You are on page 1of 286

‫ُقتطفات من ال ُكتب‬

‫ٌ‬ ‫م‬

‫اجلزء الثاين‬
‫جمع وإعداد ‪ :‬محمود أؼٌورلً‬
‫اإلصدار الثانً‬ ‫ُقتطفات من ال ُكتب[‬
‫ٌ‬ ‫]م‬

‫تقدٌم ‪-:‬‬
‫ٌقول عباس محمود العقاد فً كتابه " أنا " ‪ -‬احب الكتب الن حٌاة واحدة التكفٌنً ‪ -‬فكل كتاب‬
‫هو عال ٌم بحد ذاته ملً ٌء بشخصٌاته بمواقفه وبؤفكاره والن الحٌاة الٌوم باتت سرٌعة وقصٌرة‬
‫واآلؾ األفكار والمشاكل تتجاذبنا من كل طرؾ فما عدنا نملك الوقت لكً نؽوص فً عوالم‬
‫تلك الكتب ٌؤتً هذا الملؾ لكً ٌؤخذك فً تلك العوالم بجولة سٌاحٌة سرٌعة بمُقتطفات منتقاة‬
‫منها حتى إن أعجبتك تلك الجولة قمت بشراء الكتاب وجلت به على نحو واؾ وكاؾ لفضولك‬
‫وٌحوي هذا الملؾ ثبلثون جولة سٌاحٌة لثبلثون كتاب وسوؾ تؤخذك تلك الجوالت بٌن االدب‬
‫والسٌاسة وعلم االجتماع والفكر حٌث بعضها قصٌر ومقتبض واآلخر طوٌل و معمق فعسى‬
‫أن تنال رضاكم تلك الجوالت وعسى أن تشوقكم لزٌارة تلك العوالم ‪ ..‬عوالم الكتب ‪.‬‬

‫محمود أؼٌورلً‬

‫جمع و إعداد محمود أؼٌورلً |‬ ‫‪2‬‬


‫اإلصدار الثانً‬ ‫ُقتطفات من ال ُكتب[‬
‫ٌ‬ ‫]م‬

‫الكتاب األول‬
‫الرابح ٌبقى وحٌداًا ‪ -‬باولو كوٌلو‪-‬‬

‫‪------------------‬‬

‫فً ٌومنا هذا ٌعمل الوالد وقتا ًا إضافٌا ًا لٌتمكن من ان ٌشتري البنه احدث االحذٌة الرٌاضٌة النه‬
‫اذا لم ٌحصل على زوج منها فسٌصبح عرضة للمقاطعة فً المدرسة ‪ ,‬وتنتحب الزوجة‬
‫بصمت الن صدٌقاتها ٌمتلكن ثٌابا ذات ماركات معروفة ‪ ,‬وهً ال تملك المال ‪ ,‬وبدال من ان‬
‫ٌتعلم اوالدهما المراهقون قٌم االٌمان واالمل الحقٌقٌة ‪ ,‬ال ٌحلمون اال بؤن ٌصبحوا مطربٌن او‬
‫نجوم سٌنما‪.‬‬

‫‪-----‬‬

‫جمع و إعداد محمود أؼٌورلً |‬ ‫‪3‬‬


‫اإلصدار الثانً‬ ‫ُقتطفات من ال ُكتب[‬
‫ٌ‬ ‫]م‬

‫فً ٌومنا هذا تفقد الفتٌات فً المدن الرٌفٌة اي شعور حقٌقً فً الذات وٌستلبهن التفكٌر فً‬
‫الذهاب الى المدٌنة الكبرى وهن مستعدات للقٌام بؤي شًء فً مقابل الحصول على قطعة‬
‫معٌنة من الجواهر وبدالمن ان ٌتم توجٌه العالم نحو العدالة ‪ٌ ,‬تم التركٌز على امور مادٌة‬
‫ستصبح فً ؼضون ستة اشهر عدٌمة الفابدة وٌجب استبدالها‬

‫‪----‬‬
‫كل شخص ٌتصرؾ كما لو انه مهم للؽاٌة ‪ ,‬بصرؾ النظر عن االشخاص المهمٌن فعبلًا ‪ ,‬فهم‬
‫اكثر تهذٌبا ًا ولٌسوا فً حاجة الى ان ٌبرهنوا اي شً الي كان!‬

‫‪----‬‬

‫لماذا تحتاج الى تدمٌر العالم ؟ ‪ -‬ألتمكن من إعادة بناء عالمً !‬

‫‪----‬‬

‫الحٌاة تفرق احٌانا بٌن الناس لٌدركوا كم ٌعنً بعضهم لبعض‬

‫‪-----‬‬

‫ؼالبا ما ٌبدل الناس آراءهم عندما ٌفكرون فً القرارات التً ٌحاولون تبنٌها ‪ ..‬فاتخاذ خطوات‬
‫معٌنة ٌتطلب الكثٌر من الشجاعة‬

‫‪----‬‬

‫الناس ال ٌقتنعون ابدا ‪ ..‬اذا حصلوا على القلٌل ٌطلبون المزٌد ‪ .‬واذا حصلوا على الكثٌر‬
‫فٌستمرون فً طلب المزٌد ‪ ..‬وما ان ٌحصلوا على المزٌد حتى ٌتمنوا لو انه فً وسعهم‬
‫السعادة مع القلٌل لكنهم ٌعجزون عن بذلك اقل قدر من الجهد فً ذلك االتجاه‬

‫‪----‬‬

‫جمع و إعداد محمود أؼٌورلً |‬ ‫‪4‬‬


‫اإلصدار الثانً‬ ‫ُقتطفات من ال ُكتب[‬
‫ٌ‬ ‫]م‬

‫ان القوى االربعة التً لطالما سددت خطاها هً ‪ :‬الحب ‪ -‬الموت ‪ -‬السلطة ‪ -‬الزمن ‪ ...‬فنحن‬
‫علٌنا ان نحب الن هللا ٌحبنا ‪ ,‬وعلٌنا ان نعً الموت اذا اردنا ان نفهم الحٌاة كما ٌجب ‪ ,‬وعلٌنا‬
‫ان نكافح لننمو ونحن نكسب هذا الصراع بدون الوقوع فً فخ السلطة الننا نعرؾ انه ال قٌمة‬
‫لمثل هذه السلطة وعلٌنا اخٌراًا ان نقبل ان روحنا الخالدة هً فً هذه اللحظة عالقة فً شبكة‬
‫الزمن بكل فرصه ومحدودٌته!‬

‫‪----‬‬

‫ان التحوالت ال تحصل اال فً اوقات االزمات‬

‫‪----‬‬

‫فً هذا العالم الذي نعٌش فٌه تخنقنا االكاذٌب وٌتم تشجٌعنا على وضع اٌماننا بالعلم بدال من‬
‫القٌم الروحانٌة وبؤن نؽذي ارواحنا باالمور التً ٌخبرنا المجتمع انها مهمة بٌنما نحن فً‬
‫الواقع نموت ببطء الننا نعرؾ ما ٌحصل من حولنا والننا نجبر على القٌام بامور لم نخطط ابدا‬
‫للقٌام بها ونعجز حتى حٌنها عن التخلً عن ذلك كله وتكرٌس اٌامنا ولٌالٌنا للسعادة الحقة ‪,‬‬
‫للعابلة ‪ ,‬للطبٌعة ‪ ,‬للحب !‬

‫‪----‬‬

‫من الضروري احٌانا القبول بحكم القدر والسماح لبلمور بؤخذ مجراها الخاص وانتظار ان‬
‫ٌعود الناس الى رشدهم فً الوقت الذي ٌناسبهم‬

‫‪----‬‬

‫ال ٌوجد ما اسمه الفرصة االولى والوحٌدة ‪ ,‬فالحٌاة توفر دوما فرصة اخرى‬

‫‪----‬‬

‫الموهبة عطٌة عامة ولكن الشجاعة تكمن فً استخدامها !‬

‫‪----‬‬

‫جمع و إعداد محمود أؼٌورلً |‬ ‫‪5‬‬


‫اإلصدار الثانً‬ ‫ُقتطفات من ال ُكتب[‬
‫ٌ‬ ‫]م‬

‫فً افرٌقٌا الوسطى هنالك مرض اسمه النوم وما ٌجب ان نعرفه اٌضا وجود مرض مشابه‬
‫ٌصٌب الروح وهو خطر جدا النه التتم مبلحظته فً سن مبكرة ‪ ..‬خذوا مبلحظة به عند اول‬
‫اشارة الى البلمبالة او النقص فً الحماسة ! والوقاٌة الوحٌدة من هذا المرض هً فً االدراك‬
‫ان الروح تتعذب وتتعذب كثٌرا عندما نجبرها على العٌش على نحو سطحً ‪ ..‬فالروح تحب‬
‫كل ما هو جمٌل وعمٌق‬

‫‪-----‬‬

‫علٌك ان تتخلى عن أي شًء آخر النً اتوقع ان اكون مقٌاسك االوحد والحصري‬
‫‪----‬‬

‫علٌنا ان ُن َندد باستعباد رؼبات االنسان ‪ ,‬الننا توقفنا عن استخدام ذكابنا للقٌام بالخٌارات‬
‫وسمحنا بدال من ذلك النفسنا بؤن تتبلعب بنا الدعاٌة واالكاذٌب‬

‫‪----‬‬

‫الناس مسجونون داخل عوالمهم االنانٌنة الصؽٌرة ‪ٌ ,‬ضعون خططا ال تتضمن رفاقهم البشر‬
‫وٌإمنون بان كوكب االرض مجرد ارض ٌجب استؽبللها وٌتبعون ؼرابزهم ورؼباتهم وال‬
‫ٌهتمون البتة برفاه المجتمع العام‬

‫‪---‬‬

‫ٌوجد فرق كبٌر جداًا بٌن الصفح والنسٌان !‬

‫‪---‬‬

‫من منا ٌمكنه القول صادقا اننا ‪ ..‬بعد اكثر من خمس سنوات من الزواج لم نشعر بالرؼبة‬
‫بالعثور على شرٌك آخر ؟ من منا ٌمكنه القول صادقا اننا لم نخن عهد الزواج اقله مرة فً‬
‫حٌاتنا ‪ ..‬ولو فً مخٌلتنا وحسب ؟ وكم من الرجال والنساء هجروا المنزل بسبب ذلك ثم‬
‫اكتشفوا ان الهوى ال ٌستمر وعادوا الى شركاء حٌاتهم الحقٌقٌن ؟ ‪ ..‬قلٌ ٌل من التفكٌر الناضج‬
‫وٌتم نسٌان كل شًء إنه امر طبٌعً فً المطلق‬

‫جمع و إعداد محمود أؼٌورلً |‬ ‫‪6‬‬


‫اإلصدار الثانً‬ ‫ُقتطفات من ال ُكتب[‬
‫ٌ‬ ‫]م‬

‫كؾ عن التفكٌر فً المجد اآلتً ‪ ..‬سٌؤتً ذلك وحدهاذا قمت بعملك كما ٌجب‬

‫‪----‬‬

‫نحن جمٌعا سواء أأحببنا ذلك ام ال نحمل فً دواخلنا قوة تدمٌرٌة كبٌرة وقد تساءلنا جمٌعا عند‬
‫حد ما كٌؾ سٌكون االمر لو اننا اطلقنا العنان الكثر المشاعر كبتا ًا ‪ ..‬اسننتزع حٌاة شخص‬
‫آخر!‬

‫‪-----‬‬

‫لقد فهم اخٌر انه ال ٌمكن البحث عن السعادة باي ثمن ‪ ..‬اعطته الحٌاة كل ما فً وسعها ان‬
‫تعطٌه ‪ ..‬واخذ ٌدرك فعبل كم انها كانت دوما سخٌة معه ‪ ..‬وهو منذ اآلن وحتى آخر أٌامه‬
‫سٌكرس نفسه لنبش الكنوز المخبؤة فً معاناته وٌستمتع بكل لحظة سعادة كما لو انها آخر‬
‫لحظة له‬
‫‪-----‬‬

‫تحاول الطبقة االرفع تسوٌق قٌمها ‪ ..‬وٌشتكً االناس العادٌون من الظلم اإللهً ‪ ..‬وٌحسدون‬
‫السلطة وتإلمهم رإٌة اآلخرٌن ٌستمتعون ‪ ..‬وال ٌفهمون انه ما من احد ٌستمتع ‪ ..‬وان الجمٌع‬
‫قلق وال ٌشعر باألمان وان ما تخفٌه الجواهر والسٌارات والمحفظات المؤلى بالمال لٌس إال‬
‫عقد نقص هابلة!!‬

‫‪-----‬‬

‫علمت انه ال فابدة فً محاولة تؽٌر كل ما خربته قرون من الفساد وسوء الحكم ‪ ..‬اال اننً‬
‫تؤكدت من امر واحد فحسب ‪ ..‬وهو انه ٌمكن دوما البدء من جدٌد‬

‫‪------‬‬

‫الرجل ذو الكرامة ال ٌقاس بعدد االصدقاء من حوله وهو فً عز نجاحه ‪ ..‬بل بقدرته على‬
‫عدم نسٌان أولبك الذٌن ساعدوه عندما كانت حاجته اكبر‬

‫‪----‬‬

‫جمع و إعداد محمود أؼٌورلً |‬ ‫‪7‬‬


‫اإلصدار الثانً‬ ‫ُقتطفات من ال ُكتب[‬
‫ٌ‬ ‫]م‬

‫للحٌاة طرابق عدة فً اختبار ارادة الشخص ‪ ..‬اما من خبلل عدم حصول شًء على االطبلق‬
‫‪ ..‬واما بحدوث كل شًء دفعة واحدة‬

‫‪----‬‬

‫جمٌع البشر مختلفون وعلٌهم ان ٌتمسكوا بحقهم فً االختبلؾ حتى النهاٌة‬

‫‪----‬‬
‫اذا احببت شخصا حقا ًا علٌك ان تكون مستعدا الن تتركه حراًا‬

‫‪----‬‬

‫كل ما تعرفونه هو نتٌجة خبرة تراكمت على مر سنوات من العمل ‪ ..‬اال ان هذه الحلول‬
‫القدٌمة ال تنفع اال اذا طبقت على مشاكل قدٌمة ‪ ..‬اذا اردتم ان تكونوا مبدعٌن فحاولوا ان‬
‫تنسوا انكم تملكون هذه الخبرة كلها‬

‫‪----‬‬

‫تكدٌس الحب ٌجلب الحظ ‪ ..‬وتكدٌس الحقد ٌجلب الكارثة‬

‫‪----‬‬

‫توجد دابما طرٌقة تسمح للسعادة بالدخول ‪ ..‬اال انه على الشرٌكٌن لٌحصل ذلك ان ٌعترفا‬
‫بوجود مشاكل ولكن البعض ٌختار الطرٌق االسهل وهو الهروب !‬

‫جمع و إعداد محمود أؼٌورلً |‬ ‫‪8‬‬


‫اإلصدار الثانً‬ ‫ُقتطفات من ال ُكتب[‬
‫ٌ‬ ‫]م‬

‫الكتاب الثانً‬
‫توٌنبً ونظرٌته التحدي واالستجابة ـ الحضارة اإلسبلمٌة نموذجا ‪ -‬زٌاد عبد الكرٌم النجم ‪-‬‬

‫‪-----------‬‬
‫الحضارة اإلسبلمٌة هً إحدى الحضارات المتمٌزة التً لعبت دوراًا هاما ًا فً تارٌخ البشرٌة‪.‬‬
‫كان ذلك بعد أن هضمت وتمثلت المنجزات الفكرٌة والمادٌة للحضارات السابقة علٌها‪ ،‬وعملت‬
‫على صقلها وبلورتها وإؼنابها‪ ،‬فطورتها وزادت علٌها‪ ،‬وقدمت للحضارة اإلنسانٌة مادة ؼنٌة‬
‫عملت على دفع عملٌة التطور الفكري والمادي خطوات واسعة نحو االرتقاء فً معارج التقدم‬
‫الحضاري‪.‬‬
‫‪-----‬‬
‫اعتبر "توٌنبً" أن حركة التارٌخ تسٌر على إٌقاع التحدي واالستجابة‪ .‬وما هذه التحدٌات إال‬
‫ظروؾ طبٌعٌة قاسٌة أو ضؽوط بشرٌة خارجٌة‪ ،‬وعلى إحدى هذه التحدٌات توجد استجابة‬
‫ناجحة تقوم بها األقلٌة المبدعة‪ ،‬بوصفها الفبة القادرة على عملٌة الخلق واإلبداع وصنع‬
‫الحضارات‪ ،‬ولذلك اعتبر توٌنبً أن الظروؾ الصعبة ـ ال السهلة ـ هً التً تستثٌر فً األمم‬
‫قٌام الحضارات‪ ،‬وأن الفبة المبدعة فً أي مجتمع من المجتمعات هً الفبة الوحٌدة التً‬
‫تضطلع بمهمة صنع الحضارات‪ ،‬وأما عامة الناس فما علٌهم إال اقتفاء أثر المبدعٌن‬
‫ومحاكاتهم‬
‫‪-----‬‬

‫جمع و إعداد محمود أؼٌورلً |‬ ‫‪9‬‬


‫اإلصدار الثانً‬ ‫ُقتطفات من ال ُكتب[‬
‫ٌ‬ ‫]م‬

‫لقد أضحى لزاما ًا علٌنا بوصفنا أبناء للحضارة اإلسبلمٌة‪ ،‬إذا ما أردنا النهوض واستعادة‬
‫مكانتنا الحضارٌة أن نعٌد قراءة حضارتنا وفق نظرة أكثر موضوعٌة‪ ،‬نحلل من خبللها‬
‫أحداثها‪ ،‬ونستقرئ جزبٌاتها‪ ،‬فنحدد كل ما ٌعترٌها من نقابص وسلبٌات فنتجاوزه‪ ،‬ونفرز كل‬
‫ما تتمتع به من إٌجابٌات فنقره ونتمسك به ونبنً علٌه؛ علنا نصل بذلك إلى تقدٌم بعض‬
‫الحلول الممكنة للخروج من حالة الركود إلى حالة الحركة‪ ،‬ومن ثم تجاوز أزماتنا الراهنة‬
‫‪----‬‬
‫الحضارة هً مجموعة األفكار والرإى والقٌم السابدة التً توجه اإلنسان‪ ،‬والتً تترك‬
‫بصماتها وتلقً بظبللها على المنظومة الذهنٌة وأسالٌب وطرق التفكٌر لدى اإلنسان‪ ،‬وعلى‬
‫الدولة والمجتمع‪ ،‬وهً سمة المجتمع بما ٌحتوٌه من أفكار ومبادئ وعادات وتراثٌات وطبٌعة‬
‫الحٌاة من الجهة النظرٌة والفكرٌة والعملٌة الخ‪ ،‬لذا فالحضارة هً ما ٌحتوٌه اإلنسان من‬
‫الثقافة‬
‫‪----‬‬
‫الثقافة هً ذلك المركب الكلً الذي ٌشتمل على المعرفة والمعتقد والفن واألدب والقانون‬
‫واألخبلق والعرؾ والقدرات والعادات األخرى التً ٌكتسبها اإلنسان بوصفه عضواًا فً‬
‫المجتمع "تاٌلور"‬
‫‪----‬‬
‫من عبلمات اقتراب نهاٌة الدولة‪ ،‬تجزإها واستقبلل أصحاب الوالٌات بوالٌاتهم‪ ،‬وتبدأ‬
‫باالنفصال والٌات األطراؾ‪ ،‬حٌث تكون قبضة الدولة علٌها أضعؾ من الوالٌات األقرب‬
‫وال بوالٌاته‪ ،‬فٌشكل دولة قابمة‬
‫لمركز الدولة‪ ،‬وعندما تنحسر سلطة الدولة علٌها‪ٌ ،‬ستقل كل ٍل‬
‫بذاتها مع عصبٌته وعشٌرته‬

‫جمع و إعداد محمود أؼٌورلً |‬ ‫‪10‬‬


‫اإلصدار الثانً‬ ‫ُقتطفات من ال ُكتب[‬
‫ٌ‬ ‫]م‬

‫أطوار الدولة‬
‫الطور األول‪ :‬وهو طور التؤسٌس والظفر بالبؽٌة‪ ،‬حٌث تكون األمور شركة بٌن الملك وأقطاب‬
‫عصبٌته‬
‫الطور الثانً‪ :‬وهو طور االنفراد بالحكم‪ ،‬وتصفٌة الشركاء األولٌن‪ ،‬وظهور االستبداد‬
‫الطور الثالث‪ :‬وهو طور الترؾ والتفرغ للبناء والعمران والتفاخر بالمنشآت‬
‫الطور الرابع‪ :‬وهو طور " القنوع والمسالمة والدولة فً هذا الطور تدخل حالة السكون‬
‫والتقلٌد وتفقد القدرة على االبداع والتطوٌر‬
‫الطور الخامس ‪ :‬وهو طور "اإلسراؾ والتبذٌر " فٌكون صاحب الدولة فً هذا الطور متلفا ًا لما‬
‫جمع أولوه فً سبٌل الشهوات والمبلذ والكرم على بطانته وفً مجالسه فٌكون مخربا ًا لما كان‬
‫سلفه ٌإسسون‪ ،‬وهادما ًا لما كانوا ٌبنون‬
‫‪----‬‬
‫إحدى أهم عبلمات (إمارات ) انحبلل الحضارة‪ ،‬هو تحول األقلٌة المبدعة إلى أقلٌة مستبدة‬
‫مسٌطرة‪ ،‬فتبدأ مرحلة الصراع الداخلً‪ ،‬والتً تنخر جسد الحضارة من الداخل‪ ،‬وٌتجلى فً‬
‫االضمحبلل الروحً الذي ٌصٌب الفبة المبدعة‪ ،‬والتً تصبح ؼٌر قادرة على االستجابة‬
‫الناجحة للتحدٌات التً تواجه هذه الحضارة‪ ،‬وعندها ٌقوم عامة الشعب بحجب الثقة عن األقلٌة‬
‫المبدعة التً تحولت بسبب عجزها عن اإلبداع‪ ،‬إلى فبة مستبدة طاؼٌة‪ ،‬فٌبدأ الشرخ فً‬
‫الحضارة بانقسام المجتمع إلى ثبلث فبات‪ :‬أقلٌة مسٌطرة‪ ،‬وبرولٌتارٌا داخلٌة‪ ،‬وبرولٌتارٌا‬
‫خارجٌة‪ ،‬فتدور رحى النزاع بٌن هذه األطراؾ حتى تتفكك الحضارة‪ ،‬وعندها تدخل‬
‫البرولٌتارٌا الخارجٌة على هذه الحضارة المتداعٌة‪ ،‬فتزٌلها عن الوجود لتبدأ مرحلة جدٌدة‬
‫‪----‬‬

‫جمع و إعداد محمود أؼٌورلً |‬ ‫‪11‬‬


‫اإلصدار الثانً‬ ‫ُقتطفات من ال ُكتب[‬
‫ٌ‬ ‫]م‬

‫الظروؾ الصعبة – ال السهلة – هً التً تستثٌر فً األمم قٌام الحضارات‬


‫‪----‬‬
‫حالة التشكل الكاذب للحضارة‪ ،‬وهً حالة تحدث عندما تتبلقى حضارتان‪ ،‬إحداهما أكثر قوة‬
‫وأعظم انتشاراًا‪ ،‬والثانٌة حضارة عرٌقة‪ ،‬تمتلك مقومات اإلبداع واالبتكار‪ ،‬ولكن تضطر هذه‬
‫الحضارة الثانٌة للخضوع للحضارة األولى مادٌاًا‪ ،‬ولكن هذا الخضوع ما هو إال نوع من‬
‫التكٌؾ الظاهري مع الحضارة األقوى‪ ،‬مادامت الحضارة المؽلوبة ال تستطٌع أن تعبر عن‬
‫طبٌعتها الخاصة ولكن التكٌؾ والتبلإم أو التؽٌر الظاهري‪ ،‬ما هو إال تؽٌر سطحً‪ ،‬ال ٌمس‬
‫صمٌم الحضارة بل‪ ،‬تبقى تتحٌن الفرصة المناسبة‪ ،‬حتى تظهر الطاقات الكامنة فً أعماقها‬
‫‪---‬‬
‫إن األرض الشاقة والموطن الجدٌد‪ٌ ،‬شكبلن تحدٌٌن ٌستثٌران قوى اإلبداع فً اإلنسان‪ .‬أما‬
‫الذٌن عزفوا عن تؽٌٌر موطنهم أو تعدٌل طرٌقة معٌشتهم‪ ،‬فإن االنقراض سٌكون جزاء‬
‫إخفاقهم فً تحقٌق االستجابة الناجحة للتحدٌات الطبٌعٌة التً تواجههم‬
‫‪----‬‬
‫أن الهزابم الساحقة والمفاجبة‪ ،‬كفٌلة باستثارة الجانب المهزوم لترتٌب بٌته من الداخل‪،‬‬
‫واالستعداد لتحقٌق استجابة مناسبة ٌحقق من خبللها النصر المطلوب‬
‫‪----‬‬
‫لقد قررت أن أؼادر الحافة وأتسلق هذه الهوة‪ ،‬بحثا ًا عن الحافة التً تلٌها فً األعلى‪ ،‬وإنً‬
‫لمدرك أننً فً خطر‪ ،‬وأترك األمان متعمداًا من أجل تحقٌق األشٌاء المحتملة وأقبل المجازفة‬
‫"ؼوردٌٌؾ"‬
‫‪---‬‬

‫جمع و إعداد محمود أؼٌورلً |‬ ‫‪12‬‬


‫اإلصدار الثانً‬ ‫ُقتطفات من ال ُكتب[‬
‫ٌ‬ ‫]م‬

‫إن الشخصٌة النامٌة أو الحضارة‪ ،‬تسعى إلى أن تصٌر هً نفسها بٌبة نفسها‪ ،‬وتحدٌا ًا لنفسها‪،‬‬
‫ومجال عمل لنفسها‪ ،‬وبعبارة أخرى‪ ،‬إن مقٌاس النمو هو التقدم فً سبٌل التحقٌق الذاتً‪،‬‬
‫وٌكون ذلك عن طرٌق المبدعٌن من األفراد‪ ،‬أو بواسطة الفبة القلٌلة من هإالء القادة الملهمٌن‪،‬‬
‫إذ تستجٌب لهم األكثرٌة عن طرٌق المحاكاة اآللٌة (‪ ) mimesis‬التً تمثل الطرٌقة الؽالبة فً‬
‫عملٌة االنقٌاد االجتماعً ‪ .‬وتقود هذه المحاكاة فً الجماعة البدابٌة إلى حركة سلفٌة تنزع إلى‬
‫محاكاة القدماء‪ ،‬بٌنما هً فً المجتمعات الحضارٌة النامٌة حركة تقدمٌة تإدي إلى محاكاة‬
‫الطلٌعة الخبلقة‬
‫‪----‬‬
‫إن الحضارة تنهار بفعل عوامل داخلٌة قبل أن تطؤها أقدام الؽزاة ‪ .‬فمسؤلة انهٌار الحضارة‪،‬‬
‫إنما تعود إلى أسباب داخلٌة بالدرجة األولى‪ ،‬وما الؽزو الخارجً إال الضربة القاضٌة التً‬
‫تتلقاها حضارة تلفظ أنفاسها األخٌرة‬
‫‪----‬‬
‫عندما تفقد األقلٌة المبدعة طاقاتها اإلبداعٌة‪ ،‬تنتقل من مرحلة اإلبداع إلى مرحلة التسلط‬
‫والقهر‪ ،‬أي تنتقل‪ ،‬من مرحلة صنع الحضارات إلى مرحلة صنع اإلمبراطورٌات عبر الجٌوش‬
‫والقوة‪ ،‬لتعوٌض النقص ولفت أنظار الشعب عن المشاكل التً تحدث داخل مجتمعهم إلى‬
‫مشكبلت خارجٌة‪ .‬فتتصلب المواقؾ وتحكم الشعوب بالحدٌد والنار‬
‫‪----‬‬
‫إن الؽزو الخارجً‪ ،‬فً مرحلة قوة المجتمع‪ٌ ،‬شكل تحدٌا ًا ٌستثٌر الطاقات اإلبداعٌة الكامنة‬
‫فٌه وٌدفعه نحو التطور‪ .‬أما فً مرحلة تفكك المجتمع فهو الخطوة األخٌرة نحو انهٌاره‪ .‬فالعلة‬
‫إذاًا ال تكمن بالؽزو الخارجً بمقدار ما تكمن باالنهزام الناشا من داخل المجتمع نفسه‬
‫‪----‬‬

‫جمع و إعداد محمود أؼٌورلً |‬ ‫‪13‬‬


‫اإلصدار الثانً‬ ‫ُقتطفات من ال ُكتب[‬
‫ٌ‬ ‫]م‬

‫إن كل فبة مبدعة‪ ،‬عندما ترٌد أن تنهض بمجتمعها من خبلل األفكار الجدٌدة التً تبدعها‪،‬‬
‫علٌها أن توجد نظما ًا جدٌدة تتبلءم مع مستوى األفكار الجدٌدة وطبٌعتها‪ ،‬وبذلك تستطٌع هذه‬
‫الفبة المبدعة‪ ،‬أن تطبق أفكارها وطروحاتها مستفٌد ًاة من آلٌات النظم الجدٌدة التً تبتكرها‪ .‬إذاًا‬
‫ٌجب على الفبة المبدعة التً ترٌد النهوض بمجتمعها أن تبدع أفكاراًا جدٌدة ونظما ًا جدٌدة فً‬
‫نفس الوقت‪ .‬وإذا أخلت فً أحد هذٌن الشرطٌن فإن اإلبداع سٌفقد قٌمته‪.‬‬
‫‪----‬‬
‫قد ٌنجح نظام سٌاسً معٌن فً تحقٌق استجابة ناجحة لتحد معٌن‪ ،‬ولكن هذا النجاح فً التؽلب‬
‫على هذا التحدي‪ ،‬ال ٌستمر بالنسبة لتحدٌات أخرى‪ ،‬لذلك ٌجب التخلً عن ذلك النظام‪ ،‬إذا‬
‫انتهى دوره‪ ،‬وإال تحول األمر إلى عبادة لذلك النظام الفانً‬
‫‪-----‬‬
‫إن اعتماد المبدع على ما أبدعه‪ ،‬وتجاهله لما ٌبدعه ؼٌره‪ ،‬ولما ٌتفوق به ؼٌره علٌه‪ ،‬هو نوع‬
‫من الطرق السلبٌة لبلستسبلم آلفة اإلبداع‬
‫‪----‬‬
‫وفً مرحلة االنحبلل‪ٌ ،‬سٌطر على الشعوب (الشعور باالبتذال) وهو بدٌل (للشعور باألناقة)‬
‫الذي هو سمة الحضارة فً سٌاق نموها وارتقابها‪ .‬فالشعور بؤناقة األسلوب‪ ،‬هو نوع من‬
‫اعتزاز بالنفس‪ ،‬والثقة بها‪ ،‬فالنفس اإلنسانٌة فً هذه الحالة‪ ،‬تبدع وال تقلد‪ ،‬وٌظهر هذا الشعور‬
‫فً مرحلة ارتقاء الحضارة‪ ،‬وهو سمة هامة من سمات هذه المرحلة ‪ .‬أما الشعور باالبتذال‪،‬‬
‫فهو عكس الشعور باألناقة‪ ،‬وذلك ألن الشعور باالبتذال ٌحدث فً الحضارة المنحلة‪ ،‬وهذا‬
‫الشعور هو نوع من الشعور بالنقص‪ ،‬مقارنة باآلخرٌن‪ ،‬لذلك تمٌل الشعوب فً الحضارة‬
‫المنحلة إلى تقلٌد اآلخرٌن‪ ،‬واستعارة أسالٌبهم فً شتى مناحً الحٌاة‬
‫‪----‬‬

‫جمع و إعداد محمود أؼٌورلً |‬ ‫‪14‬‬


‫اإلصدار الثانً‬ ‫ُقتطفات من ال ُكتب[‬
‫ٌ‬ ‫]م‬

‫ملوك الطوابؾ مشؽولون بصؽابر األمور‪ ،‬حٌث هانت علٌهم مصالح الرعٌة‪ ،‬وانصرفوا نحو‬
‫مصالحهم الذاتٌة وشهواتهم الحسٌة‪ ،‬متجاهلٌن بذلك اإلرث الحضاري الذي ورثوه عن آبابهم‬
‫وأجدادهم‪ ،‬بل إنهم ذهبوا إلى ما هو أدهى وأمر من ذلك‪،‬إذ أصبح البعض منهم ٌستنصر‬
‫باألعداء من الخارج على إخوانهم فً الداخل‬
‫‪-----‬‬
‫لم ٌكن تكتٌك الؽرب الدفاعً ـ فً إطاره العام ـ مظهر ضعؾ بقدر ما كان فص ًا‬
‫بل رابعا ًا فً‬
‫استراتٌجٌة (نصؾ واعٌة )‪ ،‬فالؽربٌون لم ٌستهلكوا إال جزءاًا صؽٌراًا من قدراتهم فقط‪ ،‬إلٌقاؾ‬
‫الزحؾ العثمانً‪ ،‬وبٌنما كانت نصؾ طاقات اإلسبلم مشؽولة بهذه المناوشات المحلٌة على‬
‫الحدود‪ ،‬كان الؽربٌون ٌعببون قواهم للسٌطرة على المحٌط‪ ،‬لٌصبحوا عن طرٌقه سادة العالم‪،‬‬
‫لذلك سبق الؽربٌون المسلمٌن فً اكتشاؾ واحتبلل أمٌركا‪ ،‬ولم ٌكتفوا بذلك فقط‪ ،‬بل دخلوا‬
‫ببلد المسلمٌن فً إندونٌسٌا والهند وإفرٌقٌا االستوابٌة‪ ،‬وأخٌراًا‪ ،‬وبعد أن أحاطوا بالعالم‬
‫اإلسبلمً من كل جانب‪ ،‬ورموا شباكهم حوله‪ ،‬بدإوا هجومهم على عدوهم التقلٌدي فً عرٌنه‬
‫األصلً‬
‫‪----‬‬
‫المنطوي ٌفضل االعتزال واالعتكاؾ وٌجد صعوبة فً االختبلط بالناس‪ ،‬فٌقصر معارفه على‬
‫عدد قلٌل منهم وٌتحاشى الصبلت االجتماعٌة‪ ،‬وٌقابل الؽرباء فً حظر وتحفظ‪ .‬وهو خجول‬
‫شدٌد الحساسٌة لمبلحظات الناس‪ٌ ،‬جرح شعوره بسهولة‪ ،‬وهو كثٌر الشك فً نٌات الناس‬
‫ودوافعهم‪ ،‬شدٌد القلق على ما قد ٌؤتً به الؽد من أحداث ومصابب ٌهتم بالتفاصٌل وٌضخم‬
‫الصؽابر‪ .‬متقلب المزاج دون سبب ظاهر‪ٌ .‬ستسلم ألحبلم الٌقظة وٌكلم نفسه‪ .‬كثٌر الندم‬
‫والتحسر على ما فات‪ٌ .‬سرؾ فً مبلحظة صحته ومرضه ومظهره الخارجً‪ .‬ال ٌعبر عن‬
‫عواطفه فً صراحة‪ .‬وهو إلى جانب هذا دابم التؤمل فً نفسه وتحلٌلها‪ٌ ،‬هتم بؤفكاره ومشاعره‬
‫أكثر من اهتمامه بالعالم الخارجً ‪.‬‬
‫‪----‬‬

‫جمع و إعداد محمود أؼٌورلً |‬ ‫‪15‬‬


‫اإلصدار الثانً‬ ‫ُقتطفات من ال ُكتب[‬
‫ٌ‬ ‫]م‬

‫المنبسط ٌقبل على الدنٌا فً حٌوٌة وعنؾ وصراحة‪ ،‬وٌصافح الحٌاة وجها ًا لوجه‪ ،‬وٌبلبم‬
‫بسرعة بٌن نفسه والمواقؾ الطاربة‪ ،‬وٌعقد مع الناس صبلت سرٌعة‪ ،‬فله أصدقاء أقوٌاء‬
‫وأعداء أقوٌاء ال ٌحفل بالنقد‪ ،‬وال ٌهتم كثٌراًا بصحته أو مرضه أو هندامه وال بالتفاصٌل‬
‫واألمور الصؽٌرة‪ .‬وهو ال ٌكتم ما ٌجول فً نفسه من انفعال‪ .‬وٌفضل المهن التً تتطلب‬
‫نشاطا ًا وعمبلًا واشتراكا ًا مع الناس‬
‫‪----‬‬
‫وٌرى "ٌونػ" أن الفرد الذي ٌتعرض لصدمة ما‪ٌ ،‬فقد توازنه لفترة ما‪ ،‬ثم قد ٌستجٌب لها‬
‫بنوعٌن من االستجابة ‪ :‬األولى‪ :‬النكوص إلى الماضً ال ستعادته والتمسك به تعوٌضا ًا عن‬
‫واقعه المر‪ ،‬فٌصبح انطوابٌا ًا‪.‬‬
‫الثانٌة‪ :‬تقبل هذه الصدمة واالعتراؾ بها ثم محاولة التؽلب علٌها‪ ،‬فٌكون فً هذه الحالة‬
‫انبساطٌا ًا‪ .‬فالحالة األولى تعتبر استجابة سلبٌة‪ ،‬الثانٌة إٌجابٌة‬
‫‪----‬‬
‫إن الصراع بٌن المتحمسٌن والمقلدٌن فً العالم اإلسبلمً كان صراعا ًا سعى من خبلله كل‬
‫طرؾ إلبادة اآلخر‪ ،‬ولٌس لبلنتصار علٌه فقط‪.‬‬
‫‪---‬‬
‫إن ؼٌاب الروح العلمٌة والتفكٌر الموضوعً‪ ،‬واالنزالق فً خطر التعمٌم السرٌع‪ ،‬وإصدار‬
‫األحكام القطعٌة‪ ،‬وعدم مرونة العقل العربً فً التعامل مع األحداث والظواهر التارٌخٌة‬
‫المعاصرة‪ ،‬قد جعلنا ندور فً فلك إشكالٌات النهضة‪ .‬فمثبلًا أننا لم نتجاوز حتى الٌوم إشكالٌة‬
‫األصالة والمعاصرة‪ ،‬وكؤن الخٌر كله فً طرؾ والشر كله فً الطرؾ اآلخر‬
‫‪----‬‬

‫جمع و إعداد محمود أؼٌورلً |‬ ‫‪16‬‬


‫اإلصدار الثانً‬ ‫ُقتطفات من ال ُكتب[‬
‫ٌ‬ ‫]م‬

‫ظهر على الساحة الفكرٌة أربعة تٌارات فكرٌة ربٌسٌة‪ ،‬هً التٌار الدٌنً اإلسبلمً‪ ،‬والتٌار‬
‫اللٌبرالً‪ ،‬والتٌار العلمانً‪ ،‬والتٌار القومً‪ ،‬حٌث قدم مفكرو هذه التٌارات توصٌفا ًا لواقع‬
‫أمتهم‪ ،‬ورسموا مشارٌع نهضوٌة‪ ،‬كل من منظوره‪ ،‬وفً ضوء المنهج أو اإلٌدٌولوجٌا التً‬
‫انطلق منها‪ ،‬فكانت محاوالت لتقدٌم استجابات ناجحة للتحدٌات الكبٌرة التً كانت تواجه أمتهم‪،‬‬
‫ولكنها قصرت عن تحقٌق المطلوب‬
‫ولقد اتفقت هذه التٌارات األربعة بكل تفرٌعاتها على وجود أزمة فكرٌة وسٌاسٌة‪ ،‬تجتاح العالم‬
‫اإلسبلمً والعربً‪ ،‬ولكنهم اختلفوا فً تشخٌص أسباب األزمة‪ ،‬وفً وسابل معالجتها ‪ .‬من هنا‬
‫ظهرت الخبلفات بٌن هذه التٌارات المختلفة‪ ،‬فكل فرٌق ٌتمسك بقٌم ال تتوافق مع اآلخر‪ ،‬مّما‬
‫أدى إلى هٌمنة المنهج السجالً بٌنهم‪ ،‬وؼاب منهج الحوار والتعاٌش‪ ،‬وكان من نتابج هذه‬
‫الخبلفات التً بلؽت أوجها‪ ،‬أن أصٌبت الجماهٌر بالٌؤس من الخروج من هذا الوضع المتؤزم‪.‬‬
‫‪----‬‬
‫إذا كان أبناء الحضارة العربٌة اإلسبلمٌة الٌوم‪ .‬ال ٌستؽلون المقومات التً ٌمتلكونها لتحقٌق‬
‫األهداؾ الواجب تحقٌقها للنهوض بواقع أمتهم‪ ،‬والسٌر بها نحو معارج الرقً والتقدم‬
‫الحضارٌٌن‪ ،‬فهذا ال ٌعنً أن المقومات ؼٌر موجودة‪ ،‬ألن عدم استثمار المقومات ال ٌلؽً‬
‫وجودها‪ ،‬بل هً فقط تحتاج إلى من ٌنقلها من حٌز الوجود بالقوة إلى حٌز الوجود بالفعل‪.‬‬
‫‪----‬‬
‫إن الحضارة األوربٌة تحمل فً طٌاتها التناقض بٌن الفكر والعمل‪ ،‬بٌن أفكار المساواة واإلخاء‬
‫والحرٌة التً ورثتها من الثورة الفرنسٌة وبٌن التفرقة العنصرٌة التً تمارسها اآلن بالفعل‬
‫والتً تشكل خطراًا علٌها بزٌادة وعً الشعوب الملونة‪ ،‬هذا بٌنما طابع الحضارة اإلسبلمٌة‬
‫اتساق الفكر والعمل بصدد المساواة‪ ،‬إذ ارتفعت فً أزهى عصورها‪ ،‬أن ٌصل إلى مراكز‬
‫السلطة فٌها الرقٌق والعبٌد‬
‫‪----‬‬

‫جمع و إعداد محمود أؼٌورلً |‬ ‫‪17‬‬


‫اإلصدار الثانً‬ ‫ُقتطفات من ال ُكتب[‬
‫ٌ‬ ‫]م‬

‫إن الفراغ الروحً الذي أوجدته الحضارة الؽربٌة فً مجتمعاتها‪ ،‬وفً المجتمعات التً وقعت‬
‫تحت سٌطرتها العسكرٌة‪ ،‬قد جعل أبناء تلك المجتمعات المؽلوبة‪ٌ ،‬تطلعون لملء فراؼهم‬
‫الروحً‪ .‬فكان اإلسبلم هو الدواء الناجع لهم والبدٌل الذي ٌتشوقون إلٌه‪ .‬حٌث أنهم وجدوا فً‬
‫اإلسبلم حلوالًا لمعظم مشكبلتهم الروحٌة واألخبلقٌة فاستطاعوا من خبلله ملء الفجوة الروحٌة‬
‫التً أحدثتها الشعوب االستعمارٌة الؽربٌة فً أنفسهم‪.‬‬
‫‪----‬‬
‫إن فلسفة التارٌخ‪ ،‬هً ضرب من ضروب المعرفة‪ ،‬تبحث فً العوامل األساسٌة المإثرة‬
‫والفاعلة فً سٌر الحوادث التارٌخٌة‪ ،‬كما أنها تبحث فً القوانٌن العامة المسٌطرة على نمو‬
‫المجتمعات اإلنسانٌة وتطورها‪ ،‬وما ٌحدث لها‪ ،‬وما ٌطرأ علٌها من تؽٌرات وتقلبات عبر‬
‫الزمن‬
‫‪----‬‬
‫إن المبدع ال ٌستطٌع أن ٌفعل شٌبا ًا إن لم ٌكن هناك شعب ٌرؼب فً النمو واالرتقاء‪ ،‬ولدٌه‬
‫القابلٌة لبلستجابة ألفكار المبدع وطروحاته‬
‫‪----‬‬
‫إن الفكر بدون تطبٌق عملً هو ثرثرة‪ ،‬ال طابل منه وكذلك العمل‪ ،‬بدون فكر‪ ،‬هو طٌش‬
‫وتهور‪ ،‬والتكامل ٌكمن فً تحقٌق الفكر والعمل معاًا‪ ،‬ألن الحضارات ال تحلق إال بجناحٌن هما‬
‫الفكر والمادة ‪.‬‬
‫‪----‬‬
‫إنكم تطالبون بحق الٌهود فً العودة إلى فلسطٌن‪ ،‬بالرؼم من أنه لم ٌكن فً فلسطٌن عام‬
‫‪ 1935‬م سكان ٌهود‪ ،‬ومعاملة الٌهود للعرب فً فلسطٌن مشابهة لمعاملة النازٌة للٌهود فً‬
‫أثناء الحرب العالمٌة الثانٌة "توٌنبً"‬
‫‪----‬‬

‫جمع و إعداد محمود أؼٌورلً |‬ ‫‪18‬‬


‫اإلصدار الثانً‬ ‫ُقتطفات من ال ُكتب[‬
‫ٌ‬ ‫]م‬

‫إن جرابم النازٌة ضد الٌهود‪ ،‬أقل انحطاطا ًا إلى الدرك األسفل من جرابم ضحاٌاها الٌهود ضد‬
‫األبرٌاء العرب "توٌنبً"‬
‫‪----‬‬
‫إن الحركة مقلدة متبعة‪ ،‬ولٌست مخترعة مبتدعة‪ ،‬لذا ففً حال نجاحها ـ جدالًا ـ لن تزٌد إال فً‬
‫كمٌة المصنوعات التً تنتجها اآللة فً المجتمعات الؽربٌة‪ ،‬بدالًا من أن تطلق شٌبا ًا من الطاقة‬
‫المبدعة فً النفس البشرٌة‬
‫‪----‬‬
‫إن الحرب هً نقمة إخفاق الدبلوماسٌة ‪ .‬وإنه لصحٌح أن الحرب حسمت فً بعض األحٌان‬
‫المنازعات التً أخفقت الدبلوماسٌة فً حلها‪ ،‬ولكن ثمن الحسم بالحرب الموت المنتشر‬
‫والدمار الكبٌر اللذان ٌإدٌان إلى خلق مشكبلت جدٌدة تعالج فً أؼلب األحوال بالمزٌد من‬
‫الحروب التً تفضً من جانبها إلى حروب أخرى كذلك‪ ،‬وٌظهر لنا التارٌخ أن حسم النزاع‬
‫بالحرب نادراًا ما ٌكون مرضٌا ًا وهو لذلك نادراًا ما ٌدوم‬
‫‪----‬‬
‫لقد أضحى العالم العربً واإلسبلمً الٌوم أكبر منتج للنفط‪ ،‬وٌمتلك أكبر احتٌاطً منه‪ ،‬كما‬
‫أنه ٌتمتع بموقع جؽرافً هام ٌتوسط من خبلله قارات العالم القدٌم (أسٌا وإفرٌقٌا وأوروبا)‪،‬‬
‫وٌشرؾ على بحار ومحٌطات وٌمتلك أهم الطرق البرٌة والمضابق البحرٌة وخصوصا ًا قناة‬
‫السوٌس‪ .‬ولكن إدارة واستثمار المجتمعات العربٌة واإلسبلمٌة لهذه اإلمكانٌات ضعٌفة‪ ،‬وال‬
‫تتناسب مع حجم إمكانٌاتها ومقدرتها‪ ،‬ولكن ذلك ال ٌعنً أنها ؼٌر قادرة على االستفادة من‬
‫إمكانٌاتها فً المستقبل‪ ،‬ولكن المسؤلة مرهونة بالدرجة األولى بٌقظة أبناء األمة ونهوضهم من‬
‫جدٌد‬
‫‪----‬‬

‫جمع و إعداد محمود أؼٌورلً |‬ ‫‪19‬‬


‫اإلصدار الثانً‬ ‫ُقتطفات من ال ُكتب[‬
‫ٌ‬ ‫]م‬

‫فرانسٌس فوكوٌاما صاحب نظرٌة (صراع األٌدٌولوجٌات ) ـ التً ظهرت فً كتابه (نهاٌة‬
‫التارٌخ) الذي صدر فً سنة ‪ 1991‬م ـ فإنه ٌرى من خبلل نظرٌته أن ظهور الحضارات‬
‫وانهٌارها‪،‬ال ٌعود ألسباب دٌنٌة أو عرقٌة أو أثنٌه أو قومٌة أو طابفٌة‪ ،‬وإنما تعتمد على طبٌعة‬
‫اإلٌدٌولوجٌا التً تقود الدولة أو األمة وحضارتها‪ ،‬ألن األٌدٌولوجٌا فً نظر فوكوٌاما هً‬
‫رمز لكل حضارة‪ ،‬فإذا كانت األٌدٌولوجٌا مرنة كالدٌمقراطٌة اللٌبرالٌة الحرة القادرة على‬
‫توفٌر العدالة والحرٌة والمساواة‪ ،‬فٌمكن أن تحقق نجاحات باهرة‪ .‬أما إذا كانت األٌدٌولوجٌا‬
‫جامدة دوؼماطٌقٌة متحجرة ترفض أي فكر مناهض‪ ،‬أو مناوئ لها‪ ،‬فإن الحضارة سوؾ‬
‫تنهار‪ ،‬لهذا ٌرى فوكوٌاما أن كل األٌدٌولوجٌات الشمولٌة ذات الفكر الواحد‪ ،‬وذات الطابع‬
‫الشمولً ستإول فً النهاٌة إلى السقوط واالنهٌار‪ ،‬ألنها رمز لكل الدكتاتورٌات فً العالم‪ ،‬وأن‬
‫الدكتاتورٌة هً رمز لكل الظلم والطؽٌان واالنحبلل وتفسخ مإسسات الدولة والمجتمع ‪ .‬وٌرى‬
‫فوكوٌاما أن خٌر من ٌمثل اإلٌدٌولوجٌا الدٌمقراطٌة هً أمرٌكا‪ .‬وٌزعم أنّ هذه اإلٌدٌولوجٌا‬
‫ستنتصر فً النهاٌة على كل اإلٌدٌولوجٌات‪ ،‬وسٌسٌر العالم نحوها عاجبلًا أم أجبلًا‪.‬‬
‫‪----‬‬
‫صموبٌل هنتنؽتون فً نظرٌته (صدام الحضارات )‪ ،‬فإنه ٌرى أن صدام الحضارات فً العالم‬
‫الجدٌد‪ ،‬لن ٌكون أٌدٌولوجٌا ًا أو اقتصادٌاًا‪ ،‬وإنما سٌكون ثقافٌا ًا قابما ًا على أساس الدٌن والنسب‬
‫والدم والعرق وهو المصدر األساسً لبلنقسام بٌن البشر‪ .‬كما ٌرى هنتنؽتون أن الصدام بٌن‬
‫الحضارات فً التارٌخ قدٌما ًا كان بٌن الملوك واألباطرة‪ ،‬ومن ثم بٌن الشعوب أو الدول‬
‫القومٌة‪ ،‬ومن ثم بٌن اإلٌدٌولوجٌات‪ ،‬ولكن بعد انتهاء الحرب الباردة‪ ،‬نشب الصراع بٌن‬
‫الحضارات مع حلول النظام العالمً الجدٌد و(العولمة ) فما ٌهم الناس أوالًا‪ :‬لٌس المصالح‬
‫االقتصادٌة أو السٌاسٌة‪ ،‬وإنما اإلٌمان بالدٌن والعقٌدة‪ ،‬والنسب ورابطة الدم‪ ،‬فذلك هو ما‬
‫أصبح ٌجمع الناس برأي هنتنؽتون‪ ،‬وذلك هو ما ٌحارب من أجله الناس وٌموتون فً سبٌله‪،‬‬
‫لهذا ٌرى هنتنؽتون أن الدٌن محوري فً العالم الحدٌث‪ ،‬وربما كان هو القوة المركزٌة التً‬
‫تحرك البشر وتحشدهم‬
‫‪----‬‬

‫جمع و إعداد محمود أؼٌورلً |‬ ‫‪20‬‬


‫اإلصدار الثانً‬ ‫ُقتطفات من ال ُكتب[‬
‫ٌ‬ ‫]م‬

‫إن الحضارات البلؼربٌة تعلمنا‪ ،‬بادئ ذي بدء أن الفرد لٌس مركز كل شًء‪ .‬وأن فضلها‬
‫األعظم ٌرجع إلى أنها تجعلنا نكتشؾ اآلخر وكل اآلخر دون فكرة مبٌته تضمر التنافس‬
‫والسٌطرة "روجٌه ؼارودي "‬
‫‪----‬‬
‫إن من شؤن ابتكار مستقبل حقٌقً‪ ،‬أنه ٌقتضً العثور مجدداًا على جمٌع أبعاد اإلنسان التً‬
‫نمت فً الحضارات والثقافات البلؼربٌة‪ .‬وبهذا الحوار بٌن الحضارات وحده ٌمكن أن ٌولد‬
‫مشروع كونً ٌتسق مع اختراع المستقبل ‪ .‬وذلك ابتؽاء أن ٌخترع الجمٌع مستقبل الجمٌع‬
‫"روجٌه ؼارودي "‬
‫‪----‬‬
‫أن الصراع المقبل سٌكون صراع حضارات‪ ،‬وتنبؤ أن القوى الصاعدة والتً ستشكل خطراًا‬
‫على الؽرب سٌكون من التحالؾ بٌن الحضارة اإلسبلمٌة والحضارة الكونفوشٌة الصٌنٌة‪ ،‬وأن‬
‫على الؽرب أن ٌستعد للنزال مع الحضارة اإلسبلمٌة ـ إذ هً حضارة معادٌة ـ ومن االستعداد‬
‫للصراع المقبل‪ ،‬تجرٌد المسلمٌن من ((عناصر )) القوة والنهضة منذ اآلن حتى إذا وقع‬
‫الصراع تكون قدرات العدو ضعٌفة وتكون تكالٌؾ المواجهة من ثم قلٌلة‪ " .‬هنتنؽتون"‬
‫‪----‬‬
‫أن الؽرب ٌطمح إلى أن ٌنصب نفسه قاضٌا ًا على جمٌع الحضارات األخرى استناداًا إلى أن‬
‫حضارته هً األفضل‪ ،‬وٌستخدم هذا المبرر للحكم على الشعوب والحضارات األخرى‪،‬‬
‫وٌنعتها بؤوصاؾ مثل " نامٌة " ومتخلفة وفقا ًا لتشابهها أو اختبلفها مع الحضارة الؽربٌة‪.‬‬
‫والؽرب برأٌه عارض طارئ وثقافته شوهاء‪ ،‬فلٌس الؽرب إال طور من أطوار الحضارة‬
‫ولٌس أحسنها وال أفضلها وال أكثرها إنسانٌة أو تقدمٌة " روجٌه ؼارودي "‬
‫‪----‬‬

‫جمع و إعداد محمود أؼٌورلً |‬ ‫‪21‬‬


‫اإلصدار الثانً‬ ‫ُقتطفات من ال ُكتب[‬
‫ٌ‬ ‫]م‬

‫إن الحوار ال ٌمكن أن ٌكون إال بٌن أطراؾ متكافبة‪ ،‬تجمعها رؼبة مشتركة فً التفاهم‪ ،‬وال‬
‫ٌكون نتٌجة ضؽط أو ترؼٌب‪ ،‬لذلك كان الحوار أعم من االختبلؾ ومن الجدل‪ ،‬وصار له‬
‫معنى حضاري بعٌداًا عن الصراع‪ ،‬إذ الحوار كلمة تتسع لكل معانً التخاطب والسإال‬
‫والجواب‬
‫‪----‬‬
‫إن الكراهٌة ٌمكن قتلها بالحب ألن اإلنسان إذا قابل مقت الحقود بعاطفة الحب‪ ،‬فإنه سٌزٌل من‬
‫صدر عدوه مقته على الفور أما إذا بادله كرها ًا بكره‪ ،‬فإنه بذلك سٌوسع هوة الخبلؾ‪ ،‬وٌوسع‬
‫ما بٌنهما من بؽض ونفور ‪-‬الفٌلسوؾ " باروخ سبٌنوزا ‪-‬‬
‫‪----‬‬
‫إن الحضارات اإلنسانٌة‪ ،‬إنما تقاس أهمٌتها بمقدار ما تضٌفه إلى البشرٌة من رإى فكرٌة‬
‫ومنجزات مادٌة وبمقدار ما تقدم لئلنسانٌة من قٌم أخبلقٌة وتقدمٌة‪ ،‬وكل ما من شؤنه أن ٌجعل‬
‫اإلنسان ٌعٌش حٌاته بوصفه كابنا ًا حضارٌا ًا‪ .‬وبهذا المعٌار العام تقاس أهمٌة الحضارات‪ ،‬ومدى‬
‫حضورها ووجودها على مسرح التارٌخ اإلنسانً ‪.‬‬
‫‪----‬‬

‫جمع و إعداد محمود أؼٌورلً |‬ ‫‪22‬‬


‫اإلصدار الثانً‬ ‫ُقتطفات من ال ُكتب[‬
‫ٌ‬ ‫]م‬

‫الكتاب الثالث‬
‫عابر سرٌر ‪ -‬احبلم مستؽانمً –‬

‫‪----------------------‬‬

‫الموت كما الحب اكثر عبثٌة من ان تاخذه محمل الجد‬

‫‪-----------------‬‬

‫البد ان ٌإذٌك احد الى حد الكتابة فنحن النكتب الجل احد بل ضده‬

‫‪----------------‬‬
‫انها الحٌاة كل ٌواجهها بما استطاع ! اقصد كل ٌتخلى عن قناعاته حٌث استطاع‬

‫‪---------------‬‬

‫جمع و إعداد محمود أؼٌورلً |‬ ‫‪23‬‬


‫اإلصدار الثانً‬ ‫ُقتطفات من ال ُكتب[‬
‫ٌ‬ ‫]م‬

‫االقوى هو الذي الٌملك شٌبا لٌخسره‬

‫‪---------------‬‬

‫الفرح كفعل مقاومة ولكن المشكلة ان الناس ال وقت لهم للحٌاة‬

‫‪-------------‬‬
‫اكبر معارضة الي دكتاتور فً العالم هً ان تقرر ان تبتهج‬

‫‪-----------------‬‬

‫انا الذي لم ٌحدث ان التفت الى الخلؾ وال عدت الى سلة المهمبلت بحثا عن شًء سبق ان‬
‫القٌته فٌه‬

‫‪------------------‬‬

‫افضل الزهد اخفاءه ‪ -‬علً بن ابً طالب ‪-‬‬

‫‪------------------‬‬

‫تلزمك خسارات كبٌرة لتدرك قٌمة ما بقً فً حوزتك لتهون علٌك الفجابع الصؽٌرة وعندها‬
‫تدرك ان السعادة اتقان فن االختزال وان تقوم بفرز ما بامكانك ان تتخلص منه وما ٌلزمك لما‬
‫بقً من سفر فً الحٌاة ووقتها تكتشؾ ان معظم االشٌاء لٌست ضرورٌة بل هً حمل ٌثقلك‬

‫‪-------------------‬‬

‫انا ارفض امتبلك شًء فكٌؾ اقبل امتبلك شخص ومطالبته بالوفاء االبدي لً بحكم ورقة‬
‫ثبوتٌة الاظننً قادر على ان اكون من رعاة الضجر الزوجً فً شراشؾ النفاق‬

‫‪--------------‬‬

‫اتدري ان اجمل شًء فً الحٌاة وفاء مؽلؾ بشهوة واالتعس هو شهوة مكفنة بالوفاء‬

‫‪-------------------‬‬

‫جمع و إعداد محمود أؼٌورلً |‬ ‫‪24‬‬


‫اإلصدار الثانً‬ ‫ُقتطفات من ال ُكتب[‬
‫ٌ‬ ‫]م‬

‫التحزن خلقت االحبلم لكً ال تتحقق‬

‫‪------------‬‬

‫الحداد على االشخاص خٌانة للحٌاة‬

‫‪-----------------‬‬

‫ان ثلث الحكمة فطنة وثلثٌها تؽافل ‪ -‬معاوٌة بن ابً سفٌان‪-‬‬

‫‪----------------‬‬

‫ان االنسا ن الٌموت اال اذا اراد ذلك حقا وان موته العضوي لٌس سوى استجابة لمصلب‬
‫نفسً ملح ‪ -‬متشٌنكوؾ‪-‬‬

‫‪--------------------‬‬
‫الموت انواع فثمة موتى نوارٌهم التراب واخرون احٌاء نطمرهم فً وحل مخازٌهم‬

‫‪--------------‬‬

‫الوطن لٌس مكانا على االرض بل انه فكرة فً الذهن‬

‫‪----------------‬‬

‫فً مجرة الحب من ٌدٌر سٌر الكواكب من ٌبعدها وٌقربها ومن ٌدبر تبلقٌها وتصادمها ومن‬
‫ٌطؾء احدها وٌضًء اخر فً سماء حٌاتنا‬

‫‪-------------‬‬

‫جمع و إعداد محمود أؼٌورلً |‬ ‫‪25‬‬


‫اإلصدار الثانً‬ ‫ُقتطفات من ال ُكتب[‬
‫ٌ‬ ‫]م‬

‫التهدر وقتك فً نصح العشاق للحب اخطاء ابدٌة واجبة التكرار‬

‫‪-------------‬‬

‫تود لو استطعت البكاء ‪ .‬ال ألنك فً بٌته‪ ،‬ال ألنكما معا‪ ،‬ال ألنها أخٌرا جاءت‪ ،‬ال ألنك تعٌس‬
‫وال لكونك سعٌدا‪ ،‬بل لجمالٌة البكاء أمام شًء فاتن لن ٌتكرر كمصادفة‬

‫‪------------‬‬

‫أألنك هنا‪ ،‬ال وطن لك وال بٌت‪ ،‬قررت أن تصبح من نزالء الرواٌة‪ ،‬ذاهبا الى الكتابة‪ ،‬كما‬
‫ٌذهب كخرون الى الرقص‪ ،‬نما ٌذهب الكثٌرون الى النساء‪ ،‬كما ٌذهب األؼبٌاء الى حتفهم؟‬
‫أتنازل الموت فً كتاب؟ أم تحتمً من الموت بقلم؟‬

‫‪----‬‬

‫فً الواقع‪ ،‬لم نكن التقٌنا بعد‪ .‬لكننً كنت أحب أن أختلق‪ ،‬مع امرأة ‪ ،‬ذكرٌات ماض لم ٌكن‪.‬‬

‫أحب كل ذاكرة ال منطق لها‪.‬‬

‫‪----‬‬

‫اإلبداع ولٌد أحاسٌس ودوافع ال شعورٌة وأنت لن تدري أبداًا‪ ،‬مهما اجتهدت‪ ،‬ماذا كان ٌعنً‬
‫مبدع بلوحة رسمها أو بقصٌدة نظمها‬

‫‪----‬‬

‫جمع و إعداد محمود أؼٌورلً |‬ ‫‪26‬‬


‫اإلصدار الثانً‬ ‫ُقتطفات من ال ُكتب[‬
‫ٌ‬ ‫]م‬

‫رؼم ذلك لم ٌكن فً األمر ما ٌؽرٌبنً‪ ،‬وال كانت لً رؼبة أن أدخل فً تحد مع الرجال الذٌن‬
‫سبقونً إلٌها‪ .‬فقد كنت على جوعً الجسدي ‪,‬رجبلًا انتقابٌا ًا فً حرمانً كما فً متعتً‪ ،‬أنا‬

‫المولع بانحسار الثوب على جسد متوهم ‪,‬ما وجدت فً جسدها المكشوؾ مكمن فتنتً‪.‬‬

‫‪----‬‬

‫أثناء هدر عمرك فً الوفاء‪ ،‬علٌك أن تتوقع أن ٌؽدر بك الجسد‪ ،‬وأنت تتنكر لك أعضاإه ‪.‬‬

‫فوفاإك لجسد آخر ما هو إال خٌانة فاضحة لجسدك‬

‫‪----‬‬

‫ت طوٌل لشتا ٍلء عاطفً‪ ،‬مقتاتٌن بدسم الذكرى‬


‫بؽروب آخر ٌوم فً خرٌؾ القلب‪ ،‬ندخل فً سبا ٍل‬

‫ومخزون األمل الذي ما فتبنا كحٌوانات القطب الشمالً نجمعه تحسبا ًا لمواسم البإس الجلٌدٌة‪.‬‬

‫ذات جلٌد‪ ..‬لن ٌسعفك اختباإك تحت الفرو السمٌك لؤلمنٌات ‪.‬‬

‫‪----‬‬

‫تدري أنك مدٌن فً الماضً للحب وحده بإنجازاتك الفحولٌة الخارقة‪ ،‬لكن زمن العشق ولى‪.‬‬

‫خٌباتك السابقة علمتك االحتراس من حب ٌإسس نفسه على كلمة " إلى األبد "‪ .‬حب بعد آخر‪،‬‬
‫مات وهمك بحب حد الموت‪ ،‬حب حتى الموت‬

‫‪----‬‬

‫جمع و إعداد محمود أؼٌورلً |‬ ‫‪27‬‬


‫اإلصدار الثانً‬ ‫ُقتطفات من ال ُكتب[‬
‫ٌ‬ ‫]م‬

‫أنا الذي لم أتقبل فكرة أن ٌكون أحد قد سبقنً إلٌها‪ .‬كٌؾ لً أن أطمبن إلى امرأة تزرع‬

‫داخلً مع كل كلمة حقوالًا من الشك ‪.‬‬

‫‪----‬‬

‫علٌك فً مساء الحٌاة أن تخلع هم العمر كما تخلع بدلة‬


‫نهارك أو تخلع ذراعك أو أعضاءك اإلصطناعٌة‪ ،‬أن تعلق خوفك على المشجب‪ ،‬وأن تقلع عن‬

‫األحبلم‪ .‬كل الذٌن أحببتهم ماتوا بقصاص أحبلمهم !‬

‫‪----‬‬

‫الناس تحسدك دابما ًا على شًء ال ٌستحق الحسد‪ ،‬ألن متاعهم هو سقط‬
‫متاعك‪ .‬حتى على الؽربة ٌحسدونك ‪,‬كؤنما التشرد مكسب وعلٌك أن تدفع ضرٌبته نقداًا وحقداًا‬

‫‪----‬‬

‫الحرب استثمار جٌد‪ ،‬كٌؾ ال ٌثرون لو لم ٌكن لهم مدخول من الجثث ومصلحة فً إبقاء‬
‫اآلخرٌن مشؽولٌن عنهم بمواراة موتاهم ‪.‬فعندما ال تدور كلة الموت بؤمرهم كانت تدور‬

‫لصالحهم ‪ .‬فمن بربك األكثر إرهابا ًا واألكثر تدمٌراًا لهذا الوطن‪ ..‬الحكومة أم اإلرهابٌون!‬

‫‪----‬‬

‫الفاجعة‪ ..‬أن تتخلى األشٌاء عنك‪ ،‬ألنك لم تمتلك شجاعة التخلً عنها‪ .‬علٌك أال تتفادى‬

‫خساراتك ‪.‬فؤنت ال تؽتنً بؤشٌاء ما لم تفقد أخرى‪ .‬إنه فن تقدٌر الخسابر التً ال بد منها‪.‬‬

‫‪----‬‬

‫جمع و إعداد محمود أؼٌورلً |‬ ‫‪28‬‬


‫اإلصدار الثانً‬ ‫ُقتطفات من ال ُكتب[‬
‫ٌ‬ ‫]م‬

‫ال تصدق أن العذاب ٌجعلك أقوى وأجمل‪ ،‬وحده النسٌان ٌستطٌع‬


‫ذلك‪ .‬علٌك أن تلقً على الذاكرة تحٌة حذرة‪ ،‬فكل عذاباتك تؤتً من التفاتك إلى نفسك‬

‫‪----‬‬

‫كنت تزوجت امرأة لتقوم باألشؽال المنزلٌة داخلً‪ ،‬لتكنس ما خلّفت النساء األخرٌات من‬
‫دمار فً حٌاتً ‪,‬مستنجداًا بالزواج الوقابً عساه ٌضع متارٌس تجنبنً انزالقات الحٌاة‪ ،‬وإذ‬

‫فً ذلك الزواج اؼتٌال للحٌاة ‪.‬‬

‫‪----‬‬

‫ثمة من ٌنال منك‪ ،‬بدون أن ٌقصد إٌذاءك‪ ،‬إنما باستحواذه علٌك حد اإلٌذاء ‪.‬ثمة من ٌربط‬
‫سعادته بحقه فً أن ٌجعلك تعٌساًا‪ ،‬بحكم أنه شرٌك لحٌاتك‪ ،‬تشعر أن الحٌاة معه أصبحت موتا ًا‬

‫لك‪ ،‬وال بد من المواجهة ؼٌر الجمٌلة مع شخص لم ٌإذك‪ ،‬لم ٌخنك ‪,‬ولكنه ٌؽتالك ببطا‬

‫‪----‬‬

‫أحٌانا ترٌد أن تستقٌل من دور الزوج الصالح والسعٌد الذي مثلته لسنوات‪ ،‬تفادٌا ًا منك‬
‫للشجارات‬
‫والخبلفات ‪ .‬ترٌد أن تتنازل عن أوسكار التمثٌل الذي كان ٌمكن أن تحصل علٌه فً البطولة‬
‫الرجالٌة فً فٌلم " الحٌاة الزوجٌة"‪ .‬ال لقلة حٌلتك‪ ،‬فؤنت ما زلت قادراًا على مزٌد من‬
‫األكاذٌب التً تبتلعها امرأة دون جهد‪ .‬ولكنك متعب‪ ،‬والحٌاة أقصر من أن تقضٌها فً حٌاكة‬

‫األكاذٌب‪ ،‬والرعب الٌومً الذي تعٌشه أكبر من أن تزٌد علٌه الخوؾ من زوجتك‪.‬‬

‫‪----‬‬

‫جمع و إعداد محمود أؼٌورلً |‬ ‫‪29‬‬


‫اإلصدار الثانً‬ ‫ُقتطفات من ال ُكتب[‬
‫ٌ‬ ‫]م‬

‫اعتدنا أن تكون كل األشٌاء الجمٌلة فً حٌاتنا مرفقة‬

‫باإلحساس بالخوؾ أو اإلحساس بالذنب‪.‬‬

‫‪----‬‬
‫عندما نراجع حٌاتنا نجد أن أجمل ما حدث لنا كان مصادفة‪ ،‬وأن الخٌبات الكبرى تؤتً دوما ًا‬

‫على سجاد فاخر فرشناه الستقبال السعادة‬

‫‪----‬‬

‫نحن من تسلَّق جبال الوهم‪ ،‬وحمل أحبلمه ‪ ..‬شعاراته‪ ..‬مشارٌعه‪ ..‬كتاباته‪ ..‬لوحاته‪ ،‬وصعد‬
‫بها الهثا ًا حتى القمة‪ .‬كٌؾ تدحرجنا بحمولتنا جٌبلًا بعد كخر نحو منحدرات الهزابم؟‬
‫من ٌرفع كل الذي وقع منا فً السفح؟‬

‫‪----‬‬
‫أنا نادم ألنً ارتكبت ك ّل تلك البطوالت فً ّ‬
‫حق نفسً‪.‬‬

‫‪----‬‬

‫فً سعٌنا إلى حبٍّب جدٌد‪ ،‬دوما ًا نتعثر بجثمان من أحببنا‪ ،‬بمن قتلناهم حتى نستطٌع مواصلة‬
‫الطرٌق نحو ؼٌرهم‪ ،‬لكؤننا نحتاج جثمانهم جسراًا‪ .‬ولذا فً ك ّل عثراتنا العاطفٌة‪ ،‬نقع فً‬
‫بخدوش تنكؤ ُ جراح ارتطامنا‬
‫ٍل‬ ‫المكان نفسه‪ ،‬على الصخرة نفسها‪ ،‬وتنهض أجسادنا مثخن ٍلة‬

‫بالحب األول‪ .‬فبل تهدر وقتك فً نصح العشاق‪ ،‬للحبّ أخطاء أبدٌة واجبة التكرار!‬

‫‪----‬‬

‫جمع و إعداد محمود أؼٌورلً |‬ ‫‪30‬‬


‫اإلصدار الثانً‬ ‫ُقتطفات من ال ُكتب[‬
‫ٌ‬ ‫]م‬

‫الكتاب الرابع‬
‫جحا العربً ‪ -‬محمد رجب النجار–‬

‫‪-----------‬‬

‫النوادر هً البلسم الشافً ‪-‬فً مؤساة الحٌاة ‪-‬‬

‫الذي ٌؽرس فً أعماق نفوسنا أروع البسمات فبل ٌتزلزل المرء عند مواجهة‬
‫المواقؾ الصعبة أو الحرجة أو أمام أعقد األمور وأخطر المشكبلت ‪ ,‬فتتبدد‬
‫حٌنبذ الرهبة التً ٌحسها وهو ٌتصارع معها ‪ ,‬األمر الذي ٌعٌد إلٌه التوازن‬
‫النفسً ومن ثم التوازن العقلً فٌكون بمقدوره أن ٌتخذ الموقؾ الصحٌح‬

‫حٌالها ‪ ,‬دون أن تقضً علٌه مهما كانت‪.‬‬

‫‪------‬‬

‫جمع و إعداد محمود أؼٌورلً |‬ ‫‪31‬‬


‫اإلصدار الثانً‬ ‫ُقتطفات من ال ُكتب[‬
‫ٌ‬ ‫]م‬

‫»معنى الحمق هو الؽلط فً الوسٌلة والطرٌق إلى المطلوب مع صحة‬

‫المقصود‪ .‬بخبلؾ الجنون فانه عبارة عن الخلل فً الوسٌلة والمقصود جمٌعا ‪.‬‬

‫فاألحمق مقصودة صحٌح ‪ ,‬ولكن سلوكه الطرٌق فاسد‬

‫‪-----‬‬
‫أن جحا شخصٌة ذات واقع تارٌخً ‪ ,‬وان اختلفت اآلراء بعد ذلك حول ما اشتهر به صاحبها‬
‫من ذكاء أو ؼباء‪ ...‬ولم ٌستطع القدماء ‪-‬من الناحٌة التارٌخٌة ‪-‬القطع برأي حاسم فً هذا الصدد‬
‫‪-------‬‬

‫إن جحا كان ذا حس فكاهً مشهود‪ .‬مإمنا بفلسفة الضحك ودوره فً‬
‫التؽلب على صعاب الحٌاة ‪ ,‬موهوبا ٌجٌد قول الفكاهة بكل ألوانها المختلفة‬

