬
‫"وأما ما جرت به العادة مععن الشععهاد علععى الشععيخ بالجععازة‬
‫والقراءة فحسن يدفع التهمة ويسكن القلب‪ ,‬وأمر الشععهادة يتعلععق‬
‫بالقارئ يشهد على الشيخ مععن يختععار‪ ,‬والحسععن أن يشععهد أقرانععه‬
‫النجباء من القراء المنتهين لنه أنفع له حال كبره")‪.(1‬‬
‫وقد رأينا نماذج مما ذكره ابن الجععزري تضععمنتها طائفععة مععن‬
‫الجازات العتي صعدرت معن كبعار المشعايخ علعى سعبيل الععتراف‬
‫والتنويه ببعض المتخرجين عليهم ممن تأهلوا لمامة التصععدر‪ ,‬ومععن‬
‫أهمها الجازتان الصادرتان من كل من أبي الحسن بن هععذيل وأبععي‬
‫عبد الله محمد بععن أبععي العععاص النفععزي ممععا أجععازا بععه المععام أبععا‬
‫القاسعم بعن فيعره الشعاطبي صعاحب "حعرز المععاني"‪ ,‬وقععد سعقنا‬
‫نصهما في ترجمته)‪.(2‬‬
‫وهما نموذجان صالحان يعطياننا صورة عن النمط الذي كععان‬
‫سائدا في الجازات في أثناء المائة السادسة‪ ,‬وليس في كل منهما‬
‫إشهاد على الجازة‪ ,‬وإنما هما بمنزلة اعععتراف مععن الشععيخ للمجععاز‬
‫)أبي القاسم الشاطبي( بما قرأ به علععى الشععيخين‪ ,‬وأذن لععه أيضععا‬
‫بالخبار عنهما بما تضمنته مما قرأ به عليهما بعد أن حددا جملة مععا‬
‫قرأ به‪.‬‬

‫‪ -‬منجد المقرئين ‪.14 – 13‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪ -‬يمكن الرجوع إلى الجازتين في العدد الذي خصصناه للمام الشاطبي برقم ‪.14‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪438‬‬
‫فأبو الحسن بن هذيل استهل الجععازة بععذكر المسععتجيز وأنععه‬
‫قرأ القرءان عليه من فععاتحته إلععى خععاتمته ختمععة واحععدة بمععذاهب‬
‫السبعة الئمة‪ ,‬ثم يذكر كل إمام ويسمي الرواية التي قرأ عليه بها‪,‬‬
‫ثم يقول‪:‬‬
‫"وقد أجزت له عع وفقععه اللععه عع جميععع القععراءات السععبع مععن‬
‫الروايات والطرق المنصوصة على سبيل الجازة والروايععة‪ ,‬وأذنععت‬
‫له أن يقرأ ويقرئ بهععا علععى حسععب مععا قرأهععا علععي وأخععذها عنععي‬
‫وسمعها مني‪ ,‬وعلى حسب ما نعص عليععه المععام الحععافظ المقععرئ‬
‫اللغوي أبو عمرو في مصنفاته التي سمع بعضععها علععي‪ ,‬ول يخععالف‬
‫ذلك ول يتعداه إلى غيره‪ ,‬فهععو الطريععق الواضععح‪ ...‬ثععم ذكععر سععنده‬
‫بالقراءات وعلومها من طريق أستاذه أبي داود سععليمان بععن نجععاح‬
‫وقال‪:‬‬
‫فليرو ذلك كله عني أو ما شاء الله منه عععن المععام المقععرئ‬
‫أبي داود‪ ,‬وليرو من أحب‪ ,‬وليقل فيه أو ما شاء منه إذا صععح عنععده‬
‫وعععارض بكتععبي أو مععا ثبععت عنععده عنععي‪" :‬حععدثنا" أو "أخبرنععا" أو‬
‫"أنبأنا"‪.(1)...‬‬
‫ويستهل الجازة أبو عبد اللععه بععن أبععي العععاص النفععزي أيضععا‬
‫بذكر المستجير فيقول‪" :‬إن صاحبنا أبا محمد )‪ (2‬قاسم ابن فيره بن‬
‫أبي القاسم الرعيني ع حفظه الله وأكرمه ع قرأ علي القععرءان كلععه‬
‫مكررا ومرددا مفردا لمذاهب القرأة السبعة أئمة المصار ع رحمهم‬
‫الله ع معن روايععاتهم المشععهورة وطرقهععم المعروفععة الععتي تضععمنها‬
‫كتاب "التيسير" و"القتصاد" للحافظ أبي عمرو المقرئ وغيرهمععا‪..‬‬
‫ثم ذكر أسععماء القععراء السععبعة وأسععانيده فععي القععراءة لهععم ورفععع‬
‫السانيد بذلك إلى الئمة السبعة وقععال‪" :‬فليععرو أبععو محمععد قاسععم‬
‫المذكور ذلك كله عني وجميع ما صح عنده من روايتي‪ ,‬وليقل فععي‬
‫ذلك كله كيف شاء من "حععدثنا" و"أخبرنععا" و"أنبأنععا"‪ ,‬ثععم بعععد كلم‬
‫‪ -‬نقلها السخاوي في " فتح الوصيد" ورقة ‪.15-12‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪ -‬هي الكنية الثانية للشاطبي اشتهر بها في الندلس‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪439‬‬
‫ذكععر تاريععخ الجععازة وهعي مؤرخععة بشعهر ربيععع الخععر ععام خمسععة‬
‫وخمسين وخمسمائة )‪.(555‬‬
‫ومع خلو إجازة ابن هذيل من التاريخ فإنها فيما يبدو متععأخرة‬
‫عن إجازة ابن أبي العاص النفزي‪ ,‬لن في إجازة هذا الخير إشععارة‬
‫إلى تكرر الختمات للسبعة على سبيل الفراد‪ ,‬ولم يععذكر فيهععا أنععه‬
‫جمعها عليه‪.‬‬
‫أما إجازة ابن هذيل فهي إجازة له بطريق الجمع بين السبعة‬
‫في قراءة واحدة ختمة واحدة‪ ,‬ومن شععأن الفععراد والجععازة بععه أن‬
‫يتقععدم علععى الجمععع والجععازة بععه‪ ,‬لنهععم نصععوا علععى أن العععارض‬
‫للقراءة إذا أفردها على إمام معتبر فله أن يجمعها على مععن يشععاء‬
‫ول يكلف إفرادها عليه مرة أخرى)‪.(1‬‬
‫ولعل هذا النمط كان هو السائد لهذا العهد في جميع القطار‬
‫المغربية‪ ,‬ثم انتقل مع المععام الشعاطبي إلعى مصععر‪ ,‬ومععع مشععيخة‬
‫القراء المتصدرين بحواضر المغرب القصععى إليععه فأخععذ بععه عامععة‬
‫المقرئين ممععن كععانوا يسععندون القععراءة مععن طععرق أئمععة إفريقيععة‬
‫والندلس‪ ,‬ولععذلك نجععد الععتراجم حافلععة بالشععارات إلععى الجععازات‬
‫العامة والخاصة‪ ,‬كما نجد طائفة من أئمة القراء قد صنفوا في ذلك‬
‫"برامج" لمروياتهم أو "فهارس" لمشايخهم ومععا قععرؤوا عليهععم بععه‬
‫وأجازوهم فيه‪.‬‬
‫كما أننا نجد إلى جانب إجازة التأهل أو الجازة العامة‪ ,‬إجازة‬
‫أخرى خاصة في كتاب أو جزء مسععموع أو غيععر ذلععك‪ ,‬وإلععى جععانب‬
‫هذين النوعين إجازات أخرى بالمصنفات بعد سماع طرف منها كما‬
‫نجد أمثلة من ذلك في إجازات مشيخة القراءات للمععام المنتععوري‬
‫بعدد كبير من كتب القراءة وعلومها أكثره مما قرأ أو سمع أولععه أو‬

‫‪ - 1‬يمكن الرجوع في هذا المبحث إلى كتاب النشر لبن الجزري ‪ 2/196‬فقد أفععاض فيععه فععي‬
‫البيان‪.‬‬

‫‪440‬‬
‫يسيرا منه على بعض شيوخه وأجازه في سائره كما رأينا ذلك فععي‬
‫كثير مما ذكرناه من روايته نقل عن فهرسته المشهورة‪.‬‬
‫وإلى جانب هذه النععواع مععن الجععازات هنالععك إجععازة أخععرى‬
‫يمكن تسميتها بالجازات التقديرية‪ ,‬وهي التي كان يتبادلهعا العلمعاء‬
‫فيما بينهم تأكيدا لصلت المودة والروابط العلميععة‪ ,‬واستئناسععا بهععا‬
‫في الروايععة‪ ,‬وغالبهععا إنمععا يكععون بمععا تضععمنته البرامععج المؤلفععة أو‬
‫الفهارس‪ ,‬وأحيانا بكل ما يصح عععن المجيععز أنععه قععرأه أو سععمعه أو‬
‫رواه بأي وجه معن وجععوه الروايعة‪ ,‬وأكثرهعا تكعون بالمراسععلة عنععد‬
‫تعذر اللقاء على نحو ما قدمنا من استجازة عععدد مععن قععراء تععونس‬
‫لئمة القراء في سبتة في المائة السععابعة‪ ,‬وككععثير مععن الجععازات‬
‫الععتي كععان يحصععل عليهععا العلمععاء مععن بعضععهم علععى أيععدي بعععض‬
‫أصحابهم وخاصة في موسم الحج أو في أثناء المقام في مصر من‬
‫المصار التي يعبرها الحاج في الطريق‪.‬‬
‫والذي يعنينا في هذا البحث هو ما له صلة عندنا بنظام الخععذ‬
‫والتلقين مما يكون بمثابة الشهادة لحامله بتمام الهليععة والحصععول‬
‫على المستوى الذي يجيز له التصدر للفععادة بمععا عنععده‪ ,‬أي لقععراء‬
‫القراءة بحسب القراءة التي تتعلععق بهععا الجععازة‪ ,‬وفععي هععذا النععوع‬
‫بالععذات كععان علماؤنععا ضععنينين متشععددين فيمععا يتعلععق بالجععازات‬
‫العلمية وهي التي ل تعطى إل بعد طول ملزمة الشيخ والخذ عنععه‬
‫والتمرس به‪ ,‬حتى إذا أنس الشععيخ مععن طععالبه التمكععن فععي مععادته‬
‫والحاطة بما أخذه عنه أجازه إجازة تكون إذنا له فعي الروايعة عنعه‬
‫والدخول إلى ميدان التدريس‪.‬‬
‫وتشبه الجازة من هذا النوع المتحان الذي يجتععازه الطععالب‬
‫بين يدي شيخه لختبار مدى تحصيله وتأهله‪ ,‬ولذلك كععان ل بععد مععن‬
‫توفر الطالب على شععروط‪ ,‬وأن يمععر بمراحععل قبععل الحصععول مععن‬
‫شيخه على الجازة‪.‬‬

‫‪441‬‬
‫"فمثل على المرشح للجازة في القععرءان الكريععم أن يعععرف‬
‫الروايات السععبع كلهععا‪ ,‬وأن يتقععن القععرءان إتقانععا تامععا علععى النحععو‬
‫التالي‪:‬‬
‫أن يمر على سائر آي القععرءان ويحفظهععا كمععا يحفععظ‬ ‫‪-‬‬
‫الفاتحة‪ ,‬وعليه أن يكون على خبرة تامة بجميع الفنون الععتي‬
‫يتوقف عليها الحفظ من رسم وضبط وتلوة‪.‬‬
‫ول يمكن أن يتقدم لول وهلة عند الستاذ الكبير‪ ,‬بل عليه أن ينععال‬
‫رضى أستاذ أقل رتبة‪ ,‬إذ ل يصل إلى الجازة إل بالتععدرج‪ ,‬حععتى إذا‬
‫وصل إلى الشيخ المجيز ع ول بد أن يكون أعلم أهل وقته فععي هععذا‬
‫الشأن وأكملهم ع أمره بكتابة حصععة مععن القععرءان مععن حفظععه ثععم‬
‫رسمها على شععكل المصععحف وضععبطها‪ ,‬فععإذا تععم ذلععك كلععه شععرع‬
‫الشيخ في توجيه أسئلة إلععى الطععالب الععذي يكععون لزامععا عليععه أن‬
‫يستحضر سائر النصوص في الموضوع‪ ,‬فإذا نال رضا الشيخ انتقععل‬
‫إلى أستاذ آخر يتولى سؤاله بكيفية أكثر عمقععا فععي مختلععف وجععوه‬
‫الرسم والضبط وسائر الحروف‪ ,‬فإذا نجح في ذلك أمره بالعراب‪,‬‬
‫فما كان على الصل أقره‪ ,‬وإل نبه عليه‪ ,‬وهكذا يمتحنععه فععي سععائر‬
‫علوم القرءان الكريم‪ ,‬فإذا ظهر له إلمامه ورضي عنععه أمععر بكتابععة‬
‫الجازة له‪ ,‬رافعا له فيها سنده‪ ,‬ويشهد على نفسه في الوثيقة أنععه‬
‫أجازه‪ ,‬ويضع القاضي خط يععده معلمععا بثبععوت الجععازة مععن الشععيخ‬
‫فلن إلى الستاذ فلن")‪.(1‬‬
‫وقد وصف الشععيخ أبععو الحسععن علععي بععن ميمععون )ت ‪(910‬‬
‫السلوب المتبع في الجازة لعهده بنحو مما قدمنا فقال‪" :‬فل يععأتي‬
‫لمقام الجازة إل بالتدريج من قارئ إلى قارئ فوقه‪ ,‬فإذا أتععى إلعى‬
‫الستاذ المجيز ع وهععو أعلععم أهععل وقتععه فععي هععذا الشععأن وأكملهععم‬
‫وأصلحهم‪ -‬أمره بما هو مصطلح عليه عندهم‪ ,‬وذلك أن القععرءان ل‬

‫‪ - 1‬ينظر في هذا الشأن بحث "الجععازات العلميععة وإسععهامها فععي الحركععة العلميععة بععالمغرب"‬
‫للستاذ مصطفى المسلوتي نشر بمجلة دار الحديث الحسنية بالرباط العدد ‪ 7‬ص ‪.245-238‬‬
‫السنة ‪.1989-1499‬‬

‫‪442‬‬
‫يقرأ عندهم في المغرب إل في اللوح‪ ,‬ومن حين صغر الصبي إلععى‬
‫أن يحفظ السبع‪ ...‬فإذا حصععل لععه حفظععه كملععت لععه قراءتععه علععى‬
‫أستاذه بالكتب المعذكورة قبعل وصعورها وفهمهعا وععرف أحكامهعا‪,‬‬
‫ينتقل إلى من فوق أستاذه‪ ,‬ثم إلى مععن فععوقه‪ ,‬إلععى أن يععأتي إلععى‬
‫أستاذ الجازة‪ ,‬فيأمره بكتب ربع حزب أو ثمنععه كععل يععوم‪ ,‬ويرسععمه‬
‫على رسم المصععحف المعلععوم والمشععهور‪ ,‬ويضععبطه علععى قاعععدة‬
‫الضععبط المعلععوم‪ ,‬ويععأتي إلععى الشععيخ يعكععف رجل ويقيععم أخععرى‪,‬‬
‫وينصب اللوح مقابلة وجععه السععتاذ‪ ,‬ويشععرع فععي التلوة‪ ,‬فععأول مععا‬
‫ينطق به الطالب التعوذ والبسملة‪ ,‬فيقول له الستاذ‪ :‬ما تقرأ علععى‬
‫هذا التعوذ‪ ,‬وعلى هذه البسملة من الكتب المصنفة فيأتي الطععالب‬
‫بعالنص‪ ,‬وهكعذا يفععل معععه فععي كعل معا يععأتي معن قواععد الضععبط‬
‫والرسم والتجويد والعراب‪ ...‬وهكذا يفعل معه من "الفاتحة" إلععى‬
‫"سورة الناس"‪ ,‬فإذا ختم القرءان على هذه الصفة وظهععر للسععتاذ‬
‫أن يجيزه أمر بكتب الجازة له رافعا فيها سنده")‪.(1‬‬
‫ول يخفععى أن مععا وصععفه ابععن ميمععون إنمععا هععو جععار علععى‬
‫المستوى البسيط‪ ,‬إل أنه أشار إلععى أن الكيفيععة تجععري أيضععا فيمععا‬
‫يعععم الجععازة ببععاقي القععراءات السععبع‪ ,‬وإنمععا يتغيععر نععوع السععئلة‬
‫ومستوى الحذق بالنسبة للطالب المجاز‪.‬‬
‫وقد عني كثير من علماء المغرب والندلس بالحصععول علععى‬
‫إجازات كبار مشيخة العلم حتى بلغ بعضهم بمشايخه الذين أجععازوه‬
‫العشرات بل المئات‪ ,‬وعني منهم المتأخرون خاصة بجمععع إجععازات‬
‫الشيوخ لهم في مجاميع خاصة أو برامج أو فهععارس كمععا نجععد مععن‬
‫ذلك صورا مثيرة في "فهرس الفهارس" للشععيخ الكتععاني وإن كععان‬
‫قد تتبع فيه الفهارس المعروفة بوجه عام ولععم يخععص منهععا مععا هععو‬
‫خاص بالقراءات‪.‬‬
‫‪ - 1‬الرسالة المجازة في معرفة الجازة لعلي بن ميمون – ميكروفيلم بالخزانة العامة بالربععاط‬
‫برقم ‪ ,1343‬ونشرت أيضا في مجلة "رسالة المغرب" العدد ‪ 1‬السنة السادسعة ‪ .1943‬وقععد‬
‫استفدنا مما نقله عنها الستاذ صدقي حسن في مقدمة تحقيقه لكتاب "إتقععان الصععنعة" لبععي‬
‫العباس أحمد بن علي بن شعيب ورقة ‪ 25‬المجلد الول‪.‬‬

‫‪443‬‬
‫أهمية الجازة في علم القراءات وكيف كانت تحرر‬
‫من لدن الشيوخ‪:‬‬
‫وبفضل هذه الجازات والفهارس أمكن للمغاربة أن يحافظوا‬
‫على اتصععال أسععانيدهم فععي عامععة فنععون الروايععة ردحععا كععبيرا مععن‬
‫الزمن‪ ,‬وفي بعضها كعلم القراءات والحديث إلى عهد قريب‪.‬‬
‫ويهمنا من ذلك في هعذا المبحعث وفعي آخعر هعذا البحعث أن‬
‫نتمثل الكيفية التي كانت تحرر بها تلك الجازات وكيف كععان يجععري‬
‫إتحاف الطالب بها في رحلععة الطلععب بعععد اكتمععال آلتععه فععي الفععن‬
‫وحصول الهلية عنده فيه‪.‬‬
‫كما يهمنا أيضا أن نعرف بأهم محور تلتقي فيه أسانيد القراء‬
‫في المغرب القصى وتتفرع عنه في سائر القطار والجهععات‪ ,‬وهععو‬
‫المحععور العععام الععذي تبتععدئ جععذوره فععي المشععرق فععي مععدارس‬
‫المصار‪ ,‬ثم تمر عبر الفتوات الموصلة للقراءات إلى هذه الصععقاع‬
‫لتتشعب مععن كتععب "القطععاب" وأكععابر المشععيخة لتنتظععم القععرون‬
‫التالية قرنا فقرنا يؤديها الجيل إلى الجيل والعصر إلى العصر‪ ,‬إلععى‬
‫أن ضمر شأن السانيد وكادت تنقطع هند أهل المغرب بالكلية‪.‬‬
‫وسيكون عرضنا لذلك من خلل سلسلتين‪ :‬سلسلة نقتطفهععا‬
‫من بعض الجازات الصادرة عن المتأخرين من رجال مدرسععة ابععن‬
‫غازي‪ ,‬وأخرى نقتطفها مما ذكره بععض رجعال هعذه المدرسعة فعي‬
‫فهارسهم المؤلفة في ذلك أو في صدور بعض مؤلفععاتهم‪ ,‬وغرضععنا‬
‫منها أن نعرف بحلقات السلسلة التي تصل بيععن الجهععات المغربيععة‬
‫وبيععن العمععود الفقععري أو المحععور العععام الععذي تشعععبت منععه تلععك‬
‫السانيد عبر المدارس الدائية التي توقفنا عند كثير منها في مدينة‬
‫فاس وما إليها ثم عبر الحواضر المغربية الخرى كمراكععش وسععبتة‬
‫ثم غرناطة وأشبيلة حيث تتوزع شبكة السانيد وتتفرع لتلتقععي آخعر‬
‫المطاف في الجذع المشترك مارة من أحد طريقيععن‪ :‬طريععق أبععي‬
‫عمرو الداني ومن شاركه في شيوخه أو شيوخ شيوخه عععن رجععال‬

‫‪444‬‬
‫المدرسععة المصععرية المتصععدرين بهععا مععن أهلهععا أو مععن روافععدها‪,‬‬
‫وطريق القيروانيين عبر أبي العباس بن نفيس أستاذ مدرسة ورش‬
‫في زمنه أو من شاركه في مشيخته ليتحد الطريقان فععي المصععب‬
‫ويتصل بالرواية عن أصحاب ورش عنه عن إمععام القععراءة نععافع بععن‬
‫أبي نعيم بأسانيده المتصلة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم‪.‬‬
‫ويمكن للقارئ الكريم أن ينتفععع بمععا سععقناه خلل بحثنععا مععن‬
‫إشارات إلى هذا المحور بشعععبتيه‪ :‬الشعععبة الندلسععية الععتي تتصععل‬
‫بمدارس القطاب في إفريقية والندلس وبامتععداداتها فععي حواضععر‬
‫المغرب في سبتة ومراكش وفاس وغيرها‪ ,‬والشعبة المغربية التي‬
‫تمععر عععبر أئمععة القععراء بغرناطععة لتتصععل بععأبي محمععد بععن العرجععاء‬
‫القيرواني عن ابن نفيس عن رجال مدرسة ورش‪.‬‬
‫فأما الشعبة الولى فيسند منها في الغالب من قرأ بالسععبعة‬
‫سواء من طريق "التيسير" أو من طريق ملخصه "الشععاطبية" كمععا‬
‫يسند منها من قرأ بما يوافقها ويلتقي معها في حلقات السععند فععي‬
‫ابعن نفيععس أو بععض أسعاتذته كعأبي عععدي عبعد العزيععز بعن محمععد‬
‫المعروف بابن المام "شيخ القراء ومسندهم بمصر"‪ ,‬الععراوي عععن‬
‫أصحاب الزرق عن ورش)‪.(1‬‬
‫والذين قرؤوا بما يوافقهما هم عامة الندلسيين والقيروانيين‬
‫مععن أقطععاب المععدارس أصععحاب المصععنفات كالهععادي والهدايععة‬
‫والتبصرة والمفتاح والعنوان وتلخيص العبععارات والتجريععد والكامععل‬
‫وعامة من قرأ من طرقها‪.‬‬
‫ويدخل في هذه الطريق من أسععند قععراءة نععافع مععن طريععق‬
‫الشاطبية أو التيسير كأبي الحسن بن بري ومن أسندوا قراءة نافع‬
‫من طريقه‪.‬‬
‫وأما الشعبة الثانية فيسند منها أيضا بعععض مععن قععرأ للسععبعة‬
‫من غير طريق التيسير والشاطبية‪ ,‬كما يسند منها من قرأ بالعشععر‬
‫‪ -‬يمكن الرجوع إلى مدرسته في غاية النهاية ‪ 395 – 394 /1‬ترجمة ‪.1680‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪445‬‬
‫" النافعية"‪ ,‬إما من طريععق " التعريععف" لبععي عمععرو الععداني الععذي‬
‫يلتقي مع الطرق القيروانيعة فعي شععيوخ شعيوخه وإمعا مععن طريععق‬
‫غيره ممن يسندون من طريق ابن العرجاء عن ابن نفيععس‪ ,‬أو مععن‬
‫قرؤوا ب " الكافي" لبن شريح لنه يروي عععن ابععن نفيععس‪ .‬وعلععى‬
‫المحور الخير المعول عند عامة المتععأخرين فعي المغععرب القصععى‬
‫سععواء منهععم مععن أفععرد روايععة ورش ومععن جمعهععا مععع غيرهععا مععن‬
‫الروايات عن نافع‪ ,‬وقععد اختععاروا هععذا الطريععق علععى غيععره للمزايععا‬
‫التالية‪:‬‬
‫لما امتاز به من العلو بقلة الوسائط‪.‬‬ ‫‪-1‬‬
‫لتسلسله بالئمة من أول السند إلى منتهاه‪.‬‬ ‫‪-2‬‬
‫لتصاله بالقراءة والعرض وخلوه من الرواية بواسععطة‬ ‫‪-3‬‬
‫الجازة السععاذجة الععتي كععان بعععض القععراء يععروي بهععا بعععض‬
‫الطرق أو الروايات دون أن يقرأ بهععا علععى الشععيخ‪ ,‬كمععا هععو‬
‫الشأن بالنسبة لبعض روايات " التيسير" من طريق ابن أبععي‬
‫جمرة أو أبي العباس الخولني كما تقععدم فععي أصععحاب أبععي‬
‫عمرو‪.‬‬
‫ولهمية هذه الشعبة سيكون اعتمادنا في الغالب عليهععا فععي‬
‫النمععاذج الععتي اخترناهععا لعطععاء صععورة عععن شععبكة السععانيد فععي‬
‫المدرسة المغربية‪ ,‬ولن المغاربة كانوا ربما اقتصروا عليهععا اكتفععاء‬
‫بها وأحيانا طلبا للختصار كما فعل المام أبو عبدالله بن غازي فععي‬
‫فهرسته حيث أحال فعي القعراءات السععبع علعى الجعازة القرءانيعة‬
‫التي قال عنها " بأيدينا" قال‪" :‬فل نطول بجلبها منها‪ ,‬بيععد أنععا نرفععع‬
‫منها في هذا الثبت رواية ورش تبركا فنقول‪ ...‬ثم ساق السعند معن‬
‫شيخه أبي عبدالله الصغير متصل عبر أبي محمد عبععدالله بععن عمععر‬
‫بن العرجاء القيرواني عن أبي معشععر الطععبري وأبععي العبععاس ابععن‬

‫‪446‬‬
‫نفيس عن أبي عدي عن أبي بكر بن سيف عن أبي يعقععوب الزرق‬
‫عن ورش عن نافع")‪.(1‬‬
‫ولما كععان معا يعنينععا فععي هععذا البحععث مععن أسععانيد المدرسععة‬
‫المغربية هو ما يرجع إلى رواية ورش عن نافع‪ ,‬فقد رأينا القتصععار‬
‫في هذه النماذج عليه‪ ,‬ولكننا نورده ضمن الشبكة العامة أو المحور‬
‫العام الذي رويت منه القراءة في مدرسة ابعن غعازي‪ ,‬والععذي كعان‬
‫هو المحور الذي صبت فيه في الشععمال والجنععوب والشععرق جميععع‬
‫التشعبات التي انبثقت عنه ويمكن إلى اليوم وصل القراءة فععي أي‬
‫جهة من المغرب بععه معن طريعق الئمعة الكبعار أصععحاب الفهعارس‬
‫المشهورة كأبي العلء المنجرة وابنه أبي زيد وأبي عبد اللععه محمععد‬
‫بن عبدالسلم ومن أخذ عنهم أو أخذ عن أصحابهم‪.‬‬
‫المحـور العـام لسـانيد القـراءة فـي المغـرب فـي‬
‫رواية ورش عن نافع‪.‬‬
‫اخترنا أن نعتمد هذا المحععور لمععا لحظنععا مععن تشعععب سععائر‬
‫أسانيد المتأخرين عنه‪ ,‬والتقاء شبكات أسانيد الئمععة الخععذين مععن‬
‫طرق القطاب به في بعض حلقات سلسلته‪ ,‬ويتضمن فيما يتضمنه‬
‫تسمية أساطين القراءة في المدرسة المغربيعة‪ ,‬كمعا يتضععمن أهععم‬
‫طريق كانوا يسندون منه القراءة "الرسمية"‪.‬‬
‫ويتكون في هيكله العام مععن مجمععوع الطععرق الععتي قععرأ بهععا‬
‫أكابر الئمة بفاس من الشعب الندلسية والقيروانية كما يلتقي في‬
‫مجموعه أخيرا عند رجال المدرسة المغربية في فاس وخاصة عنععد‬
‫أبي عبد الله الصغير وصاحبه أبي عبدالله ابن غازي ليتفرع بعععدهما‬
‫في شعب كثيرة نجد أهمها هععذه الشعععبة الععتي سععنعرف بهععا‪ ,‬وقععد‬
‫انتفعنا بعرض بعض حلقاتهععا فععي فصععول سععابقة‪ ,‬وتتعلععق بالجععازة‬
‫العامة بالقراءات السبع التي أجاز بها الشيخ أبو عبدالله محمععد بععن‬
‫محمد بن سليمان البوعنععاني عع النععف الععذكر فععي مشععيخة القععراء‬

‫‪ -‬فهرسة ابن غازي ‪ :‬التعلل برسوم السناد" ‪.37‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪447‬‬
‫بفاس والمتوفى بها )سنة ‪1063‬هع(‪ -‬لتلميذه ع النف الععذكر ع ع أبععي‬
‫عبدالله محمد الشرقي ابن سيدي محمد بععن أبععي بكععر بععن محمععد‬
‫المجاطي البكري الدلئي نسبة إلى زاوية " أهل الدلء"‪.‬‬
‫وهذا ملخص ما تضمنته الجازة المـذكورة‪ ,‬ونقععدمه‬
‫نموذجا لهم شبكات أسانيد المدرسة المغربية في القراءة‪.‬‬
‫إجازة أبــي عبــدالله البوعنــاني لبــي عبــدالله‬ ‫‪-1‬‬
‫الشرقي نموذجا)‪ :(1‬قال الشيخ المجيز‪:‬‬
‫"الحمععد للععه الععذي أنععزل القععرءان علععى سععبعة أحععرف كععل‬
‫بالشععفاء والكفايععة كفيععل‪ ,‬وتفضععل بإجععازة تلوتععه لجميعهععا دأب‬
‫التطويععل )‪ (2‬والتنويععل‪ ,‬وحمععل روايتععه أقوامععا اختصععهم بالتفضععيل‬
‫والتبجيل‪."...‬‬
‫"وإلى هذا يقول العبد الفقير المعترف بذنبه‪ ,‬المشفق علععى‬
‫نفسه من سوء كسبه‪ ,‬خديم كتاب الله العزيز وأهله‪ ,‬المعتمد على‬
‫كرمه وجوده وفضله محمد بن محمد البوعناني وفقه الله وسدده‪:‬‬
‫"إن الطالب النجيب‪ ,‬الحاذق اللععبيب‪ ,‬الفقيععه السععتاذ الخيععر‬
‫الدين‪ ,‬أبا عبدالله محمد المدعو الشرقي ابن الشيخ العالم العامععل‬
‫الفقيه المحدث الصالح الناصععح‪ ,‬سععيدي محمععد ابععن السععيد البركععة‬
‫القععدوة المتععبرك بععه العععارف بععالله سععيدي أبععي بكععر بععن محمععد‬
‫المجاطي ع وصل اللععه سعععده ععع‪ ,‬وبلععغ قصععده‪ ,‬كععان ممععن اختصععه‬
‫سابق العناية اللهية‪ ,‬واختصه الله بععالتقريب والهليععة‪ ,‬فقععرأ كتععاب‬
‫اللععه وسعععى فععي تحصععيله‪ ,‬إلععى أن اسععتجمع مععن علععومه مععا أذن‬
‫بتكميله‪ ,‬وكان في جملة ما تقاضاه من ديونه‪ ,‬وتعاطاه مععن التبحععر‬
‫في فنونه‪ ,‬وتل علي جميعه من أولــه إلــى آخــره ختمــتين‪,‬‬
‫والثالثة مــن قــوله تعــالى " وابتلــوا اليتــامى" إلــى آخــر‬

‫‪ - 1‬أصل هذه الجازة محفوظ بالخزانة الحسنية بالربععاط برقععم ‪ 9977‬وتقععع الجععازة فععي ‪15‬‬
‫لوحة‪.‬‬
‫‪ - 2‬كذا ومعناه غامض‪.‬‬

‫‪448‬‬
‫القـــرءان‪ ,‬جمـــع فيهـــا بيـــن قـــراءات الئمـــة الســـبعة‬
‫المشهورين – رضي الله عنهم – عرضا من صععدره بروايععاتهم‬
‫المشهورة عنهم‪ ,‬وأدرج في قراءته الدغام الكبير لبععي عمععرو بععن‬
‫العلء"‪.‬‬
‫"وكل ذلك بطريق "التيسير" لبي عمععرو الععداني‪ ,‬وبملخصععه‬
‫"حرز الماني ووجه التهاني" للمام أبععي القاسععم الشععاطبي رحمععه‬
‫الله تعالى"‪.‬‬
‫"ولما كمل له ذلك على نحو ما ذكر من التفسير والتفصععيل‪,‬‬
‫وكان من أهل التجريد للقراءات مععع الضععبط لحكامهععا والتحصععيل‪,‬‬
‫سأل مني أرشده الله أن أجيز لعه ذلعك‪ ,‬وأشعهد لعه بعه فعي كتعاب‬
‫يرتفع عنه به تخالج الظنون وخطوات الرتياب‪ ,‬وليكون بيععده حجععة‬
‫ساطعة‪ ,‬وبضبطه وثبععات عقلععه بينععة قاطعععة‪ ,‬كمعا جععرت بععه ععادة‬
‫الئمة‪ ,‬ومعتمدي هذه المة‪ ,‬فأجبته إلععى مععا سععأل‪ ,‬وأسعععفته فيمععا‬
‫رغب وأمل"‪.‬‬
‫وحدثته بالقراءات السبع تلوة عن الشيخين الستاذين المام‬
‫علم العلم ومفتي النام الخطيب البليغ الصالح أبي عبدالله محمد‬
‫بن أحمد الحسني التلمساني الشععهير بععالمريي)‪ ,(1‬والمععام المسععن‬
‫البركة الحافظ أبي العباس أحمد بن محمد الفشتالي)‪ ,(2‬كلهما عن‬
‫الشيخ المام الفقيه النحوي أبي محمد قاسم بن ابراهيععم الععدكالي‬
‫عن شععيخه الفقيععه السععتاذ المقععرئ النحععوي الخطيععب البليععغ أبععي‬
‫عبدالله محمد بن غازي العثماني عن شيخه الفقيه الستاذ المقرئ‬
‫المجود أبي عبدالله محمد بن الحسين بن حمامععة النيجععي الشععهير‬
‫بالصغير‪ ,‬عن شيخه الفقيه الخطيب المقرئ المحقععق السععتاذ أبععي‬
‫الحسن علي بن أحمد الورنتاجي الشهير بالوهري‪.‬‬

‫‪ - 1‬تقدم في مشيخة القراء بفاس من رجال مدرسة ابن غازي في العدد الخير ترجمععة رقععم‬
‫‪.11‬‬
‫‪ - 2‬تقدم في مشيخة القراء بفاس المذكورة تحت رقم ‪.10‬‬

‫‪449‬‬
‫وحععدثته أيضععا بععالقراءات السععبع عععن الشععيخ الفقيععه العععالم‬
‫الستاذ المحقععق الععورع الزاهععد أبععي العبععاس أحمععد بععن علععي ابععن‬
‫شعععيب الندلسععي الفاسععي الععدار عععن شععيوخ عععدة‪ ,‬منهععم الشععيخ‬
‫الستاذ أبو العباس أحمد الفشتالي المتقدم الذكر بسنده المتقععدم‪,‬‬
‫ومنهم الشعيخ السعتاذ المحقعق أبعو العبعاس أحمعد بعن محمعد بعن‬
‫مخلوف الشفشاوني الضرير)‪ (1‬عن شيخه الفقيععه السععتاذ المقععرئ‬
‫المجود النحععوي أبععي عبععدالله محمععد بععن أحمععد المسععاري الشععهير‬
‫بمجبر)‪ (2‬عن شيخه الستاذ المقععرئ المجععود النحععوي أبععي عمععران‬
‫موسى بن سعيد الفاسي الزواوي)‪ (3‬عععن شععيخه المفععتي الخطيععب‬
‫البليغ الستاذ أبي مهدي عيسى بن أحمد الماواسععي)‪ ,(4‬ععن شععيخه‬
‫الستاذ أبي الحسن علي الوهري المتقدم الذكر‪ ,‬عن شيخه الفقيععه‬
‫الستاذ المقععرئ المحقععق المجععود أبععي وكيععل ميمععون بععن مسععاعد‬
‫المصمودي مولى الشيخ الفقيه الستاذ العرف أبي عبدالله محمععد‬
‫بن عبد اللععه بععن ابراهيععم السعماتي الشعهير بالفخععا ر‪ ,‬ععن الشععيخ‬
‫الفقيععه السععتاذ المقععرئ المحقععق أبععي عبععدالله محمععد بععن عمععر‬
‫اللخمي‪ ,‬عن الشيخ المقرئ الحععافظ الناقععد الضععابط أبععي الحسععن‬
‫علي بن سليمان بن أحمد النصاري القرطبي)‪ (5‬رحم الله جميعهم‪.‬‬
‫قال الشيخ أبو عبد الله محمد بن عمر المذكور‪ :‬قرأت علععى‬
‫الشيخ أبي الحسععن القرطععبي المععذكور القععرءان كلععه فععي ختمععات‬
‫عدة‪ ,‬منها ختمة لورش وأخرى لقالون‪ ,‬ثم أخرى جمعععا بينهمععا‪ ,‬ثععم‬
‫أخرى جمعا بين القراءات السبع وكلها من طريق أبي عبععدالله بععن‬

‫‪ - 1‬تقدم في هذه المشيخة في العدد قبله برقم ‪.9‬‬


‫‪ - 2‬ترجمنا له مع أصحاب ابن غازي وإن كان إنمععا قععرأ عليعه قليل وعمععدته علععى أبععي عمععران‬
‫الزواوي المذكور‪.‬‬
‫‪ - 3‬تقدم ذكره في معاصري أبي عبدالله بن غازي‪ ,‬وهو ممن قرأ أيضا على سليمان الورنيععدي‬
‫المشهور بأبي يعربين‪.‬‬
‫‪ - 4‬من معاصري أبي عبدالله الصغير شيخ ابن غازي وشريكه في شيخه أبي الحسن الععوهري‪,‬‬
‫قرأ عليه الزواوي وأجاز له جميع ما رواه عن شيوخه بفاس وتلمسان من سائر العلوم‪ ,‬تععوفي‬
‫الماواسي سنة ‪ 896‬عن سن عالية وحكي أنه خطب بفععاس الجديععد نحعوا معن سععتين سعنة "‬
‫ذكره المنجور في فهرسته ‪.18‬‬
‫‪ - 5‬هو شيخ الجماعة بفاس المتوفى بها سنة ‪.730‬‬

‫‪450‬‬
‫شعريح وأبعي محمعد مكعي بعن أبعي طعالب‪ ,‬حسعبما تضعمنه كتعاب‬
‫"الكافي" وكتاب "التبصرة" من تأليفهما‪ ,‬قال‪:‬‬
‫وحععدثني بهععا تلوة عععن جماعععة مععن شععيوخه‪ ,‬منهععم الشععيخ‬
‫الستاذ النحوي الديب المقرئ الراوية أبو جعفر أحمد بععن ابراهيععم‬
‫بن الزبير بن محمد بن ابراهيم بن الزبير الجياني العاصمي ع رحمه‬
‫الله تعالى ع‪ .‬ومنهم الخطيب الصععالح الزاهععد الفاضععل السععتاذ أبععو‬
‫الحجاج يوسف بن سعيد بن أبي ريحانة النصاري المععالكي الشععهير‬
‫بالمريلي)‪ .(1‬ومنهم الخطيب الزاهد الفاضل الصععالح الناقععد الراويععة‬
‫المتفنن أبو علي الحسين بن عبد العزيز بععن محمععد بععن عبععدالعزيز‬
‫ابن أبي الحوص الجياني الندلسي)‪.(2‬‬
‫فقرأ بها أفرادا وجمعا‪ ,‬وترا وشفعا‪ ,‬قرأ عليه فــي‬
‫حال الفراد لنافع ختمتين‪ :‬إحــداهما لــورش علــى حــدة‪,‬‬
‫)‪(3‬‬
‫وذلك من طريق أبي يعقوب يوسف بن عمرو بن يسار‬
‫الزرق‪ ,‬والثانية جمعا بين روايــة ورش المــذكور وروايــة‬
‫قالون من طريق أبي نشيط محمد بن هارون المــروزي‪,‬‬
‫وأبي الحسن أحمد بن يزيد الحلواني كلهما عنه‪.‬‬
‫ثم قرأ لكل واحد من الئمة السبعة ختمععة ختمععة جمعععا مععن‬
‫روايتيه المشهورتين عنه‪ ,‬وكل ذلك بمضمن "التيسير" ثم قععرأ بعععد‬
‫ذلك في حال الجمع ختمة جمع فيها بين القراءات السععبع بطريقععي‬
‫المامين الشيخين أبي محمد مكي القيسي حسبما تضععمنه "كتععاب‬
‫التبصرة"‪ ,‬وأبي عبد الله محمد بن شريح الرعينععي حسععبما تضععمنه‬
‫"كتاب الكافي"‪ ,‬فكمل له عليــه القــراءات الســبع بــالطرق‬

‫‪ - 1‬هكذا سماه في الجازة وقد ترجم له ابععن الجععزري فقععال فيعه ‪" :‬يوسعف بععن ابراهيععم بععن‬
‫يوسف بن سعيد بن أبي ريحانة أبو الحجاج النصاري المالكي الشهير بالمريلي‪ "..‬غاية النهاية‬
‫‪ 2/393‬ترجمة ‪.3910‬‬
‫‪ - 2‬ذكر بدله في الجازة أبا جعفر بن الزبير مرة أخرى‪ ,‬وهو تكععرار ل معنععى لععه‪ ,‬ولعلععه سععبق‬
‫قلم بسبب وجود نسب " الجياني" في الترجمتين‪ ,‬وقد عوضته بععه اسععتنادا إلععى فهرسععة ابععن‬
‫غازي ‪.38‬‬
‫‪ - 3‬في الجازة "بشار" وهو أحد الوجهين اللذين ضبط بهما‪ ,‬والمختار أنه "يسععار" وعليععه أكععثر‬
‫من ترجموه‪.‬‬

‫‪451‬‬
‫الثلثة المذكورة‪ ,‬وأشهد له بذلك على نفســه‪ ,‬وأبــاح لــه‬
‫التصدر للقراء)‪ ,(1‬وحدثه بالقراءات السبع تلوة عن جماعة مععن‬
‫شيوخه‪ ,‬منهم الشيخ الجليل المقرئ الراويععة أبععو الوليععد إسععماعيل‬
‫ابن يحيىبن إسماعيل الزدي الغرناطي الشهير بالعطععار‪ ,‬قععرأ عليععه‬
‫بها جمعا في ختمة واحدة بالطرق الثلثة المذكورة حسبما تضععمنته‬
‫مختصراتها الثلثة‪ ,‬وحدثه أنه قرأ بها على الشععيخ الجليععل القاضععي‬
‫أبي بكر محمد بن علي بن حسنون الحصيري‪ ,‬رحل إليه إلى بياسة‬
‫فقععرأ عليععه بهععا كععذلك جمعععا فععي ختمععة واحععدة بععالطرق الثلثععة‬
‫المذكورة وأجاز له‪.‬‬
‫وقرأ أبو بكر بن حسنون على الشيخ الفقيه القاضي المقرئ‬
‫الجليل أبي الحسن شريح بن محمد بن شععريح‪ ,‬وقععرأ شععريح علععى‬
‫أبيه المام أبي عبدالله بن شريح‪.‬‬
‫وقرأ بها أيضا أبو بكر بن حسنون على الشيخ الجليل الراوية‬
‫الحاج أبي محمد عبدالله بن خلف بن بقي القيسي‪ ,‬وقرأ ابن بقععي‬
‫على جماعة كثيرة‪ ,‬منهم أبو الحسن علي بن عبدالرحمن ابن أخي‬
‫الدش ع وبعض شيوخنا يقول فيه "الدوش" بالمد والتشديد‪ ,‬والول‬
‫أكثر‪ .-‬ومنهم أبو الحسن علي بن يحيى بن ابراهيم بن عبععدالرحمن‬
‫بن البياز‪ .‬ومنهم أبو محمد عبدالله بن عمر الشهير بععابن العرجععا ع ع‬
‫إمام مقام ابراهيم عليه السلم ع‪.‬‬
‫أما أبو الحســن بــن الــدش وابــن البيــاز فقــرآ‬
‫على أبي عمـرو الـداني وأبـي محمـد مكـي وعلـى‬
‫جماعة غيرهما ممن هو في نمطهمــا أو علععى روايععة‬
‫منهما‪.‬‬
‫وأما أبو محمــد بن العرجا فقــرأ علــى أبــي معشــر‬
‫عبد الكريم بن عبد الصمد الطبري)‪ (2‬وعلى أبــي العبــاس‬

‫‪ - 1‬الضمير في أباح وأجاز يعود على أبي جعقربن الزبير‪ ,‬وفي له يعود علععى أبععي الحسععن بععن‬
‫سليمان شيخ ابن عمر‪.‬‬
‫‪ - 2‬هو صاحب كتاب " سوق العروس في القراءات" تقدم‪.‬‬

‫‪452‬‬
‫أحمد بن سعيد بن نفيس‪ .‬وأسانيد هؤلء الئمععة الخمسععة أبععي‬
‫محمعد مكعي وأبعي عمععرو العداني وأبعي عبعدالله بعن شعريح وأبعي‬
‫العبععاس بععن نفيععس وأبععي معشععر الطععبري إلععى الئمععة السععبعة‬
‫المشهورين مسطورة في تواليفهم فأغنى عن ذكرها ههنا‪.‬‬
‫‪ -‬ومععن شععيوخ أبععي جعفععر‪ - -‬ابععن الزبيععر‪ -‬المععذكور‪ :‬الشععيخ‬
‫الفقيععه المحععدث الراويععة أبععو الحسععن علععي بععن محمععد يععن علععي‬
‫الغافقي السبتي الشهير بالشععاري)‪ ,(1‬قععرأ عليععه بععالقراءات السععبع‬
‫جمعا في ختمة واحدة‪ ,‬وحدثه أنه قرأ بها على أبيه محمد بعن علعي‬
‫المذكور‪ ,‬وفاته عليه بعضها‪ ,‬وأجازه جميعها‪ ,‬وعلععى الشععيخ الجليععل‬
‫الراوية المحدث أبي محمد بن عبيد الله الحجري)‪.(2‬‬
‫أمــا أبــوه أبــو عبــد اللــه فحــدثه أنــه قــرأ بهـا علــى‬
‫المقرئ الجليل أبي نصر الفتح بن يوسف بــن أبــي كبــة‬
‫المرسي)‪ ,(3‬وقرأ أبــو نصــر علــى أبــي داود ســليمان بــن‬
‫نجاح‪ ,‬وقرأ أبو داود على أبي عمرو الداني‪.‬‬
‫وأما أبعو محمعد بعن عبيعد اللعه فحعدثه بهعا ععن جماععة معن‬
‫شيوخه‪ ,‬منهم القاضي أبو الحسن شريح‪ ,‬والشيخ الجليل أبو جعفر‬
‫أحمد بن أبي الحسن علي بن أحمد بن خلف بععن البععاذش – ويقععال‬
‫ابن البيععدش‪ -‬وهععو مؤلععف كتععاب "القنععاع فععي القععراءات السععبع"‪,‬‬
‫والشيخ الجليل المقرئ المام أبو بكر يحيى بععن خلععف بععن نفيععس‪,‬‬
‫ويشهر أيضا بابن الخلوف – والشيخ الجليععل الراويععة أبععو عبععد اللععه‬
‫محمد بن الحسين الشهير بابن إحدى عشرة)‪.(4‬‬
‫أما شععريح فعععن أبيععه المععام أبععي عبععد اللععه محمععد بععن‬
‫شريح‪.‬‬
‫‪ - 1‬ترجمنا له في مشيخة القراء بسبتة‪.‬‬
‫‪ - 2‬ترجمنا له في مشيخة القراء بسبتة وذكرناه في أصحاب شريح‪.‬‬
‫‪ - 3‬ترجمنا له في أصحاب أبي داود الهشامي‪.‬‬
‫‪ - 4‬مقرئ من أهل سبتة عاش بالندلس‪ ,‬وتنقل بين سبتة وسل وغيرها‪ ,‬ترجم له ابن الجععزري‬
‫بقوله‪ ":‬محمد بن حسين أبو عبدالله المغربي المقرئ الشهير بعابن إحعدى عشعرة‪ ,‬قعرأ علعى‬
‫محمد بن المفرج البطليوسي‪ ,‬قرأ عليه أبو محمد بن عبيدالله"‪ .‬غايععة النهايععة ‪ 2/134‬ترجمععة‬
‫‪.2974‬‬

‫‪453‬‬
‫وأما أبو جعفر بن الباذش فعن جماعة منهم أبو داود عن أبي‬
‫عمرو – الداني‪.-‬‬
‫وأما أبو بكر بن نفيس فعن جماعة كثيرة‪ ,‬منهم أبععو الحسععن‬
‫بن البياز)‪ (1‬عن أبي عمرو وأبي محمد مكي وغيرهما‪.‬‬
‫وأما ابن إحععدى عشععرة فعععن جماعععة‪ ,‬منهععم الشععيخ الجليععل‬
‫الراوية أبو بكر بن مفرج البطليوسي الشهير ب"ابن الربوبله" عععن‬
‫أبي عمرو‪ ,‬وعن جماعة منهععم بععض شععيوخ أبعي عمعرو ومعن فعي‬
‫طبقتهم‪.‬‬
‫قال الشيخ أبو جعفر ع ابن الزبير‪" : -‬وإسناد الشــيخ أبــي‬
‫محمد بن عبيد اللـه للقـراءات السـبع مـن طريـق هـؤلء‬
‫الشياخ الربعة إنما هو بالجازة‪ ,‬ل بالتلوة"‪.‬‬
‫‪ -‬ومن شيوخ أبععي جعفععر المععذكور‪ :‬الشععيخ المقععرئ الصععالح‬
‫الععورع الفاضعل أبعو عبعدالله محمععد بعن حسعن الطعائي الغرنعاطي‬
‫الشععهير بمسععمغور)‪ ,(2‬قععرأ عليععه بععالقراءات السععبع ختمععات جمععة‪,‬‬
‫إفرادا وجمعا‪ ,‬وترا وشفعا بالطرق الثلثة المذكورة‪.‬‬
‫‪ -‬قال الشيخ الفقيه أبو عبععدالله محمععد بععن غععازي المععذكور‪:‬‬
‫"ومن شيوخ الشيخ أبي عبدالله محمد بن عمر المذكور الذين أخععذ‬
‫عنهم وقرأ عليهععم القععرءان العظيععم بععالقراءات المععذكورة‪ :‬الشععيخ‬
‫الجليل المحقق المجود المحععدث الراويععة أبععو عمععران موسععى بععن‬
‫محمد بن أحمد الطلحي)‪ (3‬المرسي الشععهير بععابن حععدادة)‪ ,(4‬حععدثه‬
‫‪ - 1‬كذا قال في الجازة‪ ,‬وقد تقدم ذكره له بلفظ‪ ":‬أبو الحسن علي بن يجيى بن ابراهيععم بععن‬
‫عبدالرحمن بن البياز" ويظهر أن المجيز قد وهم في اسم ابن البيععاز وكنيتععه‪ ,‬والصععحيح أنععه "‬
‫أبوالحسين يحيى بن ابراهيم بن أبي زيد اللواتي المرسي‪ ,‬وهععو صععاحب كتععاب "النبععد الناميععة‬
‫في القراءات الثمانية" – ترجمته في غاية النهاية ‪ 2/364‬ترجمة ‪ 3818‬وقد جاءت كنيتععه فيععه‬
‫بأبي الحسن‪ ,‬والصحيح ما أثبتناه في ترجمته في أصحاب أبي عمرو الداني‪.‬‬
‫‪ - 2‬في الجازة "بسمعون"‪ ,‬والصواب ما أثبتناه‪ ,‬وقد بنهنا على وقوع التصحيف والتحريف فيععه‬
‫كثيرا‪.‬‬
‫‪ - 3‬كذا وفي غاية النهاية "الصلحي" ‪ 2/322‬ترجمة ‪.3694‬‬
‫‪ - 4‬هذا الصحيح في اسمه أنه بالحاء والدال المخففععة‪ ,‬وقدصععحف وحععرف إلععى "جععرادة" فععي‬
‫غاية النهاية ‪ 2/322‬وفي فهرسة ابن غازي ‪ ,39‬وهو على الصواب في ثبت أبي جعفر البلععوي‬
‫‪.404‬‬

‫‪454‬‬
‫بععالقراءات المععذكورة عععن الشععيخ الفقيععه المععام النحععوي المقععرئ‬
‫الحافل أبي عبدالله محمد بن أبي الحسن بن علي بععن عبععد الحععق‬
‫النصاري ععرف بعابن القصعاب‪ ,‬ععن شعيخه السعتاذ المقعرئ أبعي‬
‫الحجاج يوسف ابن الشيخ المقرئ أبي الحسن علي بن أبي العيش‬
‫النصاري‪ ,‬عن الشيخين الستاذين العالمين‪ :‬أبي البقععاء يعيععش بععن‬
‫القديم النصاري)‪ (1‬وأبععي عبععدالله محمععد بععن أحمععد بععن عبععدالعزيز‬
‫المعروف بع"ابن الفتوت" رحمه الله تعالى ورضي عنه‪.‬‬
‫أما أبو البقاء يعيش فتحمل عن الشيخ الفقيه القاضي محمد‬
‫بن زرقون‪ ,‬وأبي الحسن علععي اللععواتي‪ ,‬كلهمععا عععن أبععي العبععاس‬
‫الخولني عن الحافظ أبي عمرو الداني‪ ,‬وتحمععل أيضععا عععن الشععيخ‬
‫الحافل الستاذ المقرئ أبي الحسن علي بن موسى بن قاسععم بععن‬
‫زكريا‪ ,‬عن شيخه المقععرئ أبععي عبععدالله محمععد بععن سععهل المععوي‬
‫المعععروف بالقشععاش‪ ,‬عععن أشععياخه الجلععة الحفععاظ‪ ,‬منهععم الشععيخ‬
‫المام المقرئ الفاضل أبو عبدالله محمد بن عيسى المعععروف بععع"‬
‫المغامي" عن المامين الحافظين‪ :‬أبي عمرو الععداني وأبععي محمععد‬
‫مكي‪.‬‬
‫وتحمل أيضا أبععو البقععاء يعيععش المععذكور ععن الشععيخ الفقيععه‬
‫الستاذ أبي الحسن علي اللععواتي‪ ,‬عععن السععتاذ المقععرئ أبععي داود‬
‫سععليمان بععن يحيععى المعععافري)‪ ,(2‬عععن أبععي داود سععليمان بععن أبععي‬
‫القاسم)‪ (3‬عن الحافظ أبي عمرو الععداني‪ ,‬وعععن شععيوخ غيععر هععؤلء‬
‫المذكورين تركت ذكرهم خيفة التطويل‪.‬‬
‫‪ -‬قال الشيخ الفقيه أبو عبد الله محمد بن عمر ع رحمعه اللعه‬
‫‪" :-‬ومعن شعيوخ شعيخنا أبعي عمعران موسعى بعن حعدادة المعذكور‬
‫الشيخ الجليل الستاذ النحوي المحقق أبو إسحاق ابراهيم بن أحمد‬

‫‪ - 1‬هو مؤلععف " الشععموس المنيععرة فععي القععراءات السععبع الشععهيرة " تقععدم فععي شععيوخ ابععن‬
‫القصاب‪.‬‬
‫‪ - 2‬هو أبو داود الصغيرصاحب أبي داود الهشامي المؤيدي‪.‬‬
‫‪ - 3‬هوسليمان بن نجاح الهشامي صاحب أبي عمرو الداني‪.‬‬

‫‪455‬‬
‫الغافقي)‪ ,(1‬وحععدثه بععالقراءات السععبع عععن شععيخه الفقيععه المقععرئ‬
‫المحععدث الراويععة أبععي بكععر محمععد بععن محمععد النصععاري البلنسععي‬
‫الشهير بابن مشليون)‪ ,(2‬قراءة منــه عليــه لحــروف الختلف‬
‫بين القراء‪ ,‬وتلوة لبعــض الكتــاب بــالقراءات المــذكورة‪,‬‬
‫عن شيخه القاضي أبي محمععد بععن أحمععد بعن عبععد الملععك بععن أبععي‬
‫جمرة‪ ,‬عن أبيه أحمد‪ ,‬عن الحافظ أبي عمرو‪.‬‬
‫وحععدثه بهععا عععن ابععن مشععليون المععذكور عععن الشععيخ المععام‬
‫الحافظ المقرئ أبي جعفر أحمد بن علععي شععهر بالحصععار)‪ (3‬قععراءة‬
‫منه عليه القععرءان بجميععع الروايععات المععذكورة‪ ,‬عععن المقععرئ أبععي‬
‫الحسن علي بن هذيل‪ ,‬قراءة عليععه بجميعهععا عععن المعام أبععي داود‬
‫قراءة‪ ,‬عن الحافظ أبي عمرو‪.‬‬
‫وحدثه بها أيضا عن ابن مشليون المذكور عن المام المقرئ‬
‫أبي عبدالله محمد بن أيوب بن نععوح الغععافقي)‪ (4‬قععراءة عليععه‪ ,‬عععن‬
‫المام أبي الحسن علي بن هذيل‪ ,‬عن أبععي داود عععن الحععافظ أبععي‬
‫عمرو الداني‪.‬‬
‫‪ -‬قال الشيخ الفقيه أبو عمران موسى بن حععدادة المععذكور ‪:‬‬
‫"ومنهم الشيخ الستاذ المقرئ المحقق المتقععن أبععو الحسععن علععي‬
‫ابن الشيخ الصالح التقي الزكي الحاج أبي الربيع سليمان النصاري‬
‫القرطبي –عفا الله عنا وعنه ‪: -‬‬
‫"قرأت عليه القرءان العزيز من فاتحته إلى خاتمته‬
‫في ختمة واحدة أدرجت فيها الدغام الكبير)‪ (5‬وكل ذلــك‬
‫بطريق الحافظ أبي عمرو وطريق المام أبي عبدالله بن‬
‫شريح‪ .‬ثم قرأت عليه بعض الكتــاب العزيــز أفــردت ذلــك‬
‫إفــرادا لكــل إمــام بمــذهبه‪ ,‬أولهــم نــافع‪ ,‬وآخرهــم أبــو‬
‫ترجمنا له في أصحاب أبي الحسين بن أبي الربيع بسبتة‪.‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪1‬‬

‫ترجمنا له في مشيخة القراء بسبتة‪.‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪2‬‬

‫ترجمنا له في أصحاب أبي الحسن بن هذيل‪.‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪3‬‬

‫ترجمنا له في أصحاب أبي الحسن بن هذيل‪.‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪4‬‬

‫يعني لبي عمرو بن العلء أحد القراء السبعة‪.‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪5‬‬

‫‪456‬‬
‫الحســن الكســائي‪ .‬وحععدثني بععالقراءات المععذكورة عععن شععيخه‬
‫المقرئ المام المحععدث الناقععد أبععي جعفععر أحمععد بععن ابراهيععم بععن‬
‫الزبير‪ ,‬عن شيخه الستاذ المقرئ أبي الوليد إسماعيل بن يحيى بن‬
‫إسععماعيل الزدي المعععروف بالعطععار‪ ,‬عععن شععيخه المععام المقععرئ‬
‫الخطيب أبي بكر بن حسنون الحميري‪ ,‬عن شيخه المععام المقععرئ‬
‫المجاهد أبي محمد عبدالله بن خلف)‪ (1‬بن بقععي القيسععي عععن أبععي‬
‫الحسين يحيى بن ابراهيم بععن عبععدالرحمن شععهر بععابن البيععاز‪ ,‬عععن‬
‫المام أبي عمرو الداني وأبي محمد مكي‪.‬‬
‫وقرأ الحاج أبو محمد عبدالله بن بقي القيسي المذكور علععى‬
‫الشيخ المععام أبععي الحسعن علعي بععن عبععدالرحمن المعععروف بععابن‬
‫الدش‪ ,‬وقال ابن الدش‪ :‬قرأت على الحافظ أبي عمرو الداني‪.‬‬
‫وقرأ أيضا ابن بقي المذكور على الشيخ أبي محمععد بععن‬
‫عمر بن العرجا‪ ,‬وقرأ ابن العرجا على ابن نفيس وعلى أبععي‬
‫معشر الطبري‪.‬‬
‫وقرأ أيضا أبو بكر بععن حسععنون الحميععري المععذكور آنفععا فععي‬
‫سند الستاذ ابن الزبير على المام الخطيب أبي الحسن شريح بععن‬
‫محمد بن شريح‪.‬‬
‫وقرا أيضا الستاذ أبو جعفععر بععن الزبيععر علععى الشععيخ المععام‬
‫المقرئ الراوية المحععدث أبععي الحسععن علععي بععن محمععد بععن علععي‬
‫الغافقي الشاري‪ ,‬وحدثه بها عن أبيه‪ ,‬عن أبي نصر الفتععح بععن أبععي‬
‫كبة المرسي عن أبي داود عن أبي عمرو‪.‬‬
‫قال الشيخ أبو عمران موسى المذكور –يعني ابن حدادة‪:-‬‬
‫"وحدثني أيضا الشيخ السععتاذ المقععرئ المجععود أبععو القاسععم‬
‫محمد بن عبدالرحمن المعروف بابن الطيب)‪ ,(2‬أجاز لععي جميععع مععا‬

‫‪ - 1‬هذا هو الصواب في ترتيب اسمه وكنيته‪ ,‬وقد جاء ذكععره فععي الجععازة مقلوبععا بلفععظ "أبععي‬
‫عبدالله محمد بن خلف‪ ,‬وقد كتبناه على الصواب استنادا على ما في التكملة ‪828 – 2/827‬‬
‫ترجمة ‪ 2019‬وغععاية النهعععاية ‪ 1/418‬ترجمة ‪.1766‬‬
‫‪ - 2‬ترجمنا له في مشيخة القراء بسبتة‪.‬‬

‫‪457‬‬
‫تحمله عن شيوخه‪ ,‬منهم الشيخ الفقيه المقرئ المحقق أبععو عمععرو‬
‫عيعاش بعن أبعي بكعر الطفيلعي بعن محمعد بعن عيعاش ععرف بعابن‬
‫عظيمة‪ ,‬تحمل عن الستاذ أبي الحسععن علععي بععن جععابر المعععروف‬
‫بابن الععدباج أجعاز لععي جميعع روايععاته‪ .‬ومنهععم السععتاذ المقععرئ أبععو‬
‫مروان)‪ (1‬عبدالملك بن موسى بن محمد بن عبععدالرحمن النصععاري‬
‫الشريشي)‪ (2‬أجاز له جميع ما تحمله عن شيوخه‪.‬‬
‫ومنهععم الشععيخ السععتاذ العععالم العلععم إمععام النحععاة وقععدوة‬
‫الفراض أبععو الحسعين)‪ (3‬عبيعدالله بعن أحمععد بعن عبيععدالله بعن أبععي‬
‫الربيع‪ ,‬أجاز له جميع ما تحمله عن شيوخه)‪.(4‬‬
‫‪ -‬قععال الشععيخ المجيععز أبعععو عبععدالله محمعععد الشعععريف عععع‬
‫البوعناني‪ : -‬قال شيخ شيخنا أبو القاسم المذكور‪ :‬قعال شعيخنا أبعو‬
‫عبدالله محمد بن غازي المذكور‪:‬‬
‫‪ -‬ومن شعيوخ شعيخنا الفقيعه أبعي عبعدالله الصعغير المعذكور‬
‫الشيخ القيه الستاذ أبو العباس أحمد بن عبدالله ابن محمد بن أبي‬
‫موسى الفللي‪ ,‬قرأ عليععه القععرءان العزيععز بععالقراءات السععبع مععن‬
‫فاتحته إلى قوله تعالى ‪":‬ولقد آتينا ابراهيم رشده"‪ ,‬حدثه بذلك عن‬
‫الشيخ الفقيه أبي عبدالله محمععد بععن عبععدالله بععن عيععدالرحمن بععن‬
‫ابراهيم السماني الشهير بالفخار‪ ,‬وعععن مععوله أبععي وكيععل ميمععون‬
‫المصمودي‪.‬‬
‫أما أبو وكيل فسنده مذكور في إجازتنا)‪.(5‬‬
‫وأما أبو عبد الله الفخار فحدثه بهعا ععن جملعة معن شعيوخه‪,‬‬
‫منهم الفقيه المتفنن أبو عبد الله محمد بععن عبععد الكريععم ابععن عبععد‬

‫‪ - 1‬في الجازة أبو عمران‪ ,‬وقد صححناه من فهرسة المام السراج كما تقدم في ترجمته‪.‬‬
‫‪ - 2‬تقدم التعريف به‪.‬‬
‫‪ - 3‬في الجازة تحريف في كنيته واسمه ونسبه فقد جاء اللفظ هكذا "أبو الحسن علي بن عبد‬
‫الله بن أحمد بن أبي الربيع"‪ ,‬وقد صححناه على ما في غاية النهاية ‪ 1/484‬ترجمة ‪.2013‬‬
‫‪ - 4‬الضمير في " له" يعود علىأبي عمران بن حدادة‪.‬‬
‫‪ - 5‬لعله هو الذي تقدم في صدر الجازة عندنا‪.‬‬

‫‪458‬‬
‫الصادق بن يعقوب النصاري‪ ,‬عن جماعة منهم أبو عمععران موسععى‬
‫بن حدادة بسنده المذكور في إجازتنا‪.‬‬
‫ومنهم أبو العباس أحمد بععن علععي الععزواوي‪ ,‬وسععنذكر أعلععى‬
‫أسانيده ع إن شاء الله تعالى‪ -‬قال ‪:‬‬
‫‪ -‬ومععن شععيوخ شععيخنا الفقيععه أبععي عبععدالله محمععد الصععغير‬
‫المذكور‪ ,‬الشيخ الصالح أبو إسحاق ابراهيم بن محمد بن عبععد اللععه‬
‫الزدي المدعو بابراهيم الحاج)‪ ,(1‬قرأ عليه في صغره كثيرا‪ ,‬ثم قععرأ‬
‫على شيخه أبي الحسن علي الوهري وأبي العباس أحمععد الفيللععي‬
‫المذكور‪ ,‬ثم عاد إلععى ابراهيععم الحععاج فقععرأ عليععه الفاتحععة بالسععبع‪,‬‬
‫وأجاز له جميع القرءان العزيععز بالسععبع‪ ,‬وحععدثه بععذلك عععن الشععيخ‬
‫الستاذ المقرئ أبي مهدي عيسععى بععن علععي المغععراوي عععن شععيخ‬
‫الجماعة أبي عبععدالله محمععد بععن أبععي الربيععع سععليمان بععن موسععى‬
‫القيسي)‪ (2‬بسنده‪.‬‬
‫قعال الشعيخ ابعن غعازي‪" :‬ومعن شعيوخ شعيخنا أبعي عبعدالله‬
‫الصغير المذكور‪ ,‬الشيخ الحافظ المجود أبو علي الحسن السععيتاني‬
‫ابن أخي أبي يوسف يعقوب السيتاني شارح رجز التلمسععاني‪ ,‬أخععذ‬
‫التجويد إتقانا وتحقيقا عن الشيخ أبي يوسف يعقوب الحلفاوي عععن‬
‫شيخه أبي عبد الله محمد القيسععي المععذكور والفقيععه أبععي يوسععف‬
‫يعقوب بن مبخوت أستاذ البلد الجديد)‪.(3‬‬
‫ع قال الشعيخ المجيعز أبععو عبعد اللعه محمععد الشععريف – البوعنعاني‪-‬‬
‫المذكور‪ :‬قال شيخ شيخنا أبو عبدالله محمععد بععن غععازي المععذكور‪":‬‬
‫وقد قرأت القرءان العزيز بمدينة مكنععاس – حرسععها اللععه تعععالى –‬
‫قبل لقائنا شععيخنا أبععا عبععدالله محمععد)‪ (4‬الصععغير المععذكور‪ ,‬ختمععات‬
‫عديدة على الشيخ الشريف الستاذ أبي الحسن علي بن محمد بععن‬

‫في الجازة "المدعو بابن ابراهيم الحاج"‪ ,‬والصواب ماأثبتناه كما تقدم‪.‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪1‬‬

‫هو المام القيسي شيخ الجماعة صاحب أبي عبدالله الصفار‪ ,‬توفي سنة ‪810‬هع كما تقدم‪.‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪2‬‬

‫تقدم التعريف به في معاصري المام القيسي‪.‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪3‬‬

