Professional Documents
Culture Documents
الوضعية المسألة
منذ التحاقه بالمدرسة االبتدائية ،يجد التلميذ نفسه أمام وضعيات مسائل ال يعلم حلولها من الوهلة األولى،
وإنما يمكنه التوصل إلى حلول ممكنة لها بواسطة أساليب متنوعة.
ولهذا ،فإن األستاذ مطالب بتهييء الظروف .المالئمة لهذا النشاط الذهني والسيكو حركي
والسوسيو انفعالي للمتعلمين الذين يجب أن يكونوا .على بينة من مختلف المهام المرتبطة بحل المشكالت:
اقتراح فرضيات ،ثم تجريـبها -
بلورة خطة مالئمة من أجل إنتاج حل شخصي -
االشتغال على حلول ممكنة داخل مجموعات صغيرة -
شرح الطريقة ،مع تقديمها للمناقشة والتحليل والبرهان -
التحقق الذاتي والجماعي من الحلول المتوصل .إليها -
أثناء تقديم الدروس أو الحصص ،يلجأ األستاذ .إلى العديد من الصيغ ،وهذه األخيرة تزداد غنى ونجاعة
كلما تم االشتغال في زمر صغيرة تمكن من مجابهة األفكار بين األقران ،مما يشد اهتمام جميع هؤالء
األطفال نحو المهمة المقترحة.
باإلضافة إلى األهداف العامة التي تم التنصيص عليها سابقا ،يمكن إدراج أهداف خاصة بالوضعية
الديداكتيكية المقترحة كما يلي:
1
تعويد .كل تلميذ على االشتغال فرديا ،بالقيام بالمحاوالت األولية إليجاد سبل للحل ،معتمدا على
الذات،
جعل كل تلميذ يؤكد ذاته في مجموعات صغيرة وفي جماعة القسم ،بعرض رأيه والدفاع .عن أفكاره،
بواسطة التبريرات المنطقية الالزمة،
الدفع بالتالميذ إلى االشتغال في مجموعات صغيرة ،وبنكران الذات ،مع االعتراف باآلخر ،عن
طريق .تبادل األفكار .والمحاوالت،
تعويد .التالميذ على تسجيل النتائج وتداولها ،وعرضها .للنقاش ولالنتقادات ،واعتبارها نتائج أو حلول
مرحلية ،تحتاج إلى المصادقة والتأكيد من طرف اآلخرين،
تعويد .التالميذ على التحقق من مدى صحة النتائج المتوصل إليها ،عن طريق .المقارنة والتمحيص
واالستدالل .والنقد البناء والحجة والبرهان... ،
الدفع بالتالميذ إلى الثقة بالنفس ،والتعبير بكل حرية ،ومواجهة الخطإ بما يلزم من التقبل وإعادة
النظر في أساليب التفكير ووسائل .العمل... ،
حث التالميذ على التعاون المثمر ،ومساعدة األقران بما يليق من االحترام والتقدير واالعتراف...،
شد أذهان التالميذ ،واستقطاب انتباههم ،بواسطة مناولة البطاقات التي تمثل لعبة شيقة بالنسبة لهم،
في الحاالت الثالثة األولى نتحدث عن المسائل للتعلم ( ،)problèmes pour apprendreفي حين
نتكلم عن المسألة المنهجية أو المسألة ألجل البحث( )problèmes pour chercherبالنسبة للحالة
األخيرة .مع العلم أنه في أغلب الحاالت ،يقوم التلميذ بحشد معارفه من أجل البحث عن حلول ممكنة.
يمكن استقاء الوضعيات التي تقوم عليها هذه المسائل من القسم ،من الحياة العامة ،من ألعاب ،من
مجاالت معرفية أخرى ،أو أنها يمكن أن تنبني على موضوعات رياضياتية.
وتقديمها يتم بأشكال متنوعة :تجارب ملموسة ،وصف .شفهي ،سند مكتوب ،مبيانات...،
وتجدر .اإلشارة إلى أن المسألة ال تصاغ بالضرورة على شكل نص كتابي ،تعقبه أسئلة ،كما قد
يتصوره البعض .فالقراءة قد تشكل (بالنسبة لبعض التالميذ) عائقا يحول دون فهمهم للمسألة .فما يهم ليس
هو القراءة ،وإنما هو حل المسألة ،إذ إن هذه األخيرة يمكن أن تتعلق بصنع شيء ما (رسوم ،مجسمات،
تركيبات )...،مع تحديد بعض المهام واإلكراهات ،كما يمكن أن نقدم الوضعية شفويا ،أو بواسطة ميمات.
والمسألة الديدكتيكية يمكن أن تتموقع .في مجال األعداد والعد ،أو في الهندسة ،أو في المنطق ،أو
القياس ،أو في مواضيع متعددة.
ويجب أن تكون المسألة مركبة ،أي أن حلها يجب أال يكون مباشرا ،فالحل العالم للوضعية المقترحة
(اللعب بالبطاقات) هو حل معادلة بمجهولين من الدرجة األولى (وهو حل ال يتعرف .عليه التلميذ إال في
2
نهاية التعليم الثانوي اإلعدادي)؛ وبالتالي فهي تشكل تحديا يطرح أمام التالميذ ،مما يجعل المسألة مشوقة
وتثير اهتمامهم.
ومن هنا يتضح الدور الذي يجب أن يلعبه األستاذ فيما يتعلق بكيفية تقديم المسألة وبطريقة تصوير
المشهد ،حتى يضمن انخراط التالميذ في رفع التحدي .وهذا االشتراك من طرف المتعلمين يصبح سهال
أكثر ألنهم اقتنعوا .بأن للمسألة حال ،بما أنهم عايشوا والحظوا .المسألة تبنى وتركب وتصنع أمامهم ومعهم،
كما هو الحال في لعبة البطاقات .المقدمة .الشيء الذي يجعلهم يتمثلون الوضعية بشكل جيد.
