You are on page 1of 259

‫ة‬

‫الخلص ُ‬
‫في تفسير سورة‬
‫يس‬

‫جمع وإعداد‬
‫الباحث في القرآن والسنة‬
‫علي بن نايف الشحود‬

‫)) حقوق الطبع لكل مسلم ((‬

‫‪1‬‬
‫بسم ال الرحمن الرحيم‬

‫الحمسسد للسسه رب العسسالمين ‪ ،‬والصسسلة والسسسلم‬


‫علسسى سسسيد النبيسساء والمرسسسلين ‪ ،‬وعلسسى آلسسه‬
‫وصحبه أجمعين ‪ ،‬ومن تبعهم بإحسان إلى يوم‬
‫الدين ‪.‬‬
‫أما بعد ‪:‬‬
‫خيٌر‬ ‫ن ‪ ،‬وَِفيهِ َ‬ ‫ل هَ َ‬ ‫َ‬
‫فإن الله تعالى قد أن َْز َ‬
‫قْرآ ِ‬ ‫ذا ال ُ‬
‫مسسا‬ ‫م إ َِلى َ‬ ‫س ‪ ،‬ل ِي ُْرشد َهُ ْ‬ ‫ِ‬ ‫هدىً ِللّنا‬ ‫فعٌ وَ ُ‬
‫ة ‪ ،‬وَن َ ْ‬ ‫وَب ََرك َ ٌ‬
‫َ‬ ‫ُ ُ‬
‫م ‪ ،‬وَل ِي َت َد َب َّره ُ أولسو الفَْهسام ِ‬ ‫سَعاد َت ُهُ ْ‬ ‫م وَ َ‬
‫َ‬
‫خي ُْرهُ ْ‬ ‫ِفيهِ َ‬
‫ن‬‫كسسو ُ‬ ‫ن ل َ يَ ُ‬ ‫قسسْرآ ِ‬ ‫ب ‪ .‬وََتسسد َب ُّر ال ُ‬ ‫ل والل َْبسسا ِ‬ ‫قسسو ِ‬ ‫والعُ ُ‬
‫مسسا ِفي سهِ ‪،‬‬ ‫ل بِ َ‬ ‫مس ِ‬‫ن ِبالعَ َ‬ ‫ن ت ِل َوَت ِهِ ‪ ،‬وَإ ِّنما ي َك ُسسو َ‬ ‫س ِ‬ ‫ح ْ‬‫بِ ُ‬
‫مسسا‬ ‫َ‬
‫م سَر ‪َ ،‬والن ْت ِهَسساِء ع َ ّ‬ ‫ن أَوا ِ‬ ‫مس ْ‬ ‫جاَء ِفي سهِ ِ‬ ‫ما َ‬ ‫وات َّباِع َ‬
‫ك‬ ‫َ‬
‫ب أن َْزل ْن َسساه ُ إ ِل َي ْس َ‬ ‫ه‪ ،‬قسسال تعسسالى ‪ } :‬ك ِت َسسا ٌ‬ ‫ن ََهى ع َن ْ ُ‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫ب ]ص ‪:‬‬ ‫ك ل ِي َد ّب ُّروا آَيات ِهِ وَل ِي َت َذ َك َّر أوُلو اْلل َْبا ِ‬ ‫مَباَر ٌ‬ ‫ُ‬
‫‪.{ [29‬‬
‫وقد اعتاد المسلمون اليسوم حفسظ كسثير منسه ‪،‬‬
‫ولسيما بعض السسور السستي وردت لهسا فضسسائل‬
‫معينة ترتبط بحياتهم كسورة يس ‪ ،‬فكسسثيرا مسسا‬
‫يقرؤونها على الموات‪.‬‬
‫وهذا تفسير متوسط لسورة يس ‪ ،‬وقد سسسرت‬
‫فيه وفق الخطة التالية ‪:‬‬
‫أول – ذكرت ما يتعلسسق بالسسسورة نفسسسها حسسول‬
‫تسميتها ومكيتها وعدد آياتها ‪ ،‬والغسسراض السستي‬
‫اشتملت عليها ‪ ،‬وفضائلها بشكل مستقصى ‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫سمت اليات لوحدات ‪ ،‬ووضعت عنوانا ً‬ ‫ثانيا‪ -‬ق ّ‬
‫لكل وحدةٍ يعسسبر عنسسه بشسسكل دقيسسق ‪ ،‬وذكسسرت‬
‫سبب النزول ‪ ،‬ثم شرح الكلمات ‪ ،‬ثم مناسسسبة‬
‫اليات لبعضها ثم تفسير آيات المقطسسع بشسسكل‬
‫موسع ‪ ،‬ثم ذكرت أهم ما ترشد إليه اليات مع‬
‫بعض التوسع في بعض المكنة ‪.‬‬
‫وقسسد اعتمسسدت علسسى أمهسسات كتسسب التفسسسير‬
‫ولسسسيما التفسسسير المنيسسر ‪،‬وكلمسسات القسسرآن‬
‫للشيخ غسسازي السسدروبي وكتسسب الحسسديث وكتسسب‬
‫أسباب النزول وغيرها ‪.‬‬
‫وقمسسست بتخريسسسج الحسسساديث مسسسن مصسسسادرها‬
‫الرئيسسة والحكسسم المناسسسب عليهسسا ‪ ،‬وأحسساديث‬
‫الفضائل يتسامح بها ما ل يتسامح بغيرها ‪.‬‬
‫وآيسسات كسسل مقطسسع ذكرتهسسا بالرسسسم العثمسساني‬
‫) مصسسحف المدينسسة النبويسسة ( ومسسا سسسوى ذلسسك‬
‫بالرسم العادي ‪.‬‬
‫قسسال تعسسالى علسسى لسسسان النسسبي شسسعيب عليسسه‬
‫ت ع َل َسسى‬ ‫َ َ‬
‫ن ك ُن ْس ُ‬‫م إِ ْ‬ ‫ل َيا قَ سوْم ِ أَرأي ْت ُس ْ‬ ‫السلم ‪َ } :‬قا َ‬
‫ُ‬
‫ما أِري سد ُ‬ ‫سًنا وَ َ‬ ‫ح َ‬ ‫ه رِْزًقا َ‬ ‫من ْ ُ‬ ‫ن َرّبي وََرَزقَِني ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ب َي ّن َةٍ ِ‬
‫ن أِري سد ُ إ ِّل‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ن أُ َ‬ ‫َ‬
‫ه إِ ْ‬ ‫م ع َن ْس ُ‬ ‫مسسا أن ْهَسساك ُ ْ‬ ‫م إ ِل َسسى َ‬ ‫فك ُ ْ‬ ‫خسسال ِ َ‬ ‫أ ْ‬
‫قي إ ِّل ِبالل ّهِ ع َل َي ْ ِ‬
‫ه‬ ‫ما ت َوِْفي ِ‬ ‫ت وَ َ‬ ‫ست َط َعْ ُ‬ ‫ما ا ْ‬ ‫ح َ‬ ‫صَل َ‬ ‫اْل ِ ْ‬
‫ُ‬
‫ب ]هود ‪{ [88 :‬‬ ‫ت وَإ ِل َي ْهِ أِني ُ‬ ‫ت َوَك ّل ْ ُ‬
‫أسال الله تعسسالى أن ينفسسع بسسه جسسامعه وناشسسره‬
‫والدال عليسسه فسسي السسدارين وأن يكسسون القسسرآن‬
‫ة علينا ‪.‬‬ ‫حجة لنا ل حج ً‬
‫جمعه وأعده‬
‫الباحث في القرآن والسنة‬
‫‪3‬‬
‫علي بن نايف الشحود‬
‫في ‪ 10‬ربيع الول ‪ 1430‬هسسس الموافسسق‬
‫ل ‪6/3/2009‬م‬

‫‪‬‬

‫‪4‬‬
‫ما يتعلق بالسورة‬
‫مكّية ‪ ،‬وهي ثلث وثمانون آية‬
‫تسميتها ‪:‬‬
‫سسسميت سسسورة يسسس لفتتاحهسسا بهسسذه الحسسرف‬
‫الهجائية ‪ ،‬التي قيل فيهسسا إنهسسا نسسداء معنسساه )يسسا‬
‫إنسان( بلغة طي لن تصغير إنسان ‪ :‬أنيسين ‪،‬‬
‫فكأنه حذف الصدر منه ‪ ،‬وأخذ العجز ‪ ،‬وقسال ‪:‬‬
‫يس أي أنيسين‪ .‬وعلسسى هسسذا يحتمسسل أن يكسسون‬
‫الخطاب مع محمسسد ‪ ، ‬بسسدليل قسسوله تعسسالى‬
‫ن‪.‬‬ ‫سِلي َ‬‫مْر َ‬‫ن ال ْ ُ‬ ‫م َ‬ ‫ك لَ ِ‬ ‫بعده‪ .‬إ ِن ّ َ‬
‫مسسسة ‪ ،‬والمدافعسسسة ‪،‬‬ ‫وذكسسسر أنهسسسا تسسسسمى المع ّ‬
‫والقاضية ‪ ،‬ومعنى المعمة ‪ :‬التي تعسسم صسساحبها‬
‫بخيسسر السسدنيا والخسسرة‪ .‬ومعنسسى المدافعسسة السستي‬
‫تدفع عن صاحبها كل سوء ‪ ،‬ومعنى القاضسسية ‪:‬‬
‫‪1‬‬
‫التي تقضى له كل حاجة ‪ -‬بإذن الّله وفضله‬
‫مناسبتها لما قبلها ‪:‬‬
‫تظهر صلة هذه السورة بمسسا قبلهسسا مسسن وجسسوه‬
‫ثلثة ‪:‬‬
‫‪ - 1‬بعد أن ذكر تعالى في سورة فاطر قسسوله ‪:‬‬
‫َ‬
‫موا ب ِسسالل ّ ِ‬
‫ه‬ ‫سس ُ‬‫ذيُر ]‪ [37‬وقسسوله ‪ :‬وَأقْ َ‬ ‫م الن ّس ِ‬ ‫َوجاَءك ُ ُ‬
‫ن أ َهْسسدى‬ ‫ذيٌر ‪ ،‬ل َي َك ُسسون ُ ّ‬
‫م ن َس ِ‬‫ن جاَءهُ ْ‬ ‫م ل َئ ِ ْ‬
‫َ‬
‫جهْد َ أْيمان ِهِ ْ‬ ‫َ‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬
‫ذيٌر ]‪[42‬‬ ‫م ن َس ِ‬‫مسسا جسساَءهُ ْ‬ ‫م سم ِ ‪ ،‬فَل ّ‬ ‫دى ال َ‬ ‫حسس َ‬ ‫ن إِ ْ‬‫مسس ْ‬ ‫ِ‬
‫والمسسراد بسسه محمسسد ‪ ، ‬وقسسد أعرضسسوا عنسسه‬
‫وكسسذبوه ‪ ،‬افتتسسح هسسذه السسسورة بالقسسسم علسسى‬

‫‪ - 1‬التفسير الوسسسيط للقسسرآن الكريسسم لطنطسساوي ‪(8 / 12) -‬‬


‫وراجع تفسير اللوسى ج ‪ 22‬ص ‪.209‬‬
‫‪5‬‬
‫صحة رسسسالته ‪ ،‬وأنسسه علسسى صسسراط مسسستقيم ‪،‬‬
‫وأنه أرسل لينذر قوما ما أنذر آباؤهم‪.‬‬
‫‪ - 2‬هناك تشابه بين السورتين في إيراد بعسسض‬
‫أدلة القدرة اللهية الكونية ‪ ،‬فقسسال تعسسالى فسسي‬
‫ل‬ ‫مسَر ‪ ،‬ك ُس ّ‬ ‫ق َ‬ ‫س َوال ْ َ‬ ‫م َ‬ ‫شس ْ‬ ‫خَر ال ّ‬ ‫سس ّ‬ ‫سورة فاطر ‪ :‬وَ َ‬
‫مى ]‪ [13‬وقسال فسي سسورة‬ ‫سس ّ‬‫م َ‬ ‫ل ُ‬ ‫جس ٍ‬ ‫ري ِل َ َ‬ ‫ج ِ‬ ‫يَ ْ‬
‫ك‬ ‫قّر لهسسا ‪ ،‬ذل ِس َ‬ ‫َ‬ ‫س ست َ َ‬
‫م ْ‬ ‫ري ل ِ ُ‬ ‫جس ِ‬ ‫س تَ ْ‬ ‫م ُ‬ ‫شس ْ‬ ‫يسسس ‪َ :‬وال ّ‬
‫ل‬‫منسسازِ َ‬ ‫م سَر قَسد ّْرناه ُ َ‬ ‫ق َ‬ ‫زي سزِ ال ْعَِلي سم ِ ‪َ ،‬وال ْ َ‬ ‫ديُر ال ْعَ ِ‬ ‫ق ِ‬ ‫تَ ْ‬
‫ديم ِ ]‪.[38 - 37‬‬ ‫ق ِ‬ ‫ن ال ْ َ‬ ‫جو ِ‬ ‫كال ْعُْر ُ‬
‫حّتى عاد َ َ‬ ‫َ‬
‫ه‬
‫ك ِفي ِ‬ ‫فل َ‬‫ْ‬ ‫ْ‬
‫‪ - 3‬وقال سبحانه في فاطر ‪ :‬وَت ََرى ال ُ‬
‫َ‬
‫م أن ّسسا‬‫ة ل َهُس ْ‬ ‫خَر ]‪ [12‬وقسسال فسسي يسسس ‪َ :‬وآي َس ٌ‬ ‫مسسوا ِ‬ ‫َ‬
‫‪2‬‬
‫ن ]‪.[41‬‬ ‫حو ِ‬ ‫ْ‬
‫مش ُ‬ ‫ْ‬
‫ك ال َ‬ ‫فل ِ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬
‫م ِفي ال ُ‬ ‫ُ‬
‫ملنا ذّري ّت َهُ ْ‬‫ْ‬ ‫ح َ‬ ‫َ‬
‫أغراض هذه السورة ‪:‬‬
‫* سسسورة يسسس مكيسسة وقسسد تنسساولت مواضسسيع‬
‫أساسسسسية ثلثسسسة وهسسسى ‪) :‬اليمسسسان بسسسالبعث‬
‫والنشسسسور ‪ ،‬وقصسسسة أهسسسل القريسسسة ‪ ،‬والدلسسسة‬
‫والبراهين على وحدانية رب العالمين (‪.‬‬
‫* ابتسسدأت السسسورة الكريمسسة بالقسسسم بسسالقرآن‬
‫العظيسسم علسسى صسسحة السسوحي ‪ ،‬وصسسدق رسسسالة‬
‫محمسسد )‪ ( ‬ثسسم تحسسدثت عسسن كفسسار قريسسش ‪،‬‬
‫الذين تمادوا في الغي والضلل ‪ ،‬وكسسذبوا سسسيد‬
‫الرسل محمد بن عبد الله ‪ ،‬فحق عليهم عذاب‬
‫الله وانتقامه‪ .‬ثم سسساقت قصسسة أهسسل القريسسة "‬
‫إنطاكيسسة " السسذين كسسذبوا الرسسسل ‪ ،‬لتحسسذر مسسن‬
‫عاقبسسة التكسسذيب بسسالوحي والرسسسالة ‪ ،‬علسسى‬
‫‪ - 2‬التفسير المنير س موافقا للمطبسسوع ‪ (287 / 22) -‬وقسسارن‬
‫بالتفسير القرآني للقرآن س موافقا للمطبوع ‪(904 / 11) -‬‬
‫‪6‬‬
‫طريقة القرآن في اسسستخدام القصسسص للعظسسة‬
‫والعتبار ‪.‬‬
‫* وذكسسرت موقسسف الداعيسسة المسسؤمن )حسسبيب‬
‫النجار( الذي نصح قسسومه فقتلسسوه فسسأدخله اللسسه‬
‫الجنة ‪ ،‬ولم يمهل المجرمين بل أخذهم بصيحة‬
‫الهلك والدمار ‪.‬‬
‫* وتحسسسسدثت السسسسسورة عسسسسن دلئل القسسسسدرة‬
‫والوحدانية ‪ ،‬في هذا الكون العجيب ‪ ،‬بدءا من‬
‫مشهد الرض الجرداء تسسدب فيهسسا الحيسساة ‪ ،‬ثسسم‬
‫مشهد الليل ينسلخ عنه النهار ‪ ،‬فسسإذا هسسو ظلم‬
‫دامس ‪ ،‬ثسسم مشسسهد الشسسمس السسساطعة تسسدور‬
‫بقسدرة اللسه فسي فلسك ل تتخطساه ‪ ،‬ثسم مشسهد‬
‫القمسر يتسدرج فسي منسازله ‪ ،‬ثسم مشسهد الفلسك‬
‫المشحون يحمل ذريسة البشسر الوليسن ‪ ،‬وكلهسسا‬
‫دلئل باهرة على قدرة الله جل وعل ‪.‬‬
‫* وتحدثت عن القيامة وأهوالهسسا ‪ ،‬وعسسن نفخسسة‬
‫البعث والنشور ‪ ،‬التي يقسسوم النسساس فيهسسا مسسن‬
‫القبور ‪ ،‬وعن أهل الجنة وأهل النار ‪ ،‬والتفريق‬
‫بيسسن المسسؤمنين والمجرميسسن فسسي ذلسسك اليسسوم‬
‫الرهيب ‪ ،‬حتى يسسستقر السسسعداء فسسي روضسسات‬
‫النعيم ‪ ،‬والشقياء في دركات الجحيم ‪.‬‬
‫* وختمسست السسسورة الكريمسسة بالحسسديث عسسن‬
‫الموضسسوع الساسسسي ‪ ،‬وهسسو موضسسوع " البعسسث‬
‫والجسسزاء " وأقسسامت الدلسسة والسسبراهين علسسى‬
‫‪3‬‬
‫حدوثه ‪ ،‬وعلى صدقه ‪.‬‬

‫‪ -‬صفوة التفاسير س للصابونى ‪(83 / 3) -‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪7‬‬
‫وقسال دروزة ‪ " :‬فسسي السسسورة توكيسد لرسسسالة‬
‫النسبي ‪ ‬وصسدقها وتنسويه بسالقرآن‪ .‬وتقريسع‬
‫دة غفلتهسسسم‬ ‫للكفسسسار وتنديسسسد بعقسسسائدهم وشسسس ّ‬
‫وعنادهم‪ .‬وفيها قصة مسسن القصسسص المسسسيحية‬
‫كمسسا فيهسسا تنسسويه بنعسسم الّلسسه وبعسسض مشسساهد‬
‫الكون ‪ ،‬وإنسسذار وتبشسسير بيسسوم القيامسسة وبعسسض‬
‫مشسسسساهده ومصسسسسائر المسسسسؤمنين والكسسسسافرين‬
‫فيسسه‪.‬وفصسسول السسسورة منسسسجمة ومترابطسسة‬
‫تسسسوغ القسسول إنهسسا نزلسست جملسسة واحسسدة أو‬
‫‪4‬‬
‫متلحقة"‬
‫هسسذه السسسورة المكيسسة ذات فواصسسل قصسسيرة‪.‬‬
‫وإيقاعات سريعة‪ .‬ومن ثم جاء عدد آياتها ثلثسسا‬
‫وثمانين ‪ ،‬بينما هي أصغر وأقصر من سابقتها ‪-‬‬
‫سورة فاطر ‪ -‬وعدد آياتها خمس وأربعون‪.‬‬
‫وقصسسر الفواصسسل مسسع سسسرعة اليقسساع يطبسسع‬
‫السسسورة بطسسابع خسساص ‪ ،‬فتتلحسسق إيقاعاتهسسا ‪،‬‬
‫وتدق على الحس دقات متوالية ‪ ،‬يعمسسل علسسى‬
‫مضسساعفة أثرهسسا مسسا تحملسسه معهسسا مسسن الصسسور‬
‫والظلل التي تخلعهسسا المشسساهد المتتابعسسة مسسن‬
‫بدء السورة إلى نهايتها‪ .‬وهي متنوعة وموحيسسة‬
‫وعميقة الثار‪.‬‬
‫والموضسسسسوعات الرئيسسسسسية للسسسسسورة هسسسسي‬
‫موضوعات السسسور المكيسسة‪ .‬وهسسدفها الول هسسو‬
‫بنسساء أسسسس العقيسسدة‪ .‬فهسسي تتعسسرض لطبيعسسة‬
‫الوحي وصدق الرسالة منسسذ افتتاحهسسا ‪» :‬يسسس‪.‬‬
‫علسسى‬‫ن‪َ .‬‬‫سسِلي َ‬ ‫ن ال ْ ُ‬
‫مْر َ‬ ‫ك لَ ِ‬
‫مس َ‬ ‫م‪ .‬إ ِن ّس َ‬
‫كيس ِ‬ ‫ن ال ْ َ‬
‫ح ِ‬ ‫َوال ْ ُ‬
‫قْرآ ِ‬
‫‪ -‬التفسير الحديث لدروزة ‪(20 / 3) -‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪8‬‬
‫حي سم ِ ‪.«..‬‬ ‫زي سزِ الّر ِ‬ ‫ل ال ْعَ ِ‬ ‫زي س َ‬ ‫م‪ .‬ت َن ْ ِ‬ ‫قي ٍ‬ ‫س ست َ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ط ُ‬ ‫صسسرا ٍ‬ ‫ِ‬
‫وتسسسسوق قصسسسة أصسسسحاب القريسسسة إذ جاءهسسسا‬
‫المرسلون ‪ ،‬لتحذر من عاقبة التكذيب بالوحي‬
‫والرسالة وتعرض هذه العاقبة في القصة على‬
‫طريقة القرآن في استخدام القصسسص لتسسدعيم‬
‫قضسساياه‪ .‬وقسسرب نهايسسة السسسورة تعسسود إلسسى‬
‫شعَْر َوما ي َن ْب َِغي‬ ‫مناه ُ ال ّ‬ ‫الموضوع ذاته ‪َ» :‬وما ع َل ّ ْ‬
‫ن‬ ‫ن كسسا َ‬ ‫مس ْ‬ ‫ن ل ِي ُن ْسذ َِر َ‬ ‫مِبيس ٌ‬ ‫ن ُ‬ ‫ن هُوَ إ ِّل ذ ِك ٌْر وَقُْرآ ٌ‬ ‫ه إِ ْ‬ ‫لَ ُ‬
‫ن« ‪..‬‬ ‫ري َ‬ ‫ل ع ََلى اْلكافِ ِ‬ ‫قو ْ ُ‬ ‫حقّ ال ْ َ‬ ‫حّيا وَي َ ِ‬ ‫َ‬
‫كسسسذلك تتعسسسرض السسسسورة لقضسسسية اللوهيسسسة‬
‫والوحدانيسسة‪ .‬فيجيسسء اسسستنكار الشسسرك علسسى‬
‫لسان الرجسسل المسؤمن السسذي جساء مسن أقصسسى‬
‫المدينة ليحاج قومه في شأن المرسسسلين وهسسو‬
‫َ‬
‫ذي فَط ََرن ِسسي وَإ ِل َي ْس ِ‬
‫ه‬ ‫ي ل أع ْب ُسد ُ ال ّس ِ‬ ‫يقول ‪َ» :‬وما ل ِ َ‬
‫ن‬ ‫ن ُيسسرِد ْ ِ‬ ‫ة إِ ْ‬ ‫دوِنسسهِ آل َِهسس ً‬ ‫ن ُ‬ ‫مسس ْ‬ ‫خسسذ ُ ِ‬ ‫ن؟ أ َأ َت ّ ِ‬ ‫جُعسسو َ‬ ‫ت ُْر َ‬
‫ش سْيئا َول‬‫ً‬ ‫م َ‬ ‫شسسفاع َت ُهُ ْ‬ ‫ن ع َن ّسسي َ‬ ‫ضّر ل ت ُغْ ِ‬ ‫ن بِ ُ‬ ‫حم ُ‬ ‫الّر ْ‬
‫ن« ‪ ..‬وقسسرب‬ ‫مِبي س ٍ‬ ‫ل ُ‬ ‫ضسسل ٍ‬ ‫في َ‬ ‫ن؟ إ ِّني ِإذا ً ل َ ِ‬ ‫ذو ِ‬ ‫ق ُ‬ ‫ي ُن ْ ِ‬
‫ختام السورة يجيء ذكسسر هسسذا الموضسسوع مسسرة‬
‫م‬‫ة ل َعَل ّهُس ْ‬ ‫ن الل ّسهِ آل ِهَس ً‬ ‫دو ِ‬ ‫ن ُ‬ ‫مس ْ‬ ‫ذوا ِ‬ ‫خس ُ‬ ‫أخسسرى ‪َ» :‬وات ّ َ‬
‫جن ْسد ٌ‬ ‫م ُ‬ ‫م ل َهُس ْ‬ ‫م وَهُ ْ‬ ‫صَرهُ ْ‬ ‫ن نَ ْ‬ ‫طيُعو َ‬ ‫ست َ ِ‬ ‫ن‪ .‬ل ي َ ْ‬ ‫صُرو َ‬ ‫ي ُن ْ َ‬
‫ن«‬ ‫ضُرو َ‬ ‫ح َ‬ ‫م ْ‬ ‫ُ‬
‫والقضية التي يشتد عليها التركيز في السسسورة‬
‫هي قضية البعسسث والنشسسور ‪ ،‬وهسسي تسستردد فسسي‬
‫مواضع كثيرة في السورة‪.‬‬
‫وتى‬ ‫مس ْ‬ ‫ي ال ْ َ‬ ‫حسس ِ‬ ‫ن نُ ْ‬ ‫حسس ُ‬ ‫تجيسسء فسسي أولهسسا ‪» :‬إ ِّنسسا ن َ ْ‬
‫َ‬ ‫م وَك ُ ّ‬
‫ص سْيناهُ‬ ‫ح َ‬ ‫يٍء أ ْ‬ ‫شس ْ‬ ‫ل َ‬ ‫موا َوآثاَرهُ ْ‬ ‫ب ما قَد ّ ُ‬ ‫وَن َك ْت ُ ُ‬
‫ن« ‪ ..‬وتسسأتي فسسي قصسسة أصسسحاب‬ ‫مِبي س ٍ‬ ‫ِفي ِإمام ٍ ُ‬
‫‪9‬‬
‫القرية ‪ ،‬فيما وقع للرجسسل المسسؤمن‪ .‬وقسسد كسسان‬
‫ل‬ ‫خس ِ‬ ‫ل ‪ :‬اد ْ ُ‬ ‫جزاؤها العاجسسل فسسي السسسياق ‪ِ» :‬قي س َ‬
‫فَر ِلي‬ ‫ن ِبما غ َ َ‬ ‫مو َ‬ ‫مي ي َعْل َ ُ‬ ‫ت قَوْ ِ‬ ‫ل ‪ :‬يا ل َي ْ َ‬ ‫ة‪ .‬قا َ‬ ‫جن ّ َ‬ ‫ال ْ َ‬
‫ن« ‪ ..‬ثسسم تسسرد فسسي‬ ‫مي س َ‬ ‫مك َْر ِ‬ ‫ن ال ْ ُ‬ ‫مس َ‬ ‫جعَل َِني ِ‬ ‫َرّبي وَ َ‬
‫ذا ال ْوَع ْ سد ُ‬ ‫مسستى ه س َ‬ ‫ن‪َ :‬‬ ‫قوُلو َ‬ ‫وسط السورة ‪» :‬وَي َ ُ‬
‫حد َةً‬ ‫ة وا ِ‬ ‫ح ً‬ ‫صي ْ َ‬ ‫ن إ ِّل َ‬ ‫ن؟ ما ي َن ْظ ُُرو َ‬ ‫م صاد ِِقي َ‬ ‫ن ك ُن ْت ُ ْ‬ ‫إِ ْ‬
‫ْ‬
‫ة‬ ‫ص سي َ ً‬ ‫ن ت َوْ ِ‬ ‫طيُعو َ‬ ‫س ست َ ِ‬ ‫ن َفل ي َ ْ‬ ‫مو َ‬ ‫ص ُ‬‫خ ّ‬ ‫م يَ ِ‬
‫م وَهُ ْ‬ ‫خذ ُهُ ْ‬ ‫ت َأ ُ‬
‫ن« ‪ ..‬ثسسسم يسسسستطرد‬ ‫َ‬
‫جعُسسسو َ‬ ‫م ي َْر ِ‬ ‫َول ِإلسسسى أهْل ِهِسسس ْ‬
‫السياق إلى مشهد كامل من مشسساهد القيامسسة‪.‬‬
‫وفي نهاية السورة ترد هذه القضية في صورة‬
‫ل‪:‬‬ ‫ه‪ .‬قسسا َ‬ ‫قس ُ‬ ‫خل ْ َ‬
‫ي َ‬ ‫سس َ‬ ‫مث ًَل وَن َ ِ‬ ‫ب َلنسسا َ‬ ‫ضَر َ‬ ‫حوار ‪» :‬وَ َ‬
‫ذي‬ ‫حِييَهسا اّلس ِ‬ ‫ل يُ ْ‬‫م؟ قُ ْ‬ ‫مي ٌ‬ ‫ي َر ِ‬ ‫م وَه ِ َ‬ ‫ي ال ِْعظا َ‬ ‫ح ِ‬ ‫ن يُ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫َ‬
‫م« ‪..‬‬ ‫ْ‬ ‫مّرةٍ وَهُوَ ب ِك ُ ّ‬ ‫َ‬
‫شأها أوّ َ‬ ‫َ‬ ‫أ َن ْ َ‬
‫ق ع َِلي ٌ‬ ‫خل ٍ‬ ‫ل َ‬ ‫ل َ‬
‫هسسذه القضسسايا المتعلقسسة ببنسساء العقيسسدة مسسن‬
‫أساسسسها ‪ ،‬تتكسسرر فسسي السسسور المكيسسة‪ .‬ولكنهسسا‬
‫تعرض في كل مسرة مسن زاويسة معينسسة ‪ ،‬تحست‬
‫ضوء معين ‪ ،‬مصحوبة بمؤثرات تناسب جوها ‪،‬‬
‫وتتناسق مع إيقاعها وصورها وظللها‪.‬‬
‫هذه المؤثرات منتزعة فسسي هسسذه السسسورة مسسن‬
‫مشاهد القيامة ‪ -‬بصفة خاصسسة ‪ -‬ومسن مشساهد‬
‫القصة ومواقفها وحوارها‪.‬‬
‫ومن مصارع الغابرين على مسسدار القسسرون‪ .‬ثسسم‬
‫من المشاهد الكونية الكثيرة المتنوعة الموحية‬
‫‪ :‬مشسسسهد الرض الميتسسسة تسسسدب فيهسسسا الحيسسساة‪.‬‬
‫ومشهد الليل يسلخ منه النهار فسسإذا هسسو ظلم‪.‬‬
‫ومشهد الشمس تجري لمسسستقر لهسسا‪ .‬ومشسسهد‬
‫القمر يتدرج في منازله حتى يعسسود كسسالعرجون‬
‫‪10‬‬
‫القديم‪ .‬ومشهد الفلك المشسحون يحمسل ذريسة‬
‫البشسسسر الوليسسسن‪ .‬ومشسسسهد النعسسسام مسسسسخرة‬
‫للدميين‪ .‬ومشهد النطفة ثسسم مشسسهدها إنسسسانا‬
‫وهسسو خصسسيم مسسبين! ومشسسهد الشسسجر الخضسسر‬
‫تكمن فيه النار التي يوقدون! وإلى جوار هسسذه‬
‫المشسساهد مسسؤثرات أخسسرى تلمسسس الوجسسدان‬
‫النسسساني وتسسوقظه ‪ :‬منهسسا صسسورة المكسسذبين‬
‫الذين حقت عليهم كلمة الّله بكفرهم فلم تعسسد‬
‫م‬
‫عنسساقِهِ ْ‬ ‫جعَْلنا ِفي أ َ ْ‬ ‫تنفعهم اليات والنذر ‪» :‬إ ِّنا َ‬
‫ْ‬
‫جعَلنسسا‬‫ن وَ َ‬ ‫حسسو َ‬ ‫م ُ‬
‫ق َ‬
‫م ْ‬‫م ُ‬ ‫ن فَهُس ْ‬ ‫ذقا ِ‬ ‫ي إ َِلى اْل َ ْ‬ ‫غلًل فَهِ َ‬ ‫أَ ْ‬
‫مسسن بيسس َ‬
‫دا‬
‫سسس ّ‬ ‫م َ‬ ‫فِهسس ْ‬ ‫خل ْ ِ‬
‫ن َ‬ ‫مسس ْ‬ ‫دا وَ ِ‬‫سسس ّ‬ ‫م َ‬ ‫ديهِ ْ‬ ‫ن أْيسس ِ‬ ‫َِ ْ َْ ِ‬
‫ن«‪ .‬ومنهسسا صسسورة‬ ‫ص سُرو َ‬ ‫م ل ي ُب ْ ِ‬ ‫م فَهُ س ْ‬ ‫ش سْيناهُ ْ‬‫فَأغ ْ َ‬
‫نفوسهم في سسسرهم وفسسي علنيتهسسم مكشسوفة‬
‫لعلم الّله ل يداريها منه سسستار ‪ ..‬ومنهسسا تصسسوير‬
‫مسُره ُ ِإذا‬ ‫َ‬
‫وسيلة الخلق بكلمسسة ل تزيسسد ‪» :‬إ ِّنمسسا أ ْ‬
‫َ‬ ‫َأراد َ َ‬
‫ن« ‪ ..‬وكلهسسا‬ ‫ن‪ .‬فَي َك ُسسو ُ‬ ‫ه ‪ :‬كُ ْ‬ ‫ل لَ ُ‬‫قو َ‬ ‫شْيئا ً أ ْ‬
‫ن يَ ُ‬
‫مسسؤثرات تلمسسس القلسسب البشسسري وهسسو يسسرى‬
‫مصداقها في واقع الوجود‪.‬‬
‫ويجري سياق السورة في عسسرض موضسسوعاتها‬
‫في ثلثة أشواط ‪:‬‬
‫يبسسدأ الشسسوط الول بالقسسسم بسسالحرفين ‪» :‬يسسا‪.‬‬
‫سين« وبالقرآن الحكيم ‪ ،‬على رسسسالة النسسبي ‪-‬‬
‫‪ - ‬وأنه علسسى صسسراط مسسستقيم‪ .‬يتلسسو ذلسسك‬
‫الكشف عسسن النهايسسة البائسسسة للغسسافلين السسذين‬
‫يكذبون‪ .‬وهي حكم الّله عليهم بأل يجسسدوا إلسسى‬
‫الهدايسسة سسسبيل ‪ ،‬وأن يحسسال بينهسسم وبينهسسا أبسسدا‪.‬‬
‫وبيسسان أن النسسذار إنمسسا ينفسسع مسسن اتبسسع السسذكر‬
‫‪11‬‬
‫وخشي الرحمن بالغيب فاستعد قلبه لستقبال‬
‫دلئل الهسسدى وموحيسسات اليمسسان ‪ ..‬ثسسم يسسوجه‬
‫رسول الل ّسسه ‪ -  -‬إلسسى أن يضسسرب لهسسم مثل‬
‫أصحاب القرية ‪ ،‬فيقص قصة التكذيب وعاقبسسة‬
‫المكذبين‪ .‬كما يعرض طبيعة اليمان في قلسسب‬
‫الرجل المؤمن وعاقبة اليمان والتصديق ‪..‬‬
‫ومن ثم يبدأ الشوط الثاني بنداء الحسرة على‬
‫العبسساد السسذين مسسا يفتسسأون يكسسذبون كسسل رسسسول‬
‫ويسسسستهزئون بسسسه‪ .‬غيسسسر معتسسسبرين بمصسسسارع‬
‫المكذبين ‪ ،‬ول متيقظين ليات الّله في الكسسون‬
‫وهي كثير ‪ ..‬وهنا يعرض تلك المشاهد الكونيسسة‬
‫التي سبقت الشارة إليها في تقديم السسسورة ‪،‬‬
‫كما يعرض مشهدا مطول من مشسساهد القيامسسة‬
‫فيه الكثير من التفصيل‪.‬‬
‫والشسسسوط الثسسسالث يكسسساد يلخسسسص موضسسسوعات‬
‫السورة كلها‪ .‬فينفي فسسي أولسسه أن مسسا جسساء بسسه‬
‫محمد ‪ -  -‬شعر ‪ ،‬وينفي عن الرسول كسسل‬
‫علقة بالشعر أصل‪ .‬ثم يعرض بعسسض المشسساهد‬
‫واللمسسسات الدالسسة علسسى اللوهيسسة المتفسسردة ‪،‬‬
‫وينعى عليهم اتخاذ آلهة مسسن دون الل ّسسه يبتغسسون‬
‫عندهم النصر وهم الذين يقومون بحمايسسة تلسسك‬
‫اللهة المدعاة!‪ .‬ويتناول قضية البعث والنشور‬
‫فيذكرهم بالنشأة الولسسى مسسن نطفسسة ليسسروا أن‬
‫إحيسساء العظسسام وهسسي رميسسم كتلسسك النشسسأة ول‬
‫غرابة! ويذكرهم بالشجر الخضر السسذي تكمسسن‬
‫فيسه النسار وهمسسا فسي الظساهر بعيسد مسن بعيسد!‬
‫وبخلق السماوات والرض وهو شاهد بالقسسدرة‬
‫‪12‬‬
‫علسسى خلسسق أمثسسالهم مسسن البشسسر فسسي الولسسى‬
‫والخسسرة ‪ ..‬وأخيسسرا يجيسسء اليقسساع الخيسسر فسسي‬
‫َ‬ ‫مُره ُ ِإذا َأراد َ َ‬ ‫َ‬
‫ه‬ ‫ل لَ ُ‬ ‫قو َ‬ ‫ن يَ ُ‬ ‫شْيئا ً أ ْ‬ ‫السورة ‪» :‬إ ِّنما أ ْ‬
‫ل‬ ‫كسس ّ‬ ‫ت ُ‬ ‫كو ُ‬ ‫مل َ ُ‬ ‫ذي ب ِي َد ِهِ َ‬ ‫ن ال ّ ِ‬ ‫سْبحا َ‬ ‫ن‪ .‬فَ ُ‬ ‫كو ُ‬ ‫ن‪ .‬فَي َ ُ‬ ‫‪ :‬كُ ْ‬
‫‪5‬‬
‫ن«‪.‬‬ ‫جُعو َ‬ ‫يٍء وَإ ِل َي ْهِ ت ُْر َ‬ ‫ش ْ‬ ‫َ‬
‫فضائلها ‪:‬‬
‫ى ‪-‬صسسلى اللسسه عليسسه‬ ‫ل قَسسا َ‬ ‫س قَسسا َ‬ ‫ع َس َ‬
‫ل الن ّب ِس ّ‬ ‫ن أن َس ٍ‬ ‫ْ‬
‫ن‬ ‫قسْرآ ِ‬ ‫ْ‬
‫ب ال ُ‬ ‫ْ‬
‫ىٍء قَلب ًسسا وَقَلس ُ‬ ‫ْ‬ ‫ل َ‬ ‫ن ل ِكس ّ‬ ‫ُ‬
‫شس ْ‬ ‫وسسسلم‪ » -‬إ ِ ّ‬
‫َ‬
‫قَراَءت ِهَسسا قِسَراَءةَ‬ ‫ه بِ ِ‬ ‫ه ل َس ُ‬ ‫ب الل ّس ُ‬ ‫ن قََرأ يس ت َ َ‬ ‫م ْ‬ ‫يس َ‬
‫‪6‬‬
‫ت «سنن الترمذى‪.‬‬ ‫مّرا ٍ‬ ‫شَر َ‬ ‫ن عَ ْ‬ ‫قْرآ ِ‬ ‫ال ْ ُ‬
‫ل‪:‬‬ ‫ل اللهِ ‪ ‬قَسسا َ‬ ‫سو َ‬ ‫َ‬ ‫وع َ َ‬
‫ن َر ُ‬ ‫ك‪ ،‬أ ّ‬ ‫مال ِ ٍ‬ ‫ن َ‬ ‫س بْ ِ‬ ‫ن أن َ ِ‬ ‫ْ‬
‫ن‬ ‫مس ْ‬ ‫ن يسسس َ‬ ‫قْرآ ِ‬ ‫ب ال ُ‬‫ْ‬ ‫ن قل َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ب‪ ،‬وَإ ِ ّ‬ ‫ْ‬
‫يٍء قل ٌ‬ ‫َ‬ ‫" ل ِك ُل ش ْ‬‫َ‬ ‫ّ‬
‫قَراَءت ِهَسسا قِسَراَءة َ ال ْ ُ‬ ‫َ‬
‫ن‬ ‫قسْرآ ِ‬ ‫ه بِ ِ‬ ‫ه ل َس ُ‬ ‫ب الل ُ‬ ‫قََرأ يس ك َت َ َ‬
‫‪7‬‬
‫ت"‬ ‫مّرا ٍ‬ ‫شَر َ‬ ‫عَ ْ‬
‫ل الل ّسهِ ‪‬‬ ‫ُ‬
‫سو ُ‬ ‫ل َر ُ‬ ‫ل ‪َ :‬قا َ‬ ‫ب ‪َ ،‬قا َ‬ ‫ن ك َعْ ٍ‬ ‫ي بْ ِ‬ ‫ن أب َ ّ‬ ‫وع َ ْ‬
‫ن يسسس‬ ‫قْرآ ِ‬ ‫ْ‬
‫ب ال ُ‬ ‫ن قَل َ‬ ‫ْ‬ ‫يٍء قَلًبا ‪ ،‬وَإ ِ ّ‬ ‫ْ‬ ‫ش ْ‬ ‫ل َ‬ ‫ن ل ِك ُ ّ‬ ‫‪ " :‬إِ ّ‬
‫َ‬
‫ف سَر‬ ‫ل غَ َ‬ ‫جس ّ‬ ‫ه ع َّز وَ َ‬ ‫ريد ُ ب َِها الل ّ َ‬ ‫يس وَهُوَ ي ُ ِ‬ ‫ن قََرأ‬ ‫م ْ‬ ‫وَ َ‬
‫َ‬
‫مسسا قَ سَرأ ال ْ ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫ن‬ ‫ق سْرآ َ‬ ‫جرِ ك َأن ّ َ‬ ‫ن اْل ْ‬ ‫م َ‬ ‫طي ِ‬ ‫ه ‪ ،‬وَأع ْ ِ‬ ‫ه لَ ُ‬ ‫الل ّ ُ‬
‫سل ِم ٍ قُرِئَ ِ‬ ‫َ‬
‫ذا‬ ‫عن ْسد َه ُ إ ِ َ‬ ‫م ْ‬ ‫ما ُ‬ ‫مّرة ً ‪ ،‬وَأي ّ َ‬ ‫شَرة َ َ‬ ‫ي عَ ْ‬ ‫اث ْن َت َ ْ‬
‫ل‬ ‫ل ب ِك ُس ّ‬ ‫سسسوَرة ُ يسسس ن َسَز َ‬ ‫ت ُ‬ ‫م سو ْ ِ‬ ‫ك ال ْ َ‬ ‫مل َس ُ‬ ‫ل ب ِسهِ َ‬ ‫ن َسَز َ‬
‫َ‬
‫ن‬ ‫مسسو َ‬ ‫قو ُ‬ ‫ك يَ ُ‬ ‫مَل ٍ‬ ‫شسَرة ُ أ ْ‬ ‫سسسوَرةِ يسسس ع َ َ‬ ‫ن ُ‬ ‫م ْ‬ ‫ف ِ‬ ‫حْر ٍ‬ ‫َ‬
‫هَ‬‫نل ُ‬ ‫فُرو َ‬ ‫ست َغْ ِ‬ ‫ن ع َلي ْهِ ‪ ،‬وَي َ ْ‬ ‫َ‬ ‫صلو َ‬ ‫ّ‬ ‫فوًفا ي ُ َ‬ ‫ص ُ‬ ‫ن ي َد َي ْهِ ُ‬ ‫ب َي ْ َ‬
‫ه‪،‬‬ ‫جَنسسساَزت َ ُ‬ ‫ن ِ‬ ‫شسسسي ُّعو َ‬ ‫ه ‪ ،‬وَي ُ َ‬ ‫سسسسل َ ُ‬ ‫ن غُ ْ‬ ‫دو َ‬ ‫شسسسهَ ُ‬ ‫‪ ،‬وَي َ ْ‬
‫َ‬ ‫ن ع َل َي ْهِ ‪ ،‬وَي َ ْ‬
‫سسسل ِم ٍ‬ ‫م ْ‬ ‫ما ُ‬ ‫ه ‪ ،‬وَأي ّ َ‬ ‫ن د َفْن َ ُ‬ ‫دو َ‬ ‫شهَ ُ‬ ‫صّلو َ‬ ‫وَي ُ َ‬

‫‪ -‬في ظلل القرآن ‪ ،‬ج ‪ ، 5‬ص ‪2956 :‬‬ ‫‪5‬‬

‫‪ -‬سنن الترمذى ‪ ( 3129)-‬ضعيف‬ ‫‪6‬‬

‫‪ -‬شعب اليمان ‪ ( 2233) (92 / 4) -‬ضعيف‬ ‫‪7‬‬

‫‪13‬‬
‫َ‬
‫ض‬ ‫قِبس ْ‬ ‫م يَ ْ‬ ‫ت َلس ْ‬ ‫مسوْ ِ‬ ‫ت ال ْ َ‬ ‫سسك ََرا ِ‬ ‫قََرأ يس وَهُوَ ِفسي َ‬
‫ن‬ ‫خسسازِ ُ‬ ‫ن َ‬ ‫وا ُ‬ ‫ضس َ‬ ‫ه رِ ْ‬ ‫جيئ َ ُ‬ ‫حت ّسسى ي َ ِ‬ ‫ه َ‬ ‫حس ُ‬ ‫ت ُرو َ‬ ‫موْ ِ‬ ‫ك ال ْ َ‬ ‫مل َ ُ‬ ‫َ‬
‫و‬
‫هسس َ‬ ‫جن ّةِ في َشسسَرب َُها ‪،‬وَ ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫ب ال َ‬ ‫ن شَرا ِ‬ ‫َ‬ ‫م ْ‬ ‫جن ّةِ ب ِشْرب َةٍ ِ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫ال َ‬
‫و‬
‫ه وَهُس َ‬ ‫حس ُ‬ ‫ت ُرو َ‬ ‫م سو ْ ِ‬ ‫ك ال َ‬‫ْ‬ ‫ملس ُ‬ ‫َ‬ ‫ض َ‬ ‫ه‪،‬فَي َقْب ِ ُ‬ ‫ش ِ‬ ‫ع ََلى فَِرا ِ‬
‫ث‬ ‫ن ‪ ،‬وَي ُب ْعَس ُ‬ ‫ث فِسسي قَب ْسرِهِ وَهُسوَ َري ّسسا ُ‬ ‫مك ُ ُ‬ ‫ن ‪ ،‬فَي َ ْ‬ ‫َرّيا ُ‬
‫ض‬ ‫ح سو ْ ٍ‬ ‫ج إ ِل َسسى َ‬ ‫حت َسسا ُ‬ ‫ن ‪ ،‬وََل ي َ ْ‬ ‫مةِ وَهُوَ َرّيا ُ‬ ‫قَيا َ‬ ‫م ال ْ ِ‬ ‫ي َوْ َ‬
‫ن‬ ‫ة وَهُ سوَ َري ّسسا ُ‬ ‫جن ّ َ‬ ‫ل ال َ‬ ‫ْ‬ ‫خ َ‬ ‫حّتى ي َد ْ ُ‬ ‫ض الن ْب َِياِء َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫حَيا ِ‬ ‫ن ِ‬ ‫م ْ‬
‫‪8‬‬
‫ِ‬
‫"‬
‫ل اللهِ ‪‬‬ ‫سو ُ‬ ‫ل َر ُ‬ ‫ل‪َ :‬قا َ‬ ‫ساٍر‪َ ،‬قا َ‬ ‫ن يَ َ‬ ‫ل بْ ِ‬ ‫ق ِ‬ ‫معْ ِ‬ ‫ن َ‬ ‫وع َ ْ‬
‫م " وَفِسسي‬ ‫موْت َسساك ُ ْ‬ ‫عن ْسد َ َ‬ ‫سوَرة ُ يسسس اقَْرُءوهَسسا ِ‬ ‫‪ُ ":‬‬
‫ي‬ ‫مس ّ‬ ‫حِلي ِ‬ ‫ل ال ْ َ‬ ‫م " قَسسا َ‬ ‫موْت َسساك ُ ْ‬ ‫رَِواي َةِ اقَْرُءوهَسسا ع َل َسسى َ‬
‫ه‪ " :‬ي َعِْني ع ََلى ال ْ ُ‬
‫‪9‬‬
‫ن"‬ ‫ري َ‬ ‫ض ِ‬ ‫حت َ َ‬ ‫م ْ‬ ‫ه ع َن ْ ُ‬ ‫ي الل ُ‬ ‫ض َ‬ ‫َر ِ‬
‫ي‪‬‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫ن الن ّب ِس ّ‬ ‫ي‪ ،‬أ ّ‬ ‫مَزن ِس ّ‬ ‫سسسارٍ ال ُ‬ ‫ن يَ َ‬ ‫ل ب ْ َس ِ‬ ‫معْقِ س ِ‬ ‫ن َ‬ ‫وع َس ْ‬
‫ل‬ ‫جس ّ‬ ‫جهِ اللسهِ ع َسّز وَ َ‬ ‫ن قََرأ يس اب ْت َِغاَء وَ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫ل‪َ " :‬‬ ‫َقا َ‬
‫م‬ ‫موَْتاك ُ ْ‬ ‫عن ْد َ َ‬ ‫ها ِ‬ ‫ن ذ َن ْب ِهِ َفاقَْرُءو َ‬ ‫م ْ‬ ‫م ِ‬ ‫قد ّ َ‬ ‫ما ت َ َ‬ ‫ه َ‬ ‫فَر ل َ ُ‬ ‫غُ ِ‬
‫‪10‬‬
‫"‬
‫ل الل سهِ ‪‬‬ ‫سسسو َ‬ ‫َ‬
‫ن َر ُ‬ ‫ة‪ ،‬أ ّ‬ ‫ن ع َط ِي ّس َ‬ ‫ن َب ْس ِ‬ ‫سسسا َ‬ ‫ح ّ‬ ‫ن َ‬ ‫وع َ س ْ‬
‫ما قَسَرأ ال ْ ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫شسَر‬ ‫ن عَ ْ‬ ‫قسْرآ َ‬ ‫ن قََرأ يس فَك َأن ّ َ‬ ‫م ْ‬ ‫ل‪َ " :‬‬ ‫َقا َ‬
‫‪11‬‬
‫ت"‬ ‫مّرا ٍ‬ ‫َ‬
‫ن‬ ‫ي ‪ ‬قَسسا َ‬ ‫َ‬
‫مس ْ‬ ‫ل‪َ " :‬‬ ‫ن الن ّب ِس ّ‬ ‫ة‪ ،‬ع َس ِ‬ ‫ن أِبي هَُري َْر َ‬ ‫وَع َ ْ‬
‫‪12‬‬
‫ه"‬ ‫فَر ل َ ُ‬ ‫ل ل َي ْل َةٍ غ ُ ِ‬ ‫قََرأ َ يس ك ُ ّ‬

‫ي )‪ ( 964‬ضعيف‬ ‫ع ّ‬
‫ضا ِ‬ ‫ب ال ْ ُ‬
‫ق َ‬ ‫سن َد ُ ال ّ‬
‫شَها ِ‬ ‫م ْ‬
‫‪ُ -8‬‬
‫‪ - 9‬شعب اليمان ‪ ( 2230) (92 / 4) -‬فيه لين‬
‫‪ - 10‬شعب اليمان ‪ ( 2231) (92 / 4) -‬فيه لين‬
‫‪ - 11‬شعب اليمان ‪ ( 2232) (92 / 4) -‬صحيح مرسل‬
‫‪ - 12‬شعب اليمان ‪ ( 2234) (92 / 4) -‬حسن لغيره‬
‫‪14‬‬
‫ل‪":‬م سن قَسرأ َ‬ ‫ن أ َِبي هَُري َْر َ‬
‫َ‬ ‫ي ‪ ‬قَسسا َ َ ْ‬‫ن الن ّب ِس ّ‬ ‫ِ‬ ‫ة‪ ،‬ع َ‬ ‫وع َ ْ‬
‫ه"‬‫فَر ل َ ُ‬
‫جهِ اللهِ غ ُ ِ‬ ‫يس اب ْت َِغاَء وَ ْ‬
‫‪13‬‬

‫ل اللسسهِ ‪: ‬‬ ‫سو ُ‬ ‫ل َر ُ‬ ‫ل‪َ :‬قا َ‬ ‫ة‪َ ،‬قا َ‬ ‫ن أ َِبي هَُري َْر َ‬ ‫وع َ ْ‬
‫َ‬
‫ه‬‫فَر ل َ ُ‬ ‫جهِ اللهِ غ َ َ‬ ‫ن قََرأ يس ِفي ل َي ْل َةٍ اب ْت َِغاَء وَ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫" َ‬
‫‪14‬‬
‫ة"‬ ‫ك الل ّي ْل َ َ‬ ‫ت ِل ْ َ‬
‫وع َن الصل ْت‪ ،‬أ َ َ‬
‫ه‬‫ي الل س ُ‬ ‫ضس َ‬ ‫ديقَ َر ِ‬ ‫صس ّ‬ ‫ن أَبا ب َك ْسرٍ ال ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ ِ‬ ‫ِ‬
‫سوَرة ُ يس‬ ‫ل اللهِ ‪ُ " : ‬‬ ‫سو ُ‬ ‫ل َر ُ‬ ‫ل‪َ :‬قا َ‬ ‫ه‪َ ،‬قا َ‬ ‫ع َن ْ ُ‬
‫ة؟‬ ‫مسس ُ‬ ‫معِ ّ‬ ‫ما ال ْ ُ‬ ‫ل‪َ :‬‬ ‫ة " ِقي َ‬ ‫م َ‬ ‫معِ ّ‬ ‫عى ال ْ ُ‬ ‫ِفي الت ّوَْراةِ ت ُد ْ َ‬
‫كاب ِسد ُ‬ ‫خَرةِ وَت ُ َ‬ ‫ْ‬
‫خي ْرِ الد ّن َْيا َوال ِ‬ ‫حب ََها ب ِ َ‬ ‫صا ِ‬ ‫م َ‬ ‫ل‪ " :‬ت َعِ ّ‬ ‫َقا َ‬
‫ل اْل ِ‬ ‫َ‬
‫ة‪،‬‬ ‫خ سَر ِ‬ ‫وا َ‬ ‫ه أهْ س َ‬ ‫وى ال سد ّن َْيا‪ ،‬وَت َسد ْفَعُ ع َن ْس ُ‬ ‫ه ب َل ْس َ‬ ‫ع َن ْ ُ‬
‫ل‬ ‫حب َِها ك ُ ّ‬ ‫صا ِ‬ ‫ن َ‬ ‫ة ت َد ْفَعُ ع َ ْ‬ ‫ضي َ َ‬ ‫قا ِ‬ ‫ة ال ْ َ‬ ‫دافِعَ َ‬ ‫م َ‬ ‫عى ال ْ ُ‬ ‫وَت ُد ْ َ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ه كُ ّ‬ ‫َ‬
‫ت‬ ‫ن قََرأهَسسا ع َ سد َل ْ‬ ‫مس ْ‬ ‫جة ٍ َ‬ ‫حا َ‬ ‫ل َ‬ ‫ضي ل ُ‬ ‫ق ِ‬ ‫سوٍء‪ ،‬وَت َ ْ‬ ‫ُ‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ف‬ ‫ه ألسس َ‬ ‫ت لسس ُ‬ ‫معََها ع َد َل ْ‬ ‫س ِ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫ة‪ ،‬وَ َ‬ ‫ج ً‬ ‫ح ّ‬ ‫ن َ‬ ‫ري َ‬ ‫ش ِ‬ ‫ع ْ‬ ‫ه ِ‬ ‫لَ ُ‬
‫ش سرِب ََها‬ ‫م َ‬ ‫ن ك َت َب َهَسسا ث ُس ّ‬ ‫مس ْ‬ ‫ه‪َ ،‬‬ ‫ل الل س ِ‬ ‫س سِبي ِ‬ ‫ِدين َسسارٍ فِسسي َ‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫أ َد ْ َ‬
‫ن‬ ‫قيسس ٍ‬ ‫ف يَ ِ‬ ‫ف ُنورٍ وَألسس َ‬ ‫ف د ََواٍء وَأل َ‬ ‫ه أل َ‬ ‫جوْفَ ُ‬ ‫ت َ‬ ‫خل َ ْ‬
‫ل‬ ‫ل ِغسس ّ‬ ‫كسس ّ‬ ‫ه ُ‬ ‫ت ع َن ْ ُ‬ ‫ة‪ ،‬وَن ََزع َ ْ‬ ‫م ٍ‬ ‫ح َ‬ ‫ف َر ْ‬ ‫ف ب ََرك َةٍ وَأ َل ْ َ‬ ‫وَأ َل ْ َ‬
‫‪15‬‬
‫داٍء "‬ ‫وَ َ‬
‫ة‪ ،‬قَسسا َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ن‬ ‫مس ْ‬ ‫ل‪َ " :‬‬ ‫ن أب َسسا هَُري ْسَر َ‬ ‫ن‪ ،‬أ ّ‬ ‫مسسا َ‬ ‫ن أِبي ع ُث ْ َ‬ ‫وع َ ْ‬
‫ما قََرأ ال ْ ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ت"‬ ‫مّرا ٍ‬ ‫شَر َ‬ ‫ن عَ ْ‬ ‫قْرآ َ‬ ‫مّرة ً فَك َأن ّ َ‬ ‫قََرأ يس َ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫وَقا َ َ‬
‫مسسا‬ ‫ة‪ ،‬فَك َأن ّ َ‬ ‫م سّر ً‬ ‫ن قَسَرأ يسسس َ‬ ‫م ْ‬ ‫د‪َ " :‬‬ ‫سِعي ٍ‬ ‫ل أُبو َ‬ ‫َ‬
‫ت‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ن " َقا َ‬ ‫ْ‬
‫قََرأ ال ُ‬ ‫َ‬
‫ث أن ْ َ‬ ‫حد ّ ْ‬ ‫ة‪َ :‬‬ ‫ل أُبو هَُري َْر َ‬ ‫مّر ُت َي ْ ِ‬ ‫ن َ‬ ‫قْرآ َ‬
‫‪16‬‬
‫ت"‬ ‫َ‬
‫معْ ُ‬ ‫س ِ‬ ‫ما َ‬ ‫ث أَنا ب ِ َ‬ ‫حد ّ ُ‬ ‫ت وَأ َ‬ ‫معْ َ‬ ‫س ِ‬ ‫ما َ‬ ‫عَ ّ‬

‫‪ - 13‬شعب اليمان ‪ ( 2235) (92 / 4) -‬حسن لغيره‬


‫‪ - 14‬شعب اليمان ‪ ( 2236) (92 / 4) -‬حسن لغيره‬
‫مد ُ‬
‫ح ّ‬
‫م َ‬
‫فّرد َ ب ِهِ ُ‬
‫‪ - 15‬شعب اليمان ‪ ( 2237) (92 / 4) -‬وقال ‪ :‬ت َ َ‬
‫من ْك ٌَر "‬
‫ن‪ ،‬وَهُوَ ُ‬ ‫سل َي ْ َ‬
‫ما َ‬ ‫ن ُ‬ ‫ن هَ َ‬
‫ذا ع َ ْ‬ ‫م ِ‬
‫ح َ‬
‫ن ع َب ْد ِ الّر ْ‬
‫بْ ُ‬
‫‪ - 16‬شعب اليمان ‪ ( 2238) (92 / 4) -‬ضعيف‬
‫‪15‬‬
‫ن‬ ‫م ْ‬ ‫ل اللهِ ‪َ : ‬‬ ‫سو ُ‬ ‫ل َر ُ‬ ‫ل ‪َ :‬قا َ‬ ‫ب ‪َ ،‬قا َ‬ ‫جن ْد ُ ٍ‬ ‫ن ُ‬ ‫وع َ ْ‬
‫َ ‪17‬‬ ‫َ‬
‫ه‪.‬‬‫فَر ل ُ‬ ‫جهِ اللهِ غ ُ ِ‬ ‫قََرأ يس ِفي ل َي ْل َةٍ اب ْت َِغاَء وَ ْ‬
‫ل الل ّسهِ ‪-  -‬‬ ‫سسسو َ‬ ‫َ‬
‫ن َر ُ‬ ‫سسسارٍ أ ّ‬ ‫ن يَ َ‬ ‫ل بْ ِ‬ ‫ق ِ‬ ‫معْ ِ‬ ‫ن َ‬ ‫وع َ ْ‬
‫ع‬
‫مسس َ‬ ‫ل َ‬ ‫ه ‪ ،‬ن ََز َ‬ ‫ن وَذ ُْروَت ُ ُ‬ ‫قْرآ ِ‬ ‫م ال ْ ُ‬ ‫سَنا ُ‬ ‫قَرة ُ َ‬ ‫ل ‪ " :‬ال ْب َ َ‬ ‫َقا َ‬
‫ت‪":‬‬ ‫ج ْ‬ ‫خرِ َ‬ ‫س ست ُ ْ‬ ‫مل َك ًسسا ‪َ ،‬وا ْ‬ ‫ن َ‬ ‫مسساُنو َ‬ ‫من ْهَسسا ث َ َ‬ ‫ل آي َسةٍ ِ‬ ‫كُ ّ‬
‫ت‬ ‫حس ِ‬ ‫ن تَ ْ‬ ‫مس ْ‬ ‫م" ِ‬ ‫قي ّسسو ُ‬ ‫ي ال ْ َ‬ ‫حس ّ‬ ‫ه إ ِّل هُسوَ ال ْ َ‬ ‫ه َل إ ِل َس َ‬ ‫الل ّس ُ‬
‫قسسَرةِ ‪ .‬وَ " يسسس "‬ ‫سوَرةِ ال ْب َ َ‬ ‫ت بِ ُ‬ ‫صل َ ْ‬ ‫ش ‪ ،‬فَوُ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ال ْعَْر‬
‫َ‬
‫داَر‬ ‫ه َوال س ّ‬ ‫ري سد ُ الل ّس َ‬ ‫ح سد ٌ ي ُ ِ‬ ‫قَرؤ ُهَسسا أ َ‬ ‫ن َل ي َ ْ‬ ‫قْرآ ِ‬ ‫ب ال ْ ُ‬ ‫قَل ْ ُ‬
‫م "‪.‬‬ ‫موَْتسساك ُ ْ‬ ‫ها ع ََلسسى َ‬ ‫ؤو َ‬ ‫ه ‪َ ،‬فاقَْر ُ‬ ‫فَر ل َ ُ‬ ‫خَرة َ إ ِّل غ ُ ِ‬ ‫اْل ِ‬
‫‪18‬‬ ‫َ‬
‫مد ُ‬ ‫ح َ‬ ‫َرَواه ُ أ ْ‬
‫ل الل ّهِ ‪‬‬ ‫سو ُ‬ ‫ل َر ُ‬ ‫ل ‪َ :‬قا َ‬ ‫سارٍ َقا َ‬ ‫ن يَ َ‬ ‫ل بْ ِ‬ ‫ق ِ‬ ‫معْ ِ‬ ‫ن َ‬ ‫وع َ ْ‬
‫َ‬ ‫م ال ْ ُ‬ ‫‪ " :‬ال ْب َ َ‬
‫ع‬
‫مسس َ‬ ‫ل َ‬ ‫ه َنسسَز َ‬ ‫ن " ‪ ،‬وَذ َك ََر أن ّ ُ‬ ‫قْرآ ِ‬ ‫سَنا ُ‬ ‫قَرة ُ َ‬
‫ه َل‬ ‫ت الّلسس ُ‬ ‫ج ْ‬ ‫خرِ َ‬ ‫ست ُ ْ‬ ‫كا ‪َ ،‬وا ْ‬ ‫مل َ ً‬ ‫ن َ‬ ‫ماُنو َ‬ ‫من َْها ث َ َ‬ ‫ل آي َةٍ ِ‬ ‫كُ ّ‬
‫ش‪،‬‬ ‫حس ِ ْ‬ ‫ي ال ْ َ‬ ‫ه إ ِّل هُسوَ ال ْ َ‬ ‫إ ِل َ َ‬
‫ت العَسْر ِ‬ ‫ن تَ ْ‬ ‫مس ْ‬ ‫م ِ‬ ‫قي ّسسو ُ‬
‫َ‬
‫حس ّ‬
‫ن‬ ‫سسسي ُ‬ ‫ت ب َِها ‪ ،‬وََيا ِ‬ ‫ضل َ ْ‬ ‫قَرةِ أوْ فُ ّ‬ ‫سوَرة ُ ال ْب َ َ‬ ‫ت ُ‬ ‫ضل َ ْ‬ ‫وَفَ َ‬
‫داَر‬ ‫ه َوالس ّ‬ ‫ريسد ُ الل ّس َ‬ ‫ل يُ ِ‬ ‫جس ٌ‬ ‫ها َر ُ‬ ‫قَرؤ ُ َ‬ ‫ن َل ي َ ْ‬ ‫قْرآ ِ‬ ‫ب ال ْ ُ‬ ‫قَل ْ ُ‬
‫م‬ ‫موَْتاك ُ ْ‬ ‫ها ع ََلى َ‬ ‫ه ‪َ ،‬واقَْرُءو َ‬ ‫ه لَ ُ‬ ‫فَر الل ّ ُ‬ ‫خَرة َ إ ِّل غ َ َ‬ ‫اْل ِ‬
‫‪19‬‬
‫"‬
‫ه‬
‫صساِئص هَسذ ِ ِ‬ ‫خ َ‬ ‫ن َ‬ ‫مس ْ‬ ‫مساء ِ‬ ‫ل ب َْعسض ال ْعُل َ َ‬ ‫ذا قَسسا َ‬ ‫وَل َِهس َ‬
‫َ‬ ‫سوَرة أ َن َّها َل ت ُ ْ‬
‫س سَرهُ‬ ‫سسسير إ ِّل ي َ ّ‬ ‫مسسر ع َ ِ‬ ‫عْند أ ْ‬ ‫قَرأ ِ‬ ‫ال ّ‬
‫َ‬
‫زل‬ ‫مي ّسست ل ِت َن ْس ِ‬ ‫عن ْسسد ال ْ َ‬ ‫ن قَِراَءتهَسسا ِ‬ ‫الّله ت َعَسساَلى وَك َسأ ّ‬
‫خسُروج السّروح‬ ‫سسُهل ع َل َي ْسهِ ُ‬ ‫مة َوال ْب ََرك َسسة وَل ِي َ ْ‬ ‫ح َ‬ ‫الّر ْ‬
‫‪20‬‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫وََالّله ت ََعالى أع ْلم ‪.‬‬ ‫َ‬

‫صحيح ابن حبان ‪ (2574) (312 / 6) -‬حسن لغيره‬ ‫‪-‬‬ ‫‪17‬‬

‫مسند أحمد )‪ ( 20300‬فيه مبهم‬ ‫‪-‬‬ ‫‪18‬‬

‫ي )‪ ( 1271‬فيه مبهم‬
‫سن َد ُ الّروَيان ِ ّ‬
‫م ْ‬
‫ُ‬ ‫‪-‬‬ ‫‪19‬‬

‫تفسير ابن كثير ‪(258 / 13) -‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪20‬‬

‫‪16‬‬
‫فا‬ ‫ضسي ْ ً‬ ‫ضسَر غ ُ َ‬ ‫ح َ‬ ‫ل‪َ :‬‬ ‫رو ‪ ،‬قَسسا َ‬ ‫مس ٍ‬ ‫ن عَ ْ‬ ‫ن بْ ِ‬ ‫وا َ‬ ‫ف َ‬ ‫ص ْ‬ ‫ن َ‬ ‫وع َ ْ‬
‫ل‪":‬‬ ‫قسسا َ‬ ‫ه ‪ ،‬فَ َ‬ ‫ضس ُ‬ ‫مَر ُ‬ ‫شت َد ّ َ‬ ‫نا ْ‬ ‫حي َ‬ ‫جن ْد ِ ِ‬ ‫ن ال ْ ُ‬ ‫م َ‬ ‫خ ِ‬ ‫شَيا ٌ‬ ‫أَ ْ‬
‫ن‬ ‫قسرأ ُ يسس ؟ فَ َ َ‬ ‫ما منك ُس َ‬
‫ح ب ْس ُ‬ ‫صسال ِ ُ‬ ‫قَرأهَسسا َ‬ ‫ح سد ٌ ي َ ْ َ‬ ‫مأ َ‬ ‫َ ِ ْ ْ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫س ُ‬
‫ة‬
‫ن آَيسس ً‬ ‫ن قََرأ أْرب َِعيسس َ‬ ‫دا أ ْ‬ ‫ما ع َ َ‬ ‫ي ‪ ،‬فَ َ‬ ‫كون ِ ّ‬ ‫ح ال ّ‬ ‫شَري ْ ٍ‬ ‫ُ‬
‫ل اْل ْ‬‫َ‬
‫عن ْد َ‬ ‫ت ِ‬ ‫ذا قُرِئ َ ْ‬ ‫خ ‪ " :‬إِ َ‬ ‫شَيا ُ‬ ‫قا َ‬ ‫ت ‪ ،‬فَ َ‬ ‫ما َ‬ ‫من َْها ‪ ،‬فَ َ‬ ‫ِ‬
‫ف الل ّ ُ‬ ‫ال ْ َ‬
‫‪21‬‬
‫ه"‬ ‫ه ب َِها ع َن ْ ُ‬ ‫ف َ‬ ‫خ ّ‬ ‫ت َ‬ ‫مي ّ ِ‬
‫ينطوي في الحاديث تنويه نبوي بهذه السسسورة‬
‫ل من حكمته ما فيها من مواعظ وأمثال‪.‬‬ ‫لع ّ‬
‫وفي الحاديث دللة علسسى أن السسسور القرآنيسسة‬
‫كانت مرّتبة معروفة بأسمائها المتواترة تسسواترا‬
‫ل ينقطسسع فسسي حيسساة النسسبي صسسلى الّلسسه عليسسه‬
‫‪22‬‬
‫وسلم‪.‬‬
‫حكم قراءتها على الموات ‪:‬‬
‫ب‬‫ة إ َِلى ن َد ْ ِ‬ ‫حَناب ِل َ ُ‬ ‫ة َوال ْ َ‬ ‫شافِعِي ّ ُ‬ ‫ة َوال ّ‬ ‫في ّ ُ‬‫حن َ ِ‬ ‫ب ال ْ َ‬ ‫"ذهَ َ‬
‫ي‬
‫ول الن ّب ِ ّ‬ ‫ق ْ‬ ‫ر‪،‬ل ِ َ‬ ‫ض ِ‬ ‫حت َ َ‬ ‫م ْ‬ ‫عن ْد َ ال ْ ُ‬ ‫سوَرةِ يس ِ‬ ‫قَِراَءةِ ُ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ي‬
‫م « ‪.‬أ ْ‬ ‫موَْتاك ُ ْ‬ ‫‪ » : ‬اقَْرُءوا )يس( ع َلى َ‬
‫ت ‪.‬‬ ‫مو ْ ِ‬ ‫ت ال ْ َ‬ ‫ما ُ‬ ‫قد ّ َ‬ ‫م َ‬ ‫ضَره ُ ُ‬ ‫ح َ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫َ‬
‫ن ع ََلى‬ ‫ْ ِ‬ ‫رآ‬ ‫ُ‬ ‫ق‬ ‫ْ‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫ة‬ ‫َ‬ ‫ء‬ ‫را‬
‫ْ ِ ْ َ ِ ِ َ ِ‬ ‫ق‬ ‫ب‬ ‫با‬ ‫ح‬ ‫ت‬ ‫س‬ ‫ا‬ ‫لى‬ ‫َ‬ ‫إ‬
‫َُ ِ‬ ‫بوا‬ ‫ه‬ ‫َ‬ ‫ذ‬ ‫ما‬ ‫ك َ‬ ‫َ‬
‫خل‬ ‫ن دَ َ‬ ‫مْرُفو ً‬ ‫َ‬ ‫ال ْ َ‬
‫م ْ‬ ‫عا ‪َ :‬‬ ‫س َ‬ ‫ن أن َ ٍ‬ ‫ما ُروِيَ ع َ ْ‬ ‫قب ْرِ ‪،‬ل ِ َ‬
‫قابر فَ َ َ‬
‫م‬
‫ه ع َن ْهُ ْ‬ ‫ف الل ّ ُ‬ ‫ف َ‬ ‫خ ّ‬ ‫سوَرة َ يس َ‬ ‫قَرأ ُ‬ ‫م َ َِ‬ ‫ال ْ َ‬
‫ن لَ ُ‬ ‫وَ َ‬
‫‪23‬‬
‫ما‬ ‫ت ‪،‬وَل ِ َ‬ ‫سَنا ٌ‬ ‫ح َ‬ ‫ن ِفيَها َ‬ ‫ن د ُفِ َ‬ ‫م ْ‬ ‫ه ب ِعَد َد ِ َ‬ ‫كا َ‬
‫قرأ َ‬ ‫َ‬ ‫صى إ ِ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ن يُ ْ َ‬ ‫نأ ْ‬ ‫ذا د ُفِ َ‬ ‫ه أوْ َ‬ ‫مَر أن ّ ُ‬ ‫ن عُ َ‬ ‫ن اب ْ ِ‬ ‫ح عَ ِ‬ ‫ص ّ‬ ‫َ‬
‫مت َِها ‪.‬‬ ‫خات ِ َ‬ ‫قَرةِ وَ َ‬ ‫ْ‬
‫حةِ الب َ َ‬ ‫فات ِ َ‬ ‫عن ْد َه ُ ب ِ َ‬ ‫ِ‬

‫د)‪ ( 9310‬صحيح مرسل‬ ‫سعْ ٍ‬ ‫ت ال ْك ُب َْرى ِلب ْ ِ‬


‫ن َ‬ ‫‪ - 21‬الط ّب َ َ‬
‫قا ُ‬
‫‪ - 22‬التفسير الحديث لدروزة ‪(20 / 3) -‬‬
‫‪ - 23‬قلسست ‪ :‬هسسذا الحسسديث موضسسوع فل يحتسسج بسسه ‪ ،‬السلسسسلة‬
‫الضعيفة والموضوعة " ) ‪(1246) ( 3/397‬‬
‫‪17‬‬
‫عن ْد َ‬ ‫ن ِ‬ ‫قْرآ ِ‬ ‫ة إ َِلى ك ََراهَةِ قَِراَءةِ ال ْ ُ‬ ‫مال ِك ِي ّ ُ‬ ‫ب ال ْ َ‬ ‫وَذ َهَ َ‬
‫‪24‬‬
‫قب ْرِ‬ ‫ضرِ وَع ََلى ال ْ َ‬ ‫حت َ َ‬ ‫م ْ‬ ‫ال ْ ُ‬
‫ة‬
‫قَهاُء ِفي قَِراَء ِ‬ ‫ف َ‬ ‫ف ال ْ ُ‬ ‫خت َل َ َ‬ ‫وفيها أيضا ً ‪ " :‬ا ْ‬
‫ة‬‫شافِعِي ّ ُ‬ ‫ة َوال ّ‬ ‫في ّ ُ‬ ‫حن َ ِ‬ ‫ب ال ْ َ‬ ‫ر‪،‬فَذ َهَ َ‬ ‫ن ع ََلى ال ْ َقَب ْ ِ‬ ‫قْرآ ِ‬ ‫ال ْ ُ‬
‫ن ع ََلى‬ ‫قْرآ ِ‬ ‫ه ل َ ت ُك َْره ُ قَِراَءة ُ ال ْ ُ‬ ‫ة إَلى أن ّ ُ‬ ‫حَناب ِل َ ُ‬ ‫َوال ْ َ‬
‫عا‬ ‫مْرُفو ً‬ ‫َ‬ ‫ال ْ َ‬
‫س َ‬ ‫ما َرَوى أن َ ٌ‬ ‫ب‪،‬ل ِ َ‬ ‫ح ّ‬ ‫ست َ َ‬ ‫قب ْرِ َبل ت ُ ْ‬
‫َ‬
‫ف‬ ‫ف َ‬ ‫خ ّ‬ ‫قَرأ ِفيَها يس َ‬ ‫قاب َِر فَ َ‬ ‫م َ‬ ‫خل ال ْ َ‬ ‫ن دَ َ‬ ‫م ْ‬ ‫َقال ‪َ :‬‬
‫ح‬‫ص ّ‬ ‫ت ‪،‬وَ َ‬ ‫سَنا ٌ‬ ‫ح َ‬ ‫م َ‬ ‫ه ب ِعَد َد ِه ِ ْ‬ ‫ن لَ ُ‬ ‫كا َ‬ ‫ذ‪،‬وَ َ‬ ‫مئ ِ ٍ‬ ‫م ي َوْ َ‬ ‫ع َن ْهُ ْ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫صى إ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫عن ْد َهُ‬ ‫قَرأ ِ‬ ‫ن يُ ْ‬ ‫نأ ْ‬ ‫ذا د ُفِ َ‬ ‫ه أوْ َ‬ ‫مَر أن ّ ُ‬ ‫ن عُ َ‬ ‫ن اب ْ ِ‬ ‫عَ ِ‬
‫مت َِها ‪.‬‬ ‫خات ِ َ‬ ‫قَرةِ وَ َ‬ ‫حةِ الب َ َ‬‫ْ‬ ‫فات ِ َ‬ ‫بِ َ‬
‫ُ‬
‫ن‬‫ن‪.‬ل َك ِ ْ‬ ‫قْرآ ِ‬ ‫ن ال ْ ُ‬ ‫م َ‬ ‫شي ًْئا ِ‬ ‫قَرأ َ‬ ‫ة ‪ :‬يَ ْ‬ ‫شافِعِي ّ ُ‬ ‫َقال ال ّ‬
‫قا ‪.‬‬ ‫مط ْل َ ً‬ ‫ة ُ‬ ‫ي ال ْك ََراهَ َ‬ ‫سوقِ ّ‬ ‫ح الد ّ ُ‬ ‫ج َ‬ ‫َر ّ‬
‫ن‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬
‫وَقال ال َ‬
‫م ْ‬ ‫ه َ‬ ‫ف أن ّ ُ‬ ‫سل ِ‬ ‫ن ال ّ‬ ‫ما وََرد َ ع َ ِ‬ ‫م ّ‬ ‫ي ‪ :‬وَ ِ‬ ‫قلُيوب ِ ّ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫دى‬ ‫مّرة ً وَأهْ َ‬ ‫شَرة َ َ‬ ‫دى ع َ ْ‬ ‫ح َ‬ ‫صإ ْ‬ ‫خل َ ِ‬ ‫سوَرة َ ال ِْ ْ‬ ‫قََرأ ُ‬
‫موَْتى‬ ‫ب ب ِعَد َد ِ ال ْ َ‬ ‫ه ذ ُُنو ٌ‬ ‫فَر ل َ ُ‬ ‫جّبان َةِ غ ُ ِ‬ ‫واب ََها إَلى ال ْ َ‬ ‫ثَ َ‬
‫ِفيَها ‪.‬‬
‫َ‬
‫ه‬
‫ه أن ّ ُ‬ ‫ه ع َن ْ ُ‬ ‫ي الل ّ ُ‬ ‫ضَ َ‬ ‫ي َر ِ‬ ‫ن ع َل ِ ّ‬ ‫ف عَ َ ْ‬ ‫سل َ ُ‬ ‫وََرَوى ال ّ‬
‫ْ‬ ‫ْ‬
‫ت‪.‬‬ ‫وا ِ‬ ‫م َ‬ ‫جرِ ب ِعَد َد ِ ال ْ‬ ‫ن ال ْ‬ ‫م َ‬ ‫ه ِ‬ ‫طى ل َ ُ‬ ‫ي ُعْ َ‬
‫قرأ ُ‬
‫ب ‪ :‬وَي َ ْ َ‬ ‫ح الل َّبا ِ‬ ‫شْر ِ‬ ‫ن َ‬ ‫قل ً ع َ ْ‬ ‫ن نَ ْ‬ ‫دي َ‬ ‫عاب ِ ِ‬ ‫ن َ‬ ‫َقال اب ْ ُ‬
‫َ‬ ‫ن ال ْ َ‬
‫حةِ وَأّول‬ ‫فات ِ َ‬ ‫م َ‬ ‫ه ِ‬ ‫سَر ل َ ُ‬ ‫ما ت َي َ ّ‬ ‫ن َ‬ ‫قْرآ ِ‬ ‫ن ال ْ ُ‬ ‫م َ‬ ‫ِ‬
‫ن‬‫م َ‬ ‫ي‪َ،‬وآ َ‬ ‫س ّ‬ ‫ن َوآي َةِ ال ْك ُْر ِ‬ ‫حو َ‬ ‫مفْل ِ ُ‬ ‫قَرةِ إَلى ال ْ ُ‬ ‫ال ْب َ َ‬
‫ة‬
‫سوَر ِ‬ ‫ك‪،‬وَ ُ‬ ‫مل ْ ِ‬ ‫ك ال ْ ُ‬ ‫سوَرةِ يس‪،‬وَت ََباَر َ‬ ‫سول‪،‬وَ ُ‬ ‫الّر ُ‬
‫َ‬ ‫الت ّ َ‬
‫دى‬ ‫ح َ‬ ‫مّرة ً أوْ إ ْ‬ ‫شَرة َ َ‬ ‫ي عَ ْ‬ ‫ص اث ْن َت َ ْ‬ ‫خل َ َِ‬ ‫كاث ُرِ َوال ِْ ْ‬
‫َ‬
‫سب ًْعا أوْ ث َل ًَثا ‪.‬‬ ‫شَرة َ أوْ َ‬ ‫عَ ْ‬
‫‪ - 24‬الموسوعة الفقهيسسة الكويتيسسة ‪) -‬ج ‪ / 33‬ص ‪ (59‬وحاشسسية‬
‫ابن عابدين ‪ ، 607 ، 605 / 1‬والقليوبي وعميرة ‪، 351 / 1‬‬
‫وكشسساف القنسساع ‪ 147 / 2‬وحاشسسية الدسسسوقي ‪، 423 / 1‬‬
‫والشرح الصغير ‪. 228 / 1‬‬
‫‪18‬‬
‫قرأ َ‬ ‫َ‬
‫ن يُ ْ َ‬ ‫بأ ْ‬ ‫ح ّ‬ ‫ست َ َ‬ ‫مرِيّ ي ُ ْ‬ ‫سا ِ‬ ‫ي ‪َ :‬قال ال ّ‬ ‫وََقال ال ْب ُُهوت ِ ّ‬
‫ْ‬
‫جل َي ْ ِ‬
‫ه‬ ‫عن ْد َ رِ ْ‬ ‫قَرةِ وَ ِ‬ ‫حةِ ال ْب َ َ‬ ‫فات ِ َ‬ ‫قب ْرِ ب ِ َ‬ ‫س ال ْ َ‬ ‫عن ْد َ َرأ ِ‬ ‫ِ‬
‫مت َِها‪.‬‬ ‫خات ِ َ‬ ‫بِ َ‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫ن‬
‫قارِِئي َ‬ ‫س ال َ‬ ‫جل َ ُ‬ ‫ه ل َ ي ُك َْره ُ إ ْ‬ ‫ي ب ِأن ّ ُ‬ ‫ف ّ‬ ‫صك َ ِ‬ ‫ح ْ‬ ‫ح ال َ‬ ‫صّر َ‬ ‫وَ َ‬
‫خَتاُر ‪.‬‬ ‫م ْ‬ ‫ر‪َ،‬قال ‪ :‬وَهُوَ ال ْ ُ‬ ‫قب ْ ِ‬ ‫عن ْد َ ال ْ َ‬ ‫ِ‬
‫قَراَءةِ ع ََلى‬ ‫ة ‪ :‬إَلى ك ََراهَةِ ال ْ ِ‬ ‫مال ِك ِي ّ ُ‬ ‫ب ال ْ َ‬ ‫وَذ َهَ َ‬
‫ف‪َ،‬قال‬ ‫سل َ ِ‬ ‫ه ل َي ْ‬ ‫َ‬ ‫ال ْ َ‬
‫مل ال ّ‬ ‫ن عَ َ‬ ‫ْ‬ ‫م‬
‫س ِ‬ ‫َ‬ ‫ر‪،‬ل ِن ّ ُ‬ ‫ِ‬ ‫قب ْ‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫الدردير ‪ :‬ال ْ َ‬
‫ة‬
‫قَراَء ِ‬ ‫س بِ ِ‬ ‫ه ل َ ب َأ َ‬ ‫ن ع ََلى أن ّ ُ‬ ‫خُرو َ‬ ‫مت َأ ّ‬ ‫ُ‬ ‫ّْ ِ ُ‬
‫صل ل َ ُ‬
‫ه‬ ‫ح ُ‬ ‫ت وَي َ ْ‬ ‫مي ّ ِ‬ ‫واب ِهِ ل ِل ْ َ‬ ‫جْعل ث َ َ‬ ‫ن َوالذ ّك ْرِ وَ َ‬ ‫قْرآ ِ‬ ‫ال ْ َ ُ‬
‫ه ‪".‬‬ ‫شاَء الل ّ ُ‬ ‫ن َ‬ ‫جُر إ ْ‬ ‫ال ْ ْ‬
‫قب ْسرِ فَ َ‬ ‫ما ال ْقَِراَءة ُ ع ََلى ال ْ َ‬ ‫َ‬
‫ق سد ْ‬ ‫وقال القرافي‪ ":‬وَأ ّ‬
‫ي فِسسي‬ ‫ن ال ْعََرب ِس ّ‬ ‫جوِب َسةِ َواب ْس ُ‬ ‫شد ٍ فِسسي اْل َ ْ‬ ‫ن ُر ْ‬ ‫ص اب ْ ُ‬ ‫نَ ّ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ح َ‬ ‫َ‬
‫ن‬ ‫ي ِفي الت ّذ ْك َِرةِ ع َلسسى أ ّ‬ ‫قْرطب ِ ّ‬ ‫ن َوال ُ‬ ‫قْرآ ِ‬ ‫كام ِ ال ُ‬ ‫أ ْ‬
‫قب ْرِ أ َوْ ِفسسي‬ ‫ت ع ََلى ال ْ َ‬ ‫قَراَءةِ قُرِئ َ ْ‬ ‫فعُ ِبال ْ ِ‬ ‫ت ي َن ْت َ ِ‬ ‫مي ّ َ‬ ‫ال ْ َ‬
‫َ‬
‫ب اهس س‬ ‫وا ُ‬ ‫ب الث ّس َ‬ ‫ت أوْ ِفي ب َِلد ٍ إل َسسى ب َِلد ٍ وَوُه ِس َ‬ ‫ال ْب َي ْ ِ‬
‫‪25‬‬
‫ه‪.‬‬ ‫من ْ ُ‬ ‫جة ِ ِ‬ ‫حا َ‬ ‫ل ال ْ َ‬ ‫ح ّ‬ ‫م َ‬ ‫َ‬
‫وجاء في الموسوعة الفقهية ‪َ" :‬قال‬
‫ت‬ ‫مي ّ ِ‬ ‫ن ال ْ َ‬ ‫ن د َفْ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫غوا ِ‬ ‫ذا فََر ُ‬ ‫طاوِيّ ‪ :‬إ ِ َ‬ ‫ح َ‬ ‫الط ّ ْ‬
‫قد ِْر‬‫عن ْد َ قَب ْرِهِ ب ِ َ‬ ‫ث( ِ‬ ‫مك ْ ُ‬ ‫س ) ال ْ ُ‬ ‫جُلو ُ‬ ‫ب ال ْ ُ‬ ‫ح ّ‬ ‫ست َ َ‬ ‫يُ ْ‬
‫قد ْ َرَوى‬ ‫ه‪ )،‬فَ َ‬ ‫م ُ‬ ‫ح ُ‬ ‫م لَ ْ‬ ‫س ُ‬ ‫ق َ‬ ‫جُزوٌر وَي ُ ْ‬ ‫حُر َ‬ ‫ما ي ُن ْ َ‬ ‫َ‬
‫ه َقال ‪ :‬إ ِ َ‬
‫ذا‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫ص أن ّ ُ‬ ‫ن الَعا ِ‬ ‫رو ب ْ ِ‬ ‫م ِ‬ ‫ن عَ ْ‬ ‫م عَ ْ‬ ‫سل ِ ٌ‬ ‫م ْ‬ ‫ُ‬

‫‪ - 25‬وانظسسر ‪ :‬فتسساوى حسسسنين مخلسسوف ‪ (488 / 1) -‬قسسراءة‬


‫القسسرآن علسسى المسسوتى وعلسسى المقسسابر وفتسساوى الزهسسر ‪/ 8 ) -‬‬
‫‪ (295‬سورة يس للميت وفتاوى الزهسر ‪ (302 / 8) -‬انتفساع‬
‫الميسست بقسسراءة القسسرآن وفتسساوى الزهسسر ‪ (302 / 8) -‬انتفسساع‬
‫الميت بقراءة القرآن وفتاوى الزهر ‪ (315 / 8) -‬صلة الحياء‬
‫بالموات وفتاوى الشبكة السلمية معدلة ‪ (667 / 9) -‬رقسسم‬
‫الفتوى ‪ 60768‬اتخاذ أوراد خاصة والمداومة عليها‬
‫‪19‬‬
‫شنا‪،‬ث ُ َ‬
‫موا‬ ‫م أِقي ُ‬ ‫ب َ ّ ّ‬ ‫ي الت َّرا َ‬ ‫شّنوا ع َل َ ّ‬ ‫موِني فَ ُ‬ ‫د َفَن ْت ُ ُ‬
‫مَها‬ ‫ح ُ‬ ‫م لَ ْ‬ ‫س ُ‬‫ق َ‬ ‫جُزوٌر وَي ُ ْ‬ ‫حُر َ‬ ‫ما ت ُن ْ َ‬ ‫ري قَد َْر َ‬ ‫ول َقَب ْ ِ‬ ‫ح ْ‬ ‫َ‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫سل‬ ‫جعُ ب ِهِ ُر ُ‬ ‫ذا أَرا ِ‬ ‫ما َ‬ ‫م‪،‬وَأن ْظ َُر َ‬ ‫س ب ِك ُ ْ‬ ‫ست َأن ِ َ‬ ‫حّتى أ ْ‬ ‫َ‬
‫قد ْ‬ ‫ت ‪ .‬فَ َ‬ ‫مي ّ ِ‬ ‫ْ‬
‫ن ل ِل َ‬ ‫عو َ‬ ‫ن وَي َد ْ ُ‬ ‫قْرآ َ‬ ‫ْ‬
‫ن ال ُ‬ ‫ُ‬
‫َرّبي ( ي َت ْلو َ‬
‫ى ‪-‬‬ ‫ن الن ّب ِ ّ‬ ‫كا َ‬ ‫ل َ‬ ‫ن َقا َ‬ ‫فا َ‬ ‫ن عَ ّ‬ ‫ن بْ ِ‬ ‫ما َ‬ ‫ن ع ُث ْ َ‬ ‫ُروِيَ ع َ ْ‬
‫ل ‪»:‬‬ ‫قا َ‬ ‫ف ع َل َي ْهِ فَ َ‬ ‫ت وَقَ َ‬ ‫مي ّ ِ‬ ‫ن ال ْ َ‬ ‫ن د َفْ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ذا فََرغ َ ِ‬ ‫‪ -‬إِ َ‬
‫َ‬
‫ن‬‫ه ال َ‬ ‫ت فَإ ِن ّ ُ‬ ‫ه الت ّث ِْبي َ‬ ‫سُلوا ل َ ُ‬ ‫م وَ َ‬ ‫خيك ُ ْ‬ ‫فُروا ل ِ‬ ‫ست َغْ ِ‬ ‫ا ْ‬
‫ل «‪.‬‬ ‫سأ ُ‬‫َ‬
‫يُ ْ‬
‫ر‬ ‫قَرأ ع ََلى ال ْ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫وَ َ‬
‫قب ْ ِ‬ ‫ن يَ ْ‬ ‫بأ ْ‬ ‫ح ّ‬ ‫ست َ ِ‬ ‫مَر ي َ ْ‬ ‫ن عُ َ‬
‫بعد الدفْ َ‬
‫ن اب ْ ُ‬ ‫كا َ‬
‫‪26‬‬
‫مت ََها‪.‬‬ ‫خات ِ َ‬ ‫قَرةِ وَ َ‬ ‫سوَرةِ ال ْب َ َ‬ ‫ن أّول ُ‬ ‫َْ َ ّ ِ‬
‫شههروط القههراءة الههتي يصههل ثوابههها‬
‫للميت ‪:‬‬
‫قال الشيخ عبد الحليم محمود ‪:‬‬
‫سنة ُيعلن في صراحة أن‬ ‫من أهل ال ّ‬ ‫" الجمهور ِ‬
‫القراءة التي يصل ثوابها إلى الميسست إنمسسا هسسي‬
‫ة‪ ،‬وُيعلسسن فسسي‬ ‫القسسراءة السستي ليسسست مسسأجور ً‬
‫من الن ّّية التي تتقدم القسسراءة‪،‬‬ ‫ضا أنه ِ‬ ‫صراحة أي ً‬
‫ن بعسسد‬ ‫در بزم ٍ‬ ‫وقراءة القرآن على الميت ل َتتق ّ‬
‫قي ّد ُ بمرور سسسبعة أيسسام أو أكسسثر أو‬ ‫الوفاة‪ .‬فل ت َت َ َ‬
‫مسسن الخيسسر أن ُيقسسرأ‬ ‫من شك في أنه ِ‬ ‫أقل‪ ،‬وما ِ‬
‫حتضسسار‪ ،‬وأن‬ ‫ن عنسسد الميسست فسسي حالسسة ال ْ‬ ‫القرآ ُ‬
‫ة‪ ،‬وأن ُيقرأ له بعسسد ذلسسك‬ ‫مباشر ً‬ ‫ُيقرأ بعد َوفاته ُ‬
‫قسسا‬
‫مطل ً‬ ‫فْرصة‪ ،‬وليس فسسي السسسلم ُ‬ ‫كّلما ُتتاح ال ُ‬

‫‪ - 26‬الموسسسوعة الفقهيسسة الكويتيسسة ‪) -‬ج ‪ / 16‬ص ‪ (42‬وانظسسر‬


‫المعجسسم الكسسبير للطسسبراني ‪) -‬ج ‪ / 14‬ص ‪( 15833)(108‬‬
‫والقسسراءة علسسى القبسسور)‪ (1‬وهسسو حسسسن موقسسوف ‪ ،‬ورفعسسه‬
‫الطبراني‬
‫‪20‬‬
‫قراءة تكون بعد سبعة أيسسام‪.‬‬ ‫ل على أن ال ِ‬ ‫ما يد ّ‬
‫‪27‬‬
‫"‬
‫حكم قراءة سورة يس بعد كل صلة ‪:‬‬
‫ة بعسسد الصسسلوات قسسراءة الذكسسار السسواردة‪،‬‬ ‫السن ّ ُ‬
‫وقسسراءة القسسرآن فسسي كسسل وقسست ل بسسأس بهسسا‪،‬‬
‫وأفضل ذلك في الفجر لقوله تعسسالى‪" :‬وَُقسسْرآ َ‬
‫ن‬
‫شُهودًا" ]السراء‪:‬‬ ‫م ْ‬
‫ن َ‬ ‫جرِ َ‬
‫كا َ‬ ‫ف ْ‬‫ن ال ْ َ‬
‫ن قُْرآ َ‬
‫جرِ إ ِ ّ‬ ‫ال ْ َ‬
‫ف ْ‬
‫من الية ‪.[78‬‬
‫والكثار من قراءة يس أمسسر طيسسب‪ ،‬بشسسرط أل‬
‫يهجر بقية القرآن‪ ،‬فقد روى أنها قلسسب القسسرآن‬
‫وأنها تقرأ عند الموتى‪ ،‬وأنه يغفسسر لقارئهسسا فسسي‬
‫‪28‬‬
‫ليلة ابتغاء وجه الله‪.‬‬
‫سسسسسسسسسسسس‬

‫ضل سسسورة‬ ‫‪ - 27‬فتاوي عبد الحليم محمود ‪ (297 / 1) -‬في ف ْ‬


‫يس‬
‫‪ - 28‬فتاوى واستشسسارات السسسلم اليسسوم ‪ (256 / 1) -‬قسسراءة‬
‫القرآن بعد الصلة ‪-‬المجيب د‪ .‬سالم بن محمد القرنسسي‪-‬عضسسو‬
‫هيئة التدريس بجامعة أم القرى‬
‫‪21‬‬
‫القرآن والرسول والمرسل إليهم‬
‫ﭑﭒﭓﭔ‬
‫ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰﭱ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ ﭼ ﭽ ﭾ‬
‫ﭿﮀﮁﮂﮃﮄ ﮅﮆﮇﮈﮉﮊﮋﮌﮍ ﮎﮏﮐﮑﮒ‬
‫ﮓﮔﮕﮖﮗﮘﮙﮚﮛﮜﮝﮞﮟﮠﮡﮢﮣﮤﮥ ﮦﮧﮨ‬
‫ﮩﮪﮫﮬﮭﮮ ﮯﮰﮱﯓﯔﯕﯖﯗﯘﯙﯚﯛﯜﯝ‬
‫ﯞﯟﯠﯡﯢﯣﯤﯥﯦﯧﯨﯩﯪﯫﯬﯭ‬
‫سبب النزول ‪:‬‬
‫كيم ِ ‪:‬‬ ‫ح ِ‬ ‫ن ال ْ َ‬ ‫قْرآ ِ‬ ‫وال ْ ُ‬ ‫نزول الية )‪ (1‬يس َ‬
‫ن‬ ‫ل ‪ :‬ك َسسا َ‬ ‫مسسا قَسسا َ‬ ‫ه ع َن ْهُ َ‬ ‫ي الل ّس ُ‬ ‫ضس َ‬ ‫س َر ِ‬ ‫ن ع َّبا ٍ‬ ‫ن اب ْ ِ‬ ‫عَ ِ‬
‫ُ‬
‫جهَ سُر‬ ‫جد ِ فَي َ ْ‬ ‫سس ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ق سَرأ فِسسي ال ْ َ‬ ‫ل الل ّسهِ ‪ ‬ي َ ْ‬ ‫سسسو ُ‬ ‫َر ُ‬
‫َ‬
‫حّتسى‬ ‫ش َ‬ ‫ن قَُري ْس ٍ‬ ‫مس ْ‬ ‫س ِ‬ ‫ذى ب ِهِ َنسا ٌ‬ ‫حّتى ت َأ ّ‬ ‫قَراَءةِ َ‬ ‫ِبال ْ ِ‬
‫ة إ َِلسسى‬ ‫ذوه وإ َ َ‬ ‫ْ‬
‫عسس ٌ‬ ‫مو َ‬ ‫ج ُ‬ ‫م ْ‬ ‫م َ‬ ‫ديهِ ْ‬ ‫ذا أْيسس ِ‬ ‫خسس ُ ُ َ ِ‬ ‫موا ل ِي َأ ُ‬ ‫َقسسا ُ‬
‫جساُءوا إ َِلسى‬ ‫َ‬
‫ن فَ َ‬ ‫صُرو َ‬ ‫ي َل ي ُب ْ ِ‬ ‫م ٌ‬ ‫م عُ ْ‬ ‫ذا هُ ْ‬ ‫م وَإ ِ َ‬ ‫أع َْناقِهِ ْ‬
‫م ي َسسا‬ ‫حس َ‬ ‫ه َوالّر ِ‬ ‫ك الل ّس َ‬ ‫ش سد ُ َ‬ ‫قسساُلوا ‪ :‬ن َن ْ ُ‬ ‫ي ‪ ‬فَ َ‬ ‫الن ّب ِس ّ‬
‫ش‬ ‫ن قَُري ْس ٍ‬ ‫ن ب ُط ُسسو ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ن ِ‬ ‫ن ب َط ْ ٌ‬ ‫م ي َك ُ ْ‬ ‫ل ‪ :‬وَل َ ْ‬ ‫مد ُ َقا َ‬ ‫ح ّ‬ ‫م َ‬ ‫ُ‬
‫عا النسسبي ‪‬‬ ‫ة َفسسد َ َ‬ ‫م قََراَبسس ٌ‬ ‫ي ‪ِ ‬فيِهسس ْ‬ ‫إ ِل وَِللن ِّبسس ّ‬ ‫ّ‬
‫ن‬ ‫قسْرآ ِ‬ ‫ت ‪ :‬يسسس َوال ْ ُ‬ ‫م فَن ََزل َس ْ‬ ‫ك ع َن ْهُس ْ‬ ‫ب ذ َل ِ َ‬ ‫حّتى ذ َهَ َ‬ ‫َ‬
‫ن إ َِلى قَ سوْل ِهِ ت َعَسساَلى ‪:‬‬ ‫سِلي َ‬ ‫مْر َ‬ ‫ن ال ْ ُ‬ ‫م َ‬ ‫ك لَ ِ‬ ‫كيم ِ إ ِن ّ َ‬ ‫ح ِ‬ ‫ال ْ َ‬
‫م َل‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫م ت ُْنسسذ ِْرهُ ْ‬ ‫م َلسس ْ‬ ‫مأ ْ‬ ‫م أأْنسسذ َْرت َهُ ْ‬ ‫واٌء ع َل َي ِْهسس ْ‬ ‫سسس َ‬ ‫و َ‬
‫َ‬ ‫ن أول َئ ِ َ‬‫ُ‬
‫ح سد ٌ‬ ‫ف سرِ أ َ‬ ‫ك الن ّ َ‬ ‫مس ْ‬ ‫ن ِ‬ ‫مس َ‬ ‫ما آ َ‬ ‫ل ‪ :‬فَ َ‬ ‫ن َقا َ‬ ‫مُنو َ‬ ‫ي ُؤ ْ ِ‬
‫"‪.29‬‬
‫م‬ ‫ه ْ‬‫ق ِ‬ ‫عنهها ِ‬ ‫في أ َ ْ‬ ‫عْلنا ِ‬ ‫ج َ‬ ‫نزول الية )‪: (8‬إ ِّنا َ‬
‫غلًل ‪:‬‬ ‫أَ ْ‬

‫َ‬ ‫َ‬
‫ي ) ‪ ( 147‬فيه النضسسر بسسن‬ ‫ل الن ّب ُوّةِ ِلِبي ن ُعَي ْم ٍ اْل ْ‬
‫صب ََهان ِ ّ‬ ‫‪ - 29‬د ََلئ ِ ُ‬
‫عبد الرحمن ‪ ،‬أبو عمر الخزاز وهو متروك‬
‫‪22‬‬
‫أخرج ابن جريسر الطسسبري عسن عكرمسسة قسسال ‪:‬‬
‫قسسال أبسسو جهسسل ‪ :‬لئن رأيسست محمسسدا لفعلسسن ‪،‬‬
‫غلًل إلسسى‬ ‫م أَ ْ‬ ‫عنسساقِهِ ْ‬ ‫جعَْلنا فِسسي أ َ ْ‬ ‫فأنزل الّله ‪ :‬إ ِّنا َ‬
‫ن فكانوا يقولون ‪ :‬هذا محمد ‪،‬‬ ‫صُرو َ‬ ‫قوله ‪ :‬ل ي ُب ْ ِ‬
‫فيقول ‪ :‬أين هو ‪ ،‬أين هو؟ ل يبصر‪.‬‬
‫ي‬ ‫حههه ِ‬ ‫ن نُ ْ‬ ‫حههه ُ‬ ‫نهههزول اليهههة )‪: (12‬إ ِّنههها ن َ ْ‬
‫وتى ‪:‬‬ ‫م ْ‬ ‫ال ْ َ‬
‫ل‬ ‫خ سد ْرِىّ قَسسا َ‬ ‫س سِعيد ٍ ال ْ ُ‬ ‫أخرج الترمذي ع َس َ‬
‫ن أب ِسسى َ‬ ‫ْ‬
‫َ‬ ‫ْ‬
‫دوا‬ ‫َ‬
‫دين َسةِ فسأَرا ُ‬ ‫م ِ‬ ‫حي َسةِ ال َ‬ ‫ة فِسسى َنا ِ‬ ‫م َ‬ ‫س سل ِ َ‬ ‫ت ب َن ُسسو َ‬ ‫ك َسسان َ ْ‬
‫ة )إ ِّنا‬ ‫ت هَذ ِهِ الي َ ُ‬ ‫جد ِ فَن ََزل َ ْ‬ ‫س ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ب ال ْ َ‬ ‫ة إ َِلى قُْر ِ‬ ‫قل َ َ‬ ‫الن ّ ْ‬
‫م(‬ ‫موا َوآَثسساَرهُ ْ‬ ‫ما َقسسد ّ ُ‬ ‫ب َ‬ ‫موَْتى وَن َك ْت ُ ُ‬ ‫حِيى ال ْ َ‬ ‫ن نُ ْ‬ ‫ح ُ‬ ‫نَ ْ‬
‫ل الل ّهِ ‪-‬صسسلى اللسسه عليسسه وسسسلم‪» -‬‬ ‫سو ُ‬ ‫ل َر ُ‬ ‫قا َ‬ ‫فَ َ‬
‫قُلوا‪. 30.‬‬ ‫م ي َن ْت َ ِ‬ ‫ب «‪ .‬فَل َ ْ‬ ‫م ت ُك ْت َ ُ‬ ‫ن آَثاَرك ُ ْ‬ ‫إِ ّ‬
‫َ‬
‫ة‬
‫م َ‬ ‫سل َ َ‬‫ن ب َُنو َ‬ ‫كا َ‬ ‫ل‪َ :‬‬ ‫خد ْرِيّ ‪َ ،‬قا َ‬ ‫سِعيد ٍ ال ْ ُ‬ ‫ن أِبي َ‬ ‫وع َ ْ‬
‫قل ُسسوا إ ِل َسسى‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ن ي َن ْت َ ِ‬ ‫دوا أ ْ‬ ‫دين َةِ فَ سأَرا ُ‬ ‫م ِ‬ ‫ن ال ْ َ‬ ‫م َ‬ ‫حي َةٍ ِ‬ ‫ِفي َنا ِ‬
‫َ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬
‫جد ِ فَسأن َْز َ‬ ‫ْ‬
‫ن‬ ‫حس ُ‬ ‫ه ت َعَسسالى ‪ :‬إ ِن ّسسا ن َ ْ‬ ‫ل اللس ُ‬ ‫سس ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ب ال َ‬ ‫قُسْر ِ‬
‫م‬ ‫موا َوآَثسساَرهُ ْ‬ ‫مسسا َقسسد ّ ُ‬ ‫ب َ‬ ‫مسسوَْتى وَن َك ُْتسس ُ‬ ‫حِيسسي ال ْ َ‬ ‫نُ ْ‬
‫ب‬ ‫ه ت ُك ْت َس ُ‬ ‫ل ‪ " :‬إ ِن ّس ُ‬ ‫قسسا َ‬ ‫ل الل ّهِ ‪ ‬فَ َ‬ ‫سو ُ‬ ‫م َر ُ‬ ‫عاهُ ْ‬ ‫فَد َ َ‬
‫م اْلي َ َ‬ ‫َ‬
‫ة فَت ََر ُ‬ ‫م قََرأ ع َل َي ْهِ ُ‬ ‫م " ‪ ،‬ثُ ّ‬ ‫آَثاُرك ُ ْ‬
‫‪31‬‬
‫كوا "‬
‫َ‬
‫صاِر‬ ‫ل اْلن ْ َ‬ ‫مَنازِ ُ‬ ‫ت َ‬ ‫كان َ ْ‬ ‫ل‪َ ":‬‬
‫َ‬
‫س ‪َ ،‬قا َ‬ ‫ن ع َّبا ٍ‬ ‫ن اب ْ ِ‬ ‫وع َ ِ‬
‫قل ُسسوا إ ِل َسسى‬ ‫َ‬
‫ن ي َن ْت َ ِ‬ ‫دوا أ ْ‬ ‫جد ِ ‪ ،‬فَأَرا ُ‬ ‫س ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ن ال ْ َ‬ ‫م َ‬ ‫عد َة ً ِ‬ ‫مت ََبا ِ‬ ‫ُ‬
‫م‬ ‫موا َوآث َسساَرهُ ْ‬ ‫مسسا قَ سد ّ ُ‬ ‫ب َ‬ ‫ت وَن َكت ُس ُ‬‫ْ‬ ‫َ‬
‫جد ِ فَن ََزل س ْ‬ ‫سس ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ال َ‬ ‫ْ‬
‫كان َِنا "‬ ‫م َ‬ ‫ت ِفي َ‬ ‫قاُلوا ‪ " :‬ن َث ْب ُ ْ‬ ‫فَ َ‬
‫َ‬
‫صاُر ب َِعيسسد َةً‬ ‫ت اْلن ْ َ‬ ‫كان َ ِ‬
‫َ‬
‫ل‪َ ":‬‬ ‫س ‪َ ،‬قا َ‬ ‫ن ع َّبا ٍ‬ ‫ن اب ْ ِ‬ ‫وع َ ِ‬
‫قل ُسسوا ‪،‬‬ ‫َ‬
‫ن ي َن ْت َ ِ‬ ‫دوا أ ْ‬ ‫جد ِ ‪ ،‬فَ سأَرا ُ‬ ‫سس ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ن ال ْ َ‬ ‫مس َ‬ ‫م ِ‬ ‫من َسسازِل ُهُ ْ‬ ‫َ‬
‫‪ -‬سنن الترمذى )‪ (3533‬صحيح‬ ‫‪30‬‬

‫ي )‪ (2761‬صحيح‬ ‫ن ل ِل ْب َي ْهَ ِ‬
‫ق ّ‬ ‫ما ِ‬ ‫باِْ‬
‫لي َ‬ ‫‪ُ -‬‬
‫شع َ ُ‬ ‫‪31‬‬

‫‪23‬‬
‫م " فَث َب َُتوا‬ ‫موا َوآَثاَرهُ ْ‬ ‫ما قَد ّ ُ‬ ‫ب َ‬ ‫ت وَن َك ْت ُ ُ‬ ‫ل ‪ :‬فَن ََزل َ ْ‬ ‫َقا َ‬
‫"‬
‫َ‬
‫ب‬ ‫ة ُقسسْر َ‬ ‫م َ‬ ‫سسسل ِ َ‬ ‫ل ‪ :‬أَراد َ ب َُنسسو َ‬ ‫جسساب ِرٍ ‪َ ،‬قسسا َ‬ ‫ن َ‬ ‫عسس ْ‬ ‫و َ‬
‫ل الل سهِ ‪: ‬‬ ‫ّ‬ ‫سسسو ُ‬ ‫م َر ُ‬ ‫َ‬
‫ل له ُ ْ‬ ‫قا َ‬ ‫ل ‪ :‬فَ َ‬ ‫جد ِ ‪َ ،‬قا َ‬ ‫س ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ال ْ َ‬
‫م"‬ ‫ب آَثاُرك ُ ْ‬ ‫م ‪ ،‬إ ِن َّها ت ُك ْت َ ُ‬ ‫ة " د َِياَرك ُ ْ‬ ‫م َ‬ ‫سل ِ َ‬‫" َيا ب َِني َ‬
‫حوّل ُسسوا‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫جاب ِرٍ ‪َ ،‬قا َ‬
‫ن ي َت َ َ‬ ‫ةأ ْ‬ ‫م َ‬
‫س سل ِ َ‬ ‫ل ‪ :‬أَراد َ ب َن ُسسو َ‬ ‫ن َ‬ ‫وع َ ْ‬
‫غَ‬
‫ة ‪ ،‬فَب َل َ‬ ‫خال ِي َ ٌ‬ ‫قاع ُ َ‬ ‫ْ‬
‫ل ‪َ :‬والب ِ َ‬ ‫جد ِ ‪َ ،‬قا َ‬ ‫س ِ‬‫م ْ‬ ‫ْ‬
‫ب ال َ‬ ‫إ َِلى قُْر ِ‬
‫ة‬‫م َ‬‫سسسل ِ َ‬ ‫ل ‪َ " :‬يسسا ب َِنسسي َ‬ ‫قسسا َ‬ ‫ي ‪ ، ‬فَ َ‬ ‫ّ‬ ‫ك الن ِّبسس‬ ‫ذ َِلسس َ‬
‫َ‬
‫موا‬ ‫ل ‪ ":‬فَأَقسسا ُ‬ ‫م " َقسسا َ‬ ‫ب آث َسساُرك ُ ْ‬ ‫م إ ِن ّهَسسا ت ُك ْت َس ُ‬ ‫د ِي َسساَرك ُ ْ‬
‫حوّل َْنا "‬ ‫َ‬
‫سّرَنا أّنا ك ُّنا ت َ َ‬ ‫وََقاُلوا ‪َ :‬‬
‫ما ي ُ ُ‬
‫‪32‬‬

‫شرح الكلمات ‪:‬‬


‫رقم الية ‪ ...‬الكلمة ‪ ...‬معناها‬
‫‪ ... 1‬يسسس ‪ ...‬أحسسد الحسسروف المقطعسسة ويقسسرأ‬
‫ياسين‬
‫كيم ِ ‪ ...‬القرآن المحكم‬ ‫ح ِ‬ ‫ن ال َ‬ ‫قْرآ ِ‬ ‫‪َ ... 2‬وال ُ‬
‫قيم ٍ ‪ ...‬دين قويم‬ ‫ست َ ِ‬‫م ْ‬ ‫ط ُ‬ ‫صَرا ٍ‬ ‫‪ِ ... 4‬‬
‫ُ‬
‫م ‪ ...‬لم ينذر آباؤهم‬ ‫ما أن ْذ َِر آَباؤ ُهُ ْ‬ ‫‪َ ... 6‬‬
‫ل ‪ ...‬لقد وجب العذاب‬ ‫قوْ ُ‬ ‫حقّ ال َ‬ ‫قد ْ َ‬ ‫‪ ... 7‬ل َ َ‬
‫‪ ... 8‬أ َغ ْل َل ً ‪ ...‬قيودا تشد أيديهم إلى أعناقهم‬
‫حون ‪ ...‬غلسست أيسسديهم فجمعسست‬ ‫م ُ‬
‫ق َ‬ ‫م ْ‬‫م ُ‬ ‫‪ ... 8‬فَهُ ْ‬
‫تحت ذقونهم فارتفعت رؤوسهم‬
‫دا ‪ ...‬حاجزا ومانعا‬ ‫س ّ‬ ‫‪َ ... 9‬‬
‫م ‪ ...‬جعلنسسسا علسسسى أبصسسسارهم‬ ‫َ‬
‫‪ ... 9‬فَأغ ْ َ‬
‫شسسسي َْناهُ ْ‬
‫غشاوة‬
‫‪ ... 11‬ات ّب َعَ الذ ّك َْر ‪ ...‬اتبع القرآن مؤمنا به‬

‫ن ِللط ّب َسسسرِ ّ‬
‫ي) ‪-26709‬‬ ‫سسسسيرِ ال ْ ُ‬
‫قسسسْرآ ِ‬ ‫ف ِ‬ ‫معُ ال ْب َي َسسسا ِ‬
‫ن فِسسسي ت َ ْ‬ ‫جسسسا ِ‬
‫‪َ - 32‬‬
‫‪ ( 26712‬صحيح‬
‫‪24‬‬
‫م ‪ ...‬ما فعلوه من حسسسن وسسسوء‬ ‫‪َ ... 12‬وآَثاَرهُ ْ‬
‫وما اقتدى به أحد من الخلق‬
‫صي َْناه ُ ‪ ...‬كتبناه وأثبتناه وحفظناه‬ ‫َ‬
‫‪ ... 12‬أح َ‬
‫ن ‪ ...‬في اللوح المحفسسوظ ) أم‬ ‫مِبي ٍ‬ ‫مام ٍ ّ‬ ‫‪ ... 12‬إ ِ َ‬
‫الكتاب (‬
‫التفسير والبيان ‪:‬‬
‫ن‪،‬‬ ‫سسسِلي َ‬
‫مْر َ‬ ‫ْ‬
‫ن ال ُ‬
‫م َ‬ ‫َ‬
‫كل ِ‬‫كيم ِ ‪ ،‬إ ِن ّ َ‬
‫ح ِ‬‫ن ال ْ َ‬‫قْرآ ِ‬ ‫يس ‪َ ،‬وال ْ ُ‬
‫قيم ٍ ‪،‬افتتح الّله هسسذه السسسورة‬ ‫ست َ ِ‬‫م ْ‬ ‫ط ُ‬ ‫صرا ٍ‬ ‫على ِ‬ ‫َ‬
‫بسسالحروف المقطعسسة ‪ ،‬تنبيهسسا لوصسسف القسسرآن‬
‫وإشارة إلى إعجازه ‪ ،‬وتحديا دائما على التيان‬
‫بأقصر سورة من مثله ‪ ،‬وإثباتا قاطعا إلسسى أنسسه‬
‫كلم الّلسسه السسذي ل يضسسارعه شسسيء مسسن كلم‬
‫البشر ‪ ،‬فكأن الل ّسسه يقسسول للعسسرب السسذين نسسزل‬
‫القسسرآن بلغتهسسم ‪ :‬كيسسف تعجسسزون عسسن التيسسان‬
‫بمثلسسه ‪ ،‬مسسع أنسسه كلم عربسسي ‪ ،‬مركسسب مسسن‬
‫الحروف الهجائية التي ينطق بهسسا كسسل عربسسي ‪،‬‬
‫‪33‬‬
‫ومع ذلك عجزتم عن مجاراته‪.‬‬
‫أي أقسسسسم بسسسالقرآن ذي الحكمسسسة البالغسسسة ‪،‬‬
‫المحكم بنظمه ومعناه بأنك يا محمسسد لرسسسول‬
‫من عند الّله على منهج سسسليم ‪ ،‬وديسسن قسسويم ‪،‬‬
‫وشرع مستقيم ل عوج فيه‪.‬‬
‫وفى وصف القرآن بالحكمسسة هنسسا ‪ ،‬إلفسسات لمسسا‬
‫اشتمل عليسسه مسسن فسسرائد الحكمسسة ‪ ،‬السستي هسسى‬
‫مورد العقول ‪ ،‬ومطلب الحكمسساء ‪ ..‬وأن السسذي‬
‫ينظر فى آيات الّله ينبغى أن ينظر فيهسسا بعقسسل‬
‫‪ - 33‬التفسسسير المنيسسر سس موافقسسا للمطبسسوع ‪ (73 / 1) -‬وقسسارن‬
‫بالتفسير القرآني للقرآن س موافقا للمطبوع ‪(23 / 1) -‬‬
‫‪25‬‬
‫متفتسسح ‪ ،‬وبصسسيرة متطلعسسة ‪ ،‬وقلسسب مشسسوق ‪،‬‬
‫حتى يظفر ببعض مسسا يتحسسدث بسسه هسسذا القسسرآن‬
‫الحكيم ‪ ،‬فإنه ل ينتفع بحكمة الحكيسسم ‪ ،‬إل مسسن‬
‫‪34‬‬
‫كان ذا حكمة وبصيرة ‪..‬‬
‫وفي هذا إشارة إلسى أن القسسرآن هسو المعجسزة‬
‫الباقية ‪ ،‬وأن محمدا رسول الل ّسسه ‪ ، ‬صسسادق‬
‫في نبسسوته ‪ ،‬ومرسسسل برسسسالة دائمسسة مسسن عنسسد‬
‫ربه‪.‬‬
‫حيسم ِ أي هسسذا القسسرآن والسسدين‬ ‫زيسزِ الّر ِ‬ ‫ل ال ْعَ ِ‬ ‫زي َ‬ ‫ت َن ْ ِ‬
‫والصراط الذي جئت به تنزيل من رب العزة ‪،‬‬
‫الرحيسسم بعبسساده المسسؤمنين ‪،‬كمسسا قسسال تعسسالى ‪:‬‬
‫ط الل ّسهِ‬ ‫صرا ِ‬ ‫قيم ‪ِ ،‬‬ ‫ست َ ِ‬‫م ْ‬‫ط ُ‬ ‫صرا ٍ‬ ‫دي ِإلى ِ‬ ‫ك ل َت َهْ ِ‬ ‫وَإ ِن ّ َ‬
‫في السماوات وما ف ٍسسي اْل َرض ‪ ،‬ألَ‬
‫ْ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ َ‬ ‫ّ‬ ‫ه ما ِ‬ ‫ذي ل َ ُ‬ ‫ال ّ ِ‬
‫ُ‬
‫مسوُر ]الشسورى ‪- 52 /42‬‬ ‫صسسيُر اْل ُ‬ ‫إ َِلسى الّلسهِ ت َ ِ‬
‫‪.[53‬‬
‫وهذا دليل واضح على مكانة القرآن وأنه أجسسل‬
‫نعمة من نعم الرحمن‪.‬‬
‫ُ‬
‫ن أي‬ ‫م غسسافُِلو َ‬
‫م ‪ ،‬فَهُ س ْ‬ ‫وما ً ما أن ْسذ َِر آبسساؤ ُهُ ْ‬ ‫ل ِت ُن ْذ َِر قَ ْ‬
‫أرسسسلناك أيهسسا النسسبي لتنسسذر العسسرب السسذين لسسم‬
‫يأتهم رسول نذير من قبلك ‪ ،‬ولم يسسأت آبسساءهم‬
‫القربيسسن مسسن ينسسذرهم ويعّرفهسسم شسسرائع الل ّسسه‬
‫تعالى ‪ ،‬فهم غافلون عن معرفة الحسسق والنسسور‬
‫والشرائع التي تسعد البشر في الدارين‪.‬‬
‫فهسسذا الحشسسد العظيسسم مسسن الصسسفات العظيمسسة‬
‫ى ‪ ،‬وامتنانسسا‬ ‫ى ‪ ،‬هو وإن كسسانت تكريمسسا للنسسب ّ‬ ‫للنب ّ‬
‫عليه بإحسان رّبه إليه س هو أيضا تكريم لهسسؤلء‬
‫‪ -‬التفسير القرآني للقرآن س موافقا للمطبوع ‪(906 / 11) -‬‬ ‫‪34‬‬

‫‪26‬‬
‫الجسساهليين ‪ ،‬وامتنسسان بفضسسل الل ّسسه عليهسسم ‪ ،‬إذ‬
‫بعث فيهم خير رسله ‪ ،‬وخاتم أنبيائه ‪ ،‬ومجتمع‬
‫ث لهم على أن يقبلوا علسسى‬ ‫كتبه ‪ ..‬وفى هذا ح ّ‬
‫هذا الخير الكثير المرسسسل إليهسسم ‪ ،‬وأن يأخسسذوا‬
‫‪35‬‬
‫حظهم منه‪.‬‬
‫ن ذكرهم وحسسدهم هنسسا للعنايسسة بهسسم وتسسوجيه‬ ‫لك ّ‬
‫الخطاب لهم ‪ :‬ل ينفي كونه مرسل إلى الناس‬
‫كافسسة ‪ ،‬بسسدليل اليسسات والحسساديث المتسسواترة‬
‫المعروفة فسسي عمسسوم بعثتسسه ‪ ، ‬مثسسل قسسوله‬
‫َ‬
‫ل الل ّس ِ‬
‫ه‬ ‫سسسو ُ‬ ‫س ‪ ،‬إ ِن ّسسي َر ُ‬ ‫ل ‪ :‬يا أي َّها الّنا ُ‬ ‫تعالى ‪ :‬قُ ْ‬
‫ن‬ ‫جاب َِر ب ْ ِ‬ ‫ميعا ً ]العراف ‪ [158 /7‬فعن َ‬ ‫ج ِ‬‫م َ‬ ‫إ ِل َي ْك ُ ْ‬
‫ُ‬ ‫َ‬
‫ت‬ ‫طيسس ُ‬ ‫ل ‪ " :‬أع ْ ِ‬ ‫ي ‪َ ‬قسسا َ‬ ‫ن الن ِّبسس ّ‬ ‫ع َْبسسد ِ الّلسسهِ ‪ ،‬أ ّ‬
‫خمسا ل َم يعط َه َ‬
‫ب‬ ‫ت ب ِسسالّرع ْ ِ‬ ‫ص سْر ُ‬ ‫حد ٌ قَب ِْلي ‪ :‬ن ُ ِ‬ ‫نأ َ‬ ‫ْ ُْ ُ ّ‬ ‫َ ْ ً‬
‫َ‬
‫دا‬ ‫ج ً‬ ‫سسس ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ض َ‬ ‫ت ِلسسي الْر ُ‬ ‫جعَِلسس ْ‬ ‫شسسهْرٍ ‪ ،‬وَ ُ‬ ‫سسسيَرة َ َ‬ ‫م ِ‬ ‫َ‬
‫ص سلةَُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ه ال ّ‬ ‫مِتي أد َْركت ْس ُ‬ ‫نأ ّ‬ ‫م ْ‬‫ل ِ‬ ‫ج ٍ‬ ‫ما َر ُ‬ ‫وَطُهوًرا ‪ ،‬فأي ّ َ‬
‫ح سد ٍ‬ ‫َ‬
‫ل ِل َ‬ ‫حس ّ‬ ‫م تَ ِ‬ ‫م وَلس ْ‬ ‫َ‬ ‫مغَسسان ِ ُ‬ ‫ت ل ِسسي ال َ‬ ‫حل ّ ْ‬ ‫ل ‪ ،‬وَأ ُ ِ‬ ‫ص ّ‬ ‫فَل ْي ُ َ‬
‫ة ‪ ،‬وَ َ‬ ‫ُ‬
‫ث‬ ‫ي ي ُب ْعَ س ُ‬ ‫ن الن ّب ِس ّ‬ ‫كا َ‬ ‫فاع َ َ‬ ‫ش َ‬ ‫ت ال ّ‬ ‫طي ُ‬ ‫قَب ِْلي ‪ ،‬وَأع ْ ِ‬
‫‪36‬‬
‫ة"‬ ‫م ً‬ ‫عا ّ‬ ‫س َ‬ ‫ة وَب ُعِث ْ ُ َ‬ ‫إ َِلى قَوْ ِ‬
‫ت إ ِ َلى الّنا ِ‬ ‫ص ً‬ ‫خا ّ‬ ‫مه ِ َ‬
‫ل الّلسسهِ ‪، ‬‬ ‫سو َ‬ ‫ن َر ُ‬ ‫ن ع َب ْد ِ الل ّهِ ‪ ،‬أ ّ‬ ‫جاب ِ َُر ب ْ ِ‬ ‫وعن َ‬
‫َ‬
‫حد ٌ قَب ِْلسسي ‪:‬‬ ‫نأ َ‬ ‫م ي ُعْط َهُ ّ‬ ‫سا ل َ ْ‬ ‫م ً‬ ‫خ ْ‬ ‫ت َ‬ ‫طي ُ‬ ‫ل ‪ " :‬أع ْ ِ‬ ‫َقا َ‬
‫ي‬ ‫ت ل ِس َ‬ ‫جعِل َس ْ‬ ‫شسهْرٍ ‪ ،‬وَ ُ‬ ‫سسسيَرة َ َ‬ ‫م ِ‬ ‫ب َ‬ ‫ت ب ِسسالّرع ْ ِ‬ ‫صسْر ُ‬ ‫نُ ِ‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫مِتسسي‬ ‫نأ ّ‬ ‫م ْ‬ ‫ل ِ‬ ‫ج ٍ‬ ‫ما َر ُ‬ ‫دا وَط َُهوًرا ‪ ،‬وَأي ّ َ‬ ‫ج ً‬ ‫س ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ض َ‬ ‫اْلْر ُ‬
‫م‪،‬‬ ‫ي ال ْغَن َسسائ ِ ُ‬ ‫ت ل ِس َ‬ ‫حل ّس ْ‬ ‫ل ‪ ،‬وَأ ُ ِ‬ ‫صس ّ‬ ‫صَلة ُ فَل ْي ُ َ‬ ‫ه ال ّ‬ ‫أد َْرك َت ْ ُ‬
‫َ‬
‫ُ‬
‫ة‪،‬‬ ‫فاع َ َ‬ ‫شس َ‬ ‫ت ال ّ‬ ‫طي س ُ‬ ‫حسد ٍ قَب ْل ِسسي ‪ ،‬وَأع ْ ِ‬ ‫ل ِل َ َ‬ ‫حس ّ‬ ‫م تَ ِ‬ ‫وَل َس ْ‬

‫‪ -‬التفسير القرآني للقرآن س موافقا للمطبوع ‪(906 / 11) -‬‬ ‫‪35‬‬

‫ح ال ْب ُ َ‬
‫خارِيّ )‪( 335‬‬ ‫حي ُ‬
‫ص ِ‬
‫‪َ -‬‬
‫‪36‬‬

‫‪27‬‬
‫ت‬‫ة ‪ ،‬وَب ُعِث ْس ُ‬ ‫صس ً‬‫خا ّ‬
‫مهِ َ‬‫ث إ ِل َسسى قَسوْ ِ‬‫ي ي ُب ْعَس ُ‬‫ن الن ّب ِ ّ‬ ‫كا َ‬‫وَ َ‬
‫‪37‬‬
‫ة"‬ ‫م ً‬
‫عا ّ‬‫س َ‬ ‫ِ‬ ‫إ َِلى الّنا‬
‫َ‬ ‫حقّ ال ْ َ‬ ‫لَ َ‬
‫ن أي‬ ‫مُنو َ‬ ‫م ل ي ُؤ ْ ِ‬ ‫على أك ْث َرِه ِ ْ‬
‫م فَهُ ْ‬ ‫ل َ‬ ‫قو ْ ُ‬ ‫قد ْ َ‬
‫لقد وجب العذاب على أكثر أهل مكة ‪ ،‬وهو ما‬
‫جل عليهسسم فسسي أم الكتسساب أنهسسم ل يؤمنسسون‬ ‫س ّ‬
‫بالقرآن وبمحمد ‪ ، ‬وهسسم السسذين علسسم الل ّسسه‬
‫أنهسسم يموتسسون علسسى الكفسسر ‪ ،‬ويصسسرون عليسسه‬
‫طوال حياتهم‪.‬‬
‫وقد صدق ما أخبر به القرآن ‪ ،‬ووقع كما أخسسبر‬
‫به ‪ ..‬فإن أكثر هؤلء المشركين السسذين شسسهدوا‬
‫مطسسالع السسدعوة السسسلمية ‪ ،‬لسسم يسسدخلوا فسسى‬
‫السسسلم ‪ ،‬فسسإنه خلل ثلث وعشسسرين سسسنة سسس‬
‫وهى مدة الرسالة السلمية س مسسات كسسثير مسسن‬
‫هؤلء المشركين على شركه ‪ ،‬ومسسن لسسم يمسست‬
‫منهم على فراش الموت مات قتيل فى ميدان‬
‫القتال مع المسسسلمين ‪ ..‬ومسسن امتسد ّ بسسه الجسسل‬
‫وأدرك الفتح ‪ ،‬ودخل فى دين الّله مع الداخلين‬
‫س ظل ممسكا بشركه فى صسسدره ‪ ،‬حسستى مسسات‬
‫دة مسسسع‬ ‫عليسسسه ‪ ،‬أو مسسسات فسسسى حسسسروب السسسر ّ‬
‫‪38‬‬
‫دين ‪..‬‬ ‫المرت ّ‬
‫والمراد بالقول ‪ :‬الحكم والقضاء الزلي ‪ ،‬وهسسو‬
‫سسسبق علسسم الل ّسسه بنهايسساتهم ‪ ،‬ل بطريسسق الجسسبر‬
‫واللجاء ‪ ،‬بل باختيارهم وإصرارهم على الكفر‬
‫‪ ،‬وفي هذا تطمين للنبي ‪ ‬حتى ل يجزع ول‬
‫يأسف على عدم إيمانهم به‪.‬‬
‫ن )‪ ( 6504‬صحيح‬ ‫حّبا َ‬
‫ن ِ‬
‫ح اب ْ ِ‬
‫حي ُ‬
‫ص ِ‬
‫‪َ -‬‬
‫‪37‬‬

‫‪ -‬التفسير القرآني للقرآن س موافقا للمطبوع ‪(907 / 11) -‬‬ ‫‪38‬‬

‫‪28‬‬
‫ثسسم ضسسرب الّلسسه تعسسالى مثل لتصسسميمهم علسسى‬
‫الكفر وأنه ل سبيل إلسسى إيمسسانهم ‪ ،‬فقسسال ‪ :‬إ ِن ّسسا‬
‫ن‬‫ذقسسا ِ‬ ‫ي إ ِل َسسى اْل َ ْ‬
‫غلًل ‪ ،‬فَهِس َ‬ ‫م أَ ْ‬ ‫جعَْلنا فِسسي أ َ ْ‬
‫عنسساقِهِ ْ‬ ‫َ‬
‫ن أي إنسسا جعلنسسا أيسسديهم مشسسدودة‬ ‫حسسو َ‬ ‫م ُ‬ ‫ق َ‬‫م ْ‬
‫م ُ‬‫فَهُ ْ‬
‫إلى أعناقهم بالقيود ‪ ،‬تمنعهم من فعل شيء ‪،‬‬
‫فصاروا مرفسسوعي السسرؤوس خافضسسي البصسسار‪.‬‬
‫وهسسسذا يعنسسسي أن الّلسسسه جعلهسسسم كسسسالمغلولين‬
‫المقمحيسسسن )الرافعسسسي رؤوسسسسهم الغاضسسسي‬
‫أبصارهم( في أنهم ل يلتفتون إلسسى الحسسق ‪ ،‬ول‬
‫يوجهون أنظارهم نحوه ‪ ،‬وهم أيضا كالقسسائمين‬
‫بين سسسدين ‪ ،‬ل يبصسسرون أمسسامهم ول خلفهسسم ‪،‬‬
‫وأنهم متعامون عن النظر في آيات الّله ‪ ،‬كمسسا‬
‫قال ‪ :‬وجعْلنا من بي َ‬
‫م‬
‫فِهسس ْ‬ ‫خل ْ ِ‬ ‫ن َ‬‫م ْ‬
‫دا وَ ِ‬ ‫س ّ‬
‫م َ‬ ‫ديهِ ْ‬
‫ن أي ْ ِ‬ ‫ِ ْ َْ ِ‬ ‫َ َ َ‬
‫ن أي تأكيسسدا‬ ‫ص سُرو َ‬ ‫م ل ي ُب ْ ِ‬ ‫م فَهُ س ْ‬ ‫ش سْيناهُ ْ‬‫دا ‪ ،‬فَأ َغ ْ َ‬‫س ّ‬
‫َ‬
‫لما سبق في تصوير حالتهم أنهم بتعاليهم عسسن‬
‫النظسسر فسسي آيسسات الل ّسسه جعلسسوا كمسسن أحسساط بسسه‬
‫سسسدان مسسن المسسام والخلسسف ‪ ،‬فمنعسساه مسسن‬
‫النظر ‪ ،‬فهو ل يبصر شيئا ‪ ،‬وهسسؤلء ل ينتفعسسون‬
‫بخير ‪ ،‬ول يهتدون إليه لنا غطينا أبصارهم عسسن‬
‫الحق‪.‬‬
‫"والغلل السستي جعلهسسا الل ّسسه فسسى أعنسساق هسسؤلء‬
‫المشركين ‪ ،‬هي أغلل معنوية‪.‬‬
‫فسسإن السسذي ينظسسر إليهسسم ‪ ،‬وهسسم ماضسسون علسسى‬
‫طريق الشرك ‪ ،‬ل يلتفتون إلى هذا النور الذي‬
‫عن يمينهم وعن شمالهم ‪ ،‬ومن أمسسامهم ومسسن‬
‫خلفهم س يخّيل إليه أن فى أعناق القوم أطواقا‬

‫‪29‬‬
‫من حديسسد ‪ ،‬قسسد شسسلت حركسسة رءوسسسهم ‪ ،‬فلسسم‬
‫‪39‬‬
‫يقدروا على إلفاتها يمينا أو شمال ‪"..‬‬
‫دا مسسن بيسسن‬‫أما وقد جعل الّله سس سسسبحانه سس سس ّ‬
‫دا مسسن خلفهسسم ‪،‬‬ ‫أيديهم أي مسسن أمسسامهم ‪ ،‬وس س ّ‬
‫فقسسد أحكسسم سسسد المنافسسذ عليهسسم مسسن جميسسع‬
‫الجهات ‪ ،‬وأصبحوا وقسسد أغلقسست عليهسسم منافسسذ‬
‫النظسسسر إلسسسى العسسسالم الخسسسارجي ‪ ،‬وصسسساروا‬
‫محصورين فى عالمهم الذي ل شىء فيسسه غيسسر‬
‫الضسسلل والظلم ‪ ..‬فيمينهسسم وشسسمالهم مغلسسق‬
‫عليهم أبدا بحكم هذا الطوق الذي طوقوا به ‪..‬‬
‫وأمسسامهم وخلفهسسم ‪ ..‬مسسسدودان ‪ ..‬فسسإذا أداروا‬
‫وجوههم إلى أي اتجاه ‪ ،‬لم يتغير حالهم ‪ ،‬ولسسم‬
‫يرتفع عنهم سد مسسن هسسذه السسسدود المضسسروبة‬
‫عليهسسسم ‪ ،‬حيسسسث يلزمهسسسم هسسسذان السسسسدان‬
‫المضسسروبان عليهسسم مسسن أمسسام ومسسن خلسسف ‪..‬‬
‫فعلى أي اتجاه يكونسسون ‪ ،‬يكسسون السسسدان مسسن‬
‫خلفهم ومن أمامهم ‪ ..‬أمسسا عسسن أيمسسانهم وعسسن‬
‫شمائلهم ‪ ،‬فالطوق قسسائم بسسوظيفته فيهسسم فسسى‬
‫كل حال ‪..‬‬
‫وهذه الصورة إعجاز من إعجسساز القسسرآن ‪ ،‬فسسى‬
‫تجسيد المعاني ‪ ،‬وفى بعث الحيسساة ‪ ،‬والحركسسة‬
‫فى الجمادات والساكنات ‪ ..‬حيث نرى الكسسافر‬
‫هنا وقد أدخل فى سجن محكم ‪ ،‬مطبق عليه ‪،‬‬
‫‪40‬‬
‫ل يرى منه النور أبدا‪.‬‬