‫في الجازة "أحمد الصغير"‪ ,‬ولعله من الناسخ‪.‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪459‬‬
‫منون الشريف الحسني‪ ,‬حسععبما جععوده علععى الشععيخين السععتاذين‬
‫أبي عبدالله محمد الفخار السماتي المذكور‪ ,‬وأبي يعقععوب يوسععف‬
‫ابن مبخوت المذكور‪ ,‬وهذا سند عال – والحمد لله – ساويت‬
‫فيــه شــيخنا أبــا عبــد اللــه الصــغير المــذكور مــن وجــه‪,‬‬
‫وساويت فيه بعض شيوخه من وجه‪ ,‬ولكن ل معدل لسند‬
‫شيخنا أبي عبدالله الصغير المذكور‪ ,‬وإن كان أنــزل‪ ,‬لمــا‬
‫استأثر به من خصال الكمال والمراتب المفيععدة المععآل‪ ,‬والفضععل‬
‫بيد الله يوتيه من يشاء‪.‬‬
‫فمــن جهتــه أســمي بعــض وجــوه ســندي المتصــل‬
‫برســول اللــه – صــلى اللــه عليــه وســلم – تيمنــا بــذلك‪,‬‬
‫وسلوكا لحســن المســالك‪ ,‬وتفخيمــا للــدخول فـي ظــل‬
‫راية هذا المقام العلي‪ ,‬وتطفل علــى أهــل هــذا المقــام‬
‫السني‪ ,‬وأعتمد بذلك ما انتقاه سيدي أحمــد بــن موســى‬
‫الفيللي المذكور من طريق أبي العباس أحمد بن نفيس‬
‫المقرئ‪ ,‬محتجا بأنه أقرب الطرق إليه تلوة غير متخللــة‬
‫بالجازة الساذجة‪.‬‬
‫قععال الشععيخ المجيععز أبععو عبععدالله محمععد ععع البوعنععاني ععع‬
‫المذكور‪":‬وأنا أنتقي ما انتقاه شيخاي‪ :‬أبو عبد الله محمد الشععريف‬
‫المريي‪ ,‬والشيخ أبو العباس أحمد الفشععتالي‪ ,‬وأعتمععد مععا اعتمععداه‬
‫تبعا لشيخهما أبي القاسم المذكور‪ ,‬ولشععيخ الجماعععة أبععي عبععدالله‬
‫محمد بن غازي المذكور‪ ,‬فأقول وبالله أستعين‪:‬‬
‫رواية ورش‪:‬‬
‫أمععا روايععة ورش فقععرأت بهععا القععرءان كلععه علععى الشععيخين‬
‫)‪(1‬‬
‫الفقيهيععن أبععي عبععد اللععه المريععي وأبععي العبععاس أحمععد الفيللععي‬
‫المععذكورين‪ ,‬وحععدثانا بهععا عععن شععيخهما الفقيععه أبععي القاسععم بععن‬
‫ابراهيم‪ ,‬عن شيخه أبي عبدالله ابن غازي المذكور عن شععيخه أبععي‬
‫‪ -‬الصحيح ‪ :‬الفشتالي المترجم في المشيخة المتقدمة في الفصل قبله ترجمة رقم ‪.10‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪460‬‬
‫عبدالله الصغير المععذكور عععن شععيخه أبععي العبععاس أحمععد الفيللععي‬
‫المذكور‪ ,‬عن شيخه أبي عبععدالله محمععد الفخععار عععن أبععي العبععاس‬
‫أحمد الزواوي‪ ,‬عن أبي الحسن علي بن سععليمان‪ ,‬ععن أبععي جعفععر‬
‫بن الزبيععر‪ ,‬عععن أبعي الوليععد إسععماعيل العطعار‪ ,‬ععن أبععي بكععر بعن‬
‫حسنون‪ ,‬عن أبي محمد عبدالله بن بقي‪ ,‬عععن أبععي محمععد عبععدالله‬
‫بن عمر بن العرجا عن أبي معشر الطبري وابععن نفيععس‪ ,‬عععن أبععي‬
‫عدي عن أبي بكر بن سيف‪ ,‬عن أبي يعقوب الزرق عن ورش عن‬
‫نافع عن ابن )هرمز( عن أبي هريرة عن أبي بن كعب‪ ,‬عن رسععول‬
‫الله صلى الله عليه وسلم‪.‬‬
‫ثم أسند روايته لقالون عن نافع بالسند نفسه إلى ابععن نفيععس عععن‬
‫السامري عن أبي نصر البغدادي عن أبي أحمععد الفرضععي ععن ابعن‬
‫بويان عن ابن الشعث عن أبي نشيط عن قالون عن نععافع بسععنده‬
‫المتقدم‪.‬‬
‫ثم فعل ذلك مع باقي السبعة بالسند نفسه إلععى ابععن نفيععس‬
‫عن السامري بأسانيد إلى الباقين‪ ,‬ثم ذكر سنده بباقي مروياته من‬
‫كتب القراءات فقال ‪:‬‬
‫قال الشيخ المجيز أبععو عبععدالله محمععد الشععريف المععذكور –‬
‫البوعناني‪: -‬‬
‫" قععد عععرض علععي المجععاز أبععو عبععدالله محمععد المععذكور –‬
‫الشععرقي‪ -‬قصيدة المــام الشــاطبي الموســومة بـــ" حــرز‬
‫الماني ووجه التهاني" عرضا جيدا‪ ,‬وحععدثته بهععا – أصععلحه اللععه –‬
‫ععن الشعيخين المعذكورين‪ ,‬ععن شعيخهما الفقيعه السعتاذ المقعرئ‬
‫المجود المدرس المتفنن أبي القاسم المذكور‪ ,‬عععن شععيخه الفقيععه‬
‫أبي عبدالله محمد بن غازي المذكور‪ ,‬عن شيخه الفقيه المام أبععي‬
‫عبععدالله محمععد الصععغير المععذكور إمععام جععامع النععدلس مععن فععاس‬
‫المحروسة بالله‪ ,‬وهو رئيس المقرئين بفععاس حينئذ وحععبرهم‪ ,‬عععن‬

‫‪461‬‬
‫شععيخه الفقيععه السععتاذ المقععرئ أبععي الحسععن علععي بععن أحمععد‬
‫الورنتاجي)‪ (1‬الشهير بالوهري‪ ,‬عن شيخه المقرئ الستاذ أبي وكيل‬
‫ميمون بن مساعد المصمودي عن شععيخه السععتاذ المقععرئ بمدينععة‬
‫فاس – حرسها الله تعالى – أبي عبد الله محمد بن عمععر اللخمععي‪,‬‬
‫عن الشيخ الستاذ الحافظ المقرئ أبي الحسن علععي بععن سععليمان‬
‫بن أحمد القرطبي النصاري‪ ,‬عن الشيخ الراوية أبي علي الحسععين‬
‫بن عبد العزيز بن أبعي الحعوص)‪ (2‬القرشعي الفهعري الشعهير بعابن‬
‫الناظر‪ ,‬عن الشيخ القاضععي المععام الناقععد الراويععة أبععي جعفععر بععن‬
‫ابراهيم بن الزبير العاصمي الثققي‪ ,‬عن كمال الععدين أبععي الحسععن‬
‫علي بن شجاع القرشي عن ناظمها‪.‬‬
‫ثم ذكر المجيز سندا آخر بقصيدة الحرز متصل إلععى الععوهري‬
‫– كما تقدم – عن أبي وكيل عن أبي عبدالله بن عمر اللخمععي عععن‬
‫الستاذ المقرئ المحقق أبي العباس أحمد بن عمععران بععن موسععى‬
‫بن محمد المرسي الشهير بابن حدادة عن شيخه القاضي المقععرئ‬
‫الضابط المسند الراوية أبي جعفر بن الزبير بن ابراهيععم العاصععمي‬
‫الثقي)‪ (3‬عن كمعال العدين أبعي الحسعن علعي بعن شعجاع القرشعي‬
‫العباسي عن ناظمها أبي القاسم بن فيره‪.‬‬
‫قال أبو عبععدالله المجيععز ‪":‬وكذلك عــرض علــي قصــيدة‬
‫أبي الحسن علي بن بري الموسومة بـــ"الــدرر اللوامــع"‬
‫عرضا جيدا‪ ,‬وحدثته – أصلحه الله – عن الشيخين المععذكورين عععن‬
‫‪ - 1‬سماه في الجازة أبا العباس أحمد بن علي الورتناجي‪ ,‬وهو مخععالف لمععا ذكععره قبععل ذلععك‬
‫وبعده‪.‬‬
‫‪ - 2‬انقلب عليه في الجازة فقال فيه"عن الشيخ الراوية أبي الحسععن علععي بععن عبععدالغني بععن‬
‫أبي الحوص"‪ ,‬ومن الغريب أنه في فهرسة ابن غازي أيضا كععذلك مععع مزيععد مععن الضععطراب‬
‫حيث جاء فيها " عن الشيخ الراوية أبي الحسن علععي بععن عبععدالغني وعععن ابععن أبععي الحععوص‬
‫القرشي"‪ ,‬وهذه كلها تحريفات‪ ,‬والصواب أنه " أبو علي الحسين بن عبدالعزيز بن محمععد بععن‬
‫عبدالعزيز بن محمد بن أبي الحوص الجياني الفهري المتوفى حول سنة ‪ 680‬كما ذكععره ابععن‬
‫الجزري في غاية النهاية ‪ 1/242‬ترجمة ‪ .1106‬والصحيح في وفاته أها في رابع عشر جمععادى‬
‫الولى سنة ‪ 699‬كما ذكر أبو الحسن النباهي في تاريخ قضاة الندلس ‪ 127‬وهو موافععق لمععا‬
‫ذكرناه في كنيته واسمه ونسبه‪ .‬وما ذكرناه من التحريععف واقععع فععي فهرسععة ابععن غععازي ‪.38‬‬
‫طبعة الدارالبيضاء ‪ 1399‬بتحقيق محمد الزاهي‪ .‬وتبعه على كل مععا ذكععره علىلفظععه وصععورته‬
‫في ثبت أبي جعفر البلوي ‪.464‬‬
‫‪ - 3‬كذا في الجازة‪ .‬والصواب ‪ :‬الثقفي‪.‬‬

‫‪462‬‬
‫الشيخ الفقيه أبي القاسم المذكور‪ ,‬عن الشيخ الفقيه أبععي عبععدالله‬
‫محمد بن غازي المذكور‪ ,‬عععن شععيخه أبععي عبععدالله محمععد الصععغير‬
‫المذكور‪ ,‬عن الشيخ الستاذ أبي الحسن علي الوهري المذكور‪,‬عن‬
‫الشععيخ الراويععة المقعرئ أبععي وكيعل ميمعون المععذكور‪ ,‬ععن شععيخه‬
‫المقرئ الحععافظ أبعي عبععدالله محمعد الشعهير بعالزيتوني ععن أبعي‬
‫الحسن بن بري‪.‬‬
‫وعععرض علععي أيضععا ععع حفظععه اللععه ععع الرجــز الموســوم‬
‫بـ"مورد الظمآن في رسم أحرف القــرءان" مــع " الــذيل‬
‫الملحق به في النقط للمام العالم العلمة أبي عبدالله محمد بععن‬
‫ابراهيم الشهير بالخراز‪ ,‬ولم يذكر سنده فيه)‪.(1‬‬
‫ثم ذكر إجازته له برسالة ابن أبي زيد في الفقععه بعععد أن‬
‫عرضها عليه وحدثه بها بالسند المتصل من طريق الشيخ ابن غازي‬
‫المذكور في فهرسته)‪.(2‬‬
‫ثم ذكر إجازته له أيضا – كما في فهرسة ابـن غـازي‬
‫– بجميع تواليف أبي وكيــل ميمــون المــذكور ك "المــورد‬
‫الروي في نقط المصاحف"‪ ,‬وكــذا " تحفــة العــراب" و"‬
‫الدرة الجلية")‪ (3‬في نقـط المصــاحف‪ ,‬وكــذلك جميــع مـا‬
‫قيد عنه في قصائده تلوة وسماعا قال‪:‬‬
‫"وأجزتععه فععي جميععع مععا قععرأ علععي مععن الكتععاب العزيععز‪,‬‬
‫والمعروضات المذكورة إجازة عامة بشروطها‪ ,‬وأجزتععه بمععا ذكععر‪..‬‬
‫جعلنا الله وإياه ممن اهتدى بهديه القويم‪ ,‬وسلك بنا وإياه الصععراط‬
‫المستقيم بمنه وكرمه‪.‬‬
‫ثم ذكر تاريخ الجازة وهو في "أواخر رجب المعظم من عام‬
‫ثمانية وثلثين وألف )‪1038‬هع(‪.‬‬

‫‪ -‬وهو موافق لما في فهرسة ابن غازي ‪.42‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪ -‬فهرسة ابن غازي ‪43-42‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪ -‬في الجازة " الجليلة"‪.‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪463‬‬
‫وتحته‪:‬محمد بن محمد الحسني البوعناني وفقه اللععه بمنععه‪ ,‬وبعععده‬
‫شهادات العلماء والقراء التين‪:‬‬
‫‪ -‬محمد بن أحمد الشريف طاهر الجععوطي‪ -‬ومحمععد بععن أحمععد بععن‬
‫يحيى الشريف العلمي – ومحمد بن أحمد بن أبي طععالب الشععريف‬
‫الجوطي – وعلي بن أحمد بن ادريس العمراني الجوطي – ومحمد‬
‫بن أحمد الجنان – وعبد الرحمن بن القاسم بــن القاضــي –‬
‫أصلح الله حاله – وعبدالمومن بن محمد لطف الله به – وأحمد بععن‬
‫علي بععن محمععد الشموسععي البوسعععيدي – ومحمععد بععن محمععد بععن‬
‫قاسععم بععن سععودة – وعلععي بععن يوسععف بععن يحيععى الزرهععوني –‬
‫وعبدالقادر بن أحمد بن عيسععى الراشععدي الشععرقي – وسعععيد بععن‬
‫محمد بن عبدالرحمن الشععريف – وعبد الواحــد بــن أحمــد بــن‬
‫عاشر أصععلحه اللععه – وأحمععد بععن محمععد البععار – وعلععي بععن أبععي‬
‫القاسم – ومسعود بععن عبععدالعزيز الحسععني القععادري – وعلععي بععن‬
‫الحسن بن علي بن رحمون الحسني – وأحمد بن علي بععن عمععران‬
‫– ومحمد بن العربي بن يوسف الفاسي – وعبد الرحمن بن يوسف‬
‫بن محمد الحسني – وأبو القاسم بن أحمد الزموري – ومحمععد بععن‬
‫محمد ‪ (1) ...‬وعبدالرحمن بن يوسف بن محمد الحسني – وأحمد بن‬
‫أبععي القاسععم بععن علععي الحسععني العلمععي – وأحمععد بععن علععي بععن‬
‫عمران)‪ (2‬وبلقاسم بن عبد المنعم – ومحمععد بععن أبععي بكععر أكععروم‪,‬‬
‫وباسمه ختمت هذه الشهادات وبها تمام الجازة‪.‬‬
‫تلك هي إجازة البوعناني لبي عبدالله الشرقي سقناها علععى‬
‫هيئتها إل ما اختصرناه من أولها مما هو من قبيل المقدمات العامععة‬
‫التي نجدها في الجازات من ذكر فضل قعراءة القعرءان ومعا خعص‬
‫اللععه بععه أهلععه مععن المقامععات السععنية‪ ,‬وكععذلك مععا اختصععرناه مععن‬
‫أسانيده في القراءات الزائدة على قراءة نافع اقتصارا منا على مععا‬
‫يتعلق ببحثنا‪.‬‬

‫‪ -‬غامض في الجازة لتلشي أطرافها‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪ -‬مكرر ولعل المريتعلق بشخصين متفقين في السم والنسب‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪464‬‬
‫وقد اعتبرنا هذه الجازة نموذجا يغني عن غيععره مععن أسععانيد‬
‫الئمة لنها إجازة جامعة تنتظم في هيكلها كععل مععدارس القطععاب‪,‬‬
‫وتؤلف بينها في أصول أسانيدها التي تجتمع غالبا في أبععي العبععاس‬
‫ابن نفيس أو في أستاذه أبي عدي كما قدمنا‪.‬‬
‫كما أن هذه الجازة قد جمعت لنا في سععلك واحععد بيععن أهععم‬
‫الفهارس المعتمدة في القععراء كفهرسععة أبععي عبععدالله بععن غععازي‪,‬‬
‫وفهرسععة أبععي عبععدالله الصععغير‪ ,‬وفهرسععة أبععي عبععدالله بععن عمععر‬
‫اللخمي شععيخ الجماعععة بفععاس‪ ,‬وفهرسععة أبععي عمععران بععن حععدادة‬
‫المرسي‪ ,‬وفهرسة أبي الحسن بن سليمان‪ ,‬وفهرسة أبي جعفر بن‬
‫الزبير إلى غير ذلك مما اشتملت عليه‪.‬‬
‫ومن مزاياها أيضا أنها أعطتنععا صععورة عععن الجععازة الناضععجة‬
‫التي انتهت إلى أهل المائة الحادية عشععرة فععي أكمععل صععورة لهععا‪,‬‬
‫وقد أمست بمثابة الوثيقة " الرسمية" التي تمهععر بشععهادة المجيععز‬
‫وتوقيع من حضره من علماء العصعر‪ ,‬وقعد اشععتملت – كمععا رأينعا –‬
‫على أسماء سبعة وعشرين عالما من علماء فاس‪ ,‬فيهم مععن أئمععة‬
‫القراء المشهورين الشيخان ابن عاشر‪ ,‬وأبو زيد بن القاضي‪.‬‬
‫ولنا موعد الن مع نموذج ثان من هععذه الجععازات فععي قععراءة نععافع‬
‫جاء إسناده منظوما في قالب فني جميل‪.‬‬
‫‪-2‬إجازة الشــيخ أبــي الحســن بــن هــارون لبــي العبــاس‬
‫أحمد بن محمد الشيخ الوطاسي بقراءة نافع‪.‬‬
‫توجد هذه الجازة في مجموع عتيق جدا كثير الخروم بخزانة‬
‫أوقععاف آسععفي‪ ,‬وفيهععا بععتر مععن أولهععا وخععروم فععي مواضععع منهععا‬
‫وسأنقلها هنا بتمامها إنقاذا لها من جهة‪ ,‬وتمثيل بها لحد آثار الشيخ‬
‫ابن هارون في هذا الشأن‪ ,‬وهذه جملة ما أمكن قراءته منها‪ ,‬وهععي‬
‫مذيلة بمصادقة أبي محمد الونشريسي عليها‪ ,‬وتكملة أبي عبععدالله‬
‫الرحماني لسنادها‪:‬‬

‫‪465‬‬
‫‪..................................‬‬ ‫‪.................................‬‬
‫الواحعععععععععععععد الفععععععععععرد‬ ‫‪..................................‬‬
‫الصمد‬
‫محمععععععد الهعععععععععععععععععادي‬ ‫منععععععععععععععععععععععععععععععععزل‬
‫المععععععععععين‬ ‫الذكر‪........................‬‬
‫ذي الشععععععععععععععععععععععععرف‬ ‫قعععععععععععععععععععرة عيعععععععععن‬
‫الععععععععععععالي المبين‬ ‫المومنععععععععععععععين‬
‫‪..................................‬‬ ‫صعععععععععععععععععععععععععععععععععلى‬
‫عليعععععععععععععه الله‬
‫وصحبعععععععععععععععععععععععععععععععه‬ ‫وآلععععععععععععععععععععععععععععععععععه‬
‫الخيععععععععععععععععار‬ ‫البععععععععععععععرار‬
‫ووارثععععععععععععععععععععععععععععععي‬ ‫كواكععععععععععععععععععععععععععععععب‬
‫النعععععععععوار‬ ‫السعععععععععععععععحار‬
‫النععععععععععععععععععععععععععععاصرين‬ ‫الفعععععععععععععععععععععععععععاضلين‬
‫العععععععععععععععععملة‬ ‫الجلعععععععععععة‬
‫لزمععععععععععععععععععععععععععععععععرة‬ ‫وصععععععععععععععععععععععععععععععععلة‬
‫القععععععععععععععععععععراء‬ ‫الدعععععععععععععععععاء‬
‫العظععععععمعععععععععععععععععععععععاء‬ ‫حمععععععععععععععععععععععععععععععععلة‬
‫الشعععععععععان‬ ‫القععععععععععرءان‬
‫والعععععععععععععععععععععععععععععععروح‬ ‫بالفعععععععععععععععععععععععععععععععوز‬
‫والريعععحععععععان‬ ‫والرضعععععععععععععععوان‬
‫بععععه اعتنعععععععععععععععى مععععن‬ ‫وبعععععععععععععععععععد فعععععععالعلم‬
‫اهتععععععععععدى‬ ‫هعععععععععععدى‬
‫وفيععععععه أعمعععععععععععععععععععل‬ ‫طوبعععععععععععععععى لمعععن لعععه‬

‫‪466‬‬
‫الفكعععععععععععر‬ ‫ابتععععععععععدر‬
‫منععععععععععه الهعععععععععععععععععم‬ ‫وجعععععععععععععععععععععد فيعععععععه‬
‫فالهععععععععععععععععم‬ ‫واغتنعععععععععتم‬
‫معععن قعععععععععععلب معععن لعععه‬ ‫فالعلعععععععععععععععععم يعععععذهب‬
‫انتمعععععععععععى‬ ‫العمعععععععى‬
‫ورثععععععععععععععة قععععععععععععععععد‬ ‫والعلمععععععععععععععععععععععععععععععا‬
‫رويعععععععععععععععا‬ ‫للنبيععععععععععععععععععاء‬
‫لمععععععن بحقععععععععععععععععععععععه‬ ‫كفعععععععععععععععععععععى بهععععععذا‬
‫وفععععععععععععى‬ ‫شعععععععععرفا‬
‫أجمعععععععععععل حلعععععععععععععععي‬ ‫وإن علععععععععععععععععععععععععععععم‬
‫النسان‬ ‫القععععععععععععرءان‬
‫جعععععععععععععععال وخطتعععععععععه‬ ‫وخعععععععععععععععير معععععا بعععععه‬
‫البنععععععععان‬ ‫اللسعععععععععععان‬
‫والشعععععععععععععععععععععععععععععافع‬ ‫فهععععععو الكتععععععععععععععععععاب‬
‫المشعععععععععععععفع‬ ‫الرفععععععععع‬
‫لطععععععالب الععععععععععععععععدين‬ ‫وهعععععععو الصعععععععععععععععراط‬
‫القععععععععععويم‬ ‫المستقعععععععععيم‬
‫يعععععععععععزداد معععععععععععن لعععه‬ ‫تعععععععععععععععععععععععععععععععرداده‬
‫تعععععععععل‬ ‫تجمععععععععععععععععععععل‬

‫‪467‬‬
‫بكعععععععععععععل حعععععععععععععرف‬ ‫والجعععععععععععر يعطععععععععععععى‬
‫يقعععععععععرأ‬ ‫عشرا‬
‫)‪(1‬‬
‫ومعععععععععن‬ ‫جععععععععععععععععععل‬ ‫وخععععععععععععععععععععيركم معععن‬
‫تعلعععععععععععععمه‬ ‫عععععلمعه‬
‫تنععععععععععععععععععععععععععععععل عل‬ ‫فلتعععلتعععععععععععععععععععععععععععزم‬
‫ومكععععععععععععرمععععععععة‬ ‫تفهععععععععمعععععععه‬
‫)‪(2‬‬
‫علعععععععععععععى‬ ‫واحعععععععرص‬ ‫وجععععععععععععععععععد فععععععععععي‬
‫روايتععععععه‬ ‫تعععععععععععلوتعععععه‬
‫المتقععععععععععععععععععععععععععععععين‬ ‫ععععععععن الثقععععععععععععععععععات‬
‫النبععععععععععلء‬ ‫الفضععععععععلء‬
‫عمععععععععن علعععععععععععععععععععيه‬ ‫ممععععععععععععععععععععععععععن رواه‬
‫يعتمعععععععععععععد‬ ‫بسنعععععععععد‬
‫معععععا ليعععععس يحصععععععععععععى‬ ‫تنعععععععععععععععل بععععععه مععععععن‬
‫بحسعععععععععععاب‬ ‫الثععععععععععععواب‬
‫أسععععععععععععتاذنا أبعععععععععععععععو‬ ‫وكعععععععععععععععان حعععععععععبر ذا‬
‫)‪(3‬‬
‫الحسعععععععععععععععععععن‬ ‫الزمعععععععععععن‬
‫النعععععععععععععععععععععععععععععععععاقد‬ ‫الععععععععععععععععععععععععععععععععالم‬
‫الفهععععععععععععامة‬ ‫الععععععععععععععععععلمة‬
‫وهعععو ابعععن هععععععععععععععارون‬ ‫مزيعععععععععععععععععععععح كعععععععل‬

‫‪ -‬كذا ول أدري كيف تلفظ‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪ -‬في الصل "واحرس" بسين‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪ -‬في الصل " الزمان"‪ ,‬وقد أثبتها بغير ألف محافظة على ازدواجها بما بعدها‪.‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪468‬‬
‫علعععععععععي‬ ‫مشكعععععععععل‬
‫مفععععععععتي بععععععععععععععععععععلد‬ ‫المطغععععععععععععععععععععععععععري‬
‫المغعععععععععععرب‬ ‫النسعععععععععععععب‬
‫مليكنععععععععععععععععععععععععععععععععا‬ ‫لمعععععععععععععععععععععععععععععا رأى‬
‫المظعععععفععععععععععععععععععععععرا‬ ‫وأبصعععععععععععرا‬
‫السععععععععععععععععععععععععععععععععد‬ ‫الوحعععععععععععععععععععععععععععععععد‬
‫الهمعععععععععععاما‬ ‫المعععععععععاما‬
‫الحعععععععععععععععامعععععععععععععععي‬ ‫المعععععععععععععععععععععععععععععععاجد‬
‫المنيععععععععععا‬ ‫الرفيعععععععععععععععععععععا‬
‫زيععععععن الليعععععععععععععععععععالي‬ ‫إنسععععععععععععععععععععان عيعععععن‬
‫الغعععععععععععر‬ ‫الدهعععععععر‬
‫والخلععععععععععععععععععععععععععععععق‬ ‫ذا)‪ (1‬الشيعععععععععععععععععععععععععم‬
‫العظععععععععيمعععععععععععة‬ ‫الكععععععععععععريمة‬

‫‪ -‬في الصل " ذي" والمفام يقتضي النصب تبعا لما تقدمها من الصفات‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪469‬‬
‫لصععععععععععععععععععععععععععععععععادر‬ ‫متمععععععععععععععععععععععععععععععععم‬
‫ووارد‬ ‫المقعععععععاصععععععععععععد‬
‫)‪(1‬‬
‫رب النععععععععععععععععععععععععدى‬ ‫ذاك أبعععععععععععععععععععععععععععععو‬
‫والبععععععععععععاس‬ ‫العبعععععععععععععععععععععععاس‬
‫سلطععععععععععان أهعععععععععععععل‬ ‫المعععععععععععععععععععععععععععععععلك‬
‫فعععععاس‬ ‫الوطاسععععععععععي‬
‫فخعععععععر الملععععععععععععععععععوك‬ ‫ابعععععععن محمعععععععععععععععععععد‬
‫المرتضععععععععععى‬ ‫الرضععععععععععععا‬
‫حعععععععععععععععععامي حمععععععععى‬ ‫السععععععععععععععععععععععععععععععععد‬
‫السعععععععععععلم‬ ‫الضعععععععععععععرغام‬
‫وكععععععععععععععععععععععععععععععععافل‬ ‫وواصععععععععععععععععععععععععععععععل‬
‫اليتعععععععععععععععام‬ ‫الرحععععععععععععام‬
‫تععععععععاج الملعععععععععععععععععوك‬ ‫‪..................................‬‬
‫الكعععععععععععرمين‬
‫بعععععععدر المحعععععععععععععععععافل‬ ‫الشيععععععخ ذو القعععععععععععععدر‬
‫المنعععععععععععععير‬ ‫الكبير‬
‫مععععن كععععل هعععععععععععععععععول‬ ‫حامععععععععععععععععععععععععععي بلد‬
‫مكععععععععرب‬ ‫المغعععععععععععععرب‬
‫أولعععععي المععععععععععععععععععالي‬ ‫‪..................................‬‬
‫وذويعععععععععه‬

‫‪ -‬كتبت " الندا" باللف في الصل‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪470‬‬
‫وهعععععععععععععععععععععي لهعععععععم‬ ‫لزالعععععععععععععععععععععععععععععععت‬
‫خععععععععععععدام‬ ‫اليععععععععععععععععام‬
‫وبالسععععععععععععععععععععععععععععود‬ ‫تعععععععععدني لهعععععععم معععععععا‬
‫تقبعععععععععععععععل‬ ‫أملعععععععععععععععععععوا‬
‫وأهلعععععععععععععععععععععععععععععععععه‬ ‫علععععععى القعععععععععععععععععرآن‬
‫مؤالفعععععععععععععععععععا‬ ‫عاكفعععا‬
‫ويععععععععتنععععععععععععععععععععععععي‬ ‫يكتبعععععععععععععععععععععععععععععععععه‬
‫بضبطعععععععععععه‬ ‫بخععععععععطععععععععععععععه‬
‫أسنعععععععععععععى المنععععععععععععى‬ ‫وحعععععامععععععععععععععععععععععععليه‬
‫والسول‬ ‫يولعععععععععععععععي‬
‫المــــــــــــدنـــــــــــــي‬ ‫أجـــــــــــــــــاز منــــي‬
‫المقـــــــــرا‬ ‫مقــــــــــــرا‬
‫أبــــــى رؤيــــــــــــــــم‬ ‫زهــــــــــــــــــــر الداء‬
‫نافـــــــــــــــــع‬ ‫اليــــــــــــانع‬
‫بــه اعتنـــــــــــــى مــن‬ ‫إذ كــــــــــــــــان هــــذا‬
‫يقــــــــــــرأ‬ ‫المقــــــــــرأ‬
‫مـــــن حـــــــــــــــــاضر‬ ‫بهـــــــــــــــــــــــــــذه‬
‫وبــــــــــــــاد‬ ‫البــــــــــــــــــلد‬
‫نظمعععععععععععععععععععا لمععععععععن‬ ‫وكتععععععععععععععععععععععععععععععععب‬
‫أجعععععععععععععععازه‬ ‫الجععععععععععععععازة‬
‫وكتبعععععععععععععععععععععععععععععععععه‬ ‫بخطععععععععععععععععععععععععععععععععه‬
‫المعععععععععألعععععععوف‬ ‫المعععععععععععععععععععروف‬

‫‪471‬‬
‫بععععععععععععععععععععد انقضعععععععاء‬ ‫وألفيععععععععععععععععععععععععععععععت‬
‫أجلععععععععععه‬ ‫بمنععععععععععععععععععزله‬
‫هعععععععذا المععععععععععععععععععععام‬ ‫ونععععص مععععا كعععععععععععععععان‬
‫المنتععععععععخب‬ ‫كتعععععععععتب‬
‫الحمعععععععععععععععععععععد للعععععععه‬ ‫قعععععال ابعععععن هععععععععععارون‬
‫العلعععععععععععي‬ ‫علعععععععععععععي‪:‬‬
‫وآلعععععععه أزكعععععععععععععععععععى‬ ‫مصعععععععععععععععععليا علععععععععى‬
‫ععععععععععععدول‬ ‫الرسعععععععععععول‬
‫الوحععععععععععععععععععععععععععععععععد‬ ‫أبععععععععععععععععععععععععععععععععحث‬
‫الهمععععععععععععععععام‬ ‫للمععععععععععععام‬
‫فخععععععععععععععععععععر بنعععععععععي‬ ‫أحمعععععععععععععد غصعععععععععععن‬
‫وطععععععععععععععاس‬ ‫الس‬
‫سلطععععععععععععععععان أهععععععععل‬ ‫الطععععععععععععععععععععععععععععععاهر‬
‫فعععععععععععععععاس‬ ‫النفععععععععععععاس‬
‫فععععععي السععععععععععععععععععععععر‬ ‫خعععععععععععععععععععععععععععععععويدم‬
‫والععععععععلن‬ ‫القعععععععععععرءان‬
‫فععععععي كععععععل بعععععععععععععدو‬ ‫أحمععععععععععععد فضععععععععععععله‬
‫وحضعععععععععععععععر‬ ‫اشععععععتهعععععععععععععععر‬
‫ويرحعععععععععععععععععععععععععععععععم‬ ‫يعظععععععععععععععععععععععععععععععععم‬
‫الضعيععععععععععععفا‬ ‫الشععععععععععععععععريفا‬
‫ينسخعععععععععععععععععععععععععععععععه‬ ‫مشتغععععععععععععععععععععععععععععععل‬
‫للعععععععععععذكععععععر‬ ‫بالذكعععععععععععععر‬

‫‪472‬‬
‫بخطععععععععععععععععععععععععععععععععه‬ ‫فععععععععععي سععععععععععععععععالف‬
‫المشععععععععععهعععععععععور‬ ‫الدهعععععععععععععععععور‬
‫إجـــــــــــــــــــــــــــازة‬ ‫مـــــن أجـــــــــــــــل ذا‬
‫مسلســــــــــــلة‬ ‫أبحــــــــث له‬
‫للمــــــــــــــــــــــــدني‬ ‫طــــــــــــــــــــــــريقة‬
‫الثبـــــــــــــــــت‬ ‫العشــــــــــرة‬
‫عععععععن ابععععععن غععععععععععععازي‬ ‫يععععععععععععععععععروي لنععععععععافع‬
‫العععععععععععععععدين‬ ‫ععععععععععععععني‬
‫عععععععععن الرضعععععععععععععععععى‬ ‫ععععن شيخعععععععععععععععععععععععه‬
‫الوهعععععععععععععري‬ ‫النيجععي‬
‫ععععععععن ذي النهعععععععععععععععى‬ ‫الثقعععععععععععععععععععععععععععععععععة‬
‫ميمععععععععععععون‬ ‫المععععععععأمون‬
‫محمعععععععععععععععععععععد بععععععععن‬ ‫عمعععععععععععععععععن سمععععععععععا‬
‫عمععععععععععععععرا‬ ‫وعمعععععععععععرا‬
‫ابعععععن سليمععععععععععععععععععان‪,‬‬ ‫عععععن شيخعععععععععععععه أبععععي‬
‫وعععععععععععن‬ ‫الحسعععععععععن‬
‫ابعععععععن الزبععععععععععععععععععععير‬ ‫ابععععععن حعععععععععععععععععععععدادة‬
‫المتقععععععععععععن‬ ‫ععععععععععععن‬
‫أبعععععععي الوليعععععععععععععععععععععد‬ ‫عععععععععععن شيخععععععععععععععععه‬
‫الععععععععداري‬ ‫العطععععععععععععععععار‬
‫ابععععععععن بقعععععععععععععععععععععي‬ ‫ععععععععععععن ابععععععععععععععععععن‬
‫الععععععععععععععدين‬ ‫حسنعععععععععععععون عن‬

‫‪473‬‬
‫عععععععععن المعععععععععععععععععععام‬ ‫عععن يحيععى السمععععععععععععى‬
‫)‪(1‬‬
‫الدانعععععععععععععي‬ ‫الشعععأن‬
‫لععععععععه بعععععععععععععععععععععععععل‬ ‫بسنعععععععععععععععععععععععععععععععععد‬
‫تحعععععععععععريف‬ ‫"التعععععععععععععععريف"‬
‫سلسععععععععععععععععلة النعععععععور‬ ‫فهععععععععععععععععععععععذه لمععععن‬
‫الهععععععععععععدى‬ ‫شعععععععععدا‬
‫حسنعععععععععععععععععععععععععععععععاه‬ ‫أثابنععععععععععععععععععععععععععععععععععا‬
‫والزيععععععععععععععادة‬ ‫الشهعععععععععععععادة‬
‫ثم قال مقيده ‪ ":‬انتهى نظمه – رحمه الله تعالى ورضي عنه‬
‫بمنه" قال ‪:‬‬
‫"ومما وجد أيضا لسيدي عبدالواحد المععذكور)‪ (2‬لمععا وقعف علعى مععا‬
‫خطه المععام ابععن هععارون مععن الجععازة المععذكورة نظمععا للسععلطان‬
‫المريني ع رحم الله الجميع‪ ,‬وأسكنهم المنزل الرفيع ‪:-‬‬
‫بخطعععععععععععععععه وحبععععععععععععععععرا‬ ‫هنا انتهى ما سطعععععععععععرا‬
‫والظعععععن أنه اعتمععععععععد‬ ‫ولعععععععععم يتمععععععععععععععععععم‬
‫السنعععععععععععد‬
‫معلععععععمي علععععععععم الدا‬ ‫علععععععى إشتهععععععععععععععاره‬
‫لعععععععععععدى‬
‫وخطعععععه قععععد عععععععععععععرفا‬ ‫ممعععععععن علعععععععععععععععععععيه‬
‫وقفععععععععععا‬

‫‪ - 1‬هذا الشطرمخروم من الصل‪ ,‬وقدنقلته من أرجوزة " النافع" للجادري‪ ,‬لن أبا الحسن بععن‬
‫هارون وصل سنده نظما بسند الجادري في هذه المنظومععة – النفععة الععذكر فععي العععدد الععذي‬
‫خصصناه له‪ – .‬وقد تقدم قول الجععادري ‪" :‬حسععبما أخععذت عععن – شععيخي الجليععل المععؤتمن –‬
‫محمد بن عمرا وغيره ممن درى – عن شيخه أبي الحسن ابن سليمان وعن – إلى قععوله عععن‬
‫المام الداني‪.‬‬
‫‪ - 2‬عبدالواحد بن أحمد الونشريسي النف الذكر‪.‬‬

‫‪474‬‬
‫من غعععير ريب لحقعععععععععه‬ ‫ومععععععععععععععععععععععععععععععازه‬
‫وحققععععععععععععععه‬
‫بأصعععععععله فمععععا ثعععله‬ ‫وأعمعععععععععععععععععععععععععععععل‬
‫المقعععععععابلعة‬
‫مصححعععا إضعععافتععععععه‬ ‫خعععععععععععععععط لعععععععععععععععه‬
‫شهعععععععععععععععععععادتععه‬
‫وذاك في أوائعععععععععععل‬ ‫إلى المجيعععععز الفاضععل‬
‫من ععععععرة المئععععععينا‬ ‫ثانية الستيعععععععععععنا‬
‫قد انقعععععععضت للهجععععرة‬ ‫من بعد تسعمعععائعععععععة‬
‫إلى هنا انتهى ما نظمععه الونشريسععي ومععا ضععمنه مععن نظععم‬
‫شيخه أبي الحسن بن هارون‪ ,‬وقد ذيل عليه بعده الشععيخ أبععو عبععد‬
‫الله محمععد بععن محمععد الرحمععاني بععإذن شععيخه محمععد بععن يوسععف‬
‫التاملي واصل سند الجازة من طريق التعريف إلععى شععيخ القععراءة‬
‫وإمامها نافع بن أبي نعيم‪ ,‬ثم من شيخه محمد بن يوسف إلى ابععن‬
‫غازي ولعل من النسب أن نسوق ذلععك بتمععامه هنععا كمععا جععاء فععي‬
‫أصله المذيل به مع ما فيه من خروم في آخره‪.‬‬
‫سند التعريف كما ذيل به على الجازة السععابقة‬
‫الشيخ محمد بن محمد بن أحمد الرحماني‪.‬‬
‫لذي الجعععععلل الفعععععرد‬ ‫وقلعععععععت بعععععععد الحمد‬
‫بسند " التععععععععععريف"‬ ‫أتيععععععععععععت في تععريفعععععععععععي‬
‫أمععععععام هععذا الشععععأن‬ ‫إذ قععععععععععععال فيه الدانععععععععععي‬
‫سليل غلبععععععععون التقعععي‬ ‫حعععععععععععععععععععععععععدثني للزرق‬
‫)‪(1‬‬
‫عن ابن سيععف أخعععععععذا‬ ‫وذا‬ ‫ععععن ابن مععععععععععععععروان‬

‫‪ - 1‬في الصل "رومان" والصواب "ابن مروان" كما في التعريععف والتععذكرة لطععاهرابن غلبعون‬
‫‪ 1/50‬واسم الشيخ كما تقدم ابراهيم بن محمد بن مروان الشامي‪.‬‬

‫‪475‬‬
‫ورش فكععن ممعععن فطععععن‬ ‫وذا ععععععععععععن الزرق عععععععععععن‬
‫فنلتها عععن أحمععععععععد‬ ‫أما لعبععععععععععععععععععععد الصمععد‬
‫عن ابن سهل الطعععائععععع‬ ‫عن أحمد بن جععععععععععععععامععععععع‬
‫عن ورشععععهم المعتمعععععد‬ ‫عن شيخعععععععععععه عبععععععدالصمعد‬
‫أما للصبهعععععععععععععي‬ ‫وقال أعنعععععععي الدانععععععععععععععي‬
‫طاهر المعععععععععب‬ ‫فالفعععععععععععارسي عن أبععععععععععي‬
‫الصبهعععاني الفطعععععععن‬ ‫عن ابن أحمعععععععععععد ععععععععععن‬
‫عن يعععععونس المواسعععععي‬ ‫وهو عن مععععععععععععععععععععععععواس‬
‫ورشععععهم في ذا اعععععنن‬ ‫وابن أبي طيعععععععععععععععبة ععععععن‬
‫وكعععلعععععععهم رواة‬ ‫فهعععععععععععؤل الهعععععععععععععععداة‬
‫عن المععععععععععععام‬ ‫لورشعععععععععععهم الخععععععععععععاشع‬
‫نعععععافععععععع‬
‫المععععععععععععروزي‬ ‫ولبعععععععععععي نشععععععععععععععععيط‬
‫النشعععععععععععيط‬
‫عن ابن معععععران تعععراه‬ ‫حععععععععععععدثني عبعععععععععععدالله‬
‫المععععععععععععروزي‬ ‫ععععععععععن ابن أشعث عععععععععععن‬
‫فاعتعععععععععععععن‬
‫إلى عععععععداه يا وون‬ ‫عن ابن مينعععععععا قععععععععععععالون‬
‫راوي ابن مينا الثععععانععععي‬ ‫رويت للحلععععععععععوانععععععععععععي‬
‫والواسععععععطي كل‬ ‫طععععععععععععريقتين للحسععععععععععن‬

‫‪476‬‬
‫حسععععععععععععن‬
‫ابن مجعععععععععععاهد‬ ‫عن الفتعى البغعععععععععععععدادي عن‬
‫اللسععععععععععععن‬
‫كععععععععل سنععععععي‬ ‫وهععععععععو عن الحلععععععععععععوانعي‬
‫الشععععععععععأن‬
‫عن فارس الضعععععابعععععط‬ ‫ثم طعععععععريق الواسععععععععععععطعي‬
‫وذا روى عن جهبععععععذيعععععععع‬ ‫وهو ععن نجعععععععععععععععل الحسعين‬
‫ونجععععععل هعععععارون علععععععي‬ ‫هما ابن صالح السنععععععععععععععععي‬
‫عن أحمد الحلععععوانعععععععي‬ ‫الواسطي الربعععععععععععععععععانعععععي‬
‫كمععععععععععععععا مضى‬ ‫وذا عن ابععععععن مينعععععععععععععععا‬
‫يقينعععععععععا‬
‫حععععععععععععدثني‬ ‫وقال ذاك الراضعععععععععععععععععععي‬
‫للقاضععععععععععععي‬
‫)‪(1‬‬
‫عععن ‪ .................‬عنون‬ ‫طعععععععععاهر ابن غلبععععععععععععون‬
‫قاضي القضاة العععديعععععن‬ ‫عن ابعععععععععن جعفععععععععر ععععن‬
‫رواتععععععععععه ذوو الععععععععععععع‬ ‫ععععععععععععععن ابن مينا هععععععععؤل‬
‫أمععععععععععععععا عن‬ ‫ععععععععععن نعععععععععععععافع المهذب‬

‫‪ -‬كذا بسبب الخروم‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪477‬‬
‫المسيبععععععععععي‬
‫عن كعععععععععاتب‬ ‫فلبنععععععععععه رويتععععععععععععععععه‬
‫وعيتععععععععععععععه‬
‫عن الزكععععععععي ابن‬ ‫عن ابن موسى ذي الحجععععععععععععج‬
‫)‪(1‬‬
‫فععععععععععرج‬
‫أبيععععععععععععععععععه ‪..............‬‬ ‫عن ابن إسحعععععععععععاق ععععععععن‬
‫فعن فتععععععععععععععى‬ ‫أما لنجل سععععععععععععععععععععععدان‬
‫خراسععععععععان‬
‫طععععععععععععععاهر‬ ‫عبدالععععععععععععععزيز عن أبععععععععي‬
‫المقععععععععععععرب‬

‫‪ - 1‬كذا ذكر ابن فرج بالجيم‪ ,‬تبعا لبن غازي وفي التعريععف المطبععوع بتحقيععق شععيخنا الععدكتور‬
‫الراجي بالحاء وكذلك هو عند ابن الجزري والخطيب البغدادي وغيرهما كما قدمنا‪.‬‬

‫‪478‬‬
‫)‬
‫عن ابن ‪ ....................‬عن‬ ‫عن ابن عيسعععععععععى المعتنععععععععي‬
‫عن نافععععععععععع‬ ‫إسحعععععععععععععاق المسيبععععععععععي‬
‫المطععععععععععععيب‬
‫رويععععععععععععععت في‬ ‫ولبععععععععي الزععععععععععععععععععراء‬
‫القعععععععععراء‬
‫نجل مجععععععععاهد‬ ‫عن أبععن أحمععععععععععععععععععد عن‬
‫السععععععععععععععني‬
‫حعععععععععععععععععععدثني لبععععععععع‬ ‫وقععععععععععععال أيضعععععا ذو الرج‬
‫)‪(2‬‬
‫فععععععععععرج‬

‫‪ - 1‬خرم بالصل‪.‬‬
‫‪ - 2‬كذا ذكر ابن فرج بالجيم‪ ,‬تبعا لبن غازي وفي التعريععف المطبععوع بتحقيععق شععيخنا الععدكتور‬
‫الراجي بالحاء وكذلك هو عند ابن الجزري والخطيب البغدادي وغيرهما كما قدمنا‪.‬‬

‫‪479‬‬
‫عن عبد باقععععي المرشععععد‬ ‫فعععععععععععععارس ابن أحمععععععععععد‬
‫)‪(1‬‬
‫للععععععععععععععععدوري أيضععععععععا‬ ‫عن زيد عن نجل فعععععععععععععععرج‬
‫حععععععععرج‬
‫عن نافعععععع المطعهععععر‬ ‫وهععععععععععععو عن ابن جعفععععععععر‬
‫أخععععععععععععذ عن كم تعععععععععا‬ ‫ثم المععععععععععععععععام نافعععععععععع‬
‫الهععععععععععععععععععععععععععععععععععذل‬ ‫كمسععععععععععععلم بن جنععععععععدب‬
‫النعععععععععععععسب‬
‫وابن نصععععععاح ميععز‬ ‫والععععععععععرج بن هعععععععععععععرمز‬

‫‪ - 1‬كذا ذكر ابن فرج بالجيم‪ ,‬تبعا لبن غازي وفي التعريععف المطبععوع بتحقيععق شععيخنا الععدكتور‬
‫الراجي بالحاء وكذلك هو عند ابن الجزري والخطيب البغدادي وغيرهما كما قدمنا‪.‬‬

‫‪480‬‬
‫ونجععععععععععععععععل قعقعععععععععععع‬ ‫وكابن رومعععععععععععععان المجيععععععد‬
‫يزيعد‬
‫أبي هععععععريرة وععععععن‬ ‫عن ابن عبععععععععععععععععاس وععععن‬
‫أبععععععععععععععععععععععععععععععععععععععع‬ ‫فتى لعيعععععععععاش عععععععععععن‬
‫المؤمععععععععععععن‬
‫مخععععععععععععععععترق السعععععععععع‬ ‫عمعععععععن عليه أنعععععععععزل‬
‫العععععععععععععععل‬

‫‪481‬‬
‫علععععععععععععععععيه فعععععي كععععع‬ ‫صعععععععلة ربععي والسعععععععلم‬
‫مقعععععععععععام‬
‫أقرأه أزكعععععى قيعععععل‬ ‫عن المععععين جبريععععععععل‬
‫عععععععن قلعععععععععععععععععم ععععععع‬ ‫ثم عن اللعععععععععوح الجميعععععل‬
‫الجلعععععععععيل‬
‫وفضععععععععععله بععععععععل انتهععع‬ ‫لله جعععععععل المنتهعععععععى‬
‫ععععن شبهعععععه مثععال‬ ‫سبحعععععععععانه تععععععععععععععععععالى‬

‫‪482‬‬
‫مسلسعععععععععععععععل فععععععععي‬ ‫يا سعد من قد انخععععععععععرط‬
‫النمعععععععععععط‬
‫منععععععععععععععععععععه علعععععععععععع‬ ‫فنعمععععععععة القعععععععععععععععععرءان‬
‫النسععععععععععععععان‬
‫تعععععععععععدفع كل نقمععععععععععة‬ ‫أجععععععععل كل نعمعععععععععة‬
‫أعظم بعععععععذاك ذخعععرا‬ ‫دنيععععععععا كعذاك أخعععععععرى‬
‫الهنا الهعععععادي السععععلم‬ ‫فكيععععععععف ل وهو كعععععععععععلم‬

‫‪483‬‬
‫عمعععععن مضعععععععععععععى ومععععع‬ ‫كععععععععان لنا به الشععععععععععععرف‬
‫سلععععععععف‬
‫لنصعععععععععععععه بالععععععذكعععععع‬ ‫كمعععععععا أتى في الذكععععععععععععععر‬
‫وفضعععععععععععععععععععععععععععععععععع‬ ‫بحعععععععععععوله وقععععععععوتععععععععه‬
‫ومنعععععععععععتععععه‬
‫فاقعععععععععععععععععععععرأ بععععععععععع‬ ‫قد جعععععاءنا في " فاطععععععععععععر"‬
‫وفععععععععععععاخعععر‬

‫‪484‬‬
‫وسععععععععععععععععععابق كععععععععععع‬ ‫فظععععععععععععالم ومقتصعععععععععععععد‬
‫سععععععععععععععععد‬
‫لديععععه واجتبعععععععععاه‬ ‫قعععععد اصطفعععععععععععععاه الله‬
‫في "يدخلعععععععون" الحععاوي‬ ‫ذلك من ذا العععععععععععععععععععععواو‬
‫بالتفععععععععععععاق الوافعععععععععع‬ ‫ثلثعععععععععععة الصنعععععععععععاف‬
‫خير‪...................‬القضعععععا‬ ‫قعالت ‪..........‬الرضععععععععععععا‬
‫لما حكعععععاه الععععراوي‬ ‫عنعععععععععععععععيت كتب الععععواو‬
‫لموجععععععععععععععععععععععععععععععععع‬ ‫بالععععععععععععععذهب البععععععععريز‬
‫التمعععععععععععييز‬
‫الواضععععععععععععععععععععععععععععععععع‬ ‫لحععععععععععععامل القعععععععععععرءان‬
‫البرهعععععععععععان‬
‫شكععععععععععععععرا بععععععععععل تنا‬ ‫فالحمععععععععععععد لللعععععععععععه‬
‫علععععععععععى النعععععععبي بععععععع‬ ‫ثم الصعععععععععععععلة والسعععلم‬
‫التمعععععععععععععام‬
‫لنيلنا دار السعععععلم‬ ‫فهي لنا مسك الختععععععععععععععام‬
‫ثم ذكر الشيخ الرحماني سنده من طريق شععيخه محمععد بععن‬
‫يوسف على لسان الشيخ وأقره الشيخ عليه في آخره فقال ‪:‬‬
‫عبيعععععععععععده محمعععععععععععععععد‬ ‫وبعد ربعععععععععععععي أحمععععععد‬
‫بذنبه معتعععععععععععععععععععععععععرفا‬ ‫يععععععععععرف بابن يوسفعععععععععا‬
‫المالكععععععععععععععي مذهبعععععععععا‬ ‫التاملعععععععععي نسبععععععععععععععا‬

‫‪485‬‬
‫على النبي إذ ألهمعععععععععععععععععا‬ ‫مصليععععععععععا مسلمعععععععععععا‬
‫الصععععععععععععععتالح الشععععععععهير‬ ‫أروي عن الصغععععععععععععععععععير‬
‫‪...............................‬‬ ‫المستغانمي النسععععععععععععععععب‬
‫لنعععععععععععافع ذي الفخععععععععععر‬ ‫طريقة في " العشعععععععععععععععر"‬
‫الحعععععععععععرمي التالععععععععععععي‬ ‫ععععععععععععععن شيخه الزروالي‬
‫‪...............................‬‬ ‫الحسععععععععني النسعععععععععتب‬
‫)‪(1‬‬
‫أستععععععععاذه اللمطعععععععععععععي‬ ‫عن شيخعععععععععه الزكععععععي‬
‫عن شيخعععععععه الصغععععععععععععير‬ ‫عن ابن غعععععععععععازي الععخير‬
‫‪ ........-‬عفيفا‪.................‬‬ ‫قد كان ذا ال‪...............‬‬
‫عنععععععيت في المقععععععععععععععععال‬ ‫أستععععععععاذنا الزروالعععععي‬
‫‪................................‬‬ ‫نععععجاه‪....................‬‬
‫)‪(2‬‬
‫‪..............................‬‬ ‫‪.............................‬‬
‫بعععععععععذاك أيضا فانجلععععععععى‬ ‫أخبرنعععععععععي شيخ العععععععدل‬
‫‪.................................‬‬ ‫عني شععععععععععععععععك فيهععععا‬
‫الصععععععععععععالح الممجعععععععععععد‬ ‫‪ .....................‬محمععععععد‬
‫وذي المقعععععععععععام المرتضعععععععى‬ ‫ابن أبعععععععععععي بكعععععععر الرضا‬
‫ثم قال بعد أبيات في فضل السند ‪:‬‬

‫‪ -‬هو المام أبو سعيد وأبو عمرو عثمان بن عبدالواحد اللمطي تقدم في أصحاب ابن غازي‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪ -‬خروم متصلة يبلغ الساقط معها ستة أبيات لم يبق منها إل قوله في السادس " عز وجل"‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪486‬‬
‫الحعععععععععععرمي التععععععععععععععالي‬ ‫به إلععععععععععععى الزروالعععععععععععي‬
‫سنععععععععععدي عنه فخععععععععععععذا‬ ‫عن ابن هعععععععععععارون فعععععععععذا‬
‫وحبله موصععععععععععععول‪:‬‬ ‫وهععععععععععععو الذي يقععععععععععول‬
‫إلى النبععععععععععي الرسععععول‬ ‫بسنة الععععععععععععدول‬
‫الحمعععععععععععد لله العلعععععععععععععي‬ ‫" قال ابن هعععععععععارون علعععععععي‬
‫وآله أزكععععععععععى العععععععدول‬ ‫مصليعععععا على الرسععععععععععول‬
‫إلى هنا انتهت هذه الجازة النظمية التي تعتععبر نموذجععا آخععر‬
‫من إجازات مدرسة أبي عبدالله بعن غععازي‪ ,‬وقععد ذيلهعا الشععيخ أبعو‬
‫عبدالله محمد بن يوسف التملي بخط يده فقال‪:‬‬
‫"الحمد للععه‪ ,‬وصععلى اللععه علععى سععيدنا محمععد وآلععه وصععحبه‬
‫وسععلم‪ ,‬مععا سععطره أخونععا فععي اللععه ومععن أجلععه السلسععلة الععتي‬
‫سطرت‪ (1) ...‬وهو الستاذ الضابط المتقن سيدي محمععد بععن محمععد‬
‫المدعو الرحماني‪.‬‬
‫ثم كتب أسفله ‪ :‬محمد بن يوسععف أصععلح اللععه شععانه‪ ,‬وأزال‬
‫عنه ما شانه‪ ,‬بالنبي وآله وصحبه")‪.(2‬‬
‫ونورد لتمام الفائدة نص إجازة الشيخ أبي عبدالله محمد بععن‬
‫يوسف التملي لبي عبدالله الرحمععاني المععذكور لنععه يسععاعد علععى‬
‫تكميل النقص الموجود في الجازة النظميععة السععابقة‪ ,‬كمععا يعطينععا‬
‫أيضا صورة أخرى عن إجازة مشايخ هذه المدرسة في صدر المععائة‬
‫الحادية عشرة ومععا أعقبهععا‪ ,‬وهععذا نصععها كمععا وقفععت عليهععا ضععمن‬
‫المجموع النف الذكر فععي خزانععة أوقعععععاف آسفععععععي‪ ,‬وفيهععا هععي‬
‫أيضا طائفة من الخروم تركنا مواضعها على حالها‪.‬‬

‫‪ - 1‬خروم ذهب بسببها طرف من كلمه‪.‬‬


‫‪ - 2‬أثبتنا الرجوزة كما تأتى لنا نقل عن مخطوطتها فعي المجمعوع النعف العذكر وهعو محفعوظ‬
‫بخزانة أوقاف آسفي بغير رقم‪ ,‬وهو بخط أبي عبدالله الرحماني وقد تضمن عددا من إجازات‬
‫الشيوخ له وبعض تقييداته عنهم كما تقدم‪.‬‬

‫‪487‬‬
‫‪ -3‬إجازة الشيخ أبي عبــدالله محمــد بــن يوســف التملــي‬
‫لبي عبدالله الرحماني )ت بعد ‪1070‬هـ(‪.‬‬
‫يقول في أولها ‪ " :‬أما حمد الله والثنععاء‪ ...‬فيقععول عبيععد اللععه‬
‫تعالى المسععتند بظهععره الضعععيف إليععه‪ ,‬المتوكععل فععي دقيععق المععر‬
‫وجليله عليه‪ ,‬المرتجي منائح الصفح وبرودة العفو يوم الوقوف بين‬
‫يععديه‪ :‬محمععد بععن يوسععف التملععي نسععبا‪ ,‬المراكشععي نشععئا ودارا‪,‬‬
‫مخاطبا من أفرغت عليه أبهات المعالي‪ ,‬وتوج تاج مفععاخر السععؤدد‬
‫من شذور الللي‪ ,‬من العلماء المرضيين فععي عصععرنا‪ ,‬ومععن ألقععت‬
‫إليه العدالة أعنتها في مصرنا‪ ,‬وسععاداتنا الشععرفاء المنتسععبين لنععبيه‬
‫أن يضعوا أيديهم على مكتوبنا هذا‪ ,‬ويشهدوا على أني‪:‬‬
‫"أجزت الطالب النبيل الستاذ المرتل لكتاب الله – عز وجل‬
‫– سيدي محمعد بعن محمعد بعن أحمعد الرحمعاني بالروايعات السعبع‬
‫والطرق العشرية‪ ,‬وفيمععا حضععره لععدينا مجالسععة فععي "الشععاطبية"‬
‫وسمعه من " جر السطر")‪ (1‬رسما وأداء وضبطا علععى نهععج سععلفنا‬
‫في ذلك‪.‬‬
‫فقد قرأ علي نبذة من كتاب الله تعالى بجميع ما ذكر لتقانه‬
‫في ذلك أي إتقان‪ ,‬وإمعانه في ذلك غاية المعان‪ ،‬وليس ذلك لعلععو‬
‫قعدري‪ ,‬وتفععوقي علعى أهععل دهععري‪ ,‬فعإني أحقعر عبعاد اللععه تععالى‬
‫وأضعععفهم وأهععونهم فضععيلة وإفضععال‪ ,‬وإنمععا ذلععك لتقهقععر الزمععان‪,‬‬
‫وذهاب العلماء العيان‪ ,‬وانقراض الكابر والقران‪.‬‬
‫خلت الديار فسدت غير مسود ومن الشقاء تقردي‬
‫)‪(2‬‬
‫بالسؤدد‬

‫‪ - 1‬يراد به عند مشايخ القراءة إلى اليوم ما يضعه الشيخ أثناء تصحيح اللوح من حطيات تشير‬
‫إلى الرسم والضبط‪.‬‬
‫‪ - 2‬البيت في عيون الخبار لبن قتيبة ‪ 1/268‬نسبة لرجل من حثعم دون تعيين‪.‬‬

‫‪488‬‬
‫وإذا خلت الدسوت)‪ (1‬من الرخاخ برزت فيها البيادق‪ ,‬فهععا أنععا‬
‫كالهشيم الذي تذروه الرياح قلعا‪ ,‬ويكاد يحتاج إليه عند فقععد الربيععع‬
‫للضرورة إلى المرعى كما قيل‪:‬‬
‫)‪(2‬‬
‫وصوح نبتها رعي الهشيم‬ ‫ولكن البلد إذا اقشعرت‬
‫وحععدثته بمععا تلقيتععه عععن شععيوخي الععذين اعتمععدت عليهععم‪,‬‬
‫وأسندت قراءتي إليهم‪,‬‬
‫‪ -‬فمنهععم الشععيخ الصععالح البركععة المطيععع للععه فععي السععكون‬
‫والحركة العالم المحقق المدقق المفيد الذي انبسععطت بركتععه فععي‬
‫الديار المغربية على القريب والبعيد‪ ,‬أبو علـي سـيدي الحسـن‬
‫بن محمد السالمي شهر بالدراوي)‪.(3‬‬
‫‪-‬والشيخ الصععالح الجععامع الضععابط المتقععن سععيدي محمععد شععهر‬
‫بالصغير المستغانمي)‪.(4‬‬
‫والشععيخ الحععافظ العععالم المععام محمععد بععن يوسععف‬ ‫‪-‬‬
‫)‪(5‬‬
‫المساري التارغي به شهر‪.‬‬
‫والشيخ أبي العباس سيدي أحمد الفشععتالي بععه شععهر‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫)‪(6‬‬

‫والشيخ الفاضل الصالح النحععوي سععيدي أبععي القاسععم‬ ‫‪-‬‬


‫شهر بابن القاضي)‪.(7‬‬
‫‪ - 1‬يعني الرقاع التي يلعب عليها النرد والشطرنج ونحوهما‪.‬‬
‫‪ - 2‬تقدم أنه لبي علي البصير كما في عيون الخبار‪.‬‬
‫‪ - 3‬تقدم التعريف به في مشيخة القراء من رجال المائة العاشرة من امتععدادات مدرسععة ابععن‬
‫غازي‪.‬‬
‫‪ - 4‬تقدم ذكره في الخذين عن الشيخ أبي عبدالله محمد بن عبععدالرحمن الزروالععي صععاحب "‬
‫تقريب النشر"‪.‬‬
‫‪ - 5‬كذا‪ ,‬والكثر في نسبه " الترغي" بدون ألععف‪ ,‬وكععذلك " التملععي" المنسععوب بععه محمععد بععن‬
‫يوسف فإنه يقال " التاملي"‪.‬‬
‫‪ - 6‬ترجمنا له في مشيخة القراء من مدرسة ابن غازي الترجمة رقم ‪.10‬‬
‫‪ - 7‬والد أبي زيد بن القاضي ترجمنا له في رجال مدرسة ابن غعازي فعي الععدد الماضعي رقعم‬
‫‪.14‬‬

‫‪489‬‬
‫والشععيخ الفقيععه‪ ...‬العععارف سععيدي محمععد الشععريف‬ ‫‪-‬‬
‫التلمساني شهر بالمريي)‪.(1‬‬
‫وخاتمة السانيد المحققين الخير الحافظ سيدي أحمععد‬ ‫‪-‬‬
‫)‪(2‬‬
‫بن شعيب به شهر ‪.‬‬
‫رفع السانيد ‪:‬‬
‫أما سععيدي الحسعن فيععروي عععن شععيخه عيسعى بععن موسععى‬
‫الراشدي عن ابن أطاع اللععه عععن ابععن غععازي‪ .‬ويععروي عععن الشععيخ‬
‫المنجور أيضا عن ابععن هععارون عععن ابععن غععازي‪ .‬ويععروي أيضععا عععن‬
‫الشيخ الزروالي الشريف)‪.(3‬‬
‫وأما سيدي محمد الصغير فعععن الزروالععي أيضععا‪ ,‬وعععن أخيععه‬
‫عبدالله المستغانمي‪ ,‬وعن سيدي عيسى بن موسى المععذكور عععن‬
‫سيدي بلقاسم بن ابراهيم الدكالي – يعني عن ابن غازي ‪.-‬‬
‫)‪(4‬‬
‫وأما الترغي فيروي ععن ‪ ...‬بعن محمعد‪ ,‬وععن ابعن هعارون‬
‫وعن والده‪.‬‬
‫وأما الفشتالي‪.(5) ...‬‬
‫وفي الجازة بتر ذهب بأكثر ما ذكره في آخرها‪ ,‬وقد ختمهععا‬
‫بقوله‪" :‬وحدثني شيخنا الصغير – رحمه اللعه – وقعت قرائتعي عليعه‬
‫بالقراءات العشععر والسععبع أن شععيخه الشععريف الزروالعي المععذكور‬
‫كان يتردد بين الحرمين الشريفين حتى مات بأحععد الحرميععن‪ ,‬وأنععه‬
‫كان يلزم الروضة النبوية – على ساكنها أفضل الصععلة والسععلم –‬
‫‪ - 1‬ترجمته في العدد الماضي برقم ‪.11‬‬
‫‪ - 2‬هو صاحب كتاب " إتقان الصنعة في التجويد للسبعة " ترجمنا له فععي العععدد الماضععي فععي‬
‫رقم ‪.13‬‬
‫‪ - 3‬هو الشيخ محمد بن عبدالرحمن صاحب تقريب النشر في طرق العشععر " ترجمنععا لععه فععي‬
‫مشيخة القراء من مدرسة ابن غازي رقم ‪.6‬‬
‫‪ - 4‬يعني أبا الحسن علي بن هارون صاحب أبي عبدالله بن غععازي صععاحب الجععازة المنظومععة‬
‫في قراءة نافع المذكورة آنفا‪.‬‬
‫‪ - 5‬سقط باقي السند بسعبب الخععروم والمحعو العذي أصعاب أسعفل الوراق وبععض أطرافهععا‪,‬‬
‫ويمكن الرجوع في معرفة اتصال الفشتالي بابن غععازي إلععى أول إجععازة البوعنععاني للشععرقي‪,‬‬
‫فقد ذكرفيها أنه يروي القراءة عن أبي القاسم بن ابراهيم عن ابن غازي‪.‬‬

‫‪490‬‬
‫بقراءة كتاب الله العزيز حتى سمع النداء من قبل الروضععة ‪ :‬هكععذا‬
‫أنزل علي‪ ,‬فهذا والحمد لله تحقيق إجازة النبي – صععلى اللععه عليععه‬
‫وسلم – لهذا الشيخ في كتاب الله العزيععز‪ ,‬فهنيئا لععه ولمععن اتصععل‬
‫بسنده‪ ,‬لقربه من النبي صلى الله عليه وسلم‪.‬‬
‫ثم ختم الجازة بالدعاء‪ ,‬وليس في أخرها تاريخ ول إشهاد‪.‬‬
‫‪-4‬إجازة أبي زيد بن القاضي لبي عبدالله الرحماني‪:‬‬
‫تقدم لنا في التقييد الذي وقفنا عليه للرحماني مما قيععد فيععه‬
‫ما قرأه على شيوخه من القراءات قوله ‪:‬‬
‫" وقرأت على شيخنا الفقيععه السععتاذ الحععافظ المتقععن إمععام‬
‫القععراء بفععاس المحروسععة سععيدي محمععد بععن محمععد بععن سععليمان‬
‫البوعناني ختمتين بالسبع"‪.‬‬
‫" وقرأت على شيخنا الستاذ الحافظ الضابط المتقن سععيدي‬
‫عبدالرحمن بن القاضي ختمة سبعية وختمة عشرية"‪.‬‬
‫وهذا يعني أنه قد اتصل بالمحور العام الذي يسند منه رجععال‬
‫مدرسة ابن غازي من أهم طرقه‪ ,‬ومنها‪:‬‬
‫‪ -1‬طريق الشيخ أبي عبععدالله محمععد بععن يوسععف التملععي‬
‫المراكشي حسب الجازة رقم ‪3‬‬
‫‪ -2‬طريق الشيخ أبي عبدالله محمد بن محمععد البوعنععاني‬
‫الذي ذكر أنه ختم عليه ختمتين بالسععبع‪ ,‬وقععد رأينععا تفاصععيل‬
‫إسناده في إجازته لصاحبه أبي عبدالله الشرقي‪ ,‬فتكون هي‬
‫نفسها أسانيد الرحماني من هذه الطريق‪.‬‬
‫أما أبو زيد بن القاضي فإنه كتب لععه إجععازة بخطععه نععثرا‪ ,‬ثععم‬
‫عطف عليها أخرى نظما اقتصر فيهمععا علععى رفعع السععند إلععى أبععي‬
‫عبدالله بن غازي‪ ,‬وهذا نص إجازته النثرية‪:‬‬
‫نص الجازة النثرية‪:‬‬

‫‪491‬‬
‫بسم الله الرحمن الرحيم‪ ,‬الحمد لله الععذي فضععلنا باليمععان‪,‬‬
‫وأكرمنا بحفظ القرءان‪ ,‬وخصنا‪ ...‬خير النام‪ ,‬سععيدنا ونبينععا ومولنععا‬
‫محمد عليععه مععن مولنععا أفضععل الصععلة وأزكععى الرحمععات وأطيععب‬
‫السلم‪.‬‬
‫أما بعد فقد قرأ علي الطالب النجيععب‪ ,‬الحععاذق اللععبيب‪ ,‬أبععو‬
‫عبدالله محمد بن محمد الرحماني المدعو بابن الحاج‪ ,‬ختمة واحدة‬
‫من كتاب الله العزيز جمع فيها بقراءة الئمة السبعة المشهورين –‬
‫رضي الله عنهم ونفعنععا بهععم‪ ,‬وحشععرنا فععي زمرتهععم‪ ,‬بجععاه سععيدنا‬
‫ومولنا محمد وآله‪.‬‬
‫وحععدثته عععن الشععيخ المععام عبععدالرحمن بععن عبدالواحععد الفيللععي‬
‫السجلماسي)‪.(1‬‬
‫عن المام المفتي بمدينة فاس سيدي محمد بن أحمد‬ ‫‪-‬‬
‫بن محمد الحسني المدعو المريي‪.‬‬
‫عن شيخه المام أبي القاسم بن ابراهيم الدكالي‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫عن المام الشهير أبي عبدالله محمد بن غازي‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫وحععدثته أيضععا عععن الشععيخ المععام المحقععق الناسععك خاتمععة‬
‫السععانيد بمدينععة فععاس أبععي العبععاس أحمععد بععن علععي بععن شعععيب‬
‫الندلسي‪ ,‬عن الشيخ المسن البركة أبي العباس أحمععد بععن محمععد‬
‫الفشتالي عن المام أبي القاسم بن ابراهيم المذكور‪.‬‬
‫وحدثته أيضا عن الشيخ الفشتالي المععذكور عععن الشععيخ أبععي‬
‫القاسم بن ابراهيم المذكور‪.‬‬

‫‪ - 1‬في الجازة بدل الشيخ المذكور ذكر بععدله " عععن الشععيخ المععام أبععي القاسععم بععن ابراهيععم‬
‫الدكالي"‪ ,‬وهو سبق قلم من المجيز إن كانت الجازة المذكورة بخط يده‪ ,‬أو من الناسععخ‪ ,‬لن‬
‫ابن القاضي لم يدرك أبا القاسم بن إبراهيم كما تقدم‪ ,‬وإنما قرأعلى من قرأ عليه‪ ,‬وقد كتبت‬
‫بدله السجلماسي المذكور لنه أكثر ما يسند القراءة عنه‪ ,‬وكثيرا ما يكتفي بطريقه كمععا فعععل‬
‫في " إيضاح ما ينبهم على الورى" وفي " علمالنصرة" كما قدمنا‪.‬‬

