Professional Documents
Culture Documents
الخلص ُ
في تفسير سورة
يس
جمع وإعداد
الباحث في القرآن والسنة
علي بن نايف الشحود
1
بسم ال الرحمن الرحيم
2
سمت اليات لوحدات ،ووضعت عنوانا ً ثانيا -ق ّ
لكل وحدةٍ يعسسبر عنسسه بشسسكل دقيسسق ،وذكسسرت
سبب النزول ،ثم شرح الكلمات ،ثم مناسسسبة
اليات لبعضها ثم تفسير آيات المقطسسع بشسسكل
موسع ،ثم ذكرت أهم ما ترشد إليه اليات مع
بعض التوسع في بعض المكنة .
وقسسد اعتمسسدت علسسى أمهسسات كتسسب التفسسسير
ولسسسيما التفسسسير المنيسسر ،وكلمسسات القسسرآن
للشيخ غسسازي السسدروبي وكتسسب الحسسديث وكتسسب
أسباب النزول وغيرها .
وقمسسست بتخريسسسج الحسسساديث مسسسن مصسسسادرها
الرئيسسة والحكسسم المناسسسب عليهسسا ،وأحسساديث
الفضائل يتسامح بها ما ل يتسامح بغيرها .
وآيسسات كسسل مقطسسع ذكرتهسسا بالرسسسم العثمسساني
) مصسسحف المدينسسة النبويسسة ( ومسسا سسسوى ذلسسك
بالرسم العادي .
قسسال تعسسالى علسسى لسسسان النسسبي شسسعيب عليسسه
ت ع َل َسسى َ َ
ن ك ُن ْس ُم إِ ْ ل َيا قَ سوْم ِ أَرأي ْت ُس ْ السلم َ } :قا َ
ُ
ما أِري سد ُ سًنا وَ َ ح َ ه رِْزًقا َ من ْ ُ ن َرّبي وََرَزقَِني ِ م ْ ب َي ّن َةٍ ِ
ن أِري سد ُ إ ِّل ُ َ ن أُ َ َ
ه إِ ْ م ع َن ْس ُ مسسا أن ْهَسساك ُ ْ م إ ِل َسسى َ فك ُ ْ خسسال ِ َ أ ْ
قي إ ِّل ِبالل ّهِ ع َل َي ْ ِ
ه ما ت َوِْفي ِ ت وَ َ ست َط َعْ ُ ما ا ْ ح َ صَل َ اْل ِ ْ
ُ
ب ]هود { [88 : ت وَإ ِل َي ْهِ أِني ُ ت َوَك ّل ْ ُ
أسال الله تعسسالى أن ينفسسع بسسه جسسامعه وناشسسره
والدال عليسسه فسسي السسدارين وأن يكسسون القسسرآن
ة علينا . حجة لنا ل حج ً
جمعه وأعده
الباحث في القرآن والسنة
3
علي بن نايف الشحود
في 10ربيع الول 1430هسسس الموافسسق
ل 6/3/2009م
4
ما يتعلق بالسورة
مكّية ،وهي ثلث وثمانون آية
تسميتها :
سسسميت سسسورة يسسس لفتتاحهسسا بهسسذه الحسسرف
الهجائية ،التي قيل فيهسسا إنهسسا نسسداء معنسساه )يسسا
إنسان( بلغة طي لن تصغير إنسان :أنيسين ،
فكأنه حذف الصدر منه ،وأخذ العجز ،وقسال :
يس أي أنيسين .وعلسسى هسسذا يحتمسسل أن يكسسون
الخطاب مع محمسسد ، بسسدليل قسسوله تعسسالى
ن. سِلي َمْر َن ال ْ ُ م َ ك لَ ِ بعده .إ ِن ّ َ
مسسسة ،والمدافعسسسة ، وذكسسسر أنهسسسا تسسسسمى المع ّ
والقاضية ،ومعنى المعمة :التي تعسسم صسساحبها
بخيسسر السسدنيا والخسسرة .ومعنسسى المدافعسسة السستي
تدفع عن صاحبها كل سوء ،ومعنى القاضسسية :
1
التي تقضى له كل حاجة -بإذن الّله وفضله
مناسبتها لما قبلها :
تظهر صلة هذه السورة بمسسا قبلهسسا مسسن وجسسوه
ثلثة :
- 1بعد أن ذكر تعالى في سورة فاطر قسسوله :
َ
موا ب ِسسالل ّ ِ
ه سس ُذيُر ] [37وقسسوله :وَأقْ َ م الن ّس ِ َوجاَءك ُ ُ
ن أ َهْسسدى ذيٌر ،ل َي َك ُسسون ُ ّ
م ن َس ِن جاَءهُ ْ م ل َئ ِ ْ
َ
جهْد َ أْيمان ِهِ ْ َ
َ ُ ْ
ذيٌر ][42 م ن َس ِمسسا جسساَءهُ ْ م سم ِ ،فَل ّ دى ال َ حسس َ ن إِ ْمسس ْ ِ
والمسسراد بسسه محمسسد ، وقسسد أعرضسسوا عنسسه
وكسسذبوه ،افتتسسح هسسذه السسسورة بالقسسسم علسسى
7
وقسال دروزة " :فسسي السسسورة توكيسد لرسسسالة
النسبي وصسدقها وتنسويه بسالقرآن .وتقريسع
دة غفلتهسسسم للكفسسسار وتنديسسسد بعقسسسائدهم وشسسس ّ
وعنادهم .وفيها قصة مسسن القصسسص المسسسيحية
كمسسا فيهسسا تنسسويه بنعسسم الّلسسه وبعسسض مشسساهد
الكون ،وإنسسذار وتبشسسير بيسسوم القيامسسة وبعسسض
مشسسسساهده ومصسسسسائر المسسسسؤمنين والكسسسسافرين
فيسسه.وفصسسول السسسورة منسسسجمة ومترابطسسة
تسسسوغ القسسول إنهسسا نزلسست جملسسة واحسسدة أو
4
متلحقة"
هسسذه السسسورة المكيسسة ذات فواصسسل قصسسيرة.
وإيقاعات سريعة .ومن ثم جاء عدد آياتها ثلثسسا
وثمانين ،بينما هي أصغر وأقصر من سابقتها -
سورة فاطر -وعدد آياتها خمس وأربعون.
وقصسسر الفواصسسل مسسع سسسرعة اليقسساع يطبسسع
السسسورة بطسسابع خسساص ،فتتلحسسق إيقاعاتهسسا ،
وتدق على الحس دقات متوالية ،يعمسسل علسسى
مضسساعفة أثرهسسا مسسا تحملسسه معهسسا مسسن الصسسور
والظلل التي تخلعهسسا المشسساهد المتتابعسسة مسسن
بدء السورة إلى نهايتها .وهي متنوعة وموحيسسة
وعميقة الثار.
والموضسسسسوعات الرئيسسسسسية للسسسسسورة هسسسسي
موضوعات السسسور المكيسسة .وهسسدفها الول هسسو
بنسساء أسسسس العقيسسدة .فهسسي تتعسسرض لطبيعسسة
الوحي وصدق الرسالة منسسذ افتتاحهسسا » :يسسس.
علسسىنَ .سسِلي َ ن ال ْ ُ
مْر َ ك لَ ِ
مس َ م .إ ِن ّس َ
كيس ِ ن ال ْ َ
ح ِ َوال ْ ُ
قْرآ ِ
-التفسير الحديث لدروزة (20 / 3) - 4
8
حي سم ِ .«.. زي سزِ الّر ِ ل ال ْعَ ِ زي س َ م .ت َن ْ ِ قي ٍ س ست َ ِ م ْ ط ُ صسسرا ٍ ِ
وتسسسسوق قصسسسة أصسسسحاب القريسسسة إذ جاءهسسسا
المرسلون ،لتحذر من عاقبة التكذيب بالوحي
والرسالة وتعرض هذه العاقبة في القصة على
طريقة القرآن في استخدام القصسسص لتسسدعيم
قضسساياه .وقسسرب نهايسسة السسسورة تعسسود إلسسى
شعَْر َوما ي َن ْب َِغي مناه ُ ال ّ الموضوع ذاته َ» :وما ع َل ّ ْ
ن ن كسسا َ مس ْ ن ل ِي ُن ْسذ َِر َ مِبيس ٌ ن ُ ن هُوَ إ ِّل ذ ِك ٌْر وَقُْرآ ٌ ه إِ ْ لَ ُ
ن« .. ري َ ل ع ََلى اْلكافِ ِ قو ْ ُ حقّ ال ْ َ حّيا وَي َ ِ َ
كسسسذلك تتعسسسرض السسسسورة لقضسسسية اللوهيسسسة
والوحدانيسسة .فيجيسسء اسسستنكار الشسسرك علسسى
لسان الرجسسل المسؤمن السسذي جساء مسن أقصسسى
المدينة ليحاج قومه في شأن المرسسسلين وهسسو
َ
ذي فَط ََرن ِسسي وَإ ِل َي ْس ِ
ه ي ل أع ْب ُسد ُ ال ّس ِ يقول َ» :وما ل ِ َ
ن ن ُيسسرِد ْ ِ ة إِ ْ دوِنسسهِ آل َِهسس ً ن ُ مسس ْ خسسذ ُ ِ ن؟ أ َأ َت ّ ِ جُعسسو َ ت ُْر َ
ش سْيئا َولً م َ شسسفاع َت ُهُ ْ ن ع َن ّسسي َ ضّر ل ت ُغْ ِ ن بِ ُ حم ُ الّر ْ
ن« ..وقسسرب مِبي س ٍ ل ُ ضسسل ٍ في َ ن؟ إ ِّني ِإذا ً ل َ ِ ذو ِ ق ُ ي ُن ْ ِ
ختام السورة يجيء ذكسسر هسسذا الموضسسوع مسسرة
مة ل َعَل ّهُس ْ ن الل ّسهِ آل ِهَس ً دو ِ ن ُ مس ْ ذوا ِ خس ُ أخسسرى َ» :وات ّ َ
جن ْسد ٌ م ُ م ل َهُس ْ م وَهُ ْ صَرهُ ْ ن نَ ْ طيُعو َ ست َ ِ ن .ل ي َ ْ صُرو َ ي ُن ْ َ
ن« ضُرو َ ح َ م ْ ُ
والقضية التي يشتد عليها التركيز في السسسورة
هي قضية البعسسث والنشسسور ،وهسسي تسستردد فسسي
مواضع كثيرة في السورة.
وتى مس ْ ي ال ْ َ حسس ِ ن نُ ْ حسس ُ تجيسسء فسسي أولهسسا » :إ ِّنسسا ن َ ْ
َ م وَك ُ ّ
ص سْيناهُ ح َ يٍء أ ْ شس ْ ل َ موا َوآثاَرهُ ْ ب ما قَد ّ ُ وَن َك ْت ُ ُ
ن« ..وتسسأتي فسسي قصسسة أصسسحاب مِبي س ٍ ِفي ِإمام ٍ ُ
9
القرية ،فيما وقع للرجسسل المسسؤمن .وقسسد كسسان
ل خس ِ ل :اد ْ ُ جزاؤها العاجسسل فسسي السسسياق ِ» :قي س َ
فَر ِلي ن ِبما غ َ َ مو َ مي ي َعْل َ ُ ت قَوْ ِ ل :يا ل َي ْ َ ة .قا َ جن ّ َ ال ْ َ
ن« ..ثسسم تسسرد فسسي مي س َ مك َْر ِ ن ال ْ ُ مس َ جعَل َِني ِ َرّبي وَ َ
ذا ال ْوَع ْ سد ُ مسستى ه س َ نَ : قوُلو َ وسط السورة » :وَي َ ُ
حد َةً ة وا ِ ح ً صي ْ َ ن إ ِّل َ ن؟ ما ي َن ْظ ُُرو َ م صاد ِِقي َ ن ك ُن ْت ُ ْ إِ ْ
ْ
ة ص سي َ ً ن ت َوْ ِ طيُعو َ س ست َ ِ ن َفل ي َ ْ مو َ ص ُخ ّ م يَ ِ
م وَهُ ْ خذ ُهُ ْ ت َأ ُ
ن« ..ثسسسم يسسسستطرد َ
جعُسسسو َ م ي َْر ِ َول ِإلسسسى أهْل ِهِسسس ْ
السياق إلى مشهد كامل من مشسساهد القيامسسة.
وفي نهاية السورة ترد هذه القضية في صورة
ل: ه .قسسا َ قس ُ خل ْ َ
ي َ سس َ مث ًَل وَن َ ِ ب َلنسسا َ ضَر َ حوار » :وَ َ
ذي حِييَهسا اّلس ِ ل يُ ْم؟ قُ ْ مي ٌ ي َر ِ م وَه ِ َ ي ال ِْعظا َ ح ِ ن يُ ْ م ْ َ
م« .. ْ مّرةٍ وَهُوَ ب ِك ُ ّ َ
شأها أوّ َ َ أ َن ْ َ
ق ع َِلي ٌ خل ٍ ل َ ل َ
هسسذه القضسسايا المتعلقسسة ببنسساء العقيسسدة مسسن
أساسسسها ،تتكسسرر فسسي السسسور المكيسسة .ولكنهسسا
تعرض في كل مسرة مسن زاويسة معينسسة ،تحست
ضوء معين ،مصحوبة بمؤثرات تناسب جوها ،
وتتناسق مع إيقاعها وصورها وظللها.
هذه المؤثرات منتزعة فسسي هسسذه السسسورة مسسن
مشاهد القيامة -بصفة خاصسسة -ومسن مشساهد
القصة ومواقفها وحوارها.
ومن مصارع الغابرين على مسسدار القسسرون .ثسسم
من المشاهد الكونية الكثيرة المتنوعة الموحية
:مشسسسهد الرض الميتسسسة تسسسدب فيهسسسا الحيسسساة.
ومشهد الليل يسلخ منه النهار فسسإذا هسسو ظلم.
ومشهد الشمس تجري لمسسستقر لهسسا .ومشسسهد
القمر يتدرج في منازله حتى يعسسود كسسالعرجون
10
القديم .ومشهد الفلك المشسحون يحمسل ذريسة
البشسسسر الوليسسسن .ومشسسسهد النعسسسام مسسسسخرة
للدميين .ومشهد النطفة ثسسم مشسسهدها إنسسسانا
وهسسو خصسسيم مسسبين! ومشسسهد الشسسجر الخضسسر
تكمن فيه النار التي يوقدون! وإلى جوار هسسذه
المشسساهد مسسؤثرات أخسسرى تلمسسس الوجسسدان
النسسساني وتسسوقظه :منهسسا صسسورة المكسسذبين
الذين حقت عليهم كلمة الّله بكفرهم فلم تعسسد
م
عنسساقِهِ ْ جعَْلنا ِفي أ َ ْ تنفعهم اليات والنذر » :إ ِّنا َ
ْ
جعَلنسسان وَ َ حسسو َ م ُ
ق َ
م ْم ُ ن فَهُس ْ ذقا ِ ي إ َِلى اْل َ ْ غلًل فَهِ َ أَ ْ
مسسن بيسس َ
دا
سسس ّ م َ فِهسس ْ خل ْ ِ
ن َ مسس ْ دا وَ ِسسس ّ م َ ديهِ ْ ن أْيسس ِ َِ ْ َْ ِ
ن« .ومنهسسا صسسورة ص سُرو َ م ل ي ُب ْ ِ م فَهُ س ْ ش سْيناهُ ْفَأغ ْ َ
نفوسهم في سسسرهم وفسسي علنيتهسسم مكشسوفة
لعلم الّله ل يداريها منه سسستار ..ومنهسسا تصسسوير
مسُره ُ ِإذا َ
وسيلة الخلق بكلمسسة ل تزيسسد » :إ ِّنمسسا أ ْ
َ َأراد َ َ
ن« ..وكلهسسا ن .فَي َك ُسسو ُ ه :كُ ْ ل لَ ُقو َ شْيئا ً أ ْ
ن يَ ُ
مسسؤثرات تلمسسس القلسسب البشسسري وهسسو يسسرى
مصداقها في واقع الوجود.
ويجري سياق السورة في عسسرض موضسسوعاتها
في ثلثة أشواط :
يبسسدأ الشسسوط الول بالقسسسم بسسالحرفين » :يسسا.
سين« وبالقرآن الحكيم ،على رسسسالة النسسبي -
- وأنه علسسى صسسراط مسسستقيم .يتلسسو ذلسسك
الكشف عسسن النهايسسة البائسسسة للغسسافلين السسذين
يكذبون .وهي حكم الّله عليهم بأل يجسسدوا إلسسى
الهدايسسة سسسبيل ،وأن يحسسال بينهسسم وبينهسسا أبسسدا.
وبيسسان أن النسسذار إنمسسا ينفسسع مسسن اتبسسع السسذكر
11
وخشي الرحمن بالغيب فاستعد قلبه لستقبال
دلئل الهسسدى وموحيسسات اليمسسان ..ثسسم يسسوجه
رسول الل ّسسه - -إلسسى أن يضسسرب لهسسم مثل
أصحاب القرية ،فيقص قصة التكذيب وعاقبسسة
المكذبين .كما يعرض طبيعة اليمان في قلسسب
الرجل المؤمن وعاقبة اليمان والتصديق ..
ومن ثم يبدأ الشوط الثاني بنداء الحسرة على
العبسساد السسذين مسسا يفتسسأون يكسسذبون كسسل رسسسول
ويسسسستهزئون بسسسه .غيسسسر معتسسسبرين بمصسسسارع
المكذبين ،ول متيقظين ليات الّله في الكسسون
وهي كثير ..وهنا يعرض تلك المشاهد الكونيسسة
التي سبقت الشارة إليها في تقديم السسسورة ،
كما يعرض مشهدا مطول من مشسساهد القيامسسة
فيه الكثير من التفصيل.
والشسسسوط الثسسسالث يكسسساد يلخسسسص موضسسسوعات
السورة كلها .فينفي فسسي أولسسه أن مسسا جسساء بسسه
محمد - -شعر ،وينفي عن الرسول كسسل
علقة بالشعر أصل .ثم يعرض بعسسض المشسساهد
واللمسسسات الدالسسة علسسى اللوهيسسة المتفسسردة ،
وينعى عليهم اتخاذ آلهة مسسن دون الل ّسسه يبتغسسون
عندهم النصر وهم الذين يقومون بحمايسسة تلسسك
اللهة المدعاة! .ويتناول قضية البعث والنشور
فيذكرهم بالنشأة الولسسى مسسن نطفسسة ليسسروا أن
إحيسساء العظسسام وهسسي رميسسم كتلسسك النشسسأة ول
غرابة! ويذكرهم بالشجر الخضر السسذي تكمسسن
فيسه النسار وهمسسا فسي الظساهر بعيسد مسن بعيسد!
وبخلق السماوات والرض وهو شاهد بالقسسدرة
12
علسسى خلسسق أمثسسالهم مسسن البشسسر فسسي الولسسى
والخسسرة ..وأخيسسرا يجيسسء اليقسساع الخيسسر فسسي
َ مُره ُ ِإذا َأراد َ َ َ
ه ل لَ ُ قو َ ن يَ ُ شْيئا ً أ ْ السورة » :إ ِّنما أ ْ
ل كسس ّ ت ُ كو ُ مل َ ُ ذي ب ِي َد ِهِ َ ن ال ّ ِ سْبحا َ ن .فَ ُ كو ُ ن .فَي َ ُ :كُ ْ
5
ن«. جُعو َ يٍء وَإ ِل َي ْهِ ت ُْر َ ش ْ َ
فضائلها :
ى -صسسلى اللسسه عليسسه ل قَسسا َ س قَسسا َ ع َس َ
ل الن ّب ِس ّ ن أن َس ٍ ْ
ن قسْرآ ِ ْ
ب ال ُ ْ
ىٍء قَلب ًسسا وَقَلس ُ ْ ل َ ن ل ِكس ّ ُ
شس ْ وسسسلم » -إ ِ ّ
َ
قَراَءت ِهَسسا قِسَراَءةَ ه بِ ِ ه ل َس ُ ب الل ّس ُ ن قََرأ يس ت َ َ م ْ يس َ
6
ت «سنن الترمذى. مّرا ٍ شَر َ ن عَ ْ قْرآ ِ ال ْ ُ
ل: ل اللهِ قَسسا َ سو َ َ وع َ َ
ن َر ُ ك ،أ ّ مال ِ ٍ ن َ س بْ ِ ن أن َ ِ ْ
ن مس ْ ن يسسس َ قْرآ ِ ب ال ُْ ن قل َ ْ َ ب ،وَإ ِ ّ ْ
يٍء قل ٌ َ " ل ِك ُل ش َْ ّ
قَراَءت ِهَسسا قِسَراَءة َ ال ْ ُ َ
ن قسْرآ ِ ه بِ ِ ه ل َس ُ ب الل ُ قََرأ يس ك َت َ َ
7
ت" مّرا ٍ شَر َ عَ ْ
ل الل ّسهِ ُ
سو ُ ل َر ُ ل َ :قا َ ب َ ،قا َ ن ك َعْ ٍ ي بْ ِ ن أب َ ّ وع َ ْ
ن يسسس قْرآ ِ ْ
ب ال ُ ن قَل َ ْ يٍء قَلًبا ،وَإ ِ ّ ْ ش ْ ل َ ن ل ِك ُ ّ " :إِ ّ
َ
ف سَر ل غَ َ جس ّ ه ع َّز وَ َ ريد ُ ب َِها الل ّ َ يس وَهُوَ ي ُ ِ ن قََرأ م ْ وَ َ
َ
مسسا قَ سَرأ ال ْ ُ َ َ ُ
ن ق سْرآ َ جرِ ك َأن ّ َ ن اْل ْ م َ طي ِ ه ،وَأع ْ ِ ه لَ ُ الل ّ ُ
سل ِم ٍ قُرِئَ ِ َ
ذا عن ْسد َه ُ إ ِ َ م ْ ما ُ مّرة ً ،وَأي ّ َ شَرة َ َ ي عَ ْ اث ْن َت َ ْ
ل ل ب ِك ُس ّ سسسوَرة ُ يسسس ن َسَز َ ت ُ م سو ْ ِ ك ال ْ َ مل َس ُ ل ب ِسهِ َ ن َسَز َ
َ
ن مسسو َ قو ُ ك يَ ُ مَل ٍ شسَرة ُ أ ْ سسسوَرةِ يسسس ع َ َ ن ُ م ْ ف ِ حْر ٍ َ
هَنل ُ فُرو َ ست َغْ ِ ن ع َلي ْهِ ،وَي َ ْ َ صلو َ ّ فوًفا ي ُ َ ص ُ ن ي َد َي ْهِ ُ ب َي ْ َ
ه، جَنسسساَزت َ ُ ن ِ شسسسي ُّعو َ ه ،وَي ُ َ سسسسل َ ُ ن غُ ْ دو َ شسسسهَ ُ ،وَي َ ْ
َ ن ع َل َي ْهِ ،وَي َ ْ
سسسل ِم ٍ م ْ ما ُ ه ،وَأي ّ َ ن د َفْن َ ُ دو َ شهَ ُ صّلو َ وَي ُ َ
13
َ
ض قِبس ْ م يَ ْ ت َلس ْ مسوْ ِ ت ال ْ َ سسك ََرا ِ قََرأ يس وَهُوَ ِفسي َ
ن خسسازِ ُ ن َ وا ُ ضس َ ه رِ ْ جيئ َ ُ حت ّسسى ي َ ِ ه َ حس ُ ت ُرو َ موْ ِ ك ال ْ َ مل َ ُ َ
و
هسس َ جن ّةِ في َشسسَرب َُها ،وَ ُ ْ َ ْ
ب ال َ ن شَرا ِ َ م ْ جن ّةِ ب ِشْرب َةٍ ِ َ ْ
ال َ
و
ه وَهُس َ حس ُ ت ُرو َ م سو ْ ِ ك ال َْ ملس ُ َ ض َ ه،فَي َقْب ِ ُ ش ِ ع ََلى فَِرا ِ
ث ن ،وَي ُب ْعَس ُ ث فِسسي قَب ْسرِهِ وَهُسوَ َري ّسسا ُ مك ُ ُ ن ،فَي َ ْ َرّيا ُ
ض ح سو ْ ٍ ج إ ِل َسسى َ حت َسسا ُ ن ،وََل ي َ ْ مةِ وَهُوَ َرّيا ُ قَيا َ م ال ْ ِ ي َوْ َ
ن ة وَهُ سوَ َري ّسسا ُ جن ّ َ ل ال َ ْ خ َ حّتى ي َد ْ ُ ض الن ْب َِياِء َ َ ْ
حَيا ِ ن ِ م ْ
8
ِ
"
ل اللهِ سو ُ ل َر ُ لَ :قا َ ساٍرَ ،قا َ ن يَ َ ل بْ ِ ق ِ معْ ِ ن َ وع َ ْ
م " وَفِسسي موْت َسساك ُ ْ عن ْسد َ َ سوَرة ُ يسسس اقَْرُءوهَسسا ِ ُ ":
ي مس ّ حِلي ِ ل ال ْ َ م " قَسسا َ موْت َسساك ُ ْ رَِواي َةِ اقَْرُءوهَسسا ع َل َسسى َ
ه " :ي َعِْني ع ََلى ال ْ ُ
9
ن" ري َ ض ِ حت َ َ م ْ ه ع َن ْ ُ ي الل ُ ض َ َر ِ
ي َ ْ
ن الن ّب ِس ّ ي ،أ ّ مَزن ِس ّ سسسارٍ ال ُ ن يَ َ ل ب ْ َس ِ معْقِ س ِ ن َ وع َس ْ
ل جس ّ جهِ اللسهِ ع َسّز وَ َ ن قََرأ يس اب ْت َِغاَء وَ ْ م ْ لَ " : َقا َ
م موَْتاك ُ ْ عن ْد َ َ ها ِ ن ذ َن ْب ِهِ َفاقَْرُءو َ م ْ م ِ قد ّ َ ما ت َ َ ه َ فَر ل َ ُ غُ ِ
10
"
ل الل سهِ سسسو َ َ
ن َر ُ ة ،أ ّ ن ع َط ِي ّس َ ن َب ْس ِ سسسا َ ح ّ ن َ وع َ س ْ
ما قَسَرأ ال ْ ُ َ َ
شسَر ن عَ ْ قسْرآ َ ن قََرأ يس فَك َأن ّ َ م ْ لَ " : َقا َ
11
ت" مّرا ٍ َ
ن ي قَسسا َ َ
مس ْ لَ " : ن الن ّب ِس ّ ة ،ع َس ِ ن أِبي هَُري َْر َ وَع َ ْ
12
ه" فَر ل َ ُ ل ل َي ْل َةٍ غ ُ ِ قََرأ َ يس ك ُ ّ
ي ) ( 964ضعيف ع ّ
ضا ِ ب ال ْ ُ
ق َ سن َد ُ ال ّ
شَها ِ م ْ
ُ -8
- 9شعب اليمان ( 2230) (92 / 4) -فيه لين
- 10شعب اليمان ( 2231) (92 / 4) -فيه لين
- 11شعب اليمان ( 2232) (92 / 4) -صحيح مرسل
- 12شعب اليمان ( 2234) (92 / 4) -حسن لغيره
14
ل":م سن قَسرأ َ ن أ َِبي هَُري َْر َ
َ ي قَسسا َ َ ْن الن ّب ِس ّ ِ ة ،ع َ وع َ ْ
ه"فَر ل َ ُ
جهِ اللهِ غ ُ ِ يس اب ْت َِغاَء وَ ْ
13
ل اللسسهِ : سو ُ ل َر ُ لَ :قا َ ةَ ،قا َ ن أ َِبي هَُري َْر َ وع َ ْ
َ
هفَر ل َ ُ جهِ اللهِ غ َ َ ن قََرأ يس ِفي ل َي ْل َةٍ اب ْت َِغاَء وَ ْ م ْ " َ
14
ة" ك الل ّي ْل َ َ ت ِل ْ َ
وع َن الصل ْت ،أ َ َ
هي الل س ُ ضس َ ديقَ َر ِ صس ّ ن أَبا ب َك ْسرٍ ال ّ ّ ّ ِ ِ
سوَرة ُ يس ل اللهِ ُ " : سو ُ ل َر ُ لَ :قا َ هَ ،قا َ ع َن ْ ُ
ة؟ مسس ُ معِ ّ ما ال ْ ُ لَ : ة " ِقي َ م َ معِ ّ عى ال ْ ُ ِفي الت ّوَْراةِ ت ُد ْ َ
كاب ِسد ُ خَرةِ وَت ُ َ ْ
خي ْرِ الد ّن َْيا َوال ِ حب ََها ب ِ َ صا ِ م َ ل " :ت َعِ ّ َقا َ
ل اْل ِ َ
ة، خ سَر ِ وا َ ه أهْ س َ وى ال سد ّن َْيا ،وَت َسد ْفَعُ ع َن ْس ُ ه ب َل ْس َ ع َن ْ ُ
ل حب َِها ك ُ ّ صا ِ ن َ ة ت َد ْفَعُ ع َ ْ ضي َ َ قا ِ ة ال ْ َ دافِعَ َ م َ عى ال ْ ُ وَت ُد ْ َ
َ َ ه كُ ّ َ
ت ن قََرأهَسسا ع َ سد َل ْ مس ْ جة ٍ َ حا َ ل َ ضي ل ُ ق ِ سوٍء ،وَت َ ْ ُ
ْ َ َ َ
ف ه ألسس َ ت لسس ُ معََها ع َد َل ْ س ِ ن َ م ْ ة ،وَ َ ج ً ح ّ ن َ ري َ ش ِ ع ْ ه ِ لَ ُ
ش سرِب ََها م َ ن ك َت َب َهَسسا ث ُس ّ مس ْ هَ ، ل الل س ِ س سِبي ِ ِدين َسسارٍ فِسسي َ
ْ َ ْ َ ْ َ أ َد ْ َ
ن قيسس ٍ ف يَ ِ ف ُنورٍ وَألسس َ ف د ََواٍء وَأل َ ه أل َ جوْفَ ُ ت َ خل َ ْ
ل ل ِغسس ّ كسس ّ ه ُ ت ع َن ْ ُ ة ،وَن ََزع َ ْ م ٍ ح َ ف َر ْ ف ب ََرك َةٍ وَأ َل ْ َ وَأ َل ْ َ
15
داٍء " وَ َ
ة ،قَسسا َ َ َ َ
ن مس ْ لَ " : ن أب َسسا هَُري ْسَر َ ن ،أ ّ مسسا َ ن أِبي ع ُث ْ َ وع َ ْ
ما قََرأ ال ْ ُ َ َ َ
ت" مّرا ٍ شَر َ ن عَ ْ قْرآ َ مّرة ً فَك َأن ّ َ قََرأ يس َ
َ َ وَقا َ َ
مسسا ة ،فَك َأن ّ َ م سّر ً ن قَسَرأ يسسس َ م ْ دَ " : سِعي ٍ ل أُبو َ َ
ت َ َ ن " َقا َ ْ
قََرأ ال ُ َ
ث أن ْ َ حد ّ ْ ةَ : ل أُبو هَُري َْر َ مّر ُت َي ْ ِ ن َ قْرآ َ
16
ت" َ
معْ ُ س ِ ما َ ث أَنا ب ِ َ حد ّ ُ ت وَأ َ معْ َ س ِ ما َ عَ ّ
ي ) ( 1271فيه مبهم
سن َد ُ الّروَيان ِ ّ
م ْ
ُ - 19
16
فا ضسي ْ ً ضسَر غ ُ َ ح َ لَ : رو ،قَسسا َ مس ٍ ن عَ ْ ن بْ ِ وا َ ف َ ص ْ ن َ وع َ ْ
ل": قسسا َ ه ،فَ َ ضس ُ مَر ُ شت َد ّ َ نا ْ حي َ جن ْد ِ ِ ن ال ْ ُ م َ خ ِ شَيا ٌ أَ ْ
ن قسرأ ُ يسس ؟ فَ َ َ ما منك ُس َ
ح ب ْس ُ صسال ِ ُ قَرأهَسسا َ ح سد ٌ ي َ ْ َ مأ َ َ ِ ْ ْ
َ َ َ س ُ
ة
ن آَيسس ً ن قََرأ أْرب َِعيسس َ دا أ ْ ما ع َ َ ي ،فَ َ كون ِ ّ ح ال ّ شَري ْ ٍ ُ
ل اْل َْ
عن ْد َ ت ِ ذا قُرِئ َ ْ خ " :إِ َ شَيا ُ قا َ ت ،فَ َ ما َ من َْها ،فَ َ ِ
ف الل ّ ُ ال ْ َ
21
ه" ه ب َِها ع َن ْ ُ ف َ خ ّ ت َ مي ّ ِ
ينطوي في الحاديث تنويه نبوي بهذه السسسورة
ل من حكمته ما فيها من مواعظ وأمثال. لع ّ
وفي الحاديث دللة علسسى أن السسسور القرآنيسسة
كانت مرّتبة معروفة بأسمائها المتواترة تسسواترا
ل ينقطسسع فسسي حيسساة النسسبي صسسلى الّلسسه عليسسه
22
وسلم.
حكم قراءتها على الموات :
بة إ َِلى ن َد ْ ِ حَناب ِل َ ُ ة َوال ْ َ شافِعِي ّ ُ ة َوال ّ في ّ ُحن َ ِ ب ال ْ َ "ذهَ َ
ي
ول الن ّب ِ ّ ق ْ ر،ل ِ َ ض ِ حت َ َ م ْ عن ْد َ ال ْ ُ سوَرةِ يس ِ قَِراَءةِ ُ
َ َ
ي
م « .أ ْ موَْتاك ُ ْ » : اقَْرُءوا )يس( ع َلى َ
ت . مو ْ ِ ت ال ْ َ ما ُ قد ّ َ م َ ضَره ُ ُ ح َ ن َ م ْ َ
ن ع ََلى ْ ِ رآ ُ ق ْ ل ا ة َ ء را
ْ ِ ْ َ ِ ِ َ ِ ق ب با ح ت س ا لى َ إ
َُ ِ بوا ه َ ذ ما ك َ َ
خل ن دَ َ مْرُفو ً َ ال ْ َ
م ْ عا َ : س َ ن أن َ ٍ ما ُروِيَ ع َ ْ قب ْرِ ،ل ِ َ
قابر فَ َ َ
م
ه ع َن ْهُ ْ ف الل ّ ُ ف َ خ ّ سوَرة َ يس َ قَرأ ُ م َ َِ ال ْ َ
ن لَ ُ وَ َ
23
ما ت ،وَل ِ َ سَنا ٌ ح َ ن ِفيَها َ ن د ُفِ َ م ْ ه ب ِعَد َد ِ َ كا َ
قرأ َ َ صى إ ِ َ َ َ
ن يُ ْ َ نأ ْ ذا د ُفِ َ ه أوْ َ مَر أن ّ ُ ن عُ َ ن اب ْ ِ ح عَ ِ ص ّ َ
مت َِها . خات ِ َ قَرةِ وَ َ ْ
حةِ الب َ َ فات ِ َ عن ْد َه ُ ب ِ َ ِ
َ َ
ي ) ( 147فيه النضسسر بسسن ل الن ّب ُوّةِ ِلِبي ن ُعَي ْم ٍ اْل ْ
صب ََهان ِ ّ - 29د ََلئ ِ ُ
عبد الرحمن ،أبو عمر الخزاز وهو متروك
22
أخرج ابن جريسر الطسسبري عسن عكرمسسة قسسال :
قسسال أبسسو جهسسل :لئن رأيسست محمسسدا لفعلسسن ،
غلًل إلسسى م أَ ْ عنسساقِهِ ْ جعَْلنا فِسسي أ َ ْ فأنزل الّله :إ ِّنا َ
ن فكانوا يقولون :هذا محمد ، صُرو َ قوله :ل ي ُب ْ ِ
فيقول :أين هو ،أين هو؟ ل يبصر.
ي حههه ِ ن نُ ْ حههه ُ نهههزول اليهههة ): (12إ ِّنههها ن َ ْ
وتى : م ْ ال ْ َ
ل خ سد ْرِىّ قَسسا َ س سِعيد ٍ ال ْ ُ أخرج الترمذي ع َس َ
ن أب ِسسى َ ْ
َ ْ
دوا َ
دين َسةِ فسأَرا ُ م ِ حي َسةِ ال َ ة فِسسى َنا ِ م َ س سل ِ َ ت ب َن ُسسو َ ك َسسان َ ْ
ة )إ ِّنا ت هَذ ِهِ الي َ ُ جد ِ فَن ََزل َ ْ س ِ م ْ ب ال ْ َ ة إ َِلى قُْر ِ قل َ َ الن ّ ْ
م( موا َوآَثسساَرهُ ْ ما َقسسد ّ ُ ب َ موَْتى وَن َك ْت ُ ُ حِيى ال ْ َ ن نُ ْ ح ُ نَ ْ
ل الل ّهِ -صسسلى اللسسه عليسسه وسسسلم» - سو ُ ل َر ُ قا َ فَ َ
قُلوا. 30. م ي َن ْت َ ِ ب « .فَل َ ْ م ت ُك ْت َ ُ ن آَثاَرك ُ ْ إِ ّ
َ
ة
م َ سل َ َن ب َُنو َ كا َ لَ : خد ْرِيّ َ ،قا َ سِعيد ٍ ال ْ ُ ن أِبي َ وع َ ْ
قل ُسسوا إ ِل َسسى َ َ
ن ي َن ْت َ ِ دوا أ ْ دين َةِ فَ سأَرا ُ م ِ ن ال ْ َ م َ حي َةٍ ِ ِفي َنا ِ
َ ّ َ
جد ِ فَسأن َْز َ ْ
ن حس ُ ه ت َعَسسالى :إ ِن ّسسا ن َ ْ ل اللس ُ سس ِ م ْ ب ال َ قُسْر ِ
م موا َوآَثسساَرهُ ْ مسسا َقسسد ّ ُ ب َ مسسوَْتى وَن َك ُْتسس ُ حِيسسي ال ْ َ نُ ْ
ب ه ت ُك ْت َس ُ ل " :إ ِن ّس ُ قسسا َ ل الل ّهِ فَ َ سو ُ م َر ُ عاهُ ْ فَد َ َ
م اْلي َ َ َ
ة فَت ََر ُ م قََرأ ع َل َي ْهِ ُ م " ،ثُ ّ آَثاُرك ُ ْ
31
كوا "
َ
صاِر ل اْلن ْ َ مَنازِ ُ ت َ كان َ ْ لَ ":
َ
س َ ،قا َ ن ع َّبا ٍ ن اب ْ ِ وع َ ِ
قل ُسسوا إ ِل َسسى َ
ن ي َن ْت َ ِ دوا أ ْ جد ِ ،فَأَرا ُ س ِ م ْ ن ال ْ َ م َ عد َة ً ِ مت ََبا ِ ُ
م موا َوآث َسساَرهُ ْ مسسا قَ سد ّ ُ ب َ ت وَن َكت ُس ُْ َ
جد ِ فَن ََزل س ْ سس ِ م ْ ال َ ْ
كان َِنا " م َ ت ِفي َ قاُلوا " :ن َث ْب ُ ْ فَ َ
َ
صاُر ب َِعيسسد َةً ت اْلن ْ َ كان َ ِ
َ
لَ ": س َ ،قا َ ن ع َّبا ٍ ن اب ْ ِ وع َ ِ
قل ُسسوا ، َ
ن ي َن ْت َ ِ دوا أ ْ جد ِ ،فَ سأَرا ُ سس ِ م ْ ن ال ْ َ مس َ م ِ من َسسازِل ُهُ ْ َ
-سنن الترمذى ) (3533صحيح 30
ي ) (2761صحيح ن ل ِل ْب َي ْهَ ِ
ق ّ ما ِ باِْ
لي َ ُ -
شع َ ُ 31
23
م " فَث َب َُتوا موا َوآَثاَرهُ ْ ما قَد ّ ُ ب َ ت وَن َك ْت ُ ُ ل :فَن ََزل َ ْ َقا َ
"
َ
ب ة ُقسسْر َ م َ سسسل ِ َ ل :أَراد َ ب َُنسسو َ جسساب ِرٍ َ ،قسسا َ ن َ عسس ْ و َ
ل الل سهِ : ّ سسسو ُ م َر ُ َ
ل له ُ ْ قا َ ل :فَ َ جد ِ َ ،قا َ س ِ م ْ ال ْ َ
م" ب آَثاُرك ُ ْ م ،إ ِن َّها ت ُك ْت َ ُ ة " د َِياَرك ُ ْ م َ سل ِ َ" َيا ب َِني َ
حوّل ُسسوا َ َ جاب ِرٍ َ ،قا َ
ن ي َت َ َ ةأ ْ م َ
س سل ِ َ ل :أَراد َ ب َن ُسسو َ ن َ وع َ ْ
غَ
ة ،فَب َل َ خال ِي َ ٌ قاع ُ َ ْ
ل َ :والب ِ َ جد ِ َ ،قا َ س ِم ْ ْ
ب ال َ إ َِلى قُْر ِ
ةم َسسسل ِ َ ل َ " :يسسا ب َِنسسي َ قسسا َ ي ، فَ َ ّ ك الن ِّبسس ذ َِلسس َ
َ
موا ل ":فَأَقسسا ُ م " َقسسا َ ب آث َسساُرك ُ ْ م إ ِن ّهَسسا ت ُك ْت َس ُ د ِي َسساَرك ُ ْ
حوّل َْنا " َ
سّرَنا أّنا ك ُّنا ت َ َ وََقاُلوا َ :
ما ي ُ ُ
32
ن ِللط ّب َسسسرِ ّ
ي) -26709 سسسسيرِ ال ْ ُ
قسسسْرآ ِ ف ِ معُ ال ْب َي َسسسا ِ
ن فِسسسي ت َ ْ جسسسا ِ
َ - 32
( 26712صحيح
24
م ...ما فعلوه من حسسسن وسسسوء َ ... 12وآَثاَرهُ ْ
وما اقتدى به أحد من الخلق
صي َْناه ُ ...كتبناه وأثبتناه وحفظناه َ
... 12أح َ
ن ...في اللوح المحفسسوظ ) أم مِبي ٍ مام ٍ ّ ... 12إ ِ َ
الكتاب (
التفسير والبيان :
ن، سسسِلي َ
مْر َ ْ
ن ال ُ
م َ َ
كل ِكيم ِ ،إ ِن ّ َ
ح ِن ال ْ َقْرآ ِ يس َ ،وال ْ ُ
قيم ٍ ،افتتح الّله هسسذه السسسورة ست َ ِم ْ ط ُ صرا ٍ على ِ َ
بسسالحروف المقطعسسة ،تنبيهسسا لوصسسف القسسرآن
وإشارة إلى إعجازه ،وتحديا دائما على التيان
بأقصر سورة من مثله ،وإثباتا قاطعا إلسسى أنسسه
كلم الّلسسه السسذي ل يضسسارعه شسسيء مسسن كلم
البشر ،فكأن الل ّسسه يقسسول للعسسرب السسذين نسسزل
القسسرآن بلغتهسسم :كيسسف تعجسسزون عسسن التيسسان
بمثلسسه ،مسسع أنسسه كلم عربسسي ،مركسسب مسسن
الحروف الهجائية التي ينطق بهسسا كسسل عربسسي ،
33
ومع ذلك عجزتم عن مجاراته.
أي أقسسسسم بسسسالقرآن ذي الحكمسسسة البالغسسسة ،
المحكم بنظمه ومعناه بأنك يا محمسسد لرسسسول
من عند الّله على منهج سسسليم ،وديسسن قسسويم ،
وشرع مستقيم ل عوج فيه.
وفى وصف القرآن بالحكمسسة هنسسا ،إلفسسات لمسسا
اشتمل عليسسه مسسن فسسرائد الحكمسسة ،السستي هسسى
مورد العقول ،ومطلب الحكمسساء ..وأن السسذي
ينظر فى آيات الّله ينبغى أن ينظر فيهسسا بعقسسل
- 33التفسسسير المنيسسر سس موافقسسا للمطبسسوع (73 / 1) -وقسسارن
بالتفسير القرآني للقرآن س موافقا للمطبوع (23 / 1) -
25
متفتسسح ،وبصسسيرة متطلعسسة ،وقلسسب مشسسوق ،
حتى يظفر ببعض مسسا يتحسسدث بسسه هسسذا القسسرآن
الحكيم ،فإنه ل ينتفع بحكمة الحكيسسم ،إل مسسن
34
كان ذا حكمة وبصيرة ..
وفي هذا إشارة إلسى أن القسسرآن هسو المعجسزة
الباقية ،وأن محمدا رسول الل ّسسه ، صسسادق
في نبسسوته ،ومرسسسل برسسسالة دائمسسة مسسن عنسسد
ربه.
حيسم ِ أي هسسذا القسسرآن والسسدين زيسزِ الّر ِ ل ال ْعَ ِ زي َ ت َن ْ ِ
والصراط الذي جئت به تنزيل من رب العزة ،
الرحيسسم بعبسساده المسسؤمنين ،كمسسا قسسال تعسسالى :
ط الل ّسهِ صرا ِ قيم ِ ، ست َ ِم ْط ُ صرا ٍ دي ِإلى ِ ك ل َت َهْ ِ وَإ ِن ّ َ
في السماوات وما ف ٍسسي اْل َرض ،ألَ
ْ ِ ِ ِ َ ّ ه ما ِ ذي ل َ ُ ال ّ ِ
ُ
مسوُر ]الشسورى - 52 /42 صسسيُر اْل ُ إ َِلسى الّلسهِ ت َ ِ
.[53
وهذا دليل واضح على مكانة القرآن وأنه أجسسل
نعمة من نعم الرحمن.
ُ
ن أي م غسسافُِلو َ
م ،فَهُ س ْ وما ً ما أن ْسذ َِر آبسساؤ ُهُ ْ ل ِت ُن ْذ َِر قَ ْ
أرسسسلناك أيهسسا النسسبي لتنسسذر العسسرب السسذين لسسم
يأتهم رسول نذير من قبلك ،ولم يسسأت آبسساءهم
القربيسسن مسسن ينسسذرهم ويعّرفهسسم شسسرائع الل ّسسه
تعالى ،فهم غافلون عن معرفة الحسسق والنسسور
والشرائع التي تسعد البشر في الدارين.
فهسسذا الحشسسد العظيسسم مسسن الصسسفات العظيمسسة
ى ،وامتنانسسا ى ،هو وإن كسسانت تكريمسسا للنسسب ّ للنب ّ
عليه بإحسان رّبه إليه س هو أيضا تكريم لهسسؤلء
-التفسير القرآني للقرآن س موافقا للمطبوع (906 / 11) - 34
26
الجسساهليين ،وامتنسسان بفضسسل الل ّسسه عليهسسم ،إذ
بعث فيهم خير رسله ،وخاتم أنبيائه ،ومجتمع
ث لهم على أن يقبلوا علسسى كتبه ..وفى هذا ح ّ
هذا الخير الكثير المرسسسل إليهسسم ،وأن يأخسسذوا
35
حظهم منه.
ن ذكرهم وحسسدهم هنسسا للعنايسسة بهسسم وتسسوجيه لك ّ
الخطاب لهم :ل ينفي كونه مرسل إلى الناس
كافسسة ،بسسدليل اليسسات والحسساديث المتسسواترة
المعروفة فسسي عمسسوم بعثتسسه ، مثسسل قسسوله
َ
ل الل ّس ِ
ه سسسو ُ س ،إ ِن ّسسي َر ُ ل :يا أي َّها الّنا ُ تعالى :قُ ْ
ن جاب َِر ب ْ ِ ميعا ً ]العراف [158 /7فعن َ ج ِم َ إ ِل َي ْك ُ ْ
ُ َ
ت طيسس ُ ل " :أع ْ ِ ي َ قسسا َ ن الن ِّبسس ّ ع َْبسسد ِ الّلسسهِ ،أ ّ
خمسا ل َم يعط َه َ
ب ت ب ِسسالّرع ْ ِ ص سْر ُ حد ٌ قَب ِْلي :ن ُ ِ نأ َ ْ ُْ ُ ّ َ ْ ً
َ
دا ج ً سسس ِ م ْ ض َ ت ِلسسي الْر ُ جعَِلسس ْ شسسهْرٍ ،وَ ُ سسسيَرة َ َ م ِ َ
ص سلةَُ َ َ ُ َ َ َ
ه ال ّ مِتي أد َْركت ْس ُ نأ ّ م ْل ِ ج ٍ ما َر ُ وَطُهوًرا ،فأي ّ َ
ح سد ٍ َ
ل ِل َ حس ّ م تَ ِ م وَلس ْ َ مغَسسان ِ ُ ت ل ِسسي ال َ حل ّ ْ ل ،وَأ ُ ِ ص ّ فَل ْي ُ َ
ة ،وَ َ ُ
ث ي ي ُب ْعَ س ُ ن الن ّب ِس ّ كا َ فاع َ َ ش َ ت ال ّ طي ُ قَب ِْلي ،وَأع ْ ِ
36
ة" م ً عا ّ س َ ة وَب ُعِث ْ ُ َ إ َِلى قَوْ ِ
ت إ ِ َلى الّنا ِ ص ً خا ّ مه ِ َ
ل الّلسسهِ ، سو َ ن َر ُ ن ع َب ْد ِ الل ّهِ ،أ ّ جاب ِ َُر ب ْ ِ وعن َ
َ
حد ٌ قَب ِْلسسي : نأ َ م ي ُعْط َهُ ّ سا ل َ ْ م ً خ ْ ت َ طي ُ ل " :أع ْ ِ َقا َ
ي ت ل ِس َ جعِل َس ْ شسهْرٍ ،وَ ُ سسسيَرة َ َ م ِ ب َ ت ب ِسسالّرع ْ ِ صسْر ُ نُ ِ
ُ َ َ
مِتسسي نأ ّ م ْ ل ِ ج ٍ ما َر ُ دا وَط َُهوًرا ،وَأي ّ َ ج ً س ِ م ْ ض َ اْلْر ُ
م، ي ال ْغَن َسسائ ِ ُ ت ل ِس َ حل ّس ْ ل ،وَأ ُ ِ صس ّ صَلة ُ فَل ْي ُ َ ه ال ّ أد َْرك َت ْ ُ
َ
ُ
ة، فاع َ َ شس َ ت ال ّ طي س ُ حسد ٍ قَب ْل ِسسي ،وَأع ْ ِ ل ِل َ َ حس ّ م تَ ِ وَل َس ْ
ح ال ْب ُ َ
خارِيّ )( 335 حي ُ
ص ِ
َ -
36
27
تة ،وَب ُعِث ْس ُ صس ًخا ّ
مهِ َث إ ِل َسسى قَسوْ ِي ي ُب ْعَس ُن الن ّب ِ ّ كا َوَ َ
37
ة" م ً
عا ّس َ ِ إ َِلى الّنا
َ حقّ ال ْ َ لَ َ
ن أي مُنو َ م ل ي ُؤ ْ ِ على أك ْث َرِه ِ ْ
م فَهُ ْ ل َ قو ْ ُ قد ْ َ
لقد وجب العذاب على أكثر أهل مكة ،وهو ما
جل عليهسسم فسسي أم الكتسساب أنهسسم ل يؤمنسسون س ّ
بالقرآن وبمحمد ، وهسسم السسذين علسسم الل ّسسه
أنهسسم يموتسسون علسسى الكفسسر ،ويصسسرون عليسسه
طوال حياتهم.
وقد صدق ما أخبر به القرآن ،ووقع كما أخسسبر
به ..فإن أكثر هؤلء المشركين السسذين شسسهدوا
مطسسالع السسدعوة السسسلمية ،لسسم يسسدخلوا فسسى
السسسلم ،فسسإنه خلل ثلث وعشسسرين سسسنة سسس
وهى مدة الرسالة السلمية س مسسات كسسثير مسسن
هؤلء المشركين على شركه ،ومسسن لسسم يمسست
منهم على فراش الموت مات قتيل فى ميدان
القتال مع المسسسلمين ..ومسسن امتسد ّ بسسه الجسسل
وأدرك الفتح ،ودخل فى دين الّله مع الداخلين
س ظل ممسكا بشركه فى صسسدره ،حسستى مسسات
دة مسسسع عليسسسه ،أو مسسسات فسسسى حسسسروب السسسر ّ
38
دين .. المرت ّ
والمراد بالقول :الحكم والقضاء الزلي ،وهسسو
سسسبق علسسم الل ّسسه بنهايسساتهم ،ل بطريسسق الجسسبر
واللجاء ،بل باختيارهم وإصرارهم على الكفر
،وفي هذا تطمين للنبي حتى ل يجزع ول
يأسف على عدم إيمانهم به.
ن ) ( 6504صحيح حّبا َ
ن ِ
ح اب ْ ِ
حي ُ
ص ِ
َ -
37
28
ثسسم ضسسرب الّلسسه تعسسالى مثل لتصسسميمهم علسسى
الكفر وأنه ل سبيل إلسسى إيمسسانهم ،فقسسال :إ ِن ّسسا
نذقسسا ِ ي إ ِل َسسى اْل َ ْ
غلًل ،فَهِس َ م أَ ْ جعَْلنا فِسسي أ َ ْ
عنسساقِهِ ْ َ
ن أي إنسسا جعلنسسا أيسسديهم مشسسدودة حسسو َ م ُ ق َم ْ
م ُفَهُ ْ
إلى أعناقهم بالقيود ،تمنعهم من فعل شيء ،
فصاروا مرفسسوعي السسرؤوس خافضسسي البصسسار.
وهسسسذا يعنسسسي أن الّلسسسه جعلهسسسم كسسسالمغلولين
المقمحيسسسن )الرافعسسسي رؤوسسسسهم الغاضسسسي
أبصارهم( في أنهم ل يلتفتون إلسسى الحسسق ،ول
يوجهون أنظارهم نحوه ،وهم أيضا كالقسسائمين
بين سسسدين ،ل يبصسسرون أمسسامهم ول خلفهسسم ،
وأنهم متعامون عن النظر في آيات الّله ،كمسسا
قال :وجعْلنا من بي َ
م
فِهسس ْ خل ْ ِ ن َم ْ
دا وَ ِ س ّ
م َ ديهِ ْ
ن أي ْ ِ ِ ْ َْ ِ َ َ َ
ن أي تأكيسسدا ص سُرو َ م ل ي ُب ْ ِ م فَهُ س ْ ش سْيناهُ ْدا ،فَأ َغ ْ َس ّ
َ
لما سبق في تصوير حالتهم أنهم بتعاليهم عسسن
النظسسر فسسي آيسسات الل ّسسه جعلسسوا كمسسن أحسساط بسسه
سسسدان مسسن المسسام والخلسسف ،فمنعسساه مسسن
النظر ،فهو ل يبصر شيئا ،وهسسؤلء ل ينتفعسسون
بخير ،ول يهتدون إليه لنا غطينا أبصارهم عسسن
الحق.
"والغلل السستي جعلهسسا الل ّسسه فسسى أعنسساق هسسؤلء
المشركين ،هي أغلل معنوية.
فسسإن السسذي ينظسسر إليهسسم ،وهسسم ماضسسون علسسى
طريق الشرك ،ل يلتفتون إلى هذا النور الذي
عن يمينهم وعن شمالهم ،ومن أمسسامهم ومسسن
خلفهم س يخّيل إليه أن فى أعناق القوم أطواقا
29
من حديسسد ،قسسد شسسلت حركسسة رءوسسسهم ،فلسسم
39
يقدروا على إلفاتها يمينا أو شمال "..
دا مسسن بيسسنأما وقد جعل الّله سس سسسبحانه سس سس ّ
دا مسسن خلفهسسم ، أيديهم أي مسسن أمسسامهم ،وس س ّ
فقسسد أحكسسم سسسد المنافسسذ عليهسسم مسسن جميسسع
الجهات ،وأصبحوا وقسسد أغلقسست عليهسسم منافسسذ
النظسسسر إلسسسى العسسسالم الخسسسارجي ،وصسسساروا
محصورين فى عالمهم الذي ل شىء فيسسه غيسسر
الضسسلل والظلم ..فيمينهسسم وشسسمالهم مغلسسق
عليهم أبدا بحكم هذا الطوق الذي طوقوا به ..
وأمسسامهم وخلفهسسم ..مسسسدودان ..فسسإذا أداروا
وجوههم إلى أي اتجاه ،لم يتغير حالهم ،ولسسم
يرتفع عنهم سد مسسن هسسذه السسسدود المضسسروبة
عليهسسسم ،حيسسسث يلزمهسسسم هسسسذان السسسسدان
المضسسروبان عليهسسم مسسن أمسسام ومسسن خلسسف ..
فعلى أي اتجاه يكونسسون ،يكسسون السسسدان مسسن
خلفهم ومن أمامهم ..أمسسا عسسن أيمسسانهم وعسسن
شمائلهم ،فالطوق قسسائم بسسوظيفته فيهسسم فسسى
كل حال ..
وهذه الصورة إعجاز من إعجسساز القسسرآن ،فسسى
تجسيد المعاني ،وفى بعث الحيسساة ،والحركسسة
فى الجمادات والساكنات ..حيث نرى الكسسافر
هنا وقد أدخل فى سجن محكم ،مطبق عليه ،
40
ل يرى منه النور أبدا.
30
وفيه إشارة إلى ما يقع لهؤلء المشسسركين مسسن
هسسذه اليسسات السستي سسسلطها الل ّسسه عليهسسم ،مسسن
الغلل والسسسدود ،فلقسسد أقسسامت هسسذه الفسسات
غشسساوة علسسى عيسسونهم ،فهسسم ل يبصسسرون ..
وكيف يبصر من عاش فى هذه الحدود السستي ل
تتجاوز محيط جسده ؟ وما ذا يبصر لو كان لسسه
41
أن يبصر ؟ .
َ َ َ
ممأ ْ م أأن ْسذ َْرت َهُ ْسسسواٌء ع َل َي ْهِ س ْ
ونتيجة لما سبق :وَ َ
ن أي إن إنسسذارك لهسسؤلء م ل ي ُؤ ْ ِ
من ُسسو َ م ت ُن ْسذ ِْرهُ ْل َس ْ
المصسسرين علسسى كفرهسسم وعسسدمه سسسواء ،فل
ينفعهم النذار ،ما داموا غير مستعدين لقبسسول
الحسسق ،والخضسسوع لنسسداء الّلسسه ،والنظسسر فسسي
الدلئل الدالة على صسسدق رسسسالة النسسبي ،
والتأمل في عجسسائب الكسسون المشسساهدة الدالسسة
على وجود الّله تعالى ووحدانيته.
"إنهم لن يتحولوا عن حالهم السستي هسسم فيهسسا ،
فلقسسد جمسسدوا علسسى حسسالتهم تلسسك ،كمسسا تحنسسط
ت َوالّنسسذ ُُر الموتى فى توابيتها » َوما ت ُغِْني اْليسسا ُ
ن « ) 101يسسونس( وإذا فل من ُسسو َ ن قَ سوْم ٍ ل ي ُؤ ْ ِ عَس ْ
يقسسف النسسبي كسسثيرا عنسسد هسسؤلء المشسسركين السسذين
وقفسسوا مسسن السسدعوة هسسذا الموقسسف المحسساد ّ لهسسا ،
42
المتربص بها "..
أما نفع النذار ،فهو كما ذكر تعالى :إ ِّنما ت ُن ْذ ُِر
ب، ن ب ِسسال ْغَي ْ ِ
حم س َ
ي الّر ْشس َ خ ِن ات ّب َسعَ ال سذ ّك َْر ،وَ َ
مس ِ َ
َ
م ،أي إنمسسا ينفسسع جسسرٍ ك َ ِ
ريسس ٍ فسسَرةٍ وَأ ْمغْ ِ
شسسْره ُ ب ِ َفَب َ ّ
31
إنذارك السسذين آمنسسوا بسسالقرآن العظيسسم واتبعسسوا
أحكسسامه وشسسرائعه ،وخسسافوا عقسساب الل ّسسه قبسسل
حسسدوثه ومعاينسسة أهسسواله ،أو خشسسوا الل ّسسه قبسسل
رؤيتسسه ،فهسسؤلء بشسسرهم بمغفسسرة لسسذنوبهم ،
ورضوان من الّله ،وأجر كريم ونعيم مقيم هسسو
م
ن َرب ّهُس ْش سو ْ َخ َن يَ ْذي َن ال ّس ِ الجنة .ونظير اليسسة :إ ِ ّ
َ
ج سٌر ك َِبي سٌر ]الملسسك /67 مغْفِ سَرة ٌ ،وَأ ْم َ ب ل َهُ ْ
ِبال ْغَي ْ ِ
.[12
" فليسسوجه النسسبي وجهسسه كلسسه إلسسى المسسؤمنين ،
وليعطهم جهده كله ،ففى هسسذا الميسسدان يثمسسر
عمله ،ويقع موقعه من أهله ..
وفى قصر النذار على من اتبع السسذكر وخشسسى
الرحمسسن بسسالغيب سسس فسسى هسسذا إشسسارة إلسسى
الستعداد الفطري لليمان عند هؤلء المنذرين
،وأنهم بفطرتهم السليمة كانوا واليمان السسذي
يدعون إليه على موعد ،بل إنهسسم فسسى انتظسسار
له ،وشوق إليه ،قبل أن يطلع عليهم ..
وفى جعل الخشية ،للرحمن ،إشارة إلى أنهسسا
خشية إجلل وتعظيم .. ،خشية حب وتسسوقير ،
ل خشية جبروت وقهر ..إنها خشية » الرحمن
43
« الذي وسعت رحمته كل شىء "..
ثم أكسد الّلسه تعسسالى حصسول الجسزاء للمسسؤمنين
وتى ، مسس ْي ال ْ َحسس ِ
ن نُ ْحسس ُوغيرهسسم ،فقسسال :إ ِّنسسا ن َ ْ
م أي إننسسا قسسادرون فعل موا َوآثاَرهُ ْ ب ما قَد ّ ُ وَن َك ْت ُ ُ
علسسسى إحيسسساء المسسسوتى ،وبعثهسسسم أحيسسساء مسسسن
قبورهم ،ونحن الذين ندّون لهم كل ما قدموه
-التفسير القرآني للقرآن س موافقا للمطبوع (911 / 11) - 43
32
وأسلفوه مسسن عمسسل صسسالح أو سسسيء ،وتركسسوا
مسسن أثسسر طيسسب أو خسسبيث ،أي نكتسسب ونسسسجل
أعمسسالهم السستي باشسسروها بأنفسسسهم ،وآثسسارهم
التي أثروهسسا وخلفوهسسا مسسن بعسسدهم ،فنجزيهسسم
علسى ذلسك إن خيسرا فخيسر ،وإن شسرا فشسر ،
فمن عمل على نشر الفضيلة جوزي بها ،ومن
عمد إلى نشر الرذيلة والسوء في الملهسسي أو
الكتب الخليعة يحاسب عليها.
"وفى هذا التقرير يتأكد للمؤمنين إيمانهم بهذا
ن ريرِ ْبسس ِ ج ِ ن َ الغيب ،وتزداد خشيتهم لّله "..فعَ ْ
سسسا جُلو ً ُ ل اللهِ سو ِ عن ْد َ َر ُ ل :ك ُّنا ِ ع َب ْد ِ اللهِ َقا َ
جَتاِبي م ْ فاة ٌ ع َُراة ٌ ُ ح َ م ُ جاَء قَوْ ٌ صد ْرِ الن َّهاِر ،فَ َ ِفي َ
ف ّ م العََباُء ،أوْ َقا ََ ْ َ
سسسُيو ِ دي ال ّ قل ِ مت َ َ لُ : مارِ ع َلي ْهِ ُ الن ّ َ
َ
ت ض سَر ،فََرأي ْس ُ م َ ن ُ مس ْ م ِ ل ك ُل ّهُ ْ ضَر ب َ ْ م َ ن ُ م ْ م ِ مت ُهُ ْ عا ّ َ
َ
نمس َ م ِ مسسا َرأى ب ِهِس ْ ل اللهِ ي َت َغَي ّسُر ل َ ّ سو ِ ه َر ُ ج َ وَ ْ
ّ َ ً َ َ ال ْ َ
صلى م فَ َ مَر ب ِلل فَأَقا َ ج ،فَأ َ خَر َ م َ ل ثُ ّ خ َ ة ،فَد َ َ فاقَ ِ
َ
قسسوا س ات ّ ُ ل} ":ي َسسا أي ّهَسسا الن ّسسا ُ قسسا َ ب فَ َ خط َ َ الظ ّهَْر فَ َ
حسسسد َةٍ { س َوا ِ فسسس ٍ ن نَ ْ مسسس ْ م ِ قك ُسسس ْ خل ْ َذي َ م ال ّسسس ِ َرب ّك ُسسس ُ
َ
ن ذي َ لَ } :يسا أي ّهَسسا ال ّس ِ م قَسسا َ ة ،ث ُس ّ ]النسسساء [1 :اْلي َس ُ
ت ل َِغسسد ٍ { م ْ ما قَد ّ َ س َ ف ٌ ه وَل ْت َن ْظ ُْر ن َ ْ قوا الل َ مُنوا ات ّ ُ آ َ
ه، ن ِدين َسسارِ ِ مس ْ ل ِ جس ٌ صسد ّقَ َر ُ ة ،ت َ َ ]الحشر [18 :اْلي َ ُ
صسساِع ن َ مس ْ هِ ، صاِع ب ُّر ِ ن َ م ْ هِ ، ن ث َوْب ِ ِ م ْ هِ ، م ِ ن د ِْرهَ ِ م ْ ِ
َ
ل :وَأَتاهُ ة" َقا َ مَر ٍ شقّ ت َ ْ ل ":وَل َوْ ب ِ ِ حّتى َقا َ ه"َ ، مرِ ِ تَ ْ
َ َ
ن هأ ْ فس ُ ت كَ ّ ة ،قَ سد ْ ك َسساد َ ْ ص سّر ٍ صسسارِ ب ِ ُ ن اْلن ْ َ مس َ ل ِ ج ٌ َر ُ
ت ع َن ْهَسسا فَ سد َفَعََها إ ِل َسسى ج سَز ْ ل ق َ سد ْ ع َ ِ جَز ع َن َْها ب َس ْ ت َعْ ِ
ت، صسد ََقا ِ س ِفي ال ّ ل اللهِ ، فَت ََتاب َعَ الّنا ُ سو ِ َر ُ
َ َ
ن مس ْ ن ِ مي ْ ِ كسوْ َ ل اللسهِ سسسو ِ ن ي َد َيْ َر ُ ت ب َي ْ َ فََرأي ْ ُ
33
ل اللسسهِ سسسو ِ ه َر ُ جسس ُ ل وَ ْ جَعسس َ ب ،وَ َ ط ََعسسام ٍ وَث ِ َ َيسسا ٍ
ن ِفسسي سسس ّ ن َ مسس ْ لَ ": ة ،وََقسسا َ مذ ْهََبسس ٌ ه ُ كسسأن ّ ُ ل َ ي َت َهَّلسس ُ
َ كان ل َس َ
ن مس ْ ج سُر َ جُرهَسسا وَأ ْ هأ ْ ُ ة َ َ سن َ ً ح َ ة َ سن َ ً سَلم ِ َ اْل ِ ْ
ُ َ
يٌء، ش ْ م َ جورِه ِ ْ نأ ُ م ْ ص ِ ق َ ن ي َن ْ ُ ن غ َي ْرِ أ ْ م ْ ل ب َِها ِ م َ عَ ِ
ن ع َل َي ْس ِ
ه ة ك َسسا َ س سي ّئ َ ً ة َ س سن ّ ً س سَلم ِ ُ ن ِفي اْل ِ ْ س ّ ن َ م ْ وَ َ
َ
ن ن غ َي ْسرِ أ ْ م ْ ن ب َعْد ِهِ ِ م ْ ل ب َِها ِ م َ ن عَ ِ م ْ ها وَوِْزُر َ وِْزُر َ
م ِفسسي َ م َ َ
سسسل ِ ٌ م ْ ه ُ ج ُ خَر َ يٌء" أ ْ ش ْ ن أوَْزارِه ِ ْ م ْ ص ِ ق َ ي َن ْ ُ
44
ح حي ِ ص ِ ال ّ
َ
ي- - ن الن ّب ِس ّ ِ قِع ،ع َ س سس َ ن اْل ْ ِ ة ب ْس ن َواث ِل َس َ وَع َ س ْ
َ
مسسا جُرهَسسا َ هأ ْ ة فَل َس ُ سسن َ ً ح َ ة َ سسن ّ ً ن ُ سس ّ ن َ م ْ لَ ": َقا َ
ك، حت ّسسى ت ُْتسَر َ مسات ِهِ َ م َ حَيسات ِهِ وَب َعْسد َ َ ل ب ِهِ ِفسي َ م َ عُ ِ
ك، حّتسسى ت ُْتسسَر َ مَها َ ة فَعَل َي ْهِ إ ِث ْ ُ سي ّئ َ ً ة َ سن ّ ً ن ُ س ّ ن َ م ْ وَ َ
جسَرى ع َل َي ْس ِ
ه ل الل ّسهِ َ سسِبي ِ طا ِفي َ مَراب ِ ً ت ُ ما َ ن َ م ْ وَ َ
مةِ " َ .رَواهُ قَيا َ م ال ِْ ث ي َوْ َ حّتى ي ُب ْعَ َ ط َ مَراب ِ ِ ْ
ل ال ُ م ُ عَ َ
45
ر
ِ ي ِفي ال ْك َِبي الط ّب ََران ِ ّ
ل الل ّسهِ - سو َ َ وروى مسلم ع َ َ
ن َر ُ ن أِبى هَُري َْرة َ أ ّ ْ
ه مل ُ ُ ه عَ َ قط َعَ ع َن ْ ُ ن ان ْ َ سا ُ ت ال ِن ْ َ ما َ ذا َ ل » إِ َ َ - قا َ
ع
فس ُ عل ْسم ٍ ي ُن ْت َ َ جارِي َةٍ أ َوْ ِ صد َقَةٍ َ ن َ م ْ ن ث َل َث َةٍ إ ِل ّ ِ م ْ إ ِل ّ ِ
َ
عو ل َ ُ ب ِهِ أوْ وَل َد ٍ َ
46
ه «. ح ي َد ْ ُ صال ِ ٍ
ثم ذكر تعسسالى أن كتابسسة الثسسار ل تقتصسسر علسسى
الناس ،وإنما تتنسساول جميسسع الشسسياء ،فقسسال :
ن أي لقسسد َ ل َ وَك ُ ّ
مِبيس ٍ صسْيناه ُ فِسسي ِإمسسام ٍ ُ ح َ يٍء أ ْ شس ْ
- 44شسسعب اليمسسان ( 3048) (26 / 5) -وصسسحيح مسسسلم )
- ( 2398المجتسسساب :اللبسسسس -المذهبسسسة :الشسسسىء الممسسسوه
بالذهب -النمار :جمسسع نمسسرة وهسسى كسسساء فيسسه خطسسوط بيسسض
وسود تلبسه العراب
- 45المعجم الكبير للطبراني ( 17645) (450 / 15) -حسن
- 46صحيح مسلم)( 4310
34
ضبطنا وأحصينا كسسل شسسيء مسسن أعمسسال العبسساد
وغيرهم في أم الكتسساب وهسسو اللسسوح المحفسسوظ
جل فيه جميع ما يتعلق بالكائنات ،كما الذي س ّ
لضسس ّ ب ل يَ ِ كتا ٍ
عن ْد َ َرّبي ِفي ِ مها ِ ْ
عل ُقال تعالى ِ :
َرّبي َول ي َْنسى ]طه [52 /20وقال سسسبحانه :
صِغيرٍ وَك َِبي ٍ
ر ل َ يٍء فَعَُلوه ُ ِفي الّزب ُرِ ،وَك ُ ّ
ش ْل َوَك ُ ّ
ست َط ٌَر ]القمر .[53 - 52 /54 م ُْ
ومضات
هذا الكتاب مؤلف مسسن جنسسس هسسذه الحسسرف ،
وهي في متنساول المخساطبين بسه مسن العسرب.
ولكنه -مسع هسسذا -هسسو ذلسسك الكتسساب المعجسسز ،
الذي ل يملكون أن يصوغوا من تلسسك الحسسروف
مثله .الكتاب الذي يتحداهم مسسرة ومسسرة ومسسرة
أن يسسسأتوا بمثلسسسه ،أو بعشسسسر سسسسور مثلسسسه ،أو
بسسسورة مسسن مثلسسه فل يملكسسون لهسسذا التحسسدي
جوابا!
والشأن في هذا العجاز هو الشسسأن فسسي خلسسق
الّله جميعا .وهو مثل صنع الّله فسسي كسسل شسسيء
وصنع الناس ..إن هذه التربة الرضسسية مؤلفسسة
من ذرات معلومة الصسسفات .فسسإذا أخسسذ النسساس
هذه الذرات فقصارى ما يصوغونه منها لبنة أو
آجرة .أو آنية أو أسطوانة ،أو هيكسسل أو جهسساز.
كائنا في دقته مسا يكسون ..ولكسن الّلسه المبسدع
يجعسسل مسسن تلسسك السسذرات حيسساة .حيسساة نابضسسة
خافقسسسة .تنطسسسوي علسسسى ذلسسسك السسسسر اللهسسسي
المعجسسز ..سسسر الحيسساة ..ذلسسك السسسر السسذي ل
يستطيعه بشر ،ول يعرف سره بشر ..وهكذا
35
القرآن ..حروف وكلمسسات يصسسوغ منهسسا البشسسر
كلما وأوزانا ،ويجعل منها الّله قرآنا وفرقانسسا ،
والفرق بين صنع البشسر وصسنع الل ّسسه مسن هسذه
الحروف والكلمات ،هو الفرق ما بين الجسسسد
الخامد والسسروح النسسابض ..هسسو الفسسرق مسسا بيسسن
47
صورة الحياة وحقيقة الحياة!
يقسسسم الّلسسه سسسبحانه بهسسذين الحرفيسسن » :يسسا.
سين« كما يقسم بالقرآن الحكيم .وهذا الجمع
بين الحسسرف المقطعسة والقسسرآن يرجسح السسوجه
الذي اخترنسساه فسسي تفسسسير هسسذه الحسسرف فسسي
أوائل السور والعلقة بين ذكرها وذكر القرآن.
وأن آيسسة كسسونه مسسن عنسسد الل ّسسه ،اليسسة السستي ل
يتدبرونها فيردهم القرآن إليها ،أنه مصوغ من
جنس هذه الحرف الميسرة لهم ولكن نسسسقه
التفكيري والتعبيري فوق مسسا يملكسسون صسسياغته
من هذه الحروف.
ن
قسسْرآ ِويصف القرآن -وهو يقسم به -بأنه »ال ْ ُ
م« .والحكمة صفة العاقل .والتعبير على كي ِ ال ْ َ
ح ِ
هسسذا النحسسو يخلسسع علسسى القسسرآن صسسفة الحيسساة
والقصد والرادة .وهي من مقتضيات أن يكون
حكيما .ومع أن هذا مجاز إل أنه يصسسور حقيقسسة
ويقربهسسا .فسسإن لهسسذا القسسرآن لروحسسا! وإن لسسه
لصفات الحسسي السسذي يعاطفسسك وتعسساطفه حيسسن
تصفي له قلبك وتصغي له روحك! وإنك لتطلع
منه على دخائل وأسرار كلما فتحسست لسه قلبسسك
وخلصت له بروحسسك! وإنسسك لتشسستاق منسسه إلسسى
-فى ظلل القرآن س موافقا للمطبوع (38 / 1) - 47
36
ملمسسح وسسسمات ،كمسسا تشسستاق إلسسى ملمسسح
الصديق وسماته ،حين تصسساحبه فسسترة وتسسأنس
به وتستروح ظلله! ولقد كان رسول الّله -
-يحب أن يسمع تلوة القرآن من غيره ويقسسف
على البواب ينصت إذا سسمع مسن داخلهسسا مسن
يرتل هذا القسرآن .كمسا يقسف الحسبيب وينصست
لسيرة الحبيب! والقسسرآن حكيسسم .يخسساطب كسسل
أحد بما يدخل في طوقه .ويضرب علسسى السسوتر
الحساس في قلبه .ويخاطبه بقدر.
ويخاطبه بالحكمة التي تصلحه وتوجهه.
والقسسرآن حكيسسم .يربسسي بحكمسسة ،وفسسق منهسسج
عقلي ونفسي مستقيم .منهسسج يطلسسق طاقسسات
البشر كلها مع توجيهها الوجه الصسسالح القسسويم.
ويقرر للحياة نظاما كذلك يسسسمح بكسسل نشسساط
بشري في حدود ذلك المنهج الحكيم.
يقسم الّله سبحانه بياء وسين والقرآن الحكيم
علسسى حقيقسسة السسوحي والرسسسالة إلسسى الرسسسول
ط
صسسرا ٍ علسسى ِ ن َس سِلي َ ن ال ْ ُ
مْر َ ك لَ ِ
مس َ الكريم » :إ ِن ّس َ
م« .. قي ٍست َ ِ
م ْ ُ
وما به سبحانه من حاجسسة إلسسى القسسسم .ولكسسن
هذا القسم منه -جل جلله -بالقرآن وحروفسسه
،يخلع علسسى المقسسسم بسسه عظمسسة وجلل ،فمسسا
يقسم الّله سبحانه إل بأمر عظيم ،يرتفع إلسسى
ن ك لَ ِ
مسسس َ درجسسسة القسسسسم بسسسه واليميسسسن! »إ ِّنسسس َ
ن« ..والتعبير على هسسذا النحسسو يسسوحي سِلي َ
مْر َ ال ْ ُ
بسسأن إرسسسال الرسسسل أمسسر مقسسرر ،لسسه سسسوابق
مقررة.
37
فليسسس هسسو السسذي يسسراد إثبسساته .إنمسسا المسسراد أن
يثبسسست هسسسو أن محمسسسدا - -مسسسن هسسسؤلء
المرسسسلين .ويخسساطبه هسسو بهسسذا القسسسم -ول
يوجهه إلى المنكرين المكذبين -ترفعا بالقسم
وبالرسسسول وبالرسسسالة عسسن أن تكسسون موضسسع
جدل أو مناقشة .إنما هو الخبار المباشسسر مسسن
الّله للرسول.
ط
صسسسسرا ٍ
علسسسسى ِ ن َسسسسسِلي َ ن ال ْ ُ
مْر َ ك لَ ِ
مسسسس َ »إ ِّنسسسس َ
م« ..وهسسذا بيسسان لطبيعسسة الرسسسالة بعسسد قي ٍسست َ ِ
م ُْ
بيان حقيقسسة الرسسسول .وطبيعسسة هسسذه الرسسسالة
الستقامة .فهسسي قائمسسة كحسسد السسسيف ل عسسوج
فيهسسا ول انحسسراف ،ول التسسواء فيهسسا ول ميسسل.
الحق فيها واضح ل غموض فيه ول التباس .ول
يميل مع هوى ول ينحسسرف مسسع مصسسلحة .يجسسده
من يطلبه في يسر وفي دقة وفي خلوص.