‫‪ -‬التفسير القرآني للقرآن س موافقا للمطبوع ‪(909 / 11) -‬‬ ‫‪39‬‬

‫‪ -‬التفسير القرآني للقرآن س موافقا للمطبوع ‪(909 / 11) -‬‬ ‫‪40‬‬

‫‪30‬‬
‫وفيه إشارة إلى ما يقع لهؤلء المشسسركين مسسن‬
‫هسسذه اليسسات السستي سسسلطها الل ّسسه عليهسسم ‪ ،‬مسسن‬
‫الغلل والسسسدود ‪ ،‬فلقسسد أقسسامت هسسذه الفسسات‬
‫غشسساوة علسسى عيسسونهم ‪ ،‬فهسسم ل يبصسسرون ‪..‬‬
‫وكيف يبصر من عاش فى هذه الحدود السستي ل‬
‫تتجاوز محيط جسده ؟ وما ذا يبصر لو كان لسسه‬
‫‪41‬‬
‫أن يبصر ؟ ‪.‬‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫م‬‫مأ ْ‬ ‫م أأن ْسذ َْرت َهُ ْ‬‫سسسواٌء ع َل َي ْهِ س ْ‬
‫ونتيجة لما سبق ‪ :‬وَ َ‬
‫ن أي إن إنسسذارك لهسسؤلء‬ ‫م ل ي ُؤ ْ ِ‬
‫من ُسسو َ‬ ‫م ت ُن ْسذ ِْرهُ ْ‬‫ل َس ْ‬
‫المصسسرين علسسى كفرهسسم وعسسدمه سسسواء ‪ ،‬فل‬
‫ينفعهم النذار ‪ ،‬ما داموا غير مستعدين لقبسسول‬
‫الحسسق ‪ ،‬والخضسسوع لنسسداء الّلسسه ‪ ،‬والنظسسر فسسي‬
‫الدلئل الدالة على صسسدق رسسسالة النسسبي ‪، ‬‬
‫والتأمل في عجسسائب الكسسون المشسساهدة الدالسسة‬
‫على وجود الّله تعالى ووحدانيته‪.‬‬
‫"إنهم لن يتحولوا عن حالهم السستي هسسم فيهسسا ‪،‬‬
‫فلقسسد جمسسدوا علسسى حسسالتهم تلسسك ‪ ،‬كمسسا تحنسسط‬
‫ت َوالّنسسذ ُُر‬ ‫الموتى فى توابيتها » َوما ت ُغِْني اْليسسا ُ‬
‫ن « )‪ 101‬يسسونس( وإذا فل‬ ‫من ُسسو َ‬ ‫ن قَ سوْم ٍ ل ي ُؤ ْ ِ‬ ‫عَس ْ‬
‫يقسسف النسسبي كسسثيرا عنسسد هسسؤلء المشسسركين السسذين‬
‫وقفسسوا مسسن السسدعوة هسسذا الموقسسف المحسساد ّ لهسسا ‪،‬‬
‫‪42‬‬
‫المتربص بها ‪"..‬‬
‫أما نفع النذار ‪ ،‬فهو كما ذكر تعالى ‪ :‬إ ِّنما ت ُن ْذ ُِر‬
‫ب‪،‬‬ ‫ن ب ِسسال ْغَي ْ ِ‬
‫حم س َ‬
‫ي الّر ْ‬‫شس َ‬ ‫خ ِ‬‫ن ات ّب َسعَ ال سذ ّك َْر ‪ ،‬وَ َ‬
‫مس ِ‬ ‫َ‬
‫َ‬
‫م‪ ،‬أي إنمسسا ينفسسع‬ ‫جسسرٍ ك َ ِ‬
‫ريسس ٍ‬ ‫فسسَرةٍ وَأ ْ‬‫مغْ ِ‬
‫شسسْره ُ ب ِ َ‬‫فَب َ ّ‬

‫‪ -‬التفسير القرآني للقرآن س موافقا للمطبوع ‪(910 / 11) -‬‬ ‫‪41‬‬

‫‪ -‬التفسير القرآني للقرآن س موافقا للمطبوع ‪(910 / 11) -‬‬ ‫‪42‬‬

‫‪31‬‬
‫إنذارك السسذين آمنسسوا بسسالقرآن العظيسسم واتبعسسوا‬
‫أحكسسامه وشسسرائعه ‪ ،‬وخسسافوا عقسساب الل ّسسه قبسسل‬
‫حسسدوثه ومعاينسسة أهسسواله ‪ ،‬أو خشسسوا الل ّسسه قبسسل‬
‫رؤيتسسه ‪ ،‬فهسسؤلء بشسسرهم بمغفسسرة لسسذنوبهم ‪،‬‬
‫ورضوان من الّله ‪ ،‬وأجر كريم ونعيم مقيم هسسو‬
‫م‬
‫ن َرب ّهُس ْ‬‫ش سو ْ َ‬‫خ َ‬‫ن يَ ْ‬‫ذي َ‬‫ن ال ّس ِ‬ ‫الجنة‪ .‬ونظير اليسسة ‪ :‬إ ِ ّ‬
‫َ‬
‫ج سٌر ك َِبي سٌر ]الملسسك ‪/67‬‬ ‫مغْفِ سَرة ٌ ‪ ،‬وَأ ْ‬‫م َ‬ ‫ب ل َهُ ْ‬
‫ِبال ْغَي ْ ِ‬
‫‪.[12‬‬
‫" فليسسوجه النسسبي وجهسسه كلسسه إلسسى المسسؤمنين ‪،‬‬
‫وليعطهم جهده كله ‪ ،‬ففى هسسذا الميسسدان يثمسسر‬
‫عمله ‪ ،‬ويقع موقعه من أهله ‪..‬‬
‫وفى قصر النذار على من اتبع السسذكر وخشسسى‬
‫الرحمسسن بسسالغيب سسس فسسى هسسذا إشسسارة إلسسى‬
‫الستعداد الفطري لليمان عند هؤلء المنذرين‬
‫‪ ،‬وأنهم بفطرتهم السليمة كانوا واليمان السسذي‬
‫يدعون إليه على موعد ‪ ،‬بل إنهسسم فسسى انتظسسار‬
‫له ‪ ،‬وشوق إليه ‪ ،‬قبل أن يطلع عليهم ‪..‬‬
‫وفى جعل الخشية ‪ ،‬للرحمن ‪ ،‬إشارة إلى أنهسسا‬
‫خشية إجلل وتعظيم ‪ .. ،‬خشية حب وتسسوقير ‪،‬‬
‫ل خشية جبروت وقهر ‪ ..‬إنها خشية » الرحمن‬
‫‪43‬‬
‫« الذي وسعت رحمته كل شىء ‪"..‬‬
‫ثم أكسد الّلسه تعسسالى حصسول الجسزاء للمسسؤمنين‬
‫وتى ‪،‬‬ ‫مسس ْ‬‫ي ال ْ َ‬‫حسس ِ‬
‫ن نُ ْ‬‫حسس ُ‬‫وغيرهسسم ‪ ،‬فقسسال ‪ :‬إ ِّنسسا ن َ ْ‬
‫م أي إننسسا قسسادرون فعل‬ ‫موا َوآثاَرهُ ْ‬ ‫ب ما قَد ّ ُ‬ ‫وَن َك ْت ُ ُ‬
‫علسسسى إحيسسساء المسسسوتى ‪ ،‬وبعثهسسسم أحيسسساء مسسسن‬
‫قبورهم ‪ ،‬ونحن الذين ندّون لهم كل ما قدموه‬
‫‪ -‬التفسير القرآني للقرآن س موافقا للمطبوع ‪(911 / 11) -‬‬ ‫‪43‬‬

‫‪32‬‬
‫وأسلفوه مسسن عمسسل صسسالح أو سسسيء ‪ ،‬وتركسسوا‬
‫مسسن أثسسر طيسسب أو خسسبيث ‪ ،‬أي نكتسسب ونسسسجل‬
‫أعمسسالهم السستي باشسسروها بأنفسسسهم ‪ ،‬وآثسسارهم‬
‫التي أثروهسسا وخلفوهسسا مسسن بعسسدهم ‪ ،‬فنجزيهسسم‬
‫علسى ذلسك إن خيسرا فخيسر ‪ ،‬وإن شسرا فشسر ‪،‬‬
‫فمن عمل على نشر الفضيلة جوزي بها ‪ ،‬ومن‬
‫عمد إلى نشر الرذيلة والسوء في الملهسسي أو‬
‫الكتب الخليعة يحاسب عليها‪.‬‬
‫"وفى هذا التقرير يتأكد للمؤمنين إيمانهم بهذا‬
‫ن‬ ‫ريرِ ْبسس ِ‬ ‫ج ِ‬ ‫ن َ‬ ‫الغيب ‪ ،‬وتزداد خشيتهم لّله ‪ "..‬فعَ ْ‬
‫سسسا‬ ‫جُلو ً‬ ‫ُ‬ ‫ل اللهِ ‪‬‬ ‫سو ِ‬ ‫عن ْد َ َر ُ‬ ‫ل‪ :‬ك ُّنا ِ‬ ‫ع َب ْد ِ اللهِ َقا َ‬
‫جَتاِبي‬ ‫م ْ‬ ‫فاة ٌ ع َُراة ٌ ُ‬ ‫ح َ‬ ‫م ُ‬ ‫جاَء قَوْ ٌ‬ ‫صد ْرِ الن َّهاِر‪ ،‬فَ َ‬ ‫ِفي َ‬
‫ف‬ ‫ّ‬ ‫م العََباُء‪ ،‬أوْ َقا َ‬‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫سسسُيو ِ‬ ‫دي ال ّ‬ ‫قل ِ‬ ‫مت َ َ‬ ‫ل‪ُ :‬‬ ‫مارِ ع َلي ْهِ ُ‬ ‫الن ّ َ‬
‫َ‬
‫ت‬ ‫ض سَر‪ ،‬فََرأي ْس ُ‬ ‫م َ‬ ‫ن ُ‬ ‫مس ْ‬ ‫م ِ‬ ‫ل ك ُل ّهُ ْ‬ ‫ضَر ب َ ْ‬ ‫م َ‬ ‫ن ُ‬ ‫م ْ‬ ‫م ِ‬ ‫مت ُهُ ْ‬ ‫عا ّ‬ ‫َ‬
‫َ‬
‫ن‬‫مس َ‬ ‫م ِ‬ ‫مسسا َرأى ب ِهِس ْ‬ ‫ل اللهِ ‪ ‬ي َت َغَي ّسُر ل َ ّ‬ ‫سو ِ‬ ‫ه َر ُ‬ ‫ج َ‬ ‫وَ ْ‬
‫ّ‬ ‫َ‬ ‫ً‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ال ْ َ‬
‫صلى‬ ‫م فَ َ‬ ‫مَر ب ِلل فَأَقا َ‬ ‫ج‪ ،‬فَأ َ‬ ‫خَر َ‬ ‫م َ‬ ‫ل ثُ ّ‬ ‫خ َ‬ ‫ة‪ ،‬فَد َ َ‬ ‫فاقَ ِ‬
‫َ‬
‫قسسوا‬ ‫س ات ّ ُ‬ ‫ل‪} ":‬ي َسسا أي ّهَسسا الن ّسسا ُ‬ ‫قسسا َ‬ ‫ب فَ َ‬ ‫خط َ َ‬ ‫الظ ّهَْر فَ َ‬
‫حسسسد َةٍ {‬ ‫س َوا ِ‬ ‫فسسس ٍ‬ ‫ن نَ ْ‬ ‫مسسس ْ‬ ‫م ِ‬ ‫قك ُسسس ْ‬ ‫خل ْ َ‬‫ذي َ‬ ‫م ال ّسسس ِ‬ ‫َرب ّك ُسسس ُ‬
‫َ‬
‫ن‬ ‫ذي َ‬ ‫ل‪َ } :‬يسا أي ّهَسسا ال ّس ِ‬ ‫م قَسسا َ‬ ‫ة‪ ،‬ث ُس ّ‬ ‫]النسسساء‪ [1 :‬اْلي َس ُ‬
‫ت ل َِغسسد ٍ {‬ ‫م ْ‬ ‫ما قَد ّ َ‬ ‫س َ‬ ‫ف ٌ‬ ‫ه وَل ْت َن ْظ ُْر ن َ ْ‬ ‫قوا الل َ‬ ‫مُنوا ات ّ ُ‬ ‫آ َ‬
‫ه‪،‬‬ ‫ن ِدين َسسارِ ِ‬ ‫مس ْ‬ ‫ل ِ‬ ‫جس ٌ‬ ‫صسد ّقَ َر ُ‬ ‫ة‪ ،‬ت َ َ‬ ‫]الحشر‪ [18 :‬اْلي َ ُ‬
‫صسساِع‬ ‫ن َ‬ ‫مس ْ‬ ‫ه‪ِ ،‬‬ ‫صاِع ب ُّر ِ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫ه‪ِ ،‬‬ ‫ن ث َوْب ِ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ه‪ِ ،‬‬ ‫م ِ‬ ‫ن د ِْرهَ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ِ‬
‫َ‬
‫ل‪ :‬وَأَتاهُ‬ ‫ة" َقا َ‬ ‫مَر ٍ‬ ‫شقّ ت َ ْ‬ ‫ل‪ ":‬وَل َوْ ب ِ ِ‬ ‫حّتى َقا َ‬ ‫ه"‪َ ،‬‬ ‫مرِ ِ‬ ‫تَ ْ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ن‬ ‫هأ ْ‬ ‫فس ُ‬ ‫ت كَ ّ‬ ‫ة‪ ،‬قَ سد ْ ك َسساد َ ْ‬ ‫ص سّر ٍ‬ ‫صسسارِ ب ِ ُ‬ ‫ن اْلن ْ َ‬ ‫مس َ‬ ‫ل ِ‬ ‫ج ٌ‬ ‫َر ُ‬
‫ت ع َن ْهَسسا فَ سد َفَعََها إ ِل َسسى‬ ‫ج سَز ْ‬ ‫ل ق َ سد ْ ع َ ِ‬ ‫جَز ع َن َْها ب َس ْ‬ ‫ت َعْ ِ‬
‫ت‪،‬‬ ‫صسد ََقا ِ‬ ‫س ِفي ال ّ‬ ‫ل اللهِ ‪ ، ‬فَت ََتاب َعَ الّنا ُ‬ ‫سو ِ‬ ‫َر ُ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ن‬ ‫مس ْ‬ ‫ن ِ‬ ‫مي ْ ِ‬ ‫كسوْ َ‬ ‫ل اللسهِ ‪‬‬ ‫سسسو ِ‬ ‫ن ي َد َيْ َر ُ‬ ‫ت ب َي ْ َ‬ ‫فََرأي ْ ُ‬
‫‪33‬‬
‫ل اللسسهِ ‪‬‬ ‫سسسو ِ‬ ‫ه َر ُ‬ ‫جسس ُ‬ ‫ل وَ ْ‬ ‫جَعسس َ‬ ‫ب‪ ،‬وَ َ‬ ‫ط ََعسسام ٍ وَث ِ َ َيسسا ٍ‬
‫ن ِفسسي‬ ‫سسس ّ‬ ‫ن َ‬ ‫مسس ْ‬ ‫ل‪َ ":‬‬ ‫ة‪ ،‬وََقسسا َ‬ ‫مذ ْهََبسس ٌ‬ ‫ه ُ‬ ‫كسسأن ّ ُ‬ ‫ل َ‬ ‫ي َت َهَّلسس ُ‬
‫َ‬ ‫كان ل َس َ‬
‫ن‬ ‫مس ْ‬ ‫ج سُر َ‬ ‫جُرهَسسا وَأ ْ‬ ‫هأ ْ‬ ‫ُ‬ ‫ة َ َ‬ ‫سن َ ً‬ ‫ح َ‬ ‫ة َ‬ ‫سن َ ً‬ ‫سَلم ِ َ‬ ‫اْل ِ ْ‬
‫ُ‬ ‫َ‬
‫يٌء‪،‬‬ ‫ش ْ‬ ‫م َ‬ ‫جورِه ِ ْ‬ ‫نأ ُ‬ ‫م ْ‬ ‫ص ِ‬ ‫ق َ‬ ‫ن ي َن ْ ُ‬ ‫ن غ َي ْرِ أ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫ل ب َِها ِ‬ ‫م َ‬ ‫عَ ِ‬
‫ن ع َل َي ْس ِ‬
‫ه‬ ‫ة ك َسسا َ‬ ‫س سي ّئ َ ً‬ ‫ة َ‬ ‫س سن ّ ً‬ ‫س سَلم ِ ُ‬ ‫ن ِفي اْل ِ ْ‬ ‫س ّ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫وَ َ‬
‫َ‬
‫ن‬ ‫ن غ َي ْسرِ أ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫ن ب َعْد ِهِ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ل ب َِها ِ‬ ‫م َ‬ ‫ن عَ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ها وَوِْزُر َ‬ ‫وِْزُر َ‬
‫م ِفسسي‬ ‫َ‬ ‫م َ‬ ‫َ‬
‫سسسل ِ ٌ‬ ‫م ْ‬ ‫ه ُ‬ ‫ج ُ‬ ‫خَر َ‬ ‫يٌء" أ ْ‬ ‫ش ْ‬ ‫ن أوَْزارِه ِ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫ص ِ‬ ‫ق َ‬ ‫ي َن ْ ُ‬
‫‪44‬‬
‫ح‬ ‫حي ِ‬ ‫ص ِ‬ ‫ال ّ‬
‫َ‬
‫ي‪- -‬‬ ‫ن الن ّب ِس ّ‬ ‫ِ‬ ‫قِع ‪ ،‬ع َ س‬ ‫سس َ‬ ‫ن اْل ْ‬ ‫ِ‬ ‫ة ب ْس‬ ‫ن َواث ِل َس َ‬ ‫وَع َ س ْ‬
‫َ‬
‫مسسا‬ ‫جُرهَسسا َ‬ ‫هأ ْ‬ ‫ة فَل َس ُ‬ ‫سسن َ ً‬ ‫ح َ‬ ‫ة َ‬ ‫سسن ّ ً‬ ‫ن ُ‬ ‫سس ّ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫ل‪َ ":‬‬ ‫َقا َ‬
‫ك‪،‬‬ ‫حت ّسسى ت ُْتسَر َ‬ ‫مسات ِهِ َ‬ ‫م َ‬ ‫حَيسات ِهِ وَب َعْسد َ َ‬ ‫ل ب ِهِ ِفسي َ‬ ‫م َ‬ ‫عُ ِ‬
‫ك‪،‬‬ ‫حّتسسى ت ُْتسسَر َ‬ ‫مَها َ‬ ‫ة فَعَل َي ْهِ إ ِث ْ ُ‬ ‫سي ّئ َ ً‬ ‫ة َ‬ ‫سن ّ ً‬ ‫ن ُ‬ ‫س ّ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫وَ َ‬
‫جسَرى ع َل َي ْس ِ‬
‫ه‬ ‫ل الل ّسهِ َ‬ ‫سسِبي ِ‬ ‫طا ِفي َ‬ ‫مَراب ِ ً‬ ‫ت ُ‬ ‫ما َ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫وَ َ‬
‫مةِ " ‪َ .‬رَواهُ‬ ‫قَيا َ‬ ‫م ال ِ‬‫ْ‬ ‫ث ي َوْ َ‬ ‫حّتى ي ُب ْعَ َ‬ ‫ط َ‬ ‫مَراب ِ ِ‬ ‫ْ‬
‫ل ال ُ‬ ‫م ُ‬ ‫عَ َ‬
‫‪45‬‬
‫ر‬
‫ِ‬ ‫ي ِفي ال ْك َِبي‬ ‫الط ّب ََران ِ ّ‬
‫ل الل ّسهِ ‪-‬‬ ‫سو َ‬ ‫َ‬ ‫وروى مسلم ع َ َ‬
‫ن َر ُ‬ ‫ن أِبى هَُري َْرة َ أ ّ‬ ‫ْ‬
‫ه‬ ‫مل ُ ُ‬ ‫ه عَ َ‬ ‫قط َعَ ع َن ْ ُ‬ ‫ن ان ْ َ‬ ‫سا ُ‬ ‫ت ال ِن ْ َ‬ ‫ما َ‬ ‫ذا َ‬ ‫ل » إِ َ‬ ‫‪َ - ‬قا َ‬
‫ع‬
‫فس ُ‬ ‫عل ْسم ٍ ي ُن ْت َ َ‬ ‫جارِي َةٍ أ َوْ ِ‬ ‫صد َقَةٍ َ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫ن ث َل َث َةٍ إ ِل ّ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫إ ِل ّ ِ‬
‫َ‬
‫عو ل َ ُ‬ ‫ب ِهِ أوْ وَل َد ٍ َ‬
‫‪46‬‬
‫ه «‪.‬‬ ‫ح ي َد ْ ُ‬ ‫صال ِ ٍ‬
‫ثم ذكر تعسسالى أن كتابسسة الثسسار ل تقتصسسر علسسى‬
‫الناس ‪ ،‬وإنما تتنسساول جميسسع الشسسياء ‪ ،‬فقسسال ‪:‬‬
‫ن أي لقسسد‬ ‫َ‬ ‫ل َ‬ ‫وَك ُ ّ‬
‫مِبيس ٍ‬ ‫صسْيناه ُ فِسسي ِإمسسام ٍ ُ‬ ‫ح َ‬ ‫يٍء أ ْ‬ ‫شس ْ‬
‫‪ - 44‬شسسعب اليمسسان ‪ ( 3048) (26 / 5) -‬وصسسحيح مسسسلم )‬
‫‪- ( 2398‬المجتسسساب ‪ :‬اللبسسسس ‪-‬المذهبسسسة ‪ :‬الشسسسىء الممسسسوه‬
‫بالذهب ‪-‬النمار ‪ :‬جمسسع نمسسرة وهسسى كسسساء فيسسه خطسسوط بيسسض‬
‫وسود تلبسه العراب‬
‫‪ - 45‬المعجم الكبير للطبراني ‪ ( 17645) (450 / 15) -‬حسن‬
‫‪ - 46‬صحيح مسلم)‪( 4310‬‬
‫‪34‬‬
‫ضبطنا وأحصينا كسسل شسسيء مسسن أعمسسال العبسساد‬
‫وغيرهم في أم الكتسساب وهسسو اللسسوح المحفسسوظ‬
‫جل فيه جميع ما يتعلق بالكائنات ‪ ،‬كما‬ ‫الذي س ّ‬
‫ل‬‫ضسس ّ‬ ‫ب ل يَ ِ‬ ‫كتا ٍ‬
‫عن ْد َ َرّبي ِفي ِ‬ ‫مها ِ‬ ‫ْ‬
‫عل ُ‬‫قال تعالى ‪ِ :‬‬
‫َرّبي َول ي َْنسى ]طه ‪ [52 /20‬وقال سسسبحانه ‪:‬‬
‫صِغيرٍ وَك َِبي ٍ‬
‫ر‬ ‫ل َ‬ ‫يٍء فَعَُلوه ُ ِفي الّزب ُرِ ‪ ،‬وَك ُ ّ‬
‫ش ْ‬‫ل َ‬‫وَك ُ ّ‬
‫ست َط ٌَر ]القمر ‪.[53 - 52 /54‬‬ ‫م ْ‬‫ُ‬
‫ومضات‬
‫هذا الكتاب مؤلف مسسن جنسسس هسسذه الحسسرف ‪،‬‬
‫وهي في متنساول المخساطبين بسه مسن العسرب‪.‬‬
‫ولكنه ‪ -‬مسع هسسذا ‪ -‬هسسو ذلسسك الكتسساب المعجسسز ‪،‬‬
‫الذي ل يملكون أن يصوغوا من تلسسك الحسسروف‬
‫مثله‪ .‬الكتاب الذي يتحداهم مسسرة ومسسرة ومسسرة‬
‫أن يسسسأتوا بمثلسسسه ‪ ،‬أو بعشسسسر سسسسور مثلسسسه ‪ ،‬أو‬
‫بسسسورة مسسن مثلسسه فل يملكسسون لهسسذا التحسسدي‬
‫جوابا!‬
‫والشأن في هذا العجاز هو الشسسأن فسسي خلسسق‬
‫الّله جميعا‪ .‬وهو مثل صنع الّله فسسي كسسل شسسيء‬
‫وصنع الناس ‪ ..‬إن هذه التربة الرضسسية مؤلفسسة‬
‫من ذرات معلومة الصسسفات‪ .‬فسسإذا أخسسذ النسساس‬
‫هذه الذرات فقصارى ما يصوغونه منها لبنة أو‬
‫آجرة‪ .‬أو آنية أو أسطوانة ‪ ،‬أو هيكسسل أو جهسساز‪.‬‬
‫كائنا في دقته مسا يكسون ‪ ..‬ولكسن الّلسه المبسدع‬
‫يجعسسل مسسن تلسسك السسذرات حيسساة‪ .‬حيسساة نابضسسة‬
‫خافقسسسة‪ .‬تنطسسسوي علسسسى ذلسسسك السسسسر اللهسسسي‬
‫المعجسسز ‪ ..‬سسسر الحيسساة ‪ ..‬ذلسسك السسسر السسذي ل‬
‫يستطيعه بشر ‪ ،‬ول يعرف سره بشر ‪ ..‬وهكذا‬
‫‪35‬‬
‫القرآن ‪ ..‬حروف وكلمسسات يصسسوغ منهسسا البشسسر‬
‫كلما وأوزانا ‪ ،‬ويجعل منها الّله قرآنا وفرقانسسا ‪،‬‬
‫والفرق بين صنع البشسر وصسنع الل ّسسه مسن هسذه‬
‫الحروف والكلمات ‪ ،‬هو الفرق ما بين الجسسسد‬
‫الخامد والسسروح النسسابض ‪ ..‬هسسو الفسسرق مسسا بيسسن‬
‫‪47‬‬
‫صورة الحياة وحقيقة الحياة!‬
‫يقسسسم الّلسسه سسسبحانه بهسسذين الحرفيسسن ‪» :‬يسسا‪.‬‬
‫سين« كما يقسم بالقرآن الحكيم‪ .‬وهذا الجمع‬
‫بين الحسسرف المقطعسة والقسسرآن يرجسح السسوجه‬
‫الذي اخترنسساه فسسي تفسسسير هسسذه الحسسرف فسسي‬
‫أوائل السور والعلقة بين ذكرها وذكر القرآن‪.‬‬
‫وأن آيسسة كسسونه مسسن عنسسد الل ّسسه ‪ ،‬اليسسة السستي ل‬
‫يتدبرونها فيردهم القرآن إليها ‪ ،‬أنه مصوغ من‬
‫جنس هذه الحرف الميسرة لهم ولكن نسسسقه‬
‫التفكيري والتعبيري فوق مسسا يملكسسون صسسياغته‬
‫من هذه الحروف‪.‬‬
‫ن‬
‫قسسْرآ ِ‬‫ويصف القرآن ‪ -‬وهو يقسم به ‪ -‬بأنه »ال ْ ُ‬
‫م«‪ .‬والحكمة صفة العاقل‪ .‬والتعبير على‬ ‫كي ِ‬ ‫ال ْ َ‬
‫ح ِ‬
‫هسسذا النحسسو يخلسسع علسسى القسسرآن صسسفة الحيسساة‬
‫والقصد والرادة‪ .‬وهي من مقتضيات أن يكون‬
‫حكيما‪ .‬ومع أن هذا مجاز إل أنه يصسسور حقيقسسة‬
‫ويقربهسسا‪ .‬فسسإن لهسسذا القسسرآن لروحسسا! وإن لسسه‬
‫لصفات الحسسي السسذي يعاطفسسك وتعسساطفه حيسسن‬
‫تصفي له قلبك وتصغي له روحك! وإنك لتطلع‬
‫منه على دخائل وأسرار كلما فتحسست لسه قلبسسك‬
‫وخلصت له بروحسسك! وإنسسك لتشسستاق منسسه إلسسى‬
‫‪ -‬فى ظلل القرآن س موافقا للمطبوع ‪(38 / 1) -‬‬ ‫‪47‬‬

‫‪36‬‬
‫ملمسسح وسسسمات ‪ ،‬كمسسا تشسستاق إلسسى ملمسسح‬
‫الصديق وسماته ‪ ،‬حين تصسساحبه فسسترة وتسسأنس‬
‫به وتستروح ظلله! ولقد كان رسول الّله ‪ -‬‬
‫‪ -‬يحب أن يسمع تلوة القرآن من غيره ويقسسف‬
‫على البواب ينصت إذا سسمع مسن داخلهسسا مسن‬
‫يرتل هذا القسرآن‪ .‬كمسا يقسف الحسبيب وينصست‬
‫لسيرة الحبيب! والقسسرآن حكيسسم‪ .‬يخسساطب كسسل‬
‫أحد بما يدخل في طوقه‪ .‬ويضرب علسسى السسوتر‬
‫الحساس في قلبه‪ .‬ويخاطبه بقدر‪.‬‬
‫ويخاطبه بالحكمة التي تصلحه وتوجهه‪.‬‬
‫والقسسرآن حكيسسم‪ .‬يربسسي بحكمسسة ‪ ،‬وفسسق منهسسج‬
‫عقلي ونفسي مستقيم‪ .‬منهسسج يطلسسق طاقسسات‬
‫البشر كلها مع توجيهها الوجه الصسسالح القسسويم‪.‬‬
‫ويقرر للحياة نظاما كذلك يسسسمح بكسسل نشسساط‬
‫بشري في حدود ذلك المنهج الحكيم‪.‬‬
‫يقسم الّله سبحانه بياء وسين والقرآن الحكيم‬
‫علسسى حقيقسسة السسوحي والرسسسالة إلسسى الرسسسول‬
‫ط‬
‫صسسرا ٍ‬ ‫علسسى ِ‬ ‫ن َ‬‫س سِلي َ‬ ‫ن ال ْ ُ‬
‫مْر َ‬ ‫ك لَ ِ‬
‫مس َ‬ ‫الكريم ‪» :‬إ ِن ّس َ‬
‫م« ‪..‬‬ ‫قي ٍ‬‫ست َ ِ‬
‫م ْ‬ ‫ُ‬
‫وما به سبحانه من حاجسسة إلسسى القسسسم‪ .‬ولكسسن‬
‫هذا القسم منه ‪ -‬جل جلله ‪ -‬بالقرآن وحروفسسه‬
‫‪ ،‬يخلع علسسى المقسسسم بسسه عظمسسة وجلل ‪ ،‬فمسسا‬
‫يقسم الّله سبحانه إل بأمر عظيم ‪ ،‬يرتفع إلسسى‬
‫ن‬ ‫ك لَ ِ‬
‫مسسس َ‬ ‫درجسسسة القسسسسم بسسسه واليميسسسن! »إ ِّنسسس َ‬
‫ن« ‪ ..‬والتعبير على هسسذا النحسسو يسسوحي‬ ‫سِلي َ‬
‫مْر َ‬ ‫ال ْ ُ‬
‫بسسأن إرسسسال الرسسسل أمسسر مقسسرر ‪ ،‬لسسه سسسوابق‬
‫مقررة‪.‬‬
‫‪37‬‬
‫فليسسس هسسو السسذي يسسراد إثبسساته‪ .‬إنمسسا المسسراد أن‬
‫يثبسسست هسسسو أن محمسسسدا ‪ -  -‬مسسسن هسسسؤلء‬
‫المرسسسلين‪ .‬ويخسساطبه هسسو بهسسذا القسسسم ‪ -‬ول‬
‫يوجهه إلى المنكرين المكذبين ‪ -‬ترفعا بالقسم‬
‫وبالرسسسول وبالرسسسالة عسسن أن تكسسون موضسسع‬
‫جدل أو مناقشة‪ .‬إنما هو الخبار المباشسسر مسسن‬
‫الّله للرسول‪.‬‬
‫ط‬
‫صسسسسرا ٍ‬
‫علسسسسى ِ‬ ‫ن َ‬‫سسسسسِلي َ‬ ‫ن ال ْ ُ‬
‫مْر َ‬ ‫ك لَ ِ‬
‫مسسسس َ‬ ‫»إ ِّنسسسس َ‬
‫م« ‪..‬وهسسذا بيسسان لطبيعسسة الرسسسالة بعسسد‬ ‫قي ٍ‬‫سست َ ِ‬
‫م ْ‬‫ُ‬
‫بيان حقيقسسة الرسسسول‪ .‬وطبيعسسة هسسذه الرسسسالة‬
‫الستقامة‪ .‬فهسسي قائمسسة كحسسد السسسيف ل عسسوج‬
‫فيهسسا ول انحسسراف ‪ ،‬ول التسسواء فيهسسا ول ميسسل‪.‬‬
‫الحق فيها واضح ل غموض فيه ول التباس‪ .‬ول‬
‫يميل مع هوى ول ينحسسرف مسسع مصسسلحة‪ .‬يجسسده‬
‫من يطلبه في يسر وفي دقة وفي خلوص‪.‬‬
‫وهي لستقامتها ‪ -‬بسيطة ل تعقيد فيها ول لف‬
‫ول دوران‪ .‬ل تعقسسسد المسسسور ول توقسسسع فسسسي‬
‫إشكالت مسسن القضسسايا والتصسسورات والشسسكال‬
‫الجدلية‪ .‬وإنما تصدع بالحق في أبسسسط صسسورة‬
‫من صوره ‪ ،‬وأعراها عن الشسسوائب والخلط ‪،‬‬
‫وأغناها عن الشرح ‪ ،‬وتفصيص العبارات وتوليد‬
‫الكلمسسات ‪ ،‬والسسدخول بالمعسساني فسسي السسدروب‬
‫والمنحنيات! يمكن أن يعيش بها ومعها البسسادي‬
‫والحاضسسر ‪ ،‬والمسسي والعسسالم ‪ ،‬وسسساكن الكسسوخ‬
‫وساكن العمارة ويجد فيها كسسل حسساجته ويسسدرك‬
‫منها ما تستقيم به حياته ونظامه وروابطه فسسي‬
‫يسر ولين‪.‬‬
‫‪38‬‬
‫وهسسي مسسستقيمة مسسع فطسسرة الكسسون ونسساموس‬
‫الوجسسسود ‪ ،‬وطبيعسسسة الشسسسياء والحيسسساء حسسسول‬
‫النسان ‪ ،‬فل تصدم طبائع الشسسياء ‪ ،‬ول تكلسسف‬
‫النسان أن يصدمها ‪ ،‬إنما هي مسسستقيمة علسسى‬
‫نهجهسسا ‪ ،‬متناسسسقة معهسسا ‪ ،‬متعاونسسة كسسذلك مسسع‬
‫سائر القوانين التي تحكم هذا الوجود وما فيسسه‬
‫ومن فيه‪.‬‬
‫وهي من ثم مستقيمة على الطريق إلى الّله ‪،‬‬
‫واصسلة إليسه موصسلة بسه ‪ ،‬ل يخشسى تابعهسا أن‬
‫يضل عن خسسالقه ‪ ،‬ول أن يلتسسوي عسسن الطريسسق‬
‫إليه‪ .‬فهو سالك دربا مستقيما واصل ينتهسسي بسسه‬
‫إلى رضوان الخالق العظيم‪.‬‬
‫والقسسرآن هسسو دليسسل هسسذا الصسسراط المسسستقيم‪.‬‬
‫وحيثما سار النسان معه وجد هسسذه السسستقامة‬
‫في تصويره للحق ‪ ،‬وفي التسسوجيه إليسسه ‪ ،‬وفسسي‬
‫أحكامه الفاصلة في القيم ‪ ،‬ووضسسع كسسل قيمسسة‬
‫في موضعها الدقيق‪.‬‬
‫م« ‪..‬يعسسرف الل ّسسه عبسساده‬ ‫حي س ِ‬
‫زي سزِ الّر ِ‬ ‫ل ال ْعَ ِ‬
‫زي َ‬ ‫»ت َن ْ ِ‬
‫بنفسه في مثل هذه المواضع ‪ ،‬ليدركوا حقيقة‬
‫ما نزل إليهم‪ .‬فهو العزيز القوي الذي يفعل ما‬
‫يريد‪ .‬وهو الرحيم بعبسساده السسذي يفعسسل بهسسم مسسا‬
‫يفعل ‪ ،‬وهو يريد بهم الرحمة فيما يفعل‪.‬‬
‫فأما حكمة هذا التنزيل فهي النسسذار والتبليسسغ ‪:‬‬
‫ُ‬
‫ن« ‪..‬‬‫م غافُِلو َ‬ ‫وما ً ما أن ْذ َِر آباؤ ُهُ ْ‬
‫م فَهُ ْ‬ ‫»ل ِت ُن ْذ َِر قَ ْ‬
‫والغفلة أشد ما يفسد القلوب‪ .‬فالقلب الغافل‬
‫قلب معطل عن وظيفته‪ .‬معطل عن اللتقسساط‬
‫والتأثر والستجابة‪.‬‬
‫‪39‬‬
‫تمر به دلئل الهدى أو يمر بها دون أن يحسسسها‬
‫أو يدركها‪ .‬ودون أن ينبض أو يستقبل‪ .‬ومن ثم‬
‫كان النذار هو أليق شسسيء بالغفلسسة السستي كسسان‬
‫فيهسسا القسسوم ‪ ،‬السسذين مضسست الجيسسال دون أن‬
‫ينذرهم منذر ‪ ،‬أو ينبههم منبه‪.‬‬
‫فهم من ذرية إسماعيل ولم يكن لهم بعده من‬
‫رسسسسسول‪ .‬فالنسسسسذار قسسسسد يسسسسوقظ الغسسسسافلين‬
‫المستغرقين في الغفلة ‪ ،‬الذين لم يسسأتهم ولسسم‬
‫يأت آباءهم نذير‪.‬‬
‫ثم يكشف عن مصير هؤلء الغافلين وعما نزل‬
‫بهسم مسن قسدر الّلسه ‪ ،‬وفسق مسا علسم الّلسه مسن‬
‫قلوبهم ومن أمرهم‪.‬‬
‫ق سو ْ ُ‬
‫ل‬ ‫ْ‬
‫حسقّ ال َ‬ ‫ق سد ْ َ‬ ‫َ‬
‫ما كان منسسه ومسسا سسسيكون ‪» :‬ل َ‬
‫َ‬
‫ن« ‪..‬‬ ‫مُنو َ‬ ‫م فَهُ ْ‬
‫م ل ي ُؤ ْ ِ‬ ‫على أك ْث َرِه ِ ْ‬
‫َ‬
‫لقد قضي في أمرهسسم ‪ ،‬وحسسق قسسدر الل ّسسه علسسى‬
‫أكسسثرهم ‪ ،‬بمسسا علمسسه مسسن حقيقتهسسم ‪ ،‬وطبيعسسة‬
‫مشاعرهم‪ .‬فهم ل يؤمنون‪.‬‬
‫وهذا هو المصير الخير للكثرين‪ .‬فإن نفوسهم‬
‫محجوبة عن الهدى مشدودة عسسن رؤيسسة دلئلسسه‬
‫أو استشعارها‪.‬‬
‫وهنسسسا يرسسسسم مشسسسهدا حسسسسيا لهسسسذه الحالسسسة‬
‫النفسية ‪ ،‬يصورهم كأنهم مغلولسسون ممنوعسسون‬
‫قسرا عن النظسسر ‪ ،‬محسسال بينهسسم وبيسسن الهسسدى‬
‫واليمسسان بسسالحواجز والسسسدود ‪ ،‬مغطسسى علسسى‬
‫م‬‫عناقِهِ ْ‬ ‫جعَْلنا ِفي أ َ ْ‬ ‫أبصارهم فل يبصرون ‪» :‬إ ِّنا َ‬
‫ن‪.‬‬ ‫حسسو َ‬ ‫م ُ‬‫ق َ‬‫م ْ‬
‫م ُ‬‫ن ‪ ،‬فَُهسس ْ‬ ‫ذقسسا ِ‬‫ي إ َِلسسى اْل َ ْ‬
‫غلًل ‪ ،‬فَِهسس َ‬ ‫أَ ْ‬

‫‪40‬‬
‫وجعْلنا من بي َ‬
‫دا‪.‬‬‫سس ّ‬‫م َ‬ ‫خل ْ ِ‬
‫فه ِ س ْ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬‫دا وَ ِ‬‫س ّ‬‫م َ‬ ‫ديهِ ْ‬ ‫ن أي ْ ِ‬‫ِ ْ َْ ِ‬ ‫َ َ َ‬
‫ن« ‪..‬‬ ‫صُرو َ‬ ‫م ل ي ُب ْ ِ‬ ‫م فَهُ ْ‬ ‫فَأ َغ ْ َ‬
‫شْيناهُ ْ‬
‫إن أيسسديهم مشسسدودة بسسالغلل إلسسى أعنسساقهم ‪،‬‬
‫موضوعة تحت أذقانهم‪ .‬ومن ثم فإن رؤوسهم‬
‫مرفوعة قسرا ‪ ،‬ل يملكون أن ينظروا بها إلسسى‬
‫المام! ومن ثم فهسسم ل يملكسسون حريسسة النظسسر‬
‫والرؤية وهم في هذا المشهد العنيف!‬
‫وهم إلى هذا محال بينهم وبين الحسسق والهسسدى‬
‫بسد من أمامهم وسد مسن خلفهسسم فلسسو أرخسي‬
‫الشد فنظروا لم تنفذ أبصارهم كذلك من هسسذه‬
‫السسسدود! وقسسد سسسدت عليهسسم سسسبيل الرؤيسسة‬
‫وأغشسسيت أبصسسارهم بسسالكلل! ومسسع عنسسف هسسذا‬
‫المشهد الحسي وشدته فسسإن النسسسان ليلتقسسي‬
‫بأناس من هذا النوع ‪ ،‬يخيل إليه وهم ل يسسرون‬
‫الحق الواضح ول يدركونه أن هنالك حائل عنيفا‬
‫كهذا بينهم وبينه‪ .‬وأنه إذا لم تكن هسسذه الغلل‬
‫فسسي اليسسدي ‪ ،‬وإذا لسسم تكسسن السسرؤوس مقمحسسة‬
‫ومجسسسبرة علسسسى الرتفسسساع ‪ ،‬فسسسإن نفوسسسسهم‬
‫وبصائرهم كذلك ‪ ..‬مشدودة عن الهدى قسسسرا‬
‫وملفوتسسة عسسن الحسسق لفتسسا‪ .‬وبينهسسا وبيسسن دلئل‬
‫الهدى سد من هنا وسد من هناك‪ .‬وكذلك كان‬
‫أولئك السسذين واجهسسوا هسسذا القسسرآن بمثسسل ذلسسك‬
‫النكار والجحود‪ .‬وهسو يصسدع بالحجسسة ‪ ،‬ويسسدلي‬
‫بالبرهسسان‪ .‬وهسسو بسسذاته حجسسة ذات سسسلطان ل‬
‫يتماسك لها إنسان‪.‬‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫»وسسسواٌء ع َل َيهسس َ‬
‫مل‬ ‫م ت ُْنسسذ ِْرهُ ْ‬ ‫م َلسس ْ‬‫مأ ْ‬ ‫م أأْنسسذ َْرت َهُ ْ‬ ‫ِْ ْ‬ ‫َ َ‬
‫ن« ‪..‬فلقد قضى الّله فيهسسم بسسأمره ‪ ،‬بمسسا‬ ‫مُنو َ‬ ‫ي ُؤ ْ ِ‬
‫‪41‬‬
‫علمسسه مسسن طبيعسسة قلسسوبهم السستي ل ينفسسذ إليهسسا‬
‫اليمان‪ .‬ول ينفع النذار قلبا غير مهيأ لليمان ‪،‬‬
‫مشسسدود عنسسه ‪ ،‬محسسال بينسسه وبينسسه بالسسسدود‪.‬‬
‫فالنذار ل يخلق القلسسوب ‪ ،‬إنمسسا يسسوقظ القلسسب‬
‫ع‬
‫ن ات ّب َس َ‬‫مس ِ‬ ‫الحي المستعد للتلقسسي ‪» :‬إ ِّنمسسا ت ُن ْسذ ُِر َ‬
‫شسسسْرهُ‬ ‫ب ‪ ،‬فَب َ ّ‬ ‫ن ب ِسسسال ْغَي ْ ِ‬‫حمسسس َ‬ ‫ي الّر ْ‬ ‫شسسس َ‬ ‫خ ِ‬ ‫السسسذ ّك َْر وَ َ‬
‫َ‬
‫م« ‪..‬‬ ‫ري ٍ‬‫جرٍ ك َ ِ‬ ‫فَرةٍ وَأ ْ‬ ‫مغْ ِ‬ ‫بِ َ‬
‫والسذكر يسراد بسه هنسا القسرآن ‪ -‬علسى الرجسح ‪-‬‬
‫والذي اتبع القسسرآن ‪ ،‬وخشسسي الرحمسسن دون أن‬
‫يراه ‪ ،‬هو الذي ينتفع بالنذار ‪ ،‬فكأنه هو وحسسده‬
‫الذي وجه إليه النذار‪ .‬وكأنما الرسول ‪-  -‬‬
‫قد خصه به ‪ ،‬وإن كان قسسد عمسسم‪ .‬إل أن أولئك‬
‫حيل بينهم وبين تلقيه ‪ ،‬فانحصر فسسي مسسن اتبسسع‬
‫الذكر وخشي الرحمن بالغيب‪.‬‬
‫وهذا يسسستحق التبشسسير بعسسد انتفسساعه بالنسسذار ‪:‬‬
‫َ‬
‫م« ‪ ..‬المغفرة عمسسا‬ ‫ري ٍ‬ ‫جرٍ ك َ ِ‬ ‫فَرةٍ وَأ ْ‬ ‫مغْ ِ‬ ‫شْره ُ ب ِ َ‬‫»فَب َ ّ‬
‫يقع فيه من الخطايا غير مصر‪ .‬والجسر الكريسم‬
‫على خشية الرحمن بالغيب ‪ ،‬واتباعه لما أنزل‬
‫الرحمن من الذكر‪ .‬وهما متلزمان في القلب‪.‬‬
‫فما تحل خشية الّله في قلب إل ويتبعها العمل‬
‫بما أنزل‪ .‬والستقامة على النهج الذي أراد‪.‬‬
‫وهنا يؤكد وقوع البعث ودقة الحسسساب ‪ ،‬السسذي‬
‫وتى ‪،‬‬ ‫مس ْ‬ ‫ي ال ْ َ‬‫حسس ِ‬ ‫ن نُ ْ‬ ‫حسس ُ‬ ‫ل يفسسوته شسسي ء ‪» :‬إ ِّنسسا ن َ ْ‬
‫َ‬ ‫م ‪ ،‬وَك ُ ّ‬
‫صْيناهُ‬ ‫ح َ‬ ‫يٍء أ ْ‬ ‫ش ْ‬ ‫ل َ‬ ‫موا َوآثاَرهُ ْ‬ ‫ب ما قَد ّ ُ‬ ‫وَن َك ْت ُ ُ‬
‫ن« ‪..‬‬ ‫مِبي ٍ‬ ‫ِفي ِإمام ٍ ُ‬
‫وإحيسسساء المسسسوتى هسسسو إحسسسدى القضسسسايا السسستي‬
‫استغرقت جدل طسسويل‪ .‬وسسسيرد منسسه فسسي هسسذه‬
‫‪42‬‬
‫السورة أمثلة منوعة‪ .‬وهو ينسسذرهم أن كسسل مسسا‬
‫قسسدمت أيسسديهم مسسن عمسسل ‪ ،‬وكسسل مسسا خلفتسسه‬
‫أعمالهم من آثار ‪ ،‬كلها تكتب وتحصى ‪ ،‬فل يند‬
‫منها شيء ول ينسى‪ .‬والّله سسسبحانه هسسو السسذي‬
‫يحيسسي المسسوتى ‪ ،‬وهسسو السسذي يكتسسب مسسا قسسدموا‬
‫وآثارهم ‪ ،‬وهو الذي يحصي كسسل شسسيء ويثبتسسه‪.‬‬
‫فل بد إذن من وقوع هذا كله على الوجه السسذي‬
‫يليق بكل ما تتوله يد الّله‪.‬‬
‫والمسسام المسسبين‪ .‬واللسسوح المحفسسوظ‪ .‬وأمثالهسسا‪.‬‬
‫أقرب تفسير لها هو علسسم الل ّسسه الزلسسي القسسديم‬
‫‪48‬‬
‫وهو بكل شيء محيط‪.‬‬
‫وقال دروزة ‪:‬‬
‫أما اليات فقد احتوت ‪:‬‬
‫‪ - 1‬توكيدا للنبي ‪ ‬بصسسدق رسسسالته وصسسحة‬
‫نسبة التنزيل القرآني إلى الّله وقوة إحكسسامه ‪،‬‬
‫وكونه على الطريق القويم لينذر قوما غسسافلين‬
‫لم ينذر آباؤهم‪.‬‬
‫‪ - 2‬وحملة شديدة على معظم القوم الذين لم‬
‫ينتفعسسوا بالنسسذار ووقفسسوا مسسن السسدعوة موقسسف‬
‫الجحود والعناد حتى كأنمسسا ضسسرب عليهسسم س سد ّ‬
‫حجب عنهم رؤية الحق‪ .‬وكأنما قّيدت رؤوسهم‬
‫بالغلل فعجسسزوا عسسن تحريكهسسا يمنسسة أو يسسسرة‬
‫لستبانة طريق الهدى‪.‬‬
‫‪ - 3‬وتسلية للنبي صلى الّله عليه وسسسلم‪ .‬فهسسو‬
‫إنما أرسل لينذر النسساس وينتفسسع بإنسسذاره السسذين‬
‫حسنت نياتهم وصسسدقت رغبسساتهم فسسي الحسسق ‪،‬‬
‫‪ -‬في ظلل القرآن ‪ ،‬ج ‪ ، 5‬ص ‪2958 :‬‬ ‫‪48‬‬

‫‪43‬‬
‫واستشسسعروا بخسسوف ربهسسم فسسآمنوا بسسه واتبعسسوا‬
‫قرآنسسه ورسسسوله فاسسستحقوا مغفرتسسه وأجسسره‬
‫الكريم‪.‬‬
‫ّ‬
‫‪ - 4‬وتقريرا ربانيا بأن الله سوف يحيي النسساس‬
‫بعد موتهم وأنه يسجل عليهم جميع مسسا فعلسسوه‬
‫فسسي حيسساتهم وخلفسسوه مسسن تبعسسات بعسسد مسسوتهم‬
‫تسجيل دقيقا وواضحا‪.‬‬
‫وعلى كل حال فاليسسات بسسسبيل تطميسسن النسسبي‬
‫‪ ‬وتثبيته إزاء ما كان يلقسساه مسسن قسسومه مسسن‬
‫عنسساد وجحسسود ومنسساوأة‪ .‬وأسسسلوبها قسسوي نافسسذ‪.‬‬
‫والراجسسح أنهسسا نزلسست فسسي ظسسرف كسسان لهسسم أو‬
‫لبعضهم موقف شديد من ذلك أثسسار النسسبي ‪‬‬
‫وآلمسسه فاقتضسست حكمسسة التنزيسسل اليحسساء بهسسا‬
‫للتطمين والتثبيت من جهسسة والتنديسسد والتقريسسع‬
‫والنذار من جهة أخرى‪.‬‬
‫واليات ]‪ [9 - 7‬قد توهم أن الكفار قد وقفوا‬
‫موقف الجحود والعناد بتحسستيم ربسساني لسسم يكسسن‬
‫لهم منسسه منسساص‪ .‬غيسسر أن السسترّوي فيهسسا وفيمسسا‬
‫قبلها وما بعدها يؤيد التأويل السسذي أّولناهسسا بسسه‪.‬‬
‫فاليسسة ]‪ [10‬تسسذكر أن النسسبي ‪ ‬إنمسسا عليسسه‬
‫إنذار من اّتبع الذكر وخشسسي الرحمسسن وبعبسسارة‬
‫أخرى من صدقت رغبته في اّتباع الحق‪ .‬وهسسذا‬
‫يعني أيضا أن الكفار إنما وقفوا موقفهم لخبث‬
‫نّيتهم وعزوفهم عن الحق فحقّ عليهم القسسول‪.‬‬
‫ن في اليسسة ]‬ ‫مي َ‬ ‫ه ال ّ‬
‫ظال ِ ِ‬ ‫ل الل ّ ُ‬
‫ض ّ‬
‫فهي من باب وَي ُ ِ‬
‫ل ب ِسهِ إ ِّل‬
‫ضس ّ‬
‫‪ [27‬من سسسورة إبراهيسسم ‪،‬و}َومسسا ي ُ ِ‬
‫ن فسسي اليسسة ]‪ [26‬مسسن سسسورة البقسسرة‬ ‫قي َ‬ ‫اْلفا ِ‬
‫س ِ‬
‫‪44‬‬
‫ه ع َل َْيهسسا‬
‫ل ط َب َسعَ الل ّس ُ‬‫ف ب َس ْ‬‫م قُُلوُبنسسا غ ُل ْس ٌ‬ ‫و}وَ قَوْل ِهِ ْ‬
‫م فسسي اليسسة ]‪ [155‬مسسن سسسورة النسسساء‬ ‫فرِه ِ ْ‬‫ب ِك ُ ْ‬
‫مت َك َب ّسرٍ َ‬
‫جب ّسساٍر‬ ‫ب ُ‬ ‫ل قَل ْس ِ‬‫على ك ُ ّ‬ ‫ه َ‬‫ك ي َط ْب َعُ الل ّ ُ‬ ‫‪،‬و َ‬
‫كذل ِ َ‬
‫في الية ]‪ [35‬من سورة غافر‪ .‬وهسسذا التأويسسل‬
‫هو الكثر انسجاما مع حكمسسة الل ّسسه تعسسالى فسسي‬
‫إرسسسسال الرسسسسل ودعسسسوة النسسساس وإنسسسذارهم‬
‫وتبشيرهم وبيسسان طسسرق الهسسدى والضسسلل لهسسم‬
‫وتعيين مصائرهم الخروية وفق سلوكهم‪ .‬وهو‬
‫الكثر اتساقا مع الحملة الشديدة التي احتوتها‬
‫اليات على الكفار والمناوئين ‪...‬‬
‫وإلى هذا فإنه يتبادر لنا أن أسلوب اليسسات قسسد‬
‫جاء أيضا بسبيل تسجيل واقع أمر الكفار حيسسن‬
‫نزولها وحسب وليس علسسى سسسبيل تأييسسد عسسدم‬
‫إيمانهم سواء أنذروا أم لم ينذروا بدليل يقينسسي‬
‫هو أن كثيرا منهم قد آمنسسوا فيمسسا بعسسد وحسسسن‬
‫إيمانهم ونالوا رضاء الّله‪.‬‬
‫فاليات قد وردت بهذا السسسلوب لتكسسون أبلسسغ‬
‫في التطمين والتثسسبيت‪ .‬وفسسي تسسوجيه الخطسساب‬
‫للنبي ‪ ‬في اليات التي قبلها وما فيها مسسن‬
‫عطف وتأييد وثناء وما في الية التي بعدها من‬
‫إيعاز له بسسأنه إنمسسا ينسسذر ذوي النفسسوس الطيبسسة‬
‫والرغبسسات والصسسادقة ‪ ،‬وأن لسسه فيهسسم الغنسساء‬
‫والعزاء ‪ -‬قرائن قوية على ذلك أيضا‪.‬‬
‫واليات مصدر إلهسسام وتلقيسسن مسسستمر المسسدى‪.‬‬
‫سسسواء أفيمسسا احتسسوته مسسن ثنسساء وبشسسرى لسسذوي‬
‫النفوس الطيبة والرغبات الصسسادقة أم فسسي مسسا‬
‫احتسوته مسن حملسة تنديديسة شسديدة علسى ذوي‬
‫‪45‬‬
‫السرائر الخبيثة الذين يكون ديسسدنهم المكسسابرة‬
‫فسسي الحسسق واليغسسال فسسي الباطسسل أم فسسي مسسا‬
‫احتسسوته مسسن تثسسبيت وتطميسسن يلهمسسان السسدعاة‬
‫والقادة والزعماء والمصلحين قوة يتغلبون بهسسا‬
‫علسسى مسسا يلقسسونه فسسي طريقهسسم مسسن عقبسسات‬
‫‪49‬‬
‫ومصاعب‪".‬‬
‫ما ترشد إليه اليات‬
‫أرشدت اليات إلى ما يأتي ‪:‬‬
‫‪ - 1‬القرآن الكريم معجزة النسسبي ‪ ‬الخالسسدة‬
‫إلى يوم القيامة ‪ ،‬وهو تنزيل من رب العالمين‬
‫‪ ،‬ل يأتيه الباطل من بين يديه ول من خلفه‪.‬‬
‫‪ - 2‬الرسول محمد ‪ ‬رسول من عند الّلسسه ‪،‬‬
‫أرسله الّله بالهسسدى وديسسن الحسسق ‪ ،‬علسسى منهسسج‬
‫وطريق ودين مستقيم هو السلم‪.‬‬
‫‪ - 3‬رسالة النبي ‪ ‬إلى العرب خاصسسة وإلسسى‬
‫الناس كافة ‪ ،‬فلم يبق بعدها عذر لمعتذر‪.‬‬
‫‪ - 4‬إن رؤوس الكفسسر والطغيسسان والعنسساد مسسن‬
‫أهل مكة أو العرب اسسستحقوا الخلسسود فسسي نسسار‬
‫جهنم والعذاب الدائم فيها لنهسسم أصسسروا علسسى‬
‫الكفر ‪ ،‬وأعرضوا عن النظسسر فسسي آيسسات الل ّسسه ‪،‬‬
‫والتأمل في مشاهد الكون ‪ ،‬وقد علم الّله فسسي‬
‫علمه الزلي بقسساءهم علسسى الكفسسر ‪ ،‬لكنسسه أمسسر‬
‫نبيه بدعوتهم إلى دينه لنهم ل يعلمسسون سسسابق‬
‫علم الّله فيهسسم ‪ ،‬ولتعليمنسسا المنهسسج فسسي دعسسوة‬
‫النسساس قاطبسسة إلسسى اليمسسان بسسالّله والقسسرآن‬
‫ورسالة النبي ‪ ‬والبعث والحساب والجزاء‪.‬‬
‫‪ -‬التفسير الحديث لدروزة ‪(22 / 3) -‬‬ ‫‪49‬‬

‫‪46‬‬
‫‪ - 5‬ل أمل بعد هسذا فسسي إنسسذارهم ول نفسع فيسسه‬
‫بعسسد أن سسسدوا علسسى أنفسسسهم منافسسذ الهدايسسة‬
‫ومدارك المعرفة ‪ ،‬ولم تتفتح بصسسائرهم لرؤيسسة‬
‫الحق والنور اللهي‪.‬‬
‫‪ - 6‬إنمسا نفسع النسذار لمسن اسستعد للنظسر فسي‬
‫منهج الحق ‪ ،‬ثم آمسسن بسسالقرآن كتابسسا مسسن عنسسد‬
‫الّله ‪ ،‬وخشي عذاب الّله ونسساره قبسسل المعاينسسة‬
‫والحدوث ‪ ،‬فهذا وأمثاله يغفسسر الل ّسسه لسسه ذنبسسه ‪،‬‬
‫ويدخله الجنة‪.‬‬
‫ّ‬
‫‪ - 7‬البعث حق واليمان به واجب ‪ ،‬والله قسسادر‬
‫عليه ‪ ،‬وسيكون مسسستند الجسسزاء مسسا كتسسب مسسن‬
‫أعمال العباد ‪ ،‬وما تركسسوه مسسن آثسسار صسسالحة أو‬
‫سيئة ‪ ،‬كما أن الّله أحصى كل شسسيء وضسسبطه‬
‫من أمور الكائنات ‪ ،‬فل يخفى عليه شسسيء فسسي‬
‫الرض ول في السماء‪.‬‬
‫ل سسسبب نسسزول اليسسة علسسى أن حسسسنات‬ ‫وقسسد د ّ‬
‫البعيدين عن المسجد مثسسل حسسسنات القريسسبين‬
‫منسسه ‪ ،‬وأنسسه إن تعسسذر عليهسسم القسستراب مسسن‬
‫المسجد أو شقّ عليهم ‪ ،‬فل يلزم القرب منه‪.‬‬
‫سسسسسسسسسسسس‬

‫‪47‬‬
‫قصة أصحاب القرية‬
‫قال تعالى ‪:‬‬
‫ﭑﭒﭓﭔﭕﭖﭗﭘﭙ ﭚﭛﭜﭝﭞﭟﭠﭡﭢﭣﭤ‬
‫ﭥ ﭦﭧﭨﭩﭪﭫﭬﭭﭮﭯﭰﭱﭲﭳﭴﭵ ﭶ‬
‫ﭷﭸﭹﭺﭻﭼ ﭽﭾﭿﮀﮁﮂ ﮃﮄﮅﮆﮇﮈﮉﮊﮋ‬
‫ﮌﮍﮎﮏﮐ ﮑﮒﮓﮔﮕﮖﮗﮘﮙﮚﮛﮜ ﮝ‬
‫ﮞﮟﮠﮡﮢﮣﮤﮥﮦﮧ ﮨﮩﮪﮫﮬﮭﮮﮯ ﮰﮱﯓﯔﯕﯖ‬
‫ﯗﯘﯙ ﯚﯛﯜﯝﯞﯟﯠﯡﯢﯣﯤﯥﯦﯧﯨﯩ ﯯﯯﯯﯯﯯﯯ‬
‫ﯯﯯﯯﯯﯯ ﯯﯯﯯﯯﯯﯯﯯﯼﯽ ﯾﯿﯯﯯﯯﯯ‬
‫ﯯﯯ ﭑ‬
‫شرح الكلمات ‪:‬‬
‫رقم الية ‪ ...‬الكلمة ‪ ...‬معناها‬
‫‪ ... 14‬فَعَّزْزن َسسسا ب ِث َسسسال ِ ٍ‬
‫ث ‪ ...‬قويناهمسسسا وشسسسددنا‬
‫أزرهما برسول ثالث‬
‫م ‪ ...‬لسم نسر علسى وجسوهكم‬ ‫كس ْ‬‫‪ ... 18‬ت َط َي ّْرَنسا ب ِ ُ‬
‫خيرا في عيشنا‬
‫م ‪ ...‬شسسسؤمكم بسسسسبب‬ ‫معَك ُسسس ْ‬‫م ّ‬ ‫‪ ... 19‬ط َسسسائ ُِرك ُ ْ‬
‫أعمالكم وكفركم‬
‫َ‬
‫م ‪ ...‬مسسن أجسسل تسسذكيرنا لكسسم‬ ‫ن ذ ُك ّْرت ُس ْ‬ ‫‪ ... 19‬أئ ِ ْ‬
‫بعبادة الله‬
‫ن ‪ ...‬مجسساوزون الحسسد بكفركسسم‬ ‫سسرُِفو َ‬ ‫م ْ‬ ‫‪ُ ... 19‬‬
‫وشرككم‬
‫سسسَعى ‪ ...‬يسسسرع فسسي مشسسيه لنصسسرة‬ ‫‪ ... 20‬ي َ ْ‬
‫قومه‬
‫‪ ... 22‬فَط ََرِني ‪ ...‬خلقني وحده ل شريك له‬
‫ن ع َّني ‪ ...‬ل تدفع عني‬ ‫‪ ... 23‬ل ت ُغْ ِ‬
‫المناسبة ‪:‬‬

‫‪48‬‬
‫مناسبة ضرب هذا المثسسل هنسسا ‪ ،‬هسسو أن اليسسات‬
‫السابقة كشفت عسسن الطبيعسسة النسسسانية ‪ ،‬وأن‬
‫الناس على طبيعتين ‪ :‬أصسسحاب طبيعسسة متأبي ّسسة‬
‫س عنسسسه ‪ ،‬ل‬ ‫علسسسى الخيسسسر ‪ ،‬مغلقسسسة الحسسسوا ّ‬
‫يستجيبون له مهما جىسسء إليهسسم بسسه مسسن شسستى‬
‫الوسسسائل ‪ ..‬وأصسسحاب طبيعسسة أخسسرى مهيسسأة‬
‫لليمان ‪ ،‬مستعدة له ‪ ،‬متشسوفة إليسه ‪ ،‬ل تكساد‬
‫ب عليهم نسمة من أنسامه العطسسرة ‪ ،‬حسستى‬ ‫ته ّ‬
‫يتنفسوا أنفاسه ‪ ،‬ويملئوا صدورهم بسسه ‪..‬وفسسى‬
‫هذا المثل ‪ ،‬عرض للناس فى طبيعتيهم هسساتين‬
‫‪50‬‬
‫معا ‪..‬‬
‫فبعد بيان حال مشركي العسسرب السسذين أصسسروا‬
‫على الكفر ‪ ،‬ضرب الحق تعالى لهم مثل يشبه‬
‫حالهم في الفراط والغلو في الكفسسر وتكسسذيب‬
‫الدعاة إلى الّله ‪ ،‬وهسسو حسسال أهسسل تلسسك القريسسة‬
‫السسذين كسسذبوا الرسسسل فسسدمرهم الّلسسه بصسسيحة‬
‫واحدة ‪ ،‬فإذا استمر المشركون علسسى عنسسادهم‬
‫واستكبارهم ‪،‬كان إهلكهسسم يسسسيرا كأهسسل هسسذه‬
‫القرية ‪،‬وتكون قصتهم مع رسل الّلسسه ‪ ،‬كقصسسة‬
‫قوم النبي ‪ ‬معه‪.‬‬
‫التفسير والبيان ‪:‬‬
‫ب ال ْ َ‬ ‫َ‬
‫قْرَيسسةِ إ ِذ ْ جاَء َ‬
‫هسسا‬ ‫مث ًَل أ ْ‬
‫صسسحا َ‬ ‫ب ل َُهسس ْ‬
‫م َ‬ ‫ضسسرِ ْ‬
‫َوا ْ‬
‫ن أي واضرب مثل فسسي الغلسسو والعنسساد‬ ‫سُلو َ‬
‫مْر َ‬‫ال ْ ُ‬
‫والكفر يا محمسسد لقومسسك السسذين كسسذبوك بأهسسل‬
‫تلسسك القريسسة حيسسن أرسسسل الّلسسه إليهسسم ثلثسسة‬

‫‪ -‬التفسير القرآني للقرآن س موافقا للمطبوع ‪(913 / 11) -‬‬ ‫‪50‬‬

‫‪49‬‬
‫فكسسذبوهم ‪ ،‬كمسسا كسسذبك قومسسك عنسسادا ‪ ،‬وأصسسر‬
‫الفريقان على التكذيب‪.‬‬
‫والقرية ‪ :‬أنطاكية في رأي جميسسع المفسسسرين ‪،‬‬
‫والمرسسسلون ‪ :‬أصسسحاب عيسسسى عليسسه السسسلم‬
‫أرسسسلهم مقرريسسن لشسسريعته ‪ ،‬فسسي رأي ابسسن‬
‫عباس وكثير من المفسرين‪.‬‬
‫وعقب الخطيب بقوله ‪ " :‬وهذا التأويل للقريسسة‬
‫وللرسل ‪ ،‬ل يقوم له شاهد من القرآن الكريم‬
‫‪ ،‬ول تدل عليه إشارة مسسن إشسساراته القريبسسة أو‬
‫البعيدة ‪ ..‬وإنما هو من واردات أهسسل الكتسساب ‪،‬‬
‫وأخبسسارهم‪ .‬والخسسبر هنسسا وارد مسسن المسسسيحية ‪،‬‬
‫وينسب إلى وهب ابن منّبه ‪ ،‬السسذي تلقسساه مسسن‬
‫المسيحية ‪ ،‬مما يعرف عند المسيحيين بأعمال‬
‫الرسل ‪ ،‬الملحقة بالناجيل‬
‫ول عليسه ‪ ،‬مسا‬ ‫فهذا التأويل س فى نظرنا سس ل يعس ّ‬
‫دام غير مستند إلى دليل مسسن القسسرآن الكريسسم‬
‫ذاته ‪ .‬فالقرآن الكريم س فى رأينا س يفسر بعضه‬
‫بعضا ‪ ،‬وهو كما وصفه الحسسق سسسبحانه وتعسسالى‬
‫ب ت ِْبيانسا ً ل ِ ُ‬
‫كس ّ‬
‫ل‬ ‫كتسا َ‬‫ك ال ْ ِ‬
‫فى قسوله ‪ »:‬وَن َّزْلنسا ع َل َْيس َ‬
‫يٍء « )‪ : 89‬النحل( فكيف ل يكون تبيانا لما‬ ‫ش ْ‬‫َ‬
‫فيه ؟ ‪.‬‬
‫وندع القرية واسمها ‪ ،‬والرسسسل والصسسفة السستي‬
‫لهم س ندع هسسذا الن ‪ ،‬ونعسسرض المثسسل علسسى أن‬
‫القرية واحسسدة مسسن القسسرى المبثوثسسة فسسى هسسذه‬
‫الدنيا ‪ ،‬وأن الرسل ‪ ،‬هم بعض رسل الل ّسسه إلسسى‬
‫عباده ‪..‬‬

‫‪50‬‬
‫فهذه قرية ‪ ،‬قد جاءهسسا رسسسل ‪ ،‬مبعوثسسون مسسن‬
‫عند الّله ‪،‬وقد دعوا أصحابها إلى اليمان ‪ ،‬فلسسم‬
‫يلقسسسسوا منهسسسسم إّل الصسسسسد اللئيسسسسم ‪ ،‬والقسسسسول‬
‫‪51‬‬
‫القبيح ‪"..‬‬
‫قلت ‪ :‬والصواب ما قاله الخطيب ‪.‬‬
‫َ‬
‫س سْلنا إ ِل َي ْهِ س ُ‬
‫م‬ ‫ثم بّين عسسدد الرسسسل فقسسال ‪ :‬إ ِذ ْ أْر َ‬
‫ث ‪َ ،‬فقسساُلوا ‪ :‬إ ِن ّسسا‬ ‫هما ‪ ،‬فَعَّزْزنسسا ِبثسسال ِ ٍ‬ ‫ن فَك َذ ُّبو ُ‬ ‫اث ْن َي ْ ِ‬
‫ن أي حيسسسن أرسسسسلنا إليهسسسم‬ ‫سسسسُلو َ‬‫مْر َ‬ ‫م ُ‬ ‫كسسس ْ‬‫إ ِل َي ْ ُ‬
‫رسولين ‪ ،‬أرسلهما عيسى عليسسه السسسلم بسسأمر‬
‫الل ّسسسه تعسسسالى ‪،‬فبسسسادروا إلسسسى تكسسسذيبهما فسسسي‬
‫الرسسسالة ‪،‬فأيسسدناهما وقويناهمسسا برسسسول ثسسالث‬
‫‪،‬فقالوا لهل تلك القرية ‪ :‬إنسسا مرسسسلون إليكسسم‬
‫من ربكم السسذي خلقكسسم بسسأن تعبسسدوه وحسسده ل‬
‫شريك له ‪ ،‬وتتركوا عبادة الصنام‪.‬‬
‫فتمسكوا كغيرهم من المم بشسسبهة البشسسرية ‪،‬‬
‫مث ُْلنا‬ ‫م إ ِّل ب َ َ‬ ‫َ‬
‫شٌر ِ‬ ‫كما حكى تعالى ‪ :‬قاُلوا ‪ :‬ما أن ْت ُ ْ‬
‫م إ ِّل‬ ‫شسيٍء ‪ ،‬إ َ‬ ‫‪َ ،‬ومسسا أ َن ْسَز َ‬
‫ن أن ْت ُس ْ‬‫ِ ْ‬ ‫ن َ ْ‬ ‫مس ْ‬‫ن ِ‬ ‫حمس ُ‬ ‫ل الّر ْ‬
‫ن أي قسسسال أصسسسحاب القريسسسة للرسسسسل‬ ‫ت َك ْسسسذ ُِبو َ‬
‫الثلثسسة ‪ :‬أنتسسم مثلنسسا بشسسر تسسأكلون الطعسسام‬
‫وتمشون في السواق ‪ ،‬فمن أيسسن لكسسم وجسسود‬
‫دعون الرسسسالة؟‬ ‫مزية تختصون بهسسا علينسسا ‪ ،‬وت س ّ‬
‫والّله الرحمن لم ينزل إليكسسم رسسسالة ول كتابسسا‬
‫دعيه غيركسسم مسسن الرسسسل‬ ‫دعون ‪ ،‬ويسس ّ‬ ‫ممسسا تسس ّ‬

‫‪ - 51‬التفسير القرآني للقرآن س موافقا للمطبوع ‪(913 / 11) -‬‬


‫"قلت ‪ :‬الصواب ما قاله الخطيب فل يجوز التعويل على‬
‫أقاويل أهل الكتاب المخالفة لظاهر القرآن الكريم فهم رسل‬
‫حقيقة والتفاصيل في كتابنا المهذب في تفسير سورة يس "‬
‫‪51‬‬
‫دعون الرسسسالة إل‬ ‫وأتباعهم ‪ ،‬وما أنتسسم فيمسسا ت س ّ‬
‫كاذبون‪.‬‬
‫ن دليل على اعترافهم‬ ‫َ‬
‫وقولهم ‪ :‬ما أن َْز َ‬
‫حم ُ‬ ‫ل الّر ْ‬
‫بوجود الّله ‪ ،‬لكنهم ينكرون الرسالة ‪ ،‬ويعبدون‬
‫الصنام وسائل إلى الّله تعالى‪.‬‬
‫وهذه شبهة كثير من المم المكذبة ‪ ،‬كما أخبر‬
‫ت‬ ‫الّله تعالى عنهم فسسي قسسوله ‪ :‬ذل س َ َ‬
‫ه كسسان َ ْ‬ ‫ك ب ِسأن ّ ُ‬ ‫ِ‬
‫َ‬
‫ت ‪َ ،‬فقسسساُلوا ‪ :‬أب َ َ‬ ‫ْ‬
‫شسسسٌر‬ ‫م ِبال ْب َّينسسسا ِ‬ ‫سسسسل ُهُ ْ‬‫م ُر ُ‬ ‫ت َسسسأِتيهِ ْ‬
‫دوَننا؟ ]التغابن ‪ [6 /64‬أي تعجبوا من ذلسسك‬ ‫ي َهْ ُ‬
‫م إ ِلّ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫ن أن ُْتسس ْ‬ ‫وأنكسسروه‪ .‬وقسسوله تعسسالى ‪ :‬قسسالوا ‪ :‬إ ِ ْ‬
‫شر مث ُْلنا تريسدو َ‬
‫ن ي َعْب ُسد ُ‬ ‫مسسا كسسا َ‬ ‫دونا ع َ ّ‬ ‫صس ّ‬ ‫ن تَ ُ‬ ‫نأ ْ‬ ‫ُ ِ ُ َ‬ ‫بَ َ ٌ ِ‬
‫ْ‬
‫ن ]إبراهيسسم ‪/14‬‬ ‫مِبي س ٍ‬ ‫ن ُ‬ ‫سسسْلطا ٍ‬ ‫ؤنسسا ‪ ،‬فَأُتونسسا ب ِ ُ‬ ‫آبا ُ‬
‫‪.[10‬‬
‫م‬‫م إ ِن ّسسا إ ِل َي ْك ُس ْ‬ ‫فأجابهم الرسل ‪ :‬قاُلوا ‪َ :‬رّبنسسا ي َعْل َس ُ‬
‫ن أي أجابتهم رسلهم الثلثة قائلين ‪:‬‬ ‫سُلو َ‬ ‫مْر َ‬ ‫لَ ُ‬
‫الّله يعلم أنا رسله إليكم ‪ ،‬ولو كنا كذبة عليسسه ‪،‬‬
‫لنتقسسم منسسا أشسسد النتقسسام ‪ ،‬ولكنسسه سسسيعّزنا‬
‫وينصرنا عليكم ‪ ،‬وستعلمون لمن تكون عاقبسسة‬
‫كفسى ِبسالل ّهِ ب َي ِْنسي‬ ‫ل‪َ :‬‬ ‫الدار؟ كقسوله تعسالى ‪ُ :‬قس ْ‬
‫ت‬ ‫سسسماوا ِ‬ ‫م مسسا ِفسسي ال ّ‬ ‫شسسِهيدا ً ‪ ،‬ي َعَْلسس ُ‬ ‫م َ‬ ‫كسس ْ‬ ‫وَب َي ْن َ ُ‬
‫فسسسُروا‬ ‫ل ‪ ،‬وَك َ َ‬ ‫من ُسسسوا ِباْلباط ِسسس ِ‬ ‫نآ َ‬ ‫ذي َ‬ ‫ض ‪َ ،‬وال ّسسس ِ‬ ‫ُِ‬ ‫َواْل َْر‬
‫ن ]العنكبسسوت ‪/29‬‬ ‫سسُرو َ‬ ‫م اْلخا ِ‬ ‫ك هُ س ُ‬ ‫ب ِسسالل ّهِ ‪ ،‬أولئ ِ َ‬
‫‪.[52‬‬
‫ثم ذكر الرسسسل مهمتهسسم ‪َ :‬ومسسا ع َل َْينسسا إ ِّل ال َْبلغُ‬
‫ن أي إنما علينا أن نبلغكسسم مسسا أرسسسلنا بسسه‬ ‫مِبي ُ‬ ‫ال ْ ُ‬
‫إليكم ‪ ،‬ول يجب علينسسا إل تبليسسغ الرسسسالة بنحسسو‬
‫واضسسح ‪ ،‬فسسإذا اسسستجبتم كسسانت لكسسم سسسعادة‬
‫‪52‬‬
‫السسدارين ‪ ،‬وإن لسسم تجيبسسوا فسسستعلمون عاقبسسة‬
‫تكذيبكم‪.‬‬
‫فعنسسد ذلسسك هسسددهم أهسسل القريسسة ‪ :‬قسساُلوا ‪ :‬إ ِن ّسسا‬
‫م‪،‬‬ ‫كسسس ْ‬ ‫من ّ ُ‬ ‫م ت َن ْت َُهسسسوا ل َن َْر ُ‬
‫ج َ‬ ‫ن َلسسس ْ‬ ‫م ل َئ ِ ْ‬ ‫ت َط َي ّْرنسسسا ب ِ ُ‬
‫كسسس ْ‬
‫َ‬
‫م أي قسسال لهسسم أهسسل‬ ‫ب أِليس ٌ‬ ‫مّنا ع َسسذا ٌ‬ ‫م ِ‬ ‫سن ّك ُ ْ‬ ‫وَل َي َ َ‬
‫م ّ‬
‫القرية ‪ :‬إنا تشاءمنا بكسسم ‪ ،‬ولسسم نسسر خيسسرا فسسي‬
‫عيشنا على وجوهكم ‪ ،‬فقد فرقتمونا وأوقعتسسم‬
‫الخلف فيما بيننا ‪ ،‬ولئن لم تتركوا هذه الدعوة‬
‫‪ ،‬وتعرضسسوا عسسن هسسذه المقالسسة ‪ ،‬لنرجمنكسسم‬
‫بالحجسسارة ‪ ،‬وليصسسيبنكم منسسا عسسذاب مسسؤلم أو‬
‫م بيان للرجم‬ ‫سن ّك ُ ْ‬
‫م ّ‬‫عقوبة شديدة‪ .‬وقوله ‪ :‬وَل َي َ َ‬
‫‪ ،‬يعني ‪:‬ول يكسسون الرجسسم رجمسسا قليل بحجسسر أو‬
‫حجرين ‪ ،‬بل نسسديم ذلسسك عليكسسم إلسسى المسسوت ‪،‬‬
‫وهو عذاب أليم‪ .‬ويرى بعضهم أن الواو بمعنسسى‬
‫)أو( والمسسسراد ‪ :‬إمسسسا أن نقتلكسسسم أو نسسسسجنكم‬
‫ونعذبكم في السجون‪.‬‬
‫م( أي‬ ‫معَك ُس ْ‬‫م َ‬ ‫فأجابهم الرسسسل ‪) :‬قسساُلوا طسسائ ُِرك ُ ْ‬
‫قالوا لهم سبب شسسؤمكم مسسن أفعسسالكم ل مسسن‬
‫قبلنسسا كمسسا تزعمسسون ‪ ،‬فسسأنتم أشسسركتم بسسالّله‬
‫سسسسسواه‪،‬وأولعتسسسسم بالمعاصسسسسي واجسسسسترحتم‬
‫السيئات‪،‬أما نحن فل شؤم مسسن قبلنسسا ‪ ،‬فإنسسا ل‬
‫ندعو إل إلى توحيسسد الل ّسسه ‪،‬وإخلص العبسسادة لسسه‬
‫والنابة إليه ‪ ،‬وفي ذلك منتهى اليمن والبركة‪.‬‬
‫)أ َإن ذ ُك ّرتم ب ْ َ‬
‫ن( أي أمسسن‬ ‫سسرُِفو َ‬ ‫م ْ‬‫م ُ‬ ‫م ق َ سو ْ ٌ‬‫ل أن ْت ُس ْ‬ ‫ْ ُ ْ َ‬ ‫ِ ْ‬
‫ّ‬
‫جسسّراء أنسسا ذكرنسساكم وأمرنسساكم بعبسسادة اللسسه‬
‫مخلصين له الدين تقابلوننا بمثل هذا الوعيسسد ؟‬
‫بل أنتم قوم ديدنكم السراف ومجسساوزة الحسسد‬
‫‪53‬‬
‫في الطغيان ‪ ،‬ومن ثم جاءكم الشؤم ول دخسسل‬
‫لرسل الّله في ذلك‪.‬‬
‫والخلصة ‪ -‬أنتم قوم مسرفون فسسي ضسسللكم ‪،‬‬
‫متمسسادون فسسي غيكسسم ‪ ،‬تتشسساءمون بمسسن يجسسب‬
‫التسسبرك بهسسم مسسن هسسداة السسدين ‪ ،‬فقسسد جعلتسسم‬
‫أسباب السعادة أسسسبابا للشسسقاء ول يخفسسى مسسا‬
‫في ذلسسك مسسن شسسديد التوبيسسخ وعظيسسم التهديسسد‬
‫والتنسسبيه إلسسى سسسوء صسسنيعهم بحرمسسانهم مسسن‬
‫الخيرات‪.‬‬
‫ونحو الية قوله تعالى حكاية عن قوم فرعسسون‬
‫ن‬ ‫ة قسساُلوا َلنسسا هسسذ ِهِ وَإ ِ ْ‬ ‫سسسن َ ُ‬‫ح َ‬ ‫م ال ْ َ‬‫» َفسسِإذا جسساَءت ْهُ ُ‬
‫ة يط ّي سروا بموسسسى وم سن مع سه ‪ ،‬ألَ‬
‫َ َ ْ َ َ ُ‬ ‫ِ ُ‬ ‫سي ّئ َ ٌ َ ّ ُ‬ ‫م َ‬ ‫صب ْهُ ْ‬‫تُ ِ‬
‫ّ‬
‫عن ْد َ اللهِ «‬ ‫م ِ‬ ‫إ ِّنما طائ ُِرهُ ْ‬
‫"وينتهي موقف الرسل مع أصحاب القرية إلى‬
‫هذا الطريق المسدود ‪..‬ثسسم ل يلبسسث أن يجيسسء‬
‫صسوت العقسسل ‪ ،‬مسن واحسسد مسسن أهسسل القريسسة ‪،‬‬
‫فيكسر هذا الحائط ‪ ،‬ويدخل على القوم منسسه ‪،‬‬
‫‪52‬‬
‫ويأخذ موقفه مع الرسل ‪ ،‬داعيا إلى الّله ‪"..‬‬
‫ن الحسسق ل يعسسدم نصسسيرا ‪ ،‬وأن الل ّسسه‬ ‫فقد أبان أ ّ‬
‫ن‬
‫مس ْ‬ ‫يقّيض له من يسسدافع عنسسه فقسسال ‪َ) :‬وجسساَء ِ‬
‫َ‬
‫ل يسسا قَ سوْم ِ ات ّب ِعُسسوا‬‫سعى قسسا َ‬ ‫ل يَ ْ‬ ‫ج ٌ‬‫دين َةِ َر ُ‬‫م ِ‬ ‫صا ال ْ َ‬ ‫أقْ َ‬
‫ال ْمرسسِلين‪ .‬اتبعسسوا مسن ل يسسئ َل ُك ُ َ‬
‫م‬‫جسسرا ً وَهُس ْ‬ ‫مأ ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ ْ‬ ‫َ ْ‬ ‫َ ُِّ‬ ‫ُ ْ َ‬
‫ن( أي وجاء مسسن أطسسراف المدينسسة رجسسل‬ ‫دو َ‬ ‫مهْت َ ُ‬
‫ُ‬
‫يعدو مسسرعا ‪ ،‬لينصسح قسومه حيسن بلغسه أنهسم‬
‫ب‬ ‫عقدوا النية على قتسسل الرسسسل ‪ ،‬فتقسسدم للسسذ ّ‬
‫عنهم ابتغاء وجه الّله ونيل ثوابه ‪،‬قسسال يسسا قسسوم‬
‫‪ -‬التفسير القرآني للقرآن س موافقا للمطبوع ‪(915 / 11) -‬‬ ‫‪52‬‬

‫‪54‬‬
‫اتبعوا رسل الّله الذين ل يطلبسسون منكسسم أجسسرا‬
‫على تبليغهم ول يطلبسسون علسسوا فسسي الرض ول‬
‫فسسسادا‪،‬وهسسم سسسالكون طريسسق الهدايسسة السستي‬
‫توصل إلى سعادة الدارين‪.‬‬
‫" فأي دعوة أولى من هسسذه السسدعوة ‪،‬بسسالقبول‬
‫لها ‪ ،‬والحتفاء بأهلها ؟‬
‫إنها دعوة من أهل الهسسدى ‪ ،‬السسذين ل يسسسألون‬
‫أجرا على هذا الهدى الذي ‪ ،‬يقدمونه ويسسدعون‬
‫إليه ‪..‬فلم التمّنع والعراض عسسن خيسسر يبسسذل بل‬
‫ثمن ؟‬
‫ذلك ل يكون إل عن سفه وجهل معا ‪..‬‬
‫ثم يعرض هذا الوافد الجديسسد ‪ ،‬نفسسسه عليهسسم ‪،‬‬
‫في الزىّ الجديد الذي تزي ّسسا ‪ ،‬والخيسسر الموفسسور‬
‫الذي بين يديه من تلك الدعوة ‪" ..‬‬
‫فقد أبان لهم أنه مسسا اختسسار لهسسم إل مسسا اختسساره‬
‫ذي فَط ََرن ِسسي‬ ‫َ‬
‫ي ل أع ْب ُد ُ ال ّس ِ‬ ‫لنفسه فقال ‪َ) :‬وما ل ِ َ‬
‫ن ؟ ( أي وما يمنعنسسي مسسن إخلص‬ ‫جُعو َ‬ ‫وَإ ِل َي ْهِ ت ُْر َ‬
‫العبادة للسسذي خلقنسسي ‪ ،‬وإليسسه المرجسسع للجسسزاء‬
‫يوم المعاد فيجسسازيكم علسسى أعمسسالكم إن خيسسرا‬
‫فخير ‪ ،‬وإن شرا فشر‪.‬‬
‫وفسسي هسسذا تقريسسع لهسسم بسستركهم عبسسادة الخسسالق‬
‫وعبادة غيره ‪ ،‬وتهديد بتخسويفهم بسالرجوع إلسى‬
‫شديد العقاب‪.‬‬
‫ثم أعاد التوبيخ مرة أخرى مبينا عظيم حمقهم‬
‫ن‬
‫حم ُ‬ ‫ن الّر ْ‬ ‫ن ي ُرِد ْ ِ‬ ‫ة إِ ْ‬‫دون ِهِ آل ِهَ ً‬
‫ن ُ‬ ‫خذ ُ ِ‬
‫م ْ‬ ‫فقال ‪) :‬أ َأ َت ّ ِ‬
‫شسسسسْيئا ً َول‬
‫م َ‬ ‫شسسسسفاع َت ُهُ ْ‬ ‫ن ع َن ّسسسسي َ‬ ‫ضسسسسّر ل ت ُغْسسسس ِ‬ ‫بِ ُ‬
‫ن ؟ ( أي أأعبسسد مسسن دون الّلسسه آلهسسة ل‬ ‫ذو ِ‬ ‫قسس ُ‬ ‫ي ُن ْ ِ‬
‫‪55‬‬
‫تملك من المر شيئا ‪ ،‬وهو لو أرادني بسوء فل‬
‫كاشف له إل هو ‪ ،‬ول تملك اللهسسة دفعسسه عنسسى‬
‫ول منعه‪.‬‬
‫ن( أي إنسسى إذا فعلسست‬ ‫مِبي س ٍ‬
‫ل ُ‬‫ضسسل ٍ‬
‫في َ‬ ‫)إ ِّني ِإذا ً ل ِ‬
‫َ‬
‫ذلك واتخذت من دونه آلهة لفى ضسسلل بّيسسن ل‬
‫يخفى على من له أدنى مسكة من عقل ‪ ،‬فإن‬
‫إشراك مسسن ل يخلسسق وليسسس مسسن شسسأنه النفسسع‬
‫والضر ‪ ،‬بمن يخلق وهو القادر على كل شى ء‬
‫‪ -‬خطأ ظاهر ‪ ،‬وغلط واضح لدى أرباب الحلم‬
‫‪53‬‬
‫وذوى الحجا‪.‬‬
‫"أسئلة إنكارية ‪ ،‬ينكر بها الرجل على نفسه أل‬
‫يكون فى العابدين لّله ‪ ،‬الذي فطسسره ‪ ،‬والسسذي‬
‫إليه موعده ولقاؤه مع النسساس ‪ ،‬يسسوم الحشسسر ‪،‬‬
‫إنه ل بد أن يكون له إله يعبده ‪ ..‬أفيترك عبادة‬
‫مسسن خلقسسه ورزقسسه ‪ ،‬والسسذي يميتسسه ثسسم يحييسسه‬
‫‪..‬ويعبد آلهة من دون الّله ‪ ،‬إن يرده الل ّسسه بضسسر‬
‫ل تغنى عنسسه هسسذه اللهسسة شسسيئا ‪ ،‬ول تمسسد يسسدها‬
‫لنقاذه مما يريده الّله به من ضر ؟‬
‫ن « !! وأي ضسسلل‬ ‫مِبي س ٍ‬
‫ل ُ‬ ‫ضسسل ٍ‬
‫في َ‬ ‫» إ ِّني ِإذا ً ل َ ِ‬
‫بعد هذا الضلل ‪ ،‬الذي يدع فيه النسسسان حبسسل‬
‫النجاة الممدود إليه ‪ ،‬ثم يتعلسسق بسسأمواج البحسسر‬
‫الصاخبة ‪ ،‬وتياراته المتدافعة ؟ ‪".‬‬
‫وهذا تعريض بهم ‪ ،‬ثم صرح بإيمانه تصسسريحا ل‬
‫م‬ ‫ت ب َِرب ّ ُ‬
‫كس ْ‬ ‫مْنس ُ‬
‫شك فيه مخاطبسا الرسسل ‪ :‬إ ِّنسي آ َ‬
‫ن أي إنسسسي صسسسدقت بربكسسسم السسسذي‬ ‫مُعو ِ‬ ‫َفا ْ‬
‫سسسس َ‬
‫أرسلكم ‪ ،‬فاشهدوا لي بذلك عنده‪.‬‬
‫‪ -‬تفسير المراغي ‪ ،‬ج ‪ ، 22‬ص ‪153 :‬‬ ‫‪53‬‬

‫‪56‬‬
‫"وهكذا يقولها صريحة مدوّية فى وجه القوم ‪..‬‬
‫إنها هى كلمة النجاة ‪ ،‬وحسبه أن يمسك بهسسا ‪،‬‬
‫وليكن ما يكون ‪!..‬‬
‫وأل فليسسسمعوها عاليسسة مدويسسة متحديسسة ‪ ..‬إنهسسا‬
‫كلمة الحق التي يجب أن ترتفع فوق كل كلمة‬
‫‪ ،‬وتعلو على كل نداء‪".‬‬
‫ل‬ ‫ل ‪ ،‬وََقا َ‬ ‫س َ‬ ‫ك الّر ُ‬ ‫ب ب ِذ َل ِ َ‬ ‫خاط َ‬‫َ‬ ‫ل َ‬ ‫ن ‪ :‬بَ ْ‬ ‫خُرو َ‬ ‫لآ َ‬ ‫وََقا َ‬
‫َ‬
‫ل‬ ‫مسسا أقُسسو ُ‬ ‫دوا ِلسي ب ِ َ‬ ‫ش سه َ ُ‬ ‫مُعوا قُسسوِلي ل ِت َ ْ‬ ‫سس َ‬ ‫م‪:‬ا ْ‬ ‫ل َهُ ُ‬
‫َ‬
‫م؛‬ ‫م َوات ّب َعْت ُك ُس ْ‬ ‫ت ب ِك ُس ْ‬ ‫من ْ ُ‬ ‫عن ْد َ َرّبي ‪ ،‬وَأّني قَد ْ آ َ‬ ‫م ِ‬ ‫ل َك ُ ْ‬
‫ذا ال ْ َ‬ ‫َ‬
‫ه‬
‫م ِ‬ ‫ق سو ْ ِ‬ ‫ح لِ َ‬ ‫صس َ‬ ‫ل ‪ ،‬وَن َ َ‬ ‫ق سو ْ َ‬ ‫ل هَ س َ‬ ‫ما َقا َ‬ ‫ه لَ ّ‬ ‫فَذ َك ََر أن ّ ُ‬
‫ه فِسسي ك ِت َسساب ِهِ وَث َب ُسسوا ب ِس ِ‬
‫ه‬ ‫ها الل ّس ُ‬ ‫ة ال ِّتي ذ َك ََر َ‬ ‫ح َ‬ ‫صي َ‬ ‫الن ّ ِ‬
‫ْ‬ ‫َ‬
‫م‬ ‫فةِ قَت ْل ِهِ س ْ‬ ‫ص َ‬ ‫ل ِفي ِ‬ ‫ل الت ّأِوي ِ‬ ‫ف أهْ ُ‬ ‫خت َل َ َ‬ ‫ما ْ‬ ‫قت َُلوه ُ ث ُ ّ‬ ‫فَ َ‬
‫‪54‬‬
‫ة‬
‫جاَر ِ‬ ‫ح َ‬ ‫موه ُ ِبال ْ ِ‬ ‫ج ُ‬ ‫م ‪َ :‬ر َ‬ ‫ضه ُ ْ‬ ‫ل ب َعْ ُ‬ ‫قا َ‬ ‫إ ِّياه ُ ‪ ،‬فَ َ‬
‫َ‬
‫ذي فَط ََرن ِسسي وَإ ِل َي ْس ِ‬
‫ه‬ ‫ماِلي َل أع ْب ُسد ُ ال ّس ِ‬ ‫ن قََتاد َة َ وَ َ‬ ‫عَ ْ‬
‫ه إ ِل َسسى الل ّسهِ ‪،‬‬ ‫م ُ‬‫ل د َع َسسا قَ سوْ َ‬ ‫جس ٌ‬ ‫ذا َر ُ‬ ‫ن " هَ س َ‬ ‫جعُسسو َ‬ ‫ت ُْر َ‬
‫َ‬
‫ك وَذ ُك َِر لن َسسا‬ ‫َ‬
‫قت َلوه ُ ع َلى ذ َل ِ َ‬ ‫ُ‬ ‫ة فَ َ‬ ‫ح َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫صي َ‬ ‫م الن ّ ِ‬ ‫دى لهُ ُ‬ ‫وَأب ْ َ‬
‫ه ِبال ْ ِ‬ ‫َ‬
‫ل‪:‬‬ ‫قسسو ُ‬ ‫جسساَرةِ ‪ ،‬وَهُسوَ ي َ ُ‬ ‫ح َ‬ ‫مسسون َ ُ‬ ‫ج ُ‬ ‫م ك َسساُنوا ي َْر ِ‬ ‫أن ّهُ ْ‬
‫م اهْدِ‬ ‫مي ‪ ،‬الل ّهُ ّ‬ ‫م اهْد ِ قَوْ ِ‬ ‫مي ‪ ،‬الل ّهُ ّ‬ ‫م اهْد ِ قَوْ ِ‬ ‫الل ّهُ ّ‬
‫ك " وََقسسا َ‬ ‫كسسذ َل ِ َ‬ ‫هسسوَ َ‬ ‫َ‬
‫ل‬
‫َ‬
‫صسسوه ُ وَ ُ‬ ‫حّتسسى أقْعَ ُ‬ ‫مي ‪َ ،‬‬ ‫َقسسوْ ِ‬
‫م‬ ‫مه ِ ْ‬ ‫ل وَث َب ُسسوا ع َل َي ْسهِ ‪ ،‬فَسوَط َُئوه ُ ب ِأقْس َ‬
‫دا ِ‬ ‫ن ‪ :‬ب َس ْ‬ ‫خُرو َ‬ ‫آ َ‬
‫‪55‬‬
‫ت"‬ ‫ما َ‬ ‫حّتى َ‬ ‫َ‬
‫س‪،‬‬ ‫َ‬
‫ن ع َّبسسا ٍ‬ ‫ن اب ْ ِ‬ ‫ه عَ ِ‬ ‫ما ب َلغَ ُ‬ ‫حاقَ ‪ِ ،‬في َ‬ ‫س َ‬ ‫ن إِ ْ‬ ‫ن اب ْ ِ‬ ‫وع َ ِ‬
‫م‪:‬‬ ‫ل ل َهُ س ْ‬ ‫من َب ّسهٍ ‪ ،‬قَسسا َ‬ ‫ن ُ‬ ‫ب بْ ِ‬ ‫ن وَهْ ِ‬ ‫ب ‪ ،‬وَع َ ْ‬ ‫ن ك َعْ ٍ‬ ‫وَع َ ْ‬
‫ذي فَط ََرن ِسسي ‪ . .‬إ َِلسى َقسوْل ِهِ ‪:‬‬ ‫َ‬
‫مساِلي َل أع ُْبسد ُ ال ّس ِ‬ ‫وَ َ‬

‫‪ - 54‬الطبري‬
‫ن ِللط ّب َرِيّ ) ‪ ( 26742‬صحيح‬
‫سيرِ ال ْقُْرآ ِ‬ ‫معُ ال ْب ََيا ِ‬
‫ن ِفي ت َفْ ِ‬ ‫جا ِ‬
‫‪َ - 55‬‬
‫مرسل‬
‫‪57‬‬
‫قت َل ُسسوهُ‬ ‫ح سد ٍ ف َ َ‬ ‫ل َوا ِ‬ ‫جس ٍ‬ ‫ة َر ُ‬ ‫ن " وَث َب ُسسوا وَث ْب َس َ‬ ‫مُعو ِ‬ ‫سس َ‬ ‫َفا ْ‬
‫َ‬
‫ح سد ٌ‬ ‫نأ َ‬ ‫م ي َك ُس ْ‬ ‫مهِ ‪ ،‬وَل َس ْ‬ ‫ق ِ‬ ‫سس َ‬ ‫فه ِ و َ َ‬ ‫ضعْ ِ‬ ‫فوه ُ ل ِ َ‬ ‫ضعَ ُ‬ ‫ست َ ْ‬ ‫َوا ْ‬
‫ي َد ْفَعُ ع َن ْ ُ‬
‫‪56‬‬
‫ه"‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ن ع َْبسسد َ‬ ‫حاب ِهِ أ ّ‬ ‫صسس َ‬ ‫ضأ ْ‬ ‫ن ب َعْ ِ‬ ‫حاقَ ‪ ،‬ع َ ْ‬ ‫س َ‬ ‫ن إِ ْ‬ ‫ن اب ْ ِ‬ ‫وع َ ِ‬
‫َ‬
‫م‬ ‫جل ِهِ ْ‬ ‫ل ‪ " :‬وَط ُِئوه ُ ِبسسأْر ُ‬ ‫قو ُ‬ ‫ن يَ ُ‬ ‫كا َ‬ ‫سُعود ٍ َ‬ ‫م ْ‬ ‫ن َ‬ ‫الل ّهِ ب ْ َ‬
‫ج قُ ْ‬
‫‪57‬‬
‫ن د ُب ُرِهِ "‬ ‫م ْ‬ ‫ه ِ‬ ‫صب ُ ُ‬ ‫خَر َ‬ ‫حّتى َ‬ ‫َ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫وَقا َ‬
‫ن ع َب ْسد َ‬ ‫حاب ِهِ أ ّ‬ ‫صس َ‬ ‫ضأ ْ‬ ‫ن ب َعْ ٍ‬ ‫حاقَ ‪ ،‬ع َ ْ‬ ‫س َ‬ ‫ن إِ ْ‬ ‫ل اب ْ ُ‬
‫ه‪:‬‬ ‫ه ل َس ُ‬ ‫ل الل ّس ُ‬ ‫ل ‪ " :‬قَسسا َ‬ ‫قسسو ُ‬ ‫ن يَ ُ‬ ‫كا َ‬ ‫سُعود ٍ َ‬ ‫م ْ‬ ‫ن َ‬ ‫الل ّهِ ب ْ َ‬
‫حي ّسسا ي ُسْرَزقُ ِفيهَسسا ‪ ،‬قَ سد ْ‬ ‫خل ََها َ‬ ‫ة ‪ ،‬ف َ سد َ َ‬ ‫جن ّس َ‬ ‫ل ال ْ َ‬ ‫خس ِ‬ ‫اد ْ ُ‬
‫ّ‬ ‫َ‬
‫ص سب ََها ‪،‬‬ ‫حْزن َهَسسا وَن َ َ‬ ‫م ال سد ّن َْيا وَ ُ‬ ‫ق َ‬ ‫سس َ‬ ‫ه َ‬ ‫ه ع َن ْ ُ‬ ‫ب الل ُ‬ ‫أذ ْهَ َ‬
‫ُ‬
‫مت ِسهِ "‬ ‫جن ّت ِسهِ وَك ََرا َ‬ ‫مةِ الل ّسهِ وَ َ‬ ‫ح َ‬ ‫ي إ َِلى َر ْ‬ ‫ض َ‬ ‫ما أفْ ِ‬ ‫فَل َ ّ‬
‫فَر ِلسسي َرّبسسي‬ ‫ما غ َ َ‬ ‫ن بِ َ‬ ‫مو َ‬ ‫مي ي َعْل َ ُ‬ ‫ت قَوْ ِ‬ ‫ل ‪َ :‬يا ل َي ْ َ‬ ‫َقا َ‬
‫مك َْر ِ‬ ‫ن ال ْ ُ‬ ‫جعَل َِني ِ‬
‫‪58‬‬
‫ن"‬ ‫مي َ‬ ‫م َ‬ ‫وَ َ‬
‫ة « س هذا هو الجسسواب السسذي‬ ‫جن ّ َ‬ ‫ل ال ْ َ‬ ‫خ ِ‬ ‫ل اد ْ ُ‬ ‫"» ِقي َ‬
‫دا علسسسى إقسسسراره‬ ‫تلقسسساه الرجسسسل المسسسؤمن ‪ ،‬ر ّ‬
‫باليمان بربسه ‪ ..‬وهسسو الجسزاء السذي يلقساه كسل‬
‫مؤمن صادق اليمان ‪..‬والقول الذي قيسسل لهسسذا‬
‫المسسؤمن ‪ ،‬إمسسا أن يكسسون فسسى الحيسساة السسدنيا ‪،‬‬
‫بوحي من الّله سبحانه وتعالى ‪ ،‬وإما أن يكسسون‬
‫ذلك بعد الموت ‪ ،‬حيث يعلم المرء مكسسانه مسسن‬
‫الجنة أو النار فيقال له يومئذ ‪ » :‬ادخسسل الجنسسة‬
‫دها الّله لك‪".‬‬ ‫« فهى الدار التي أع ّ‬

‫ن ِللط ّب َرِيّ )‪ ( 26743‬بلغا ً‬ ‫قْرآ ِ‬ ‫سيرِ ال ْ ُ‬


‫ف ِ‬ ‫ن ِفي ت َ ْ‬ ‫معُ ال ْب ََيا ِ‬‫جا ِ‬ ‫‪َ - 56‬‬
‫ن ِللط ّب َسرِيّ )‪ ( 26744‬فيسسه‬ ‫ق سْرآ ِ‬‫سسسيرِ ال ْ ُ‬ ‫ف ِ‬ ‫ن ِفي ت َ ْ‬ ‫معُ ال ْب ََيا ِ‬‫جا ِ‬ ‫‪َ - 57‬‬
‫جهالة‬
‫ّ‬
‫ن ِللطب َسرِيّ )‪ ( 26745‬فيسسه‬ ‫ق سْرآ ِ‬ ‫ْ‬
‫سسسيرِ ال ُ‬ ‫ف ِ‬ ‫ن ِفي ت َ ْ‬ ‫ْ‬
‫معُ الب ََيا ِ‬ ‫جا ِ‬ ‫‪َ - 58‬‬
‫جهالة‬
‫‪58‬‬
‫فَر ِلي َرّبسسي‬ ‫ن ِبما غ َ َ‬ ‫مو َ‬ ‫مي ي َعْل َ ُ‬ ‫ت قَوْ ِ‬ ‫ل يا ل َي ْ َ‬ ‫»قا َ‬
‫ن «!‬ ‫مي َ‬ ‫مك َْر ِ‬ ‫ن ال ْ ُ‬ ‫م َ‬ ‫جعَل َِني ِ‬ ‫وَ َ‬
‫إنه يتمّنى لقومه أن ينالوا هذا الخير الذي ناله‬
‫‪ ،‬بإيمسسانه بربسسه ‪ ،‬وأن يعلمسسوا مسسا أعسسد الّلسسه‬
‫للمؤمنين من مغفرة وإكسسرام ‪ ..‬وأن ّسسى لهسسم أن‬
‫يعلموا هذا الغيب ؟‬
‫وأّنى لهم أن يؤمنوا به ‪ ،‬وقد أنكروا ما لمسوه‬
‫بحواسهم ‪ ،‬وكذبوا ما رأوه بأعينهم ؟ ‪..‬‬
‫يا ليسست قسسومي يعلمسسون بمسسآلي وحسسسن حسسالي‬
‫وحميسسسد عسسساقبتي ‪ ،‬فيؤمنسسسوا مثسسسل إيمسسساني ‪،‬‬
‫فيصيروا إلى مثل ما أنا فيه من نعيم ‪ ،‬وليتهسسم‬
‫ي مسسن مغفسسرة‬ ‫يعلمسسون بمسسا أنعسسم الّلسسه علسس ّ‬
‫لسسذنوبي ‪ ،‬وبمسسا جعلنسسي فسسي زمسسرة المكرميسسن‬
‫المقربين الشهداء الذين منحهم ربهسسم الثسسواب‬
‫الجزيل والفضل العميسسم‪ .‬وهسسذا شسسأن المسسؤمن‬
‫ن‬ ‫عسس ْ‬‫المخلسسص يحسسب الخيسسر للنسساس جميعسسا ‪َ ،‬‬
‫خل ََها "‬ ‫ما د َ َ‬ ‫ة " فَل َ ّ‬ ‫جن ّ َ‬ ‫ل ال ْ َ‬ ‫خ ِ‬ ‫ل اد ْ ُ‬ ‫ه ‪ِ :‬قي َ‬ ‫قََتاد َة َ ‪ ،‬قَوْل ُ ُ‬
‫فَر ِلسسي َرّبسسي‬ ‫ما غ َ َ‬ ‫ن بِ َ‬ ‫مو َ‬ ‫مي ي َعْل َ ُ‬ ‫ت قَوْ ِ‬ ‫ل ‪َ :‬يا ل َي ْ َ‬ ‫َقا َ‬
‫قسسى‬ ‫ل ‪ " :‬فََل ت َل ْ َ‬ ‫ن َقسسا َ‬ ‫ميسس َ‬ ‫مك َْر ِ‬ ‫ن ال ْ ُ‬ ‫مسس َ‬ ‫جعَل َِنسسي ِ‬ ‫وَ َ‬
‫ن‬
‫عاي َ َ‬ ‫ما َ‬ ‫شا ‪ ،‬فَل َ ّ‬ ‫غا ّ‬ ‫قاه ُ َ‬ ‫حا ‪ ،‬وََل ت َل ْ َ‬ ‫ص ً‬ ‫ن إ ِّل َنا ِ‬ ‫م َ‬ ‫مؤ ْ ِ‬‫ال ْ ُ‬
‫ن‬‫مسسو َ‬ ‫مي ي َعْل َ ُ‬ ‫ت ق َ سو ْ ِ‬ ‫ل ‪َ :‬يا ل َي ْ َ‬ ‫مةِ الل ّهِ " َقا َ‬ ‫ن ك ََرا َ‬ ‫م ْ‬ ‫ِ‬
‫ن"‬ ‫ميس َ‬ ‫ْ‬
‫مكَر ِ‬ ‫ْ‬
‫ن ال ُ‬ ‫مس َ‬ ‫جعَلِنسي ِ‬ ‫َ‬ ‫فسَر ِلسي َرب ّسسي وَ َ‬ ‫مسا غ َ َ‬ ‫بِ َ‬
‫َ‬
‫ن‬ ‫مس ْ‬
‫ن ِ‬ ‫مسا ع َسساي َ َ‬ ‫ه َ‬ ‫م ُ‬ ‫م ق َس و ْ ُ‬ ‫ن ي َعْل َس َ‬ ‫مّنى ع ََلى الّلسهِ أ ْ‬ ‫تَ َ‬
‫م ع َل َي ْهِ " ‪.‬‬
‫‪59‬‬
‫ما هُ ْ‬ ‫مةِ الل ّهِ ‪ ،‬وَ َ‬ ‫ك ََرا َ‬

‫ن ِللط ّب َسرِيّ )‪( 26746‬‬ ‫سسسيرِ ال ْ ُ‬


‫ق سْرآ ِ‬ ‫ف ِ‬ ‫معُ ال ْب َي َسسا ِ‬
‫ن فِسسي ت َ ْ‬ ‫جسسا ِ‬
‫‪َ - 59‬‬
‫صحيح مرسل‬
‫‪59‬‬
‫"هذا هو المثل ‪ ،‬وتلك هى مواقف الشخصيات‬
‫والحداث فيه ‪..‬‬
‫وعلسسى ضسسوء هسسذا المثسسل يسسرى المشسسركون‬
‫الضسسسالون ‪ ،‬إلسسسى أيسسسن يسسسسير بهسسسم كفرهسسسم‬
‫وضللهم ‪ ،‬وإلى أين ينتهي اليمسسان بسسالمؤمنين‬
‫الذين استجابوا لرسول الّله ‪ ،‬واستقاموا علسسى‬
‫الطريق الذي يدعوهم إليه!‪".‬‬
‫ومضات‬
‫لم يذكر القرآن من هم أصحاب القريسسة ول مسسا‬
‫هي القريسسة‪ .‬وقسسد اختلفسست فيهسسا الروايسسات‪ .‬ول‬
‫طائل وراء الجري مع هذه الروايات‪.‬‬
‫وعدم إفصاح القرآن عنها دليل على أن تحديد‬
‫اسسسمها أو موضسسعها ل يزيسسد شسسيئا فسسي دللسسة‬
‫القصة وإيحائها‪.‬‬
‫ومن ثم أغفسسل التحديسسد ‪ ،‬ومضسسى إلسسى صسسميم‬
‫العسسبرة ولبابهسسا‪ .‬فهسسي قريسسة أرسسسل الل ّسسه إليهسسا‬
‫رسولين‪ .‬كمسا أرسسسل موسسى وأخسساه هسارون ‪-‬‬
‫سلم ‪ -‬إلسسى فرعسسون وملئه‪ .‬فكسسذبهما‬ ‫عليهما ال ّ‬
‫أهل تلك القرية ‪ ،‬فعززهما الّله برسسسول ثسسالث‬
‫يؤكد أنه وأنهما رسل مسسن عنسسد الل ّسسه‪ .‬وتقسسدموا‬
‫ثلثتهم بدعواهم ودعوتهم من جديد »َفقسساُلوا ‪:‬‬
‫ن« ‪..‬‬ ‫سُلو َ‬ ‫مْر َ‬ ‫م ُ‬‫إ ِّنا إ ِل َي ْك ُ ْ‬
‫هنا اعتراض أهل القريسسة عليهسسم بالعتراضسسات‬
‫المكرورة في تاريخ الرسل والرسالت ‪..‬‬
‫َ‬
‫مث ُْلنسسا« ‪َ» ..‬ومسسا أن ْسَز َ‬ ‫م إ ِّل ب َ َ‬ ‫َ‬
‫ل‬ ‫شٌر ِ‬ ‫»قاُلوا ‪ :‬ما أن ْت ُ ْ‬
‫م إ ِّل‬ ‫شسسسسي ٍء« ‪» ..‬إ َ‬ ‫ن َ‬
‫ن أن ُْتسسسس ْ‬
‫ِ ْ‬ ‫ْ‬ ‫مسسسس ْ‬ ‫ن ِ‬ ‫حمسسسس ُ‬ ‫الّر ْ‬
‫ن« ‪ ..‬وهسسذا العسستراض المتكسسرر علسسى‬ ‫كسسذ ُِبو َ‬ ‫تَ ْ‬
‫‪60‬‬
‫بشسسرية الرسسسل تبسسدو فيسسه سسسذاجة التصسسور‬
‫والدراك ‪ ،‬كمسسسا يبسسسدو فيسسسه الجهسسسل بوظيفسسسة‬
‫الرسول‪ .‬فقد كسسانوا يتوقعسسون دائمسسا أن يكسسون‬
‫هناك سر غامض في شخصية الرسول وحيسساته‬
‫تكمسسسن وراءه الوهسسسام والسسسساطير ‪ ..‬أليسسسس‬
‫رسول السماء إلى الرض فكيسسف ل تحيسسط بسسه‬
‫الوهسسام والسسساطير؟ كيسسف يكسسون شخصسسية‬
‫مكشسسوفة بسسسيطة ل أسسسرار فيهسسا ول ألغسساز‬
‫حولها؟! شخصية بشرية عادية من الشخصيات‬
‫التي تمتلئ بها السواق والبيوت؟! وهسسذه هسسي‬
‫سسسذاجة التصسسور والتفكيسسر‪ .‬فالسسسرار واللغسساز‬
‫ليست صفة ملزمة للنبوة والرسسسالة‪ .‬وليسسست‬
‫فسسي هسسذه الصسسورة السسساذجة الطفوليسسة‪ .‬وإن‬
‫هنالك لسسسرا هسسائل ضسسخما ‪ ،‬ولكنسسه يتمثسسل فسسي‬
‫الحقيقة البسيطة الواقعة‪ .‬حقيقة إيداع إنسان‬
‫من هؤلء البشر الستعداد اللدني الذي يتلقسسى‬
‫به وحي السماء ‪ ،‬حين يختاره الّله لتلقسسي هسسذا‬
‫السسوحي العجيسسب‪ .‬وهسسو أعجسسب مسسن أن يكسسون‬
‫الرسول ملكا كمسسا كسسانوا يقسسترحون! والرسسسالة‬
‫منهج إلهسسي تعيشسسه البشسسرية‪ .‬وحيسساة الرسسسول‬
‫هي النموذج الواقعي للحياة وفق ذلك المنهسسج‬
‫اللهي‪.‬‬
‫النموذج الذي يدعو قومه إلى القتداء به‪ .‬وهم‬
‫بشسسر‪ .‬فل بسسد أن يكسسون رسسسولهم مسسن البشسسر‬
‫ليحقسسق نموذجسسا مسسن الحيسساة يملكسسون هسسم أن‬
‫يقلدوه‪.‬‬

‫‪61‬‬
‫ومن ثم كانت حياة الرسول ‪ -  -‬معروضسسة‬
‫لنظار أمته‪ .‬وسجل القرآن ‪ -‬كتاب الّله الثابت‬
‫‪ -‬المعسسالم الرئيسسسية فسسي هسسذه الحيسساة بأصسسغر‬
‫تفصسسيلتها وأحسسداثها ‪ ،‬بوصسسفها تلسسك الصسسفحة‬
‫المعروضسسة لنظسسار أمتسسه علسسى مسسدار السسسنين‬
‫والقرون‪ .‬ومن هذه التفصيلت حياته المنزليسسة‬
‫والشخصية‪ .‬حتى خطرات قلبه سجلها القسسرآن‬
‫في بعض الحيان ‪ ،‬لتطلع عليها الجيسسال وتسسرى‬
‫فيها قلب ذلك النبي النسان‪.‬‬
‫ولكن هذه الحقيقة الواضحة القريبة هي السستي‬
‫ظلت موضع العتراض من بني النسان! ولقد‬
‫م‬ ‫َ‬
‫قال أهل تلك القرية لرسلهم الثلثة ‪» :‬ما أن ْت ُ ْ‬
‫مث ُْلنا« ‪ ..‬وقصدوا أنكم لستم برسل ‪..‬‬ ‫شٌر ِ‬ ‫إ ِّل ب َ َ‬
‫ي ٍء« ‪ ..‬مما تسدعون‬ ‫ش ْ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬‫ن ِ‬ ‫حم ُ‬ ‫ل الّر ْ‬ ‫»َوما أ َن َْز َ‬
‫أنه نزله عليكم من الوحي والمسسر بسسأن تسسدعونا‬
‫إليسسه‪» .‬إ َ‬
‫ن« ‪..‬وتسسدعون أنكسسم‬ ‫م إ ِّل ت َك ْسذ ُِبو َ‬ ‫ن أن ْت ُس ْ‬ ‫ِ ْ‬
‫مرسسسلون! وفسسي ثقسسة المطمئن إلسسى صسسدقه ‪،‬‬
‫العارف بحدود وظيفته أجابهم الرسل ‪ :‬قاُلوا ‪:‬‬
‫ن‪َ .‬ومسسا ع َل َْينسسا إ ِّل‬
‫س سُلو َ‬‫مْر َ‬‫م لَ ُ‬ ‫م إ ِن ّسسا إ ِل َي ْك ُس ْ‬ ‫َرّبنا ي َعْل َس ُ‬
‫ن« ‪..‬‬ ‫مِبي ُ‬ ‫ال َْبلغ ُ ال ْ ُ‬
‫إن الّله يعلم‪ .‬وهذا يكفي وإن وظيفسسة الرسسسل‬
‫البلغ‪ .‬وقد أدوه‪ .‬والناس بعد ذلك أحسسرار فيمسسا‬
‫يتخذون لنفسهم من تصسسرف‪ .‬وفيمسسا يحملسسون‬
‫فسسي تصسسرفهم مسسن أوزار‪ .‬والمسسر بيسسن الرسسسل‬
‫وبين الناس هو أمر ذلك التبليغ عن الّله فمسستى‬
‫تحقق ذلك فالمر كله بعد ذلك إلى الّله‪.‬‬

‫‪62‬‬
‫ولكن المكذبين الضالين ل يأخذون المور هسسذا‬
‫المأخسسذ الواضسسح السسسهل اليسسسير ول يطيقسسون‬
‫وجود الدعاة إلى الهدى فتأخذهم العزة بسسالثم‬
‫ويعمدون إلسسى السسسلوب الغليسسظ العنيسسف فسسي‬
‫مقاومسسسة الحجسسسة لن الباطسسسل ضسسسيق الصسسسدر‬
‫عربيد ‪:‬‬
‫م ت َن ْت َهُسسسوا‬ ‫َ‬
‫ن لسسس ْ‬ ‫َ‬
‫م! لئ ِ ْ‬ ‫»قسسساُلوا ‪ :‬إ ِن ّسسسا ت َطي ّْرنسسسا ب ِك ُسسس ْ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫م« ‪..‬‬ ‫ب أِلي ٌ‬ ‫عذا ٌ‬ ‫مّنا َ‬ ‫م ِ‬ ‫سن ّك ُ ْ‬
‫م ّ‬ ‫م ‪ ،‬وَل َي َ َ‬ ‫من ّك ُ ْ‬
‫ج َ‬ ‫ل َن َْر ُ‬
‫قالوا ‪ :‬إننسسا نتشسساءم منكسسم ونتوقسسع الشسسر فسسي‬
‫دعوتكم فإن لم تنتهوا عنهسسا فإننسسا لسسن نسسسكت‬
‫م‬‫من ّك ُ ْ‬
‫ج َ‬‫عليكم ‪ ،‬ولن ندعكم في دعوتكم ‪» :‬ل َن َْر ُ‬
‫َ‬
‫م« ‪..‬‬ ‫ب أِلي ٌ‬ ‫عذا ٌ‬ ‫مّنا َ‬ ‫م ِ‬ ‫سن ّك ُ ْ‬‫م ّ‬ ‫‪ ،‬وَل َي َ َ‬
‫وهكذا أسفر الباطل عن غشسمه وأطلسسق علسى‬
‫الهسسداة تهديسسده وبغسسى فسسي وجسسه كلمسسة الحسسق‬
‫الهادئة ‪ ،‬وعربسسد فسسي التعسسبير والتفكيسسر! ولكسسن‬
‫السسواجب الملقسسى علسسى عسساتق الرسسسل يقضسسي‬
‫عليهم بالمضي في الطريق ‪» :‬قاُلوا ‪ :‬طائ ُِرك ُ ْ‬
‫م‬
‫م« ‪..‬‬ ‫معَك ُ ْ‬ ‫َ‬
‫فالقول بالتشسساؤم مسن دعسوة أو مسن وجسه هسو‬
‫خرافة من خرافات الجاهلية‪ .‬والرسسسل يسسبينون‬
‫لقومهم أنها خرافة وأن حظهسسم ونصسسيبهم مسسن‬
‫خير ومن شر ل يأتيهم من خارج نفوسهم‪ .‬إنما‬
‫هو معهم‪ .‬مرتبط بنواياهم وأعمالهم ‪ ،‬متوقسسف‬
‫على كسبهم وعملهم‪ .‬وفي وسعهم أن يجعلوا‬
‫حظهم ونصيبهم خيرا أو أن يجعلوه شرا‪ .‬فسسإن‬
‫إرادة الّله بالعبد تنفذ مسسن خلل نفسسسه ‪ ،‬ومسسن‬
‫خلل اتجسساهه ‪ ،‬ومسسن خلل عملسسه‪ .‬وهسسو يحمسسل‬
‫‪63‬‬
‫طائره معه‪ .‬هذه هي الحقيقسسة الثابتسسة القائمسسة‬
‫على أساس صحيح‪ .‬أما التشسساؤم بسسالوجوه ‪ ،‬أو‬
‫التشاؤم بالمكنة ‪ ،‬أو التشاؤم بالكلمات ‪ ..‬فهو‬
‫خرافة ل تسسستقيم علسسى أصسسل مفهسسوم! وقسسالوا‬
‫َ‬
‫م؟« ‪..‬‬ ‫ن ذ ُك ّْرت ُ ْ‬ ‫لهم ‪» :‬أإ ِ ْ‬
‫يعني أترجموننا وتعذبوننا لننسسا نسسذكركم! أفهسسذا‬
‫جزاء التذكير؟‬
‫»ب ْ َ‬
‫ن« ‪..‬تتجسساوزون الحسسدود‬ ‫سرُِفو َ‬ ‫م ْ‬ ‫م ُ‬ ‫م قَوْ ٌ‬ ‫ل أن ْت ُ ْ‬ ‫َ‬
‫في التفكير والتقدير وتجازون علسسى الموعظسسة‬
‫بالتهديد والوعيد وتردون على السسدعوة بسسالرجم‬
‫والتعذيب! تلك كسسانت السسستجابة مسسن القلسسوب‬
‫المغلقة على دعوة الرسل‪ .‬وهي مثل للقلوب‬
‫التي تحدثت عنها السورة فسسي الجولسسة الولسسى‬
‫وصسسسورة واقعيسسسة لسسسذلك النمسسسوذج البشسسسري‬
‫المرسوم هناك‪.‬‬
‫فأما النموذج الخسسر السسذي اتبسسع السسذكر وخشسسي‬
‫الرحمن بالغيب ‪ ،‬فكان له مسلك آخسسر وكسسانت‬
‫ن‬‫مس ْ‬ ‫له استجابة غير هسسذه السسستجابة ‪َ» :‬وجسساَء ِ‬
‫َ‬
‫ل ‪ :‬يا قَ سوْم ِ ات ّب ِعُسسوا‬ ‫سعى قا َ‬ ‫ل يَ ْ‬ ‫ج ٌ‬ ‫دين َةِ َر ُ‬ ‫م ِ‬ ‫صا ال ْ َ‬ ‫أقْ َ‬
‫ال ْمرسسِلين‪ .‬اتبعسسوا مسن ل يسسئ َل ُك ُ َ‬
‫م‬ ‫جسسرا ً وَهُس ْ‬ ‫مأ ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ ْ‬ ‫َ ْ‬ ‫َ ُِّ‬ ‫ُ ْ َ‬
‫َ‬
‫ذي فَط ََرن ِسسي وَإ ِل َي ْس ِ‬
‫ه‬ ‫ي ل أع ْب ُسد ُ ال ّس ِ‬ ‫ن‪َ .‬وما ل ِ َ‬ ‫دو َ‬ ‫مهْت َ ُ‬ ‫ُ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ن‬ ‫ن ُيسسرِد ْ ِ‬ ‫ة إِ ْ‬‫دوِنسسهِ آل َِهسس ً‬ ‫ن ُ‬ ‫مسس ْ‬ ‫خسسذ ُ ِ‬ ‫ن؟ أأت ّ ِ‬ ‫جُعسسو َ‬ ‫ت ُْر َ‬
‫ش سْيئا ً َول‬ ‫م َ‬ ‫شسسفاع َت ُهُ ْ‬ ‫ن ع َن ّسسي َ‬ ‫ضّر ل ت ُغْ ِ‬ ‫ن بِ ُ‬ ‫حم ُ‬ ‫الّر ْ‬
‫ت‬ ‫من ْس ُ‬‫ن‪ .‬إ ِن ّسسي آ َ‬ ‫مِبيس ٍ‬ ‫ل ُ‬ ‫ضل ٍ‬ ‫في َ‬ ‫ن؟ إ ِّني ِإذا ً ل َ ِ‬ ‫ذو ِ‬ ‫ق ُ‬ ‫ي ُن ْ ِ‬
‫ن« ‪..‬‬ ‫مُعو ِ‬ ‫س َ‬ ‫م َفا ْ‬ ‫ب َِرب ّك ُ ْ‬

‫‪64‬‬
‫إنها اسسستجابة الفطسسرة السسسليمة لسسدعوة الحسسق‬
‫المسسسسستقيمة‪ .‬فيهسسسسا الصسسسسدق‪ .‬والبسسسسساطة‪.‬‬
‫والحرارة‪ .‬واستقامة الدراك‪.‬‬
‫وتلبية اليقاع القوي للحق المبين‪.‬‬
‫فهذا رجل سمع الدعوة فاستجاب لهسسا بعسسد مسسا‬
‫رأى فيها من دلئل الحق والمنطق مسسا يتحسسدث‬
‫عنه في مقالته لقومه‪ .‬وحينمسسا استشسسعر قلبسسه‬
‫حقيقسسة اليمسسان تحركسست هسسذه الحقيقسسة فسسي‬
‫ضميره فلم يطق عليها سكوتا ولسسم يقبسسع فسسي‬
‫داره بعقيسسدته وهسسو يسسرى الضسسلل مسسن حسسوله‬
‫والجحود والفجسسور ولكنسسه سسسعى بسسالحق السسذي‬
‫استقر في ضميره وتحرك في شعوره‪ .‬سسسعى‬
‫بسسسه إلسسسى قسسسومه وهسسسم يكسسسذبون ويجحسسسدون‬
‫ويتوعدون ويهددون‪ .‬وجاء من أقصسسى المدينسسة‬
‫يسعى ليقوم بواجبه في دعوة قومه إلى الحق‬
‫‪ ،‬وفسسي كفهسسم عسسن البغسسي ‪ ،‬وفسسي مقاومسسة‬
‫اعتدائهم الثيم الذي يوشكون أن يصبوه علسسى‬
‫المرسلين‪.‬‬
‫وظاهر أن الرجل لم يكن ذا جساه ول سسلطان‪.‬‬
‫ولم يكسسن فسسي عسسزوة مسسن قسسومه أو منعسسة مسسن‬
‫عشسسيرته‪ .‬ولكنهسسا العقيسسدة الحيسسة فسسي ضسسميره‬
‫تسسدفعه وتجيسسء بسسه مسسن أقصسسى المدينسسة إلسسى‬
‫أقصاها ‪..‬‬
‫نل‬ ‫مسس ْ‬
‫ن‪ .‬ات ّب ُِعسسوا َ‬
‫سِلي َ‬ ‫ل ‪ :‬يا قَوْم ِ ات ّب ُِعوا ال ْ ُ‬
‫مْر َ‬ ‫»قا َ‬
‫َ‬
‫ن« ‪..‬‬ ‫دو َ‬‫مهْت َ ُ‬ ‫جرا ً وَهُ ْ‬
‫م ُ‬ ‫مأ ْ‬ ‫سئ َل ُك ُ ْ‬
‫يَ ْ‬
‫إن الذي يدعو مثل هذه الدعوة ‪ ،‬وهو ل يطلب‬
‫أجرا ‪ ،‬ول يبتغي مغنما ‪ ..‬إنه لصسسادق‪ .‬وإل فمسسا‬
‫‪65‬‬
‫الذي يحمله على هذا العناء إن لسسم يكسسن يلسسبي‬
‫تكليفا من الّله؟ ما الذي يدفعه إلى حمسسل هسسم‬
‫الدعوة؟ ومجابهسسة النسساس بغيسسر مسسا ألفسسوا مسسن‬
‫العقيسسسسسدة؟ والتعسسسسسرض لذاهسسسسسم وشسسسسسرهم‬
‫واستهزائهم وتنكيلهم ‪ ،‬وهو ل يجنسي مسن ذلسك‬
‫كسبا ‪ ،‬ول يطلب منهم أجرا؟‬
‫م‬ ‫ً‬ ‫»اتبعسسسوا مسسسن ل يسسسسئ َل ُك ُ َ‬
‫هسسس ْ‬ ‫جسسسرا« ‪» ..‬وَ ُ‬ ‫مأ ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ ْ‬ ‫َ ْ‬ ‫ُِّ‬
‫ن« ‪..‬وهداهم واضح في طبيعة دعسسوتهم‪.‬‬ ‫دو َ‬
‫مهْت َ ُ‬ ‫ُ‬
‫فهم يدعون إلى إله واحسسد‪ .‬ويسسدعون إلسسى نهسسج‬
‫واضح‪ .‬ويدعون إلى عقيسسدة ل خرافسسة فيهسسا ول‬
‫غموض‪ .‬فهم مهتدون إلسسى نهسسج سسسليم ‪ ،‬وإلسسى‬
‫طريق مستقيم‪.‬‬
‫ثسسم عسساد يتحسسدث إليهسسم عسسن نفسسسه هسسو وعسسن‬
‫أسسسباب إيمسسانه ‪ ،‬ويناشسسد فيهسسم الفطسسرة السستي‬
‫اسسستيقظت فيسسه فسساقتنعت بالبرهسسان الفطسسري‬
‫َ‬
‫ذي فَط ََرِني وَإ ِل َي ْس ِ‬
‫ه‬ ‫ي ل أع ْب ُد ُ ال ّ ِ‬ ‫السليم ‪َ » :‬وما ل ِ َ‬
‫ن‬ ‫ن ُيسسرِد ْ ِ‬‫ة إِ ْ‬ ‫دوِنسسهِ آل َِهسس ً‬ ‫ن ُ‬ ‫مسس ْ‬ ‫خسسذ ُ ِ‬ ‫ن؟ أ َأ َت ّ ِ‬‫جُعسسو َ‬ ‫ت ُْر َ‬
‫ش سْيئا ً َول‬ ‫م َ‬ ‫شسسفاع َت ُهُ ْ‬ ‫ن ع َن ّسسي َ‬ ‫ضّر ل ت ُغْ ِ‬ ‫ن بِ ُ‬‫حم ُ‬ ‫الّر ْ‬
‫ن« ‪..‬إنسسه‬ ‫مِبيسس ٍ‬ ‫ل ُ‬ ‫ضسسل ٍ‬ ‫فسسي َ‬ ‫ن؟ إ ِّنسسي ِإذا ً ل َ ِ‬ ‫ذو ِ‬‫قسس ُ‬ ‫ي ُن ْ ِ‬
‫تساؤل الفطرة الشاعرة بالخالق ‪ ،‬المشسسدودة‬
‫َ‬
‫ي ل أع ْب ُسد ُ‬ ‫إلى مصدر وجودها الوحيد ‪َ» ..‬وما ل ِس َ‬
‫ذي فَط ََرِني؟« وما السذي يحيسد بسي عسن هسذا‬ ‫ال ّ ِ‬
‫النهج الطبيعي الذي يخطسسر علسسى النفسسس أول‬
‫ما يخطر؟ إن الفطر مجذوبة إلى الذي فطرها‬
‫‪ ،‬تتجه إليه أول مسا تتجسسه ‪ ،‬فل تنحسرف عنسسه إل‬
‫بدافع آخسسر خسسارج علسسى فطرتهسسا‪ .‬ول تلتسسوي إل‬
‫بمؤثر آخسسر ليسسس مسسن طبيعتهسسا‪ .‬والتسسوجه إلسسى‬
‫‪66‬‬
‫الخالق هو الولسسى ‪ ،‬وهسسو الول ‪ ،‬وهسسو المتجسسه‬
‫الذي ل يحتسساج إلسسى عنصسسر خسسارج عسسن طبيعسسة‬
‫النفس وانجسسذابها الفطسسري‪ .‬والرجسسل المسسؤمن‬
‫يحس هذا في قرارة نفسسسه ‪ ،‬فيعسسبر عنسسه هسسذا‬
‫التعبير الواضح البسيط ‪ ،‬بل تكلسسف ول لسسف ول‬
‫تعقيد! وهو يحسسس بفطرتسسه الصسسادقة الصسسافية‬
‫كسسذلك أن المخلسسوق يرجسسع إلسسى الخسسالق فسسي‬
‫النهايسسة‪ .‬كمسسا يرجسسع كسسل شسسيء إلسسى مصسسدره‬
‫ن« ‪..‬ويتسسساءل‬ ‫جُعو َ‬ ‫الصيل‪ .‬فيقول ‪» :‬وَإ ِل َي ْهِ ت ُْر َ‬
‫لم ل أعبد الذي فطرني ‪ ،‬والذي إليسسه المرجسسع‬
‫والمصير؟ ويتحدث عن رجعتهم هم إليسسه‪ .‬فهسسو‬
‫خالقهم كذلك‪ .‬ومن حقه أن يعبدوه‪.‬‬
‫ثم يسسستعرض المنهسسج الخسسر المخسسالف للمنهسسج‬
‫الفطري المستقيم‪ .‬فيراه ضلل بينسسا ‪» :‬أ َأ َت ّ ِ‬
‫خسسذ ُ‬
‫ن‬ ‫ض سّر ل ت ُغْ س ِ‬ ‫ن بِ ُ‬‫حم س ُ‬‫ن الّر ْ‬ ‫ن ي ُسرِد ْ ِ‬ ‫ة إِ ْ‬‫دون ِهِ آل ِهَ ً‬ ‫ن ُ‬
‫م ْ‬ ‫ِ‬
‫ن؟« ‪..‬‬ ‫ذو ِ‬‫ق ُ‬‫شْيئا َول ي ُن ْ ِ‬‫ً‬ ‫م َ‬ ‫شفاع َت ُهُ ْ‬ ‫ع َّني َ‬
‫وهل أضل ممن يدع منطق الفطرة الذي يدعو‬
‫المخلسسوق إلسسى عبسسادة خسسالقه ‪ ،‬وينحسسرف إلسسى‬
‫عبادة غير الخالق بدون ضرورة ول دافع؟ وهل‬
‫أضسسل ممسسن ينحسسرف عسسن الخسسالق إلسسى آلهسسة‬
‫ضعاف ل يحمونه ول يدفعون عنسسه الضسسر حيسسن‬
‫يريد به خالقه الضر بسبب انحرافه وضلله؟‬
‫ن« ‪..‬‬ ‫مِبي ٍ‬ ‫ل ُ‬ ‫ضل ٍ‬ ‫في َ‬ ‫»إ ِّني ِإذا ً ل َ ِ‬
‫والن وقسسد تحسسدث الرجسسل بلسسسان الفطسسرة‬
‫الصادقة العارفة الواضحة يقسسرر قسسراره الخيسسر‬
‫في وجه قومه المكذبين المهددين المتوعدين‪.‬‬
‫لن صسوت الفطسرة فسي قلبسه أقسوى مسن كسل‬
‫‪67‬‬
‫ت ب َِرب ّك ُس ْ‬
‫م‬ ‫من ْس ُ‬ ‫تهديد ومن كل تكسسذيب ‪» :‬إ ِن ّسسي آ َ‬
‫ن« ‪..‬‬ ‫مُعو ِ‬ ‫س َ‬‫َفا ْ‬
‫وهكذا ألقى بكلمة اليمان الواثقسسة المطمئنسسة‪.‬‬
‫وأشهدهم عليها‪ .‬وهو يوحي إليهسسم أن يقولوهسسا‬
‫كما قالها‪ .‬أو أنسسه ل يبسسالي بهسسم مسساذا يقولسسون!‬
‫ويوحي سياق القصة بعد ذلك أنهم لم يمهلسسوه‬
‫أن قتلسسوه‪ .‬وإن كسسان ل يسسذكر شسسيئا مسسن هسسذا‬
‫صراحة‪ .‬إنما يسدل الستار على الدنيا وما فيها‬
‫‪ ،‬وعلى القوم وما هم فيسسه ويرفعسسه لنسسرى هسسذا‬
‫الشهيد الذي جهر بكلمة الحسسق ‪ ،‬متبعسسا صسسوت‬
‫الفطرة ‪ ،‬وقذف بهسسا فسسي وجسسوه مسسن يملكسسون‬
‫التهديد والتنكيل‪ .‬نراه في العالم الخر‪ .‬ونطلع‬
‫على ما ادخر الّله له من كرامسسة‪ .‬تليسسق بمقسسام‬
‫ل‪:‬‬ ‫المسسؤمن الشسسجاع المخلسسص الشسسهيد ‪ِ» :‬قيس َ‬
‫ن‪ِ .‬بمسسا‬ ‫مسسو َ‬‫مي ي َعْل َ ُ‬ ‫ت قَوْ ِ‬‫ل ‪ :‬يا ل َي ْ َ‬
‫ة‪ .‬قا َ‬ ‫ل ال ْ َ‬
‫جن ّ َ‬ ‫خ ِ‬‫اد ْ ُ‬
‫ن« ‪..‬‬ ‫مي َ‬ ‫مك َْر ِ‬ ‫ْ‬
‫ن ال ُ‬‫م َ‬ ‫َ‬
‫جعَلِني ِ‬ ‫فَر ِلي َرّبي وَ َ‬ ‫غَ َ‬
‫وتتصسسل الحيسساة السسدنيا بالحيسساة الخسسرة‪ .‬ونسسرى‬
‫الموت نقلة من عالم الفناء إلى عسسالم البقسساء‪.‬‬
‫وخطوة يخلص بهسسا المسسؤمن مسسن ضسسيق الرض‬
‫إلسسى سسسعة الجنسسة‪ .‬ومسسن تطسساول الباطسسل إلسسى‬
‫طمأنينة الحق‪ .‬ومسسن تهديسسد البغسسي إلسسى سسسلم‬
‫النعيم‪ .‬ومن ظلمات الجاهلية إلى نور اليقين‪.‬‬
‫ونرى الرجل المؤمن‪ .‬وقد اطلع علسسى مسسا آتسساه‬
‫الّله في الجنة مسسن المغفسسرة والكرامسسة ‪ ،‬يسذكر‬
‫قومه طيب القلب رضسسي النفسسس ‪ ،‬يتمنسسى لسسو‬