‫‪492‬‬
‫"فله أن يروي عني ويروي للغير جميع ما قيده عنععي أو صععح‬
‫إسععناده إلععي‪ ,‬واللععه ينفعنععا وإيععاه بععالعلم والعمععل الصععالح‪ ,‬ويجعععل‬
‫القرءان حجة لنا ل علينا‪ ,‬بجاه مولنا محمد وآله‪.‬‬
‫وفي ثاني ربيع النبوي المفضل عام ثمانية وثلثين وألف‪ .‬ثععم‬
‫ذكر اسمه أسفل الجازة‪.‬‬
‫نص إجازته النظمية للرحماني‪ :‬وقد أردف أبو زيععد بععن‬
‫القاضي إجازته النثرية بأخرى نظمية أكثر طرقا منها فقال‪:‬‬
‫)‪(1‬‬
‫بنععععععمعععععععة‪................‬‬ ‫الحمعععععععععتد لله الععععععذي أكرمنا‬
‫محمد بحر الوفا غيث النعععععععععدى‬ ‫ثم صلته على شمس الهعععععععععدى‬
‫ذوي التقى سادتنا الكعععععععععععابر‬ ‫وآله وصحبه المشعععاهعععععععععععععععر‬
‫وبنسيم الروض وقت السحععععععععععر‬ ‫ثم سلم يزدري بعنعععععععععععععععععبر‬
‫)‪(2‬‬
‫بحر التقى وخير من به اقتعععععععععدى‬ ‫على إمام غربنا محمععععععععععععععد‬
‫أنا ومن عععععععذب فراته أستمعععد‬ ‫نجل أبي بكعععععععر عليععععععه أعتمد‬
‫وأصلح آل بيته وحعععععععععزبععععععه‬ ‫أمتعنا الله بطعععععععععول عمعععععععره‬
‫محمد فخععععععععر بني المطعععععععلب‬ ‫بجعععععععاه سيعععععععععععدي العععععععورى‬
‫المنتخععععععععب‬
‫أتى حمى سادتنا أهل الفخععععععععر‬ ‫وبعد فالعبد الذليععععل المحتقعععععععر‬
‫في وقتنا في سععععععععائر البلعععععدان‬ ‫الشعععععععرفا والفقها العيعععععععان‬
‫محمععععععدا في كععععععععل ما رويت‬ ‫ليشهدوا بأنني أجععععععععععععععععزت‬
‫قبيله بسوس من خير الععععععععععرب‬ ‫نجعععععععل محمعععععععد الرحعععععععامني‬

‫‪ - 1‬بياض بالصل‪.‬‬
‫‪ - 2‬يريد محمد بن محمد بععن أبععي بكرالمسععناوي الععدلئي أحععد فحععول علمععاء الزاويععة الدلئيععة‬
‫المتوفى بها قتيل كما تقدم سنة ‪ – 1059‬ترجمته في نشر المثاني ‪ ,2/43‬وربما قصععد محمععد‬
‫بن أبي بكر الدلئي شيخ الطريقة البكرية بهذه الزاوية ومؤسس إمارة الدلئين الذين استولوا‬
‫على فاس لهذا العهد‪.‬‬

‫‪493‬‬
‫النسعععععععععب‬
‫وضبطها في ختمة البعععععععععععداية‬ ‫الععععععععععععععععحافظ المتقن للرواية‬
‫قــراءة يغبطهــا الحـــــــــــــبر‬ ‫قـــــرأ علـــــي ختمـــــتين ذا‬
‫اللبيب‬ ‫الحـــــــــبيب‬
‫المتواترة عن خير النععععععععععععععام‬ ‫بمقرأ السبع الئمة الكعععععععععععرام‬
‫قدوتنا وشيخنا الهمععععععععععععععام‬ ‫حدثته بها عن المعععععععععععععععام‬
‫ابن عاشر أكرم به من ماجعععععععععد‬ ‫أبي محمد عبيد الواحعععععععععععععد‬
‫الحسني طيب النفعععععععععععععععاس‬ ‫عععععن شععععيخه المفععععتي بقطععععر‬
‫فعععععععععاس‬
‫شيخ الجماعة بفاس المرتضععععععععى‬ ‫ععععععن ابعععععن ابراهيعععععم قاسعععععم‬
‫الرضععععععععععا‬
‫محمد بن أحمد بن غعععععععععععازي‬ ‫عععععععععن شععععععععيخه المععععععععوقر‬
‫الممتعععععععععععععععاز‬
‫)‪(1‬‬
‫حدثته والحسنععععععععععععي الريب‬ ‫ثعععععم ععععععن ابعععععن القاضعععععي‬
‫والخروبععععععي‬
‫)‪(2‬‬
‫ثق بفهمععععععععه‬ ‫إمامه الفيللي‬ ‫وأول حدثني عن شيخععععععععععععععه‬
‫حسبما ذكععععععععععععععرته فلتعلمعا‬ ‫عععععن شععععيخه المفععععتي الععععذي‬
‫تقدمععععععععا‬
‫الراشدي المعبدي فحصععععععععععععل‬ ‫والثاني عن أستاذه أبي علععععععععي‬

‫‪ - 1‬يعني والده أبا القاسم بن القاضي وقد ترجمنا له في مشيخة القراء‪.‬‬


‫‪ - 2‬لعله يريد عبدالرحمن بععن عبدالواحععد الفيللععي السجلماسععي وهععومن شععيوخ أبععي زيععد بععن‬
‫القاضي أيضا‪.‬‬

‫‪494‬‬
‫حسبما أسلفته نلت المععععععععععععدد‬ ‫ععععن قاسعععم المعععذكورقبل فعععي‬
‫السنععععععد‬
‫أعلم أهل وقته في فنعععععععععععععععه‬ ‫وثالث حدثني عن شيخعععععععععععه‬
‫عن قاسم المذكور ذي الفضعععععال‬ ‫نجل شعيبهم عن الفشتالععععععععععي‬
‫معترف وقلة التحريععععععععععععععععر‬ ‫مع أني بالعجز والتقصعععععععععععير‬
‫سبحانه وعنده علم الكتعععععععععاب‬ ‫والله يلهم الجميع للصعععععععععواب‬
‫على النبي المصطفى خير النععععام‬ ‫ثم الصلة دائما مع السععععععععلم‬
‫وكتب أبو زيد بن القاضي أسفل هذا قوله‪:‬‬
‫"قرأ علععي الفقيععه الجععل التععالي لكتععاب اللععه – عععز وجععل –‬
‫الستاذ سيدي محمد بععن محمععد الرحمعاني ختمععة بالسععبع‪ ,‬وحععدثته‬
‫بذلك عن شيخنا ومفيدنا سععيدي عبععدالرحمن الفيللععي عععن شععيخه‬
‫المفتي بمدينة فاس الشريف المريي عن شيخه سيدي قاسععم بععن‬
‫إبراهيم‪ ,‬عن المام ابن غازي"‪.‬‬
‫وكتب عبد الرحمن بن القاضي أواخر ربيــع الثــاني‬
‫من عام تسعة وثلثين وألف"‪.‬‬
‫ثم كتب بعدها ‪:‬‬
‫)‪(1‬‬
‫"وكععذا قععرأ علععي ختمععة بععالقراءة العشععرية ‪ ,‬وأجزتععه فععي‬
‫"الجمعين" بهما والرواية لهما والسلم‪ .‬وكتبه عبدالرحمن المععذكور‬
‫في التاريخ أعله‪ ,‬وتحته أسماء من شهدوا على الجازة وهم هكذا‪:‬‬
‫عبد العزيز بن علي الفيللي وفقه الله محمد بن أبي بكر‬
‫كان الله له‪.‬‬

‫‪ -‬يعني بالطرق العشر المروية عن الربعة عن نافع وتسمى بع"العشر الصغير"‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪495‬‬
‫)‪(1‬‬
‫خار الله لععه‪ .‬وعبععدالكريم بععن محمععد‬ ‫وعبدالله بن محمد الفيللي‬
‫المحجوب‬ ‫ومحمد‬ ‫الحشادي لطف الله به‪.‬‬
‫لطف الله به‪.‬‬
‫وقد ذيل الرحمععاني هععذه الجععازات مععن ابععن القاضععي بهععذه‬
‫البيععات تحععت عنععوان "هععذا سععند شععيخنا سععيدي عبععدالرحمن بععن‬
‫القاضي"‪ ,‬ثم ساقها‪ ,‬وهي قطعة جمع فيها أهم إسناد‬
‫للمغاربة في رواية ورش كما قدمنا قال‪:‬‬
‫سعععععععععععععيدنا الفيللعععععععععععععي‬ ‫أجازنعععا تجويعععد رسععععععععععععم‬
‫عبدالرحمعععععععععععن‬ ‫القععرءان‬
‫عععععن ابععععن غععععازي الراقععععي‬ ‫ععععن شعععيخه المفعععتي ععععن‬
‫للمعالععععععععععي‬ ‫الدكععععععععالي‬
‫عععععععن السععععععماتي الرضععععععي‬ ‫ععععععن الصعععععععععغير ععععععن‬
‫التالععععععععععععي‬ ‫الفيعععللععععععي‬
‫عععععن أبععععي جعفععععر الكريععععم‬ ‫عن شيخه الزواوي عععن أبععي‬
‫المؤتمعععععععععععن‬ ‫الحسععععن‬
‫عن ابن حسنععععععععون ععععن ابععن‬ ‫ععععن شعععيخه العطعععار نععععم‬
‫بقععي‬ ‫المتقعععععععععي‬
‫روى عععععععن الطععععععبري نعععععععم‬ ‫ععععن شعععيخه ينسعععب لبعععن‬
‫الملجععععععععععععا‬ ‫الععععععععرجا‬
‫ععععععععن يوسعععععععف الزرق دون‬ ‫وابععن نفيععس قععل عععن ابععن‬
‫)‪(2‬‬
‫خععععععععععلف‬ ‫سيععععععف‬
‫سعععععععليل هرمعععععععز فنععععععععم‬ ‫عن ورشهم عن نافع الرضععا‬

‫‪ - 1‬هو من أساتذة الرحماني وقد قال في " تقييد ما قرأ به على أشياخه " كما تقدم ‪":‬وقرأت‬
‫على شيخنا الستاذ المحقق سيدي عبدالله بن محمد الفيللي واحععدة بالسععبع وأخععرى بالسععبع‬
‫والعشر إلى قوله تعالى "وواعدنا موسى"‪.‬‬
‫‪ - 2‬في السند انقطاع بين ابن نفيس وابن سيف سقط فيه أبو عدي عبدالعزيز بن محمد‪.‬‬

‫‪496‬‬
‫المؤتمععععععععععععععععن‬ ‫وعععععن‬
‫ععععععن الرسعععععول المصعععععطفى‬ ‫ععععن أبعععي هعععرة ععععن ابعععن‬
‫بالقععععععععععرب‬ ‫كععععععععععععب‬
‫واغفعععععععر ذنوبنعععععععا ومعععععععن‬ ‫بجعععععععاههم يسعععععععر لنعععععععا‬
‫علمنعععععععععععععععا‬ ‫أمعععععععععععععععورنا‬
‫والفععععععععععععععوز بالجنععععععععععععععة‬ ‫واختعععععععم لنعععععععا اللهعععععععم‬
‫)‪(1‬‬
‫والسعععععععععععععععادة‬ ‫بالشهعععععععععععادة‬
‫تلك أهم أسانيد المشيخة المنتهية إلى الشيخ ابن غععازي مععن‬
‫طرق أكابر المتصدرين بفاس في المائة العاشرة ومععا بعععدها‪ ,‬وقععد‬
‫رأينا منها أربعة نماذج مهمة الول للشععيخ أبععي عبععدالله البوعنععاني‪,‬‬
‫والثاني لبي الحسن علي بن هارون‪ ,‬والثالث لبععي عبععدالله محمععد‬
‫بن يوسف التملي‪ ,‬والرابع لبي زيد عبدالرحمن بن القاضي‪.‬‬

‫‪ - 1‬توجد القطعة المذكورة ضمن مجموع بخزانة أوقاف آسفي والخزانععة الناصععرية بتمكععروت‬
‫)دليل الخزانة ‪.(174‬‬

‫‪497‬‬
‫الفصـــل الثـــاني‪ :‬امتـــدادت الطـــرق‬
‫المتفرعة عن مدرسة ابن غازي‪:‬‬
‫ولقد تفرعت من هذه الطرق الربعة في الشععمال والجنععوب‬
‫والشرق شعب ل تعد ول تحصى كانت تسند منها القراءة في هععذه‬
‫الجهات من المغرب وصععل لسععانيد المشععيخة هنالععك بأكععابر رجععال‬
‫هذه المدرسة‪.‬‬
‫إل أن الملحظ أن السناد من طرق الثلثة الوليععن سععرعان‬
‫ما تقلص وضعف شأنه حتى ل يكاد يوجد‪ ,‬وذلك أول بسبب التدهور‬
‫الععذي بععدأت تعرفععه علععوم القععراءات فععي الجملععة منععذ أول المععائة‬
‫الحادية عشرة‪ ,‬وثانيا لغلبة السناد من طريق أبي زيد بن القاضععي‬
‫بسبب زيادة الشهرة وكثرة الصحاب وزيادة التقان وتأخر الوفععاة‪,‬‬
‫إذ عاش إلى سنة ‪1082‬هع‪ ,‬وهي عوامل كان لها أثرها الكععبير فععي‬
‫توجيه مسار القراءة في النصف الثاني من المععائة الحاديععة عشععرة‬
‫وما بعدها حتى كاد يستبد بالميدان وحععده بل منععافس وخاصععة بعععد‬
‫موت البوعناني سنة ‪1063‬هع كما تقدم‪ ,‬ولهذا صعار كمعا قيعل فعي‬
‫ترجمته " المرجوع إليه في ذلك الشأن‪ ,‬والمعمــول عليــه‬
‫في أحكام القراءات ومعرفة وجوهها وتوجيهاتها وحفظ‬
‫مذاهب أئمتها‪ ,‬فل تجد أستاذا بالمغرب إل وقد روى عنه‬
‫أو عن تلمذته")‪.(1‬‬
‫وقد قرأ عليه أعلم كبار انتشرت القراءة من طرقهععم عنععه‪ ,‬وأهععم‬
‫المذكورين منهم بذلك‪:‬‬
‫الطرق عــن أبــي زيــد بــن القاضــي شــيخ الجماعــة‬
‫بفاس‪:‬‬

‫‪ - 1‬وصفه بهذا في صفوة من انتشعر لمحمعد الصعغير اليفرنعي ‪ 168-167‬وتبععه فعي السعلوة‬
‫‪.224 -2/223‬‬

‫‪498‬‬
‫‪ -1‬أبععو عبععدالله محمععد بععن عبععدالله السععرغيني الشععهير‬
‫بالهواري )ت ‪1105‬هع( وهو من شععيوخ أبععي العلء المنجععرة‬
‫التي‪.‬‬
‫محمد بن مبارك السجلماسععي إمععام مسععجد الشععرفاء‬ ‫‪-2‬‬
‫)‪(1‬‬
‫بفاس وصاحب القصيدة "الدالية" في الهمز )ت ‪. (1092‬‬
‫أبو زيد عبدالرحمن بن عبد القععادر الفاسععي صععاحب "‬ ‫‪-3‬‬
‫القوم في مبععادئ العلععوم" و "اللمعععة فععي قععراءة السععبعة"‬
‫و"التقييد لما شرد من نصوص الدرة والقصيد")‪.(2‬‬
‫أبععو عبععدالله محمععد بععن عبععدالقادر الفاسععي )‪-1042‬‬ ‫‪-4‬‬
‫)‪(3‬‬
‫‪. (1110‬‬
‫أبو عبالله محمد بن العربععي بععن أحمععد الفشععتالي )ت‬ ‫‪-5‬‬
‫‪.(4) (1092‬‬
‫أبو سععالم عبععدالله بععن محمععد بععن أبععي بكععر العياشععي‬ ‫‪-6‬‬
‫صععاحب الرحلععة المعروفععة بععع"مععاء المععوائد" أو "الرحلععة‬
‫العياشية")‪.(5‬‬
‫الطيب بن عبدالرحمن بععن أبععي القاسععم بععن القاضععي‬ ‫‪-7‬‬
‫ولد أبي زيد بن القاضي المذكور)‪.(1124) (6‬‬
‫أبو عبدالله محمد بن أحمد بن أبععي المحاسععن يوسععف‬ ‫‪-8‬‬
‫)‪(7‬‬
‫الفاسي )ت ‪. (1084‬‬

‫الصفوة ‪ – 190‬والسلوة ‪.2/88‬‬ ‫في‬ ‫ترجمته‬ ‫‪-‬‬ ‫‪1‬‬

‫الصفوة ‪ 202-201‬والسلوة ‪.315 – 1/314‬‬ ‫في‬ ‫ترجمته‬ ‫‪-‬‬ ‫‪2‬‬

‫السلوة ‪.1/315‬‬ ‫في‬ ‫ترجمته‬ ‫‪-‬‬ ‫‪3‬‬

‫الصفوة ‪.190‬‬ ‫في‬ ‫ترجمته‬ ‫‪-‬‬ ‫‪4‬‬

‫الصفوة ‪.191‬‬ ‫في‬ ‫ترجمته‬ ‫‪-‬‬ ‫‪5‬‬

‫السلوة ‪3/263‬‬ ‫في‬ ‫ترجمته‬ ‫‪-‬‬ ‫‪6‬‬

‫الصفوة ‪ 182-181‬والسلوة ‪.2/321‬‬ ‫في‬ ‫ترجمته‬ ‫‪-‬‬ ‫‪7‬‬

‫‪499‬‬
‫أبو عبدالله محمد بن محمد الفرانععي السوسععي شععيخ‬ ‫‪-9‬‬
‫النوري صاحب "غيث النفع" نقل عنه كععثيرا فيععه )ت ‪(1118‬‬
‫)‪.(1‬‬
‫‪ -10‬أبو عبد الله محمعد بعن محمععد بعن أحمعد الرحمعاني صعاحب‬
‫"تكميل المنافع في قراءة نافع" وغيره )ت بعد ‪.(2) (1070‬‬
‫‪ -11‬أحمععد بععن حمععدان بععن محمععد بععن علععي بععن‪ ....‬التلمسععاني‬
‫)‪(3‬‬
‫الجرجاني )ت في عشرة التسعين بعد اللف(‬
‫‪ -12‬وأبو إسحععاق ابراهيم بن محمعععد السعععريفي القصععري مععن‬
‫)‪(4‬‬
‫ولد ابن حمو الشاوي )ت ‪(1070‬‬
‫‪ -13‬أبععو المكععارم الراضععي بععن عبععدالرحمن السوسععي صععاحب‬
‫)‪(5‬‬
‫المؤلفات والتقاييد عن مشيخة فاس ) ت ‪(1113‬‬
‫‪ -14‬أبعععو الفضعععل وأبعععو سعععرحان مسععععود بعععن محمعععد جمعععوع‬
‫السجلماسععي صععاحب "الععروض الجععامع فععي شععرح الععدرر‬
‫اللوامع" و"كفاية التحصيل فععي شععرح التفصععيل" وغيرهمععا‬
‫)‪(6‬‬
‫من المؤلفات ) ت بسل سنة ‪(1119‬‬

‫‪ - 1‬اعتمد عليه النوري كثيرا في كتابه وذكر له أرجوزة في أحكععام "ءالن" فععي سععورة يععونس‬
‫سماها " غاية البيان"‬
‫‪ - 2‬هو صاحب الجازات التي سقناها عن قريب‪.‬‬
‫‪ - 3‬ترجمته في مناقب الحضيكي ‪.79-1/78‬‬
‫‪ - 4‬ذكره الستاذ سعيد أعراب في القراء والقراءات بالمغرب ‪ 113-112‬وذكععر أنععه اسععتوطن‬
‫القصر الكبير‪.‬‬
‫‪ - 5‬ترجم له سعيد أعراب وذكر طائفة من مؤلفععاته وذكععر أنععه كععانت لععه شععهرة عريضععة أيععام‬
‫السلطان المولى إسماعيل قال ومن أجععل تلميععذه أبععو القاسععم بععن درى الشععاوي" – القععراء‬
‫والقراءات بالمغرب ‪ .114 – 113‬واسمه الشخصي محمعد والراضععي لقععب لعه‪ ,‬وبعه سعمى‬
‫نفسه في مقدمة قصيدته " شفاء السقام الواقعة لكععثير مععن قععراء النععام‪ ,‬فععي كيفيععة رسععم‬
‫مصاحف المام" حين قال‪:‬‬
‫الستاذ‬ ‫الراضي‬ ‫محمد‬ ‫يقععول راجي رحمة القدوس‬
‫السوسي‪.‬‬
‫وقد وقفت عليها ومعها شرح لععه أولععه قععوله "الحمععد للععه الععذي فضععلنا بحمععل كتععابه‪ ,‬وخصععنا‬
‫بحفظه من بين عباده إلخ‪.‬‬
‫‪ - 6‬تقدم التعريف به في شراح التفصيل لبن غازي‪.‬‬

‫‪500‬‬
‫‪ -15‬أبو العبععاس أحمععد بععن محمععد بعن عثمععان البوزيععدي صعاحب‬
‫"تيسععير العسععير فععي قععراءة ابععن كععثير" فععرغ منععه سععنة )‬
‫)‪(1‬‬
‫‪(1084‬‬
‫‪ -16‬أبعو العبعاس أحمعد بعن عبعدالرحمن بعن عبعدالملك الفيللعي‬
‫)‪(2‬‬
‫النصاري صاحب "سمط الجمان"‬
‫‪ -17‬أبو إسحاق ابراهيم بن علي الدرعي صاحب الستدراك على‬
‫ابن القاضي فيما أغفله في كتابه "بيععان الخلف والتشععهير‬
‫والستحسان وما أغفله مورد الظمععآن"‪ ,‬وقععد تقععدم ذكععره‬
‫في المؤلفات حول المورد)‪.(3‬‬
‫‪ -18‬محمععد بععن المفضععل الععذي وصععف أسععتاذه بكععونه "أعجوبععة‬
‫الزمان في فن القرءان")‪.(4‬‬
‫‪ -19‬علي بن أبي القاسم بن القاضي أخو أبي زيد)‪.(5‬‬
‫‪ -20‬عبدالرحمن الفيللي صاحب الجازة في القراءات أجازه بهععا‬
‫ابن القاضي وهي محفوظة بالخزانة الناصععرية)‪ (6‬إلععى غيععر‬
‫هؤلء من الرواة الذين حملوا مذاهبه في القراءة وأسععندوا‬
‫من طريقه‪.‬‬
‫ولعل أسير الطرق عنه وأوسعها جمهورا هي طريععق الشععيخ‬
‫أبععي عبععدالله الهععواري السععرغيني وطريععق الشععيخ ابععن مبععارك‬
‫السجلماسي اللذين بدأنا بهمععا‪ ,‬وقععد اشععتهرت الطريقععان علععى يععد‬
‫المقرئ الجليل أبي العلء المجرة ومنها تفرعت أسانيد المتععأخرين‬
‫حتى كادت تبقى وحدها الطريق المعروفة المتصلة بععابن القاضععي‪,‬‬

‫‪ - 1‬له قصلئد ومؤلفات ذكرها سعيد أعراب في كتابه" القراء والقراءات بالمغرب ‪."116‬‬
‫‪ - 2‬القراء والقراءات بالمغرب ‪117‬‬
‫‪ - 3‬يوجد استدراكه المذكور مخطوطا في خزانة تطوان في المجموع رقم ‪.344‬‬
‫‪ - 4‬ذكره الستاذ محمد بلوالي في دراسته لكتاب " إيضاح ما ينبهم علىععالورى " لبععن القاضععي‬
‫نقل عن تقييد في مجموع في خزانة الشيخ ابراهيم الهللي بمكناس‪.‬‬
‫‪ - 5‬ذكره في نشر المثاني ‪.1/276‬‬
‫‪ - 6‬توجد في مجموع برقم ‪) 3116‬دليل خزانة دارالكتب الناصرية ‪.(212‬‬

‫‪501‬‬
‫وخاصة من طريق ابنه أبي زيععد المنجععرة وطريععق محمععد بععن عبععد‬
‫السلم عنه عن أبيه أبي العلء المنجرة المذكور بسنده‪.‬‬
‫ولهمية هذه الطريق نتوقف عندها مرة أخعرى لنتتبععع نمعاذج‬
‫من أسانيدها واتصالها بالمحور العام الذي سبق أن عرضنا تفاصيله‬
‫في إجازة البوعناني لبي عبدالله الشرقي وبععاقي الجععازات الربععع‬
‫السالفة‪.‬‬
‫‪ -5‬سند الشــيخ أبــي العلء ادريــس بــن محمــد بــن أحمــد‬
‫المنجـــرة )ت ‪1137‬هــــ( مـــن طريــق ولــده أبــي زيــد‬
‫عبدالرحمن ابن ادريس المنجرة )‪1179 – 1111‬هـ( في‬
‫فهرسته‪.‬‬
‫يعتععبر الشععيخ أبععو العلء ادريععس بععن محمععد المنجععرة أحععد‬
‫أساطين هذه المدرسة وحاملي لوائها بعد أبععي زيععد ابععن القاضععي‪,‬‬
‫أجمع من ترجموه على جللة قدره في هذا الشأن‪ ,‬وكان ولده أبععو‬
‫زيد من بعده خلفا له في إمامة هذا الشععأن وأحععد أعلم المدرسععة‬
‫المغربية الذين ترامت أصداؤهم إلى كل مكان‪.‬‬
‫وقد أحسن الشيخ محمد بن جعفر الكتاني في ترجمتععه لهمععا‬
‫في نسق واحد فبالغ في التنويه‪ ,‬فقععال فععي الخععر منهمععا‪":‬ومنهععم‬
‫شيخ جماعة القراء بفاس وإمام الحرم الدريسععي وخطيبععه المععام‬
‫العلمة المتفنعن السعتاذ المجعود العشعري المتقعن العولي الصعالح‬
‫المهتدى بهديه الواضعح‪ ,‬أبعو زيعد سععيدي عبعدالرحمن ابعن العلمععة‬
‫الجامع شيخ جماعة القراء في وقته أيضا سيدي ادريس بن محمععد‬
‫بن أحمد المنجعري الحسعني الدرسسعي التلمسععاني ثعم الفاسععي‪,‬‬
‫قدموا إليها من تلمسان أواسط المائة التاسعة واستوطنوها‪.‬‬
‫ولد عام ‪ ,1111‬وكان شيخ المغرب كله في علوم القراءات‬
‫وأحكام الروايات‪ ,‬إليه المرجع فيهععا فععي وقتععه‪ ,‬مععاهرا فيهععا عارفععا‬

‫‪502‬‬
‫بطرقها وعللها وتوجيهاتها‪ ,‬يحفظ قراءة العشر)‪ (1‬متفننا في غيرهععا‬
‫مععن لغععة وعربيععة وبيععان‪ ...‬وتععولى المامععة والخطابععة والتععدريس‬
‫بمسجد الشرفاء عام ‪ ,1164‬وبقي به نحو خمسة عشر عاما إلععى‬
‫أن توفي‪.‬‬
‫وكعان مشعتغل بتعدريس العلعم صعابرا علعى القعراء‪ ,‬يجلعس‬
‫بعنزة مسجد القروييعن)‪ (2‬لقعراء القعراء وسعماع القعرءان‪ ,‬وكعانت‬
‫الكابر تقصده لتجويد القراءة‪ ,‬وكان يقرأ معهم كتب ذلك الفن في‬
‫الخميس والجمعة بقبة المدرسة الرشيدية‪.‬‬
‫أخذ القراءة عن والده‪ ,‬وأجازه فيهععا بخععط يععده‪ ,‬وفتععح عليععه‬
‫حتى فاق والده فيها‪ ,‬ولما جلس للقراء رحل إليه الناس فقصععدوه‬
‫من كل جانب‪ ,‬وانتفعوا به غاية النفع‪.‬‬
‫ومن أجل من أخذ عنه وانتفع به الشيخ أبو عبدالله محمد بن‬
‫عبدالسلم الفاسي‪ ,‬والستاذ الشهر الشريف أبععو عبععدالله سععيدي‬
‫محمد بن عبدالرحمن التععادلوي الحسععني العمرانععي‪ ,‬والسععتاذ أبععو‬
‫عبدالله سيدي محمد بن أحمععد الهبطعي‪ ,‬والسعتاذ الععارف معولي‬
‫العربي بن أحمد الدرقاوي‪ ,‬وقد عده في رسائله من جملة الشيوخ‬
‫الذين قرأ عليهم القرءان وانتفع بهم‪.‬‬
‫مؤلفاته ‪ :‬ثم قال في السلوة‪:‬‬

‫‪ - 1‬يعني العشر الكبرى التي تشمل السبعة الذين فعي التيسيروالشععاطبية والثلثعة العذين فعي‬
‫التحبير لبن الجزري‪ .‬وقد كان لوالده الفضل الكبر في دخول القععراءات الثلث الععزائدة علععى‬
‫السبع من طريق ابن الجزري في الدرة والتحبير‪ ,‬وعنه انتشرت في المغرب‪.‬‬
‫‪ - 2‬تقدم لنا ذكر الوقاف التي كانت جارية على بعض الكراسي في القروييععن والخاصععة بعلععم‬
‫القراءات والتجويد وفي جملتها الكرسي الذي عند عنزة القرويين‪ ,‬وذكرنا أنه " كان يجود فيها‬
‫للطلبة من طلوع الشععمس إلععى ضععحوة النهععار ‪ – 1‬أبععو العلء ادريععس بععن محمععد بععن أحمععد‬
‫المنجرة – ‪ 2‬ابنه أبو زيد عبدالرحمن من بعده‪.‬‬

‫‪503‬‬
‫" وله – رحمه الله – تآليف عديدة كحاشية الجعبري الكبيرة‪,‬‬
‫وأخرى صغيرة على فتح المنععان‪ ,‬وشععرح الداليععة)‪ ,(1‬وحاشععية علععى‬
‫المرادي‪ ,‬وفهرسة تعرض فيها لشيوخه)‪.(2‬‬
‫تععوفي عععام ‪ ,1179‬وكععانت جنععازته شععبيهة بجنععازة المععام‬
‫الداني)‪.(3‬‬
‫والده أبو العلء ادريس بن محمد المنجرة‬
‫قععال فععي السععلوة‪" :‬ومنهععم والععده الفقيععه العلمععة السععتاذ‬
‫المحقق الفهامة الشيخ الحجة البركععة الرحععال المرجععوع إليععه فععي‬
‫علم القراءة وأحكامها بل محال‪ ,‬شيخ الجماعة بالمغرب أبععو العلء‬
‫ادريس بن محمد بن أحمد الحسني الدريسي المعروف بالمنجرة‪.‬‬
‫كـــان – رحمـــه اللـــه – عالمـــا مـــاهرا فـــي علـــوم‬
‫القراءات‪ ,‬وشيخ المقرئيــن بفــاس والمغــرب كلــه‪ ,‬إليــه‬
‫المرجع في ذلك‪ ,‬وتخرج على يده فيه كثير مــن القــراء‪,‬‬
‫بل ل ترى من سوس القصى إلى طرابلس ونواحيها إل‬
‫من قرأ عليه أو على أحد تلمذته‪ ,‬حتى إن من لــم يقــرأ‬
‫عليه وبطريقته ل يعد قارئا‪ ,‬وكان يجلس للقــراءة عليــه‬
‫بعنزة القرويين من طلوع الشــمس إلـى ضــحوة النهــار‪,‬‬
‫كما كان يفعل ولده بعده‪.‬‬
‫وله تآليف شتى وتقاييد فععي علععم القععراءة نظمععا ونععثرا‪ ,‬مععع‬
‫مشاركة في سائر العلوم الشرعية‪.‬‬

‫‪ - 1‬هو شرحه المشهور المسمى " المقاصد النامية فععي شععرح الداليععة" أي داليععة ابععن مبععارك‬
‫السجلماسي شيخ أبيه ومن هذا الشرح ‪ 16‬نسخة بالخزانة الحسنية كما في )فهرسة الخزانععة‬
‫الحسنية ‪.(160 – 6/157‬‬
‫‪ - 2‬هي التي سنعتمدها في ذكرسنده‪.‬‬
‫‪ - 3‬سلوة النفاس ‪.272-2/270‬‬

‫‪504‬‬
‫وكان ذا همة عالية وهيبة وجد‪ ,‬وحج واعتمععر وجاهععد‪ ..‬وكععان‬
‫كثير الذكر ل يفتر لسععانه عععن قععراءة القععرءان والععذكر والتععدريس‬
‫والتعليم)‪.(1‬‬
‫شيوخه‪:‬‬
‫لبي العلء ادريس شيوخ كثيرون من أهععل المغععرب ثععم مععن‬
‫أهل المشرق في رحلته‪.‬‬
‫فمععن شععيوخه بععالمغرب السععتاذ المعمععر سععيدي محمععد بععن‬
‫عبدالله السرغيني الهواري النف الذكر في أصحاب ابععن القاضععي‪,‬‬
‫قرأ عليه للسبعة‪ ,‬ومن طريقه أسندها في فهرسته وأسندها عامععة‬
‫من أخذ عنه‪.‬‬
‫ومنهم أبو الحسن علي بن قاسععم بععن جميععل المععالكي نسععبا‬
‫)ت ‪1102‬هععع(‪ ,‬وقععد أخععذ عنععه القععراءة أيضععا وروى عنععه بعععض‬
‫المصنفات‪ ,‬وهو من أصحاب ابن مبارك السجلماسي ومن طريقععه‬
‫عنه أسند ابنه أبو زيد القصععيدة الداليععة كمععا ذكععر فععي أول شععرحه‬
‫عليها‪.‬‬
‫ومن شيوخه في القراءة أيضا الشيخ المقرئ محمد بن عياد‬
‫المسراكي من أصحاب أبي زيد بن القاضي وقد قرأ عليععه بالعشععر‬
‫الصغير بعدة كتب سيأتي ذكرها في سنده بها‪.‬‬
‫ثم رحل إلى المشرق في رحلة الحج فلقي جماعة من أهععل‬
‫العلم ومشيخة القراءات من أهل مصر منهععم الشععيخ أبععو عبععدالله‬
‫محمد بن قاسم بععن إسععماعيل البقععري المصععري)‪ ,(2‬وأبععو السععماح‬
‫أحمععد بععن ضععرغام البقععري وسععواهم ممععن سععماهم فععي فهرسععته‬
‫المسماة " عذب الموارد في رفع السانيد"‪.‬‬

‫‪ - 1‬السلوة ‪273-272//2‬‬
‫‪ - 2‬للشيخ أبي العباس أحمد بن ناصر الفيللي إجازة في رواية ورش حصل عليهعا معن الشععيخ‬
‫محمد بن قاسم البقري أجاز له بها في سنة ‪1122‬هع ذكرها الحضيكي في مناقبه ‪.87-2/85‬‬

‫‪505‬‬
‫ولهذه الزدواجية عنععده فعي الخععذ اشععتهر عنععه فععي الروايععة‬
‫طريقان‪:‬‬
‫‪ -1‬طريق المغاربة‪ ,‬وهي التي أخععذها عععن شععيوخه بععالمغرب‬
‫وقرأ بها بمضمن الشاطبية والتيسععير والتعريععف فععي الجمعيععن‬
‫الكبير والصغير‪ ,‬وأسانيده فيها في الجمعين من طريق أبي زيد‬
‫بن القاضي‪ ,‬وقد أشععار فععي بعععض كتبععه إلععى دواعععي اقتصععاره‬
‫عليها بقوله ‪ " :‬وحيث جرى العمل عند أهل عصععرنا علعى ذلععك‬
‫اقتصرنا عليه‪ ,‬لنه ل يصح الخذ إل بمععا روي مشعافهة‪ ,‬فوقفعوا‬
‫عند ما حد لهم‪ ,‬واقتصرنا على ذلك موافقة لهم‪ ,‬لنهععم تولعععوا‬
‫بهذه الطريقة في المغرب")‪.(1‬‬
‫‪ -2‬طريق المشارقة‪ ,‬وهي التي أخذها في رحلته عن الشععيخ‬
‫محمد بن قاسم البقري وغيره كالشيخ إسععماعيل إمععام الحععرم‬
‫المكعععي العععذي يسعععند القعععراءة معععن طريعععق الشعععيخ علعععي‬
‫الشبراملسي المصري‪.‬‬
‫واعتماده في طريق المشارقة على مؤلفات ابععن الجععزري ‪:‬‬
‫النشر والدرة والتحبير‪.‬‬
‫أهم الطرق عن الشيخ أبي العلء المنجرة‪:‬‬
‫لعل في عبارة الشيخ الكتاني النفة الذكر التي جاء فيها في‬
‫سياق الحديث عن كثرة أصحاب أبععي العلء قععوله ‪" :‬وتخععرج علععى‬
‫يده فيععه كععثير مععن القععراء‪ ,‬بععل ل تععرى مععن سععوس القصععى إلععى‬
‫طرابلس ونواحيها إل من قرأ عليه‪ ..‬ما فيه الكفاية في تمثل درجة‬
‫الشيوع والنتشار لطريق هذا المام في مختلععف جهععات المغععرب‪,‬‬
‫ولذلك فل يتأتى لنا الوقوف على جمهور الرواة الذين كانوا يمثلون‬
‫فعي جهععاتهم أمهععات الطععرق المتفرعععة ععن تلععك الطريععق‪ ,‬ولهععذا‬
‫فسنكتفي هنا بتسمية بعض مشاهير أصحابه الععذين كععان لهععم فععي‬
‫الجهات التي تصدروا بها صععيت ذائع ومقععام محمععود مععن شععأنه أن‬
‫‪ -‬ينظر في ذلك فهرسة ولده‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪506‬‬
‫يجعل طرق القراءة تنبث من خلل الرواية عنهم في تلك المناطق‬
‫والجهات‪ ,‬ثم نسعوق سعنده معن أهعم طريعق عنعه وأشععهرها وهعي‬
‫طريق ولده أبي زيد عبدالرحمن خليفتععه فععي حلقتععه وحامععل لععواء‬
‫مدرسته‪.‬‬
‫فمن أهم الخذين عن أبي العلء المنجرة‪:‬‬
‫‪ -1‬ولــده أبــو زيــد عبــدالرحمن‪ ,‬وسععيأتي ذكععر سععنده مععن‬
‫طريقه‪.‬‬
‫‪ -2‬ولده الخر مولي العربــي بـن ادريــس‪ ,‬قععال صععاحب‬
‫السلوة ‪" :‬كان أستاذا‪ ,‬وخرج عام ‪ 1150‬هع ع وشععارط بآسععفي‪,‬‬
‫وبقي هناك سنتين حتى توفي)‪.(1‬‬
‫‪ -3‬ولده أيضا المولى عبدالله بـن ادريـس‪ ,‬وكععان أسععتاذا‬
‫أيضا "اشتغل بالقراءات على أخيه المولى عبدالرحمن ثم انتقل‬
‫إلى مراكش واشععتغل فيهععا بقععراءة العلععم‪ ,‬وولععي فيهععا مسععجد‬
‫المواسين‪ ,‬فكان يؤم به ويدرس إلى أن تععوفي عععام ‪,(2)"1175‬‬
‫وذكر في التحاف عن المولى محمد بن عبععدالله أنععه كععانت لععه‬
‫عناية خاصة به وبأخيه)‪.(3‬‬
‫‪ -4‬أبو القاسم بن علي بن درى الشاوي مولى السلطان‬
‫مولي إسماعيل العلوي‪ ,‬وصفه ابن زيدان في "التحاف" بقوله‬
‫"آخر القراء والساتذة المحققين بالعاصععمة المكناسععية‪ ,‬علمععة‬
‫جليل أستاذ مقععرئ ععارف كعبير‪ ,‬نقعاد حعافظ لفعظ مجيعد‪ ,‬لعه‬
‫مهارة كاملة وقدم راسخ ومعرفة زائدة بعلوم القراءات السععبع‬
‫وغيرها‪ ,‬شهد له بذلك القادة العيان من أئمة هذا الفن المشار‬
‫إليهم بالعلم والعمل ومتانة الدين‪ ,‬حله شيخه البركة المحصععل‬

‫‪ -‬السلوة ‪.2/273‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪ -‬نفسه ‪ 2/273‬والتحاف لبن زيدان ‪.185-3/184‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪ -‬نفسه ‪ 2/273‬والتحاف لبن زيدان ‪.185-3/184‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪507‬‬
‫الماهر المتسع المشاركة السيد محمد بن عبد الرحمان بصري‬
‫)‪ (1‬شيخ القراء في زمانه بما لفظه‪:‬‬
‫"الطالب النجيب الحافظ المتقن المجود الريب‪ ,‬الضارب فععي فععن‬
‫القراءة بسهم مصيب"‪.‬‬
‫وكانت له ع رحمه الله ع لدى سيده السلطان المععذكور مكنععة‬
‫مكينة واعتبار ورفعععة شععأن‪ ,‬انتصععب علععى عهععده عع رحمععه اللععه ع ع‬
‫للقراء والفادة‪ ,‬فكان حامل لواء القراء في زمانه‪.‬‬
‫أما مشععيخته فسععمى ابععن زيععدان منهععم أبععا عبععدالله بصععري‬
‫المذكور‪ ,‬وذكر أنه ختم عليععه سععبع ختمععات جمععع فععي الولععى بيععن‬
‫روايتي نافع وابن كثير‪ ,‬وفي الثانية والثالثععة روايععة أبععي عمععرو بععن‬
‫العلء‪ ,‬وجمع فععي البععاقي بيععن الئمععة السععبعة‪ ..‬كععل ذلععك بطريععق‬
‫"التيسير" للداني وملخصه "حرز الماني"‪ ,‬وأجازه مرتين بما لفظه‬
‫في الولى‪...‬‬
‫وساق نص الجازة وفيها قععوله ‪" :‬قععرأ علععي جميععع القععرءان‬
‫المنزل على المختار من ولد عدنان‪ ,‬سبع ختمات‪..‬‬
‫وبعد أن فصل كيفيععة الخععذ كمععا ذكرنععا قععال‪" :‬فكتبععت هععذه‬
‫السطر امتثال أمره‪ ,‬ورجاء مغفرة خععالقي وسععتره‪ ,‬بععدخولي فععي‬
‫زمرة خدمة كتابه‪ ,‬الساعين رحمتعه عنعد فسعيح بعابه‪ ,‬وصعلى اللعه‬
‫على سيدنا محمد وآله‪.‬‬
‫ثم ذكر له إجازة له ثانية جاء فيها قوله‪" :‬إن الطالب النجيب‬
‫الحافظ المتقن المجععود الريععب‪ ...‬كنععت أجزتععه فيمععا سععلف بنحععو‬
‫‪ - 1‬بيت آل بصري بيت عريق في علعوم القععراءات لعععدة قععرون‪ ,‬وقععد ترجععم ابععن زيععدان فععي‬
‫التحاف لعدد من أعلمه ومنهم محمد بن عبدالرحمن بن بصري‪ ,‬ويشترك في السم والنسب‬
‫مع المترجم‪ ,‬ولكنه أقدم منه ويشتبه به وقد قدمنا ذكره في ترجمة أبي العباس أحمد الحبععاك‬
‫صاحب ابن غازي وذكرنا إجععازته لععه بععالقراءات السععبع وغيرهععا مععن المصععنفات فععي القععراءة‬
‫والرسم والتجويد‪ ,‬وتوفي المجاز كما تقدم آخر ذي الحجة ‪) .991‬التحاف ‪ .(34 – 4/28‬أمععا‬
‫المذكور هنا فهو محمد بن عبعدالرحمن بعن أحمعد بصعري المكناسعي ترجعم لعه فعي التحعاف‬
‫ووصفه بحامل راية القراء وخاتمة الحفاظ والقراء‪ ,‬وذكر أنه صلى بالمولى إسماعيل ليلة ‪27‬‬
‫رمضان فخلع عليه " دائرة" سنية‪ ,‬وكتب له ولهل بيته ظهيرا بالتوقير والحععترام أوائل بربيععع‬
‫النبوي سنة ‪ – .1112‬ترجمته في التحاف ‪.541-5/436‬‬

‫‪508‬‬
‫الثمان سنين في القراءة السبعية‪ ,‬ولم يكن إذ ذاك منتصبا للقراء‪,‬‬
‫ول مكلفا بحمل أعباء القراء‪ ,‬ولم يزل من ذلععك الععوقت إلععى الن‪,‬‬
‫مجدا في الجتهاد‪ ,‬هاجرا للبطالة والرقاد‪ ,‬حتى صار ع بحمد اللععه عع‬
‫من الفن المذكور مملوء الوطاب‪ ,‬وعاد بلععح طلبععه إلععى الرطععاب‪,‬‬
‫واتسع في الحكام مجاله‪ ,‬وصدق في ذلك فعاله ومقاله‪ ,‬وانتصععب‬
‫للتعليم‪ ,‬حسبما به اليوم كفيل زعيم‪ ,‬والن طلب مني أن أشهد له‬
‫بذلك في كتاب‪ ,‬ليرتفععع عنععه فيمععا ذكععر تخالععج الظنععون وخطععرات‬
‫الرتياب‪ ,‬وليكون بيده حجة ساطعة إلى يوم الحساب‪.‬‬
‫فأجبته إلععى مععا سععأل‪ ,‬وأسعععفته فيمععا رغععب وأمععل‪ ,‬وكتبععت‬
‫أحرفي هذه شععاهدا لععه بالضععبط والتقععان والمهععارة فععي "الحععرز"‬
‫و"مععورد الظمععآن"‪ ,‬والمعرفععة بالحكععام‪ ,‬خصوصععا تخفيععف الهمععز‬
‫لحمزة وهشععام‪ ,‬وأنععه مععن المنتصععبين لتبليععغ الروايععة‪ ,‬المشععتغلين‬
‫بالحفظ والدراية‪ ,‬البالغين في تحمل هذا العبء أقصى الغاية‪ ,‬وقد‬
‫انتفع به من أهل السبع جمع كثير‪ ,‬وجم غفير‪ ,‬جعل اللععه ذلععك منععا‬
‫ومنه خالصا لوجهه الكريم‪ ,‬وسببا للفوز بالنعيم )‪ (...‬إنععه ولععي كععل‬
‫خير‪ ,‬وهو على كل شيء قدير‪.‬‬
‫وفععي سععادس جمععادى الولععى مععن التاسعععة عشععرة للمععائة‬
‫واللف‪.‬‬
‫تلك إجازة أبي عبدالله بصري له‪ ,‬وهي من النمععاذج الرفيعععة‬
‫في إجازات العلماء‪ ,‬إل أن الملحععظ أنهععا لععم تشععتمل علععى إسععناد‬
‫بصري‪ ,‬ولعل الشيخ قد وصل به إحععدى الجععازتين وخاصععة الولععى‬
‫فتركه المترجم اختصارا‪.‬‬
‫وقد سمى صاحب التحاف مشيخة المترجم فقال‪:‬‬
‫مشيخته‪ :‬ومن مشععايخ المععترجم أيضععا أبععو عبععدالله محمععد‬
‫الهواري‪ ,‬وأبو العلء ادريس المنجرة‪ ,‬وأبو عبععدالله محمععد الخععبزي‬
‫التادلي‪ ,‬والشععيخ مبععارك الشععرادي الععزراري‪ ,‬وأبععو عبععدالله محمععد‬
‫الصواف الفيللي‪ ,‬والسيد الراضععي السوسععي‪ ,‬وأبععو علععي الحسععن‬
‫‪509‬‬
‫أزكار السوسي‪ ,‬وسيدي سعيد بن ميمععون الععدغمي‪ ,‬وأبععو الحسععن‬
‫علي بععن مبععارك المصععباحي العجلععي‪ ,‬والحععافظ سععيدي أحمععد بععن‬
‫مبارك الفيللي‪ ,‬وسيدي أحمد بن المتقي الفيللي اللمطععي‪ ,‬ولقعي‬
‫العارف بالله سيدي أحمد الحععبيب الفيللععي وعععرض عليععه مسععائل‬
‫في هذا العلم سؤال ومذاكرة"‪.‬‬
‫ثم ذكر طائفة من مؤلفاته سبق التعرض لذكرها فيمععا تقععدم‬
‫مععن البحععث‪ ,‬وهععي كتععابه "حفععظ المععاني" وهععو شععرح علععى كنععز‬
‫المعاني للجعبري في مجلدات‪ ,‬وكععان تععأليفه لععه بععأمر مععن شععيخه‬
‫سيدي أحمد بععن مبععارك الفيللععي المععذكور لمععا ورد مكنععاس سععنة‬
‫‪ ,1135‬وسمى من تآليفه شرح الهمز وتقييدا على ابن بععري وغيععر‬
‫ذلك وذكر له شعرا في التنويه بحرز الماني للشاطبي سبق ذكععره‬
‫في آراء العلماء في قصيدة الشاطبي المذكورة‪ .‬وذكر وفععاته سععنة‬
‫‪1150‬هع)‪.(1‬‬
‫)‪(2‬‬
‫ولبي القاسم بن درى مؤلفات أخرى ذكرها بعض الباحثين‬
‫منها "تنبيه السالك إلععى جنععي ثمععار داليععة ابعن المبععارك‪ ,‬وهععو معن‬
‫الشروح التي وضعت على دالية محمد بن مبارك السجلماسي في‬
‫الوقف على الهمز)‪.(3‬‬
‫ومنها قصيدة في " التصدير" وبيان الوجه المقدم فععي الداء‬
‫أولها قوله‪:‬‬
‫لمن تله وذا فضل‬ ‫حمدا لمن جعل القرءان ذا شرف‬
‫لمن عمل‬
‫وبعد خذ صدر ذي الوجهين منفردا)‪.(4‬‬

‫‪ - 1‬التحاف لبن زيدان ‪.541-5/536‬‬


‫‪ - 2‬القراء والقراءات بالمغرب الستاذ سعيد أعراب ‪ 130‬ولم يذكر مصدره على عادته‪.‬‬
‫‪ - 3‬يوجد مخطوطا في الخزانة الحسنية بالرباط ضعمن مجمعوع رقعم ‪ 119‬معن ص ‪ 557‬إلعى‬
‫‪ 610‬بخط ‪ .....‬وقد وقفت عليه‪.‬‬
‫‪ - 4‬القراء والقراءات بالمغرب ‪.131 – 130‬‬

‫‪510‬‬
‫‪ -5‬أبو عبد الله محمد بن القاســم بــن محمــد بــن بــان‬
‫أحمد بن علي المرابط أرارو العلمي‪.‬‬
‫من أكابر أصحابه‪ ,‬إل أن ذكره ضاع بسبب الهمععال وتصععدره‬
‫بالبادية التي قععل أن تجععد لمعن تصععدر بهععا ذاكععرا‪ ,‬ترجععم لععه بععض‬
‫الباحثين من أهل الشمال استنادا إلى إجازة أستاذه أبي العلء لععه‪,‬‬
‫فععذكر أنععه مععن قععراء الباديععة وشععيوخها المعععدودين‪ ,‬يتصععل نسععبه‬
‫بالشرفاء العلميين المستوطنين مدشر "أرارور" بسفح جبل العلععم‬
‫من قبيلة بني ععروس‪ ,‬انتقعل هعو أو والعده إلعى بنعي خالعد إحعدى‬
‫قبائل غمارة‪.‬‬
‫"رحععل إلععى فععاس‪ ,‬وتععردد علععى حلقععات العلععم ومجععالس‬
‫القراءات بها‪ ,‬وجلعس طعويل إلعى جعانب الشعيخ الكعبر أبعي العلء‬
‫المنجععرة‪ ,‬فقعرأ عليعه سععت ختمعات بالروايعات السععبع عرضعا معن‬
‫صدره‪ ..‬بطريق التيسير ومختصره "حرز المععاني"‪ ,‬وأجععازه إجععازة‬
‫عامة ووصفه بع"الفقيه النبيه‪ ,‬النوه الوجيه‪ ,‬الخير المتبتل‪ ,‬العفيف‬
‫النزيه‪ ,‬الحافظ اللفظ‪ ..‬وقال إنه من أهععل التجويععد للقععراءات مععع‬
‫الضبط لحكامها‪.‬‬
‫كما أجازه في قصيدة الشاطبي "حرز المععاني" و رجععز ابععن‬
‫بري "الدرر اللوامع" و"معورد الظمعآن" للخعراز و"إنشعاد الشعريد"‬
‫لبععن غععازي‪ ,‬وشععرح المجيععز علععى داليععة ابععن المبععارك‪" :‬النهععج‬
‫المتدارك" قال‪ :‬وقد قرأ علي "هذه الكتب كلها"‪.‬‬
‫ثم ذكر الباحث صععفة الجععازة الععتي وقععف عليهععا عنععد بعععض‬
‫حفدته والتي تضمنت اسم المجيز والمجاز له وألقابهما قال ‪ ":‬وقد‬
‫حشر فيها ما رواه عن شيوخه فععي الشععرق والغععرب‪ ,‬وطععرق كععل‬
‫شيخ إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم ذكععر خاتمتهععا وفيهععا‬
‫الوصية من المجيز للمجاز بتقوى الله واقتفاء طريق الصععواب‪ ,‬ثععم‬
‫ختمها بالدعاء قال‪:‬‬

‫‪511‬‬
‫وقد وقع على هذه الجازة واحد وعشرون عالما مععن بينهععم‪:‬‬
‫أبو عبدالله المسناوي‪ ,‬وأبو حامد العربي بردلة وأبو علي بن رحال‬
‫المعداني ومحمد ابن الطالب ابن سودة المععري‪ ,‬وعلععي بععن أحمععد‬
‫الشععدادي‪ ,‬ومحمععد بععن ادريععس العراقععي‪ ,‬وأحمععد بععن محمععد بععن‬
‫عبدالقادر الفاسي‪ ,‬ومحمد بن حسن بناني‪ ,‬ومحمد بن عبدالرحمن‬
‫بععن عبععد القععادر الفاسععي‪ ,‬وادريععس بععن المهععدي المشععاط فععي‬
‫آخرين")‪.(1‬‬

‫‪ -‬القراء والقراءات بالمغرب‪.131-130 :‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪512‬‬
‫‪ -6‬عبد السلم بن محمد بــن محمــد بــن علــي المضــغري‬
‫التازنـــاقتي صـــاحب "تكميـــل المنـــافع فـــي الطـــرق‬
‫)‪(1‬‬
‫العشر"‬
‫و"الهدية المرضية في الطرق العشرية" و "روض الزهر فععي‬
‫الطرق العشر" و"نور الفهم في رواية قالون" و"نهج الهدايععة" فععي‬
‫اختلف القراء في الوقععف والوصععل‪ ,‬و "نزهععة النظععار فععي قععراءة‬
‫الثلثة الخيار المكملة للعشرة"‪.‬‬
‫أخذ القراءة بسجلماسة على أبي زيد عبدالرحمن بععن يحيععى‬
‫الععوللي‪ ,‬وبفععاس علععى أبععي العلء ادريععس المنجععرة ومسعععود بععن‬
‫محمد جموع السجلماسي نزيل فاس‪ ,‬ويظهر أن أكثر تصدره كععان‬
‫بموضع يسمى "أبا سادر" قرب بلد آيت سععديان فعي جبععل بقبيلععة‬
‫زيان‪ ,‬وقد ذكععر ذلععك فععي ختععام عععدد مععن مؤلفععاته ومنهععا "الهديععة‬
‫المرضععية" الععتي فععرغ منهععا هنالععك فععي ‪ 28‬ذي القعععدة عععام‬
‫‪1131‬هع)‪ ,(2‬وكذا في "نزهة النظار")‪.(3‬‬
‫وقععد أشععار فععي عععدد مععن مؤلفععاته إلععى أخععذه عععن ادريععس‬
‫المنجرة ومسعود جموع فقال في "الهدية المرضية"‪:‬‬
‫"والتزمت أن أذكر فيه ما رويته مشافهة عن المامين بفاس‬
‫البالية عع حرسععها اللععه تعععالى وأدام عزهععا آميععن عع الشععيخ المقععرئ‬
‫المقدم المحقق ذي السند الصحيح المدقق‪ ,‬التقي النقي العفيععف‪,‬‬
‫المام ادريس بن محمد بن أحمد الشريف‪ ,‬والشيخ العععالم العلمععة‬

‫‪ - 1‬انقلب اسمه علىالستاذ سعيد أعراب في" القراء والقراءات بالمغرب " ‪ 132‬فقععال " أبععو‬
‫عبدالله محمد بن عبدالسلم المضغري السجلماسي"‪ ,‬والصحيح ما أثيتناه كما قال عن نفسععه‬
‫في أول " تكميل المنافع"‪:‬‬
‫نجل محمد عبيد للسلم‬ ‫" يقول راجي عفو خالق النام‬
‫وجد ذا علي خذ توفية‬ ‫وجده مثل أبيه تسمية‬
‫ربه‬ ‫عفو‬ ‫الراجي‬ ‫وكذلك قوله في أول " روض الزهر"‪:‬يقول عبدللسلم المضغري‬
‫المقتدر‪.‬‬
‫‪ - 2‬تقدم ذكر الكتاب فععي المؤلفععات علععى تفصععيل العقععد لبععن غععازي‪ ,‬ويوجععد مخطوطععا فععي‬
‫الخزانة الحسنية في مجموع برقم ‪.119‬‬
‫‪ - 3‬يوجد في المجموع نفسه من ص ‪ 415‬في المجموع نفسه م خ ح رقم ‪.119‬‬

‫‪513‬‬
‫القدوة البحر الفهامة الستاذ الريب النحوي الديب‪ ,‬المععام السععيد‬
‫مسعود جموع "‪.‬‬
‫وقال في "روض الزهر"‪:‬‬
‫المععععععامين‬ ‫عن‬ ‫حسبما قعععععععععرأته بفاس‬
‫لجمع الناس‬
‫والجهبععععععذ المحقق‬ ‫ادريسنا المقدم العععععععلمة‬
‫الفهامعة‬
‫وها أنا أشععععععرع في‬ ‫مسعودنا جموع ذي العلعوم‬
‫المنظوم‪.‬‬
‫وقد أشار في مقدمة كتابه‪" ,‬نزهة النظار" إلععى مععا تقععدمت‬
‫الشارة إليه من إدخاله "العشر الكبير" فذكر أن المغرب كان من‬
‫العشر الكععبير خاليععا حععتى جععاء بععه السععتاذ أبععو المعععالي الشععريف‬
‫ادريس بن محمد بن أحمد ع ع يعنععي المنجععرة ع ع حيععث حصععله علععى‬
‫بعض المشايخ بالمشرق عام حجته سعنة ‪1108‬هعع فعأذاعه بفعاس‪,‬‬
‫لنه إذ ذاك نزيلها يعني البالية‪ ,‬فاشتغل بتدريسه وإقععرائه لععه بهععا‪..‬‬
‫وقد رواه عنه أناس كثيرون فظهر وانتشر"‪.‬‬
‫وذكععر المضععغري فععي غيععر موضععع مععن أرجععوزته "تكميععل‬
‫المنافع" بعض ما قرأ به على شععيخه المنجععرة وجمععوع كقععوله فععي‬
‫أول باب الفرش عند ذكر الخلف في تسكين الهاء "ثم هو" و"يمععل‬
‫هو" للواسطي والمفسر وغيرهما‪:‬‬
‫لغيرهم وأبو عون قد‬ ‫من هو وهي قل والسكان جععععل‬
‫تععععل‬
‫بالخلف‬ ‫التفسير‬ ‫وصاحب‬ ‫بالسكن مع "يمل" في البكر نزل‬
‫انعزل‬
‫بمثل خف الواسطي‬ ‫مع "ثم" بالضعم ومع "يعععمل"‬
‫المعلعععى‬
‫‪514‬‬
‫وقدم السكان وادر‬ ‫ففيعهما له بوجهععععععععين خععذا‬
‫المأخعذا‬
‫الرضعععا‬ ‫وجموع‬ ‫به‬ ‫هععععععععذا الذي أقرأني ادريس‬
‫الرئيس‪.‬‬
‫وهذه الشارة وأمثالها تدل على أن المضععغري أخععذ القععراءة‬
‫بالعشر الصغير أيضا على هذين الشععيخين كمعا أخععذ العشععر الكععبير‬
‫على ادريس المنجعرة كمعا قعدمنا‪ ,‬وألعف كتعابه فعي ذلعك‪ ,‬وكعذلك‬
‫يرشدنا إلى أخععذه العشععر الصععغير عنهمععا مععا قععوله فععي أرجععوزته‬
‫"روض الزهر"‪:‬‬
‫وبعد‬ ‫وصععععله‬ ‫في‬ ‫وباب "شيء" وسطععن للزرق‬
‫أشبع ترتق‬
‫وذا لدريس الشريف‬ ‫للكععل بالتعععوسيط فيه فلتقف‬
‫قد عرف‬
‫وفقا‬ ‫للكععععل‬ ‫وغعععيره وهو جمعععوع تعععععل‬
‫بالمراتب العل‬
‫وقوله في باب الراءات منها‪:‬‬
‫"عزير" "حيران"‪ ,‬وهذا قد نمي‬ ‫" للخوين رققن وفخم‬
‫)‪(1‬‬
‫عه ما‬ ‫لصاحب "النوار"‬ ‫لشيخنا ادريس وفقا يا فتععى‬
‫ثبتا)‪.(2‬‬
‫ونكتفي بهؤلء العلم باعتبارهم نماذج الطرق التي تفرعععت‬
‫ععن المعام المنجعرة‪ ,‬ونتعابع مععه الن أهعم السعانيد العتي جعاءت‬

‫‪ - 1‬يعني صاحب " أنوار التعريف لذوي التفصععيل والتعريععف"وهععو لمحمععد بععن أحمععد الحامععدي‬
‫الجزولي‪.‬‬
‫‪ - 2‬تقدم ذكرهذه البيات في أرجوزة " روض الزهر" في العمال العلمية الععتي قععامت علععى "‬
‫تفصيل عقد الدرر" لبي عبدالله بن غازي نقل عن مخطوطتهعا المحفوظعة بالخزانعة الحسعنية‬
‫بالرباط في مجموع برقم ‪.119‬‬

‫‪515‬‬
‫القراءة عليه من طرقها كما نجدها مثبتة في فهرسة نجله أبي زيد‬
‫عبدالرحمن المنجرة‪ ,‬ونقصر منها على المقصود مع اليجاز‪:‬‬
‫أســانيد القــراءة عنــد المــام المنجــرة مــن الطــرق‬
‫المغربية‪:‬‬
‫أقتصععر مععن الطععرق الععتي تفرعععت عععن المععام أبععي العلء‬
‫المنجععرة علععى طريععق ولععده أبععي زيععد عبععدالرحمن باعتبارهععا أهععم‬
‫الطععرق عنععه‪ ,‬كمععا أن بععاقي الطععرق عنععه موافقععة لهععا فععي فععروع‬
‫أسانيدها‪ ,‬وقد جمعها الشيخ أبو زيد في فهرسععته المشععهورة الععتي‬
‫وصلت إلينا مخطوطة في جزء متوسععط‪ ,‬ونجععتزئ منهععا بمععا يهمنععا‬
‫مما يتصل بالمحور العام الذي ينتظم رجال مدرسة ابن غععازي مععن‬
‫طريق أبي زيد بن القاضي ورجال مشيخته‪.‬‬
‫قال الشيخ أبو زيد عبدالرحمن بن إدريس المنجععرة فععي أول‬
‫)‪(1‬‬
‫فهرسته‪:‬‬
‫"الحمد لله الذي زيععن ذريععة نبينععا محمععد – صععلى اللععه عليععه‬
‫وسععلم – بتععاج الشععرف والكرامععة‪ ,‬وألبسععها حلععل المجععادة وحلععى‬
‫السيادة على سنن التقوى والستقامة‪.‬‬
‫ثم ذكر مقدمة طويلة في فضل العلم وفضععيلة العلمععاء ومععا‬
‫لهم على المة من حقوق‪ ,‬ومن طريف ما نقععل مععن ذلععك قععوله ‪":‬‬
‫قال أبو بكر بن العربي في كتاب " ري الظمآن في تفسير القرءان‬
‫" قال مالك رحمه الله ‪ " :‬نفقة العالم في بيت المال‪ ,‬فــإن‬
‫لم يكن فعلى جماعة المسلمين‪ ,‬فإن امتنعوا احتال فــي‬
‫استخراجها منهم‪ ,‬وأقلها ستون دينارا فععي السععنة‪ ,‬قععال مالععك‪:‬‬
‫فإن احتاج إلى الزيادة زيد")‪.(2‬‬

‫‪ - 1‬توجد فهرسته مخطوطة بالخزانة الحسنية بالرباط في مجموع برقم ‪ 11463‬وتبتععدئ فيععه‬
‫من الورقة ‪ 82‬إلى ‪.90‬‬
‫‪ - 2‬فهرسة أبي زيد عبدالرحمن بن ادريس المنجرة ورقة ‪.83‬‬

‫‪516‬‬
‫ثم ذكر عمود نسعبه إلعى أن بلعغ بععه النععبي صععلى اللعه عليعه‬
‫وسلم‪ ,‬كما بين أن اللقب الجاري على أهل بيته أي "المنجععرة" هععو‬
‫مععن أجععل خععدمتهم وملزمتهععم لمنجععرة جععامع القروييععن الكائنععة‬
‫بالقطانين وخدمتها بها يتحققون كل ذلك ول يشكون فيععه‪ .‬ثععم بعععد‬
‫تمام الكلم في ذلك ساق أسانيده في القراءة هكذا‪:‬‬
‫"قععرأت القععرءان العظيععم للئمععة السععبعة المشععهورين مععن‬
‫طريق "الشاطبية" و"التيسير" على شيخنا ووسيلتنا شيخ الجماعععة‬
‫بالقطر المغربي سيدي الوالد أبي العلء مولي ادريععس بععن محمععد‬
‫الشريف الحسني‪,‬‬
‫‪ -‬عن الستاذ المعمر المحقعق البركعة سعيدي أبعي عبعدالله سعيدي‬
‫محمععد بععن عبععدالله السععرغيني الهععواري عععن أبععي اليسععر سععيدي‬
‫عبععدالرحمن بععن أبععي القاسععم بععن القاضععي عععن أبععي زيععد سععيدي‬
‫عبدالرحمن السجلماسي‪ ,‬عن الخطيب البليغ المفتي سيدي محمد‬
‫الشريف المريي الحسني عن أبي القاسم بن ابراهيم عن الخطيب‬
‫البليغ شععيخ الجماعععة وقطععب الععدائرة المععام أبععي عبععدالله سععيدي‬
‫محمعد بعن غععازي العثمععاني‪ ,‬ععن العلمعة أبعي عبععدالله محمعد بعن‬
‫الحسين بن حمامة الوربععي النيجععي)‪ (1‬الشععهير بالصععغير‪ ,‬عععن أبععي‬
‫الحسن علي بن أحمد الورنتاجي الوهري‪ ,‬عن أبي وكيل ميمون بن‬
‫مساعد)‪ (2‬المصمودي الشهير بالفخار‪ ,‬عن أبي عبععدالله محمععد بععن‬
‫عمر اللخمي‪ ,‬عن أبي إسحاق الغافقي)‪ (3‬عععن أبععي عبععدالله محمععد‬
‫‪ - 1‬في الفهرسة " التجيبي" وهو تصحيف‪.‬‬
‫‪ - 2‬في الفهرسة تكرر لفظ " ميمون" مرتين‪.‬‬
‫‪ - 3‬هو أبو إسحاق ابراهيم بن أحمد الغافقي شيخ القراء والنحاة بسبتة من أكابر أصحاب أبععي‬
‫الحسين بن أبي الربيع‪ ,‬ولد بإشبيلية سنة ‪ 641‬وتوفي سنة ‪ 716‬كما قدمنا في ترجمته‪ .‬ومن‬
‫هنا يتبين أن في السند انقطاعا بين محمد بن عمر اللخمي وبينه لنععه ولععد سععنة ‪702‬هع ع كمععا‬
‫تقدم في ترجمته في أصحاب أبي الحسن بن سليمان القرطبي بفاس‪ ,‬وموت الغععافقي سععنة‬
‫‪ ,716‬وهي قريبة نوعا ما من ولدة اللخمي‪ ,‬والظاهر أن الساقط في السعند هعو أبعو عمعران‬
‫موسى بن محمد بن موسى ابن أحمد الصلحي المعروف بابن حدادة المرسي‪ .‬وقد تقدم في‬
‫ترجمة ابن عمرذكر شيوخه نقل عن صاحبه أبي زكريععا السععراج فععي فهرسععته )لوحععة ‪– 154‬‬
‫‪ 155‬المجلد ‪ (1‬أنه قرأ على أبي الحسن بععن سععليمان وعلععى أبععي عمععران ابععن حععدادة وأبععي‬
‫عبدالله محمد بن عبدالرزاق الجزولي وأبي عبدالله محمد بععن آجععروم الصععنهاجي‪ ,‬ولععم يععذكر‬
‫في شيوخه أبا إسحاق ابراهيم الغافقي‪ ,‬فدل علىوقوع انقطاع أو بتر في السععند بيععن اللخمععي‬
‫والغافقي‪.‬‬

‫‪517‬‬
‫بن محمد بن فحلون)‪ (1‬عن أبي بكر بن أحمععد بععن أبععي جمععرة عععن‬
‫أبيه عن أبي عمر الداني‪ ,‬عن عبدالعزيز بن محمد بن عبدالواحد‪...‬‬
‫وساق السند بقراءة ابن كثير إليه ثععم إلععى النععبي صععلى اللععه عليععه‬
‫وسلم‪.‬‬
‫تحويل‪ :‬وبالسند المذكور إلى ابن غععازي عععن أبععي عبععدالله‬
‫الصغير عن أبي العباس الفيللي عن أبي عبدالله الفخار السماتي‪,‬‬
‫عن أبي العباس أحمد بن علي الزواوي‪ ,‬عن أبي الحسن علععي بععن‬
‫سععليمان القرطععبي‪ ,‬عععن أبععي جعفععر بععن الزبيععر‪ ,‬عععن أبععي الوليععد‬
‫إسماعيل العطار‪ ,‬عن أبي بكر بن حسنون عن أبي محمععد عبععدالله‬
‫بن خلف بن بقي‪ ,‬عن أبي محمد عبدالله بن عمر بن العرجععا‪ ,‬عععن‬
‫)‪(3‬‬
‫أبي معشر الطبري وأبي العباس بن نفيس)‪ (2‬عن أبي عععدي عععن‬
‫أبي بكر بن سيف‪ ,‬عن أبععي يعقععوب يوسععف الزرق المصععري عععن‬
‫أبي سعيد عثمان ورش عن نافع بن عبععدالرحمن‪ ,‬ععن ابععن هرمععز‪,‬‬
‫عن أبي هريرة‪ ,‬عن أبي بن كعب‪ ,‬عن رسول الله صلى اللععه عليععه‬
‫وسلم‪ ,‬عن جبريل‪ ,‬عن اللوح المحفوظ‪ ,‬عن القلم‪ ,‬عن رب العععزة‬
‫سبحانه وتعالى‪.‬‬
‫ثم ذكر السند بقراءة نافع من رواية قالون من أبععي العبععاس‬
‫بن نفيس إلى قالون عن نافع‪ ,‬ثم ذكر أسانيد باقي السععبعة‪ ,‬وكلهععا‬
‫من طريق ابن نفيس عن السامري ثعم يتفعرع السعند بحسعب كعل‬
‫قارئ إليه‪:‬‬
‫سنده في "العشر الصغير" الخاص بقراءة نافع عند‬
‫المغاربة ‪ :‬طريق الزرق عن ورش‪:‬‬
‫قععال أبععو زيععد‪" :‬وقععرأت القععرءان العظيععم للئمععة العشععرة‬
‫النافعية بمضمن "تعريف" الحافظ أبععي عمععرو الععداني‪ ,‬و"تفصععيل"‬