‫قادرا على السخرٌة حتى من نفسه‪ ..‬وانه حاضر البدٌهة ‪ ,‬سرٌع الخاطر‪,‬‬

‫حسن التخلص من المآزق‪.‬‬

‫‪---------‬‬

‫اآلداب الشعبٌة ال تنشؤ وال تزدهر وال تعٌش إال فً ظل قدرتها على تحقٌق ما أنٌط بها من‬
‫وظابؾ حٌوٌة وعملٌة فً حٌاة الشعوب‬
‫‪---------‬‬

‫جمع و إعداد محمود أؼٌورلً |‬ ‫‪32‬‬


‫اإلصدار الثانً‬ ‫ُقتطفات من ال ُكتب[‬
‫ٌ‬ ‫]م‬

‫فإذا نحن تؤملنا الحٌاة بوصفها صنوفا شتى من المدركات واألحوال المعٌشٌة ‪ ,‬فإننا نبلحظ أن‬
‫هذه المدركات واألحوال تنتهً إلى ما نسمٌه بالتجربة‪ .‬وعلى الرؼم من أن هذه التجارب‬
‫ٌتكرر حدوثها كل ٌوم فإنها تظل وحدات متنوعة ‪ ,‬وتظل كل تجربة تدرك‬
‫فً كل مرة فً حد ذاتها ‪ ,‬كما أن قٌمتها تعٌش فٌها وحدها ‪ ,‬فإذا حاولنا أن‬

‫نخضع هذه التجارب ألحكام عامة ثابتة ‪ ,‬فإننا ال نستطٌع أن نفعل ذلك‪.‬‬

‫ذلك أن تجاربنا فً الحٌاة قد تتفق فً نتابجها ‪ ,‬وقد ٌتناقض بعض هذه‬


‫النتابج مع بعضها اآلخر تماما ‪ ,‬وقد تعبر هذه التجارب عن النظام الكامل‬
‫فً حٌاتنا ‪ ,‬وقد تعبر عن أحوال عالمنا الذي تسٌر فٌه األمور على ؼٌر‬
‫هدى‬

‫‪---------------‬‬

‫والواقع أن عصور الظلم الطوٌلة قد أجبرت الشعب المصري على أن‬


‫ٌنتقل من التصرٌح إلى التلمٌح لتحقٌق نوع من السلوك السٌاسً واالجتماعً‬
‫المتوازن بٌن ما هو كابن وما ٌنبؽً أن ٌكون‪ ...‬بٌن الرؼبة واإلرادة‪ .‬بٌن‬

‫األمل والواقع‪.‬‬

‫ولذلك كانت الضرورة اكثر إلحاحا إلبراز النموذج الجحوي ‪ ,‬وصادفت‬


‫نوادر الرمز التركً » نصر الدٌن خوجة « التً جاءت مع الؽزو العثمانً إلى‬
‫مصر هوى فً نفوس المصري ‪ ,‬فتلقؾ المصرٌون هذه النوادر »لٌضٌفوا‬
‫بذلك رصٌدا أو تراثا إلى نموذجهم العربً السابق‬
‫‪-----------‬‬

‫جمع و إعداد محمود أؼٌورلً |‬ ‫‪33‬‬


‫اإلصدار الثانً‬ ‫ُقتطفات من ال ُكتب[‬
‫ٌ‬ ‫]م‬

‫لم ٌكن جحا مخبوال أو ناقص العقل ‪ ,‬ولكنه كان ٌتناول األمور من‬
‫اقرب الزواٌا إلى الحق والواقع ‪ ,‬فٌبدو مناقضا لصنٌع اآلخرٌن الذٌن ال‬
‫ٌتصورون الحق قرٌبا و ?دون أبصارهم وبصابرهم إلى بعٌد ‪ ,‬كما انه كان‬
‫صرٌحا ؼاٌة الصراحة فً التعبٌر عن نفسه ‪ ,‬ال ٌشؽل باله بؤن اإلطار‬
‫االجتماعً كثٌرا ما ٌفرض على الناس أن ٌسكتوا أو ٌرمزوا ‪ ,‬وهذه الصفة‬
‫تنطبق على أمثاله ‪ ,‬فهو ٌستسلم دابما لرؼباته فً لحظاتها ‪ ,‬وهذه الفلسفة‬

‫الخاصة به تجعله دابما برٌبا من الخوؾ والكبت وتبرزه أقوى من ؼٌره‪,‬‬

‫ولعلها هً التً جعلت شخصٌته اقرب ما تكون إلى من ٌسقط عنه التكلٌؾ‬
‫االجتماعً‬

‫‪--------‬‬

‫إن الواجب ٌقتضٌنا أن نعرؾ كٌؾ نستفٌد من تراثنا الشعبً بعامة‪,‬‬

‫والحكاٌات الشعبٌة بخاصة‪ ..‬وال سٌما المرحة وتقدمها للناشبة وبخاصة‬


‫فً مجال برامج األطفال فً اإلذاعة السمعٌة والمربٌة دون أن نتعلل فً‬
‫النهاٌة بندرة النص أو الموضوع الجٌد الذي ٌكتب لؤلطفال‬
‫‪----------‬‬

‫جمع و إعداد محمود أؼٌورلً |‬ ‫‪34‬‬


‫اإلصدار الثانً‬ ‫ُقتطفات من ال ُكتب[‬
‫ٌ‬ ‫]م‬

‫تحامق مع الحمقى إذا ما لقٌتهم‬


‫والقهم بالنوك فعل أخً الجهل‬
‫وخلط إذا القٌت ٌوما مخلطا‬
‫ٌخلط فً قول صحٌح وفً هزل‬

‫فإنً رأٌت ا‪ -‬رء ٌشقى بعقله‬

‫كما كان قبل الٌوم ٌسعد بالعقل‬

‫‪--------------‬‬

‫فقد اكتشفت بعبقرٌته"جحا" ‪-‬أو بعبقرٌة الشعب العربً ‪-‬أن المؤساة ممكن أن تتحول إلى‬
‫ملهاة ‪ ,‬فان موقؾ اإلنسان من أعباء الحٌاة لٌس هو الذي ٌحده الفرق بٌن‬
‫البكاء والضحك ‪ ,‬ولكن الزاوٌة النفسٌة هً التً تحدد هذا الفرق ‪ ,‬فاندماج‬
‫اإلنسان فً الموقؾ ٌضنٌه وخروجه منه ‪ ,‬وفرجته علٌه ٌسري عنه ‪ ,‬وقد‬
‫ٌضحكه ‪ ,‬وهكذا استطاع جحا أن ٌكابد الحٌاة ‪ ,‬وٌضطرب فٌها ‪ ,‬وان ٌخلق‬
‫من نفسه شخصا آخر بعٌدا عن األول ‪ٌ ,‬تفرج علٌه وٌسخر منه‪ .‬وهكذا‬
‫تحولت المآسً عنده إلى طرابؾ وملح تخفؾ عنه ‪ ,‬وتسرى من أفراد الشعب‬
‫العربً كله تؤسٌا به‬

‫‪-----------‬‬

‫جمع و إعداد محمود أؼٌورلً |‬ ‫‪35‬‬


‫اإلصدار الثانً‬ ‫ُقتطفات من ال ُكتب[‬
‫ٌ‬ ‫]م‬

‫ال نستطٌع أن ننكر أن ما تعرض له المصري ‪-‬طوال تارٌخه‪-‬‬

‫من خوؾ وكبت وحرمان ‪ ,‬وتكرار فشل قد عاقه فً النهاٌة عن تحقٌق‬


‫شخصٌته تحقٌقا إٌجابٌا ‪ ,‬فضبل عن الوقوؾ من الحٌاة ذاتها موقؾ المتفرج‬

‫علٌها والمتندر بها ‪ ,‬والساخر منها ‪ -‬لٌس ذلك فحسب بل دفعته األحداث كذلك ‪-‬وهو الشعب‬
‫العرٌق فً التارٌخ‪ ,‬والشعب المعلم للحضارة ‪-‬إلى شعور عمٌق بالحزن لدرجة أضحى معها‬
‫الحزن سمة أصٌلة من سمات الشخصٌة العربٌة عامة والمصرٌة خاصة‬

‫‪---------‬‬

‫إن الضحك استجابة لؤللم ال للسرور ‪ ,‬الن مفتاحه هو المواقؾ التً تسبب‬

‫لنا الضٌق أو الكرب أو األلم إن لم نضحك "مكدوجل "‬

‫‪--------‬‬

‫ولو لم تبق لنا ضحكاتنا لشنق الناس أنفسهم "فولتٌر"‬

‫‪--------‬‬

‫وال شك فً أن النادرة كانت ‪-‬وال تزال ‪-‬أداة للتسلٌة والتسرٌة عن الناس‬


‫سواء زحمتهم هموم الحٌاة وكربات العٌش ‪ ,‬أو ضٌقت علٌهم حدود األحكام‬
‫وسدود القوانٌن وقد تجرى النوادر وتصنع ‪ ,‬وتطلب ‪ ,‬حبا لها من ؼٌر ضٌق‬
‫بشًء ‪ ,‬بل رؼبة فً الجانب المشرق الحاسم فً مسرح الحٌاة ‪ ,‬باعتبارها‬
‫رواٌة هزلٌة كبٌرة كما ٌقولون‬

‫‪--------‬‬

‫جمع و إعداد محمود أؼٌورلً |‬ ‫‪36‬‬


‫اإلصدار الثانً‬ ‫ُقتطفات من ال ُكتب[‬
‫ٌ‬ ‫]م‬

‫والبلمباالة أو عدم االكتراث ‪-‬كما ٌقول برجسون ‪ -‬الوسط الطبٌعً‬

‫للفكاهة والتندر والسخر والتهكم ‪ .‬وتبدأ البلمباالة عادة من فتور الحماس ‪,‬‬

‫و شٌع اإلحساس بؤن أي شًء ٌساوى كل شًء ‪ ,‬أو ال شًء على‬


‫اإلطبلق أو وفقا للتعبٌر الشعبً الشابع »كله محصل بعضه » « وكله عند‬
‫العرب صابون « وكما نسب الناس إلى سعد زؼلول قوله »مفٌش فاٌده « كما‬

‫ٌتردد فً أمثالنا وتعبٌراتنا الشعبٌة‪.‬‬

‫‪--------‬‬

‫على كل حال‪ ...‬ما من شك فً أن الفكاهة تلعب دورا هاما فً حٌاة‬


‫الناس (بإنكارها الواقع واستبعاد األلم) وان اإلنسان قد زود بإمكانٌات‬
‫هابلة للتهرب من فرد األلم ‪ ,‬من السكر إلى الوجد الصوفً إلى األمراض‬
‫العصبٌة إلى الضحك ‪ ...‬الخ‪ .‬فان الفكاهة تحرر اإلنسان من هذا األلم‬
‫المفرط وتعٌد إلٌه صحته وتوازنه النفسً ولو مإقتا ‪ ,‬فبل شك أن الفكاهة‬
‫الساخرة ‪-‬التً ٌزخر بها األدب المصري عامة والشعبً خاصة من مستبدٌه‬
‫ومستؽلٌه ‪ ,‬كانت تحفظ له هذه الصحة النفسٌة أو »التوازن النفسً ‪ «,‬وهذه‬
‫الشخصٌة السوٌة التً تتؤلم أفظع األلم ‪-‬خبلل فترات االنتقال وما أكثرها‬
‫وما تحفل به متناقضات وقلق وحصر نفسً ‪ ,‬ولكنها ال ترفض رؼبتها فً‬
‫رفض هذا األلم ‪ ,‬وتعترض علٌه بالنكتة وفضحه باللسان ‪ ,‬حتى ؼدا ذلك أسلوبا‬

‫?للشخصٌة المصرٌة »أسقطه « على نموذج جحوي وبؤسلوب جحوي‪.‬‬

‫‪---------‬‬

‫جمع و إعداد محمود أؼٌورلً |‬ ‫‪37‬‬


‫اإلصدار الثانً‬ ‫ُقتطفات من ال ُكتب[‬
‫ٌ‬ ‫]م‬

‫فالتهكم االجتماعً ٌحقق ؼاٌتٌن‪ :‬أوالهما ‪ ,‬أن المجتمع‬


‫قلما برأ من عٌوب ٌضٌق بها كثٌر من الناس ‪ ,‬وهم ال ٌستطٌعون أن‬
‫ٌحبسوا ضٌقهم بٌن جوانحهم ‪ ,‬وال ٌستطٌعون فً الوقت نفسه أن ٌقاوموا‬
‫هذه العٌوب مقاومة مادٌة ألنها لٌست عدوانا علٌهم ‪ ,‬ولٌست جرابم ٌعاقب‬

‫علٌها القانون ‪ ,‬أو هً جرابم من القانون عاجز عن القضاء علٌها ‪ ,‬لخفابها‪,‬‬

‫أو لنفوذ أصحابها ‪ ,‬أو لعارض آخر ‪ ,‬وفً هذه الحالة ال مندوحة للساخطٌن‬

‫من أن ٌسروا عن أنفسهم بالفكاهة والتهكم والضحك ‪.‬‬

‫أما الؽاٌة األخرى فهً أن العٌوب االجتماعٌة نوع من التصلب والجمود‬


‫والتخلؾ عن مجاراة المجتمع ومساٌرة المثل األعلى ‪ ,‬وال سبٌل أجدى من‬
‫الفكاهة والتهكم فً تقوٌم اعوجاجهم ‪ ,‬وعبلج أمراضهم ‪ ,‬حملهم على المرونة‬
‫فً نفسٌاتهم وطباعهم وأخبلقهم وأعمالهم ‪ ,‬وؼنً عن البٌان أن التهكم‬
‫االجتماعً محتاج إلى بصٌرة بؤحوال المجتمع ‪ ,‬ومبلحظة دقٌقةلما فٌه من‬
‫عٌوب ‪ ,‬وخٌال مسعؾ للموازنة بٌن الواقع ‪ ,‬وما ٌجب أن ٌكون ‪ ...‬وهذا‬
‫التهكم ٌشبه الهجاء بعض الشًء ‪ ,‬لكنه ٌخالفه أكثر مما ٌشبههه ‪ ,‬ألن الهجاء‬
‫صدى للحنق والموجدة ‪ ,‬ولكن التهكم صدى للنقد ‪ ,‬والن هدؾ الهجاء الهدم‬
‫والتجرٌح وال شًء ؼٌرهما‪ ...‬ولكن هدؾ التهكم اإلصبلح واإلكمال ولٌس‬
‫وراءه هدؾ ؼٌرهما‬
‫‪-----------‬‬

‫جمع و إعداد محمود أؼٌورلً |‬ ‫‪38‬‬


‫اإلصدار الثانً‬ ‫ُقتطفات من ال ُكتب[‬
‫ٌ‬ ‫]م‬

‫قال "جحا " إذا قدر هللا علٌك أن تكون من أصحاب السلطان فاحرص على أال‬
‫ترى وال تسمع وال تفهم وال تحس وال تحكم ‪ ,‬وعلٌك دابما أن تكون فً‬
‫مرضاة هذا السلطان بالحق والباطل ‪-‬فإذا رأٌته راكبا كلبا فقل له‪ :‬ما أجمل‬

‫هذا األسد‪ :‬وإذا سمعته ٌقول سخفا فقل له‪ :‬ما أروع هذه اآلٌات المحكمات ‪:‬‬
‫وإذا وجدته ٌرتكب الطٌش والهوس فقل‪ :‬أنه العدل الذي ٌزن األمور‬
‫بالقسطاس‪ ...‬واعلم أن شجرة النفاق ‪ ,‬إ نما زرعت أول ما زرعت فً ساحة‬
‫الملوك والسبلطٌن ‪ ...‬ولٌس أصحاب السلطان وأهل بطانته إال فروع تلك‬
‫الشجرة‪ .‬وإ نما ٌنال الواحد منهم من الحظوة والرضا على قدر ما ٌبذل من‬
‫نفاق ‪ ,‬وٌقدم من ملق ‪ ,‬هذه حقٌقة أعرفها ‪-‬وأفهمها ‪ ,‬ولكن مصٌبتً أنً‬
‫كثٌرا ما أنسى‬

‫‪------‬‬

‫سؤله تٌمور ٌوما قاببل‪ :‬هل تعلم ٌا جحا أن خلفاء بنً العباس كان لكل‬
‫منهم لقب اختص به ‪ ,‬فمنهم الموفق باهلل‪ :‬والمتوكل على هللا ‪ ,‬والمعتصم‬
‫باهلل ‪ ,‬والواثق باهلل ‪ ,‬وما شابه ذلك ‪ ,‬فلو كنت أنا واحدا منهم فماذا كان‬
‫ٌجب أن أختار من األلقاب فؤجابه جحا على الفور‪ٌ :‬ا صاحب الجبللة ال‬
‫شك بؤنك كنت تدعى بلقب »العٌاذ باهلل‬

‫‪--------‬‬

‫جمع و إعداد محمود أؼٌورلً |‬ ‫‪39‬‬


‫اإلصدار الثانً‬ ‫ُقتطفات من ال ُكتب[‬
‫ٌ‬ ‫]م‬

‫كان جحا مارا فً السوق فجاء رجل من خلفه وصفعه صفعة شدٌدة‬
‫فالتفت إلٌه وقال‪ :‬ما هذا‪ ?..‬فاعتذر له الصافع بقوله‪ :‬عفوا ٌا جحا‬
‫ظننتك أحد أصحابً الذٌن ال تكلٌؾ بٌنً وبٌنهم ‪ ,‬فلم ٌتركه جحا ورفع‬
‫األمر للقاضً وكان الرجل من أصدقاء القاضً ‪ .‬فلما رآه مع جحا وسمع‬
‫دعواهما حكم لجحا أن ٌصفعه‪ .‬فلم ٌرض جحا بذلك‪ .‬فقال القاضً ما‬
‫دمت ؼٌر راض عن هذا الحكم فإننً أحكم بؤن ٌدفع لك عشرة دراهم‬
‫جزاء نقدٌا وقال للرجل ‪ :‬اذهب واحضر الدراهم لٌؤخذها جحا ‪ .‬وهكذا‬
‫أفسح القاضً المجال لفرار الرجل ‪ .‬فانتظر جحا عدة ساعات على ؼٌر‬
‫فابدة‪ .‬وأدرك عند ذلك أن القاضً خدعه وصرؾ الرجل ‪ ,‬فنظر جحا إلى‬
‫القاضً فرآه ؼابصا فً أشؽاله ‪ ,‬فتقدم حتى قاربه وصفعه صفعة قوٌة‬
‫وقال‪ :‬أٌها القاضً أنا مشؽول ‪ ,‬ولٌس عندي وقت لبلنتظار ‪ ,‬فؤرجوك أن‬
‫تؤخذ الدراهم متى جاء الرجل ألنً مستعجل‬

‫‪--------‬‬

‫ذهب جحا لٌستحم فً النهر فنزل وترك مبلبسه على الشاطا فسرقها‬
‫اللصوص ‪ ,‬فعاد إلى منزله عرٌانا ‪ ,‬وبعد أٌام ذهب إلى النهر ونزل فٌه‬
‫م البسه فرآه أصحابه فقالوا له‪ :‬ما هذا ٌا جحا? فقال‪ :‬الن تبتل ثٌابً‬
‫علً خٌر من أن تكون جافة على ؼٌري‬

‫‪-------‬‬

‫جمع و إعداد محمود أؼٌورلً |‬ ‫‪40‬‬


‫اإلصدار الثانً‬ ‫ُقتطفات من ال ُكتب[‬
‫ٌ‬ ‫]م‬

‫وقع أحد الناس مؽشٌا علٌه‪ :‬فظن أهله انه مات فؽسلوه وكفنوه‬

‫وحملوه على النعش وساروا به ‪ ,‬وفً الطرٌق تنبه الرجل ‪ ,‬فقعد فً النعش‪,‬‬

‫وصاح‪ :‬أنا حً لم أمت خلصنً ٌا جحا ‪ ,‬فقال جحا‪ :‬عجبا أأصدقك وأكذب‬

‫كل هإالء المشٌعٌن ?‪..‬‬

‫‪--------‬‬

‫قال أحد الفضولٌٌن لجحا‪ :‬إنً رأٌت شخصٌن فً الطرٌق ٌحمبلن‬


‫دجاجة مطبوخة فً طبق كبٌر ‪ ,‬فقال جحا‪ :‬وما الذي ٌهمنً أنا? فقال‬

‫الفضولً‪ :‬انهما ذاهبان بها إلٌك ‪ ,‬فقال جحا‪ :‬وما الذي ٌهمك أنت ?‬

‫‪-------‬‬

‫جاءه أحد أصدقابه ‪ ,‬وقال له‪ :‬كنت قد وعدتنً أن تقرضنً بعض‬


‫النقود ‪ ,‬فهٌا أقرضنً? فقال له جحا‪ :‬أنا ال أقرض دراهم ألحد ‪ ,‬ولكنً‬
‫أعطٌك ٌا صدٌقً ما تشاء من وعود‬

‫‪-----‬‬

‫ضاع حماره فحلؾ أنه إذا وجده ٌبٌعه بدٌنار ‪ ,‬فلما وجده جاء بقط‬
‫وربطه بحبل وربط الحبل فً رقبة الحمار ‪ ,‬وأخرجهما إلى السوق وكان‬
‫ٌنادي‪ :‬من ٌشتري حمارا بدٌنار وقطا بعشرة دنانٌر‪ ?..‬ولكنً ال أبٌعهما إال‬

‫معا!‬

‫‪------‬‬

‫جمع و إعداد محمود أؼٌورلً |‬ ‫‪41‬‬


‫اإلصدار الثانً‬ ‫ُقتطفات من ال ُكتب[‬
‫ٌ‬ ‫]م‬

‫ادعى أنه ولً من أولٌاء هللا فقالوا له ما كرامتك فؤجاب إنً أعرؾ‬
‫ما فً قلوبكم ‪ ,‬قالوا‪ :‬قل ‪ ,‬فقال‪ :‬إن فً قلوبكم كلكم أنً كذاب ‪ ,‬قالوا‬

‫صدقت!‬

‫‪--------‬‬
‫ادعى الوالٌة فقالوا له‪ :‬ما كرامتك‪ ?..‬قال‪ :‬إنً آمر كل شجرة فتجًء‬
‫لً وتطٌعنً ‪ ,‬فقالوا له‪ :‬قل لهذه النخلة أن تجًء إلٌك فقال‪ :‬تعال أٌتها‬
‫النخلة فلم تجًء فكرر ذلك ثبلث مرات ثم قام ومشى فقالوا له‪ :‬إلى أٌن ٌا‬
‫جحا‪ ? ..‬قال إن األنبٌاء واألولٌاء لٌس عندهم كبر وال ؼرور فان لم تجًء‬
‫النخلة إلً فؤنا أذهب إلٌها‬

‫‪--------‬‬

‫قٌل لجحا‪ :‬إذا طلب منك شخص شٌبا فلماذا ال تعطٌه إٌاه إال فً‬

‫الٌوم التالً? فؤجابهم جحا‪ :‬أفعل ذلك لٌعرؾ قدر ما أعطٌه‪.‬‬

‫‪----------‬‬

‫أخذ جحا من جاره » حلة « كبٌرة ‪ ,‬وطبخ فٌها ‪ ,‬ثم وضع داخلها »حلة « صؽٌرة‬
‫وأعطاه إٌاها ‪ ,‬فقال له‪ :‬ما هذا ٌا جحا‪ ?..‬قال‪ :‬هً بنت »حلتك « ولدتها‬
‫عندي ‪ ,‬ثم طلبها مرة ثانٌة وخبؤها فقال له جاره‪ :‬أٌن »الحلة « قال‪ :‬ماتت‬
‫وهً تلد فقال له‪ :‬هل تموت »الحلة « فقال جحا‪ :‬وهل تلد »الحلة «? الذي‬

‫ٌؤخذ المكسب ٌتحمل الخسارة ٌا صدٌقً!‬

‫‪---------‬‬
‫جمع و إعداد محمود أؼٌورلً |‬ ‫‪42‬‬
‫اإلصدار الثانً‬ ‫ُقتطفات من ال ُكتب[‬
‫ٌ‬ ‫]م‬

‫قٌل لجحا ٌوما ‪ :‬إن امرأتك تدور كثٌرا ‪ ,‬فقال‪ :‬لو كان ذلك صحٌحا‬

‫لحضرت إلى بٌتنا!!‬

‫‪-------‬‬

‫قٌل لجحا إن امرأتك قد أضاعت عقلها ‪ ,‬ففكر قلٌبل ثم قال‪ :‬أنا أعلم‬
‫أنه ال عقل لها ‪ ,‬فدعنً أتذكر ‪ٌ ,‬ا ترى ما الذي أضاعته‬

‫‪--------‬‬

‫جلس جحا مع زوجته لٌتعشى ‪ ,‬وكان من بٌن األكل حساء ساخن جدا‪.‬‬

‫فشربت زوجته قلٌبل منه ‪ ,‬فؤحرق فمها ‪ ,‬ودمعت عٌناها‪ .‬فسؤلها جحا عن‬
‫سبب ذلك ‪ .‬فقالت له‪ :‬تذكرت المرحومة أمً فبكٌت ‪ ,‬فتناول جحا قلٌبل من‬
‫الحساء ‪ ,‬فؤحرق فمه ‪ ,‬وأدمعت عٌناه‪ .‬فسؤلته زوجته‪ :‬وأنتلماذا تدمع عٌناك‬

‫اآلن‪ :‬أبكً على المرحومة أمك التً ولدت لبٌمة مثلك ‪ ,‬وتركتها لشقابً‪.‬‬

‫‪------‬‬

‫كان لجحا زوجتان‪ :‬فؤهدى كل زوجة منهما عقدا ‪-‬على انفراد‪-‬وأمرها إال‬
‫تخبر ضرتها ‪ ,‬وفً ٌوم اجتمعتا علٌه وقالتا فً إلحاح‪ :‬من هً التً تحبها‬
‫أكثر من األخرى ? فقال‪ :‬التً أهدٌتها العقد هً أحب إلً ‪ ,‬فسرت كل‬
‫منهما واعتقدت أنها هً المحبوبة‬

‫‪------‬‬

‫جمع و إعداد محمود أؼٌورلً |‬ ‫‪43‬‬


‫اإلصدار الثانً‬ ‫ُقتطفات من ال ُكتب[‬
‫ٌ‬ ‫]م‬

‫كان لجحا امرأتان ‪ ,‬وفً ٌوم جاءتا إلٌه ‪ ,‬و قالت إحداهما ‪ :‬أتحبنً أنا‬
‫أكثر أم تلك ? وقالت الثانٌة مثل ذلك ‪ ,‬وتعلقا به ‪ ,‬فحار بٌنهما جحا ‪ ,‬وأجاب‬
‫بؤجوبة مبهمة كقوله‪ :‬أحبكما سواء ‪ ,‬ولكنهما لم تقتنعا ‪ ,‬وضاٌقتاه ‪ ,‬حتى أن‬
‫الصؽرى منهما قالت له‪ :‬لو ؼرقنا ونحن نسبح فً بحٌرة ‪ ,‬وكنت على البر‬

‫فؤٌة واحدة تنقذ منا أوال‪ ?..‬فاضطرب جحا ‪-‬حاسبا هذا القول حقٌقٌا‪-‬‬

‫فضاع صوابه ثم التفت إلى امرأته القد ?ة ‪ ,‬وقال لها أظنك تعرفٌن السباحة‬

‫قلٌبل‪ .‬ألٌس كذلك ٌا عزٌزتً‪?.‬‬

‫‪---------‬‬

‫قال جحا ‪ :‬لعن هللا من تزوج قبلً ‪ ,‬ومن تزوج بعدي ‪-‬فسؤلوه‬
‫عن السبب قال‪ :‬الن من تزوج قبلً لم ٌنصحنً ‪ ,‬ومن تزوج بعدي لم‬

‫ٌستشرنً‪.‬‬

‫‪------‬‬

‫مرت بجحا ‪ٌ-‬وما ‪-‬جنازة ومعه ابنه ‪ ,‬وفً الجنازة امرأة تبكً وتقول‬
‫مخاطبة زوجها المٌت‪ :‬اآلن ٌذهبون بك إلى بٌت ال فراش فٌه ‪ ,‬وال ؼطاء وال‬

‫وطاء وال خبز وال ماء ‪ ,‬فقال ابنه‪ٌ :‬ا أبً إلى بٌتنا وهللا ٌذهبون‪.‬‬

‫‪------‬‬

‫جمع و إعداد محمود أؼٌورلً |‬ ‫‪44‬‬


‫اإلصدار الثانً‬ ‫ُقتطفات من ال ُكتب[‬
‫ٌ‬ ‫]م‬

‫جاءت امرأة إلى جحا وقالت ٌا سٌدي اقرأ لً هذه الورقة فتناولها‬

‫وقال وهو ٌتظاهر بقراءتها‪ :‬حضرة الست المصونة ‪ ,‬والجوهرة المكنونة‪,‬‬

‫أدام هللا بقاءها‪ ..‬بعد مزٌد السبلم والتحٌة لرإٌة طلعتكم البهٌة ‪ ,‬صانها‬

‫رب البرٌة ‪ ,‬فقاطعته المرأة قابلة‪ٌ :‬ا سٌدي هذه لٌست خطابا بل كمبٌالة‪,‬‬

‫فقال‪:‬لماذا ال تقولً هذا من األول ‪ ,‬كنت قرأتها لك قراءة كمبٌاالت !‬

‫‪--------‬‬

‫تزوج جحا فؤعطى المؤذون أجرة قلٌلة فقال له‪ :‬هذا قلٌل ٌا جحا ‪ ,‬قال‬
‫خذها وسؤعوضها لك عند الطبلق إن شاء هللا!‬

‫‪-----‬‬

‫أراد جحا أن ٌبٌع دجاجات له فً بلدة أخرى ‪ ,‬فوضعها فً قفص‬


‫وسار بها ففكر فً أثناء الطرٌق أن القفص ر بما كان ضٌقا على الدجاج وال‬
‫بد له من الفسحة ففتح باب ذلك القفص فهربت الدجاجات ‪ ,‬وبحث عنها‬
‫فلم ٌدرك إال الدٌك ‪ ,‬فصار ٌضربه وٌقول له‪ٌ :‬ا ملعون أنت فً الظبلم‬
‫تعرؾ طلوع الفجر ‪ ,‬وتصٌح مثل الحمار وتقلق الجٌران ‪ ,‬وطوال النهار تتباهى‬

‫برٌشك وعرفك ‪ ,‬ثم ال تعرؾ أٌن ذهبت دجاجاتك فً وضح النهار ?‪..‬‬

‫‪-------‬‬

‫جمع و إعداد محمود أؼٌورلً |‬ ‫‪45‬‬


‫اإلصدار الثانً‬ ‫ُقتطفات من ال ُكتب[‬
‫ٌ‬ ‫]م‬

‫اتفق جماعة من أفراد الحاشٌة الملكٌة أن ٌؤخذوا جحا إلى قصر‬


‫الملك لٌضحكوا علٌه الملك (وكان جحا ندٌما للملك ) ‪ ,‬فؤخذ كل منهم بٌضة‬

‫فلما صاروا أمام الملك ‪ ,‬قالوا‪ :‬تعالوا نبض ‪ ,‬ومن لم ٌبض فعلٌه أجرة الحمام ‪,‬‬

‫فصار كل واحد منهم ٌصٌح مثل الدجاجة وٌخرج من تحته بٌضة ‪ ,‬حش‬
‫جاء الدور على جحا ‪ ,‬فصاح ودار حولهم مثل الدٌك ‪ ,‬فقال له الملك ‪ :‬ما هذا‬

‫ٌا جحا? فؤجابه أفبل ٌكون لجماعة الدجاج دٌك واحد!‬

‫‪------‬‬

‫كان ٌسٌر على شاطا البحٌرة ‪ ,‬فسؤله شٌخ متعبد‪ :‬إذا أردت االستحمام‬
‫فإلى أي جهة أوجه نظري ٌا جحا? وهل أستقبل القبلة أو أستدبرها‪ .‬فقال‬

‫جحا‪ :‬وجه نظرك إلى حٌث خلعت مبلبسك وإال سرقها اللصوص !‬

‫‪----‬‬

‫قٌل لجحا هل ?كن أن ٌولد مولود لرجل عمره أكثر من مابة سنة إذا‬
‫تزوج بشابة‪ ?...‬فقال جحا‪ :‬نعم إذا كان له جار فً سن العشرٌن أو الثبلثٌن‬

‫‪-------‬‬

‫قالوا ٌا جحا فٌن بلدك ‪ ,‬قال اللً مراتً فٌها‬

‫‪-------‬‬

‫قٌل ل "جحا " عد مجانٌن البلد فؤجاب ‪ :‬أن المجانٌن ؼٌر محصورٌن فان‬
‫أردت أن أعد لكم العقبلء فانهم قلٌلون‬

‫‪----‬‬
‫جمع و إعداد محمود أؼٌورلً |‬ ‫‪46‬‬
‫اإلصدار الثانً‬ ‫ُقتطفات من ال ُكتب[‬
‫ٌ‬ ‫]م‬

‫سبل جحا ‪-‬وكان جالسا فً مجلس حاكم بلدته‪ :‬هل صحٌح ٌا جحا أن‬
‫القناعة كنز ال ٌفنى‪ ?..‬قلت‪ :‬أجل ‪ ,‬ولكنه كنز ال ٌطعم جابعا ‪ ,‬وال ٌكسو‬

‫عارٌا ‪ ,‬وهو ال ٌوجد إال عند الذٌن ال ٌجدون ‪.‬‬

‫‪------‬‬
‫سؤلوا "جحا " عن الطب فقال خبلصه الحكمة هً أن تدفا رجلٌك وتعرض‬
‫رأسك للهواء والشمس وتعنى بطعامك وال تكثر منه ‪ ,‬وال تفكر فً همومك‬

‫وأحزانك‪.‬‬

‫‪----‬‬

‫جمع و إعداد محمود أؼٌورلً |‬ ‫‪47‬‬


‫اإلصدار الثانً‬ ‫ُقتطفات من ال ُكتب[‬
‫ٌ‬ ‫]م‬

‫الكتاب الخامس‬
‫االجنحة المتكسرة ‪ -‬جبران خلٌل جبران‬

‫‪--------------------‬‬
‫إنما الزٌجة فً أٌامنا هذه تجارة مضحكة مبكٌة ٌتولى أمورها الفتٌان وآباء الصباٌا‪ ،‬الفتٌان‬
‫ٌربحون فً أكثر المواطن واآلباء ٌخسرون دابماًا‪ ،‬أما الصباٌا المتنقبلت كالسلع من منزل إلى‬
‫آخر فتزول بهجتهن ونظٌر األمتعة العتٌقة ٌصٌر نصٌبهن زاوٌا حٌث الظلمة والفناء البطًء‬
‫‪---------‬‬
‫إن الك ّتاب والشعراء ٌحاولون إدراك حقٌقة المرأة ولكنهم لآلن لم ٌفهموا أسرار قلبها ومخبآت‬
‫صدرها ألنهم ٌنظرون إلٌها من وراء نقاب الشهوات فبل ٌرون ؼٌر خطوط جسدها أو‬
‫ٌضعونها تحت مكبرات الكره فبل ٌجدون فٌها ؼٌر الضعؾ واالستسبلم‬

‫جمع و إعداد محمود أؼٌورلً |‬ ‫‪48‬‬


‫اإلصدار الثانً‬ ‫ُقتطفات من ال ُكتب[‬
‫ٌ‬ ‫]م‬

‫إن المدٌنة الحاضرة قد أنمت مدارك المرأة قلٌبلًا ولكنها أكثرت أوجاعها بتعمٌم مطامع الرجل‪،‬‬
‫كانت المرأة باألمس خادمة سعٌدة فصارت الٌوم سٌدة تعٌسة‪ ،‬كانت باألمس عمٌاء تسٌر فً‬
‫نور النهار فؤصبحت مبصرة تسٌر فً ظلمة اللٌل‪ .‬كانت جمٌلة بجهلها فاضلة ببساطتها قوٌة‬
‫بضعفها فصارت قبٌحة بتفننها سطحٌة بمداركها بعٌدة عن القلب بمعارفها‬
‫‪------‬‬
‫إن بهرجة األعراس الشرقٌة تصعد بنفوس الفتٌان والصباٌا صعود النسر إلى ما وراء الؽٌوم‬
‫ثم تهبط بهم هبوط حجر الرحى إلى أعماق الٌم‪ ،‬بل هً مثل آثار األقدام على رمال الشاطا ال‬
‫تلبث أن تمحوها األمواج‪.‬‬
‫‪-----‬‬
‫أي فتى ال ٌذكر الصبٌة األولى التً أبدلت ؼفلة شبٌبته بٌقظة هابلة بلطفها‪ ،‬جارحة بعذوبتها‪،‬‬
‫فتاكة بحبلوتها؟ من منا ال ٌذوب حنٌنا ًا إلى تلك الساعة الؽرٌبة التً إذا انتبه فٌها فجؤة رأى‬
‫كلٌته قد انقلبت وتحولت‪ ،‬وأعماقه قد اتسعت وانبسطت وتبطنت بانفعاالت لذٌذة بطل ما فٌها‬
‫من مرارة الكتمان‪ ،‬مستحبة بكل ما ٌكتنفها من الدموع والشوق والسهاد ‪.‬‬
‫‪---------‬‬
‫أنتم أٌها الناس تذكرون فجر الشبٌبة فرحٌن باسترجاع رسومه‪ ،‬متؤسفٌن على انقضابه‪ ،‬أما أنا‬
‫فؤذكره مثلما ٌذكر الحر المعتوق جدران سجنه وثقل قٌوده‬
‫‪------‬‬
‫ٌقولون إن الؽباوة مهد الخلود والخلود مرقد الراحة ــ وقد ٌكون ذلك صحٌحا ًا عند الذٌن‬
‫ٌولدون أمواتا ًا وٌعٌشون كاألجساد الهامدة الباردة فوق التراب‪ ،‬ولكن إذا كانت الؽباوة العمٌاء‬
‫قاطنة فً جوار العواطؾ المستٌقظة تكون الؽباوة أقصى من الهاوٌة وأمر من الموت‬
‫‪------‬‬
‫للكآبة آٌاد حرٌرٌة المبلمس‪ ،‬قوٌة األعصاب تقبض على القلوب وتإلمها بالوحدة ‪ .‬فالوحدة‬
‫حلٌفة الكآبة كما أنها ألٌفة كل حركة روحٌة‬

‫جمع و إعداد محمود أؼٌورلً |‬ ‫‪49‬‬


‫اإلصدار الثانً‬ ‫ُقتطفات من ال ُكتب[‬
‫ٌ‬ ‫]م‬

‫للشبٌبة أجنحة ذات رٌش من الشعر وأعصاب من األوهام ترتفع بالفتٌان إلى ما وراء الؽٌوم‬
‫فٌرون الكٌان مؽموراًا بؤشعة متلونة بؤلوان قوس القزح وٌسمعون الحٌاة مرتلة أؼانً المجد‬
‫والعظمة‪ ،‬ولكن تلك األجنحة الشعرٌة ال تلبث أن تمزقها عواصؾ االختبار فٌهبطون إلى عالم‬
‫الحقٌقة ــ وعالم الحقٌقة مرآة ؼرٌبة ٌرى فٌها المرء نفسه مصؽرة مشوهة‬
‫‪-----‬‬
‫إن الجمال سر تفهمه أرواحنا وتفرح به وتنمو بتؤثٌراته‪ ،‬أما أفكارنا فتقؾ أمامه محتارة‬
‫محاولة تحدٌده وتجسٌده باأللفاظ ولكنها ال تستطٌع ــ هو سٌال خاؾ عن العٌن ٌتموج بٌن‬
‫عواطؾ الناظر وحقٌقة المنظور‬
‫‪----‬‬
‫المحبة هً الحرٌة الوحٌدة فً هذا العالم ألنها ترفع النفس إلى مقام سام ال تبلؽه شرابع البشر‬
‫وتقالٌدهم‪ ،‬وال تسود علٌه نوامٌس الطبٌعة وأحكامها ‪.‬‬
‫‪----‬‬
‫إن النفس الحزٌنة المتؤلمة تجد راحة بانضمامها إلى نفس أخرى تماثلها بالشعور وتشاركها‬
‫باإلحساس مثلما ٌستؤنس الؽرٌب بالؽرٌب فً أرض بعٌدة عن وطنٌهما ــ فالقلوب التً تدنٌها‬
‫أوجاع الكآبة بعضها مع بعض ال تفرقها بهجة األفراح وبهرجتها‪ ،‬فرابطة الحزن أقوى فً‬
‫النفوس من روابط الؽبطة والسرور؛ والحب الذي تؽسله العٌون بدموعها ٌظل طاهراًا وجمٌبلًا‬
‫وخالداًا‬

‫‪-----‬‬
‫إن دمعة واحدة تتلمع عن وجنة شٌخ متجعدة لهً أشد تؤثٌراًا فً النفس من كل ما تهرقه أجفان‬
‫الفتٌان‪.‬‬
‫‪-----‬‬
‫األعمال التً نحاول الٌوم إخفاءها فً زاوٌا المنازل تتجسم ؼداًا‪ ،‬وتنتصب فً منعطفات‬
‫الشوارع‬

‫جمع و إعداد محمود أؼٌورلً |‬ ‫‪50‬‬


‫اإلصدار الثانً‬ ‫ُقتطفات من ال ُكتب[‬
‫ٌ‬ ‫]م‬

‫أنا ال أحب هذا الرجل ألننً أجهله وأنت تعلم أن المحبة والجهالة ال تلتقٌان‬
‫‪-----‬‬
‫هكذا تفرقنا سبل الحٌاة لتذهب بك إلى أمجاد الرجل وتسٌر بً إلى واجبات المرأة‬
‫‪-----‬‬
‫ؼداًا ٌسٌر بك القدر إلى أحضان العابلة المملوءة بالراحة والهدوء‪ .‬وٌسٌر بً إلى ساحة العالم‬
‫حٌث الجهاد والقتال‪ .‬أنت إلى منزل ٌسعد بجمالك وطهر نفسك‪ .‬وأنا إلى مكامن أٌام تعذبنً‬
‫بؤحزانها وتخٌفنً بؤشباحها ‪ .‬أنت إلى الحٌاة وأنا إلى النزاع‪ .‬أنت إلى األنس واأللفة وأنا إلى‬
‫الوحشة واالنفراد !‬
‫‪-----‬‬
‫إن اللذٌن لم ٌهبهم الحب أجنحة ال ٌستطٌعون أن ٌطٌروا إلى ما وراء الؽٌوم لٌروا ذلك العالم‬
‫السحري الذي طافت فٌه روحً‬
‫‪------‬‬
‫إن عذاب النفس بثبات أمام المصاعب والمتاعب لهو أشرؾ من تقهقرها إلى حٌث األمن‬
‫والطمؤنٌنة فالفراشة التً تظل مرفرفة حول السراج حتى تحترق هً أسمى من الخلد الذي‬
‫ٌعٌش براحة وسبلمة فً نفقه المظلم‬
‫‪-----‬‬
‫إن الرجل ٌشتري المجد والعظمة والشهرة ولكن هً المرأة التً تدفع الثمن‬
‫‪-----‬‬
‫إن المحبة المحدودة تطلب امتبلك المحبوب‪ ،‬أما المحبة ؼٌر المتناهٌة فبل تطلب ؼٌر ذاتها‬
‫‪------‬‬

‫جمع و إعداد محمود أؼٌورلً |‬ ‫‪51‬‬


‫اإلصدار الثانً‬ ‫ُقتطفات من ال ُكتب[‬
‫ٌ‬ ‫]م‬

‫الكتاب السادس‬
‫كتاب قل لً ٌا استاذ ‪ -‬انٌس منصور ‪-‬‬

‫ان الدهشة بداٌة المعرفة ( ارسطو )‬


‫‪-------------------------‬‬
‫ان الذي الٌندهش ال ٌسال والذي الٌسال ال ٌعلم والذي الٌعلم الٌتقدم والذي الٌتقدم ٌتاخر‬
‫‪-------------------------------‬‬
‫لقاء الرجال تلقٌح للعقول ( عمر بن عبد العزٌز )‬
‫‪---------------------------‬‬
‫اختبلؾ الراي الٌفسد للود قضٌة ( شوقً )‬
‫جمع و إعداد محمود أؼٌورلً |‬ ‫‪52‬‬
‫اإلصدار الثانً‬ ‫ُقتطفات من ال ُكتب[‬
‫ٌ‬ ‫]م‬

‫ال صداقة دابمة وال عداوة دابمة انما مصالح دابمة‬


‫‪---------------------‬‬
‫اذا كان االلم قبٌحا فالتعبٌر عنه تحفة فنٌة‬
‫‪---------------------‬‬
‫قل لً مالذي ٌوجعك اقل لك من انت ( شوبنهور )‬
‫‪--------------------‬‬
‫كهؾ االنسان هو الناس والجماهٌر والضوضاء واالضواء والدخان والسموم والخوؾ والقلق‬
‫والجوع والقٌود ومن كل هذا تتولد قدراتنا على التحرر والتحدي والخبلص ( البٌر كامً )‬
‫‪--------------------‬‬
‫ان عقلً فً حجم كرة التنس ومطلوب منً ان افهم الكرة االرضٌة والوؾ المبلٌن من الكرات‬
‫االخرى التً تدور فً الفضاء فهل هذا ممكن ( بٌكت )‬
‫‪--------‬‬
‫لقد ولدنا وسط ؼابات من عبلمات االستفهام فتركناها وراءنا ؼابات من عبلمات التعجب‬
‫‪------------‬‬
‫القوة ببل عقل وحشٌة والعقل ببل قوة هذٌان‬
‫‪--------------------------‬‬
‫ٌارب اؼفر لنا فنحن لم نختر ان نكون عشاقا لنا قلوب او فقراء ببل جٌوب‬
‫‪-------------------‬‬
‫من السهل ان تسرق فٌبل لكن من الصعب ان تتخلص منه ( مارك توٌن )‬

‫جمع و إعداد محمود أؼٌورلً |‬ ‫‪53‬‬


‫اإلصدار الثانً‬ ‫ُقتطفات من ال ُكتب[‬
‫ٌ‬ ‫]م‬

‫الناس من اجل المدفع تختصر حجم الرؼٌؾ‬


‫‪-----------------‬‬
‫كتب على االنسانٌة ان تعٌش فً حالة من الضعؾ والموت والفقر فدفاعا عن الضعؾ‬
‫تقام ترسانات السبلح والمصانع والجٌوش ومن اجل اشعور باالمان نقوم بتطوٌر كل انواع‬
‫االسلحة ومع ذلك ال ٌتحقق االمان‬
‫‪------------------------‬‬
‫االنسان بعقله ٌقضً على عقله وعلى قلبه واالنسان بامواله ٌخترع مصادر‬
‫النفاق امواله حتى ٌعٌش فً فقر دابم‬
‫‪-----------------‬‬
‫لبٌت تخفق فٌه الرٌاح‬
‫احب الً من قصر منٌؾ‬
‫واكل كسرة فً كر بٌتً‬
‫احب الً من اكل ارؼٌؾ‬
‫وبعل من بنً عمً فقٌر‬
‫احب الً من ملك عنٌؾ‬
‫وكلب ٌنبح االضٌاؾ دونً‬
‫احب الً من هز الدفوؾ‬
‫( مٌسون زوجة معاوٌة ابن ابً سفٌان )‬
‫‪---------------------------‬‬

‫جمع و إعداد محمود أؼٌورلً |‬ ‫‪54‬‬


‫اإلصدار الثانً‬ ‫ُقتطفات من ال ُكتب[‬
‫ٌ‬ ‫]م‬

‫اعرؾ نفسك بنفسك ( سقراط )‬


‫‪-------------‬‬
‫لو عدت الى تلك االٌام مافعلت ؼٌر الذي فعلت‬
‫‪--------------------‬‬
‫هللا اعطانً عقبل صؽٌرا وجعلنً اواجه ماال نهاٌة له من المعضبلت‬
‫‪-------------------‬‬
‫طفل صؽٌر حافً القدمٌن مطلوب منه ان ٌعبر المحٌط بدون سفٌنة‬
‫وان ٌطٌر الكواكب بدون اجنحة وان ٌكون سعٌدا ٌدعو للحٌاة هذا هو االنسان‬
‫‪---------------‬‬
‫ٌقول اناس لو وصفت لنا الهوى ‪ ...‬فوهللا ما أدري الهوى كٌؾ ٌوصؾ‬
‫‪--------‬‬
‫ان النساء رٌاحٌن خلقن لنا ‪ ..‬وكلنا ٌشتهً شم الرٌاحٌن‬
‫‪------‬‬
‫لو كانت بٌنً وبٌن الناس شعرة ما انقطعت ‪ ..‬اذا شدوها أرخٌتها وإذا ارخوها شددتها "معاوٌة‬
‫بن ابً سفٌان "‬
‫‪---------‬‬
‫امر على الدٌار دٌار لٌلى ‪ ..‬أقبل ذا الجدارا وذا الجدارا‬
‫وما حب الدٌار ملكن قلبً ‪ ...‬ولكن حب من سكن الدٌارا‬
‫‪-------‬‬

‫جمع و إعداد محمود أؼٌورلً |‬ ‫‪55‬‬


‫اإلصدار الثانً‬ ‫ُقتطفات من ال ُكتب[‬
‫ٌ‬ ‫]م‬

‫هنالك ثبلثة انواع من الوحدة ‪ :‬وحدة اآله ٌا عٌن ‪ ..‬ووحدة الرؼٌؾ ‪ ..‬ووحدة المدافع !‬
‫‪---------‬‬
‫ان العقل االنسانً الذي هو مصدر النور والحرٌة والحضارة لٌس اال ؼرفة مظلمة ‪ ..‬فالعقل‬
‫مصدر النور هو صومعة مظلمة ‪ ..‬كما أن الشمس التً هً مصدر الحٌاة لٌست بها حٌاة‬
‫‪------‬‬
‫صاحب الراي لٌس بالضرورة دوما أن ٌكون صاحب الرإٌة‬
‫‪------‬‬
‫ان الطبلق هو نهاٌة طبٌعٌة لزواج اثنٌن دون سابق معرفة ‪ ..‬وبٌنهما فارق فً السن وهذا‬
‫ٌحدث فً القصور الملكٌة و خارج ابواب القصور الملكٌة ‪ ..‬انها طبٌعٌة االنسان‬
‫‪--------‬‬
‫قال محمد عبد الوهاب ‪ ..‬نحن فً عصر اختفى فٌه الجمهور ‪ ..‬فالجمهور هو صانع الذوق ‪..‬‬
‫وصانع النجاح ‪ ..‬وقد اختفى المطرب اٌضا ًا ‪ ..‬فنحن لم نعد نقول اننا نرٌد ان نسمع ام كلثوم او‬
‫عبد الوهاب او عبد الحلٌم ‪ ..‬وانما نقول نرٌد ان نسمع أؼنٌة كذا وكذا ‪ ..‬اي االؼنٌة ولٌس‬
‫المطرب‬
‫‪--------‬‬
‫هذه هً لؽة العصر ‪ ..‬ومزاج العصر ‪ ..‬وال بد من ان ننحنً لهذه الموجة حتى تمر !‬
‫‪-----‬‬
‫احٌانا تستؽرقنً احداث الشباب واندهش واخجل منها ‪ ..‬ولكن الخجل معناه ‪ :‬اننً كنت سخٌفا‬
‫ولم انتبه الى ذلك‬
‫‪-------‬‬

‫جمع و إعداد محمود أؼٌورلً |‬ ‫‪56‬‬


‫اإلصدار الثانً‬ ‫ُقتطفات من ال ُكتب[‬
‫ٌ‬ ‫]م‬

‫الكتاب السابع‬
‫االنسان الحابر بٌن العلم والخرافة ‪ -‬د‪.‬عبد المحسن صالح ‪-‬‬

‫‪-----------------------------------‬‬
‫صحٌح أن اإلنسان كفرد ٌولد‬
‫وٌنمو وٌتعلم وٌتزوج وٌهرم ثم ٌموت ‪ ,‬لكن المجتمعات‬
‫ال تندثر وال تموت ‪ ,‬فهً دابما تجدد نفسها عن‬
‫طرٌق التناسل والتكاثر ‪ ,‬ومن هذا التجدد تؤتً‬
‫أجٌال من وراء أجٌال ‪ ,‬وبذلك ٌنتشر النوع ‪ ,‬وٌشتد‬
‫عوده فً الزمان والمكان ‪.‬‬
‫‪---------------‬‬

‫جمع و إعداد محمود أؼٌورلً |‬ ‫‪57‬‬


‫اإلصدار الثانً‬ ‫ُقتطفات من ال ُكتب[‬
‫ٌ‬ ‫]م‬

‫لكل عصر خرافاته‪ ...‬ولكل بٌبة أساطٌرها‬


‫‪---------‬‬
‫إن الراسخٌن فً العلم ٌدركون تماما أن كل شًء فً األرض وفً‬
‫السماء ٌسٌر على هدي شرابع ال استثناءات فٌها وال فوضى ‪ ,‬ولو حدث‬
‫االستثناء ‪ ,‬لفسد كل ما فً األرض والسماء‬
‫‪---------‬‬
‫إذا بزغ نور العقل ‪,‬‬
‫ولى زمن المعجزات !‬
‫‪--------‬‬
‫ومن المناقشات الحذرة التً دارت بٌن نولٌن وتشن ٌتبٌن أن هذا المعالج‬
‫الروحً ‪ ,‬قد اكتسب هذه القدرات الخارقة من التبت التً سافر إلٌها من‬
‫عدة سنوات حتى أصبح مهٌؤ للعبلج من خبلل »القوى الكامنة فً‬
‫الطرٌقة «‪ ...‬وهً طرٌقة معلمه وشٌخه »البلما « (وابن الطرٌقة عندنا تلمٌذ‬
‫ألحد أقطاب الصوفٌة )‪.‬‬
‫ولقد قضى تشن ثبلث سنوات فً التبت حتى أصبح مهٌؤ لهذه الرسالة ‪,‬‬
‫ولٌكون من أهل الطرٌقة ‪ ,‬ولكً ٌتهٌؤ فبلبد من أن ٌقضً حوالً سنة فً‬
‫كهؾ معزول عن العالم ودون أن ٌلبس شٌبا إال ما ٌستر عورته فقط ‪ ,‬هذا‬
‫بالرؼم من أن درجة الحرارة فً مرتفعات التبت قد تنخفض شتاء إلى ما‬
‫ٌقرب من عشرٌن درجة مبوٌة تحت الصفر (طبٌعً أن اإلنسان العرٌان ال‬

‫جمع و إعداد محمود أؼٌورلً |‬ ‫‪58‬‬


‫اإلصدار الثانً‬ ‫ُقتطفات من ال ُكتب[‬
‫ٌ‬ ‫]م‬

‫ٌمكن أن ٌعٌش عند هذه الدرجة ) ‪ ,‬كما أنه لم ٌكلم أحدا ولم ٌر أحدا طوال‬
‫هذه المدة ‪ ,‬وكان ٌمتنع عن الطعام لمدة ثبلثة أٌام ‪ ,‬فإذا جاءه جاء على هٌبة‬
‫وجبة خفٌفة ‪ ,‬أما الماء فقد تكفل به ٌنبوع صؽٌر فً الجهة المقابلة من‬
‫الكهؾ ‪ ,‬وبعد مروره بهذا االختبار القاسً ‪ٌ ,‬خرج من كهفه ‪ ,‬وٌكون مهٌؤ‬
‫لتلقً أصول الطرٌقة‪.‬‬
‫ومن االختبارات القاسٌة والمفزعة التً ٌجب أن ٌمر بها تلمٌذ البلما‬
‫اختبار »الروالنج ‪ «,‬وفٌه ٌؤتون بجسد إنسان مضى على موته سبعة أٌام‬
‫(وال ندري إن كان الجسد قد تحلل وتعفن بعد هذه األٌام السبعة أم ال ٌزال‬
‫على حاله !) ‪ ,‬وعلى ابن الطرٌقة أن ٌرقد على هذه الجثة العارٌة وٌحتضنها ‪,‬‬
‫ثم ٌضع شفتٌه على شفتٌها ‪ ,‬وعندبذ تعود الجثة إلى الحٌاة ‪ ,‬وتبعث بعد‬
‫موتها (هكذا !)وتقوم منتصبة لترقص وتقفز وتدور ‪ ,‬وعلى تلمٌذ البلما أال‬
‫ٌدعها تفلت من بٌن ذراعٌه ‪ ,‬وعلٌه أٌضا أن ٌحتفظ دواما بشفتٌه على‬
‫شفتٌها ‪ ,‬وبعد فترة قد تقصر أو تطول ‪ ,‬تدفع الجثة الحٌة لسانها داخل فم‬
‫من ٌراقصها ‪ ,‬وعندبذ البد أن ٌقضم لسانها ‪ ,‬وبعد برهة تسقط الجثة جثة‬
‫هامدة على األرض ‪ ,‬وٌحتفظ ابن الطرٌقة بلسانها ‪ ,‬فهو صك مروره إلى‬
‫عالم المعجزات وشفاء األمراض ‪ ,‬ولكن علٌه أن ٌتعلم المزٌد من معلمه ‪,‬‬
‫لٌصبح مهٌؤ لذلك !‬
‫‪------------------‬‬

‫جمع و إعداد محمود أؼٌورلً |‬ ‫‪59‬‬


‫اإلصدار الثانً‬ ‫ُقتطفات من ال ُكتب[‬
‫ٌ‬ ‫]م‬

‫فالثقة واالعتقاد القابم بٌن المرٌض وطبٌبه ‪ ,‬وبٌن المرٌض وولٌه‬


‫أٌا كانت هوٌته من األسباب الدافعة للشفاء من بعض االضطرابات النفسٌة‬
‫التً قد تنعكس على أمراض وظٌفٌة أو ؼٌر عضوٌة ‪ ,‬مثل الصداع وبعض‬
‫أمراض الشلل المإقت ‪ ,‬والطفح الجلدي ‪ ,‬والمؽص والقرح وضٌق التنفس‬
‫واختبلل الدورة الشهرٌة ‪ ,‬واالكتباب وبعض حاالت ارتفاع ضؽط الدم وما‬
‫شابه ذلك‬
‫‪----------------‬‬
‫فمٌكروب السل مثبل ال‬
‫تنفع معه الصلوات وال الدعوات وال األحجبة ‪ ,‬وال هً أٌضا تزٌل الحصوات ‪,‬‬
‫وال تستؤصل السرطان ‪ ,‬وال تفٌد فً تلٌؾ الكبد ‪ ,‬وال تقدم وال تإخر فً‬
‫شلل األطفال‪ ...‬الخ‪...‬الخ ‪ ,‬ومن هنا وجب على كل ذي عقل رزٌن أن ٌتبع‬
‫حدٌث الرسول الكرٌم »عباد هللا تداووا ‪ ,‬فإن هللا عز وجل لم ٌضع داء إال‬
‫وضع له دواء ‪ ,‬إال الهرم «‪ ...‬أي فٌما عدا الشٌخوخة ‪ ,‬فلٌس لها من دواء ‪,‬‬
‫وهذا ما نعرفه حق المعرفة‪.‬‬
‫‪--------------‬‬
‫إن معظم المعتقدات الؽرٌبة والدارجة التً نشهدها الٌوم فً بعض‬
‫طرق العبلج البدابٌة ٌرجع تارٌخها إلى األفكار التً راودت عقل اإلنسان‬
‫القد { الذي عاش قبلنا بآالؾ السنٌن‪ ...‬ولقد اعتقد أن ما ٌصٌب اإلنسان‬
‫من أضرار وأمراض قد ٌكون نتٌجة لعٌن حاسدة ‪ ,‬أو أرواح خبٌثة ‪ ,‬أو مس‬

‫جمع و إعداد محمود أؼٌورلً |‬ ‫‪60‬‬


‫اإلصدار الثانً‬ ‫ُقتطفات من ال ُكتب[‬
‫ٌ‬ ‫]م‬

‫من الجن ‪ ,‬أو انتقام من اآللهة بسبب ذنوب وأعمال ظالمة ‪ ,‬أو اختبلل فً‬
‫طالع النجوم ‪ ,‬أو عدم توافق فً أفبلك البروج ‪ ,‬أو من عمل سحري ضار‬
‫أو أي قوى خفٌة أخرى كانت لها فً خٌاله مفاهٌم شتى‪ ...‬والؽرٌب أن هذه‬
‫االعتقادات القد ٌمة ال تزال تعشش حتى اآلن فً عقول كثٌر من الناس‪...‬‬
‫لٌس فقط فً أوطاننا العربٌة ‪ ,‬ولكننالمسناها فً الشرق والؽرب أٌضا ًا‬

‫‪-----------‬‬
‫إن جن القرآن ؼٌر جن اإلنسان ‪ ,‬ونعنً بذلك أن‬
‫الجن الذي ٌزعمون تحضٌره وتسخٌره ‪ ,‬وإحضار الشًء من ال شًء ‪ ,‬كل‬
‫هذا إ نما هو شعوذة حقٌقٌة ترتكب باسم الدٌن ‪ ,‬والدٌن منها بريء‪ ...‬فهو‬
‫دٌن العقل والحكمة والموعظة الحسنة ‪ ,‬ال دٌن هإالء المشعوذٌن الذٌن‬
‫ٌضحكون به على عباد هللا الطٌبٌن !‬
‫‪-------------‬‬
‫أن اإلبر الصٌنٌة ال تستخدم فً العبلج كما ٌشاع ‪,‬‬
‫ولكنها وسٌلة من وسابل التؽلب على األلم الذي ٌصاحب المرض ‪ ...‬أي أنها‬
‫تخدٌر مإقت ‪ ,‬ال عبلج ناجع ‪ ,‬ومن هنا وجب التنوٌه والتحذٌر من هذا‬
‫الخطؤ الشابع ‪ ,‬حتى ال ٌجري المرضى وراء سراب خادع‪.‬‬
‫‪-------------‬‬

‫جمع و إعداد محمود أؼٌورلً |‬ ‫‪61‬‬


‫اإلصدار الثانً‬ ‫ُقتطفات من ال ُكتب[‬
‫ٌ‬ ‫]م‬

‫بعد أن حصلت المرأة على حقوقها‬


‫كفرد عامل وفعال فً مجتمعاتنا الحدٌثة ‪ ,‬زال الدافع إلقامة الزار من االساس‬
‫النه كان ٌرجع فً االصل إلى عوامل نفسٌة كاالكتباب والعصبٌة وبعض اضطرابات عاطفٌة‬
‫وأمراض عقلٌة لٌست خطٌرة ‪ ,‬وذلك كان ٌرجع إلى كبت المراة فً البٌت وعدم‬
‫المشاركة فً األنشطة االجتماعٌة التً قد تنفس عنها بعض معاناتها ‪ ,‬ومن‬
‫هنا لجؤت النساء إلى االدعاء بؤمراض قد تكون وهمٌة ‪ ,‬وقد تكون حقٌقٌة ‪,‬‬
‫علها تحظى بنشاط فٌه من الحركات والظواهر الؽرٌبة ما ٌفرج كربها ‪,‬‬
‫وٌفرغ شحناتها المكبوتة ‪ ,‬وهً التً أفرؼتها مشاركتها فً األنشطة الحالٌة‬
‫أو العصرٌة‬
‫‪--------------‬‬
‫وٌعتقد‬

‫حكماء الصٌن أن الكون ٌسٌر على هدي قوتٌن هما‪ :‬الٌن ‪ Yin‬و ٌانج ‪Yang .‬‬

‫فً هذا االعتقاد األسطوري تمثل العنصر األنثوي " الٌن " ‪ ,‬وتتمٌز‬
‫بصفات سالبة ‪ ,‬فً حٌن أن »ٌانج « ٌمثل العنصر الذكري ‪ ,‬وذو صفات موجبة ‪,‬‬
‫وهاتان القوتان الكونٌتان تمتزجان بطرٌقة أو بؤخرى فً كل من الذكر‬

‫واألنثى ‪ ,‬وٌسرٌان خبلل ‪ 12‬قناة أو برجا ‪ ,‬ومن كل قناة ٌتفرع ‪ 30‬فرعا ‪,‬‬

‫ولهذا تصور الصٌنٌون القدماء وجود ‪ 360‬فرعا أو نقطة فً كل أجزاء‬


‫الجسم البشري ‪ ,‬وكل نقطة منها صالحة لؽرس اإلبر ‪ ,‬فإذا ؼرست ‪ ,‬فإنها‬
‫تساعد على حد زعمهم على إعادة التوازن بٌن الٌٌن والٌانج ‪ ,‬أي بٌن‬

‫جمع و إعداد محمود أؼٌورلً |‬ ‫‪62‬‬


‫اإلصدار الثانً‬ ‫ُقتطفات من ال ُكتب[‬
‫ٌ‬ ‫]م‬

‫القوة السالبة والموجبة ‪ ,‬وهم ٌعتقدون أٌضا أن كل األمراض التً تحل‬


‫بالجسم ترجع إلى اختبلل الموازٌن بٌن الٌٌن والٌانج ‪ ,‬ثم إنه ال ٌهم أن توضع‬
‫اإلبر فً الموقع الذي حل به المرض ‪ ,‬ألن كل القنوات أو الفروع تإدي إلى‬
‫بعضها البعض ‪ ,‬ومن شؤن هذه اإلبر أن تصلح الخلل !‬
‫‪-------------‬‬
‫أتحسب أنك جرم صؽٌر‬
‫وفٌك انطوى العالم األكبر‬
‫محًٌ الدٌن بن عربً‬

‫‪-----------‬‬
‫إن فكرة اإلبر الصٌنٌة قد نشؤت عن قصة قد ٌمة‬
‫تذكر أن جندٌا صٌنٌا كان ٌعٌش هناك منذ ثبلثة آالؾ عام ‪ ,‬ثم أصٌب‬
‫بسهم استقر فً جسده ‪ ,‬فبلحظ أن دخول السهم فً منطقة ‪ ,‬قد أحدث ما‬
‫ٌشبه التخدٌر أو فقدان الحس فً منطقة أخرى !‬
‫وبعد سنٌن طوٌلة ٌجًء أحد الحكماء ‪ ,‬وٌستمع إلى هذه القصة الؽرٌبة ‪,‬‬
‫وٌحاول أن ٌؤخذها مؤخذ التجربة ‪ ,‬فٌجربها باإلبر ال بالسهام ‪ ,‬وٌقال إن‬
‫الفكرة اشتؽلت ‪ ,‬ثم تطورت وأصبحت وسٌلة من وسابل »العبلج « التً انتقلت‬
‫عبر أجٌال طوٌلة ‪ ,‬حتى وصلت إلٌنا بهذه الصورة‬
‫‪------------‬‬

‫جمع و إعداد محمود أؼٌورلً |‬ ‫‪63‬‬


‫اإلصدار الثانً‬ ‫ُقتطفات من ال ُكتب[‬
‫ٌ‬ ‫]م‬

‫ما نرٌد أن نصل إلٌه أن ما ٌتردد بٌن الناس عن معجزات اإلبر الصٌنٌة‬
‫وسحرها ‪ ,‬ثم قولهم بعجز العلماء عن فهم هذا اللؽز وتقٌٌمه ‪ ,‬لٌس له ما‬
‫ٌبرره‪ ...‬فحقٌقة هذه اإلبر أنها ال تستخدم على اإلطبلق كطرٌقة من طرق‬
‫العبلج ‪ ,‬بل هً تنفع فً تخفٌؾ بعض اآلالم عند بعض الناس ‪ ,‬وقد ٌتؤتى‬
‫ذلك من االعتقاد فً جدواها ‪ ,‬أو باإلٌحاء وما شابه ذلك‪.‬‬
‫‪-------------‬‬
‫فالتنوٌم ظاهرة معترؾ‬
‫بها علمٌا ‪ ,‬وأحٌانا ما تستخدم فً المجاالت الطبٌة والنفسٌة ‪ ,‬لكنها مع‬
‫ذلك ال تبلقً ترحٌبا فً األوساط العلمٌة ‪ ,‬ألن هذا المجال قد انتقل من‬
‫دابرة البحث العلمً إلى المسارح ‪ ,‬وشاع فً أوساط الدجالٌن والمشعوذٌن ‪,‬‬
‫وهو ما أسموه بالتنوٌم المؽناطٌسً ‪ ,‬مع أنه ال ٌنتمً للمؽناطٌسٌة من‬
‫قرٌب أو بعٌد ‪ ,‬بل جاءت التسمٌة هكذا نتٌجة لزعم خرافً خاطا ‪ ,‬بل إن‬
‫التنوٌم نوع من اإلٌحاء والسٌطرة على الوعً اإلنسانً تحت ظروؾ خاصة ‪,‬‬
‫لكن البعض اتخذه وسٌلة لقراءة الؽٌب ‪ ,‬وشفاء األمراض ‪ ,‬والكشؾ عن‬
‫المسروقات ‪ ...‬إلى آخر هذه االدعاءات التً ال تجوز إال على أصحاب العقول‬
‫الضعٌفة !‬
‫‪----------------------‬‬

‫جمع و إعداد محمود أؼٌورلً |‬ ‫‪64‬‬


‫اإلصدار الثانً‬ ‫ُقتطفات من ال ُكتب[‬
‫ٌ‬ ‫]م‬

‫ما نود أن نرمً إلٌه هنا أن منهج البحث العلمً الذي نمارسه فً‬
‫معاملنا وجامعاتنا ٌحتم علٌنا أن نتحرى الدقة فً كل ما ٌقال ‪ ,‬خاصة إذا‬
‫كان خارجا عن نطاق العقل‬
‫‪---------‬‬
‫الحكاٌات التً ٌرددها الناس عن معجزات اآلخرٌن كثٌرة جدا ‪ ,‬لكن‬
‫أحدا لم ٌكلؾ نفسه ولو مرة واحدة ‪ ,‬بتحري الحقٌقة ‪ ,‬ولو فعل بشًء من‬
‫ذكاء ‪ ,‬لعرؾ مواطن الخداع !‬
‫‪---------‬‬
‫العلم أشبه بالدٌن ‪ ,‬فؤحٌانا ما ترتكب الموبقات والخطاٌا باسم‬
‫الدٌن ‪ ,‬أو تحت ستار الدٌن ‪ ,‬وعلى أٌدي أدعٌاء الدٌن‪ ...‬وقد ٌنحشر أٌضا‬
‫فً زمرة أهل العلم من لٌسوا منهم ‪ ,‬وباسم العلم قد ٌمتهنون محراب العلم ‪,‬‬
‫وٌدنسون مقدساته ‪ ,‬ثم ٌؤتً بعض الكتاب والصحافٌٌن وٌضفون على هإالء‬
‫المخادعٌن صفة كبار العلماء برؼم أنهم أدعٌاء علم لٌس إال !‬
‫‪--------‬‬
‫أن العلم إذا دخل من‬
‫الباب ‪ ,‬قفزت الخرافات هاربة من النوافذ ‪,‬‬
‫‪--------‬‬

‫جمع و إعداد محمود أؼٌورلً |‬ ‫‪65‬‬


‫اإلصدار الثانً‬ ‫ُقتطفات من ال ُكتب[‬
‫ٌ‬ ‫]م‬

‫على حسب‬
‫إحصابٌات ملفات إدارة حرس السواحل فإن مثلث برمودا ٌعتبر من أكثر‬

‫المناطق فً العالم حركة وازدحاما ‪ ,‬إذ ٌنطلق على سطح مٌاهه أكثر من ‪150‬‬

‫ألؾ سفٌنة من كل األنواع واألحجام ‪ ,‬وأنها أي اإلدارة تتقبل من إشارات‬


‫االستؽاثة سنوٌا حوالً عشرة آالؾ استؽاثة ‪ ,‬ومع ذلك فإن هذا العدد‬

‫الضبٌل للؽاٌة من السفن التً تؽرق سنوٌا فً هذه المنطقة (ما بٌن ‪6 - 4‬‬

‫على حسب آخر إحصاء ) ‪ٌ ,‬شٌر إلى عدم وجود قوى خفٌة مزعومة تخطؾ‬
‫السفن ‪ ,‬وتستولً على المتاع ‪ ,‬وتسبً الناس !‬
‫‪--------‬‬
‫لكن المؤساة قد تصل إلى ذروتها عندما نعرؾ أن نسبة ال بؤس بها من‬
‫العلماء المتخصصٌن فً معاهد البحوث والجامعات ٌعتقدون فٌما ٌعتقد‬
‫فٌه عامة الناس ‪ ,‬وكؤنما هم نبذوا معادالتهم ونظرٌاتهم وقوانٌنهم ‪ ,‬وتركوها‬
‫وراءهم فً معاملهم‬
‫‪-------‬‬

‫جمع و إعداد محمود أؼٌورلً |‬ ‫‪66‬‬


‫اإلصدار الثانً‬ ‫ُقتطفات من ال ُكتب[‬
‫ٌ‬ ‫]م‬

‫ٌبدو أن بعض العقول البشرٌة سوؾ تبقى على‬


‫طفولتها ‪ ,‬مهما تقدم بها العمر ‪ ,‬أو تطور العصر ‪...‬‬
‫مثلها فً ذلك كمثل المجتمعات البدابٌة التً ال‬
‫تزال تإمن بالسحر والشعوذة واألشباح واألرواح‬
‫وما شابه ذلك ‪ ,‬لكن مع اختبلؾ جوهري ‪ ,‬فهذه‬
‫العقول تحاول أن تزاوج فً أفكارها بٌن العلم‬
‫والخرافة ‪ ,‬فتبدو الخرافة للرجل العادي أو حتى‬
‫المتعلم وكؤنما هً علم ٌقوم على أساس ‪ ,‬أو كؤنما‬
‫نوامٌس هذا الكون الراسخة تسٌرها األساطٌر‬
‫والخزعببلت ‪ ,‬وتتحكم فٌها قوى ٌقؾ العلم على‬
‫حد زعمهم أمامها عاجزا ‪ ,‬وما هو بعاجز ‪ ,‬لكن‬
‫العجز هو الذي ٌسٌطر على بعض العقول !‬
‫‪--------‬‬
‫إن محصلة هذا االنحراؾ الفكري عن شرابع هللا فً كونه العظٌم ‪,‬‬
‫ٌعنً انحرافا فً توجٌه عقول الناس عامة ‪ ,‬والشباب خاصة ‪ ,‬وجهة ال‬
‫عقبلنٌة ‪ ,‬فبدال من أن ٌسلكوا طرٌق العقل والصواب ‪ ,‬نراهم ٌعٌشون فً‬
‫عالم التصورات الردٌبة ‪ ,‬واألوهام المرٌضة ‪ ,‬وبدال من ترشٌدهم وإرشادهم‬
‫للبحث عن الحقٌقة ‪ ,‬تكفٌهم هذه الخزعببلت السقٌمة‪.‬‬