‫‪68‬‬
‫يسراه قسومه ويسرون مسا آتساه ربسه مسن الرضسى‬
‫‪60‬‬
‫والكرامة ‪ ،‬ليعرفوا الحق ‪ ،‬معرفة اليقين‪.‬‬
‫وقال دروزة ‪:‬‬
‫" اليات معطوفة على سابقاتها والضمير فسسي‬
‫ب ل َهُس ْ‬
‫م عسسائد إلسسى الكفسسار السسذين حكسست‬ ‫ضسرِ ْ‬
‫َوا ْ‬
‫اليات السابقة مسوقفهم مسن السدعوة كمسا هسو‬
‫المتبسسادر‪ .‬وهكسسذا يكسسون هسسذا الفصسسل قسسد جسساء‬
‫معقبا على سابقه تعقيب تمثيل وتذكير ‪ ،‬وفيسسه‬
‫توثيق للتأويل الذي أّولنساه لليسات الستي حكست‬
‫مّناه بنسسزول‬‫موقف الجاحدين والتخمين الذي خ ّ‬
‫الفصل السابق فسسي ظسسرف أزمسسة مسسن أزمسسات‬
‫النبي ‪ ‬النفسية لموقف مثير وقفه الكفار‪.‬‬
‫وعبارة اليات واضحة ل تقتضي أداء آخر‪ .‬وقسد‬
‫احتوت قصسسة رسسسل أرسسسلهم الّلسه إلسسى إحسسدى‬
‫المدن وموقف أهلها الجحودي منهسسم ‪ ،‬سسسيقت‬
‫لسامعي القرآن أو الكافرين منهم على ما هسسو‬
‫المتبادر للتمثيل والتذكير‪.‬‬
‫وأسسسلوب اليسسة الولسسى وفحواهسسا يلهمسسان أن‬
‫المثل الذي أمر النبي ‪ ‬بضربه ليس غريبسسا‬
‫عسسن السسسامعين وأنهسسم أو أن منهسسم مسسن كسسان‬
‫يعرف القصة المذكورة فيه‪..‬‬
‫وأسلوب اليات صريح فسسي أن المقصسسود منهسسا‬
‫المثل والتذكير والعبرة وهذا هو الهسسدف العسسام‬
‫لكسسل القصسسص القرآنيسسة السسذي يكسسون محكمسسا‬
‫مؤثرا حينما تكون القصة المساقة ممسا يعرفسسه‬
‫السامعون‪.‬‬
‫‪ -‬في ظلل القرآن ‪ ،‬ج ‪ ، 5‬ص ‪2961 :‬‬ ‫‪60‬‬

‫‪69‬‬
‫ومما يلحظ أن فسسي حكايسسة الحسسوار بيسسن رسسسل‬
‫الّله وأهل القرية ثم بين أهل القرية والمسسؤمن‬
‫تشابها مع حالة الكفار العرب سواء فيمسسا كسسان‬
‫من سخفهم وضللهم في اتخاذ آلهة غيسسر الل ّسسه‬
‫أم في موقفهم مسسن النسسبي ‪ ‬وأقسسوالهم لسسه‬
‫في معرض التكذيب والجحود أم في تهديسسدهم‬
‫لرسسسلهم بالعسسذاب والذى إذا لسسم يكفسسوا عسسن‬
‫دعسسوتهم بحيسسث تبسسدو فسسي هسسذه الملحوظسسات‬
‫حكمة المثل وهدفه وهو تذكير الكفسسار العسسرب‬
‫بأنهم ليسوا المتفردين في مواقفهم وأقسسوالهم‬
‫وباطل عقائدهم ‪ ،‬وتبكيتهم علسسى مسسا هسسم فيسسه‬
‫من سسسخف وضسسلل وعنسساد ‪ ،‬وإنسسذارهم بعسسذاب‬
‫الّله الذي أصاب أمثالهم فجعلهم خامدين دون‬
‫مسسا حاجسسة إلسسى جنسسود تنسسزل وحسسرب تنشسسب ‪،‬‬
‫وتطميسن النسبي ‪ ‬بسأنه ليسس المتفسّرد فيمسا‬
‫لقي من كفار قومه وأن له السوة بمن تقدمه‬
‫مسسن الرسسسل فسسي الزمنسسة القديمسسة أو الحديثسسة‬
‫م وأنسسه ليسسس‬ ‫بالنسبة لزمنسسه فل يحسسزن ول يغتس ّ‬
‫عليه إّل التبليغ والتذكير مثلهم‪.‬‬
‫وأسلوب حكاية موقف المؤمن وأقواله لقسسومه‬
‫قسسسوي أخسسساذ‪ .‬سسسسواء فسسسي تبكيتسسسه وتسسسسفيهه‬
‫للمعاندين أم في إغرائه وتشويقه على اليمان‬
‫بالّله وتصديق رسله ومن شأن ذلك أن يحسسدث‬
‫أثرا نافذا في السسسامعين‪ .‬وهسسذا مسسا اسسستهدفته‬
‫ل مسسن أثرهسسا‬ ‫الحكاية على ما هو المتبادر‪ .‬ولع س ّ‬
‫ما روتسسه روايسسات السسسيرة مسسن تفسساني الرعيسسل‬
‫الول من المسلمين في مكة في نصرة وتأييد‬
‫‪70‬‬
‫ب عنه والتعسّرض بسسسبب ذلسسك‬ ‫النبي ‪ ‬والذ ّ‬
‫لصنوف الذى‪ .‬وفيها أسوة وحافز على نصسسرة‬
‫‪61‬‬
‫الحق والداعين إليه في كل موقف وزمان‪".‬‬
‫ما ترشد إليه اليات‬
‫أرشدت اليات إلى ما يأتي ‪:‬‬
‫‪ - 1‬لسسم يسسترك الل ّسسه سسسبحانه فسسي قرآنسسه سسسبيل‬
‫لسسدعوة النسساس إلسسى اليمسسان الصسسحيح ‪ ،‬سسسواء‬
‫بالدلة والبراهين ‪ ،‬أو بإعمال الفكسسر والعقسسل ‪،‬‬
‫أو بالتأمل والمشاهدة ‪ ،‬أو بضرب المثسسال ‪ ،‬أو‬
‫بذكر القصص للعظة والعبرة‪.‬‬
‫والمراد من بيان قصة أصحاب القرية ‪ :‬توضيح‬
‫أن النبي ‪ ‬أمر بإنذار المشركين من قومه ‪،‬‬
‫حتى ل يحسسل بهسسم مسسا حس ّ‬
‫ل بكفسسار أهسسل القريسسة‬
‫المبعوث إليهم ثلثة رسل‪.‬‬
‫‪ - 2‬يكون الرسول عسسادة مسسن جنسسس المرسسسل‬
‫إليهسسم ‪ ،‬حسستى ل يبسسادروا إلسسى العسسراض بحجسسة‬
‫المغايرة والمخالفة ‪ ،‬فتكسسون شسسبهة الكسسافرين‬
‫ببشرية الرسل في غير محلها ‪ ،‬وإنمسسا البسساعث‬
‫عليها العتزاز بسسالنفس والسسستعلء والسسستكبار‬
‫فيما يبدو‪.‬‬
‫‪ - 3‬يؤكد الرسل عسسادة صسسدقهم بسسالمعجزات ‪،‬‬
‫التي يؤيدهم الله بها‪ ،‬فسسإن كسسذبهم قسسومهم‪،‬لسسم‬
‫يجدوا سسسبيل إل التصسسريح بمهمتهسسم بالتحديسسد ‪،‬‬
‫وهي إبلغ الرسالة ‪ ،‬والعلم الواضسسح فسسي أن‬
‫الّله واحد ل شريك له‪..‬‬

‫‪ -‬التفسير الحديث لدروزة ‪(26 / 3) -‬‬ ‫‪61‬‬

‫‪71‬‬
‫‪ - 4‬ل يجد المرسل إليهم في العادة ذريعة بعد‬
‫دعاء التشاؤم بالرسل‪ .‬قسسال‬ ‫دحض حجتهم إل ا ّ‬
‫مقاتسسل فسسي أصسسحاب القريسسة ‪ :‬حبسسس عنهسسم‬
‫المطسسر ثلث سسسنين ‪ ،‬فقسسالوا ‪ :‬هسسذا بشسسؤمكم‪.‬‬
‫ويقال ‪ :‬إنهم أقاموا ينذرونهم عشر سنين‪.‬‬
‫‪ - 5‬ثم إذا ضاق المر بهم يلجسسؤون عسسادة إلسسى‬
‫التهديد والوعيد إما بالطرد والبعاد من البلسسد ‪،‬‬
‫وإما بالقتسسل أو الرجسسم بالحجسسارة‪ .‬قسسال الفسسراء‬
‫م ‪ :‬وعامة مسسا فسسي القسسرآن‬ ‫من ّك ُ ْ‬ ‫في قوله ‪ :‬ل َن َْر ُ‬
‫ج َ‬
‫من الرجم معناه القتل‪ .‬وقال قتادة ‪ :‬هو علسسى‬
‫بابه من الرجم بالحجارة‪ .‬وقيل ‪ :‬لنشتمنكم‪.‬‬
‫َ‬
‫م‬
‫ب أِلي س ٌ‬‫من ّسسا ع َسسذا ٌ‬ ‫سن ّك ُ ْ‬
‫م ِ‬ ‫وأما قوله تعالى ‪ :‬وَل َي َ َ‬
‫م ّ‬
‫فهو إما القتل أي الرجسسم بالحجسسارة المتقسسدم ‪،‬‬
‫وإمسسا التعسسذيب المسسؤلم قبسسل القتسسل كالسسسلخ‬
‫والقطع والصلب‪.‬‬
‫‪ - 6‬إن الشؤم الحقيقي من أهسسل القريسسة وهسسو‬
‫الشرك والكفر وتكسسذيب الرسسسل ‪ ،‬وليسسس هسسو‬
‫مسسن شسسؤم المرسسسلين ‪ ،‬ول بسسسبب تسسذكيرهم‬
‫ووعظهم ‪ ،‬وإنما بسبب إسرافهم فسسي الكفسسر ‪،‬‬
‫د‪.‬‬
‫وتجاوزهم الحد ّ ‪ ،‬والمشرك يجاوز الح ّ‬
‫‪ - 7‬ل يعدم الحق فسي كسل زمسسان أنصسارا لسه ‪،‬‬
‫وإن كانوا قلة ‪ ،‬وكان أهل الباطل كسثرة ‪ ،‬فقسد‬
‫قيض الل ّسسه مؤمنسسا مسن أهسسل القريسسة جساء يعسسدو‬
‫مسسسرعا لمسسا سسسمع بخسسبر الرسسسل ‪ ،‬ونسساقش‬
‫قومه ‪ ،‬ورغبهم وأرهبهم ‪ ،‬ودعاهم إلسسى توحيسسد‬
‫الّله واتباع الرسل ‪ ،‬وترك عبادة الصنام ‪ ،‬فإن‬
‫الرسل على حق وهدى ‪ ،‬ل يطلبون مسسال علسسى‬
‫‪72‬‬
‫تبليسسغ الرسسسالة ‪ ،‬وهسسذا دليسسل إخلصسسهم وعسسدم‬
‫اتهسسامهم بمسسأرب دنيسسوي ‪ ،‬والخسسالق هسسو الحسسق‬
‫بالعبسسادة ‪ ،‬وهسسو السسذي إليسسه المرجسسع والمسسآب ‪،‬‬
‫فيحاسب الخلئق على مسسا قسسدموا مسسن خيسسر أو‬
‫شر‪.‬‬
‫أما الصنام فل تجلب نفعا ول تدفع ضررا ‪ ،‬ول‬
‫م به مسسن البلء ‪ ،‬فمسسن عبسسدها‬ ‫تنقذ أحدا مما أل ّ‬
‫بعدئذ فهو في خسران ظاهر‪.‬‬
‫‪ - 8‬ثم صرح مؤمن القرية مخاطبا الرسل بأنه‬
‫مؤمن بالّله ربهم ‪ ،‬فليشهدوا له باليمان‪.‬‬
‫‪ - 9‬لقد كان جزاؤه المرتقب من القوم بسبب‬
‫تصلبه في الدين ‪ ،‬وتشدده في إظهسسار الحسسق ‪:‬‬
‫القتل أو الموت الزؤام‪ .‬وأما جسسزاؤه مسسن الل ّسسه‬
‫فهو التكريم في جنان الخلد‪.‬‬
‫ب‬‫‪ - 10‬بالرغم من هسسذا اليسسذاء والتعسسذيب أح س ّ‬
‫هسسذا المسسؤمن ‪ ،‬كشسسأن كسسل مسسؤمن ‪ ،‬أن يبسسادر‬
‫قومه إلى اليمان بمثل مسسا آمسسن بسسه ‪ ،‬ليحظسسوا‬
‫بمسا حظسي بسه مسن النعيسم والنجساة‪ .‬قسال ابسن‬
‫عباس ‪ :‬نصح قومه حّيا وميتا‪.‬‬
‫‪ - 11‬قسسال القرطسسبي ‪ :‬وفسسي هسسذه اليسسة تنسسبيه‬
‫عظيسسم ‪ ،‬ودللسسة علسسى وجسسوب كظسسم الغيسسظ ‪،‬‬
‫والحلم عن أهل الجهسسل ‪ ،‬والسسترؤف علسسى مسسن‬
‫أدخل نفسه في غمار الشسسرار وأهسسل البغسسي ‪،‬‬
‫والتشمر في تخليصه ‪ ،‬والتلطف في افتسسدائه ‪،‬‬
‫والشتغال بذلك عن الشماتة والدعاء عليه‪ .‬أل‬

‫‪73‬‬
‫ترى كيسسف تمنسسى الخيسسر لقتلتسسه ‪ ،‬والبسساغين لسسه‬
‫الغوائل ‪ ،‬وهم كفرة عبدة أصنام ‪.62‬‬
‫‪ -12‬أهمية ضرب المثال ‪:‬‬
‫" الصسسسورة السسستي يصسسسورها المثسسسل واضسسسحة‬
‫مشسسرقة ‪ ،‬ل ينقصسسها أن يفتقسسد اسسسم القريسسة‬
‫فيهسسسسسا ‪ ،‬ول أن تغيسسسسسب أسسسسسسماء الرسسسسسسل‬
‫ومشخصاتهم ‪ .‬إنها مستغنية عن كل هذا‪..‬‬
‫وإذا كان ل بسسد مسن التطلسسع إلسسى مسا وراء هسسذه‬
‫الصورة ‪ ،‬والنظر إلسسى موقسسع القريسسة مسسن هسسذا‬
‫العالم ‪ ،‬وإلى أشخاص الرسل مسسن بيسسن رسسسل‬
‫الّله س إذا كان ل بسسد مسسن ذلسسك ‪ ،‬فليكسسن النظسسر‬
‫مقصسسورا علسسى كتسساب الّلسسه ‪ ،‬وليكسسن التطلسسع‬
‫محجوزا فى هذه الحدود ‪ ..‬ل يتجاوزها ‪..‬‬
‫وننظر فى القرآن الكريم فنرى ‪:‬‬
‫أول ‪ :‬أن القسسرآن الكريسسم ‪ ،‬لسسم يتحسسدث عسسن‬
‫رسسسسولين حمل رسسسسالة واحسسسدة ‪ ،‬إلسسسى جهسسسة‬
‫واحدة ‪ ،‬غير موسى وهرون ‪..‬‬
‫وثانيسسا ‪ :‬أن هسسذين الرسسسولين الكريميسسن ‪ ،‬قسسد‬
‫حمل رسالتهما إلى فرعون ‪..‬‬
‫وثالثسسا ‪ :‬أنسسه قسسد قسسام مسسن قسسوم فرعسسون رجسسل‬
‫مؤمن ‪ ،‬خرج على سلطان فرعون ‪ ،‬وعلى مسسا‬
‫كان عليه قومه من متابعة فرعسسون فسسى كفسسره‬
‫وضلله‪.‬‬
‫ورابعا ‪ :‬أن القرآن الكريسسم ‪ ،‬يعقسسد الصسسلة فسسى‬
‫أكثر من موضع منه ‪ ،‬بين فرعون ‪ ،‬وبين هؤلء‬
‫المشركين من قريش ‪..‬فإذا نظرنا إلى المثسسل‬
‫‪ -‬تفسير القرطبي ‪20 /15 :‬‬ ‫‪62‬‬

‫‪74‬‬
‫على ضوء هذه الشارات المضيئة من القسسرآن‬
‫الكريم ‪ ،‬نجد ‪:‬‬
‫َ‬
‫ن‬ ‫م اث ْن َْيسس ِ‬ ‫سْلنا إ ِل َي ْهِ ُ‬ ‫أول ‪ :‬أن قوله تعالى ‪ » :‬إ ِذ ْ أْر َ‬
‫هما « يقبسسسسل التأويسسسسل ‪ ،‬علسسسسى أن‬ ‫كسسسسذ ُّبو ُ‬ ‫فَ َ‬
‫الرسولين ‪ ،‬هما موسى ‪ ،‬وهرون ‪ ،‬كمسسا يقسسول‬
‫طغى « )‪: 43‬‬ ‫ه َ‬ ‫ن إ ِن ّ ُ‬ ‫هبا ِإلى فِْرع َوْ َ‬ ‫تعالى ‪ » :‬اذ ْ َ‬
‫طه( ‪..‬‬
‫ث«‬ ‫وثانيسسا ‪ :‬أن قسسوله تعسسالى ‪ » :‬فَعَّزْزنسسا ِبثسسال ِ ٍ‬
‫يقابله فى قصة موسى وهسسرون مسسع فرعسسون ‪،‬‬
‫حديث عظيم فى القرآن العظيسسم ‪ ،‬عسسن رجسسل‬
‫لم يكشف القرآن عن اسمه ‪ ،‬وإنما أشار إلسسى‬
‫أنه من آل فرعون ‪ ..‬أي خاصته ‪ ،‬وذوى قرابته‬
‫‪..‬‬
‫فهو إنسان ذو شأن فى المجتمع الفرعسسوني ‪..‬‬
‫ومع هذا لم يكشف القرآن عن اسمه ‪ ..‬إذ مسسا‬
‫جدوى السم ‪ ،‬فى مقام الوزن للقيم النسانية‬
‫فسسى النسساس ؟ إن المعتسسبر هنسسا هسسو الصسسفة ل‬
‫مى ل السم‬ ‫الموصوف ‪ ،‬وذات المس ّ‬
‫يقسسسول القسسسرآن الكريسسسم ‪ ،‬عسسسن هسسسذا الرجسسسل‬
‫ن‬ ‫ل فِْرع َسوْ َ‬ ‫نآ ِ‬ ‫مس ْ‬ ‫ن ِ‬ ‫م ٌ‬ ‫مؤ ْ ِ‬ ‫ل ُ‬ ‫ج ٌ‬ ‫ل َر ُ‬ ‫المؤمن ‪َ » :‬وقا َ‬
‫َ‬ ‫ه أ َت َ ْ‬
‫ه‬‫ي الل ّس ُ‬ ‫ل َرب ّس َ‬ ‫قسسو َ‬ ‫ن يَ ُ‬ ‫جًل أ ْ‬ ‫ن َر ُ‬ ‫قت ُل ُسسو َ‬ ‫م ِإيمان َ ُ‬ ‫ي َك ْت ُ ُ‬
‫ك كاِذب سا ً‬ ‫ن ي َس ُ‬ ‫م وَإ ِ ْ‬ ‫ن َرب ّك ُس ْ‬ ‫مس ْ‬ ‫ت ِ‬ ‫م ِبال ْب َّينا ِ‬ ‫وَقَد ْ جاَءك ُ ْ‬
‫ذي‬ ‫ض ال ّس ِ‬ ‫م ب َعْ س ُ‬ ‫صب ْك ُ ْ‬ ‫ك صاِدقا ً ي ُ ِ‬ ‫ن يَ ُ‬ ‫ه وَإ ِ ْ‬ ‫فَعَل َي ْهِ ك َذ ِب ُ ُ‬
‫ب‬ ‫ذا ٌ‬ ‫كسس ّ‬ ‫ف َ‬ ‫سسسرِ ٌ‬ ‫م ْ‬ ‫ن هُوَ ُ‬ ‫م ْ‬ ‫دي َ‬ ‫ه ل ي َهْ ِ‬ ‫ن الل ّ َ‬ ‫م إِ ّ‬ ‫ي َعِد ُك ُ ْ‬
‫َْ‬
‫ض‬‫ن فِسسي الْر ِ‬ ‫ري َ‬ ‫م ظسساه ِ ِ‬ ‫ك ال ْي َسوْ َ‬ ‫مل ْ ُ‬
‫م ال ْ ُ‬ ‫يا قَوْم ِ ل َك ُ ُ‬
‫فَمسسن ينصسسرنا م سن ب سأ ْ‬
‫ل‬ ‫ن جاَءنسسا قسسا َ‬ ‫س الل ّسهِ إ ِ ْ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ْ َ‬ ‫َ ْ َْ ُ ُ‬
‫م إ ِّل‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫ديك ُ ْ‬ ‫م إ ِّل مسسا أرى َومسسا أهْ س ِ‬ ‫ن مسسا أِريك ُس ْ‬ ‫فِْرع َوْ ُ‬
‫‪75‬‬
‫ن يسسا قَسوْم ِ إ ِن ّسسي‬ ‫مس َ‬ ‫ذي آ َ‬ ‫ل ال ّس ِ‬ ‫ل الّرشسساد ِ َوقسسا َ‬ ‫سِبي َ‬ ‫َ‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َأخا ُ‬
‫ب َقسوْم ِ‬ ‫ل د َأ ِ‬ ‫مث ْ َ‬ ‫ب ِ‬ ‫حزا ِ‬ ‫ل ي َوْم ِ ال ْ‬ ‫مث ْ َ‬ ‫م ِ‬ ‫ف ع َلي ْك ْ‬
‫ه‬ ‫مسا الّلس ُ‬ ‫م وَ َ‬ ‫ن ب َْعسد ِه ِ ْ‬ ‫مس ْ‬ ‫ن ِ‬ ‫ذي َ‬ ‫مود َ َواّلس ِ‬ ‫ح َوعاد ٍ وَث َ ُ‬ ‫ُنو ٍ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ً‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬
‫م‬ ‫ف ع َلي ْك ُس ْ‬ ‫ريد ُ ظلما ل ِلِعباد ِ َويسسا قَ سوْم ِ إ ِن ّسسي أخسسا ُ‬ ‫يُ ِ‬
‫ن الل ّسهِ‬ ‫مس َ‬ ‫م ِ‬ ‫ن ما ل َك ُ ْ‬ ‫ري َ‬ ‫مد ْب ِ ِ‬ ‫ن ُ‬ ‫م ت ُوَّلو َ‬ ‫م الّتناد ِ ي َوْ َ‬ ‫ي َوْ َ‬
‫ن هسسادٍ‬ ‫مس ْ‬ ‫ه ِ‬ ‫ه َفمسسا ل َس ُ‬ ‫ل الل ّس ُ‬ ‫ض سل ِ ِ‬ ‫ن يُ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫صم ٍ وَ َ‬ ‫ن عا ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ِ‬
‫م‬ ‫ْ‬
‫ت َفما زِلت ُ ْ‬ ‫ل ِبالب َّينا ِ‬ ‫ْ‬ ‫ن قَب ْ ُ‬ ‫م ْ‬ ‫ف ِ‬ ‫س ُ‬ ‫م ُيو ُ‬ ‫قد ْ جاَءك ُ ْ‬ ‫وَل َ‬‫َ‬
‫ن‬ ‫م َلسس ْ‬ ‫ك قُل ْت ُ ْ‬ ‫حّتى ِإذا هَل َ َ‬ ‫م ب ِهِ َ‬ ‫ما جاَءك ُ ْ‬ ‫م ّ‬ ‫ك ِ‬ ‫ش ّ‬ ‫ِفي َ‬
‫ن‬ ‫م ْ‬ ‫ه َ‬ ‫ل الل ّ ُ‬ ‫ض ّ‬ ‫ك يُ ِ‬ ‫كذل ِ َ‬ ‫سوًل َ‬ ‫ن ب َعْد ِهِ َر ُ‬ ‫م ْ‬ ‫ه ِ‬ ‫ث الل ّ ُ‬ ‫ي َب ْعَ َ‬
‫ب ‪ 28) « ...‬س ‪ : 34‬المؤمن(‪.‬‬ ‫مْرتا ٌ‬ ‫ف ُ‬ ‫سرِ ٌ‬ ‫م ْ‬ ‫هُوَ ُ‬
‫ثم تمضى اليسات ‪ ،‬فتسذكر دعسوة هسذا السداعي‬
‫ن‬ ‫مسس َ‬ ‫ذي آ َ‬ ‫ل ال ّ ِ‬ ‫إلى الّله ‪ ..‬فيقول سبحانه ‪َ »:‬وقا َ‬
‫يا قَوم اتبعو َ‬
‫ل الّرشاد ِ يا قَوْم ِ إ ِّنما‬ ‫سِبي َ‬ ‫م َ‬ ‫ن أهْد ِك ُ ْ‬ ‫ْ ِ ُِّ ِ‬
‫ي داُر‬ ‫خ سَرة َ ه ِس َ‬ ‫ن اْل ِ‬ ‫متسساع ٌ وَإ ِ ّ‬ ‫حيسساة ُ ال سد ّْنيا َ‬ ‫ه سذ ِهِ ال ْ َ‬
‫ن‬ ‫مسس ْ‬ ‫مث َْلها وَ َ‬ ‫جزى إ ِّل ِ‬ ‫ة َفل ي ُ ْ‬ ‫سي ّئ َ ً‬ ‫ل َ‬ ‫م َ‬ ‫ن عَ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫قرارِ َ‬ ‫ال ْ َ‬
‫ُ‬ ‫َ‬
‫ن‬ ‫م ٌ‬ ‫م سؤ ْ ِ‬ ‫هسسوَ ُ‬ ‫ن ذ َك َسرٍ أوْ أْنسسثى وَ ُ‬ ‫مس ْ‬ ‫ل صسساِلحا ً ِ‬ ‫مسس َ‬ ‫عَ ِ‬
‫ُ‬
‫ر‬
‫ن ِفيهسسا ب ِغَْيسس ِ‬ ‫ة ي ُْرَزُقسسو َ‬ ‫جّنسس َ‬ ‫ن ال ْ َ‬ ‫خُلو َ‬ ‫ك َيسسد ْ ُ‬ ‫َفسسأولئ ِ َ‬
‫م إ َِلسى الّنجسا ِ‬
‫ة‬ ‫عسوك ُ ْ‬ ‫ب َويسا َقسوْم ِ مسا ِلسي أ َد ْ ُ‬ ‫حسا ٍ‬ ‫ِ‬
‫هّ‬
‫فسسَر ِبسسالل ِ‬ ‫َ‬
‫عون َِني ِلك ْ ُ‬ ‫عون َِني إ ِلسسى الّنسسارِ َتسسد ْ ُ‬ ‫َ‬ ‫وََتسسد ْ ُ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫وَأ ُ ْ‬
‫م‬ ‫م وَأن َسسا أد ْع ُسسوك ُ ْ‬ ‫عل ْس ٌ‬ ‫س ل ِسسي ب ِسهِ ِ‬ ‫ك ب ِهِ ما ل َي ْ َ‬ ‫شرِ َ‬
‫عون َِني إ ِل َي ْس ِ‬
‫ه‬ ‫م أ َّنمسسا ت َسد ْ ُ‬ ‫ج سَر َ‬ ‫فارِ ل َ‬ ‫زيزِ ال ْغَ ّ‬ ‫إ َِلى ال ْعَ ِ‬
‫َ‬ ‫ه د َع ْوَة ٌ فِسسي ال سد ّْنيا َول فِسسي اْل ِ‬
‫ن‬ ‫خ سَرةِ وَأ ّ‬ ‫س لَ ُ‬ ‫ل َي ْ َ‬
‫ب‬ ‫مردنا إل َسسى الل ّسه وأ َن ال ْمس سرفين هُ س َ‬
‫صسسحا ُ‬ ‫مأ ْ‬ ‫ْ‬ ‫ُ ْ ِ ِ َ‬ ‫ِ َ ّ‬ ‫َ َ ّ ِ‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫ري‬ ‫مس ِ‬ ‫ضأ ْ‬ ‫م وَأفَسوّ ُ‬ ‫ل ل َك ُس ْ‬ ‫ن ما أُقو ُ‬ ‫ست َذ ْك ُُرو َ‬ ‫الّنارِ فَ َ‬
‫ه‬‫وقسساه ُ الل ّس ُ‬ ‫صسسيٌر ِبال ِْعبسساد ِ فَ َ‬ ‫ه بَ ِ‬ ‫ن الل ّس َ‬ ‫إ ِل َسسى الل ّسهِ إ ِ ّ‬
‫سسسوءُ‬ ‫ن ُ‬ ‫ل فِْرع َسوْ َ‬ ‫مك َسُروا َوحسساقَ ب ِسسآ ِ‬ ‫ت مسسا َ‬ ‫س سّيئا ِ‬ ‫َ‬
‫ب « )‪ 38‬س ‪ : 45‬المؤمن( ‪..‬‬ ‫ال َْعذا ِ‬
‫‪76‬‬
‫هذه دعوة رجل صسساحب رسسسالة ‪ ..‬إنهسسا إن لسسم‬
‫تكن على يسسد رسسسول ‪ ،‬فهسسى رسسسالة رسسسول ‪،‬‬
‫وحقّ لصاحبها أن يدخل فسسى زمسسرة الرسسسل ‪..‬‬
‫وهذا هو السر فى التعبير القرآنسسى ‪ » :‬فَعَّزْزنسسا‬
‫ث « أي فعززنسسا الرسسسولين بثسسالث ‪ ،‬وهسسذا‬ ‫ِبثسسال ِ ٍ‬
‫يمكن أن يحمل س وهو فى إطلقه كهذا س علسسى‬
‫در برسسسول ثسسالث ‪ ،‬أو معيسسن‬ ‫محمليسسن ‪ ،‬فيقسس ّ‬
‫ثالث ‪ ،‬بعسد المعيسن الثساني ‪ ،‬السذي كسان معينسا‬
‫للرسول الول ‪ ،‬فهو تعزيز بعد تعزيسسز ‪ ..‬ولقسسد‬
‫عسسّزز موسسسى بهسسارون ‪ ،‬وكسسان هسسذا الرجسسل‬
‫المؤمن تعزيزا لهما ‪..‬‬
‫بقيت مسألة تحتاج إلى نظر ‪ ..‬وهى أن المثسسل‬
‫ذكر مع الرسل الثلثة ‪ ،‬رجل ‪ ،‬كانت لسسه دعسسوة‬
‫إلى الّله كدعوة هؤلء الرسل ‪ ،‬وأنسسه جسساء مسسن‬
‫أقصى المدينة ‪ ،‬وهى القرية السستي جسساء ذكرهسسا‬
‫فسسى أول المثسسل ‪ ..‬وهسسذا الرجسسل يكسساد يكسسون‬
‫صورة مطابقة لمؤمن آل فرعون ‪ ،‬السسذي قلنسسا‬
‫عنه إنه رسول ‪ ،‬أو حسسوارىّ رسسسول‪ .‬فمسسن هسسو‬
‫هذا الرجل ؟ وهل له مكان فسى قصسة موسسى‬
‫مع فرعون ؟ ‪.‬‬
‫ونعم ‪ ،‬فإننا نجد فى قصة موسى مع فرعون ‪،‬‬
‫رجل آخر ‪ ،‬جاء من أقصى المدينسسة ‪ ،‬يسسسعى ‪..‬‬
‫ولكنه فى هذه القصة لم يكشف عن دعوة لسسه‬
‫إلى الّله ‪ ،‬وإنما جاء ناصحا لموسى ‪ ،‬هاتفا بسسه‬
‫أن يخرج من المدينة ‪ ،‬فسسإن المل يسسأتمرون بسسه‬
‫ليقتلوه ‪ ،‬كما يقول تعالى فى سورة القصص ‪:‬‬
‫لم َ‬
‫ل يسسا‬‫سعى قا َ‬ ‫دين َةِ ي َ ْ‬ ‫صى ال ْ َ‬
‫م ِ‬ ‫ن أقْ َ‬‫ج ٌ ِ ْ‬‫» َوجاَء َر ُ‬
‫‪77‬‬
‫ْ‬
‫ج‬‫خُر ْ‬ ‫قت ُل ُسسو َ‬
‫ك فَسسا ْ‬ ‫ن ب ِس َ‬
‫ك ل ِي َ ْ‬ ‫مُرو َ‬‫مَل َ ي َأت َ ِ‬‫ن ال ْ َ‬‫موسى إ ِ ّ‬ ‫ُ‬
‫ن « )آية ‪.(20‬‬ ‫حي َ‬ ‫ص ِ‬ ‫ن الّنا ِ‬ ‫م َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫إ ِّني لك ِ‬
‫ولسسم تكسسن للرجسسل دعسسوة إلسسى الل ّسسه هنسسا ‪ ،‬لن‬
‫موسى لم يكن قد أرسل بعد‬
‫وربما كان الرجل مؤمنا بالّله ‪ ،‬يسسدين بالتوحيسسد‬
‫عن طريق اليهودية ‪ ،‬أو عن طريق النظر الحّر‬
‫‪ ..‬وعلى أىّ فهو على غير دين فرعون ‪ ..‬وقسسد‬
‫ظسسل الرجسسل علسسى إيمسسانه إلسسى أن بعسسث الل ّسسه‬
‫موسى رسول ‪ ،‬فلما جاء موسى يدعو فرعون‬
‫إلى الّله ‪ ،‬وعرض بين يسسديه تلسسك المعجسسزات ‪،‬‬
‫ازداد الرجل إيمانا ‪ ،‬فأصسسبح داعيسسة إلسسى الل ّسسه ‪،‬‬
‫يدعو قومه إلى اليمان بالّله ‪..‬‬
‫وعلسسى هسسذا ‪ ،‬فإننسسا نجسسد فسسى القصسسة والمثسسل‬
‫رجلين ‪:‬‬
‫أحدهما ‪ ،‬وهو المسؤمن السسذي مسن آل فرعسون‪.‬‬
‫والذي وقف مع موسى وهرون موقف الداعية‬
‫إلى الّله ‪ ،‬وأنه كان على إيمسسان بسسالّله ‪ ،‬ولكنسسه‬
‫كان يكتم إيمانه خوفا من فرعسسون ‪ ،‬فلمسسا رأى‬
‫أن فرعسسون يسسدّبر لقتسسل موسسسى ‪ ،‬فسسزع لهسسذا‬
‫المسسر ‪ ،‬وأعلسسن إيمسسانه ‪ ،‬ووقسسف مسسع موسسسى‬
‫ج فرعون ‪ ،‬ويجادله ‪ ،‬إذ كان س مع‬ ‫وهرون ‪ ،‬يحا ّ‬
‫إيمانه س ذا جاء وسلطان ‪ ..‬إنه من آل فرعون!‬
‫‪..‬‬
‫أما الرجل الخر ‪ ،‬فهو الذي جاء إلى موسسسى ‪،‬‬
‫ذره ممسسا يسسدبر لسسه القسسوم ‪،‬‬ ‫قبل الرسسسالة ‪ ،‬وحس ّ‬
‫ونصح له بالفرار من المدينسسة ‪..‬وبهسسذا نسسرى أن‬
‫أحد الرجلين ‪ ،‬خل ّسسص موسسسى مسسن القتسسل بعسسد‬
‫‪78‬‬
‫الرسالة ‪ ،‬على حين أن الخسسر قسسد خّلصسسه مسسن‬
‫القتل أيضا ‪ ،‬ولكن قبل الرسالة ‪..‬‬
‫ومسألة أخرى ‪ ،‬تحتاج إلى نظر أيضا ‪..‬إذا كان‬
‫هذان الرجلن هما المشسسار إليهمسسا فسسى المثسسل‬
‫المضسسروب ‪ ،‬فسسى سسسورة » يسسس « باعتبسسار أن‬
‫الرجل الذي من آل فرعسسون هسسو الرسسسول ‪ ،‬أو‬
‫حوارىّ الرسول ‪ ،‬وأن الخر هو الذي جاء مسسن‬
‫نل‬ ‫مسس ْ‬
‫أقصى المدينة ‪ ،‬وقال ‪ :‬يا قوم » ات ّب ُِعوا َ‬
‫يسئ َل ُك ُ َ‬
‫ن اليسسات « سس إذ كسسان‬ ‫دو َ‬‫مهْت َ ُ‬ ‫جرا ً وَهُ ْ‬
‫م ُ‬ ‫مأ ْ‬‫ْ‬ ‫َ ْ‬
‫ذلك كذلك ‪ ،‬فلم نوه القرآن الكريم فى المثل‬
‫المضروب بالرجل الخر ‪ ،‬ولم يذكر شسسيئا عسسن‬
‫موقسسسف الرجسسسل الول ‪ ،‬السسسذي هسسسو مسسسن آل‬
‫فرعسسون ‪ ،‬والسسذي قلنسسا إنسسه هسسو السسذي عسّزز بسسه‬
‫الرسولن الكريمان ؟ ‪:‬‬
‫والجواب على هذا س والّله أعلم س من وجهين ‪:‬‬
‫فأول ‪ :‬أنه بحسب مسسؤمن آل فرعسسون تنويهسسا ‪ ،‬أن‬
‫يضاف إلى الرسسسولين الكريميسسن ‪ ،‬وأن يكسسون لسسه‬
‫المكسسان الثسسالث معهمسسا ‪ ..‬فقسسد رفسسع إلسسى درجسسة‬
‫رسول‪.‬‬
‫وثانيسسا ‪ :‬وبحسسسبه شسسرفا وتكريمسسا أن تسسسمى فسسى‬
‫القرآن سورة باسسسمه ‪ ،‬هسسى سسسورة » المسسؤمن «‬
‫والتي تسمى » غافر « أيضا ‪ ..‬أما الرجل الخسسر ‪،‬‬
‫ذره‬‫فهو الذي جاء إلى موسى ‪ ،‬قبل الرسالة ‪ ،‬وح ّ‬
‫ممسسا يسسدبر لسسه القسسوم ‪ ،‬ونصسسح لسسه بسسالفرار مسسن‬
‫المدينة ‪..‬‬
‫ّ‬
‫وبهذا نرى أن أحد الرجليسسن ‪ ،‬خلسسص موسسسى مسسن‬
‫القتل بعد الرسالة ‪ ،‬على حين أن الخر قد خّلصه‬
‫من القتل أيضا ‪ ،‬ولكن قبل الرسالة ‪..‬‬
‫‪79‬‬
‫ومسألة أخرى ‪ ،‬تحتاج إلسسى نظسسر أيضسسا ‪..‬إذا كسسان‬
‫هسسذان السسرجلن همسسا المشسسار إليهمسسا فسسى المثسسل‬
‫المضسسروب ‪ ،‬فسسى سسسورة » يسسس « باعتبسسار أن‬
‫الرجسسل السسذي مسسن آل فرعسسون هسسو الرسسسول ‪ ،‬أو‬
‫حوارىّ الرسسول ‪ ،‬وأن الخسر هسو السذي جساء مسسن‬
‫نل‬ ‫مس ْ‬
‫أقصى المدينسسة ‪ ،‬وقسسال ‪ :‬يسا قسسوم » ات ّب ِعُسسوا َ‬
‫يسئ َل ُك ُ َ‬
‫ن اليات « س إذ كان ذلك‬ ‫دو َ‬‫مهْت َ ُ‬ ‫جرا ً وَهُ ْ‬
‫م ُ‬ ‫مأ ْ‬‫ْ‬ ‫َ ْ‬
‫كسسذلك ‪ ،‬فلسسم نسسوه القسسرآن الكريسسم فسسى المثسسل‬
‫المضروب بالرجسسل الخسسر ‪ ،‬ولسسم يسسذكر شسسيئا عسسن‬
‫موقف الرجل الول ‪ ،‬الذي هسسو مسسن آل فرعسسون ‪،‬‬
‫والسسذي قلنسسا إنسسه هسسو السسذي عسسّزز بسسه الرسسسولن‬
‫الكريمان ؟ ‪:‬‬
‫والجواب على هذا س والّله أعلم س من وجهين ‪:‬‬
‫فأول ‪ :‬أنه بحسب مسسؤمن آل فرعسسون تنويهسسا ‪ ،‬أن‬
‫يضاف إلى الرسسسولين الكريميسسن ‪ ،‬وأن يكسسون لسسه‬
‫المكسسان الثسسالث معهمسسا ‪ ..‬فقسسد رفسسع إلسسى درجسسة‬
‫رسول‪.‬‬
‫وثانيسسا ‪ :‬وبحسسسبه شسسرفا وتكريمسسا أن تسسسمى فسسى‬
‫القرآن سورة باسسسمه ‪ ،‬هسسى سسسورة » المسسؤمن «‬
‫والتي تسمى » غافر « أيضسسا ‪ ..‬وقسسد ذكسسرت فسسى‬
‫هذه السورة رسالته كلها ‪ ،‬والسستي قلنسسا عنهسسا إنهسسا‬
‫رسالة رسول ‪!..‬‬
‫‪63‬‬
‫هذا ‪ ،‬والّله أعلم ‪" ...‬‬
‫سسسسسسسسسسسس‬

‫‪ -‬التفسير القرآني للقرآن س موافقا للمطبوع ‪(917 / 11) -‬‬ ‫‪63‬‬

‫‪80‬‬
‫إهلك مكذبي الرسل‬
‫قال تعالى ‪:‬‬
‫ﭒﭓﭔﭕﭖﭗﭘﭙﭚﭛﭜﭝﭞﭟ ﭠﭡﭢﭣﭤﭥ‬
‫ﭦﭧﭨ ﭩﭪﭫﭬﭭﭮﭯﭰﭱﭲﭳﭴﭵ ﭶﭷ‬
‫ﭸﭹﭺﭻﭼﭽﭾﭿﮀﮁ ﮂﮃﮄﮅﮆﮇﮈ‬
‫شرح الكلمات ‪:‬‬
‫رقم الية ‪ ...‬الكلمة ‪ ...‬معناها‬
‫حد َة ً ‪ ...‬صوتا مهلكا‬ ‫ة َوا ِ‬‫ح ً‬ ‫صي ْ َ‬ ‫‪َ ... 29‬‬
‫ن ‪ ...‬ميتون‬ ‫دو َ‬ ‫م ُ‬ ‫خا ِ‬ ‫‪َ ... 29‬‬
‫سَرة ً ‪ ...‬يا ويل ويا تندما ) وهذا غاية‬ ‫ح ْ‬ ‫‪َ ... 30‬يا َ‬
‫التألم (‬
‫م أهْل َك َْنا ‪ ...‬أهلكنا كثيرا من المم‬ ‫َ‬
‫‪ ... 31‬ك َ ْ‬
‫قُرون ‪ ...‬المم‬ ‫‪ ... 31‬ال ُ‬
‫ميسسعٌ ‪ ...‬جميسسع المسسم‬‫ج ِ‬
‫مسسا َ‬‫ل لَ ّ‬ ‫ن ُ‬
‫كسس ّ‬ ‫‪ ... 32‬وَإ ِ ْ‬
‫السابقة واللحقة‬
‫ن ‪ ...‬ستحضسسسسر للحسسسسساب‬ ‫ضسسسسُرو َ‬ ‫ح َ‬ ‫م ْ‬ ‫‪ُ ... 32‬‬
‫والجزاء يوم القيامة‬
‫المناسبة ‪:‬‬
‫ّ‬
‫ينتهى المثل الذي ضربه الله سسسبحانه وتعسسالى‬
‫لصحاب القرية فى اليسسة السسسابقة علسسى هسسذه‬
‫اليات س ينتهسسى بهسسذا التعقيسسب السسذي بسسدأت بسسه‬
‫اليات السستي نحسسن بيسسن يسسديها الن ‪ ،‬ومسسن هسسذا‬
‫التعقيسسب يكسسون المنطلسسق السسذي تنطلسسق فيسسه‬
‫اليسسات بعسسد هسسذا ‪ ،‬فتسسواجه المشسسركين السسذين‬
‫اسسستمعوا إلسسى هسسذا المثسسل ‪ ،‬وتعسسرض عليهسسم‬
‫مشاهد من قدرة الّله سسسبحانه وتعسسالى ‪ ،‬ومسسن‬
‫آثار رحمته فى خلقه ‪ ،‬لعلهم يجدون فسسى هسسذه‬
‫‪81‬‬
‫المشاهد ‪ ،‬ما يفتح قلوبهم وعقولهم إلى الّله ‪،‬‬
‫حتى يؤمنوا ‪ ،‬ويلحقوا بركسسب المسسؤمنين ‪ ،‬قبسسل‬
‫أن تفلت من أيديهم تلك الفرصة السانحة ‪ ،‬ثم‬
‫ل يكون منهم إل الحسرة والندم ‪ ،‬ولت ساعة‬
‫مندم‪.64.‬‬
‫التفسير والبيان ‪:‬‬
‫ن‬
‫مس َ‬ ‫جن ْسد ٍ ِ‬ ‫ن ُ‬ ‫مس ْ‬ ‫ن ب َعْسد ِهِ ِ‬ ‫مس ْ‬ ‫مهِ ِ‬ ‫على قَوْ ِ‬ ‫َوما أ َن َْزْلنا َ‬
‫ن"‬ ‫من ْزِِلي َ‬ ‫سماِء َوما ك ُّنا ُ‬ ‫ال ّ‬
‫"هو تعقيب على قوله تعالى على لسان العبسسد‬
‫فَر ل ِسسي‬ ‫ن ِبما غ َ َ‬ ‫مو َ‬ ‫مي ي َعْل َ ُ‬ ‫ت قَوْ ِ‬ ‫المؤمن ‪ » :‬يا ل َي ْ َ‬
‫ن «‪..‬إنهم لن يعلموا‬ ‫مي َ‬ ‫مك َْر ِ‬ ‫ن ال ْ ُ‬ ‫م َ‬ ‫جعَل َِني ِ‬ ‫َرّبي وَ َ‬
‫شيئا ‪ ،‬ولو علموا ما آمنوا ‪ ..‬إنهم ل يؤمنون إل‬
‫إذا نزل عليهسسم ملئكسسة مسسن السسسماء ‪ ،‬بعسسد أن‬
‫م‬ ‫َ‬
‫رفضوا الرسل ‪ ،‬لنهم بشر ‪ ،‬وقالوا » ما أن ُْتسس ْ‬
‫ن‬‫يٍء إ ِ ْ‬ ‫شسس ْ‬ ‫ن َ‬ ‫مسس ْ‬ ‫ن ِ‬ ‫حم ُ‬ ‫ل الّر ْ‬ ‫مث ُْلنا َوما أ َن َْز َ‬ ‫شٌر ِ‬ ‫إ ِّل ب َ َ‬
‫ن «‪ . .‬والّلسه سسبحانه لسم يرسسل‬ ‫َ‬
‫م إ ِّل ت َك ْذ ُِبو َ‬ ‫أن ْت ُ ْ‬
‫إلى قوم ملئكة حسستى تتحقسسق أمنيتهسسم فيهسسم ‪،‬‬
‫ومسسا كسسان الّلسسه مرسسسل ملئكسسة إلسسى هسسؤلء‬
‫ل‬ ‫المشركين ‪ ،‬الذين كانوا يقولون ‪ » :‬ل َوْ ل أ ُن ْزِ َ‬
‫ة أ َوْ َنرى َرّبنا ؟ « )‪ : 21‬الفرقان(‬ ‫ملئ ِك َ ُ‬‫ع َل َي َْنا ال ْ َ‬
‫م‬ ‫طعسسا َ‬ ‫ل ال ّ‬ ‫ل ي َأ ْك ُس ُ‬
‫سسسو ِ‬ ‫ذا الّر ُ‬ ‫ويقولون ‪ » :‬مسسا ِله س َ‬
‫مل َس ٌ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫ك‬ ‫ل إ ِل َي ْسهِ َ‬ ‫ق ؟ ل َسوْ ل أن ْسزِ َ‬ ‫سوا ِ‬ ‫شي ِفي اْل ْ‬ ‫م ِ‬ ‫وَي َ ْ‬
‫ذيرا ً « )‪ : 7‬الفرقان(‪.‬‬ ‫ه نَ ِ‬ ‫معَ ُ‬
‫ن َ‬ ‫كو َ‬ ‫فَي َ ُ‬
‫وإذن فليمسسسست هسسسسؤلء المشسسسسركون علسسسسى‬
‫شركهم ‪،‬كما مات فرعون وقسسومه مسسن قبلهسسم‬
‫على كفرهم ‪ ..‬وهذا ما يشير إليه قسسوله تعسسالى‬
‫‪ -‬التفسير القرآني للقرآن س موافقا للمطبوع ‪(925 / 12) -‬‬ ‫‪64‬‬

‫‪82‬‬
‫ح سد َةً‬ ‫ة وا ِ‬ ‫ح ً‬
‫ص سي ْ َ‬ ‫ت إ ِّل َ‬ ‫ن كان َ ْ‬
‫فى الية التالية ‪ » :‬إ ِ ْ‬
‫ن «‪ ..‬إنها صيحة الموت ‪ ،‬السستي‬ ‫دو َ‬ ‫م ُ‬‫م خا ِ‬ ‫فَِإذا هُ ْ‬
‫يقضسسسسى بهسسسسا علسسسسى الّنسسسساس ‪ ،‬مسسسسؤمنهم ‪،‬‬
‫وكافرهم ‪"..‬‬
‫وهسسذا لتحقيسسر شسسأنهم ‪ ،‬فسسإن إنسسزال الملئكسسة‬
‫لعظائم المور ‪ ،‬وهسسؤلء ل يحتسساجون لهلكهسسم‬
‫جنسسدا مسسن السسسماء ‪ ،‬بسسل أهلكنسساهم بصسسيحة‬
‫ة‬‫ح ً‬ ‫صسي ْ َ‬ ‫ت إ ِّل َ‬ ‫ن كسسان َ ْ‬ ‫واحده ‪ ،‬كما قسسال تعسسالى ‪ :‬إ ِ ْ‬
‫ن أي ما كسسان إهلكهسسم‬ ‫دو َ‬‫م ُ‬‫م خا ِ‬ ‫حد َة ً ‪ ،‬فَِإذا هُ ْ‬ ‫وا ِ‬
‫إل بصيحة واحدة صاح بهم جبريل ‪ ،‬فسسأهلكهم ‪،‬‬
‫فإذا هم أموات ل حراك بهم‪.‬‬
‫ت أي الخسسذة أو العقوبسسة إل‬ ‫ن كسسان َ ْ‬ ‫وقسسوله ‪ :‬إ ِ ْ‬
‫ح سد َة ً تأكيسسد لكسسون‬ ‫صسسيحة واحسسدة ‪ ،‬وقسسوله ‪ :‬وا ِ‬
‫ن‬ ‫دو َ‬ ‫مسس ُ‬ ‫م خا ِ‬ ‫المر هينا عند الّله ‪ ،‬وقوله ‪ :‬فَِإذا هُ ْ‬
‫فيه إشارة إلى سرعة الهلك‪.‬‬
‫ل إ ِلّ‬ ‫ْ‬
‫سسسو ٍ‬ ‫ن َر ُ‬ ‫م ْ‬ ‫م ِ‬‫سَرة ً ع ََلى ال ِْعباد ِ ‪ ،‬ما ي َأِتيهِ ْ‬ ‫ح ْ‬
‫يا َ‬
‫ست َهْزِؤ ُ َ‬
‫ن‬ ‫كاُنوا ب ِهِ ي َ ْ‬
‫" يمكن أن يكون هذا نداء مسسن الحسسق سسسبحانه‬
‫وتعسسسالى للحسسسسرة ‪ ،‬لتقسسسع علسسسى الكسسسافرين‬
‫المكسذبين برسسل الّلسه ‪ ،‬وأن تشستمل عليهسم ‪،‬‬
‫ليسسذوقوا عسسذاب النسسدم ‪ ،‬إلسسى جسسانب العسسذاب‬
‫الجهنمى ‪ ،‬نعوذ بالّله منهمسسا ‪ ..‬وهسسذا مسسا يشسسير‬
‫ه‬ ‫ل الل ّس ُ‬ ‫جعَ س َ‬‫إليه سبحانه فى قسسوله تعسسالى ‪ » :‬ل ِي َ ْ‬
‫م « )‪ : 156‬آل‬ ‫سسسسسَرة ً فِسسسسي قُل ُسسسسوب ِهِ ْ‬ ‫ح ْ‬ ‫ك َ‬ ‫ذل ِسسسس َ‬
‫عمران(‪.‬‬
‫ويمكن أن يكون ذلك نداء تعجبي ّسسا مسسن الوجسسود‬
‫كّله ‪ ،‬لهذه الحسسسرة السستي تقسسع علسسى النسساس ‪،‬‬
‫‪83‬‬
‫استفظاعا لها ‪ ،‬وإشفاقا منهسسا أن تمتسسد ظللسسه‬
‫الكئيبة إلى كل موجود‪.‬‬
‫ل إ ِّل كسساُنوا‬ ‫ْ‬
‫سو ٍ‬ ‫ن َر ُ‬ ‫م ْ‬
‫م ِ‬ ‫وقوله تعالى ‪ » :‬ما ي َأِتيهِ ْ‬
‫ن « هو على التقسسدير الول ‪ ،‬تعليسسل‬ ‫ست َهْزِؤ ُ َ‬‫ب ِهِ ي َ ْ‬
‫للحسسسرة السستي سسساقها الّلسسه إلسسى المكسسذبين‬
‫والضالين ‪ ..‬وهو على التقسسدير الثسساني ‪ ،‬جسسواب‬
‫لسؤال ينطق به لسان الحال ‪ ،‬وهو ‪ :‬أية جناية‬
‫جناهسسا النسساس حسستى يسسساق إليهسسم هسسذا البلء‬
‫العظيم ؟‬
‫ل إ ِلّ‬ ‫ْ‬
‫سسو ٍ‬
‫ن َر ُ‬ ‫مس ْ‬‫م ِ‬ ‫فكسان الجسواب ‪ » :‬مسا َيسأِتيهِ ْ‬
‫ن «‪.‬‬ ‫ست َهْزِؤ ُ َ‬‫كاُنوا ب ِهِ ي َ ْ‬
‫وفى وصسسف النسساس بسسأنهم عبسساد ‪ ،‬إشسسارة إلسسى‬
‫أنهم س وهم عباد س لم يرعوا حق العبودية لّلسسه ‪،‬‬
‫بل كفسسروا بسسالّله ‪ ،‬وكسسذبوا رسسسله ‪ ،‬واسسستهزءوا‬
‫بهم‪.‬والمراد بالعبسساد ‪ ،‬هسسم النسساس جميعسسا علسسى‬
‫اختلف أوطانهم ‪ ،‬وأزمانهم ‪..‬إنهم هكذا دأبهسسم‬
‫دق رسسسله ‪..‬‬ ‫وقليل منهم من يؤمن بالّله ‪ ،‬ويص ّ‬
‫أما الكثرة منهم ‪ ،‬فهم على هذا الوصف!‪".‬‬
‫سَرة ً للتكثير‪ .‬وسبب التحسر عليهم ‪:‬‬ ‫ح ْ‬ ‫وتنكير َ‬
‫أنهم لم يعتبروا بأمثالهم من المم الخاليسسة‪ .‬ول‬
‫متحسر أصل في الحقيقسسة ‪ ،‬إذ المقصسسود بيسسان‬
‫أن ذلك وقت طلسسب الحسسسرة ‪ ،‬حيسسث ظهسسرت‬
‫الندامة عند مواجهة العذاب ومعسساينته‪ .‬وقيسسل ‪:‬‬
‫إنها حسرة الملئكسسة علسسى الكفسسار حيسسن كسسذبوا‬
‫الرسل‪.‬‬

‫‪84‬‬
‫ثسسسم أنسسسذر الّلسسسه تعسسسالى الجيسسسال الحاضسسسرة‬
‫سَرة ً ع ََلى ال ِْعبسساد ِ مسسا‬ ‫ح ْ‬‫والمستقبلة فقال‪ » :‬يا َ‬
‫ْ‬
‫ن «‪.‬‬ ‫ست َهْزِؤ ُ َ‬ ‫ل إ ِّل كاُنوا ب ِهِ ي َ ْ‬‫سو ٍ‬ ‫ن َر ُ‬ ‫م ْ‬‫م ِ‬‫ي َأِتيهِ ْ‬
‫" الخطاب هنا للمشسسركين‪ .‬وهسسو تقريسسر لتلسسك‬
‫الحقيقسسسة السسستي يشسسسهدونها عيانسسسا ‪ ،‬وهسسسى أن‬
‫الهالكين قبلهم من المم السسسابقة ‪ ،‬كسسثيرون ‪،‬‬
‫وقد ذهبوا وذهبت آثارهم ‪ ،‬وأنهسسم لسسن يرجعسسوا‬
‫م يشسستد ّ حسسرص‬ ‫مرة أخرى إلى هذه الدنيا ‪ ..‬فل َ‬
‫هؤلء المشركين على دنياهم تلسسك ‪ ،‬السستي كسسل‬
‫ما فيها باطل وقبض الريسسح ؟ أل يفكسسرون فسسى‬
‫حياة أخرى وراء هذه الحياة ‪ ،‬أبقى ‪ ،‬وأعظم ؟‬
‫‪".‬‬
‫ّ‬
‫أي ألسسم يتعظسسوا بمسسن أهلسسك اللسسه قبلهسسم مسسن‬
‫المكذبين للرسل كعاد وثمود ‪ ،‬وأنهسسم ل رجعسسة‬
‫دهرية السسذين‬ ‫لهم إلى الدنيا ‪ ،‬خلفا لما يزعم ال ّ‬
‫يعتقدون جهل منهسسم أنهسسم يعسسودون إلسسى السسدنيا‬
‫كما كانوا فيهسسا ‪ ،‬كمسا حكسسى الل ّسسه تعسالى عنهسسم‬
‫ت‬ ‫مسسو ُ‬ ‫حيات ُن َسسا السد ّْنيا ن َ ُ‬ ‫ي إ ِّل َ‬‫بقوله ‪َ :‬وقاُلوا ‪ :‬ما ه ِ َ‬
‫كنسسا إ ِّل ال سد ّهُْر ‪] ..‬الجاثيسسة ‪/45‬‬ ‫حيسسا ‪َ ،‬ومسسا ي ُهْل ِ ُ‬ ‫وَن َ ْ‬
‫‪.[24‬‬
‫ثم أعلمهم أيضا بوجود الحساب والعقسساب فسسي‬
‫ن‬‫الخرة بعد عذاب الدنيا ‪ ،‬فقال تعسسالى ‪ » :‬وَإ ِ ْ‬
‫ن «‪.‬‬ ‫ضُرو َ‬ ‫ح َ‬‫م ْ‬‫ميعٌ ل َد َْينا ُ‬‫ج ِ‬‫ما َ‬‫ل لَ ّ‬‫كُ ّ‬
‫"» إن « هنسسا نافيسسة بمعنسسى » مسسا « و» لمسسا «‬
‫ل إل جميسسع محضسسرون‬ ‫بمعنسسى إّل ‪ ،‬أي مسسا كسس ّ‬
‫س‬
‫ف ٍ‬ ‫ل نَ ْ‬ ‫ن كُ ّ‬ ‫لدنيا ‪ ..‬وهذا مثل قوله تعالى ‪ » :‬إ ِ ْ‬
‫ظ «‪ .‬والمعنسسى ‪ ،‬أنسسه إذا كسسانت‬ ‫ما ع َل َْيهسسا حسسافِ ٌ‬ ‫لَ ّ‬
‫‪85‬‬
‫القرون الكثيرة التي هلكت لم ترجع إلى الدنيا‬
‫مرة أخرى‪ .‬فإن لها رجعة إلى الّله ‪ ..‬وحضسسورا‬
‫بين يديه ‪ ..‬فكل من هلك من الناس راجع إلى‬
‫الّله ‪ ،‬للمساءلة ‪ ،‬والجزاء ‪..‬‬
‫ن « س إشارة إلى‬ ‫ضُرو َ‬ ‫ح َ‬‫م ْ‬ ‫وفى قوله تعالى ‪ُ » :‬‬
‫أن هناك قوة تستدعيهم للحضور بين يدى الّله‬
‫‪ ،‬وأن ذلك ليس عسسن اختيسسار منهسسم ‪ ،‬ولسسو كسسان‬
‫ذلك كذلك لكان للكافرين وأهل الضلل مهرب‬
‫إلسسى عسسالم الفنسساء البسسدي ‪ ،‬حيسسث يسسذهبون ول‬
‫يعودون ‪ ،‬كي يفلتوا من العذاب الليم‪.‬‬
‫وإذا كان الحديث هنا عن المجرمين ‪ ،‬فقد كان‬
‫ن « مناسسسبا لحسسالهم ‪ ،‬السستي‬ ‫ض سُرو َ‬
‫ح َ‬ ‫م ْ‬
‫قوله ‪ُ » :‬‬
‫هم فيها ‪ ،‬والتي يمنون النفس بأن لرجعة إلى‬
‫ي إ ِّل‬
‫ن ه ِس َ‬
‫حياة بعد الموت ‪ ،‬كمسسا يقولسسون ‪ » :‬إ ِ ْ‬
‫ن « )‪.29‬‬ ‫مب ْعُسسسوِثي َ‬‫ن بِ َ‬‫حسسس ُ‬‫حيات ُن َسسسا السسسد ّْنيا َومسسسا ن َ ْ‬
‫َ‬
‫النعام(‪.‬‬
‫ما إلسسى النسساس جميعسسا ‪،‬‬ ‫أما إذا كان الحديث عا ّ‬
‫مؤمنين وكافرين ‪ ،‬فأكثر ما يجىء الحديث عن‬
‫البعث بالرجعة إلى الّله ‪ ،‬كما يقسسول سسسبحانه ‪:‬‬
‫جعى « )‪ : 8‬العلق(‪.‬‬ ‫ن ِإلى َرب ّ َ‬
‫ك الّر ْ‬ ‫» إِ ّ‬
‫ن«)‬ ‫جعُسسو َ‬‫ل إ ِل َْينسسا را ِ‬
‫وكما يقول سبحانه ‪ » :‬ك ُس ّ‬
‫‪ : 93‬النبياء( ‪ ..‬والرجوع هنا ‪ ،‬هسسو عسسودة إلسسى‬
‫المبدأ السسذي بسسدأت منسه رحلسسة الحيسساة ‪ ..‬حيسسث‬
‫كانت الحياة من عند الّله ‪ ،‬ثم رجعت إليه ‪"..‬‬
‫وهذا دليل على أنه ليس من أهلكه الّله تركه ‪،‬‬
‫بل بعده جمع وحسسساب ‪ ،‬وحبسسس وعقسساب ولسسو‬

‫‪86‬‬
‫أن من أهلك ترك لكان الموت راحة ‪ ،‬كما قال‬
‫القائل ‪:‬‬
‫حة ك ُ ّ‬
‫ل‬ ‫ت را َ‬ ‫مو ْ ُ‬‫ن ال َ‬ ‫ولو أنا إذا متنا ُتركنا لكا َ‬
‫ي‬‫ح ّ‬‫َ‬
‫ولكنا إذا متنا ُبعثنا وُنسأل بعد ذا عن كل‬
‫‪65‬‬
‫شي‬
‫ومضات‬
‫فأما الطغيان فكسسان أهسسون علسسى الل ّسسه مسسن أن‬
‫يرسسسل عليسسه الملئكسسة لتسسدمره‪ .‬فهسسو ضسسعيف‬
‫ن‬
‫مس ْ‬ ‫ن ب َعْ سد ِهِ ِ‬ ‫م ْ‬‫مه ِ ِ‬ ‫على قَوْ ِ‬ ‫ضعيف ‪َ» :‬وما أ َن َْزْلنا َ‬
‫ت إ ِّل‬ ‫ن كسسان َ ْ‬‫ن‪ .‬إ ِ ْ‬‫من ْزِِلي س َ‬‫سماِء‪َ .‬وما ك ُّنا ُ‬ ‫ن ال ّ‬ ‫م َ‬ ‫جن ْد ٍ ِ‬‫ُ‬
‫ن«‬ ‫دو َ‬ ‫م ُ‬‫م خا ِ‬ ‫حد َة ً فَِإذا هُ ْ‬
‫ة وا ِ‬ ‫ح ً‬‫صي ْ َ‬
‫َ‬
‫ول يطيل هنا في وصف مصرع القسسوم ‪ ،‬تهوينسسا‬
‫لشسسأنهم ‪ ،‬وتصسسغيرا لقسسدرهم‪ .‬فمسسا كسسانت إل‬
‫صسسيحة واحسسدة أخمسسدت أنفاسسسهم ‪ ..‬ويسسسدل‬
‫الستار على مشهدهم البائس المهين الذليل!‬
‫بعد الحديث في الدرس الول عن المشسسركين‬
‫الذين واجهوا دعوة السلم بالتكسسذيب والمثسسل‬
‫السسذي ضسسربه لهسسم فسسي قصسسة أصسسحاب القريسسة‬
‫م‬‫المكسسذبين ومسسا انتهسسى إليسسه أمرهسسم »فَسِإذا هُس ْ‬
‫ن« ‪ ..‬يبسسدأ الحسسديث فسسي هسسذا السسدرس‬ ‫دو َ‬‫مس ُ‬ ‫خا ِ‬
‫بالتعميم في موقف المكذبين بكسسل ملسسة وديسسن‬
‫ويعسسرض صسسورة البشسسرية الضسسالة علسسى مسسدار‬
‫القرون ‪ ،‬وينادي على العباد نداء الحسرة وهم‬
‫‪ - 65‬جميع دواوين الشعر العربى على مر العصور سسس محتويسسات‬
‫موقع أدب ‪ (167 / 12) -‬والمحاسن والمساوئ ‪(144 / 1) -‬‬
‫وصيد الخاطر ‪ (57 / 1) -‬ونفح الطيب مسسن غصسسن النسسدلس‬
‫الرطيب ‪(326 / 6) -‬‬
‫‪87‬‬
‫ل يتعظون بمصارع الهسسالكين ‪ ،‬السسذين يسسذهبون‬
‫كسس ّ‬
‫ل‬ ‫ن ُ‬ ‫أمامهم ول يرجعون إل يوم السسدين ‪» :‬وَإ ِ ْ‬
‫ن« ‪..‬‬ ‫ضُرو َ‬ ‫ح َ‬ ‫م ْ‬ ‫ميعٌ ل َد َْينا ُ‬ ‫ج ِ‬ ‫ما َ‬ ‫لَ ّ‬
‫ثم يأخسذ فسي اسستعراض اليسات الكونيسة الستي‬
‫يمرون عليها معرضين غافلين وهي مبثوثة في‬
‫أنفسهم وفيما حولهم وفي تسساريخهم القسسديم ‪..‬‬
‫وهسسسم مسسسع هسسسذا ل يشسسسعرون وإذا ذكسسسروا ل‬
‫م‬ ‫ْ‬
‫ت َرب ّهِس ْ‬ ‫ن آيسسا ِ‬ ‫مس ْ‬ ‫ن آي َةٍ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫م ِ‬ ‫يذكرون ‪َ» :‬وما ت َأِتيهِ ْ‬
‫ن« ‪ ..‬وهسسم يسسستعجلون‬ ‫ضسسي َ‬ ‫معْرِ ِ‬ ‫إ ِّل كسساُنوا ع َْنهسسا ُ‬
‫ذا‬ ‫مسستى هس َ‬ ‫ن‪َ :‬‬ ‫قوُلو َ‬ ‫بالعذاب غير مصدقين ‪» :‬وَي َ ُ‬
‫ن« وبمناسبة السسستعجال‬ ‫م صاد ِِقي َ‬ ‫ن ك ُن ْت ُ ْ‬ ‫ال ْوَع ْد ُ إ ِ ْ‬
‫والتكذيب يستعرض مشهدا مطول من مشاهد‬
‫القيامة يرون فيه مصيرهم الذي به يستعجلون‬
‫‪ ،‬كأنه حاضر تراه العيون‪.‬‬
‫ل إ ِّل‬ ‫ْ‬
‫سو ٍ‬ ‫ن َر ُ‬ ‫م ْ‬ ‫م ِ‬ ‫سَرة ً ع ََلى ال ِْعباِد! ما ي َأِتيهِ ْ‬ ‫ح ْ‬ ‫»يا َ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫م أهْل ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫م‬ ‫كنسسا قَب ْلهُ س ْ‬ ‫م ي ََرْوا ك َس ْ‬ ‫ن‪ .‬أل ْ‬ ‫ست َهْزِؤ ُ َ‬ ‫كاُنوا ب ِهِ ي َ ْ‬
‫َ‬
‫ل‬ ‫ن ك ُس ّ‬ ‫ن؟ وَإ ِ ْ‬ ‫جعُسسو َ‬ ‫م ل ي َْر ِ‬ ‫م إ ِل َي ْهِ س ْ‬ ‫ن أن ّهُ س ْ‬ ‫قُرو ِ‬ ‫ن ال ْ ُ‬‫م َ‬ ‫ِ‬
‫ن« ‪..‬‬ ‫ضُرو َ‬ ‫ح َ‬ ‫م ْ‬ ‫ميعٌ ل َد َْينا ُ‬ ‫ج ِ‬ ‫ما َ‬ ‫لَ ّ‬
‫والحسرة انفعال نفسي على حسسال مؤسسسفة ل‬
‫يملك النسان شيئا حيالهسسا ‪ ،‬سسسوى أن يتحسسسر‬
‫وتألم نفسه‪ .‬والّله سبحانه وتعالى ‪ -‬ل يتحسسسر‬
‫على العباد ولكنه يقسسرر أن حالسسة هسسؤلء العبسساد‬
‫مما يسسستحق حسسرة المتحسسرين! فهسسي حسال‬
‫بائسة مؤسفة تنتهي بأصحابها إلى شسسر وخيسسم‬
‫وبلء عظيم! يا حسسسرة علسسى العبسساد تتسساح لهسسم‬
‫فرصسسة النجسساة فيعرضسسون عنهسسا ‪ ،‬وأمسسامهم‬
‫مصارع الهالكين قبلهم ل يتدبرونها ول ينتفعون‬
‫‪88‬‬
‫بهسسا‪ .‬ويفتسسح الل ّسسه لهسسم أبسسواب رحمتسسه بإرسسسال‬
‫الرسسسل إليهسسم الحيسسن بعسسد الحيسسن ولكنهسسم‬
‫يتجسسافون أبسسواب الرحمسسة ويسسسيئون الدب مسسع‬
‫ْ‬
‫ل إ ِّل كسساُنوا ِبسس ِ‬
‫ه‬ ‫سسسو ٍ‬ ‫ن َر ُ‬ ‫مسس ْ‬ ‫م ِ‬‫الّلسسه ‪» :‬مسسا َيسسأِتيهِ ْ‬
‫ن« ‪..‬‬ ‫ست َهْزِؤ ُ َ‬ ‫يَ ْ‬
‫َ‬ ‫ن ال ْ ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫م‬
‫ن أن ّهُس ْ‬ ‫قسُرو ِ‬ ‫مس َ‬ ‫م ِ‬ ‫كنا قَب ْل َهُس ْ‬‫م أهْل َ ْ‬ ‫م ي ََرْوا ك َ ْ‬ ‫»أل َ ْ‬
‫ن« ‪..‬‬ ‫جُعو َ‬ ‫م ل ي َْر ِ‬ ‫إ ِل َي ْهِ ْ‬
‫ولقسسسد كسسسان فسسسي هلك الوليسسسن السسسذاهبين ل‬
‫يرجعون ‪ ،‬على مدار السنين وتطاول القسسرون‪.‬‬
‫لقد كان في هذا عظة لمن يتدبر‪ .‬ولكن العبسساد‬
‫البائسين ل يتدبرون‪ .‬وهسسم صسسائرون إلسسى ذات‬
‫المصير‪ .‬فأية حالسسة تسسدعو إلسسى الحسسسرة كهسسذا‬
‫الحال السيف؟! إن الحيوان ليرجف حين يرى‬
‫مصرع أخيه أمامه ويحاول أن يتوقسساه قسسدر مسسا‬
‫يستطيع‪ .‬فما بال النسسسان يسسرى المصسسارع تلسسو‬
‫المصارع ‪ ،‬ثم يسير مندفعا في ذات الطريسسق؟‬
‫والغرور يملي لسسه ويخسسدعه عسسن رؤيسسة المصسسير‬
‫المطروق! وهسسذا الخسسط الطويسسل مسسن مصسسارع‬
‫القسسرون معسسروض علسسى النظسسار ولكسسن العبسساد‬
‫كسسأنهم عمسسي ل يبصسسرون! وإذا كسسان الهسسالكون‬
‫الذاهبون ل يرجعون إلى خلفائهم المتسسأخرين ‪،‬‬
‫فإنهم ليسوا بمتروكين ول مفلتين من حسسساب‬
‫ميسسعٌ َلسسد َْينا‬
‫ج ِ‬
‫مسسا َ‬ ‫ل لَ ّ‬ ‫ن ُ‬
‫كسس ّ‬ ‫الّلسسه بعسسد حيسسن ‪»..‬وَإ ِ ْ‬
‫‪66‬‬
‫ن« ‪..‬‬ ‫ضُرو َ‬ ‫ح َ‬ ‫م ْ‬ ‫ُ‬
‫وقسسسال دروزة ‪ " :‬اليسسسات متصسسسلة بالسسسسياق‬
‫السابق اتصال تعقيبيا كما هو المتبادر‪ .‬وهو مسسا‬
‫‪ -‬في ظلل القرآن ‪ ،‬ج ‪ ، 5‬ص ‪2964 :‬‬ ‫‪66‬‬

‫‪89‬‬
‫جرى عليه النظم القرآني عقب القصص‪ .‬وقسسد‬
‫احتسسوت تنديسسدا بالنسساس السسذين ل تسسؤثر فيهسسم‬
‫المسسواعظ والمثسسال ومسسا كسسان مسسن إهلك الل ّسسه‬
‫للقوام السابقة فيقفون من رسسسل الل ّسسه كلمسسا‬
‫جسساء رسسسول موقسسف السسستهزاء والتكسسذيب‪.‬‬
‫وتوكيدا بسسأن النسساس جميعهسسم محضسسرون أمسسام‬
‫الّله ومجزيون عن أعمالهم‪.‬‬
‫‪67‬‬
‫والتعقيب مؤثر نافذ كما هو واضح‪".‬‬
‫ما ترشد إليه اليات‬
‫دلت اليات على ما يأتي ‪:‬‬
‫‪ - 1‬إن تكذيب الرسل ما جاؤوا بسسه مسسن الحسسق‬
‫يستدعي مزيد اللم والندامة والحسرة‪.‬‬
‫‪ - 2‬ل رجعسسة لحسسد إلسسى السسدنيا بعسسد المسسوت أو‬
‫الهلك‪.‬‬
‫‪ - 3‬إن يسسوم القيامسسة يسسوم الجسسزاء والحسسساب‬
‫والثواب والعقاب الدائم‪.‬‬
‫‪ -4‬مظاهر قسسدرة اللسسه تعسسالى فسسي إهلك أهسسل‬
‫أنطاكية بصيحة واحدة ‪.‬‬
‫‪ -5‬إبداء التحسر علسسى العبسساد مسسن أنفسسسهم إذ‬
‫هسسم الظسسالمون المكسسذبون فالحسسسرة منهسسم‬
‫وعليهم ‪.‬‬
‫‪ -6‬حرمة الستهزاء بما هسسو مسسن حرمسسات اللسسه‬
‫تعالى التي يجب تعظيمها ‪.‬‬
‫‪ -7‬طلب العبرة من أخبار الماضين وأحوالهم ‪،‬‬
‫‪68‬‬
‫والعاقل من اعتبر بغيره ‪.‬‬
‫‪ -‬التفسير الحديث لدروزة ‪(28 / 3) -‬‬ ‫‪67‬‬

‫‪ -‬انظر أيسر التفاسير للجزائري ‪(354 / 3) -‬‬ ‫‪68‬‬

‫‪90‬‬
‫سسسسسسسسسسسس‬

‫‪91‬‬
‫أدلة القدرة اللهية على البعث وغيره‬
‫قال تعالى ‪:‬‬
‫ﮉﮊﮋﮌﮍﮎﮏﮐﮑﮒﮓ ﮔﮕﮖﮗﮘﮙﮚﮛ‬
‫ﮜﮝﮞ ﮟﮠﮡﮢﮣﮤﮥﮦﮧﮨ ﮩﮪﮫﮬﮭﮮﮯﮰﮱﯓﯔ‬
‫ﯕﯖﯗ ﯘﯙﯚﯛﯜﯝﯞﯟﯠﯡ ﯢﯣﯤﯥﯦﯧﯨﯩﯪﯫ ﯯﯯﯯ‬
‫ﯯﯯﯯﯯﯯ ﯯﯯﯯﯯﯯﯯﯯﯯﯼﯽﯾﯿﯯﯯﯯﯯ‬
‫ﯯ ﭑﭒﭓﭔﭕﭖﭗﭘﭙ ﭚﭛﭜﭝﭞﭟﭠ ﭡﭢ‬
‫ﭣﭤﭥﭦﭧﭨﭩﭪ ﭫﭬﭭﭮﭯﭰﭱ‬
‫شرح الكلمات ‪:‬‬
‫رقم الية ‪ ...‬الكلمة ‪ ...‬معناها‬
‫م ‪ ...‬دللسسة لهسسم علسسى إحيسساء‬ ‫ة ل َُهسس ُ‬ ‫‪َ ... 33‬وآَيسس ٌ‬
‫الموتى‬
‫جْرن َسسا ِفيهَسسا ‪ ...‬شسسققنا الرض بسسالعيون‬ ‫‪ ... 34‬فَ ّ‬
‫السارحة ) النهار (‬
‫َ‬
‫ديِهم ‪ ...‬غرسوه ونصبوه‬ ‫ه أي ْ ِ‬ ‫مل َت ْ ُ‬‫ما ع َ ِ‬ ‫‪ ... 35‬وَ َ‬
‫ج ‪ ...‬خلسسق الصسسناف السسذكر‬ ‫َ‬
‫خل َسقَ الْزَوا َ‬ ‫‪َ ... 36‬‬
‫والنثى‬
‫ن ‪ ...‬من مخلوقسسات شسستى‬ ‫مو َ‬ ‫ما لي َعْل َ ُ‬ ‫م ّ‬ ‫‪ ... 36‬وَ ِ‬
‫ل يعرفونها‬
‫خ ‪ ...‬نزيل النهار عن الليسسل ‪ -‬نزيسسل‬ ‫سل َ ُ‬‫‪ ... 37‬ن َ ْ‬
‫الضوء مسسن مكسسانه ) الليسسل هسسو الصسسل والنهسسار‬
‫عارض (‬
‫قّر ل ََهسسا ‪ ...‬لجسسل لهسسا ل تعسسدوه‬ ‫سسست َ َ‬ ‫م ْ‬ ‫‪ ... 38‬ل ِ ُ‬
‫) حين تطلع الشمس من مغربها (‬
‫ل ‪ ...‬قسسدر سسسيره منسسازل‬ ‫مَنسسازِ َ‬ ‫‪َ ... 39‬قسسد ّْرَناه ُ َ‬
‫ومسافات‬

‫‪92‬‬
‫ديم ِ ‪ ...‬أصسسل العنقسسود مسسن‬ ‫ق ِ‬ ‫ن ال َ‬ ‫جو ِ‬ ‫‪ ... 39‬العُْر ُ‬
‫الرطب إذا عتق ويبس وانحنى‬
‫ن ‪ ...‬يدورون في فلسسك‬ ‫حو َ‬ ‫سب َ ُ‬‫ك يَ ْ‬ ‫‪ِ ... 40‬في فَل َ ٍ‬
‫السماء‬
‫م ‪ ...‬أولد قوم نوح‬ ‫مل َْنا ذ ُّري ّت َهُ ْ‬ ‫ح َ‬‫‪َ ... 41‬‬
‫ن ‪ ...‬فسسي السسسفينة‬
‫حو ِ‬ ‫شس ُ‬ ‫م ْ‬ ‫ك ال َ‬ ‫فل ْ ِ‬ ‫‪ِ ... 41‬في ال ُ‬
‫المملوءة ) سفينة نوح (‬
‫مث ْل ِهِ ‪ ...‬السسسفن جعلسست‬‫ن ّ‬ ‫م ْ‬ ‫م ِ‬ ‫قَنا ل َهُ ْ‬ ‫خل َ ْ‬‫‪ ... 42‬وَ َ‬
‫من بعد سفينة نوح على مثلها‬
‫م ‪ ...‬فل مغيسث لهسم مسن‬ ‫خ ل َُهس ْ‬ ‫ري َ‬ ‫صس ِ‬ ‫‪ ... 43‬فِل َ َ‬
‫الغرق‬
‫المناسبة ‪:‬‬
‫بعد أن ذكر الله تعسسالى مسسا يسسدل علسسى الحشسسر‬ ‫ّ‬
‫بإحضار جميع المم إليه يوم القيامسة للحسساب‬
‫والجسسزاء ‪ ،‬ذكسسر مسسا يسسدل علسسى إمكسسان البعسسث‬
‫بإنبسسات النبسسات مسسن الرض الجسسدباء بسسالمطر ‪،‬‬
‫وإيجاد البساتين وتفجير النهار ‪ ،‬لتسسوفير سسسبل‬
‫المعاش بها ‪ ،‬مما يستدعي شكرهم على تلسسك‬
‫النعم‪.‬‬
‫وبعسسد بيسسان أحسسوال الرض السستي هسسي المكسسان‬
‫الكلسسي ‪ ،‬ذكسسر أربسسع آيسسات دالسسة علسسى قسسدرته‬
‫العظيمسسة مسسن أحسسوال الزمنسسة ‪ ،‬وهسسي تعسساقب‬
‫الليسسل والنهسسار ‪ ،‬ودوران الشسسمس ‪ ،‬ومسسسير‬
‫القمر فسسي منسسازله ‪ ،‬وتخصسسيص مسسدار مسسستقل‬
‫لكل من الشمس والقمر‪.‬‬

‫‪93‬‬
‫ثسسم أردف ذلسسك بسسدليل آخسسر دال علسسى القسسدرة‬
‫المقترنة بالرحمسسة وهسسو تنقسسل الولد والجيسسال‬
‫‪69‬‬
‫في السفن العابرة مياه البحار‪.‬‬
‫التفسير والبيان ‪:‬‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫حي َْيناهسسا‬ ‫ةأ ْ‬ ‫ض ال ْ َ‬
‫مي ْت َ ُ‬ ‫م ْاْلْر ُ‬ ‫ة ل َهُ ُ‬‫قوله تعالى ‪َ »:‬وآي َ ٌ‬
‫ن «‪.‬‬‫ه ي َأك ُُلو َ‬ ‫حّبا فَ ِ‬
‫من ْ ُ‬ ‫مْنها َ‬
‫جنا ِ‬ ‫وَأ َ ْ‬
‫خَر ْ‬
‫" أي ومن الدلة على قدرتنا على البعث إحياء‬
‫الرض الهامدة التي ل نبات فيها بإنزالنا المسساء‬
‫عليها ‪ ،‬فتهتز وتربو وتنبت نباتسسا مختلفسسا ألسسوانه‬
‫وأشسسسكاله ‪ ،‬وتخسسسرج حبسسسا هسسسو قسسسوت لكسسسم‬
‫ولنعامكم ‪ ،‬وبه قوام حياتكم‪".‬‬
‫"وهذا شاهد يشهد للمكذبين بالبعث ‪ ،‬بأنه أمر‬
‫ممكسسن ‪ ،‬وإن إنكسسارهم لسسه يقسسوم علسسى فهسسم‬
‫خاطئ لقدرة الّله ‪ ..‬فلو أنهم نظروا إلى هسسذه‬
‫الرض الميتسسة ‪ ،‬وكيسسف يحيسسى الّلسسه مواتهسسا ‪،‬‬
‫ويبعث فيها الحياة ‪ ،‬ويخرج من أحشائها صسسورا‬
‫ل حصر لها من الكائنات الحية س لو نظروا إلسسى‬
‫هذا لرأوا أن بعث الجسسساد الهامسسدة ل يختلسسف‬
‫فسسى شسسىء ‪ ،‬عسسن بعسسث الحيسساة فسسى الرض‬
‫الجديب‪.‬‬
‫َ‬
‫ة«‬ ‫مي ْت َس ُ‬‫ض ال ْ َ‬ ‫م اْلْر ُ‬ ‫ة ل َُهسس ُ‬
‫وقسسوله تعسسالى ‪َ » :‬وآَيسس ٌ‬
‫مبتدأ وخبر ‪ ،‬وقدم الخبر » آية « على المبتسسدأ‬
‫» الرض « لللفسسات إليسسه ‪ ،‬لنسسه اليسسة المسسراد‬
‫النظر فى وجههسسا ‪ ،‬وأصسسل النظسسم ‪ » :‬والرض‬
‫حي َْيناهسسا‬ ‫َ‬
‫الميتسسة آيسسة لهسسم « وقسسوله تعسسالى ‪ » :‬أ ْ‬
‫‪ - 69‬انظر تفسير الشيخ المراغى سس موافقسا للمطبسوع ‪/ 23) -‬‬
‫‪(6‬‬
‫‪94‬‬
‫ْ‬
‫ن « هسسو بسسدل مسسن‬ ‫ه ي َأك ُُلو َ‬ ‫حّبا فَ ِ‬
‫من ْ ُ‬ ‫مْنها َ‬ ‫جنا ِ‬ ‫خَر ْ‬ ‫وَأ َ ْ‬
‫الرض الميتة ‪ ..‬وهو بيان لها ‪ ،‬يكشف عما فى‬
‫كيسسان هسسذه اليسسة السستي تخسسرج مسسن الرض ‪..‬‬
‫ب ‪ ،‬هو ما يخرج من نبات البّر ‪ ،‬والشسسعير‬ ‫والح ّ‬
‫والرز ‪ ،‬ونحوها‪"..‬‬
‫ل‬‫خي س ٍ‬ ‫ن نَ ِ‬‫مس ْ‬‫ت ِ‬ ‫جن ّسسا ٍ‬ ‫جعَْلنسسا ِفيهسسا َ‬ ‫قوله تعسسالى‪ »:‬وَ َ‬
‫ن « أي وأوجسسدنا‬ ‫ْ‬
‫ن العُُيو ِ‬ ‫م َ‬‫جْرنا ِفيها ِ‬ ‫ب وَفَ ّ‬ ‫عنا ٍ‬ ‫وَأ َ ْ‬
‫في الرض التي أحييناها بساتين مشسسجرة مسسن‬
‫نخيسسل وأعنسساب وغيرهسسا ‪ ،‬وجعلنسسا فيهسسا أنهسسارا‬
‫موزعة فسسي أمسساكن مختلفسسة ‪ ،‬يحتسساجون إليهسسا‪.‬‬
‫وخصص النخيل والعناب بالذكر من بين سائر‬
‫الفواكه ‪ ،‬لن ألذ المطعوم الحلوة ‪ ،‬وهي فيها‬
‫أتم ‪ ،‬ولن التمر والعنسسب قسسوت وفاكهسسة خلفسسا‬
‫لغيرهما ‪ ،‬ولنهما أعم نفعا‪.‬‬
‫ْ‬
‫مل َت ْس ُ‬
‫ه‬ ‫مسرِهِ َومسسا ع َ ِ‬ ‫ن ثَ َ‬
‫مس ْ‬ ‫قوله تعالى ‪ » :‬ل ِي َسأك ُُلوا ِ‬
‫ن « أي إن القصسسسد مسسسن‬ ‫شسسسك ُُرو َ‬ ‫م أ ََفل ي َ ْ‬
‫ديهِ ْ‬‫أي ْسسس ِ‬
‫َ‬
‫إنشاء الحب والجنات أن يأكل المخلوقون مسسن‬
‫ثمر المسسذكور مسسن النخيسسل والعنسساب ‪ ،‬ويسسأكلوا‬
‫مما صنعته أيديهم من تلك الغراس والزروع أو‬
‫الحبوب والثمار ‪،‬كالعصير والسسدبس ونحوهمسسا ‪،‬‬
‫وما ذاك كله إل من رحمة الّله تعسسالى بهسسم ‪ ،‬ل‬
‫بقدرتهم وقوتهم ‪ ،‬فهل يشكرونه على ما أنعسسم‬
‫بسسه عليهسسم مسسن هسسذه النعسسم السستي ل تعسسد ول‬
‫تحصى؟! وهذا أمر بالشسسكر مسسن طريسسق إنكسسار‬
‫تركه‪.‬‬
‫" يمكسسن أن تكسسون اللم فسسى قسسوله تعسسالى ‪» :‬‬
‫ل ِي َسأ ْك ُُلوا « للتعليسسل ‪ ،‬أي أحيينسسا الرض ‪ ،‬وأنبتنسسا‬
‫‪95‬‬
‫فيها جنسسات مسسن نخيسسل وأعنسساب ‪ ،‬ليكسسون ذلسسك‬
‫نعمة من نعمنا عليهم ‪ ،‬لحفظ حياتهم ‪ ،‬بالكسسل‬
‫من ثمرات هذه الجنات ‪..‬‬
‫ويمكن أن تكون اللم للمر ‪ ،‬وفسسى هسسذا المسسر‬
‫دعوة لهم إلسسى الكسسل مسسن تلسسك المسسائدة السستي‬
‫مسسدها الل ّسسه للعبسساد ‪ ،‬وجعسسل عليهسسا مسسا تشسستهي‬
‫النفس من طيبات س س وفسسي هسسذا المسسر إلفسسات‬
‫لهسسم إلسسى هسسذا الحسسسان ‪ ،‬وذلسسك الفضسسل مسسن‬
‫الّله ‪ ،‬وإلى مسسا ينبغسسى لل ّسسه مسسن شسسكر وحمسسد ‪،‬‬
‫م‬‫ل ل َك ُس ُ‬ ‫جعَس َ‬ ‫ذي َ‬ ‫وهسسذا مثسسل قسسوله تعسسالى ‪ » :‬ال ّس ِ‬
‫ن‬
‫مس َ‬ ‫ل ِ‬ ‫س سب ًُل وَأ َن ْسَز َ‬‫م ِفيها ُ‬ ‫ك ل َك ُ ْ‬‫سل َ َ‬
‫مْهدا ً وَ َ‬ ‫ض َ‬ ‫َ‬ ‫اْل َْر‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫شسسّتى‬ ‫ت َ‬ ‫ن َنبا ٍ‬ ‫م ْ‬ ‫جنا ب ِهِ أْزواجا ً ِ‬ ‫خَر ْ‬‫سماِء ماًء فَأ ْ‬ ‫ال ّ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ت‬ ‫ك ليسسا ٍ‬ ‫ن فِسسي ذل ِس َ‬ ‫م ‪ ..‬إ ِ ّ‬‫مك ُ ْ‬ ‫وا أْنعسسا َ‬ ‫ك ُل ُسسوا َواْرع َ س ْ‬
‫لوِلي الّنهى « )‪ 53‬س ‪ : 54‬طه( والضسسمير فسسى‬ ‫ُِ‬
‫ثمره ‪ ،‬يعسسود إلسسى النخيسسل ‪ ،‬لنسسه المقسسدم رتبسسة‬
‫على العنب ‪ ،‬وهو أكثر أنواعا وألوانا منسسه ‪ ،‬فل‬
‫يعدو أن يكون العنب لونسسا مسسن ألسسوان الثمسسر سس‬
‫م « يمكن أن‬ ‫وقوله تعالى ‪ » :‬وما ع َمل َت َ‬
‫ديهِ ْ‬ ‫ه أي ْ ِ‬‫ِ ْ ُ‬ ‫َ‬
‫تكون الجملة معطوفسسة علسسى قسسوله تعسسالى ‪» :‬‬
‫مرِهِ « أي ليأكلوا من ثمره من غير صنعة‬ ‫ن ثَ َ‬ ‫م ْ‬ ‫ِ‬
‫‪ ،‬وليأكلوا مسسا عملتسسه أيسسديهم مسسن هسسذا الثمسسر ‪،‬‬
‫وصنعته ‪..‬‬
‫ويمكسسن أن تكسسون الجملسسة حاليسسة ‪ ،‬والسسواو واو‬
‫الحال ‪ ،‬وما نافيسسة ‪ ..‬ويكسسون المعنسسى ‪ ،‬ليسسأكلوا‬
‫من ثمر هسسذا الشسسجر ‪ ،‬والحسسال أنسسه لسسم تعملسسه‬
‫أيسسديهم ‪ ،‬ولسسم يكسسن فسسى قسسدرتهم أن يخرجسسوا‬

‫‪96‬‬
‫شسسجرة منسسه ‪ ،‬أو أن يصسسنعوا ثمسسرة مسسن هسسذا‬
‫الشجر‪".‬‬
‫مرِهِ عائد إلى ما ذكسسر قبسسل ذلسسك ‪،‬‬ ‫ن ثَ َ‬ ‫م ْ‬ ‫وقوله ِ‬
‫ّ‬
‫وقال الرازي ‪ :‬المشسسهور أنسسه عسسائد إلسسى اللسسه‪.‬‬
‫م يشسسمل فسسي رأي‬ ‫وقسسوله ‪ :‬ومسسا ع َمل َت س َ‬
‫ديهِ ْ‬ ‫ه أي ْس ِ‬
‫ِ ْ ُ‬ ‫َ‬
‫الرازي الزراعة والتجارة‪.‬‬
‫ّ‬
‫ولمسسا أمرهسسم تعسسالى بالشسسكر ‪ ،‬وشسسكر اللسسه‬
‫بالعبادة ‪ ،‬نّبه إلى أنهم لم يقتنعوا بالترك ‪ ،‬بسسل‬
‫ن‬
‫س سْبحا َ‬ ‫عبدوا غيره ‪ ،‬وأتوا بالشرك ‪ ،‬فقسسال‪ُ » :‬‬
‫َ‬ ‫خل َقَ اْل َْزوا َ‬
‫ن‬‫مس ْ‬ ‫ض وَ ِ‬ ‫ت اْلْر ُ‬ ‫ما ت ُن ْب ِس ُ‬‫م ّ‬‫ج ك ُّلها ِ‬ ‫ذي َ‬ ‫ال ّ ِ‬
‫ن«‬ ‫مو َ‬ ‫ما ل ي َعْل َ ُ‬ ‫م ّ‬
‫م وَ ِ‬ ‫سه ِ ْ‬
‫ف ِ‬‫أ َن ْ ُ‬
‫" هو تسبيح بحمد الّله ‪ ،‬وتنزيه له عن الشريك‬
‫والولد ‪ ،‬وتمجيد لجلله وقدرته ‪ ..‬وهذا التسبيح‬
‫والحمد ‪ ،‬بلسان الوجود كله‪ .‬وأنسسه إذا خرسسست‬
‫ألسنة الضسسالين والمكسسذبين أن يسسسبحوا بحمسسد‬
‫الّله ‪ ،‬وأن ينزهوه ويمجدوه ‪ ،‬فإن الوجود كّلسسه‬
‫لسسسسان تسسسسبيح ‪ ،‬وتنزيسسسه ‪ ،‬وتمجيسسسد لل ّسسسه رب‬
‫ت‬ ‫ما ت ُن ْب ِس ُ‬‫م ّ‬ ‫ج ك ُّلها ِ‬‫خل َقَ اْل َْزوا َ‬ ‫ذي َ‬ ‫العالمين ‪ » :‬ال ّ ِ‬
‫ن«‬ ‫مسسسو َ‬ ‫مسسسا ل ي َعْل َ ُ‬ ‫م ّ‬ ‫م وَ ِ‬ ‫سسسسهِ ْ‬ ‫ف ِ‬ ‫ن أ َن ْ ُ‬
‫مسسس ْ‬ ‫ض وَ ِ‬‫اْلْر ُ‬
‫َ‬
‫فالمخلوقسسات كلهسسا مسسن أزواج ‪ ،‬هسسى السسذكر‬
‫والنثى ‪ ..‬كما فى عسسالم الحيسساء مسسن حيسسوان ‪،‬‬
‫ونبات ‪ ،‬وهى الشيء ومقابله ‪ ،‬كما فسسى عسسالم‬
‫المعاني‪ .‬كالصدق والكذب ‪ ،‬والحق والباطسسل ‪،‬‬
‫واليمان والكفر ‪ ،‬والضلل والهدى ‪" ...‬‬
‫والخلصة ‪ :‬أن خالق هسسذا الخلسسق العظيسسم مسسن‬
‫إنسان وحيوان ونبات وخسسالق أشسسياء ل نعلمهسسا‬
‫منزه عن الشسسريك والنظيسسر ‪ ،‬قسسادر علسسى كسسل‬
‫‪97‬‬
‫شيء ‪ ،‬وفي الية المسسر بسسالتنزيه عمسسا ل يليسسق‬
‫بسسسالّله تعسسسالى ‪ ،‬كسسسالمر بالشسسسكر فسسسي اليسسسة‬
‫المتقدمة‪.‬‬
‫وبعد السسستدلل علسسى إمكسسان البعسسث والحشسسر‬
‫بأحوال الرض المكانية ‪ ،‬ذكر تعالى أدلة أربعة‬
‫من أحوال الزمنة ‪ ،‬فقال ‪:‬‬
‫م‬‫ه الّنهاَر فَسِإذا هُس ْ‬ ‫من ْ ُ‬
‫خ ِ‬‫سل َ ُ‬ ‫م الل ّي ْ ُ‬
‫ل نَ ْ‬ ‫ة ل َهُ ُ‬ ‫‪َ »- 1‬وآي َ ٌ‬
‫ن « وسلخ النهسسار مسسن الليسسل ‪ ،‬كشسسطه‬ ‫مو َ‬ ‫مظ ْل ِ ُ‬
‫ُ‬
‫عنه ‪ ،‬وإزالة القشرة النورانيسسة السستي تكسسسوه ‪،‬‬
‫كما يكسو الجلد الحيوان ‪ ..‬فسسإذا سسسلخت هسسذه‬
‫القشرة النورانية عن كيسسان الكائنسسات ‪ ،‬سسسادها‬
‫ه الّنهاَر‬ ‫من ْ ُ‬
‫خ ِ‬ ‫سل َ ُ‬
‫الظلم ‪..‬وفى قوله تعالى ‪ » :‬ن َ ْ‬
‫« س إشارة إلى حركة انسسسحاب النسسور ‪ ،‬بحركسسة‬
‫الرض ‪ ،‬ودورانهسسا حسسول الشسسمس ‪ ،‬فينسسسلخ‬
‫النور شيئا فشيئا عن الماكن التي تطلع عليهسسا‬
‫الشمس ‪،‬وذلك كما يسلخ الجلد عن الحيوان ‪،‬‬
‫شيئا فشيئا ‪ .‬ل دفعة واحدة ‪"..‬‬
‫أي ومن أدلسسة قسسدرته تعسسالى العظيمسسة ‪ :‬خلسسق‬
‫الليل والنهار ‪،‬وتعسساقب الليسسل والنهسسار دائبيسسن ‪،‬‬
‫فينزع النهار من الليسل فيسأتي بالضسوء وتسذهب‬
‫الظلمسسة ‪ ،‬وينسسزع الليسسل مسسن النهسسار ‪ ،‬فيصسسبح‬
‫الخلسسق فسسي ظلمسسة ويسسذهب الضسسوء ‪ ،‬وهكسسذا‬
‫يتعاقبان ‪ ،‬يجيء هذا فيذهب هذا ‪ ،‬ويذهب هذا‬
‫ل‬ ‫شسسي الل ّي ْس َ‬ ‫فيجيء هذا ‪ ،‬كمسسا قسسال تعسسالى ‪ :‬ي ُغْ ِ‬
‫حِثيثسا ً ]العسسراف ‪ [54 /7‬نتيجسسة‬ ‫ه َ‬‫الّنهسساَر ي َط ْل ُب ُس ُ‬
‫لدوران الرض حول محورها مسسن الغسسرب إلسسى‬
‫الشرق ‪ ،‬فتشرق الشمس علسسى نصسسف الكسسرة‬
‫‪98‬‬
‫الرضية ‪ ،‬وتغيب عن النصف الخر ‪ ،‬وفي كسسل‬
‫من الظلمسسة والنسسور نفسسع وخيسسر ‪ ،‬ففسسي الظلم‬
‫ترك العمل وسكون النفس والراحة من العناء‬
‫‪ ،‬وفي النور متعة ولذة وحركة وعمل من أجل‬
‫كسب الرزق‪.‬‬
‫ن أي داخلسسون فسسي‬ ‫مسسو َ‬ ‫مظ ْل ِ ُ‬
‫م ُ‬ ‫هسس ْ‬‫وقسسوله َفسسِإذا ُ‬
‫الظلم ‪ ،‬وإذا للمفاجأة ‪ ،‬أي فهم داخلسسون فسسي‬
‫الظلمة مفاجأة وبغتة ‪ ،‬ل يد لهم بعدئذ ‪ ،‬ول بد‬
‫من الدخول فيه‪.‬‬
‫"وفيه إشارة إلى أن كسسل إنسسسان يكتسسسي مسسن‬
‫النور حلة ‪ ،‬فإذا سلخت عنه صار جسما معتما‬
‫مظلما ‪ ،‬وأصبح قطعة من هذا الظلم ‪ ،‬تجتمع‬
‫قطعه بعضها إلى بعض ‪ ،‬فإذا هى الليل ‪"..‬‬
‫ديُر‬
‫قس ِ‬ ‫قّر َلها ذل ِس َ‬
‫ك تَ ْ‬ ‫ست َ َ‬
‫م ْ‬
‫ري ل ِ ُ‬ ‫ج ِ‬
‫س تَ ْ‬‫م ُ‬ ‫ش ْ‬‫‪َ» - 2‬وال ّ‬
‫زيزِ ال ْعَِليم ِ «‬
‫ال ْعَ ِ‬
‫" فهذه الشمس تسير في مسسدار محسسدود لهسسا ‪،‬‬
‫وتتحرك فسسى فلسسك ل تتعسسداه ول تخسسرج عنسسه ‪..‬‬
‫وذلك بتقدير » العزيز « ذي العزة والسسسلطان‬
‫» العليم « الذي تجرى أحكامه ومقاديره بعلم‬
‫نافذ إلى كسل شسسيء ‪ ،‬متمكسسن مسن كسل كسسبيرة‬
‫وصغيرة فى هذا الوجود‪.‬وجريان الشمس ‪ ،‬هو‬
‫حركتها فى فلكها المرسسسوم لهسسا‪ .‬وهسسى تقطسسع‬
‫دورة هذا الفلك فى سنة كاملة ‪ ،‬وفى سسسرعة‬
‫مذهلة‪".‬‬
‫أي وآيسسة مسسستقلة دالسسة علسسى قسسدرته تعسسالى ‪:‬‬
‫دوران الشمس في فلكها إلى نهايسسة مسسدارها ‪،‬‬
‫وذلك الدوران تقدير مسسن الل ّسسه القسساهر الغسسالب‬
‫‪99‬‬
‫كل شيء ‪ ،‬المحيط علمه بكسسل شسسيء‪ .‬وهنسساك‬
‫قولن للمفسرين في تفسير المستقر ‪:‬‬
‫الول ‪ -‬أن المسسراد مسسستقرها المكسساني وهسسو‬
‫تحسست العسسرش ممسسا يلسسي الرض مسسن ذلسسك‬
‫الجسسانب ‪ ،‬وهسسي أينمسسا كسسانت فهسسي وجميسسع‬
‫المخلوقات تحت العرش‪.‬‬
‫والثاني ‪ -‬أن المسسراد مسسستقرها الزمسساني وهسسو‬
‫منتهى سيرها ‪ ،‬وهو يوم القيامة‪.70‬‬
‫وقد أثبت علماء الفلك أنسسه زيسسادة علسسى دوران‬
‫الشمس الظاهري وسط النجوم بسبب دوران‬
‫الرض حسسسول الشسسسمس مسسسرة فسسسي السسسسنة ‪،‬‬
‫للشمس حركتان أخريان‪ :‬دورة حسول محورهسا‬
‫مسسرة فسسي كسسل سسست وعشسسرين يومسسا تقريبسسا ‪،‬‬
‫ودورة مع توابعها من الكواكب السسسيارة حسسول‬
‫مركسسز النظسسام النجسسومي بسسسرعة تقسسدر بنحسسو‬
‫مسسائتي ميسسل فسسي الثانيسسة‪ .‬والمسسستقر فسسي رأي‬
‫العلماء في الحالة الولى ‪ :‬هو المحور الثابت ‪،‬‬
‫وفسسي الثانيسسة ‪ :‬هسسو مركسسز النظسسام النجسسومي‬
‫بأسره‪.‬‬
‫حّتسسسى عسسساد َ‬
‫ل َ‬ ‫مسسسَر َقسسسد ّْرناه ُ َ‬
‫منسسسازِ َ‬ ‫‪َ » - 3‬وال ْ َ‬
‫ق َ‬
‫ديم ِ «‬ ‫ن ال ْ َ‬
‫ق ِ‬ ‫جو ِ‬ ‫كال ْعُْر ُ‬
‫َ‬
‫" أي أن القمسسر يأخسسذ كسسل ليلسسة منسسزل مسسن‬
‫الرض ‪ ،‬على مدى شهر قمرى ‪ ،‬ففى أوسسسط‬
‫منازله يبدو قمسسرا منيسسرا ‪ ،‬يغمسسر نسور الشسمس‬
‫وجهسه كلسه المسواجه للرض ‪ ،‬المتوسسطة بينسه‬
‫وبين الشمس ‪ ،‬فيسسرى بسسدرا كسسامل ‪ ،‬ثسسم يرجسسع‬
‫‪ -‬تفسير ابن كثير ‪ 571 /3 :‬وما بعدها‪.‬‬ ‫‪70‬‬

‫‪100‬‬
‫إلى الوراء منزلة كل ليلة ‪ ،‬وذلك لبطء دورانسسه‬
‫ل مع كل ليلة أو منزلة‬ ‫عن دوران الرض ‪ ،‬فيق ّ‬
‫‪ ،‬الوجه المقابل منه للشمس ‪ ،‬ويظل يتنسساقص‬
‫شسسيئا فشسسيئا مسسدة نصسسف شسسهر قمسسرى ‪ ،‬حسستى‬
‫يكسسون وجهسسه المسسواجه للرض متوسسسطا بيسسن‬
‫الرض والشمس ‪ ،‬وهنا يكسسون وجهسسه المسسواجه‬
‫للشسسمس مضسسيئا بضسسوئها ‪ ،‬علسسى حيسسن يكسسون‬
‫وجهه المواجه للرض معتما ‪ ،‬فإذا نزل منزلتسسه‬
‫فى آخر ليلة لم ير من وجهسسه شسسىء ‪ ،‬وسسسمى‬
‫محاقسسا ‪ ،‬لن نسسوره السسذي كسسان يبسسدو منسسه قسسد‬
‫محق ‪ ..‬ثم يبدأ يولسسد مسسن جديسسد ‪ ..‬فسسإذا كسسانت‬
‫الليلة الولى أو المنزلة الولى لمولده ‪ ،‬لم يسسر‬
‫ظفسر ‪،‬‬‫منسه إل قسوس صسغير ‪ ،‬أشسبه بقلمسة ال ّ‬
‫ويسسسمى هلل ‪ ،‬غسسائرا فسسى الشسسفق ‪ ،‬فيختلسسط‬
‫الضوء القليل الذي يبدو منه بحمسسرة الشسسفق ‪،‬‬
‫فيكون له تلك الصورة التي صورها له القسسرآن‬
‫الكريسسم أدق تصسسوير وأروعسسه ‪ ،‬حيسسن شسسبهه‬
‫بالعرجون القديم ‪..‬‬
‫والعرجسسون ‪ ،‬هسسو عسسذق النخلسسة ‪ ،‬السسذي يحمسسل‬
‫التمسسر ‪ ،‬ومنسسه تتسسدلى عناقيسسد التمسسر ‪ ،‬ولسسونه‬
‫ف ‪ ،‬وطال عليسه الزمسسن تقسوس‬ ‫أصفر ‪ ،‬فإذا ج ّ‬
‫شكله وصار لونه ضاربا إلى الحمرة الداكنسسة ‪..‬‬
‫وهذه التحركسسات والتغيسرات الستي تظهسسر علسى‬
‫وجه القمر ليلة بعد ليلة ‪ ،‬جسسديرة بسسأن تسسستثير‬
‫التفكير والتأمل ‪ ،‬وأن تدعو العقل إلسسى النظسسر‬
‫فيما وراء هسسذه المنظسسر الظسساهر للقمسسر ‪ ،‬إلسسى‬
‫وضعه فى المجموعة الشمسية ‪ ،‬وإلسسى صسسلته‬
‫‪101‬‬
‫بالرض ‪ ،‬وإلى إمكان الوصول إليه ‪ ،‬ولو علسسى‬
‫سبيل الفسسرض أول ‪ ،‬ثسسم اتخسساذ السسسباب السستي‬
‫يمكن تحقيق هذا الفسرض بهسا ‪ ..‬إن الملحظسة‬
‫للشىء ‪ ،‬هى الطريق الطسسبيعي للكشسسف عسسن‬
‫حقيقته ‪ ..‬وليس مثل هذا العرض الذي عرضه‬
‫القسسرآن الكريسسم للقمسسر داعيسسة إلسسى الملحظسسة‬
‫والتأمسسل ‪ ،‬لسسو أن ذلسسك وجسسد هممسسا متطلعسسة ‪،‬‬
‫وعزائم جادة ‪"!!..‬‬
‫أي جعل الّله للقمر منسسازل يسسسير فيهسسا سسسيرا‬
‫آخر ‪ ،‬وهي ثمانيسسة وعشسسرون منسسزل ذكرناهسسا ‪،‬‬
‫ينزل كل ليلة في واحد منها بمعدل ‪ 13‬درجسسة‬
‫في اليوم ‪ ،‬ثسسم يسسستتر ليلسستين إن كسسان الشسسهر‬
‫ثلثيسسن يومسسا ‪ ،‬وليلسسة واحسسدة إن كسسان تسسسعة‬
‫وعشرين يوما ‪ ،‬فإذا صار القمر في آخرها دق‬
‫وصغر واصفر وتقوس ‪ ،‬وعاد إلى أولها ‪ ،‬حسستى‬
‫صسسار كسسالعرجون القسسديم ‪ :‬وهسسو الغصسسن السسذي‬
‫ج‪،‬‬ ‫عليه طلع النخلة ‪ ،‬وهو أصسسفر عريسسض يعسسو ّ‬
‫ويقطسسع منسسه الشسسماريخ ‪ ،‬يبقسسى علسسى النخسسل‬
‫يابسا‪.‬‬
‫ويستدل بمنازل القمسر علسسى مضسي الشسسهور ‪،‬‬
‫كما أن الشمس يعرف بها الليل والنهار ‪ ،‬كمسسا‬
‫ي‬
‫ل ‪ :‬هِ َ‬ ‫ن اْل َه ِل ّةِ ‪ ،‬قُ ْ‬ ‫ك عَ ِ‬ ‫سئ َُلون َ َ‬ ‫قال عز وجل ‪ :‬ي َ ْ‬
‫ج ]البقرة ‪ [189 /2‬وقال‬ ‫ح ّ‬ ‫س َوال ْ َ‬ ‫ت ِللّنا ِ‬ ‫مواِقي ُ‬ ‫َ‬
‫مسَر‬‫ق َ‬‫ضياًء ‪َ ،‬وال ْ َ‬ ‫س ِ‬ ‫م َ‬ ‫ش ْ‬ ‫ل ال ّ‬ ‫جعَ َ‬ ‫ذي َ‬ ‫تعالى ‪ :‬هُوَ ال ّ ِ‬
‫ن‬‫سسسِني َ‬ ‫عسسد َد َ ال ّ‬
‫مسسوا َ‬ ‫ل ل ِت َعْل َ ُ‬
‫منسسازِ َ‬ ‫ُنسسورا ً ‪ ،‬وََقسسد َّره ُ َ‬
‫ب ]يسسسونس ‪ [5 /10‬وقسسسال تبسسسارك‬ ‫حسسسسا َ‬ ‫َوال ْ ِ‬
‫ونسسا‬‫ح ْ‬‫م َ‬ ‫ن ‪ ،‬فَ َ‬‫ل َوالّنهسساَر آي َت َي ْس ِ‬ ‫جعَل َْنا الل ّي ْ َ‬‫وتعالى ‪ :‬وَ َ‬
‫‪102‬‬
‫صسَرة ً ل ِت َب ْت َغُسسوا‬ ‫مب ْ ِ‬‫ة الّنهسسارِ ُ‬ ‫جعَْلنسسا آي َس َ‬ ‫ل ‪ ،‬وَ َ‬‫ة الل ّي ْس ِ‬ ‫آي َ َ‬
‫ن‬ ‫سسسِني َ‬ ‫عسسد َد َ ال ّ‬ ‫مسسوا َ‬ ‫م ‪ ،‬وَل ِت َعْل َ ُ‬ ‫كسس ْ‬‫ن َرب ّ ُ‬ ‫ضسسًل ِ‬
‫مسس ْ‬ ‫فَ ْ‬
‫صسسسيًل‬ ‫ف ِ‬ ‫صسسسْلناه ُ ت َ ْ‬ ‫يٍء فَ ّ‬ ‫شسسس ْ‬ ‫ل َ‬ ‫كسسس ّ‬‫ب ‪ ،‬وَ ُ‬ ‫حسسسسا َ‬ ‫َوال ْ ِ‬
‫]السراء ‪ .[12 /17‬والشمس تطلع كل يوم ‪،‬‬
‫وتغرب في آخره ‪ ،‬ولكن تنتقسسل فسسي مطالعهسسا‬
‫ومغاربهسسا صسسيفا وشسستاء ‪ ،‬يطسسول بسسسبب ذلسسك‬
‫النهار ‪ ،‬ويقصر الليل ‪ ،‬ثم يطول الليل ويقصسسر‬
‫النهار‪ .‬وأما القمر فقدره منازل يطلع فسسي أول‬
‫ليلة من الشهر ضسسئيل قليسسل النسسور ‪ ،‬ثسسم يسسزداد‬
‫نورا في الليلة الثانية ‪ ،‬ويرتفع منزلة ‪ ،‬ثم كلما‬
‫ارتفع ازداد ضياء مقتبسا من الشسسمس ‪ ،‬حسستى‬
‫يتكامل في الليلة الرابعسسة عشسسرة ‪ ،‬ثسسم يشسسرع‬
‫فسسي النقسسص إلسسى آخسسر الشسسهر ‪ ،‬حسستى يصسسير‬
‫كالعرجون القديم ‪ -‬عرجون النخل‪.‬‬
‫وعلماء الفلك قسموا النجسسوم السستي تقسسع حسسول‬
‫مدار القمر ثمانيسسا وعشسسرين مجموعسسة تسسسمى‬
‫منازل القمسسر‪ .‬وقسسد كسسان العسسرب يعرفسسون بهسسا‬
‫النواء )أي المطار( ‪ ،‬ويقيسون بالنسسسبة إليهسسا‬
‫مواقع الكواكب السيارة ومنها الشمس‪.‬‬
‫ك ال ْ َ‬ ‫َ‬
‫م سَر‬‫ق َ‬ ‫ن ت ُسد ْرِ َ‬ ‫س ي َن ْب َِغي َلهسسا أ ْ‬ ‫م ُ‬ ‫ش ْ‬ ‫‪َ » - 4‬ل ال ّ‬
‫ن‬‫حو َ‬ ‫س سب َ ُ‬ ‫ك يَ ْ‬ ‫ل ِفي فَل َس ٍ‬ ‫ل ساب ِقُ الّنهارِ وَك ُ ّ‬ ‫وََل الل ّي ْ ُ‬
‫«‬
‫" أي أن من قدرة الّله سبحانه وتعسسالى ‪ ،‬ومسسن‬
‫إحكام علمه ‪ ،‬أن أجرى هسسذه العسسوالم بعلمسسه ‪،‬‬
‫خرها بقدرته ‪ ،‬وأقامها على نظسسام محكسسم ‪،‬‬ ‫وس ّ‬
‫وأجراهسسا فسسى مجسسار ل تتعسسداها ‪ ..‬فل يصسسطدم‬
‫بعضها ببعض ‪ ،‬ول يأخذ بعضها من بعض وضسسعا‬
‫‪103‬‬
‫غير الذي أقامه الّله فيه ‪ ..‬فل الشمس ينبغسسى‬
‫لهسسسا أن تسسسدرك القمسسسر‪ .‬فهسسسى مسسسع سسسسرعتها‬
‫المذهلسسة ‪ ،‬السستي تبلسسغ ألسسوف الم سّرات بالنسسسبة‬
‫لسرعة القمر فإنها ل تسسدركه ‪..‬فهسسى لهسسا فلسسك‬
‫تدور فيه ‪ ،‬كما للقمر فلكه الذي يدور فيه ‪..‬‬
‫وكما أن الشمس ل تدرك القمر ‪ ،‬كذلك الليسسل‬
‫ل يسسسبق النهسسار ‪ ،‬إنهمسسا يجريسسان بحيسسث يتبسسع‬
‫ل فِسسي‬‫أحدهما الخر ‪ ،‬دون أن يسسسبقه ‪ » ..‬وَك ُس ّ‬
‫ن«‪.،‬‬ ‫حو َ‬
‫سب َ ُ‬ ‫فَل َ ٍ‬
‫ك يَ ْ‬
‫وجعل الليل وراء النهار ‪ ،‬لن النهار أسبق مسسن‬
‫الليل هى دورة الرض حول نفسها من الغرب‬
‫إلسسى الشسسرق ‪ ..‬فسسالرض فسسى دورانهسسا حسسول‬
‫نفسها من الغسسرب إلسسى الشسسرق ‪ ،‬إنمسسا تجسسرى‬
‫نحو النسسور ‪ ،‬ومسسن وراء النسسور الظلم ‪ ..‬فسسالنور‬
‫دائمسسا أمسسام الظلم ‪ ،‬وهمسسا معسسا فسسى حركسسة‬
‫وجريسسان‪ .‬فاليسسة الكريمسسة تشسسير إلسسى حركسسة‬
‫الرض وإلى دورانها حسسول نفسسسها مسسن الغسسرب‬
‫إلى الشرق‬
‫واسسستعمل مسسع هسسذه العسسوالم ضسسمير العقلء س س‬
‫إشارة إلى هذا النظام المحكم الممسك بهسسا ‪،‬‬
‫والذي يقيمها على طريق مستقيم ‪ ،‬كما يقيسسم‬
‫العقل السليم صاحبه على طريسسق مسسستقيم ‪..‬‬
‫"‬
‫أي ل يصح ول يسهل لكل من الشمس والقمر‬
‫أن يدرك أحدهما الخر ‪ ،‬لن لكل منهما مسسدارا‬
‫مسسسستقل ‪ ،‬ل يجتمسسسع مسسسع الخسسسر فيسسسه ‪ ،‬ولن‬

‫‪104‬‬
‫الشمس تسير مقدار درجة في اليوم ‪ ،‬والقمر‬
‫يسير مقدار )‪ (13‬درجة في اليوم‪.‬‬
‫ول تسبق آية الليل وهي القمر آية النهار وهسسي‬
‫الشسسمس ‪ ،‬لن لكسسل منهمسسا مجسسال وسسسلطانا ‪،‬‬
‫فسلطان الشمس ومجالها بالنهسسار ‪ ،‬وسسسلطان‬
‫القمر بالليل‪.‬‬
‫وكل من الشمس والقمر والرض يسبح ويدور‬
‫في فلكه في السماء ‪ ،‬كما يسبح السمك فسسي‬
‫الماء ‪ ،‬فالشمس تسسسير فسسي مسسدار لهسسا نصسسف‬
‫قطسسره )‪ (93‬مليسسون ميسسل ‪ ،‬وتتسسم دورتهسسا فسسي‬
‫سنة ‪ ،‬والقمر يدور حول الرض كل شسسهر فسسي‬
‫مدار نصسسف قطسسره )‪ (24‬ألسسف ميسسل ‪ ،‬والرض‬
‫تدور حول الشمس فسي سسنة ‪ ،‬وحسول نفسسها‬
‫في يوم وليلة‪.‬‬
‫وهسسذا دليسسل علسسى أن الّلسسه جعسسل لكسسل مسسن‬
‫الشمس والقمر والرض مسسدارا مسسستقل يسسدور‬
‫فيه ‪ ،‬فل يحجب أحسسدهما ضسسوء الخسسر إل نسسادرا‬
‫حينمسسا يحسسدث كسسسوف الشسسمس أو خسسسوف‬
‫القمر‪.‬‬
‫وبعد بيان الدليل المكاني وهسسو الرض والدلسسة‬
‫الزمنية الربعة المتقدمسسة ‪ ،‬أتسسى تعسسالى بسسدليل‬
‫آخسسر علسسى قسسدرته ‪ ،‬وهسسو تسسسيير النسسسان فسسي‬
‫البحر كما يسير فسسي السسبر ‪ ،‬كمسسا قسسال تعسسالى ‪:‬‬
‫حرِ ]السسسراء ‪[70 /17‬‬ ‫م ِفي ال ْب َّر َوال ْب َ ْ‬ ‫مْلناهُ ْ‬
‫ح َ‬‫وَ َ‬
‫َ‬
‫م فِسسي‬‫مْلنسسا ذ ُّري ّت َهُس ْ‬
‫ح َ‬
‫م أن ّسسا َ‬ ‫ة ل َهُس ْ‬‫وقال هنا ‪َ » :‬وآي َ ٌ‬
‫ن «‪ .‬أي ومسسن دلئل قسسدرته‬ ‫حو ِ‬ ‫شسس ُ‬ ‫ك ال ْ َ‬
‫م ْ‬ ‫فْلسس ِ‬
‫ال ْ ُ‬
‫ورحمته تبارك وتعالى ‪ :‬تسخيره البحر ليحمسسل‬
‫‪105‬‬
‫السسسسفن ‪ ،‬وركسسسوب الذريسسسة ‪ ،‬أي الولد فسسسي‬
‫السفن المملوءة بالبضسسائع السستي ينقلونهسسا مسسن‬
‫بلد إلى آخسسر ‪ ،‬لتسسوفير القسسوت والمعسساش ‪،‬كمسسا‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ر‬
‫حسس ِ‬ ‫ري ِفي ال ْب َ ْ‬ ‫ج ِ‬
‫ك تَ ْ‬ ‫فل ْ َ‬
‫ن ال ْ ُ‬ ‫م ت ََر أ ّ‬ ‫قال تعالى ‪ :‬أل َ ْ‬
‫ن فِسسي ذل ِس َ‬
‫ك‬ ‫ن آيسسات ِهِ ‪ ،‬إ ِ ّ‬ ‫مس ْ‬ ‫م ِ‬ ‫ت الل ّهِ ‪ ،‬ل ِي ُرِي َك ُ ْ‬ ‫م ِ‬‫ب ِن ِعْ َ‬
‫كورٍ ]لقمان ‪.[31 /31‬‬ ‫ش ُ‬ ‫صّبارٍ َ‬ ‫ل َ‬‫ت ل ِك ُ ّ‬ ‫َليا ٍ‬
‫وقيل ‪ :‬الذرية ‪ :‬آباؤهم الذين حملوا في سفينة‬
‫نسوح عليسه السسسلم ‪ ،‬وهسي السسفينة المملسوءة‬
‫بالمتعة والحيوانات التي أمسسره الل ّسسه تعسسالى أن‬
‫يحمل فيها من كل زوجين اثنين ‪ ،‬حفاظا علسسى‬
‫أصسول المخلوقسات‪ .‬والمعنسى ‪ :‬أن الّلسه حمسل‬
‫آباء هؤلء وأجدادهم في سفينة نوح‪.‬‬
‫"" وفى الشارة إلى حمل ذرياتهم دون حمسسل‬
‫آبائهم إلفسسات إلسسى مسسا تحمسسل الفلسسك لهسسم مسسن‬
‫فلسسسذات أكبسسساد ‪ ،‬ونفسسسائس أمسسسوال وأمتعسسسة ‪،‬‬
‫فتحفظها ‪ ،‬وتصل بها إلى غايتها ‪ ..‬وفى هذا ما‬
‫يريهم فضل الّله عليهم ‪ ،‬وإحسانه بهسسم ‪ ،‬فقسسد‬
‫ل يسسرى النسسسان فضسسل النعمسسة ‪ ،‬ول يقسسدرها‬
‫قدرها إذا هى لبسته هو ‪ ،‬فإذا رآهسسا فسسى غيسسره‬
‫عرف لها قدرها ‪ ،‬وذكر فضلها ‪"..‬‬
‫مث ْل ِسهِ مسسا‬ ‫ن ِ‬‫مس ْ‬ ‫م ِ‬ ‫قنسسا ل َهُ س ْ‬ ‫خل َ ْ‬‫"قسسوله تعسسالى ‪ » :‬وَ َ‬
‫مْلنا‬
‫ح َ‬‫ن « معطوف على قوله تعالى ‪َ » :‬‬ ‫ي َْرك َُبو َ‬
‫م « أي وآية لهم أنا خلقنا لهسسم مسسن مثسسل‬ ‫ذ ُّري ّت َهُ ْ‬
‫هذا الفلك ‪،‬مراكسسب يركبونهسسا فسسى السسبر ‪،‬وهسسى‬
‫البل التي تسمى سفائن الصحراء ‪ ،‬والخيسسل ‪،‬‬
‫والبغال والحمير ‪ ،‬وغيرها مما يركب ‪ ،‬ويحمسسل‬
‫عليه ‪"..‬‬
‫‪106‬‬
‫مث ْل ِهِ عسسائد إلسسى‬ ‫لكن قال الرازي ‪ :‬الضمير في ِ‬
‫الفلك ‪ ،‬على قول الكثرين ‪ ،‬فيكون هذا كقوله‬
‫َ‬
‫ج ]ص ‪[58 /38‬‬ ‫شسسك ْل ِهِ أْزوا ٌ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬
‫خُر ِ‬ ‫تعالى ‪َ :‬وآ َ‬
‫وعلسسى هسسذا فسسالظهر أن يكسسون المسسراد الفلسسك‬
‫الخسسر الموجسسود فسسي زمسسانهم ‪ ،‬وليسسس المسسراد‬
‫البل‪.‬‬
‫ْ‬
‫م‪.‬‬ ‫شسسأ ن ُغْرِقْهُ س ْ‬ ‫ن نَ َ‬ ‫ويؤيد هذا قوله تعالى هنا ‪ :‬وَإ ِ ْ‬
‫م‬‫قنا ل َهُ ْ‬ ‫خل َ ْ‬
‫ولو كان المراد البل ‪ ،‬لكان قوله ‪ :‬وَ َ‬
‫ن فاصل بين متصلين‪.‬‬ ‫مث ْل ِهِ ما ي َْرك َُبو َ‬ ‫ن ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ِ‬
‫ويحتمسسل أن يعسسود الضسسمير إلسسى معلسسوم غيسسر‬
‫مسسذكور تقسسديره ‪ :‬مسسن مثسسل مسسا ذكرنسسا مسسن‬
‫ْ‬
‫ن‬
‫مس ْ‬ ‫المخلوقات ‪ ،‬مثل قوله تعالى هنا ‪ :‬ل ِي َأك ُُلوا ِ‬
‫مرِهِ ‪ 71‬وعلى هذا ‪ ،‬اليسسة تشسسمل كسسل وسسسائل‬ ‫ثَ َ‬
‫النقسسسل الحديثسسسة مسسسن سسسسيارات وقطسسسارات‬
‫ل‬ ‫وطائرات‪ .‬ونظير اليسسة قسسوله تعسسالى ‪َ :‬وال ْ َ‬
‫خي ْس َ‬
‫خل ُقُ مسسا ل‬ ‫ة ‪ ،‬وَي َ ْ‬ ‫ميَر ل ِت َْرك َُبوها وَِزين َ ً‬ ‫ح ِ‬‫ل َوال ْ َ‬ ‫َوال ِْبغا َ‬
‫ن ]النحل ‪.[8 /16‬‬ ‫مو َ‬ ‫ت َعْل َ ُ‬
‫ودليل رحمته ولطفه تعالى حفظ الركسساب فسسي‬
‫م ‪َ ،‬فل‬ ‫تلك الوسائط ‪ ،‬فقال ‪ :‬وإن ن َ ْ‬
‫ش سأ ن ُغْرِقْهُ س ْ‬ ‫َِ ْ َ‬
‫ن " أي أنسسه إذا كسسان‬ ‫ذو َ‬‫قس ُ‬ ‫م ي ُن ْ َ‬ ‫م ‪َ ،‬ول هُ ْ‬ ‫خ ل َهُ ْ‬ ‫ري َ‬ ‫ص ِ‬ ‫َ‬
‫خر الفلسسك لتجسسرى فسسى‬ ‫ّ‬ ‫س‬ ‫س‬ ‫أن‬ ‫سه‬‫س‬‫ّ‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫سدرة‬ ‫س‬ ‫ق‬ ‫سن‬ ‫مس‬
‫البحسسر بسسأمره ‪ ،‬فل يغسسرق راكبسسوهم فسسإن مسسن‬
‫قدرته سسسبحانه أن يغسسرق هسسذه السسسفن ‪ ،‬بمسسن‬
‫فيها من أولد وأموال ‪ ،‬فل يجدون مسسن يسسسمع‬
‫لهم صراخا ‪ ،‬أو يستجيب لهسسم ‪ ،‬أو يقسسدر علسسى‬
‫إنقاذهم إن سسسمع واسسستجاب ‪ ..‬فهسسم هلكسسى ل‬
‫‪ -‬تفسير الرازي ‪ ، 81 /26 :‬تفسير اللوسي ‪27 /23 :‬‬ ‫‪71‬‬