‫‪ - 1‬تقدم ذكره في شيوخ أبععي الربيععع سععليمان بععن محمععد بععن حمععدون الشريشععي شععيخ أبععي‬
‫الحسن بن بري‪.‬‬
‫‪ - 2‬كتبت "يعيش"‪.‬‬
‫‪ - 3‬كتبت "بن" بدل عن‪.‬‬

‫‪518‬‬
‫ابن غازي‪ ,‬و"تقييد" الحامدي)‪ (1‬على الشيخ الوالد عن سيدي محمد‬
‫بن عياد المسراكي‪ ,‬عن أبي زيد بن القاضي‪ ,‬عن سيدي محمد بععن‬
‫يوسف السوسععي)‪ (2‬ععن أبعي عبعدالله سععيدي محمعد ابعن عبعدالله‬
‫المسععتغاني‪ ,‬عععن سععيدي محمععد بععن عبععدالرحمن الزروالععي‪ ,‬عععن‬
‫الخطيب المفتي سيدي عثمان بن عبد الواحععد اللمطععي‪ ,‬عععن أبععي‬
‫عبدالله بن غازي‪ ,‬والزواوي عن أبععي عبععدالله محمععد بععن الحسععين‬
‫النيجععي الشععهير بالصععغير‪ ,‬عععن أبععي العبععاس الفيللععي)‪ (3‬عععن أبععي‬
‫عبععدالله محمععد بععن عمععر اللخمععي عععن أبععي الحسععن بععن سععليمان‬
‫النصاري القرطبي وعن)‪ (4‬ابن حدادة عن أبي جعفر بن الزبير‪ ,‬عن‬
‫أبي الوليد الشهير بالعطار‪ ,‬عععن ابععن حسععنون الحميععري‪ ,‬عععن ابععن‬
‫بقي القيسي‪ ,‬عن أبي الحسين يحيى بن البيععاز‪ ,‬عععن الحععافظ أبععي‬
‫عمرو الداني عن أبي الحسععن طععاهر بععن غلبععون عععن ابراهيععم بععن‬
‫محمد بن مروان‪ ,‬عن ابن سيف)‪ (5‬عن أبي يعقععوب يوسععف الزرق‬
‫عن ورش عن نافع عن ابن هرمععز‪ ,‬عععن أبععي هريععرة عععن أبععي بععن‬
‫كعب عن النبي صلى الله عليه وسلم‪.‬‬
‫طريق عبد الصمد‪" :‬وأما رواية عبدالصمد العتقي فبه إلى‬
‫الداني فهي عن أحمد بن عمر القاضي‪ ,‬عععن أحمععد بععن جععامع عععن‬
‫بكر)‪ (6‬بن سهل عن عبدالصمد بن عبدالرحمن بععن القاسععم العتقععي‬
‫عن ورش عن نافع بسنده‪.‬‬
‫ثم ذكر السند من طريق أبي بكر الصععبهاني إلععى ورش‪ ,‬ثععم‬
‫باقي أسانيد الباقين من الطرق العشرة كما في التعريف‪.‬‬
‫ةةةةةةة ةة ةةةةة ةةةةةةةة‪:‬‬

‫هو كتاب "أنوار التعريف" للجزولي‪.‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪1‬‬

‫هو التملي‬ ‫‪-‬‬ ‫‪2‬‬

‫سقط ذكر أبي العباس الفيللي من السند في الفهرسة‪.‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪3‬‬

‫في الفهرسة " عن"‬ ‫‪-‬‬ ‫‪4‬‬

‫في الفهرسة " يوسف"‪.‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪5‬‬

‫في الصل عن أبي بكربن سهل‪.‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪6‬‬

‫‪519‬‬
‫ثم ذكر فعي فهرسعته سعنده بقعراءة الئمعة الثلثعة الزائديعن‬
‫على السبعة مما تضمنته كتب ابععن الجععزري فعي ذلععك مععن طريععق‬
‫والده أبي العلء ادريس مما قرأ بععه بالععديار المصععرية علععى شععيخه‬
‫أبي عبدالله محمد بن قاسم بن إسماعيل البقري‪ ,‬عن زيععن الععدين‬
‫عبدالرحمن اليمني‪ ,‬عن الشيخ شحاذة‪ ,‬عن ناصر الععدين الطبلوي‪,‬‬
‫عن زكريا النصاري عن رضوان العقبي عن الحافظ ابن الجزري‪...‬‬
‫ورفع السند من طريقه‪.‬‬
‫ثم ذكر السند بها من طريق والده عن جده عبععدالرحمن بععن‬
‫عبدالقادر الفاسي عن أبي عبععدالله محمععد بععن عبععدالله بععن طععاهر‬
‫الفيللي عن أبي فارس عبدالعزيز بن أحمد الوكروتي التواتي‪ ,‬عن‬
‫الشيخ سلطان المزاحي المصري الزهري بسنده‪.‬‬
‫ثم من طريق والده عن قطب الحرم الشيخ إسععماعيل‪ ,‬عععن‬
‫الشععيخ الشبراملسععي‪ ,‬عععن الشععيخ الحلععبي صععاحب السععيرة‪ ,‬عععن‬
‫القاضي شمهروش عن المصطفى "صلى الله عليه وسلم")‪.(1‬‬
‫ذلك ملخص أسعانيد أبعي العلء المنجعرة فعي القعراءات معن‬
‫طريقي المغاربة والمشارقة كما أثبتها ولده أبو زيععد فععي فهرسععته‪,‬‬
‫وقد ذيلها بأسانيده في باقي علوم الرواية‪.‬‬
‫ومن مقارنتها على أسانيد البوعناني والتملععي وابععن القاضععي‬
‫نجد أنها جميعا تشترك في المحور العام الذي يمر عبر طريق ابععن‬
‫غازي وشيخه الصغير‪ ,‬كما أنها جميعا تتفععرع إلععى محععورين‪ :‬محععور‬
‫يمر عبر طريق أبي عمرو الداني‪ ,‬إما مععن طريععق "التيسععير" وإمععا‬
‫من طريععق "التعريععف"‪ ,‬ومحععور يمععر عععبر طريععق أبععي محمععد بععن‬
‫العرجعا القيروانعي ععن ابععن نفيعس‪ ,‬وأمعا معا وراء ذلععك فإنمعا هعو‬
‫اختلفات يسيرة في بعض الطرق الفرعية‪.‬‬

‫‪ - 1‬هذا من نماذج أسانيد بعض قراء المدرسة المغربية من طريق الجن‪ ,‬وسععيأتي ذكععر نمععاذج‬
‫من ذلك عن قريب‪.‬‬

‫‪520‬‬
‫ومزية أسانيد الشيخ أبي العلء المنجرة أنها معززة بععالطرق‬
‫المشرقية عبر كتب الحافظ ابن الجزري‪ ,‬وقععد تقععدم أنععه أول مععن‬
‫انتشرت على يده هذه الطرق في "العشر الكبير"‪ ,‬وكععان المغععرب‬
‫منه خاليا كما تقدم في قععول صععاحبه المضععغري فععي كتععابه "نزهععة‬
‫النظار"‪.‬‬
‫أهميععة كتععاب النشععر لبععن الجععزري فععي وصععل‬
‫المدرسة المغربية بالمشرقية وفرح أئمة القراء فععي‬
‫المغرب بدخوله‪:‬‬
‫وقد كانت كتب ابن الجزري نادرة فععي اليععدي فععي المغععرب‬
‫إلى وقت متأخر جدا‪ ,‬وخاصة منها "كتاب النشر"‪ ,‬فمع تقععدم وفععاة‬
‫ابن الجزري سنة ‪833‬هع فإن هذا الكتععاب لععم يصععل إلععى المغععرب‬
‫وخاصة إلى فاس إل بعد منتصف المائة الحادية عشرة تقريبا‪.‬‬
‫فهذا أبــو العبــاس أحمــد المنجــور )ت ‪ (995‬يقــول‬
‫في آخر أجوبته)‪ (1‬على أســئلة أبــي الفــوارس أحمــد بــن‬
‫محمــد المســيري المصــري نزيــل قســنطينة بــالجزائر ‪":‬‬
‫وطالبا من كمال فضــله أن ل ينسـانا مـن صـالح دعـواته‬
‫فــي خلــواته وجلــواته‪ ,‬وأن يطلعنــا علــى كتــاب "نشــر‬
‫القراءات العشر" للمام ابــن الجــزري‪ ,‬ويتحــف بفــوائده‬
‫هذه البلد"‬
‫وهذا المام أبو زيد بن القاضععي علععى كععثرة مرويععاته وسعععة‬
‫نقوله في كتبه وخاصة في "الفجر السععاطع" يععذكر فععي بععاب المععد‬
‫منه عند إيراده لمذهب ابن الجزري في إسقاط وجععه الشععباع فععي‬
‫لفععظ "سععوءات" قععوله ‪ " :‬ولم أر مـن تــآليفه غيــر "تقريــب‬
‫النشر")‪ (2‬الدال على قوة حفظه وكثرة مطالعته لكتب القوم")‪.(3‬‬
‫‪ - 1‬تقدمت الشارة إلى هذه الجوبة في ترجمة المنجور في مشيخة القراء من مدرسععة ابععن‬
‫غازي في العدد الذي قبل هذا‪ ،‬وما نقلناه منها هنا ذكره في ختام الجوبة وبه ختم‪.‬‬
‫‪ - 2‬هو كتاب قيم لبن الجزري اختصر فيه كتاب " النشر" فرغ منه كمعا فعي آخعره يعوم الحعد‬
‫عاشر محرم سنة ‪814‬هع وعندي مصورة منه عن أصل خطي ‪ 80‬لوحة‪ .‬وأوله قوله ‪ ":‬الحمععد‬
‫لله على التقريب والتيسير‪"..‬‬
‫‪ - 3‬الفجر الساطع في شرح الدرر اللوامع لبن القاضي )باب المد(‪.‬‬

‫‪521‬‬
‫وقال في آخر كتاب "إيضاح ما ينبهم على الورى مععن قععراءة‬
‫عالم أم القرى" بعد أن قرر اللفاظ الواردة في التكبير للبزي عععن‬
‫ابن كثير‪ ":‬وبعدما سطرت هذا بسنين كثيرة قدم بعض الئمععة مععن‬
‫المشرق‪ ,‬وأتى بع"النشر" لبن الجزري ولم يدخل قبل هذا لمغربنععا‬
‫قط‪ ,‬فطالعته فوجدته ذكر هذه المسألة")‪.(1‬‬
‫وسبب هذا التأخر بل شك هو انقطاع الرحلععة وضععمور شععأن‬
‫العناية بالرواية وخاصة في المائة العاشععرة‪ ,‬علععى عكععس مععا كععان‬
‫عليه المر في العصور الماضية حين كان التأليف ل يكاد يفرغ منععه‬
‫مؤلفه حتى يجد طريقه إلى هذه الجهات كما وقع بالنسبة لشععروح‬
‫الشاطبية وخاصة لشرحي أبي شامة والجعبري‪.‬‬
‫ولهذا كان لدخول "كتاب النشر" آخر المر إلى فععاس صععدى هععائل‬
‫استحق مثل هذا التنعويه معن أبععي زيعد بعن القاضعي‪ ,‬وإن كعان لعم‬
‫يتفضل بتسمية من أدخله من الئمة‪ ,‬وهو على كعل حعال غيععر أبععي‬
‫العلء المنجرة لن رحلته إلى المشرق كانت ع ع كمععا قععدمنا عع سععنة‬
‫‪1108‬هع أي بعد موت ابن القاضي بربع قرن‪.‬‬
‫وقد عبر عن مبلغ الفرحة بدخول هذا الكتاب أيضا الشيخ أبو‬
‫المكارم محمد الراضي بن عبدالرحمن السوسي النف الععذكر فععي‬
‫أصحاب ابن القاضي فيما وقفت عليه له في كتاب في قععراءة ابععن‬
‫كثير)‪ (2‬قال في آخره بصدد الحديث عن مسععألة معن افتتععح الركعععة‬
‫التي يختم بها القرءان بأم الكتاب ثععم يععرد أن يبتععدئ القععرءان مععن‬
‫سورة البقرة‪ ,‬هل يفتح بأم القرءان لبتععدائه القععرءان مععن أولععه‪..‬؟‬
‫قال‪:‬‬

‫‪ - 1‬تقدمت الشارة إلى هذا الكتاب من تحقيق الستاذ محمد بلوالي وبإشراف أستاذنا الدكتور‬
‫التهامي الراجي‪.‬‬
‫‪ - 2‬أشارالستاذ سعيد أعراب إلى كتعاب فعي قععراءة المكعي للراضعي يشعبه أن يكعون هعو معا‬
‫وقفت عليه في خزانة خاصة " القراء والقراءات بالمغرب ‪."114‬‬

‫‪522‬‬
‫"ولما من "الله علينا بدخول " كتاب النشر" لمدينة‬
‫فاس ولم يــدخلها قــط فيمــا ســلف مــن الزمــان وجــدته‬
‫تكلم عليها‪ ,‬وأفصح وبين المراد‪ ,‬فجزاه الله خيرا")‪.(1‬‬
‫وأهمية أبعي زيععد المنجععرة ليععس فقععط أنععه أدخععل مثععل هععذا‬
‫الكتاب‪ ,‬ولكن أنه أدخل القراءة بمضععمنه ومععا اشععتمل عليععه بععاقي‬
‫كتبه مععن الطععرق كالععدرة والتحععبير‪ ,‬فكععان بععذلك رائدا فععي إدخععال‬
‫القراءات العشر من هذه الطريق‪ ,‬وناشععرا لمععذاهب ابععن الجععزري‬
‫في القراءة والداء‪ ,‬وأسلوبه أيضا في جمع القراءات‪.‬‬
‫وقععد فصععل أسععلوب الخععذ بطريقععة الجمععع والرداف وذكععر‬
‫الكثير مما قرره الحافظ ابن الجزري في "النشر" في كتابه "نزهة‬
‫الناظر والسامع في إتقان الداء والرداف الجامع")‪ ,(2‬وبين النماط‬
‫المعروفة في الجمع‪ ,‬ثم عقد فصل تحت عنوان "فصععل فععي كيفيععة‬
‫الجمع المأخوذ به عندنا"‪ ,‬وفيه بين أنه مركب من النمطين‪ :‬الجمععع‬
‫بعالحرف والجمعع بعالوقف‪ ,‬ثععم سععاق تطبيقععات علععى ذلععك حسععب‬
‫الطععرق والوجععوه المععأخوذ بهععا للسععبعة ثععم للعشععرة‪ ,‬ثععم للطععرق‬
‫العشرة النافعية وساق تطبيقا عمليا على قوله تعالى "فكيف آسى‬
‫علععى قععوم كععافرين" فععي سععورة العععراف فوصععف كيفيععة أدائهععا‬
‫وقال ‪":‬فتعاتي للزرق بسعتة أوجعه ‪:‬ثلثعة فعي الهمعزة‪ ,‬وثلثعة فعي‬
‫اللف الممال‪ ,‬وكلها مع الفتح والمالة فععي ألععف "آسععى"‪ ,‬ثععم تمععر‬
‫على قوله "كافرين" فتدخل بالمالة للخوين‪ ,‬وهمععا يوسععف الزرق‬
‫وعبد الصمد العتقي‪ ,‬ثم تردف الفتحة‪ ..‬إلخ‪.‬‬
‫وهذا النمط الذي وصفه الشيخ المنجرة في هذا الكتععاب هععو‬
‫جار على حسععب الطريقععة البسععيطة الععتي كععان يقععرأ بهععا "العشععر‬
‫الصغير" لهذا العهد‪ ,‬ثم ظهرت عند المتععأخرين الطريقععة التركيبيععة‬
‫المتبعة الن وهي متداخلة مع العشعر الكعبير‪ ,‬ولعذلك لعم يععد أحعد‬

‫‪ - 1‬تقييد في قراءة ابن كثير للراضي السوسي )مخطوط(‪.‬‬


‫‪ - 2‬تقدم ذكر الكتاب واستفادة مؤلفه من كتاب أبي الحسن بن سليمان القرطبي المسععمى "‬
‫ترتيب الداء وبيان الجمع في القراء"‪.‬‬

‫‪523‬‬
‫يمكنه أن يقرأ لنععافع بععالطرق العشععرة إل بعععد تحققععه مععن العشععر‬
‫الكبير‪ ,‬لنه أصبح عند المشعايخ مركبعا عليعه‪ ,‬ولهععذا طعالت أردافععه‬
‫وتعقدت رموزه تعقيدا ل مزيد عليه‪ ,‬ول أحسب أن الشيخ المنجععرة‬
‫قععد كععان يأخععذ بهععذا السععلوب الععذي يكععاد يععدخل إتقععانه فععي بععاب‬
‫الخوارق والمعجزات‪.‬‬
‫وكما تعددت الطععرق عععن أبععي العلء المنجععرة فقععد تعععددت‬
‫بعده عن ولده أبي زيد وسارت الرواية في كل جهات المغرب مععن‬
‫طرقه عن أبيه‪ ,‬وهذه أهمها‪:‬‬
‫طريــق أبــي عبــدالله محمــد بــن عبدالســلم‬ ‫‪-1‬‬
‫الفاسي وهي أهم طرقه على الطلق وستأتي‪.‬‬
‫طريق أبي عبدالله محمد بــن عمــر بــن محمــد‬ ‫‪-2‬‬
‫الهواري الوطاوي‪.‬‬
‫هو صاحب كتاب "تهععذيب رسععم الئمععة السععبعة مععن طريععق‬
‫التيسير والشاطبية"‪ ,‬ومعلوماتنا عنه إنما هععي مععن خلل مععا ذكععره‬
‫في مقدمة كتابه هذا‪ ,‬وقد بدأه بقوله‪ ":‬الحمد لله الععذي مععن علينععا‬
‫بوراثة كتابه‪ ,‬ووفقنا لدمان تلوته‪ ,‬وشرفنا بقراءته وحمله‪...‬‬
‫خخخخ خخخخ " خخخخخ خخخ خخخخخخ خخخخخخ خخ خخخخ‬
‫" خخخخخخخ" خخخخخخخخخ" خخخخخ خخ خخخ خخخخ خخخخ‬
‫خخخخخخ‪ ...‬خخخخخخ خخ خخخ خخخخخ خخخخخخخخ خخخخخخخخ‪:‬‬
‫‪ -‬الول المعام المعدرس الععالم المحقعق المتقععن المجعود الععارف‬
‫بأداء التلوة وأحكام القراءة‪ ,‬المتفنععن فععي علععوم شععتى‪ ,‬المرحععوم‬
‫بكرم الله سبحانه‪ ,‬شيخنا وقدوتنا ومقرئنا سيدي محمععد بععن الحععاج‬
‫التلمساني ع غفر الله له وأسكنه فسيح الجنات بمنه – كان – رحمه‬
‫الله – له اعتناء بالتجويد والتدريس بمدينة تازة‪ ,‬وكان مقععدما علععى‬
‫غيره لقوة حفظه‪ ,‬وكنت مقيمععا عنععده بالزاويععة الناصععرية بالمدينععة‬

‫‪524‬‬
‫المذكورة‪ ,‬معتكفا على قراءة الجماعة‪ ,‬ملزما لععه حععتى نلععت منععه‬
‫المطلوب‪ ,‬ووفيت المرغوب‪.‬‬
‫وأراد السفر إلى بني تعوزين عنععد سعيدي عبععدالله بعن أحمعد‬
‫التوزيني خادم الزاوية الناصرية بتلك البلد‪ ,‬فخرج مسافرا إلى عند‬
‫الشععيخ المععذكور سععنة سععت وخمسععين ومععائة وألععف )‪1156‬هععع(‪,‬‬
‫واستخلفني في موضعه في المدرسة لقراءة القععرءان مععع الطلبععة‬
‫على سبيل النيابة‪ ,‬وبقي في سفره شهرين وأياما‪.‬‬
‫والــتزمت موضــعه‪ ,‬وامتثلــت أمــره حــتى قــدم مــن‬
‫ســفره‪ ,‬وأردت النتقــال إلــى مدينــة فــاس عنــد الشــيخ‬
‫الجليــل العلمــة البحــر الفهامــة شــيخ الــوقت وإمــام‬
‫المحققين شيخ البركة ســيدي ومــولي عبــدالرحمن بــن‬
‫ادريس الشريف الحسني أطال الله بقاءه‪.‬‬
‫فلما عزمت على النتقال دعا لــي بالنتفــاع ودوام‬
‫الحفظ‪ ,‬وودعني على خير عند الشيخ مولي عبدالرحمن‬
‫ابــن ادريــس بمدينــة فــاس المحروســة بــالله‪ ,‬فســمعت‬
‫قراءة الجماعة من فيه مشــافهة مــن أول الفاتحــة إلــى‬
‫آخر الناس‪ ,‬ثم ختمت ختمة أخرى كان يسمع وأنا أتوخى‬
‫المثل بين يديه‪ ,‬فلمـا سـمع منـي ذلـك أجععازني فععي كتععاب‬
‫بإتقان الرواية والضبط للتلوة‪ ,‬على عادة المتقععدمين‪ ,‬فععزال عنععي‬
‫اختلج الظنون والوهععام‪ ,‬ويكععون الكتععاب شععاهدا بيععن يععدي الملععك‬
‫العلم‪ ,‬وختم لي بالدعاء بالخير والبركة والفتح ودوام الحفظ‪.‬‬
‫"وأراد السفر أيضا إلى مدينة مراكععش وحوزهععا فاسععتخلفني‬
‫في موضعه بالعنزة بالقرويين لتلوة القرءان مع الطلبععة‪ ,‬فععامتثلت‬
‫أمره‪ ,‬ولزمت موضعه ثلثة أشهر حتى قدم من سفره عععام إحععدى‬
‫وستين ومائة وألف )‪1161‬هع( على سبيل النيابة‪.‬‬
‫"ولما كان اعتمادي في القراءة على هذين المامين اعتمدت‬
‫عليهما في الرسم‪ ,‬فإذا اختلفا في شيء في الرسم نذكر لكععل مععا‬
‫‪525‬‬
‫له فيه كما تلقيته مشافهة‪ ...‬ثم ساق الرسم مقتصرا على "فععرش‬
‫الحروف" من الفاتحة إلى آخر القرءان‪ ,‬يضع أمام كععل كلمععة تقععرأ‬
‫باختلف رمزها كقوله " فيهي هععدى" ")بععع( " يؤمنععون" )كضععبط(‪..‬‬
‫إلخ)‪.(1‬‬
‫‪ -3‬طريق العلمة المقرئ محمد بن علي العاجي الجــائي‬
‫من كتابه " جمع المنافع في طرق المام نافع"‪.‬‬
‫هععذا المقععرئ الجليععل مععن مقععرئي الجهععات الشععمالية مععن‬
‫المغعرب‪ ,‬ومعلوماتنععا عنععه إنمععا هعي معن خلل مععا جعاء فعي كتعابه‬
‫المذكور‪ ,‬وقد وقفت عليه في مخطوطة فريععدة بالخزانععة الحسععنية‬
‫بالرباط برقم ‪ ,6294‬فرغ المؤلف منععه فععي ذي الحجععة مععن سععنة‬
‫‪1203‬هععع‪ ,‬وتاريععخ نسععخه ‪ 21‬شععوال عععام ‪1257‬هععع‪ ,‬وقععد افتتحععه‬
‫بقوله‪:‬‬
‫"الحمععد للععه الععذي فععي الرحععام صععورنا‪ ,‬ولعبععادته مسععلمين‬
‫أبرزنا‪ ,‬وله الشكر على ما أولنا من نعمه‪ ,‬من ذلععك أن جعلنععا مععن‬
‫حفاظ كتابه‪ ,‬ومتعنععا بالتصععرف فععي روايععاته‪ ...‬أمععا بعععد فالمقصععود‬
‫بحول اللععه وقععوته تععأليف أردت – إن شععاء اللععه ‪ -‬أن يكععون جامعععا‬
‫للقراءات العشرية على ما رويته عن شيخنا ومفيدنا العالم العلمععة‬
‫الجععامع الحععافظ ذي الجععد والتجويععد‪ ,‬المرتقععي فععي العلععوم الغايععة‬
‫القصععوى‪ ,‬المععولى بفععاس فععي مسععجد الشععرفاء أبععي زيععد سععيدي‬
‫ومولي عبدالرحمن بن ادريععس المنجععرة الشععريف الحسععني نفعنععا‬
‫الله ببركاته وبدعائه الصالح‪ .‬ثم ساق سنده عنه فقال‪:‬‬
‫سنده عن أبي زيـد المنجــرة‪ " :‬حسععبما أخععذ ذلععك عععن‬
‫والده سيدي ومععولي ادريععس بععن محمععد المنجععرة الشععريف‪ ,‬عععن‬
‫سععيدي محمععد الهععواري السععرغيني‪ ,‬عععن سععيدي عبععدالرحمن بععن‬

‫‪ - 1‬وقفت على هذا التقييد مرات في خرائن خاصة ويقع في نحو ‪ 30‬ورقة‪ ,‬وقد أشار إليه في‬
‫مخطوطات الخزانة الحسنية بالرباط في فهرستها ‪ 78 /6‬ال أنه ظنه محمد بن شعبان )يريععد‬
‫ابن سفيان( الهواري ت عام ‪ .415‬ونقل عنه أيضا الستاذ سعيد أعراب في القراء والقراءات‬
‫بالمغرب ‪.135 – 134‬‬

‫‪526‬‬
‫القاضي‪ ,‬عن سيدي عبدالرحمن السجلماسي عن الخطيب المفتي‬
‫سيدي محمد المريي الحسني‪ ,‬عن أبي القاسععم بععن إبراهيععم‪ ,‬عععن‬
‫الخطيب شيخ الجماعة سيدي محمد بن غازي‪ ,‬عععن سععيدي محمععد‬
‫بن الحسين بن حمامععة الوربععي النيجععي شععهر بالصععغير‪ ,‬عععن أبععي‬
‫الحسن علي بن أحمد الورتناجي الوهري‪ ,‬عن أبي وكيل ميمون بن‬
‫مساعد المصمودي المشهور بالفخار‪ ,‬عن أبي عبدالله ‪ (1) ...‬محمععد‬
‫بن فحلون‪ ,‬عن أبي بكر بن أحمد بن أبي جمرة‪ ,‬عن أبيه‪ ,‬عن أبععي‬
‫عمرو الداني"‪...‬‬
‫ثم ذكر السند متصل عن محمد بن أحمععد كععاتب ابععن مجاهععد‬
‫عن ابن مجاهد صاحب السبعة في القراءات وقال‪ " :‬ونرتععب ذلععك‬
‫– إن شاء الله – على ترتيب المصحف الكريم‪ ,‬ونعبين معا جعرى بعه‬
‫العمل المأخوذ به عن شيخنا المععذكور‪ ,‬وننبععه علععى فواصععل الميععم‬
‫لبي عون المخلص من "عدد" المنتوري)‪.(2‬‬
‫ثم ترجم لنافع وذكر الرواة عنه في الطرق العشرية مستهل‬
‫لها بطرق ورش الثلثة ثم ذكر بععاقي طععرق الععرواة وقععال‪ ":‬وعلععى‬
‫هذا الترتيب قرأنا في حالة الجمع بين هؤلء العرواة اسعتحبابا‪ ,‬ولن‬
‫الترتيب عند القراء ليس بشرط"‪.‬‬
‫وهكععذا أخععذ فععي اسععتعراض مععادة الكتععاب ومسععائل الوفععاق‬
‫والخلف بين الرواة مفتتحا مباحثة بباب الستعاذة‪.‬‬
‫وأكثر نقوله في الكتاب عن كتب المغاربة في الفععن وخاصععة‬
‫عن المام أبي عمرو الداني في "التعريف" و "إيجاز البيععان" وأبععي‬
‫علي الزياتي وأبي وكيل ميمون في " تحفععة المنععافع" وابععن غععازي‬
‫ومحمد بن يوسف التملي ومسعود جموع السجلماسي وعن شيخه‬
‫أبي زيد المنجرة‪ ,‬وينقل من المشارقة خاصة عن ابن الجزري‪.‬‬

‫‪ - 1‬يعني كتاب المنتوري في العد بعنعوان " ري الظمعآن فعي ععدد آي القعرءان"‪ ,‬وهوموضعوع‬
‫رسالة الطالب السيد بوشبكة عبد المجيد مععن كليععة آداب الربععاط بإشععراف الععدكتور التهععامي‬
‫الراجي الهاشمي‪.‬‬
‫‪ - 2‬يوجد مخطوط بخزانة تطوان تحت رقم ‪ 125‬كما في فهرسة الخزانة المذكورة‪.‬‬

‫‪527‬‬
‫وختم الكتععاب بقععوله‪ ":‬علععى يععد ملفقععه لنفسععه ولمععن يحتععاج إليععه‬
‫ويرضى به من أبنععاء جنسععه محمععد بععن علععي العععاجي الجععائي دارا‬
‫ومنشئا‪ ,‬وذلك يوم الربعاء بعد صلة العصر رابععع عشععر مععن شععهر‬
‫الله المعظم ذي الحجة سنة ‪1203‬هع"‪.‬‬
‫هذا آخر الكتاب‪ ,‬ووقفت للمؤلف أيضا على ذكر كتاب فععي "‬
‫القراءات الثلث" الزائدة على السبع مما يدل علععى تمكنععه وسعععة‬
‫مجاله وبعد مداه في هذا العلم رحمه الله‪.‬‬
‫‪-‬ومن أصحاب محمد بن علي العاجي المذكور ‪ :‬عبد‬
‫السلم الصيدي الحسني‬
‫ولم أقف له عل ترجمة مستقلة‪ ,‬وإنما وقفععت علععى سععنده متصععل‬
‫بالعاجي المذكور‪ ,‬وذلك فععي مقدمععة كتععاب تضععمن رمزيععة للعشععر‬
‫الكبير بعنوان " البدور النيرة فععي رمععوز القععراءة العشععرية" مبتععور‬
‫من أوله‪ ,‬وهذه الرمزية بمثابععة إجععازة علميععة كتبهععا مؤلفهععا أو أذن‬
‫في كتابتها لبعض تلمذته‪ ,‬إل أن تعييععن المؤلععف والتلميععذ قععد فاتنععا‬
‫بسبب البتر المذكور‪ ,‬ونص ما ذكر المؤلععف المجيععز بهععا قععوله فععي‬
‫خاتمتها‪:‬‬
‫"انتهت على يد كاتبها ثم لمن شاء الله تععالى معن بععده‪ ,‬والكععاتب‬
‫المععذكوري أصععل التطععاوني دارا‪ ,‬الزروالععي منشععئا – كععان اللععه لععه‬
‫وتوله – قال ‪:‬‬
‫" أخذ ذلك عني " الصيدي الخيعاطي"‪ ,‬أخعذ تلعك القعراءة مشعافهة‬
‫عني رواية ودراية‪ ,‬حسبما أخذت ذلك وتلقيتععه مشععافهة أيضععا عععن‬
‫شععيخنا ووسععيلتنا إلععى ربنععا سععيدي عبدالسععلم المععدعو الصععيدي‬
‫الحسني عن شيخه سيدي أحمد الفيللي‪ ,‬وعن شيخه سيدي محمد‬
‫بن علي العاجي نسبا‪ ,‬عن شيخه سيد الجماعة )كذا( بفاس سععيدي‬
‫ومولي عبدالرحمن بن ادريععس المنجععرة الشععريف الحسععني‪ ,‬عععن‬
‫والععده سععيدي ادريععس المععذكور عععن سععيدي محمععد الهععواري‪ ,‬ععن‬
‫سعععيدي عبعععدالرحمن بعععن القاضعععي‪ ,‬ععععن سعععيدي عبعععدالرحمن‬
‫‪528‬‬
‫السجلماسي عن الخطيب المفتي سيدي محمد المريععي الحسععني‪,‬‬
‫عن أبي القاسم بن ابراهيم‪ ,‬عععن الخطيععب شععيخ الجماعععة سععيدي‬
‫محمد بن غازي‪ ,‬عن سيدي محمد بن الحسين بن حمامععة الوربععي‬
‫النيجععي)‪ (1‬الشععهير بالصععغير‪ ,‬عععن أبععي الحسععن علععي بععن أحمععد‬
‫الورتنععاجي)‪ (2‬الععوهراني)‪ ,(3‬عععن أبععي وكيععل ميمععون بععن مسععاعد‬
‫المصموي الشهير بالفخار‪ ,‬عن أبي عبدالله محمد بن فحلون)‪ (4‬عن‬
‫أبي بكر بن أحمد بن أبي جمرة عن أبيه عن أبي عمرو الداني عععن‬
‫محمد بن أحمد الكاتب عن أحمد بن موسى")‪ (5‬عن مضر بن محمد‬
‫‪.....‬إلخ ورفع السند إلى ابن كثير المكي بسععنده إلععى النععبي صععلى‬
‫الله عليه وسلم كما هو مذكور في كتاب السبعة" لبععن مجاهععد‪ ,‬إل‬
‫أنه قال في تمام السند‪":‬هذا إسناد المغاربة في السبعة")‪.(6‬‬
‫وبععه أنهععى الرمزيععة المععذكورة‪ ,‬ولعلععه يعنععي بقععوله "إسععناد‬
‫المغاربععة" إسععنادهم مععن طريععق "التيسععير" وكععذا مععن طريععق‬
‫الشاطبية‪ ,‬ثم يتفرع من المام الداني في كععل روايععة بحسععبها كمععا‬
‫هو معلوم من "التيسير" لبي عمرو الداني المذكور‪.‬‬

‫‪ - 1‬في الصل " التجيبي"‪ ,‬ولعل التصحيف من المجيز كما تقدم في سنده المذكور في " جمع‬
‫المنافع"‪.‬‬
‫‪ - 2‬في الصل " التنوخي"‪ ,‬ولعلها محرفة عن الورتناجي كما هو مذكور في ترجمته‪.‬‬
‫‪ - 3‬كذا في الصل‪ ,‬والمعروف في نسبه " الوهري" نسبة إلى وهرة ل إلى وهععران ول أعععرف‬
‫وجه نسبته‪.‬‬
‫‪ - 4‬في السند انقطاع أيضا كما تقدم بين الفخار ويبن ابن فحلون المذكور كما تقدم‪ ,‬مما يععدل‬
‫على أن الخطأ من الشيخ المجيز أو من بعض شيوخه الذين أجازوه‪.‬‬
‫‪ - 5‬المراد به أبو بكر بن مجاهد صاحب "كتاب السبعة في القراءات"‪.‬‬
‫‪ - 6‬وقفت على هذه الرمزية وفي آخرها السند المذكور في خزانة الشيخ المقرئ السيد أحمد‬
‫بن الطاهر الشيظمي المعروف بالكونطري شععيخ القععراء والقععراءات السععبع بمدرسععة " أحععد‬
‫الدرى" بنواحي الصويرة حفظه الله‪.‬‬

‫‪529‬‬
‫الفصل الثــالث‪ :‬أهــم الطــرق المغربيــة‬
‫من طريق أبي زيد المنجرة "طريق أبي‬
‫عبد الله محمد بن عبدالســلم الفاســي‬
‫شيخ الجماعة )ت ‪(1214‬‬
‫تعتبر طريق شيخ الجماعة أبي عبدالله محمد بن عبدالسععلم‬
‫الفاسي أهم طريق للمغاربة المتأخرين فععي القععراءات‪ ,‬كمععا يعتععبر‬
‫الشيخ ابن عبدالسلم قيدوم هذه المدرسعة وحامععل لوائهعا وأسعتاذ‬
‫الساتذة المبرزين فيها وآخر أعلم المشيخة الععذين واصعلوا السععير‬
‫علععى منهععاج المععام ابععن غععازي‪ ,‬ونهجععوا للقععراء المتععأخرين نهجهععا‬
‫الحب‪ ,‬ووضعوا في هيكلها العتيد آخر اللبنات‪ ,‬وقد جععاءت جمهععرة‬
‫السانيد الباقية إلى اليوم في أيدي مشايخ القراءة وتلمععذتهم فععي‬
‫هذه الطريق من جهته حتى ل يوجد ما ينافسععها فععي ذلععك فععي مععا‬
‫نعلم‪ ,‬ولهذا نجد السناد منهععا قععد عععم أطععراف البلد وبلععغ أقصععاها‬
‫شرقا وغربا وشمال وجنوبا‪ ,‬ولعععل مرجععع ذلععك فععي السععاس إلععى‬
‫نباهة شأنه في هذا العلم‪ ,‬وطول تصععدره‪ ,‬وكععثرة تنقلععه فععي البلد‬
‫طلبا لهذا الشأن‪ ,‬ومتقصيا لماثل رجاله وأعيان المتصدرين لفادته‬
‫فععي عامععة الجهععات المشععهورة بععذلك‪ ,‬ومسععتقرئا لسععاليبهم فععي‬
‫القراء وأحوالهم في القراءة والداء حتى بلغ في ذلك الشأو الععذي‬
‫ل طال‪.‬‬
‫أما نسبه فهو محمد ع بضم الميم ع بن عبدالسلم بن محمد ع‬
‫بفتحها ع بن عبد السلم بن العربي بن يوسف الفاسي‪ .‬ولععد بفععاس‬
‫في حدود سنة ‪1130‬هع‪ ,‬ونشأ بها نشأة عفة وصععلح‪ ,‬وتعلععم علععى‬
‫مشيخة العلعم والقعراءة بهعا‪ ,‬فحفعظ القعرءان علعى عليعة أسعاتذة‬
‫القععراءة بهععا‪ ,‬وتخععرج فععي حلقععات العلععم بععالقرويين وغيرهععا حععتى‬
‫استولى علععى المععد فععي ذلععك وكععان كمععا وصععفه صععاحب السععلوة‬
‫"حافظا جامعا راسخ الملكة فعي أكعثر الفنعون‪ ,‬كعالنحو والتصعريف‬
‫واللغة والحسععاب والعععروض والتاريععخ وأنسععاب العععرب وأيععامهم‪...‬‬

‫‪530‬‬
‫والحديث والتفسير وعلوم القراءات وأحكام الروايات‪ ,‬واعتمد فععي‬
‫ذلك على جماعة من العلماء النحارير يطول ذكرهععم‪ ,‬كالشععيخ أبععي‬
‫حفص الفاسي‪ ,‬والشيخ أبي عبدالله محمد بن طاهر‪ ,‬والشععيخ أبععي‬
‫عبدالله محمد بن الحسين الجندوز المصمودي‪ ,‬والشيخ أبي السعد‬
‫عبدالمجيد بععن علععي الزيععادي‪ ,‬والشععيخ أبععي زيععد عبععد لرحمععن بععن‬
‫ادريس المنجرة الحعسني‪.(1) "...‬‬
‫وقد توج الشيخ ابن عبدالسععلم أخععذه للقععراءة بععالتلقي عععن‬
‫مشيخة بلد لمطة على طريقهم المشهورة بإتقان التجويد والعنايععة‬
‫التامة بمخارج الحروف والصفات‪ ,‬وذلك حين رحل إليها فأخععذ عععن‬
‫الشيخ العلمة الجليل أبي العباس أحمد بن عبععدالعزيز بععن الرشععيد‬
‫السجلماسععي – صععاحب الشععيخ المجععود البععارع أحمععد الحععبيب‬
‫اللمطي)‪ (2‬الذائع الصيت في هذه الجهات وشيخ الجماعة بها‪ ,‬وكان‬
‫هذا الشيخ مع أخيه صالح بن محمد اللمطي قطععبي هععذه الطريقععة‬
‫في شرق المغرب حيث انتهى إليهما التحقيععق فيهععا‪ ,‬ورحععل إليهمععا‬
‫الناس في ذلك‪ ,‬كما أشار إليه الشيخ أبو العبععاس بععن الرشععيد فععي‬
‫كتابه "عرف الند" إذ يقول‪:‬‬
‫"حضرت رجل مشهورا بالسععتاذية والقتبععاس منععه‪ ,‬مقصععودا‬
‫لخذ القراءات السبع عنه‪ ,‬قرأ مع طالب لوحه بالسبع علععى كيفيععة‬
‫رفض فيها المد الطبيعي رفضا‪ ,‬بل كادت تععذهب حععروف مععن غيععر‬
‫حروف المد أيضا‪ ,‬فكلم في ذلك برفق ظنا أنه ينتبه للحق فيتبعععه‪,‬‬
‫لكون المر من الوضوح بحيث يسلمه المنصف أول ما يسمعه‪ ,‬فما‬
‫كععان جععوابه إل أن قععال ‪":‬هذه طريقتنــا الــتي أخــذناها فــي‬
‫المغــرب‪ ,‬وتلــك الــتي تــأمرون بهــا طريقــة اللمطييــن‬
‫بسجلماسة‪ ,‬ثم لج في عمله الذي بنى على غير شيء أساسه‪,‬‬
‫وعنى باللمطيين شيخنا سيد التعريف المحققين‪ ,‬وسععند لمععدققين‪,‬‬
‫‪ - 1‬سلوة النفاس ‪.319 – 2/318‬‬
‫‪ - 2‬المععراد أبععو البركععات أحمععد الملقععب الحععبيب ابععن محمععد بععن صععالح بععن أحمععد الصععديقي‬
‫السجلماسي اللمطي المتوفى بسجلماسة في رابع المحرم مععن سععنة ‪1165‬هعع ترجمتععه فععي‬
‫العلم للمراكشي ‪ 384 – 2/383‬ترجمة ‪.264‬‬

‫‪531‬‬
‫الغني عن التعري عند كل لبيب‪ ,‬أبا البركات سععيدي أحمععد الحععبيب‬
‫قدس الله سره وضععاعف عليععه رحمتععه – وشعقيقه شععيخنا العلمععة‬
‫إمام أهل التجويد صاحب النقل الصحيح والنظر السديد الســتاذ‬
‫الكبر سيدي صالح بن محمد)‪ ,(1‬ل برحــت محاســنه تتلــى‬
‫ومساعيه تحمد‪ ,‬ومــن أخــذ عنهمــا مــن التلميــذ‪ ,‬وســلك‬
‫طريقهما من السانيد‪ ,‬ولقد صــدق هــذا المجيــب‪ ,‬فيمــا‬
‫نسب إليهم من الطريقة المثلــى والصــنع العجيــب‪ ,‬فمــا‬
‫رأينا فــي هــذا المغــرب مــن وفــى حــروف الــذكر حقهــا‬
‫وأعطاهــا مــن المخــارج والصــفات مســتحقها سععوى هععذه‬
‫العصععابة‪ ,‬أولععي التحقيععق والصععابة‪ ,‬جزاهععم اللععه رضععوانه‪ ,‬وأسععبغ‬
‫عليهم إحسانه")‪.(2‬‬
‫ولقد انتفع به الشيخ ابععن عبدالسععلم انتفاعععا كععبيرا‪ ,‬وخاصععة‬
‫في كتابه "القععول الععوجيز")‪ (3‬وتععأثر بععه فععي تحقيقععاته فععي مسععائل‬
‫التجويد وفي ما أمله من أجوبة)‪ (4‬أو كتبه من رسائل فععي موضععوع‬
‫الداء)‪.(5‬‬
‫وأخذ عنه القراءات السبع مشععافهة‪ ,‬وأجععازه إجععازة مطلقععة‬
‫في كل ما رواه عن شيوخه المعتمدين ممن تضمنتهم فهرسته من‬
‫المشارقة والمغاربة)‪.(6‬‬
‫‪ - 1‬صالح بن محمد اللمطي السجلماسي كان هو وأخوه مقرئي سجلماسة وبلد لمطععة ونععول‬
‫في زمنها‪ ,‬لهما في القراءات باع واسع وخاصة في فنون التجويععد‪ ,‬وهمععا يرويععان عععن الشععيخ‬
‫أبععي العبععاس أحمععد بععن محمععد البنععا الععدمياطي المصععري )ت ‪1117‬هععع( صععاحب " إتحععاف‬
‫فضلءالبشر بالقراءات الربعة عشر" وهعو معن مصعادرنا فعي هعذاالبحث‪ .‬وللشعيخ صعالح بعن‬
‫محمد اللمطي هذا مؤلفات عديدة فععي القععراءات‪ ,‬منهععا منظومععة فععي علععم القععراءات توجععد‬
‫مخطوطة بالخزانة الناصرية بتمكروت برقععم ‪) 3122‬دليععل مخطوطععات دار الكتععب الناصععرية‬
‫‪ (212‬ومنها منظومة في أفراد عاصم – وشرح منظومة في إفراد ابن عععامر‪ ,‬وهمععا معععا فععي‬
‫مجموع بالخزانة الناصععرية برقععم ‪ ) 1561‬دليععل مخطوطععات دار الكتععب الناصععرية بتمكععروت‬
‫لمحمد المنوني ‪.(90‬‬
‫‪ - 2‬عرف الند في أحكام المد " م خ ع رقم ‪ 2186‬د‪.‬‬
‫‪ - 3‬هو كتابه "القول الوجيز في قمع الزاري على حملة كتاب الله العزيز"‪.‬‬
‫‪ - 4‬للشيخ ابن عبدالسلم مجموعة أجوبة أكثرها فععي علععم القععراءة‪ ,‬قععامت بتحقيقهععا الطالبععة‬
‫رجاء سعاد بكلية آداب الرباط بإشراف الدكتور التهامي الراجي ونوقشت بتاريخ ‪.10/12/90‬‬
‫‪ - 5‬منها رسالته التية فيما خالف فيه معلمو الصبيان قواعد الداء‪.‬‬
‫‪ - 6‬القراء والقراءات بالمغرب للستاذ سعيد أعععراب ‪ 141‬وأصععل ذلععك فععي السععلوة ‪-2/318‬‬
‫‪ 319‬وفهرس الفهارس ‪2/849‬‬

‫‪532‬‬
‫جولته العلمية وتصدره‪:‬‬
‫طوف أبو عبدالله بعن عبدالسعلم فعي البلد فعي طلعب هعذا‬
‫الشأن بعد أن تخرج على كبار المشيخة بفاس‪ ,‬فتنقل في الشمال‬
‫والجنوب والغرب‪ ,‬فالتحق أول بقبععائل الشععمال حيععث كععانت علععوم‬
‫الروايات مزدهرة على طريق ة " أهل جبالة" في ذلععك‪" ,‬فمععا زال‬
‫يستقصيهم في كل قبيلة وعمارة‪ ,‬ما بين سععواحل الهبععط وغمععارة‪,‬‬
‫حتى حصل على ما عندهم من العلععم بععالقراءات السععبع‪ ,‬علععى مععا‬
‫للمغاربة فيها من طريقة للجمع‪ ,‬وبقي هناك سععنتين يقععرأ ويقععرئ‪,‬‬
‫حتى صار يخلق في مباحثهم ويفري‪ ,‬فحينئذ رجع إلى فاس مملععوء‬
‫الوطاب بالنصوص والقياس"‪.‬‬
‫"ولما وصل إلى حضرة فاس‪ ,‬انحشر إليه فععي طلععب العلععم‬
‫الناس‪ ,‬فعقد مجععالس يععدرس فيهععا القععراءة‪ ,‬وأخععرى يععدرس فيهععا‬
‫العلوم‪ ,‬مما اسععتوجب لععه التصععدير‪ ,‬بيععن أولععي التحقيععق والتحريععر‬
‫مشاركا لشياخه في أكثر تلمذتهم‪ ,‬مزاحما لعيععانهم فععي مضععايق‬
‫معارضتهم‪ ,‬قوي المعارضة‪ ,‬كثير التحصيل‪ ,‬باحثا نظارا‪ ,‬قادرا علععى‬
‫الستنباط‪ ,‬بصيرا في كل فن بمواقع الغلط‪ ,‬يضرب بعض الفنععون‬
‫ببعض ليقرب أقضاها‪ ,‬فصيح اللسان‪ ,‬ثاقب الجنان‪ ,‬يستفيد السامع‬
‫من فيه‪ ,‬أكثر مما يكفيه‪ ,‬يقععول ل أدري فععي مععا ل يستحضععره مععن‬
‫مسائل العلم")‪.(1‬‬
‫ولما قضى وطره من التصدر بفاس وطار له صيت بعيد فععي‬
‫البلد‪ ,‬تاقت نفسه إلى الستزادة مععن الطلععب والفععادة بمععا عنععده‪,‬‬
‫فخرج نحو الجنوب‪ ,‬وتجول بقبائل سوس يلقى مشيخة أهل العلععم‬
‫بها‪ ,‬ويتعرف على نمط " أهل سوس" في جمع القععراءات‪ ,‬وكععانت‬
‫لهم في ذلك طريقة خاصة في الجمع والرداف تختلف عن طريقة‬
‫أهل الشمال‪ ,‬فتلقى هذه الطريقة وتمرس بهععا‪ ,‬ثععم نععزل بمدرسععة‬
‫القراءات بع"آيت صواب" وتصدر بهععا لفععادة الطلب‪ ,‬فععالتف عليععه‬
‫‪ - 1‬يمكن الرجوع في هذه النقول إلى كتاب" عناية أولي المجد " للمولى سليمان العلوي وهو‬
‫من شيوخه الذين ترجم لهم في الكتاب بإفاضة كما أشار إلى ذلك صاحب السلوة ‪.2/319‬‬

‫‪533‬‬
‫أبناء المنطقة واجتمعوا على النهل من علععومه المختلفععة‪ ,‬ويتلقععون‬
‫عليه القراءات محققة محررة مسندة عن أكابر المشيخة المتصععلة‬
‫الحلقات برجال مدرسة ابععن غععازي فععي المغععرب وكبععار المشععيخة‬
‫المعتمععدة فععي المشععرق مععن طريععق شععيخه وعمععدته أبععي زيععد‬
‫عبدالرحمن بن ادريس المنجرة كما سنراها عن قريب‪.‬‬
‫ولما تأسسعت مدينعة الصعويرة علعى يعد المعولى محمعد بعن‬
‫عبدالله العلوي انتدبه إليها للتدريس فالتحق بها فععي حععدود سععنة )‬
‫‪1195‬هع(‪ ,‬وهناك اتسعع لععه جععاه أكععبر وذاع صععيته فعي هععذه البلد‪,‬‬
‫وهرع إلى الخذ عنه الطلب من قبععائل الشععياظمة وحاحععة وعبععدة‬
‫وأحواز مراكش‪ ,‬وقد قضى هنالك بضع سنوات قبععل أن يعععود إلععى‬
‫فاس في العقد الول من المععائة الثالثععة عشععرة ليقضععي هنععاك مععا‬
‫تبقى من حياته في التدريس والتأليف والفادة إلى أن توفي بفاس‬
‫يوم الربعاء ‪ 12‬رجب الفرد الحرام عام ‪ 1214‬عن خمس وثمانين‬
‫سنة)‪.(1‬‬
‫مؤلفاته ‪:‬‬
‫وقد خلف وراءه عددا كبيرا من المؤلفات والرسععائل القيمععة‬
‫عني طلب الدراسات أخيرا بدراستها وتحقيقها ومنها‪:‬‬
‫‪ -1‬كتــابه " المحـاذي" ويســمى أيضـا " إتحــاف الخ الود‬
‫المتداني‪ ,‬بمحاذي حرز الماني ووجه التهاني"‪.‬‬
‫وقد تقدم ذكره بين الكتب المؤلفة على الشاطبية‪ ,‬ألفه في‬
‫حدود سععنة ‪1206‬هععع" وقععد أودعععه علععومه ومعععارفه وهععو عصععارة‬
‫فكععره‪ ,‬وخلصععة تجععاربه‪ ,‬وقليععل أمثععال هععذا الكتععاب فععي تحريععره‬
‫واستيعابه")‪.(2‬‬

‫‪ - 1‬كذا جاء في السلوة مؤرخا بالربعاء ‪ 12‬رجب )السلوة ‪ ,(2/319‬وفععي تاريععخ الضعععيف ص‬
‫‪ 317‬أنه توفي يوم الربعاء ‪ 23‬رجب‪.‬‬
‫‪ - 2‬القراء والقراءات بالمغرب ‪.145‬‬

‫‪534‬‬
‫‪ -2‬شذى البخور العنبري‪ ,‬وبعض عزائم الطالب العبقري‬
‫على " كنـز" العلمـة أبـي إسـحاق الجعـبري‪ ,‬وهععو حاشععية‬
‫مطولة على " كنز المععاني" للجعععبري أودع خلصععتها فععي كتععاب "‬
‫المحاذي")‪.(1‬‬
‫‪ -3‬كتاب "القطوف الدانية في شرح الداليــة" أي قصععيدة ابععن‬
‫مبارك السجلماسي في تخفيف الهمز لحمزة وهشام‪.‬‬
‫ابتدأ هذا الشرح في حياة أسععتاذه أبععي زيععد المنجععرة وانتفععع‬
‫بشرح أستاذه فيه)‪ ,(2‬وكععان فراغععه منععه كمععا ذكععر فععي آخععره عععام‬
‫‪1180‬هع)‪.(3‬‬
‫‪ -4‬القراط والشنوف بمعرفة البتداء والوقــوف)‪ ,(4‬وهععو مععن‬
‫آخر من ألف من المغاربة في هذا الموضوع‪ ,‬وقد بناه على ركنين‪:‬‬
‫الول في بيان كيفية الجمع والرداف والسلوب المتبععع فععي الخععذ‬
‫في المدرسة المغربية منذ زمععن أبععي عبععدالله بععن غععازي‪ ,‬والثععاني‬
‫شرح المواقف التي اختار المععام الهبطععي فععي وقفععه المقيععد عنععه‬
‫وبيان وجهة نظره فيها ومسنده من جهععة القيععاس ولعربيععة‪ ,‬وكععأنه‬
‫إنما ألفه لهذا الغرض بالذات ليبدي نظره في المواضع الععتي اعتععاد‬
‫العلماء أن ينتقدوها على الهبطي كما قدمن‬
‫‪ -5‬رسالة في ما خــالف فيــه معلمــو الصــبيان قواعــد الداء‬
‫وشروط التجويد‪:‬‬
‫اطلع عليها بعض الباحثين ونقععل عنععه قععوله فععي مقععدمتها ‪":‬‬
‫كان الطلبة يسألونني قديما في حياة شيخي – رحمععه اللععه – يعنععي‬
‫أبا زيد المنجرة – فأجبتهم بالجواز‪ ,‬وسألوا شيخنا في ذلععك فمنعععه‪,‬‬
‫وكععان الطععالبون يطععالبونني بكتععب مععا لععدي‪ ,‬فكنععت أنكععص عنععه‬
‫‪ - 1‬تقدم الحديث عنها في الحواشي على الكنز‪.‬‬
‫‪ - 2‬أعني بكتابه " المقاصد الناميععة فععي شععرح الداليععة"‪ ,‬وقفععت عليهععا مخطععوط فععي الخزانععة‬
‫الحسنية برقم ‪.1057‬‬
‫‪ - 3‬القطوف الدانية )مخطوط(‪.‬‬
‫‪ - 4‬يجععري تحقيععق هععذا الكتععاب حاليععا مععن لععدن الطععالب السععيد الطععاهر الشععفوع مععن شعععبة‬
‫الدراسات السلمية بكلية آداب الرباط تحت إشراف الدكتور التهامي الراجي الهاشمي‪.‬‬

‫‪535‬‬
‫استصغارا لنفسي عن الولوج في تلك المضايق‪ ,‬وهيبة من شيخي‪,‬‬
‫وكنت طالعت شيخي العلمة المحقق أبا حفععص عمععر بععن عبععدالله‬
‫الفاسي بما لدي في ذلك‪ ,‬فاستصوب رأيي فيععه‪ ,‬وثبتنععي عليععه‪,‬ثععم‬
‫بعد ذلك عاودني الطلبة فععي كتابععة ذلععك فتععوقفت‪ ,‬ثععم بععدا لععي أن‬
‫أكتب‪ ,‬فكتبت لهم في ذلك كتابة طويلة هي بأيديهم")‪.(1‬‬
‫‪ -6‬القول الوجيز في قمع الزاري على حملة كتــاب اللــه‬
‫العزيز‪.‬‬
‫هو كتاب كان غرضه منه رد العتبار لحملة كتاب اللععه تعععالى‬
‫ودحض ما شاع عنهم من رقة الدين وضعععف اليقيععن‪ ,‬وقععد اسععتهله‬
‫بذكر فضائل هذه الطائفة وما جاء من الحعاديث والثععار فعي ذلععك‪,‬‬
‫وعمل على دفع اللئمة عنهم فيما قد يبدر من بعضهم ملتمسا لهم‬
‫ما ينبغي من العذر‪ ,‬ومفندا لقول الشيخ الهبطي)‪ (2‬فيهم فعي أبيعاته‬
‫المشهورة‪:‬‬
‫سبيل‬ ‫على‬ ‫فإنهم‬ ‫أما العععععذين يقرؤون القرءان‬
‫الشيطعععععان‬
‫يفوتها‬ ‫تكن‬ ‫وإن‬ ‫ترك الصلة عنعععععدهم مشهور‬
‫الحضعععععور‬
‫المفروض‬ ‫كضيعة‬ ‫قد ضيعوا أصول هذا العععدين‬
‫المسنععععععون‬
‫بعلم‬ ‫أتى‬ ‫الذي‬ ‫إل‬ ‫ما عندهم بالحتفال مععععروف‬
‫المحعذوف‬
‫بانيا على أنه لم يقصد التعميععم و" أن السععيد لعم يسععلم معن‬
‫غلظتععه أحععد‪ ,‬سععواء فععي ذلععك العامععة والخاصععة‪ ,‬وأنععه لععم يقصععد‬
‫تخصيص حملة القرءان‪ ,‬ول نقلهم عن تعلععم كتععاب اللععه إلععى تعلععم‬
‫‪ - 1‬نقله الستاذ سعيد أعراب ولم يشر إلى المصدر – القراء والقراءات بالمغرب ‪.149‬‬
‫‪ - 2‬ليس المراد بالهبطي هنا صاحب الوقف‪ ,‬وإنما المعراد الشعيخ عبعدالله بعن محمعد الهبطعي‬
‫الصوفي المتوفى سنة ‪ – 968‬ترجمته في درة الحجال ‪ 3/60‬ترجمة ‪.975‬‬

‫‪536‬‬
‫مسائل الفقه كما فهم البعض‪ ,‬إنما أراد نقلهم من الوصععم الععذميم‪,‬‬
‫إلى الوصف الرفيععع‪ ,‬وقععد علععم اللععه حسععن نيتععه‪ ,‬وإخلص طععويته‪,‬‬
‫فاستجاب له كثير من الناس"‪.‬‬
‫وقد فرغ المؤلف من تأليف الكتاب عام ‪1207‬هع فكععان مععن‬
‫آخر ما كتبه وربما بعد أن عاد إلى فاس في زمن المععولى سععليمان‬
‫الذي ولي سنة ‪ ,1206‬وكان لبن عبدالسلم مكانععة عنععده وخاصععة‬
‫في المصالحة بينه وبين بعض القواد الكبار بآسفي لهذا العهععد كمععا‬
‫ذكره الضعيف في تاريخه)‪.(1‬‬
‫ولعل من أسباب التأليف أيضععا مععا أثععاره المععولى محمععد بععن‬
‫عبععدالله بععاني الصععويرة فععي رسععالته فععي هععذا الشععأن وسععماها "‬
‫مواهب المنان‪ ,‬بما يتأكد على المسععلمين تعليمععه للصععبيان" والععتي‬
‫فرغ من كتابتها عام ‪ 1203‬أي فبل هذا التاريخ الذي كتب فيه ابععن‬
‫عبدالسلم بنحو ثلث سنوات‪ ,‬وفيها وصف مريع للحال في أوساط‬
‫طلبة القرءان‪ ,‬وفي مقدمتها يقول‪":‬وبعععد فلمععا كععان غععالب اعتنععاء‬
‫طلبععة الععوقت بحفععظ القععرءان والتفنععن فععي قراءتععه بالروايععات‪,‬‬
‫وإهمععالهم معا فرضععه اللععه علعى العيععان‪ ,‬ممعا يععدان بععه مععن علععم‬
‫العبادات والعتقادات‪ ....‬وقد طععال اختبععاري ومشععافهتي لمشععاهير‬
‫الحفاظ المسلم لهم في قععراءة المكععي والسععبع وضععبط الروايععات‬
‫واللفععاظ‪ ,‬فععألفيتهم جععاهلين – وخصوصععا أهععل البععوادي – بأحكععام‬
‫الطهارة والصلة‪ ,‬لعراضهم عن تعلم واجب ذلععك‪ ,‬وإكبععابهم علععى‬
‫ضبط الرواية‪ ,‬فكم من إمام مهم ل يعرف ما تصح بععه الطهععارة ول‬
‫مبطلت الصلة‪ ,‬ول أحكام السهو وأطواره‪.‬‬

‫‪ - 1‬كان قد تخلف القائد عبدالرحمن بناصر العبدي عن بيعة المولى سليمان مقدما عليععه أخععاه‬
‫المولى هشام فأرسل إليه المولى سليمان وهو إذ ذاك بالرباط الشعيخ محمعد بعن عبدالسعلم‬
‫وعلي بن المغرف الفاسي‪ ,‬قال الضعيف في تاريخه ‪":261 – 260‬ووردوا عليه بآسفي فععي‬
‫ثامن حجة وهو يوم الخميس – يعني سنة ‪ – 1206‬وفي يععوم الجمعععة دخلععوا الجععامع فوجععدوا‬
‫العبدي عبدالرحمن يخطب بمولي هشام‪ ..‬خرجوا من الجامع وصلوا الجمعة ظهععرا‪ ..‬ثععم ذكععر‬
‫رجوعهم إلى الرباط بل طائل‪.‬‬

‫‪537‬‬
‫قال ‪":‬وكنت لقيت حال سععفري مععن مكناسععة إلععى مراكععش‬
‫سنة ثلث بعد المائتين واللف من السععاتيذ الجععم الغفيععر‪ ,‬وألفيععت‬
‫كل من اختبرت منهم لم يتمسك مععن علععم دينععه بقطميععر‪ ,‬حملنععي‬
‫ذلك لما انطوى عليه الفؤاد من حب النصععح للمسععلمين‪ ,‬أن أجمععع‬
‫لهم مسائل مهمات من علم أمور الدين‪ ,‬قريبععة المقاصععد‪ ,‬شععهيرة‬
‫المععوارد‪ ,‬مقتصععرا فيهععا علععى الضععروري‪ ,‬ليسععهل حفظهععا علععى‬
‫الصبيان‪.(1) "..‬‬
‫فلعل الشيخ ابن عبدالسلم قععد فععزع مععن حكايععة مثععل هععذه‬
‫الحال عمن هم أحق الناس بالستقامة علععى الحععق والمعرفععة بععه‪,‬‬
‫كيف ل وهم أمناء الله تعععالى علععى كتععابه‪ ,‬فحركتععه هععذه الععدواعي‬
‫لكتابة هذا التأليف الذي كان له صدى طيب عند القراء على ما فيه‬
‫من طول وإسهاب)‪ ,(2‬وقد قام باختصاره شيخ الجماعة أبو العبععاس‬
‫أحمد ابن الخياط الزكاري وت ‪1343‬هع)‪.(3‬‬
‫‪-7‬كتاب تسهيل المعارج إلى تحقيق المخارج‪.‬‬
‫وهو شرح لباب مخارج الحروف وصععفاتها مععن " الشععاطبية"‬
‫ويبتدئ بقوله بعاب مخعارج الحعروف وصعفاتها العتي يحتعاج القعارئ‬
‫إليها"‪ ,‬ثم أخذ في شرح معنععى البععاب والمخععرج والحععرف والصععفة‬
‫ناقل عن المبرد وسيبويه والجعععبري والهععوزني فععي أرجععوزته وابععن‬
‫الجزري في النشر‪ ,‬ثم تطرق لمبععاحث المخععارج والصععفات مبتععدئا‬
‫بشرح قول الشاطبي‪:‬‬
‫وهاك معععععوازين الحروف وما حكى جهعععععابذة النقاد فيها‬
‫محصل‬
‫إلى أن ختم بشرح قوله‪:‬‬

‫‪ - 1‬يمكن الرجوع إلى رسالة "مواهب المنان" للمولى محمد بن عبدالله في مخطوطتيهععا م خ‬
‫ح بالرباط برقم ‪ 3737‬أو الخزانة العامة برقم ‪ 795‬ك‪ .‬وقد طبعت أخيرا في جزءين‪.‬‬
‫‪ - 2‬وقفت عليه في خزانة السيد السحابي بسل‪.‬‬
‫‪ - 3‬القراء والقراءات بالمغرب ‪.150‬‬

‫‪538‬‬
‫فهذا مع التوقيق كاف‬ ‫وأعرفهععععععععن القعاف كل يعدها‬
‫محصل)‪.(1‬‬
‫‪ -8‬كتاب " إبراز الضمير من أسرار التصدير"‪.‬‬
‫وهو شرح له على قصيدته " أسرار التصععدير" لععه الععتي‬
‫أولها ‪:‬‬
‫كتابه‬ ‫حفظ‬ ‫تفضل‬ ‫الحمعععععععععععد لله الذي منحني‬
‫السعععععني‬
‫وفيععه بسععط الععدواعي الععتي تجعععل أهععل الجمععع والرداف‬
‫يصدرون بعض الوجه على بعض‪ ,‬يقول في مقدمة الشرح‪ ":‬هذا "‬
‫إبراز الضمير‪ ,‬من أسرار التصدير‪ ,‬إذ كنت كثيرا ما يسألني الطلبععة‬
‫ع بلغ الله أملهم ع عن سر تقديم أحد وجهععي الخلف‪ ,‬ففكععرت فععي‬
‫ذلك‪ ,‬ففتح الله علي فيما عساه أن يكون هععو الحامععل لمشععيختنا –‬
‫رحمهم الله – على ذلك التقديم فقلت مستعينا بععالله ‪ ......... :‬ثععم‬
‫ساق طرفا من أبيات الرجوزة وشرع في شرحها)‪.(2‬‬
‫‪ -9‬أرجوزة في أوجه القراءات مع شرحها له ‪:‬‬
‫أول القصيدة قوله ‪:‬‬
‫" قال سليل عابد السلم محمد الفاسي ذو الجرام‬
‫وأول الشعععرح قعععوله ‪" :‬واعلعععم أن مسعععائل الخلف ذوات‬
‫الوجهين أو أكثر منهمععا الععتي شععملها "حععرز المععاني" عع رحععم اللععه‬
‫ناظمه ع عمل الناس في بعضها على استيعاب الوجوه‪.(3) ...‬‬
‫‪ -10‬أرجوزة أخرى في التصدير والمقدم فــي الداء مــن‬
‫أوجه الخلف‪.‬‬
‫أولها قوله ‪:‬‬

‫‪ -‬مخطوط بالخزانة الحسنية برقم ‪.1057‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪ -‬م خ ح رقم ‪.8309‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪ -‬م خ ح رقم ‪.7133‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪539‬‬
‫آصار ذي المة عنها‬ ‫" الحمعععععد لله الذي قد خففا‬
‫وعفا)‪.(1‬‬
‫بين في هذه الرجوزة ما لم يجر العمل بععه مععن الوجععه المععذكورة‬
‫في الحرز‪ ,‬وقد طلب منه ذلك بعض تلميذه من أهععل سععوس وهععو‬
‫إذ ذاك بثغر الصويرة‪ ,‬وهو أبو العباس أحمد بن عبدالله الهشتوكي‪,‬‬
‫وفي ذلك يقول في الرجوزة مشيرا إليه ‪:‬‬
‫ذا‬ ‫وليس‬ ‫تمامها‪,‬‬ ‫لقنتععععه وجوه حرزنا علععععى‬
‫عنعععد المل‬
‫على‬ ‫بعضهعععا‬ ‫في‬ ‫لنه قد سععععععععاغ القتصار‬
‫الذي يختار‬
‫فقال‪:‬‬
‫من غيره في النظم‬ ‫إن بينت لي مصعععععععععععدرا‬
‫كان أجدرا‬
‫وقد فرغ من هذا الشرح بالصويرة سنة ‪1202‬هع‪.‬‬
‫‪ -11‬فهرسة أشـياخه نثريـة‪ ,‬وأخــرى منظومـة)‪ ,(2‬وتسععمى‬
‫)‪(3‬‬
‫أيضا "برنامج شيوخ محمد بن عبدالسلم"‬
‫وللمؤلف كتب كثيرة أخرى هي عبععارة عععن رسععائل صععغيرة‬
‫وأجوبة ومنظومات في أغععراض مختلفععة‪ .‬والععذي يعنينععا هنععا خاصععة‬
‫أسععانيده فععي القععراءات‪ ,‬وهععي الععتي سععنجعلها مسععك ختععام هععذه‬
‫المجموعة من الجازات والسانيد‪.‬‬
‫‪ -6‬سند الشيخ ابن عبدالسلم وصلته بالمحور العام مــن‬
‫طريق أبي زيد المنجرة‪.‬‬

‫‪ - 1‬م خ ع ‪.1251‬‬
‫‪ - 2‬سأذكر طرفا منهما فيما يلي‪ ,‬ويقععوم حاليععا بتحقيقهععا الطععالب محمععد زلععو مععن كليععة آداب‬
‫الرباط تحت إشراف الستاذ الدكتور التهامي الراجي باسم " فهرس محمد بن عبد السلم "‪.‬‬
‫‪ - 3‬وقفت عليه في مجموع خ ح رقم ‪.1057‬‬