‫جمع و إعداد محمود أؼٌورلً |‬ ‫‪67‬‬


‫اإلصدار الثانً‬ ‫ُقتطفات من ال ُكتب[‬
‫ٌ‬ ‫]م‬

‫الكتاب الثامن‬
‫لمحات منه ‪ -‬مرسٌل شحوارو‬

‫جمع و إعداد محمود أؼٌورلً |‬ ‫‪68‬‬


‫اإلصدار الثانً‬ ‫ُقتطفات من ال ُكتب[‬
‫ٌ‬ ‫]م‬

‫إستثناب ًٌ أنت ‪ ..‬ألننً معك فقط أُلقً جانبا ًا الكتٌب الذي جمعت فٌه خبراتً وخبلصة حٌاة من‬
‫هم حولً وجمٌع قواعد السلوك التً أحفظها ؼٌبٌا ًا ‪ ..‬ألنشؽل بقراءتك أنت‬

‫‪-----------‬‬

‫أكثر ما أفخر به بصدق هو قدرة قلبً الصؽٌر على احتواء حب شخص مثلك‬

‫‪----------‬‬

‫اقترب ! ‪ ...‬علنً ألحظ عٌوبك فؤحبك أكثر‬

‫‪---------‬‬

‫أرجوك خذ ماشبت منً ‪ ..‬ولكن أعد لً صوتً ‪ ..‬فؤنا اخاؾ اإلختناق بحروفً العالقة على‬
‫الطرٌق إلٌك‬

‫‪--------‬‬

‫ماذا ٌه ُم اذا عصفت الرٌاح بسفٌنتً ما دمت أنت ربانً‬

‫‪-------‬‬

‫بالقوة ذاتها التً أعشق ثقتك بً ‪ ..‬أكرهُ ثقتك بقدرتً على مسامحتك‬

‫‪-------‬‬
‫ادرك ان اقتبلعك من االعماق موجع موجع ‪ ..‬واننً وانا أستؤصل حبك سؤخسر معه بعضا ًا‬
‫من ذاكرتً وكثٌراًا من روحً ‪ ..‬لكنً احتاج ان أشفى منك كً أنقذ ما تبقى من كبرٌابً‬

‫‪-------‬‬

‫كلما أحببتك أكثر ‪ ..‬توطدت معرفتً بًَّ أكثر‬

‫‪-------‬‬

‫جمع و إعداد محمود أؼٌورلً |‬ ‫‪69‬‬


‫اإلصدار الثانً‬ ‫ُقتطفات من ال ُكتب[‬
‫ٌ‬ ‫]م‬

‫لن استعٌد السبلم فً عالمً حتى أحتل آخر شبر منك‬

‫‪------‬‬

‫كنت استطٌع البقاء على إخبلصً لك ‪ ..‬لكنًٌ كنت حٌنها سؤخون الحٌاة‬

‫‪------‬‬
‫ٌا أٌها الرجل الرابع حتى فً ؼٌابه ‪ ..‬ال لشًء أحبك إال ألنك أنت‬

‫‪-----‬‬

‫مجانا ًا أحبك ولست أنتظر ان تسرق من تزاحم ٌومك وقتا ًا لتبحث فٌه عن كلمات إلرضابً‬

‫‪----‬‬
‫كثٌرة كلمات الؽزل حولً ‪ ...‬ومع هذا صمتك ٌؽنٌنً عنها جمٌعا ًا‬

‫‪------‬‬

‫حضورك الؽرٌب لثوان ٌشبع روحً العطشى إلى واحات الدؾء‬

‫‪-------‬‬

‫إرقص الن الرقص ٌجعلك حراًا ‪ ...‬إرقص الن الرقص أمضى من الكلمات تعبٌراًا واصدق من‬
‫الحروؾ وأوس ُع أُفقا ًا‬

‫‪-----‬‬

‫أتراك ٌا سٌدي تدرك حجم فجٌعتك بخسارتً ؟‬

‫‪-----‬‬
‫أرجوك ال تعتقد اننً أخاؾ االخفاق فً عبلقتً معك ! ‪ ..‬سٌدي أفخر أن أفشل معك على أن‬
‫أفشل مع آخر‬

‫جمع و إعداد محمود أؼٌورلً |‬ ‫‪70‬‬


‫اإلصدار الثانً‬ ‫ُقتطفات من ال ُكتب[‬
‫ٌ‬ ‫]م‬

‫لن أقول لك كم أحبك ‪ ...‬ال ألننً لست أحبك بما ٌكفً بل ألننً أحبك أكثر مما ٌكفً‬

‫‪------‬‬

‫ما إن تطل مجدداًا حتى ٌتنافر حضورك مع ذكابً ‪ ..‬فتهرب بدٌهتً إلى أقاصً األرض‬
‫ألحبك بكل ؼباء‬

‫‪-----‬‬

‫تستفزنً ضجٌج فكرة " أننً أحببتك لسنتٌن واحتضنت حتى سواد ظلك ولما رحلت لم تلتفت‬
‫حتى لتدرك ؼٌابً"‬

‫‪----‬‬

‫جمع و إعداد محمود أؼٌورلً |‬ ‫‪71‬‬


‫اإلصدار الثانً‬ ‫ُقتطفات من ال ُكتب[‬
‫ٌ‬ ‫]م‬

‫الكتاب التاسع‬
‫الذكاء العاطفً ‪ -‬دانٌٌل جولمان –‬

‫‪-----------------------------------‬‬

‫جمع و إعداد محمود أؼٌورلً |‬ ‫‪72‬‬


‫اإلصدار الثانً‬ ‫ُقتطفات من ال ُكتب[‬
‫ٌ‬ ‫]م‬

‫»أن ٌؽضب أي إنسان ‪ ,‬فهذا‬


‫أمر سهل ‪ ...‬لكن أن تؽضب‬
‫من الشخص ا لمناسب ‪ ,‬وفً‬
‫الوقت ا لمناسب ‪ ,‬وللهدؾ‬
‫ا لمناسب ‪ ,‬وباألسلوب ا لمناسب‬
‫‪ ...‬فلٌس هذا باألمر‬
‫السهل‪« ...‬‬
‫من كتاب أرسطو‬
‫»األخبلق إلى نٌقوماخوس‬
‫‪--------------------‬‬
‫القدرة على السٌطرة على االنفعال هً أساس اإلرادة وأساس الشخصٌة ‪,‬‬
‫وعلى النحو نفسه فإن أساس مشاعر اإلٌثار فٌنا ٌكمن فً التعاطؾ‬
‫الوجدانً مع اآلخرٌن ‪ ,‬أي فً القدرة على قراءة عواطفهم‪ .‬أما العجز عن‬
‫اإلحساس باحتٌاج اآلخر ‪ ,‬أو بشعوره باإلحباط فمعناه عدم االكتراث ‪ .‬وإذا‬
‫كان هناك موقفان أخبلقٌان ٌستلزمهما عصرنا ‪ ,‬فهما على وجه التحدٌد‪:‬‬
‫ضبط النفس والرأفة‪.‬‬
‫‪-----------------------‬‬

‫جمع و إعداد محمود أؼٌورلً |‬ ‫‪73‬‬


‫اإلصدار الثانً‬ ‫ُقتطفات من ال ُكتب[‬
‫ٌ‬ ‫]م‬

‫بقلبه ٌرى اإلنسان الرإٌة‬


‫الصحٌحة‪ ...‬فالعٌن ال ترى‬
‫الجوهر‪.‬‬
‫أنطوان دوسان ‪ -‬أكزوبٌري‬
‫(من األمٌر الصؽٌر )‬
‫‪----------------‬‬
‫إن التضحٌة بالنفس ‪ ,‬هً عمل ؼٌر عقبلنً بالمرة من منظور‬
‫العقل ‪ ,‬أما من منظور القلب فهً الخٌار الوحٌد‬
‫‪----------------‬‬
‫إن البٌولوجٌٌن االجتماعٌٌن ٌشٌرون إلى تفوق القلب على العقل ‪ ,‬فً‬
‫تلك اللحظات الحاسمة ‪ ,‬عندما ٌحاولون تخمٌن لماذا أعطى التطور العاطفة‬
‫مثل هذا الدور الربٌسً فً النفس اإلنسانٌة ‪ ,‬وهم ٌقولون إن عواطفنا هً‬
‫التً ترشدنا فً مواجهة المآزق والمهام الجسٌمة لدرجة ال ٌنفع معها تركها‬
‫للعقل وحده ‪ ,‬مثل مواجهة األخطار ‪ ,‬أو خسارة أو فقدان شًء أو شخص‬
‫عزٌز وما ٌستتبع ذلك من حزن وألم ‪ ,‬أو العمل ممثابرة لتحقٌق هدؾ ما‬
‫على الرؼم من اإلحباط ‪ ,‬أو االرتباط بشخص بالزواج ‪ ,‬أو بناء أسرة‪.‬‬
‫‪-------------------‬‬

‫جمع و إعداد محمود أؼٌورلً |‬ ‫‪74‬‬


‫اإلصدار الثانً‬ ‫ُقتطفات من ال ُكتب[‬
‫ٌ‬ ‫]م‬

‫إن كل عاطفة من عواطفنا توفر استعدادا متمٌزا للقٌام بفعل ما ‪ ,‬وكل منها‬
‫ٌرشدنا إلى اتجاه أثبت فعالٌة للتعامل مع تحدٌات الحٌاة ا لمتجددة‬
‫‪-------------‬‬
‫فً حالة الؽضب ‪ٌ :‬تدفق الدم إلى الٌدٌن لٌجعلهما قادرتٌن بصورة‬
‫أسهل على القبض على سبلح أو ضرب عدو‪ .‬وتتسارع ضربات القلب ‪,‬‬
‫وتندفع دفقة من الهرمونات مثل هرمون »األدرٌنالٌن فٌتولد كم من الطاقة‬
‫القوٌة تكفً القٌام بعمل عنٌؾ‪.‬‬
‫‪ -‬وفً حالة الخوؾ‪ٌ :‬ندفع الدم إلى أكبر العضبلت حجما ‪ ,‬مثل عضبلت‬
‫الساقٌن فٌسهل الهرب ‪ ,‬وٌصبح الوجه أبٌض اللون شاحبا ألن الدم ٌهرب‬
‫منه ‪( ..‬وٌشعر الخابؾ بؤن دمه ٌجري باردا فً عروقه) ‪ ,‬وٌتجمد الجسم‬
‫فً الوقت نفسه ولو للحظة واحدة مما ٌسمح له بوقت ٌستطٌع فٌه‬
‫تقدٌر ما إذا كان االختفاء هو رد الفعل األفضل ‪ .‬وتثٌر دوابر المخ الكهربٌة‬
‫مراكز االنفعاالت فً الدماغ ‪ ,‬فتبعث فٌضا من الهرمونات التً تجعل الجسم‬
‫فً حالة ٌقظة تامة تسمح له بؤن ٌكون على حافة االستعداد للقٌام بفعل‬
‫ما ‪ ,‬وتركٌز انتباهه على الخطر ا لماثل أمامه حٌث ٌختار االستجابة ا لمناسبة‬
‫للقٌام بها‬
‫ومن بٌن التؽٌرات البٌولوجٌة األساسٌة فً اإلحساس »بالسعادة « حدوث‬
‫نشاط متزاٌد فً مركز بالمخ ٌثبط المشاعر السلبٌة ‪ ,‬مع تنمٌة الطاقة‬
‫المتزاٌدة المتاحة فً هذا المركز ‪ ,‬فضبل عن تهدبة كل ما ٌولد أفكارا مإرقة‪.‬‬

‫جمع و إعداد محمود أؼٌورلً |‬ ‫‪75‬‬


‫اإلصدار الثانً‬ ‫ُقتطفات من ال ُكتب[‬
‫ٌ‬ ‫]م‬

‫وال ٌحدث مع هذه التؽٌرات تحول فسٌولوجً خاص ٌحول دون الهدوء‬
‫الذي ٌجعل الجسم ٌشفى سرٌعا من اإلثارة البٌولوجٌة الناتجة عن االنفعاالت‬
‫المزعجة‪ .‬وهذه الحالة تحقق للجسم راحة عامة واستعدادا وحماسة للقٌام‬
‫بؤي مهمة ‪ ,‬وبذل أي جهد لتحقٌق أهداؾ عظٌمة ومتنوعة‪.‬‬
‫والحب والمشاعر الرقٌقة ‪ ,‬واإلشباع الجنسً تستتبع جمٌعا إثارة الجهاز‬
‫العصبً الباراسمبتاوي ‪ ,‬وهو النقٌض الفسٌولوجً لحشد الجسم (الضرب‬
‫أو الهرب ) فً حالة الؽضب أو الخوؾ‪ .‬أما النموذج الباراسمبتاوي الذي‬
‫ٌطلق علٌه االستجابة ا لمسترخٌة فهو مجموعة من ردود الفعل تشمل‬
‫الجسم كله ‪ ,‬وتولد حالة من الهدوء والرضا ‪ ,‬وتسهل التعاون مع اآلخرٌن‬
‫وفً حالة الدهشة ‪ :‬ترفع الحواجب لتسمح بنظرة شاملة أوسع ‪ ,‬وتسمح‬
‫بدخول مزٌد من الضوء إلى الشبكٌة‪ .‬وهذا ٌوفر مزٌدا من المعلومات حول‬
‫ما حدث دون توقع وأثار الدهشة ‪ ,‬وٌكشؾ حقٌقة ما ٌجري بالضبط ‪ ,‬مما‬
‫ٌساعد على اختٌار أفضل فعل مناسب للموقؾ‪.‬‬
‫ثمة تماثل فً العالم كله فً التعبٌر عن االشمبزاز ‪ ,‬بالتماثل نفسه‬
‫للرسالة التً تثٌره كشًء كرٌه الطعم أو الرابحة أو ما شابه ذلك ‪ٌ ,‬تمثل‬
‫فً تعبٌر الوجه ‪ ,‬حٌث تتحور الشفة العلٌا إلى جانب من الفم ‪ ,‬بٌنما ٌتجمد‬
‫األنؾ قلٌبل كما الحظ داروٌن لؽلق فتحتً األنؾ ضد الرابحة الكرٌهة‬
‫أو حٌن ل ْفظ طعام فاسد‪.‬‬

‫جمع و إعداد محمود أؼٌورلً |‬ ‫‪76‬‬


‫اإلصدار الثانً‬ ‫ُقتطفات من ال ُكتب[‬
‫ٌ‬ ‫]م‬

‫أما الوظٌفة الربٌسٌة للحزن فهً مساعدة الحزٌن على التوافق النفسً‬
‫فً حالة فقدان شخص عزٌز ‪ ,‬كؤحد أقربابه ‪ ,‬أو إصابته بخٌبة أمل كبٌرة‪.‬‬
‫والحزن ٌإدي إلى هبوط فً الطاقة وفً الحماسة لممارسة األنشطة‬
‫الحٌاتٌة ‪ ,‬وخاصة فً مجاالت اللهو والتروٌح عن النفس ‪ ,‬فٌما ٌعمق تراجع‬
‫النشاط والشعور بالحزن الذي ٌقترب من االكتباب ‪ ...‬وٌبطا من عملٌة‬
‫التمثٌل الؽذابً فً الجسم ‪ .‬هذا االنسحاب الذاتً ٌخلق فرصة التفجع‬
‫على الفقٌد ‪ ,‬أو الشعور باألمل المحبط ‪ ,‬وما ٌترتب علٌه فً حٌاة الحزٌن‬
‫لٌخطط لبداٌة جدٌدة ح ٌن ٌسترد قدراته‪ .‬وح ٌن ٌفقد الشخص الحزٌن ‪,‬‬
‫أو الشدٌد الحساسٌة نشاطه وقدراته ‪ ,‬نجده ٌعزل نفسه فً بٌته ‪ ,‬حٌث‬
‫ٌشعر باألمان ‪.‬‬
‫‪----------------‬‬
‫هذان العقبلن العاطفً والمنطقً ٌقومان معا فً تناؼم دقٌق دابما‬
‫بتضافر نظامٌهما المختلفٌن جدا فً المعرفة بقٌادة حٌاتنا‪ .‬ذلك ألن هناك‬
‫توازنا قابما بٌن العقل العاطفً ‪ ,‬والعقل المنطقً‪ .‬العاطفة تؽذي وتزود‬
‫عملٌات العقل المنطقً بالمعلومات ‪ ,‬بٌنما ٌعمل العقل المنطقً على تنقٌة‬
‫مدخبلت العقل العاطفً ‪ ,‬وأحٌانا ٌعترض علٌها‪ .‬ومع ذلك ٌظل كل من‬
‫العقل ٌن ملكت ٌن شبه مستقلت ‪ٌ,‬ن كل منهما كما سنرى ٌعكس عملٌة‬
‫متمٌزة ‪ ,‬لكنهما مترابطتان فً دوابر المخ العصبٌة‬

‫جمع و إعداد محمود أؼٌورلً |‬ ‫‪77‬‬


‫اإلصدار الثانً‬ ‫ُقتطفات من ال ُكتب[‬
‫ٌ‬ ‫]م‬

‫‪--------------------‬‬
‫كتب »آرازموس « أحد أنصار النزعة اإلنسانٌة فً القرن‬
‫السادس عشر ‪ ,‬بؤسلوب تهكمً حول هذا التوتر ب ن العقل والعاطفة ‪:‬‬
‫‪( ...‬منح جوبتر كبٌر اآللهة العاطفة درجة تفوق أكبر كثٌرا من العقل ‪,‬‬

‫تقدر ب ( ‪ 24‬الى ‪ .) 1‬وضع أمام قوة العقل الوحٌدة ‪ ,‬قوتٌن تتسمان باالستبداد‬

‫والعنؾ ‪ » ,‬الؽضب « و »الشهوة «‪ .‬فكٌؾ ٌمكن للعقل أن ٌسود أمام قوتٌن‬


‫متضافرتٌن‪ .‬إن هذا ٌتضح من حٌاة الناس العادٌة‪ .‬فالعقل ٌفعل الشًء‬
‫الوحٌد الذي ٌستطٌعه ‪ ,‬وٌظل ٌصٌح بصوت أجش مكررا صورا من الفضٌلة ‪,‬‬
‫بٌنما ٌؤمره االنفعاالن اآلخران أن ٌذهب لٌشنق نفسه‪.‬‬
‫وهكذا ٌستمر تزاٌد الضجة والهجوم فٌما بٌنهما ‪ ,‬إلى أن ٌشعر »القابد «‬
‫فً نهاٌة األمر باإلرهاق فٌستسلم )‬

‫‪----------------‬‬
‫»الحٌاة كومٌدٌا لمن‬
‫ٌفكرون‪ ...‬وتراجٌدٌا لمن‬
‫ٌشعرون «‬
‫‪-------------------‬‬

‫جمع و إعداد محمود أؼٌورلً |‬ ‫‪78‬‬


‫اإلصدار الثانً‬ ‫ُقتطفات من ال ُكتب[‬
‫ٌ‬ ‫]م‬

‫وبٌّن بحث آخر ‪ ,‬أننا فً أول جزء من ألؾ جزء من الثانٌة من فهمنا‬
‫لشًء ما ‪ ,‬ال نكون ؼٌر واعٌن لهذا الفهم فقط ‪ ,‬بل نقرر إذا كنا نحبه أم ال ‪,‬‬

‫إذ ٌوفر لنا »البلوعً المعرفً «‪ Cognitive unconcious‬لٌس فقط معرفة هوٌة‬

‫ما نرى ‪ ,‬بل رأٌنا فٌه أٌضا‪ .‬فعواطفنا لها عقل خاص بها ‪ ,‬عقل ٌحمل‬
‫أفكارا مستقلة تماما عن العقل المنطقً‪.‬‬
‫‪------------------------‬‬
‫أن المخ ٌحتوي على جهازٌن للذاكرة ‪ :‬جهاز ذاكرة‬
‫خاص بالوقابع العادٌة ‪ ,‬وجهاز ثان خاص بالوقابع ا لمشحونة عاطفٌا‬
‫‪--------------------‬‬
‫فقد ٌفشل الشخص البلمع‬
‫بٌننا من حٌث الذكاء ‪ ,‬وٌخفق فً حٌاته ‪ ,‬نتٌجة عدم سٌطرته على انفعاالته‬
‫ودوافعه الجامحة‬
‫‪-----------------‬‬
‫الذكاء االنفعالً أو العاطفً ‪ «,‬مثل‪ :‬أن تكون قادرا على حث‬
‫نفسك على االستمرار فً مواجهة اإلحباطات ‪ ,‬والتحكم فً النزوات ‪ ,‬وتؤجٌل‬
‫إحساسك بإشباع النفس وإرضابها ‪ ,‬والقدرة على تنظٌم حالتك النفسٌة ‪,‬‬
‫ومنع األسى أو األلم من شل قدرتك على التفكٌر ‪ ,‬وأن تكون قادرا على‬
‫التعاطؾ والشعور باألمل‬
‫‪------------------‬‬

‫جمع و إعداد محمود أؼٌورلً |‬ ‫‪79‬‬


‫اإلصدار الثانً‬ ‫ُقتطفات من ال ُكتب[‬
‫ٌ‬ ‫]م‬

‫والواقع أن هذه هً المشكلة حقا‪ :‬فالذكاء األكادٌمً ال ٌُعد المرء فً‬


‫الواقع لما ٌجري فً الحٌاة بعد ذلك من أحداث ملٌبة باالضطرابات‬
‫والتقلبات ‪ ,‬أو لما تتضمنه من فرص‪ .‬ومن ثم فإن أي ارتفاع فً مستوى‬
‫معامل الذكاء ال ٌضمن الرفاهٌة أو ا لمركز ا لمتمٌز أو السعادة فً الحٌاة ‪.‬‬
‫‪-------------------‬‬
‫»إن الذكاء فً العبلقات ا لمتبادلة بٌن الناس ‪ ,‬هو‬
‫القدرة على فهم اآلخرٌن; وما الذي ٌحركهم ‪ ,‬وكٌؾ ٌمارسون عملهم ‪ ,‬وكٌؾ‬
‫نتعاون معهم‪ .‬والواقع أن الناجحٌن من العاملٌن بالتجارة ‪ ,‬والسٌاسٌٌن‬
‫والمدرسٌن واألطباء ‪ ,‬والزعماء الدٌنٌٌن ٌتمتعون ‪ ,‬فً الؽالب ‪ ,‬بدرجات‬
‫عالٌة من الذكاء فً مجال العبلقات العامة‪ .‬فالذكاء الخاص بٌن الناس هو‬
‫القدرة على تبادل العبلقات فٌما بٌنهم التً تتحول إلى قدرة داخلٌة‪ .‬إنها‬
‫المقدرة على تشكٌل ٌنوذج محدد وحقٌقً للذات لكً ٌتمكن من التؤثٌر‬
‫بفاعلٌة فً الحٌاة‬
‫‪------------------‬‬
‫إنسانٌتنا تتبدى أكثر ما تتبدى فً مشاعرنا‪.‬‬
‫‪-------------‬‬

‫جمع و إعداد محمود أؼٌورلً |‬ ‫‪80‬‬


‫اإلصدار الثانً‬ ‫ُقتطفات من ال ُكتب[‬
‫ٌ‬ ‫]م‬

‫وٌصنؾ »سالوٌنً ‪ « Salovy‬أنواع الذكاء الشخصً التً قدمها » جاردنر «‬

‫فً تحدٌده األساسً للذكاء العاطفً ‪ ,‬الذي اتسع لٌشمل خمسة مجاالت‬
‫أساسٌة‪:‬‬

‫‪ 1‬أن ٌعرؾ كل إنسان عواطفه‪ :‬فالوعً بالنفس ‪ ,‬والتعرؾ على شعور‬


‫ما وقت حدوثه ‪ ,‬هو الحجر األساس فً الذكاء العاطفً ‪ ,‬وكما سوؾ نرى‬
‫فً الفصل الرابع كٌؾ تكون القدرة على رصد ا لمشاعر من لحظة ألخرى ‪,‬‬
‫عامبل حاسما فً النظرة السٌكولوجٌة الثاقبة وفهم النفس ‪ ,‬كما أن عدم‬
‫القدرة على مبلحظة مشاعرنا الحقٌقٌة ‪ ,‬تجعلنا نقع تحت رحمتها‪.‬‬
‫فاألشخاص الذٌن ٌثقون بؤنفسهم ‪ ,‬هم من نعتبرهم أفضل من ٌعٌشون‬
‫حٌاتهم ‪ ,‬ألنهم ٌمتلكون حاسة واثقة فً كل ما ٌتخذونه من قرارات ‪ ,‬مثل‬
‫اختٌار زوجاتهم ‪ ,‬أو الوظٌفة التً ٌشؽلونها ‪.‬‬

‫‪ 2‬إدارة العواطؾ‪ :‬إن التعامل مع المشاعر لتكون مشاعر مبلبمة ‪ ,‬قدرة‬

‫تنبنً على الوعً بالذات ‪ .‬وهً القدرة على تهدبة النفس ‪ ,‬والتخلص من القلق الجامح ‪,‬‬
‫والتهجم ‪ ,‬وسرعة االستثارة ‪,‬‬
‫ونتابج الفشل مع هذه ا لمهارات العاطفٌة األساسٌة‪ .‬إن َمنْ ٌفتقرون إلى‬
‫هذه ا لمقدرة ‪ٌ ,‬ظل كل منهم فً حالة عراك مستمر مع الشعور بالكآبة ‪ ,‬أما‬
‫َمنْ ٌتمتعون بها فهم ٌنهضون من كبوات الحٌاة وتقلباتها بسرعة أكبر‪.‬‬

‫‪ 3‬تحفٌز النفس‪ :‬أي توجٌه العواطؾ فً خدمة هدؾ ما أمر مهم ٌعمل على تحفٌز النفس‬
‫وانتباهها ‪,‬‬

‫جمع و إعداد محمود أؼٌورلً |‬ ‫‪81‬‬


‫اإلصدار الثانً‬ ‫ُقتطفات من ال ُكتب[‬
‫ٌ‬ ‫]م‬

‫وعلى التفوق واإلبداع أٌضا‪ .‬ذلك ألن التحكم فً االنفعاالت ممعنى تؤجٌل‬
‫اإلشباع ووقؾ الدوافع المكبوتة التً ال تقاوم ‪ ,‬أساس مهم لكل إنجاز ‪ ,‬وكذلك‬
‫القدرة على االنؽماس فً تدفق العواطؾ ح ٌن ٌستلزم ذلك التوصل إلى‬
‫أعلى أداء‪ .‬ونحن نجد أن إنتاج األشخاص المتمتع ٌن بهذه المهارة العاطفٌة ‪,‬‬
‫على أعلى مستوى من األداء كما أنهم ٌتمتعون بالفاعلٌة فً كل ما ٌعهد به‬
‫إلٌهم‪.‬‬

‫‪ 4‬التعرؾ على عواطؾ اآلخرٌن‪ :‬أو التقمص الوجدانً‬

‫وهو مقدرة أخرى تتؤسس على الوعً باالنفعاالت ‪ ,‬إنه »مهارة إنسانٌة «‬
‫جوهرٌة بحق‪ .‬فاألشخاص الذٌن ٌتمتعون مملكة التقمص الوجدانً ٌكونون أكثر‬
‫قدرة على التقاط اإلشارات االجتماعٌة التً تدل على أن هناك من ٌحتاج‬
‫إلٌهم ‪ ,‬وهذا ٌجعلهم أكثر استعدادا ألن ٌتولوا ا لمهمة التً تتطلب رعاٌة مثل‬
‫مهن التعلٌم ‪ ,‬والتجارة ‪ ,‬واإلدارة‪.‬‬
‫‪ 5‬توجٌه العبلقات اإلنسانٌة‪ :‬إن فن العبلقات بٌن البشر هو فً معظمه‬

‫مهارة فً تطوٌع عواطؾ اآلخرٌن‪.‬‬


‫هذه هً القدرات التً تكمن وراء التمتع بالشعبٌة ‪ ,‬والقٌادة ‪ ,‬والفعالٌة فً عقد‬
‫الصبلت مع اآلخرٌن‪ .‬وال شك فً أن المتفوق ٌن فً هذه المهارات ‪ٌ ,‬جٌدون‬
‫التؤثٌر ممرونة فً كل شًء ٌعتمد على التفاعل مع الناس‪ .‬إنهم فعبل نجوم‬
‫المجتمع‪.‬‬
‫‪-----------------‬‬

‫جمع و إعداد محمود أؼٌورلً |‬ ‫‪82‬‬


‫اإلصدار الثانً‬ ‫ُقتطفات من ال ُكتب[‬
‫ٌ‬ ‫]م‬

‫وٌنبؽً أال نندهش حٌن نجد أن‬


‫معامل الذكاء المرتفع عند الذكر ٌتمثل فً مجموعة واسعة من االهتمامات‬
‫الفكرٌة والقدرات‪ .‬فهو طموح ومنتج ‪ ,‬وقادر على التنبإ ‪ ,‬وعنٌد ‪ ,‬ال ٌبعده‬
‫عن اهتماماته أي قلق‪ .‬وٌمٌل أٌضا إلى أن ٌكون شخصٌة انتقادٌة ‪ ,‬ولطٌفا‬
‫شدٌد الحساسٌة وكتوما ‪ ,‬وقلقا فً خبراته الجنسٌة والحسٌة‪ ...‬وؼٌر‬
‫معبر ‪ ,‬وؼٌر منحاز ‪ ,‬كما أنه دمث وبارد عاطفٌا‪.‬‬
‫والرجال ذوو الذكاء العاطفً المرتفع ‪ ,‬متوازنون اجتماعٌا ‪ ,‬صرحاء‬
‫ومرحون ‪ ,‬وال ٌمٌلون إلى االستؽراق فً القلق‪ٌ .‬تمتعون أٌضا بقدرة ملحوظة‬
‫على االلتزام بالقضاٌا ‪ ,‬وبعبلقاتهم باآلخرٌن وتحمل المسإولٌة ‪ ,‬وهم‬
‫أخبلقٌون ‪ ,‬وتتسم حٌاتهم العاطفٌة بالثراء ‪ ,‬فهً حٌاة مناسبة ‪ ,‬وهم راضون‬
‫فٌها عن أنفسهم وعن اآلخرٌن ‪ ,‬وعن المجتمع الذي ٌعٌشون فٌه‪.‬‬
‫أما النساء البلتً ٌتمتعن ممستوى مُعامل ذكاء مرتفع مجرد ‪ ,‬فلدٌهن‬
‫الثقة المتوقعة فً أفكارهن وطبلقة فً التعبٌر عن أفكارهن ‪ ,‬وٌقدرن األمور‬
‫الذهنٌة‪ ...‬على درجة كبٌرة من االهتمامات الفكرٌة والجمالٌة‪ .‬و تمٌل‬
‫النساء من هذا النوع إلى التمعن فً األفكار ودوافعها ‪ ,‬وإلى القلق ‪ ,‬والتؤمل ‪,‬‬
‫والشعور بالذنب ‪ ,‬والتردد فً التعبٌر عن ؼضبهن صراحة (على الرؼم من‬
‫تعبٌرهن عن ذلك بصورة ؼٌر مباشرة )‪.‬‬
‫والنساء الذكٌات عاطفٌا على النقٌض من سالفات الذكر إذ ٌتصفن‬
‫بالحسم ‪ ,‬والتعبٌر عن مشاعرهن بصورة مباشرة‪ٌ ...‬ثقن فً مشاعرهن ‪,‬‬

‫جمع و إعداد محمود أؼٌورلً |‬ ‫‪83‬‬


‫اإلصدار الثانً‬ ‫ُقتطفات من ال ُكتب[‬
‫ٌ‬ ‫]م‬

‫وللحٌاة بالنسبة لهن معنى‪ .‬هن أٌضا مثل الرجال ‪ ,‬اجتماعٌات ؼٌر‬
‫متحفظات ‪( ,‬بل أكثر من ذلك فقد ٌندمن بعد ثوراتهن االنفعالٌة على‬
‫صراحتهن )‪ .‬كما أنهن أٌضا ٌستطعن التكٌؾ مع الضؽوط النفسٌة ‪ ,‬ومن‬
‫السهل توازنهن االجتماعً وتكوٌن عبلقات جدٌدة‪ .‬وعندما ٌمزحن وٌهرجن‬
‫ٌشعرن بالراحة ‪ ,‬فهن تلقابٌات ‪ ,‬ومتفتحات على الخبرة الحسٌة‪ .‬وعلى‬
‫خبلؾ النساء ذوات معامل الذكاء ا لمرتفع ‪ ,‬من النادر أن ٌشعرن بالذنب أو‬
‫القلق ‪ ,‬وال ٌستؽرقن فً التؤمل‪.‬‬
‫‪---------------------‬‬
‫الوعً الذاتً بإٌجاز » أن نكون مدرك ٌن لحالتنا النفسٌة‬
‫وتفكٌرنا بالنسبة لهذه الحالة ا لمزاجٌة نفسها ‪ «,‬وفقا لقول »چون ماٌر‬
‫« العالم السٌكولوجً بجامعة هامبشٌر‬
‫‪-----------------‬‬
‫واكتشؾ »ماٌر « أن الناس ٌمٌلون إلى اتباع أسالٌب متمٌزة للعناٌة‬
‫بعواطفهم والتعامل معها ‪:‬‬
‫‪ -‬الوعً بالنفس‪ :‬إن أولبك البشر الذٌن ٌدركون حالتهم النفسٌة فً‬
‫أثناء معاٌشتها ‪ ,‬عندهم بصورة متفهمة بعض الحنكة فٌما ٌخص حٌاتهم‬
‫االنفعالٌة‪ .‬و ٌمثل إدراكهم الواضح النفعاالتهم أساسا لسماتهم الشخصٌة ‪.‬‬
‫هم شخصٌات استقبللٌة ‪ ,‬واثقة من إمكاناتها ‪ ,‬وٌتمتعون بصحة نفسة جٌدة ‪,‬‬
‫و ٌمٌلون أٌضا إلى النظر للحٌاة نظرة إٌجابٌة‪ .‬وعندما ٌتكدر مزاجهم ال‬

‫جمع و إعداد محمود أؼٌورلً |‬ ‫‪84‬‬


‫اإلصدار الثانً‬ ‫ُقتطفات من ال ُكتب[‬
‫ٌ‬ ‫]م‬

‫ٌجترونها وال تستبد بؤفكارهم ‪ ,‬هم أٌضا قادرون على الخروج من مزاجهم‬
‫السٌا فً أسرع وقت ممكن ‪ .‬باختصار ‪ ,‬تساعدهم عقبلنٌتهم على إدارة‬
‫عواطفهم وانفعاالتهم ‪.‬‬
‫‪ -‬الؽارقون فً انفعاالتهم‪ :‬هإالء األشخاص هم َمنْ ٌشعرون ؼالبا‬
‫بؤنهم ؼارقون فً انفعاالتهم ‪ ,‬عاجزون عن الخروج منها ‪ ,‬وكؤن حالتهم‬
‫النفسٌة قد تملكتهم تماما ‪ .‬هم أٌضا متقلبو المزاج ‪ ,‬ؼٌر مدركٌن تماما‬
‫لمشاعرهم إلى الدرجة التً ٌضٌعون فٌها وٌتوهون عن أهدافهم إلى حد‬
‫ما ‪ ,‬ومن ثم فهم قلٌبل ما ٌحاولون الهرب من حالتهم النفسٌة السٌبة ‪ ,‬كما‬
‫ٌشعرون بعجزهم عن التحكم فً حٌاتهم العاطفٌة‪ .‬إنهم أناس مؽلوبون‬
‫على أمرهم ‪ ,‬فاقدو السٌطرة على عواطفهم‪.‬‬
‫‪ -‬المتقبلون لمشاعرهم‪ :‬هإالء على الرؼم من وضوح رإٌتهم بالنسبة‬
‫لمشاعرهم ‪ ,‬فإنهم ٌمٌلون لتقبل حالتهم النفسٌة ‪ ,‬دون محاولة تؽٌٌرها ‪,‬‬
‫وٌبدو أن هناك مجموعت ٌن من المتقبلٌن لمشاعرهم‪ :‬المجموعة األولى ‪ ,‬تشمل‬
‫من هم عادة فً حالة مزاجٌة جٌدة ‪ ,‬ومن ثم لٌس لدٌهم دافع لتؽٌٌرها‪.‬‬
‫والمجموعة الثانٌة تشمل من لهم رإٌة واضحة لحالتهم النفسٌة ‪ ,‬ومع ذلك‬
‫فحٌن ٌتعرضون لحالة نفسٌة سٌبة ‪ٌ ,‬تقبلونها كؤمر واقع ‪ ,‬وال ٌفعلون أي‬
‫شًء لتؽٌٌرها على الرؼم من اكتبابهم‪ .‬وهذا النموذج من المتقبلٌن ٌدخل‬
‫فً إطار المكتببٌن الذٌن استكانوا للٌؤس‪.‬‬

‫جمع و إعداد محمود أؼٌورلً |‬ ‫‪85‬‬


‫اإلصدار الثانً‬ ‫ُقتطفات من ال ُكتب[‬
‫ٌ‬ ‫]م‬

‫إذا استطعت أن تجد كلمات لما تشعر به ‪ ,‬فؤنت نفسك ‪ -‬هنري روث ‪-‬‬
‫‪--------‬‬
‫وقد تبٌن فً بعض الدراسات ‪ ,‬أن »العبلج بالمعرفة « الذي ٌهدؾ إلى‬
‫تؽٌٌر هذه النماذج من التفكٌر ‪ٌ ,‬كافا عبلج االكتباب اإلكلٌنٌكً الخفٌؾ‬
‫بالعقاقٌر ‪ ,‬بل ٌتفوق علٌه فً منع عودة هذا االكتباب ‪ .‬هناك خطتان فاعلتان‬
‫فً هذه المعركة على وجه الخصوص ‪ :‬األولى أن تتعلم كٌؾ تتحدى األفكار‬
‫المستقرة فً مركز االجترار ‪ ,‬وتتساءل عن صحتها وفعالٌتها ‪ ,‬وتفكر فً‬
‫بدابل أكثر إٌجابٌة‪ .‬والخطة األخرى هً تنظٌم جدول مقصود للقٌام‬
‫بؤحداث سارة جذابة تصرؾ الذهن عن األفكار االكتبابٌة‪.‬‬
‫‪------------------‬‬
‫هناك أٌضا عامل فعال ٌساعد على التخلص من االكتباب ‪ ,‬وهو مساعدة‬
‫اآلخرٌن‪ .‬و مما أن االكتباب ٌؽذي اجترار األفكار واالنؽماس الكامل فً‬
‫النفس ‪ ,‬نجد أن مساعدة اآلخرٌن ‪ ,‬تؤخذنا بعٌدا عن هذا االنهماك فً‬
‫أنفسنا فقط ‪ ,‬بتعاطفنا مع ؼٌرنا ممن ٌتعذبون بهمومهم الخاصة ‪ .‬فاالنشؽال‬
‫بعمل تطوعً ‪ ,‬مثل تدرٌب مجموعة صؽٌرة ‪ ,‬أو أن تكون ممنزلة أخ أكبر ‪ ,‬أو‬
‫أن تطعم ا لمشردٌن ٌنن ال مؤوى لهم ‪ ,‬من أقوى الوسابل لنقل الحالة النفسٌة‬
‫إلى حالة أخرى مختلفة ‪ ,‬كما جاء فً دراسة »تاٌس « وإن كانت من أكثر‬
‫الوسابل ندرة‪.‬‬

‫جمع و إعداد محمود أؼٌورلً |‬ ‫‪86‬‬


‫اإلصدار الثانً‬ ‫ُقتطفات من ال ُكتب[‬
‫ٌ‬ ‫]م‬

‫وأخٌرا ‪ ,‬هناك أٌضا بعض الناس الذٌن ٌجدون فً اللجوء إلى قوة‬
‫ؼامضة ‪ ,‬راحة ألحزانهم‪ .‬فإذا كنت متدٌنا جدا ‪ ,‬فإن الصبلة تنجح فً كل‬
‫الحاالت ‪ ,‬وخاصة مع االكتباب‪.‬‬
‫‪-----------------------‬‬
‫ولنتؤمل أٌضا من ناحٌة أخرى الدور الذي ٌلعبه الدفاع اإلٌجابً ‪,‬‬
‫واستمرار ا لمشاعر المتحمسة ‪ ,‬واإلحساس بالثقة فً تحقٌق اإلنجازات ‪.‬‬
‫فقد أظهرت الدراسات التً أجرٌت عن األلعاب األولٌمبٌة ‪ ,‬وعن الموسٌقٌٌن‬
‫العا لمٌٌن وأعظم أبطال الشطرنج ‪ ,‬أنهم جمٌعا ٌشتركون فً صفة واحدة‬
‫هً قدرتهم على تحفٌز أنفسهم لمواصلة التدرٌبات المنتظمة ببل هوادة‪.‬‬
‫ومع الزٌادة الثابتة التً تتطلبها درجة التفوق ‪ ,‬لمن ٌرٌد الوصول إلى المستوى‬
‫العالمً ‪ٌ ,‬نبؽً أن تبدأ هذه التدرٌبات الشاقة المنتظمة منذ الطفولة‪ .‬ولنتؤمل‬
‫الوقابع التالٌة‪:‬‬

‫أدى فرٌق الؽطس الصٌنً من األطفال البالؽة أعمارهم ‪ 12‬عاما ‪ ,‬فً‬

‫أولٌمبٌاد ‪ 1992 ,‬عددا من مرات الؽطس ٌساوي عدد المرات التً أداها‬
‫فرٌق الؽطس األمرٌكً البالػ أفراده من العمر عشرٌن عاما‪ .‬فقد بدأ‬
‫أفراد فرٌق الؽطس الصٌنً التدرٌب منذ كانوا فً الرابعة من أعمارهم‪.‬‬
‫وبا لمثل بدأ أعظم عازفً الكمان فً القرن العشرٌن ‪ ,‬دراسة آالتهم ا لموسٌقٌة‬
‫منذ حوالً السابعة من العمر ‪ .‬بٌنما َمنْ وصلوا إلى مستوى الشهرة الوطنٌة‬
‫فقط ‪ ,‬كانوا قد بدأوا فً العاشرة من عمرهم‪ .‬فالتدرٌب فً وقت مبكر‬

‫جمع و إعداد محمود أؼٌورلً |‬ ‫‪87‬‬


‫اإلصدار الثانً‬ ‫ُقتطفات من ال ُكتب[‬
‫ٌ‬ ‫]م‬

‫ٌح ّدد مستوى التفوق‪ .‬لقد بلػ عدد مرات تدرٌب الطلبة ا لمتفوق ٌن فً‬
‫دراسة آلة الفٌول ٌن فً أكبر األكادمٌات ا لموسٌقٌة فً برل ٌن وهم فً بداٌة‬
‫العشرٌنٌات من أعمارهم ‪ ,‬عشرة آالؾ ساعة تدرٌب ‪ ,‬بٌنما بلػ عدد ساعات‬
‫تدرٌب الطلبة من الدرجة الثانٌة من حٌث التفوق سبعمابة وخمس ٌن ساعة‬
‫فقط‪.‬‬
‫وٌبدو أن الفرق ب ٌن الذٌن وصلوا إلى قمة التفوق فً ا لمسابقات التنافسٌة ‪,‬‬
‫وا لمماثل ٌن لهم تقرٌبا من حٌث قدراتهم ‪ ,‬هو بداٌة تدرٌبهم منذ نعومة‬
‫أظفارهم ‪ ,‬وقدرتهم على مواصلة التدرٌب الشاق ا لمنتظم على مدى سنوات‬
‫وسنوات‪ .‬هذا اإلصرار ٌعتمد على صفات انفعالٌة تتمثل فً حماسة ودأب‬

‫قبل أي شًء آخر فً مواجهة أي انتكاسات قد تحدث‪.‬‬


‫وتحقٌق اإلنسان للنجاح فً الحٌاة ~كن إرجاعه إلى وجود دافع ‪ ,‬إلى‬
‫جانب وجود القدرات الفطرٌة التً تلعب دورا فً ذلك‪ .‬من أمثلة ذلك ‪,‬‬
‫األداء الباهر للطلبة اآلسٌوي ٌن فً ا لمدارس وا لمهن األمرٌكٌة‪ .‬فإذا أردنا أن‬
‫نإكد هذا ممراجعة دقٌقة لنتابج األطفال اآلسٌوي ٌن أمرٌكًٌ الجنسٌة ‪,‬‬
‫نجد أن متوسط تفوقهم على أقرانهم البٌض فً درجة مُعامل الذكاء‬
‫مجرد درجتٌن أو ثبلث فقط‪ .‬ولكن بالنسبة لما ٌشؽلونه من مهن ‪ ,‬مثل مهنة‬
‫القانون ‪ ,‬أو الطب التً ~تهنها كثٌر من اآلسٌوي ٌن األمرٌكً ‪ٌ,‬ن نجدهم‬
‫ٌتصرفون كمجموعة كما لو كان مُعامل ذكابهم أكبر من البٌض بكثٌر ‪ ,‬أو ما‬

‫جمع و إعداد محمود أؼٌورلً |‬ ‫‪88‬‬


‫اإلصدار الثانً‬ ‫ُقتطفات من ال ُكتب[‬
‫ٌ‬ ‫]م‬

‫ٌعادل ( ‪ ) 110‬درجات ذكاء للٌابانً ٌن أمرٌكًٌ الجنسٌة ‪ ,‬و( ‪ ) 120‬درجة من‬

‫مُعامل الذكاء للصٌنً ٌن األمرٌكً ٌن‪ .‬وٌبدو أن هذا التفوق اآلسٌوي راجع‬
‫إلى تعلم واستذكار األطفال اآلسٌوي ٌن بجدٌة منذ سنوات تعلٌمهم األولى‬
‫فً ا لمدرسة ‪ ,‬أكثر من األطفال األمرٌكً ٌن‪ .‬ثمة دراسة أجراها عالم االجتماع‬

‫»سانفورد دورنبوش ‪ « Sanford Dorenbusc‬على أكثر من عشرة آالؾ طالب‬

‫فً ا لمرحلة الثانوٌة ‪ ,‬جاءت بنتٌجة تإكد أن اآلسٌوي ٌن الحاصل ٌن على‬


‫الجنسٌة األمرٌكٌة ‪ٌ ,‬قضون من الوقت إلنجاز واجباتهم ا لمنزلٌة ما ٌزٌد‬

‫على الطلبة اآلخرٌن بنسبة ( ‪ .)% 40‬فبٌنما ٌتقبل اآلباء األمرٌكٌون نقاط‬

‫الضعؾ فً مستوى أطفالهم التعلٌمً ‪ ,‬وٌركزون على نقاط القوة ‪ ,‬نجد أن‬
‫ا لموقؾ مختلؾ عند اآلسٌوي ٌن‪ .‬فالطفل اآلسٌوي الضعٌؾ فً مستواه‬
‫الدراسً علٌه أن ٌذاكر حتى وقت متؤخر من اللٌل وإذا استمر مستواه‬
‫الدراسً أقل من ا لمطلوب ‪ ,‬علٌه أٌضا أن ٌستٌقظ مبكرا لٌذاكر فً الصباح‬
‫الباكر‪ .‬ذلك ألن اآلسٌوي ٌن ٌعتقدون أن أي طالب ~كن أن ٌتفوق إذا بذل‬
‫المجهود السلٌم‪ .‬أي أن العمل الثقافً واألخبلقً ٌترجم إلى دافع وحماسة‬
‫ودأب أكبر ‪ ,‬وهذا ٌعتبر تفوقا عاطفٌا‬

‫جمع و إعداد محمود أؼٌورلً |‬ ‫‪89‬‬


‫اإلصدار الثانً‬ ‫ُقتطفات من ال ُكتب[‬
‫ٌ‬ ‫]م‬

‫وتتمثل قوة انفعاالتنا فً تؤثٌرها فً قدرتنا على التفكٌر والتخطٌط‬


‫لنواصل التدرٌب على هدؾ بعٌد وما شابه ذلك‪ .‬وٌتمثل ذلك فً مقدرتنا‬
‫على تحدٌد مستوى قدراتنا الستخدام طاقاتنا الذهنٌة الفطرٌة ‪ ,‬ومن ثم‬
‫نقرر أي أسلوب ٌمكن أن نسٌر به حٌاتنا ‪ ,‬وإلى أي مدى تدفع مشاع ُر‬
‫تحمسنا وابتهاجنا أفعالَنا إلى األمام ‪ ,‬أو حتى إلى أقصى درجات التوتر‪.‬‬
‫هذه القوة االنفعالٌة هً التً تدفعنا إلى تحقٌق اإلنجازات ‪ .‬وبهذا ا لمعنى‬
‫ٌكون الذكاء العاطفً ‪ ,‬كفاءة حاكمة ‪ ,‬أي قوة تإثر فً قدراتنا تؤثٌرا عمٌقا ‪,‬‬
‫سواء كان على مستوى تسهٌلها أو التدخل فٌها‬
‫‪------------------‬‬
‫وقد ال ٌكون هناك من المهارات الذاتٌة ما هو أكثر عمقا من المهارة‬
‫الذاتٌة فً مقاومة االندفاع‪ .‬فهذه المهارة الذاتٌة هً أصل التحكم فً‬
‫انفعاالت النفس ‪ ,‬مادامت كل االنفعاالت بطبٌعتها الخاصة جدا هً التً‬

‫تسوق إلى حافز أو آخر للقٌام بفعل من األفعال‪ .‬وأصل كلمة انفعال « ‪»Emotion‬‬

‫هً »أن تتحرك « وعلى مستوى وظٌفة المخ ‪ ,‬تترجم القدرة على مقاومة‬
‫االندفاع للقٌام بفعل ما ‪ ,‬وإخماد حركة االندفاع األولٌة ‪ ,‬بؤنها تمنع اإلشارات‬
‫القادمة من المخ الحوفً من الوصول إلى قشرة الدماغ التً هً القوة‬
‫المحركة ‪ ,‬ومع ذلك فإن هذا تفسٌر مازال تفسٌرا تؤملٌا حتى اآلن‪.‬‬
‫‪-------------‬‬

‫جمع و إعداد محمود أؼٌورلً |‬ ‫‪90‬‬


‫اإلصدار الثانً‬ ‫ُقتطفات من ال ُكتب[‬
‫ٌ‬ ‫]م‬

‫والضحك من الوسابل التً تساعد أشخاصا على التفكٌر‬


‫فً مشكلة ما ‪ ,‬فالضحك مثل االبتهاج ٌساعد على التفكٌر األشمل ‪ ,‬وٌطلق‬
‫تداعً المعانً ‪ ,‬وٌساعد على مبلحظة ارتباطات من األفكار كان من الممكن‬
‫أن تفوتهم لوال الضحك ‪ .‬فا لمهارة الذهنٌة ‪ ,‬لٌست ذات أهمٌة فً اإلبداع‬
‫فقط ‪ ,‬إ ٌنا أٌضا فً إدراك العبلقات ا لمعقدة ‪ ,‬والتنبإ بنتابج اتخاذ قرار‬
‫محدد‬
‫‪-------------‬‬
‫تفسٌر »سناٌدر « أن من تحدوهم اآلمال العرٌضة من الطلبة ٌضعون‬
‫نصب أعٌنهم أهدافا كبٌرة أكثر من ؼٌرهم ‪ ,‬وٌعرفون كٌؾ ٌبذلون الجهد‬
‫من أجل تحقٌقها ‪ ,‬فإذا قارنا ب ٌن طلبة لهم ا لملكات الذهنٌة نفسها فً‬
‫النتابج األكادٌمٌة ‪ ,‬نجد أن ما ٌفرق بٌنهم هو األمل ‪.‬‬
‫‪-------------‬‬
‫توصل الباحثون المعاصرون إلى أن األمل ٌمنح اإلنسان أكثر من مجرد‬
‫قلٌل من المواساة وسط األحزان ‪ ,‬بل ٌلعب دورا فاعبل فً الحٌاة بصورة‬
‫مدهشة‪ .‬فاألمل ٌوفر مٌزات فً مجاالت متنوعة مثل‪ :‬تحقٌق النتابج‬
‫الدراسٌة الجٌدة ‪ ,‬وتحمل ا لمهام الشاقة‪ .‬واألمل با لمعنى الفنً ‪ ,‬هو أكثر من‬
‫رإٌة مشرقة ‪ ,‬توحً بؤن كل شًء سٌصبح » جٌدا «‪ .‬وقد حدد »سناٌدر «‬
‫معنى األمل بدقة بقوله‪» :‬إنه اعتقادك بؤنك تملك اإلرادة والوسٌلة لتحقٌق‬
‫أهدافك مهما كانت هذه األهداؾ ‪.‬‬

‫جمع و إعداد محمود أؼٌورلً |‬ ‫‪91‬‬


‫اإلصدار الثانً‬ ‫ُقتطفات من ال ُكتب[‬
‫ٌ‬ ‫]م‬

‫‪--------------‬‬
‫وجد »سناٌدر « أن أصحاب اآلمال العرٌضة‬
‫ٌشتركون فً بعض الصفات ‪ ,‬مثل قدرتهم على تحفٌز أنفسهم ‪ ,‬وشعورهم‬
‫بؤنهم واسعو الحٌلة مما ٌكفً للتوصل إلى تحقٌق أهدافهم ‪ ,‬مإكدٌن ألنفسهم‬
‫أن األمور إذا ما تعرضت لمؤزق ما ‪ ,‬البد أنها سوؾ تتحسن‪.‬‬
‫وٌتصؾ أٌضا هإالء ا لممتلبون باألمل با لمرونة من أجل إٌجاد سبل الوصول‬
‫إلى أهدافهم ‪ ,‬أو تؽٌٌر األهداؾ التً ٌستحٌل تحقٌقها‪ .‬وهم ٌتمتعون‬
‫بالحاسة الذكٌة التً تمكنهم من تقسٌم مهمة صعبة إلى أجزاء صؽٌرة‬
‫ٌمكن التعامل معها ‪.‬‬
‫واألمل ٌعنً من منظور الذكاء االجتماعً ‪ ,‬أنك لن تستسلم للقلق الشامل ‪,‬‬
‫أو للموقؾ االنهزامً ‪ ,‬أو االكتباب فً مواجهة التحدٌات أو النكسات ‪.‬‬
‫والواقع أن الناس الذٌن ٌحتضنون األمل فً حٌاتهم ‪ٌ ,‬واجهون اكتبابا أقل‬
‫من ؼٌرهم ‪ ,‬ألنهم ٌحاولون تخطٌط حٌاتهم مما ٌحقق لهم الوصول إلى‬
‫أهدافهم‪ .‬إنهم بصفة عامة أقل قلقا ‪ ,‬وأقل من ٌتعرضون للمشاكل‬
‫االنفعالٌة‪.‬‬
‫‪-------------------‬‬

‫جمع و إعداد محمود أؼٌورلً |‬ ‫‪92‬‬


‫اإلصدار الثانً‬ ‫ُقتطفات من ال ُكتب[‬
‫ٌ‬ ‫]م‬

‫والتفاإل مثل األمل ‪ٌ ,‬عنً أن ٌتوقع المرء توقعا قوٌا ‪ ,‬أن األمور عموما‬
‫سوؾ تتحول فً الحٌاة دابما إلى ما هو سلٌم ‪ ,‬على الرؼم من النكسات‬
‫واإلحباطات‪ .‬والتفاإل ممفهوم الذكاء العاطفً ‪ ,‬موقؾ ٌحمً الناس من‬
‫الوقوع فً البلمباالة ‪ ,‬وفقدان األمل ‪ ,‬واإلصابة باالكتباب فً مواجهة مجرٌات‬
‫الحٌاة القاسٌة‪ .‬والتفاإل مثل األمل (ابن عمه القرٌب) ٌُعلً حصة اإلنسان‬
‫من ا لمكاسب فً حٌاته على أن ٌكون بطبٌعة الحال تفاإال واقعٌا‪ .‬أما‬
‫التفاإل المفرط فً السذاجة فقد ٌسبب الكوارث ‪.‬‬
‫وٌحدد »سلٌجمان « مفهوم التفاإل ‪ ,‬بالكٌفٌة التً ٌفسر بها الناس‬

‫ألنفسهم نجاحاتهم وفشلهم‪ .‬فا لمتفابلون ٌرجعون فشلهم لشًء ما ٌمكنهم‬

‫تؽٌٌره ‪ ,‬لٌنجحوا فٌه فً المرة القادمة‪ .‬بٌنما ٌلوم المتشابمون أنفسهم وٌرجعون‬

‫فشلهم إلى بعض صفات دابمة هم عاجزون عن تؽٌٌرها‪ .‬ولهذه التفسٌرات‬

‫دالالت عمٌقة على كٌفٌة استجابة الناس ألحداث الحٌاة‪ .‬فا لمتفابلون ٌمٌلون‬

‫كرد فعل لموقؾ ٌواجهونه ٌسبب لهم خٌبة أمل ‪ ,‬كؤن ٌرفض لهم ‪ -‬مثبل ‪-‬‬

‫طلب للحصول على وظٌفة ما ‪ٌ ,‬مٌلون إلى تقبل هذا الموقؾ بإٌجابٌة وأمل‪.‬‬

‫بعدها ٌضعون خطة عمل جدٌدة مثبل أو ٌسعون إلى طلب ا لمساعدة أو‬

‫النصح من آخرٌن‪ .‬فاالنتكاسة بالنسبة لهم شًء ٌمكن عبلجه‪ .‬أما رد فعل‬

‫المتشابم ٌن لمثل هذه النكسات عكس ا لمتفابل ٌن فؤن ٌتصوروا أنفسهم‬

‫عاجزٌن عن فعل أي شًء ~كن أن ٌُحسن األمور فً المرة القادمة‪ .‬وبالتالً‬

‫ال ٌفعلون شٌبا بالنسبة للمشكلة‪ .‬إنهم ٌُرجعون هذه الهزٌمة أو تلك إلى‬

‫العجز الشخصً الذي سٌظل ٌسبب لهم اإلخفاق الدابم‬

‫جمع و إعداد محمود أؼٌورلً |‬ ‫‪93‬‬


‫اإلصدار الثانً‬ ‫ُقتطفات من ال ُكتب[‬
‫ٌ‬ ‫]م‬

‫»إن اعتقادات الناس فً قدراتهم لها تؤثٌر عمٌق فً هذه القدرات‬

‫»ألبرت باندورا ‪Albert Bandura ,‬‬

‫‪----------------‬‬
‫»هاتش « و »جاردنر « بوصفها مكونات الذكاء المتفاعل بٌن األفراد‪.‬‬
‫وفٌما ٌلً هذه القدرات األربع‪:‬‬
‫تنظٌم المجموعات ‪ :‬تستلزم المهارة البلزمة للقابد ‪ ,‬أن ٌبدأ بتنسٌق‬
‫جهود مجموعة مشتركة من األفراد‪ .‬هذه هً القدرة العقلٌة التً ٌتمتع بها‬
‫المخرجون ‪ ,‬أو منتجو األعمال المسرحٌة ‪ ,‬والعسكرٌون ‪ ,‬ورإساء المنظمات‬
‫والوحدات المختلفة المإثرون فً العاملٌن معهم‪ .‬كما نراهم أٌضا على أرض‬
‫المبلعب ‪ ,‬مثل الطفل الذي ٌؤخذ زمام القٌادة بتحدٌد مركز كل طفل فً‬
‫الملعب أو ٌنصب نفسه كاب الفرٌق‪.‬‬
‫الحلول التفاوضٌة‪ :‬موهبة الوسٌط الذي ٌستطٌع أن ٌمنع وقوع‬
‫المنازعات ‪ ,‬أو ٌستطٌع إٌجاد الحلول للنزاعات التً تنشب بالفعل ‪ .‬هإالء‬
‫الوسطاء الذٌن لدٌهم هذه القدرة ‪ٌ ,‬تفوقون فً عقد الصفقات ‪ ,‬وفً قضاٌا‬
‫التحكٌم ‪ ,‬والتوسط فً المنازعات ‪ ,‬وفً السلك الدٌبلوماسً ‪ ,‬أو فً التحكٌم‬
‫القانونً ‪ ,‬أو ٌتفوقون كسماسرة ‪ ,‬أو مدٌرٌن تنفٌذٌٌن‪ .‬هإالء جمٌعا هم‬
‫أنفسهم من نجحوا وهم أطفال فً حل الخبلفات على أرض الملعب ‪.‬‬
‫العبلقات الشخصٌة ‪ :‬الشك فً أن موهبة » روجر « هً موهبة تعاطؾ‬

‫جمع و إعداد محمود أؼٌورلً |‬ ‫‪94‬‬


‫اإلصدار الثانً‬ ‫ُقتطفات من ال ُكتب[‬
‫ٌ‬ ‫]م‬

‫وتواصل ‪ ,‬وهذا ٌسهل القدرة على المواجهة ‪ ,‬أو التعرؾ على مشاعر الناس‬
‫واهتماماتهم بصورة مناسبة‪ .‬إنه فن العبلقات بٌن البشر‪ .‬هإالء األشخاص‬
‫نراهم أعضاء بارزٌن فً الفرق الرٌاضٌة ‪ ,‬أو أزواجا ٌعتمد علٌهم ‪ ,‬وأصدقاء‬
‫طٌبٌن أو مدٌري شركات أعمال ‪ ,‬أو معلمٌن ممتازٌن‪ .‬فؤطفال مثل » روجر «‬
‫تظل عبلقاتهم طٌبة دابما مع كل الناس ‪ ,‬وٌسهل علٌهم مشاركتهم فً‬
‫اللعب ‪ ,‬وٌشعرون بالسعادة وهم ٌفعلون ذلك‪ .‬ثمة استعداد عند هإالء األطفال‬
‫لٌكونوا أفضل من ٌقرأ عواطؾ البشر من خبلل تعبٌرات الوجوه ‪ ,‬وهم أكثر‬
‫المحبوب ٌن ب ٌن زمبلبهم فً ا لمدرسة‪.‬‬
‫التحلٌل االجتماعً ‪ :‬القدرة على اكتشاؾ مشاعر اآلخرٌن ببصٌرة‬
‫نافذة ‪ ,‬ومعرفة اهتماماتهم ودوافعهم لمعرفة الناس ‪ ,‬وكٌؾ ٌشعرون بهم‪.‬‬
‫هذه القدرة تإدي إلى سهولة إقامة العبلقات الحمٌمٌة ‪ ,‬واإلحساس بالوبام‪.‬‬
‫والقدرة على التحلٌل االجتماعً أفضل تحلٌل ‪ ,‬وقد ٌصبح من ٌتمتع بهذه‬
‫القدرة طبٌبا كفإا أو مستشارا‪ .‬وإذا ارتبطت با لمواهب األدبٌة ‪ ,‬فقد ٌصبح‬
‫روابٌا ‪ ,‬أو مإلفا درامٌا موهوبا‪.‬‬
‫أما إذا اجتمعت هذه المهارات معا فتصبح مادة لصقل وتهذٌب العبلقات‬
‫بٌن الناس بعضهم ببعض ‪ ,‬وهً المكونات الضرورٌة للجاذبٌة ‪ ,‬والنجاح‬
‫االجتماعً ‪ ,‬بل أٌضا ل »الكارٌزما «‪ .‬فهإالء المتمتعون بالكفاءة فً الذكاء‬
‫االجتماعً ‪ٌ ,‬سهل علٌهم االرتباط بالناس من خبلل ذكابهم فً قراءة‬
‫انفعاالت الناس ومشاعرهم ‪ ,‬ومن السهل أن ٌكونوا قادة وواضعً نظم‪.‬‬

‫جمع و إعداد محمود أؼٌورلً |‬ ‫‪95‬‬


‫اإلصدار الثانً‬ ‫ُقتطفات من ال ُكتب[‬
‫ٌ‬ ‫]م‬

‫ٌستطٌع هإالء أٌضا معالجة ا لمنازعات قبل نشوبها فً أي نشاط إنسانً‪.‬‬


‫هم باختصار القادة الطبٌعٌون الذٌن ٌمكنهم التعبٌر عن أحاسٌس‬
‫الجماعة الصامتة بقٌادة مجموعة من األفراد نحو أهدافها‪ .‬هإالء هم نوع‬
‫من الناس ٌسترٌح اآلخرون لوجودهم معهم ألنهم ٌؽذونهم عاطفٌا ‪ ,‬وٌتركونهم‬
‫فً حالة نفسٌة طٌبة ‪ ,‬وٌعبرون عن ذلك ممثل هذا التعلٌق‪ » :‬كم نشعر‬
‫بالسرور حٌن نكون قرٌبٌنٌن من مثل هذا الشخص‬
‫‪-------------------‬‬
‫إن المصارعة الٌابانٌة‬
‫هً فن ا لمصالحة ‪ ,‬فمن ٌفكر فً القتال ٌنفصل عن الكون ‪ ,‬ألنك لو حاولت‬
‫السٌطرة على ؼٌرك فقد هزمت بالفعل‪ .‬نحن نتعلم رٌاضة اآلٌكٌدو لكً‬
‫نعرؾ كٌؾ ننهً الصراعات ‪ ,‬ال كٌؾ نبدإها‬
‫‪---------------‬‬
‫أن تحب وأن تعمل ‪ ,‬هما القدرتان التوأمان اللتان‬
‫تمثبلن عبلمتا النضج الكامل ‪ .‬وإذا كانت هذه هً‬
‫المسؤلة ‪ ,‬فالنضج إذن محطة بالؽة الخطورة فً‬
‫حٌاة اإلنسان‪ .‬وها نحن نرى الٌوم أن االتجاهات‬
‫الحالٌة فً مسؤلة الزواج والطبلق جعلت الذكاء‬
‫االجتماعً أكثر أهمٌة وحسما من ذي قبل‬
‫‪-‬فروٌد‪-‬‬

‫جمع و إعداد محمود أؼٌورلً |‬ ‫‪96‬‬


‫اإلصدار الثانً‬ ‫ُقتطفات من ال ُكتب[‬
‫ٌ‬ ‫]م‬

‫فاألوالد ٌشعرون بالفخر بفردٌتهم ‪,‬‬


‫وتفكٌرهم العقبلنً الخشن المستقل ذاتٌا ‪ ,‬بٌنما ترى البنات أنفسهن جزءا‬
‫من مجموعة مترابطة فٌما بٌنهن‪ .‬ومن ثم ‪ٌ ,‬شعر األوالد أنهم مهددون من‬
‫أي شًء ٌمكن أن ٌتحدى استقبللٌتهم ‪ ,‬بٌنما تشعر البنات بالتهدٌد إذا‬
‫حدث انشقاق فً عبلقاتهن ‪-‬كارولٌن جٌلٌجان ‪-‬‬
‫‪-------------‬‬

‫وكما أشارت »دٌبورا تانٌن ‪« Dwbora Tannen‬‬

‫فً كتابها »ؼاٌة ما فً األمر أنك لم تفهم ‪ «,‬إلى أن هذه المفاهٌم المختلفة‬
‫تعنً أن كبل من الرجال والنساء ٌرٌد وٌتوقع كل منهم أشٌاء مختلفة جدا‬
‫من أي حدٌث ٌدور معهم ‪ ,‬فالرجال ٌهتمون بالمضمون وٌتحدثون عن »المسابل‬
‫واألفكار ‪ «,‬بٌنما النساء ٌبحثن وٌسعٌن إلى التواصل العاطفً‬
‫‪-----------‬‬
‫عبلمات نتابج هذا العجز العاطفً ‪ ,‬تتمثل فً انخفاض اإلنتاجٌة ‪,‬‬
‫أو زٌادة عدم القدرة بااللتزام بآخر موعد محدد إلنجاز العمل ‪ ,‬أو ارتكاب‬
‫األخطاء ‪ ,‬أو األحداث ا لمإسفة ‪ ,‬وهجرة ا لموظؾ ٌن الجماعٌة إلى مواقع عمل‬
‫أخرى أكثر تجانسا روحا وطبعا‪ .‬وال جدال فً أن انخفاض مستوٌات‬
‫الذكاء االجتماعً ٌإدي حتما إلى أدنى مستوى فً مجال العمل ‪ .‬وعندما‬
‫ٌستمر خط الذكاء االجتماعً فً االنخفاض ٌهدد اإلفبلس واالنهٌار‬
‫الشركات‪.‬‬

‫جمع و إعداد محمود أؼٌورلً |‬ ‫‪97‬‬


‫اإلصدار الثانً‬ ‫ُقتطفات من ال ُكتب[‬
‫ٌ‬ ‫]م‬

‫إن الضؽط العصبً ٌصٌب الناس بالؽباء‬


‫‪-------------‬‬
‫»الربٌس‬
‫الذي ٌفشل فً إظهار مشاعره على الفور ٌساعد على تراكم مشاعر محبطة‬
‫روٌدا روٌدا إلى أن ٌحدث انفجار فً ٌوم ما‪ .‬لكن ‪ ,‬إذا وُ جه النقد فً وقت‬
‫مبكر ‪ ,‬عندبذ ٌمكن أن ٌصحح الموظؾ المشكلة موضع النقد‪ .‬ومن المإسؾ‬
‫أن الناس قد اعتادوا توجٌه النقد عندما تصل األمور إلى درجة الؽلٌان ‪,‬‬
‫حٌن ٌفقدون السٌطرة على أنفسهم من شدة الؽضب ‪ .‬وهذا ٌحدث عادة ‪,‬‬
‫عند توجٌه النقد بؤسلوب ؼاٌة فً السوء ‪ ,‬وبنبرة تهكمٌة ‪ ,‬مع استرجاع‬
‫قابمة طوٌلة من شكواهم المختزنة ‪ ,‬أو بالتهدٌدات ‪ .‬ومثل هذه الهجمة‬
‫االنتقادٌة تؤتً بعكس النتابج ا لمرجوة ‪ .‬مثل هذا النقد ٌإدي إلى اشتعال‬
‫ؼضب ا لمتلقً‪ .‬إنه حقا أسوأ أسلوب إلثارة أي إنسان ‪«.‬‬
‫»جٌه‪ .‬آر‪ .‬الرسون‬
‫‪----------‬‬

‫جمع و إعداد محمود أؼٌورلً |‬ ‫‪98‬‬


‫اإلصدار الثانً‬ ‫ُقتطفات من ال ُكتب[‬
‫ٌ‬ ‫]م‬

‫وبالنسبة أٌضا لتحرٌك الدوافع الذاتٌة عند األشخاص ‪ ,‬نجد أن من‬


‫ٌعتقد أن فشله ناتج عن بعض عٌوب شخصٌته ٌفقد األمل ‪ ,‬وٌتوقؾ عن‬
‫المحاولة‪ .‬أما ا لمتفابل ‪ ,‬فٌرجع الفشل أو الهزابم إلى ظروؾ من ا لممكن‬
‫تؽٌٌرها إلى األفضل ‪.‬‬
‫‪----------‬‬
‫ٌقدم »هاري لٌٌنٌنسون « المحلل السٌكولوجً الذي أصبح‬
‫مستشارا سٌكولوجٌا لعدد من الشركات ‪ ,‬النصٌحة التالٌة حول (فن النقد)‬
‫الذي ٌتضافر مع فن اإلطراء‪:‬‬
‫‪ -‬كن محددا‪ :‬التقط حدثا له داللة ‪ ,‬حدثا ٌوضح مشكلة ربٌسٌة تحتاج‬
‫إلى التؽٌٌر ‪ ,‬أو ٌنوذجا ٌمثل عدم الكفاءة ‪ ,‬مثل عدم القدرة على أداء أجزاء‬
‫معٌنة من العمل بصورة جٌدة‪ .‬هذا ألن ما ٌثبط معنوٌات اإلنسان هو أن‬
‫ٌسمع أنه أخطؤ فً عمل شًء ما ‪ ,‬دون أن ٌعرؾ على وجه التحدٌد ‪ ,‬ما‬
‫هذا الخطؤ لكً ٌعمل على تصحٌحه‪ .‬فبلبد من التركٌز على التحدٌد‪.‬‬
‫نذكر الشًء الجٌد الذي فعله اإلنسان ‪ ,‬وما فعله بالتحدٌد بصورة ضعٌفة ‪,‬‬
‫وكٌؾ ٌمكن تؽٌٌره‪ .‬ال ٌنبؽً أن تحوم حول الموضوع وتجنب أن تكون ؼٌر‬
‫مباشر ومراوؼا ‪ ,‬فذلك ٌشوش رسالتك التً توجهها إلى اآلخر‪ .‬وهذا‬
‫تماما ٌماثل النصٌحة التً تقدم إلى زوج ٌن حول كٌفٌة عرض شكواهما ‪,‬‬
‫وهو أن نقول بالضبط ما المشكلة ‪ ,‬وما الخطؤ فٌها ‪ ,‬وكٌؾ ٌإثر هذا فً‬
‫مشاعرك ‪ ,‬وما الوسٌلة لتؽٌٌره‪ .‬ؾ »التحدٌد « كما ٌصفه »لٌٌنٌنسون ‪ «,‬مهم‬