وهي لستقامتها -بسيطة ل تعقيد فيها ول لف
ول دوران .ل تعقسسسد المسسسور ول توقسسسع فسسسي
إشكالت مسسن القضسسايا والتصسسورات والشسسكال
الجدلية .وإنما تصدع بالحق في أبسسسط صسسورة
من صوره ،وأعراها عن الشسسوائب والخلط ،
وأغناها عن الشرح ،وتفصيص العبارات وتوليد
الكلمسسات ،والسسدخول بالمعسساني فسسي السسدروب
والمنحنيات! يمكن أن يعيش بها ومعها البسسادي
والحاضسسر ،والمسسي والعسسالم ،وسسساكن الكسسوخ
وساكن العمارة ويجد فيها كسسل حسساجته ويسسدرك
منها ما تستقيم به حياته ونظامه وروابطه فسسي
يسر ولين.
38
وهسسي مسسستقيمة مسسع فطسسرة الكسسون ونسساموس
الوجسسسود ،وطبيعسسسة الشسسسياء والحيسسساء حسسسول
النسان ،فل تصدم طبائع الشسسياء ،ول تكلسسف
النسان أن يصدمها ،إنما هي مسسستقيمة علسسى
نهجهسسا ،متناسسسقة معهسسا ،متعاونسسة كسسذلك مسسع
سائر القوانين التي تحكم هذا الوجود وما فيسسه
ومن فيه.
وهي من ثم مستقيمة على الطريق إلى الّله ،
واصسلة إليسه موصسلة بسه ،ل يخشسى تابعهسا أن
يضل عن خسسالقه ،ول أن يلتسسوي عسسن الطريسسق
إليه .فهو سالك دربا مستقيما واصل ينتهسسي بسسه
إلى رضوان الخالق العظيم.
والقسسرآن هسسو دليسسل هسسذا الصسسراط المسسستقيم.
وحيثما سار النسان معه وجد هسسذه السسستقامة
في تصويره للحق ،وفي التسسوجيه إليسسه ،وفسسي
أحكامه الفاصلة في القيم ،ووضسسع كسسل قيمسسة
في موضعها الدقيق.
م« ..يعسسرف الل ّسسه عبسساده حي س ِ
زي سزِ الّر ِ ل ال ْعَ ِ
زي َ »ت َن ْ ِ
بنفسه في مثل هذه المواضع ،ليدركوا حقيقة
ما نزل إليهم .فهو العزيز القوي الذي يفعل ما
يريد .وهو الرحيم بعبسساده السسذي يفعسسل بهسسم مسسا
يفعل ،وهو يريد بهم الرحمة فيما يفعل.
فأما حكمة هذا التنزيل فهي النسسذار والتبليسسغ :
ُ
ن« ..م غافُِلو َ وما ً ما أن ْذ َِر آباؤ ُهُ ْ
م فَهُ ْ »ل ِت ُن ْذ َِر قَ ْ
والغفلة أشد ما يفسد القلوب .فالقلب الغافل
قلب معطل عن وظيفته .معطل عن اللتقسساط
والتأثر والستجابة.
39
تمر به دلئل الهدى أو يمر بها دون أن يحسسسها
أو يدركها .ودون أن ينبض أو يستقبل .ومن ثم
كان النذار هو أليق شسسيء بالغفلسسة السستي كسسان
فيهسسا القسسوم ،السسذين مضسست الجيسسال دون أن
ينذرهم منذر ،أو ينبههم منبه.
فهم من ذرية إسماعيل ولم يكن لهم بعده من
رسسسسسول .فالنسسسسذار قسسسسد يسسسسوقظ الغسسسسافلين
المستغرقين في الغفلة ،الذين لم يسسأتهم ولسسم
يأت آباءهم نذير.
ثم يكشف عن مصير هؤلء الغافلين وعما نزل
بهسم مسن قسدر الّلسه ،وفسق مسا علسم الّلسه مسن
قلوبهم ومن أمرهم.
ق سو ْ ُ
ل ْ
حسقّ ال َ ق سد ْ َ َ
ما كان منسسه ومسسا سسسيكون » :ل َ
َ
ن« .. مُنو َ م فَهُ ْ
م ل ي ُؤ ْ ِ على أك ْث َرِه ِ ْ
َ
لقد قضي في أمرهسسم ،وحسسق قسسدر الل ّسسه علسسى
أكسسثرهم ،بمسسا علمسسه مسسن حقيقتهسسم ،وطبيعسسة
مشاعرهم .فهم ل يؤمنون.
وهذا هو المصير الخير للكثرين .فإن نفوسهم
محجوبة عن الهدى مشدودة عسسن رؤيسسة دلئلسسه
أو استشعارها.
وهنسسسا يرسسسسم مشسسسهدا حسسسسيا لهسسسذه الحالسسسة
النفسية ،يصورهم كأنهم مغلولسسون ممنوعسسون
قسرا عن النظسسر ،محسسال بينهسسم وبيسسن الهسسدى
واليمسسان بسسالحواجز والسسسدود ،مغطسسى علسسى
معناقِهِ ْ جعَْلنا ِفي أ َ ْ أبصارهم فل يبصرون » :إ ِّنا َ
ن. حسسو َ م ُق َم ْ
م ُن ،فَُهسس ْ ذقسسا ِي إ َِلسسى اْل َ ْ
غلًل ،فَِهسس َ أَ ْ
40
وجعْلنا من بي َ
دا.سس ّم َ خل ْ ِ
فه ِ س ْ ن َ م ْدا وَ ِس ّم َ ديهِ ْ ن أي ْ ِِ ْ َْ ِ َ َ َ
ن« .. صُرو َ م ل ي ُب ْ ِ م فَهُ ْ فَأ َغ ْ َ
شْيناهُ ْ
إن أيسسديهم مشسسدودة بسسالغلل إلسسى أعنسساقهم ،
موضوعة تحت أذقانهم .ومن ثم فإن رؤوسهم
مرفوعة قسرا ،ل يملكون أن ينظروا بها إلسسى
المام! ومن ثم فهسسم ل يملكسسون حريسسة النظسسر
والرؤية وهم في هذا المشهد العنيف!
وهم إلى هذا محال بينهم وبين الحسسق والهسسدى
بسد من أمامهم وسد مسن خلفهسسم فلسسو أرخسي
الشد فنظروا لم تنفذ أبصارهم كذلك من هسسذه
السسسدود! وقسسد سسسدت عليهسسم سسسبيل الرؤيسسة
وأغشسسيت أبصسسارهم بسسالكلل! ومسسع عنسسف هسسذا
المشهد الحسي وشدته فسسإن النسسسان ليلتقسسي
بأناس من هذا النوع ،يخيل إليه وهم ل يسسرون
الحق الواضح ول يدركونه أن هنالك حائل عنيفا
كهذا بينهم وبينه .وأنه إذا لم تكن هسسذه الغلل
فسسي اليسسدي ،وإذا لسسم تكسسن السسرؤوس مقمحسسة
ومجسسسبرة علسسسى الرتفسسساع ،فسسسإن نفوسسسسهم
وبصائرهم كذلك ..مشدودة عن الهدى قسسسرا
وملفوتسسة عسسن الحسسق لفتسسا .وبينهسسا وبيسسن دلئل
الهدى سد من هنا وسد من هناك .وكذلك كان
أولئك السسذين واجهسسوا هسسذا القسسرآن بمثسسل ذلسسك
النكار والجحود .وهسو يصسدع بالحجسسة ،ويسسدلي
بالبرهسسان .وهسسو بسسذاته حجسسة ذات سسسلطان ل
يتماسك لها إنسان.
َ َ »وسسسواٌء ع َل َيهسس َ
مل م ت ُْنسسذ ِْرهُ ْ م َلسس ْمأ ْ م أأْنسسذ َْرت َهُ ْ ِْ ْ َ َ
ن« ..فلقد قضى الّله فيهسسم بسسأمره ،بمسسا مُنو َ ي ُؤ ْ ِ
41
علمسسه مسسن طبيعسسة قلسسوبهم السستي ل ينفسسذ إليهسسا
اليمان .ول ينفع النذار قلبا غير مهيأ لليمان ،
مشسسدود عنسسه ،محسسال بينسسه وبينسسه بالسسسدود.
فالنذار ل يخلق القلسسوب ،إنمسسا يسسوقظ القلسسب
ع
ن ات ّب َس َمس ِ الحي المستعد للتلقسسي » :إ ِّنمسسا ت ُن ْسذ ُِر َ
شسسسْرهُ ب ،فَب َ ّ ن ب ِسسسال ْغَي ْ ِحمسسس َ ي الّر ْ شسسس َ خ ِ السسسذ ّك َْر وَ َ
َ
م« .. ري ٍجرٍ ك َ ِ فَرةٍ وَأ ْ مغْ ِ بِ َ
والسذكر يسراد بسه هنسا القسرآن -علسى الرجسح -
والذي اتبع القسسرآن ،وخشسسي الرحمسسن دون أن
يراه ،هو الذي ينتفع بالنذار ،فكأنه هو وحسسده
الذي وجه إليه النذار .وكأنما الرسول - -
قد خصه به ،وإن كان قسسد عمسسم .إل أن أولئك
حيل بينهم وبين تلقيه ،فانحصر فسسي مسسن اتبسسع
الذكر وخشي الرحمن بالغيب.
وهذا يسسستحق التبشسسير بعسسد انتفسساعه بالنسسذار :
َ
م« ..المغفرة عمسسا ري ٍ جرٍ ك َ ِ فَرةٍ وَأ ْ مغْ ِ شْره ُ ب ِ َ»فَب َ ّ
يقع فيه من الخطايا غير مصر .والجسر الكريسم
على خشية الرحمن بالغيب ،واتباعه لما أنزل
الرحمن من الذكر .وهما متلزمان في القلب.
فما تحل خشية الّله في قلب إل ويتبعها العمل
بما أنزل .والستقامة على النهج الذي أراد.
وهنا يؤكد وقوع البعث ودقة الحسسساب ،السسذي
وتى ، مس ْ ي ال ْ َحسس ِ ن نُ ْ حسس ُ ل يفسسوته شسسي ء » :إ ِّنسسا ن َ ْ
َ م ،وَك ُ ّ
صْيناهُ ح َ يٍء أ ْ ش ْ ل َ موا َوآثاَرهُ ْ ب ما قَد ّ ُ وَن َك ْت ُ ُ
ن« .. مِبي ٍ ِفي ِإمام ٍ ُ
وإحيسسساء المسسسوتى هسسسو إحسسسدى القضسسسايا السسستي
استغرقت جدل طسسويل .وسسسيرد منسسه فسسي هسسذه
42
السورة أمثلة منوعة .وهو ينسسذرهم أن كسسل مسسا
قسسدمت أيسسديهم مسسن عمسسل ،وكسسل مسسا خلفتسسه
أعمالهم من آثار ،كلها تكتب وتحصى ،فل يند
منها شيء ول ينسى .والّله سسسبحانه هسسو السسذي
يحيسسي المسسوتى ،وهسسو السسذي يكتسسب مسسا قسسدموا
وآثارهم ،وهو الذي يحصي كسسل شسسيء ويثبتسسه.
فل بد إذن من وقوع هذا كله على الوجه السسذي
يليق بكل ما تتوله يد الّله.
والمسسام المسسبين .واللسسوح المحفسسوظ .وأمثالهسسا.
أقرب تفسير لها هو علسسم الل ّسسه الزلسسي القسسديم
48
وهو بكل شيء محيط.
وقال دروزة :
أما اليات فقد احتوت :
- 1توكيدا للنبي بصسسدق رسسسالته وصسسحة
نسبة التنزيل القرآني إلى الّله وقوة إحكسسامه ،
وكونه على الطريق القويم لينذر قوما غسسافلين
لم ينذر آباؤهم.
- 2وحملة شديدة على معظم القوم الذين لم
ينتفعسسوا بالنسسذار ووقفسسوا مسسن السسدعوة موقسسف
الجحود والعناد حتى كأنمسسا ضسسرب عليهسسم س سد ّ
حجب عنهم رؤية الحق .وكأنما قّيدت رؤوسهم
بالغلل فعجسسزوا عسسن تحريكهسسا يمنسسة أو يسسسرة
لستبانة طريق الهدى.
- 3وتسلية للنبي صلى الّله عليه وسسسلم .فهسسو
إنما أرسل لينذر النسساس وينتفسسع بإنسسذاره السسذين
حسنت نياتهم وصسسدقت رغبسساتهم فسسي الحسسق ،
-في ظلل القرآن ،ج ، 5ص 2958 : 48
43
واستشسسعروا بخسسوف ربهسسم فسسآمنوا بسسه واتبعسسوا
قرآنسسه ورسسسوله فاسسستحقوا مغفرتسسه وأجسسره
الكريم.
ّ
- 4وتقريرا ربانيا بأن الله سوف يحيي النسساس
بعد موتهم وأنه يسجل عليهم جميع مسسا فعلسسوه
فسسي حيسساتهم وخلفسسوه مسسن تبعسسات بعسسد مسسوتهم
تسجيل دقيقا وواضحا.
وعلى كل حال فاليسسات بسسسبيل تطميسسن النسسبي
وتثبيته إزاء ما كان يلقسساه مسسن قسسومه مسسن
عنسساد وجحسسود ومنسساوأة .وأسسسلوبها قسسوي نافسسذ.
والراجسسح أنهسسا نزلسست فسسي ظسسرف كسسان لهسسم أو
لبعضهم موقف شديد من ذلك أثسسار النسسبي
وآلمسسه فاقتضسست حكمسسة التنزيسسل اليحسساء بهسسا
للتطمين والتثبيت من جهسسة والتنديسسد والتقريسسع
والنذار من جهة أخرى.
واليات ] [9 - 7قد توهم أن الكفار قد وقفوا
موقف الجحود والعناد بتحسستيم ربسساني لسسم يكسسن
لهم منسسه منسساص .غيسسر أن السسترّوي فيهسسا وفيمسسا
قبلها وما بعدها يؤيد التأويل السسذي أّولناهسسا بسسه.
فاليسسة ] [10تسسذكر أن النسسبي إنمسسا عليسسه
إنذار من اّتبع الذكر وخشسسي الرحمسسن وبعبسسارة
أخرى من صدقت رغبته في اّتباع الحق .وهسسذا
يعني أيضا أن الكفار إنما وقفوا موقفهم لخبث
نّيتهم وعزوفهم عن الحق فحقّ عليهم القسسول.
ن في اليسسة ] مي َ ه ال ّ
ظال ِ ِ ل الل ّ ُ
ض ّ
فهي من باب وَي ُ ِ
ل ب ِسهِ إ ِّل
ضس ّ
[27من سسسورة إبراهيسسم ،و}َومسسا ي ُ ِ
ن فسسي اليسسة ] [26مسسن سسسورة البقسسرة قي َ اْلفا ِ
س ِ
44
ه ع َل َْيهسسا
ل ط َب َسعَ الل ّس ُف ب َس ْم قُُلوُبنسسا غ ُل ْس ٌ و}وَ قَوْل ِهِ ْ
م فسسي اليسسة ] [155مسسن سسسورة النسسساء فرِه ِ ْب ِك ُ ْ
مت َك َب ّسرٍ َ
جب ّسساٍر ب ُ ل قَل ْس ِعلى ك ُ ّ ه َك ي َط ْب َعُ الل ّ ُ ،و َ
كذل ِ َ
في الية ] [35من سورة غافر .وهسسذا التأويسسل
هو الكثر انسجاما مع حكمسسة الل ّسسه تعسسالى فسسي
إرسسسسال الرسسسسل ودعسسسوة النسسساس وإنسسسذارهم
وتبشيرهم وبيسسان طسسرق الهسسدى والضسسلل لهسسم
وتعيين مصائرهم الخروية وفق سلوكهم .وهو
الكثر اتساقا مع الحملة الشديدة التي احتوتها
اليات على الكفار والمناوئين ...
وإلى هذا فإنه يتبادر لنا أن أسلوب اليسسات قسسد
جاء أيضا بسبيل تسجيل واقع أمر الكفار حيسسن
نزولها وحسب وليس علسسى سسسبيل تأييسسد عسسدم
إيمانهم سواء أنذروا أم لم ينذروا بدليل يقينسسي
هو أن كثيرا منهم قد آمنسسوا فيمسسا بعسسد وحسسسن
إيمانهم ونالوا رضاء الّله.
فاليات قد وردت بهذا السسسلوب لتكسسون أبلسسغ
في التطمين والتثسسبيت .وفسسي تسسوجيه الخطسساب
للنبي في اليات التي قبلها وما فيها مسسن
عطف وتأييد وثناء وما في الية التي بعدها من
إيعاز له بسسأنه إنمسسا ينسسذر ذوي النفسسوس الطيبسسة
والرغبسسات والصسسادقة ،وأن لسسه فيهسسم الغنسساء
والعزاء -قرائن قوية على ذلك أيضا.
واليات مصدر إلهسسام وتلقيسسن مسسستمر المسسدى.
سسسواء أفيمسسا احتسسوته مسسن ثنسساء وبشسسرى لسسذوي
النفوس الطيبة والرغبات الصسسادقة أم فسسي مسسا
احتسوته مسن حملسة تنديديسة شسديدة علسى ذوي
45
السرائر الخبيثة الذين يكون ديسسدنهم المكسسابرة
فسسي الحسسق واليغسسال فسسي الباطسسل أم فسسي مسسا
احتسسوته مسسن تثسسبيت وتطميسسن يلهمسسان السسدعاة
والقادة والزعماء والمصلحين قوة يتغلبون بهسسا
علسسى مسسا يلقسسونه فسسي طريقهسسم مسسن عقبسسات
49
ومصاعب".
ما ترشد إليه اليات
أرشدت اليات إلى ما يأتي :
- 1القرآن الكريم معجزة النسسبي الخالسسدة
إلى يوم القيامة ،وهو تنزيل من رب العالمين
،ل يأتيه الباطل من بين يديه ول من خلفه.
- 2الرسول محمد رسول من عند الّلسسه ،
أرسله الّله بالهسسدى وديسسن الحسسق ،علسسى منهسسج
وطريق ودين مستقيم هو السلم.
- 3رسالة النبي إلى العرب خاصسسة وإلسسى
الناس كافة ،فلم يبق بعدها عذر لمعتذر.
- 4إن رؤوس الكفسسر والطغيسسان والعنسساد مسسن
أهل مكة أو العرب اسسستحقوا الخلسسود فسسي نسسار
جهنم والعذاب الدائم فيها لنهسسم أصسسروا علسسى
الكفر ،وأعرضوا عن النظسسر فسسي آيسسات الل ّسسه ،
والتأمل في مشاهد الكون ،وقد علم الّله فسسي
علمه الزلي بقسساءهم علسسى الكفسسر ،لكنسسه أمسسر
نبيه بدعوتهم إلى دينه لنهم ل يعلمسسون سسسابق
علم الّله فيهسسم ،ولتعليمنسسا المنهسسج فسسي دعسسوة
النسساس قاطبسسة إلسسى اليمسسان بسسالّله والقسسرآن
ورسالة النبي والبعث والحساب والجزاء.
-التفسير الحديث لدروزة (22 / 3) - 49
46
- 5ل أمل بعد هسذا فسسي إنسسذارهم ول نفسع فيسسه
بعسسد أن سسسدوا علسسى أنفسسسهم منافسسذ الهدايسسة
ومدارك المعرفة ،ولم تتفتح بصسسائرهم لرؤيسسة
الحق والنور اللهي.
- 6إنمسا نفسع النسذار لمسن اسستعد للنظسر فسي
منهج الحق ،ثم آمسسن بسسالقرآن كتابسسا مسسن عنسسد
الّله ،وخشي عذاب الّله ونسساره قبسسل المعاينسسة
والحدوث ،فهذا وأمثاله يغفسسر الل ّسسه لسسه ذنبسسه ،
ويدخله الجنة.
ّ
- 7البعث حق واليمان به واجب ،والله قسسادر
عليه ،وسيكون مسسستند الجسسزاء مسسا كتسسب مسسن
أعمال العباد ،وما تركسسوه مسسن آثسسار صسسالحة أو
سيئة ،كما أن الّله أحصى كل شسسيء وضسسبطه
من أمور الكائنات ،فل يخفى عليه شسسيء فسسي
الرض ول في السماء.
ل سسسبب نسسزول اليسسة علسسى أن حسسسنات وقسسد د ّ
البعيدين عن المسجد مثسسل حسسسنات القريسسبين
منسسه ،وأنسسه إن تعسسذر عليهسسم القسستراب مسسن
المسجد أو شقّ عليهم ،فل يلزم القرب منه.
سسسسسسسسسسسس
47
قصة أصحاب القرية
قال تعالى :
ﭑﭒﭓﭔﭕﭖﭗﭘﭙ ﭚﭛﭜﭝﭞﭟﭠﭡﭢﭣﭤ
ﭥ ﭦﭧﭨﭩﭪﭫﭬﭭﭮﭯﭰﭱﭲﭳﭴﭵ ﭶ
ﭷﭸﭹﭺﭻﭼ ﭽﭾﭿﮀﮁﮂ ﮃﮄﮅﮆﮇﮈﮉﮊﮋ
ﮌﮍﮎﮏﮐ ﮑﮒﮓﮔﮕﮖﮗﮘﮙﮚﮛﮜ ﮝ
ﮞﮟﮠﮡﮢﮣﮤﮥﮦﮧ ﮨﮩﮪﮫﮬﮭﮮﮯ ﮰﮱﯓﯔﯕﯖ
ﯗﯘﯙ ﯚﯛﯜﯝﯞﯟﯠﯡﯢﯣﯤﯥﯦﯧﯨﯩ ﯯﯯﯯﯯﯯﯯ
ﯯﯯﯯﯯﯯ ﯯﯯﯯﯯﯯﯯﯯﯼﯽ ﯾﯿﯯﯯﯯﯯ
ﯯﯯ ﭑ
شرح الكلمات :
رقم الية ...الكلمة ...معناها
... 14فَعَّزْزن َسسسا ب ِث َسسسال ِ ٍ
ث ...قويناهمسسسا وشسسسددنا
أزرهما برسول ثالث
م ...لسم نسر علسى وجسوهكم كس ْ ... 18ت َط َي ّْرَنسا ب ِ ُ
خيرا في عيشنا
م ...شسسسؤمكم بسسسسبب معَك ُسسس ْم ّ ... 19ط َسسسائ ُِرك ُ ْ
أعمالكم وكفركم
َ
م ...مسسن أجسسل تسسذكيرنا لكسسم ن ذ ُك ّْرت ُس ْ ... 19أئ ِ ْ
بعبادة الله
ن ...مجسساوزون الحسسد بكفركسسم سسرُِفو َ م ْ ُ ... 19
وشرككم
سسسَعى ...يسسسرع فسسي مشسسيه لنصسسرة ... 20ي َ ْ
قومه
... 22فَط ََرِني ...خلقني وحده ل شريك له
ن ع َّني ...ل تدفع عني ... 23ل ت ُغْ ِ
المناسبة :
48
مناسبة ضرب هذا المثسسل هنسسا ،هسسو أن اليسسات
السابقة كشفت عسسن الطبيعسسة النسسسانية ،وأن
الناس على طبيعتين :أصسسحاب طبيعسسة متأبي ّسسة
س عنسسسه ،ل علسسسى الخيسسسر ،مغلقسسسة الحسسسوا ّ
يستجيبون له مهما جىسسء إليهسسم بسسه مسسن شسستى
الوسسسائل ..وأصسسحاب طبيعسسة أخسسرى مهيسسأة
لليمان ،مستعدة له ،متشسوفة إليسه ،ل تكساد
ب عليهم نسمة من أنسامه العطسسرة ،حسستى ته ّ
يتنفسوا أنفاسه ،ويملئوا صدورهم بسسه ..وفسسى
هذا المثل ،عرض للناس فى طبيعتيهم هسساتين
50
معا ..
فبعد بيان حال مشركي العسسرب السسذين أصسسروا
على الكفر ،ضرب الحق تعالى لهم مثل يشبه
حالهم في الفراط والغلو في الكفسسر وتكسسذيب
الدعاة إلى الّله ،وهسسو حسسال أهسسل تلسسك القريسسة
السسذين كسسذبوا الرسسسل فسسدمرهم الّلسسه بصسسيحة
واحدة ،فإذا استمر المشركون علسسى عنسسادهم
واستكبارهم ،كان إهلكهسسم يسسسيرا كأهسسل هسسذه
القرية ،وتكون قصتهم مع رسل الّلسسه ،كقصسسة
قوم النبي معه.
التفسير والبيان :
ب ال ْ َ َ
قْرَيسسةِ إ ِذ ْ جاَء َ
هسسا مث ًَل أ ْ
صسسحا َ ب ل َُهسس ْ
م َ ضسسرِ ْ
َوا ْ
ن أي واضرب مثل فسسي الغلسسو والعنسساد سُلو َ
مْر َال ْ ُ
والكفر يا محمسسد لقومسسك السسذين كسسذبوك بأهسسل
تلسسك القريسسة حيسسن أرسسسل الّلسسه إليهسسم ثلثسسة
49
فكسسذبوهم ،كمسسا كسسذبك قومسسك عنسسادا ،وأصسسر
الفريقان على التكذيب.
والقرية :أنطاكية في رأي جميسسع المفسسسرين ،
والمرسسسلون :أصسسحاب عيسسسى عليسسه السسسلم
أرسسسلهم مقرريسسن لشسسريعته ،فسسي رأي ابسسن
عباس وكثير من المفسرين.
وعقب الخطيب بقوله " :وهذا التأويل للقريسسة
وللرسل ،ل يقوم له شاهد من القرآن الكريم
،ول تدل عليه إشارة مسسن إشسساراته القريبسسة أو
البعيدة ..وإنما هو من واردات أهسسل الكتسساب ،
وأخبسسارهم .والخسسبر هنسسا وارد مسسن المسسسيحية ،
وينسب إلى وهب ابن منّبه ،السسذي تلقسساه مسسن
المسيحية ،مما يعرف عند المسيحيين بأعمال
الرسل ،الملحقة بالناجيل
ول عليسه ،مسا فهذا التأويل س فى نظرنا سس ل يعس ّ
دام غير مستند إلى دليل مسسن القسسرآن الكريسسم
ذاته .فالقرآن الكريم س فى رأينا س يفسر بعضه
بعضا ،وهو كما وصفه الحسسق سسسبحانه وتعسسالى
ب ت ِْبيانسا ً ل ِ ُ
كس ّ
ل كتسا َك ال ْ ِ
فى قسوله »:وَن َّزْلنسا ع َل َْيس َ
يٍء « ) : 89النحل( فكيف ل يكون تبيانا لما ش َْ
فيه ؟ .
وندع القرية واسمها ،والرسسسل والصسسفة السستي
لهم س ندع هسسذا الن ،ونعسسرض المثسسل علسسى أن
القرية واحسسدة مسسن القسسرى المبثوثسسة فسسى هسسذه
الدنيا ،وأن الرسل ،هم بعض رسل الل ّسسه إلسسى
عباده ..
50
فهذه قرية ،قد جاءهسسا رسسسل ،مبعوثسسون مسسن
عند الّله ،وقد دعوا أصحابها إلى اليمان ،فلسسم
يلقسسسسوا منهسسسسم إّل الصسسسسد اللئيسسسسم ،والقسسسسول
51
القبيح "..
قلت :والصواب ما قاله الخطيب .
َ
س سْلنا إ ِل َي ْهِ س ُ
م ثم بّين عسسدد الرسسسل فقسسال :إ ِذ ْ أْر َ
ث َ ،فقسساُلوا :إ ِن ّسسا هما ،فَعَّزْزنسسا ِبثسسال ِ ٍ ن فَك َذ ُّبو ُ اث ْن َي ْ ِ
ن أي حيسسسن أرسسسسلنا إليهسسسم سسسسُلو َمْر َ م ُ كسسس ْإ ِل َي ْ ُ
رسولين ،أرسلهما عيسى عليسسه السسسلم بسسأمر
الل ّسسسه تعسسسالى ،فبسسسادروا إلسسسى تكسسسذيبهما فسسسي
الرسسسالة ،فأيسسدناهما وقويناهمسسا برسسسول ثسسالث
،فقالوا لهل تلك القرية :إنسسا مرسسسلون إليكسسم
من ربكم السسذي خلقكسسم بسسأن تعبسسدوه وحسسده ل
شريك له ،وتتركوا عبادة الصنام.
فتمسكوا كغيرهم من المم بشسسبهة البشسسرية ،
مث ُْلنا م إ ِّل ب َ َ َ
شٌر ِ كما حكى تعالى :قاُلوا :ما أن ْت ُ ْ
م إ ِّل شسيٍء ،إ َ َ ،ومسسا أ َن ْسَز َ
ن أن ْت ُس ِْ ْ ن َ ْ مس ْن ِ حمس ُ ل الّر ْ
ن أي قسسسال أصسسسحاب القريسسسة للرسسسسل ت َك ْسسسذ ُِبو َ
الثلثسسة :أنتسسم مثلنسسا بشسسر تسسأكلون الطعسسام
وتمشون في السواق ،فمن أيسسن لكسسم وجسسود
دعون الرسسسالة؟ مزية تختصون بهسسا علينسسا ،وت س ّ
والّله الرحمن لم ينزل إليكسسم رسسسالة ول كتابسسا
دعيه غيركسسم مسسن الرسسسل دعون ،ويسس ّ ممسسا تسس ّ
54
اتبعوا رسل الّله الذين ل يطلبسسون منكسسم أجسسرا
على تبليغهم ول يطلبسسون علسسوا فسسي الرض ول
فسسسادا،وهسسم سسسالكون طريسسق الهدايسسة السستي
توصل إلى سعادة الدارين.
" فأي دعوة أولى من هسسذه السسدعوة ،بسسالقبول
لها ،والحتفاء بأهلها ؟
إنها دعوة من أهل الهسسدى ،السسذين ل يسسسألون
أجرا على هذا الهدى الذي ،يقدمونه ويسسدعون
إليه ..فلم التمّنع والعراض عسسن خيسسر يبسسذل بل
ثمن ؟
ذلك ل يكون إل عن سفه وجهل معا ..
ثم يعرض هذا الوافد الجديسسد ،نفسسسه عليهسسم ،
في الزىّ الجديد الذي تزي ّسسا ،والخيسسر الموفسسور
الذي بين يديه من تلك الدعوة " ..
فقد أبان لهم أنه مسسا اختسسار لهسسم إل مسسا اختسساره
ذي فَط ََرن ِسسي َ
ي ل أع ْب ُد ُ ال ّس ِ لنفسه فقال َ) :وما ل ِ َ
ن ؟ ( أي وما يمنعنسسي مسسن إخلص جُعو َ وَإ ِل َي ْهِ ت ُْر َ
العبادة للسسذي خلقنسسي ،وإليسسه المرجسسع للجسسزاء
يوم المعاد فيجسسازيكم علسسى أعمسسالكم إن خيسسرا
فخير ،وإن شرا فشر.
وفسسي هسسذا تقريسسع لهسسم بسستركهم عبسسادة الخسسالق
وعبادة غيره ،وتهديد بتخسويفهم بسالرجوع إلسى
شديد العقاب.
ثم أعاد التوبيخ مرة أخرى مبينا عظيم حمقهم
ن
حم ُ ن الّر ْ ن ي ُرِد ْ ِ ة إِ ْدون ِهِ آل ِهَ ً
ن ُ خذ ُ ِ
م ْ فقال ) :أ َأ َت ّ ِ
شسسسسْيئا ً َول
م َ شسسسسفاع َت ُهُ ْ ن ع َن ّسسسسي َ ضسسسسّر ل ت ُغْسسسس ِ بِ ُ
ن ؟ ( أي أأعبسسد مسسن دون الّلسسه آلهسسة ل ذو ِ قسس ُ ي ُن ْ ِ
55
تملك من المر شيئا ،وهو لو أرادني بسوء فل
كاشف له إل هو ،ول تملك اللهسسة دفعسسه عنسسى
ول منعه.
ن( أي إنسسى إذا فعلسست مِبي س ٍ
ل ُضسسل ٍ
في َ )إ ِّني ِإذا ً ل ِ
َ
ذلك واتخذت من دونه آلهة لفى ضسسلل بّيسسن ل
يخفى على من له أدنى مسكة من عقل ،فإن
إشراك مسسن ل يخلسسق وليسسس مسسن شسسأنه النفسسع
والضر ،بمن يخلق وهو القادر على كل شى ء
-خطأ ظاهر ،وغلط واضح لدى أرباب الحلم
53
وذوى الحجا.
"أسئلة إنكارية ،ينكر بها الرجل على نفسه أل
يكون فى العابدين لّله ،الذي فطسسره ،والسسذي
إليه موعده ولقاؤه مع النسساس ،يسسوم الحشسسر ،
إنه ل بد أن يكون له إله يعبده ..أفيترك عبادة
مسسن خلقسسه ورزقسسه ،والسسذي يميتسسه ثسسم يحييسسه
..ويعبد آلهة من دون الّله ،إن يرده الل ّسسه بضسسر
ل تغنى عنسسه هسسذه اللهسسة شسسيئا ،ول تمسسد يسسدها
لنقاذه مما يريده الّله به من ضر ؟
ن « !! وأي ضسسلل مِبي س ٍ
ل ُ ضسسل ٍ
في َ » إ ِّني ِإذا ً ل َ ِ
بعد هذا الضلل ،الذي يدع فيه النسسسان حبسسل
النجاة الممدود إليه ،ثم يتعلسسق بسسأمواج البحسسر
الصاخبة ،وتياراته المتدافعة ؟ ".
وهذا تعريض بهم ،ثم صرح بإيمانه تصسسريحا ل
م ت ب َِرب ّ ُ
كس ْ مْنس ُ
شك فيه مخاطبسا الرسسل :إ ِّنسي آ َ
ن أي إنسسسي صسسسدقت بربكسسسم السسسذي مُعو ِ َفا ْ
سسسس َ
أرسلكم ،فاشهدوا لي بذلك عنده.
-تفسير المراغي ،ج ، 22ص 153 : 53
56
"وهكذا يقولها صريحة مدوّية فى وجه القوم ..
إنها هى كلمة النجاة ،وحسبه أن يمسك بهسسا ،
وليكن ما يكون !..
وأل فليسسسمعوها عاليسسة مدويسسة متحديسسة ..إنهسسا
كلمة الحق التي يجب أن ترتفع فوق كل كلمة
،وتعلو على كل نداء".
ل ل ،وََقا َ س َ ك الّر ُ ب ب ِذ َل ِ َ خاط ََ ل َ ن :بَ ْ خُرو َ لآ َ وََقا َ
َ
ل مسسا أقُسسو ُ دوا ِلسي ب ِ َ ش سه َ ُ مُعوا قُسسوِلي ل ِت َ ْ سس َ م:ا ْ ل َهُ ُ
َ
م؛ م َوات ّب َعْت ُك ُس ْ ت ب ِك ُس ْ من ْ ُ عن ْد َ َرّبي ،وَأّني قَد ْ آ َ م ِ ل َك ُ ْ
ذا ال ْ َ َ
ه
م ِ ق سو ْ ِ ح لِ َ صس َ ل ،وَن َ َ ق سو ْ َ ل هَ س َ ما َقا َ ه لَ ّ فَذ َك ََر أن ّ ُ
ه فِسسي ك ِت َسساب ِهِ وَث َب ُسسوا ب ِس ِ
ه ها الل ّس ُ ة ال ِّتي ذ َك ََر َ ح َ صي َ الن ّ ِ
ْ َ
م فةِ قَت ْل ِهِ س ْ ص َ ل ِفي ِ ل الت ّأِوي ِ ف أهْ ُ خت َل َ َ ما ْ قت َُلوه ُ ث ُ ّ فَ َ
54
ة
جاَر ِ ح َ موه ُ ِبال ْ ِ ج ُ م َ :ر َ ضه ُ ْ ل ب َعْ ُ قا َ إ ِّياه ُ ،فَ َ
َ
ذي فَط ََرن ِسسي وَإ ِل َي ْس ِ
ه ماِلي َل أع ْب ُسد ُ ال ّس ِ ن قََتاد َة َ وَ َ عَ ْ
ه إ ِل َسسى الل ّسهِ ، م ُل د َع َسسا قَ سوْ َ جس ٌ ذا َر ُ ن " هَ س َ جعُسسو َ ت ُْر َ
َ
ك وَذ ُك َِر لن َسسا َ
قت َلوه ُ ع َلى ذ َل ِ َ ُ ة فَ َ ح َ َ َ
صي َ م الن ّ ِ دى لهُ ُ وَأب ْ َ
ه ِبال ْ ِ َ
ل: قسسو ُ جسساَرةِ ،وَهُسوَ ي َ ُ ح َ مسسون َ ُ ج ُ م ك َسساُنوا ي َْر ِ أن ّهُ ْ
م اهْدِ مي ،الل ّهُ ّ م اهْد ِ قَوْ ِ مي ،الل ّهُ ّ م اهْد ِ قَوْ ِ الل ّهُ ّ
ك " وََقسسا َ كسسذ َل ِ َ هسسوَ َ َ
ل
َ
صسسوه ُ وَ ُ حّتسسى أقْعَ ُ مي َ ، َقسسوْ ِ
م مه ِ ْ ل وَث َب ُسسوا ع َل َي ْسهِ ،فَسوَط َُئوه ُ ب ِأقْس َ
دا ِ ن :ب َس ْ خُرو َ آ َ
55
ت" ما َ حّتى َ َ
س، َ
ن ع َّبسسا ٍ ن اب ْ ِ ه عَ ِ ما ب َلغَ ُ حاقَ ِ ،في َ س َ ن إِ ْ ن اب ْ ِ وع َ ِ
م: ل ل َهُ س ْ من َب ّسهٍ ،قَسسا َ ن ُ ب بْ ِ ن وَهْ ِ ب ،وَع َ ْ ن ك َعْ ٍ وَع َ ْ
ذي فَط ََرن ِسسي . .إ َِلسى َقسوْل ِهِ : َ
مساِلي َل أع ُْبسد ُ ال ّس ِ وَ َ
- 54الطبري
ن ِللط ّب َرِيّ ) ( 26742صحيح
سيرِ ال ْقُْرآ ِ معُ ال ْب ََيا ِ
ن ِفي ت َفْ ِ جا ِ
َ - 55
مرسل
57
قت َل ُسسوهُ ح سد ٍ ف َ َ ل َوا ِ جس ٍ ة َر ُ ن " وَث َب ُسسوا وَث ْب َس َ مُعو ِ سس َ َفا ْ
َ
ح سد ٌ نأ َ م ي َك ُس ْ مهِ ،وَل َس ْ ق ِ سس َ فه ِ و َ َ ضعْ ِ فوه ُ ل ِ َ ضعَ ُ ست َ ْ َوا ْ
ي َد ْفَعُ ع َن ْ ُ
56
ه"
َ َ
ن ع َْبسسد َ حاب ِهِ أ ّ صسس َ ضأ ْ ن ب َعْ ِ حاقَ ،ع َ ْ س َ ن إِ ْ ن اب ْ ِ وع َ ِ
َ
م جل ِهِ ْ ل " :وَط ُِئوه ُ ِبسسأْر ُ قو ُ ن يَ ُ كا َ سُعود ٍ َ م ْ ن َ الل ّهِ ب ْ َ
ج قُ ْ
57
ن د ُب ُرِهِ " م ْ ه ِ صب ُ ُ خَر َ حّتى َ َ
َ َ وَقا َ
ن ع َب ْسد َ حاب ِهِ أ ّ صس َ ضأ ْ ن ب َعْ ٍ حاقَ ،ع َ ْ س َ ن إِ ْ ل اب ْ ُ
ه: ه ل َس ُ ل الل ّس ُ ل " :قَسسا َ قسسو ُ ن يَ ُ كا َ سُعود ٍ َ م ْ ن َ الل ّهِ ب ْ َ
حي ّسسا ي ُسْرَزقُ ِفيهَسسا ،قَ سد ْ خل ََها َ ة ،ف َ سد َ َ جن ّس َ ل ال ْ َ خس ِ اد ْ ُ
ّ َ
ص سب ََها ، حْزن َهَسسا وَن َ َ م ال سد ّن َْيا وَ ُ ق َ سس َ ه َ ه ع َن ْ ُ ب الل ُ أذ ْهَ َ
ُ
مت ِسهِ " جن ّت ِسهِ وَك ََرا َ مةِ الل ّسهِ وَ َ ح َ ي إ َِلى َر ْ ض َ ما أفْ ِ فَل َ ّ
فَر ِلسسي َرّبسسي ما غ َ َ ن بِ َ مو َ مي ي َعْل َ ُ ت قَوْ ِ ل َ :يا ل َي ْ َ َقا َ
مك َْر ِ ن ال ْ ُ جعَل َِني ِ
58
ن" مي َ م َ وَ َ
ة « س هذا هو الجسسواب السسذي جن ّ َ ل ال ْ َ خ ِ ل اد ْ ُ "» ِقي َ
دا علسسسى إقسسسراره تلقسسساه الرجسسسل المسسسؤمن ،ر ّ
باليمان بربسه ..وهسسو الجسزاء السذي يلقساه كسل
مؤمن صادق اليمان ..والقول الذي قيسسل لهسسذا
المسسؤمن ،إمسسا أن يكسسون فسسى الحيسساة السسدنيا ،
بوحي من الّله سبحانه وتعالى ،وإما أن يكسسون
ذلك بعد الموت ،حيث يعلم المرء مكسسانه مسسن
الجنة أو النار فيقال له يومئذ » :ادخسسل الجنسسة
دها الّله لك". « فهى الدار التي أع ّ
61
ومن ثم كانت حياة الرسول - -معروضسسة
لنظار أمته .وسجل القرآن -كتاب الّله الثابت
-المعسسالم الرئيسسسية فسسي هسسذه الحيسساة بأصسسغر
تفصسسيلتها وأحسسداثها ،بوصسسفها تلسسك الصسسفحة
المعروضسسة لنظسسار أمتسسه علسسى مسسدار السسسنين
والقرون .ومن هذه التفصيلت حياته المنزليسسة
والشخصية .حتى خطرات قلبه سجلها القسسرآن
في بعض الحيان ،لتطلع عليها الجيسسال وتسسرى
فيها قلب ذلك النبي النسان.
ولكن هذه الحقيقة الواضحة القريبة هي السستي
ظلت موضع العتراض من بني النسان! ولقد
م َ
قال أهل تلك القرية لرسلهم الثلثة » :ما أن ْت ُ ْ
مث ُْلنا« ..وقصدوا أنكم لستم برسل .. شٌر ِ إ ِّل ب َ َ
ي ٍء« ..مما تسدعون ش ْ ن َ م ْن ِ حم ُ ل الّر ْ »َوما أ َن َْز َ
أنه نزله عليكم من الوحي والمسسر بسسأن تسسدعونا
إليسسه» .إ َ
ن« ..وتسسدعون أنكسسم م إ ِّل ت َك ْسذ ُِبو َ ن أن ْت ُس ْ ِ ْ
مرسسسلون! وفسسي ثقسسة المطمئن إلسسى صسسدقه ،
العارف بحدود وظيفته أجابهم الرسل :قاُلوا :
نَ .ومسسا ع َل َْينسسا إ ِّل
س سُلو َمْر َم لَ ُ م إ ِن ّسسا إ ِل َي ْك ُس ْ َرّبنا ي َعْل َس ُ
ن« .. مِبي ُ ال َْبلغ ُ ال ْ ُ
إن الّله يعلم .وهذا يكفي وإن وظيفسسة الرسسسل
البلغ .وقد أدوه .والناس بعد ذلك أحسسرار فيمسسا
يتخذون لنفسهم من تصسسرف .وفيمسسا يحملسسون
فسسي تصسسرفهم مسسن أوزار .والمسسر بيسسن الرسسسل
وبين الناس هو أمر ذلك التبليغ عن الّله فمسستى
تحقق ذلك فالمر كله بعد ذلك إلى الّله.
62
ولكن المكذبين الضالين ل يأخذون المور هسسذا
المأخسسذ الواضسسح السسسهل اليسسسير ول يطيقسسون
وجود الدعاة إلى الهدى فتأخذهم العزة بسسالثم
ويعمدون إلسسى السسسلوب الغليسسظ العنيسسف فسسي
مقاومسسسة الحجسسسة لن الباطسسسل ضسسسيق الصسسسدر
عربيد :
م ت َن ْت َهُسسسوا َ
ن لسسس ْ َ
م! لئ ِ ْ »قسسساُلوا :إ ِن ّسسسا ت َطي ّْرنسسسا ب ِك ُسسس ْ
َ
َ
م« .. ب أِلي ٌ عذا ٌ مّنا َ م ِ سن ّك ُ ْ
م ّ م ،وَل َي َ َ من ّك ُ ْ
ج َ ل َن َْر ُ
قالوا :إننسسا نتشسساءم منكسسم ونتوقسسع الشسسر فسسي
دعوتكم فإن لم تنتهوا عنهسسا فإننسسا لسسن نسسسكت
ممن ّك ُ ْ
ج َعليكم ،ولن ندعكم في دعوتكم » :ل َن َْر ُ
َ
م« .. ب أِلي ٌ عذا ٌ مّنا َ م ِ سن ّك ُ ْم ّ ،وَل َي َ َ
وهكذا أسفر الباطل عن غشسمه وأطلسسق علسى
الهسسداة تهديسسده وبغسسى فسسي وجسسه كلمسسة الحسسق
الهادئة ،وعربسسد فسسي التعسسبير والتفكيسسر! ولكسسن
السسواجب الملقسسى علسسى عسساتق الرسسسل يقضسسي
عليهم بالمضي في الطريق » :قاُلوا :طائ ُِرك ُ ْ
م
م« .. معَك ُ ْ َ
فالقول بالتشسساؤم مسن دعسوة أو مسن وجسه هسو
خرافة من خرافات الجاهلية .والرسسسل يسسبينون
لقومهم أنها خرافة وأن حظهسسم ونصسسيبهم مسسن
خير ومن شر ل يأتيهم من خارج نفوسهم .إنما
هو معهم .مرتبط بنواياهم وأعمالهم ،متوقسسف
على كسبهم وعملهم .وفي وسعهم أن يجعلوا
حظهم ونصيبهم خيرا أو أن يجعلوه شرا .فسسإن
إرادة الّله بالعبد تنفذ مسسن خلل نفسسسه ،ومسسن
خلل اتجسساهه ،ومسسن خلل عملسسه .وهسسو يحمسسل
63
طائره معه .هذه هي الحقيقسسة الثابتسسة القائمسسة
على أساس صحيح .أما التشسساؤم بسسالوجوه ،أو
التشاؤم بالمكنة ،أو التشاؤم بالكلمات ..فهو
خرافة ل تسسستقيم علسسى أصسسل مفهسسوم! وقسسالوا
َ
م؟« .. ن ذ ُك ّْرت ُ ْ لهم » :أإ ِ ْ
يعني أترجموننا وتعذبوننا لننسسا نسسذكركم! أفهسسذا
جزاء التذكير؟
»ب ْ َ
ن« ..تتجسساوزون الحسسدود سرُِفو َ م ْ م ُ م قَوْ ٌ ل أن ْت ُ ْ َ
في التفكير والتقدير وتجازون علسسى الموعظسسة
بالتهديد والوعيد وتردون على السسدعوة بسسالرجم
والتعذيب! تلك كسسانت السسستجابة مسسن القلسسوب
المغلقة على دعوة الرسل .وهي مثل للقلوب
التي تحدثت عنها السورة فسسي الجولسسة الولسسى
وصسسسورة واقعيسسسة لسسسذلك النمسسسوذج البشسسسري
المرسوم هناك.
فأما النموذج الخسسر السسذي اتبسسع السسذكر وخشسسي
الرحمن بالغيب ،فكان له مسلك آخسسر وكسسانت
نمس ْ له استجابة غير هسسذه السسستجابة َ» :وجسساَء ِ
َ
ل :يا قَ سوْم ِ ات ّب ِعُسسوا سعى قا َ ل يَ ْ ج ٌ دين َةِ َر ُ م ِ صا ال ْ َ أقْ َ
ال ْمرسسِلين .اتبعسسوا مسن ل يسسئ َل ُك ُ َ
م جسسرا ً وَهُس ْ مأ ْ ْ َ ْ َ ْ َ ُِّ ُ ْ َ
َ
ذي فَط ََرن ِسسي وَإ ِل َي ْس ِ
ه ي ل أع ْب ُسد ُ ال ّس ِ نَ .وما ل ِ َ دو َ مهْت َ ُ ُ
َ َ
ن ن ُيسسرِد ْ ِ ة إِ ْدوِنسسهِ آل َِهسس ً ن ُ مسس ْ خسسذ ُ ِ ن؟ أأت ّ ِ جُعسسو َ ت ُْر َ
ش سْيئا ً َول م َ شسسفاع َت ُهُ ْ ن ع َن ّسسي َ ضّر ل ت ُغْ ِ ن بِ ُ حم ُ الّر ْ
ت من ْس ُن .إ ِن ّسسي آ َ مِبيس ٍ ل ُ ضل ٍ في َ ن؟ إ ِّني ِإذا ً ل َ ِ ذو ِ ق ُ ي ُن ْ ِ
ن« .. مُعو ِ س َ م َفا ْ ب َِرب ّك ُ ْ
64
إنها اسسستجابة الفطسسرة السسسليمة لسسدعوة الحسسق
المسسسسستقيمة .فيهسسسسا الصسسسسدق .والبسسسسساطة.
والحرارة .واستقامة الدراك.
وتلبية اليقاع القوي للحق المبين.
فهذا رجل سمع الدعوة فاستجاب لهسسا بعسسد مسسا
رأى فيها من دلئل الحق والمنطق مسسا يتحسسدث
عنه في مقالته لقومه .وحينمسسا استشسسعر قلبسسه
حقيقسسة اليمسسان تحركسست هسسذه الحقيقسسة فسسي
ضميره فلم يطق عليها سكوتا ولسسم يقبسسع فسسي
داره بعقيسسدته وهسسو يسسرى الضسسلل مسسن حسسوله
والجحود والفجسسور ولكنسسه سسسعى بسسالحق السسذي
استقر في ضميره وتحرك في شعوره .سسسعى
بسسسه إلسسسى قسسسومه وهسسسم يكسسسذبون ويجحسسسدون
ويتوعدون ويهددون .وجاء من أقصسسى المدينسسة
يسعى ليقوم بواجبه في دعوة قومه إلى الحق
،وفسسي كفهسسم عسسن البغسسي ،وفسسي مقاومسسة
اعتدائهم الثيم الذي يوشكون أن يصبوه علسسى
المرسلين.
وظاهر أن الرجل لم يكن ذا جساه ول سسلطان.
ولم يكسسن فسسي عسسزوة مسسن قسسومه أو منعسسة مسسن
عشسسيرته .ولكنهسسا العقيسسدة الحيسسة فسسي ضسسميره
تسسدفعه وتجيسسء بسسه مسسن أقصسسى المدينسسة إلسسى
أقصاها ..
نل مسس ْ
ن .ات ّب ُِعسسوا َ
سِلي َ ل :يا قَوْم ِ ات ّب ُِعوا ال ْ ُ
مْر َ »قا َ
َ
ن« .. دو َمهْت َ ُ جرا ً وَهُ ْ
م ُ مأ ْ سئ َل ُك ُ ْ
يَ ْ
إن الذي يدعو مثل هذه الدعوة ،وهو ل يطلب
أجرا ،ول يبتغي مغنما ..إنه لصسسادق .وإل فمسسا
65
الذي يحمله على هذا العناء إن لسسم يكسسن يلسسبي
تكليفا من الّله؟ ما الذي يدفعه إلى حمسسل هسسم
الدعوة؟ ومجابهسسة النسساس بغيسسر مسسا ألفسسوا مسسن
العقيسسسسسدة؟ والتعسسسسسرض لذاهسسسسسم وشسسسسسرهم
واستهزائهم وتنكيلهم ،وهو ل يجنسي مسن ذلسك
كسبا ،ول يطلب منهم أجرا؟
م ً »اتبعسسسوا مسسسن ل يسسسسئ َل ُك ُ َ
هسسس ْ جسسسرا« » ..وَ ُ مأ ْ ْ َ ْ َ ْ ُِّ
ن« ..وهداهم واضح في طبيعة دعسسوتهم. دو َ
مهْت َ ُ ُ
فهم يدعون إلى إله واحسسد .ويسسدعون إلسسى نهسسج
واضح .ويدعون إلى عقيسسدة ل خرافسسة فيهسسا ول
غموض .فهم مهتدون إلسسى نهسسج سسسليم ،وإلسسى
طريق مستقيم.
ثسسم عسساد يتحسسدث إليهسسم عسسن نفسسسه هسسو وعسسن
أسسسباب إيمسسانه ،ويناشسسد فيهسسم الفطسسرة السستي
اسسستيقظت فيسسه فسساقتنعت بالبرهسسان الفطسسري
َ
ذي فَط ََرِني وَإ ِل َي ْس ِ
ه ي ل أع ْب ُد ُ ال ّ ِ السليم َ » :وما ل ِ َ
ن ن ُيسسرِد ْ ِة إِ ْ دوِنسسهِ آل َِهسس ً ن ُ مسس ْ خسسذ ُ ِ ن؟ أ َأ َت ّ ِجُعسسو َ ت ُْر َ
ش سْيئا ً َول م َ شسسفاع َت ُهُ ْ ن ع َن ّسسي َ ضّر ل ت ُغْ ِ ن بِ ُحم ُ الّر ْ
ن« ..إنسسه مِبيسس ٍ ل ُ ضسسل ٍ فسسي َ ن؟ إ ِّنسسي ِإذا ً ل َ ِ ذو ِقسس ُ ي ُن ْ ِ
تساؤل الفطرة الشاعرة بالخالق ،المشسسدودة
َ
ي ل أع ْب ُسد ُ إلى مصدر وجودها الوحيد َ» ..وما ل ِس َ
ذي فَط ََرِني؟« وما السذي يحيسد بسي عسن هسذا ال ّ ِ
النهج الطبيعي الذي يخطسسر علسسى النفسسس أول
ما يخطر؟ إن الفطر مجذوبة إلى الذي فطرها
،تتجه إليه أول مسا تتجسسه ،فل تنحسرف عنسسه إل
بدافع آخسسر خسسارج علسسى فطرتهسسا .ول تلتسسوي إل
بمؤثر آخسسر ليسسس مسسن طبيعتهسسا .والتسسوجه إلسسى
66
الخالق هو الولسسى ،وهسسو الول ،وهسسو المتجسسه
الذي ل يحتسساج إلسسى عنصسسر خسسارج عسسن طبيعسسة
النفس وانجسسذابها الفطسسري .والرجسسل المسسؤمن
يحس هذا في قرارة نفسسسه ،فيعسسبر عنسسه هسسذا
التعبير الواضح البسيط ،بل تكلسسف ول لسسف ول
تعقيد! وهو يحسسس بفطرتسسه الصسسادقة الصسسافية
كسسذلك أن المخلسسوق يرجسسع إلسسى الخسسالق فسسي
النهايسسة .كمسسا يرجسسع كسسل شسسيء إلسسى مصسسدره
ن« ..ويتسسساءل جُعو َ الصيل .فيقول » :وَإ ِل َي ْهِ ت ُْر َ
لم ل أعبد الذي فطرني ،والذي إليسسه المرجسسع
والمصير؟ ويتحدث عن رجعتهم هم إليسسه .فهسسو
خالقهم كذلك .ومن حقه أن يعبدوه.
ثم يسسستعرض المنهسسج الخسسر المخسسالف للمنهسسج
الفطري المستقيم .فيراه ضلل بينسسا » :أ َأ َت ّ ِ
خسسذ ُ
ن ض سّر ل ت ُغْ س ِ ن بِ ُحم س ُن الّر ْ ن ي ُسرِد ْ ِ ة إِ ْدون ِهِ آل ِهَ ً ن ُ
م ْ ِ
ن؟« .. ذو ِق ُشْيئا َول ي ُن ْ ًِ م َ شفاع َت ُهُ ْ ع َّني َ
وهل أضل ممن يدع منطق الفطرة الذي يدعو
المخلسسوق إلسسى عبسسادة خسسالقه ،وينحسسرف إلسسى
عبادة غير الخالق بدون ضرورة ول دافع؟ وهل
أضسسل ممسسن ينحسسرف عسسن الخسسالق إلسسى آلهسسة
ضعاف ل يحمونه ول يدفعون عنسسه الضسسر حيسسن
يريد به خالقه الضر بسبب انحرافه وضلله؟
ن« .. مِبي ٍ ل ُ ضل ٍ في َ »إ ِّني ِإذا ً ل َ ِ
والن وقسسد تحسسدث الرجسسل بلسسسان الفطسسرة
الصادقة العارفة الواضحة يقسسرر قسسراره الخيسسر
في وجه قومه المكذبين المهددين المتوعدين.
لن صسوت الفطسرة فسي قلبسه أقسوى مسن كسل
67
ت ب َِرب ّك ُس ْ
م من ْس ُ تهديد ومن كل تكسسذيب » :إ ِن ّسسي آ َ
ن« .. مُعو ِ س ََفا ْ
وهكذا ألقى بكلمة اليمان الواثقسسة المطمئنسسة.
وأشهدهم عليها .وهو يوحي إليهسسم أن يقولوهسسا
كما قالها .أو أنسسه ل يبسسالي بهسسم مسساذا يقولسسون!
ويوحي سياق القصة بعد ذلك أنهم لم يمهلسسوه
أن قتلسسوه .وإن كسسان ل يسسذكر شسسيئا مسسن هسسذا
صراحة .إنما يسدل الستار على الدنيا وما فيها
،وعلى القوم وما هم فيسسه ويرفعسسه لنسسرى هسسذا
الشهيد الذي جهر بكلمة الحسسق ،متبعسسا صسسوت
الفطرة ،وقذف بهسسا فسسي وجسسوه مسسن يملكسسون
التهديد والتنكيل .نراه في العالم الخر .ونطلع
على ما ادخر الّله له من كرامسسة .تليسسق بمقسسام
ل: المسسؤمن الشسسجاع المخلسسص الشسسهيد ِ» :قيس َ
نِ .بمسسا مسسو َمي ي َعْل َ ُ ت قَوْ ِل :يا ل َي ْ َ
ة .قا َ ل ال ْ َ
جن ّ َ خ ِاد ْ ُ
ن« .. مي َ مك َْر ِ ْ
ن ال ُم َ َ
جعَلِني ِ فَر ِلي َرّبي وَ َ غَ َ
وتتصسسل الحيسساة السسدنيا بالحيسساة الخسسرة .ونسسرى
الموت نقلة من عالم الفناء إلى عسسالم البقسساء.
وخطوة يخلص بهسسا المسسؤمن مسسن ضسسيق الرض
إلسسى سسسعة الجنسسة .ومسسن تطسساول الباطسسل إلسسى
طمأنينة الحق .ومسسن تهديسسد البغسسي إلسسى سسسلم
النعيم .ومن ظلمات الجاهلية إلى نور اليقين.
ونرى الرجل المؤمن .وقد اطلع علسسى مسسا آتسساه
الّله في الجنة مسسن المغفسسرة والكرامسسة ،يسذكر
قومه طيب القلب رضسسي النفسسس ،يتمنسسى لسسو
68
يسراه قسومه ويسرون مسا آتساه ربسه مسن الرضسى
60
والكرامة ،ليعرفوا الحق ،معرفة اليقين.
وقال دروزة :
" اليات معطوفة على سابقاتها والضمير فسسي
ب ل َهُس ْ
م عسسائد إلسسى الكفسسار السسذين حكسست ضسرِ ْ
َوا ْ
اليات السابقة مسوقفهم مسن السدعوة كمسا هسو
المتبسسادر .وهكسسذا يكسسون هسسذا الفصسسل قسسد جسساء
معقبا على سابقه تعقيب تمثيل وتذكير ،وفيسسه
توثيق للتأويل الذي أّولنساه لليسات الستي حكست
مّناه بنسسزولموقف الجاحدين والتخمين الذي خ ّ
الفصل السابق فسسي ظسسرف أزمسسة مسسن أزمسسات
النبي النفسية لموقف مثير وقفه الكفار.
وعبارة اليات واضحة ل تقتضي أداء آخر .وقسد
احتوت قصسسة رسسسل أرسسسلهم الّلسه إلسسى إحسسدى
المدن وموقف أهلها الجحودي منهسسم ،سسسيقت
لسامعي القرآن أو الكافرين منهم على ما هسسو
المتبادر للتمثيل والتذكير.
وأسسسلوب اليسسة الولسسى وفحواهسسا يلهمسسان أن
المثل الذي أمر النبي بضربه ليس غريبسسا
عسسن السسسامعين وأنهسسم أو أن منهسسم مسسن كسسان
يعرف القصة المذكورة فيه..
وأسلوب اليات صريح فسسي أن المقصسسود منهسسا
المثل والتذكير والعبرة وهذا هو الهسسدف العسسام
لكسسل القصسسص القرآنيسسة السسذي يكسسون محكمسسا
مؤثرا حينما تكون القصة المساقة ممسا يعرفسسه
السامعون.
-في ظلل القرآن ،ج ، 5ص 2961 : 60
69
ومما يلحظ أن فسسي حكايسسة الحسسوار بيسسن رسسسل
الّله وأهل القرية ثم بين أهل القرية والمسسؤمن
تشابها مع حالة الكفار العرب سواء فيمسسا كسسان
من سخفهم وضللهم في اتخاذ آلهة غيسسر الل ّسسه
أم في موقفهم مسسن النسسبي وأقسسوالهم لسسه
في معرض التكذيب والجحود أم في تهديسسدهم
لرسسسلهم بالعسسذاب والذى إذا لسسم يكفسسوا عسسن
دعسسوتهم بحيسسث تبسسدو فسسي هسسذه الملحوظسسات
حكمة المثل وهدفه وهو تذكير الكفسسار العسسرب
بأنهم ليسوا المتفردين في مواقفهم وأقسسوالهم
وباطل عقائدهم ،وتبكيتهم علسسى مسسا هسسم فيسسه
من سسسخف وضسسلل وعنسساد ،وإنسسذارهم بعسسذاب
الّله الذي أصاب أمثالهم فجعلهم خامدين دون
مسسا حاجسسة إلسسى جنسسود تنسسزل وحسسرب تنشسسب ،
وتطميسن النسبي بسأنه ليسس المتفسّرد فيمسا
لقي من كفار قومه وأن له السوة بمن تقدمه
مسسن الرسسسل فسسي الزمنسسة القديمسسة أو الحديثسسة
م وأنسسه ليسسس بالنسبة لزمنسسه فل يحسسزن ول يغتس ّ
عليه إّل التبليغ والتذكير مثلهم.
وأسلوب حكاية موقف المؤمن وأقواله لقسسومه
قسسسوي أخسسساذ .سسسسواء فسسسي تبكيتسسسه وتسسسسفيهه
للمعاندين أم في إغرائه وتشويقه على اليمان
بالّله وتصديق رسله ومن شأن ذلك أن يحسسدث
أثرا نافذا في السسسامعين .وهسسذا مسسا اسسستهدفته
ل مسسن أثرهسسا الحكاية على ما هو المتبادر .ولع س ّ
ما روتسسه روايسسات السسسيرة مسسن تفسساني الرعيسسل
الول من المسلمين في مكة في نصرة وتأييد
70
ب عنه والتعسّرض بسسسبب ذلسسك النبي والذ ّ
لصنوف الذى .وفيها أسوة وحافز على نصسسرة
61
الحق والداعين إليه في كل موقف وزمان".
ما ترشد إليه اليات
أرشدت اليات إلى ما يأتي :
- 1لسسم يسسترك الل ّسسه سسسبحانه فسسي قرآنسسه سسسبيل
لسسدعوة النسساس إلسسى اليمسسان الصسسحيح ،سسسواء
بالدلة والبراهين ،أو بإعمال الفكسسر والعقسسل ،
أو بالتأمل والمشاهدة ،أو بضرب المثسسال ،أو
بذكر القصص للعظة والعبرة.
والمراد من بيان قصة أصحاب القرية :توضيح
أن النبي أمر بإنذار المشركين من قومه ،
حتى ل يحسسل بهسسم مسسا حس ّ
ل بكفسسار أهسسل القريسسة
المبعوث إليهم ثلثة رسل.
- 2يكون الرسول عسسادة مسسن جنسسس المرسسسل
إليهسسم ،حسستى ل يبسسادروا إلسسى العسسراض بحجسسة
المغايرة والمخالفة ،فتكسسون شسسبهة الكسسافرين
ببشرية الرسل في غير محلها ،وإنمسسا البسساعث
عليها العتزاز بسسالنفس والسسستعلء والسسستكبار
فيما يبدو.
- 3يؤكد الرسل عسسادة صسسدقهم بسسالمعجزات ،
التي يؤيدهم الله بها ،فسسإن كسسذبهم قسسومهم،لسسم
يجدوا سسسبيل إل التصسسريح بمهمتهسسم بالتحديسسد ،
وهي إبلغ الرسالة ،والعلم الواضسسح فسسي أن
الّله واحد ل شريك له..
71
- 4ل يجد المرسل إليهم في العادة ذريعة بعد
دعاء التشاؤم بالرسل .قسسال دحض حجتهم إل ا ّ
مقاتسسل فسسي أصسسحاب القريسسة :حبسسس عنهسسم
المطسسر ثلث سسسنين ،فقسسالوا :هسسذا بشسسؤمكم.
ويقال :إنهم أقاموا ينذرونهم عشر سنين.
- 5ثم إذا ضاق المر بهم يلجسسؤون عسسادة إلسسى
التهديد والوعيد إما بالطرد والبعاد من البلسسد ،
وإما بالقتسسل أو الرجسسم بالحجسسارة .قسسال الفسسراء
م :وعامة مسسا فسسي القسسرآن من ّك ُ ْ في قوله :ل َن َْر ُ
ج َ
من الرجم معناه القتل .وقال قتادة :هو علسسى
بابه من الرجم بالحجارة .وقيل :لنشتمنكم.
َ
م
ب أِلي س ٌمن ّسسا ع َسسذا ٌ سن ّك ُ ْ
م ِ وأما قوله تعالى :وَل َي َ َ
م ّ
فهو إما القتل أي الرجسسم بالحجسسارة المتقسسدم ،
وإمسسا التعسسذيب المسسؤلم قبسسل القتسسل كالسسسلخ
والقطع والصلب.
- 6إن الشؤم الحقيقي من أهسسل القريسسة وهسسو
الشرك والكفر وتكسسذيب الرسسسل ،وليسسس هسسو
مسسن شسسؤم المرسسسلين ،ول بسسسبب تسسذكيرهم
ووعظهم ،وإنما بسبب إسرافهم فسسي الكفسسر ،
د.
وتجاوزهم الحد ّ ،والمشرك يجاوز الح ّ
- 7ل يعدم الحق فسي كسل زمسسان أنصسارا لسه ،
وإن كانوا قلة ،وكان أهل الباطل كسثرة ،فقسد
قيض الل ّسسه مؤمنسسا مسن أهسسل القريسسة جساء يعسسدو
مسسسرعا لمسسا سسسمع بخسسبر الرسسسل ،ونسساقش
قومه ،ورغبهم وأرهبهم ،ودعاهم إلسسى توحيسسد
الّله واتباع الرسل ،وترك عبادة الصنام ،فإن
الرسل على حق وهدى ،ل يطلبون مسسال علسسى
72
تبليسسغ الرسسسالة ،وهسسذا دليسسل إخلصسسهم وعسسدم
اتهسسامهم بمسسأرب دنيسسوي ،والخسسالق هسسو الحسسق
بالعبسسادة ،وهسسو السسذي إليسسه المرجسسع والمسسآب ،
فيحاسب الخلئق على مسسا قسسدموا مسسن خيسسر أو
شر.
أما الصنام فل تجلب نفعا ول تدفع ضررا ،ول
م به مسسن البلء ،فمسسن عبسسدها تنقذ أحدا مما أل ّ
بعدئذ فهو في خسران ظاهر.
- 8ثم صرح مؤمن القرية مخاطبا الرسل بأنه
مؤمن بالّله ربهم ،فليشهدوا له باليمان.
- 9لقد كان جزاؤه المرتقب من القوم بسبب
تصلبه في الدين ،وتشدده في إظهسسار الحسسق :
القتل أو الموت الزؤام .وأما جسسزاؤه مسسن الل ّسسه
فهو التكريم في جنان الخلد.
ب - 10بالرغم من هسسذا اليسسذاء والتعسسذيب أح س ّ
هسسذا المسسؤمن ،كشسسأن كسسل مسسؤمن ،أن يبسسادر
قومه إلى اليمان بمثل مسسا آمسسن بسسه ،ليحظسسوا
بمسا حظسي بسه مسن النعيسم والنجساة .قسال ابسن
عباس :نصح قومه حّيا وميتا.
- 11قسسال القرطسسبي :وفسسي هسسذه اليسسة تنسسبيه
عظيسسم ،ودللسسة علسسى وجسسوب كظسسم الغيسسظ ،
والحلم عن أهل الجهسسل ،والسسترؤف علسسى مسسن
أدخل نفسه في غمار الشسسرار وأهسسل البغسسي ،
والتشمر في تخليصه ،والتلطف في افتسسدائه ،
والشتغال بذلك عن الشماتة والدعاء عليه .أل
73
ترى كيسسف تمنسسى الخيسسر لقتلتسسه ،والبسساغين لسسه
الغوائل ،وهم كفرة عبدة أصنام .62
-12أهمية ضرب المثال :
" الصسسسورة السسستي يصسسسورها المثسسسل واضسسسحة
مشسسرقة ،ل ينقصسسها أن يفتقسسد اسسسم القريسسة
فيهسسسسسا ،ول أن تغيسسسسسب أسسسسسسماء الرسسسسسسل
ومشخصاتهم .إنها مستغنية عن كل هذا..
وإذا كان ل بسسد مسن التطلسسع إلسسى مسا وراء هسسذه
الصورة ،والنظر إلسسى موقسسع القريسسة مسسن هسسذا
العالم ،وإلى أشخاص الرسل مسسن بيسسن رسسسل
الّله س إذا كان ل بسسد مسسن ذلسسك ،فليكسسن النظسسر
مقصسسورا علسسى كتسساب الّلسسه ،وليكسسن التطلسسع
محجوزا فى هذه الحدود ..ل يتجاوزها ..
وننظر فى القرآن الكريم فنرى :
أول :أن القسسرآن الكريسسم ،لسسم يتحسسدث عسسن
رسسسسولين حمل رسسسسالة واحسسسدة ،إلسسسى جهسسسة
واحدة ،غير موسى وهرون ..
وثانيسسا :أن هسسذين الرسسسولين الكريميسسن ،قسسد
حمل رسالتهما إلى فرعون ..
وثالثسسا :أنسسه قسسد قسسام مسسن قسسوم فرعسسون رجسسل
مؤمن ،خرج على سلطان فرعون ،وعلى مسسا
كان عليه قومه من متابعة فرعسسون فسسى كفسسره
وضلله.
ورابعا :أن القرآن الكريسسم ،يعقسسد الصسسلة فسسى
أكثر من موضع منه ،بين فرعون ،وبين هؤلء
المشركين من قريش ..فإذا نظرنا إلى المثسسل
-تفسير القرطبي 20 /15 : 62
74
على ضوء هذه الشارات المضيئة من القسسرآن
الكريم ،نجد :
َ
ن م اث ْن َْيسس ِ سْلنا إ ِل َي ْهِ ُ أول :أن قوله تعالى » :إ ِذ ْ أْر َ
هما « يقبسسسسل التأويسسسسل ،علسسسسى أن كسسسسذ ُّبو ُ فَ َ
الرسولين ،هما موسى ،وهرون ،كمسسا يقسسول
طغى « ): 43 ه َ ن إ ِن ّ ُ هبا ِإلى فِْرع َوْ َ تعالى » :اذ ْ َ
طه( ..
ث« وثانيسسا :أن قسسوله تعسسالى » :فَعَّزْزنسسا ِبثسسال ِ ٍ
يقابله فى قصة موسى وهسسرون مسسع فرعسسون ،
حديث عظيم فى القرآن العظيسسم ،عسسن رجسسل
لم يكشف القرآن عن اسمه ،وإنما أشار إلسسى
أنه من آل فرعون ..أي خاصته ،وذوى قرابته
..
فهو إنسان ذو شأن فى المجتمع الفرعسسوني ..
ومع هذا لم يكشف القرآن عن اسمه ..إذ مسسا
جدوى السم ،فى مقام الوزن للقيم النسانية
فسسى النسساس ؟ إن المعتسسبر هنسسا هسسو الصسسفة ل
مى ل السم الموصوف ،وذات المس ّ
يقسسسول القسسسرآن الكريسسسم ،عسسسن هسسسذا الرجسسسل
ن ل فِْرع َسوْ َ نآ ِ مس ْ ن ِ م ٌ مؤ ْ ِ ل ُ ج ٌ ل َر ُ المؤمن َ » :وقا َ
َ ه أ َت َ ْ
هي الل ّس ُ ل َرب ّس َ قسسو َ ن يَ ُ جًل أ ْ ن َر ُ قت ُل ُسسو َ م ِإيمان َ ُ ي َك ْت ُ ُ
ك كاِذب سا ً ن ي َس ُ م وَإ ِ ْ ن َرب ّك ُس ْ مس ْ ت ِ م ِبال ْب َّينا ِ وَقَد ْ جاَءك ُ ْ
ذي ض ال ّس ِ م ب َعْ س ُ صب ْك ُ ْ ك صاِدقا ً ي ُ ِ ن يَ ُ ه وَإ ِ ْ فَعَل َي ْهِ ك َذ ِب ُ ُ
ب ذا ٌ كسس ّ ف َ سسسرِ ٌ م ْ ن هُوَ ُ م ْ دي َ ه ل ي َهْ ِ ن الل ّ َ م إِ ّ ي َعِد ُك ُ ْ
َْ
ضن فِسسي الْر ِ ري َ م ظسساه ِ ِ ك ال ْي َسوْ َ مل ْ ُ
م ال ْ ُ يا قَوْم ِ ل َك ُ ُ
فَمسسن ينصسسرنا م سن ب سأ ْ
ل ن جاَءنسسا قسسا َ س الل ّسهِ إ ِ ْ ِ ِ ْ َ َ ْ َْ ُ ُ
م إ ِّل َ َ ُ
ديك ُ ْ م إ ِّل مسسا أرى َومسسا أهْ س ِ ن مسسا أِريك ُس ْ فِْرع َوْ ُ
75
ن يسسا قَسوْم ِ إ ِن ّسسي مس َ ذي آ َ ل ال ّس ِ ل الّرشسساد ِ َوقسسا َ سِبي َ َ
ْ َ ْ ُ َ َأخا ُ
ب َقسوْم ِ ل د َأ ِ مث ْ َ ب ِ حزا ِ ل ي َوْم ِ ال ْ مث ْ َ م ِ ف ع َلي ْك ْ
ه مسا الّلس ُ م وَ َ ن ب َْعسد ِه ِ ْ مس ْ ن ِ ذي َ مود َ َواّلس ِ ح َوعاد ٍ وَث َ ُ ُنو ٍ
َ َ ْ ً ْ ُ
م ف ع َلي ْك ُس ْ ريد ُ ظلما ل ِلِعباد ِ َويسسا قَ سوْم ِ إ ِن ّسسي أخسسا ُ يُ ِ
ن الل ّسهِ مس َ م ِ ن ما ل َك ُ ْ ري َ مد ْب ِ ِ ن ُ م ت ُوَّلو َ م الّتناد ِ ي َوْ َ ي َوْ َ
ن هسسادٍ مس ْ ه ِ ه َفمسسا ل َس ُ ل الل ّس ُ ض سل ِ ِ ن يُ ْ م ْ صم ٍ وَ َ ن عا ِ م ْ ِ
م ْ
ت َفما زِلت ُ ْ ل ِبالب َّينا ِ ْ ن قَب ْ ُ م ْ ف ِ س ُ م ُيو ُ قد ْ جاَءك ُ ْ وَل ََ
ن م َلسس ْ ك قُل ْت ُ ْ حّتى ِإذا هَل َ َ م ب ِهِ َ ما جاَءك ُ ْ م ّ ك ِ ش ّ ِفي َ
ن م ْ ه َ ل الل ّ ُ ض ّ ك يُ ِ كذل ِ َ سوًل َ ن ب َعْد ِهِ َر ُ م ْ ه ِ ث الل ّ ُ ي َب ْعَ َ
ب 28) « ...س : 34المؤمن(. مْرتا ٌ ف ُ سرِ ٌ م ْ هُوَ ُ
ثم تمضى اليسات ،فتسذكر دعسوة هسذا السداعي
ن مسس َ ذي آ َ ل ال ّ ِ إلى الّله ..فيقول سبحانه َ »:وقا َ
يا قَوم اتبعو َ
ل الّرشاد ِ يا قَوْم ِ إ ِّنما سِبي َ م َ ن أهْد ِك ُ ْ ْ ِ ُِّ ِ
ي داُر خ سَرة َ ه ِس َ ن اْل ِ متسساع ٌ وَإ ِ ّ حيسساة ُ ال سد ّْنيا َ ه سذ ِهِ ال ْ َ
ن مسس ْ مث َْلها وَ َ جزى إ ِّل ِ ة َفل ي ُ ْ سي ّئ َ ً ل َ م َ ن عَ ِ م ْ قرارِ َ ال ْ َ
ُ َ
ن م ٌ م سؤ ْ ِ هسسوَ ُ ن ذ َك َسرٍ أوْ أْنسسثى وَ ُ مس ْ ل صسساِلحا ً ِ مسس َ عَ ِ
ُ
ر
ن ِفيهسسا ب ِغَْيسس ِ ة ي ُْرَزُقسسو َ جّنسس َ ن ال ْ َ خُلو َ ك َيسسد ْ ُ َفسسأولئ ِ َ
م إ َِلسى الّنجسا ِ
ة عسوك ُ ْ ب َويسا َقسوْم ِ مسا ِلسي أ َد ْ ُ حسا ٍ ِ
هّ
فسسَر ِبسسالل ِ َ
عون َِني ِلك ْ ُ عون َِني إ ِلسسى الّنسسارِ َتسسد ْ ُ َ وََتسسد ْ ُ
َ َ وَأ ُ ْ
م م وَأن َسسا أد ْع ُسسوك ُ ْ عل ْس ٌ س ل ِسسي ب ِسهِ ِ ك ب ِهِ ما ل َي ْ َ شرِ َ
عون َِني إ ِل َي ْس ِ
ه م أ َّنمسسا ت َسد ْ ُ ج سَر َ فارِ ل َ زيزِ ال ْغَ ّ إ َِلى ال ْعَ ِ
َ ه د َع ْوَة ٌ فِسسي ال سد ّْنيا َول فِسسي اْل ِ
ن خ سَرةِ وَأ ّ س لَ ُ ل َي ْ َ
ب مردنا إل َسسى الل ّسه وأ َن ال ْمس سرفين هُ س َ
صسسحا ُ مأ ْ ْ ُ ْ ِ ِ َ ِ َ ّ َ َ ّ ِ
َ ُ َ
ري مس ِ ضأ ْ م وَأفَسوّ ُ ل ل َك ُس ْ ن ما أُقو ُ ست َذ ْك ُُرو َ الّنارِ فَ َ
هوقسساه ُ الل ّس ُ صسسيٌر ِبال ِْعبسساد ِ فَ َ ه بَ ِ ن الل ّس َ إ ِل َسسى الل ّسهِ إ ِ ّ
سسسوءُ ن ُ ل فِْرع َسوْ َ مك َسُروا َوحسساقَ ب ِسسآ ِ ت مسسا َ س سّيئا ِ َ
ب « ) 38س : 45المؤمن( .. ال َْعذا ِ
76
هذه دعوة رجل صسساحب رسسسالة ..إنهسسا إن لسسم
تكن على يسسد رسسسول ،فهسسى رسسسالة رسسسول ،
وحقّ لصاحبها أن يدخل فسسى زمسسرة الرسسسل ..