‫‪540‬‬
‫ألف الشيخ محمد بن عبدالسلم برنامج شععيوخه وضععمنه مععا‬
‫قرأ به ومن قرأ عليه من المشايخ‪ ,‬ولكنه جعل العمدة في إسععناده‬
‫للقراءات السبع أول على أستاذه أبي زيد عبععدالرحمن بععن ادريععس‬
‫المنجععرة عععن والععده مععن طريقيععه‪ :‬طريععق المغاربععة‪ ,‬وطريععق‬
‫المشارقة‪ ,‬وأفرد ذلك في جزء خاص‪ ,‬ثم عاد فعأدرجه فعي كتعابه "‬
‫المحاذي" تحت عنوان " بععاب ذكععر سععندي الععذي بععه توصععلت" ثععم‬
‫قعال ‪ ":‬أقععول‪ ":‬قعد كنععت وضععت قبععل اليعوم موضععوعا فعي ذلععك‬
‫فأحببت أن أورد منه ما أحتاج إليه بلفظه‪ ,‬وهذا نصه‪ " ...‬ثععم سععاق‬
‫ما في البرنامج مبتدئا بقوله ‪ ":‬الحمد لله على نعمععة اليمععان بععالله‬
‫العظيم)‪ (1‬العتي غرقعت فيهععا صععنوف النعععم‪ ....‬وبعععد فيقعول العبعد‬
‫الفقير إلى اللععه تعععالى المععذنب الخطععأ الغععارق فععي بحععر الخطايععا‬
‫خويدم كتاب الله العزيز ومحب حملته‪ :‬محمععد بععن عبدالسععلم بععن‬
‫محمد بععن عبدالسععلم بععن أبععي عبععدالله محمععد العربععي ابععن شععيخ‬
‫مشايخ السلم أبي المحاسن يوسف بن محمد الفاسععي كععان اللععه‬
‫له وليا‪ ,‬وبه حفيا‪ ,‬ولطف بععه بمنععه‪ :‬إنه لمــا كــان الســناد مــن‬
‫معالم الدين‪ ,‬وأجلى طرق الهتــداء للمهتــدين‪ ,‬لمــا فيــه‬
‫من الرتباط بالرسول‪ ,‬والغتباط بحسن السول‪ ,‬إل أنــه‬
‫لم تكن لهــل المغــرب – وخاصــة فـي هــذا الزمـان – بــه‬
‫عناية‪ ,‬ميل منهم عن سبيله إلى العتناء بالدرايــة‪ ,‬حــتى‬
‫ل يعلم الخذ منهم إل معلمه دنية‪ ,‬وإن طــولب بأعلـــــى‬
‫منــه عجــز عــن الوصــول إليــه‪ ,‬بل مريــة‪ ,‬رغبــت فــي أن‬
‫أذكـــــر سنــــدي الـــــذي به وصلت وأبين أشععياخي الععذين‬
‫بهعععم اتصلععععت‪ ,‬تعلقععععععا بععععععذيلهم النظيعععف‪ ,‬وتسعععترا بظلهعععم‬
‫الوريف‪ ......‬فأقول‪:‬‬
‫‪ -‬قرأت القرءان العظيععم ثلث عشععرة ختمععة اسععتظهارا للسععبعة‬
‫المشهوين من رواياتهم الربععع عشععرة بمضععمن " الشععاطبية" و "‬
‫التيسير" على شيخي ومعلمي ومفيدي وسندي ومعتمدي العلمععة‬
‫‪ -‬سقط لفظ العظيم في المحاذي فيما وقفت عليه‪ ,‬وهو مذكور في البرنامج بلفظه‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪541‬‬
‫الحععافظ الحجععة الراويععة الخيععر الععدين البركععة مععولي أبععي زيععد‬
‫عبدالرحمن بن مولي ادريس بن محمد بن أحمد الشريف‬
‫الحسني الدريسي المدعو المنجرة به عرف هو وأهله بفاس‬
‫ع حرسها الله بمنه عع )تعوفي – رحمعه اللعه تععالى عع سعنة تسعع عع‬
‫بتقديم التاء ع وسبعين ع بتقديم السين ع ومائة وألف(‪.‬‬
‫‪ -‬وهو ع رحمه الله ع ع قرأه علــى والــده مــولي أبــي العلء‬
‫ادريس المذكـــور )تعوفي ع رحمه الله ع ع سععنة سععبع – بتقععديم‬
‫السين – وثلثيععن ومععائة وألععف( وهععو – رحمععه اللععه – قععرأه علععى‬
‫شيوخ عدة بالمغرب‪ ,‬ثعم رحععل إلعى المشعرق بقصععد الحعج فقععرأ‬
‫بمصععر علععى الشععيخ أبــي عبــد اللــه محمــد بــن قاســم بــن‬
‫إسماعيل البقري الشافعي‪ ,‬وعلى الشيخ أبــي الســماح‬
‫أحمــد ضــرغام البقــري الشــافعي‪ ,‬وعلععى الشععيخ شــهاب‬
‫الدين منصور المنوفي المصري الشــافعي‪ .‬وقععرأ بمكععة –‬
‫شععرفها اللععه – علععى الشععيخ أبععي العبععاس أحمععد بععن عبععدالجواد‬
‫المنوفي الشافعي الضرير رحمهم الله أجمعين‪.‬‬
‫وهاأنا بعادئ – بععون اللعه – بعذكر بععض شعيوخه العذين قعرا‬
‫عليهم بالمغرب‪ ,‬ثم أثنععي بععذكر بعععض مععن قععرأ عليهععم بالمشععرق‪,‬‬
‫فأقول والله المستعان‪:‬‬
‫السند المغربي وطريق أبي العلء المنجرة فيه ‪:‬‬
‫"قرأ ع رحمععه اللععه تعععالى ع ع بععالمغرب علععى شععيخه ومفيععده‬
‫الستعععاذ المجععود أبععععي عبد الله محمعععععد الهععواري السععرغيني –‬
‫أظنععه السجلمعععععاسي مععن سععرغن سجلماسععة‪ ,‬وهععذا القععععوي‬
‫عنععععدي‪ ,‬ويحتمعععل أن يكعععععععون مععن قبيلععة السعععععراغنة ببععععععلد‬
‫"تاستعععععوت")‪ (1‬حععععوز وادي العبععععيد بقععرب مراكععش‪ ,‬ويقععععععويه‬
‫أن من شيوخه المعتمعععدين الستععععاذ العلم الصالعععععح البركععععععة‬

‫‪ -‬تعرف اليوم بع" تاساوت" وبها سد مائي مشهور‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪542‬‬
‫سيعدي الصغععير بن منيععععار)‪ (1‬رحمعععععه اللععه‪ ,‬وهععو كععان متوطنععععا‬
‫بفععاس ع أمنها الله من كل بععاس ع ع )تععوفي رحمععه اللععه سععنة أربععع‬
‫ومائة وألف( )‪1104‬هع( في العشرين من رمضان منها‪ ,‬ولععم أقععف‬
‫على وفاة ابن منيار‪.‬‬
‫‪ -‬وهععو قععرأ علععى شععيخه العلمععة الحععافظ الراويععة أبععي زيععد‬
‫عبععدالرحمن ابععن الشععيخ العلمععة أبععي القاسععم ابععن القاضععي‬
‫المكناسي الصل الفاسي الدار والمنشأ‪ ,‬عرف أصله بفاس بأولد‬
‫ابن القاضي إلى الن‪ ,‬ويعرفون في القديم بأولد ابن أبي العافيععة‬
‫)توفي رحمه الله سنة اثنتين وثمانين وألف( )‪1082‬هع(‪.‬‬
‫‪ -‬وهععو قععرأ علععى شععيخه المعلععم المتقععن الحععافظ أبععي زيععد‬
‫عبدالرحمن بن عبدالواحد السجلماسي العباسععي )تععوفي رحمععععه‬
‫الله سنة تسع – بتقديم التاء – وعشععرين وألعف‪1029).‬هع(‪.‬‬
‫‪ -‬وهو قرأ على شيخه العلمة الحافظ خطيب فاس ومفتيهععا أبععي‬
‫عبدالله محمد بن أحمد بععن محمععد بععن علععي الشععريف الندلسععي‬
‫المريي ع من أهل "المرية")‪ (2‬من أرض أندلس‪ ,‬ثم التلمساني ثععم‬
‫الفاسي دارا ومنشأ )توفي رحمه الله سنة ثمان عشععرة وألف( )‬
‫‪1018‬هع(‪.‬‬
‫‪ -‬وهو قرأ على شيخه العلمة الحافظ أبي القاسم بن محمععد بععن‬
‫ابراهيم ين موسععى الععدكالي المشععترائي الفاسععي الععدار والمنشععأ‬
‫)تععوفي – رحمععه اللععه – سععنة ثمععان وسععبعين – بتقععديم السععين –‬
‫وتسعمائة – بتقديم التاء )‪978‬هع(‪.‬‬

‫‪ - 1‬هو محمد الصغيربن محمد الشهير بالمنيار بن أحمد بن علي بعن ابراهيعم البعوزحري دفيعن‬
‫أكرض من بلد تادل‪ ,‬ترجم له الحضيكي وقال‪":‬كان رضي الله عنه مقرئا مدرسععا ل يمععل مععن‬
‫القراء والتدريس مع الدين المتين والورع والزهد التام‪ ,‬تخععرج بعه كععثير مععن الفقهععاء والقععراء‬
‫والولياء‪ ,‬أخذ القراءات عععن السععتاذ المحقععق أبععي زيععد عبععدالرحمن بععن الفقيععه عبععد الواحععد‬
‫السجلماسي عن الشريف المريي عن أبي القاسم بععن ابراهيععم عععن ابععن غععازي‪ ,‬تععوفي سععنة‬
‫‪1056‬هع مناقب الحضيكي ‪.100 – 2/99‬‬
‫‪ - 2‬مدينعة أندلسعية شعهيرة بناهعا عبعدالرحمن بعن محمعد الناصعر سعنة ‪344‬هعع صعفة جزيعرة‬
‫الندلس ‪ 183‬رقم ‪.175‬‬

‫‪543‬‬
‫تحويل‪" :‬وقرأ الشيخ ابن القاضي أيضا على شيخه المام الوحد‬
‫أبي محمد عبدالواحد بن أحعععمد بن عاشر النصععععاري الندلسععي‬
‫الفععاسي الدار والمنشأ )توفي عرحمه الله – سنة أربعين وألف( )‬
‫‪1040‬هع(‪.‬‬
‫‪ -‬وهو قعرأ علععى شععيخه الععالم الحععافظ أبعي العبعاس أحمععد بعن‬
‫عثمان اللمطي المكناسي الصل الميموني الفاسي الدار‪.‬‬
‫‪-‬وهو قرأ على والععده الشععيخ الفقيععه النحععوي السععتاذ أبععي سعععيد‬
‫عثمان بن عبدالواحد بن عبععد العزيععز اللمطععي المكناسععي الصععل‬
‫الميموني‪) ,‬توفي – رحمه الله – سنة أربع وخمسين وتسعععمائة –‬
‫بتقديم التاء(‪.‬‬
‫تحويل‪ :‬وقرأ شيخ شيوخنا مولي ادريس أبو العلء المذكور على‬
‫شيخه الستاذ المحقق الصوفي أبي الحسن علععي بععن قاسععم بععن‬
‫جميل المالكي نسبا )توفي – رحمه الله – سنة اثنين ومائة وألف(‬
‫)‪1102‬هع(‪.‬‬
‫‪-‬وهو قرأ على شيخه العالم المشارك الحافظ أبععي عبععدالله محمععد‬
‫بن مبارك السجلماسي المغراوي الفاسي الدار والمنشأ)‪.(1‬‬
‫تحويل ‪ ":‬وقرأ شيخ شيوخنا أيضا على شيخه العلمة القاضي أبي‬
‫عبدالله محمد بن محمد بن سليمان بن منصور بن علي البوعنععاني‬
‫الشريف الفاسي دارا ونجارا‪ ,‬وشيخنا – رحمه الله ‪ (2)-‬أطلععق أخععذ‬
‫)‪(3‬‬
‫والده عنه‪ ,‬وفي فهرسة والده أنه قرأ عليه نحو اثني عشر جععزءا‬
‫)توفي – رحمه الله – سنة ثمان وتسعين وألف – بتقديم التاء ‪.( -‬‬
‫‪-‬وهو قرأ على والده أبي عبدالله وأبي الفلح محمد بععن محمععد بععن‬
‫سليمان المذكور )توفي – رحمه الله – عام ثلثععة وسععتين وألععف( )‬
‫‪.(1063‬‬

‫‪ -‬لم يذكروفاته وهي سنة ‪.1092‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪ -‬يعني أبا زيد المنجرة‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪ -‬قوله " أطلق " إلى قوله" جزءا "وردت في " المحاذي" دون البرنامج‪.‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪544‬‬
‫‪-‬وهو قرأ على شيخه الفقيه الستاذ أبي العباس أحمععد بععن شعععيب‬
‫الندلسي الفاسي دارا يعني أحمد بععن علععي بععن شعععيب – صععاحب‬
‫إتقان الصنعة في قراءة القراء السبعة")‪) (1‬تعععوفي – رحمه اللععه –‬
‫عععام خمسة وعشعععرين وألف‪ ,‬وقيل سنعععة ست عشرة وألععف( )‬
‫‪1016‬هع(‪.‬‬
‫‪-‬وهو قرأ على والده شعيب‪ ,‬ولم أقف على ترجمته ول علععى سععنة‬
‫وفاته‪ ,‬رحمهم الله تعععالى ورحمنععا معهععم ورحععم جميععع المسععلمين‬
‫آمين‪.‬‬
‫‪-‬وقرأ الشيخ أبو القاسم الدكالي والشيخ أبو سعيد عثمان اللمطي‪,‬‬
‫والشيخ أبو مدين شعيب ثلثتهم على الشيخ الجماعة عادم النظير‪,‬‬
‫المستغني بالشهرة عن التشهير أبي عبد الله محمد بععن أحمععد بععن‬
‫محمد بن محمععد بعن علعي بعن غعازي العثمعاني المكناسعي الصعل‬
‫الفاسععي الععدار والقععرار )تععوفي – رحمععه اللععه – ععام تسعععة عشععر‬
‫وتسعمائة – بتقديم التاء فيهما( )‪919‬هع(‪.‬‬
‫‪-‬وهو – رحمه الله تعالى – أخذ عن شيوخ عدة‪ ,‬أقععدم مععن طرقععه‬
‫الطريق الذي اختاره أبو العباس الفيللي قال لكععون السععناد فيععه‬
‫بالقراء‪ ,‬ولم تتخلله الجازة الساذجة)‪ ,(2‬ثم أتبعه ما يحسن إيراده‬
‫من باقي طرقه‪.‬‬
‫ثم ساق ابن عبدالسلم بععاقي السععند كمععا تقععدم فععي إجععازة‬
‫البوعنععاني للشععرقي وإجععازة علععي بععن هععارون للملععك الوطاسععي‬
‫وغيرهما‪ ,‬من طريق ابن غازي )ت ‪919‬هع( عن أبي عبدالله محمععد‬
‫الصغير النيجي )‪887‬هع(‪ ,‬عن أبععي العبععاس أحمععد بععن عبععدالله بععن‬
‫محمد بن موسى الشهير بالفيللي الفاسي الدار‪ ,‬عن أبععي عبععدالله‬
‫محمد بن عبدالله السماتي الفخار الفاسي‪ ,‬عن المام أبي العباس‬
‫أحمد بن علي الزواوي )ت ‪749‬هع(‪ ,‬عن الشيخ أبعععععي الحسعععععن‬

‫‪ -‬تقدم عرض الكتاب باسم " إتقان الصنعة في التجويد للسبعة"‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪ -‬تقدمت الشارة إلى هذا في إجازة أبي عبدالله البوعناني للشرقي‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪545‬‬
‫علي بن سليمان بن أحمد النصاري القرطبي شيخ الجماعة بفععاس‬
‫)ت ‪730‬هع(‪ ,‬عن الحافظ أبي جعفر أحمععد بععن ابراهيععم بععن الزبيععر‬
‫الجياني )ت ‪708‬هع(‪ ,‬عععن أبععي الوليععد إسععماعيل بععن يحيععى الزدي‬
‫الغرنععاطي العطععار‪ ,‬عععن القاضععي أبععي بكععر محمععد بععن علععي بععن‬
‫عبدالرحمن بن عبدالعزيز بن حسنون الحميععري )ت ‪604‬هععع(‪ ,‬عععن‬
‫الشيخ أبي محمد عبععدالله بععن خلععف بععن بقععي القيسععي الندلسععي‬
‫البياسي )ت بعد ‪540‬هع(‪ ,‬عن الستاذ الحافظ أبععي محمععد عبععدالله‬
‫بن عمر الشهير بابن العرجا إماممقععام لخليععل عليععه السععلم )بقععي‬
‫إلى حدود ‪500‬هع(‪ ,‬وقععرأ علععى أبععي العبععاس أحمععد بععن سعععيد بععن‬
‫نفيععس المصععري الطرابلسععي الصععل – انتهععى إليععه علععو السععناد‬
‫ورياسة القراء بوقته – )ت ‪453‬هع(‪.‬‬
‫وفي إجازة العلمة ابن غازي وإجازات تلمذته أن أبععا محمععد‬
‫الشهير بابن العرجا أخذ أيضا عن المام أبي معشر عبععدالكريم بععن‬
‫عبدالصععمد بععن محمععد بععن علععي الطععبري مقععرئ أهععل مكععة )ت‬
‫‪478‬هع(‪ ,‬ثم إنه في بعضععها واسععطة بينععه وبيععن ابععن نفيععس‪ ,‬وفععي‬
‫بعضها أنه أخذ عنهما معا‪ ,‬ولم يذكر الذهبي قراءته على الطبري‪...‬‬
‫)‪.(1‬‬
‫وقرأ ابن نفيس لورش عن نافع علععى أبععي عععدي عبععدالعزيز‬
‫بن علي بن محمد بن إسحاق بن الفرج المصري يعرف بابن المام‬
‫مسند القراء في زمنه‪381) ,‬هع(‪ ,‬وقرأ على أبععي بكععر عبععدالله بععن‬
‫يوسف التجيبيي )ت ‪307‬هع(‪ ,‬وقرأ على أبي يعقوب يوسف الزرق‬
‫)ت ‪240‬هع(‪ ,‬وقرأ على عثمان بن سععيد ورش )ت ‪197‬هعع(‪ ,‬وقعرأ‬
‫على نافع )ت ‪.(169‬‬
‫إســناده العــام الجــامع بيــن الطريقيــن المغربيــة‬
‫والمشرقية من طريق أبي زيد المنجرة عــن أبيــه‬
‫نظما‪.‬‬
‫‪ - 1‬يريد في معرفة القراء ‪ 2/393‬طبقة ‪ ,12‬وقد ذكر ابن الجععزري أخععذه علععى كععل مععن ابععن‬
‫نفيس والطبري معا – غاية النهاية ‪1/438‬ترجمة ‪.1830‬‬

‫‪546‬‬
‫ولبععي عبععد اللععه محمععد بععن عبدالسععلم أرجععوزة نظععم فيهععا‬
‫أسانيده في السبعة جمع فيهععا بيععن الطريقععتين المغربيععة المتصععلة‬
‫بععالمحور العععام عععبر طريععق ابععن غععازي‪ ,‬والمشععرقية عععبر طريععق‬
‫الحافظ ابن الجزري أسوقها هنعا مقتصعرا منهععا علعى قعراءة نعافع‬
‫بالسند إلى ابن نفيس عن أبي ععدي صعاحب ابععن سيعععف صعععاحب‬
‫الزرق عن ورش‪ ,‬وهذا نص ما وفقت عليه من ذلك ‪:‬‬
‫محمععد الفاسععي بععن عابععد‬ ‫يقول راجي عفو خععععععالق‬
‫السعععععلم‬ ‫النام‬
‫يزيعععح ععععن وجعععوه دينعععه‬ ‫حمععععدا لمنععععزل الكتععععاب‬
‫الخفععععععععععا‬ ‫بالشفععععععععا‬
‫أعظععم مبعععوث بععه إلععى‬ ‫أنزلععععععه أعظععععععم آيععععععة‬
‫الععععمععععل‬ ‫علعععععععععععععععى‬
‫صععلى عليععه اللععه طععول‬ ‫محمععععععد مبيععععععد ديععععععن‬
‫العمععععععععر‬ ‫الكفعععععععععععععر‬

‫إلى أن قال‪:‬‬
‫الععععععععععععالم الدراكعععععععععععة‬ ‫أخعععععذت ععععععن سعععععيدنا‬
‫الهمععععععععععععععععام‬ ‫المععععععععععععام‬
‫الحسعععععععععععني ععععععععععععاطر‬ ‫شععععيخ الجماعععععة بقطععععر‬
‫النفععععععععععععععاس‬ ‫فعععععععععععععاس‬
‫اللمعععععععععععععي عابععععععععععععد‬ ‫الحععععافظ النحريععععر فععععي‬
‫الرحمعععععععععععععععن‬ ‫التقعععععععععان‬

‫‪547‬‬
‫ثمععت عععن أبععي الفععدا شععيخ‬ ‫ععععن الرضعععا والعععده أبعععي‬
‫)‪(1‬‬
‫المعععععل‬ ‫الععععععععععل‬
‫)‪(3‬‬ ‫)‪(2‬‬
‫صععاحب الهععععععدي‬ ‫الحلععبي‬ ‫ثععم‬ ‫فالشبراملسععي علععي‬
‫الحسن‬ ‫عععععععععن‬
‫)‪(4‬‬
‫عنه عن المعععععععععين جبريععل‬ ‫صعععععاحب‬ ‫عن شمهروش‬
‫الرسول‬
‫مععن ربنععا مععا نععاح فععي غصععن‬ ‫عليهععم أزكععى مععن المسععك‬
‫حمععام‬ ‫سعععععععلم‬
‫ععععععن شعععععيخه الععععععالم ذي‬ ‫وعنععععععه عععععععن والععععععده‬
‫النعععععععوال‬ ‫المفضعععععععععععععال‬
‫الشعععععععععافعي المعععععععععذهب‬ ‫محمعععععد بعععععن القاسعععععم‬

‫‪ - 1‬هو أبو العباس أحمد ابن الفقيه المصري الشافعي‪.‬‬


‫‪ - 32‬في فهرس الفهارس ‪ 461 – 1/460‬في ترجمة زيان العراقي الفاسي )ت ‪ (1194‬جععاء‬
‫السند عنده بقراءة سورة الفاتحة هكذا‪ ":‬وقد أخذت الفاتحة عن شيخنا أبي زيععد عبععدالرحمن‬
‫المنجرة عن أبيه عن شيخه إسماعيل المكي عن الشبراملسي عععن الحلععبي صععاحب السععيرة‬
‫عن شمهروش الجني الصحابي عن النبي صلى الله عليه وسلم"‪.‬‬
‫‪ - 23‬هو أبو الحسن علي الشبراملسي الضرير إمام مسععجد المغاربععة بالقععاهرة‪ ,‬وبععه زاره أبععو‬
‫سالم العياشي )ت ‪ (1090‬كما ذكره في رحلته ‪.1/145‬‬
‫‪ - 4‬والرواية عنه عند المتأخرين من المحدثين كثيرة وينعتونه بقاضي الجن‪ ,‬وقد تبعهم القراء‬
‫على ذلك كما أشار إلى ذلك الدكتور الحسن وكاك في كتابه " تقييععد وقععف القععرءان الكريععم"‬
‫‪ 103‬بالهامش ناقل إسناد الشيخ عبدالسلم المضععغري فععي " تكميععل المنععافع" وقععوله فيععه‪":‬‬
‫وشمهروش الجن شيخه وذا‬ ‫والبقري عن سلطان مصرأخذا‬
‫روى عن النبي سيد النام عليه من ربي صلة وسلم‪.‬‬
‫قال ‪ ":‬وإدراج الجن فععي السععند العلمععي لععم يكععن معيبععا عنععد قععراء المغععرب المتععأخرين‪ ,‬بععل‬
‫كانوايفتخرون به كما حدثني بذلك الشيخ أحمد أبو عبيدة الفيللي عن المقععرئ ابععن المبخععوت‬
‫الفيللي أنه كان يقول مفتخرا بالقراءة الفيللية على قراءة النععواحي الخععرى مععن المغععرب‪":‬‬
‫قراءتنا فيها رائحة الجنون‪ ,‬وقريبة من الرسول"‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬ذكر الكتاني في فهرس الفهارس الرواية عن شمهروش في ‪ 1/460‬ترجمة ‪ 243‬وكععذا‬
‫‪ 2/674‬ترجمة ‪ 352‬وكذا ‪ ,850 – 2/849‬ويمكن الرجوع إلى قيمة السند الشمهروشي في‬
‫كتععاب " المثنععوني والبتععار" للشععيخ أحمععد بععن الصععديق الغمععاري ‪ .1/24‬وللشععيخ محمععد بععن‬
‫عبدالسلم مؤلف في إثبععات صعحبة شعمهروش الجنععي ذكعره صععاحب فهعرس الفهعارس فععي‬
‫ترجمته في فهرس الفهارس ‪.2/849‬‬

‫‪548‬‬
‫المصعععععععععري‬ ‫البقعععععععععععععري‬
‫شععععيخ شععععيوخ أهععععل هععععذا‬ ‫ععععععن اليمعععععاني عابعععععد‬
‫الشعععععأن‬ ‫الرحمعععععععععان‬
‫ععععععن ناصعععععر الطبلوي ذي‬ ‫عععععععن الرضععععععا والععععععده‬
‫الفععادة‬ ‫شحععععععععععععاذة‬
‫العقععععععععععععبي العععععععععععععالم‬ ‫عععن زكريععا النصععاري عععن‬
‫الربعععععععععانععععي‬ ‫رضعععوان‬
‫الجعععععععععععععععععزري العععععععالم‬ ‫عن شيخه الحععافظ شععمس‬
‫المكعععين‬ ‫الديعععععن‬
‫شعععيخ الشعععيوخ وعمعععاد معععن‬ ‫وعنعععه ععععن والعععده ليعععث‬
‫قععععععرا‬ ‫الشعععععععععرى‬
‫السععععععععععرغني مطفععععععععععئ‬ ‫ععععععن شعععععيخه محمعععععد‬
‫النعععععععععععوار‬ ‫الهععععععععععععواري‬
‫ععععن السجلماسعععي الحسعععام‬ ‫عن شيخ القراء ابن قاضي‬
‫المنتضى‬ ‫الرضععا‬
‫عععن ابععن ابراهيععم ذي الهععدي‬ ‫ععععن التلمسعععاني المريعععي‬
‫السني‬ ‫الحسنعععععععي‬
‫نجععععل ابععععن عاشععععر مععععبين‬ ‫ثععم ابععن قععاض عععن أبععي‬

‫‪549‬‬
‫الرشعععععععد‬ ‫محمععععععععد‬
‫عثمان يا لذلك من نبيعععععععععه‬ ‫عععن أحمعععد اللمطععي عععن‬
‫أبيععععععه‬
‫عععععععن شععععععيخه العلمععععععة‬ ‫وعنعععه ععععن والعععععععععععععده‬
‫الغطععععععريف‬ ‫الشريعف‬
‫عععن أحمععد نجععل شعيععععععب‬ ‫البوعنععععاني الحسععني عععن‬
‫النبيه‬ ‫أبعععععععيه‬
‫عععن ابععن غععازي ذي نقععععععاء‬ ‫عععععععن شععععععيخه والععععععده‬
‫الجيب‬ ‫شععععععععععععيب‬
‫عععن ابععن غععازي ذي الجنعععاب‬ ‫وأخععععععععععذ اللمطععععععععععي‬
‫)‪(1‬‬
‫العالي‬ ‫والدكعععععععالي‬
‫بسععععععيد الرسععععععل فتععععععم‬ ‫فالسنعععععد العععالي المقععدم‬
‫وكمععععععععععل‬ ‫اتصعععل‬
‫كطععرق للغععرب فاتعععععععععرك‬ ‫وطععععرق الشععععرق كععععثيرة‬
‫اللدد‬ ‫الععععععععدد‬

‫‪ -‬هو أبو القاسم بن محمد بن ابراهيم كبير أصحاب ابن غازي المذكور في السند فبل‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪550‬‬
‫فلمعععععة منهععععا كفععععععععععععاء‪,‬‬ ‫إذ المععععععععععراد التصعععععال‬
‫فأقعول‪:‬‬ ‫بالرسول‬
‫لكعععععععون القعععععععرا فيعععععععه‬ ‫حسععععبما قععععد اصععععطفى‬
‫)‪(1‬‬
‫باتصععععععععععال‬ ‫الفيللي‬
‫عععععععن الصععععععغير الهمععععععام‬ ‫قد أخععذ الشععيخ ابععن غععازي‬
‫المرتضععععععى‬ ‫الرضا‬
‫ععععععن الععععععزواوي)‪ (2‬فقععععععل‬ ‫ععععن الفيعععععععععععللي ععععن‬
‫للقعععععععاري‬ ‫الفخار‬
‫فعععععابن الزبيعععععر المرتضعععععى‬ ‫ثمت عن نجل سليمععععععان‬
‫المقععععععععدم‬ ‫اعلم‬
‫بكعععر بعععن حسعععنون فحقعععق‬ ‫ثم عن العطععععار قل فععن‬
‫مذهبعععي‬ ‫أبي‬

‫‪ - 1‬هو أحمد بن محمد بن موسى أحد أسعتاذي الصعغير‪ ,‬وقعد تقعدم ذكعر اختيعاره لهعذا السعند‬
‫لتصاله بالقراءة‪.‬‬
‫‪ - 2‬أبو العباس أحمد بن علي العزواوي المتعوفى غريقعا فعي نكبعة الجيعش المغربعي بسعواحل‬
‫بحاية سنة ‪ 749‬كما تقدم‪.‬‬

‫‪551‬‬
‫)‪(1‬‬
‫قععععععل‬ ‫ثمععععععت عبععععععدالله‬ ‫فعععابن بقعععي عععععععععععععععابد‬
‫للهعععععععي‬ ‫الله‬
‫)‪(2‬‬
‫ابعععععععن نفيعععععععس ععععععععاطر‬ ‫وأبععععععععي‬ ‫فععععععععالطبري‬
‫النفععععععععاس‬ ‫العبعععععاس‬
‫عععععن الرضععععا أبععععي عععععدي‬ ‫فععععععابن نفيععععععس آخععععععذ‬
‫)‪(3‬‬
‫فععععععععادر‬ ‫للمصععري‬
‫فنجعععل بويعععان لقعععععععععععالون‬ ‫وععععععن أبعععععي نصعععععرهم‬
‫يضي‬ ‫فالفرضعي‬
‫ثم تتبع باقي السبعة فرفع السععند مععن ابععن نفيععس إلععى كععل‬
‫واحد منهم حسب روايته ورفع السانيد ملة إلععى النععبي صععلى اللععه‬
‫عليه وسلم ثم قال‪:‬‬
‫ثعععم الميعععن جبرئيعععل ذي‬ ‫وقد مضععععععععى ارتبععاطهم‬
‫الوفععععععا‬ ‫بالمصطفى‬
‫تلقيعععععا منعععععه فحقعععععق‬ ‫وهعععو ععععن المولععععععععععى‬
‫مأخعععععععععععذه‬ ‫العظيم أخذه‬
‫ثم عن القلم عععن مسععدي‬ ‫وقيل عن لوح البقعععععععععاء‬
‫النععععم‬ ‫والقدم‬
‫اللعععوح فعععالقلم فعععالمولى‬ ‫وقيععل عععن ميكععال ثمععت‬
‫الغنععععععي‬ ‫عنعععععععععي‬
‫ععععععن ربنعععععا سعععععبحانه‬ ‫وقيععل عععن جبريععل عععن‬
‫تععععععععععالعى‬ ‫ميكععععععععال‬
‫سعععععبحانه معععععن منععععععم‬ ‫كمعععععا يليعععععق بالجنعععععاب‬

‫‪ - 1‬هو ابن عمر بن العرجا القيرواني إمام الحرم المكي كما تقدم‪.‬‬
‫‪ - 2‬هو أبو معشر عبدالكريم بععن عبدالصععمد الطععبري مقععرئ الحععرم المكععي وصععاحب كتععاب "‬
‫سوق العروس" وغيره‪.‬‬
‫‪ - 3‬المراد ورش‪.‬‬

‫‪552‬‬
‫موالعععععععععي)‪.(1‬‬ ‫العالععععععععععي‬
‫وقد وقفت في بعض الخععزائن الخاصععة علععى أسععانيد الشععيخ‬
‫ابن عبدالسلم من نظم بععض أصعحابه اقتصعر فيهعا علعى المحعور‬
‫العععام الععذي يخععص قععراءة نععافع عنععد المغاربععة مععن روايععتي ورش‬
‫وقالون رأيت أن أختم به هذه السععانيد لجمععال صععياغته‪ ,‬وفيععه بععتر‬
‫بين ادريس المنجععرة والشععريف المريععي أكملتععه مععن أرجععوزة ابععن‬
‫عبدالسلم السابقة وهذا نص ما وقفت عليه مععع الصععلح المععذكور‬
‫بعد البيت التاسع‪.‬‬
‫سند الشــيخ ابــن عبدالســلم فــي قــراءة نــافع‬
‫لبعض أصحابه‪:‬‬
‫حفععععععععععظ القععرءان بالشيععععوخ‬ ‫الحمععد للععه الععععععععععععععذي قععد‬
‫المرا‬ ‫يسععرا‬
‫علععععععععععععى نععععععبيه الرسععععععول‬ ‫ثعععععم الصعععععععععلة والسعععععلم‬
‫أحمععععععععدا‬ ‫سرمعععععععععدا‬
‫ومععععن يليهععععععععععععم علععععععععععععى‬ ‫وآلععععععععععه وصحععععععععععععععععععبه‬
‫الدوام‬ ‫الكعععععععععععرام‬
‫ذكعععععر شعععععيوخ مهعععععروا فعععععي‬ ‫وبععععععععد فالقصعععععععد بهعععععععذا‬
‫العلعععععععععععععم‬ ‫النظععععععععععععععم‬
‫وأتقنععععععوا أحكامه إتقعععععععععععانا‬ ‫وجاهعععععععععععدوا وخعععععععععععدموا‬
‫القععععععععععععرءانا‬
‫الفاسععععععي‪ ,‬وهععععععو مععععععن ذوي‬ ‫فمنعععععععععععععععععععهم سععععععععندنا‬
‫الرسععععععععوخ‬ ‫للشيععععععععخ‬
‫أخذ عن أئمة أعععععععععععععععععععلم‬ ‫محمعععععععععد بعععععععععن عابعععععععععد‬
‫السعععععععععععععععععلم‬

‫‪ - 1‬السند المنظوم بتمامه في مجموع بالخزانة العامة بالرباط برقم ‪ 3443‬من ص ‪ 300‬إلععى‬
‫‪ .312‬وعلى أكثر رجال السند فيه تعاليق تعرف بالمراد بهم‪.‬‬

‫‪553‬‬
‫أي عابععععععععععد الرحمععععععععععن ذي‬ ‫عععععععن شععععععيخه المنجعععععععرة‬
‫التصنيععععععععف‬ ‫الشععععععععععععريف‬
‫عععععععععععععععرف بالتععععععععععععععأليف‬ ‫ععععن شعععيخه والععععععععععععععععععده‬
‫والتععععععععععععععدريس‬ ‫ادريس‬
‫السعععععععععععععععرغني مطفععععععععععئ‬ ‫عععععععععن شععععععععيخه محمععععععععد‬
‫النععععععععععععوار‬ ‫الهعععععععععععععععواري‬
‫ععععن السجلماسعععي الحسعععععععام‬ ‫عععن شععيخ القععراء ابععن قععاض‬
‫)‪(1‬‬
‫المنتضى‬ ‫الرضععععععا‬
‫الععععععععععععععععععععالم المقععععععععدس‬ ‫ععععن شعععيخه الععععدل خطيعععب‬
‫النبعععععععراس‬ ‫فعععععععععاس‬
‫المريععععععععععععععي ععععععن شعععععيخه‬ ‫محمععععععععععععد بعععععععن أحمعععععععد‬
‫الغطعععععريف‬ ‫الشععععععععععريف‬
‫وهععععععععععو محمععععععععععد بععععععععععن‬ ‫الحععععععافظ الععععععدكالي بحععععععر‬
‫ابراهيععععععععععععععععععم‬ ‫العلعععععععععععععم‬
‫محمعععععد بعععععن أحمعععععد الغعععععازي‬ ‫ععععن شعععيخه شعععيخ الجماععععة‬
‫المععععععععععام‬ ‫الهمعععععععام‬
‫معععن آل عثمععععععععععان علعععععععععى‬ ‫أعنععععي الععععذي اشععععتهر بععععابن‬
‫امتياز‬ ‫غعععععععععازي‬
‫ععععععن شعععععيخه الستععععععععععاذ ذي‬ ‫عععععن شيخعععععععععه الشعععععععععهير‬
‫التحعععرير‬ ‫بالصعععغير‬
‫لعععععععديهم بعععععععالفيللي ععععععععادم‬ ‫أعنععععي أبععععا العبععععاس أحمععععد‬
‫النظعععععععععععير‬ ‫الشهعععععععير‬

‫‪ - 1‬البيتان من قوله " عن شيخه محمد الهواري‪ ...‬إلععى قععوله " الحسععام المنتضععى" همععا ممععا‬
‫أضفته كما ذكرت أعله لتمام النقص الملحوظ بين ادريس المنجععرة والمريععي‪ ,‬ولععم يععرد مععع‬
‫النص تنبيه على هذا النقطاع الذي يمكن ملحظته بسهولة بالمقارنة بين السند المععذكور ومععا‬
‫تقدمه من أسانيد وإجازات‪.‬‬

‫‪554‬‬
‫عععععععععرف بالفخععععععععار نعععععععععم‬ ‫عععععن شععععيخه المععععام أبععععي‬
‫المقتعععععععععععععدي‬ ‫محمععععععععععععد‬
‫أي أحمععععععععد بععععععععن علععععععععي‬ ‫عععععن شععععيخه الحععععافظ نعععععم‬
‫الععععععععععععزواوي‬ ‫الععععععععععراوي‬
‫ابعععععععن سعععععععليمان الفاسعععععععي‬ ‫عععععععععن شععععععععيخه علععععععععي‬
‫الععععععععععععععدار‬ ‫النصعععععععععععععاري‬
‫جعفعععر أحمععععععععععععععد الزبيعععري‬ ‫ععععن شعععيخه الحجعععة يعععدعى‬
‫النسب‬ ‫بأبعععععععععععي‬
‫إسععععماعيل العطععععار خعععععععععدن‬ ‫عععن شععيخه أبععي الوليعععععععععععد‬
‫الحمعععععد‬ ‫الزدي‬
‫محمعععععععععد نجعععععععععل علعععععععععي‬ ‫عن شيخه القاضي ابن حسععنون‬
‫النجععععععععععععععععيب‬ ‫الخطيب‬
‫محمعععععععععد نجعععععععععل بقعععععععععي‬ ‫ععععن شعععيخه أستعععععععععععععععاذه‬
‫القيعععععععععععععععععسي‬ ‫الرئيععس‬
‫عععععرف بععععابن العرجععععا فضععععله‬ ‫عععععن شععععيخه عبععععدالله بععععن‬
‫اشتهعععععععععر‬ ‫عمععععععععععععر‬
‫مقععععععععام ابراهيععععععععم فععععععععي‬ ‫كعععععان يعععععؤم النعععععاس فعععععي‬
‫الحععععععععععععععععععرام‬ ‫المقعععععععععععععععام‬
‫ابععععن نفيععععس المصععععري نعععععم‬ ‫عععععن شععععيخه نجععععل سعععععيد‬
‫المقتعععععععععدى‬ ‫احمعععععععععععدا‬
‫فعععععي وقتعععععه فعععععي الحفعععععظ‬ ‫لعععه انتهعععت رياسعععععععععععععععععععة‬
‫والمععععععععععععععلء‬ ‫القراء‬
‫عبععععععععدالعزيز بععععععععن أبععععععععي‬ ‫عععععن شععععيخه ابععععن الفععععرج‬
‫عععععععععععععععععدي‬ ‫المصععععععععععري‬

‫‪555‬‬
‫رئيعععععس أهعععععل مصعععععر فعععععي‬ ‫عععن شععيخه ابععن يوسععععععععععف‬
‫التعععععععععععدريب‬ ‫التجيبي‬
‫ثععم ابععن مالععك بععن عبععععععععععععععععد‬ ‫وهوأبعععععععععو بكعععععععععر بعععععععععن‬
‫الله‬ ‫عبعععععععععععععععععدالله‬
‫أي أبععععععي يعقععععععوب العليععععععم‬ ‫عن شععيخه نجععل يسععععععععععععععار‬
‫السعععععععععبق‬ ‫الزرق‬
‫عثمعععععان ورشعععععنا إمععععععععععععام‬ ‫عععععن شععععيخه رئيععععس أهععععل‬
‫القععععععععرا‬ ‫مصععععععععععععرا‬
‫المعععععععععععدني المقعععععععععععري بل‬ ‫ععععععن شعععععيخه أبعععععي نعيعععععم‬
‫منععععععععععععععععازع‬ ‫نافعععععععععععععععع‬
‫عرفوا من خيععععار التععععععععابعينعععا‬ ‫أخععععععععذ عععععععععن شععععععععيوخه‬
‫السبعيعععععععععععععنا‬
‫بمسععجد الرسعععععععععععول صععععععان‬ ‫كععععععععان يععععععععؤم القععععععععوم‬
‫دينعه‬ ‫بالمععععععععععععععععدينة‬
‫فيالهععععععا مععععععن خصععععععععععععععلة‬ ‫صععععلى بهععععا إمامععععا سععععتين‬
‫مستحسععععنة‬ ‫سنعععععععععععععة‬
‫بهعععععععا علعععععععى صععععععععععععععاحبه‬ ‫فمععععععععععععععالك ونععععافع كععععل‬
‫فافتخععععععععرا‬ ‫قععععععععرا‬
‫عن نافععععععععععع‪ ,‬ونعععععععععافع أتانا‬ ‫فمععععععععععععععععععالك قعععد حفعععظ‬
‫القرءانا‬
‫عععععععععن مالععععععععك فأوضععععععععح‬ ‫بععأنه قعععععععععععرا موطعععععععععععععا‬
‫المسعععععععععععععالك‬ ‫مالك‬
‫وسعععمى منهعععم خمسععععععععععععععععة‬ ‫قعععرأ نافععععععععععععععع علععععععععععى‬
‫تبيينا‬ ‫سبعينا‬

‫‪556‬‬
‫وهو ابن القعقعععععععاع كمعععععا تريد‬ ‫وهععععععععم أبععععو جعفععععر قععععل‬
‫يزيعععععععععععد‬
‫وهعععععو ابعععععن هرمعععععز عظيعععععم‬ ‫والثعععععععاني منهعععععععم عابعععععععد‬
‫الشععععععععععععان‬ ‫الرحمعععععععععععن‬
‫وشعععععععععيبة بعععععععععن نصعععععععععاح‬ ‫ثععععععععالثهم يزيععععععععد نجععععععععل‬
‫بالتبيعععععععععععععععان‬ ‫رومعععععععععععععععان‬
‫التعععععابعي الهععععععععععععععععععععععذلي‬ ‫خامسععععععهم مسععععععلم ابععععععن‬
‫النسب‬ ‫جنععععععععععععدب‬
‫وهو ابن خوات أتاك واضحععععععععععا‬ ‫وزادوا سادسععععععععا يسععععععععمى‬
‫صعععععععععععالحا‬
‫مععععععععععع أبععععععععععي هريععععععععععرة‬ ‫وأخعععععذوا ععععععن أبعععععي بعععععن‬
‫الصحابععععععععععععععععي‬ ‫كعععععععععععععب‬
‫علعععى النعععبي المصطفععععععععععععى‬ ‫كععععذا ابععععن عبععععاس‪ ,‬وكلهععععم‬
‫خيرالورى‬ ‫قععععععععععععرا‬
‫جميعهعععم‪ ,‬وبعضعععععععععععهم عنعععه‬ ‫وقيععععععععععل عن زيععد بععن ثععابت‬
‫حعععوى‬ ‫روى‬
‫سمععععععععععععععه وهعععععععو ععععععععن‬ ‫ثععم رسعععععععععععععول اللععه عععن‬
‫ميكععععععععععائيل‬ ‫جبرائعيل‬
‫سععبحان ذي الجعععععععععلل فععافهم‬ ‫وهو عن الله كما يليععععععععععععععق‬
‫وانتبه‬ ‫به‬
‫واللعععععععععوح عععععن قلععععم ربنععععا‬ ‫وقيعععععععععععل جبريل عععن اللععوح‬
‫اتخعععععععععذ‬ ‫أخذ‬
‫جلعععت صفعععععععععععععات اللعععه ذي‬ ‫تعالععععععععى عععن لععععععععوح وعععن‬
‫الكرام‬ ‫أقلم‬

‫‪557‬‬
‫كما يليعععععععععق بالعععععععععزيز جل‬ ‫ثم عععن المولعععععععععععععى العليععم‬
‫العلى‬
‫سعععند قالععععععون فخعععذ معععا جعععاء‬ ‫قععععد انتهعععععععععى سععععند ورش‬
‫فيععععععععه‬ ‫ويلععععععععيه‬
‫منععه انتهععععععععععععى إلععى أبعععععععي‬ ‫سععععععند قالعععععععععععون علععععععى‬
‫نفيس‬ ‫التأسعععععععععيس‬
‫ثم ساق السند مععن ابععن نفيععس إلععى قععالون عععن نععافع فععي‬
‫خمسة أبيات وقال‪:‬‬
‫مثععل نجععوم ظهععععععععععرت‬ ‫فهععععععععععععععععذه سلسععععلة مععععن‬
‫في غيهعععب‬ ‫ذهععععععععب‬
‫مععا مثلهعععععععم فععي عجععم‬ ‫تضعععععععمنت بععععععععض شعععععععيوخ‬
‫وعععععععععرب‬ ‫المغععععععععععععرب‬
‫يرجعععععون منعععععه رحمعععععة‬ ‫كععععععععانوا اعتنععععععععوا بخدمععععععععة‬
‫الرحمعععععععععععن‬ ‫القعععععععععععععرءان‬
‫فعععازوا برضععععوانه وعععععدا‬ ‫جزاهععععععععم اللععععععععه أحسععععععععن‬
‫منجععععععععععزا‬ ‫الجععععععععععععععععزا‬
‫فععععي زمععععرة الرسععععول‬ ‫فاحشعععععرنا معهعععععم يعععععا إلعععععه‬
‫أحمععععععععد المين‬ ‫العالمعععععععععععين‬
‫وآلعععععععه وصحبععععععععععععععه‬ ‫صلععععععععععععععععى عليعععععععه ربنعععععععا‬
‫وعظمعععععععععععا‬ ‫وسلمععععععععععا‬
‫يمحوه من فضلععععععه ربنععا‬ ‫وععععععععدد البيعععات حعععععععععععرف "‬
‫العلعععععي‬ ‫زلل"‬

‫‪558‬‬
‫محمعععععد )‪ (1‬يرجععو محععاق‬ ‫نظمهعععععععععا العبيعععععععععد عبعععععععععد‬
‫ذنبعععععععععععه‬ ‫ربععععععععععععععععععععه‬
‫تلك أسانيد الشيخ ابععن عبدالسععلم فععي روايععة ورش متصععلة‬
‫بالمحور العام الذي اختار المتأخرون اعتماده في إسععناد القععراءات‬
‫السبع على العموم وقراءة نافع على الخصوص‪ ,‬وروايعة ورش معن‬
‫طريق الزرق على الخص‪.‬‬
‫وقد تتبعناه في مساره المنحدر والصاعد من نافع وإليه عععبر‬
‫مشععيخة القععراء فععي المدرسععة المغربيععة حسععب التسلسععل الععذي‬
‫اختاره الئمة وصفوا الشعب التي تشبعت منه كما وصععفنا‪ ،‬وأهمهععا‬
‫الشعبتان المعتمدتان من طريقي أبي عمرو الداني وأبي محمد بن‬
‫العرجا كلهما عن المشيخة المصرية باتصال السند إلى ورش عععن‬
‫نافع‪.‬‬
‫وإذا كان قد قيل‪ ":‬لكل ديععن فرسععان‪ ,‬وفرسععان هععذا الععدين‬
‫أصحاب السانيد")‪ (2‬فلعلنععا الن قععد تعرفنععا بمععا فيععه الكفايععة علععى‬
‫فرسان هذه الحلبة التي تبارت في ميععادين القععراء فععي المدرسععة‬
‫المغربيععة خلل عشععرة قععرون مععن دخععول روايععة ورش إلععى هععذه‬
‫القطعععار‪ ,‬وصعععحبناهم فعععي حلقعععاتهم ومؤلفعععاتهم ومدارسعععهم‬
‫واختياراتهم‪ ,‬ورأبنا من الصدوع ما أمكن رأبه ممععا أحععدثه الهمععال‪,‬‬
‫وتسبب فيه تباعد القرون وتعععاقب الجيععال حععتى اسععتوت الصععورة‬
‫أقرب ما تكون إلى التناسق والكمال‪.‬‬

‫‪ - 1‬هذا كل ما نعرفه عن ناظم الرجوزة‪ ,‬وقععد جععاء فععي التصععدير لهععا قعوله ‪ :‬لبعععض أصععحاب‬
‫الشيخ محمد بن عبد السلم‪ .‬وقد وقفت عليها عند صاحبنا المقرئ الحافظ السيد الطاهر بععن‬
‫الحاج مبارك العبدي العشراوي نسبة إلى العشر " لنه متقن للعشععرين الكععبير والصععغير‪ ,‬نفل‬
‫عن نسخة شععيخه المقععرئ المعمععر الشععيخ علل القاسععمي شععيخ القععراءات بمدرسععة سععيدي‬
‫الزوين بحوز مراكش من أصحاب الشيخ ابراهيم الماسي المتصدر بآيت ورير قديما‪.‬‬
‫‪ - 2‬هو ليزيد بن زريع من أهل البصرة مات سنة اثنتين أو ثلث وثمانين ومائة كما في مشاهير‬
‫علماء المصار لبععن حبععان البسعتي ‪ 162‬ترجمعة ‪ .1280‬والقعول المعذكور أسععنده أبععو زكريععا‬
‫السراج في أول فهرسته من طرق عن أبي الحسن بن سليمان شيخ الجماعة بفاس عن أبععي‬
‫علي بن أبي الحوص وذكر السند إلى ابن زريع – فهرسة السراج ‪ /1‬لوحة ‪.13‬‬

‫‪559‬‬
‫فروع مدرسة الشيخ ابن عبد السلم‬
‫أما الن فنحاول فععي عجالععة أن نتمثععل بعععض مععا تفععرع مععن‬
‫المسالك من هذه المدرسة عبر مععا وقفنععا عليععه مععن إشععارات هنععا‬
‫وهناك تسععاعدنا علععى وصععل طععرق المتععأخرين والمعاصععرين بتلععك‬
‫الصول التي رسمنا هيكلها العام بعد أن انقطعععت الطععرق وانبهععت‬
‫المعالم بوجه عععام‪ ,‬وبلععغ المععر فععي الجهالععة بععذلك مععداه‪ ,‬فتجععاوز‬
‫المستوى الععذي تحععدث عنععه الشععيخ ابععن غععازي فععي أواخععر المععائة‬
‫التاسعة يوم كتب " التعلل برسوم السناد‪ ,‬بعد انتقال أهل المنععزل‬
‫والناد"‪ ,‬إلى المستوى الذي تحدث عنه الشيخ ابعن عبدالسععلم فععي‬
‫أواخر المائة الثانية عشععرة فععي قععوله النععف الععذكر‪ ":‬إل أنه لــم‬
‫تكن لهل المغرب‪ ,‬وخاصة فــي هــذا الزمــن‪ ,‬عنايــة بــه‪,‬‬
‫ميل منهم عن سبيله إلى العتناء بالرواية‪ ,‬حتى ل يعلــم‬
‫الخذ منهم إل معلمه دنية‪ ,‬وإن طولب بـأعلى منــه عجـز‬
‫عن الوصول إليه بل مرية"‪.‬‬
‫ولقد سععألت فععي كععل جهععة مععن جهععات المغععرب خلل هععذه‬
‫العشر من السنوات التي استغرقها منععي إنجععاز هععذا البحععث عععددا‬
‫كبيرا من المذكورين بالمعرفة في هذا العلم "علم القععراءات" مععن‬
‫أهل السبع والعشر‪ ،‬فما وجدت أحدا يتجاوز لي في تسمية أشياخه‬
‫أكثر من شيخ أو شيخين من أهل القرن الماضي‪ ,‬ول وقفععت علععى‬
‫أحد كتب لحد قرأ عليه شيئا من القراءة أجازه بععه سععمى لععه فيععه‬
‫من قرأ عليه‪ ,‬بل ول وقع لحد من القراء في بال أن يطععالب أحععدا‬
‫من المشايخ بذلك‪ ,‬ومضى على ذلععك النععاس حععتى تنوسععي السععند‬
‫وضاع‪ ,‬وخاصة بعد وقوع الفصام النكععد بيععن علععوم العربيععة وعلععوم‬
‫القراءة فأصبح هؤلء في واد والخرون في آخر كما عبر عععن ذلععك‬
‫العلمة محمد المختار السوسي في قوله – وهو يتحععدث عععن أهععل‬
‫جهته‪ "- :‬كان هذا الفن معتنــى بــه قبــل الجيــال الخيــرة‬
‫اعتناء كثيرا‪ ,‬وكان غالب العلماء ملمين به أو متقنيه‪ ,‬ثم تناقص‬

‫‪560‬‬
‫ذلك حتى كان في جهععة‪ ,‬وأربععاب العلععم والفهععم فععي جهععة أخععرى‪,‬‬
‫فتحسب مئات من العلماء قلما تجد منهم من يتقنه)‪ ,(1‬كما تحسععب‬
‫عشرات من متقنيه ثم ل تراهم إل مععن حفظععة القععرءان فقععط‪ ,‬بل‬
‫علم ول فهم‪ ,‬وهذا هو السبب حتى تناقصت أهميته شيئا فشيئا بعد‬
‫ما كان في الوج‪ ,‬وبعد ما كان له في " سوس" شععأن يرتحععل إلععى‬
‫أخذه عن أساتذته‪ ,‬مثلمعا فععل ابعن عبدالسعلم الفاسعي فعي آخعر‬
‫القرن الثاني عشر‪ ,‬فينزل في "آيت صواب"‪ ,‬فيفيد الفنون العلمية‬
‫التي عنده‪ ,‬ويأخذ هذا الفن)‪ ,(2‬ذلك ما كان أمععس وأمععا اليععوم فقععد‬
‫دخل هذا الفن في خبر "كان"‪ ,‬ولم يبق من أربععابه إل القلععون هععم‬
‫هامة اليوم أو الغد")‪.(3‬‬
‫وهكذا ضاع وربما إلى البد هذا الرباط الشععريف الععذي ظععل‬
‫المغاربة يتصلون من خلله بمشععكاة النبععوة بالخععذ والتلقيععن كععابرا‬
‫عععن كععابر مععن طععرق أعلم القععراءة المحرريععن لهععا الضععابطين‬
‫لسععانيدها وطرقهععا‪ ,‬إل ملمععح باهتععة يمكععن للبععاحث أن يترصععدها‬
‫بصعوبة بالغة هنا وهنععاك لععدى بعععض المسععنين مععن القععراء أو فععي‬
‫بعض الفهععارس مععا زال يمكععن إلععى الن وصععل حلقاتهععا بععآخر مععن‬
‫انتهععت إليععه المامععة فععي المدرسععة المغربيععة الشععيخ محمععد بععن‬
‫عبدالسلم‪ ,‬وخاصة في الجنوب المغربي عند الخذين عن مشععيخة‬
‫الحوز المراكشي والخذين عنهم‪ ,‬مععع إهمععالهم هععم هععذا وعجزهععم‬
‫التام عن وصله بأصوله التي يمكن شده إليها‪.‬‬

‫‪ - 1‬ما ذكره العلمة السوسي يزكيععه واقععع الحععال اليععوم أكععثر‪ ,‬وقبععل اليععوم فععي أكععثر القععرن‬
‫الماضي بعد منتصف القرن الرابع عشر‪ ,‬ولقد نظرت في كتععاب " إسعععاف الخععوان الراغععبين‬
‫بتراجم ثلة من علماء المغرب المعاصرين " للشيخ محمد بن الفاطمي السلمي الشععهير بععابن‬
‫الحععاج" والععذي اشععتمل علععى تراجععم ‪100‬عععالم مععن علمععاء المغععرب فععي القععرن الرابععع‬
‫عشرالماضي فما وجدت فيهم أحدا يذكر له منزلة معدودة في القععراءة‪ ,‬والمععذكورون بشععيء‬
‫من معارفها منهم معدودون على رؤوس الصابع‪ ,‬هععذا وأكععثرهم مععن أسععاتذة القروييععن وابععن‬
‫يوسف وهما أكبر مؤسستين علميتين في البلد‪.‬‬
‫‪ - 2‬ذكر ههنا الشععيخ محمععد المختععار السوسععي أن ثقععة أخععبره أنععه رأى "كتععاب الجعععبري فععي‬
‫القراءات" بخط ابن عبدالسلم هذا كتبه حين كان في سوس " – سععوس العالمععة هععامش ص‬
‫‪.33‬‬
‫‪ - 3‬سوس العالمة ‪.33‬‬

‫‪561‬‬
‫وهذه طائفة من الشارات يمكن من خللهععا تمثععل مجموعععة‬
‫من الطرق التي قرئ بها خلل المععائة الثالثععة عشععرة‪ ,‬وبعضععها مععا‬
‫يزال يمكن ضبطه ووصل رجاله بععالمحور العععام للسععانيد الماضععية‬
‫من طريق الشيخ ابن عبدالسلم إلى اليوم‪.‬‬
‫نماذج من أمهات الطرق عن الشيخ ابن عبدالسلم‬
‫في مختلف الجهات من المغرب‬
‫ل نستطيع في هععذه العجالعة أن نترصععد جميعع الطعرق الععتي‬
‫انتشرت منها الرواية عن المام أبععي عبععدالله ابععن عبدالسععلم فععي‬
‫فاس وسععائر جهععات المغععرب‪ ,‬ولععذلك فسععنكتفي بأمثلععة مععن تلععك‬
‫الطرق نختارها من مختلف الجهات بقصد التمثيل ل بقصد الحصععر‪,‬‬
‫وذلععك لكععثرة مععن أخععذوا عنععه وتععوزعهم علععى مختلععف الحواضععر‬
‫والجهات التي أقام بها وتجول فيها‪ ,‬إذ أن السانيد عنععه فععي فععاس‬
‫ومكناس وتطوان والقصر الكبير وغيرها من مدن الشمال المغربي‬
‫وبواديه‪ ,‬وهي أيضا مستفيضة في سوس وحوز مراكش والصععويرة‬
‫وقبائل الشياظمة وحاحة وعبدة وما إليها من القبائل المجاورة‪.‬‬
‫وقد أشار صاحب السلوة إلى سعة الخذ عنه وكثرة الخذين‬
‫وتوزعهم في المشارب والبلدان‪ ,‬وذلك في قععوله‪":‬والنـاس فـي‬
‫الخذ عنه أربعة أصناف‪ :‬صنف أخذوا عنه قراءة القرءان‬
‫بمجــرد المدارســة والســماع فقــط‪ ,‬وصــنف أخــذوا عنــه‬
‫بالروايــات مــع تحقيــق أحكامهــا فــي مجــالس الــدرس‪,‬‬
‫وهــؤلء ل ينحصــرون بالعــد‪ ,‬ول يوقــف لهــم علــى حــد‪,‬‬
‫وصنف أخذوا عنه ما سوى القراءات وأحكامها من أنواع العلعوم‬
‫كالشيخ سيدي عبدالقادر بعن شععقرون‪ ,‬والشععيخ سععيدي محمععد بععن‬
‫أحمد بنيس‪ ,‬والشعيخ سعيدي علعي بعن أويعس الحصعني‪ ,‬والخعوين‬
‫سععيدي العربععي وسععيدي عبدالسععلم‪ ,‬ابنععي الععولي الصععالح سععيدي‬
‫المعطي بن الصالح الشرقي المعمري‪.‬‬

‫‪562‬‬
‫‪ -‬وصنف أخذوا عنه كل من القــراءة وأحكامهــا وغيــر‬
‫ذلك من العلوم‪ ,‬وهم كثيرون‪.‬‬
‫‪ -‬ومنهـــم الســـلطان مولنـــا ســـليمان بـــن محمـــد‬
‫العلــوي)‪ ,(1‬وســيدي محمــد بــن قاســم العيــدوني)‪,(2‬‬
‫وسيدي محمد بن علي اللجائي)‪ (3‬وغيرهم")‪.(4‬‬
‫ونظرا لكثرة الخعذين عنعه معن هعذه الصعناف الربععة فقعد‬
‫اخترنا أن نقوم باستعراض بعض طرقهم ممن عرفت لهم مؤلفات‬
‫أو كان لهم ذكر سععائر وأثععر بععارز فععي تلععك الجهععات‪ ,‬وهععذه نمععاذج‬
‫منهم‪ ,‬نستهلها ببعض الطرق المشهورة عنه بفاس‪.‬‬
‫‪ -1‬طريق أبي العلء ادريس بن عبدالله بن عبدالقادر بن‬
‫أحمد بن عيسى الودغيري الملقب بالبكراوي‬
‫وصفه الكتاني في السلوة بقععوله‪" :‬الشععريف الجليععل العععالم‬
‫العلمة الصيل الستاذ المشععارك الجععل البركععة النحريععر‪ ,‬الفضععل‬
‫إمام المقرئين وخاتمة المحققين"‪ ,‬ثم ذكر نسبه المتصععل بععالمولى‬
‫ادريس باني فاس وقال‪:‬‬
‫" كان ع رحمه الله ع حامل راية القراء في وقته‪ ,‬إليه المرجع‬
‫في علوم القراءات كلها‪ ,‬عارف بالتجويد‪ ,‬ل يضععاهيه فيععه أحععد فععي‬
‫وقته‪ ,‬حسن الصوت كثير التلوة متفننا في علععوم شععتى‪ ,‬مععن فقععه‬
‫ولغة ونحو غير ذلك‪.‬‬
‫‪ - 1‬هو السلطععععععان المولععععععععععى سععليمان بععن محمععد بععن عبععدالله بععن إسععماعيل الحسععني‬
‫العلوي السجلماسي المتوفى بمراكش )‪1238‬هع( ولي المر سنة ‪1206‬هع‪ ,‬وكان من العلماء‬
‫المشهود لهم‪ ,‬قرأ القرءان على أبي محمد عبدالوهاب أجانا ثم أخععذ علععوم القععراءة عععن ابععن‬
‫عبدالسلم كما جاء في قوله‪:‬‬
‫عبدالوهاب‬ ‫والرسم‬ ‫أول من علمنععععععععي القرءانا‬
‫أجععععععععععععانعا‬
‫عن الفاسي عن شيخه بحر‬ ‫وسندي في الضبط والروايعععات‬
‫الفعععععرات‬
‫عن والد ‪ :‬ادريس رسم‬ ‫عابد الرحمن الشريف المنجععرة‬
‫العشعععععععرة‪.‬‬
‫‪ - 2‬هو محمد بن قاسم العيدوني الخمسي‪ ,‬له قصيدة في مراتب المد‪.‬‬
‫‪ - 3‬ذكرناه في أصحاب أبي زيد المنجرة‪.‬‬
‫‪ - 4‬سلوة النفاس ‪.319-2/318‬‬

‫‪563‬‬
‫أخذ علم القراءات عن الشيخ محمد بن عبدالســلم‬
‫الفاسي عن ســيدي عبععدالرحمن المنجععرة‪ ,‬عععن والععده سععيدي‬
‫ادريس‪ ,‬وأخذ غيره من العلوم عن الشيخ سيدي الطيب بن كيععران‬
‫وسيدي حمدون بن الحاج وغيرهما‪.‬‬
‫مؤلفاته‪" :‬وألف تآليف في علم القراءات وغيره‪ ,‬منها‪:‬‬
‫‪ -‬حاشية على الجعبري ع وشرح دالية الفقيه العلمععة سععيدي‬
‫محمد بن مبارك السجلماسي الفاسي فععي تخفيععف الهمععز لحمععزة‬
‫وهشعععام – والتوضعععيح والبيعععان فعععي مقعععرأ نعععافع المعععدني ابعععن‬
‫عبععدالرحمن)‪ ...(1‬وذكععر لععه مجموعععة أخععرى مععن الكتععب وقععال‪:‬‬
‫وأخععبرني ولععده شععيخنا الفقيععه العلمععة البركععة أبععو محمععد سععيدي‬
‫عبدالله أن تآليفه تبلغ ثمانية عشر تأليفا"‪.‬‬
‫"وكععان ععع رحمععه اللععه ععع خطيبععا فصععيحا بليغععا‪ ,‬خطععب أول‬
‫بالسلطان مولنا سليمان بفععاس العليععا ثععم بمسععجد الرصععيف‪ ,‬ثععم‬
‫بمسجد القرويين في أول خلفة مولنا عبععدالرحمن‪ ,‬ثععم تععأخر عععن‬
‫ذلك في رجب عام ‪1247‬هع‪ ,‬وتععوفي بعععد صععلة العشععاء مععن ليلععة‬
‫الربعععاء ‪ 16‬محععرم فاتععح سععنة سععبع أو ثمععان وخمسععين ومععائتين‬
‫وألف"‪ .‬قال ‪:‬‬
‫"وقد ختم به فن القراءات فلم يوجد بعده بفععاس مععن يقععوم‬
‫فيه قيامه")‪.(2‬‬
‫قلت‪ :‬وكأن الشيخ – رحمه الله – كان يستشعر هذه الحقيقة‬
‫المؤسععفة‪ ,‬وذلععك فععي الحععوار الععذي دار بينععه وبيععن صععععععععاحبه‬
‫الشيععععععععخ أبععي العبععاس أحمععد بععن عبععدالمومن الغمععاري )ت‬
‫‪1262‬هع(‪ ,‬وذلك بعد أن باتا ليلة ساهرة يتجاذبان أطععراف الحععديث‬

‫‪ - 1‬كتاب مشهور هو من مصادرنا في هذا البحث‪ ,‬طبع قديما على الحجر بفاس ولم يعد طبعه‬
‫حتى الن‪ ,‬وقد قام بكتابة حاشية عليه كعل معن الشعيخ محمعد بعن عبدالمجيعد أقصبعععععي )ت‬
‫‪1364‬هع( باسم " تحفة المنان على التوضيح والبيععان" )مخطععوط بالخزانععة الحسععنية بالربععاط‬
‫رقم ‪ , (7037‬والشيخ أبي العباس أحمد بن الخياط الزكاري‪.‬‬
‫‪ - 2‬سلوة النفاس ‪.345 – 2/343‬‬

‫‪564‬‬
‫مذاكرة ومحاورة في قضايا هذا العلم ومسائله الشععائكة‪ ,‬وبعععد أن‬
‫خاضا في كل فن من فنونه قععال الشععيخ أبععو العلء ادريععس بأسععى‬
‫ظاهر‪:‬‬
‫"ما كنت أظن أنه بقي من يذاكرني في هذا الفن‪ ,‬فععإذا مععت‬
‫أنا وأنت انقطع من يتقنه"! فرد الطالب بكل ثقة ‪ :‬ل تقل يا سيدي‬
‫هذا فإن فضل الله ل ينقطع")‪.(1‬‬
‫وقد أخذ عن الشيخ أبي العلء البكراوي جمهععور مععن القععراء‬
‫والعلماء‪ ,‬منهم ولداه أبو عبد الله محمععد بععن ادريععس‪ ,‬وأبععو محمععد‬
‫سيدي أبو النصر)‪ ,(2‬ومنهم محمععد بوطربععوش‪ ,‬ذكععره الكتععاني فععي‬
‫السععلوة وذكععر قراءتععه للقععرءان علععى مععولي ادريععس البكععراوي‬
‫الحسني‪ ,‬قال‪":‬وكان للبكراوي مجلس لسماع تلوة القرءان بظهر‬
‫الصومعة من مسجد القرويين")‪ ,(3‬ومنهم الستاذ أبو حامععد العربععي‬
‫بوعياد الفاسي أحد شيوخ مشايخ الكتاني صاحب فهرس الفهعارس‬
‫أسند من طريقه عن ابن عبدالسلم)‪.(4‬‬
‫‪ -2‬طريــق مكناســية‪ :‬طريــق بصــري محمــد )فتحــا"( بــن‬
‫محمد بن محمد بن عبدالرحمن بن عبدالله بن عمــر مــن‬
‫بيــت أبــي موســى عمــران البصــري جــد هــذه الســرة‬
‫المكناسي‪.‬‬
‫اشتهر أهل هذا البيت بالقراءة منذ قععرون‪ ,‬وقععد رأينععا إجععازة‬
‫الشيخ أبي العباس الحبععاك صععاحب ابععن غععازي‪ ,‬لحععد أعلمععه‪ ,‬أمععا‬
‫مترجمنا هذا فقد جاء فعي آخعر المطعاف فكعان خاتمعة رجعال هعذا‬
‫الععبيت‪ ,‬ولهععذا قععال فيععه صععاحب "التحععاف"‪ :‬وقععد أضععاعه قععومه‬
‫خصوصا‪ ,‬وأهل بلده عموما‪ ,‬وأي فععتى أضععاعوا‪,‬فلععم أر مععن يعرفععه‬

‫‪ - 1‬نقله الستاذ سعيد أعراب في القراء والقراءات بالمغرب ‪ 157‬ولكنه لم يذكرمصدره‪.‬‬


‫‪ - 2‬ذكرهما الكتععاني فععي السععلوة ‪ 1/175‬ووصععفهما بععالفقيهين العععالمين النععبيهين المدرسععين‬
‫النبيلين‪.‬‬
‫‪ - 3‬ترجمته في السلوة ‪.1/327‬‬
‫‪ - 4‬فهرس الفهارس ‪.850-2/849‬‬

‫‪565‬‬
‫من أقاربه وبني جلدته‪ ,‬فضل عمعن يعتنععي بالخععذ والروايععة عنععه أو‬
‫بشيء من آثاره وأخباره‪ .‬ثم قال ‪:‬‬
‫"وهذا البيت البصري قد أفلت اليوم شموسه وأقمععاره‪ ,‬ولععم‬
‫يبق فيه أحد ممن يذكر بعلم أو فهم‪ ,‬على ما سلف فيه من الئمععة‬
‫والعلم والولياء الخيار")‪.(1‬‬
‫وقد وصفه ابن زيدان وأفاض في ذكععر محاسععنه بمععا يحسععن‬
‫أن ننقله هنا لهميته فقال‪:‬‬
‫"حاله‪ :‬فخر مكناس وواسععطة عقععد أفععراده السععراة العلم‪,‬‬
‫راوية رحال علمة أثري محدث مسند مقرئ حععافظ‪ ,‬لفععظ‪ ,‬جمععاع‬
‫مؤرخ حجة فاضل جليل نبيل أصيل مدرس نافع‪ ,‬له مشععاركة تامععة‬
‫وقدم راسخ في العلم والدين والجللة‪ ....‬رحل إلععى فععاس وقضععى‬
‫بها زمنا في الخذ ععن أئمتهعا العلم‪ ,‬إلعى أن مل معن المعلومعات‬
‫الجراب‪ ,‬وأقر له بالتفوق في سائر الفنون صدور الشيوخ‪ ,‬ثم رحل‬
‫إلى المشرق وزار‪ ,‬ولقي الخيار‪ ,‬ودخل مصر وغيرها من القطععار‪,‬‬
‫واستفاد وأفاد‪ ,‬وكانت رحلته للحج سنة ‪1203‬هع حسبما ذكععر ذلععك‬
‫عن نفسه لدى إيراده الحديث المسلسل بالضيافة‪.‬‬
‫مشيخته ومروياته ‪":‬أخذ عن والده العلمة الزاهععد محمععد‬
‫ابن العلمة محمد ابن المام الخيععر اللمعععي عبععدالرحمن البصععري‬
‫السععابق الترجمععة‪ ,‬قععرأ عليععه بعضععا مععن " الرسععالة" و"اللفيععة"‬
‫و"المختصر" و"المرشد" و"الجرومية" مرارا‪ ,‬وسععلكات مععن سععور‬
‫القرءان‪ ...‬ثم سمى صاحب التحاف عددا كبيرا من شععيوخه نخعص‬
‫منهم ممن يهمنا‪:‬‬
‫ةةةةةةة ةةةةةة ةةةةة ةةةةة ةةةةةةة‪ ,‬ةةة‬
‫ةةةة ةةةةةةة ةةةةةة ةةةة ةةةةةة خخخ خخخخخ خخخخ‬
‫خخ خخخ خخخخ خخخخخخخ‪.‬‬