‫‪107‬‬
‫محالسسة ‪ ،‬إّل أن تتسسداركهم رحمسسة الل ّسسه ‪ ،‬وإل أن‬
‫تكون لهم بقية من أجل ‪"..‬‬
‫ن‬
‫حي ٍ‬ ‫متاعا ً ِإلى ِ‬ ‫مّنا وَ َ‬
‫ة ِ‬
‫م ً‬ ‫فقوله تعالى ‪ » :‬إ ِّل َر ْ‬
‫ح َ‬
‫م«‬ ‫خ ل َهُ ْ‬
‫ري َ‬
‫ص ِ‬‫« استثناء من قوله تعالى ‪َ » :‬فل َ‬
‫أي ل ينقذهم منقذ أبدا إل رحمة الّله ‪ ،‬وما لهم‬
‫من أجل لم ينته بعد‪"..‬‬
‫إ ِّل هنسسا ‪ :‬اسسستثناء منقطسسع ‪ ،‬تقسسديره ‪ :‬ولكسسن‬
‫برحمتنا نسيركم في البر والبحسسر ‪ ،‬ونحفظكسسم‬
‫مسسن الغسسرق ‪ ،‬ونسسسلمكم إلسسى أجسسل مسسسمى ‪،‬‬
‫ونمتعكم بالحياة الدنيا إلسسى وقسست معلسسوم عنسسد‬
‫الّله عز وجل ‪ ،‬وهو الموت‪.‬‬
‫ومضات‬
‫إنهسسم يكسسذبون الرسسسل ‪ ،‬ول يتسسدبرون مصسسارع‬
‫المكذبين ‪ ،‬ول يدركون دللة كونهم يذهبون ول‬
‫يرجعون‪.‬‬
‫ّ‬
‫والرسل إنما يدعونهم إلى اللسسه‪ .‬وكسسل مسسا فسسي‬
‫الوجود حولهم يحدثهم عسسن الل ّسسه ‪ ،‬ويسسدل عليسسه‬
‫ويشهد بوجوده‪ .‬وهذه هي الرض القريبة منهم‬
‫‪ ،‬يرونهسسا ميتسسة ل حيسساة فيهسسا ‪ ،‬ول مسساء ينشسسئ‬
‫الحياة ثسسم يرونهسسا حيسسة تنبسست الحسسب ‪ ،‬وتسسزدان‬
‫بالجنسسات مسسن نخيسسل وأعنسساب ‪ ،‬وتتفجسسر فيهسسا‬
‫العيون ‪ ،‬فتجري بالحياة حيث تجري‪.‬‬
‫والحياة معجزة ل تملسسك يسسد البشسسر أن تجريهسسا‬
‫إنما هي يد الّله التي تجري المعجزات ‪ ،‬وتبسسث‬
‫روح الحيسساة فسسي المسسوات‪ .‬وإن رؤيسسة السسزرع‬
‫النسسامي ‪ ،‬والجنسسان الوارفسسة ‪ ،‬والثمسسر اليسسانع ‪،‬‬
‫لتفتح العين والقلسسب علسسى يسسد الل ّسسه المبدعسسة ‪،‬‬
‫‪108‬‬
‫وهي تشق التربة عن النبتة المتطلعسسة للحريسسة‬
‫والنور ‪ ،‬وتنضسسر العسسود المستشسسرف للشسسمس‬
‫والضسسسياء ‪ ،‬وتزيسسسن الغصسسسن اللسسسدن بسسسالورق‬
‫والثمار ‪ ،‬وتفتح الزهرة وتنضج الثمرة ‪ ،‬وتهيئها‬
‫ْ‬
‫ن ثَ َ‬
‫م سرِهِ َومسسا‬ ‫للجنسسي والقطسساف ‪» ..‬ل ِي َسأك ُُلوا ِ‬
‫مس ْ‬
‫م« ‪ ..‬ويد الّله هسسي السستي أقسسدرتهم‬ ‫ع َمل َت َ‬
‫ديهِ ْ‬ ‫ه أي ْ ِ‬ ‫ِ ْ ُ‬
‫على العمل ‪ ،‬كما أقسسدرت السسزرع علسسى الحيسساة‬
‫ن؟«‪.‬‬ ‫شك ُُرو َ‬ ‫والنماء! »أ ََفل ي َ ْ‬
‫ويلتفت عنهم بعد هذه اللمسة الرفيقة ليسسسبح‬
‫الّله الذي أطلسسع لهسسم النبسست والجنسسان ‪ ،‬وجعسسل‬
‫الزرع أزواجسسا ذكرانسسا وإناثسسا كالنسساس وكغيرهسسم‬
‫ن‬
‫س سْبحا َ‬‫من خلق الّله الذي ل يعلمه سسسواه ‪ُ » :‬‬
‫َ‬ ‫خل َقَ اْل َْزوا َ‬
‫ن‬‫مس ْ‬
‫ض وَ ِ‬‫ت اْلْر ُ‬ ‫ما ت ُن ْب ِس ُ‬ ‫ج ك ُّلها ِ‬
‫م ّ‬ ‫ذي َ‬ ‫ال ّ ِ‬
‫ن« ‪..‬‬ ‫مو َ‬‫ما ل ي َعْل َ ُ‬ ‫م ّ‬‫م وَ ِ‬ ‫سه ِ ْ‬ ‫ف ِ‬ ‫أ َن ْ ُ‬
‫وهذه التسبيحة تنطلق في أوانها وفي موضعها‬
‫وترتسم معها حقيقة ضسسخمة مسسن حقسسائق هسسذا‬
‫الوجود‪ .‬حقيقة وحدة الخلق ‪ ..‬وحسسدة القاعسسدة‬
‫والتكسسوين ‪ ..‬فقسسد خلسسق الل ّسسه الحيسساء أزواجسسا‪.‬‬
‫النبات فيهسسا كالنسسسان‪ .‬ومثسسل ذلسسك غيرهمسسا ‪..‬‬
‫ن«‪ .‬وإن هسسذه الوحسسدة لتشسسي‬ ‫مسسو َ‬ ‫ما ل ي َعْل َ ُ‬ ‫م ّ‬‫»وَ ِ‬
‫بوحدة اليد المبدعة‪ .‬التي توجد قاعدة التكوين‬
‫مسسسع اختلف الشسسسكال والحجسسسام والنسسسواع‬
‫والجناس ‪ ،‬والخصائص والسسسمات ‪ ،‬فسسي هسسذه‬
‫الحياء التي ل يعلم علمها إل الّله ‪..‬‬
‫ومن يدري فربما كانت هذه قاعدة الكون كلسسه‬
‫حستى الجمساد! وقسد أصسبح معلومسا أن السذرة ‪-‬‬
‫أصغر ما عرف مسسن قبسسل مسسن أجسسزاء المسسادة ‪-‬‬
‫‪109‬‬
‫مؤلفسسة مسسن زوجيسسن مختلفيسسن مسسن الشسسعاع‬
‫الكهربي ‪ ،‬سالب وموجب يتزاوجان ويتحسسدان!‬
‫كذلك شوهدت ألسسوف مسسن الثنائيسسات النجميسسة‪.‬‬
‫تتألف من نجمين مرتبطين يشد بعضهما بعضسسا‬
‫‪ ،‬ويدوران في مدار واحد كأنمسسا يوقعسسان علسسى‬
‫نغمة رتيبة! تلك آية الرض الميتسسة تنبثسسق فيهسسا‬
‫الحياة ‪ ..‬ومنها إلى آية السماء ومسسا يتعلسسق بهسسا‬
‫من ظواهر يراها العباد رأي العيسسن ‪ ،‬ويسسد الل ّسسه‬
‫ل‬ ‫م الل ّْيسس ُ‬ ‫ة ل َهُ ُ‬‫تجريها بالخوارق المعجزات ‪َ» :‬وآي َ ٌ‬
‫س‬‫م ُ‬ ‫ش ْ‬ ‫ن ‪َ ،‬وال ّ‬ ‫مو َ‬ ‫مظ ْل ِ ُ‬‫م ُ‬ ‫ه الّنهاَر فَِإذا هُ ْ‬ ‫من ْ ُ‬
‫خ ِ‬ ‫سل َ ُ‬ ‫نَ ْ‬
‫م‪.‬‬ ‫ْ‬ ‫ديُر ال ْعَ ِ‬ ‫قّر َلها ذل ِس َ‬
‫زيسزِ العَِليس ِ‬ ‫قس ِ‬
‫ك تَ ْ‬ ‫ست َ َ‬
‫م ْ‬ ‫ري ل ِ ُ‬ ‫ج ِ‬ ‫تَ ْ‬
‫ن‬ ‫جو ِ‬ ‫حت ّسسى عسساد َ ك َسسال ْعُْر ُ‬ ‫ل َ‬ ‫منسسازِ َ‬‫م سَر قَ سد ّْرناه ُ َ‬ ‫ق َ‬ ‫َوال ْ َ‬
‫ك ال ْ َ‬ ‫َ‬
‫مسسَر‬ ‫ق َ‬ ‫ن ُتسسد ْرِ َ‬ ‫س ي َن ْب َِغي َلها أ ْ‬ ‫م ُ‬ ‫م‪َ .‬ل ال ّ‬
‫ش ْ‬ ‫دي ِ‬ ‫ق ِ‬ ‫ال ْ َ‬
‫ك‬ ‫ل فِسسسي فَل َسسس ٍ‬ ‫ل سسسساب ِقُ الّنهسسسارِ ‪ ،‬وَك ُسسس ّ‬ ‫وََل الل ّي ْسسس ُ‬
‫ن« ‪..‬‬ ‫حو َ‬ ‫سب َ ُ‬ ‫يَ ْ‬
‫ومشهد قدوم الليل ‪ ،‬والنسسور يختفسسي والظلمسسة‬
‫تغشى ‪ ..‬مشهد مكسسرور يسسراه النسساس فسسي كسسل‬
‫بقعة في خلل أربع وعشرين ساعة )فيما عسسدا‬
‫بعض المواقع التي يدوم فيها النهار كمسسا يسسدوم‬
‫فيها الليل أسابيع وأشهرا قسسرب القطسسبين فسسي‬
‫الشسسمال والجنسسوب( وهسسو مسسع تكسسراره اليسسومي‬
‫عجيبة تدعو إلى التأمل والتفكير‪.‬‬
‫والتعبير القرآني عن هذه الظسساهرة ‪ -‬فسسي هسسذا‬
‫الموضع ‪ -‬تعبير فريد‪ .‬فهو يصور النهار متلبسسسا‬
‫بالليل ثم ينزع الّله النهار مسسن الليسسل فسسإذا هسسم‬
‫مظلمسسون‪ .‬ولعلنسسا نسسدرك شسسيئا مسسن سسسر هسسذا‬
‫التعبير الفريد حين نتصور المر على حقيقته‪.‬‬
‫‪110‬‬
‫فالرض الكروية في دورتها حسسول نفسسسها فسسي‬
‫مواجهة الشمس تمر كل نقطة منها بالشمس‬
‫فإذا هسسذه النقطسسة نهسسار حسستى إذا دارت الرض‬
‫وانسسزوت تلسسك النقطسسة عسسن الشسسمس ‪ ،‬انسسسلخ‬
‫منها النهار ولفها الظلم ‪ -‬وهكسسذا تتسسوالى هسسذه‬
‫الظاهرة على كسل نقطسسة بانتظسسام وكأنمسا نسور‬
‫النهار ينزع أو يسلخ فيحل محلسسه الظلم‪ .‬فهسسو‬
‫تعبير مصور للحقيقة الكونية أدق تصوير‪.‬‬
‫قّر َلها« ‪..‬‬ ‫ست َ َ‬‫م ْ‬ ‫ري ل ِ ُ‬ ‫ج ِ‬
‫س تَ ْ‬
‫م ُ‬ ‫ش ْ‬ ‫»َوال ّ‬
‫والشمس تدور حول نفسسسها‪ .‬وكسسان المظنسسون‬
‫أنها ثابتة فسسي موضسسعها السسذي تسسدور فيسسه حسسول‬
‫نفسها‪ .‬ولكن عرف أخيرا أنها ليست مسسستقرة‬
‫في مكانها‪ .‬إنما هي تجري‪ .‬تجري فعل‪ .‬تجسسري‬
‫فسسي اتجسساه واحسسد فسسي الفضسساء الكسسوني الهسائل‬
‫بسرعة حسبها الفلكيون باثني عشسسر ميل فسسي‬
‫الثانيسسة! والّلسسه ‪ -‬ربهسسا الخسسبير بهسسا وبجريانهسسا‬
‫وبمصيرها ‪ -‬يقسسول ‪ :‬إنهسسا تجسسري لمسسستقر لهسسا‪.‬‬
‫هذا المستقر الذي ستنتهي إليه ل يعلمه إل هو‬
‫سبحانه‪ .‬ول يعلم موعده سواه‪.‬‬
‫وحين نتصور أن حجم هذه الشسمس يبلسغ نحسو‬
‫مليسسون ضسسعف لحجسسم أرضسسنا هسسذه‪ .‬وأن هسسذه‬
‫الكتلة الهائلة تتحرك وتجسسري فسسي الفضسساء ‪ ،‬ل‬
‫يسندها شي ء ‪ ،‬ندرك طرفا من صفة القسسدرة‬
‫التي تصرف هذا الوجود عن قوة وعسسن علسسم ‪:‬‬
‫م« ‪..‬‬ ‫ْ‬ ‫ديُر ال ْعَ ِ‬ ‫»ذل ِ َ‬
‫زيزِ العَِلي ِ‬ ‫ق ِ‬
‫ك تَ ْ‬
‫ن‬
‫جو ِ‬ ‫حت ّسسى عسساد َ ك َسسال ْعُْر ُ‬
‫ل َ‬ ‫منسسازِ َ‬ ‫مَر قَسد ّْرناه ُ َ‬ ‫ق َ‬‫»َوال ْ َ‬
‫م« ‪..‬‬ ‫دي ِ‬ ‫ق ِ‬‫ال ْ َ‬
‫‪111‬‬
‫والعباد يرون القمر في منازله تلك‪ .‬يولد هلل‪.‬‬
‫ثم ينمو ليلة بعد ليلسسة حسستى يسسستدير بسسدرا‪ .‬ثسسم‬
‫يأخسسذ فسسي التنسساقص حسستى يعسسود هلل مقوسسسا‬
‫كالعرجون القديم‪ .‬والعرجون هو العسسذق السسذي‬
‫يكون فيه البلح من النخلة‪.‬‬
‫والذي يلحظ القمر ليلة بعسسد ليلسسة يسسدرك ظسسل‬
‫حّتسسسى عسسساد َ‬‫التعسسسبير القرآنسسسي العجيسسسب ‪َ » :‬‬
‫م« ‪..‬وبخاصة ظل ذلك اللفسسظ‬ ‫دي ِ‬ ‫ن ال ْ َ‬
‫ق ِ‬ ‫جو ِ‬‫كال ْعُْر ُ‬‫َ‬
‫م«‪ .‬فسسالقمر فسسي ليسساليه الولسسى هلل‪.‬‬ ‫دي ِ‬ ‫»ال ْ َ‬
‫قسس ِ‬
‫وفي لياليه الخيرة هلل ‪ ..‬ولكنسسه فسسي الولسسى‬
‫يبدو وكسسأن فيسسه نضسسارة وفتسسوة‪ .‬وفسسي الخيسسرة‬
‫يطلع وكأنما يغشاه سسسهوم ووجسسوم ‪ ،‬ويكسسسوه‬
‫شحوب وذبول‪.‬‬
‫ذبول العرجسسون القسسديم! فليسسست مصسسادفة أن‬
‫يعبر القرآن الكريم عنسسه هسسذا التعسسبير المسسوحي‬
‫العجيب! والحياة مع القمر ليلة بعسسد ليلسسة تسسثير‬
‫في الحس مشاعر وخواطر ندية ثريسسة موحيسسة‬
‫عميقة‪ .‬والقلب البشري الذي يعيش مع القمر‬
‫دورة كاملة ‪ ،‬ل ينجو من تأثرات واسسستجابات ‪،‬‬
‫ومن سبحات مع اليد المبدعة للجمال والجلل‬
‫المدبرة للجرام بذلك النظام‪ .‬سواء كان يعلم‬
‫سر هذه المنازل والشكال القمريسسة المختلفسسة‬
‫أو ل يعلم‪.‬‬
‫فالمشسساهدة وحسسدها كفيلسسة بتحريسسك القلسسب ‪،‬‬
‫واستجاشة الشعور ‪ ،‬وإثارة التدبر والتفكير‪.‬‬
‫وأخيرا يقرر دقة النظسسام الكسسوني السسذي يحكسسم‬
‫هذه الجرام الهائلة ‪ ،‬ويرتب الظواهر الناشسسئة‬
‫‪112‬‬
‫س‬‫م ُ‬ ‫عسسن نظامهسسا الموحسسد السسدقيق ‪َ» :‬ل ال ّ‬
‫شسس ْ‬
‫م سَر ‪ ،‬وََل الل ّي ْس ُ‬ ‫ك ال ْ َ‬ ‫َ‬
‫ق‬
‫ل سسساب ِ ُ‬ ‫ق َ‬ ‫ي َن ْب َِغي َلهسسا أ ْ‬
‫ن ت ُسد ْرِ َ‬
‫ن« ‪..‬‬ ‫حو َ‬‫سب َ ُ‬‫ك يَ ْ‬ ‫ل ِفي فَل َ ٍ‬ ‫الّنهارِ ‪ ،‬وَك ُ ّ‬
‫ولكسسسل نجسسسم أو كسسسوكب فلسسسك ‪ ،‬أو مسسسدار ‪ ،‬ل‬
‫يتجاوزه في جريانه أو دورانه‪ .‬والمسافات بين‬
‫النجوم والكواكب مسسسافات هائلسسة‪ .‬فالمسسسافة‬
‫بين أرضنا هذه وبين الشمس تقدر بنحسسو ثلثسسة‬
‫وتسعين مليونا من الميال‪ .‬والقمسسر يبعسسد عسسن‬
‫الرض بنحو أربعين ومائتي ألسسف مسسن الميسسال‪.‬‬
‫وهذه المسافات على بعدها ليست شيئا يسسذكر‬
‫حيسسن تقسساس إلسسى بعسسد مسسا بيسسن مجموعتنسسا‬
‫الشمسسسية وأقسسرب نجسسم مسسن نجسسوم السسسماء‬
‫الخسسرى إلينسسا‪ .‬وهسسو يقسسدر بنحسسو أربسسع سسسنوات‬
‫ضوئية‪.‬‬
‫وسرعة الضوء تقدر بستة وثمانين ومائة ألسسف‬
‫من الميال في الثانية الواحدة! )أي إن أقسسرب‬
‫نجم إلينا يبعسسد عنسسا بنحسسو مسسائة وأربعسسة مليسسون‬
‫مليون ميل!(‪.‬‬
‫وقد قدر الّله خالق هذا الكون الهائل أن تقسسوم‬
‫هذه المسسسافات الهائلسسة بيسسن مسسدارات النجسسوم‬
‫والكسسواكب‪ .‬ووضسسع تصسسميم الكسسون علسسى هسسذا‬
‫النحو ليحفظه بمعرفته من التصادم والتصدع ‪-‬‬
‫حتى يأتي الجل المعلوم ‪ -‬فالشمس ل ينبغسسي‬
‫لها أن تدرك القمر‪ .‬والليل ل يسبق النهار ‪ ،‬ول‬
‫يزحمه فسسي طريقسسه ‪ ،‬لن السسدورة السستي تجيسسء‬
‫بالليل والنهار ل تختسسل أبسسدا فل يسسسبق أحسسدهما‬

‫‪113‬‬
‫ك‬‫ل فِسسي فَل َس ٍ‬ ‫الخر أو يزحمه في الجريان! »وَك ُ ّ‬
‫ن« ‪..‬‬ ‫حو َ‬ ‫سب َ ُ‬ ‫يَ ْ‬
‫وحركة هذه الجرام في الفضسساء الهسسائل أشسسبه‬
‫بحركة السفين في الخضم الفسيح‪ .‬فهسسي مسسع‬
‫ضخامتها ل تزيد علسسى أن تكسسون نقطسسا سسسابحة‬
‫في ذلك الفضاء المرهوب‪.‬‬
‫وإن النسسان ليتضسساءل ويتضساءل ‪ ،‬وهسو ينظسسر‬
‫إلى هذه المليين السستي ل تحصسسى مسسن النجسسوم‬
‫الدوارة ‪ ،‬والكواكب السيارة‪ .‬متناثرة في ذلسسك‬
‫الفضاء ‪ ،‬سابحة فسسي ذلسسك الخضسسم ‪ ،‬والفضسساء‬
‫مسسن حولهسسا فسسسيح فسسسيح وأحجامهسسا الضسسخمة‬
‫تائهة في ذلك الفضاء الفسيح!!!‬
‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ة ل َهسس َ‬
‫ك‬ ‫فلسس ِ‬ ‫م ِفسسي ال ُ‬ ‫مْلنسسا ذ ُّري ّت َُهسس ْ‬‫ح َ‬‫م أّنسسا َ‬ ‫»َوآَيسس ٌ ُ ْ‬
‫ن‪،‬‬ ‫مث ْل ِهِ مسسا ي َْرك َب ُسسو َ‬
‫ن ِ‬ ‫م ْ‬ ‫م ِ‬‫قنا ل َهُ ْ‬
‫خل َ ْ‬
‫ن ‪ ،‬وَ َ‬ ‫حو ْ ِ‬ ‫ش ُ‬‫م ْ‬ ‫ال ْ َ‬
‫ن‬
‫ذو َ‬ ‫ق ُ‬ ‫م ي ُن ْ َ‬
‫م َول هُ ْ‬ ‫خ ل َهُ ْ‬ ‫ري َ‬‫ص ِ‬‫م َفل َ‬ ‫شأ ن ُغْرِقْهُ ْ‬ ‫ن نَ َ‬ ‫وَإ ِ ْ‬
‫ن« ‪..‬‬ ‫ً‬ ‫‪ ،‬إ ِّل َر ْ‬
‫حي ٍ‬ ‫متاعا ِإلى ِ‬ ‫مّنا وَ َ‬ ‫ة ِ‬‫م ً‬‫ح َ‬
‫إن فسسي السسسياق مناسسسبة لطيفسسة بيسسن النجسسوم‬
‫والكسسواكب السسسابحة فسسي أفلكهسسا ‪ ،‬والفلسسك‬
‫المشحون السابح في المسساء يحمسسل ذريسسة بنسسي‬
‫آدم! مناسسسسبة فسسي الشسسكل ‪ ،‬ومناسسسبة فسسسي‬
‫الحركة ‪ ،‬ومناسبة في تسخير هذا وذلسسك بسسأمر‬
‫الّله ‪ ،‬وحفظه بقدرته فسسي السسسماوات والرض‬
‫سواء‪.‬‬
‫وهذه آية كتلك يراهسسا العبسساد ول يتسسدبرونها‪ .‬بسسل‬
‫هذه أقرب إليهم وأيسر تدبرا لو فتحوا قلوبهم‬
‫لليات‪.‬‬

‫‪114‬‬
‫ولعل الفلك المشحون المسسذكور هنسسا هسسو فلسسك‬
‫نوح أبي البشسسر الثسساني السسذي حمسسل فيسسه ذريسسة‬
‫آدم‪ .‬ثم جعل الّله لهم مسسن مثلسسه هسسذه السسسفن‬
‫التي تمخر بهم العباب‪ .‬وهؤلء وهؤلء حملتهسسم‬
‫قسسدرة الّلسسه ونواميسسسه السستي تحكسسم الكسسون‬
‫وتصرفه وتجعل الفلك يعوم على وجه المسساء ‪،‬‬
‫بحكم خواص الفلك ‪ ،‬وخواص الماء ‪ ،‬وخسسواص‬
‫الريسسح أو البخسسار ‪ ،‬أو الطاقسسة المنطلقسسة مسسن‬
‫الذرة ‪ ،‬أو غيرها من القوى‪ .‬وكلها من أمر الّله‬
‫وخلقه وتقديره‪.‬‬
‫»وإن ن َ ْ‬
‫م‬
‫هسس ْ‬
‫م َول ُ‬ ‫خ ل َُهسس ْ‬
‫ري َ‬ ‫م َفل َ‬
‫صسس ِ‬ ‫شسسأ ن ُغْرِقُْهسس ْ‬ ‫َِ ْ َ‬
‫ن« ‪..‬‬ ‫حي س ٍ‬‫متاع سا ً ِإلسسى ِ‬ ‫من ّسسا وَ َ‬
‫ة ِ‬‫مس ً‬‫ح َ‬‫ن‪ .‬إ ِّل َر ْ‬
‫ذو َ‬‫قس ُ‬‫ي ُن ْ َ‬
‫والسفينة في الخضم كالريشة في مهب الريح‬
‫‪ ،‬مهمسسا ثقلسست وضسسخمت وأتقسسن صسسنعها‪ .‬وإل‬
‫تدركها رحمة الّله فهي هالكة هالكة في لحظة‬
‫من ليسسل أو نهسسار‪ .‬والسسذين ركبسسوا البحسسار سسسواء‬
‫عبروهسسا فسسي قسسارب ذي شسسراع أو فسسي عسسابرة‬
‫ضخمة للمحيط ‪ ،‬يدركون هول البحر المخيسسف‬
‫وضسسآلة العصسسمة مسسن خطسسره الهسسائل وغضسسبه‬
‫الجبار‪ .‬ويحسون معنى رحمة الّله وأنها وحدها‬
‫العاصسسم بيسسن العواصسسف والتيسسارات فسسي هسسذا‬
‫الخلق الهائل الذي تمسك يسسد الرحمسسة اللهيسسة‬
‫عنانه الجامح ‪ ،‬ول تمسكه يد سواها فسسي أرض‬
‫أو سسسماء‪ .‬وذلسسك حسستى يقضسسي الكتسساب أجلسسه ‪،‬‬
‫ويحسل الموعسد المقسسدور فسي حينسسه ‪ ،‬وفسسق مسا‬
‫‪72‬‬
‫ن« ‪..‬‬ ‫حي ٍ‬ ‫متاعا ً ِإلى ِ‬ ‫قدره الحكيم الخبير ‪» :‬وَ َ‬
‫‪ -‬في ظلل القرآن ‪ ،‬ج ‪ ، 5‬ص ‪2967 :‬‬ ‫‪72‬‬

‫‪115‬‬
‫وقسسال دروزة ‪ " :‬واليسسات اسسستمرار للسسسياق‬
‫م موصسسلة بيسسن الفصسسل‬ ‫ة ل َهُس ُ‬
‫أيضسسا‪ .‬وجملسسة َوآي َس ٌ‬
‫الول السابق للقصة وبين هذا الفصل كما هسسو‬
‫المتبادر‪ .‬وقد احتوت تنبيهسسا إلسسى مشسساهد كسسون‬
‫الل ّسسه ونواميسسسه ونعمسسه علسسى خلقسسه ‪ ،‬وتنديسسدا‬
‫بالذين ل يشسسكرون ول يرتسسدعون عسسن مواقسسف‬
‫المكابرة‪.‬‬
‫وعبارتها واضحة ل تحتسساج إلسسى أداء آخسسر‪ .‬وقسسد‬
‫جاءت كما يلهمه أسلوبها وفحواها في معسسرض‬
‫البرهنة على قسسدرة الل ّسسه علسسى مسسا يعسد ُ النسساس‬
‫ويتوعسسدهم والتنسسبيه علسسى أفضسسال الل ّسسه عليهسسم‬
‫ورحمته بهسسم ‪ ،‬فسسي الرض والسسسماء والبحسسار ‪،‬‬
‫والتنديد بالذين ل يشسسكرونه ول يرتسسدعون عسسن‬
‫مواقف المكابرة والجحود ‪ ،‬وإنسسذارهم بسسأنه لسسو‬
‫شاء لهلكهم ومنع عنهم خيره وبّره فل يجدون‬
‫لهم مغيثا ول ناصرا ‪ ،‬وبأنه إذا لم يفعل‬
‫ذلك فل يكون إّل من قبيل المهسال إلسى حيسن‬
‫كأنما يهيب بهم إلى اغتنسسام الفرصسسة السسسانحة‬
‫قبل نفاد صبره وإنزال عذابه فيهم‪.‬‬
‫واليات قوية نافذة‪ .‬موجهة إلى القلب والعقل‬
‫بسبيل ما جاءت من أجله من التذكير والعظسسة‬
‫والبرهنة والنذار‪.‬‬
‫ومع وجوب اليمان بحقيقسة مسا احتسوته اليسات‬
‫من تقريسسرات متنوعسسة فسسإن أسسسلوبها وفحواهسسا‬
‫م التي بسسدأت بهسسا وتكسسررت فسسي‬ ‫ة ل َهُ ُ‬
‫وجملة َوآي َ ٌ‬
‫مقاطعها قد يفيد أن السامعين كسسانوا يعرفسسون‬
‫ويحسون ويتصسسورون مسسا احتسسوته مسسن مشسساهد‬
‫‪116‬‬
‫كونية وأرضسسية وسسسماوية وفسسق مسسا ذكسسر فيهسسا‪.‬‬
‫وبهسسذا تبسسدو الحكمسسة فسسي ذلسسك وتكسسون الحجسسة‬
‫القرآنية مستحكمة في السامعين‪.‬‬
‫وقال ‪" :‬لقد عّلقنا فسسي سسسياق تفسسسير سسسورة‬
‫ن‬
‫القيامة على ربط بعضهم بين الية َبلى قاد ِِري َ‬
‫ن بصسسمات‬ ‫َ‬
‫ه )‪ (4‬وبيسسن فس ّ‬‫سسوّيَ َبنسسان َ ُ‬
‫ن نُ َ‬
‫علسسى أ ْ‬
‫َ‬
‫الصابع الحديث‪ .‬ونعود إلى التعليق مسسرة ثانيسسة‬
‫بمناسبة اليات الستي نحسن فسي صسددها والستي‬
‫يقسسف بعضسسهم عنسسدها وعنسسد أمثالهسسا لسسستنباط‬
‫قواعسسد فنيسسة كونيسسة منهسسا أو تطسسبيق نظريسسات‬
‫علميسسة عليهسسا وبخاصسسة فسسي صسسدد حركسسات‬
‫الشسسمس والقمسسر وتعسساقب الليسسل والنهسسار ‪،‬‬
‫والدلء بسسآراء متنوعسسة هسسي أدخسسل فسسي نطسساق‬
‫التكّلف والتزيد بل والغلوّ أكثر منها في نطسساق‬
‫الحقيقسسة فسسي حيسسن أن اليسسات فسسي مجموعهسسا‬
‫وأسلوبها وروحها تحمل الدليل على أن القصد‬
‫منهسسا هسسو لفسست نظسسر النسساس جميعسسا بأسسسلوب‬
‫يفهمونه إلى ما يشسساهدونه مسسن مظسساهر قسسدرة‬
‫الّله وكونه بقطع النظر عما أقام الّله سسسبحانه‬
‫الكون عليه من نواميس ونسب وقواعد دقيقة‬
‫محكمة النظام مطردة السير والجريان‪ .‬ونحن‬
‫نرى في مثل هذه المحسساولت إخراجسسا للقسسرآن‬
‫الكريم عن هدفه الوعظي والتذكيري وتعريضا‬
‫لسسه للتعسسديل والجسسرح اللسسذين يرافقسسان عسسادة‬
‫البحاث العلمية على غير طائل ول ضرورة‪.‬‬
‫ولقد جاء في سسسورة يسسونس فسسي صسسدد منسسازل‬
‫در القمر منازل ليعلسسم‬ ‫القمر آية تفيد أن الّله ق ّ‬
‫‪117‬‬
‫ذي‬ ‫الناس عدد السنين والحساب وهي ‪ :‬هُوَ اّلسس ِ‬
‫ل‬‫منازِ َ‬ ‫مَر ُنورا ً وَقَد َّره ُ َ‬ ‫ضياًء وَ ال ْ َ‬
‫ق َ‬ ‫س ِ‬ ‫م َ‬ ‫ش ْ‬‫ل ال ّ‬ ‫جعَ َ‬ ‫َ‬
‫خل َسقَ الل ّس ُ‬
‫ه‬ ‫ب مسسا َ‬ ‫حسسسا َ‬ ‫ن َوال ْ ِ‬‫سِني َ‬‫موا ع َد َد َ ال ّ‬ ‫ل ِت َعْل َ ُ‬
‫ن )‪(5‬‬ ‫مسسو َ‬ ‫قوْم ٍ ي َعْل َ ُ‬ ‫ل اْليا ِ‬
‫ت لِ َ‬ ‫ص ُ‬‫حقّ ي ُفَ ّ‬‫ك إ ِّل ِبال ْ َ‬ ‫ذل ِ َ‬
‫فإذا لحظنا أن منازل القمر أو دوراتسسه اليوميسسة‬
‫دل بهسسا صسسوره كسسانت هسسي الوسسسيلة‬ ‫السستي تتبسس ّ‬
‫الممكنسسة المشسساهدة لمعرفسسة حسسساب اليسسام‬
‫والشسسهر والسسسنين بالنسسسبة للسسسامعين رغسسم‬
‫كونها ليست دقيقة تبين لنا أن حكمسسة التنزيسسل‬
‫إنما اقتضت أن يكون الخطاب كما جاء بسبيل‬
‫تنبيه السامعين إلى نواميس كون الل ّسسه وإثبسسات‬
‫وجوده وقدرته على مسا هسسو ملمسوح بقسوة مسن‬
‫فحوى السلسلة التي نحن في صددها وسسسياق‬
‫آية سورة يونس المسسذكورة وأمثالهسا لنسه كسسان‬
‫هو المفهوم من قبل السامعين بمداه ومعنسساه‪.‬‬
‫وتبين لنا مدى ما في تجاوز هسسذا النطسساق إلسسى‬
‫اسسستخراج النظريسسات الفنيسسة مسسن القسسرآن أو‬
‫حسسل‬ ‫وز وتم ّ‬ ‫تطبيقها على اليات القرآنية من تج ّ‬
‫وخروج بالقرآن عن نطاق حكمة تنزيله‪.‬‬
‫ونعود إلى التنبيه مرة أخرى في هذه المناسبة‬
‫إلى أن ما قلناه ل يعنسسي حظسسر دراسسسة أسسسرار‬
‫الكسسون علسسى المسسسلمين بمختلسسف الوسسسائل‬
‫وعلى مختلف المستويات‪.‬‬
‫فهذا شيء وذاك شيء آخر‪ .‬بل إن إيذان الّلسسه‬
‫تعالى للبشر ومن جملتهم المسسسلمين أن الل ّسسه‬
‫خر لهم مسسا فسسي السسسموات ومسسا فسسي الرض‬ ‫س ّ‬

‫‪118‬‬
‫خره لهم‬ ‫ليوجب عليهم ذلك لن النتفاع بما س ّ‬
‫م إّل به‪ .‬والّله تعالى أعلم‪.‬‬
‫الّله ل يت ّ‬
‫ديُر‬
‫قس ِ‬
‫ك تَ ْ‬‫وقسسال ‪ " :‬وبمناسسسبة ورود تعسسبير ذل ِس َ‬
‫زيزِ ال ْعَِليسم ِ نقسول إن كسثيرا مسن المسسلمين‬ ‫ال ْعَ ِ‬
‫يسوقون هذا التعبير في معرض عقيدة القضاء‬
‫والقدر وكمستند لها به في حيسسن أنسسه قسسد جسساء‬
‫في معسسرض بيسسان أن حركسسة الشسسمس والقمسسر‬
‫وتعاقب الليل والنهسسار كسسل ذلسسك يجسسري ضسسمن‬
‫ق‬
‫در على أحسن أسسسلوب وأد ّ‬ ‫حساب رباني مق ّ‬
‫ترتيب‪.‬‬
‫وبكلمسسة أخسسرى إن كلمسسة »تقسسدير« هنسسا تعنسسي‬
‫الحساب الدقيق وليس لها صلة بعقيسدة القسدر‬
‫‪73‬‬
‫ح سوقها في معرض ذلك‪".‬‬ ‫ول يص ّ‬
‫ما ترشد إليه اليات‬
‫أرشدت اليات إلى ما يأتي ‪:‬‬
‫ّ‬
‫‪ - 1‬من الدلة الدالة على وجود اللسسه وتوحيسسده‬
‫وكمال قدرته على البعث وإحياء الموتى وغيسسر‬
‫ذلك ‪ :‬إحياء الرض الهامسسدة بالنبسسات الخضسسر ‪،‬‬
‫وإخسسراج الحسسب منسسه ‪ ،‬السسذي هسسو قسسوام الحيسساة‬
‫وأساس القوت والمعاش‪.‬‬
‫‪ - 2‬ومن الدلة أيضا خلق بسسساتين فسسي الرض‬
‫مسسن نخيسسل وأعنسساب ‪ ،‬وتفجيسسر الينسسابيع فسسي‬
‫البساتين للكل من ثمسسر مسساء العيسسون ‪ ،‬أو مسسن‬
‫ثمر المذكور وهو ثمر الجنات والنخيسسل ‪ ،‬ومسسن‬
‫السذي عملتسه أيسدي النساس مسن الثمسار ‪ ،‬ومسن‬

‫‪ -‬التفسير الحديث لدروزة ‪(29 / 3) -‬‬ ‫‪73‬‬

‫‪119‬‬
‫أصناف الحلوات والطعمة ‪ ،‬ومما اتخذوا مسسن‬
‫الحبوب كالخبر وأنواع الحلويات‪.‬‬
‫وخصص النخيل والعناب بالذكر ‪ ،‬لنهما أعلسى‬
‫الثمار ‪ ،‬كما تقدم‪.‬‬
‫‪ - 3‬تستوجب هذه النعم شكر الخسسالق المنعسسم‬
‫المتفضسسسسل ‪ ،‬وشسسسسكره بعبسسسسادته ‪ ،‬والذعسسسسان‬
‫لسلطانه وإرادته‪.‬‬
‫‪ - 4‬يجب تنزيه الخالق عما ل يليق به ‪ ،‬والبعسسد‬
‫عن صنيع الكفار الذين عبدوا غير الّله ‪ ،‬مع مسسا‬
‫رأوا من نعمه وآثار قدرته‪.‬‬
‫‪ - 5‬إن آثار قدرة الل ّسسه ومظاهرهسسا فسسي العسسالم‬
‫كثيرة ‪ ،‬منها خلسسق النباتسسات والثمسسار المختلفسسة‬
‫واللوان والطعوم والشسسكال والحجسسام صسسغرا‬
‫وكسسبرا‪ .‬ومنهسسا خلسسق الولد والزواج أي ذكسسورا‬
‫وإناثسسا ‪ ،‬ومنهسسا خلسسق أصسسناف أخسسرى ل يعلمهسسا‬
‫البشر في البر والبحر والسماء والرض‪.‬‬
‫وإذا كان الّله قد انفرد بسسالخلق ‪ ،‬فل ينبغسسي أن‬
‫يشرك به‪.‬‬
‫‪ - 6‬ومن العلمات الدالة أيضا على توحيد الّله‬
‫وقدرته ووجوب ألوهيته ‪ :‬تعاقب الليل والنهسسار‬
‫وما يتبعهما من ظلمة وضسسوء لتحقيسسق مصسسالح‬
‫العبسساد ‪ ،‬وضسسبط السسسنين والحسسساب ‪ ،‬وجريسسان‬
‫الشسسمس لمسسستقّر لهسسا هسسو محورهسسا أو نهايسسة‬
‫سيرها يوم القيامسسة ‪ ،‬وتقسسدير القمسسر ذا منسسازل‬
‫هي ثمانية وعشرون منسسزل ‪ ،‬ينسسزل القمسسر كسسل‬
‫ليلة بمنزل منها ‪ ،‬فإذا صسسار فسسي آخرهسسا ‪ ،‬عسساد‬
‫إلى أّولها ‪ ،‬فيقطع الفلك فسسي ثمسسان وعشسسرين‬
‫‪120‬‬
‫ليلة ‪ ،‬ثم يستتر ‪ ،‬ثسسم يطلسسع هلل ‪ ،‬فيعسسود فسسي‬
‫قطع الفلك على المنازل ‪ ،‬وهي منقسمة على‬
‫البروج ‪ ،‬لكل برج منزلن وثلث‪.‬‬
‫ومنها جعل مدار مستقل وسلطان منفرد لكسسل‬
‫من الشمس والقمر والرض ‪ ،‬فل يدخل أحدها‬
‫على الخر ‪ ،‬وإنمسسا كسسل مسسن الشسسمس والقمسسر‬
‫والنجوم يجري في فلك خاص به‪.‬‬
‫‪ - 7‬ومن دلئل قدرة الّله ورحمته ‪ :‬حمل ذرية‬
‫القسسرون الماضسسية والحاضسسرة والمقبلسسة فسسي‬
‫السسسفن المملسسوءة بالسسسلع والمتعسسة ‪ ،‬وخلسسق‬
‫وسائط أخرى للركسسوب مماثلسسة للسسسفن وهسسي‬
‫البل سفائن البراري ‪ ،‬ووسائل النقل الحديثسسة‬
‫فسسسي السسسبر والجسسسو مسسسن سسسسيارات وقطسسسارات‬
‫وطائرات ومناطيد )أو مطاود( ونحوها‪.‬‬
‫والل ّسسه قسسادر علسسى إغسسراق ركسساب السسسفن فسسي‬
‫البحسسار ‪ ،‬فيصسسبحون دون مغيسسث ول مجيسسر ول‬
‫منقسسذ ممسسا ألسسم بهسسم ‪ ،‬ولكسسن رحمتسسه تعسسالى‬
‫اقتضسست إبقسساءهم وإنقسساذهم ليتمتعسسوا بمتسساع‬
‫الحيسسساة الدنيويسسسة إلسسسى آجسسسالهم المرسسسسومة ‪،‬‬
‫وأعمارهم المحسسدودة ‪ ،‬والتمتسسع إلسسى حيسسن هسسو‬
‫جل الّله عذاب المسسم السسسالفة ‪،‬‬ ‫الموت‪.‬وقد ع ّ‬
‫خر عذاب أمة محمد ‪ ، ‬وإن كذبوه ‪ ،‬إلى‬ ‫وأ ّ‬
‫يوم القيامة ‪ ،‬تكريما لهذا الرسول ‪. ‬‬
‫‪ -8‬حول سجود الشمس تحت العرش ‪:‬‬
‫ع‬
‫مس َ‬‫ت َ‬ ‫ل ك ُْنس ُ‬‫ن أ َِبى ذ َّر ‪ -‬رضى اللسسه عنسسه ‪َ -‬قسا َ‬ ‫عَ ْ‬
‫س‬‫م ِ‬ ‫ش ْ‬ ‫ب ال ّ‬ ‫عن ْد َ غ ُُرو ِ‬
‫جد ِ ِ‬ ‫س ِ‬ ‫ى ‪ِ -  -‬فى ال ْ َ‬
‫م ْ‬ ‫الن ّب ِ ّ‬
‫ب ال ّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫قا َ‬ ‫فَ َ‬
‫س«‪.‬‬ ‫م ُ‬ ‫ش ْ‬ ‫ل » َيا أَبا ذ َّر أت َد ِْرى أي ْ َ‬
‫ن ت َغُْر ُ‬
‫‪121‬‬
‫قُل ْت الل ّه ورسول ُ َ‬
‫ب‬ ‫ل » فَإ ِن ّهَسسا ت َسذ ْهَ ُ‬ ‫م ‪ .‬قَسسا َ‬ ‫ه أع ْل َ ُ‬ ‫ُ ََ ُ ُ‬ ‫ُ‬
‫ه ت ََعالى )‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫ش ‪ ،‬فَذ َل ِك قَوْل ُ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫ت العَْر ِ‬ ‫ح َ‬ ‫جد َ ت َ ْ‬ ‫س ُ‬ ‫حّتى ت َ ْ‬ ‫َ‬
‫ز‬
‫زي ِ‬ ‫ديُر ال ْعَ ِ‬ ‫ق ِ‬ ‫ك تَ ْ‬ ‫قّر ل ََها ذ َل ِ َ‬ ‫ست َ َ‬ ‫م ْ‬ ‫رى ل ِ ُ‬ ‫ج ِ‬ ‫س تَ ْ‬ ‫م ُ‬ ‫ش ْ‬ ‫َوال ّ‬
‫‪74‬‬
‫ال ْعَِليم ِ ( « صحيح البخارى‪.‬‬
‫ن‬ ‫عسن أ َبسي ذ َر ‪ ،‬أ َن النبسي ‪ ‬قَسسا َ َ‬
‫ل ‪ :‬أَتسد ُْرو َ‬ ‫ّ ِّ ّ‬ ‫ّ‬ ‫و َ ْ ِ‬
‫َ‬
‫ه‬ ‫سول ُ ُ‬ ‫ه وََر ُ‬ ‫س ؟ َقاُلوا ‪ :‬الل ّ ُ‬ ‫م ُ‬ ‫ش ْ‬ ‫ب هَذ ِهِ ال ّ‬ ‫ن ت َذ ْهَ ُ‬ ‫أي ْ َ‬
‫َ‬
‫ت‬ ‫حس َ‬ ‫قّر ل َهَسسا ت َ ْ‬ ‫سست َ َ‬ ‫م ْ‬ ‫ري ل ِ ُ‬ ‫جس ِ‬ ‫ل ‪ :‬إ ِن ّهَسسا ت َ ْ‬ ‫م ‪ ،‬قَسسا َ‬ ‫أع ْل َس ُ‬
‫حت ّسسى‬ ‫ك َ‬ ‫ل ك َسذ َل ِ َ‬ ‫جد َة ً َفل ت َسَزا ُ‬ ‫سسسا ِ‬ ‫خ سّر َ‬ ‫ش فَت َ ِ‬ ‫ْ‬
‫العَ سْر ِ‬
‫ت‪،‬‬ ‫جئ ْ ِ‬ ‫ث ِ‬ ‫حي ْس ُ‬ ‫ن َ‬ ‫مس ْ‬ ‫جِعي ِ‬ ‫فعِسسي فَسساْر ِ‬ ‫ل ل ََها ‪ :‬اْرت َ ِ‬ ‫قا َ‬ ‫يُ َ‬
‫ري ل ي ُن ْك ِسُر‬ ‫جس ِ‬ ‫مطل ِعِهَسسا فَت َ ْ‬ ‫ْ‬ ‫ة فِسسي َ‬ ‫ح طال ِعَ س ً‬ ‫َ‬ ‫ص سب ِ ُ‬ ‫فَت ُ ْ‬
‫ن‬ ‫مس ْ‬ ‫ل ل ََهسا ‪ :‬اط ْل ُِعسي ِ‬ ‫قسا ُ‬ ‫شسي ًْئا ‪ ،‬فَي ُ َ‬ ‫من ْهَسسا َ‬ ‫س ِ‬ ‫الّنسا ُ‬
‫مغْرِب َِهسا ‪،‬‬ ‫ن َ‬ ‫مس ْ‬ ‫ة ِ‬ ‫طال ِعَس ً‬ ‫ح َ‬ ‫صسب ِ ُ‬ ‫ل ‪ :‬فَت ُ ْ‬ ‫ك ‪ ،‬قَسسا َ‬ ‫مغْرِب ِس ِ‬ ‫َ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫فَ َ‬
‫ن أيّ َيسسوْم ٍ‬ ‫ل اللسسهِ ‪ : ‬أَتسسد ُْرو َ‬ ‫سسسو ُ‬ ‫ل َر ُ‬ ‫قسسا َ‬
‫َ‬
‫ك‬ ‫ذا َ‬ ‫ل‪َ :‬‬ ‫م ‪ ،‬قَسسا َ‬ ‫ه أع ْل َس ُ‬ ‫سول ُ ُ‬ ‫ه وََر ُ‬ ‫ك ؟ َقاُلوا ‪ :‬الل ّ ُ‬ ‫ذ َل ِ َ‬
‫ل‬ ‫ن قَب ْ ُ‬ ‫م ْ‬ ‫ت ِ‬ ‫من َ ْ‬ ‫نآ َ‬ ‫م ت َك ُ ْ‬ ‫مان َُها ل َ ْ‬ ‫سا ِإي َ‬ ‫ف ً‬ ‫فعُ ن َ ْ‬ ‫م ل ي َن ْ َ‬ ‫ي َوْ َ‬
‫‪.‬‬
‫َ‬
‫ي‬ ‫معَ الن ِّبسس ّ‬ ‫ت َ‬ ‫ل ‪ :‬ك ُن ْ ُ‬ ‫ن أِبي ذ َّر ‪َ ،‬قا َ‬ ‫وفي رواية ع َ ْ‬
‫ل ‪َ :‬يسسا أَبسسا ذ َّر ‪،‬‬ ‫َ‬ ‫قا َ‬ ‫س ‪ ،‬فَ َ‬ ‫ت ال ّ‬ ‫‪‬‬
‫م ُ‬ ‫ش ْ‬ ‫جب َ ِ‬ ‫ن وَ َ‬ ‫حي َ‬ ‫ِ‬
‫َ‬
‫ه‬ ‫سسسول ُ ُ‬ ‫ه وََر ُ‬ ‫ت ‪ :‬الل ّس ُ‬ ‫س ؟ قُل ْس ُ‬ ‫م ُ‬ ‫شس ْ‬ ‫ب ال ّ‬ ‫ن ت َسذ ْهَ ُ‬ ‫أي ْس َ‬
‫َ‬
‫ي‬
‫ن ي َس َد َ ْ‬ ‫جد َ ب َي ْ َ‬ ‫س ُ‬ ‫حّتى ت َ ْ‬ ‫ب َ‬ ‫ل ‪ :‬فَإ ِن َّها ت َذ ْهَ ُ‬ ‫م ‪َ ،‬قا َ‬ ‫أع ْل َ ُ‬
‫ن ل ََهسا ‪ ،‬وَك َأن َّهسا‬ ‫ْ‬
‫جوِع فَُيسؤ ْذ َ َ‬ ‫ن ِفي الّر ُ‬ ‫ست َأذ ِ ُ‬ ‫َرب َّها فَت َ ْ‬
‫ع‬
‫جس ُ‬ ‫ت فَت َْر ِ‬ ‫جئ ْ ِ‬ ‫ث ِ‬ ‫حي ْس ُ‬ ‫ن َ‬ ‫مس ْ‬ ‫جعِسسي ِ‬ ‫ل ل َهَسسا ‪ :‬اْر ِ‬ ‫قَد ْ ِقي َ‬
‫َ‬ ‫مط ْل ِعَِهسسا َفسسذ َل ِ َ‬
‫م َقسسَرأ ‪:‬‬ ‫ها ‪ُ ،‬ثسس ّ‬ ‫قّر َ‬ ‫سسست َ َ‬ ‫م ْ‬ ‫ك ُ‬ ‫إ َِلسسى َ‬
‫قّر ل َهَسسا{]سسسورة يسسس‬ ‫س ست َ َ‬ ‫م ْ‬ ‫ري ل ِ ُ‬ ‫ج ِ‬ ‫س تَ ْ‬ ‫م ُ‬ ‫ش ْ‬ ‫}َوال ّ‬
‫‪75‬‬
‫آية ‪[ 38‬‬
‫‪ -‬صحيح البخارى )‪( 4802‬‬ ‫‪74‬‬

‫‪ -‬مسند أبي عوانة )‪ 238‬و ‪ (239‬صحيح‬ ‫‪75‬‬

‫‪122‬‬
‫َ‬
‫ه فِسسي‬ ‫ه الل ّس ُ‬ ‫مس ُ‬ ‫ح َ‬ ‫ي َر ِ‬ ‫خط ّسساب ِ ّ‬ ‫ن ال ْ َ‬ ‫ما َ‬ ‫س سل َي ْ َ‬ ‫وَذ َك ََر أب ُسسو ُ‬
‫ل‬ ‫ن أ َهْس َ‬ ‫َ‬
‫قّر ل َهَسسا أ ّ‬ ‫سست َ َ‬ ‫م ْ‬ ‫ري ل ِ ُ‬ ‫جس ِ‬ ‫س تَ ْ‬ ‫م ُ‬ ‫ش ْ‬ ‫قَوْل ِهِ ‪َ :‬وال ّ‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫ن؛‬ ‫ني قَسسالوا ِفي سهِ قَسوْلي ْ ِ‬ ‫مَعا ِ‬ ‫ب ال ْ َ‬ ‫حا َ‬ ‫ص َ‬ ‫سيرِ وَأ ْ‬ ‫ف ِ‬ ‫الت ّ ْ‬
‫ري‬ ‫ن ال ّ‬ ‫َ‬ ‫قَسسسا َ‬
‫جسسس ِ‬ ‫س تَ ْ‬ ‫م َ‬ ‫شسسس ْ‬ ‫معْن َسسساه ُ أ ّ‬
‫ُ‬
‫م‪َ :‬‬
‫َ‬
‫ضسسسهُ ْ‬ ‫ل ب َعْ ُ‬
‫ل ل َهَسسا ‪ ،‬وَقَسد َرٍ قُسد َّر‬ ‫ج َ‬ ‫لأ ّ‬ ‫َ‬
‫قّر ل ََها ‪ ،‬أيْ ‪ِ :‬ل َ‬
‫ج ٍ‬ ‫ست َ َ‬ ‫م ْ‬ ‫لِ ُ‬
‫ل‬ ‫قسساِء ال ْعَسسال َم ِ ‪ ،‬وَقَسسا َ‬ ‫م سد ّةِ ب َ َ‬ ‫قط َسساع َ ُ‬ ‫ل ََها ‪ ،‬ي َعْن ِسسي ان ْ ِ‬
‫مسسا ت َن ْت َهِسسي إ ِل َي ْسهِ فِسسي‬ ‫ة َ‬ ‫غاي َس ٌ‬ ‫ها َ‬ ‫قّر َ‬ ‫سست َ َ‬ ‫م ْ‬ ‫م‪ُ :‬‬ ‫ض سه ُ ْ‬ ‫ب َعْ ُ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ف‬ ‫صي ْ ِ‬ ‫ل ي َوْم ٍ ِفي أّيام ِ ال ّ‬ ‫عَها ِلط ْوَ ِ‬ ‫فا ِ‬ ‫ها َواْرت ِ َ‬ ‫صُعود ِ َ‬
‫ْ‬ ‫ُ‬
‫صسسى‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫ي إ ِلسسى أق َ‬ ‫حّتى ت َن ْت َهِ س َ‬ ‫ل َ‬ ‫خذ ِفي الن ُّزو ِ‬ ‫م ت َأ ُ‬ ‫‪،‬ث ّ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫مسسا‬ ‫سسن َةِ ‪ .‬وَأ ّ‬ ‫صرِ ي َسوْم ٍ فِسسي ال ّ‬ ‫شَتاِء ِلقْ َ‬ ‫ق ال ّ‬ ‫شارِ ِ‬ ‫م َ‬ ‫َ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬
‫ن‬ ‫ش " فَل ي ُن ْك ِسُر أ ْ‬ ‫ت العَ سْر ِ‬ ‫حس َ‬ ‫ها ت َ ْ‬ ‫قّر َ‬ ‫ست َ َ‬ ‫م ْ‬ ‫ه" ُ‬ ‫قَوْل ُ‬
‫ث َل‬ ‫حي ْ ِ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫ش ِ‬ ‫ت َالَعر ِ‬
‫ح َ ْ‬ ‫ما ت َ ْ‬ ‫قَراٌر َ‬ ‫ست ِ ْ‬ ‫ن ل ََها ا ْ‬ ‫كو َ‬ ‫يَ ُ‬
‫ب فََل‬ ‫ن غ َي ْس ٍ‬ ‫خب َسَر ع َس ْ‬ ‫مسسا أ ْ‬ ‫شاه ِد ُه ُ ‪ ،‬وَإ ِن ّ َ‬ ‫ه وََل ن ُ َ‬ ‫ن ُد ْرِك ُ ُ‬
‫حي س ُ‬ ‫من َسسا َل ي ُ ِ‬ ‫َ‬
‫ط ب ِسهِ ‪،‬‬ ‫عل ْ َ‬ ‫ن ِ‬ ‫ه ‪ِ ،‬ل ّ‬ ‫فس ُ‬ ‫ب ب ِهِ وََل ن ُك َي ّ ُ‬ ‫ن ُك َذ ّ ُ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ويحتم ُ َ‬
‫ت‬ ‫س سأل ْ َ‬ ‫مسسا َ‬ ‫م َ‬ ‫ن ع َل ِ َ‬ ‫معَْنى ‪ :‬أ ّ‬ ‫ن ال ْ َ‬ ‫كو َ‬ ‫ن يَ ُ‬ ‫لأ ْ‬ ‫َُ ْ َ َ‬
‫ب‬ ‫ب ك ُت ِ َ‬ ‫ش ِفي ك َِتا ٍ‬ ‫ْ‬
‫ت العَْر ِ‬ ‫ح َ‬ ‫ها ت َ ْ‬ ‫قّر َ‬ ‫ست َ َ‬
‫ُ‬
‫م ْ‬ ‫ن ُ‬ ‫م ْ‬ ‫ه ِ‬ ‫ع َن ْ ُ‬
‫ت‬ ‫مسسورِ ال ْعَسسال َم ِ وَن َِهاَيات ُهَسسا ‪َ ،‬وال ْسوَقْ ُ‬ ‫مب َسساد ِئُ أ ُ‬ ‫ِفي سهِ َ‬
‫ن‬ ‫قط ِسسسعُ د َوََرا ُ‬ ‫مسسسد ّت َُها ‪ ،‬فَي َن ْ َ‬ ‫ذي ت َن ْت َهِسسسي إ ِل َي ْسسسهِ ُ‬ ‫ال ّسسس ِ‬
‫ل فِعْل َُها ‪ ،‬وَهُس َ‬
‫و‬ ‫ك فَي َب ْط ُ ُ‬ ‫عن ْد َ ذ َل ِ َ‬ ‫قّر ِ‬ ‫ست َ ِ‬ ‫س وَت َ ْ‬ ‫م ِ‬ ‫ش ْ‬ ‫ال ّ‬
‫ل ال ْ َ ْ‬ ‫َ‬
‫ق‬ ‫خل س ِ‬ ‫وا ُ‬ ‫حس َ‬ ‫ن ِفيهِ أ ْ‬ ‫ذي ب ُي ّ َ‬ ‫ظ ‪ ،‬ال ّ ِ‬ ‫فو ُ‬ ‫ح ُ‬ ‫م ْ‬ ‫ح ال ْ َ‬ ‫الل ّوْ ُ‬
‫ل أ ُمسسورهم والل ّس َ‬
‫م‬ ‫ه أع ْل َس ُ‬ ‫ُ‬ ‫مسسآ ُ ُ ِ ِ ْ َ‬ ‫م وَ َ‬ ‫جسسال ُهُ ْ‬ ‫قةِ َوآ َ‬ ‫خِلي َ‬ ‫َوال ْ َ‬
‫ك‪.‬‬ ‫ب ِذ َل ِ َ‬
‫َ‬
‫ذا سس ي َعْن ِسسي‬ ‫ن ‪ :‬وَفِسسي هَس َ‬ ‫ما َ‬ ‫سسل َي ْ َ‬ ‫خ أب ُسسو ُ‬ ‫شي ْ ُ‬ ‫ل ال ّ‬ ‫َقا َ‬
‫س‬ ‫جود ِ ال ّ‬ ‫ث اْلوّ َ‬ ‫َ‬ ‫ال ْ َ‬
‫م ِ‬ ‫شس ْ‬ ‫سس ُ‬ ‫ن ُ‬ ‫خب َسساٌر ع َس ْ‬
‫َ‬
‫ل سس إ ِ ْ‬ ‫دي َ‬ ‫حس ِ‬
‫عْنسسد َ‬ ‫ك ِ‬ ‫ن ذ َِلسس َ‬ ‫كسسو َ‬ ‫ن يَ ُ‬ ‫كسسُر أ ْ‬ ‫ش فََل ي ُن ْ َ‬ ‫ت الَعسسْر ِ‬
‫حسس َ ْ‬ ‫تَ ْ‬
‫ن‬ ‫خَبسُر ع َس ْ‬ ‫ها ‪َ ،‬وال ْ َ‬ ‫سسسيرِ َ‬ ‫م ِ‬ ‫ش ِفسي َ‬ ‫ذات ِهَسسا ال ْعَسْر َ‬ ‫حا َ‬ ‫م َ‬ ‫ُ‬
‫جساءَ‬ ‫ل َقسد ْ َ‬ ‫جس ّ‬ ‫عسّز وَ َ‬ ‫مرِ ل ِل ّهِ َ‬ ‫ق َ‬ ‫س َوال ْ َ‬ ‫م ِ‬ ‫ش ْ‬ ‫جود ِ ال ّ‬ ‫س ُ‬ ‫ُ‬
‫‪123‬‬
‫ت‬ ‫حس َ‬ ‫ها ل َِرب ّهَسسا ت َ ْ‬ ‫جود ِ َ‬ ‫سس ُ‬ ‫س ِفي ُ‬ ‫ب ‪ ،‬وَل َي ْ َ‬ ‫ِفي ال ْك َِتا ِ‬
‫ها‬ ‫سسسي ْرِ َ‬ ‫عسسن السسدأ ْ‬ ‫مسسا ي َُعوقَُهسسا َ‬ ‫ال َْعسسْر‬
‫ب ِفسسي َ‬ ‫ِ‬ ‫ّ‬ ‫ِ‬ ‫ش َ‬ ‫ِ‬
‫َ‬
‫ل‬ ‫مسسا قَسوْ ُ‬ ‫ل ‪ :‬فَأ ّ‬ ‫ه ‪ .‬قَسسا َ‬ ‫ت ل َس ُ‬ ‫خَر ْ‬ ‫سس ّ‬ ‫ما ُ‬ ‫ف لِ َ‬ ‫صّر ِ‬ ‫َوالت ّ َ‬
‫س‬ ‫ب ال ّ‬ ‫َ‬ ‫حت ّسسى إ ِ َ‬ ‫ج ّ‬ ‫الل ّهِ ع َّز وَ َ‬
‫م ِ‬ ‫شس ْ‬ ‫مغْ سرِ َ‬ ‫ذا ب َل سغَ َ‬ ‫ل‪َ :‬‬
‫س‬ ‫ه ل َْيسس َ‬ ‫مئ َةٍ َفسسإ ِن ّ ُ‬ ‫ح ِ‬ ‫ن َ‬ ‫ب ِفسسي ع َْيسس ٍ‬ ‫ها ت َْغسسُر ُ‬ ‫جسسد َ َ‬ ‫وَ َ‬
‫َ‬ ‫ذا ال ْ َ‬
‫ن‬ ‫نأ ّ‬ ‫مسس ْ‬ ‫خَبسسرِ ِ‬ ‫هسس َ‬ ‫جسساَء ِفسسي َ‬ ‫مسسا َ‬ ‫ف لَ ّ‬ ‫خسسال ِ ٍ‬ ‫م َ‬ ‫بِ ُ‬
‫ن‬ ‫َ‬
‫ش ‪ِ ،‬ل ّ‬ ‫ْ‬ ‫س ت َذ ْهَ ُ‬ ‫ال ّ‬
‫ت العَْر ِ‬ ‫ح َ‬ ‫جد َ ت َ ْ‬ ‫س ُ‬ ‫حّتى ت َ ْ‬ ‫ب َ‬ ‫م َ‬ ‫ش ْ‬
‫ر‬
‫صس ِ‬ ‫ك ال ْب َ َ‬ ‫م سد ْرِ ِ‬ ‫ة ُ‬ ‫ما هُوَ ن َِهاي َس ُ‬ ‫كوَر ِفي اْلي َةِ إ ِن ّ َ‬ ‫مذ ْ ُ‬ ‫ال ْ َ‬
‫ش‬ ‫حس َ ْ‬ ‫ل ال ْغُسُرو ِ‬ ‫حسسا َ‬
‫ت العَسْر ِ‬ ‫ها ت َ ْ‬ ‫صسسيُر َ‬ ‫م ِ‬ ‫ب ‪ ،‬وَ َ‬ ‫ها َ‬ ‫إ ِّيا َ‬
‫فظُ‬ ‫ل ع َل َي ْهِ ل َْ‬ ‫ما د َ ّ‬ ‫ما هُوَ ب َعْد َ غ ُُروب َِها ِفي َ‬ ‫جود ِ إ ِن ّ َ‬ ‫س ُ‬ ‫ِلل ّ‬
‫معْن َسسى‬ ‫س‪َ .‬‬ ‫ض وَل َي ْس َ‬ ‫مسسا ت َعَسساُر ٌ‬ ‫س ب َي ْن َهُ َ‬ ‫خب َرِ ‪ ،‬فَل َي ْس َ‬ ‫ال ْ َ‬
‫ط ِفي ت ِل ْ َ‬ ‫ق ُ‬ ‫َ‬
‫ك‬ ‫س ُ‬ ‫مئ َةٍ أن َّها ت َ ْ‬ ‫ح ِ‬ ‫ن َ‬ ‫ب ِفي ع َي ْ ٍ‬ ‫قَوْل ِهِ ت َغُْر ُ‬
‫ن ال َْغاي َةِ ال ِّتسسي‬ ‫خب ٌَر ع َ ِ‬ ‫ما هُوَ َ‬ ‫ها ‪ ،‬وَإ ِن ّ َ‬ ‫مُر َ‬ ‫ن فَت َغْ ُ‬ ‫العَي ْ ِ‬
‫ْ‬
‫ج سد ْ‬ ‫م يَ ِ‬ ‫حت ّسسى ل َس ْ‬ ‫سسسيرِهِ َ‬ ‫م ِ‬ ‫ن فِسسي َ‬ ‫قْرن َي ْس ِ‬ ‫ذو ال ْ َ‬ ‫ب َل َغَهَسسا ُ‬
‫عْنسسد َ‬ ‫س ت ََتسسد َّلى ِ‬ ‫م َ‬ ‫شسس ْ‬ ‫جسسد َ ال ّ‬ ‫كا فَوَ َ‬ ‫سسسل َ ً‬ ‫م ْ‬ ‫هسسا َ‬ ‫وََراَء َ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫ه‬
‫ت ه َ سذ ِ ِ‬ ‫م ِ‬ ‫سس ْ‬ ‫ن ‪ ،‬أوْ ع َلسسى َ‬ ‫غ ُُروب َِها فَوْقَ هَذ ِهِ العَي ْ ِ‬
‫ن‬ ‫مس ْ‬ ‫س لِ َ‬ ‫ب ال ّ‬ ‫ك ي َت َسَراَءى غ ُسُرو ُ‬ ‫ن ‪ ،‬وَك َذ َل ِ َ‬ ‫ْ‬
‫م ِ‬ ‫شس ْ‬ ‫العَي ْ ِ‬
‫ل ‪ ،‬ي َسَرى‬ ‫ح َ‬ ‫سسسا ِ‬ ‫حسرِ وَهُسوَ َل ي َسَرى ال ّ‬ ‫ن فِسسي ال ْب َ ْ‬ ‫ك َسسا َ‬
‫َ‬
‫ت ِفي‬ ‫كان َ ْ‬ ‫ن َ‬ ‫حرِ ‪ ،‬وَإ ِ ْ‬ ‫ب ِفي ال ْب َ ْ‬ ‫س ك َأن َّها ت َِغي ُ‬ ‫م َ‬ ‫ش ْ‬ ‫ال ّ‬
‫معْن َسسى‬ ‫حرِ ‪ ،‬وَفِسسي هَهُن َسسا ب ِ َ‬ ‫ب وََراَء ال ْب َ ْ‬ ‫قةِ ت َِغي ُ‬ ‫قي َ‬ ‫ح ِ‬ ‫ال ْ َ‬
‫َ‬
‫ل‬ ‫ت ت َُبسد ّ ُ‬ ‫فا ِ‬ ‫ص َ‬ ‫ف ال ّ‬ ‫حُرو ُ‬ ‫معَْنى ع ََلى ‪ ،‬وَ ُ‬ ‫فَوْقَ ‪ ،‬أوْ ب ِ َ‬
‫‪76‬‬
‫ض‬‫ن ب َعْ ٍ‬ ‫كا َ‬ ‫م َ‬ ‫ضَها َ‬ ‫ب َعْ ُ‬
‫وقال دروزة ‪:‬‬
‫" ومسسا جسساء فسسي الحسسديث أمسسر مغي ّسسب فيجسسب‬
‫ح ‪ 77‬مسسع وجسسوب اليمسسان‬ ‫الوقوف عنسسده إذا صس ّ‬
‫بأنه ل بد ّ من أن يكون لصدوره مسسن النسسبي ‪‬‬
‫ت ل ِل ْب َي ْهَ ِ‬ ‫َ‬
‫ي) ‪ 804‬و ‪(805‬‬
‫ق ّ‬ ‫فا ُ‬
‫ص َ‬
‫ماءُ َوال ّ‬ ‫‪ -‬اْل ْ‬
‫س َ‬ ‫‪76‬‬

‫‪124‬‬
‫ل مسسن‬ ‫حكمة كشأن حكمة الّله في اليات‪ .‬ولع ّ‬
‫هسسذه الحكمسسة قصسسد التنسسبيه علسسى إحاطسسة الل ّسسه‬
‫تعسسالى وتصسسرفه المطلسسق فسسي الكسسون وفسسي‬
‫الشمس التي هي من أعظم مظاهر ومشسساهد‬
‫‪78‬‬
‫هذا الكون‪ .‬والّله تعالى أعلم‪".‬‬
‫وفي فتاوى الشبكة السلمية ‪:‬‬
‫" من المعلوم بدللة المشاهدة علما قطعيسسا ل‬
‫شبهة فيه أن الشمس طالعة في كسسل وقسست ل‬
‫تغيب عسسن مكسسان إل ظهسسرت فسسي مكسسان آخسسر‪،‬‬
‫وهذا ل ينافي سجودها تحسست العسسرش‪ ،‬كمسسا أن‬
‫سسسجودها ل يعوقهسسا عسسن السسدأب فسسي مسسسيرها‬
‫والتصسسسرف لمسسسا سسسسخرت لسسسه‪ ،‬لن الشسسسمس‬
‫خاضسسعة لمشسسيئة اللسسه مثسسل كسسل المخلوقسسات‪،‬‬
‫فتكون في دورانها خاضعة فسسي جميسسع أحوالهسسا‬
‫ساجدة تحت العرش‪ .‬قال الحسسافظ ابسسن حجسسر‬
‫في الفتح‪ :‬ويحتمل أن يكسسون المسسراد بالسسسجود‬
‫سسسجود مسسن هسسو موكسسل بهسسا مسسن الملئكسسة‪ ،‬أو‬
‫تسجد بصورة الحال فيكون عبارة عن الزيسسادة‬
‫في النقياد والخضوع فسسي ذلسسك الحيسسن‪ .‬وقسسال‬
‫الحسسافظ ابسسن حجسسر فسسي موضسسع آخسسر‪ :‬قسسال‬
‫الخطابي‪ :‬يحتمل أن يكون المسسراد باسسستقرارها‬

‫‪ - 77‬وطلوع الشمس من مغربها كعلمة مسسن علمسسات السسساعة‬


‫مماثل لمسسا ذكرتسسه آيسسات عديسسدة فسسي سسسور المزمسسل والتكسسوير‬
‫ف‬
‫دل مشسساهد الكسسون عنسسد مسسا تسسأز ّ‬‫والقيامة والمرسلت من تب ّ‬
‫السسساعة وتخسسرب السسدنيا‪ .‬وكسسل هسسذا مغي ّسسب يجسسب اليمسسان بسسه‬
‫والوقوف عنده وإيكال حكمته إلى الّله تعسسالى‪ .‬وليسسس معرفسسة‬
‫كنهه والمماراة فيه من ضروريات الدين‪ .‬والّله تعالى أعلم‪.‬‬
‫‪ - 78‬التفسير الحديث لدروزة ‪(30 / 3) -‬‬
‫‪125‬‬
‫تحسست العسسرش أنهسسا تسسستقر تحتسسه اسسستقرارا ل‬
‫نحيط به نحن‪ ..‬وليس فسسي سسسجودها كسسل ليلسسة‬
‫تحت العرش ما يعيق عن دورانها في سيرها ‪.‬‬
‫اهس‪.‬‬
‫وقسسال الشسسيخ رشسسيد رضسسا ‪ :‬الشسسمس يصسسدق‬
‫عليها أنها ساجدة تحت العرش بسسالمعنى السسذي‬
‫أثبت القرآن فيه سجود كل شيء لله عز وجل‬
‫مسسن الكسسواكب والشسسجر والنبسسات وغيسسر ذلسسك‪،‬‬
‫وذكرنا توجيها آخسسر لسسسجودها وهسسو أنسسه تمثيسسل‬
‫لخضوعها في طلوعهسسا وغروبهسسا لمشسسيئة اللسسه‬
‫‪79‬‬
‫تعالى ‪ .‬اهس‪".‬‬
‫وقال المنجد ‪:‬‬
‫" أثبت سبحانه وتعالى السجود لكسسل الكائنسسات‬
‫وبين كيفية سسسجود بعضسسها وهسسو بفيسسء ظللهسسا‬
‫ذات اليميسسن والشسسمال ‪ ،‬ول يلسسزم أن يكسسون‬
‫سسسجودها علسسى سسسبعة أعضسساء إذ هسسذا خسساص‬
‫بالمسلمين أما سجود بقية الكائنسسات فهسسو فسسي‬
‫كل مخلوق بحسبه ‪ ،‬يؤكد أن هذا السجود يراد‬
‫به حقيقة السجود أنه ظاهر النص أول فإذا لسسم‬
‫يسسرد مسسانع صسسحيح مسسن حمسسل اليسسة علسسى هسسذا‬
‫الظسساهر وجسسب الخسسذ بسسه ‪ ،‬يؤكسسده كسسذلك أن‬
‫عطسسسف سسسسجود الشسسسمس والقمسسسر والنجسسسوم‬
‫‪ - 79‬انظر ‪ :‬الفتاوى الحديثية لبن حجر الهيتمي ‪) (132 / 1 ) -‬‬
‫‪ ( 190‬وسئل نفع الله بسسه ‪ :‬إذا غسسابت الشسسمس أيسسن تسسذهب ؟‬
‫وفتاوى الزهر ‪- (382 / 7) -‬سجود الشسسمس تحسست العسسرش‬
‫وفتاوى الشبكة السلمية معدلسسة ‪ (941 / 9) -‬رقسسم الفتسسوى‬
‫‪ 61100‬سجود الشمس ونزول الله جل جلله تاريخ الفتسسوى ‪:‬‬
‫‪ 05‬ربيع الول ‪1426‬‬
‫‪126‬‬
‫والشجر والدواب على سجود الملئكة والبشر‬
‫يدل على حقيقة هذا السجود للكائنات كلها ‪.‬‬
‫يقسسول شسسيخ السسسلم ابسسن تيميسسة رحمسسه اللسسه ‪:‬‬
‫) والسجود مسسن جنسسس القنسسوت فسسإن السسسجود‬
‫الشامل لجميع المخلوقات هو المتضمن لغايسسة‬
‫الخضسسوع والسسذل وكسسل مخلسسوق فقسسد تواضسسع‬
‫لعظمته وذل لعزته واستسلم لقدرته ول يجسسب‬
‫أن يكون سجود كل شيء مثل سجود النسان‬
‫على سبعة أعضاء ووضع جبهة في رأس مدور‬
‫على الستراب فسإن هسذا سسجود مخصسوص مسن‬
‫النسان ومن المم من يركع ول يسسسجد وذلسسك‬
‫سسسجودها كمسسا قسسال تعسسالى ‪ ) :‬ادخلسسوا البسساب‬
‫سجدا وقولوا حطة ( وإنما قيسسل ادخلسسوه ركعسسا‬
‫ومنهم من يسجد على جنب كاليهود فالسسسجود‬
‫اسم جنسسس ولكسسن لمسسا شسساع سسسجود الدمييسسن‬
‫المسلمين صار كثير من النسساس يظسسن أن هسسذا‬
‫هو سجود كل أحد كما في لفظ القنوت ( ‪. 80‬‬
‫ويقول رحمه اللسسه ‪ ) :‬ومعلسسوم أن سسسجود كسسل‬
‫شسيء بحسسسبه ليسس سسجود هسذه المخلوقسات‬
‫وضع جباهها على الرض (‪، 81‬فمما يسسدخل فسسي‬
‫هذا السجود كمال خضوع هذه المخلوقات للسسه‬
‫وانقيادهسسا لسسه سسسبحانه وذلهسسا لربسسوبيته وعسسزه‬
‫وسلطانه‪،‬يقول المام ابسسن القيسسم رحمسسه اللسسه‪:‬‬
‫)وهو سجود الذل والقهر والخضوع فكسسل أحسسد‬

‫‪ -‬جامع الرسائل ‪.1/27‬‬ ‫‪80‬‬

‫‪ -‬مجموع الفتاوى ‪21/284‬‬ ‫‪81‬‬

‫‪127‬‬
‫خاضسسع لربسسوبيته ذليسسل لعزتسسه مقهسسور تحسست‬
‫سلطانه تعالى (‪.82‬‬
‫كما أن سجود هذه المخلوقات سجود حقيقسسي‬
‫يليسسق بهسسذه المخلوقسسات كسسل بحسسسبه فسسسجود‬
‫النسسسان لئق بسسه وهسسو مسسا كسسان علسسى الهيئة‬
‫المعروفسسة وعلسسى العضسساء السسسبعة وسسسجود‬
‫ن‬
‫الشمس يليق بها كمسسا صسسح فسسي الحسسديث ع َس ْ‬
‫ضسسسسسي الل ّسسسسسه ع َن ْسسسسسه ) والنسسسسسف‬ ‫َ‬
‫أب ِسسسسسي ذ َّر َر ِ‬
‫السسذكر (‪..‬فسسسجودها سسسجود حقيقسسي يناسسسب‬
‫الشمس لكن كيف تسجد لله تحت العرش ؟‬
‫الله سسسبحانه هسسو العلسسم بكيفيسسة هسسذا السسسجود‬
‫وظاهر الحديث يأبى أن يكون معنسسى السسسجود‬
‫مجسسرد خضسسوعها لمسسر اللسسه سسسبحانه وانقيادهسسا‬
‫لطاعته بل هو خضسسوع وذلسسة وانكسسسار وانقيسساد‬
‫بسجود حقيقي ل نعلم كيفيته ‪ ،‬وكذا يقال فسسي‬
‫القمر والشجر والدواب وسائر الكائنات كل له‬
‫سسسجود يناسسسبه ويليسسق بسسه ‪ ،‬فسسالواجب علسسى‬
‫المؤمن أن ل يجعل مسسن جهلسسه بكيفيسسة سسسجود‬
‫بعسسض الكائنسات مانعسا مسن التصسديق واليمسان‬
‫بهذا السجود بل الواجب عليه اليمان بما أخبر‬
‫الله به من سجود الكائنات لسسه سسسبحانه ‪.‬واللسسه‬
‫‪83‬‬
‫أعلم "‬
‫قلت ‪:‬‬

‫‪ - 82‬مدارج السالكين ‪1/107‬‬


‫‪ - 83‬فتاوى السلم سؤال وجواب ‪ (2939 / 1) -‬سؤال رقسسم‬
‫‪ -27036‬سجود ما في الكون لله تعالى ورد في سورة الحسسج‬
‫أية )‪ (18‬سجود الدوآب فما هي كيفية هذا السجود ؟‪.‬‬
‫‪128‬‬
‫" أجمسسع العلمسساء علسسى أن قطعسسي السسوحي ل‬
‫يتعسسارض أبسسدا ً مسسع قطعسسي العقسسل‪ ،‬قسسال شسسيخ‬
‫السسسسلم ابسسسن تيميسسسة رحمسسسه اللسسسه فسسسي درء‬
‫التعارض‪ :‬كل ما قام عليه دليل قطعي سمعي‬
‫يمتنسسع أن يعارضسسه قطعسسي عقلسسي‪ ،‬ومثسسل هسسذا‬
‫‪84‬‬
‫الغلط يقع فيه كثير من الناس‪ .‬انتهى‬
‫وبين شيخ السلم رحمسه اللسه أنسه إن تعسسارض‬
‫ظني العقل وظني النقل فالمقدم هسسو الراجسسح‬
‫منهما مطلقسًا‪ ،‬وإن كسسان أحسسدهما ظنيسا ً والخسسر‬
‫قطعيا ً فالقطعي هو المقدم مطلقًا‪.‬‬
‫وقال شيخ السلم رحمسسه اللسسه‪ :‬فمسسا أخسسبر بسسه‬
‫الصادق المصسسدوق ‪ ‬هسسو ثسسابت فسسي نفسسس‬
‫‪85‬‬
‫المر‪ ،‬سواء علمنا صدقه أو لم نعلمه‪.‬‬
‫وقال ‪ :‬ل يجسسوز أن يتعسسارض دليلن قطعيسسان ل‬
‫عقليسسان ول سسسمعيان ول سسسمعي ول عقلسسي‪،‬‬
‫ولكن قد ظسسن مسسن لسسم يفهسسم حقيقسسة القسسولين‬
‫‪86‬‬
‫تعارضهما لعدم فهمه لفساد أحدهما‪.‬‬
‫ولذا‪ ..‬فل يمكن أن يحدث تعارض بيسسن حقيقسسة‬
‫علميسسة وخسسبر شسسرعي قطعسسي‪ ،‬وإنمسسا عبرنسسا‬
‫بالحقيقسسة العلميسسة لتخسسرج النظريسسة العلميسسة‬
‫والفرضسسية العلميسسة‪ ،‬فالنظريسسة العلميسسة قابلسسة‬
‫للصواب وللخطأ وكذا الفرضسسية‪ ،‬أمسسا الحقيقسسة‬
‫العلمية فل تقبل التشسسكيك‪ ،‬وكسسثير مسسن النسساس‬
‫يأتي إلى بعض النظريات السستي مسسازالت تحسست‬

‫‪ -‬درء التعارض ‪1/80‬‬ ‫‪84‬‬

‫‪ 1/88 -‬من نفس المرجع‬ ‫‪85‬‬

‫‪ -‬نفسه ‪1/174‬‬ ‫‪86‬‬

‫‪129‬‬
‫الدراسة ولسسم يمسسط عنهسسا اللثسسام ويجعسسل بينهسسا‬
‫‪87‬‬
‫وبين نصوص الوحي إشكالت ومعارضات‪".‬‬
‫سسسسسسسسسسسس‬

‫‪ - 87‬انظر فتاوى الشبكة السلمية معدلة ‪ (6720 / 4 ) -‬رقم‬


‫الفتوى ‪ 26538‬ل تعارض بين قطعي السسوحي وقطعسسي العقسسل‬
‫تاريخ الفتوى ‪ 16 :‬شوال ‪1423‬‬
‫‪130‬‬
‫موقف الكفار من تقوى الّله وآيات‬
‫الّله والشفقة على خلق الّله‬
‫قال تعالى ‪:‬‬
‫ﭲﭳﭴﭵﭶﭷﭸﭹﭺﭻﭼﭽ ﭾﭿﮀﮁﮂﮃﮄﮅﮆ‬
‫ﮇﮈﮉ ﮊﮋﮌﮍﮎﮏﮐﮑﮒﮓﮔﮕﮖﮗﮘﮙﮚ‬
‫ﮛﮜﮝﮞﮟﮠﮡﮢ‬
‫شرح الكلمات ‪:‬‬
‫رقم الية ‪ ...‬الكلمة ‪ ...‬معناها‬
‫قوا ما بي َ‬
‫م ‪ ...‬أي مسسن عسسذاب‬ ‫ديك ُ ْ‬
‫ن أي ْس ِ‬
‫َ َْ َ‬ ‫‪ ... 45‬ات ّ ُ‬
‫الدنيا باليمان والستقامة‬
‫م ‪ ...‬مسسن عسسذاب الخسسرة إذا‬ ‫فك ُس ْ‬‫خل ْ َ‬
‫مسسا َ‬ ‫‪ ... 45‬وَ َ‬
‫بقيتم على الكفر‬
‫ن ‪ ...‬ل يتأملونها ول يقبلونها ول‬ ‫ضي َ‬ ‫معْرِ ِ‬ ‫‪ُ ... 46‬‬
‫ينتفعون بها‬
‫المناسبة ‪:‬‬
‫بعد بيان اليات الدالة يقينا وقطعا علسسى وجسسود‬
‫الّله وتوحيده وقدرته التامة ‪ ،‬أخبر الل ّسسه تعسسالى‬
‫أن الكفار مع هذا الدليل القاطع يعرضون عسسن‬
‫آيات ربهم ‪ ،‬ول يعترفون بهسسا ‪ ،‬وشسسأن العاقسسل‬
‫القتناع بهسا ‪ ،‬ولكسن هسؤلء ل يتقسون الّلسه ‪ ،‬ول‬
‫يحذرون بأن يصيبهم مثل هلك المم الغابرة ‪،‬‬
‫ول يفكرون في آيات الّله ‪ ،‬وليس في قلسسوبهم‬
‫رحمة أو شفقة على عباد الّله ‪ ،‬فهم في غايسسة‬
‫الجهسسل ونهايسسة الغفلسسة ‪ ،‬وليسسسوا مثسسل العلمسساء‬
‫الذين يتبعون البرهان ‪ ،‬ول مثسسل العامسسة السسذين‬
‫يبنون المر على الحوط‪.‬‬
‫التفسير والبيان ‪:‬‬
‫‪131‬‬
‫يخبر الل ّسسه تعسسالى عسسن تمسسادي المشسسركين فسسي‬
‫غيهسسم وضسسللهم ‪ ،‬وعسسدم اكسستراثهم بسسذنوبهم‬
‫الماضية ‪ ،‬ول بما يسسستقبلون بيسسن أيسسديهم يسسوم‬
‫م ‪ » :‬وَِإذا ِقيس َ‬
‫ل‬ ‫ل ل َهُس ُ‬
‫القيامة ‪ ،‬فيقول ‪ :‬وَِإذا ِقيس َ‬
‫قوا مسسا بيس َ‬
‫م‬‫م ل َعَل ّك ُس ْ‬ ‫خل ْ َ‬
‫فك ُس ْ‬ ‫م َومسسا َ‬ ‫ديك ُ ْ‬
‫ن أي ْس ِ‬
‫َْ َ‬ ‫م ات ّ ُ‬‫ل َهُ ُ‬
‫ن «‪.‬‬‫مو َ‬ ‫ح ُ‬
‫ت ُْر َ‬
‫" ل تزال اليسسات الكريمسسة ‪ ،‬تلقسسى المشسسركين‬
‫بالوعيد والتهديد ‪ ،‬بعد أن عرضسست عليهسسم مسسن‬
‫مشسساهد قسسدرة الّلسسه مسسا فيسسه عسسبرة لمعتسسبر ‪،‬‬
‫ولكنهسم ذوو أعيسن ل تبصسسر ‪ ،‬وآذان ل تسسمع ‪،‬‬
‫وقلوب ل تلين ‪..‬فإذا دعسوا إلسى أن يتقسوا الّلسه‬
‫فيمسسا بيسسن أيسسديهم مسسن نعسسم ‪ ،‬يسسستقبلونها مسسن‬
‫الّله ‪ ،‬وما خلفهم من نعم أفاضها الّله عليهسسم ‪،‬‬
‫لعلهم ينالون رحمة الّله ‪ ،‬ويدخلون فسى عبساده‬
‫المتقين س إذا قيل لهم هسسذا القسسول ‪ ،‬لسسم يقفسسوا‬
‫عنده ‪ ،‬ولم يلتفتوا إليه ‪ ،‬ومضوا علسسى مسسا هسسم‬
‫دة له ‪..‬‬ ‫عليه من كفر بنعم الّله ومحا ّ‬
‫ل«‪،‬‬ ‫وجاء القول بصيغة البناء للمجهسسول » ِقيس َ‬
‫للشارة إلى أنهم ل يقبلسسون هسسذا القسسول السسذي‬
‫يدعوهم إلى تقوى الّله ‪ ،‬ل لن رسول الّله ‪‬‬
‫هو الذي يدعوهم إليسسه ‪ ،‬وإنمسسا لن طسسبيعتهم ل‬
‫تقبله ‪ ،‬من أية جهة تأتهم به ‪ ،‬ومن أي إنسسسان‬
‫يدعوهم إليه ‪..‬‬
‫وحذف جسسواب الشسسرط » إذا « لدللسسة حسسالهم‬
‫عليه ‪ ..‬فهم على إعراض أبدا عسسن كسسل خيسسر ‪،‬‬
‫وحق ‪ ،‬وإحسان ‪" ..‬‬

‫‪132‬‬
‫وليس إعراضهم مقتصرا علسسى ذلسسك ‪ ،‬بسسل هسسم‬
‫عن كل آية معرضون ‪ ،‬كما قال تعالى ‪َ » :‬وما‬
‫م إ ِّل كسساُنوا ع َْنهسسا‬ ‫ْ‬
‫ت َرب ّهِس ْ‬ ‫ن آيسسا ِ‬ ‫مس ْ‬ ‫ن آي َسةٍ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫م ِ‬ ‫ت َأِتيهِ ْ‬
‫ن «‪.‬‬ ‫ضي َ‬ ‫معْرِ ِ‬ ‫ُ‬
‫" هو مما يشير إلى جواب الشسسرط فسسى اليسسة‬
‫السابقة ‪ ..‬فهسسو حكسسم عليهسسم بسسأنهم ل يلتقسسون‬
‫بآية من آيات ربهم ‪ ،‬إل أعرضوا عنها ‪ ،‬مكذبين‬
‫بها ‪ ،‬ساخرين منها ‪"..‬‬
‫أي وما تجيء هؤلء المشركين آيسة مسن آيسات‬
‫الّله علسسى التوحيسسد وصسسدق الرسسسل إل شسسأنهم‬
‫العراض عنها ‪ ،‬وعسسدم اللتفسسات إليهسسا ‪ ،‬وتسسرك‬
‫التأمل بها ‪ ،‬وعدم النتفاع بها ‪ ،‬لتعطيل طاقسسة‬
‫الفكر والنظر المرشسسد إلسسى اليمسسان وتصسسديق‬
‫الرسول ‪. ‬‬
‫وفضل عن سوء العتقاد بسسالّله ورسسسوله ‪، ‬‬
‫تركسسوا الشسسفقة علسسى خلسسق الّلسسه ‪ ،‬كمسسا قسسال‬
‫ه‬‫م الل ّ ُ‬ ‫ما َرَزقَك ُ ُ‬ ‫م ّ‬‫قوا ِ‬ ‫م أ َن ْفِ ُ‬ ‫ل ل َهُ ْ‬ ‫تعالى ‪ » :‬وَِإذا ِقي َ‬
‫َ‬
‫ن ل َس ْ‬
‫و‬ ‫مس ْ‬ ‫م َ‬ ‫من ُسسوا أن ُط ْعِس ُ‬ ‫نآ َ‬ ‫ذي َ‬ ‫فُروا ل ِل ّس ِ‬ ‫ن كَ َ‬ ‫ذي َ‬ ‫ل ال ّ ِ‬ ‫قا َ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ن‬ ‫مِبي س ٍ‬‫ل ُ‬ ‫ضسسل ٍ‬ ‫م إ ِّل فِسسي َ‬ ‫ن أن ْت ُ ْ‬ ‫ه إِ ْ‬ ‫م ُ‬‫ه أط ْعَ َ‬ ‫َيشاُء الل ّ ُ‬
‫«‪.‬‬
‫وهذه آية من آيات الل ّسسه ‪ ،‬تسسدعوهم إلسسى خيسسر ‪،‬‬
‫وإلى بر وإحسان ‪ ،‬بأن ينفقوا مما رزقهم الّلسسه‬
‫س فمسساذا كسسان جسسوابهم علسسى هسسذه السسدعوة مسسن‬
‫صاحب المر ‪ ،‬وصاحب الرزق ؟ ‪ .‬كان جوابهم‬
‫َ‬
‫م‬ ‫من ُسسوا أن ُط ْعِ س ُ‬ ‫نآ َ‬ ‫ذي َ‬‫فُروا ل ِل ّ ِ‬ ‫ن كَ َ‬ ‫ذي َ‬ ‫ل ال ّ ِ‬‫هو ‪ :‬س » قا َ‬
‫م إ ِّل فِسسي‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ن أن ْت ُس ْ‬ ‫ه ؟ إِ ْ‬ ‫مس ُ‬ ‫ه أط ْعَ َ‬ ‫ن ل َسوْ َيشسساُء الل ّس ُ‬ ‫مس ْ‬ ‫َ‬
‫ن «‪..‬‬ ‫مِبي ٍ‬ ‫ل ُ‬ ‫ضل ٍ‬ ‫َ‬
‫‪133‬‬
‫وهذا جسسواب خسسبيث مسساكر ‪ ،‬يكشسسف عسسن كفسسر‬
‫غليسسظ ‪..‬إنهسسم فسسى سسسبيل الغلسسب بالمماحكسسة‬
‫والجدل ‪ ،‬يؤمنون بالّله ‪ ،‬ويؤمنون بمشيئته فى‬
‫خلقسسسه ‪ ،‬وبتصسسسريفه المطلسسسق لكسسسل أمسسسر ‪..‬‬
‫دا علسسى قسسول الل ّسسه أو الرسسسول أو‬ ‫فيقولسسون ر ّ‬
‫َ‬
‫ه « سسس‬ ‫م الّلسس ُ‬
‫ما َرَزقَك ُ ُ‬
‫م ّ‬
‫قوا ِ‬‫المؤمنين لهم ‪ » :‬أن ْفِ ُ‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ه؟‬ ‫مسس ُ‬
‫ه أطعَ َ‬ ‫ن لوْ َيشاُء الل ُ‬‫م ْ‬ ‫م َ‬ ‫يقولون ‪ » :‬أن ُط ْعِ ُ‬
‫« إن تلك هى مشسسيئة الل ّسسه فسسى هسسؤلء الجيسساع‬
‫الذين ندعى إلى إطعامهم ‪..‬‬
‫إن الّلسسه أراد لهسسم أن يجوعسسوا ‪ ،‬ولسسو أراد أن‬
‫يطعمهسسم لطعمهسسم ‪ ..‬فسسإنه قسسادر ‪ ،‬وخزائنسسه ل‬
‫تنفد!! فلم يدعوننا نحن إلسسى إطعسسامهم ‪ ،‬وهسسو‬
‫القادر ‪ ،‬ونحن العسساجزون ‪ ،‬وهسسو الغنسسى ونحسسن‬
‫الفقسسراء ؟ إن أنتسسم أيهسسا المؤمنسسون » إ ِّل ِفسسي‬
‫ن « ! ل تعرفسسون الل ّسسه ‪ ،‬ول تقسسدرونه‬ ‫مِبي ٍ‬
‫ل ُ‬‫ضل ٍ‬
‫َ‬
‫قدره!!‪.‬‬
‫وهذا الرد مسسن المشسسركين ‪ ،‬هسسو رد ّ مسسن خسسذله‬
‫الّله ‪ ،‬وأضله على علم ‪ ..‬فهسسم إذ يسسدعون إلسسى‬
‫اليمان بالّله ‪ ،‬ل يسمعون ‪ ،‬ول يعقلون ‪ ..‬وهم‬
‫إذا دعسسوا إلسسى مسسا تقتضسسيه دواعسسى المسسروءة‬
‫النسانية ‪ ،‬من الحسان إلى إخوانهم الفقراء ‪،‬‬
‫يقيمون مسسن الل ّسسه ‪ ،‬ومسسن علمسسه وقسسدرته حجسسة‬
‫كيديسسة ‪ ،‬يبطلسسون بهسسا السسدعوة السستي يسسدعون‬
‫إليها ‪..‬ولو أنهم كانوا مؤمنين بسسالّله ‪ ،‬معسسترفين‬
‫بمشيئته فسسى خلقسسه ‪ ،‬لسسستجابوا لمسسا يسسدعوهم‬
‫الّله إليه ‪ ،‬من النفاق فسسى سسسبيل الل ّسسه ‪..‬وفسسى‬
‫ل‬‫الظهار بدل الضمار فى قوله تعسسالى ‪ » :‬قسسا َ‬
‫‪134‬‬
‫فسُروا « بسسدل مسسن قسسالوا سس كشسسف عسسن‬ ‫ن كَ َ‬
‫ذي َ‬‫ال ّ ِ‬
‫الوصف الذي هو ملتصق بهم ‪ ،‬وهو الكفر ‪"..‬‬
‫أي وإذا طلب منهم الصدقة ‪ ،‬وأمسسروا بالنفسساق‬
‫ممسسا رزقهسسم الّلسسه علسسى الفقسسراء والمحاويسسج‬
‫‪،‬أجابوا المؤمنين استهزاء بهم ‪ ،‬وتهكما بقولهم‬
‫‪ :‬هسسؤلء السسذين أمرتمونسسا بالنفسساق عليهسسم ‪ :‬لسو‬
‫شسساء الل ّسسه لغنسساهم ‪ ،‬ولطعمهسسم مسسن رزقسسه ‪،‬‬
‫فنحن نوافق مشيئة الّله تعالى فيهم‪.‬‬
‫وكان هذا الحتجاج بسساطل ‪ ،‬لن الل ّسسه تعسسالى إذا‬
‫مّلك عبدا مال ‪ ،‬ثم أوجب عليه فيه حقا ‪،‬فكأنه‬
‫انتزع ذلك القسسدر منسسه ‪ ،‬فل معنسسى للعسستراض‪.‬‬
‫وقسسد صسسدقوا فسسي قسسولهم ‪ :‬لسسو شسساء الل ّسسسه‬
‫أطعمهم ‪ ،‬ولكن كذبوا في الحتجاج بذلك‪.‬‬
‫ه ترغيب فسسي النفسساق ‪،‬‬ ‫م الل ّ ُ‬ ‫ما َرَزقَك ُ ُ‬ ‫م ّ‬
‫وقوله ‪ِ :‬‬
‫فإن الّله رزقكم ‪ ،‬فإذا أنفقتم فهو يخلسسف لكسسم‬
‫السسرزق ثانيسسا كمسسا رزقكسسم أول ‪ ،‬وهسسو أيضسسا ذم‬
‫على البخسسل السسذي هسسو فسسي غايسسة القبسسح ‪ ،‬فسسإن‬
‫أبخل البخلء من يبخل بمال الغير ‪ ،‬وفسسي هسسذا‬
‫ذم لهم على ترك الشفقة على خلق الّله‪.‬‬
‫ومسسع هسسذا كلسسه ‪ ،‬عسسابوا المريسسن لهسسم بالنفسساق‬
‫ن‬
‫واتهموهم بالضلل ‪ ،‬فقالوا تتمة لكلمهسسم ‪ :‬إ ِ ْ‬
‫َ‬
‫ن أي ما أنتم فسي أمركسسم‬ ‫مِبي ٍ‬
‫ل ُ‬ ‫ضل ٍ‬‫م إ ِّل ِفي َ‬ ‫أن ْت ُ ْ‬
‫لنا بالنفاق إل في خطأ واضح ‪ ،‬وانحسسراف عسسن‬
‫جادة الهدى والرشاد‪.‬‬
‫م إ ِّل ‪ ..‬يفيسسد الحصسسر‪ .‬وهسسذا فهسسم‬ ‫وقوله إ َ‬
‫ن أن ْت ُس ْ‬
‫ِ ْ‬
‫ّ‬
‫خطأ من المشركين ‪ ،‬لن حكمة اللسسه اقتضسست‬
‫تفاوت الناس في الرزق ‪ ،‬فهسسو يقبسسض السسرزق‬
‫‪135‬‬
‫ط‬ ‫سس َ‬ ‫عمن يشاء ‪ ،‬ويبسطه لمن يشسساء ‪ ،‬وَل َسوْ ب َ َ‬
‫َْ‬
‫ن‬ ‫ض ‪َ ،‬ولك ِس ْ‬ ‫وا فِسسي الْر ِ‬ ‫ه السّرْزقَ ل ِِعبسساد ِهِ ل َب َغَس ْ‬ ‫الل ّس ُ‬
‫صسسيٌر‬ ‫خِبي سٌر ب َ ِ‬ ‫ه ب ِِعبسساد ِهِ َ‬ ‫قد َرٍ مسسا َيشسساُء ‪ ،‬إ ِن ّس ُ‬ ‫ل بِ َ‬ ‫ي ُن َّز ُ‬
‫]الشورى ‪ [27 /42‬فقد أغنسسى قومسسا ‪ ،‬وأفقسسر‬
‫آخرين ‪ ،‬وأمر الفقراء بالصسسبر ‪ ،‬وأمسسر الغنيسساء‬
‫َ‬
‫عطسسى َواّتقسسى ‪،‬‬ ‫ن أَ ْ‬ ‫مس ْ‬ ‫مسسا َ‬ ‫بالعطاء والشسسكر ‪ :‬فَأ ّ‬
‫َ‬
‫مسسا‬ ‫سسسرى ‪ ،‬وَأ ّ‬ ‫س سُره ُ ل ِل ْي ُ ْ‬ ‫سن ُي َ ّ‬ ‫سنى ‪ ،‬فَ َ‬ ‫ح ْ‬ ‫صد ّقَ ِبال ْ ُ‬ ‫وَ َ‬
‫سسسسنى ‪،‬‬ ‫ح ْ‬ ‫ب ِبال ْ ُ‬ ‫سسسست َْغنى ‪ ،‬وَك َسسسذ ّ َ‬ ‫ل َوا ْ‬ ‫خسسس َ‬ ‫ن بَ ِ‬ ‫مسسس ْ‬ ‫َ‬
‫سرى ]الليل ‪.[10 - 5 /92‬‬ ‫ْ‬
‫سُره ُ ل ِلعُ ْ‬ ‫سن ُي َ ّ‬ ‫فَ َ‬
‫ذا‬ ‫ل ت َعَسساَلى ذ ِك ْسُره ُ ‪ :‬وَإ ِ َ‬ ‫قسسو ُ‬ ‫وقسسال الطسسبري ‪ " :‬ي َ ُ‬
‫َ‬
‫ن ِبالل ّهِ ‪ :‬أن ْفِ ُ‬
‫ق‬ ‫ن رِْز ِ‬ ‫مس ْ‬ ‫قسسوا ِ‬ ‫كي ََ‬ ‫شرِ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ل ل ِهَؤ َُلِء ال ْ ُ‬ ‫ِقي َ‬
‫ه‬ ‫ض الل ّس ُ‬ ‫مسسا فَ سَر َ‬ ‫ه َ‬ ‫من ْس ُ‬ ‫دوا ِ‬ ‫م ‪ ،‬ف َ سأ ّ‬ ‫ذي َرَزقَك ُ ْ‬ ‫الل ّهِ ال ّ ِ‬
‫َ‬
‫ل‬ ‫م ‪ ،‬قَسسا َ‬ ‫س سك َن َت ِك ُ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫م وَ َ‬ ‫جت ِك ُ ْ‬ ‫حسسا َ‬ ‫ل َ‬ ‫م ِفي سهِ ِلهْ س ِ‬ ‫ع َل َي ْك ُ ْ‬
‫ال ّذي َ‬
‫ه‬
‫دوِنس ِ‬ ‫ن ُ‬ ‫مس ْ‬ ‫دوا ِ‬ ‫ة الل ّسهِ وَع َب َس ُ‬ ‫دان ِي ّس َ‬ ‫ح َ‬ ‫ن أن ْك َسُروا وَ ْ‬ ‫ِ َ‬
‫وال َن َسسا‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫م َ‬ ‫مأ ْ‬ ‫سسسول ِهِ ‪ :‬أن ُط ْعِ س ُ‬ ‫من ُسسوا ب ِسسالل ّهِ وََر ُ‬ ‫نآ َ‬ ‫ذي َ‬ ‫ل ِل ّس ِ‬
‫َ‬
‫ه؟‬ ‫م ُ‬ ‫ه أط ْعَ َ‬ ‫شاُء الل ّ ُ‬ ‫ن ل َوِ ي َ َ‬ ‫م ْ‬ ‫مَنا َ‬ ‫وَط ََعا َ‬
‫وفي قَول ِه ‪ :‬إ َ‬
‫ن‬ ‫جَها ِ‬ ‫ن وَ ْ‬ ‫مِبي ٍ‬ ‫ل ُ‬ ‫ضَل ٍ‬ ‫م إ ِّل ِفي َ‬ ‫ن أن ْت ُ ْ‬ ‫ْ ِ ِ ْ‬ ‫َ ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ن‪،‬‬ ‫مِني َ‬ ‫مسسؤ ْ ِ‬ ‫فارِ ل ِل ْ ُ‬ ‫ل ال ْك ُ ّ‬ ‫ن ِقي ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ن ِ‬ ‫كو َ‬ ‫ن يَ ُ‬ ‫ما أ ْ‬ ‫حد ُهُ َ‬ ‫‪:‬أ َ‬
‫م أي َّها ال ْ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫م‬ ‫قسسوْ ُ‬ ‫ما أن ْت ُ ْ‬ ‫حين َئ ِذ ٍ ‪َ :‬‬ ‫ل ال ْك ََلم ِ ِ‬ ‫ن ت َأِوي ُ‬ ‫كو ُ‬ ‫فَي َ ُ‬
‫ه ع َل َسسى‬ ‫َ‬
‫م الل ّس ُ‬ ‫مسسا َرَزقَك ُس ُ‬ ‫م ّ‬ ‫قوا ِ‬ ‫م ل ََنا ‪ :‬أن ْفِ ُ‬ ‫ِفي ِقيل ِك ُ ْ‬
‫ج سوٍْر‬ ‫ح سقّ ‪ ،‬وَ َ‬ ‫ن ال ْ َ‬ ‫ب ع َس ِ‬ ‫سا ٍ‬ ‫م ‪ ،‬إ ِّل ِفي ذ َهَس‬ ‫كين ِك ُ ْ‬ ‫سا ِ‬ ‫م َ‬ ‫َ‬
‫ه فِسسي‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ن الّر ْ‬
‫ه وَت َسد َب َّره ُ ‪ ،‬أن ّس ُ‬ ‫مل ُ‬ ‫ن ت َأ ّ‬ ‫م ْ‬ ‫ن لِ َ‬ ‫مِبي ٍ‬ ‫شد ِ ُ‬ ‫عَ ِ‬
‫ْ‬ ‫َ‬
‫ه‬ ‫ج ُ‬ ‫جهَي ْسهِ ب ِت َسأِويل ِهِ ‪َ .‬وال ْسوَ ْ‬ ‫ذا أوْل َسسى وَ ْ‬ ‫ل ؛ وَهَ س َ‬ ‫ض سَل ٍ‬ ‫َ‬
‫َ‬
‫ل الّلسسس ِ‬
‫ه‬ ‫ن ِقيسسس ِ‬ ‫مسسس ْ‬ ‫ك ِ‬ ‫ن ذ َِلسسس َ‬ ‫كسسسو َ‬ ‫ن يَ ُ‬ ‫خسسسُر ‪ :‬أ ْ‬ ‫اْل َ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫م أي َّهسسا‬ ‫ما أن ْت ُ ْ‬ ‫حين َئ ِذ ٍ ‪َ :‬‬ ‫ه ِ‬ ‫ن ت َأِويل ُ ُ‬ ‫كو ُ‬ ‫ن ‪ ،‬فَي َ ُ‬ ‫كي َ‬ ‫شرِ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ل ِل ْ ُ‬
‫َ‬
‫ن لَ ِ‬
‫و‬ ‫م ْ‬ ‫م َ‬ ‫ن ‪ :‬أن ُط ْعِ ُ‬ ‫مِني َ‬ ‫مؤ ْ ِ‬ ‫م ل ِل ْ ُ‬ ‫ن ِفي ِقيل ِك ُ ْ‬
‫شاُء الل ّ َ‬
‫كافُِرو َ‬ ‫ال ْ َ‬
‫ن‬ ‫ن ‪ ،‬ع َس ْ‬ ‫مِبي س ٍ‬ ‫ل ُ‬ ‫ضسَل ٍ‬ ‫ه ‪ ،‬إ ِّل فِسسي َ‬ ‫م ُ‬ ‫ه أط ْعَ َ‬ ‫ُ‬ ‫يَ َ‬
‫‪136‬‬
‫ضَل ٌ‬ ‫َ‬
‫ل " قال ابن كسسثير ‪" :‬‬ ‫م َ‬ ‫ك ل َهُ ْ‬ ‫م ذ َل ِ َ‬ ‫ن ِقيل َك ُ ْ‬‫أ ّ‬
‫‪88‬‬
‫وفي هذا نظر‪" .‬‬
‫ومضات‬
‫إن تلك اليات بذاتها ل تثير في قلوبهم التطلسسع‬
‫والتدبر والحساسية والتقوى‪ .‬وهي بذاتها كافية‬
‫أن تسسثير فسسي القلسسب المفتسسوح هسسزة ورعشسسة‬
‫وانتفاضة وأن تخلطه بهذا الوجود‪ .‬هذا الكتسساب‬
‫المفتوح الذي تشير كسسل صسسفحة مسسن صسسفحاته‬
‫إلى عظمة الخالق ‪ ،‬ولطيف تسسدبيره وتقسسديره‪.‬‬
‫ولكن هؤلء المطموسين ل يرونها‪ .‬وإذا رأوهسسا‬
‫ل يتدبرونها‪ .‬والّله ‪ -‬لعظيم رحمته ‪ -‬ل يسستركهم‬
‫مع هذا بل رسول ينذرهم ويسسوجههم ويسسدعوهم‬
‫إلى رب هذا الكون وبارئ هسسذا الوجسسود‪ .‬ويسسثير‬
‫فسسي قلسسوبهم الحساسسسية والخسسوف والتقسسوى‬
‫ويحسسذرهم موجبسسات الغضسسب والعسسذاب ‪ ،‬وهسسي‬
‫محيطة بهم ‪ ،‬من بين أيديهم ومن خلفهسسم ‪ ،‬إل‬
‫ينتبهسسوا لهسسا يقعسسوا فيهسسا فسسي كسسل خطسسوة مسسن‬
‫خطواتهم‪ .‬وتتوالى عليهم اليسسات مضسسافة إلسسى‬
‫اليسسات الكونيسسة السستي تحيسسط بهسسم فسسي حيثمسسا‬
‫يتجهون‪ .‬ولكنهم مع هذا يظلسسون فسسي عمسسايتهم‬
‫قوا ما بي َ‬
‫م‬‫ديك ُ ْ‬
‫ن أي ْ ِ‬‫ْ َْ َ‬ ‫م ‪ :‬ات ّ ُ‬‫ل ل َهُ ُ‬‫سادرين ‪» :‬وَِإذا ِقي َ‬
‫ة‬
‫ن آَيس ٍ‬ ‫م ْ‬ ‫م ِ‬ ‫ن‪َ .‬وما ت َأِتيهِ ْ‬ ‫مو َ‬ ‫ح ُ‬‫م ت ُْر َ‬ ‫م ل َعَل ّك ُ ْ‬ ‫فك ُ ْ‬ ‫خل ْ َ‬
‫َوما َ‬
‫ن« ‪..‬‬ ‫ضي َ‬
‫معْرِ ِ‬ ‫م إ ِّل كاُنوا ع َْنها ُ‬ ‫ت َرب ّهِ ْ‬ ‫ن آيا ِ‬ ‫م ْ‬‫ِ‬
‫وإذا دعوا إلى إنفاق شيء من مسسالهم لطعسسام‬
‫َ‬
‫ن‬
‫م ْ‬ ‫م َ‬‫الفقراء ‪ :‬قالوا ساخرين متعنتين ‪» :‬أن ُط ْعِ ُ‬
‫ل َو يشاُء الل ّ َ‬
‫ه؟« ‪..‬‬ ‫م ُ‬‫ه أط ْعَ َ‬ ‫ُ‬ ‫ْ َ‬
‫‪ -‬تفسير ابن كثير ‪(580 / 6) -‬‬ ‫‪88‬‬

‫‪137‬‬
‫وتطاولوا على من يدعونهم إلى السسبر والنفسساق‬
‫قسسائلين ‪ » :‬إ َ‬
‫ن«!‬ ‫مِبيسس ٍ‬
‫ل ُ‬ ‫م إ ِّل ِفسسي َ‬
‫ضسسل ٍ‬ ‫ن أن ُْتسس ْ‬
‫ِ ْ‬
‫وتصورهم للمر علسسى هسسذا النحسسو اللسسي يشسسي‬
‫بعدم إدراكهم لسنن الّله في حياة العباد‪ .‬فالّله‬
‫هو مطعم الجميع ‪ ،‬وهو رازق الجميع‪ .‬وكل مسسا‬
‫فسسي الرض مسسن أرزاق ينالهسسا العبسساد هسسي مسسن‬
‫خلقه ‪ ،‬فلم يخلقوا هسسم لنفسسسهم منهسسا شسسيئا ‪،‬‬
‫وما هم بقادرين على خلق شيء أصسسل‪ .‬ولكسسن‬
‫مشيئة الّله في عمارة هذه الرض اقتضسست أن‬
‫تكسسون للنسساس حاجسسات ل ينالونهسسا إل بالعمسسل‬
‫والكسسد وفلحسسة هسسذه الرض وصسسناعة خاماتهسسا‬
‫ونقل خيراتها من مكسسان إلسسى مكسسان ‪ ،‬وتسسداول‬
‫هذه الخيرات وما يقابلها مسسن سسسلعة أو نقسسد أو‬
‫قيسسم تختلسسف بسساختلف الزمسسان والمكسسان‪ .‬كمسسا‬
‫اقتضسست أن يتفسساوت النسساس فسسي المسسواهب‬
‫والسسستعدادات وفسسق حاجسسات الخلفسسة الكاملسة‬
‫في هسسذه الرض‪ .‬وهسسذه الخلفسسة الكاملسسة فسسي‬
‫هسسسذه الرض‪ .‬وهسسسذه الخلفسسسة ل تحتسسساج إلسسسى‬
‫المواهب والستعدادات المتعلقة بجمسسع المسسال‬
‫والرزاق وحسسدها ‪ ،‬إنمسسا تحتسساج إلسسى مسسواهب‬
‫واسسسستعدادات أخسسسرى قسسسد تحقسسسق ضسسسرورات‬
‫أساسية لخلفة الجنس النساني فسسي الرض ‪،‬‬
‫بينمسسا يفوتهسسا جمسسع المسسال والرزاق ويعوزهسسا!‬
‫وفي خلل هذا الخضم الواسع لحاجات الخلفة‬
‫ومطالبهسسا ‪ ،‬والمسسواهب والسسستعدادات اللزمسسة‬
‫لها ‪ ،‬وما يسسترتب علسسى هسسذه وتلسسك مسسن تسسداول‬
‫للمنسسسافع والرزاق ‪ ،‬وتصسسسارع وتضسسسارب فسسسي‬
‫‪138‬‬
‫النصسسبة والحظسسوظ ‪ ..‬فسسي خلل هسسذا الخضسسم‬
‫الواسع المترابط الحلقات ل في جيسسل واحسسد ‪،‬‬
‫بل في أجيال متعسسددة قريبسسة وبعيسسدة ‪ ،‬ماضسسية‬
‫وحاضرة ومستقبلة‪.‬‬
‫في خلل هذا الخضم تتفاوت الرزاق في أيدي‬
‫العبسساد ‪ ..‬ولكسسي ل ينتهسسي هسسذا التفسساوت إلسسى‬
‫إفساد الحياة والمجتمع ‪ ،‬بينما هو ناشسسئ أصسسل‬
‫من حركة الحياة لتحقيسسق خلفسسة النسسسان فسسي‬
‫الرض ‪ ،‬يعالسسسج السسسسلم الحسسسالت الفرديسسسة‬
‫الضرورية بخروج أصحاب الثراء عن قسسدر مسسن‬
‫مسسالهم يعسسود علسسى الفقسسراء ويكفسسل طعسسامهم‬
‫وضرورياتهم‪ .‬وبهذا القدر تصلح نفسسوس كسسثيرة‬
‫من الفقراء والغنياء سواء‪ .‬فقد جعله السسسلم‬
‫زكاة‪ .‬وجعل في الزكاة معنى الطهارة‪.‬‬
‫وجعلها كسسذلك عبسسادة‪ .‬وألسسف بهسسا بيسسن الفقسسراء‬
‫والغنيسساء فسسي مجتمعسسه الفاضسسل السسذي ينشسسئه‬
‫على غير مثال‪.‬‬
‫فقولة أولئك المحجوبين عن إدراك حكمة الّله‬
‫َ‬
‫ن َلسسوْ َيشسساُء الّلسس ُ‬
‫ه‬ ‫مسس ْ‬
‫م َ‬ ‫فسسي الحيسساة ‪» :‬أن ُط ِْعسس ُ‬
‫َ‬
‫ه؟« ‪ ..‬وتطسساولهم علسسى السسداعين إلسسى‬ ‫أط ْعَ َ‬
‫مسس ُ‬
‫النفاق بقولهم ‪» :‬إ َ‬
‫ن«‬ ‫مِبي ٍ‬
‫ل ُ‬ ‫ضل ٍ‬‫م إ ِّل ِفي َ‬ ‫ن أن ْت ُ ْ‬
‫ِ ْ‬
‫‪ ..‬إن هو إل الضلل المبين الحقيقي عن إدراك‬
‫طبيعسسة سسسنن الّلسسه ‪ ،‬وإدراك حركسسة الحيسساة ‪،‬‬
‫وضخامة هسسذه الحركسسة ‪ ،‬وعظمسسة الغايسسة السستي‬
‫تتنسسوع مسسن أجلهسسا المسسواهب والسسستعدادات ‪،‬‬
‫وتتوزع بسببها الموال والرزاق‪.‬‬

‫‪139‬‬
‫والسسسلم يضسسع النظسسام السسذي يضسسمن الفسسرص‬
‫العادلة لكل فرد ‪ ،‬ثسسم يسسدع النشسساط النسسساني‬
‫المتنسسسوع اللزم للخلفسسسة فسسسي الرض يجسسسري‬
‫مجراه النظيف‪ .‬ثم يعالج الثار السيئة بوسائله‬
‫‪89‬‬
‫الواقية‪.‬‬
‫وقسسسال دروزة ‪ " :‬اليسسسات متصسسسلة بالسسسسياق‬
‫واستمرار له كما هو المتبادر‪ .‬وفي ضمير ل َهُ س ُ‬
‫م‬
‫هنا دللة على هذا التصسسال والسسترابط كمسسا هسسو‬
‫كذلك في اليسسات السسسابقة‪ .‬وعبارتهسسا واضسسحة‪.‬‬
‫وقد احتوت اليات الربع الولى تقريسسرات عسسن‬
‫واقع أمسسر الكفسسار ومبلسسغ مكسسابرتهم وجحسسودهم‬
‫وغلظ قلوبهم‪ .‬فهم يؤمرون باتقاء غضب الّلسسه‬
‫في الدنيا والخرة فل يبالون‪ .‬وتأتيهم آيات الّله‬
‫فيعرضون عنها‪ .‬ويقال لهم أنفقوا مما رزقكسسم‬
‫الّله فيجيبسسون سسساخرين ‪ :‬إن الل ّسسه لسسو شسساء أن‬
‫يسسرزق الفقسسراء ويطعمهسسم لمسسا قّتسسر عليهسسم‬
‫وحرمهم ‪ ،‬وإنكم في طلبكم هذا مّنا في ضلل‬
‫مبين ثم يتساءلون تسسساؤل السسساخر المتحسسدي‬
‫عن موعد العسسذاب السسذي يوعسسدون بسسه إن كسسان‬
‫ذلك صدقا وحقا‪.‬‬
‫واليات قويسسة التقريسسر والتنديسسد والنسسذار‪ .‬وقسسد‬
‫احتسسوت صسسورا متنوعسسة لمواقسسف الكفسسار مسسن‬
‫دعسسوة الل ّسسه وآيسساته ونسسبيه‪ .‬واليسسة ]‪ [47‬بخاصسسة‬
‫ل علسسى أنسسه كسسان يقسسع جسسدل بيسسن المسسؤمنين‬ ‫تد ّ‬
‫شسسرت بهسا‬ ‫فسار فسي صسدد المبسسادئ الستي ب ّ‬ ‫والك ّ‬
‫الدعوة وآمسسن بهسسا المؤمنسسون وأن هسسؤلء كسسانوا‬
‫‪ -‬في ظلل القرآن ‪ ،‬ج ‪ ، 5‬ص ‪2970 :‬‬ ‫‪89‬‬

‫‪140‬‬
‫يسسدعون أولئك فسسي جملسسة مسسا يسسدعونهم إليسسه‬
‫ويحاجونهم فيه إلى السسبّر بسسالفقراء ويسسذكرونهم‬
‫بأن ما في أيديهم من مسسال إنمسسا هسسو مسسن رزق‬
‫الّله فل يجوز أن يضّنوا به على المحتاجين من‬
‫عبسساده وأن الكفسسار كسسانوا يجيبسسونهم علسسى هسسذا‬
‫بخاصسسسة بجسسسواب حجسسساجي سسسساخر وطريسسسف‬
‫يتهربون به مما يطلب منهم‪ .‬وفي هسسذا صسسورة‬
‫لما كان من تسسأثر المسسؤمنين بالسسدعوة ومبادئهسسا‬
‫وخاصة البّر بسسالفقراء والمعسسوزين والجهسسد فسسي‬
‫نشرها والدعوة إليها ثسم صسورة لمسا كسان مسن‬
‫تأثير ذلك فسسي أغنيسساء الكفسسار ‪ ،‬وقسسد كسسان هسسذا‬
‫شسسر بسسه القسسرآن ومسسن‬ ‫الموضوع من أبكسسر مسسا ب ّ‬
‫فزهسسم‬ ‫أبكر ما أثار حقسسد الغنيسساء والزعمسساء وح ّ‬
‫ل كسسذلك قويسسا إلسسى‬ ‫إلى التكتل والمعارضة وظ ّ‬
‫أن أدخله القرآن في نظسسام الدولسسة وميزانيتهسسا‬
‫على ما تلهم آيات أخرى بالضافة إلى تكسسراره‬
‫وتوكيده في مختلف المناسبات والساليب‪.‬‬
‫وه بالمعنى الجليل السسذي‬ ‫غير أننا نرى هنا أن نن ّ‬
‫م الل ّ ُ‬
‫ه‬ ‫ما َرَزقَك ُ ُ‬ ‫م ّ‬ ‫قوا ِ‬ ‫انطوى في تعبير أ َن ْفِ ُ‬
‫وننبه على أن هسسذا قسسد تكسسرر كسسثيرا فسسي سسسور‬
‫مكيسسة ومدنيسسة بأسسساليب متنوعسسة‪ .‬وجسساء فسسي‬
‫بعضها بقوة وصراحة أكثر حيث يبسسدو مسسن هسسذا‬
‫حكمة التنزيل فسسي التوكيسسد عليسسه لقسسراره فسسي‬
‫الذهسسان‪ .‬مسسن ذلسسك آيسسة سسسورة الرعسسد هسسذه ‪:‬‬
‫َ‬
‫صسسلةَ‬ ‫موا ال ّ‬ ‫م وَأقا ُ‬ ‫جهِ َرب ّهِ ْ‬ ‫صب َُروا اب ِْتغاَء وَ ْ‬ ‫ن َ‬ ‫ذي َ‬‫َوال ّ ِ‬
‫ن‬‫ة وَي َسد َْرؤ ُ َ‬ ‫علن ِي َس ً‬ ‫سسّرا وَ َ‬ ‫م ِ‬ ‫مسسا َرَزْقنسساهُ ْ‬ ‫م ّ‬
‫قسسوا ِ‬ ‫ف ُ‬‫وَأ َن ْ َ‬
‫دارِ )‪(22‬‬ ‫قَبسسى السس ّ‬ ‫م عُ ْ‬ ‫ك ل َهُ ْ‬ ‫ة ُأولئ ِ َ‬ ‫سي ّئ َ َ‬
‫سن َةِ ال ّ‬‫ح َ‬ ‫ِبال ْ َ‬
‫‪141‬‬
‫ن‬ ‫ذي َ‬ ‫ل ل ِِعبسساد ِيَ ال ّس ِ‬ ‫وآية سورة إبراهيسسم هسسذه ‪ُ :‬قس ْ‬
‫سسسّرا‬ ‫م ِ‬ ‫ما َرَزْقناهُ ْ‬ ‫م ّ‬‫قوا ِ‬ ‫صلة َ وَي ُن ْفِ ُ‬ ‫موا ال ّ‬ ‫قي ُ‬ ‫مُنوا ي ُ ِ‬ ‫آ َ‬
‫ْ‬ ‫َ‬
‫م ل ب َْيسعٌ ِفيسهِ َول‬ ‫ي َيسوْ ٌ‬ ‫ن َيسأت ِ َ‬ ‫لأ ْ‬ ‫ن قَب ْس ِ‬ ‫مس ْ‬ ‫ة ِ‬ ‫علن ِي َ ً‬ ‫وَ َ‬
‫ن‬ ‫ذي َ‬ ‫ّ‬
‫ل )‪ (31‬وآيسسة سسسورة البقسسرة هسسذه ‪ :‬ال س ِ‬ ‫خل ٌ‬ ‫ِ‬
‫م‬ ‫ما َرَزْقناهُ ْ‬ ‫م ّ‬ ‫صلة َ وَ ِ‬ ‫ن ال ّ‬ ‫مو َ‬ ‫قي ُ‬ ‫ب وَي ُ ِ‬ ‫ن ِبال ْغَي ْ ِ‬ ‫مُنو َ‬ ‫ي ُؤ ْ ِ‬
‫ن )‪ (3‬وآية سسسورة آل عمسسران هسسذه ‪َ :‬ول‬ ‫قو َ‬ ‫ف ُ‬ ‫ي ُن ْ ِ‬
‫ه‬
‫ضل ِ ِ‬ ‫ن فَ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫ه ِ‬ ‫ّ‬
‫م الل ُ‬ ‫ن ِبما آتاهُ ُ‬ ‫خلو َ‬ ‫ُ‬ ‫ن ي َب ْ َ‬ ‫ذي َ‬ ‫ّ‬
‫ن ال ِ‬ ‫سب َ ّ‬ ‫ح َ‬ ‫يَ ْ‬
‫ن مسسا‬ ‫س سي ُط َوُّقو َ‬ ‫م َ‬ ‫ش سّر ل َهُ س ْ‬ ‫ل ه ُ سو َ َ‬ ‫م بَ ْ‬ ‫خْيرا ً ل َهُ ْ‬ ‫هُوَ َ‬
‫مسةِ ‪ [180] ...‬وآيسسة سسسورة‬ ‫قيا َ‬ ‫م ال ْ ِ‬ ‫خُلوا ب ِسهِ ي َسوْ َ‬ ‫بَ ِ‬
‫س‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬
‫ن الن ّسسا َ‬ ‫مُرو َ‬ ‫ن وَي َسأ ُ‬ ‫خلسسو َ‬ ‫ن ي َب ْ َ‬ ‫ذي َ‬ ‫النساء هذه ‪ :‬ال س ِ‬
‫ه‬
‫ض سل ِ ِ‬ ‫ن فَ ْ‬ ‫مس ْ‬ ‫ه ِ‬ ‫م الل ّس ُ‬ ‫ن مسسا آتسساهُ ُ‬ ‫مسسو َ‬ ‫ل وَي َك ْت ُ ُ‬ ‫خس ِ‬ ‫ِبال ْب ُ ْ‬
‫مِهينا ً )‪ (37‬وآية سسسورة‬ ‫َ‬
‫عذابا ً ُ‬ ‫ن َ‬ ‫ري َ‬ ‫دنا ل ِْلكافِ ِ‬ ‫وَأع ْت َ ْ‬
‫ت‬ ‫مل َك َس ْ‬ ‫مسسا َ‬ ‫م ّ‬ ‫ب ِ‬ ‫كتا َ‬ ‫ن ال ْ ِ‬ ‫ن ي َب ْت َُغو َ‬ ‫ذي َ‬ ‫النور هذه ‪َ :‬وال ّ ِ‬
‫َ‬
‫م‬ ‫خْيرا ً َوآُتوهُ ْ‬ ‫م َ‬ ‫م ِفيهِ ْ‬ ‫مت ُ ْ‬
‫ن ع َل ِ ْ‬ ‫م إِ ْ‬ ‫م َفكات ُِبوهُ ْ‬ ‫أْيمان ُك ُ ْ‬
‫م ‪ [33] ...‬وآيسسة سسسورة‬ ‫ذي آتاك ُ ْ‬ ‫ل الل ّهِ ال ّ ِ‬ ‫ن ما ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ِ‬
‫مسسا‬ ‫َ‬ ‫ّ‬
‫م ّ‬ ‫قسسوا ِ‬ ‫سول ِهِ وَأن ْفِ ُ‬ ‫مُنوا ِباللهِ وََر ُ‬ ‫الحديد هذه ‪ :‬آ ِ‬
‫م‬ ‫من ْك ُس ْ‬ ‫من ُسسوا ِ‬ ‫نآ َ‬ ‫ذي َ‬ ‫ن ِفي سهِ َفال ّس ِ‬ ‫في َ‬ ‫خل َ ِ‬ ‫س ست َ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫م ُ‬ ‫جعَل َك ُس ْ‬ ‫َ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫جٌر ك َِبيٌر )‪".(7‬‬ ‫قوا ل َهُ ْ‬
‫‪90‬‬
‫مأ ْ‬ ‫ف ُ‬ ‫وَأن ْ َ‬
‫ما ترشد إليه اليات‬
‫دلت اليات على أمور ثلثة هي ‪:‬‬
‫أول ‪ -‬إن المشسسركين قسسوم تمسسادوا فسسي الغسسي‬
‫والضسسلل والعنسساد والكسسبر ‪ ،‬ولسسم يتسسأملوا فسسي‬
‫أحسسداث الماضسسي ‪ ،‬ووقسسائع الزمسسان ‪ ،‬وأحسسوال‬
‫المم التي أهلكهم الّله بتكذيبهم رسلهم ‪ ،‬ولم‬
‫ينظروا في مسسستقبل الحيسساة الخسسرة ‪ ،‬فسستراهم‬
‫إذا قيل لهم ‪ :‬اتقوا الّله ‪ ،‬ل يتقون‪.‬‬
‫‪ -‬التفسير الحديث لدروزة ‪(33 / 3) -‬‬ ‫‪90‬‬

‫‪142‬‬
‫ثانيا ‪ -‬وهم أيضا شأنهم وديدنهم العراض عسسن‬
‫آيات الّله ‪ ،‬والتكذيب لها ‪ ،‬وعدم النتفاع بهسسا ‪،‬‬
‫لسستركهم النظسسر المسسؤدي إلسسى اليمسسان بسسالّله‬
‫وتصديق الرسول ‪. ‬‬
‫ثالثا ‪ -‬كما أنهم أخّلوا بتعظيم الخسسالق ‪ ،‬حرمسسوا‬
‫العطف والشسسفقة علسسى النسسسانية ‪ ،‬وانعسسدمت‬
‫عندهم عاطفة الرحمسسة بالمخلوقسسات ‪ ،‬إذ قيسسل‬
‫لهم ‪ :‬أنفقوا مما رزقكم الّله ‪ ،‬فبخلوا وتهكموا‬
‫‪ ،‬وهو شأن البخلء في كل عصر‪.‬‬
‫ل اللسهِ ‪" : ‬‬ ‫سسسو ُ‬ ‫ل َر ُ‬ ‫ل‪َ :‬قا َ‬ ‫ن أ َِبي هَُري َْرة َ َقا َ‬ ‫عَ ْ‬
‫س‬ ‫ن الن ّسسا ِ‬ ‫مس َ‬ ‫ب ِ‬ ‫ري س ٌ‬ ‫ن الل سهِ قَ ِ‬ ‫مس َ‬ ‫ب ِ‬ ‫ري س ٌ‬ ‫ي قَ ِ‬ ‫خ ّ‬ ‫سس ِ‬ ‫ال ّ‬
‫ل ب َِعيسسد ٌ‬ ‫خي ُ‬ ‫ن الّناِر‪َ ،‬وال ْب َ ِ‬ ‫م َ‬ ‫جن ّةِ وب َِعيد ٌ ِ‬ ‫ن ال ْ َ‬ ‫م َ‬ ‫ب ِ‬ ‫ري ٌ‬ ‫قَ ِ‬
‫ب‬ ‫ريس ٌ‬ ‫س قَ ِ‬ ‫ن الن ّسسا ِ‬ ‫م َ‬ ‫جن ّةِ ب َِعيد ٌ ِ‬ ‫ن ال ْ َ‬ ‫م َ‬ ‫ن اللهِ ب َِعيد ٌ ِ‬ ‫م َ‬ ‫ِ‬
‫َ‬
‫ن‬ ‫مس ْ‬ ‫ب إ ِل َسسى اللسهِ ِ‬ ‫حس ّ‬ ‫يأ َ‬ ‫خ ّ‬ ‫سس ِ‬ ‫جٌر َ‬ ‫فسسا ِ‬ ‫ن الّناِر‪ ،‬وَل َ َ‬ ‫م َ‬ ‫ِ‬
‫‪91‬‬
‫ل"‬ ‫ن ال ْب ُ ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫خ ِ‬ ‫م َ‬‫دى ِ‬ ‫داٍء أوْ َ‬ ‫ل‪ ،‬وَأيّ َ‬ ‫خي ْ ٍ‬‫عاب ِد ٍ ب ِ َ‬ ‫َ‬
‫ً‬
‫وقد بين الله تعسسالى طبيعسسة الكفسسار أيضسا فسسي‬
‫َ َ‬
‫ب‬ ‫كسذ ّ ُ‬‫ذي ي ُ َ‬ ‫ت اّلس ِ‬ ‫موضع آخر حيسث قسال ‪} :‬أَرأْيس َ‬
‫م )‪ (2‬وََل‬ ‫ذي َيسسد ُع ّ ال ْي َِتيسس َ‬ ‫ك اّلسس ِ‬ ‫ن )‪َ (1‬فسسذ َل ِ َ‬ ‫دي ِ‬ ‫ِبالسس ّ‬
‫ن )‪] { (3‬المسساعون ‪:‬‬ ‫كي ِ‬‫س ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ض ع ََلى ط ََعام ِ ال ْ ِ‬ ‫ح ّ‬ ‫يَ ُ‬
‫‪[3 - 1‬‬
‫والشسسارة مشسساربها إلسسى هسسذا السسذي يكسسذب‬
‫م « أي‬ ‫بالسسدين ‪ ..‬إنسسه ذلسسك السسذي » ي َسد ُع ّ ال ْي َِتي س َ‬
‫يقهسسره ‪ ،‬ويسسذله ‪ ،‬وينسسزع عنسسه لبسساس المسسن‬
‫والطمأنينة إذا وقع ليده ‪ ،‬وعسساش فسسى ظلسسه ‪..‬‬
‫إن اليسسستيم ضسسسعيف ‪ ،‬عسسساجز ‪ ،‬أشسسسبه بسسسالطير‬
‫‪ - 91‬شعب اليمان ‪ ( 10356)(293 / 13) -‬وسنن الترمذى)‬
‫‪ ( 2088‬ضعيف‬
‫‪143‬‬
‫المقصسسوص الجنسساح ‪ ،‬يحتسساج إلسسى اللطسسف ‪،‬‬
‫والرعاية ‪ ،‬والحنان ‪ ..‬فإذا وقع ليسسد إنسسسان قسسد‬
‫خل قلبسه مسن الرحمسة ‪ ،‬وجفست عسواطفه مسن‬
‫الحنان والعطف س كان أشبه بفرخ الطيسسر وقسسع‬
‫تحت مخالب نسر كاسر ‪ ،‬فيموت فزعا وخوفا‬
‫‪ ،‬قبل أن يموت تمزيقا ونهشا ‪..‬‬
‫َ‬
‫علسسسى طعسسسام ِ‬
‫ض َ‬‫حسسس ّ‬
‫وقسسسوله تعسسسالى ‪َ » :‬ول ي َ ُ‬
‫ن «‪ .‬أي ل يسسسسدعو إلسسسسى إطعسسسسام‬ ‫كي ِ‬
‫سسسسس ِ‬ ‫ال ْ ِ‬
‫م ْ‬
‫المسكين ‪ ،‬ول يجعل مسسن رسسسالته فسسى النسساس‬
‫م الجيسساع ‪،‬‬
‫إطعام الجياع ‪ ..‬فإن من ل يحمل ه ّ‬
‫ول يسسدعو النسساس إلسسى إطعسسامهم ‪ ،‬ل يجسسد مسسن‬
‫نفسه الدافع السسذي يسسدفعه إلسسى إطعسسامهم مسسن‬
‫ذات يسسده ‪ ..‬ذلسسك أن السسذي يعسسرف عنسسه فسسى‬
‫ض على هذه المكرمة وينادى بها‬ ‫الناس أنه يح ّ‬
‫فيهم س يستحى أن يدعو إلى فعل ول يفعلسسه ‪..‬‬
‫وإنك لن تجد بخيل أبسسدا يسسدعو إلسسى الحسسسان ‪،‬‬
‫لن كلمة الحسان تفزعه ‪ ،‬حتى لسسو نطسسق بهسسا‬
‫زورا ويهتانا ‪ ..‬فإذا دعا داع إلى الحسسسان كسسان‬
‫معنى هذا أنه يمكن أن يكسسون فسسى المحسسسنين‬
‫يوما ما ‪ ..‬وهذا هسو السسّر فسى احتفساء القسرآن‬
‫ض‬
‫ض على فعل المكارم ‪ ،‬فمن ح ّ‬ ‫الكريم بالح ّ‬
‫على مكرمة ‪ ،‬وجعلها دعوة له ‪ ،‬كان قمينا بأن‬
‫يكون من أهلها عمل ‪ ،‬بعد أن كان مسسن دعاتهسسا‬
‫‪92‬‬
‫قول ‪..‬‬

‫‪ - 92‬التفسسسير القرآنسسي للقسسرآن سسس موافقسسا للمطبسسوع ‪/ 15 ) -‬‬


‫‪(1685‬‬
‫‪144‬‬
‫" إن الذي يكذب بالدين هو الذي يسسدفع اليسستيم‬
‫دفعسسا بعنسسف ‪ -‬أي السسذي يهيسسن اليسستيم ويسسؤذيه‪.‬‬
‫والسسذي ل يحسسض علسسى طعسسام المسسسكين ول‬
‫دق بالسسدين حقسسا ‪ ،‬ولسسو‬ ‫يوصي برعايته‪ .‬فلسسو صس ّ‬
‫استقرت حقيقسسة التصسسديق فسسي قلبسسه مسسا كسسان‬
‫ليدع اليتيم ‪ ،‬وما كان ليقعسد عسن الحسض علسى‬
‫طعام المسكين‪.‬‬
‫إن حقيقة التصديق بالدين ليسسست كلمسسة تقسسال‬
‫باللسان إنما هي تحول في القلب يسسدفعه إلسسى‬
‫الخير والبر بإخوانه في البشسسرية ‪ ،‬المحتسساجين‬
‫إلى الرعاية والحماية‪ .‬والّله ل يريد من النسساس‬
‫كلمات‪ .‬إنما يريد منهم معهسا أعمسسال تصسدقها ‪،‬‬
‫وإل فهي هباء ‪ ،‬ل وزن لها عنده ول اعتبار‪.‬‬
‫وليس أصرح من هذه اليات الثلث في تقريسسر‬
‫هسسذه الحقيقسسة السستي تمثسسل روح هسسذه العقيسسدة‬
‫‪93‬‬
‫وطبيعة هذا الدين أصدق تمثيل‪".‬‬
‫ن‬
‫كسسا َ‬‫ه َ‬ ‫وقال تعالى عن طبيعة الكفار أيضا ً } إ ِن ّ ُ‬
‫ض ع َل َسسى‬‫حس ّ‬ ‫ظي سم ِ )‪ (33‬وََل ي َ ُ‬‫ن ب ِسسالل ّهِ ال ْعَ ِ‬‫م ُ‬ ‫َل ي ُسؤ ْ ِ‬
‫ن )‪]{ (34‬الحاقسسة ‪ ، 33 :‬س ‪[34‬‬ ‫ِ‬ ‫كي‬‫س ِ‬‫م ْ‬ ‫ط ََعام ِ ال ْ ِ‬
‫‪94‬‬
‫فهناك تلزم حتمي بينهما ‪.‬‬
‫سسسسسسسسسسسس‬