وهذا هو السر فى التعبير القرآنسسى » :فَعَّزْزنسسا
ث « أي فعززنسسا الرسسسولين بثسسالث ،وهسسذا ِبثسسال ِ ٍ
يمكن أن يحمل س وهو فى إطلقه كهذا س علسسى
در برسسسول ثسسالث ،أو معيسسن محمليسسن ،فيقسس ّ
ثالث ،بعسد المعيسن الثساني ،السذي كسان معينسا
للرسول الول ،فهو تعزيز بعد تعزيسسز ..ولقسسد
عسسّزز موسسسى بهسسارون ،وكسسان هسسذا الرجسسل
المؤمن تعزيزا لهما ..
بقيت مسألة تحتاج إلى نظر ..وهى أن المثسسل
ذكر مع الرسل الثلثة ،رجل ،كانت لسسه دعسسوة
إلى الّله كدعوة هؤلء الرسل ،وأنسسه جسساء مسسن
أقصى المدينة ،وهى القرية السستي جسساء ذكرهسسا
فسسى أول المثسسل ..وهسسذا الرجسسل يكسساد يكسسون
صورة مطابقة لمؤمن آل فرعون ،السسذي قلنسسا
عنه إنه رسول ،أو حسسوارىّ رسسسول .فمسسن هسسو
هذا الرجل ؟ وهل له مكان فسى قصسة موسسى
مع فرعون ؟ .
ونعم ،فإننا نجد فى قصة موسى مع فرعون ،
رجل آخر ،جاء من أقصى المدينسسة ،يسسسعى ..
ولكنه فى هذه القصة لم يكشف عن دعوة لسسه
إلى الّله ،وإنما جاء ناصحا لموسى ،هاتفا بسسه
أن يخرج من المدينة ،فسسإن المل يسسأتمرون بسسه
ليقتلوه ،كما يقول تعالى فى سورة القصص :
لم َ
ل يسساسعى قا َ دين َةِ ي َ ْ صى ال ْ َ
م ِ ن أقْ َج ٌ ِ ْ» َوجاَء َر ُ
77
ْ
جخُر ْ قت ُل ُسسو َ
ك فَسسا ْ ن ب ِس َ
ك ل ِي َ ْ مُرو َمَل َ ي َأت َ ِن ال ْ َموسى إ ِ ّ ُ
ن « )آية .(20 حي َ ص ِ ن الّنا ِ م َ َ َ
إ ِّني لك ِ
ولسسم تكسسن للرجسسل دعسسوة إلسسى الل ّسسه هنسسا ،لن
موسى لم يكن قد أرسل بعد
وربما كان الرجل مؤمنا بالّله ،يسسدين بالتوحيسسد
عن طريق اليهودية ،أو عن طريق النظر الحّر
..وعلى أىّ فهو على غير دين فرعون ..وقسسد
ظسسل الرجسسل علسسى إيمسسانه إلسسى أن بعسسث الل ّسسه
موسى رسول ،فلما جاء موسى يدعو فرعون
إلى الّله ،وعرض بين يسسديه تلسسك المعجسسزات ،
ازداد الرجل إيمانا ،فأصسسبح داعيسسة إلسسى الل ّسسه ،
يدعو قومه إلى اليمان بالّله ..
وعلسسى هسسذا ،فإننسسا نجسسد فسسى القصسسة والمثسسل
رجلين :
أحدهما ،وهو المسؤمن السسذي مسن آل فرعسون.
والذي وقف مع موسى وهرون موقف الداعية
إلى الّله ،وأنه كان على إيمسسان بسسالّله ،ولكنسسه
كان يكتم إيمانه خوفا من فرعسسون ،فلمسسا رأى
أن فرعسسون يسسدّبر لقتسسل موسسسى ،فسسزع لهسسذا
المسسر ،وأعلسسن إيمسسانه ،ووقسسف مسسع موسسسى
ج فرعون ،ويجادله ،إذ كان س مع وهرون ،يحا ّ
إيمانه س ذا جاء وسلطان ..إنه من آل فرعون!
..
أما الرجل الخر ،فهو الذي جاء إلى موسسسى ،
ذره ممسسا يسسدبر لسسه القسسوم ، قبل الرسسسالة ،وحس ّ
ونصح له بالفرار من المدينسسة ..وبهسسذا نسسرى أن
أحد الرجلين ،خل ّسسص موسسسى مسسن القتسسل بعسسد
78
الرسالة ،على حين أن الخسسر قسسد خّلصسسه مسسن
القتل أيضا ،ولكن قبل الرسالة ..
ومسألة أخرى ،تحتاج إلى نظر أيضا ..إذا كان
هذان الرجلن هما المشسسار إليهمسسا فسسى المثسسل
المضسسروب ،فسسى سسسورة » يسسس « باعتبسسار أن
الرجل الذي من آل فرعسسون هسسو الرسسسول ،أو
حوارىّ الرسول ،وأن الخر هو الذي جاء مسسن
نل مسس ْ
أقصى المدينة ،وقال :يا قوم » ات ّب ُِعوا َ
يسئ َل ُك ُ َ
ن اليسسات « سس إذ كسسان دو َمهْت َ ُ جرا ً وَهُ ْ
م ُ مأ ْْ َ ْ
ذلك كذلك ،فلم نوه القرآن الكريم فى المثل
المضروب بالرجل الخر ،ولم يذكر شسسيئا عسسن
موقسسسف الرجسسسل الول ،السسسذي هسسسو مسسسن آل
فرعسسون ،والسسذي قلنسسا إنسسه هسسو السسذي عسّزز بسسه
الرسولن الكريمان ؟ :
والجواب على هذا س والّله أعلم س من وجهين :
فأول :أنه بحسب مسسؤمن آل فرعسسون تنويهسسا ،أن
يضاف إلى الرسسسولين الكريميسسن ،وأن يكسسون لسسه
المكسسان الثسسالث معهمسسا ..فقسسد رفسسع إلسسى درجسسة
رسول.
وثانيسسا :وبحسسسبه شسسرفا وتكريمسسا أن تسسسمى فسسى
القرآن سورة باسسسمه ،هسسى سسسورة » المسسؤمن «
والتي تسمى » غافر « أيضا ..أما الرجل الخسسر ،
ذرهفهو الذي جاء إلى موسى ،قبل الرسالة ،وح ّ
ممسسا يسسدبر لسسه القسسوم ،ونصسسح لسسه بسسالفرار مسسن
المدينة ..
ّ
وبهذا نرى أن أحد الرجليسسن ،خلسسص موسسسى مسسن
القتل بعد الرسالة ،على حين أن الخر قد خّلصه
من القتل أيضا ،ولكن قبل الرسالة ..
79
ومسألة أخرى ،تحتاج إلسسى نظسسر أيضسسا ..إذا كسسان
هسسذان السسرجلن همسسا المشسسار إليهمسسا فسسى المثسسل
المضسسروب ،فسسى سسسورة » يسسس « باعتبسسار أن
الرجسسل السسذي مسسن آل فرعسسون هسسو الرسسسول ،أو
حوارىّ الرسسول ،وأن الخسر هسو السذي جساء مسسن
نل مس ْ
أقصى المدينسسة ،وقسسال :يسا قسسوم » ات ّب ِعُسسوا َ
يسئ َل ُك ُ َ
ن اليات « س إذ كان ذلك دو َمهْت َ ُ جرا ً وَهُ ْ
م ُ مأ ْْ َ ْ
كسسذلك ،فلسسم نسسوه القسسرآن الكريسسم فسسى المثسسل
المضروب بالرجسسل الخسسر ،ولسسم يسسذكر شسسيئا عسسن
موقف الرجل الول ،الذي هسسو مسسن آل فرعسسون ،
والسسذي قلنسسا إنسسه هسسو السسذي عسسّزز بسسه الرسسسولن
الكريمان ؟ :
والجواب على هذا س والّله أعلم س من وجهين :
فأول :أنه بحسب مسسؤمن آل فرعسسون تنويهسسا ،أن
يضاف إلى الرسسسولين الكريميسسن ،وأن يكسسون لسسه
المكسسان الثسسالث معهمسسا ..فقسسد رفسسع إلسسى درجسسة
رسول.
وثانيسسا :وبحسسسبه شسسرفا وتكريمسسا أن تسسسمى فسسى
القرآن سورة باسسسمه ،هسسى سسسورة » المسسؤمن «
والتي تسمى » غافر « أيضسسا ..وقسسد ذكسسرت فسسى
هذه السورة رسالته كلها ،والسستي قلنسسا عنهسسا إنهسسا
رسالة رسول !..
63
هذا ،والّله أعلم " ...
سسسسسسسسسسسس
80
إهلك مكذبي الرسل
قال تعالى :
ﭒﭓﭔﭕﭖﭗﭘﭙﭚﭛﭜﭝﭞﭟ ﭠﭡﭢﭣﭤﭥ
ﭦﭧﭨ ﭩﭪﭫﭬﭭﭮﭯﭰﭱﭲﭳﭴﭵ ﭶﭷ
ﭸﭹﭺﭻﭼﭽﭾﭿﮀﮁ ﮂﮃﮄﮅﮆﮇﮈ
شرح الكلمات :
رقم الية ...الكلمة ...معناها
حد َة ً ...صوتا مهلكا ة َوا ِح ً صي ْ َ َ ... 29
ن ...ميتون دو َ م ُ خا ِ َ ... 29
سَرة ً ...يا ويل ويا تندما ) وهذا غاية ح ْ َ ... 30يا َ
التألم (
م أهْل َك َْنا ...أهلكنا كثيرا من المم َ
... 31ك َ ْ
قُرون ...المم ... 31ال ُ
ميسسعٌ ...جميسسع المسسمج ِ
مسسا َل لَ ّ ن ُ
كسس ّ ... 32وَإ ِ ْ
السابقة واللحقة
ن ...ستحضسسسسر للحسسسسساب ضسسسسُرو َ ح َ م ْ ُ ... 32
والجزاء يوم القيامة
المناسبة :
ّ
ينتهى المثل الذي ضربه الله سسسبحانه وتعسسالى
لصحاب القرية فى اليسسة السسسابقة علسسى هسسذه
اليات س ينتهسسى بهسسذا التعقيسسب السسذي بسسدأت بسسه
اليات السستي نحسسن بيسسن يسسديها الن ،ومسسن هسسذا
التعقيسسب يكسسون المنطلسسق السسذي تنطلسسق فيسسه
اليسسات بعسسد هسسذا ،فتسسواجه المشسسركين السسذين
اسسستمعوا إلسسى هسسذا المثسسل ،وتعسسرض عليهسسم
مشاهد من قدرة الّله سسسبحانه وتعسسالى ،ومسسن
آثار رحمته فى خلقه ،لعلهم يجدون فسسى هسسذه
81
المشاهد ،ما يفتح قلوبهم وعقولهم إلى الّله ،
حتى يؤمنوا ،ويلحقوا بركسسب المسسؤمنين ،قبسسل
أن تفلت من أيديهم تلك الفرصة السانحة ،ثم
ل يكون منهم إل الحسرة والندم ،ولت ساعة
مندم.64.
التفسير والبيان :
ن
مس َ جن ْسد ٍ ِ ن ُ مس ْ ن ب َعْسد ِهِ ِ مس ْ مهِ ِ على قَوْ ِ َوما أ َن َْزْلنا َ
ن" من ْزِِلي َ سماِء َوما ك ُّنا ُ ال ّ
"هو تعقيب على قوله تعالى على لسان العبسسد
فَر ل ِسسي ن ِبما غ َ َ مو َ مي ي َعْل َ ُ ت قَوْ ِ المؤمن » :يا ل َي ْ َ
ن «..إنهم لن يعلموا مي َ مك َْر ِ ن ال ْ ُ م َ جعَل َِني ِ َرّبي وَ َ
شيئا ،ولو علموا ما آمنوا ..إنهم ل يؤمنون إل
إذا نزل عليهسسم ملئكسسة مسسن السسسماء ،بعسسد أن
م َ
رفضوا الرسل ،لنهم بشر ،وقالوا » ما أن ُْتسس ْ
نيٍء إ ِ ْ شسس ْ ن َ مسس ْ ن ِ حم ُ ل الّر ْ مث ُْلنا َوما أ َن َْز َ شٌر ِ إ ِّل ب َ َ
ن « . .والّلسه سسبحانه لسم يرسسل َ
م إ ِّل ت َك ْذ ُِبو َ أن ْت ُ ْ
إلى قوم ملئكة حسستى تتحقسسق أمنيتهسسم فيهسسم ،
ومسسا كسسان الّلسسه مرسسسل ملئكسسة إلسسى هسسؤلء
ل المشركين ،الذين كانوا يقولون » :ل َوْ ل أ ُن ْزِ َ
ة أ َوْ َنرى َرّبنا ؟ « ) : 21الفرقان( ملئ ِك َ ُع َل َي َْنا ال ْ َ
م طعسسا َ ل ال ّ ل ي َأ ْك ُس ُ
سسسو ِ ذا الّر ُ ويقولون » :مسسا ِله س َ
مل َس ٌ ُ َ
ك ل إ ِل َي ْسهِ َ ق ؟ ل َسوْ ل أن ْسزِ َ سوا ِ شي ِفي اْل ْ م ِ وَي َ ْ
ذيرا ً « ) : 7الفرقان(. ه نَ ِ معَ ُ
ن َ كو َ فَي َ ُ
وإذن فليمسسسست هسسسسؤلء المشسسسسركون علسسسسى
شركهم ،كما مات فرعون وقسسومه مسسن قبلهسسم
على كفرهم ..وهذا ما يشير إليه قسسوله تعسسالى
-التفسير القرآني للقرآن س موافقا للمطبوع (925 / 12) - 64
82
ح سد َةً ة وا ِ ح ً
ص سي ْ َ ت إ ِّل َ ن كان َ ْ
فى الية التالية » :إ ِ ْ
ن « ..إنها صيحة الموت ،السستي دو َ م ُم خا ِ فَِإذا هُ ْ
يقضسسسسى بهسسسسا علسسسسى الّنسسسساس ،مسسسسؤمنهم ،
وكافرهم "..
وهسسذا لتحقيسسر شسسأنهم ،فسسإن إنسسزال الملئكسسة
لعظائم المور ،وهسسؤلء ل يحتسساجون لهلكهسسم
جنسسدا مسسن السسسماء ،بسسل أهلكنسساهم بصسسيحة
ةح ً صسي ْ َ ت إ ِّل َ ن كسسان َ ْ واحده ،كما قسسال تعسسالى :إ ِ ْ
ن أي ما كسسان إهلكهسسم دو َم ُم خا ِ حد َة ً ،فَِإذا هُ ْ وا ِ
إل بصيحة واحدة صاح بهم جبريل ،فسسأهلكهم ،
فإذا هم أموات ل حراك بهم.
ت أي الخسسذة أو العقوبسسة إل ن كسسان َ ْ وقسسوله :إ ِ ْ
ح سد َة ً تأكيسسد لكسسون صسسيحة واحسسدة ،وقسسوله :وا ِ
ن دو َ مسس ُ م خا ِ المر هينا عند الّله ،وقوله :فَِإذا هُ ْ
فيه إشارة إلى سرعة الهلك.
ل إ ِلّ ْ
سسسو ٍ ن َر ُ م ْ م ِسَرة ً ع ََلى ال ِْعباد ِ ،ما ي َأِتيهِ ْ ح ْ
يا َ
ست َهْزِؤ ُ َ
ن كاُنوا ب ِهِ ي َ ْ
" يمكن أن يكون هذا نداء مسسن الحسسق سسسبحانه
وتعسسسالى للحسسسسرة ،لتقسسسع علسسسى الكسسسافرين
المكسذبين برسسل الّلسه ،وأن تشستمل عليهسم ،
ليسسذوقوا عسسذاب النسسدم ،إلسسى جسسانب العسسذاب
الجهنمى ،نعوذ بالّله منهمسسا ..وهسسذا مسسا يشسسير
ه ل الل ّس ُ جعَ س َإليه سبحانه فى قسسوله تعسسالى » :ل ِي َ ْ
م « ) : 156آل سسسسسَرة ً فِسسسسي قُل ُسسسسوب ِهِ ْ ح ْ ك َ ذل ِسسسس َ
عمران(.
ويمكن أن يكون ذلك نداء تعجبي ّسسا مسسن الوجسسود
كّله ،لهذه الحسسسرة السستي تقسسع علسسى النسساس ،
83
استفظاعا لها ،وإشفاقا منهسسا أن تمتسسد ظللسسه
الكئيبة إلى كل موجود.
ل إ ِّل كسساُنوا ْ
سو ٍ ن َر ُ م ْ
م ِ وقوله تعالى » :ما ي َأِتيهِ ْ
ن « هو على التقسسدير الول ،تعليسسل ست َهْزِؤ ُ َب ِهِ ي َ ْ
للحسسسرة السستي سسساقها الّلسسه إلسسى المكسسذبين
والضالين ..وهو على التقسسدير الثسساني ،جسسواب
لسؤال ينطق به لسان الحال ،وهو :أية جناية
جناهسسا النسساس حسستى يسسساق إليهسسم هسسذا البلء
العظيم ؟
ل إ ِلّ ْ
سسو ٍ
ن َر ُ مس ْم ِ فكسان الجسواب » :مسا َيسأِتيهِ ْ
ن «. ست َهْزِؤ ُ َكاُنوا ب ِهِ ي َ ْ
وفى وصسسف النسساس بسسأنهم عبسساد ،إشسسارة إلسسى
أنهم س وهم عباد س لم يرعوا حق العبودية لّلسسه ،
بل كفسسروا بسسالّله ،وكسسذبوا رسسسله ،واسسستهزءوا
بهم.والمراد بالعبسساد ،هسسم النسساس جميعسسا علسسى
اختلف أوطانهم ،وأزمانهم ..إنهم هكذا دأبهسسم
دق رسسسله .. وقليل منهم من يؤمن بالّله ،ويص ّ
أما الكثرة منهم ،فهم على هذا الوصف!".
سَرة ً للتكثير .وسبب التحسر عليهم : ح ْ وتنكير َ
أنهم لم يعتبروا بأمثالهم من المم الخاليسسة .ول
متحسر أصل في الحقيقسسة ،إذ المقصسسود بيسسان
أن ذلك وقت طلسسب الحسسسرة ،حيسسث ظهسسرت
الندامة عند مواجهة العذاب ومعسساينته .وقيسسل :
إنها حسرة الملئكسسة علسسى الكفسسار حيسسن كسسذبوا
الرسل.
84
ثسسسم أنسسسذر الّلسسسه تعسسسالى الجيسسسال الحاضسسسرة
سَرة ً ع ََلى ال ِْعبسساد ِ مسسا ح ْوالمستقبلة فقال » :يا َ
ْ
ن «. ست َهْزِؤ ُ َ ل إ ِّل كاُنوا ب ِهِ ي َ ْسو ٍ ن َر ُ م ْم ِي َأِتيهِ ْ
" الخطاب هنا للمشسسركين .وهسسو تقريسسر لتلسسك
الحقيقسسسة السسستي يشسسسهدونها عيانسسسا ،وهسسسى أن
الهالكين قبلهم من المم السسسابقة ،كسسثيرون ،
وقد ذهبوا وذهبت آثارهم ،وأنهسسم لسسن يرجعسسوا
م يشسستد ّ حسسرص مرة أخرى إلى هذه الدنيا ..فل َ
هؤلء المشركين على دنياهم تلسسك ،السستي كسسل
ما فيها باطل وقبض الريسسح ؟ أل يفكسسرون فسسى
حياة أخرى وراء هذه الحياة ،أبقى ،وأعظم ؟
".
ّ
أي ألسسم يتعظسسوا بمسسن أهلسسك اللسسه قبلهسسم مسسن
المكذبين للرسل كعاد وثمود ،وأنهسسم ل رجعسسة
دهرية السسذين لهم إلى الدنيا ،خلفا لما يزعم ال ّ
يعتقدون جهل منهسسم أنهسسم يعسسودون إلسسى السسدنيا
كما كانوا فيهسسا ،كمسا حكسسى الل ّسسه تعسالى عنهسسم
ت مسسو ُ حيات ُن َسسا السد ّْنيا ن َ ُ ي إ ِّل َبقوله َ :وقاُلوا :ما ه ِ َ
كنسسا إ ِّل ال سد ّهُْر ] ..الجاثيسسة /45 حيسسا َ ،ومسسا ي ُهْل ِ ُ وَن َ ْ
.[24
ثم أعلمهم أيضا بوجود الحساب والعقسساب فسسي
نالخرة بعد عذاب الدنيا ،فقال تعسسالى » :وَإ ِ ْ
ن «. ضُرو َ ح َم ْميعٌ ل َد َْينا ُج ِما َل لَ ّكُ ّ
"» إن « هنسسا نافيسسة بمعنسسى » مسسا « و» لمسسا «
ل إل جميسسع محضسسرون بمعنسسى إّل ،أي مسسا كسس ّ
س
ف ٍ ل نَ ْ ن كُ ّ لدنيا ..وهذا مثل قوله تعالى » :إ ِ ْ
ظ « .والمعنسسى ،أنسسه إذا كسسانت ما ع َل َْيهسسا حسسافِ ٌ لَ ّ
85
القرون الكثيرة التي هلكت لم ترجع إلى الدنيا
مرة أخرى .فإن لها رجعة إلى الّله ..وحضسسورا
بين يديه ..فكل من هلك من الناس راجع إلى
الّله ،للمساءلة ،والجزاء ..
ن « س إشارة إلى ضُرو َ ح َم ْ وفى قوله تعالى ُ » :
أن هناك قوة تستدعيهم للحضور بين يدى الّله
،وأن ذلك ليس عسسن اختيسسار منهسسم ،ولسسو كسسان
ذلك كذلك لكان للكافرين وأهل الضلل مهرب
إلسسى عسسالم الفنسساء البسسدي ،حيسسث يسسذهبون ول
يعودون ،كي يفلتوا من العذاب الليم.
وإذا كان الحديث هنا عن المجرمين ،فقد كان
ن « مناسسسبا لحسسالهم ،السستي ض سُرو َ
ح َ م ْ
قوله ُ » :
هم فيها ،والتي يمنون النفس بأن لرجعة إلى
ي إ ِّل
ن ه ِس َ
حياة بعد الموت ،كمسسا يقولسسون » :إ ِ ْ
ن « ).29 مب ْعُسسسوِثي َن بِ َحسسس ُحيات ُن َسسسا السسسد ّْنيا َومسسسا ن َ ْ
َ
النعام(.
ما إلسسى النسساس جميعسسا ، أما إذا كان الحديث عا ّ
مؤمنين وكافرين ،فأكثر ما يجىء الحديث عن
البعث بالرجعة إلى الّله ،كما يقسسول سسسبحانه :
جعى « ) : 8العلق(. ن ِإلى َرب ّ َ
ك الّر ْ » إِ ّ
ن«) جعُسسو َل إ ِل َْينسسا را ِ
وكما يقول سبحانه » :ك ُس ّ
: 93النبياء( ..والرجوع هنا ،هسسو عسسودة إلسسى
المبدأ السسذي بسسدأت منسه رحلسسة الحيسساة ..حيسسث
كانت الحياة من عند الّله ،ثم رجعت إليه "..
وهذا دليل على أنه ليس من أهلكه الّله تركه ،
بل بعده جمع وحسسساب ،وحبسسس وعقسساب ولسسو
86
أن من أهلك ترك لكان الموت راحة ،كما قال
القائل :
حة ك ُ ّ
ل ت را َ مو ْ ُن ال َ ولو أنا إذا متنا ُتركنا لكا َ
يح َّ
ولكنا إذا متنا ُبعثنا وُنسأل بعد ذا عن كل
65
شي
ومضات
فأما الطغيان فكسسان أهسسون علسسى الل ّسسه مسسن أن
يرسسسل عليسسه الملئكسسة لتسسدمره .فهسسو ضسسعيف
ن
مس ْ ن ب َعْ سد ِهِ ِ م ْمه ِ ِ على قَوْ ِ ضعيف َ» :وما أ َن َْزْلنا َ
ت إ ِّل ن كسسان َ ْن .إ ِ ْمن ْزِِلي س َسماِءَ .وما ك ُّنا ُ ن ال ّ م َ جن ْد ٍ ُِ
ن« دو َ م ُم خا ِ حد َة ً فَِإذا هُ ْ
ة وا ِ ح ًصي ْ َ
َ
ول يطيل هنا في وصف مصرع القسسوم ،تهوينسسا
لشسسأنهم ،وتصسسغيرا لقسسدرهم .فمسسا كسسانت إل
صسسيحة واحسسدة أخمسسدت أنفاسسسهم ..ويسسسدل
الستار على مشهدهم البائس المهين الذليل!
بعد الحديث في الدرس الول عن المشسسركين
الذين واجهوا دعوة السلم بالتكسسذيب والمثسسل
السسذي ضسسربه لهسسم فسسي قصسسة أصسسحاب القريسسة
مالمكسسذبين ومسسا انتهسسى إليسسه أمرهسسم »فَسِإذا هُس ْ
ن« ..يبسسدأ الحسسديث فسسي هسسذا السسدرس دو َمس ُ خا ِ
بالتعميم في موقف المكذبين بكسسل ملسسة وديسسن
ويعسسرض صسسورة البشسسرية الضسسالة علسسى مسسدار
القرون ،وينادي على العباد نداء الحسرة وهم
- 65جميع دواوين الشعر العربى على مر العصور سسس محتويسسات
موقع أدب (167 / 12) -والمحاسن والمساوئ (144 / 1) -
وصيد الخاطر (57 / 1) -ونفح الطيب مسسن غصسسن النسسدلس
الرطيب (326 / 6) -
87
ل يتعظون بمصارع الهسسالكين ،السسذين يسسذهبون
كسس ّ
ل ن ُ أمامهم ول يرجعون إل يوم السسدين » :وَإ ِ ْ
ن« .. ضُرو َ ح َ م ْ ميعٌ ل َد َْينا ُ ج ِ ما َ لَ ّ
ثم يأخسذ فسي اسستعراض اليسات الكونيسة الستي
يمرون عليها معرضين غافلين وهي مبثوثة في
أنفسهم وفيما حولهم وفي تسساريخهم القسسديم ..
وهسسسم مسسسع هسسسذا ل يشسسسعرون وإذا ذكسسسروا ل
م ْ
ت َرب ّهِس ْ ن آيسسا ِ مس ْ ن آي َةٍ ِ م ْ م ِ يذكرون َ» :وما ت َأِتيهِ ْ
ن« ..وهسسم يسسستعجلون ضسسي َ معْرِ ِ إ ِّل كسساُنوا ع َْنهسسا ُ
ذا مسستى هس َ نَ : قوُلو َ بالعذاب غير مصدقين » :وَي َ ُ
ن« وبمناسبة السسستعجال م صاد ِِقي َ ن ك ُن ْت ُ ْ ال ْوَع ْد ُ إ ِ ْ
والتكذيب يستعرض مشهدا مطول من مشاهد
القيامة يرون فيه مصيرهم الذي به يستعجلون
،كأنه حاضر تراه العيون.
ل إ ِّل ْ
سو ٍ ن َر ُ م ْ م ِ سَرة ً ع ََلى ال ِْعباِد! ما ي َأِتيهِ ْ ح ْ »يا َ
َ َ
م أهْل ْ َ َ َ
م كنسسا قَب ْلهُ س ْ م ي ََرْوا ك َس ْ ن .أل ْ ست َهْزِؤ ُ َ كاُنوا ب ِهِ ي َ ْ
َ
ل ن ك ُس ّ ن؟ وَإ ِ ْ جعُسسو َ م ل ي َْر ِ م إ ِل َي ْهِ س ْ ن أن ّهُ س ْ قُرو ِ ن ال ْ ُم َ ِ
ن« .. ضُرو َ ح َ م ْ ميعٌ ل َد َْينا ُ ج ِ ما َ لَ ّ
والحسرة انفعال نفسي على حسسال مؤسسسفة ل
يملك النسان شيئا حيالهسسا ،سسسوى أن يتحسسسر
وتألم نفسه .والّله سبحانه وتعالى -ل يتحسسسر
على العباد ولكنه يقسسرر أن حالسسة هسسؤلء العبسساد
مما يسسستحق حسسرة المتحسسرين! فهسسي حسال
بائسة مؤسفة تنتهي بأصحابها إلى شسسر وخيسسم
وبلء عظيم! يا حسسسرة علسسى العبسساد تتسساح لهسسم
فرصسسة النجسساة فيعرضسسون عنهسسا ،وأمسسامهم
مصارع الهالكين قبلهم ل يتدبرونها ول ينتفعون
88
بهسسا .ويفتسسح الل ّسسه لهسسم أبسسواب رحمتسسه بإرسسسال
الرسسسل إليهسسم الحيسسن بعسسد الحيسسن ولكنهسسم
يتجسسافون أبسسواب الرحمسسة ويسسسيئون الدب مسسع
ْ
ل إ ِّل كسساُنوا ِبسس ِ
ه سسسو ٍ ن َر ُ مسس ْ م ِالّلسسه » :مسسا َيسسأِتيهِ ْ
ن« .. ست َهْزِؤ ُ َ يَ ْ
َ ن ال ْ ُ َ َ
م
ن أن ّهُس ْ قسُرو ِ مس َ م ِ كنا قَب ْل َهُس ْم أهْل َ ْ م ي ََرْوا ك َ ْ »أل َ ْ
ن« .. جُعو َ م ل ي َْر ِ إ ِل َي ْهِ ْ
ولقسسسد كسسسان فسسسي هلك الوليسسسن السسسذاهبين ل
يرجعون ،على مدار السنين وتطاول القسسرون.
لقد كان في هذا عظة لمن يتدبر .ولكن العبسساد
البائسين ل يتدبرون .وهسسم صسسائرون إلسسى ذات
المصير .فأية حالسسة تسسدعو إلسسى الحسسسرة كهسسذا
الحال السيف؟! إن الحيوان ليرجف حين يرى
مصرع أخيه أمامه ويحاول أن يتوقسساه قسسدر مسسا
يستطيع .فما بال النسسسان يسسرى المصسسارع تلسسو
المصارع ،ثم يسير مندفعا في ذات الطريسسق؟
والغرور يملي لسسه ويخسسدعه عسسن رؤيسسة المصسسير
المطروق! وهسسذا الخسسط الطويسسل مسسن مصسسارع
القسسرون معسسروض علسسى النظسسار ولكسسن العبسساد
كسسأنهم عمسسي ل يبصسسرون! وإذا كسسان الهسسالكون
الذاهبون ل يرجعون إلى خلفائهم المتسسأخرين ،
فإنهم ليسوا بمتروكين ول مفلتين من حسسساب
ميسسعٌ َلسسد َْينا
ج ِ
مسسا َ ل لَ ّ ن ُ
كسس ّ الّلسسه بعسسد حيسسن »..وَإ ِ ْ
66
ن« .. ضُرو َ ح َ م ْ ُ
وقسسسال دروزة " :اليسسسات متصسسسلة بالسسسسياق
السابق اتصال تعقيبيا كما هو المتبادر .وهو مسسا
-في ظلل القرآن ،ج ، 5ص 2964 : 66
89
جرى عليه النظم القرآني عقب القصص .وقسسد
احتسسوت تنديسسدا بالنسساس السسذين ل تسسؤثر فيهسسم
المسسواعظ والمثسسال ومسسا كسسان مسسن إهلك الل ّسسه
للقوام السابقة فيقفون من رسسسل الل ّسسه كلمسسا
جسساء رسسسول موقسسف السسستهزاء والتكسسذيب.
وتوكيدا بسسأن النسساس جميعهسسم محضسسرون أمسسام
الّله ومجزيون عن أعمالهم.
67
والتعقيب مؤثر نافذ كما هو واضح".
ما ترشد إليه اليات
دلت اليات على ما يأتي :
- 1إن تكذيب الرسل ما جاؤوا بسسه مسسن الحسسق
يستدعي مزيد اللم والندامة والحسرة.
- 2ل رجعسسة لحسسد إلسسى السسدنيا بعسسد المسسوت أو
الهلك.
- 3إن يسسوم القيامسسة يسسوم الجسسزاء والحسسساب
والثواب والعقاب الدائم.
-4مظاهر قسسدرة اللسسه تعسسالى فسسي إهلك أهسسل
أنطاكية بصيحة واحدة .
-5إبداء التحسر علسسى العبسساد مسسن أنفسسسهم إذ
هسسم الظسسالمون المكسسذبون فالحسسسرة منهسسم
وعليهم .
-6حرمة الستهزاء بما هسسو مسسن حرمسسات اللسسه
تعالى التي يجب تعظيمها .
-7طلب العبرة من أخبار الماضين وأحوالهم ،
68
والعاقل من اعتبر بغيره .
-التفسير الحديث لدروزة (28 / 3) - 67
90
سسسسسسسسسسسس
91
أدلة القدرة اللهية على البعث وغيره
قال تعالى :
ﮉﮊﮋﮌﮍﮎﮏﮐﮑﮒﮓ ﮔﮕﮖﮗﮘﮙﮚﮛ
ﮜﮝﮞ ﮟﮠﮡﮢﮣﮤﮥﮦﮧﮨ ﮩﮪﮫﮬﮭﮮﮯﮰﮱﯓﯔ
ﯕﯖﯗ ﯘﯙﯚﯛﯜﯝﯞﯟﯠﯡ ﯢﯣﯤﯥﯦﯧﯨﯩﯪﯫ ﯯﯯﯯ
ﯯﯯﯯﯯﯯ ﯯﯯﯯﯯﯯﯯﯯﯯﯼﯽﯾﯿﯯﯯﯯﯯ
ﯯ ﭑﭒﭓﭔﭕﭖﭗﭘﭙ ﭚﭛﭜﭝﭞﭟﭠ ﭡﭢ
ﭣﭤﭥﭦﭧﭨﭩﭪ ﭫﭬﭭﭮﭯﭰﭱ
شرح الكلمات :
رقم الية ...الكلمة ...معناها
م ...دللسسة لهسسم علسسى إحيسساء ة ل َُهسس ُ َ ... 33وآَيسس ٌ
الموتى
جْرن َسسا ِفيهَسسا ...شسسققنا الرض بسسالعيون ... 34فَ ّ
السارحة ) النهار (
َ
ديِهم ...غرسوه ونصبوه ه أي ْ ِ مل َت ْ ُما ع َ ِ ... 35وَ َ
ج ...خلسسق الصسسناف السسذكر َ
خل َسقَ الْزَوا َ َ ... 36
والنثى
ن ...من مخلوقسسات شسستى مو َ ما لي َعْل َ ُ م ّ ... 36وَ ِ
ل يعرفونها
خ ...نزيل النهار عن الليسسل -نزيسسل سل َ ُ ... 37ن َ ْ
الضوء مسسن مكسسانه ) الليسسل هسسو الصسسل والنهسسار
عارض (
قّر ل ََهسسا ...لجسسل لهسسا ل تعسسدوه سسست َ َ م ْ ... 38ل ِ ُ
) حين تطلع الشمس من مغربها (
ل ...قسسدر سسسيره منسسازل مَنسسازِ َ َ ... 39قسسد ّْرَناه ُ َ
ومسافات
92
ديم ِ ...أصسسل العنقسسود مسسن ق ِ ن ال َ جو ِ ... 39العُْر ُ
الرطب إذا عتق ويبس وانحنى
ن ...يدورون في فلسسك حو َ سب َ ُك يَ ْ ِ ... 40في فَل َ ٍ
السماء
م ...أولد قوم نوح مل َْنا ذ ُّري ّت َهُ ْ ح ََ ... 41
ن ...فسسي السسسفينة
حو ِ شس ُ م ْ ك ال َ فل ْ ِ ِ ... 41في ال ُ
المملوءة ) سفينة نوح (
مث ْل ِهِ ...السسسفن جعلسستن ّ م ْ م ِ قَنا ل َهُ ْ خل َ ْ ... 42وَ َ
من بعد سفينة نوح على مثلها
م ...فل مغيسث لهسم مسن خ ل َُهس ْ ري َ صس ِ ... 43فِل َ َ
الغرق
المناسبة :
بعد أن ذكر الله تعسسالى مسسا يسسدل علسسى الحشسسر ّ
بإحضار جميع المم إليه يوم القيامسة للحسساب
والجسسزاء ،ذكسسر مسسا يسسدل علسسى إمكسسان البعسسث
بإنبسسات النبسسات مسسن الرض الجسسدباء بسسالمطر ،
وإيجاد البساتين وتفجير النهار ،لتسسوفير سسسبل
المعاش بها ،مما يستدعي شكرهم على تلسسك
النعم.
وبعسسد بيسسان أحسسوال الرض السستي هسسي المكسسان
الكلسسي ،ذكسسر أربسسع آيسسات دالسسة علسسى قسسدرته
العظيمسسة مسسن أحسسوال الزمنسسة ،وهسسي تعسساقب
الليسسل والنهسسار ،ودوران الشسسمس ،ومسسسير
القمر فسسي منسسازله ،وتخصسسيص مسسدار مسسستقل
لكل من الشمس والقمر.
93
ثسسم أردف ذلسسك بسسدليل آخسسر دال علسسى القسسدرة
المقترنة بالرحمسسة وهسسو تنقسسل الولد والجيسسال
69
في السفن العابرة مياه البحار.
التفسير والبيان :
َ َ
حي َْيناهسسا ةأ ْ ض ال ْ َ
مي ْت َ ُ م ْاْلْر ُ ة ل َهُ ُقوله تعالى َ »:وآي َ ٌ
ن «.ه ي َأك ُُلو َ حّبا فَ ِ
من ْ ُ مْنها َ
جنا ِ وَأ َ ْ
خَر ْ
" أي ومن الدلة على قدرتنا على البعث إحياء
الرض الهامدة التي ل نبات فيها بإنزالنا المسساء
عليها ،فتهتز وتربو وتنبت نباتسسا مختلفسسا ألسسوانه
وأشسسسكاله ،وتخسسسرج حبسسسا هسسسو قسسسوت لكسسسم
ولنعامكم ،وبه قوام حياتكم".
"وهذا شاهد يشهد للمكذبين بالبعث ،بأنه أمر
ممكسسن ،وإن إنكسسارهم لسسه يقسسوم علسسى فهسسم
خاطئ لقدرة الّله ..فلو أنهم نظروا إلى هسسذه
الرض الميتسسة ،وكيسسف يحيسسى الّلسسه مواتهسسا ،
ويبعث فيها الحياة ،ويخرج من أحشائها صسسورا
ل حصر لها من الكائنات الحية س لو نظروا إلسسى
هذا لرأوا أن بعث الجسسساد الهامسسدة ل يختلسسف
فسسى شسسىء ،عسسن بعسسث الحيسساة فسسى الرض
الجديب.
َ
ة« مي ْت َس ُض ال ْ َ م اْلْر ُ ة ل َُهسس ُ
وقسسوله تعسسالى َ » :وآَيسس ٌ
مبتدأ وخبر ،وقدم الخبر » آية « على المبتسسدأ
» الرض « لللفسسات إليسسه ،لنسسه اليسسة المسسراد
النظر فى وجههسسا ،وأصسسل النظسسم » :والرض
حي َْيناهسسا َ
الميتسسة آيسسة لهسسم « وقسسوله تعسسالى » :أ ْ
- 69انظر تفسير الشيخ المراغى سس موافقسا للمطبسوع / 23) -
(6
94
ْ
ن « هسسو بسسدل مسسن ه ي َأك ُُلو َ حّبا فَ ِ
من ْ ُ مْنها َ جنا ِ خَر ْ وَأ َ ْ
الرض الميتة ..وهو بيان لها ،يكشف عما فى
كيسسان هسسذه اليسسة السستي تخسسرج مسسن الرض ..
ب ،هو ما يخرج من نبات البّر ،والشسسعير والح ّ
والرز ،ونحوها"..
لخي س ٍ ن نَ ِمس ْت ِ جن ّسسا ٍ جعَْلنسسا ِفيهسسا َ قوله تعسسالى »:وَ َ
ن « أي وأوجسسدنا ْ
ن العُُيو ِ م َجْرنا ِفيها ِ ب وَفَ ّ عنا ٍ وَأ َ ْ
في الرض التي أحييناها بساتين مشسسجرة مسسن
نخيسسل وأعنسساب وغيرهسسا ،وجعلنسسا فيهسسا أنهسسارا
موزعة فسسي أمسساكن مختلفسسة ،يحتسساجون إليهسسا.
وخصص النخيل والعناب بالذكر من بين سائر
الفواكه ،لن ألذ المطعوم الحلوة ،وهي فيها
أتم ،ولن التمر والعنسسب قسسوت وفاكهسسة خلفسسا
لغيرهما ،ولنهما أعم نفعا.
ْ
مل َت ْس ُ
ه مسرِهِ َومسسا ع َ ِ ن ثَ َ
مس ْ قوله تعالى » :ل ِي َسأك ُُلوا ِ
ن « أي إن القصسسسد مسسسن شسسسك ُُرو َ م أ ََفل ي َ ْ
ديهِ ْأي ْسسس ِ
َ
إنشاء الحب والجنات أن يأكل المخلوقون مسسن
ثمر المسسذكور مسسن النخيسسل والعنسساب ،ويسسأكلوا
مما صنعته أيديهم من تلك الغراس والزروع أو
الحبوب والثمار ،كالعصير والسسدبس ونحوهمسسا ،
وما ذاك كله إل من رحمة الّله تعسسالى بهسسم ،ل
بقدرتهم وقوتهم ،فهل يشكرونه على ما أنعسسم
بسسه عليهسسم مسسن هسسذه النعسسم السستي ل تعسسد ول
تحصى؟! وهذا أمر بالشسسكر مسسن طريسسق إنكسسار
تركه.
" يمكسسن أن تكسسون اللم فسسى قسسوله تعسسالى » :
ل ِي َسأ ْك ُُلوا « للتعليسسل ،أي أحيينسسا الرض ،وأنبتنسسا
95
فيها جنسسات مسسن نخيسسل وأعنسساب ،ليكسسون ذلسسك
نعمة من نعمنا عليهم ،لحفظ حياتهم ،بالكسسل
من ثمرات هذه الجنات ..
ويمكن أن تكون اللم للمر ،وفسسى هسسذا المسسر
دعوة لهم إلسسى الكسسل مسسن تلسسك المسسائدة السستي
مسسدها الل ّسسه للعبسساد ،وجعسسل عليهسسا مسسا تشسستهي
النفس من طيبات س س وفسسي هسسذا المسسر إلفسسات
لهسسم إلسسى هسسذا الحسسسان ،وذلسسك الفضسسل مسسن
الّله ،وإلى مسسا ينبغسسى لل ّسسه مسسن شسسكر وحمسسد ،
مل ل َك ُس ُ جعَس َ ذي َ وهسسذا مثسسل قسسوله تعسسالى » :ال ّس ِ
ن
مس َ ل ِ س سب ًُل وَأ َن ْسَز َم ِفيها ُ ك ل َك ُ ْسل َ َ
مْهدا ً وَ َ ض َ َ اْل َْر
َ َ
شسسّتى ت َ ن َنبا ٍ م ْ جنا ب ِهِ أْزواجا ً ِ خَر ْسماِء ماًء فَأ ْ ال ّ
َ َ
ت ك ليسسا ٍ ن فِسسي ذل ِس َ م ..إ ِ ّمك ُ ْ وا أْنعسسا َ ك ُل ُسسوا َواْرع َ س ْ
لوِلي الّنهى « ) 53س : 54طه( والضسسمير فسسى ُِ
ثمره ،يعسسود إلسسى النخيسسل ،لنسسه المقسسدم رتبسسة
على العنب ،وهو أكثر أنواعا وألوانا منسسه ،فل
يعدو أن يكون العنب لونسسا مسسن ألسسوان الثمسسر سس
م « يمكن أن وقوله تعالى » :وما ع َمل َت َ
ديهِ ْ ه أي ْ ِِ ْ ُ َ
تكون الجملة معطوفسسة علسسى قسسوله تعسسالى » :
مرِهِ « أي ليأكلوا من ثمره من غير صنعة ن ثَ َ م ْ ِ
،وليأكلوا مسسا عملتسسه أيسسديهم مسسن هسسذا الثمسسر ،
وصنعته ..
ويمكسسن أن تكسسون الجملسسة حاليسسة ،والسسواو واو
الحال ،وما نافيسسة ..ويكسسون المعنسسى ،ليسسأكلوا
من ثمر هسسذا الشسسجر ،والحسسال أنسسه لسسم تعملسسه
أيسسديهم ،ولسسم يكسسن فسسى قسسدرتهم أن يخرجسسوا
96
شسسجرة منسسه ،أو أن يصسسنعوا ثمسسرة مسسن هسسذا
الشجر".
مرِهِ عائد إلى ما ذكسسر قبسسل ذلسسك ، ن ثَ َ م ْ وقوله ِ
ّ
وقال الرازي :المشسسهور أنسسه عسسائد إلسسى اللسسه.
م يشسسمل فسسي رأي وقسسوله :ومسسا ع َمل َت س َ
ديهِ ْ ه أي ْس ِ
ِ ْ ُ َ
الرازي الزراعة والتجارة.
ّ
ولمسسا أمرهسسم تعسسالى بالشسسكر ،وشسسكر اللسسه
بالعبادة ،نّبه إلى أنهم لم يقتنعوا بالترك ،بسسل
ن
س سْبحا َ عبدوا غيره ،وأتوا بالشرك ،فقسسالُ » :
َ خل َقَ اْل َْزوا َ
نمس ْ ض وَ ِ ت اْلْر ُ ما ت ُن ْب ِس ُم ّج ك ُّلها ِ ذي َ ال ّ ِ
ن« مو َ ما ل ي َعْل َ ُ م ّ
م وَ ِ سه ِ ْ
ف ِأ َن ْ ُ
" هو تسبيح بحمد الّله ،وتنزيه له عن الشريك
والولد ،وتمجيد لجلله وقدرته ..وهذا التسبيح
والحمد ،بلسان الوجود كله .وأنسسه إذا خرسسست
ألسنة الضسسالين والمكسسذبين أن يسسسبحوا بحمسسد
الّله ،وأن ينزهوه ويمجدوه ،فإن الوجود كّلسسه
لسسسسان تسسسسبيح ،وتنزيسسسه ،وتمجيسسسد لل ّسسسه رب
ت ما ت ُن ْب ِس ُم ّ ج ك ُّلها ِخل َقَ اْل َْزوا َ ذي َ العالمين » :ال ّ ِ
ن« مسسسو َ مسسسا ل ي َعْل َ ُ م ّ م وَ ِ سسسسهِ ْ ف ِ ن أ َن ْ ُ
مسسس ْ ض وَ ِاْلْر ُ
َ
فالمخلوقسسات كلهسسا مسسن أزواج ،هسسى السسذكر
والنثى ..كما فى عسسالم الحيسساء مسسن حيسسوان ،
ونبات ،وهى الشيء ومقابله ،كما فسسى عسسالم
المعاني .كالصدق والكذب ،والحق والباطسسل ،
واليمان والكفر ،والضلل والهدى " ...
والخلصة :أن خالق هسسذا الخلسسق العظيسسم مسسن
إنسان وحيوان ونبات وخسسالق أشسسياء ل نعلمهسسا
منزه عن الشسسريك والنظيسسر ،قسسادر علسسى كسسل
97
شيء ،وفي الية المسسر بسسالتنزيه عمسسا ل يليسسق
بسسسالّله تعسسسالى ،كسسسالمر بالشسسسكر فسسسي اليسسسة
المتقدمة.
وبعد السسستدلل علسسى إمكسسان البعسسث والحشسسر
بأحوال الرض المكانية ،ذكر تعالى أدلة أربعة
من أحوال الزمنة ،فقال :
مه الّنهاَر فَسِإذا هُس ْ من ْ ُ
خ ِسل َ ُ م الل ّي ْ ُ
ل نَ ْ ة ل َهُ ُ َ »- 1وآي َ ٌ
ن « وسلخ النهسسار مسسن الليسسل ،كشسسطه مو َ مظ ْل ِ ُ
ُ
عنه ،وإزالة القشرة النورانيسسة السستي تكسسسوه ،
كما يكسو الجلد الحيوان ..فسسإذا سسسلخت هسسذه
القشرة النورانية عن كيسسان الكائنسسات ،سسسادها
ه الّنهاَر من ْ ُ
خ ِ سل َ ُ
الظلم ..وفى قوله تعالى » :ن َ ْ
« س إشارة إلى حركة انسسسحاب النسسور ،بحركسسة
الرض ،ودورانهسسا حسسول الشسسمس ،فينسسسلخ
النور شيئا فشيئا عن الماكن التي تطلع عليهسسا
الشمس ،وذلك كما يسلخ الجلد عن الحيوان ،
شيئا فشيئا .ل دفعة واحدة "..
أي ومن أدلسسة قسسدرته تعسسالى العظيمسسة :خلسسق
الليل والنهار ،وتعسساقب الليسسل والنهسسار دائبيسسن ،
فينزع النهار من الليسل فيسأتي بالضسوء وتسذهب
الظلمسسة ،وينسسزع الليسسل مسسن النهسسار ،فيصسسبح
الخلسسق فسسي ظلمسسة ويسسذهب الضسسوء ،وهكسسذا
يتعاقبان ،يجيء هذا فيذهب هذا ،ويذهب هذا
ل شسسي الل ّي ْس َ فيجيء هذا ،كمسسا قسسال تعسسالى :ي ُغْ ِ
حِثيثسا ً ]العسسراف [54 /7نتيجسسة ه َالّنهسساَر ي َط ْل ُب ُس ُ
لدوران الرض حول محورها مسسن الغسسرب إلسسى
الشرق ،فتشرق الشمس علسسى نصسسف الكسسرة
98
الرضية ،وتغيب عن النصف الخر ،وفي كسسل
من الظلمسسة والنسسور نفسسع وخيسسر ،ففسسي الظلم
ترك العمل وسكون النفس والراحة من العناء
،وفي النور متعة ولذة وحركة وعمل من أجل
كسب الرزق.
ن أي داخلسسون فسسي مسسو َ مظ ْل ِ ُ
م ُ هسس ْوقسسوله َفسسِإذا ُ
الظلم ،وإذا للمفاجأة ،أي فهم داخلسسون فسسي
الظلمة مفاجأة وبغتة ،ل يد لهم بعدئذ ،ول بد
من الدخول فيه.
"وفيه إشارة إلى أن كسسل إنسسسان يكتسسسي مسسن
النور حلة ،فإذا سلخت عنه صار جسما معتما
مظلما ،وأصبح قطعة من هذا الظلم ،تجتمع
قطعه بعضها إلى بعض ،فإذا هى الليل "..
ديُر
قس ِ قّر َلها ذل ِس َ
ك تَ ْ ست َ َ
م ْ
ري ل ِ ُ ج ِ
س تَ ْم ُ ش َْ» - 2وال ّ
زيزِ ال ْعَِليم ِ «
ال ْعَ ِ
" فهذه الشمس تسير في مسسدار محسسدود لهسسا ،
وتتحرك فسسى فلسسك ل تتعسسداه ول تخسسرج عنسسه ..
وذلك بتقدير » العزيز « ذي العزة والسسسلطان
» العليم « الذي تجرى أحكامه ومقاديره بعلم
نافذ إلى كسل شسسيء ،متمكسسن مسن كسل كسسبيرة
وصغيرة فى هذا الوجود.وجريان الشمس ،هو
حركتها فى فلكها المرسسسوم لهسسا .وهسسى تقطسسع
دورة هذا الفلك فى سنة كاملة ،وفى سسسرعة
مذهلة".
أي وآيسسة مسسستقلة دالسسة علسسى قسسدرته تعسسالى :
دوران الشمس في فلكها إلى نهايسسة مسسدارها ،
وذلك الدوران تقدير مسسن الل ّسسه القسساهر الغسسالب
99
كل شيء ،المحيط علمه بكسسل شسسيء .وهنسساك
قولن للمفسرين في تفسير المستقر :
الول -أن المسسراد مسسستقرها المكسساني وهسسو
تحسست العسسرش ممسسا يلسسي الرض مسسن ذلسسك
الجسسانب ،وهسسي أينمسسا كسسانت فهسسي وجميسسع
المخلوقات تحت العرش.
والثاني -أن المسسراد مسسستقرها الزمسساني وهسسو
منتهى سيرها ،وهو يوم القيامة.70
وقد أثبت علماء الفلك أنسسه زيسسادة علسسى دوران
الشمس الظاهري وسط النجوم بسبب دوران
الرض حسسسول الشسسسمس مسسسرة فسسسي السسسسنة ،
للشمس حركتان أخريان :دورة حسول محورهسا
مسسرة فسسي كسسل سسست وعشسسرين يومسسا تقريبسسا ،
ودورة مع توابعها من الكواكب السسسيارة حسسول
مركسسز النظسسام النجسسومي بسسسرعة تقسسدر بنحسسو
مسسائتي ميسسل فسسي الثانيسسة .والمسسستقر فسسي رأي
العلماء في الحالة الولى :هو المحور الثابت ،
وفسسي الثانيسسة :هسسو مركسسز النظسسام النجسسومي
بأسره.
حّتسسسى عسسساد َ
ل َ مسسسَر َقسسسد ّْرناه ُ َ
منسسسازِ َ َ » - 3وال ْ َ
ق َ
ديم ِ « ن ال ْ َ
ق ِ جو ِ كال ْعُْر ُ
َ
" أي أن القمسسر يأخسسذ كسسل ليلسسة منسسزل مسسن
الرض ،على مدى شهر قمرى ،ففى أوسسسط
منازله يبدو قمسسرا منيسسرا ،يغمسسر نسور الشسمس
وجهسه كلسه المسواجه للرض ،المتوسسطة بينسه
وبين الشمس ،فيسسرى بسسدرا كسسامل ،ثسسم يرجسسع
-تفسير ابن كثير 571 /3 :وما بعدها. 70
100
إلى الوراء منزلة كل ليلة ،وذلك لبطء دورانسسه
ل مع كل ليلة أو منزلة عن دوران الرض ،فيق ّ
،الوجه المقابل منه للشمس ،ويظل يتنسساقص
شسسيئا فشسسيئا مسسدة نصسسف شسسهر قمسسرى ،حسستى
يكسسون وجهسسه المسسواجه للرض متوسسسطا بيسسن
الرض والشمس ،وهنا يكسسون وجهسسه المسسواجه
للشسسمس مضسسيئا بضسسوئها ،علسسى حيسسن يكسسون
وجهه المواجه للرض معتما ،فإذا نزل منزلتسسه
فى آخر ليلة لم ير من وجهسسه شسسىء ،وسسسمى
محاقسسا ،لن نسسوره السسذي كسسان يبسسدو منسسه قسسد
محق ..ثم يبدأ يولسسد مسسن جديسسد ..فسسإذا كسسانت
الليلة الولى أو المنزلة الولى لمولده ،لم يسسر
ظفسر ،منسه إل قسوس صسغير ،أشسبه بقلمسة ال ّ
ويسسسمى هلل ،غسسائرا فسسى الشسسفق ،فيختلسسط
الضوء القليل الذي يبدو منه بحمسسرة الشسسفق ،
فيكون له تلك الصورة التي صورها له القسسرآن
الكريسسم أدق تصسسوير وأروعسسه ،حيسسن شسسبهه
بالعرجون القديم ..
والعرجسسون ،هسسو عسسذق النخلسسة ،السسذي يحمسسل
التمسسر ،ومنسسه تتسسدلى عناقيسسد التمسسر ،ولسسونه
ف ،وطال عليسه الزمسسن تقسوس أصفر ،فإذا ج ّ
شكله وصار لونه ضاربا إلى الحمرة الداكنسسة ..
وهذه التحركسسات والتغيسرات الستي تظهسسر علسى
وجه القمر ليلة بعد ليلة ،جسسديرة بسسأن تسسستثير
التفكير والتأمل ،وأن تدعو العقل إلسسى النظسسر
فيما وراء هسسذه المنظسسر الظسساهر للقمسسر ،إلسسى
وضعه فى المجموعة الشمسية ،وإلسسى صسسلته
101
بالرض ،وإلى إمكان الوصول إليه ،ولو علسسى
سبيل الفسسرض أول ،ثسسم اتخسساذ السسسباب السستي
يمكن تحقيق هذا الفسرض بهسا ..إن الملحظسة
للشىء ،هى الطريق الطسسبيعي للكشسسف عسسن
حقيقته ..وليس مثل هذا العرض الذي عرضه
القسسرآن الكريسسم للقمسسر داعيسسة إلسسى الملحظسسة
والتأمسسل ،لسسو أن ذلسسك وجسسد هممسسا متطلعسسة ،
وعزائم جادة "!!..
أي جعل الّله للقمر منسسازل يسسسير فيهسسا سسسيرا
آخر ،وهي ثمانيسسة وعشسسرون منسسزل ذكرناهسسا ،
ينزل كل ليلة في واحد منها بمعدل 13درجسسة
في اليوم ،ثسسم يسسستتر ليلسستين إن كسسان الشسسهر
ثلثيسسن يومسسا ،وليلسسة واحسسدة إن كسسان تسسسعة
وعشرين يوما ،فإذا صار القمر في آخرها دق
وصغر واصفر وتقوس ،وعاد إلى أولها ،حسستى
صسسار كسسالعرجون القسسديم :وهسسو الغصسسن السسذي
ج، عليه طلع النخلة ،وهو أصسسفر عريسسض يعسسو ّ
ويقطسسع منسسه الشسسماريخ ،يبقسسى علسسى النخسسل
يابسا.
ويستدل بمنازل القمسر علسسى مضسي الشسسهور ،
كما أن الشمس يعرف بها الليل والنهار ،كمسسا
ي
ل :هِ َ ن اْل َه ِل ّةِ ،قُ ْ ك عَ ِ سئ َُلون َ َ قال عز وجل :ي َ ْ
ج ]البقرة [189 /2وقال ح ّ س َوال ْ َ ت ِللّنا ِ مواِقي ُ َ
مسَرق َضياًء َ ،وال ْ َ س ِ م َ ش ْ ل ال ّ جعَ َ ذي َ تعالى :هُوَ ال ّ ِ
نسسسِني َ عسسد َد َ ال ّ
مسسوا َ ل ل ِت َعْل َ ُ
منسسازِ َ ُنسسورا ً ،وََقسسد َّره ُ َ
ب ]يسسسونس [5 /10وقسسسال تبسسسارك حسسسسا َ َوال ْ ِ
ونسساح ْم َ ن ،فَ َل َوالّنهسساَر آي َت َي ْس ِ جعَل َْنا الل ّي ْ َوتعالى :وَ َ
102
صسَرة ً ل ِت َب ْت َغُسسوا مب ْ ِة الّنهسسارِ ُ جعَْلنسسا آي َس َ ل ،وَ َة الل ّي ْس ِ آي َ َ
ن سسسِني َ عسسد َد َ ال ّ مسسوا َ م ،وَل ِت َعْل َ ُ كسس ْن َرب ّ ُ ضسسًل ِ
مسس ْ فَ ْ
صسسسيًل ف ِ صسسسْلناه ُ ت َ ْ يٍء فَ ّ شسسس ْ ل َ كسسس ّب ،وَ ُ حسسسسا َ َوال ْ ِ
]السراء .[12 /17والشمس تطلع كل يوم ،
وتغرب في آخره ،ولكن تنتقسسل فسسي مطالعهسسا
ومغاربهسسا صسسيفا وشسستاء ،يطسسول بسسسبب ذلسسك
النهار ،ويقصر الليل ،ثم يطول الليل ويقصسسر
النهار .وأما القمر فقدره منازل يطلع فسسي أول
ليلة من الشهر ضسسئيل قليسسل النسسور ،ثسسم يسسزداد
نورا في الليلة الثانية ،ويرتفع منزلة ،ثم كلما
ارتفع ازداد ضياء مقتبسا من الشسسمس ،حسستى
يتكامل في الليلة الرابعسسة عشسسرة ،ثسسم يشسسرع
فسسي النقسسص إلسسى آخسسر الشسسهر ،حسستى يصسسير
كالعرجون القديم -عرجون النخل.
وعلماء الفلك قسموا النجسسوم السستي تقسسع حسسول
مدار القمر ثمانيسسا وعشسسرين مجموعسسة تسسسمى
منازل القمسسر .وقسسد كسسان العسسرب يعرفسسون بهسسا
النواء )أي المطار( ،ويقيسون بالنسسسبة إليهسسا
مواقع الكواكب السيارة ومنها الشمس.
ك ال ْ َ َ
م سَرق َ ن ت ُسد ْرِ َ س ي َن ْب َِغي َلهسسا أ ْ م ُ ش ْ َ » - 4ل ال ّ
نحو َ س سب َ ُ ك يَ ْ ل ِفي فَل َس ٍ ل ساب ِقُ الّنهارِ وَك ُ ّ وََل الل ّي ْ ُ
«
" أي أن من قدرة الّله سبحانه وتعسسالى ،ومسسن
إحكام علمه ،أن أجرى هسسذه العسسوالم بعلمسسه ،
خرها بقدرته ،وأقامها على نظسسام محكسسم ، وس ّ
وأجراهسسا فسسى مجسسار ل تتعسسداها ..فل يصسسطدم
بعضها ببعض ،ول يأخذ بعضها من بعض وضسسعا
103
غير الذي أقامه الّله فيه ..فل الشمس ينبغسسى
لهسسسا أن تسسسدرك القمسسسر .فهسسسى مسسسع سسسسرعتها
المذهلسسة ،السستي تبلسسغ ألسسوف الم سّرات بالنسسسبة
لسرعة القمر فإنها ل تسسدركه ..فهسسى لهسسا فلسسك
تدور فيه ،كما للقمر فلكه الذي يدور فيه ..
وكما أن الشمس ل تدرك القمر ،كذلك الليسسل
ل يسسسبق النهسسار ،إنهمسسا يجريسسان بحيسسث يتبسسع
ل فِسسيأحدهما الخر ،دون أن يسسسبقه » ..وَك ُس ّ
ن«.، حو َ
سب َ ُ فَل َ ٍ
ك يَ ْ
وجعل الليل وراء النهار ،لن النهار أسبق مسسن
الليل هى دورة الرض حول نفسها من الغرب
إلسسى الشسسرق ..فسسالرض فسسى دورانهسسا حسسول
نفسها من الغسسرب إلسسى الشسسرق ،إنمسسا تجسسرى
نحو النسسور ،ومسسن وراء النسسور الظلم ..فسسالنور
دائمسسا أمسسام الظلم ،وهمسسا معسسا فسسى حركسسة
وجريسسان .فاليسسة الكريمسسة تشسسير إلسسى حركسسة
الرض وإلى دورانها حسسول نفسسسها مسسن الغسسرب
إلى الشرق
واسسستعمل مسسع هسسذه العسسوالم ضسسمير العقلء س س
إشارة إلى هذا النظام المحكم الممسك بهسسا ،
والذي يقيمها على طريق مستقيم ،كما يقيسسم
العقل السليم صاحبه على طريسسق مسسستقيم ..
"
أي ل يصح ول يسهل لكل من الشمس والقمر
أن يدرك أحدهما الخر ،لن لكل منهما مسسدارا
مسسسستقل ،ل يجتمسسسع مسسسع الخسسسر فيسسسه ،ولن
104
الشمس تسير مقدار درجة في اليوم ،والقمر
يسير مقدار ) (13درجة في اليوم.
ول تسبق آية الليل وهي القمر آية النهار وهسسي
الشسسمس ،لن لكسسل منهمسسا مجسسال وسسسلطانا ،
فسلطان الشمس ومجالها بالنهسسار ،وسسسلطان
القمر بالليل.
وكل من الشمس والقمر والرض يسبح ويدور
في فلكه في السماء ،كما يسبح السمك فسسي
الماء ،فالشمس تسسسير فسسي مسسدار لهسسا نصسسف
قطسسره ) (93مليسسون ميسسل ،وتتسسم دورتهسسا فسسي
سنة ،والقمر يدور حول الرض كل شسسهر فسسي
مدار نصسسف قطسسره ) (24ألسسف ميسسل ،والرض
تدور حول الشمس فسي سسنة ،وحسول نفسسها
في يوم وليلة.
وهسسذا دليسسل علسسى أن الّلسسه جعسسل لكسسل مسسن
الشمس والقمر والرض مسسدارا مسسستقل يسسدور
فيه ،فل يحجب أحسسدهما ضسسوء الخسسر إل نسسادرا
حينمسسا يحسسدث كسسسوف الشسسمس أو خسسسوف
القمر.
وبعد بيان الدليل المكاني وهسسو الرض والدلسسة
الزمنية الربعة المتقدمسسة ،أتسسى تعسسالى بسسدليل
آخسسر علسسى قسسدرته ،وهسسو تسسسيير النسسسان فسسي
البحر كما يسير فسسي السسبر ،كمسسا قسسال تعسسالى :
حرِ ]السسسراء [70 /17 م ِفي ال ْب َّر َوال ْب َ ْ مْلناهُ ْ
ح َوَ َ
َ
م فِسسيمْلنسسا ذ ُّري ّت َهُس ْ
ح َ
م أن ّسسا َ ة ل َهُس ْوقال هنا َ » :وآي َ ٌ
ن « .أي ومسسن دلئل قسسدرته حو ِ شسس ُ ك ال ْ َ
م ْ فْلسس ِ
ال ْ ُ
ورحمته تبارك وتعالى :تسخيره البحر ليحمسسل
105
السسسسفن ،وركسسسوب الذريسسسة ،أي الولد فسسسي
السفن المملوءة بالبضسسائع السستي ينقلونهسسا مسسن
بلد إلى آخسسر ،لتسسوفير القسسوت والمعسساش ،كمسسا
َ َ
ر
حسس ِ ري ِفي ال ْب َ ْ ج ِ
ك تَ ْ فل ْ َ
ن ال ْ ُ م ت ََر أ ّ قال تعالى :أل َ ْ
ن فِسسي ذل ِس َ
ك ن آيسسات ِهِ ،إ ِ ّ مس ْ م ِ ت الل ّهِ ،ل ِي ُرِي َك ُ ْ م ِب ِن ِعْ َ
كورٍ ]لقمان .[31 /31 ش ُ صّبارٍ َ ل َت ل ِك ُ ّ َليا ٍ
وقيل :الذرية :آباؤهم الذين حملوا في سفينة
نسوح عليسه السسسلم ،وهسي السسفينة المملسوءة
بالمتعة والحيوانات التي أمسسره الل ّسسه تعسسالى أن
يحمل فيها من كل زوجين اثنين ،حفاظا علسسى
أصسول المخلوقسات .والمعنسى :أن الّلسه حمسل
آباء هؤلء وأجدادهم في سفينة نوح.
"" وفى الشارة إلى حمل ذرياتهم دون حمسسل
آبائهم إلفسسات إلسسى مسسا تحمسسل الفلسسك لهسسم مسسن
فلسسسذات أكبسسساد ،ونفسسسائس أمسسسوال وأمتعسسسة ،
فتحفظها ،وتصل بها إلى غايتها ..وفى هذا ما
يريهم فضل الّله عليهم ،وإحسانه بهسسم ،فقسسد
ل يسسرى النسسسان فضسسل النعمسسة ،ول يقسسدرها
قدرها إذا هى لبسته هو ،فإذا رآهسسا فسسى غيسسره
عرف لها قدرها ،وذكر فضلها "..
مث ْل ِسهِ مسسا ن ِمس ْ م ِ قنسسا ل َهُ س ْ خل َ ْ"قسسوله تعسسالى » :وَ َ
مْلنا
ح َن « معطوف على قوله تعالى َ » : ي َْرك َُبو َ
م « أي وآية لهم أنا خلقنا لهسسم مسسن مثسسل ذ ُّري ّت َهُ ْ
هذا الفلك ،مراكسسب يركبونهسسا فسسى السسبر ،وهسسى
البل التي تسمى سفائن الصحراء ،والخيسسل ،
والبغال والحمير ،وغيرها مما يركب ،ويحمسسل
عليه "..
106
مث ْل ِهِ عسسائد إلسسى لكن قال الرازي :الضمير في ِ
الفلك ،على قول الكثرين ،فيكون هذا كقوله
َ
ج ]ص [58 /38 شسسك ْل ِهِ أْزوا ٌ ن َ م ْ
خُر ِ تعالى َ :وآ َ
وعلسسى هسسذا فسسالظهر أن يكسسون المسسراد الفلسسك
الخسسر الموجسسود فسسي زمسسانهم ،وليسسس المسسراد
البل.
ْ
م. شسسأ ن ُغْرِقْهُ س ْ ن نَ َ ويؤيد هذا قوله تعالى هنا :وَإ ِ ْ
مقنا ل َهُ ْ خل َ ْ
ولو كان المراد البل ،لكان قوله :وَ َ
ن فاصل بين متصلين. مث ْل ِهِ ما ي َْرك َُبو َ ن ِ م ْ ِ
ويحتمسسل أن يعسسود الضسسمير إلسسى معلسسوم غيسسر
مسسذكور تقسسديره :مسسن مثسسل مسسا ذكرنسسا مسسن
ْ
ن
مس ْ المخلوقات ،مثل قوله تعالى هنا :ل ِي َأك ُُلوا ِ
مرِهِ 71وعلى هذا ،اليسسة تشسسمل كسسل وسسسائل ثَ َ
النقسسسل الحديثسسسة مسسسن سسسسيارات وقطسسسارات
ل وطائرات .ونظير اليسسة قسسوله تعسسالى َ :وال ْ َ
خي ْس َ
خل ُقُ مسسا ل ة ،وَي َ ْ ميَر ل ِت َْرك َُبوها وَِزين َ ً ح ِل َوال ْ َ َوال ِْبغا َ
ن ]النحل .[8 /16 مو َ ت َعْل َ ُ
ودليل رحمته ولطفه تعالى حفظ الركسساب فسسي
م َ ،فل تلك الوسائط ،فقال :وإن ن َ ْ
ش سأ ن ُغْرِقْهُ س ْ َِ ْ َ
ن " أي أنسسه إذا كسسان ذو َقس ُ م ي ُن ْ َ م َ ،ول هُ ْ خ ل َهُ ْ ري َ ص ِ َ
خر الفلسسك لتجسسرى فسسى ّ س س أن سهسّ ل ال سدرة س ق سن مس
البحسسر بسسأمره ،فل يغسسرق راكبسسوهم فسسإن مسسن
قدرته سسسبحانه أن يغسسرق هسسذه السسسفن ،بمسسن
فيها من أولد وأموال ،فل يجدون مسسن يسسسمع
لهم صراخا ،أو يستجيب لهسسم ،أو يقسسدر علسسى
إنقاذهم إن سسسمع واسسستجاب ..فهسسم هلكسسى ل
-تفسير الرازي ، 81 /26 :تفسير اللوسي 27 /23 : 71
107
محالسسة ،إّل أن تتسسداركهم رحمسسة الل ّسسه ،وإل أن
تكون لهم بقية من أجل "..
ن
حي ٍ متاعا ً ِإلى ِ مّنا وَ َ
ة ِ
م ً فقوله تعالى » :إ ِّل َر ْ
ح َ
م« خ ل َهُ ْ
ري َ
ص ِ« استثناء من قوله تعالى َ » :فل َ
أي ل ينقذهم منقذ أبدا إل رحمة الّله ،وما لهم
من أجل لم ينته بعد"..
إ ِّل هنسسا :اسسستثناء منقطسسع ،تقسسديره :ولكسسن
برحمتنا نسيركم في البر والبحسسر ،ونحفظكسسم
مسسن الغسسرق ،ونسسسلمكم إلسسى أجسسل مسسسمى ،
ونمتعكم بالحياة الدنيا إلسسى وقسست معلسسوم عنسسد
الّله عز وجل ،وهو الموت.
ومضات
إنهسسم يكسسذبون الرسسسل ،ول يتسسدبرون مصسسارع
المكذبين ،ول يدركون دللة كونهم يذهبون ول
يرجعون.
ّ
والرسل إنما يدعونهم إلى اللسسه .وكسسل مسسا فسسي
الوجود حولهم يحدثهم عسسن الل ّسسه ،ويسسدل عليسسه
ويشهد بوجوده .وهذه هي الرض القريبة منهم
،يرونهسسا ميتسسة ل حيسساة فيهسسا ،ول مسساء ينشسسئ
الحياة ثسسم يرونهسسا حيسسة تنبسست الحسسب ،وتسسزدان
بالجنسسات مسسن نخيسسل وأعنسساب ،وتتفجسسر فيهسسا
العيون ،فتجري بالحياة حيث تجري.
والحياة معجزة ل تملسسك يسسد البشسسر أن تجريهسسا
إنما هي يد الّله التي تجري المعجزات ،وتبسسث
روح الحيسساة فسسي المسسوات .وإن رؤيسسة السسزرع
النسسامي ،والجنسسان الوارفسسة ،والثمسسر اليسسانع ،
لتفتح العين والقلسسب علسسى يسسد الل ّسسه المبدعسسة ،
108
وهي تشق التربة عن النبتة المتطلعسسة للحريسسة
والنور ،وتنضسسر العسسود المستشسسرف للشسسمس
والضسسسياء ،وتزيسسسن الغصسسسن اللسسسدن بسسسالورق
والثمار ،وتفتح الزهرة وتنضج الثمرة ،وتهيئها
ْ
ن ثَ َ
م سرِهِ َومسسا للجنسسي والقطسساف » ..ل ِي َسأك ُُلوا ِ
مس ْ
م« ..ويد الّله هسسي السستي أقسسدرتهم ع َمل َت َ
ديهِ ْ ه أي ْ ِ ِ ْ ُ
على العمل ،كما أقسسدرت السسزرع علسسى الحيسساة
ن؟«. شك ُُرو َ والنماء! »أ ََفل ي َ ْ
ويلتفت عنهم بعد هذه اللمسة الرفيقة ليسسسبح
الّله الذي أطلسسع لهسسم النبسست والجنسسان ،وجعسسل
الزرع أزواجسسا ذكرانسسا وإناثسسا كالنسساس وكغيرهسسم
ن
س سْبحا َمن خلق الّله الذي ل يعلمه سسسواه ُ » :
َ خل َقَ اْل َْزوا َ
نمس ْ
ض وَ ِت اْلْر ُ ما ت ُن ْب ِس ُ ج ك ُّلها ِ
م ّ ذي َ ال ّ ِ
ن« .. مو َما ل ي َعْل َ ُ م ّم وَ ِ سه ِ ْ ف ِ أ َن ْ ُ
وهذه التسبيحة تنطلق في أوانها وفي موضعها
وترتسم معها حقيقة ضسسخمة مسسن حقسسائق هسسذا
الوجود .حقيقة وحدة الخلق ..وحسسدة القاعسسدة
والتكسسوين ..فقسسد خلسسق الل ّسسه الحيسساء أزواجسسا.
النبات فيهسسا كالنسسسان .ومثسسل ذلسسك غيرهمسسا ..
ن« .وإن هسسذه الوحسسدة لتشسسي مسسو َ ما ل ي َعْل َ ُ م ّ»وَ ِ
بوحدة اليد المبدعة .التي توجد قاعدة التكوين
مسسسع اختلف الشسسسكال والحجسسسام والنسسسواع
والجناس ،والخصائص والسسسمات ،فسسي هسسذه
الحياء التي ل يعلم علمها إل الّله ..
ومن يدري فربما كانت هذه قاعدة الكون كلسسه
حستى الجمساد! وقسد أصسبح معلومسا أن السذرة -
أصغر ما عرف مسسن قبسسل مسسن أجسسزاء المسسادة -
109
مؤلفسسة مسسن زوجيسسن مختلفيسسن مسسن الشسسعاع
الكهربي ،سالب وموجب يتزاوجان ويتحسسدان!
كذلك شوهدت ألسسوف مسسن الثنائيسسات النجميسسة.
تتألف من نجمين مرتبطين يشد بعضهما بعضسسا
،ويدوران في مدار واحد كأنمسسا يوقعسسان علسسى
نغمة رتيبة! تلك آية الرض الميتسسة تنبثسسق فيهسسا
الحياة ..ومنها إلى آية السماء ومسسا يتعلسسق بهسسا
من ظواهر يراها العباد رأي العيسسن ،ويسسد الل ّسسه
ل م الل ّْيسس ُ ة ل َهُ ُتجريها بالخوارق المعجزات َ» :وآي َ ٌ
سم ُ ش ْ ن َ ،وال ّ مو َ مظ ْل ِ ُم ُ ه الّنهاَر فَِإذا هُ ْ من ْ ُ
خ ِ سل َ ُ نَ ْ
م. ْ ديُر ال ْعَ ِ قّر َلها ذل ِس َ
زيسزِ العَِليس ِ قس ِ
ك تَ ْ ست َ َ
م ْ ري ل ِ ُ ج ِ تَ ْ
ن جو ِ حت ّسسى عسساد َ ك َسسال ْعُْر ُ ل َ منسسازِ َم سَر قَ سد ّْرناه ُ َ ق َ َوال ْ َ
ك ال ْ َ َ
مسسَر ق َ ن ُتسسد ْرِ َ س ي َن ْب َِغي َلها أ ْ م ُ مَ .ل ال ّ
ش ْ دي ِ ق ِ ال ْ َ
ك ل فِسسسي فَل َسسس ٍ ل سسسساب ِقُ الّنهسسسارِ ،وَك ُسسس ّ وََل الل ّي ْسسس ُ
ن« .. حو َ سب َ ُ يَ ْ
ومشهد قدوم الليل ،والنسسور يختفسسي والظلمسسة
تغشى ..مشهد مكسسرور يسسراه النسساس فسسي كسسل
بقعة في خلل أربع وعشرين ساعة )فيما عسسدا
بعض المواقع التي يدوم فيها النهار كمسسا يسسدوم
فيها الليل أسابيع وأشهرا قسسرب القطسسبين فسسي
الشسسمال والجنسسوب( وهسسو مسسع تكسسراره اليسسومي
عجيبة تدعو إلى التأمل والتفكير.