‫جمع و إعداد محمود أؼٌورلً |‬ ‫‪99‬‬


‫اإلصدار الثانً‬ ‫ُقتطفات من ال ُكتب[‬
‫ٌ‬ ‫]م‬

‫فً كل من الثناء واالنتقاد على حد سواء‪ .‬وال أقول إن المدٌح المتواري لٌس‬
‫له تؤثٌر على اإلطبلق ‪ ,‬لكن تؤثٌره ضعٌؾ ال ٌمكن التعلم منه‪.‬‬
‫‪ -‬قدم حبل‪ :‬فالنقد مثل كل تؽذٌة مرتدة مفٌدة ‪ٌ ,‬جب أن ٌشٌر إلى‬
‫طرٌقة تحدد ا لمشكلة تماما ‪ ,‬وإال فسوؾ تترك المتلقً فً حالة إحباط‬
‫ومعنوٌات منخفضة ‪ ,‬ودون دافع للقٌام بعمل ‪ ,‬ألن النقد قد ٌفتح الباب إلى‬
‫إمكانات وبدابل لم ٌتبٌن الشخص نفسه وجودها ‪ ,‬أو ٌثٌر ‪ -‬ببساطة ‪-‬‬
‫الحساسٌة بؤوجه النقص التً تستلزم االنتباه ‪ ,‬وما ٌجب أن ٌصاحبه من‬
‫اقتراحات حول أسلوب االهتمام بهذه ا لمشاكل ‪.‬‬
‫‪ -‬كن حاضرا‪ :‬ألن النقد مثل المدٌح ‪ ,‬فهو أكثر فعالٌة حٌن ٌقال وجها‬
‫لوجه للشخص نفسه على انفراد‪ .‬ونحن نبلحظ أن أولبك الناقدٌن ؼٌر‬
‫المرٌحٌن ٌوجهون دابما نقدهم سلبا أو إٌجابا من على بعد ‪ ,‬كما لو أنهم‬
‫ٌزٌحون عببا عن أنفسهم‪ٌ .‬كتبون ‪ -‬مثبل ‪ -‬تقرٌرا مهما ٌجعل الصلة بٌن‬
‫الطرفٌن ؼٌر شخصٌة تماما ‪ ,‬وبالتالً ٌسلب من الشخص المتلقً فرصة‬
‫االستجابة لهذا التقرٌر أو توضٌحه‪.‬‬
‫‪ -‬كن حساسا ‪ :‬هذه دعوة للتعاطؾ مع اآلخر ‪ ,‬لتكون متناؼما مع ما‬
‫تقوله ‪ ,‬وكٌؾ ٌكون وقعه على الشخص المتلقً‪ .‬وٌلفت »لٌٌنٌنسون « االنتباه‬
‫هنا إلى المدٌرٌن الذٌن ال ٌتمتعون إال بالقلٌل من مشاعر التعاطؾ مع‬
‫اآلخرٌن‪ٌ .‬مٌل هإالء إلى تقدٌم التؽذٌة المرتدة بؤسلوب جارح ‪ ,‬مثل القمع‬
‫المحطم للنفسٌة‪ .‬ومن الطبٌعً أن ٌكون أثر هذا األسلوب مدمرا للمعنوٌات ‪.‬‬

‫جمع و إعداد محمود أؼٌورلً |‬ ‫‪100‬‬


‫اإلصدار الثانً‬ ‫ُقتطفات من ال ُكتب[‬
‫ٌ‬ ‫]م‬

‫وبدال من فتح الطرٌق إلى تصحٌح الخطؤ ‪ ,‬نراه ٌخلق استٌاء انفعالٌا ‪,‬‬
‫ومرارة ‪ ,‬وموقفا دفاعٌا ‪ ,‬وتباعدا‪.‬‬
‫‪-----------------‬‬
‫ٌجب أن ٌنظر اإلنسان إلى النقد كمعلومة لها قٌمتها‬
‫حول كٌفٌة تحسٌن العمل ‪ ,‬ولٌس بوصفه هجوما شخصٌا‪ .‬واألمر اآلخر أن‬
‫تراقب حافزك إلى اتخاذ موقؾ دفاعً بدال من تحمل المسإولٌة ‪ .‬وإذا كان‬
‫النقد مثٌرا للضٌق والتوتر الشدٌد‬
‫‪--------------‬‬
‫ٌدفع اإلنسان ثمن والبه لجماعة ما كراهٌة فطرٌة‬
‫نحو جماعة أخرى ‪ ,‬خاصة لو كان هناك تارٌخ طوٌل من العداوة بٌن‬
‫المجموعات المختلفة‪.‬‬
‫‪------------‬‬
‫هناك مسار ربٌسً آخر ‪ٌ ,‬ربط العواطؾ بالجهاز المناعً من خبلل أثر‬
‫الهرمونات التً تفرز تحت ضؽط التوتر هرمونات »الكاتٌكوالمٌن المعروؾ باسم‬
‫»األدرٌناالٌن و »النورادٌنالٌن والكورتٌزول ‪,‬‬
‫والبروالكتٌن وأفٌونات الجسم الطبٌعٌة ‪ ,‬والبٌتا ‪ -‬إندورفٌن واإلنكفالٌن‬
‫كلها تفرز فً أثناء استثارة التوتر‪ .‬ولكل هذه المواد أثر شدٌد فً الخبلٌا‬
‫المناعٌة‪ .‬وعلى الرؼم من تعقد العبلقات ‪ ,‬فإن األثر الربٌسً هو أنه عندما‬
‫تزداد نسبة هذه الهرمونات داخل الجسم ‪ ,‬فإن عمل الخبلٌا المناعٌة ٌكون‬

‫جمع و إعداد محمود أؼٌورلً |‬ ‫‪101‬‬


‫اإلصدار الثانً‬ ‫ُقتطفات من ال ُكتب[‬
‫ٌ‬ ‫]م‬

‫أبطؤ ‪ ,‬فالتوتر ٌقلل ا لمقاومة ا لمناعٌة ‪ ,‬مإقتا على األقل‪ .‬ومن ا لمفترض أن‬
‫ٌحدث هذا التقلٌل لبلحتفاظ بالطاقة ألن األولوٌة تكون للحالة الطاربة‬
‫األكثر مباشرة واألهم للبقاء‪ .‬أما إذا ظل التوتر مستداما ومكثفا وقوٌا فقد‬
‫ٌصبح األثر طوٌل األمد‬
‫‪------------------‬‬
‫إن خطورة العزلة على‬
‫معدالت الوفٌات مثل خطورة التدخٌن على معدالت الوفٌات ‪ ,‬وارتفاع ضؽط‬
‫الدم ‪ ,‬وارتفاع الكولسترول ‪ ,‬والسمنة ‪ ,‬وعدم ممارسة الرٌاضة‬

‫تقرٌر نشرته مجلة »العلوم ‪ Science‬العام ‪1987‬‬


‫‪----------------‬‬
‫»إن العبلقات الٌومٌة مع الناس هً أهم العبلقات فً حٌاة اإلنسان ‪ ,‬ألنها‬
‫تإثر تؤثٌرا حاسما فً صحتك ‪ ...‬وكلما زادت أهمٌة هذه العبلقات فً‬
‫حٌاتك زادت أهمٌتها للصحة‪ »...‬چون كاشٌوبو‬
‫‪--------------‬‬
‫احك لنا مشاكلك ‪ ,‬وتحدث بحرٌة ‪ ...‬إن فٌضا من الكلمات ٌخفؾ‬
‫دابما من آالم القلوب ‪ ,‬مثلها مثل مٌاه السد عندما ٌمتلا حتى ٌفٌض‪.‬‬
‫‪------------‬‬

‫جمع و إعداد محمود أؼٌورلً |‬ ‫‪102‬‬


‫اإلصدار الثانً‬ ‫ُقتطفات من ال ُكتب[‬
‫ٌ‬ ‫]م‬

‫دراسة »جٌروم كاجان ‪ « Jerome Kagan,‬المختص‬

‫فً علم نفس النمو بجامعة هارٌنارد‪ٌ .‬ثبت » كاجان «‬


‫أن هناك فً األقل أربعة أنماط من الطباع‪:‬‬
‫الخجول ‪ ,‬والجسور ‪ ,‬والمبتهج ‪ ,‬والسوداوي ‪ ,‬وأن كل طبع من هذه الطباع‬
‫ٌرجع إلى نموذج من نشاط المخ المختلؾ ‪ .‬كما توجد اختبلفات أٌضا ال‬
‫حصر لها فً الطباع الفطرٌة الموهوبة‪ .‬هذه االختبلفات أساسها اختبلفات‬
‫فطرٌة فً الدوابر العصبٌة التً تحكم االنفعاالت‪ .‬و ٌختلؾ البشر فً‬
‫انفعاالتهم فً مدى سهولة إثارتها ‪ ,‬ومدى استمرارٌتها ‪ ,‬وشدتها‪ .‬وتركز‬
‫أبحاث »كاجان « على أحد أبعاد هذه النماذج ‪ ,‬وهو بعد الطبع الذي تمتد‬
‫بٌن الجرأة الشدٌدة والخجل‬
‫‪--------------------‬‬
‫وبٌنما ٌندرج طفل واحد من‬
‫كل خمسة أطفال تحت قابمة الخجل ‪ ,‬كان هناك اثنان فً األقل ٌندرجان‬
‫تحت قابمة أصحاب الطبع الجريء منذ والدتهم‪.‬‬
‫‪--------------------‬‬

‫جمع و إعداد محمود أؼٌورلً |‬ ‫‪103‬‬


‫اإلصدار الثانً‬ ‫ُقتطفات من ال ُكتب[‬
‫ٌ‬ ‫]م‬

‫وجد أن المرحٌن ٌتمتعون بنشاط أكبر فً فص المخ األمامً األٌسر أكثر من فص المخ‬
‫األمامً األٌمن هم مرحون بطبٌعتهم ٌستمدون البهجة من الناس ‪ ,‬ومن كل ما‬
‫تمنحه الحٌاة لهم ‪ ...‬ولدٌهم أٌضا قدرة على النهوض بسرعة من النكسات‬
‫أما بالنسبة لمن ٌزٌد نشاط فص مخهم األمامً األٌمن‬
‫كثٌرا عن األٌسر ‪ ,‬نراهم ٌؤخذون الجانب السلبً من الحٌاة ‪ ,‬وطباعهم‬
‫قاسٌة ‪ٌ ,‬سهل انزعاجهم من صعوبات الحٌاة‪ .‬وبهذا ا لمعنى تظهر معاناتهم‬
‫واضحة ألنهم ال ٌستطٌعون التخلص من همومهم واكتبابهم‪.‬‬
‫‪--------------------‬‬
‫أننا جمٌعا مإهلون لبلستجابة للحٌاة ‪ ,‬وفقا لسجلنا‬
‫العاطفً اإلٌجابً أو السلبً ‪ .‬وتتحدد مٌولنا إلى الكآبة أو الفرح ‪ ,‬مثلما‬
‫هً الحال نحو الخجل أو الجرأة ‪ ,‬فً السنة األولى من حٌاتنا‪ .‬هذه الحقٌقة‬
‫تحسمها العوامل الوراثٌة‪ .‬وتبلػ الفصوص األمامٌة من ا لمخ نضجها فً‬
‫الشهور القلٌلة األولى من عمرنا ‪ ,‬وال ٌمكننا قٌاسها على نحو دقٌق ٌعتمد‬
‫علٌه حتى الشهر العاشر تقرٌبا‪.‬‬
‫‪-----------------‬‬
‫النتٌجة التً خرجت بها أبحاث »كاجان » ‪ «:‬اتضح أن األمهات‬
‫البلتً ٌحمٌن أطفالهن ذوي االنفعاالت الحادة من اإلحباطات والقلق ‪ ,‬على‬
‫أمل تحقٌق نتابج طٌبة ‪ ,‬هن فً الواقع ٌعملن على تعمٌق ارتٌاب الطفل‬
‫وٌؤت ٌن بنتابج عكسٌة‪ .« ...‬ألن هذا تجرٌد لؤلطفال من الفرصة الفعلٌة‬

‫جمع و إعداد محمود أؼٌورلً |‬ ‫‪104‬‬


‫اإلصدار الثانً‬ ‫ُقتطفات من ال ُكتب[‬
‫ٌ‬ ‫]م‬

‫لتعلم كٌؾ ٌهدبون أنفسهم فً مواجهة ؼٌر ا لمؤلوؾ بالنسبة لهم ‪ ,‬ومن ثم‬
‫السٌطرة على مخاوفهم ‪ .‬وعلى المستوى العصبً فإن ذلك ٌعنً أن تفقد‬
‫الدوابر العصبٌة األمامٌة فً المخ فرصة تعلم استجابات بدٌلة للمٌل للخوؾ‬
‫البالػ الذي قد ٌزداد قوة بالتكرار‪.‬‬
‫‪------------------‬‬
‫وٌبدو أن االنحراؾ العاطفً هو الثمن الشامل للحٌاة‬
‫العصرٌة التً ٌعٌشها األطفال‬
‫‪----------------‬‬
‫تإذن األلفٌة القادمة بعصر من الكآبة ‪ ,‬تماما كما بات القرن العشرون‬
‫عصر التوتر والقلق‪ .‬وتبٌن المعطٌات الدولٌة أن االكتباب سوؾ ٌكون على‬
‫ما ٌبدو وباء عصرٌا ‪ٌ ,‬نتشر جنبا إلى جنب فً كل أنحاء العالم مع انتشار‬
‫أسالٌب الحٌاة الحدٌثة‪ .‬فكل جٌل منذ بداٌة القرن فً كل العالم ٌتعاٌش‬
‫وٌكابد من اكتباب ٌفوق بكثٌر ما عاناه آباإه ‪ ,‬وهذا االكتباب لٌس مجرد‬
‫حزن ‪ ,‬بل فتور باعث على الشلل والؽم والحسرة ‪ ,‬وفقدان األمل ‪ .‬وتبدأ‬
‫سلسلة هذه النوبات االكتبابٌة منذ سنوات العمر ا لمبكرة جدا‪ .‬واكتباب‬
‫الطفولة ٌبزغ الٌوم كؤحد ثوابت المشهد العصري بعد أن كان األطفال ال‬
‫ٌعرفونه من قبل تقرٌبا‬
‫‪--------------------‬‬

‫جمع و إعداد محمود أؼٌورلً |‬ ‫‪105‬‬


‫اإلصدار الثانً‬ ‫ُقتطفات من ال ُكتب[‬
‫ٌ‬ ‫]م‬

‫ٌعتقد الدكتور » فرٌدرٌك جودوٌن ‪ « Fredric Goodwin‬مدٌر ا لمعهد القومً‬

‫للصحة العقلٌة ‪ ,‬أن نواة األسرة قد تآكلت ‪ ,‬وتضاعؾ معدل الطبلق ‪,‬‬
‫وانخفضت بشدة األوقات المتاحة لؤلطفال مع آبابهم نتٌجة لكثرة تنقلهم ‪,‬‬
‫وأصبح اإلنسان ٌشب دون أن ٌعرؾ الكثٌر عن أسرته الكبٌرة مما ٌنتج عنه‬
‫افتقاد لمصادر الهوٌة الذاتٌة ا لمستقرة ‪ ,‬مما ٌجعله أكثر عرضة لبلكتباب ‪.‬‬
‫‪--------------------‬‬

‫وٌرى »مارتن سلٌجمان ‪ « Martin Seligman,‬العالم السٌكولوجً بجامعة‬

‫بنسلفانٌا‪» :‬إن الفردٌة قد تصاعدت فً الثبلث أو األربع سنٌن الماضٌة ‪,‬‬


‫وقل االهتمام بالعقابد الدٌنٌة ‪ ,‬وتضامن المجتمع واألسر الكبٌرة‪ .‬ومعنى‬
‫ذلك كله فقدان مصادر الوقاٌة من النكسات والفشل ‪ .‬ذلك ٌجعلك ترى‬
‫فشلك فً أي شًء ‪ ,‬فشل تضخمه دابما‪ .‬فٌفسد علٌك حٌاتك ‪ ,‬فإذا‬
‫باإلحباط اللحظً ٌتحول إلى مصدر دابم لفقدان األمل أما إن كنت تتمتع‬
‫بمنظور أكبر ‪ ,‬مثل اإلٌمان باهلل ‪ ,‬والحٌاة اآلخرة ‪ ,‬وقد فقدت وظٌفتك ‪,‬‬
‫فسوؾ تشعر أن شعورك باإلحباط ما هو إال إحباط مإقت ‪.‬‬
‫‪------------------‬‬

‫جمع و إعداد محمود أؼٌورلً |‬ ‫‪106‬‬


‫اإلصدار الثانً‬ ‫ُقتطفات من ال ُكتب[‬
‫ٌ‬ ‫]م‬

‫تشمل المهارات العاطفٌة ‪ ,‬الوعً بالذات ‪ ,‬والتمٌٌز والتعبٌر ‪ ,‬والتحكم‬


‫فً المشاعر ‪ ,‬والسٌطرة على االندفاع ‪ ,‬وتؤجٌل اإلشباع الذاتً ‪ ,‬والتعامل مع‬
‫الضؽط العصبً ‪ ,‬والقدرة األساسٌة على السٌطرة على االندفاع ومعرفة‬
‫الفرق بٌن المشاعر واألفعال ‪ ,‬وتعلم اتخاذ القرارات العاطفٌة األفضل بالتحكم‬
‫أوال فً االندفاع ‪ ,‬ثم تحدٌد األفعال البدٌلة ‪ ,‬ونتابجها البلحقة قبل أي‬
‫تصرؾ‪ .‬وأكثر الكفاءات تكمن فً الكفاءة فً إقامة العبلقات الشخصٌة‬
‫ومنها‪ :‬فهم اإلٌماءات االجتماعٌة والعاطفٌة ‪ ,‬والقدرة على االستماع إلى‬
‫اآلخرٌن ومقاومة ا لمإثرات السلبٌة ‪ ,‬والنظر ممنظور اآلخرٌن ‪ ,‬وتفهم التصرؾ‬
‫المقبول فً موقؾ ما‪.‬‬
‫‪-----------------------‬‬
‫»ٌكمن األمل الربٌسً ألمة‬
‫ما ‪ ,‬فً التعلٌم السلٌم للشباب ‪« ...‬‬
‫إٌرازموس‬
‫‪--------------------‬‬

‫جمع و إعداد محمود أؼٌورلً |‬ ‫‪107‬‬


‫اإلصدار الثانً‬ ‫ُقتطفات من ال ُكتب[‬
‫ٌ‬ ‫]م‬

‫الكتاب العاشر‬

‫الجرٌمة والعقاب ‪ -‬فٌودور دٌستوفٌسكً –‬

‫‪------------------------‬‬
‫ان كل شًء فً متناول اٌدٌنا ‪ ...‬ولكننا نترك كل شًء ٌفلت منا ‪ ..‬وتحت نظرنا بسبب جبننا‬
‫‪ ...‬لكم اتشوق لمعرفة ما ٌخٌؾ الناس اكثر من اي شًء آخر‬
‫‪--------------‬‬
‫اذا كنت خابفا منذ اآلن بهذا الشكل ‪ ..‬فكٌؾ ستكون حالتً اذا جبت ٌوما ما فعبل اواجه‬
‫الصعاب واقرر ان انفذ مشروعً !‬
‫‪----------‬‬

‫جمع و إعداد محمود أؼٌورلً |‬ ‫‪108‬‬


‫اإلصدار الثانً‬ ‫ُقتطفات من ال ُكتب[‬
‫ٌ‬ ‫]م‬

‫هنالك اشخاص نجهلهم تماما ‪ ..‬ولكن ‪ ...‬عندما نلتقً بهم نشعر بشًء ٌدفعنا الى التقرب منهم‬
‫‪ ..‬حتى قبل ان نبادلهم حدٌثا ًا‬

‫‪-------‬‬
‫ٌا سٌدي ‪ ..‬الفقر لٌس عٌبا ًا او نقٌصة ‪ ..‬وهذه حقٌقة !‬
‫‪-----‬‬
‫من المإسؾ انه لم ٌعد هنالك شخص نذهب الٌه ‪ ..‬عندما ال نعود نعرؾ الى اٌن نتوجه ‪..‬‬
‫فٌحتم على كل امرىء ان ٌكون قادرا على التوجه الى جهة ما اذ ٌصدؾ احٌانا انه ال مناص‬
‫من تحدٌد اتجاهنا فً وجهة ما !‬
‫‪------‬‬
‫ال بؤس دعه ‪ ..‬فهو ٌرٌد ان ٌستر حقٌقة نفسه عن الناس بفظاظته وهزبه بهم !‬
‫‪-----‬‬
‫ان التفكٌر فقط بالشر ٌقلق تلك النفوس البسٌطة ‪ ..‬اجل ‪ ..‬ان اصحابها ٌؽمضون عٌونهم‬
‫باٌدٌهم كٌبل ٌروا الحقٌقة ‪ ..‬فاذا ما ادركوا الواقع والحقٌقة جابهتهم الصدمة بعنؾ‬
‫‪-------‬‬
‫ان من االفضل للمرأة ان تؤكل كسرة خبز ٌابسة ‪ ..‬وان تنهل قطرة ماء على ان تورط نفسها‬
‫مع رجل ال ٌهتم اال بجسدها ‪ ..‬وتبٌع روحها الٌه ‪..‬وكٌؾ ٌمكنها ان تتنازل عن حرٌتها فً‬
‫سبٌل قضٌة تتعلق بالترؾ فقط ! ان حرٌتها ال ٌمكن استبدالها حتى وال بببلد " سبلسفٌك‬
‫هولستٌن " فؤحرى ان ال تستبدل بذلك العجوز الؽنً !‬
‫‪------‬‬
‫انها تبٌع نفسها ‪ ..‬انها تبٌع كل شًء ‪ ..‬جسدها ‪ ..‬روحها ‪.‬من اجل اخٌها ووالدتها ‪ .‬اوه ‪ ..‬عند‬
‫امر بسٌط ( تبت‬‫الحاجة نحاول قتل عواطفنا وحرٌتنا وراحتنا وحتى ضمٌرنا كل ذلك من اجل ٍل‬
‫هذه الحٌاة ) ‪ ..‬من اجل اسعاد اآلخرٌن‬

‫جمع و إعداد محمود أؼٌورلً |‬ ‫‪109‬‬


‫اإلصدار الثانً‬ ‫ُقتطفات من ال ُكتب[‬
‫ٌ‬ ‫]م‬

‫‪-----------‬‬
‫ُ‬
‫ونؤخذ دروسا ًا فً‬ ‫الٌس من السخؾ اننا احٌانا نختلق االعذار التً تبرر اعمالنا الخاطبة ‪..‬‬
‫تهدبة النفس بعض الوقت ‪ ..‬وفً اقناع ذواتنا بان ما حدث كان من الواجب ان ٌحدث على ذلك‬
‫النحو الذي حدث فٌه ‪ ..‬الٌس ذلك سخفا ًا !!‬
‫‪-------‬‬
‫فً الحاالت المرضٌة تتمٌز االحبلم ؼالبا برونقها ‪..‬ووضوحها ‪ ..‬وتشابهها الكبٌر مع الواقع‬
‫‪ ..‬فقد تتشكل امام الحالم لوحات رهٌبة ‪ ..‬ولكن اخراجها وتسلسل تمثٌلها ٌبدوان معقولٌن ‪..‬‬
‫وٌشتمبلن تفاصٌل دقٌقة وؼٌر مرتقبة ‪ ..‬ولكنها منسجمة بشكل فنً مع مجمل اللوحة ‪ ..‬بحٌث‬
‫ان الحالم ما كان لٌستطٌع ان ٌتصور مثلها فً ٌقظته‬
‫‪---------‬‬
‫ٌكفً ان اظل محافظا على قوة ارادتً وبعد تفكٌري ‪ ..‬وبهذا سوؾ تنهزم كل الصعوبات ‪..‬‬
‫كل بدورها ‪ ..‬واحدة تلو االخرى‬
‫‪------------‬‬
‫ان الخطؤ ٌمكن تبرٌره ‪ ..‬النه الطرٌق الموصل للحقٌقة ‪ ..‬ولكن ما ٌإلمنً هو انهم ٌخطبون ‪..‬‬
‫وانهم ٌتمسكون بخطبهم !!‬
‫‪---------‬‬
‫ان االنسان ال ٌعلم الكثٌر اال اذا تعمق فً دراسة االجٌال الجدٌدة‬
‫‪------‬‬
‫ان العلم ٌقول احب نفسك قبل جمٌع الناس ‪ ..‬اذ كل ما فً الكون قابم على المصلحة الشخصٌة‬
‫‪-----‬‬

‫جمع و إعداد محمود أؼٌورلً |‬ ‫‪110‬‬


‫اإلصدار الثانً‬ ‫ُقتطفات من ال ُكتب[‬
‫ٌ‬ ‫]م‬

‫انك عندما تحب نفسك فقط ‪ ..‬فانك تستطٌع ان تتدبر امورك كما ٌنبؽً‬
‫‪----‬‬
‫انا الذي كنت مصمما على الحٌاة ‪ ..‬ولو حتى فً مكان ال ٌتسع اال لموطىء قدمً ‪ ..‬ماذا‬
‫حدث لً !‬
‫‪----‬‬
‫نحن جمٌعا دون استثناء ‪ ..‬مازلنا فً صفوؾ الحضانة فٌما ٌتعلق بالعلوم والتطور والتفكٌر‬
‫والمثل العلٌا ‪ ..‬فنحن نكتفً بان نعٌش على حساب ذكاء االخرٌن ‪ ..‬لقد طبعنا على ذلك ‪..‬‬
‫الٌس كذلك ؟‬
‫‪------‬‬
‫ان الثمالة ٌا سٌدي لٌست عذرا مبررا لما قمت به ‪ ..‬بل هً فوق ذلك سبب ٌقلل من فعالٌة اي‬
‫عذر ستؤتً به الحقا‬
‫‪----‬‬
‫ان قوة المنطق ال تكفً ان للقفز فوق الطبٌعة‬
‫‪------‬‬
‫كل اولبك الذي ٌخرجون على ان ٌكونوا عادٌٌن ‪ ..‬كل اولبك الذٌن هم قادرون على ان ٌقولوا‬
‫شٌبا ًا جدٌدا ‪ ..‬حتى لو لم ٌكن ذا اهمٌة ‪ ..‬ان اولبك جمٌعا ٌنبؽً لهم ان ٌكونوا من جراء‬
‫طبٌعتهم ‪ ..‬مجرمٌن بالضرورة ‪ ..‬الى حدا ما ! ‪ ..‬واال فانه ٌستحٌل علٌهم ان ٌخرجوا عن‬
‫عادات االخرٌن ‪ ..‬وال ٌمكنهم بالطبع ان ٌرتضوا باالستمرار على اساس االبقاء علٌها ‪ ..‬وهذا‬
‫مرة ثانٌة عابد الى طبٌعتهم ‪ ..‬وفً رأًٌ ان علٌهم واجب عدم الرضى باالستمرار ‪ ..‬حسب‬
‫تلك العادات القدٌمة‬
‫‪-----‬‬

‫جمع و إعداد محمود أؼٌورلً |‬ ‫‪111‬‬


‫اإلصدار الثانً‬ ‫ُقتطفات من ال ُكتب[‬
‫ٌ‬ ‫]م‬

‫أتعلم ‪ٌ ..‬نبؽً وجود عشرة االالؾ شخص عادي لكً ٌخرج واحد منهم أكثر استقبللٌة وربما‬
‫ٌنبؽً وجود مبة ألؾ شخص لكً ٌخرج رجبل اكثر حرٌة !‬
‫‪----‬‬
‫اتظن ان للقلب منطق ‪ ..‬اال تظن انك تسًء الى نفسك بهذا العمل اكثر من اساءتك الى اي‬
‫شخص آخر ؟‬
‫‪---‬‬
‫ان هنالك بعض االهانات التً مهما ٌدلل فً سبٌلها من ارٌد بها او ٌطلب العفو منه ‪ ..‬فانه من‬
‫المستحٌل تجاوزها ‪ ..‬فهنالك لكل شًء حدود من الخطورة اجتٌازها ‪ ..‬اذ لو تجاوزها المرء‬
‫الستحال علٌه ان ٌتراجع عنها‬
‫‪------‬‬
‫لم ٌكن امامها سوى ثبلث سبل ‪ ..‬فاما ان تنهً حٌاتها ‪ ..‬واما ان تنتهً الى دار المجانٌن ‪..‬‬
‫واما ان تندفع الى احضان الرذٌلة التً تلبد الذهن وتحجر القلب ‪.‬‬
‫‪-----‬‬

‫جمع و إعداد محمود أؼٌورلً |‬ ‫‪112‬‬


‫اإلصدار الثانً‬ ‫ُقتطفات من ال ُكتب[‬
‫ٌ‬ ‫]م‬

‫الكتاب الحادي عشر‬


‫أرتب شوقً وابوح ‪ -‬فادٌا ؼٌبور‬

‫‪----------‬‬

‫مدارات‬

‫‪-1-‬‬

‫ألخرج من مدارات شوقك‬


‫أحتاج مظلة من النسٌان‬
‫وشجر ًاة من األصابع المورقة شعراًا‬

‫أبتدئ بهما رحلة لن تكون‬


‫ألنك ما زلت تمطر صٌفا ًا محرقا ًا فً دمً‬
‫وما زال قلبً عصفوراًا صؽٌراًا‬

‫ٌحترق على مواقد العذاب‪.‬‬

‫جمع و إعداد محمود أؼٌورلً |‬ ‫‪113‬‬


‫اإلصدار الثانً‬ ‫ُقتطفات من ال ُكتب[‬
‫ٌ‬ ‫]م‬

‫‪-2-‬‬

‫أيّ فراغ قاتم هذا وأنت بعٌد؟!‬

‫تدٌر الكرة األرضٌة ظهرها للشمس‬


‫ت‬
‫سبع مرا ٍل‬
‫لٌال‬
‫ٌذبل القمر سبع ٍل‬
‫وٌهتؾ القلب نازفا ًا‪:‬‬

‫متى أراك؟!‬

‫‪-3-‬‬

‫مطر من الفرح األبٌض‬


‫ٌتهاطل على قلوبنا‬
‫ونحن نرتشؾ نسٌم اللٌل واألضواء‬
‫أحتاج إلى لمسة حنان‬
‫منسوجة بدؾء األصابع‬
‫مطرزة بذكرى ضفٌرة مقصوصة‬

‫لجاهلٌة مجنونة‪ ..‬كان اسمها لٌلى!‬

‫جمع و إعداد محمود أؼٌورلً |‬ ‫‪114‬‬


‫اإلصدار الثانً‬ ‫ُقتطفات من ال ُكتب[‬
‫ٌ‬ ‫]م‬

‫‪-4-‬‬

‫قلت لً‪ :‬ص ّدقً…‬

‫وص ّدقت‬
‫حفرت بؤظافري طرٌقا ًا موؼلة فً الؽٌاب‬
‫تقاطعت الدروب‬
‫وعلى مفترق الخطر‬
‫وقفت‬
‫ألوح للساعات الهاربة‬
‫ّ‬
‫و‪ ..‬أنتظر‬

‫‪-5-‬‬

‫كبرعم ما عرؾ قسوة الشمس والرٌح‬


‫كانت الفرحة فً دمً‬
‫لكن الشمس والرٌح‬

‫فاجؤتاها معا ًا…‬

‫فذبلت‪ ..‬قبل أن تتفتح!‬

‫جمع و إعداد محمود أؼٌورلً |‬ ‫‪115‬‬


‫اإلصدار الثانً‬ ‫ُقتطفات من ال ُكتب[‬
‫ٌ‬ ‫]م‬

‫‪-6-‬‬

‫المحطات مؽلقات‬
‫بؤحبلم امرأ ٍلة تنتظر وقتا ًا من ٌاسمٌن‬
‫لترسم على بٌاض دقابقه‬
‫موعداًا مستحٌبلًا لحبٌب‬
‫ٌنام فً صدرها‬
‫ٌشاركها قهوتها‬
‫وٌقرأ أسرار صدرها‬

‫عندما ٌرٌد…‬

‫‪-7-‬‬

‫إذا اعترفت لك ذات وقت أخضر الرإى‬


‫بؤننً أحبك‬
‫فاعلم أننً أقولها للمرّ ة األولى‬
‫على الرؼم من ازدحام الوجوه‬
‫فً مراٌا ذاكرتً‬

‫جمع و إعداد محمود أؼٌورلً |‬ ‫‪116‬‬


‫اإلصدار الثانً‬ ‫ُقتطفات من ال ُكتب[‬
‫ٌ‬ ‫]م‬

‫‪-8-‬‬

‫فً ظهٌرة حانٌة كعٌنٌك‬


‫أط ّل وجهك فً مرآة الذاكرة‬
‫وألننً كنت أبحث عن مراٌا ببل شروخ‬
‫كانت عٌناك‪ ..‬مرآتً‬

‫‪-9-‬‬

‫ألننً لم أستطع أن أنسج لك‬


‫وقتا ًا من الكبلم الملون‬
‫تتركنً أنتظرك ساعات كل ٌوم‬
‫ذات خرٌؾ‬

‫ستنسج لً – أنت‪-‬‬

‫وقتا ًا من نعاس بارد‬


‫فؤخرج من حالة العشق المجنون‬
‫وأتركك تنتظرنً ساعات طوٌلة‬
‫ٌوم‬
‫ك ّل ٍل‬

‫جمع و إعداد محمود أؼٌورلً |‬ ‫‪117‬‬


‫اإلصدار الثانً‬ ‫ُقتطفات من ال ُكتب[‬
‫ٌ‬ ‫]م‬

‫‪-10-‬‬

‫وحده حبك‬
‫ٌجعلنً مثقلة بالٌنابٌع‬
‫وحده وجهك ٌسافر معً‬
‫وحده‪ ..‬صوتك‬

‫أفتقده فً هذا الضجٌج !!‬

‫‪-11-‬‬

‫أتمنى أن تدرك‬
‫أننً امرأة‬
‫تسافر دابما ًا‪ ..‬باتجاه المجهول‬
‫فابق مجهوالًا قدر ما تستطٌع‬

‫لٌظل حبك مورقا ًا فً دمً !‪..‬‬

‫==================‬

‫==================‬

‫جمع و إعداد محمود أؼٌورلً |‬ ‫‪118‬‬


‫اإلصدار الثانً‬ ‫ُقتطفات من ال ُكتب[‬
‫ٌ‬ ‫]م‬

‫أحوال امرأة عاشقة‬

‫‪-1-‬‬

‫لماذا ٌتناثر هذا اللٌلك كلّه فً صدري؟!‬


‫لماذا ٌؽدو الزمن طوٌبلًا‬

‫كلما ابتعدت عن واحتً األخٌرة؟!‬

‫تساءلت المرأة العاشقة‬


‫وهً تؽلق عٌنٌها بعد الفجر‬
‫بانتظار أن ٌشرق علٌهما‬

‫الحلم القادم‪.‬‬
‫ِ‬ ‫قمر‬

‫‪-2-‬‬

‫لكً تراك بعمق أكثر‬


‫تضمخ صدرها برابحة صوتك‬
‫ثم تض ّم إلٌها ثوبها‬

‫و‪..‬‬

‫تتنفسك فً خٌوطه‪!..‬‬

‫جمع و إعداد محمود أؼٌورلً |‬ ‫‪119‬‬


‫اإلصدار الثانً‬ ‫ُقتطفات من ال ُكتب[‬
‫ٌ‬ ‫]م‬

‫‪-3-‬‬

‫من قال‪ :‬إنها وحٌدة؟!‬

‫هً‪..‬‬

‫ما زالت تسهر معك‬

‫حتى منتصؾ الطرٌق إلى الٌقظة!‬

‫‪-4-‬‬

‫الكلمات تركض على الورق‬


‫واللحظات تتسرب من أصابع الوقت‬
‫ثمة رنٌن ٌنتظره رجل شاحب فً مكان ما‬
‫ولكنه ال ٌجٌب‬
‫وحده الصمت ٌؽزل خٌوط الصباح‬

‫الذي تتمناه له امرأة بعٌدة‪.‬‬

‫‪-5-‬‬

‫أٌها المطر‬
‫لماذا تحولت ثلجا ًا‬

‫وأٌقظت الذكرٌات الؽافٌة‬


‫فً زواٌا القلوب‬
‫فضاع شادي من جدٌد‬
‫وهو ٌبحث عن الحبٌبة‬
‫جمع و إعداد محمود أؼٌورلً |‬ ‫‪120‬‬
‫اإلصدار الثانً‬ ‫ُقتطفات من ال ُكتب[‬
‫ٌ‬ ‫]م‬

‫التً كبرت فً سنوات ؼٌابه‬

‫بٌن ثلج قدٌم و‪ ..‬ثلج جدٌد‪!.‬‬

‫‪-6-‬‬

‫ألنها لم تسمع إشراق صوتك‬


‫فً ذلك النهار‬
‫نامت حزٌنة تتكا على جراحها‬

‫لكنها فً الصباح …‬

‫بحثت عن صوت جدٌد‬

‫تكتب به أٌامها القادمات ‪.‬‬

‫‪-7-‬‬

‫وحدها األنثى التً ترتب أحبلمها‬


‫توقد الشموع‬
‫لٌؤتً رجل ملون بالحنان‬
‫فٌمنحها‬

‫الرؼبة باالخضرار الدابم‪.‬‬

‫===============‬

‫===============‬

‫جمع و إعداد محمود أؼٌورلً |‬ ‫‪121‬‬


‫اإلصدار الثانً‬ ‫ُقتطفات من ال ُكتب[‬
‫ٌ‬ ‫]م‬

‫اعترافات‬

‫بٌديّ المتعبتٌن رسمت سماء صافٌة‬


‫ثم مؤلتها بالؽٌوم‬
‫ورحت أفصّل منها حقوالًا وبٌوتا ًا‬

‫ووجوها ٌعرش علٌها صمت األسبلة‬


‫بٌديّ المتعبتٌن‬
‫أشعلت البراعم بالتوق إلى التؤرج‬
‫ودون أن أدري‬
‫دون أن أرٌد‬
‫عنك‬
‫َ‬ ‫تحولت زهرة تبحث‬

‫لتضٌع فً سمابك الواسعة‪.‬‬

‫‪-2-‬‬
‫أحتقب أحبلمً‬
‫وأسافر فً ؼربة المسافات‬
‫فؤراك تركض‬
‫بٌن قلبً ونبضاته األخٌرة‬
‫تمسك بٌدي‬

‫جمع و إعداد محمود أؼٌورلً |‬ ‫‪122‬‬


‫اإلصدار الثانً‬ ‫ُقتطفات من ال ُكتب[‬
‫ٌ‬ ‫]م‬

‫ونمضً‬
‫طفلٌن مبلولٌن بالفرح نمضً‬
‫ثم نجلس‬
‫وحٌدٌن متعبٌن على الصخور‬
‫لنرسم خرٌطة جدٌدة‬
‫لوطن ببل حدود‬
‫ألبناء ال ٌفترسون آباءهم‬
‫ولقطرة دم‬
‫تفتتح عرس الربٌع القادم‬
‫وتفك أزرار الشربٌن‬

‫فً سفوح الجبال التً ال تنام‪.‬‬

‫‪-3-‬‬

‫لماذا ٌتلعثم التوق على أبواب القلب‬

‫وهو ٌحاول أن ٌكون؟ !‬

‫لماذا تلثػ العصافٌر وهً تهم بتبادل القببلت‬


‫كلما جاء الربٌع‬
‫ولماذا تصادر أهداب عٌنًّ النظرات‬
‫وأنت تط ّل على مشارؾ النبض الهارب‬

‫من جنون القلب؟!‬

‫جمع و إعداد محمود أؼٌورلً |‬ ‫‪123‬‬


‫اإلصدار الثانً‬ ‫ُقتطفات من ال ُكتب[‬
‫ٌ‬ ‫]م‬

‫‪-4-‬‬

‫زهرة الدؾء تنمو على أطراؾ األصابع‬


‫عندما تتعانق كفانا وهما تحوكان لحظة من حنٌن‬
‫ترشفها مساكب البنفسج‬

‫ثم تفترقان وتهمسان بطفولة البراري‪:‬‬

‫ك ّل وعد احتراق‪ ..‬ونحن بخٌر‬

‫‪-5-‬‬

‫ها أنت تتهاطل ؼٌثا ًا ٌعانق التراب‬


‫وٌندلع فً شراٌٌن األرض‬
‫فتضج بزهو السنابل‬
‫ثم تستدٌر إلى صدري‬
‫لتشق معابرها‬
‫بٌن شقابق النعمان التً‬

‫تزٌن صدر الوطن‪.‬‬

‫‪-6-‬‬

‫عندما ال أستطٌع أن أحبك كما أشتهً‬


‫فلٌتبرأ عمري من القصابد‬
‫ولتعر قصابدي من قمصان دفبها‬
‫َ‬
‫حتى آخر ومضة من أقمار الشعر‬
‫جمع و إعداد محمود أؼٌورلً |‬ ‫‪124‬‬
‫اإلصدار الثانً‬ ‫ُقتطفات من ال ُكتب[‬
‫ٌ‬ ‫]م‬

‫‪-7-‬‬

‫طلقات الورد التً تخترق شؽاؾ القلب‬


‫تحترؾ لؽة جدٌدة‬
‫لعطر ٌوقظك فً الصباحات الباردة‬
‫فتمؤل ربتٌك برابحة أزهار اللوز‬
‫التً تمؤل المكان والزمان‬
‫كلما أقبل آذار‬
‫ورش ؼٌومه على التراب‬
‫وجلس ٌنتظر عودة تموز‬

‫‪-8-‬‬

‫ها أنا أولم لك قلبً‬


‫أقدمه لعٌنٌك نبضة بعد نبضة‬
‫وعندما تحتوي نبضاته بٌن نبضاتك‬

‫سؤهتؾ لك‪:‬‬

‫هل ٌستطٌع صدرك احتواء جنونً ذات ٌوم؟!‬

‫جمع و إعداد محمود أؼٌورلً |‬ ‫‪125‬‬


‫اإلصدار الثانً‬ ‫ُقتطفات من ال ُكتب[‬
‫ٌ‬ ‫]م‬

‫‪-9-‬‬

‫أٌها الوجه المتاخم حدود روحً‬


‫كلما ازددت بعداًا عنك‬
‫أشعر بؤنك تقترب منً أكثر‬
‫فلماذا تبتعد عنً‬
‫عندما أحتاج إلى مساحة صؽٌرة‬

‫من الحنان؟ !‬

‫‪-10-‬‬

‫لم ٌعد ثمة لحظات شاسعة‬


‫تصهل فٌها خٌول كلماتً‬
‫فقد تفحم صوت ؼنابً على نٌران الوشاٌة‬
‫وألننً امرأة من مطر وشمس ونخٌل‬
‫أعلن انعتاقً من لعنة رٌاح السموم‬

‫ومن لعبة النظرات المتقاطعة ‪.!!..‬‬

‫===========‬

‫===========‬

‫جمع و إعداد محمود أؼٌورلً |‬ ‫‪126‬‬


‫اإلصدار الثانً‬ ‫ُقتطفات من ال ُكتب[‬
‫ٌ‬ ‫]م‬

‫تناقضات‬

‫‪-1-‬‬

‫ألننً أردتك خارج حٌاتً‬


‫توؼلت فً جزبٌات حٌاتك‬
‫أسقطت عنك برٌق الدهشة‬
‫ورسمتك رجبلًا عادٌا ًا‬

‫كجمٌع الرجال‬
‫فبربت منك‬

‫‪-2-‬‬

‫لم ٌكن ثمة موسٌقا‬


‫تعزفها األصابع‬
‫على أوتار السبلم الذي طالت لحظاته‬
‫تاركة للصمت‬
‫مساحة االنكسار‬
‫بٌن عٌوننا‬

‫المشتعلة باألسبلة!‪.‬‬

‫جمع و إعداد محمود أؼٌورلً |‬ ‫‪127‬‬


‫اإلصدار الثانً‬ ‫ُقتطفات من ال ُكتب[‬
‫ٌ‬ ‫]م‬

‫‪-3-‬‬

‫لماذا رسمت لً عالما ًا من الورد‬


‫وعندما قطفت الوردة األولى‬
‫صرخت بً‪ :‬سارقة‬
‫لم أكن أعرؾ أن قطؾ الورود المرسومة‬
‫على دفاتر العشاق جرٌمة‬

‫ُحاسبُ علٌها العاشق ‪!.‬‬


‫ٌ َ‬

‫‪-4-‬‬
‫قلت لك بعد ثبلثٌن خرٌفا ًا‬

‫أعد إلً طفولتً‬

‫فتحت لً صدرك وقلت‪:‬‬

‫‪-‬دونك‪..‬‬

‫اقتربت منك‬
‫كانت طفولتً مخبؤة فً عٌنٌك‬
‫وعندما استعدتها‬
‫طالبتنً بحكاٌات ما قبل النوم‬
‫وبالضفابر الطوٌلة‬

‫والولدنات الجمٌلة ‪..‬‬

‫قلت لك‪ :‬خذها‬


‫جمع و إعداد محمود أؼٌورلً |‬ ‫‪128‬‬
‫اإلصدار الثانً‬ ‫ُقتطفات من ال ُكتب[‬
‫ٌ‬ ‫]م‬

‫ألننً‪..‬‬

‫نسٌت الطفولة على مفارق الهموم !‬

‫‪-5-‬‬

‫ٌا لهذا الصمت‬


‫أما آن له‬
‫أن ٌفتح ذراعٌه‬

‫لعناق الكبلم؟ !‬

‫==========‬

‫==========‬

‫خواطر امرأة عزالء‬

‫أستحضر أٌاما ًا موزعة بٌن ذاكرتٌنا‬


‫أذكرك و‪ ..‬أذكرنً‬
‫ٌتسع مساء األصدقاء‬
‫ٌجٌبون أسراب طٌور موسمٌة‬
‫ثم ٌرحلون‬
‫ونبقى وحٌدٌن ببل ذكرٌات‬

‫جمع و إعداد محمود أؼٌورلً |‬ ‫‪129‬‬


‫اإلصدار الثانً‬ ‫ُقتطفات من ال ُكتب[‬
‫ٌ‬ ‫]م‬

‫‪2‬‬

‫أستٌقظ على رنٌن ساعة عجوز‬


‫نسٌت مواعٌد نومً وصحوي‬
‫منذ خرجت من زنزانة الوقت‬
‫إلى مساحات الحبّ‬
‫وتوزعت روحً‬
‫بٌن كفٌك‪ ..‬وجسدي‬

‫‪3‬‬

‫تضجر منً عقارب الساعة‬


‫وأنا أحاول أن أسابق الزمن‬
‫فؤعبر الشتاء إلى ربٌع متق ٍلد‬
‫بٌنما ٌبحث عنً الخرٌؾ فً كومة من األوراق الصفراء‬
‫على أرصفة مدٌن ٍلة‬
‫أحببتها حتى‪ ..‬اإلعٌاء‬
‫كان اسمها دمشق‬
‫صار اسمها ‪ ..‬قلبً‬
‫فً ذلك الصباح‬
‫كانت السماء تضحك‬
‫على الرؼم من نشٌج الؽٌوم‬

‫جمع و إعداد محمود أؼٌورلً |‬ ‫‪130‬‬


‫اإلصدار الثانً‬ ‫ُقتطفات من ال ُكتب[‬
‫ٌ‬ ‫]م‬

‫وكنت معً‬
‫تحاول أن تمسح دمعة تدلّت من عٌنًّ‬

‫عندما مرّ ت سٌارة ما‪..‬‬

‫وعفرت الهواء والمطر بالضجٌج‬


‫ومزقت أصابعنا المتعانقة‬
‫ح ّبا ًا و‪ ..‬خوفا ًا‬

‫‪5‬‬

‫ٌباؼتنً جنون الورد البري‬


‫أعشق عناده‪ ..‬إصراره على البقاء‬
‫لٌتنً كنت وردة برٌّة‬
‫إذن القتصصت من أصابعك‬
‫التً نسٌت طقوس المشاكسة‬

‫وامتهنت البحث عن الرنٌن األصفر!‬

‫جمع و إعداد محمود أؼٌورلً |‬ ‫‪131‬‬


‫اإلصدار الثانً‬ ‫ُقتطفات من ال ُكتب[‬
‫ٌ‬ ‫]م‬

‫‪6‬‬

‫عندما تتهاطل ذكراك فً دمً‬


‫تشتعل حرابقً وأبحث عن مظلة من جلٌد‬
‫أخبا ذاكرتً تحتها وأنا أبحث عنك‬
‫فً عرض المطر‬
‫لماذا نحاول أن نلتقً‬
‫على الرؼم من ؼروب حبنا‬
‫أترانا تعودنا البكاء على األطبلل‬
‫ونحن الذٌن زعمنا‬
‫أننا سندخل اآلتً‬
‫بخطا مسكونة بالحبور‬
‫وبؤٌ ٍلد مجنونة بسرقة الٌاسمٌن؟‬
‫‪8‬‬

‫الضجر ٌعرّ ش على جدران بٌوتنا‬


‫والدؾء جزٌرة منفٌة الضفاؾ‬
‫ولٌس ثمة سندباد عاشق اإلبحار‬
‫وأنا أحلم بزورق من ورق‬
‫أطفا فً بٌاضه توقً إلى الرحٌل‬

‫جمع و إعداد محمود أؼٌورلً |‬ ‫‪132‬‬


‫اإلصدار الثانً‬ ‫ُقتطفات من ال ُكتب[‬
‫ٌ‬ ‫]م‬

‫‪9‬‬

‫من أجل أن نستمر فً الحٌاة‬


‫نزرع الشجر‬
‫ونرصؾ األزقة المهجورة باألحبلم‬
‫ونبحث فً األفق الرمادي‬
‫شفق جدٌ ٍلد‬
‫ٍل‬ ‫عن‬
‫و‪ ..‬ؼٌمة برتقالٌة‬

‫‪10‬‬

‫عجٌب أمرنا نحن (المثقفٌن!)‬

‫لماذا نقشر اآلخرٌن بسكاكٌن الكبلم‬


‫ونحن عراةٌ إال من الثٌاب القاتمة‬
‫تؽطً جلودنا الصدبة‬

‫و‪ ..‬نواٌانا المرٌبة؟!‬

‫‪11‬‬

‫كلما رؼبت بجرعة من الزهو‬


‫قرأت التارٌخ‬
‫كل ما أخشاه‬
‫أال أجد ما أقرإه ذات ٌوم‬
‫وأنا أراهم ٌمسحون بؤختامهم السرٌة‬
‫جمع و إعداد محمود أؼٌورلً |‬ ‫‪133‬‬
‫اإلصدار الثانً‬ ‫ُقتطفات من ال ُكتب[‬
‫ٌ‬ ‫]م‬

‫تلك الصفحات المضٌبة‬


‫التً كتبها بالدم والموت الجمٌل‬

‫رجا ٌل ال ٌشبهون الملوك !‬

‫‪12‬‬
‫أٌها األصدقاء‬

‫هل تسمحون لً باالنصراؾ؟!‬

‫ثمة حزٌن تدق نواقٌسه فً مكان ما‪..‬‬

‫وعلى تخوم الببلد‬


‫ثمة أصوات تنادٌنً‬
‫فماذا أفعل؟‬
‫وأنا امرأة عزالء إال من الكلمات الساخنة‬

‫و‪ ..‬حبّكم!!‬

‫=========‬

‫=========‬

‫جمع و إعداد محمود أؼٌورلً |‬ ‫‪134‬‬


‫اإلصدار الثانً‬ ‫ُقتطفات من ال ُكتب[‬
‫ٌ‬ ‫]م‬

‫امرأة من زمن آخر‬

‫ٌوم التقٌنا على بوابة فصل األحبلم‬

‫قلت‪ :‬ادخلً!‬

‫ودخلت‪..‬‬

‫كان العالم ملونا ًا بعصافٌر وفراشات‬


‫وكانت األرض تتمرى بسماء زرقاء‬
‫تسكنها آالؾ الورود‬
‫وكنت معً طفبلًا‬

‫ٌفتش عن لعبة نادرة‬


‫تشهى الحصول علٌها زمنا ًا‬

‫لكن الطفولة هجرته وشردته الرّ ٌاح‬


‫على أرصفة الؽبار والحنٌن‬

‫……‬

‫ٌوم التقٌنا‬
‫خلتك الرجل ‪ -‬األسطورة ‪ -‬الذي وعدنً‬
‫بؤن ٌخرج إلًّ ذات حلم‬
‫من أوراق صفراء‬
‫بٌن دفتً كتاب‬

‫جمع و إعداد محمود أؼٌورلً |‬ ‫‪135‬‬


‫اإلصدار الثانً‬ ‫ُقتطفات من ال ُكتب[‬
‫ٌ‬ ‫]م‬

‫لٌصوؼنً أمٌرة للبراري والٌنابٌع‬


‫لٌرتبنً امرأة حقٌقٌة‬
‫تإثث فصولها بالخصب‬
‫تنثره على مفارق الكرة األرضٌة‬
‫لكنك لم تستطع أن تكون إال أنت‬
‫الرجل الشرقً الراؼب أبداًا‬

‫بصوغ امرأة صؽٌرة‬


‫تتبعه كظله‬
‫تدور حوله كفراشة‬
‫ثم تحترق بضوبه‬

‫وأنا‪ ...‬ال أستطٌع أن أكون !‬

‫فعد إلى دابرة أحبلمك الضٌقة‬


‫واتركنً أرسم الكون‬
‫دابرة مفتوحة ألحبلمً‬
‫ٌوم التقٌنا‬
‫كان ٌجب‬

‫أال نلتقً‪..‬‬
‫فبٌنً وبٌنك‬
‫مساحات من البوادي السمراء‬

‫جمع و إعداد محمود أؼٌورلً |‬ ‫‪136‬‬


‫اإلصدار الثانً‬ ‫ُقتطفات من ال ُكتب[‬
‫ٌ‬ ‫]م‬

‫سامقات من الجبال الخضراء‬


‫وامتدادات زرقة ببل حدود‬
‫مقتول أنت فً فضاءاتً‬
‫مقتولة أنا فً فضاءاتك‬
‫فلٌعد كل منا إلى عالمه بصمت‬
‫ببل هزابم منثورة أو مقفاة‬
‫فإٌقاع الحٌاة مستمر‬
‫ما دامت إمكانٌة اختٌار حلم جدٌد قابمة‬
‫أشرع للرٌح نوافذك‬
‫وافتح صدرك للمطر القادم‬
‫فؤنا راحلة عن حدود أٌامك الباردة‬
‫ألبحث عن نوافذ ال تؽلق‬
‫عن صدر ال ٌخاؾ اشتعال الرٌح‬
‫فً توابٌت المدٌنة‬
‫وسؤمحو بالثلج المرتجى‬
‫بقاٌا أٌامنا الرمادٌة‬
‫وهً‪ ..‬أصؽر من الحلم‬
‫أكبر من الوهم‬
‫ولتشرق على العالم‬

‫جمع و إعداد محمود أؼٌورلً |‬ ‫‪137‬‬


‫اإلصدار الثانً‬ ‫ُقتطفات من ال ُكتب[‬
‫ٌ‬ ‫]م‬

‫شمس من بهاء كلمات‬


‫تضًء كالزٌتون‬
‫تحلّق كالنسور‬
‫تهدل كالحمام‬
‫ولٌشرق على قلبً‬
‫قمر الحبّ المستحٌل‬
‫ألنتظر من جدٌد‬
‫وجها ًا ألٌفا ًا إلى درجة التوحد‬
‫وادعا ًا إلى حدود الطفولة‬
‫واضحا ًا‪ ...‬ؼامضا ًا‪ ..‬كالبحر‬
‫قد ال ٌتسع عمري هذا أللتقٌه‬

‫لكننً فً زمان ما‪...‬‬

‫فً مكان ما‪...‬‬

‫سؤنهض من العدم‬
‫عندما تهمس لعظامً جذور السندٌان‬
‫بؤنه جاء‪ ..‬ذلك الرجل المعجون من سمرة الرمال‬
‫وصخر الجبال وخضرة الشجر‬
‫سؤنهض من العدم‬
‫ألؼنً قصٌدتً األولى‬

‫جمع و إعداد محمود أؼٌورلً |‬ ‫‪138‬‬


‫اإلصدار الثانً‬ ‫ُقتطفات من ال ُكتب[‬
‫ٌ‬ ‫]م‬

‫أوقعها وشما ًا على صدره العشبً‬


‫على ساعدٌه الضارعٌن للسماء‬
‫أن تمنحه امرأة من زمن آخر‬
‫زمن لم ٌتسع ألحبلمها‬
‫فنامت دهوراًا بانتظاره‬

‫انتظاره وحده‪ ..‬دون سواه ‪.‬‬

‫========‬

‫========‬

‫جمع و إعداد محمود أؼٌورلً |‬ ‫‪139‬‬


‫اإلصدار الثانً‬ ‫ُقتطفات من ال ُكتب[‬
‫ٌ‬ ‫]م‬

‫الكتاب الثانً عشر‬


‫ابتسامة الجٌوكندا ‪ -‬ألدوس هكسلً‬

‫‪---------------------------‬‬
‫انا أتكلم فقط عن حقٌقة حزٌنة ‪ ..‬فالواقع الٌصل دابما الى المثالٌة !‬
‫‪-----------‬‬
‫أرٌد ان أعرؾ إن كان هذا صوابا ًا ‪ ..‬إن كان علً حقا أن اكون معك هنا ‪ ..‬وأن ٌحب بعضنا‬
‫اآلخر ‪ ..‬وأتكهرب كلما لمستنً !‬

‫جمع و إعداد محمود أؼٌورلً |‬ ‫‪140‬‬


‫اإلصدار الثانً‬ ‫ُقتطفات من ال ُكتب[‬
‫ٌ‬ ‫]م‬

‫فؤنت تعلم كٌؾ أكون تعٌسة ‪ ..‬عندما افكر ان ذلك لٌس صوابا ‪ ..‬ربما ‪ ..‬انت تعلم ان هنالك‬
‫جحٌم ! وما شابه ذلك ‪ .. ..‬مرات عدة أفكر ان اتوقؾ عن حبك أتعلم هذا ! "‬
‫‪-----------‬‬
‫ادرك اننً ال استطٌع التوقؾ عن حبك ‪ ..‬ولكن استطٌع االختباء عنك ‪ ..‬واؼلق على نفسً ‪..‬‬
‫وامنعها من القدوم الٌك‬
‫‪----------‬‬
‫جمٌل ان نكون أحٌاء ‪ ..‬فقط ان نكون أحٌاء‬
‫‪-------‬‬
‫لقد لفظ ٌمٌنا مرعبة ‪ ..‬انه فً المستقبل سٌكون مختلفا ‪ ..‬وسٌعٌش بتعقل ‪ ..‬وٌصبح مُجداًا ‪..‬‬
‫وٌكبح شهواته وسٌكرس حٌاته لبعض االؼراض الطبٌة ‪ ..‬كان ذلك مقرراًا ‪ ..‬وٌجب ان ٌكون‬
‫هكذا‬
‫‪----------‬‬
‫الموت مخٌؾ جدا ‪ ..‬لم افكر به ابدا عندما اقدر ان احول دونه ‪ ..‬ولكن ان حدث شًء مثل‬
‫هذا ‪ -‬وفاة قرٌب ‪ -‬او عندما اشعر بالمرض او بالوهن فبل ٌمكننً منع نفسً من تذكره‬
‫ووجوده بالقرب منً‬
‫وافكر كل االعمال الشرٌرة التً قمت بها ‪ ..‬واحا ُر ماذا سٌحدث ‪ ..‬وانا خابفة جدا ‪ ..‬ووحٌدةٌ‬
‫جداًا وال اعرؾ ماذا افعل‬
‫‪------------‬‬
‫ال استطٌع التخلص من فكرة الموت ‪ ..‬اننً ٌابسة وعاجزة جدا من دونك ‪ ..‬لم اكن اعنً‬
‫الكتابة لك ‪ ..‬وكلن كان ٌجب ان اكتب ‪ ..‬سامحنً فانا ارٌدك كثٌرا ‪ ..‬لٌس لً فً هذه الدنٌا‬
‫احد سواك‬
‫‪---------‬‬

‫جمع و إعداد محمود أؼٌورلً |‬ ‫‪141‬‬


‫اإلصدار الثانً‬ ‫ُقتطفات من ال ُكتب[‬
‫ٌ‬ ‫]م‬

‫استرد فً تلك اللحظة من الحلكة والتعب الجسدي العواطؾ الجٌاشة التً كانت تتملكه فً تلك‬
‫االمسٌة ‪ ..‬حٌث ذهب قسمه الجلٌل مثلما ذهبت كثٌر من قراراته السابقة ‪ ..‬لقد انتصر الجنون‬
‫مرة اخرى ‪ ..‬وعند اول اثارة للرؼبة تراجع ‪ ..‬لقد كان ببل امل ‪ ..‬ببل امل‬
‫‪----------‬‬
‫لماذا ٌستلقً هنا نابحا على خطاٌاه ‪ ..‬ماذا ٌهم ؟ اذا كان هو ٌابسا ًا فلٌكن هذا ‪ ..‬سوؾ ٌقوم‬
‫بفعل االفضل فً ٌؤسه ‪ ..‬وفجؤة امتبل بشعور عام بالبلمسإولٌة ‪ ..‬وشعر انه ؼدا حراًا من‬
‫التزاماته ‪ ..‬حراًا بشكل جمٌل ‪ ..‬وجذب الفتاة الٌه بشدة !‬
‫‪----------‬‬
‫احٌانا المرء ال ٌملك القدرة وروح المبادرة لبدء شًء وحده‬
‫‪---------‬‬
‫ال احد ٌقوم بوضع التعلٌمات عن الحٌاة اال اذا كان ٌعنً الكبلم عن نفسه‬
‫‪------------‬‬
‫انت شخصٌة مرحة وهذه شجاعة منك ‪ ..‬ولكن ال تظن بؤننً ال استطٌع رإٌة ما خلؾ القناع‬
‫‪----------‬‬
‫ال ٌمكن ان ُتوفر رفقة لرجل من طابعك ‪ ..‬فؤنت ال تبحث عن شرٌكة حٌاة انت تبحث عن‬
‫خلٌلة ‪ ..‬خلٌلة فقط !‬
‫‪------------‬‬
‫أشعر بؤنً احوي شًء فً نفسً ‪ ..‬مماثل لتلك العاصفة ‪ ..‬هزٌم رعد ٌدوي ‪ ..‬ثم ٌختفً‬
‫والٌبقى سوى صوت المطر‬
‫‪-----------‬‬
‫ما كان علً ان احبك ‪ ..‬وال كان علً ان ادعك تحبنً ‪ ..‬لماذا اتٌت الى هذه الدنٌا‬

‫جمع و إعداد محمود أؼٌورلً |‬ ‫‪142‬‬


‫اإلصدار الثانً‬ ‫ُقتطفات من ال ُكتب[‬
‫ٌ‬ ‫]م‬

‫الكتاب الثالث عشر‬


‫حب ‪ -‬ؼادة السمان –‬

‫‪--------------‬‬
‫الحب الفاشل موجع ولكن الحب المتبادل اكثر اٌبلما ال شًء ٌشفً ؼلٌله سوى االحتراق‬
‫المشترك او الموت المشترك وال نملك حتى حق االختٌار بٌنهما‬
‫‪------------------------‬‬
‫لو لم تحبنً الستطعت ان امسح صورتك فً عٌنً كما امسح البخار عن زجاج نافذة الذاكرة‬
‫‪------------------‬‬
‫ما احببتك قط كما احبك االن النك جعلتنً اكؾ عن حبك‬
‫‪---------------‬‬
‫الحب ٌتفجر حٌن ٌتفجر كالبركان الٌطلب اذنا باالقامة او اجازة تنقٌب‬
‫‪---------------‬‬

‫جمع و إعداد محمود أؼٌورلً |‬ ‫‪143‬‬


‫اإلصدار الثانً‬ ‫ُقتطفات من ال ُكتب[‬
‫ٌ‬ ‫]م‬

‫الست معً فً اننا نخلق الشجار الصؽٌر خوفا من ان تصفو سماإنا بما فٌه الكفاٌة فنرى‬
‫بوضوح ما نحن علٌه‬
‫‪------------------‬‬
‫انا وانت لسنا سوى ارقام فً سجبلت المدٌنة وانت وانا ال شًء فً نظر المدٌنة سوى اسم‬
‫سجل فً سجل الموالٌد ٌنتقل بعد حٌن الى سجل الوفٌات‬
‫‪--------------‬‬
‫اٌة حروؾ خرساء كان ٌصبح العالم لو لم اقرأه بؤناملً واهدابً ولو لم احتضنه واسبػ علٌه‬
‫بركة ان ٌوجد فً خاطري ولو لبرهة واحدة ماذا ٌكون العالم اذا لم أُعد تشكٌله فً لوحة‬
‫معبرة ناطقة مسموعة هً انا انتشً بالحٌاة لمجرد اننً احٌا‬
‫‪-------------‬‬
‫سعادتنا هً ان ننتصر معا مهما مزقنا نصرنا وان نعرؾ حقٌقة وجودنا البابس ونحبه رؼم‬
‫كل شًء‬
‫‪---------------‬‬
‫كلنا سندباد ولٌس فً افقنا نجمة وكل رحلة خٌبة وتقلص جدٌد الى اضٌق ابعاد وجودنا واظلم‬
‫ركن فً شرنقتنا‬
‫‪-----------‬‬

‫مرساتً احملها منذ مددت ٌدي نحو المجهول بلهفة بحثا عن وتد اتمسك به فً عدمٌة الزٌؾ‬
‫‪----------------‬‬

‫جمع و إعداد محمود أؼٌورلً |‬ ‫‪144‬‬


‫اإلصدار الثانً‬ ‫ُقتطفات من ال ُكتب[‬
‫ٌ‬ ‫]م‬

‫لماذا ولدت الحقٌقة خرساء‬


‫‪-----------‬‬
‫لمن ارفع شراعً مادامت الرٌاح قد ماتت‬
‫‪---------‬‬
‫االرض الحقٌقٌة ضاعت فً زلزال القٌم‬
‫‪------------‬‬
‫نحن لم نعد نحن هل تجرإ حقا ان تقول ما ترٌد لنرفع اقنعتنا ولنبصق ضحكاتنا ولنقؾ فً‬
‫الرٌح كاعواد القصب عارٌن اال نت حقٌقتنا‬
‫‪-----------------‬‬
‫لٌس فً الوجود احد ٌستحق ان اهبه فرحة الشماتة بهزٌمتً‬
‫‪------------------‬‬
‫كل ما نزرعه ونحن نحلم تحصده رٌاح القدر حٌنما تلهو ولكننا نكتشؾ ذلك بعد فوات االوان‬
‫‪--------------------‬‬
‫لن اشوه لحظاتنا الحلوة فً التفكٌر العقٌم فً المستقبل الذي اعرؾ جٌدا اننً اتفه من احرك‬
‫بٌدي الواهٌة صخرة من صخوره‬
‫‪------------‬‬
‫ان اللهفة والرؼبة واللوعة من جانب واحد ال ادعوها حبا النً ال اإمن باالكتفاء الذاتً فً‬
‫الؽرام‬
‫‪----------------‬‬

‫جمع و إعداد محمود أؼٌورلً |‬ ‫‪145‬‬


‫اإلصدار الثانً‬ ‫ُقتطفات من ال ُكتب[‬
‫ٌ‬ ‫]م‬

‫دونك انا قناع ‪ ..‬حقٌقتً ترحل معك ‪ ..‬دونك انا جثة سرٌة الموت ‪ ..‬وحٌاتً تخفق سجٌنة‬
‫ذكراك ‪ ..‬كاجنحة الفراشة تحت كوب زجاجً‬
‫‪-------------‬‬
‫الى مفردات كالشوق واالنتظار والحنٌن ‪ ..‬فً عتمة الضجر ماذا تبقى سوى ظلك ؟‬
‫‪----------‬‬
‫كٌؾ تسمح لك نفسك ‪ ..‬ان تحشو ؼدارتك ‪ ..‬وتمسح الصدأ عن اوسمتك ‪ ..‬وتجًء مطالبا‬
‫بمزٌد من اقطاعٌة حبنا ‪ ..‬تطالبنً بمزٌد من الضرابب العاطفٌة ‪ ..‬ومزٌد من الوالء ؟ !!‬
‫‪-----------‬‬
‫لقد اكتشفت ان البركان الذي اضاء عالمً والهبه لم سوى جبل طاؾٍل من الثلج مر ببحر‬
‫ضٌاعً ‪ ..‬فكان لسع الجلد للوهلة االولى كلسع النار !‬
‫‪----------‬‬
‫ان تسقط جدران التموٌه هكذا فجؤة وان نخلع اقنعتنا وان اشاركك ارتكاب الجرٌمة ‪ ..‬جرٌمة‬
‫ان نقول الصدق ‪ ..‬ان نواجه الحقٌقة ‪ ..‬هذا ما لم اصدقه‬
‫‪--------‬‬
‫مشكلتنا ‪ ..‬ان كل منا ٌرٌد ان ٌكون عالم صاحبه ‪ ..‬كل عالمه ‪ ..‬وهو ٌدري تماما انه ال‬
‫ٌستطٌع‬
‫‪---------‬‬
‫خطوط راحة كفك صارت خطوط خارطة عالمً ‪ ..‬اظافرك واحتً ‪ ..‬خارج حدود اصابعك‬
‫ٌنتهً العالم ‪ ..‬واذا انزلقت عنها الشًء سوى سقوط اٌدي مستمر فً فراغ العدم حٌث ال قاع‬
‫‪.‬‬
‫‪------‬‬

‫جمع و إعداد محمود أؼٌورلً |‬ ‫‪146‬‬


‫اإلصدار الثانً‬ ‫ُقتطفات من ال ُكتب[‬
‫ٌ‬ ‫]م‬

‫ال ‪ ..‬فً المرة القادمة ال تعد ‪ ..‬فعودتك بشكوكك تعذبنً اكثر من رصاصة خٌانتك ‪ ..‬عودتك‬
‫تطٌل امد عذابً النها تمدنً ببعض الحٌاة ‪ ..‬ال تجعلنً احتضر طوٌبل ‪ ..‬ادر ظهرك وابتعد‬
‫‪----------‬‬
‫سؤظل ال املك اال ان احبك ‪ ..‬وانت ‪ ..‬ستكتشؾ ذلك فٌما بعد بنفسك ‪ ..‬النك ستظل تحبنً !‬
‫‪-----------‬‬
‫ان لحظات شجارنا هً التً ترعبنً ‪ ..‬وحدها تإكد لً اكثر من اي لحظة سعادة عرفناها ‪..‬‬
‫اننا بدأنا نضٌع الخٌط الرفٌع الذي ٌفصل بٌن التمثٌل والواقع ‪ ..‬بٌن الحلم والحقٌقة ‪ ..‬بٌن عبث‬
‫اللعبة وجدٌة الحٌاة !!‬
‫‪------‬‬
‫اذن ترٌد ان تنهً قصتنا ‪ ..‬اٌها القرصان الذي مر ببحاري اآلمنة فاسباح اسرار جزري ‪..‬‬
‫وؼرس راٌته فوق سمشً ‪ ..‬ثم مضى بعد ان مزق افقً بسٌفه وخلؾ فً كل مكان رابحة‬
‫الهشٌم والدمع والرماد‬
‫‪---------‬‬
‫اآلخرون عالم ؼرٌب ‪ ..‬نعرؾ انه ٌنظر الٌان وال ٌرانا ‪ٌ ..‬خاطبنا دون ان ٌسمع حجتنا ‪..‬‬
‫ٌفرض قوانٌنه على كبرٌابنا دون ان ٌحترم وجودنا ‪.‬‬
‫‪------‬‬

‫جمع و إعداد محمود أؼٌورلً |‬ ‫‪147‬‬


‫اإلصدار الثانً‬ ‫ُقتطفات من ال ُكتب[‬
‫ٌ‬ ‫]م‬

‫الكتاب الرابع عشر‬

‫العالم مستو ‪ -‬توماس فرٌدمان –‬

‫جمع و إعداد محمود أؼٌورلً |‬ ‫‪148‬‬


‫اإلصدار الثانً‬ ‫ُقتطفات من ال ُكتب[‬
‫ٌ‬ ‫]م‬

‫من واجب الحكام الجٌدٌن ان ٌبقوا قلٌقٌن فمن دون هذا القلق تتفاقم مشكبلت الناس‬
‫‪---------------‬‬
‫االسبلة الهامة هً ‪ -:‬فً أي مجال ٌناسب بلدي ان ٌنافس به ؟ ‪ -‬ماهً فرصه ؟ ‪ -‬كٌؾ‬
‫استطٌع ان اكون عالمٌا ومتعاونا مع اآلخرٌن من خبلل بلدي ؟‬
‫‪--------------‬‬
‫االسبلة الهامة هً أٌضا ًا ‪ -:‬اٌن ٌناسب شركتً ان تكون فً االقتصاد العالمً ؟ ‪ -‬كٌؾ تؽتنم‬
‫االستفادة من الفرص ؟ ‪ -‬كٌؾ استطٌع بامكانٌاتً الذاتٌة ان اتعاون مع اآلخرٌن عالمٌا ًا ؟‬
‫‪----------‬‬
‫التؽٌر صعب ‪ ..‬والتؽٌر هو االصعب على هإالء الذٌن ٌجدون صعوبة فً التؽٌر وهإالء‬
‫الذٌن نزل فٌهم التؽٌر على حٌن ؼرة ومع هذا فالتؽٌر طبٌعً والتؽٌر لٌس جدٌداًا والتؽٌر شًء‬
‫هام " دٌفٌد شلٌسنجر "‬
‫‪----------‬‬
‫ان اي منتج تدور دابرته الخاصة ب البحث العلمً ثم تطوٌر بطًء ثم تطوٌر ثم تجرٌب ثم‬
‫انتاج ثم انتشار ثم دعم ثم متابعة فً العمل الهندسً الضافة تحسٌنات ‪ ..‬واي دولة ترٌد ان‬
‫تدخل سوق المنتجات العالمٌة علٌها تطوٌر مراكز بحوثها بثبات وقدراتها المتطورة لمعالجة‬
‫هذه المراحل‬
‫‪----------‬‬
‫الفكرة هً ان تتعلم باستمرار وان تقدم امتحانات دابما ‪ ..‬فلٌس هنالك نهاٌة للتعلم وال توجد‬
‫نهاٌة حقٌقٌة لما ٌمكن ان ٌفعله المرء " فٌفك ككامً "‬
‫‪----------‬‬

‫جمع و إعداد محمود أؼٌورلً |‬ ‫‪149‬‬


‫اإلصدار الثانً‬ ‫ُقتطفات من ال ُكتب[‬
‫ٌ‬ ‫]م‬

‫هنالك ‪ 70‬الؾ ربة منزل فً الصٌن ٌعملون على اتمتة مخططات ٌابانٌة كتبت بالٌد بعضها‬
‫طبً واآلخر قانونً !‬
‫‪---------‬‬
‫لن ننسى ابدا ان حربا تارٌخٌة وقعت بٌن االمة الصٌنٌة والٌابانٌة ولكن عندما ٌاتً االمر الى‬
‫حقل االقتصاد فنحن نركز فقط على المشكبلت االقتصادٌة " محافظ دالٌان الصٌنٌة ‪ -‬زٌادرٌن‬
‫‪"-‬‬
‫‪--------‬‬