‫‪ - 93‬فى ظلل القرآن س موافقا للمطبوع ‪(3985 / 6) -‬‬


‫‪ - 94‬انظر تفسيرها فى ظلل القرآن س موافقا للمطبوع ‪/ 6 ) -‬‬
‫‪(3683‬‬
‫‪145‬‬
‫إنكار الكفار يوم البعث وبيان أنه حق‬
‫ل شك فيه‬
‫قال تعالى ‪:‬‬
‫ﮣﮤﮥﮦﮧﮨﮩﮪ ﮫﮬﮭﮮﮯﮰﮱﯓﯔ ﯕﯖﯗﯘﯙﯚ‬
‫ﯛﯜﯝﯞﯟﯠﯡﯢﯣﯤﯥﯦﯧ ﯨﯩﯯﯯﯯﯯﯯﯯﯯﯯﯯﯯﯯ‬
‫ﯯﯯ ﯯﯯﯯﯯﯯﯼﯽﯾﯿﯯﯯ ﯯﯯﯯﯯﯯﯯﰈ‬
‫ﰉﰉﰉﰉﰉ ﯯ ﯯ ﯯ ﯯ‬
‫شرح الكلمات ‪:‬‬
‫رقم الية ‪ ...‬الكلمة ‪ ...‬معناها‬
‫ذا الوَع ْد ُ ‪ ...‬استبعاد الكفار لقيام‬ ‫مَتى هَ َ‬ ‫‪َ ... 48‬‬
‫الساعة‬
‫ح سد َة ً ‪ ...‬نفخسسة الصسسعق السستي‬
‫ة َوا ِ‬ ‫ح ً‬ ‫ص سي ْ َ‬ ‫‪َ ... 49‬‬
‫يموتون فيها‬
‫ن ‪ ...‬أي يتخاصسسمون فسسي‬ ‫مو َ‬ ‫ص ُ‬ ‫خ ّ‬ ‫م يَ ِ‬ ‫‪ ... 49‬و هُ ْ‬
‫البيع والشراء‬
‫صورِ ‪ ...‬هسسي نفخسسة البعسسث‬‫خ ِفي ال ّ‬ ‫ف َ‬ ‫‪ ... 51‬و ن ُ ِ‬
‫والنشور‬
‫ث ‪ ...‬القبور‬ ‫دا ِ‬ ‫ج َ‬ ‫َ‬
‫‪ ... 51‬ال ْ‬
‫ن ‪ ...‬يسرعون في الخروج‬ ‫سُلو َ‬ ‫‪ ... 51‬ي َن ْ ِ‬
‫مْرقَ سد َِنا ‪ ...‬يموتسسون بيسسن النفخسستين‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫‪ِ ... 52‬‬
‫الصعق والبعث‬
‫حد َة ً ‪ ...‬نفخة البعث‬ ‫ة َوا ِ‬ ‫ح ً‬ ‫صي ْ َ‬ ‫‪َ ... 53‬‬
‫ن ‪ ...‬مجموعسسون محشسسورون‬ ‫ضسسُرو َ‬ ‫ح َ‬ ‫م ْ‬ ‫‪ُ ... 53‬‬
‫للحساب والجزاء‬
‫المناسبة ‪:‬‬
‫بعسسسد بيسسسان إعسسسراض الكفسسسار عسسسن التقسسسوى ‪،‬‬
‫وامتناعهم من النفاق ‪ ،‬أبان الّله تعسسالى سسسبب‬
‫‪146‬‬
‫ذلك وهو إنكسسارهم للبعسسث ‪ ،‬واسسستعجالهم لسسه ‪،‬‬
‫استهزاء به ‪ ،‬ثم أوضح أنه حسسق ل مريسسة فيسسه ‪،‬‬
‫وأنسه سسسيأتيهم المسوت بغتسسة ‪ ،‬وهسسم فسي غفلسة‬
‫عنه ‪ ،‬وأن البعث أمر سهل على الل ّسسه ل يحتسساج‬
‫إل إلى نفخة واحدة في الصور‪.‬‬
‫التفسير والبيان ‪:‬‬
‫يخسبر الّلسه تعسالى عسن اسستبعاد الكفسرة لقيسام‬
‫ن‬‫قول ُسسو َ‬ ‫ن ‪ » :‬وَي َ ُ‬ ‫قول ُسسو َ‬‫السسساعة فسسي قسسولهم ‪ :‬وَي َ ُ‬
‫ن «‪ ".‬الوعسد ‪:‬‬ ‫م صساد ِِقي َ‬ ‫ن ك ُن ُْتس ْ‬‫ذا ال ْوَع ْد ُ إ ِ ْ‬‫متى ه َ‬ ‫َ‬
‫هو يوم القيامسسة ‪ ،‬السسذي يعسسدهم الرسسسول بسسه ‪،‬‬
‫ويسسسدعوهم إلسسسى السسسستعداد للقسسسائه‪.‬وسسسسؤال‬
‫المشسركين عسن موعسد هسذا اليسوم ‪ ،‬هسو علسى‬
‫سبيل التكذيب به ‪،‬والنكار له ‪ ..‬ل سؤال الذي‬
‫جهل ‪ ،‬ويريد أن يعرف ‪ ..‬ولهسسذا فهسسم يعقبسسون‬
‫ن‬ ‫م صاد ِِقي َ‬ ‫ن ك ُن ْت ُ ْ‬ ‫على هذا السؤال بقولهم ‪ » :‬إ ِ ْ‬
‫«‪ ..‬وقولهم هذا للنبى ‪ ‬والمسسؤمنين معسسه ‪..‬‬
‫هو قول الشاك فى صدق من يسأله ‪ ،‬بسسل هسسو‬
‫قول من يتهم وينكر‪".‬‬
‫أي ويقسسسول المشسسسركون اسسسستعجال للبعسسسث‬
‫اسسستهزاء وسسسخرية وتهكمسسا بسسالمؤمنين ‪ :‬مسستى‬
‫يسسأتي هسسذا الوعسسد بسسالبعث السسذي وعسسدتمونا‬
‫به‪،‬وتهددونا به ‪،‬إن كنتم صادقين فيمسسا تقولسسون‬
‫وتعدون؟!‬
‫والخطسساب للرسسسول ‪ ‬والمسسؤمنين السسذين‬
‫دعسسوهم إلسسى اليمسسان بسسالّله وبسساليوم الخسسر ‪،‬‬
‫ة‬
‫ح ً‬ ‫ن إ ِّل َ‬
‫ص سي ْ َ‬ ‫فأجابهم الّله تعسسالى ‪ »:‬مسسا ي َن ْظ ُسُرو َ‬
‫ْ‬
‫ن«‬ ‫مو َ‬‫ص ُ‬ ‫خ ّ‬‫م يَ ِ‬ ‫م وَهُ ْ‬ ‫خذ ُهُ ْ‬‫حد َة ً ت َأ ُ‬
‫وا ِ‬
‫‪147‬‬
‫" أي مسسا ينظسسر هسسؤلء المشسسركون المكسسذبون‬
‫بيوم القيامسسة ‪ ،‬إّل صسسيحة واحسسدة تطلسسع عليهسسم‬
‫من حيث ل يحتسبون ‪ ،‬فتأخذهم وهم فى هسسذا‬
‫الجسسدل والختصسسام فيمسسا يشسسغلهم مسسن أمسسور‬
‫دنياهم ‪ ،‬وفيما يختصمون فيه مع المؤمنين فى‬
‫أمر هذا اليوم "‬
‫أي مسسا ينتظسسرون للعسسذاب والقيامسسة إل نفخسسة‬
‫واحسسدة فسسي الصسسور ‪ ،‬هسسي نفخسسة الفسسزع السستي‬
‫يمسسوت بهسسا جميسسع أهسسل الرض فجسسأة ‪ ،‬وهسسم‬
‫يختصسسمون فيمسسا بينهسسم فسسي السسبيع والشسسراء‬
‫ونحوهما من أمسسور السسدنيا أي وهسسم متشسساغلون‬
‫في شؤون الحياة من معاملة وحسسديث وطعسسام‬
‫وشسسسراب وغيسسسر ذلسسسك ‪ ،‬كمسسسا قسسسال تعسسسالى ‪:‬‬
‫َ‬
‫ن ]العراف ‪/7‬‬ ‫شعُُرو َ‬ ‫م ل يَ ْ‬ ‫ة ‪ ،‬وَهُ ْ‬ ‫م ب َغْت َ ً‬ ‫ذناهُ ْ‬ ‫خ ْ‬ ‫فَأ َ‬
‫ة‬
‫سسساع َ َ‬ ‫ن إ ِّل ال ّ‬ ‫ل ي َن ْظ ُسُرو َ‬ ‫‪ [95‬وقال سبحانه ‪ :‬هَ س ْ‬
‫ن ]الزخسسرف‬ ‫م ل يَ ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫ش سعُُرو َ‬ ‫ة ‪ ،‬وَهُس ْ‬ ‫م ب َغْت َس ً‬ ‫ن ت َسأت ِي َهُ ْ‬ ‫أ ْ‬
‫‪.[66 /43‬‬
‫حد َة ً هسسي النفخسسة‬ ‫ة وا ِ‬ ‫ح ً‬‫صي ْ َ‬ ‫وقوله جل وعز ‪ :‬إ ِّل َ‬
‫الولى في الصور ‪ ،‬كما قال عكرمسسة ‪ ،‬ويؤيسسده‬
‫ل‬ ‫رو ‪َ ،‬قا َ‬ ‫م ٍ‬ ‫ن عَ ْ‬ ‫ّ‬
‫ن ع َب ْد ِ اللهِ ب ْ ِ‬ ‫ما رواه ابن جرير ع َ ْ‬
‫م‬ ‫س فِسسي ط ُُرقِهِ س ْ‬ ‫صورِ ‪َ ،‬والن ّسسا ُ‬ ‫ن ِفي ال ّ‬ ‫خ ّ‬ ‫ف َ‬ ‫‪ " :‬ل َي َن ْ ُ‬
‫ب ل َي َ ُ‬ ‫َ‬
‫ن‬‫كسسو َ‬ ‫ن الث ّوْ َ‬ ‫حّتى إ ِ ّ‬ ‫م‪َ ،‬‬ ‫سهِ ْ‬ ‫جال ِ ِ‬ ‫م َ‬ ‫م وَ َ‬ ‫واقِهِ ْ‬ ‫س َ‬ ‫وَأ ْ‬
‫ما‬ ‫بين الرجل َين يتسساومان ‪ ،‬فَمسا يرسسل ُ َ‬
‫حسد ُهُ َ‬ ‫هأ َ‬ ‫َ ُْ ِ ُ‬ ‫َْ َ ّ ُ ْ ِ ََ َ َ َ ِ‬
‫ن‬ ‫حت ّسسى إ ِ ّ‬ ‫صسسورِ ‪ ،‬وَ َ‬ ‫خ فِسسي ال ّ‬ ‫فس َ‬ ‫حت ّسسى ي ُن ْ َ‬ ‫ن ي َسد ِهِ َ‬ ‫مس ْ‬ ‫ِ‬
‫خ فِسسي‬ ‫فس َ‬ ‫حّتى ي َن ْ ُ‬ ‫جعُ َ‬ ‫َ‬
‫ن ب َي ْت ِهِ فَل ي َْر ِ‬ ‫م ْ‬‫دو ِ‬ ‫َ‬
‫ل لي َغْ ُ‬ ‫ج َ‬ ‫الّر ُ‬
‫ن إ ِّل‬ ‫مسسا ي َن ْظ ُسُرو َ‬ ‫ه‪َ :‬‬ ‫ل الل ّس ُ‬ ‫ي ال ِّتي َقا َ‬ ‫صورِ ‪ ،‬وَه ِ َ‬ ‫ال ّ‬

‫‪148‬‬
‫ن فََل‬ ‫ْ‬
‫مو َ‬ ‫صسس ُ‬ ‫خ ّ‬ ‫م يَ ِ‬ ‫هسس ْ‬ ‫م وَ ُ‬ ‫خسسذ ُهُ ْ‬ ‫حسسد َة ً ت َأ ُ‬ ‫ة َوا ِ‬ ‫ح ً‬ ‫صسسي ْ َ‬ ‫َ‬
‫ة" ‪.‬‬‫‪95‬‬ ‫ْ‬
‫ة ‪ . .‬الي َ َ‬ ‫صي َ ً‬ ‫ن ت َوْ ِ‬ ‫طيُعو َ‬ ‫ست َ ِ‬ ‫يَ ْ‬
‫ن أِبى هَُري َْرة َ رضى الله عنسسه‬ ‫َ‬
‫وأخرج البخاري ع َ ْ‬
‫ة‬‫سسساع َ ُ‬ ‫ل » ل َ تَ ُ‬ ‫ل الل ّهِ ‪َ -  -‬قا َ‬ ‫سو َ‬ ‫َ‬
‫م ال ّ‬ ‫قسسو ُ‬ ‫ن َر ُ‬ ‫أ ّ‬
‫ت‬ ‫ذا ط َل ََعسس ْ‬ ‫مغْرِب َِها ‪َ ،‬فسسإ ِ َ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫س ِ‬ ‫م ُ‬ ‫ش ْ‬ ‫حّتى ت َط ْل ُعَ ال ّ‬ ‫َ‬
‫ن لَ‬ ‫َ‬
‫ن ‪ ،‬فَ سذ َل ِك ِ‬ ‫َ‬ ‫فََرآ َ‬
‫حي س َ‬ ‫معُسسو َ‬ ‫ج َ‬ ‫من ُسسوا أ ْ‬ ‫سآ َ‬ ‫ها الن ّسسا ُ‬
‫ل ‪ ،‬أوَ‬
‫ْ‬ ‫ن قَب ْ ُ‬ ‫م ْ‬ ‫ت ِ‬ ‫من َ ْ‬ ‫نآ َ‬ ‫م ت َك ُ ْ‬ ‫مان َُها ‪ ،‬ل َ ْ‬ ‫سا ِإي َ‬ ‫ف ً‬ ‫فعُ ن َ ْ‬ ‫ي َن ْ َ‬
‫ة‬ ‫سسساع َ ُ‬ ‫ن ال ّ‬ ‫م ّ‬ ‫قسسو َ‬ ‫َ‬
‫خي ْسًرا ‪ ،‬وَلت َ ُ‬ ‫مان ِهَسسا َ‬ ‫ت فِسسى ِإي َ‬ ‫سب َ ْ‬ ‫كَ َ‬
‫ما فَل َ ي َت ََباي ََعان ِهِ وَل َ‬ ‫ما ب َي ْن َهُ َ‬ ‫ن ث َوْب َهُ َ‬ ‫جل َ ِ‬ ‫شَر الّر ُ‬ ‫وَقَد ْ ن َ َ‬
‫ف‬ ‫صسسَر َ‬ ‫ة وََقسسد ِ ان ْ َ‬ ‫سسساع َ ُ‬ ‫ن ال ّ‬ ‫م ّ‬ ‫قسسو َ‬ ‫ي َط ْوَِيسسان ِهِ ‪ ،‬وَل َت َ ُ‬
‫ن‬ ‫م ّ‬ ‫قسسو َ‬ ‫ه ‪ ،‬وَل َت َ ُ‬ ‫مسس ُ‬ ‫حِتسسهِ فَل َ ي َط ْعَ ُ‬ ‫ق َ‬ ‫ن لِ ْ‬ ‫ل ب ِلَبسس ِ‬
‫جسس ُ َ‬ ‫الّر ُ‬
‫قى ِفي سهِ ‪،‬‬ ‫سس ِ‬ ‫ه فَل َ ي َ ْ‬ ‫ضس ُ‬ ‫حو ْ َ‬ ‫ط َ‬ ‫ة وَهْ سوَ ي َِلي س ُ‬ ‫سسساع َ ُ‬ ‫ال ّ‬
‫ه إ ِل َسسى ِفي سهِ فَل َ‬ ‫ُ‬
‫ة وَقَد ْ َرفَعَ أك ْل َت َس ُ‬ ‫ساع َ ُ‬ ‫ن ال ّ‬ ‫م ّ‬ ‫قو َ‬ ‫وَل َت َ ُ‬
‫ي َط ْعَ ُ‬
‫‪96‬‬
‫مَها «‬
‫ل»‬ ‫ل الل ّهِ ‪َ -  -‬قسسا َ‬ ‫سو َ‬ ‫َ‬ ‫وع َ َ‬
‫ن َر ُ‬ ‫ن أِبى هَُري َْرة َ أ ّ‬ ‫ْ‬
‫ن‪،‬‬ ‫مَتسسا ِ‬ ‫ظي َ‬ ‫ن عَ ِ‬ ‫ل فِئ ََتسسا ِ‬ ‫قت َت ِ َ‬ ‫حّتى ت َ ْ‬ ‫ة َ‬ ‫ساع َ ُ‬ ‫م ال ّ‬ ‫قو ُ‬ ‫ل َ تَ ُ‬
‫حسد َة ٌ ‪،‬‬ ‫مسسا َوا ِ‬ ‫ة ‪ ،‬د َع ْوَت ُهُ َ‬ ‫م ٌ‬ ‫ظي َ‬ ‫ة عَ ِ‬ ‫قت َل َ ٌ‬ ‫م ْ‬ ‫ما َ‬ ‫ن ب َي ْن َهُ َ‬ ‫كو ُ‬ ‫يَ ُ‬
‫ن‬ ‫ن ث َل َِثي َ‬ ‫م ْ‬ ‫ب ِ‬ ‫ري ٌ‬ ‫ن ‪ ،‬قَ ِ‬ ‫ذاُبو َ‬ ‫ن كَ ّ‬ ‫جاُلو َ‬ ‫ث دَ ّ‬ ‫حّتى ي ُب ْعَ َ‬ ‫وَ َ‬
‫َ‬
‫ض‬ ‫قب َس َ‬ ‫حت ّسسى ي ُ ْ‬ ‫ل الل ّسهِ ‪ ،‬وَ َ‬ ‫سسسو ُ‬ ‫ه َر ُ‬ ‫م أن ّس ُ‬ ‫م ي َْزع ُ ُ‬ ‫‪ ،‬ك ُل ّهُ ْ‬
‫ن‪،‬‬ ‫مسسا ُ‬ ‫ب الّز َ‬ ‫قسساَر َ‬ ‫ل ‪ ،‬وَي َت َ َ‬ ‫م ‪ ،‬وَت َك ُْثسسَر السسّزل َزِ ُ‬ ‫ال ْعِْلسس ُ‬
‫حّتى‬ ‫ل ‪ ،‬وَ َ‬ ‫قت ْ ُ‬ ‫ج وَهْوَ ال ْ َ‬ ‫ن ‪ ،‬وَي َك ْث َُر ال ْهَْر ُ‬ ‫فت َ ُ‬ ‫وَت َظ ْهََر ال ْ ِ‬
‫ل‬ ‫ما ِ‬ ‫ب ال ْ َ‬ ‫م َر ّ‬ ‫حّتى ي ُهِ ّ‬ ‫ض‪َ ،‬‬ ‫في َ‬ ‫ل فَي َ ِ‬ ‫ما ُ‬ ‫م ال ْ َ‬ ‫ي َك ْث َُر ِفيك ُ ُ‬
‫ذى‬ ‫ل ال ّس ِ‬ ‫قسسو َ‬ ‫ه فَي َ ُ‬ ‫ض ُ‬ ‫حّتى ي َعْرِ َ‬ ‫ه ‪ ،‬وَ َ‬ ‫صد َقَت َ ُ‬ ‫ل َ‬ ‫قب َ ُ‬ ‫ن يَ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫َ‬

‫ن ِللط ّب َرِيّ ) ‪ ( 26808‬صحيح‬ ‫سيرِ ال ْ ُ‬


‫قْرآ ِ‬ ‫ف ِ‬ ‫معُ ال ْب ََيا ِ‬
‫ن ِفي ت َ ْ‬ ‫جا ِ‬
‫‪َ - 95‬‬
‫لغيره‬
‫‪ - 96‬صسسحيح البخسسارى )‪- ( 6506‬اللقحسسة ‪ :‬الناقسسة ذات اللبسسن‬
‫قريبة العهد بالولدة ‪-‬يليط ‪ :‬يطين ويصلح‬
‫‪149‬‬
‫حت ّسسى ي َت َط َسساوَ َ‬ ‫َ‬
‫ل‬ ‫ب ل ِسسى ب ِسهِ ‪ .‬وَ َ‬ ‫ه ع َل َي ْسهِ ل َ أَر َ‬ ‫ض ُ‬ ‫ي َعْرِ ُ‬
‫ر‬
‫قب ْس ِ‬ ‫ل بِ َ‬ ‫جس ُ‬ ‫مسّر الّر ُ‬ ‫حت ّسسى ي َ ُ‬ ‫ن ‪ ،‬وَ َ‬ ‫س فِسسى ال ْب ُن ْي َسسا ِ‬ ‫الّنا ُ‬
‫حت ّسسى ت َط ْل ُسعَ‬ ‫ه ‪ .‬وَ َ‬ ‫مك َسسان َ ُ‬ ‫ل ي َسسا ل َي ْت َن ِسسى َ‬ ‫قسسو ُ‬ ‫ل فَي َ ُ‬ ‫ج ِ‬ ‫الّر ُ‬
‫س‬ ‫ها الّنا ُ‬ ‫ت وََرآ َ‬ ‫ذا طلعَ ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫مغْرِب َِها ‪ ،‬فَإ ِ َ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬‫س ِ‬ ‫م ُ‬ ‫ش ْ‬ ‫ال ّ‬
‫ع‬ ‫ن ل َ ي َن ْ َ‬ ‫ن ‪ ،‬فَسذ َل ِ َ‬ ‫َ‬
‫فس ُ‬ ‫حيس َ‬ ‫ك ِ‬ ‫معُسسو َ‬ ‫ج َ‬ ‫من ُسسوا أ ْ‬ ‫‪ -‬ي َعِْنى ‪ -‬آ َ‬
‫ل ‪ ،‬أوَ‬
‫ْ‬ ‫ن قَْبسس ُ‬ ‫مسس ْ‬ ‫ت ِ‬ ‫مَنسس ْ‬ ‫نآ َ‬ ‫كسس ْ‬ ‫م تَ ُ‬ ‫مان َُهسسا َلسس ْ‬ ‫سسسا ِإي َ‬ ‫ف ً‬ ‫نَ ْ‬
‫ة‬ ‫سسساع َ ُ‬ ‫ن ال ّ‬ ‫م ّ‬ ‫قسسو َ‬ ‫َ‬
‫خي ْسًرا ‪ ،‬وَلت َ ُ‬ ‫مان ِهَسسا َ‬ ‫ت فِسسى ِإي َ‬ ‫سب َ ْ‬ ‫كَ َ‬
‫مسسا ‪ ،‬فَل َ ي َت ََباي ََعسسان ِ ِ‬
‫ه‬ ‫ما ب َي ْن َهُ َ‬ ‫ن ث َوْب َهُ َ‬ ‫جل َ ِ‬ ‫شَر الّر ُ‬ ‫وَقَد ْ ن َ َ‬
‫ف‬ ‫ص سَر َ‬ ‫ة وَقَ سد ِ ان ْ َ‬ ‫سسساع َ ُ‬ ‫ن ال ّ‬ ‫م ّ‬ ‫قسسو َ‬ ‫وَل َ ي َط ْوَِيان ِهِ ‪ ،‬وَل َت َ ُ‬
‫ن‬ ‫م ّ‬ ‫قسسو َ‬ ‫ه ‪ ،‬وَل َت َ ُ‬ ‫مسس ُ‬ ‫حِتسسهِ فَل َ ي َط ْعَ ُ‬ ‫ق َ‬ ‫ن لِ ْ‬ ‫جسس ُ َ‬
‫ل ب ِلَبسس ِ‬ ‫الّر ُ‬
‫قى ِفي سهِ ‪،‬‬ ‫سس ِ‬ ‫ه فَل َ ي َ ْ‬ ‫ضس ُ‬ ‫حو ْ َ‬ ‫ط َ‬ ‫ة وَهْ سوَ ي ُِلي س ُ‬ ‫سسساع َ ُ‬ ‫ال ّ‬
‫ه إ ِل َسسى ِفي سهِ فَل َ‬ ‫ُ‬
‫ة وَقَد ْ َرفَعَ أك ْل َت َس ُ‬ ‫ساع َ ُ‬ ‫ن ال ّ‬ ‫م ّ‬ ‫قو َ‬ ‫وَل َت َ ُ‬
‫ي َط ْعَ ُ‬
‫‪97‬‬
‫مَها « ‪.‬‬
‫ثم أبان تعالى سرعة حسسدوث المسسوت العسسام أو‬
‫ة َول‬ ‫ص سي َ ً‬ ‫ن ت َوْ ِ‬ ‫طيُعو َ‬ ‫س ست َ ِ‬ ‫الصسسيحة ‪ ،‬فقسسال‪َ »:‬فل ي َ ْ‬
‫ن «‪.‬‬ ‫َ‬
‫جُعو َ‬ ‫م ي َْر ِ‬ ‫ِإلى أهْل ِهِ ْ‬
‫" أي أن هذه الصسسيحة السستي تنسسزل بهسسم ‪ ،‬إنمسسا‬
‫تسسأتيهم بغتسسة ‪ ،‬فل تسسدع لهسسم سسسبيل إلسسى أن‬
‫يتصسسرفوا فسسى شسسيء ممسسا فسسى أيسسديهم ‪ ،‬أو أن‬
‫يوصوا بشيء منه إلى من يودون إيثاره بشيء‬
‫ممسسا كسسانوا يحرصسسون عليسسه ‪ ،‬وقسسد أوشسسك أن‬
‫يفلسست مسسن أيسسديهم ‪ ،‬كمسسا ل يسسستطيعون أن‬
‫يرجعوا إلى أهلهم وأمسسوالهم بعسسد مسسوتهم ‪ ..‬أو‬
‫أنهسسم ل يسسستطيعون أن يرجعسسوا إلسسى أمسسوالهم‬
‫وأهليهم ‪ ،‬إذا جاءهم الموت ‪ ،‬وهسم فسسى مكسسان‬

‫‪ -‬صحيح البخارى)‪( 7121‬‬ ‫‪97‬‬

‫‪150‬‬
‫بعيسسد عنهسسم ‪ ..‬إن المسسوت ل ينتظرهسسم لحظسسة‬
‫واحدة ‪ ،‬إذا جاء أجلهم ‪"..‬‬
‫ثم أخبر الّله تعالى عن نفخسسة ثانيسسة هسسي نفخسسة‬
‫خ ِفسسي‬ ‫ف َ‬ ‫البعث والنشور من القبور‪،‬فقال ‪ » :‬وَن ُ ِ‬
‫ن‬ ‫سُلو َ‬ ‫م ي َن ْ ِ‬ ‫ث ِإلى َرب ّهِ ْ‬ ‫جدا ِ‬ ‫ن اْل َ ْ‬ ‫م َ‬
‫م ِ‬ ‫صورِ فَِإذا هُ ْ‬ ‫ال ّ‬
‫«‪".‬‬
‫وإذا كان هؤلء المقبسسورون مسسن المشسسركين ‪،‬ل‬
‫يرجعون إلى أهليهم‪،‬فإنهم سيرجعون إلى الّله‬
‫‪ ،‬وسسسيلقون جسسزاء مسسا كسسانوا يعملسسون ‪ ..‬فكمسسا‬
‫ماتوا بصيحة واحسسدة ‪ ،‬فسسإنهم سسسيبعثون كسسذلك‬
‫بنفخة واحدة‪".‬‬
‫أي ونفسسخ فسسي الصسسور نفخسسة ثانيسسة للبعسسث‬
‫والنشسسور مسسن القبسسور ‪،‬فسسإذا جميسسع المخلسسوقين‬
‫يخرجون مسسن القبسسور ‪،‬يسسسرعون المشسسي إلسسى‬
‫لقسسساء ربهسسسم للحسسسساب والجسسسزاء ‪،‬كمسسسا قسسسال‬
‫َ‬
‫سراعًا‪،‬ك َسأن ّهُ ْ‬
‫م‬ ‫ث ِ‬ ‫جدا ِ‬ ‫ن اْل َ ْ‬ ‫م َ‬ ‫ن ِ‬ ‫جو َ‬ ‫خُر ُ‬ ‫م يَ ْ‬
‫تعالى‪:‬ي َوْ َ‬
‫ن ]المعارج ‪.[43 /70‬‬ ‫ضو َ‬ ‫ب ُيوفِ ُ‬ ‫ص ٍ‬ ‫ِإلى ن ُ ُ‬
‫ثم ذكر ما يطرأ عليهم بعد البعث من الهسسوال‬
‫ن‬‫مس ْ‬ ‫والمخاوف فقال تعالى ‪ » :‬قاُلوا يسسا وَي َْلنسسا َ‬
‫دنا ؟ «‪ " .‬وتأخسسسذ المفاجسسسأة‬ ‫مْرقَسسس ِ‬ ‫ن َ‬ ‫مسسس ْ‬‫ب َعََثنسسسا ِ‬
‫المشركين والكافرين ‪ ،‬لنهم كانوا ل يتوقعسسون‬
‫نشورا ‪ ،‬فيفزعهم هذا البعث ‪ ،‬ويتنادون بالويل‬
‫‪ ..‬لنهم ل يدرون ماذا يراد بهم فى هذا العسسالم‬
‫الجديد الذي أخذوا إليه ؟ ويأخذهم العجب من‬
‫تلسسك اليقظسسة السستي أخرجتهسسم مسسن هسسذا النسسوم‬
‫دنا « ؟ ويجيئهم‬ ‫مْرقَ ِ‬
‫ن َ‬ ‫م ْ‬‫ن ب َعََثنا ِ‬ ‫م ْ‬ ‫الطويل ‪َ » ..‬‬

‫‪151‬‬
‫صسسد َقَ‬ ‫ن وَ َ‬ ‫حمسس ُ‬ ‫عسسد َ الّر ْ‬‫الجسسواب ‪ » :‬هسسذا مسسا وَ َ‬
‫ن «‪ ..‬هذا ما كنتم به تكذبون!"‬ ‫سُلو َ‬ ‫مْر َ‬ ‫ال ْ ُ‬
‫أي قال المبعوثون ‪ :‬يا هلكنسسا مسسن السسذي بعثنسسا‬
‫من قبورنا بعد موتنا؟ وهي قبورهم التي كسسانوا‬
‫يعتقدون في دار السسدنيا أنهسسم ل يبعثسسون منهسسا ‪،‬‬
‫وظنوا لما شاهدوا من الهوال وما استبد بهسسم‬
‫مسسن الفسسزع ‪ ،‬أنهسسم كسسانوا نيامسسا‪.‬وهسسذا ل ينفسسي‬
‫عذابهم في قبورهم ‪ ،‬لنه بالنسبة إلى ما بعده‬
‫ن‬
‫حم س ُ‬ ‫في الشدة كالرقسساد‪ » .‬هسسذا مسسا وَع َسد َ الّر ْ‬
‫ّ‬
‫ن «‪ .‬أي هذا ما وعسسد بسسه اللسسه‬ ‫سُلو َ‬ ‫مْر َ‬‫صد َقَ ال ْ ُ‬ ‫وَ َ‬
‫وصدق فسسي الخبسسار عنسسه النبيسساء المرسسسلون ‪،‬‬
‫فهم رجعوا إلى أنفسهم ‪ ،‬فاعترفوا أنهم بعثسسوا‬
‫من المسسوت ‪ ،‬وأقسسروا بصسسدق الرسسسل ‪ ،‬يسسوم ل‬
‫ينفع التصديق‪ .‬فهذا الكلم مسسن قسسول الكفسسار ‪،‬‬
‫وهسسو رأي عبسسد الرحمسسن بسسن زيسسد ‪ ،‬واختسساره‬
‫الشوكاني وغيره‪.‬‬
‫واختسسار ابسسن جريسسر وابسسن كسسثير أن هسسذا جسسواب‬
‫الملئكسسة أو جسسواب المسسؤمنين ‪ ،‬كقسسوله تبسسارك‬
‫ن‪ .‬هسسذا‬ ‫دي ِ‬‫م ال س ّ‬ ‫وتعالى ‪َ :‬وقاُلوا ‪ :‬يا وَي َْلنا هذا ي َسوْ ُ‬
‫ن ]الصسسافات‬ ‫م ب ِسهِ ت ُك َسذ ُّبو َ‬
‫ذي ك ُن ْت ُس ْ‬ ‫ل ال ّ ِ‬
‫ص ِ‬ ‫ف ْ‬ ‫م ال ْ َ‬‫ي َوْ ُ‬
‫‪.[21 - 20 /37‬‬
‫ثم أوضح الّله تعسسالى سسسرعة البعسسث ‪ ،‬فقسسال »‬
‫ميسسعٌ َلسسد َْينا‬ ‫ج ِ‬‫م َ‬ ‫حد َة ً فَِإذا هُ ْ‬ ‫ة وا ِ‬ ‫ح ً‬ ‫ت إ ِّل َ‬
‫صي ْ َ‬ ‫ن كان َ ْ‬ ‫إِ ْ‬
‫ن «‪.‬‬ ‫ضُرو َ‬ ‫ح َ‬ ‫م ْ‬‫ُ‬
‫" »صيحة « خبر كان منصوب ‪ ،‬واسمها ضمير‬
‫يعسسود علسسى الصسسيحة فسسى قسسوله تعسسالى ‪ » :‬مسسا‬
‫ْ‬
‫م‬‫هسسس ْ‬
‫م وَ ُ‬ ‫خسسسذ ُهُ ْ‬
‫حسسسد َة ً ت َأ ُ‬‫ة وا ِ‬ ‫ح ً‬ ‫صسسسي ْ َ‬‫ن إ ِّل َ‬ ‫ظسسسُرو َ‬ ‫ي َن ْ ُ‬
‫‪152‬‬
‫ن «‪ ..‬أي مسسا كسسانت الصسسيحة إل صسسيحة‬ ‫مو َ‬ ‫ص ُ‬‫خ ّ‬ ‫يَ ِ‬
‫واحدة ‪ ،‬أخرجتهم مسسن قبسسورهم ‪ ،‬ثسسم جمعتهسسم‬
‫فى المحشر بين يدي الّله ‪"..‬‬
‫أي ما كانت النفخة إل صيحة واحدة ‪ ،‬فإذا هم‬
‫أحيسسساء مجموعسسسون لسسسدينا بسسسسرعة للحسسسساب‬
‫ج سَرةٌ‬ ‫والجزاء ‪ ،‬كما قسسال تعسسالى ‪ :‬فَإ ِّنمسسا ه ِس َ‬
‫ي َز ْ‬
‫ساه َِرةِ ]النازعات ‪13 /79‬‬ ‫م ِبال ّ‬‫حد َة ٌ ‪ ،‬فَِإذا هُ ْ‬ ‫وا ِ‬
‫سساع َةِ إ ِّل‬ ‫َ‬
‫مسُر ال ّ‬‫‪ [14 -‬وقال عسسز وجسسل ‪َ :‬ومسا أ ْ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ب ]النحل ‪.[77 /16‬‬ ‫صرِ ‪ ،‬أوْ هُوَ أقَْر ُ‬‫ح ال ْب َ َ‬ ‫ك َل َ ْ‬
‫م ِ‬
‫وأردف بعسسدئذ مسسا يكسسون فسسي ذلسسك مسسن القضسساء‬
‫س‬
‫فس ٌ‬ ‫م ل ت ُظ ْل َس ُ‬
‫م نَ ْ‬ ‫العادل ‪ ،‬فقسسال تعسسالى ‪ » :‬فَسسال ْي َوْ َ‬
‫ن « "أي ففسسي‬ ‫مل ُسسو َ‬
‫م ت َعْ َ‬ ‫ن إ ِّل ما ك ُن ْت ُس ْ‬ ‫شْيئا ً َول ت ُ ْ‬
‫جَزوْ َ‬ ‫َ‬
‫هذا اليوم ‪ ،‬يلقى كل إنسان جسسزاء مسسا عمسسل ‪ ،‬فل‬
‫تظلم نفس شيئا ‪ ،‬فالمسيء ل يلقى مسسن الجسسزاء‬
‫إل بقدر إساءته ‪ ،‬والمحسن ل يبخس من إحسانه‬
‫شيء ‪ ،‬بل يوّفاه مضاعفا ‪"...‬‬
‫ومضات‬
‫وأخيرا يجيء شكهم في الوعد ‪ ،‬واسسستهزاؤهم‬
‫م‬ ‫ذا ال ْوَع ْ سد ُ إ ِ ْ‬
‫ن ك ُن ْت ُس ْ‬ ‫متى ه س َ‬ ‫قوُلو َ‬
‫ن َ‬ ‫بالوعيد ‪» :‬وَي َ ُ‬
‫ن؟« ‪..‬ووعد الّله ل يسسستقدم لسسستعجال‬ ‫صاد ِِقي َ‬
‫البشر ول يستأخر لرجائهم فسسي تسسأخيره‪ .‬فكسسل‬
‫شيء عند الّله بمقدار‪ .‬وكل أمر مرهون بوقته‬
‫المرسوم‪ .‬إنما تقع المور في مواعيسسدها وفسسق‬
‫حكمة الّله الزليسسة السستي تضسسع كسسل شسسيء فسسي‬
‫مكانه ‪ ،‬وكل حسسادث فسسي إبسسانه ‪ ،‬وتمضسسي فسسي‬
‫تصريف هذا الكسسون ومسسا فيسسه ومسسن فيسسه وفسسق‬
‫النظام المقدر المرسوم في إمام مبين‪.‬‬
‫‪153‬‬
‫أما الرد على هذا السؤال المنكر فيجيسسء فسسي‬
‫مشسسهد مسن مشساهد القيامسسة يسسرون فيسسه كيسسف‬
‫يكون ‪ ،‬ل متى يكون ‪..‬‬
‫ْ‬
‫م‬ ‫م وَهُ س ْ‬ ‫خ سذ ُهُ ْ‬ ‫ح سد َة ً ت َأ ُ‬ ‫ة وا ِ‬ ‫ح ً‬ ‫ص سي ْ َ‬ ‫ن إ ِّل َ‬ ‫»ما ي َن ْظ ُسُرو َ‬
‫ة َول ِإلسسسى‬ ‫صسسسي َ ً‬ ‫ن ت َوْ ِ‬ ‫طيُعو َ‬ ‫سسسست َ ِ‬ ‫ن‪َ .‬فل ي َ ْ‬ ‫مو َ‬ ‫صسسس ُ‬ ‫خ ّ‬ ‫يَ ِ‬
‫ن‬ ‫صورِ فَِإذا ُ‬ ‫ف َ‬ ‫َ‬
‫مس َ‬ ‫م ِ‬ ‫هسس ْ‬ ‫خ ِفي ال ّ‬ ‫ن‪ .‬وَن ُ ِ‬ ‫جُعو َ‬ ‫م ي َْر ِ‬ ‫أهْل ِهِ ْ‬
‫ن‪ .‬قسساُلوا ‪ :‬يسسا وَي َْلنسسا!‬ ‫س سُلو َ‬ ‫م ي َن ْ ِ‬ ‫ث ِإلى َرب ّهِ ْ‬ ‫جدا ِ‬ ‫اْل َ ْ‬
‫ن‬ ‫حمس ُ‬ ‫دنا؟ هسسذا مسسا وَع َسد َ الّر ْ‬ ‫مْرقَس ِ‬ ‫ن َ‬ ‫مس ْ‬ ‫ن ب َعََثنا ِ‬ ‫م ْ‬ ‫َ‬
‫ح سد َةً‬ ‫ة وا ِ‬ ‫ح ً‬ ‫ص سي ْ َ‬ ‫ّ‬
‫ت إ ِل َ‬ ‫ن كان َ ْ‬ ‫ن‪ .‬إ ِ ْ‬ ‫سلو َ‬ ‫ُ‬ ‫مْر َ‬ ‫ْ‬
‫صد َقَ ال ُ‬ ‫وَ َ‬
‫ن« ‪..‬‬ ‫ضُرو َ‬ ‫ح َ‬ ‫م ْ‬ ‫َ‬
‫ميعٌ لد َْينا ُ‬ ‫ج ِ‬ ‫م َ‬ ‫فَِإذا هُ ْ‬
‫م‬ ‫ن ك ُن ْت ُس ْ‬ ‫ذا ال ْوَع ْسد ُ إ ِ ْ‬ ‫مسستى ه س َ‬ ‫يسأل المكذبون ‪َ » :‬‬
‫ن« ‪ ..‬فيكسسون الجسسواب مشسسهدا خاطفسسا‬ ‫صسساد ِِقي َ‬
‫سريعا ‪ ..‬صيحة تصعق كسسل حسسي ‪ ،‬وتنتهسسي بهسسا‬
‫حد َةً‬ ‫ة وا ِ‬ ‫ح ً‬ ‫صي ْ َ‬ ‫ن إ ِّل َ‬ ‫الحياة والحياء ‪» :‬ما ي َن ْظ ُُرو َ‬
‫ْ‬
‫ة‬‫صسسي َ ً‬ ‫ن ت َوْ ِ‬ ‫طيُعو َ‬ ‫ست َ ِ‬ ‫ن‪َ .‬فل ي َ ْ‬ ‫مو َ‬ ‫ص ُ‬ ‫خ ّ‬‫م يَ ِ‬ ‫م وَهُ ْ‬ ‫خذ ُهُ ْ‬ ‫ت َأ ُ‬
‫ن« ‪..‬‬ ‫َ‬
‫جُعو َ‬ ‫م ي َْر ِ‬ ‫َول ِإلى أهْل ِهِ ْ‬
‫فهي تأخذهم بغتة وهم في جدالهم وخصسسامهم‬
‫في معترك الحيسساة ‪ ،‬ل يتوقعونهسسا ول يحسسسبون‬
‫لها حسابا‪ .‬فسسإذا هسسم منتهسسون‪ .‬كسسل علسسى حسساله‬
‫التي هو عليها‪ .‬ل يملك أن يوصسسي بمسسن بعسسده‪.‬‬
‫ول يملسسك أن يرجسسع إلسسى أهلسسه فيقسسول لهسسم‬
‫كلمسسة ‪ ..‬وأيسسن هسسم؟ إنهسسم مثلسسه فسسي أمسساكنهم‬
‫منتهون! ثم ينفخ في الصور فإذا هم ينتفضسسون‬
‫من القبور‪ .‬ويمضون سراعا ‪ ،‬وهم فسسي دهسسش‬
‫دنا؟«‪ .‬ثم‬ ‫مْرقَ ِ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫ن ب َعََثنا ِ‬ ‫م ْ‬ ‫وذعر يتساءلون ‪َ » :‬‬
‫تسسسسزول عنهسسسسم الدهشسسسسة قليل ‪ ،‬فيسسسسدركون‬
‫ق‬
‫صسسد َ َ‬ ‫ن وَ َ‬ ‫حمسس ُ‬ ‫عسسد َ الّر ْ‬ ‫ويعرفسسون ‪» :‬هسسذا مسسا وَ َ‬
‫‪154‬‬
‫ن«! ثسسم إذا الصسسيحة الخيسسرة‪ .‬صسسيحة‬ ‫سُلو َ‬ ‫مْر َ‬ ‫ال ْ ُ‬
‫واحسسدة‪ .‬فسسإذا هسسذا الشسستيت الحسسائر المسسذهول‬
‫المسارع في خطاه المدهوش‪.‬‬
‫ن« ‪..‬‬ ‫ض سُرو َ‬‫ح َ‬ ‫م ْ‬ ‫مي سعٌ ل َسد َْينا ُ‬ ‫ج ِ‬ ‫يثوب ‪» :‬فَ سِإذا هُ س ْ‬
‫م َ‬
‫وتنتظم الصفوف ‪ ،‬ويتهيأ الستعراض في مثسسل‬
‫لمح البصر ورجع الصسسدى‪ .‬وإذا القسسرار العلسسوي‬
‫في طبيعة الموقف ‪ ،‬وطبيعة الحساب والجزاء‬
‫س‬
‫فس ٌ‬ ‫م ل ت ُظ َْلس ُ‬
‫م نَ ْ‬ ‫يعلسن علسى الجميسع ‪َ» :‬فسال ْي َوْ َ‬
‫ن« ‪..‬‬ ‫مُلو َ‬
‫م ت َعْ َ‬ ‫ن إ ِّل ما ك ُن ْت ُ ْ‬
‫جَزوْ َ‬‫شْيئا ً َول ت ُ ْ‬‫َ‬
‫وفي هذه السرعة الخاطفة التي تتم بهسسا تلسسك‬
‫المشاهد الثلثة تناسسسق فسسي السسرد علسسى أولئك‬
‫‪98‬‬
‫الشاكين المرتابين في يوم الوعد المبين!‬
‫وقسسال دروزة ‪ " :‬فالموعسسد آت ل ريسسب فيسسه‪.‬‬
‫وسسستأتيهم الصسسيحة بغتسسة وهسسم لهسسون فسسي‬
‫أشغالهم وخصسسوماتهم فيهلكسسون حيسسث هسسم فل‬
‫يرجعون إلى أهلهم ول يجدون الفرصة لوصسسية‬
‫يوصون بها‪.‬‬
‫اليسسات اسسستمرار للسسسياق السسسابق كمسسا هسسو‬
‫المتبادر حيث جاءت لتصوير الحالة فسسي اليسسوم‬
‫الموعود السسذي حكسست اليسسات السسسابقة سسسؤال‬
‫دت عليهسسم مؤكسسدة منسسذرة ‪،‬‬ ‫الكفسسار عنسسه ور ّ‬
‫وعبارتها واضحة ل تحتسساج إلسسى أداء آخسسر‪ .‬وقسسد‬
‫احتوت صورة للبعث الخروي ومسسا يكسسون فيسسه‬
‫من مصير المؤمنين والكفسسار جسسزاء لمسا كسسسبه‬
‫كل منهم في الحياة الدنيا ‪ ،‬وما سسسوف يشسسعر‬
‫فار به من حقيقة ما وعدوا وصسسدق الرسسسل‬ ‫الك ّ‬
‫‪ -‬في ظلل القرآن ‪ ،‬ج ‪ ، 5‬ص ‪2971 :‬‬ ‫‪98‬‬

‫‪155‬‬
‫الذين أنذروا بسسه ومسسا سسسوف يخسساطب الل ّسسه بسسه‬
‫المجرمين من خطاب فيه تنديد وتبكيت‪.‬‬
‫خسساذ كسسسابقاتها ‪ ،‬مسسن‬ ‫وأسسسلوب اليسسات قسسوي أ ّ‬
‫شأنه إثارة الخوف والرعب في الكفسسار وبعسسث‬
‫الطمأنينسسة والرضسسى فسسي المسسؤمنين وهسسو ممسسا‬
‫‪99‬‬
‫استهدفته من دون ريب‪".‬‬
‫ما ترشد إليه اليات‬
‫أرشدت اليات إلى ما يأتي ‪:‬‬
‫‪ - 1‬كان الرد الحاسسسم علسسى اسسستعجال الكفسسار‬
‫قيام الساعة اسسستهزاء أنهسسا تسسأتي فجسسأة كلمسسح‬
‫البصر أو هسسي أقسسرب ‪ ،‬وتحسسدث بنفخسسة واحسسدة‬
‫هي نفخة إسرافيل فسسي وقسست يختصسسم النسساس‬
‫في أمور دنياهم ‪ ،‬فيموتون في مكانهم‪ .‬وهسسذه‬
‫صعق‪.‬‬ ‫نفخة ال ّ‬
‫‪ - 2‬من آثار الموت المفاجئ بتلك النفخة أنهم‬
‫ل يتمكنون مسسن العسسودة إلسسى ديسسارهم إذا كسسانوا‬
‫خسسارجين منهسسا ‪ ،‬ول يسسستطيعون اليصسساء إلسسى‬
‫غيرهم بما لهم وما عليهم‪ .‬وقيسسل ‪ :‬ل يسسستطيع‬
‫أن يوصي بعضهم بعضسسا بالتوبسسة ‪ ،‬بسسل يموتسسون‬
‫في أسواقهم ومواضعهم‪.‬‬
‫‪ - 3‬ثم تأتي النفخة الثانيسسة وهسسي نفخسسة البعسسث‬
‫والنشور من القبور ‪ ،‬فهمسسا نفختسسان ‪ ،‬ل ثلث ‪،‬‬
‫م‬ ‫صسسورِ ‪ ،‬فَ سِإذا هُ س ْ‬ ‫خ ِفي ال ّ‬ ‫ف َ‬‫بدليل هذه الية ‪ :‬وَن ُ ِ‬
‫ن‪.‬‬‫سُلو َ‬ ‫م ي َن ْ ِ‬‫ث ِإلى َرب ّهِ ْ‬ ‫جدا ِ‬ ‫ن اْل َ ْ‬ ‫م َ‬ ‫ِ‬
‫ن‬
‫ل ‪ " :‬ب َي ْس َ‬ ‫ي ‪ ‬قَسسا َ‬ ‫ن الن ّب ِس ّ‬ ‫عن أبي هُ ََري َْرة َ ‪ ،‬ع َ ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ن‬‫ن " َقاُلوا ‪َ :‬يا أَبا هَُري َْرة َ أْرب َُعسسو َ‬ ‫ن أْرب َُعو َ‬ ‫خت َي ْ ِ‬
‫ف َ‬
‫الن ّ ْ‬
‫‪ -‬التفسير الحديث لدروزة ‪(36 / 3) -‬‬ ‫‪99‬‬

‫‪156‬‬
‫ل‪:‬‬ ‫ة ‪َ ،‬قا َ‬ ‫سن َ ً‬ ‫ل ‪ :‬أ َبيت ‪َ ،‬قا َ َ‬ ‫ما ‪َ ،‬قا َ‬
‫ن َ‬ ‫ل ‪ :‬أْرب َُعو َ‬ ‫َْ ُ‬ ‫ي َوْ ً‬
‫ت‬ ‫َ‬ ‫شسهًْرا ‪ ،‬قَسسا َ‬ ‫ن َ‬ ‫َ‬ ‫ت ‪ ،‬قَسسا َ‬ ‫َ‬
‫ل ‪ " :‬أب َي ْس ُ‬ ‫ل ‪ :‬أْرب َعُسسو َ‬ ‫أب َي ْس ُ‬
‫ب ذ َن َب ِسهِ ‪،‬‬ ‫ج َ‬ ‫ن ‪ ،‬إ ِّل ع َ ْ‬ ‫سا ِ‬ ‫ن ال ِن ْ َ‬ ‫م َ‬ ‫يءٍ ِ‬ ‫ش ْ‬ ‫ل َ‬ ‫وَي َب َْلى ك ُ ّ‬
‫‪100‬‬
‫خل ْقُ "‬ ‫ب ال َ‬ ‫ِفيهِ ي َُرك ّ ُ‬
‫خَرى فَ سإ ِ َ‬ ‫ُ‬
‫م‬ ‫م قِي َسسا ٌ‬ ‫ذا هُ س ْ‬ ‫خ ِفيهِ أ ْ‬ ‫ف َ‬ ‫م نُ ِ‬ ‫ن قََتاد َة َ ‪ ،‬ث ُ ّ‬ ‫وع َ ْ‬
‫َ‬
‫ن‬ ‫ن أْرب َُعو َ‬ ‫خت َي ْ ِ‬ ‫ف َ‬ ‫ن الن ّ ْ‬ ‫ي الل ّهِ ‪ " َ :‬ب َي ْ َ‬ ‫ل ن َب ِ ّ‬ ‫ن َقا َ‬ ‫ي َن ْظ ُُرو َ‬
‫ك ‪ ،‬وََل َزاد ََنا‬ ‫" َقا َ َ‬
‫ن ذ َل ِ َ‬ ‫سأل َْناه ُ ع َ ْ‬ ‫ما َ‬ ‫ه ‪ :‬فَ َ‬ ‫حاب ُ ُ‬ ‫ص َ‬ ‫لأ ْ‬
‫م أ َن َّها‬ ‫ن َرأيهِ ْ‬
‫ْ‬
‫م ْ‬ ‫ن ِ‬ ‫كاُنوا ي ََروْ َ‬ ‫م َ‬ ‫َ‬
‫ك ‪ ،‬غ َي َْر أن ّهُ ْ‬ ‫ع ََلى ذ َل ِ َ‬
‫ث فِسسي ت ِْلس َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ك‬ ‫ه ي ُب ْعَس ُ‬ ‫كسَر ل ََنسا أّنس ُ‬ ‫ة ‪ ،‬وَذ ُ ِ‬ ‫سسن َ ً‬ ‫ن َ‬ ‫أْرب َُعسو َ‬
‫مط َسُر ال ْ َ‬ ‫َ‬
‫حت ّسسى‬ ‫حي َسساةِ ‪َ ،‬‬ ‫ه َ‬ ‫ل ل َس ُ‬ ‫قسسا ُ‬ ‫مط َسٌر ي ُ َ‬ ‫ن َ‬ ‫اْلْرب َِعيس َ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫س‬
‫سسساد ُ الن ّسسا ِ‬ ‫ج َ‬ ‫تأ ْ‬ ‫ض وَت َهْت َسّز ‪ ،‬وَت َن ْب ُس ُ‬ ‫ب اْلْر ُ‬ ‫طي س ُ‬ ‫تَ ِ‬
‫م‬‫م قِي َسسا ٌ‬ ‫ذا هُس ْ‬ ‫ة فَإ ِ َ‬ ‫خ ِفيهِ الّثان ِي َ َ‬ ‫ف ُ‬ ‫م ي ُن ْ َ‬ ‫ل ‪ ،‬ثُ ّ‬ ‫ق ِ‬ ‫ت ال ْب َ ْ‬ ‫ن ََبا َ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ل‬ ‫سأ َ‬ ‫ل‪َ ،‬‬ ‫جب َ ٍ‬ ‫ن َ‬ ‫مَعاذ َ ب ْ َ‬ ‫ن ُ‬ ‫ل ‪ :‬ذ ُك َِر لَنا أ ّ‬ ‫ن َقا َ‬ ‫ي َن ْظ ُُرو َ‬
‫م‬ ‫ن ي َسوْ َ‬ ‫من ُسسو َ‬ ‫مؤ ْ ِ‬ ‫ث ال ْ ُ‬ ‫ف ي ُب ْعَ س ُ‬ ‫ي الّلسسهِ ‪ : ‬ك َي ْس َ‬ ‫ن َِبسس ّ‬
‫ن‬ ‫حِليسس َ‬ ‫مك َ ّ‬ ‫دا ُ‬ ‫مسسْر ً‬ ‫دا ُ‬ ‫جْر ً‬ ‫ن ُ‬ ‫ل ‪ " :‬ي ُب ْعَُثو َ‬ ‫مةِ ؟ َقا َ‬ ‫قَيا َ‬ ‫ال ْ ِ‬
‫ب َِني ث ََلِثي َ‬
‫‪101‬‬
‫ة"‬ ‫سن َ ً‬ ‫ن َ‬
‫ة‪،‬‬ ‫مس َ‬ ‫عك ْرِ َ‬ ‫ت ِ‬ ‫معْ ُ‬ ‫سس ِ‬ ‫س‪َ :‬‬ ‫ن إ ِي َسسا ٍ‬ ‫ي ب ْس ُ‬ ‫خس ّ‬ ‫ل ال ْب َل ْ ِ‬ ‫وقَسسا َ‬
‫ن‬ ‫م ْ‬ ‫ت وَ َ‬ ‫وا ِ‬ ‫م َ‬
‫س َ‬ ‫ن ِفي ال ّ‬ ‫م ْ‬ ‫صعِقَ َ‬ ‫ل ِفي قَوْل ِهِ فَ َ‬ ‫قو ُ‬ ‫يَ ُ‬
‫ن السد ّن َْيا ‪،‬‬ ‫لول َسسى ِ‬ ‫ل‪:‬اُْ‬ ‫ة ‪ ،‬قَسسا َ‬ ‫ض اْلي َس َ‬ ‫فِسسي اْل َْر‬
‫مس َ‬ ‫ِ‬
‫‪102‬‬
‫خَرةِ "‬ ‫ن اْل ِ‬ ‫م َ‬ ‫خيَرة ُ ِ‬ ‫َواْل َ ِ‬
‫‪ - 4‬يتعجب أهل البعث ويذهلون ويفزعون مما‬
‫يرون من شسسدائد الهسسوال ‪ ،‬فيتسسساءلون عمسسن‬
‫أخرجهم من قبورهم ‪ ،‬مفضلين عذاب القسسبر ‪،‬‬
‫لنه بالنسبة إلى ما بعده في الشدة كالرقاد‪.‬‬

‫خارِيّ )‪( 4814‬‬ ‫ح ال ْب ُ َ‬ ‫حي ُ‬‫ص ِ‬‫‪َ -‬‬


‫‪100‬‬

‫ّ‬
‫ن ِللطب َرِيّ )‪( 27853‬‬ ‫ْ‬
‫سيرِ القُْرآ ِ‬ ‫ف ِ‬
‫ن ِفي ت َ ْ‬ ‫ْ‬
‫معُ الب ََيا ِ‬ ‫جا ِ‬
‫‪َ -‬‬ ‫‪101‬‬

‫ن ِللط ّب َرِيّ )‪( 27852‬‬ ‫رآ‬


‫ْ ِ‬ ‫ُ‬ ‫ق‬ ‫ْ‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫ر‬‫سي‬
‫َ ِ ِ‬ ‫ْ‬ ‫ف‬ ‫ت‬ ‫في‬
‫‪ِ ِ ََ ُ ِ َ -‬‬
‫ن‬ ‫يا‬ ‫ب‬ ‫ْ‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫ع‬ ‫م‬ ‫جا‬ ‫‪102‬‬

‫‪157‬‬
‫‪ - 5‬النفخسسة الثانيسسة أيضسسا وهسسي نفخسسة البعسسث‬
‫مع الناس‬ ‫والنشور سريعة جدا ‪ ،‬فإذا حدثت تج ّ‬
‫جميعسسا وحضسسروا مسسسرعين إلسسى لقسساء ربهسسم‬
‫ن‬
‫مهْط ِِعي س َ‬
‫للحساب والجزاء ‪ ،‬كما قال تعسسالى ‪ُ :‬‬
‫إ َِلى ال ّ‬
‫داِع ]القمر ‪.[8 /54‬‬
‫‪ - 6‬الحساب حق وعدل ‪ ،‬والجسسزاء قسسائم علسسى‬
‫العدل المطلق ‪ ،‬فل ينقص مسسن ثسسواب العمسسل‬
‫أي شيء مهما قل ‪ ،‬ول يجزى النسساس إل علسسى‬
‫وفق ما عملوا من خير أو شر‪.‬‬
‫سسسسسسسسسسسس‬

‫‪158‬‬
‫جزاء المحسنين‬
‫قال تعالى ‪:‬‬
‫ﭡﭢﭣ‬ ‫ﭑﭒﭓﭔﭕﭖﭗﭘ ﭙﭚﭛﭜﭝﭞﭟﭠ‬
‫ﭤﭥﭦﭧ ﭨﭩﭪﭫﭬﭭ‬
‫شرح الكلمات ‪:‬‬
‫رقم الية ‪ ...‬الكلمة ‪ ...‬معناها‬
‫ل ‪ ...‬هم في شغل عن غيرهم بما‬ ‫شغُ ٍ‬ ‫‪ُ ... 55‬‬
‫هم فيه من النعيم‬
‫ن ‪ ...‬متلذذون معجبون‬ ‫‪َ ... 55‬فاك ُِهو َ‬
‫ك ‪ ...‬هسسي السسسرر تحسست الحجسسال‬ ‫‪ ... 56‬ال ََرائ ِ ِ‬
‫) الغرف المزخرفة (‬
‫ن ‪ ...‬مسسا يتمنسسون ومسسا‬ ‫عو َ‬ ‫مسسا َيسسد ّ ُ‬ ‫م ّ‬ ‫‪ ... 57‬وَل َُهسس ْ‬
‫يطلبون‬
‫حيم ٍ ‪ ...‬يسلم اللسسه‬ ‫ب ّر ِ‬‫ن ّر ّ‬ ‫م ْ‬ ‫م قَوْل ً ِ‬ ‫سل َ ٌ‬ ‫‪َ ... 58‬‬
‫سبحانه عليهم‬
‫المناسبة ‪:‬‬
‫بعد أن بّين الله تعسسالى حسسدوث البعسسث ل شسسك‬ ‫ّ‬
‫فيه ‪ ،‬وما يكون فسسي يسسوم القيامسسة مسسن الجسسزاء‬
‫العسسادل ‪ ،‬بي ّسسن هنسسا مسسا أعسسده للمحسسسنين ‪ ،‬ثسسم‬
‫أعقبه في اليات التالية بما أعسسده للمسسسيئين ‪،‬‬
‫ترغيبا في العمل الصسسالح ‪ ،‬وترهيبسسا مسسن سسسوء‬
‫العمال‪.‬‬
‫التفسير والبيان ‪:‬‬
‫يخبر الّله تعالى عن حال أهل الجنة فيقول ‪» :‬‬
‫إ َ‬
‫ن«"‬ ‫ل فسساك ُِهو َ‬ ‫م ِفي ُ‬
‫شغُ ٍ‬ ‫جن ّةِ ال ْي َوْ َ‬‫ب ال ْ َ‬ ‫صحا َ‬ ‫نأ ْ‬ ‫ِ ّ‬
‫قساه المؤمنسون فسى هسذا اليسسوم السذي‬ ‫هذا ما يل ّ‬
‫يساق فيسسه المشسسركون إلسسى موقسسف الحسسساب‬
‫‪159‬‬
‫والجزاء ‪ ..‬وهسسذا الخسسبر هسسو تشسسويق للمسسؤمنين‬
‫إلى هذا الجسسزاء الكريسسم السسذي وعسسدوا بسسه مسسن‬
‫رّبهسسم ‪ ..‬ثسسم هسسو فسسى السسوقت نفسسسه عسسزل‬
‫للكافرين عن هذا المقام ‪ ،‬ومضاعفة للحسسسرة‬
‫فى قلسسوبهم ‪ ..‬وسسسمي أهسسل الجنسسة أصسسحابها ‪،‬‬
‫تمكينا لهسسم منهسسا ‪ ،‬وإطلقسسا ليسسديهم بالتصسسرف‬
‫فى كسسل شسسيء فيهسسا ‪ ،‬شسسأنهم فسسى هسسذا شسسأن‬
‫المالك فيما ملك ‪ ..‬فضل من الّله وإحسانا‪.‬‬
‫قسسون‬ ‫وشغل أصحاب الجنة فى الجنة ‪ ،‬هو ما يل ّ‬
‫من ألوان النعيم ‪ ،‬حيث يشغل هذا النعيسسم كسسل‬
‫لحظة من حياتهم ‪ ،‬إذ يجيئهم ألوانسسا وصسسنوفا ‪،‬‬
‫فإذا هم فسسي أحسسوال متغسسايرة متشسسابهة معسسا ‪..‬‬
‫تغسسايرة فسسى صسسورها وآثارهسسا ‪ ،‬متشسسابهة فسسى‬
‫إسعاد النفوس ونعيمها ‪ ..‬وهذا مسسا يشسسير إليسسه‬
‫مَرةٍ رِْزقا ً‬ ‫ن ثَ َ‬ ‫م ْ‬ ‫مْنها ِ‬ ‫قوله تعالى ‪ » :‬ك ُّلما ُرزُِقوا ِ‬
‫مَتشاِبها ً‬ ‫ُ‬
‫ل وَأُتوا ب ِهِ ُ‬ ‫ن قَب ْ ُ‬ ‫م ْ‬ ‫ذي ُرزِْقنا ِ‬ ‫ذا ال ّ ِ‬ ‫قاُلوا ه َ‬
‫« )‪ : 25‬البقسسرة( وفسساكهون ‪ :‬أي منّعمسسون بمسسا‬
‫يسسساق إليهسسم مسسن ألسسوان النعيسسم ‪ ،‬وأصسسله مسسن‬
‫الفاكهسسة ‪ ،‬إذ كسسانت مسسن طيبسسات المطسساعم ‪..‬‬
‫ومنه الفكاهة ‪ ،‬وهي التخير مسسن طسسرف الكلم‬
‫وملحه‪".‬‬
‫ص سّلى‬ ‫ل الل سهِ َ‬ ‫سسسو ُ‬ ‫ل َر ُ‬ ‫ل‪ :‬قَسسا َ‬ ‫ن أ َِبي هَُري َْرة َ َقا َ‬ ‫عَ ْ‬
‫ل‪:‬‬‫جسس ّ‬ ‫عسسّز وَ َ‬ ‫ه َ‬ ‫ل اللسس ُ‬ ‫قسسو ُ‬ ‫م‪ " :‬ي َ ُ‬ ‫سسسل ّ َ‬ ‫ه ع َل َْيسسهِ وَ َ‬ ‫الّلسس ُ‬
‫ت‪ ،‬وََل‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ن َرأ ْ‬ ‫مسسا َل ع َي ْس ٌ‬ ‫ن َ‬ ‫حي َ‬ ‫صسال ِ ِ‬ ‫ت ل ِعَِباِدي ال ّ‬ ‫أع ْد َد ْ ُ‬
‫م قََرَأ‪:‬‬ ‫ر‪ ،‬ث ُ ّ‬‫ٍ‬ ‫ب بَ َ‬
‫ش‬ ‫خط ََر ع ََلى قَل ْ ِ‬ ‫ت‪ ،‬وََل َ‬ ‫معَ ْ‬ ‫س ِ‬ ‫ن َ‬ ‫أذ ُ ٌ‬
‫ُ‬
‫َ‬ ‫ما أ ُ ْ‬
‫ن‬ ‫ن قُ سّرةِ أع ْي ُس ٍ‬ ‫م ْ‬ ‫م ِ‬ ‫ي ل َهُ ْ‬‫ف َ‬ ‫خ ِ‬ ‫س َ‬ ‫ف ٌ‬ ‫م نَ ْ‬ ‫} فََل ت َعْل َ ُ‬
‫ن { ]السجدة‪ [17 :‬وَفِسسي‬ ‫مُلو َ‬ ‫كاُنوا ي َعْ َ‬ ‫ما َ‬ ‫جَزاًء ب ِ َ‬ ‫َ‬
‫‪160‬‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫مسسا‬ ‫جسسَزاءً ب ِ َ‬ ‫ن َ‬ ‫ٍ‬ ‫ت أع ْي ُ‬ ‫ن قُّرا ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ة" ِ‬ ‫مَعاوِي َ َ‬ ‫رَِواي َةِ أِبي ُ‬
‫‪103‬‬
‫ح‬ ‫حي ِ‬ ‫ص ِ‬ ‫جاه ُ ِفي ال ّ‬ ‫خَر َ‬ ‫ن " أَ ْ‬ ‫مُلو َ‬ ‫كاُنوا ي َعْ َ‬ ‫َ‬
‫ن‬ ‫قو ُ‬ ‫َ‬
‫ح ُ‬ ‫ل‪ :‬ب َي َْنا ن َ ْ‬ ‫ه يَ ُ‬ ‫معَ ُ‬ ‫س ِ‬ ‫ه َ‬ ‫د‪ ،‬أن ّ ُ‬ ‫سعْ ٍ‬ ‫ن َ‬ ‫ل بْ ِ‬ ‫سه ْ ِ‬ ‫ن َ‬ ‫وع َ ْ‬
‫و‬
‫م‪ ،‬وَهُ س َ‬ ‫س سل َ‬ ‫ّ‬ ‫ه ع َلي ْسهِ وَ َ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬
‫صلى الل س ُ‬ ‫ّ‬ ‫ل اللهِ َ‬ ‫سو ِ‬ ‫عن ْد َ َر ُ‬ ‫ِ‬
‫مسسا َل‬ ‫ل ِفيهَسسا‪َ " :‬‬ ‫م قَسسا َ‬ ‫حّتى ان ْت ََهى ث ُس ّ‬ ‫ة َ‬ ‫جن ّ َ‬ ‫ف ال ْ َ‬ ‫ص ُ‬ ‫يَ ِ‬
‫ُ‬ ‫َ‬
‫ب‬ ‫خط ََر ع ََلى قَْلسس ِ‬ ‫ت وََل َ‬ ‫معَ ْ‬ ‫س ِ‬ ‫ن َ‬ ‫ت وََل أذ ُ ٌ‬ ‫ن َرأ ْ‬ ‫ع َي ْ ٌ‬
‫ْ‬ ‫َ‬
‫ن‬ ‫م ع َ َس ِ‬ ‫جن ُسسوب ُهُ ْ‬ ‫جاَفى ُ‬ ‫ة‪ } :‬ت َت َ َ‬ ‫م قََرأ هَذ ِهِ الي َ َ‬ ‫شرٍ ث ُ ّ‬ ‫بَ َ‬
‫ل أب ُسسو‬ ‫ن قَسسا َ‬ ‫ِ‬ ‫جِع { ]السجدة‪ " [16 :‬اْلي َت َي ْس‬ ‫ضا ِ‬ ‫م َ‬ ‫ال ْ َ‬
‫وا‬ ‫ف ْ‬ ‫خ َ‬ ‫م أَ ْ‬ ‫ل‪ :‬إ ِن ّهُ ْ‬ ‫قا َ‬ ‫يف َ‬ ‫قَرظ ِ ّ‬ ‫ك ل ِل ْ ُ‬ ‫ت ذ َل ِ َ‬ ‫ر‪ :‬فَذ َك َْر ُ‬ ‫خ ٍ‬ ‫ص ْ‬ ‫َ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ً‬
‫موا ع َلى‬ ‫واًبا قَد ِ ُ‬ ‫م ثَ َ‬ ‫فى لهُ ْ‬ ‫خ َ‬ ‫مل وَأ ْ‬ ‫ل عَ َ‬ ‫ج ّ‬ ‫ل ِل ّهِ ع َّز وَ َ‬
‫ن ‪" .‬أ َ ْ‬ ‫ل فَ سأ َقَر ت ِل ْس َ َ‬
‫ه‬‫جس ُ‬ ‫خَر َ‬ ‫ك اْلع ْي ُس َ‬ ‫ّ‬ ‫جس ّ‬ ‫الل سهِ ع َ سّز وَ َ‬
‫‪104‬‬
‫م‬
‫سل ِ ٌ‬ ‫م ْ‬ ‫ُ‬
‫ن‬ ‫مِغي سَرة َ ب ْس َ‬ ‫ت ال ُ‬ ‫ْ‬ ‫معْ ُ‬ ‫سس ِ‬ ‫ل‪َ :‬‬ ‫ي ‪ ،‬قسسا َ‬ ‫ش سعْب ِ ّ‬ ‫وعسسن ال ّ‬
‫ي ‪: ‬‬ ‫ن الن ّب ِس ّ‬ ‫ِ‬ ‫من ْب َسرِ ‪ ،‬ع َس‬ ‫ل ع ََلى ال ْ ِ‬ ‫قو ُ‬ ‫ة ‪ ،‬يَ ُ‬ ‫شعْب َ َ‬ ‫ُ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫جن ّسةِ أد ْن َسسى‬ ‫ل ال ْ َ‬ ‫ه ‪ :‬أيّ أهْ س ِ‬ ‫ل َرب ّس ُ‬ ‫س سأ َ‬ ‫سسسى َ‬ ‫مو َ‬ ‫ن ُ‬ ‫إِ ّ‬
‫ل ‪ -‬ي َعْن ِسسي‬ ‫خ ُ‬ ‫ما ي َد ْ ُ‬ ‫جيُء ب َعْد َ َ‬ ‫ل يَ ِ‬ ‫ج ٌ‬ ‫ل ‪َ :‬ر ُ‬ ‫ة ؟ َقا َ‬ ‫َ‬
‫من ْزِل ً‬ ‫َ‬
‫ة‪،‬‬ ‫جّنسس َ‬ ‫ل ال َ‬‫ْ‬ ‫خسس ِ‬ ‫ل ‪ :‬اد ْ ُ‬ ‫قسسا ُ‬ ‫ة فَي ُ َ‬ ‫جّنسس َ‬ ‫ْ‬
‫جّنسسةِ ‪ -‬ال َ‬ ‫ْ‬
‫ل ال َ‬ ‫هسس َ‬ ‫أَ ْ‬
‫س‬ ‫ل الن ّسسا ُ‬ ‫ة وَقَسد ْ ن َسَز َ‬ ‫جن ّس َ‬ ‫ل ال ْ َ‬ ‫خس ُ‬ ‫ف أ َد ْ َ‬ ‫ل ‪ :‬ك َي ْس َ‬ ‫قو ُ‬ ‫فَي َ ُ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ضسسى‬ ‫ه ‪ :‬أت َْر َ‬ ‫ل لَ ُ‬ ‫قو ُ‬ ‫م ؟ فَي َ ُ‬ ‫ذات ِهِ ْ‬ ‫خ َ‬ ‫ذوا أ َ‬ ‫خ ُ‬ ‫م وَأ َ‬ ‫مَنازِل َهُ ْ‬ ‫َ‬
‫ن‬ ‫َ‬ ‫مث ْ ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫مس ْ‬ ‫ك ِ‬ ‫مل ِس ٍ‬ ‫ن لِ َ‬ ‫ما كا َ‬ ‫ل َ‬ ‫جن ّةِ ِ‬ ‫ن ال َ‬ ‫م َ‬ ‫ن لك ِ‬ ‫ن ي َكو َ‬ ‫أ ْ‬
‫ل ‪ :‬نع س َ‬
‫ل‪:‬‬ ‫قسسا ُ‬ ‫ب‪ .‬فَي ُ َ‬ ‫م أيْ َر ّ‬ ‫قسسو ُ َ َ ْ‬ ‫ك الد ّن َْيا ؟ فَي َ ُ‬ ‫مُلو ِ‬ ‫ُ‬
‫َ‬ ‫قسسو ُ‬ ‫ه‪ .‬فَي َ ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫لَ َ‬
‫ب‪،‬‬ ‫ل ‪ :‬أيْ َر ّ‬ ‫مث ْل ُ‬ ‫ه وَ ِ‬ ‫مث ْل ُ‬ ‫ه وَ ِ‬ ‫مث ْل ُ‬ ‫ذا وَ ِ‬ ‫ك هَ َ‬
‫شسسَرةَ‬ ‫ذا وَع َ َ‬ ‫هسس َ‬ ‫ك َ‬ ‫ن َلسس َ‬ ‫ه ‪ :‬إِ ّ‬ ‫ل َلسس ُ‬ ‫قسسا ُ‬ ‫ت ‪ ،‬فَي ُ َ‬ ‫ضسسي ُ‬ ‫َر ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ه‪:‬‬ ‫ل َلس ُ‬ ‫قسا ُ‬ ‫ت‪ .‬فَي ُ َ‬ ‫ضي ُ‬ ‫ب ‪َ ،‬ر ِ‬ ‫ل ‪ :‬أيْ َر ّ‬ ‫قو ُ‬ ‫مَثال ِهِ ‪ ،‬فَي َ ُ‬ ‫أ ْ‬

‫‪ - 103‬شعب اليمان ‪ ( 377) (589 / 1) -‬وصحيح البخسسارى )‬


‫‪ ( 3244‬ومسلم )‪( 7310‬‬
‫‪ - 104‬شعب اليمان ‪ ( 6514)(198 / 9) -‬ومسلم )‪( 7313‬‬
‫‪161‬‬
‫ك‪.‬‬ ‫ت ع َي ْن ُس َ‬ ‫ك وَل َسذ ّ ْ‬ ‫سس َ‬ ‫ف ُ‬ ‫ت نَ ْ‬ ‫شست َهَ ْ‬ ‫مسسا ا ْ‬ ‫ذا َ‬ ‫معَ هَس َ‬ ‫ك َ‬ ‫لَ َ‬
‫ل‪:‬‬ ‫ة ؟ َقا َ‬ ‫من ْزِل َ ً‬ ‫جن ّةِ أْرفَعُ َ‬
‫َ‬
‫ل ال ْ َ‬ ‫ه ‪ :‬أيّ أهْ ِ‬
‫َ َ‬
‫ل َرب ّ ُ‬ ‫سأ َ َ‬ ‫وَ َ‬
‫ُ‬
‫دي ‪،‬‬ ‫م ب َِيسس ِ‬ ‫مت َُهسس ْ‬ ‫ت ك ََرا َ‬ ‫سسس ُ‬ ‫م ‪ ،‬غ ََر ْ‬ ‫ك ع َن ُْهسس ْ‬ ‫حد ّث ُ َ‬ ‫سسسأ َ‬ ‫َ‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ت‬ ‫معَ ْ‬ ‫س ِ‬ ‫ن َ‬ ‫ت ‪ ،‬وَل َ أذ ُ ٌ‬ ‫ن َرأ ْ‬ ‫ت ع َلي َْها ‪ ،‬فَل َ ع َي ْ ٌ‬ ‫م ُ‬ ‫خت َ ْ‬ ‫وَ َ‬
‫ك ِفي‬ ‫داقُ ذ َل ِ َ‬ ‫ص َ‬ ‫م ْ‬ ‫شرٍ ‪ ،‬وَ ِ‬ ‫ب بَ َ‬ ‫خط ََر ع ََلى قَل ْ ِ‬ ‫‪ ،‬وَل َ َ‬
‫ي‬ ‫خ فِ س َ‬ ‫مسسا أ ُ ْ‬ ‫س َ‬ ‫فس ٌ‬ ‫م نَ ْ‬ ‫ب اللهِ ت ََعاَلى ‪} :‬فَل َ ت َعْل َس ُ‬ ‫ك َِتا ِ‬
‫َ‬
‫ن قُّرةِ أع ْي ُ ٍ‬ ‫ل َهُ ْ‬
‫‪105‬‬
‫ة‪.‬‬‫ن{ الي َ َ‬ ‫م ْ‬ ‫م ِ‬
‫وع َ َ‬
‫ن‬ ‫س ‪ ،‬ع َس ْ‬ ‫ن قَي ْس ٍ‬ ‫ن ع َب ْسد ِ الل سهِ ب ْس ِ‬ ‫ن أِبي ب َك ْسرِ ب ْس ِ‬ ‫ْ‬
‫َ‬
‫ضسةٍ‬ ‫ن فِ ّ‬ ‫مس ْ‬ ‫ن ِ‬ ‫جن َّتا ِ‬ ‫ي ‪ ، ‬قال ‪َ :‬‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ن الن ّب ِ ّ‬ ‫أِبيهِ ‪ ،‬ع َ ِ‬
‫مسسا ‪،‬‬ ‫ب آن ِي َت ُهُ َ‬ ‫هسس ٍ‬ ‫ن ذَ َ‬ ‫م ْ‬ ‫ن ِ‬ ‫جن َّتا ِ‬ ‫ما وَ َ‬ ‫ما ِفيهِ َ‬ ‫ما ‪ ،‬وَ َ‬ ‫آن ِي َت ُهُ َ‬
‫ن ي َن ْظ ُسُروا إ ِل َسسى‬ ‫َ‬ ‫ن ال ْ َ‬
‫نأ ْ‬ ‫قوْم ِ وَب َي ْ َ‬ ‫ما ب َي ْ َ‬ ‫ما وَ َ‬ ‫ما ِفيهِ َ‬ ‫وَ َ‬
‫ة‬
‫جّنسس ِ‬ ‫جِهسسهِ ِفسسي َ‬ ‫داُء ال ْك ِْبسسرِ ع ََلسسى وَ ْ‬ ‫م إ ِل ّ رِ َ‬ ‫َرب ِّهسس ْ‬
‫‪106‬‬
‫ن‪".‬‬ ‫ع َد ْ ٍ‬
‫م سوَْلى‬ ‫َ‬
‫ن ع َب ْسد ِ الل سهِ َ‬ ‫مد ِل ّةِ ع ُب َي ْد ُ اللهِ ب ْ ُ‬ ‫ل أُبو ال ْ ُ‬ ‫وَقا َ‬
‫ل ‪ :‬قُل َْنا ‪:‬‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫قو ُ‬ ‫معَ أَبا هَُري َْرة َ ‪ ،‬ي َ ُ‬ ‫س ِ‬ ‫ه َ‬ ‫ن إن ّ ُ‬ ‫مِني َ‬ ‫مؤ ْ ِ‬ ‫م ال ْ ُ‬ ‫أ ّ‬
‫ت قُُلوب َن َسسا ‪،‬‬ ‫ك َرقّ س ْ‬ ‫عن ْد َ َ‬ ‫ذا ك ُّنا ِ‬ ‫ل اللهِ ‪ ،‬إ ِّنا إ ِ َ‬ ‫سو َ‬ ‫َيا َر ُ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫جب َت ْن َسسا‬ ‫ك أع ْ َ‬ ‫ذا َفاَرقْن َسسا َ‬ ‫خسَرةِ ‪ ،‬وَإ ِ َ‬ ‫ل ال ِ‬ ‫ن أهْس ِ‬ ‫مس ْ‬ ‫وَك ُّنا ِ‬
‫ل ‪ :‬ل َس ْ‬
‫و‬ ‫قسسا َ‬ ‫سسساَء َوال َوْل َد َ ‪ ،‬فَ َ‬ ‫مَنا الن ّ َ‬ ‫م ْ‬ ‫شس َ‬ ‫ال سد ّن َْيا ‪ ،‬وَ َ‬
‫َ‬
‫م‬ ‫ذي أن ْت ُس ْ‬ ‫ل ال ّس ِ‬ ‫حسسا َِ‬ ‫ل ع َل َسسى ال ْ َ‬ ‫حا ٍ‬ ‫ل َ‬ ‫ن ع ََلى ك ُ ّ‬ ‫كوُنو َ‬ ‫تَ ُ‬
‫م ‪ ،‬وَل َس ْ‬
‫و‬ ‫فك ُ ْ‬ ‫ة ب ِسأك ُ ّ‬ ‫مل َئ ِك َس ُ‬ ‫م ال ْ َ‬ ‫حت ْك ُ ُ‬ ‫صافَ َ‬ ‫دي ل َ َ‬ ‫عن ْ ِ‬ ‫ع َل َي ْهِ ِ‬
‫َ‬
‫قوْم ٍ‬ ‫ه بِ َ‬ ‫جاَء الل ّ ُ‬ ‫م ت ُذ ْن ُِبوا ل َ َ‬ ‫م ‪ ،‬وَل َوْ ل َ ْ‬ ‫م ِفي ب ُُيوت ِك ُ ْ‬ ‫أن ّك ُ ْ‬
‫ل‬ ‫سسسو َ‬ ‫ل ‪ :‬قُل ْن َسسا ‪ :‬ي َسسا َر ُ‬ ‫م ‪َ ،‬قا َ‬ ‫فَر ل َهُ ْ‬ ‫ي ي َغْ ِ‬ ‫ن كَ ْ‬ ‫ي ُذ ْن ُِبو َ‬
‫ة‬ ‫ل ‪ :‬ل َب َِنس ٌ‬ ‫هسا ؟ قَسسا َ‬ ‫مسا ب َِناؤ ُ َ‬ ‫جن ّةِ َ‬ ‫ن ال ْ َ‬ ‫حد ّث َْنا ع َ ِ‬ ‫اللهِ ‪َ ،‬‬
‫ك‬ ‫سس ُ‬ ‫م ْ‬ ‫مل َط َُهسا ال ْ ِ‬ ‫ضسةٍ وَ ِ‬ ‫ن فِ ّ‬ ‫مس ْ‬ ‫ة ِ‬ ‫ب ‪ ،‬وَل َب َِنس ٌ‬ ‫ن ذ َهَ ٍ‬ ‫م ْ‬ ‫ِ‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬
‫ت ‪ ،‬وَت َُراب َُهسا‬ ‫ها اللؤ ْلؤ ُ أوِ الي َسساُقو ُ‬ ‫صَباؤ ُ َ‬ ‫ح ْ‬ ‫الذ ْفَُر ‪ ،‬وَ َ‬
‫‪ -‬صحيح ابن حبان ‪ (6216) (99 / 14) -‬صحيح‬ ‫‪105‬‬

‫‪ -‬صحيح ابن حبان ‪ (7386) (395 / 16) -‬صحيح‬ ‫‪106‬‬

‫‪162‬‬
‫س‪،‬‬ ‫م ‪ ،‬فَل َ ي َْبسسؤ ُ ُ‬ ‫خل َْها ي َن َْعسس ْ‬ ‫ن َيسسد ْ ُ‬ ‫مسس ْ‬ ‫ن‪َ ،‬‬ ‫فسسَرا ُ‬ ‫الّزع ْ َ‬
‫ه‪،‬‬ ‫شَباب ُ ُ‬ ‫فَنى َ‬ ‫ه ‪ ،‬وَل َ ي َ ْ‬ ‫ت ل َ ت َب َْلى ث َِياب ُ ُ‬ ‫مو ُ‬ ‫خل ُد ْ ل َ ي َ ُ‬ ‫وَي َ ْ‬
‫م‬
‫صسسائ ِ ُ‬ ‫ل ‪َ ،‬وال ّ‬ ‫م ال ْعَسساد ِ ُ‬ ‫ما ُ‬ ‫م ‪ :‬ال ِ َ‬ ‫ة ل َ ت َُرد ّ د َع ْوَت ُهُ ُ‬ ‫ث َل َث َ ٌ‬
‫ل ع َل َسسى‬ ‫مس ُ‬‫ح َ‬‫مظ ْل ُسسوم ِ ت ُ ْ‬ ‫فط ِسُر ‪ ،‬وَد َع ْ سوَة ُ ال ْ َ‬ ‫ن يُ ْ‬‫حي س َ‬ ‫ِ‬
‫َ‬
‫ل‬‫قسسو ُ‬ ‫ت ‪ ،‬وَي َ ُ‬ ‫ماَوا ِ‬ ‫سس َ‬ ‫ب ال ّ‬ ‫وا ُ‬ ‫ح ل َهَسسا أب ْس َ‬ ‫فت َس ُ‬ ‫مام ِ وَت ُ ْ‬ ‫ال ْغَ َ‬
‫ك وَل َوْ ب َعْد َ ِ‬ ‫َ‬
‫عّزِتي َلن ْ ُ‬
‫‪107‬‬
‫ن‪".‬‬‫حي ٍ‬ ‫صَرن ّ ِ‬ ‫ب ‪ :‬وَ ِ‬ ‫الّر ّ‬
‫م «‪ ..‬إشارة إلسسى‬ ‫َ‬
‫جه ُ ْ‬ ‫م وَأْزوا ُ‬ ‫وقوله تعالى ‪ » :‬هُ ْ‬
‫أن أهل الجنة يجدون نعيما خاصسسا ‪ ،‬فسسى صسسور‬
‫مسن الحيساة الستي كسانوا يحيونهسا فسى دنيساهم ‪،‬‬
‫ومن هذه الصور ‪ ،‬هذا اللف السسذي يجمسسع بيسسن‬
‫السسزوج وزوجسسه ‪ ،‬وبيسسن الوالسسدين وأولدهسسم ‪..‬‬
‫فهذه رغيبسسة مسسن رغسسائب النسساس فسسى الحيسساة ‪،‬‬
‫يسسسعد بهسسا مسسن وجسسدها فسسى زوجسسه وولسسده ‪،‬‬
‫ويشسسستهيها مسسسن حرمهسسسا ‪ ،‬فلسسسم يجسسسد السسسزوج‬
‫الموافقسسة ‪ ،‬ول الولسسد السسذي يسسسعد بسسه ‪ ..‬فسسإذا‬
‫كانت الخرة ‪ ،‬كان من مطالب أهسسل الجنسسة أن‬
‫يستعيدوا ما كانوا يجيدون من نعيم فى دنياهم‬
‫‪ ،‬وأن ينالوا ما كانوا يشتهونه ول يجدون سسسبيل‬
‫إليه ‪ ..‬وهذا س كما قلنا غير مسسرة س س هسسو التأويسسل‬
‫لهذا النعيسسم الحسسسى ‪ ،‬ولهسسذه الصسسور الدنيويسسة‬
‫من ذلسسك النعيسسم ‪ ،‬السسذي يسسدخل علسسى أصسسحاب‬
‫الجنة مع نعيم الجنة ‪..‬وهذا مثل قوله تعسسالى ‪:‬‬
‫» وال ّذين آمنوا واتبعتهم ذ ُريتهم بإيمسسا َ‬
‫قنسسا‬ ‫ح ْ‬‫ن أل ْ َ‬ ‫ٍ‬ ‫َ ِ َ َ ُ َ ََّ ُْ ْ ّ ُُّ ْ ِِ‬
‫م « )‪ : 21‬الطور( فسسالمراد بسسالزواج‬ ‫م ذ ُّري ّت َهُ ْ‬ ‫ب ِهِ ْ‬
‫هنا ‪ ،‬الزوجات المؤمنات اللتي أدخلن الجنسسة ‪،‬‬

‫‪ -‬صحيح ابن حبان ‪ (7387) (396 / 16) -‬صحيح‬ ‫‪107‬‬

‫‪163‬‬
‫فيكسسسون مسسسن تمسسسام النعمسسسة عليهسسسن وعلسسسى‬
‫أزواجهن ‪ ،‬أن يجتمع بعضهم إلى بعض‪.‬‬
‫وليسسس التمتسسع وحسسدهم وإنمسسا هسسم فسسي أنسسس‬
‫م‬
‫هسس ْ‬‫وسسسرور مسسع أزواجهسسم ‪ ،‬فقسسال تعسسالى ‪ُ :‬‬
‫ظلل ‪ ،‬ع ََلى ا ْ َ‬ ‫َ‬
‫ن أي‬ ‫كسسؤ ُ َ‬
‫مت ّ ِ‬
‫ك ُ‬ ‫لرائ ِ ِ‬ ‫م ِفي ِ ٍ‬ ‫جه ُ ْ‬
‫وَأْزوا ُ‬
‫إنهم وحلئلهسسم فسسي الجنسسة فسسي ظلل الشسسجار‬
‫التي ل تصيبها الشمس ‪ ،‬لنه ل شسسمس فيهسسا ‪،‬‬
‫وهسسم فيهسسا متكئون علسسى السسسرر المسسستورة‬
‫بالخيام والحجال )المظلسسة السسساترة(‪ .‬والرائك‬
‫كمسسا بينسسا ‪ :‬الس سّرة السستي فسسي الحجسسال‪ .‬وهسسذه‬
‫المتعة فسسي الظلل ‪ ،‬وعلسسى الس سّرة والفسسرش‬
‫الوثيرة الناعمسسة هسسي حلسسم النسسسان وغايسسة مسسا‬
‫يطمح إليه‪.‬‬
‫والمتعة ليست روحية وإنما هي ماديسسة ‪ ،‬فقسسال‬
‫ن أي‬ ‫عو َ‬‫م مسسا ي َسد ّ ُ‬ ‫ة ‪ ،‬وَل َهُ س ْ‬‫م ِفيها فاك ِهَ ٌ‬‫تعالى ‪ :‬ل َهُ ْ‬
‫تقدم لهم الفواكه من جميع أنواعها ‪ ،‬ولهم غير‬
‫ذلك كل ما يتمنسسون ويشسستهون ‪ ،‬فمهمسسا طلبسسوا‬
‫ذ‪ ".‬أي لهسسم مسسا‬ ‫وجدوا من جميسسع أصسسناف المل ّ‬
‫دم إليهم من‬ ‫يشاءون ‪ ،‬وما يطلبون ‪ ،‬غير ما يق ّ‬
‫غير طلب ‪"..‬‬
‫" وأطلقت الفاكهة مسن غيسسر تحديسسد ‪ ،‬لتشسمل‬
‫كل فاكهة ‪ ،‬فيتخيرون منها مسسا يشسساءون ‪ ،‬كمسسا‬
‫ن « )‪: 2‬‬ ‫خي ُّرو َ‬‫ما ي َت َ َ‬ ‫م ّ‬
‫يقول سبحانه ‪َ » :‬وفاك ِهَةٍ ِ‬
‫الواقعة("‬
‫ة ولسم يقسل »يسأكلون«‬ ‫م ِفيهسا فاك َِهس ٌ‬‫وقوله ‪ :‬ل َهُ ْ‬
‫إشارة إلى اختيارهم وملكهم وقدرتهم‪.‬‬

‫‪164‬‬
‫ل الل ّسهِ ‪-‬‬ ‫سسسو ُ‬ ‫ل َقا َ‬ ‫خد ْرِىّ َقا َ‬ ‫سِعيد ٍ ال ْ ُ‬ ‫عَ َ‬
‫ل َر ُ‬ ‫ن أِبى َ‬ ‫ْ‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬
‫ة‬
‫جن ّ ِ‬ ‫ل ال َ‬ ‫جن ّةِ َيا أهْ َ‬ ‫ل ال َ‬ ‫ل لهْ ِ‬ ‫قو ُ‬ ‫ه يَ ُ‬ ‫ن الل َ‬ ‫‪ » - ‬إِ ّ‬
‫ل‬ ‫ل هَ س ْ‬ ‫قسسو ُ‬ ‫ك ‪ .‬فَي َ ُ‬ ‫س سعْد َي ْ َ‬ ‫ك َرب ّن َسسا وَ َ‬ ‫ن ل َب ّي ْس َ‬ ‫قول ُسسو َ‬ ‫‪ .‬يَ ُ‬
‫ضى وَقَد ْ أع ْط َي ْت ََنسسا‬ ‫َ‬
‫ما ل ََنا ل َ ن َْر َ‬ ‫ن وَ َ‬ ‫قوُلو َ‬ ‫م فَي َ ُ‬ ‫ضيت ُ ْ‬ ‫َر ِ‬
‫ل أَنسسا‬ ‫َ‬ ‫قسسو ُ‬ ‫ك ‪ .‬فَي َ ُ‬ ‫قسس َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫خل ِ‬ ‫ن َ‬ ‫مسس ْ‬ ‫دا ِ‬ ‫حسس ً‬ ‫طأ َ‬ ‫م ت ُْعسس ِ‬ ‫مسسا لسس ْ‬ ‫َ‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫ى‬
‫ب وَأ ّ‬ ‫ن ذ َل ِسك ‪ .‬قَسسالوا ي َسسا َر ّ‬ ‫مس ْ‬ ‫ل ِ‬ ‫ضس َ‬ ‫م أفْ َ‬ ‫طيك ْ‬ ‫أع ْ ِ‬
‫م‬ ‫ل ع َل َي ْك ُس ْ‬ ‫حس ّ‬ ‫ل أُ ِ‬ ‫قسسو ُ‬ ‫ك فَي َ ُ‬ ‫ن ذ َل ِس َ‬ ‫مس ْ‬ ‫ل ِ‬ ‫ضس ُ‬ ‫ىٍء أفْ َ‬
‫َ‬
‫شس ْ‬ ‫َ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫دا «‬ ‫م ب َعْسسسد َه ُ أب َسسس ً‬ ‫خط ع َلي ْك ُسسس ْ‬ ‫سسسس َ‬ ‫واِنى فَل َ أ ْ‬ ‫ضسسس َ‬ ‫رِ ْ‬
‫‪108‬‬
‫البخارى ‪.‬‬
‫ه‬
‫ل الل ِ‬ ‫سو ُ‬ ‫ل َر ُ‬ ‫ل ‪َ :‬قا َ‬ ‫ن ع َب ْد ِ اللهِ ‪َ ،‬قا َ‬ ‫جاب ِرِ ُب ْ ِ‬ ‫ن َ‬ ‫وع َ ْ‬
‫ه‪:‬‬ ‫ّ‬ ‫ة ‪ ،‬قَسسا َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ل أهْ ُ‬ ‫َ‬ ‫خ َ‬ ‫‪ : ‬إِ َ‬
‫ل اللس ُ‬ ‫جّنس َ‬ ‫جن ّةِ ال َ‬ ‫ل ال َ‬ ‫ذا أد ْ ِ‬
‫َ‬ ‫أ َت َ ْ‬
‫ما‬ ‫ن ‪َ :‬رب َّنا ‪ ،‬وَ َ‬ ‫قوُلو َ‬ ‫م ؟ فَي َ ُ‬ ‫شي ًْئا فَأِزيد َك ُ ْ‬ ‫ن َ‬ ‫شت َُهو َ‬
‫ي‬
‫ضسسا َ‬ ‫ل ‪ :‬ب ََلى ‪ ،‬رِ َ‬ ‫قو ُ‬ ‫ل ‪ :‬فَي َ ُ‬ ‫ما أ َع ْط َي ْت ََنا ؟ َقا َ‬ ‫فَوْقَ َ‬
‫‪109‬‬
‫أ َك ْث َُر‪.‬‬
‫ه‬
‫هسسذ ِ ِ‬ ‫ل اللهِ ‪َ ‬‬ ‫سو ُ‬ ‫ل ‪ :‬ت َل َ َر ُ‬ ‫ب ‪َ ،‬قا َ‬ ‫صهَي ْ ٍ‬ ‫ن ُ‬ ‫وع َ ْ‬
‫َ‬
‫ة{‬ ‫سسسَنى وَزَِيسساد َ ٌ‬ ‫ح ْ‬ ‫سسسُنوا ال ْ ُ‬ ‫ح َ‬ ‫نأ ْ‬ ‫ذي َ‬ ‫ة ‪} :‬ل ِّلسس ِ‬ ‫الَيسس َ‬
‫ة‪،‬‬ ‫جن ّس َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ل أهْ س ُ‬ ‫َ‬ ‫خس َ‬ ‫ل ‪ :‬إِ َ‬ ‫]يسسونس[ قَسسا َ‬
‫جن ّسةِ ال َ‬ ‫ل ال َ‬ ‫ذا د َ َ‬
‫َ‬ ‫وَأ َهْ ُ‬
‫م‬ ‫ن ل َك ُ ْ‬ ‫جن ّةِ إ ِ ّ‬ ‫ل ال ْ َ‬ ‫مَناد ٍ َيا أهْ َ‬ ‫دى ُ‬ ‫ل الّنارِ الّناَر َنا َ‬
‫َ‬
‫مسسسوه ُ ‪،‬‬ ‫جَزك ُ ُ‬ ‫ن ي ُن ْ ِ‬ ‫بأ ْ‬ ‫حسسس ّ‬ ‫دا ي ُ ِ‬ ‫عسسس ً‬ ‫موْ ِ‬ ‫عْنسسسد َ اللسسسهِ َ‬ ‫ِ‬
‫واِزين ََنسا‬ ‫ّ‬ ‫م ي ُث َ ّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫فَي َ ُ‬
‫م َ‬ ‫ه َ‬ ‫ل اللس ُ‬ ‫قس ِ‬ ‫هسوَ ؟ ألس ْ‬ ‫مسا ُ‬ ‫ن ‪ :‬وَ َ‬ ‫قولو َ‬
‫ن‬ ‫مسس َ‬ ‫جْرَنسسا ِ‬ ‫ة وَي ُ ِ‬ ‫جّنسس َ‬ ‫خل َْنا ال ْ َ‬ ‫جوهََنسسا وَُيسسد ْ ِ‬ ‫ض وُ ُ‬ ‫وَي ُب َّيسس ْ‬
‫ن إ ِل َي ْ ِ‬
‫ه‬ ‫ب ‪ ،‬فَي َن ْظ ُُرو َ‬ ‫جا ُ‬ ‫ح َ‬ ‫ف ال ْ ِ‬ ‫ش ُ‬ ‫ل ‪ :‬فَي ُك ْ َ‬ ‫الّنارِ ؟ َقا َ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ن‬ ‫مس َ‬ ‫م ِ‬ ‫ب إ ِل َي ْهِ س ْ‬ ‫حس ّ‬ ‫ش سي ًْئا أ َ‬ ‫ه َ‬ ‫م الل ّ ُ‬ ‫طاهُ ُ‬ ‫ما أع ْ َ‬ ‫والل ّهِ َ‬ ‫فَ َ‬
‫‪110‬‬
‫ه‪.‬‬ ‫الن ّظ َرِ إ ِل َي ْ ِ‬

‫‪ -‬صحيح البخارى)‪ ( 6549‬ومسلم )‪(7318‬‬ ‫‪108‬‬

‫‪ -‬صحيح ابن حبان ‪ (7439) (469 / 16) -‬صحيح‬ ‫‪109‬‬

‫‪ -‬صحيح ابن حبان ‪ (7441) (471 / 16) -‬صحيح‬ ‫‪110‬‬

‫‪165‬‬
‫والنعمة السمى مسسن كسسل مسسا يجسسدون ‪ :‬سسسلم‬
‫ب‬ ‫ن َر ّ‬ ‫مسس ْ‬ ‫م قَوًْل ِ‬ ‫سل ٌ‬ ‫الّله عليهم ‪ ،‬فقال تعالى ‪َ :‬‬
‫حي سم ٍ أي إن مسسا يتمنسسونه هسسو تحيسسة الل ّسسه لهسسم‬ ‫َر ِ‬
‫بالسسسلم أي المسسان مسسن كسسل مكسسروه ‪ ،‬يقسسول‬
‫لهم ‪ :‬سلم عليكم يا أهل الجنة ‪ "،‬فيقول جسسل‬
‫م عليكسسم «‪ ..‬وهسسذا‬ ‫سل ٌ‬ ‫جلله لصحاب الجنة » َ‬
‫هو غاية نعيم أصحاب الجنسسة وأطيسسب طعومهسسا‬
‫م‬‫م ي َوْ َ‬ ‫حي ّت ُهُ ْ‬
‫الطيبة عندهم ‪ "..‬كما قال تعالى ‪ :‬ت َ ِ‬
‫م ]الحزاب ‪ [44 /33‬أو بوساطة‬ ‫سل ٌ‬ ‫ه‪َ :‬‬ ‫قوْن َ ُ‬‫ي َل ْ َ‬
‫خُلو َ‬
‫ن‬ ‫ة ي َسد ْ ُ‬ ‫ملئ ِك َس ُ‬ ‫الملئكة ‪ ،‬كما قال تعالى ‪َ :‬وال ْ َ‬
‫م‪،‬‬ ‫صب َْرت ُ ْ‬
‫م ِبما َ‬ ‫م ع َل َي ْك ُ ْ‬ ‫سل ٌ‬‫ب‪َ :‬‬‫ل با ٍ‬ ‫ن كُ ّ‬
‫م ْ‬ ‫م ِ‬‫ع َل َي ْهِ ْ‬
‫دارِ ]الرعسسد ‪[24 - 23 /13‬‬ ‫قب َسسى ال س ّ‬
‫م عُ ْ‬ ‫فَن ِعْ س َ‬
‫والمعنسسسى أن الل ّسسسه يسسسسلم عليهسسسم بوسسسساطة‬
‫الملئكسسسة ‪ ،‬أو بغيسسسر وسسسساطة ‪ ،‬مبالغسسسة فسسسي‬
‫تعظيمهم ‪ ،‬وذلك متمناهم‪.‬‬

‫ه ‪ :‬هَذ ِهِ ال َ ْ‬ ‫َقا َ َ‬


‫خَباُر ِفي الّرؤ َْيسسةِ َيسسد ْفَعَُها‬ ‫ه ع َن ْ ُ‬ ‫ي الل ّ ُ‬ ‫ض َ‬ ‫حات ِم ٍ َر ِ‬ ‫ل أُبو َ‬
‫َ‬
‫ل وَع َل َ‬ ‫جس ّ‬ ‫ه َ‬ ‫ن الل ّس َ‬ ‫لأ ّ‬ ‫حي ٍ‬ ‫س ست َ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ه ‪ ،‬وَغ َي ْسُر ُ‬ ‫ص سَناع َت َ ُ‬ ‫م ِ‬ ‫س ال ْعِل ْس ُ‬ ‫ن ل َي ْ َ‬ ‫م ْ‬ ‫َ‬
‫ن الن ّظسرِ إ ِلسسى ُرؤ ْي َت ِسهِ ‪،‬‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫س‬ ‫م‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ه‬ ‫ِ‬ ‫د‬ ‫با‬‫َ‬ ‫ع‬
‫ِ‬ ‫ن‬‫ْ‬ ‫م‬
‫ِ‬ ‫ن‬ ‫ِ َ‬ ‫ري‬ ‫تا‬
‫َ‬ ‫خ‬‫ْ‬ ‫م‬‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫ن‬
‫َ‬ ‫ني‬‫ِ‬ ‫م‬
‫ِ‬ ‫ْ‬ ‫ؤ‬ ‫م‬‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫ن‬
‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫ك‬ ‫م‬‫َ‬ ‫يُ‬
‫ن‬ ‫ني‬ ‫م‬
‫ِ َ ُ ِ ِ َ‬ ‫ْ‬ ‫ؤ‬ ‫مس‬ ‫ْ‬ ‫ل‬ ‫وا‬ ‫ر‬ ‫فا‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫ك‬ ‫ْ‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫ن‬
‫َْ َ‬ ‫ي‬ ‫ب‬ ‫قا‬ ‫ً‬ ‫ر‬ ‫َ ْ‬ ‫َ‬ ‫ف‬ ‫ن‬ ‫كو‬ ‫ُ‬ ‫ي‬ ‫تى‬
‫ُ ِ ُْ ْ ِ ْ ِ ِ َ ّ َ‬‫ح‬ ‫ه‬ ‫ل‬ ‫ض‬ ‫َ‬ ‫ف‬ ‫ب‬ ‫م‬ ‫ه‬ ‫ن‬ ‫م‬ ‫ه‬ ‫ّ‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫نا‬ ‫َ َ َ‬ ‫ْ‬ ‫ل‬ ‫ع‬ ‫ج‬
‫ل وَع َل َ‬ ‫ج ّ‬ ‫ه َ‬ ‫واًء قَوْل َ ُ‬ ‫َ‬ ‫س‬
‫َ‬ ‫ها‬ ‫َ‬ ‫نا‬ ‫َ‬ ‫ر‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ك‬ ‫َ‬ ‫ذ‬ ‫تي‬ ‫ِ‬ ‫ّ‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫ن‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫ن‬ ‫س‬ ‫ّ‬ ‫ال‬ ‫ل‬ ‫ِ‬ ‫ْ‬ ‫ث‬ ‫م‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ب‬ ‫ُ‬ ‫ق‬ ‫ِ‬ ‫ط‬ ‫ْ‬ ‫ن‬‫َ‬ ‫ي‬ ‫ب‬ ‫ُ‬ ‫تا‬ ‫َ‬ ‫َوال ْك ِ‬
‫مسسا‬ ‫ن{ ]المطففيسسن[ ‪ ،‬فَل َ ّ‬ ‫جوب ُسسو َ‬ ‫ح ُ‬ ‫م ْ‬ ‫مئ ِذ ٍ ل َ َ‬ ‫م ي َوْ َ‬ ‫ن َرب ّهِ ْ‬ ‫م عَ ْ‬ ‫‪} :‬ك َل ّ إ ِن ّهُ ْ‬
‫فسسارِ ل َ‬ ‫ن غ َي ْسَر ال ْك ُّ‬ ‫ك ع َل َسسى أ َ‬ ‫َ‬ ‫فسسارِ د َ ّ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ت ال ْ ِ‬ ‫َ‬
‫ّ‬ ‫ل ذ َل ِس‬ ‫ه ل ِلك ّ‬ ‫ب ع َن ْس ُ‬ ‫جسسا َ‬ ‫ح َ‬ ‫أث ْب َس َ‬
‫َ‬
‫خل َس َ‬
‫ق‬ ‫ل وَع َل َ َ‬ ‫جس ّ‬ ‫ه َ‬ ‫ن الل ّس َ‬ ‫ما ِفي هَذ ِهِ الد ّن َْيا ‪ ،‬فَسإ ِ ّ‬ ‫ه ‪ ،‬فَأ ّ‬ ‫ن ع َن ْ ُ‬ ‫جُبو َ‬ ‫ح َ‬ ‫يُ ْ‬
‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ال ْ َ‬
‫يَء‬ ‫شس ْ‬ ‫فان ِي َسةِ ال ّ‬ ‫ن ال َ‬ ‫ن ي َسَرى ب ِسسالعَي ْ ِ‬ ‫لأ ْ‬ ‫حي ٌ‬ ‫سست َ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫فَناِء فَ ُ‬ ‫خلقَ ِفيَها ل ِل َ‬
‫م ل ِل ْب َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫قاِء فِسسي‬ ‫ن قُُبورِه ِ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫م ِ‬ ‫خل ْقَ ‪ ،‬وَب َعَث َهُ ْ‬ ‫ه ال ْ َ‬ ‫شأ الل ّ ُ‬ ‫ذا أن ْ َ‬ ‫ال َْباِقي ‪ ،‬فَإ ِ َ‬
‫ّ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫ت‬ ‫قسس ْ‬ ‫خل ِ َ‬ ‫ن الِتي ُ‬ ‫ن ي ََرى ِبالعَي ْ ِ‬ ‫حين َئ ِذ ٍ أ ْ‬ ‫ل ِ‬ ‫حي ٍ‬ ‫ست َ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ن غ َي ُْر ُ‬ ‫داَري ْ ِ‬ ‫دى ال ّ‬ ‫ح َ‬ ‫إِ ْ‬
‫ن‬ ‫م‬ ‫ّ‬ ‫ل‬ ‫إ‬ ‫ر‬ ‫م‬ ‫ذا ال َ‬ ‫َ‬ ‫ه‬
‫ُْ ُِ َ‬ ‫ر‬ ‫ك‬ ‫ن‬ ‫ي‬ ‫َ‬ ‫ل‬ ‫قي‬ ‫َ ِ‬ ‫با‬ ‫ْ‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫َ‬ ‫ء‬ ‫ي‬ ‫ش‬ ‫ّ‬ ‫ال‬ ‫ة‬ ‫ي‬
‫ّ ِ َ َِ ِ‬‫ق‬ ‫با‬ ‫ْ‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫ر‬ ‫دا‬ ‫ال‬ ‫في‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ء‬ ‫قا‬ ‫َ‬ ‫ل ِل ْ َ‬
‫ب‬
‫ْ َ ِ َ ْ‬ ‫ْ‬
‫س‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫جِهسس َ‬
‫قَيسسا ِ‬ ‫س َوال ِ‬ ‫من ْكسسو ِ‬ ‫ي ال َ‬ ‫مَنسسعَ ِبسسالّرأ ِ‬ ‫ة العِلسسم ِ ‪ ،‬وَ َ‬ ‫صسسَناع َ َ‬ ‫ل ِ‬ ‫َ‬
‫س‪.‬صحيح ابن حبان ‪(477 / 16) -‬‬ ‫حو‬ ‫ا َ ْ ُ‬ ‫ن‬ ‫م‬ ‫ْ‬ ‫ل‬
‫ِ‬
‫‪166‬‬
‫م سد َ‬ ‫ح ّ‬ ‫م َ‬ ‫ت ُ‬ ‫معْ ُ‬ ‫سس ِ‬ ‫ل‪َ :‬‬ ‫مي ْد ٍ ‪ ،‬قَسسا َ‬ ‫ح َ‬ ‫ن ُ‬ ‫ن بْ ِ‬ ‫ما َ‬ ‫سل َي ْ َ‬ ‫ن ُ‬ ‫عَ ْ‬
‫ل‪":‬‬ ‫زيسزِ قَسسا َ‬ ‫ِ‬ ‫ن ع َب ْد ِ ال ْعَ‬ ‫مَر ب ْ َ‬ ‫ث عُ َ‬ ‫حد ّ ُ‬ ‫ب ‪ ،‬يُ َ‬ ‫ن ك َعْ ٍ‬ ‫بْ َ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ل‬ ‫ل الن ّسسارِ ‪ ،‬أقْب َس َ‬ ‫جن ّةِ وَأهْ ِ‬ ‫ل ال ْ َ‬ ‫ن أهْ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ه ِ‬ ‫ذا فََرغ َ الل ّ ُ‬ ‫إِ َ‬
‫ف‬ ‫مَلئ ِك َةِ ‪ ،‬فَي َقِ س ُ‬ ‫مام ِ َوال ْ َ‬ ‫ن ال ْغَ َ‬ ‫م َ‬ ‫ل ِ‬ ‫شي ِفي ظ ُل َ ٍ‬ ‫م ِ‬ ‫يَ ْ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ن‬ ‫دو َ‬ ‫م ‪ ،‬فَي َسُر ّ‬ ‫م ع َل َي ْهِ ْ‬ ‫سل ّ ُ‬ ‫ة ‪ ،‬فَي ُ َ‬ ‫ج ً‬ ‫ل د ََر َ‬ ‫ل أهْ ٍ‬ ‫ع ََلى أوّ ِ‬
‫ن‬ ‫م ْ‬ ‫م قَوًْل ِ‬ ‫سّل ٌ‬ ‫ن‪َ :‬‬ ‫قْرآ ِ‬ ‫م ‪ ،‬وَهُوَ ِفي ال ْ ُ‬ ‫سَل َ‬ ‫ع َل َي ْهِ ال ّ‬
‫مسسا‬ ‫ن‪َ :‬‬ ‫قوُلسسو َ‬ ‫سسسُلوا ‪ ،‬فَي َ ُ‬ ‫ل‪َ :‬‬ ‫قسسو ُ‬ ‫حيسسم ٍ فَي َ ُ‬ ‫ب َر ِ‬ ‫َر ّ‬
‫َ‬
‫ك ‪ ،‬ل َوْ أن ّس َ‬ ‫جَلل ِ َ‬ ‫عّزت ِ َ‬ ‫سأل ُ َ‬ ‫َ‬
‫ت ب َي ْن َن َسسا‬ ‫م َ‬ ‫سس ْ‬ ‫ك قَ َ‬ ‫ك وَ َ‬ ‫ك وَ ِ‬ ‫نَ ْ‬
‫م‬ ‫قي َْناهُ ْ‬ ‫سسسسسس َ‬ ‫م وَ َ‬ ‫مَنسسسسساهُ ْ‬ ‫ن َلط ْعَ ْ‬
‫َ‬ ‫أ َْرَزاقَ الث ّ َ َ‬
‫قلْيسسسسس ِ‬
‫ن‪:‬‬ ‫قوُلسسسو َ‬ ‫سسسسُلوا ‪ ،‬فَي َ ُ‬ ‫ل‪َ :‬‬ ‫قسسسو ُ‬ ‫م ‪ ،‬فَي َ ُ‬ ‫سسسسوَْناهُ ْ‬ ‫وَك َ َ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫داَر‬ ‫م َ‬ ‫حل ّك ُس ْ‬ ‫ضسساِئي أ َ‬ ‫ل ‪ :‬رِ َ‬ ‫قسسو ُ‬ ‫ك ‪ ،‬فَي َ ُ‬ ‫ضسسا َ‬ ‫ك رِ َ‬ ‫س سأل ُ َ‬ ‫نَ ْ‬
‫ل ك ُس ّ‬ ‫َ‬
‫حت ّسسى‬ ‫ج سة ٍ َ‬ ‫ل د ََر َ‬ ‫ك ب ِأهْس ِ‬ ‫ل ذ َل ِس َ‬ ‫فعَس ُ‬ ‫مِتي ‪ ،‬فَي َ ْ‬ ‫ك ََرا َ‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ن‬ ‫حسسورِ العَي ْس ِ‬ ‫ن ال ْ ُ‬ ‫مس َ‬ ‫مَرأة ً ِ‬ ‫نا ْ‬ ‫ل ‪ :‬وَل َوْ أ ّ‬ ‫ي ‪َ ،‬قا َ‬ ‫ي َن ْت َهِ َ‬
‫س َوال ْ َ‬ ‫َ‬ ‫ت َلط ْ َ‬ ‫َ‬
‫مسسَر ‪،‬‬ ‫ق َ‬ ‫م َ‬ ‫ش ْ‬ ‫واَري َْها ال ّ‬ ‫س َ‬ ‫ضوُْء ِ‬ ‫فأ َ‬ ‫ط َل َعَ ْ‬
‫ذا َفسسَرغَ‬ ‫ل ‪ :‬إِ َ‬ ‫سوَّرةِ " وفي رواية َقا َ‬ ‫م َ‬ ‫ف ِبال ْ ُ‬ ‫فَك َي ْ َ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ن‬ ‫مسس َ‬ ‫ل ِ‬ ‫ل ِفي ظ ُل َ ٍ‬ ‫جن ّةِ َوالّنارِ ‪ ،‬أقْب َ َ‬ ‫ل ال ْ َ‬ ‫ن أهْ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ه ِ‬ ‫الل ّ ُ‬
‫َ‬
‫ل‬ ‫م ع َل َسسى أهْس ِ‬ ‫س سل ّ ُ‬ ‫ل ‪ :‬فَي ُ َ‬ ‫مَلئ ِك َسةِ ‪ ،‬قَسسا َ‬ ‫مسسام ِ َوال ْ َ‬ ‫ال ْغَ َ‬
‫ي‪:‬‬ ‫قَرظ ِس ّ‬ ‫ل ال ْ ُ‬ ‫م ‪ ،‬قَسسا َ‬ ‫سَل َ‬ ‫ن ع َل َي ْهِ ال ّ‬ ‫دو َ‬ ‫جن ّةِ ‪ ،‬فَي َُر ّ‬ ‫ال ْ َ‬
‫حي َم ٍ‬ ‫ب َر ِ‬ ‫ن َر ّ‬ ‫ْ‬ ‫م قَوًْل ِ‬
‫م‬ ‫سّل ٌ‬ ‫ب الل ّهِ ‪َ :‬‬ ‫ذا ِفي ك َِتا ِ‬ ‫وَهَ َ‬
‫س سأل ُ َ‬ ‫َ‬
‫ي‬
‫ك‪،‬أ ْ‬ ‫ذا ن َ ْ‬ ‫ما َ‬ ‫ن‪َ :‬‬ ‫قوُلو َ‬ ‫سُلوِني ‪ ،‬فَي َ ُ‬ ‫ل‪َ :‬‬ ‫قو ُ‬ ‫فَي َ ُ‬
‫َ‬ ‫س سأل ُ َ‬ ‫َ‬
‫ي‬
‫كأ ْ‬ ‫س سُلوِني ‪ ،‬قَسساُلوا ‪ :‬ن َ ْ‬ ‫ل َ‬ ‫ل ‪ :‬ب َس ْ‬ ‫ب ؟ َقا َ‬ ‫َر ّ‬
‫َ‬
‫داَر‬ ‫م َ‬ ‫حل ّك ُسسسس ْ‬ ‫ضسسسساِئي أ َ‬ ‫ل ‪ :‬رِ َ‬ ‫ك ‪ ،‬قَسسسسا َ‬ ‫ضسسسسا َ‬ ‫ب رِ َ‬ ‫َر ّ‬
‫سسسأل ُ َ‬ ‫َ‬
‫ك‬ ‫ذي ن َ ْ‬ ‫مسسا اّلسس ِ‬ ‫ب وَ َ‬ ‫مِتسسي ‪َ ،‬قسساُلوا ‪َ :‬يسسا َر ّ‬ ‫ك ََرا َ‬
‫ت‬ ‫م َ‬ ‫سس ْ‬ ‫ك ‪ ،‬ل َسوْ قَ َ‬ ‫كان ِس َ‬ ‫م َ‬ ‫فاِع َ‬ ‫ك َواْرت ِ َ‬ ‫جَلل ِ َ‬ ‫ك وَ َ‬ ‫عّزت ِ َ‬ ‫فَوَ ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫م‪،‬‬ ‫قي َْناهُ ْ‬ ‫سسس َ‬ ‫م ‪ ،‬وََل ْ‬ ‫مَنسساهُ ْ‬ ‫ن َلط ْعَ ْ‬ ‫ق َلي ْ ِ‬
‫ع َل َي َْنا رِْزقَ الث ّ َ َ‬
‫م ‪َ ،‬ل ي ُن ْ ِ‬ ‫م وََل ْ‬ ‫َ‬
‫شي ًْئا ‪،‬‬ ‫ك َ‬ ‫صَنا ذ َل ِ َ‬ ‫ق ْ‬ ‫مَناهُ ْ‬ ‫خد َ ْ‬ ‫سَناهُ ْ‬ ‫وََلل ْب َ ْ‬
‫ك‬ ‫ه ذ َل ِس َ‬ ‫ل الّلس ُ‬ ‫فعَس ُ‬ ‫ل ‪ :‬فَي َ ْ‬ ‫دا ‪َ ،‬قا َ‬ ‫زي ً‬ ‫م ِ‬ ‫ن ل َد َيّ َ‬ ‫ل ‪ :‬إِ ّ‬ ‫َقا َ‬
‫‪167‬‬
‫س سه ِ ‪،‬‬ ‫جل ِ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫س ست َوِيَ فِسسي َ‬ ‫حت ّسسى ي َ ْ‬ ‫م َ‬ ‫جه ِ س ْ‬ ‫م ِفي د ََر ِ‬ ‫ب ِهِ ْ‬
‫ْ‬
‫م‬ ‫مل ُهَسسا إ ِل َي ْهِس ُ‬ ‫ح ِ‬ ‫ن الل ّسهِ ت َ ْ‬ ‫م َ‬ ‫ف ِ‬ ‫ح ُ‬ ‫م الت ّ َ‬ ‫م ت َأِتيهِ ُ‬ ‫ل ‪ :‬ثُ ّ‬ ‫َقا َ‬
‫ة ‪".‬‬ ‫مَلئ ِك َ ُ‬ ‫ال ْ َ‬
‫َ‬
‫ة‬
‫جّنسس ِ‬ ‫ل ال ْ َ‬ ‫ن أهْ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ه ِ‬ ‫ذا فََرغ َ الل ّ ُ‬ ‫ل ‪ :‬إِ َ‬ ‫وفي رواية َقا َ‬
‫مام ِ‬ ‫ن ال ْغَ َ‬ ‫م َ‬ ‫ل ِ‬ ‫شي ِفي ظ ُل َ ٍ‬ ‫م ِ‬ ‫ل يَ ْ‬ ‫ل الّنارِ ‪ ،‬أ َقْب َ َ‬ ‫وَأهْ ِ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫ل‪:‬‬ ‫ه قَسسا َ‬ ‫ح سوَه ُ ‪ ،‬إ ِّل أن ّس ُ‬ ‫م ذ َك َسَر ن َ ْ‬ ‫ل ‪ :‬ث ُس ّ‬ ‫ف ‪ ،‬قَسسا َ‬ ‫ق ُ‬ ‫وَي َ ِ‬
‫عّزِتسس َ‬ ‫سسسأل َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫ك‬ ‫ب ‪ ،‬فَوَ ِ‬ ‫ك َيسسا َر ّ‬ ‫ذا ن َ ْ‬ ‫مسسا َ‬ ‫ن ‪ :‬فَ َ‬ ‫قولسسو َ‬ ‫فَي َ ُ‬
‫ت ع َل َي ْن َسسا‬ ‫َ‬
‫ك ‪ ،‬ل َوْ أن ّ َ‬ ‫كان ِ َ‬ ‫م َ‬ ‫جَلل ِ َ‬
‫م َ‬ ‫سس ْ‬ ‫ك قَ َ‬ ‫فاِع َ‬ ‫ك َواْرت ِ َ‬ ‫وَ َ‬
‫م‪،‬‬ ‫من َسساهُ ْ‬ ‫س ‪َ ،‬لط ْعَ ْ‬
‫َ‬
‫ِ‬ ‫ن َواْل ِن ْس‬ ‫جس ّ‬ ‫ن ‪ ،‬ال ْ ِ‬ ‫ِ‬ ‫قل َي ْ‬ ‫أ َْرَزاقَ الث ّ َ‬
‫َ‬ ‫م ‪ ،‬وََل َ ْ‬
‫ص‬ ‫ن ي َن ْت َقِ س َ‬ ‫ن غ َي ْسرِ أ ْ‬ ‫مس ْ‬ ‫م ِ‬ ‫مَناهُ ْ‬ ‫خد َ ْ‬ ‫قي َْناهُ ْ‬ ‫س َ‬ ‫وَل َ َ‬
‫سسُلوِني ‪،‬‬ ‫ل ‪ :‬ب َل َسسى فَ َ‬ ‫عن ْسد ََنا ‪ ،‬قَسسا َ‬ ‫مسسا ِ‬ ‫م ّ‬ ‫شي ًْئا ِ‬ ‫ك َ‬ ‫ذ َل ِ َ‬
‫م‬ ‫حل ّك ُس ْ‬
‫َ‬
‫ضسساِئي أ َ‬ ‫ل ‪ :‬رِ َ‬ ‫ك ‪ ،‬قَسسا َ‬ ‫ضسسا َ‬ ‫ك رِ َ‬ ‫سأ َل ُ َ‬ ‫َقاُلوا ‪ :‬ن َ ْ‬
‫ل ك ُس ّ‬ ‫َ‬
‫ج سة ٍ ‪،‬‬ ‫ل د ََر َ‬ ‫ذا ب ِأهْ س ِ‬ ‫ل هَ س َ‬ ‫فعَ س ُ‬ ‫مت ِسسي ‪ ،‬فَي َ ْ‬ ‫داَر ك ََرا َ‬ ‫َ‬
‫ه‬ ‫مث ْلسس ُ‬ ‫ُ‬ ‫ث ِ‬ ‫دي ِ‬ ‫ح ِ‬ ‫ْ‬
‫سائ ُِر ال َ‬ ‫سه ِ ‪ .‬و َ َ‬ ‫جل ِ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ي إ ِلى َ‬ ‫َ‬ ‫حّتى ي َن ْت َهِ َ‬ ‫َ‬
‫ئ‬ ‫ب ‪ ،‬ي ُن ْب ِس ُ‬ ‫ن ك َعْ س ٍ‬ ‫مد ُ ب ْس ُ‬ ‫ح ّ‬ ‫م َ‬ ‫ه ُ‬ ‫ذي َقال َ ُ‬ ‫ل ال ّ ِ‬ ‫قو ْ ُ‬ ‫ذا ال ْ َ‬ ‫فَهَ َ‬
‫َ‬
‫ن‬ ‫عو َ‬ ‫مسسا ي َسد ّ ُ‬ ‫ن قَسوْل ِهِ ‪َ :‬‬ ‫ن ع َس ْ‬ ‫م " ب ََيا ٌ‬ ‫سَل ٌ‬ ‫ن" َ‬ ‫نأ ّ‬ ‫عَ ْ‬
‫َ‬
‫ب‬ ‫ن َر ّ‬ ‫م ْ‬ ‫ه‪ِ :‬‬ ‫سَلم ِ ‪ .‬وَقَوْل ُ ُ‬ ‫ن ال ّ‬ ‫م َ‬ ‫ج ِ‬ ‫خارِ ٌ‬ ‫ل َ‬ ‫قو ْ َ‬ ‫ن ال ْ َ‬ ‫وَأ ّ‬
‫مسسا‬ ‫م بِ َ‬ ‫م ي ُعَسساقِب ْهُ ْ‬ ‫م إ ِذ ْ ل َس ْ‬ ‫م ب ِهِس ْ‬ ‫حي س ٌ‬ ‫حي سم ٍ ي َعْن ِسسي ‪َ :‬ر ِ‬ ‫َر ِ‬
‫ف ل َهُ ْ‬ ‫سل َ َ‬
‫‪111‬‬
‫جْرم ٍ ِفي الد ّن َْيا "‬ ‫ن ُ‬ ‫م ْ‬ ‫م ِ‬ ‫َ‬
‫ومضات‬
‫إنهسسم مشسسغولون بمسسا هسسم فيسسه مسسن النعيسسم ‪،‬‬
‫ملتذون متفكهون‪ .‬وإنهم لفي ظلل مسسستطابة‬
‫يستروحون نسيمها ‪..‬وعلى أرائك متكئين فسسي‬
‫راحة ونعيسسم هسسم وأزواجهسسم‪ .‬لهسسم فيهسسا فاكهسسة‬
‫ولهم كل مسا يشساءون وهسسم ملك محقسسق لهسم‬

‫ن ِللط ّب َرِ ّ‬
‫ي) ‪ (26844‬صسسحيح‬ ‫سيرِ ال ْ ُ‬
‫قْرآ ِ‬ ‫ف ِ‬ ‫معُ ال ْب ََيا ِ‬
‫ن ِفي ت َ ْ‬ ‫جا ِ‬
‫‪َ - 111‬‬
‫مقطوع‬
‫‪168‬‬
‫فيها كل ما يدعون‪ .‬ولهم فوق اللسسذائذ التأهيسسل‬
‫م« ‪ ..‬يتلقسسونه مسسن ربهسسم‬ ‫سسسل ٌ‬‫والتكريسسم ‪َ » :‬‬
‫‪112‬‬
‫م« ‪..‬‬‫حي ٍ‬‫ب َر ِ‬‫ن َر ّ‬ ‫الكريم ‪» :‬قَوًْل ِ‬
‫م ْ‬
‫ما ترشد إليه اليات‬
‫يفهم من اليات ما يلي ‪:‬‬
‫‪ - 1‬إن أصحاب الجنة يتمتعون فيها متعة مادية‬
‫وليست روحية فقط ‪ ،‬فهم في شسسغل بمسسا هسسم‬
‫فيسه مسن اللسذات والنعيسم عسن الهتمسام بأهسل‬
‫المعاصي فسسي النسسار ‪ ،‬ومسسا هسسم فيسسه مسسن أليسسم‬
‫العذاب ‪ ،‬وإن كان فيهم أقرباؤهم وأهلوهم‪.‬‬
‫‪ - 2‬يتمتع أهل الجنسسة بنعيمهسسا هسسم وأزواجهسسم ‪،‬‬
‫سرر‬ ‫تحت ستور تظللهم ‪ ،‬وعلى الرائك )أي ال ّ‬
‫في الحجال ‪ ،‬كالناموسيات( متكئون‪.‬‬
‫‪ - 3‬لهم أنواع من الفاكهسة ل تعسد ول تحصسى ‪،‬‬
‫ولهم كل ما يتمنون ويشسستهون ‪ ،‬فمهمسسا طلبسسوا‬
‫وجدوا من جميع أصناف الملذ‪.‬‬
‫‪ - 4‬ولهم أكمل الشياء وآخرها السسذي ل شسسيء‬
‫فوقه وهو السلم من الّله الرب الرحيسسم ‪ ،‬إمسسا‬
‫بوساطة الملئكسسة ‪ ،‬أو بغيسسر وسسساطة ‪ ،‬مبالغسسة‬
‫في تعظيمهم ‪ ،‬وذلك أقصى ما يتمنونه‪.‬‬
‫سسسسسسسسسسسس‬

‫‪ -‬في ظلل القرآن ‪ ،‬ج ‪ ، 5‬ص ‪2972 :‬‬ ‫‪112‬‬

‫‪169‬‬
‫جزاء المجرمين‬
‫قال تعالى ‪:‬‬
‫ﭮﭯﭰﭱﭲ ﭳﭴﭵﭶﭷﭸﭹﭺﭻﭼﭽﭾﭿﮀ‬
‫ﮁﮂ ﮃﮄﮅﮆﮇﮈﮉ ﮊﮋﮌﮍﮎﮏﮐﮑﮒﮓ ﮔﮕ‬
‫ﮖ ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ ﮟ ﮠﮡﮡ ﮢ ﮣ ﮤ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ ﮫ‬
‫ﮬﮭﮮﮯﮰﮱﯓﯔﯕﯖ ﯗﯘﯙﯚﯛﯜﯝﯞﯟﯠﯡ ﯢ‬
‫ﯣﯤﯥﯦﯧﯨﯩﯪ‬
‫شرح الكلمات ‪:‬‬
‫رقم الية ‪ ...‬الكلمة ‪ ...‬معناها‬
‫مَتسسساُزوا ‪ ...‬تميسسسزوا وانفسسسردوا عسسسن‬ ‫‪َ ... 59‬وا ْ‬
‫المؤمنين‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫م أع ْهَد ْ ‪ ...‬ألسسم أوصسسكم بسسترك طاعسسة‬ ‫‪ ... 60‬أل َ ْ‬
‫الشيطان‬
‫ن ‪ ...‬أن ل تطيعسوا‬ ‫َ‬ ‫دوا ال ّ‬ ‫َ‬
‫شسي ْطا َ‬ ‫ن ل ت َعْب ُ ُ‬ ‫‪ ... 60‬أ ْ‬
‫الشيطان‬
‫دوِني ‪ ...‬أن تعبدوني وحدي‬ ‫َ‬
‫ن اع ْب ُ ُ‬ ‫‪ ... 61‬وَأ ِ‬
‫م ‪ ...‬عبسسادة الرحمسسن‬ ‫قي ٌ‬‫ست َ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ٌ‬
‫صَراط ّ‬ ‫ذا ِ‬ ‫‪ ... 61‬هَ َ‬
‫ومعصية الشيطان‬
‫جب ِل ّ ‪ ...‬خلقا كثيرا‬ ‫‪ِ ... 62‬‬
‫ها ‪ ...‬ادخلوها أو قاسوا حرها‬ ‫صل و ْ َ‬‫َ‬ ‫‪ ... 64‬ا ْ‬
‫سَنا ‪ ...‬لصيرناها ممسوحة ل يسسرى‬ ‫م ْ‬ ‫‪ ... 66‬ل َط َ َ‬
‫لها شق‬
‫م ‪ ...‬لغيرنسسا‬ ‫م َ‬
‫كسسان َت ِهِ ْ‬ ‫م ع َلسسى َ‬ ‫َ‬ ‫خَناهُ ْ‬ ‫سسس ْ‬ ‫م َ‬ ‫َ‬
‫‪ ... 67‬ل َ‬
‫خلقهم في مكان معصيتهم‬
‫ضّيا ‪ ...‬ل يتقسسدمون ول‬ ‫م ِ‬ ‫عوا ُ‬ ‫طا ُ‬ ‫ست َ َ‬ ‫ما ا ْ‬ ‫‪ ... 67‬فَ َ‬
‫يتأخرون‬
‫مْره ُ ‪ ...‬الذي نطيل عمره‬ ‫من ن ّعَ ّ‬ ‫‪ ... 68‬وَ َ‬
‫‪170‬‬
‫ق ‪ ...‬نرده إلى الضعف‬ ‫ه ِفي ال ُ ْ‬ ‫‪ ... 68‬ن ُن َك ّ ْ‬
‫خل ِ‬ ‫س ُ‬
‫بعد القوة‬
‫المناسبة ‪:‬‬
‫بعد بيان حال المحسسسنين فسسي الخسسرة ‪ ،‬أعقبسسه‬
‫تعسسسالى ببيسسسان حسسسال المجرميسسسن فسسسي السسسدنيا‬
‫والخرة ‪ ،‬ففي الخرة يميزون عن المسسؤمنين ‪،‬‬
‫ويصسلون نسار جهنسم خالسدين فيهسا أبسدا بسسبب‬
‫كفرهم واتباع وساوس الشيطان ‪ ،‬وفي السسدنيا‬
‫لم يعاجلهم بالعقوبة رحمة منه ‪ ،‬فلسسم يشسسأ أن‬
‫يذهب أبصارهم ‪ ،‬أو يمسسسخ صسسورهم ويجعلهسسم‬
‫كالقردة والخنازير ‪ ،‬وأعطاهم الفرصة الكافيسسة‬
‫مسسن العمسسر فسسي السسدنيا ليتمكنسسوا مسسن النظسسر‬
‫والهتسسداء ‪ ،‬قبسسل أن يضسسعفوا ويعجسسزوا عسسن‬
‫البحث والدراك ‪ ،‬وذلك تحذير واضح لهم‪.‬‬
‫التفسير والبيان ‪:‬‬
‫يخبر الّله تعالى عن حسال الكفسار يسوم القيامسة‬
‫بتمييزهم عن المؤمنين في موقفهم ‪ ،‬فيقول ‪:‬‬
‫» وامتسسازوا ال ْيسو َ‬
‫ن « أي يقسسال‬ ‫مسو َ‬ ‫جرِ ُ‬ ‫م ْ‬‫م أي ّهَسسا ال ْ ُ‬ ‫َ ْ َ‬ ‫َ ْ ُ‬
‫للمجرمين الكافرين في الخسسرة ‪ :‬تميسسزوا فسسي‬
‫موقفكم عن المؤمنين ‪،‬كما قال تعالى في آية‬
‫ن‬‫ذي َ‬‫ل ل ِل ّ ِ‬
‫قو ُ‬‫م نَ ُ‬ ‫ميعا ً ‪ ،‬ث ُ ّ‬ ‫ج ِ‬ ‫م َ‬ ‫شُرهُ ْ‬ ‫ح ُ‬ ‫م نَ ْ‬ ‫أخرى ‪ :‬وَي َوْ َ‬
‫م ‪ ،‬فََزي ّْلنسسا‬ ‫َ‬ ‫أَ ْ‬
‫شسسَركاؤ ُك ُ ْ‬ ‫م وَ ُ‬ ‫م أن ُْتسس ْ‬ ‫مكسسان َك ُ ْ‬ ‫كوا ‪َ :‬‬ ‫شسسَر ُ‬
‫م‬
‫م ]يونس ‪ [28 /10‬وقال سسسبحانه ‪ :‬وَي َسوْ َ‬ ‫ب َي ْن َهُ ْ‬
‫ن ]الروم ‪[14 /30‬‬ ‫فّرُقو َ‬ ‫مئ ِذ ٍ ي َت َ َ‬ ‫ة ي َوْ َ‬‫ساع َ ُ‬ ‫م ال ّ‬ ‫قو ُ‬ ‫تَ ُ‬
‫ن ]الروم ‪ [43 /30‬أي يصسسيرون‬ ‫عو َ‬ ‫صد ّ ُ‬‫مئ ِذ ٍ ي َ ّ‬
‫ي َوْ َ‬
‫صدعين فرقتين‪.‬‬