والتعبير القرآني عن هذه الظسساهرة -فسسي هسسذا
الموضع -تعبير فريد .فهو يصور النهار متلبسسسا
بالليل ثم ينزع الّله النهار مسسن الليسسل فسسإذا هسسم
مظلمسسون .ولعلنسسا نسسدرك شسسيئا مسسن سسسر هسسذا
التعبير الفريد حين نتصور المر على حقيقته.
110
فالرض الكروية في دورتها حسسول نفسسسها فسسي
مواجهة الشمس تمر كل نقطة منها بالشمس
فإذا هسسذه النقطسسة نهسسار حسستى إذا دارت الرض
وانسسزوت تلسسك النقطسسة عسسن الشسسمس ،انسسسلخ
منها النهار ولفها الظلم -وهكسسذا تتسسوالى هسسذه
الظاهرة على كسل نقطسسة بانتظسسام وكأنمسا نسور
النهار ينزع أو يسلخ فيحل محلسسه الظلم .فهسسو
تعبير مصور للحقيقة الكونية أدق تصوير.
قّر َلها« .. ست َ َم ْ ري ل ِ ُ ج ِ
س تَ ْ
م ُ ش ْ »َوال ّ
والشمس تدور حول نفسسسها .وكسسان المظنسسون
أنها ثابتة فسسي موضسسعها السسذي تسسدور فيسسه حسسول
نفسها .ولكن عرف أخيرا أنها ليست مسسستقرة
في مكانها .إنما هي تجري .تجري فعل .تجسسري
فسسي اتجسساه واحسسد فسسي الفضسساء الكسسوني الهسائل
بسرعة حسبها الفلكيون باثني عشسسر ميل فسسي
الثانيسسة! والّلسسه -ربهسسا الخسسبير بهسسا وبجريانهسسا
وبمصيرها -يقسسول :إنهسسا تجسسري لمسسستقر لهسسا.
هذا المستقر الذي ستنتهي إليه ل يعلمه إل هو
سبحانه .ول يعلم موعده سواه.
وحين نتصور أن حجم هذه الشسمس يبلسغ نحسو
مليسسون ضسسعف لحجسسم أرضسسنا هسسذه .وأن هسسذه
الكتلة الهائلة تتحرك وتجسسري فسسي الفضسساء ،ل
يسندها شي ء ،ندرك طرفا من صفة القسسدرة
التي تصرف هذا الوجود عن قوة وعسسن علسسم :
م« .. ْ ديُر ال ْعَ ِ »ذل ِ َ
زيزِ العَِلي ِ ق ِ
ك تَ ْ
ن
جو ِ حت ّسسى عسساد َ ك َسسال ْعُْر ُ
ل َ منسسازِ َ مَر قَسد ّْرناه ُ َ ق َ»َوال ْ َ
م« .. دي ِ ق ِال ْ َ
111
والعباد يرون القمر في منازله تلك .يولد هلل.
ثم ينمو ليلة بعد ليلسسة حسستى يسسستدير بسسدرا .ثسسم
يأخسسذ فسسي التنسساقص حسستى يعسسود هلل مقوسسسا
كالعرجون القديم .والعرجون هو العسسذق السسذي
يكون فيه البلح من النخلة.
والذي يلحظ القمر ليلة بعسسد ليلسسة يسسدرك ظسسل
حّتسسسى عسسساد َالتعسسسبير القرآنسسسي العجيسسسب َ » :
م« ..وبخاصة ظل ذلك اللفسسظ دي ِ ن ال ْ َ
ق ِ جو ِكال ْعُْر َُ
م« .فسسالقمر فسسي ليسساليه الولسسى هلل. دي ِ »ال ْ َ
قسس ِ
وفي لياليه الخيرة هلل ..ولكنسسه فسسي الولسسى
يبدو وكسسأن فيسسه نضسسارة وفتسسوة .وفسسي الخيسسرة
يطلع وكأنما يغشاه سسسهوم ووجسسوم ،ويكسسسوه
شحوب وذبول.
ذبول العرجسسون القسسديم! فليسسست مصسسادفة أن
يعبر القرآن الكريم عنسسه هسسذا التعسسبير المسسوحي
العجيب! والحياة مع القمر ليلة بعسسد ليلسسة تسسثير
في الحس مشاعر وخواطر ندية ثريسسة موحيسسة
عميقة .والقلب البشري الذي يعيش مع القمر
دورة كاملة ،ل ينجو من تأثرات واسسستجابات ،
ومن سبحات مع اليد المبدعة للجمال والجلل
المدبرة للجرام بذلك النظام .سواء كان يعلم
سر هذه المنازل والشكال القمريسسة المختلفسسة
أو ل يعلم.
فالمشسساهدة وحسسدها كفيلسسة بتحريسسك القلسسب ،
واستجاشة الشعور ،وإثارة التدبر والتفكير.
وأخيرا يقرر دقة النظسسام الكسسوني السسذي يحكسسم
هذه الجرام الهائلة ،ويرتب الظواهر الناشسسئة
112
سم ُ عسسن نظامهسسا الموحسسد السسدقيق َ» :ل ال ّ
شسس ْ
م سَر ،وََل الل ّي ْس ُ ك ال ْ َ َ
ق
ل سسساب ِ ُ ق َ ي َن ْب َِغي َلهسسا أ ْ
ن ت ُسد ْرِ َ
ن« .. حو َسب َ ُك يَ ْ ل ِفي فَل َ ٍ الّنهارِ ،وَك ُ ّ
ولكسسسل نجسسسم أو كسسسوكب فلسسسك ،أو مسسسدار ،ل
يتجاوزه في جريانه أو دورانه .والمسافات بين
النجوم والكواكب مسسسافات هائلسسة .فالمسسسافة
بين أرضنا هذه وبين الشمس تقدر بنحسسو ثلثسسة
وتسعين مليونا من الميال .والقمسسر يبعسسد عسسن
الرض بنحو أربعين ومائتي ألسسف مسسن الميسسال.
وهذه المسافات على بعدها ليست شيئا يسسذكر
حيسسن تقسساس إلسسى بعسسد مسسا بيسسن مجموعتنسسا
الشمسسسية وأقسسرب نجسسم مسسن نجسسوم السسسماء
الخسسرى إلينسسا .وهسسو يقسسدر بنحسسو أربسسع سسسنوات
ضوئية.
وسرعة الضوء تقدر بستة وثمانين ومائة ألسسف
من الميال في الثانية الواحدة! )أي إن أقسسرب
نجم إلينا يبعسسد عنسسا بنحسسو مسسائة وأربعسسة مليسسون
مليون ميل!(.
وقد قدر الّله خالق هذا الكون الهائل أن تقسسوم
هذه المسسسافات الهائلسسة بيسسن مسسدارات النجسسوم
والكسسواكب .ووضسسع تصسسميم الكسسون علسسى هسسذا
النحو ليحفظه بمعرفته من التصادم والتصدع -
حتى يأتي الجل المعلوم -فالشمس ل ينبغسسي
لها أن تدرك القمر .والليل ل يسبق النهار ،ول
يزحمه فسسي طريقسسه ،لن السسدورة السستي تجيسسء
بالليل والنهار ل تختسسل أبسسدا فل يسسسبق أحسسدهما
113
كل فِسسي فَل َس ٍ الخر أو يزحمه في الجريان! »وَك ُ ّ
ن« .. حو َ سب َ ُ يَ ْ
وحركة هذه الجرام في الفضسساء الهسسائل أشسسبه
بحركة السفين في الخضم الفسيح .فهسسي مسسع
ضخامتها ل تزيد علسسى أن تكسسون نقطسسا سسسابحة
في ذلك الفضاء المرهوب.
وإن النسسان ليتضسساءل ويتضساءل ،وهسو ينظسسر
إلى هذه المليين السستي ل تحصسسى مسسن النجسسوم
الدوارة ،والكواكب السيارة .متناثرة في ذلسسك
الفضاء ،سابحة فسسي ذلسسك الخضسسم ،والفضسساء
مسسن حولهسسا فسسسيح فسسسيح وأحجامهسسا الضسسخمة
تائهة في ذلك الفضاء الفسيح!!!
ْ ْ ة ل َهسس َ
ك فلسس ِ م ِفسسي ال ُ مْلنسسا ذ ُّري ّت َُهسس ْح َم أّنسسا َ »َوآَيسس ٌ ُ ْ
ن، مث ْل ِهِ مسسا ي َْرك َب ُسسو َ
ن ِ م ْ م ِقنا ل َهُ ْ
خل َ ْ
ن ،وَ َ حو ْ ِ ش ُم ْ ال ْ َ
ن
ذو َ ق ُ م ي ُن ْ َ
م َول هُ ْ خ ل َهُ ْ ري َص ِم َفل َ شأ ن ُغْرِقْهُ ْ ن نَ َ وَإ ِ ْ
ن« .. ً ،إ ِّل َر ْ
حي ٍ متاعا ِإلى ِ مّنا وَ َ ة ِم ًح َ
إن فسسي السسسياق مناسسسبة لطيفسسة بيسسن النجسسوم
والكسسواكب السسسابحة فسسي أفلكهسسا ،والفلسسك
المشحون السابح في المسساء يحمسسل ذريسسة بنسسي
آدم! مناسسسسبة فسسي الشسسكل ،ومناسسسبة فسسسي
الحركة ،ومناسبة في تسخير هذا وذلسسك بسسأمر
الّله ،وحفظه بقدرته فسسي السسسماوات والرض
سواء.
وهذه آية كتلك يراهسسا العبسساد ول يتسسدبرونها .بسسل
هذه أقرب إليهم وأيسر تدبرا لو فتحوا قلوبهم
لليات.
114
ولعل الفلك المشحون المسسذكور هنسسا هسسو فلسسك
نوح أبي البشسسر الثسساني السسذي حمسسل فيسسه ذريسسة
آدم .ثم جعل الّله لهم مسسن مثلسسه هسسذه السسسفن
التي تمخر بهم العباب .وهؤلء وهؤلء حملتهسسم
قسسدرة الّلسسه ونواميسسسه السستي تحكسسم الكسسون
وتصرفه وتجعل الفلك يعوم على وجه المسساء ،
بحكم خواص الفلك ،وخواص الماء ،وخسسواص
الريسسح أو البخسسار ،أو الطاقسسة المنطلقسسة مسسن
الذرة ،أو غيرها من القوى .وكلها من أمر الّله
وخلقه وتقديره.
»وإن ن َ ْ
م
هسس ْ
م َول ُ خ ل َُهسس ْ
ري َ م َفل َ
صسس ِ شسسأ ن ُغْرِقُْهسس ْ َِ ْ َ
ن« .. حي س ٍمتاع سا ً ِإلسسى ِ من ّسسا وَ َ
ة ِمس ًح َن .إ ِّل َر ْ
ذو َقس ُي ُن ْ َ
والسفينة في الخضم كالريشة في مهب الريح
،مهمسسا ثقلسست وضسسخمت وأتقسسن صسسنعها .وإل
تدركها رحمة الّله فهي هالكة هالكة في لحظة
من ليسسل أو نهسسار .والسسذين ركبسسوا البحسسار سسسواء
عبروهسسا فسسي قسسارب ذي شسسراع أو فسسي عسسابرة
ضخمة للمحيط ،يدركون هول البحر المخيسسف
وضسسآلة العصسسمة مسسن خطسسره الهسسائل وغضسسبه
الجبار .ويحسون معنى رحمة الّله وأنها وحدها
العاصسسم بيسسن العواصسسف والتيسسارات فسسي هسسذا
الخلق الهائل الذي تمسك يسسد الرحمسسة اللهيسسة
عنانه الجامح ،ول تمسكه يد سواها فسسي أرض
أو سسسماء .وذلسسك حسستى يقضسسي الكتسساب أجلسسه ،
ويحسل الموعسد المقسسدور فسي حينسسه ،وفسسق مسا
72
ن« .. حي ٍ متاعا ً ِإلى ِ قدره الحكيم الخبير » :وَ َ
-في ظلل القرآن ،ج ، 5ص 2967 : 72
115
وقسسال دروزة " :واليسسات اسسستمرار للسسسياق
م موصسسلة بيسسن الفصسسل ة ل َهُس ُ
أيضسسا .وجملسسة َوآي َس ٌ
الول السابق للقصة وبين هذا الفصل كما هسسو
المتبادر .وقد احتوت تنبيهسسا إلسسى مشسساهد كسسون
الل ّسسه ونواميسسسه ونعمسسه علسسى خلقسسه ،وتنديسسدا
بالذين ل يشسسكرون ول يرتسسدعون عسسن مواقسسف
المكابرة.
وعبارتها واضحة ل تحتسساج إلسسى أداء آخسسر .وقسسد
جاءت كما يلهمه أسلوبها وفحواها في معسسرض
البرهنة على قسسدرة الل ّسسه علسسى مسسا يعسد ُ النسساس
ويتوعسسدهم والتنسسبيه علسسى أفضسسال الل ّسسه عليهسسم
ورحمته بهسسم ،فسسي الرض والسسسماء والبحسسار ،
والتنديد بالذين ل يشسسكرونه ول يرتسسدعون عسسن
مواقف المكابرة والجحود ،وإنسسذارهم بسسأنه لسسو
شاء لهلكهم ومنع عنهم خيره وبّره فل يجدون
لهم مغيثا ول ناصرا ،وبأنه إذا لم يفعل
ذلك فل يكون إّل من قبيل المهسال إلسى حيسن
كأنما يهيب بهم إلى اغتنسسام الفرصسسة السسسانحة
قبل نفاد صبره وإنزال عذابه فيهم.
واليات قوية نافذة .موجهة إلى القلب والعقل
بسبيل ما جاءت من أجله من التذكير والعظسسة
والبرهنة والنذار.
ومع وجوب اليمان بحقيقسة مسا احتسوته اليسات
من تقريسسرات متنوعسسة فسسإن أسسسلوبها وفحواهسسا
م التي بسسدأت بهسسا وتكسسررت فسسي ة ل َهُ ُ
وجملة َوآي َ ٌ
مقاطعها قد يفيد أن السامعين كسسانوا يعرفسسون
ويحسون ويتصسسورون مسسا احتسسوته مسسن مشسساهد
116
كونية وأرضسسية وسسسماوية وفسسق مسسا ذكسسر فيهسسا.
وبهسسذا تبسسدو الحكمسسة فسسي ذلسسك وتكسسون الحجسسة
القرآنية مستحكمة في السامعين.
وقال " :لقد عّلقنا فسسي سسسياق تفسسسير سسسورة
ن
القيامة على ربط بعضهم بين الية َبلى قاد ِِري َ
ن بصسسمات َ
ه ) (4وبيسسن فس ّسسوّيَ َبنسسان َ ُ
ن نُ َ
علسسى أ ْ
َ
الصابع الحديث .ونعود إلى التعليق مسسرة ثانيسسة
بمناسبة اليات الستي نحسن فسي صسددها والستي
يقسسف بعضسسهم عنسسدها وعنسسد أمثالهسسا لسسستنباط
قواعسسد فنيسسة كونيسسة منهسسا أو تطسسبيق نظريسسات
علميسسة عليهسسا وبخاصسسة فسسي صسسدد حركسسات
الشسسمس والقمسسر وتعسساقب الليسسل والنهسسار ،
والدلء بسسآراء متنوعسسة هسسي أدخسسل فسسي نطسساق
التكّلف والتزيد بل والغلوّ أكثر منها في نطسساق
الحقيقسسة فسسي حيسسن أن اليسسات فسسي مجموعهسسا
وأسلوبها وروحها تحمل الدليل على أن القصد
منهسسا هسسو لفسست نظسسر النسساس جميعسسا بأسسسلوب
يفهمونه إلى ما يشسساهدونه مسسن مظسساهر قسسدرة
الّله وكونه بقطع النظر عما أقام الّله سسسبحانه
الكون عليه من نواميس ونسب وقواعد دقيقة
محكمة النظام مطردة السير والجريان .ونحن
نرى في مثل هذه المحسساولت إخراجسسا للقسسرآن
الكريم عن هدفه الوعظي والتذكيري وتعريضا
لسسه للتعسسديل والجسسرح اللسسذين يرافقسسان عسسادة
البحاث العلمية على غير طائل ول ضرورة.
ولقد جاء في سسسورة يسسونس فسسي صسسدد منسسازل
در القمر منازل ليعلسسم القمر آية تفيد أن الّله ق ّ
117
ذي الناس عدد السنين والحساب وهي :هُوَ اّلسس ِ
لمنازِ َ مَر ُنورا ً وَقَد َّره ُ َ ضياًء وَ ال ْ َ
ق َ س ِ م َ ش ْل ال ّ جعَ َ َ
خل َسقَ الل ّس ُ
ه ب مسسا َ حسسسا َ ن َوال ْ ِسِني َموا ع َد َد َ ال ّ ل ِت َعْل َ ُ
ن )(5 مسسو َ قوْم ٍ ي َعْل َ ُ ل اْليا ِ
ت لِ َ ص ُحقّ ي ُفَ ّك إ ِّل ِبال ْ َ ذل ِ َ
فإذا لحظنا أن منازل القمر أو دوراتسسه اليوميسسة
دل بهسسا صسسوره كسسانت هسسي الوسسسيلة السستي تتبسس ّ
الممكنسسة المشسساهدة لمعرفسسة حسسساب اليسسام
والشسسهر والسسسنين بالنسسسبة للسسسامعين رغسسم
كونها ليست دقيقة تبين لنا أن حكمسسة التنزيسسل
إنما اقتضت أن يكون الخطاب كما جاء بسبيل
تنبيه السامعين إلى نواميس كون الل ّسسه وإثبسسات
وجوده وقدرته على مسا هسسو ملمسوح بقسوة مسن
فحوى السلسلة التي نحن في صددها وسسسياق
آية سورة يونس المسسذكورة وأمثالهسا لنسه كسسان
هو المفهوم من قبل السامعين بمداه ومعنسساه.
وتبين لنا مدى ما في تجاوز هسسذا النطسساق إلسسى
اسسستخراج النظريسسات الفنيسسة مسسن القسسرآن أو
حسسل وز وتم ّ تطبيقها على اليات القرآنية من تج ّ
وخروج بالقرآن عن نطاق حكمة تنزيله.
ونعود إلى التنبيه مرة أخرى في هذه المناسبة
إلى أن ما قلناه ل يعنسسي حظسسر دراسسسة أسسسرار
الكسسون علسسى المسسسلمين بمختلسسف الوسسسائل
وعلى مختلف المستويات.
فهذا شيء وذاك شيء آخر .بل إن إيذان الّلسسه
تعالى للبشر ومن جملتهم المسسسلمين أن الل ّسسه
خر لهم مسسا فسسي السسسموات ومسسا فسسي الرض س ّ
118
خره لهم ليوجب عليهم ذلك لن النتفاع بما س ّ
م إّل به .والّله تعالى أعلم.
الّله ل يت ّ
ديُر
قس ِ
ك تَ ْوقسسال " :وبمناسسسبة ورود تعسسبير ذل ِس َ
زيزِ ال ْعَِليسم ِ نقسول إن كسثيرا مسن المسسلمين ال ْعَ ِ
يسوقون هذا التعبير في معرض عقيدة القضاء
والقدر وكمستند لها به في حيسسن أنسسه قسسد جسساء
في معسسرض بيسسان أن حركسسة الشسسمس والقمسسر
وتعاقب الليل والنهسسار كسسل ذلسسك يجسسري ضسسمن
ق
در على أحسن أسسسلوب وأد ّ حساب رباني مق ّ
ترتيب.
وبكلمسسة أخسسرى إن كلمسسة »تقسسدير« هنسسا تعنسسي
الحساب الدقيق وليس لها صلة بعقيسدة القسدر
73
ح سوقها في معرض ذلك". ول يص ّ
ما ترشد إليه اليات
أرشدت اليات إلى ما يأتي :
ّ
- 1من الدلة الدالة على وجود اللسسه وتوحيسسده
وكمال قدرته على البعث وإحياء الموتى وغيسسر
ذلك :إحياء الرض الهامسسدة بالنبسسات الخضسسر ،
وإخسسراج الحسسب منسسه ،السسذي هسسو قسسوام الحيسساة
وأساس القوت والمعاش.
- 2ومن الدلة أيضا خلق بسسساتين فسسي الرض
مسسن نخيسسل وأعنسساب ،وتفجيسسر الينسسابيع فسسي
البساتين للكل من ثمسسر مسساء العيسسون ،أو مسسن
ثمر المذكور وهو ثمر الجنات والنخيسسل ،ومسسن
السذي عملتسه أيسدي النساس مسن الثمسار ،ومسن
119
أصناف الحلوات والطعمة ،ومما اتخذوا مسسن
الحبوب كالخبر وأنواع الحلويات.
وخصص النخيل والعناب بالذكر ،لنهما أعلسى
الثمار ،كما تقدم.
- 3تستوجب هذه النعم شكر الخسسالق المنعسسم
المتفضسسسسل ،وشسسسسكره بعبسسسسادته ،والذعسسسسان
لسلطانه وإرادته.
- 4يجب تنزيه الخالق عما ل يليق به ،والبعسسد
عن صنيع الكفار الذين عبدوا غير الّله ،مع مسسا
رأوا من نعمه وآثار قدرته.
- 5إن آثار قدرة الل ّسسه ومظاهرهسسا فسسي العسسالم
كثيرة ،منها خلسسق النباتسسات والثمسسار المختلفسسة
واللوان والطعوم والشسسكال والحجسسام صسسغرا
وكسسبرا .ومنهسسا خلسسق الولد والزواج أي ذكسسورا
وإناثسسا ،ومنهسسا خلسسق أصسسناف أخسسرى ل يعلمهسسا
البشر في البر والبحر والسماء والرض.
وإذا كان الّله قد انفرد بسسالخلق ،فل ينبغسسي أن
يشرك به.
- 6ومن العلمات الدالة أيضا على توحيد الّله
وقدرته ووجوب ألوهيته :تعاقب الليل والنهسسار
وما يتبعهما من ظلمة وضسسوء لتحقيسسق مصسسالح
العبسساد ،وضسسبط السسسنين والحسسساب ،وجريسسان
الشسسمس لمسسستقّر لهسسا هسسو محورهسسا أو نهايسسة
سيرها يوم القيامسسة ،وتقسسدير القمسسر ذا منسسازل
هي ثمانية وعشرون منسسزل ،ينسسزل القمسسر كسسل
ليلة بمنزل منها ،فإذا صسسار فسسي آخرهسسا ،عسساد
إلى أّولها ،فيقطع الفلك فسسي ثمسسان وعشسسرين
120
ليلة ،ثم يستتر ،ثسسم يطلسسع هلل ،فيعسسود فسسي
قطع الفلك على المنازل ،وهي منقسمة على
البروج ،لكل برج منزلن وثلث.
ومنها جعل مدار مستقل وسلطان منفرد لكسسل
من الشمس والقمر والرض ،فل يدخل أحدها
على الخر ،وإنمسسا كسسل مسسن الشسسمس والقمسسر
والنجوم يجري في فلك خاص به.
- 7ومن دلئل قدرة الّله ورحمته :حمل ذرية
القسسرون الماضسسية والحاضسسرة والمقبلسسة فسسي
السسسفن المملسسوءة بالسسسلع والمتعسسة ،وخلسسق
وسائط أخرى للركسسوب مماثلسسة للسسسفن وهسسي
البل سفائن البراري ،ووسائل النقل الحديثسسة
فسسسي السسسبر والجسسسو مسسسن سسسسيارات وقطسسسارات
وطائرات ومناطيد )أو مطاود( ونحوها.
والل ّسسه قسسادر علسسى إغسسراق ركسساب السسسفن فسسي
البحسسار ،فيصسسبحون دون مغيسسث ول مجيسسر ول
منقسسذ ممسسا ألسسم بهسسم ،ولكسسن رحمتسسه تعسسالى
اقتضسست إبقسساءهم وإنقسساذهم ليتمتعسسوا بمتسساع
الحيسسساة الدنيويسسسة إلسسسى آجسسسالهم المرسسسسومة ،
وأعمارهم المحسسدودة ،والتمتسسع إلسسى حيسسن هسسو
جل الّله عذاب المسسم السسسالفة ، الموت.وقد ع ّ
خر عذاب أمة محمد ، وإن كذبوه ،إلى وأ ّ
يوم القيامة ،تكريما لهذا الرسول .
-8حول سجود الشمس تحت العرش :
ع
مس َت َ ل ك ُْنس ُن أ َِبى ذ َّر -رضى اللسسه عنسسه َ -قسا َ عَ ْ
سم ِ ش ْ ب ال ّ عن ْد َ غ ُُرو ِ
جد ِ ِ س ِ ى ِ - -فى ال ْ َ
م ْ الن ّب ِ ّ
ب ال ّ َ َ َ قا َ فَ َ
س«. م ُ ش ْ ل » َيا أَبا ذ َّر أت َد ِْرى أي ْ َ
ن ت َغُْر ُ
121
قُل ْت الل ّه ورسول ُ َ
ب ل » فَإ ِن ّهَسسا ت َسذ ْهَ ُ م .قَسسا َ ه أع ْل َ ُ ُ ََ ُ ُ ُ
ه ت ََعالى ) َ ُ
ش ،فَذ َل ِك قَوْل ُ َ ْ
ت العَْر ِ ح َ جد َ ت َ ْ س ُ حّتى ت َ ْ َ
ز
زي ِ ديُر ال ْعَ ِ ق ِ ك تَ ْ قّر ل ََها ذ َل ِ َ ست َ َ م ْ رى ل ِ ُ ج ِ س تَ ْ م ُ ش ْ َوال ّ
74
ال ْعَِليم ِ ( « صحيح البخارى.
ن عسن أ َبسي ذ َر ،أ َن النبسي قَسسا َ َ
ل :أَتسد ُْرو َ ّ ِّ ّ ّ و َ ْ ِ
َ
ه سول ُ ُ ه وََر ُ س ؟ َقاُلوا :الل ّ ُ م ُ ش ْ ب هَذ ِهِ ال ّ ن ت َذ ْهَ ُ أي ْ َ
َ
ت حس َ قّر ل َهَسسا ت َ ْ سست َ َ م ْ ري ل ِ ُ جس ِ ل :إ ِن ّهَسسا ت َ ْ م ،قَسسا َ أع ْل َس ُ
حت ّسسى ك َ ل ك َسذ َل ِ َ جد َة ً َفل ت َسَزا ُ سسسا ِ خ سّر َ ش فَت َ ِ ْ
العَ سْر ِ
ت، جئ ْ ِ ث ِ حي ْس ُ ن َ مس ْ جِعي ِ فعِسسي فَسساْر ِ ل ل ََها :اْرت َ ِ قا َ يُ َ
ري ل ي ُن ْك ِسُر جس ِ مطل ِعِهَسسا فَت َ ْ ْ ة فِسسي َ ح طال ِعَ س ً َ ص سب ِ ُ فَت ُ ْ
ن مس ْ ل ل ََهسا :اط ْل ُِعسي ِ قسا ُ شسي ًْئا ،فَي ُ َ من ْهَسسا َ س ِ الّنسا ُ
مغْرِب َِهسا ، ن َ مس ْ ة ِ طال ِعَس ً ح َ صسب ِ ُ ل :فَت ُ ْ ك ،قَسسا َ مغْرِب ِس ِ َ
َ َ ّ فَ َ
ن أيّ َيسسوْم ٍ ل اللسسهِ : أَتسسد ُْرو َ سسسو ُ ل َر ُ قسسا َ
َ
ك ذا َ لَ : م ،قَسسا َ ه أع ْل َس ُ سول ُ ُ ه وََر ُ ك ؟ َقاُلوا :الل ّ ُ ذ َل ِ َ
ل ن قَب ْ ُ م ْ ت ِ من َ ْ نآ َ م ت َك ُ ْ مان َُها ل َ ْ سا ِإي َ ف ً فعُ ن َ ْ م ل ي َن ْ َ ي َوْ َ
.
َ
ي معَ الن ِّبسس ّ ت َ ل :ك ُن ْ ُ ن أِبي ذ َّر َ ،قا َ وفي رواية ع َ ْ
ل َ :يسسا أَبسسا ذ َّر ، َ قا َ س ،فَ َ ت ال ّ
م ُ ش ْ جب َ ِ ن وَ َ حي َ ِ
َ
ه سسسول ُ ُ ه وََر ُ ت :الل ّس ُ س ؟ قُل ْس ُ م ُ شس ْ ب ال ّ ن ت َسذ ْهَ ُ أي ْس َ
َ
ي
ن ي َس َد َ ْ جد َ ب َي ْ َ س ُ حّتى ت َ ْ ب َ ل :فَإ ِن َّها ت َذ ْهَ ُ م َ ،قا َ أع ْل َ ُ
ن ل ََهسا ،وَك َأن َّهسا ْ
جوِع فَُيسؤ ْذ َ َ ن ِفي الّر ُ ست َأذ ِ ُ َرب َّها فَت َ ْ
ع
جس ُ ت فَت َْر ِ جئ ْ ِ ث ِ حي ْس ُ ن َ مس ْ جعِسسي ِ ل ل َهَسسا :اْر ِ قَد ْ ِقي َ
َ مط ْل ِعَِهسسا َفسسذ َل ِ َ
م َقسسَرأ : ها ُ ،ثسس ّ قّر َ سسست َ َ م ْ ك ُ إ َِلسسى َ
قّر ل َهَسسا{]سسسورة يسسس س ست َ َ م ْ ري ل ِ ُ ج ِ س تَ ْ م ُ ش ْ }َوال ّ
75
آية [ 38
-صحيح البخارى )( 4802 74
122
َ
ه فِسسي ه الل ّس ُ مس ُ ح َ ي َر ِ خط ّسساب ِ ّ ن ال ْ َ ما َ س سل َي ْ َ وَذ َك ََر أب ُسسو ُ
ل ن أ َهْس َ َ
قّر ل َهَسسا أ ّ سست َ َ م ْ ري ل ِ ُ جس ِ س تَ ْ م ُ ش ْ قَوْل ِهِ َ :وال ّ
َ ُ َ
ن؛ ني قَسسالوا ِفي سهِ قَسوْلي ْ ِ مَعا ِ ب ال ْ َ حا َ ص َ سيرِ وَأ ْ ف ِ الت ّ ْ
ري ن ال ّ َ قَسسسا َ
جسسس ِ س تَ ْ م َ شسسس ْ معْن َسسساه ُ أ ّ
ُ
مَ :
َ
ضسسسهُ ْ ل ب َعْ ُ
ل ل َهَسسا ،وَقَسد َرٍ قُسد َّر ج َ لأ ّ َ
قّر ل ََها ،أيْ ِ :ل َ
ج ٍ ست َ َ م ْ لِ ُ
ل قسساِء ال ْعَسسال َم ِ ،وَقَسسا َ م سد ّةِ ب َ َ قط َسساع َ ُ ل ََها ،ي َعْن ِسسي ان ْ ِ
مسسا ت َن ْت َهِسسي إ ِل َي ْسهِ فِسسي ة َ غاي َس ٌ ها َ قّر َ سست َ َ م ْ مُ : ض سه ُ ْ ب َعْ ُ
َ َ
ف صي ْ ِ ل ي َوْم ٍ ِفي أّيام ِ ال ّ عَها ِلط ْوَ ِ فا ِ ها َواْرت ِ َ صُعود ِ َ
ْ ُ
صسسى ْ َ َ ُ ُ
ي إ ِلسسى أق َ حّتى ت َن ْت َهِ س َ ل َ خذ ِفي الن ُّزو ِ م ت َأ ُ ،ث ّ
َ َ
مسسا سسن َةِ .وَأ ّ صرِ ي َسوْم ٍ فِسسي ال ّ شَتاِء ِلقْ َ ق ال ّ شارِ ِ م َ َ
َ َ ْ ُ
ن ش " فَل ي ُن ْك ِسُر أ ْ ت العَ سْر ِ حس َ ها ت َ ْ قّر َ ست َ َ م ْ ه" ُ قَوْل ُ
ث َل حي ْ ِ ن َ م ْ ش ِ ت َالَعر ِ
ح َ ْ ما ت َ ْ قَراٌر َ ست ِ ْ ن ل ََها ا ْ كو َ يَ ُ
ب فََل ن غ َي ْس ٍ خب َسَر ع َس ْ مسسا أ ْ شاه ِد ُه ُ ،وَإ ِن ّ َ ه وََل ن ُ َ ن ُد ْرِك ُ ُ
حي س ُ من َسسا َل ي ُ ِ َ
ط ب ِسهِ ، عل ْ َ ن ِ ه ِ ،ل ّ فس ُ ب ب ِهِ وََل ن ُك َي ّ ُ ن ُك َذ ّ ُ
َ َ ويحتم ُ َ
ت س سأل ْ َ مسسا َ م َ ن ع َل ِ َ معَْنى :أ ّ ن ال ْ َ كو َ ن يَ ُ لأ ْ َُ ْ َ َ
ب ب ك ُت ِ َ ش ِفي ك َِتا ٍ ْ
ت العَْر ِ ح َ ها ت َ ْ قّر َ ست َ َ
ُ
م ْ ن ُ م ْ ه ِ ع َن ْ ُ
ت مسسورِ ال ْعَسسال َم ِ وَن َِهاَيات ُهَسسا َ ،وال ْسوَقْ ُ مب َسساد ِئُ أ ُ ِفي سهِ َ
ن قط ِسسسعُ د َوََرا ُ مسسسد ّت َُها ،فَي َن ْ َ ذي ت َن ْت َهِسسسي إ ِل َي ْسسسهِ ُ ال ّسسس ِ
ل فِعْل َُها ،وَهُس َ
و ك فَي َب ْط ُ ُ عن ْد َ ذ َل ِ َ قّر ِ ست َ ِ س وَت َ ْ م ِ ش ْ ال ّ
ل ال ْ َ ْ َ
ق خل س ِ وا ُ حس َ ن ِفيهِ أ ْ ذي ب ُي ّ َ ظ ،ال ّ ِ فو ُ ح ُ م ْ ح ال ْ َ الل ّوْ ُ
ل أ ُمسسورهم والل ّس َ
م ه أع ْل َس ُ ُ مسسآ ُ ُ ِ ِ ْ َ م وَ َ جسسال ُهُ ْ قةِ َوآ َ خِلي َ َوال ْ َ
ك. ب ِذ َل ِ َ
َ
ذا سس ي َعْن ِسسي ن :وَفِسسي هَس َ ما َ سسل َي ْ َ خ أب ُسسو ُ شي ْ ُ ل ال ّ َقا َ
س جود ِ ال ّ ث اْلوّ َ َ ال ْ َ
م ِ شس ْ سس ُ ن ُ خب َسساٌر ع َس ْ
َ
ل سس إ ِ ْ دي َ حس ِ
عْنسسد َ ك ِ ن ذ َِلسس َ كسسو َ ن يَ ُ كسسُر أ ْ ش فََل ي ُن ْ َ ت الَعسسْر ِ
حسس َ ْ تَ ْ
ن خَبسُر ع َس ْ ها َ ،وال ْ َ سسسيرِ َ م ِ ش ِفسي َ ذات ِهَسسا ال ْعَسْر َ حا َ م َ ُ
جساءَ ل َقسد ْ َ جس ّ عسّز وَ َ مرِ ل ِل ّهِ َ ق َ س َوال ْ َ م ِ ش ْ جود ِ ال ّ س ُ ُ
123
ت حس َ ها ل َِرب ّهَسسا ت َ ْ جود ِ َ سس ُ س ِفي ُ ب ،وَل َي ْ َ ِفي ال ْك َِتا ِ
ها سسسي ْرِ َ عسسن السسدأ ْ مسسا ي َُعوقَُهسسا َ ال َْعسسْر
ب ِفسسي َ ِ ّ ِ ش َ ِ
َ
ل مسسا قَسوْ ُ ل :فَأ ّ ه .قَسسا َ ت ل َس ُ خَر ْ سس ّ ما ُ ف لِ َ صّر ِ َوالت ّ َ
س ب ال ّ َ حت ّسسى إ ِ َ ج ّ الل ّهِ ع َّز وَ َ
م ِ شس ْ مغْ سرِ َ ذا ب َل سغَ َ لَ :
س ه ل َْيسس َ مئ َةٍ َفسسإ ِن ّ ُ ح ِ ن َ ب ِفسسي ع َْيسس ٍ ها ت َْغسسُر ُ جسسد َ َ وَ َ
َ ذا ال ْ َ
ن نأ ّ مسس ْ خَبسسرِ ِ هسس َ جسساَء ِفسسي َ مسسا َ ف لَ ّ خسسال ِ ٍ م َ بِ ُ
ن َ
ش ِ ،ل ّ ْ س ت َذ ْهَ ُ ال ّ
ت العَْر ِ ح َ جد َ ت َ ْ س ُ حّتى ت َ ْ ب َ م َ ش ْ
ر
صس ِ ك ال ْب َ َ م سد ْرِ ِ ة ُ ما هُوَ ن َِهاي َس ُ كوَر ِفي اْلي َةِ إ ِن ّ َ مذ ْ ُ ال ْ َ
ش حس َ ْ ل ال ْغُسُرو ِ حسسا َ
ت العَسْر ِ ها ت َ ْ صسسيُر َ م ِ ب ،وَ َ ها َ إ ِّيا َ
فظُ ل ع َل َي ْهِ ل َْ ما د َ ّ ما هُوَ ب َعْد َ غ ُُروب َِها ِفي َ جود ِ إ ِن ّ َ س ُ ِلل ّ
معْن َسسى سَ . ض وَل َي ْس َ مسسا ت َعَسساُر ٌ س ب َي ْن َهُ َ خب َرِ ،فَل َي ْس َ ال ْ َ
ط ِفي ت ِل ْ َ ق ُ َ
ك س ُ مئ َةٍ أن َّها ت َ ْ ح ِ ن َ ب ِفي ع َي ْ ٍ قَوْل ِهِ ت َغُْر ُ
ن ال َْغاي َةِ ال ِّتسسي خب ٌَر ع َ ِ ما هُوَ َ ها ،وَإ ِن ّ َ مُر َ ن فَت َغْ ُ العَي ْ ِ
ْ
ج سد ْ م يَ ِ حت ّسسى ل َس ْ سسسيرِهِ َ م ِ ن فِسسي َ قْرن َي ْس ِ ذو ال ْ َ ب َل َغَهَسسا ُ
عْنسسد َ س ت ََتسسد َّلى ِ م َ شسس ْ جسسد َ ال ّ كا فَوَ َ سسسل َ ً م ْ هسسا َ وََراَء َ
َ َ ْ
ه
ت ه َ سذ ِ ِ م ِ سس ْ ن ،أوْ ع َلسسى َ غ ُُروب َِها فَوْقَ هَذ ِهِ العَي ْ ِ
ن مس ْ س لِ َ ب ال ّ ك ي َت َسَراَءى غ ُسُرو ُ ن ،وَك َذ َل ِ َ ْ
م ِ شس ْ العَي ْ ِ
ل ،ي َسَرى ح َ سسسا ِ حسرِ وَهُسوَ َل ي َسَرى ال ّ ن فِسسي ال ْب َ ْ ك َسسا َ
َ
ت ِفي كان َ ْ ن َ حرِ ،وَإ ِ ْ ب ِفي ال ْب َ ْ س ك َأن َّها ت َِغي ُ م َ ش ْ ال ّ
معْن َسسى حرِ ،وَفِسسي هَهُن َسسا ب ِ َ ب وََراَء ال ْب َ ْ قةِ ت َِغي ُ قي َ ح ِ ال ْ َ
َ
ل ت ت َُبسد ّ ُ فا ِ ص َ ف ال ّ حُرو ُ معَْنى ع ََلى ،وَ ُ فَوْقَ ،أوْ ب ِ َ
76
ضن ب َعْ ٍ كا َ م َ ضَها َ ب َعْ ُ
وقال دروزة :
" ومسسا جسساء فسسي الحسسديث أمسسر مغي ّسسب فيجسسب
ح 77مسسع وجسسوب اليمسسان الوقوف عنسسده إذا صس ّ
بأنه ل بد ّ من أن يكون لصدوره مسسن النسسبي
ت ل ِل ْب َي ْهَ ِ َ
ي) 804و (805
ق ّ فا ُ
ص َ
ماءُ َوال ّ -اْل ْ
س َ 76
124
ل مسسن حكمة كشأن حكمة الّله في اليات .ولع ّ
هسسذه الحكمسسة قصسسد التنسسبيه علسسى إحاطسسة الل ّسسه
تعسسالى وتصسسرفه المطلسسق فسسي الكسسون وفسسي
الشمس التي هي من أعظم مظاهر ومشسساهد
78
هذا الكون .والّله تعالى أعلم".
وفي فتاوى الشبكة السلمية :
" من المعلوم بدللة المشاهدة علما قطعيسسا ل
شبهة فيه أن الشمس طالعة في كسسل وقسست ل
تغيب عسسن مكسسان إل ظهسسرت فسسي مكسسان آخسسر،
وهذا ل ينافي سجودها تحسست العسسرش ،كمسسا أن
سسسجودها ل يعوقهسسا عسسن السسدأب فسسي مسسسيرها
والتصسسسرف لمسسسا سسسسخرت لسسسه ،لن الشسسسمس
خاضسسعة لمشسسيئة اللسسه مثسسل كسسل المخلوقسسات،
فتكون في دورانها خاضعة فسسي جميسسع أحوالهسسا
ساجدة تحت العرش .قال الحسسافظ ابسسن حجسسر
في الفتح :ويحتمل أن يكسسون المسسراد بالسسسجود
سسسجود مسسن هسسو موكسسل بهسسا مسسن الملئكسسة ،أو
تسجد بصورة الحال فيكون عبارة عن الزيسسادة
في النقياد والخضوع فسسي ذلسسك الحيسسن .وقسسال
الحسسافظ ابسسن حجسسر فسسي موضسسع آخسسر :قسسال
الخطابي :يحتمل أن يكون المسسراد باسسستقرارها
127
خاضسسع لربسسوبيته ذليسسل لعزتسسه مقهسسور تحسست
سلطانه تعالى (.82
كما أن سجود هذه المخلوقات سجود حقيقسسي
يليسسق بهسسذه المخلوقسسات كسسل بحسسسبه فسسسجود
النسسسان لئق بسسه وهسسو مسسا كسسان علسسى الهيئة
المعروفسسة وعلسسى العضسساء السسسبعة وسسسجود
ن
الشمس يليق بها كمسسا صسسح فسسي الحسسديث ع َس ْ
ضسسسسسي الل ّسسسسسه ع َن ْسسسسسه ) والنسسسسسف َ
أب ِسسسسسي ذ َّر َر ِ
السسذكر (..فسسسجودها سسسجود حقيقسسي يناسسسب
الشمس لكن كيف تسجد لله تحت العرش ؟
الله سسسبحانه هسسو العلسسم بكيفيسسة هسسذا السسسجود
وظاهر الحديث يأبى أن يكون معنسسى السسسجود
مجسسرد خضسسوعها لمسسر اللسسه سسسبحانه وانقيادهسسا
لطاعته بل هو خضسسوع وذلسسة وانكسسسار وانقيسساد
بسجود حقيقي ل نعلم كيفيته ،وكذا يقال فسسي
القمر والشجر والدواب وسائر الكائنات كل له
سسسجود يناسسسبه ويليسسق بسسه ،فسسالواجب علسسى
المؤمن أن ل يجعل مسسن جهلسسه بكيفيسسة سسسجود
بعسسض الكائنسات مانعسا مسن التصسديق واليمسان
بهذا السجود بل الواجب عليه اليمان بما أخبر
الله به من سجود الكائنات لسسه سسسبحانه .واللسسه
83
أعلم "
قلت :
129
الدراسة ولسسم يمسسط عنهسسا اللثسسام ويجعسسل بينهسسا
87
وبين نصوص الوحي إشكالت ومعارضات".
سسسسسسسسسسسس
132
وليس إعراضهم مقتصرا علسسى ذلسسك ،بسسل هسسم
عن كل آية معرضون ،كما قال تعالى َ » :وما
م إ ِّل كسساُنوا ع َْنهسسا ْ
ت َرب ّهِس ْ ن آيسسا ِ مس ْ ن آي َسةٍ ِ م ْ م ِ ت َأِتيهِ ْ
ن «. ضي َ معْرِ ِ ُ
" هو مما يشير إلى جواب الشسسرط فسسى اليسسة
السابقة ..فهسسو حكسسم عليهسسم بسسأنهم ل يلتقسسون
بآية من آيات ربهم ،إل أعرضوا عنها ،مكذبين
بها ،ساخرين منها "..
أي وما تجيء هؤلء المشركين آيسة مسن آيسات
الّله علسسى التوحيسسد وصسسدق الرسسسل إل شسسأنهم
العراض عنها ،وعسسدم اللتفسسات إليهسسا ،وتسسرك
التأمل بها ،وعدم النتفاع بها ،لتعطيل طاقسسة
الفكر والنظر المرشسسد إلسسى اليمسسان وتصسسديق
الرسول .
وفضل عن سوء العتقاد بسسالّله ورسسسوله ،
تركسسوا الشسسفقة علسسى خلسسق الّلسسه ،كمسسا قسسال
هم الل ّ ُ ما َرَزقَك ُ ُ م ّقوا ِ م أ َن ْفِ ُ ل ل َهُ ْ تعالى » :وَِإذا ِقي َ
َ
ن ل َس ْ
و مس ْ م َ من ُسسوا أن ُط ْعِس ُ نآ َ ذي َ فُروا ل ِل ّس ِ ن كَ َ ذي َ ل ال ّ ِ قا َ
َ َ
ن مِبي س ٍل ُ ضسسل ٍ م إ ِّل فِسسي َ ن أن ْت ُ ْ ه إِ ْ م ُه أط ْعَ َ َيشاُء الل ّ ُ
«.
وهذه آية من آيات الل ّسسه ،تسسدعوهم إلسسى خيسسر ،
وإلى بر وإحسان ،بأن ينفقوا مما رزقهم الّلسسه
س فمسساذا كسسان جسسوابهم علسسى هسسذه السسدعوة مسسن
صاحب المر ،وصاحب الرزق ؟ .كان جوابهم
َ
م من ُسسوا أن ُط ْعِ س ُ نآ َ ذي َفُروا ل ِل ّ ِ ن كَ َ ذي َ ل ال ّ ِهو :س » قا َ
م إ ِّل فِسسي َ َ
ن أن ْت ُس ْ ه ؟ إِ ْ مس ُ ه أط ْعَ َ ن ل َسوْ َيشسساُء الل ّس ُ مس ْ َ
ن «.. مِبي ٍ ل ُ ضل ٍ َ
133
وهذا جسسواب خسسبيث مسساكر ،يكشسسف عسسن كفسسر
غليسسظ ..إنهسسم فسسى سسسبيل الغلسسب بالمماحكسسة
والجدل ،يؤمنون بالّله ،ويؤمنون بمشيئته فى
خلقسسسه ،وبتصسسسريفه المطلسسسق لكسسسل أمسسسر ..
دا علسسى قسسول الل ّسسه أو الرسسسول أو فيقولسسون ر ّ
َ
ه « سسس م الّلسس ُ
ما َرَزقَك ُ ُ
م ّ
قوا ِالمؤمنين لهم » :أن ْفِ ُ
ْ َ ّ َ َ
ه؟ مسس ُ
ه أطعَ َ ن لوْ َيشاُء الل ُم ْ م َ يقولون » :أن ُط ْعِ ُ
« إن تلك هى مشسسيئة الل ّسسه فسسى هسسؤلء الجيسساع
الذين ندعى إلى إطعامهم ..
إن الّلسسه أراد لهسسم أن يجوعسسوا ،ولسسو أراد أن
يطعمهسسم لطعمهسسم ..فسسإنه قسسادر ،وخزائنسسه ل
تنفد!! فلم يدعوننا نحن إلسسى إطعسسامهم ،وهسسو
القادر ،ونحن العسساجزون ،وهسسو الغنسسى ونحسسن
الفقسسراء ؟ إن أنتسسم أيهسسا المؤمنسسون » إ ِّل ِفسسي
ن « ! ل تعرفسسون الل ّسسه ،ول تقسسدرونه مِبي ٍ
ل ُضل ٍ
َ
قدره!!.
وهذا الرد مسسن المشسسركين ،هسسو رد ّ مسسن خسسذله
الّله ،وأضله على علم ..فهسسم إذ يسسدعون إلسسى
اليمان بالّله ،ل يسمعون ،ول يعقلون ..وهم
إذا دعسسوا إلسسى مسسا تقتضسسيه دواعسسى المسسروءة
النسانية ،من الحسان إلى إخوانهم الفقراء ،
يقيمون مسسن الل ّسسه ،ومسسن علمسسه وقسسدرته حجسسة
كيديسسة ،يبطلسسون بهسسا السسدعوة السستي يسسدعون
إليها ..ولو أنهم كانوا مؤمنين بسسالّله ،معسسترفين
بمشيئته فسسى خلقسسه ،لسسستجابوا لمسسا يسسدعوهم
الّله إليه ،من النفاق فسسى سسسبيل الل ّسسه ..وفسسى
لالظهار بدل الضمار فى قوله تعسسالى » :قسسا َ
134
فسُروا « بسسدل مسسن قسسالوا سس كشسسف عسسن ن كَ َ
ذي َال ّ ِ
الوصف الذي هو ملتصق بهم ،وهو الكفر "..
أي وإذا طلب منهم الصدقة ،وأمسسروا بالنفسساق
ممسسا رزقهسسم الّلسسه علسسى الفقسسراء والمحاويسسج
،أجابوا المؤمنين استهزاء بهم ،وتهكما بقولهم
:هسسؤلء السسذين أمرتمونسسا بالنفسساق عليهسسم :لسو
شسساء الل ّسسه لغنسساهم ،ولطعمهسسم مسسن رزقسسه ،
فنحن نوافق مشيئة الّله تعالى فيهم.
وكان هذا الحتجاج بسساطل ،لن الل ّسسه تعسسالى إذا
مّلك عبدا مال ،ثم أوجب عليه فيه حقا ،فكأنه
انتزع ذلك القسسدر منسسه ،فل معنسسى للعسستراض.
وقسسد صسسدقوا فسسي قسسولهم :لسسو شسساء الل ّسسسه
أطعمهم ،ولكن كذبوا في الحتجاج بذلك.
ه ترغيب فسسي النفسساق ، م الل ّ ُ ما َرَزقَك ُ ُ م ّ
وقوله ِ :
فإن الّله رزقكم ،فإذا أنفقتم فهو يخلسسف لكسسم
السسرزق ثانيسسا كمسسا رزقكسسم أول ،وهسسو أيضسسا ذم
على البخسسل السسذي هسسو فسسي غايسسة القبسسح ،فسسإن
أبخل البخلء من يبخل بمال الغير ،وفسسي هسسذا
ذم لهم على ترك الشفقة على خلق الّله.
ومسسع هسسذا كلسسه ،عسسابوا المريسسن لهسسم بالنفسساق
ن
واتهموهم بالضلل ،فقالوا تتمة لكلمهسسم :إ ِ ْ
َ
ن أي ما أنتم فسي أمركسسم مِبي ٍ
ل ُ ضل ٍم إ ِّل ِفي َ أن ْت ُ ْ
لنا بالنفاق إل في خطأ واضح ،وانحسسراف عسسن
جادة الهدى والرشاد.
م إ ِّل ..يفيسسد الحصسسر .وهسسذا فهسسم وقوله إ َ
ن أن ْت ُس ْ
ِ ْ
ّ
خطأ من المشركين ،لن حكمة اللسسه اقتضسست
تفاوت الناس في الرزق ،فهسسو يقبسسض السسرزق
135
ط سس َ عمن يشاء ،ويبسطه لمن يشسساء ،وَل َسوْ ب َ َ
َْ
ن ض َ ،ولك ِس ْ وا فِسسي الْر ِ ه السّرْزقَ ل ِِعبسساد ِهِ ل َب َغَس ْ الل ّس ُ
صسسيٌر خِبي سٌر ب َ ِ ه ب ِِعبسساد ِهِ َ قد َرٍ مسسا َيشسساُء ،إ ِن ّس ُ ل بِ َ ي ُن َّز ُ
]الشورى [27 /42فقد أغنسسى قومسسا ،وأفقسسر
آخرين ،وأمر الفقراء بالصسسبر ،وأمسسر الغنيسساء
َ
عطسسى َواّتقسسى ، ن أَ ْ مس ْ مسسا َ بالعطاء والشسسكر :فَأ ّ
َ
مسسا سسسرى ،وَأ ّ س سُره ُ ل ِل ْي ُ ْ سن ُي َ ّ سنى ،فَ َ ح ْ صد ّقَ ِبال ْ ُ وَ َ
سسسسنى ، ح ْ ب ِبال ْ ُ سسسست َْغنى ،وَك َسسسذ ّ َ ل َوا ْ خسسس َ ن بَ ِ مسسس ْ َ
سرى ]الليل .[10 - 5 /92 ْ
سُره ُ ل ِلعُ ْ سن ُي َ ّ فَ َ
ذا ل ت َعَسساَلى ذ ِك ْسُره ُ :وَإ ِ َ قسسو ُ وقسسال الطسسبري " :ي َ ُ
َ
ن ِبالل ّهِ :أن ْفِ ُ
ق ن رِْز ِ مس ْ قسسوا ِ كي ََ شرِ ِ م ْ ل ل ِهَؤ َُلِء ال ْ ُ ِقي َ
ه ض الل ّس ُ مسسا فَ سَر َ ه َ من ْس ُ دوا ِ م ،ف َ سأ ّ ذي َرَزقَك ُ ْ الل ّهِ ال ّ ِ
َ
ل م ،قَسسا َ س سك َن َت ِك ُ ْ م ْ م وَ َ جت ِك ُ ْ حسسا َ ل َ م ِفي سهِ ِلهْ س ِ ع َل َي ْك ُ ْ
ال ّذي َ
ه
دوِنس ِ ن ُ مس ْ دوا ِ ة الل ّسهِ وَع َب َس ُ دان ِي ّس َ ح َ ن أن ْك َسُروا وَ ْ ِ َ
وال َن َسسا َ َ
م َ مأ ْ سسسول ِهِ :أن ُط ْعِ س ُ من ُسسوا ب ِسسالل ّهِ وََر ُ نآ َ ذي َ ل ِل ّس ِ
َ
ه؟ م ُ ه أط ْعَ َ شاُء الل ّ ُ ن ل َوِ ي َ َ م ْ مَنا َ وَط ََعا َ
وفي قَول ِه :إ َ
ن جَها ِ ن وَ ْ مِبي ٍ ل ُ ضَل ٍ م إ ِّل ِفي َ ن أن ْت ُ ْ ْ ِ ِ ْ َ ِ
َ َ
ن، مِني َ مسسؤ ْ ِ فارِ ل ِل ْ ُ ل ال ْك ُ ّ ن ِقي ِ م ْ ن ِ كو َ ن يَ ُ ما أ ْ حد ُهُ َ :أ َ
م أي َّها ال ْ َ َ َ ْ
م قسسوْ ُ ما أن ْت ُ ْ حين َئ ِذ ٍ َ : ل ال ْك ََلم ِ ِ ن ت َأِوي ُ كو ُ فَي َ ُ
ه ع َل َسسى َ
م الل ّس ُ مسسا َرَزقَك ُس ُ م ّ قوا ِ م ل ََنا :أن ْفِ ُ ِفي ِقيل ِك ُ ْ
ج سوٍْر ح سقّ ،وَ َ ن ال ْ َ ب ع َس ِ سا ٍ م ،إ ِّل ِفي ذ َهَس كين ِك ُ ْ سا ِ م َ َ
ه فِسسي َ َ َ ن الّر ْ
ه وَت َسد َب َّره ُ ،أن ّس ُ مل ُ ن ت َأ ّ م ْ ن لِ َ مِبي ٍ شد ِ ُ عَ ِ
ْ َ
ه ج ُ جهَي ْسهِ ب ِت َسأِويل ِهِ َ .وال ْسوَ ْ ذا أوْل َسسى وَ ْ ل ؛ وَهَ س َ ض سَل ٍ َ
َ
ل الّلسسس ِ
ه ن ِقيسسس ِ مسسس ْ ك ِ ن ذ َِلسسس َ كسسسو َ ن يَ ُ خسسسُر :أ ْ اْل َ
َ َ ْ
م أي َّهسسا ما أن ْت ُ ْ حين َئ ِذ ٍ َ : ه ِ ن ت َأِويل ُ ُ كو ُ ن ،فَي َ ُ كي َ شرِ ِ م ْ ل ِل ْ ُ
َ
ن لَ ِ
و م ْ م َ ن :أن ُط ْعِ ُ مِني َ مؤ ْ ِ م ل ِل ْ ُ ن ِفي ِقيل ِك ُ ْ
شاُء الل ّ َ
كافُِرو َ ال ْ َ
ن ن ،ع َس ْ مِبي س ٍ ل ُ ضسَل ٍ ه ،إ ِّل فِسسي َ م ُ ه أط ْعَ َ ُ يَ َ
136
ضَل ٌ َ
ل " قال ابن كسسثير " : م َ ك ل َهُ ْ م ذ َل ِ َ ن ِقيل َك ُ ْأ ّ
88
وفي هذا نظر" .
ومضات
إن تلك اليات بذاتها ل تثير في قلوبهم التطلسسع
والتدبر والحساسية والتقوى .وهي بذاتها كافية
أن تسسثير فسسي القلسسب المفتسسوح هسسزة ورعشسسة
وانتفاضة وأن تخلطه بهذا الوجود .هذا الكتسساب
المفتوح الذي تشير كسسل صسسفحة مسسن صسسفحاته
إلى عظمة الخالق ،ولطيف تسسدبيره وتقسسديره.
ولكن هؤلء المطموسين ل يرونها .وإذا رأوهسسا
ل يتدبرونها .والّله -لعظيم رحمته -ل يسستركهم
مع هذا بل رسول ينذرهم ويسسوجههم ويسسدعوهم
إلى رب هذا الكون وبارئ هسسذا الوجسسود .ويسسثير
فسسي قلسسوبهم الحساسسسية والخسسوف والتقسسوى
ويحسسذرهم موجبسسات الغضسسب والعسسذاب ،وهسسي
محيطة بهم ،من بين أيديهم ومن خلفهسسم ،إل
ينتبهسسوا لهسسا يقعسسوا فيهسسا فسسي كسسل خطسسوة مسسن
خطواتهم .وتتوالى عليهم اليسسات مضسسافة إلسسى
اليسسات الكونيسسة السستي تحيسسط بهسسم فسسي حيثمسسا
يتجهون .ولكنهم مع هذا يظلسسون فسسي عمسسايتهم
قوا ما بي َ
مديك ُ ْ
ن أي ْ ِْ َْ َ م :ات ّ ُل ل َهُ ُسادرين » :وَِإذا ِقي َ
ة
ن آَيس ٍ م ْ م ِ نَ .وما ت َأِتيهِ ْ مو َ ح ُم ت ُْر َ م ل َعَل ّك ُ ْ فك ُ ْ خل ْ َ
َوما َ
ن« .. ضي َ
معْرِ ِ م إ ِّل كاُنوا ع َْنها ُ ت َرب ّهِ ْ ن آيا ِ م ِْ
وإذا دعوا إلى إنفاق شيء من مسسالهم لطعسسام
َ
ن
م ْ م َالفقراء :قالوا ساخرين متعنتين » :أن ُط ْعِ ُ
ل َو يشاُء الل ّ َ
ه؟« .. م ُه أط ْعَ َ ُ ْ َ
-تفسير ابن كثير (580 / 6) - 88
137
وتطاولوا على من يدعونهم إلى السسبر والنفسساق
قسسائلين » :إ َ
ن«! مِبيسس ٍ
ل ُ م إ ِّل ِفسسي َ
ضسسل ٍ ن أن ُْتسس ْ
ِ ْ
وتصورهم للمر علسسى هسسذا النحسسو اللسسي يشسسي
بعدم إدراكهم لسنن الّله في حياة العباد .فالّله
هو مطعم الجميع ،وهو رازق الجميع .وكل مسسا
فسسي الرض مسسن أرزاق ينالهسسا العبسساد هسسي مسسن
خلقه ،فلم يخلقوا هسسم لنفسسسهم منهسسا شسسيئا ،
وما هم بقادرين على خلق شيء أصسسل .ولكسسن
مشيئة الّله في عمارة هذه الرض اقتضسست أن
تكسسون للنسساس حاجسسات ل ينالونهسسا إل بالعمسسل
والكسسد وفلحسسة هسسذه الرض وصسسناعة خاماتهسسا
ونقل خيراتها من مكسسان إلسسى مكسسان ،وتسسداول
هذه الخيرات وما يقابلها مسسن سسسلعة أو نقسسد أو
قيسسم تختلسسف بسساختلف الزمسسان والمكسسان .كمسسا
اقتضسست أن يتفسساوت النسساس فسسي المسسواهب
والسسستعدادات وفسسق حاجسسات الخلفسسة الكاملسة
في هسسذه الرض .وهسسذه الخلفسسة الكاملسسة فسسي
هسسسذه الرض .وهسسسذه الخلفسسسة ل تحتسسساج إلسسسى
المواهب والستعدادات المتعلقة بجمسسع المسسال
والرزاق وحسسدها ،إنمسسا تحتسساج إلسسى مسسواهب
واسسسستعدادات أخسسسرى قسسسد تحقسسسق ضسسسرورات
أساسية لخلفة الجنس النساني فسسي الرض ،
بينمسسا يفوتهسسا جمسسع المسسال والرزاق ويعوزهسسا!
وفي خلل هذا الخضم الواسع لحاجات الخلفة
ومطالبهسسا ،والمسسواهب والسسستعدادات اللزمسسة
لها ،وما يسسترتب علسسى هسسذه وتلسسك مسسن تسسداول
للمنسسسافع والرزاق ،وتصسسسارع وتضسسسارب فسسسي
138
النصسسبة والحظسسوظ ..فسسي خلل هسسذا الخضسسم
الواسع المترابط الحلقات ل في جيسسل واحسسد ،
بل في أجيال متعسسددة قريبسسة وبعيسسدة ،ماضسسية
وحاضرة ومستقبلة.
في خلل هذا الخضم تتفاوت الرزاق في أيدي
العبسساد ..ولكسسي ل ينتهسسي هسسذا التفسساوت إلسسى
إفساد الحياة والمجتمع ،بينما هو ناشسسئ أصسسل
من حركة الحياة لتحقيسسق خلفسسة النسسسان فسسي
الرض ،يعالسسسج السسسسلم الحسسسالت الفرديسسسة
الضرورية بخروج أصحاب الثراء عن قسسدر مسسن
مسسالهم يعسسود علسسى الفقسسراء ويكفسسل طعسسامهم
وضرورياتهم .وبهذا القدر تصلح نفسسوس كسسثيرة
من الفقراء والغنياء سواء .فقد جعله السسسلم
زكاة .وجعل في الزكاة معنى الطهارة.
وجعلها كسسذلك عبسسادة .وألسسف بهسسا بيسسن الفقسسراء
والغنيسساء فسسي مجتمعسسه الفاضسسل السسذي ينشسسئه
على غير مثال.
فقولة أولئك المحجوبين عن إدراك حكمة الّله
َ
ن َلسسوْ َيشسساُء الّلسس ُ
ه مسس ْ
م َ فسسي الحيسساة » :أن ُط ِْعسس ُ
َ
ه؟« ..وتطسساولهم علسسى السسداعين إلسسى أط ْعَ َ
مسس ُ
النفاق بقولهم » :إ َ
ن« مِبي ٍ
ل ُ ضل ٍم إ ِّل ِفي َ ن أن ْت ُ ْ
ِ ْ
..إن هو إل الضلل المبين الحقيقي عن إدراك
طبيعسسة سسسنن الّلسسه ،وإدراك حركسسة الحيسساة ،
وضخامة هسسذه الحركسسة ،وعظمسسة الغايسسة السستي
تتنسسوع مسسن أجلهسسا المسسواهب والسسستعدادات ،
وتتوزع بسببها الموال والرزاق.
139
والسسسلم يضسسع النظسسام السسذي يضسسمن الفسسرص
العادلة لكل فرد ،ثسسم يسسدع النشسساط النسسساني
المتنسسسوع اللزم للخلفسسسة فسسسي الرض يجسسسري
مجراه النظيف .ثم يعالج الثار السيئة بوسائله
89
الواقية.
وقسسسال دروزة " :اليسسسات متصسسسلة بالسسسسياق
واستمرار له كما هو المتبادر .وفي ضمير ل َهُ س ُ
م
هنا دللة على هذا التصسسال والسسترابط كمسسا هسسو
كذلك في اليسسات السسسابقة .وعبارتهسسا واضسسحة.
وقد احتوت اليات الربع الولى تقريسسرات عسسن
واقع أمسسر الكفسسار ومبلسسغ مكسسابرتهم وجحسسودهم
وغلظ قلوبهم .فهم يؤمرون باتقاء غضب الّلسسه
في الدنيا والخرة فل يبالون .وتأتيهم آيات الّله
فيعرضون عنها .ويقال لهم أنفقوا مما رزقكسسم
الّله فيجيبسسون سسساخرين :إن الل ّسسه لسسو شسساء أن
يسسرزق الفقسسراء ويطعمهسسم لمسسا قّتسسر عليهسسم
وحرمهم ،وإنكم في طلبكم هذا مّنا في ضلل
مبين ثم يتساءلون تسسساؤل السسساخر المتحسسدي
عن موعد العسسذاب السسذي يوعسسدون بسسه إن كسسان
ذلك صدقا وحقا.
واليات قويسسة التقريسسر والتنديسسد والنسسذار .وقسسد
احتسسوت صسسورا متنوعسسة لمواقسسف الكفسسار مسسن
دعسسوة الل ّسسه وآيسساته ونسسبيه .واليسسة ] [47بخاصسسة
ل علسسى أنسسه كسسان يقسسع جسسدل بيسسن المسسؤمنين تد ّ
شسسرت بهسا فسار فسي صسدد المبسسادئ الستي ب ّ والك ّ
الدعوة وآمسسن بهسسا المؤمنسسون وأن هسسؤلء كسسانوا
-في ظلل القرآن ،ج ، 5ص 2970 : 89
140
يسسدعون أولئك فسسي جملسسة مسسا يسسدعونهم إليسسه
ويحاجونهم فيه إلى السسبّر بسسالفقراء ويسسذكرونهم
بأن ما في أيديهم من مسسال إنمسسا هسسو مسسن رزق
الّله فل يجوز أن يضّنوا به على المحتاجين من
عبسساده وأن الكفسسار كسسانوا يجيبسسونهم علسسى هسسذا
بخاصسسسة بجسسسواب حجسسساجي سسسساخر وطريسسسف
يتهربون به مما يطلب منهم .وفي هسسذا صسسورة
لما كان من تسسأثر المسسؤمنين بالسسدعوة ومبادئهسسا
وخاصة البّر بسسالفقراء والمعسسوزين والجهسسد فسسي
نشرها والدعوة إليها ثسم صسورة لمسا كسان مسن
تأثير ذلك فسسي أغنيسساء الكفسسار ،وقسسد كسسان هسسذا
شسسر بسسه القسسرآن ومسسن الموضوع من أبكسسر مسسا ب ّ
فزهسسم أبكر ما أثار حقسسد الغنيسساء والزعمسساء وح ّ
ل كسسذلك قويسسا إلسسى إلى التكتل والمعارضة وظ ّ
أن أدخله القرآن في نظسسام الدولسسة وميزانيتهسسا
على ما تلهم آيات أخرى بالضافة إلى تكسسراره
وتوكيده في مختلف المناسبات والساليب.
وه بالمعنى الجليل السسذي غير أننا نرى هنا أن نن ّ
م الل ّ ُ
ه ما َرَزقَك ُ ُ م ّ قوا ِ انطوى في تعبير أ َن ْفِ ُ
وننبه على أن هسسذا قسسد تكسسرر كسسثيرا فسسي سسسور
مكيسسة ومدنيسسة بأسسساليب متنوعسسة .وجسساء فسسي
بعضها بقوة وصراحة أكثر حيث يبسسدو مسسن هسسذا
حكمة التنزيل فسسي التوكيسسد عليسسه لقسسراره فسسي
الذهسسان .مسسن ذلسسك آيسسة سسسورة الرعسسد هسسذه :
َ
صسسلةَ موا ال ّ م وَأقا ُ جهِ َرب ّهِ ْ صب َُروا اب ِْتغاَء وَ ْ ن َ ذي ََوال ّ ِ
نة وَي َسد َْرؤ ُ َ علن ِي َس ً سسّرا وَ َ م ِ مسسا َرَزْقنسساهُ ْ م ّ
قسسوا ِ ف ُوَأ َن ْ َ
دارِ )(22 قَبسسى السس ّ م عُ ْ ك ل َهُ ْ ة ُأولئ ِ َ سي ّئ َ َ
سن َةِ ال ّح َ ِبال ْ َ
141
ن ذي َ ل ل ِِعبسساد ِيَ ال ّس ِ وآية سورة إبراهيسسم هسسذه ُ :قس ْ
سسسّرا م ِ ما َرَزْقناهُ ْ م ّقوا ِ صلة َ وَي ُن ْفِ ُ موا ال ّ قي ُ مُنوا ي ُ ِ آ َ
ْ َ
م ل ب َْيسعٌ ِفيسهِ َول ي َيسوْ ٌ ن َيسأت ِ َ لأ ْ ن قَب ْس ِ مس ْ ة ِ علن ِي َ ً وَ َ
ن ذي َ ّ
ل ) (31وآيسسة سسسورة البقسسرة هسسذه :ال س ِ خل ٌ ِ
م ما َرَزْقناهُ ْ م ّ صلة َ وَ ِ ن ال ّ مو َ قي ُ ب وَي ُ ِ ن ِبال ْغَي ْ ِ مُنو َ ي ُؤ ْ ِ
ن ) (3وآية سسسورة آل عمسسران هسسذه َ :ول قو َ ف ُ ي ُن ْ ِ
ه
ضل ِ ِ ن فَ ْ م ْ ه ِ ّ
م الل ُ ن ِبما آتاهُ ُ خلو َ ُ ن ي َب ْ َ ذي َ ّ
ن ال ِ سب َ ّ ح َ يَ ْ
ن مسسا س سي ُط َوُّقو َ م َ ش سّر ل َهُ س ْ ل ه ُ سو َ َ م بَ ْ خْيرا ً ل َهُ ْ هُوَ َ
مسةِ [180] ...وآيسسة سسسورة قيا َ م ال ْ ِ خُلوا ب ِسهِ ي َسوْ َ بَ ِ
س ْ ُ ّ
ن الن ّسسا َ مُرو َ ن وَي َسأ ُ خلسسو َ ن ي َب ْ َ ذي َ النساء هذه :ال س ِ
ه
ض سل ِ ِ ن فَ ْ مس ْ ه ِ م الل ّس ُ ن مسسا آتسساهُ ُ مسسو َ ل وَي َك ْت ُ ُ خس ِ ِبال ْب ُ ْ
مِهينا ً ) (37وآية سسسورة َ
عذابا ً ُ ن َ ري َ دنا ل ِْلكافِ ِ وَأع ْت َ ْ
ت مل َك َس ْ مسسا َ م ّ ب ِ كتا َ ن ال ْ ِ ن ي َب ْت َُغو َ ذي َ النور هذه َ :وال ّ ِ
َ
م خْيرا ً َوآُتوهُ ْ م َ م ِفيهِ ْ مت ُ ْ
ن ع َل ِ ْ م إِ ْ م َفكات ُِبوهُ ْ أْيمان ُك ُ ْ
م [33] ...وآيسسة سسسورة ذي آتاك ُ ْ ل الل ّهِ ال ّ ِ ن ما ِ م ْ ِ
مسسا َ ّ
م ّ قسسوا ِ سول ِهِ وَأن ْفِ ُ مُنوا ِباللهِ وََر ُ الحديد هذه :آ ِ
م من ْك ُس ْ من ُسسوا ِ نآ َ ذي َ ن ِفي سهِ َفال ّس ِ في َ خل َ ِ س ست َ ْ م ْ م ُ جعَل َك ُس ْ َ
َ َ
جٌر ك َِبيٌر )".(7 قوا ل َهُ ْ
90
مأ ْ ف ُ وَأن ْ َ
ما ترشد إليه اليات
دلت اليات على أمور ثلثة هي :
أول -إن المشسسركين قسسوم تمسسادوا فسسي الغسسي
والضسسلل والعنسساد والكسسبر ،ولسسم يتسسأملوا فسسي
أحسسداث الماضسسي ،ووقسسائع الزمسسان ،وأحسسوال
المم التي أهلكهم الّله بتكذيبهم رسلهم ،ولم
ينظروا في مسسستقبل الحيسساة الخسسرة ،فسستراهم
إذا قيل لهم :اتقوا الّله ،ل يتقون.
-التفسير الحديث لدروزة (33 / 3) - 90
142
ثانيا -وهم أيضا شأنهم وديدنهم العراض عسسن
آيات الّله ،والتكذيب لها ،وعدم النتفاع بهسسا ،
لسستركهم النظسسر المسسؤدي إلسسى اليمسسان بسسالّله
وتصديق الرسول .
ثالثا -كما أنهم أخّلوا بتعظيم الخسسالق ،حرمسسوا
العطف والشسسفقة علسسى النسسسانية ،وانعسسدمت
عندهم عاطفة الرحمسسة بالمخلوقسسات ،إذ قيسسل
لهم :أنفقوا مما رزقكم الّله ،فبخلوا وتهكموا
،وهو شأن البخلء في كل عصر.
ل اللسهِ " : سسسو ُ ل َر ُ لَ :قا َ ن أ َِبي هَُري َْرة َ َقا َ عَ ْ
س ن الن ّسسا ِ مس َ ب ِ ري س ٌ ن الل سهِ قَ ِ مس َ ب ِ ري س ٌ ي قَ ِ خ ّ سس ِ ال ّ
ل ب َِعيسسد ٌ خي ُ ن الّناِرَ ،وال ْب َ ِ م َ جن ّةِ وب َِعيد ٌ ِ ن ال ْ َ م َ ب ِ ري ٌ قَ ِ
ب ريس ٌ س قَ ِ ن الن ّسسا ِ م َ جن ّةِ ب َِعيد ٌ ِ ن ال ْ َ م َ ن اللهِ ب َِعيد ٌ ِ م َ ِ
َ
ن مس ْ ب إ ِل َسسى اللسهِ ِ حس ّ يأ َ خ ّ سس ِ جٌر َ فسسا ِ ن الّناِر ،وَل َ َ م َ ِ
91
ل" ن ال ْب ُ ْ َ َ
خ ِ م َدى ِ داٍء أوْ َ ل ،وَأيّ َ خي ْ ٍعاب ِد ٍ ب ِ َ َ
ً
وقد بين الله تعسسالى طبيعسسة الكفسسار أيضسا فسسي
َ َ
ب كسذ ّ ُذي ي ُ َ ت اّلس ِ موضع آخر حيسث قسال } :أَرأْيس َ
م ) (2وََل ذي َيسسد ُع ّ ال ْي َِتيسس َ ك اّلسس ِ ن )َ (1فسسذ َل ِ َ دي ِ ِبالسس ّ
ن )] { (3المسساعون : كي ِس ِ م ْ ض ع ََلى ط ََعام ِ ال ْ ِ ح ّ يَ ُ
[3 - 1
والشسسارة مشسساربها إلسسى هسسذا السسذي يكسسذب
م « أي بالسسدين ..إنسسه ذلسسك السسذي » ي َسد ُع ّ ال ْي َِتي س َ
يقهسسره ،ويسسذله ،وينسسزع عنسسه لبسساس المسسن
والطمأنينة إذا وقع ليده ،وعسساش فسسى ظلسسه ..
إن اليسسستيم ضسسسعيف ،عسسساجز ،أشسسسبه بسسسالطير
- 91شعب اليمان ( 10356)(293 / 13) -وسنن الترمذى)
( 2088ضعيف
143
المقصسسوص الجنسساح ،يحتسساج إلسسى اللطسسف ،
والرعاية ،والحنان ..فإذا وقع ليسسد إنسسسان قسسد
خل قلبسه مسن الرحمسة ،وجفست عسواطفه مسن
الحنان والعطف س كان أشبه بفرخ الطيسسر وقسسع
تحت مخالب نسر كاسر ،فيموت فزعا وخوفا
،قبل أن يموت تمزيقا ونهشا ..
َ
علسسسى طعسسسام ِ
ض َحسسس ّ
وقسسسوله تعسسسالى َ » :ول ي َ ُ
ن « .أي ل يسسسسدعو إلسسسسى إطعسسسسام كي ِ
سسسسس ِ ال ْ ِ
م ْ
المسكين ،ول يجعل مسسن رسسسالته فسسى النسساس
م الجيسساع ،
إطعام الجياع ..فإن من ل يحمل ه ّ
ول يسسدعو النسساس إلسسى إطعسسامهم ،ل يجسسد مسسن
نفسه الدافع السسذي يسسدفعه إلسسى إطعسسامهم مسسن
ذات يسسده ..ذلسسك أن السسذي يعسسرف عنسسه فسسى
ض على هذه المكرمة وينادى بها الناس أنه يح ّ
فيهم س يستحى أن يدعو إلى فعل ول يفعلسسه ..
وإنك لن تجد بخيل أبسسدا يسسدعو إلسسى الحسسسان ،
لن كلمة الحسان تفزعه ،حتى لسسو نطسسق بهسسا
زورا ويهتانا ..فإذا دعا داع إلى الحسسسان كسسان
معنى هذا أنه يمكن أن يكسسون فسسى المحسسسنين
يوما ما ..وهذا هسو السسّر فسى احتفساء القسرآن
ض
ض على فعل المكارم ،فمن ح ّ الكريم بالح ّ
على مكرمة ،وجعلها دعوة له ،كان قمينا بأن
يكون من أهلها عمل ،بعد أن كان مسسن دعاتهسسا
92
قول ..