‫‪ %16‬من قوة العمل االمرٌكٌة تعمل فً المنازل بدوام جزبً لشركات البٌع والتؤمٌن‬

‫‪-----------‬‬
‫عندما تعطً الناس طرٌقة جدٌدة لبلتصال مع االخرٌن فسٌنفتحون علٌها وسٌتعلمون لؽات‬
‫جدٌدة فالناس مبرمجون على ارادة االتصال بالناس اآلخرٌن وسٌرفضون عدم قدرتهم على‬
‫فعل ذلك " مارك اندرس "‬
‫‪-----------‬‬
‫كل شخص ‪ ..‬كل الناس العادٌٌن فً هذه الحٌاة هم ابطال من المعلم فً المدرسة الى موزع‬
‫البٌتزا‬
‫‪---------‬‬
‫سنمنح كل شخص وصوال الى خبلصة كل المعرفة االنسانٌة " مإسس وٌكٌبٌدٌا "‬
‫‪--------‬‬
‫فً العالم المستوي ال تستطٌع ان تركض وال ان تختبىء ‪ ..‬فعش حٌاتك بشرؾ الن ما تفعله‬
‫اٌا ًا كان واٌة خطٌبة تقترفها قابلة للكشؾ ذات ٌوم وبقدر ما ٌؽدو العالم اكثر استواءاًا بقدر ما‬
‫ٌؽدو الناس العادٌون اكثر شفافٌة‬

‫جمع و إعداد محمود أؼٌورلً |‬ ‫‪150‬‬


‫اإلصدار الثانً‬ ‫ُقتطفات من ال ُكتب[‬
‫ٌ‬ ‫]م‬

‫فً هذا العالم االفضل لك ان تكون صالحا ‪ ..‬النه لم ٌعد فً االمكان جمع حوابجك و االنتقال‬
‫الى بلدة جدٌدة لكً تحصل على بداٌة جدٌدة ففً عالم جوجل سمعتك سوؾ تلحق بك وقد‬
‫تسبقك الى محطتك التالٌة فالسمعة تنطلق مبكراًا هذه االٌام فقل الحقٌقة دوما " دؾ سٌدمان "‬
‫‪--------‬‬
‫ما لم ٌكافؤ المبدعون على ابداعاتهم سٌتبلشى الحافز الى االبتكارات الجدٌدة وسٌنفذ المال‬
‫اٌضا ًا من اجل البحث والتطوٌر الحقٌقً " مٌكروسوفت "‬
‫‪--------‬‬
‫الهند هً بلد ال ٌملك موارد طبٌعٌة جٌدة ولكنها عملت شٌبا ًا جٌداًا واقع ًٌ جداًا وهو ان حولت‬
‫ابنابها الى مناجم ‪ ..‬بتعلٌم شرٌحة واسعة نسبٌا ًا من نخبها فً العلوم والهندسة والطب‬
‫‪--------‬‬
‫كل صباح ٌنهض ؼزال وهو ٌعرؾ ان علٌه ان ٌعدوا اسرع من االسد االسرع او سٌُقتل وكل‬
‫صباح ٌنهض اسد وهو ٌعرؾ ان علٌه ان ٌسبق الؽزال األبطؤ او سٌتضور جوعا ًا حتى الموت‬
‫‪ ,‬الٌهم ان تكون أسداًا او ؼزاالًا فعندما تشرق الشمس ٌُفضل ان تبدأ بالركض‬
‫‪--------‬‬
‫ال ٌوجد من تهٌمن علٌه بعد اآلن واالمر هو كٌؾ تستطٌع ان تخلق فرصتك الكبٌرة لنفسك‬
‫وتثابر وان تبقى تخلق فرصا ًا حتى تستطٌع ان تزدهر وافكر الٌوم ان الهٌمنة هً للفاعلٌة‬
‫والتعاون والكفاءة والقدرة على ان تكون العبا ًا رشٌقا ًا لكً تبقى فً الفرٌق الذي ٌلعب على ذلك‬
‫الملعب واذا لم تكن جٌدا كفاٌة فسوؾ تجلس وتراقب المبارة من على دكة االحتٌاط ‪ ..‬هكذا‬
‫هً االمور الٌوم " راجٌش راو "‬
‫‪--------‬‬
‫اذا تخصصت كل امة فً انتاج السلع التً تمتلك فٌها فابدة نسبٌة بالكلفة ثم تاجرت مع االمم‬
‫االخرى مقابل السلع التً تخصصت فٌها تلك االمم فستكون هنالك مكاسب عامة للجمٌع فً‬
‫التجارة " دٌفٌد رٌكاردو "‬

‫جمع و إعداد محمود أؼٌورلً |‬ ‫‪151‬‬


‫اإلصدار الثانً‬ ‫ُقتطفات من ال ُكتب[‬
‫ٌ‬ ‫]م‬

‫لكً ٌواجه االنسان موجة انخفاض االجور لصالح العمالة المتدنٌة علٌه ان ٌتحرك رأسٌا ًا‬
‫ولٌس افقٌا ًا اي لكً ٌحافظ على مستوى معٌشته علٌه ان ٌُحدث تعلٌمه وٌحدث مإهبلته العلمٌة‬
‫ولكً ٌستطٌع ان ٌشؽل الوظابؾ الجدٌدة التً البد من أن تنشؤ فً السوق العالمٌة الجدٌدة فً‬
‫العالم المستوي‬
‫‪---------‬‬
‫ثمة حدود لعدد وظابؾ السلع فً العالم ولكن ال توجد حدود لعدد الوظابؾ التً تولدها االفكار‬
‫‪----------‬‬
‫علٌكم ان تحدثوا مإهبلتكم باستمرار النه سٌكون هنالك وظابؾ كثٌرة فً العالم المستوي‬
‫للناس ذوي المعرفة واالفكار التً ٌجب ان تضعوا اٌدٌكم علٌها !‬
‫‪--------‬‬
‫اناس آخرون كثر ٌحاولون ان‬ ‫ٌ‬ ‫لن ٌكون الحصول على وظٌفة جٌدة امراًا سهبلًا فسٌكون هنالك‬
‫ٌكونوا اكثر براعة ولن ٌكون جٌدا على االطبلق ان تكون عادٌا فً عالمك فلٌس اال فً عالم‬
‫الجدران المؽلقة ٌستطٌع العمل العادي ان ٌكسب لك اجراًا اما فً العالم المستوي فانت حقا ًا ال‬
‫ترٌد ان تكون عادٌا ًا‬

‫‪-------‬‬
‫فً العالم المستوي نوعان من االعمال اعمال ٌمكن استبدالها واعمال ال ٌمكن استبدالها واي‬
‫عمل ٌمكن تحوٌله الى ارقام بسهولة ونقله الى االمكنة منخفضة االجور هو عمل ٌمكن‬
‫استبداله والعمل الذي ال ٌمكن تحوٌله الى ارقام هو عمل ال ٌمكن استبداله فاحرص على ان‬
‫ٌكون عملك من الثانً "ناندان ناٌلكانً "‬
‫‪-------‬‬

‫جمع و إعداد محمود أؼٌورلً |‬ ‫‪152‬‬


‫اإلصدار الثانً‬ ‫ُقتطفات من ال ُكتب[‬
‫ٌ‬ ‫]م‬

‫البلد الذي ال ٌملك موارد طبٌعٌة علٌه ان ٌمٌل للتنقٌب فً ذواته وعلٌه ان ٌحاول ان ٌُفعل‬
‫طاقات شعبه ومشارٌعه وابداعاته وذكاءه بدال من التنقٌب عن اآلبار النفطٌة " رٌتشارد ‪ .‬سً‬
‫‪ .‬كو "‬
‫‪-----------‬‬
‫ٌجب ان تساعد وظٌفة السٌاسً حٌثما كان على تعلٌم الشعب ما هٌة العالم الذي ٌعٌش فٌه وما‬
‫هو بحاجة الى عمله اذا اراد ان ٌزدهر فٌه وتوضٌح ذلك له جٌداًا‬

‫‪----------------‬‬
‫ٌتوجب على الحكومات التً ال تستطٌع ان تضمن لشعبها وظابؾ مدى الحٌاة ان تإمن له‬
‫االدوار التً تجعلهم اكثر قدرة على العمل طٌلة الحٌاة‬
‫‪-----------‬‬
‫على االبوٌن ان ٌعرفا فً اي عالم سترعرع ابناإهم وما ٌجب عمله لهم لٌزدهروا اٌضا ًا ‪..‬‬
‫ونحن بحاجة الى جٌل من االباء مستعد لتقدٌم حب صارم ٌكون فٌه وقت ٌمنع فٌه االطفال من‬
‫اللعب وٌطفىء به جهاز التلفاز لكً ٌحٌن وقت العلم والعمل‬
‫‪------------‬‬
‫ٌجب علٌنا ان نرفع انفسنا الى االعلى ال ان نحاول ان نسحب اآلخرٌن الى االسفل او ان نشعر‬
‫باالسؾ على انفسنا‬
‫‪-------------‬‬
‫التطور عملٌة طوعٌة تحتاج لقرار اٌجابً لتقوم بالخطوات الصحٌحة ولكن ذلك ٌبدأ من خبلل‬
‫فحص المرء مشاعره وافكاره ودوافعه‬
‫‪------------‬‬

‫جمع و إعداد محمود أؼٌورلً |‬ ‫‪153‬‬


‫اإلصدار الثانً‬ ‫ُقتطفات من ال ُكتب[‬
‫ٌ‬ ‫]م‬

‫علٌك ان تبدأ بالمٌل الى احترام الناس بسبب مواهبهم وقدراتهم ولٌس على اساس العرق او‬
‫االثنٌة وعلٌك ان تؽٌر نظرتك الى الناس جمٌعا ًا اذا كنت فً هذا العالم القابم على اساس‬
‫الموهبة والعمل بدال من الخلفٌة والعرق " جٌري راو "‬
‫‪-----------‬‬
‫الثقافة تنشؤ فً البٌبة ولٌس فً الجٌنات واذا ما تؽٌرت الظروؾ المحٌطة وتكٌؾ القادة‬
‫المحلٌون تتؽٌر الثقافة اٌضا ًا‬

‫‪----------‬‬
‫ان ما ٌسهل التطور هو قدرة المجتمع وارادته بالعمل والتضحٌة معا فً سبٌل التطور ووجود‬
‫قادة مجتمع ذوي بصٌرة ٌرون الحاجات التً ٌجب ان تتوفر بلؽة التطور واالرادة‬
‫وٌستخدمون السلطة للدفع نحو التؽٌر بدال من اثراء انفسهم والحفاظ على الوضع القابم " لوٌس‬
‫روبٌو "‬
‫‪----------‬‬
‫بقدر ما تزداد ثقتك بنفسك بقدر ما سوؾ تتخلص من اوهامك وعقدك " لوٌس روبٌو "‬
‫‪---------‬‬
‫حتى لو كنت على المسار الصحٌح فسٌدهسك اآلخرون اذا جلست هناك وحسب " ول روجرز‬
‫"‬
‫‪---------‬‬
‫فً الفوضى اكتشؾ البساطة ومن التنافر ابتدع االنسجام وفً خضم المصاعب تكمن الفرصة‬
‫" ألبرت أٌنشتٌن "‬
‫‪--------‬‬
‫عندما ٌستوي العالم حاول الوصول الى مجرفة واحفر فً داخلك وال تحاول بناء الجدران‬
‫‪--------‬‬
‫جمع و إعداد محمود أؼٌورلً |‬ ‫‪154‬‬
‫اإلصدار الثانً‬ ‫ُقتطفات من ال ُكتب[‬
‫ٌ‬ ‫]م‬

‫المفتاح الن تكون صؽٌرا وان تتصرؾ ككبٌر هو ان تكون سرٌعا فً اؼتنام فابدة كل االدوات‬
‫الجدٌدة من اجل التعاون للوصول ابعد واسرع واوسع واعمق‬
‫‪-------‬‬
‫ان كان باستطاعتك ان تفعل ذلك فٌجب ان تفعله او سٌقوم منافسوك بفعله والتقدم علٌك‬
‫‪------‬‬
‫العالم الٌوم ٌحتاج الى جٌل جدٌد جٌل من المتفابلٌن االستراتٌجٌن جٌل االحبلم ال جٌل‬
‫الذكرٌات الجٌل الذي ٌنهض كل صباح وال ٌتخٌل ان االشٌاء ٌمكن ان تكون افضل وحسب بل‬
‫ٌعمل على ذلك كل الخٌال كل ٌوم‬
‫‪------‬‬

‫جمع و إعداد محمود أؼٌورلً |‬ ‫‪155‬‬


‫اإلصدار الثانً‬ ‫ُقتطفات من ال ُكتب[‬
‫ٌ‬ ‫]م‬

‫الكتاب الخامس عشر‬


‫الجبل الخامس ‪ -‬باولو كوٌلو–‬

‫‪-----------------------------‬‬

‫االنسان ال ٌستطٌع محاربة قدره وقد حاول وخسر‬

‫‪-----------------------‬‬

‫الناس صنفان صنؾ ٌحمل الشعور بالبهجة داخله اما الصنؾ االخر فدابم الشكوى مما ٌفعل‬
‫وهم ال ٌشعرون باي متعة‬

‫‪-----------------------‬‬

‫ال احد ٌفقد رإٌة ما ٌرؼبه حتى فً تلك اللحظات التً ٌعتقد فٌها ان العالم واالخرٌن اقوى منه‬
‫وٌمكن السر فً ان ال تستسلم‬

‫‪---------------------‬‬

‫جمع و إعداد محمود أؼٌورلً |‬ ‫‪156‬‬


‫اإلصدار الثانً‬ ‫ُقتطفات من ال ُكتب[‬
‫ٌ‬ ‫]م‬

‫كل شًء سٌتم كما كتب الرب فثمة لحظات تحدث فٌها محن وببلٌا فً حٌاتنا ال نستطٌع تجنبها‬
‫ولكنها موجودة لسبب ما ال ٌمكننا معرفته اثناء المحن انما فقط عندما نتؽلب علٌها سنفهم لماذا‬
‫كانت موجودة‬

‫‪---------‬‬

‫من حق كل انسان ان ٌشك فً مهمته وان ٌتخلى عنها من وقت الى اخر ولكن ماال ٌجب فعله‬
‫هو ان ٌنساها‬

‫‪---------------------‬‬

‫مهما كانت النتٌجة ثمة سبب وراء ذلك‬

‫‪------------------------‬‬

‫من بٌن جمٌع اسلحة الدمار التً ٌستطٌع االنسان ان ٌبتكرها تعتبر الكلمة هً االكثر اثارة‬
‫للرعب واالقوى الن الكلمة تستطٌع التدمٌر دون ترك اي اثر او دلٌل‬

‫‪---------------------‬‬

‫عندما نإجل حل المشكبلت فانها تتضخم‬

‫‪-----------------‬‬

‫الحرٌة هً ان تشعر بما ٌرؼبه القلب ببل ادنى تفكٌر فً راي االخرٌن‬

‫‪------------‬‬

‫كثٌر من الناس توقؾ عن الحٌاة فقط ٌنتظرون ان ٌمر الوقت ال ٌقبلون تحدٌات الحٌاة وهكذا‬
‫لم تعد الحٌاة تتحداهم‬

‫‪--------------------‬‬

‫جمع و إعداد محمود أؼٌورلً |‬ ‫‪157‬‬


‫اإلصدار الثانً‬ ‫ُقتطفات من ال ُكتب[‬
‫ٌ‬ ‫]م‬

‫انفعل تحدى واجه ولكن التتوقؾ ابدا عن الحٌاة‬

‫‪-------------------‬‬

‫لٌست بالرؼبات تكون الحٌاة انما باالفعال‬

‫‪----------------‬‬
‫استؽل كل لحظة حتى ال تندم بعد ذلك وتنتحب لتضٌاع الشباب ‪ ..‬فلكل فترة فً حٌاة االنسان‬
‫هواجسها التً ٌبثها هللا داخله‬

‫‪--------------‬‬

‫كل شًء بالحٌاة ٌحتاج الى تدرٌب‬

‫‪-----------------‬‬

‫كل معركة فً الحٌاة تعلمنا شٌبا ما حتى المعارك التً نخسرها وعندما تنضج ستكتشؾ انك‬
‫دافعت عن اكاذٌب وخدعت نفسك وعانٌت من اجل هراء فاذا كنت محاربا جٌدا لن تلوم نفسك‬
‫ولكنك لن تسمح بتكرار اخطاءك‬

‫‪------------------‬‬

‫جوهر حٌاتً تشكله رؼبتً‬

‫‪-----------------‬‬

‫جمع و إعداد محمود أؼٌورلً |‬ ‫‪158‬‬


‫اإلصدار الثانً‬ ‫ُقتطفات من ال ُكتب[‬
‫ٌ‬ ‫]م‬

‫المحارب الٌدخل فً صراع على اشٌاء التهمه وال ٌهدر وقته مطلقا فً المشاحنات‬
‫واالستفزاز والمحارب ٌتقبل الهزٌمة وال ٌتعامل معها ببل مبالة وال ٌحاول تحوٌلها الى نصر‬
‫ثم ٌلعق جراحه وٌبدا من جدٌد فالحرب تتكون من معارك كثٌرة وال ٌجب الوقوؾ عند اول‬
‫معركة واالستسبلم لها‬

‫‪-------------------‬‬
‫لقد توقفنا عن التفكٌر بالحٌاة وقررنا ان نعٌش‬

‫‪------------------‬‬

‫من الضروري معرفة انه عند انتهاء مرحلة فً حٌاة المرء فان التشبث بها بعد انتهاء الحاجة‬
‫الٌها سٌفقد ما تبقى من الحٌاة من البهجة والمعنى وسٌعرض الحواس للتشوٌش‬

‫‪-------------‬‬

‫للرب كل القوة ‪ .‬فهو اذا فعل فقط كل ما نراه حسنا ‪ .‬فلن ندعوه بالقدٌر ‪ ..‬وسوؾ ٌحكم جزءا‬
‫من الكون ‪ ..‬وهذا ٌعنً وجود آخر اقوى منه ٌراقب وٌقٌم افعاله ‪ ..‬وفً هذه الحالة سؤعبد‬
‫اآلخر االقوى‬

‫‪--------------‬‬
‫حاول ان ٌجد بهجة فً معرفة انه سٌستمر حٌا لساعات قلٌلة ‪ ..‬ولكن كل هذا هراء فلقد‬
‫اكتشؾ ان االنسان كما فً معظم اٌام الحٌاة ‪ ..‬ال ٌقوى على اتخاذ قرار‬

‫‪------------‬‬

‫ها قد اكتشفت كم كل شًء بسٌط ‪ٌ ..‬كفً التحلً بالشجاعة فقط‬

‫‪------------‬‬

‫كل هذا جزء من مهنتك ‪ ..‬فعندما ٌتوجه المرء نحو قدره ‪ ..‬ؼالبا ما ٌجبر على تؽٌر وسابله‬
‫فً الحٌاة ‪ ..‬وفً احٌان اخرى تكون القوى المحٌطة باالنسان قوٌة للؽاٌة ‪ ..‬وٌجبر على‬
‫التخلً عن شجاعته وقدرته على المنح وكل هذا جزء من المهنه الموكولة الٌه‬
‫جمع و إعداد محمود أؼٌورلً |‬ ‫‪159‬‬
‫اإلصدار الثانً‬ ‫ُقتطفات من ال ُكتب[‬
‫ٌ‬ ‫]م‬

‫ثمة لحظات فٌها محن وببلٌا فً حٌواتنا وال نستطٌع تجنبها ‪ ..‬لكنها موجودة لسبب ما ‪..‬‬
‫والنستطٌع معرفة السبب قبل او اثناء المحن ‪ ..‬فقط عندما نتؽلب علٌها سنفهم لماذا كانت‬
‫موجودة‬

‫‪-----------‬‬

‫قد ٌكون الحب تجربة مخٌفة اكثر من الوقوؾ امام جنود واحدهم ٌصوب سهما الى قلبك ‪..‬‬
‫النه اذا ما اصاب السهم قلبك فسوؾ تموت وٌتولى الرب الباقً ‪ ..‬ولكن اذا ما اصاب الحب‬
‫قلبك ‪ ..‬فسوؾ ٌتحمل وحده تبعات ذلك!‬

‫‪----------‬‬

‫ورؼم كل هذا استمرٌت فً حبه ‪ ..‬الننً معه عرفت الول مرة طعم الحرٌة‬

‫‪------------‬‬

‫لدي الشجاعة لمواجهة ملك اسرابٌل ‪ ..‬وامٌرة صٌدا ‪ ..‬ومجلس مدٌنة " اكبار " ‪ .‬لكن هذه‬
‫الكلمة " الحب " تبث الرعب فً داخلً‬
‫‪----------‬‬

‫تكمن قوة االنسان فً قدرته على اتخاذ القرارات الن االنسان ٌجب علٌه ان ٌختار ‪ٌ ..‬جب !‬

‫‪----------‬‬

‫ربما ٌصعب على المرء ان ٌحدد طرٌقه لكن من ال اختٌار له ‪ ..‬مٌت بالنسبة هلل ‪ ..‬رؼم انه‬
‫ٌتنفس وٌجوب الشوارع‬

‫‪-----------‬‬

‫انه القدر الذي ال ٌمكن تجنبه ‪ ..‬كل شًء فً الحٌاة لدٌه دافع للوجود ‪ ..‬فقط تحتاج الى التمٌز‬
‫بٌن ما هو مإقت وما هو دابم!‬

‫‪------------‬‬

‫جمع و إعداد محمود أؼٌورلً |‬ ‫‪160‬‬


‫اإلصدار الثانً‬ ‫ُقتطفات من ال ُكتب[‬
‫ٌ‬ ‫]م‬

‫كم مرت راٌت االفق دون االنتباه لجماله ؟ كم مرة نظرت الى السماء دون االنتباه لعمقها ؟‬
‫كم مرة سمعت االصوات من حولً دون ان ادرك انها جزء من حٌاتً ؟‬

‫‪-----------‬‬

‫لقد اكتشفت فً حبً لهذه المرأة ‪ ..‬حبا للمخلوقات كافة‬

‫‪---------‬‬

‫المدٌنة لم تمت ‪ ..‬فقط مات سكانها وماٌحملونه من افكار واحبلم !‬

‫‪---------‬‬

‫لٌس صعبا اعادة بناء حٌاة ما ‪ٌ ..‬كفً االنتباه الى اننا نستمر بنفس القوة التً كانت لدٌنا فً‬
‫الماضً وٌجب استخدام هذا لصالحنا‬

‫‪----------‬‬

‫اذا كان لدٌك ماض ال ٌرضٌك ‪ .‬انسه اآلن ‪ ..‬لقد مضى ‪ ..‬وتخٌل قصة جدٌدة عن حٌاتك‬
‫وآمن بها‬

‫‪----------‬‬

‫ركز فقط على اللحظات التً حققت فٌها ما رؼبت ‪ ..‬وستساعدك هذه القوة على تحقٌق ما‬
‫ترؼب‬

‫‪---------‬‬

‫المآسً البد ان تحدث ‪ ..‬ونستطٌع اكتشاؾ السبب ونلوم اآلخرٌن ‪ ..‬ونتخٌل كم ستكون حٌاتنا‬
‫مختلفة لو لم تحدث ‪..‬ولكن ال اهمٌة لكل ما سبق النه ال مفر من حدوث المآساة والمرور بها‬

‫‪------------‬‬

‫اذا قاتل المحارب معلمه ‪ .‬هل فً ذلك إثم ؟ ال ‪ ..‬فهذه هً الطرٌقة الوحٌدة الكتساب المهارة‬
‫البلزمة له!‬
‫جمع و إعداد محمود أؼٌورلً |‬ ‫‪161‬‬
‫اإلصدار الثانً‬ ‫ُقتطفات من ال ُكتب[‬
‫ٌ‬ ‫]م‬

‫‪----------‬‬

‫ال تفعل كما ٌفعل الرجال عند منحهم فرصة ثانٌة ‪ ..‬ال ترتكب نفس الخطؤ مرتٌن!‬

‫‪------------‬‬

‫هذا الحزن الذي قرأته فً عٌنً جزء من حكاٌتً ‪ ..‬مجرد جزء صؽٌر سٌستمر الٌام معدومة‬
‫‪ ..‬وٌوما ما لن تكون له نفس القوة السابقة ‪ ..‬وسٌختفً شٌبا ًا فشٌبا ًا ‪ ..‬الحزٌن ال ٌدوم الى االبد‬
‫‪ ..‬خاصة عندما نسٌر فً االتجاه الذي طالما رؼبناه!‬

‫‪-----------‬‬

‫جمع و إعداد محمود أؼٌورلً |‬ ‫‪162‬‬


‫اإلصدار الثانً‬ ‫ُقتطفات من ال ُكتب[‬
‫ٌ‬ ‫]م‬

‫الكتاب السادس عشر‬


‫الوجودٌة ‪ -‬جون ماكوري –‬

‫‪--------------------------‬‬
‫هدؾ الوجودٌة هو إبراز شخصٌة الفرد فً مجال األخبلق بحٌث ٌكون القانون داخلٌا‬
‫ذاتٌا ٌنبع من أعماقه ولٌس خارجٌا مفروضا علٌه‬
‫‪--------------‬‬

‫جمع و إعداد محمود أؼٌورلً |‬ ‫‪163‬‬


‫اإلصدار الثانً‬ ‫ُقتطفات من ال ُكتب[‬
‫ٌ‬ ‫]م‬

‫إن النظرة الوجودٌة تعتقد أنه ال توجد باستمرار حدود حاسمة أو واضحة المعالم فخبرتنا‬
‫ومعرفتنا هما باستمرار شذرات ؼٌر مكتملة وال ٌمكن أن ٌعرؾ العالم ككل‬
‫إال عقل ٌكاد ٌصل إلى مستوى األلوهٌة وحتى أن وجد مثل هذا العقل‬
‫فسوؾ تكون هناك فجوات وثؽرات فً المعرفة التً ٌحصلها ‪.‬‬
‫‪---------------‬‬
‫حٌن تسمح لمبررات القلب أن تقول كلمتها فان ذلك ال ٌعنً انك‬
‫تتخلى عن حكم العقل تماما‬
‫‪-----------‬‬
‫»لٌس هناك موجود بشري منظور إلٌه فً ذاته وإنما‬
‫هناك فقط الموجود البشري الذي ٌشكل الوجود ‪-‬مع ‪-‬اآلخرٌن أو الوجود ‪-‬‬
‫فً‪-‬العالم»مارتن بوبر‬
‫‪-----------‬‬
‫ألن تكون فردا فً جماعة األسود خٌر لك من أن تقود النعاج‬
‫‪-------------‬‬
‫»كن رجبل وال تتبع خطواتً ‪ -‬فولتٌر ‪-‬‬
‫‪--------------‬‬
‫»إننً لست إال ذاتً وال أحب ما تبذله من جهد لكً تحشرنً فً تصنٌفك ‪-‬روجر ل‪ .‬شن ‪-‬‬
‫‪--------‬‬
‫أن الصدق ٌتطلب تضحٌات كبٌرة وقد ٌإدي إلى االستشهاد ‪ -‬بردٌاٌؾ‪-‬‬

‫جمع و إعداد محمود أؼٌورلً |‬ ‫‪164‬‬


‫اإلصدار الثانً‬ ‫ُقتطفات من ال ُكتب[‬
‫ٌ‬ ‫]م‬

‫الرجل العدمً الكامل الذي ٌزعم أنه ٌنكر كل شًء‬


‫‪--------‬‬
‫فً الوقت الحاضر ٌبدو أن الوسٌلة النافعة اكثر من ؼٌرها هً اإلنكار ومن‬
‫ثم فإن علٌنا أن ننكر !! ‪-‬إٌفان ترجنٌؾ‪-‬‬
‫‪----------‬‬
‫أن اإلمكانات الجدٌدة ال ٌمكن أن تظهر وإعادة تقوٌم القٌم ال ٌمكن أن تحدث إال بعد اإلنكار‬
‫الشامل للمعتقدات والمعاٌٌر المتعارؾ علٌها‬
‫‪------------‬‬
‫كل انسان بطبٌعته ٌرؼب بالمعرفة ‪ -‬ارسطو ‪-‬‬
‫‪--------‬‬
‫الفضٌلة هً المعرفة‬
‫‪---------‬‬
‫العالم ٌإثر فً اإلنسان و ٌرد علٌه وال ٌمكن أن ٌكون اإلنسان على أحسن الفروض اكثر من‬
‫مشارك فً خلق العالم‪.‬‬
‫‪---------‬‬
‫كلما م ّد اإلنسان فً عالم‬
‫أدواته انجذب هو نفسه إلى العالم وأصبح جزءا منه بل حتى عبدا له ومن‬
‫ثم فانه ال ٌعود »موجودا « بالمعنى الكامل لهذا اللفظ أعنً بوصفه شخصا‬
‫بالمعنى الكامل ‪ .‬وإنسانا بالمعنى الكامل‬
‫‪------‬‬
‫جمع و إعداد محمود أؼٌورلً |‬ ‫‪165‬‬
‫اإلصدار الثانً‬ ‫ُقتطفات من ال ُكتب[‬
‫ٌ‬ ‫]م‬

‫الوفرة المتزاٌدة تإدي إلى‬


‫ظهور أخطار جدٌدة إذ تإدي إلى ظهور المجتمع الحرٌص على االقتناء‬
‫والى تحول الجنس البشري إلى ما ٌشبه الفبران والى الرؼبة البلمتناهٌة‬
‫فً االمتبلك ‪.‬‬
‫‪------‬‬
‫فؤن تملك شٌبا ال ٌعنً أن تكتفً‬
‫بؤن تكون على عبلقة خارجٌة مع هذا الشًء بل إن ملكٌة الشًء نفسها‬
‫تإثر فً الشخص الذي تملكه فٌصبح قلقا علٌه وبدال من أن تملكه ٌبدأ‬
‫الشًء فً امتبلك الشخص إن ص ّح التعبٌر "جبرٌل مارسل "‬
‫‪------‬‬
‫ان ظاهرة القلق تنشؤ من مواجهة العدم‬
‫‪----------‬‬
‫إن اإلنسان المحكوم علٌه بالحرٌة ٌحمل على كتفٌه عبء العالم كله‬
‫فهو مسإول عن العالم ومسإول عن نفسه باعتباره لونا من الوجود ‪ -‬جون بول سارتر ‪-‬‬
‫‪----------‬‬
‫الجسد من الناحٌة الوجودٌة هو طرٌقتنا فً المشاركة فً العالم‬
‫‪------------‬‬
‫ال ٌمكن ان ٌكون هنالك انا بدون انت ‪ -‬بوٌر ‪-‬‬
‫‪--------‬‬

‫جمع و إعداد محمود أؼٌورلً |‬ ‫‪166‬‬


‫اإلصدار الثانً‬ ‫ُقتطفات من ال ُكتب[‬
‫ٌ‬ ‫]م‬

‫علٌنا ان نحترم االخر وان ال نحاول تؽٌره وفقا لفكرتنا ‪ -‬بوٌر ‪-‬‬
‫‪--------‬‬
‫المجتمع الحقٌقً هو المجتمع الذي ٌسمح بتنوع حقٌقً‬
‫‪-------‬‬
‫مبدا الفلسفة الوجودٌة هو انا موجود اذن انا افكر على عكس الرٌاضٌة‬
‫والتً تعتمد مبدا انا افكر اذا انا موجود‬
‫‪--------‬‬
‫ان التفكٌر والوجود هما شًء واحد‬
‫‪-------------‬‬
‫فالوجود الٌومً بٌن اآلخرٌن هو وجود زابؾ أعنً أنه ال ٌتضمن حقٌقة‬
‫الذوات التً تشارك فٌه وال ٌنبع من هذه الذوات ككل والطرٌقة التً‬
‫ٌتجمع بها الناس عادة ال تستحق اسم الجماعة بل إن ما نجده إنما هو‬
‫تشوٌه وعبلقة مشوهة وفً ضوء هذه التجربة التً خبرها الوجودٌون‬
‫علٌنا أن نفهم نقدهم للمجتمع ودعوتهم الفرد للخروج من الحشد لكً‬
‫ٌحمل على كاهله عبء وجوده‪.‬‬
‫‪--------------‬‬

‫جمع و إعداد محمود أؼٌورلً |‬ ‫‪167‬‬


‫اإلصدار الثانً‬ ‫ُقتطفات من ال ُكتب[‬
‫ٌ‬ ‫]م‬

‫لكً أجعل اآلخر ٌحبنً ال بد‬


‫أن أجعل من نفعً أمامه موضوع إؼراء ; أعنً موضوعا ٌسحره وٌفتنه‬
‫وأنا ال أحقق ذلك إال عن طرٌق اللؽة بؤوسع معنى للكلمة ‪-‬سارتر ‪-‬‬
‫‪---------‬‬
‫ٌا لها من سخرٌة أن ٌحط اإلنسان من نفسه عن طرٌق‬
‫الكبلم فٌهبط إلى مستوى أدنى من العجماوات وٌصبح ثرثارا ‪ -‬كٌركجور ‪-‬‬
‫‪-----------‬‬
‫ٌفضل الوجودي العودة إلى المنابع ومواجهة الطرٌقة التً توجد بها األشٌاء ال الطرٌقة التً‬
‫ٌقال أنها توجد علٌها‪ .‬وهذا ال ٌعنً رفضا متؽطرسا للتراث بؤسره سواء فً الفلسفة أو‬
‫البلهوت أو الفن‪.‬‬
‫وإنما ٌعنً بحثا نقدٌا للتراث ٌنقل إلٌنا الواقع دون أن ٌسمح لنفسه بؤن ٌحل محله‪.‬‬
‫‪------------‬‬
‫ما زلت أعتقد أن أحد التحدٌات التً تواجه وجود الموجود البشري‬
‫هو أنه ٌواجه فرصة اتخاذ القرار فٌما ٌنبؽً علٌه أن ٌفكر فٌه‪ .‬ولو أن‬
‫الناس قبلوا ما وجده جٌلهم معقوال لما كان لدٌنا علم وال جوانب إنسانٌة رفٌعة ‪ -‬داٌفٌد إ‪.‬‬
‫جنكنز‪-‬‬
‫‪--------‬‬

‫جمع و إعداد محمود أؼٌورلً |‬ ‫‪168‬‬


‫اإلصدار الثانً‬ ‫ُقتطفات من ال ُكتب[‬
‫ٌ‬ ‫]م‬

‫فباسكال ‪ٌ Pascal‬عترؾ بؤن للقلب مبرراته الخاصة وأن »مبررات القلب هذه « ٌمكن أن‬
‫تتحكم على األقل فً مناسبات معٌنة فً مبررات العقل‬
‫‪-----------‬‬
‫صحٌح أننا »متقلبو المزاج « إلى حد‬
‫ما وأن حاالت االكتباب أو االبتهاج تطرأ علٌنا على نحو ؼٌر متوقع بحٌث‬
‫إن نفس المنظر الطبٌعً قد ٌبدو لنا ٌوما مفرحا وفً الٌوم التالً محزنا‪.‬‬
‫ونحن نقول عن الناس‪ .‬الذٌن تتؽٌر أمزجتهم بسرعة وال ٌمكن التنبإ بها‬

‫إنهم »هوابٌون «‪ Temperamental‬فهم ٌسقطون مشاعرهم الداخلٌة بطرٌقة‬

‫أكثر من المعتاد على العالم وعلى ؼٌرهم من الناس‪ .‬وفً الحاالت المتطرفة‬

‫كحالة البارانوٌا ‪( Paranoia‬جنون العظمة أو االضطهاد ) ٌتحول هذا اإلسقاط‬

‫إلى ظاهرة مرضٌة وٌإدي إلى الخلط والتشوش‪ .‬ؼٌر أن قدرتنا على أن‬

‫نتعرؾ على الحاالت المرضٌة تعنى فً ذاتها وجود معٌار ‪ norm‬وإذا كان‬

‫فً وسع المشاعر أن تنحرؾ فان هذا فً ذاته دلٌل على أن هناك مشاعر‬
‫معٌنة هً المناسبة لمواقؾ معٌنه‪.‬‬
‫‪---------------‬‬

‫جمع و إعداد محمود أؼٌورلً |‬ ‫‪169‬‬


‫اإلصدار الثانً‬ ‫ُقتطفات من ال ُكتب[‬
‫ٌ‬ ‫]م‬

‫فما ٌحدث فً حالة السقوط فً رأي هٌدجر هو أن الموجود البشري ٌهرب من ذاته فهو‬

‫قد ٌفقد نفسه فً وجود ؼٌر أصٌل مع اآلخر وهو ما ٌسمى بال »هم «‪They‬‬

‫أو فً االنشؽال واالهتمام بشإون عالم األشٌاء‪ .‬ومع ذلك فان فرار المرء من ذاته‬

‫ٌوحً هو نفسه بؤن الموجود البشري ‪ Dasein‬قد ٌواجه نفسه بالفعل بطرٌقة ما‪.‬‬
‫وٌختلؾ الفرار المرتبط بالسقوط اختبلفا تاما عن الفرار الناشا عن‬
‫الخوؾ فالخوؾ هو دابما خوؾ من شًء محدد داخل العالم لكن ما‬
‫ندرسه اآلن هو فرار المرء من نفسه »إن ما ٌشعر المرء إزاءه بالقلق هو‬
‫الوجود ‪-‬فً‪-‬العالم بما هو كذلك « ‪ .‬وٌقول أٌضا‪» :‬إن ما ٌشعر المرء إزاءه‬
‫بالقلق هو شًء ؼٌر متعٌن تماما ‪ .‬وهذا البلتعٌن ال ٌحدد واقعٌا ما هو‬
‫الشًء الذي ٌتهددنا داخل العالم وهو ال ٌقتصر على ذلك بل ٌنببنا أٌضا‬
‫بؤن األشٌاء الموجودة فً العالم »ال عبلقة لها « بالمسؤلة على اإلطبلق فبل‬
‫شًء مما هو جاهز أمام أٌدٌنا أو حاضر أمامنا داخل العالم ٌقوم بمهمة‬
‫الشًء الذي ٌقلق فً مواجهته القلق ‪.‬‬
‫وعلى ذلك فنحن ال نعرؾ ما الذي ٌجعلنا نقلق ولسنا نستطٌع أن نشٌر‬
‫إلى شًء محدد فما ٌجعل القلق ٌنشؤ هو‪ :‬ال شًء وهوال ٌوجد فً‬
‫مكان‪ .‬ومع ذلك ٌقال لنا أٌضا انه لصٌق بنا إلى حد أنه ٌطؽى علٌنا‬
‫وٌخنقنا‪ .‬وهو لٌس هذا الشًء الجزبً أو ذاك وإنما هو باألحرى العالم‬
‫أو الوجود ‪-‬فً‪-‬العالم‪ .‬ومن ثم فإن حالة القلق تقدم لنا شٌبا ٌشبه الكشؾ‬
‫الكلً للوضع البشري‪" .‬كٌركجور "‬

‫جمع و إعداد محمود أؼٌورلً |‬ ‫‪170‬‬


‫اإلصدار الثانً‬ ‫ُقتطفات من ال ُكتب[‬
‫ٌ‬ ‫]م‬

‫‪-------------‬‬
‫نحن نستطٌع فً وجودنا الٌومً فً العالم ووجودنا مع اآلخرٌن أن نهدىء‬
‫من أنفسنا ونهرب من جذرٌة الوضع البشري لكن القلق ٌقذؾ بنا خارج‬
‫هذا األمان المزٌّؾ وٌجعلنا نشعر » باالضطراب « وبؤننا »لسنا فً بٌتنا‬
‫"هٌدجر"‬
‫‪-------------‬‬
‫القلق ٌوقظنا من أوهامنا‬
‫وأماننا الزابؾ وٌواجه الفرد بمسإولٌته وٌدعوه إلدراك وجوده األصٌل‪.‬‬
‫‪----------‬‬
‫تلوح المشكلة فً لحظات الٌؤس العظٌم عندما تمٌل األشٌاء جمٌعا‬
‫إلى أن تفقد وزنها وٌصبح كل معنى ؼامضا كما أنها حاضرة فً لحظات‬
‫االبتهاج والسرور عندما ٌتؽٌر مظهر األشٌاء من حولنا وتبدو كما لو كانت‬
‫موجودة ألول مرة وكما لو كان االعتقاد بؤنها لٌست موجودة أسهل من أن‬
‫نفهم أنها موجودة وموجودة على ما هً علٌه‪ .‬فالمشكلة تفرض نفسها‬
‫علٌنا فً أوقات الملل والضجر عندما نبتعد عن الٌؤس والفرح على حد‬
‫سواء وٌبدو كل شًء حولنا عادٌا مؤلوفا تماما إلى حد ال نعود معه نهتم‬
‫بؤن ٌكون هناك شًء أو ال ٌكون‬
‫"هٌدجر"‬
‫‪-----------‬‬

‫جمع و إعداد محمود أؼٌورلً |‬ ‫‪171‬‬


‫اإلصدار الثانً‬ ‫ُقتطفات من ال ُكتب[‬
‫ٌ‬ ‫]م‬

‫الملل مرتبط بحالة حسٌة تإدي الى سإال جذري حول معنى الحٌاة وقٌمتها "هٌدجر"‬
‫‪-------‬‬
‫فً بحر من الملذات لٌس له قرار وفً هاوٌة المعرفة فتشت عبثا عن‬
‫نقطة ألقً فٌها بمرساتً‪ .‬ولقد شعرت بقوة ال راد لها‪ :‬قوة اللذة التً‬
‫تسلمنً كل منها اإلرادة لذة تالٌة وأحسست بتلك النشوة الخادعة التً‬

‫تستطٌع اللذة أن تحدثها لكنً أحسست كذلك بالملل ‪ Ennui‬والسؤم وذلك‬

‫الضرب من التشتت الذهنً الذي ٌعقب تلك الحالة‪ .‬لقد ذقت ثمار شجرة‬
‫المعرفة وكثٌرا ما استمتعت بذلك المذاق ! ؼٌر أن هذه المتعة لم تكن تبقى‬
‫إال لحظة المعرفة فحسب ثم تمضً دون أن تخلؾ بصماتها العمٌقة داخل‬
‫نفسً "كٌركجور "‬
‫‪------------‬‬

‫»تحتاج الحرٌة إلى مقاومة وكفاح أن المحرمات القدٌمة ‪Taboos‬‬

‫تحٌط باإلنسان من كل جانب وتقٌّد حٌاته األخبلقٌة وال بد لئلنسان لكً‬


‫ٌحرر نفسه منها أن ٌشعر بؤنه حر من الداخل وعندبذ فقط ٌستطٌع أن‬
‫ٌكافح من الخارج من أجل الحرٌة "بردٌاٌٌؾ"‬
‫‪------------‬‬
‫إن اإلنسان ال ٌتحرر فقط من شًء ما بل من أجل شًء ما‪" .‬بردٌاٌٌؾ"‬
‫‪-----------‬‬

‫جمع و إعداد محمود أؼٌورلً |‬ ‫‪172‬‬


‫اإلصدار الثانً‬ ‫ُقتطفات من ال ُكتب[‬
‫ٌ‬ ‫]م‬

‫إن القرار ٌجعل الموجود البشري أمام نفسه وجها لوجه بطرٌقة البد أن‬
‫تثٌر القلق‪ .‬ولهذا فان معظمنا ٌكره اتخاذ القرارات مهما كان مداها إننا‬
‫نتجنبها أو نرجبها بقدر ما نستطٌع ألن اتخاذ القرار ٌعنً من ناحٌة‬
‫االندفاع قدما إلى مستوى جدٌد للوجود البشري كما ٌعنً من ناحٌة‬
‫أخرى القٌام بمخاطرة حرمان المرء من ممكنات أخرى كانت معروضة‬
‫أمامه انه رهان وتعهد بالمستقبل ولما كان المرء ال ٌستطٌع أن ٌتنبؤ بالمستقبل‬
‫فان مثل هذا التعهد ٌكون دابما محفوفا بالمخاطر ومصحوبا بالقلق‬
‫‪----------‬‬
‫لكن ما ٌختاره المرء على المدى البعٌد هو ذاته فالذات تنبثق من هذه‬
‫القرارات التً ٌتخذها وهً لٌست معطاة جاهزة منذ البداٌة وإنما المعطى‬
‫هو حقل الممكنات ‪ .‬وحٌن ٌعمل الموجود البشري على إسقاط ذاته فً هذا‬
‫الممكن بدال من ذاك فانه ٌبدأ فً تحدٌد ما سٌكون علٌه وفً هذا‬
‫السٌاق ٌنبؽً مناقشة التعارض القابم بٌن الدوام والوقتٌة فالذات الموحدة‬
‫فً مقابل سلسلة األفعال ؼٌر المترابطة ال ٌمكن أن تنبثق إال إذا كان هناك‬
‫استمرار للتعهدات أو الخطط‪ .‬وال ٌعنً اإلخبلص والوالء أن نكون كذلك‬
‫بالنسبة إلى اآلخرٌن وحدهم بل ٌعنً أٌضا اإلخبلص والوالء لصورة البشرٌة‬
‫التً ٌسعى المرء أن ٌحققها فً وجوده الفعلً‪ .‬ومن جهة أخرى فهناك‬
‫أوقات ٌنحط فٌها الوالء لٌصبح عنادا محضا أو حتى مجرد تعصب ‪ .‬فلنقل‬
‫أن المرء ٌمكن أن ٌؤخذ على نفسه عهدا راسخا ودابما بااللتزام برسالة‬

‫جمع و إعداد محمود أؼٌورلً |‬ ‫‪173‬‬


‫اإلصدار الثانً‬ ‫ُقتطفات من ال ُكتب[‬
‫ٌ‬ ‫]م‬

‫معٌنة فً حٌاته‪ .‬ومع ذلك فهو بوصفه موجودا عاقبل ال بد أن ٌعمل حسابا‬
‫الحتمال أن ٌؤتً الٌوم الذي ٌرى فٌه األشٌاء على نحو مختلؾ وال بد لنا‬
‫أن نتذكر أٌضا أن مضمون التعهد ال ٌنكشؾ فً البداٌة وإنما ٌفصح عن‬
‫نفسه كلما التزم المرء به‪.‬‬
‫‪--------------‬‬
‫لٌس فً وسع الوجود البشري أبدا أن ٌنجو من الصراع بٌن اإلمكان‬
‫والوقابعٌة فاإلنسان من ناحٌة منفتح وهو ٌسقط إمكاناته وهو من‬
‫ناحٌة أخرى منؽلق عن طرٌق الموقؾ الوقابعً الذي ٌجد نفسه فٌه بالفعل‬
‫‪--------------‬‬
‫الفهم والخٌال ٌفتحان أمامنا مجال اإلمكان ولكن المشاعر تكشؾ لنا‬
‫الموقؾ (المحدود ) المتاح فعبل ونظل نحن نعانً من هذا التوتر بشتى الطرق‬
‫إذ أن اإلرادة العاقلة توجه نفسها إلى هدؾ ذي قٌمة لكن الشهوة البلمعقولة‬
‫تتدخل لتجعلنا ننحرؾ إلى شًء آخر‬
‫‪----------‬‬
‫أن وعً اإلنسان بؤنه سٌموت هو إحدى الخصابص التً تسمح له أن ٌوجد بوصفه‬
‫آنسانا ولٌس حٌوانا‬
‫‪---------‬‬

‫جمع و إعداد محمود أؼٌورلً |‬ ‫‪174‬‬


‫اإلصدار الثانً‬ ‫ُقتطفات من ال ُكتب[‬
‫ٌ‬ ‫]م‬

‫إن كل إرادة حقٌقٌة ال‬


‫بد أن تضع فً اعتبارها اإلمكان الواقعً أعنى اإلمكان الذي ٌنفتح فً‬
‫الموقؾ المحدد‪ .‬وبطبٌعة الحال ال ٌمكن أن ٌكون هناك مستقبل منفتح‬
‫جذرٌا ألنه دابما مؽلق بقدر ما ولٌست هناك لحظة ٌمكن فٌها للفاعل‬
‫البشري أن ٌقؾ أمام إمكان خالص ‪ .‬أما توهم الفاعل انه ٌواجه مثل هذا‬
‫اإلمكان الخالص وهو توهم ر بما نشؤ عن خوفه من قبول الماضً فبل‬
‫ٌمكن أن ٌإدي إال إلى ضرب من الوجود ؼٌر الحقٌقً وؼٌر العملً ٌختنق‬
‫فٌه الفعل بدرجات متفاوتة وٌتؽلب علٌه الخٌال الجامح‬
‫‪-----------‬‬
‫وٌإدي االنشؽال بالماضً إلى اضطراب مناظر له فحٌثما ٌكون هناك‬
‫وعً مكثؾ اكثر مما ٌنبؽً بالموقؾ القابم فعبل و بما قد حدث فقد ٌإدي‬
‫ذلك إلى ما ٌشبه الشلل لكل إرادة حقٌقٌة‪ .‬وفً هذه الحالة بدورها نجد‬
‫أشكاال متعددة ٌمكن أن نبلحظها ‪ :‬فقد ٌحدث الموقؾ قلقا حادا ٌحول دون‬
‫اتخاذ أي قرار ٌعرض الفاعل لتؽٌر جذري أو تجدٌد حقٌقً وبذلك ال‬
‫ٌظهر فعل لئلرادة ٌمكنه أن ٌقتحم المستقبل وإنما تحدث محاولة للعثور‬
‫على األمان فً روتٌن الماضً وطقوسه‪ .‬أو قد ٌكون هذا الموقؾ من المواقؾ‬
‫التً ٌشعر فٌها المرء بوطؤة اإلحساس بالذنب فٌإدي بدوره إلى المباالة‬
‫متبلدة إذ ٌظهر كل شًء بؽٌر أمل فبل تكون هناك فابدة ترجى من أن‬
‫ٌرٌد المرء شٌبا‪ .‬أو قد ٌكون من المواقؾ التً ٌسٌطر فٌها المعطً تماما‬

‫جمع و إعداد محمود أؼٌورلً |‬ ‫‪175‬‬


‫اإلصدار الثانً‬ ‫ُقتطفات من ال ُكتب[‬
‫ٌ‬ ‫]م‬

‫فٌفعل الشخص أفعاله قسرا بدافع اإللحاح أو الؽرٌزة أو اإلدمان أو أي‬


‫دافع مماثل فً جمٌع هذه الحاالت ٌقطع الطرٌق على أي مستقبل حقٌقً‬
‫أو إمكان أصٌل بحٌث ٌصبح الفعل مستحٌبل ‪.‬‬
‫‪-------------‬‬
‫فاإلنسان البد أن ٌقرر بنفسه ما الذي سٌكونه واكثر من ذلك البد لكل فرد‬
‫أن ٌحسم المشاكل لنفسه فوجود كل شخص هو له أو ملكه‬
‫‪--------‬‬
‫لٌس هناك نمط كلً عام لبشرٌة أصٌلة ٌمكن أن ٌفرض على الجمٌع أو‬
‫البد أن ٌتفق معه الجمٌع ‪ .‬والواقع أن فرض مثل هذا النمط أو المطالبة‬
‫بالتجانس البد أن ٌعنً تدمٌرا إلمكانٌة الوجود البشري الحقٌقً لؤلشخاص‬
‫الذٌن نتحدث عنهم فهم ال ٌصبحون أنفسهم حقا إال بالقدر الذي ٌختارون‬
‫فٌه أنفسهم بحرٌة‪.‬‬
‫‪----------‬‬
‫عندما ٌلزم اإلنسان نفسه بعمل ما وٌدرك بوعً كامل انه ال ٌختار‬
‫فقط ما سوؾ ٌكونه وإنما هو فً الوقت نفسه مشرع ٌقرر للبشرٌة كلها‬
‫فان اإلنسان فً مثل هذه اللحظة ال ٌستطٌع أن ٌهرب من اإلحساس‬
‫بالمسإولٌة الكاملة والعمٌق ‪-‬سارتر ‪-‬‬
‫‪----------‬‬

‫جمع و إعداد محمود أؼٌورلً |‬ ‫‪176‬‬


‫اإلصدار الثانً‬ ‫ُقتطفات من ال ُكتب[‬
‫ٌ‬ ‫]م‬

‫أنا أعلن أننً أومن ببل شًء وأن كل شًء عبث لكنً ال أستطٌع أن أشك‬
‫فً صحة هذا اإلعبلن والبد لً على األقل من اإل ٌمان باحتجاجً ‪-‬ألبٌر كامً ‪-‬‬
‫‪-------‬‬
‫والواقع أن المرء فٌما ٌبدو ٌواجه هاهنا خٌارا‪ :‬فهو ٌستطٌع أن ٌكون‬
‫فً مؤمن وٌقبل المعاٌٌر األخبلقٌة المتعارؾ علٌها وٌسلك بناء علٌها وقد‬
‫ال ٌنطوي ذلك بالضرورة على سوء نٌة ألن المرء قد ٌستحسن هذه المعاٌٌر‬
‫بطرٌقة أصٌلة وٌجعلها معاٌٌر داخلٌة له بحٌث ال تكون فً النهاٌة معاٌٌر‬
‫خارجٌة مفروضة علٌه‪ .‬لكنه قد ٌنساق حٌن ٌفعل ذلك إلى الوقوع فً‬
‫خطر الجمود‬
‫أما الخٌار الثانً ‪-‬‬
‫وهو حٌن ٌتم ال بد أن ٌحمل معه قدرا من القلق الوجودي ‪-‬فهو تحدى‬
‫النظم المتعارؾ علٌها فً بعض النقاط والسعً إلى االبتكار والتجدٌد‪.‬‬
‫ولن ٌكون الخطر عندبذ هو الركود األخبلقً وإنما إمكان االنحبلل الخلقً ‪.‬‬
‫ولكن هناك فً الحالتٌن مخاطرة وما لم تحدث المخاطرة من النوع الثانً‬
‫أحٌانا فلن ٌكون هناك أي تقدم أخبلقً على اإلطبلق‬
‫‪-----------‬‬

‫جمع و إعداد محمود أؼٌورلً |‬ ‫‪177‬‬


‫اإلصدار الثانً‬ ‫ُقتطفات من ال ُكتب[‬
‫ٌ‬ ‫]م‬

‫أن الوجودي المسٌحً الذي ٌتحدث عن‬


‫الحاجة إلى اللطؾ اإللهً ال ٌنكر فً العادة حقٌقة الحرٌة البشرٌة بل‬
‫ٌحاول أن ٌربط بٌن فهمه للطؾ اإللهً وقرار اإلٌمان الحر عند اإلنسان‬
‫وهناك من ناحٌة أخرى وجودٌون ؼٌر مسٌحٌٌن ال ٌإمنون باللطؾ اإللهً‬
‫لكنهم ٌزعمون أن اإلنسان من خبلل طاعته الحرة لضمٌره ونداء هذا‬
‫الضمٌر ٌستطٌع أن ٌبلػ الكمال والذاتٌة األصٌلة‪ .‬وعلى هذا النحو ٌحتفظون‬
‫باالستقبلل الذاتً للوجود البشري‬
‫‪---------‬‬
‫نا أكره كل ما ٌعلّمنً فحسب دون أن‬
‫ٌزٌد من نشاطً أو ٌإدي مباشرة إلى تذكٌة هذا النشاط ‪ -‬نٌتشه ‪-‬‬
‫‪--------‬‬
‫ما لم تخضع الفكرة الختبار البحث العلمً الهادىء النزٌه فإنها سرعان ما تستهلك‬
‫فً نٌران العواطؾ واالنفعاالت الطاؼٌة أو تذبل فً تعصب ضٌق مجدب ‪ٌ -‬سبرز ‪-‬‬
‫‪-------‬‬
‫طرٌق الفٌلسوؾ هو طرٌق البحث‬
‫والتفكٌر العقلً وهو طرٌق »علمً « بالمعنى الواسع لهذه الكلمة وهدفه‬
‫أن ٌدرك إدراكا تصورٌا وهو ٌخضع تفكٌره للنقد والتحلٌل العقلً‬
‫‪---------‬‬

‫جمع و إعداد محمود أؼٌورلً |‬ ‫‪178‬‬


‫اإلصدار الثانً‬ ‫ُقتطفات من ال ُكتب[‬
‫ٌ‬ ‫]م‬

‫ال ٌنتج العلم معرفة للموجود ذاته‪ .‬بل انه ال ٌستطٌع أن ٌقدم لنا سوى‬
‫معرفة بالظواهر أو الموضوعات الجزبٌة داخل النظام المتناهً‪ .‬وهو ال‬
‫ٌستطٌع أن ٌضفً على الحٌاة معناها أو أهدافها أو قٌمها أو اتجاهاتها‬
‫بل إننا فً قلب التفكٌر العلمً ٌمكن أن نصبح على وعً بحدوده وبالتالً‬
‫بذلك الذي ٌكمن مصدره فً شًء آخر ؼٌر ما هو متاح للبحث العلمً‬
‫و ٌمكن أن نصبح على وعً بالطموح إلى تحقٌق وحدة للمعطٌات الجزبٌة‬
‫للعلم ‪ٌ -‬سبرز ‪-‬‬
‫‪--------‬‬
‫إن جذور الرؼبة فً المعرفة والدافع العقلً تتشابك بطرٌقة عمٌقة مع‬
‫جذور الرؼبة فً الوجود ومع الدافع الداخلً للشخص ككل‪ .‬فهناك‬
‫عامل مشخص فً المعرفة كلها حتى ولو كانت ذلك الضرب من المعرفة‬
‫الذي ٌبدو مؤلوفا ومسلما به‬
‫‪-----------‬‬
‫التربٌة ال تعنً أقل من أن‬
‫نترك المرء »ٌوجد « أي ٌخرج عن حالته الراهنة و ٌعلو علٌها إلى المجال‬
‫الوجودي الذي ٌصبح فٌه ما هو أعنً شخصا فرٌدا‪.‬‬
‫‪------------‬‬

‫جمع و إعداد محمود أؼٌورلً |‬ ‫‪179‬‬


‫اإلصدار الثانً‬ ‫ُقتطفات من ال ُكتب[‬
‫ٌ‬ ‫]م‬

‫أعتقد أننا جمٌعا نجاوز منطقة الوقابع المؤلوفة إن قلٌبل أو كثٌرا إذ‬
‫ٌبدو أننا نمس ما ٌتجاوز العالم المنظور ونتصل به وان كان بعضنا ٌفعل‬
‫ذلك بطرٌقة ما وبعضنا ٌفعله بطرٌقة أخرى‪ .‬ونحن نجد على أنحاء‬
‫متعددة شٌبا أعلى ٌساندنا و ٌزجرنا فً آن واحد و ٌطهرنا وٌبعث فٌنا‬
‫النشوة فً آن واحد ‪ .‬والجهد العقلً لفهم الكون هو عند أشخاص معٌنٌن‬
‫الطرٌقة األساسٌة التً تمارس بها تجربة وجود هللا‪ .‬وأؼلب الظن أن من‬
‫لم ٌشعر بذلك ‪-‬مهما تباٌنت طرٌقة وصفه له‪-‬لن ٌكون أبدا ممن ٌحفلون‬
‫كثٌرا بالمٌتافٌزٌقا ‪-‬ؾ‪ .‬ه‪ .‬برادلً ‪-‬‬
‫‪---------‬‬
‫من السهل أن ٌجد الطالب نفسه فً الجامعات الضخمة‬
‫والمدارس الشاملة فً مجتمع جماهٌري ضابعا ومؽتربا أو خاضعا لضؽوط‬
‫ملزمة تبدو وكؤنها مصرّ ة على أال تسمح له بؤن ٌكون ذاته‪ .‬وال شك أننا‬
‫نرى هنا أحد مصادر السخط فً األوساط الطبلبٌة‪ .‬ومن هنا كان من‬
‫المطلوب إٌجاد فلسفة تربوٌة تعمل حسابا أكبر للفرد‬
‫‪----------‬‬
‫الناس قصاصات من ورق تذروها الرٌاح الباردة "ت‪ .‬س‪ .‬ألٌوت "‬
‫‪--------‬‬

‫جمع و إعداد محمود أؼٌورلً |‬ ‫‪180‬‬


‫اإلصدار الثانً‬ ‫ُقتطفات من ال ُكتب[‬
‫ٌ‬ ‫]م‬

‫األخبلق الوجودٌة بصفة عامة ترفض أي ضرب من التقٌد‬


‫الحرفً بالقواعد إذ ٌنظر إلى القوانٌن والقواعد على أنها أعباء مفروضة‬
‫على الموجود البشري من الخارج تجبره على نمط من السلوك محدد سلفا‬
‫و تمنعه من تحقٌق ذاته الفرٌدة األصٌلة‬
‫‪--------‬‬
‫إن األخبلق التً تركز على‬
‫القانون هً بصفة عامة أخبلق تنظر إلى الماضً إلى التقالٌد والعادات‬
‫والطرٌقة التً حدثت بها األشٌاء على الدوام ومثل هذه األخبلق تجلب‬
‫االستقرار لكنها تجلب كذلك خطر الركود‪ .‬أما األخبلق التً تركز على‬
‫الموقؾ فهً على العكس تتجه نحو المستقبل وهً تنظر إلى ما هو‬
‫جدٌد و ٌتحدد الفعل فٌها آخذا فً اعتباره ما هو جدٌد‬
‫‪---------‬‬
‫إن الناس عندما ٌبدإون إهمال العقل و ٌضعون الحماسة‬
‫واالنفعال الطاؼً فوق النقد العقلً و ٌمجدون العبث والمفارقة فان ذلك‬
‫مروعا ٌلوح فً األفق‪ .‬ولٌس الخطر هو فقط خطر‬
‫ٌدل على أن خطرا ّ‬
‫البلمعقول وإنما هو معاداة العقل التً ٌمكن بسهولة أن تتخذ شكل‬
‫القسوة ؼٌر اإلنسانٌة‬
‫‪--------‬‬

‫جمع و إعداد محمود أؼٌورلً |‬ ‫‪181‬‬


‫اإلصدار الثانً‬ ‫ُقتطفات من ال ُكتب[‬
‫ٌ‬ ‫]م‬

‫الكتاب السابع عشر‬

‫رواٌة زوربا للكاتب نٌكوس كازنتزاكٌس‬

‫‪---------------‬‬

‫كم هً مإلمة ساعة الفراق البطٌبة ‪ ،‬خاصة فراق األصدقاء العظام ! ‪ ،‬فاألفضل االنقطاع‬
‫دفعة واحدة‬
‫‪----------‬‬

‫إن الطرٌقة الوحٌدة فً تخلٌص نفسك هً فً مساعدة اآلخرٌن‬

‫‪--------‬‬

‫لماذا ‪ ،‬لماذا ؟ أال ٌستطٌع المرء أن ٌفعل شٌبا دون لماذا ؟‬

‫‪-------‬‬
‫إذا أردنا الحصول على الحرٌة فً هذا العالم القذر ٌجب أن نقوم بهذه الجرابم‬

‫‪------‬‬

‫هناك ممران متساوٌان قد ٌإدٌا إلى القمة نفسها ‪ ,‬أن تعمل كؤن الموت ؼٌر موجود ‪ ,‬و أن‬
‫تعمل متوقعا الموت فً أٌة لحظة‬

‫‪------‬‬
‫جمع و إعداد محمود أؼٌورلً |‬ ‫‪182‬‬
‫اإلصدار الثانً‬ ‫ُقتطفات من ال ُكتب[‬
‫ٌ‬ ‫]م‬

‫لكنً كنت اشعر بسعادة كبٌرة فً االستسبلم هكذا دون حراك منتظرا تسرب الفجر الرابع‬
‫‪,‬ففً هذه اللحظات الساحرة تبدو الحٌاة ‪,‬‬

‫خفٌفة كالؽبار ‪ ,‬وتبدو األرض كؤنها تتكون من الرٌح كالؽٌوم المتموجة الطرٌة‬

‫‪-----‬‬

‫إن كل شًء فً هذا العالم له معان خفٌة ‪ .‬الرجال ‪ .‬الحٌوانات ‪.‬‬

‫الشجر ‪ .‬النجوم ‪ ,‬إنها تبدو كالرموز الهٌروؼلٌفٌة لمن بدأ فً حل رموزها لٌكتشؾ خفاٌاها‬
‫‪ ....‬فعندما تراها فإنك ال تفقه لها معنى ‪ ,‬فتعتقد أنها رجال اقحاح ‪ ,‬وحٌوانات ‪ ,‬وأشجار ‪,‬‬
‫ونجوم ‪ ,‬ولكن بعد مرور السنٌن وبعد فوات األوان تفهم معناها الحقٌقً‬

‫‪-----‬‬

‫لقد رأٌت جمٌع األشٌاء ‪ ,‬وعملت فً كل شًء ‪ ...‬إن المرأة لٌس عندها من شًء آخر فً‬
‫نظرها ‪ .‬إنها مخلوق ضعٌؾ مشاكس ‪ .‬وإذا لم تقل لها انك تحبها وترٌدها فإنها تبدأ فً البكاء‬
‫‪ .‬وربما هً األخرى ال ترٌدك إطبلقا ‪ ,‬بل ربما تحتقرك وربما تقول لك كبل ‪ ,‬فهذه مسؤلة‬
‫أخرى لكن جمٌع الرجال الذٌن ٌرونها ٌجب أن ٌشتهونها ‪ ,‬فهذه ما ترٌده تلك المخلوقة‬
‫المسكٌنة ‪ ,‬لذلك‬
‫فاألجدر أن تحاول إرضاءها‬

‫‪--------‬‬
‫كبل ال أإمن بشًء بالمرة ‪ .‬كم مرة ٌجب أن أكرر هذا ‪ .‬فؤنا ال أإمن بؤي شًء أو بؤي شخص‬
‫‪ .‬بل بزوربا وحده ‪ ,‬لٌس ألن زوربا أحسن من ؼٌره ‪ ,‬ولكن ألن زوربا هو الوحٌد الذي ٌقع‬
‫تحت سلطتً‪ ,‬والوحٌد الذي أعرفه ‪ .‬أما الباقون فكلهم أشباح ‪ ,‬فانا أرى بهاتٌن العٌنٌن ‪,‬‬
‫واسمع بهاتٌن األذنٌن ‪ ,‬واهضم بهذه المعدة ‪ .‬كل الباقون أشباح أقول لك ‪ ,‬عندما أموت ‪,‬‬
‫فسوؾ ٌموت كل شًء معً ‪ .‬كل العالم الزوربً سوؾ ٌؽوص فً األعماق‬

‫‪------‬‬

‫جمع و إعداد محمود أؼٌورلً |‬ ‫‪183‬‬


‫اإلصدار الثانً‬ ‫ُقتطفات من ال ُكتب[‬
‫ٌ‬ ‫]م‬

‫فٌم كنا نتحدث باالمس ٌا سٌدي‪ ..‬كنت تقول أنك ترٌد أن تفتح عٌون الناس‪ ،‬حسنا‪ .‬اذهب إلى‬
‫العم اناجنوستً وافتح له عٌٌنه ‪.‬لعلك رأٌت كٌؾ وقفت زوجته بٌن ٌدٌه فً انتظار اوامره‪،‬‬
‫كما ٌقؾ الكلب فً انتظار لقمة تلقى بها الٌه‪ ..‬اذهب الٌه وقل له ان للمرأة من الحقوق مثل ما‬
‫للرجل‪ ،‬وان من القسوة أن ٌؤكل قطعة من الخنزٌر بٌنما الخنزٌر ٌصرخ أمامه من األلم ! قل له‬
‫ذلك ثم انببنً ماذا ٌمكن أن ٌفٌد هو أو زوجته من مثل هذا االسفاؾ؟ لن تكون النتٌجة اال‬
‫تعكٌر صفاء االسرة‪ ،‬واثارة المتاعب‪ ،‬واؼراء الدجاجة بؤن تصبح دٌكا‪ ..‬كبل ٌا سٌد‪ ،‬دع‬
‫هإالء الناس وشؤنهم‪ ،‬وال تحاول أن تفتح عٌونهم‪ ..‬وهب أنهم فتحوا عٌونهم فماذا سٌرون؟‬
‫البإس‪ ..‬وال شًء ؼٌر البإس ‪ ..‬دع عٌونهم مؽمضة ٌا سٌدي‪ ..‬ودعهم ٌحلمون وٌؤملون‪..‬‬

‫‪-----‬‬

‫ان العالم القدٌم قابم وواضح المعالم‪ ،‬ونحن نعٌش فٌه ونناضل معه‪ .‬أما عالم المستقبل انه لم‬
‫ٌولد بعد‪ ،‬انه عالم شفاؾ ؼٌر منظور كالضوء الذي تنسج منه األحبلم ‪ ..‬انه سحابة تتقاذفها‬
‫أرٌاح عنٌفة‪ ..‬من الحب والبؽض والخٌاالت ‪.‬‬

‫‪-----‬‬

‫ماذا ٌمكن بناإه فوق االنقاض‪ ،‬ال أحد ٌستطٌع أن ٌعرؾ ذلك على وجه الٌقٌن‬

‫‪-----‬‬

‫ان هذا الرجل لم ٌذهب إلى المدرسة‪ ..‬ولكنه مر بكل أنواع التجارب ‪ ..‬فتفتح عقله ‪ ،‬وكبر قلبه‪،‬‬
‫دون أن ٌفقد ذرة واحدة من جرأته البدابٌة‪ .‬وجمٌع المشكبلت التً تبدو لنا معقدة مستعصٌة‬
‫على الحل‪ٌ ،‬جسمها هو كؤنما بضربة سٌؾ‪ ..‬ومن العسٌر أن ٌخطا مثل هذا الرجل هدفه‪،‬‬
‫ألن قدمٌه ثابتتان فً األرض تحت ثقل جسمه‪ ،‬ان بعض القبابل المتخلفة فً افرٌقٌا تعبد‬
‫الثعبان ألنه ٌلمس االرض بكل جسمه‪ ،‬فهو اذن علٌم بكل اسرار األرض‪ ..‬انه‬
‫ٌعرؾ هذه االسرار ببطنه وذٌله ورأسه‪ .‬ألنه على اتصال دابم ووثٌق بؤمنا األرض‪ ،‬وكل هذا‬
‫صحٌح بالنسبة إلى زوربا‪ ..‬أما نحن معشر المتعلمٌن‪ ،‬فاننا مجرد طٌور ؼبٌة تعٌش فً‬
‫الهواء‪.‬‬

‫‪------‬‬
‫جمع و إعداد محمود أؼٌورلً |‬ ‫‪184‬‬
‫اإلصدار الثانً‬ ‫ُقتطفات من ال ُكتب[‬
‫ٌ‬ ‫]م‬

‫ان االنسان قلما ٌحس بالسعادة وهو ٌمارسها‪ ،‬فاذا ما انتهت سعادته ورجع ببصره إلٌها‪ ،‬أحس‬
‫فجؤة‪ ،‬وبشًء من الدهشة فً بعض األحٌان ‪ ..‬بروعة السعادة التً كان ٌنعم بها‪.‬‬

‫‪------‬‬

‫قل لً ماذا تصنع بالطعام الذي تؤكله؟ أقل لك من أنت‪ ،‬ان بعض الناس ٌحولون الطعام إلى‬
‫دهن وسماد‪ ،‬وبعضهم ٌحولونه إلى عمل ومرح‪ ،‬وطابفة أخرى تحوله إلى عبادة‪ ..‬ومعنى ذلك‬
‫أن الرجال ثبلثة أنواع‪ ،‬وأنا لست من أسوأ األنواع‪ ،‬ولست كذلك من أفضلها‪ ،‬ان ما آكله‬
‫ٌتحول إلى عمل ومرح‪ ،‬فؤنا اذن وسط بٌن النوعٌن االخرٌن‪.‬‬

‫‪-----‬‬
‫كاد الفرح أن ٌخنقنً‪ ،‬وكان ٌجب أن أجد له متنفسا ًا‬

‫‪-----‬‬

‫ان حٌاتً قد ذهبت سدى ‪ ،‬فلٌتنً أستطٌع أن أمحو بقطعة من القماش كل ما تعلمته وكل ما‬
‫رأٌته وسمعته‬

‫‪-----‬‬

‫كل ما ٌنبؽً لكً تشعر بؤن هذه هً السعادة‪ ،‬هو أن ٌكون لك قلب راض ونفس قانعة‪.‬‬

‫‪-----‬‬

‫ان الحٌاة هً المتاعب‪ ،‬وال متاعب فً الموت ‪ ..‬هل تعرؾ ما معنى ان ٌعٌش االنسان؟ معناه‬
‫ان ٌشمر عن ساعدٌه وٌبحث عن المتاعب‬

‫‪-----‬‬

‫تعال‪ ..‬تعال ‪ ..‬ان الحٌاة تمر كومضة البرق‪ .‬فتعال قبل فوات االوان !! ‪..‬‬

‫‪-----‬‬

‫جمع و إعداد محمود أؼٌورلً |‬ ‫‪185‬‬


‫اإلصدار الثانً‬ ‫ُقتطفات من ال ُكتب[‬
‫ٌ‬ ‫]م‬

‫هذه هً السعادة الحقٌقة ان ٌعٌش االنسان ببل مطامع وٌعمل وٌكد كؤن له ألؾ مطمع‬
‫وان ٌحب الناس وٌعمل لخٌرهم دون أن ٌكون فً حاجة الٌهم وان ٌؤكل وٌشرب وٌشترك فً‬
‫أعٌاد المٌبلد دون أن ٌتورط فً المتاعب او ٌقع فً الفخاخ‪ ..‬وان ٌسٌر على الشاطا والنجوم‬
‫فوقه‪ ،‬والبحر إلى ٌمٌنه واألرض إلى ٌساره وأن ٌشعر بؤن الحٌاة قد انجزت معجزتها الكبرى‬
‫فصارت قصة من وحً الخٌال‪.‬‬

‫‪-----‬‬

‫ان قلب االنسان حفرة ملٌبة بالدم‪ ،‬واولبك االحباب الذٌن ماتوا ٌلقون بؤنفسهم على حافة الحفرة‬
‫وٌنهلون من الدم‪ ،‬وهكذا ٌعودون إلى الحٌاة وكلما كان حبكم لهم عظٌما زادت الكمٌة التً‬
‫ٌنتهلونها من دمك‪.‬‬