‫‪ -‬إتحاف أعلم الناس لبن زيدان ‪.4/159‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪566‬‬
‫أما مروياته فقــــــد أخــذ روايــة ورش عــن شــيخه‬
‫الشــيظمي‪ ,‬وهــو – أي الشــيظمي – عــن الســتاذين ‪:‬‬
‫علـــــــي الخراز والسيد التهــامي ابــن الحــاج أحمــد بــن‬
‫موسى بارة المتوفى سنة )‪1173‬هـ( كلهما عن ســيدي‬
‫ادريس المنجرة‪.‬‬
‫وأخــذها أيضــا عــن محمــد بــن عبدالســلم‬ ‫‪-‬‬
‫الفاســي عــن عبــدالرحمن المنجــرة‪ ,‬عــن والــده‬
‫ادريس المنجرة‪ ,‬عن أبي عبدالله محمد الســرغيني‬
‫الشهير بالهواري‪ ,‬عن عبد الرحمن بن أبي القاسم‬
‫بن القاضي‪.‬‬
‫وأخععذها أيضععا عععن شععيخه ‪ :‬الميععر المصععري والشععيخ‬ ‫‪-‬‬
‫مرتضى الزبيدي‪.‬‬
‫وأخذ عن السيد مبارك الشيظمي أيضا بالسانيد المذكورة والشععيخ‬
‫مرتضى والمير رواية قالون والبزي وقنبل والسوسي وهشام وابن‬
‫ذكوان وشعبة وحفص وخلد والدوري وأبي الحارث‪.‬‬
‫وأخذ عن المير والشععيخ مرتضعى الزبيعدي روايععة ابععن جمعاز وابعن‬
‫وردان وروح ورويس والوراق وادريس وخلف‪.‬‬
‫أشار بقوله "المير" إلى ما تقدم في سنده من ذكره‪ ,‬والمععراد بععه‬
‫الشيخ محمد بن عبدالقادر المير")‪.(1‬‬
‫قال ابن زيدان‪" :‬وهذه الروايات وغيرها مقتبسععة ممععا ذكععره‬
‫في فهرسته المسماة بع"إتحعاف أهعل الهدايعة والتوفيعق والسععداد"‬
‫قال ‪:‬‬

‫‪ -‬المصدر نفسه ‪.151-4/149‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪567‬‬
‫"وأمععا مصععنفات علععوم القععراءات فععروى منهععا مؤلفععات‬
‫الشععاطبي و " التيسععير" وشععرحه)‪ (1‬و"نظععم الفريععد")‪ (2‬وتهععذيب‬
‫الغافقي)‪ (3‬ومؤلفات الصفار وأبي الحسععن بععن سععليمان والجعععبري‬
‫)‪(4‬‬
‫وتعريف السهيلي في المبهمات ومقنع الداني ومقنع ابععن الكمععاد‬
‫ومختصر ابععن البقععال)‪ (5‬وتكملععة القيجععاطي‪ ,‬والحصععرية والخاقانيععة‬
‫والبارع)‪.(6‬‬
‫روى ذلك عــن شــيوخه ‪ :‬ابــن عبدالســلم الفاســي‬
‫والشيظمي وغيرهما‪.‬‬
‫وروى في علم الرسم والضبط تآليف الخراز وابن نجاح وابن‬
‫عاشر وابن بري وشرح الخراز للتنسععي والوجيز علععى الععدرر لبععن‬
‫مععسلم"‪ ,‬فرغ من كعتابة ثبته المععذكور عام ‪1206‬هع")‪.(7‬‬
‫وقد وصف الشيخ الكتاني هذا الثبت فقال‪" :‬له ثبت كبير في‬
‫نحو أربعين كراسة ليس في فهععارس المغاربععة أكععبر منععه سععماه "‬
‫إتحاف أهل العناية والتوفيق والسداد‪ ,‬بما يهمهم مععن فضععل العلععم‬
‫وآدابه والتلقين وطرق السناد " قال‪" :‬ومععن أسععانيده فيععه إسععناده‬
‫في القععراءات‪ ,‬وذكععر أنععه يععروي علعم القععراءات ععن السعتاذ أبعي‬
‫عبدالله المبارك بن سالم الشععيظمي المتععوفى سععنة ‪ (8)1192‬عععن‬
‫الستاذين علي بن الخراز والمهدي بن أحمد بن موسى بارا كلهما‬
‫عن أبي العلء المنجرة‪ ,‬وعن شيخه ابععن عبدالسععلم الفاسععي عععن‬
‫أبي زيد المنجرة بأسانيدهم")‪.(9‬‬
‫‪ - 1‬يعني الدر النثير " لبن أبي السداد المالقي‪.‬‬
‫‪ - 2‬هو كتاب نظم الفريد في أحكام التجويد‪ ,‬تقدم ذكعره وهعو لبعي العبعاس أحمعد بعن محمعد‬
‫الحسني السبتي‪ ,‬من مرويات ابن غازي في فهرسععته مععن طريععق ابععن مسععلم عععن مععؤلفه –‬
‫فهرسة ابن غازي ‪.100‬‬
‫‪ - 3‬هو كتاب في قراءة نافع تقدم ذكره لبي إسحاق ابراهيععم بععن أحمععد الغععافقي ثععم السععبتي‬
‫واسمه " تهذيب العتماد في اتباع سبل الرشاد" – من مرويات ابن غازي في فهرسته ‪.101‬‬
‫‪ - 4‬تقدم أنه مختصر لكتاب المقنع للداني‪.‬‬
‫‪ - 5‬هو أيضا مختصر للمقنع كما تقدم وكلهما من مرويات ابن غازي في فهرسته ‪.98‬‬
‫‪ - 6‬رجز لبن آجروم في قراءة نافع كما تقدم‪.‬‬
‫‪ - 7‬التحاف ‪.159-4/158‬‬
‫‪ - 8‬فهرس الفهارس للكتاني ‪ 1/232‬ترجمة ‪.84‬‬
‫‪ - 9‬فهرس الفهارس للكتاني ‪ 1/232‬ترجمة ‪.84‬‬

‫‪568‬‬
‫وقد ساق صاحب التحاف فقرة من أول الثبت المذكور‬
‫لخص فيها ما تضمنته فقال‪:‬‬
‫"رأيت هذا المر علي أكيد‪ ,‬إذ قطعت على أخذ العلم دراية وروايععة‬
‫بعض مشارق الرض ومغاربها برها وبحرهععا بريععدا فععي بريععد‪ ,‬ومععع‬
‫ذلععك تخععاطب بلسععان حالهععا "هععل امتلت"؟ وأقععول ‪ ":‬أمععا مععن‬
‫الخيرات فل نقنع بل هل من مزيد؟" قال ابن زيدان‪:‬‬
‫" ذكر فيه أسانيده أول ثم أوائل كتب الحديث‪ ,‬وختمه بأبواب‬
‫وفصععول فععي فضععل العلععم وآداب الطلععب ومععا يتعلععق بععذلك مععن‬
‫الفوائد‪ ,‬مع ذكر الشيوخ الذين أخذ عنهم بالقراءة أو الجازة‪ ,‬وثبتععه‬
‫هذا بخطه في أصله بمكتبتنا‪ ,‬ومنععه انتسععخت بعععض النسععخ لبعععض‬
‫أصدقائنا‪.(1) ",‬‬
‫ولم يذكر ابن زيدان ول الكتاني أحععدا ممععن أخععذوا عععن هععذا‬
‫الشيخ مع جللة قدره ورسوخ قدمه في القراءة وما يرتبط بها من‬
‫علوم ومعارف وفي علوم الرواية عامة‪ ,‬وحسبنا منه نحن أنععه كععان‬
‫أحد الطرق بمكناس عن ابن عبدالسلم‪.‬‬
‫‪ -3‬طرق شمالية عن المنجرة وابن عبد السلم‪:‬‬
‫‪ -1‬طريق أبي علي الحسن بن محمــد بوزيــد الخمســي ع ع‬
‫من قبيلة الخماس على مراحل من شفشاون بالشمال المغربي‪.‬‬
‫أخــذ القــراءات عــن عــدد مــن شــيوخ الجبــل فــي‬
‫مقدمتهم الشــيخ أبــو الحســن علــي بــن علــي الحســاني‬
‫العمراني‪ ,‬من قبيلة بنععي حسععان علععى نحععو ‪ 30‬كلععم مععن مدينععة‬
‫تطوان المغربية‪ ,‬وهو من فحول القراءة الذين أسهموا في نهضععتها‬
‫في هذه الجهات‪ ,‬وله فيها مؤلفات منها قصيدة لميععة فععي تخفيععف‬
‫الهمز لحمزة وهشام سماها " التقريب والتكميععل" ضععمنها خلصععة‬

‫‪ -‬التحاف ‪.4/158‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪569‬‬
‫"تقريب الكلم" لبي العلء المنجرة وذيل أبي زيد ولده عليه‪ ,‬وتقع‬
‫القصيدة في ‪ 71‬بيتا‪.‬‬
‫وله عليها شرح‪ ,‬ومنها رجز في تصدير أبععي عمععرو بعن العلء‬
‫البصري‪ ,‬ونظم ما للبزي من وجوه في التكبير‪ ,‬وأرجوزة في اتفاق‬
‫الرواة واختلفهم في السكون والوقعف فعي ‪ 20‬بيتعا‪ ,‬وجعواب ععن‬
‫سؤال كتبه إليه نظما تلميععذه الفقيععه المقععرئ أبععو محمععد بععن عبععد‬
‫السلم الريفي في قراءة من قرأ "اللذين" في قوله تعالى "وقععال‬
‫الذين كفروا ربنا أرنا اللذين" بتشديد النون لبن كثير المكي)‪.(1‬‬
‫ثم أخذ أبو علـي الخمســي أيضــا عــن أبــي عبـدالله‬
‫محمد بن عبدالســلم الفاســي وأتــم عليــه دراســته فــي‬
‫القراءات وتحقق من علم التجويد‪ .‬يقععول فععي صععحبته لبععن‬
‫عبدالسلم‪.‬‬
‫" ولتعلم أنى ما حــدثت بـــ" البــدور العشــرة" حــتى‬
‫ختمت القـرءان بجميعهـا نحـوا مـن سـتين ختمـة وافيـة‬
‫كاملة عرضا ودرسا‪ ...‬وكنت ل أصــاحب وقــت طلبهــا إل‬
‫مــن انتهــت إليــه فــي تحقيقهــا الرياســة الشــامخة‪,‬‬
‫وانقطعت دونه أسباب كل من يسايره في علومها‪ ,‬ومع‬
‫شأني هذا كانت لي فــي إخــراج الضــاد لكنــة‪ ,‬حــتى مــن‬
‫علي واقي العباد من العناد‪ ,‬بصحبة مـن ل يــزال فــؤادي‬

‫‪ - 1‬أول السؤال المنظوم قوله‪:‬‬


‫لمن قرا بالتشديد ما وجه من‬ ‫جوابك في نععون " اللذين" وبابععه‬
‫تعل؟‬
‫أو تعويض محذوف لذلك‬ ‫فهل رام بالتضععععيف توكيد لفظعه‬
‫أثقععععل؟‬
‫من الحذف أبدلوه قصدا تمثل‬ ‫وما النون هل هو المثنى أو العذي‬
‫إلععخ‬
‫وجععاء فععي الجععواب قععوله‪" :‬بلغنععي سععؤالكم البععديع‪ ,‬ونظمكععم الرفيععع‪ ,‬لكنكععم كلفتععم بجععوابه‬
‫غيرالمستطيع‪ ,‬وقد أبرزت دلوك تلتمس سععائغا‪ ,‬وصععادفت منععي قلبععا فارغععا فععالعلم ثلث آيععة‬
‫محكمة‪ ,‬وسنة متبعة‪ ,‬وثالثها قول المجيب‪ :‬ل أدري‪ ,‬وليس عندي إل الثالثععة‪ ,‬ولكععن إن قنعععت‬
‫بالشععيء التععافه‪ ,‬فل أبخععل عليععك بععه" – يمكععن الرجععوع إلععى نععص السععؤال المنظععوم وهععذه‬
‫المعلومات في " القراء والقراءات بععالمغرب " للسععتاذ سعععيد أعععراب ‪ 133-132‬ولععم يععذكر‬
‫مصادره على عادته في هذه المعلومات‪.‬‬

‫‪570‬‬
‫بلوعة شوقه يقاسي‪ ,‬شـيخي وأبـي الروحـي محمـد بـن‬
‫عبدالسلم الفاسي‪ ,‬فسمعني تجويده بحسن نطقه وكريم لفظه"‪.‬‬
‫وقد ألف في القراءة وعلومها‪ ,‬ومن مؤلفاته‪:‬‬
‫تحفة ذوي اللباب من القــراء والكتــاب"‪ ,‬وهععو‬ ‫‪-1‬‬
‫تأليف في التجويد كتبه بالقنادسية سنة ‪1203‬هع‪.‬‬
‫روضة المقام في وقف حمــزة وهشــام علــى‬ ‫‪-2‬‬
‫الهمز‪ ,‬فرغ منه عام ‪.1201‬‬
‫وللمترجم أخ شاركه في الخععذ ععن ابعن عبدالسعلم أيضعا هععو أبععو‬
‫الحسن علي بن محمد الخمسي)‪.(1‬‬
‫‪ -2‬طريــق الشــيخ أبــي العبــاس أحمــد بــن عبدالســلم‬
‫الســريفي )تــوفي فــي الفتنــة الريفيــة بــالمغرب ســنة‬
‫‪1344‬هـ(‬
‫مقرئ مسند من أهععل سععريف‪ ,‬لععه برنامععج لمرويععاته سععماه‬
‫"تحفة البرار في التعريف بالشيوخ والسععادات الخيععار"‪ .‬ذكععره لععه‬
‫الشععيخ الكتععاني فعي "فهعرس الفهعارس" وقعال‪" :‬لصعاحبنا الفقيعه‬
‫الستاذ المجود أبي العباس أحمد بن عبدالسلم بن الطاهر العلمي‬
‫السريفي الصفصافي‪.‬‬
‫‪-‬يروي القراءات عععن والععده الفقيععه الناسععك السععتاذ أبععي محمععد‬
‫عبدالسلم بن الطاهر الحراق السريفي‪.‬‬
‫‪-‬عن أبي عبدالله محمد بن محمد بن محمد بععن قاسععم السععريفي‬
‫البجدياني – عن أبي العباس أحمد التلمساني السماتي‬
‫‪-‬عن ابن عبد السععلم الفاسععي بأسععانيده كمععا فععي فهرسععته وأول‬
‫المحاذي"‬

‫‪ -‬القراء والقراءات بالمغرب ‪.154-153‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪571‬‬
‫وأخذ فن القراءات أيضا عن الستاذ الصالح العلمععة أبععي العبععاس‬
‫المكي بن يرمق السماتي تلميذ أبي علي الحسن كنبور اللجائي‪.‬‬
‫‪ -‬وأخععذها أيضععا عععن الناسععك المجععود أبععي محمععد الهاشععمي بععن‬
‫الحسن السريفي الدفني‪ ,‬وهو عن والد صاحب التحفة وقد فصل‬
‫في "التحفة")‪ (1‬المععذكورة مرويععاته عمعن ذكععر وأسععانيدهم‪ ,‬ألفهعا‬
‫إجععازة لتلميععذه صععاحبنا الخليفععة المبجععل أبععي حفععص عمععر ابععن‬
‫السعلطان أبعي علعي الحسعن بعن محمعد ملعك المغعرب القصعى‬
‫رحمهم الله")‪.(2‬‬
‫‪ -3‬طريــق أبــي علــي الحســن بــن محمــد بــن أحمــد بــن‬
‫عبدالعزيز اللجائي الورياكلي الصل عرف بكنبور‪.‬‬
‫مقرئ حافظ من أعلم الروايععة فععي جهتععه لععه مؤلفععات فععي‬
‫القععراءة وعلومهععا‪ ,‬وصععفه صععاحب " فهععرس الفهععارس" بقععوله‪" :‬‬
‫خاتمة أعلم أئمة القراءات بالمغرب ومحدثيه")‪.(3‬‬
‫ألف في أشياخه تقييدا سمى فيه جماعة في مختلف العلععوم‬
‫التي أخذها عنهم‪ ,‬وألف فيه تلميذه أبو محمد الهواري قاضي فاس‬
‫)ت ‪1283‬هععع( تأليفععا سععماه " شععفاء الصععدور فععي ترجمععة سععيدي‬
‫الحسن كنبور"‪.‬‬
‫وذكر الشععيخ الكتععاني نقل عععن تقييععده المععذكور انه يـروي‬
‫القــراءات عــن المعمــر محمــد بــن ابراهيــم الزروالــي‬
‫العصفوري عن أبي الحســن علــي الحســاني)‪ (4‬عــن أبــي‬
‫زيد المنجرة بأسانيده"‪.‬‬
‫قععال‪ :‬وأخــذ العصــفوري أيضــا عــن ابــن عبدالســلم‬
‫الفاسي وعبدالسلم المشهور بالشريف الزروالي كلهما‬

‫يعني " تحفة البرار" النف الذكر لبي العباس السريفي الصفصافي‪ ,‬المذكور أعله‪.‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪1‬‬

‫فهرس الفهارس ‪.1/285‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪2‬‬

‫فهرس الفهارس ‪.1/291‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪3‬‬

‫تقدم عن قريب في مشيخة أبي علي الحسن بن محمد الخمسي‪.‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪572‬‬
‫عن المنجرة المذكور بأسانيده"‪ .‬ثم قال بعد ذكر اتصععال سععنده بععه‬
‫في رواية الحديث‪:‬‬
‫"واتصل بكنبور في علم القراءات أيضا عن تلميذيه‬
‫المعمرين الستاذين ‪ :‬حمان بن محمد اللجـائي الفاسـي‬
‫ومحمد بن العربي اللجائي‪ ,‬كلهما عن جــد الثــاني لمــه‬
‫أبي علي كنبور – رحمه الله – عاليا‪.‬‬
‫وأخذها الثاني عن أمه الفقيهة البارعــة المشــاركة‬
‫المباركة السيدة عائشة عن والدها المترجم‪ ,‬وكانت وفععاته‬
‫في ‪ 17‬ربيع سنة ‪ ,1283‬ودفن بقبيلة الجاية رحمه الله")‪.(1‬‬
‫ولبي علي كنبور عدد من المؤلفات منها – شرح على داليععة‬
‫ابععن مبععارك فععي تخفيععف الهمععز‪ ,‬وشععرح علععى بععاب الدغععام مععن‬
‫الشاطبية‪ ,‬وحواش على " فتح المنععان" لبعن عاشععر‪ ,‬وشعرح علععى‬
‫باب الهمز من " مورد الظمآن" للخراز وغير ذلك)‪.(2‬‬

‫‪ -4‬طرق جنوبية غربية في جهات الصويرة ومراكش‪:‬‬


‫أقام أبععو عبععدالله محمععد بععن عبدالسععلم زمنععا مهمععا بمدينععة‬
‫الصويرة عقب تأسيسها فعي آخععر المعائة الثانيععة عشععرة بعأمر معن‬
‫مؤسسها المولى محمد بن عبدالله بن إسماعيل العلوي‪ ,‬وكععان لععه‬
‫به مزيد اختصاص‪.‬‬
‫وإذا كنا نجهل اليوم تفاصيل الحركة القرائية التي قادها هناك‪ ,‬فإننا‬
‫نلتمس آثارها في بعععض مععا وصععلنا مععن أخبارهععا والشععارات إليهععا‪,‬‬
‫وخاصة في مؤلفات الشيخ ابن عبدالسلم التي كتبها هناك‪.‬‬
‫فالذي تدل عليه تلك الشارات هعو أنعه احتعك هنالعك بطبقعة‬
‫متميععزة مععن الطلب المهععرة الععذين كععانوا ل يفتععأون يطععارحونه‬

‫‪ -‬فهرس الفهارس ‪ 1/292‬ترجمة ‪.98‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪ -‬القراء والقراءات للستاذ سعيد أعراب ‪.193-192‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪573‬‬
‫المسععائل الشععائكة ويسععتفتونه فععي قضععايا الفععن وأحععوال القععراء‬
‫والمقرئين‪ ,‬ومن هنعا كعانت تعآليفه المتعأخرة تنصعب علعى معالجعة‬
‫موضععوعات علميععة مععن صععميم الواقععع التعليمععي والطلبععي‪ ,‬وفععي‬
‫طليعتها كتابه القيم " القول الوجيز فععي قمععع الععزاري علععى حملععة‬
‫كتاب الله العزيز" الذي كتبه سنة ‪1207‬هع والذي كان في الحقيقة‬
‫جوابا عن عععدد مععن السععئلة صعادفت عنععده اسععتعدادا للدلء بتلععك‬
‫الراء العلمية والتربوية والصلحية للفئة التي يدافع عنها كمععا يععدل‬
‫عليه اسم الكتاب‪ ,‬ويتجلعى ذلععك فعي طليععة السععئلة السعتة العتي‬
‫رفعت إليه‪ ,‬وأولها – كما ذكر ‪ : -‬ما حكم ما عليه قععراء زماننععا مععن‬
‫المجازفة في الداء فل يعطون الحععروف حقهععا مخرجععا وصععفة‪ ,‬ول‬
‫يجرون في المالة وسائر صنوف الداء على مقتضى ما يجععب فععي‬
‫ذلك‪ ,‬مع ما يفعلونه من إسقاط حروف المد الثلثة البتة؟‪...‬إلخ)‪.(1‬‬
‫ويقول في صدر ذيله على كتابه "إبععراز الضععمير مععن أسععرار‬
‫التصدير" مشيرا إلى دواعي تأليفه لهذا الذيل‪" :‬وقعد كنعت أعريعت‬
‫ذلك الرجز من تخفيععف الهمععز‪ ,‬وقلععت إن لععذلك كتبععا تتسععلم منهععا‬
‫أحكامه‪ ,‬ثم سألني بعض فقهاء دكالة أن أبين لععه ذلععك‪ ,‬زاعمععا أن‬
‫المبتدئين قصرت أفهععامهم عععن تسععلم ذلععك مععن كتبععه الموضععوعة‬
‫فيه‪..‬إلخ)‪.(2‬‬
‫ويقول في صدر منظععومته النفععة الععذكر أيضععا فععي التصععدير‬
‫مشيرا إلى الباعث له على نظمها في هذا الفن‪ ,‬وهععو طلعب بععض‬
‫طلبته له وهو بمدينة الصويرة نظم هذه الرجوزة فععي ذلععك‪ ,‬وفيهععا‬
‫يقول مشيرا إلى الطالب المذكور‪:‬‬
‫تمامها وليس ذا عن‬ ‫لقنته وجوه " حرزنا" على‬
‫)‪(3‬‬
‫المعععل‬

‫‪ - 1‬القول الوجيز)مخطوط خاص(‪.‬‬


‫‪ - 2‬يمكن الرجوع إلى ما نقله عنه الستاذ سعيد أعراب في " القراء والقراءات" ‪.147‬‬
‫‪ - 3‬يشير إلى ما ذكره في مقدمة "المحاذي" من اقتصار المتعأخرين علععى بععض الوجعوه تبععا‬
‫لبن القاضي‪.‬‬

‫‪574‬‬
‫لنه قد ساغ القتصعععععار في بعضها على الذي يختار‬
‫من غيره في النظم كان‬ ‫فقال إن بينت لي مصععدرا‬
‫أجدرا‪.‬‬
‫وقد قدمنا أن الذي طلب منععه ذلععك – كمععا جععاء فععي شععرحه‬
‫للتصععدير – هععو الفقيععه المقععرئ أبععو العبععاس أحمععد بععن عبععدالله‬
‫الهشتوكي الذي يظهر أنه ورد معه إلى الصويرة مــن ســوس‬
‫عام ورودها في حدود سنة ‪1195‬هع حيث قرأ عليععه سععبع ختمععات‬
‫بالسبع‪,‬ثم لما عاد إليها سنة ‪1202‬هع قرأ عليه بالسبع سبع ختمات‬
‫أخرى")‪.(1‬‬
‫وكذلك الشأن في رسالته التي ألفها في "الوقف النتظععاري‬
‫والضععطراري" ألفهععا جوابععا عععن سععؤال وجععه إليععه فــي مدينــة‬
‫الصويرة")‪.(2‬‬
‫فهذه الجهة إذن كانت زاخرة بالهتمامععات فععي هععذا الجععانب‬
‫وحافلة بالراغبين في حذق هذا الشععأن ومععا تععزال فيهععا إلععى اليععوم‬
‫أثارة من بقايا ذلك عند عدد ممن أدركناهم من المشايخ والخععذين‬
‫عنهم‪.‬‬
‫وسنقف هنا مع بعععض مععن ذكععروا بالروايععة عععن الشععيخ ابععن‬
‫عبدالسلم من أهل هذه الجهة ممن كان لهم في نشر الرواية عنععه‬
‫مقام‪ ,‬وسنعتبر ذلك من قبيل الطعرق العتي انتشعرت منهعا الروايعة‬
‫متصلة برجال هذه المدرسة‪ ,‬فمنها‪:‬‬
‫طريــق الشــيخ الســكياطي وفروعهــا فــي الجنــوب‬ ‫‪-1‬‬
‫الغربي وسوس‪.‬‬
‫الشيخ السكياطي علم من أعلم هذه المدرسة فععي منطقععة‬
‫الصععويرة‪ ,‬وهععو الشععيخ أبععو محمععد عبععدالله بععن علععي بععن مسعععود‬

‫‪ -‬القراء والقراءات بالمغرب ‪.142‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪ -‬نفسه ‪.149‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪575‬‬
‫الركراكي السكياطي نسبة إلى "سكياط" دار إقامته ومقععر زاويتععه‬
‫بقبيلة الشياظمة الشمالية علععى نحععو ‪ 60‬كلععم مععن الصععويرة إلععى‬
‫الشمال منها‪.‬‬
‫ألععف فيععه صععاحبه العلمععة المقععرئ الشععيخ محمععد التهععامي‬
‫الوبيري كتابا خاصا سماه "إتحاف الخل المواطي‪ ,‬بمنععاقب المععام‬
‫السيكاطي")‪,(1‬وهو كتاب أشاد فيه بععالمترجم إشععادة عاليععة وقععال‪:‬‬
‫"رافقته أكثر من عشر سنين‪ ,‬فما رأيععت أصععدق لهجععة منععه‪ ,‬أحععرز‬
‫ملبس الثناء‪ ,‬كثيرا الحيعاء‪ ..‬وكععان حسن النغمععة بععالقراءة‪ ,‬يععععععد‬
‫سامعه المثالث والمثاني بكاءه ع قال ع وكان شيخي ابن عبدالسلم‬
‫الجبلي)‪ (2‬بثغر الصويرة أعطاه الله من ذلك حظا وافرا‪ ,‬وكععان ذات‬
‫يوم يسرد معي لوحتي بالسععبعة فمععر جماعععة مععن النصععارى علععى‬
‫البيت الذي كان فيه فوقفوا يسععمعون حسععن قراءتععه رحمععه اللععه"‬
‫قال‪:‬‬
‫"وكان محبي ع رحمه الله ع عارفععا بالتجويععد‪ ,‬ضععابطا لصععول‬
‫القععراءة وفروعهعا‪ ,‬حافظعا للسعبعة‪ ,‬نحويعا لغويعا‪ ,‬عارفعا بالحعديث‬
‫والفقه والتفسير‪ ,‬ورعا زكيا‪ ,‬حج وجاهد"‪ .‬ثم ذكر إرغععام السععلطان‬
‫المولى سليمان له على ولية القضاء فاستعفى من ذلععك وامتعععض‬
‫منععه إلععى أن كتععب إليععه السععلطان بإعفععائه فرجععع إلععى موضععع‬
‫تدريسه")‪.(3‬‬
‫وقد ترجم له الكععانوني ووصععفه بععع" المعام السععتاذ المقععرئ‬
‫المتفنن"‪ ,‬وذكر أنه "كان رحالة إماما‪ ,‬رحل لمراكش وفاس ومصر‬
‫والحرمين الشريفين‪ ,‬ومكث بمصر سععنة‪ ,‬واسععتغرقت مععدة رحلتععه‬

‫‪ - 1‬توجد منه نسخة مخطوطة بالخزانة العامة بالرباط‪.‬‬


‫‪ - 2‬مقرئ يظهر أنه انتدب للقععراء بالصععويرة‪ ,‬قععرأ عليععه الشععيخ التهععامي الوبيععري أيضععا كمععا‬
‫سيأتي‪.‬‬
‫‪ - 3‬لخص هعذه المعلومعات المراكشعي فعي العلم بمعن حعل مراكعش وأغمعات معن العلم"‬
‫‪ 334--8/333‬ترجمة ‪.1216‬‬

‫‪576‬‬
‫سنين‪ ,‬ورجع بعلم غزير بثععه فععي صععدور الرجععال‪ ...‬ثععم ذكععر وفععاته‬
‫رحمه الله سنة )‪1244‬هع( )‪.(1‬‬
‫شيوخه في القراءة وعلومهــا‪ :‬لخععص المراكشععي فععي‬
‫"العلم" جملعععة شعععيوخه ومرويعععاته عنهعععم إسعععتنادا إلعععى كتعععاب‬
‫"التحاف" النف الذكر الععذي جمعععه الشععيخ الوبيععري فععي منععاقبه‪,‬‬
‫وسأكتفي هنا بذكر بعض الذين سمى ممععن أخععذ عنهععم القععراءة أو‬
‫بعض مععا يتصععل بهععا مععن المتععون فععي الرسععم والضععبط والتجويععد‪.‬‬
‫فمنهم‪:‬‬
‫‪ -‬الشيخ مولي علي الشريف البوعناني)‪ ,(2‬قرأ عليه بعضا مععن‬
‫الشاطبية‪.‬‬
‫‪ -‬والشيخ محمد بن بدني الععدكالي قععرأ عليععه "تصععوير الهمععز"‬
‫"والضبط" و"الدرر اللوامع" وبعضا من " الشاطبية"‬
‫‪ -‬والشيخ المحقق محمد بن عبععدالكريم الرحمععاني‪ ,‬قععرأ عليععه‬
‫"الشاطبية" وكان يسرد معهم الجعبري‪.‬‬
‫‪ -‬والعلمــة الشــيخ محمــد بــن عبدالســلم الفاســي‬
‫المقرئ‪ ,‬قرأ عليه " الشاطبية" بالجعبري إلى يــاءات‬
‫الضافة‪ ,‬و"دالية ابن المبارك"‪ ,‬والكتاب العزيز‪.‬‬
‫والسععيد عبدالسععلم الحلععوي)‪ ,(3‬قععرأ عليععه "الععدرر‬ ‫‪-‬‬
‫اللوامع" و"تصوير الهمز" "والضبط")‪.(4‬‬
‫هؤلء هم شيوخه الذين أخذ عنهععم القععراءة وعلومهععا وفيهععم‬
‫ابن عبدالسلم الذي قرأ عليه القراءات السبع ودرس عليه العلععوم‬
‫المتعلقة بها‪.‬‬

‫‪ - 1‬آسفي وما إليه لمحمد بن أحمد الكانوني ‪.26‬‬


‫‪ - 2‬ترجم له المراكشي في العلم ‪ 9/239‬ترجمة ‪ 1443‬وذكرأنععه دفيععن مراكععش‪ ,‬أخععذ عنععه‬
‫سيدي عبدالله السكياطي ورفيقه سيدي محمد التهامي الوبيري بعضا من " الشاطبية" مععات‬
‫رحمه الله بمراكش‪ ,‬ودفن بباب أغمات"‬
‫‪ - 3‬هو أبو محمد الحلوي من شيوخ الوبيري أيضا كما سيأتي في ترجمته‪.‬‬
‫‪ - 4‬العلم للمراكشي ‪ 336-8/335‬ترجمة ‪.1216‬‬

‫‪577‬‬
‫ولم أقف للمععترجم علععى ذكععر لتععأليف‪ ,‬ولكنععي وقفععت علععى‬
‫بعض أقواله في أحكام القراءات في قول بعضهم في قععوله تعععالى‬
‫" لووا رءوسهم"‪:‬‬
‫لسععععتة البععععععععععدور خععععذ‬ ‫يععا سعععععععائل عععن "لععووا"‬
‫نظععععععامععي‬ ‫بالدغام‬
‫لجميعععع العععدهاة أهعععععععععععل‬ ‫فهعععو كبعععععععععععير صعععععععح‬
‫العععععحق‬ ‫باتفععععاق‬
‫ليععععس لععععه علعععععععععععم ول‬ ‫ومععن يقععل صععععععغير فهععو‬
‫تعععععحقعععق‬ ‫أحعمععععق‬
‫شعععيخ العلعععوم الماهعععععععععر‬ ‫هعععذا العععععععذي روي ععععن‬
‫الحكعععععام‬ ‫المععععععام‬
‫يعرف بع"السكياطي"خععذ يععا‬ ‫سيععععععععععدنا عبعععععععععدالله‬
‫راجي)‪.(1‬‬ ‫العععرجراجي‬
‫تلميذه‪:‬‬
‫تصدر الشيخ السكياطي في بلده "سكياط" وانتشر لععه ذكععر‬
‫هناك فقصده الطلب من جميع الجهات‪ ,‬وخاصة بعد مععوت أسععتاذه‬
‫محمد بن عبدالسلم‪ ,‬فأخذ عنه عدد كبير من العلم من أهل جهته‬
‫وغيرهم من القبائل المجاورة‪.‬‬
‫ومن أهم أصحابه‪:‬‬
‫الشـــيخ أبـــو جعفـــر عمـــر بـــن أبـــي جمعـــة‬ ‫‪-1‬‬
‫الرجراجي السـكياطي صــاحب المدرسـة الشـهيرة‬
‫بسكياط‪ ,‬وقاضي الصويرة والشياظمة‪ ,‬ترجم له المراكشي‬
‫وذكر وفاته عام )‪1266‬هع( )‪.(2‬‬

‫‪ - 1‬من النصاص غيرالمنسوبة‪ ,‬ذكرها لبعضهم محمد بن عمر بن محمد الهواري في تقييععد لععه‬
‫في رسم السبعة‪.‬‬
‫‪ - 2‬العلم ‪.8/336‬‬

‫‪578‬‬
‫الشيخ علي بن أحمد بن عبد الصادق الرجراي‬ ‫‪-2‬‬
‫الصــويري قاضععي الصععويرة بعععد المععولى قبلععه للمععولى‬
‫عبدالرحمن بن هشام العلوي‪ ,‬طلععب العلععم بفععاس وارتحععل‬
‫إلى المشرق فأخعذ بمصعر ععن جماععة والتقعى فعي رحلتعه‬
‫بالشيخ عبدالقادر بن محبي الدين الجزائري عععام ‪1253‬هععع‪,‬‬
‫وتصدر أول بمسجد ابن يوسف بالصععويرة لفععادة مععا عنععده‪،‬‬
‫وكان إماما به مدة قبل توليه القضاء سعنة ‪1266‬هعع‪ ,‬وعمعر‬
‫طويل حتى جاوز التسعين‪ ,‬وقد خلفه ابععن أخيععه علععى وليععة‬
‫القضاء عبدالصادق بن محمد صاحب "إيقععاظ السععريرة فععي‬
‫تاريخ الصويرة" فععي أول صععفر عععام ‪1299‬هععع‪ ,‬وقععد سععمى‬
‫المراكشي عددا من تلمذته)‪.(1‬‬
‫الشيخ الطاهر ابن الحــاج البعريــري الهــواري‬ ‫‪-3‬‬
‫نزل من شرفاء آل الســباع المقيميــن ببلد هــوارة‬
‫بسوس‪.‬‬
‫كان من المقرئين اللمعين في جهتععه‪ ,‬ذكععره العلمععة محمععد‬
‫المختعار السوسعي وقعال‪" :‬تخعرج بعالقطب السعكياطي فعي أوائل‬
‫القعرن الماضعي عع الثعالث عشعر عع ثعم أسعس "مدرسعة البععارير"‬
‫القرءانية‪ ,‬فزخرت بالطلبة حتى لينيفون على المائتين‪ ,‬ومن هنععاك‬
‫تخرج " سيدي الزوين الحوزي"‪ .‬ثم ذكر وفاته سنة ‪1264‬هع")‪.(2‬‬
‫وترجم السوسي أيضا لجماعة من أهل بيته واصلوا أداء هذه‬
‫المهمععة فععي مدرسععته وهععم أبنععاؤه‪ :‬أحمععد )ت ‪ (1290‬وعلل )‬
‫‪1310‬هععع( ومحمععد )ت ‪ (1321‬قععال‪":‬وكععان آخععر رجععالت أهلععه‬
‫المشاهير الفذاذ‪ ,‬ثم حفيده عبدالغني بن محمععععد الذي بقععي إلععى‬
‫سنة ‪1354‬هع")‪.(3‬‬

‫‪ - 1‬العلم ‪ 8/336‬وسماه علي بن أحمد بن عبدالصمد‪.‬ثم ترجم له على الصععواب فععي العلم‬
‫‪ 9/261‬ترجمة ‪.1451‬‬
‫‪ - 2‬رجالت العلم العربي في سوس لمحمد المختار السوسي ‪ 229‬ترجمة ‪.38‬‬
‫‪ - 3‬رجالت العلم العربي في سوس ‪ 229‬تراجم ‪.42-41-40-39‬‬

‫‪579‬‬
‫أحمــد الــبرهومي الهــواري رفيــق الطــاهر‬ ‫‪-4‬‬
‫البعريري المذكور‪.‬‬
‫قال العلمة محمععد المختععار السوسععي‪ ":‬تخععرج بالسععكياطي‬
‫فرجعا متعاونين فععي " مدرسععة البعععارير" حععتى قععام النععاس هنععاك‬
‫فأسسوا لهذا مدرسة على حدة عمرت زمنعا ثعم انطفعأت جعذوتها‪,‬‬
‫ولم تكن مثل البعريرية )توفي بعد صاحبه الطاهر بعععد ‪1270‬هععع("‬
‫)‪.(1‬‬
‫طريق الشيخ التهامي الوبيري فــي مدرســته‬ ‫‪-2‬‬
‫بـ"الشماعية" ببلد أحمر وما يليها من قبائل الحوز‬
‫المراكشي‪.‬‬
‫وأهم الطرق عن الشيخ ابن عبدالسلم طريععق أبععي عبععدالله‬
‫التهامي الوبيري الحمري‪ ,‬وطريقته تعععادل طريععق الشععيخ عبععدالله‬
‫السكياطي أيضا كمععا تقععدم لنععه صععحبه مععدة وتخععرج معععه وأسععند‬
‫القراءة عن شيوخه وعاش بعده‪.‬‬
‫أما نسبه الكامل فهو أبو عبدالله محمد التهامي بن‬
‫محمد بن مبارك بن مسعود الحمري الوبيري‪.‬‬
‫درس المترجم بمراكش وتخرج علععى مشععيختها فععي العلععوم‬
‫السلمية وحصل علععى إجععازات عديععدة فيهععا‪ ,‬وقععد سععمى شععيوخه‬
‫وذكر مروياته عنهم في كتابه النف الذكر‪ ":‬إتحاف الخل المععواطي‬
‫ببعض مناقب المام السكياطي" الذي كان شريكه أيضا فععي الخععذ‬
‫عنهم ومنهم‪:‬‬
‫‪-‬الشيخ ابن عبدالسلم المجود الجبلي حسن النغمة بالقرءان قععرأ‬
‫عليه للسبعة‪.‬‬
‫‪-‬الشيخ مولي علي الشريف البوعناني نزيل مراكش ودفينها‪ ,‬قرأ‬
‫عليه بعضا من "الشاطبية"‪.‬‬

‫‪ -‬المصدر نفسه ‪ 229‬ترجمة ‪.43‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪580‬‬
‫‪-‬والشعيخ محمعد بعن بعدن العدكالي‪ ,‬قعرأ عليعه "اللفيعة" وتصعوير‬
‫الهمععز"للخععراز وضععبطه" و"الععدرر اللوامععع" لبععن بععري وبعععض‬
‫"الشاطبية"‪.‬‬
‫‪-‬والشيخ محمد بن عبععدالكريم الرحمعاني‪ ,‬قععرأ عليعه "الشعاطبية"‬
‫وكان يسرد معهم الجعبري عليها‪.‬‬
‫‪-‬والشيخ محمد بن عبدالسلم الفاسي‪ ,‬وهو عمدته فــي‬
‫القراءات وحضر عنده فــي الشــاطبية بشــرح الجعــبري‬
‫إلى ياءات الضافة كما فعل السكياطي المذكور قبلــه‪,‬‬
‫وقــرأ عليــه أيضــا " داليــة ابــن المبــارك فــي تخفيــف‬
‫الهمز"‪.‬‬
‫وقععرأ أيضععا "الععدرر اللوامععع" وتصععوير الهمععز والضععبط علععى‬
‫الشيععخ عبدالسععلم الحلععوي‪.‬‬
‫ورحل إلى المشرق عام ‪1311‬هع فسمع من عدد من رفقائه‬
‫في الرحلة ومن مشيخة العلم بالمشرق)‪.(1‬‬
‫وكانت له منزلة عند ملوك زمنععه وخاصععة عنععد المععولى عبععد‬
‫الرحمن بن هشام‪ ,‬وقد تشفع لديه في قبيلته حين أرادهم بجريععرة‬
‫المخالفة على بعض عماله ومدحه بقصيدة‪ ,‬فقبعل شعفاعته وأجعابه‬
‫برسالة وقصيدة تضمنت العفو عن الساءة والتنويه بالشفيع)‪.(2‬‬
‫مدرسته‪ :‬وقد وضع الشيخ الوبيري في "الشماعية")‪ (3‬نواة‬
‫مدرسة علمية ظلت نحوا من قرن ونصف تؤدي عملها وخاصة في‬

‫‪ - 1‬هذه المعلومات مبثوثة في تأليفه الععذي ألفععه فععي منععاقب رفيقععه وشععيخه المععام عبععدالله‬
‫السكياطي‪ ,‬وقد انتقاها منه المراكشي في العلم ‪ 252-6/251‬ترجمة ‪.805‬‬
‫‪ - 2‬ذكر المراكشي في العلم هذا الحدث وذكر قول الوبيري يخاطب المولى عبدالرحمن‪:‬‬
‫وفد هوازن مع ما كان من‬ ‫امنن عليهم كما من الرسول علععععى‬
‫خععععلل‬
‫وذكر أنه أجابه برسالة نثرية وذيلها بشعرمنه قوله‪:‬‬
‫" يا عالما أبدت القربى حنانتعععععه فجاء من رائقات النظم بالمعععععععععثل‬
‫شفعت في حمير ترجو نجاتععععععهم والظلم منهم وليس الظلم من قبععععلي‬
‫فالعفو من شيمتي والصفح من خللي‪.‬‬ ‫يا حمير خير أنصار مهما صنععوا‬
‫‪ - 3‬تقع هذه المدرسة في قرية الشماعية الواقعة في وسط الطريق من مراكش إلى آسفي‪.‬‬

‫‪581‬‬
‫تدريس القراءات وعلومها‪ ,‬وما تزال منها بقية اليععوم تععديرها وزارة‬
‫الوقاف والشؤون السلمية لكنهععا تععدرس مبععادئ العربيععة والفقععه‬
‫وبعععض مبععادئ التجويععد‪ ,‬ولععم يعععد فيهععا للقععراءات اعتبععار بسععبب‬
‫انصراف جمهور الطلب إلى "مدرسة سيدي الزوين" بالحوز‪ ,‬وهي‬
‫ل تبعد عنها إل بنحو ‪ 50‬كلم‪.‬‬
‫وقد كان الشيخ محمد التهععامي الوبيععري مععن آخععر المشععايخ‬
‫المعتمدين في هذا الشأن الععذين جمعععوا بيععن المعرفععة بععالقراءات‬
‫والتضلع في علوم الرواية عموما‪ ,‬على عكس ما أمسى شائعا مععن‬
‫القطيعة التي وقعت بين القععراءة وبيععن سععائر العلععوم كمععا قععدمنا‪,‬‬
‫ومن هنا كانت مجالته في العطاء والفادة أفسععح مععن غيععره‪ ,‬كمععا‬
‫كان لععه فعي التععأليف والنظععم قععدم يععدل علعى سعععة البععاع وعمععق‬
‫الطلع‪.‬‬
‫مؤلفاته‪:‬‬
‫فمن مؤلفاته "إتحععاف الخععل المععواطي" فعي منعاقب شعيخه‬
‫السكياطي)‪ ,(1‬وكتاب " مدد اللطيف في شرح السبط والتعريععف"‪,‬‬
‫فرغ منه ضحوة يععوم الخميععس سععابع ذي الحجععة عععام ‪1249‬هعع)‪,(2‬‬
‫وموانع الصرف معع شععرحه عليهعا‪ ,‬وشعرح منظومعة فعي الععروض‬
‫لحمد الرسموكي‪ ,‬وشرح نظمه حكم الوقوف لحمععزة)‪ ,(3‬وقصععيدة‬
‫لمية في تصوير الهمز)‪ ,(4‬ولعل أشهر آثععاره عنععد علمععاء القععراءات‬
‫وما تزال كثيرة في اليدي إلى الن أرجوزته المذكورة في الوقععف‬
‫على الهمز‪ ,‬وتسمى بع"التهامية" نسبة إليه‪ ,‬وأولها قوله‪:‬‬
‫تفضععععععععععل محمععععععععد‬ ‫يقول راجععي عفععو ذي‬
‫التهعععععععامي‬ ‫الكععرام‬

‫‪ - 1‬تقدم ذكره‪ ,‬فرغ المؤلف منه يوم الحد ‪ 4‬ربيع الثعاني ععام ‪1250‬هعع ‪ -‬العلم للمراكشعي‬
‫‪.6/253‬‬
‫‪ - 2‬العلم ‪.6/253‬‬
‫‪ - 3‬يعني شرح الرجوزة التهامية التية‪ ,‬وقد وقفت على تعاليق منه على حواشي أبياتها‪.‬‬
‫‪ - 4‬ذكرها الستاذ سعيد أعراب في كتاب " القراءوالقراءات بالمغرب" ‪.156‬‬

‫‪582‬‬
‫ثعععم الصعععلة دائمعععا معععع‬ ‫أحمد ربي اللععه خععالق‬
‫السععلم‬ ‫النععام‬
‫والل والصعععععععحب ذوي‬ ‫علعععععععى الرسعععععععول‬
‫التمكين‬ ‫المصطفى المعين‬
‫صعب عسيرالضبط مثل‬ ‫وبعد فععاعلم أن وقععف‬
‫اللععغز‬ ‫الهمعععز‬
‫يسعععهل حفععععععظه بعععه‬ ‫فتاقت النفععس لوضععع‬
‫ويععععسلسا‬ ‫ما عسى‬
‫أبغي بذاك نفعععععع أمعععععة‬ ‫مختعععععصرا فععي رجععز‬
‫النبي‬ ‫معععهذب‬
‫وقععد أشععار فععي أولهععا إلععى أخععذه عععن الشععيخ محمععد بععن‬
‫عبدالسلم الفاسي في باب الهمز المتحرك فقال‪:‬‬
‫بععععععععأول كقععععععععال إنععي‬ ‫فصل وحقعععععق كععل هععععمز‬
‫مععععا‬ ‫وقععععععا‬
‫كنحععو " قععد أفلععح" فانقععل‬ ‫ما لم يقععع مععن بعععد حععرف‬
‫واحذفن‬ ‫قد سعععكن‬
‫بنحععو ذا المثععال فالرسععم‬ ‫وخععص بالقعععععياس مععا لععم‬
‫استعععععبان‬ ‫تبععععععدلن‬
‫الفاسعععي ابعععن عابعععععععععد‬ ‫نقلتععععه عععععن شيععععععععععخنا‬
‫السععععلم‪.‬‬ ‫الهمععععععععام‬
‫وأبياتها فيما أحصيت ‪ 68‬بيتا)‪.(1‬‬
‫الطرق عنه‪:‬‬

‫‪ - 1‬وقفت عليها مرات وعندي منها مخطوطة عتيقة جدا ليععس عليهععا تاريععخ وقفععت عليهععا بععع"‬
‫مدرسة سيدي بوالعلم " بالشاطبية بنواحي الصويرة‪.‬‬

‫‪583‬‬
‫لم أر أحدا عني بالحديث عن أصحاب الشععيخ الوبيععري علععى‬
‫أهميته وأهميتهم في المائة الثالثة عشرة‪ ,‬على الرغم مععن الصععدى‬
‫البعيد الذي كان له في المنطقة حععتى كععان ملععوك الدولععة العلويععة‬
‫يحرصون كل الحرص على تخريععج أبنععائهم فععي مدرسععته منععذ أيععام‬
‫الععمولى سليعمان )‪ (1206‬إلى أن درس بها كل من ابنععي المععولى‬
‫الحسن الول عبععدالعزيز وعبععدالحفيظ)‪ ,(1‬وعلععى الرغععم أيضععا مععن‬
‫اعتبار مدرسته أما لطائفة من مدارس القراءات التي ظهرت لهععذا‬
‫القرن في دكالة وعبدة وأحواز مراكش مثل " زاوية التونسي" في‬
‫دكالة و"زاويععة الغععالي" ومدرسععة أولد الطععاهر بععن يوسععف " بهععا‪,‬‬
‫و"مدرسة المعطي الجراري" بأولد عمران بدكالة أيضععا‪ ,‬ومدرسععة‬
‫آل غيععاث "بعبععدة ومدرسععة "سععيدي الزويععن" بععالحوز وغيرهععا مععن‬
‫المدارس‪.‬‬
‫وهذه تراجم مختصرة لبعض من عرفوا في المنطقة بالرواية عنه‪:‬‬
‫‪ -1‬أبو عبد الله محمد بــن أبــي الطيــب بــن أبــي مهــدي‬
‫الطواجيني‪.‬‬
‫يعتبر هو ووالده من خريجي هذه الجهة‪ ,‬فالوالععد الفقيععه أبععو‬
‫الطيب يروي القراءات عن أبي محمععد عبععدالله السععكياطي النععف‬
‫الذكر‪ ,‬والولد ابو عبدالله عن أبي عبدالله محمد التهععامي الوبيععري‬
‫الحمري كلهما عن الشيخ ابن عبدالسلم الفاسي)‪.(2‬‬
‫‪ -2‬الشيخ أحمد بن علي الغنيمي العبدي‪ :‬بجمعة ســحيم‬
‫بقبيلة عبدة بإقليم آسفي‪.‬‬
‫ترجم له الشيخ محمد بن أحمد العبدي الكانوني وقال‪:‬‬

‫‪ - 1‬ينظر في ذلك موضوع " اهتمام السرة العلويععة بحفععظ القععرءان " للسععتاذ علل الفاسععي‬
‫المنشور في العدد الخاص بالقرءان وعلومه من " دعوة الجن العدد ‪ 4‬السععنة ‪ 11‬ذي القعععدة‬
‫‪ – 1387‬فبراير ‪ ,1968‬وذكرأنه اطلع على مذكرات في ذلك كتبها ادريس ولد منو الذي كععان‬
‫طالبا مرافقا لمولي عبدالحفيظ في مدة مقامه بع"أحمر" بها تفاصيل الدراسة‪.‬‬
‫‪ - 2‬ذكر السناد من طريقهما إلىابن عبدالسلم الشيخ عبدالحي الكتاني في فهععرس الفهععارس‬
‫‪.849-2/848‬‬

‫‪584‬‬
‫"كععان أسععتاذا حافظععا للقععراءات السععبع‪ ,‬عارفععا بأحكامهععا‪ ..‬أخععذ‬
‫القراءات السبع عن الستاذ السيد التهععامي الوبيععري‪ ,‬تععوفي سععنة‬
‫‪1290‬هع)‪.(1‬‬
‫‪ -3‬أبو العبــاس احمــد بــن العربــي بــن عبــدالله الكيــري‬
‫السباعي الصل ثم العبدي السفي النشأة والدار‪.‬‬
‫ترجم له الكانوني وذكر أنه " رحل لمدرسة الشيخ السععيد التهععامي‬
‫الوبيري فتلقى دروسه عليععه‪ ,‬وبععه تخععرج‪ ,‬ثععم رحععل إلعى مراكععش‬
‫مرتين‪ ,‬وكانت سفرته الثانية إليها سنة ‪1249‬هععع‪ ,‬تععوفي بعععد سععنة‬
‫‪1260‬هع)‪.(2‬‬
‫‪4‬ع أبو العباس أحمــد بــن العربــي المســكيني البــوعزاوي‬
‫نزيل آل غياث بعبدة‪.‬‬
‫قال الكانوني ‪ ":‬كان فقيها مشاركا في أكثر الفنعون‪ ,‬حافظعا‬
‫للقععراءات السععبع إلععى العشععرين‪ ,‬مععاهرا فيهععا عارفععا بأحكامهععا"‪,‬‬
‫و"عمدته الحاج محمد بن الحسععن الغيععاثي فععي العلععم والقععراءات‪,‬‬
‫ورحل إلى فاس سنة ‪ 1278‬فأدرك العلمة محمد بن المدني كنون‬
‫فأخذ عنه ورجع"‪.‬‬
‫ولعلععه كععان مععن رفقععاء المععولى الحسععن فععي الدراسععة ببلد‬
‫أحمر‪ ,‬ولذلك أدناه منه في خلفته مدة سنتين لخذ بعض المعععارف‬
‫عليه‪ ,‬ولم ينقطع عن التدريس إلى أن توفي في حدود سنة ‪1325‬‬
‫بآل غياث بنواحي آسفي)‪.(3‬‬
‫‪ -5‬ومن خريجي هذه الجهة الشيخ الفقيه أبو العباس أحمد‬
‫بن عبد الواحد بن مولي أحمد العبدي الزيدي‪.‬‬
‫وصععفه الكععانوني بععع"الفقيععه السععتاذ العععارف بععالقراءات‬
‫وأحكامها والرسم والضبط‪..‬‬
‫‪ -‬كتاب جواهر الكمال في تراجم الرجال ‪.12-11‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪ -‬المصدرنفسه ‪.25/26‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪ -‬جواهر الكمال للكانوني ‪.44-43‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪585‬‬
‫أخذ القراءات السبع عن الفقيه السععتاذ التونسععي بععن أحمععد‬
‫العوني بدكالة‪ ,‬وعليه أتقنها وحررهععا‪ ,‬ثععم أخععذ قععراءة الثلثععة تمععام‬
‫العشرة عن غيره‪ ,‬كما أخذ العلم وأحكام القراءات كلها أيضععا عععن‬
‫الستاذ الصالح السيد المهدي الدكالي العوني نزيل الغساسنة‪.‬‬
‫لزم مدرسة شيخه الول ببلد العونات يقرأ الشاطبية بشرح‬
‫" كنزالمعاني" للجعبري مع طلبته‪ ,‬ثم نزل آسفي واستوطنها وولي‬
‫بها العدالة وسكن بقصبتها‪ ,‬وتوفي في العشرة الولععى مععن القععرن‬
‫الرابع عشر الهجري)‪.(1‬‬
‫‪ -6‬ومــن أعلم أصــحاب الشــيخ الوبيــري وأذيعهــم صــيتا‬
‫الشيخ المقرئ النفاع صاحب المدرسة الحوزية الشععهيرة‬
‫بع"الوداية" من بلد "أحمر" وهي المدرسععة الوحيععدة الععتي ظلععت‬
‫تحمل لواء الزعامة في هذا الشأن منذ قرابة قرن ونصف‪ :‬محمعد‬
‫الزوين الشرادي‪ ,‬ونظرا لهميتععه نخصععه بنبععذة نتحععدث فيهععا عععن‬
‫طريقه في جهته‪.‬‬
‫طريــق الشــيخ محمــد الزويــن الحــوزي المعــروف‬
‫بـ"سيدي الزوين" ببلد الوداية من حوز مراكش‪.‬‬
‫يعتبر هذا الطريق عععن الشععيخ ابععن عبدالسععلم فععي منطقععة‬
‫الجنوب المغربي وأحواز مراكش أشهر الطععرق عنععه فععي المغععرب‬
‫وأوسعها جمهورا إلى اليوم‪ ,‬وإن كان أكثر الذين أخذوا القراءة من‬
‫هععذا الطريععق ل يكععادون يعرفععون شععيئا يععذكر عععن أهميتععه ول عععن‬
‫اتصاله بالمحوز العام للسانيد المغربية الععذي ينتظععم أهععم الشعععب‬
‫المتفرعة عن مدرسة ابن غازي في الشمال والجنوب‪.‬‬
‫أمعا قطعب هععذا الطريعق فهععو الشععيخ البركععة سععيدي محمععد‬
‫الزوين بن محمد – بفتح الميمين – بن علي الشرادي الوديي نسبة‬
‫إلى فخدة " الوداية" معن قبيلعة " أحمعر" المعروفعة إلعى الجنعوب‬
‫الغربي من مراكش على بعد ‪ 30‬كلم منها‪.‬‬
‫‪ -‬جواهر الكمال ‪) 19-18‬بتصرف(‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪586‬‬
‫وتعود جذور هذه المدرسة إلى ما حول منتصف المائة الثالثة‬
‫عشرة حيث لمع هنالك نجم هذا الشيخ بعد أن تخععرج فععي القععراءة‬
‫وانتهى من رحلة الطلب ولقاء المشيخة ثم عاد إلى دار مقامه بها‪.‬‬
‫ويذكر بعض أحفاده أنه عمر مائة سنة كاملة)‪ ,(1‬فإذا صح هذا‬
‫كانت ولدته عام ‪1211‬هع‪ ,‬وذلك لتحقق وفاته بيقين سنة ‪1311‬هع‬
‫ولتواتر النقل بذلك بين المسنين مععن مشععايخ القععراءة إلععى زمننععا‪,‬‬
‫وخاصة لنها السنة ذاتها التي توفي فيها المولى الحسن الول ملك‬
‫المغرب‪ ,‬وكان قد زاره في مدرسته تلك قبل وفاته بيسير‪.‬‬
‫شيوخه ودراسته ‪:‬‬
‫إذا صح ما ذكره أحد أحفاده عن ولدته يكععون قععد أدرك مععن‬
‫حياة الشيخ محمد بن عبد السعلم نحعو ثلثعة أععوام‪ ,‬ولكنعه بيقيعن‬
‫أدرك عددا مهما من تلمذة الشيخ المذكور‪.‬‬
‫والحق أن الشيخ الزوين ل تعععرف لععه مشععاركة معتععبرة فععي‬
‫العلوم المغروفة من عربية أو فقه أو أدب أو نحو ذلععك ممععا يشععار‬
‫فيه بالبنان لبعض أشياخه‪ ,‬ول يعرف له أيضا إنتاج حتى في ميععدان‬
‫القراءة من نظم أو تأليف أو غيره‪ ,‬وإنما كان الغلب عليععه الصعلح‬
‫والعبادة والزهد مع سعة أملكه في قبيلته وأكثرها ممععا وقععف فععي‬
‫زمنه على مدرسته‪.‬‬
‫خخخ خخخخ خخخخخخخخ خخخخخخ خخ خخخخ خخخ خخخخخ‪ ,‬خخخ‬
‫خخ خخخخخ خخخخخ خخخ خخخ خخخ خخ خخخخخخ خخخ‬
‫خخخخخخخ خخ خخخخخخخ خخخخ خخخ خخخخخ خخ خخخخخ‬
‫خخخخخخخ خخخخخ خخخ‪.‬‬
‫أما المعروفون من كبار مشيخته ممن كانت لهم نباهععة فععي العلععم‬
‫والقراءة في جهاتهم فهم‪:‬‬

‫‪ - 1‬سمعنا ذلك من بعض أحفاده من أساتذة التعليم بمراكش في حديث تلفزيوني أجرته معععه‬
‫بعثة إذاعية عن مدرسة سيدي الزوين وتاريخها ونشاطها القرائي فععي صععيف سععنة ‪1411‬هععع‪,‬‬
‫ويوافق ذلك مرور مائة سنة على وفاته‪.‬‬

‫‪587‬‬
‫‪ -1‬الشيخ عبد الله بن علي السكياطي – النف الععذكر فععي‬
‫أصحاب الشيخ ابن عبدالسلم – ويبدو أنه قرأ عليه فععي مدرسععته‬
‫الشهيرة بزاوية سكياط من بلد الشياظمة شمال مدينة الصويرة‪,‬‬
‫كما يدل على ذلك خبر وفادة أبيه به على الشيخ السكياطي وهععو‬
‫صغير حيث قدمه إليه قائل‪ ":‬هذا ولدي الشين" بفتععح الشععين – أو‬
‫"الشوين" بصيغة التصغير‪ ,‬فقال له الشيخ‪":‬بل هو"الزوين" فغلب‬
‫عليه هذا اللقب)‪.(1‬‬
‫‪ -2‬الشــيخ محمــد التهــامي الوبيــري الحمــري – الععوزاني‬
‫الصل كما سمعت ممن أثق به من أهل بلده‪ ...‬وقععد تقععدم ذكععره‬
‫في تلمذة الشيخ ابععن عبدالسععلم وطرقععه فععي مدرسععته قععرب "‬
‫الشماعية " ببلد"أحمر")‪.(2‬‬
‫‪ -3‬الشيخ المقرئ الطاهر بن الحاج البعريــري الهــواري‬
‫السوسي من أصحاب الشيخ السكياطي)‪.(3‬‬
‫هؤلء الثلثة هعم المعروفعون فعي مشعيخته‪ ,‬وهعم كمعا نعرى‬
‫ينتمون جميعا إلى مدرسة الشيخ ابن عبدالسلم بصفة مباشععرة أو‬
‫غير مباشرة‪ ,‬وذلك مما يعطي لمدرسته في بلد الحوز دورا رياديععا‬
‫في التمكين لطريق ابن عبدالسلم الفاسي ل في مدرسته وحععدها‬
‫ولكن في سائر الجهات التي كانت تستفيد منهععا فيمععا بيععن نهععر أم‬
‫الربيع شمال إلى أقصى سوس جنوبا كما تشهد بذلك الفواج الععتي‬
‫ظلت تتقاطر منها علعى مدرسعته طعوال قرابععة قععرن ونصعف منععذ‬
‫تأسيه لها إلى اليوم‪.‬‬
‫وقد لخص لنا المراكشععي فععي "العلم" ترجمتععه فكععان ممععا‬
‫ذكره عنه منوها‪:‬‬

‫‪ - 1‬نقله المراكشي في العلم عن السيد عبدالحي – ولعله يعنععي الكتععاني المعععروف )العلم‬
‫‪.(7/109‬‬
‫‪ - 2‬سيأتي ذكره في مشيخته عند المراكشعي فعي "العلم بمععن دخعل مراكععش وأغمعات معن‬
‫العلم"‪.‬‬
‫‪ - 3‬يمكن الرجوع في قراءة سيدي الزوين على البعريري إلى كتاب " سععوس العالمععة" ‪– 33‬‬
‫وكتاب " رجالت العلم العربي بسوس" للمؤلف نفسه محمد المختار السوسي ‪.229‬‬

‫‪588‬‬
‫"كان حافظا لقراءة حمععزة)‪ ,(1‬وأخععذها عععن سععيدي التهععامي‬
‫الوبيري صاحب الزاوية بقبيلة حمير‪ ,‬كان كثير الطعام‪ ,‬ربما يكون‬
‫في زاويته مععن الطلبععة الععذين يقععرأون القععرءان نحععو الخمسععمائة‪,‬‬
‫يمونهم ول يعملععون شععيئا غيععر القععراءة والحطععب للزاويععة‪ ..‬حبععس‬
‫أملكه على طلبة القععرءان بزاويتععه‪ ,‬وأمضععاه لععه السععلطان مععولي‬
‫الحسن‪ ,‬ولقيه لما كان ورد "زاويععة الشععرادي" فععي بععض توجهععاته‬
‫لسععوس‪ ,‬وراوده علععى أن ينفععذ لععه عشععر " تمزكلفععت"‪ :‬السععاقية‬
‫الكبيرة الخارجة من وادي نفيس إعانة على الطعام فامتنع‪.(2) "..‬‬
‫مدرسة الشيخ الزوين بأحواز مراكش وفروعها‪:‬‬
‫نالت مدرسععة الشععيخ الزويعن شععهرة لعم تنلهععا مدرسععة فععي‬
‫المغرب منذ تأسيسها إلى اليوم في فن القراءات‪ ،‬كمععا كععانت ومععا‬
‫تزال أوسع المدارس القرائية نفوذا وأكثرها جمهععورا‪ ,‬وخاصععة فععي‬
‫الجنوب المغربي فيما بين أم الربيع وسوس‪ ،‬حتى إنك ل تكاد تجععد‬
‫قارئا مشهودا له بالحذق في الفن دون أن تجده قد قرأ بها أو أخععذ‬
‫على بعض من قرأ بها‪.‬‬
‫وكععان للشععيخ فععي زمنععه صععدى بعيععد فععي الشععهرة بالصععلح‬
‫والقيععام علععى شععؤون طلبععة هععذا العلععم‪ ,‬المععر الععذي سععاعد علععى‬
‫استقطاب الطلب إلعى مدرسععته مععن كععل حععدب وصععوب معلميععن‬
‫ومتعلمين‪ ,‬حتى إن كثيرا ممن كانوا يمهرون في القععراءة وعلومهععا‬
‫يؤثرون القامة هنالك بعد التخرج بحيث ل يغععادر المدرسععة إل مععن‬
‫حين إلى آخر لزيععارة أهلععه والععتزود منهععم بمععا يحتععاج إليععه‪ ,‬أو فععي‬
‫مواسم معينة فععي الربيععع والصععيف جععرت التقاليععد المرعيععة هنععاك‬
‫بخروج الشيخ فيهععا مععع طائفععة مععن طلبععة المدرسععة لزيععارة بعععض‬
‫القبائل والمدارس الفرعية الععتي درس المتصععدرون بهععا غالبععا فععي‬
‫مدرسته‪ ,‬وما يزال هذا التقليد جاريا إلى اليوم فيما يعععرف عنععدهم‬
‫بع"الدور" أو "أدوال" حيث يخرج إلى القبائل المجاورة عدد مألوف‬
‫‪ -‬يراد بها القراءات السبع على ما جرت به عادة المغاربة من جمع القراءات‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪ -‬العلم ‪.7/128‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪589‬‬
‫من الطلبة ويتنقلععون مععن مسععجد إلععى آخععر ليجتمعععوا بالمحسععنين‬
‫التماسعا للمعونعة علعى القعراءة بمعا اعتعادوا أن يقعدموه لهعم معن‬
‫صدقات وأعشار وصلت في مواسم معينة‪ ,‬وكان مما سععاعد علععى‬
‫اسععتمرار هععذه العععادة وجععود عععدد كععبير مععن الطلبععة المتخرجيععن‬
‫بالمدرسة في تلك القبائل والمسعاجد‪ ,‬فهععم لععذلك يحرصععون علععى‬
‫تقديم الخدمة لهم وتجديد الصلة بهم مكافأة للجميل ووفاء بالعهد‪.‬‬
‫وكععانت المراكععز الععتي تصععدر فيهععا أعلم المتخرجيععن مععن‬
‫المدرسة بمنزلة الفروع العلمية لمدرسة الشيخ أو المتععدادات لهععا‬
‫وكثيرا ما كعانت بمنزلعة الروافعد العتي تمعدها بالطلبعة كلمعا أحعس‬
‫المتصدر في هذه المراكز بحاجتهم إلى مزيععد مععن التمععرس بععالفن‬
‫والحتكاك بأهله‪ ,‬وهذه المراكز والفروع مبثوثة في مختلف القبائل‬
‫المجععاورة كقبععائل أحمععر والرحامنععة ودكالععة وعبععدة والشععياظمة‬
‫وغيرها‪ ,‬ومن ثم كان المتخرجون منهععا علععى صععلة دائمععة بمدرسععة‬
‫الشيخ الزوين‪ ,‬وقد جرت العادة إلى زمننععا بزيععارة وفععد مععن أولئك‬
‫الطلبة القدامى للمدرسة في أثناء الصععيف وقضععاء أيععام بهععا لعقععد‬
‫صلت التعارف بالطلبة الجععدد وزيععارة مععن بقععي مععن ذريععة الشععيخ‬
‫هناك والتعرف على الحوال‪-‬‬
‫وقد انتشرت الرواية في تلك القبائل منذ أزيد من مائة عععام‬
‫عن طريق هذه المراكز الفرعية‪ ,‬وظل الععولء فيهععا للمدرسععة الم‬
‫قائما‪ ,‬كما ظل النتماء المباشر إلععى هععذه المدرسععة بععالقراءة ولععو‬
‫بصورة غير مباشرة محل فخر واعتزاز‪ ،‬وخاصععة عنععد طائفععة ممععن‬
‫أدركناهم من المشيخة ممن قرأوا على بععض أولد الشعيخ الزويعن‬
‫كالسيد أحمد وأخيه السيد العربي ثم ولده السيد عبد الرحيم وكان‬
‫أحفظهم للقراءات وأطولهم مدة في القيام بها في مدرسععة جععده‪,‬‬
‫وقد أدركته بها رحمه الله‪.‬‬
‫وكان والدي ع رحمه الله ع قد قرأ بهذه المدرسة أيام الشععيخ‬
‫العربي ابن الشيخ الزوين المذكور‪ ,‬وكان شععيخ القععراءة بهععا يععومئذ‬