148
ن فََل ْ
مو َ صسس ُ خ ّ م يَ ِ هسس ْ م وَ ُ خسسذ ُهُ ْ حسسد َة ً ت َأ ُ ة َوا ِ ح ً صسسي ْ َ َ
ة" .95 ْ
ة . .الي َ َ صي َ ً ن ت َوْ ِ طيُعو َ ست َ ِ يَ ْ
ن أِبى هَُري َْرة َ رضى الله عنسسه َ
وأخرج البخاري ع َ ْ
ةسسساع َ ُ ل » ل َ تَ ُ ل الل ّهِ َ - -قا َ سو َ َ
م ال ّ قسسو ُ ن َر ُ أ ّ
ت ذا ط َل ََعسس ْ مغْرِب َِها َ ،فسسإ ِ َ ن َ م ْ س ِ م ُ ش ْ حّتى ت َط ْل ُعَ ال ّ َ
ن لَ َ
ن ،فَ سذ َل ِك ِ َ فََرآ َ
حي س َ معُسسو َ ج َ من ُسسوا أ ْ سآ َ ها الن ّسسا ُ
ل ،أوَ
ْ ن قَب ْ ُ م ْ ت ِ من َ ْ نآ َ م ت َك ُ ْ مان َُها ،ل َ ْ سا ِإي َ ف ً فعُ ن َ ْ ي َن ْ َ
ة سسساع َ ُ ن ال ّ م ّ قسسو َ َ
خي ْسًرا ،وَلت َ ُ مان ِهَسسا َ ت فِسسى ِإي َ سب َ ْ كَ َ
ما فَل َ ي َت ََباي ََعان ِهِ وَل َ ما ب َي ْن َهُ َ ن ث َوْب َهُ َ جل َ ِ شَر الّر ُ وَقَد ْ ن َ َ
ف صسسَر َ ة وََقسسد ِ ان ْ َ سسساع َ ُ ن ال ّ م ّ قسسو َ ي َط ْوَِيسسان ِهِ ،وَل َت َ ُ
ن م ّ قسسو َ ه ،وَل َت َ ُ مسس ُ حِتسسهِ فَل َ ي َط ْعَ ُ ق َ ن لِ ْ ل ب ِلَبسس ِ
جسس ُ َ الّر ُ
قى ِفي سهِ ، سس ِ ه فَل َ ي َ ْ ضس ُ حو ْ َ ط َ ة وَهْ سوَ ي َِلي س ُ سسساع َ ُ ال ّ
ه إ ِل َسسى ِفي سهِ فَل َ ُ
ة وَقَد ْ َرفَعَ أك ْل َت َس ُ ساع َ ُ ن ال ّ م ّ قو َ وَل َت َ ُ
ي َط ْعَ ُ
96
مَها «
ل» ل الل ّهِ َ - -قسسا َ سو َ َ وع َ َ
ن َر ُ ن أِبى هَُري َْرة َ أ ّ ْ
ن، مَتسسا ِ ظي َ ن عَ ِ ل فِئ ََتسسا ِ قت َت ِ َ حّتى ت َ ْ ة َ ساع َ ُ م ال ّ قو ُ ل َ تَ ُ
حسد َة ٌ ، مسسا َوا ِ ة ،د َع ْوَت ُهُ َ م ٌ ظي َ ة عَ ِ قت َل َ ٌ م ْ ما َ ن ب َي ْن َهُ َ كو ُ يَ ُ
ن ن ث َل َِثي َ م ْ ب ِ ري ٌ ن ،قَ ِ ذاُبو َ ن كَ ّ جاُلو َ ث دَ ّ حّتى ي ُب ْعَ َ وَ َ
َ
ض قب َس َ حت ّسسى ي ُ ْ ل الل ّسهِ ،وَ َ سسسو ُ ه َر ُ م أن ّس ُ م ي َْزع ُ ُ ،ك ُل ّهُ ْ
ن، مسسا ُ ب الّز َ قسساَر َ ل ،وَي َت َ َ م ،وَت َك ُْثسسَر السسّزل َزِ ُ ال ْعِْلسس ُ
حّتى ل ،وَ َ قت ْ ُ ج وَهْوَ ال ْ َ ن ،وَي َك ْث َُر ال ْهَْر ُ فت َ ُ وَت َظ ْهََر ال ْ ِ
ل ما ِ ب ال ْ َ م َر ّ حّتى ي ُهِ ّ ضَ ، في َ ل فَي َ ِ ما ُ م ال ْ َ ي َك ْث َُر ِفيك ُ ُ
ذى ل ال ّس ِ قسسو َ ه فَي َ ُ ض ُ حّتى ي َعْرِ َ ه ،وَ َ صد َقَت َ ُ ل َ قب َ ُ ن يَ ْ م ْ َ
150
بعيسسد عنهسسم ..إن المسسوت ل ينتظرهسسم لحظسسة
واحدة ،إذا جاء أجلهم "..
ثم أخبر الّله تعالى عن نفخسسة ثانيسسة هسسي نفخسسة
خ ِفسسي ف َ البعث والنشور من القبور،فقال » :وَن ُ ِ
ن سُلو َ م ي َن ْ ِ ث ِإلى َرب ّهِ ْ جدا ِ ن اْل َ ْ م َ
م ِ صورِ فَِإذا هُ ْ ال ّ
«".
وإذا كان هؤلء المقبسسورون مسسن المشسسركين ،ل
يرجعون إلى أهليهم،فإنهم سيرجعون إلى الّله
،وسسسيلقون جسسزاء مسسا كسسانوا يعملسسون ..فكمسسا
ماتوا بصيحة واحسسدة ،فسسإنهم سسسيبعثون كسسذلك
بنفخة واحدة".
أي ونفسسخ فسسي الصسسور نفخسسة ثانيسسة للبعسسث
والنشسسور مسسن القبسسور ،فسسإذا جميسسع المخلسسوقين
يخرجون مسسن القبسسور ،يسسسرعون المشسسي إلسسى
لقسسساء ربهسسسم للحسسسساب والجسسسزاء ،كمسسسا قسسسال
َ
سراعًا،ك َسأن ّهُ ْ
م ث ِ جدا ِ ن اْل َ ْ م َ ن ِ جو َ خُر ُ م يَ ْ
تعالى:ي َوْ َ
ن ]المعارج .[43 /70 ضو َ ب ُيوفِ ُ ص ٍ ِإلى ن ُ ُ
ثم ذكر ما يطرأ عليهم بعد البعث من الهسسوال
نمس ْ والمخاوف فقال تعالى » :قاُلوا يسسا وَي َْلنسسا َ
دنا ؟ « " .وتأخسسسذ المفاجسسسأة مْرقَسسس ِ ن َ مسسس ْب َعََثنسسسا ِ
المشركين والكافرين ،لنهم كانوا ل يتوقعسسون
نشورا ،فيفزعهم هذا البعث ،ويتنادون بالويل
..لنهم ل يدرون ماذا يراد بهم فى هذا العسسالم
الجديد الذي أخذوا إليه ؟ ويأخذهم العجب من
تلسسك اليقظسسة السستي أخرجتهسسم مسسن هسسذا النسسوم
دنا « ؟ ويجيئهم مْرقَ ِ
ن َ م ْن ب َعََثنا ِ م ْ الطويل َ » ..
151
صسسد َقَ ن وَ َ حمسس ُ عسسد َ الّر ْالجسسواب » :هسسذا مسسا وَ َ
ن « ..هذا ما كنتم به تكذبون!" سُلو َ مْر َ ال ْ ُ
أي قال المبعوثون :يا هلكنسسا مسسن السسذي بعثنسسا
من قبورنا بعد موتنا؟ وهي قبورهم التي كسسانوا
يعتقدون في دار السسدنيا أنهسسم ل يبعثسسون منهسسا ،
وظنوا لما شاهدوا من الهوال وما استبد بهسسم
مسسن الفسسزع ،أنهسسم كسسانوا نيامسسا.وهسسذا ل ينفسسي
عذابهم في قبورهم ،لنه بالنسبة إلى ما بعده
ن
حم س ُ في الشدة كالرقسساد » .هسسذا مسسا وَع َسد َ الّر ْ
ّ
ن « .أي هذا ما وعسسد بسسه اللسسه سُلو َ مْر َصد َقَ ال ْ ُ وَ َ
وصدق فسسي الخبسسار عنسسه النبيسساء المرسسسلون ،
فهم رجعوا إلى أنفسهم ،فاعترفوا أنهم بعثسسوا
من المسسوت ،وأقسسروا بصسسدق الرسسسل ،يسسوم ل
ينفع التصديق .فهذا الكلم مسسن قسسول الكفسسار ،
وهسسو رأي عبسسد الرحمسسن بسسن زيسسد ،واختسساره
الشوكاني وغيره.
واختسسار ابسسن جريسسر وابسسن كسسثير أن هسسذا جسسواب
الملئكسسة أو جسسواب المسسؤمنين ،كقسسوله تبسسارك
ن .هسسذا دي ِم ال س ّ وتعالى َ :وقاُلوا :يا وَي َْلنا هذا ي َسوْ ُ
ن ]الصسسافات م ب ِسهِ ت ُك َسذ ُّبو َ
ذي ك ُن ْت ُس ْ ل ال ّ ِ
ص ِ ف ْ م ال ْ َي َوْ ُ
.[21 - 20 /37
ثم أوضح الّله تعسسالى سسسرعة البعسسث ،فقسسال »
ميسسعٌ َلسسد َْينا ج ِم َ حد َة ً فَِإذا هُ ْ ة وا ِ ح ً ت إ ِّل َ
صي ْ َ ن كان َ ْ إِ ْ
ن «. ضُرو َ ح َ م ُْ
" »صيحة « خبر كان منصوب ،واسمها ضمير
يعسسود علسسى الصسسيحة فسسى قسسوله تعسسالى » :مسسا
ْ
مهسسس ْ
م وَ ُ خسسسذ ُهُ ْ
حسسسد َة ً ت َأ ُة وا ِ ح ً صسسسي ْ َن إ ِّل َ ظسسسُرو َ ي َن ْ ُ
152
ن « ..أي مسسا كسسانت الصسسيحة إل صسسيحة مو َ ص ُخ ّ يَ ِ
واحدة ،أخرجتهم مسسن قبسسورهم ،ثسسم جمعتهسسم
فى المحشر بين يدي الّله "..
أي ما كانت النفخة إل صيحة واحدة ،فإذا هم
أحيسسساء مجموعسسسون لسسسدينا بسسسسرعة للحسسسساب
ج سَرةٌ والجزاء ،كما قسسال تعسسالى :فَإ ِّنمسسا ه ِس َ
ي َز ْ
ساه َِرةِ ]النازعات 13 /79 م ِبال ّحد َة ٌ ،فَِإذا هُ ْ وا ِ
سساع َةِ إ ِّل َ
مسُر ال ّ [14 -وقال عسسز وجسسل َ :ومسا أ ْ
َ َ
ب ]النحل .[77 /16 صرِ ،أوْ هُوَ أقَْر ُح ال ْب َ َ ك َل َ ْ
م ِ
وأردف بعسسدئذ مسسا يكسسون فسسي ذلسسك مسسن القضسساء
س
فس ٌ م ل ت ُظ ْل َس ُ
م نَ ْ العادل ،فقسسال تعسسالى » :فَسسال ْي َوْ َ
ن « "أي ففسسي مل ُسسو َ
م ت َعْ َ ن إ ِّل ما ك ُن ْت ُس ْ شْيئا ً َول ت ُ ْ
جَزوْ َ َ
هذا اليوم ،يلقى كل إنسان جسسزاء مسسا عمسسل ،فل
تظلم نفس شيئا ،فالمسيء ل يلقى مسسن الجسسزاء
إل بقدر إساءته ،والمحسن ل يبخس من إحسانه
شيء ،بل يوّفاه مضاعفا "...
ومضات
وأخيرا يجيء شكهم في الوعد ،واسسستهزاؤهم
م ذا ال ْوَع ْ سد ُ إ ِ ْ
ن ك ُن ْت ُس ْ متى ه س َ قوُلو َ
ن َ بالوعيد » :وَي َ ُ
ن؟« ..ووعد الّله ل يسسستقدم لسسستعجال صاد ِِقي َ
البشر ول يستأخر لرجائهم فسسي تسسأخيره .فكسسل
شيء عند الّله بمقدار .وكل أمر مرهون بوقته
المرسوم .إنما تقع المور في مواعيسسدها وفسسق
حكمة الّله الزليسسة السستي تضسسع كسسل شسسيء فسسي
مكانه ،وكل حسسادث فسسي إبسسانه ،وتمضسسي فسسي
تصريف هذا الكسسون ومسسا فيسسه ومسسن فيسسه وفسسق
النظام المقدر المرسوم في إمام مبين.
153
أما الرد على هذا السؤال المنكر فيجيسسء فسسي
مشسسهد مسن مشساهد القيامسسة يسسرون فيسسه كيسسف
يكون ،ل متى يكون ..
ْ
م م وَهُ س ْ خ سذ ُهُ ْ ح سد َة ً ت َأ ُ ة وا ِ ح ً ص سي ْ َ ن إ ِّل َ »ما ي َن ْظ ُسُرو َ
ة َول ِإلسسسى صسسسي َ ً ن ت َوْ ِ طيُعو َ سسسست َ ِ نَ .فل ي َ ْ مو َ صسسس ُ خ ّ يَ ِ
ن صورِ فَِإذا ُ ف َ َ
مس َ م ِ هسس ْ خ ِفي ال ّ ن .وَن ُ ِ جُعو َ م ي َْر ِ أهْل ِهِ ْ
ن .قسساُلوا :يسسا وَي َْلنسسا! س سُلو َ م ي َن ْ ِ ث ِإلى َرب ّهِ ْ جدا ِ اْل َ ْ
ن حمس ُ دنا؟ هسسذا مسسا وَع َسد َ الّر ْ مْرقَس ِ ن َ مس ْ ن ب َعََثنا ِ م ْ َ
ح سد َةً ة وا ِ ح ً ص سي ْ َ ّ
ت إ ِل َ ن كان َ ْ ن .إ ِ ْ سلو َ ُ مْر َ ْ
صد َقَ ال ُ وَ َ
ن« .. ضُرو َ ح َ م ْ َ
ميعٌ لد َْينا ُ ج ِ م َ فَِإذا هُ ْ
م ن ك ُن ْت ُس ْ ذا ال ْوَع ْسد ُ إ ِ ْ مسستى ه س َ يسأل المكذبون َ » :
ن« ..فيكسسون الجسسواب مشسسهدا خاطفسسا صسساد ِِقي َ
سريعا ..صيحة تصعق كسسل حسسي ،وتنتهسسي بهسسا
حد َةً ة وا ِ ح ً صي ْ َ ن إ ِّل َ الحياة والحياء » :ما ي َن ْظ ُُرو َ
ْ
ةصسسي َ ً ن ت َوْ ِ طيُعو َ ست َ ِ نَ .فل ي َ ْ مو َ ص ُ خ ّم يَ ِ م وَهُ ْ خذ ُهُ ْ ت َأ ُ
ن« .. َ
جُعو َ م ي َْر ِ َول ِإلى أهْل ِهِ ْ
فهي تأخذهم بغتة وهم في جدالهم وخصسسامهم
في معترك الحيسساة ،ل يتوقعونهسسا ول يحسسسبون
لها حسابا .فسسإذا هسسم منتهسسون .كسسل علسسى حسساله
التي هو عليها .ل يملك أن يوصسسي بمسسن بعسسده.
ول يملسسك أن يرجسسع إلسسى أهلسسه فيقسسول لهسسم
كلمسسة ..وأيسسن هسسم؟ إنهسسم مثلسسه فسسي أمسساكنهم
منتهون! ثم ينفخ في الصور فإذا هم ينتفضسسون
من القبور .ويمضون سراعا ،وهم فسسي دهسسش
دنا؟« .ثم مْرقَ ِ ن َ م ْ ن ب َعََثنا ِ م ْ وذعر يتساءلون َ » :
تسسسسزول عنهسسسسم الدهشسسسسة قليل ،فيسسسسدركون
ق
صسسد َ َ ن وَ َ حمسس ُ عسسد َ الّر ْ ويعرفسسون » :هسسذا مسسا وَ َ
154
ن«! ثسسم إذا الصسسيحة الخيسسرة .صسسيحة سُلو َ مْر َ ال ْ ُ
واحسسدة .فسسإذا هسسذا الشسستيت الحسسائر المسسذهول
المسارع في خطاه المدهوش.
ن« .. ض سُرو َح َ م ْ مي سعٌ ل َسد َْينا ُ ج ِ يثوب » :فَ سِإذا هُ س ْ
م َ
وتنتظم الصفوف ،ويتهيأ الستعراض في مثسسل
لمح البصر ورجع الصسسدى .وإذا القسسرار العلسسوي
في طبيعة الموقف ،وطبيعة الحساب والجزاء
س
فس ٌ م ل ت ُظ َْلس ُ
م نَ ْ يعلسن علسى الجميسع َ» :فسال ْي َوْ َ
ن« .. مُلو َ
م ت َعْ َ ن إ ِّل ما ك ُن ْت ُ ْ
جَزوْ َشْيئا ً َول ت ُ َْ
وفي هذه السرعة الخاطفة التي تتم بهسسا تلسسك
المشاهد الثلثة تناسسسق فسسي السسرد علسسى أولئك
98
الشاكين المرتابين في يوم الوعد المبين!
وقسسال دروزة " :فالموعسسد آت ل ريسسب فيسسه.
وسسستأتيهم الصسسيحة بغتسسة وهسسم لهسسون فسسي
أشغالهم وخصسسوماتهم فيهلكسسون حيسسث هسسم فل
يرجعون إلى أهلهم ول يجدون الفرصة لوصسسية
يوصون بها.
اليسسات اسسستمرار للسسسياق السسسابق كمسسا هسسو
المتبادر حيث جاءت لتصوير الحالة فسسي اليسسوم
الموعود السسذي حكسست اليسسات السسسابقة سسسؤال
دت عليهسسم مؤكسسدة منسسذرة ، الكفسسار عنسسه ور ّ
وعبارتها واضحة ل تحتسساج إلسسى أداء آخسسر .وقسسد
احتوت صورة للبعث الخروي ومسسا يكسسون فيسسه
من مصير المؤمنين والكفسسار جسسزاء لمسا كسسسبه
كل منهم في الحياة الدنيا ،وما سسسوف يشسسعر
فار به من حقيقة ما وعدوا وصسسدق الرسسسل الك ّ
-في ظلل القرآن ،ج ، 5ص 2971 : 98
155
الذين أنذروا بسسه ومسسا سسسوف يخسساطب الل ّسسه بسسه
المجرمين من خطاب فيه تنديد وتبكيت.
خسساذ كسسسابقاتها ،مسسن وأسسسلوب اليسسات قسسوي أ ّ
شأنه إثارة الخوف والرعب في الكفسسار وبعسسث
الطمأنينسسة والرضسسى فسسي المسسؤمنين وهسسو ممسسا
99
استهدفته من دون ريب".
ما ترشد إليه اليات
أرشدت اليات إلى ما يأتي :
- 1كان الرد الحاسسسم علسسى اسسستعجال الكفسسار
قيام الساعة اسسستهزاء أنهسسا تسسأتي فجسسأة كلمسسح
البصر أو هسسي أقسسرب ،وتحسسدث بنفخسسة واحسسدة
هي نفخة إسرافيل فسسي وقسست يختصسسم النسساس
في أمور دنياهم ،فيموتون في مكانهم .وهسسذه
صعق. نفخة ال ّ
- 2من آثار الموت المفاجئ بتلك النفخة أنهم
ل يتمكنون مسسن العسسودة إلسسى ديسسارهم إذا كسسانوا
خسسارجين منهسسا ،ول يسسستطيعون اليصسساء إلسسى
غيرهم بما لهم وما عليهم .وقيسسل :ل يسسستطيع
أن يوصي بعضهم بعضسسا بالتوبسسة ،بسسل يموتسسون
في أسواقهم ومواضعهم.
- 3ثم تأتي النفخة الثانيسسة وهسسي نفخسسة البعسسث
والنشور من القبور ،فهمسسا نفختسسان ،ل ثلث ،
م صسسورِ ،فَ سِإذا هُ س ْ خ ِفي ال ّ ف َبدليل هذه الية :وَن ُ ِ
ن.سُلو َ م ي َن ْ ِث ِإلى َرب ّهِ ْ جدا ِ ن اْل َ ْ م َ ِ
ن
ل " :ب َي ْس َ ي قَسسا َ ن الن ّب ِس ّ عن أبي هُ ََري َْرة َ ،ع َ ِ
َ َ
نن " َقاُلوا َ :يا أَبا هَُري َْرة َ أْرب َُعسسو َ ن أْرب َُعو َ خت َي ْ ِ
ف َ
الن ّ ْ
-التفسير الحديث لدروزة (36 / 3) - 99
156
ل: ة َ ،قا َ سن َ ً ل :أ َبيت َ ،قا َ َ ما َ ،قا َ
ن َ ل :أْرب َُعو َ َْ ُ ي َوْ ً
ت َ شسهًْرا ،قَسسا َ ن َ َ ت ،قَسسا َ َ
ل " :أب َي ْس ُ ل :أْرب َعُسسو َ أب َي ْس ُ
ب ذ َن َب ِسهِ ، ج َ ن ،إ ِّل ع َ ْ سا ِ ن ال ِن ْ َ م َ يءٍ ِ ش ْ ل َ وَي َب َْلى ك ُ ّ
100
خل ْقُ " ب ال َ ِفيهِ ي َُرك ّ ُ
خَرى فَ سإ ِ َ ُ
م م قِي َسسا ٌ ذا هُ س ْ خ ِفيهِ أ ْ ف َ م نُ ِ ن قََتاد َة َ ،ث ُ ّ وع َ ْ
َ
ن ن أْرب َُعو َ خت َي ْ ِ ف َ ن الن ّ ْ ي الل ّهِ " َ :ب َي ْ َ ل ن َب ِ ّ ن َقا َ ي َن ْظ ُُرو َ
ك ،وََل َزاد ََنا " َقا َ َ
ن ذ َل ِ َ سأل َْناه ُ ع َ ْ ما َ ه :فَ َ حاب ُ ُ ص َ لأ ْ
م أ َن َّها ن َرأيهِ ْ
ْ
م ْ ن ِ كاُنوا ي ََروْ َ م َ َ
ك ،غ َي َْر أن ّهُ ْ ع ََلى ذ َل ِ َ
ث فِسسي ت ِْلس َ َ َ
ك ه ي ُب ْعَس ُ كسَر ل ََنسا أّنس ُ ة ،وَذ ُ ِ سسن َ ً ن َ أْرب َُعسو َ
مط َسُر ال ْ َ َ
حت ّسسى حي َسساةِ َ ، ه َ ل ل َس ُ قسسا ُ مط َسٌر ي ُ َ ن َ اْلْرب َِعيس َ
َ َ
س
سسساد ُ الن ّسسا ِ ج َ تأ ْ ض وَت َهْت َسّز ،وَت َن ْب ُس ُ ب اْلْر ُ طي س ُ تَ ِ
مم قِي َسسا ٌ ذا هُس ْ ة فَإ ِ َ خ ِفيهِ الّثان ِي َ َ ف ُ م ي ُن ْ َ ل ،ثُ ّ ق ِ ت ال ْب َ ْ ن ََبا َ
َ َ َ
ل سأ َ لَ ، جب َ ٍ ن َ مَعاذ َ ب ْ َ ن ُ ل :ذ ُك َِر لَنا أ ّ ن َقا َ ي َن ْظ ُُرو َ
م ن ي َسوْ َ من ُسسو َ مؤ ْ ِ ث ال ْ ُ ف ي ُب ْعَ س ُ ي الّلسسهِ : ك َي ْس َ ن َِبسس ّ
ن حِليسس َ مك َ ّ دا ُ مسسْر ً دا ُ جْر ً ن ُ ل " :ي ُب ْعَُثو َ مةِ ؟ َقا َ قَيا َ ال ْ ِ
ب َِني ث ََلِثي َ
101
ة" سن َ ً ن َ
ة، مس َ عك ْرِ َ ت ِ معْ ُ سس ِ سَ : ن إ ِي َسسا ٍ ي ب ْس ُ خس ّ ل ال ْب َل ْ ِ وقَسسا َ
ن م ْ ت وَ َ وا ِ م َ
س َ ن ِفي ال ّ م ْ صعِقَ َ ل ِفي قَوْل ِهِ فَ َ قو ُ يَ ُ
ن السد ّن َْيا ، لول َسسى ِ ل:اُْ ة ،قَسسا َ ض اْلي َس َ فِسسي اْل َْر
مس َ ِ
102
خَرةِ " ن اْل ِ م َ خيَرة ُ ِ َواْل َ ِ
- 4يتعجب أهل البعث ويذهلون ويفزعون مما
يرون من شسسدائد الهسسوال ،فيتسسساءلون عمسسن
أخرجهم من قبورهم ،مفضلين عذاب القسسبر ،
لنه بالنسبة إلى ما بعده في الشدة كالرقاد.
ّ
ن ِللطب َرِيّ )( 27853 ْ
سيرِ القُْرآ ِ ف ِ
ن ِفي ت َ ْ ْ
معُ الب ََيا ِ جا ِ
َ - 101
157
- 5النفخسسة الثانيسسة أيضسسا وهسسي نفخسسة البعسسث
مع الناس والنشور سريعة جدا ،فإذا حدثت تج ّ
جميعسسا وحضسسروا مسسسرعين إلسسى لقسساء ربهسسم
ن
مهْط ِِعي س َ
للحساب والجزاء ،كما قال تعسسالى ُ :
إ َِلى ال ّ
داِع ]القمر .[8 /54
- 6الحساب حق وعدل ،والجسسزاء قسسائم علسسى
العدل المطلق ،فل ينقص مسسن ثسسواب العمسسل
أي شيء مهما قل ،ول يجزى النسساس إل علسسى
وفق ما عملوا من خير أو شر.
سسسسسسسسسسسس
158
جزاء المحسنين
قال تعالى :
ﭡﭢﭣ ﭑﭒﭓﭔﭕﭖﭗﭘ ﭙﭚﭛﭜﭝﭞﭟﭠ
ﭤﭥﭦﭧ ﭨﭩﭪﭫﭬﭭ
شرح الكلمات :
رقم الية ...الكلمة ...معناها
ل ...هم في شغل عن غيرهم بما شغُ ٍ ُ ... 55
هم فيه من النعيم
ن ...متلذذون معجبون َ ... 55فاك ُِهو َ
ك ...هسسي السسسرر تحسست الحجسسال ... 56ال ََرائ ِ ِ
) الغرف المزخرفة (
ن ...مسسا يتمنسسون ومسسا عو َ مسسا َيسسد ّ ُ م ّ ... 57وَل َُهسس ْ
يطلبون
حيم ٍ ...يسلم اللسسه ب ّر ِن ّر ّ م ْ م قَوْل ً ِ سل َ ٌ َ ... 58
سبحانه عليهم
المناسبة :
بعد أن بّين الله تعسسالى حسسدوث البعسسث ل شسسك ّ
فيه ،وما يكون فسسي يسسوم القيامسسة مسسن الجسسزاء
العسسادل ،بي ّسسن هنسسا مسسا أعسسده للمحسسسنين ،ثسسم
أعقبه في اليات التالية بما أعسسده للمسسسيئين ،
ترغيبا في العمل الصسسالح ،وترهيبسسا مسسن سسسوء
العمال.
التفسير والبيان :
يخبر الّله تعالى عن حال أهل الجنة فيقول » :
إ َ
ن«" ل فسساك ُِهو َ م ِفي ُ
شغُ ٍ جن ّةِ ال ْي َوْ َب ال ْ َ صحا َ نأ ْ ِ ّ
قساه المؤمنسون فسى هسذا اليسسوم السذي هذا ما يل ّ
يساق فيسسه المشسسركون إلسسى موقسسف الحسسساب
159
والجزاء ..وهسسذا الخسسبر هسسو تشسسويق للمسسؤمنين
إلى هذا الجسسزاء الكريسسم السسذي وعسسدوا بسسه مسسن
رّبهسسم ..ثسسم هسسو فسسى السسوقت نفسسسه عسسزل
للكافرين عن هذا المقام ،ومضاعفة للحسسسرة
فى قلسسوبهم ..وسسسمي أهسسل الجنسسة أصسسحابها ،
تمكينا لهسسم منهسسا ،وإطلقسسا ليسسديهم بالتصسسرف
فى كسسل شسسيء فيهسسا ،شسسأنهم فسسى هسسذا شسسأن
المالك فيما ملك ..فضل من الّله وإحسانا.
قسسون وشغل أصحاب الجنة فى الجنة ،هو ما يل ّ
من ألوان النعيم ،حيث يشغل هذا النعيسسم كسسل
لحظة من حياتهم ،إذ يجيئهم ألوانسسا وصسسنوفا ،
فإذا هم فسسي أحسسوال متغسسايرة متشسسابهة معسسا ..
تغسسايرة فسسى صسسورها وآثارهسسا ،متشسسابهة فسسى
إسعاد النفوس ونعيمها ..وهذا مسسا يشسسير إليسسه
مَرةٍ رِْزقا ً ن ثَ َ م ْ مْنها ِ قوله تعالى » :ك ُّلما ُرزُِقوا ِ
مَتشاِبها ً ُ
ل وَأُتوا ب ِهِ ُ ن قَب ْ ُ م ْ ذي ُرزِْقنا ِ ذا ال ّ ِ قاُلوا ه َ
« ) : 25البقسسرة( وفسساكهون :أي منّعمسسون بمسسا
يسسساق إليهسسم مسسن ألسسوان النعيسسم ،وأصسسله مسسن
الفاكهسسة ،إذ كسسانت مسسن طيبسسات المطسساعم ..
ومنه الفكاهة ،وهي التخير مسسن طسسرف الكلم
وملحه".
ص سّلى ل الل سهِ َ سسسو ُ ل َر ُ ل :قَسسا َ ن أ َِبي هَُري َْرة َ َقا َ عَ ْ
ل:جسس ّ عسسّز وَ َ ه َ ل اللسس ُ قسسو ُ م " :ي َ ُ سسسل ّ َ ه ع َل َْيسسهِ وَ َ الّلسس ُ
ت ،وََل َ َ
ن َرأ ْ مسسا َل ع َي ْس ٌ ن َ حي َ صسال ِ ِ ت ل ِعَِباِدي ال ّ أع ْد َد ْ ُ
م قََرَأ: ر ،ث ُ ٍّ ب بَ َ
ش خط ََر ع ََلى قَل ْ ِ ت ،وََل َ معَ ْ س ِ ن َ أذ ُ ٌ
ُ
َ ما أ ُ ْ
ن ن قُ سّرةِ أع ْي ُس ٍ م ْ م ِ ي ل َهُ ْف َ خ ِ س َ ف ٌ م نَ ْ } فََل ت َعْل َ ُ
ن { ]السجدة [17 :وَفِسسي مُلو َ كاُنوا ي َعْ َ ما َ جَزاًء ب ِ َ َ
160
َ َ
مسسا جسسَزاءً ب ِ َ ن َ ٍ ت أع ْي ُ ن قُّرا ِ م ْ ة" ِ مَعاوِي َ َ رَِواي َةِ أِبي ُ
103
ح حي ِ ص ِ جاه ُ ِفي ال ّ خَر َ ن " أَ ْ مُلو َ كاُنوا ي َعْ َ َ
ن قو ُ َ
ح ُ ل :ب َي َْنا ن َ ْ ه يَ ُ معَ ُ س ِ ه َ د ،أن ّ ُ سعْ ٍ ن َ ل بْ ِ سه ْ ِ ن َ وع َ ْ
و
م ،وَهُ س َ س سل َ ّ ه ع َلي ْسهِ وَ َ َ ّ
صلى الل س ُ ّ ل اللهِ َ سو ِ عن ْد َ َر ُ ِ
مسسا َل ل ِفيهَسساَ " : م قَسسا َ حّتى ان ْت ََهى ث ُس ّ ة َ جن ّ َ ف ال ْ َ ص ُ يَ ِ
ُ َ
ب خط ََر ع ََلى قَْلسس ِ ت وََل َ معَ ْ س ِ ن َ ت وََل أذ ُ ٌ ن َرأ ْ ع َي ْ ٌ
ْ َ
ن م ع َ َس ِ جن ُسسوب ُهُ ْ جاَفى ُ ة } :ت َت َ َ م قََرأ هَذ ِهِ الي َ َ شرٍ ث ُ ّ بَ َ
ل أب ُسسو ن قَسسا َ ِ جِع { ]السجدة " [16 :اْلي َت َي ْس ضا ِ م َ ال ْ َ
وا ف ْ خ َ م أَ ْ ل :إ ِن ّهُ ْ قا َ يف َ قَرظ ِ ّ ك ل ِل ْ ُ ت ذ َل ِ َ ر :فَذ َك َْر ُ خ ٍ ص ْ َ
َ َ َ ً
موا ع َلى واًبا قَد ِ ُ م ثَ َ فى لهُ ْ خ َ مل وَأ ْ ل عَ َ ج ّ ل ِل ّهِ ع َّز وَ َ
ن " .أ َ ْ ل فَ سأ َقَر ت ِل ْس َ َ
هجس ُ خَر َ ك اْلع ْي ُس َ ّ جس ّ الل سهِ ع َ سّز وَ َ
104
م
سل ِ ٌ م ْ ُ
ن مِغي سَرة َ ب ْس َ ت ال ُ ْ معْ ُ سس ِ لَ : ي ،قسسا َ ش سعْب ِ ّ وعسسن ال ّ
ي : ن الن ّب ِس ّ ِ من ْب َسرِ ،ع َس ل ع ََلى ال ْ ِ قو ُ ة ،يَ ُ شعْب َ َ ُ
َ َ َ َ
جن ّسةِ أد ْن َسسى ل ال ْ َ ه :أيّ أهْ س ِ ل َرب ّس ُ س سأ َ سسسى َ مو َ ن ُ إِ ّ
ل -ي َعْن ِسسي خ ُ ما ي َد ْ ُ جيُء ب َعْد َ َ ل يَ ِ ج ٌ ل َ :ر ُ ة ؟ َقا َ َ
من ْزِل ً َ
ة، جّنسس َ ل ال َْ خسس ِ ل :اد ْ ُ قسسا ُ ة فَي ُ َ جّنسس َ ْ
جّنسسةِ -ال َ ْ
ل ال َ هسس َ أَ ْ
س ل الن ّسسا ُ ة وَقَسد ْ ن َسَز َ جن ّس َ ل ال ْ َ خس ُ ف أ َد ْ َ ل :ك َي ْس َ قو ُ فَي َ ُ
َ َ َ
ضسسى ه :أت َْر َ ل لَ ُ قو ُ م ؟ فَي َ ُ ذات ِهِ ْ خ َ ذوا أ َ خ ُ م وَأ َ مَنازِل َهُ ْ َ
ن َ مث ْ ُ ْ َ َ ُ َ
مس ْ ك ِ مل ِس ٍ ن لِ َ ما كا َ ل َ جن ّةِ ِ ن ال َ م َ ن لك ِ ن ي َكو َ أ ْ
ل :نع س َ
ل: قسسا ُ ب .فَي ُ َ م أيْ َر ّ قسسو ُ َ َ ْ ك الد ّن َْيا ؟ فَي َ ُ مُلو ِ ُ
َ قسسو ُ ه .فَي َ ُ ُ ُ ُ لَ َ
ب، ل :أيْ َر ّ مث ْل ُ ه وَ ِ مث ْل ُ ه وَ ِ مث ْل ُ ذا وَ ِ ك هَ َ
شسسَرةَ ذا وَع َ َ هسس َ ك َ ن َلسس َ ه :إِ ّ ل َلسس ُ قسسا ُ ت ،فَي ُ َ ضسسي ُ َر ِ
َ َ
ه: ل َلس ُ قسا ُ ت .فَي ُ َ ضي ُ ب َ ،ر ِ ل :أيْ َر ّ قو ُ مَثال ِهِ ،فَي َ ُ أ ْ
162
س، م ،فَل َ ي َْبسسؤ ُ ُ خل َْها ي َن َْعسس ْ ن َيسسد ْ ُ مسس ْ نَ ، فسسَرا ُ الّزع ْ َ
ه، شَباب ُ ُ فَنى َ ه ،وَل َ ي َ ْ ت ل َ ت َب َْلى ث َِياب ُ ُ مو ُ خل ُد ْ ل َ ي َ ُ وَي َ ْ
م
صسسائ ِ ُ ل َ ،وال ّ م ال ْعَسساد ِ ُ ما ُ م :ال ِ َ ة ل َ ت َُرد ّ د َع ْوَت ُهُ ُ ث َل َث َ ٌ
ل ع َل َسسى مس ُح َمظ ْل ُسسوم ِ ت ُ ْ فط ِسُر ،وَد َع ْ سوَة ُ ال ْ َ ن يُ ْحي س َ ِ
َ
لقسسو ُ ت ،وَي َ ُ ماَوا ِ سس َ ب ال ّ وا ُ ح ل َهَسسا أب ْس َ فت َس ُ مام ِ وَت ُ ْ ال ْغَ َ
ك وَل َوْ ب َعْد َ ِ َ
عّزِتي َلن ْ ُ
107
ن".حي ٍ صَرن ّ ِ ب :وَ ِ الّر ّ
م « ..إشارة إلسسى َ
جه ُ ْ م وَأْزوا ُ وقوله تعالى » :هُ ْ
أن أهل الجنة يجدون نعيما خاصسسا ،فسسى صسسور
مسن الحيساة الستي كسانوا يحيونهسا فسى دنيساهم ،
ومن هذه الصور ،هذا اللف السسذي يجمسسع بيسسن
السسزوج وزوجسسه ،وبيسسن الوالسسدين وأولدهسسم ..
فهذه رغيبسسة مسسن رغسسائب النسساس فسسى الحيسساة ،
يسسسعد بهسسا مسسن وجسسدها فسسى زوجسسه وولسسده ،
ويشسسستهيها مسسسن حرمهسسسا ،فلسسسم يجسسسد السسسزوج
الموافقسسة ،ول الولسسد السسذي يسسسعد بسسه ..فسسإذا
كانت الخرة ،كان من مطالب أهسسل الجنسسة أن
يستعيدوا ما كانوا يجيدون من نعيم فى دنياهم
،وأن ينالوا ما كانوا يشتهونه ول يجدون سسسبيل
إليه ..وهذا س كما قلنا غير مسسرة س س هسسو التأويسسل
لهذا النعيسسم الحسسسى ،ولهسسذه الصسسور الدنيويسسة
من ذلسسك النعيسسم ،السسذي يسسدخل علسسى أصسسحاب
الجنة مع نعيم الجنة ..وهذا مثل قوله تعسسالى :
» وال ّذين آمنوا واتبعتهم ذ ُريتهم بإيمسسا َ
قنسسا ح ْن أل ْ َ ٍ َ ِ َ َ ُ َ ََّ ُْ ْ ّ ُُّ ْ ِِ
م « ) : 21الطور( فسسالمراد بسسالزواج م ذ ُّري ّت َهُ ْ ب ِهِ ْ
هنا ،الزوجات المؤمنات اللتي أدخلن الجنسسة ،
163
فيكسسسون مسسسن تمسسسام النعمسسسة عليهسسسن وعلسسسى
أزواجهن ،أن يجتمع بعضهم إلى بعض.
وليسسس التمتسسع وحسسدهم وإنمسسا هسسم فسسي أنسسس
م
هسس ْوسسسرور مسسع أزواجهسسم ،فقسسال تعسسالى ُ :
ظلل ،ع ََلى ا ْ َ َ
ن أي كسسؤ ُ َ
مت ّ ِ
ك ُ لرائ ِ ِ م ِفي ِ ٍ جه ُ ْ
وَأْزوا ُ
إنهم وحلئلهسسم فسسي الجنسسة فسسي ظلل الشسسجار
التي ل تصيبها الشمس ،لنه ل شسسمس فيهسسا ،
وهسسم فيهسسا متكئون علسسى السسسرر المسسستورة
بالخيام والحجال )المظلسسة السسساترة( .والرائك
كمسسا بينسسا :الس سّرة السستي فسسي الحجسسال .وهسسذه
المتعة فسسي الظلل ،وعلسسى الس سّرة والفسسرش
الوثيرة الناعمسسة هسسي حلسسم النسسسان وغايسسة مسسا
يطمح إليه.
والمتعة ليست روحية وإنما هي ماديسسة ،فقسسال
ن أي عو َم مسسا ي َسد ّ ُ ة ،وَل َهُ س ْم ِفيها فاك ِهَ ٌتعالى :ل َهُ ْ
تقدم لهم الفواكه من جميع أنواعها ،ولهم غير
ذلك كل ما يتمنسسون ويشسستهون ،فمهمسسا طلبسسوا
ذ ".أي لهسسم مسسا وجدوا من جميسسع أصسسناف المل ّ
دم إليهم من يشاءون ،وما يطلبون ،غير ما يق ّ
غير طلب "..
" وأطلقت الفاكهة مسن غيسسر تحديسسد ،لتشسمل
كل فاكهة ،فيتخيرون منها مسسا يشسساءون ،كمسسا
ن « ): 2 خي ُّرو َما ي َت َ َ م ّ
يقول سبحانه َ » :وفاك ِهَةٍ ِ
الواقعة("
ة ولسم يقسل »يسأكلون« م ِفيهسا فاك َِهس ٌوقوله :ل َهُ ْ
إشارة إلى اختيارهم وملكهم وقدرتهم.
164
ل الل ّسهِ - سسسو ُ ل َقا َ خد ْرِىّ َقا َ سِعيد ٍ ال ْ ُ عَ َ
ل َر ُ ن أِبى َ ْ
ْ َ ْ َ ّ
ة
جن ّ ِ ل ال َ جن ّةِ َيا أهْ َ ل ال َ ل لهْ ِ قو ُ ه يَ ُ ن الل َ » - إِ ّ
ل ل هَ س ْ قسسو ُ ك .فَي َ ُ س سعْد َي ْ َ ك َرب ّن َسسا وَ َ ن ل َب ّي ْس َ قول ُسسو َ .يَ ُ
ضى وَقَد ْ أع ْط َي ْت ََنسسا َ
ما ل ََنا ل َ ن َْر َ ن وَ َ قوُلو َ م فَي َ ُ ضيت ُ ْ َر ِ
ل أَنسسا َ قسسو ُ ك .فَي َ ُ قسس َ ْ َ َ
خل ِ ن َ مسس ْ دا ِ حسس ً طأ َ م ت ُْعسس ِ مسسا لسس ْ َ
َ ُ َ َ ُ ُ
ى
ب وَأ ّ ن ذ َل ِسك .قَسسالوا ي َسسا َر ّ مس ْ ل ِ ضس َ م أفْ َ طيك ْ أع ْ ِ
م ل ع َل َي ْك ُس ْ حس ّ ل أُ ِ قسسو ُ ك فَي َ ُ ن ذ َل ِس َ مس ْ ل ِ ضس ُ ىٍء أفْ َ
َ
شس ْ َ
َ َ ُ َ
دا « م ب َعْسسسد َه ُ أب َسسس ً خط ع َلي ْك ُسسس ْ سسسس َ واِنى فَل َ أ ْ ضسسس َ رِ ْ
108
البخارى .
ه
ل الل ِ سو ُ ل َر ُ ل َ :قا َ ن ع َب ْد ِ اللهِ َ ،قا َ جاب ِرِ ُب ْ ِ ن َ وع َ ْ
ه: ّ ة ،قَسسا َ ْ ْ ل أهْ ُ َ خ َ : إِ َ
ل اللس ُ جّنس َ جن ّةِ ال َ ل ال َ ذا أد ْ ِ
َ أ َت َ ْ
ما ن َ :رب َّنا ،وَ َ قوُلو َ م ؟ فَي َ ُ شي ًْئا فَأِزيد َك ُ ْ ن َ شت َُهو َ
ي
ضسسا َ ل :ب ََلى ،رِ َ قو ُ ل :فَي َ ُ ما أ َع ْط َي ْت ََنا ؟ َقا َ فَوْقَ َ
109
أ َك ْث َُر.
ه
هسسذ ِ ِ ل اللهِ َ سو ُ ل :ت َل َ َر ُ ب َ ،قا َ صهَي ْ ٍ ن ُ وع َ ْ
َ
ة{ سسسَنى وَزَِيسساد َ ٌ ح ْ سسسُنوا ال ْ ُ ح َ نأ ْ ذي َ ة } :ل ِّلسس ِ الَيسس َ
ة، جن ّس َ ْ ْ ل أهْ س ُ َ خس َ ل :إِ َ ]يسسونس[ قَسسا َ
جن ّسةِ ال َ ل ال َ ذا د َ َ
َ وَأ َهْ ُ
م ن ل َك ُ ْ جن ّةِ إ ِ ّ ل ال ْ َ مَناد ٍ َيا أهْ َ دى ُ ل الّنارِ الّناَر َنا َ
َ
مسسسوه ُ ، جَزك ُ ُ ن ي ُن ْ ِ بأ ْ حسسس ّ دا ي ُ ِ عسسس ً موْ ِ عْنسسسد َ اللسسسهِ َ ِ
واِزين ََنسا ّ م ي ُث َ ّ َ َ ُ فَي َ ُ
م َ ه َ ل اللس ُ قس ِ هسوَ ؟ ألس ْ مسا ُ ن :وَ َ قولو َ
ن مسس َ جْرَنسسا ِ ة وَي ُ ِ جّنسس َ خل َْنا ال ْ َ جوهََنسسا وَُيسسد ْ ِ ض وُ ُ وَي ُب َّيسس ْ
ن إ ِل َي ْ ِ
ه ب ،فَي َن ْظ ُُرو َ جا ُ ح َ ف ال ْ ِ ش ُ ل :فَي ُك ْ َ الّنارِ ؟ َقا َ
َ َ
ن مس َ م ِ ب إ ِل َي ْهِ س ْ حس ّ ش سي ًْئا أ َ ه َ م الل ّ ُ طاهُ ُ ما أع ْ َ والل ّهِ َ فَ َ
110
ه. الن ّظ َرِ إ ِل َي ْ ِ
165
والنعمة السمى مسسن كسسل مسسا يجسسدون :سسسلم
ب ن َر ّ مسس ْ م قَوًْل ِ سل ٌ الّله عليهم ،فقال تعالى َ :
حي سم ٍ أي إن مسسا يتمنسسونه هسسو تحيسسة الل ّسسه لهسسم َر ِ
بالسسسلم أي المسسان مسسن كسسل مكسسروه ،يقسسول
لهم :سلم عليكم يا أهل الجنة "،فيقول جسسل
م عليكسسم « ..وهسسذا سل ٌ جلله لصحاب الجنة » َ
هو غاية نعيم أصحاب الجنسسة وأطيسسب طعومهسسا
مم ي َوْ َ حي ّت ُهُ ْ
الطيبة عندهم "..كما قال تعالى :ت َ ِ
م ]الحزاب [44 /33أو بوساطة سل ٌ هَ : قوْن َ ُي َل ْ َ
خُلو َ
ن ة ي َسد ْ ُ ملئ ِك َس ُ الملئكة ،كما قال تعالى َ :وال ْ َ
م، صب َْرت ُ ْ
م ِبما َ م ع َل َي ْك ُ ْ سل ٌبَ :ل با ٍ ن كُ ّ
م ْ م ِع َل َي ْهِ ْ
دارِ ]الرعسسد [24 - 23 /13 قب َسسى ال س ّ
م عُ ْ فَن ِعْ س َ
والمعنسسسى أن الل ّسسسه يسسسسلم عليهسسسم بوسسسساطة
الملئكسسسة ،أو بغيسسسر وسسسساطة ،مبالغسسسة فسسسي
تعظيمهم ،وذلك متمناهم.
ن ِللط ّب َرِ ّ
ي) (26844صسسحيح سيرِ ال ْ ُ
قْرآ ِ ف ِ معُ ال ْب ََيا ِ
ن ِفي ت َ ْ جا ِ
َ - 111
مقطوع
168
فيها كل ما يدعون .ولهم فوق اللسسذائذ التأهيسسل
م« ..يتلقسسونه مسسن ربهسسم سسسل ٌوالتكريسسم َ » :
112
م« ..حي ٍب َر ِن َر ّ الكريم » :قَوًْل ِ
م ْ
ما ترشد إليه اليات
يفهم من اليات ما يلي :
- 1إن أصحاب الجنة يتمتعون فيها متعة مادية
وليست روحية فقط ،فهم في شسسغل بمسسا هسسم
فيسه مسن اللسذات والنعيسم عسن الهتمسام بأهسل
المعاصي فسسي النسسار ،ومسسا هسسم فيسسه مسسن أليسسم
العذاب ،وإن كان فيهم أقرباؤهم وأهلوهم.
- 2يتمتع أهل الجنسسة بنعيمهسسا هسسم وأزواجهسسم ،
سرر تحت ستور تظللهم ،وعلى الرائك )أي ال ّ
في الحجال ،كالناموسيات( متكئون.
- 3لهم أنواع من الفاكهسة ل تعسد ول تحصسى ،
ولهم كل ما يتمنون ويشسستهون ،فمهمسسا طلبسسوا
وجدوا من جميع أصناف الملذ.
- 4ولهم أكمل الشياء وآخرها السسذي ل شسسيء
فوقه وهو السلم من الّله الرب الرحيسسم ،إمسسا
بوساطة الملئكسسة ،أو بغيسسر وسسساطة ،مبالغسسة
في تعظيمهم ،وذلك أقصى ما يتمنونه.
سسسسسسسسسسسس
169
جزاء المجرمين
قال تعالى :
ﭮﭯﭰﭱﭲ ﭳﭴﭵﭶﭷﭸﭹﭺﭻﭼﭽﭾﭿﮀ
ﮁﮂ ﮃﮄﮅﮆﮇﮈﮉ ﮊﮋﮌﮍﮎﮏﮐﮑﮒﮓ ﮔﮕ
ﮖ ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ ﮟ ﮠﮡﮡ ﮢ ﮣ ﮤ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ ﮫ
ﮬﮭﮮﮯﮰﮱﯓﯔﯕﯖ ﯗﯘﯙﯚﯛﯜﯝﯞﯟﯠﯡ ﯢ
ﯣﯤﯥﯦﯧﯨﯩﯪ
شرح الكلمات :
رقم الية ...الكلمة ...معناها
مَتسسساُزوا ...تميسسسزوا وانفسسسردوا عسسسن َ ... 59وا ْ
المؤمنين
َ َ
م أع ْهَد ْ ...ألسسم أوصسسكم بسسترك طاعسسة ... 60أل َ ْ
الشيطان
ن ...أن ل تطيعسوا َ دوا ال ّ َ
شسي ْطا َ ن ل ت َعْب ُ ُ ... 60أ ْ
الشيطان
دوِني ...أن تعبدوني وحدي َ
ن اع ْب ُ ُ ... 61وَأ ِ
م ...عبسسادة الرحمسسن قي ٌست َ ِ م ْ ٌ
صَراط ّ ذا ِ ... 61هَ َ
ومعصية الشيطان
جب ِل ّ ...خلقا كثيرا ِ ... 62
ها ...ادخلوها أو قاسوا حرها صل و ْ ََ ... 64ا ْ
سَنا ...لصيرناها ممسوحة ل يسسرى م ْ ... 66ل َط َ َ
لها شق
م ...لغيرنسسا م َ
كسسان َت ِهِ ْ م ع َلسسى َ َ خَناهُ ْ سسس ْ م َ َ
... 67ل َ
خلقهم في مكان معصيتهم
ضّيا ...ل يتقسسدمون ول م ِ عوا ُ طا ُ ست َ َ ما ا ْ ... 67فَ َ
يتأخرون
مْره ُ ...الذي نطيل عمره من ن ّعَ ّ ... 68وَ َ
170
ق ...نرده إلى الضعف ه ِفي ال ُ ْ ... 68ن ُن َك ّ ْ
خل ِ س ُ
بعد القوة
المناسبة :
بعد بيان حال المحسسسنين فسسي الخسسرة ،أعقبسسه
تعسسسالى ببيسسسان حسسسال المجرميسسسن فسسسي السسسدنيا
والخرة ،ففي الخرة يميزون عن المسسؤمنين ،
ويصسلون نسار جهنسم خالسدين فيهسا أبسدا بسسبب
كفرهم واتباع وساوس الشيطان ،وفي السسدنيا
لم يعاجلهم بالعقوبة رحمة منه ،فلسسم يشسسأ أن
يذهب أبصارهم ،أو يمسسسخ صسسورهم ويجعلهسسم
كالقردة والخنازير ،وأعطاهم الفرصة الكافيسسة
مسسن العمسسر فسسي السسدنيا ليتمكنسسوا مسسن النظسسر
والهتسسداء ،قبسسل أن يضسسعفوا ويعجسسزوا عسسن
البحث والدراك ،وذلك تحذير واضح لهم.
التفسير والبيان :
يخبر الّله تعالى عن حسال الكفسار يسوم القيامسة
بتمييزهم عن المؤمنين في موقفهم ،فيقول :
» وامتسسازوا ال ْيسو َ
ن « أي يقسسال مسو َ جرِ ُ م ْم أي ّهَسسا ال ْ ُ َ ْ َ َ ْ ُ
للمجرمين الكافرين في الخسسرة :تميسسزوا فسسي
موقفكم عن المؤمنين ،كما قال تعالى في آية
نذي َل ل ِل ّ ِ
قو ُم نَ ُ ميعا ً ،ث ُ ّ ج ِ م َ شُرهُ ْ ح ُ م نَ ْ أخرى :وَي َوْ َ
م ،فََزي ّْلنسسا َ أَ ْ
شسسَركاؤ ُك ُ ْ م وَ ُ م أن ُْتسس ْ مكسسان َك ُ ْ كوا َ : شسسَر ُ
م
م ]يونس [28 /10وقال سسسبحانه :وَي َسوْ َ ب َي ْن َهُ ْ
ن ]الروم [14 /30 فّرُقو َ مئ ِذ ٍ ي َت َ َ ة ي َوْ َساع َ ُ م ال ّ قو ُ تَ ُ
ن ]الروم [43 /30أي يصسسيرون عو َ صد ّ ُمئ ِذ ٍ ي َ ّ
ي َوْ َ
صدعين فرقتين.
171
أو المسسراد :يمتسساز المجرمسسون بعضسسهم عسسن
بعسسض ،فسساليهود فرقسسة ،والنصسسارى فرقسسة ،
والمجوس فرقسسة ،والصسسابئون فرقسسة ،وعبسسدة
الوثان فرقة ،والمساديون والملحسدون فرقسة ،
وهكذا.
وهسسذا زجسسر للكسسافرين ،وردع لهسسم أن يكونسسوا
بمحضر مسسن هسسذا المقسسام الكريسسم السسذي ينزلسسه
أصحاب الجنة ،أو أن يروه بأعينهم ..
ل الل ّسهِ سسسو ُ ل َر ُ ل َ :قا َ ذا َقا َ ن أ َِبي هَُري َْرة َ ك َ َ عَ ْ
ْ َ ْ ُ ْ
ن ِفسسي م َيسسأذ َ ْ ث ،فَل ْ دي َ ح ِ سَتاذ ُ :وَذ َك ََر ال َ ل ال ْ َ ،قا َ
ن ن ك ِت َسساب ِهِ ،وَك َسسا َ مس ْ ن ِ مت ْ َ ب ال ْ َ ن ،فَك َت َ َ مت ْ ِ قَِراَءةِ ال ْ َ
ق ن َ ْ مسسا فَسَرغ َ ِ ل لَ ّ جس ّ ن الل ّ َ
خل س ِ مس َ ْ ه ع َسّز وَ َ
َ
ِفيهِ " :إ ِ ّ
َ
صسسسوَر ،فَأع ْطسسساهُ خلسسسقَ ال ّ َ ض َ ْ
ت َوالْر ِ وا ِ م َ سسسس َ ال ّ
ص خ ٌ شسسا ِ ه ع ََلسسى ِفيسسهِ َ ضسسعُ ُ ل ،فَُهسسوَ َوا ِ سسسَراِفي َ إِ ْ
ل: مُر " ،قَسسا َ مَتى ي ُؤ ْ َ ش ي َن ْت َظ ُِر َ ْ َ
صرِهِ إ ِلى العَْر ِ ب ِب َ َ
ل": صسوُر ؟ َقسا َ مسا ال ّ ل اللسهِ َ ، ّ سسو َ ت َ :يسا َر ُ قُل ْ ُ
ل": ف هُسوَ ؟ قَسسا َ ت :ك َي ْس َ ل :قُل ْس ُ ن " ،قَسسا َ قسْر ُ ال ْ َ
ة
دائ َِر ٍ م َ عظ َس َ ن ِ حقّ ،إ ِ ّ ذي ب َعَث َِني ب ِسسال ْ َ م َ ،وال ّ ِ ظي ٌ عَ ِ
ث خ ِفي سهِ ث ََل َ فس ُ ض ،فَي َن ْ ُ َْ َ
ماِء َوالْر ِ س َ ض ال ّ
ُ ِفيهِ كعَْر ِ
ة خس ُ ف َ ة نَ ْ فسَزِع َ ،والّثان َِيس ُ ة ال ْ َ خس ُ ف َ ت :اْلوَلسى ن َ ْ خا ٍ ف َ نَ ْ
ن، مي َ ب ال ْعَسسال َ ِ قَيام ِ ل ِسَر ّ ة ال ْ ِ خ ُ ف َ ة نَ ْ ق َ ،والّثال ِث َ ُ ِ صعْ ال ْ ّ
لول َسسى خ سة ِ ا ْ ُ ف َ ل ِبالن ّ ْ س سَراِفي َ ل إِ ْ ج ّ ه ع َّز وَ َ مُر الل ّ ُ فَي َأ ُ
ة خسس َ ف َ خ نَ ْ فسس ُ فسسَزِع ،فَي َن ْ ُ ة ال ْ َ خسس َ ف َ خ نَ ْ فسس ْ ل :ان ْ ُ قسسو ُ فَي َ ُ
َ َ
ن مس ْ ض إ ِّل َ ت َوالْر ِ
ْ وا ِ م َ سس َ ل ال ّ فَزع ُ أهْ ُ فَزِع ،فَي َ ْ ال ْ َ
طيل َُها ،وََل ي َ ْ ْ
فُتسسُر ، ها وَي ُ ِ مد ّ َ مُره ُ فَي َ ُ ه ،فَي َأ ُ شاَء الل ّ ُ َ
هسسؤ َُلءِ ما ي َن ْظ ُُر َ لَ : ج ّ ه ع َّز وَ َ ل الل ّ ُ قو ُ ذي ي َ ُ وَهُوَ ال ّ ِ
ه سي ُّر الّلسس ُ ق ،فَي ُ َ وا ٍ ن فَ َ م ْ ما ل ََها ِ حد َة ً َ ة َوا ِ ح ً صي ْ َ إ ِّل َ
172
سسَراًبا ، ن َ كسو ُ ب ،فَت َ ُ حا ِ سس َ مسّر ال ّ مّر َ ل ،فَت َ ُ جَبا َ ال ْ ِ
َ فَت َسر ّ َ
ة
فين َ ِ سس ِ كال ّ ن َ جسسا ،فَت َك ُسسو ُ ض ب ِأهْل ِهَسسا َر ّ ج اْلْر َ ُ
فيهَسسا ْ
ح وَت َك ِ ض سرِب َُها الّري َسسا ُ ح سرِ ت َ ْ ْ
مسسوقَِرةِ فِسسي الب َ ْ ال ْ ُ
ْ ل ال ْ ُ ّ َ
هحس ُ ج ُ ش ت َُر ّ ق ب ِسسالعَْر ِ معَل س ِ دي ِ قن ْ ِ كال ْ ِ ح ،أوْ َ الّرَيا ُ
م ل :ي َسوْ َ جس ّ ه ع َّز وَ َ ل الل ّ ُ قو ُ ي ال ِّتي ي َ ُ ح ،وَه ِ َ اْل َْرَوا ُ
مئ ِذٍ ب ي َسوْ َ ة قُل ُسسو ٌ ة ت َت ْب َعُهَسسا الّراد ِفَس ُ فس ُ ج َ ف الّرا ِ جس ُ ت َْر ُ
َ َ َ ْ
س ع َلسسى ظهْرِهَسسا ، ض ِبالن ّسسا ِ مت َسد ّ الْر ُ ة ،فَت َ ْ ف ٌ ج َ َوا ِ
ب شسسي ُ ل ،وَي َ ِ مس ُ وا ِ ح َ ضسعُ ال ْ َ ضسعُ ،وَت َ َ مَرا ِ ل ال ْ َ فَت َسذ ْهَ ُ
فسَزِع ، ن ال ْ َ مس َ ة ِ هارِب َ ً ن َ طي ُ شَيا ِ طيُر ال ّ ن ،وَت َ ِ دا ُ ال ْوِل ْ َ
ي اْل َقْط َسساَر ،فَت َل ْ َ ْ
ب ض سرِ ُ ة تَ ْ مَلئ ِك َس ُ قاهَسسا ال ْ َ حّتى ت َأت ِ َ َ
م ما لُهسس ْ َ ن َ ري َ مد ْب ِ ِ س ُ جعُ فَت ُوَلي الّنا َ ّ جوهََها ،فَت َْر ِ وُ ُ
و
ضا ،وَهُ َ م ب َعْ ً ضه ُ ْ صم ٍ ،ي َُناِدي ب َعْ ُ عا ِ ن َ م ْ ن الل ّهِ ِ م َ ِ
مسسا م الت ّن َسساد ِ ،ب َي ْن َ َ ل :ي َسوْ َ جس ّ ه ع َّز وَ َ ل الل ُ ّ قو ُ ذي ي َ ُ ال ِ ّ
َ
ن م ْ ت ِ صد َع َ ْ ض َ ،فان ْ َ ت اْلْر ُ صد ّع َ ِ ك تَ َ م ع ََلى ذ َل ِ َ هُ ْ
َ َ
م ي َسَرْوا مسسا ل َس ْ ظي ً مسًرا ع َ ِ قُط ْرٍ إ َِلى قُط ْرٍ ،فَسَرأْوا أ ْ
ه ما الل ّ ُ ل َ ب َوال ْهَوْ ُ ك ال ْك َْر ُ ن ذ َل ِ َ م ْ م ِ خذ َهُ ْ ه ،وَأ َ َ مث ْل َ ُ ِ
ي ذا ه ِس َ ماِء فَسإ ِ َ سس َ م ن َظ َسُروا إ ِل َسسى ال ّ م ،ث ُس ّ ِبسهِ ع َِليس ٌ
مهَسسسا ، جو ُ ت نُ ُ ت فَسسسان ْت َث ََر ْ ق ْ شسسس ّ م ان ْ َ ل ،ث ُسسس ّ مهْسسس ِ كال ْ ُ َ
ل سسسو ُ ل َر ُ مُرهَسسا " ،قَسسا َ سسَها وَقَ َ م ُ ش ْ ت َ ف ْ سس َ خ َ َفان ْ َ
َ
ش سي ًْئا ن َ مسسو َ مئ ِذ ٍ َل ي َعْل َ ُ ت ي َسوْ َ وا ُ م َ الل ّهِ َ " : واْل ْ
ك " َ ،قا َ َ
ه ست َث َْنى الل ّ ُ نا ْ م ِ ل أُبو هَُري َْرة َ :فَ َ ن ذ َل ِ َ م ْ ِ
ت وا ِ م َ سس َ ن فِسسي ال ّ م ْ فزِع َ َ ل :فَ َ ث َقا َ حي ْ ُ ل َ ج ّ ع َّز وَ َ
َ
ل": ه ،قَسسا َ شسساَء الل ّس ُ ن َ مس ْ ض إ ِّل َ ن فِسسي الْر ِ
ْ مس ْ وَ َ
فسَزع ُ إ َِلسى ل ال ْ َ صس ُ مسا ي َ ِ داُء ،فَإ ِن ّ َ ش سه َ َ م ال ّ ك ه ُس ُ ُأول َئ ِ َ
اْل َحياِء ،وهُ َ
م ن ،وََقاهُ ُ م ي ُْرَزُقو َ عن ْد َ َرب ّهِ ْ حَياٌء ِ مأ ْ َ ْ ْ َ
َ ْ
ه ب ي َب ْعَُثسس ُ ذا ٌ م ،وَهُوَ ع َ َ من َهُ ْ ه فََزع َ ذ َل ِك الي َوْم ِ وَأ ّ َ الل ّ ُ
ل :ي َسسا أ َي ّهَسسا قسسو ُ ذي ي َ ُ قهِ َ ،وال ّس ِ خل ْ ِ شَرارِ َ ه ع ََلى ِ الل ّ ُ
173
يءٌ شس ْ سسساع َةِ َ ة ال ّ ن َزل َْزل َس َ م إِ ّ قسسوا َرب ّك ُس ْ س ات ّ ُ الن ّسسا ُ
ديد ٌ ، شس ِ ب الل ّسهِ َ ذا َ ن ع َس َ م ،إ َِلى قَوْل ِهِ :وَل َك ِ ّ ظي ٌ عَ ِ
َ
ه ه إ ِّل أن ّس ُ شسساَء الل ّس ُ مسسا َ ك ال ْب ََلِء َ ن ِفي ذ َل ِس َ مك ُُثو َ فَي َ ْ
ْ
خ فس ُ ل ،فَي َن ْ ُ س سَراِفي َ ه إِ ْ مُر الل ّ ُ م ي َأ ُ م ،ثُ ّ ل ع َل َي ْهِ ْ ي ُط َوّ ُ
ن م ْ ت وَ َ وا ِ م َ س َ ن ِفي ال ّ م ْ صعَقُ َ ق ،فَي َ ْ صعْ ِ ة ال ّ خ َ ف َ نَ ْ
َ
جسساءَ دوا َ مسس ُ خ َ ذا َ ه ،فَإ ِ َ شاَء الل ّ ُ ن َ م ْ ض إ ِّل َ ِفي الْر ِ
ْ
َ
ل ت أهْس ُ مسسا َ ل :قَد ْ َ قو ُ جّبارِ فَي َ ُ ت إ َِلى ال ْ َ موْ ِ ك ال ْ َ مل َ ُ َ
ّ ت ،فَي َ ُ ّ َ ْ
ه ع َسّز ل الل ُ قو ُ شئ ْ َ ن ِ م ْ ض إ ِل َ لْر ِ ماِء َوا س َ ال ّ
َ َ
ب، ل :أيْ َر ّ قو ُ ي ؟ فَي َ ُ ق َ ن بَ ِ م ْ مَ : ل وَهُوَ أع ْل َ ُ ج ّ وَ َ
ة ملسس ُ َ َ ّ ْ َ
ح َ ت َ قي َ ْ ت ،وَب َ ِ مو ُ ذي ل ت َ ُ ي ال ِ ح ّ ت ال َ ت أن ْ َ قي َ بَ ِ
ت أَنسسا ، َ كاِئي ُ مي َ ري ُ ْ
قي َ ُ ل ،وَب َ ِ ل وَ ِ جب ْ ِ ي ِ ق َ ش ،وَب َ ِ العَْر ِ
ل، كاِئيس ُ مي َ ل وَ ِ ريس ُ جب ْ ِ ت ِ مسسو ُ ل وَع َسّز :فَي َ ُ ج ّ ل َ قو ُ فَي َ ُ
َ
ت مو ُ ب ،يَ ُ ل :أيْ َر ّ قو ُ ش ،فَي َ ُ ه ال ْعَْر َ فَي ُن ْط ِقُ الل ّ ُ
ت ت ،إ ِّني ك َت َب ْ ُ سك ُ ْ ل:ا ْ قو ُ ل ،فَي َ ُ كاِئي ُ مي َ ل وَ ِ ري ُ جب ْ ِ ِ
ن، موَتسسا ِ شي ،في َ ُ َ ت ع َْر ِ ح َ ن تَ ْ م ْ ت ع َلى كل َ ّ ُ َ مو ْ َ ال َ ْ
َ قسسو ُ جب ّسسارِ فَي َ ُ ْ َ ْ مل ُ َ ْ
ي
ل:أ ْ ت إ ِلسسى ال َ م سو ْ ِ ك ال َ م ي َأِتي َ ثُ ّ
و
ل وَهُس َ قسسو ُ ل ،فَي َ ُ كاِئي س ُ مي َ ل وَ ِ ري ُ جب ْ ِ ت ِ ما َ ب ،قَد ْ َ َر ّ
َ َ
ي حس ّ ت ال ْ َ ت أْنس َ قيس َ ل :بَ ِ قو ُ ي ؟ فَي َ ُ ق َ ن بَ ِ م ْ م :فَ َ أع ْل َ ُ
ت قَيسس ُ ك ،وَب َ ِ ش َ ة ع َْر ِ مل َ ُ ح َ ت َ قي َ ْ ت ،وَب َ ِ مو ُ ذي َل ي َ ُ ال ّ ِ
موت ُسسوا ، شسسي ،فَي َ ُ ة ع َْر ِ مل َس ُ ح َ ت َ م ْ ل :ل ِي َ ُ قو ُ أ ََنا ،فَي َ ُ
ْ
ن م ْ صوَر ِ ض ال ّ قب ِ ُ ش فَي َ ْ ل ال ْعَْر َ ج ّ ه ع َّز وَ َ مُر الل ّ ُ فَي َأ ُ
ت مو ُ ل ،فَي َ ُ سَراِفي ُ ت إِ ْ م ْ ل :ل ِي َ ُ قو ُ م يَ ُ ل ،ثُ ّ سَراِفي َ إِ ْ
ْ
ب ،ق َ سد ْ ل :ي َسسا َر ّ قسسو ُ ت فَي َ ُ م سو ْ ِ ك ال ْ َ مل َس ُ م ي َأِتي َ ،ثُ ّ
َ
ن مسس ْ م :فَ َ ل وَهُوَ أع َْلسس ُ قو ُ ك ،فَي َ ُ ش َ ة ع َْر ِ مل َ ُ ح َ ت َ ما َ َ
ت َ ّ ْ َ قو ُ ي ؟ فَي َ ُ
مو ُ ذي ل ي َ ُ ي ال ِ ح ّ ت ال َ ت أن ْ َ قي َ َ ل :بَ ِ ق َ بَ ِ
َ َ
قسسي ، خل ْ ِ ن َ مس ْ خل ْسقٌ ِ ت َ ل :أن ْ َ قو ُ ت أَنا ،فَي َ ُ قي َ ُ ،وَب َ ِ
َ
ق
م ي َب ْس َ ذا ل َ ْ ت ،فَإ ِ َ مو ُ ت ،فَي َ ُ م ْ ت فَ ُ ما َرأي ْ َ ك لِ َ قت ُ َ خل َ ْ َ
174
َ
م ي َل ِسد ْ ذي ل َس ْ مد َ ال ّس ِ ص َ حد َ ال ّ حد َ اْل َ َ وا ِ ه ال ْ َ حد ٌ إ ِّل الل ّ َ أ َ
َ
خ سًرا نآ ِ حد ٌ ،فَك َسسا َ وا أ َ ف ً ه كُ ُ ن لَ ُ م ي َك ُ ْ م ُيول َد ْ ،وَل َ ْ وَل َ ْ
ت كَ َ كا َ
ل ج ّ سسس ِ ي ال ّ طسس ّ وا ِ م َ س َ وى ال ّ ن أوًّل ،ط َ َ ما َ َ كَ َ
ت، م سّرا ٍ ث َ مسسا ث ََل َ فه ُ َ ق َ م ت َل َ ّ ها ،ث ُ ّ حا َ م دَ َ ب ،ثُ ّ ل ِل ْك َِتا ِ
ث ُم َقا َ َ
ن مس ِ ل :لِ َ جس ّ ل ع َّز وَ َ قو ُ م يَ ُ جّباُر ،ث ُ ّ ل :أَنا ال ْ َ ّ
َ َ ْ ْ
ه
س ِ ف ِ قول ل ِن َ ْ ُ م يَ ُ ُ
حد ٌ ،ث ّ هأ َ جب ْ ُ م يُ ِ م ؟ فل ْ َ ملك الي َوْ َ ُ ال ْ ُ
ل قسسو ُ م يَ ُ قهّسسارِ ،ث ُس ّ ح سد ِ ا ل ْ َ وا ِ ك وَت ََعاَلى :ل ِل ّهِ ال ْ َ ت ََباَر َ
َ ْ َ
ض ض غ َي ْسَر ا َلْر ِ ل اْلْر ُ م ت ُب َسد ّ ُ ل :ي َسوْ َ جس ّ ه ع َّز وَ َ الل ّ ُ
ْ س ً سط َُها ب َ ْ ت ،فَي َب ْ ُ
مد ّ الِديسسم ِ َ
ها َ مد ّ َ طا ي َ ُ وا ُ م َ س َ َوال ّ
م مت ًسسا ،ث ُس ّ جسسا وَل أ ْ َ عو َ ً ي ،ل ت َسَرى ِفيهَسسا ِ َ ال ْعُك َسساظ ِ ّ
م فِسسي ذا هُ س ْ حد َة ً ،فَ سإ ِ َ جَرة ً َوا ِ خل ْقَ َز ْ ه ال ْ َ جُر الل ّ ُ ي َْز ُ
مب َد ّل َةِ ِفي ِ َ
ن مس َ ه ِ من ْس ُ كاُنوا ِ ما َ ل َ مث ْ ِ ض ال ْ ُ هَ ُذ ِهِ الْر ِ
ْ
ن ِفسي ب َط ْن َِهسا ، ن ِفي ب َط ْن َِهسا ك َسسا َ كا َ ن َ م ْ اْلوَلى َ ،
م ن ع َل َسسى ظ َهْرِهَسسا ،ث ُس ّ كا َ ها َ ن ع ََلى ظ َهْرِ َ كا َ ن َ م ْ وَ َ
ي من ِس ّ ش كَ َ حس ِ ْ ه ع َل َي ْك ُ ْ ل الل ّ ُ ي ُن ْزِ ُ
َ ت َ العَسْر ِ ن تَ ْ م ْ ماًء ِ م َ
ْ
ن مط َِر أْرب َِعي َ ن تُ ْ ماَء أ ْ س َ ه ال ّ مُر الل ّ ُ م ي َأ ُ ل ،ثُ ّ جا ِ الّر َ
شسَر ذ َِراع ًسسا ، م اث ْن َسسا ع َ َ ن فَسوْقَهُ ُ حت ّسسى ي َك ُسسو َ ما َ ، ي َوْ ً
َ َ ْ
ث ت الط َّراِثيسس ِ ت ك َن ََبسسا ِ ن ت َن ْب ُ َ ساد َ أ ْ ج َ ه اْل ْ مُر الل ّ ُ وَي َأ ُ
َ َ
م، سسساد ُهُ ْ ج َ تأ ْ مل َ ْ كا َ ذا ت َ َ حّتى إ ِ َ لَ ، ق ِ ت ال ْب َ ْ أوْ ك َن ََبا ِ
حي َسسا ل :ل ِي َ ْ جس ّ ه ع َ سّز وَ َ ل الل ّ ُ ت َ ،قا َ كان َ ْ ما َ ت كَ َ كان َ ْ فَ َ
حَيسسا ه :ل ِي َ ْ ل الل ّ ُ قو ُ م يَ ُ ن ،ثُ ّ حي َوْ َ ش ،فَي َ ْ ة العَْر ِ
مل َ ُ ْ ح َ َ
ّ ْ َ
ل سَراِفي َ ه إِ ْ مُر الل ُ ن ،فَي َأ ُ حي َوْ َ ل فَي َ ْ ميكاِئي ُ ل وَ ِ ري ُ جب ْ ِ ِ
َ ْ
عو م ي َسد ْ ُ ه ع َلسسى ِفي سهِ ،ث ُس ّ ضعُ ُ صوَر ،فَي َ َ خذ ُ ال ّ ،فَي َأ ُ
َ َ
ن مِني َ مسؤ ْ ِ ح ال ْ ُ ج أْرَوا ُ هس ُ ح فَي ُؤ َْتى ب َِها ي َت َوَ ّ وا ِ ه ِباْلْر َ الل ّ ُ
م ميعًسسا ،ث ُس ّ ج ِ ض سَها َ قب ِ ُ ة ،فَي َ ْ مس ً خَرى ظ ُل ْ َ ُنوًرا َ ،واْل ُ ْ
ن يل ْقيها في الصور ،ث ُم ي سأ ْمر الل ّسه إس سرافي َ َ
لأ ْ ُ ِ ْ َ ِ ّ َ ُ ُ ّ ِ ُ ِ َ ِ
َ َ
ل حس ُ ح ك َأن َّها الن ّ ْ ج اْلْرَوا ُ خُر ُ ث ،فَت َ ْ ة ال ْب َعْ ِ خ َ ف َ خ نَ ْ ف َ ي َن ْ ُ
175
َْ َ
ل قسسو ُ ض ،فَي َ ُ ماِء َوالْر ِ سسس َ ن ال ّ مسسا ب َْيسس َ ت َ مَل ْ َقسسد ْ َ
ح إ ِل َسسى ل ُرو ٍ ن ك ُس ّ جعَس ّ جَلِلي ،ل َي َْر ِ عّزِتي وَ َ ه :وَ ِ الل ّ ُ
م شسسيم ِ ،ث ُس ّ خَيا ِ ح فِسسي ال ْ َ ل اْل َْرَوا ُ خ ُ س سد ِهِ ،فَت َسد ْ ُ ج َ َ
ديِغ ، م فِسسي اللس ِّ م ْ َ ْ
سس ّ ي ال ّ ش َ ساد ِ َ ج َ شي ِفي ال ْ م ِ تَ ْ
َ َ َ
ن مس ْ ل َ عا ،فَأن َسسا أوّ ُ س سَرا ً م ِ ض ع َن ْهُ ْ شقّ اْلْر ُ م ت َن ْ َ ثُ ّ
َ
م من َْها إ ِل َسسى َرب ّك ُس ْ ن ِ جو َ خُر ُ ض ،فَت َ ْ ه اْلْر ُ شقّ ع َن ْ ُ ت َن ْ َ
ل قسسسو ُ عي ،فَي َ ُ دا ِ ن إ ِل َسسسى السسس ّ مهْط ِِعيسسس َ ن ُ سسسسُلو َ ت َن ْ ِ
فسساة ً ،ع ُسَراة ً ، ح َ سسٌر ُ ، م عَ ِ ذا ي َسوْ ٌ ن :هَ س َ ال ْك َسسافُِرو َ
ن سسب ِْعي َ داَر َ قس َ م ْ دا ِ حس ً فسسا َوا ِ موْقِ ً ن َ فو َ م ي َقِ ُ غ ُْرًل ،ث ُ ّ
ن كو َ م ،فَت َب ْ ُ ضي ب َي ْن َك ُ ْ ق ِ م ،وََل ي َ ْ ما َل ي َن ْظ ُُر إ ِل َي ْك ُ ْ عا ً َ
مسسسا ن دَ ً مُعو َ م ت َسسسد ْ َ موع ُ ،ث ُسسس ّ قط ِسسسعَ السسسد ّ ُ حت ّسسسى ت َن ْ َ َ
كسسم أوَ َ
م ُ ْ ْ ج َ ن ي ُل ْ ِ مأ ْ كسس ْ من ْ ُ ك ِ حّتى ي َب ْل ُغَ ذ َل ِ َ نَ ، ت َعْرُِقو َ
ع