والمصادقة على الحل يجب أن تكون – ما أمكن -بين التالميذ ،حتى يقتنعوا هم بأنفسهم بمدى نجاعة
(أو عدم نجاعة) الجواب الذي توصلوا .إليه ،بواسطة تبادل اآلراء والبراهين ،لتأكيد أو دحض مقولة ما،
باللجوء إلى تتبع ومراقبة األعمال طوال مدة اإلنتاج ،وكذلك بواسطة التحقق ،في النهاية ،من صحة
الحلول ،مقارنة مع معطيات الوضعية.
٭خالصة وتركيب:
تنتهي الحصة بمبادالت بين األستاذ وتالميذ القسم ،وبتثمين القيم اإليجابية المالحظة ،ودحض السلبيات،
وترسيخ التصرفات األساسية واألساليب .الناجعة ،التي يمكن إعادة استثمارها .الحقا في حصص لحل
مسائل منهجية أخرى.
دور األستاذ
أثناء حصة لحل وضعية مسألة (مشكلة) منهجية ،ال يقدم األستاذ أي مساعدة للحل ،وهذا ال يعني غيابه
عن النشاط؛ فهو يتابع األعمال الفردية عن كثب ،ويسجل ويالحظ المحاوالت المتعثرة والصائبة ،ثم يتنقل
3
بين المجموعات ،ليالحظ ويدون المعلومات والعناصر المهمة ،وهذا سيساعده على اتخاذ بعض
اإلجراءات المتعلقة بتقاسم وسيطي ،لتقديم ومناقشة بعض االختيارات األكثر أهمية ،الستثمارها .جماعيا.
ويحرص في هذا الصدد على مبادرات التلميذ وتجنبه االتكالية على غيره من تالميذ القسم أو على األستاذ
نفسه .وهكذا يفسح هذا األخير المجال لمناقشة قصيرة توضح من خاللها كل مجموعة المراحل التي
قطعت في البحث والمحاوالت األولية إليجاد الحل أو الحلول المؤقتة ،ويحث الجميع على النقد البناء والنقد
الذاتي من أجل إعطاء دفعة جديدة ألبحاثهم ،في حالة تعثرها .وتجب اإلشارة إلى أن تحركات األستاذ .في
فضاء القسم لها أهمية قصوى .بالنظر إلى نوع المبادالت التي تحدث فيه :فلتسهيل .المناقشة بين التالميذ،
يحسن باألستاذ أن يتنقل (دون إفراط في الحركة) بين المجموعات ،حتى ال تتم المبادالت فقط بينه وبين
تالميذه.
االمتدادات
قد نجد من بين المجموعات من لم تنه عملها بعد .ومع ذلك ،لضمان االستمرار والتقدم في العمل،
يضطر .األستاذ إلى القفز عن هذا البحث إلى المرحلة الموالية ،مع اقتراح أنشطة مماثلة لحل مسألة
مكافئة لهاته ،في وقت الحق ،واألخذ بعين االعتبار الصعوبات التي اعترضت مجموعة معينة من
التالميذ .وهكذا ،فإن المجموعة المتعثرة في حل هذه المسألة ،ستصبح قوية أكثر بواسطة الشروح
واألساليب والخطوات .التي تمت مناقشتها سابقا أثناء عرض الحلول .كما يمكن إعادة توزيع التالميذ
داخل مجموعات أخرى غير المجموعات التي تم اختيارها في المرات السابقة.
4
إغناء وتقوية وتصحيح تقدم كل مجموعة إنتاجها - التداول
النتائج المتوصل إليها تتم مناقشة جميع - Mise en commun
االقتراحات
-تنمية القدرات يناقش التلميذ مع زمالئه - عمل في
التواصلية في المجموعة الصغيرة زمر
واالجتماعية، الحل المتوصل إليه، Partage التقاسم
-تفادي الملل والفتور، يتلقى األفكار المساندة أو -
-إغناء التجارب المخالفة وكذا االنتقادات،
والخبرات، يقدم الحجج والتبريرات - والمصادقة validation
-التوافق على الحل التي جعلته يتوصل إلى
النهائي تلك النتيجة
تتم مناقشة الحلول -
-اكتساب مصطلحات المتوصل إليها،
ورموز رياضياتية تتم بلورة الحل المؤمل -
المأسسة عمل
-استنتاج الخالصات النهائي، جماعي
Institutionnalisation
-تعميم النتائج يتم الوقوف على ضبط -
المصطلحات والرموز.
الرياضياتية المستعملة
تدبير الخطأ باعتباره يتم اكتشاف األخطاء -
أساسا للتعلم البعيد يتم تصنيفها وتحليلها -
المدى ،وموجها لكل استثمار األخطاء في بناء - جميع المراحل كل
من األستاذ (للبحث عن تعلمات ومفاهيم رياضياتية أشكال
أسباب ومكامن الخطأ) سليمة العمل
والتلميذ (لتجاوز
الصعوبات ،وتعرف
مختلف اإلجراءات
والمسارات الذهنية.)...،
-أخذ الفروق الفردية تهييئ الظروف والوسائل -
بين التالميذ بعين الالزمة لتدبير العمل وفق
االعتبار الفروق الفردية
-تدبير أشكال العمل تكييف المتغيرات - جميع المراحل كل
حسب الفروق الفردية الديداكتيكية والبيداغوجية أشكال
حسب مجموعات الحاجة( العمل
)Groupes de besoins
5