‫‪----‬‬

‫ان الموت ال ٌهمنً‪ ،‬فالحٌاة شمعة تطفبها لفحة هواء‪ ..‬أما الشٌخوخة فانها عار وفضٌحة ولهذا‬
‫أبذل قصارى جهدي ألمنع الناس من االعتقاد بؤننً كبرت‬

‫‪----‬‬

‫ان االعتراؾ بالخطٌبة هو نصؾ التوبة‬

‫‪----‬‬

‫ان عقلً لم ٌتخذ قراراًا ‪ ،‬وقد تحرك جسدي تلقابٌا‪ ،‬دون أن ٌستطلع رأًٌ‪.‬‬

‫‪----‬‬

‫هوذا رجل بكل معانً الرجولة‪ ..‬رجل ٌبكً عندما ٌحزن وٌضحك دون أن ٌدع للفلسفة أو‬

‫المنطق سبٌبل إلى افساد مرحه‪.‬‬

‫جمع و إعداد محمود أؼٌورلً |‬ ‫‪186‬‬


‫اإلصدار الثانً‬ ‫ُقتطفات من ال ُكتب[‬
‫ٌ‬ ‫]م‬

‫الكتاب الثامن عشر‬

‫رواٌة تاء الخجل للكاتبة فضٌلة الفاروق‬

‫‪----------------------‬‬
‫كل هول باإلمكان تحدٌده ‪ ..‬كل حزن ٌعرؾ بشكل ما نهاٌة فً الحٌاة ‪ ..‬ال وقت لتكرٌس‬
‫االحزان الطوٌلة ‪ " ..‬ت‪.‬س‪.‬إلٌوت "‬
‫‪-----------‬‬

‫جمع و إعداد محمود أؼٌورلً |‬ ‫‪187‬‬


‫اإلصدار الثانً‬ ‫ُقتطفات من ال ُكتب[‬
‫ٌ‬ ‫]م‬

‫نحن ال نكون مساكٌن اال اذا كنا ببل أخبلق‬


‫‪------------‬‬
‫كل ما تراه وتسمعه وتلمسه وتستنشقه وتتذوقه وما تذكره وما تنتظره وٌنتظرك ٌدعوك للرحٌل‬
‫عن هذا الوطن والفرار ولو بثٌابك الداخلٌة الى اقرب سفٌنة او قطار‬
‫‪------------‬‬
‫ال شًء تؽٌر سوى تنوع فً وسابل القمع وانتهاك كرامة النساء ‪ .‬لهذا كثٌرا ما هربت من‬
‫انوثتً وكثٌرا ما هربت منك ‪ -‬تاء الخجل ‪ -‬النك مرادؾ لتلك االنوثة‬
‫‪------------‬‬
‫ُ‬
‫منحت نفسً خٌبة محكمة االؼبلق ‪ ..‬فبعدك حادت الدنٌا قلٌبل عن مسارها‬ ‫لم اكن ادري اننً‬
‫‪ ..‬صارت اكثر حد ًاة ‪ ..‬وبعدك صار الرجال اكثر قسوة وصارت االنوثة مدججة بالفجابع ‪..‬‬
‫وبعدك بعد الثبلثٌن ‪ ..‬اصبحت الطرق المإدٌة الى الحٌاة موحلة ‪ ..‬اصبحت االٌام موجعة‬
‫‪------------‬‬
‫كم تؤخر الوقت ألفكر فٌك الٌوم ‪ ..‬واسترجع خطوط قصة صنعتها وأنهٌتها بٌدي‬
‫‪----------‬‬
‫كان ٌجب ان نتواجه حٌن قررت ان اهجرك فجؤة ‪ ..‬كان ٌجب ان تسؤلنً ‪ ,‬أن تبلحقنً ‪ ,‬ان‬
‫تطلب منً توضٌحا ‪ ..‬ان تعتذر عن ذنب لم تشعر انك ارتكبته ‪ ..‬ولكنك كنت رج ٌل معطاء فً‬
‫الحب ‪ ..‬شحٌح فً االعتذار‬
‫‪-----------‬‬
‫إنك هنا ‪ ...‬وهذا كل ما ارٌده فً الحٌاة ‪.‬‬
‫‪------------‬‬

‫جمع و إعداد محمود أؼٌورلً |‬ ‫‪188‬‬


‫اإلصدار الثانً‬ ‫ُقتطفات من ال ُكتب[‬
‫ٌ‬ ‫]م‬

‫كان المطر اجمل من ان نختبىء منه ‪ ..‬ابهى من ان نؽادره‬


‫‪------------‬‬
‫انكب على اوراقً العٌش فصول حٌاة تختلؾ ‪ ..‬اكتب فؤتوؼل داخل ازقة الذاكرة المعتمة ‪..‬‬
‫واستقر عندك ‪ ..‬لقد عرفت اننً تجاوزت سن نسٌانك ‪ ..‬وان الوفاء لك صار التزاما اخبلقٌا‬
‫تحطى حدود القلب ‪ ..‬وٌزعجنً انك تتواجد فً الموقع الخطؤ فً االتجاه المعاكس ألحبلمً‬
‫وطموحاتً‬
‫‪----------------‬‬
‫ٌزعجنً اٌضا اننا معا كنا ننتمً لتلك البٌبة الجبلٌة القاسٌة التً تترصد الحب بعٌون الرٌبة ‪..‬‬
‫لدرجة انه حتى اصدقاإنا كانوا ٌعلنون الرفض لعبلقتنا‬
‫‪-----------‬‬
‫اعترؾ لك الٌوم ‪ ..‬اننً كنت هشة حتى العظم ‪ ..‬واننً هربت منك بعد ان اعٌانً الخجل‬
‫لمواجهة الجمٌع بحبك‬
‫‪--------------‬‬
‫كنت اصمت حٌن تتكلم عن الزواج ‪ ..‬وكنت تصمت الننً ال اشاركك الحدٌث ‪ ..‬فؤحب‬
‫صمتك وانسى ما كنت تقوله ‪ ..‬وابالػ فً قراءة ذلك الصمت على وقع عزفً الداخلً ‪ ..‬وها‬
‫نحن الٌوم ال ٌجمعنا سوى ذلك الصمت الذي احببت‬
‫‪---------------‬‬
‫عاتبتك جدا ‪ ..‬وخاطبتك اكثر من مرة فً نصوصً المنشورة ولكنك لم تقرأنً ربما ‪ ..‬اٌمكن‬
‫لكل ذلك البركان الذي كان ٌسكن قلبك ان ٌخمد وتلتهمه السنوات ؟‬
‫‪-------------‬‬
‫الزمان هو جرح العرب ‪ ..‬انهم ٌرتاحون الى الماضً‬
‫‪----------‬‬
‫جمع و إعداد محمود أؼٌورلً |‬ ‫‪189‬‬
‫اإلصدار الثانً‬ ‫ُقتطفات من ال ُكتب[‬
‫ٌ‬ ‫]م‬

‫لم تكن تقاوم الموت ‪ ..‬كانت تساكنه باستسبلم ‪ ..‬ولم اكن افهم كل تلك المماطلة من طرفه ‪..‬‬
‫كان بامكانه ان ٌرٌحها مرة اوحدة ‪ ..‬ولكنه ٌستحوذ على اعضابها عضوا عضوا ‪ٌ ..‬جالسها‬
‫ٌبلعبها ‪ٌ ..‬همس لها انه سٌنهً الموضوع قرٌبا ًا ‪ٌ ..‬عطٌها امبل فً الخبلص وٌترك لعواطفها‬
‫متسعا من التوجع‬
‫‪----------‬‬
‫الصداقة دابما اقوى من الحب ‪ ..‬ولهذا شوارع الصداقة متقاطعة ومتعانقة ‪ ..‬اما شوارع الحب‬
‫فحٌثما تتقاطع هناك شارات " ممنوع المرور "‬
‫‪------------‬‬
‫فتحت جرٌدة ذلك الصباح ورحت أقرأ اخبار الموت ‪ ..‬قلبت الصفحة فازدادت ارقام الموت ‪..‬‬
‫الوطن كله مقبرة !‬
‫‪----------‬‬

‫جمع و إعداد محمود أؼٌورلً |‬ ‫‪190‬‬


‫اإلصدار الثانً‬ ‫ُقتطفات من ال ُكتب[‬
‫ٌ‬ ‫]م‬

‫الكتاب التاسع عشر‬


‫عٌناك قدري ‪ -‬ؼادة السمان –‬

‫‪---------------------------‬‬

‫لماذا أهرب من التفكٌر به وكؤنه شًء ٌخٌفنً ؟ انه لم ٌعن شٌبا بالنسبة إلً ‪ ..‬انها مؽامرة‬
‫كاٌة مؽامرة الي شاب ‪..‬جٌمع الشباب ٌستعٌدون ذكرى مؽامراتهم‬

‫‪----------------‬‬

‫لقد انتصرت فً ان تهزمً نفسك ‪ ..‬قضٌتك منذ البداٌة كانت فاشلة ‪ ..‬نصرك فٌها اعظم فشل‬
‫‪ ..‬انت فاشلة كبٌرة اٌتها المراة الرجل‬

‫‪--------------‬‬
‫الشًء فً حٌاتً سوى عملً ‪ ..‬انا سعٌدة ‪ ..‬ال شًء ٌنقصنً ‪ ..‬أملك حرٌتً وقدري كؤي‬
‫رجل فً هذا العالم ‪ ..‬انا حرة سعٌدة‬

‫‪-----------------‬‬

‫جمع و إعداد محمود أؼٌورلً |‬ ‫‪191‬‬


‫اإلصدار الثانً‬ ‫ُقتطفات من ال ُكتب[‬
‫ٌ‬ ‫]م‬

‫ٌا عٌناك ٌا آفاق الرعب ‪ ..‬إلى أٌن أهرب ؟‬

‫‪-----------------‬‬

‫عندما نكون سعداء فعبل ال ٌخطر لنا ان نتساءل ان كنا كذلك ام ال حٌث السعادة تصبح جزءا‬
‫منا ‪ ,‬الفرد الٌتساءل اذا كانت ٌده فً مكانها ام ال ‪ ,‬نحن نتحسس االشٌاء عندما نشك فً‬
‫وجودها‬

‫‪----------------‬‬

‫عٌناك قدري ال استطٌع ان اهرب منهما وانا ارسمهما فً كل مكان وارى االشٌاء من خبللها‬

‫‪-----------------‬‬

‫لقد فشل فً أن ٌخلق خروفا ًا ‪ ..‬فكان عزاإه فً قتل جمٌع الخراؾ‬

‫‪---------------‬‬

‫اٌها االنسان الؽرٌب الذي ٌقودنً الى شاطىء لم اره ودرب لم اطؤها ‪ ..‬تراك ستمنحنً الخلود‬
‫حقا ًا بعدما فشلت فً انتزاعه بنفسً ؟‬

‫‪-----------------‬‬

‫لن تنتصري على الموت ما دمت تخافٌنه‬

‫‪----------------‬‬
‫شًء ما فً سحر الشاطىء ٌسخر منا ‪ٌ ..‬هتؾ بنا ان نصنع الحٌاة قبل ان نفكر فً الخلود ‪..‬‬
‫ٌقول اننا لن نخاؾ الموت اذا عشنا لحظة حقٌقٌة واحدة ‪ ..‬الذٌن لم ٌعٌشوا فعبل هم وحدهم‬
‫الذٌن لم ٌعٌشوا فعبل ‪ ..‬هم وحدهم الذٌن ٌخافون الموت وهم الذٌن ٌفشلون فً ان ٌصنعوا‬
‫الخلود‬

‫‪---------------‬‬
‫جمع و إعداد محمود أؼٌورلً |‬ ‫‪192‬‬
‫اإلصدار الثانً‬ ‫ُقتطفات من ال ُكتب[‬
‫ٌ‬ ‫]م‬

‫اود ان اصرخ ‪ ..‬ان اشكو ‪ ..‬ان اقول شٌبا ‪ ..‬ال احد ٌحس بوجودي ‪ ..‬وكلماتً الملتهبة‬
‫تنطفىء فً حلقً الدامً ‪ ..‬حتى صراخً مبحوح اخرس ‪ ..‬مخٌؾ كحشرجة وحش ذبٌح ‪..‬‬
‫كؤنٌن انسان مشوه محترق ‪ ...‬اشعر اننً سؤنفجر وأتطاٌر فً الجو هباء ورماداًا اذا لم افعل‬
‫شٌبا ًا ‪ ..‬إذا لم اعبر عن عذابً ‪ ..‬اذا ظل البركان مخنوقا فً صدري واللسان حبٌس الضٌاع‬

‫‪-------------‬‬
‫لقد سبمت ضباب االوهام الذي أُؼرق فٌه نفسً ‪ ..‬وسبمت التظاهر بالتصدٌق ‪ ,‬امنح نفسً‬
‫لقاء كلمات حب اعرؾ انها كاذبة ‪ ..‬ولكنً بحاجة الٌها ‪ ..‬بحاجة ان احس ان انسانا حولً‬
‫ٌعطؾ علً ‪ٌ,‬شاركنً فً ضٌاعً فؤنا امرأة متعبة ضابعة تبحث بعٌنٌن خابٌتٌن عن ٌد‬
‫حنون مضت ذات لٌلة‬

‫‪------------‬‬

‫الحب الحقٌقً صحوة من صحوات الوعً ال سكرة‬

‫‪--------------‬‬

‫أرٌد ان اعرؾ هل فً مدٌنتنا انسان واحد حقٌقً لم ٌتحول الى آلة تمارس الحب والصداقة‬
‫بالطرٌقة نفسها التً نصب بها الحدٌد المصهور فً القوالب البلهاء‬

‫‪-------------‬‬

‫انا اتقن صناعة الكبلم والؽزل ‪ ..‬اما انت فسؤمنحك صمتً ‪ ,‬هل تقبلٌن ؟‬

‫‪--------------‬‬

‫النجوم تفور من منابت شعرك فوق الجبٌن االسمر وتنهمر فوق صدرك وهدٌرها ابداًا ٌنادٌنً‬
‫‪ٌ ..‬هتؾ باسمً ذاببا ملهوفا ‪ ..‬وانا اسرع فً مشٌتً اشد كتبً الى معطفً وتظل انت تتمطى‬
‫فً اعماقً وتظل انت تهتؾ باسمً وانا انزلق فوق ظلمة الشارع وألتفت ورابً وكؤننً ارٌد‬
‫ان اتحقق من انك فعبل هناك‬

‫‪-------------‬‬

‫جمع و إعداد محمود أؼٌورلً |‬ ‫‪193‬‬


‫اإلصدار الثانً‬ ‫ُقتطفات من ال ُكتب[‬
‫ٌ‬ ‫]م‬

‫كل شًء ٌظل فً دورته االزلٌة البلهاء كل شًء ٌتحرك بآلٌة وخازة كعقارب الساعة كا‬
‫الشمس الذلٌلة حتى الشمس نفسها ما جرإت قط على الظهور قبل اوانها ‪ ,‬االنسان الة جبانة‬
‫كمبلٌن النمل التً تدب صباحا وتعود مساء بتفاهة مإبدة‬

‫‪--------------‬‬

‫كنت اصرخ بوحشٌة كلما كفننً صمت ؼرفتً لعلً آنس بالصدى ‪ ..‬ولكن الجدران بخٌلة‬
‫حتى بالصدى !‬

‫‪------------‬‬

‫ٌخٌل لً انك ترٌد ان تلتقط بشفتٌك كلماتً المتعثرة فوق عنقً و ذقنً قبل ان تتناثر فً فضاء‬
‫الحٌاة‬

‫‪----------‬‬

‫ٌدي المتخبطة فً فراغ الذعر لن تسؤل الٌد التً تعلق بها ‪ :‬كم عمرها ‪ ..‬لمن كانت من قبل ‪..‬‬
‫حسبً انها ٌد انسان ‪ ..‬فؤنا وحٌدة ‪ ..‬وحٌدة‬
‫‪-------------‬‬

‫اعتذر الٌك عن ضعفً الذي ساقنً الٌه فرط حبً ‪ ..‬ثقً ان ولعً بك كان ٌمنعنً عن‬
‫الرحٌل‬

‫‪-----------‬‬

‫ما احلى الكلمات التً النقولها عندما نحس ان الحرؾ عاجز عن استٌعاب انفعاالتنا‬
‫‪------------‬‬

‫جمع و إعداد محمود أؼٌورلً |‬ ‫‪194‬‬


‫اإلصدار الثانً‬ ‫ُقتطفات من ال ُكتب[‬
‫ٌ‬ ‫]م‬

‫الكتاب العشرون‬

‫االنسان الصرصار ‪ -‬فٌودور دستوٌفسكً –‬

‫‪-------------------------------------‬‬

‫جمع و إعداد محمود أؼٌورلً |‬ ‫‪195‬‬


‫اإلصدار الثانً‬ ‫ُقتطفات من ال ُكتب[‬
‫ٌ‬ ‫]م‬

‫ٌحدث هذا االستمتاع بسبب افراطك فً إدراك انحطاطك‪ ،‬وشعورك بؤنك قد وصلت إلى آخر‬
‫الحدود وأن ذلك رهٌب‪ ،‬إال أنه ال ٌمكن أن ٌكون ؼٌر ذلك‪ ،‬وأنه لٌس فً استطاعتك أن تنجو‬
‫منه‪ ،‬وأنه لٌس فً استطاعتك أٌضا ًا أن تكون إنسانا ًا مختلفاًا‪ ،‬وأنه حتى إذا كان لدٌك شًء من‬
‫اإلٌمان ومتسع من الوقت لتصبح إنسانا ًا آخر‪ ،‬فإنك ال ترٌد ذلك‪ ،‬وحتى إذا رؼبت فً ذلك‪،‬‬
‫فإنك لن تفعل شٌبا ًا منه‪ ،‬ألنه ربما ال ٌوجد فً الواقع ذلك الشكل الذي ترٌد أن تكونه‪ .‬إن أفظع‬
‫ما فً األمر ٌنجلً فً أن ذلك كله متفق مع القوانٌن األساسٌة فً الطبٌعة‪ ،‬والتً تمٌز‬
‫اإلدراك الشدٌد‪ ،‬بما فً ذلك القصور الذاتً (االستمرارٌة الذاتٌة) التً تعتبر نتٌجة مباشرة‬
‫لتلك األول‪ ،‬ولذلك فإنك لست ؼٌر قادر على تؽٌٌر نفسك فحسب‪ ،‬وإنما ال تستطٌع أن تفعل‬
‫شٌبا ًا بالمرة أٌضا ًا‪ .‬ونستنتج من ذلك أن اإلنسان ؼٌر ملوم إذا صار نذالًا من جراء هذا اإلدراك‬
‫الشدٌد‬
‫‪-----------------------‬‬
‫كان من الصعب علً أن أجلس مكتوؾ الٌدٌن‪ ،‬ولهذا فقد حاولت أن أحطم قٌودي‪ ،‬ولكم أن‬
‫تصدقوا هذا‪ .‬ولو نظرتم إلى أنفسكم أٌها السادة لعرفتم ما أعنً‪ ،‬ولتبٌن لكم صدقه‪ .‬لقد خلقت‬
‫لنفسً بعض المؽامرات‪ ،‬واصطنعت حٌاة ما ألننً كنت أرٌد أن أعٌش بؤٌة طرٌقة‪ .‬وكم كنت‬
‫أتضاٌق وأنزعج بدون سبب ٌدعو إلى ذلك‪ ،‬وكنت أصطنع ذلك اصطناعاًا‪ ،‬عالما ًا بؤنه ال وجود‬
‫لذلك الضٌق فً الواقع‪ ،‬وبؤننً أخلقه لنفسً خلقا ًا‪ .‬وكنت طٌلة حٌاتً أجد فً أعماقً دافعا ًا‬
‫ٌدفعنً إلى التظاهر بهذه األكاذٌب وقد بلػ بً ذلك أننً لم أعد أستطٌع أن أتؽلب على هذا‬
‫الدافع فً نفسً‪.‬‬
‫‪------------------‬‬
‫فإذا أراد المرء أن ٌمثل‪ ،‬فإن ذهنه ٌجب أن ٌكون مرتاحا ًا خالٌا ًا من أي شك ولكن كٌؾ ٌمكننً‬
‫أن أرٌح ذهنً؟ وأٌن هً األسباب الربٌسٌة التً ٌجب علً أن أتخذها أساساًا؟ وأٌن هً‬
‫أسسً؟ ومن أٌن أستطٌع أن أحصل على هذه األسس؟ إننً أمرن نفسً على التؤمل‪ ،‬فؤجد أن‬
‫كل سبب ربٌسً أحصل علٌه ٌستتبع سببا ًا ربٌسٌا ًا آخر‪ ،‬وهكذا ‪ ،‬إلى ما ال نهاٌة له‪.‬‬
‫‪----------------‬‬

‫جمع و إعداد محمود أؼٌورلً |‬ ‫‪196‬‬


‫اإلصدار الثانً‬ ‫ُقتطفات من ال ُكتب[‬
‫ٌ‬ ‫]م‬

‫كم سٌكون األمر رابعا ًا إذا انتهى واعترفت بعد ذلك بؤنها كانت مخطبة النها شكت فٌه ‪،‬أو إذا‬
‫سامحته النه اخطؤ بحقها ! وكم سٌكونان سعٌدٌن فجؤة‪ ،‬سعٌدٌن إلى درجة أنهما سٌلوحان‬
‫وكؤنهما التقٌا ألول مرة‪ ،‬كؤنهما قد تزوجا تواًا ‪ ،‬كؤنهما قد أحبا بعضهما فً تلك اللحظة‪ .‬وال‬
‫ٌستطٌع أحد أن ٌعرؾ ما ٌدور بٌن الزوج والزوجة‪ ،‬لو كان أحدهما ٌحب اآلخر‪ .‬ومهما اختلفا‬
‫فلٌس ألي واحد منهما أن ٌدعو أمه لتفصل بٌنهما‪ ،‬ولٌس ألحدهما أن ٌتحدث عن اآلخر‪،‬‬
‫ألنهما ٌجب أن ٌحكما لنفسٌهما‪ ،‬ان الحب سر ؼامض ال ٌفهمه ال‬
‫أحد ‪ ،‬وٌجب أن ٌظل خفٌا ًا عن األعٌن مهما حدث‪ ،‬وإذا تم ذلك فإنه ٌكون أفضل وأشد قدسٌة‪،‬‬
‫وسٌحترم أحدهما اآلخر‪ ،‬بل ان الكثٌر ٌتوقؾ على احترام أحدهما لآلخر ‪ .‬وما أن ٌتحابا‪ ،‬وما‬
‫أن ٌتزوجا على أساس ذلك الحب‪ ،‬فبل سبب هنالك ٌدعو إلى زواله‪ ،‬وإنما باستطاعتهما أن‬
‫ٌحافظا علٌه بالتؤكٌد‪ ،‬ونادراًا ما ٌصعب االحتفاظ بالحب ‪ .‬وإذا كان الزوج طٌبا ًا شرٌفا ًا فلست‬
‫أجد ما ٌدعو إلى زوال الحب ‪ .‬صحٌح أنهما لن ٌحب أحدهما اآلخر كما كانا ٌفعبلن حٌن‬
‫تزوجا‪ ،‬إال أن حبهما سٌكون أفضل بعد ذلك‪ ،‬ألنهما سٌتحدان بالروح بعد أن اتحدا بالجسد ‪.‬‬
‫وسٌشتركان فً تصرٌؾ أمورهما‪ ،‬ولن تكون هنالك أسرار بٌنهما – المهم أن ٌحب االنسان‪،‬‬
‫وأن تكون لدٌه الشجاعة لذلك‬
‫‪---------------‬‬
‫إنك تهبٌن الحب ألي سكٌر لٌسخر منه! الحب؟ ان الحب هو كل شًء‪ ،‬انه جوهرة ؼالٌة‪ ،‬وهو‬
‫أعز كنوز الفتاة – أجل أن الحب لكذلك ! ان الرجل لٌهب روحه من أجل هذا الحب‪ ،‬وٌواجه‬
‫الموت من أجله ! فما هً قٌمة حبك اآلن؟ ان الناس ٌستطٌعون أن ٌشتروك تماماًا‪ٌ ،‬شتروك‬
‫كلك ! ولماذا ٌحاول أحد أن ٌنال حبك إذا كان ٌستطٌع أن ٌحصل على كل شًء دون حاجة إلى‬
‫هذا الحب؟ لٌست هناك أهانة أشد من هذه الفتاة ‪ .‬أال ترٌن ذلك؟‬
‫‪-------------‬‬

‫جمع و إعداد محمود أؼٌورلً |‬ ‫‪197‬‬


‫اإلصدار الثانً‬ ‫ُقتطفات من ال ُكتب[‬
‫ٌ‬ ‫]م‬

‫أتعرفون أٌها السادة ما هً المٌزة األساسٌة فً حقدي؟ إن المشكلة كلها والجانب المإذي فٌها‬
‫كامنان فً أننً‪ ،‬حتى فً أشد لحظات حقدي‪ ،‬أحس فً أعماقً بالخجل من أننً لم أكن ؼٌر‬
‫حقود فً الواقع وحسب‪ ،‬وإنما لم أكن أشكو من شًء قط‪ ،‬كنت أخجل من أننً لم أكن ؼٌر‬
‫ضارب األرض ببل هدؾ‪ٌ ،‬فزع العصافٌر اآلمنة فً طرٌقه‪ ،‬واجداًا فً ذلك متعة أي متعة !‬
‫‪---------------------‬‬
‫ان الذكً الٌمكنه ان ٌكون شٌبا خطٌرا وان االحمق وحده هو الذي ٌمكنه ان ٌكون اي شًء‬
‫‪------------------------‬‬
‫ترى مالذي ٌستطٌع ان ٌتحدث به االنسان السوي وٌحس باعظم متعة اولٌس الحدٌث عن نفسه‬
‫‪-------------------------‬‬
‫ان افظع ما فً الحٌاة ٌتجلى عند االدراك الشدٌد بالقصور الذاتً وبالتالً انت لست قادر على‬
‫تؽٌر نفسك فحسب انما ال تستطٌع ان تفعل شٌبا بالمرة‬
‫‪------------------‬‬
‫ال ٌمكننً ان اسامح احدا الن من ٌصفعنً ٌكون مدفوعا بتاثٌر القوانٌن الطبٌعٌة التً الٌملك‬
‫االنسان ان ٌسامحها وال ٌمكننً ان انسى الن الصفعة اهانة على كل حال‬
‫‪---------------------‬‬
‫ان الطبٌعة ال تتوقؾ لتسالك عن راٌك او ل ُتعنى برؼباتك الخاصة او لتهتم بما اذا كنت تمٌل‬
‫الى قوانٌنها او تركهها وبالتالً علٌك فقط ان تتقبل الطبٌعة كما هً ولذلك علٌك ان تقبل‬
‫نتابجها‬
‫‪-------------------------‬‬
‫كل اعمال االنسان تتالؾ فً الحقٌقة من شًء واحد فقط هو اثباته لنفسه انه فً كل لحظة‬
‫انسان ولٌس مجرد مفتاح بٌانو‬
‫‪---------------------‬‬
‫جمع و إعداد محمود أؼٌورلً |‬ ‫‪198‬‬
‫اإلصدار الثانً‬ ‫ُقتطفات من ال ُكتب[‬
‫ٌ‬ ‫]م‬

‫االدراك اسوء ما ٌتمٌز به االنسا ن‬


‫‪-----------------------‬‬
‫التارٌخ االنسانً الشخصً الحقٌقً ٌعد امرا مستحٌبل وان االنسان مجبول على الكذب حٌن‬
‫ٌتحدث عن نفسه ‪ -‬هاٌنً ‪-‬‬
‫‪---------------------‬‬
‫ماهً االهانة ان لم تكن نوعا من التطهٌر بل انها اشد انواع االدراك اٌبلما وسحقا‬
‫‪---------------‬‬
‫لقد فقدنا صلتنا بالحٌاة إلى درجة أننا ال نملك أحٌانا ًا إال أن نشعر باالشمبزاز من "الحٌاة‬
‫الحقٌقٌة" ‪ ،‬ولهذا فإننا نؽضب حٌن ٌذكرنا الناس بذلك‪ .‬لماذا ‪ ،‬بل إننا ذهبنا بعٌداًا جداًا فً هذا‪،‬‬
‫وصرنا ننظر إلى "الحٌاة الحقٌقٌة " باعتبارها عببا ًا ثقٌبلًا‪ ،‬ونحن جمٌعا ًا متفقون على أن "الحٌاة "‬
‫كما نجدها فً الكتب هً أفضل بكثٌر‪ .‬ولماذا نحدث كل هذه الضجة فً بعض األحٌان؟ لماذا‬
‫نخدع أنفسنا؟ ماذا نرٌد؟ إننا أنفسنا ال نعرؾ ذلك‬
‫‪------------‬‬

‫جمع و إعداد محمود أؼٌورلً |‬ ‫‪199‬‬


‫اإلصدار الثانً‬ ‫ُقتطفات من ال ُكتب[‬
‫ٌ‬ ‫]م‬

‫الكتاب الحادي والعشرون‬


‫الشباب العربً ومشكبلته ‪ -‬عزت حجازي –‬

‫‪-----------------------------------‬‬

‫جمع و إعداد محمود أؼٌورلً |‬ ‫‪200‬‬


‫اإلصدار الثانً‬ ‫ُقتطفات من ال ُكتب[‬
‫ٌ‬ ‫]م‬

‫تكمن »األزمة « فً مرحلة الشباب إذن فً أمرٌن‪:‬‬

‫‪ - 1‬المشكبلت التً ٌواجهها الشاب فً فهم ذاته وقبولها والتعامل مع‬

‫اآلخرٌن والواقع بصورة صحٌة‪.‬‬

‫‪ - 2‬المشكبلت التً تنطوي علٌها تصرفات الشاب ألهله والمربٌن ‪ .‬والمجتمع‬


‫بعامة‬

‫‪--------------------------‬‬
‫أخطر جوانب أزمة المراهقة أو بداٌة الشباب هً ما ٌعرؾ‬

‫باسم أزمة الهوٌة ‪ identity-crisis‬التً تنشؤ من عدم قدرة الشاب على فهم‬
‫ذاته »الجدٌدة « وتقبلها والتعامل معها وهً أزمة ٌتوقؾ على حلها استمرار‬
‫نضوج الشخص بشكل سوي‪.‬‬
‫‪-----------------------------‬‬
‫ولما كانوا ‪-‬الشباب ‪ -‬لم ٌعٌشوا الماضً فلٌس فٌه عندهم ما ٌجعلهم ٌحنون إلٌه أو‬
‫ٌعتزون به‪ .‬و بما أن الحاضر لٌس من صنعهم وال ٌشاركون فً إدارته‬
‫فلٌس فٌه ما ٌدفعهم إلى التمسك به فضبل عن الدفاع عنه‪ .‬أما المستقبل‬
‫فانه بهم ولهم رضوا أو أبوا وهو مفتوح ؼٌر متعٌن ومن ثم فهو مجال‬
‫خصٌب ألحبلمهم وآمالهم وطموحاتهم تصور لهم طاقاتهم البكر ؼٌر‬
‫المجهدة انهم قادرون على أن ٌصنعوا فٌه المستحٌل ‪.‬‬
‫‪----------------------‬‬

‫جمع و إعداد محمود أؼٌورلً |‬ ‫‪201‬‬


‫اإلصدار الثانً‬ ‫ُقتطفات من ال ُكتب[‬
‫ٌ‬ ‫]م‬

‫علٌنا فً ضوء الحدٌث عن جٌل الشباب أن نمٌز‬


‫بٌن ثبلثة مجاالت للتوافق‪ :‬أولها‪ :‬التوافق مع الذات (الهوٌة واإلرضاء‬
‫العضوي والجسمً والجنسً وضبط االنفعاالت والمخاوؾ ) والثانً‪ :‬التوافق‬
‫مع اآلخرٌن فً األسرة والكبار بعامة واألخٌر‪ :‬التوافق مع مقتضٌات واقع‬
‫الراشدٌن (الدراسة والعمل والزواج وؼٌرها)‬
‫‪----------------------‬‬
‫لدى الشباب حاجات نفسٌة ومنها‪:‬‬

‫‪ - 1‬الحاجة لفهم الذات وتقبلها أو حل »أزمة الهوٌة «‪ .‬وهو ٌتطلب فهم‬

‫التؽٌرات التً تطرأ على كٌان الفرد وقبولها والحصول على قبول اآلخرٌن‬
‫لها وإعادة تنظٌم االتجاهات والسلوك نحوها‪.‬‬

‫‪ - 2‬الحاجة إلى تؤكٌد تمً الذات واستقبللها وٌتضمن الحصول على االعتراؾ باالستقبلل عن‬
‫الوالدٌن واآلخرٌن والسلطة‬
‫‪-----------------‬‬
‫ومن الفروق الهامة التً تمٌز شباب الٌوم عن آبابهم الكبار أنهم ‪-‬‬
‫الشباب ‪ٌ-‬نضجون مبكرٌن عنهم بما ٌزٌد على العام وٌتعلمون لمدة أطول‬
‫وٌجمعون من المعارؾ والتجارب حصٌلة أكبر فً كمها وتختلؾ فً نوعها‬
‫عما توافر آلبابهم‪.‬‬
‫‪---------------------‬‬

‫جمع و إعداد محمود أؼٌورلً |‬ ‫‪202‬‬


‫اإلصدار الثانً‬ ‫ُقتطفات من ال ُكتب[‬
‫ٌ‬ ‫]م‬

‫من الناحٌة النفسٌة االجتماعٌة فانه فً‬


‫حٌن تإدي تجارب جٌل الكبار ‪-‬واخفاقاتهم بصفة‬
‫خاصة ‪-‬والتزاماتهم تجاه أمرهم إلى أن ٌتواضعوا‬
‫فً آمالهم وٌتناولوا األمور بشًء من »الواقعٌة «‬
‫فان حٌوٌة الشباب وبراءتهم ونقص تجاربهم فً‬
‫الحٌاة تدفعهم إلى مواقؾ ال تخلو من »الرومانسٌة «‬
‫و »عدم الواقعٌة « والتطرؾ أحٌانا‪.‬‬
‫‪------------------------‬‬
‫تمثل مجموعة الظروؾ االجتماعٌة والحضارٌة التً ٌعٌش فٌها جٌل‬
‫الشباب اآلن صٌؽة مختلفة بشكل واضح ‪-‬إن لم تكن مناقضة ‪-‬لتلك التً‬
‫عاش فٌها الكبار‪ .‬وٌصدق ذلك على العبلقات األسرٌة ونظام التعلٌم‬
‫والمناخ العام وما إلٌها‪.‬‬
‫‪-----------------‬‬
‫ٌسٌطر »مزاج محافظ « على معظم دول المنطقة ٌعوق فً بعض الحاالت‬
‫حركتها وٌعطل تنمٌتها وٌعقد مشكبلت تخلفها‬
‫‪------------------‬‬

‫جمع و إعداد محمود أؼٌورلً |‬ ‫‪203‬‬


‫اإلصدار الثانً‬ ‫ُقتطفات من ال ُكتب[‬
‫ٌ‬ ‫]م‬

‫تمٌزت حركة »تحدٌث « العالم العربً ‪-‬وهً الخلفٌة التارٌخٌة التً‬


‫انبعثت منها الصورة المعاصرة للساحة العربٌة ‪-‬بعدة سمات هامة ٌعنٌنا‬
‫منها هنا أربع‪:‬‬
‫أوالها‪ :‬أنها لم تكن حركة ذاتٌة تماما فهً لم تنبثق وتتطور نتٌجة‬
‫لعوامل داخلٌة بحتة وال حتى داخلٌة فً المحل األول‪ .‬وإنما بدأت فً ظل‬
‫سٌطرة استعمارٌة وتؤثرت فً سٌرها ونتابجها بالنفوذ األجنبً إلى حد‬
‫بعٌد‪.‬‬
‫والثانٌة‪ :‬إنها كانت وما زالت حابرة بٌن التراث العربً ‪-‬اإلسبلمً ‪-‬والثقافة‬
‫األوروبٌة الؽربٌة تحاول أن تجمع بٌنهما دون نجاح ملحوظ وبتكلفة عالٌة ‪.‬‬
‫والثالثة‪ :‬إنها اضطرت وما زالت مضطرة ‪-‬بسبب إٌقاع العصر المتصاعد‬
‫إلى السٌر بسرعة فابقة فلم ٌتح لها ما أتٌح للتجربة األوروبٌة الؽربٌة من‬
‫الوقت والمحاولة والخطؤ وإعادة التنظٌم والتكٌؾ‪.‬‬
‫واألخٌرة‪ :‬إنها تتم ال فً حالة فراغ حضاري ودون تحد وإنما فً‬
‫مواجهة حضارة أجنبٌة مإثرة تمارس من خبلل سٌادتها ضؽوطا معوقة‬
‫هابلة من جهة وتقدم نماذج تؽرى على تبنٌها من جهة أخرى‪.‬‬
‫‪----------------------------‬‬
‫من الممكن أن نوزع المثقفٌن ‪-‬أو بمعنى أدق المفكرٌن ‪-‬العرب بٌن االتجاهات الثبلثة‬
‫نفسها اتجاه سلفً وثان رادٌكالً وثالث وسطً توفٌقً‪.‬‬
‫‪------------------‬‬

‫جمع و إعداد محمود أؼٌورلً |‬ ‫‪204‬‬


‫اإلصدار الثانً‬ ‫ُقتطفات من ال ُكتب[‬
‫ٌ‬ ‫]م‬

‫ٌرجع إخفاق ‪ -‬التٌار الوسطً ‪ -‬فً خلق حركة فكرٌة حقٌقٌة إلى عدة أسباب من‬
‫أهمها‪:‬‬

‫‪ - 1‬انه قام على أساس التوفٌق بٌن تراثٌن ‪-‬اإلسبلمً واألوروبً ‪-‬ال نظن‬

‫أن هناك سبٌبل للتوفٌق بٌنهما فكل منهما نسق متكامل من القٌم واألفكار‬
‫والمعتقدات والنظم ٌتعلق باإلنسان والكون والخلق ٌقوم أولهما على اإلٌمان‬
‫شبه المطلق وٌعتمد اآلخر على العقل الطلٌق‬

‫‪- 2‬إن هذه الصٌؽة التوفٌقٌة المعتدلة وهذا هو األهم تعبر عن واقع‬

‫معٌن بالنسبة للبنٌة االجتماعٌة أو التركٌب االجتماعً للمجتمع العربً‬


‫تمثل األرستقراطٌة الزراعٌة ثم المالٌة بصورة أعم مركز الثقل فٌه‪ .‬ومن ثم‬
‫فان قضٌة الثورة ‪-‬ثقافٌة كانت أو اجتماعٌة ‪-‬ؼٌر مطروحة‪.‬‬

‫‪--------------------------‬‬

‫أن حوالً ‪ % 90‬من كل العلماء الذٌن أنجبتهم اإلنسانٌة على مدى التارٌخ البشري‬
‫هم من المعاصرٌن لنا‬
‫‪-------------------------‬‬

‫جمع و إعداد محمود أؼٌورلً |‬ ‫‪205‬‬


‫اإلصدار الثانً‬ ‫ُقتطفات من ال ُكتب[‬
‫ٌ‬ ‫]م‬

‫إن كثٌرا من الشباب العربً ٌجدون‬


‫أنفسهم فً دوامة عنٌفة لصراع حاد بٌن األفكار واألٌدٌولوجٌات من اإللحاد‬
‫إلى الهوس الدٌنً ونظم ناضجة من العقٌدة ومن صٌػ للدٌموقراطٌة ‪-‬‬
‫الشكلٌة أحٌانا ‪ٌ-‬تمتع فٌها الناس بحرٌات واسعة ‪-‬إلى نظم تقوم على درجة‬
‫من القمع واإلرهاب لم ٌشهد التارٌخ لها مثٌبل‪ .‬وٌعٌشون فً ذعر من‬
‫وسابل التدمٌر الحدٌثة التً ٌمكنها فً لحظة طٌش وجنون ‪-‬لها سوابق‬
‫كثٌرة‪-‬أن تقضً على كل ما حققته البشرٌة فً تارٌخها من منجزات‬
‫وٌتؤلمون للحروب المحلٌة التً تعصؾ بمبلٌٌن النفوس البرٌبة وتعود ببعض‬
‫المجتمعات إلى فقر العصور الوسطى وإظبلمها وٌؤسون للفشل الذي ٌصٌب‬
‫بعض الثورات الحالمة والظلم الذي تعٌش فٌه شعوب بؤكملها ‪.‬‬
‫‪--------------------‬‬
‫الوعً باألزمة »والبحث عن هوٌة « اللذان ولدهما الصراع واإلحباطات ‪.‬‬
‫هذه التؽٌرات العمٌقة وتؤثٌراتها الواسعة تستثٌر فً األجٌال المختلفة‬
‫استجابات ومشاعر متباٌنة‪.‬‬
‫‪------------------------‬‬
‫ال أحد ‪-‬جادا ‪-‬سٌدعو إلى رفض التراث ولكن ثمة إحساسا بحاجة ماسة‬
‫إلى الوقوؾ منه موقفا نقدٌا انتخابٌا ٌطرحه للتحلٌل والمناقشة الحرة من‬
‫جهة وٌختار منه ما ٌدعم الحركة فً طرٌق التقدم وٌطرح كل ما ٌكرس‬
‫التخلؾ من جهة أخرى‪.‬‬

‫جمع و إعداد محمود أؼٌورلً |‬ ‫‪206‬‬


‫اإلصدار الثانً‬ ‫ُقتطفات من ال ُكتب[‬
‫ٌ‬ ‫]م‬

‫بعكس الحال فً الدول المتقدمة ترتبط السٌاسة العامة للدول فً منطقتنا بشخص الحاكم‬
‫وفلسفته السٌاسٌة ومن ثم تختلؾ باختبلؾ الحكام ‪ .‬وحتى فً عهد حاكم واحد‬
‫لٌس من النادر أن تحدث تحوالت جذرٌة على السٌاسة العامة للدولة‪ .‬ومن‬
‫شؤن هذا كله أن ٌخلق حالة من عدم الوضوح وأن ٌهدر كثٌرا من الوقت‬
‫والمال والجهد وأنه تسبب فً إضعاؾ الروح المعنوٌة للشباب‬
‫‪------------------‬‬
‫وحٌن ٌبلحظ الشباب أن مشروعاتهم فً الحٌاة تتعثر وتعاق ٌصل‬
‫شك بعضهم وٌؤسهم إلى حدود متطرفة إلى »حدود الشك فً أن ٌكون‬
‫هناك حلم جدٌر بؤن ٌتمسك اإلنسان به وٌعٌش على أمل تحقٌقه وهذا‬
‫ٌنتهً ببعضهم إلى الضٌاع «‪ .‬بل إن الشك والضٌاع ٌمتدان فً بعض الحاالت‬
‫لٌشمبل »الذات « نفسها‬
‫‪----------------------‬‬
‫ٌحس الشاب من ناحٌة بؤنه وحده ال ٌجد عونا‬
‫من المجتمع فً اختٌار أهدافه وتحدٌد سلوكه‪ .‬وهذا لٌس نتٌجة للحرٌة‬
‫التً ٌوفرها له النظام االجتماعً ولكن بسبب عدم اهتمام المجتمع به‪.‬‬
‫وٌواجه الفرد أزمة لكون أهدافه وقٌمه وتصرفاته التً ٌعتبرها أخبلقٌة‬
‫مشروعة ؼٌر متفقة مع ما سار علٌه المجتمع فً الماضً وتكون األزمة‬
‫أشد حٌن ٌواجه الشاب ضرورة االختٌار من بٌن بدابل عدة‬
‫‪----------------------‬‬

‫جمع و إعداد محمود أؼٌورلً |‬ ‫‪207‬‬


‫اإلصدار الثانً‬ ‫ُقتطفات من ال ُكتب[‬
‫ٌ‬ ‫]م‬

‫وحٌن تتهاوى أحبلم الشباب وطموحاته كؤوراق شجرة أدركها خرٌؾ‬


‫عاصؾ بعد عمر جد قصٌر فلٌس ؼرٌبا أن ٌقؾ بعضهم موقفا معارضا‬
‫لعالم الكبار‪ .‬وقد ٌصل بهم األمر إلى حد التمرد علٌه والثورة ضده وأن‬
‫ٌبحثوا عن التعوٌض والسلوى فً عالمهم الخاص عالم الشباب ‪-‬رفاق السن‬
‫واألزمة‪ٌ-‬حققون فٌه ذواتهم وٌعٌشون فٌه الحٌاة على نحو ٌرضٌهم‪.‬‬
‫‪-------------------‬‬
‫وفً بعض الحاالت توجد فرص لبلختبلط بالجنس اآلخر ولكن الشباب‬
‫ٌتجنبونها وٌتحاشونها بدافع »اإلحساس بالعٌب « الكامن فً أعماق نفوسهم‬
‫أو نتٌجة لخبرات أسرٌة ؼٌر صحٌة تركت اتجاهات مرٌضة نحو الجنس‬
‫اآلخر أو لنقص المهارات االجتماعٌة أو لعٌوب شخصٌة‪ .‬ؼٌر انه من أهم‬
‫ما ٌثٌر تردد الشباب فً إقامة عبلقات مع الجنس اآلخر ‪-‬الجهل الفاضح‬
‫بؤمور الجنس‪.‬‬
‫‪-------------------‬‬
‫وفً حاالت قلٌلة ٌإدي اإلحباط فً أول تجربة عاطفٌة إلى مضاعفات‬
‫فً القٌم والمشاعر والتصرفات نتٌجة لعدم وجود فرص مبلبمة لتجاوز‬
‫التجربة والتؽلب على آثارها‪ .‬وٌفوت على كثٌر من الشباب إن من طبٌعة‬
‫مشاعرهم فً هذه المرحلة عدم االستقرار والتقلب‬
‫‪------------------‬‬

‫جمع و إعداد محمود أؼٌورلً |‬ ‫‪208‬‬


‫اإلصدار الثانً‬ ‫ُقتطفات من ال ُكتب[‬
‫ٌ‬ ‫]م‬

‫وال ٌخلو موقؾ معظم المجتمعات العربٌة من موضوع الجنس ‪-‬القٌم‬


‫المتصلة به وأسالٌب التصرؾ حٌاله ‪-‬من ألؽاز ٌدعو إلى الدهشة وقد ٌدفع‬
‫البعض إلى االستنكار‪ .‬فما زالت كثٌر من معالم حضارتنا العربٌة تدور‬
‫حول الجنس بل وٌتركز بعضها فً الجنس‪ » .‬فالفحولة « وتقاس بالقوة‬
‫الجنسٌة ‪-‬ما زالت من أهم معاٌر الرجولة وما زالت خبرات الرجل الجنسٌة‬
‫قبل الزواج مادة للتباهً بٌن الراشدٌن بؽض النظر عن المستوى االقتصادي‬
‫االجتماعً والتعلٌم وؼٌرهما‪ .‬وما زال جمال المرأة أو أنوثتها باعتبارها‬
‫موضوعا لئلشباع الجنسً للرجل من أهم مقومات رصٌدها فً الحٌاة ‪.‬‬
‫وما زال مدخل المرأة إلى عالم الرجل والى المجتمع بصفة عامة ٌتم عن‬
‫طرٌق أنوثتها فً المحل األول ‪ .‬وما زال عدد من المإسسات االجتماعٌة‬
‫التجارٌة واإلعبلمٌة والتروٌحٌة وؼٌرها المشروعة بل »والمحترمة « تعتمد‬
‫على اإلثارة الجنسٌة للرجل باستعمال جوانب من أنوثة المرأة‪ .‬وتصل اإلثارة‬
‫واستؽبلل أنوثة المرأة إلى حد اإلسفاؾ ‪-‬ور بما اإلفساد ‪-‬فً حاالت ؼٌر‬
‫نادرة‪.‬‬
‫‪-------------------------‬‬
‫"الحب بدون تخصص " وهً حاالت ٌمٌل بها الشباب إلى االرتباط‬
‫بعدد كبٌر من الجنس اآلخر دون التركٌز على شخص معٌن‪ ,‬و ٌحدث ذلك‬
‫بسبب العجز عن االختٌار وتفادي مواجهة مواقؾ الحب الحقٌقٌة أو‬
‫العبلقة الحقٌقٌة بٌن الجنسٌن ‪.‬‬

‫جمع و إعداد محمود أؼٌورلً |‬ ‫‪209‬‬


‫اإلصدار الثانً‬ ‫ُقتطفات من ال ُكتب[‬
‫ٌ‬ ‫]م‬

‫بعض الشباب ٌشعرون برؼبة ملحة ال تقاوم فً أن ٌعرفوا عن الجنس‬


‫من مصادر ٌطمبنون إلٌها وٌطالبون بؤالّ ٌتركوا فرٌسة خطؤ ما ٌصل‬
‫إلٌهم من معلومات من خبرات محدودة أو ما تقدمه لهم مصادر قد تشوه‬
‫حقٌقته‪ .‬وتصل الحٌرة والقلق إلى درجة حرجة حٌن ٌكون الشاب فً شك‬
‫حول ما إذا كان نموه الجنسً طبٌعٌا أو ؼٌر طبٌعً أو كان فً حاجة إلى‬
‫معلومات عن بعض األمراض التناسلٌة‪.‬‬
‫وبعضهم ٌسؤل عن األسس التً ٌمكن أن تقوم علٌها عبلقة »سوٌة «‬
‫بالجنس اآلخر والحدود التً ٌحسن ‪-‬أو ٌلزم ‪-‬أن تقؾ عندها مثل هذه‬
‫العبلقة‪ .‬وقد ٌكون األمر متعلقا بالبحث عن الصٌػ للعبلقة التً ٌمكن أن‬
‫ٌقبلها المجتمع أو ٌكون الشخص فً بحث جاد عن خبرات توفر علٌه‬
‫التورط فً أخطاء ‪«.‬وبعض الشباب ٌسؤل عن »األعراض « الدالة على العاطفة الحقٌقٌة‬
‫والتً ٌتحتم العلم بها إذا كان لعبلقة متبادلة ناضجة أن تنشؤ وتستمر أو‬
‫عن »المعاٌٌر « التً ٌمكن على أساسها أن ٌختار شرٌكه فً الحٌاة ‪ .‬وٌتساءل‬
‫عدد منهم بشًء من المرارة كٌؾ ٌدخل فً عبلقة ‪-‬قد تستمر العمر كله ‪-‬دون‬
‫أن ٌعرؾ شٌبا عن إمكانٌات التصرؾ لدى شرٌكه فٌها‪.‬‬
‫وحٌن ال ٌجد الشباب من مجتمع الراشدٌن ؼٌر الصد فانهم ٌتجهون‬
‫إلى أٌة مصادر ترد على تساإالتهم ‪ :‬الخادم أو »الخادمة « فً البٌت أو‬
‫الرفاق وقد ال تكون رإٌتهم للموضوع ناضجة أو األدب الفاضح بكل‬
‫تركٌزه على جوانب اإلثارة والشذوذ‬

‫جمع و إعداد محمود أؼٌورلً |‬ ‫‪210‬‬


‫اإلصدار الثانً‬ ‫ُقتطفات من ال ُكتب[‬
‫ٌ‬ ‫]م‬

‫وٌزٌد الموقؾ تعقٌد أن مشكبلت النضج االنفعالً هً نفسها عامل من‬


‫عوامل تؤخر االرتقاء النفسً االجتماعً ألنها تسبب للشاب ‪-‬والفتاة بخاصة ‪-‬‬
‫حالة من القلق المرهق الذي ٌإدى إلى مزٌد من المشكبلت وبخاصة بالنظر‬
‫إلى رد الفعل االجتماعً ‪-‬ؼٌر المتبصر أو الذي ال ٌرحم أحٌانا‬
‫وحٌن ٌحدث هذا التعقٌد ٌإدي إلى عدم الثقة بالنفس واالنسحاب‬
‫ونقص الحماس للعمل ور بما ٌإدي إلى نوع من الٌؤس المطلق من جدوى‬
‫العٌش‪.‬‬
‫‪-----------------------------‬‬
‫فالمجتمع الحدٌث ال ٌحرم الشباب من القدوة‬
‫والمثل فقط وإنما هو ٌعطلهم أٌضا عن القٌام بدور ذي معنى فً الحٌاة‬
‫‪------------------‬‬
‫نحن فً موضوع تشكٌل الشخصٌة اإلنسانٌة‬
‫أمام ثبلث وجهات نظر‪ .‬فثمة من ٌرون أن الحضارة‬
‫هً التً تحدد دوافع الشخص وقٌمه واتجاهاته‬
‫وسلوكه ‪-‬أو سمات شخصٌته وأنها بفضل مطاوعة‬
‫اإلنسانً للتشكٌل فً مراحل الطفولة األولى‬
‫الفرد ِ‬
‫تصبػ اإلمكانٌات الخام للفرد بالشكل الذي ٌتفق‬
‫مع مقوماتها األساسٌة وأن العوامل الوراثٌة‪-‬على‬
‫أهمٌتها ‪-‬لٌست ؼٌر حدود دنٌا وعلٌالما ٌمكن أن‬

‫جمع و إعداد محمود أؼٌورلً |‬ ‫‪211‬‬


‫اإلصدار الثانً‬ ‫ُقتطفات من ال ُكتب[‬
‫ٌ‬ ‫]م‬

‫ٌتحقق وأن المإسسات االجتماعٌة المختلفة ‪-‬األسرة‬


‫والمدرسة وجماعة الرفاق وؼٌرها لٌست سوى‬
‫وسابط‪ .‬وهذه هً‪ .‬وجهة نظر علماء اإلنسان ‪-‬‬
‫األنثروبولوجٌٌن‪.‬‬
‫وهناك من ٌذهب إلى أن تشكٌل الشخصٌة‬
‫اإلنسانٌة ٌتم بفضل عبلقات الفرد باآلخرٌن ‪-‬من‬
‫خبلل عدد من المإسسات االجتماعٌة ‪-‬وتفاعله‬
‫معهم وأن »الذات « لٌست سوى انعكاس لتصور‬
‫»اآلخرٌن « للفرد ونتٌجة للحوار الدابم بٌن الفرد‬
‫الواقع وأن مبلمح كل مرحلة فً دورة حٌاة الفرد تتحدد بناء على نوع المإسسات التً ٌرتبط‬
‫بها أو بعبارة أدق نوع عبلقته بها وشكل التفاعل الذي ٌدور بٌنه وبٌنها‪ .‬وهذا رأي‬
‫عدد من علماء االجتماع ‪.‬‬
‫أما وجهة النظر الثالثة فهً تلك التً تطرح المشكلة على أساس أن‬
‫بزوغ الشخصٌة لٌس ؼٌر تحقق لئلمكانٌات الوراثٌة ‪-‬الفطرٌة‪-‬للفرد فً‬
‫خط حتمً تعٌنه المحددات الفسٌولوجٌة بشكل واضح‪ .‬وأنه إذا كانت‬
‫الحضارة والمإسسات االجتماعٌة تلعب دورا فً هذه العملٌة فانه دور‬
‫ثانوي وهو شبه محدد على أٌة حالة بالنظر إلى اتفاق مواقؾ الحٌاة‬
‫اإلنسانٌة‪-‬فً جوهرها إذ لم ٌكن فً شكلها ‪-‬وهذه نظرٌة بعض علماء النفس‬
‫المتطرفٌن‪.‬‬

‫جمع و إعداد محمود أؼٌورلً |‬ ‫‪212‬‬


‫اإلصدار الثانً‬ ‫ُقتطفات من ال ُكتب[‬
‫ٌ‬ ‫]م‬

‫هناك عوامل كثٌرة هامة تحتفظ بمتوسط حجم‬


‫األسرة العربٌة فً الحضر كبٌرا نسبٌا ومن هذه العوامل ‪:‬‬

‫‪ - 1‬أن نسبة ؼٌر ضبٌلة من سكان الحضر ٌؤتون من الرٌؾ وٌحتفظون‬

‫بعدٌد من القٌم وأسالٌب السلوك وطرق الحٌاة الشابعة فً الرٌؾ ومنها‬


‫قٌمة األسرة الكبٌرة‪.‬‬

‫‪ - 2‬تفضٌل الذكر على األنثى ‪-‬بشكل حاد أحٌانا ‪-‬فً الحضارة العربٌة‬

‫وهو ما ٌدفع بعض األسر إلى االستمرار فً التناسل إلى أن ٌولد ذكر ‪-‬حتى‬
‫حٌن ٌكون من مشروعاتها الحد من النسل‪.‬‬

‫‪ - 3‬االنخفاض المطرد فً معدالت وفٌات األطفال الذي ٌإدي إلى أن‬

‫نسبا متزاٌدة نمن ٌولدون من األطفال ٌعٌشون لٌكبروا‪.‬‬


‫‪-------------------------‬‬
‫وترسخ عدد من األسر العربٌة فً نفوس بناتها ‪-‬بالذات ‪-‬تصورا للزواج‬
‫على أنه صفقة تقوم على أساس تقدٌرات الكسب والخسارة المادٌة ال على‬
‫أساس عواطؾ الحب وإمكانٌات الفهم والوفاق‪ .‬وكصفقة ال ٌمنع األمر‬
‫من أن تتم حتى ولو بالخدٌعة والؽش والوعود الكاذبة نما ٌخلق فً نفوس‬
‫بعض الشباب عدم تقدٌر الذات وٌشٌع فً جو الزواج ‪-‬حٌن تكتشؾ ‪-‬عدم‬
‫االحترام من الطرؾ اآلخر‪.‬‬
‫‪-----------------------‬‬

‫جمع و إعداد محمود أؼٌورلً |‬ ‫‪213‬‬


‫اإلصدار الثانً‬ ‫ُقتطفات من ال ُكتب[‬
‫ٌ‬ ‫]م‬

‫ٌتصور الشباب أن آباءهم حتى لو اهتموا بؤن ٌعرفوا مشكبلتهم ال ٌستطٌعون‬


‫أن ٌفهموها وذلك بسبب الهوة التً تفصل بٌن الجٌلٌن‬
‫‪---------------‬‬
‫لقد أصبحت هٌبات التدرٌس فً عدد من الجامعات والمستوٌات المسبولة‬
‫فً مراكز البحوث تضم أعدادا متزاٌدة من حاملً البلفتات العلمٌة أولبك‬
‫الذٌن ٌحصلون على أعلى اإلجازات العلمٌة ال لٌتحول العلم لدٌهم إلى قٌم‬
‫وضمٌر وسلوك وإ نما لٌكون أداة للكسب وطرٌقا ٌوصلهم إلى أخطر مراكز‬
‫المسبولٌة‪ .‬وهكذا تحول العلم ‪-‬كما ٌقول البعض ‪-‬إلى عملة زابفة ؼٌر قابلة‬
‫للصرؾ‬
‫‪----------------------‬‬
‫فمؤساة المجتمع العربً فً هذا المجال‬
‫أنه ٌنتج حرفٌٌن بدون وعً اجتماعً وال شعور قوي بالمسبولٌة ٌعٌشون‬
‫فً مجتمعات تشٌع فٌها األمٌة ال تستفٌد منهم وان كانوا هم ٌستفٌدون‬
‫‪-----------------‬‬
‫ولقد أصبحت القٌم األساسٌة فً الحٌاة ‪ :‬الد ٌمقراطٌة‬
‫والحرٌة والمساواة وما إلٌها مجرد شعارات ترفع ومعلومات تلقن لتحفظ‬
‫ال تتفق فً مضمونها وال فً جوهرها مع الممارسات الٌومٌة سواء فً‬
‫عبلقات الشباب بالمدرسة كمإسسة أو بالمدرسٌن أو رفاق الدراسة‬
‫‪--------------------‬‬

‫جمع و إعداد محمود أؼٌورلً |‬ ‫‪214‬‬


‫اإلصدار الثانً‬ ‫ُقتطفات من ال ُكتب[‬
‫ٌ‬ ‫]م‬

‫إن مناظر الشباب فً بعض الببلد العربٌة ٌنصبون مبلعب الكرة فً‬
‫شوارع األحٌاء السكنٌة ٌقلقون بها المرضى ومن ٌطلبون الراحة وٌعترضون‬
‫بها سٌر المواصبلت أو ٌربكونه أو ٌتسكعون فً الشوارع وعلى نواصٌها‬
‫ٌعاكسون الفتٌات واإلناث بعامة وٌزعجون الجمٌع أو ٌهربون من المدرسة‬
‫إلى حٌث ٌجدون متنفسا لرؼباتهم وحاجاتهم الطبٌعٌة أو ٌتزاحمون أمام‬
‫شبابٌك سٌنما الجنس الرخٌص أو العنؾ المدمر لٌست شواهد على فساد‬
‫الشباب وإ نما هً أدلة على ضٌاعهم فً مجتمع ال ٌوفر لهم الحد األدنى‬
‫من فرص إشباع رؼباتهم أو حتى تلبٌة بعض الملح من حاجاتهم ‪.‬‬
‫‪-----------------------‬‬
‫انتهى نظام التعلٌم فٌها إلى وضع مإسؾ‪» .‬فؤوال طرٌقة التعلٌم‬
‫عندنا قد ٌمة ومستهلكة ال تمتحن فً الطالب إال قدرته على الحفظ أي‬
‫فً مجمله اختبار للذاكرة والذاكرة ما هً إال خاصٌة واحدة من خواص‬
‫العقل الكثٌرة جدا‪ .‬وثانٌا نحن نسٌر على نظم امتحانٌه واختبارٌه إرهابٌة‬
‫تركها العالم الحدٌث كله وأصبحت فٌه مدارس جدٌدة وتطوٌر هابل وتؽٌٌر‬
‫التعلٌم من وسٌلةلملء عقل الطالب بؤكبر كم من المعلومات واألرقام إلى‬
‫نظام ٌعلم اإلنسان وٌنمً فٌه القدرة على الخلق واالبتكار أي القدرة على‬
‫استعمال المعلومات التً لم تعد فً حاجة لحفظها صم فهً موجودة فً‬
‫الكتب وفً أرشٌؾ العقول اإللكترونٌة والمٌكرو أفبلم‪ .‬اإللكترونٌة المتعلم‬
‫كما ٌجب أن ٌكون اإللكترونٌة المتعلم أصبح هو ذلك القادر على ابتكار‬

‫جمع و إعداد محمود أؼٌورلً |‬ ‫‪215‬‬


‫اإلصدار الثانً‬ ‫ُقتطفات من ال ُكتب[‬
‫ٌ‬ ‫]م‬

‫الحلول للمشاكل ‪ .‬ونظم التعلٌم فً معظم أنحاء العالم تؽٌر هدفها من‬
‫تخرٌج آالت حفظ صماء إلى تخرٌج مبتكرٌن ومخترعٌن ‪ ..‬وباختصار أناس‬
‫ٌقومون بؤشٌاء ؼٌر الوظابؾ التً ٌمكن أن ٌقوم بها أي إنسان آلً وأي‬
‫ماكٌنة حاسبة‬
‫‪----------------------‬‬
‫وهنا ٌثور سإال هام من تخدم الجامعة هل هو المجتمع أم هو الطلبة?‬
‫أو المجتمع والطلبة معا? الجامعة نفسها ال تعرؾ اإلجابة وسٌاستها توحً‬
‫بإجابات متناقضة‪ .‬المفروض فً الجامعة أن تتحرر من كل قٌد خارجً إال‬
‫التزامها االجتماعً العام فبل تكون أداة فً ٌد السلطة وال تسٌر وفق‬
‫سٌاسة د ٌماجوجٌة تتملق بعض العناصر الطبلبٌة‬
‫‪------------------‬‬
‫وبالنسبة الستجابة الشباب ألوضاع نظام التعلٌم فً ببلدهم ٌمكن إن‬
‫نمٌز بٌن ثبلث فبات من الطلبة‪:‬‬

‫‪ - 1‬أولبك الذٌن ال تعنٌهم الدراسة كثٌرا فهم مستقرون اقتصادٌا‬


‫واجتماعٌا ٌستمتعون بقدر وافر من فرص الحٌاة الحقٌقٌة وال ٌؤخذون‬
‫الدراسة مؤخذ الجد‪.‬‬

‫‪ - 2‬أولبك الذٌن ال ٌعنٌهم من الجامعة إال الحصول على شهادة تسمح‬


‫لهم بالحصول على عمل ٌتعٌشون منه‪ .‬وهم ال ٌعملون بالسٌاسة ولٌس من‬
‫مشروعاتهم تحدى النظام القابم وإ نما هم ٌحاولون االستفادة منه بقدر‬

‫جمع و إعداد محمود أؼٌورلً |‬ ‫‪216‬‬


‫اإلصدار الثانً‬ ‫ُقتطفات من ال ُكتب[‬
‫ٌ‬ ‫]م‬

‫اإلمكان وهم ٌنظرون إلى التمرد من الكبار على أنه ٌهدد مستقبلهم بدون‬
‫مبرر‪.‬‬

‫‪ - 3‬أولبك الذٌن ٌحسون بطموحات وتطلعات لجٌلهم وببلدهم والعالم‬

‫وٌرون الجامعة والنظام القابم عقبة فً طرٌق تحقٌقها وهإالء هم النشطون‬


‫سٌاسٌا المٌالون إلى التمرد‪.‬‬
‫‪-----------------------------‬‬
‫فاآلباء عادة ال ٌعترفون بقٌمة جهد ٌبذل فً‬
‫ؼٌر التحصٌل المدرسً وال ٌهتمون بؽٌر التفوق فً الدراسة ومن ثم‬
‫فؽالبا ما ٌكون موقفهم من انشؽال الشاب بهواٌاته وتكرٌسه لها الرفض‬
‫الذي ال ٌقؾ عند حدود وجهة النظر وإ نما ٌتعداها إلى حرمان الشاب من‬
‫الوقت والمال والجهد التً تلزم إلخصاب الهواٌة وتحقٌق شًء منها‬
‫‪--------------------------‬‬
‫أن الزمن ال ٌرحم والتؽٌرات التً طرأت على المجتمع جعلت من الجٌل الماضً أشباحا‬
‫هزٌلة‬
‫‪---------------------‬‬
‫نحن »أؼلبٌة رافضة صامتة ‪«.‬‬
‫‪---------------------‬‬

‫جمع و إعداد محمود أؼٌورلً |‬ ‫‪217‬‬


‫اإلصدار الثانً‬ ‫ُقتطفات من ال ُكتب[‬
‫ٌ‬ ‫]م‬

‫وفً بٌبة العمل ‪-‬حٌث ٌوجد موظفون مخضرمون ‪ٌ-‬دفع الشاب إلى‬
‫التخلص نما بقً لدٌه من نقاء وجدٌة وٌكتسب شٌبا فشٌبا قٌما واتجاهات‬
‫ومواقؾ »واقعٌة « أو »عملٌة « من العمل ‪ .‬والحٌاة بعامة تتلخص فً أن‬
‫الهدؾ لٌس الخدمة العامة وإنما الكسب الشخصً وأن الوسٌلة ال ٌمكن ‪-‬‬
‫بل وال ٌصح ‪-‬أن تكون العمل وإنما أقل قدر منه إال إذا أمكن التخلص من‬
‫مسبولٌاته بالكامل وأن تؤمٌن وضع العامل ومستقبله ٌمكن أن ٌتحقق من‬
‫خبلل عبلقات نفع شخصً مع آخرٌن مإثرٌن‪.‬‬
‫‪--------------------‬‬
‫العمل فً صورته المثلى هو ذلك الذي ٌساعد اإلنسان فً تحقٌق ذاته‬
‫أي ٌساعده فً تنمٌة إمكانٌاته وهو ذلك الذي ٌقوم على استخدام ناضج‬
‫لمهارات اإلنسان وخبراته وٌهدؾ إلى تحقٌق اإلشباع النفسً والمادي ‪.‬‬
‫ولكن الذي ٌحدث فً العالم العربً فً الحاالت الؽالبة هو أن العمل ٌهدد‬
‫الطاقات الجسمٌة بدال من أن ٌستخدمها وٌعطل الذهن بدال من أن ٌنمٌه‬
‫وٌإدي إلى أشٌاء ؼٌر اإلشباع النفسً‪ .‬ومن ثم ٌمكن القول أن العامل‬
‫»ٌفقد ذاته ‪.‬‬
‫‪----------------------‬‬

‫جمع و إعداد محمود أؼٌورلً |‬ ‫‪218‬‬


‫اإلصدار الثانً‬ ‫ُقتطفات من ال ُكتب[‬
‫ٌ‬ ‫]م‬

‫»توقفت عن الكتابة بعد مدة من بدبها على أثر أزمة حادة نشؤت بٌنً وبٌن نفسً من جدوى‬
‫الكلمة فً‬
‫مجتمع لم ٌعد ٌصؽً إال لهدٌر اإلذاعة ومبالؽات الصحؾ ثم عدت اكتب (أعمل بفلسفة) قلها‬
‫وامض‪" ...‬كاتب شاب "‬
‫‪--------------------‬‬
‫ونتٌجة لنقص التربٌة السٌاسٌة أو عدم كفاءتها ال ٌجد‬
‫الشاب دافعا قوٌا للحماس للعمل االجتماعً وٌتحول العمل بالنسبة لبعض‬
‫الشباب إلى نشاط مرهق خال من القدرة على اإلرضاء النفسً ٌضطرون‬
‫إلى نمارسته من أجل العٌش وٌفقدون فٌه إنسانٌتهم التً ال تتحقق أوضح‬
‫ما تتحقق إال من خبلل العمل وٌهدر المجتمع طاقاتهم ور بما كانت افضل‬
‫جانب من ذخٌرته البشرٌة‬
‫‪------------------‬‬
‫تضٌع على الفتاة فرص تنمٌة قدراتها الحقٌقٌة وتفجر إمكانٌاتها‬
‫بل إن ذكاء بعضهن ٌتوقؾ عن النمو بالنظر إلى فقر تجاربهن وضعؾ‬
‫حماسهن واعتقادهن بؤن األنثى تعٌش بجسدها وأن المهم أن تعرؾ كٌؾ‬
‫تستعمله لئلثارة أي تستعمله استعماال ؼٌر إنسانً حتى فً حالة زواجها‬
‫‪--------------------‬‬

‫جمع و إعداد محمود أؼٌورلً |‬ ‫‪219‬‬


‫اإلصدار الثانً‬ ‫ُقتطفات من ال ُكتب[‬
‫ٌ‬ ‫]م‬

‫حٌن سبل األطفال عما إذا كانوا ٌرٌدون االنتماء إلى الجنس اآلخر رفض ‪ % 95‬من الذكور‬
‫ذلك فً حٌن قبلته ‪ % 70‬من اإلناث‬

‫‪-----------------------‬‬
‫فالمجتمع ٌنظر إلى األنثى كشكل أما محتوى هذا الشكل وما بداخله‬
‫فبل أهمٌة كبٌرة له‪ .‬ومن ثم ٌركز االهتمام على مبلمح جسم المرأة ومبلبسها‬
‫(دون أٌة إبعاد أخرى منها) على اعتبار أنها ذات صلة بالدور الذي ٌفضله‬
‫وٌحرص علٌه الرجل‪ :‬دور موضوع متعته الجنسٌة فً المحل األول‪ .‬ومازال‬
‫الدور المفضل للمرأة وفً نظر الرجل ‪-‬دور »سندرٌبل « فً انتظار » فتى‬
‫أحبلمها األمٌر «‪ .‬وحكاٌات ما قبل النوم تخلو من المرأة العاملة اإلٌجابٌة‬
‫فان وجدت شخصٌة نسابٌة قوٌة فً حكاٌة ما فهً ساحرة تعتمد ال على‬
‫قوتها الذاتٌة وإ نما على خوارق ؼٌر طبٌعٌة‪.‬‬

‫وٌتمثل ما ٌحتاجه الشاب فً مجال اإلٌمان العقٌدي فً‪:‬‬

‫‪ - 1‬معنى للحٌاة ٌدفعه إلى ‪-‬أو ٌحفزه على ‪-‬أن ٌتخذ موقفا إٌجابٌا منها‬

‫فٌقبل علٌها وٌستمتع بها وٌعمل من أجلها ‪.‬‬

‫‪ - 2‬مجموعة من القٌم والمعاٌٌر تنظم عبلقاته بنفسه واآلخرٌن وبالواقع‪.‬‬

‫‪ - 3‬تفسٌر مقبول لعبلقة اإلنسان بالكون ومسبولٌاته وحقوقه فٌه‪.‬‬


‫‪------------------------‬‬

‫جمع و إعداد محمود أؼٌورلً |‬ ‫‪220‬‬


‫اإلصدار الثانً‬ ‫ُقتطفات من ال ُكتب[‬
‫ٌ‬ ‫]م‬

‫فالمشكلة تكمن فً أن المجتمع ٌخفق‬


‫فً مواجهة شكوك الشباب وأسبلتهم واستفساراتهم بصدق وصراحة‪ .‬وبدال‬
‫من أن ٌقدم شٌبا عقبلنٌا مرنا ٌخلص الشباب من األزمة أو ٌهون من وقعها‬
‫علٌهم ٌحاول تفادٌها وٌحظر طرحها للتحلٌل والمناقشة وٌفرض نوعا من‬
‫الصمت على الموضوع كله‬
‫‪-------------------------‬‬
‫واضح أن جٌل الشباب العربً المعاصر جٌل‬
‫ؼاضب ؼضبا شامبل ‪ .‬ؼاضب من األجٌال التً‬
‫سبقته والمجتمع الذي ٌنتمً إلٌه‪ٌ .‬جمع أفراده‬
‫تخاصم عنٌؾ مع الواقع الذي ٌعٌشون فٌه وحتى‬
‫مع أنفسهم وٌسرى الؽضب فً اتجاهاتهم‬
‫وأحادٌثهم وتصرفاتهم »كنؽمة دالة « وأن اختلفت‬
‫بمستواها من فبة إلى فبة ومن موقؾ إلى آخر‪.‬‬
‫وؼضبهم ؼضب »موضوعً « فً بعض جوانبه‬
‫على األقل‪ .‬فهم ٌرون أن األشٌاء تهتز أمامهم وأنه ال شًء ٌسٌر كما ٌنبؽً‬
‫أن ٌسٌر علٌه‪ .‬وٌعتقدون أن الحٌاة قد تصدعت إلى حد ما‪ .‬هم ٌعٌشون‬
‫فً عصر تمزق تسقط فٌه األحبلم صرٌعة واحدا بعد اآلخر وٌنبت الشك‬
‫والٌؤس محل الثقة واألمل‪ .‬و نما ٌزٌد من قسوة وطؤة الوضع علٌهم‬
‫انهم »ولدوا مقطوعً الصلة مع الجٌل الذي سبقهم « على حد تعبٌر‬