ف ُ شس َ ن يَ ْ مس ْ نَ : قوُلو َ ن فَت َ ُ حو َ صب ِ ُ ن ،فَت ُ ْ ي َب ْل ُغَ اْل َذ َْقا َ
ق ل :مس َ قسسو ُ ضي ب َي ْن َن َسسا فَي َ ُ ل ََنا إ َِلى َرب َّنا ،فَي َ ْ
حس ّ نأ َ َ ْ ق ِ
م َ
ن مس ْ خ ِفيسهِ ِ فس َ ه ب ِي َد ِهِ ،وَن َ َ ه الل ّ ُ ق ُ خل َ َ م َ م آد َ َ ن أِبيك ُ ْ ِ ْ
َ َ ْ ً ّ
م، سسل ُ م ع َلي ْهِ ال ّ ن آد َ َ ه قِب َل ،فَت َأُتو َ م ُ حهِ ،وَك َل َ ُرو ِ
َ ك إ ِل َي ْسهِ ،فَي َسأَبى وَي َ ُْ
مسسا أن َسسا لَ : قسسو ُ ن ذ َل ِس َ فَت َط ْل ُب ُسسو َ
ك " ،فَي َأ ُْتو َ َ
مسسا ن اْلن ْب َِياَء ن َب ِّيا ن َب ِي ّسسا ،ك ُل ّ َ ب ذ َل ِ َ ح ِ صا ِ بِ َ
ل الل ّسهِ : ْ
سو ُ ل َر ُ م َ ،قا َ جاُءوا ن َب ِّيا ي َأَبى ع َل َي ْهِ ْ َ
ْ
م ،فَسسآِتي ال َ َ َ ْ
ص حس َ ف ْ معَهُ س ْ حّتى ي َأُتوِني فَأن ْطل ِقُ َ " َ
َ َ
ل الل ّ ِ
ه سو َ ل أُبو هَُري َْرة َ َ :يا َر ُ دا " َ ،قا َ ج ً سا ِ خّر َ فَأ ِ
حت ّسسى شَ ، دا ُ ْ ل " :ق ُس ّ ص ؟ قَسسا َ ما ال ْ َ
م العَسْر ِ ْ ُ حس ف ْ َ ،
ل ل ِسسي :ي َسسا قسسو ُ دي فَي َ ُ ض ِ خذ ُ ب ِعَ ُ كا فَي َأ ُ مل َ ً ه َ ث الل ّ ُ ي َب ْعَ َ
مسسا قسسو ُ ب ،فَي َ ُ مسسد ُ َ ،فسسأُقو ُ َ
لَ : م ي َسسا َر ّ ل :ن َعَ س ْ ح ّ م َ ُ
ل :ي َسسا ل " :فَ سأُقو ُ َ م قَسسا َ َ َ ْ
ش سأن ُ َ َ
ك ؟ " ،وَهُ سوَ أع ْل س ُ
فعْت َِني ِفسسسي شسسس ّ ة ،وَ َ فاع َ َ شسسس َ عسسسد ْت َِني ال ّ ب ،وَ َ َر ّ
ه َ :قسسد ْ ل الّلسس ُ قسسو ُ م ،فَي َ ُ ض ب َي ْن َُهسس ْ ك َ ،فسساقْ ِ قسس َ خل ْ ِ َ
176
م " َ ،قا َ َ فعت َ َ
ل سو ُ ل َر ُ ضي ب َي ْن َهُ ْ م فَأقْ ِ ك أَنا آِتيهِ ْ ش ّ ْ ُ َ
َ َ
س ،فَب َي ْن َسسا مسعَ الن ّسسا ِ ف َ جعُ فَسأقِ ُ الل ّهِ " : فَسأْر ِ
ماءِ سسس َ ن ال ّ مسس َ سسسا ِ ح ّ معَْنا َ سسس ِ ف إ ِذ ْ َ ن وُُقسسو ٌ حسس ُ نَ ْ
َ َ ل فَن ََز َ دا ،فََها َ
ي مث ْل س ْ ماِء ال سد ّن َْيا ب ِ ِ س َ ل ال ّ ل أهْ ُ دي ً ش ِ َ
ن َواْل ِن ْس َ
ذا حت ّسسى إ ِ َ سَ ، ِ جس ّ ن ال ْ ِ مس َ ض ِ ِ ن فِسسي اْلْر م ْ َ
خسسذوا ُ م ،وَأ َ َ َ ْ َ َ ْ
ت ب ُِنسسورِه ِ ْ ض أشسسَرق ْ ن الْر ِ مسس َ وا ِ د ََنسس ْ
ه، م اللسس ُ ّ كسس ُ دون َ ُ مُ : ل :قُلَنسسا لُهسس ْ َ ْ م َ ،قسسا َ صسسافّهُ ْ م َ َ
َ َ َ ُ
ي مث ْل س ْ ماِء الّثان ِي َسةِ ب ِ ِ س َ ل ال ّ ل أهْ ُ م ت َن ْزِ ُ َقالوا :ل ،ث ُ ّ
ن مس َ ن ِفيهَسسا ِ مس ْ ي ِ مث ْل َس ْ مَلئ ِك َسةِ ،وَ ِ ن ال ْ َ م َ ل ِ ن ن ََز َ م ْ َ
ض َ ْ حّتسسى إ ِ َ ْ ْ
ن الْر ِ مسس َ وا ِ ذا د ََنسس ْ سَ ،
َ ن َوال ِْنسس ِ جسس ّ ال ِ
م ذ َك َسُروا م ،ث ُس ّ صسسافّهُ ْ م َ ذوا َ خ ُ م وَأ َ ت ب ُِنورِه ِ ْ شَرقَ ْ أَ ْ
ن ماٍء ع َل َسسى قَ سد ْرِ ذ َل ِس َ ل ك ُس ّ ن سزو َ َ
مس َ ك ِ سس َ ل َ ل أهْ س ِ ُ ُ
ن مس َ ل ِ َ
جب ّسساُر فِسسي ظل س ٍ ُ ل ال َ ْ م ي َن ْسزِ ُ ف ،ث ُس ّ ض سِعي ِ الت ّ ْ
م ك فَ سوْقَهُ ْ ش َرب ّس َ ل ع َْر َ م ُ ح ِ مَلئ ِك َةِ ،وَي َ ْ مام ِ َوال ْ َ ال ْغَ َ
م ع ََلى ة ،وهُو ال ْيوم ،أ َربع ُ َ
مه ِ ْ دا ِ ة أقْ َ ْ ََ َ َ َ ْ ُ مان ِي َ ٌ مئ ِذ ٍ ث َ َ ي َوْ َ
م، َ َ ْ َ َ ْ
جزِه ِ س ْ ح َ ض إ ِلى ُ فلى َ ،والْر ُ س ْ ض ال ّ جوم ِ الْر ِ نُ ُ
ح، سسسِبي ِ ل ِبالت ّ ْ جسس ٌ م َز َ م ،ل َهُ ْ مَناك ِب ِهِ ْ ش ع ََلى َ َوال ْعَْر ُ
ت، جَبسسسُرو ِ ش َوال ْ َ ن ِذي الَعسسسْر ِ
ْ حا َ سسسسب ْ َ ن ُ قوُلسسسو َ يَ ُ
ي حس ّ ن ال ْ َ حا َ سسب ْ َ تُ ، مل َك ُسسو ِ ك َوال ْ َ مل ْ ِ ن ِذي ال ْ ُ حا َ سب ْ َ ُ
ق
خلئ ِ َ َ ت ال َ ْ مي س ُ ذي ي ُ ِ ن ال س ِ ّ حا َ س سب ْ َ تُ ، مسسو ُ ذي ل ي َ ُ َ ال ّ ِ
ن َرب َّنا اْل َع َْلى حا َ سب ْ َ سُ ، دو ٌ ح قُ ّ سّبو ٌ تُ ، مو ُ وََل ي َ ُ
خل ْسقَ وََل ت ال ْ َ مي س ُ ذي ي ُ ِ ح ،ال ّس ِ ملئ ِك َةِ َوالّرو ِ
ب ال ْ َ َ َر ّ
ن مس ْ شسساَء ِ ث َ حي ْس ُ ه َ س سي ّ ُ ه ك ُْر ِ ض سعُ الل ّس ُ ت .فَي َ َ مسسو ُ يَ ُ
َ
شَر معْ َ ك وَت ََعاَلى َقائ ًِل َ :يا َ ف ت ََباَر َ م ي َهْت ِ ُ ضه ِ ،ث ُ ّ أْر ِ
خل َ ْ َ
م قت ُك ُس ْ مذ ْ َ م ُ ت ل َك ُ ْ ص ّ س ،إ ِّني قَد ْ أن ْ َ ِ ن َواْل ِن ْ ج ّ ال ْ ِ
ُ َ
صسسُر م ،وَأب ْ ِ معُ َقسسوْل َك ُ ْ سسس َ ذا ،أ ْ هسس َ م َ مك ُ ْ إ َِلسسى َيسسوْ ِ
َ َ
م مسسال ُك ُ ْ ي أع ْ َ هسس َ ما ِ ي ،فَإ ِن ّ َ مُعوا إ ِل َ ّ س َ م َ ،فا ْ مال َك ُ ْ أع ْ َ
177
فك ُم ت ْ ُ
مد ِ ح َ خي ًْرا فَل ْي َ ْ جد َ َ ن وَ َ م ْ م ،فَ َ قَرأ ع َل َي ْك ُ ْ ح ُ ْ ُ ص ُ وَ ُ
ه، س ُ ف َ ن إ ِّل ن َ ْ م ّ ك فََل ي َُلو َ جد َ غ َي َْر ذ َل ِ َ ن وَ َ م ْ ه ،وَ َ الل ّ َ
ْ
سسساط ِعٌ من ْهَسسا ع ُن ُسقٌ َ ج ِ خُر ُ م ،فَي َ ْ جهَن ّ َ ه َ مُر الل ّ ُ م ي َأ ُ ثُ ّ
َ َ
م م ي َسسا ب َن ِسسي آد َ َ م أع ْهَد ْ إ ِل َي ْك ُ ْ ل :أل َ ْ قو ُ م يَ ُ م ،ثُ ّ مظ ْل ِ ٌ ُ
ن ،إ ِلى َ ُ َ َ دوا ال ّ َ َ
مِبي ٌ م ع َد ُوّ ُ ه لك ْ ن إ ِن ّ ُ شي ْطا َ ن ل ت َعْب ُ ُ أ ْ
قَول ِه :وامتازوا ال ْيو َ
مّيسُز ن ،فَي ُ َ مسو َ جرِ ُ م ْ م أي َّهسا ال ْ ُ َ ْ َ ْ ِ َ ْ َ ُ
َ ّ ُ ْ
ه ت ََعالى : ل الل ُ قو ُ م ،وَي َ ُ م ُ جُثوا ال َ س ،وَت َ ْ ه الّنا َ الل ّ ُ
عى إ َِلى ك َِتاب َِها ، مةٍ ت ُد ْ َ ة كُ ّ ُ وترى ك ُ ّ ُ
لأ ّ جاث ِي َ ً مة ٍ َ لأ ّ َََ
س ن اْل ِْنسس َ قلْيسس ِ
قسسهِ إ ِّل الث ّ َ ّ خل ْ ِ ن َ ه ب َْيسس َ ضسسي الّلسس ُ ق ِ فَي َ ْ
حت ّسسى ش َوال ْب َهَسسائ ِم ِ َ ، ح ِ ن ال ْسوَ ْ ضي ب َي ْ َ ق ِ ن ،فَي َ ْ ج ّ َوال ْ ِ
ذا فَ سَرغَ ن ،ف َ سإ ِ َ ق سْر ِ ت ال ْ َ ذا ِ ن َ مس ْ ماِء ِ ج ّ قيد ُ ل ِل ْ َ ه ل َي ُ ِ إ ِن ّ ُ
ُ
حسد َةٍ ل ِْل ْ
خسَرى ، عْنسد َ َوا ِ ة ِ م ي َب ْقَ ت َب َعَ ٌ ك ،وَل َ ْ ن ذ َل ِ َ م ْ ِ
ل قسسو ُ ك يَ ُ كوِني ت َُراًبا ،فَعِن ْد َ ذ َل ِ َ ه ت ََعالى ُ : َ ّ
ل الل ُ َقا َ
ه ضسسي الل ّس ُ ق ِ ت ت َُراب ًسسا ،فَي َ ْ ال ْك َسسافُِر :ي َسسا ل َي ْت َن ِسسي ك ُن ْس ُ
ه
ضسسي ِفيس ِ ق ِ مسسا ي َ ْ ل َ ن أ َوّ َ ن ال ْعَِباد ِ ،فَي َك ُسسو ُ ت ََعاَلى ب َي ْ َ
ْ ْ
مُر ل الل ّسهِ ،ي َسأ ُ سِبي ِ ل ِفي َ ل قَِتي ٍ ماُء ،فَي َأِتي ك ُ ّ الد ّ َ
َ ْ
ب خ ُ شسس َ ه تَ ْ ج ُ دا ُ ه ،وَأوْ َ س ُ ل َرأ َ م ُ ح َ ل فَي ُ ْ ل قَِتي ٍ ه كُ ّ الل ّ ُ
م قَت َل َن ِسسي ؟ ذا ِفي س َ ل هَ س َ س ْ بَ ، ل َ :يا َر ّ قو ُ ما ،فَي َ ُ دَ ً
َ
ب، ل َ :يا َر ّ قو ُ ه ؟ فَي َ ُ م قَت َل ْت َ ُ م :لِ َ ل وَهُوَ أع ْل َ ُ قو ُ فَي َ ُ
ت، صد َقْ َ هَ : ل الل ّ ُ قو ُ ك ،فَي َ ُ ن ال ْعِّزة ُ ل َ َ كو َ ه ل ِت َ ُ قَت َل ْت ُ ُ
م س ،ث ُس ّ م ِ شس ْ ل ن ُسسورِ ال ّ مث ْس َ ه ِ جه َ س ُ ه وَ ْ ل الل ّس ُ جعَ س ُ فَي َ ْ
ْ
ل كس ّ ه ُ مُر الّلس ُ م َيسأ ُ جن ّةِ ُ ،ثس ّ ة إ َِلى ال ْ َ مَلئ ِك َ ُ ه ال ْ َ شي ّعُ ُ تُ َ
ْ ْ ل ع ََلى غ َي ْرِ ذ َل ِ َ
ه، س ُ ل َرأ َ م ُ ح ِ ك ،فَي َأِتي ي َ ْ ل قُت ِ َ قَِتي ٍ
ل سس ْ قسسو ُ َ وَي َ ْ
بَ ، ل :ي َسسا َر ّ مسسا ،وَي َ ُ ه دَ ً ج ُ دا ُ ب أوْ َ خ ُ ش َ
َ
م م :ل ِس َ ه أع ْل َس ُ ل َوالل ّس ُ قسسو ُ م قَت َل َن ِسسي ؟ فَي َ ُ ذا ِفي س َ هَ س َ
ن ال ْعِ سّزةُ ه ل ِت َك ُسسو َ ب ،قَت َل ْت ُس ُ ل :ي َسسا َر ّ قو ُ ه ؟ فَي َ ُ قَت َل ْت َ ُ
شسسَرةٌ قسسى ب َ َ م َل ي َب ْ َ ت ،ثُ ّ س َ ه :ت َعِ ْ ل الل ّ ُ قو ُ ِلي ،فَي َ ُ
178
خذ َ ب َِها مَها إ ِّل أ ُ ِ ة ظ َل َ َ م ٌ مظ ْل َ َ ل ب َِها ،وََل َ قَت َل ََها إ ِّل قُت ِ َ
ن شيئ َةِ الل ّهِ ت ََعسساَلى إ ِ ْ م ِ ي ِفي َ ق َ ما ب َ ِ صيُر ِفي َ م يَ ِ ،ثُ ّ
ن ضسسي ب َي ْس َ ق ِ م يَ ْ ه ،ث ُس ّ مس ُ ح َ شاَء َر ِ ن َ ه ،وَإ ِ ْ شاَء ع َذ ّب َ ُ َ
عْنسسد َ ة ِ م ً مظ ْل َ َ قي َ حّتى َل ي ُب ْ ِ قه ِ َ ، خل ْ ِ ن َ م ْ ي ِ ق َ ن بَ ِ م ْ َ
ه ّ ُ ْ ْ خذ َ َ َ ّ َ
حّتسسى إ ِن ّس ُ ن الظال ِم ِ َ ، م َ م ِ مظلو ُ ها ال َ حد ٍ إ ِل أ َ أ َ
َ
حت ّسسى ه َ قل ّب َس ُ ن يُ َ مسساِء أ ْ ن ِبال ْ َ ب اللب َس ِ
ّ شسسائ ِ ُ ف َ ل َسوْ ك ُل ّس َ
ك ن ذ َل ِ َ م ْ ه ِ ذا فََرغ َ الل ّ ُ ماِء ،فَإ ِ َ ن ال ْ َ م َ ن ِ ص الل ّب َ َ خل ّ َ يُ َ
ل :أَلَ قسسو ُ م فَي َ ُ خَلئ ِقَ ك ُل ّهُ س ْ معُ ال ْ َ سس ِ من َسساد ٍ ي ُ ْ دى ُ ن َسسا َ
ن م ْ ن ِ دو َ كاُنوا ي َعْب ُ ُ ما َ م ،وَ َ ل قَوْم ٍ ِبآل ِهَت ِهِ ْ حقْ ك ُ ّ ل ِي َل ْ َ
َ ن الل ّهِ ،فََل ي َب ْ َ
ن دو ِ ن ُ مس ْ شسي ًْئا ِ ح سد ٌ ع َب َسد َ َ قسسى أ َ دو ِ ُ
مل َكاً ه ت ََعالى َ َ ّ
ل الل ُ جعَ ُ ه ،وَي َ ْ ه آل ِهَت ُ ُ تل ُ َ مث ّل ْ َ اللهِ إ ِل ُ ّ ّ
ه ل الل ّس ُ جعَس ُ صسسوَرةِ ع َُزي ْسرٍ ،وَي َ ْ مَلئ ِك َةِ ع ََلى ُ ن ال ْ َ م َ ِ
ن ملئ ِك َسةِ ع َلسسى ُ َ َ ْ ملك ًسسا ِ َ
سسسى اب ْس ِ عي َ صسسوَرةِ ِ ن ال َ مس َ َ
صسساَرى م ،فَي َت ّب ِسعُ الي َهُسسود ُ ع َُزي ْسًرا ،وَي َت ّب ِسعُ الن ّ َ ْ مْري َس َ َ
م م إ ِلسسى الن ّسسارِ ،وَهُس ُ َ م آل ِهَت ُهُس ْ قسسود ُهُ ْ م تَ ُ ُ
سى ،ث ّ عي َ ِ
ن هَسؤ ُلءِ َ كا َ م :لو ْ َ َ ل ِفيهِ ْ ج ّ ه ع َّز وَ َ ل الل ُ ّ قو ُ ن يَ ُ ذي َ ال ِ ّ
ق
م ي َب ْ َ ذا ل َ ْ ن ،وَإ ِ َ دو َ خال ِ ُ ل ِفيَها َ ها وَك ُ ّ دو َ ما وََر ُ ة َ آل ِهَ ً
ه م الّلسس ُ جاَءهُ ُ نَ ، قو َ مَنافِ ُ م ال ْ ُ ن ،وَِفيهِ ُ مُنو َ مؤ ْ ِ إ ِّل ال ْ ُ
ه ما ل ََنا إ ِل َ ٌ ن َ :والل ّهِ َ قوُلو َ ن هَي ْئ َةٍ ،فَي َ ُ م ْ شاَء ِ ما َ ِفي َ
ن م عَ س ْ ف ل َهُ ْ ش ُ ما ك ُّنا ن َعْب ُد ُ غ َي َْره ُ ،فَي ُك ْ َ ه ،وَ َ إ ِّل الل ّ ُ
مسسا مت ِهِ َ ن ع َظ َ َ م ْ م ِ م ،وَي ُظ ْهُِر ل َهُ ْ جّلى ل َهُ ْ ق وَي َت َ َ سا ٍ َ
َ م فَي َ ِ َ
دا ع َلسسى ج ً سس ّ ن ُ خ سّرو َ ه َرب ّهُ س ْ ن ب ِسهِ أن ّس ُ ي َعْرِفُسسو َ
ل جعَ س ُ فسساه ُ ،وَي َ ْ ق ع ََلى قَ َ ٍ مَنافِ ل ُ خّر ك ُ ّ م وَي َ ِ جوه ِهِ ْ وُ ُ
ْ ي ال ْب َ َ َ
ن م َيسسأذ َ ُ قرِ ُ ،ثسس ّ ص ّ صَيا ِ م كَ َ صَلب َهُ ْ ه ت ََعاَلى أ ْ الل ّ ُ
ه ع َ سّز ب الل ّس ُ ض سرِ ُ م ،وَي َ ْ س سه ُ ْ ن ُرُءو َ م فَي َْرفَعُسسو َ ل َهُ س ْ
م ك َعَ سد َد ِ أ َْو جهَن ّس َ ي َ ن ظ َهَْران َس ْ ط ب َي ْس َ ص سَرا َ ل ال ّ جس ّ وَ َ
َ
ب، ف ،ع َل َي ْسهِ ك ََلِلي س ُ س سي ْ ِ حد ّ ال ّ شعْرِ أوْ ك َ َ قد ِ ال ّ ك َعَ ْ
179
ه دون َس ُ نُ ، دا ِ سسعْ َ ك ال ّ س ِ ح َ ك كَ َ س ٌ ح َ ف ،وَ َ طي ُ طا ِ خ َ وَ َ
ة ،فَيمرون ك َط ُروف ال ْعين أوَ مزِل ّ ٌ
َ ْ ِ ْ ُ ِ َ ُ ّ َ ض َ ح ٌ سٌر د َ ْ ج ْ ِ
خيسل أوَ ْ َ َ َ َ ْ َ َ
جي َسساد ِ ال َ ْ ِ ْ ح أوْ ك ِ مسّر َ الّريس ِ ق أوْ ك َ ح الب َْر ِ م ِ كل ْ
ج ل ،فَن َسسسا ٍ جسسسا ِ جي َسسساد ِ الّر َ ت أوْ ك َ ِ حسسسا ِ جي َسسساد ِ الّرَيا َ كَ ِ
جهِسهِ فِسسي ش ع ََلى وَ ْ دو ٌ مك ْ ُ ش ،وَ َ دو ٌ خ ُ م ْ م ،وَ َ سال ِ ٌ َ
َ َ
ة
جن ّس ِ جن ّسةِ إ ِل َسسى ال ْ َ ل ال ْ َ ضسسى أهْ س ُ ذا أفْ َ م َ ،فسسإ ِ َ جهَّنسس َ َ
ة، جّنسس َ ل ال َْ خ َ فعُ لَنا إ ِلى َرب َّنا ،فَن َد ْ ُ َ َ ش َ ن يَ ْ م ْ َقالوا َ : ُ
َ َ
م سَل ُ م ع َل َي ْهِ ال ّ م آد َ َ ن أِبيك ُ ْ م ْ حقّ ِ نأ َ م ْ نَ : قوُلو َ فَي َ ُ
ه مسس ُ حسسهِ ،وَك َل ّ َ ن ُرو ِ م ْ خ ِفيهِ ِ ف َ ه ب ِي َد ِهِ ،وَن َ َ ه الل ّ ُ ق ُ خل َ َ َ
َ ْ َ َ َ ً
ه
م ع َلي ْس ِ ن آد َ َ ه ،فَي َسأُتو َ ملئ ِك َت َس ُ ه َ جد َ ل س ُ سس َ قِب َل ،وَأ ْ
ك إ ِل َْيسسهِ فََيسسذ ْك ُُر ذ َن ًْبسسا ، ن ذ َِلسس َ م ،فَي َط ْل ُُبسسو َ سسسَل ُ ال ّ
َ
م ن ع َل َي ْك ُس ْ ك ،وَل َك ِس ْ ب ذ َل ِس َ ح ِ صسسا ِ مسسا أن َسسا ب ِ َ لَ : قو ُ فَي َ ُ
َ
ح ع َل َي ْس ِ
ه ل الل ّهِ ،فَي ُسؤ َْتى ن ُسسو ٌ س ِ ل ُر ُ ه أوّ ُ ح ؛ فَإ ِن ّ ُ ب ُِنو ٍ
ك إ ِل َْيسسهِ ،فََيسسذ ْك ُُر ذ َن ًْبسسا ، ب ذ َِلسس َ م ،فَي ُط َْلسس ُ سسسَل ُ ال ّ
َ
م هي َ م ب ِسإ ِب َْرا ِ ك ،ع َل َي ْك ُس ْ ب ذ َل ِ َ ح ِ صا ِ ما أَنا ب ِ َ لَ : قو ُ فَي َ ُ
خِليًل ، خسسذ َه ُ َ ل ات ّ َ ج ّ ه ع َّز وَ َ ن الل ّ َ م ؛ فَإ ِ ّ سَل ُ ع َل َي ْهِ ال ّ
ل قو ُ ك إ ِل َي ْهِ ،فَي َذ ْك ُُر ذ َن ًْبا ،فَي َ ُ ب ذ َل ِ َ فَي ُؤ َْتى ،فَي ُط ْل َ ُ
ه ع َسّز ن الّلس َ م ؛ َفسإ ِ ّ سسَل ُ سى ع َل َي ْهِ ال ّ مو َ م بِ ُ :ع َل َي ْك ُ ْ
َ
ل ع َل َي ْس ِ
ه مسسا ،وَأن ْسَز َ ه ت َك ِْلي ً مس ُ جّيا ،وَك َل ّ َ ه نَ ِ ل قَّرب َ ُ ج ّ وَ َ
ب م ،فَي ُط ْل َس ُ سَل ُ سى ع َل َي ْهِ ال ّ مو َ الت ّوَْراة َ ،فَي ُؤ َْتى ُ
ب َ قو ُ ك إ ِل َي ْهِ ،فَي َذ ْك ُُر ذ َن ًْبا ،فَي َ ُ ذ َل ِ َ
ح ِ صسسا ِ ما أَنا ب ِ َ لَ :
سسسى عي َ مت ِسهِ ِ ح الل ّسهِ وَك َل ِ َ م ب ُِرو ِ ن ع َل َي ْك ُ ْ ك ،وَل َك ِ ْ ذ َل ِ َ
م، مْري َس َ ن َ سسسى اب ْس ُ عي َ م ،فَي ُسؤ َْتى ِ مْري َس َ ن َ اب ْس ِ
َ ك إ ِل َي ْهِ ،فَي َ ُ
ك ب ذ َل ِ َ ح ِ صا ِ ما أَْنا ب ِ َ لَ : قو ُ ب ذ َل ِ َ فَي ُط ْل َ ُ
عن ْسد َ مد ٍ ، فَي َأُتوِني وَِلي ِ ح ّ م َ م بِ ُ ن ع َل َي ْك ُ ْ ْ ،وَل َك ِ
ن ،فَسأ َن ْط َل ِقُ فَسسآِتي ت وَع َسد َِنيهُ ّ عا ٍ فا َ ش َ ث َ َرّبي ث ََل ُ
قة ال ْباب ،ث ُ َ
ح فت َ ُ ح ،فَي ُ ْ فت ِ ُ ست َ ْ مأ ْ ّ حل ْ َ ِ َ ِ خذ ُ ب ِ َ ة َ ،فآ ُ جن ّ َ ال ْ َ
180
ُ
ة، جن ّس َ ت ال ْ َ خل ْس ُ ذا أ ُد ْ ِ ب ب ِسسي ،فَسإ ِ َ حس ُ حي ّسسا وَي َُر ّ ِلي فَأ َ
ت خسسَرْر ُ ك وَت ََعسساَلى َ ت إ َِلسسى َرّبسسي ت ََبسساَر َ ظسسْر ُ فَن َ َ
ْ
جيسد ِهِ م ِ م سد ِهِ وَت َ ْ ح ْ ن َ مس ْ ه ل ِسسي ِ ن الل ّس ُ دا ،فَي َأذ َ ُ ج ً سا ِ َ
ْ َ َ
ل: قسو ُ م يَ ُ قسهِ ُ ،ثس ّ خل ِ ن َ مس ْ حسد ٍ ِ ن ِبسهِ ِل َ ما أذ ِ َ شي ًْئا َ َ
س َ ْ
ل سس ْ فعْ ،وَ َ شس ّ فعْ ت ُ َ شس َ مسد ُ َ ،وا ْ ح ّ م َ ك َيا ُ اْرفَعْ َرأ َ
َ ْ
م ه وَهُوَ أع ْل َ ُ ل الل ّ ُ سي َ ،قا َ ت َرأ ِ ذا َرفَعْ ُ ه ،فَإ ِ َ ت ُعْط َ ْ
ب ،وَع َسسسد ْت َِني ك ؟ فَسسسأُقو ُ َ شسسسأن ُ َ ْ مسسسا َ
ل :ي َسسسا َر ّ َ :
َ َ
ن خُلو َ ن ي َد ْ ُ جن ّةِ أ ْ ل ال ْ َ شفّعِْني ِفي أهْ ِ ة ،فَ َ فاع َ َ ش َ ال ّ
ك، فعَْنا َ شس ّ ل :ق َ سد ْ َ جس ّ ه ع َسّز وَ َ ل الل ّ ُ قو ُ ة ،فَي َ ُ جن ّ َ ال ْ َ
َ
ل سسسو ُ ن َر ُ جن ّسةِ " ،فَك َسسا َ ل ال ْ َ خو ِ م ِفي د ُ ُ ت ل َهُ ْ وَأذ ِن ْ ُ
مسسا حقّ َ ، ذي ب َعَث َن ِسسي ب ِسسال ْ َ ل َ " :وال ّس ِ قسسو ُ الل ّهِ ي َ ُ
َ َ َ
م سسساك ِن ِك ُ ْ م َ م وَ َ جك ُ ْ ف ب ِسأْزَوا ِ م ِفي ال سد ّن َْيا ب ِسأع َْر َ أن ْت ُ ْ
َ م َ
ل خ ُ م ،فَي َسد ْ ُ سسساك ِن ِهِ ْ م َ م وَب ِ َ جه ِ ْ جن ّةِ ب ِأْزَوا ِ ل ال ْ َ ن أهْ ِ ِ ْ
من ْهُ ْ َ كُ ّ
مسسا م ّ ة ِ ج ً ن َزوْ َ سب ِْعي َ ن وَ َ م ع َلى اث ْن َت َي ْ ِ ل ِ ج ٍ ل َر ُ
ن وَل َسدِ م ْ ن ِ مي ّت َي ْ ِ ن آد َ َ ل ،وَث ِن ْت َي ْ ِ ج ّ ه ع َّز وَ َ شيُء الل ّ ُ ي ُن ْ ِ
ه مسا اللس َ ّ ل ل ِعَِباد َت ِهِ َ ضس ٌ م فَ ْ م ،وَلُهس ْ َ سل ُ َ م ع َلي ْهِ ال ّ َ آد َ َ
ن م ِفسي غ ُْرَفسةٍ ِ ل اْلوّ ُ َ خ ُ ِفي الد ّن َْيا ،فَي َد ْ ُ
مس ْ من ْهُ ْ ل ِ
ل ب ِسسالل ّؤ ْل ُؤِ ، مك َل ّس ٍ ب ُ ن ذ َهَس ٍ مس ْ ريرٍ ِ سس ِ َياُقوت َةٍ ع ََلى َ
م ق ُ ،ثسس ّ ست َب َْر ٍ س وَإ ِ ْ سن ْد ُ ٍ ن ُ م ْ ة ِ حل ّ ً ن ُ سب ُْعو َ وَع َل َي َْها َ
ن مس ْ م ي َن ْظ ُسُر إ ِل َسسى ي َسد ِهِ ِ في َْها ،ث ُس ّ ن ك َت ِ َ ضعُ ي َد َه ُ ب َي ْ َ يَ َ
ه مهَسسا ،وَإ ِن ّس ُ ح ِ ها وَل َ ْ جل ْسد ِ َ ن وََراءِ ث َِياب َِها وَ ِ م ْ ها ِ صد ْرِ َ َ
َ َ ُ
م إ ِلسسى ُ
ح سد ُك ْ ما ي َن ْظ سُر أ َ َ
ساقَِها ،ك َ خ َ م ّ ل َي َن ْظُر إ ِلى ُ َ ُ
م سْرآةٌ ه َ ها ل َس ُ ت ،ك َب ِسد ُ َ ص سب َةِ ال ْي َسساُقو ِ ك ِفي قَ َ سل ْ ِ ال ّ
مل َّهسسا وََل ها َل ي َ َ عْنسسد َ َ ما هُوَ ِ مْرآة ٌ ،فَب َي ْن َ َ وَك َب ِد ُه ُ ل ََها َ
ْ
فت ُسُر ما ي َ ْ ها ع َذ َْراَء َ ، جد َ َ مّرة ً إ ِّل وَ َ ما ي َأِتيَها َ هَ ، مل ّ ُ تَ َ
ك إ ِذ ْ مسسا هُسوَ ك َسذ َل ِ َ كي قُب ُل َُها ،فَب َي ْن َ َ شت َ ِ ذ َك َُره ُ ،وََل ي َ ْ
َ ُنود ِيَ :إ ِّنا قَد ْ ع ََرفَْنا أ َن ّ َ
ي من ِ ّ ه َل َ ل ،إ ِّل أن ّ ُ م ّ ك َل ت َ َ
181
ة ،إّل أ َن ل َس َ َ
ج خ سُر ُ جسسا غ َي َْرهَسسا ،فَي َ ْ ك أْزَوا ً ّ من ِي ّس َ ِ وََل َ
ْ
حسسد َةً جسساَء َوا ِ مسسا َ حسسد َة ً ،ك ُل ّ َ حسسد َة ً َوا ِ ن َوا ِ فََيسسأِتيهُ ّ
َ َ
ن سس َ ح َ شسي ًْئا أ ْ جن ّسةِ َ مسسا أَرى فِسسي ال ْ َ ت َ :والل ّهِ َ َقال َ ْ
َ
ك، من ْس َ ي ِ ب إ ِل َس ّ حس ّ يٌء أ َ شس ْ جن ّةِ َ ما ِفي ال ْ َ ك ،وَ َ من ْ َ ِ
ن ْ َ ذا ُرفِعَ أهْ َُ فَإ ِ َ
م ْ خلقٌ ِ ل الّنارِ إ ِلى الّنارِ ُرفِعَ ِفيَها َ
َ َ
ن مس ْ م َ من ْهُس ْ م ،فَ ِ مسسال ُهُ ْ م أع ْ َ قت ْهُس ْ ك قَسد ْ أوْب َ َ ق َرب ّ َ خ ْل ِ
َ ْ
م من ْهُ س ْ ك ،وَ ِ جسساوُِز ذ َل ِس َ مي ْهِ َل ت ُ َ خذ ُه ُ الّناُر إ َِلى قَد َ َ ت َأ ُ
ْ
ن مسس ْ م َ من ْهُ ْ ساقَي ْهِ ،وَ ِ ف َ ص ِ ْ خذ ُه ُ الّناُر إ َِلى ن ِ ن ت َأ ُ مْ ْ َ
خذه ُ إ ِلسسى َ ُ ْ ْ َ ُ
ن ت َأ ُ م ْ م َ من ْهُ ْ خذه ُ الّناُر إ ِلى ُركب َت َي ْهِ ،وَ ِ ت َأ ُ
س سد ِهِ ك ُل ّسهِ إ ِلّ ْ
ج َ خذ ُه ُ فِسسي َ ن ت َأ ُ م ْ م َ من ْهُ ْ قوَي ْهِ ،وَ ِ ح ْ ِ
ل م ع َل َي َْها " َ .قسسا َ صوَرت َهُ ْ ه ت ََعاَلى َ ُ م الل ّ ُ حّر ُ ه يُ َ جه َ ُ وَ ْ
ن وََقسس َ
ع م ْ بَ ، ل َ :يا َر ّ ل الل ّهِ " : فَأُقو ُ سو ُ َر ُ
ل: جس ّ ّ قسسو ُ مت ِسسي ،فَي َ ُ ُ
ه ع َسّز وَ َ ل الل س ُ نأ ّ م ْ ِفي الّنارِ ِ
ج أول َئ ِ َ ُ م ،فَ َ أَ ْ
ك، خ سَر َ ن ع ََرفْت ُس ْ ْ مس ن الّنارِ َ َ م
جوا ِ خرِ ُ
ْ قى منه َ
ل ج ّ ه ع َّز وَ َ مُر الل ّ ُ م ي َأ ُ حد ٌ ،ث ُ ّ مأ َ ِ ُْ ْ حّتى َل ي َب ْ َ َ
ش سهيد ٌ ،إ ِلّ َ فاع َةِ ،فَل ي َب ْ َ َ
ي ،وَل َ ِ قسسى ن َب ِس ّ
َ
ش َ ِفي ال ّ
ن مس ْ ن الن ّسسارِ َ مس َ جسسوا ِ خرِ ُ ه:أ ْ ل الل ّس ُ قسسو ُ فعَ ،فَي َ ُ شس ِ َ
ك ج أول َئ ِ َ ُ ديَنارِ ،فَي َ ْ م ِفسي قَل ِْبسهِ زَِنس َ
خسُر ُ ة الس ّ جسد ْت ُ ْ وَ َ
َ
ه ع َسّز فعُ الل ّس ُ شس َ م يَ ْ حسد ٌ ،ث ُس ّ من ْهُسسم أ َ قى ِ حّتى َل ي َب ْ َ َ
ُ ْ َ
ي م ِفي قَلب ِهِ ث ُلث َ ِ جد ْت ُ ْ ن وَ َ م ْ جوا َ خرِ ُ ل:أ ْ قو ُ ل يَ ُ ج ّ وَ َ
ل: قسو ُ م يَ ُ ف وَُرب ُعَ ِدين َسسارٍ ُ ،ثس ّ ص َ ماًنا ،وَن ِ ْ ديَنارِ ِإي َ ال ّ
ج خ سُر ُ ل ،فَي َ ْ خ سْرد َ ٍ ن َ مس ْ ة ِ حب ّس ٌ لَ : قسسو ُ ط ،وَي َ ُ ِقي سَرا ٌ
قسسى حت ّسسى َل ي َب ْ َ َ حّتى َل ي َب ْ َ ُأول َئ ِ َ
م ،وَ َ من ْهُ ْ حد ٌ ِ قى أ َ ك َ
َ
هس ل َعَن َس ُ ن إ ِب ِْلي س َ حّتى إ ِ ّ فعَ َ ، ش َ ة إ ِّل َ فاع َ ٌ ش َ ه َ حد ٌ ل َ ُ أ َ
َ
ن جسساَء أ ْ مةِ الل ّهِ َر َ ح َ ن َر ْ م ْ ما ي ََرى ِ ل لِ َ طاوَ ُ ه ل َي َت َ َ الل ّ ُ
َ َ َ
م ح ُ ت أَنا ،وَأَنا أْر َ قي َ ُ ه :بَ ِ ل الل ّ ُ قو ُ م يَ ُ ه ،ثُ ّ فعَ ل َ ُ ش َ يَ ْ
صسيهِ ك َْثسَرة ً ، ح ِ مسا َل ي ُ ْ من َْهسا َ ج ِ خسرِ ُ ن ،فَي ُ ْ مي َ ح ِ الّرا ِ
182
َ
ه: ل ل َس ُ قسسا ُ ه ع َل َسسى ن َهَسرٍ ي ُ َ م الل ّس ُ مُر ي ُث َب ّت ُهُ ُ ج ْ م ال ْ َ ك َأن ّهُ ُ
لمي س ِ ح ِ ة فِسسي َ حب ّس ُ ت ال ْ َ ما ت َن ْب ُ ُ ن كَ َ ن ،فَي َن ْب ُُتو َ وا ُ حي َ َ ال ْ َ
مسساضسُر ،وَ َ خي ْ ِ من ْهَسسا أ ُ َ س ِ م َ شس ْ ما ي َل ِسسي ال ّ لَ ، سي ْ ِ ال ّ
ُ ّ
ت ن ك َن ََبسسا ِ فُر ،فَي َن ْب ُُتسسو َ صسسي ْ ِ من َْهسسا أ َ ل ِ ي َِلسسي الظسس ّ
ة فِسسي مك ُْتوب َس ً ل الد ّّر َ مث ْ َ كوُنوا ِ حّتى ي َ ُ ثَ ، الط َّراِثي ِ
ل، جسس ّ عسسّز وَ َ قسساُء الّلسسهِ َ ن ع ُت َ َ مّيسسو َ جهَن ّ ِ م ال ْ َ رَِقسساب ِهِ ُ
مل ُسسوا َ
مسسا ع َ ِ بَ ، ك ال ْك ِت َسسا ِ جن ّةِ ب ِذ َل ِ َ ل ال ْ َ م أهْ ُ فَي َعْرِفُهُ ْ
ه، شسساَء الل ّس ُ مسسا َ جن ّةِ َ ن ِفي ال ْ َ مك ُُثو َ ط ،فَي َ ْ خي ًْرا قَ ّ َ
ن َ :رب ّن َسسا ، قول ُسسو َ م يَ ُ م ،ثُ ّ ب ِفي رَِقاب ِهِ ْ ك ال ْك َِتا ُ وَذ َل ِ َ
113
م" حاه ُ ع َن ْهُ ْ م َ ب ،فَي َ ْ ذا ال ْك َِتا َ ح ع َّنا هَ َ م ُ ا ْ
ثم أبان الّله تعالى سبب تمييزهم عن غيرهم ،
موبخا ومقرعا لهسسم علسسى كفرهسسم ،فقسسال » :
كسسم يسسا بِنسسي آد َ أ ََلسس َ
دوا ن ل ت َعُْبسس ُ مأ ْ َ َ َ م أع َْهسسد ْ إ ِل َي ْ ُ ْ ْ
ن «. مِبي ٌ م ع َد ُوّ ُ ُ
ه لك ْ َ ن ..إ ِن ّ ُ شْيطا َ ال ّ
" العهد هنسسا ،هسسو مسسا كسسان مسسن الل ّسسه سسسبحانه
وتعالى من تحذير من الشيطان وأعوانه ،كمسسا
مل يقول سبحانه على يد الرسل » يسسا ب َِنسسي آد َ َ
خر َ شيطان َ َ
ة
جن ّس ِ ن ال ْ َ مس َ م ِ ج أب َوَي ْك ُ ْ كما أ ْ َ َ ُ م ال ّ ْ فت ِن َن ّك ُ ُ يَ ْ
ل شسسأنه » : « ) : 27العراف( وكما يقسسول ج س ّ
ذوه ُ ع َ سد ُّوا إ ِّنمسسا خس ُ م ع َ سد ُوّ َفات ّ ِ ن ل َك ُس ْ ش سْيطا َ ن ال ّ إِ ّ
سسِعيرِ « ) َ ه ل ِي َ ُ
ب ال ّ صسحا ِ نأ ْ مس ْ كوُنسوا ِ حْزب َ ُ عوا ِ ي َد ْ ُ
: 6فاطر( وعبادة الشيطان ،هى اّتباعه فيمسسا
يدعو إليه ،وهو ل يدعو إل إلى ضلل ،وشرك
،وكفر ..والستفهام فى الية للتقرير ..السسذي
يثير مشاعر الندم والحسرة "..
183
وبعسد النهسي عسن عبسادة غيسر الّلسه أمسر تعسالى
ط صسسرا ٌ َ
دوِني هسسذا ِ ن اع ْب ُس ُ بعبادته ،فقسسال » :وَأ ِ
م « هو معطوف علسسى قسسوله تعسسالى » : قي ٌ ست َ ِ
م ْ ُ
َ َ َ دوا ال ّ َ
م أع َْهسسد ْ ن « ..أي » ألسس ْ شسسْيطا َ ن ل ت َعُْبسس ُ أ ْ
ه دوا ال ّ إل َيك ُم يا بِنسي آد َ
ن ،إ ِّنس ُ شسْيطا َ ن ل ت َعُْبس ُ مأ ْ َ َ َ ِ ْ ْ
َ
دوِني « ؟ ..فالعهسسد ن اع ْب ُس ُ ن وَأ ِ مِبي س ٌ
م ع َسد ُوّ ُ ل َك ُس ْ
الذي أخذه الّله على أبنسساء آدم جميعسسا ،هسسو أن
يتجنبسسسسوا عبسسسسادة الشسسسسيطان ،وأن يحسسسسذروا
الستجابة له فيمسسا يسسدعوهم إليسسه ،وأن يعبسسدوا
الّله وحسسده ..فهسسذا هسسو الصسسراط المسسستقيم ..
فمن لم يعبد الّله ،فقد ضل وهلك ..
ثم أخبر الّله تعالى عن مساعي الشيطان فسسي
إضلل السابقين ،فقال » : :ول َ َ َ
م من ْك ُ ْ
ل ِ ض ّ قد ْ أ َ َ
َ
ل، ن « الجبسس ّ قُلسسو َكوُنسسوا ت َعْ ِ م تَ ُجب ِّل ك َِثيسسرا ً أفََلسس ْ ِ
والجبلة :الخلق والية تلفت العقول إلى هسسذه
الثار السيئة التي تركها الشيطان فيمن عصوا
الّلسسسه ،ونقضسسسوا العهسسسد ،واتبعسسسوا خطسسسوات
الشيطان ..لقد ألقى بهسسم الشسسيطان فسسى بلء
عظيم ،وأوردهم مسوارد الهلك ..فسإذا لسم يسر
بعض الغسسافلين أن يسسستجيبوا لمسسا دعسساهم الل ّسسه
إليه من اجتناب الشيطان ،والحذر منه س أفلسسم
يكسسن لهسسم فيمسسا رأوا مسسن آثسساره فسسى أتبسساعه
وأوليائه ،ما يدعوهم إلى اجتنابه ،ومحاذرته ؟
أي لقد أغوى الشيطان خلقا كثيرا ،وزين لهم
فعسسل السسسيئات ،وصسسدهم عسسن طاعسسة الّلسسه
وتوحيده ،أفلم تعقلوا عداوة الشسسيطان لكسسم ،
184
وتبتعدوا عن مثل ضسسللت السسسابقين ،حسستى ل
تعذبوا مثلهم.
َ
ن؟« قل ُسسو َ كون ُسسوا ت َعْ ِ م تَ ُ وفي قوله تعالى » :أفَل َ ْ
هو عود باللئمة والتوبيخ لهؤلء السسذين ل تسسزال
أيديهم ممسكة بيسسد الشسسيطان ،وهسسم يمشسسون
على أشلء صرعاه منهم!
ثم بّين الّله تعالى مآل أهل الضسسلل قسسائل لهسسم
م ال ِّتي جهَن ّ ُيوم القيامة تقريعا وتوبيخا » :هذ ِهِ َ
ن «..لقسد نقسض المشسركون عهسد دو َعس ُم ُتو َ ك ُن ْت ُ ْ
الّله ،وخرجوا عن أمره ..ولكن الل ّسسه سسسبحانه
لم ينقض عهده معهسسم ،وهسسو أنهسسم إذا نقضسسوا
عهسسده ،وخرجسسوا عسسن أمسسره ،كسسانت النسسار
ها
عسسد َ َ موعدهم ..كما يقول سبحانه » :الّناُر وَ َ
صسسيُر « ): 72 م ِس ال ْ َ فسسُروا وَب ِئ ْ َ ن كَ َذي َه اّلسس ِ
الّلسس ُ
الحج(.
ن
فُرو َ م ت َك ْ ُ م ِبما ك ُن ْت ُ ْ ْ
ها الي َوْ َ َ
صل و ْ َ
قوله تعالى » :ا ْ
« أي اصسسطلوا بهسسا ،وذوقسسوا عسسذابها ،بسسسبب
كفركم وضللكم ..وفى هذا المسر السذي يلقسى
إليهم وهم يتقلبون على جمسسر جهنسسم مضسساعفة
للعذاب ومزيد منه ،إن كان وراءه مزيد!.
وفسسي هسسذا الكلم إشسسارة إلسسى شسسدة نسسدامتهم
: 114
وحسرتهم من وجوه ثلثة
ها وهسسو أمسسر تنكيسسل صسسل َوْ َ
- 1قسسوله تعسسالى :ا ْ
ت َ وإهانة ،كقوله تعالى لفرعون :ذ ُقْ ،إ ِن ّ َ
ك أْنس َ
م ]الدخان .[49 /44 زيُز ال ْك َ ِ
ري ُ ال ْعَ ِ
185
م السسذي يسسدل علسسى أن - 2قسسوله تعسسالى :ال ْي َسوْ َ
العذاب حاضر ،وأن لذاتهم قد مضسست ،وبقسسي
العذاب اليوم.
ن السسذي ينسسبئ فُرو َ م ت َك ْ ُ
- 3قوله تعالى ِ :بما ك ُن ْت ُ ْ
عن الكفر بنعمة عظيمسسة ،وحيسساء الكفسسور مسسن
المنعم من أشد اللم ،كما قال بعضهم :
أليس بكاف لذي نعمة حياء المسيء من
المحسن
ثم أبسسان الل ّسسه تعسسالى مسسدى مسسواجهتهم بسسالجرم
الذي ارتكبوه دون أن يستطيعوا إنكاره ،فقال
َ َ
م
ديهِ ْ م وَت ُك َل ّ ُ
منسسا أي ْس ِ على أفْسسواه ِهِ ْ م َخت ِ ُ » :ال ْي َوْ َ
م نَ ْ
َ
ن « أي فسى سسُبو َ م ِبمسا كساُنوا ي َك ْ ِ جل ُُهس ْ
شهَد ُ أْر ُ وَت َ ْ
هذا اليوم يختم الّله على أفواه أهسسل الضسسلل ،
فل ينطقسسون ..وفسسى هسسذا زجسسر لهسسم ،وكبسست
للكلمات التي كسسانت سسستنطلق مسن أفسسواههم ،
ليعتسسذروا بهسسا إلسسى الّلسسه ،وليتسسبرءوا بهسسا مسسن
أنفسسسهم ،ومسسا جنتسسه أيسسديهم ،أو يحسساولوا بهسسا
إلقاء التهمة على غيرهم ..وفى كل هذا مجال
للتنفس عنهسم ..وكّل ،فسإنه ل متنفسس لهسم ،
ولو بالكلمة!!
ومما يضاعف فى إيلمهم وحسرتهم أن يقسسوم
الشهود عليهم بإثبات جريمتهم س من أنفسهم ،
فتشهد عليهم أيديهم وأرجلهسسم ..إنهسسم شسسهود
أربعسسة ،تتسسم بهسسم الشسسهادة علسسى مرتكسسبى
الكبائر ..
ول نسسسأل كيسسف تتكلسسم هسسذه الجسسوارح ..إنهسسا
تنطق للخالق السسذي خلقهسسا ..وفسسى هسسذا يقسسول
186
عداُء الل ّهِ إ َِلى الّناِر شُر أ َ ْ ح َ م يُ ْ الّله تعالى » :وَي َوْ َ
م شسهِد َ ع َل َي ْهِس ْ ؤهسسا َ حت ّسسى ِإذا مسا جا ُ ن َ عو َ م ُيوَز ُ فَهُ ْ
َ
ن مُلسسو َ م ِبما كاُنوا ي َعْ َ جُلود ُهُ ْ م وَ ُ م وَأْبصاُرهُ ْ معُهُ ْ س ْ َ
قَنسسا َ َ ُ
م ع َلْينا قسسالوا أن ْط َ َ م َ ُ ُ
شهِد ْت ُ ْ م لِ َ جلود ِه ِ ْ َوقالوا ل ِ ُ
ذي أن ْ َ َ
يٍء ) 19سسس : 21 شسس ْ ل َ كسس ّ طسسقَ ُ ه اّلسس ِ الّلسس ُ
فصلت(.
فليست اليدى والرجل وحدها هى التي تنطق
وتشهد على أصحابها ،بل إن كل جارحة فيهسسم
تشهد عليهم بما كان منها ،حتى ألسنتهم تلسسك
التي ختم الّله عليها ..إنها ستنطق ولكسسن بعسسد
أن تشهد الجوارح كلهسسا ،فل يكسسون لهسسم حجسسة
تنطق بها اللسنة ..وهذا مسا يشسير إليسه قسوله
َ شهد ع َل َيه س َ
م ديهِ ْ م وَأي ْس ِ س سن َت ُهُ ْم أل ْ ِ ِْ ْ م تَ ْ َ ُ تعالى » :ي َوْ َ
َ
ن « ) : 24النور(. مُلو َ م ِبما كاُنوا ي َعْ َ جل ُهُ ْ وَأْر ُ
وجعسسل الكلم لليسسدي والشسسهادة للرجسسل ،لن
أكثر الفعال تتسسم بمباشسسرة اليسسدي ،كمسسا قسسال
م ]يس [35 /36وقال تعالى :وما ع َمل َت َ
ديهِ ْ ه أي ْ ِ ِ ْ ُ َ
م إ َِلى الت ّهْل ُك َةِ ]البقرة ديك ُْ يَ أ ب قوا ُ ْ ل
ِ ْ ِ سبحانه ُ َ :
ت ول
[195 /2أي ول تلقسسوا بأنفسسسكم ،والشسساهد
علسسى العمسسل ينبغسسي أن يكسسون غيسسره ،فجعسسل
الرجسسل والجلسسود مسسن جملسسة الشسسهود ،لتعسسذر
إضافة الفعال إليها.
ل :ك ُّنا ِ ك َ ،قا َ روى مسلم ع َ َ
عن ْد َ مال ِ ٍ ن َ س بْ ِ ن أن َ ِ ْ
ن رو
َ ُْ َ د س ت ْ
ل س َ ه : لَ سا س َ ق َ ف ، َ
ك ح َ ِ ض َ ف ل اللهِ سو ِ َر ُ
َ َ
ل: م ،قَسسا َ ه أع ْل َ ُ سول ُ ُ ه وََر ُ ك ؟ قُل َْنا :الل ّ ُ ح ُ ض َ ما أ ْ م ّ ِ
َ
م ب ،أل َس ْ ل :ي َسسا َر ّ قسسو ُ ه ،يَ ُ خاط َب َةِ ال ْعَب ْد ِ َرب ّس ُ م َن ُ م ْ ِ
ل: ل :ب ََلى ،قَسسا َ قو ُ ل :يَ ُ ن الظ ّل ْم ِ ؟ َقا َ م َ جْرِني ِ تُ ِ
187
سسسي إ ِل ّ َ جي سُز ع َل َسسى ن َ ْ ُ
من ّسسي ، دا ِ شسساه ِ ً ف ِ فَ سإ ِّني ل َ أ ِ
دا
شسسِهي ً ك َ م ع َل َْيسس َ ك ال َْيسسوْ َ سسس َ ف ِ فسسى ب ِن َ ْ ل :كَ َ قسسو ُ فَي َ ُ
م ع َل َسسى خت َس ُدا ،فَي ُ ْ ش سِهي ً ك َ ن ع َل َي ْ َ كات ِِبي َ وَِبال ْك َِرام ِ ال ْ َ
َ ل ل َْر َ
ه
مال ِ ِ قي فَت َن ْط ِقُ ب ِأع ْ َ كان ِهِ :ان ْط ِ ِ قا ُ م يُ َ ِفيهِ ،ث ُ ّ
دال :ب ُعْس ً قسسو ُ ن ال ْك َل َم ِ ،فَي َ ُ ه وَب َي ْس َ خل ّسسى ب َي ْن َس ُ م يُ َ ،ث ُس ّ
ُ
ض ُ ن ك ُن ْ ُ قا فَعَن ْك ُ ّ ل َك ُ ّ
115
ل. ". ت أَنا ِ ح ً س ْ ن ،وَ ُ
ثسسم أوضسسح الل ّسسه تعسسالى بعسسض مظسساهر قسسدرته
عليهسسم مسسن إذهسساب البصسسر والمسسسخ وسسسلب
علسسى سسسنا َ م ْ الحركة ،فقسسال » :وَل َسوْ َنشسساُء ل َط َ َ
قوا الصرا َ َ َ
ن « أي صسسُرو َ ط فَأّنى ي ُب ْ ِ ّ ست َب َ ُ م َفا ْ أع ْي ُن ِهِ ْ
لسسو شسساء الّلسسه لطمسسس علسسى أعيسسن هسسؤلء
المشركين ،وهم فى هذه الدنيا ،وأنسسزل بهسسم
هذا العقاب السسرادع ،فأسسسرعوا إلسسى اليمسسان ،
واستبقوا إليه ،تحت ضغط هذا النذير ،ولكسسن
الّله سبحانه لم يشأ هذا بهم ،ولم يلجئهم إلى
قوا سست َب َ ُ اليمان اضطرارا ..فقوله تعسسالى َ » :فا ْ
ط « سسسبب للطمسسس علسسى أعينهسسم ، صسسرا َ ال ّ
َ
والفسسساء للسسسسببية ..وقسسسوله تعسسسالى » :فَسسسأّنى
ن « أي فكيف يبصرون ،إذا طمس الّله صُرو َ ي ُب ْ ِ
على عيونهم ؟
إن هذه البصار نعمة جليلة من نعم الّله ،وقد
أبقاها الّله لهم فلم يطمس عليها ..أفل يرعون
هذه النعمة المهددة بالطمس ؟ ثم أل ينظرون
بها ،ويهتدون إلى اليمان ويسسستبقون بهسسا إلسسى
صراط الّله المستقيم ؟
- 115صحيح ابن حبان (7358) (358 / 16) -وصحيح مسلم )
( 7629
188
مسسام فَ َ
مكسسان َت ِهِ ْ
علسسى َم َ
خناهُ ْ سسس ْ »وََلسسوْ َنشسساُء ل َ َ
م َ
ن« جُعو َ
ضّيا َول ي َْر ِ م ِ عوا ُ
سَتطا ُ ا ْ
دلنا خلقهم ،وحولنا صورهم إلى أي لو شئنا لب ّ
صور أخرى أقبح منها كالقردة والخنازير ،وهم
في أمكنتهم ومواضعهم التي هم فيها يرتكبون
السيئات ،فل يتمكنون مسسن السسذهاب والمضسسي
أمامهم ،ول الرجوع وراءهم ،بل يلزمون حال
واحدا ،ل يتقدمون ول يتأخر
" أي لسسو شسساء الل ّسسه كسسذلك ،لمسسسخهم علسسى
مكانتهم التي هم فيها من الضلل والعناد ،هسسو
لم يدخل على مشاعرهم شسسيئا مسسن اليمسسان ،
ولمسسسك بهسسم علسسى الكفسسر فمسسا اسسستطاعوا »
مضّيا « أي اتجاها إلى اليمان ،ول رجوعا عما
هم عليه مسسن طسسرق الضسسلل ..ولكنسسه سسسبحانه
وتعالى ،لم يشأ ذلك فيهم ،وترك لهم مجسسال
النظر ،والختيسسار ،والتحسسرك مسسن الكفسسر إلسسى
اليمان ،إن شاءوا ..فمشيئتهم مطلقة عاملة
،غير معطلة ،وبهسسذا ل تكسسون لهسسم علسسى الل ّسسه
حجة.
وهسسذا يعنسسى أن الخطسساب هنسسا س س وهسسو لجماعسسة
المشسسسركين سسسس يشسسسير إلسسسى أن فيهسسسم مسسسن
سيتحولون من حالهم تلك ،ويخرجون من هذا
الظلم ،ويلحقون بسسالمؤمنين ،ويسسدخلون فسسى
دين الّله ..فالفرصة ل تزال فسسى أيسسديهم ،لسسن
تفلت منهم بعد ..وإن السعيد منهم من سبق ،
وأخسسذ مكسسانه علسسى طريسسق اليمسسان ،قبسسل أن
تفلت الفرصة من يده"
189
ق ،أ ََفل ه فِسسي ال ْ َ ْ
خل س ِ سس ُ م سْره ُ ن ُن َك ّ ْ م ّ ثسسم حسسذرهم َ
ن؟ أي ومسسن نطسسل عمسسره ،نسسرده إلسسى قُلسسو َ ي َعْ ِ
الضعف بعد القوة ،والعجز بعد النشسساط ،أفل
يسسدركون ويتفكسسرون أنهسسم كلمسسا تقسسدمت بهسسم
السسسن ،ضسسعفوا وعجسسزوا عسسن العمسسل؟ وأننسسا
أعطيناهم الفرصة الكافيسسة مسسن العمسسر للبحسسث
والنظسسسر والتفكيسسسر الصسسسحيح ،فسسسإذا طسسسالت
أعمارهم بعدئذ أكسسثر مسن ذلسسك ،فلسسن يفيسسدهم
طول العمر شسسيئا .وفسسي هسسذا قطسسع لعسسذارهم
بأنه لم تتوافر لديهم الفرصسة المواتيسة للبحسث
والنظر.
مف ُ ،ثسس ّ ضعْ ٍ ن َ م ْم ِ قك ُ ْخل َ َذي َ ه ال ّ ِ والية مثل :الل ّ ُ
ن ب َعْسدِ مس ْ ل ِ جعَس َ م َ ف قُسوّة ً ،ث ُس ّ ضعْ ٍ ن ب َعْد ِ َ م ْ ل ِجعَ َ َ
م ْ
خلقُ ما َيشاُء ،وَهُ سوَ العَِلي س ُ ُ ة يَ ْ شي ْب َ ً ً
ضْعفا وَ َ قُوّةٍ َ
ديُر ]الروم .[54 /30 ق ِ ال ْ َ
َ ه ِفسسي ال ْ َ ْ
ق ..أَفل خلسس ِ سسس ُ مسسْره ُ ن ُن َك ّ ْ ن ن ُعَ ّ
مسس ْ" » وَ َ
ن « مناسبة هذه الية لما قبلها ،هسسى أن قُلو َ ي َعْ ِ
اليتين السابقتين ،حملتا مع هذا التهديد السسذي
حملته إلسسى المشسسركين ،دعسسوة إلسسى المبسسادرة
إلى اليمسسان بسسالّله ،واسسستباق الزمسسن قبسسل أن
يفوت الوان ..
وهنا فى هذه الية ،دعوة أخرى إلى المبسسادرة
واستباق الزمن ..حيث أنه كلمسسا طسسال الزمسسن
بهم لم يزدهم طول الزمن إل نقصا فى الخلق
،وإل ضعفا فى التفكير ،حيسسث يأخسسذ النسسسان
عند مرحلة من مراحل العمر فى العسسودة إلسسى
الوراء ،وفى النحدار شيئا فشيئا ،حتى يعسسود
190
كما بدأ ،طفل فى مشاعره ،وخيالته ،وصور
تفكيره ..
فالزمن بالنسبة لهؤلء المشركين ،ليسسس فسسى
صسالحهم ،وأنهسم وقسد بلغسوا مرحلسة الرجولسة
الكاملسسسة ،ل ينتظسسسرون إل أن ينقصسسسوا ل أن
يزدادوا ،وعيسا وإدراكسا ،وأنهسم إذا لسم تهسدهم
عقولهم إلسسى اليمسسان بهسسذا الكتسساب السسذي بيسسن
أيديهم فلن يهتدوا بعد هذا أبدا ،بل سيزدادون
ضلل إلى ضلل ،وعمى إلى عمى ..
َ
ث لهسسم ن « حس ّ قل ُسسو َ وفى قوله تعالى » :أَفل ي َعْ ِ
على استعمال عقولهم تلك ،السستي هسسى معهسسم
الن ،ثم إذا هى س بعسسد أن يمتسسد العمسسر بهسسم سس
وقد تخلت عنهم!
نمس ْ م َ من ْك ُس ْ وهذا ما يشير إليه قوله تعالى » :وَ ِ
ن ب َعْسد ِ ِ ْ َ
علسم ٍ مس ْ م ِ مرِ ل ِك َْيل ي َعْل َس َ ل ال ْعُ ُي َُرد ّ ِإلى أْرذ َ ِ
شْيئا ً « ) : 70النحل(". َ
ومضات
متسساُزوا إنهسسم يتلقسسون التحقيسسر والترذيسسل َ» :وا ْ
ال ْيو َ
ن« ..انعزلسسوا هكسسذا بعيسسدا مسسو َ جرِ ُم ْم أي َّها ال ْ ُ َ ْ َ
م- ُ َ َ َ َ
م -يا ب َن ِسسي آد َ َ م أع ْهَد ْ إ ِلي ْك ْ عن المؤمنين! »أل ْ
َ
ن؟« .. مِبي ٌ م ع َد ُوّ ُ ه ل َك ُ ْ
ن إ ِن ّ ُ شْيطا َ دوا ال ّ ن ل ت َعْب ُ ُ أ ْ
م« ..فيه مسسن التبكيسست ونداؤهم هنا »يا ب َِني آد َ َ
ما فيه .وقد أخرج الشيطان أبسساهم مسسن الجنسسة
ثم هم يعبدونه ،وهو لهم عدو مبين.
م« صسسرا ٌ َ
قي ٌ سسست َ ِ م ْ ط ُ دوِني« » ..هسسذا ِ ن اع ُْبسس ُ »وَأ ِ
ي مؤد إلى رضاي. ..واصل إل ّ
191
فلم تحذروا عسسدوكم السسذي أضسسل منكسسم أجيسسال
َ
ن؟«. قُلو َ كوُنوا ت َعْ ِ م تَ ُ كثيرة » ..أفَل َ ْ
وفي نهاية هذا الموقف العصيب المهيسسن يعلسسن
الجزاء الليم ،في تهكم وتأنيب :
ها ال َْيسسوْ َ
م صل َوْ َ ن .ا ْ دو َ م ُتوع َ ُ م ال ِّتي ك ُن ْت ُ ْ جهَن ّ ُ »هذ ِهِ َ
ن«! فُرو َ م ت َك ْ ُ ِبما ك ُن ْت ُ ْ
ول يقسف المشسهد عنسسد هسسذا الموقسف المسؤذي
ويطويه .بل يستطرد العرض فإذا مشهد جديسسد
َ
منسسام ،وَت ُك َل ّ ُ على أفْسسواه ِهِ ْ م َ خت ِ ُ م نَ ْ عجيب » :ال ْي َوْ َ
َ َ
ن« .. سُبو َ م ِبما كاُنوا ي َك ْ ِ جل ُهُ ْ شهَد ُ أْر ُ م ،وَت َ ْ ديهِ ْ أي ْ ِ
وهكسسذا يخسسذل بعضسسهم بعضسسا ،وتشسسهد عليهسسم
جسسوارحهم ،وتتفكسسك شخصسسيتهم مزقسسا وآحسسادا
يكذب بعضها بعضا .وتعود كل جارحة إلى ربهسسا
مفردة ،ويثوب كل عضو إلى بارئه مستسلما.
إنسسه مشسسهد عجيسسب رهيسسب تسسذهل مسسن تصسسوره
القلسسوب! كسسذلك انتهسسى المشسسهد وألسسسنتهم
معقودة وأيديهم تتكلم ،وأرجلهم تشهد ،على
غير ما كانوا يعهدون من أمرهم وعلى غير مسسا
كانوا ينتظرون .ولو شاء الل ّسسه لفعسسل بهسسم غيسسر
ذلك ،ولجرى عليهم من البلء ما يريد ..
ويعرض هنا نوعين من هذا البلء لو شسساء الّلسسه
على سنا َ م ْ لخذ بهما من يشاء » :وَل َوْ َنشاُء ل َط َ َ
َ صسسرا َ َ
ن، ص سُرو َ ط ،فَ سأّنى ي ُب ْ ِ قوا ال ّ س ست َب َ ُ م َفا ْ أع ْي ُن ِهِ ْ
مسسام فَ َ مكسسان َت ِهِ ْ علسسى َ م َ خناهُ ْ سسس ْ م َ وََلسسوْ َنشسساُء ل َ َ
ن« .. جُعو َ ضّيا َول ي َْر ِ م ِ عوا ُ سَتطا ُ ا ْ
وهما مشهدان فيهما من البلء قسسدر مسسا فيهمسسا
من السخرية والستهزاء .السخرية بالمكسسذبين
192
والسسسسستهزاء بالمسسسسستهزئين ،السسسسذين كسسسسانوا
ن؟« م صاد ِِقي َ ن ك ُن ْت ُ ْذا ال ْوَع ْد ُ إ ِ ْ
متى ه َ يقولون َ » :
..
فهم في المشهد الول عميان مطموسون .ثم
هسسسم مسسسع هسسسذا العمسسسى يسسسستبقون الصسسسراط
ويسستزاحمون علسسى العبسسور ،ويتخبطسسون تخبسسط
العميان حين يتسابقون! ويتسسساقطون تسساقط
العميسسان حيسسن يسسسارعون متنافسسسين! »فَ سأ َّنى
ن« وهم في المشهد الثسساني قسسد جمسسدوا صُرو َي ُب ْ ِ
فجأة في مكانهم ،واستحالوا تماثيل ل تمضي
ول تعسسود بعسسد أن كسسانوا منسسذ لحظسسة عميانسسا
يسسستبقون ويضسسطربون! وإنهسسم ليبسسدون فسسي
المشسسهدين كالسسدمى واللعسسب ،فسسي حسسال تسسثير
السخرية والهزء .وقد كانوا من قبل يستخفون
بالوعيسسد ويسسستهزئون! ذلسسك كلسسه حيسسن يحيسسن
الموعد الذي يستعجلون ..فأما لو تركسسوا فسسي
الرض ،وعمسسسروا طسسسويل وأمهلهسسسم الوعسسسد
المرسوم بعض حين فإنهم صسسائرون إلسسى شسسر
يحمدون معسسه التعجيسسل ..إنهسسم صسسائرون إلسسى
شيخوخة وهرم ،ثسسم إلسسى خسسرف ونكسسسة فسسي
ه فِسسي م سْره ُ ن ُن َك ّ ْ
سس ُ ن ن ُعَ ّمس ْ الشعور والتفكيسسر »:وَ َ
َ
ن« .. قُلو َ
ق .أَفل ي َعْ ِ ال ْ َ ْ
خل ِ
والشيخوخة نكسة إلى الطفولسسة .بغيسسر ملحسسة
الطفولة وبراءتها المحبوبة! ومسسا يسسزال الشسسيخ
يتراجع ،وينسى ما علسسم ،وتضسسعف أعصسسابه ،
ويضعف فكره ،ويضعف احتماله ،حسستى يرتسسد
طفل .ولكن الطفل محبوب اللثغة ،تبسسسم لسسه
193
القلسسوب والوجسسوه عنسسد كسسل حماقسسة .والشسسيخ
مجتسسسوى ل تقسسسال لسسسه عسسسثرة إل مسسسن عطسسسف
ورحمة ،وهو مثار السسسخرية كلمسسا بسسدت عليسسه
مخايل الطفولة وهسسو عجسسوز .وكلمسسا اسسستحمق
وقسسد قوسسست ظهسسره السسسنون! فهسسذه العاقبسسة
كتلك تنتظر المكذبين ،السسذين ل يكرمهسسم الل ّسسه
116
باليمان الراشد الكريم ..
م خت ِس ُ م نَ ْ وقال دروزة " عند قوله تعسسالى }ال ْي َسوْ َ
َ َ َ
م جل ُهُ س ْ ش سهَد ُ أْر ُ م وَت َ ْ ديهِ ْ منا أي ْس ِ م وَت ُك َل ّ ُ على أْفواه ِهِ ْ َ
َ
ك، مال ِس ٍ ن َ س ب ْس ِ ن أن َس ِ ن { ع َس ْ س سُبو َ ِبمسسا كسساُنوا ي َك ْ ِ
ل قا َ ك ،فَ َ ح َ ض ِ ل اللهِ فَ َ سو ِ عن ْد َ َر ُ ل :ك ُّنا ِ َقا َ
َ
سسسول ُ ُ
ه ه وََر ُ ك ؟ قُل َْنا :الل ّ ُ ح ُ ض َ ما أ ْ م ّ ن ِ ل ت َد ُْرو َ :هَ ْ
َ
ل َ :يا قو ُ ه ،يَ ُ خاط َب َةِ ال ْعَب ْد ِ َرب ّ ُ م َ ن ُ م ْ لِ : م َ ،قا َ أع ْل َ ُ
ن الظ ّل ْسم ِ ؟ قَسسا َ َ
ل: قسسو ُ ل :يَ ُ مس َ جْرِني ِ م تُ ِ ب ،أل َ ْ َر ّ
سسسي إ ِل ّ جيسسُز ع ََلسسى ن َ ْ ُ ب ََلسسى َ ،قسسا َ
ف ِ ل َ :فسسإ ِّني ل َ أ ِ
م ك ال ْي َسوْ َ سس َ ف ِ فسسى ب ِن َ ْ ل :كَ َ قسسو ُ من ّسسي ،فَي َ ُ دا ِ شسساه ِ ً َ
دا ، شسسِهي ً ك َ ن ع َل َْيسس َ كات ِِبي َ دا وَِبال ْك َِرام ِ ال ْ َ شِهي ً ك َ ع َل َي ْ َ
ل ل َْرك َسسان ِهِ :ان ْط ِقِسسي قسسا ُ م يُ َ م ع ََلى ِفي سهِ ،ث ُس ّ خت َ ُ فَي ُ ْ
ن ال ْك َل َم ِ ، َ
ه وَب َي ْس َ خل ّسسى ب َي ْن َس ُ م يُ َ مال ِهِ ،ث ُ ّ فَت َن ْط ِقُ ب ِأع ْ َ
ت ن ك ُْنسس ُ كسس ّ قا فَعَن ْ ُ ح ً سسس ْ ن ،وَ ُ كسس ّ دا ل َ ُ ل :ب ُْعسس ً قسسو ُ فَي َ ُ
117
ل". ض ُ ُ
أَنا ِ
وفي الحديث تفسسسير توضسسيحي للصسسورة السستي
احتوتها الية قد يزول به ما يمكن أن يقوم من
وهم التناقض بينهسسا وبيسسن آيسسات أخسسرى حكيسست
196
َ النبيي َ
هصسسد ّقَ ُ ن ب ِهِ وَ َ م َ ه وَقََرأه ُ َوآ َ خ ُ س َ مد َ َفان ْت َ َ ح َ نأ ْ ِّّ َ
ه، ُ َ َ َ ْ ّ قسسو ُ فَي َ ُ
مت َس ُ م سد َ وَأ ّ ح َ ملئ ِك سةِ :اد ْع ُسسوا أ ْ ه ل ِل َ ل الل س ُ
ُ ْ
م سسَعى ن ُسسوُرهُ ْ ه يَ ْ مت ُس ُ ل الل ّسهِ وَأ ّ سسسو ُ فَي َأِتي َر ُ
ل مت ِسهِ :هَ س ْ ُ م فَي َقُسسو ُ بي َ
م سد ٍ وَأ ّ ح ّ م َ ح لِ ُ ل ن ُسسو ٌ ديهِ ْ ن أي ْس ِ َْ َ
َ ّ َ
ت جت َهَ سد ْ ُ ة َوا ْ سسسال َ مي الّر َ ت ق َ سو ْ ِ ن أّني ب َلغْ س ُ مو َ ت َعْل َ ُ
ل َهسسم بالنصسسيحة ،وجه سدت أ َ َ
ن مس َ م ِ قذ َهُ ْ س ست َن ْ ِ نأ ْ ُ ْ ِ ّ ِ َ ِ َ َ ِ ْ ُ ْ
عاِئي إ ِل فِسَراًرا ّ م دُ َ م ي َزِد ْهُ ْ جَهاًرا ،فَل َ ْ سّرا وَ ِ الّنارِ ِ
ُ
ش سهَد ُ ه " :فَإ ِّنا ن َ ْ مت ُ ُ ل الل ّهِ وَأ ّ سو ُ ل َر ُ قو ُ ؟ فَي َ ُ
َ
ن مس َ ت ِ مسا قُْلس َ ميسِع َ ج ِ ك ِفسي َ شسد ْت ََنا ِبسهِ أن ّس َ مسا ن َ َ بِ َ
َ
ت مس َ ن ع َل ِ ْ ح :وَأْيس َ م ُنسو ٍ ل َقسوْ ُ قو ُ ن " .فَي َ ُ صاد ِِقي َ ال ّ
َ ُ َ ُ َ َ
ت مم ِ وَأن ْس َ ل اْل َ ن أوّ ُ ح ُ ك وَن َ ْ مت ُ َ ت وَأ ّ مد ُ أ ن ْ َ ح َ ذا َيا أ ْ هَ َ
ل الل ّهِ " : ُ ُ
سو ُ ل َر ُ قو ُ مم ِ ؟ فَي َ ُ خُر اْل َ كآ ِ مت ُ َ وَأ ّ
حسا إ ِل َسسى َ
سل َْنا ُنو ً حيم ِ إ ِّنا أْر َ ن الّر ِ ِ م
ح َ سم ِ الل ّهِ الّر ْ بِ ْ
ْ َ م َ َ َ
ب ذا ٌ عسس َ م َ ن ي َأت ِي َهُ ُ لأ ْ ن قَب ْ ِ م ْ ك ِ ن أن ْذ ِْر قَوْ َ مهِ أ ْ قَوْ ِ
مهَسسا ،فَسإ ِ َ َ َ
مهَسسا خت َ َ ذا َ خت َ َ حت ّسسى َ سسسوَرة َ َ م قَسَرأ ال ّ أِليس ٌ
َ ُ
ق
حس ّ ص ال ْ َ صس ُ ق َ ذا ل َُهسوَ ال ْ َ هس َ ن َ شسهَد ُ أ ّ ه نَ ْ مت ُ ُ تأ ّ َقال َ ْ
َ
م كي ُ ح ِ زيُز ال ْ َ ه ل َهُوَ ال ْعَ ِ ن الل ّ َ ه وَأ ّ ن إ ِل َهٍ إ ِّل الل ّ ُ م ْ ما ِ وَ َ
مت َسساُزوا ك":ا ْ عن ْسد َ ذ َل ِس َ ل ِ جس ّ ه ع َسّز وَ َ ل الل ّس ُ قو ُ ،فَي َ ُ
َ َ
مت َسساُز فِسسي ن يَ ْ مس ْ ل َ م أوّ ُ ن فَهُ ْ مو َ جرِ ُ م ْ م أي َّها ال ْ ُ ال ْي َوْ َ
119
الّنارِ "
ل": ل الل ّهِ قَسسا َ سو َ َ َ
ن َر ُ ن أِبي هَُري َْرة َ ،أ ّ وع َ ْ
َ
من َْها ج ِ خُر ُ م فَي َ ْ جهَن ّ َ ه َ مَر الل ّ ُ مة ِ أ َ قَيا َ م ال ْ ِ ن ي َوْ ُ كا َ ذا َ إِ َ
َ َ
م م أع ْهَد ْ إ ِل َي ْك ُ ْ ل :أل َ ْ قو ُ م يَ ُ م ،ثُ ّ مظ ْل ِ ٌ ساط ِعٌ ُ ع ُن ُقٌ َ
ة ،إ َِلى ن . .اْلي َ َ شي ْ َ َ
طا َ دوا ال ّ ن َل ت َعْب ُ ُ مأ ْ َيا ب َِني آد َ َ
مت َسساُزوا ن َوا ْ دو َ م ُتوع َس ُ م ال ِّتي ك ُن ْت ُ ْ جهَن ّ ُ قَوْل ِهِ :هَذ ِهِ َ
ال ْيو َ
ن، جُثو َ س وَي َ ْ مي ُّز الّنا ُ ن .فَي َت َ َ مو َ جرِ ُ م ْ م أي َّها ال ْ ُ َ ْ َ
م) ( 3971حسن ن ل ِل ْ َ
حاك ِ ِ حي ْ ِ
حي َ ك ع ََلى ال ّ
ص ِ ست َد َْر ُ -ال ْ ُ
م ْ 119
197
ة فَت َأ ِْوي س ُ
ل مسةٍ اْلي َس َ ل الل ّه :وت سرى ك ُس ّ ُ
لأ ّ ِ ََ َ ي قَوْ ُ وَه ِ َ
َ
م أي ّهَسسا ن ال ْي َسوْ َ مِني َ م سؤ ْ ِ ن ال ْ ُ م َ مي ُّزوا ِ ن :وَت َ َ ال ْك ََلم ِ إ ِذ َ ْ
م، مسسوْرِد ِه ِ ْ ن غ َي َْر َ دو َ م َوارِ ُ ن ِبالل ّهِ ،فَإ ِن ّك ُ ْ كافُِرو َ ال ْ َ
120
م" خل ِهِ ْ مد ْ َ ن غ َي َْر َ خُلو َ دا ِ َ
- 2يعسساتب الكفسسار سسسلفا فسسي السسدنيا قبسسل أن
يعسساقبوا فسسي الخسسرة ،فيقسسال لهسسم مسسن جهسسة
الحسسق :ألسسم أوصسسكم وأبّلغكسسم علسسى ألسسسنة
الرسسسل أل تطيعسسوا الشسسيطان فسسي معصسسيتي ،
وأن توحسسدوني وتعبسسدوني ،فسسإن عبسسادتي ديسسن
قويم.