‫‪171‬‬
‫أو المسسراد ‪ :‬يمتسساز المجرمسسون بعضسسهم عسسن‬
‫بعسسض ‪ ،‬فسساليهود فرقسسة ‪ ،‬والنصسسارى فرقسسة ‪،‬‬
‫والمجوس فرقسسة ‪ ،‬والصسسابئون فرقسسة ‪ ،‬وعبسسدة‬
‫الوثان فرقة ‪ ،‬والمساديون والملحسدون فرقسة ‪،‬‬
‫وهكذا‪.‬‬
‫وهسسذا زجسسر للكسسافرين ‪ ،‬وردع لهسسم أن يكونسسوا‬
‫بمحضر مسسن هسسذا المقسسام الكريسسم السسذي ينزلسسه‬
‫أصحاب الجنة ‪ ،‬أو أن يروه بأعينهم ‪..‬‬
‫ل الل ّسهِ ‪‬‬ ‫سسسو ُ‬ ‫ل َر ُ‬ ‫ل ‪َ :‬قا َ‬ ‫ذا َقا َ‬ ‫ن أ َِبي هَُري َْرة َ ك َ َ‬ ‫عَ ْ‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬
‫ن ِفسسي‬ ‫م َيسسأذ َ ْ‬ ‫ث ‪ ،‬فَل ْ‬ ‫دي َ‬ ‫ح ِ‬ ‫سَتاذ ُ ‪ :‬وَذ َك ََر ال َ‬ ‫ل ال ْ‬ ‫‪َ ،‬قا َ‬
‫ن‬ ‫ن ك ِت َسساب ِهِ ‪ ،‬وَك َسسا َ‬ ‫مس ْ‬ ‫ن ِ‬ ‫مت ْ َ‬ ‫ب ال ْ َ‬ ‫ن ‪ ،‬فَك َت َ َ‬ ‫مت ْ ِ‬ ‫قَِراَءةِ ال ْ َ‬
‫ق‬ ‫ن َ ْ‬ ‫مسسا فَسَرغ َ ِ‬ ‫ل لَ ّ‬ ‫جس ّ‬ ‫ن الل ّ َ‬
‫خل س ِ‬ ‫مس َ ْ‬ ‫ه ع َسّز وَ َ‬
‫َ‬
‫ِفيهِ ‪ " :‬إ ِ ّ‬
‫َ‬
‫صسسسوَر ‪ ،‬فَأع ْطسسساهُ‬ ‫خلسسسقَ ال ّ‬ ‫َ‬ ‫ض َ‬ ‫ْ‬
‫ت َوالْر ِ‬ ‫وا ِ‬ ‫م َ‬ ‫سسسس َ‬ ‫ال ّ‬
‫ص‬ ‫خ ٌ‬ ‫شسسا ِ‬ ‫ه ع ََلسسى ِفيسسهِ َ‬ ‫ضسسعُ ُ‬ ‫ل ‪ ،‬فَُهسسوَ َوا ِ‬ ‫سسسَراِفي َ‬ ‫إِ ْ‬
‫ل‪:‬‬ ‫مُر " ‪ ،‬قَسسا َ‬ ‫مَتى ي ُؤ ْ َ‬ ‫ش ي َن ْت َظ ُِر َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫صرِهِ إ ِلى العَْر ِ‬ ‫ب ِب َ َ‬
‫ل‪":‬‬ ‫صسوُر ؟ َقسا َ‬ ‫مسا ال ّ‬ ‫ل اللسهِ ‪َ ،‬‬ ‫ّ‬ ‫سسو َ‬ ‫ت ‪َ :‬يسا َر ُ‬ ‫قُل ْ ُ‬
‫ل‪":‬‬ ‫ف هُسوَ ؟ قَسسا َ‬ ‫ت ‪ :‬ك َي ْس َ‬ ‫ل ‪ :‬قُل ْس ُ‬ ‫ن " ‪ ،‬قَسسا َ‬ ‫قسْر ُ‬ ‫ال ْ َ‬
‫ة‬
‫دائ َِر ٍ‬ ‫م َ‬ ‫عظ َس َ‬ ‫ن ِ‬ ‫حقّ ‪ ،‬إ ِ ّ‬ ‫ذي ب َعَث َِني ب ِسسال ْ َ‬ ‫م ‪َ ،‬وال ّ ِ‬ ‫ظي ٌ‬ ‫عَ ِ‬
‫ث‬ ‫خ ِفي سهِ ث ََل َ‬ ‫فس ُ‬ ‫ض ‪ ،‬فَي َن ْ ُ‬ ‫َْ‬ ‫َ‬
‫ماِء َوالْر ِ‬ ‫س َ‬ ‫ض ال ّ‬
‫ُ‬ ‫ِفيهِ كعَْر ِ‬
‫ة‬ ‫خس ُ‬ ‫ف َ‬ ‫ة نَ ْ‬ ‫فسَزِع ‪َ ،‬والّثان َِيس ُ‬ ‫ة ال ْ َ‬ ‫خس ُ‬ ‫ف َ‬ ‫ت ‪ :‬اْلوَلسى ن َ ْ‬ ‫خا ٍ‬ ‫ف َ‬ ‫نَ ْ‬
‫ن‪،‬‬ ‫مي َ‬ ‫ب ال ْعَسسال َ ِ‬ ‫قَيام ِ ل ِسَر ّ‬ ‫ة ال ْ ِ‬ ‫خ ُ‬ ‫ف َ‬ ‫ة نَ ْ‬ ‫ق ‪َ ،‬والّثال ِث َ ُ‬ ‫ِ‬ ‫صعْ‬ ‫ال ْ ّ‬
‫لول َسسى‬ ‫خ سة ِ ا ْ ُ‬ ‫ف َ‬ ‫ل ِبالن ّ ْ‬ ‫س سَراِفي َ‬ ‫ل إِ ْ‬ ‫ج ّ‬ ‫ه ع َّز وَ َ‬ ‫مُر الل ّ ُ‬ ‫فَي َأ ُ‬
‫ة‬ ‫خسس َ‬ ‫ف َ‬ ‫خ نَ ْ‬ ‫فسس ُ‬ ‫فسسَزِع ‪ ،‬فَي َن ْ ُ‬ ‫ة ال ْ َ‬ ‫خسس َ‬ ‫ف َ‬ ‫خ نَ ْ‬ ‫فسس ْ‬ ‫ل ‪ :‬ان ْ ُ‬ ‫قسسو ُ‬ ‫فَي َ ُ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ن‬ ‫مس ْ‬ ‫ض إ ِّل َ‬ ‫ت َوالْر ِ‬
‫ْ‬ ‫وا ِ‬ ‫م َ‬ ‫سس َ‬ ‫ل ال ّ‬ ‫فَزع ُ أهْ ُ‬ ‫فَزِع ‪ ،‬فَي َ ْ‬ ‫ال ْ َ‬
‫طيل َُها ‪ ،‬وََل ي َ ْ‬ ‫ْ‬
‫فُتسسُر ‪،‬‬ ‫ها وَي ُ ِ‬ ‫مد ّ َ‬ ‫مُره ُ فَي َ ُ‬ ‫ه ‪ ،‬فَي َأ ُ‬ ‫شاَء الل ّ ُ‬ ‫َ‬
‫هسسؤ َُلءِ‬ ‫ما ي َن ْظ ُُر َ‬ ‫ل‪َ :‬‬ ‫ج ّ‬ ‫ه ع َّز وَ َ‬ ‫ل الل ّ ُ‬ ‫قو ُ‬ ‫ذي ي َ ُ‬ ‫وَهُوَ ال ّ ِ‬
‫ه‬ ‫سي ُّر الّلسس ُ‬ ‫ق ‪ ،‬فَي ُ َ‬ ‫وا ٍ‬ ‫ن فَ َ‬ ‫م ْ‬ ‫ما ل ََها ِ‬ ‫حد َة ً َ‬ ‫ة َوا ِ‬ ‫ح ً‬ ‫صي ْ َ‬ ‫إ ِّل َ‬
‫‪172‬‬
‫سسَراًبا ‪،‬‬ ‫ن َ‬ ‫كسو ُ‬ ‫ب ‪ ،‬فَت َ ُ‬ ‫حا ِ‬ ‫سس َ‬ ‫مسّر ال ّ‬ ‫مّر َ‬ ‫ل ‪ ،‬فَت َ ُ‬ ‫جَبا َ‬ ‫ال ْ ِ‬
‫َ‬ ‫فَت َسر ّ َ‬
‫ة‬
‫فين َ ِ‬ ‫سس ِ‬ ‫كال ّ‬ ‫ن َ‬ ‫جسسا ‪ ،‬فَت َك ُسسو ُ‬ ‫ض ب ِأهْل ِهَسسا َر ّ‬ ‫ج اْلْر َ‬ ‫ُ‬
‫فيهَسسا‬ ‫ْ‬
‫ح وَت َك ِ‬ ‫ض سرِب َُها الّري َسسا ُ‬ ‫ح سرِ ت َ ْ‬ ‫ْ‬
‫مسسوقَِرةِ فِسسي الب َ ْ‬ ‫ال ْ ُ‬
‫ْ‬ ‫ل ال ْ ُ ّ‬ ‫َ‬
‫ه‬‫حس ُ‬ ‫ج ُ‬ ‫ش ت َُر ّ‬ ‫ق ب ِسسالعَْر ِ‬ ‫معَل س ِ‬ ‫دي ِ‬ ‫قن ْ ِ‬ ‫كال ْ ِ‬ ‫ح ‪ ،‬أوْ َ‬ ‫الّرَيا ُ‬
‫م‬ ‫ل ‪ :‬ي َسوْ َ‬ ‫جس ّ‬ ‫ه ع َّز وَ َ‬ ‫ل الل ّ ُ‬ ‫قو ُ‬ ‫ي ال ِّتي ي َ ُ‬ ‫ح ‪ ،‬وَه ِ َ‬ ‫اْل َْرَوا ُ‬
‫مئ ِذٍ‬ ‫ب ي َسوْ َ‬ ‫ة قُل ُسسو ٌ‬ ‫ة ت َت ْب َعُهَسسا الّراد ِفَس ُ‬ ‫فس ُ‬ ‫ج َ‬ ‫ف الّرا ِ‬ ‫جس ُ‬ ‫ت َْر ُ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫س ع َلسسى ظهْرِهَسسا ‪،‬‬ ‫ض ِبالن ّسسا ِ‬ ‫مت َسد ّ الْر ُ‬ ‫ة ‪ ،‬فَت َ ْ‬ ‫ف ٌ‬ ‫ج َ‬ ‫َوا ِ‬
‫ب‬ ‫شسسي ُ‬ ‫ل ‪ ،‬وَي َ ِ‬ ‫مس ُ‬ ‫وا ِ‬ ‫ح َ‬ ‫ضسعُ ال ْ َ‬ ‫ضسعُ ‪ ،‬وَت َ َ‬ ‫مَرا ِ‬ ‫ل ال ْ َ‬ ‫فَت َسذ ْهَ ُ‬
‫فسَزِع ‪،‬‬ ‫ن ال ْ َ‬ ‫مس َ‬ ‫ة ِ‬ ‫هارِب َ ً‬ ‫ن َ‬ ‫طي ُ‬ ‫شَيا ِ‬ ‫طيُر ال ّ‬ ‫ن ‪ ،‬وَت َ ِ‬ ‫دا ُ‬ ‫ال ْوِل ْ َ‬
‫ي اْل َقْط َسساَر ‪ ،‬فَت َل ْ َ‬ ‫ْ‬
‫ب‬ ‫ض سرِ ُ‬ ‫ة تَ ْ‬ ‫مَلئ ِك َس ُ‬ ‫قاهَسسا ال ْ َ‬ ‫حّتى ت َأت ِ َ‬ ‫َ‬
‫م‬ ‫ما لُهسس ْ‬ ‫َ‬ ‫ن َ‬ ‫ري َ‬ ‫مد ْب ِ ِ‬ ‫س ُ‬ ‫جعُ فَت ُوَلي الّنا َ‬ ‫ّ‬ ‫جوهََها ‪ ،‬فَت َْر ِ‬ ‫وُ ُ‬
‫و‬
‫ضا ‪ ،‬وَهُ َ‬ ‫م ب َعْ ً‬ ‫ضه ُ ْ‬ ‫صم ٍ ‪ ،‬ي َُناِدي ب َعْ ُ‬ ‫عا ِ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫ن الل ّهِ ِ‬ ‫م َ‬ ‫ِ‬
‫مسسا‬ ‫م الت ّن َسساد ِ ‪ ،‬ب َي ْن َ َ‬ ‫ل ‪ :‬ي َسوْ َ‬ ‫جس ّ‬ ‫ه ع َّز وَ َ‬ ‫ل الل ُ‬ ‫ّ‬ ‫قو ُ‬ ‫ذي ي َ ُ‬ ‫ال ِ‬ ‫ّ‬
‫َ‬
‫ن‬ ‫م ْ‬ ‫ت ِ‬ ‫صد َع َ ْ‬ ‫ض ‪َ ،‬فان ْ َ‬ ‫ت اْلْر ُ‬ ‫صد ّع َ ِ‬ ‫ك تَ َ‬ ‫م ع ََلى ذ َل ِ َ‬ ‫هُ ْ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫م ي َسَرْوا‬ ‫مسسا ل َس ْ‬ ‫ظي ً‬ ‫مسًرا ع َ ِ‬ ‫قُط ْرٍ إ َِلى قُط ْرٍ ‪ ،‬فَسَرأْوا أ ْ‬
‫ه‬ ‫ما الل ّ ُ‬ ‫ل َ‬ ‫ب َوال ْهَوْ ُ‬ ‫ك ال ْك َْر ُ‬ ‫ن ذ َل ِ َ‬ ‫م ْ‬ ‫م ِ‬ ‫خذ َهُ ْ‬ ‫ه ‪ ،‬وَأ َ َ‬ ‫مث ْل َ ُ‬ ‫ِ‬
‫ي‬ ‫ذا ه ِس َ‬ ‫ماِء فَسإ ِ َ‬ ‫سس َ‬ ‫م ن َظ َسُروا إ ِل َسسى ال ّ‬ ‫م ‪ ،‬ث ُس ّ‬ ‫ِبسهِ ع َِليس ٌ‬
‫مهَسسسا ‪،‬‬ ‫جو ُ‬ ‫ت نُ ُ‬ ‫ت فَسسسان ْت َث ََر ْ‬ ‫ق ْ‬ ‫شسسس ّ‬ ‫م ان ْ َ‬ ‫ل ‪ ،‬ث ُسسس ّ‬ ‫مهْسسس ِ‬ ‫كال ْ ُ‬ ‫َ‬
‫ل‬ ‫سسسو ُ‬ ‫ل َر ُ‬ ‫مُرهَسسا " ‪ ،‬قَسسا َ‬ ‫سسَها وَقَ َ‬ ‫م ُ‬ ‫ش ْ‬ ‫ت َ‬ ‫ف ْ‬ ‫سس َ‬ ‫خ َ‬ ‫َفان ْ َ‬
‫َ‬
‫ش سي ًْئا‬ ‫ن َ‬ ‫مسسو َ‬ ‫مئ ِذ ٍ َل ي َعْل َ ُ‬ ‫ت ي َسوْ َ‬ ‫وا ُ‬ ‫م َ‬ ‫الل ّهِ ‪َ " : ‬واْل ْ‬
‫ك " ‪َ ،‬قا َ َ‬
‫ه‬ ‫ست َث َْنى الل ّ ُ‬ ‫نا ْ‬ ‫م ِ‬ ‫ل أُبو هَُري َْرة َ ‪ :‬فَ َ‬ ‫ن ذ َل ِ َ‬ ‫م ْ‬ ‫ِ‬
‫ت‬ ‫وا ِ‬ ‫م َ‬ ‫سس َ‬ ‫ن فِسسي ال ّ‬ ‫م ْ‬ ‫فزِع َ َ‬ ‫ل ‪ :‬فَ َ‬ ‫ث َقا َ‬ ‫حي ْ ُ‬ ‫ل َ‬ ‫ج ّ‬ ‫ع َّز وَ َ‬
‫َ‬
‫ل‪":‬‬ ‫ه ‪ ،‬قَسسا َ‬ ‫شسساَء الل ّس ُ‬ ‫ن َ‬ ‫مس ْ‬ ‫ض إ ِّل َ‬ ‫ن فِسسي الْر ِ‬
‫ْ‬ ‫مس ْ‬ ‫وَ َ‬
‫فسَزع ُ إ َِلسى‬ ‫ل ال ْ َ‬ ‫صس ُ‬ ‫مسا ي َ ِ‬ ‫داُء ‪ ،‬فَإ ِن ّ َ‬ ‫ش سه َ َ‬ ‫م ال ّ‬ ‫ك ه ُس ُ‬ ‫ُأول َئ ِ َ‬
‫اْل َحياِء ‪ ،‬وهُ َ‬
‫م‬ ‫ن ‪ ،‬وََقاهُ ُ‬ ‫م ي ُْرَزُقو َ‬ ‫عن ْد َ َرب ّهِ ْ‬ ‫حَياٌء ِ‬ ‫مأ ْ‬ ‫َ ْ‬ ‫ْ َ‬
‫َ‬ ‫ْ‬
‫ه‬ ‫ب ي َب ْعَُثسس ُ‬ ‫ذا ٌ‬ ‫م ‪ ،‬وَهُوَ ع َ َ‬ ‫من َهُ ْ‬ ‫ه فََزع َ ذ َل ِك الي َوْم ِ وَأ ّ‬ ‫َ‬ ‫الل ّ ُ‬
‫ل ‪ :‬ي َسسا أ َي ّهَسسا‬ ‫قسسو ُ‬ ‫ذي ي َ ُ‬ ‫قهِ ‪َ ،‬وال ّس ِ‬ ‫خل ْ ِ‬ ‫شَرارِ َ‬ ‫ه ع ََلى ِ‬ ‫الل ّ ُ‬
‫‪173‬‬
‫يءٌ‬ ‫شس ْ‬ ‫سسساع َةِ َ‬ ‫ة ال ّ‬ ‫ن َزل َْزل َس َ‬ ‫م إِ ّ‬ ‫قسسوا َرب ّك ُس ْ‬ ‫س ات ّ ُ‬ ‫الن ّسسا ُ‬
‫ديد ٌ ‪،‬‬ ‫شس ِ‬ ‫ب الل ّسهِ َ‬ ‫ذا َ‬ ‫ن ع َس َ‬ ‫م ‪ ،‬إ َِلى قَوْل ِهِ ‪ :‬وَل َك ِ ّ‬ ‫ظي ٌ‬ ‫عَ ِ‬
‫َ‬
‫ه‬ ‫ه إ ِّل أن ّس ُ‬ ‫شسساَء الل ّس ُ‬ ‫مسسا َ‬ ‫ك ال ْب ََلِء َ‬ ‫ن ِفي ذ َل ِس َ‬ ‫مك ُُثو َ‬ ‫فَي َ ْ‬
‫ْ‬
‫خ‬ ‫فس ُ‬ ‫ل ‪ ،‬فَي َن ْ ُ‬ ‫س سَراِفي َ‬ ‫ه إِ ْ‬ ‫مُر الل ّ ُ‬ ‫م ي َأ ُ‬ ‫م ‪ ،‬ثُ ّ‬ ‫ل ع َل َي ْهِ ْ‬ ‫ي ُط َوّ ُ‬
‫ن‬ ‫م ْ‬ ‫ت وَ َ‬ ‫وا ِ‬ ‫م َ‬ ‫س َ‬ ‫ن ِفي ال ّ‬ ‫م ْ‬ ‫صعَقُ َ‬ ‫ق ‪ ،‬فَي َ ْ‬ ‫صعْ ِ‬ ‫ة ال ّ‬ ‫خ َ‬ ‫ف َ‬ ‫نَ ْ‬
‫َ‬
‫جسساءَ‬ ‫دوا َ‬ ‫مسس ُ‬ ‫خ َ‬ ‫ذا َ‬ ‫ه ‪ ،‬فَإ ِ َ‬ ‫شاَء الل ّ ُ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫ض إ ِّل َ‬ ‫ِفي الْر ِ‬
‫ْ‬
‫َ‬
‫ل‬ ‫ت أهْس ُ‬ ‫مسسا َ‬ ‫ل ‪ :‬قَد ْ َ‬ ‫قو ُ‬ ‫جّبارِ فَي َ ُ‬ ‫ت إ َِلى ال ْ َ‬ ‫موْ ِ‬ ‫ك ال ْ َ‬ ‫مل َ ُ‬ ‫َ‬
‫ّ‬ ‫ت ‪ ،‬فَي َ ُ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫ه ع َسّز‬ ‫ل الل ُ‬ ‫قو ُ‬ ‫شئ ْ َ‬ ‫ن ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ض إ ِل َ‬ ‫لْر ِ‬ ‫ماِء َوا‬ ‫س َ‬ ‫ال ّ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ب‪،‬‬ ‫ل ‪ :‬أيْ َر ّ‬ ‫قو ُ‬ ‫ي ؟ فَي َ ُ‬ ‫ق َ‬ ‫ن بَ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫م‪َ :‬‬ ‫ل وَهُوَ أع ْل َ ُ‬ ‫ج ّ‬ ‫وَ َ‬
‫ة‬ ‫ملسس ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫ح َ‬ ‫ت َ‬ ‫قي َ ْ‬ ‫ت ‪ ،‬وَب َ ِ‬ ‫مو ُ‬ ‫ذي ل ت َ ُ‬ ‫ي ال ِ‬ ‫ح ّ‬ ‫ت ال َ‬ ‫ت أن ْ َ‬ ‫قي َ‬ ‫بَ ِ‬
‫ت أَنسسا ‪،‬‬ ‫َ‬ ‫كاِئي ُ‬ ‫مي َ‬ ‫ري ُ‬ ‫ْ‬
‫قي َ ُ‬ ‫ل ‪ ،‬وَب َ ِ‬ ‫ل وَ ِ‬ ‫جب ْ ِ‬ ‫ي ِ‬ ‫ق َ‬ ‫ش ‪ ،‬وَب َ ِ‬ ‫العَْر ِ‬
‫ل‪،‬‬ ‫كاِئيس ُ‬ ‫مي َ‬ ‫ل وَ ِ‬ ‫ريس ُ‬ ‫جب ْ ِ‬ ‫ت ِ‬ ‫مسسو ُ‬ ‫ل وَع َسّز ‪ :‬فَي َ ُ‬ ‫ج ّ‬ ‫ل َ‬ ‫قو ُ‬ ‫فَي َ ُ‬
‫َ‬
‫ت‬ ‫مو ُ‬ ‫ب ‪ ،‬يَ ُ‬ ‫ل ‪ :‬أيْ َر ّ‬ ‫قو ُ‬ ‫ش ‪ ،‬فَي َ ُ‬ ‫ه ال ْعَْر َ‬ ‫فَي ُن ْط ِقُ الل ّ ُ‬
‫ت‬ ‫ت ‪ ،‬إ ِّني ك َت َب ْ ُ‬ ‫سك ُ ْ‬ ‫ل‪:‬ا ْ‬ ‫قو ُ‬ ‫ل ‪ ،‬فَي َ ُ‬ ‫كاِئي ُ‬ ‫مي َ‬ ‫ل وَ ِ‬ ‫ري ُ‬ ‫جب ْ ِ‬ ‫ِ‬
‫ن‪،‬‬ ‫موَتسسا ِ‬ ‫شي ‪ ،‬في َ ُ‬ ‫َ‬ ‫ت ع َْر ِ‬ ‫ح َ‬ ‫ن تَ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫ت ع َلى كل َ‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫مو ْ َ‬ ‫ال َ‬ ‫ْ‬
‫َ‬ ‫قسسو ُ‬ ‫جب ّسسارِ فَي َ ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫مل ُ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫ي‬
‫ل‪:‬أ ْ‬ ‫ت إ ِلسسى ال َ‬ ‫م سو ْ ِ‬ ‫ك ال َ‬ ‫م ي َأِتي َ‬ ‫ثُ ّ‬
‫و‬
‫ل وَهُس َ‬ ‫قسسو ُ‬ ‫ل ‪ ،‬فَي َ ُ‬ ‫كاِئي س ُ‬ ‫مي َ‬ ‫ل وَ ِ‬ ‫ري ُ‬ ‫جب ْ ِ‬ ‫ت ِ‬ ‫ما َ‬ ‫ب ‪ ،‬قَد ْ َ‬ ‫َر ّ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ي‬ ‫حس ّ‬ ‫ت ال ْ َ‬ ‫ت أْنس َ‬ ‫قيس َ‬ ‫ل ‪ :‬بَ ِ‬ ‫قو ُ‬ ‫ي ؟ فَي َ ُ‬ ‫ق َ‬ ‫ن بَ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫م ‪ :‬فَ َ‬ ‫أع ْل َ ُ‬
‫ت‬ ‫قَيسس ُ‬ ‫ك ‪ ،‬وَب َ ِ‬ ‫ش َ‬ ‫ة ع َْر ِ‬ ‫مل َ ُ‬ ‫ح َ‬ ‫ت َ‬ ‫قي َ ْ‬ ‫ت ‪ ،‬وَب َ ِ‬ ‫مو ُ‬ ‫ذي َل ي َ ُ‬ ‫ال ّ ِ‬
‫موت ُسسوا ‪،‬‬ ‫شسسي ‪ ،‬فَي َ ُ‬ ‫ة ع َْر ِ‬ ‫مل َس ُ‬ ‫ح َ‬ ‫ت َ‬ ‫م ْ‬ ‫ل ‪ :‬ل ِي َ ُ‬ ‫قو ُ‬ ‫أ ََنا ‪ ،‬فَي َ ُ‬
‫ْ‬
‫ن‬ ‫م ْ‬ ‫صوَر ِ‬ ‫ض ال ّ‬ ‫قب ِ ُ‬ ‫ش فَي َ ْ‬ ‫ل ال ْعَْر َ‬ ‫ج ّ‬ ‫ه ع َّز وَ َ‬ ‫مُر الل ّ ُ‬ ‫فَي َأ ُ‬
‫ت‬ ‫مو ُ‬ ‫ل ‪ ،‬فَي َ ُ‬ ‫سَراِفي ُ‬ ‫ت إِ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫ل ‪ :‬ل ِي َ ُ‬ ‫قو ُ‬ ‫م يَ ُ‬ ‫ل ‪ ،‬ثُ ّ‬ ‫سَراِفي َ‬ ‫إِ ْ‬
‫ْ‬
‫ب ‪ ،‬ق َ سد ْ‬ ‫ل ‪ :‬ي َسسا َر ّ‬ ‫قسسو ُ‬ ‫ت فَي َ ُ‬ ‫م سو ْ ِ‬ ‫ك ال ْ َ‬ ‫مل َس ُ‬ ‫م ي َأِتي َ‬ ‫‪ ،‬ثُ ّ‬
‫َ‬
‫ن‬ ‫مسس ْ‬ ‫م ‪ :‬فَ َ‬ ‫ل وَهُوَ أع َْلسس ُ‬ ‫قو ُ‬ ‫ك ‪ ،‬فَي َ ُ‬ ‫ش َ‬ ‫ة ع َْر ِ‬ ‫مل َ ُ‬ ‫ح َ‬ ‫ت َ‬ ‫ما َ‬ ‫َ‬
‫ت‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫قو ُ‬ ‫ي ؟ فَي َ ُ‬
‫مو ُ‬ ‫ذي ل ي َ ُ‬ ‫ي ال ِ‬ ‫ح ّ‬ ‫ت ال َ‬ ‫ت أن ْ َ‬ ‫قي َ َ‬ ‫ل ‪ :‬بَ ِ‬ ‫ق َ‬ ‫بَ ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫قسسي ‪،‬‬ ‫خل ْ ِ‬ ‫ن َ‬ ‫مس ْ‬ ‫خل ْسقٌ ِ‬ ‫ت َ‬ ‫ل ‪ :‬أن ْ َ‬ ‫قو ُ‬ ‫ت أَنا ‪ ،‬فَي َ ُ‬ ‫قي َ ُ‬ ‫‪ ،‬وَب َ ِ‬
‫َ‬
‫ق‬
‫م ي َب ْس َ‬ ‫ذا ل َ ْ‬ ‫ت ‪ ،‬فَإ ِ َ‬ ‫مو ُ‬ ‫ت ‪ ،‬فَي َ ُ‬ ‫م ْ‬ ‫ت فَ ُ‬ ‫ما َرأي ْ َ‬ ‫ك لِ َ‬ ‫قت ُ َ‬ ‫خل َ ْ‬ ‫َ‬
‫‪174‬‬
‫َ‬
‫م ي َل ِسد ْ‬ ‫ذي ل َس ْ‬ ‫مد َ ال ّس ِ‬ ‫ص َ‬ ‫حد َ ال ّ‬ ‫حد َ اْل َ َ‬ ‫وا ِ‬ ‫ه ال ْ َ‬ ‫حد ٌ إ ِّل الل ّ َ‬ ‫أ َ‬
‫َ‬
‫خ سًرا‬ ‫نآ ِ‬ ‫حد ٌ ‪ ،‬فَك َسسا َ‬ ‫وا أ َ‬ ‫ف ً‬ ‫ه كُ ُ‬ ‫ن لَ ُ‬ ‫م ي َك ُ ْ‬ ‫م ُيول َد ْ ‪ ،‬وَل َ ْ‬ ‫وَل َ ْ‬
‫ت كَ َ‬ ‫كا َ‬
‫ل‬ ‫ج ّ‬ ‫سسس ِ‬ ‫ي ال ّ‬ ‫طسس ّ‬ ‫وا ِ‬ ‫م َ‬ ‫س َ‬ ‫وى ال ّ‬ ‫ن أوًّل ‪ ،‬ط َ َ‬ ‫ما َ َ‬ ‫كَ َ‬
‫ت‪،‬‬ ‫م سّرا ٍ‬ ‫ث َ‬ ‫مسسا ث ََل َ‬ ‫فه ُ َ‬ ‫ق َ‬ ‫م ت َل َ ّ‬ ‫ها ‪ ،‬ث ُ ّ‬ ‫حا َ‬ ‫م دَ َ‬ ‫ب ‪ ،‬ثُ ّ‬ ‫ل ِل ْك َِتا ِ‬
‫ث ُم َقا َ َ‬
‫ن‬ ‫مس ِ‬ ‫ل ‪ :‬لِ َ‬ ‫جس ّ‬ ‫ل ع َّز وَ َ‬ ‫قو ُ‬ ‫م يَ ُ‬ ‫جّباُر ‪ ،‬ث ُ ّ‬ ‫ل ‪ :‬أَنا ال ْ َ‬ ‫ّ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬
‫ه‬
‫س ِ‬ ‫ف ِ‬ ‫قول ل ِن َ ْ‬ ‫ُ‬ ‫م يَ ُ‬ ‫ُ‬
‫حد ٌ ‪ ،‬ث ّ‬ ‫هأ َ‬ ‫جب ْ ُ‬ ‫م يُ ِ‬ ‫م ؟ فل ْ‬ ‫َ‬ ‫ملك الي َوْ َ‬ ‫ُ‬ ‫ال ْ ُ‬
‫ل‬ ‫قسسو ُ‬ ‫م يَ ُ‬ ‫قهّسسارِ ‪ ،‬ث ُس ّ‬ ‫ح سد ِ ا ل ْ َ‬ ‫وا ِ‬ ‫ك وَت ََعاَلى ‪ :‬ل ِل ّهِ ال ْ َ‬ ‫ت ََباَر َ‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫ض‬ ‫ض غ َي ْسَر ا َلْر ِ‬ ‫ل اْلْر ُ‬ ‫م ت ُب َسد ّ ُ‬ ‫ل ‪ :‬ي َسوْ َ‬ ‫جس ّ‬ ‫ه ع َّز وَ َ‬ ‫الل ّ ُ‬
‫ْ‬ ‫س ً‬ ‫سط َُها ب َ ْ‬ ‫ت ‪ ،‬فَي َب ْ ُ‬
‫مد ّ الِديسسم ِ‬ ‫َ‬
‫ها َ‬ ‫مد ّ َ‬ ‫طا ي َ ُ‬ ‫وا ُ‬ ‫م َ‬ ‫س َ‬ ‫َوال ّ‬
‫م‬ ‫مت ًسسا ‪ ،‬ث ُس ّ‬ ‫جسسا وَل أ ْ‬ ‫َ‬ ‫عو َ ً‬ ‫ي ‪ ،‬ل ت َسَرى ِفيهَسسا ِ‬ ‫َ‬ ‫ال ْعُك َسساظ ِ ّ‬
‫م فِسسي‬ ‫ذا هُ س ْ‬ ‫حد َة ً ‪ ،‬فَ سإ ِ َ‬ ‫جَرة ً َوا ِ‬ ‫خل ْقَ َز ْ‬ ‫ه ال ْ َ‬ ‫جُر الل ّ ُ‬ ‫ي َْز ُ‬
‫مب َد ّل َةِ ِفي ِ‬ ‫َ‬
‫ن‬ ‫مس َ‬ ‫ه ِ‬ ‫من ْس ُ‬ ‫كاُنوا ِ‬ ‫ما َ‬ ‫ل َ‬ ‫مث ْ ِ‬ ‫ض ال ْ ُ‬ ‫هَ ُذ ِهِ الْر ِ‬
‫ْ‬
‫ن ِفسي ب َط ْن َِهسا ‪،‬‬ ‫ن ِفي ب َط ْن َِهسا ك َسسا َ‬ ‫كا َ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫اْلوَلى ‪َ ،‬‬
‫م‬ ‫ن ع َل َسسى ظ َهْرِهَسسا ‪ ،‬ث ُس ّ‬ ‫كا َ‬ ‫ها َ‬ ‫ن ع ََلى ظ َهْرِ َ‬ ‫كا َ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫وَ َ‬
‫ي‬ ‫من ِس ّ‬ ‫ش كَ َ‬ ‫حس ِ ْ‬ ‫ه ع َل َي ْك ُ ْ‬ ‫ل الل ّ ُ‬ ‫ي ُن ْزِ ُ‬
‫َ‬ ‫ت َ العَسْر ِ‬ ‫ن تَ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫ماًء ِ‬ ‫م َ‬
‫ْ‬
‫ن‬ ‫مط َِر أْرب َِعي َ‬ ‫ن تُ ْ‬ ‫ماَء أ ْ‬ ‫س َ‬ ‫ه ال ّ‬ ‫مُر الل ّ ُ‬ ‫م ي َأ ُ‬ ‫ل ‪ ،‬ثُ ّ‬ ‫جا ِ‬ ‫الّر َ‬
‫شسَر ذ َِراع ًسسا ‪،‬‬ ‫م اث ْن َسسا ع َ َ‬ ‫ن فَسوْقَهُ ُ‬ ‫حت ّسسى ي َك ُسسو َ‬ ‫ما ‪َ ،‬‬ ‫ي َوْ ً‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫ث‬ ‫ت الط َّراِثيسس ِ‬ ‫ت ك َن ََبسسا ِ‬ ‫ن ت َن ْب ُ َ‬ ‫ساد َ أ ْ‬ ‫ج َ‬ ‫ه اْل ْ‬ ‫مُر الل ّ ُ‬ ‫وَي َأ ُ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫م‪،‬‬ ‫سسساد ُهُ ْ‬ ‫ج َ‬ ‫تأ ْ‬ ‫مل َ ْ‬ ‫كا َ‬ ‫ذا ت َ َ‬ ‫حّتى إ ِ َ‬ ‫ل‪َ ،‬‬ ‫ق ِ‬ ‫ت ال ْب َ ْ‬ ‫أوْ ك َن ََبا ِ‬
‫حي َسسا‬ ‫ل ‪ :‬ل ِي َ ْ‬ ‫جس ّ‬ ‫ه ع َ سّز وَ َ‬ ‫ل الل ّ ُ‬ ‫ت ‪َ ،‬قا َ‬ ‫كان َ ْ‬ ‫ما َ‬ ‫ت كَ َ‬ ‫كان َ ْ‬ ‫فَ َ‬
‫حَيسسا‬ ‫ه ‪ :‬ل ِي َ ْ‬ ‫ل الل ّ ُ‬ ‫قو ُ‬ ‫م يَ ُ‬ ‫ن ‪ ،‬ثُ ّ‬ ‫حي َوْ َ‬ ‫ش ‪ ،‬فَي َ ْ‬ ‫ة العَْر ِ‬
‫مل َ ُ ْ‬ ‫ح َ‬ ‫َ‬
‫ّ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫ل‬ ‫سَراِفي َ‬ ‫ه إِ ْ‬ ‫مُر الل ُ‬ ‫ن ‪ ،‬فَي َأ ُ‬ ‫حي َوْ َ‬ ‫ل فَي َ ْ‬ ‫ميكاِئي ُ‬ ‫ل وَ ِ‬ ‫ري ُ‬ ‫جب ْ ِ‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫ْ‬
‫عو‬ ‫م ي َسد ْ ُ‬ ‫ه ع َلسسى ِفي سهِ ‪ ،‬ث ُس ّ‬ ‫ضعُ ُ‬ ‫صوَر ‪ ،‬فَي َ َ‬ ‫خذ ُ ال ّ‬ ‫‪ ،‬فَي َأ ُ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ن‬ ‫مِني َ‬ ‫مسؤ ْ ِ‬ ‫ح ال ْ ُ‬ ‫ج أْرَوا ُ‬ ‫هس ُ‬ ‫ح فَي ُؤ َْتى ب َِها ي َت َوَ ّ‬ ‫وا ِ‬ ‫ه ِباْلْر َ‬ ‫الل ّ ُ‬
‫م‬ ‫ميعًسسا ‪ ،‬ث ُس ّ‬ ‫ج ِ‬ ‫ض سَها َ‬ ‫قب ِ ُ‬ ‫ة ‪ ،‬فَي َ ْ‬ ‫مس ً‬ ‫خَرى ظ ُل ْ َ‬ ‫ُنوًرا ‪َ ،‬واْل ُ ْ‬
‫ن‬ ‫يل ْقيها في الصور ‪ ،‬ث ُم ي سأ ْمر الل ّسه إس سرافي َ َ‬
‫لأ ْ‬ ‫ُ ِ ْ َ ِ‬ ‫ّ َ ُ ُ‬ ‫ّ ِ‬ ‫ُ ِ َ ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ل‬ ‫حس ُ‬ ‫ح ك َأن َّها الن ّ ْ‬ ‫ج اْلْرَوا ُ‬ ‫خُر ُ‬ ‫ث ‪ ،‬فَت َ ْ‬ ‫ة ال ْب َعْ ِ‬ ‫خ َ‬ ‫ف َ‬ ‫خ نَ ْ‬ ‫ف َ‬ ‫ي َن ْ ُ‬
‫‪175‬‬
‫َْ‬ ‫َ‬
‫ل‬ ‫قسسو ُ‬ ‫ض ‪ ،‬فَي َ ُ‬ ‫ماِء َوالْر ِ‬ ‫سسس َ‬ ‫ن ال ّ‬ ‫مسسا ب َْيسس َ‬ ‫ت َ‬ ‫مَل ْ‬ ‫َقسسد ْ َ‬
‫ح إ ِل َسسى‬ ‫ل ُرو ٍ‬ ‫ن ك ُس ّ‬ ‫جعَس ّ‬ ‫جَلِلي ‪ ،‬ل َي َْر ِ‬ ‫عّزِتي وَ َ‬ ‫ه ‪ :‬وَ ِ‬ ‫الل ّ ُ‬
‫م‬ ‫شسسيم ِ ‪ ،‬ث ُس ّ‬ ‫خَيا ِ‬ ‫ح فِسسي ال ْ َ‬ ‫ل اْل َْرَوا ُ‬ ‫خ ُ‬ ‫س سد ِهِ ‪ ،‬فَت َسد ْ ُ‬ ‫ج َ‬ ‫َ‬
‫ديِغ ‪،‬‬ ‫م فِسسي اللس ِ‬‫ّ‬ ‫م ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫سس ّ‬ ‫ي ال ّ‬ ‫ش َ‬ ‫ساد ِ َ‬ ‫ج َ‬ ‫شي ِفي ال ْ‬ ‫م ِ‬ ‫تَ ْ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ن‬ ‫مس ْ‬ ‫ل َ‬ ‫عا ‪ ،‬فَأن َسسا أوّ ُ‬ ‫س سَرا ً‬ ‫م ِ‬ ‫ض ع َن ْهُ ْ‬ ‫شقّ اْلْر ُ‬ ‫م ت َن ْ َ‬ ‫ثُ ّ‬
‫َ‬
‫م‬ ‫من َْها إ ِل َسسى َرب ّك ُس ْ‬ ‫ن ِ‬ ‫جو َ‬ ‫خُر ُ‬ ‫ض ‪ ،‬فَت َ ْ‬ ‫ه اْلْر ُ‬ ‫شقّ ع َن ْ ُ‬ ‫ت َن ْ َ‬
‫ل‬ ‫قسسسو ُ‬ ‫عي ‪ ،‬فَي َ ُ‬ ‫دا ِ‬ ‫ن إ ِل َسسسى السسس ّ‬ ‫مهْط ِِعيسسس َ‬ ‫ن ُ‬ ‫سسسسُلو َ‬ ‫ت َن ْ ِ‬
‫فسساة ً ‪ ،‬ع ُسَراة ً ‪،‬‬ ‫ح َ‬ ‫سسٌر ‪ُ ،‬‬ ‫م عَ ِ‬ ‫ذا ي َسوْ ٌ‬ ‫ن ‪ :‬هَ س َ‬ ‫ال ْك َسسافُِرو َ‬
‫ن‬ ‫سسب ِْعي َ‬ ‫داَر َ‬ ‫قس َ‬ ‫م ْ‬ ‫دا ِ‬ ‫حس ً‬ ‫فسسا َوا ِ‬ ‫موْقِ ً‬ ‫ن َ‬ ‫فو َ‬ ‫م ي َقِ ُ‬ ‫غ ُْرًل ‪ ،‬ث ُ ّ‬
‫ن‬ ‫كو َ‬ ‫م ‪ ،‬فَت َب ْ ُ‬ ‫ضي ب َي ْن َك ُ ْ‬ ‫ق ِ‬ ‫م ‪ ،‬وََل ي َ ْ‬ ‫ما َل ي َن ْظ ُُر إ ِل َي ْك ُ ْ‬ ‫عا ً‬ ‫َ‬
‫مسسسا‬ ‫ن دَ ً‬ ‫مُعو َ‬ ‫م ت َسسسد ْ َ‬ ‫موع ُ ‪ ،‬ث ُسسس ّ‬ ‫قط ِسسسعَ السسسد ّ ُ‬ ‫حت ّسسسى ت َن ْ َ‬ ‫َ‬
‫كسسم أوَ‬ ‫َ‬
‫م ُ ْ ْ‬ ‫ج َ‬ ‫ن ي ُل ْ ِ‬ ‫مأ ْ‬ ‫كسس ْ‬ ‫من ْ ُ‬ ‫ك ِ‬ ‫حّتى ي َب ْل ُغَ ذ َل ِ َ‬ ‫ن‪َ ،‬‬ ‫ت َعْرُِقو َ‬
‫ع‬
‫ف ُ‬ ‫شس َ‬ ‫ن يَ ْ‬ ‫مس ْ‬ ‫ن‪َ :‬‬ ‫قوُلو َ‬ ‫ن فَت َ ُ‬ ‫حو َ‬ ‫صب ِ ُ‬ ‫ن ‪ ،‬فَت ُ ْ‬ ‫ي َب ْل ُغَ اْل َذ َْقا َ‬
‫ق‬ ‫ل ‪ :‬مس َ‬ ‫قسسو ُ‬ ‫ضي ب َي ْن َن َسسا فَي َ ُ‬ ‫ل ََنا إ َِلى َرب َّنا ‪ ،‬فَي َ ْ‬
‫حس ّ‬ ‫نأ َ‬ ‫َ ْ‬ ‫ق ِ‬
‫م َ‬
‫ن‬ ‫مس ْ‬ ‫خ ِفيسهِ ِ‬ ‫فس َ‬ ‫ه ب ِي َد ِهِ ‪ ،‬وَن َ َ‬ ‫ه الل ّ ُ‬ ‫ق ُ‬ ‫خل َ َ‬ ‫م َ‬ ‫م آد َ َ‬ ‫ن أِبيك ُ ْ‬ ‫ِ ْ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ً‬ ‫ّ‬
‫م‪،‬‬ ‫سسل ُ‬ ‫م ع َلي ْهِ ال ّ‬ ‫ن آد َ َ‬ ‫ه قِب َل ‪ ،‬فَت َأُتو َ‬ ‫م ُ‬ ‫حهِ ‪ ،‬وَك َل َ‬ ‫ُرو ِ‬
‫َ‬ ‫ك إ ِل َي ْسهِ ‪ ،‬فَي َسأَبى وَي َ ُ‬‫ْ‬
‫مسسا أن َسسا‬ ‫ل‪َ :‬‬ ‫قسسو ُ‬ ‫ن ذ َل ِس َ‬ ‫فَت َط ْل ُب ُسسو َ‬
‫ك " ‪ ،‬فَي َأ ُْتو َ َ‬
‫مسسا‬ ‫ن اْلن ْب َِياَء ن َب ِّيا ن َب ِي ّسسا ‪ ،‬ك ُل ّ َ‬ ‫ب ذ َل ِ َ‬ ‫ح ِ‬ ‫صا ِ‬ ‫بِ َ‬
‫ل الل ّسهِ ‪: ‬‬ ‫ْ‬
‫سو ُ‬ ‫ل َر ُ‬ ‫م ‪َ ،‬قا َ‬ ‫جاُءوا ن َب ِّيا ي َأَبى ع َل َي ْهِ ْ‬ ‫َ‬
‫ْ‬
‫م ‪ ،‬فَسسآِتي ال َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫ص‬ ‫حس َ‬ ‫ف ْ‬ ‫معَهُ س ْ‬ ‫حّتى ي َأُتوِني فَأن ْطل ِقُ َ‬ ‫" َ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ل الل ّ ِ‬
‫ه‬ ‫سو َ‬ ‫ل أُبو هَُري َْرة َ ‪َ :‬يا َر ُ‬ ‫دا " ‪َ ،‬قا َ‬ ‫ج ً‬ ‫سا ِ‬ ‫خّر َ‬ ‫فَأ ِ‬
‫حت ّسسى‬ ‫ش‪َ ،‬‬ ‫دا ُ ْ‬ ‫ل ‪ " :‬ق ُس ّ‬ ‫ص ؟ قَسسا َ‬ ‫ما ال ْ َ‬
‫م العَسْر ِ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫حس‬ ‫ف ْ‬ ‫‪َ ،‬‬
‫ل ل ِسسي ‪ :‬ي َسسا‬ ‫قسسو ُ‬ ‫دي فَي َ ُ‬ ‫ض ِ‬ ‫خذ ُ ب ِعَ ُ‬ ‫كا فَي َأ ُ‬ ‫مل َ ً‬ ‫ه َ‬ ‫ث الل ّ ُ‬ ‫ي َب ْعَ َ‬
‫مسسا‬ ‫قسسو ُ‬ ‫ب ‪ ،‬فَي َ ُ‬ ‫مسسد ُ ‪َ ،‬فسسأُقو ُ‬ ‫َ‬
‫ل‪َ :‬‬ ‫م ي َسسا َر ّ‬ ‫ل ‪ :‬ن َعَ س ْ‬ ‫ح ّ‬ ‫م َ‬ ‫ُ‬
‫ل ‪ :‬ي َسسا‬ ‫ل ‪ " :‬فَ سأُقو ُ‬ ‫َ‬ ‫م قَسسا َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫ش سأن ُ َ‬ ‫َ‬
‫ك ؟ " ‪ ،‬وَهُ سوَ أع ْل س ُ‬
‫فعْت َِني ِفسسسي‬ ‫شسسس ّ‬ ‫ة ‪ ،‬وَ َ‬ ‫فاع َ َ‬ ‫شسسس َ‬ ‫عسسسد ْت َِني ال ّ‬ ‫ب ‪ ،‬وَ َ‬ ‫َر ّ‬
‫ه ‪َ :‬قسسد ْ‬ ‫ل الّلسس ُ‬ ‫قسسو ُ‬ ‫م ‪ ،‬فَي َ ُ‬ ‫ض ب َي ْن َُهسس ْ‬ ‫ك ‪َ ،‬فسساقْ ِ‬ ‫قسس َ‬ ‫خل ْ ِ‬ ‫َ‬
‫‪176‬‬
‫م " ‪َ ،‬قا َ‬ ‫َ‬ ‫فعت َ َ‬
‫ل‬ ‫سو ُ‬ ‫ل َر ُ‬ ‫ضي ب َي ْن َهُ ْ‬ ‫م فَأقْ ِ‬ ‫ك أَنا آِتيهِ ْ‬ ‫ش ّ ْ ُ‬ ‫َ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫س ‪ ،‬فَب َي ْن َسسا‬ ‫مسعَ الن ّسسا ِ‬ ‫ف َ‬ ‫جعُ فَسأقِ ُ‬ ‫الل ّهِ ‪ " : ‬فَسأْر ِ‬
‫ماءِ‬ ‫سسس َ‬ ‫ن ال ّ‬ ‫مسس َ‬ ‫سسسا ِ‬ ‫ح ّ‬ ‫معَْنا َ‬ ‫سسس ِ‬ ‫ف إ ِذ ْ َ‬ ‫ن وُُقسسو ٌ‬ ‫حسس ُ‬ ‫نَ ْ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ل فَن ََز َ‬ ‫دا ‪ ،‬فََها َ‬
‫ي‬ ‫مث ْل س ْ‬ ‫ماِء ال سد ّن َْيا ب ِ ِ‬ ‫س َ‬ ‫ل ال ّ‬ ‫ل أهْ ُ‬ ‫دي ً‬ ‫ش ِ‬ ‫َ‬
‫ن َواْل ِن ْس‬ ‫َ‬
‫ذا‬ ‫حت ّسسى إ ِ َ‬ ‫س‪َ ،‬‬ ‫ِ‬ ‫جس ّ‬ ‫ن ال ْ ِ‬ ‫مس َ‬ ‫ض ِ‬ ‫ِ‬ ‫ن فِسسي اْلْر‬ ‫م ْ‬ ‫َ‬
‫خسسذوا‬ ‫ُ‬ ‫م ‪ ،‬وَأ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫ت ب ُِنسسورِه ِ ْ‬ ‫ض أشسسَرق ْ‬ ‫ن الْر ِ‬ ‫مسس َ‬ ‫وا ِ‬ ‫د ََنسس ْ‬
‫ه‪،‬‬ ‫م اللسس ُ‬ ‫ّ‬ ‫كسس ُ‬ ‫دون َ ُ‬ ‫م‪ُ :‬‬ ‫ل ‪ :‬قُلَنسسا لُهسس ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫م ‪َ ،‬قسسا َ‬ ‫صسسافّهُ ْ‬ ‫م َ‬ ‫َ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫ي‬ ‫مث ْل س ْ‬ ‫ماِء الّثان ِي َسةِ ب ِ ِ‬ ‫س َ‬ ‫ل ال ّ‬ ‫ل أهْ ُ‬ ‫م ت َن ْزِ ُ‬ ‫َقالوا ‪ :‬ل ‪ ،‬ث ُ ّ‬
‫ن‬ ‫مس َ‬ ‫ن ِفيهَسسا ِ‬ ‫مس ْ‬ ‫ي ِ‬ ‫مث ْل َس ْ‬ ‫مَلئ ِك َسةِ ‪ ،‬وَ ِ‬ ‫ن ال ْ َ‬ ‫م َ‬ ‫ل ِ‬ ‫ن ن ََز َ‬ ‫م ْ‬ ‫َ‬
‫ض‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫حّتسسى إ ِ َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬
‫ن الْر ِ‬ ‫مسس َ‬ ‫وا ِ‬ ‫ذا د ََنسس ْ‬ ‫س‪َ ،‬‬
‫َ‬ ‫ن َوال ِْنسس ِ‬ ‫جسس ّ‬ ‫ال ِ‬
‫م ذ َك َسُروا‬ ‫م ‪ ،‬ث ُس ّ‬ ‫صسسافّهُ ْ‬ ‫م َ‬ ‫ذوا َ‬ ‫خ ُ‬ ‫م وَأ َ‬ ‫ت ب ُِنورِه ِ ْ‬ ‫شَرقَ ْ‬ ‫أَ ْ‬
‫ن‬ ‫ماٍء ع َل َسسى قَ سد ْرِ ذ َل ِس َ‬ ‫ل ك ُس ّ‬ ‫ن سزو َ َ‬
‫مس َ‬ ‫ك ِ‬ ‫سس َ‬ ‫ل َ‬ ‫ل أهْ س ِ‬ ‫ُ ُ‬
‫ن‬ ‫مس َ‬ ‫ل ِ‬ ‫َ‬
‫جب ّسساُر فِسسي ظل س ٍ‬ ‫ُ‬ ‫ل ال َ‬ ‫ْ‬ ‫م ي َن ْسزِ ُ‬ ‫ف ‪ ،‬ث ُس ّ‬ ‫ض سِعي ِ‬ ‫الت ّ ْ‬
‫م‬ ‫ك فَ سوْقَهُ ْ‬ ‫ش َرب ّس َ‬ ‫ل ع َْر َ‬ ‫م ُ‬ ‫ح ِ‬ ‫مَلئ ِك َةِ ‪ ،‬وَي َ ْ‬ ‫مام ِ َوال ْ َ‬ ‫ال ْغَ َ‬
‫م ع ََلى‬ ‫ة ‪ ،‬وهُو ال ْيوم ‪ ،‬أ َربع ُ َ‬
‫مه ِ ْ‬ ‫دا ِ‬ ‫ة أقْ َ‬ ‫ْ ََ‬ ‫َ َ َ ْ ُ‬ ‫مان ِي َ ٌ‬ ‫مئ ِذ ٍ ث َ َ‬ ‫ي َوْ َ‬
‫م‪،‬‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫جزِه ِ س ْ‬ ‫ح َ‬ ‫ض إ ِلى ُ‬ ‫فلى ‪َ ،‬والْر ُ‬ ‫س ْ‬ ‫ض ال ّ‬ ‫جوم ِ الْر ِ‬ ‫نُ ُ‬
‫ح‪،‬‬ ‫سسسِبي ِ‬ ‫ل ِبالت ّ ْ‬ ‫جسس ٌ‬ ‫م َز َ‬ ‫م ‪ ،‬ل َهُ ْ‬ ‫مَناك ِب ِهِ ْ‬ ‫ش ع ََلى َ‬ ‫َوال ْعَْر ُ‬
‫ت‪،‬‬ ‫جَبسسسُرو ِ‬ ‫ش َوال ْ َ‬ ‫ن ِذي الَعسسسْر ِ‬
‫ْ‬ ‫حا َ‬ ‫سسسسب ْ َ‬ ‫ن ُ‬ ‫قوُلسسسو َ‬ ‫يَ ُ‬
‫ي‬ ‫حس ّ‬ ‫ن ال ْ َ‬ ‫حا َ‬ ‫سسب ْ َ‬ ‫ت‪ُ ،‬‬ ‫مل َك ُسسو ِ‬ ‫ك َوال ْ َ‬ ‫مل ْ ِ‬ ‫ن ِذي ال ْ ُ‬ ‫حا َ‬ ‫سب ْ َ‬ ‫ُ‬
‫ق‬
‫خلئ ِ َ‬ ‫َ‬ ‫ت ال َ‬ ‫ْ‬ ‫مي س ُ‬ ‫ذي ي ُ ِ‬ ‫ن ال س ِ‬ ‫ّ‬ ‫حا َ‬ ‫س سب ْ َ‬ ‫ت‪ُ ،‬‬ ‫مسسو ُ‬ ‫ذي ل ي َ ُ‬ ‫َ‬ ‫ال ّ ِ‬
‫ن َرب َّنا اْل َع َْلى‬ ‫حا َ‬ ‫سب ْ َ‬ ‫س‪ُ ،‬‬ ‫دو ٌ‬ ‫ح قُ ّ‬ ‫سّبو ٌ‬ ‫ت‪ُ ،‬‬ ‫مو ُ‬ ‫وََل ي َ ُ‬
‫خل ْسقَ وََل‬ ‫ت ال ْ َ‬ ‫مي س ُ‬ ‫ذي ي ُ ِ‬ ‫ح ‪ ،‬ال ّس ِ‬ ‫ملئ ِك َةِ َوالّرو ِ‬
‫ب ال ْ َ َ‬ ‫َر ّ‬
‫ن‬ ‫مس ْ‬ ‫شسساَء ِ‬ ‫ث َ‬ ‫حي ْس ُ‬ ‫ه َ‬ ‫س سي ّ ُ‬ ‫ه ك ُْر ِ‬ ‫ض سعُ الل ّس ُ‬ ‫ت ‪ .‬فَي َ َ‬ ‫مسسو ُ‬ ‫يَ ُ‬
‫َ‬
‫شَر‬ ‫معْ َ‬ ‫ك وَت ََعاَلى َقائ ًِل ‪َ :‬يا َ‬ ‫ف ت ََباَر َ‬ ‫م ي َهْت ِ ُ‬ ‫ضه ِ ‪ ،‬ث ُ ّ‬ ‫أْر ِ‬
‫خل َ ْ‬ ‫َ‬
‫م‬ ‫قت ُك ُس ْ‬ ‫مذ ْ َ‬ ‫م ُ‬ ‫ت ل َك ُ ْ‬ ‫ص ّ‬ ‫س ‪ ،‬إ ِّني قَد ْ أن ْ َ‬ ‫ِ‬ ‫ن َواْل ِن ْ‬ ‫ج ّ‬ ‫ال ْ ِ‬
‫ُ‬ ‫َ‬
‫صسسُر‬ ‫م ‪ ،‬وَأب ْ ِ‬ ‫معُ َقسسوْل َك ُ ْ‬ ‫سسس َ‬ ‫ذا ‪ ،‬أ ْ‬ ‫هسس َ‬ ‫م َ‬ ‫مك ُ ْ‬ ‫إ َِلسسى َيسسوْ ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫م‬ ‫مسسال ُك ُ ْ‬ ‫ي أع ْ َ‬ ‫هسس َ‬ ‫ما ِ‬ ‫ي ‪ ،‬فَإ ِن ّ َ‬ ‫مُعوا إ ِل َ ّ‬ ‫س َ‬ ‫م ‪َ ،‬فا ْ‬ ‫مال َك ُ ْ‬ ‫أع ْ َ‬
‫‪177‬‬
‫فك ُم ت ْ ُ‬
‫مد ِ‬ ‫ح َ‬ ‫خي ًْرا فَل ْي َ ْ‬ ‫جد َ َ‬ ‫ن وَ َ‬ ‫م ْ‬ ‫م ‪ ،‬فَ َ‬ ‫قَرأ ع َل َي ْك ُ ْ‬ ‫ح ُ ْ ُ‬ ‫ص ُ‬ ‫وَ ُ‬
‫ه‪،‬‬ ‫س ُ‬ ‫ف َ‬ ‫ن إ ِّل ن َ ْ‬ ‫م ّ‬ ‫ك فََل ي َُلو َ‬ ‫جد َ غ َي َْر ذ َل ِ َ‬ ‫ن وَ َ‬ ‫م ْ‬ ‫ه ‪ ،‬وَ َ‬ ‫الل ّ َ‬
‫ْ‬
‫سسساط ِعٌ‬ ‫من ْهَسسا ع ُن ُسقٌ َ‬ ‫ج ِ‬ ‫خُر ُ‬ ‫م ‪ ،‬فَي َ ْ‬ ‫جهَن ّ َ‬ ‫ه َ‬ ‫مُر الل ّ ُ‬ ‫م ي َأ ُ‬ ‫ثُ ّ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫م‬ ‫م ي َسسا ب َن ِسسي آد َ َ‬ ‫م أع ْهَد ْ إ ِل َي ْك ُ ْ‬ ‫ل ‪ :‬أل َ ْ‬ ‫قو ُ‬ ‫م يَ ُ‬ ‫م ‪ ،‬ثُ ّ‬ ‫مظ ْل ِ ٌ‬ ‫ُ‬
‫ن ‪ ،‬إ ِلى‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫دوا ال ّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫مِبي ٌ‬ ‫م ع َد ُوّ ُ‬ ‫ه لك ْ‬ ‫ن إ ِن ّ ُ‬ ‫شي ْطا َ‬ ‫ن ل ت َعْب ُ ُ‬ ‫أ ْ‬
‫قَول ِه ‪ :‬وامتازوا ال ْيو َ‬
‫مّيسُز‬ ‫ن ‪ ،‬فَي ُ َ‬ ‫مسو َ‬ ‫جرِ ُ‬ ‫م ْ‬ ‫م أي َّهسا ال ْ ُ‬ ‫َ ْ َ‬ ‫ْ ِ َ ْ َ ُ‬
‫َ‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬
‫ه ت ََعالى ‪:‬‬ ‫ل الل ُ‬ ‫قو ُ‬ ‫م ‪ ،‬وَي َ ُ‬ ‫م ُ‬ ‫جُثوا ال َ‬ ‫س ‪ ،‬وَت َ ْ‬ ‫ه الّنا َ‬ ‫الل ّ ُ‬
‫عى إ َِلى ك َِتاب َِها ‪،‬‬ ‫مةٍ ت ُد ْ َ‬ ‫ة كُ ّ ُ‬ ‫وترى ك ُ ّ ُ‬
‫لأ ّ‬ ‫جاث ِي َ ً‬ ‫مة ٍ َ‬ ‫لأ ّ‬ ‫َََ‬
‫س‬ ‫ن اْل ِْنسس َ‬ ‫قلْيسس ِ‬
‫قسسهِ إ ِّل الث ّ َ ّ‬ ‫خل ْ ِ‬ ‫ن َ‬ ‫ه ب َْيسس َ‬ ‫ضسسي الّلسس ُ‬ ‫ق ِ‬ ‫فَي َ ْ‬
‫حت ّسسى‬ ‫ش َوال ْب َهَسسائ ِم ِ ‪َ ،‬‬ ‫ح ِ‬ ‫ن ال ْسوَ ْ‬ ‫ضي ب َي ْ َ‬ ‫ق ِ‬ ‫ن ‪ ،‬فَي َ ْ‬ ‫ج ّ‬ ‫َوال ْ ِ‬
‫ذا فَ سَرغَ‬ ‫ن ‪ ،‬ف َ سإ ِ َ‬ ‫ق سْر ِ‬ ‫ت ال ْ َ‬ ‫ذا ِ‬ ‫ن َ‬ ‫مس ْ‬ ‫ماِء ِ‬ ‫ج ّ‬ ‫قيد ُ ل ِل ْ َ‬ ‫ه ل َي ُ ِ‬ ‫إ ِن ّ ُ‬
‫ُ‬
‫حسد َةٍ ل ِْل ْ‬
‫خسَرى ‪،‬‬ ‫عْنسد َ َوا ِ‬ ‫ة ِ‬ ‫م ي َب ْقَ ت َب َعَ ٌ‬ ‫ك ‪ ،‬وَل َ ْ‬ ‫ن ذ َل ِ َ‬ ‫م ْ‬ ‫ِ‬
‫ل‬ ‫قسسو ُ‬ ‫ك يَ ُ‬ ‫كوِني ت َُراًبا ‪ ،‬فَعِن ْد َ ذ َل ِ َ‬ ‫ه ت ََعالى ‪ُ :‬‬ ‫َ‬ ‫ّ‬
‫ل الل ُ‬ ‫َقا َ‬
‫ه‬ ‫ضسسي الل ّس ُ‬ ‫ق ِ‬ ‫ت ت َُراب ًسسا ‪ ،‬فَي َ ْ‬ ‫ال ْك َسسافُِر ‪ :‬ي َسسا ل َي ْت َن ِسسي ك ُن ْس ُ‬
‫ه‬
‫ضسسي ِفيس ِ‬ ‫ق ِ‬ ‫مسسا ي َ ْ‬ ‫ل َ‬ ‫ن أ َوّ َ‬ ‫ن ال ْعَِباد ِ ‪ ،‬فَي َك ُسسو ُ‬ ‫ت ََعاَلى ب َي ْ َ‬
‫ْ‬ ‫ْ‬
‫مُر‬ ‫ل الل ّسهِ ‪ ،‬ي َسأ ُ‬ ‫سِبي ِ‬ ‫ل ِفي َ‬ ‫ل قَِتي ٍ‬ ‫ماُء ‪ ،‬فَي َأِتي ك ُ ّ‬ ‫الد ّ َ‬
‫َ‬ ‫ْ‬
‫ب‬ ‫خ ُ‬ ‫شسس َ‬ ‫ه تَ ْ‬ ‫ج ُ‬ ‫دا ُ‬ ‫ه ‪ ،‬وَأوْ َ‬ ‫س ُ‬ ‫ل َرأ َ‬ ‫م ُ‬ ‫ح َ‬ ‫ل فَي ُ ْ‬ ‫ل قَِتي ٍ‬ ‫ه كُ ّ‬ ‫الل ّ ُ‬
‫م قَت َل َن ِسسي ؟‬ ‫ذا ِفي س َ‬ ‫ل هَ س َ‬ ‫س ْ‬ ‫ب‪َ ،‬‬ ‫ل ‪َ :‬يا َر ّ‬ ‫قو ُ‬ ‫ما ‪ ،‬فَي َ ُ‬ ‫دَ ً‬
‫َ‬
‫ب‪،‬‬ ‫ل ‪َ :‬يا َر ّ‬ ‫قو ُ‬ ‫ه ؟ فَي َ ُ‬ ‫م قَت َل ْت َ ُ‬ ‫م ‪ :‬لِ َ‬ ‫ل وَهُوَ أع ْل َ ُ‬ ‫قو ُ‬ ‫فَي َ ُ‬
‫ت‪،‬‬ ‫صد َقْ َ‬ ‫ه‪َ :‬‬ ‫ل الل ّ ُ‬ ‫قو ُ‬ ‫ك ‪ ،‬فَي َ ُ‬ ‫ن ال ْعِّزة ُ ل َ َ‬ ‫كو َ‬ ‫ه ل ِت َ ُ‬ ‫قَت َل ْت ُ ُ‬
‫م‬ ‫س ‪ ،‬ث ُس ّ‬ ‫م ِ‬ ‫شس ْ‬ ‫ل ن ُسسورِ ال ّ‬ ‫مث ْس َ‬ ‫ه ِ‬ ‫جه َ س ُ‬ ‫ه وَ ْ‬ ‫ل الل ّس ُ‬ ‫جعَ س ُ‬ ‫فَي َ ْ‬
‫ْ‬
‫ل‬ ‫كس ّ‬ ‫ه ُ‬ ‫مُر الّلس ُ‬ ‫م َيسأ ُ‬ ‫جن ّةِ ‪ُ ،‬ثس ّ‬ ‫ة إ َِلى ال ْ َ‬ ‫مَلئ ِك َ ُ‬ ‫ه ال ْ َ‬ ‫شي ّعُ ُ‬ ‫تُ َ‬
‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ل ع ََلى غ َي ْرِ ذ َل ِ َ‬
‫ه‪،‬‬ ‫س ُ‬ ‫ل َرأ َ‬ ‫م ُ‬ ‫ح ِ‬ ‫ك ‪ ،‬فَي َأِتي ي َ ْ‬ ‫ل قُت ِ َ‬ ‫قَِتي ٍ‬
‫ل‬ ‫سس ْ‬ ‫قسسو ُ‬ ‫َ‬ ‫وَي َ ْ‬
‫ب‪َ ،‬‬ ‫ل ‪ :‬ي َسسا َر ّ‬ ‫مسسا ‪ ،‬وَي َ ُ‬ ‫ه دَ ً‬ ‫ج ُ‬ ‫دا ُ‬ ‫ب أوْ َ‬ ‫خ ُ‬ ‫ش َ‬
‫َ‬
‫م‬ ‫م ‪ :‬ل ِس َ‬ ‫ه أع ْل َس ُ‬ ‫ل َوالل ّس ُ‬ ‫قسسو ُ‬ ‫م قَت َل َن ِسسي ؟ فَي َ ُ‬ ‫ذا ِفي س َ‬ ‫هَ س َ‬
‫ن ال ْعِ سّزةُ‬ ‫ه ل ِت َك ُسسو َ‬ ‫ب ‪ ،‬قَت َل ْت ُس ُ‬ ‫ل ‪ :‬ي َسسا َر ّ‬ ‫قو ُ‬ ‫ه ؟ فَي َ ُ‬ ‫قَت َل ْت َ ُ‬
‫شسسَرةٌ‬ ‫قسسى ب َ َ‬ ‫م َل ي َب ْ َ‬ ‫ت ‪ ،‬ثُ ّ‬ ‫س َ‬ ‫ه ‪ :‬ت َعِ ْ‬ ‫ل الل ّ ُ‬ ‫قو ُ‬ ‫ِلي ‪ ،‬فَي َ ُ‬
‫‪178‬‬
‫خذ َ ب َِها‬ ‫مَها إ ِّل أ ُ ِ‬ ‫ة ظ َل َ َ‬ ‫م ٌ‬ ‫مظ ْل َ َ‬ ‫ل ب َِها ‪ ،‬وََل َ‬ ‫قَت َل ََها إ ِّل قُت ِ َ‬
‫ن‬ ‫شيئ َةِ الل ّهِ ت ََعسساَلى إ ِ ْ‬ ‫م ِ‬ ‫ي ِفي َ‬ ‫ق َ‬ ‫ما ب َ ِ‬ ‫صيُر ِفي َ‬ ‫م يَ ِ‬ ‫‪ ،‬ثُ ّ‬
‫ن‬ ‫ضسسي ب َي ْس َ‬ ‫ق ِ‬ ‫م يَ ْ‬ ‫ه ‪ ،‬ث ُس ّ‬ ‫مس ُ‬ ‫ح َ‬ ‫شاَء َر ِ‬ ‫ن َ‬ ‫ه ‪ ،‬وَإ ِ ْ‬ ‫شاَء ع َذ ّب َ ُ‬ ‫َ‬
‫عْنسسد َ‬ ‫ة ِ‬ ‫م ً‬ ‫مظ ْل َ َ‬ ‫قي َ‬ ‫حّتى َل ي ُب ْ ِ‬ ‫قه ِ ‪َ ،‬‬ ‫خل ْ ِ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫ي ِ‬ ‫ق َ‬ ‫ن بَ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫َ‬
‫ه‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫خذ َ َ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬
‫حّتسسى إ ِن ّس ُ‬ ‫ن الظال ِم ِ ‪َ ،‬‬ ‫م َ‬ ‫م ِ‬ ‫مظلو ُ‬ ‫ها ال َ‬ ‫حد ٍ إ ِل أ َ‬ ‫أ َ‬
‫َ‬
‫حت ّسسى‬ ‫ه َ‬ ‫قل ّب َس ُ‬ ‫ن يُ َ‬ ‫مسساِء أ ْ‬ ‫ن ِبال ْ َ‬ ‫ب اللب َس ِ‬
‫ّ‬ ‫شسسائ ِ ُ‬ ‫ف َ‬ ‫ل َسوْ ك ُل ّس َ‬
‫ك‬ ‫ن ذ َل ِ َ‬ ‫م ْ‬ ‫ه ِ‬ ‫ذا فََرغ َ الل ّ ُ‬ ‫ماِء ‪ ،‬فَإ ِ َ‬ ‫ن ال ْ َ‬ ‫م َ‬ ‫ن ِ‬ ‫ص الل ّب َ َ‬ ‫خل ّ َ‬ ‫يُ َ‬
‫ل ‪ :‬أَلَ‬ ‫قسسو ُ‬ ‫م فَي َ ُ‬ ‫خَلئ ِقَ ك ُل ّهُ س ْ‬ ‫معُ ال ْ َ‬ ‫سس ِ‬ ‫من َسساد ٍ ي ُ ْ‬ ‫دى ُ‬ ‫ن َسسا َ‬
‫ن‬ ‫م ْ‬ ‫ن ِ‬ ‫دو َ‬ ‫كاُنوا ي َعْب ُ ُ‬ ‫ما َ‬ ‫م ‪ ،‬وَ َ‬ ‫ل قَوْم ٍ ِبآل ِهَت ِهِ ْ‬ ‫حقْ ك ُ ّ‬ ‫ل ِي َل ْ َ‬
‫َ‬ ‫ن الل ّهِ ‪ ،‬فََل ي َب ْ َ‬
‫ن‬ ‫دو ِ‬ ‫ن ُ‬ ‫مس ْ‬ ‫شسي ًْئا ِ‬ ‫ح سد ٌ ع َب َسد َ َ‬ ‫قسسى أ َ‬ ‫دو ِ‬ ‫ُ‬
‫مل َكاً‬ ‫ه ت ََعالى َ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬
‫ل الل ُ‬ ‫جعَ ُ‬ ‫ه ‪ ،‬وَي َ ْ‬ ‫ه آل ِهَت ُ ُ‬ ‫تل ُ‬ ‫َ‬ ‫مث ّل ْ‬ ‫َ‬ ‫اللهِ إ ِل ُ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫ه‬ ‫ل الل ّس ُ‬ ‫جعَس ُ‬ ‫صسسوَرةِ ع َُزي ْسرٍ ‪ ،‬وَي َ ْ‬ ‫مَلئ ِك َةِ ع ََلى ُ‬ ‫ن ال ْ َ‬ ‫م َ‬ ‫ِ‬
‫ن‬ ‫ملئ ِك َسةِ ع َلسسى ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ملك ًسسا ِ‬ ‫َ‬
‫سسسى اب ْس ِ‬ ‫عي َ‬ ‫صسسوَرةِ ِ‬ ‫ن ال َ‬ ‫مس َ‬ ‫َ‬
‫صسساَرى‬ ‫م ‪ ،‬فَي َت ّب ِسعُ الي َهُسسود ُ ع َُزي ْسًرا ‪ ،‬وَي َت ّب ِسعُ الن ّ َ‬ ‫ْ‬ ‫مْري َس َ‬ ‫َ‬
‫م‬ ‫م إ ِلسسى الن ّسسارِ ‪ ،‬وَهُس ُ‬ ‫َ‬ ‫م آل ِهَت ُهُس ْ‬ ‫قسسود ُهُ ْ‬ ‫م تَ ُ‬ ‫ُ‬
‫سى ‪ ،‬ث ّ‬ ‫عي َ‬ ‫ِ‬
‫ن هَسؤ ُلءِ‬ ‫َ‬ ‫كا َ‬ ‫م ‪ :‬لو ْ َ‬ ‫َ‬ ‫ل ِفيهِ ْ‬ ‫ج ّ‬ ‫ه ع َّز وَ َ‬ ‫ل الل ُ‬ ‫ّ‬ ‫قو ُ‬ ‫ن يَ ُ‬ ‫ذي َ‬ ‫ال ِ‬ ‫ّ‬
‫ق‬
‫م ي َب ْ َ‬ ‫ذا ل َ ْ‬ ‫ن ‪ ،‬وَإ ِ َ‬ ‫دو َ‬ ‫خال ِ ُ‬ ‫ل ِفيَها َ‬ ‫ها وَك ُ ّ‬ ‫دو َ‬ ‫ما وََر ُ‬ ‫ة َ‬ ‫آل ِهَ ً‬
‫ه‬ ‫م الّلسس ُ‬ ‫جاَءهُ ُ‬ ‫ن‪َ ،‬‬ ‫قو َ‬ ‫مَنافِ ُ‬ ‫م ال ْ ُ‬ ‫ن ‪ ،‬وَِفيهِ ُ‬ ‫مُنو َ‬ ‫مؤ ْ ِ‬ ‫إ ِّل ال ْ ُ‬
‫ه‬ ‫ما ل ََنا إ ِل َ ٌ‬ ‫ن ‪َ :‬والل ّهِ َ‬ ‫قوُلو َ‬ ‫ن هَي ْئ َةٍ ‪ ،‬فَي َ ُ‬ ‫م ْ‬ ‫شاَء ِ‬ ‫ما َ‬ ‫ِفي َ‬
‫ن‬ ‫م عَ س ْ‬ ‫ف ل َهُ ْ‬ ‫ش ُ‬ ‫ما ك ُّنا ن َعْب ُد ُ غ َي َْره ُ ‪ ،‬فَي ُك ْ َ‬ ‫ه ‪ ،‬وَ َ‬ ‫إ ِّل الل ّ ُ‬
‫مسسا‬ ‫مت ِهِ َ‬ ‫ن ع َظ َ َ‬ ‫م ْ‬ ‫م ِ‬ ‫م ‪ ،‬وَي ُظ ْهُِر ل َهُ ْ‬ ‫جّلى ل َهُ ْ‬ ‫ق وَي َت َ َ‬ ‫سا ٍ‬ ‫َ‬
‫َ‬ ‫م فَي َ ِ‬ ‫َ‬
‫دا ع َلسسى‬ ‫ج ً‬ ‫سس ّ‬ ‫ن ُ‬ ‫خ سّرو َ‬ ‫ه َرب ّهُ س ْ‬ ‫ن ب ِسهِ أن ّس ُ‬ ‫ي َعْرِفُسسو َ‬
‫ل‬ ‫جعَ س ُ‬ ‫فسساه ُ ‪ ،‬وَي َ ْ‬ ‫ق ع ََلى قَ َ‬ ‫ٍ‬ ‫مَنافِ‬ ‫ل ُ‬ ‫خّر ك ُ ّ‬ ‫م وَي َ ِ‬ ‫جوه ِهِ ْ‬ ‫وُ ُ‬
‫ْ‬ ‫ي ال ْب َ َ‬ ‫َ‬
‫ن‬ ‫م َيسسأذ َ ُ‬ ‫قرِ ‪ُ ،‬ثسس ّ‬ ‫ص ّ‬ ‫صَيا ِ‬ ‫م كَ َ‬ ‫صَلب َهُ ْ‬ ‫ه ت ََعاَلى أ ْ‬ ‫الل ّ ُ‬
‫ه ع َ سّز‬ ‫ب الل ّس ُ‬ ‫ض سرِ ُ‬ ‫م ‪ ،‬وَي َ ْ‬ ‫س سه ُ ْ‬ ‫ن ُرُءو َ‬ ‫م فَي َْرفَعُسسو َ‬ ‫ل َهُ س ْ‬
‫م ك َعَ سد َد ِ أ َْو‬ ‫جهَن ّس َ‬ ‫ي َ‬ ‫ن ظ َهَْران َس ْ‬ ‫ط ب َي ْس َ‬ ‫ص سَرا َ‬ ‫ل ال ّ‬ ‫جس ّ‬ ‫وَ َ‬
‫َ‬
‫ب‪،‬‬ ‫ف ‪ ،‬ع َل َي ْسهِ ك ََلِلي س ُ‬ ‫س سي ْ ِ‬ ‫حد ّ ال ّ‬ ‫شعْرِ أوْ ك َ َ‬ ‫قد ِ ال ّ‬ ‫ك َعَ ْ‬
‫‪179‬‬
‫ه‬ ‫دون َس ُ‬ ‫ن‪ُ ،‬‬ ‫دا ِ‬ ‫سسعْ َ‬ ‫ك ال ّ‬ ‫س ِ‬ ‫ح َ‬ ‫ك كَ َ‬ ‫س ٌ‬ ‫ح َ‬ ‫ف ‪ ،‬وَ َ‬ ‫طي ُ‬ ‫طا ِ‬ ‫خ َ‬ ‫وَ َ‬
‫ة ‪ ،‬فَيمرون ك َط ُروف ال ْعين أوَ‬ ‫مزِل ّ ٌ‬
‫َ ْ ِ ْ‬ ‫ُ ِ‬ ‫َ ُ ّ َ‬ ‫ض َ‬ ‫ح ٌ‬ ‫سٌر د َ ْ‬ ‫ج ْ‬ ‫ِ‬
‫خيسل أوَ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫جي َسساد ِ ال َ ْ ِ ْ‬ ‫ح أوْ ك ِ‬ ‫مسّر َ الّريس ِ‬ ‫ق أوْ ك َ‬ ‫ح الب َْر ِ‬ ‫م ِ‬ ‫كل ْ‬
‫ج‬ ‫ل ‪ ،‬فَن َسسسا ٍ‬ ‫جسسسا ِ‬ ‫جي َسسساد ِ الّر َ‬ ‫ت أوْ ك َ ِ‬ ‫حسسسا ِ‬ ‫جي َسسساد ِ الّرَيا َ‬ ‫كَ ِ‬
‫جهِسهِ فِسسي‬ ‫ش ع ََلى وَ ْ‬ ‫دو ٌ‬ ‫مك ْ ُ‬ ‫ش ‪ ،‬وَ َ‬ ‫دو ٌ‬ ‫خ ُ‬ ‫م ْ‬ ‫م ‪ ،‬وَ َ‬ ‫سال ِ ٌ‬ ‫َ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ة‬
‫جن ّس ِ‬ ‫جن ّسةِ إ ِل َسسى ال ْ َ‬ ‫ل ال ْ َ‬ ‫ضسسى أهْ س ُ‬ ‫ذا أفْ َ‬ ‫م ‪َ ،‬فسسإ ِ َ‬ ‫جهَّنسس َ‬ ‫َ‬
‫ة‪،‬‬ ‫جّنسس َ‬ ‫ل ال َ‬‫ْ‬ ‫خ َ‬ ‫فعُ لَنا إ ِلى َرب َّنا ‪ ،‬فَن َد ْ ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ش َ‬ ‫ن يَ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫َقالوا ‪َ :‬‬ ‫ُ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫م‬ ‫سَل ُ‬ ‫م ع َل َي ْهِ ال ّ‬ ‫م آد َ َ‬ ‫ن أِبيك ُ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫حقّ ِ‬ ‫نأ َ‬ ‫م ْ‬ ‫ن‪َ :‬‬ ‫قوُلو َ‬ ‫فَي َ ُ‬
‫ه‬ ‫مسس ُ‬ ‫حسسهِ ‪ ،‬وَك َل ّ َ‬ ‫ن ُرو ِ‬ ‫م ْ‬ ‫خ ِفيهِ ِ‬ ‫ف َ‬ ‫ه ب ِي َد ِهِ ‪ ،‬وَن َ َ‬ ‫ه الل ّ ُ‬ ‫ق ُ‬ ‫خل َ َ‬ ‫َ‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ً‬
‫ه‬
‫م ع َلي ْس ِ‬ ‫ن آد َ َ‬ ‫ه ‪ ،‬فَي َسأُتو َ‬ ‫ملئ ِك َت َس ُ‬ ‫ه َ‬ ‫جد َ ل س ُ‬ ‫سس َ‬ ‫قِب َل ‪ ،‬وَأ ْ‬
‫ك إ ِل َْيسسهِ فََيسسذ ْك ُُر ذ َن ًْبسسا ‪،‬‬ ‫ن ذ َِلسس َ‬ ‫م ‪ ،‬فَي َط ْل ُُبسسو َ‬ ‫سسسَل ُ‬ ‫ال ّ‬
‫َ‬
‫م‬ ‫ن ع َل َي ْك ُس ْ‬ ‫ك ‪ ،‬وَل َك ِس ْ‬ ‫ب ذ َل ِس َ‬ ‫ح ِ‬ ‫صسسا ِ‬ ‫مسسا أن َسسا ب ِ َ‬ ‫ل‪َ :‬‬ ‫قو ُ‬ ‫فَي َ ُ‬
‫َ‬
‫ح ع َل َي ْس ِ‬
‫ه‬ ‫ل الل ّهِ ‪ ،‬فَي ُسؤ َْتى ن ُسسو ٌ‬ ‫س ِ‬ ‫ل ُر ُ‬ ‫ه أوّ ُ‬ ‫ح ؛ فَإ ِن ّ ُ‬ ‫ب ُِنو ٍ‬
‫ك إ ِل َْيسسهِ ‪ ،‬فََيسسذ ْك ُُر ذ َن ًْبسسا ‪،‬‬ ‫ب ذ َِلسس َ‬ ‫م ‪ ،‬فَي ُط َْلسس ُ‬ ‫سسسَل ُ‬ ‫ال ّ‬
‫َ‬
‫م‬ ‫هي َ‬ ‫م ب ِسإ ِب َْرا ِ‬ ‫ك ‪ ،‬ع َل َي ْك ُس ْ‬ ‫ب ذ َل ِ َ‬ ‫ح ِ‬ ‫صا ِ‬ ‫ما أَنا ب ِ َ‬ ‫ل‪َ :‬‬ ‫قو ُ‬ ‫فَي َ ُ‬
‫خِليًل ‪،‬‬ ‫خسسذ َه ُ َ‬ ‫ل ات ّ َ‬ ‫ج ّ‬ ‫ه ع َّز وَ َ‬ ‫ن الل ّ َ‬ ‫م ؛ فَإ ِ ّ‬ ‫سَل ُ‬ ‫ع َل َي ْهِ ال ّ‬
‫ل‬ ‫قو ُ‬ ‫ك إ ِل َي ْهِ ‪ ،‬فَي َذ ْك ُُر ذ َن ًْبا ‪ ،‬فَي َ ُ‬ ‫ب ذ َل ِ َ‬ ‫فَي ُؤ َْتى ‪ ،‬فَي ُط ْل َ ُ‬
‫ه ع َسّز‬ ‫ن الّلس َ‬ ‫م ؛ َفسإ ِ ّ‬ ‫سسَل ُ‬ ‫سى ع َل َي ْهِ ال ّ‬ ‫مو َ‬ ‫م بِ ُ‬ ‫‪ :‬ع َل َي ْك ُ ْ‬
‫َ‬
‫ل ع َل َي ْس ِ‬
‫ه‬ ‫مسسا ‪ ،‬وَأن ْسَز َ‬ ‫ه ت َك ِْلي ً‬ ‫مس ُ‬ ‫جّيا ‪ ،‬وَك َل ّ َ‬ ‫ه نَ ِ‬ ‫ل قَّرب َ ُ‬ ‫ج ّ‬ ‫وَ َ‬
‫ب‬ ‫م ‪ ،‬فَي ُط ْل َس ُ‬ ‫سَل ُ‬ ‫سى ع َل َي ْهِ ال ّ‬ ‫مو َ‬ ‫الت ّوَْراة َ ‪ ،‬فَي ُؤ َْتى ُ‬
‫ب‬ ‫َ‬ ‫قو ُ‬ ‫ك إ ِل َي ْهِ ‪ ،‬فَي َذ ْك ُُر ذ َن ًْبا ‪ ،‬فَي َ ُ‬ ‫ذ َل ِ َ‬
‫ح ِ‬ ‫صسسا ِ‬ ‫ما أَنا ب ِ َ‬ ‫ل‪َ :‬‬
‫سسسى‬ ‫عي َ‬ ‫مت ِسهِ ِ‬ ‫ح الل ّسهِ وَك َل ِ َ‬ ‫م ب ُِرو ِ‬ ‫ن ع َل َي ْك ُ ْ‬ ‫ك ‪ ،‬وَل َك ِ ْ‬ ‫ذ َل ِ َ‬
‫م‪، ‬‬ ‫مْري َس َ‬ ‫ن َ‬ ‫سسسى اب ْس ُ‬ ‫عي َ‬ ‫م ‪ ،‬فَي ُسؤ َْتى ِ‬ ‫مْري َس َ‬ ‫ن َ‬ ‫اب ْس ِ‬
‫َ‬ ‫ك إ ِل َي ْهِ ‪ ،‬فَي َ ُ‬
‫ك‬ ‫ب ذ َل ِ َ‬ ‫ح ِ‬ ‫صا ِ‬ ‫ما أَْنا ب ِ َ‬ ‫ل‪َ :‬‬ ‫قو ُ‬ ‫ب ذ َل ِ َ‬ ‫فَي ُط ْل َ ُ‬
‫عن ْسد َ‬ ‫مد ٍ ‪ ، ‬فَي َأُتوِني وَِلي ِ‬ ‫ح ّ‬ ‫م َ‬ ‫م بِ ُ‬ ‫ن ع َل َي ْك ُ ْ‬ ‫ْ‬ ‫‪ ،‬وَل َك ِ‬
‫ن ‪ ،‬فَسأ َن ْط َل ِقُ فَسسآِتي‬ ‫ت وَع َسد َِنيهُ ّ‬ ‫عا ٍ‬ ‫فا َ‬ ‫ش َ‬ ‫ث َ‬ ‫َرّبي ث ََل ُ‬
‫قة ال ْباب ‪ ،‬ث ُ َ‬
‫ح‬ ‫فت َ ُ‬ ‫ح ‪ ،‬فَي ُ ْ‬ ‫فت ِ ُ‬ ‫ست َ ْ‬ ‫مأ ْ‬ ‫ّ‬ ‫حل ْ َ ِ َ ِ‬ ‫خذ ُ ب ِ َ‬ ‫ة ‪َ ،‬فآ ُ‬ ‫جن ّ َ‬ ‫ال ْ َ‬
‫‪180‬‬
‫ُ‬
‫ة‪،‬‬ ‫جن ّس َ‬ ‫ت ال ْ َ‬ ‫خل ْس ُ‬ ‫ذا أ ُد ْ ِ‬ ‫ب ب ِسسي ‪ ،‬فَسإ ِ َ‬ ‫حس ُ‬ ‫حي ّسسا وَي َُر ّ‬ ‫ِلي فَأ َ‬
‫ت‬ ‫خسسَرْر ُ‬ ‫ك وَت ََعسساَلى َ‬ ‫ت إ َِلسسى َرّبسسي ت ََبسساَر َ‬ ‫ظسسْر ُ‬ ‫فَن َ َ‬
‫ْ‬
‫جيسد ِهِ‬ ‫م ِ‬ ‫م سد ِهِ وَت َ ْ‬ ‫ح ْ‬ ‫ن َ‬ ‫مس ْ‬ ‫ه ل ِسسي ِ‬ ‫ن الل ّس ُ‬ ‫دا ‪ ،‬فَي َأذ َ ُ‬ ‫ج ً‬ ‫سا ِ‬ ‫َ‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ل‪:‬‬ ‫قسو ُ‬ ‫م يَ ُ‬ ‫قسهِ ‪ُ ،‬ثس ّ‬ ‫خل ِ‬ ‫ن َ‬ ‫مس ْ‬ ‫حسد ٍ ِ‬ ‫ن ِبسهِ ِل َ‬ ‫ما أذ ِ َ‬ ‫شي ًْئا َ‬ ‫َ‬
‫س َ‬ ‫ْ‬
‫ل‬ ‫سس ْ‬ ‫فعْ ‪ ،‬وَ َ‬ ‫شس ّ‬ ‫فعْ ت ُ َ‬ ‫شس َ‬ ‫مسد ُ ‪َ ،‬وا ْ‬ ‫ح ّ‬ ‫م َ‬ ‫ك َيا ُ‬ ‫اْرفَعْ َرأ َ‬
‫َ‬ ‫ْ‬
‫م‬ ‫ه وَهُوَ أع ْل َ ُ‬ ‫ل الل ّ ُ‬ ‫سي ‪َ ،‬قا َ‬ ‫ت َرأ ِ‬ ‫ذا َرفَعْ ُ‬ ‫ه ‪ ،‬فَإ ِ َ‬ ‫ت ُعْط َ ْ‬
‫ب ‪ ،‬وَع َسسسد ْت َِني‬ ‫ك ؟ فَسسسأُقو ُ‬ ‫َ‬ ‫شسسسأن ُ َ‬ ‫ْ‬ ‫مسسسا َ‬
‫ل ‪ :‬ي َسسسا َر ّ‬ ‫‪َ :‬‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ن‬ ‫خُلو َ‬ ‫ن ي َد ْ ُ‬ ‫جن ّةِ أ ْ‬ ‫ل ال ْ َ‬ ‫شفّعِْني ِفي أهْ ِ‬ ‫ة ‪ ،‬فَ َ‬ ‫فاع َ َ‬ ‫ش َ‬ ‫ال ّ‬
‫ك‪،‬‬ ‫فعَْنا َ‬ ‫شس ّ‬ ‫ل ‪ :‬ق َ سد ْ َ‬ ‫جس ّ‬ ‫ه ع َسّز وَ َ‬ ‫ل الل ّ ُ‬ ‫قو ُ‬ ‫ة ‪ ،‬فَي َ ُ‬ ‫جن ّ َ‬ ‫ال ْ َ‬
‫َ‬
‫ل‬ ‫سسسو ُ‬ ‫ن َر ُ‬ ‫جن ّسةِ " ‪ ،‬فَك َسسا َ‬ ‫ل ال ْ َ‬ ‫خو ِ‬ ‫م ِفي د ُ ُ‬ ‫ت ل َهُ ْ‬ ‫وَأذ ِن ْ ُ‬
‫مسسا‬ ‫حقّ ‪َ ،‬‬ ‫ذي ب َعَث َن ِسسي ب ِسسال ْ َ‬ ‫ل ‪َ " :‬وال ّس ِ‬ ‫قسسو ُ‬ ‫الل ّهِ ‪ ‬ي َ ُ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫م‬ ‫سسساك ِن ِك ُ ْ‬ ‫م َ‬ ‫م وَ َ‬ ‫جك ُ ْ‬ ‫ف ب ِسأْزَوا ِ‬ ‫م ِفي ال سد ّن َْيا ب ِسأع َْر َ‬ ‫أن ْت ُ ْ‬
‫َ‬ ‫م َ‬
‫ل‬ ‫خ ُ‬ ‫م ‪ ،‬فَي َسد ْ ُ‬ ‫سسساك ِن ِهِ ْ‬ ‫م َ‬ ‫م وَب ِ َ‬ ‫جه ِ ْ‬ ‫جن ّةِ ب ِأْزَوا ِ‬ ‫ل ال ْ َ‬ ‫ن أهْ ِ‬ ‫ِ ْ‬
‫من ْهُ ْ َ‬ ‫كُ ّ‬
‫مسسا‬ ‫م ّ‬ ‫ة ِ‬ ‫ج ً‬ ‫ن َزوْ َ‬ ‫سب ِْعي َ‬ ‫ن وَ َ‬ ‫م ع َلى اث ْن َت َي ْ ِ‬ ‫ل ِ‬ ‫ج ٍ‬ ‫ل َر ُ‬
‫ن وَل َسدِ‬ ‫م ْ‬ ‫ن ِ‬ ‫مي ّت َي ْ ِ‬ ‫ن آد َ َ‬ ‫ل ‪ ،‬وَث ِن ْت َي ْ ِ‬ ‫ج ّ‬ ‫ه ع َّز وَ َ‬ ‫شيُء الل ّ ُ‬ ‫ي ُن ْ ِ‬
‫ه‬ ‫مسا اللس َ‬ ‫ّ‬ ‫ل ل ِعَِباد َت ِهِ َ‬ ‫ضس ٌ‬ ‫م فَ ْ‬ ‫م ‪ ،‬وَلُهس ْ‬ ‫َ‬ ‫سل ُ‬ ‫َ‬ ‫م ع َلي ْهِ ال ّ‬ ‫َ‬ ‫آد َ َ‬
‫ن‬ ‫م ِفسي غ ُْرَفسةٍ ِ‬ ‫ل اْلوّ ُ‬ ‫َ‬ ‫خ ُ‬ ‫ِفي الد ّن َْيا ‪ ،‬فَي َد ْ ُ‬
‫مس ْ‬ ‫من ْهُ ْ‬ ‫ل ِ‬
‫ل ب ِسسالل ّؤ ْل ُؤِ ‪،‬‬ ‫مك َل ّس ٍ‬ ‫ب ُ‬ ‫ن ذ َهَس ٍ‬ ‫مس ْ‬ ‫ريرٍ ِ‬ ‫سس ِ‬ ‫َياُقوت َةٍ ع ََلى َ‬
‫م‬ ‫ق ‪ُ ،‬ثسس ّ‬ ‫ست َب َْر ٍ‬ ‫س وَإ ِ ْ‬ ‫سن ْد ُ ٍ‬ ‫ن ُ‬ ‫م ْ‬ ‫ة ِ‬ ‫حل ّ ً‬ ‫ن ُ‬ ‫سب ُْعو َ‬ ‫وَع َل َي َْها َ‬
‫ن‬ ‫مس ْ‬ ‫م ي َن ْظ ُسُر إ ِل َسسى ي َسد ِهِ ِ‬ ‫في َْها ‪ ،‬ث ُس ّ‬ ‫ن ك َت ِ َ‬ ‫ضعُ ي َد َه ُ ب َي ْ َ‬ ‫يَ َ‬
‫ه‬ ‫مهَسسا ‪ ،‬وَإ ِن ّس ُ‬ ‫ح ِ‬ ‫ها وَل َ ْ‬ ‫جل ْسد ِ َ‬ ‫ن وََراءِ ث َِياب َِها وَ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ها ِ‬ ‫صد ْرِ َ‬ ‫َ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫م إ ِلسسى‬ ‫ُ‬
‫ح سد ُك ْ‬ ‫ما ي َن ْظ سُر أ َ‬ ‫َ‬
‫ساقَِها ‪ ،‬ك َ‬ ‫خ َ‬ ‫م ّ‬ ‫ل َي َن ْظُر إ ِلى ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫م سْرآةٌ‬ ‫ه َ‬ ‫ها ل َس ُ‬ ‫ت ‪ ،‬ك َب ِسد ُ َ‬ ‫ص سب َةِ ال ْي َسساُقو ِ‬ ‫ك ِفي قَ َ‬ ‫سل ْ ِ‬ ‫ال ّ‬
‫مل َّهسسا وََل‬ ‫ها َل ي َ َ‬ ‫عْنسسد َ َ‬ ‫ما هُوَ ِ‬ ‫مْرآة ٌ ‪ ،‬فَب َي ْن َ َ‬ ‫وَك َب ِد ُه ُ ل ََها َ‬
‫ْ‬
‫فت ُسُر‬ ‫ما ي َ ْ‬ ‫ها ع َذ َْراَء ‪َ ،‬‬ ‫جد َ َ‬ ‫مّرة ً إ ِّل وَ َ‬ ‫ما ي َأِتيَها َ‬ ‫ه‪َ ،‬‬ ‫مل ّ ُ‬ ‫تَ َ‬
‫ك إ ِذ ْ‬ ‫مسسا هُسوَ ك َسذ َل ِ َ‬ ‫كي قُب ُل َُها ‪ ،‬فَب َي ْن َ َ‬ ‫شت َ ِ‬ ‫ذ َك َُره ُ ‪ ،‬وََل ي َ ْ‬
‫َ‬ ‫ُنود ِيَ ‪ :‬إ ِّنا قَد ْ ع ََرفَْنا أ َن ّ َ‬
‫ي‬ ‫من ِ ّ‬ ‫ه َل َ‬ ‫ل ‪ ،‬إ ِّل أن ّ ُ‬ ‫م ّ‬ ‫ك َل ت َ َ‬
‫‪181‬‬
‫ة ‪ ،‬إّل أ َن ل َس َ َ‬
‫ج‬ ‫خ سُر ُ‬ ‫جسسا غ َي َْرهَسسا ‪ ،‬فَي َ ْ‬ ‫ك أْزَوا ً‬ ‫ّ‬ ‫من ِي ّس َ ِ‬ ‫وََل َ‬
‫ْ‬
‫حسسد َةً‬ ‫جسساَء َوا ِ‬ ‫مسسا َ‬ ‫حسسد َة ً ‪ ،‬ك ُل ّ َ‬ ‫حسسد َة ً َوا ِ‬ ‫ن َوا ِ‬ ‫فََيسسأِتيهُ ّ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ن‬ ‫سس َ‬ ‫ح َ‬ ‫شسي ًْئا أ ْ‬ ‫جن ّسةِ َ‬ ‫مسسا أَرى فِسسي ال ْ َ‬ ‫ت ‪َ :‬والل ّهِ َ‬ ‫َقال َ ْ‬
‫َ‬
‫ك‪،‬‬ ‫من ْس َ‬ ‫ي ِ‬ ‫ب إ ِل َس ّ‬ ‫حس ّ‬ ‫يٌء أ َ‬ ‫شس ْ‬ ‫جن ّةِ َ‬ ‫ما ِفي ال ْ َ‬ ‫ك ‪ ،‬وَ َ‬ ‫من ْ َ‬ ‫ِ‬
‫ن‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ذا ُرفِعَ أهْ ُ‬‫َ‬ ‫فَإ ِ َ‬
‫م ْ‬ ‫خلقٌ ِ‬ ‫ل الّنارِ إ ِلى الّنارِ ُرفِعَ ِفيَها َ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ن‬ ‫مس ْ‬ ‫م َ‬ ‫من ْهُس ْ‬ ‫م ‪ ،‬فَ ِ‬ ‫مسسال ُهُ ْ‬ ‫م أع ْ َ‬ ‫قت ْهُس ْ‬ ‫ك قَسد ْ أوْب َ َ‬ ‫ق َرب ّ َ‬ ‫خ ْل ِ‬
‫َ ْ‬
‫م‬ ‫من ْهُ س ْ‬ ‫ك ‪ ،‬وَ ِ‬ ‫جسساوُِز ذ َل ِس َ‬ ‫مي ْهِ َل ت ُ َ‬ ‫خذ ُه ُ الّناُر إ َِلى قَد َ َ‬ ‫ت َأ ُ‬
‫ْ‬
‫ن‬ ‫مسس ْ‬ ‫م َ‬ ‫من ْهُ ْ‬ ‫ساقَي ْهِ ‪ ،‬وَ ِ‬ ‫ف َ‬ ‫ص ِ‬ ‫ْ‬ ‫خذ ُه ُ الّناُر إ َِلى ن ِ‬ ‫ن ت َأ ُ‬ ‫مْ ْ‬ ‫َ‬
‫خذه ُ إ ِلسسى‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫ن ت َأ ُ‬ ‫م ْ‬ ‫م َ‬ ‫من ْهُ ْ‬ ‫خذه ُ الّناُر إ ِلى ُركب َت َي ْهِ ‪ ،‬وَ ِ‬ ‫ت َأ ُ‬
‫س سد ِهِ ك ُل ّسهِ إ ِلّ‬ ‫ْ‬
‫ج َ‬ ‫خذ ُه ُ فِسسي َ‬ ‫ن ت َأ ُ‬ ‫م ْ‬ ‫م َ‬ ‫من ْهُ ْ‬ ‫قوَي ْهِ ‪ ،‬وَ ِ‬ ‫ح ْ‬ ‫ِ‬
‫ل‬ ‫م ع َل َي َْها " ‪َ .‬قسسا َ‬ ‫صوَرت َهُ ْ‬ ‫ه ت ََعاَلى َ ُ‬ ‫م الل ّ ُ‬ ‫حّر ُ‬ ‫ه يُ َ‬ ‫جه َ ُ‬ ‫وَ ْ‬
‫ن وََقسس َ‬
‫ع‬ ‫م ْ‬ ‫ب‪َ ،‬‬ ‫ل ‪َ :‬يا َر ّ‬ ‫ل الل ّهِ ‪ " : ‬فَأُقو ُ‬ ‫سو ُ‬ ‫َر ُ‬
‫ل‪:‬‬ ‫جس ّ‬ ‫ّ‬ ‫قسسو ُ‬ ‫مت ِسسي ‪ ،‬فَي َ ُ‬ ‫ُ‬
‫ه ع َسّز وَ َ‬ ‫ل الل س ُ‬ ‫نأ ّ‬ ‫م ْ‬ ‫ِفي الّنارِ ِ‬
‫ج أول َئ ِ َ‬ ‫ُ‬ ‫م ‪ ،‬فَ َ‬ ‫أَ ْ‬
‫ك‪،‬‬ ‫خ سَر َ‬ ‫ن ع ََرفْت ُس ْ‬ ‫ْ‬ ‫مس‬ ‫ن الّنارِ َ‬ ‫َ‬ ‫م‬
‫جوا ِ‬ ‫خرِ ُ‬
‫ْ‬ ‫قى منه َ‬
‫ل‬ ‫ج ّ‬ ‫ه ع َّز وَ َ‬ ‫مُر الل ّ ُ‬ ‫م ي َأ ُ‬ ‫حد ٌ ‪ ،‬ث ُ ّ‬ ‫مأ َ‬ ‫ِ ُْ ْ‬ ‫حّتى َل ي َب ْ َ‬ ‫َ‬
‫ش سهيد ٌ ‪ ،‬إ ِلّ‬ ‫َ‬ ‫فاع َةِ ‪ ،‬فَل ي َب ْ َ‬ ‫َ‬
‫ي ‪ ،‬وَل َ ِ‬ ‫قسسى ن َب ِس ّ‬
‫َ‬
‫ش َ‬ ‫ِفي ال ّ‬
‫ن‬ ‫مس ْ‬ ‫ن الن ّسسارِ َ‬ ‫مس َ‬ ‫جسسوا ِ‬ ‫خرِ ُ‬ ‫ه‪:‬أ ْ‬ ‫ل الل ّس ُ‬ ‫قسسو ُ‬ ‫فعَ ‪ ،‬فَي َ ُ‬ ‫شس ِ‬ ‫َ‬
‫ك‬ ‫ج أول َئ ِ َ‬ ‫ُ‬ ‫ديَنارِ ‪ ،‬فَي َ ْ‬ ‫م ِفسي قَل ِْبسهِ زَِنس َ‬
‫خسُر ُ‬ ‫ة الس ّ‬ ‫جسد ْت ُ ْ‬ ‫وَ َ‬
‫َ‬
‫ه ع َسّز‬ ‫فعُ الل ّس ُ‬ ‫شس َ‬ ‫م يَ ْ‬ ‫حسد ٌ ‪ ،‬ث ُس ّ‬ ‫من ْهُسسم أ َ‬ ‫قى ِ‬ ‫حّتى َل ي َب ْ َ‬ ‫َ‬
‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫ي‬ ‫م ِفي قَلب ِهِ ث ُلث َ ِ‬ ‫جد ْت ُ ْ‬ ‫ن وَ َ‬ ‫م ْ‬ ‫جوا َ‬ ‫خرِ ُ‬ ‫ل‪:‬أ ْ‬ ‫قو ُ‬ ‫ل يَ ُ‬ ‫ج ّ‬ ‫وَ َ‬
‫ل‪:‬‬ ‫قسو ُ‬ ‫م يَ ُ‬ ‫ف وَُرب ُعَ ِدين َسسارٍ ‪ُ ،‬ثس ّ‬ ‫ص َ‬ ‫ماًنا ‪ ،‬وَن ِ ْ‬ ‫ديَنارِ ِإي َ‬ ‫ال ّ‬
‫ج‬ ‫خ سُر ُ‬ ‫ل ‪ ،‬فَي َ ْ‬ ‫خ سْرد َ ٍ‬ ‫ن َ‬ ‫مس ْ‬ ‫ة ِ‬ ‫حب ّس ٌ‬ ‫ل‪َ :‬‬ ‫قسسو ُ‬ ‫ط ‪ ،‬وَي َ ُ‬ ‫ِقي سَرا ٌ‬
‫قسسى‬ ‫حت ّسسى َل ي َب ْ َ‬ ‫َ‬ ‫حّتى َل ي َب ْ َ‬ ‫ُأول َئ ِ َ‬
‫م ‪ ،‬وَ َ‬ ‫من ْهُ ْ‬ ‫حد ٌ ِ‬ ‫قى أ َ‬ ‫ك َ‬
‫َ‬
‫ه‬‫س ل َعَن َس ُ‬ ‫ن إ ِب ِْلي س َ‬ ‫حّتى إ ِ ّ‬ ‫فعَ ‪َ ،‬‬ ‫ش َ‬ ‫ة إ ِّل َ‬ ‫فاع َ ٌ‬ ‫ش َ‬ ‫ه َ‬ ‫حد ٌ ل َ ُ‬ ‫أ َ‬
‫َ‬
‫ن‬ ‫جسساَء أ ْ‬ ‫مةِ الل ّهِ َر َ‬ ‫ح َ‬ ‫ن َر ْ‬ ‫م ْ‬ ‫ما ي ََرى ِ‬ ‫ل لِ َ‬ ‫طاوَ ُ‬ ‫ه ل َي َت َ َ‬ ‫الل ّ ُ‬
‫َ َ‬ ‫َ‬
‫م‬ ‫ح ُ‬ ‫ت أَنا ‪ ،‬وَأَنا أْر َ‬ ‫قي َ ُ‬ ‫ه ‪ :‬بَ ِ‬ ‫ل الل ّ ُ‬ ‫قو ُ‬ ‫م يَ ُ‬ ‫ه ‪ ،‬ثُ ّ‬ ‫فعَ ل َ ُ‬ ‫ش َ‬ ‫يَ ْ‬
‫صسيهِ ك َْثسَرة ً ‪،‬‬ ‫ح ِ‬ ‫مسا َل ي ُ ْ‬ ‫من َْهسا َ‬ ‫ج ِ‬ ‫خسرِ ُ‬ ‫ن ‪ ،‬فَي ُ ْ‬ ‫مي َ‬ ‫ح ِ‬ ‫الّرا ِ‬
‫‪182‬‬
‫َ‬
‫ه‪:‬‬ ‫ل ل َس ُ‬ ‫قسسا ُ‬ ‫ه ع َل َسسى ن َهَسرٍ ي ُ َ‬ ‫م الل ّس ُ‬ ‫مُر ي ُث َب ّت ُهُ ُ‬ ‫ج ْ‬ ‫م ال ْ َ‬ ‫ك َأن ّهُ ُ‬
‫ل‬‫مي س ِ‬ ‫ح ِ‬ ‫ة فِسسي َ‬ ‫حب ّس ُ‬ ‫ت ال ْ َ‬ ‫ما ت َن ْب ُ ُ‬ ‫ن كَ َ‬ ‫ن ‪ ،‬فَي َن ْب ُُتو َ‬ ‫وا ُ‬ ‫حي َ َ‬ ‫ال ْ َ‬
‫مسسا‬‫ضسُر ‪ ،‬وَ َ‬ ‫خي ْ ِ‬ ‫من ْهَسسا أ ُ َ‬ ‫س ِ‬ ‫م َ‬ ‫شس ْ‬ ‫ما ي َل ِسسي ال ّ‬ ‫ل‪َ ،‬‬ ‫سي ْ ِ‬ ‫ال ّ‬
‫ُ‬ ‫ّ‬
‫ت‬ ‫ن ك َن ََبسسا ِ‬ ‫فُر ‪ ،‬فَي َن ْب ُُتسسو َ‬ ‫صسسي ْ ِ‬ ‫من َْهسسا أ َ‬ ‫ل ِ‬ ‫ي َِلسسي الظسس ّ‬
‫ة فِسسي‬ ‫مك ُْتوب َس ً‬ ‫ل الد ّّر َ‬ ‫مث ْ َ‬ ‫كوُنوا ِ‬ ‫حّتى ي َ ُ‬ ‫ث‪َ ،‬‬ ‫الط َّراِثي ِ‬
‫ل‪،‬‬ ‫جسس ّ‬ ‫عسسّز وَ َ‬ ‫قسساُء الّلسسهِ َ‬ ‫ن ع ُت َ َ‬ ‫مّيسسو َ‬ ‫جهَن ّ ِ‬ ‫م ال ْ َ‬ ‫رَِقسساب ِهِ ُ‬
‫مل ُسسوا‬ ‫َ‬
‫مسسا ع َ ِ‬ ‫ب‪َ ،‬‬ ‫ك ال ْك ِت َسسا ِ‬ ‫جن ّةِ ب ِذ َل ِ َ‬ ‫ل ال ْ َ‬ ‫م أهْ ُ‬ ‫فَي َعْرِفُهُ ْ‬
‫ه‪،‬‬ ‫شسساَء الل ّس ُ‬ ‫مسسا َ‬ ‫جن ّةِ َ‬ ‫ن ِفي ال ْ َ‬ ‫مك ُُثو َ‬ ‫ط ‪ ،‬فَي َ ْ‬ ‫خي ًْرا قَ ّ‬ ‫َ‬
‫ن ‪َ :‬رب ّن َسسا ‪،‬‬ ‫قول ُسسو َ‬ ‫م يَ ُ‬ ‫م ‪ ،‬ثُ ّ‬ ‫ب ِفي رَِقاب ِهِ ْ‬ ‫ك ال ْك َِتا ُ‬ ‫وَذ َل ِ َ‬
‫‪113‬‬
‫م"‬ ‫حاه ُ ع َن ْهُ ْ‬ ‫م َ‬ ‫ب ‪ ،‬فَي َ ْ‬ ‫ذا ال ْك َِتا َ‬ ‫ح ع َّنا هَ َ‬ ‫م ُ‬ ‫ا ْ‬
‫ثم أبان الّله تعالى سبب تمييزهم عن غيرهم ‪،‬‬
‫موبخا ومقرعا لهسسم علسسى كفرهسسم ‪ ،‬فقسسال ‪» :‬‬
‫كسسم يسسا بِنسسي آد َ‬ ‫أ ََلسس َ‬
‫دوا‬ ‫ن ل ت َعُْبسس ُ‬ ‫مأ ْ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫م أع َْهسسد ْ إ ِل َي ْ ُ ْ‬ ‫ْ‬
‫ن «‪.‬‬ ‫مِبي ٌ‬ ‫م ع َد ُوّ ُ‬ ‫ُ‬
‫ه لك ْ‬ ‫َ‬ ‫ن ‪ ..‬إ ِن ّ ُ‬ ‫شْيطا َ‬ ‫ال ّ‬
‫" العهد هنسسا ‪ ،‬هسسو مسسا كسسان مسسن الل ّسسه سسسبحانه‬
‫وتعالى من تحذير من الشيطان وأعوانه ‪ ،‬كمسسا‬
‫مل‬ ‫يقول سبحانه على يد الرسل » يسسا ب َِنسسي آد َ َ‬
‫خر َ‬ ‫شيطان َ َ‬
‫ة‬
‫جن ّس ِ‬ ‫ن ال ْ َ‬ ‫مس َ‬ ‫م ِ‬ ‫ج أب َوَي ْك ُ ْ‬ ‫كما أ ْ َ َ‬ ‫ُ‬ ‫م ال ّ ْ‬ ‫فت ِن َن ّك ُ ُ‬ ‫يَ ْ‬
‫ل شسسأنه ‪» :‬‬ ‫« )‪ : 27‬العراف( وكما يقسسول ج س ّ‬
‫ذوه ُ ع َ سد ُّوا إ ِّنمسسا‬ ‫خس ُ‬ ‫م ع َ سد ُوّ َفات ّ ِ‬ ‫ن ل َك ُس ْ‬ ‫ش سْيطا َ‬ ‫ن ال ّ‬ ‫إِ ّ‬
‫سسِعيرِ « )‬ ‫َ‬ ‫ه ل ِي َ ُ‬
‫ب ال ّ‬ ‫صسحا ِ‬ ‫نأ ْ‬ ‫مس ْ‬ ‫كوُنسوا ِ‬ ‫حْزب َ ُ‬ ‫عوا ِ‬ ‫ي َد ْ ُ‬
‫‪ : 6‬فاطر( وعبادة الشيطان ‪ ،‬هى اّتباعه فيمسسا‬
‫يدعو إليه ‪ ،‬وهو ل يدعو إل إلى ضلل ‪ ،‬وشرك‬
‫‪ ،‬وكفر ‪..‬والستفهام فى الية للتقرير ‪ ..‬السسذي‬
‫يثير مشاعر الندم والحسرة ‪"..‬‬

‫ي )‪ (593‬ضعيف‬ ‫شوُر ل ِل ْب َي ْهَ ِ‬


‫ق ّ‬ ‫‪ -‬ال ْب َعْ ُ‬
‫ث َوالن ّ ُ‬ ‫‪113‬‬

‫‪183‬‬
‫وبعسد النهسي عسن عبسادة غيسر الّلسه أمسر تعسالى‬
‫ط‬ ‫صسسرا ٌ‬ ‫َ‬
‫دوِني هسسذا ِ‬ ‫ن اع ْب ُس ُ‬ ‫بعبادته ‪ ،‬فقسسال ‪ » :‬وَأ ِ‬
‫م « هو معطوف علسسى قسسوله تعسسالى ‪» :‬‬ ‫قي ٌ‬ ‫ست َ ِ‬
‫م ْ‬ ‫ُ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫دوا ال ّ‬ ‫َ‬
‫م أع َْهسسد ْ‬ ‫ن «‪ ..‬أي » ألسس ْ‬ ‫شسسْيطا َ‬ ‫ن ل ت َعُْبسس ُ‬ ‫أ ْ‬
‫ه‬ ‫دوا ال ّ‬ ‫إل َيك ُم يا بِنسي آد َ‬
‫ن ‪ ،‬إ ِّنس ُ‬ ‫شسْيطا َ‬ ‫ن ل ت َعُْبس ُ‬ ‫مأ ْ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫ِ ْ ْ‬
‫َ‬
‫دوِني « ؟ ‪ ..‬فالعهسسد‬ ‫ن اع ْب ُس ُ‬ ‫ن وَأ ِ‬ ‫مِبي س ٌ‬
‫م ع َسد ُوّ ُ‬ ‫ل َك ُس ْ‬
‫الذي أخذه الّله على أبنسساء آدم جميعسسا ‪ ،‬هسسو أن‬
‫يتجنبسسسسوا عبسسسسادة الشسسسسيطان ‪ ،‬وأن يحسسسسذروا‬
‫الستجابة له فيمسسا يسسدعوهم إليسسه ‪ ،‬وأن يعبسسدوا‬
‫الّله وحسسده ‪ ..‬فهسسذا هسسو الصسسراط المسسستقيم ‪..‬‬
‫فمن لم يعبد الّله ‪ ،‬فقد ضل وهلك ‪..‬‬
‫ثم أخبر الّله تعالى عن مساعي الشيطان فسسي‬
‫إضلل السابقين ‪ ،‬فقال ‪ » : :‬ول َ َ َ‬
‫م‬ ‫من ْك ُ ْ‬
‫ل ِ‬ ‫ض ّ‬ ‫قد ْ أ َ‬ ‫َ‬
‫َ‬
‫ل‪،‬‬ ‫ن « الجبسس ّ‬ ‫قُلسسو َ‬‫كوُنسسوا ت َعْ ِ‬ ‫م تَ ُ‬‫جب ِّل ك َِثيسسرا ً أفََلسس ْ‬ ‫ِ‬
‫والجبلة ‪ :‬الخلق والية تلفت العقول إلى هسسذه‬
‫الثار السيئة التي تركها الشيطان فيمن عصوا‬
‫الّلسسسه ‪ ،‬ونقضسسسوا العهسسسد ‪ ،‬واتبعسسسوا خطسسسوات‬
‫الشيطان ‪ ..‬لقد ألقى بهسسم الشسسيطان فسسى بلء‬
‫عظيم ‪ ،‬وأوردهم مسوارد الهلك ‪ ..‬فسإذا لسم يسر‬
‫بعض الغسسافلين أن يسسستجيبوا لمسسا دعسساهم الل ّسسه‬
‫إليه من اجتناب الشيطان ‪ ،‬والحذر منه س أفلسسم‬
‫يكسسن لهسسم فيمسسا رأوا مسسن آثسساره فسسى أتبسساعه‬
‫وأوليائه ‪ ،‬ما يدعوهم إلى اجتنابه ‪ ،‬ومحاذرته ؟‬
‫أي لقد أغوى الشيطان خلقا كثيرا ‪ ،‬وزين لهم‬
‫فعسسل السسسيئات ‪ ،‬وصسسدهم عسسن طاعسسة الّلسسه‬
‫وتوحيده ‪ ،‬أفلم تعقلوا عداوة الشسسيطان لكسسم ‪،‬‬

‫‪184‬‬
‫وتبتعدوا عن مثل ضسسللت السسسابقين ‪ ،‬حسستى ل‬
‫تعذبوا مثلهم‪.‬‬
‫َ‬
‫ن؟«‬ ‫قل ُسسو َ‬ ‫كون ُسسوا ت َعْ ِ‬ ‫م تَ ُ‬ ‫وفي قوله تعالى ‪ » :‬أفَل َ ْ‬
‫هو عود باللئمة والتوبيخ لهؤلء السسذين ل تسسزال‬
‫أيديهم ممسكة بيسسد الشسسيطان ‪ ،‬وهسسم يمشسسون‬
‫على أشلء صرعاه منهم!‬
‫ثم بّين الّله تعالى مآل أهل الضسسلل قسسائل لهسسم‬
‫م ال ِّتي‬ ‫جهَن ّ ُ‬‫يوم القيامة تقريعا وتوبيخا ‪ » :‬هذ ِهِ َ‬
‫ن «‪..‬لقسد نقسض المشسركون عهسد‬ ‫دو َ‬‫عس ُ‬‫م ُتو َ‬ ‫ك ُن ْت ُ ْ‬
‫الّله ‪ ،‬وخرجوا عن أمره ‪ ..‬ولكن الل ّسسه سسسبحانه‬
‫لم ينقض عهده معهسسم ‪ ،‬وهسسو أنهسسم إذا نقضسسوا‬
‫عهسسده ‪ ،‬وخرجسسوا عسسن أمسسره ‪ ،‬كسسانت النسسار‬
‫ها‬
‫عسسد َ َ‬ ‫موعدهم ‪ ..‬كما يقول سبحانه ‪ » :‬الّناُر وَ َ‬
‫صسسيُر « )‪: 72‬‬ ‫م ِ‬‫س ال ْ َ‬ ‫فسسُروا وَب ِئ ْ َ‬ ‫ن كَ َ‬‫ذي َ‬‫ه اّلسس ِ‬
‫الّلسس ُ‬
‫الحج(‪.‬‬
‫ن‬
‫فُرو َ‬ ‫م ت َك ْ ُ‬ ‫م ِبما ك ُن ْت ُ ْ‬ ‫ْ‬
‫ها الي َوْ َ‬ ‫َ‬
‫صل و ْ َ‬
‫قوله تعالى ‪ » :‬ا ْ‬
‫« أي اصسسطلوا بهسسا ‪ ،‬وذوقسسوا عسسذابها ‪ ،‬بسسسبب‬
‫كفركم وضللكم ‪..‬وفى هذا المسر السذي يلقسى‬
‫إليهم وهم يتقلبون على جمسسر جهنسسم مضسساعفة‬
‫للعذاب ومزيد منه ‪ ،‬إن كان وراءه مزيد!‪.‬‬
‫وفسسي هسسذا الكلم إشسسارة إلسسى شسسدة نسسدامتهم‬
‫‪:‬‬ ‫‪114‬‬
‫وحسرتهم من وجوه ثلثة‬
‫ها وهسسو أمسسر تنكيسسل‬ ‫صسسل َوْ َ‬
‫‪ - 1‬قسسوله تعسسالى ‪ :‬ا ْ‬
‫ت‬ ‫َ‬ ‫وإهانة ‪ ،‬كقوله تعالى لفرعون ‪ :‬ذ ُقْ ‪ ،‬إ ِن ّ َ‬
‫ك أْنس َ‬
‫م ]الدخان ‪.[49 /44‬‬ ‫زيُز ال ْك َ ِ‬
‫ري ُ‬ ‫ال ْعَ ِ‬

‫‪ -‬تفسير الرازي ‪101 /26 :‬‬ ‫‪114‬‬

‫‪185‬‬
‫م السسذي يسسدل علسسى أن‬ ‫‪ - 2‬قسسوله تعسسالى ‪ :‬ال ْي َسوْ َ‬
‫العذاب حاضر ‪ ،‬وأن لذاتهم قد مضسست ‪ ،‬وبقسسي‬
‫العذاب اليوم‪.‬‬
‫ن السسذي ينسسبئ‬ ‫فُرو َ‬ ‫م ت َك ْ ُ‬
‫‪ - 3‬قوله تعالى ‪ِ :‬بما ك ُن ْت ُ ْ‬
‫عن الكفر بنعمة عظيمسسة ‪ ،‬وحيسساء الكفسسور مسسن‬
‫المنعم من أشد اللم ‪ ،‬كما قال بعضهم ‪:‬‬
‫أليس بكاف لذي نعمة حياء المسيء من‬
‫المحسن‬
‫ثم أبسسان الل ّسسه تعسسالى مسسدى مسسواجهتهم بسسالجرم‬
‫الذي ارتكبوه دون أن يستطيعوا إنكاره ‪ ،‬فقال‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫م‬
‫ديهِ ْ‬ ‫م وَت ُك َل ّ ُ‬
‫منسسا أي ْس ِ‬ ‫على أفْسسواه ِهِ ْ‬ ‫م َ‬‫خت ِ ُ‬ ‫‪ » :‬ال ْي َوْ َ‬
‫م نَ ْ‬
‫َ‬
‫ن « أي فسى‬ ‫سسُبو َ‬ ‫م ِبمسا كساُنوا ي َك ْ ِ‬ ‫جل ُُهس ْ‬
‫شهَد ُ أْر ُ‬ ‫وَت َ ْ‬
‫هذا اليوم يختم الّله على أفواه أهسسل الضسسلل ‪،‬‬
‫فل ينطقسسون ‪ ..‬وفسسى هسسذا زجسسر لهسسم ‪ ،‬وكبسست‬
‫للكلمات التي كسسانت سسستنطلق مسن أفسسواههم ‪،‬‬
‫ليعتسسذروا بهسسا إلسسى الّلسسه ‪ ،‬وليتسسبرءوا بهسسا مسسن‬
‫أنفسسسهم ‪ ،‬ومسسا جنتسسه أيسسديهم ‪ ،‬أو يحسساولوا بهسسا‬
‫إلقاء التهمة على غيرهم ‪ ..‬وفى كل هذا مجال‬
‫للتنفس عنهسم ‪ ..‬وكّل ‪ ،‬فسإنه ل متنفسس لهسم ‪،‬‬
‫ولو بالكلمة!!‬
‫ومما يضاعف فى إيلمهم وحسرتهم أن يقسسوم‬
‫الشهود عليهم بإثبات جريمتهم س من أنفسهم ‪،‬‬
‫فتشهد عليهم أيديهم وأرجلهسسم ‪ ..‬إنهسسم شسسهود‬
‫أربعسسة ‪ ،‬تتسسم بهسسم الشسسهادة علسسى مرتكسسبى‬
‫الكبائر ‪..‬‬
‫ول نسسسأل كيسسف تتكلسسم هسسذه الجسسوارح ‪ ..‬إنهسسا‬
‫تنطق للخالق السسذي خلقهسسا ‪..‬وفسسى هسسذا يقسسول‬
‫‪186‬‬
‫عداُء الل ّهِ إ َِلى الّناِر‬ ‫شُر أ َ ْ‬ ‫ح َ‬ ‫م يُ ْ‬ ‫الّله تعالى ‪ » :‬وَي َوْ َ‬
‫م‬ ‫شسهِد َ ع َل َي ْهِس ْ‬ ‫ؤهسسا َ‬ ‫حت ّسسى ِإذا مسا جا ُ‬ ‫ن َ‬ ‫عو َ‬ ‫م ُيوَز ُ‬ ‫فَهُ ْ‬
‫َ‬
‫ن‬ ‫مُلسسو َ‬ ‫م ِبما كاُنوا ي َعْ َ‬ ‫جُلود ُهُ ْ‬ ‫م وَ ُ‬ ‫م وَأْبصاُرهُ ْ‬ ‫معُهُ ْ‬ ‫س ْ‬ ‫َ‬
‫قَنسسا‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫م ع َلْينا قسسالوا أن ْط َ‬ ‫َ‬ ‫م َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫شهِد ْت ُ ْ‬ ‫م لِ َ‬ ‫جلود ِه ِ ْ‬ ‫َوقالوا ل ِ ُ‬
‫ذي أن ْ َ‬ ‫َ‬
‫يٍء )‪ 19‬سسس ‪: 21‬‬ ‫شسس ْ‬ ‫ل َ‬ ‫كسس ّ‬ ‫طسسقَ ُ‬ ‫ه اّلسس ِ‬ ‫الّلسس ُ‬
‫فصلت(‪.‬‬
‫فليست اليدى والرجل وحدها هى التي تنطق‬
‫وتشهد على أصحابها ‪ ،‬بل إن كل جارحة فيهسسم‬
‫تشهد عليهم بما كان منها ‪ ،‬حتى ألسنتهم تلسسك‬
‫التي ختم الّله عليها ‪ ..‬إنها ستنطق ولكسسن بعسسد‬
‫أن تشهد الجوارح كلهسسا ‪ ،‬فل يكسسون لهسسم حجسسة‬
‫تنطق بها اللسنة ‪ ..‬وهذا مسا يشسير إليسه قسوله‬
‫َ‬ ‫شهد ع َل َيه س َ‬
‫م‬ ‫ديهِ ْ‬ ‫م وَأي ْس ِ‬ ‫س سن َت ُهُ ْ‬‫م أل ْ ِ‬ ‫ِْ ْ‬ ‫م تَ ْ َ ُ‬ ‫تعالى ‪ » :‬ي َوْ َ‬
‫َ‬
‫ن « )‪ : 24‬النور(‪.‬‬ ‫مُلو َ‬ ‫م ِبما كاُنوا ي َعْ َ‬ ‫جل ُهُ ْ‬ ‫وَأْر ُ‬
‫وجعسسل الكلم لليسسدي والشسسهادة للرجسسل ‪،‬لن‬
‫أكثر الفعال تتسسم بمباشسسرة اليسسدي ‪ ،‬كمسسا قسسال‬
‫م ]يس ‪ [35 /36‬وقال‬ ‫تعالى ‪ :‬وما ع َمل َت َ‬
‫ديهِ ْ‬ ‫ه أي ْ ِ‬ ‫ِ ْ ُ‬ ‫َ‬
‫م إ َِلى الت ّهْل ُك َةِ ]البقرة‬ ‫ديك ُْ‬ ‫ي‬‫َ‬ ‫أ‬ ‫ب‬ ‫قوا‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ل‬
‫ِ ْ ِ‬ ‫سبحانه ‪ُ َ :‬‬
‫ت‬ ‫ول‬
‫‪ [195 /2‬أي ول تلقسسوا بأنفسسسكم ‪ ،‬والشسساهد‬
‫علسسى العمسسل ينبغسسي أن يكسسون غيسسره ‪ ،‬فجعسسل‬
‫الرجسسل والجلسسود مسسن جملسسة الشسسهود ‪ ،‬لتعسسذر‬
‫إضافة الفعال إليها‪.‬‬
‫ل ‪ :‬ك ُّنا ِ‬ ‫ك ‪َ ،‬قا َ‬ ‫روى مسلم ع َ َ‬
‫عن ْد َ‬ ‫مال ِ ٍ‬ ‫ن َ‬ ‫س بْ ِ‬ ‫ن أن َ ِ‬ ‫ْ‬
‫ن‬ ‫رو‬
‫َ ُْ َ‬ ‫د‬ ‫س‬ ‫ت‬ ‫ْ‬
‫ل‬ ‫س‬ ‫َ‬ ‫ه‬ ‫‪:‬‬ ‫ل‬‫َ‬ ‫سا‬ ‫س‬ ‫َ‬ ‫ق‬ ‫َ‬ ‫ف‬ ‫‪،‬‬ ‫َ‬
‫ك‬ ‫ح‬ ‫َ ِ‬ ‫ض‬ ‫َ‬ ‫ف‬ ‫ل اللهِ ‪‬‬ ‫سو ِ‬ ‫َر ُ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ل‪:‬‬ ‫م ‪ ،‬قَسسا َ‬ ‫ه أع ْل َ ُ‬ ‫سول ُ ُ‬ ‫ه وََر ُ‬ ‫ك ؟ قُل َْنا ‪ :‬الل ّ ُ‬ ‫ح ُ‬ ‫ض َ‬ ‫ما أ ْ‬ ‫م ّ‬ ‫ِ‬
‫َ‬
‫م‬ ‫ب ‪ ،‬أل َس ْ‬ ‫ل ‪ :‬ي َسسا َر ّ‬ ‫قسسو ُ‬ ‫ه ‪ ،‬يَ ُ‬ ‫خاط َب َةِ ال ْعَب ْد ِ َرب ّس ُ‬ ‫م َ‬‫ن ُ‬ ‫م ْ‬ ‫ِ‬
‫ل‪:‬‬ ‫ل ‪ :‬ب ََلى ‪ ،‬قَسسا َ‬ ‫قو ُ‬ ‫ل ‪ :‬يَ ُ‬ ‫ن الظ ّل ْم ِ ؟ َقا َ‬ ‫م َ‬ ‫جْرِني ِ‬ ‫تُ ِ‬
‫‪187‬‬
‫سسسي إ ِل ّ َ‬ ‫جي سُز ع َل َسسى ن َ ْ‬ ‫ُ‬
‫من ّسسي ‪،‬‬ ‫دا ِ‬ ‫شسساه ِ ً‬ ‫ف ِ‬ ‫فَ سإ ِّني ل َ أ ِ‬
‫دا‬
‫شسسِهي ً‬ ‫ك َ‬ ‫م ع َل َْيسس َ‬ ‫ك ال َْيسسوْ َ‬ ‫سسس َ‬ ‫ف ِ‬ ‫فسسى ب ِن َ ْ‬ ‫ل ‪ :‬كَ َ‬ ‫قسسو ُ‬ ‫فَي َ ُ‬
‫م ع َل َسسى‬ ‫خت َس ُ‬‫دا ‪ ،‬فَي ُ ْ‬ ‫ش سِهي ً‬ ‫ك َ‬ ‫ن ع َل َي ْ َ‬ ‫كات ِِبي َ‬ ‫وَِبال ْك َِرام ِ ال ْ َ‬
‫َ‬ ‫ل ل َْر َ‬
‫ه‬
‫مال ِ ِ‬ ‫قي فَت َن ْط ِقُ ب ِأع ْ َ‬ ‫كان ِهِ ‪ :‬ان ْط ِ ِ‬ ‫قا ُ‬ ‫م يُ َ‬ ‫ِفيهِ ‪ ،‬ث ُ ّ‬
‫دا‬‫ل ‪ :‬ب ُعْس ً‬ ‫قسسو ُ‬ ‫ن ال ْك َل َم ِ ‪ ،‬فَي َ ُ‬ ‫ه وَب َي ْس َ‬ ‫خل ّسسى ب َي ْن َس ُ‬ ‫م يُ َ‬‫‪ ،‬ث ُس ّ‬
‫ُ‬
‫ض ُ‬ ‫ن ك ُن ْ ُ‬ ‫قا فَعَن ْك ُ ّ‬ ‫ل َك ُ ّ‬
‫‪115‬‬
‫ل‪. ".‬‬ ‫ت أَنا ِ‬ ‫ح ً‬ ‫س ْ‬ ‫ن ‪ ،‬وَ ُ‬
‫ثسسم أوضسسح الل ّسسه تعسسالى بعسسض مظسساهر قسسدرته‬
‫عليهسسم مسسن إذهسساب البصسسر والمسسسخ وسسسلب‬
‫علسسى‬ ‫سسسنا َ‬ ‫م ْ‬ ‫الحركة ‪ ،‬فقسسال ‪ » :‬وَل َسوْ َنشسساُء ل َط َ َ‬
‫قوا الصرا َ َ‬ ‫َ‬
‫ن « أي‬ ‫صسسُرو َ‬ ‫ط فَأّنى ي ُب ْ ِ‬ ‫ّ‬ ‫ست َب َ ُ‬ ‫م َفا ْ‬ ‫أع ْي ُن ِهِ ْ‬
‫لسسو شسساء الّلسسه لطمسسس علسسى أعيسسن هسسؤلء‬
‫المشركين ‪ ،‬وهم فى هذه الدنيا ‪ ،‬وأنسسزل بهسسم‬
‫هذا العقاب السسرادع ‪ ،‬فأسسسرعوا إلسسى اليمسسان ‪،‬‬
‫واستبقوا إليه ‪ ،‬تحت ضغط هذا النذير ‪ ،‬ولكسسن‬
‫الّله سبحانه لم يشأ هذا بهم ‪ ،‬ولم يلجئهم إلى‬
‫قوا‬ ‫سست َب َ ُ‬ ‫اليمان اضطرارا ‪..‬فقوله تعسسالى ‪َ » :‬فا ْ‬
‫ط « سسسبب للطمسسس علسسى أعينهسسم ‪،‬‬ ‫صسسرا َ‬ ‫ال ّ‬
‫َ‬
‫والفسسساء للسسسسببية ‪..‬وقسسسوله تعسسسالى ‪ » :‬فَسسسأّنى‬
‫ن « أي فكيف يبصرون ‪ ،‬إذا طمس الّله‬ ‫صُرو َ‬ ‫ي ُب ْ ِ‬
‫على عيونهم ؟‬
‫إن هذه البصار نعمة جليلة من نعم الّله ‪ ،‬وقد‬
‫أبقاها الّله لهم فلم يطمس عليها ‪..‬أفل يرعون‬
‫هذه النعمة المهددة بالطمس ؟ ثم أل ينظرون‬
‫بها ‪ ،‬ويهتدون إلى اليمان ويسسستبقون بهسسا إلسسى‬
‫صراط الّله المستقيم ؟‬
‫‪ - 115‬صحيح ابن حبان ‪ (7358) (358 / 16) -‬وصحيح مسلم )‬
‫‪( 7629‬‬
‫‪188‬‬
‫مسسا‬‫م فَ َ‬
‫مكسسان َت ِهِ ْ‬
‫علسسى َ‬‫م َ‬
‫خناهُ ْ‬ ‫سسس ْ‬ ‫»وََلسسوْ َنشسساُء ل َ َ‬
‫م َ‬
‫ن«‬ ‫جُعو َ‬
‫ضّيا َول ي َْر ِ‬ ‫م ِ‬ ‫عوا ُ‬
‫سَتطا ُ‬ ‫ا ْ‬
‫دلنا خلقهم ‪ ،‬وحولنا صورهم إلى‬ ‫أي لو شئنا لب ّ‬
‫صور أخرى أقبح منها كالقردة والخنازير ‪ ،‬وهم‬
‫في أمكنتهم ومواضعهم التي هم فيها يرتكبون‬
‫السيئات ‪ ،‬فل يتمكنون مسسن السسذهاب والمضسسي‬
‫أمامهم ‪ ،‬ول الرجوع وراءهم ‪ ،‬بل يلزمون حال‬
‫واحدا ‪ ،‬ل يتقدمون ول يتأخر‬
‫" أي لسسو شسساء الل ّسسه كسسذلك ‪ ،‬لمسسسخهم علسسى‬
‫مكانتهم التي هم فيها من الضلل والعناد ‪ ،‬هسسو‬
‫لم يدخل على مشاعرهم شسسيئا مسسن اليمسسان ‪،‬‬
‫ولمسسسك بهسسم علسسى الكفسسر فمسسا اسسستطاعوا »‬
‫مضّيا « أي اتجاها إلى اليمان ‪ ،‬ول رجوعا عما‬
‫هم عليه مسسن طسسرق الضسسلل ‪..‬ولكنسسه سسسبحانه‬
‫وتعالى ‪ ،‬لم يشأ ذلك فيهم ‪ ،‬وترك لهم مجسسال‬
‫النظر ‪ ،‬والختيسسار ‪ ،‬والتحسسرك مسسن الكفسسر إلسسى‬
‫اليمان ‪ ،‬إن شاءوا ‪ ..‬فمشيئتهم مطلقة عاملة‬
‫‪ ،‬غير معطلة ‪ ،‬وبهسسذا ل تكسسون لهسسم علسسى الل ّسسه‬
‫حجة‪.‬‬
‫وهسسذا يعنسسى أن الخطسساب هنسسا س س وهسسو لجماعسسة‬
‫المشسسسركين سسسس يشسسسير إلسسسى أن فيهسسسم مسسسن‬
‫سيتحولون من حالهم تلك ‪ ،‬ويخرجون من هذا‬
‫الظلم ‪ ،‬ويلحقون بسسالمؤمنين ‪ ،‬ويسسدخلون فسسى‬
‫دين الّله ‪ ..‬فالفرصة ل تزال فسسى أيسسديهم ‪ ،‬لسسن‬
‫تفلت منهم بعد ‪..‬وإن السعيد منهم من سبق ‪،‬‬
‫وأخسسذ مكسسانه علسسى طريسسق اليمسسان ‪ ،‬قبسسل أن‬
‫تفلت الفرصة من يده"‬
‫‪189‬‬
‫ق ‪ ،‬أ ََفل‬ ‫ه فِسسي ال ْ َ ْ‬
‫خل س ِ‬ ‫سس ُ‬ ‫م سْره ُ ن ُن َك ّ ْ‬ ‫م ّ‬ ‫ثسسم حسسذرهم َ‬
‫ن؟ أي ومسسن نطسسل عمسسره ‪ ،‬نسسرده إلسسى‬ ‫قُلسسو َ‬ ‫ي َعْ ِ‬
‫الضعف بعد القوة ‪ ،‬والعجز بعد النشسساط ‪ ،‬أفل‬
‫يسسدركون ويتفكسسرون أنهسسم كلمسسا تقسسدمت بهسسم‬
‫السسسن ‪ ،‬ضسسعفوا وعجسسزوا عسسن العمسسل؟ وأننسسا‬
‫أعطيناهم الفرصة الكافيسسة مسسن العمسسر للبحسسث‬
‫والنظسسسر والتفكيسسسر الصسسسحيح ‪ ،‬فسسسإذا طسسسالت‬
‫أعمارهم بعدئذ أكسسثر مسن ذلسسك ‪ ،‬فلسسن يفيسسدهم‬
‫طول العمر شسسيئا‪ .‬وفسسي هسسذا قطسسع لعسسذارهم‬
‫بأنه لم تتوافر لديهم الفرصسة المواتيسة للبحسث‬
‫والنظر‪.‬‬
‫م‬‫ف ‪ُ ،‬ثسس ّ‬ ‫ضعْ ٍ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬‫م ِ‬ ‫قك ُ ْ‬‫خل َ َ‬‫ذي َ‬ ‫ه ال ّ ِ‬ ‫والية مثل ‪ :‬الل ّ ُ‬
‫ن ب َعْسدِ‬ ‫مس ْ‬ ‫ل ِ‬ ‫جعَس َ‬ ‫م َ‬ ‫ف قُسوّة ً ‪ ،‬ث ُس ّ‬ ‫ضعْ ٍ‬ ‫ن ب َعْد ِ َ‬ ‫م ْ‬ ‫ل ِ‬‫جعَ َ‬ ‫َ‬
‫م‬ ‫ْ‬
‫خلقُ ما َيشاُء ‪ ،‬وَهُ سوَ العَِلي س ُ‬ ‫ُ‬ ‫ة يَ ْ‬ ‫شي ْب َ ً‬ ‫ً‬
‫ضْعفا وَ َ‬ ‫قُوّةٍ َ‬
‫ديُر ]الروم ‪.[54 /30‬‬ ‫ق ِ‬ ‫ال ْ َ‬
‫َ‬ ‫ه ِفسسي ال ْ َ ْ‬
‫ق ‪ ..‬أَفل‬ ‫خلسس ِ‬ ‫سسس ُ‬ ‫مسسْره ُ ن ُن َك ّ ْ‬ ‫ن ن ُعَ ّ‬
‫مسس ْ‬‫" » وَ َ‬
‫ن « مناسبة هذه الية لما قبلها ‪ ،‬هسسى أن‬ ‫قُلو َ‬ ‫ي َعْ ِ‬
‫اليتين السابقتين ‪ ،‬حملتا مع هذا التهديد السسذي‬
‫حملته إلسسى المشسسركين ‪ ،‬دعسسوة إلسسى المبسسادرة‬
‫إلى اليمسسان بسسالّله ‪ ،‬واسسستباق الزمسسن قبسسل أن‬
‫يفوت الوان ‪..‬‬
‫وهنا فى هذه الية ‪ ،‬دعوة أخرى إلى المبسسادرة‬
‫واستباق الزمن ‪ ..‬حيث أنه كلمسسا طسسال الزمسسن‬
‫بهم لم يزدهم طول الزمن إل نقصا فى الخلق‬
‫‪ ،‬وإل ضعفا فى التفكير ‪ ،‬حيسسث يأخسسذ النسسسان‬
‫عند مرحلة من مراحل العمر فى العسسودة إلسسى‬
‫الوراء ‪ ،‬وفى النحدار شيئا فشيئا ‪ ،‬حتى يعسسود‬
‫‪190‬‬
‫كما بدأ ‪ ،‬طفل فى مشاعره ‪ ،‬وخيالته ‪ ،‬وصور‬
‫تفكيره ‪..‬‬
‫فالزمن بالنسبة لهؤلء المشركين ‪ ،‬ليسسس فسسى‬
‫صسالحهم ‪ ،‬وأنهسم وقسد بلغسوا مرحلسة الرجولسة‬
‫الكاملسسسة ‪ ،‬ل ينتظسسسرون إل أن ينقصسسسوا ل أن‬
‫يزدادوا ‪ ،‬وعيسا وإدراكسا ‪ ،‬وأنهسم إذا لسم تهسدهم‬
‫عقولهم إلسسى اليمسسان بهسسذا الكتسساب السسذي بيسسن‬
‫أيديهم فلن يهتدوا بعد هذا أبدا ‪ ،‬بل سيزدادون‬
‫ضلل إلى ضلل ‪ ،‬وعمى إلى عمى ‪..‬‬
‫َ‬
‫ث لهسسم‬ ‫ن « حس ّ‬ ‫قل ُسسو َ‬ ‫وفى قوله تعالى ‪ » :‬أَفل ي َعْ ِ‬
‫على استعمال عقولهم تلك ‪ ،‬السستي هسسى معهسسم‬
‫الن ‪ ،‬ثم إذا هى س بعسسد أن يمتسسد العمسسر بهسسم سس‬
‫وقد تخلت عنهم!‬
‫ن‬‫مس ْ‬ ‫م َ‬ ‫من ْك ُس ْ‬ ‫وهذا ما يشير إليه قوله تعالى ‪ » :‬وَ ِ‬
‫ن ب َعْسد ِ ِ ْ‬ ‫َ‬
‫علسم ٍ‬ ‫مس ْ‬ ‫م ِ‬ ‫مرِ ل ِك َْيل ي َعْل َس َ‬ ‫ل ال ْعُ ُ‬‫ي َُرد ّ ِإلى أْرذ َ ِ‬
‫شْيئا ً « )‪ : 70‬النحل(‪".‬‬ ‫َ‬
‫ومضات‬
‫متسساُزوا‬ ‫إنهسسم يتلقسسون التحقيسسر والترذيسسل ‪َ» :‬وا ْ‬
‫ال ْيو َ‬
‫ن« ‪ ..‬انعزلسسوا هكسسذا بعيسسدا‬ ‫مسسو َ‬ ‫جرِ ُ‬‫م ْ‬‫م أي َّها ال ْ ُ‬ ‫َ ْ َ‬
‫م‪-‬‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫م ‪ -‬يا ب َن ِسسي آد َ َ‬ ‫م أع ْهَد ْ إ ِلي ْك ْ‬ ‫عن المؤمنين! »أل ْ‬
‫َ‬
‫ن؟« ‪..‬‬ ‫مِبي ٌ‬ ‫م ع َد ُوّ ُ‬ ‫ه ل َك ُ ْ‬
‫ن إ ِن ّ ُ‬ ‫شْيطا َ‬ ‫دوا ال ّ‬ ‫ن ل ت َعْب ُ ُ‬ ‫أ ْ‬
‫م« ‪ ..‬فيه مسسن التبكيسست‬ ‫ونداؤهم هنا »يا ب َِني آد َ َ‬
‫ما فيه‪ .‬وقد أخرج الشيطان أبسساهم مسسن الجنسسة‬
‫ثم هم يعبدونه ‪ ،‬وهو لهم عدو مبين‪.‬‬
‫م«‬ ‫صسسرا ٌ‬ ‫َ‬
‫قي ٌ‬ ‫سسست َ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ط ُ‬ ‫دوِني« ‪» ..‬هسسذا ِ‬ ‫ن اع ُْبسس ُ‬ ‫»وَأ ِ‬
‫ي مؤد إلى رضاي‪.‬‬ ‫‪..‬واصل إل ّ‬