‫‪590‬‬
‫الشيخ سعيد الجرموني العبدي المتوفى حول سنة ‪1380‬هععع‪ ,‬وقععد‬
‫عمر طويل‪ ،‬ورأيته في هذه المدرسة قبل وفاته بنحو السنتين وهععو‬
‫على حاله المعهود في القيام بمهمته في استقبال طلبععة القععراءات‬
‫وتصحيح اللواح في المجلععس المعتععاد لععذلك بقععرب ضععريح الشععيخ‬
‫الزوين رحمه الله‪.‬‬
‫الفروع التي تفرعت عن مدرسته‪.‬‬
‫يمكن اعتبار كثير من مراكز القععراءة فععي الجهععات المغربيععة‬
‫والتي ما يزال بعضعها معمعورا بهعذا الفعن إلعى اليعوم وخاصعة فعي‬
‫قبائل أحمر ودكالععة وعبععدة والشععياظمة فروعععا لهععذه المدرسععة أو‬
‫روافد لها‪ ,‬إذ كانت العادة وما تععزال تقضععي بعععدم مغععادرة القععارئ‬
‫الشادي لهذه المراكز إلى المدرسة الم إل بعد أن يكون قععد تأهععل‬
‫لذلك و"فاصل")‪ (1‬وكثيرا ما يكون التحاقه بها بعد التخرج بإيعار من‬
‫المتصدرين في هذه المراكز‪ ,‬وربما حملوا الطالب المتأهل رسععالة‬
‫إلى مدرسة الشيخ تسععاعده علععى القيععام بمععأموريته‪ ,‬وخاصععة فععي‬
‫الحصول على السكن بها‪ ,‬إذ كانت البيوت المعدة للسععكنى الطلبععة‬
‫محدودة العدد‪ ,‬كما أن طاقتها في الستيعاب ضعيفة جدا‪ ,‬إذ ظلععت‬
‫شعبيهة بعالكواخ فعي منتهعى البسعاطة والتواضععع‪ ,‬ثعم عرفعت بععد‬
‫استقلل المغرب عناية خاصة‪ ,‬ول سيما في العشر السنين الخيرة‬
‫حيث تم تشييد المدرسة من جديد وتزويدها بسععائر المرافععق الععتي‬
‫تحتاجها ورتبت أجععور قععارة لمشععيخة القععراء ومسععاعدات للطلبععة‪،‬‬
‫ووضع نظام مقنن للدراسعة بهعا معع معا يلعزم معن ضعبط ومراقبعة‬
‫تقرب بها من المدارس الحديثة في نظامها وتسييرها‪.‬‬
‫ومن أهم المشايخ الذين تصدروا في القبععائل المجععاورة مععن‬
‫تخرجععوا علععى رجععال هععذه المدرسععة ممععن أدركععوا الشععيخ الزويععن‬
‫وانتفعوا بالقراءة عليه بصفة مباشرة ‪:‬‬

‫‪ - 1‬المفاصلة في عرف المشايخ انتهاء الطالب من القراءة واعتراف الشيخ له بالحععذق‪ ,‬ويتععم‬
‫العلن عن ذلك في حفل عام‪.‬‬

‫‪591‬‬
‫‪-1‬الشيخ عبد الرحمــن بــن غــانم العبــدي‪ ,‬وكععان مععن أعلم‬
‫القراءات‪ ,‬وكانت له مدرسة قرءانية ذائعة الصيت ما تزال قائمععة‬
‫الععذات‪ ,‬إل أنهععا فقععدت أهميتهععا بمععوت الشععيخ وتراجععع نشععاطها‬
‫العلمي شيئا فشيئا إلى أن توقفت ععن ذلعك بصعفة نهائيععة‪ ,‬وتقعع‬
‫في بلد عبدة قرب سوق جمعة سحيم من أعمععال مدينععة آسععفي‬
‫الساحلية‪ ،‬وكععانت فععي حيععاة مؤسسععها مععن أعمععر مععدارس هععذه‬
‫الجهة‪ ,‬وتخرج فيها عدد كبير من القراء السبعيين مععا يععزال منهععم‬
‫عدد كبير من الحياء‪.‬‬
‫ومن أهم القراء السبعيين المشهود لهم في المنطقععة ممععن‬
‫أخذوا القراءات بهعا الشعيخ البشعير بعن المهعدي التلوي الجغلعولي‬
‫الشيظمي التوبلي‪ ،‬وقد وقفت له علععى رمزيععتين لقراءتععي المكععي‬
‫والبصري كتبهما بخط يهده بخععط أنيععق مدبععج بععاللوان‪ ,‬وذكععر فععي‬
‫الثانية منهما بآخرها تاريخ النسععخ ومكععانه وأنععه" يععوم الجمعععة بعععد‬
‫الظهر سنة ‪1337‬هعع فعي مدرسعة شعيخه سعيدي عبعدالرحمن بعن‬
‫غانم قرب جمعة سحيم")‪.(1‬‬
‫ومن أهم تلمذة الشععيخ عبععدالرحمن بععن غععانم أيضععا الشععيخ‬
‫المقرئ المشهود له بالحذق في الفن الستاذ المسن السيد سعععيد‬
‫بن كروم الحضري العبدي المتوفي في رمضان مععن هععذه السععنة –‬
‫أي سنة ‪1413‬هع ‪ -‬عن عمر ناهز المائة ع رحمععه اللععه ع ع وكععان قععد‬
‫تصدر زمانا للفادة في جهات خنيفرة ثم في بلده‪ ,‬وظععل مقصععودا‬
‫في ذلك إلعى أن شعاخ ويعتقعد كعثير ممعن حعدثني عنعه معن طلبعة‬
‫آسفي أنه من تلمذة الشيخ الزوين المباشععرين‪ ,‬والصععحيح أنععه لععم‬
‫يدركه وإنما قرأ على الشيخ عبدالرحمن بن غانم الذي كان مقصععد‬
‫الخاص والعام في هذا الشأن باعتباره تلميذا للشععيخ الزويععن‪ ,‬وقععد‬
‫قيل إنه كان يزوره في حياته في مدرسته المذكورة بسحيم‪.‬‬

‫‪ - 1‬وقفت على الرمزتين المذكورتين عند صديقي السيد الطاهر بن الحاج مبارك العبععدي أحععد‬
‫حفاظ العشرين في مدينة آسفي والمتصدر حاليا للتدريس بمدرسة سيدي الزوين بتعيين مععن‬
‫وزارة الوقاف والشؤون السلمية‪.‬‬

‫‪592‬‬
‫ومــن أعلم الخــذين عــن ســيدي الزويــن المقــرئ‬
‫الــذائع الصــيت فــي جهتــه ببلد الشــياظمة علــى وادي‬
‫تانسيفت منهععا إلععى جهعة السععاحل الشععيخ أبععو محمععد عبععدالله بععن‬
‫الحفيظ)‪ (1‬التلمستي الشيظمي صععاحب المدرسععة المشععهورة إلععى‬
‫الن هناك مع ضعف شأنها وقلة الهتمام بها‪.‬‬
‫حدثني الستاذ المقرئ عبدالحميععد بععن مبععارك الدمسععيري –‬
‫وهو من أبناء الجهة وخريجي مدرسته – أنه قرأ بالسبع على سيدي‬
‫الزوين‪ ,‬وتصدر للقراء بها إثعر ععودته‪ ,‬وكعان أبععوه "حفيظعا" علعى‬
‫السيد عيسى بوخابية فلما عاد ولده من القععراءة بنععى لععه مدرسععة‬
‫بمساعدة أهل جهته‪ ,‬ووقععف عليهععا النععاس أوقافععا كععثيرة فععي تلععك‬
‫الجهة كانت تنفق على تموين الطلبة‪ ,‬وقد تخرج في مدرسته عععدد‬
‫كبير من طلبة المنطقة مات آخرهم في العشععرة الولععى مععن هععذا‬
‫القععرن‪,‬وقععد ظععل المععترجم يواصععل القععراء إلععى أن تععوفي سععنة‬
‫‪1335‬هع‪.‬‬
‫وحدثني المقرئ السيد الدمسععيري المععذكور أن الععذي خلععف‬
‫الشيخ عبدالله بن الحفيظ في مدرسته هو‪:‬‬
‫‪-‬الشيخ المقرئ المهدي بو الضــباية‪ ,‬الععذي قععرأ علععى‬
‫سيدي الزوين أيضا‪ ,‬وكان حافظا للسبع حفظععا متقنععا‪ ,‬وكععان تععوليه‬
‫لهععذا بسعععي مععن السععيد الطيععبي بععن عبععدالله بععن الحفيععظ عع ولععد‬
‫المترجم عع إثععر مععوته‪ ,‬بعععد أن كععان الشععيخ المهععدي مشععارطا فععي‬
‫نواحي "خميس الزمامرة" بدكالة‪ ,‬فقدم إلى مدرسععة عبععدالله بععن‬
‫الحفيظ وعكف فيها على القععراء ومواصععلة المهمععة إلععى أن شععاخ‬

‫‪ - 1‬المراد بالحفيظ المعنى الععدارجي المسععتعمل عنععد العامععة‪ ,‬وهععو القيععم علععى حفععظ بعععض‬
‫الضرحة على ما عمت به البلوي فععي بلدنععا منععذ قععرون مععن التعلععق بععالقبور وتقععديم النععذور‬
‫والقرابين إليها‪ ,‬وهو أصل أكثر المواسم التي تقام في الربيع والصيف فععي كععثير معن الجهعات‬
‫وخاصة في الجنوب المغربي‪.‬‬
‫وقد توهم الشيخ عبدالحي الكتاني في فهرس الفهارس أنه اسم علععم فقععال فععي المععترجم "‬
‫عبدالله بن عبععدالحفيظ" وهعو مخععالف للحقيقعة‪ ,‬وإنمععا كععان والعده حفيظععا علعى ضععريح أحعد‬
‫الرجراجيين وهو المعروف بسيدي عيسى بوخابية‪.‬‬

‫‪593‬‬
‫وكبر‪ ,‬فاعتزلها وحل محله فيها الشيخ الحاج إبراهيم بن المحجععوب‬
‫الدمسيري عم السيد عبدالحميد الدمسيري‪.‬‬
‫وأخبرني هذا الخير أنه قرأ على عمه هذا برواية ورش عععدة‬
‫ختمات قبل أن يسافر إلى دكالة لخذ القراءات السبع على الشععيخ‬
‫المسمى "بن زهععرة" بمدرسععة "معولي الطعاهر القاسععمي" بععأولد‬
‫فرج بدكالة‪ ,‬قال‪:‬‬
‫وقد أدركت الشيخ المسن المهدي بوالضباية‪ ,‬وقععرأت عليععه‬
‫برواية المكي سبعة أحزاب من القرءان‪ ,‬ثم فارقته مدة‪ ,‬ثم قرأت‬
‫معه ختمة بقراءة حمزة جمعا بينه وبين باقي السبعة بعد أن قرأت‬
‫بها في مدرسة سيدي الزوين‪.‬‬
‫وإسععناد القععراءة مععن طريععق الشععيخ عبععدالله بععن الحفيععظ‬
‫وأصحابه موصععول الحلقععات حععتى الن لمععن حععاول أن يتتبعععه فععي‬
‫نواحي الشياظمة وعبدة وغيرها‪ ,‬ويكفي فععي شععهرته وصععوله إلععى‬
‫مدينة فاس كما نجده عنععد الشععيخ عبععدالحي الكتععاني فععي فهععرس‬
‫الفهععارس إذ جععاء فيععه فععي ترجمععة الشععيخ محمععد بععن عبدالسععلم‬
‫الفاسي قوله‪:‬‬
‫ســند الشــيخ عبــدالحي الكتــاني مــن هــذه الطريــق‬
‫وغيرهــا‪ :‬قععال فععي فهععرس الفهععارس فععي ترجمععة الشععيخ ابععن‬
‫عبدالسلم‪" :‬يروي في ثبته عن شيخه إمام القراءات بالمغرب أبي‬
‫زيد عبدالرحمن بن ادريس المنجرة الفاسي صاحب الفهرسة‪ ,‬عععن‬
‫والده صاحب الفهرسة أيضا بأسانيدهم‪ ,‬قال الكتاني‪:‬‬
‫"نتصل به في إسنادنا للقرءان الكريم وروايععاته عععن المعمععر‬
‫أبععي عبععدالله محمععد المععدعو "حمععان" بععن محمععد اللجععائي‪ ,‬عععن‬
‫المحععدث المقععرئ أبععي عبععدالله محمععد بععن أحمععد السنوسععي عععن‬
‫المترجم)‪.(1‬‬

‫‪ -‬فهرس الفهارس ‪.2/948‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪594‬‬
‫‪ -‬وعععن العععالم المعمععر أبععي محمععد سععالم بععن العربععي الحمععري‬
‫الجنيدي إجازة‪ ,‬وعن الزاهد الفقيه أبععي الطيععب ابععن أبععي مهععدي‬
‫الطواجيني‪ ,‬وولده أبعي عبعدالله محمعد‪ ,‬فالوالعد ععن أبعي محمعد‬
‫عبدالله السكياطي الشيظمي‪ ,‬والوالد عن أبععي عبععدالله)‪ (1‬محمععد‬
‫التهامي الوبيري الحمري‪ ,‬كلهما عن ابن عبدالسلم الفاسي‪.‬‬
‫‪ -‬وعععن المقععرئ الصععوفي الناسععك العععالم العابععد أبععي محمععد‬
‫عبدالملك بن عبدالكبير العلمي الفاسي‪ ,‬عععن السععتاذ أبععي حامععد‬
‫العربي بوعياد الفاسي‪ ,‬عن إمام القراء بفاس أبععي العلء ادريععس‬
‫البدراوي الفاسي عنه"‪.‬‬
‫‪ -‬وعن الستاذ المعمر الناسك أبــي محمــد عبــدالله‬
‫بن عبدالحفيظ)‪ (2‬التلمستي الشيظمي‪.‬‬
‫عن ولي الله الستاذ أبي عبدالله محمد الزوين الوديي‪ ,‬عن‬
‫التهامي الوبيري عنه أيضا‪.‬‬
‫قال الشيخ عبدالحي‪:‬‬
‫"وأروي القراءات عن المعمر الستاذ أبي عبدالله محمد بععن‬
‫عبدالسلم بن حسين الزكلدي بفاس سععنة )ت ‪ (1319‬عععن شععيخه‬
‫الستاذ الصالح أبي محمد عبدالسلم الطويل مععن " مععرن صععوار"‪,‬‬
‫عععن الفقيععه أبععي العبععاس أحمععد التلمسععاني السععماتي‪ ,‬عععن ابععن‬
‫عبدالسلم بسنده")‪.(3‬‬
‫‪-‬ومن فروع مدرسة الشيخ الزوين وطرقها بمدينــة‬
‫مكناس من النازلين بها الشـيخ أبـو عبـدالله محمـد‬
‫السوسي‪.‬‬

‫‪ - 1‬سقط اسم عبدالله من المطبوع من فهرس الفهارس كما يدل على ذلك سياق نسب هععذا‬
‫الشيخ‪.‬‬
‫‪ - 2‬تقدم أن وصف " الحفيظ" بمعنى القيم أوالسادن‪.‬‬
‫‪ - 3‬فهرس الفهارس ‪.849-2/948‬‬

‫‪595‬‬
‫كان من المهرة في هذا الشأن المشاركين في غيره‪ ,‬ترجععم‬
‫له العلمة ابن زيدان في التحاف فقال‪:‬‬
‫"أستاذ مقعرئ مجععود‪ ,‬يحفعظ العشعر ويحعرره حعافظ متقععن‬
‫مععاهر‪ ,‬وكععان يستحضععر اللفيععة وابععن عاشععر و‪ .....‬مععن المختصععر‬
‫الخليلي و" لمية الشاطبي" و"دالية ابن المبععارك"‪ ,‬ومنظومععة ابععن‬
‫الجزري في التجويد وغير ذلك‪ ,‬قدم مكناسة الزيتععون بعععد الحاديععة‬
‫)‪(1‬‬
‫عشرة من القرن الرابع عشر وأقام بها مععدة‪ ,‬ودخععل "السععتانة"‬
‫والجزائر في طلب " علم النار")‪.(2‬‬
‫مشيخته‪ " :‬قال ابن زيدان‪:‬‬
‫)‪(3‬‬
‫"أخذ عن شيخنا العلمة أبععي الفضععل الفععاطمي الشععرادي‬
‫ولزم دروسععه بفععاس سععتة أعععوام‪ .‬وأخععذ القععراءات السععبع عععن‬
‫)‪(4‬‬
‫المتبرك به الشيخ الزويععن‪ ,‬والعشععز الكععبير عععن القاضععي الفلق‬
‫والولي الصالح ابن يرمق"‪.‬قال ابن زيدان‪:‬‬
‫الخععذون عنععه‪ ,‬منهععم صععديقنا السععتاذ المقععرئ أبععو عبععدالله‬
‫محمد بن أحمد الحميدي أخذ عنه العشر الكبير")‪.(5‬‬
‫تلك هي أهم الطرق المباشرة التي وقفت عليها ممععا يتصععل‬
‫بالشيخ ابن عبدالسلم من طريق الشيخ الزوين الحععوزي‪ ,‬ول شععك‬
‫أن الخذين عن الشيخ الزويععن ثععم عععن أبنععائه وتلمععذته عععدد كععبير‬
‫يفوت الحصر‪ ,‬ومرادنععا أن ننبععه فقععط علععى اتصععال مدرسععته بهععذا‬
‫الشيخ واتصال السند من طريقه بها لو كعان هنعاك فعي المتعأخرين‬
‫من بقي على شيء من العناية بالسناد فععي هععذه الجهععات وغيرهععا‬

‫‪ - 1‬هي عاصمة الدولة العثمانية في زمنه وهي القستنطينية المعروفة‪.‬‬


‫‪ - 2‬يعني الكيميا‪.‬‬
‫‪ - 3‬ذكره في كتاب "علماء المغرب المعاصرين" مؤلفه السيد محمد بععن الفععاطمي بععن الحععاج‬
‫السلمي وذكر أنه كان من علماء القرويين بفاس ودرس بها طويل وولي القضاء‪ .‬ينظر الكتاب‬
‫المذكور ص ‪.30-18‬‬
‫‪ - 4‬هو القاضي محمد بن محمد الفلق السجلماسي الصل الملقب بععالفلق استقضععي بفععاس‬
‫الجديد نحو العامين ثم استقضي بمراكش‪ ,‬وكانت لععه رحلععة إلىالحععج فععي جماعععة مععن علمععاء‬
‫المغرب توفي سنة ‪ 1310‬ترجمته عند المراكشي في الععلم ‪ 80-7/77‬ترجمة ‪.804‬‬
‫‪ - 5‬التحاف ‪.279-4/278‬‬

‫‪596‬‬
‫من المغرب‪ ,‬ولكن هيهات‪ ,‬ولسيما فععي هععذا الزمععن الععذي انقطععع‬
‫فيه كل أمل في ذلك أو كاد بعععد ذهععاب رسععوم السععناد‪ ,‬ولععم يبععق‬
‫حتى التعلل بها متاحا – كما أتيح للشيخ ابن غازي – بعد انتقال أهل‬
‫المنزل والناد)‪.(1‬‬
‫‪ -‬بعض الطــرق السوســية المتصــلة بطريــق الشــيخ ابــن‬
‫عبدالسلم‪:‬‬
‫‪-1‬طريق أبـي العبـاس أحمـد بـن ابراهيــم البوجرفـاوي‬
‫المعروف بـ"أنجار" شيخ قراء سوس في زمنه‪.‬‬
‫حصلت على ترجمة لهذا الشيخ بقلم حفيده محمد بن أحمععد‬
‫بععن عبععدالله بععن أحمععد أنجععار السوسععي)‪ (2‬أختصععر منهععا هععذه‬
‫المعلومات‪ ,‬وهي مذيلة بسنده من طريق الشيخ ابن عبدالسلم‪.‬‬
‫"هو الستاذ المقرئ أبو العباس أحمد بن ابراهيععم بعن سعععيد‬
‫البوجرفععاوي الملقععب بأنجععار‪ ,‬ولععد بقريععة " اكععرار" بمجموعععة‬
‫"بويفورنا" من قبيلة آيت نصف من "آيت با عمران" السوسية‪.‬‬
‫مشيخته الولى‪:‬‬
‫أخذ القرءان أول على الستاذ محمد بن ابراهيم بمسجد " أم‬
‫الدفلى"‪ ,‬ثم انتقل إلى مدرسة " بونعمععان" فلبععث فيهععا حععتى قععرأ‬
‫بقراءة ابن كثير‪ ,‬ثم جععاء لزيععارة والععديه فععدخل المسععجد المععذكور‬
‫فوجد شيخه محمد بن ابراهيععم عاكفععا علعى تصعحيح ألعواح طلبتععه‪,‬‬
‫فناوله الشيخ لوحا منها ليصححه على رواية ورش‪ ,‬ثععم أمهلععه قليل‬
‫وسأله أين بلغت منها فقال‪ :‬قوله تعالى‪":‬ومن لستم لععه برازقيععن"‬
‫الية ‪ 20‬من سورة الحجر ع فقال له الشيخ‪ :‬كيف تقععرأ "برازقيععن"‬

‫‪ - 1‬الشارة إلى عنوان فهرسة ابن غازي‪.‬‬


‫‪ - 2‬أمععدني بهععذه الترجمععة السععتاذ الصععديق الععدكتور إبراهيععم الععوافي القرمععودي الشععيظمي‬
‫الباعمراني الصل الستاذ حاليا بكلية الداب بمدينة أكعادير‪ ,‬نقلهعا – كمعا قعال لعه – معن خعط‬
‫حفيد الشيخ النجاري محمد بن أحمد بن عبدالله المذكور‪ ,‬وقد ذكععر أن الشععيخ المععترجم تععرك‬
‫ولدا واحدا كان يتقن رواية ورش‪ ,‬ولكن كععان لععه أحفععاد قععرأوا بالسععبع وغيرهععا سععمى طائفععة‬
‫منهم‪.‬‬

‫‪597‬‬
‫بالتفخيم أم بالترقيق؟ فلم يستحضر الجواب وتحير في ذلك لنه ل‬
‫عهد له بهذه المباحث‪ ,‬فوضع اللوح من يده وخرج دون وداع أهلععه‪,‬‬
‫وحلف أن ل يعود حتى يتقععن السععبع والعشععر‪ ,‬فععذهب قاصععدا جهععة‬
‫الشمال المغربي بنواحي تطوان‪ ,‬حيث أقام يععتردد علععى المشععيخة‬
‫هناك حتى قضى وطره من ذلك‪ ,‬وكان خروجه من "بونعمان" سنة‬
‫‪1210‬هع وهي يومئذ مدرسة "عشرية"‪,‬وفيهععا أتقععن حععرف المكععي‬
‫على الستاذ المقرئ سيدي محمد بععن حسععين التمكدشععتي‪ ,‬وكععان‬
‫هذا الستاذ قد أخذ بالقراءات السبع بمدرسععة سععيدي وكععاك بععاكلو‬
‫المشهورة‪ ,‬ومنها خرج إلى قبائل جبالة بالشمال فقرأ فيهععا السععبع‬
‫بمصطلح وعدد جبالة في القراءات‪.‬‬
‫سند النجاري من طريقه إلى ابن عبد السلم‪:‬‬
‫أسند النجاري "أنجار" القراءة من روايتي ورش وقالون عععن‬
‫نافع ثم جمعا بقراءة ابن كثير على أستاذه هععذا محمععد بععن حسععين‬
‫التمكدشتي‪ ,‬وأخذ التمكدشتي القراءات عن شيخه مبارك بن هدي‬
‫السرغيني‪ ,‬وأخذها ابن هدي السرغيني عن محمد بععن عبدالسععلم‪,‬‬
‫وأخذ ابن عبدالسلم عن أبي زيد المنجرة عبعدالرحمن بعن ادريعس‬
‫الحسني عن أبيه عن شيوخه كما في فهرسته‪.‬‬
‫وقد ذكر الشععيخ محمععد المختععار السوسععي أن النجععاري لزم‬
‫شيخه ابن حسين ثمععان سععنين قبععل رحلتععه‪ ,‬ولمعا ععاد معن رحلتععه‬
‫شارط بعع" النواصعر" بشيشعاوة وبقعي هنعاك إلعى أن معات شعيخه‬
‫المذكور في مدرسة سيدي وكاك باكلو فذهب إليها‪ ,‬وبقي بهععا بعععد‬
‫سععنين كععثيرة")‪ ,(1‬وكععانت وفععاته بهععا سععنة ‪ ,1286‬وولدتععه سععنة‬
‫‪1189‬هع وكعان معاصعرا للمقعرئ المعاهر فعي الععدد و"الحطيعات"‬
‫الشيخ محمد بن ابراهيم الولتيتي البعقيلعي الشعهير بعأعجلي وكعان‬
‫بينهما نوع من التنععافس فععي اسععتقطاب طلبععة هععذه الجهععة‪ ,‬إل أن‬
‫أنجار كان أنبه منه لمكانته من علو السند ونبل المشيخة‪.‬‬

‫‪ -‬المعسول ‪.124-18/123‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪598‬‬
‫وقد جاء في تقييد حفيده عن عدد المتخرجين عليه ما يلي‪:‬‬
‫"أخذ عنه آلف ومئات من الطلبععة والمقرئيععن‪ ,‬ووصععل عععدد‬
‫الطلبة بمدرسته مائتين‪ ,‬ولكن قلة العناية بالتاريخ جعلتنععا ل نعععرف‬
‫أكثر تلمذته‪ ,‬وممن عرف منهم‪:‬‬
‫السيد محمعد بعن العربعي الهعواري‪ ,‬أخعذ عنعه السعبع‪,‬‬ ‫‪-‬‬
‫وأفنى عمره في رفع راية القراءات‪.‬‬
‫السيد محمد بن الحسن الماسي بع"أغبالو" كان مقرءا‬ ‫‪-‬‬
‫أتقن السبع‪ ,‬وكان يعلم ويقرئ بع"سيدي همو" بع"الخصاص"‬
‫توفي سنة ‪1348‬هع‪.‬‬
‫السيد محمد بن عبععد اللععه الضععحاكي السععاحلي‪ ,‬وهععو‬ ‫‪-‬‬
‫أحد العلم المتقنين للسبع‪ ,‬توفي سنة ‪1323‬هع‪.‬‬
‫السيد الحاج حمو الكزميععري الحععي‪ ,‬وقععد حضععر وفععاة‬ ‫‪-‬‬
‫شيخه السيد أحمد أنجار وقال‪ :‬قععد قرأنععا يععوم وفععاته سععتين‬
‫ختمة من القرءان"‪.‬‬
‫السيد محمد بن عبد الوحععد البغععدادي جععاء مععن بغععداد‬ ‫‪-‬‬
‫راجل يطلب القراءات فأخذ عنه ورجع إلى بلده‪.‬‬
‫السيد محمد بن أحمد بن التيمولئي الخصاصععي‪ ,‬أخععذ‬ ‫‪-‬‬
‫عنه حرف المكي‪ ,‬ومعا يعزال عنعد أسعرته لوحعة فيهعا ختمعة‬
‫للقرآن‪ ,‬وفيها آثار تصحيح قلم أنجار‪ ,‬توفي رحمه اللععه سععنة‬
‫‪1352‬هع‪.‬‬
‫)‪(1‬‬
‫السععيد أحمععد بععن ابراهيععم الملقععب بععع"أمجععوض"‬ ‫‪-‬‬
‫الساحلي )‪ (1347-1235‬وقد أتقن عنه السبع"‪.‬‬
‫هؤلء من جاء ذكرهم في هذا التقييد لحفيد أنجار‪ ,‬وقععد فععاته‬
‫ذكر آخرين ممن اشتهروا بالخذ عنه‪ .‬فأما الضــحاكي المــذكور‬

‫‪ -‬هي بالبربرية تعني "القرع"‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪599‬‬
‫فهو أبو عبدالله محمـد بـن عبـدالله الضـحاكي نسععبة إلععى‬
‫"الضحاك" من قرى آيت باعمران‪ ,‬حفظ القرءان ببلده ثععم التحععق‬
‫بمدرسة أكلو فقرأ بها على أنجار إلى أن مهر في القراءات السععبع‬
‫وكان من فحولها‪ ,‬وتصدر للقراء بمدرسععة "بوكرفععا" مععدة‪ ,‬والتععف‬
‫عليه طلبة الروايات من جميع جهات سوس‪ ,‬وصععار لععه بهععا ذكععر ل‬
‫يقل عن ذكر شيخه‪ ,‬وما زال ينشر هذا الفن في تلك القبععائل إلععى‬
‫أن توفي سنة ‪1303‬هع)‪.(1‬‬
‫وأما محمد بن أحمد التيمولئي المععذكور فقععد "قضععى حيععاته‬
‫في تعليم كتاب الله بععع" تيمععولي"السععفلى ثععم فععي العليععا إلععى أن‬
‫توفي سنة ‪.(2)"1352‬‬
‫وأما الشيخ أبو عبد الله محمد بن العربي الهواري ع‬
‫المععذكور أول ععع فهععو مععن قريععة "تامععدا" آيععت همععان مععن قبيلععة‬
‫"إداوزيكي"‪ ,‬انتقل إلى أكلو فقرأ عليه ثم طاف على مشايخ الفععن‬
‫في سععوس حععتى أتقععن القععراءات برواياتهععا وتصععدر للقععراء زمانععا‬
‫بع"إيكلي" من قبيلة المنابهة إلى أن توفي هناك سنة ‪1345‬هع)‪.(3‬‬
‫وقد أخبرني الشيخ السيد محمد أبو يحيعى الرسعموكي شعيخ‬
‫القراءات بمدرسة آزرو بنواحي أكادير أن الشععيخ ابعن العربععي هععذا‬
‫آخر أعلم هذا الشأن بسععوس‪ ,‬وأن ععددا معن أصعحابه معا يزالععون‬
‫على قيد الحياة‪.‬‬
‫ومن أعلم أصحاب أنجار أيضا الشععيخ أبععو الحسععن أشععطاب‬
‫التارحالتي‪ ,‬وكان من المهرة في حفظ السبع وقععد تصععدر لقرائهععا‬
‫زمانععا بععع"مدرسععة الخميععس" بععآيت بععوبكر وغيرهععا‪ ,‬وتععوفي سععنة‬
‫‪1345‬هع)‪.(4‬‬

‫المعسول لمحمد المختار السوسي ‪.12/198‬‬ ‫في‬ ‫ترجمته‬ ‫‪-‬‬ ‫‪1‬‬

‫المعسول ‪.210-12/207‬‬ ‫في‬ ‫ترجمته‬ ‫‪-‬‬ ‫‪2‬‬

‫المعسول ‪.198-14/195‬‬ ‫في‬ ‫ترجمته‬ ‫‪-‬‬ ‫‪3‬‬

‫كتاب خلل جزولة لمحمد المختار للسوسي ‪.4/200‬‬ ‫في‬ ‫ترجمته‬ ‫‪-‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪600‬‬
‫وعلى العموم فقد كان أبو العباس أنجار من أهم الطرق عن‬
‫الشيخ ابن عبدالسععلم فععي المنطقععة‪ ,‬ويتجلععى مقععدار اعتععداده بععه‬
‫اعتمععاده علععى طريقتععه فععي بعععض مؤلفععاته الععتي خلفهععا‪ ,‬ومنهععا‪:‬‬
‫"البستان" أو "بستان المبتدي")‪.(1‬‬
‫وهي قصيدة في أسلوب الجمع والرداف وأولها قوله ‪:‬‬
‫على أحمد المبعوث للعبد‬ ‫"بدأت بحمد الله ثم صلته‬
‫والحر"‪.‬‬
‫وهي على ما فيها من ركاكة في السلوب وضعف في النظم‬
‫تعتبر من أوسع قصععائد الرداف انتشععارا بيععن طلبععة الروايععات فععي‬
‫الجنوب المغربي‪ ,‬ول ينافسها في موضوعها في النتشار إل قصيدة‬
‫الشيخ السريفي من أهل الشمال‪ .‬وقععد بقيععت لمدرسععة أكلععو منععذ‬
‫زمن الشيخ أنجار شهرة كبيرة في الفن‪ ,‬وما يععزال بهععا إلععى اليععوم‬
‫بقية من ذلك‪ ,‬وقد بلغني أن أحد المشععايخ بهععا الن – وهععو الشععيخ‬
‫ابن المكي ع ما يزال يواصل القيام بهذه المهمة على أفضععل وجععه‪,‬‬
‫كما أنه حاول أن يضم إلى قراءة القرءان ودراسععة علععومه دراسععة‬
‫العربية والسيرة والمهات المعتمدة في هذه العلوم‪.‬‬

‫‪ -‬مشهورة متداولة في ‪ 137‬بيتا‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪601‬‬
‫تراجع العناية بالسند وتراجع الهتمام بالقراءات‪.‬‬
‫وعلى العموم فإن طريق الشيخ ابععن عبععد السععلم هععي آخععر‬
‫الطععرق المغربيععة الععتي يمكععن الطمئنععان إليهععا واعتمادهععا‪ ,‬ومععن‬
‫الممكن حتى اليوم لمن أراد التوسع في دراسة أثععره فععي القععراءة‬
‫في مختلف الجهععات المغربيععة الععتي حععل بهععا أو تصععدر فيهععا بعععض‬
‫تلمذته‪ ,‬أن يحصل على معلومات وافرة أكثر مما اقتصععرت عليععه‪,‬‬
‫ولني إنما وقفت عند ما أمكنني الوقوف عليععه مععن تلععك المعععالم‪,‬‬
‫وهي معالم تدل على إمكععان البععاحث لععو تفععرغ لبحثهععا علععى وجععه‬
‫الخصوص أن يكتشف الخطوط المتلحمة التي ما تعزال ماثلعة فعي‬
‫الساحة لمن حاول رصدها‪ ,‬وهو عمل منعوط بطلبتنعا البعاحثين معن‬
‫خريجي جامعاتنا وخاصة منهععم الععذين حققععوا بعععض مععا خلفععه ابععن‬
‫عبدالسلم من تراث علمي في مختلف العلوم‪.‬‬
‫وهذه العناية إذا توجهت لخدمة تراث الشيخ من هذه الناحية‬
‫ستسدي إلى تاريخ القراءة بالمغرب خيرا كثيرا وذلك أقل ما يجععب‬
‫القيام به لنقاذ ما تبقى في أيدينا من أمجاد المدرسة المغربية في‬
‫هذا العلم‪ ,‬وذلك بعد أن أصبحت السانيد المتصععلة بععالقراءة حلقععة‬
‫فحلقة إلى مثل الشيخ ابن عبدالسلم صاحب أوثق فهرسة متصععلة‬
‫بالقراءة والسماع بعيدة المنال‪ ,‬إن لم تكن فععي بلدنععا قععد أمسععت‬
‫من قبيل المحال‪.‬‬
‫وإنه لمر يدعو إلى السف والحسرة أن تصير الحال إلى مععا‬
‫صارت إليه في هذا الشأن حتى أصبح أهععل المغععرب اليععوم – وهععم‬
‫من أكثر الشعوب السلمية عنايععة بحفععظ القععرءان وإتقععان رسععمه‬
‫وضبطه – ل يعرفون شيئا يذكر عن الطرق والسانيد التي يقععرئون‬
‫بها‪ ,‬ول يميزون بين طريق شرقية ول غربية‪ ,‬ول يدري الكععثر منهععم‬
‫شيئا عن تاريععخ القععراءات ومدارسععها‪ ,‬فضععل عععن معرفععة مععذاهبها‬
‫ومقوماتها الفنية واختلف النقلة فيها‪.‬‬

‫‪602‬‬
‫دروس العلــم بأهميــة الســناد بــالمغرب وانقطــاع‬
‫السانيد في الجملة في الوقت الحاضر‪:‬‬
‫ول أعلم في المغرب في وقتنا الن من مشيخة القععراء فععي‬
‫المغرب من يسند شيئا من القراءات أو الروايات باتصععال القععراءة‬
‫من شيخه إلععى إمععام معتمععد مععن أئمععة المععدارس المغربيععة‪ ,‬ولقععد‬
‫طلبت ذلك في حواضععر المغععرب وبععواديه عمومععا‪ ,‬وسععألت حفععاظ‬
‫السبع والعشر الكبير والصغير فما وجدت أحدا عنده سند بععالقراءة‬
‫ول إجازة من أحد من الشيوخ بل وجدت أكثر من سألتهم ل يععدري‬
‫شيئا عن نظام المشيخة والجازة‪ ,‬ول يدرك لتصال السند بالقراءة‬
‫معنى‪.‬‬
‫ولدروس هذه المعالم في بلدنا لم يعد هناك أمل في وصععل‬
‫السانيد بالئمة المعتمدين إل مععن طريععق غلبععة الظععن‪ ,‬وذلععك لمععا‬
‫تعععارف عليععه علمععاء هععذه الصععناعة مععن شععروط معتععبرة ل تكععون‬
‫القراءة متصلة إل بها‪.‬‬
‫قال الحافظ ابن الجزري ‪":‬والعلى أن يحدثه الشيخ بها مععن‬
‫لفظه ع يعني بالسانيد ع فأما من لععم يسععمع السععانيد علععى شععيخه‬
‫فأسانيده من طريقه متقطعة")‪.(1‬‬
‫فإذا طبقنا هذا الشرط وهو السععماع مععن الشععيخ علععى حععال‬
‫الخذ عندنا لم نجد لهذا المر أثرا ول عينععا‪ ,‬وكععل مععا يمكععن العثععور‬
‫عليه هنا وهناك أن نجد من قرأ علععى بعععض المشععايخ المشععهورين‬
‫الذين يعععرف أن مشععايخهم قععرأوا علععى فلن أو فلن ممععن قععرأوا‬
‫على فلن ممن قرأوا على فلن ممن له صلة بالقراءة علععى بعععض‬
‫الكبار كما رأينا في مدرسة ابن عبدالسلم عع فععي حععوز عع مراكععش‬
‫وسوس مثل‪ ,‬وإل فإن الجازة المكتوبة الموقعة من لععدن المشععايخ‬
‫المذيلة بأسماء الشهود ل أعرف لها اليوم في علم القراءة وجععودا‪,‬‬

‫‪ -‬منجد المقرئين لبن الجزري ‪.14-13‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪603‬‬
‫إل بقية من ذلك في الشرق العربععي وخاصععة فععي مصععر والجامعععة‬
‫السلمية بالمدينة‪.‬‬
‫ونظرا لذهاب أهل الشأن ودروس معالمه منذ زمان إل ظلل‬
‫باهتة يتناقلها الناس‪ ،‬معظمها إنما هو قائم على غلبععة الظععن‪ ,‬كععأن‬
‫يقولوا رحل فلن إلععى القبيلععة الفلنيععة أو المدرسععة الفلنيععة فقععرأ‬
‫هناك‪ ,‬وربما سموا بعض المشايخ المشهورين بها لذلك العهد‪ ,‬فقععد‬
‫أصبح الذين هم على وعي بأهمية السععناد فععي العلععوم إذا طمحععت‬
‫هممهم إلى وصل قرائهم اليوم بسلف مشيخة القراء في جهععاتهم‬
‫إنما يجمجمون ول يفصحون في محاولة لرأب بعض الصععدوع فيمععا‬
‫بينهم وبين بعض الشيوخ المعتبرين‪ ,‬وربما كانت بينهم وبين زمانهم‬
‫مهامه فيح تحار فيها القطا‪ ,‬فيلجأون إلى التعمية والتقريب‪.‬‬
‫ولهذا نجد بعض المعاصرين ممن حععاولوا شععيئا مععن ذلععك إذا‬
‫أسندوا قراءتهم برواية ورش عن مشايخهم المباشرين عمدوا إلععى‬
‫نوع من القفز منهم إلى شيوخ مشايخهم وهععم ليسععمونهم‪ ،‬ولكععن‬
‫يذكرون أنهم ممن أخذوا على فلن المشهور فععي نععاحيته بالمامععة‬
‫في هذا الشأن دون اعتماد على سند مكتوب أو إجازة موثقة ترتفع‬
‫الشك والرتياب‪.‬‬
‫وبين يدي الن نموذج من هذا الصنيع وقفت عليه في آخععر "‬
‫كتاب المحجععة فععي تجويععد القععرءان" وهععو مععن آخععر مععا ظهععر فععي‬
‫الساحة لمؤلفه السيد محمععد البراهيمععي الفيللععي‪ ,‬فقععد جععاء فععي‬
‫خاتمة هذا الكتاب قوله‪:‬‬
‫"انتهى بحمد اللععه بتاريععخ ‪ 17‬محععرم ‪1408‬هعع ‪ -‬موافععق ‪12‬‬
‫شععتنبر ‪1987‬م‪ -‬مععا أردت ذكععره للقععارئ العععادي وطععالب التجويععد‬
‫المبتدي‪ ,‬وفق طريععق الزرق مععن روايععة ورش‪ ,‬حسععبما قععرأت بععه‬
‫عرضا وسماعا على والدي عن أشياخه‪ ,‬وأذكر منهععم فريععد عصععره‬
‫وشيخ أهععل زمععانه محمععد بععن أحمععد المبخععوت المسععيفي الغرفععي‬

‫‪604‬‬
‫الفيللي‪ ,‬وكلهم بأسانيدهم الصحيحة المتصععلة برسععول اللععه صععلى‬
‫الله عليه وسلم"‪.‬‬
‫"فمن مؤلفه راجي العفو من ربه في الدين والععدنيا والخععرة‬
‫محمد بن محمد بن عبدالقادر البراهيمي البوذنيبي عن والععده إلععى‬
‫أحمد الحبيب بن محمد اللمطي الفيللي‪ ,‬عن أحمد بن محمد البنععا‬
‫الدمياطي‪ ,‬ومن الدمياطي إلى أبععي يحيععى زكريععا النصععاري‪ ,‬ومععن‬
‫النصاري إلى أبي الخير محمد بن محمد‪ ...‬المعروف بابن الجزري‪,‬‬
‫ومن ابن الجزري إلى الحافظ أبي عمرو الداني‪ ,‬ومن الععداني إلععى‬
‫أبععي يعقععوب يوسععف المعععروف بععالزرق‪ ,‬عععن أبععي سعععيد عثمععان‬
‫المعروف بورش‪ ,‬عن نافع بن عبععدالرحمن المععدني‪ ,‬فهععؤلء بعععض‬
‫أعلم سندنا ع رحمهم الله جميعا عع ومععن نععافع إلععى أبععي بععن كعععب‬
‫رضي الله عنه‪ ,‬عن رسول الله صلى الله عليه وسلم")‪.(1‬‬
‫فالذي يتأمل هذا الصنيع الذي اعتمده السيد البراهيمي في‬
‫إسناد قراءته يخيل إليه أنه إنما اقتصععر علععى ذكععر بعععض الحلقععات‬
‫البارزة في سلسععلة سععنده بقععراءة نععافع مععن روايععة ورش‪ ,‬ولععذلك‬
‫سمى عددا محدودا من الئمة وتنقل بنا بسععرعة فائقععة مععن والععده‬
‫عن ابن المبخوت ثم سكت عن سند ابن المبخععوت‪ ,‬وععاد بنععا إلعى‬
‫قراءته على والده إلى أحمد الحبيب بن أحمععد اللمطععي‪ ,‬ثععم سععاق‬
‫السند من جهة أحمععد البنععا – صععاحب كتععاب إتحععاف فضععلء البشععر‬
‫بالقراءات الربعة عشر )ت ‪1117‬هع(‬
‫متوقفا عند أسماء يسيرة منه ليصل إلى أبي عمرو الععداني‬
‫فالزرق فورش فنافع إلخ‪.(2) ...‬‬

‫‪ - 1‬المحجة في تجويد القرءان لمحمد البراهيمي ‪.301-300‬‬


‫‪ - 2‬سند الشيخ أحمد بن محمد البنا الدمياطي مذكورفي أول كتاب التحاف ‪ 1/79‬معن طريعق‬
‫طيبة النشر من قراءته بالعشر بها على الشعيخ علعي الشبراملسعي بمصعر معن قراءتعه علعى‬
‫شيخ القراء عبد الرحمن اليمني من قراءته على والده الشيخ شحاذة اليمنعي وعلعى الشعهاب‬
‫أحمععد بععن عبععد الحععق السععنباطي وقععرأ والععده والسععنباطي علععى أبععي النصععر الطبلوي وقععرأ‬
‫الطبلوي على شيخ السلم زكريا النصاري‪ ,‬وقرأ النصاري علععى القلقيلععي ورضععوان العقععبي‬
‫وقرآ معا على أبي الخير ابن الجزري‪.‬‬

‫‪605‬‬
‫ولهذا يتساءل الباحث في هذا السند هل اقتصر فيه صاحب‬
‫" المحجة" على أسماء من ذكرهععم طلبععا للختصععار‪ ,‬أم فعععل ذلععك‬
‫إخفععاء للحقيقععة؟ إن الععذي يترجععح عنععدي هععو الحتمععال الثععععاني‪,‬‬
‫والحقيقة التي رام إخفاءها هععي انقطععاع السععند فيمععععا بيععن والععده‬
‫وبيععن الشععععيخ أبععععي الععععبركات أحعععععمد الحععبيب بععن محمععععد بععن‬
‫صععالح اللععمطي السجلماسعي )ت ‪1165‬هع( )‪.(1‬‬
‫وكذلك بين شيخ والده محمد بن أحمععد المبخععوت السععيفي‬
‫المذكور وبين الشيخ أحمد الحبيب اللمطي‪.‬‬
‫وأحسب أن سند هؤلء إلى الشيخ الحبيب لو كععان معععروف‬
‫التصال أو كانت عند أحد منهم إجازة مكتوبة به لمععا فععات صععاحب‬
‫"المحجة" أن يتبث ذلك‪ ,‬ولمععا لجععأ إلععى هععذا القفععز السععريع علععى‬
‫حلقات السند‪ ،‬وخاصة في أوله حيث أحالنععا علععى مجهععول أو مععا ل‬
‫وجععود لععه‪ ,‬مكتفيععا بقععوله "وكلهععم بأسععانيدهم الصععحيحة المتصععلة‬
‫برسععول اللععه صععلى اللععه عليععه وسععلم"‪ .‬ومععن هنعا ترجععح لععدينا أن‬
‫إسقاط ما أسعقطه فيمعا بيعن والعده وابعن المبخعوت وبيعن الشعيخ‬
‫الحبيب اللمطي إنما مرده إلعى معا ذكرنعاه معن إهمعال المتعأخرين‬
‫للعناية بالسانيد وطلب الجازات من الشيوخ‪ ,‬وإغفال الشيوخ أيضا‬
‫لذلك حتى ضاعت الصول وانقطعت حلقات السانيد‪.‬‬
‫ولو كان صاحب الكتاب قد حصل علععى السععند منععه أو مععن‬
‫والده أو من بعض شيوخ والده كابن المبخوت بالتصال إلى الشععيخ‬
‫الحبيب اللمطي لكان قد أسدى إلى القراء فععي جهععات سجلماسععة‬
‫ونواحيهععا خيععرا كععثيرا‪ ,‬ولتاريععخ القععراءات فععي المغععرب مععن هععذه‬
‫الطريق على القل مما ينير جانبا من جععوانب البحععث فععي ذلععك‪ ,‬ل‬
‫سيما مع اعتبار اتصال السند بين الشيخ الحبيب اللمطي وبين نافع‬
‫من جهععة صععاحب التحععاف الشععيخ أحمععد البنععا الععدمياطي‪ ,‬وسععنده‬
‫بالقراءات السبع مذكور في كتابه المذكور‪ ,‬كمععا أنععه معععروف فععي‬
‫‪ - 1‬تقدم ذكره في شيوخ شيخ ابن عبد السلم وهو أحمد بن عبد العزيز السجلماسي صععاحب‬
‫"عرف الند"‪.‬‬

‫‪606‬‬
‫إجازات المتأخرين من أئمة المدرسة المغربيععة كالمععام أبععي العلء‬
‫ادريس المنجرة كما رأينا ذلك في فهرسته وفهرسة ولده أبي زيععد‬
‫عبدالرحمن من طريقهما المشرقية‪ ,‬فقد تقدم أن الشععيخ الحععبيب‬
‫قرأ علععى الشععيخ البنععا صععاحب التحععاف وأجععازه بععذلك كمععا ذكععره‬
‫المراكشي في العلم)‪.(1‬‬
‫دعوى بعض المعاصرين في حصــولهم علــى الســند‬
‫المعتبر في القراءات وإجازات الشيوخ‪.‬‬
‫وأحسععب أن معظععم مععا يععذكره المتععأخرون مععن الجععازات‬
‫بالقراءة إنما يجري مجرى المجاملععة‪ ,‬وخاصععة عنععدما يععدخل قععارئ‬
‫مهم إلى البلد فيتهافت عليه الراغبون فععي الجععازة دون أن يكععون‬
‫لدى القارئ من الوقت ما يتسع لسماع من يطلبها منه‪ ,‬فضععل عععن‬
‫أن يعرض عليه عرضا كامل بالشروط المعتيرة عند أرباب الفن‪.‬‬
‫فلقد ادعى غير واحد الجععازة مععن شععيوخ مصععر المجععودين‬
‫كالشععيخ محمععود خليععل الحصععري والشععيخ محمععد عبدالباسععط‬
‫عبدالصمد)‪ ,(2‬ولم يكعن هعذان الشعيخان يقيمعان بعالمغرب إل زمنعا‬
‫محدودا‪ ,‬وغالبا ما يكون في شهر رمضان‪.‬‬
‫وهذا النوع معن الجعازات ل يقعدم ول يعؤخر ول يكعاد يعنعي‬
‫شيئا‪ ,‬وإنما يدل على مجععرد اجتمععاع المجيععز والمجععاز فععي التاريععخ‬
‫الذي تتضمنه الجازة‪ ,‬وهو قريب في صورته من الجازات الشكلية‬
‫التي كانت تتم بين العلماء بالمراسلة‪.‬‬
‫وهو شبيه أيضا بطائفة من الجازات التي نجد بعض المشايخ‬
‫قد أتحفوا بهععا الملععوك والمععراء وشععهدوا لهععم فيهععا بتمععام الحععذق‬
‫والهلية في العلوم والفنون‪ ,‬ومنها في القراءات الجععازة النظميععة‬

‫‪ - 1‬تقدم في الصفحة ‪.74-73‬‬


‫‪ - 2‬من أمثلة ذلك ما جاء فعي كتعاب " كيعف نقعرأ القعرءان" للشعيخ عبدالحميعد احسعاين فعي‬
‫التعريف بمؤلفه في باطن غلف الكتاب تحععت صععورة المؤلععف ‪ ":‬حععافظ لكتععاب اللععه‪ ,‬مجععاز‬
‫قراءة من شععيوخه ‪ :‬معولي الشعريف بعن علعي العلععوي محمععد بعن عبعد اللعه‪ ,‬محمععود خليعل‬
‫الحصري"‪.‬‬

‫‪607‬‬
‫النفة الذكر الصادرة من علي بن هععارون المطغععري لبععي العبععاس‬
‫أحمد الشيخ الوطاسي‪ ,‬وإجازة الشيخ أبي العبععاس أحمععد المنجععور‬
‫للملك السعدي أبي العباس أحمد المنصور الذهبي‪ ,‬وإجعازة الشععيخ‬
‫أبي العباس السريفي لبي حفص عمر ولد الملععك العلععوي المععولى‬
‫الحسن‪ ,‬وأبو العباس السريفي المذكور من آخر أعلم هععذا الشععأن‬
‫في الشمال المغربي‪ ,‬وهو أحمد بن عبدالسلم بععن طععاهر العلمععي‬
‫السريفي الصفصافي من أهل السريف‪ ,‬قتل ع ع رحمععه اللععه ع ع فععي‬
‫الفتنة الريفية بالمغرب سنة ‪1344‬هع‪.‬‬
‫ترجععم لععه الشععيخ الكتععاني فععي " فهععرس الفهععارس"‪ ,‬وذكععر‬
‫فهرسععته الععتي ألفهععا برسععم المععولى الحسععن بععن محمععد العلععوي‬
‫وسماها " تحفة البرار‪ ,‬في التعريف بالشيوخ والسععادات الخيععار"‪,‬‬
‫وهي ما تزال مخطوطة)‪.(1‬‬
‫قال الشيخ الكتاني في التعريععف بهععذه الفهرسععة ‪":‬لصععاحبنا‬
‫الفقيه الستاذ المجود أبي العباس أحمد بن عبدالسلم بن الطععاهر‬
‫العلمي السريفي الصفصافي‪.‬‬
‫سنده‪ :‬يروي القراءات عن والده الفقيه الناسك الستاذ أبععي‬
‫محمد عبدالسلم بن الطاهر الحراق السععريفي‪ ,‬عععن أبععي عبععدالله‬
‫محمد بن محمد بن محمد بن قاسم السريفي البجدياني‪ ,‬عععن أبععي‬
‫العباس أحمعد التلمسعاني السعماتي ععن ابعن عبدالسعلم الفاسعي‬
‫بأسانيده كما في فهرسته وأول "لمحاذي" له‪.‬‬
‫وأخذ فن القععراءات أيضععا عععن السععتاذ الصععالح العلمععة أبععي‬
‫العباس المكي بن يرمق السماتي تلميعذ أبعي علعي الحسعن كنبعور‬
‫اللجائي"‪.‬‬

‫‪ - 1‬ترجمتععه فععي العلم للزركلععي ‪ 146-1/145‬ومعجععم المععؤلفين لكحالععة ‪ 1/274‬وفهععرس‬


‫الفهارس للكتاني ‪ 1/285 .208-1/207‬ترجمة ‪.91‬‬

‫‪608‬‬
‫وأخذها أيضا عن الناسعك المجعود أبعي محمعد الهاشعمي بعن‬
‫الحسن السريفي الععدفني‪ ,‬وهععو ععن والعد صعاحب التحفعة)‪ ,(2‬وقعد‬
‫فصل في التحفة المذكورة مرويععاته عمععن ذكععر وأسععانيدهم‪ ,‬ألفهععا‬
‫إجازة لتميذه صاحبنا الخليفة المبجل أبي حفص عمر بن السععلطان‬
‫أبي علي الحسن بن محمد ملك المغرب القصى رحمهم الله")‪.(3‬‬
‫ولقد حفل كتاب الكتععاني "فهععرس الفهععارس" بإجععازات فععي‬
‫القراءات وغيرها لعدد كبير ممن ذكر أنهم أجععازوه ومنهععم مععن لععم‬
‫يلقه كإجازة شيخ القععراء بمصععر الشععمس محمععد بيععومي الزهععري‬
‫الشافعي له بعالقراءات بمصعر ععام ‪ ,1323‬وإجعازة الشعيخ حعبيب‬
‫الرحمععن الهنععدي المععدني لععه بهععا أيضععا مكاتبععة بععذلك مععن المدينععة‬
‫المنورة عام ‪1322‬هع بسندهما الذي ذكره)‪.(3‬‬
‫ومن أمثلة ذلك أيضا ما ذكره الشيخ عبدالحفيظ الفاسي من‬
‫إجازة الشيخ المقرئ المعمر أبي العباس أحمد كنبور‪ ,‬وقد ذكر أنعه‬
‫أجازه ولم يجتمع به‪ ,‬وترجم له فععي فهرسععته " ريععاض الجنععة" أو "‬
‫المدهش المطرب" فقال‪ " :‬هو أحمد بن الحسن كنبععور)‪ (4‬اللجععائي‬
‫العلمة الصالح الستاذ المقرئ المعمر البركة أبو العباس‪.‬‬
‫كان رحمه الله‪ ....‬عالما صالحا حافظا لكتاب الله‪ ,‬عالما بمععا‬
‫يلزم لدائه من قراءة وتجويععد‪ ,‬عارفععا بمخععارج الحععروف‪ ,‬قعارئا لععه‬
‫بعدة روايات‪ ,‬عارفععا بوجوههععا وأحكامهععا‪ ,‬ملزمععا لتعليمععه‪ ,‬مكرسععا‬
‫لذلك كافة أوقاته‪ ,‬يقصععد لععذلك معن كافععة أصععقاع المغععرب‪ ,‬قائمعا‬
‫بمؤونة الخذين عنه والراحلين إليه‪ ,‬كثير العبععادة مععن تلوة وصععيام‬
‫وقيام‪.‬‬
‫مشيخته‪ :‬أخذ القععرءان وعلععومه ومععا يلععزم لدائه وتجويععده‬
‫ورواياته عن والده المام شيخ جماعععة المقرئيععن بالععديار المغربيععة‬
‫‪ - 2‬يعني " تحفة البرار" النفة الذكر‪.‬‬
‫‪ - 3‬فهرس الفهارس ‪.1/285‬‬
‫‪ - 3‬فهرس الفهارس ‪ 403-1/402‬ترجمة ‪.139‬‬
‫‪ - 4‬يكتب أحيانا "جنبور" بالجيم‪ ,‬والمراد الجيم البدوية المعقودة‪ ,‬وقد تقدم التعريععف بالحسععن‬
‫كنبور هذا‪.‬‬

‫‪609‬‬
‫في وقته الولي الصالح العلمة أبععي علععي الحسععن جنبععور اللجععائي‬
‫الشهير‪.‬‬
‫وهععو أخععذ عععن السععتاذ أبععي عبععدالله محمععد العصععفوري‬
‫الزروالي‪ ,‬القرءان برواية "سما")‪ (1‬بمضمن ما فععي التيسععير وحععرز‬
‫الماني‪ ,‬وتلقى عنه الروايات السبع أيضا‪.‬‬
‫وأخذ عن الستاذ أحمد بن عبد الرحمن المستاري‪ ,‬والسععتاذ‬
‫المرابط أبي عبد الله محمد الخمسي من أصحاب أبي علي بوزيد‪.‬‬
‫وأخذ أيضا عن الشريف أبي العباس أحمد بعن علعي الزجلعي‬
‫الغماري‪ ,‬والفقيه أبي عبععدالله محمعد الهاشععمي الكنعاوي اللجعائي‪,‬‬
‫وأبي عبدالله محمد التهامي الرهوني‪.‬‬
‫ثم ارتحل إلى فاس في طلب القاراءات وغيرها مععن العلععوم‬
‫على شيوخها‪ ,‬فقععرأ علععى العلمععة أبععي محمععد عبدالسععلم الزمععي‬
‫"داليععة ابععن المبععارك" فععي القععراءات)‪ (2‬بشععرح شععيخه أبععي زيععد‬
‫عبدالرحمن المنجرة)‪ ,(3‬وبعض حرز الماني‪.‬‬
‫وعلى العلمة أبي عبدالله محمد بن محمععد الزروالععي ضععبط‬
‫الخراز والشاطبية بالجعبري)‪.(4‬‬
‫وأخذ عن العلمة الستاذ أبي بكر بن ادريس بن عبععدالرحمن‬
‫المنجرة)‪ ,(5‬وهو عمدته في القراءات‪ ,‬فقرأ عليععه "مععورد الظمععآن"‬
‫بع" فتح المنععان"‪ ,‬وحععرز المععاني بععع" الكنععز" للجعععبري‪ ,‬و"حاشععية"‬
‫جععده)‪ ,(6‬وحاشععية المععام أبععي عبععدالله محمععد بععن عبدالسععلم‬

‫‪ - 1‬المراد قراءة أبي عمرو بن العلء البصري مركبة مععع قراءتععي نععافع وابععن كععثير‪ ,‬وهععو رمععز‬
‫ذكره الشاطبي في مقدمة الحرز فقال "وشام‪" ,‬سما" في نافع وفتى العل"‪.‬‬
‫‪ - 2‬المراد قصيدته في تسهيل الهمز كما تقدم‪.‬‬
‫‪ - 3‬تقدم‪.‬‬
‫‪ - 4‬يعني "كنز المعاني" للجعبري‪.‬‬
‫‪ - 5‬هو سللة هذا البيت الذي عرف بإمامة القراءات بفاس‪ ,‬يرويها عن أبيه عن جععده عععن جععد‬
‫أبيه ادريس بن محمد المنجرة كما تقدم في فهرسته‪.‬‬
‫‪ - 6‬يعني حاشية المنجرة على الكنز أو )الحاشية الكبيرة( – السلوة ‪.2/270‬‬

‫‪610‬‬
‫الفاسععي)‪ ,(1‬و"داليععة ابععن المبععارك" بشععرح جععده عليهععا)‪ ,(2‬و"ذيععل‬
‫المورد" بشرح التنسي)‪ (3‬مع "طرر" جده أيضا)‪ ,(4‬و"الدرر اللوامعع"‬
‫لبن بري شرح ابن المجراد)‪.(5‬‬
‫"وأخذ عن السععتاذ المحععدث أبععي عبععدالله محمععد بععن أحمععد‬
‫السنوسععي "داليععة ابععن المبععارك" بععع"شععرح المنجععرة" و" مععورد‬
‫)‪(6‬‬
‫الظمآن" وغير ذلك‪.‬‬
‫دعوى الرواية والسناد من طريق القراء من الجــن‬
‫كشمهروش قاضي الجن وميمون العفريت‪.‬‬
‫ومن طريف ما ابتكره المتأخرون ادعععاء الروايععة عععن الجععن‬
‫واغتباط بعضهم بعلو سنده في ذلك‪ .‬سععواء فععي القععراءات أم فععي‬
‫الحديث‪ ,‬وقد أدرج غير واحد منهم السانيد من طرق شععمهروش "‬
‫قاضي الجن" بزعمهم وميمععون العفريععت وغيرهمععا فععي فهارسععهم‬
‫وبرامج رواياتهم عن شيوخهم‪ ,‬ول أعلم الئمة المتقدمين من أعلم‬
‫هذا الشأن ذكروا شيئا من ذلك أو عولوا عليه‪ ,‬فععي حيععن أننععا نجععد‬
‫كععثيرا مععن فهععارس المتععأخرين حافلععة بالروايععات المسععندة مععن‬
‫طرقهم‪ .‬وأقدم من علمته تنسب إليععه الروايععة فععي القععراءات عععن‬
‫شمهروش المزعوم الشيخ سلطان بن أحمد المزاحي أحععد العلم‬
‫في أسانيد المشارقة في القراءات من أهل الحاديععة عشععرة ممععن‬
‫لقيهم الرحالة المغربععي أبععو سععالم العياشععي )ت ‪ (1090‬قعال فعي‬
‫رحلته " ماء الموائد"‪:‬‬

‫يريد حاشيته المسماة " إتحاف الخ الود المتداني" تقدم في الحواشي على الشاطبية‪.‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪1‬‬

‫يريد شرحه " المقاصد النامية في شرح الدالية" تقدم ذكره‪.‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪2‬‬

‫يعني كتاب "الطراز" في شرح ضبط الخراز – تقدم في شروح الضبط‪.‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪3‬‬

‫يعني حاشيته على فتح المنان لبن عاشر‪.‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪4‬‬

‫يعني شرحه المسمى " إيضاح السرار والبدائع" تقدم في شروح أرجوزة ابن بري‪.‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪5‬‬

‫رياض الجنة لعبدالحفيظ الفاسي ‪.106-1/105‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪6‬‬

‫‪611‬‬
‫"وزرنا في يومنععا ذلععك شععيخ القععراء بالقععاهرة ورئيععس أهععل‬
‫التجويد بل مدافعة‪ ,‬الشيخ سلطان‪ ,‬ودعا لنععا‪ ,‬وكععانت فععي خلقععه ع ع‬
‫رضي الله عنه ع شدة ل يترك أحدا يقبل يده غالبا")‪.(1‬‬
‫فالروايععة مععن طريععق الجععن قععد وصععلت إلععى المغععرب مععن‬
‫المشرق لهذا العهد‪ ,‬وربما قبلعه بيسعير‪ ,‬وأصعبح الطعالب المغربعي‬
‫يطمح إلى ما زعموه من علو السناد من هذه الطععرق نظععرا لقلععة‬
‫الوسائط فيها)‪.(2‬‬
‫ومععن الطريععف أننععا نجععد بعضععهم يغتبععط بالروايععة مععن هععذه‬
‫الطريق أكثر مما يغتبط بالرواية "النسية" الموثقة الععتي ل يععدخلها‬
‫لبس ول ارتياب‪ ,‬وربما تعلل بعضهم لذلك بأتفه السععباب كالروايععة‬
‫"الشمهروشية" المسلسلة بقراءة سورة الفاتحة عنععد الشععيخ عبععد‬
‫البععاقي اليععوبي الععتي يسععندها مععن طععرق عديععدة منهععا الطريععق‬
‫الشمهروشية التي ينتهي بها إلى علم الدين سععليمان مععؤدب الجععن‬
‫قال‪" :‬قرأتها على شمهروش قاضي الجععن‪ ,‬قععال قرأتهعا علعى معن‬
‫أنزلت عليه سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم"‪ .‬قال اليوبي‪:‬‬
‫ذكره ابن عقيلة من هذا الطريق وأشار إلى أن هذا المر لما‬
‫لم يكن متعلقا بشيء من الحكام‪ ,‬بل أمر يتععبرك بععه قبلتععه الئمععة‬
‫العلم بهذا السند"‪.‬‬
‫ثم روى القراءة بسند آخر مسلسل بالفاتحة أيضا إلى الشيخ‬
‫الجهوري المالكي المصري قال‪" :‬وهو قرأها على النجم الغيطععي‪,‬‬

‫‪ - 1‬الرحلة العياشية )ماء الموائد( لبي سالم العياشي ‪.1/127‬‬


‫‪ - 2‬من أمثلة ذلك ما نقرؤه في كتاب " ملتقط الرحلة من المغععرب إلععى حضععرموت " للفقيععه‬
‫يوسف بن عابد الفاسي فإنه ذكر فيها في ص ‪ 90-89‬أنه لما لقي الشيخ عبدالرحمن الملقب‬
‫بمن ل يخاف إل الله ببعض جهات تافيللت وأراد القراءة عليه قرأ معععه مععن أول البقععرة إلععى‬
‫قوله تعالى " إن الله ل يستحيي أن يضرب مثل ‪ "..‬قال ‪ ":‬وأنا وإياه في صوت واحد علىعععادة‬
‫القراء الذين كنا نقص عليهم من اللواح يقععرأون معنععا فععي صععوت واحععد ويععرون كيععف تكععون‬
‫مخارج الحروف من أفواههم وصيغة المد والقصر وغير ذلك‪ ,‬فسألته عن قععراءة الجععن الععذين‬
‫كانوا يقصون عليه قراءتهم‪ ,‬فقرص أذني يؤدبني‪.‬‬

‫‪612‬‬
‫وهو قرأها على القاضي شععمهروش الجنععي الصععحابي‪ ,‬وهععو قرأهععا‬
‫على النبي صلى الله عليه وسلم‪..‬إلخ)‪.(1‬‬
‫ثم روى الفاتحة أيضا مسلسلة إلى من سماه العارف بعععالله‬
‫" سيدي أحمد بن ناصر)‪ (2‬عن عبدالمومن الجني البععدري الصععحابي‬
‫عن النبي صلى الله عليه وسلم بقراءة ورش مقصععورة "مالععك" ع ع‬
‫يعني ملك يوم الدين‪.-‬‬
‫وهكذا تسامحوا في الرواية ورأوا أنها أهععون شععأنا مععن نقععل‬
‫الخبار المتعلقة بالحكام الشععرعية الععتي تتعلععق بععالحلل والحععرام‪,‬‬
‫وهو أمر ولشك في غاية الخطععورة‪ ,‬لن شععأن كتععاب اللععه أعظععم‪,‬‬
‫والتوثق لحروفه والتحري في روايته ينبغععي أن يكععون أشععد وأكععبر‪,‬‬
‫وذلععك ناشععئ ع ع ول شععك ع ع عععن ذهععاب الفقععه بمععا شععرطه الئمععة‬
‫المعتمدون كأبي عمرو الداني وأبععي محمععد مكععي وأبعي الخيععر بعن‬
‫الجزري من شروط معتععبرة فيمععن تؤخععذ عنععه التلوة وفععي كيفيععة‬
‫الخذ وما يجوز وما ل يجوز فععي ذلععك ممععا قععدمنا طرفععا منععه فععي‬
‫صدر هذا البحث‪.‬‬
‫وهذا "فهرس الفهارس" للشععيخ الكتععاني يحفععل بععإيراد مثععل‬
‫هذه الروايات التي اعتمدها كثير من المشايخ فعي برامعج روايعاتهم‬
‫ومشيخاتهم‪.‬‬
‫ومن أمثلة ذلك ما ذكره فععي ترجمععة العلمععة التونسععي أبععي‬
‫الحسن علي بن محمععد النععوري الصفاقسععي صععاحب كتععاب "غيععث‬
‫النفع في القععراءات السععبع" )‪1118-1053‬هععع( فععإنه ذكععر لععه ثبتععا‬
‫تضمن أسانيده‪ ,‬وفيعه أن الشعيخ أخعذ القعراءات ععن الشععيخ علعي‬

‫‪ - 1‬المناهل السلسلة في الحاديث المسلسلة للشيخ عبععدالباقي اليععوبي ‪ 79-78‬المسلسععل‬


‫رقم ‪.56-55‬‬
‫‪ - 2‬يريد الشيخ أحمد بن محمد بن ناصرالدرعي صاحب الزاوية الناصرية المشهورة بتافيللت‪,‬‬
‫له رحلة إلى المشرق وله إجازة في رواية ورش من الشععيخ محمععد بععن قاسععم البقععري شععيخ‬
‫القراء بمصر‪ ,‬قرأ عليه من أول البقرة إلى قوله تعالى "إن الله ل يسععتحيي أن يضععرب مثل "‬
‫وأجازه بباقي القرءان من طريق الشاطبية وكان تاريخ الجازة ‪ 17‬صفر عام ‪1122‬هععع‪.‬ذكععره‬
‫الحضيكي في مناقبه ‪.87-2/85‬‬

‫‪613‬‬
‫الخياطي المغربي الرشيدي عن الشععيخ علععي الهععروي عععن الشععيخ‬
‫عمر الشواف عن ميمون العفريت الجني عن النبي صلى الله عليه‬
‫وسلم")‪.(1‬‬
‫وفي هذا السياق ذكععر الكتععاني سععنده إليععه بالمصععافحة إلععى‬
‫شمهروش الجني عن النبي صلى الله عليه وسلم")‪ (2‬وأسعند حعديثا‬
‫آخر عن المعمر محمد بن عبد الفتععاح الجنععي عععن شععمهروش عععن‬
‫النبي صلى الله عليه وسلم)‪ ,(3‬وذكر أنععه يرويععه ممععا حععدثه بععه أبععو‬
‫عبدالله محمد بن المدني الشرقاوي بآنفععا عععام ‪1321‬هع ع ثععم ذكععر‬
‫سنده إلى شمهروش وقال ‪":‬فهو على هذا لنا رباعي"‪ ,‬وقد حصععل‬
‫للسيد مرتضى سداسيا فافتخر به قععائل فععي ألفيععة السععند لععه فععي‬
‫ترجمة شيخه البليدي‪:‬‬
‫"وخذ بإسناد صحيح عال من طرق الجن بالتصال‪...‬‬
‫البيات)‪.(4‬‬
‫وهذا أمر لو تتبعناه مع أصععحاب هععذه الروايععات لخرجنععا عععن‬
‫القصد‪.‬‬
‫والذي يعنينا منه هو فرح هؤلء به واغتباطهم بما ادعععوه فيععه‬
‫من علو‪ ,‬فهذا "رباعي" بين آخر من سمعه وبين النععبي صععلى اللععه‬
‫عليه وسلم أربعة وسائط فقط‪ ,‬وهذا خماسي دونه في الرتبة وهذا‬
‫سداسي إلخ‪ ..‬وهم ينافسون بمثل هذه السععانيد الواهيععة المفتعلععة‬
‫أصحاب السععانيد العاليععة الحقيقيععة الععتي تلقوهععا كععابرا عععن كعابرا‪,‬‬
‫وربما اطمأنوا إليها دونها واعتمدوا عليهععا باعتبععار علععو السععند فيهععا‬
‫"قربة من الله" كما ينوه به أهل صناعة الحديث‪.‬‬
‫ولهذا نجد عند الكتاني مثل فيما يعتد به مثل هععذه الروايععات‪,‬‬
‫كأن يقول في ترجمععة صععفي الععدين أحمععد بععن محمععد ابععن العجععل‬
‫فهرس الفهارس ‪ 2/673‬ترجمة ‪.352‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪1‬‬