- 3يؤكد تعالى تحسذيره مسن الشسيطان قسائل :
لقد أغوى الشيطان بوساوسه خلقا كثيرا ،أفل
تعتسسسبرون بسسسالخرين ،وأل تعقلسسسون عسسسداوته ،
وتعلموا أن الواجب طاعة الّله تعالى.
- 4وتقسسول خزنسسة جهنسسم للكفسسار :هسسذه جهنسسم
التي وعدتم ،فكذبتم بها.
َ عَ َ
ل: ه قَسسا َ ه أن ّس ُ ه ع َن ْس ُ ي الل ّس ُ ضس َ ن أب ِسسي هَُري ْسَرة َ َ ،ر ِ ْ
نِ ٍ ِ ْ س م ة س َ ف ئ طا َ سي س ف
َ ُ َ ِ و س ه و ِ ه س ّ ل ال ُ
ل سو س سحد ّ َ َ ُ
ر نا َ ث َ
ل سَراِفي َ َ ج ّ ّ حاب ِهِ َقا َ َ
مَر إ ِ ْ لأ َ ه ع َّز وَ َ ن الل َ ل " :إِ ّ ص َ أ ْ
ة ال ْ َ خة ِ ا ْ ُ
فسَزِع ، خس َ ف َ خ نَ ْ ف ْ ه :ان ْ ُ ل لَ ُ قو ُ لوَلى فَي َ ُ ف َ ِبالن ّ ْ
ت ف سَزع ُ أهْ س َُ ة ال ْفَ سَزِع ،فَي َ ْ ف ُ فَي َن ْ ُ
ماَوا ِ سس َ ل ال ّ خس َ ف َ خ نَ ْ
َ َْ
ل أُبو هَُري َْرة َ َ :يا قا َ ه ،فَ َ شاَء الل ّ ُ ن َ م ْ ض إ ِّل َ َوالْر ِ
ل: قسسو ُ ن يَ ُ حي س َ ه ِ س ست َث َْنى الل ّس ُ نا ْ ِ ل الل ّهِ ،فَ َ
م سو َ َر ُ
ض إ ِّل َ ْ فَ َ
ن فِسسي الْر ِ مس ْ ت وَ َ وا ِ
ُ
م َ سس َ ن فِسسي ال ّ م ْ فزِع َ َ
م داُء ،فَهُ س ْ ش سه َ َ ك ال ّ ل :أول َئ ِ َ قسسا َ ه ؟ فَ َ شاَء الل ّ ُ ن َ م ْ َ
ن ِللط ّب َسرِيّ )( 26846 سسسيرِ ال ْ ُ
ق سْرآ ِ ف ِ معُ ال ْب َي َسسا ِ
ن فِسسي ت َ ْ جسسا ِ
َ - 120
ضعيف
198
َ
ك ه فَ سَزع َ ذ َل ِس َ م الل ّ ُ ن وََقاهُ ُ م ي ُْزَرُقو َ عن ْد َ َرب ّهِ ْ حَياٌء ِ أ ْ
ه ع ََلسسى َ
ب الل ّهِ ي َب ْعَث ُ ُ ذا ُ ه وَهُوَ ع َ َ من ْ ُ م ِ من َهُ ْ ال ْي َوْم ِ ،وَأ ّ
ك وَت ََعاَلى : ه ت ََباَر َ ل الل ّ ُ قو ُ ذي ي َ ُ قهِ هُوَ ال ّ ِ خل ْ ِ شَرارِ َ ِ
َ ْ َ
ة
سسساع َ ِ ة ال ّ ن َزلَزل س َ م إِ ّ قسسوا َرب ّك ُس ْ س ات ّ ُ َيا أي ّهَسسا الن ّسسا ُ
ما ضعَةٍ ع َ ّ مْر ِ ل ُ ل كُ ّ م ت ََروْن ََها ت َذ ْهَ ُ م ي َوْ َ ظي ٌ يٌء ع َ ِ ش ْ َ
مل َهَسسا وَت َسَرى ل َ ض سعُ ك ُس ّ َ
ح ْ ل َ مس ٍ ح ْ ت َ ذا ِ ت وَت َ َ ض سعَ ْ أْر َ
ب ذا َ ن ع َس َ كاَرى وَل َك ِس ّ سس َ م بِ ُ ما هُ ْ كاَرى وَ َ س َ س ُ الّنا َ
ه شسساَء الل ّس ُ ن َ م ْ ن ِفي ال ْب ََلِء إ ِّل َ مك ُّنو َ م َ ديد ٌ ُ ش ِ الل ّهِ َ
ْ
ل سسَراِفي َ ه إِ ْ مُر الّلس ُ م َيسأ ُ م ُ ،ثس ّ ك ع َل َي ِْهس ْ ل ذ َِلس َ طسوّ ُ يُ َ
ق، صسسعْ ِ ة ال ّ خ َ ف َ خ نَ ْ ف ْ ه :ان ْ ُ ل لَ ُ قو ُ ق فَي َ ُ صعْ ِ خةِ ال ّ ف َ ب ِن َ ْ
َ َ
شساءَ ن َ مس ْ ض إ ِّل َ ت َوالْر ِ
ْ ماَوا ِ سس َ ل ال ّ هس ُ صعَقُ أ ْ فَي َ ْ
ت، مسسوْ ِ ك ال ْ َ مِلسس ُ جسساَء َ دوا َ مسس ُ خ ِ م َ هسس ْ ذا ُ ه َ ،فسسإ ِ َ الّلسس ُ
َْ َ
ضماِء َوالْر ِ سس َ ل ال ّ ت أهْ س ُ ما َ ب ،قَد ْ َ ل َ :يا َر ّ قا َ فَ َ
ك وَت َعَسساَلى : ه ت َب َسساَر َ ل الل ّس ُ قسسو ُ ت ،فَي َ ُ ش سئ ْ َ ن ِ مس ْ إ ِّل َ
َ
ت قي َ ب ،بَ ِ ل َ :يا َر ّ قو ُ م ،فَي َ ُ ي ؟ وَهُوَ أع ْل َ ُ ق َ ن بَ ِ م ْ فَ َ
مل َ ُ َ
ك ش َ ة ع َْر ِ ح َ ي َ ق َ ت ،وَب َ ِ مو ُ ذي َل ي َ ُ ي ال ّ ِ ح ّ ت ال ْ َ أن ْ َ
ل قسسو ُ ت أ َن َسسا ،فَي َ ُ قيس ُ ل وَب َ ِ كاِئيس ُ مي َ ل وَ ِ ريس ُ جب ْ ِ ي ِ ق َ ،وَب َ ِ
ل، كاِئيسس ُ مي َ ل وَ ِ ريسس ُ جب ْ ِ ت ِ مسس ْ ل :ل َي َ ُ جسس ّ عسسّز وَ َ ه َ الّلسس ُ
ل ري س ُ جب ْ ِ ت ِ مسسو ُ ب يَ ُ ل :ي َسسا َر ّ قو ُ ش فَي َ ُ م ال ْعَْر ُ فَي َت َك َل ّ ُ
ت سسك ُ ْ ه:ا ْ ل ل َس ُ جس ّ ه ع َسّز وَ َ ل الل ّ ُ قو ُ ل ،فَي َ ُ كاِئي ُ مي َ وَ ِ
ت حس َ ن تَ ْ ن ك َسسا َ مس ْ ل َ ت ع َل َسسى ك ُس ّ م سو ْ َ ت ال ْ َ إ ِن ّسسي ك َت َب ْس ُ
ت إ ِل َسسى ْ
م سو ْ ِ ك ال ْ َ مل َس ُ ن فَي َسأِتي َ موت َسسا ِ شسسي ،فَي َ ُ ع َْر ِ
ل ري ُ جب ْ ِ ت ِ ما َ ب قَد ْ َ ل َ :يا َر ّ قو ُ ل فَي َ ُ ج ّ جّبارِ ع َّز وَ َ ال ْ َ
َ
م: ه وَهُوَ أع ْل َ ُ ل لَ ُ ج ّ ه ع َّز وَ َ ل الل ّ ُ قو ُ ل ،فَي َ ُ كاِئي ُ مي َ وَ ِ
َ
ي حس ّ ب ال ْ َ ت ي َسسا َر ّ ت أن ْس َ قيس َ ل :بَ ِ قسسو ُ قي ؟ فَي َ ُ ن بَ ِ م ْ َ
ت قيس ُ شسك ،وَب َ ِ َ ة ع َْر ِ ملس ُ َ ح َ ي َ ق َ ت ،وَب َ ِ مو ُ ذي ل ي َ ُ َ ال ِ ّ
شسسي ة ع َْر ِ مل َس ُ ح َ ت َ مس ْ ل ل ِي َ ُ جس ّ ه ع َّز وَ َ ل الل ّ ُ قو ُ أ ََنا فَي َ ُ
199
ْ
صسسوَر ل ال ّ قب َس ُ ش فَي َ ْ ه ال ْعَسْر َ مُر الل ّس ُ
ْ
ن ،وَي َسأ ُ موُتو َ فَي َ ُ
ل َ :يا قو ُ ت فَي َ ُ مو ْ ِ ك ال ْ َ مل َ ُ م ي َأِتي َ ل ،ثُ ّ سَراِفي َ ن إِ ْ م ْ ِ
هه ل َس ُ ل الل ّس ُ قسسو ُ ك ،فَي َ ُ ش َ ة ع َْر ِ مل َ ُ ح َ ت َ ما َ ب ،قَد ْ َ َر ّ
ت قسسو ُ ي ؟ فَي َ ُ َ َ
قي س َ ب بَ ِ ل :ي َسسا َر ّ ق َ ن بَ ِ م ْ مَ : وَهُوَ أع ْل ُ
َ َ
ل قسسو ُ ت أن َسسا فَي َ ُ قيس ُ ت ،وَب َ ِ مسسو ُ ذي َل ي َ ُ ي ال ّ ِ ح ّ ت ال ْ َ أن ْ َ
َ
ن مس ْ خل ْسقٌ ِ ت َ ت ،أن ْ َ مو ْ ِ ك ال ْ َ مل َ َ ل َ :يا َ ج ّ ه ع َّز وَ َ الل ّ ُ
َ
ذا ي ف َ سإ ِ َ حس َ م َل ت َ ْ ت ث ُس ّ م ْ ت فَ ُ ما َرأي ْ َ ك لِ َ قت ُ َ خل َ ْ قي َ خل ْ ِ َ
َ
وال ِسدٍ س بِ َ مد ُ ل َي ْ َ ص َ حد ُ ال ّ حد ُ اْل َ وا ِ ه ال ْ َ م ي َب ْقَ إ ِّل الل ّ ُ لَ ْ
ك ه ت َب َسساَر َ ل الل ّس ُ ن أ َوًّل َ ،قا َ كا َ ما َ خَر َ نآ ِ كا َ وََل وَل َد ٍ َ
َ
ت م سو ْ َ جن ّسةِ ،وََل َ ل ال ْ َ ت ع َل َسسى أهْس ِ مو ْ َ وَت ََعاَلى َ :ل َ
َ
ت ماَوا ِ سس َ ه ال ّ وى الل ّس ُ م ط ُس َ ل الن ّسسارِ ،ث ُس ّ ع َل َسسى أهْ س ِ
َ
م مسسا ُثسس ّ حا ب ِهِ َ م دَ َ ب ثُ ّ ل ل ِل ْك ُت ُ ِ ج ّ س ِ ي ال ّ ض ك َط َ ّ َواْلْر َ
فهما ،ث ُم َقا َ َ
م ما ُثسس ّ حا ب ِهِ َ م دَ َ جّباُر ،ث ُ ّ ل :أَنا ال ْ َ ّ ق َ ُ َ ت َل َ ّ
فهما ث ُم َقا َ َ
م ما ُ ،ثسس ّ حا ب ِهِ َ م دَ َ جّباُر ،ث ُ ّ ل :أَنا ال ْ َ ّ ق َ ُ َ ت َل َ ّ
فهما ث ُم َقا َ َ
ه
ص سوْت ِ ِ ف بِ َ م هَت َس َ جب ّسساُر ث ُس ّ ل :أن َسسا ال ْ َ ّ ق َ ُ َ ت َل َ ّ
ن مس ِ ل :لِ َ م قَسسا َ م ؟ ث ُس ّ ك ال ْي َسوْ َ مل ْس ُ ن ال ْ ُ مس ِ ل :لِ َ قسسا َ فَ َ
م م ؟ ثُ ّ ك ال ْي َوْ َ مل ْ ُ ن ال ْ ُ ِ م
ل :لِ َ م َقا َ م ؟ ثُ ّ ك ال ْي َوْ َ مل ْ ُ ال ْ ُ
قهسسار ث ُسم ب َسد ّ َ َ
ضل اْلْر َ ّ حد ِ ا ل ْ َ ّ ِ وا ِ سهِ ل ِل ّهِ ال ْ َ ف ِ ل ل ِن َ ْ َقا َ
حَها سسسط َ َ سسسط ََها وَ َ ت فَب َ َ ماَوا ِ سسس َ ض َوال ّ َِ غ َْيسسَر اْل َْر
جسسا عو َ ً ي َل ت َسَرى ِفيهَسسا ِ مد ّ اْلِديم ِ ال ْعُك َسساظ ِ ّ ها َ مد ّ َ وَ َ
َ
وََل أ ْ
121
مًتا "
- 5إن أعضاء النسان التي كسسانت أعوانسسا فسسي
حق نفسه ،صارت عليه شهودا في حسسق رب ّسسه.
والسسسبب فسسي التعسسبير بكلم اليسسدي وشسسهادة
الرجل أن اليد مباشسرة للعمسل ،فتحتساج إلسى
شهادة غيرها.
حات ِم ٍ ) (15549ضعيف فسير اب َ
ن أِبي َ
-تَ ْ ِ ُ ْ ِ
121
200
ومن وقائع الشهادة يوم القيامة أن المشركين
قالوا كما حكى القرآن عنهم َ :والل ّهِ َرّبنا ما ك ُّنا
ن ]النعسسام [23 /6فيختسسم الل ّسسه علسسى كي َ
شسرِ ِم ْ ُ
أفواههم ،حتى تنطق جوارحهم.
- 6لو شاء الّله لعمى الكفار عن الهدى ،فل
يبصرون طريقا إلى منازلهم ول غيرها ،ولكنسسه
لسسم يفعسسل رحمسسة بهسسم ،وليتمكنسسوا مسسن النظسسر
الصسسحيح المسسؤدي إلسسى اليمسسان بسسالّله وحسسده ل
شريك له.
- 7ولو شاء الله لبدل خلقة الكفار إلى ما هسسو ّ
أقبح منها جزاء على كفرهم ،ولجعلهسسم حجسسرا
أو جمادا أو بهيمة ،كالقردة والخنازير ،وحينئذ
ل يستطيعون أن يمضسسوا أمسسامهم ،ول يرجعسسوا
وراءهم ،كمسسا أن الجمسساد ل يتقسسدم ول يتسأخر ،
ولكنه تعالى أيضا لم يفعل ،لرحمته الواسعة.
- 8ل حاجة لطالة أعمار الناس أكثر مما قدر
تعسسالى لهسسم ،لنسسه كلمسسا طسسال العمسسر ازداد
مسْرهُ ن ن ُعَ ّ
مس ْالنسان ضعفا .والمقصسود باليسة وَ َ
ه ..الخبار عن هذه الدار بأنهسسا دار زوال ن ُن َك ّ ْ
س ُ
وانتقسسال ،ل دار دوام واسسستقرار ،ولهسسذا قسسال
َ
ن أي قُلسسسو َتعسسسالى فسسسي ختسسسام اليسسسة :أَفل ي َعْ ِ
يتفكسسرون بعقسسولهم فسسي ابتسسداء خلقهسسم ،ثسسم
صسسسيرورتهم إلسسسى سسسسن الشسسسيبة ،ثسسسم إلسسسى
الشيخوخة ،ليعلموا أنهم خلقوا لسسدار أخسسرى ل
زوال لها ،ول انتقسسال عنهسسا ،ول محيسسد عنهسسا ،
وهي الدار الخرة .ثم أفل يعقلون أن من فعل
هذا بهم قادر على بعثهم مرة أخرى؟!
201
سسسسسسسسسسسس
202
إثبات وجود الّله ووحدانيته وبيان
خواص الرسالة
قال تعالى :
ﯯﯯﯯﯯﯯﯯﯯﯯﯯﯯﯯﯯﯯﯯ ﯯﯯﯯﯼﯽﯾﯿ
ﯯﯯ ﭑﭒﭓﭔﭕﭖﭗﭘﭙﭚﭛﭜﭝ ﭞﭟﭠﭡ
ﭢﭣﭤ ﭥﭦﭧﭨﭩﭪﭫﭬ ﭭﭮﭯﭰﭱﭲﭳ
ﭴ ﭵﭶﭷﭸﭹﭺﭻﭼ ﭽﭾﭿﮀﮁﮂﮃﮄﮅﮆﮇ
شرح الكلمات :
رقم الية ...الكلمة ...معناها
شعَْر ...لم نعلم محمسسدا مَناه ُ ال ّ ما ع َل ّ ْ ... 69وَ َ
الشعر
ه ...مسسا هسسو مسسن طبعسسه ول َ
ما ي َن ْب َِغي ل ُ ... 69وَ َ
يصلح له ول يصح منه
ها ...سخرناها ... 72ذ َل ّل َْنا َ
ن ...المشسسركون جنسسد ضسسُرو َ ح َ م ْ جْنسسد ٌ ُ ُ ... 75
ينصرون اللهة بدل من أن تنصرهم
المناسبة :
بعد أن ذكر الله تعالى أصلين من أصول الدين ّ
ن َ
الثلثسسسة ،وهمسسسا الوحدانيسسسة فسسسي قسسسوله :وَأ ِ
م والبعسسث أو قي ٌ
سسست َ ِم ْ ط ُ صسسرا ٌ دوِني هسسذا ِ اع ُْبسس ُ
م ْ
ها الي َسوْ َ َ
ص سل و ْ َ
م ..ا ْ جهَن ّ ُ
الحشر في قوله :هذ ِهِ َ
ذكر الصل الثسسالث وهسسو الرسسسالة فسسي اليسستين
شعَْر ...اليسسة .ثسسم إنسسه مناه ُ ال ّ الوليين َ :وما ع َل ّ ْ
تعالى أعاد الكلم على الوحدانية وأقسسام الدلسسة
الدالة عليها في بقية هذه اليات.
التفسير والبيان :
203
ينفي الحسسق تبسسارك وتعسسالى صسسفة الشسسعر عسسن
القرآن ،وخاصية الشسساعرية عسسن الرسسسول
شعَْر َومسسا ي َن ْب َغِسسي ل َس ُ
ه مناه ُ ال ّ ،فيقول َ » :وما ع َل ّ ْ
ن «..مِبي ٌن ُ ن هُوَ إ ِّل ذ ِك ٌْر وَقُْرآ ٌ إِ ْ
ومناسبة هذه الية لما قبلها أيضا ،هو أنه وقسسد
حملسسست اليسسسات الثلث قبلهسسسا دعسسسوة إلسسسى
المشسسركين أن يسسستبقوا اليمسسان بسسالّله ،وأن
يبادروا باستعمال عقولهم والنظر بها إلى آيات
الّله قبل أن تذهب هذه العقسسول مسسع الزمسسن س س
فقد جسساءت تلسسك اليسسة تلقسساهم برسسسول الل ّسسه ،
وبكتاب الّله الذي معه ،ليكون لمن انتفع بهذه
الدعوة معاودة نظر إلسسى رسسسول الل ّسسه ،وإلسسى
كتاب الّله ..فالضمير فى قوله تعالى َ » :ومسسا
مناه ُ « يعود إلى الرسول الكريم ،وهسسو وإن ع َل ّ ْ
لسسم يجسسر لسسه ذكسسر فسسى اليسسات السسسابقة ،فسسإنه
مذكور ضمنا فى كل آية من آيات الكتسساب ،إذ
كانت منزلة عليه ..
فهذا رسول الّله ..ليس بشاعر كما يقولون ..
إنه لم يؤثر عنه شعر ،ولم يكن س كمسسا عرفسسوا
منه س من بين شعرائهم ..فهذه تهمة ظالمسسة ،
ى منهسسا ،وأن يلقسسوه مسسن يجسسب أن يسسبرئوا النسسب ّ
جديد على أنه ليس بشاعر.
وهذا كتاب الل ّسسه السسذي بيسسن يسسديه ..ليسسس مسسن
واردات الشعر س كما يزعمون زورا وبهتانا س بل
هو » ذكر « يجد الناس من آياته وكلماته ،مسسا
كرهم بإنسانيتهم ،وبما ضيعوا مسسن عقسسولهم يذ ّ
فى التعامسسل مسسع الجهسسالت والضسسللت ،علسسى
204
خلف الشعر ،فسإنه سس فسى غسالبه سس استرضساء
للعواطسف وتغطيسة علسى مسواطن الرشسد مسن
العقول ..
ن « أي كتاب غيسسر مِبي ٌ
ن ُ وهذا الكتاب هو » قُْرآ ٌ
مغلق على قارئه ،أو سسسامعه مسسن قسسارئ لسسه ،
مسسىبل هو واضح المعنى ،بّين القصسسد ،فل تع ّ
على قارئه أو سامعه أنباء ما به "..
والشعر :كلم عربسسي لسسه وزن خسساص ،ينتهسسي
كل بيت منه بحرف خسساص يسسسمى قافيسسة ،ول
بد في القصيدة من وحدة القافية ،أي الحرف
الخير من كل بيت .ويعتمد الشعر على الخيال
الخصسسسسب ،والتصسسسسوير السسسسرائع ،والعاطفسسسسة
المشسسبوبة ،ول يتبسسع الشسساعر فيسسه مسسا يمليسسه
العقل والمنطسسق ،ول يتحسسرى الصسسدق والدقسسة
في إرسسسال أوصسساف المديسسح والهجسساء والرثسساء
والغزل وغير ذلك ،ويبالغ الشاعر في التصوير
مسسه إل انسستزاع العجسساب مسسن والوصف ،ومسسا ه ّ
السامعين بقوله ،لسسذا وصسسف تعسسالى الشسسعراء
َ َ
ن،مسسو َ م فِسسي ك ُس ّ
ل واد ٍ ي َِهي ُ م ت َسَر أن ّهُ س ْبقسسوله :أل َس ْ
َ
ن ]الشسسعراء /26 فعَل ُسسو َ
ن مسسا ل ي َ ْ قوُلسسو َ م يَ ُ
وَأن ُّهسس ْ
[226 - 225وقسسال العسسرب :أعسسذب الشسسعر
أكذبه قال أبو حيان :والشسسعر :إنمسسا هسسو كلم
فسسى ،يسسدل علسسى معنسسى تنتخبسسه مسسوزون مق ّ
الشعراء من كثرة التخييل وتزويق الكلم وغير
ذلك ،مما يتورع المتدين عسسن إنشسساده ،فضسسل
عن إنشائه.122
-البحر المحيط 345 /7 : 122
205
أما القرآن الكريم فخبره صدق ،وكلمه عظة
واقعية ،ومنهجه التشريع السسذي يسسسعد البشسسر
،وقصده الترغيب فسسي فضسسائل العمسسال وغسسرر
الخصسسال والخلق ،والسسترهيب مسسن النحسسراف
والرذيلسسة ،وتقريسسر أحكسسام العبسسادة الصسسحيحة
والمعاملة الرشيدة.
فالية دلت على نفي كون القسسرآن شسسعرا فسسي
شسعَْر ،ونفسسي كسسون مناه ُ ال ّ قوله تعالى َ :وما ع َل ّ ْ
ه النبي شاعرا في قوله تعسسالى َ :ومسسا ي َن ْب َغِسسي ل َس ُ
وإنما عّلمه الل ّسسه القسسرآن السسذي يمتسساز بخاص سّية
معينة تختلف عن الشعر المعروف وعسسن النسسثر
المألوف.
وهي رد قاطع على قول العرب أهل مكة :إن
القرآن شسسعر أو سسسحر أو مسسن عمسسل الكهسسان ،
وإن محمدا شاعر ،قاصدين بذلك إبطال صفة
السسوحي بسسه مسسن عنسسد الل ّسسه ،وتكسسذيب خاص سّية
الرسالة.
َ
ن ال ْوَِليسد َ مسسا " أ ّ ه ع َن ْهُ َ ي الل ّس ُ ضس َ س َر ِ ن ع َّبا ٍ ن اب ْ ِ عَ ِ
َ
ق سَرأ ع َل َي ْسهِ ي فَ َ جاَء إ َِلى الن ّب ِس ّ مِغيَرةِ َ ، ن ال ْ ُ بْ َ
َ ه ،فَب َل َسغَ ذ َل ِس َ َ
ل، جهْس ٍ ك أب َسسا َ ه َرقّ َلس ُ ن فَك َسأن ّ ُ قسْرآ َ ال ْ ُ
ن نأ ْ
ك ي سرو َ
مس َ َ َ ْ َ ن قَوْ َ م ،إِ ّ ل :ي َسسا ع َس ّ قسسا َ فَأ َت َسساه ُ ،فَ َ
ه ل :ل ِي ُعْط ُسسوك َ ُ م ؟ قَسسا َ ل :ل ِس َ ماًل َ .قا َ ك َ مُعوا ل َ َ ج َ يَ ْ
َ
ل :ق َ سد ْ ه قَسسا َ ما قِب َل َس ُ ض لِ َ دا ل ِت َعْرِ َ م ً
ح ّ م َ ت ُ ك أت َي ْ َ فَإ ِن ّ َ
ل قس ْ ل :فَ ُ ماًل قَسسا َ ها َ ن أ َك ْث َرِ َ م ْ ش أّني ِ
َ
ت قَُري ْ ٌ م ْ ع َل ِ َ
َ َ َ
ك ك َسسارِهٌ ه أوْ أن ّس َ من ْك ٌِر ل َ ُ ك ُ ك أن ّ َ م َ ِفيهِ قَوًْل ي َب ْل ُغُ قَوْ َ
ل جسس ٌ م َر ُ ما ِفيك ُ ْ والل ّهِ َ ل ؟ فَ َ ذا أ َُقو ُ ما َ ل :وَ َ ه َ ,قا َ لَ ُ
جسسزِهِ وََل َ م ِباْل َ ْ َ
م ب َِر َ مّنسسي ،وََل أع َْلسس َ شسسَعارِ ِ أع َْلسس َ
206
مسسا ن َ .والل ّسهِ َ جس ّ شسَعارِ ال ْ ِ من ّسسي ،وََل ب ِأ َ ْ صسسيد َت ِهِ ِ ق ِ بِ َ
ن ذا ،وََوالل ّسهِ ،إ ِ ّ ن ه َس َ مس ْ شسي ًْئا ِ ل َ قو ُ ذي ي َ ُ ه ال ّ ِ شب ِ ُ يُ ْ
ن ع َل َي ْسهِ ل َط ََلوَةً حَلوَة ً ،وَإ ِ ّ ل َ قسسو ُ ذي ي َ ُ قسسوْل ِهِ اّلسس ِ لِ َ
ُ َ ُ َ َ َ َ
ه لي َعْلسسو ه ،وَإ ِن ّس ُ فل ُ سس َ مغْد ِقٌ أ ْ مٌر أع ْله ُ ُ ، مث ْ ِ هل ُ وَإ ِن ّ ُ
ل َ :ل َ
ه َ .قسسا َ حَتسس ُ مسسا ت َ ْ م َ طسس ُ ح ِ ه ل َي َ ْ مسسا ي ُعَْل ،وَأّنسس ُ وَ َ
ل: ل ِفي سهِ .قَسسا َ قسسو َ حت ّسسى ت َ ُ ك َ مس َ ك قَوْ ُ ضى ع َن ْس َ ي َْر َ
ما فَك ّسَر قَسسا َ َ ُ
ذا ل :هَ س َ حّتى أفَك َّر ِفيهِ ،فَل ّ فَد َع ِْني َ
ْ
ن مس ْ ت ذ َْرِني وَ َ ن غ َي ْرِهِ ،فَن ََزل َ ْ حٌر ي ُؤ ْث َُر ي َأث ُُره ُ ع َ ْ س ْ ِ
دا " حي ً ت وَ ِ ق ُ خل َ ْ َ
ن جسساَء الوَِلي سد ُ ب ْس ُ ْ لَ : ة َقا َ م َ عك ْرِ َ ن ِ وفي رواية ع َ ْ
ل ل َه :اقْرأ ْ ل الل ّهِ ، فَ َ
َ قا َ ُ ِ سو مِغيَرةِ إ َِلى َر ُ ال ْ ُ
ْ َ
ل مُر ِبال ْعَسسسد ْ ِ ه ي َسسسأ ُ ن الل ّسسس َ قسسسَرأ ع َل َي ْسسسهِ إ ِ ّ ي ،فَ َ ع َل َسسس ّ
ن قْرب َسسسى وَي َن ْهَسسسى ع َسسس ِ ن وَِإيت َسسساِء ِذي ال ْ ُ سسسسا ِ ح َ َواْل ِ ْ
م كسس ْ م ل َعَل ّ ُ كسس ْ ي ي َعِظ ُ ُ كسسرِ َوال ْب َْغسس َ ِ من ْ َ شسساِء َوال ْ ُ ح َ ف ْ ال ْ َ
ي ، عسساد َ الن ِّبسس ّ عسسد ْ ،فَأ َ ل :أَ ِ ن َقسسا َ َتسسذ َك ُّرو َ
ن ع َل َْيسسس ِ
ه حَلوَة ً ،وَإ ِ ّ ه لَ َ ن َلسسس ُ ل َ :والّلسسسهِ ،إ ِ ّ قسسسا َ فَ َ
َ َ
ق
مغْد ِ ٌ ه لَ ُ فل ُ ُ س َ نأ ْ مٌر ،وَإ ِ ّ مث ْ ِ ن أع َْله ُ ل َ ُ ل َط ََلوَة ً ،وَإ ِ ّ
123
شٌر . ذا ب َ َ ل هَ َ قو ُ ما ي َ ُ وَ َ
َ
ع
م َ جت َ َ مِغيَرةِ ا ْ ن ال ْ ُ ن ال ْوَِليد َ ب ْ َ س"أ ّ ن ع َّبا ٍ ن اب ْ ِ وع َ ِ
م ،وَقَسد ْ ن ِفيهِس ْ سس ّ ذا ِ ن َ ش وَك َسسا َ ن قَُري ْس ٍ مس ْ فسٌر ِ وَن َ َ
ب فسسود َ ال َْعسسَر ِ َ
ن وُ ُ ل :إِ ّ قسسا َ م ،فَ َ سسس َ وا ِ م َ ضسسَر ال ْ َ ح َ َ
م حب ِك ْ ُ صا ِ مرِ َ مُعوا ب ِأ ْ س ِ م ِفيهِ ،وَقَد ْ َ ُ
م ع َلي ْك ْ َ قد َ ُ ست َ ْ َ
َ ْ َ
فسسوا ، خت َل ِ ُ دا وَل ت َ ْ حس ً مُعوا ِفيسهِ َرأي ًسسا َوا ِ ج ِ ذا ،فَسأ ْ هَ س َ
ضا م ب َعْ ً ضك ُ ْ ل ب َعْ ِ ضا ،وَي َُرد ّ قَوْ َ م ب َعْ ً ضك ُ ْ ب ب َعْ ُ فَي ُك َذ ّ ُ
َ َ َ
م ل ،وَأقِ ْ ق ْ س ،فَ ُ ٍ م
ش ْ ت َيا أَبا ع َب ْد ِ َ قاُلوا :فَأن ْ َ .فَ َ
َ َ ْ
ع
م ْ س َ قوُلوا أ ْ م فَ ُ ل أن ْت ُ ْ ل :بَ ْ قا َ م ب ِهِ ،فَ َ قو ُ ل ََنا َرأًيا ن َ ُ
ي ) ( 505صحيح مرسل ل الن ّب ُوّةِ ل ِل ْب َي ْهَ ِ
ق ّ -د ََلئ ِ ُ 123
207
ن، كسساه ِ ٍ ما هُوَ ب ِ َ لَ : قا َ ن ،فَ َ كاه ِ ٌ ل َ قو ُ قاُلوا :ن َ ُ ،فَ َ
َ
ن، مسةِ ال ْك ُهّسسا ِ مَز َ مسسا هُسوَ ب َِز ْ ن فَ َ ت ال ْك ُهّسسا َ قد ْ َرأي ْس ُ لَ َ
و
هسس َ مسسا ُ لَ : قسسا َ ن ،فَ َ جُنسسو ٌ م ْ لَ : قسسو ُ قسساُلوا :ن َ ُ فَ َ
َ
و
مسسا هُس َ ن ،وَع ََرفْن َسساه ُ فَ َ جُنو َ قد ْ َرأي َْنا ال ْ ُ ن وَل َ َ جُنو ٍ م ْ بِ َ
ل قو ُ ست ِهِ َ .قاُلوا :فَن َ ُ سو َ َ جهِ وََل وَ ْ خال ُ ِ قهِ وََل ت َ َ خن ْ ِ بِ َ
عرٍ ،قَ سد ْ ع ََرفْن َسسا شسسا ِ مسسا هُ سوَ ب ِ َ لَ : عٌر ،قَسسا َ شسسا ِ َ :
ضسسسسهِ ، ري ِ جسسسسهِ ،وَقَ ِ جسسسسزِهِ ،وَهََز ِ شسسسسعَْر ب َِر َ ال ّ
شعْرِ َ .قاُلوا ما هُوَ ِبال ّ سوط ِهِ ،فَ َ مب ْ ُ ضه ِ ،و َ َ قُبو ِ م ْ وَ َ
حرٍ َ :قسد ْ سسا ِ هسوَ ب ِ َ مسا ُ ل :فَ َ حٌر َقسا َ سا ِ لَ : قو ُ :فَن َ ُ
فث ِسهِ وََل َ
مسسا هُ سوَ ب ِن َ ْ م ،فَ َ حَرهُ ْ سس ْ حاَر وَ ِ سس َ َرأي ْن َسسا ال ّ
س؟ م ٍ شس ْ ل َيا أ َب َسسا ع َب ْسد ِ َ قو ُ ما ن َ ُ قاُلوا َ : قد ِهِ ،فَ َ عُ َ
َ
ه صسسل َ ُ نأ ْ حَلوَة ً ،وَإ ِ ّ قسسوْل ِهِ َ ن لِ َ ل َ :والّلسسهِ ،إ ِ ّ َقسسا َ
َ
ن مس ْ ن ِ قسسائ ِِلي َ م بِ َ مسسا أن ْت ُس ْ جًنا ،فَ َ ه لَ َ ن فَْرع َ ُ ل َغَد ِقٌ وَإ ِ ّ
ل ،وإ َ عسسر َ َ
ب ن أْقسسَر َ َِ ّ طسس ٌ ه َبا ِ ف أّنسس ُ شسسي ًْئا إ ِّل ُ ِ ذا َ هسس َ َ
َ
حٌر سسسا ِ قوُلوا :هُسوَ َ حٌر فَت َ ُ سا ِ قوُلوا َ : ن تَ ُ ل َل ْ قو ْ ِ ال ْ َ
َ
ن مسْرِء وَب َي ْس َ ن ال ْ َ ن أِبيهِ ،وَب َي ْس َ مْرِء وَب َي ْ َ ن ال ْ َ فّرقُ ب َي ْ َ يُ َ
مسْرءِ ن ال ْ َ جت ِسهِ ،وَب َي ْس َ ن َزوْ َ مْرِء وَب َي ْس َ ن ال ْ َ خيهِ ،وَب َي ْ َ أَ ِ
جعَل ُسسسوا ك ،فَ َ ه ب ِسسسذ َل ِ َ شسسسيَرت ِهِ ،فَت َفَّرقُسسسوا ع َن ْسسس ُ وَع َ ِ
مسسّر م َ ،ل ي َ ُ سسس َ موْ ِ موا ال ْ َ ن قَد ِ ُ حي َ س ِ ن ِللّنا ِ سو َ جل ِ ُ يَ ْ
َ َ
ه
مرِ ِ نأ ْ م ْ م ِ حذ ُّروه ُ إ ِّياه ُ ،وَذ َك َُروا ل َهُ ْ حد ٌ إ ِّل َ مأ َ ب ِهِ ْ
ة
مِغيسَر ِ ن ال ْ ُ ل فِسسي الوَِليسد ِ ب ْس ِ
ْ جس ّ ه ع َسّز وَ َ ل الل ّ ُ فَأ َن َْز َ
دا - حيس ً ت وَ ِ قس ُ خل َ ْ ن َ مس ْ ن قَسوْل ِهِ :ذ َْرن ِسسي وَ َ م ْ ك ِ وَذ َل ِ َ
َ ُ
ه ع َسّز ل الل ّس ُ قَر .وَأن ْسَز َ سس َ ص سِليهِ َ سأ ْ إ َِلى قَ سوْل ِهِ َ -
ه ن ل َس ُ فو َ صس ُ ه وَي َ ِ معَ س ُ ن ك َسساُنوا َ ذي َ فرِ ال ّ ِ ل ِفي الن ّ َ ج ّ وَ َ
ن مس ْ جسساَء ب ِسهِ ِ ما َ ل الل ّهِ ِ في َ سو ِ ل ِفي َر ُ قو ْ َ ال ْ َ
عضسسي َ جعَُلسسوا ال ْ ُ
ي
نأ ْ ن ِ ِ َ قسسْرآ َ ن َ َ عْنسسد ِ الّلسسهِ :اّلسس ِ
ذي ِ
ن أول َئ ِ َ ُ َ َ َ
ف سُر ك الن ّ َ مِعي س َ ج َ مأ ْ س سأل َن ّهُ ْ ك ل َن َ ْ صَناًفا فَوََرب ّ َ أ ْ
208
قوا ن لَ ُ م ْ ل الل ّهِ ل ِ َ سو ِ ك ل َِر ُ ن ذ َل ِ َ قوُلو َ ن يَ ُ ذي َ ال ّ ِ
ك ن ذ َل ِس َ مس ْ ب ِ ت ال ْعَ سَر ُ ص سد ََر ِ ل وَ َ س قَسسا َ ن الن ّسسا َ ِ مس َ ِ
شسَر ذ ِك ْسُرهُ ل الل ّسهِ َ وان ْت َ َ سو ِ مرِ َر ُ سم ِ ب ِأ ْ مو ْ ِ ال ْ َ
124
ب ك ُل َّها " ِفي ب َِلد ِ ال ْعََر ِ
وأمسسا مسسا ورد علسسى لسسسان الرسسسول مسسن
أقوال موزونة ،فهو مجرد سليقة اتفاقيسسة مسسن
ن أ َِبسسى غيسسر تكلسسف ول صسسنعة ول قصسسد ،فَعسس ْ
ب -رضسسى ن ع َسسازِ ٍ ج ٌ ْ حاقَ َ .قا َ
ل ل ِلب َسَراِء ب ْس ِ ل َر ُ س َ إِ ْ
ل الل ّسهِ - - َ
سسسو ِ ن َر ُ م عَ ْ الله عنهما -أفََرْرت ُ ْ
م ل الل ّسهِ - -ل َس ْ سسسو َ ن َر ُ ل ل َك ِس ّ ن َقا َ حن َي ْ ٍ م ُ ي َوْ َ
مسسا مسساة ً ،وَإ ِن ّسسا ل َ ّ مسسا ُر َ ن ك َسساُنوا قَوْ ً وازِ َ ن هَ س َ فّر ،إ ِ ّ يَ ِ
َ َ ْ
ل موا ،فَأقْب َسسس َ م فَسسسان ْهََز ُ ملن َسسسا ع َلي ْهِسسس ْ ح َ م َ قين َسسساهُ ْ لَ ِ
س سَهام ِ ، قب َُلوَنا ِبال ّ س ست َ ْ ن ع ََلى ال ْغََنائ ِم ِ َوا ْ مو َ سل ِ ُ م ْ ال ْ ُ
َ فّر ،فَل َ َ َ
ه قد ْ َرأي ْت ُ ُ م يَ ِ ل الل ّهِ - -فَل َ ْ سو ُ ما َر ُ فَأ ّ
خ سذ ٌ نآ ِ وإنه ل َعَلى بغْل َت ِه ال ْبيضسساِء وإ َ
فَيا َ سس ْ ن أب َسسا ُ َِ ّ ِ َْ َ َ َ ِّ ُ َ
لقو ُ ى - -يَ ُ مَها َ ،والن ّب ِ ّ جا ِ ب ِل ِ َ
َ َ
ب« .125
مط ّل ِ ْ ن ع َب ْد ِ ال ْ ُ ب أَنا اب ْ ُ ى ل َ ك َذ ِ ْ » أَنا الن ّب ِ ّ
ل الل ّهِ - سو َ فيا َ
ن َر ُ نأ ّ س ْ َ َ ن ُ ب بْ ِ جن ْد ُ ِ ن ُ وع َ ْ
ه، صب َعُ ُ ت إِ ْ مي َ ْ شاه ِد ِ وَقَد ْ د َ ِ م َ ْ
ض ال َ َ -
ن ِفى ب َعْ ِ كا َ
ل : قا َ فَ َ
َ
ما ل الل ّهِ َ سِبي ِ ت ،وَِفى َ مي ِ صب َعٌ د َ ِ ت إ ِل ّ إ ِ ْ ل أن ْ ِ » هَ ْ
ت « .126 قي ِ لَ ِ
بسسل إن الخليسسل بسسن أحمسسد الفراهيسسدي مسسا ع سد ّ
المشطور من الرجز شعرا.
ي ) ( 506حسن ل الن ّب ُوّةِ ل ِل ْب َي ْهَ ِ
ق ّ -د ََلئ ِ ُ 124
209
ولكنه كسسان يتمثسسل أحيانسسا ببعسسض الشسسعار
لشعراء العرب ،مثسل تمثلسسه بسبيت طرفسة بسن
العبد في معّلقته المشهورة: 127
جاهل ...وَي َْأتيك ت َ ما ك ُن ْ َ م َ ك اليا ُ ست ُْبدي ل َ َ
م ت َُزوّدِ نل ْ َ م ْ بالخبارِ َ
من لم ت َُزّود بالخبار" .فقال أبو فجعل يقولَ " :
بكسسر :ليسسس هسسذا هكسسذا .فقسسال" :إنسسي لسسست
بشاعر ،ول ينبغي لي"
ل الل ّهِ َ
ل مث ّس ُ ن ي َت َ َكا َ َ سو َ ن َر ُ ن"أ ّ س ِ ح َ ن ال ْ َ وع َ ِ
م سْرءِ ْ
ب ل ِل َ ش سي ْ ِ س سلم ِ َوال ّ َ ْ
فسسى ِبال ِ ْ ت :كَ َ ْ
ذا الب َي ْس ِ ب ِهَ س َ
َ
ل مسا َقسا َ ل الّلسهِ ،إ ِن ّ َ سو َ ل أُبو ب َك ْرٍ َ :يا َر ُ قا َ َناه ًِيا فَ َ
عُر : شا ِ ال ّ
مْرِء َناه َِيا م ل ِل ْ َ سَل ُ ب َواْل ِ ْ شي ْ ُ فى ال ّ كَ َ
فسسى ِباْل ِ ْ َ ل :كَ َ قسسو ُ ل الّلسسهِ ي َ ُ سسسو ُ
سسسلم ِ َ َ َ
وََر ُ
ك شهَد ُ أّنسس َ ل أُبو ب َك ْرٍ أ ْ قا َ مْرِء َناه ًِيا ،فَ َ ب ل ِل ْ َ شي ْ ِ َوال َ
ك" مسسا ي َن ْب َغِسسي ل َس َ شعَْر وَ َ ك ال ّ م َ ما ع َل ّ َ ل الل ّهِ َ سو ُ َر ُ
128
210
ى وع َن ال ْبراِء -رضى الله عنه َ -قا َ َ
ت الن ّب ِ ّ ل َرأي ْ ُ ِ ََ
حت ّسسى ب َ ل الت ّسَرا َ قس ُ ق وَهُسوَ ي َن ْ ُ خن ْد َ ِ ْ
م ال َ - -ي َوْ َ
جل ً ك َِثي سَر ن َر ُ ص سد ْرِهِ ،وَك َسسا َ ش سعََر َ ب َ َواَرى الت ّسَرا ُ
ه:جزِ ع َب ْد ِ الل ّ ِ جُز ب َِر َ شعَرِ وَهْوَ ي َْرت َ ِ ال ّ
ّ َ َ ّ
صلي َْنا صد ّقَْنا وَل َ َ ما اهْت َد َي َْنا وَل َ ت َ َ ت َ م لوْل َ أن ْ َ اللهُ ّ
َ
َ ة ع َل َي َْنا وَث َب ّ ِ
ن ل َقَي َْنا م إِ ْ دا َ ت القْ َ كين َ ً س ِ ن َ فَأن ْزِل َ ْ
ة أ َب َي َْنا دوا فِت ْن َ ً ذا أَرا ُ
إن ال َع ْداَء قَد بغَوا ع َل َينا إ َ َ
َْ ِ ْ َ ْ َ ِ ّ
ي َْرفَعُ ب َِها َ
130
ه . صوْت َ ُ
وعسسدم تعليمسسه الشسسعر ،لن الّلسسه إنمسسا عّلمسسه
ن ن ب َْيسس ِ م ْ ل ِ القرآن العظيم الذى :ل ي َأ ِْتيهِ اْلباط ِ ُ
مي سدٍ ح ِ كي سم ٍ َ ح ِ ن َ مس ْ ل ِ زي س ٌ خل ْفِ سهِ ،ت َن ْ ِ ن َ مس ْ ي َد َي ْهِ َول ِ
]فصلت .[42 /41
والقرآن ليسسس بشسسعر ول تخيلت ،ول كهانسسة ،
ول مفتعل ،ول سحر يؤثر ،وإنمسسا هسسو دسسستور
للحياة السلمية ،ومسسواعظ وإرشسسادات ،كمسسا
ن أي مسسا مِبي ٌ ن ُ ن هُوَ إ ِّل ذ ِك ٌْر وَقُْرآ ٌ قال تعالى :إ ِ ْ
القسسرآن إل ذكسسر مسسن الذكسسار ،وموعظسسة مسسن
المواعظ ،وكتاب سماوي واضسسح ظسساهر جلسسي
لمسسن تسسأمله وتسسدبره ،يتلسسى فسسي المعابسسد ،
ويسترشد في كل شؤون الحياة.
ددا مهمسسة القسسرآن ومهمسسة لذا قسسال تعسسالى مح س ّ
ق
حسس ّ حي ّسسا وَي َ ِ ن َ ن كا َ م ْ رسول الّله » : ل ِي ُن ْذ َِر َ
ن « أي لينسسذر هسسذا القسسرآن ري َ ل ع ََلى اْلكافِ ِ قو ْ ُ ال ْ َ
المسسبين كسسل حسسي علسسى وجسسه الرض ،كقسسوله
ن ب َل َسغَ ]النعسسام [19 /6 ُ
م ْ م ب ِهِ وَ َ تعالى ِ :لن ْذ َِرك ُ ْ
ي القلسسب ، ولكن إنما ينتفع بنذارته مسسن هسسو حس ّ
-صحيح البخارى)( 3034 130
211
مستنير البصيرة ،ولكي تثبت به وتجسسب كلمسسة
العذاب على الكافرين ،الممتنعين من اليمان
به ،وهذا في مقابلة صفة المؤمنين وهم أحياء
القلوب ،أما الكافرون فهم لكفرهم وسسسقوط
حجتهسسم وعسسدم تسسأملهم أشسسبه بسسالموات فسسي
الحقيقسسة ،لعسسدم تسسأثرهم بعظسسات القسسرآن ،
وانعدام يقظتهم لتباع الحق والهدى.
" أي أن هسسذا الرسسسول الكريسسم ،إنمسسا ينسسذر
حي ّسسا « أي مسسن ن َن كسسا َ م ْ بالكتاب الذي معه َ » ،
كسسسان فسسسى الحيسسساء مسسسن النسسساس ،بعقلسسسه ،
ومسسدركاته ،وحواسسسه ..فسسإن مسسن كسسان هسسذا
شأنه ،كان أهل لن ينتفسسع بمسسا ينسسذر بسسه ..أمسسا
من تخلى عسسن عقلسسه ،وملكسساته ومشسساعره فل
يحسسسب فسسى الحيسساء ،ول ينتفسسع بالنسسذر ..بسسل
سيظل على مسسا هسسو عليسسه مسسن كفسسر وضسسلل ،
ويحق عليه القول ،أي ينزل به العذاب ،الذي
توعسسد بسسه الل ّسسه سسسبحانه وتعسسالى ،أهسسل الكفسسر
والضلل "..
والخلصة :أن الية دالة على أن القرآن رحمة
للمؤمنين ،وحجة على الكافرين.
ثسسم أعسساد تعسسالى الكلم فسسي الوحدانيسسة وأتسسى
قنسا ل َُهس ْ
م م ي ََرْوا أ َّنا َ
خل َ ْ َ
ببعض أدلتها ،فقال » أوَل َ ْ
م َلها مال ِ ُ َ َ
ن« كو َ دينا أْنعاما ً فَهُ ْ
ت أي ْ ِ مل َ ْ
ما ع َ ِ
م ّ
ِ
" هو عرض لليات الكونية ،التي تكشف عنهسسا
اليسسات القرآنيسسة لبصسسار هسسؤلء المشسسركين ،
الذين دعوا إلى إعادة النظر فسسى كتسساب الل ّسسه ،
وإلى إخلء مشاعرهم من القسسول بسسأنه شسسعر ،
212
وأن الرسسسول السسذي جسساء بسسه مسسن عنسسد الّلسسه
شاعر ..فهذا الكتسساب السسذي بيسسن أيسسديهم ليسسس
شعرا ،إنه ذكر وقرآن مبين ..ومن الذكر الذي
فى هذا القرآن س هذا العرض الذي تعرض فسسى
آياته هذه المظاهر من قدرة الّله ،وصنعة يده
..فهذه النعام التي يملكها هؤلء المشسسركون ،
والتي فيها عبرة وذكرى لمن سمع ،ووعسسى ..
من خلقها ؟ ومن جعسسل لهسسم سسسلطانا عليهسسا ؟
ومن وضعها فسسى أيسسديهم وجعلهسسا ملكسسا خالصسسا
لهم ؟ ..
أل فلينظسسسروا بعقسسسولهم إلسسسى هسسسذه النعسسسام ،
وليجيبوا على هذه السسسئلة الستي تطلسسع عليهسم
منها ..إنها صنعة الّله ،وفسسى ملكسسه ..ولكنسسه سس
سبحانه س قد مّلكهم الّله إياها ،وأقدرهم علسسى
تسخيرها ،والنتفاع بها "..
مْنهسسا َرك ُسسوب ُهُ ْ
م م فَ ِقسسوله تعسسالى »:وَذ َل ّْلناهسسا لهُ س ْ
َ
ن « أي أنه لو ل أن ذلّلها الّله لهم ، ْ
مْنها ي َأك ُُلو َ
وَ ِ
وجعلها فى خدمتهم ،لما قسسدروا عليهسسا ،ولمسسا
وة منهسسم ..ولسسو أمسكوا بها ..إذ كانت أقوى ق ّ
شسسساء الل ّسسسه لجعلهسسسا فسسسى طبسسسائع الحيوانسسسات
المفترسسسة ،السستي ل تسسألف النسساس ،ول يألفهسسا
الناس ..فل يكون لهم منها نفع أبدا "..
أي أو لم يشاهد هؤلء المشركون بالّله عبسسدة
الصنام وغيرهم أن الّله خلق لهم هذه النعسسام
)وهي البل والبقر والغنم( التي سخرها لهسسم ،
وأوجدها من أجلهم من غير وساطة ول شريك
،وجعلهم مسسالكين لهسسا ،يقهرونهسسا ويضسسبطونها
213
ويتصرفون بها كيف شاؤوا ،وهي ذليلسسة لهسسم ،
ل تمتنسسع منهسسم ،ولسسو شسساء لجعلهسسا مستعصسسية
عليهسسسسم ،مستوحشسسسسة نسسسسافرة منهسسسسم ،فل
يسسستفيدون منهسسا ،فسسترى الولسسد الصسسغير يقسسود
البعير الكبير ،بل ولو كان القطار مائة بعير أو
أكثر.
ثم أبان الله تعالى منافعها الملموسة ،فقال : ّ
ْ
ن أي مْنها ي َأك ُُلو َ م ،وَ ِ مْنها َر ُ
كوب ُهُ ْ م ،فَ ِوَذ َل ّْلناها ل َهُ ْ
خرة مذللسسة منقسسادة لهسسم ،ل وجعلناها لهم مس ّ
تمتنع مما يريسسدون منهسا ،حستى الذبسسح ،فمنهسا
مركوبهم الذي يركبونه في السفار ،ويحملون
عليه الثقال ،ومنها ما يأكلون من لحمها.
ن« شسك ُُرو َ ب أ ََفل ي َ ْ مشسسارِ ُ منسسافِعُ وَ َم ِفيها َ » وَل َهُ ْ
أي ولهم فيها منافع أخرى غير الركوب والكسسل
منهسسسا ،كالسسسستفادة مسسسن أصسسسوافها وأوبارهسسسا
وأشعارها أثاثسسا ومتاعسسا إلسسى حيسسن ،وهسسي لهسسم
مشارب أي يشربون من ألبانها ،أفل يشكرون
خالق ذلك ومسخره وموجد هسسذه النعسسم لهسسم ،
بعبادته وطاعته ،وترك الشراك به غيره.
ث صسسريح علسسى شسسكر الخسسالق المنعسسم وهذا حس ّ
بعبادته وطاعته ،وهو أبسط ما يوجبه الوفاء ،
وتقدير المعروف والحسان.
ولكسسن الكفسسار تنكسسروا لهسسذا السسواجب ،وكفسسروا
بسسأنعم الل ّسسه ،واسسستمروا فسسي ضسسللهم وتركسسوا
عبادة الّله ،وأقبلوا على عبادة من ل يضسسر ول
ينفع ،وتوقعوا منه النصسسرة ،فقسسال تعسسالى » :
ن
ص سُرو َم ي ُن ْ َة ل َعَل ّهُ س ْ
ن الل ّسهِ آل ِهَ س ًدو ِ ن ُمس ْ ذوا ِ خس ُ َوات ّ َ
214
«.هو عطف حدث على حدث ..وبين الحسسدثين
تغسساير كسسبير ،وتفسساوت بعيسسد ،والشسسأن بيسسن
المتعاطفين أن يتقاربا ،ويتجاوبا ..ولكسسن فسسى
هسسسذا العطسسسف فضسسسح لضسسسلل المشسسسركين ،
وانحرافهم هذا النحراف الحاد ّ ،عسسن الطريسسق
السوىّ ..حيث يقابلون الحسان بالكفران.
فسسالّله سسسبحانه وتعسسالى يفضسسل عليهسسم بهسسذه
النعسسسم ،خلقسسسا ،وتسسسسخيرا ،وتسسسذليل ..وهسسسم
دونه ،ويتخسسذون مسسن دونسسه يكفرون بسسه ،ويحسسا ّ
آلهة ..فما أبعد ما بين الحسان والكفران!.
ن « بيان للغايسسة صُرو َم ي ُن ْ َوقوله تعالى » :ل َعَل ّهُ ْ
التي يقصسسد إليهسسا المشسسركون مسسن اتخسساذ هسسذه
اللهة من دون الل ّسسه ..إنهسسم يرجسسون مسسن وراء
ذلك الستعانة بها على مسا يغلبهسسم مسن شسسئون
الحيسسساة ،ومسسسا يلقسسساهم علسسسى طريقهسسسا مسسسن
عقبات ..وهيهات ..ضعف الطالب والمطلسسوب
!..
ولكنهسسا فسسي الواقسسع ل تقسسدر علسسى شسسيء ،ول
تحقق فائدة لعبادها ،لذا قال تعالى مبينا خيبة
جْنسد ٌ
م ُم ل َهُ ْ
م وَهُ ْ
صَرهُ ْ
ن نَ ْ طيُعو َ ست َ ِ
أملهم » :ل ي َ ْ
ن «.هو رد ّ على معتقد المشركين فى ضُرو َ
ح َ
م ْ
ُ
آلهتهسسم ..فهسسؤلء اللهسسة السسذين اتخسسذوهم مسسن
دون الّله معبودين لهم ،يرجون منهم نصسسرا س س
هسسؤلء اللهسسة ل يسسستطيعون لهسسم نصسسرا ،بسسل
وأكثر من هذا ،فإن آلهتهم هذه ،محتاجة إلسسى
من يحرسها ،ويدفع عنها يد المعتدين ..
215
وهسسسؤلء المشسسسركون هسسسم أنفسسسسهم ،جنسسسد
محضرون ،يقومون على حماية هسسذه اللهسسة ،
ى، وحراستها ،وحراسة مسسا تزي ّسسن مسسن بسسه حلس ّ
وما يلقى عليها من ملبس ..س فقسسوله تعسسالى :
ن « س الضمير » هم « ضُرو َ ح َ م ْ
جن ْد ٌ ُم ُ م ل َهُ ْ
» وَهُ ْ
يعود إلسسى المشسسركين ،وفسسى قسسوله تعسسالى » :
ن « سسس إشسسارة إلسسى أن هنسساك قسسوى ضسسُرو َ ح َ م ُْ
مسلطة على هؤلء المشسسركين ،تجعسسل منهسسم
جندا لخدمة هذه اللهة ..وهذه القوى هى تلك
المشسساعر المتولسسدة مسسن معتقسسدهم الفاسسسد ،
وتصسسورهم المريسسض ،حيسسث تسسسوقهم هسسذه
المشاعر الضالة ،سسسوقا ،إلسسى السستزّلف لهسسذه
دمى ،والولء العمى لها ".. ال ّ
ن أي يخسسدمونهم ،ويسسدفعون ض سُرو َ ح َ م ْ وقسسوله ُ :
عنهم ،ويغضبون لهم ،وليس لللهة استطاعة
على شيء ،ول قدرة على النصر .أو إنهم يوم
القيامة محضسسرون لعسسذابهم ،لنهسسم يجعلسسونهم
وقودا للنار.
ثسسم سسسّلى الّلسسه رسسسوله عمسسا يلقسساه مسسن أذى
ك قَوْل ُهُ ْ
م ..إ ِّنسسا حُزن ْ َ
المشركين ،فقال َ » :فل ي َ ْ
ن «.هو عزاء كريم ، ن َوما ي ُعْل ُِنو َ سّرو َ م ما ي ُ ِ ن َعْل َ ُ
ب كريم ،ممسسا يرميسسه بسسه للنبى الكريم ،من ر ّ
قسسومه مسسن يسسذىء القسسول وسسساقطه َ » ..فل
م « هذا الذي يقولونه عنسسك ،مسسن ك قَوْل ُهُ ْ حُزن ْ َ يَ ْ
أنك كاذب ،وشاعر ،ومجنون ،ول يحزنك مسسا
يقولونه فى آلهتهم ،وأنها شفعاء لهم من دون
الّله ..
216
ن َومسسا س سّرو َ
م ما ي ُ ِ وفى قوله تعالى » :إ ِّنا ن َعْل َ ُ
ن « ..تهديسسد للمشسسركين ،ووعيسسد لهسسم ي ُعْل ُِنسسو َ
بالحسسساب الشسسديد ،والعسسذاب الليسسم ،فسسالّله
سسسبحانه يعلسسم مسسا يسسسرون ومسسا يعلنسسون ،مسسن
كفر ،وضلل ،وبهتان ،وهو سبحانه محاسبهم
ومجازيهم عليه "..
ومضات
في هذا القطاع الخير من السسسورة تسسستعرض
كسسل القضسسايا السستي تعالجهسسا السسسورة ..قضسسية
الوحي وطسسبيعته وقضسسية اللوهيسسة والوحدانيسسة.
وقضسسية البعسسث والنشسسور ..تسسستعرض فسسي
مقاطع مفصلة .مصسحوبة بمسؤثرات قويسة فسي
إيقاعات عميقة .كلها تتجه إلى إبراز يد القدرة
وهي تعمل كل شيء في هذا الكسسون وتمسسسك
بمقاليد المور كلها .ويتمثل هذا المعنى مركزا
فسسي النهايسسة فسسي اليسسة السستي تختسسم السسسورة :
يٍء وَإ ِل َي ْس ِ
ه شس ْ ل َ ت ك ُس ّكو ُ مل َ ُ ن ال ّ ِ
ذي ب ِي َد ِهِ َ »فَ ُ
سْبحا َ
ن« ..فهذه اليد القوية المبتدعة خلقسست جُعو َ ت ُْر َ
النعسسام للبشسسر وذللتهسسا لهسسم .وهسسي خلقسست
النسان من نطفة.
وهسسي تحيسسي رميسسم العظسسام كمسسا أنشسسأتها أول
مرة .وهسسي جعلسست مسسن الشسسجر الخضسسر نسسارا.
وهي أبدعت السماوات والرض .وفسسي النهايسسة
هي مالكة كل شيء في هسسذا الوجسسود ..وذلسسك
قوام هذا المقطع الخير ..
217
ن هُوَ إ ِّل ه -إِ ْ شعَْر َ -وما ي َن ْب َِغي ل َ ُ مناه ُ ال ّ »َوما ع َل ّ ْ
ق
حس ّ حي ّسسا وَي َ ِ ن َ ن كسسا َ مس ْ ن .ل ِي ُن ْسذ َِر َ مِبيس ٌن ُ ذ ِك ٌْر وَقُْرآ ٌ
ن« .. ري َ ل ع ََلى اْلكافِ ِ قو ْ ُ ال ْ َ
وردت قضية الوحي في أول السسسورة » :يسسس
علسسى نَ . سسِلي َمْر َ ن ال ْ ُ مس َ ك لَ ِم .إ ِن ّس َ كيس ِح ِ ن ال ْ َ قْرآ ِ َوال ْ ُ
م .ل ِت ُن ْسذ َِر
حيس ِ زيسزِ الّر ِ ل ال ْعَ ِزيس َ قيم ٍ ت َن ْ ِ
سست َ ِم ْ
ُ
ط ُ صرا ٍ ِ
ن .. «..والن ُ
م غسسافِلو َ م فَهُ س ْ وما ما أن ْذ َِر آباؤ ُهُ ْ ً قَ ْ
تجيسسء فسسي صسسورتها هسسذه للسسرد علسسى مسسا كسسان
يدعيه بعضسهم مسن وصسف النسبي - -بسأنه
شاعر ووصف القرآن الذي جاء به بأنه شعر.
وما كان يخفسسى علسسى كسسبراء قريسسش أن المسسر
ليس كذلك .وأن ما جاءهم بسسه محمسسد - -
قسول غيسسر معهسود فسي لغتهسم .ومسا كسانوا مسن
الغفلة بحيث ل يفرقون بيسسن القسسرآن والشسسعر.
إنما كان هسسذا طرفسسا مسسن حسسرب الدعايسسة السستي
شنوها على الدين الجديد وصاحبه - -في
أوساط الجماهير .معتمسسدين فيهسسا علسسى جمسسال
النسسسق القرآنسسي المسسؤثر ،السسذي قسسد يجعسسل
الجماهير تخلسسط بينسسه وبيسسن الشسسعر إذا وجهسست
هذا التوجيه.
وهنا ينفي الّله -سسسبحانه -أنسسه علسسم الرسسسول
الشعر .وإذا كان الّله لم يعلمه فلن يعلم .فمسسا
يعلم أحد شيئا إل ما يعلمه الّله ..
ثم ينفي لياقة الشعر بالرسول َ» : - -وما
ه« فللشعر منهج غير منهج النبوة. ي َن ْب َِغي ل َ ُ
218
الشسسعر انفعسسال .وتعسسبير عسسن هسسذا النفعسسال.
والنفعال يتقلب مسن حسال إلسى حسال .والنبسوة
وحي .على منهج ثابت.
ّ
على صراط مستقيم .يتبع ناموس الله الثسسابت
الذي يحكم الوجسسود كلسسه .ول يتبسسدل ول يتقلسسب
مسسسع الهسسسواء الطسسسارئة ،تقلسسسب الشسسسعر مسسسع
النفعالت المتجددة التي ل تثبت على حال.
والنبوة اتصسال دائم بسسالّله ،وتلسسق مباشسسر عسسن
وحي الل ّسسه ،ومحاولسسة دائمسسة لسسرد الحيسساة إلسسى
الّله .بينما الشعر -في أعلى صسسوره -أشسسواق
إنسانية إلى الجمال والكمسسال مشسسوبة بقصسسور
النسان وتصسسوراته المحسسدودة بحسسدود مسسداركه
واسسستعداداته .فأمسسا حيسسن يهبسسط عسسن صسسوره
العالية فهو انفعالت ونسسزوات قسسد تهبسسط حسستى
تكون صراخ جسد ،وفورة لحم ودم! فطبيعسسة
النبوة وطبيعة الشعر مختلفتان مسسن السسساس.
هذه -في أعلى صسسورها -أشسسواق تصسسعد مسسن
الرض .وتلسك فسي صسميمها هدايسة تتنسزل مسن
السماء ..
ن« ..ذكسسر وقسسرآن .. مِبي ٌن ُن هُوَ إ ِّل ذ ِك ٌْر وَقُْرآ ٌ»إ ِ ْ
وهمسسا صسسفتان لشسسيء واحسسد .ذكسسر بحسسسب
وظيفته .وقرآن بحسب تلوتسسه .فهسسو ذكسسر لل ّسسه
يشتغل به القلب ،وهو قرآن يتلى ويشتغل بسسه
اللسان .وهو منزل ليؤدي وظيفة محسسدودة » :
ل ع ََلسسى حسسقّ ال ْ َ
قسسوْ ُ حّيسسا ،وَي َ ِ
ن َن كسسا َ مسس ْ ل ِي ُْنسسذ َِر َ
ن« .. ري َاْلكافِ ِ
219
ويضع التعبير القرآني الكفر في مقابل الحياة.
فيجعل الكفسسر موتسسا ،ويجعسسل اسسستعداد القلسسب
لليمان حياة.
ويسسبين وظيفسسة هسسذا القسسرآن بسسأنه نسسزل علسسى
الرسول - -لينسسذر مسن بسه حيسساة .فيجسسدي
فيهسسم النسسذار ،فأمسسا الكسسافرون فهسسم مسسوتى ل
يسمعون النذير وظيفة القرآن بالقيسساس إليهسسم
هي تسجيل الستحقاق للعسسذاب ،فسسإن الل ّسسه ل
يعذب أحدا حتى تبلغه الرسسسالة ثسسم يكفسسر عسسن
بينة ويهلسسك بل حجسسة ول معسسذرة! وهكسسذا يعلسسم
الناس أنهم إزاء هسسذا القسسرآن فريقسسان :فريسسق
يسسستجيب فهسسو حسسي .وفريسسق ل يسسستجيب فهسسو
ميت.
ويعلم هذا الفريسسق أن قسسد حسسق عليسسه القسسول ،
وحق عليه العذاب!
والمقطع الثاني في هذا القطاع يعسرض قضسية
اللوهية والوحدانية ،في إطار مسن مشساهدات
القسسوم ،ومسسن نعسسم البسسارئ عليهسسم ،وهسسم ل
مسسام ّم ِ قنسسا ل َهُ س ْ م ي َسَرْوا أ َن ّسسا َ
خل َ ْ َ
يشسسكرون » :أوَل َس ْ
ن؟ وَذ َل ّْلناهسسا م َلها مسسال ِ ُ َ َ
كو َ دينا أْنعاما ً فَهُ ْ ت أي ْ ِ مل َ ْعَ ِ
ْ
م ِفيهسسا ن .وَل َهُس ْ مْنهسسا ي َسأك ُُلو َ م وَ ِ مْنها َرك ُسسوب ُهُ ْ م فَ ِ ل َهُ ْ
نمس ْ ذوا ِ خس ُ ن؟ َوات ّ َ ش سك ُُرو َ ب أ ََفل ي َ ْ مشسسارِ ُ منافِعُ وَ َ َ
ن طيُعو َسست َ ِ ن .ل ي َ ْ صسُرو َ م ي ُن ْ َ ّ َ
ة لعَلُهس ْ ن اللهِ آل َِهس ًّ دو ِ ُ
حُزن ْسكَ نَ .فل ي َ ْ ض سُرو َ ح َ م ْجن ْسد ٌ ُ م ُ م له ُ س َْ م وَهُ ْ صَرهُ ْ نَ ْ
ن« .. ن َوما ي ُعْل ُِنو َ سّرو َ م ما ي ُ ِ م إ ِّنا ن َعْل َ ُ قَوْل ُهُ ْ
أو لم يروا؟ فآيسسة الل ّسسه هنسسا مشسسهودة منظسسورة
بيسسن أيسسديهم ،ليسسست غائبسسة ول بعيسسدة ،ول
220
غامضة تحتاج إلى تسسدبر أو تفكيسسر ..إنهسسا هسسذه
النعسسام السستي خلقهسسا الل ّسسه لهسسم وملكهسسم إياهسسا.
وذللها لهسم يركبونهسا ويسأكلون منهسا ويشسربون
ألبانها ،وينتفعون بها منافع شتى ..وكسسل ذلسسك
من قدرة الّله وتدبيره ومن إيداعه ما أودع من
الخصائص في النسساس وفسسي النعسسام ،فجعلهسسم
قادرين على تذليلها واستخدامها والنتفاع بهسسا.
وجعلهسسا مذللسسة نافعسسة ملبيسسة لشسستى حاجسسات
النسان .وما يملك الناس أن يصنعوا من ذلسسك
كله شسسيئا .ومسسا يملكسسون أن يخلقسسوا ذبابسسا ولسسو
اجتمعوا له.
وما يملكون أن يذللوا ذبابة لم يركب الّله فسسي
خصائصسسسها أن تكسسسون ذلسسسول لهسسسم! » ..أ ََفل
ن؟« ..شك ُُرو َ
يَ ْ
وحيسسن ينظسسر النسسسان إلسسى المسسر بهسسذه العيسسن
وفي هذا الضوء الذي يشسسيعه القسسرآن الكريسسم.
فإنه يحسس لتسوه أنسه مغمسور بفيسض مسن نعسم
الّله .فيض يتمثل في كل شيء حسسوله .وتصسسبح
كل مرة يركب فيها دابة ،أو يأكل قطعسسة مسسن
لحسم ،أو يشسسرب جرعسسة مسن لبسن ،أو يتنساول
قطعة من سسسمن أو جبسسن .أو يلبسسس ثوبسسا مسسن
شعر أو صوف أو وبر ..إلى آخره إلى آخره ..
لمسسسة وجدانيسسة تشسسعر قلبسسه بوجسسود الخسسالق
ورحمته ونعمته .ويطرد هذا في كل مسسا تمسسس
يده من أشياء حوله ،وكسسل مسسا يسسستخدمه مسسن
حسسي أو جامسسد فسسي هسسذا الكسسون الكسسبير .وتعسسود
221
حياته كلها تسبيحا لّله وحمدا وعبادة آناء الليل
وأطراف النهار ..
ولكن الناس ل يشكرون .وفيهم من اتخسسذ مسسع
ن دو ِ
ن ُ م ْ
ذوا ِ خ ُهذا كله آلهة من دون الّله َ» :وات ّ َ
ن طيُعو َ سسسست َ ِ
ن .ل ي َ ْ صسسسُرو َ م ي ُن ْ َة ل َعَل ّهُسسس ْالل ّسسسهِ آل ِهَسسس ً
ن« :وفسسي ضسسُرو َ ح َ م ْ جْنسسد ٌ ُ
م ُ م ل َُهسس ْ هسس ْم وَ ُ صسسَرهُ ْ نَ ْ
الماضي كانت اللهة أصناما وأوثانا ،أو شسسجرا
أو نجوما ،أو ملئكة أو جنا ..والوثنية ما تسسزال
حتى اليوم في بعض بقاع الرض .ولكن السسذين
ل يعبدون هذه اللهة لم يخلصوا للتوحيد .وقسسد
يتمثل شركهم اليوم في اليمسسان بقسسوى زائفسسة
غير قوة الّله وفي اعتمادهم على أسناد أخرى
غيسسر الل ّسسه .والشسسرك ألسسوان ،تختلسسف بسساختلف
الزمان والمكان.
ولقد كانوا يتخذون تلك اللهة يبتغون أن ينسسالوا
بهسسا النصسسر .بينمسسا كسسانوا هسسم السسذين يقومسسون
بحمايسسة تلسسك اللهسسة أن يعتسسدي عليهسسا معتسسد أو
يصسسيبها بسسسوء ،فكسسانوا هسسم جنودهسسا وحماتهسسا
جْنسسسسد ٌ
م ُ م ل َُهسسسس ْ هسسسس ْ المعسسسسدين لنصسسسسرتها » :وَ ُ
ن« .. ضُرو َ ح َم ْ ُ
وكان هذا غاية فسسي سسسخف التصسسور والتفكيسسر.
غير أن غالبية الناس اليوم لسسم ترتسسق عسسن هسسذا
السخف إل من حيث الشكل .فالسسذين يؤلهسسون
الطغاة والجبارين اليوم ،ل يبعدون كسسثيرا عسسن
عباد تلك الصنام والوثان .فهم جند محضرون
للطغاة .وهسسم السسذين يسسدفعون عنهسسم ويحمسسون
طغيسسانهم .ثسسم هسسم فسسي السسوقت ذاتسسه يخسسرون
222
للطغيان راكعين! إن الوثنيسسة هسسي الوثنيسسة فسسي
شتى صورها .وحيثما اضطربت عقيدة التوحيد
الخسسالص أي اضسسطراب جسساءت الوثنيسسة ،وكسسان
الشرك ،وكانت الجاهلية! ول عصمة للبشسسرية
إل بالتوحيسسد الخسسالص السسذي يفسسرد الل ّسسه وحسسده
باللوهية .ويفرده وحده بالعبادة .ويفرده وحده
بسسالتوجه والعتمسساد .ويفسسرده وحسسده بالطاعسسة
والتعظيم.
ن َومساسسّرو َ م .إ ِّنسا ن َعَْلس ُ
م مسا ي ُ ِ ك قَوْل ُهُ ْ
حُزن ْ َ
»َفل ي َ ْ
ن«. ي ُعْل ُِنو َ
الخطسساب للرسسسول - -وهسسو يسسواجه أولئك
السسذين اتخسسذوا مسسن دون الل ّسسه آلهسسة .والسسذين ل
يشسسسكرون ول يسسسذكرون .ليطمئن بسسسال مسسسن
ناحيتهم .فهم مكشوفون لعلسسم الل ّسسه .وكسسل مسسا
يدبرونه وما يملكونه تحت عينه.
فل علسسى الرسسسول منهسسم .وأمرهسسم مكشسسوف
للقدرة القادرة .والّله من ورائهم محيط ..
ولقد هان أمرهم بهذا .وما عاد لهم مسسن خطسسر
يحسه مؤمن يعتمسسد علسسى الل ّسسه .وهسسو يعلسسم أن
الّله يعلم ما يسسرون ومسا يعلنسون .وأنهسم فسي
131
قبضته وتحت عينه وهم ل يشعرون!
وقال دروزة " :والية الولى تنفي عن النسسبي
الشاعرية علما وترّفعا ً وتقسسرر أن القسسرآن
ليس إّل تذكيرا ً للناس وقرآنا مبينا واضحا.
والية الثانية تعلن أن النسسبي إنمسسا أرسسسل
وأنزل عليه القرآن لينذر النسساس فينتفسسع بسسذلك
-في ظلل القرآن ،ج ، 5ص 2974 : 131
223
ي سسسليم مسسن كسسان ذا عقسسل متأمسسل وقلسسب ح س ّ
ويحق القول وتقوم الحجة على الجاحدين.
وبرغم ما يبدو مسسن اسسستقلل اليسستين بموضسسوع
منفصل عما قبلهمسسا فسسإن مسسا جسساء بعسسدهما هسسو
اسسستمرار للسسسياق الول فسسي التنديسسد بالكفسسار
وحكايسسة أقسسوالهم ومسسواقفهم بحيسسث يمكسسن أن
يقال إنهما متصلتان بالسياق السسسابق واللحسسق
أيضا وإنهما جاءتسسا بمثابسسة تقريسسر لمهمسسة النسسبي
وهدف ما يوحيه الّله إليه من قرآن .وهذا
السلوب النظمي قد تكرر في القسسرآن .ويبسسدو
أن حكمة هذا السلوب هنسسا هسسي تقريسسر أن مسسا
يتلسسوه النسسبي مسسن آيسسات النسسذار والوعيسسد
والتقريرات عن عظمسسة الل ّسسه ووصسسف مشسساهد
الخرة ومصسسائر النسساس فيهسسا ليسسس مسسن قبيسسل
الشعر وإنما هسسو قسسرآن ربسساني فيسسه كسسل الحسسق
والحقيقة.
علسسى أن اليسستين احتوتسسا موضسسوعا جديسسدا ذاتيسسا
أيضا .وهو نفي شاعرية النسسبي والقسسرآن.