‫‪191‬‬
‫فلم تحذروا عسسدوكم السسذي أضسسل منكسسم أجيسسال‬
‫َ‬
‫ن؟«‪.‬‬ ‫قُلو َ‬ ‫كوُنوا ت َعْ ِ‬ ‫م تَ ُ‬ ‫كثيرة ‪» ..‬أفَل َ ْ‬
‫وفي نهاية هذا الموقف العصيب المهيسسن يعلسسن‬
‫الجزاء الليم ‪ ،‬في تهكم وتأنيب ‪:‬‬
‫ها ال َْيسسوْ َ‬
‫م‬ ‫صل َوْ َ‬ ‫ن‪ .‬ا ْ‬ ‫دو َ‬ ‫م ُتوع َ ُ‬ ‫م ال ِّتي ك ُن ْت ُ ْ‬ ‫جهَن ّ ُ‬ ‫»هذ ِهِ َ‬
‫ن«!‬ ‫فُرو َ‬ ‫م ت َك ْ ُ‬ ‫ِبما ك ُن ْت ُ ْ‬
‫ول يقسف المشسهد عنسسد هسسذا الموقسف المسؤذي‬
‫ويطويه‪ .‬بل يستطرد العرض فإذا مشهد جديسسد‬
‫َ‬
‫منسسا‬‫م ‪ ،‬وَت ُك َل ّ ُ‬ ‫على أفْسسواه ِهِ ْ‬ ‫م َ‬ ‫خت ِ ُ‬ ‫م نَ ْ‬ ‫عجيب ‪» :‬ال ْي َوْ َ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ن« ‪..‬‬ ‫سُبو َ‬ ‫م ِبما كاُنوا ي َك ْ ِ‬ ‫جل ُهُ ْ‬ ‫شهَد ُ أْر ُ‬ ‫م ‪ ،‬وَت َ ْ‬ ‫ديهِ ْ‬ ‫أي ْ ِ‬
‫وهكسسذا يخسسذل بعضسسهم بعضسسا ‪ ،‬وتشسسهد عليهسسم‬
‫جسسوارحهم ‪ ،‬وتتفكسسك شخصسسيتهم مزقسسا وآحسسادا‬
‫يكذب بعضها بعضا‪ .‬وتعود كل جارحة إلى ربهسسا‬
‫مفردة ‪ ،‬ويثوب كل عضو إلى بارئه مستسلما‪.‬‬
‫إنسسه مشسسهد عجيسسب رهيسسب تسسذهل مسسن تصسسوره‬
‫القلسسوب! كسسذلك انتهسسى المشسسهد وألسسسنتهم‬
‫معقودة وأيديهم تتكلم ‪ ،‬وأرجلهم تشهد ‪ ،‬على‬
‫غير ما كانوا يعهدون من أمرهم وعلى غير مسسا‬
‫كانوا ينتظرون‪ .‬ولو شاء الل ّسسه لفعسسل بهسسم غيسسر‬
‫ذلك ‪ ،‬ولجرى عليهم من البلء ما يريد ‪..‬‬
‫ويعرض هنا نوعين من هذا البلء لو شسساء الّلسسه‬
‫على‬ ‫سنا َ‬ ‫م ْ‬ ‫لخذ بهما من يشاء ‪» :‬وَل َوْ َنشاُء ل َط َ َ‬
‫َ‬ ‫صسسرا َ‬ ‫َ‬
‫ن‪،‬‬ ‫ص سُرو َ‬ ‫ط ‪ ،‬فَ سأّنى ي ُب ْ ِ‬ ‫قوا ال ّ‬ ‫س ست َب َ ُ‬ ‫م َفا ْ‬ ‫أع ْي ُن ِهِ ْ‬
‫مسسا‬‫م فَ َ‬ ‫مكسسان َت ِهِ ْ‬ ‫علسسى َ‬ ‫م َ‬ ‫خناهُ ْ‬ ‫سسس ْ‬ ‫م َ‬ ‫وََلسسوْ َنشسساُء ل َ َ‬
‫ن« ‪..‬‬ ‫جُعو َ‬ ‫ضّيا َول ي َْر ِ‬ ‫م ِ‬ ‫عوا ُ‬ ‫سَتطا ُ‬ ‫ا ْ‬
‫وهما مشهدان فيهما من البلء قسسدر مسسا فيهمسسا‬
‫من السخرية والستهزاء‪ .‬السخرية بالمكسسذبين‬
‫‪192‬‬
‫والسسسسستهزاء بالمسسسسستهزئين ‪ ،‬السسسسذين كسسسسانوا‬
‫ن؟«‬ ‫م صاد ِِقي َ‬ ‫ن ك ُن ْت ُ ْ‬‫ذا ال ْوَع ْد ُ إ ِ ْ‬
‫متى ه َ‬ ‫يقولون ‪َ » :‬‬
‫‪..‬‬
‫فهم في المشهد الول عميان مطموسون‪ .‬ثم‬
‫هسسسم مسسسع هسسسذا العمسسسى يسسسستبقون الصسسسراط‬
‫ويسستزاحمون علسسى العبسسور ‪ ،‬ويتخبطسسون تخبسسط‬
‫العميان حين يتسابقون! ويتسسساقطون تسساقط‬
‫العميسسان حيسسن يسسسارعون متنافسسسين! »فَ سأ َّنى‬
‫ن« وهم في المشهد الثسساني قسسد جمسسدوا‬ ‫صُرو َ‬‫ي ُب ْ ِ‬
‫فجأة في مكانهم ‪ ،‬واستحالوا تماثيل ل تمضي‬
‫ول تعسسود بعسسد أن كسسانوا منسسذ لحظسسة عميانسسا‬
‫يسسستبقون ويضسسطربون! وإنهسسم ليبسسدون فسسي‬
‫المشسسهدين كالسسدمى واللعسسب ‪ ،‬فسسي حسسال تسسثير‬
‫السخرية والهزء‪ .‬وقد كانوا من قبل يستخفون‬
‫بالوعيسسد ويسسستهزئون! ذلسسك كلسسه حيسسن يحيسسن‬
‫الموعد الذي يستعجلون ‪ ..‬فأما لو تركسسوا فسسي‬
‫الرض ‪ ،‬وعمسسسروا طسسسويل وأمهلهسسسم الوعسسسد‬
‫المرسوم بعض حين فإنهم صسسائرون إلسسى شسسر‬
‫يحمدون معسسه التعجيسسل ‪ ..‬إنهسسم صسسائرون إلسسى‬
‫شيخوخة وهرم ‪ ،‬ثسسم إلسسى خسسرف ونكسسسة فسسي‬
‫ه فِسسي‬ ‫م سْره ُ ن ُن َك ّ ْ‬
‫سس ُ‬ ‫ن ن ُعَ ّ‬‫مس ْ‬ ‫الشعور والتفكيسسر ‪»:‬وَ َ‬
‫َ‬
‫ن« ‪..‬‬ ‫قُلو َ‬
‫ق‪ .‬أَفل ي َعْ ِ‬ ‫ال ْ َ ْ‬
‫خل ِ‬
‫والشيخوخة نكسة إلى الطفولسسة‪ .‬بغيسسر ملحسسة‬
‫الطفولة وبراءتها المحبوبة! ومسسا يسسزال الشسسيخ‬
‫يتراجع ‪ ،‬وينسى ما علسسم ‪ ،‬وتضسسعف أعصسسابه ‪،‬‬
‫ويضعف فكره ‪ ،‬ويضعف احتماله ‪ ،‬حسستى يرتسسد‬
‫طفل‪ .‬ولكن الطفل محبوب اللثغة ‪ ،‬تبسسسم لسسه‬
‫‪193‬‬
‫القلسسوب والوجسسوه عنسسد كسسل حماقسسة‪ .‬والشسسيخ‬
‫مجتسسسوى ل تقسسسال لسسسه عسسسثرة إل مسسسن عطسسسف‬
‫ورحمة ‪ ،‬وهو مثار السسسخرية كلمسسا بسسدت عليسسه‬
‫مخايل الطفولة وهسسو عجسسوز‪ .‬وكلمسسا اسسستحمق‬
‫وقسسد قوسسست ظهسسره السسسنون! فهسسذه العاقبسسة‬
‫كتلك تنتظر المكذبين ‪ ،‬السسذين ل يكرمهسسم الل ّسسه‬
‫‪116‬‬
‫باليمان الراشد الكريم ‪..‬‬
‫م‬ ‫خت ِس ُ‬ ‫م نَ ْ‬ ‫وقال دروزة " عند قوله تعسسالى }ال ْي َسوْ َ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫م‬ ‫جل ُهُ س ْ‬ ‫ش سهَد ُ أْر ُ‬ ‫م وَت َ ْ‬ ‫ديهِ ْ‬ ‫منا أي ْس ِ‬ ‫م وَت ُك َل ّ ُ‬ ‫على أْفواه ِهِ ْ‬ ‫َ‬
‫َ‬
‫ك‪،‬‬ ‫مال ِس ٍ‬ ‫ن َ‬ ‫س ب ْس ِ‬ ‫ن أن َس ِ‬ ‫ن { ع َس ْ‬ ‫س سُبو َ‬ ‫ِبمسسا كسساُنوا ي َك ْ ِ‬
‫ل‬ ‫قا َ‬ ‫ك ‪ ،‬فَ َ‬ ‫ح َ‬ ‫ض ِ‬ ‫ل اللهِ ‪ ‬فَ َ‬ ‫سو ِ‬ ‫عن ْد َ َر ُ‬ ‫ل ‪ :‬ك ُّنا ِ‬ ‫َقا َ‬
‫َ‬
‫سسسول ُ ُ‬
‫ه‬ ‫ه وََر ُ‬ ‫ك ؟ قُل َْنا ‪ :‬الل ّ ُ‬ ‫ح ُ‬ ‫ض َ‬ ‫ما أ ْ‬ ‫م ّ‬ ‫ن ِ‬ ‫ل ت َد ُْرو َ‬ ‫‪ :‬هَ ْ‬
‫َ‬
‫ل ‪َ :‬يا‬ ‫قو ُ‬ ‫ه ‪ ،‬يَ ُ‬ ‫خاط َب َةِ ال ْعَب ْد ِ َرب ّ ُ‬ ‫م َ‬ ‫ن ُ‬ ‫م ْ‬ ‫ل‪ِ :‬‬ ‫م ‪َ ،‬قا َ‬ ‫أع ْل َ ُ‬
‫ن الظ ّل ْسم ِ ؟ قَسسا َ‬ ‫َ‬
‫ل‪:‬‬ ‫قسسو ُ‬ ‫ل ‪ :‬يَ ُ‬ ‫مس َ‬ ‫جْرِني ِ‬ ‫م تُ ِ‬ ‫ب ‪ ،‬أل َ ْ‬ ‫َر ّ‬
‫سسسي إ ِل ّ‬ ‫جيسسُز ع ََلسسى ن َ ْ‬ ‫ُ‬ ‫ب ََلسسى ‪َ ،‬قسسا َ‬
‫ف ِ‬ ‫ل ‪َ :‬فسسإ ِّني ل َ أ ِ‬
‫م‬ ‫ك ال ْي َسوْ َ‬ ‫سس َ‬ ‫ف ِ‬ ‫فسسى ب ِن َ ْ‬ ‫ل ‪ :‬كَ َ‬ ‫قسسو ُ‬ ‫من ّسسي ‪ ،‬فَي َ ُ‬ ‫دا ِ‬ ‫شسساه ِ ً‬ ‫َ‬
‫دا ‪،‬‬ ‫شسسِهي ً‬ ‫ك َ‬ ‫ن ع َل َْيسس َ‬ ‫كات ِِبي َ‬ ‫دا وَِبال ْك َِرام ِ ال ْ َ‬ ‫شِهي ً‬ ‫ك َ‬ ‫ع َل َي ْ َ‬
‫ل ل َْرك َسسان ِهِ ‪ :‬ان ْط ِقِسسي‬ ‫قسسا ُ‬ ‫م يُ َ‬ ‫م ع ََلى ِفي سهِ ‪ ،‬ث ُس ّ‬ ‫خت َ ُ‬ ‫فَي ُ ْ‬
‫ن ال ْك َل َم ِ ‪،‬‬ ‫َ‬
‫ه وَب َي ْس َ‬ ‫خل ّسسى ب َي ْن َس ُ‬ ‫م يُ َ‬ ‫مال ِهِ ‪ ،‬ث ُ ّ‬ ‫فَت َن ْط ِقُ ب ِأع ْ َ‬
‫ت‬ ‫ن ك ُْنسس ُ‬ ‫كسس ّ‬ ‫قا فَعَن ْ ُ‬ ‫ح ً‬ ‫سسس ْ‬ ‫ن ‪ ،‬وَ ُ‬ ‫كسس ّ‬ ‫دا ل َ ُ‬ ‫ل ‪ :‬ب ُْعسس ً‬ ‫قسسو ُ‬ ‫فَي َ ُ‬
‫‪117‬‬
‫ل‪".‬‬ ‫ض ُ‬ ‫ُ‬
‫أَنا ِ‬
‫وفي الحديث تفسسسير توضسسيحي للصسسورة السستي‬
‫احتوتها الية قد يزول به ما يمكن أن يقوم من‬
‫وهم التناقض بينهسسا وبيسسن آيسسات أخسسرى حكيسست‬

‫‪ - 116‬في ظلل القرآن ‪ ،‬ج ‪ ، 5‬ص ‪2972 :‬‬


‫‪ - 117‬صحيح ابن حبان ‪ (7358) (358 / 16) -‬وصحيح مسلم )‬
‫‪( 7629‬‬
‫‪194‬‬
‫فيها أقوال يقولها الكفار يوم القيامة من قبيسل‬
‫العتذار مثل آية سورة المؤمنون هسذه ‪ :‬قساُلوا‬
‫ن)‬ ‫ومسا ً ضسساّلي َ‬ ‫قوَُتنا وَك ُن ّسسا قَ ْ‬ ‫شس ْ‬‫ت ع َل َْينسسا ِ‬ ‫َرّبنا غ َل َب َس ْ‬
‫َ‬
‫ن‬‫مو َ‬ ‫دنا فَإ ِّنا ظسسال ِ ُ‬ ‫ن عُ ْ‬ ‫مْنها فَإ ِ ْ‬ ‫جنا ِ‬‫خرِ ْ‬ ‫‪َ (106‬رّبنا أ ْ‬
‫)‪ .(107‬وآية سورة السجدة هذه ‪ :‬وَل َوْ َترى إ ِذِ‬
‫م َرّبنسسا‬ ‫عن ْسد َ َرب ّهِ س ْ‬‫م ِ‬ ‫س سه ِ ْ‬ ‫سسسوا ُرؤ ُ ِ‬‫ن ناك ِ ُ‬ ‫مسسو َ‬ ‫جرِ ُ‬ ‫م ْ‬‫ال ْ ُ‬
‫ل صسساِلحا ً إ ِّنسسا‬ ‫َ‬
‫مسس ْ‬ ‫جْعنسسا ن َعْ َ‬ ‫مْعنا َفاْر ِ‬‫سسس ِ‬ ‫صسسْرنا وَ َ‬ ‫أب ْ َ‬
‫ن )‪.(12‬‬ ‫موقُِنو َ‬ ‫ُ‬
‫ّ‬
‫وليس في الحديث بعد ما يخل بمسسا قلنسساه مسسن‬
‫استهداف اليات لثسسارة الخسسوف والرعسسب فسسي‬
‫فار كما هو واضح‪".‬‬ ‫الك ّ‬
‫وقال أيضا ً ‪ :‬واليات على ما هو ظسساهر متصسسلة‬
‫بالسياق السابق اتصال تعقيب وتنديد وتنسسبيه ‪،‬‬
‫ولعلهسسسا انطسسسوت علسسسى تسسسسلية للنسسسبي ‪‬‬
‫والمؤمنين أيضا‪ .‬حيث احتوت تقريسسرات ربانيسسة‬
‫بأن الّله لو شاء لطمس على أعين الكفسسار فل‬
‫يسسستطيعون أن يبصسسروا الصسسراط المسسستقيم‬
‫دل مسسن‬ ‫ويسيروا فيه ‪ ،‬أو لو شاء لمسسسخهم فبس ّ‬
‫صسسورهم وأفقسسدهم قابليسسة الحركسسة والنشسساط‬
‫المعتادة وأن في ما يرونه من آثار قسسدرة الّلسسه‬
‫وناموسسسه فسسي تبسسديل خلسسق النسسسان وقسسواه‬
‫وإرجاعه حين شسسيخوخته إلسسى الضسسعف وسسسوء‬
‫الحال لدليل على ذلك لو عقلوا‪.‬‬
‫والمتبادر لنا أنه أريد بما قررتسسه اليسسات تقريسسر‬
‫كون الّله لم يفعل بهم ذلك إل ليكون لهم مسسن‬
‫مواهبهم وحواسهم المعتادة السستي زودهسسم بهسسا‬
‫وسسسيلة للدراك والتمييسسز والحركسسة والنشسساط‬
‫‪195‬‬
‫حسستى ل تضسسيع الفرصسسة عليهسسم ويسسستحقوا مسسا‬
‫يستحقونه من المصير عدل وحقا إذ عطلوا مسسا‬
‫زودهم الّله به وأضاعوا الفرصسسة ولسسم يسسسيروا‬
‫في طريق الهدى والحق‪.‬‬
‫وينطوي في هذا إعذار وإنذار ربانيان للكفسسار ‪،‬‬
‫وحكمة ربانية سامية مستمرة اللهام والتلقين‬
‫وهسسي السسدعوة إلسسى النتفسساع بسسالمواهب السستي‬
‫أودعها الّله في الناس بالستدلل علسسى سسسبيل‬
‫الحسسق والهسسدى والخيسسر والسسسير فيهسسا وعسسدم‬
‫‪118‬‬
‫تعطيلها‪".‬‬
‫ما ترشد إليه اليات‬
‫أرشدت اليات إلى ما يلي ‪:‬‬
‫‪ - 1‬إن سياسة العزل للمجرمين سسستطبق فسسي‬
‫الخرة بنحو تسسام وشسسامل ‪ ،‬فيميسسز المجرمسسون‬
‫عن المؤمنين ‪ ،‬تحقيرا لهم ‪ ،‬وإعدادا لسسسوقهم‬
‫إلى نار جهنم ‪ ،‬وذلسسك حيسن يسؤمر بأهسل الجنسة‬
‫إلى الجنة ‪ ،‬فيقال لهم ‪ :‬اخرجوا من جملتهم‪.‬‬
‫ن أ َِبي‬ ‫ن بْ ُ‬ ‫س ُ‬ ‫ح َ‬ ‫ل ‪ :‬ذ َك ََر ال ْ َ‬ ‫من َب ّهٍ ‪َ ،‬قا َ‬ ‫ن ُ‬ ‫ب بْ ِ‬ ‫ن وَهْ ِ‬ ‫عَ ْ‬
‫ب‬ ‫ل وَهْ ٌ‬ ‫دوا ب َد ًْرا َقا َ‬ ‫شه ِ ُ‬‫ط َ‬ ‫سب ْعَةِ َرهْ ٍ‬ ‫ن َ‬ ‫ن عَ ْ‬ ‫س ِ‬ ‫ح َ‬ ‫ال ْ َ‬
‫م َرفَعُسسوا‬ ‫س ك ُل ّهُ س ْ‬ ‫ن ع َب ّسسا ٍ‬ ‫حد ّث َِني ع َب ْد ُ الل ّهِ ب ْ ُ‬ ‫‪ :‬وَقَد ْ َ‬
‫عو‬ ‫ه ي َسد ْ ُ‬ ‫ن الل ّ َ‬ ‫ل الل ّهِ ‪ " : ‬إ ِ ّ‬ ‫سو ِ‬ ‫ث إ َِلى َر ُ‬ ‫دي َ‬ ‫ح ِ‬ ‫ال ْ َ‬
‫َ‬
‫ل‪:‬‬ ‫قسسو ُ‬ ‫س ‪ ،‬فَي َ ُ‬ ‫ل الّنا ِ‬ ‫مةِ أوّ َ‬ ‫قَيا َ‬ ‫م ال ْ ِ‬ ‫ه ي َوْ َ‬ ‫م ُ‬ ‫حا وَقَوْ َ‬ ‫ُنو ً‬
‫ما ب َل ّغََنا‬ ‫َ‬
‫عاَنا وَ َ‬ ‫ما د َ َ‬ ‫ن‪َ :‬‬ ‫قوُلو َ‬ ‫حا ؟ فَي َ ُ‬ ‫م ُنو ً‬ ‫جب ْت ُ ْ‬ ‫ذا أ َ‬ ‫ما َ‬ ‫َ‬
‫مَرن َسسا وََل ن ََهان َسسا ‪ ،‬فَي َ ُ‬ ‫َ‬
‫ح‪:‬‬ ‫ل ن ُسسو ٌ‬ ‫قسسو ُ‬ ‫حَنا وََل أ َ‬ ‫صس َ‬ ‫وََل ن َ َ‬
‫َ‬
‫ن‬‫شسسًيا ِفسسي اْلوِّليسس َ‬ ‫عسساًء َفا ِ‬ ‫ب دُ َ‬ ‫م َيسسا َر ّ‬ ‫عسسوْت ُهُ ْ‬ ‫دَ َ‬
‫حت ّسسى ان ْت َهَسسى إ ِل َسسى َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َواْل ِ‬
‫خسسات َم ِ‬ ‫مة ٍ َ‬ ‫ة ب َعْد َ أ ّ‬ ‫م ً‬ ‫نأ ّ‬ ‫ري َ‬ ‫خ ِ‬
‫‪ -‬التفسير الحديث لدروزة ‪(37 / 3) -‬‬ ‫‪118‬‬

‫‪196‬‬
‫َ‬ ‫النبيي َ‬
‫ه‬‫صسسد ّقَ ُ‬ ‫ن ب ِهِ وَ َ‬ ‫م َ‬ ‫ه وَقََرأه ُ َوآ َ‬ ‫خ ُ‬ ‫س َ‬ ‫مد َ َفان ْت َ َ‬ ‫ح َ‬ ‫نأ ْ‬ ‫ِّّ َ‬
‫ه‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ّ‬ ‫قسسو ُ‬ ‫فَي َ ُ‬
‫مت َس ُ‬ ‫م سد َ وَأ ّ‬ ‫ح َ‬ ‫ملئ ِك سةِ ‪ :‬اد ْع ُسسوا أ ْ‬ ‫ه ل ِل َ‬ ‫ل الل س ُ‬
‫ُ‬ ‫ْ‬
‫م‬ ‫سسَعى ن ُسسوُرهُ ْ‬ ‫ه يَ ْ‬ ‫مت ُس ُ‬ ‫ل الل ّسهِ ‪ ‬وَأ ّ‬ ‫سسسو ُ‬ ‫فَي َأِتي َر ُ‬
‫ل‬ ‫مت ِسهِ ‪ :‬هَ س ْ‬ ‫ُ‬ ‫م فَي َقُسسو ُ‬ ‫بي َ‬
‫م سد ٍ وَأ ّ‬ ‫ح ّ‬ ‫م َ‬ ‫ح لِ ُ‬ ‫ل ن ُسسو ٌ‬ ‫ديهِ ْ‬ ‫ن أي ْس ِ‬ ‫َْ َ‬
‫َ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬
‫ت‬ ‫جت َهَ سد ْ ُ‬ ‫ة َوا ْ‬ ‫سسسال َ‬ ‫مي الّر َ‬ ‫ت ق َ سو ْ ِ‬ ‫ن أّني ب َلغْ س ُ‬ ‫مو َ‬ ‫ت َعْل َ ُ‬
‫ل َهسسم بالنصسسيحة ‪ ،‬وجه سدت أ َ َ‬
‫ن‬ ‫مس َ‬ ‫م ِ‬ ‫قذ َهُ ْ‬ ‫س ست َن ْ ِ‬ ‫نأ ْ‬ ‫ُ ْ ِ ّ ِ َ ِ َ َ ِ ْ ُ ْ‬
‫عاِئي إ ِل فِسَراًرا‬ ‫ّ‬ ‫م دُ َ‬ ‫م ي َزِد ْهُ ْ‬ ‫جَهاًرا ‪ ،‬فَل َ ْ‬ ‫سّرا وَ ِ‬ ‫الّنارِ ِ‬
‫ُ‬
‫ش سهَد ُ‬ ‫ه ‪ " :‬فَإ ِّنا ن َ ْ‬ ‫مت ُ ُ‬ ‫ل الل ّهِ ‪ ‬وَأ ّ‬ ‫سو ُ‬ ‫ل َر ُ‬ ‫قو ُ‬ ‫؟ فَي َ ُ‬
‫َ‬
‫ن‬ ‫مس َ‬ ‫ت ِ‬ ‫مسا قُْلس َ‬ ‫ميسِع َ‬ ‫ج ِ‬ ‫ك ِفسي َ‬ ‫شسد ْت ََنا ِبسهِ أن ّس َ‬ ‫مسا ن َ َ‬ ‫بِ َ‬
‫َ‬
‫ت‬ ‫مس َ‬ ‫ن ع َل ِ ْ‬ ‫ح ‪ :‬وَأْيس َ‬ ‫م ُنسو ٍ‬ ‫ل َقسوْ ُ‬ ‫قو ُ‬ ‫ن " ‪ .‬فَي َ ُ‬ ‫صاد ِِقي َ‬ ‫ال ّ‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ت‬ ‫مم ِ وَأن ْس َ‬ ‫ل اْل َ‬ ‫ن أوّ ُ‬ ‫ح ُ‬ ‫ك وَن َ ْ‬ ‫مت ُ َ‬ ‫ت وَأ ّ‬ ‫مد ُ أ ن ْ َ‬ ‫ح َ‬ ‫ذا َيا أ ْ‬ ‫هَ َ‬
‫ل الل ّهِ ‪" : ‬‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫سو ُ‬ ‫ل َر ُ‬ ‫قو ُ‬ ‫مم ِ ؟ فَي َ ُ‬ ‫خُر اْل َ‬ ‫كآ ِ‬ ‫مت ُ َ‬ ‫وَأ ّ‬
‫حسا إ ِل َسسى‬ ‫َ‬
‫سل َْنا ُنو ً‬ ‫حيم ِ إ ِّنا أْر َ‬ ‫ن الّر ِ‬ ‫ِ‬ ‫م‬
‫ح َ‬ ‫سم ِ الل ّهِ الّر ْ‬ ‫بِ ْ‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫م َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ب‬ ‫ذا ٌ‬ ‫عسس َ‬ ‫م َ‬ ‫ن ي َأت ِي َهُ ُ‬ ‫لأ ْ‬ ‫ن قَب ْ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ك ِ‬ ‫ن أن ْذ ِْر قَوْ َ‬ ‫مهِ أ ْ‬ ‫قَوْ ِ‬
‫مهَسسا ‪ ،‬فَسإ ِ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫مهَسسا‬ ‫خت َ َ‬ ‫ذا َ‬ ‫خت َ َ‬ ‫حت ّسسى َ‬ ‫سسسوَرة َ َ‬ ‫م قَسَرأ ال ّ‬ ‫أِليس ٌ‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫ق‬
‫حس ّ‬ ‫ص ال ْ َ‬ ‫صس ُ‬ ‫ق َ‬ ‫ذا ل َُهسوَ ال ْ َ‬ ‫هس َ‬ ‫ن َ‬ ‫شسهَد ُ أ ّ‬ ‫ه نَ ْ‬ ‫مت ُ ُ‬ ‫تأ ّ‬ ‫َقال َ ْ‬
‫َ‬
‫م‬ ‫كي ُ‬ ‫ح ِ‬ ‫زيُز ال ْ َ‬ ‫ه ل َهُوَ ال ْعَ ِ‬ ‫ن الل ّ َ‬ ‫ه وَأ ّ‬ ‫ن إ ِل َهٍ إ ِّل الل ّ ُ‬ ‫م ْ‬ ‫ما ِ‬ ‫وَ َ‬
‫مت َسساُزوا‬ ‫ك‪":‬ا ْ‬ ‫عن ْسد َ ذ َل ِس َ‬ ‫ل ِ‬ ‫جس ّ‬ ‫ه ع َسّز وَ َ‬ ‫ل الل ّس ُ‬ ‫قو ُ‬ ‫‪ ،‬فَي َ ُ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫مت َسساُز فِسسي‬ ‫ن يَ ْ‬ ‫مس ْ‬ ‫ل َ‬ ‫م أوّ ُ‬ ‫ن فَهُ ْ‬ ‫مو َ‬ ‫جرِ ُ‬ ‫م ْ‬ ‫م أي َّها ال ْ ُ‬ ‫ال ْي َوْ َ‬
‫‪119‬‬
‫الّنارِ "‬
‫ل‪":‬‬ ‫ل الل ّهِ ‪ ‬قَسسا َ‬ ‫سو َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ن َر ُ‬ ‫ن أِبي هَُري َْرة َ ‪ ،‬أ ّ‬ ‫وع َ ْ‬
‫َ‬
‫من َْها‬ ‫ج ِ‬ ‫خُر ُ‬ ‫م فَي َ ْ‬ ‫جهَن ّ َ‬ ‫ه َ‬ ‫مَر الل ّ ُ‬ ‫مة ِ أ َ‬ ‫قَيا َ‬ ‫م ال ْ ِ‬ ‫ن ي َوْ ُ‬ ‫كا َ‬ ‫ذا َ‬ ‫إِ َ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫م‬ ‫م أع ْهَد ْ إ ِل َي ْك ُ ْ‬ ‫ل ‪ :‬أل َ ْ‬ ‫قو ُ‬ ‫م يَ ُ‬ ‫م ‪ ،‬ثُ ّ‬ ‫مظ ْل ِ ٌ‬ ‫ساط ِعٌ ُ‬ ‫ع ُن ُقٌ َ‬
‫ة ‪ ،‬إ َِلى‬ ‫ن ‪ . .‬اْلي َ َ‬ ‫شي ْ َ‬ ‫َ‬
‫طا َ‬ ‫دوا ال ّ‬ ‫ن َل ت َعْب ُ ُ‬ ‫مأ ْ‬ ‫َيا ب َِني آد َ َ‬
‫مت َسساُزوا‬ ‫ن َوا ْ‬ ‫دو َ‬ ‫م ُتوع َس ُ‬ ‫م ال ِّتي ك ُن ْت ُ ْ‬ ‫جهَن ّ ُ‬ ‫قَوْل ِهِ ‪ :‬هَذ ِهِ َ‬
‫ال ْيو َ‬
‫ن‪،‬‬ ‫جُثو َ‬ ‫س وَي َ ْ‬ ‫مي ُّز الّنا ُ‬ ‫ن ‪ .‬فَي َت َ َ‬ ‫مو َ‬ ‫جرِ ُ‬ ‫م ْ‬ ‫م أي َّها ال ْ ُ‬ ‫َ ْ َ‬
‫م)‪ ( 3971‬حسن‬ ‫ن ل ِل ْ َ‬
‫حاك ِ ِ‬ ‫حي ْ ِ‬
‫حي َ‬ ‫ك ع ََلى ال ّ‬
‫ص ِ‬ ‫ست َد َْر ُ‬ ‫‪ -‬ال ْ ُ‬
‫م ْ‬ ‫‪119‬‬

‫‪197‬‬
‫ة فَت َأ ِْوي س ُ‬
‫ل‬ ‫مسةٍ اْلي َس َ‬ ‫ل الل ّه ‪ :‬وت سرى ك ُس ّ ُ‬
‫لأ ّ‬ ‫ِ ََ َ‬ ‫ي قَوْ ُ‬ ‫وَه ِ َ‬
‫َ‬
‫م أي ّهَسسا‬ ‫ن ال ْي َسوْ َ‬ ‫مِني َ‬ ‫م سؤ ْ ِ‬ ‫ن ال ْ ُ‬ ‫م َ‬ ‫مي ُّزوا ِ‬ ‫ن ‪ :‬وَت َ َ‬ ‫ال ْك ََلم ِ إ ِذ َ ْ‬
‫م‪،‬‬ ‫مسسوْرِد ِه ِ ْ‬ ‫ن غ َي َْر َ‬ ‫دو َ‬ ‫م َوارِ ُ‬ ‫ن ِبالل ّهِ ‪ ،‬فَإ ِن ّك ُ ْ‬ ‫كافُِرو َ‬ ‫ال ْ َ‬
‫‪120‬‬
‫م"‬ ‫خل ِهِ ْ‬ ‫مد ْ َ‬ ‫ن غ َي َْر َ‬ ‫خُلو َ‬ ‫دا ِ‬ ‫َ‬
‫‪ - 2‬يعسساتب الكفسسار سسسلفا فسسي السسدنيا قبسسل أن‬
‫يعسساقبوا فسسي الخسسرة ‪ ،‬فيقسسال لهسسم مسسن جهسسة‬
‫الحسسق ‪ :‬ألسسم أوصسسكم وأبّلغكسسم علسسى ألسسسنة‬
‫الرسسسل أل تطيعسسوا الشسسيطان فسسي معصسسيتي ‪،‬‬
‫وأن توحسسدوني وتعبسسدوني ‪ ،‬فسسإن عبسسادتي ديسسن‬
‫قويم‪.‬‬
‫‪ - 3‬يؤكد تعالى تحسذيره مسن الشسيطان قسائل ‪:‬‬
‫لقد أغوى الشيطان بوساوسه خلقا كثيرا ‪ ،‬أفل‬
‫تعتسسسبرون بسسسالخرين ‪ ،‬وأل تعقلسسسون عسسسداوته ‪،‬‬
‫وتعلموا أن الواجب طاعة الّله تعالى‪.‬‬
‫‪ - 4‬وتقسسول خزنسسة جهنسسم للكفسسار ‪ :‬هسسذه جهنسسم‬
‫التي وعدتم ‪ ،‬فكذبتم بها‪.‬‬
‫َ‬ ‫عَ َ‬
‫ل‪:‬‬ ‫ه قَسسا َ‬ ‫ه أن ّس ُ‬ ‫ه ع َن ْس ُ‬ ‫ي الل ّس ُ‬ ‫ضس َ‬ ‫ن أب ِسسي هَُري ْسَرة َ ‪َ ،‬ر ِ‬ ‫ْ‬
‫ن‬‫ِ ٍ ِ ْ‬ ‫س‬ ‫م‬ ‫ة‬ ‫س‬ ‫َ‬ ‫ف‬ ‫ئ‬ ‫طا‬ ‫َ‬ ‫سي‬ ‫س‬ ‫ف‬
‫َ ُ َ ِ‬ ‫و‬ ‫س‬ ‫ه‬ ‫و‬ ‫‪‬‬ ‫ِ‬ ‫ه‬ ‫س‬ ‫ّ‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫ُ‬
‫ل‬ ‫سو‬ ‫س‬ ‫س‬‫حد ّ َ َ ُ‬
‫ر‬ ‫نا‬ ‫َ‬ ‫ث‬ ‫َ‬
‫ل‬ ‫سَراِفي َ‬ ‫َ‬ ‫ج ّ‬ ‫ّ‬ ‫حاب ِهِ َقا َ‬ ‫َ‬
‫مَر إ ِ ْ‬ ‫لأ َ‬ ‫ه ع َّز وَ َ‬ ‫ن الل َ‬ ‫ل ‪ " :‬إِ ّ‬ ‫ص َ‬ ‫أ ْ‬
‫ة ال ْ َ‬ ‫خة ِ ا ْ ُ‬
‫فسَزِع ‪،‬‬ ‫خس َ‬ ‫ف َ‬ ‫خ نَ ْ‬ ‫ف ْ‬ ‫ه ‪ :‬ان ْ ُ‬ ‫ل لَ ُ‬ ‫قو ُ‬ ‫لوَلى فَي َ ُ‬ ‫ف َ‬ ‫ِبالن ّ ْ‬
‫ت‬ ‫ف سَزع ُ أهْ س ُ‬‫َ‬ ‫ة ال ْفَ سَزِع ‪ ،‬فَي َ ْ‬ ‫ف ُ‬ ‫فَي َن ْ ُ‬
‫ماَوا ِ‬ ‫سس َ‬ ‫ل ال ّ‬ ‫خس َ‬ ‫ف َ‬ ‫خ نَ ْ‬
‫َ‬ ‫َْ‬
‫ل أُبو هَُري َْرة َ ‪َ :‬يا‬ ‫قا َ‬ ‫ه ‪ ،‬فَ َ‬ ‫شاَء الل ّ ُ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫ض إ ِّل َ‬ ‫َوالْر ِ‬
‫ل‪:‬‬ ‫قسسو ُ‬ ‫ن يَ ُ‬ ‫حي س َ‬ ‫ه ِ‬ ‫س ست َث َْنى الل ّس ُ‬ ‫نا ْ‬ ‫ِ‬ ‫ل الل ّهِ ‪ ،‬فَ َ‬
‫م‬ ‫سو َ‬ ‫َر ُ‬
‫ض إ ِّل‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫فَ َ‬
‫ن فِسسي الْر ِ‬ ‫مس ْ‬ ‫ت وَ َ‬ ‫وا ِ‬
‫ُ‬
‫م َ‬ ‫سس َ‬ ‫ن فِسسي ال ّ‬ ‫م ْ‬ ‫فزِع َ َ‬
‫م‬ ‫داُء ‪ ،‬فَهُ س ْ‬ ‫ش سه َ َ‬ ‫ك ال ّ‬ ‫ل ‪ :‬أول َئ ِ َ‬ ‫قسسا َ‬ ‫ه ؟ فَ َ‬ ‫شاَء الل ّ ُ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫َ‬
‫ن ِللط ّب َسرِيّ )‪( 26846‬‬ ‫سسسيرِ ال ْ ُ‬
‫ق سْرآ ِ‬ ‫ف ِ‬ ‫معُ ال ْب َي َسسا ِ‬
‫ن فِسسي ت َ ْ‬ ‫جسسا ِ‬
‫‪َ - 120‬‬
‫ضعيف‬
‫‪198‬‬
‫َ‬
‫ك‬ ‫ه فَ سَزع َ ذ َل ِس َ‬ ‫م الل ّ ُ‬ ‫ن وََقاهُ ُ‬ ‫م ي ُْزَرُقو َ‬ ‫عن ْد َ َرب ّهِ ْ‬ ‫حَياٌء ِ‬ ‫أ ْ‬
‫ه ع ََلسسى‬ ‫َ‬
‫ب الل ّهِ ي َب ْعَث ُ ُ‬ ‫ذا ُ‬ ‫ه وَهُوَ ع َ َ‬ ‫من ْ ُ‬ ‫م ِ‬ ‫من َهُ ْ‬ ‫ال ْي َوْم ِ ‪ ،‬وَأ ّ‬
‫ك وَت ََعاَلى ‪:‬‬ ‫ه ت ََباَر َ‬ ‫ل الل ّ ُ‬ ‫قو ُ‬ ‫ذي ي َ ُ‬ ‫قهِ هُوَ ال ّ ِ‬ ‫خل ْ ِ‬ ‫شَرارِ َ‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫ة‬
‫سسساع َ ِ‬ ‫ة ال ّ‬ ‫ن َزلَزل س َ‬ ‫م إِ ّ‬ ‫قسسوا َرب ّك ُس ْ‬ ‫س ات ّ ُ‬ ‫َيا أي ّهَسسا الن ّسسا ُ‬
‫ما‬ ‫ضعَةٍ ع َ ّ‬ ‫مْر ِ‬ ‫ل ُ‬ ‫ل كُ ّ‬ ‫م ت ََروْن ََها ت َذ ْهَ ُ‬ ‫م ي َوْ َ‬ ‫ظي ٌ‬ ‫يٌء ع َ ِ‬ ‫ش ْ‬ ‫َ‬
‫مل َهَسسا وَت َسَرى‬ ‫ل َ‬ ‫ض سعُ ك ُس ّ‬ ‫َ‬
‫ح ْ‬ ‫ل َ‬ ‫مس ٍ‬ ‫ح ْ‬ ‫ت َ‬ ‫ذا ِ‬ ‫ت وَت َ َ‬ ‫ض سعَ ْ‬ ‫أْر َ‬
‫ب‬ ‫ذا َ‬ ‫ن ع َس َ‬ ‫كاَرى وَل َك ِس ّ‬ ‫سس َ‬ ‫م بِ ُ‬ ‫ما هُ ْ‬ ‫كاَرى وَ َ‬ ‫س َ‬ ‫س ُ‬ ‫الّنا َ‬
‫ه‬ ‫شسساَء الل ّس ُ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫ن ِفي ال ْب ََلِء إ ِّل َ‬ ‫مك ُّنو َ‬ ‫م َ‬ ‫ديد ٌ ُ‬ ‫ش ِ‬ ‫الل ّهِ َ‬
‫ْ‬
‫ل‬ ‫سسَراِفي َ‬ ‫ه إِ ْ‬ ‫مُر الّلس ُ‬ ‫م َيسأ ُ‬ ‫م ‪ُ ،‬ثس ّ‬ ‫ك ع َل َي ِْهس ْ‬ ‫ل ذ َِلس َ‬ ‫طسوّ ُ‬ ‫يُ َ‬
‫ق‪،‬‬ ‫صسسعْ ِ‬ ‫ة ال ّ‬ ‫خ َ‬ ‫ف َ‬ ‫خ نَ ْ‬ ‫ف ْ‬ ‫ه ‪ :‬ان ْ ُ‬ ‫ل لَ ُ‬ ‫قو ُ‬ ‫ق فَي َ ُ‬ ‫صعْ ِ‬ ‫خةِ ال ّ‬ ‫ف َ‬ ‫ب ِن َ ْ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫شساءَ‬ ‫ن َ‬ ‫مس ْ‬ ‫ض إ ِّل َ‬ ‫ت َوالْر ِ‬
‫ْ‬ ‫ماَوا ِ‬ ‫سس َ‬ ‫ل ال ّ‬ ‫هس ُ‬ ‫صعَقُ أ ْ‬ ‫فَي َ ْ‬
‫ت‪،‬‬ ‫مسسوْ ِ‬ ‫ك ال ْ َ‬ ‫مِلسس ُ‬ ‫جسساَء َ‬ ‫دوا َ‬ ‫مسس ُ‬ ‫خ ِ‬ ‫م َ‬ ‫هسس ْ‬ ‫ذا ُ‬ ‫ه ‪َ ،‬فسسإ ِ َ‬ ‫الّلسس ُ‬
‫َْ‬ ‫َ‬
‫ض‬‫ماِء َوالْر ِ‬ ‫سس َ‬ ‫ل ال ّ‬ ‫ت أهْ س ُ‬ ‫ما َ‬ ‫ب ‪ ،‬قَد ْ َ‬ ‫ل ‪َ :‬يا َر ّ‬ ‫قا َ‬ ‫فَ َ‬
‫ك وَت َعَسساَلى ‪:‬‬ ‫ه ت َب َسساَر َ‬ ‫ل الل ّس ُ‬ ‫قسسو ُ‬ ‫ت ‪ ،‬فَي َ ُ‬ ‫ش سئ ْ َ‬ ‫ن ِ‬ ‫مس ْ‬ ‫إ ِّل َ‬
‫َ‬
‫ت‬ ‫قي َ‬ ‫ب ‪ ،‬بَ ِ‬ ‫ل ‪َ :‬يا َر ّ‬ ‫قو ُ‬ ‫م ‪ ،‬فَي َ ُ‬ ‫ي ؟ وَهُوَ أع ْل َ ُ‬ ‫ق َ‬ ‫ن بَ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫فَ َ‬
‫مل َ ُ‬ ‫َ‬
‫ك‬ ‫ش َ‬ ‫ة ع َْر ِ‬ ‫ح َ‬ ‫ي َ‬ ‫ق َ‬ ‫ت ‪ ،‬وَب َ ِ‬ ‫مو ُ‬ ‫ذي َل ي َ ُ‬ ‫ي ال ّ ِ‬ ‫ح ّ‬ ‫ت ال ْ َ‬ ‫أن ْ َ‬
‫ل‬ ‫قسسو ُ‬ ‫ت أ َن َسسا ‪ ،‬فَي َ ُ‬ ‫قيس ُ‬ ‫ل وَب َ ِ‬ ‫كاِئيس ُ‬ ‫مي َ‬ ‫ل وَ ِ‬ ‫ريس ُ‬ ‫جب ْ ِ‬ ‫ي ِ‬ ‫ق َ‬ ‫‪ ،‬وَب َ ِ‬
‫ل‪،‬‬ ‫كاِئيسس ُ‬ ‫مي َ‬ ‫ل وَ ِ‬ ‫ريسس ُ‬ ‫جب ْ ِ‬ ‫ت ِ‬ ‫مسس ْ‬ ‫ل ‪ :‬ل َي َ ُ‬ ‫جسس ّ‬ ‫عسسّز وَ َ‬ ‫ه َ‬ ‫الّلسس ُ‬
‫ل‬ ‫ري س ُ‬ ‫جب ْ ِ‬ ‫ت ِ‬ ‫مسسو ُ‬ ‫ب يَ ُ‬ ‫ل ‪ :‬ي َسسا َر ّ‬ ‫قو ُ‬ ‫ش فَي َ ُ‬ ‫م ال ْعَْر ُ‬ ‫فَي َت َك َل ّ ُ‬
‫ت‬ ‫سسك ُ ْ‬ ‫ه‪:‬ا ْ‬ ‫ل ل َس ُ‬ ‫جس ّ‬ ‫ه ع َسّز وَ َ‬ ‫ل الل ّ ُ‬ ‫قو ُ‬ ‫ل ‪ ،‬فَي َ ُ‬ ‫كاِئي ُ‬ ‫مي َ‬ ‫وَ ِ‬
‫ت‬ ‫حس َ‬ ‫ن تَ ْ‬ ‫ن ك َسسا َ‬ ‫مس ْ‬ ‫ل َ‬ ‫ت ع َل َسسى ك ُس ّ‬ ‫م سو ْ َ‬ ‫ت ال ْ َ‬ ‫إ ِن ّسسي ك َت َب ْس ُ‬
‫ت إ ِل َسسى‬ ‫ْ‬
‫م سو ْ ِ‬ ‫ك ال ْ َ‬ ‫مل َس ُ‬ ‫ن فَي َسأِتي َ‬ ‫موت َسسا ِ‬ ‫شسسي ‪ ،‬فَي َ ُ‬ ‫ع َْر ِ‬
‫ل‬ ‫ري ُ‬ ‫جب ْ ِ‬ ‫ت ِ‬ ‫ما َ‬ ‫ب قَد ْ َ‬ ‫ل ‪َ :‬يا َر ّ‬ ‫قو ُ‬ ‫ل فَي َ ُ‬ ‫ج ّ‬ ‫جّبارِ ع َّز وَ َ‬ ‫ال ْ َ‬
‫َ‬
‫م‪:‬‬ ‫ه وَهُوَ أع ْل َ ُ‬ ‫ل لَ ُ‬ ‫ج ّ‬ ‫ه ع َّز وَ َ‬ ‫ل الل ّ ُ‬ ‫قو ُ‬ ‫ل ‪ ،‬فَي َ ُ‬ ‫كاِئي ُ‬ ‫مي َ‬ ‫وَ ِ‬
‫َ‬
‫ي‬ ‫حس ّ‬ ‫ب ال ْ َ‬ ‫ت ي َسسا َر ّ‬ ‫ت أن ْس َ‬ ‫قيس َ‬ ‫ل ‪ :‬بَ ِ‬ ‫قسسو ُ‬ ‫قي ؟ فَي َ ُ‬ ‫ن بَ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫َ‬
‫ت‬ ‫قيس ُ‬ ‫شسك ‪ ،‬وَب َ ِ‬ ‫َ‬ ‫ة ع َْر ِ‬ ‫ملس ُ‬ ‫َ‬ ‫ح َ‬ ‫ي َ‬ ‫ق َ‬ ‫ت ‪ ،‬وَب َ ِ‬ ‫مو ُ‬ ‫ذي ل ي َ ُ‬ ‫َ‬ ‫ال ِ‬ ‫ّ‬
‫شسسي‬ ‫ة ع َْر ِ‬ ‫مل َس ُ‬ ‫ح َ‬ ‫ت َ‬ ‫مس ْ‬ ‫ل ل ِي َ ُ‬ ‫جس ّ‬ ‫ه ع َّز وَ َ‬ ‫ل الل ّ ُ‬ ‫قو ُ‬ ‫أ ََنا فَي َ ُ‬
‫‪199‬‬
‫ْ‬
‫صسسوَر‬ ‫ل ال ّ‬ ‫قب َس ُ‬ ‫ش فَي َ ْ‬ ‫ه ال ْعَسْر َ‬ ‫مُر الل ّس ُ‬
‫ْ‬
‫ن ‪ ،‬وَي َسأ ُ‬ ‫موُتو َ‬ ‫فَي َ ُ‬
‫ل ‪َ :‬يا‬ ‫قو ُ‬ ‫ت فَي َ ُ‬ ‫مو ْ ِ‬ ‫ك ال ْ َ‬ ‫مل َ ُ‬ ‫م ي َأِتي َ‬ ‫ل ‪ ،‬ثُ ّ‬ ‫سَراِفي َ‬ ‫ن إِ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫ِ‬
‫ه‬‫ه ل َس ُ‬ ‫ل الل ّس ُ‬ ‫قسسو ُ‬ ‫ك ‪ ،‬فَي َ ُ‬ ‫ش َ‬ ‫ة ع َْر ِ‬ ‫مل َ ُ‬ ‫ح َ‬ ‫ت َ‬ ‫ما َ‬ ‫ب ‪ ،‬قَد ْ َ‬ ‫َر ّ‬
‫ت‬ ‫قسسو ُ‬ ‫ي ؟ فَي َ ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫قي س َ‬ ‫ب بَ ِ‬ ‫ل ‪ :‬ي َسسا َر ّ‬ ‫ق َ‬ ‫ن بَ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫م‪َ :‬‬ ‫وَهُوَ أع ْل ُ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ل‬ ‫قسسو ُ‬ ‫ت أن َسسا فَي َ ُ‬ ‫قيس ُ‬ ‫ت ‪ ،‬وَب َ ِ‬ ‫مسسو ُ‬ ‫ذي َل ي َ ُ‬ ‫ي ال ّ ِ‬ ‫ح ّ‬ ‫ت ال ْ َ‬ ‫أن ْ َ‬
‫َ‬
‫ن‬ ‫مس ْ‬ ‫خل ْسقٌ ِ‬ ‫ت َ‬ ‫ت ‪ ،‬أن ْ َ‬ ‫مو ْ ِ‬ ‫ك ال ْ َ‬ ‫مل َ َ‬ ‫ل ‪َ :‬يا َ‬ ‫ج ّ‬ ‫ه ع َّز وَ َ‬ ‫الل ّ ُ‬
‫َ‬
‫ذا‬ ‫ي ف َ سإ ِ َ‬ ‫حس َ‬ ‫م َل ت َ ْ‬ ‫ت ث ُس ّ‬ ‫م ْ‬ ‫ت فَ ُ‬ ‫ما َرأي ْ َ‬ ‫ك لِ َ‬ ‫قت ُ َ‬ ‫خل َ ْ‬ ‫قي َ‬ ‫خل ْ ِ‬ ‫َ‬
‫َ‬
‫وال ِسدٍ‬ ‫س بِ َ‬ ‫مد ُ ل َي ْ َ‬ ‫ص َ‬ ‫حد ُ ال ّ‬ ‫حد ُ اْل َ‬ ‫وا ِ‬ ‫ه ال ْ َ‬ ‫م ي َب ْقَ إ ِّل الل ّ ُ‬ ‫لَ ْ‬
‫ك‬ ‫ه ت َب َسساَر َ‬ ‫ل الل ّس ُ‬ ‫ن أ َوًّل ‪َ ،‬قا َ‬ ‫كا َ‬ ‫ما َ‬ ‫خَر َ‬ ‫نآ ِ‬ ‫كا َ‬ ‫وََل وَل َد ٍ َ‬
‫َ‬
‫ت‬ ‫م سو ْ َ‬ ‫جن ّسةِ ‪ ،‬وََل َ‬ ‫ل ال ْ َ‬ ‫ت ع َل َسسى أهْس ِ‬ ‫مو ْ َ‬ ‫وَت ََعاَلى ‪َ :‬ل َ‬
‫َ‬
‫ت‬ ‫ماَوا ِ‬ ‫سس َ‬ ‫ه ال ّ‬ ‫وى الل ّس ُ‬ ‫م ط ُس َ‬ ‫ل الن ّسسارِ ‪ ،‬ث ُس ّ‬ ‫ع َل َسسى أهْ س ِ‬
‫َ‬
‫م‬ ‫مسسا ُثسس ّ‬ ‫حا ب ِهِ َ‬ ‫م دَ َ‬ ‫ب ثُ ّ‬ ‫ل ل ِل ْك ُت ُ ِ‬ ‫ج ّ‬ ‫س ِ‬ ‫ي ال ّ‬ ‫ض ك َط َ ّ‬ ‫َواْلْر َ‬
‫فهما ‪ ،‬ث ُم َقا َ َ‬
‫م‬ ‫ما ُثسس ّ‬ ‫حا ب ِهِ َ‬ ‫م دَ َ‬ ‫جّباُر ‪ ،‬ث ُ ّ‬ ‫ل ‪ :‬أَنا ال ْ َ‬ ‫ّ‬ ‫ق َ ُ َ‬ ‫ت َل َ ّ‬
‫فهما ث ُم َقا َ َ‬
‫م‬ ‫ما ‪ُ ،‬ثسس ّ‬ ‫حا ب ِهِ َ‬ ‫م دَ َ‬ ‫جّباُر ‪ ،‬ث ُ ّ‬ ‫ل ‪ :‬أَنا ال ْ َ‬ ‫ّ‬ ‫ق َ ُ َ‬ ‫ت َل َ ّ‬
‫فهما ث ُم َقا َ َ‬
‫ه‬
‫ص سوْت ِ ِ‬ ‫ف بِ َ‬ ‫م هَت َس َ‬ ‫جب ّسساُر ث ُس ّ‬ ‫ل ‪ :‬أن َسسا ال ْ َ‬ ‫ّ‬ ‫ق َ ُ َ‬ ‫ت َل َ ّ‬
‫ن‬ ‫مس ِ‬ ‫ل ‪ :‬لِ َ‬ ‫م قَسسا َ‬ ‫م ؟ ث ُس ّ‬ ‫ك ال ْي َسوْ َ‬ ‫مل ْس ُ‬ ‫ن ال ْ ُ‬ ‫مس ِ‬ ‫ل ‪ :‬لِ َ‬ ‫قسسا َ‬ ‫فَ َ‬
‫م‬ ‫م ؟ ثُ ّ‬ ‫ك ال ْي َوْ َ‬ ‫مل ْ ُ‬ ‫ن ال ْ ُ‬ ‫ِ‬ ‫م‬
‫ل ‪ :‬لِ َ‬ ‫م َقا َ‬ ‫م ؟ ثُ ّ‬ ‫ك ال ْي َوْ َ‬ ‫مل ْ ُ‬ ‫ال ْ ُ‬
‫قهسسار ث ُسم ب َسد ّ َ َ‬
‫ض‬‫ل اْلْر َ‬ ‫ّ‬ ‫حد ِ ا ل ْ َ ّ ِ‬ ‫وا ِ‬ ‫سهِ ل ِل ّهِ ال ْ َ‬ ‫ف ِ‬ ‫ل ل ِن َ ْ‬ ‫َقا َ‬
‫حَها‬ ‫سسسط َ َ‬ ‫سسسط ََها وَ َ‬ ‫ت فَب َ َ‬ ‫ماَوا ِ‬ ‫سسس َ‬ ‫ض َوال ّ‬ ‫َِ‬ ‫غ َْيسسَر اْل َْر‬
‫جسسا‬ ‫عو َ ً‬ ‫ي َل ت َسَرى ِفيهَسسا ِ‬ ‫مد ّ اْلِديم ِ ال ْعُك َسساظ ِ ّ‬ ‫ها َ‬ ‫مد ّ َ‬ ‫وَ َ‬
‫َ‬
‫وََل أ ْ‬
‫‪121‬‬
‫مًتا "‬
‫‪ - 5‬إن أعضاء النسان التي كسسانت أعوانسسا فسسي‬
‫حق نفسه ‪ ،‬صارت عليه شهودا في حسسق رب ّسسه‪.‬‬
‫والسسسبب فسسي التعسسبير بكلم اليسسدي وشسسهادة‬
‫الرجل أن اليد مباشسرة للعمسل ‪ ،‬فتحتساج إلسى‬
‫شهادة غيرها‪.‬‬
‫حات ِم ٍ )‪ (15549‬ضعيف‬ ‫فسير اب َ‬
‫ن أِبي َ‬
‫‪ -‬تَ ْ ِ ُ ْ ِ‬
‫‪121‬‬

‫‪200‬‬
‫ومن وقائع الشهادة يوم القيامة أن المشركين‬
‫قالوا كما حكى القرآن عنهم ‪َ :‬والل ّهِ َرّبنا ما ك ُّنا‬
‫ن ]النعسسام ‪ [23 /6‬فيختسسم الل ّسسه علسسى‬ ‫كي َ‬
‫شسرِ ِ‬‫م ْ‬ ‫ُ‬
‫أفواههم ‪ ،‬حتى تنطق جوارحهم‪.‬‬
‫‪ - 6‬لو شاء الّله لعمى الكفار عن الهدى ‪ ،‬فل‬
‫يبصرون طريقا إلى منازلهم ول غيرها ‪ ،‬ولكنسسه‬
‫لسسم يفعسسل رحمسسة بهسسم ‪ ،‬وليتمكنسسوا مسسن النظسسر‬
‫الصسسحيح المسسؤدي إلسسى اليمسسان بسسالّله وحسسده ل‬
‫شريك له‪.‬‬
‫‪ - 7‬ولو شاء الله لبدل خلقة الكفار إلى ما هسسو‬ ‫ّ‬
‫أقبح منها جزاء على كفرهم ‪ ،‬ولجعلهسسم حجسسرا‬
‫أو جمادا أو بهيمة ‪ ،‬كالقردة والخنازير ‪ ،‬وحينئذ‬
‫ل يستطيعون أن يمضسسوا أمسسامهم ‪ ،‬ول يرجعسسوا‬
‫وراءهم ‪ ،‬كمسسا أن الجمسساد ل يتقسسدم ول يتسأخر ‪،‬‬
‫ولكنه تعالى أيضا لم يفعل ‪ ،‬لرحمته الواسعة‪.‬‬
‫‪ - 8‬ل حاجة لطالة أعمار الناس أكثر مما قدر‬
‫تعسسالى لهسسم ‪ ،‬لنسسه كلمسسا طسسال العمسسر ازداد‬
‫مسْرهُ‬ ‫ن ن ُعَ ّ‬
‫مس ْ‬‫النسان ضعفا‪ .‬والمقصسود باليسة وَ َ‬
‫ه ‪ ..‬الخبار عن هذه الدار بأنهسسا دار زوال‬ ‫ن ُن َك ّ ْ‬
‫س ُ‬
‫وانتقسسال ‪ ،‬ل دار دوام واسسستقرار ‪ ،‬ولهسسذا قسسال‬
‫َ‬
‫ن أي‬ ‫قُلسسسو َ‬‫تعسسسالى فسسسي ختسسسام اليسسسة ‪ :‬أَفل ي َعْ ِ‬
‫يتفكسسرون بعقسسولهم فسسي ابتسسداء خلقهسسم ‪ ،‬ثسسم‬
‫صسسسيرورتهم إلسسسى سسسسن الشسسسيبة ‪ ،‬ثسسسم إلسسسى‬
‫الشيخوخة ‪ ،‬ليعلموا أنهم خلقوا لسسدار أخسسرى ل‬
‫زوال لها ‪ ،‬ول انتقسسال عنهسسا ‪ ،‬ول محيسسد عنهسسا ‪،‬‬
‫وهي الدار الخرة‪ .‬ثم أفل يعقلون أن من فعل‬
‫هذا بهم قادر على بعثهم مرة أخرى؟!‬
‫‪201‬‬
‫سسسسسسسسسسسس‬

‫‪202‬‬
‫إثبات وجود الّله ووحدانيته وبيان‬
‫خواص الرسالة‬
‫قال تعالى ‪:‬‬
‫ﯯﯯﯯﯯﯯﯯﯯﯯﯯﯯﯯﯯﯯﯯ ﯯﯯﯯﯼﯽﯾﯿ‬
‫ﯯﯯ ﭑﭒﭓﭔﭕﭖﭗﭘﭙﭚﭛﭜﭝ ﭞﭟﭠﭡ‬
‫ﭢﭣﭤ ﭥﭦﭧﭨﭩﭪﭫﭬ ﭭﭮﭯﭰﭱﭲﭳ‬
‫ﭴ ﭵﭶﭷﭸﭹﭺﭻﭼ ﭽﭾﭿﮀﮁﮂﮃﮄﮅﮆﮇ‬
‫شرح الكلمات ‪:‬‬
‫رقم الية ‪ ...‬الكلمة ‪ ...‬معناها‬
‫شعَْر ‪ ...‬لم نعلم محمسسدا‬ ‫مَناه ُ ال ّ‬ ‫ما ع َل ّ ْ‬ ‫‪ ... 69‬وَ َ‬
‫‪ ‬الشعر‬
‫ه ‪ ...‬مسسا هسسو مسسن طبعسسه ول‬ ‫َ‬
‫ما ي َن ْب َِغي ل ُ‬ ‫‪ ... 69‬وَ َ‬
‫يصلح له ول يصح منه‬
‫ها ‪ ...‬سخرناها‬ ‫‪ ... 72‬ذ َل ّل َْنا َ‬
‫ن ‪ ...‬المشسسركون جنسسد‬ ‫ضسسُرو َ‬ ‫ح َ‬ ‫م ْ‬ ‫جْنسسد ٌ ُ‬ ‫‪ُ ... 75‬‬
‫ينصرون اللهة بدل من أن تنصرهم‬
‫المناسبة ‪:‬‬
‫بعد أن ذكر الله تعالى أصلين من أصول الدين‬ ‫ّ‬
‫ن‬ ‫َ‬
‫الثلثسسسة ‪ ،‬وهمسسسا الوحدانيسسسة فسسسي قسسسوله ‪ :‬وَأ ِ‬
‫م والبعسسث أو‬ ‫قي ٌ‬
‫سسست َ ِ‬‫م ْ‬ ‫ط ُ‬ ‫صسسرا ٌ‬ ‫دوِني هسسذا ِ‬ ‫اع ُْبسس ُ‬
‫م‬ ‫ْ‬
‫ها الي َسوْ َ‬ ‫َ‬
‫ص سل و ْ َ‬
‫م ‪ ..‬ا ْ‬ ‫جهَن ّ ُ‬
‫الحشر في قوله ‪ :‬هذ ِهِ َ‬
‫ذكر الصل الثسسالث وهسسو الرسسسالة فسسي اليسستين‬
‫شعَْر ‪ ...‬اليسسة‪ .‬ثسسم إنسسه‬ ‫مناه ُ ال ّ‬ ‫الوليين ‪َ :‬وما ع َل ّ ْ‬
‫تعالى أعاد الكلم على الوحدانية وأقسسام الدلسسة‬
‫الدالة عليها في بقية هذه اليات‪.‬‬
‫التفسير والبيان ‪:‬‬

‫‪203‬‬
‫ينفي الحسسق تبسسارك وتعسسالى صسسفة الشسسعر عسسن‬
‫القرآن ‪ ،‬وخاصية الشسساعرية عسسن الرسسسول ‪‬‬
‫شعَْر َومسسا ي َن ْب َغِسسي ل َس ُ‬
‫ه‬ ‫مناه ُ ال ّ‬‫‪ ،‬فيقول ‪َ » :‬وما ع َل ّ ْ‬
‫ن «‪..‬‬‫مِبي ٌ‬‫ن ُ‬ ‫ن هُوَ إ ِّل ذ ِك ٌْر وَقُْرآ ٌ‬ ‫إِ ْ‬
‫ومناسبة هذه الية لما قبلها أيضا ‪ ،‬هو أنه وقسسد‬
‫حملسسست اليسسسات الثلث قبلهسسسا دعسسسوة إلسسسى‬
‫المشسسركين أن يسسستبقوا اليمسسان بسسالّله ‪ ،‬وأن‬
‫يبادروا باستعمال عقولهم والنظر بها إلى آيات‬
‫الّله قبل أن تذهب هذه العقسسول مسسع الزمسسن س س‬
‫فقد جسساءت تلسسك اليسسة تلقسساهم برسسسول الل ّسسه ‪،‬‬
‫وبكتاب الّله الذي معه ‪ ،‬ليكون لمن انتفع بهذه‬
‫الدعوة معاودة نظر إلسسى رسسسول الل ّسسه ‪ ،‬وإلسسى‬
‫كتاب الّله ‪ ..‬فالضمير فى قوله تعالى ‪َ » :‬ومسسا‬
‫مناه ُ « يعود إلى الرسول الكريم ‪ ،‬وهسسو وإن‬ ‫ع َل ّ ْ‬
‫لسسم يجسسر لسسه ذكسسر فسسى اليسسات السسسابقة ‪ ،‬فسسإنه‬
‫مذكور ضمنا فى كل آية من آيات الكتسساب ‪ ،‬إذ‬
‫كانت منزلة عليه ‪..‬‬
‫فهذا رسول الّله ‪ ..‬ليس بشاعر كما يقولون ‪..‬‬
‫إنه لم يؤثر عنه شعر ‪ ،‬ولم يكن س كمسسا عرفسسوا‬
‫منه س من بين شعرائهم ‪ ..‬فهذه تهمة ظالمسسة ‪،‬‬
‫ى منهسسا ‪ ،‬وأن يلقسسوه مسسن‬ ‫يجسسب أن يسسبرئوا النسسب ّ‬
‫جديد على أنه ليس بشاعر‪.‬‬
‫وهذا كتاب الل ّسسه السسذي بيسسن يسسديه ‪ ..‬ليسسس مسسن‬
‫واردات الشعر س كما يزعمون زورا وبهتانا س بل‬
‫هو » ذكر « يجد الناس من آياته وكلماته ‪ ،‬مسسا‬
‫كرهم بإنسانيتهم ‪ ،‬وبما ضيعوا مسسن عقسسولهم‬ ‫يذ ّ‬
‫فى التعامسسل مسسع الجهسسالت والضسسللت ‪ ،‬علسسى‬
‫‪204‬‬
‫خلف الشعر ‪ ،‬فسإنه سس فسى غسالبه سس استرضساء‬
‫للعواطسف وتغطيسة علسى مسواطن الرشسد مسن‬
‫العقول ‪..‬‬
‫ن « أي كتاب غيسسر‬ ‫مِبي ٌ‬
‫ن ُ‬ ‫وهذا الكتاب هو » قُْرآ ٌ‬
‫مغلق على قارئه ‪ ،‬أو سسسامعه مسسن قسسارئ لسسه ‪،‬‬
‫مسسى‬‫بل هو واضح المعنى ‪ ،‬بّين القصسسد ‪ ،‬فل تع ّ‬
‫على قارئه أو سامعه أنباء ما به ‪"..‬‬
‫والشعر ‪ :‬كلم عربسسي لسسه وزن خسساص ‪ ،‬ينتهسسي‬
‫كل بيت منه بحرف خسساص يسسسمى قافيسسة ‪ ،‬ول‬
‫بد في القصيدة من وحدة القافية ‪ ،‬أي الحرف‬
‫الخير من كل بيت‪ .‬ويعتمد الشعر على الخيال‬
‫الخصسسسسب ‪ ،‬والتصسسسسوير السسسسرائع ‪ ،‬والعاطفسسسسة‬
‫المشسسبوبة ‪ ،‬ول يتبسسع الشسساعر فيسسه مسسا يمليسسه‬
‫العقل والمنطسسق ‪ ،‬ول يتحسسرى الصسسدق والدقسسة‬
‫في إرسسسال أوصسساف المديسسح والهجسساء والرثسساء‬
‫والغزل وغير ذلك ‪ ،‬ويبالغ الشاعر في التصوير‬
‫مسسه إل انسستزاع العجسساب مسسن‬ ‫والوصف ‪ ،‬ومسسا ه ّ‬
‫السامعين بقوله ‪ ،‬لسسذا وصسسف تعسسالى الشسسعراء‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ن‪،‬‬‫مسسو َ‬ ‫م فِسسي ك ُس ّ‬
‫ل واد ٍ ي َِهي ُ‬ ‫م ت َسَر أن ّهُ س ْ‬‫بقسسوله ‪ :‬أل َس ْ‬
‫َ‬
‫ن ]الشسسعراء ‪/26‬‬ ‫فعَل ُسسو َ‬
‫ن مسسا ل ي َ ْ‬ ‫قوُلسسو َ‬ ‫م يَ ُ‬
‫وَأن ُّهسس ْ‬
‫‪ [226 - 225‬وقسسال العسسرب ‪ :‬أعسسذب الشسسعر‬
‫أكذبه قال أبو حيان ‪ :‬والشسسعر ‪ :‬إنمسسا هسسو كلم‬
‫فسسى ‪ ،‬يسسدل علسسى معنسسى تنتخبسسه‬ ‫مسسوزون مق ّ‬
‫الشعراء من كثرة التخييل وتزويق الكلم وغير‬
‫ذلك ‪ ،‬مما يتورع المتدين عسسن إنشسساده ‪ ،‬فضسسل‬
‫عن إنشائه‪.122‬‬
‫‪ -‬البحر المحيط ‪345 /7 :‬‬ ‫‪122‬‬

‫‪205‬‬
‫أما القرآن الكريم فخبره صدق ‪ ،‬وكلمه عظة‬
‫واقعية ‪ ،‬ومنهجه التشريع السسذي يسسسعد البشسسر‬
‫‪،‬وقصده الترغيب فسسي فضسسائل العمسسال وغسسرر‬
‫الخصسسال والخلق ‪،‬والسسترهيب مسسن النحسسراف‬
‫والرذيلسسة ‪،‬وتقريسسر أحكسسام العبسسادة الصسسحيحة‬
‫والمعاملة الرشيدة‪.‬‬
‫فالية دلت على نفي كون القسسرآن شسسعرا فسسي‬
‫شسعَْر ‪ ،‬ونفسسي كسسون‬ ‫مناه ُ ال ّ‬ ‫قوله تعالى ‪َ :‬وما ع َل ّ ْ‬
‫ه‬ ‫النبي شاعرا في قوله تعسسالى ‪َ :‬ومسسا ي َن ْب َغِسسي ل َس ُ‬
‫وإنما عّلمه الل ّسسه القسسرآن السسذي يمتسساز بخاص سّية‬
‫معينة تختلف عن الشعر المعروف وعسسن النسسثر‬
‫المألوف‪.‬‬
‫وهي رد قاطع على قول العرب أهل مكة ‪ :‬إن‬
‫القرآن شسسعر أو سسسحر أو مسسن عمسسل الكهسسان ‪،‬‬
‫وإن محمدا شاعر ‪ ،‬قاصدين بذلك إبطال صفة‬
‫السسوحي بسسه مسسن عنسسد الل ّسسه ‪ ،‬وتكسسذيب خاص سّية‬
‫الرسالة‪.‬‬
‫َ‬
‫ن ال ْوَِليسد َ‬ ‫مسسا " أ ّ‬ ‫ه ع َن ْهُ َ‬ ‫ي الل ّس ُ‬ ‫ضس َ‬ ‫س َر ِ‬ ‫ن ع َّبا ٍ‬ ‫ن اب ْ ِ‬ ‫عَ ِ‬
‫َ‬
‫ق سَرأ ع َل َي ْسهِ‬ ‫ي ‪ ‬فَ َ‬ ‫جاَء إ َِلى الن ّب ِس ّ‬ ‫مِغيَرةِ ‪َ ،‬‬ ‫ن ال ْ ُ‬ ‫بْ َ‬
‫َ‬ ‫ه ‪ ،‬فَب َل َسغَ ذ َل ِس َ‬ ‫َ‬
‫ل‪،‬‬ ‫جهْس ٍ‬ ‫ك أب َسسا َ‬ ‫ه َرقّ َلس ُ‬ ‫ن فَك َسأن ّ ُ‬ ‫قسْرآ َ‬ ‫ال ْ ُ‬
‫ن‬ ‫نأ ْ‬
‫ك ي سرو َ‬
‫مس َ َ َ ْ َ‬ ‫ن قَوْ َ‬ ‫م ‪ ،‬إِ ّ‬ ‫ل ‪ :‬ي َسسا ع َس ّ‬ ‫قسسا َ‬ ‫فَأ َت َسساه ُ ‪ ،‬فَ َ‬
‫ه‬ ‫ل ‪ :‬ل ِي ُعْط ُسسوك َ ُ‬ ‫م ؟ قَسسا َ‬ ‫ل ‪ :‬ل ِس َ‬ ‫ماًل ‪َ .‬قا َ‬ ‫ك َ‬ ‫مُعوا ل َ َ‬ ‫ج َ‬ ‫يَ ْ‬
‫َ‬
‫ل ‪ :‬ق َ سد ْ‬ ‫ه قَسسا َ‬ ‫ما قِب َل َس ُ‬ ‫ض لِ َ‬ ‫دا ل ِت َعْرِ َ‬ ‫م ً‬
‫ح ّ‬ ‫م َ‬ ‫ت ُ‬ ‫ك أت َي ْ َ‬ ‫فَإ ِن ّ َ‬
‫ل‬ ‫قس ْ‬ ‫ل ‪ :‬فَ ُ‬ ‫ماًل قَسسا َ‬ ‫ها َ‬ ‫ن أ َك ْث َرِ َ‬ ‫م ْ‬ ‫ش أّني ِ‬
‫َ‬
‫ت قَُري ْ ٌ‬ ‫م ْ‬ ‫ع َل ِ َ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ك ك َسسارِهٌ‬ ‫ه أوْ أن ّس َ‬ ‫من ْك ٌِر ل َ ُ‬ ‫ك ُ‬ ‫ك أن ّ َ‬ ‫م َ‬ ‫ِفيهِ قَوًْل ي َب ْل ُغُ قَوْ َ‬
‫ل‬ ‫جسس ٌ‬ ‫م َر ُ‬ ‫ما ِفيك ُ ْ‬ ‫والل ّهِ َ‬ ‫ل ؟ فَ َ‬ ‫ذا أ َُقو ُ‬ ‫ما َ‬ ‫ل ‪ :‬وَ َ‬ ‫ه ‪َ ,‬قا َ‬ ‫لَ ُ‬
‫جسسزِهِ وََل‬ ‫َ‬ ‫م ِباْل َ ْ‬ ‫َ‬
‫م ب َِر َ‬ ‫مّنسسي ‪ ،‬وََل أع َْلسس َ‬ ‫شسسَعارِ ِ‬ ‫أع َْلسس َ‬
‫‪206‬‬
‫مسسا‬ ‫ن ‪َ .‬والل ّسهِ َ‬ ‫جس ّ‬ ‫شسَعارِ ال ْ ِ‬ ‫من ّسسي ‪ ،‬وََل ب ِأ َ ْ‬ ‫صسسيد َت ِهِ ِ‬ ‫ق ِ‬ ‫بِ َ‬
‫ن‬ ‫ذا ‪ ،‬وََوالل ّسهِ ‪ ،‬إ ِ ّ‬ ‫ن ه َس َ‬ ‫مس ْ‬ ‫شسي ًْئا ِ‬ ‫ل َ‬ ‫قو ُ‬ ‫ذي ي َ ُ‬ ‫ه ال ّ ِ‬ ‫شب ِ ُ‬ ‫يُ ْ‬
‫ن ع َل َي ْسهِ ل َط ََلوَةً‬ ‫حَلوَة ً ‪ ،‬وَإ ِ ّ‬ ‫ل َ‬ ‫قسسو ُ‬ ‫ذي ي َ ُ‬ ‫قسسوْل ِهِ اّلسس ِ‬ ‫لِ َ‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ه لي َعْلسسو‬ ‫ه ‪ ،‬وَإ ِن ّس ُ‬ ‫فل ُ‬ ‫سس َ‬ ‫مغْد ِقٌ أ ْ‬ ‫مٌر أع ْله ُ ‪ُ ،‬‬ ‫مث ْ ِ‬ ‫هل ُ‬ ‫وَإ ِن ّ ُ‬
‫ل ‪َ :‬ل‬ ‫َ‬
‫ه ‪َ .‬قسسا َ‬ ‫حَتسس ُ‬ ‫مسسا ت َ ْ‬ ‫م َ‬ ‫طسس ُ‬ ‫ح ِ‬ ‫ه ل َي َ ْ‬ ‫مسسا ي ُعَْل ‪ ،‬وَأّنسس ُ‬ ‫وَ َ‬
‫ل‪:‬‬ ‫ل ِفي سهِ ‪ .‬قَسسا َ‬ ‫قسسو َ‬ ‫حت ّسسى ت َ ُ‬ ‫ك َ‬ ‫مس َ‬ ‫ك قَوْ ُ‬ ‫ضى ع َن ْس َ‬ ‫ي َْر َ‬
‫ما فَك ّسَر قَسسا َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫ذا‬ ‫ل ‪ :‬هَ س َ‬ ‫حّتى أفَك َّر ِفيهِ ‪ ،‬فَل ّ‬ ‫فَد َع ِْني َ‬
‫ْ‬
‫ن‬ ‫مس ْ‬ ‫ت ذ َْرِني وَ َ‬ ‫ن غ َي ْرِهِ ‪ ،‬فَن ََزل َ ْ‬ ‫حٌر ي ُؤ ْث َُر ي َأث ُُره ُ ع َ ْ‬ ‫س ْ‬ ‫ِ‬
‫دا "‬ ‫حي ً‬ ‫ت وَ ِ‬ ‫ق ُ‬ ‫خل َ ْ‬ ‫َ‬
‫ن‬ ‫جسساَء الوَِلي سد ُ ب ْس ُ‬ ‫ْ‬ ‫ل‪َ :‬‬ ‫ة َقا َ‬ ‫م َ‬ ‫عك ْرِ َ‬ ‫ن ِ‬ ‫وفي رواية ع َ ْ‬
‫ل ل َه ‪ :‬اقْرأ ْ‬ ‫ل الل ّهِ ‪ ، ‬فَ َ‬
‫َ‬ ‫قا َ ُ‬ ‫ِ‬ ‫سو‬ ‫مِغيَرةِ إ َِلى َر ُ‬ ‫ال ْ ُ‬
‫ْ‬ ‫َ‬
‫ل‬ ‫مُر ِبال ْعَسسسد ْ ِ‬ ‫ه ي َسسسأ ُ‬ ‫ن الل ّسسس َ‬ ‫قسسسَرأ ع َل َي ْسسسهِ إ ِ ّ‬ ‫ي ‪ ،‬فَ َ‬ ‫ع َل َسسس ّ‬
‫ن‬ ‫قْرب َسسسى وَي َن ْهَسسسى ع َسسس ِ‬ ‫ن وَِإيت َسسساِء ِذي ال ْ ُ‬ ‫سسسسا ِ‬ ‫ح َ‬ ‫َواْل ِ ْ‬
‫م‬ ‫كسس ْ‬ ‫م ل َعَل ّ ُ‬ ‫كسس ْ‬ ‫ي ي َعِظ ُ ُ‬ ‫كسسرِ َوال ْب َْغسس َ ِ‬ ‫من ْ َ‬ ‫شسساِء َوال ْ ُ‬ ‫ح َ‬ ‫ف ْ‬ ‫ال ْ َ‬
‫ي ‪، ‬‬ ‫عسساد َ الن ِّبسس ّ‬ ‫عسسد ْ ‪ ،‬فَأ َ‬ ‫ل ‪ :‬أَ ِ‬ ‫ن َقسسا َ‬ ‫َتسسذ َك ُّرو َ‬
‫ن ع َل َْيسسس ِ‬
‫ه‬ ‫حَلوَة ً ‪ ،‬وَإ ِ ّ‬ ‫ه لَ َ‬ ‫ن َلسسس ُ‬ ‫ل ‪َ :‬والّلسسسهِ ‪ ،‬إ ِ ّ‬ ‫قسسسا َ‬ ‫فَ َ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ق‬
‫مغْد ِ ٌ‬ ‫ه لَ ُ‬ ‫فل ُ ُ‬ ‫س َ‬ ‫نأ ْ‬ ‫مٌر ‪ ،‬وَإ ِ ّ‬ ‫مث ْ ِ‬ ‫ن أع َْله ُ ل َ ُ‬ ‫ل َط ََلوَة ً ‪ ،‬وَإ ِ ّ‬
‫‪123‬‬
‫شٌر ‪.‬‬ ‫ذا ب َ َ‬ ‫ل هَ َ‬ ‫قو ُ‬ ‫ما ي َ ُ‬ ‫وَ َ‬
‫َ‬
‫ع‬
‫م َ‬ ‫جت َ َ‬ ‫مِغيَرةِ ا ْ‬ ‫ن ال ْ ُ‬ ‫ن ال ْوَِليد َ ب ْ َ‬ ‫س"أ ّ‬ ‫ن ع َّبا ٍ‬ ‫ن اب ْ ِ‬ ‫وع َ ِ‬
‫م ‪ ،‬وَقَسد ْ‬ ‫ن ِفيهِس ْ‬ ‫سس ّ‬ ‫ذا ِ‬ ‫ن َ‬ ‫ش وَك َسسا َ‬ ‫ن قَُري ْس ٍ‬ ‫مس ْ‬ ‫فسٌر ِ‬ ‫وَن َ َ‬
‫ب‬ ‫فسسود َ ال َْعسسَر ِ‬ ‫َ‬
‫ن وُ ُ‬ ‫ل ‪ :‬إِ ّ‬ ‫قسسا َ‬ ‫م ‪ ،‬فَ َ‬ ‫سسس َ‬ ‫وا ِ‬ ‫م َ‬ ‫ضسسَر ال ْ َ‬ ‫ح َ‬ ‫َ‬
‫م‬ ‫حب ِك ْ‬ ‫ُ‬ ‫صا ِ‬ ‫مرِ َ‬ ‫مُعوا ب ِأ ْ‬ ‫س ِ‬ ‫م ِفيهِ ‪ ،‬وَقَد ْ َ‬ ‫ُ‬
‫م ع َلي ْك ْ‬ ‫َ‬ ‫قد َ ُ‬ ‫ست َ ْ‬ ‫َ‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫فسسوا ‪،‬‬ ‫خت َل ِ ُ‬ ‫دا وَل ت َ ْ‬ ‫حس ً‬ ‫مُعوا ِفيسهِ َرأي ًسسا َوا ِ‬ ‫ج ِ‬ ‫ذا ‪ ،‬فَسأ ْ‬ ‫هَ س َ‬
‫ضا‬ ‫م ب َعْ ً‬ ‫ضك ُ ْ‬ ‫ل ب َعْ ِ‬ ‫ضا ‪ ،‬وَي َُرد ّ قَوْ َ‬ ‫م ب َعْ ً‬ ‫ضك ُ ْ‬ ‫ب ب َعْ ُ‬ ‫فَي ُك َذ ّ ُ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫م‬ ‫ل ‪ ،‬وَأقِ ْ‬ ‫ق ْ‬ ‫س ‪ ،‬فَ ُ‬ ‫ٍ‬ ‫م‬
‫ش ْ‬ ‫ت َيا أَبا ع َب ْد ِ َ‬ ‫قاُلوا ‪ :‬فَأن ْ َ‬ ‫‪ .‬فَ َ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫ع‬
‫م ْ‬ ‫س َ‬ ‫قوُلوا أ ْ‬ ‫م فَ ُ‬ ‫ل أن ْت ُ ْ‬ ‫ل ‪ :‬بَ ْ‬ ‫قا َ‬ ‫م ب ِهِ ‪ ،‬فَ َ‬ ‫قو ُ‬ ‫ل ََنا َرأًيا ن َ ُ‬
‫ي )‪ ( 505‬صحيح مرسل‬ ‫ل الن ّب ُوّةِ ل ِل ْب َي ْهَ ِ‬
‫ق ّ‬ ‫‪ -‬د ََلئ ِ ُ‬ ‫‪123‬‬

‫‪207‬‬
‫ن‪،‬‬ ‫كسساه ِ ٍ‬ ‫ما هُوَ ب ِ َ‬ ‫ل‪َ :‬‬ ‫قا َ‬ ‫ن ‪ ،‬فَ َ‬ ‫كاه ِ ٌ‬ ‫ل َ‬ ‫قو ُ‬ ‫قاُلوا ‪ :‬ن َ ُ‬ ‫‪ ،‬فَ َ‬
‫َ‬
‫ن‪،‬‬ ‫مسةِ ال ْك ُهّسسا ِ‬ ‫مَز َ‬ ‫مسسا هُسوَ ب َِز ْ‬ ‫ن فَ َ‬ ‫ت ال ْك ُهّسسا َ‬ ‫قد ْ َرأي ْس ُ‬ ‫لَ َ‬
‫و‬
‫هسس َ‬ ‫مسسا ُ‬ ‫ل‪َ :‬‬ ‫قسسا َ‬ ‫ن ‪ ،‬فَ َ‬ ‫جُنسسو ٌ‬ ‫م ْ‬ ‫ل‪َ :‬‬ ‫قسسو ُ‬ ‫قسساُلوا ‪ :‬ن َ ُ‬ ‫فَ َ‬
‫َ‬
‫و‬
‫مسسا هُس َ‬ ‫ن ‪ ،‬وَع ََرفْن َسساه ُ فَ َ‬ ‫جُنو َ‬ ‫قد ْ َرأي َْنا ال ْ ُ‬ ‫ن وَل َ َ‬ ‫جُنو ٍ‬ ‫م ْ‬ ‫بِ َ‬
‫ل‬ ‫قو ُ‬ ‫ست ِهِ ‪َ .‬قاُلوا ‪ :‬فَن َ ُ‬ ‫سو َ َ‬ ‫جهِ وََل وَ ْ‬ ‫خال ُ ِ‬ ‫قهِ وََل ت َ َ‬ ‫خن ْ ِ‬ ‫بِ َ‬
‫عرٍ ‪ ،‬قَ سد ْ ع ََرفْن َسسا‬ ‫شسسا ِ‬ ‫مسسا هُ سوَ ب ِ َ‬ ‫ل‪َ :‬‬ ‫عٌر ‪ ،‬قَسسا َ‬ ‫شسسا ِ‬ ‫‪َ :‬‬
‫ضسسسسهِ ‪،‬‬ ‫ري ِ‬ ‫جسسسسهِ ‪ ،‬وَقَ ِ‬ ‫جسسسسزِهِ ‪ ،‬وَهََز ِ‬ ‫شسسسسعَْر ب َِر َ‬ ‫ال ّ‬
‫شعْرِ ‪َ .‬قاُلوا‬ ‫ما هُوَ ِبال ّ‬ ‫سوط ِهِ ‪ ،‬فَ َ‬ ‫مب ْ ُ‬ ‫ضه ِ ‪ ،‬و َ َ‬ ‫قُبو ِ‬ ‫م ْ‬ ‫وَ َ‬
‫حرٍ ‪َ :‬قسد ْ‬ ‫سسا ِ‬ ‫هسوَ ب ِ َ‬ ‫مسا ُ‬ ‫ل ‪ :‬فَ َ‬ ‫حٌر َقسا َ‬ ‫سا ِ‬ ‫ل‪َ :‬‬ ‫قو ُ‬ ‫‪ :‬فَن َ ُ‬
‫فث ِسهِ وََل‬ ‫َ‬
‫مسسا هُ سوَ ب ِن َ ْ‬ ‫م ‪ ،‬فَ َ‬ ‫حَرهُ ْ‬ ‫سس ْ‬ ‫حاَر وَ ِ‬ ‫سس َ‬ ‫َرأي ْن َسسا ال ّ‬
‫س؟‬ ‫م ٍ‬ ‫شس ْ‬ ‫ل َيا أ َب َسسا ع َب ْسد ِ َ‬ ‫قو ُ‬ ‫ما ن َ ُ‬ ‫قاُلوا ‪َ :‬‬ ‫قد ِهِ ‪ ،‬فَ َ‬ ‫عُ َ‬
‫َ‬
‫ه‬ ‫صسسل َ ُ‬ ‫نأ ْ‬ ‫حَلوَة ً ‪ ،‬وَإ ِ ّ‬ ‫قسسوْل ِهِ َ‬ ‫ن لِ َ‬ ‫ل ‪َ :‬والّلسسهِ ‪ ،‬إ ِ ّ‬ ‫َقسسا َ‬
‫َ‬
‫ن‬ ‫مس ْ‬ ‫ن ِ‬ ‫قسسائ ِِلي َ‬ ‫م بِ َ‬ ‫مسسا أن ْت ُس ْ‬ ‫جًنا ‪ ،‬فَ َ‬ ‫ه لَ َ‬ ‫ن فَْرع َ ُ‬ ‫ل َغَد ِقٌ وَإ ِ ّ‬
‫ل ‪ ،‬وإ َ‬ ‫عسسر َ َ‬
‫ب‬ ‫ن أْقسسَر َ‬ ‫َِ ّ‬ ‫طسس ٌ‬ ‫ه َبا ِ‬ ‫ف أّنسس ُ‬ ‫شسسي ًْئا إ ِّل ُ ِ‬ ‫ذا َ‬ ‫هسس َ‬ ‫َ‬
‫َ‬
‫حٌر‬ ‫سسسا ِ‬ ‫قوُلوا ‪ :‬هُسوَ َ‬ ‫حٌر فَت َ ُ‬ ‫سا ِ‬ ‫قوُلوا ‪َ :‬‬ ‫ن تَ ُ‬ ‫ل َل ْ‬ ‫قو ْ ِ‬ ‫ال ْ َ‬
‫َ‬
‫ن‬ ‫مسْرِء وَب َي ْس َ‬ ‫ن ال ْ َ‬ ‫ن أِبيهِ ‪ ،‬وَب َي ْس َ‬ ‫مْرِء وَب َي ْ َ‬ ‫ن ال ْ َ‬ ‫فّرقُ ب َي ْ َ‬ ‫يُ َ‬
‫مسْرءِ‬ ‫ن ال ْ َ‬ ‫جت ِسهِ ‪ ،‬وَب َي ْس َ‬ ‫ن َزوْ َ‬ ‫مْرِء وَب َي ْس َ‬ ‫ن ال ْ َ‬ ‫خيهِ ‪ ،‬وَب َي ْ َ‬ ‫أَ ِ‬
‫جعَل ُسسسوا‬ ‫ك ‪ ،‬فَ َ‬ ‫ه ب ِسسسذ َل ِ َ‬ ‫شسسسيَرت ِهِ ‪ ،‬فَت َفَّرقُسسسوا ع َن ْسسس ُ‬ ‫وَع َ ِ‬
‫مسسّر‬ ‫م ‪َ ،‬ل ي َ ُ‬ ‫سسس َ‬ ‫موْ ِ‬ ‫موا ال ْ َ‬ ‫ن قَد ِ ُ‬ ‫حي َ‬ ‫س ِ‬ ‫ن ِللّنا ِ‬ ‫سو َ‬ ‫جل ِ ُ‬ ‫يَ ْ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ه‬
‫مرِ ِ‬ ‫نأ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫م ِ‬ ‫حذ ُّروه ُ إ ِّياه ُ ‪ ،‬وَذ َك َُروا ل َهُ ْ‬ ‫حد ٌ إ ِّل َ‬ ‫مأ َ‬ ‫ب ِهِ ْ‬
‫ة‬
‫مِغيسَر ِ‬ ‫ن ال ْ ُ‬ ‫ل فِسسي الوَِليسد ِ ب ْس ِ‬
‫ْ‬ ‫جس ّ‬ ‫ه ع َسّز وَ َ‬ ‫ل الل ّ ُ‬ ‫فَأ َن َْز َ‬
‫دا ‪-‬‬ ‫حيس ً‬ ‫ت وَ ِ‬ ‫قس ُ‬ ‫خل َ ْ‬ ‫ن َ‬ ‫مس ْ‬ ‫ن قَسوْل ِهِ ‪ :‬ذ َْرن ِسسي وَ َ‬ ‫م ْ‬ ‫ك ِ‬ ‫وَذ َل ِ َ‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫ه ع َسّز‬ ‫ل الل ّس ُ‬ ‫قَر ‪ .‬وَأن ْسَز َ‬ ‫سس َ‬ ‫ص سِليهِ َ‬ ‫سأ ْ‬ ‫إ َِلى قَ سوْل ِهِ ‪َ -‬‬
‫ه‬ ‫ن ل َس ُ‬ ‫فو َ‬ ‫صس ُ‬ ‫ه وَي َ ِ‬ ‫معَ س ُ‬ ‫ن ك َسساُنوا َ‬ ‫ذي َ‬ ‫فرِ ال ّ ِ‬ ‫ل ِفي الن ّ َ‬ ‫ج ّ‬ ‫وَ َ‬
‫ن‬ ‫مس ْ‬ ‫جسساَء ب ِسهِ ِ‬ ‫ما َ‬ ‫ل الل ّهِ ‪ِ ‬في َ‬ ‫سو ِ‬ ‫ل ِفي َر ُ‬ ‫قو ْ َ‬ ‫ال ْ َ‬
‫عضسسي َ‬ ‫جعَُلسسوا ال ْ ُ‬
‫ي‬
‫نأ ْ‬ ‫ن ِ ِ َ‬ ‫قسسْرآ َ‬ ‫ن َ‬ ‫َ‬ ‫عْنسسد ِ الّلسسهِ ‪ :‬اّلسس ِ‬
‫ذي‬ ‫ِ‬
‫ن أول َئ ِ َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ف سُر‬ ‫ك الن ّ َ‬ ‫مِعي س َ‬ ‫ج َ‬ ‫مأ ْ‬ ‫س سأل َن ّهُ ْ‬ ‫ك ل َن َ ْ‬ ‫صَناًفا فَوََرب ّ َ‬ ‫أ ْ‬
‫‪208‬‬
‫قوا‬ ‫ن لَ ُ‬ ‫م ْ‬ ‫ل الل ّهِ ‪ ‬ل ِ َ‬ ‫سو ِ‬ ‫ك ل َِر ُ‬ ‫ن ذ َل ِ َ‬ ‫قوُلو َ‬ ‫ن يَ ُ‬ ‫ذي َ‬ ‫ال ّ ِ‬
‫ك‬ ‫ن ذ َل ِس َ‬ ‫مس ْ‬ ‫ب ِ‬ ‫ت ال ْعَ سَر ُ‬ ‫ص سد ََر ِ‬ ‫ل وَ َ‬ ‫س قَسسا َ‬ ‫ن الن ّسسا َ ِ‬ ‫مس َ‬ ‫ِ‬
‫شسَر ذ ِك ْسُرهُ‬ ‫ل الل ّسهِ ‪َ ‬وان ْت َ َ‬ ‫سو ِ‬ ‫مرِ َر ُ‬ ‫سم ِ ب ِأ ْ‬ ‫مو ْ ِ‬ ‫ال ْ َ‬
‫‪124‬‬
‫ب ك ُل َّها "‬ ‫ِفي ب َِلد ِ ال ْعََر ِ‬
‫وأمسسا مسسا ورد علسسى لسسسان الرسسسول ‪ ‬مسسن‬
‫أقوال موزونة ‪ ،‬فهو مجرد سليقة اتفاقيسسة مسسن‬
‫ن أ َِبسسى‬ ‫غيسسر تكلسسف ول صسسنعة ول قصسسد ‪ ،‬فَعسس ْ‬
‫ب ‪ -‬رضسسى‬ ‫ن ع َسسازِ ٍ‬ ‫ج ٌ ْ‬ ‫حاقَ ‪َ .‬قا َ‬
‫ل ل ِلب َسَراِء ب ْس ِ‬ ‫ل َر ُ‬ ‫س َ‬ ‫إِ ْ‬
‫ل الل ّسهِ ‪-  -‬‬ ‫َ‬
‫سسسو ِ‬ ‫ن َر ُ‬ ‫م عَ ْ‬ ‫الله عنهما ‪ -‬أفََرْرت ُ ْ‬
‫م‬ ‫ل الل ّسهِ ‪ -  -‬ل َس ْ‬ ‫سسسو َ‬ ‫ن َر ُ‬ ‫ل ل َك ِس ّ‬ ‫ن َقا َ‬ ‫حن َي ْ ٍ‬ ‫م ُ‬ ‫ي َوْ َ‬
‫مسسا‬ ‫مسساة ً ‪ ،‬وَإ ِن ّسسا ل َ ّ‬ ‫مسسا ُر َ‬ ‫ن ك َسساُنوا قَوْ ً‬ ‫وازِ َ‬ ‫ن هَ س َ‬ ‫فّر ‪ ،‬إ ِ ّ‬ ‫يَ ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫ل‬ ‫موا ‪ ،‬فَأقْب َسسس َ‬ ‫م فَسسسان ْهََز ُ‬ ‫ملن َسسسا ع َلي ْهِسسس ْ‬ ‫ح َ‬ ‫م َ‬ ‫قين َسسساهُ ْ‬ ‫لَ ِ‬
‫س سَهام ِ ‪،‬‬ ‫قب َُلوَنا ِبال ّ‬ ‫س ست َ ْ‬ ‫ن ع ََلى ال ْغََنائ ِم ِ َوا ْ‬ ‫مو َ‬ ‫سل ِ ُ‬ ‫م ْ‬ ‫ال ْ ُ‬
‫َ‬ ‫فّر ‪ ،‬فَل َ َ‬ ‫َ‬
‫ه‬ ‫قد ْ َرأي ْت ُ ُ‬ ‫م يَ ِ‬ ‫ل الل ّهِ ‪ -  -‬فَل َ ْ‬ ‫سو ُ‬ ‫ما َر ُ‬ ‫فَأ ّ‬
‫خ سذ ٌ‬ ‫نآ ِ‬ ‫وإنه ل َعَلى بغْل َت ِه ال ْبيضسساِء وإ َ‬
‫فَيا َ‬ ‫سس ْ‬ ‫ن أب َسسا ُ‬ ‫َِ ّ‬ ‫ِ َْ َ‬ ‫َ‬ ‫َ ِّ ُ َ‬
‫ل‬‫قو ُ‬ ‫ى ‪ -  -‬يَ ُ‬ ‫مَها ‪َ ،‬والن ّب ِ ّ‬ ‫جا ِ‬ ‫ب ِل ِ َ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ب« ‪.‬‬‫‪125‬‬
‫مط ّل ِ ْ‬ ‫ن ع َب ْد ِ ال ْ ُ‬ ‫ب أَنا اب ْ ُ‬ ‫ى ل َ ك َذ ِ ْ‬ ‫» أَنا الن ّب ِ ّ‬
‫ل الل ّهِ ‪ -‬‬ ‫سو َ‬ ‫فيا َ‬
‫ن َر ُ‬ ‫نأ ّ‬ ‫س ْ َ َ‬ ‫ن ُ‬ ‫ب بْ ِ‬ ‫جن ْد ُ ِ‬ ‫ن ُ‬ ‫وع َ ْ‬
‫ه‪،‬‬ ‫صب َعُ ُ‬ ‫ت إِ ْ‬ ‫مي َ ْ‬ ‫شاه ِد ِ وَقَد ْ د َ ِ‬ ‫م َ‬ ‫ْ‬
‫ض ال َ‬ ‫‪َ -‬‬
‫ن ِفى ب َعْ ِ‬ ‫كا َ‬
‫ل ‪:‬‬ ‫قا َ‬ ‫فَ َ‬
‫َ‬
‫ما‬ ‫ل الل ّهِ َ‬ ‫سِبي ِ‬ ‫ت ‪ ،‬وَِفى َ‬ ‫مي ِ‬ ‫صب َعٌ د َ ِ‬ ‫ت إ ِل ّ إ ِ ْ‬ ‫ل أن ْ ِ‬ ‫» هَ ْ‬
‫ت « ‪.126‬‬ ‫قي ِ‬ ‫لَ ِ‬
‫بسسل إن الخليسسل بسسن أحمسسد الفراهيسسدي مسسا ع سد ّ‬
‫المشطور من الرجز شعرا‪.‬‬
‫ي )‪ ( 506‬حسن‬ ‫ل الن ّب ُوّةِ ل ِل ْب َي ْهَ ِ‬
‫ق ّ‬ ‫‪ -‬د ََلئ ِ ُ‬ ‫‪124‬‬

‫‪ -‬صحيح البخارى)‪( 2864‬‬ ‫‪125‬‬

‫‪ -‬صحيح البخارى )‪( 2802‬‬ ‫‪126‬‬

‫‪209‬‬
‫ولكنه ‪ ‬كسسان يتمثسسل أحيانسسا ببعسسض الشسسعار‬
‫لشعراء العرب ‪ ،‬مثسل تمثلسسه بسبيت طرفسة بسن‬
‫العبد في معّلقته المشهورة‪: 127‬‬
‫جاهل ‪ ...‬وَي َْأتيك‬ ‫ت َ‬ ‫ما ك ُن ْ َ‬ ‫م َ‬ ‫ك اليا ُ‬ ‫ست ُْبدي ل َ‬ ‫َ‬
‫م ت َُزوّدِ‬ ‫نل ْ‬ ‫َ‬ ‫م ْ‬ ‫بالخبارِ َ‬
‫من لم ت َُزّود بالخبار"‪ .‬فقال أبو‬ ‫فجعل يقول‪َ " :‬‬
‫بكسسر‪ :‬ليسسس هسسذا هكسسذا‪ .‬فقسسال‪" :‬إنسسي لسسست‬
‫بشاعر‪ ،‬ول ينبغي لي"‬
‫ل الل ّهِ ‪‬‬ ‫َ‬
‫ل‬ ‫مث ّس ُ‬ ‫ن ي َت َ َ‬‫كا َ‬ ‫َ‬ ‫سو َ‬ ‫ن َر ُ‬ ‫ن"أ ّ‬ ‫س ِ‬ ‫ح َ‬ ‫ن ال ْ َ‬ ‫وع َ ِ‬
‫م سْرءِ‬ ‫ْ‬
‫ب ل ِل َ‬ ‫ش سي ْ ِ‬ ‫س سلم ِ َوال ّ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫فسسى ِبال ِ ْ‬ ‫ت ‪ :‬كَ َ‬ ‫ْ‬
‫ذا الب َي ْس ِ‬ ‫ب ِهَ س َ‬
‫َ‬
‫ل‬ ‫مسا َقسا َ‬ ‫ل الّلسهِ ‪ ،‬إ ِن ّ َ‬ ‫سو َ‬ ‫ل أُبو ب َك ْرٍ ‪َ :‬يا َر ُ‬ ‫قا َ‬ ‫َناه ًِيا فَ َ‬
‫عُر ‪:‬‬ ‫شا ِ‬ ‫ال ّ‬
‫مْرِء َناه َِيا‬ ‫م ل ِل ْ َ‬ ‫سَل ُ‬ ‫ب َواْل ِ ْ‬ ‫شي ْ ُ‬ ‫فى ال ّ‬ ‫كَ َ‬
‫فسسى ِباْل ِ ْ َ‬ ‫ل ‪ :‬كَ َ‬ ‫قسسو ُ‬ ‫ل الّلسسهِ ‪ ‬ي َ ُ‬ ‫سسسو ُ‬
‫سسسلم ِ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫وََر ُ‬
‫ك‬ ‫شهَد ُ أّنسس َ‬ ‫ل أُبو ب َك ْرٍ أ ْ‬ ‫قا َ‬ ‫مْرِء َناه ًِيا ‪ ،‬فَ َ‬ ‫ب ل ِل ْ َ‬ ‫شي ْ ِ‬ ‫َوال َ‬
‫ك"‬ ‫مسسا ي َن ْب َغِسسي ل َس َ‬ ‫شعَْر وَ َ‬ ‫ك ال ّ‬ ‫م َ‬ ‫ما ع َل ّ َ‬ ‫ل الل ّهِ َ‬ ‫سو ُ‬ ‫َر ُ‬
‫‪128‬‬

‫ه‪،‬‬ ‫ه ع َن ْس ُ‬ ‫ي الل ّس ُ‬ ‫ض َ‬ ‫ن الب ََراِء َر ِ‬ ‫ِ‬ ‫وثبت في الصحيح ع َ‬


‫َ‬
‫ب‬‫ح سَزا ِ‬ ‫م ال َ ْ‬ ‫ل الل ّسهِ ‪ ‬ي َسوْ َ‬ ‫سسسو َ‬ ‫ت َر ُ‬ ‫ل ‪َ :‬رأي ْس ُ‬ ‫قَسسا َ‬
‫ض ب َط ِْنسسهِ ‪،‬‬ ‫ب ب ََيا َ‬ ‫ب ‪ ،‬وَقَد ْ َواَرى الت َّرا ُ‬ ‫ل الت َّرا َ‬ ‫ق ُ‬ ‫ي َن ْ ُ‬
‫ل‪:‬‬‫قو ُ‬ ‫وَهُوَ ي َ ُ‬
‫صل ّي َْنا ‪،‬‬ ‫َ‬
‫صد ّقَْنا وَل َ َ‬ ‫ما اهْت َد َي َْنا ‪ ،‬وَل َ ت َ َ‬ ‫ت َ‬ ‫" ل َوْل َ أن ْ َ‬
‫َ‬
‫ن ل َقَي َْنا ‪،‬‬ ‫م إِ ْ‬ ‫دا َ‬ ‫ت ال َقْ َ‬ ‫ة ع َل َي َْنا ‪ ،‬وَث َب ّ ِ‬
‫كين َ ً‬
‫س ِ‬‫ن َ‬ ‫فَأن ْزِل َ ْ‬
‫‪129‬‬
‫ة أ َب َي َْنا "‬‫دوا فِت ْن َ ً‬ ‫إن ال َُلى قَد بغَوا ع َل َينا إ َ َ‬
‫ذا أَرا ُ‬ ‫َْ ِ‬ ‫ْ َ ْ‬ ‫ِ ّ‬

‫‪ -‬تفسير ابن كثير ‪ (590 / 6) -‬وفيه جهالة‬ ‫‪127‬‬

‫سعْد ٍ )‪ ( 793‬حسن مرسل‬ ‫ت ال ْك ُب َْرى ِلب ْ ِ‬


‫ن َ‬ ‫قا ُ‬‫‪ -‬الط ّب َ َ‬ ‫‪128‬‬

‫خارِيّ )‪( 2837‬‬ ‫ح ال ْب ُ َ‬


‫حي ُ‬‫ص ِ‬ ‫َ‬ ‫‪-‬‬ ‫‪129‬‬

‫‪210‬‬
‫ى‬ ‫وع َن ال ْبراِء ‪ -‬رضى الله عنه ‪َ -‬قا َ َ‬
‫ت الن ّب ِ ّ‬ ‫ل َرأي ْ ُ‬ ‫ِ ََ‬
‫حت ّسسى‬ ‫ب َ‬ ‫ل الت ّسَرا َ‬ ‫قس ُ‬ ‫ق وَهُسوَ ي َن ْ ُ‬ ‫خن ْد َ ِ‬ ‫ْ‬
‫م ال َ‬ ‫‪ -  -‬ي َوْ َ‬
‫جل ً ك َِثي سَر‬ ‫ن َر ُ‬ ‫ص سد ْرِهِ ‪ ،‬وَك َسسا َ‬ ‫ش سعََر َ‬ ‫ب َ‬ ‫َواَرى الت ّسَرا ُ‬
‫ه‪:‬‬‫جزِ ع َب ْد ِ الل ّ ِ‬ ‫جُز ب َِر َ‬ ‫شعَرِ وَهْوَ ي َْرت َ ِ‬ ‫ال ّ‬
‫ّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬
‫صلي َْنا‬ ‫صد ّقَْنا وَل َ َ‬ ‫ما اهْت َد َي َْنا وَل َ ت َ َ‬ ‫ت َ‬ ‫م لوْل َ أن ْ َ‬ ‫اللهُ ّ‬
‫َ‬
‫َ‬ ‫ة ع َل َي َْنا وَث َب ّ ِ‬
‫ن ل َقَي َْنا‬ ‫م إِ ْ‬ ‫دا َ‬ ‫ت القْ َ‬ ‫كين َ ً‬ ‫س ِ‬ ‫ن َ‬ ‫فَأن ْزِل َ ْ‬
‫ة أ َب َي َْنا‬ ‫دوا فِت ْن َ ً‬ ‫ذا أَرا ُ‬
‫إن ال َع ْداَء قَد بغَوا ع َل َينا إ َ َ‬
‫َْ ِ‬ ‫ْ َ ْ‬ ‫َ‬ ‫ِ ّ‬
‫ي َْرفَعُ ب َِها َ‬
‫‪130‬‬
‫ه ‪.‬‬ ‫صوْت َ ُ‬
‫وعسسدم تعليمسسه الشسسعر ‪ ،‬لن الّلسسه إنمسسا عّلمسسه‬
‫ن‬ ‫ن ب َْيسس ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ل ِ‬ ‫القرآن العظيم الذى ‪ :‬ل ي َأ ِْتيهِ اْلباط ِ ُ‬
‫مي سدٍ‬ ‫ح ِ‬ ‫كي سم ٍ َ‬ ‫ح ِ‬ ‫ن َ‬ ‫مس ْ‬ ‫ل ِ‬ ‫زي س ٌ‬ ‫خل ْفِ سهِ ‪ ،‬ت َن ْ ِ‬ ‫ن َ‬ ‫مس ْ‬ ‫ي َد َي ْهِ َول ِ‬
‫]فصلت ‪.[42 /41‬‬
‫والقرآن ليسسس بشسسعر ول تخيلت ‪ ،‬ول كهانسسة ‪،‬‬
‫ول مفتعل ‪ ،‬ول سحر يؤثر ‪ ،‬وإنمسسا هسسو دسسستور‬
‫للحياة السلمية ‪ ،‬ومسسواعظ وإرشسسادات ‪ ،‬كمسسا‬
‫ن أي مسسا‬ ‫مِبي ٌ‬ ‫ن ُ‬ ‫ن هُوَ إ ِّل ذ ِك ٌْر وَقُْرآ ٌ‬ ‫قال تعالى ‪ :‬إ ِ ْ‬
‫القسسرآن إل ذكسسر مسسن الذكسسار ‪ ،‬وموعظسسة مسسن‬
‫المواعظ ‪ ،‬وكتاب سماوي واضسسح ظسساهر جلسسي‬
‫لمسسن تسسأمله وتسسدبره ‪ ،‬يتلسسى فسسي المعابسسد ‪،‬‬
‫ويسترشد في كل شؤون الحياة‪.‬‬
‫ددا مهمسسة القسسرآن ومهمسسة‬ ‫لذا قسسال تعسسالى مح س ّ‬
‫ق‬
‫حسس ّ‬ ‫حي ّسسا وَي َ ِ‬ ‫ن َ‬ ‫ن كا َ‬ ‫م ْ‬ ‫رسول الّله ‪ » : ‬ل ِي ُن ْذ َِر َ‬
‫ن « أي لينسسذر هسسذا القسسرآن‬ ‫ري َ‬ ‫ل ع ََلى اْلكافِ ِ‬ ‫قو ْ ُ‬ ‫ال ْ َ‬
‫المسسبين كسسل حسسي علسسى وجسسه الرض ‪ ،‬كقسسوله‬
‫ن ب َل َسغَ ]النعسسام ‪[19 /6‬‬ ‫ُ‬
‫م ْ‬ ‫م ب ِهِ وَ َ‬ ‫تعالى ‪ِ :‬لن ْذ َِرك ُ ْ‬
‫ي القلسسب ‪،‬‬ ‫ولكن إنما ينتفع بنذارته مسسن هسسو حس ّ‬
‫‪ -‬صحيح البخارى)‪( 3034‬‬ ‫‪130‬‬

‫‪211‬‬
‫مستنير البصيرة ‪ ،‬ولكي تثبت به وتجسسب كلمسسة‬
‫العذاب على الكافرين ‪ ،‬الممتنعين من اليمان‬
‫به ‪ ،‬وهذا في مقابلة صفة المؤمنين وهم أحياء‬
‫القلوب ‪ ،‬أما الكافرون فهم لكفرهم وسسسقوط‬
‫حجتهسسم وعسسدم تسسأملهم أشسسبه بسسالموات فسسي‬
‫الحقيقسسة ‪ ،‬لعسسدم تسسأثرهم بعظسسات القسسرآن ‪،‬‬
‫وانعدام يقظتهم لتباع الحق والهدى‪.‬‬
‫" أي أن هسسذا الرسسسول الكريسسم ‪ ،‬إنمسسا ينسسذر‬
‫حي ّسسا « أي مسسن‬ ‫ن َ‬‫ن كسسا َ‬ ‫م ْ‬ ‫بالكتاب الذي معه ‪َ » ،‬‬
‫كسسسان فسسسى الحيسسساء مسسسن النسسساس ‪ ،‬بعقلسسسه ‪،‬‬
‫ومسسدركاته ‪ ،‬وحواسسسه ‪ ..‬فسسإن مسسن كسسان هسسذا‬
‫شأنه ‪ ،‬كان أهل لن ينتفسسع بمسسا ينسسذر بسسه ‪ ..‬أمسسا‬
‫من تخلى عسسن عقلسسه ‪ ،‬وملكسساته ومشسساعره فل‬
‫يحسسسب فسسى الحيسساء ‪ ،‬ول ينتفسسع بالنسسذر ‪ ..‬بسسل‬
‫سيظل على مسسا هسسو عليسسه مسسن كفسسر وضسسلل ‪،‬‬
‫ويحق عليه القول ‪ ،‬أي ينزل به العذاب ‪ ،‬الذي‬
‫توعسسد بسسه الل ّسسه سسسبحانه وتعسسالى ‪ ،‬أهسسل الكفسسر‬
‫والضلل ‪"..‬‬
‫والخلصة ‪ :‬أن الية دالة على أن القرآن رحمة‬
‫للمؤمنين ‪ ،‬وحجة على الكافرين‪.‬‬
‫ثسسم أعسساد تعسسالى الكلم فسسي الوحدانيسسة وأتسسى‬
‫قنسا ل َُهس ْ‬
‫م‬ ‫م ي ََرْوا أ َّنا َ‬
‫خل َ ْ‬ ‫َ‬
‫ببعض أدلتها ‪ ،‬فقال » أوَل َ ْ‬
‫م َلها مال ِ ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ن«‬ ‫كو َ‬ ‫دينا أْنعاما ً فَهُ ْ‬
‫ت أي ْ ِ‬ ‫مل َ ْ‬
‫ما ع َ ِ‬
‫م ّ‬
‫ِ‬
‫" هو عرض لليات الكونية ‪ ،‬التي تكشف عنهسسا‬
‫اليسسات القرآنيسسة لبصسسار هسسؤلء المشسسركين ‪،‬‬
‫الذين دعوا إلى إعادة النظر فسسى كتسساب الل ّسسه ‪،‬‬
‫وإلى إخلء مشاعرهم من القسسول بسسأنه شسسعر ‪،‬‬
‫‪212‬‬
‫وأن الرسسسول السسذي جسساء بسسه مسسن عنسسد الّلسسه‬
‫شاعر ‪..‬فهذا الكتسساب السسذي بيسسن أيسسديهم ليسسس‬
‫شعرا ‪ ،‬إنه ذكر وقرآن مبين ‪..‬ومن الذكر الذي‬
‫فى هذا القرآن س هذا العرض الذي تعرض فسسى‬
‫آياته هذه المظاهر من قدرة الّله ‪ ،‬وصنعة يده‬
‫‪..‬فهذه النعام التي يملكها هؤلء المشسسركون ‪،‬‬
‫والتي فيها عبرة وذكرى لمن سمع ‪ ،‬ووعسسى ‪..‬‬
‫من خلقها ؟ ومن جعسسل لهسسم سسسلطانا عليهسسا ؟‬
‫ومن وضعها فسسى أيسسديهم وجعلهسسا ملكسسا خالصسسا‬
‫لهم ؟ ‪..‬‬
‫أل فلينظسسسروا بعقسسسولهم إلسسسى هسسسذه النعسسسام ‪،‬‬
‫وليجيبوا على هذه السسسئلة الستي تطلسسع عليهسم‬
‫منها ‪..‬إنها صنعة الّله ‪ ،‬وفسسى ملكسسه ‪ ..‬ولكنسسه سس‬
‫سبحانه س قد مّلكهم الّله إياها ‪ ،‬وأقدرهم علسسى‬
‫تسخيرها ‪ ،‬والنتفاع بها ‪"..‬‬
‫مْنهسسا َرك ُسسوب ُهُ ْ‬
‫م‬ ‫م فَ ِ‬‫قسسوله تعسسالى ‪ »:‬وَذ َل ّْلناهسسا لهُ س ْ‬
‫َ‬
‫ن « أي أنه لو ل أن ذلّلها الّله لهم ‪،‬‬ ‫ْ‬
‫مْنها ي َأك ُُلو َ‬
‫وَ ِ‬
‫وجعلها فى خدمتهم ‪ ،‬لما قسسدروا عليهسسا ‪ ،‬ولمسسا‬
‫وة منهسسم ‪ ..‬ولسسو‬ ‫أمسكوا بها ‪ ..‬إذ كانت أقوى ق ّ‬
‫شسسساء الل ّسسسه لجعلهسسسا فسسسى طبسسسائع الحيوانسسسات‬
‫المفترسسسة ‪ ،‬السستي ل تسسألف النسساس ‪ ،‬ول يألفهسسا‬
‫الناس ‪ ..‬فل يكون لهم منها نفع أبدا ‪"..‬‬
‫أي أو لم يشاهد هؤلء المشركون بالّله عبسسدة‬
‫الصنام وغيرهم أن الّله خلق لهم هذه النعسسام‬
‫)وهي البل والبقر والغنم( التي سخرها لهسسم ‪،‬‬
‫وأوجدها من أجلهم من غير وساطة ول شريك‬
‫‪ ،‬وجعلهم مسسالكين لهسسا ‪ ،‬يقهرونهسسا ويضسسبطونها‬
‫‪213‬‬
‫ويتصرفون بها كيف شاؤوا ‪ ،‬وهي ذليلسسة لهسسم ‪،‬‬
‫ل تمتنسسع منهسسم ‪ ،‬ولسسو شسساء لجعلهسسا مستعصسسية‬
‫عليهسسسسم ‪ ،‬مستوحشسسسسة نسسسسافرة منهسسسسم ‪ ،‬فل‬
‫يسسستفيدون منهسسا ‪ ،‬فسسترى الولسسد الصسسغير يقسسود‬
‫البعير الكبير ‪ ،‬بل ولو كان القطار مائة بعير أو‬
‫أكثر‪.‬‬
‫ثم أبان الله تعالى منافعها الملموسة ‪ ،‬فقال ‪:‬‬ ‫ّ‬
‫ْ‬
‫ن أي‬ ‫مْنها ي َأك ُُلو َ‬ ‫م ‪ ،‬وَ ِ‬ ‫مْنها َر ُ‬
‫كوب ُهُ ْ‬ ‫م ‪ ،‬فَ ِ‬‫وَذ َل ّْلناها ل َهُ ْ‬
‫خرة مذللسسة منقسسادة لهسسم ‪ ،‬ل‬ ‫وجعلناها لهم مس ّ‬
‫تمتنع مما يريسسدون منهسا ‪ ،‬حستى الذبسسح ‪ ،‬فمنهسا‬
‫مركوبهم الذي يركبونه في السفار ‪ ،‬ويحملون‬
‫عليه الثقال ‪ ،‬ومنها ما يأكلون من لحمها‪.‬‬
‫ن«‬ ‫شسك ُُرو َ‬ ‫ب أ ََفل ي َ ْ‬ ‫مشسسارِ ُ‬ ‫منسسافِعُ وَ َ‬‫م ِفيها َ‬ ‫» وَل َهُ ْ‬
‫أي ولهم فيها منافع أخرى غير الركوب والكسسل‬
‫منهسسسا ‪ ،‬كالسسسستفادة مسسسن أصسسسوافها وأوبارهسسسا‬
‫وأشعارها أثاثسسا ومتاعسسا إلسسى حيسسن ‪ ،‬وهسسي لهسسم‬
‫مشارب أي يشربون من ألبانها ‪ ،‬أفل يشكرون‬
‫خالق ذلك ومسخره وموجد هسسذه النعسسم لهسسم ‪،‬‬
‫بعبادته وطاعته ‪ ،‬وترك الشراك به غيره‪.‬‬
‫ث صسسريح علسسى شسسكر الخسسالق المنعسسم‬ ‫وهذا حس ّ‬
‫بعبادته وطاعته ‪ ،‬وهو أبسط ما يوجبه الوفاء ‪،‬‬
‫وتقدير المعروف والحسان‪.‬‬
‫ولكسسن الكفسسار تنكسسروا لهسسذا السسواجب ‪ ،‬وكفسسروا‬
‫بسسأنعم الل ّسسه ‪ ،‬واسسستمروا فسسي ضسسللهم وتركسسوا‬
‫عبادة الّله ‪ ،‬وأقبلوا على عبادة من ل يضسسر ول‬
‫ينفع ‪ ،‬وتوقعوا منه النصسسرة ‪ ،‬فقسسال تعسسالى ‪» :‬‬
‫ن‬
‫ص سُرو َ‬‫م ي ُن ْ َ‬‫ة ل َعَل ّهُ س ْ‬
‫ن الل ّسهِ آل ِهَ س ً‬‫دو ِ‬ ‫ن ُ‬‫مس ْ‬ ‫ذوا ِ‬ ‫خس ُ‬ ‫َوات ّ َ‬
‫‪214‬‬
‫«‪.‬هو عطف حدث على حدث ‪ ..‬وبين الحسسدثين‬
‫تغسساير كسسبير ‪ ،‬وتفسساوت بعيسسد ‪ ،‬والشسسأن بيسسن‬
‫المتعاطفين أن يتقاربا ‪ ،‬ويتجاوبا ‪ ..‬ولكسسن فسسى‬
‫هسسسذا العطسسسف فضسسسح لضسسسلل المشسسسركين ‪،‬‬
‫وانحرافهم هذا النحراف الحاد ّ ‪ ،‬عسسن الطريسسق‬
‫السوىّ ‪ ..‬حيث يقابلون الحسان بالكفران‪.‬‬
‫فسسالّله سسسبحانه وتعسسالى يفضسسل عليهسسم بهسسذه‬
‫النعسسسم ‪ ،‬خلقسسسا ‪ ،‬وتسسسسخيرا ‪ ،‬وتسسسذليل ‪..‬وهسسسم‬
‫دونه ‪ ،‬ويتخسسذون مسسن دونسسه‬ ‫يكفرون بسسه ‪ ،‬ويحسسا ّ‬
‫آلهة ‪ ..‬فما أبعد ما بين الحسان والكفران!‪.‬‬
‫ن « بيان للغايسسة‬ ‫صُرو َ‬‫م ي ُن ْ َ‬‫وقوله تعالى ‪ » :‬ل َعَل ّهُ ْ‬
‫التي يقصسسد إليهسسا المشسسركون مسسن اتخسساذ هسسذه‬
‫اللهة من دون الل ّسسه ‪ ..‬إنهسسم يرجسسون مسسن وراء‬
‫ذلك الستعانة بها على مسا يغلبهسسم مسن شسسئون‬
‫الحيسسساة ‪ ،‬ومسسسا يلقسسساهم علسسسى طريقهسسسا مسسسن‬
‫عقبات ‪..‬وهيهات ‪ ..‬ضعف الطالب والمطلسسوب‬
‫‪!..‬‬
‫ولكنهسسا فسسي الواقسسع ل تقسسدر علسسى شسسيء ‪ ،‬ول‬
‫تحقق فائدة لعبادها ‪ ،‬لذا قال تعالى مبينا خيبة‬
‫جْنسد ٌ‬
‫م ُ‬‫م ل َهُ ْ‬
‫م وَهُ ْ‬
‫صَرهُ ْ‬
‫ن نَ ْ‬ ‫طيُعو َ‬ ‫ست َ ِ‬
‫أملهم ‪ » :‬ل ي َ ْ‬
‫ن «‪.‬هو رد ّ على معتقد المشركين فى‬ ‫ضُرو َ‬
‫ح َ‬
‫م ْ‬
‫ُ‬
‫آلهتهسسم ‪ ..‬فهسسؤلء اللهسسة السسذين اتخسسذوهم مسسن‬
‫دون الّله معبودين لهم ‪ ،‬يرجون منهم نصسسرا س س‬
‫هسسؤلء اللهسسة ل يسسستطيعون لهسسم نصسسرا ‪ ،‬بسسل‬
‫وأكثر من هذا ‪ ،‬فإن آلهتهم هذه ‪ ،‬محتاجة إلسسى‬
‫من يحرسها ‪ ،‬ويدفع عنها يد المعتدين ‪..‬‬

‫‪215‬‬
‫وهسسسؤلء المشسسسركون هسسسم أنفسسسسهم ‪ ،‬جنسسسد‬
‫محضرون ‪ ،‬يقومون على حماية هسسذه اللهسسة ‪،‬‬
‫ى‪،‬‬ ‫وحراستها ‪ ،‬وحراسة مسسا تزي ّسسن مسسن بسسه حلس ّ‬
‫وما يلقى عليها من ملبس ‪..‬س فقسسوله تعسسالى ‪:‬‬
‫ن « س الضمير » هم «‬ ‫ضُرو َ‬ ‫ح َ‬ ‫م ْ‬
‫جن ْد ٌ ُ‬‫م ُ‬ ‫م ل َهُ ْ‬
‫» وَهُ ْ‬
‫يعود إلسسى المشسسركين ‪ ،‬وفسسى قسسوله تعسسالى ‪» :‬‬
‫ن « سسس إشسسارة إلسسى أن هنسساك قسسوى‬ ‫ضسسُرو َ‬ ‫ح َ‬ ‫م ْ‬‫ُ‬
‫مسلطة على هؤلء المشسسركين ‪ ،‬تجعسسل منهسسم‬
‫جندا لخدمة هذه اللهة ‪ ..‬وهذه القوى هى تلك‬
‫المشسساعر المتولسسدة مسسن معتقسسدهم الفاسسسد ‪،‬‬
‫وتصسسورهم المريسسض ‪ ،‬حيسسث تسسسوقهم هسسذه‬
‫المشاعر الضالة ‪ ،‬سسسوقا ‪ ،‬إلسسى السستزّلف لهسسذه‬
‫دمى ‪ ،‬والولء العمى لها ‪"..‬‬ ‫ال ّ‬
‫ن أي يخسسدمونهم ‪ ،‬ويسسدفعون‬ ‫ض سُرو َ‬ ‫ح َ‬ ‫م ْ‬ ‫وقسسوله ‪ُ :‬‬
‫عنهم ‪ ،‬ويغضبون لهم ‪ ،‬وليس لللهة استطاعة‬
‫على شيء ‪ ،‬ول قدرة على النصر‪ .‬أو إنهم يوم‬
‫القيامة محضسسرون لعسسذابهم ‪ ،‬لنهسسم يجعلسسونهم‬
‫وقودا للنار‪.‬‬
‫ثسسم سسسّلى الّلسسه رسسسوله عمسسا يلقسساه مسسن أذى‬
‫ك قَوْل ُهُ ْ‬
‫م ‪ ..‬إ ِّنسسا‬ ‫حُزن ْ َ‬
‫المشركين ‪ ،‬فقال ‪َ » :‬فل ي َ ْ‬
‫ن «‪.‬هو عزاء كريم ‪،‬‬ ‫ن َوما ي ُعْل ُِنو َ‬ ‫سّرو َ‬ ‫م ما ي ُ ِ‬ ‫ن َعْل َ ُ‬
‫ب كريم ‪ ،‬ممسسا يرميسسه بسسه‬ ‫للنبى الكريم ‪ ،‬من ر ّ‬
‫قسسومه مسسن يسسذىء القسسول وسسساقطه ‪َ » ..‬فل‬
‫م « هذا الذي يقولونه عنسسك ‪ ،‬مسسن‬ ‫ك قَوْل ُهُ ْ‬ ‫حُزن ْ َ‬ ‫يَ ْ‬
‫أنك كاذب ‪ ،‬وشاعر ‪ ،‬ومجنون ‪ ،‬ول يحزنك مسسا‬
‫يقولونه فى آلهتهم ‪ ،‬وأنها شفعاء لهم من دون‬
‫الّله ‪..‬‬
‫‪216‬‬
‫ن َومسسا‬ ‫س سّرو َ‬
‫م ما ي ُ ِ‬ ‫وفى قوله تعالى ‪ » :‬إ ِّنا ن َعْل َ ُ‬
‫ن «‪ ..‬تهديسسد للمشسسركين ‪ ،‬ووعيسسد لهسسم‬ ‫ي ُعْل ُِنسسو َ‬
‫بالحسسساب الشسسديد ‪ ،‬والعسسذاب الليسسم ‪ ،‬فسسالّله‬
‫سسسبحانه يعلسسم مسسا يسسسرون ومسسا يعلنسسون ‪ ،‬مسسن‬
‫كفر ‪ ،‬وضلل ‪ ،‬وبهتان ‪ ،‬وهو سبحانه محاسبهم‬
‫ومجازيهم عليه ‪"..‬‬
‫ومضات‬
‫في هذا القطاع الخير من السسسورة تسسستعرض‬
‫كسسل القضسسايا السستي تعالجهسسا السسسورة ‪ ..‬قضسسية‬
‫الوحي وطسسبيعته وقضسسية اللوهيسسة والوحدانيسسة‪.‬‬
‫وقضسسية البعسسث والنشسسور ‪ ..‬تسسستعرض فسسي‬
‫مقاطع مفصلة‪ .‬مصسحوبة بمسؤثرات قويسة فسي‬
‫إيقاعات عميقة‪ .‬كلها تتجه إلى إبراز يد القدرة‬
‫وهي تعمل كل شيء في هذا الكسسون وتمسسسك‬
‫بمقاليد المور كلها‪ .‬ويتمثل هذا المعنى مركزا‬
‫فسسي النهايسسة فسسي اليسسة السستي تختسسم السسسورة ‪:‬‬
‫يٍء وَإ ِل َي ْس ِ‬
‫ه‬ ‫شس ْ‬ ‫ل َ‬ ‫ت ك ُس ّ‬‫كو ُ‬ ‫مل َ ُ‬ ‫ن ال ّ ِ‬
‫ذي ب ِي َد ِهِ َ‬ ‫»فَ ُ‬
‫سْبحا َ‬
‫ن« ‪ ..‬فهذه اليد القوية المبتدعة خلقسست‬ ‫جُعو َ‬ ‫ت ُْر َ‬
‫النعسسام للبشسسر وذللتهسسا لهسسم‪ .‬وهسسي خلقسست‬
‫النسان من نطفة‪.‬‬
‫وهسسي تحيسسي رميسسم العظسسام كمسسا أنشسسأتها أول‬
‫مرة‪ .‬وهسسي جعلسست مسسن الشسسجر الخضسسر نسسارا‪.‬‬
‫وهي أبدعت السماوات والرض‪ .‬وفسسي النهايسسة‬
‫هي مالكة كل شيء في هسسذا الوجسسود ‪ ..‬وذلسسك‬
‫قوام هذا المقطع الخير ‪..‬‬

‫‪217‬‬
‫ن هُوَ إ ِّل‬ ‫ه ‪ -‬إِ ْ‬ ‫شعَْر ‪َ -‬وما ي َن ْب َِغي ل َ ُ‬ ‫مناه ُ ال ّ‬ ‫»َوما ع َل ّ ْ‬
‫ق‬
‫حس ّ‬ ‫حي ّسسا وَي َ ِ‬ ‫ن َ‬ ‫ن كسسا َ‬ ‫مس ْ‬ ‫ن‪ .‬ل ِي ُن ْسذ َِر َ‬ ‫مِبيس ٌ‬‫ن ُ‬ ‫ذ ِك ٌْر وَقُْرآ ٌ‬
‫ن« ‪..‬‬ ‫ري َ‬ ‫ل ع ََلى اْلكافِ ِ‬ ‫قو ْ ُ‬ ‫ال ْ َ‬
‫وردت قضية الوحي في أول السسسورة ‪» :‬يسسس‬
‫علسسى‬ ‫ن‪َ .‬‬ ‫سسِلي َ‬‫مْر َ‬ ‫ن ال ْ ُ‬ ‫مس َ‬ ‫ك لَ ِ‬‫م‪ .‬إ ِن ّس َ‬ ‫كيس ِ‬‫ح ِ‬ ‫ن ال ْ َ‬ ‫قْرآ ِ‬ ‫َوال ْ ُ‬
‫م‪ .‬ل ِت ُن ْسذ َِر‬
‫حيس ِ‬ ‫زيسزِ الّر ِ‬ ‫ل ال ْعَ ِ‬‫زيس َ‬ ‫قيم ٍ ت َن ْ ِ‬
‫سست َ ِ‬‫م ْ‬
‫ُ‬
‫ط ُ‬ ‫صرا ٍ‬ ‫ِ‬
‫ن ‪ .. «..‬والن‬ ‫ُ‬
‫م غسسافِلو َ‬ ‫م فَهُ س ْ‬ ‫وما ما أن ْذ َِر آباؤ ُهُ ْ‬ ‫ً‬ ‫قَ ْ‬
‫تجيسسء فسسي صسسورتها هسسذه للسسرد علسسى مسسا كسسان‬
‫يدعيه بعضسهم مسن وصسف النسبي ‪ -  -‬بسأنه‬
‫شاعر ووصف القرآن الذي جاء به بأنه شعر‪.‬‬
‫وما كان يخفسسى علسسى كسسبراء قريسسش أن المسسر‬
‫ليس كذلك‪ .‬وأن ما جاءهم بسسه محمسسد ‪-  -‬‬
‫قسول غيسسر معهسود فسي لغتهسم‪ .‬ومسا كسانوا مسن‬
‫الغفلة بحيث ل يفرقون بيسسن القسسرآن والشسسعر‪.‬‬
‫إنما كان هسسذا طرفسسا مسسن حسسرب الدعايسسة السستي‬
‫شنوها على الدين الجديد وصاحبه ‪ -  -‬في‬
‫أوساط الجماهير‪ .‬معتمسسدين فيهسسا علسسى جمسسال‬
‫النسسسق القرآنسسي المسسؤثر ‪ ،‬السسذي قسسد يجعسسل‬
‫الجماهير تخلسسط بينسسه وبيسسن الشسسعر إذا وجهسست‬
‫هذا التوجيه‪.‬‬
‫وهنا ينفي الّله ‪ -‬سسسبحانه ‪ -‬أنسسه علسسم الرسسسول‬
‫الشعر‪ .‬وإذا كان الّله لم يعلمه فلن يعلم‪ .‬فمسسا‬
‫يعلم أحد شيئا إل ما يعلمه الّله ‪..‬‬
‫ثم ينفي لياقة الشعر بالرسول ‪َ» : -  -‬وما‬
‫ه« فللشعر منهج غير منهج النبوة‪.‬‬ ‫ي َن ْب َِغي ل َ ُ‬