‫نفسه ‪2/674‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪2‬‬

‫فهرس الفهارس ‪ 704-2/703‬ترجمة ‪.453‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪3‬‬

‫نفسه ‪.2/704‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪614‬‬
‫اليمني )‪ (1074-983‬بعد أن ساق أسانيده‪:‬‬
‫"ومن عواليه روايته للقرءان الكريم عن حميد السععندي عععن‬
‫ابن حجرالمكي عن محمد بن أبععي الحمععائل السععروري عععن تععابعي‬
‫معمععر مععن الجععن عععن صععحابي جنععي عععن النععبي صععلى اللععه عليععه‬
‫وسلم")‪.(1‬‬
‫فانظر إلى هذا السند وما فيه مععن مجهععولي العيععن والحععال‪,‬‬
‫كيف يكون مع ذلك من عوالي ما يعتمد في نقل روايات القرءان؟‬
‫ومع هذه الهنات وأمثالها في هذه الروايعات فإننعا نجعد كعثيرا‬
‫من مشايخ القراءة المتأخرين يعنون بها أكبر عناية‪ ,‬ويدرجونها فععي‬
‫برامج مرويععاتهم‪ ,‬ويعتمععدها الخععذون عنهععم فيععروون القععراءة مععن‬
‫طريقها ويغربون بها على القران‪.‬‬
‫فهذه أسانيد المغاربة المتأخرين من طريععق الشععيخ سععلطان‬
‫المزاحي والشيخ البقري والشيخ علععي الشبراملسععي ل تكععاد تخلععو‬
‫من طريق أو أكثر من الطرق المزعومة عععن شععمهروش القاضععي‬
‫وغيره‪.‬‬
‫ومن أمثلتها ما ذكره الشيخ عبدالسلم بععن محمععد المععدغري‬
‫في " تكميل المنافع" في مقدمته حيث قال‪:‬‬

‫‪ -‬فهرس الفهارس ‪ 2/583‬ترجمة ‪.486‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪615‬‬
‫علعععععععععى‬ ‫‪-36‬‬ ‫حععدثنا بهععذا‬ ‫‪-35‬‬
‫المام البقري إذ‬ ‫بعععععععععض معععن‬
‫تصعععدرا‬ ‫قعععرا‬
‫وهو محمد‬ ‫‪-38‬‬ ‫بجععععععععامع‬ ‫‪-37‬‬
‫العععععععععععععموفق‬ ‫الزهر في معصر‬
‫الصععديق‬ ‫العتعععيق‬
‫ومات في وهععران وهو‬ ‫سلسععععععل‬ ‫‪-39‬‬
‫معععؤتمن‬ ‫تععععععععععععععوزنيت‬
‫تلمعععععععععععععسان‬
‫سكن‬
‫و" شعععمهروش الجعععن"‬ ‫والبقعععععري‬ ‫‪-40‬‬
‫شيعخه وذا‬ ‫عععععن سععععلطان‬
‫معصر أخذا‬
‫عليععه مععن ربععي صععلة‬ ‫روى عععععن‬ ‫‪-41‬‬
‫وسععلم)‪.(1‬‬ ‫النبعععععععي سععععيد‬
‫النععععام‬
‫فهذا السند الشمهروشي من طريق سلطان المزاحي )‬
‫‪1075‬هع( أقدم ما وقفت عليه في طرق المغاربة من جهته‪.‬‬
‫ويقابله سند مماثل من طريقه عند المام أبي العلء ادريععس‬
‫المنجرة )‪ (1137‬الذي يذكر صاحب السلوة عنه أنععه "ل يععرى مععن‬
‫سوس القصى إلى طرابلس ونواحيها إل من قرأ عليه أو على أحد‬
‫تلمذته‪ ,‬حتى إن من لم يقرأ عليه وبطريقته ل يعد قارئا")‪.(2‬‬
‫فهذا المام على جللة قدره في هذا العلععم قععد اعتمععد فيمععا‬
‫اعتمده من أسانيد في القراءات أكثر من طريق مععن هععذا القبيععل‪,‬‬
‫‪ - 1‬البيات من مقدمة أرجوزة تكميل المنافع التي عرفنا بها فععي مععا نظععم علععى أرجععوزة ابععن‬
‫بري وتفصيل ابن غازي‪.‬‬
‫‪ - 2‬سلوة النفاس ‪273-2/272‬‬

‫‪616‬‬
‫فقد أسند في فهرسته القراءات الثلث العزائدة علعى السعبعة معن‬
‫طريق الدرة والتحبير لبن الجععزري بسععند فاسععي ينتهععي إلععى أبععي‬
‫عبدالله محمد بععن عبععدالله بععن الطععاهر الفيللععي عععن أبععي فععارس‬
‫عبدالعزيز بن أحمد الوكروتي التواتي‪ ,‬عن الشيخ سلطان المزاحي‬
‫المصري الزهري بسنده")‪.(1‬‬
‫ثم زاد فأسندها مععن طععرق جنيععة أخععرى عععن قطععب الحععرم‬
‫المكي الشيخ إسماعيل عن الشيخ علي الشبراملسععي عععن الشععيخ‬
‫الحلبي صاحب السيرة‪ ,‬عععن القاضععي شععمهروش عععن المصععطفى‬
‫صلى الله عليه وسلم")‪.(2‬‬
‫والشيخ الشبراملسي إمام معتبر في هذا الشععأن نجععده فععي‬
‫سلسل إسناد الئمة المعتمدين في مصر كالشععيخ محمععد المتععولي‬
‫صاحب المؤلفات في القراءات)‪ ,(3‬والشيخ علي بن محمععد الضععباع‬
‫والشيخ عبدالفتاح عجمي المرصفي وسواهم‪.‬‬
‫وقد لقيه من المغاربة جماعة وأخذوا عنه‪ ,‬ومنهم الشيخ أبععو‬
‫سالم العياشي الذي يقول في ديوان رحلته‪:‬‬
‫"وممن لقيتععه بمصععر شععيخ السععلم‪ ,‬وعلمععة العلم‪ ,‬وإمععام‬
‫المحققيععن‪ ,‬ورئيععس النظععار المععدققين‪ ,‬حععائز قصععب السععبق فععي‬
‫الفنون كلها‪ ,‬المتضلع من فرعي العلوم وأصلها‪ ,‬شيخنا أبو الحسععن‬
‫علي الشبراملسي الضرير‪.(4) "...‬‬

‫‪ - 1‬يمكن الرجوع إلى تفصععيل أسععانيد المنجععرة فععي فهرسعة ولععده أبععي زيععد عبععدالرحمن بععن‬
‫ادريس )مخطوط خ ح بالرباط رقم ‪11463‬الورقة ‪ 82‬وما بعدها‪.‬‬
‫‪ - 2‬المصدر نفسه‪.‬‬
‫‪ - 3‬من مؤلفات المتولي في رواية ورش قصيدته " القول الصدق في ما خالف فيه الصبهاني‬
‫الزرق )مطبوعة(‪ ,‬وله أخرى في "ما خالف فيه ورش حفصععا مععن طريععق الحععرز" )مخطععوط‬
‫بالمكتبة الزهرية بالقاهرة برقم )‪ 278 (271‬وكتاب إيضاح الدللت في ضابط ما يجععوز مععن‬
‫القراءات ويسوغ من الروايات" )مخطوط بجامعة المععام محمععد بععن سعععود – الريععاض برقععم‬
‫‪ ,478‬وكتاب "فتح المعطي وغنية المقري في شرح مقدمة ورش المصري" المكتبة الزهريععة‬
‫برقم ‪.1308‬‬
‫‪ - 4‬الرحلة العياشية )ماء الموائد( ‪145‬‬

‫‪617‬‬
‫وأثنى عليه بمثل ذلك الشععيخ أبععو العبععاس الحضععيكي مقارنععا‬
‫بينه وبين معاصره الشيخ سلطان فقال‪:‬‬
‫"علي بن علي الشبراملسي‪ ,‬نسععبة لشععبراملس‪ :‬قريععة مععن‬
‫قرى مصر‪ ,‬إمام أهل عصره وبلععده فععي العلععوم الشععرعية الصععلية‬
‫والفرعية‪ ,‬والفنون العقليعة والنقليعة‪ ...‬وكعان عع رضعي اللععه عنععه عع‬
‫محققا في فن القراءات‪ ,‬ولعم يععادل الشععيخ سعلطان بمصعر كلهعا‬
‫غيره في التجويد‪ ,‬وكان الشععيخ أبععوبكر السععجتاني يفضععله ويقععدمه‬
‫حتى على الشيخ سلطان")‪.(1‬‬
‫فالرواية عن كل من سلطان والشبراملسععي كععانت معروفععة‬
‫عند المغاربة ومعتمدة‪ ,‬إل أن الولوع بالغرائب فيما يبععدو هععو الععذي‬
‫جعل الرواة ل يقفون من الرواية عنهمععا عنععد حععد الروايععة إلنسععية‬
‫الموثقة المتلقاة بالقبول من كععل أحععد‪ ,‬وإنمععا جرهععم التكلععف إلععى‬
‫اعتماد الرواية الجنية أيضا تعلقا بما توهموه من قلة الوسائط وعلو‬
‫السند من تلك الطرق‪.‬‬
‫وهذا الحضيكي يذكر في ترجمة سلطان بن أحمععد المزاحععي‬
‫المذكور أنه "كان عرضي الله عنه ع إماما قدوة مععن شععيوخ القععراء‬
‫والتجويد‪ ,‬مستغرقا لوقاته في التدريس والتجويد والتلوة والذكر"‪,‬‬
‫ثم يقول‪:‬‬
‫"وشاع عن صاحب الترجمة أنه أخذ عععن شععمهروش قاضععي‬
‫الجن ع قال ع‪ :‬وليس كذلك‪ ,‬بل كان يروي عنه الفاتحة مععن طريععق‬
‫شيخه نور الدين الزيادي عن العالم سليمان مؤدب أولد الجن عععن‬
‫شمهروش عن النبي صلى الله عليه وسلم")‪.(2‬‬
‫ها نحن إذن مع الشععيخ الحضععيكي‪ ,‬وهععو ل يشععك فقععط فععي‬
‫روايععة سععلطان للقععراءات مععن طريععق شععمهروش ولكععن ينكرهععا‬
‫وينسفها من أساسها‪ ,‬وإن كان ما زال يحسن الظن بهذه الععدعاوى‬

‫‪ -‬مناقب الحضيكي ‪.88-2/85‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪ -‬المصدر نفسه‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪618‬‬
‫وما أشبهها‪ ,‬وذلك فيقوله "كان يروي الفاتحة عنه من طريععق فلن‬
‫عن العالم سليمان مؤدب الجن‪..‬إلخ‪ ,‬فمن هو سليمان هععذا؟ ومععن‬
‫هم هؤلء المتأدبون عليه؟ وهل المر في جهالة العين والحععال فيععه‬
‫إل كالمر فععي سععند الشبراملسععي آنفععا عععن الشععيخ الحلععبي الععذي‬
‫وصف بأنه صاحب السيرة فيما تقدم؟‪ ,‬وهل يصح اعتماد مثل هععذه‬
‫الروايات في نقل القراءات؟‪.‬‬
‫إن حسن الظن بالئمة الذين اعتمدوا هذه الروايععات الواهيععة‬
‫ل يكفي حتى لو تعلقت بالخبار والوقائع العادية فكيف يكون قبولها‬
‫سائغا وله نصيب من العتبار والمر متعلق هنا بكتاب الله!‬
‫ول نحتاج هنا إلى مناقشة الرواية عن الجن مطلقععا وإمكانهععا‬
‫وصععحة التحمععل مععن هععذه الجهععة)‪ (1‬فقععد كفانععا أعلم هععذا الشععأن‬
‫المؤونة كما قدمنا‪ ,‬وإنما أردنا التنبيه على ما آلت إليععه الحععال فععي‬
‫المدرسة المغربيععة بعععد أن تخلفععت هععذه الدراسععات عععن مسععايرة‬
‫القراءة‪ ,‬وأمسى مثل هذه الروايعات المدخولعة ينطلعي حعتى علعى‬
‫الئمة المشهود لهم بالتمكن في الميدان كالشيخ ادريععس المنجععرة‬
‫وابنععه أبععي زيععد عبععدالرحمن وتلميععذه أبععي عبععدالله محمععد بععن‬
‫عبدالسععلم وأمثععالهم ممععن سععلك هععذه السععبيل فععي تلقععي تلععك‬
‫الروايات والسانيد بالقبول‪.‬‬
‫ولقد مر بنا في أسانيد الشيخ ابن عبدالسلم الفاسععي قععوله‬
‫في أولها‪:‬‬
‫الععععععععععععالم الدراكعععععة‬ ‫أخععععذت عععن سيععععععععدنا‬
‫الهمعععام‬ ‫المعععام‬
‫الحسععععععني العععععععععاطر‬ ‫شيخ الجمععاعة بقععععععطر‬
‫النفعععععاس‬ ‫فععععاس‬

‫‪ - 1‬ألف في ذلععك الشععيخ مرتضععى الزبيععدي كتابععا سععماه "عقععد الجمععان فععي أحععاديث الجععان"‬
‫)فهرس الفهارس ‪ 2/865‬ترجمة ‪ .457‬وألف الشيخ محمد بن عبدالسلم "رسالة فععي إثبععات‬
‫صحبة شمهروش"‪.‬‬

‫‪619‬‬
‫اللمععععععي ععععععععععععععابد‬ ‫الحعععافظ النحعععععععرير ذي‬
‫)‪(1‬‬
‫الرحمعععن‬ ‫التقععععان‬
‫ثمت عن أبي الفدا شيعععخ‬ ‫عن الرضعععععا والعده أبعي‬
‫)‪(2‬‬
‫المععل‬ ‫العععععل‬
‫الحلبي صععاحب الهعععععدي‬ ‫فالشععبراملعععععسي علععي‬
‫)‪(3‬‬
‫الحسن‬ ‫ثعععععم عن‬
‫عنعععه ععععن المعععععععععين‬ ‫عن شععمهروش صععععاحب‬
‫)‪(4‬‬
‫جبرئيععععل‬ ‫الرسعععول‬

‫والملحظ أنه بدأ به وقدمه علععى سععائر الطععرق الععتي أسععند‬


‫القراءة منها من طريق أبي زيد المنجرة عن أبيه‪ ,‬وكأنه نظععر إلععى‬
‫مععا فيهععا مععن قلععة الوسععائط وعلععو السععند المزعععوم مععن طريععق‬
‫شمهروش‪ ,‬وهو يبدو أنه كان مغتبطا بععه‪ ,‬ويععدل عليععه تععأليفه علععى‬
‫وجه الخصوص "رسالة في إثبات صحبته")‪.(5‬‬
‫قيمة السناد من طريق الجن في الميزان العلمي‪:‬‬
‫ولقععد سععبقني إلععى التنععبيه علععى مععا آل إليععه الحععال عنععد‬
‫المتأخرين من القبول بمثل هذه الروايات الستاذ الععدكتور الحسععن‬
‫وكععاك فقععال فععي تعليععق لععه‪":‬مععن جملععة مععا يحكععى عععن الشععيوخ‬
‫المقرئين المتأخرين تدريسهم القرءان للجن وروايتهم عنه وإدراجه‬

‫‪ - 1‬يعني أبا زيد المنجرة وقد تقدمت أسانيده في القراءة‪.‬‬


‫‪ - 2‬المراد أبو العلء ادريس المنجرة‪ ,‬وأبو الفداء المذكور هو المام الفقيه أبععو العبععاس أحمععد‬
‫بعن الفقيعه المصعري الشعافعي‪ ,‬هكعذا ذكعره صعاحب التعليعق علعى فهرسعة ابعن عبدالسعلم‬
‫المنظومة )م خ ع بالربا ط في مجموع رقم ‪ 3443‬وفي فهرسععته أنععه قععرأ علععى الشععيخ أبععي‬
‫العباس أحمد بن عبدالجواد المتوفي الشافعي الضرير‪ ,‬فلعله المقصود‪.‬‬
‫‪ - 3‬يريد بصاحب الهدي الحسن صاحب السيرة النف الذكر‪.‬‬
‫‪ - 4‬تقدم ذكر باقي الرجوزة لبن عبدالسلم‪.‬‬
‫‪ - 5‬ذكرها الكتاني في فهرس الفهارس باسم " تأليف في إثبات صحبة شمهروش" قععال‪ :‬وهععو‬
‫عندي بخطه في أربع ورقات" ) فهرس الفهارس ‪.(850-2/849‬‬

‫‪620‬‬
‫في بعض السانيد العلمية كقول السععيد عبدالسععلم المععدغري فععي‬
‫منظومته المسععماة "تكميععل المنععافع" مععا يلععي‪ ... :‬وسععاق البيععات‬
‫الخمسة النفة الذكر ثم قال‪:‬‬
‫"وإدراج الجن في السند العلمععي لععم يكععن معيبععا عنععد قععراء‬
‫المغرب المتأخرين‪ ,‬بل كانوا يفتخرون به‪ ,‬كما حدثني بذلك الشععيخ‬
‫أحمد أبو عبيدة الفيللي عن المقرئ ابن المبخوت الفيللي أنه كان‬
‫يقول مفتخرا بالقراءة الفيللية علععى قععراءة النععواحي الخععرى مععن‬
‫المغرب‪ ":‬قراءتنا فيها رائحة الجنون‪ ,‬وقريبة من الرسول")‪.(1‬‬
‫فانظر إلى التعليل الذي عللوا به وهو القععرب مععن الرسععول‪,‬‬
‫هل يثبت على محك النقد العلمي وما قرره أهل هذا الشأن؟ ولعل‬
‫الشيخ ابن المبخوت إنما يعول في رائحععة الجنععون هععذه علععى أهععم‬
‫سند لهل سجلماسة فعي المعائة الثانيععة عشععرة وهععو سععند الشععيخ‬
‫الحبيب أحمد بن محمد اللمطي الذي قععدمنا أنععه قععرأ علععى الشععيخ‬
‫أحمد البنععا الععدمياطي صععاحب " إتحععاف فضععلء البشععر بععالقراءات‬
‫الربعة عشر"‪ ,‬وذلك أن الشيخ الدمياطي المذكور يروي القععراءات‬
‫من طرق عديدة من جملتها أنه يرويها عن كل من الشيخ سععلطان‬
‫بن أحمد المزاحي والشيخ علي الشبراملسي بسندهما ولكل منهما‬
‫– كما قدمنا – طرق فععي روايععة القععراءات عععن شععمهروش قاضععي‬
‫الجن عن المصطفى صلى الله عليه وسلم‪.‬‬
‫وبعععد فهععل جفععت المنععابع الععتي كععانت لقععرون طويلععة ثععرة‬
‫مغداقا‪ ,‬وأمسى القارئ شبيها بمن يبحث عن لقمة العيععش برشععح‬
‫الجبين حتى يتعلق بهععذه الخيععوط الواهيععة فععي إسععناد قراءتععه إلععى‬
‫صاحب الرسعالة عليععه أفضعل الصعلة وأزكعى التسعليم‪ ,‬قانععا بعععد‬
‫الشععذر بالمععدر وبعععد البسععطة بالكفععاف‪ ،‬منشععدا مععع شععيخنا ابععن‬
‫عبدالسلم الفاسي في آخر سنده قوله‪:‬‬

‫‪ - 1‬كتاب "تقييد وقف القرءان الكريم" للدكتور وكاك ‪ .103‬قال بعد ذكر ما تقدم ‪ :‬راجع قيمة‬
‫السند الشمهروشي في "المثنوني والبتار" للشيخ أحمد بن الصديق الغماري ‪.1/24‬‬

‫‪621‬‬
‫كطرق للغرب فاترك‬ ‫وطرق الشرق كثعيرة العدد‬
‫اللدد‬
‫فلمعة منها كفاء فأقععول‪.‬‬ ‫إذ المراد الرتباط بالرسول‬
‫إلى آخر ما تقدم‪.‬‬
‫لقد أنععذرنا ابععن عبدالسععلم نفسععه فععي صععدر برنععامجه بهععذا‬
‫المصير البائس‪ ,‬وذلك في قععوله‪ ":‬إل أنععه لععم تكععن لهععل المغععرب‬
‫وخاصة في هذا الزمن عناية به‪ ,‬ميل منهم عن سبيله إلععى العتنععاء‬
‫بالرواية‪ ,‬حتى ل يعلم الخذ منهم إل معلمه دنية‪ ,‬وإن طولب بأعلى‬
‫منه عجز عن الوصول إليه بل مرية")‪.(1‬‬
‫لقد كان هذا قبل مائتي عععام بالتمععام مععرت حععتى الن علععى‬
‫وفاة صاحب هذا الكلم‪ ,‬حيث شكا مععن ميععل المغاربععة عععن طلععب‬
‫السانيد إلى العتناء بالرواية"‪ ,‬فكيف لو اطلععع علععى الحععال اليععوم‬
‫بعد أن كاد أمر الرواية أيضا يضمحل ويمسي في خبر كان‪.‬‬
‫وهاهو الشيخ محمد المختار السوسي ع رحمععه اللععه عع يقععول‬
‫في معسوله في حسرة وأسى متحدثا عن حال أهل سوس‪.‬‬
‫"وكان هؤلء وإزاءهم آخرون يبثون هذه القععراءات المختلفععة‬
‫إلى أن تبدلت الحوال‪ ,‬وأفل العتناء بغيععر حععرف ورش‪ ,‬فلععم يبععق‬
‫الن)‪ (2‬من أعلم الفن إل المترجم مع قلة قليلععة جععدا يعععدون علععى‬
‫الصابع هم هامة اليوم أو غد‪ ,‬ثععم كنععا نتعلععل بععأن فععي بقععاء حععرف‬
‫ورش خيرا كثيرا‪ ,‬إل أننا اليوم نشاهد هذه أيضا تندثر بسرعة‪ ,‬حتى‬
‫أننا لنرى جيل ينشأ يكاد يجهل كل شيء‪ ,‬فلئن بقي الحععال هكععذا ع ع‬
‫ونخاف أن يبقى كذلك ع فإن "سوس" ستكون خاوية على عروشها‬
‫فيطوى فيها القرءان طيا ع ل قععدر اللععه ع ع ومععا يربععح بعععد خسععران‬
‫القرءان")‪.(3‬‬
‫‪ - 1‬برنامج شيوخ محمد بن عبدالسلم )م خ ح بالرباط تحت رقم ‪.(1057‬‬
‫‪ - 2‬يعنعععي زمن كتابة هذه الترجمة وتتعلق بالقارئ السوسي محمد بن عبدالكريم الخصاصي‬
‫الغربععععاوي – المعسول ‪.18/134‬‬
‫‪ - 3‬المعسول ‪.18/134‬‬

‫‪622‬‬
‫تلك آهة حرى صدرت عن هذا الشيخ في حععق منطقتععه قبععل‬
‫الربعين عاما الخيرة والمغرب يومها يضمد الجععراح بعععد أن تحععرر‬
‫من الستعمار الفرنسععي الغاشععم‪ ,‬فهععل اسععتطاع أن يعيععد بنععاء مععا‬
‫تهدم أو كاد من هذه الصروح؟‬
‫إن جهودا كثيرة بذلت وما تزال تبذل في هذا المضمار ولكن‬
‫التيار كان أقوى من أن يتصدى لمثلعه بالجهعد المبععثر والمحعاولت‬
‫الفردية هنا وهناك‪ ,‬غير أن المل ما يزال بحمد الله معقودا وبععوادر‬
‫النتعاش قد أخذت تلوح في الفاق‪.‬‬
‫وإني لجد متفائل في ذلك وإن كنت ل أزعم أننا اليععوم علععى‬
‫أبواب نهضة كبرى يتم فيها تجديد ما رث وتقععادم وإحيععاء مععا صععوح‬
‫وجف‪ ,‬ولكنني أرى أننا بإزاء يقظة ووعي لم يكن مثلهما متاحععا لنععا‬
‫قبل عقدين من الزمان‪.‬‬
‫وهذه اليقظة التي أثمرها هذا الوعي قد انبثقت بععدورها عععن‬
‫مجموعة من العوامل المساعدة كانت نتيجة لها أذكر منها‪:‬‬
‫‪ -1‬استشــعار الخطــر الــذي أمســى يتهــدد الدراســات‬
‫والعلوم السلمية بصععفة عامععة وعلععوم القععراءة بصععفة خاصععة‬
‫بسبب ضمور شأنها في المدارس العتيقة والهمال الطويل لها في‬
‫التطبيق العملي حتى أصبح المغاربة وهم أكثر الشعععوب السععلمية‬
‫حفظا للقرءان وأرسخهم قدما في علومه أبعد الناس عععن الجععادة‬
‫فيما يقرأون وأداء ما يعلمون‪ ,‬وذلععك ناشععي ول شععك عععن الفصععام‬
‫النكد الذي وقع بين علوم القراءة وبين سععائر العلععوم‪ ,‬المععر الععذي‬
‫أدى إلى عجز القارئ عن فهععم مععا يقععرؤه أو يحفظععه مععن نصععوص‬
‫فضل عن تطبيقه في الداء التطبيق الحسن المطلوب‪.‬‬
‫ومما زاد في تعميععق الهععوة إهمعال إدراج هععذه القواعععد فعي‬
‫المناهج الدراسية‪ ,‬مما جعل المتعلمين فيها من أجهععل النععاس بهععا‪,‬‬

‫‪623‬‬
‫حتى إذا قععرأ أحععدهم فععي المصععحف قععرأ علععى مععا يقتضععيه ظععاهر‬
‫الرسم المكتوب فحرف وخلط)‪.(1‬‬
‫‪ -2‬إنشاء شــعب الدراســات الســلمية فــي عــدة كليــات‪,‬‬
‫وإنعاش هذه الدراسات في المؤسسات التابعععة لجامعععة القروييععن‬
‫كدار الحععديث الحسععنية وكليععات الشععريعة واللغععة العربيععة وأصععول‬
‫الدين‪ ,‬هذه الشعب والكليعات العتي قعامت فعي العقعدين الخيريعن‬
‫على إحياء التراث السلمي ول سيما المغربي والندلسععي مسععدية‬
‫بذلك خيرا كثيرا للبحث العلمي والتاريخ الحضاري للمععة السععلمية‬
‫في هذا الجناح الغربي من ديار السلم‪.‬‬
‫‪ -3‬الــتركيز مــن لـدن بعــض الشــعب علـى إحيــاء الــتراث‬
‫القرائي خاصة‪ ,‬ول سيما ما يتعلق منععه بالمدرسععة القرائيععة فععي‬
‫المغرب‪ ,‬وكان لدار الحديث الحسنية وشعبة الدراسععات السععلمية‬
‫بكلية آداب الرباط النصععيب الوفععى فععي ذلععك‪ ,‬ول سععيما الخيععرة‪,‬‬
‫حيث تم التوجيه فيها إلى إبراز آثار الئمة والتنقيب عن المصععنفات‬
‫التي ظلت حبيسة الرفوف والعمل على تحقيق نصوصها والتعريف‬
‫بها وبمؤلفيها وإعدادها للطبع والتداول‪.‬‬
‫وعني أستاذنا الجليل المشرف على هذه الدراسات بععالتراث‬
‫القرائي للمدرسة المغربية بصفة خاصة‪ ,‬فكان أكثر رسععائل طلبتععه‬
‫يدور حتى الن في هععذا الفلععك كمععا تععدل علععى ذلععك عنععاوين هععذه‬
‫البحوث في قائمة الرسائل المسجلة في الشعبة المذكورة)‪.(1‬‬
‫‪ -4‬دخول عدد مهم من المصادر المهات المطبوعـة فـي‬
‫المشرق في مختلف علوم القراءة بعد أن كععانت السععاحة ل تكععاد‬
‫تعرف منها إل "النجوم الطوالع" للمارغني على الدرر اللوامع لبععن‬

‫‪ - 1‬من التحريف الناشئ عن القراءة بمقتضى الرسم قراءة الواوات الزائدة ساكنة فععي مثععل‬
‫أولععي وأولئك وأولت وقععل أونععبئكم وسععأوريكم‪ ,‬وقععراءة اليععائين معععا فععي"بأييععد" و "بععأييكم"‬
‫"وبأييم الله" إلخ‪.‬‬
‫‪ - 1‬المراد الرسائل الجامعية التي يشرف عليها أستاذنا الدكتور التهامي الراجي الهاشمي كمععا‬
‫في اللئحة التالية‪.‬‬

‫‪624‬‬
‫بري‪ ,‬و"سراج القارئ" لبن القاصح على "حرز الماني" للشاطبي‪,‬‬
‫و"كتاب النشر في القراءات العشر" لبن الجزري‪.‬‬
‫وهكذا دخلت المصادر الصول ككتععاب السععبعة لبععن مجاهععد‬
‫وكتاب الغايععة لبععن مهععران وكتععاب المبسععوط لععه وكتععاب التععذكرة‬
‫لطععاهر بععن غلبععون‪ ,‬وكتععب أبععي عمععرو الععداني كالتيسععير والمقنععع‬
‫والمحكم والمكتفى والمنبهة‪ ,‬وكتب مكي ابن أبي طععالب القيسععي‬
‫كالتبصرة والكشف والرعاية‪ ,‬وكتاب العنوان لبي الطاهر بن خلععف‬
‫العمراني‪ ,‬وكتاب تلخيععص العبععارات لبععن بليمععة القيروانععي وكتععاب‬
‫القناع لبي جعفر ابن الباذش‪ ,‬وكتاب اليضاج لبن النباري وكتععاب‬
‫القطععع والئتنععاف لبععي جعفععر النحععاس‪ ,‬وشععرح أبععي شععامة علععى‬
‫الشاطبية‪ ,‬وشرح ابن أبي السداد علععى التيسععير للععداني إلععى غيععر‬
‫ذلك‪ ,‬مما فتح العيون جيدا على هذه العلوم‪ ,‬وحرك الهمععم للبحععث‬
‫فيها‪.‬‬
‫‪ –5‬انتشــار التســجيل الصــوتي للقــرءان بأصــوات أكــابر‬
‫المجودين من قراء المشــرق والمغــرب‪ ,‬المععر الععذي حععرك‬
‫همم الناشععئة فععي محاولععة للحععاق بععأولئك المتمرسععين بهععذا الفععن‬
‫واحتذائهم في حسن الداء والقراءة‪.‬‬
‫‪ -6‬نشـــأة عـــدد مهـــم مـــن دور القـــرآن والمؤسســـات‬
‫التعليمية الشبيهة بها فــي لحواضــر المغربيــة هععذه الععدور‬
‫التي تزعمت العمل على إحياء فععن التجويععد‪ ,‬وخاصععة فععي الربععاط‬
‫ومراكععش ومكنععاس ثععم فععي مععدن أخععرى كسععل وطنجععة وآسععفي‪.‬‬
‫واكععادير وغيرهععا‪ ,‬وأكععثر الععذين برعععوا اليععوم فععي الداء وسععجلوا‬
‫الشرطة الصوتية برواية ورش هم من خريجيها‪.‬‬
‫‪ -7‬الجهود الرسمية المرعية من وزارة الوقاف وغيرها‪,‬‬
‫وقد تمثل نشاطها في هذا الصدد في عدة مظاهر منها‪:‬‬
‫أ – إحداث برنامج أسبوعي في إذاعة الرباط يهتم بتجويد القععرءان‬
‫ويعقد الصلة بين الناشئة ومشايخ هععذا الفععن‪ ,‬وذلععك فععي البرنامععج‬
‫‪625‬‬
‫الناجح المعنون بع"كيف نقرأ القرءان" بإشععراف السععيد عبدالحميععد‬
‫أحساين رحمه الله‪.‬‬
‫ب – تحريععك الهمععم فععي هععذا الصععدد بإنشععاء برامععج " المسععيرة‬
‫القرآنية الرمضانية" التي يختار لها كل عام في شهر رمضان قارئ‬
‫مغربي متميز‪ ,‬وذلك بعد أن كان العتماد غالبا في ذلك علععى قععراء‬
‫المشرق‪.‬‬
‫ج – إجععراء مباريععات فععي التجويععد والحفععظ مععن شععأنها أن تنمععي‬
‫الحوافز وتنتهي عادة باختيار مجععودين أكفععاء يعهععد إليهععم بتسععجيل‬
‫قراءاتهم في أشرطة للتععدول والسععتعمال‪ ,‬بالضععافة إلععى ترشععيح‬
‫بعضهم للمشاركة في المباريات التي تعقععد لمثععل ذلععك فععي بعععض‬
‫القطار السلمية‪ ,‬وخاصة في العربية السعودية‪.‬‬
‫‪ -8‬الحتكـــاك بقـــراء البلد العربيـــة‪ ,‬وخاصعععة لعععدى طلب‬
‫الدراسات السلمية في المدينة المنورة‪.‬‬
‫وقد تجلى أثر ذلك في محاولة كثير منهم إدخال رواية حفص‬
‫عن عاصم وإحللها محل الروايععة المحليععة أعنععي روايععة ورش عععن‬
‫نافع‪ ,‬وقد سارت بعض دور القرءان في ذلك أشواطا بعيدة وخاصة‬
‫في مراكش‪.‬‬
‫لئحة الرسائل والطروحات الجامعية المسجلة في‬
‫القراءات وعلومها‬
‫في شعبة الدراسات السلمية بكلية الداب‬
‫بالرباط ودار الحديث الحسنية‪.‬‬
‫تحت إشراف الدكتور الرجــي وغالبهــا )مــن ‪-1985‬‬
‫إلى آخر سنة ‪.(1992‬‬
‫إشراف‬ ‫‪ ‬القصد النافع لبغية الناشئ والبععارع إعععععععععععععداد‪:‬‬
‫الدكتور‬ ‫نعيعععععععععععععمة‬ ‫لبي‪ /‬عبدالله الخراز‬
‫التهامي‬
‫‪626‬‬
‫الراجي‬ ‫شابلي‬

‫‪.....‬‬ ‫‪ ‬القععول النععافع علععى الععدرر اللوامععع محمد بن سي‬


‫محمعععععععععععععد‬ ‫لبن بري لبن‪ /‬الطالب العلوي‬
‫الموريطاني‬
‫‪.....‬‬ ‫‪ ‬شععععرح الععععدرر اللوامععععع للمععععام فعععؤاد ريشعععة‬
‫وصاحبه‬ ‫المنتوري‬
‫‪.....‬‬ ‫‪ ‬إيضاح السرار والبدائع على الععدرر وخيتي يوسف‬
‫اللوامع‪ /‬لبن المجراد‬
‫‪.....‬‬ ‫‪ ‬معين الصبيان على الععدرر اللوامععع خديجعععة آيعععت‬
‫طالب‬ ‫للجزولي‪ /‬السمللي‬
‫‪.....‬‬ ‫‪ ‬تفصععيل عقععد الععدرر للشععيخ ابععن سعيد وديدي‬
‫الغازي‬
‫‪.....‬‬ ‫‪ ‬تحصيل المنععافع ليحيععى بععن سعععيد الحسعععععععععععن‬
‫طالبون‬ ‫الكرامي‬
‫‪.....‬‬ ‫‪ ‬طععععععععععععععرق رواة نععععععععععععععافع محمد اللويزي‬
‫‪/‬‬
‫‪.....‬‬ ‫‪ ‬شععرح طيبععة النشععر لبععن الجععزري رشيدة ناصععر‪-‬‬
‫علو عزيزة‬ ‫‪/‬‬ ‫للنويري‬
‫‪.....‬‬ ‫‪ ‬رسعععائل وأجوبعععة ابعععن القاضعععي محمععععد أبععععو‬
‫الوافي‬ ‫)دراسة وتحقيق( ‪/‬‬
‫‪.....‬‬ ‫‪ ‬فهعععرس محمعععد بعععن عبدالسعععلم محمعععد أميعععن‬
‫زلو‬ ‫‪/‬‬ ‫الفاسي‬
‫‪.....‬‬ ‫‪ ‬علم النصرة في قععراءة إمععام أهععل عبعععععععدالعزيز‬

‫‪627‬‬
‫كارتي‬ ‫البصرة لبن‪ /‬القاضي‬
‫‪.....‬‬ ‫‪ ‬كنز المعاني في شرح حرز الماني أحمد اليزيدي‬
‫للجعبري ‪/‬‬
‫‪.....‬‬ ‫‪ ‬الدرة الصععقيلة فععي شععرح العقليععة عبععععد العلععععي‬
‫آيت زعبول‬ ‫‪/‬‬ ‫للبيب‬
‫‪.....‬‬ ‫‪ ‬ري الظمآن فععي عععدد آي القععرءان عبعععععععدالعزيز‬
‫بوشبكة‬ ‫للمنتوري‬
‫‪.....‬‬ ‫‪ ‬تنبيه العطشان على مورد الظمععآن ميلود الضعيف‬
‫للشوشاوي ‪/‬‬
‫‪.....‬‬ ‫‪ ‬القراط والشنوف بمعرفة البتععداء طاهر الشفوع‬
‫والوقععععوف ‪ /‬لبعععن عبعععد السعععلم‬
‫الفاسي‬
‫‪.....‬‬ ‫‪ ‬الفجر الساطع والضياء اللمع على أحمععععععععععععععد‬
‫البوشيخي‬ ‫الدرر‪ /‬اللوامع لبن القاضي‬
‫‪.....‬‬ ‫‪ ‬المنهج المتععدارك فععي شععرح داليععة العربي الخامر‬
‫ابن المبارك‪ /‬للمنجرة‬
‫‪.....‬‬ ‫‪ ‬ابععن جريععر الطععبري ومنهجععه فععي الشععععععععليخي‬
‫توظيف القراءات‪ /‬القرءانية من خلل رحمة‬
‫التفسير جامع الببيان‬
‫‪.....‬‬ ‫‪ ‬القععراءات والتقععديم والتععأخير فععي بععاب ولععد أبععو‬
‫مدين‬ ‫القرءان الكريم‪/‬‬
‫‪.....‬‬ ‫‪ ‬القععععععععراءات العععععتي تضعععععمنها سععععععععععععععيد‬
‫المحتسب في ضوء‪ /‬فكرة الترخص مصععععععععطفى‬
‫عياش‬
‫‪.....‬‬ ‫‪ ‬منهععععج المععععام الشععععاطبي فععععي غوردو محمد‬
‫‪628‬‬
‫القراءات‬
‫‪.....‬‬ ‫‪ ‬الوسيلة إلعى كشعف العقليععة لعلععم الدريسعععععععي‬
‫الطععععععععاهري‬ ‫الدين‪ /‬السخاوي دراسة وتحقيق‬
‫محمد‬
‫‪.....‬‬ ‫تمام نعيمة‬ ‫‪ ‬ابن عطية الندلسي قارئا‬
‫‪.....‬‬ ‫لحعععععععععدودي‬ ‫‪ ‬قراءات الصحابة رضي الله عنهم‬
‫بنيونس‬
‫‪.....‬‬ ‫‪ ‬المدرسععععة القرآنيععععة بععععالمغرب عزوزي حسن‬
‫والندلس في القرن‪ /‬الثامن‬
‫‪.....‬‬ ‫‪ ‬إتقعان الصنعة فععي تجويععد السععبعة صعععععععععععدقي‬
‫الحسن‬ ‫لبي العباس‪ /‬بن شعيب‬
‫‪.....‬‬ ‫‪ ‬الزمخشععري ومنهجععه فععي توظيععف معععععععععععرزوق‬
‫عبدالرحيم‬ ‫القعراءات‪ /‬القرءانية‬
‫‪.....‬‬ ‫‪ ‬كفاية التحصيل في شرح التفصععيل السععععععععععايب‬
‫عبدالرحمن‬ ‫لمسععود‪ /‬محمد جموع‬
‫‪.....‬‬ ‫‪ ‬فتععح المنععان شععرح مععورد الظمععآن الهبطععي‪.‬الدري‬
‫سععععععععععععععي‬ ‫‪/‬‬ ‫لبن عاشر‬
‫عبدالسلم‬
‫‪.....‬‬ ‫‪ ‬الجععامع فععي شععرح الععدرر اللوامععع خربوشعععععععععة‬
‫الطيبي‬ ‫لمسعود محمد‪ /‬جموع‬

‫‪629‬‬
‫أثر بعض الطارئين على البلد من القراء )‪(1887‬‬
‫في تجديد الهتمام بالسناد ‪:‬‬
‫وكان لبعض القراء الذين أقاموا في بعض الحواضر المغربية‬
‫كالمقرئ الفذ الشيخ منير التونسي المعروف بأبي المظفر أثر بين‬
‫فععي الطلبععة الععذين أتيععح لهععم التصععال بععه غععداة إقععامته بمراكععش‬
‫وغيرهععا‪ ,‬وقععد أخععذ عنععه غيععر واحععد مععن طلب القععراءة بمراكععش‪,‬‬
‫وحفظ عليه بعضهم القراءات السبع بطريق الفراد‪ ,‬أي إفععراد كععل‬
‫راو عن السبعة عن غيععره فععي القععراءة والداء علععى غععرار مععا هععو‬
‫متداول الن من تسجيل بصوت أبي المظفر المععذكور فععي قراءتععه‬
‫بطريق الصبهاني عن ورش‪ ,‬وقد غادر الشيخ المغرب بعد أن أقام‬
‫به نحو الثلث سنوات صرف معظمها في إحعدى دور القععرءان فعي‬
‫مراكش‪.‬‬
‫ولهذا الشيخ أسانيد فعي القععراءات السععبع – كمععا بلغنععي – ل‬
‫أستبعد أن يكون قد أجاز بها المتخرجين عليه‪ .‬وقد بلغني أن بعععض‬
‫طلبععة مراكععش حاليععا ممععن يدرسععون بالمدينععة المنععورة بالجامعععة‬
‫السلمية قععد حصععل علععى إجععازة مععن الشععيخ الزيععات أحععد شععيوخ‬
‫مقرئي مصر المعمرين وهو مقيم بالمدينة المنورة)‪.(1‬‬
‫وقععد حصععل بعععض طلبععة الجامعععة السععلمية – وهععو السععيد‬
‫ادريس بن الجيللي الحنفي من طلب مدينة فاس على إجازة فععي‬
‫رواية ورش مععن طريععق الشععاطبية بعععث إلععي بصععورة منهععا‪ ,‬وهععي‬
‫طويلة في أربع ورقات‪ ,‬أجازه بها الشيخ المقرئ عبععدالفتاح السععيد‬
‫عجمععي المرصفععي الزهري أستاذ القععراءات بالجامعععة السععلمية‬
‫بالمدينة لمنورة ع رحمه الله ‪ .(2)-‬وهي مؤرخة بيوم ‪ 11‬رجب الفرد‬
‫عام ‪ 1407‬مكتوبة بخعط المجيعز ومذيلعة بتعوقيعه وطعابعه وختمعه‬
‫الرسمي‪.‬‬

‫‪ -‬سيأتي نسبه الكامل في إجازة تلميذه المرصفي عن قريب‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪ -‬توفي رحمه الله في صيف عام ‪1411‬هع‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪630‬‬
‫وقد ساق فيها أسانيده مفصلة تنتظم أكابر القراء المشارقة‬
‫من طريقي الشاطبية وطيبة النشر لبن الجزري وذكر عن الطالب‬
‫المذكور أنه قرأ عليه القرءان الكريم مععن أولععه إلععى آخععره بروايععة‬
‫المام عثمععان بععن سعععيد المصععري المعععروف بععورش‪ ,‬عععن شععيخه‬
‫المععام نععافع المععدني مععن طريععق الشععاطبية‪ ,‬بععالتحرير والتقععان‪,‬‬
‫والتجويد والحسان‪ ,‬على أتععم بيععان‪ ,‬وأكمععل عنععوان " قععال‪" :‬وقععد‬
‫طلب مني الجازة وكتابة السععند فععأجزته‪ ,‬وأمرتععه أن يقععرأ ويقععرئ‬
‫برواية ورش عن نافع إفرادا وجمعا لمن شاء متى شاء حيث شععاء‪,‬‬
‫فعي أي قطعر حعل فيعه وارتحعل‪ ,‬وفعي أي مكعان أقعام فيعه ونعزل‬
‫بشرطه المعتبر عند علماء الثر‪...‬ثم أخبره أنه أخععذ القععراءات مععن‬
‫طريق الشاطبية والدرة ثم مععن طريععق طيبععة النشععر عععن السععتاذ‬
‫شيخ شيوخ القراء في هذا العصر‪ ,‬وأعلى القراء إسنادا فععي مصععر‬
‫صععاحب الفضععيلة الشععيخ أحمععد عبععدالعزيز أحمععد محمععد الزيععات‬
‫المقرئ بالقاهرة المحروسة‪.‬‬
‫ثم أخبره أنععه أخععذ روايععة ورش عععن نععافع أيضععا مععن طريععق‬
‫الشاطبية ضمن القراءات السبع عن الستاذ الشيخ رفععاعي محمععد‬
‫أحمععد المجععولي ثععم المرصععفي‪ ...‬ثععم رفععع سععند كععل مععن الزيععات‬
‫ورفاعي إلى الشاطبي ثم أبي عمرو الععداني ثععم سععاق السععند مععن‬
‫أبي عمرو الداني في رواية ورش كما هي مذكورة في "التيسير"‪.‬‬
‫خاتمة‪ :‬تلك بعض عوامععل اليقظععة الععتي ألمعععت إليهععا‪ ,‬وهععي‬
‫عوامل بتضععافرها سععيكون لهععا ولشععك أثععر بليععغ فععي التععأثير علععى‬
‫مستقبل البحث في هذه العلوم ومستوى السهام فيها‪.‬‬
‫وإني لعتبر هذا المجهود المتواضع الذي قمعت بتقععديمه فعي‬
‫هععذا الصععدد مععن بععوادر هععذه اليقظععة وأحععد المعععالم الهاديععة فععي‬
‫الطريق‪ ,‬وذلك جهد مقل‪ ,‬وهو ل شععك ل يغنععي عععن سععائر الجهععود‬
‫التي بذلت في هذا الشأن أو ستبذل‪ ,‬وحسبي أن أكون قد وضعععت‬

‫‪631‬‬
‫هذه الصوى‪ ,‬ولعلي بذلك أكون بمثابة الرائد الععذي ل يكععذب أهلععه‪.‬‬
‫والله الموفق‪.‬‬

‫‪632‬‬
‫خاتمة ‪:‬‬

‫وأختععم هععذا التطععواف مععع المدرسععة المغربيععة باسععتعراض‬


‫أصولها الدائية في هذه الرواية من طريقها المختارة أعنععي طريععق‬
‫الزرق ومععا فيهععا مععن خصععائص أصععبحت بمثابععة الشعععار للتلوة‬
‫المغربية مع التنبيه على طرف من مسائل الخلف التي كانت مثار‬
‫الخذ والرد ومعتركا للقران في مدارس الداء مع ما يقتضععيه ذلععك‬
‫من نقول وتوجيهات‪ .‬وذلك في العدد التالي ليكون عرض مادة هذا‬
‫الفصل بمثابة الخلصة والخاتمة لهذه المباحث والله المستعان‪.‬‬

‫‪633‬‬
‫فهرسة مصادر العدد السابع‬
‫والعشرين‬

‫إبراز الضمير من أسععرار التصععدير مععع شععرح أرجععوزة‬ ‫‪‬‬


‫التصععدير كلهمععا للشععيخ محمععد بععن عبدالسععلم الفاسععي )‬
‫‪1214‬هع( مخطوط خ ح برقم ‪.3443‬‬
‫إتحاف فضلء البشر بععالقراءات الربعععة عشععر للشععيخ‬ ‫‪‬‬
‫أحمد البنا الدمياطي تحقيق الدكتور شعبان محمد إسععماعيل‬
‫نشر عالم الكتب – مكتبة الكليات الزهرية – القاهرة ط ‪: 1‬‬
‫‪1407‬هع‪1987-‬م‪.‬‬
‫إتقان الصنعة في التجويععد للقععراء السععبعة لحمععد بععن‬ ‫‪‬‬
‫شعيب الندلسي نزيل فاس‪ .‬رسالة دبلوم الدراسععات العليععا‬
‫بتحقيق السيد حسن صدقي – مرقونة باللة‪.‬‬
‫إجازة أبي عبععدالله البوعنععاني لبععي عبععدالله الشععرقي‬ ‫‪‬‬
‫الدلئي م خ ح بالرباط برقم ‪.9977‬‬
‫إجازة أبي زيد عبدالرحمن بععن القاضععي لبععي عبععدالله‬ ‫‪‬‬
‫الرحماني الحشادي م خ أوقاف آسفي‪.‬‬
‫إجععازة أبععي عبععدالله محمععد بععن يوسععف التملععي لبععي‬ ‫‪‬‬
‫عبدالله الرحماني الحشادي م خ أوقاف آسفي‪.‬‬
‫إجازة الشيخ أبي الحسن علي بن هارون من أصععحاب‬ ‫‪‬‬
‫ابععن غععازي للميععر أبععي العبععاس أحمععد بععن محمععد الشععيخ‬
‫الوطاسي بقراءة المام نافع‪):‬منظومة رجزيععة( م خ أوقععاف‬
‫آسفي‪.‬‬
‫أرجوزة النافع في حععرف نععافع لبععي زيععد عبععدالرحمن‬ ‫‪‬‬
‫الجادري )مخطوطة(‪.‬‬

‫‪634‬‬
‫الرجوزة المنبهة على أسماء القععراء والععرواة وأصععول‬ ‫‪‬‬
‫القراءات )منبهة الشيخ أبي عمرو الععداني( بتحقيععق الععدكتور‬
‫الحسن بن أحمد وكاك )أطروحععة دكتععوراه( مععن دارالحععديث‬
‫الحسنية دراسة وتحقيق‪.‬‬
‫الرجععوزة التهاميععة فععي الوقععف علععى الهمععز لحمععزة‬ ‫‪‬‬
‫وهشام للشيخ محمد التهامي الوبيري )مخطوطة(‪.‬‬
‫أرجوزة في القراءات وشرح عليهعا للشعيخ محمععد بعن‬ ‫‪‬‬
‫عبدالسلم الفاسي م خ ح برقم ‪.7133‬‬
‫إسعععاف الخععوان الراغععبين بععتراجم ثلععة مععن علمععاء‬ ‫‪‬‬
‫المغرب المعاصرين لمحمد بععن الفععاطمي السععلمي الشععهير‬
‫بابن الحاج – الطبعة ‪1412 :1‬هع ‪1992 -‬م مطبعععة النجععاح‬
‫الجديدة – الدار البيضاء‪.‬‬
‫العلم بمن دخل مراكش وأغمات من العلم للعباس‬ ‫‪‬‬
‫بن ابراهيم المراكشي – المطبعة الملكية – الرباط‪1975:‬م‪.‬‬
‫أنوار التعريف لذوي التفصيل والتعريف لمحمد بن أبي‬ ‫‪‬‬
‫القاسم الجزولي الحامدي م خ ح برقم ‪ -8885‬الرباط‪.‬‬
‫إيضاح ما ينبهم على الورى في قراءة عالم أم القععرى‬ ‫‪‬‬
‫عبد الله بن كثير المكي – رسالة دبلوم للسيد محمد بلععوالي‬
‫مرقونة بدار الحديث الحسنية بالرباط‪.‬‬
‫تاريعععخ الضعععيف )تاريععخ الدولععة السعععيدة( لمحمععد‬ ‫‪‬‬
‫الضعيف الرباطي )‪1233-1165‬هع( تحقيق وتعليععق وتقععديم‬
‫السععتاذ أحمععد العمععاري – نشععر دار المععأثورات – الربععاط‪-‬‬
‫أكدال‪.‬‬
‫تاريخ بغداد لبي بكر أحمد بن علي الخطيب البغععدادي‬ ‫‪‬‬
‫الحافظ ‪ -‬نشر دار الكتاب العربي – بيروت‪.‬‬

‫‪635‬‬
‫التذكرة في القراءات الثمان لبي الحسععن طععاهر بععن‬ ‫‪‬‬
‫عبععدالمنعم بععن غلبععون الحلععبي تحقيععق الععدكتور عبععدالفتاح‬
‫بحيري إبراهيم‪ :‬الطبعة ‪ :2‬مكتبة الزهراء للعلم العربي‪.‬‬
‫تسهيل المعععارج إلععى تحقيععق المخععارج – شععرح لبععاب‬ ‫‪‬‬
‫مخارج الحروف وصععفاتها مععن الشععاطبية للشععيخ محمععد بععن‬
‫عبدالسلم الفاسي – م ح ح في مجموع برقم ‪.1057‬‬
‫تقييععد وقععف القععرءان الكريععم للشععيخ محمععد بععن أبععي‬ ‫‪‬‬
‫جمعة الهبطي )ت ‪930‬هع( دراسة وتحقيق الععدكتور الحسععن‬
‫بن أحمد وكاك ‪1411 :‬هع ‪1991 -‬م الطبعة الولععى‪ .‬مطبعععة‬
‫النجاح الجديدة – الدار البيضاء‪.‬‬
‫تقريععب النشععر فععي القععراءات العشععر للحععافظ ابععن‬ ‫‪‬‬
‫الجزري )مخطوطة مصورة(‪.‬‬
‫التوضيح والبيان في مقرإ نافع المدني ابن عبدالرحمن‬ ‫‪‬‬
‫لبعي العلء ادريعس بعن عبعدالله العودغيري البعدراوي طبععة‬
‫حجرية بفاس‪.‬‬
‫جواهر الكمال فعي تراجععم الرجعال للشععيخ محمعد بعن‬ ‫‪‬‬
‫أحمد العبدي الكانوني – المطبعة العربية – الدار البيضاء‪.‬‬
‫خلل جزولة للشيخ محمد المختار السوسي‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫دعوة الحق‪ :‬مجلة تصععدرها وزارة الوقععاف والشععؤون‬ ‫‪‬‬
‫السلمية بالرباط – العدد ‪.4‬‬
‫درة الحجال في أسماء الرجال لحمععد بععن محمععد بععن‬ ‫‪‬‬
‫القاضي المكناسي تحقيق محمععد الحمععدي أبععو النععور ط ‪:1‬‬
‫‪1390‬هع‪1970 -‬م‪.‬‬

‫‪636‬‬
‫رجععالت العلععم العربععي فععي سععوس لمحمععد المختععار‬ ‫‪‬‬
‫السوسي – نشر رضى الله عبدالوافي المختععار السوسععي –‬
‫المغرب‪.‬‬
‫الرحلة العياشية )ماء الموائد( لبي سالم العياشععي ط‬ ‫‪‬‬
‫‪ 2‬إعداد محمد حجي ‪1397 :‬هع ‪1989 -‬م‪.‬‬
‫رسعععالة المغعععرب الععععدد الول السعععنة السادسعععة ‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫‪1943‬م‪.‬‬
‫رسععالة مععواهب المنععان للمععولى محمععد بععن عبععدالله‬ ‫‪‬‬
‫العلوي م خ ح رقم ‪.3737‬‬
‫رياض الجنععة لعبععدالحفيظ الفاسععي – طبعععة حجريععة –‬ ‫‪‬‬
‫فاس‪.‬‬
‫الزاوية الدلئيععة ودورهععا الععديني والعلمععي والسياسععي‬ ‫‪‬‬
‫لمحمععد حجععي – المطبعععة الوطنيععة – الربععاط ‪ 1384 :‬هععع‪-‬‬
‫‪1964‬م‪.‬‬
‫سعلوة النفعاس ومحادثعة الكيعاس لمحمعد بعن جعفعر‬ ‫‪‬‬
‫الكتاني الفاسي طبعة حجرية – فاس‪.‬‬
‫سوس العالمة لمحمد المختار السوسي – الطبعة ‪: 2‬‬ ‫‪‬‬
‫‪1984‬م – ‪1404‬هع الدارالبيضاء‪.‬‬
‫صفوة مععن انتشععر مععن أخبععار صععلحاء القععرن الحععادي‬ ‫‪‬‬
‫عشر لمحمد الصغير اليفرني المراكشععي – طبعععة حجريععة –‬
‫فاس‪.‬‬
‫عرف الند في حكم حرف المد لبي العباس أحمد بععن‬ ‫‪‬‬
‫عبدالعزيز بن الرشيد السجلماسي م خ ح ‪.1064 :‬‬
‫غاية النهاية في طبقات القراء لبي الخير الحافظ ابععن‬ ‫‪‬‬
‫الجزري تحقيق برجشتراسر نشر دار الكتب العلمية – لبنان‪.‬‬

‫‪637‬‬
‫فتح الوصيد في شرح القصيد )شرح الشععاطبية( لعلععم‬ ‫‪‬‬
‫الدين علي بن محمد السخاوي )مصورة عن مخطوط(‪.‬‬
‫فهرس أحمد المنجور تحقيق محمد حجععي – الربععاط ‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫‪1396‬هع‪1976 -‬م‪.‬‬
‫فهرسة ابععن غععازي )التعلععل برسععوم السععناد( تحقيععق‬ ‫‪‬‬
‫محمد الزاهي ‪1399 :‬هع ‪1979 -‬م – الدارالبيضاء‪.‬‬
‫فهرسة المام أبي زكريا السراج )مخطوطوة(‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫فهرسة أبي زيد عبدالرحمن بن ادريععس المنجععرة م خ‬ ‫‪‬‬
‫ح رقم ‪.11463‬‬
‫فهرسة الخزانة العامة بتطوان‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫فهرسة )برنامج( شيوخ محمد بن عبدالسعلم الفاسععي‬ ‫‪‬‬
‫في مجموع م خ ح برقم ‪ .1057‬م خ ع فععي مجمععوع برقععم‬
‫‪.3443‬‬
‫الفجر الساطع والضياء اللمع في شرح الدرر اللوامععع‬ ‫‪‬‬
‫لبي زيد عبدالرحمن بن القاضي )مخطوط(‪.‬‬
‫القراء والقععراءات بععالمغرب لسعععيد اعععراب نشععر دار‬ ‫‪‬‬
‫الغرب السلمي ط ‪1410 :1‬هع ‪1990 -‬م‪.‬‬
‫المحجة في تجويد القععرءان لمحمععد البراهيمععي نشععر‬ ‫‪‬‬
‫المكتبة السلفية – الدارالبيضاء ط ‪1410 : 1‬هع ‪1980 -‬م‪.‬‬
‫مجلة دار الحديث – الرباط – العدد ‪ 7‬السنة ‪1399‬هععع‬ ‫‪‬‬
‫‪1989 -‬م‪.‬‬
‫المقاصد النامية في شرح القصيدة الدالية لبن مبارك‬ ‫‪‬‬
‫لعبدالرحمن المنجرة م خ ح برقم ‪.1057‬‬
‫معجم المؤلفين لرضا كحالة‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫‪638‬‬
‫المناهععل السلسععلة فععي الحععاديث المسلسععلة للشععيخ‬ ‫‪‬‬
‫عبدالباقي اليوبي – نشر دار إحياء علوم الدين بيروت‪.‬‬
‫المعسول لمحمد المختار السوسي‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫معرفة القراء الكبار للذهبي تحقيععق محمععد سععيد جععاد‬ ‫‪‬‬
‫الحق – دار الكتب الحديثة بمصر القاهرة‪.‬‬
‫منععاقب الحضععيكي ‪ :‬المطبعععة العربيععة بالدارالبيضععاء‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫‪1357‬هع‪.‬‬
‫منجد المقرئين للحافظ ابن الجععزري نشععر دار الكتععب‬ ‫‪‬‬
‫العلمية بيروت‪.‬‬
‫ملتقط الرحلة من المغرب إلى حضرموت ليوسف بن‬ ‫‪‬‬
‫عابد الحسني الفاسي تحقيق الدكتور أمين توفيععق الطيععبي‪:‬‬
‫‪1988‬م‪.‬‬
‫عيون الخبععار لبععن قتيبععة – نشععر دار الكتععاب العربععي‬ ‫‪‬‬
‫بيروت – لبنان‪.‬‬
‫غيث النفع فععي القععراءات السععبع لبععي الحسععن علععي‬ ‫‪‬‬
‫النوري الصفاقسي بهامش سراج القارئ على الشاطبية‪.‬‬
‫النشععر فععي القععراءات العشععر للحععافظ ابععن الجععزري‬ ‫‪‬‬
‫تصحيح على الضباع – مطبعة مصطفى محمد – مصر‪.‬‬
‫نشر المثاني لهل القرن الحادي عشر والثاني لمحمد‬ ‫‪‬‬
‫بععن الطيععب القععادري تحقيععق محمععد حجععي وأحمععد التوفيععق‬
‫الرباط ‪1397 :‬هع ‪1977 -‬م‪.‬‬
‫كيف نقرأ القرءان للشيخ عبدالحميد أحساين‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫‪639‬‬
‫فهرسة محتويات العدد السابع‬
‫والعشرون‪.‬‬
‫الصفحة‬ ‫العنوان‬
‫مقدمة ‪3......................................................................‬‬
‫‪...........-‬نظام الخذ والجازة وشبكات السانيد المعتمدة في‬
‫المدرسة المغربية‪...................................................‬‬
‫‪.........................................................................‬‬
‫الفصل الول ‪ :‬الجازة بالقراءات في المدرسة المغربية‪............‬‬
‫‪...................-‬شروط الجازة بالقراءة وأنواعها وما يتعلق بها‬
‫‪.........................................................................‬‬
‫‪ -‬أهمية الجازة في علم القراءات وكيف كانت تحرر من لدن‬
‫المشايخ‪...............................................................‬‬
‫‪. .-‬المحور العام لسانيد القراءة في المغرب في رواية ورش‬
‫عن نافع‪...............................................................‬‬
‫‪........-1‬إجازة أبي عبدالله البوعناني لبي عبدالله الشرقي‬
‫)نموذجا(‪..............................................................‬‬
‫‪.........-‬إجازته له بالقراءة من طريق حرز الماني )الشاطبية(‬
‫وسنده بها‪.............................................................‬‬
‫‪.........-‬تاريخ الجازة وشهادات العلماء والقراء الموقعين فيها‬
‫بأسمائهم وأنسابهم‪.‬‬
‫‪........-2‬الجازة النظمية للشيخ أبي الحسن بن هارون لبي‬
‫العباس الوطاسي المير )نموذجا(‪...............................‬‬
‫‪....-‬تذييل الجازة النظمية لبي عبدالله الرحماني بإذن شيخه‬
‫محمد بن يوسف التملعي معن طريعق كتعاب " التعريعف فعي‬
‫اختلف الرواة عن نافع" لبي عمرو الداني‪.....................‬‬

‫‪640‬‬
‫‪...-3‬إجازة الشيخ أبي عبدالله محمد بن يوسف التملي لبي‬
‫عبدالله الرحماني بالطرق النافعية‪...............................‬‬
‫‪...........-4‬إجازة أبي زيدبن القاضي لبي عبدالله الرحماني‬
‫‪.........................................................................‬‬
‫‪.................................................................-‬نص الجازة النثرية‬
‫‪.........................................................................‬‬
‫‪..............................................................-‬نص الجازة النظمية‬
‫‪.........................................................................‬‬

‫الفصل الثاني‪ :‬امتدادات الطرق المتفرعة عن مدرسة ابن غازي‪. .‬‬


‫‪..........-‬أهم الطرق عن أبي زيد عبدالرحمن بن القاضي شيخ‬
‫الجماعة بفاس‪.......................................................‬‬
‫‪......-5‬سند الشيخ أبي العلء ادريس بن محمد المنجرة من‬
‫طريق ولده أبي زيد عبدالرحمن بن ادريس‪....................‬‬
‫‪............................-‬أهم الطرق عن الشيخ أبي العلء المنجرة‬
‫‪.........................................................................‬‬
‫‪.....-‬أسانيد القراءة المتفرعة عن فهرسة المام المنجرة من‬
‫الطرق المغربية ‪......................................................‬‬
‫‪ -‬سنععده في العشر الصغير الخاص بقراءة نافع عند المغاربة‬
‫من طريق الزرق عن ورش‪.......................................‬‬
‫‪...............................................-‬أسانيده من الطرق المشرقية‬
‫‪.........................................................................‬‬
‫‪. -‬أهمية كتاب النشر لبن الجزري وفرح أئمة القراء بالمغرب‬
‫بدخوله ووصوله إلى مدينة فاس‪..................................‬‬

‫‪641‬‬
‫‪....-‬طرق الرواية في الجهات المغربية مما تفرع عن مدرسة‬
‫أبي العلء المنجرة وابنه أبي زيد والخرين عنهما‪.............‬‬
‫‪....................................-‬طريق أبي عبدالله الهواري الوطاوي‬
‫‪.........................................................................‬‬
‫‪....-‬طريق محمد بن علي العاجي الجائي صاحب كتاب "جمع‬
‫المنافع في طرق المام نافع"‪.....................................‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬طريق أبي عبدالله محمععد بععن عبدالسععلم الفاسععي‬
‫شيخ الجماعة بفاس والمغرب في زمنه‪.................................‬‬
‫‪..............................................-‬جولته العلمية وتصدره للقراء‬
‫‪.........................................................................‬‬
‫‪...................................................................................-‬مؤلفاته‬
‫‪.........................................................................‬‬
‫‪......-6‬سند الشيخ ابن عبدالسلم وصلته بالمحور العام من‬
‫طريق أبي زيد المنجرة‪.‬‬
‫‪.....................-‬السند المغربي وطريق أبي العلء المنجرة فيه‬
‫‪.........................................................................‬‬
‫‪....-‬إسناده العام الجامع بين المدرستين المشرقية والمغربية‬
‫)أرجوزة(‪..............................................................‬‬
‫‪......................-‬سنده في قراءة نافع )أرجوزة لبعض أصحابه(‬
‫‪.........................................................................‬‬
‫‪.....................................-‬فروع مدرسة الشيخ ابن عبد السلم‬
‫‪.........................................................................‬‬
‫‪..........-‬نماذج من أمهات الطرق عنه في مختلف الجهات من‬
‫المغرب‪................................................................‬‬
‫‪........-1‬طريق أبي العلء ادريس بن عبد الله البكراوي بفاس‬
‫‪.........................................................................‬‬
‫‪642‬‬
‫‪...........................-2‬طريق مكناسية ‪ :‬طريق محمد بصري‬
‫‪.........................................................................‬‬
‫‪....................-3‬طرق شمالية عن المنجرة وابن عبدالسلم‬
‫‪.........................................................................‬‬
‫‪.............-4‬طرق جنوبية غربية في جهات الصويرة ومراكش‬
‫‪.........................................................................‬‬
‫‪. . .-1‬طريق الشيخ عبدالله السكياطي وفروعها في الجنوب‬
‫المغربي وسوس‪.....................................................‬‬
‫‪-2‬طريق الشيخ التهامي الوبيري بحوز مراكش ودكالة عبدة‬
‫والشياظمة‪...........................................................‬‬
‫مؤلفات الشيخ التهامي الوبيري‪..........................................‬‬
‫خخخخخ خخخ ‪:‬‬
‫‪................................................-‬طريق أبي عبدالله الطواجني‬
‫‪.........................................................................‬‬
‫‪...-‬طريق الشيخ أحمد بن علي الغنيمي العبدي بجمعة سحيم‬
‫بإقليم آسفي‪.........................................................‬‬
‫‪. .-‬طريق الشيخ سيدي محمد الزوين الحوزي بأحواز مراكش‬
‫‪.........................................................................‬‬
‫‪...................................................................-‬مدرسته وفروعها‬
‫‪.........................................................................‬‬
‫‪.............-5‬بعض الطرق السوسية المتصلة بالشيخ محمد بن‬
‫عبدالسلم‪............................................................:‬‬
‫‪ -‬سند الشيخ أنجار إلى ابن عبدالسلم بمدرسة أكلو بضواحي‬
‫تيزنيت‪.................................................................‬‬

‫‪643‬‬
‫‪...-‬الشيخ محمد بن عبدالله الضحاكي أحد فحول القراء بآيت‬
‫باعمران‪...............................................................‬‬
‫‪.....-‬الشيخ محمد بن العربي الهواري بقبيلة المنابهة بضواحي‬
‫تارودانت‪..............................................................‬‬
‫‪...................................-‬الشيخ أبو الحسن أشطاب التارحالتي‬
‫‪.........................................................................‬‬
‫‪.................-‬تراجع الهتمام بالسند وتراجع الهتمام بالقراءات‬
‫‪.........................................................................‬‬
‫‪. -‬دروس العلم بأهمية السناد بالمغرب وانقطاع السانيد في‬
‫الجملة في الوقت الحاضر‪.........................................‬‬
‫‪....-‬دعوى بعض المعاصرين في حصولهم على السند المعتبر‬
‫في القراءات وإجازات الشيوخ‪...................................‬‬
‫‪...............-‬دعوى الرواية والسناد من طريق القراء من الجن‬
‫كشمهروش قاضي الجن وميمون العفريت‪.....................‬‬
‫‪...-‬سقوط قيمة السناد من طريق الجن في الميزان العلمي‬
‫‪.........................................................................‬‬
‫‪..-‬النذار بالمخاطر التي تتهدد علوم القراءات ووجوب العمل‬
‫على تدارك ما بقي منها والطرق إلى ذلك‪......................‬‬
‫‪......-‬لئحة أهم الرسائل والطروحات الجامعية المسجلة في‬
‫مباحث القراءات بكلية الداب بالرباط ودار الحديث الحسنية‬
‫فععي السععنوات العشععر الخيععرة إلععى عععام ‪1994‬م وأسععماء‬
‫الطلبة الذين قاموا بتسجيلها تحت إشععراف أسععتاذنا الععدكتور‬
‫التهامي الراجي الهاشمي‪..........................................‬‬
‫‪ -‬أثر بعض الطارئين على البلد من القراء في تجديد الهتمام‬
‫بالسناد‪................................................................‬‬

‫‪644‬‬
‫خاتمة‪..........................................................................‬‬
‫فهرس المصادر والمراجع العدد ‪.................................... 27‬‬
‫فهرس المحتويات‪...........................................................‬‬

‫‪645‬‬

You might also like