فلقد رأى الكفار النبي يتلو اليات البليغة
القوية النافذة إلى أعمسساق النفسسوس والمسسؤثرة
في العواطف والمشاعر فظنوا ذلك من قبيسسل
الشعر البليغ الذي اعتسسادوا سسسماعه والتسسأّثر بسسه
مس له. والتح ّ
ولم يرد في السور السابقة حكايسسة عسسن نسسسبة
الشعر إلى النبي من قبل الكفار .غير أن
اليتين تلهمان بقوة أن هذا مما كسسانوا يقولسسونه
قبل نزولهما .ولقسسد حكتسسه عنهسسم آيسسات عديسسدة
224
في سور أخرى بعد هذه السورة حيث اقتضت
حكمة التنزيل ذلك .منها آية سورة النبياء هذه
و ل افْت َسسراه ُ ب َس ْ ل قسساُلوا أ َضسسغا ُ َ :ب َس ْ
ل هُس َ حلم ٍ ب َس ِ ثأ ْ ْ
ْ
ُ
ن ) (5وآيسسة ل اْل َوّل ُسسو َ س َ كما أْر ِ عٌر فَل ْي َأِتنا ِبآي َةٍ َ شا ِ
َ
صعٌر ن َت ََرّبسس ُ
ن شسسا ِ قوُلو َ م يَ ُ سورة الطور هذه :أ ْ
ن ).(30 ب ال ْ َ
مُنو ِ ب ِهِ َري ْ َ
وفي نفي شاعرية النبي وتقرير خطسسورة
ه{ وكسسذلك فسسي مهمته في عبارة }َوما ي َن ْب َِغي ل َ ُ
تقرير كون القرآن ذكرا وإنذارا قصد ٌ آخُر على
ما يتبادر لنا وهو توكيد سموّ المصسسدر القرآنسسي
وعلوّ أهدافه وتجّرده عن المبالغات والكسساذيب
والندفاع في العاطفة والخيال ،شأن الشعراء
وما يصدر عنهم ،ولفسست نظسسر السسامعين إلسسى
أن ما يتلوه هو ذكر وقرآن رباني فيسسه الصسسدق
والحقيقة وفيه الهدى والموعظة وفيه السسدعوة
الخالصسسة إلسسى الل ّسسه وصسسراط المسسستقيم وفيسسه
أسمى مبادئ الخير والصسسلح وفضسسائل الخلق
والنظم وفيه النذار والتبشسسير والحسسرص علسسى
هدايسسسة النسسساس وتحريسسسر نفوسسسسهم وقسسسواهم
وعقولهم والتسسسامي بهسسا إلسسى مراتسسب الكمسسال
الخلقي والجتماعي والنساني.
وة وأعلمهسسا وكسسل هسسذا هسسو مسسن مهمسسات النبسس ّ
ت إلسسى الشسسعر ومظاهرها وليس فيه شيء يمس ّ
والشعراء .ولقد زعم الكفار بالضافة إلسسى أنسسه
نشاعر أنسسه يتلقسسى شسسعره مسسن شسسياطين الجس ّ
على ما كانوا يعتقدونه بالنسبة لنوابغ الشسسعراء
وعباقرتهم فأنزل الّله آيات عديدة فسسي سسسورة
225
ب ل َر ّ زي ُ ه ل َت َن ْ ِ الشعراء في هذا الصدد منها :وَإ ِن ّ ُ
ن )(193 مي س ُ ح اْل َ ِ ل ب ِهِ ال سّرو ُ ن ) (192ن ََز َ مي َ اْلعال َ ِ
ن ن ) (194ب ِِلسسسا ٍ من ْذ ِِري َ ن ال ْ ُ م َ ن ِ كو َ ك ل ِت َ ُ على قَل ْب ِ َ َ
ن) َ ْ َ
فسي ُزُبسرِ الوِّليس َ هل ِ ن ) (195وَإ ِّنس ُ مِبيس ٍ ي ُ ع ََرِبس ّ
ن )(210 طي ُ شسسيا ِ ت ب ِهِ ال ّ (196ومنها َ :وما ت َن َّزل َ ْ
م ن ) (211إ ِن ّهُس ْ طيُعو َ سست َ ِ م َومسسا ي َ ْ َوما ي َن ْب َغِسسي ل َهُس ْ
ل ن )، (212ومنهسسا :هَ س ْ معُْزول ُسسو َ مِع ل َ َ سس ْ ن ال ّ ُع َ س ِ
ل ن ) (221ت َن َسّز ُ طي ُ شسسيا ِ ل ال ّ ن ت َن َّز ُ م ْ على َ م َ أن َب ّئ ُك ُ ْ
ع
م َ سسس ْ ن ال ّ قسسو َ ك أ َِثيسسم ٍ ) (222ي ُل ْ ُ ل أّفسسا ٍ
كسس ّ َ علسسى ُ َ
م ن )َ (223وال ّ َ
وَأك ْث َُر ُ
شسسَعراُء ي َت ّب ِعُُهسس ُ م كسساذ ُِبو َ هسس ْ
َ َ
ل وادٍ كسس ّم ِفسسي ُ م َتسسَر أن ُّهسس ْ ن ) (224أَلسس ْ اْلغسساُوو َ
َ
ن) فعَل ُسسو َ ن مسسا ل ي َ ْ قول ُسسو َ م يَ ُ ن ) (225وَأن ّهُ ْ مو َ ي َِهي ُ
ت صسسساِلحا ِ ملسسسوا ال ّ ُ مُنسسسوا وَع َ ِ نآ َ ذي َ ّ
(226إ ِل السسس ِ ّ
مسسوا ن ب َعْد ِ مسسا ظ ُل ِ ُ م ْ صُروا ِ ه ك َِثيرا ً َوان ْت َ َ وَذ َك َُروا الل ّ َ
َ
ن) قل ِب ُسسو َ ب ي َن ْ َ قل َس ٍ من ْ َ مسسوا أيّ ُ ن ظ َل َ ُ ذي َ م ال ّس ِ س سي َعْل َ ُ وَ َ
ي
(227حيث انطوى في هذه اليات تقرير قو ّ
ي لشسساعرية في تزييف الشسسعر والشسسعراء ونف س ٌ
ة بين الشعر ة رائع ٌ ن ،ومقارن ٌ النبي والقرآ ِ
والقرآن وبين الشعراء والنبي صلى الل ّسسه عليسسه
ن إنمسسا تنسسزل بالشسسعر علسسى وسسسلم .فالشسسياطي ُ
الشسسعراء ل علسسى النبيسساء ،ومعظسسم الشسسعراء
كاذبون أّفاكون أثيمسسون وفسسي كسسل واد يهيمسسون
ويقولون ما ل يفعلسسون ول يتبعهسسم إّل الغسساوون
الضالون في حين أن النبي معروف بكل
خلق كريم و يدعو إلى الّله وحده وإلى مكسسارم
الخلق وفضائل الداب والحقّ والهسسدى وينهسسى
عن الشرك والثم والفسسواحش .ويتبعسسه طائفسسة
226
عرفت بكسسرم الخلق والصسسفات فل يمكسسن أن
يكون النبي شاعرا ول يمكن أن يكسون القسرآن
شعرا مسسن نسسوع الشسسعر السسذي يقسسوله الشسسعراء
لوتتنزل به الشياطين .وإنما أنزله الّله عّز وج ّ
ل ذلك أنه متسقٌ مسسع كتسسب الل ّسسه الولسسى ،ودلي ُ
التي أنزلها على أنبيسسائه الوليسسن والسستي يعسسرف
العسسرب السسسامعون خبرهسسا مسسن أهسسل الكتسساب
الذين هم بين ظهرانيهم.
ل من اليات على هذا ،ومن الممكن أن يستد ّ
أن العرب كانوا يسسرون فسسي القسسرآن نمطسا ً مسسن
أنمسساط الشسسعر ،وأن الشسسعر عنسسدهم لسسم يكسسن
محصوَر المفهوم في ما يكون منظوما موزونسسا
فى ،فقد قسسالوا إن النسسبي شسساعر فسسي مق ّ
حيسسن أن القسسرآن ليسسس شسسعرا حسسسب تعريسسف
ح
الشعر العربي المعتاد .ولو لم يسمعوا ما يص ّ
أن يطلق عليه فسسي نظرهسسم اسسسم الشسسعر لمسسا
قسسالوا إنسسه شسساعر ،ولعّلهسسم رأوا فسسي السسسور
فسساة مثسسل والفصسسول القرآنيسسة المتوازنسسة المق ّ
النجم والعلى والليل والشمس والقارعسة إلسسخ
مسسسا بسسسّرر لهسسسم إطلق الشسسسعر علسسسى القسسسرآن
والشاعر على النبي صلى الّله عليه وسلم.
وذكر بعض المثلة التي تمثسسل فيهسسا النسسبي
ببعسسض الشسسعر أو الرجسسز ،ثسسم قسسال معقب سا ً " :
والذي يتبسسادر لنسسا أنسسه ل منافسساة بيسسن أن يتمث ّسسل
النبي ببعسسض الشسسعر بسسوزنه الصسسحيح بسسل
وأن يحفسسظ أكسسثر مسسن بيسست مسسن شسسعر شسسعراء
العرب الذي يجسسري علسسى لسسسانه بعسسض أبيسسات
227
على نمط الشعر المتواتر وبيسسن مسسدى الجملسسة
القرآنية .وأن نفي ذلسسك عنسسه غيسسر مّتسسسق مسسع
طبيعة الشياء مسسن حيسسث إن النسسبي كسسان
يعيش حياة العرب التي كان للشعر فيهسسا حي ّسٌز
كبيٌر .وإن المدى الوجه والصح للجملسسة علسسى
ضسسوء مسسا تلهمسسه آيسسات سسسورة الشسسعراء السستي
أوردناها وشرحناها قبل قليل هو أن النسسبي
صسسرف عسسن معاطسساة الشسسعر وأن ذلسسك ل قسسد ُ
132
وة".
يتناسب مع مهمة وجلل النب ّ
وقسال التعليسق علسى اليسات ) " : (73-71فسي
اليات تذكير استنكاري للسامعين بالنعام التي
خرها الّله لهم لينتفعوا بها في مختلف وجوه س ّ
النفع من ركوب وأكل وشرب ولبسسس ،وتنديسسد
بهسسم لعسسدم شسسكرهم علسسى نعمسسه والعسستراف
بفضله وربوبيته.
وفسسي اليسسات عسسود علسسى بسسدء فسسي التنديسسد
ذبين وربسسط للسسسياق ،كأنمسسا بالكسسافرين والمك س ّ
فصسسول مشسسهد الخسسرة ومسسا بعسسسدها جسساءت
اسسستطرادية .وهكسسذا تتصسسل فصسسول السسسورة
ببعضها وتبدو صورة رائعة من صسسور التسسساوق
في النظم القرآني.
م ما ينتفع به العسسرب. ولقد كانت النعام من أه ّ
فجسساء التسسذكير بنعمسسة الّلسسه عليهسسم بهسسا قسسوي
السسستحكام .وفسسي هسسذا مظهسسر مسسن مظسساهر
التسسسساوق بيسسسن السسسساليب القرآنيسسسة وأذهسسسان
228
السامعين مما تكرر كثيرا في مناسبات وصسسيغ
متنوعة.
وقد يقال إن الّله خلق النعام كما خلق غيرهسسا
مسسسن السسسدواب النافعسسسة والمؤذيسسسة بمقتضسسسى
الناموس العام .وإن فسسي القسسول بسسأن الل ّسسه قسسد
خلقهسسا للنسساس إشسسكال ،والسسذي يتبسسادر لنسسا أن
المقصسسد مسسن مسسا جسساء فسسي اليسسات وأمثالهسسا
المتكررة في القرآن هو تذكير السسسامعين بمسسا
أقدرهم الّله عليه من تسخير النعام والنتفسساع
بها شتى المنافع التي فيها قسسوام حيسساتهم وبمسسا
يوجبه ذلك عليهم من الخلص له وشكره وبما
في التجسساه نحسسو غيسسره أو إشسسراك غيسسره معسسه
انحراف وشذوذ .وفي اليات نفسها ومسسا يليهسسا
133
من اليات ما يؤيد هذا التوجيه".
وقسسال التعليسسق علسسى اليسستين )" : (75 -74
واليتسسسان اسسسستمرار فسسسي السسسسياق والتنديسسسد
بالكافرين على اتخاذهم آلهة غير الّله رجاء أن
ينصروهم في حين أنهم عاجزون عن ذلك.
وقد أّول المفسرون الفقرة الخيرة مسسن اليسسة
فار يتخذون الثانية تأويلت متعددة .منها أن الك ّ
الصسسنام آلهسسة لهسسم مسسع أنهسسم هسسم جنسسد لهسسم
يحمسسونهم ويسسدفعون عنهسسم الذى والعسسدوان.
ومنها أن اللهة سوف يكونون مع الكفسسار يسسوم
القيامة جندا واحدا ولكنهم لن يسسستطيعوا لهسسم
نصسسرا حيسسث يطرحسسون جميعسسا فسسي النسسار .وكل
التأويلين وجيسسه وإن كنسسا نرجسسح الول .وكلهمسسا
-التفسير الحديث لدروزة (43 / 3) - 133
229
منطسسو علسسى السسسخرية بالكسسافرين والتسسسفيه
لعقسسولهم وبقصسسد الفحسسام والتسسدعيم كمسسا هسسو
المتبادر".
ُ حُزن ْس َ
ك قَ سوْلهُ ْ
م وقال في التعليق على آية )َفل ي َ ْ
ن ) : (76فسسي ن َومسسا ي ُعْل ِن ُسسو َسسّرو َ إ ِّنا ن َعْل َس ُ
م مسسا ي ُ ِ
الية تسلية للنسسبي وقسسد جسساءت معترضسسة
فسسي السسسياق .وقسسد أوردناهسسا لحسسدتها لن مسسن
المحتمل أن تكون التسلية فسسي صسسدد مسسا يسسثير
نفس النبي مسن اتخسساذ الكفسسار آلهسسة لهسسم
غير الّله والستنصار بهم ،أو في صسسدد نعتهسسم
إياه بالشاعرية وتكذيبهم القسسرآن أو فسسي صسسدد
ما حكته اليات التالية من تحدي بعسسض زعمسساء
الكفسار ومكسابرتهم وتكسذيبهم البعسث الخسروي
بعد أن يصبحوا رميما.
وقسسد تكسسرر مثسسل ذلسسك حيسسث اقتضسسته حكمسسة
التنزيل بسبيل تثبيت النسسبي وتقسسويته إزاء
ما كان يلقاه من قسومه مسن مواقسف ويسسمعه
134
من نعوت كانت تثيره وتحزنه".
ما ترشد إليه اليات
دلت اليات على ما يلي :
مد شاعرا - 1ليس القرآن شعرا ،ول مح ّ
،فل يقسول الشسسعر ول يزنسسه ،وكسسان إذا حساول
إنشاد بيت قديم متمثل به ،كسر وزنه ،وإنمسسا
مه فقط الفادة من المعاني. كان ه ّ
- 2إن إصابة النبي الوزن أحيانا ل يسسوجب
أنه يعلم الشعر ،فقد يأتي مثل ذلك في آيسسات
-التفسير الحديث لدروزة (44 / 3) - 134
230
القسسرآن ،وليسسس ذلسسك شسسعرا ول فسسي معنسساه ،
مسسام ّقسسوا ِ حت ّسسى ت ُن ْفِ ُ ن َتناُلوا ال ْب ِّر َ كقوله تعالى :ل َ ْ
ن مس َص سٌر ِ ن ]آل عمران [92 /3وقوله :ن َ ْ حّبو َ تُ ِ
ب ]الصسف [13 /61وقسوله : ريس ٌ ح قَ ِ اللسهِ وَفَْتس ٌ ّ
ت ]سسسبأ /34 سسسيا ٍ دورٍ را ِ ب وَقُ س ُ جوا ِ ن ك َسسال ْ َ جفسسا ٍ وَ ِ
ن شسساءَ مس ْ ن وَ َ م ْن شسساَء فَل ْي ُسؤ ْ ِ مس ْ [13وقسسوله :فَ َ
فْر ]الكهف [29 /18إلسسى غيسسر ذلسسك مسسن فَل ْي َك ْ ُ
اليات.
َ
شسسادِ ن إن ْ َل عَس ْ س سئ ِ َمال ِك ًسسا ُ ن َ - 3وَفِسسي ال ْعُت ْب ِي ّسةِ أ ّ
ه
ن ع َي ِْبسس ِم ْ ه وََل ي َك ْث ُُر وَ ِ من ْ ُ
ف ِ خ ّ ما ي َ ِ لَ : قا َ شعْرِ فَ َ ال ّ
َ
مسسا
شسعَْر وَ َ مسسا ع َل ّ ْ
من َسساه ُ ال ّ قو ُ
ل :وَ َ ج ّ
ل يَ ُ ه ع َّز وَ َ ن الل ّ َ
أ ّ
ه ".135 ي َن ْب َِغي ل َ ُ
- 4مسسا ينبغسسي ول يصسسح للنسسبي أن يقسسول
الشعر ،وذلك من أعلم النبسسوة ،ول اعسستراض
لملحسسد علسسى هسسذا بمسسا يتفسسق السسوزن فيسسه مسسن
القسسرآن وكلم الرسسسول ، لن مسسا وافسسق
وزنه وزن الشعر ،ولم يقصد به إلسسى الشسسعر ،
ليس بشسسعر ،ولسو كسسان شسسعرا لكسسان كسسل مسسن
نطسسق بمسسوزون مسسن العامسسة السسذين ل يعرفسسون
الوزن شاعرا.
- 5إن الذي يتلوه النبي على النسساس هسسو
ذكر من الذكار ،وعظة من المواعظ ،وقرآن
بّيسسن واضسسح مشسستمل علسسى الداب والخلق ،
والحكم والحكام ،والتشريع المحقق لسسسعادة
البشر.
231
- 6إن الغرض من إنزال القرآن إنذار من كان
ي القلب ،مستنير البصيرة ،وإيجاب الحجسسة ح ّ
بالقرآن على الكفرة.
ّ
- 7مسسن أدلسسة وجسسود اللسسه ووحسسدانيته :خلسسق
النسان والحيوان والنبات ،فإنه سبحانه خلسسق
كل ذلك ،وأبدعه ،وعمله من غير واسطة ول
وكالة ول شركة.
ومن فضله ونعمته على النسساس تسسذليل النعسسام
لهم ،وتسخيرها لمنافعهم في الركوب ،وأكل
اللحسسسوم وشسسسرب الحليسسسب واللبسسسان ،وصسسسنع
السمان ،حتى إن الصبي يقود الجمل العظيم
ويضربه ويسسوجهه كيسسف شسساء ،وهسسو لسسه طسسائع.
وهذا كله وغيره يسسوجب شسسكر الخسسالق المنعسسم
وهو الّله على نعمه ،بعبادته وطسساعته وإخلص
ذلك له.
- 8بالرغم من وجود اليات الدالة على قسسدرة
الّله ،اتخسسذ الكفسسار المشسسركون مسسن دون الل ّسسه
آلهسسة ،ل قسسدرة لهسسا علسسى فعسسل ،طمعسسا فسسي
نصرتها وأمل في مساعدتها لهسسم إن نسسزل بهسسم
عذاب.
والحقيقة أن تلك اللهة المزعومسسة ل تسسستطيع
نصر عابسديها ،ول جلسب الخيسسر لهسسم ،ول دفسع
الشر والضر عنهم ،ومع ذلك فإن الكفار جنسسد
طائعون لهذه اللهة ،يمنعون عنهسسم ويسسدفعون
عنهسسم ،ويغضسسبون لهسسم فسسي السسدنيا ،فهسسم لهسسا
بمنزلة الجنسسد والحسسرس ،وهسسي ل تسسستطيع أن
تنصرهم .وقيل :إن اللهة جنسسد للعابسسدين يسسوم
232
القيامة ،محضرون معهم في النسسار ،فل يسسدفع
بعضهم عن بعض.
َ عَ َ
ل سسو َ ن َر ُ ه:أ ّ ه ع َْنس ُ ي الّلس ُ ضس َ ن أِبسي هَُرْيسَرة َ َر ِ ْ
َ َ ُ
ت حم ٍ فَُرفِعَ إ ِلي ْهِ ال سذ َّراع ُ ،وَك َسسان َ ْ ي ب ِل ْ الل ّهِ أت ِ َ
َ م َقا َ
سسي ّد ُ ل " :أن َسسا َ ة ،ثُ ّ ش ً من َْها ن َهْ َ ش ِ ه فَن َهَ َ جب ُ ُ ت ُعْ ِ
ك؟ م ذ َل ِس َ مس ّ ن ِ ل ت َسد ُْرو َ مةِ ،وَهَ س ْ قَيا َ م ال ِ س ي َوْ َ الّنا ِ
صسِعيدٍ َ ّ
ن فِسسي َ ريس َ خ ِ ن َوال ِ س الوِّلي َ ه الّنا َ معُ الل ُ ج َ يَ ْ
صسسُر ، م الب َ َ فسسذ ُهُ ُ عي وَي َن ْ ُ دا ِ م السس ّ معُهُ ُ سسس ِ حسسد ٍ ،ي ُ ْ َوا ِ
ب م َوالك َْر ِ ن الغَ ّ م َ س ِ س ،فَي َب ْل ُغُ الّنا َ م ُ ش ْ وَت َد ُْنو ال ّ
َ
س :أل َ ل الّنا ُ قو ُ ن ،فَي َ ُ مُلو َ حت َ ِ ن وَل َ ي َ ْ قو َ طي ُ ما ل َ ي ُ ِ َ
ُ َ ُ َ َ ُ َ
م فعُ لك ْ ش َ ن يَ ْ م ْ ن َ م ،أل ت َن ْظُرو َ ما قَد ْ ب َلغَك ْ ن َ ت ََروْ َ
ض: س ل ِب َْعسس ٍ ض الّنسسا ِ ل ب َْعسس ُ قسسو ُ م ؟ فَي َ ُ كسس ْ إ َِلسسى َرب ّ ُ
ْ
ن قوُلو َ م فَي َ ُ سل َ ُ م ع َل َي ْهِ ال ّ ن آد َ َ م ،فَي َأُتو َ م ِبآد َ َ ع َل َي ْك ُ ْ
خ فس َ ه ب ِي َسد ِهِ ،وَن َ َ ك الل ّس ُ قس َ خل َ َ شرِ َ ، ت أ َُبو الب َ َ َ
ه :أن ْ َ لَ ُ
دوا َلسس َ مل َئ ِك َ َ َ ِفي َ
ك، ج ُ سسس َ ة فَ َ مَر ال َ حهِ ،وَأ َ ن ُرو ِ م ْ ك ِ
َ
ن ِفيسسهِ ، ح ُ ما ن َ ْ ك ،أل َ ت ََرى إ َِلى َ فعْ ل ََنا إ َِلى َرب ّ َ ش َ ا ْ
ما قَد ْ ب َل َغََنا ؟ فَي َ ُ َ
ن َرّبي م :إِ ّ ل آد َ ُ قو ُ أل َ ت ََرى إ َِلى َ
ه، مث ْل َس ُ ه ِ ب قَب ْل َس ُ ضس ْ م ي َغْ َ ضًبا ل َس ْ م غَ َ ب الي َوْ َ ض َ قَد ْ غ َ ِ
ن ه قَسد ْ ن َهَسساِني ع َس ِ ه ،وَإ ِن ّس ُ مث ْل َس ُ ب ب َعْسد َه ُ ِ ض َ ن ي َغْ َ وَل َ ْ
سسسي ،
ْ
ف ِ سسسي ن َ ْ ف ِ سسسي ن َ ْ ف ِ ه ،نَ ْ صسسي ْت ُ ُ جَرةِ فَعَ َ شسس َ ال ّ
ح ،فَي َسأُتو َ َ اذ ْهَُبوا إ َِلى غ َي ْس ِ
ن ري ،اذ ْهَب ُسسوا إ ِلس َسى ن ُسسو َ ٍ
ل سس ِ ل الّر ُ ت أوّ ُ ك أن ْس َ ح ،إ ِن ّ َ ن َ :يا ُنو ُ قوُلو َ حا فَي َ ُ ُنو ً
َ َ
كوًرا ش ُ دا َ ه ع َب ْ ً ك الل ّ ُ ما َ س ّ ض ،وَقَد ْ َ ِ ل الْر إ َِلى أهْ ِ
فع ل َنسسا إل َسسى ربس َ َ
ن حس ُ مسسا ن َ ْ ك ،أل َ ت َسَرى إ ِل َسسى َ َ ّ ش َ ْ َ ِ ،ا ْ
ب ضس َ ل ق َ سد ْ غ َ ِ جس ّ ن َرب ّسسي ع َسّز وَ َ ل :إِ ّ قسسو ُ ِفيهِ ؟ فَي َ ُ
ب ضسس َ ن ي َغْ َ ه ،وَل َ ْ مث ْل َ ُ ه ِ ب قَب ْل َ ُ ض ْ م ي َغْ َ ضًبا ل َ ْ م غَ َ الي َوْ َ
ت ل ِسسي د َع ْسوَة ٌ د َع َوْت ُهَسسا ه قَسد ْ ك َسسان َ ْ ه ،وَإ ِن ّ ُ مث ْل َ ُ ب َعْد َه ُ ِ
233
سسسي ،اذ ْهَب ُسسوا ف ِ سسسي ن َ ْ ف ِ سسسي ن َ ْ ف ِ مي ،ن َ ْ ع ََلى قَسوْ ِ
ْ
ن م ،فََيسسأُتو َ هيسس َ ري ،اذ ْهَُبسسوا إ َِلسسى إ ِب َْرا ِ ِ إ َِلسسى غ َْيسس
قول ُسسون :يسا إبراهيس َ
ي الل ّسهِ ت ن َب ِس ّ م أن ْس َ َ َ َِْ ِ ُ م فَي َ ُ هي َ إ ِب َْرا ِ
ك أل َ َ فعْ لَنا إ ِلى َرب ّ َ َ َ ش َ ض،ا ْ َ َ ُ
ل الْر ِ ن أهْ ِ م ْ ه ِ خِليل ُ وَ َ
ن َرّبسي م :إِ ّ ل ل َُهس ْ قسو ُ ن ِفيسهِ ،فَي َ ُ ح ُ ما ن َ ْ ت ََرى إ َِلى َ
ه، مث ْل َس ُ ه ِ ب قَب ْل َس ُ ضس ْ م ي َغْ َ ضًبا ل َس ْ م غَ َ ب الي َوْ َ ض َ قَد ْ غ َ ِ
ت ت ك َسذ َب ْ ُ ه ،وَإ ِّني قَ سد ْ ك ُن ْس ُ مث ْل َ ُ ب ب َعْد َه ُ ِ ض َ ن ي َغْ َ وَل َ ْ
ث- ث ك َذبات -فَذ َك َرهُ َ ث َل َ َ
دي ِ ح ِ ن ِفي ال َ حّيا َ ن أُبو َ َ ّ َِ ٍ
ري ، سي ،اذ ْهَب ُسسوا إ ِل َسسى غ َي ْس ِ ْ
سسف ِ سسسي ن َ ْ ف ِ سسسي ن َ ْ ف ِ نَ ْ
ن: قولسسو َ ُ سى فَي َ ُ مو َ نُ ، سى فَي َأُتو َ مو َ اذ ْهَُبوا إ ِلى ُ َ
َ
ه ك الّلسس ُ ضسسل َ َ ل الّلسسهِ ،فَ ّ سسسو ُ ت َر ُ سسسى أْنسس َ مو َ َيسسا ُ
فعْ ل َن َسسا إ ِل َسسى شس َ س،ا ْ مهِ ع َلى الّنا ِ
َ سال َت ِهِ وَب ِك َل َ ِ ب ِرِ َ
َ َ
ن ل :إِ ّ قسسو ُ ن ِفيسهِ ؟ فَي َ ُ حس ُ ما ن َ ْ ك ،أل َ ت ََرى إ ِلى َ َرب ّ َ
ه ب قَب ْل َس ُ ضس ْ م ي َغْ َ ض سًبا ل َس ْ م غَ َ ب الي َسوْ َ ضس َ َرّبي قَد ْ غ َ ِ
ت ه ،وَإ ِّني قَسد ْ قَت َل ْس ُ مث ْل َ ُ ب ب َعْد َه ُ ِ ض َ ن ي َغْ َ ه ،وَل َ ْ مث ْل َ ُ ِ
سسسي ، ُ َ
ف ِ سسسي ن َ ْ ف ِ سي ن َ ْ ف ِ قت ْل َِها ،ن َ ْ مْر ب ِ َ م أو َ سا ل ْ ف ً نَ ْ
ن سسسى اب ْس ِ عي َ ري ،اذ ْهَب ُسسوا إ ِل َسسى ِ سى غ َي ْس ِ اذ ْهَب ُسسوا إ ِل َس
ْ
سسسى عي َ ن :ي َسسا ِ قول ُسسو َ سى ،فَي َ ُ عي َ ن ِ م ،فَي َأُتو َ مْري َ َ َ
َ ْ َ ّ َ
م مْري َس َ قاهَسسا إ ِلسسى َ ه أل َ مت ُس ُ ل الل سهِ ،وَك َل ِ َ سسسو ُ ت َر ُ أن ْ َ
ص سب ِّيا ، م ه ْ سد ِ َ س فِسسي ال َ ت الن ّسسا َ م َ ه ،وَك َل ّ ْ من ْ ُ ح ِ وَُرو ٌ
َ
ن ِفيسهِ ؟ حس ُ مسسا ن َ ْ ك أل َ ت ََرى إ َِلى َ فعْ ل ََنا إ َِلى َرب ّ َ ش َ ا ْ
ضسسًبا م غَ َ ب الي َوْ َ ض َ ن َرّبي قَد ْ غ َ ِ سى :إ ِ ّ عي َ ل ِ قو ُ فَي َ ُ
ب ب َعْسد َهُ ضس َ ن ي َغْ َ ط ،وَل َس ْ ه قَس ّ مث ْل َ ُ ه ِ ب قَب ْل َ ُ ض ْ م ي َغْ َ لَ ْ
سسسي ف ِ سسسي ن َ ْ ف ِ سسسي ن َ ْ ف ِ م ي َذ ْك ُْر ذ َن ْب ًسسا ،ن َ ْ ه ،وَل َ ْ مث ْل َ ُ ِ
ْ َ َ
ن م سد ٍ ،فَي َسأُتو َ ح ّ م َ ري اذ ْهَب ُسسوا إ ِلسسى ُ
َ اذ ْهَُبوا إ ِلى غ َي ْ ِ
ل الل ّس ِ
ه سسسو ُ ت َر ُ مسد ُ أن ْس َ ح ّ م َ ن :ي َسسا ُ قوُلو َ دا فَي َ ُ م ً ح ّ م َ ُ
ه لَ َ َ
ن مس ْ م ِ ق سد ّ َ ما ت َ َ ك َ فَر الل ّ ُ م الن ْب َِياِء ،وَقَد ْ غ َ َ خات ِ ُ وَ َ
234
ك أ َل َ ت ََرى إ َِلى فعْ ل ََنا إ َِلى َرب ّ َ ش َ خَر ،ا ْ َ ذ َن ْب ِ َ
ما ت َأ ّ ك وَ َ
َ
ش، ت العَ سْر ِ حس َ ن ِفي سهِ ،فَ سأن ْط َل ِقُ فَسسآِتي ت َ ْ ح ُ ما ن َ ْ َ
َ ّ َ
يه ع َل ّ ح الل ُ فت َ ُ م يَ ْ ُ
جل ،ث ّ ّ دا ل َِرّبي ع َّز وَ َ ج ً سا ِ فَأقعُ َ َ
م ش سي ًْئا ،ل َس ْ ن الث ّن َسساِء ع َل َي ْسهِ َ سس ِ ح ْ م سد ِهِ وَ ُ حا ِ م َ ن َ مس ْ ِ
َ َ
م سد ُ ح ّ م َ ل :ي َسسا ُ قسسا ُ م يُ َ حسد ٍ قَب ْل ِسسي ،ث ُس ّ ه ع َلى أ َ ح ُ فت َ ْ يَ ْ
َ ْ
فعْ َفسسأْرفَ ُ
ع شسس ّ فعْ ت ُ َ ش َ ه َ ،وا ْ ل ت ُعْط َ ْ س ْ ك َ س َ اْرفَعْ َرأ َ
ب، ُ ُ سي ،فَأُقو ُ َ ْ
مِتسسي َيسسا َر ّ ب،أ ّ مِتي َيا َر ّ ل:أ ّ َرأ ِ
مت ِ َ لم ُ مد ُ أ َد ْ ِ ب ،فَي ُ َ ُ
ك نأ ّ خ ْ ِ ْ ح ّ م َ ل َ :يا ُ قا ُ مِتي َيا َر ّ أ ّ
َ
ن مس ْ ن ِ مس ِ ب الي ْ َ ن الَبسا ِ مس َ م ِ ب ع َل َي ِْهس ْ سسا َ ح َ ن لَ ِ مس ْ َ
وى شَر َ م ُ َ
سس َ مسسا ِ س ِفي َ كاُء الن ّسسا ِ جن ّةِ ،وَهُ ْ ب ال َ وا ِ أب ْ َ
ل َ :وال ّ ِ م َقا َ َ ذ َل ِ َ
ه
سي ب ِي َد ِ ِ ف ِ ذي ن َ ْ ب ،ثُ ّ وا ِ ن الب ْ َ م َ ك ِ
جّنسةِ ، صساِريِع ال َ م َ ن َ مس ْ ن ِ صسَراع َي ْ َ ِ م ْ ن ال ِ ما ب َي ْ َ ن َ ،إِ ّ
ص سَرى ة وَب ُ ْ مك ّ َ ن َ ما ب َي ْ َ مي ََر -أوْ ك َ َ ح ْ ة وَ ِ مك ّ َ ن َ ما ب َي ْ َ كَ َ
136
"
- 9سّلى الّله عز وجل نبيه ، فقال له :ل
يحزنسسسك قسسسولهم :شسسساعر ،سسسساحر ،روي أن
القائل عقبة بن أبي معيسسط ،فنفسسى الل ّسسه ذلسسك
عن رسوله.
- 10إن الّله تعالى عليم مطلع على مسسا يسسسّر
الكسسافرون ويظهسسرون مسسن القسسول والعمسسل ،
فيجازيهم بذلك يوم القيامة.
سسسسسسسسسسسس
ح ال ْب ُ َ
خارِيّ )( 4456 حي ُ
ص ِ
َ -
136
235
إثبات البعث
قال تعالى :
ﮈﮉﮊﮋﮌﮍﮎﮏﮐﮑﮒﮓ ﮔﮕ ﮖﮗﮘﮙﮚ
ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ ﮟ ﮠ ﮡﮡ ﮢ ﮣ ﮤ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ ﮭ ﮮ ﮯ ﮰ
ﮱﯓﯔﯕﯖﯗﯘﯙ ﯚﯛﯜﯝﯞﯟﯠﯡﯢﯣﯤﯥﯦﯧﯨﯩ ﯯﯯ
ﯯ ﯯ ﯯ ﯯ ﯯ ﯯ ﯯ ﯯ ﯯﯯ ﯯ ﯯ ﯯ ﯯ ﯯ ﯯ ﯼ ﯽ
شرح الكلمات :
رقم الية ...الكلمة ...معناها
م ...مبالغ في الخصومة صي ٌ خ ِ َ ... 77
م ...بالية مي ٌ َ ... 78ر ِ
ت ...الملك التام كو ُ مل َ ُ َ ... 83
سبب النزول :
ُ عَ َ
جسساءَ ف َ خل َس ٍ ن َ ي ب ْس َ ن أب َس ّ ل :إِ ّ ك ،قَسسا َ مال ِ ٍ ن أِبي َ ْ
ن ه ب َي ْس َ فت ّس ُ َ
ل الل سهِ ، ف َ ّ سو ِ ل إ ِلى َر ُ َ حائ ِ ٍ ب ِعَظم ٍ َْ
ما ه هَ َ ّ َ قا َ ي َد َي ْهِ ،فَ َ
ذا ب َعْد َ َ ث الل ُ مد ُ ،أي َب ْعَ ُ ح ّ م َل َ :يا ُ
َ
م ذا ،ث ُس ّ ه هَ س َ ث الل ّس ُ م " ،ي َب ْعَ س ُ ل " :ن َعَ س ْ م ؟ قَسسا َ أَر ّ
ل: م " قَسسا َ جهَن ّس َ ك َ خل ُ َم ي ُسد ْ ِ ك ،ثُ ّ حِيي َ م يُ ْ ك ،ثُ ّ ميت ُ َ يُ ِ
َ َ ّ ْ َ
م سوَرةِ َيس :أوَلسس ْ خرِ ُ ت الِتي ِفي آ ِ ت الَيا ُ فَن ََزل ِ
فسةٍ إ ِل َسسى آ ِ ن ن ُط ْ َ خل َ ْ َ
ر
خس ِ مس ْ قن َسساه ُ ِ ن أن ّسسا َ سسسا ُ ي َسَر اْل ِن ْ َ
137
سوَرةِ " ال ّ
وأخسسرج ابسسن أبسسي حسساتم عسسن مجاهسسد وعكرمسسة
دي نحسسوه ، سسس ّ وعسسروة بسسن الزبيسسر وقتسسادة وال ّ
موا النسان أبي بن خلف .وهذا هو الصسسح وس ّ
كما قال أبو حيسسان ،لمسسا رواه ابسسن وهسسب عسسن
مالك.
قَلن ِ ّ
ي )( 3786 جرٍ ال ْعَ ْ
سس َ ح َ
ن َ
ظ اب ْ ِ ة ل ِل ْ َ
حافِ ِ ب ال َْعال ِي َ ُ م َ
طال ِ ُ - 137ال ْ َ
صحيح مرسل
236
سرون :إن أبي بن خلف وبناء عليه ،قال المف ّ
الجمحي جاء إلى رسول الّله ص بعظم حائل ،
ففتته بين يديه ،وقال :يا محمد ،يبعسسث الّلسسه
م؟ فقال :نعم ،يبعث الّله هسسذا ، هذا بعد ما أر ّ
ويميتك ،ثسسم يحييسسك ،ثسسم يسسدخلك نسسار جهنسسم ،
138
فنزلت هذه اليات.
وعلى أي حال ،يقول علماء أصول الفقه :إن
العبرة بعمسسوم اللفسسظ ،ل بخصسسوص السسسبب ،
ل ال ّت ِسسي معَ الل ّ ُ
ه ق َ سو ْ َ كما في قوله تعالى :قَد ْ َ
س ِ
جهسسا ]المجادلسسة [1 /58نزلسست ك فِسسي َزوْ ُِتجاد ِل ُ َ
في امسسرأة واحسسدة ،وأراد الكسسل فسسي الحكسسم ،
فكذلك كل إنسان ينكر الّله أو الحشسسر ،فهسسذه
الية رد ّ عليه ،فتكون الية عامة.
المناسبة :
دالسسة علسسى قسسدرة الل ّسسه عسّز بعسسد بيسسان الدلسسة ال ّ
ل ،ووجسسسوب طسسساعته وعبسسسادته ،وبطلن وجسسس ّ
الشرك به ،ذكر تعالى شبهة منكسسري البعسسث ،
وأجاب عنها بأجوبة ثلثة :هي أن العادة مثسسل
البدء بل أهون ،وقدرة الل ّسسه علسسى إيجسساد النسسار
من الشجر الخضر ،وخلق ما هسسو أعظسسم مسسن
النسان ،وهو خلق السسسموات والرض ،وفسسي
نالنهايسسة :فوريسسة تكسسوين الشسسياء بقسسول :ك ُس ْ
ن.كو ُ فَي َ ُ
التفسير والبيان :
238
مصسسي ٌ خ ِ مجادل بّين جريء فسسي جسسدله ،فقسسوله َ
ن إشارة إلى قوة عقله. مِبي ٌناطق ،و ُ
ل من أنكر البعسسث بالبسسدء والمراد :أو لم يستد ّ
على العادة ،فإن الّله ابتدأ خلق النسان مسسن
سللة من ماء مهين ،فخلقه من شيء ضعيف
خل ُ ْ َ
ن مسساءٍ مس ْ م ِقك ُس ْ م نَ ْحقير ،كما قال تعالى :أل َ ْ
ن ِ ،إلسسى قَ سد ٍَر كي س ٍ م ِجعَْلنسساه ُ فِسسي قَسسرارٍ َ ن ،فَ َ مِهي ٍَ
معْلسسوم ٍ ]المرسسسلت ، [22 - 20 /77وقسسال ُ َ
ج َ ْ ْ َ
مشسسا ٍ ف سة ٍ أ ْ ن ن ُط َ مس ْ ن ِ خلقَْنا ال ِْنسا َ سبحانه :إ ِّنا َ
]النسسسان [2 /76أي مسسن نطفسسة مسسن أخلط
متفرقة.
فشأن هذا المخلسسوق أن يشسسكر النعمسسة ،ل أن
يطغى ويتجبر ،وينكر البعث والعادة.
له قا َ ق ُ خل ْ َي َ س َ مث ًَل وَن َ ِ ب َلنا َ ضَر َقوله تعالى »:وَ َ
م «" .هسسو عطسسف مي س ٌي َر ِم وَه ِس َي ال ِْعظسسا َ ح ِن يُ ْ م ْ َ
ّ
حدث على حدث ،عطسسف خلسسق اللسسه سسسبحانه
النسان من نطفة ،ثم قيام إنسسسان مسسن هسسذه
النطفة يجادل الل ّسسه ،ويختصسسمه ،ويضسسرب لسسه
المثال ،احتجاجا وحجة!.
ففاعسسل الفعسسل » ضسسرب « يعسسود إلسسى هسسذا
النسسسان الخصسسيم المسسبين ،السسذي تولسسد مسسن
النطفة!.
إنه لم يقف عند هذه السسدعوة السستي دعسساه الل ّسسه
سبحانه وتعالى بها إلسسى أن ينظسسر فسسى خلقسسه ،
وأن يعرف من أين جاء ،وكيف كان ،ثم كيف
صار س لم يقسسف عنسسد هسسذه السسدعوة ،بسسل أقبسسل
239
نج الّله ويجادله ،ويضرب المثال له » ..إ ِ ّ يحا ّ
فاٌر « ) : 34إبراهيم( .. ن ل َظ َُلو ٌ
م كَ ّ اْل ِْنسا َ
والمثل الذي ضربه هذا الكافر ،ليدلل به على
معتقسسده الفاسسسد ،فسسى إنكسسار البعسسث سسس هسسذا
المثل ،هو أنه نظسسر فسسى هسسذه العظسسام الباليسسة
التي يراها فسى قبسور المسسوتى ،ثسم اتخسذ منهسا
معرضسسا يعرضسسه علسسى النسساس ،ويسسسألهم هسسذا
ي ال ِْعظا َ
م ح ِن يُ ْ
م ْ
السؤال النكارى الساخر َ » :
م « ؟ أهذه العظام التي أبلها البلسسى مي ٌي َر ِوَه ِ َ
تعود ثانية كما كانت ،ويتشسسكل منهسسا أصسسحابها
الذين كانوا يحيون بها فى الحياة ؟
أهذا معقول ؟ إن محمدا يقسسول هسسذا ..فمسسا ذا
تقولون أنتم أيها الناس فيمن يقول هذا القسسول
؟ أل ترجمونه ؟ أل تسخرون من جنونه ؟ .
ه « جملة حاليسسة ، خل ْ َ
ق ُ ي َ
س َ
وقوله تعالى » :وَن َ ِ
أي أن هذا الكافر ضرب هذا المثل ناسيا خلقه
،ولو ذكر خلقسسه وكيسسف كسسان بسسدؤه ،ثسسم كيسسف
صار س لرأى بعينيه س قبسسل أن يسسرى بعقلسسه س س إن
كان له عقل س أن هذه النطفة التي أقامت منه
هذا النسان الخصسسيم المسسبين ،هسسى أقسسل مسسن
العظام شأنا ،وأبعد منها عن مظّنة الحياة.
إذ كانت النطفة ل تعدو س فى مرأى العين س أن
تكون نقطة مسساء قسسذرة أشسسبه بالمخسساط ..أمسسا
العظام فهى تمثل حياة كاملسسة ،كسسانت تسسسكن
فسسى تلسسك العظسسام سسس إنهسسا عاشسست فعل حيسساة
كاملة ،وكان منها إنسان كامل ،كهذا النسان
،الذي يجادل ،ويضرب المثال لّله ..
240
فهذه العظام ،تمثل حياة لها تاريخ معسسروف ..
أما النطفة ،فل تسسرى عيسسن هسسذا الجهسسول فيهسسا
أثرا للحياة".
ذي ّ
حِييهَسسا الس ِ ل يُ ْفأجابه الّله تعالى بقسسوله » :قُس ْ
م «.هسو ق ع َِليس ٌ خلس ٍ
ل َ ْ كس ّ هسوَ ب ِ ُ
مسّرةٍ وَ ُ
ل َ شَأها أ َوّ َأ َن ْ َ
الرد المفحم على هسسذا السسسؤال النكسسارى » ..
م « ؟ إن السسذي مي س ٌ ي َر ِ م وَه ِ س َ ي ال ِْعظسسا َ
حس ِ ن يُ ْ
مس ْ َ
يحييها ،هو الذي أنشأها أول مرة ..لقسسد أنشسسأ
هذه العظام من نطفة ،وألبسسسها الحيسساة ،ثسسم
أماتها ..ثم هو الذي يحييها ..إنه إعادة لشىء
كان بعسسد أن لسسم يكسسن ،وإعسسادة بنسساء الشسسيء ،
أهون س فى حسابنا سس مسن ابتسسداعه ،واخسستراعه
أصل ..
م « سس ق ع َِليسس ٌ ل َ ْ وفى قوله تعالى » :وَهُوَ ب ِك ُ ّ
خل ٍ
إشارة إلى علم الّله المحيط بكل شىء ،ومن
كان هذا علمسسه فلسسن يعجسسزه شسسىء ..فبسسالعلم
استطاع النسان أن يحرك الجمسساد ،وينطقسه ،
وبسسالعلم اسسستطاع أن ينقسسل الصسسوات ،وصسسور
المرئيات من طرف الرض إلى طرفهسسا الخسسر
فسسى لحظسسة عيسسن ،أو خفقسسة قلسسب ..وبسسالعلم
يستطيع النسسسان أن يفعسسل الكسسثير ،ممسسا تع سد ّ
هذه الشياء من نوافل علمه ..
فكيسسف بعلسسم الل ّسسه السسذي وسسسع كسسل شسسى ء ؟
أيعجزه شى ء ؟ إن من يعجز عن أي شسسىء ل
يستحق أن يضاف إليه العلم كله ..إذ لسسو كسسان
معسسه العلسسم كلسسه لمسسا أعجسسزه شسسى ء ؟ والل ّسسه
241
م « ): 29 يءٍ ع َِليسس ٌ ش ْ ل َ سبحانه وتعالى » :ب ِك ُ ّ
البقرة("
وقد قال العلمسساء :إن السسذّرة ل تفنسسى ،وتقسسرر
نظرية )لفوازيه( المعروفة :أنه ل يوجد شيء
من العدم ،والموجود ل ينعدم.
ر
ج ِ
شس َن ال ّ
مس َم ِ ل ل َك ُ ْجعَ َ
ذي َ ودليل ثان هو » :ال ّ ِ
َ اْل َ ْ
ن « .أي وهسسو دو َ ه ُتوقِ س ُمن ْ ُم ِ ضرِ نارا ً فَِإذا أن ْت ُ ْ
خ َ
الذي بدأ خلق هذا الشجر من ماء ،حتى صسسار
خضرا نضسسرا ذا ثمسسر يسسانع ،ثسسم أعسساده إلسسى أن
صار حطبا يابسا توقد به النار ،ومن قدر على
ذلك ،فهو قادر على ما يريد ،ل يمنعه شيء ،
ول والتقّلب من عنصر الرطوبة إلسسى فهذا التح ّ
عنصسسر الحسسرارة ،يسسدل علسسى إمكسسان إعسسادة
الرطوبة إلى ما كان يابسا باليا .والمشسساهد أن
سنط يوقد به النار وهو أخضر. شجر ال ّ
وقيل :المراد بذلك شجر المرخ والعفار ينبسست
في أرض الحجاز ،فيسسأتي مسسن أراد قسسدح نسسار ،
وليس معه زناد ،فيأخذ عودين أخضرين منهما
،ويقدح أحدهما بالخر ،فتتولد النار من بينهما
سسسحب ،كالزناد تمامسسا .ومثسسل ذلسسك احتكسساك ال ّ
الموّلد لشرارة البرق.
"هذه بعض آيات من علم الل ّسسه ..إنسسه سسسبحانه
خلق الشسسجر ،وقسسد امتل كيسسانه بالمسساء يجسسرى
فى أصوله ،وفروعه وأوراقه ..ثسسم جعسسل مسسن
ف ،وأن يقبسسسل طبيعسسسة هسسسذا الشسسسجر أن يجسسس ّ
الحتراق ،وإذا هو فى النار ،قطع من الجمر!
242
فسسأين هسسذا الشسسجر الخضسسر ،مسسن هسسذا الجمسسر
الملتهب ؟
وكما يخرج الّله سبحانه النار من الماء ،يخرج
ى مسسن ى ،ويخسسرج الحس ّ سبحانه الميت من الحس ّ
الميت ..
هذه صورة من البسسداع فسسى الخلسسق ،ل تحتسساج
فى وضوحها إلى علم ،وتجربة ،وإنما بحسب
النسان س س أي إنسسسان ..أن يقسسف قليل بنظسسره
عنسسدها ،فيسسرى آيسسات بينسسات ،مسسن علسسم الل ّسسه
وقدرته "..
َ
ذي س ال ّس ِ ودليل ثالث أعجب مما سبق » :أوَل َي ْ َ
َ َ
خل ُس َ
ق ن يَ ْعلسسى أ ْ ض ِبقاد ِرٍ َ ت َواْلْر َ سماوا ِخل َقَ ال ّ َ
م «..وصسسورة ْ
خلقُ العَِلي س ُ ّ ْ
م ؟ َبلى .وَهُ سوَ ال َ َ
مث ْلهُ ْ ِ
أخرى للدللة على قسسدرة الل ّسسه سسسبحانه ..هسسى
هذه السموات والرض ..من خلقها ؟ إنه الّلسه
سبحانه ،بإقرار الكافرين والمشركين أنفسهم
..إنهم ل يعرفون لهما خالقا غيره ..كما يقسسول
َ
خل َس َ
ق ن َ مس ْ م َ س سأل ْت َهُ ْ ن َسسسبحانه وتعسسالى » :وَل َئ ِ ْ
َ
ه « ): 25 ن الل ّسسس ُ قسسسول ُ ّ ض ل َي َ ُ
ت َواْلْر َ
سسسسماوا ِ ال ّ
لقمان(.
وهنسسا سسسؤال :أليسسس السسذي خلسسق السسسموات
والرض قسسادرا علسسى أن يخلسسق سسسموات كهسسذه
السسسسموات وأرضسسسا كهسسسذه الرض ؟ وبديهيسسسة
المنطق تقول :إن ذلسسك ممكسسن ..فمسسن صسسنع
شيئا قادرا على أن يصنع أشياء مثله ،ل شسسيئا
واحدا.
243
ولهذا جاء الجواب عن هذا السؤال » :بلسسى «
م «.. خّلقُ ال ْعَِليسسس ُ أي بلسسسى قسسسادر » ..وَهُسسسوَ ال ْ َ
الخّلق ،السسذي يزيسسد فسسى الخلسسق مسسا يشسساء »
العليم « الذي ل يعجزه شيء!"
سبع بما فيهسسا مسسن سموات ال ّ أي إن من خلق ال ّ
سسسبع سيارة والّثوابت ،والرضسسين ال ّ الكواكب ال ّ
بما فيها من جبال ورمال وبحار وقفسسار ،وهسسي
أعظم من خلق النسسسان ،إن مسسن خلسسق ذلسسك
قادر على خلق مثل البشر وإعسسادة الجسسسام ،
سسسموات والرض ، وهي أصغر وأضسسعف مسسن ال ّ
بلى هو قادر على ذلسك ،وهسسو الكسثير الخلسق ،
خّلقُ إشارة إلى كمال الواسع العلم ،فقوله ال ْ َ
م إشسسارة إلسسى شسسمول القسسدرة ،وقسسوله ال ْعَِليسس ُ
العلم.
والخلصة :أن خلسسق الشسسياء العظيمسسة برهسسان
قاطع على خلق ما دونهسسا ،كمسسا قسسال تعسسالى :
ن َ ْ َ ت َواْل َْر
س
ق الّنا ِ خل ِ م ْ ض أك ْب َُر ِ ِ سماوا ِ خل ْقُ ال ّ لَ َ
َ
م َيسَرْوا ]غافر ، [57 /40وقال سسسبحانه :أوَ ل َس ْ
َ َ
مض ،وَل َس ْ ت َواْلْر َ سسسماوا ِ خل َسقَ ال ّ ذي َ ه ال ّس ِ ن الل ّ َأ ّ
َ
وتى ؟ مس ْ ي ال ْ َ حِيس َ ن يُ ْ علسسى أ ْ ن ِبقساد ِرٍ َ قِهس ّ خل ْ ِ ي بِ َ ي َعْ َ
ديٌر ]الحقسساف /46 يٍء قَ س ِ ش ْ ل َ على ك ُ ّ ه َ َبلى ،إ ِن ّ ُ
.[33
وتأكيدا للبيان ونتيجة لما سسسبق ،قسسال تعسسالى :
َ م سُره ُ ِإذا َأراد َ َ َ
ن ه ك ُس ْ ل ل َس ُ قسسو َ ن يَ ُ ش سْيئا ً أ ْ » إ ِّنمسسا أ ْ
ن « .أي إنما شأنه سسسبحانه فسسى الخلسسق ، كو ُ فَي َ ُ
أن يريد ،فيقع ما يريد ..بل معاناة ول بحث ..
إنه سبحانه يقول للشىء الذي يريسسد إيجسساده »
244
كن « فيكون كما أراد ..فبالكلمة خلق الّله كل
شىء ..إن الكلمة » :كن « هي مظهسسر إرادة
الّله .والموجودات هى مظسساهر كلمسسات الل ّسسه ..
ل ل َسوْ كسسا َ
ن وهذا ما يشير إليه قوله تعسسالى » قُس ْ
َ
نلأ ْ حسُر قَب ْس َ ت َرب ّسسي ل َن َفِسد َ ال ْب َ ْ مدادا ً ل ِك َِلما ِ حُر ِ ال ْب َ ْ
ددا ً « ) مس َ مث ْل ِسهِ َ جْئنسسا ب ِ ِ ت َرب ّسسي وَل َسوْ ِ ف سد َ ك َِلمسسا ُ ت َن ْ َ
: 109الكهف(.
ومقتضسسى ثبسسوت القسسدرة التامسسة لّلسسه تعسسالى :
ن س سْبحا َ تنزيهه عمسسا وصسسفوه بسسه ،فقسسال » :فَ ُ
ن جعُسسو َ يٍء وَإ ِل َي ْسهِ ت ُْر َ شس ْ ل َ ت ك ُس ّ مل َك ُسسو ُ ذي ب ِي َد ِهِ َ ال ّ ِ
«.فتسبيحا لّله ،وتنزيهسسا لسسه ،وإجلل لجللسسه سس
يٍء « أي ملسسك ش ْ ل َ ت كُ ّ كو ُ مل َ ُسبحانه س » ب ِي َد ِهِ َ
كل شىء ،ملكا متمكنسسا ،مسسستوليا علسسى كسسل
ذرة فيسسه ..والملكسسوت :مبالغسسة فسسى الملسسك ،
بالستيلء عليه اسسستيلء مطلقسسا ،يمسسسك بكسسل
ذرة ،وبكل ما دون الذرة منه.
ن « تقريسسر جعُسسو َ وفى قوله تعسسالى » :وَإ ِل َي ْسهِ ت ُْر َ
للبعسسث ،وتأكيسسد لسسه ..وأنسسه مسسا دام بيسسد الل ّسسه
ملكسسوت كسسل شسسىء والنسساس مسسن أشسسياء هسسذا
الوجود الذي هو ملك لّله ،فإنهم ل بد راجعون
إلى الّله.
وإلسسى أيسسن يسسذهب النسساس بعسسد المسسوت إذا لسسم
يرجعوا إلسسى الل ّسسه ؟ إنهسسم إذا لسسم يرجعسسوا إليسسه
فليسوا إذن فسسى ملكسسه ..وليسسس هنسساك شسسىء
ل ت كُ ّ كو ُ مل َ ُذي ب ِي َد ِهِ َ غير مملوك لّله ،وهو » ال ّ ِ
َ َ
ب ه َر ّ ك الل ّس ُ مُر َتبسساَر َ خل ْقُ َواْل ْ ه ال ْ َ
يٍء « » أل ل َ ُ ش ْ َ
ن « : 54) .العراف( " مي َ اْلعال َ ِ
245
فهو الذي له ملكية الشياء كلها ،ولسسه القسسدرة
الكاملة على الّتصرف فيهسسا كمسسا يريسسد ،وبيسسده
ل شسسيء ،وإليسسه ل إلسسى غيسسره مرجسسع مفاتح كس ّ
العباد بعد البعث فسسي السسدار الخسسرة ،فيجسسازي
كل إنسان بما عمسسل ،فليعبسسده النسساس جميعسسا
حدوه ويطيعوه ،تحقيقا لمصلحتهم. وليو ّ
ومضات
ويبدأ هذا المقطع بمواجهة النسان بواقعه هسسو
ذاتسسه فسسي خاصسسة نفسسسه .وهسسذا الواقسسع يصسسور
نشأته وصيرورته مما يسسراه واقعسسا فسسي حيسساته ،
ويشهده بعينه وحسه مكررا معادا .ثسسم ل ينتبسسه
إلى دللته ،ول يتخذ منسسه مصسسداقا لوعسسد الل ّسسه
ببعثه ونشوره بعد موته ودثوره ..
ن ن ُط ْ َ
فةٍ فَِإذا هُ َ
و م ْ
قناه ُ ِ ن أ َّنا َ
خل َ ْ م ي ََر اْل ِْنسا ُ
َ
»أوَل َ ْ
ن« ..فمسسا النطفسسة السستي ل يشسسك مِبي س ٌم ُ صسسي ٌ خ ِ َ
النسان في أنها أصله القريب؟ إنها نقطة مسسن
ماء مهين ،ل قوام ول قيمسسة! نقطسسة مسسن مسساء
تحوي ألوف الخليسسا ..خليسسة واحسسدة مسسن هسسذه
اللوف هي السستي تصسسير جنينسسا .ثسسم تصسسير هسسذا
النسان السسذي يجسسادل ربسسه ويخاصسسمه ويطلسسب
منسه البرهسان والسسدليل! والقسدرة الخالقسة هسسي
السستي تجعسسل مسسن هسسذه النطفسسة ذلسسك الخصسسيم
المبين .وما أبعد النقلة بين المنشسسأ والمصسسير!
أفهذه القدرة يستعظم النسان عليها أن تعيده
وتنشره بعد البلى والدثور؟
246
نمس ْ لَ : ه -قسا َ قس ُخل ْ َ ي َ سس َ مث ًَل -وَن َ ِ ب َلنسا َ ضَر َ
»وَ َ
ذي حِييَهسا اّلس ِ ل :يُ ْ مُ .قس ْ ميس ٌ ي َر ِ هس َ م وَ ِ ي ال ِْعظسا َ ح ِ يُ ْ
م« .. ل َ ْ مّرةٍ وَهُوَ ب ِك ُ ّ َ
شأها أوّ َ َ أ َن ْ َ
ق ع َِلي ٌ خل ٍ ل َ
يسسا للبسسساطة! ويسسا لمنطسسق الفطسسرة! ومنطسسق
الواقع القريسسب المنظسسور! وهسسل تزيسسد النطفسسة
حيوية أو قسسدرة أو قيمسسة علسسى العظسسم الرميسسم
المفتسسوت؟ أو ليسسس مسسن تلسسك النطفسسة كسسان
النسان؟
أو ليسسست هسسذه هسسي النشسسأة الولسسى؟ أو ليسسس
الذي حول تلك النطفة إنسانا ،وجعله خصسسيما
مبينسسا بقسسادر علسسى أن يحسسول العظسسم الرميسسم
مخلوقا حيا جديدا؟
إن المسسر أيسسسر وأظهسسر مسسن أن يسسدور حسسوله
سؤال .فما بال الجدل الطويل؟!
ل كسس ّة .وَهُوَ ب ِ ُ مّر ٍل َ شَأها أ َوّ َ ذي أ َن ْ َ حِييَها ال ّ ِ ل :يُ ْ »قُ ْ
م« .. ق ع َِلي ٌ َ ْ
خل ٍ
ثم يزيسسدهم إيضسساحا لطبيعسسة القسسدرة الخالقسسة ،
وصنعها فيمسا بيسن أيسديهم وتحست أعينهسم ممسا
ر
ض ِ خ َ جرِ اْل َ ْ
ش َ ن ال ّ م َ م ِ ل ل َك ُ ْجعَ َ ذي َ يملكون » :ال ّ ِ
َ
ن« ..والمشسساهدة دو َ ه ُتوقِ س ُ من ْس ُ
م ِ نسسارا ً فَ سِإذا أن ْت ُس ْ
الوليسسة السسساذجة تقنسسع بصسسدق هسسذه العجيبسسة!
العجيبة التي يمرون عليهسسا غسسافلين .عجيبسسة أن
هذا الشجر الخضر الريان بالماء ،يحتك بعضه
ببعض فيولد نارا ثم يصير هو وقسسود النسسار .بعسسد
اللدونة والخضرار ..
والمعرفسسة العلميسسة العميقسسة لطبيعسسة الحسسرارة
السستي يختزنهسسا الشسسجر الخضسسر مسسن الطاقسسة
247
الشمسية التي يمتصها ،ويحتفظ بها وهو ريان
بالماء ناضسسر بالخضسسرة والسستي تولسسد النسسار عنسسد
الحتكاك ،كما تولد النار عند الحتراق ..هسسذه
المعرفة العلمية تزيد العجيبة بروزا في الحس
ووضسسوحا .والخسسالق هسسو السسذي أودع الشسسجر
خصائصه هذه .والذي أعطى كسسل شسسيء خلقسسه
ثم هدى .غير أننا ل نسسرى الشسسياء بهسسذه العيسسن
المفتوحة ول نتدبرها بذلك الحس الواعي.
فل تكشف لنا عن أسرارها المعجبسسة .ول تسسدلنا
على مبدع الوجود .ولو فتحنا لها قلوبنا لبسساحت
لنا بأسرارها ،ولعشنا معهسسا فسسي عبسسادة دائمسسة
وتسبيح! ثم يستطرد في عسسرض دلئل القسسدرة
وتبسسسسيط قضسسسية الخلسسسق والعسسسادة للبشسسسر
َ
تسسسماوا ِ خَلسسقَ ال ّ ذي َ س اّلسس ِ
أجمعيسسن » :أوَل َْيسس َ
َ َ
و
هسس َ مث ْل َهُ ْ
م؟ َبلى وَ ُ خل ُقَ ِن يَ ْ
على أ ْ ض ِبقاد ِرٍ َ َواْلْر َ
م« ..والسسسماوات والرض خلسسق خّلقُ ال ْعَِليسس ُال ْ َ
عجيب هائل دقيق ..هسسذه الرض السستي نعيسسش
عليها ويشاركنا مليين الجناس والنواع ،ثم ل
نبلسسغ نحسسن شسسيئا مسسن حجمهسسا ،ول شسسيئا مسسن
حقيقتهسسسا ،ول نعلسسسم عنهسسسا حسسستى اليسسسوم إل
القليل ..هذه الرض كلها تابع صغير مسسن توابسسع
الشسسمس السستي تعيسسش أرضسسنا الصسسغيرة علسسى
ضوئها وحرارتها ..وهذه الشسسمس واحسسدة مسسن
مائة مليون في المجسسرة الواحسسدة السستي تتبعهسسا
شمسسسنا ،والسستي تؤلسسف دنيانسسا القريبسسة! وفسسي
الكون مجرات أخرى كثيرة .أو دنييسسات كسسدنيانا
القريبة .عسسد الفلكيسسون حسستى اليسسوم منهسسا مسائة
248
مليون مجرة بمناظيرهم المحدودة .وهسسم فسسي
انتظسسار المزيسسد كلمسسا أمكسسن تكسسبير المنسساظير
والمراصسسد .وبيسسن مجرتنسسا أو دنيانسسا والمجسسرة
التالية لها نحو خمسين وسبع مسسائة ألسسف سسسنة
ضوئية )السنة الضسسوئية تقسسدر بسسستة وعشسسرين
مليسسون مليسسون مسسن الميسسال!( ..وهنسساك كتسسل
ضخمة من السدم السستي يظسسن أنسسه مسسن نثارهسسا
كانت تلسسك الشسسموس .وهسسذا هسسو الجسسزء السسذي
يدخل في دائرة معارفنسسا الصسسغيرة المحسسدودة!
تلك الشموس التي ل يحصيها العد .لكسسل منهسسا
فلك تجري فيه .ولمعظمها توابع ذات مسسدارات
حولهسسا كمسسدار الرض حسسول الشسسمس ..وكلهسسا
تجسسري وتسسدور فسسي دقسسة وفسسي دأب .ل تتوقسسف
لحظة ول تضطرب .وإل تحطم الكون المنظور
واصطدمت هسسذه الكتسسل الهائلسسة السسسابحة فسسي
الفضاء الوسيع ..
هذا الفضاء الذي تسبح فيه تلك المليين السستي
ل يحصيها العد ،كأنها ذرات صغيرة .ل نحسساول
تصسسسويره ول تصسسسوره ..فسسسذلك شسسسيء يسسسدير
َ
تسسسماوا ِ خَلسسقَ ال ّ ذي َ س اّلسس ِ السسرؤوس! »أوَل َْيسس َ
َ َ
م؟«. مث ْل َهُ ْخل ُقَ ِ ن يَ ْ على أ ْ ض ِبقاد ِرٍ َ َواْلْر َ
وأين الناس من ذلك الخلق الهائل العجيب؟
م« ..ولكسسن الّلسسه - خّلقُ ال ْعَِليسس ُ هسسوَ ال ْ َ
»َبلسسى ! وَ ُ
سبحانه -يخلق هسسذا وذلسسك ويخلسسق غيرهمسسا بل
كلفة ول جهد .ول يختلسسف بالقيسساس إليسسه خلسسق
مُره ُ ِإذا َأراد َ َ
شْيئا ً َ
الكبير وخلق الصغير » :إ ِّنما أ ْ
َ
ن«. كو ُ ن .فَي َ ُه :كُ ْ ل لَ ُ
قو َ
ن يَ ُ
أ ْ
249
يكسسون هسسذا الشسسيء سسسماء أو أرضسسا .ويكسسون
بعوضسسسة أو نملسسسة .هسسسذا وذلسسسك سسسسواء أمسسسام
الكلمة ..كن ..فيكون! ليس هنسساك صسسعب ول
سهل .وليس هنالسك قريسب ول بعيسد ..فتسوجه
الرادة لخلق الشيء كاف وحده لوجوده كائنسسا
مسسا يكسسون .إنمسسا يقسسرب الّلسسه للبشسسر المسسور
ليدركوها بمقياسهم البشري المحدود.
وعند هسسذا المقطسسع يجيسسء اليقسساع الخيسسر فسسي
السورة .اليقاع المصور لحقيقسسة العلقسسة بيسسن
ه ن اّلسس ِ
ذي ب َِيسسد ِ ِ سْبحا َالوجود وخالق الوجود » :فَ ُ
ن« ..ولفظسسة ي ٍء .وَإ ِل َي ْسهِ ت ُْر َ
جعُسسو َ ش ْ ت كُ ّ
ل َ مل َ ُ
كو ُ َ
ملكوت بصياغتها هسسذه تضسسخم وتعظسسم حقيقسسة
هسسذه العلقسسة .علقسسة الملكيسسة المطلقسسة لكسسل
شيء في الوجود.
والسيطرة القابضة علسسى كسسل شسسيء مسسن هسسذا
المملوك.ثم إن إليسسه وحسسده المرجسسع والمصسسير
..إنه اليقاع الختسسامي المناسسسب لهسسذه الجولسسة
الهائلسسسة ،وللسسسسورة كلهسسسا ،ولموضسسسوعاتها
المتعلقة بهذه الحقيقسسة الكسسبيرة ،السستي ينسسدرج
139
فيها كل تفصيل ..
وقال دروزة " :تساءلت الية الولسسى تسسساءل
المسسستنكر المنسسدد عمسسا إذا كسسان النسسسان لسسم
يعرف أن الّله إنما خلقه من نطفة حتى ينقلب
خصسسما عنيسسدا لسسه .وحكسست الثانيسسة موقسسف هسسذا
النسسسان السسذي نسسسي كيفيسسة نشسسوئه وخلقسسه
المسسذكورة فتسسساءل عمسسن يمكسسن أن يحيسسي
-في ظلل القرآن ،ج ، 5ص 2977 : 139
250
ديا بسسذلك العظام بعد أن تصبح رميما فتاتا متحس ّ
رّبسسه العظيسسم السسذي خلقسسه مسسن تلسسك النطفسسة
ومتجاهل قدرته .واحتسسوت اليسسات التاليسسة أمسسرا
ربانيسسا للنسسبي بسسالرد ّ علسسى هسسذا النسسسان
دا قويا فيسسه تنديسسد السائل المتحدي المتجاهل ر ّ
لذع بعبارة واضحة موجهة إلى العقل والقلسسب
وفيه تدليل هنسسا علسسى قسسدرة الل ّسسه علسسى إعسسادة
الخلق وعظمته بما ل يمكن المكابرة فيه ممسسا
يقع تحت المشاهدة...
ّ
غير أننا نلحظ أن السياق كله أي هسسذه اليسسات
ل على الوحسسدة التقريريسسة وما قبلها منسجم يد ّ
واللزامية والتنديدية .والذي يتبادر لنا من ذلسك
أن حكايسسة هسسذا الموقسسف قسسد جسساءت كإشسسارة
عرضسسية إلسسى بعسسض أسسسئلة الكفسسار ومسسواقفهم
الساخرة بسبيل الرد ّ والتنديد مما تكسسرر كسسثيرا
في النظم القرآني.
وأسسسلوب اليسسات قسسويّ مسسن شسسأنه أن يفحسسم
المجادل المكابر وأن يقطع عليسسه نفسسس الكلم
ل مسسستمد ّ والمكابرة .وفيه من الفحام ما يظسس ّ
إلهام ٍ وقوةٍ في صدد التدليل علسسى قسسدرة الل ّسسه
ل وعظمته كما هو المتبادر .ولقسسد كسسان عّز وج ّ
ل وكونه خسسالق السائلون يعترفون بالّله عّز وج ّ
الكوان ومدّبرها ومالك كل شيء ومرجسسع كسسل
شسسيء علسسى مسسا نبهنسسا عليسسه وأوردنسسا شسسواهده
القرآنية في مناسسسبات سسسابقة ومسسن هنسسا يسسأتي
لالفحسسام لهسسم قويسسا ملزمسسا .غيسسر أن هسسذا يظس ّ
كذلك دائما لن دلئل وجود الّله وقدرته مائلسسة
251
فسسي كسسل شسسيء ل يكسسابر فيهسسا إّل مكسسابر أو
140
جاهل".
ما ترشد إليه اليات
يستنبط من اليات ما يأتي :
- 1عجبا لمر النسان ،سواء العاص بن وائل
ي بسسن خلسسف الجمحسسي )و هسسو سسسهمي ،أو أبس ّال ّ
الصسسح( أو أميسسة بسسن خلسسف أو غيرهسسم ،كيسسف
خلقه الّله من يسير الماء ،وأضسسعف الشسسياء ،
ثم يصبح مخاصما رّبه ،مجادل في الخصومة ،
مبّينا للحجة ،أي أنه صار بعد أن لم يكن شسسيئا
مذكورا خصيما مبينا.
قال أبو حيان :قّبح تعالى إنكار الكفرة البعث
حيث قرر أن عنصره الذي خلق منه هو نطفسسة
ماء مهين خارج من مخرج النجاسة ،أفضى به
مهانة أصله أن يخاصم الباري تعالى ،ويقول :
م مع علمه أنه منشسسأ من يحيي الميت بعد ما ر ّ
141
من موات.
- 2لقد نسي هذا النسان الضسسعيف المخلسسوق
أن الّله أنشأه من نطفة ،ثم جعله إنسسسانا حي ّسسا
سويا ،فهذا دليل حاضر من نفسه على إمكان
ل علسسى منكسسري البعث ،وقد احتج الّله عّز وج س ّ
البعث بالنشأة الولى ،فكيف يقول النسسسان :
من يحيي هذه العظام البالية؟!
ن الّنشسسأة الثانيسسة مثسسل الّنشسسأة والجسسواب :أ ّ
الولى ،فمسسن قسسدر علسسى الّنشسسأة الولسسى قسسدر
-التفسير الحديث لدروزة (45 / 3) - 140
252
لعلسسى الّنشسسأة الثانيسسة ،وأن الّلسسه عسسالم بكسس ّ
ذرات الشسسياء ،سسسواء الجسسسام العظسسام أو ال س ّ
الصغار.
ي
م وَه ِس َ ْ
ي الِعظسسا َ
حس ِن يُ ْ
مس ْ
- 3في قوله تعالى َ :
م دليل على أن فسسي العظسسام حيسساة ،وأنهسسا مي ٌَر ِ
تنجس بالموت ،وهو قول أبسسي حنيفسسة ،وقسسال
الشافعي :ل حياة فيها.
- 4مسسن أدلسسة وحسسدانيته تعسسالى وكمسسال قسسدرته
على إحيساء المسوتى :مسا يشساهده النساس مسن
إخسسراج المحسسروق اليسسابس مسسن العسسود النسسدي
الطسسري ،فسسإن الشسسجر الخضسسر مسسن المسساء ،
والمسسساء بسسسارد رطسسسب ضسسسد ّ النسسسار ،وهمسسسا ل
ل ذلسسك يجتمعان ،فأخرج الّله منسسه النسسار ،فيسسد ّ
على أنه تعالى هو القادر على إخراج الضد ّ من
ل شيء قدير. الضد ّ ،وهو على ك ّ
ن الذي خلق السموات والرض التي هسسي -5إ ّ
أعظم من خلق النسساس قسسادر علسسى أن يبعثهسسم
مرة أخرى.
- 6إذا أراد الّله خلق شيء ل يحتاج إلى تعسسب
ومعالجة ،وإنما أمره نافسسذ فسسورا ،ول يتوقسسف
على شيء آخر.
- 7إن الّلسسه تعسسالى نسسّزه نفسسسه عسسن العجسسز
والشسسرك ،لتعليسسم النسساس ،وإبسسراز الحقيقسسة ،
ل شسسسيء ،ومسسسرد ّ النسسساس فبيسسسده مفاتسسسح كسسس ّ
ومصيرهم بعد ممساتهم إليسه تعسالى ،ليحاسسب
ل امرئ على ما قدم فسسي دنيسساه مسسن خيسسر أو ك ّ
شّر.
253
سسسسسسسسسسسس
254
أهم مقاصد هذه السورة
) (1بيان أن محمدا رسول مسسن عنسسد الل ّسسه
حقا ،وأنه نذير للميين وغيرهم.
) (2المنذرون من النسسبي صسسنفان :صسسنف
ميئوس من صلحه ،وآخر قد سعى لفلحه.
) (3أعمال الفريقين تحصسسى عليهسسم ،فتحفسسظ
أخبارهم ،وتكتب آثارهم.
) (4ضرب المثل لهم بأهل أنطاكية ،إذ كسسذبوا
الناصح لهم وقتلوه فدخلوا النسسار ودخسسل الجنسسة
بمسسا قسسدم مسسن إيمسسان وعمسسل صسسالح وهدايسسة
وإرشاد.
) (5الدليل الطبيعي والعقلي على البعث.
) (6تبيان قدرة الّله ووحدانيته وعلمه ورحمتسسه
الشاملة.
) (7جزاء الجاحدين علسسى كفرانهسسم أنعسسم الل ّسسه
عليهسسم وسسسرعة أخسسذهم ونسسدمهم حيسسن معاينسسة
العذاب.
) (8الجنة ونعيمها وما أعد للمؤمنين فيها.
) (9توبيسسخ الكسسافرين علسسى اتبسساعهم همسسزات
الشياطين.
) (10قدرته تعسسالى علسسى مسسسخهم فسسي السسدنيا
وطمس أعينهم.
) (11النتفاع بالنعام فسسي المأكسسل والمشسسرب
والملبس.
255
) (12إثبسسات البعسسث بمسسا أقسسامه مسسن أدلسسة فسسي
142
الفاق والنفس.
256
أهم المصادر
ن ِللط ّب َرِ ّ
ي قْرآ ِ سيرِ ال ْ ُ ف ِ ن ِفي ت َ ْ معُ ال ْب ََيا ِ جا ِ َ .1
التفسسسير المنيسسر فسسى العقيسسدة والشسسريعة .2
والمنهج
صفوة التفاسير س للصابونى .3
في ظلل القرآن موافق للمطبوع .4
التفسير الحديث لدروزة -موافق للمطبوع .5
تفسير المراغي .6
تفسير القرطبي .7
تفسير الرازي .8
تفسير اللوسي .9
.10نظم الدرر فى تناسب اليات والسور
فسير اب َ
حات ِم ٍ ن أِبي َ .11ت َ ْ ِ ُ ْ ِ
.12تفسير البحر المحيط س موافق للمطبوع
.13الدر المنثور للسيوطي
.14التفسير القرآني للقرآن س موافقا للمطبوع
.15تفسير اللباب في علوم الكتاب
.16تفسير ابن كثير
.17كلمات القرآن للشيخ غازي الدروبي
.18سنن الترمذى
.19شعب اليمان للبيهقي
ي
ع ّ ضا ِ ق َب ال ْ ُ شَها ِ سن َد ُ ال ّ م ْ ُ .20
.21صحيح ابن حبان
.22مسند أحمد
يسن َد ُ الّرو َ ِ ّ
ن يا م ْ ُ .23
قا ُ ْ .24الط ّب َ َ
سعْدٍ
َ
ن َ ت الك ُب ْ ََرى ِلب ْ ِ
يصب ََهان ِ ّ ْ
ل الن ّب ُوّةِ ِلِبي ن ُعَي ْم ٍ ال ْ .25د ََلئ ِ ُ
.26سنن الترمذى
ي
خارِ ّ ح ال ْب ُ َحي ُ ص ِ َ .27
.28صحيح مسلم
ي
ق ّشوُر ل ِل ْب َي ْهَ ِ ث َوالن ّ ُ .29ال ْب َعْ ُ
ْ َ ست َد َْر ُ .30ال ْ ُ
حاك ِم ِن ل ِل َ حي ْ ِ حي َص ِ ك ع َلى ال ّ م ْ
257
.31المنتقى -شرح الموطأ
ر جسسس ح ن بسسس
ِ ِ ْ ِ َ َ ٍ ا ظف ة ل ِل ْ َ
حسسسا ب ال َْعال َِيسسس ُ م َ
طسسسال ِ ُ .32ال ْ َ
قَلن ِ ّ
ي ال ْعَ ْ
س َ
258
الفهرس العام
259