‫‪218‬‬
‫الشسسعر انفعسسال‪ .‬وتعسسبير عسسن هسسذا النفعسسال‪.‬‬
‫والنفعال يتقلب مسن حسال إلسى حسال‪ .‬والنبسوة‬
‫وحي‪ .‬على منهج ثابت‪.‬‬
‫ّ‬
‫على صراط مستقيم‪ .‬يتبع ناموس الله الثسسابت‬
‫الذي يحكم الوجسسود كلسسه‪ .‬ول يتبسسدل ول يتقلسسب‬
‫مسسسع الهسسسواء الطسسسارئة ‪ ،‬تقلسسسب الشسسسعر مسسسع‬
‫النفعالت المتجددة التي ل تثبت على حال‪.‬‬
‫والنبوة اتصسال دائم بسسالّله ‪ ،‬وتلسسق مباشسسر عسسن‬
‫وحي الل ّسسه ‪ ،‬ومحاولسسة دائمسسة لسسرد الحيسساة إلسسى‬
‫الّله‪ .‬بينما الشعر ‪ -‬في أعلى صسسوره ‪ -‬أشسسواق‬
‫إنسانية إلى الجمال والكمسسال مشسسوبة بقصسسور‬
‫النسان وتصسسوراته المحسسدودة بحسسدود مسسداركه‬
‫واسسستعداداته‪ .‬فأمسسا حيسسن يهبسسط عسسن صسسوره‬
‫العالية فهو انفعالت ونسسزوات قسسد تهبسسط حسستى‬
‫تكون صراخ جسد ‪ ،‬وفورة لحم ودم! فطبيعسسة‬
‫النبوة وطبيعة الشعر مختلفتان مسسن السسساس‪.‬‬
‫هذه ‪ -‬في أعلى صسسورها ‪ -‬أشسسواق تصسسعد مسسن‬
‫الرض‪ .‬وتلسك فسي صسميمها هدايسة تتنسزل مسن‬
‫السماء ‪..‬‬
‫ن« ‪..‬ذكسسر وقسسرآن ‪..‬‬ ‫مِبي ٌ‬‫ن ُ‬‫ن هُوَ إ ِّل ذ ِك ٌْر وَقُْرآ ٌ‬‫»إ ِ ْ‬
‫وهمسسا صسسفتان لشسسيء واحسسد‪ .‬ذكسسر بحسسسب‬
‫وظيفته‪ .‬وقرآن بحسب تلوتسسه‪ .‬فهسسو ذكسسر لل ّسسه‬
‫يشتغل به القلب ‪ ،‬وهو قرآن يتلى ويشتغل بسسه‬
‫اللسان‪ .‬وهو منزل ليؤدي وظيفة محسسدودة ‪» :‬‬
‫ل ع ََلسسى‬ ‫حسسقّ ال ْ َ‬
‫قسسوْ ُ‬ ‫حّيسسا ‪ ،‬وَي َ ِ‬
‫ن َ‬‫ن كسسا َ‬ ‫مسس ْ‬ ‫ل ِي ُْنسسذ َِر َ‬
‫ن« ‪..‬‬ ‫ري َ‬‫اْلكافِ ِ‬

‫‪219‬‬
‫ويضع التعبير القرآني الكفر في مقابل الحياة‪.‬‬
‫فيجعل الكفسسر موتسسا ‪ ،‬ويجعسسل اسسستعداد القلسسب‬
‫لليمان حياة‪.‬‬
‫ويسسبين وظيفسسة هسسذا القسسرآن بسسأنه نسسزل علسسى‬
‫الرسول ‪ -  -‬لينسسذر مسن بسه حيسساة‪ .‬فيجسسدي‬
‫فيهسسم النسسذار ‪ ،‬فأمسسا الكسسافرون فهسسم مسسوتى ل‬
‫يسمعون النذير وظيفة القرآن بالقيسساس إليهسسم‬
‫هي تسجيل الستحقاق للعسسذاب ‪ ،‬فسسإن الل ّسسه ل‬
‫يعذب أحدا حتى تبلغه الرسسسالة ثسسم يكفسسر عسسن‬
‫بينة ويهلسسك بل حجسسة ول معسسذرة! وهكسسذا يعلسسم‬
‫الناس أنهم إزاء هسسذا القسسرآن فريقسسان ‪ :‬فريسسق‬
‫يسسستجيب فهسسو حسسي‪ .‬وفريسسق ل يسسستجيب فهسسو‬
‫ميت‪.‬‬
‫ويعلم هذا الفريسسق أن قسسد حسسق عليسسه القسسول ‪،‬‬
‫وحق عليه العذاب!‬
‫والمقطع الثاني في هذا القطاع يعسرض قضسية‬
‫اللوهية والوحدانية ‪ ،‬في إطار مسن مشساهدات‬
‫القسسوم ‪ ،‬ومسسن نعسسم البسسارئ عليهسسم ‪ ،‬وهسسم ل‬
‫مسسا‬‫م ّ‬‫م ِ‬ ‫قنسسا ل َهُ س ْ‬ ‫م ي َسَرْوا أ َن ّسسا َ‬
‫خل َ ْ‬ ‫َ‬
‫يشسسكرون ‪» :‬أوَل َس ْ‬
‫ن؟ وَذ َل ّْلناهسسا‬ ‫م َلها مسسال ِ ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫كو َ‬ ‫دينا أْنعاما ً فَهُ ْ‬ ‫ت أي ْ ِ‬ ‫مل َ ْ‬‫عَ ِ‬
‫ْ‬
‫م ِفيهسسا‬ ‫ن‪ .‬وَل َهُس ْ‬ ‫مْنهسسا ي َسأك ُُلو َ‬ ‫م وَ ِ‬ ‫مْنها َرك ُسسوب ُهُ ْ‬ ‫م فَ ِ‬ ‫ل َهُ ْ‬
‫ن‬‫مس ْ‬ ‫ذوا ِ‬ ‫خس ُ‬ ‫ن؟ َوات ّ َ‬ ‫ش سك ُُرو َ‬ ‫ب أ ََفل ي َ ْ‬ ‫مشسسارِ ُ‬ ‫منافِعُ وَ َ‬ ‫َ‬
‫ن‬ ‫طيُعو َ‬‫سست َ ِ‬ ‫ن‪ .‬ل ي َ ْ‬ ‫صسُرو َ‬ ‫م ي ُن ْ َ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬
‫ة لعَلُهس ْ‬ ‫ن اللهِ آل َِهس ً‬‫ّ‬ ‫دو ِ‬ ‫ُ‬
‫حُزن ْسكَ‬ ‫ن‪َ .‬فل ي َ ْ‬ ‫ض سُرو َ‬ ‫ح َ‬ ‫م ْ‬‫جن ْسد ٌ ُ‬ ‫م ُ‬ ‫م له ُ س ْ‬‫َ‬ ‫م وَهُ ْ‬ ‫صَرهُ ْ‬ ‫نَ ْ‬
‫ن« ‪..‬‬ ‫ن َوما ي ُعْل ُِنو َ‬ ‫سّرو َ‬ ‫م ما ي ُ ِ‬ ‫م إ ِّنا ن َعْل َ ُ‬ ‫قَوْل ُهُ ْ‬
‫أو لم يروا؟ فآيسسة الل ّسسه هنسسا مشسسهودة منظسسورة‬
‫بيسسن أيسسديهم ‪ ،‬ليسسست غائبسسة ول بعيسسدة ‪ ،‬ول‬
‫‪220‬‬
‫غامضة تحتاج إلى تسسدبر أو تفكيسسر ‪ ..‬إنهسسا هسسذه‬
‫النعسسام السستي خلقهسسا الل ّسسه لهسسم وملكهسسم إياهسسا‪.‬‬
‫وذللها لهسم يركبونهسا ويسأكلون منهسا ويشسربون‬
‫ألبانها ‪ ،‬وينتفعون بها منافع شتى ‪ ..‬وكسسل ذلسسك‬
‫من قدرة الّله وتدبيره ومن إيداعه ما أودع من‬
‫الخصائص في النسساس وفسسي النعسسام ‪ ،‬فجعلهسسم‬
‫قادرين على تذليلها واستخدامها والنتفاع بهسسا‪.‬‬
‫وجعلهسسا مذللسسة نافعسسة ملبيسسة لشسستى حاجسسات‬
‫النسان‪ .‬وما يملك الناس أن يصنعوا من ذلسسك‬
‫كله شسسيئا‪ .‬ومسسا يملكسسون أن يخلقسسوا ذبابسسا ولسسو‬
‫اجتمعوا له‪.‬‬
‫وما يملكون أن يذللوا ذبابة لم يركب الّله فسسي‬
‫خصائصسسسها أن تكسسسون ذلسسسول لهسسسم! ‪» ..‬أ ََفل‬
‫ن؟« ‪..‬‬‫شك ُُرو َ‬
‫يَ ْ‬
‫وحيسسن ينظسسر النسسسان إلسسى المسسر بهسسذه العيسسن‬
‫وفي هذا الضوء الذي يشسسيعه القسسرآن الكريسسم‪.‬‬
‫فإنه يحسس لتسوه أنسه مغمسور بفيسض مسن نعسم‬
‫الّله‪ .‬فيض يتمثل في كل شيء حسسوله‪ .‬وتصسسبح‬
‫كل مرة يركب فيها دابة ‪ ،‬أو يأكل قطعسسة مسسن‬
‫لحسم ‪ ،‬أو يشسسرب جرعسسة مسن لبسن ‪ ،‬أو يتنساول‬
‫قطعة من سسسمن أو جبسسن‪ .‬أو يلبسسس ثوبسسا مسسن‬
‫شعر أو صوف أو وبر ‪ ..‬إلى آخره إلى آخره ‪..‬‬
‫لمسسسة وجدانيسسة تشسسعر قلبسسه بوجسسود الخسسالق‬
‫ورحمته ونعمته‪ .‬ويطرد هذا في كل مسسا تمسسس‬
‫يده من أشياء حوله ‪ ،‬وكسسل مسسا يسسستخدمه مسسن‬
‫حسسي أو جامسسد فسسي هسسذا الكسسون الكسسبير‪ .‬وتعسسود‬

‫‪221‬‬
‫حياته كلها تسبيحا لّله وحمدا وعبادة آناء الليل‬
‫وأطراف النهار ‪..‬‬
‫ولكن الناس ل يشكرون‪ .‬وفيهم من اتخسسذ مسسع‬
‫ن‬ ‫دو ِ‬
‫ن ُ‬ ‫م ْ‬
‫ذوا ِ‬ ‫خ ُ‬‫هذا كله آلهة من دون الّله ‪َ» :‬وات ّ َ‬
‫ن‬ ‫طيُعو َ‬ ‫سسسست َ ِ‬
‫ن‪ .‬ل ي َ ْ‬ ‫صسسسُرو َ‬ ‫م ي ُن ْ َ‬‫ة ل َعَل ّهُسسس ْ‬‫الل ّسسسهِ آل ِهَسسس ً‬
‫ن« ‪ :‬وفسسي‬ ‫ضسسُرو َ‬ ‫ح َ‬ ‫م ْ‬ ‫جْنسسد ٌ ُ‬
‫م ُ‬ ‫م ل َُهسس ْ‬ ‫هسس ْ‬‫م وَ ُ‬ ‫صسسَرهُ ْ‬ ‫نَ ْ‬
‫الماضي كانت اللهة أصناما وأوثانا ‪ ،‬أو شسسجرا‬
‫أو نجوما ‪ ،‬أو ملئكة أو جنا ‪ ..‬والوثنية ما تسسزال‬
‫حتى اليوم في بعض بقاع الرض‪ .‬ولكن السسذين‬
‫ل يعبدون هذه اللهة لم يخلصوا للتوحيد‪ .‬وقسسد‬
‫يتمثل شركهم اليوم في اليمسسان بقسسوى زائفسسة‬
‫غير قوة الّله وفي اعتمادهم على أسناد أخرى‬
‫غيسسر الل ّسسه‪ .‬والشسسرك ألسسوان ‪ ،‬تختلسسف بسساختلف‬
‫الزمان والمكان‪.‬‬
‫ولقد كانوا يتخذون تلك اللهة يبتغون أن ينسسالوا‬
‫بهسسا النصسسر‪ .‬بينمسسا كسسانوا هسسم السسذين يقومسسون‬
‫بحمايسسة تلسسك اللهسسة أن يعتسسدي عليهسسا معتسسد أو‬
‫يصسسيبها بسسسوء ‪ ،‬فكسسانوا هسسم جنودهسسا وحماتهسسا‬
‫جْنسسسسد ٌ‬
‫م ُ‬ ‫م ل َُهسسسس ْ‬ ‫هسسسس ْ‬ ‫المعسسسسدين لنصسسسسرتها ‪» :‬وَ ُ‬
‫ن« ‪..‬‬ ‫ضُرو َ‬ ‫ح َ‬‫م ْ‬ ‫ُ‬
‫وكان هذا غاية فسسي سسسخف التصسسور والتفكيسسر‪.‬‬
‫غير أن غالبية الناس اليوم لسسم ترتسسق عسسن هسسذا‬
‫السخف إل من حيث الشكل‪ .‬فالسسذين يؤلهسسون‬
‫الطغاة والجبارين اليوم ‪ ،‬ل يبعدون كسسثيرا عسسن‬
‫عباد تلك الصنام والوثان‪ .‬فهم جند محضرون‬
‫للطغاة‪ .‬وهسسم السسذين يسسدفعون عنهسسم ويحمسسون‬
‫طغيسسانهم‪ .‬ثسسم هسسم فسسي السسوقت ذاتسسه يخسسرون‬
‫‪222‬‬
‫للطغيان راكعين! إن الوثنيسسة هسسي الوثنيسسة فسسي‬
‫شتى صورها‪ .‬وحيثما اضطربت عقيدة التوحيد‬
‫الخسسالص أي اضسسطراب جسساءت الوثنيسسة ‪ ،‬وكسسان‬
‫الشرك ‪ ،‬وكانت الجاهلية! ول عصمة للبشسسرية‬
‫إل بالتوحيسسد الخسسالص السسذي يفسسرد الل ّسسه وحسسده‬
‫باللوهية‪ .‬ويفرده وحده بالعبادة‪ .‬ويفرده وحده‬
‫بسسالتوجه والعتمسساد‪ .‬ويفسسرده وحسسده بالطاعسسة‬
‫والتعظيم‪.‬‬
‫ن َومسا‬‫سسّرو َ‬ ‫م‪ .‬إ ِّنسا ن َعَْلس ُ‬
‫م مسا ي ُ ِ‬ ‫ك قَوْل ُهُ ْ‬
‫حُزن ْ َ‬
‫»َفل ي َ ْ‬
‫ن«‪.‬‬ ‫ي ُعْل ُِنو َ‬
‫الخطسساب للرسسسول ‪ -  -‬وهسسو يسسواجه أولئك‬
‫السسذين اتخسسذوا مسسن دون الل ّسسه آلهسسة‪ .‬والسسذين ل‬
‫يشسسسكرون ول يسسسذكرون‪ .‬ليطمئن بسسسال مسسسن‬
‫ناحيتهم‪ .‬فهم مكشوفون لعلسسم الل ّسسه‪ .‬وكسسل مسسا‬
‫يدبرونه وما يملكونه تحت عينه‪.‬‬
‫فل علسسى الرسسسول منهسسم‪ .‬وأمرهسسم مكشسسوف‬
‫للقدرة القادرة‪ .‬والّله من ورائهم محيط ‪..‬‬
‫ولقد هان أمرهم بهذا‪ .‬وما عاد لهم مسسن خطسسر‬
‫يحسه مؤمن يعتمسسد علسسى الل ّسسه‪ .‬وهسسو يعلسسم أن‬
‫الّله يعلم ما يسسرون ومسا يعلنسون‪ .‬وأنهسم فسي‬
‫‪131‬‬
‫قبضته وتحت عينه وهم ل يشعرون!‬
‫وقال دروزة ‪ " :‬والية الولى تنفي عن النسسبي‬
‫‪ ‬الشاعرية علما وترّفعا ً وتقسسرر أن القسسرآن‬
‫ليس إّل تذكيرا ً للناس وقرآنا مبينا واضحا‪.‬‬
‫والية الثانية تعلن أن النسسبي ‪ ‬إنمسسا أرسسسل‬
‫وأنزل عليه القرآن لينذر النسساس فينتفسسع بسسذلك‬
‫‪ -‬في ظلل القرآن ‪ ،‬ج ‪ ، 5‬ص ‪2974 :‬‬ ‫‪131‬‬

‫‪223‬‬
‫ي سسسليم‬ ‫مسسن كسسان ذا عقسسل متأمسسل وقلسسب ح س ّ‬
‫ويحق القول وتقوم الحجة على الجاحدين‪.‬‬
‫وبرغم ما يبدو مسسن اسسستقلل اليسستين بموضسسوع‬
‫منفصل عما قبلهمسسا فسسإن مسسا جسساء بعسسدهما هسسو‬
‫اسسستمرار للسسسياق الول فسسي التنديسسد بالكفسسار‬
‫وحكايسسة أقسسوالهم ومسسواقفهم بحيسسث يمكسسن أن‬
‫يقال إنهما متصلتان بالسياق السسسابق واللحسسق‬
‫أيضا وإنهما جاءتسسا بمثابسسة تقريسسر لمهمسسة النسسبي‬
‫‪ ‬وهدف ما يوحيه الّله إليه من قرآن‪ .‬وهذا‬
‫السلوب النظمي قد تكرر في القسسرآن‪ .‬ويبسسدو‬
‫أن حكمة هذا السلوب هنسسا هسسي تقريسسر أن مسسا‬
‫يتلسسوه النسسبي ‪ ‬مسسن آيسسات النسسذار والوعيسسد‬
‫والتقريرات عن عظمسسة الل ّسسه ووصسسف مشسساهد‬
‫الخرة ومصسسائر النسساس فيهسسا ليسسس مسسن قبيسسل‬
‫الشعر وإنما هسسو قسسرآن ربسساني فيسسه كسسل الحسسق‬
‫والحقيقة‪.‬‬
‫علسسى أن اليسستين احتوتسسا موضسسوعا جديسسدا ذاتيسسا‬
‫أيضا‪ .‬وهو نفي شاعرية النسسبي ‪ ‬والقسسرآن‪.‬‬
‫فلقد رأى الكفار النبي ‪ ‬يتلو اليات البليغة‬
‫القوية النافذة إلى أعمسساق النفسسوس والمسسؤثرة‬
‫في العواطف والمشاعر فظنوا ذلك من قبيسسل‬
‫الشعر البليغ الذي اعتسسادوا سسسماعه والتسسأّثر بسسه‬
‫مس له‪.‬‬ ‫والتح ّ‬
‫ولم يرد في السور السابقة حكايسسة عسسن نسسسبة‬
‫الشعر إلى النبي ‪ ‬من قبل الكفار‪ .‬غير أن‬
‫اليتين تلهمان بقوة أن هذا مما كسسانوا يقولسسونه‬
‫قبل نزولهما‪ .‬ولقسسد حكتسسه عنهسسم آيسسات عديسسدة‬
‫‪224‬‬
‫في سور أخرى بعد هذه السورة حيث اقتضت‬
‫حكمة التنزيل ذلك‪ .‬منها آية سورة النبياء هذه‬
‫و‬ ‫ل افْت َسسراه ُ ب َس ْ‬ ‫ل قسساُلوا أ َضسسغا ُ َ‬ ‫‪ :‬ب َس ْ‬
‫ل هُس َ‬ ‫حلم ٍ ب َس ِ‬ ‫ثأ ْ‬ ‫ْ‬
‫ْ‬
‫ُ‬
‫ن )‪ (5‬وآيسسة‬ ‫ل اْل َوّل ُسسو َ‬ ‫س َ‬ ‫كما أْر ِ‬ ‫عٌر فَل ْي َأِتنا ِبآي َةٍ َ‬ ‫شا ِ‬
‫َ‬
‫ص‬‫عٌر ن َت ََرّبسس ُ‬
‫ن شسسا ِ‬ ‫قوُلو َ‬ ‫م يَ ُ‬ ‫سورة الطور هذه ‪ :‬أ ْ‬
‫ن )‪.(30‬‬ ‫ب ال ْ َ‬
‫مُنو ِ‬ ‫ب ِهِ َري ْ َ‬
‫وفي نفي شاعرية النبي ‪ ‬وتقرير خطسسورة‬
‫ه{ وكسسذلك فسسي‬ ‫مهمته في عبارة }َوما ي َن ْب َِغي ل َ ُ‬
‫تقرير كون القرآن ذكرا وإنذارا قصد ٌ آخُر على‬
‫ما يتبادر لنا وهو توكيد سموّ المصسسدر القرآنسسي‬
‫وعلوّ أهدافه وتجّرده عن المبالغات والكسساذيب‬
‫والندفاع في العاطفة والخيال ‪ ،‬شأن الشعراء‬
‫وما يصدر عنهم ‪ ،‬ولفسست نظسسر السسامعين إلسسى‬
‫أن ما يتلوه هو ذكر وقرآن رباني فيسسه الصسسدق‬
‫والحقيقة وفيه الهدى والموعظة وفيه السسدعوة‬
‫الخالصسسة إلسسى الل ّسسه وصسسراط المسسستقيم وفيسسه‬
‫أسمى مبادئ الخير والصسسلح وفضسسائل الخلق‬
‫والنظم وفيه النذار والتبشسسير والحسسرص علسسى‬
‫هدايسسسة النسسساس وتحريسسسر نفوسسسسهم وقسسسواهم‬
‫وعقولهم والتسسسامي بهسسا إلسسى مراتسسب الكمسسال‬
‫الخلقي والجتماعي والنساني‪.‬‬
‫وة وأعلمهسسا‬ ‫وكسسل هسسذا هسسو مسسن مهمسسات النبسس ّ‬
‫ت إلسسى الشسسعر‬ ‫ومظاهرها وليس فيه شيء يمس ّ‬
‫والشعراء‪ .‬ولقد زعم الكفار بالضافة إلسسى أنسسه‬
‫ن‬‫شاعر أنسسه يتلقسسى شسسعره مسسن شسسياطين الجس ّ‬
‫على ما كانوا يعتقدونه بالنسبة لنوابغ الشسسعراء‬
‫وعباقرتهم فأنزل الّله آيات عديدة فسسي سسسورة‬
‫‪225‬‬
‫ب‬ ‫ل َر ّ‬ ‫زي ُ‬ ‫ه ل َت َن ْ ِ‬ ‫الشعراء في هذا الصدد منها ‪ :‬وَإ ِن ّ ُ‬
‫ن )‪(193‬‬ ‫مي س ُ‬ ‫ح اْل َ ِ‬ ‫ل ب ِهِ ال سّرو ُ‬ ‫ن )‪ (192‬ن ََز َ‬ ‫مي َ‬ ‫اْلعال َ ِ‬
‫ن‬ ‫ن )‪ (194‬ب ِِلسسسا ٍ‬ ‫من ْذ ِِري َ‬ ‫ن ال ْ ُ‬ ‫م َ‬ ‫ن ِ‬ ‫كو َ‬ ‫ك ل ِت َ ُ‬ ‫على قَل ْب ِ َ‬ ‫َ‬
‫ن)‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫فسي ُزُبسرِ الوِّليس َ‬ ‫هل ِ‬ ‫ن )‪ (195‬وَإ ِّنس ُ‬ ‫مِبيس ٍ‬ ‫ي ُ‬ ‫ع ََرِبس ّ‬
‫ن )‪(210‬‬ ‫طي ُ‬ ‫شسسيا ِ‬ ‫ت ب ِهِ ال ّ‬ ‫‪ (196‬ومنها ‪َ :‬وما ت َن َّزل َ ْ‬
‫م‬ ‫ن )‪ (211‬إ ِن ّهُس ْ‬ ‫طيُعو َ‬ ‫سست َ ِ‬ ‫م َومسسا ي َ ْ‬ ‫َوما ي َن ْب َغِسسي ل َهُس ْ‬
‫ل‬ ‫ن )‪، (212‬ومنهسسا ‪ :‬هَ س ْ‬ ‫معُْزول ُسسو َ‬ ‫مِع ل َ َ‬ ‫سس ْ‬ ‫ن ال ّ‬ ‫ُع َ س ِ‬
‫ل‬ ‫ن )‪ (221‬ت َن َسّز ُ‬ ‫طي ُ‬ ‫شسسيا ِ‬ ‫ل ال ّ‬ ‫ن ت َن َّز ُ‬ ‫م ْ‬ ‫على َ‬ ‫م َ‬ ‫أن َب ّئ ُك ُ ْ‬
‫ع‬
‫م َ‬ ‫سسس ْ‬ ‫ن ال ّ‬ ‫قسسو َ‬ ‫ك أ َِثيسسم ٍ )‪ (222‬ي ُل ْ ُ‬ ‫ل أّفسسا ٍ‬
‫كسس ّ َ‬ ‫علسسى ُ‬ ‫َ‬
‫م‬ ‫ن )‪َ (223‬وال ّ‬ ‫َ‬
‫وَأك ْث َُر ُ‬
‫شسسَعراُء ي َت ّب ِعُُهسس ُ‬ ‫م كسساذ ُِبو َ‬ ‫هسس ْ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ل وادٍ‬ ‫كسس ّ‬‫م ِفسسي ُ‬ ‫م َتسسَر أن ُّهسس ْ‬ ‫ن )‪ (224‬أَلسس ْ‬ ‫اْلغسساُوو َ‬
‫َ‬
‫ن)‬ ‫فعَل ُسسو َ‬ ‫ن مسسا ل ي َ ْ‬ ‫قول ُسسو َ‬ ‫م يَ ُ‬ ‫ن )‪ (225‬وَأن ّهُ ْ‬ ‫مو َ‬ ‫ي َِهي ُ‬
‫ت‬ ‫صسسساِلحا ِ‬ ‫ملسسسوا ال ّ‬ ‫ُ‬ ‫مُنسسسوا وَع َ ِ‬ ‫نآ َ‬ ‫ذي َ‬ ‫ّ‬
‫‪ (226‬إ ِل السسس ِ‬ ‫ّ‬
‫مسسوا‬ ‫ن ب َعْد ِ مسسا ظ ُل ِ ُ‬ ‫م ْ‬ ‫صُروا ِ‬ ‫ه ك َِثيرا ً َوان ْت َ َ‬ ‫وَذ َك َُروا الل ّ َ‬
‫َ‬
‫ن)‬ ‫قل ِب ُسسو َ‬ ‫ب ي َن ْ َ‬ ‫قل َس ٍ‬ ‫من ْ َ‬ ‫مسسوا أيّ ُ‬ ‫ن ظ َل َ ُ‬ ‫ذي َ‬ ‫م ال ّس ِ‬ ‫س سي َعْل َ ُ‬ ‫وَ َ‬
‫ي‬
‫‪ (227‬حيث انطوى في هذه اليات تقرير قو ّ‬
‫ي لشسساعرية‬ ‫في تزييف الشسسعر والشسسعراء ونف س ٌ‬
‫ة بين الشعر‬ ‫ة رائع ٌ‬ ‫ن ‪،‬ومقارن ٌ‬ ‫النبي ‪ ‬والقرآ ِ‬
‫والقرآن وبين الشعراء والنبي صلى الل ّسسه عليسسه‬
‫ن إنمسسا تنسسزل بالشسسعر علسسى‬ ‫وسسسلم‪ .‬فالشسسياطي ُ‬
‫الشسسعراء ل علسسى النبيسساء ‪ ،‬ومعظسسم الشسسعراء‬
‫كاذبون أّفاكون أثيمسسون وفسسي كسسل واد يهيمسسون‬
‫ويقولون ما ل يفعلسسون ول يتبعهسسم إّل الغسساوون‬
‫الضالون في حين أن النبي ‪ ‬معروف بكل‬
‫خلق كريم و يدعو إلى الّله وحده وإلى مكسسارم‬
‫الخلق وفضائل الداب والحقّ والهسسدى وينهسسى‬
‫عن الشرك والثم والفسسواحش‪ .‬ويتبعسسه طائفسسة‬
‫‪226‬‬
‫عرفت بكسسرم الخلق والصسسفات فل يمكسسن أن‬
‫يكون النبي شاعرا ول يمكن أن يكسون القسرآن‬
‫شعرا مسسن نسسوع الشسسعر السسذي يقسسوله الشسسعراء‬
‫ل‬‫وتتنزل به الشياطين‪ .‬وإنما أنزله الّله عّز وج ّ‬
‫ل ذلك أنه متسقٌ مسسع كتسسب الل ّسسه الولسسى‬ ‫‪ ،‬ودلي ُ‬
‫التي أنزلها على أنبيسسائه الوليسسن والسستي يعسسرف‬
‫العسسرب السسسامعون خبرهسسا مسسن أهسسل الكتسساب‬
‫الذين هم بين ظهرانيهم‪.‬‬
‫ل من اليات على‬ ‫هذا ‪ ،‬ومن الممكن أن يستد ّ‬
‫أن العرب كانوا يسسرون فسسي القسسرآن نمطسا ً مسسن‬
‫أنمسساط الشسسعر ‪ ،‬وأن الشسسعر عنسسدهم لسسم يكسسن‬
‫محصوَر المفهوم في ما يكون منظوما موزونسسا‬
‫فى ‪ ،‬فقد قسسالوا إن النسسبي ‪ ‬شسساعر فسسي‬ ‫مق ّ‬
‫حيسسن أن القسسرآن ليسسس شسسعرا حسسسب تعريسسف‬
‫ح‬
‫الشعر العربي المعتاد‪ .‬ولو لم يسمعوا ما يص ّ‬
‫أن يطلق عليه فسسي نظرهسسم اسسسم الشسسعر لمسسا‬
‫قسسالوا إنسسه شسساعر ‪ ،‬ولعّلهسسم رأوا فسسي السسسور‬
‫فسساة مثسسل‬ ‫والفصسسول القرآنيسسة المتوازنسسة المق ّ‬
‫النجم والعلى والليل والشمس والقارعسة إلسسخ‬
‫مسسسا بسسسّرر لهسسسم إطلق الشسسسعر علسسسى القسسسرآن‬
‫والشاعر على النبي صلى الّله عليه وسلم‪.‬‬
‫وذكر بعض المثلة التي تمثسسل فيهسسا النسسبي ‪‬‬
‫ببعسسض الشسسعر أو الرجسسز ‪ ،‬ثسسم قسسال معقب سا ً ‪" :‬‬
‫والذي يتبسسادر لنسسا أنسسه ل منافسساة بيسسن أن يتمث ّسسل‬
‫النبي ‪ ‬ببعسسض الشسسعر بسسوزنه الصسسحيح بسسل‬
‫وأن يحفسسظ أكسسثر مسسن بيسست مسسن شسسعر شسسعراء‬
‫العرب الذي يجسسري علسسى لسسسانه بعسسض أبيسسات‬
‫‪227‬‬
‫على نمط الشعر المتواتر وبيسسن مسسدى الجملسسة‬
‫القرآنية‪ .‬وأن نفي ذلسسك عنسسه غيسسر مّتسسسق مسسع‬
‫طبيعة الشياء مسسن حيسسث إن النسسبي ‪ ‬كسسان‬
‫يعيش حياة العرب التي كان للشعر فيهسسا حي ّسٌز‬
‫كبيٌر‪ .‬وإن المدى الوجه والصح للجملسسة علسسى‬
‫ضسسوء مسسا تلهمسسه آيسسات سسسورة الشسسعراء السستي‬
‫أوردناها وشرحناها قبل قليل هو أن النسسبي ‪‬‬
‫صسسرف عسسن معاطسساة الشسسعر وأن ذلسسك ل‬ ‫قسسد ُ‬
‫‪132‬‬
‫وة‪".‬‬
‫يتناسب مع مهمة وجلل النب ّ‬
‫وقسال التعليسق علسى اليسات )‪ " : (73-71‬فسي‬
‫اليات تذكير استنكاري للسامعين بالنعام التي‬
‫خرها الّله لهم لينتفعوا بها في مختلف وجوه‬ ‫س ّ‬
‫النفع من ركوب وأكل وشرب ولبسسس ‪ ،‬وتنديسسد‬
‫بهسسم لعسسدم شسسكرهم علسسى نعمسسه والعسستراف‬
‫بفضله وربوبيته‪.‬‬
‫وفسسي اليسسات عسسود علسسى بسسدء فسسي التنديسسد‬
‫ذبين وربسسط للسسسياق ‪ ،‬كأنمسسا‬ ‫بالكسسافرين والمك س ّ‬
‫فصسسول مشسسهد الخسسرة ومسسا بعسسسدها جسساءت‬
‫اسسستطرادية‪ .‬وهكسسذا تتصسسل فصسسول السسسورة‬
‫ببعضها وتبدو صورة رائعة من صسسور التسسساوق‬
‫في النظم القرآني‪.‬‬
‫م ما ينتفع به العسسرب‪.‬‬ ‫ولقد كانت النعام من أه ّ‬
‫فجسساء التسسذكير بنعمسسة الّلسسه عليهسسم بهسسا قسسوي‬
‫السسستحكام‪ .‬وفسسي هسسذا مظهسسر مسسن مظسساهر‬
‫التسسسساوق بيسسسن السسسساليب القرآنيسسسة وأذهسسسان‬

‫‪ -‬التفسير الحديث لدروزة ‪(39 / 3) -‬‬ ‫‪132‬‬

‫‪228‬‬
‫السامعين مما تكرر كثيرا في مناسبات وصسسيغ‬
‫متنوعة‪.‬‬
‫وقد يقال إن الّله خلق النعام كما خلق غيرهسسا‬
‫مسسسن السسسدواب النافعسسسة والمؤذيسسسة بمقتضسسسى‬
‫الناموس العام‪ .‬وإن فسسي القسسول بسسأن الل ّسسه قسسد‬
‫خلقهسسا للنسساس إشسسكال ‪ ،‬والسسذي يتبسسادر لنسسا أن‬
‫المقصسسد مسسن مسسا جسساء فسسي اليسسات وأمثالهسسا‬
‫المتكررة في القرآن هو تذكير السسسامعين بمسسا‬
‫أقدرهم الّله عليه من تسخير النعام والنتفسساع‬
‫بها شتى المنافع التي فيها قسسوام حيسساتهم وبمسسا‬
‫يوجبه ذلك عليهم من الخلص له وشكره وبما‬
‫في التجسساه نحسسو غيسسره أو إشسسراك غيسسره معسسه‬
‫انحراف وشذوذ‪ .‬وفي اليات نفسها ومسسا يليهسسا‬
‫‪133‬‬
‫من اليات ما يؤيد هذا التوجيه‪".‬‬
‫وقسسال التعليسسق علسسى اليسستين )‪" : (75 -74‬‬
‫واليتسسسان اسسسستمرار فسسسي السسسسياق والتنديسسسد‬
‫بالكافرين على اتخاذهم آلهة غير الّله رجاء أن‬
‫ينصروهم في حين أنهم عاجزون عن ذلك‪.‬‬
‫وقد أّول المفسرون الفقرة الخيرة مسسن اليسسة‬
‫فار يتخذون‬ ‫الثانية تأويلت متعددة‪ .‬منها أن الك ّ‬
‫الصسسنام آلهسسة لهسسم مسسع أنهسسم هسسم جنسسد لهسسم‬
‫يحمسسونهم ويسسدفعون عنهسسم الذى والعسسدوان‪.‬‬
‫ومنها أن اللهة سوف يكونون مع الكفسسار يسسوم‬
‫القيامة جندا واحدا ولكنهم لن يسسستطيعوا لهسسم‬
‫نصسسرا حيسسث يطرحسسون جميعسسا فسسي النسسار‪ .‬وكل‬
‫التأويلين وجيسسه وإن كنسسا نرجسسح الول‪ .‬وكلهمسسا‬
‫‪ -‬التفسير الحديث لدروزة ‪(43 / 3) -‬‬ ‫‪133‬‬

‫‪229‬‬
‫منطسسو علسسى السسسخرية بالكسسافرين والتسسسفيه‬
‫لعقسسولهم وبقصسسد الفحسسام والتسسدعيم كمسسا هسسو‬
‫المتبادر‪".‬‬
‫ُ‬ ‫حُزن ْس َ‬
‫ك قَ سوْلهُ ْ‬
‫م‬ ‫وقال في التعليق على آية )َفل ي َ ْ‬
‫ن )‪ : (76‬فسسي‬ ‫ن َومسسا ي ُعْل ِن ُسسو َ‬‫سسّرو َ‬ ‫إ ِّنا ن َعْل َس ُ‬
‫م مسسا ي ُ ِ‬
‫الية تسلية للنسسبي ‪ ‬وقسسد جسساءت معترضسسة‬
‫فسسي السسسياق‪ .‬وقسسد أوردناهسسا لحسسدتها لن مسسن‬
‫المحتمل أن تكون التسلية فسسي صسسدد مسسا يسسثير‬
‫نفس النبي ‪ ‬مسن اتخسساذ الكفسسار آلهسسة لهسسم‬
‫غير الّله والستنصار بهم ‪ ،‬أو في صسسدد نعتهسسم‬
‫إياه بالشاعرية وتكذيبهم القسسرآن أو فسسي صسسدد‬
‫ما حكته اليات التالية من تحدي بعسسض زعمسساء‬
‫الكفسار ومكسابرتهم وتكسذيبهم البعسث الخسروي‬
‫بعد أن يصبحوا رميما‪.‬‬
‫وقسسد تكسسرر مثسسل ذلسسك حيسسث اقتضسسته حكمسسة‬
‫التنزيل بسبيل تثبيت النسسبي ‪ ‬وتقسسويته إزاء‬
‫ما كان يلقاه من قسومه مسن مواقسف ويسسمعه‬
‫‪134‬‬
‫من نعوت كانت تثيره وتحزنه‪".‬‬
‫ما ترشد إليه اليات‬
‫دلت اليات على ما يلي ‪:‬‬
‫مد ‪ ‬شاعرا‬ ‫‪ - 1‬ليس القرآن شعرا ‪ ،‬ول مح ّ‬
‫‪ ،‬فل يقسول الشسسعر ول يزنسسه ‪ ،‬وكسسان إذا حساول‬
‫إنشاد بيت قديم متمثل به ‪ ،‬كسر وزنه ‪ ،‬وإنمسسا‬
‫مه فقط الفادة من المعاني‪.‬‬ ‫كان ه ّ‬
‫‪ - 2‬إن إصابة النبي ‪ ‬الوزن أحيانا ل يسسوجب‬
‫أنه يعلم الشعر ‪ ،‬فقد يأتي مثل ذلك في آيسسات‬
‫‪ -‬التفسير الحديث لدروزة ‪(44 / 3) -‬‬ ‫‪134‬‬

‫‪230‬‬
‫القسسرآن ‪ ،‬وليسسس ذلسسك شسسعرا ول فسسي معنسساه ‪،‬‬
‫مسسا‬‫م ّ‬‫قسسوا ِ‬ ‫حت ّسسى ت ُن ْفِ ُ‬ ‫ن َتناُلوا ال ْب ِّر َ‬ ‫كقوله تعالى ‪ :‬ل َ ْ‬
‫ن‬ ‫مس َ‬‫ص سٌر ِ‬ ‫ن ]آل عمران ‪ [92 /3‬وقوله ‪ :‬ن َ ْ‬ ‫حّبو َ‬ ‫تُ ِ‬
‫ب ]الصسف ‪ [13 /61‬وقسوله ‪:‬‬ ‫ريس ٌ‬ ‫ح قَ ِ‬ ‫اللسهِ وَفَْتس ٌ‬ ‫ّ‬
‫ت ]سسسبأ ‪/34‬‬ ‫سسسيا ٍ‬ ‫دورٍ را ِ‬ ‫ب وَقُ س ُ‬ ‫جوا ِ‬ ‫ن ك َسسال ْ َ‬ ‫جفسسا ٍ‬ ‫وَ ِ‬
‫ن شسساءَ‬ ‫مس ْ‬ ‫ن وَ َ‬ ‫م ْ‬‫ن شسساَء فَل ْي ُسؤ ْ ِ‬ ‫مس ْ‬ ‫‪ [13‬وقسسوله ‪ :‬فَ َ‬
‫فْر ]الكهف ‪ [29 /18‬إلسسى غيسسر ذلسسك مسسن‬ ‫فَل ْي َك ْ ُ‬
‫اليات‪.‬‬
‫َ‬
‫شسسادِ‬ ‫ن إن ْ َ‬‫ل عَس ْ‬ ‫س سئ ِ َ‬‫مال ِك ًسسا ُ‬ ‫ن َ‬ ‫‪ - 3‬وَفِسسي ال ْعُت ْب ِي ّسةِ أ ّ‬
‫ه‬
‫ن ع َي ِْبسس ِ‬‫م ْ‬ ‫ه وََل ي َك ْث ُُر وَ ِ‬ ‫من ْ ُ‬
‫ف ِ‬ ‫خ ّ‬ ‫ما ي َ ِ‬ ‫ل‪َ :‬‬ ‫قا َ‬ ‫شعْرِ فَ َ‬ ‫ال ّ‬
‫َ‬
‫مسسا‬
‫شسعَْر وَ َ‬ ‫مسسا ع َل ّ ْ‬
‫من َسساه ُ ال ّ‬ ‫قو ُ‬
‫ل ‪ :‬وَ َ‬ ‫ج ّ‬
‫ل يَ ُ‬ ‫ه ع َّز وَ َ‬ ‫ن الل ّ َ‬
‫أ ّ‬
‫ه "‪.135‬‬ ‫ي َن ْب َِغي ل َ ُ‬
‫‪ - 4‬مسسا ينبغسسي ول يصسسح للنسسبي ‪ ‬أن يقسسول‬
‫الشعر ‪ ،‬وذلك من أعلم النبسسوة ‪ ،‬ول اعسستراض‬
‫لملحسسد علسسى هسسذا بمسسا يتفسسق السسوزن فيسسه مسسن‬
‫القسسرآن وكلم الرسسسول ‪ ، ‬لن مسسا وافسسق‬
‫وزنه وزن الشعر ‪ ،‬ولم يقصد به إلسسى الشسسعر ‪،‬‬
‫ليس بشسسعر ‪ ،‬ولسو كسسان شسسعرا لكسسان كسسل مسسن‬
‫نطسسق بمسسوزون مسسن العامسسة السسذين ل يعرفسسون‬
‫الوزن شاعرا‪.‬‬
‫‪ - 5‬إن الذي يتلوه النبي ‪ ‬على النسساس هسسو‬
‫ذكر من الذكار ‪ ،‬وعظة من المواعظ ‪ ،‬وقرآن‬
‫بّيسسن واضسسح مشسستمل علسسى الداب والخلق ‪،‬‬
‫والحكم والحكام ‪ ،‬والتشريع المحقق لسسسعادة‬
‫البشر‪.‬‬

‫‪ -‬المنتقى ‪ -‬شرح الموطأ ‪(268 / 4) -‬‬ ‫‪135‬‬

‫‪231‬‬
‫‪ - 6‬إن الغرض من إنزال القرآن إنذار من كان‬
‫ي القلب ‪ ،‬مستنير البصيرة ‪ ،‬وإيجاب الحجسسة‬ ‫ح ّ‬
‫بالقرآن على الكفرة‪.‬‬
‫ّ‬
‫‪ - 7‬مسسن أدلسسة وجسسود اللسسه ووحسسدانيته ‪ :‬خلسسق‬
‫النسان والحيوان والنبات ‪ ،‬فإنه سبحانه خلسسق‬
‫كل ذلك ‪ ،‬وأبدعه ‪ ،‬وعمله من غير واسطة ول‬
‫وكالة ول شركة‪.‬‬
‫ومن فضله ونعمته على النسساس تسسذليل النعسسام‬
‫لهم ‪ ،‬وتسخيرها لمنافعهم في الركوب ‪ ،‬وأكل‬
‫اللحسسسوم وشسسسرب الحليسسسب واللبسسسان ‪ ،‬وصسسسنع‬
‫السمان ‪ ،‬حتى إن الصبي يقود الجمل العظيم‬
‫ويضربه ويسسوجهه كيسسف شسساء ‪ ،‬وهسسو لسسه طسسائع‪.‬‬
‫وهذا كله وغيره يسسوجب شسسكر الخسسالق المنعسسم‬
‫وهو الّله على نعمه ‪ ،‬بعبادته وطسساعته وإخلص‬
‫ذلك له‪.‬‬
‫‪ - 8‬بالرغم من وجود اليات الدالة على قسسدرة‬
‫الّله ‪ ،‬اتخسسذ الكفسسار المشسسركون مسسن دون الل ّسسه‬
‫آلهسسة ‪ ،‬ل قسسدرة لهسسا علسسى فعسسل ‪ ،‬طمعسسا فسسي‬
‫نصرتها وأمل في مساعدتها لهسسم إن نسسزل بهسسم‬
‫عذاب‪.‬‬
‫والحقيقة أن تلك اللهة المزعومسسة ل تسسستطيع‬
‫نصر عابسديها ‪ ،‬ول جلسب الخيسسر لهسسم ‪ ،‬ول دفسع‬
‫الشر والضر عنهم ‪ ،‬ومع ذلك فإن الكفار جنسسد‬
‫طائعون لهذه اللهة ‪ ،‬يمنعون عنهسسم ويسسدفعون‬
‫عنهسسم ‪ ،‬ويغضسسبون لهسسم فسسي السسدنيا ‪ ،‬فهسسم لهسسا‬
‫بمنزلة الجنسسد والحسسرس ‪ ،‬وهسسي ل تسسستطيع أن‬
‫تنصرهم‪ .‬وقيل ‪ :‬إن اللهة جنسسد للعابسسدين يسسوم‬
‫‪232‬‬
‫القيامة ‪ ،‬محضرون معهم في النسسار ‪ ،‬فل يسسدفع‬
‫بعضهم عن بعض‪.‬‬
‫َ‬ ‫عَ َ‬
‫ل‬ ‫سسو َ‬ ‫ن َر ُ‬ ‫ه‪:‬أ ّ‬ ‫ه ع َْنس ُ‬ ‫ي الّلس ُ‬ ‫ضس َ‬ ‫ن أِبسي هَُرْيسَرة َ َر ِ‬ ‫ْ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫ت‬ ‫حم ٍ فَُرفِعَ إ ِلي ْهِ ال سذ َّراع ُ ‪ ،‬وَك َسسان َ ْ‬ ‫ي ب ِل ْ‬ ‫الل ّهِ ‪ ‬أت ِ َ‬
‫َ‬ ‫م َقا َ‬
‫سسي ّد ُ‬ ‫ل ‪ " :‬أن َسسا َ‬ ‫ة ‪ ،‬ثُ ّ‬ ‫ش ً‬ ‫من َْها ن َهْ َ‬ ‫ش ِ‬ ‫ه فَن َهَ َ‬ ‫جب ُ ُ‬ ‫ت ُعْ ِ‬
‫ك؟‬ ‫م ذ َل ِس َ‬ ‫مس ّ‬ ‫ن ِ‬ ‫ل ت َسد ُْرو َ‬ ‫مةِ ‪ ،‬وَهَ س ْ‬ ‫قَيا َ‬ ‫م ال ِ‬ ‫س ي َوْ َ‬ ‫الّنا ِ‬
‫صسِعيدٍ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬
‫ن فِسسي َ‬ ‫ريس َ‬ ‫خ ِ‬ ‫ن َوال ِ‬ ‫س الوِّلي َ‬ ‫ه الّنا َ‬ ‫معُ الل ُ‬ ‫ج َ‬ ‫يَ ْ‬
‫صسسُر ‪،‬‬ ‫م الب َ َ‬ ‫فسسذ ُهُ ُ‬ ‫عي وَي َن ْ ُ‬ ‫دا ِ‬ ‫م السس ّ‬ ‫معُهُ ُ‬ ‫سسس ِ‬ ‫حسسد ٍ ‪ ،‬ي ُ ْ‬ ‫َوا ِ‬
‫ب‬ ‫م َوالك َْر ِ‬ ‫ن الغَ ّ‬ ‫م َ‬ ‫س ِ‬ ‫س ‪ ،‬فَي َب ْل ُغُ الّنا َ‬ ‫م ُ‬ ‫ش ْ‬ ‫وَت َد ُْنو ال ّ‬
‫َ‬
‫س ‪ :‬أل َ‬ ‫ل الّنا ُ‬ ‫قو ُ‬ ‫ن ‪ ،‬فَي َ ُ‬ ‫مُلو َ‬ ‫حت َ ِ‬ ‫ن وَل َ ي َ ْ‬ ‫قو َ‬ ‫طي ُ‬ ‫ما ل َ ي ُ ِ‬ ‫َ‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫م‬ ‫فعُ لك ْ‬ ‫ش َ‬ ‫ن يَ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫ن َ‬ ‫م ‪ ،‬أل ت َن ْظُرو َ‬ ‫ما قَد ْ ب َلغَك ْ‬ ‫ن َ‬ ‫ت ََروْ َ‬
‫ض‪:‬‬ ‫س ل ِب َْعسس ٍ‬ ‫ض الّنسسا ِ‬ ‫ل ب َْعسس ُ‬ ‫قسسو ُ‬ ‫م ؟ فَي َ ُ‬ ‫كسس ْ‬ ‫إ َِلسسى َرب ّ ُ‬
‫ْ‬
‫ن‬ ‫قوُلو َ‬ ‫م فَي َ ُ‬ ‫سل َ ُ‬ ‫م ع َل َي ْهِ ال ّ‬ ‫ن آد َ َ‬ ‫م ‪ ،‬فَي َأُتو َ‬ ‫م ِبآد َ َ‬ ‫ع َل َي ْك ُ ْ‬
‫خ‬ ‫فس َ‬ ‫ه ب ِي َسد ِهِ ‪ ،‬وَن َ َ‬ ‫ك الل ّس ُ‬ ‫قس َ‬ ‫خل َ َ‬ ‫شرِ ‪َ ،‬‬ ‫ت أ َُبو الب َ َ‬ ‫َ‬
‫ه ‪ :‬أن ْ َ‬ ‫لَ ُ‬
‫دوا َلسس َ‬ ‫مل َئ ِك َ َ‬ ‫َ‬ ‫ِفي َ‬
‫ك‪،‬‬ ‫ج ُ‬ ‫سسس َ‬ ‫ة فَ َ‬ ‫مَر ال َ‬ ‫حهِ ‪ ،‬وَأ َ‬ ‫ن ُرو ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ك ِ‬
‫َ‬
‫ن ِفيسسهِ ‪،‬‬ ‫ح ُ‬ ‫ما ن َ ْ‬ ‫ك ‪ ،‬أل َ ت ََرى إ َِلى َ‬ ‫فعْ ل ََنا إ َِلى َرب ّ َ‬ ‫ش َ‬ ‫ا ْ‬
‫ما قَد ْ ب َل َغََنا ؟ فَي َ ُ‬ ‫َ‬
‫ن َرّبي‬ ‫م ‪ :‬إِ ّ‬ ‫ل آد َ ُ‬ ‫قو ُ‬ ‫أل َ ت ََرى إ َِلى َ‬
‫ه‪،‬‬ ‫مث ْل َس ُ‬ ‫ه ِ‬ ‫ب قَب ْل َس ُ‬ ‫ضس ْ‬ ‫م ي َغْ َ‬ ‫ضًبا ل َس ْ‬ ‫م غَ َ‬ ‫ب الي َوْ َ‬ ‫ض َ‬ ‫قَد ْ غ َ ِ‬
‫ن‬ ‫ه قَسد ْ ن َهَسساِني ع َس ِ‬ ‫ه ‪ ،‬وَإ ِن ّس ُ‬ ‫مث ْل َس ُ‬ ‫ب ب َعْسد َه ُ ِ‬ ‫ض َ‬ ‫ن ي َغْ َ‬ ‫وَل َ ْ‬
‫سسسي ‪،‬‬
‫ْ‬
‫ف ِ‬ ‫سسسي ن َ ْ‬ ‫ف ِ‬ ‫سسسي ن َ ْ‬ ‫ف ِ‬ ‫ه ‪ ،‬نَ ْ‬ ‫صسسي ْت ُ ُ‬ ‫جَرةِ فَعَ َ‬ ‫شسس َ‬ ‫ال ّ‬
‫ح ‪ ،‬فَي َسأُتو َ‬ ‫َ‬ ‫اذ ْهَُبوا إ َِلى غ َي ْس ِ‬
‫ن‬ ‫ري ‪ ،‬اذ ْهَب ُسسوا إ ِلس َسى ن ُسسو َ ٍ‬
‫ل‬ ‫سس ِ‬ ‫ل الّر ُ‬ ‫ت أوّ ُ‬ ‫ك أن ْس َ‬ ‫ح ‪ ،‬إ ِن ّ َ‬ ‫ن ‪َ :‬يا ُنو ُ‬ ‫قوُلو َ‬ ‫حا فَي َ ُ‬ ‫ُنو ً‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫كوًرا‬ ‫ش ُ‬ ‫دا َ‬ ‫ه ع َب ْ ً‬ ‫ك الل ّ ُ‬ ‫ما َ‬ ‫س ّ‬ ‫ض ‪ ،‬وَقَد ْ َ‬ ‫ِ‬ ‫ل الْر‬ ‫إ َِلى أهْ ِ‬
‫فع ل َنسسا إل َسسى ربس َ َ‬
‫ن‬ ‫حس ُ‬ ‫مسسا ن َ ْ‬ ‫ك ‪ ،‬أل َ ت َسَرى إ ِل َسسى َ‬ ‫َ ّ‬ ‫ش َ ْ َ ِ‬ ‫‪،‬ا ْ‬
‫ب‬ ‫ضس َ‬ ‫ل ق َ سد ْ غ َ ِ‬ ‫جس ّ‬ ‫ن َرب ّسسي ع َسّز وَ َ‬ ‫ل ‪ :‬إِ ّ‬ ‫قسسو ُ‬ ‫ِفيهِ ؟ فَي َ ُ‬
‫ب‬ ‫ضسس َ‬ ‫ن ي َغْ َ‬ ‫ه ‪ ،‬وَل َ ْ‬ ‫مث ْل َ ُ‬ ‫ه ِ‬ ‫ب قَب ْل َ ُ‬ ‫ض ْ‬ ‫م ي َغْ َ‬ ‫ضًبا ل َ ْ‬ ‫م غَ َ‬ ‫الي َوْ َ‬
‫ت ل ِسسي د َع ْسوَة ٌ د َع َوْت ُهَسسا‬ ‫ه قَسد ْ ك َسسان َ ْ‬ ‫ه ‪ ،‬وَإ ِن ّ ُ‬ ‫مث ْل َ ُ‬ ‫ب َعْد َه ُ ِ‬
‫‪233‬‬
‫سسسي ‪ ،‬اذ ْهَب ُسسوا‬ ‫ف ِ‬ ‫سسسي ن َ ْ‬ ‫ف ِ‬ ‫سسسي ن َ ْ‬ ‫ف ِ‬ ‫مي ‪ ،‬ن َ ْ‬ ‫ع ََلى قَسوْ ِ‬
‫ْ‬
‫ن‬ ‫م ‪ ،‬فََيسسأُتو َ‬ ‫هيسس َ‬ ‫ري ‪ ،‬اذ ْهَُبسسوا إ َِلسسى إ ِب َْرا ِ‬ ‫ِ‬ ‫إ َِلسسى غ َْيسس‬
‫قول ُسسون ‪ :‬يسا إبراهيس َ‬
‫ي الل ّسهِ‬ ‫ت ن َب ِس ّ‬ ‫م أن ْس َ‬ ‫َ َ َِْ ِ ُ‬ ‫م فَي َ ُ‬ ‫هي َ‬ ‫إ ِب َْرا ِ‬
‫ك أل َ‬ ‫َ‬ ‫فعْ لَنا إ ِلى َرب ّ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ش َ‬ ‫ض‪،‬ا ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫ل الْر ِ‬ ‫ن أهْ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ه ِ‬ ‫خِليل ُ‬ ‫وَ َ‬
‫ن َرّبسي‬ ‫م ‪ :‬إِ ّ‬ ‫ل ل َُهس ْ‬ ‫قسو ُ‬ ‫ن ِفيسهِ ‪ ،‬فَي َ ُ‬ ‫ح ُ‬ ‫ما ن َ ْ‬ ‫ت ََرى إ َِلى َ‬
‫ه‪،‬‬ ‫مث ْل َس ُ‬ ‫ه ِ‬ ‫ب قَب ْل َس ُ‬ ‫ضس ْ‬ ‫م ي َغْ َ‬ ‫ضًبا ل َس ْ‬ ‫م غَ َ‬ ‫ب الي َوْ َ‬ ‫ض َ‬ ‫قَد ْ غ َ ِ‬
‫ت‬ ‫ت ك َسذ َب ْ ُ‬ ‫ه ‪ ،‬وَإ ِّني قَ سد ْ ك ُن ْس ُ‬ ‫مث ْل َ ُ‬ ‫ب ب َعْد َه ُ ِ‬ ‫ض َ‬ ‫ن ي َغْ َ‬ ‫وَل َ ْ‬
‫ث‪-‬‬ ‫ث ك َذبات ‪ -‬فَذ َك َرهُ َ‬ ‫ث َل َ َ‬
‫دي ِ‬ ‫ح ِ‬ ‫ن ِفي ال َ‬ ‫حّيا َ‬ ‫ن أُبو َ‬ ‫َ ّ‬ ‫َِ ٍ‬
‫ري ‪،‬‬ ‫سي ‪ ،‬اذ ْهَب ُسسوا إ ِل َسسى غ َي ْس ِ‬ ‫ْ‬
‫سس‬‫ف ِ‬ ‫سسسي ن َ ْ‬ ‫ف ِ‬ ‫سسسي ن َ ْ‬ ‫ف ِ‬ ‫نَ ْ‬
‫ن‪:‬‬ ‫قولسسو َ‬ ‫ُ‬ ‫سى فَي َ ُ‬ ‫مو َ‬ ‫ن‪ُ ،‬‬ ‫سى فَي َأُتو َ‬ ‫مو َ‬ ‫اذ ْهَُبوا إ ِلى ُ‬ ‫َ‬
‫َ‬
‫ه‬ ‫ك الّلسس ُ‬ ‫ضسسل َ َ‬ ‫ل الّلسسهِ ‪ ،‬فَ ّ‬ ‫سسسو ُ‬ ‫ت َر ُ‬ ‫سسسى أْنسس َ‬ ‫مو َ‬ ‫َيسسا ُ‬
‫فعْ ل َن َسسا إ ِل َسسى‬ ‫شس َ‬ ‫س‪،‬ا ْ‬ ‫مهِ ع َلى الّنا ِ‬
‫َ‬ ‫سال َت ِهِ وَب ِك َل َ ِ‬ ‫ب ِرِ َ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ن‬ ‫ل ‪ :‬إِ ّ‬ ‫قسسو ُ‬ ‫ن ِفيسهِ ؟ فَي َ ُ‬ ‫حس ُ‬ ‫ما ن َ ْ‬ ‫ك ‪ ،‬أل َ ت ََرى إ ِلى َ‬ ‫َرب ّ َ‬
‫ه‬ ‫ب قَب ْل َس ُ‬ ‫ضس ْ‬ ‫م ي َغْ َ‬ ‫ض سًبا ل َس ْ‬ ‫م غَ َ‬ ‫ب الي َسوْ َ‬ ‫ضس َ‬ ‫َرّبي قَد ْ غ َ ِ‬
‫ت‬ ‫ه ‪ ،‬وَإ ِّني قَسد ْ قَت َل ْس ُ‬ ‫مث ْل َ ُ‬ ‫ب ب َعْد َه ُ ِ‬ ‫ض َ‬ ‫ن ي َغْ َ‬ ‫ه ‪ ،‬وَل َ ْ‬ ‫مث ْل َ ُ‬ ‫ِ‬
‫سسسي ‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫ف ِ‬ ‫سسسي ن َ ْ‬ ‫ف ِ‬ ‫سي ن َ ْ‬ ‫ف ِ‬ ‫قت ْل َِها ‪ ،‬ن َ ْ‬ ‫مْر ب ِ َ‬ ‫م أو َ‬ ‫سا ل ْ‬ ‫ف ً‬ ‫نَ ْ‬
‫ن‬ ‫سسسى اب ْس ِ‬ ‫عي َ‬ ‫ري ‪ ،‬اذ ْهَب ُسسوا إ ِل َسسى ِ‬ ‫سى غ َي ْس ِ‬ ‫اذ ْهَب ُسسوا إ ِل َس‬
‫ْ‬
‫سسسى‬ ‫عي َ‬ ‫ن ‪ :‬ي َسسا ِ‬ ‫قول ُسسو َ‬ ‫سى ‪ ،‬فَي َ ُ‬ ‫عي َ‬ ‫ن ِ‬ ‫م ‪ ،‬فَي َأُتو َ‬ ‫مْري َ َ‬ ‫َ‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬
‫م‬ ‫مْري َس َ‬ ‫قاهَسسا إ ِلسسى َ‬ ‫ه أل َ‬ ‫مت ُس ُ‬ ‫ل الل سهِ ‪ ،‬وَك َل ِ َ‬ ‫سسسو ُ‬ ‫ت َر ُ‬ ‫أن ْ َ‬
‫ص سب ِّيا ‪،‬‬ ‫م ه ْ سد ِ َ‬ ‫س فِسسي ال َ‬ ‫ت الن ّسسا َ‬ ‫م َ‬ ‫ه ‪ ،‬وَك َل ّ ْ‬ ‫من ْ ُ‬ ‫ح ِ‬ ‫وَُرو ٌ‬
‫َ‬
‫ن ِفيسهِ ؟‬ ‫حس ُ‬ ‫مسسا ن َ ْ‬ ‫ك أل َ ت ََرى إ َِلى َ‬ ‫فعْ ل ََنا إ َِلى َرب ّ َ‬ ‫ش َ‬ ‫ا ْ‬
‫ضسسًبا‬ ‫م غَ َ‬ ‫ب الي َوْ َ‬ ‫ض َ‬ ‫ن َرّبي قَد ْ غ َ ِ‬ ‫سى ‪ :‬إ ِ ّ‬ ‫عي َ‬ ‫ل ِ‬ ‫قو ُ‬ ‫فَي َ ُ‬
‫ب ب َعْسد َهُ‬ ‫ضس َ‬ ‫ن ي َغْ َ‬ ‫ط ‪ ،‬وَل َس ْ‬ ‫ه قَس ّ‬ ‫مث ْل َ ُ‬ ‫ه ِ‬ ‫ب قَب ْل َ ُ‬ ‫ض ْ‬ ‫م ي َغْ َ‬ ‫لَ ْ‬
‫سسسي‬ ‫ف ِ‬ ‫سسسي ن َ ْ‬ ‫ف ِ‬ ‫سسسي ن َ ْ‬ ‫ف ِ‬ ‫م ي َذ ْك ُْر ذ َن ْب ًسسا ‪ ،‬ن َ ْ‬ ‫ه ‪ ،‬وَل َ ْ‬ ‫مث ْل َ ُ‬ ‫ِ‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ن‬ ‫م سد ٍ ‪ ،‬فَي َسأُتو َ‬ ‫ح ّ‬ ‫م َ‬ ‫ري اذ ْهَب ُسسوا إ ِلسسى ُ‬
‫َ‬ ‫اذ ْهَُبوا إ ِلى غ َي ْ ِ‬
‫ل الل ّس ِ‬
‫ه‬ ‫سسسو ُ‬ ‫ت َر ُ‬ ‫مسد ُ أن ْس َ‬ ‫ح ّ‬ ‫م َ‬ ‫ن ‪ :‬ي َسسا ُ‬ ‫قوُلو َ‬ ‫دا فَي َ ُ‬ ‫م ً‬ ‫ح ّ‬ ‫م َ‬ ‫ُ‬
‫ه لَ َ‬ ‫َ‬
‫ن‬ ‫مس ْ‬ ‫م ِ‬ ‫ق سد ّ َ‬ ‫ما ت َ َ‬ ‫ك َ‬ ‫فَر الل ّ ُ‬ ‫م الن ْب َِياِء ‪ ،‬وَقَد ْ غ َ َ‬ ‫خات ِ ُ‬ ‫وَ َ‬
‫‪234‬‬
‫ك أ َل َ ت ََرى إ َِلى‬ ‫فعْ ل ََنا إ َِلى َرب ّ َ‬ ‫ش َ‬ ‫خَر ‪ ،‬ا ْ‬ ‫َ‬ ‫ذ َن ْب ِ َ‬
‫ما ت َأ ّ‬ ‫ك وَ َ‬
‫َ‬
‫ش‪،‬‬ ‫ت العَ سْر ِ‬ ‫حس َ‬ ‫ن ِفي سهِ ‪ ،‬فَ سأن ْط َل ِقُ فَسسآِتي ت َ ْ‬ ‫ح ُ‬ ‫ما ن َ ْ‬ ‫َ‬
‫َ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬
‫ي‬‫ه ع َل ّ‬ ‫ح الل ُ‬ ‫فت َ ُ‬ ‫م يَ ْ‬ ‫ُ‬
‫جل ‪ ،‬ث ّ‬ ‫ّ‬ ‫دا ل َِرّبي ع َّز وَ َ‬ ‫ج ً‬ ‫سا ِ‬ ‫فَأقعُ َ‬ ‫َ‬
‫م‬ ‫ش سي ًْئا ‪ ،‬ل َس ْ‬ ‫ن الث ّن َسساِء ع َل َي ْسهِ َ‬ ‫سس ِ‬ ‫ح ْ‬ ‫م سد ِهِ وَ ُ‬ ‫حا ِ‬ ‫م َ‬ ‫ن َ‬ ‫مس ْ‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫م سد ُ‬ ‫ح ّ‬ ‫م َ‬ ‫ل ‪ :‬ي َسسا ُ‬ ‫قسسا ُ‬ ‫م يُ َ‬ ‫حسد ٍ قَب ْل ِسسي ‪ ،‬ث ُس ّ‬ ‫ه ع َلى أ َ‬ ‫ح ُ‬ ‫فت َ ْ‬ ‫يَ ْ‬
‫َ‬ ‫ْ‬
‫فعْ َفسسأْرفَ ُ‬
‫ع‬ ‫شسس ّ‬ ‫فعْ ت ُ َ‬ ‫ش َ‬ ‫ه ‪َ ،‬وا ْ‬ ‫ل ت ُعْط َ ْ‬ ‫س ْ‬ ‫ك َ‬ ‫س َ‬ ‫اْرفَعْ َرأ َ‬
‫ب‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫سي ‪ ،‬فَأُقو ُ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫مِتسسي َيسسا َر ّ‬ ‫ب‪،‬أ ّ‬ ‫مِتي َيا َر ّ‬ ‫ل‪:‬أ ّ‬ ‫َرأ ِ‬
‫مت ِ َ‬ ‫لم ُ‬ ‫مد ُ أ َد ْ ِ‬ ‫ب ‪ ،‬فَي ُ َ‬ ‫ُ‬
‫ك‬ ‫نأ ّ‬ ‫خ ْ ِ ْ‬ ‫ح ّ‬ ‫م َ‬ ‫ل ‪َ :‬يا ُ‬ ‫قا ُ‬ ‫مِتي َيا َر ّ‬ ‫أ ّ‬
‫َ‬
‫ن‬ ‫مس ْ‬ ‫ن ِ‬ ‫مس ِ‬ ‫ب الي ْ َ‬ ‫ن الَبسا ِ‬ ‫مس َ‬ ‫م ِ‬ ‫ب ع َل َي ِْهس ْ‬ ‫سسا َ‬ ‫ح َ‬ ‫ن لَ ِ‬ ‫مس ْ‬ ‫َ‬
‫وى‬ ‫شَر َ‬ ‫م ُ‬ ‫َ‬
‫سس َ‬ ‫مسسا ِ‬ ‫س ِفي َ‬ ‫كاُء الن ّسسا ِ‬ ‫جن ّةِ ‪ ،‬وَهُ ْ‬ ‫ب ال َ‬ ‫وا ِ‬ ‫أب ْ َ‬
‫ل ‪َ :‬وال ّ ِ‬ ‫م َقا َ‬ ‫َ‬ ‫ذ َل ِ َ‬
‫ه‬
‫سي ب ِي َد ِ ِ‬ ‫ف ِ‬ ‫ذي ن َ ْ‬ ‫ب ‪ ،‬ثُ ّ‬ ‫وا ِ‬ ‫ن الب ْ َ‬ ‫م َ‬ ‫ك ِ‬
‫جّنسةِ ‪،‬‬ ‫صساِريِع ال َ‬ ‫م َ‬ ‫ن َ‬ ‫مس ْ‬ ‫ن ِ‬ ‫صسَراع َي ْ َ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ن ال ِ‬ ‫ما ب َي ْ َ‬ ‫ن َ‬ ‫‪ ،‬إِ ّ‬
‫ص سَرى‬ ‫ة وَب ُ ْ‬ ‫مك ّ َ‬ ‫ن َ‬ ‫ما ب َي ْ َ‬ ‫مي ََر ‪ -‬أوْ ك َ َ‬ ‫ح ْ‬ ‫ة وَ ِ‬ ‫مك ّ َ‬ ‫ن َ‬ ‫ما ب َي ْ َ‬ ‫كَ َ‬
‫‪136‬‬
‫"‬
‫‪ - 9‬سّلى الّله عز وجل نبيه ‪ ، ‬فقال له ‪ :‬ل‬
‫يحزنسسسك قسسسولهم ‪ :‬شسسساعر ‪ ،‬سسسساحر ‪ ،‬روي أن‬
‫القائل عقبة بن أبي معيسسط ‪ ،‬فنفسسى الل ّسسه ذلسسك‬
‫عن رسوله‪.‬‬
‫‪ - 10‬إن الّله تعالى عليم مطلع على مسسا يسسسّر‬
‫الكسسافرون ويظهسسرون مسسن القسسول والعمسسل ‪،‬‬
‫فيجازيهم بذلك يوم القيامة‪.‬‬
‫سسسسسسسسسسسس‬

‫ح ال ْب ُ َ‬
‫خارِيّ )‪( 4456‬‬ ‫حي ُ‬
‫ص ِ‬
‫‪َ -‬‬
‫‪136‬‬

‫‪235‬‬
‫إثبات البعث‬
‫قال تعالى ‪:‬‬
‫ﮈﮉﮊﮋﮌﮍﮎﮏﮐﮑﮒﮓ ﮔﮕ ﮖﮗﮘﮙﮚ‬
‫ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ ﮟ ﮠ ﮡﮡ ﮢ ﮣ ﮤ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ ﮭ ﮮ ﮯ ﮰ‬
‫ﮱﯓﯔﯕﯖﯗﯘﯙ ﯚﯛﯜﯝﯞﯟﯠﯡﯢﯣﯤﯥﯦﯧﯨﯩ ﯯﯯ‬
‫ﯯ ﯯ ﯯ ﯯ ﯯ ﯯ ﯯ ﯯ ﯯﯯ ﯯ ﯯ ﯯ ﯯ ﯯ ﯯ ﯼ ﯽ‬
‫شرح الكلمات ‪:‬‬
‫رقم الية ‪ ...‬الكلمة ‪ ...‬معناها‬
‫م ‪ ...‬مبالغ في الخصومة‬ ‫صي ٌ‬ ‫خ ِ‬ ‫‪َ ... 77‬‬
‫م ‪ ...‬بالية‬ ‫مي ٌ‬ ‫‪َ ... 78‬ر ِ‬
‫ت ‪ ...‬الملك التام‬ ‫كو ُ‬ ‫مل َ ُ‬ ‫‪َ ... 83‬‬
‫سبب النزول ‪:‬‬
‫ُ‬ ‫عَ َ‬
‫جسساءَ‬ ‫ف َ‬ ‫خل َس ٍ‬ ‫ن َ‬ ‫ي ب ْس َ‬ ‫ن أب َس ّ‬ ‫ل ‪ :‬إِ ّ‬ ‫ك ‪ ،‬قَسسا َ‬ ‫مال ِ ٍ‬ ‫ن أِبي َ‬ ‫ْ‬
‫ن‬ ‫ه ب َي ْس َ‬ ‫فت ّس ُ‬ ‫َ‬
‫ل الل سهِ ‪ ، ‬ف َ‬ ‫ّ‬ ‫سو ِ‬ ‫ل إ ِلى َر ُ‬ ‫َ‬ ‫حائ ِ ٍ‬ ‫ب ِعَظم ٍ َ‬‫ْ‬
‫ما‬ ‫ه هَ َ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫قا َ‬ ‫ي َد َي ْهِ ‪ ،‬فَ َ‬
‫ذا ب َعْد َ َ‬ ‫ث الل ُ‬ ‫مد ُ ‪ ،‬أي َب ْعَ ُ‬ ‫ح ّ‬ ‫م َ‬‫ل ‪َ :‬يا ُ‬
‫َ‬
‫م‬ ‫ذا ‪ ،‬ث ُس ّ‬ ‫ه هَ س َ‬ ‫ث الل ّس ُ‬ ‫م ‪ " ،‬ي َب ْعَ س ُ‬ ‫ل ‪ " :‬ن َعَ س ْ‬ ‫م ؟ قَسسا َ‬ ‫أَر ّ‬
‫ل‪:‬‬ ‫م " قَسسا َ‬ ‫جهَن ّس َ‬ ‫ك َ‬ ‫خل ُ َ‬‫م ي ُسد ْ ِ‬ ‫ك ‪ ،‬ثُ ّ‬ ‫حِيي َ‬ ‫م يُ ْ‬ ‫ك ‪ ،‬ثُ ّ‬ ‫ميت ُ َ‬ ‫يُ ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫م‬ ‫سوَرةِ َيس ‪ :‬أوَلسس ْ‬ ‫خرِ ُ‬ ‫ت الِتي ِفي آ ِ‬ ‫ت الَيا ُ‬ ‫فَن ََزل ِ‬
‫فسةٍ إ ِل َسسى آ ِ‬ ‫ن ن ُط ْ َ‬ ‫خل َ ْ‬ ‫َ‬
‫ر‬
‫خس ِ‬ ‫مس ْ‬ ‫قن َسساه ُ ِ‬ ‫ن أن ّسسا َ‬ ‫سسسا ُ‬ ‫ي َسَر اْل ِن ْ َ‬
‫‪137‬‬
‫سوَرةِ "‬ ‫ال ّ‬
‫وأخسسرج ابسسن أبسسي حسساتم عسسن مجاهسسد وعكرمسسة‬
‫دي نحسسوه ‪،‬‬ ‫سسس ّ‬ ‫وعسسروة بسسن الزبيسسر وقتسسادة وال ّ‬
‫موا النسان أبي بن خلف‪ .‬وهذا هو الصسسح‬ ‫وس ّ‬
‫كما قال أبو حيسسان ‪ ،‬لمسسا رواه ابسسن وهسسب عسسن‬
‫مالك‪.‬‬

‫قَلن ِ ّ‬
‫ي )‪( 3786‬‬ ‫جرٍ ال ْعَ ْ‬
‫سس َ‬ ‫ح َ‬
‫ن َ‬
‫ظ اب ْ ِ‬ ‫ة ل ِل ْ َ‬
‫حافِ ِ‬ ‫ب ال َْعال ِي َ ُ‬ ‫م َ‬
‫طال ِ ُ‬ ‫‪ - 137‬ال ْ َ‬
‫صحيح مرسل‬
‫‪236‬‬
‫سرون ‪ :‬إن أبي بن خلف‬ ‫وبناء عليه ‪ ،‬قال المف ّ‬
‫الجمحي جاء إلى رسول الّله ص بعظم حائل ‪،‬‬
‫ففتته بين يديه ‪ ،‬وقال ‪ :‬يا محمد ‪ ،‬يبعسسث الّلسسه‬
‫م؟ فقال ‪ :‬نعم ‪ ،‬يبعث الّله هسسذا ‪،‬‬ ‫هذا بعد ما أر ّ‬
‫ويميتك ‪ ،‬ثسسم يحييسسك ‪ ،‬ثسسم يسسدخلك نسسار جهنسسم ‪،‬‬
‫‪138‬‬
‫فنزلت هذه اليات‪.‬‬
‫وعلى أي حال ‪ ،‬يقول علماء أصول الفقه ‪ :‬إن‬
‫العبرة بعمسسوم اللفسسظ ‪ ،‬ل بخصسسوص السسسبب ‪،‬‬
‫ل ال ّت ِسسي‬ ‫معَ الل ّ ُ‬
‫ه ق َ سو ْ َ‬ ‫كما في قوله تعالى ‪ :‬قَد ْ َ‬
‫س ِ‬
‫جهسسا ]المجادلسسة ‪ [1 /58‬نزلسست‬ ‫ك فِسسي َزوْ ِ‬‫ُتجاد ِل ُ َ‬
‫في امسسرأة واحسسدة ‪ ،‬وأراد الكسسل فسسي الحكسسم ‪،‬‬
‫فكذلك كل إنسان ينكر الّله أو الحشسسر ‪ ،‬فهسسذه‬
‫الية رد ّ عليه ‪ ،‬فتكون الية عامة‪.‬‬
‫المناسبة ‪:‬‬
‫دالسسة علسسى قسسدرة الل ّسسه عسّز‬ ‫بعسسد بيسسان الدلسسة ال ّ‬
‫ل ‪ ،‬ووجسسسوب طسسساعته وعبسسسادته ‪ ،‬وبطلن‬ ‫وجسسس ّ‬
‫الشرك به ‪ ،‬ذكر تعالى شبهة منكسسري البعسسث ‪،‬‬
‫وأجاب عنها بأجوبة ثلثة ‪ :‬هي أن العادة مثسسل‬
‫البدء بل أهون ‪ ،‬وقدرة الل ّسسه علسسى إيجسساد النسسار‬
‫من الشجر الخضر ‪ ،‬وخلق ما هسسو أعظسسم مسسن‬
‫النسان ‪ ،‬وهو خلق السسسموات والرض ‪ ،‬وفسسي‬
‫ن‬‫النهايسسة ‪ :‬فوريسسة تكسسوين الشسسياء بقسسول ‪ :‬ك ُس ْ‬
‫ن‪.‬‬‫كو ُ‬ ‫فَي َ ُ‬
‫التفسير والبيان ‪:‬‬

‫‪ - 138‬الدر المنثور ‪ (319 / 8) -‬وتفسير ابن أبي حاتم ‪/ 12) -‬‬


‫‪ (75‬وتفسير ابن كثير ‪ (593 / 6) -‬وتفسير الطبري ‪/ 20) -‬‬
‫‪553‬و ‪ (554‬وتفسير اللباب في علوم الكتاب ‪(236 / 60) -‬‬
‫‪237‬‬
‫ن‬
‫مس ْ‬‫قنساه ُ ِ‬ ‫ن أ َّنسا َ‬
‫خل َ ْ‬ ‫م ي ََر اْل ِْنسا ُ‬
‫َ‬
‫قوله تعالى ‪»:‬أوَل َ ْ‬
‫ن«‪.‬‬
‫مِبي ٌ‬ ‫م ُ‬ ‫صي ٌ‬‫خ ِ‬ ‫ن ُط ْ َ‬
‫فةٍ فَِإذا هُوَ َ‬
‫"هو مراجعة لهؤلء المشركين ‪ ،‬وتنبيه لهم من‬
‫هسسذه الغفلسسة المسسستولية عليهسسم ‪..‬وفسسى هسسذا‬
‫الستفهام التقريرى الموجه إلى النسان علسسى‬
‫إطلقه س دعوة إلى كسسل إنسسسان أن ينظسسر فسسى‬
‫نفسه ‪ ،‬وأن يمد بصره ‪ ،‬إلى نقطة البتداء فى‬
‫حياته ‪ ،‬ثم ليسير مع نقطسسة البتسسداء هسسذه فسسى‬
‫الطريق الذي سلكه ‪ ،‬حتى صار هذا النسان ‪،‬‬
‫الذي يجادل ‪ ،‬ويخاصم ‪ ،‬ويقف من الّله موقف‬
‫المحاد ّ المحارب!‪.‬‬
‫ألم يكن هذا النسسسان نطفسة ؟ ‪ ..‬إنسه لسو نظسسر‬
‫النسان فيها لنكر نفسه ‪ ،‬وما وقع فى تصوره‬
‫أنه كان جرثومسة مسن آلف الجراثيسم السسابحة‬
‫فى هذه النطفة ‪..‬‬
‫وأيسسن تلسسك النطفسسة أو هسسذه الجرثومسسة العالقسسة‬
‫بالنطفة س أيسسن هسسي مسسن هسسذا النسسسان ‪ ،‬السسذي‬
‫أبدعته يد القدرة هذا البداع العظيم الحكيم ؟‬
‫أل ما أضأل شأن النسسسان ‪ ،‬ومسسا أعظمسسه! مسسا‬
‫أضأله نطفة ‪ ،‬وما أعظمه رجل ما أضأله ضسسال‬
‫ضائعا ‪ ،‬كضلل هذه النطفة وضياعها ‪..‬‬
‫وما أعظمه إنسانا رشيدا ‪ ،‬عسساقل مؤمنسا ‪ ،‬فسى‬
‫ثوب النسانية الرشيدة العاقلة المؤمنة!‪".‬‬
‫ألم يعلم كل إنسان أننا بدأنا خلقسسه مسسن نطفسسة‬
‫)مني( من ماء مهين ‪ ،‬هي أضعف الشياء ‪ ،‬ثم‬
‫جعلناه بشرا سوّيا ‪ ،‬ثم تراه يفاجئنا بأنه ناطق‬

‫‪238‬‬
‫م‬‫صسسي ٌ‬ ‫خ ِ‬ ‫مجادل بّين جريء فسسي جسسدله ‪ ،‬فقسسوله َ‬
‫ن إشارة إلى قوة عقله‪.‬‬ ‫مِبي ٌ‬‫ناطق ‪ ،‬و ُ‬
‫ل من أنكر البعسسث بالبسسدء‬ ‫والمراد ‪ :‬أو لم يستد ّ‬
‫على العادة ‪ ،‬فإن الّله ابتدأ خلق النسان مسسن‬
‫سللة من ماء مهين ‪ ،‬فخلقه من شيء ضعيف‬
‫خل ُ ْ‬ ‫َ‬
‫ن مسساءٍ‬ ‫مس ْ‬ ‫م ِ‬‫قك ُس ْ‬ ‫م نَ ْ‬‫حقير ‪ ،‬كما قال تعالى ‪ :‬أل َ ْ‬
‫ن ‪ِ ،‬إلسسى قَ سد ٍَر‬ ‫كي س ٍ‬ ‫م ِ‬‫جعَْلنسساه ُ فِسسي قَسسرارٍ َ‬ ‫ن ‪ ،‬فَ َ‬ ‫مِهي ٍ‬‫َ‬
‫معْلسسوم ٍ ]المرسسسلت ‪ ، [22 - 20 /77‬وقسسال‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫ج‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫مشسسا ٍ‬ ‫ف سة ٍ أ ْ‬ ‫ن ن ُط َ‬ ‫مس ْ‬ ‫ن ِ‬ ‫خلقَْنا ال ِْنسا َ‬ ‫سبحانه ‪ :‬إ ِّنا َ‬
‫]النسسسان ‪ [2 /76‬أي مسسن نطفسسة مسسن أخلط‬
‫متفرقة‪.‬‬
‫فشأن هذا المخلسسوق أن يشسسكر النعمسسة ‪ ،‬ل أن‬
‫يطغى ويتجبر ‪ ،‬وينكر البعث والعادة‪.‬‬
‫ل‬‫ه قا َ‬ ‫ق ُ‬ ‫خل ْ َ‬‫ي َ‬ ‫س َ‬ ‫مث ًَل وَن َ ِ‬ ‫ب َلنا َ‬ ‫ضَر َ‬‫قوله تعالى‪ »:‬وَ َ‬
‫م «‪" .‬هسسو عطسسف‬ ‫مي س ٌ‬‫ي َر ِ‬‫م وَه ِس َ‬‫ي ال ِْعظسسا َ‬ ‫ح ِ‬‫ن يُ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫َ‬
‫ّ‬
‫حدث على حدث ‪ ،‬عطسسف خلسسق اللسسه سسسبحانه‬
‫النسان من نطفة ‪ ،‬ثم قيام إنسسسان مسسن هسسذه‬
‫النطفة يجادل الل ّسسه ‪ ،‬ويختصسسمه ‪ ،‬ويضسسرب لسسه‬
‫المثال ‪ ،‬احتجاجا وحجة!‪.‬‬
‫ففاعسسل الفعسسل » ضسسرب « يعسسود إلسسى هسسذا‬
‫النسسسان الخصسسيم المسسبين ‪ ،‬السسذي تولسسد مسسن‬
‫النطفة!‪.‬‬
‫إنه لم يقف عند هذه السسدعوة السستي دعسساه الل ّسسه‬
‫سبحانه وتعالى بها إلسسى أن ينظسسر فسسى خلقسسه ‪،‬‬
‫وأن يعرف من أين جاء ‪ ،‬وكيف كان ‪ ،‬ثم كيف‬
‫صار س لم يقسسف عنسسد هسسذه السسدعوة ‪ ،‬بسسل أقبسسل‬

‫‪239‬‬
‫ن‬‫ج الّله ويجادله ‪ ،‬ويضرب المثال له ‪ » ..‬إ ِ ّ‬ ‫يحا ّ‬
‫فاٌر « )‪ : 34‬إبراهيم( ‪..‬‬ ‫ن ل َظ َُلو ٌ‬
‫م كَ ّ‬ ‫اْل ِْنسا َ‬
‫والمثل الذي ضربه هذا الكافر ‪ ،‬ليدلل به على‬
‫معتقسسده الفاسسسد ‪ ،‬فسسى إنكسسار البعسسث سسس هسسذا‬
‫المثل ‪ ،‬هو أنه نظسسر فسسى هسسذه العظسسام الباليسسة‬
‫التي يراها فسى قبسور المسسوتى ‪ ،‬ثسم اتخسذ منهسا‬
‫معرضسسا يعرضسسه علسسى النسساس ‪ ،‬ويسسسألهم هسسذا‬
‫ي ال ِْعظا َ‬
‫م‬ ‫ح ِ‬‫ن يُ ْ‬
‫م ْ‬
‫السؤال النكارى الساخر ‪َ » :‬‬
‫م « ؟ أهذه العظام التي أبلها البلسسى‬ ‫مي ٌ‬‫ي َر ِ‬‫وَه ِ َ‬
‫تعود ثانية كما كانت ‪ ،‬ويتشسسكل منهسسا أصسسحابها‬
‫الذين كانوا يحيون بها فى الحياة ؟‬
‫أهذا معقول ؟ إن محمدا يقسسول هسسذا ‪ ..‬فمسسا ذا‬
‫تقولون أنتم أيها الناس فيمن يقول هذا القسسول‬
‫؟ أل ترجمونه ؟ أل تسخرون من جنونه ؟ ‪.‬‬
‫ه « جملة حاليسسة ‪،‬‬ ‫خل ْ َ‬
‫ق ُ‬ ‫ي َ‬
‫س َ‬
‫وقوله تعالى ‪ » :‬وَن َ ِ‬
‫أي أن هذا الكافر ضرب هذا المثل ناسيا خلقه‬
‫‪ ،‬ولو ذكر خلقسسه وكيسسف كسسان بسسدؤه ‪ ،‬ثسسم كيسسف‬
‫صار س لرأى بعينيه س قبسسل أن يسسرى بعقلسسه س س إن‬
‫كان له عقل س أن هذه النطفة التي أقامت منه‬
‫هذا النسان الخصسسيم المسسبين ‪ ،‬هسسى أقسسل مسسن‬
‫العظام شأنا ‪ ،‬وأبعد منها عن مظّنة الحياة‪.‬‬
‫إذ كانت النطفة ل تعدو س فى مرأى العين س أن‬
‫تكون نقطة مسساء قسسذرة أشسسبه بالمخسساط ‪ ..‬أمسسا‬
‫العظام فهى تمثل حياة كاملسسة ‪ ،‬كسسانت تسسسكن‬
‫فسسى تلسسك العظسسام سسس إنهسسا عاشسست فعل حيسساة‬
‫كاملة ‪ ،‬وكان منها إنسان كامل ‪ ،‬كهذا النسان‬
‫‪ ،‬الذي يجادل ‪ ،‬ويضرب المثال لّله ‪..‬‬
‫‪240‬‬
‫فهذه العظام ‪ ،‬تمثل حياة لها تاريخ معسسروف ‪..‬‬
‫أما النطفة ‪ ،‬فل تسسرى عيسسن هسسذا الجهسسول فيهسسا‬
‫أثرا للحياة‪".‬‬
‫ذي‬ ‫ّ‬
‫حِييهَسسا الس ِ‬ ‫ل يُ ْ‬‫فأجابه الّله تعالى بقسسوله ‪ » :‬قُس ْ‬
‫م «‪.‬هسو‬ ‫ق ع َِليس ٌ‬ ‫خلس ٍ‬
‫ل َ ْ‬ ‫كس ّ‬ ‫هسوَ ب ِ ُ‬
‫مسّرةٍ وَ ُ‬
‫ل َ‬ ‫شَأها أ َوّ َ‬‫أ َن ْ َ‬
‫الرد المفحم على هسسذا السسسؤال النكسسارى ‪» ..‬‬
‫م « ؟ إن السسذي‬ ‫مي س ٌ‬ ‫ي َر ِ‬ ‫م وَه ِ س َ‬ ‫ي ال ِْعظسسا َ‬
‫حس ِ‬ ‫ن يُ ْ‬
‫مس ْ‬ ‫َ‬
‫يحييها ‪ ،‬هو الذي أنشأها أول مرة ‪ ..‬لقسسد أنشسسأ‬
‫هذه العظام من نطفة ‪ ،‬وألبسسسها الحيسساة ‪ ،‬ثسسم‬
‫أماتها ‪ ..‬ثم هو الذي يحييها ‪ ..‬إنه إعادة لشىء‬
‫كان بعسسد أن لسسم يكسسن ‪ ،‬وإعسسادة بنسساء الشسسيء ‪،‬‬
‫أهون س فى حسابنا سس مسن ابتسسداعه ‪ ،‬واخسستراعه‬
‫أصل ‪..‬‬
‫م « سس‬ ‫ق ع َِليسس ٌ‬ ‫ل َ ْ‬ ‫وفى قوله تعالى ‪ » :‬وَهُوَ ب ِك ُ ّ‬
‫خل ٍ‬
‫إشارة إلى علم الّله المحيط بكل شىء ‪ ،‬ومن‬
‫كان هذا علمسسه فلسسن يعجسسزه شسسىء ‪ ..‬فبسسالعلم‬
‫استطاع النسان أن يحرك الجمسساد ‪ ،‬وينطقسه ‪،‬‬
‫وبسسالعلم اسسستطاع أن ينقسسل الصسسوات ‪ ،‬وصسسور‬
‫المرئيات من طرف الرض إلى طرفهسسا الخسسر‬
‫فسسى لحظسسة عيسسن ‪ ،‬أو خفقسسة قلسسب ‪ ..‬وبسسالعلم‬
‫يستطيع النسسسان أن يفعسسل الكسسثير ‪ ،‬ممسسا تع سد ّ‬
‫هذه الشياء من نوافل علمه ‪..‬‬
‫فكيسسف بعلسسم الل ّسسه السسذي وسسسع كسسل شسسى ء ؟‬
‫أيعجزه شى ء ؟ إن من يعجز عن أي شسسىء ل‬
‫يستحق أن يضاف إليه العلم كله ‪ ..‬إذ لسسو كسسان‬
‫معسسه العلسسم كلسسه لمسسا أعجسسزه شسسى ء ؟ والل ّسسه‬

‫‪241‬‬
‫م « )‪: 29‬‬ ‫يءٍ ع َِليسس ٌ‬ ‫ش ْ‬ ‫ل َ‬ ‫سبحانه وتعالى ‪ » :‬ب ِك ُ ّ‬
‫البقرة("‬
‫وقد قال العلمسساء ‪ :‬إن السسذّرة ل تفنسسى ‪ ،‬وتقسسرر‬
‫نظرية )لفوازيه( المعروفة ‪ :‬أنه ل يوجد شيء‬
‫من العدم ‪ ،‬والموجود ل ينعدم‪.‬‬
‫ر‬
‫ج ِ‬
‫شس َ‬‫ن ال ّ‬
‫مس َ‬‫م ِ‬ ‫ل ل َك ُ ْ‬‫جعَ َ‬
‫ذي َ‬ ‫ودليل ثان هو ‪ » :‬ال ّ ِ‬
‫َ‬ ‫اْل َ ْ‬
‫ن «‪ .‬أي وهسسو‬ ‫دو َ‬ ‫ه ُتوقِ س ُ‬‫من ْ ُ‬‫م ِ‬ ‫ضرِ نارا ً فَِإذا أن ْت ُ ْ‬
‫خ َ‬
‫الذي بدأ خلق هذا الشجر من ماء ‪ ،‬حتى صسسار‬
‫خضرا نضسسرا ذا ثمسسر يسسانع ‪ ،‬ثسسم أعسساده إلسسى أن‬
‫صار حطبا يابسا توقد به النار ‪ ،‬ومن قدر على‬
‫ذلك ‪ ،‬فهو قادر على ما يريد ‪ ،‬ل يمنعه شيء ‪،‬‬
‫ول والتقّلب من عنصر الرطوبة إلسسى‬ ‫فهذا التح ّ‬
‫عنصسسر الحسسرارة ‪ ،‬يسسدل علسسى إمكسسان إعسسادة‬
‫الرطوبة إلى ما كان يابسا باليا‪ .‬والمشسساهد أن‬
‫سنط يوقد به النار وهو أخضر‪.‬‬ ‫شجر ال ّ‬
‫وقيل ‪ :‬المراد بذلك شجر المرخ والعفار ينبسست‬
‫في أرض الحجاز ‪ ،‬فيسسأتي مسسن أراد قسسدح نسسار ‪،‬‬
‫وليس معه زناد ‪ ،‬فيأخذ عودين أخضرين منهما‬
‫‪ ،‬ويقدح أحدهما بالخر ‪ ،‬فتتولد النار من بينهما‬
‫سسسحب‬ ‫‪ ،‬كالزناد تمامسسا‪ .‬ومثسسل ذلسسك احتكسساك ال ّ‬
‫الموّلد لشرارة البرق‪.‬‬
‫"هذه بعض آيات من علم الل ّسسه ‪ ..‬إنسسه سسسبحانه‬
‫خلق الشسسجر ‪ ،‬وقسسد امتل كيسسانه بالمسساء يجسسرى‬
‫فى أصوله ‪ ،‬وفروعه وأوراقه ‪ ..‬ثسسم جعسسل مسسن‬
‫ف ‪ ،‬وأن يقبسسسل‬ ‫طبيعسسسة هسسسذا الشسسسجر أن يجسسس ّ‬
‫الحتراق ‪ ،‬وإذا هو فى النار ‪ ،‬قطع من الجمر!‬

‫‪242‬‬
‫فسسأين هسسذا الشسسجر الخضسسر ‪ ،‬مسسن هسسذا الجمسسر‬
‫الملتهب ؟‬
‫وكما يخرج الّله سبحانه النار من الماء ‪ ،‬يخرج‬
‫ى مسسن‬ ‫ى ‪ ،‬ويخسسرج الحس ّ‬ ‫سبحانه الميت من الحس ّ‬
‫الميت ‪..‬‬
‫هذه صورة من البسسداع فسسى الخلسسق ‪ ،‬ل تحتسساج‬
‫فى وضوحها إلى علم ‪ ،‬وتجربة ‪ ،‬وإنما بحسب‬
‫النسان س س أي إنسسسان ‪ ..‬أن يقسسف قليل بنظسسره‬
‫عنسسدها ‪ ،‬فيسسرى آيسسات بينسسات ‪ ،‬مسسن علسسم الل ّسسه‬
‫وقدرته ‪"..‬‬
‫َ‬
‫ذي‬ ‫س ال ّس ِ‬ ‫ودليل ثالث أعجب مما سبق ‪ » :‬أوَل َي ْ َ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫خل ُس َ‬
‫ق‬ ‫ن يَ ْ‬‫علسسى أ ْ‬ ‫ض ِبقاد ِرٍ َ‬ ‫ت َواْلْر َ‬ ‫سماوا ِ‬‫خل َقَ ال ّ‬ ‫َ‬
‫م «‪..‬وصسسورة‬ ‫ْ‬
‫خلقُ العَِلي س ُ‬ ‫ّ‬ ‫ْ‬
‫م ؟ َبلى ‪ .‬وَهُ سوَ ال َ‬ ‫َ‬
‫مث ْلهُ ْ‬ ‫ِ‬
‫أخرى للدللة على قسسدرة الل ّسسه سسسبحانه ‪ ..‬هسسى‬
‫هذه السموات والرض ‪ ..‬من خلقها ؟ إنه الّلسه‬
‫سبحانه ‪ ،‬بإقرار الكافرين والمشركين أنفسهم‬
‫‪..‬إنهم ل يعرفون لهما خالقا غيره ‪ ..‬كما يقسسول‬
‫َ‬
‫خل َس َ‬
‫ق‬ ‫ن َ‬ ‫مس ْ‬ ‫م َ‬ ‫س سأل ْت َهُ ْ‬ ‫ن َ‬‫سسسبحانه وتعسسالى ‪ » :‬وَل َئ ِ ْ‬
‫َ‬
‫ه « )‪: 25‬‬ ‫ن الل ّسسس ُ‬ ‫قسسسول ُ ّ‬ ‫ض ل َي َ ُ‬
‫ت َواْلْر َ‬
‫سسسسماوا ِ‬ ‫ال ّ‬
‫لقمان(‪.‬‬
‫وهنسسا سسسؤال ‪ :‬أليسسس السسذي خلسسق السسسموات‬
‫والرض قسسادرا علسسى أن يخلسسق سسسموات كهسسذه‬
‫السسسسموات وأرضسسسا كهسسسذه الرض ؟ وبديهيسسسة‬
‫المنطق تقول ‪ :‬إن ذلسسك ممكسسن ‪ ..‬فمسسن صسسنع‬
‫شيئا قادرا على أن يصنع أشياء مثله ‪ ،‬ل شسسيئا‬
‫واحدا‪.‬‬

‫‪243‬‬
‫ولهذا جاء الجواب عن هذا السؤال ‪ » :‬بلسسى «‬
‫م «‪..‬‬ ‫خّلقُ ال ْعَِليسسس ُ‬ ‫أي بلسسسى قسسسادر ‪ » ..‬وَهُسسسوَ ال ْ َ‬
‫الخّلق ‪ ،‬السسذي يزيسسد فسسى الخلسسق مسسا يشسساء »‬
‫العليم « الذي ل يعجزه شيء!"‬
‫سبع بما فيهسسا مسسن‬ ‫سموات ال ّ‬ ‫أي إن من خلق ال ّ‬
‫سسسبع‬ ‫سيارة والّثوابت ‪ ،‬والرضسسين ال ّ‬ ‫الكواكب ال ّ‬
‫بما فيها من جبال ورمال وبحار وقفسسار ‪ ،‬وهسسي‬
‫أعظم من خلق النسسسان ‪ ،‬إن مسسن خلسسق ذلسسك‬
‫قادر على خلق مثل البشر وإعسسادة الجسسسام ‪،‬‬
‫سسسموات والرض ‪،‬‬ ‫وهي أصغر وأضسسعف مسسن ال ّ‬
‫بلى هو قادر على ذلسك ‪ ،‬وهسسو الكسثير الخلسق ‪،‬‬
‫خّلقُ إشارة إلى كمال‬ ‫الواسع العلم ‪ ،‬فقوله ال ْ َ‬
‫م إشسسارة إلسسى شسسمول‬ ‫القسسدرة ‪ ،‬وقسسوله ال ْعَِليسس ُ‬
‫العلم‪.‬‬
‫والخلصة ‪ :‬أن خلسسق الشسسياء العظيمسسة برهسسان‬
‫قاطع على خلق ما دونهسسا ‪ ،‬كمسسا قسسال تعسسالى ‪:‬‬
‫ن َ ْ‬ ‫َ‬ ‫ت َواْل َْر‬
‫س‬
‫ق الّنا ِ‬ ‫خل ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ض أك ْب َُر ِ‬ ‫ِ‬ ‫سماوا ِ‬ ‫خل ْقُ ال ّ‬ ‫لَ َ‬
‫َ‬
‫م َيسَرْوا‬ ‫]غافر ‪ ، [57 /40‬وقال سسسبحانه ‪ :‬أوَ ل َس ْ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫م‬‫ض ‪ ،‬وَل َس ْ‬ ‫ت َواْلْر َ‬ ‫سسسماوا ِ‬ ‫خل َسقَ ال ّ‬ ‫ذي َ‬ ‫ه ال ّس ِ‬ ‫ن الل ّ َ‬‫أ ّ‬
‫َ‬
‫وتى ؟‬ ‫مس ْ‬ ‫ي ال ْ َ‬ ‫حِيس َ‬ ‫ن يُ ْ‬ ‫علسسى أ ْ‬ ‫ن ِبقساد ِرٍ َ‬ ‫قِهس ّ‬ ‫خل ْ ِ‬ ‫ي بِ َ‬ ‫ي َعْ َ‬
‫ديٌر ]الحقسساف ‪/46‬‬ ‫يٍء قَ س ِ‬ ‫ش ْ‬ ‫ل َ‬ ‫على ك ُ ّ‬ ‫ه َ‬ ‫َبلى ‪ ،‬إ ِن ّ ُ‬
‫‪.[33‬‬
‫وتأكيدا للبيان ونتيجة لما سسسبق ‪ ،‬قسسال تعسسالى ‪:‬‬
‫َ‬ ‫م سُره ُ ِإذا َأراد َ َ‬ ‫َ‬
‫ن‬ ‫ه ك ُس ْ‬ ‫ل ل َس ُ‬ ‫قسسو َ‬ ‫ن يَ ُ‬ ‫ش سْيئا ً أ ْ‬ ‫» إ ِّنمسسا أ ْ‬
‫ن «‪ .‬أي إنما شأنه سسسبحانه فسسى الخلسسق ‪،‬‬ ‫كو ُ‬ ‫فَي َ ُ‬
‫أن يريد ‪ ،‬فيقع ما يريد ‪ ..‬بل معاناة ول بحث ‪..‬‬
‫إنه سبحانه يقول للشىء الذي يريسسد إيجسساده »‬
‫‪244‬‬
‫كن « فيكون كما أراد ‪..‬فبالكلمة خلق الّله كل‬
‫شىء ‪ ..‬إن الكلمة ‪ » :‬كن « هي مظهسسر إرادة‬
‫الّله‪ .‬والموجودات هى مظسساهر كلمسسات الل ّسسه ‪..‬‬
‫ل ل َسوْ كسسا َ‬
‫ن‬ ‫وهذا ما يشير إليه قوله تعسسالى » قُس ْ‬
‫َ‬
‫ن‬‫لأ ْ‬ ‫حسُر قَب ْس َ‬ ‫ت َرب ّسسي ل َن َفِسد َ ال ْب َ ْ‬ ‫مدادا ً ل ِك َِلما ِ‬ ‫حُر ِ‬ ‫ال ْب َ ْ‬
‫ددا ً « )‬ ‫مس َ‬ ‫مث ْل ِسهِ َ‬ ‫جْئنسسا ب ِ ِ‬ ‫ت َرب ّسسي وَل َسوْ ِ‬ ‫ف سد َ ك َِلمسسا ُ‬ ‫ت َن ْ َ‬
‫‪ : 109‬الكهف(‪.‬‬
‫ومقتضسسى ثبسسوت القسسدرة التامسسة لّلسسه تعسسالى ‪:‬‬
‫ن‬ ‫س سْبحا َ‬ ‫تنزيهه عمسسا وصسسفوه بسسه ‪ ،‬فقسسال ‪ » :‬فَ ُ‬
‫ن‬ ‫جعُسسو َ‬ ‫يٍء وَإ ِل َي ْسهِ ت ُْر َ‬ ‫شس ْ‬ ‫ل َ‬ ‫ت ك ُس ّ‬ ‫مل َك ُسسو ُ‬ ‫ذي ب ِي َد ِهِ َ‬ ‫ال ّ ِ‬
‫«‪.‬فتسبيحا لّله ‪ ،‬وتنزيهسسا لسسه ‪ ،‬وإجلل لجللسسه سس‬
‫يٍء « أي ملسسك‬ ‫ش ْ‬ ‫ل َ‬ ‫ت كُ ّ‬ ‫كو ُ‬ ‫مل َ ُ‬‫سبحانه س » ب ِي َد ِهِ َ‬
‫كل شىء ‪ ،‬ملكا متمكنسسا ‪ ،‬مسسستوليا علسسى كسسل‬
‫ذرة فيسسه ‪..‬والملكسسوت ‪ :‬مبالغسسة فسسى الملسسك ‪،‬‬
‫بالستيلء عليه اسسستيلء مطلقسسا ‪ ،‬يمسسسك بكسسل‬
‫ذرة ‪ ،‬وبكل ما دون الذرة منه‪.‬‬
‫ن « تقريسسر‬ ‫جعُسسو َ‬ ‫وفى قوله تعسسالى ‪ » :‬وَإ ِل َي ْسهِ ت ُْر َ‬
‫للبعسسث ‪ ،‬وتأكيسسد لسسه ‪ ..‬وأنسسه مسسا دام بيسسد الل ّسسه‬
‫ملكسسوت كسسل شسسىء والنسساس مسسن أشسسياء هسسذا‬
‫الوجود الذي هو ملك لّله ‪ ،‬فإنهم ل بد راجعون‬
‫إلى الّله‪.‬‬
‫وإلسسى أيسسن يسسذهب النسساس بعسسد المسسوت إذا لسسم‬
‫يرجعوا إلسسى الل ّسسه ؟ إنهسسم إذا لسسم يرجعسسوا إليسسه‬
‫فليسوا إذن فسسى ملكسسه ‪ ..‬وليسسس هنسساك شسسىء‬
‫ل‬ ‫ت كُ ّ‬ ‫كو ُ‬ ‫مل َ ُ‬‫ذي ب ِي َد ِهِ َ‬ ‫غير مملوك لّله ‪ ،‬وهو » ال ّ ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ب‬ ‫ه َر ّ‬ ‫ك الل ّس ُ‬ ‫مُر َتبسساَر َ‬ ‫خل ْقُ َواْل ْ‬ ‫ه ال ْ َ‬
‫يٍء « » أل ل َ ُ‬ ‫ش ْ‬ ‫َ‬
‫ن «‪ : 54) .‬العراف( "‬ ‫مي َ‬ ‫اْلعال َ ِ‬
‫‪245‬‬
‫فهو الذي له ملكية الشياء كلها ‪ ،‬ولسسه القسسدرة‬
‫الكاملة على الّتصرف فيهسسا كمسسا يريسسد ‪ ،‬وبيسسده‬
‫ل شسسيء ‪ ،‬وإليسسه ل إلسسى غيسسره مرجسسع‬ ‫مفاتح كس ّ‬
‫العباد بعد البعث فسسي السسدار الخسسرة ‪ ،‬فيجسسازي‬
‫كل إنسان بما عمسسل ‪ ،‬فليعبسسده النسساس جميعسسا‬
‫حدوه ويطيعوه ‪ ،‬تحقيقا لمصلحتهم‪.‬‬ ‫وليو ّ‬
‫ومضات‬
‫ويبدأ هذا المقطع بمواجهة النسان بواقعه هسسو‬
‫ذاتسسه فسسي خاصسسة نفسسسه‪ .‬وهسسذا الواقسسع يصسسور‬
‫نشأته وصيرورته مما يسسراه واقعسسا فسسي حيسساته ‪،‬‬
‫ويشهده بعينه وحسه مكررا معادا‪ .‬ثسسم ل ينتبسسه‬
‫إلى دللته ‪ ،‬ول يتخذ منسسه مصسسداقا لوعسسد الل ّسسه‬
‫ببعثه ونشوره بعد موته ودثوره ‪..‬‬
‫ن ن ُط ْ َ‬
‫فةٍ فَِإذا هُ َ‬
‫و‬ ‫م ْ‬
‫قناه ُ ِ‬ ‫ن أ َّنا َ‬
‫خل َ ْ‬ ‫م ي ََر اْل ِْنسا ُ‬
‫َ‬
‫»أوَل َ ْ‬
‫ن« ‪ ..‬فمسسا النطفسسة السستي ل يشسسك‬ ‫مِبي س ٌ‬‫م ُ‬ ‫صسسي ٌ‬ ‫خ ِ‬ ‫َ‬
‫النسان في أنها أصله القريب؟ إنها نقطة مسسن‬
‫ماء مهين ‪ ،‬ل قوام ول قيمسسة! نقطسسة مسسن مسساء‬
‫تحوي ألوف الخليسسا ‪ ..‬خليسسة واحسسدة مسسن هسسذه‬
‫اللوف هي السستي تصسسير جنينسسا‪ .‬ثسسم تصسسير هسسذا‬
‫النسان السسذي يجسسادل ربسسه ويخاصسسمه ويطلسسب‬
‫منسه البرهسان والسسدليل! والقسدرة الخالقسة هسسي‬
‫السستي تجعسسل مسسن هسسذه النطفسسة ذلسسك الخصسسيم‬
‫المبين‪ .‬وما أبعد النقلة بين المنشسسأ والمصسسير!‬
‫أفهذه القدرة يستعظم النسان عليها أن تعيده‬
‫وتنشره بعد البلى والدثور؟‬

‫‪246‬‬
‫ن‬‫مس ْ‬ ‫ل‪َ :‬‬ ‫ه ‪ -‬قسا َ‬ ‫قس ُ‬‫خل ْ َ‬ ‫ي َ‬ ‫سس َ‬ ‫مث ًَل ‪ -‬وَن َ ِ‬ ‫ب َلنسا َ‬ ‫ضَر َ‬
‫»وَ َ‬
‫ذي‬ ‫حِييَهسا اّلس ِ‬ ‫ل ‪ :‬يُ ْ‬ ‫م‪ُ .‬قس ْ‬ ‫ميس ٌ‬ ‫ي َر ِ‬ ‫هس َ‬ ‫م وَ ِ‬ ‫ي ال ِْعظسا َ‬ ‫ح ِ‬ ‫يُ ْ‬
‫م« ‪..‬‬ ‫ل َ ْ‬ ‫مّرةٍ وَهُوَ ب ِك ُ ّ‬ ‫َ‬
‫شأها أوّ َ‬ ‫َ‬ ‫أ َن ْ َ‬
‫ق ع َِلي ٌ‬ ‫خل ٍ‬ ‫ل َ‬
‫يسسا للبسسساطة! ويسسا لمنطسسق الفطسسرة! ومنطسسق‬
‫الواقع القريسسب المنظسسور! وهسسل تزيسسد النطفسسة‬
‫حيوية أو قسسدرة أو قيمسسة علسسى العظسسم الرميسسم‬
‫المفتسسوت؟ أو ليسسس مسسن تلسسك النطفسسة كسسان‬
‫النسان؟‬
‫أو ليسسست هسسذه هسسي النشسسأة الولسسى؟ أو ليسسس‬
‫الذي حول تلك النطفة إنسانا ‪ ،‬وجعله خصسسيما‬
‫مبينسسا بقسسادر علسسى أن يحسسول العظسسم الرميسسم‬
‫مخلوقا حيا جديدا؟‬
‫إن المسسر أيسسسر وأظهسسر مسسن أن يسسدور حسسوله‬
‫سؤال‪ .‬فما بال الجدل الطويل؟!‬
‫ل‬ ‫كسس ّ‬‫ة‪ .‬وَهُوَ ب ِ ُ‬ ‫مّر ٍ‬‫ل َ‬ ‫شَأها أ َوّ َ‬ ‫ذي أ َن ْ َ‬ ‫حِييَها ال ّ ِ‬ ‫ل ‪ :‬يُ ْ‬ ‫»قُ ْ‬
‫م« ‪..‬‬ ‫ق ع َِلي ٌ‬ ‫َ ْ‬
‫خل ٍ‬
‫ثم يزيسسدهم إيضسساحا لطبيعسسة القسسدرة الخالقسسة ‪،‬‬
‫وصنعها فيمسا بيسن أيسديهم وتحست أعينهسم ممسا‬
‫ر‬
‫ض ِ‬ ‫خ َ‬ ‫جرِ اْل َ ْ‬
‫ش َ‬ ‫ن ال ّ‬ ‫م َ‬ ‫م ِ‬ ‫ل ل َك ُ ْ‬‫جعَ َ‬ ‫ذي َ‬ ‫يملكون ‪» :‬ال ّ ِ‬
‫َ‬
‫ن« ‪ ..‬والمشسساهدة‬ ‫دو َ‬ ‫ه ُتوقِ س ُ‬ ‫من ْس ُ‬
‫م ِ‬ ‫نسسارا ً فَ سِإذا أن ْت ُس ْ‬
‫الوليسسة السسساذجة تقنسسع بصسسدق هسسذه العجيبسسة!‬
‫العجيبة التي يمرون عليهسسا غسسافلين‪ .‬عجيبسسة أن‬
‫هذا الشجر الخضر الريان بالماء ‪ ،‬يحتك بعضه‬
‫ببعض فيولد نارا ثم يصير هو وقسسود النسسار‪ .‬بعسسد‬
‫اللدونة والخضرار ‪..‬‬
‫والمعرفسسة العلميسسة العميقسسة لطبيعسسة الحسسرارة‬
‫السستي يختزنهسسا الشسسجر الخضسسر مسسن الطاقسسة‬
‫‪247‬‬
‫الشمسية التي يمتصها ‪ ،‬ويحتفظ بها وهو ريان‬
‫بالماء ناضسسر بالخضسسرة والسستي تولسسد النسسار عنسسد‬
‫الحتكاك ‪ ،‬كما تولد النار عند الحتراق ‪ ..‬هسسذه‬
‫المعرفة العلمية تزيد العجيبة بروزا في الحس‬
‫ووضسسوحا‪ .‬والخسسالق هسسو السسذي أودع الشسسجر‬
‫خصائصه هذه‪ .‬والذي أعطى كسسل شسسيء خلقسسه‬
‫ثم هدى‪ .‬غير أننا ل نسسرى الشسسياء بهسسذه العيسسن‬
‫المفتوحة ول نتدبرها بذلك الحس الواعي‪.‬‬
‫فل تكشف لنا عن أسرارها المعجبسسة‪ .‬ول تسسدلنا‬
‫على مبدع الوجود‪ .‬ولو فتحنا لها قلوبنا لبسساحت‬
‫لنا بأسرارها ‪ ،‬ولعشنا معهسسا فسسي عبسسادة دائمسسة‬
‫وتسبيح! ثم يستطرد في عسسرض دلئل القسسدرة‬
‫وتبسسسسيط قضسسسية الخلسسسق والعسسسادة للبشسسسر‬
‫َ‬
‫ت‬‫سسسماوا ِ‬ ‫خَلسسقَ ال ّ‬ ‫ذي َ‬ ‫س اّلسس ِ‬
‫أجمعيسسن ‪ » :‬أوَل َْيسس َ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫و‬
‫هسس َ‬ ‫مث ْل َهُ ْ‬
‫م؟ َبلى وَ ُ‬ ‫خل ُقَ ِ‬‫ن يَ ْ‬
‫على أ ْ‬ ‫ض ِبقاد ِرٍ َ‬ ‫َواْلْر َ‬
‫م« ‪..‬والسسسماوات والرض خلسسق‬ ‫خّلقُ ال ْعَِليسس ُ‬‫ال ْ َ‬
‫عجيب هائل دقيق ‪ ..‬هسسذه الرض السستي نعيسسش‬
‫عليها ويشاركنا مليين الجناس والنواع ‪ ،‬ثم ل‬
‫نبلسسغ نحسسن شسسيئا مسسن حجمهسسا ‪ ،‬ول شسسيئا مسسن‬
‫حقيقتهسسسا ‪ ،‬ول نعلسسسم عنهسسسا حسسستى اليسسسوم إل‬
‫القليل ‪..‬هذه الرض كلها تابع صغير مسسن توابسسع‬
‫الشسسمس السستي تعيسسش أرضسسنا الصسسغيرة علسسى‬
‫ضوئها وحرارتها ‪ ..‬وهذه الشسسمس واحسسدة مسسن‬
‫مائة مليون في المجسسرة الواحسسدة السستي تتبعهسسا‬
‫شمسسسنا ‪ ،‬والسستي تؤلسسف دنيانسسا القريبسسة! وفسسي‬
‫الكون مجرات أخرى كثيرة‪ .‬أو دنييسسات كسسدنيانا‬
‫القريبة‪ .‬عسسد الفلكيسسون حسستى اليسسوم منهسسا مسائة‬
‫‪248‬‬
‫مليون مجرة بمناظيرهم المحدودة‪ .‬وهسسم فسسي‬
‫انتظسسار المزيسسد كلمسسا أمكسسن تكسسبير المنسساظير‬
‫والمراصسسد‪ .‬وبيسسن مجرتنسسا أو دنيانسسا والمجسسرة‬
‫التالية لها نحو خمسين وسبع مسسائة ألسسف سسسنة‬
‫ضوئية )السنة الضسسوئية تقسسدر بسسستة وعشسسرين‬
‫مليسسون مليسسون مسسن الميسسال!( ‪ ..‬وهنسساك كتسسل‬
‫ضخمة من السدم السستي يظسسن أنسسه مسسن نثارهسسا‬
‫كانت تلسسك الشسسموس‪ .‬وهسسذا هسسو الجسسزء السسذي‬
‫يدخل في دائرة معارفنسسا الصسسغيرة المحسسدودة!‬
‫تلك الشموس التي ل يحصيها العد‪ .‬لكسسل منهسسا‬
‫فلك تجري فيه‪ .‬ولمعظمها توابع ذات مسسدارات‬
‫حولهسسا كمسسدار الرض حسسول الشسسمس ‪ ..‬وكلهسسا‬
‫تجسسري وتسسدور فسسي دقسسة وفسسي دأب‪ .‬ل تتوقسسف‬
‫لحظة ول تضطرب‪ .‬وإل تحطم الكون المنظور‬
‫واصطدمت هسسذه الكتسسل الهائلسسة السسسابحة فسسي‬
‫الفضاء الوسيع ‪..‬‬
‫هذا الفضاء الذي تسبح فيه تلك المليين السستي‬
‫ل يحصيها العد ‪ ،‬كأنها ذرات صغيرة‪ .‬ل نحسساول‬
‫تصسسسويره ول تصسسسوره ‪ ..‬فسسسذلك شسسسيء يسسسدير‬
‫َ‬
‫ت‬‫سسسماوا ِ‬ ‫خَلسسقَ ال ّ‬ ‫ذي َ‬ ‫س اّلسس ِ‬ ‫السسرؤوس! »أوَل َْيسس َ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫م؟«‪.‬‬ ‫مث ْل َهُ ْ‬‫خل ُقَ ِ‬ ‫ن يَ ْ‬ ‫على أ ْ‬ ‫ض ِبقاد ِرٍ َ‬ ‫َواْلْر َ‬
‫وأين الناس من ذلك الخلق الهائل العجيب؟‬
‫م« ‪..‬ولكسسن الّلسسه ‪-‬‬ ‫خّلقُ ال ْعَِليسس ُ‬ ‫هسسوَ ال ْ َ‬
‫»َبلسسى ! وَ ُ‬
‫سبحانه ‪ -‬يخلق هسسذا وذلسسك ويخلسسق غيرهمسسا بل‬
‫كلفة ول جهد‪ .‬ول يختلسسف بالقيسساس إليسسه خلسسق‬
‫مُره ُ ِإذا َأراد َ َ‬
‫شْيئا ً‬ ‫َ‬
‫الكبير وخلق الصغير ‪» :‬إ ِّنما أ ْ‬
‫َ‬
‫ن«‪.‬‬ ‫كو ُ‬ ‫ن‪ .‬فَي َ ُ‬‫ه ‪ :‬كُ ْ‬ ‫ل لَ ُ‬
‫قو َ‬
‫ن يَ ُ‬
‫أ ْ‬
‫‪249‬‬
‫يكسسون هسسذا الشسسيء سسسماء أو أرضسسا‪ .‬ويكسسون‬
‫بعوضسسسة أو نملسسسة‪ .‬هسسسذا وذلسسسك سسسسواء أمسسسام‬
‫الكلمة ‪ ..‬كن ‪ ..‬فيكون! ليس هنسساك صسسعب ول‬
‫سهل‪ .‬وليس هنالسك قريسب ول بعيسد ‪ ..‬فتسوجه‬
‫الرادة لخلق الشيء كاف وحده لوجوده كائنسسا‬
‫مسسا يكسسون‪ .‬إنمسسا يقسسرب الّلسسه للبشسسر المسسور‬
‫ليدركوها بمقياسهم البشري المحدود‪.‬‬
‫وعند هسسذا المقطسسع يجيسسء اليقسساع الخيسسر فسسي‬
‫السورة‪ .‬اليقاع المصور لحقيقسسة العلقسسة بيسسن‬
‫ه‬ ‫ن اّلسس ِ‬
‫ذي ب َِيسسد ِ ِ‬ ‫سْبحا َ‬‫الوجود وخالق الوجود ‪» :‬فَ ُ‬
‫ن« ‪..‬ولفظسسة‬ ‫ي ٍء‪ .‬وَإ ِل َي ْسهِ ت ُْر َ‬
‫جعُسسو َ‬ ‫ش ْ‬ ‫ت كُ ّ‬
‫ل َ‬ ‫مل َ ُ‬
‫كو ُ‬ ‫َ‬
‫ملكوت بصياغتها هسسذه تضسسخم وتعظسسم حقيقسسة‬
‫هسسذه العلقسسة‪ .‬علقسسة الملكيسسة المطلقسسة لكسسل‬
‫شيء في الوجود‪.‬‬
‫والسيطرة القابضة علسسى كسسل شسسيء مسسن هسسذا‬
‫المملوك‪.‬ثم إن إليسسه وحسسده المرجسسع والمصسسير‬
‫‪..‬إنه اليقاع الختسسامي المناسسسب لهسسذه الجولسسة‬
‫الهائلسسسة ‪ ،‬وللسسسسورة كلهسسسا ‪ ،‬ولموضسسسوعاتها‬
‫المتعلقة بهذه الحقيقسسة الكسسبيرة ‪ ،‬السستي ينسسدرج‬
‫‪139‬‬
‫فيها كل تفصيل ‪..‬‬
‫وقال دروزة ‪ " :‬تساءلت الية الولسسى تسسساءل‬
‫المسسستنكر المنسسدد عمسسا إذا كسسان النسسسان لسسم‬
‫يعرف أن الّله إنما خلقه من نطفة حتى ينقلب‬
‫خصسسما عنيسسدا لسسه‪ .‬وحكسست الثانيسسة موقسسف هسسذا‬
‫النسسسان السسذي نسسسي كيفيسسة نشسسوئه وخلقسسه‬
‫المسسذكورة فتسسساءل عمسسن يمكسسن أن يحيسسي‬
‫‪ -‬في ظلل القرآن ‪ ،‬ج ‪ ، 5‬ص ‪2977 :‬‬ ‫‪139‬‬

‫‪250‬‬
‫ديا بسسذلك‬ ‫العظام بعد أن تصبح رميما فتاتا متحس ّ‬
‫رّبسسه العظيسسم السسذي خلقسسه مسسن تلسسك النطفسسة‬
‫ومتجاهل قدرته‪ .‬واحتسسوت اليسسات التاليسسة أمسسرا‬
‫ربانيسسا للنسسبي ‪ ‬بسسالرد ّ علسسى هسسذا النسسسان‬
‫دا قويا فيسسه تنديسسد‬ ‫السائل المتحدي المتجاهل ر ّ‬
‫لذع بعبارة واضحة موجهة إلى العقل والقلسسب‬
‫وفيه تدليل هنسسا علسسى قسسدرة الل ّسسه علسسى إعسسادة‬
‫الخلق وعظمته بما ل يمكن المكابرة فيه ممسسا‬
‫يقع تحت المشاهدة‪...‬‬
‫ّ‬
‫غير أننا نلحظ أن السياق كله أي هسسذه اليسسات‬
‫ل على الوحسسدة التقريريسسة‬ ‫وما قبلها منسجم يد ّ‬
‫واللزامية والتنديدية‪ .‬والذي يتبادر لنا من ذلسك‬
‫أن حكايسسة هسسذا الموقسسف قسسد جسساءت كإشسسارة‬
‫عرضسسية إلسسى بعسسض أسسسئلة الكفسسار ومسسواقفهم‬
‫الساخرة بسبيل الرد ّ والتنديد مما تكسسرر كسسثيرا‬
‫في النظم القرآني‪.‬‬
‫وأسسسلوب اليسسات قسسويّ مسسن شسسأنه أن يفحسسم‬
‫المجادل المكابر وأن يقطع عليسسه نفسسس الكلم‬
‫ل مسسستمد ّ‬ ‫والمكابرة‪ .‬وفيه من الفحام ما يظسس ّ‬
‫إلهام ٍ وقوةٍ في صدد التدليل علسسى قسسدرة الل ّسسه‬
‫ل وعظمته كما هو المتبادر‪ .‬ولقسسد كسسان‬ ‫عّز وج ّ‬
‫ل وكونه خسسالق‬ ‫السائلون يعترفون بالّله عّز وج ّ‬
‫الكوان ومدّبرها ومالك كل شيء ومرجسسع كسسل‬
‫شسسيء علسسى مسسا نبهنسسا عليسسه وأوردنسسا شسسواهده‬
‫القرآنية في مناسسسبات سسسابقة ومسسن هنسسا يسسأتي‬
‫ل‬‫الفحسسام لهسسم قويسسا ملزمسسا‪ .‬غيسسر أن هسسذا يظس ّ‬
‫كذلك دائما لن دلئل وجود الّله وقدرته مائلسسة‬
‫‪251‬‬
‫فسسي كسسل شسسيء ل يكسسابر فيهسسا إّل مكسسابر أو‬
‫‪140‬‬
‫جاهل‪".‬‬
‫ما ترشد إليه اليات‬
‫يستنبط من اليات ما يأتي ‪:‬‬
‫‪ - 1‬عجبا لمر النسان ‪ ،‬سواء العاص بن وائل‬
‫ي بسسن خلسسف الجمحسسي )و هسسو‬ ‫سسسهمي ‪ ،‬أو أبس ّ‬‫ال ّ‬
‫الصسسح( أو أميسسة بسسن خلسسف أو غيرهسسم ‪ ،‬كيسسف‬
‫خلقه الّله من يسير الماء ‪ ،‬وأضسسعف الشسسياء ‪،‬‬
‫ثم يصبح مخاصما رّبه ‪ ،‬مجادل في الخصومة ‪،‬‬
‫مبّينا للحجة ‪ ،‬أي أنه صار بعد أن لم يكن شسسيئا‬
‫مذكورا خصيما مبينا‪.‬‬
‫قال أبو حيان ‪ :‬قّبح تعالى إنكار الكفرة البعث‬
‫حيث قرر أن عنصره الذي خلق منه هو نطفسسة‬
‫ماء مهين خارج من مخرج النجاسة ‪ ،‬أفضى به‬
‫مهانة أصله أن يخاصم الباري تعالى ‪ ،‬ويقول ‪:‬‬
‫م مع علمه أنه منشسسأ‬ ‫من يحيي الميت بعد ما ر ّ‬
‫‪141‬‬
‫من موات‪.‬‬
‫‪ - 2‬لقد نسي هذا النسان الضسسعيف المخلسسوق‬
‫أن الّله أنشأه من نطفة ‪ ،‬ثم جعله إنسسسانا حي ّسسا‬
‫سويا ‪ ،‬فهذا دليل حاضر من نفسه على إمكان‬
‫ل علسسى منكسسري‬ ‫البعث ‪ ،‬وقد احتج الّله عّز وج س ّ‬
‫البعث بالنشأة الولى ‪ ،‬فكيف يقول النسسسان ‪:‬‬
‫من يحيي هذه العظام البالية؟!‬
‫ن الّنشسسأة الثانيسسة مثسسل الّنشسسأة‬ ‫والجسسواب ‪ :‬أ ّ‬
‫الولى ‪ ،‬فمسسن قسسدر علسسى الّنشسسأة الولسسى قسسدر‬
‫‪ -‬التفسير الحديث لدروزة ‪(45 / 3) -‬‬ ‫‪140‬‬

‫‪ -‬تفسير البحر المحيط س موافق للمطبوع ‪(332 / 7) -‬‬ ‫‪141‬‬

‫‪252‬‬
‫ل‬‫علسسى الّنشسسأة الثانيسسة ‪ ،‬وأن الّلسسه عسسالم بكسس ّ‬
‫ذرات‬ ‫الشسسياء ‪ ،‬سسسواء الجسسسام العظسسام أو ال س ّ‬
‫الصغار‪.‬‬
‫ي‬
‫م وَه ِس َ‬ ‫ْ‬
‫ي الِعظسسا َ‬
‫حس ِ‬‫ن يُ ْ‬
‫مس ْ‬
‫‪ - 3‬في قوله تعالى ‪َ :‬‬
‫م دليل على أن فسسي العظسسام حيسساة ‪ ،‬وأنهسسا‬ ‫مي ٌ‬‫َر ِ‬
‫تنجس بالموت ‪ ،‬وهو قول أبسسي حنيفسسة ‪ ،‬وقسسال‬
‫الشافعي ‪ :‬ل حياة فيها‪.‬‬
‫‪ - 4‬مسسن أدلسسة وحسسدانيته تعسسالى وكمسسال قسسدرته‬
‫على إحيساء المسوتى ‪ :‬مسا يشساهده النساس مسن‬
‫إخسسراج المحسسروق اليسسابس مسسن العسسود النسسدي‬
‫الطسسري ‪ ،‬فسسإن الشسسجر الخضسسر مسسن المسساء ‪،‬‬
‫والمسسساء بسسسارد رطسسسب ضسسسد ّ النسسسار ‪ ،‬وهمسسسا ل‬
‫ل ذلسسك‬ ‫يجتمعان ‪ ،‬فأخرج الّله منسسه النسسار ‪ ،‬فيسسد ّ‬
‫على أنه تعالى هو القادر على إخراج الضد ّ من‬
‫ل شيء قدير‪.‬‬ ‫الضد ّ ‪ ،‬وهو على ك ّ‬
‫ن الذي خلق السموات والرض التي هسسي‬ ‫‪-5‬إ ّ‬
‫أعظم من خلق النسساس قسسادر علسسى أن يبعثهسسم‬
‫مرة أخرى‪.‬‬
‫‪ - 6‬إذا أراد الّله خلق شيء ل يحتاج إلى تعسسب‬
‫ومعالجة ‪ ،‬وإنما أمره نافسسذ فسسورا ‪ ،‬ول يتوقسسف‬
‫على شيء آخر‪.‬‬
‫‪ - 7‬إن الّلسسه تعسسالى نسسّزه نفسسسه عسسن العجسسز‬
‫والشسسرك ‪ ،‬لتعليسسم النسساس ‪ ،‬وإبسسراز الحقيقسسة ‪،‬‬
‫ل شسسسيء ‪ ،‬ومسسسرد ّ النسسساس‬ ‫فبيسسسده مفاتسسسح كسسس ّ‬
‫ومصيرهم بعد ممساتهم إليسه تعسالى ‪ ،‬ليحاسسب‬
‫ل امرئ على ما قدم فسسي دنيسساه مسسن خيسسر أو‬ ‫ك ّ‬
‫شّر‪.‬‬
‫‪253‬‬
‫سسسسسسسسسسسس‬

‫‪254‬‬
‫أهم مقاصد هذه السورة‬
‫)‪ (1‬بيان أن محمدا ‪ ‬رسول مسسن عنسسد الل ّسسه‬
‫حقا ‪ ،‬وأنه نذير للميين وغيرهم‪.‬‬
‫)‪ (2‬المنذرون من النسسبي ‪ ‬صسسنفان ‪ :‬صسسنف‬
‫ميئوس من صلحه ‪ ،‬وآخر قد سعى لفلحه‪.‬‬
‫)‪ (3‬أعمال الفريقين تحصسسى عليهسسم ‪ ،‬فتحفسسظ‬
‫أخبارهم ‪ ،‬وتكتب آثارهم‪.‬‬
‫)‪ (4‬ضرب المثل لهم بأهل أنطاكية ‪ ،‬إذ كسسذبوا‬
‫الناصح لهم وقتلوه فدخلوا النسسار ودخسسل الجنسسة‬
‫بمسسا قسسدم مسسن إيمسسان وعمسسل صسسالح وهدايسسة‬
‫وإرشاد‪.‬‬
‫)‪ (5‬الدليل الطبيعي والعقلي على البعث‪.‬‬
‫)‪ (6‬تبيان قدرة الّله ووحدانيته وعلمه ورحمتسسه‬
‫الشاملة‪.‬‬
‫)‪ (7‬جزاء الجاحدين علسسى كفرانهسسم أنعسسم الل ّسسه‬
‫عليهسسم وسسسرعة أخسسذهم ونسسدمهم حيسسن معاينسسة‬
‫العذاب‪.‬‬
‫)‪ (8‬الجنة ونعيمها وما أعد للمؤمنين فيها‪.‬‬
‫)‪ (9‬توبيسسخ الكسسافرين علسسى اتبسساعهم همسسزات‬
‫الشياطين‪.‬‬
‫)‪ (10‬قدرته تعسسالى علسسى مسسسخهم فسسي السسدنيا‬
‫وطمس أعينهم‪.‬‬
‫)‪ (11‬النتفاع بالنعام فسسي المأكسسل والمشسسرب‬
‫والملبس‪.‬‬

‫‪255‬‬
‫)‪ (12‬إثبسسات البعسسث بمسسا أقسسامه مسسن أدلسسة فسسي‬
‫‪142‬‬
‫الفاق والنفس‪.‬‬

‫‪‬‬

‫‪ -‬تفسير الشيخ المراغى س موافقا للمطبوع ‪(40 / 23) -‬‬ ‫‪142‬‬

‫‪256‬‬
‫أهم المصادر‬

‫ن ِللط ّب َرِ ّ‬
‫ي‬ ‫قْرآ ِ‬ ‫سيرِ ال ْ ُ‬ ‫ف ِ‬ ‫ن ِفي ت َ ْ‬ ‫معُ ال ْب ََيا ِ‬ ‫جا ِ‬ ‫َ‬ ‫‪.1‬‬
‫التفسسسير المنيسسر فسسى العقيسسدة والشسسريعة‬ ‫‪.2‬‬
‫والمنهج‬
‫صفوة التفاسير س للصابونى‬ ‫‪.3‬‬
‫في ظلل القرآن موافق للمطبوع‬ ‫‪.4‬‬
‫التفسير الحديث لدروزة ‪-‬موافق للمطبوع‬ ‫‪.5‬‬
‫تفسير المراغي‬ ‫‪.6‬‬
‫تفسير القرطبي‬ ‫‪.7‬‬
‫تفسير الرازي‬ ‫‪.8‬‬
‫تفسير اللوسي‬ ‫‪.9‬‬
‫‪ .10‬نظم الدرر فى تناسب اليات والسور‬
‫فسير اب َ‬
‫حات ِم ٍ‬ ‫ن أِبي َ‬ ‫‪ .11‬ت َ ْ ِ ُ ْ ِ‬
‫‪ .12‬تفسير البحر المحيط س موافق للمطبوع‬
‫‪ .13‬الدر المنثور للسيوطي‬
‫‪ .14‬التفسير القرآني للقرآن س موافقا للمطبوع‬
‫‪ .15‬تفسير اللباب في علوم الكتاب‬
‫‪ .16‬تفسير ابن كثير‬
‫‪ .17‬كلمات القرآن للشيخ غازي الدروبي‬
‫‪ .18‬سنن الترمذى‬
‫‪ .19‬شعب اليمان للبيهقي‬
‫ي‬
‫ع ّ‬ ‫ضا ِ‬ ‫ق َ‬‫ب ال ْ ُ‬ ‫شَها ِ‬ ‫سن َد ُ ال ّ‬ ‫م ْ‬ ‫ُ‬ ‫‪.20‬‬
‫‪ .21‬صحيح ابن حبان‬
‫‪ .22‬مسند أحمد‬
‫ي‬‫سن َد ُ الّرو َ ِ ّ‬
‫ن‬ ‫يا‬ ‫م ْ‬ ‫ُ‬ ‫‪.23‬‬
‫قا ُ ْ‬ ‫‪ .24‬الط ّب َ َ‬
‫سعْدٍ‬
‫َ‬
‫ن َ‬ ‫ت الك ُب ْ ََرى ِلب ْ ِ‬
‫ي‬‫صب ََهان ِ ّ‬ ‫ْ‬
‫ل الن ّب ُوّةِ ِلِبي ن ُعَي ْم ٍ ال ْ‬ ‫‪ .25‬د ََلئ ِ ُ‬
‫‪ .26‬سنن الترمذى‬
‫ي‬
‫خارِ ّ‬ ‫ح ال ْب ُ َ‬‫حي ُ‬ ‫ص ِ‬ ‫َ‬ ‫‪.27‬‬
‫‪ .28‬صحيح مسلم‬
‫ي‬
‫ق ّ‬‫شوُر ل ِل ْب َي ْهَ ِ‬ ‫ث َوالن ّ ُ‬ ‫‪ .29‬ال ْب َعْ ُ‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ست َد َْر ُ‬ ‫‪ .30‬ال ْ ُ‬
‫حاك ِم ِ‬‫ن ل ِل َ‬ ‫حي ْ ِ‬ ‫حي َ‬‫ص ِ‬ ‫ك ع َلى ال ّ‬ ‫م ْ‬
‫‪257‬‬
‫‪ .31‬المنتقى ‪ -‬شرح الموطأ‬
‫ر‬ ‫جسسس‬ ‫ح‬ ‫ن‬ ‫بسسس‬
‫ِ ِ ْ ِ َ َ ٍ‬ ‫ا‬ ‫ظ‬‫ف‬ ‫ة ل ِل ْ َ‬
‫حسسسا‬ ‫ب ال َْعال َِيسسس ُ‬ ‫م َ‬
‫طسسسال ِ ُ‬ ‫‪ .32‬ال ْ َ‬
‫قَلن ِ ّ‬
‫ي‬ ‫ال ْعَ ْ‬
‫س َ‬

‫‪258‬‬
‫الفهرس العام‬

‫‪259‬‬

You might also like