‫جمع و إعداد محمود أؼٌورلً |‬ ‫‪221‬‬


‫اإلصدار الثانً‬ ‫ُقتطفات من ال ُكتب[‬
‫ٌ‬ ‫]م‬

‫أحدهم‪ .‬وٌعتقد كثٌرون منهم انهم خدعوا وٌذهب البعض إلى أن كل ما‬
‫حولهم باطل وزٌؾ‪ .‬وهم ٌرفضون هذا القصور فً الحٌاة وٌحرصون على‬
‫أن ٌوصلوا رفضهم له لآلخرٌن‬
‫‪-------------------------------------‬‬
‫ما الفرق بٌن أن تبٌع المرأة جسدها تحت‬
‫ظروؾ قهرٌة عادة وأن ٌبٌع الرجل ‪-‬أو ٌتجر ‪-‬بكرامته تحت ظروؾ اقل‬
‫قهرا والضرر فً الحالة األولى ٌنحصر فً نطاق شخصً بدرجة أساسٌة‬
‫ولكنه فً الحالة الثانٌة مادي ومعنوي وٌنطوي على أضرار كبٌرة ‪-‬أحٌانا‬
‫باآلخرٌن ور بما بالمجتمع كله‬
‫‪------------------------------‬‬
‫فقطاع كبٌر من جٌل الشباب ٌتعجل النجاح فً الحٌاة فٌهدر كثٌرا من‬
‫الفرص التً تتاح لهم للنضج ‪ .‬وهإالء ٌرٌدون أن ٌحققوا طموحاتهم فً‬
‫الحٌاة بدون تحمل ضرٌبة ذلك من الكفاح والمعاناة ‪.‬‬
‫‪------------------------‬‬
‫انهم ‪-‬الشباب ‪ٌ -‬جدون أنفسهم فً وسط تشٌع فٌه النفعٌة والوصولٌة‬
‫ولكنهم ٌتورطون فٌما ٌتمردون علٌه وٌسلكون الطرٌق نفسه الذي ٌعٌبون‬
‫على اآلخرٌن السٌر فٌه ‪-‬ؼٌر مستعدٌن لبلستفادة من تجارب الفشل ؼٌر‬
‫مقتنعٌن بؤن األمر ٌتطلب جهدا ومجاهدة مجاهدة النفس ومجاهدة الواقع‪.‬‬
‫‪----------------------‬‬

‫جمع و إعداد محمود أؼٌورلً |‬ ‫‪222‬‬


‫اإلصدار الثانً‬ ‫ُقتطفات من ال ُكتب[‬
‫ٌ‬ ‫]م‬

‫من القٌم التقلٌدٌة التً مازالت تسٌطر على وجدان واحكام وتصرافات المجتمع العربً ‪-:‬‬

‫‪ - 1‬إن المرأة خلقت إلمتاع الرجل ولتخفؾ قسوة الحٌاة عنه ومن ثم‬

‫ٌجب أن ٌتجه أعدادها وفرص الحٌاة التً تتاح لها لتحقٌق ذلك‪.‬‬

‫‪ - 2‬إن المرأة ٌنبؽً أال تسبق شرٌك حٌاتها فً التعلٌم أو الثقافة أو‬
‫المركز وان مكانها الطبٌعً هو البٌت ووظابفها تنحصر فً الزوجٌة‬
‫واألمومة‪.‬‬

‫‪ - 3‬األخذ بازدواج فً القٌم المتعلقة بالجنس ٌنكر على المرأة حق المبادلة‬

‫فً الجنس بٌنما ٌتطلبه من الرجل وٌستنكر »فكرة « حقها فً التجربة‬


‫الجنسٌة قبل الزواج فضبل عن خارج عبلقة الزواج فً حٌن ٌستسٌؽها بل‬
‫وٌستحبها فً الرجل‪.‬‬

‫‪ - 4‬النظر إلى المرأة على أنها »شرٌرة بطبٌعتها « أو على‬

‫األقل »هوابٌة »« ناقصة العقل »« ال تستطٌع أن تحمً نفسها من الرجل ‪«.‬‬


‫ومن ثم ٌصبح للرجل ‪-‬الزوج‪-‬أن ٌتسلط علٌها وأن ٌقوم اعوجاجها حتى‬
‫بالعقوبات البدنٌة‪.‬‬
‫‪---------------------------‬‬
‫وتدلنا تجارب تارٌخٌة عدٌدة على أنه بقدر حٌوٌة جٌل الشباب وحركته‬
‫فً مجتمع ما ٌكون قدرة المجتمع على تجاوز الحدود التً بلؽها واالنطبلق‬
‫نحو آفاق جدٌدة‬
‫‪------------------------------------‬‬

‫جمع و إعداد محمود أؼٌورلً |‬ ‫‪223‬‬


‫اإلصدار الثانً‬ ‫ُقتطفات من ال ُكتب[‬
‫ٌ‬ ‫]م‬

‫الكتاب الثانً والعشرون‬


‫االقتصاد الصٌــنً ‪ -‬فرانسواز لوموان –‬

‫‪------------------------‬‬

‫فً بداٌة العام ‪ ،1958‬طرحت الصٌن أفكار القفزة الكبرى إلى األمام والتً كانت ‪ :‬تحرٌر‬
‫طاقة الجماهٌر‪ ،‬تحرٌر العقول‪ ،‬القضاء على البٌروقراطٌة‪ ،‬االستؽناء عن النماذج‪.‬‬
‫‪------------‬‬

‫أدت كارثة السنوات السوداء ( ‪ ) 1961 - 1959‬إلى ظهور سٌاسة جدٌـدة‪ ،‬حصٌفـة ومعتدلة‪.‬‬
‫أصبح األمر من اآلن فصاعداًا ٌتعلـق بإعادة بناء الزراعة‪ :‬العـودة إلى تبجٌـل البواعث المادٌة‪،‬‬
‫والتربٌة العلمٌة والتقانٌة‪ ،‬والمعاٌٌر النوعٌة اكثرمن الكمٌة فً تقدٌر مختلؾ أنواع اإلنتاج‪،‬‬
‫والعودة إلى نظام التخطٌط‪ .‬واستعاد اإلنتاج الزراعً فً عام ‪ 1965‬مستواه فً عام ‪،1960‬‬
‫وفً عام ‪ 1966‬سددت الصٌن كامل دٌونها إلى االتحاد السوفٌتً‪.‬‬

‫‪----------‬‬
‫ٌعد ما حققته الصٌن فً مستوى الصحة خبلل ثبلثٌن عاما ًا من إنجازات أمراًا مذهبلًا‪ :‬ما بٌن‬
‫‪ ،1980- 1950‬ارتفع متوسط العمر من ‪ 40‬عاما ًا حتى ‪66‬عاماًا‪ ،‬وانخفض معدل نسبة وفٌات‬
‫األطفال من ‪ 170‬باأللؾ حتى ‪ 40‬باأللؾ‪.‬‬

‫‪----------‬‬
‫جمع و إعداد محمود أؼٌورلً |‬ ‫‪224‬‬
‫اإلصدار الثانً‬ ‫ُقتطفات من ال ُكتب[‬
‫ٌ‬ ‫]م‬

‫مراحل تطور االقتصاد الصٌنً الى اقتصاد السوق ‪-:‬‬

‫‪ – 1‬مرحلة انطبلق اإلصبلحات ( ‪) 1984 - 1978‬‬

‫فً كانون األول ‪ ،1978‬أعطت اللجنة المركزٌة للحزب الشٌوعً الصٌنـً الضـوء األخضر‬
‫إلزالة التشٌٌـع الزراعً‪ .‬فانتشرتفكٌك البنى الجمعٌة والعودة إلى نظام االستؽبلل العابلً‬
‫لؤلراضً انتشار النارفً الهشٌم ‪ .‬وفً مستوى الصناعة‪،‬‬

‫‪ – 2‬نظام اقتصادي ثنابً ( ‪) 1989 - 1984‬‬

‫قادت اآلثاراالٌجابٌـة لهذه اإلصبلحات السلطـات الصٌنٌـة إلى التوسع فٌهـا‪ .‬ففً شهرتشرٌن‬
‫األول‪/‬أكتوبر‪ ،1984‬أطرت اللجنة المركزٌة للحزب على نظام مختلط ٌتعاٌش فٌه السوق‬
‫والخطـة‪ٌ .‬بدأ بتحرٌراألسعار‪ ،‬وال مركزٌة التجارة الخارجٌة‪ ،‬وتوسٌع درجة استقبلل‬
‫المنشآت ‪ .‬وكان الهدؾ من ذلك هو تخطٌط ٌتسم باللٌونة وداللً‪ٌ ،‬ضمن التوازنات اإلجمالٌة‬
‫وٌستخدم وسابل تنظٌم االقتصاد الجمعً • (قروض‪ ،‬ضرابب)‪ .‬وفً عام ‪،1978‬‬
‫ذكرالمإتمرالثالث عشر للحزب مفهوما ًا جدٌداًا هو"مرحلة انطبلق االشتراكٌة "‪ ،‬لتبرٌرما اتخذ‬
‫هٌبة العودة إلى الرأسمالٌة‪.‬‬

‫‪ – 3‬تجمٌد اإلصبلحات ( ‪) 1991 - 1989‬‬

‫فً خرٌـؾ عام ‪ ،1988‬لمقارعـة التضخم جمدت الحكومة الصٌنٌـة اإلصبلحـات‪ ،‬وفرضت‬
‫الرقابة من جدٌد على األسعار ‪ .‬وبعد أزمة شهر حزٌران‪ٌ/‬ونٌو ‪ ،1989‬صاحب هذه‬
‫اإلجراءات خطاب أٌدٌولوجً وصرامة سٌاسٌة‪ .‬جعلت التؽٌرات االقتصادٌـة الجارٌة منذ العام‬
‫‪ 1978‬موضوع اختصام‪.‬‬

‫‪ -‬نحو "اقتصاد السوق االجتماعً "‬

‫فً شهركانون الثانً‪ٌ/‬ناٌر‪ ،1992‬أثناء زٌارة دٌنػ تسٌاو ‪ -‬بنػ للصٌن الجنوبٌة‪ ،‬أرسل إشارة‬
‫البدء باستبناؾ اإلصبلحات ‪ .‬وفً خرٌؾ العام نفسه‪ ،‬حدد مإتمرالحزب الشٌوعً الرابـع‬
‫عشرهدفا ًا جدٌداًا هو "اقتصاد السوق االجتماعً "‪.‬‬

‫جمع و إعداد محمود أؼٌورلً |‬ ‫‪225‬‬


‫اإلصدار الثانً‬ ‫ُقتطفات من ال ُكتب[‬
‫ٌ‬ ‫]م‬

‫وتسارع تحرٌراألسعار‪ ،‬وتؽلبت األسعار الحرة (فً نهاٌة عام ‪ ،1992‬طالت ‪ %80‬من‬
‫تجارة الجملة والمفرق )‪ .‬وفً شهرتشرٌن الثانً‪/‬نوفمبـر ‪ ،1993‬استؤنفـت لجنة الحـزب‬
‫المركزٌة إصبلح منشآت القطاع العام‪ ،‬نص على تنوع فً أشكال ملكٌتها مع التؤكٌد دوما ًا على‬
‫دور القطاع العام الربٌس‪ .‬وفً عام ‪ ،1994‬هدفت اإلصبلحات المإسساتٌة إلى إنشاء نظام‬
‫مصرفً حقٌقً‪ ،‬ونظام ضرٌبً‪ ،‬ونظام صرؾ العملة ‪.‬‬

‫أخٌراًا‪ ،‬فً شهر كانـون األول ‪/‬دٌسمبر ‪ ،2001‬أدى دخول الصٌـن إلى منظمة التجارة العالمٌة‬
‫إلى انفتاحها انفتاحا ًا أوسع على السوق العالمٌة‪ ،‬وشكل هذا االنفتاح وسٌلة بٌد القادة الصٌنٌٌن‬
‫للحفاظ على دٌنامٌكٌة اإلصبلحـات ‪ .‬وفً الوقت نفسه الذي ظهرت فٌه الكلؾ االجتماعٌة لهذه‬
‫التؽٌٌرات‪ ،‬أوجد تحدٌث المنشآت العامة وجهاز الدولـة بعض "الخاسرٌن "‪ .‬وظهر أن تنفٌذ‬
‫إجراءات تحرٌر األسعار والبلمركزٌة فً هذه المرحلة أصعب مما كان علٌه الحال فً‬
‫المراحل السابقة‪.‬‬
‫‪----------‬‬
‫مراحل مرحلة التحرٌر ‪-:‬‬

‫‪ - 1‬إصبلح منشآت القطاع العام الصعب‬

‫فً عام ‪ ،1980‬أصبحت منشآت القطاع العـام تتمتع بحق االحتفاظ بقسم من أرباحها بهدؾ‬
‫تموٌل استثماراتها الجارٌـة ومكافآت موظفٌها‪ .‬وفً عام ‪ ،1984 - 1983‬استعٌض عن تحوٌل‬
‫أموال المنشآت إلى المٌزانٌة العامة بضرٌبة تصاعدٌة على ما تحققه من أرباح‪ .‬مقابل ذلك‪،‬‬
‫توجب على هذه المنشـآت من اآلن فصاعـداًا تموٌـل استثماراتهـا بقروض مصرفٌة‪ ،‬مسددة مع‬
‫الفابدة‪ ،‬ولٌس عن طرٌق منح مجانٌة من مٌزانٌة الدولة‪.‬‬
‫ولضمان استقبلل هذه المنشآت وضمان حقوق الدولـة المالكـة لها بآن معـاًا‪ ،‬تحولت المكاتب‬
‫اإلدارٌة للمقاطعات والمحلٌة منها إلى شركات إدارة أصول الدولة‪ .‬وأفلحت هذه الشركات‪،‬‬
‫إبان التسعٌنٌـات‪ ،‬فً تنفٌذ سٌاسة الدولة الرامٌة إلى خفض أعداد هذه المنشآت‪ ،‬لكن ساد لبس‬
‫بٌن الممارسات اإلدارٌة واألهداؾ االقتصادٌة‪.‬‬

‫جمع و إعداد محمود أؼٌورلً |‬ ‫‪226‬‬


‫اإلصدار الثانً‬ ‫ُقتطفات من ال ُكتب[‬
‫ٌ‬ ‫]م‬

‫إبان التسعٌنٌات‪ ،‬لم تقاوم منشآت القطاع العـام الصناعٌـة اشتداد المنافسة فً السوق‪ .‬ورؼم‬
‫أنها أفضل تجهٌزاًا ولدٌها ٌد عاملة أفضل كفـاءة‪ ،‬فإن إنتاجهـا أضعؾ من إنتـاج المنشآت‬
‫األخرى‪ ،‬وتدهورت نتابجها المالٌة‪ .‬ففً عام ‪ ،1998‬كان ما ٌقرب من نصؾ عدد هذه‬
‫المنشآت خاسـراًا‪ ،‬ولم تتمكن من الحفاظ على بقابهـا إال بفضـل قروض مصرفٌة‪ ،‬وإعانات من‬
‫المٌزانٌة العامة‪ ،‬وتؤخرفً تسدٌد الضرابب‬
‫‪ – 2‬نحوالخصخصة‬

‫فً إطارهذا السٌاق تؤكدت باطراد إرادة الدولة فً التحررمن التزام الحفاظ على منشآت‬
‫القطاع العام بدون ذكر اصطبلح الخصخصة رسمٌـا ًا‪ .‬فمنذ عام ‪ ،1993‬قرر الحزب أن من‬
‫الواجب على الصٌن أن تحظى ب "نظام منشآت عصري "‪ ،‬وأن تحول منشآت القطاع العام‬
‫إلى شركـات ‪ .‬وحدد القانون الخاص بالشركات‪ ،‬الذي دخل حٌزالتطبٌـق فً شهركانون‬
‫الثانً‪ٌ/‬ناٌر‪ ،1994‬وضع النظام الداخلً للشركات ذات المسإولٌـة المحدودة والشركـات‬
‫المؽفلـة‪ .‬وأدى تؽٌٌر النظام الداخلً إلى إمكان جعل رأس مال الشركات مفتوحا ًا‪.‬‬

‫وفً عام ‪ ،1997‬أعلن مإتمر الحزب الخامس عشر أن على الدولة التحررمن االلتزام‬
‫برأسمال قطاع الدولة‪ ،‬وأال تحتفظ بوضع مسٌطر إال فً عدد محدود من القطاعات‬
‫اإلستراتٌجٌة‬

‫وفً عام ‪ ،1998‬ألؽٌت الوزارات القطاعٌـة‪ .‬وفً عام ‪ ،2004‬شكلت "هٌبة مراقبة وإدارة‬
‫أصول الدولة "‪ ،‬مهمتها ممارسة حقوق الدولة المالكـة على أكبرمنشآت القطاع العام‪ .‬وقررت‬
‫عدة توجهات إستراتٌجٌة بصدد الدمج والتملك واالستثمارفً الخارج‪ .‬وعٌنـت المدٌرٌـن‪،‬‬
‫ونظمت الرقابـة ومتابعة نتابج نحو ‪ 200‬شركة كبٌرة‪ .‬وعهد إلى السلطـات المحلٌة تحدٌد‬
‫مصٌر الشركات األخرى‪.‬‬
‫‪ -‬صعود القطاع الخاص‬
‫استؽرق االعتراؾ بالقطاع الخاص مكونا ًا اقتصادٌا ًا مستقبلًا زمنـا ًا طوٌـبلًا‪ .‬فقد اعترؾ‬
‫دستورعام ‪ 1982‬بالمنشآت الخاصة الفردٌة (أقل من ثمانٌة عمال ) منشـآت مكملـة للقطاع‬
‫الخاص‪ .‬وتوجب االنتظارحتى المراجعـة الدستورٌـة لعام ‪ 1999‬لكً تعترؾ بالمنشـآت‬

‫جمع و إعداد محمود أؼٌورلً |‬ ‫‪227‬‬


‫اإلصدار الثانً‬ ‫ُقتطفات من ال ُكتب[‬
‫ٌ‬ ‫]م‬

‫الخاصة مكونا ًا مهما ًا من االقتصـاد؛ والمراجعة الدستورٌة لعام ‪ 2004‬لكً تضمن حصانة‬
‫الملكٌة الخاصة‬
‫ثم بدأت المنشآت الخاصة تظهربشكل ؼٌر قانونً‪ .‬وتوجب االنتظار حتى شهرتموز‪ٌ/‬ولٌو‬
‫‪ ،1988‬لوضع النظام الداخلً القانونً الخاص بهـا‪ ،‬وإلؽاء الحد من عدد العاملٌن فٌها‪،‬‬
‫واالنتقال بالوراثة‪ٌ .‬مٌزالتصنٌؾ الصٌنً دابما ًا بٌن المنشآت الفردٌة بؤقل من ثمانٌة عمال‪،‬‬
‫والمنشآت الخاصة التً تستخدم ما ٌزٌد عن ثمانٌة عمال‪ ،‬والكتلة الكبٌرة منها تتكون من‬
‫المنشآت الفردٌة والعابلٌة التً تإمن ما ٌزٌد عن نصؾ وظابؾ القطاع الخاص خارج قطاع‬
‫الزراعة‪.‬‬
‫‪----------‬‬
‫فً عام ‪ ،1983‬استبدل االحتكار المصرفً بنظام مصرفً على مستوٌٌن‪ :‬المصـرؾ‬
‫المركزي (مصرؾ الصٌن الشعبً ) المسإول عن وظابؾ االقتصادٌات الجمعٌة (نسب فابدة‪،‬‬
‫قرض سٌاسً )‪ ،‬ومصـارؾ من الدرجة الثانٌـة وهً المصرؾ الزراعـً والمصرؾ‬
‫الصناعً والتجاري‪ ،‬ومصرؾ الصٌن‪ ،‬ومصرؾ اإلنشاء والتعمٌر؛ وهً مصارؾ القطاع‬
‫العام الكبرى‪ ،‬ومتخصصة حٌن انطبلقها‪ ،‬لكن‪ ،‬بدءاًا من عام ‪ ،1986‬سمح لهـا بالتنافس فً‬
‫مختلؾ مٌادٌن النشاط االقتصادي‪.‬‬

‫وحول القانون المصـرفً لعام ‪ 1995‬مصارؾ القطاع العام األربعـة الكبـرى إلى مصارؾ‬
‫تجارٌة مسإولة عن أرباحها وخسابرها‪ ،‬وعلٌها تطبٌق المعاٌٌر االحترازٌة الدولٌة‪ .‬كما‬
‫أنشبت ثبلثة مصارؾ تنموٌة مهمتها تموٌل المشارٌع الحكومٌة التً لم تعـد تقـع على عاتق‬
‫المصارؾ التجارٌة وهً مصرؾ التنمٌـة الزراعٌـة ومصرؾ االستٌراد والتصدٌر ومصرؾ‬
‫التنمٌة‪ .‬وفً الوقت الحاضر‪ٌ ،‬تكون النظام المصرفً الصٌنً من أربعة مصارؾ كبرى‬
‫للقطـاع العام‪ ،‬وثبلثة مصارؾ تنمٌـة‪ ،‬واثنا عشرة مصرفا ًا تجارٌا ًا بتؽطٌة قومٌة‪ ،‬والعدٌد من‬
‫مصارؾ المدٌنة وتعاونٌات إقراض رٌفٌة وحضرٌة وفروعـا ًا للمصارؾ األجنبٌة‪.‬‬
‫‪----------‬‬

‫جمع و إعداد محمود أؼٌورلً |‬ ‫‪228‬‬


‫اإلصدار الثانً‬ ‫ُقتطفات من ال ُكتب[‬
‫ٌ‬ ‫]م‬

‫لتشجٌع الصناعات التصدٌـرٌة واالستثمـارات األجنبٌة التً ربمـا عانت من ارتفاع الرسوم‬
‫الجمركٌة‪ ،‬طبقت الصٌن‪ ،‬منذ منتصؾ الثمانٌنٌات‪ ،‬نظاما ًا جمركٌا ًا تفضٌلٌا ًا‪ :‬استثنى المنتجات‬
‫المستوردة بهدؾ التجمٌع أو التحوٌـل من أجل التصدٌـرمن الرسوم الجمركٌة‪ ،‬وطبق الشًء‬
‫نفسه على التجهٌـزات المستوردة من قبل شركات أجنبٌة رأس المال ‪ .‬وأصبحت الرسوم‬
‫الجمركٌة تجبـى فقط على المنتجات المستوردة للبٌع فً السوق المحلٌة‪ ،‬فتبقى بذلك محمٌة‪.‬‬
‫‪----------‬‬

‫بتارٌخ ‪11‬كانون األول‪/‬دٌسمبر ‪ ،2001‬أصبحت الصٌن عضواًا فً منظمة التجارة العالمٌـة ‪.‬‬
‫ونص بروتوكول الدخول إلٌهـا على تنفٌـذ مختلؾ التزاماتهـا خبلل فترة انتقالٌة تنتهـً فً عام‬
‫‪ .2006‬وأصبحت فً الوقت نفسه عضواًا فً اتفاقـات تجارة الخدمات (الجـات )‪ ،‬وحقوق‬
‫الملكٌة الفكرٌـة المتعلقة بالتجارة ( ‪ ،) TRIP‬والتدابٌر المتعلقة باالستثمارات المرتبطة بالتجارة‬
‫(‪.) TRIM‬‬

‫‪----------‬‬

‫تشكل قومٌة الهـان ‪ %92‬من سكان الصٌن التـً تضم أٌضا ًا ‪ 55‬أقلٌة قومٌـة‪ .‬تقسم الصٌن‬
‫إدارٌا ًا إلى ‪ 22‬مقاطعة‪ ،‬وخمس مناطق مستقلة ذاتٌاًا‪ ،‬وأربع بلدٌات تتبع بكٌن مباشرة هً‬
‫شنؽهاي وتٌانجٌن وبكٌن وشونػ ‪-‬كنػ‪ .‬منها تسع مقاطعات ٌزٌد عدد سكان كل منها عن ‪50‬‬
‫ملٌون نسمة‪ ،‬وأربع مقاطعات ٌزٌد عددهم فً كل منها عن ‪ 80‬ملٌون نسمة هً هٌنان‬
‫وشاندونػ وسٌشوان وقواندونػ‬
‫‪--------‬‬
‫أدت سٌاسة الرقابة على الوالدات إلى تعزٌز التمٌٌزضد اإلناث‪ .‬وترتبط ضخامة تفضٌـل‬
‫الذكوربالقٌـم التقلٌدٌة وباعتبارات اقتصـادٌة بآن معـا ًا‪ .‬ففً األرٌاؾ ال ٌوجد نظـام تقاعدي‪،‬‬
‫ومن ثم فإن مسإولٌة اآلباء المسنٌـن تقـع على عاتق األبناء‪ .‬وأثارمعٌـار الطفل الوحٌد ارتفاعا ًا‬
‫فً حصة والدات الذكور مقـارنة مع حصة والدات اإلناث‪،‬‬
‫‪---------‬‬

‫جمع و إعداد محمود أؼٌورلً |‬ ‫‪229‬‬


‫اإلصدار الثانً‬ ‫ُقتطفات من ال ُكتب[‬
‫ٌ‬ ‫]م‬

‫ما بٌن ‪ ،2004- 1978‬ارتفع اإلنتاج الزراعً مرتٌن أسرع مما كان علٌه الحال خبلل الخمس‬
‫والعشرٌن سنة السابقـة (‪ 5‬ر‪ %4‬سنوٌـا ًا مقابـل ‪ 2‬ر‪ .)%2‬وأدت زٌادة المحاصٌل منذ ربع قرن‬
‫إلى تحسن مهـم فً ؼذاء السكـان مع االحتفاظ بهدؾ االكتفاء الذاتً‬
‫‪-----------‬‬

‫تعـد الصٌن المنتج األول للقمح فً العالم‪ ،‬قبل الوالٌات المتحدة األمرٌكٌة‪ ،‬بإنتاج ٌبلػ ‪90‬‬
‫ملٌـون طن فً عام ‪2004‬؛ وأول منتج لؤلرز‪ ،‬قبل الهند‪ ،‬مع ‪ 180‬ملٌون طن‪ ،‬والمنتج الثانً‬
‫فً العالم للذرة الصفـراء (‪ 130‬ملٌون طن)‪ ،‬بعد الوالٌات المتحـدة ‪ .‬وفً السنوات األخٌرة‬

‫‪---------‬‬
‫شهد إنتاج المحاصٌل الزراعٌة األخرى نمواًا أسرع من نمو إنتاج الحبـوب ‪ .‬ففً ما بٌن‬
‫‪ ،2004 - 1978‬تضاعؾ إنتاج القطن ثبلث مرات (من ‪ 2‬ر‪ 2‬حتى ‪ 3‬ر‪ 6‬ملٌون طن )‪ ،‬وإنتاج‬
‫الزٌوت ست مرات (من‪ 2‬ر‪ 5‬حتى‪ 30‬ملٌون طن)‪ .‬وفً ما بٌن ‪ ،2004 - 1984‬سجلت تربٌة‬
‫المواشً ازدهاراًا مهماًا‪ ،‬وارتفع إنتاج اللحوم من ‪ 19‬ملٌون طن حتى ‪ 70‬ملٌون طن‬

‫‪--------‬‬
‫هناك عدة أسباب تفسر انجـذاب المستثمرٌن األجانب للسوق الصٌنٌة‪ ،‬أهمهـا‪ :‬حجمها‬
‫ودٌنامٌتها وما حققـه انفتاحها من تقـدم‪ ،‬وانخفاض كلفة قوة العمل فٌها‬
‫‪-------‬‬
‫ٌُفسـر النمو الصٌنً فً المقـام األول بتعببة مهمة لعوامل اإلنتاج من عمل ورأسمال ‪ .‬فخبلل‬
‫الفترة ‪ ،2004 - 1980‬ازداد عدد العاملٌن زٌادة سرٌعة (‪ 5‬ر‪ %2‬سنوٌا ًا)‪ ،‬وارتفعت نسب‬
‫االستثمار ارتفاعا ًا وصل إلى مستوٌات استثنابٌة‪ ،‬حتى بالنسبة لتلك المرصودة فً آسٌا‪ ،‬والتً‬
‫تجـاوزت ‪ %40‬فً بداٌة العقد األول من القرن الواحد والعشرٌن ‪ .‬وارتفعت إنتاجٌة العمل‬
‫بفضل نقل الٌد العاملة من الزراعة إلى القطاعات األخرى‪ ،‬وزٌادة رأس المال الجاهز لكل‬
‫عامل‪ ،‬وتحسٌن نوعٌة الٌد العاملة وأشكال التنظٌم الجدٌدة‬
‫‪---------‬‬
‫جمع و إعداد محمود أؼٌورلً |‬ ‫‪230‬‬
‫اإلصدار الثانً‬ ‫ُقتطفات من ال ُكتب[‬
‫ٌ‬ ‫]م‬

‫إن الفـرق فً الدخول بٌن شنؽهاي‪ ،‬أؼنى المدن‪ ،‬وؼٌشو أفقـر المقاطعات هو ‪ 1‬إلى ‪ .10‬هكذا‬
‫ٌعٌش المرء فً شنؽهاي كما ٌعٌش نظٌره فً البرتؽال أواألرجنتٌن‪ ،‬فً حٌن أن مستوى‬
‫معٌشة الفرد فً ؼٌشو ٌقرب من مستوى نظٌره فً نامٌبٌا‪.‬‬
‫‪-------‬‬

‫‪ .‬فً الوقت الحاضر‪ ،‬تستخدم الصناعة المصنعة ما ٌزٌد عن ‪ 100‬ملٌون عامل فً الصٌن‪،‬‬
‫أي ما ٌزٌد بمرتٌن عن مجموع عمال الدول الصناعٌة السبع الكبرى‬
‫‪------‬‬

‫فً عام ‪ ،2005‬أصبح نصؾ الصادرات الصٌنٌة ٌؤتً من عملٌات تجمٌـع وتحوٌـل المنتجات‬
‫الوسٌطة والمكونـات المستوردة‪،‬‬
‫‪------‬‬
‫قادت موجة العولمة الصٌن إلى تبوء مركز من الدرجة األولى فً التجارة العالمٌة‪ .‬ففً عام‬
‫‪ ،2004‬أصبحت الصٌن القوة االقتصادٌة الثالثة بعـد ألمانٌا والوالٌات المتحـدة‬

‫‪------‬‬

‫فً عام ‪ ،2004‬أصبحت الصٌن تحتل المرتبة األولى فً السوق العالمٌة بالنسبة للهواتؾ‬
‫المحمولة‪ ،‬والثانٌة بالنسبة للحواسب ‪.‬‬
‫‪------‬‬

‫فً عام ‪ ،2004- 2003‬ابتلعت الصٌن ثلث الصادرات العالمٌـة من الحدٌد‪ ،‬و‪ %23‬من‬
‫صادرات األلمنٌوم‪ ،‬و‪ %18‬من النحاس‪ ،‬و‪ %16‬من الزنك‪ .‬وفً القطـاع الزراعً‪ ،‬ابتلعتت‬
‫ما ٌزٌد عن ‪ %50‬من الصادرات العالمٌة من الصوؾ‪ ،‬و‪ %40‬من الخشب والقطن‪ ،‬و‪%45‬‬
‫من الصوٌا‪ ،‬و‪ %25‬من زٌت النخٌـل ‪ .‬وأسهمت فً ارتفاع األسعار العالمٌة لهذه المنتجات‪،‬‬
‫وكذلك فً تعرفات الشحن البحري‪.‬‬
‫‪------‬‬

‫جمع و إعداد محمود أؼٌورلً |‬ ‫‪231‬‬


‫اإلصدار الثانً‬ ‫ُقتطفات من ال ُكتب[‬
‫ٌ‬ ‫]م‬

‫إذا كان بعض المصانع األمرٌكٌة ٌعانً من المنافسة الصٌنٌة (فً مستوى األنسجة )‪ ،‬فإن‬
‫بعضها اآلخر ٌحصل على قسم كبٌـر من أرباحـه من واردات المنتجات الصٌنٌة رخٌصة‬
‫الثمن‪ .‬فمجموعة التوزٌع الكبٌرة وول مارت تعد مسإولة‪ ،‬على ما ٌبدو‪ ،‬عن ‪ %10‬من عجز‬
‫مٌزان الوالٌات المتحدة التجاري مع الصٌن‪.‬‬
‫‪-----‬‬

‫تشٌرتوقعات حدٌثة (‪ ) EIA 2000‬إلى أن استهبلك الصٌن من الطاقة فً عام ‪ 2030‬سوؾ‬


‫ٌمثل نحوخمس الطلب العالمً على الطاقة‪ ،‬و‪ %15-%10‬من الطلب العالمً على البترول‪.‬‬
‫وسوؾ ٌبقى الفحم مصـدراًا مسٌطراًا للطاقة بسبب أهمٌة االحتٌاطً منه‪ .‬وحتى لو جهدت‬
‫الصٌن لكبح اعتمادهـا على واردات البترول‪ ،‬فإن إنتاجها منه‪ ،‬الذي سٌبلػ أقصى ارتفاعه ما‬
‫بٌن ‪ ،2004 - 2003‬لن ٌتمكن من تؽطٌة سوى جزء متناقص من حاجتها‪ ،‬وأن اعتمادها على‬
‫االستٌراد قد ٌصل إلى ما بٌن ‪ %80-%70‬من استهبلكها فً عام ‪ .2030‬وسوؾ ٌزداد أٌضا ًا‬
‫استٌرادها للؽـاز لتؽطٌة نصؾ طلبها‪ .‬ورؼم العدٌد من مشارٌع بناء المفاعبلت النووٌة‪ ،‬فإن‬
‫الطاقة الجاهزة لن تمثل إال نحو‪ %5‬من إنتاج الكهرباء (مقابل ‪ %1‬حالٌا ًا)‪.‬‬

‫‪------‬‬
‫تعد الصٌن أكثر البلدان تلوثا ًا فً العالم ‪ .‬فقد أدى النمواالقتصادي السرٌع خبلل السنوات‬
‫الخمسٌن األخٌرة إلى تدهورنوعٌة الهواء والمٌـاه ‪ .‬وقد تإدي مواصلة النمو والتمدن خبلل‬
‫السنوات العشرٌن القادمة إلى تفاقم وضع سبق أن أصبح مثٌراًا للقلق‪.‬‬
‫‪------‬‬

‫إن لم تمارس الدولة سٌاسة إرادٌة (سٌاسة أسعار ورسوم ) من اآلن حتى عام ‪ ،2050‬فإن‬
‫تلوث المٌاه سٌتضاعؾ‪ ،‬وٌزداد تلوث الهواء ثبلث مرات‪ ،‬ولن تتوقؾ الكلفة البشرٌة‬
‫واالقتصادٌة عن التثاقل‬
‫‪-------‬‬

‫جمع و إعداد محمود أؼٌورلً |‬ ‫‪232‬‬


‫اإلصدار الثانً‬ ‫ُقتطفات من ال ُكتب[‬
‫ٌ‬ ‫]م‬

‫تعد الصٌن أحد مصادر االحتباس الحراري وارتفاع الحرارة‪ .‬وهً أحد مناطق بث ثانً‬
‫أوكسٌد الكربون الصاعد عن استخدام المحروقات األحفورٌة (فحم وبترول )‪ ،‬والمسإولة عن‬
‫انبعاث أكبرقسم من الؽازات السامة ‪ .‬فقد تضاعؾ حجم انبعاث ثانً أوكسٌد الكربون ثبلث‬
‫مرات فً الصٌن ما بٌن ‪ ،2000- 1971‬ومثل ‪ %15‬من انبعاثه العالمً فً عام ‪.2002‬‬
‫وتحتل الصٌن المرتبـة الثانٌـة بعد الوالٌات المتحـدة (‪ )%24‬فً هذا المضمار ‪ .‬وبحسب‬
‫التوقعات‪ ،‬سٌواصل وزنها فً االنبعاث بالتزاٌد وقد ٌتجاوز‪ %18‬فً عام ‪.2030‬‬

‫‪------‬‬

‫وفقـا ًا إلسقاطات منظمة األمم المتحدة سٌستمرعدد سكان الصٌن فً التزاٌد حتى العام ‪،2030‬‬
‫وسٌصل آنذاك إلى ‪ 450‬ر‪ 1‬ملٌـارنسمة‪ .‬ثم ٌنخفض ببطء لٌصبح ‪ 395‬ر‪ 1‬ملٌار نسمة فً عام‬
‫‪ .2050‬وبدءاًا من عام ‪ ،2030‬لن تعود الصٌن البلد األكثرسكانا ًا فً العالم‪ ،‬ألن الهند ستتقدم‬
‫علٌها‪ ،‬وسوؾ ٌصبح عدد سكانها ‪ 530‬ر‪ 1‬ملٌارنسمة فً عام ‪.2050‬‬

‫‪-----‬‬

‫جمع و إعداد محمود أؼٌورلً |‬ ‫‪233‬‬


‫اإلصدار الثانً‬ ‫ُقتطفات من ال ُكتب[‬
‫ٌ‬ ‫]م‬

‫الكتاب الثالث والعشرون‬

‫لٌل الؽرباء ‪ -‬ؼادة السمان –‬

‫‪----------------------------‬‬
‫إلٌك ٌا من جعلتنً أعً ؼربتً لك ولذكرى حكاٌة لم نعشها‬
‫‪----------‬‬
‫االصوات كلها تموت عند عتبة عالمً بهدوء حقٌقً‬
‫‪----------‬‬
‫ما الفرق بٌن ان ارحل او ال ارحل مادمنا فً رحٌل دابم احدنا عن االخر ؟‬
‫‪--------------‬‬

‫جمع و إعداد محمود أؼٌورلً |‬ ‫‪234‬‬


‫اإلصدار الثانً‬ ‫ُقتطفات من ال ُكتب[‬
‫ٌ‬ ‫]م‬

‫لقد اكتشفت الحقٌقة الكبرى ‪ ,‬لٌس فً الحٌاة حقٌقة تستحق ان ٌموت االنسان الجلها ‪ ,‬الوطن‬
‫هراء ‪ ..‬أٌة دار دافبة مرٌحة املكها هً وطنً ‪ ..‬والمبادىء لٌحكم االذكٌاء باسمها ولٌموت‬
‫االؼبٌاء من اجلها والشعب طفل ؼبً ٌنادي اي سارق ٌخطؾ امه ٌا عمً ‪ ,‬والتضحٌة مصٌر‬
‫الخراؾ فً اعٌاد الجبلدٌن الجٌاع والمدٌنة مومس ببل ذاكرة او قلب ٌمتلكها من ٌحتوٌها بٌن‬
‫ساعدٌه‬
‫‪--------------‬‬
‫الحوار بٌننا مٌت مادامت الكلمات فً عالمك تعنً شٌبا ًا آخر عما تعنٌه فً عالمً‬
‫‪---------‬‬
‫كلهن نابمات ٌتلقٌن من النوم احبلمهن صدقة اال انا وحدي اطٌر من بٌن القضبان الكتشؾ‬
‫احبلمً وأصنعها‬
‫‪--------‬‬
‫هكذا هم الناس ٌشخصون امراض الؽٌر من خبلل امراضهم‬
‫‪-----------‬‬
‫ان المبادىء التً كنت ادعً لنفسً االٌمان بها آمنت بها الننً انا بحاجة لبلٌمان ال لذاتها‬
‫‪--------‬‬
‫الماساة ان كبل منا احب االخر على طرٌقته فكانت أقسى جرابمنا بإسم حُبنا‬
‫‪---------‬‬
‫ال احب نفسً بما فٌه الكفاٌة النقذها بالموت وال اكره شٌبا ًا بما فٌه الكفاٌة لكً اهرب من‬
‫بالموت‬
‫‪-------‬‬

‫جمع و إعداد محمود أؼٌورلً |‬ ‫‪235‬‬


‫اإلصدار الثانً‬ ‫ُقتطفات من ال ُكتب[‬
‫ٌ‬ ‫]م‬

‫عبلقتنا بما حولنا مفتعلة وقابمة على الظرؾ الحالً ال على رابط انسانً مشترك نلفت حوله‬
‫‪---------‬‬
‫لم ٌعد لهذه الحٌاة المشردة معنى ‪ ...‬تحولنا الى آالت تتسول جنسٌة ومجتمعا ًا‬

‫‪---------‬‬

‫جمع و إعداد محمود أؼٌورلً |‬ ‫‪236‬‬


‫اإلصدار الثانً‬ ‫ُقتطفات من ال ُكتب[‬
‫ٌ‬ ‫]م‬

‫الكتاب الرابع والعشرون‬

‫طـرابـق تعلٌم اللؽة لؤلطفال ‪ -‬الدكتور محمود أحمد السٌّد ‪-‬‬

‫‪-----------‬‬
‫المعول‬
‫ّ‬ ‫وإذا كان بناء البشر‪ ،‬ال بناء الحجر‪ٌ ،‬عد فً مقدمة األولوٌات فإن تنمٌة الطفل هً‬
‫علٌها فً أي تنمٌة فعالة‪ ،‬ذلك ألن أطفال الٌوم هم رجال الؽد والمستقبل‪ ،‬وبقدر ما نعنى بتربٌة‬
‫أطفالنا نضمن مستقببلًا مشرقا ًا لوطننا وأمتنا‪.‬‬
‫‪----------‬‬
‫إن اللؽة األم مرافقة لعملٌة الرضاعة الطبٌعٌة‪ ،‬تلك العملٌة التً ال تزود الطفل باللؽة مفردات‬
‫وتراكٌب فقط‪ ،‬وإنما تزوده كذلك بالقٌم اإلنسانٌة من خبلل شعوره باألمن واألمان الذي ٌؽرس‬
‫فً نفسه بذور الثقة والقوة‪ ،‬إذ إن تفاعل األم مع طفلها ٌكسبه نمواًا لؽوٌا ًا وؼذا ًاء عاطفٌا ًا وفكرٌا ًا‪.‬‬
‫‪---------‬‬

‫جمع و إعداد محمود أؼٌورلً |‬ ‫‪237‬‬


‫اإلصدار الثانً‬ ‫ُقتطفات من ال ُكتب[‬
‫ٌ‬ ‫]م‬

‫نداء رسول حمزاتوؾ لؽته األم فً كتابه «داؼستان بلدي» عندما ٌقول‪« :‬إٌه ٌا لؽتً‪ ،‬أٌتها‬
‫اللؽة األم‪ :‬أنت ثروتً‪ ،‬كنزي المحفوظ لٌومً األسود ودوابً فً كل العلل‪ .‬إذا ولد اإلنسان‬
‫بقلب مؽن‪ ،‬لكن أبكم‪ ،‬فخٌ ٌر له أال ٌولد‪ .‬فً قلبً كثٌر من األؼانً‪ ،‬ولً صوت‪ ،‬هذا الصوت‬
‫هو أنت ٌا لؽتً األم‪ ،‬أنت التً قدتنً كالطفل من ٌدي‪ ،‬وأخرجتنً من قرٌتً إلى العالم الكبٌر‪،‬‬
‫إلى الناس‪ ،‬وهؤنذا أتحدث إلٌهم عن أرضً»( )‪.‬‬
‫‪---------‬‬
‫الدكتور طه حسٌن ‪« :‬نحن نشعر بوجودنا وبحاجاتنا المختلفة‪ ،‬وعواطفنا المتباٌنة ومٌولنا‬
‫المتناقضة حٌن نفكر‪ ،‬ومعنى ذلك أننا ال نفهم أنفسنا إال بالتفكٌر‪ ،‬وال نستطٌع أن نفرض‬
‫األشٌاء على أنفسنا إال مصورة فً هذه األلفاظ التً ندٌرها فً رإوسنا‪ ،‬ونظهر منها للناس ما‬
‫نرٌد‪ ،‬ونحتفظ منها ألنفسنا بما نرٌد‪ ،‬فنحن نفكر باللؽة‪ ،‬ونحن ال نؽلو إذا قلنا إنها لٌست أداة‬
‫للتعامل والتعاون االجتماعٌٌن فحسب‪ ،‬وإنما هً أداة للتفكٌر والحس والشعور »‬
‫‪---------‬‬
‫إنَّ اكتساب اللؽة ال ٌختلؾ عن اكتساب أي عادة أخرى مثل المشً والسباحة والعزؾ على‬
‫اآللة الموسٌقٌة‪ ...‬إلخ‪ .‬ولمَّا كانت هذه العادات ال تكتسب إال بطرابق التعلٌم والتدرٌب الواعً‬
‫المنظم والممارسة المستمرة كان تعلٌم اللؽة على أ َّنه عملٌة تحفٌظ وتسمٌع ونقل للمعرفة‬
‫المتمثلة فً المفردات والقواعد النحوٌة والصرفٌة والببلؼٌة والعروضٌة ال ٌكفً لتكوٌن‬
‫المهارة‪ ،‬ونعنً بالمهارة اللؽوٌة األداء المتقن القابم على الفهم والسرعة واالختصار فً الوقت‬
‫والمجهود معاًا‪ ،‬فعملٌة التمهٌر فً تعلٌم اللؽة وتعلّهما هً التً تإدي إلى أن تؽدو اللؽة عادة ال‬
‫عملٌة تحفٌظٍل وتسمٌع‪ ،‬والمهارات اللؽوٌة نوعان مهارات إرسال وتتمثل فً المحادثة والكتابة‪،‬‬
‫ومهارات استقبال‪ ،‬وتتمثل فً االستماع والقراءة‬
‫‪------------------‬‬
‫إن اعتماد المرونة فً اختٌار األسالٌب والطرابق وحرٌة المعلم فً الحركة والتصرؾ‪ ،‬وخلق‬
‫المواقؾ اإلٌجابٌة فً التعلٌم‪ ،‬ك ُّلل أولبك كان مإدٌا ًا إلى االبتكار وتحقٌق النجاح فً تحقٌق‬
‫األهداؾ‬

‫جمع و إعداد محمود أؼٌورلً |‬ ‫‪238‬‬


‫اإلصدار الثانً‬ ‫ُقتطفات من ال ُكتب[‬
‫ٌ‬ ‫]م‬

‫إن الوسط االجتماعً ٌعمل على تكوٌن العادات اللؽوٌة‪ ،‬إذ إن أسالٌب الكبلم األساسٌة‬
‫والجانب األكبر من المفردات اللؽوٌة تتكون فً سٌاق الحٌاة العادٌة بسبب كونها ضرورة‬
‫اجتماعٌة ال أدوات موضوعة من اجل التعلٌم‪ ،‬والطفل كما ٌقول الناس ٌتعلم لؽة أمه‪ .‬أجل إن‬
‫التعلٌم المقصود فً المدارس قد ٌصلح من هذه العادات اللؽوٌة التً اكتسبها الطفل من أمه‪،‬‬
‫ولكن ما أن ٌتهٌج الطفل حتى تؽٌب عنه فً كثٌر من األحٌان أسالٌب الحدٌث التً تعلمها عن‬
‫عمد‪ ،‬وٌرتد إلى لؽته األصلٌة الحقٌقٌة «جون دٌوي»‬
‫‪------------‬‬
‫إنَّ أهمٌة اللؽة ال ترجع إلى كونها وسٌلة للتخاطب والتواصل بٌن الجماعات واألفراد أو بٌن‬
‫رمزا للهوٌة التً ُتمٌِّز شعبًاا عن شعب وتطبع‬‫ًا‬ ‫المرء وذاته فقط‪ ،‬وإنما ترجع إلى كونها‬
‫حضارته ودرجة حضوره فً مسرح الوجود والحٌاة‪ ،‬وصوالًا إلى االستدالل على ما فً‬
‫أعماق النفس وتصورات الذهن‪ .‬وثمة تبلزم بٌن الفكر واللؽة‪َ ،‬ف َمنْ ال عقل له وال فكر فبل لؽة‬
‫سلٌمة لدٌه‪ ،‬وال سبٌل إلى اعتباره جزءًاا ملتحمًاا بالكل الذي هو المجتمع‬
‫‪------------‬‬
‫أن األطوار المختلفة للنمو العقلً والوجدانً تتمثل فً‪:‬‬

‫‪ - 1‬الطور الواقعً المحدد بالبٌبة من سن الثالثة إلى الخامسة تقرٌبا ًا‪.‬‬

‫‪ - 2‬طور الخٌال الحر من الخامسة إلى الثامنة أو التاسعة تقرٌبا ًا‪.‬‬

‫‪ - 3‬طور المؽامرة والبطولة من الثامنة إلى الثانٌة عشرة أو التاسعة إلى الثالثة عشرة وما‬
‫بعدها‪.‬‬

‫‪ - 4‬طور الؽرام وهو من الثانٌة عشرة إلى الثامنة عشرة‪.‬‬

‫‪ - 5‬طور المثل العلٌا وٌبدأ من الثامنة عشرة وٌستمر بعد ذلك‬


‫‪------------‬‬

‫جمع و إعداد محمود أؼٌورلً |‬ ‫‪239‬‬


‫اإلصدار الثانً‬ ‫ُقتطفات من ال ُكتب[‬
‫ٌ‬ ‫]م‬

‫الكتاب الخامس والعشرون‬


‫الصورة وطؽٌان االتصال ‪ -‬إٌناسٌو رامونه –‬

‫‪------------------------------------‬‬

‫«إن أكثر ما ٌخٌؾ فً االتصال هو ال وعً االتصال »‬

‫بٌٌر بوردٌو‬

‫‪--------------------------‬‬
‫الجمٌع ٌبلحظ أن الخطط الصناعٌة األساسٌة‪ ،‬التً ٌعتمدها مدٌرو شركات الترفٌه هذه األٌام‪،‬‬
‫تعتبر المعلومة سلعة بالدرجة األولى؛ وأن هذا االعتبار هو المسٌطر‪ ،‬بشكل صارخ‪ ،‬وذلك‬
‫على حساب الرسالة الجوهرٌة لوسابل اإلعبلم ‪ :‬تسلٌط الضوء على الحوار الدٌموقراطً‬
‫وإؼناإه‬

‫‪-----------------‬‬

‫عالمة االجتماع فرانسواز ؼاٌار ‪Françoise Gaillard‬التحلٌل التالً‪« :‬لم تعد ثمة طقوس‬
‫للموت‪ ،‬وبالتالً لم نعد نحسن البكاء‪ ،‬ال على مصابب الدنٌا وال على مصاببنا الشخصٌة‬

‫‪----------------‬‬
‫جمع و إعداد محمود أؼٌورلً |‬ ‫‪240‬‬
‫اإلصدار الثانً‬ ‫ُقتطفات من ال ُكتب[‬
‫ٌ‬ ‫]م‬

‫الباباراتزي لٌسوا فً واقع األمر سوى النتٌجة الطبٌعٌة للوضع العام الذي بلؽته وسابل‬
‫اإلعبلم‪ ،‬وهو وضع ٌخضع خضوعا ًا تاما ًا لقوانٌن السوق والربح‬

‫‪--------------‬‬

‫الصحفً ستٌفن برٌل «إن ما ٌجعل من سلوكٌة وسابل اإلعبلم فضٌحة شابنة بكل معنى‬
‫الكلمة‪ ،‬ونموذجا ًا وقحا ًا لمإسسة فاسدة حتى العظم‪ ،‬هو أن تلك المنافسة المسعورة على السبق‬
‫الصحفً‪ ، scoops‬أو على النبؤ العاجل المثٌر‪ ،‬قد سلبت عقول الجمٌع‬

‫‪------------‬‬

‫اإلعبلم ٌظل أمراًا جوهرٌا ًا فً مسٌرة المجتمع‪ ،‬وكلنا ٌعلم أنه ما من دٌمقراطٌة ممكنة من دون‬
‫وجود شبكة اتصال جٌدة‪ ،‬ومن دون القدر األعظم من وسابل اإلعبلم الحرة‪ .‬الكل مقتنع كل‬
‫االقتناع أن الكابن اإلنسانً إنما ٌعٌش ككابن حر بفضل التواصل ‪ .‬لكن بالرؼم من ذلك فإن‬
‫الرٌبة تثقل كاهل اإلعبلم‪.‬‬

‫‪------------‬‬

‫فً الماضً‪ ،‬كانت صدقٌة الخبر تشكل قٌمته األعظم‪ .‬فً أٌامنا هذه‪ ،‬لم ٌعد ربٌس التحرٌر أو‬
‫مدٌر الصحٌفة ٌطلبان من الخبر أن ٌكون صحٌحا ًا أو صادقاًا‪ ،‬بل أن ٌكون هاما ًا وحسب ‪ .‬وإذا‬
‫تبٌن لهما أنه لٌس هاماًا‪ ،‬ال ٌتم نشره‪ .‬وفً هذا تؽٌر هابل‪ ،‬من وجهة نظر أخبلقٌات المهنة (‬
‫)‪».‬رٌزارد كابوتشٌنسكً‬

‫‪-------------‬‬

‫الصورة هً الملكة‪ ،‬هذا هو االعتقاد السابد‪ .‬الصورة تساوي ألؾ كلمة‪ .‬هذا القانون األساسً‬
‫لئلعبلم ال تتجاهله السلطة السٌاسٌة‪ ،‬بل تحاول أن تستؽله لمصلحتها ‪ .‬وٌتجلى ذلك فً حرصها‬
‫الشدٌد على منع تداول أٌة صورة تخص المسابل الشابكة أو المثٌرة للشبهة‬

‫‪-------------‬‬

‫جمع و إعداد محمود أؼٌورلً |‬ ‫‪241‬‬


‫اإلصدار الثانً‬ ‫ُقتطفات من ال ُكتب[‬
‫ٌ‬ ‫]م‬

‫عندما تكون الصورة قوٌة ومإثرة تطمس الصوت‪ ،‬وتتؽلب العٌن على األذن‪ .‬هكذا باتت‬
‫بعض الصور الٌوم خاضعة لرقابة صارمة‪ ،‬وبتعبٌر أدق نقول إن بعض الحقابق ممنوعة منعا ًا‬
‫باتا ًا عن الصور‪ ،‬وهذا ما ٌشكل الوسٌلة األنجع لحجبها ‪ .‬ال صورة تعنً ال حقٌقة‬

‫‪-----------------‬‬

‫كلما ازداد النظام تسلطاًا‪ ،‬ازداد تؤثر المخٌّلة بؤدنى خفاٌاه وتقلباته‪.‬‬

‫جان بودرٌار‬

‫‪----------------‬‬

‫مرّ وقت كانت الصحافة ُتعتبر حرفة ٌدوٌة‪ .‬الٌوم أصبحت صناعة‬

‫‪------------------‬‬

‫إذن فاإلعبلم أصبح سلعة‪ ،‬قبل أي شًء آخر‪ .‬لم تعد له أٌة قٌمة نوعٌة خاصة تتعلق بقول‬
‫الحقٌقة أو بفعالٌته المواطنٌة على سبٌل المثال ‪ .‬وإذ ٌصبح سلعة فهو ٌخضع بالطبع‪ ،‬والى حد‬
‫كبٌر‪ ،‬لقوانٌن السوق‪ ،‬للعرض والطلب‪ ،‬قبل خضوعه ألٌة قواعد أخرى‪ ،‬مثل قواعد المواطنة‬
‫واألخبلقٌة المهنٌة‪ ،‬التً كان ٌفترض أن تإسس له‪.‬‬

‫‪-----------------‬‬

‫أٌن الصح وأٌن الخطؤ؟ إذا قالت الصحافة أو اإلذاعة أو التلفاز عن شًء ما أنه صحٌح‪،‬‬
‫سٌإخذ ذلك بالضرورة على أنه حقٌقة‪ ...‬حتى ولو كان خاطبا ًا‪ .‬ولٌس فً متناول المتلقً‬
‫معاٌٌر أخرى تسمح له بالتقوٌم‪ ،‬ألنه ال ٌملك خبرة ملموسة بالحدث‪ ،‬ولن ٌكون فً مقدوره أن‬
‫ٌدرك األمور إال من خبلل مقارنة أقوال الوسابل اإلعبلمٌة ومقاطعتها فٌما بٌنها‪ .‬وإذا تطابقت‬
‫أقوالها لن ٌكون بوسعه إال أن ٌقبل هذا القول على أنه الرواٌة الصحٌحة للوقابع‪" ،‬الحقٌقة‬
‫الرسمٌة" الجدٌدة‪.‬‬

‫‪--------------‬‬

‫جمع و إعداد محمود أؼٌورلً |‬ ‫‪242‬‬


‫اإلصدار الثانً‬ ‫ُقتطفات من ال ُكتب[‬
‫ٌ‬ ‫]م‬

‫إن ما ٌمٌز تلفزٌون القمامة هو اهتمامه بالشؤن المحلً بدالًا من العالمً‪ ،‬باألفراد بدالًا من‬
‫الجماعات ‪ٌ .‬عٌر اهتمامه للمصٌر الفردي أكثر من المصابر المشتركة‪ ،‬وٌسعى إلى تولٌد‬
‫مفعول أشبه بمفعول المرآة والتماهً لدى المشاهد‬

‫‪----------------‬‬

‫فرانسوا جوست‪ ،‬األستاذ فً جامعة بارٌس الثالثة‪ٌ ،‬رى أنها «نشرة أخبار الـ‪، vox populi‬‬
‫الرأي السابد‪ ،‬أو الصوت الشعبً ‪ .‬ال ٌهمها أن ُتعْ لِم بقدر ما ٌهمها أن تلبً رؼبات الجمهور‪،‬‬
‫وتقؾ فً صؾ الرأي السابد‪ ،‬وبالتالً أن تستحوذ على القدر األعظم من المشا َهدة ‪ .‬لٌس هنالك‬
‫من فكرة أو رسالة‪ :‬منطق ‪ TF1‬ال ٌقوم على دعم حزب سٌاسً‪ ،‬بل على كسب المشاهدٌن ‪.‬‬
‫وتتلخص الوصفة فً االلتصاق بالجمهور عبر إشاعة رإٌا "بوجادٌة( )" توحً بالدفاع عن‬
‫مصالح فبوٌة ضٌقة‪ .‬فً تقارٌرها المصورة ٌتكرر دوما ًا الخطاب ذاته‪ :‬صؽار القوم هم دوما ًا‬
‫ضحاٌا‪ ،‬النظام ٌسحقنا‪ ،‬نحن نتعرض للسرقة‪ ،‬الضرابب مرتفعة جداًا‪ ...‬إنها نشرة تتبنى دوما ًا‬
‫وجهة نظر الفرنسً "النقاق" (أٌن تذهب الضرابب التً أدفعها؟ )‪ ،‬والمستهلك الضحٌة‬
‫(ٌسرقون نقودي)‪ .‬وهً أٌضا ًا نفً للمعلومة (أو اإلعبلم )‪ :‬فمن أخبار الطقس إلى مشاكل الحٌاة‬
‫الٌومٌة ال نخبر الجمهور إال بما ٌفكر فٌه وال نضٌؾ شٌبا إلى معلوماته ‪ .‬هذا لٌس إعبلماًا‪ ،‬هذا‬
‫إثبات حالة لٌس إال»‪( ).‬‬

‫‪--------------------‬‬
‫إن األخبار المتلفزة هً الٌوم‪ ،‬فً جوهرها‪ ،‬مجرد تسلٌة‪ ،‬استعراض (فرجة )؛ وأنها تقتات‪،‬‬
‫أوالًا وقبل كل شًء‪ ،‬على الدماء والعنؾ والموت ‪ .‬ال سٌما مع وجود هذه المنافسة المجنونة‬
‫بٌن األقنٌة‪ ،‬المنافسة التً ترؼم الصحفٌٌن على البحث عن التشوٌق بؤي ثمن‪ ،‬على التسابق‬
‫للوصول إلى موقع الحدث‪ ،‬والبدء على الفور فً إرسال صور قوٌة مإثرة‬

‫‪-------------------‬‬

‫جمع و إعداد محمود أؼٌورلً |‬ ‫‪243‬‬


‫اإلصدار الثانً‬ ‫ُقتطفات من ال ُكتب[‬
‫ٌ‬ ‫]م‬

‫روالن بارت‪« :‬األسطورة ال تتحدد بموضوع رسالتها‪ ،‬بل عبر طرٌقتها فً قول تلك‬
‫الرسالة‪ )..(.‬كل شًء والحال هذه ٌمكن أن ٌكون أسطورة؟ أجل أعتقد ذلك‪ ،‬ألن الكون بالػ‬
‫اإلٌحاء‪ .‬كل موضوع فً العالم بمقدوره أن ٌنتقل من حالة وجود مؽلق‪ ،‬أخرس‪ ،‬إلى حالة‬
‫شفهٌة منطوقة‪ ،‬منفتحة‪ ،‬تضع نفسها بتصرؾ المجتمع؛ إذ لٌس من قانون‪ ،‬سواء كان من‬
‫قوانٌن الطبٌعة أم ال‪ٌ ،‬منع الحدٌث عن األشٌاء ‪ )...( .‬بالطبع‪ ،‬ال ٌقال كل شًء فً نفس‬
‫الوقت‪ :‬بعض المواضٌع تكون طعمة للكبلم األسطوري لبعض الوقت‪ ،‬ثم تختفً‪ ،‬تؤخذ أخرى‬
‫مكانها‪ ،‬تؽدو أسطورة ‪ )..( .‬المٌثولوجٌا لها بالضرورة سند تارٌخً‪ ،‬أكانت موؼلة فً القدم أم‬
‫ال؛ ذلك أن األسطورة هً كبلم اختاره التارٌخ؛ ال ٌمكن أن تنبع من "طبٌعة " األشٌاء »‪( ).‬‬

‫‪---------------‬‬

‫إن الهدؾ الذي ٌضعه كل من أباطرة االتصاالت نصب عٌنه هو أن ٌصبح الجهة الوحٌدة التً‬
‫ٌتعامل معها المواطن ‪ٌ .‬سعون إلى أن ٌقدموا له كل شًء‪ ،‬األخبار‪ ،‬البٌانات‪ ،‬التسلٌة‪ ،‬الثقافة‪،‬‬
‫الخدمات المهنٌة بمختلؾ أنواعها‪ ،‬المعلومات المالٌة واالقتصادٌة؛ إلى وضعه فً حالة من‬
‫الترابط البٌنً ‪ Interconnectivite‬بكل وسابل االتصال المتوفرة ‪ -‬هاتؾ‪ ،‬مودٌم‪ ،‬فاكس‪،‬‬
‫الكٌبل بكل خدماته‪ ،‬التلفاز‪ ،‬االنترنت‪.‬‬

‫‪--------------‬‬

‫لقد أنتج العالم‪ ،‬خبلل السنوات الثبلثٌن األخٌرة‪ ،‬كمٌة من المعلومات تفوق ما أنتجته البشرٌة‬
‫طوال الخمسة آالؾ سنة الفابتة‪ ...‬إن عدداًا واحداًا من طبعة النٌوٌوك تاٌمز‪ ،‬التً تصدر فً‬
‫عطلة نهاٌة األسبوع‪ٌ ،‬حتوي قدراًا من المعلومات ٌفوق ما كان بمقدور إنسان مثقؾ‪ ،‬عاش فً‬
‫القرن السابع عشر‪ ،‬أن ٌكتسبه طوال حٌاته‪.‬‬

‫‪------------‬‬
‫اإلعبلم لٌس مظهراًا من مظاهر التسلٌة الحدٌثة‪ ،‬وال ٌشكل واحداًا من كواكب مجرة اللهو؛ إنه‬
‫سلوك مواطنً منضبط ٌهدؾ إلى بناء المواطن‪.‬‬

‫جمع و إعداد محمود أؼٌورلً |‬ ‫‪244‬‬


‫اإلصدار الثانً‬ ‫ُقتطفات من ال ُكتب[‬
‫ٌ‬ ‫]م‬

‫بهذا الثمن‪ ،‬وبهذا الثمن وحده‪ ،‬تستطٌع الصحافة المكتوبة أن تهجر الضفاؾ المرٌحة للتبسٌطٌة‬
‫المهٌمنة وتستعٌد قراءها الذٌن ٌنشدون الفهم كً ٌستمدوا منه القدرة على التصرؾ بشكل‬
‫أفضل فً دٌمقراطٌاتنا الؽافلة‪.‬‬

‫‪----------‬‬

‫فاكبلؾ هافٌل‪ٌ « :‬لزمنا سنٌن طوٌلة قبل أن تترسخ القٌم التً تستند إلى الحقٌقة والوثوقٌة‬
‫األخبلقٌة وتتؽلب على الصفاقة؛ لكن هذه القٌم تخرج دوما ًا منتصرة فً نهاٌة المطاؾ ‪».‬‬

‫‪------------‬‬

‫جمع و إعداد محمود أؼٌورلً |‬ ‫‪245‬‬


‫اإلصدار الثانً‬ ‫ُقتطفات من ال ُكتب[‬
‫ٌ‬ ‫]م‬

‫الكتاب السادس والعشرون‬

‫وجهة العالم االسبلمً ‪ -‬مالك بن نبً –‬

‫‪-------------------------------‬‬
‫حٌن ٌصبح االٌمان جذبٌا اي كنزعة فردٌة فان رسالته التارٌخٌة تنتهً على االرض اذ ٌصبح‬
‫عاجزا عن دفع الحضارة وتحرٌكها وٌصبح اٌمان رهبان ٌقطعون صبلتهم بالحٌاة وٌتخلون‬
‫عن واجباتهم ومسإلٌاتهم‬
‫‪------------‬‬

‫جمع و إعداد محمود أؼٌورلً |‬ ‫‪246‬‬


‫اإلصدار الثانً‬ ‫ُقتطفات من ال ُكتب[‬
‫ٌ‬ ‫]م‬

‫االنسان المتكامل هو الذي ٌطابق بٌن جهده ومثله االعلى وحاجاته االساسٌة والذي ٌإدي فً‬
‫المجتمع رسالته المزدوحة بوصفه ممثبل وشاهدا واالنسان المتحلل المحروم من قو ةالجاذبٌة‬
‫والذي ٌعٌش فً مجتمع منحل لم ٌعد ٌقدم اساسا روحٌا او مادٌا لوجوده هو صورة فردٌة‬
‫للتمزق االجتماعً‬
‫‪---------------‬‬
‫الفرد فً المجتمع االسبلمً عاجز عن التقدم والتخلً عما تعارؾ عنه الناس عاجز عن‬
‫اجتٌاز مراحل تارٌخٌة جدٌدة وعاجز عن ابتكار المعانً واالشٌاء الجدٌدة والمٌل هنا الى‬
‫المحافظة لٌس اختٌارٌا بل هو حقٌقة فقر وانتقاص‬
‫‪-------------------‬‬
‫ٌوجد فً العالم المسلم تٌاران االول هو تٌار االصبلح وهو الناتج عن الضمٌر المسلم والثانً‬
‫هو تٌار التجدٌد وهو اقل عمقا واكثر سطحٌة وٌمثل طابفة اجتماعٌة جدٌدة تربت فً المدرسة‬
‫الؽربٌة‬
‫‪---------------------‬‬
‫لقد فقدت العقٌدة االسبلمٌة اشعاعها االجتماعً واصبحت صبؽة فردٌة وعلٌه لٌس علٌنا ان‬
‫نعلم المسلم عقٌدة هو ٌملكها انما المهم هو ان نرد الى تلك العقٌدة فاعلٌتها وقوتها االٌجابٌة‬
‫وتاثٌرها االجتماعً‬
‫‪-----------------‬‬
‫صار االٌمان اٌمان فرد متحلل من صبلته االجتماعٌة‬
‫‪------------‬‬
‫ان الجدل والحرفٌة والتشبث باذٌال الماضً والتحلٌق فً الخٌال عٌوب ذات طابع اجتماعً‬
‫فً مجتمعنا‬
‫‪---------------‬‬

‫جمع و إعداد محمود أؼٌورلً |‬ ‫‪247‬‬


‫اإلصدار الثانً‬ ‫ُقتطفات من ال ُكتب[‬
‫ٌ‬ ‫]م‬

‫اخطر شًء ٌواجهنا فً هذه المشكلة هو اتفاق المحاضر والمستمع على الجمود وعدم الفاعلٌة‬
‫حتى تحولت الحقابق الحٌة التً شكلت فٌما مضى وجه الحضارة االسبلمٌة الى حقابق خامدة‬
‫مدفونة فً جمل رابعة‬
‫‪------------------‬‬
‫الثقافة تبدا متى تجاوز الجهد العقلً الذي ٌبذله االنسان الحاجة الفردٌة‬
‫‪---------------‬‬
‫روح المبادرة هو المقٌاس الوحٌد لفاعلٌة الفرد‬
‫‪------------‬‬
‫لقد تجمد الفكر وتحجر فً عالم لم ٌعد ٌفكر فً شًء الن تفكٌره لم ٌعد ٌحتوي على صورة‬
‫الهم االجتماعً والتقلٌد الخلقً الذي وقعنا فٌه ٌقتضً التخلً عن الجهد الفكري اي عن‬
‫االجتهاد الذي كان الواجهة االساسٌة للفكر االسبلمً فً عصره الذهبً‬
‫‪--------------------‬‬
‫العلم فً االعم لدٌنا لٌس الة للنهضة بقدر ما هو زٌنة واسلوب وترؾ‬
‫‪-------------------------‬‬
‫مشكلة الضمٌر المسلم انه ٌتكلم حٌنما ٌجب ان ٌعمل وٌلعن االستعمار حٌث ٌجب ان ٌلعن‬
‫القابلٌة لبلستعمار ومع هذا الٌبذل اي جهد فً سبٌل تؽٌر وضعه تؽٌرا عملٌا‬
‫‪-----------------‬‬

‫جمع و إعداد محمود أؼٌورلً |‬ ‫‪248‬‬


‫اإلصدار الثانً‬ ‫ُقتطفات من ال ُكتب[‬
‫ٌ‬ ‫]م‬

‫الكتاب السابع والعشرون‬

‫جدد حٌاتك ‪ -‬محمد الؽزالً‬

‫‪--------------‬‬
‫عندما تلمح موارٌث االجٌال والحضارات فً الشرق والؽرب ترى اصحاب هذه الفطرة‬
‫الراقٌة ٌرسلون الحكمة الؽالٌة والوصاة الثمٌنة وٌصرفون جهودهم لتقوٌم االوضاع اذا عوجت‬
‫وتقلٌل االخطاء اذا شاعت‬

‫جمع و إعداد محمود أؼٌورلً |‬ ‫‪249‬‬


‫اإلصدار الثانً‬ ‫ُقتطفات من ال ُكتب[‬
‫ٌ‬ ‫]م‬

‫ان االنحطاط الفكري فً الببلد المحسوبة على االسبلم ٌثٌر اللوعة ‪ ..‬والٌقظة العقلٌة فً‬
‫االقطار االخرى تثٌر الدهشة‬
‫‪----‬‬
‫الرجل المقبل على الدنٌا بعزٌمة وبصر ‪ ..‬ال تخضعه الظروؾ المحٌطة به مهما ساءت ‪ ,‬وال‬
‫تصرِّ فه وفق هواها‬
‫‪----‬‬
‫ال تعلق بناء حٌاته على امنٌ ٍلة ٌلدها الؽٌب فان هذا الرجاء لن ٌعود علٌك بالخٌر‬
‫‪----‬‬
‫الحاضر القرٌب الماثل بٌن ٌدٌك ونفسك هذه التً بٌن جنبٌك والظروؾ الباسمة او الكاحلة‬
‫التً تلتؾ حولك هً وحدها الدعابم التً ٌتمخض عنها مستقبلك‬
‫‪------‬‬
‫ما اجمل ان ٌعٌد االنسان تنظٌم نفسه بٌن الحٌن والحٌن وان ٌرسل نظرات ناقدة فً جوانبها‬
‫لٌتعرؾ عٌوبها وافاتها ‪ ,‬وان ٌرسم السٌاسات القصٌرة المدى ‪ ..‬والبعٌدة المدى لٌتخلص من‬
‫هذه ال َه َنات التً تزري به‬
‫‪----‬‬
‫ان االنسان اخوج الخبلبق الى التنقٌب فً ارجاء نفسه ‪ ..‬وتهعد حٌاته الخاصة والعامة بما‬
‫ٌصونها من العلل والتفكك‬
‫‪----‬‬
‫النفس االنسانٌة اذا تقطعت اواصرها ولم ٌربطها نظام ٌنسق شإونها وٌركز قواها اصبحت‬
‫مشاعرها وافكارها كهذه الحبات المنفرطة الساببة ال خٌر فٌها وال حركة‬
‫‪----‬‬

‫جمع و إعداد محمود أؼٌورلً |‬ ‫‪250‬‬


‫اإلصدار الثانً‬ ‫ُقتطفات من ال ُكتب[‬
‫ٌ‬ ‫]م‬

‫حمق كبٌر ‪ ,‬وؼالبا ما ٌكون ذلك تجسٌداًا الوهام خلقها‬


‫ٌ‬ ‫استعجال الضوابق التً لم ٌحن موعدها‬
‫التشاإم‬
‫‪-----‬‬
‫هنالك فرق كبٌر بٌن االهتمام بالمستقبل واالؼتمام به ‪ ,‬بٌن االستعداد له واالستؽراق فٌه ‪ ,‬بٌن‬
‫التٌقظ فً استؽبلل الٌوم الحاضر وبٌن التوجس المربك المحٌر مما قد ٌف ُد به الؽد‬
‫‪---‬‬
‫اننا نتعلم بعد فوات االوان ان قٌمة الحٌاة فً ان نحٌاها ‪ ..‬نحٌا كل ٌوم منها وكل ساعة‬
‫‪----‬‬
‫أقول لها وقد طارت شعاعا ‪ ...‬من االبطال وٌحك لن تراعً‬
‫االجل الذي لك لن ُتطاعً‬
‫ِ‬ ‫ٌوم ‪ ...‬على‬
‫فإنك لو طلبت بقاء ٍل‬
‫( قطري بن فجاءة )‬
‫‪----‬‬
‫ان الٌنبوع التً تسٌل منه مخاٌل الرجولة الناضجة هو هو الذي تسٌل منه معانً الٌقٌن الحً‬
‫‪-----‬‬
‫انعم اقصى النعٌم بما ملكت ٌداك‬
‫قبل ان توسد اللحد فبل شًء هناك‬
‫سوى تراب من تحتك ومن اعبلك‬
‫فبل شراب وال ؼناء والنهاٌة بعد ذاك‬
‫(الخٌام)‬
‫‪---‬‬
‫جمع و إعداد محمود أؼٌورلً |‬ ‫‪251‬‬
‫اإلصدار الثانً‬ ‫ُقتطفات من ال ُكتب[‬
‫ٌ‬ ‫]م‬

‫لٌس من مات فاستراح بمٌت ‪ ..‬انما المٌت مٌت االحٌاء‬


‫انما المٌت من ٌعٌش كبٌبا ‪ ..‬كاسفا باله قلٌل الرجاء‬
‫‪---‬‬
‫ال أعرؾُ مظلموا تواطؤ الناس على هضمه وزهدوا فً انصافه كالحقٌقة !‬
‫‪---‬‬
‫ٌ‬
‫كلٌلة ‪ ..‬ولكن عٌن المقت تبدي المساوٌا‬ ‫وعٌن الرضا عن كل عٌب‬
‫‪----‬‬
‫هنالك الكثٌر من الناس الٌعوزهم الراي الصابب ‪ ,‬فلهم من الفطنة ما تكشؾ امامهم خوافً‬
‫االمور ‪ ..‬بٌد انهم ال ٌستفٌدون شٌبا ًا من هذه الفطنة النهم محرمون من قوة االقدام فٌبقون فً‬
‫مكانهم محسورٌن بٌن مشاعر الحٌرة واالرتباك‬
‫‪----‬‬
‫إذا كنت ذا رأي فكن ذا عزٌمة ‪ ..‬فإن فساد الرأي ان تترددا‬
‫‪---‬‬
‫اذا امرت بالخٌر فافعله اوال ‪ ..‬واذا نهٌت عن الشر فاسبق الى البعد عنه ‪ ..‬ثم اجتهد ان ٌتحول‬
‫امرك ونهٌك الى حقابق حٌة فً المجتمع بحٌث ٌكون تؽٌر المنكر واقرار المعروؾ ؼاٌات‬
‫بٌنة ٌراد اٌقاعها بكل وسٌلة وبؤقصر وقت‬
‫‪---‬‬
‫اذا كان العمل رسالة االحٌاء ‪ ..‬فإن العاطلٌن موتى‬
‫‪---‬‬
‫اذا لم تشؽل نفسك بالحق شؽلتك بالباطل ‪ -‬الشافعً ‪-‬‬

‫جمع و إعداد محمود أؼٌورلً |‬ ‫‪252‬‬


‫اإلصدار الثانً‬ ‫ُقتطفات من ال ُكتب[‬
‫ٌ‬ ‫]م‬

‫اننا ال نحس اثرا للقلق عندما نعكؾ على اعمالنا ‪ ..‬ولكن ساعات الفراغ التً تلً العمل هً‬
‫اخطر الساعات ُ‬
‫طراًا‬

‫‪---‬‬
‫ان الفراغ فً الشرق ٌدمر ألوؾ الكفاٌات والمواهب وٌخفٌها وراء ركام هابل من االستهانة‬
‫واالستكانة ‪ ..‬كما تختفً معادن الذهب والحدٌد فً المناجم المجهولة‬
‫‪---‬‬
‫اذا كنت فً كل االمور معاتبا ‪ ..‬صدٌقك لم تلق الذي التعاتبه‬
‫فعش واحد او صل اخاك فانه ‪ ..‬مقارؾ ذنب مر ًاة ومُجانٌه‬
‫اذا انت لم تشرب مرارا على القذى ‪ ..‬ظمبت ‪ ,‬وأي الناس تصفو مشاربه‬
‫ومن ذا الذي ترضى سجاٌاه كلها ‪ ..‬كفى بالمرء ُنببلًا ان ُتعد معاٌبه‬
‫(بشار بن برد )‬
‫‪----‬‬
‫هبنً اللهم الصبر والقدرة‬
‫الرضى بما لٌس منه بد‬
‫وهبنً اللهم الشجاعة والقوة‬
‫الؼٌر ما تقوى على تؽٌره ٌد‬
‫وهبنً اللهم السداد والحكمة‬
‫المٌز بٌن هذا وذاك‬
‫(رٌنولد تاٌبر )‬
‫‪----‬‬
‫جمع و إعداد محمود أؼٌورلً |‬ ‫‪253‬‬
‫اإلصدار الثانً‬ ‫ُقتطفات من ال ُكتب[‬
‫ٌ‬ ‫]م‬

‫اجتهد اال تسلك طرٌق ضبللة ‪ ..‬فاذا سلكته فاجتهد ان ال توؼل فٌه ‪ ..‬وعد من حٌث جبت فً‬
‫اقرب فرصة وفً اسرع وقت‬
‫‪----‬‬
‫ان المرء ال ٌنبؽً ان ٌضٌع نصؾ حٌاته فً المشاحنات ولو ان احدا من اعدابً انقطع عن‬
‫مهاجمتً ما فكرة لحظة واحدة فً عدابه القدٌم لً ‪ -‬لنكولن ‪-‬‬
‫‪---‬‬
‫إن أولى هداٌا الرٌاء الى ذوٌه انهم ٌُسلبون نعمة القرار وراحة البال‬
‫‪---‬‬
‫سعادة االنسان او شقاوته او قلقه او سكٌنته تنبع من نفسه وحدها‬
‫‪---‬‬
‫كل ما ٌصنعه المرء هو نتٌحة مباشرة لما ٌدور فً فكره ‪ ..‬فكما ان المرء ٌنهضُ على قدمٌه‬
‫وٌنشط وٌنتج بدافع من افكاره ‪ ..‬كذلك ٌمرض وٌشقى بدافع من افكاره اٌضا ًا‬

‫‪---‬‬
‫ما ٌضٌر البحر امسى زاخراًا ‪ ..‬ان رمى فٌه ؼبل ٌم بحجر !‬
‫‪----‬‬
‫مشكلتنا اننا نخال كل شًء مهٌؤ من تلقاء نفسه لخدمتنا ‪ ..‬وان على عناصر الوجود تلبٌة‬
‫اشارتنا واجابة رؼبتنا ‪ ..‬ال لعلة واضحة سوى اننا نرٌد ‪ ..‬وعلى الكون كله التنفٌذ ‪ ..‬بالظبط‬
‫كما ٌعٌش االطفال المدللون‬
‫‪----‬‬

‫جمع و إعداد محمود أؼٌورلً |‬ ‫‪254‬‬


‫اإلصدار الثانً‬ ‫ُقتطفات من ال ُكتب[‬
‫ٌ‬ ‫]م‬

‫ان الجحود فطرة ‪ ..‬انه ٌنبت على وجه االرض كاالعشاب الفطرٌة التً تخرج دون ان‬
‫ٌزرعها احد ‪ ..‬اما الشكر فهو كالزهرة التً ال ٌنبتها اال الري وحسن التعهد‬
‫لماذا نتحسر على ضٌاع المنن وتفشً الجحود ؟ انه الم ٌر طبٌعً ان ٌنسى الناس واجب الشكر‬
‫‪ ..‬فاذا نحن انتظرنا منهم اداء هذا الواجب فنحن ُخلقاء بان َ‬
‫نجر على انفسنا متاعب هً فً‬
‫ؼنى عنها‬
‫‪---‬‬
‫لعمرك ما ضاقت ببلد باهلها ‪ ..‬ولكن اخبلق الرجال تضٌق‬
‫‪---‬‬
‫سوؾ ٌنتهً كل امرىء الى وقت ٌدرك فٌه ان الحسد جهل ‪ ..‬وان التشبه انتحار ‪ ..‬وانه ٌنبؽً‬
‫للمرء ان ٌؤخذ نفسه على عبلتها وٌرضى بها كما قسمها هللا له ‪ -‬اٌمرسون ‪-‬‬
‫‪---‬‬
‫وعٌرنً االعداء والعٌب فٌهم ‪ ..‬فلٌس بعار ان ٌقال ضرٌر‬
‫اذا ابصر المرء المروءة والتقى ‪..‬فان عمى العٌنٌن لٌس ٌضٌر‬
‫راٌت العمى اجرا وذخرا وعصمة ‪ ..‬وانً الى تلك الثبلث فقٌر‬
‫(بشار بن برد )‬
‫‪---‬‬
‫ان الدمٌم ٌرى فً الجمال تحدٌا له ‪ ..‬والؽبً ٌرى فً الذكاء عدوانا علٌه ‪ ..‬والفاشل ٌرى فً‬
‫النجاح إزرا ًاء به‬
‫‪---‬‬
‫ان كانت محاسنً البلتً ادل بها ‪ ..‬كانت ذنوبا ًا فقل لً كٌؾ اعتذر‬
‫(البحتري)‬
‫جمع و إعداد محمود أؼٌورلً |‬ ‫‪255‬‬
‫اإلصدار الثانً‬ ‫ُقتطفات من ال ُكتب[‬
‫ٌ‬ ‫]م‬

‫عـلَّـمـتـنـً الحٌاةُ أن أتلقّى‪ ....‬كـ َّل ألـوانـهـا رضـا ًا وقبوال‬


‫ورأٌـت الـرِّ ضـا ٌـخفِّؾ أثقا‪....‬لـً وٌُـلقً على المآسً سُدوال‬
‫ُ‬

‫والـذي أُلـهـم الـرِّ ضا ال تراهُ‪....‬أبـدَ الـدهـر حـاسداًا أو َعذوال‬


‫ُـز ٍلج إلـٌـه َحـمْ ـداًا َجزٌبل‬
‫راض بـكـل مـا كتب هللا‪....‬وم ْ‬
‫ٍل‬ ‫أنـا‬
‫س لـبـٌـمـا ًا ألـفٌ ُته أو نبٌبل‬
‫راض بـكل صِ نؾٍل من النا‪ِ ....‬‬
‫ٍل‬ ‫أنـا‬
‫ُ‬
‫لـسـت أخـشـى من اللبٌم أذاه‪....‬ال‪ ،‬ولـن أسـؤ َل الـنـبٌ َل فتٌبل‬
‫فـسـح هللا فـً فـإادي فبل أر‪ ....‬ضـى مـن الحبِّ والوداد بدٌبل‬
‫الـضٌؾ مإنسا ًا أوثقٌبل‬
‫َ‬ ‫فـً فـإادي لـكل ضٌؾ مكان‪....‬فـ ُك ِ‬
‫ـن‬
‫ض َّل من ٌحسب الرضا عن َهوان‪....‬أو ٌـراه عـلـى الـ ِّنفاق دلٌبل‬
‫ٌ‬
‫نعمة من هللا لم ٌسـ‪....‬ـعـد بـهـا فً العباد إال القلٌبل‬ ‫فـالـرضا‬
‫والـرضـا ُ‬
‫آٌـة البراءة واإلٌـ‪ ....‬ـمـان باهلل نـاصـراًا ووكـٌبل‬
‫***‬
‫عـلـمـتنً الحٌاةُ أنَّ لها طعـ‪....‬ـ َمـٌـن‪ ،‬مُـراًا‪ ،‬وسابؽا ًا معسوال‬
‫ُ‬
‫وألـفـت الـتـؽـٌٌر والتبدٌبل‬ ‫دت حـالَـ َتـٌْها قرٌراًا‪....‬‬
‫فـتـعـو ُ‬
‫َّ‬
‫أٌـهـا الـناس كلُّلنا شاربُ الكؤ‪َ ....‬سـٌـن إنْ عـلقما ًا وإنْ سلسبٌبل‬
‫طلعا ًا وأُفوال‬ ‫نـحـن كالرّ وض ُنضْ رة ُ‬
‫وذبوال‪....‬نـحـن كـالـ َّنجم َم َ‬
‫نـحـن كـالـرٌح ثورة وسكونا ًا‪....‬نـحـن كالمُزن مُمسكا ًا وهطوال‬
‫ِّ‬
‫كـالحظ منصفا ًا وخذوال‬ ‫نـحـن كـالـظنِّ صادقا ًا وكذوبا ًا‪....‬نـحـن‬

‫جمع و إعداد محمود أؼٌورلً |‬ ‫‪256‬‬


‫اإلصدار الثانً‬ ‫ُقتطفات من ال ُكتب[‬
‫ٌ‬ ‫]م‬

‫***‬
‫ت الورى َقبٌبلًا َقبٌبل‬
‫قـد تـسـرِّ ي الحٌاةُ عنً فتبدي‪....‬سـخـرٌـا ِ‬
‫فـؤراهـا مـواعـظـا ًا ودروسا ًا‪ ....‬وٌـراهـا سـواي َخ ْ‬
‫ـطبا ًا جلٌبل‬
‫ـس وضـلُّلـوا بصابراًا وعقوال‬
‫أمـعـن الناس فً مخادعة ال ّنفـ‪ِ ....‬‬
‫وعٌنا ًا‪....‬مـن عـٌـون ال َم َها وخ ّداًا أسٌبل‬
‫عـبـدوا الـجاه وال ُّلنضار َ‬
‫األدٌـب الـضـعٌؾ جاها ًا وماالًا‪ ....‬لـٌـس إال مـثـرثـراًا مخبوال‬
‫والـعـتـ ُّلل الـقويُّل جاها ًا وماالًا‪....‬هـو أهـدى هُـدَ ى وأقـو ُم قٌبل‬
‫وإذا ؼـادة تـجـلّـت عـلٌهم‪ ....‬خـشـعـوا أو تـبـ ّتلوا تبتٌبل‬
‫و َتـلـوا سـورة الـهـٌام وؼ ّنو‪....‬هـا وعـافـوا القرآن واإلنجٌبل‬
‫ال ٌـرٌـدون آجبلًا من ثواب هللا‪....‬إنَّ اإلنـسـان كـان عـجـوال‬
‫فـتـنـة عـمّـت المدٌنة والقر‪ٌ....‬ـ َة لـم َتـعْ ـؾِ فتٌة أو كهوال‬
‫لـسـت ربـا ًا وال ب َ‬
‫ُعثت رسوال‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫انـبـرٌت للوعظ قالوا‪....‬‬ ‫وإذا مـا‬
‫ِّ‬
‫ٌـكـذب بـالد‪ٌ....‬ـن وال ٌـرهب الحساب الثقٌبل‬ ‫أرأٌـت الـذي‬
‫***‬
‫أكـثـ ُر الناس ٌحكمون على النا‪ ....‬س وهـٌـهات أن ٌكونوا عدوال‬
‫فـلـكـم لـقَّـبوا البخٌل كرٌما ًا‪....‬ولـكـم لـقَّـبـوا الكرٌم بخٌبل‬
‫العفٌؾ الخجوال‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫أعـطـوا المل َّح فؤؼ َنوا‪....‬ولـكـم أهملوا‬ ‫ولـكـم‬
‫صـوروها بتوال‬
‫ّ‬ ‫ربَّ عـذراء حـرّ ة ‪ii‬وصـموها‪....‬وبـؽـًٍّب قـد‬

‫وقـطـٌـع الـٌدٌن ظلما ًا ٍل‬


‫ولص‪ ....‬أشـبـع الـنـاس كـفَّه تقبٌبل‬ ‫ِ‬
‫جمع و إعداد محمود أؼٌورلً |‬ ‫‪257‬‬
‫اإلصدار الثانً‬ ‫ُقتطفات من ال ُكتب[‬
‫ٌ‬ ‫]م‬

‫وسـجـٌـن مـدلّ ٍل‬


‫ـل تـدلـٌبل‬ ‫ٍل‬ ‫صـبُّلوا علٌه نكاالًا‪....‬‬
‫وسـجـٌـن َ‬
‫ٍل‬
‫جُـ ُّلل مـن قـلَّـد الـفرنجة منا‪....‬قـد أسـاء الـتـقـلٌد والتمثٌبل‬
‫بـس مـن الـطـٌّبات إال قلٌبل‬
‫فـؤخـذنـا الخبٌث منهم ولم نق‪ِ ....‬‬
‫ٌـوم سـنَّ الـفرنج كذب َة إبرٌـ‪....‬ـ َل ؼـدا كـل عُـمْ ـرنا إبرٌبل‬
‫صبلًا تفصٌبل‬
‫نـشـروا الرجس مجمبلًا فنشرنا‪....‬هُ كـتـابـا ًا مـفـ َّ‬
‫***‬
‫عـلـمتنً الحٌاة أنَّ الهوى َسٌْـ‪....‬ـ ٌل فـمـن ذا الذي ٌر ُّلد السٌوال‬
‫الخٌر فٌه أصبلًا أصٌبل‬
‫َ‬ ‫باق‪....‬بـل أرى‬
‫ثـم قالت‪ :‬والخٌر فً الكون ٍل‬
‫الـشـر مستفٌضا ًا ِّ‬
‫فهون‪ ....‬ال ٌـحـبُّل هللا الـٌبوس الملوال‬ ‫َ‬ ‫إنْ َ‬
‫تـر‬
‫ـن و ٌَـطوي الزمانُ جٌبلًا فجٌبل‬
‫النقٌضٌـ‪ِ ....‬‬
‫َ‬ ‫وٌـطول الصراع بٌن‬
‫وتـظـ ُّلل األٌـام تعرض لو َنٌْـ‪....‬هـا عـلى الناس بُكر ًاة وأصٌبل‬
‫فـذلـٌـ ٌل باألمس صار عزٌزاًا‪....‬وعـزٌـ ٌز بـاألمس صار ذلٌبل‬
‫ُ‬
‫ٌـسـقـط السلٌ ُم علٌبل‬ ‫ولـقـد ٌـنـهض العلٌ ُل سلٌما ًا‪....‬ولـقـد‬
‫ُّل‬
‫ٌستحث الرحٌبل‬ ‫وشـبـعان‬
‫َ‬ ‫ـر‬
‫وعان ٌشتهً فسحة العمـ ** ِ‬
‫َ‬ ‫ربَّ َج‬
‫وتـظـ ُّلل األرحـا ُم تـدفع قابٌـ‪....‬الًا فـٌُـردي بـبـؽـٌـه هابٌبل‬
‫ونـشـٌـد الـسـبلم ٌتلوه سفّا‪....‬حـون َسـ ُّلنوا الخراب والتقتٌبل‬
‫وحـقـوق اإلنـسان لوحة رسّا‪ٍ ....‬لم أجـاد الـتـزوٌـر والتضلٌبل‬
‫ُ‬
‫خشٌت الذهوال‬ ‫ُ‬
‫سرحت بالعٌن فٌها‪ ....‬وبـفـكـري إال‬ ‫صـو ٌر مـا‬
‫***‬

‫جمع و إعداد محمود أؼٌورلً |‬ ‫‪258‬‬


‫اإلصدار الثانً‬ ‫ُقتطفات من ال ُكتب[‬
‫ٌ‬ ‫]م‬

‫قال صحبً‪ :‬نراك تشكو جروحا ًا‪....‬أٌـن لـحن الرضا رخٌما ًا جمٌبل‬
‫عو‪ْ ....‬د ُتـهـا َب َ‬
‫ـلـسـ َم الرضا لتزوال‬ ‫قـلـت أما جروح نفسً فقد َّ‬
‫الـتقاعس المرذوال‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫السكوت عن جرح قومً‪....‬لـٌـس إال‬ ‫ؼٌر أنَّ‬
‫َ‬
‫لـسـت أرضـى ألمـة أنبتتنً‪ُ ....‬خـلُـقـا ًا شـابـها ًا و َق ْدراًا ضبٌبل‬
‫ُ‬

‫لـسـت أرضى تخاذالًا أو خموال‬


‫ُ‬ ‫لـسـت أرضى تحاسداًا أو شقاقا ًا‪....‬‬
‫ُ‬

‫أنـا أبـؽً لها الكرامة والمجـ ‪....‬ـدَ وسـٌـفـا ًا على العدا مسلوال‬
‫ش حقٌراًا هزٌبل‬ ‫عـلـمـتنً الحٌاة أنً إن عشـ‪ُ ....‬‬
‫ـت لـنفسً أعِ ْ‬

‫أنً مهما ‪....‬أتـعـلَّـ ْم فـبل أزا ُل َجهوال‬


‫عـلـمـتـنـً الحٌاةُ َ‬
‫محمد مصطفى حمام‬

‫جمع و إعداد محمود أؼٌورلً |‬ ‫‪259‬‬


‫اإلصدار الثانً‬ ‫ُقتطفات من ال ُكتب[‬
‫ٌ‬ ‫]م‬

‫الكتاب الثامن والعشرون‬


‫اٌفان بافلوؾ ‪ -‬دانٌال تودز –‬

‫‪-------------‬‬
‫عن عصر اٌفان ُكتب " استطاع العلم فجؤة أن ٌحلق عالٌا ًا كما لوكان آلهة ٌستمد منها المرء‬
‫المعرفة األفضل من أجل تحسٌن الجنس البشري وتحسٌنه‪ .‬والطبلب الذٌن كانوا ٌدرسون كً‬
‫ٌصبحوا سدنة هذا العلم كانوا ٌتمتعون بؤهمٌة فابقة وٌُنظر إلٌهم على أنهم القادة "‬
‫‪-------------‬‬
‫عندما تفتح أبواب المكتبات كان ٌتدافع حشد كبٌر من األجساد مما جعل العراك الٌومً أمراًا‬
‫مؤلوفا ًا "‪ .‬وٌعترؾ بافلوؾ بعد بضع سنوات أنه وجد طرٌقة لتجنب الحشود المتدافقة بالتوصل‬
‫إلى اتفاق مع أحد العاملٌن فً المكتبة كان ٌترك له نافذة مفتوحة بحٌث ٌستطٌع أن ٌتسلق إلٌها‬
‫للحصول على كتبه المختارة قبل أن ٌصل اآلخرون‪.‬‬
‫‪-----------‬‬

‫جمع و إعداد محمود أؼٌورلً |‬ ‫‪260‬‬


‫اإلصدار الثانً‬ ‫ُقتطفات من ال ُكتب[‬
‫ٌ‬ ‫]م‬

‫وصؾ اٌفان انه أفضل قارئ وأكثر المناقشٌن حماسة ونشاطا ًا " ضمن حلقته‪ .‬وكان ٌسترجع‬
‫بذاكرته صفحات بكاملها من مقاالت بٌسارٌؾ‪ ،‬ومن كتابه المفضل "فٌزٌزلوجٌا الحٌاة‬
‫العامة "‪ .‬وكان مؽرما ًا على نحوخاص بشعار بٌسارٌؾ‪ " :‬الطبٌعة لٌست كاتدرابٌة بل ورشة‬
‫عمل "‪ .‬وكانت هذه الكلمات تمثل حكمة العصر الجدٌد‪ٌ :‬نبؽً أال ُتقدس الطبٌعة سلبٌا ًا على‬
‫أنها انعكاس لمجد هللا‪ ،‬بل ٌنبؽً فهمها بصورة علمٌة والسٌطرة علٌها من أجل خٌر البشرٌة‪.‬‬
‫‪----------‬‬
‫" اٌفان سٌشنوؾ " حتى عندما ٌعتقد الناس أنهم ٌتخذون قرارات – كاختٌار طرٌق ما بدالًا من‬
‫آخر‪ ،‬أوالموافقة على فكرة ما دون األخرى‪ ،‬أوإنقاذ رجل ؼرٌق بدالًا من الوقوؾ مكتوفً‬
‫األٌدي عند الشاطا – فإنهم ال ٌقومون فً الواقع إال ٌما تملٌه علٌهم االنعكاسات بعبارة‪.‬‬
‫أخرى فإن الناس لٌسوا أحراراًا حقا ًا‪ .‬تماما ًا كالساعة التً تدور بطرٌقة معٌنة نتٌجة ناقبلت‬
‫الحركة والنوابض داخلها (فالساعة ال تستطٌع أن تقرر " أن تؽنً أؼنٌة بدالًا من الداللة على‬
‫الوقت)‪ ،‬وهذا ما ٌفعله الناس بطرٌقة معٌنة بسبب الفعل المنعكس البلإرادي ‪.‬‬
‫‪------------‬‬
‫" فإن التفكٌر ٌعنً أن تحقق فً موضوع ما بإصرار‪ ،‬وتضعه دابما ًا فً ذهنك‪ ،‬وأن تكتب‬
‫وتتحدث عنه وتجادل حوله‪ ،‬لتقترب منه من زاوٌة أوأخرى‪ ،‬وأن تجمع كافة األسباب لرأي‬
‫أوآلخر حوله‪ ،‬وتزٌل كافة االعتراضات‪ ،‬وتعترؾ بالثؽرات حٌثما وجدت "‪ .‬أي على المرء‬
‫باختصار أن " ٌختبر أفراح وأتراح الجهد الذهنً الجدي "‪ .‬وأفضل مكان تتعلم فٌه كٌؾ تفكر‬
‫هوالمختبر العلمً‪ ،‬الذي كان ٌدعوه بافلوؾ " مدرسة األدمؽة "‪.‬‬
‫‪-------------‬‬
‫ٌصعب القٌام بؤي عمل إذا لم ٌتوفر للمرء األدوات المناسبة‪ ،‬بما فً ذلك العلم‬
‫‪--------------‬‬
‫‪ .‬ثمة فارق ما بٌن أن تتلقى المعلومات من نص الكتاب وبٌن أن تجري تجربة علمٌة فً‬
‫الصؾ‬

‫جمع و إعداد محمود أؼٌورلً |‬ ‫‪261‬‬


‫اإلصدار الثانً‬ ‫ُقتطفات من ال ُكتب[‬
‫ٌ‬ ‫]م‬

‫كل حافز بٌبً كان ٌإدي إلى عملٌة أوعملٌتٌن عصبٌتٌن أساسٌتٌن ‪ :‬استشارة أوكبح‬
‫‪------------‬‬
‫التقدم العلمً ال ٌجعل البشر سادة ثروات الطبٌعة التً ال حد لها فحسب ‪ ،‬بل ٌعلمهم أٌضا ًا‬
‫كٌؾ ٌفكرون بشكل سلٌم وبالتالً ٌتعاٌشون فٌما بٌنهم بصورة أكثر إنسانٌة‬
‫‪-----------‬‬
‫إن طرٌق المعرفة ال نهاٌة له‬
‫‪----------‬‬

‫جمع و إعداد محمود أؼٌورلً |‬ ‫‪262‬‬


‫اإلصدار الثانً‬ ‫ُقتطفات من ال ُكتب[‬
‫ٌ‬ ‫]م‬

‫الكتاب التاسع والعشرون‬


‫أبو القاسم الشابً ‪ -‬د‪ .‬سحر عبد هللا عمران–‬

‫‪-----------------------‬‬

‫ٌتحدث هذا الكتاب كما ٌُرى من عنوانه عن مسٌرة الشاعر ابو القاسم الشابً وما شكل‬
‫شخصٌته من نشؤته الى مرضه ثم ٌجول الكتاب جولة ممتعة حول اشعار الشاعر وؼاٌته من‬
‫تلك االبٌات كتؤمل فً الطبٌعة حٌنا وحٌنا اخرى فً الؽٌبٌات بتفرد ممٌز بالتعابٌر واالسلوب‬
‫وفٌما ٌلً مختارات من هذه االشعار وبعض االفكار التً وردت فً الكتاب والتً ٌبلحظ فً‬
‫معظمها مسحة قوٌة من الكآبة و األسى‬

‫‪------------------------‬‬
‫ًا‬
‫ؼربة بٌن أبناء الحٌاة‪ ،‬وشعوراًا‬ ‫ٌ‬
‫ؼرٌب فً هذا الوجود‪ ،‬وأننً أزداد كل ٌوم‬ ‫أشعر اآلن بؤننً‬
‫بمعانً هذه الؽربة األلٌمة‬

‫‪-------------‬‬

‫جمع و إعداد محمود أؼٌورلً |‬ ‫‪263‬‬


‫اإلصدار الثانً‬ ‫ُقتطفات من ال ُكتب[‬
‫ٌ‬ ‫]م‬

‫أثرت فً تكوٌن شخصٌة الشابً عوامل متعددة‪ ،‬كان لها بصما ُتها الواضحة فً حٌاته النفسٌة‪،‬‬
‫وفً اتجاهاته الفكرٌة واألدبٌة‪ ،‬وأهم هذه العوامل ‪:‬‬
‫ًا‬
‫حالة تشاإمٌة سوداوٌة فً نظرته إلى الوجود‪ ،‬وقد انعكس ذلك فً‬ ‫‪1‬ـ َمرضُه الذي ولّد لدٌه‬
‫سلوكه‪ ،‬إذ جعل منه المرض رجبلًا شدٌد االنفعال‪.‬‬

‫‪2‬ـ واقعه المادي الذي نشؤ من ضؽط أعباء الحٌاة وتكالٌفها علٌه‪ ،‬ال سٌما بعد وفاة والده الذي‬
‫أملى علٌه تحمّل أعباء المسإولٌة األسرٌة مب ِّكراًا‪ ،‬مما حرمه الكثٌر من الحرٌة التً كان ٌنبؽً‬
‫أن ٌتم ّتع بها‪.‬‬
‫‪3‬ـ مطالعاته الفكرٌة واألدبٌة التً صقلت موهبته‪َ ،‬‬
‫وط َبعت شعره بمسْ َح ٍلة من الخٌال‪ ،‬وأدخلت‬
‫علٌه شٌبا ًا من الج ّد ِة والطرافة‪.‬‬

‫‪4‬ـ واقع الحٌاة فً وطنه‪ :‬حٌث البإس االجتماعً والتخلؾ الثقافً وضعؾ األداء السٌاسً‬
‫التً هً بمجملها من مورِّ ثات االستعمار الفرنسً‪.‬‬

‫‪-------------‬‬
‫موت قد َّ‬
‫مز َ‬
‫قت صدري‬ ‫ُ‬ ‫ٌا‬
‫َ‬
‫وقصمت باألرزاء ظهري‬
‫وفجعتنً فٌمن أُحبُّل‬
‫و َمن إلٌه أب ُّل‬
‫ُث سرِّ ي‬
‫وأَع ُّلده ؼابً ومحرابً‬
‫وأؼنٌتً وفجري‬
‫ْ‬
‫ورزأ َتنًِ فً عُمْ دتً‬
‫ومشورتً فً كل أمر‬

‫جمع و إعداد محمود أؼٌورلً |‬ ‫‪264‬‬


‫اإلصدار الثانً‬ ‫ُقتطفات من ال ُكتب[‬
‫ٌ‬ ‫]م‬

‫إذا أضجر ْتكِ أؼانً الظبلم‬


‫فقد َّ‬
‫عذبتنً أؼانً الوجو ْم‬
‫ُ‬
‫بنات الؽٌوم‬ ‫وإن هجر ْتك‬
‫ُ‬
‫بنات الجحٌ ْم‬ ‫فقد عانقتنً‬
‫وإن أرْ شفتك شفاهُ الحٌاة‬
‫َ‬
‫ورحٌق األلم‬ ‫ُضاب األسى‪،‬‬
‫َ‬ ‫ر‬
‫عت من كفّها‬
‫فإ ّنً تجرَّ ُ‬
‫كإوسا ًا مإجَّ ًا‬
‫جة‪ ،‬تضطر ْم‬

‫‪-------------------‬‬
‫ولوال ؼٌو ُم الشتاء ال ِؽضابُ‬

‫لما َنضَّدَ الرّ وضُ تلك الورود‬


‫العبُوسُ‬
‫ولوال ظبل ُم الحٌاة َ‬
‫ْ‬
‫البرود‬ ‫لما نسج الصُّلب ُح تلك‬

‫‪---------------‬‬

‫جمع و إعداد محمود أؼٌورلً |‬ ‫‪265‬‬


‫اإلصدار الثانً‬ ‫ُقتطفات من ال ُكتب[‬
‫ٌ‬ ‫]م‬

‫أسكنً ٌا جراحْ‬
‫واسكنً ٌا شجونْ‬
‫مات عه ُد ال ُّلنواحْ‬
‫وزمانُ الجنونْ‬
‫وأط َّل الصباحْ‬
‫من ورا ِء القرونْ‬

‫‪------------------------‬‬

‫كم فتا ٍلة جمٌل ٍلة مدحوها‬


‫و َتؽ ّنوا بها لكً ٌُسقِطوها‬
‫فإذا صانت الفضٌلة عابُوها‬
‫ت َ‬
‫الخنا َعب ُدوها‬ ‫وإن باع ِ‬
‫لعنة‪َ ،‬ته ِْب ُ‬
‫ط‬ ‫ًا‬ ‫أصبح الحُسْ نُ‬
‫األرض‪ ،‬ل ٌَؽويْ أبناإها َ‬
‫وذووها‬ ‫َ‬
‫‪--------------‬‬

‫جمع و إعداد محمود أؼٌورلً |‬ ‫‪266‬‬


‫اإلصدار الثانً‬ ‫ُقتطفات من ال ُكتب[‬
‫ٌ‬ ‫]م‬

‫الكونُ كونُ شقا ٍلء‬


‫ْ‬
‫التباس‬ ‫الكون كون‬
‫اختبلق‬
‫ٍل‬ ‫الكون كون‬
‫ْ‬
‫واختبلس‬ ‫وضجّ ٍلة‬
‫عندي فٌه الـ‬
‫َ‬ ‫ّان‬
‫سٌ ِ‬
‫ْ‬
‫واالبتباس‬ ‫ـ ّسرور‬

‫‪----------------‬‬
‫إنّ الحٌا َة س ٌ‬
‫ُبات‬
‫سٌنقضً بالمناٌا‬
‫وما الرُّل إى فٌه إال‬
‫آمالُنا والخطاٌا‬
‫ْ‬
‫كانت‬ ‫فإنْ تٌقَّ َظ‬
‫بٌن الجفون بقاٌا‬

‫‪----------------‬‬

‫جمع و إعداد محمود أؼٌورلً |‬ ‫‪267‬‬


‫اإلصدار الثانً‬ ‫ُقتطفات من ال ُكتب[‬
‫ٌ‬ ‫]م‬

‫أدوار الحٌاة مف ِّكراًا‬


‫َ‬ ‫قض ُ‬
‫ٌّت‬
‫فً الكابنات‪ ،‬م َّ‬
‫ُعذبا ًا مهموما‬
‫أعراس الوجود مآثِما ًا‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫فوجدت‬
‫ووجدت فردوس َّ‬
‫الزمان جحٌما‬ ‫ُ‬
‫ُ‬
‫وحضرت مابد َة الحٌاة‪ ،‬فلم ْ‬
‫أجد‬
‫إال شرابا ًا آجنا ًا مسموما‬

‫‪----------------‬‬

‫ت‪ ..‬ما أنتِ؟ َرسْ ٌم جمٌ ٌل‬


‫أن ِ‬
‫عبقريٌّي من َفنِّ هذا الوجو ِد‬
‫وعمق‬
‫ٍل‬ ‫فٌكِ ما فٌه من ُؼ ٍل‬
‫موض‬

‫وجمال مق َّد ٍل‬


‫س معبو ِد‬ ‫ٍل‬
‫‪----------------‬‬

‫فإادي ما قد‬
‫َ‬ ‫ت ُتحْ َ‬
‫ٌٌن فً‬ ‫أن ِ‬
‫مات فً أَمْ سِ ًَ السّعٌ ِد الفقٌ ِد‬
‫ت الحٌاةُ فً ِرقَّ ِة الفجر‬
‫ت‪ ..‬أن ِ‬
‫أن ِ‬
‫الربٌع الولٌ ِد‬
‫ِ‬ ‫رونق‬
‫ِ‬ ‫فً‬
‫ت قُ ْدسِ ً و َمعْ بدي وصباحً‬
‫أن ِ‬
‫وربٌعً ونشوتً وخلودي‬

‫‪--------------‬‬

‫جمع و إعداد محمود أؼٌورلً |‬ ‫‪268‬‬


‫اإلصدار الثانً‬ ‫ُقتطفات من ال ُكتب[‬
‫ٌ‬ ‫]م‬

‫أنقذٌنً من األسى‪ ،‬فلقد‬


‫أمسٌ ُ‬
‫ْت ال أستطٌ ُع َحمْ َل وجو ِديْ‬ ‫َ‬
‫ُ‬
‫سبمت ظبلمً‬ ‫أنقذٌنً‪ ،‬فقد‬
‫أنقذٌنً‪ ،‬فقد َملَ ْل ُ‬
‫ت ركودي‬

‫‪--------------‬‬
‫ٌا أٌُّلها ال َق ْلبُ الشجًُّل ! إالم ُت ْخ ِرسُك ال ّشجونْ‬
‫مع ال َه ُتونْ‬ ‫رُحْ ماك قد َع َّذبْتـنًِْ بالصَّمْ ِ‬
‫ت وال َّد ِ‬
‫مات الحبٌبُ ‪ ،‬و ُك ُّلل ما قد ُك ْن َ‬
‫ت ترجو أنْ ٌكونْ !‬

‫مان‪ ،‬وما ُتصرِّ فُه الشإون‬ ‫اصبرْ على س ُْخطِ َّ‬


‫الز ِ‬ ‫ِ‬
‫‪-----------‬‬
‫روحْ‬
‫ٌا طاب َِر الشعر ِّ‬
‫على الحٌا ِة الكبٌبهْ‬
‫وامْ َسحْ برٌشِ ك دَ مْ َع‬
‫ْ‬
‫ؼرٌبة‬ ‫القلوبِ‪ ،‬فهً‬
‫وع ِّزها عن أساها‬
‫َ‬
‫فقـد دَ َه ْتها المصٌ َبهْ‬

‫وأنت رُو ٌح جمٌ ٌل‬


‫بٌن الهضاب الجدٌبهْ‬

‫جمع و إعداد محمود أؼٌورلً |‬ ‫‪269‬‬


‫اإلصدار الثانً‬ ‫ُقتطفات من ال ُكتب[‬
‫ٌ‬ ‫]م‬

‫ب‬ ‫ْ‬
‫فانفخ بها من لهٌ ِ‬
‫السما ِء رُوحا ًا َخضِ ٌ َبهْ‬
‫واب َْع ْ‬
‫ث ِبسِ حْ ِرك فً‬
‫ضرا َم الشبٌبهْ‬
‫قلبها َ‬
‫ِ‬
‫‪------------‬‬

‫لقت طلٌقا ًا كطٌؾ النسٌم‪ ،‬وحراًا كنور الضحى فً َسما ْه‬


‫ُخ ُ‬

‫فمالك ترضى بذ ِّل القٌود‪ ،‬وتحنً لمن كبّلوك الجبا ْه‬


‫أال انهضْ وسِ رْ فً سبٌل الحٌاة‪َ ،‬ف َمنْ نام لم تنتظرْ ه الحٌا ْه‬
‫بلع فما َث َّم إالّ الضحى فً صِ با ْه‬ ‫تخش ممّا وراء ال ّت ِ‬ ‫َ‬ ‫وال‬

‫ب جمٌ ٌل إلى ال ّن ِ‬
‫ور‪ ،‬فالنو ُر ظِ ُّلل اإلله‬ ‫ور‪ ،‬فالنو ُر َع ْذ ٌ‬
‫إلى ال ّن ِ‬
‫‪-------------‬‬
‫أٌها الحُبُّل ! َ‬
‫أنت سِ رُّل ببلبً‬

‫ور ْوعتً‪َ ،‬‬


‫وعنابً‬ ‫وهمومً‪َ ،‬‬
‫و ُنحولً‪ ،‬وأَدمُعً‪َ ،‬‬
‫وعذابً‬
‫وسقامً‪ ،‬ولـوعتً‪ ،‬وشقـابً‬
‫َ‬
‫‪-----------------‬‬

‫جمع و إعداد محمود أؼٌورلً |‬ ‫‪270‬‬


‫اإلصدار الثانً‬ ‫ُقتطفات من ال ُكتب[‬
‫ٌ‬ ‫]م‬

‫أٌُّلها الحبُّل ! َ‬
‫أنت سِ رُّل وجــودي‬
‫وحٌاتً‪،‬وعِ َّزتً‪ ،‬وإبابً‬
‫دٌجور دَ هْ ري‬
‫ِ‬ ‫و ُ‬
‫شعاعً ما بٌن‬

‫وأَل ٌْفً‪ ،‬وقُرَّ تً‪َ ،‬‬


‫ورجـابً‬
‫ُبلؾ الفإاد ! ٌا ُس َّم نفسً‬
‫ٌا س َ‬
‫فً حٌاتً‪ٌ ،‬ا ش ّدتً ! ٌا َرخابً!‬

‫هٌب ٌثو ُر فً روضة ال ّن ْفس‬


‫ألَ ٌ‬
‫فٌطؽى‪ ،‬أم َ‬
‫أنت نو ُر السّماء؟‬

‫‪------------------------‬‬
‫ٌا موت ! قد َّ‬
‫مز َ‬
‫قت صدري‬
‫وقصمت باألرزاء ظهري‬
‫وقسوت إذ أب َق ٌْ َتنً فً‬
‫َ‬

‫الكون أَ ْذ َر ُع ك َّل وعْ ِر‬


‫وفجعْ َتنً فٌمن أُحبُّل ‪،‬‬
‫ومن إلٌه أب ُّل‬
‫ُث سِ رِّ ي‬
‫وأَع ُّلده فجري الجمٌ َل‪،‬‬
‫إذا ْادلَه َّم علًَّ دَ هْ ري‬
‫‪---------------‬‬

‫جمع و إعداد محمود أؼٌورلً |‬ ‫‪271‬‬


‫اإلصدار الثانً‬ ‫ُقتطفات من ال ُكتب[‬
‫ٌ‬ ‫]م‬

‫ت الحٌاةُ فً قُ ْدسِ ها السَّـ‬


‫ت‪ ،..‬أن ِ‬
‫أن ِ‬
‫ـامً‪ ،‬وفً سِ حْ ِرها ال َّشجًِّ الفرٌ ِد‬
‫ت الحٌاةُ‪ ،‬فً رقـ َّ ِة‬
‫ت‪ ،...‬أن ِ‬
‫أن ِ‬
‫رونق الربٌع الولٌد‬
‫ِ‬ ‫الفجر‪ ،‬فً‬
‫ت الحٌاةُ فٌكِ وفً عٌ َنٌْـ‬
‫أنت‪ ،..‬أن ِ‬
‫ُ‬
‫آٌـات سِ حْ ِرهـا ال َممْ ُدود‬ ‫ـكِ‬
‫ت دنٌا من األناشٌد واألحْ بلم‬
‫أن ِ‬
‫والخٌــال المدٌـد‬
‫ِ‬ ‫والسِّحْ ر‬

‫ت فوق الخٌال‪ ،‬وال ِّش ِ‬


‫عر‪ ،‬والفنِّ‬ ‫أن ِ‬
‫وفوق ال ُّلنهـَـى وفوق الحدو ِد‬
‫ْ‬

‫‪-----------------------‬‬

‫مة مُرَّ ًاة‪ ،‬كـؤ ّن ًَ أَسْ َت ُّلل‬


‫َبسْ ًا‬

‫من ال ّش ْوك ذاببل ِ‬


‫ت الورو ِد‬
‫فالصّبا ُح الجمٌ ُل ٌُنعشُ بال ِّد ْ‬
‫ؾ ِء‬
‫حٌا َة الم َُح َّطم المكدود‬
‫ُ‬
‫سبمت ظبلمً‬ ‫أنقذٌنً‪ ،‬فقد‬
‫أَ ْنقذٌـنً‪ ،‬فقد َملَ ْل ُ‬
‫ت ركودي‬

‫‪-------------‬‬

‫جمع و إعداد محمود أؼٌورلً |‬ ‫‪272‬‬


‫اإلصدار الثانً‬ ‫ُقتطفات من ال ُكتب[‬
‫ٌ‬ ‫]م‬

‫آه ٌا زهرتً الجمٌل َة لـو تدرٌن‬


‫مـا َجـ َّد فً فإادِي الوحٌـــ ِد‬
‫ٌ‬
‫أكوان‬ ‫ب ُت ْخلَ ُق‬
‫فً فإادِي الؽرٌ ِ‬
‫من السِّحْ ر ُ‬
‫ذات حُسْ ٍلن فرٌ ِد‬
‫وشموس وضّاءةٌ ونجو ٌم‬
‫ٌ‬

‫َت ْن ُثر ال ُّلن َ‬


‫ور فً َفضـا ٍلء مـدٌ ِد‬
‫وحٌاةٌ شِ عْ رٌ ٌّة هً عندي‬
‫صورةٌ من حٌا ِة أهل ال ُخلو ِد‬

‫‪--------------‬‬
‫إذا ال ّشعبُ ٌوما ًا أراد الحٌاة‬
‫ٌستجٌب القدرْ‬
‫َ‬ ‫فبل ب َّد أن‬
‫للٌـل أن ٌنجلً‬
‫ِ‬ ‫وال بـ َّد‬
‫وال ب َّد للقٌ ِد أن ٌنكســرْ‬
‫ُ‬
‫شــوق الحٌا ِة‬ ‫ومن لم ٌُعان ْقه‬
‫جوها‪ ،‬واند َثرْ‬ ‫َّ‬
‫تبخر فً ِّ‬
‫ش ْقه الحٌاةُ‬
‫فـوٌ ٌل لمــنْ لم َت ُ‬

‫ص ْفعة َ‬
‫العدَ ِم المُنتصرْ‬ ‫من َ‬

‫جمع و إعداد محمود أؼٌورلً |‬ ‫‪273‬‬


‫اإلصدار الثانً‬ ‫ُقتطفات من ال ُكتب[‬
‫ٌ‬ ‫]م‬

‫سؤلت ‪ٌ :‬ـا أ ُ ُّلم هل َت ْك َر ِهٌ َْن ال َب َشر؟‬


‫ُ‬ ‫لً األرض ـ لما‬
‫وقالت َ‬
‫موح ومن ٌَسْ َتل ُّلِذ‬ ‫ُّل‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫ركوب َ‬
‫الخطرْ‬ ‫َ‬ ‫ك فً ال ّن ِ‬
‫اس أهْ َل الط ِ‬ ‫بار ُ‬
‫أ ِ‬
‫عٌش الحجر‬
‫َ‬ ‫بالعٌش‬
‫ِ‬ ‫مان‪ ،‬و ٌَ ْق َن ُع‬
‫الز َ‬ ‫وأَ ْل َعنُ من ال ٌُماشً َّ‬

‫ْت‪ ،‬مهما َكبُرْ‬


‫هو الكون حًٌّي ‪ٌُ ،‬حبُّل الحٌا َة‪ ،‬وٌحتقِ ُر ال َمٌ َ‬
‫ْت َّ‬
‫الز َهرْ‬ ‫فبل األ ُ ْف ُق ٌَحْ ضِ نُ َمٌ َ‬
‫ْت الطٌور‪ ،‬وال ال َّنحْ ُل ٌَ ْل ُثم َمٌ َ‬

‫ْت تلك ال ُح َفرْ‬


‫ت المٌ َ‬ ‫ولوال أ ُ ُ‬
‫مومة قلبً الرَّ إُ و ُم لما َ‬
‫ض َّم ِ‬
‫العدَ ِم ال ُم ْن َتصِ رْ‬
‫ش ْقه الحٌاةُ‪ِ ،‬منْ لَعْ َن ِة َ‬
‫فوٌ ٌل لمن لم َت ُ‬

‫‪------------‬‬

‫جمع و إعداد محمود أؼٌورلً |‬ ‫‪274‬‬


‫اإلصدار الثانً‬ ‫ُقتطفات من ال ُكتب[‬
‫ٌ‬ ‫]م‬

‫الكتاب الثبلثون‬
‫لماذا الرجال ال ٌستمعون والنساء ال تقرأ الخرابط ‪ -‬باربرا و آالن ٌ‬
‫بٌس ‪-‬‬
‫ُنشر هذا الكتاب على شبكة ابو نواؾ وٌمكنك تحمٌله من الرابط التالً‬

‫‪http://g.abunawaf.com/2010/4/10/Male&Female.zip‬‬

‫‪------------------‬‬
‫الرجال والنساء مختلفون لٌس بصورة افضل او اسوء انما فقط مختلفون وكل ما ٌملكونه‬
‫بصورة مشتركة هو فقط انتمابهم الى نفس الفصٌلة النهم ٌعٌشون فً عوالم مختلفة وقٌم‬
‫مختلفة وفقا لقواعد مختلفة اؼلبٌتنا ٌعرؾ ذلك ولكن وخاصة الرجال ٌرفضون االعتراؾ به‬
‫ولكن الحقٌقة واضحة لنا‬
‫‪------------‬‬
‫جمع و إعداد محمود أؼٌورلً |‬ ‫‪275‬‬
‫اإلصدار الثانً‬ ‫ُقتطفات من ال ُكتب[‬
‫ٌ‬ ‫]م‬

‫ان الرجل والمراة قد تطورا بصورة مختلفة عبر الزمن فالرجل كان ٌصٌد والمراة كانت‬
‫تحصد الرجل ٌحمً والمراة تربً ولذلك فان اجسادهم وعقولهم تبلبمت مع سٌاق هذا العمل‬
‫لتتطور بصورة مختلفة‬
‫‪-----------‬‬
‫ان دراسة الدماغ تعطٌنا االجوبة عن كل شًء ان الرجال والنساء لٌسا متطابقٌن وهذا الٌعنً‬
‫ان ٌتحكم الرجل فً المراة او ان ٌاخذ فرص عملها حٌث فرص العمل ٌجب ان تعطى للجمٌع‬
‫بحسب كفاءة الفرد دون اعتبار جنسه فً اداء تلك الوظٌفة ان مساواة الرجال والنساء فً‬
‫الحقوق العامة هو امر سٌاسً ولكن تحدٌد تطابقنا كافراد – تشابهنا ‪ -‬هو امر علمً بحت‬
‫‪--------‬‬
‫ان االختبلؾ الٌعنً عدم المساواة ‪ ,‬حٌث ان المساواة تعنً الحرٌة فً اختاراتنا واالختبلؾ‬
‫ٌعنً اختبلؾ اختٌاراتنا ونحن عادة نختار اشٌاء مختلفة من نفس القابمة بٌن الجنس الواحد‬
‫فمابلك بٌن الجنسٌن‬
‫‪------‬‬

‫اذا كنت قد ولدت قبل عام ‪ 1960‬فان حٌاتك ستكون صٌؽة مكررة من حٌاة والدٌك الذان‬
‫بدورهما اكتسباها من والدٌهما حٌث كنا نعٌد تصوٌر احداث وتصرفات والدٌنا ونكررها حتى‬
‫العصور السابقة لذا فان والدٌك لن ٌكون فً مقدورهما ان ٌساعداك فً حل مشاكلنا الناشبة‬
‫عن الثقافة الجدٌدة‬

‫ان نسبة الطبلق الٌوم تقارب ال ‪ % 50‬بدون االخذ بعٌن االعتبار الشواذ جنسٌا وٌقدر نسبة‬
‫االنفصال بٌن المرتبطٌن بؽٌر زواج ب ‪ % 70‬لذا علٌنا ان نتعلم نظام جدٌد من القواعد لكً‬
‫نصل الى تناؼم افضل بٌن االطراؾ وحٌاة اكثر سعادة ونحن على اعتاب القرن ‪21‬‬

‫‪--------‬‬

‫جمع و إعداد محمود أؼٌورلً |‬ ‫‪276‬‬


‫اإلصدار الثانً‬ ‫ُقتطفات من ال ُكتب[‬
‫ٌ‬ ‫]م‬

‫ٌمكن الي انثى ان تدرك من الفور حزن زمٌلتها او تعاستها ولكن الرجل ال ٌدرك ذلك اال اذا‬
‫راى دلٌل حسً على ذلك – دموع الفتاة مثبل ‪ -‬او نوبة ؼضب او حتى صفعة على الوجه لكً‬
‫ٌبدا بالشعور بان هنالك خطب ما‬
‫‪-------‬‬
‫ان المراة تعرؾ اصدقاء اوالدها واحبلمهم وامالهم واحاسٌسهم ومخاوفهم وعادة تبلحظهم‬
‫عندما ٌخططون المر ما او لذنب ما بٌنما الرجل بالكاد ٌدرك ان هنالك من ٌعٌش معه فً‬
‫المنزل‬
‫‪-----‬‬
‫ان الرإٌة العرضانٌة لبلنثى تمكنها دوما من تصٌد الرجال الذٌن ٌنظرون الٌها بٌنما الرجال‬
‫الٌمكنهم ذلك لبلسؾ بٌنما ٌفٌد باحثً العبلقات الجنسٌة ان النساء ٌنظرن الى الرجال بمعدالت‬
‫اكبر من نظر الرجال الى النساء ولكن الرجال دابما هم من ٌقعد تحت عٌن الرقٌب بسبب‬
‫اختبلؾ طرٌقة عمل اجهزتنا البصرٌة‬
‫‪-------‬‬
‫صحٌح ان المراة تملك كل هذه القدارت االدراكٌة والحسٌة اكثر من الرجل بكثٌر لكنها‬
‫التستوعب ذلك وتعتقد ان الرجل ٌتمتع بنفس القدر من هذه القدرات ودابما تنتظر االجابة من‬
‫هذه القدارت منه وهً تظن ان الرجل ٌمكنه قراءة لؽة جسدها او نبرة صوتها وانه سٌفهم‬
‫فورا احتٌاجاتها وسٌلبً لها رؼباتها مثلما تقوم بها اي امراة اخرى قرٌبة منها وهذا أكبر خطؤ‬
‫‪------‬‬
‫ان عاداتنا القدٌمة تموت بصعوبة وان الذاكرة الجٌنٌة حٌة وتعمل كما ٌقول بعض العلماء وان‬
‫معظم تصرفاتنا الواعٌة جاءت نتٌجة تراكم الخبرات فً تلك الذاكرة الجٌنٌة ومنطقٌا النظن ان‬
‫االالؾ السنٌن من الخبرات المتراكمة لن تترك اثرا ولو بسٌط على نهج االنسان الحالً‬
‫‪-------‬‬

‫جمع و إعداد محمود أؼٌورلً |‬ ‫‪277‬‬


‫اإلصدار الثانً‬ ‫ُقتطفات من ال ُكتب[‬
‫ٌ‬ ‫]م‬

‫ان كل االبحاث الموجودة تإكد ان دماغ الرجل ٌقوم بعملٌة واحدة فقط فً وقت واحد وان‬
‫دماؼه ٌعمل بطرٌقة الوحدة الواحدة اي ٌركز االهتمام على قسم معٌن من الدماغ اثناء القٌام‬
‫فً المهمة وتخؾ العملٌات فً االقسام االخرى‬
‫‪-------‬‬
‫علمنا ان الرجل على مر االؾ السنٌن لم ٌكن متحدثا بارعا مقارنة بالمراة فلٌس فقط تبدا‬
‫االناث بالتحدث باكرا بل ان فتاة فً عمر الثبلث سنوات تملك من المصطلحات ضعؾ ما‬
‫ٌملك ذكر فً نفس العمر وٌمكنها ان تتحدث تقرٌبا بلؽة مفهومة ‪%100‬‬

‫‪--------‬‬
‫ان دماغ الرجل بكل تعقٌداته لدٌه القدرة على تحٌل وفرز المعلومات بكفاءة اكثر من دماغ‬
‫المراة فدماغ الرجل ٌعمل على امر منفصل بعٌدا عن االمور االخرى وبالتالً ٌمكنه ان ٌحٌد‬
‫كل مشاكله وان ٌركز على امر واحد فقط بعكس المراة والتً ال تستطٌع ان تخرج المشكلة‬
‫من نطاق تفكٌرها وستبقى تحوم حولها طٌلة ٌومها بٌنما الرجل ٌمكن ان ٌثبت المشكلة عند‬
‫وضعها الحالً وٌإجل التفكٌر بها حتى حٌن آخر‬
‫‪---------‬‬
‫ان التحدث لدى المراة محوري جدا وهام لها فله عدة اهداؾ واضحة منها بناء عبلقات جدٌدة‬
‫وقوٌة وصنع االصدقاء بٌنما بالنسبة للرجال فهو وسٌلة فقط لربط الحقابق واخراجها‬
‫‪-------‬‬
‫ان الرجل ٌرى الهاتؾ كوسٌلة اتصال لتبادل المعلومات بٌنما بالنسبة للنساء فهً وسٌلة تطوٌر‬
‫عبلقات وصداقات‬
‫‪--------‬‬
‫ان الرجل عادة ٌتحدث فً عقله وعندما ٌكون الرجل ٌنظر من النافذة ٌكون عقله فً حوار‬
‫داخلً مع نفسه وفً نفس الوقت تظن زوجته انه قد مل منها وال ٌرٌد النظر الٌها وتحاول‬

‫جمع و إعداد محمود أؼٌورلً |‬ ‫‪278‬‬


‫اإلصدار الثانً‬ ‫ُقتطفات من ال ُكتب[‬
‫ٌ‬ ‫]م‬

‫التقرب منه واعطاءه شٌبا لكً ٌقوم به وهنا ٌرد الرجل بنوبة ؼضب النها قطعت سلسلة‬
‫افكاره ومنعته من الوصول الى حل احدى مشكبلته‬
‫‪--------‬‬

‫ان ‪ %47‬من النساء العامبلت و‪ %98‬من الؽٌر عامبلت قلن ان االحجام عن التواصل اللفظً‬
‫بٌنهن وبٌن ازواجهن احد اهم اسباب فشل العبلقات فٌما بٌنهم وخاصة فً نهاٌة الٌوم‬
‫‪-------‬‬
‫ان جمل الذكور دابما اقصر من جمل االناث وذات تعابٌر فصٌحة اكثر وجمل الذكور عادة‬
‫تملك افتتاحٌة بسٌطة ونقطة واضحة وخبلصة ممٌزة وصرٌحة ومن السهل جدا معرفة الهدؾ‬
‫من الحدٌث وبداٌته ونهاٌته وانه من المهم على االناث استٌعاب ذلك الن القفز بٌن النقاط فً‬
‫الحدٌث والذي تقوم به النساء دابما ٌشتت انتباه الرجل‬
‫‪-------‬‬
‫ان القدرة المكانٌة فً الدماغ تعنً انه ٌمكن للرجل ان ٌتخٌل فً عقله االشكال واالماكن‬
‫واالبعاد والمحاور وهً اٌضا تعنً القدرة على تدوٌر الصور حول محور او اثنٌن او نقطة‬
‫فً عقله والنظر الٌها من اكثر من زاوٌة كما تفٌده فً تخٌل االشكال بابعادها الثبلث وهذه‬
‫الخصابص مهمة جدا للصٌد واصابة الهدؾ الذي تتم مبلحقته‬
‫‪--------‬‬
‫فً استطبلع لمجلة ٌواس بزنس لوحظ تراجع كبٌر فً دخول االناث فً برمجٌات الحاسوب‬
‫بٌن ‪ 1995‬و ‪ 2000‬وعزت المجلة ذلك لعدم اهتمام النساء بهذا التخصص ووجدت الدراسة‬
‫ان النساء ٌستخدمن الحواسٌب اكثر بمرتٌن من الرجال فً اماكن العمل ووجد االستطبلع ان‬
‫‪ % 84‬من النساء ٌعتبرن ان الحاسوب وسٌلة اتصال ومعبر للحرٌة الشخصٌة بٌنما ‪ %67‬من‬
‫الرجال اعتبروا ان الحاسوب وسٌلة للعمل او لللعب‬
‫‪--------‬‬

‫جمع و إعداد محمود أؼٌورلً |‬ ‫‪279‬‬


‫اإلصدار الثانً‬ ‫ُقتطفات من ال ُكتب[‬
‫ٌ‬ ‫]م‬

‫فً حال كنت انثى تعٌشٌن بٌن ذكور علٌك ان تستوعبً انهم ممتازون جدا فً القدارات‬
‫المكانٌة والمهارات المتعلقة بها ولكنهم الٌمكنهم القٌام باكثر من مهمة فً الوقت نفسه‬
‫وٌحتاجون لتنظٌم اعمالهم وترتٌب اولوٌاتهم وان عملٌة الترتٌب هذه التنسٌق مهارة انثوٌة‬
‫بحتة فالبرت اٌنشتٌن كان عبقري رٌاضً اال انه لم ٌستطع التحدث حتى عمر الخامسة النه‬
‫الٌملك المهارات الكافٌة لذلك كما تظهر لنا تسرٌحة شعره !‬
‫‪------‬‬
‫على الرؼم من اننا نعٌش سوٌا فان لكل منا ‪ -‬ذكور كنا او اناث ‪ -‬رإٌة خاصة حول العبلقات‬
‫فالرجل ٌرى عبلقاته من منظور عملً بسبب تطوره تبعا لذلك فالرجل ٌنظر الى لعبة القطع‬
‫التركٌبٌة من منظور عبلقة كل قطعة باخرى بٌنما المراة تنظر الى الصورة االكبر منها وتهتم‬
‫بالتفاصٌل الدقٌقة لكل قطعة وطرٌقة اتصالها مع القطعة االخرى ان الذكور ٌهتمون فقط‬
‫بالنتابج وتحقٌق االهداؾ واالنتصارات والهزابم اي الحصول على مردود فً النهاٌة من اي‬
‫عبلقة بٌنما تهتم النساء بالتواصل والتعاون والتناؼم والحب والتشارك فً العبلقات اي ان‬
‫مفهوم كل منهما بالنسبة للعبلقة مختلؾ جدا لدرجة انه من المدهش ان ترى رجبل وامراة‬
‫ٌعٌشان معا !‬
‫‪-----‬‬
‫الذكور ٌتنافسون ‪ ,‬االناث ٌتعاونون‬
‫‪-----‬‬

‫وفً دراسات عدٌدة جرت فً التسعٌنات خلصت الى ان من ‪ %70‬الى ‪ %80‬من الرجال‬
‫ٌعتبرن اعمالهم اهم شًء فً الحٌاة بٌنما لنفس النسبة من النساء اعتبرن ان عاببلتهن هن اهم‬
‫شًء لهن فً هذه الحٌاة‬
‫‪-----‬‬

‫جمع و إعداد محمود أؼٌورلً |‬ ‫‪280‬‬


‫اإلصدار الثانً‬ ‫ُقتطفات من ال ُكتب[‬
‫ٌ‬ ‫]م‬

‫استمع الى اي مجموعة فً اي ثقافة او بلد من الذكور او االناث سترى كٌؾ ان ادمؽتهم‬
‫وطرٌقة عملها تفرض علٌهم نسق معٌن من االحادٌث اكثر من ؼٌرها بٌنما تتحدث االناث عن‬
‫من ٌحب من ومن ؼاضب من من وخبلل مراهقتهن ٌتحدثن عن الذكور فً محٌطهن وعن‬
‫المبلبس واالزٌاء واالوزان والعبلقات والزواج واالطفال والشخصٌات وتصرفاتها وٌلعبن فً‬
‫مجموعات صؽٌرة وٌتشاركن االسرار وٌحاولن ان ٌتناقشن فً االمور الشخصٌة ترى الذكور‬
‫ٌتحدثون عن االنشطة وعن ما قام به احدهم وعن من هو افضل فً مهارة ما اكثر من ؼٌره‬
‫وعن كٌفٌة عمل االشٌاء وفً مراهقتهم ستجد ان مواضٌع الرٌاضة والمهارات والسٌاسة‬
‫والتكنولوجٌا والصوتٌات واالماكن التً ٌمكن الذهاب الٌها والقٌام بمؽامرات بها هً االكثر‬
‫طرحا‬
‫‪-----‬‬
‫ان طبٌعة الرجل تحتم علٌه ان ٌقدم للمراة كل احتٌاجاتها ومتطلباتها وبوجهة نظره نجاحه ٌقدر‬
‫بمدى سعادتها وان لم تكون سعٌدة فانه ٌشعر بالفشل النه ٌظن انها تعتقد انه الٌستطٌع ان ٌقدم‬
‫لها اي شًء او انه ؼٌر كؾء لذلك ان معظم الرجال ٌقولون الصدقابهم الٌسعنً ان اجعلها‬
‫سعٌدة مهما فعلت وهذه اشارة واضحة على تازم العبلقة بٌن الطرفٌن وان الرجل بدا بالبحث‬
‫عن امراة اخرى لكً تشعر بالرضا عما ٌقدمه لها‬
‫هً ترٌد الحب والرومانس والمحادثات هو ٌرٌد ان تقول له انه ٌقوم بعمل جٌد وانه ناجح‬
‫باالضافة لبلهتمام وهً ترٌد التحدث والتحدث دون تقدٌم حلول من قبله‬
‫‪----‬‬
‫ان الرجل الحدٌث مازال ٌحمل فً تفكٌره الشجاعة وعدم تقبل الهزٌمة او اظهار الضعؾ‬
‫ولهذا فهو الٌظهر اي من عواطؾ النها دلٌل ضعؾ بالنسبة له‬
‫‪----‬‬

‫جمع و إعداد محمود أؼٌورلً |‬ ‫‪281‬‬


‫اإلصدار الثانً‬ ‫ُقتطفات من ال ُكتب[‬
‫ٌ‬ ‫]م‬

‫تحت الضؽط واالجهاد فان قسم المنطق والتحلٌل ٌعمل لدى الرجل بٌنما ٌعمل قسم التحدث‬
‫والتواصل لدى المراة وستتحدث الي شخص ٌستمع لها وٌمكنها ان تستمر بذلك لساعات‬
‫طوٌلة وبكل التفاصٌل الدقٌقة فهً تتحدث عن الحاضر والماضً والمشاكل القدٌمة والمشاكل‬
‫المحتملة والمشاكل التً الحلول لها وال تنتظر اي حلول الي من تلك المشاكل انما كل ما‬
‫ٌهمها فً االمر هو االستماع والتواصل كدلٌل محبة وثقة بٌن الطرفٌن بٌنما عندما ٌتحدث‬
‫الرجل فهو ٌتحدث لهدؾ معٌن ٌمكن ان ٌناقش وان ٌصل من خبلله الى خبلصة ما او نتٌجة‬
‫ما‬
‫‪--------‬‬
‫ان الرجل المنفعل ٌشرب الكحول وٌؽزو الدول المجاورة بٌنما تاكل المراة الشوكبلتة وتتسوق‬
‫حتى تنفذ محفظتها تحت الضؽط المراة تتحدث دون ان تفكر والرجل ٌتصرؾ دون ان ٌفكر‬
‫وهذا سبب ان ‪ % 90‬من من هم فً السجون من الرجال و ‪ % 90‬من من ٌزورون اطباء‬
‫النفس هن من النساء‬
‫‪-----‬‬
‫ان هرمون التستسترون هو هرمون الذكورة االساسً وهو الهرمون المسإل عن العدابٌة لدى‬
‫الذكور وهو الهرمون الذي ٌدفع الرجل للقتل والصٌد وٌعتبر التستسترون هو احد اهم عوامل‬
‫بقاء االنسان حٌا النه الذي ٌرفع عدابٌة الرجل لكً ٌجلب الطعام وٌصطاد الفرابس كما انه‬
‫مسإل عن نمو شعر اللحٌة وعن صلع الرجال وعن القدرات المكانٌة التً ٌتمتع بها الذكور‬
‫كما ان معظم االشخاص الذٌن اخذوا جرعات من التستسترون عانوا من صعوبات اقل فً‬
‫قراءة الخرابط او توجٌهات الطرق‬
‫كما وجدت دراسة اخرى ان اولبك الرجال الذٌن ٌدخنون بكثرة او ٌشربون الكحول بكثرة‬
‫تنخفض لدٌهم معدالت التستسترون‬
‫‪--------‬‬

‫جمع و إعداد محمود أؼٌورلً |‬ ‫‪282‬‬


‫اإلصدار الثانً‬ ‫ُقتطفات من ال ُكتب[‬
‫ٌ‬ ‫]م‬

‫دراسة فً جامعة سٌدنً اظهرت ان ‪ %74‬من االشكاالت بٌن الذكور تحل بالعدابٌة واالقتتال‬
‫بٌنما ‪ %78‬من االشكاالت بٌن االناث تحل بالتهشٌر واالهانات كما اظهرت دراسة اخرى ان‬
‫‪ % 92‬من مستخدمً الزمور اثناء الوقوؾ عند االشارات الضوبٌة هم من الرجال كما ان‬
‫‪ %96‬من عملٌات السرقة تمت بواسطة الذكور و‪ % 88‬من عملٌات القتل اٌضا‬

‫‪-------‬‬
‫الن الهٌبوثبلمٌث لدى االنثى اصؽر مما هو لدى الرجل فان كمٌة انتاج التستسورن تكون اقل‬
‫وهذا ٌسبب دافعا جنسٌا اقل‬
‫‪-----‬‬

‫تشٌر دراسات اجرٌت عام ‪ 1962‬الى اننا ننجذب الى االشخاص الذٌن ٌملكون نفس القٌم‬
‫والثقافات بصورة عامة باالضافة الى التوافق فً الهواٌات والرؼبات واالهتمامات وتجزم تلك‬
‫الدراسات ان العبلقات التً تحوي كما هابل من التوافق هً التً تصمد اكثر من تلك التً‬
‫التملك نفس الشًء‬
‫‪-------‬‬
‫ان حرص الزوج على تقدٌم ما كان ٌقدمه فً مرحلة االفتتان هو امر ضروري جدا الستمرار‬
‫الحب بٌن الزوجٌن ولهذا تعد السهرات الهادبة والموسٌقى الرومانسٌة ضرورٌة جدا ولٌست‬
‫كما ٌدعً بعض االزواج ترفا واضاعة للوقت وان هذه التصرفات هً التً تحرك الهرمونات‬
‫فً اجسامنا وتدفعنا الى االستمرار بمشاعر الحب اتجاه الطرؾ االخر ولكن ٌجب التنوٌه الى‬
‫ان االزواج الذٌن ٌعتقدون ان الحب سٌبقى الى االبد هم ازواج واهمون قلٌبل الن الحب‬
‫واالفتتان البد وان ٌنتهً ٌوما‬
‫‪------‬‬
‫ان الحب الذي ٌبدا عن طرٌق الشهوة ال ٌمكنه ان ٌصمد سوى بضعة اسابٌع او اشهر ومن ثم‬
‫ٌاتً الحب الذي ٌاتً عن طرٌق االعجاب والذي ٌصمد بٌن ‪ 12- 3‬شهرا‬

‫‪------‬‬

‫جمع و إعداد محمود أؼٌورلً |‬ ‫‪283‬‬


‫اإلصدار الثانً‬ ‫ُقتطفات من ال ُكتب[‬
‫ٌ‬ ‫]م‬

‫اذا كان االختٌار بٌن الطرفٌن قابم على كمٌة االمور المشتركة فٌما بٌنهم على المدى الطوٌل‬
‫وٌجب تقٌم هذه االمور قبل ان تستلم الطبٌعة زمام االمور وتبدا باطبلق الهرمونات التً تعمً‬
‫تفكٌرنا النه عندما تمر مرحلة االفتتان وسوؾ تمر وتنتهً لن ٌبقى سوى االمور واالهتمامات‬
‫المشتركة فٌما بٌنكم لكً تحافظ على عبلقتكم الطوٌلة االمد‬
‫‪----‬‬
‫ان النساء الٌوم اصبحن اقل رؼبة باالعتماد التام على الرجل واقل ثقة به‬
‫‪----‬‬
‫ان االطفال الذكور فً المدارس ٌواجهون تراجعا فً نسب النجاح هذه االٌام مما ٌطرح فكرة‬
‫الفصل بٌن الجنسٌن فً التعلٌم المدرسً مرة أخرى وٌذكر ان الذكور ٌمثلون من ‪90- 80‬‬
‫بالمبة من حاالت الطرد المدرسً وان معظم حاالت التمرد المدرسً تكون للذكور حٌث‬
‫ٌفضل الذكر الصؽٌر الخروج الى الشارع لكً ٌعبر عن نفسه بٌن رحاب الجرٌمة بدال من‬
‫ٌاخذ مواد او ٌتعلم بطرق ال تمس او ترضً ذكورٌته بٌنا االمور هً العكس تماما بالنسبة‬
‫لبلناث اذ ان التعلٌم الٌوم هو االكثر مبلبمة لها ولصفاتها االنثوٌة‬
‫‪-----‬‬
‫ان هذه الظاهرة ‪ -‬ظاهرة القدوة الرٌاضٌة ‪ -‬اصابت شباب الٌوم بالتشوٌش فالرٌاضً الٌوم‬
‫كما مؽنً البوب ٌمكن ان ٌكون الٌوم مجهوال وٌؽدو رمزا كبٌرا فً الٌوم التالً مما ٌعطً‬
‫مثاال سٌبا للشباب عن العمل او الجهد او االصرار كما ان استخدام ابطال الرٌاضة فً التروٌج‬
‫الؼلب المنتجات الصناعٌة اصبح ٌزرع فً افكار الشباب ان اهمٌتهم كاشخاص او تمٌزهم‬
‫ٌتحدد بمدى تقٌدهم بهذه النماذج بشراء تلك المنتجات كما ان قٌمة الفرد ٌمكن ان تقاس بقدرته‬
‫على ركل كرة او ادخالها فً سلة من على بعد كبٌر ٌإثر كثٌرا على نفسٌة وعقلٌة الذكور‬
‫‪----‬‬
‫ان فشل العبلقات الٌوم سببه عدم اعتراؾ الطرفٌن باالختبلفات فٌما بٌنهم كما ان افتراض ان‬
‫الطرؾ االخر هو نسخة جٌنٌة عما نحن علٌه ٌإدي الى ارتطام التوقعات بجدران صلبة من‬

‫جمع و إعداد محمود أؼٌورلً |‬ ‫‪284‬‬


‫اإلصدار الثانً‬ ‫ُقتطفات من ال ُكتب[‬
‫ٌ‬ ‫]م‬

‫االحباط باالضافة الى ان معظم االجهاد والتوترات سببها ان الطرفٌن ٌتوقعان ان معتقدات‬
‫واولوٌات ورؼبات الطرؾ االخر هً مشابهم لما لدٌنا‬
‫‪----‬‬

‫جمع و إعداد محمود أؼٌورلً |‬ ‫‪285‬‬


‫اإلصدار الثانً‬ ‫ُقتطفات من ال ُكتب[‬
‫ٌ‬ ‫]م‬

‫َت َم هذا االصدار‬

‫تم تحمٌل هذا الملؾ من شبكة أبو نواؾ‬


‫البرٌدٌة‬
‫‪www.abunawaf.com‬‬

‫جمع و إعداد محمود أؼٌورلً |‬ ‫‪286‬‬

You might also like