Professional Documents
Culture Documents
بحث بعنوان
مفهوم المنهج
Curriculum Concept
إعداد
د .غازي مفلح
مفهوم المنهج
Curriculum Concept
الهداف :
قع من الدارس بعد الطلع أن يكون يتو ّ
قادرا ً على :
-أن يعّرف كل ّ من المنهج
ي والمنهج الحديث . التقليد ّ
ضح أبرز النتقادات -أن يو ّ
ي.
جهة إلى المنهج التقليد ّ المو ّ
دد العوامل التي أسهمت -أن يع ّ
ور مفهوم المنهج . في تط ّ
ونات المنهج -أن يبّين مك ّ
بمفهومه الحديث .
-أن يقارن بين المنهج الحديث
ي من حيث الهداف والمنهج التقليد ّ
ل من المعّلمونات ودور ك ّ والمك ّ
والمتعّلم .
-أن يشرح المنهج بوصفه نظاما ً .
-أن يعّرف بعض المصطلحات
المتعّلقة بالمنهج .
2
مفهوم المنهج
Curriculum Concept
دمة :
مق ّ
ي
مة ,وفي الدب التربو ّ تتواتر في الدراسات النسانّية بعا ّ
على وجه الخصوص كلمة منهج ,ويختلف معنى هذه
الكلمة بحسب السياق الذي ترد فيه ,وأجمع كثير من
ن اليونان هم أّول من استخدم هذه الكلمة , الباحثين أ ّ
ي " :الطريقة التي فهي تعني بأصل وضعها الغريق ّ
يّتخذها الفرد ,أو النهج Courseالذي يجريه ليسرع به
إلى تحقيق هدف معّين ,فالمريض مثل ً حين يستهدف
الشفاء من مرضه يشرب الدواء بنظام معّين ,ويمتنع عن
أكل بعض المطعومات ,ويخضع للحقن بدواء يصفه
ل ذلك معناه منهج هذا المريض في الوصول الطبيب ,وك ّ
إلى الشفاء ". 1
ن كلمة المنهج مأخوذة من الفعل وفي لغتنا العربّية نجد أ ّ
دة نهج ( " نهج ينهج نهجا ً ,ورد في المعجم الوجيز ) ما ّ
ضح واستبان ,ونهج الطريقَ : نهج الطريقُ ـ نهجا ً :و َ
بّينه ,وسلكه ,ويقال :نهج نْهج فلن :سلك مسلكه ,
وانتهج الطريقَ :استبانه وسلكه ,واستنهج سبيل فلن :
مْنهاج :الطريق الواضح والخ ّ
طة سلك مسلكه ,وال ِ
المرسومة ,ومنه :منهاج الدراسة ,ومنهاج التعليم
ونحوهما ) ,ج ( مناهج ,والمنهج :المنهاج ) ج (مناهج " .
.2
وتعود كلمة منهج Curriculumفي اللغات الجنبّية الحديثة
إلى الكلمة اللتينّية " Currereوتعني ) حلبة السباق (
التي يتنافس فيها المتنافسون للوصول إلى نقطة الفوز ,
- 1حسين سليمان قورة ) : ( 1977الصول التربوّية في بناء
المناهج ,ط , 5القاهرة ,دار المعارف ,ص .237
-2مجمع اللغة العربّية ) : ( 1989المعجم الوجيز ,ص .. 636
3
سسة تعليمّية نجده بأّنه فإذا ما نظرنا إلى منهج أي مؤ ّ
عبارة عن مجموعة من الخطط والنظم التي تؤّلف وحدة
طة إلى أخرى عبر كبيرة تهدف إلى نقل التلميذ من مح ّ
سلسلة من الرشادات والمعارف والمهارات التي تفيده
سسة التعليمّية في حياته في المستقبل ,وفي داخل المؤ ّ
وق في المواد ّ نجد التلميذ يتنافسون من أجل النجاح والتف ّ
الدراسّية . 3 "0
ور مفهوم المنهج في قواميس اللغة الجنبّية وقد تط ّ
بشكل مستمّر ,فقد كانت كلمة منهج Curriculumتعني
ص بالجامعة ,وبهذا المعنى وردت هذه الكلمة المنهج الخا ّ
لّول مّرة في قاموس ) وبستر ( طبعة عام , 1856وفي
عام 1966وردت كلمة Curriculumفي قاموس
ظمة من الدروس ) بانكروفت ( بمعنى " سلسلة من ّ
4
دت للدراسة " أع ّ
ما في الطبعة الثالثة من قاموس التربية أ ّ
Dictionary of Educationلجود Goodعام , 1973فقد
وردت لكلمة المنهج Curriculumثلثة تعريفات هي : 5
" -1مجموعة من المقّررات ,أو المواد ّ الدراسّية التي
تلزم للتخّرج ,أو الحصول على درجة علمّية في ميدان
رئيس من ميادين الدراسة ,مثل منهج المواد ّ الجتماعّية ,
أو منهج الرياضّيات .
مة شاملة للمواد التي ينبغي أن يدرسها طة عا ّ -2خ ّ
التلميذ في المدرسة ؛ ليحصل على درجة علمّية
هله للعمل بمهنة أو حرفة .) شهادة ( تؤ ّ
4
-3مجموعة من المقّررات والخبرات التي يكتسبها التلميذ
في المدرسة أو الكلّية " .
دمها المدرسة وبذلك أصبح المنهج يعني الخبرات التي تق ّ
لبها للوصول إلى الهداف التربوّية ,ونظرا ً لختلف لط ّ
الهداف التربوّية على مّر العصور تبعا ً لختلف الفلسفات
ورت وفق تغّير السائدة ,فقد تغّيرت دللة المنهج وتط ّ
ورها ,غير أّننا يمكن أن نمّيز نوعين من هذه الهداف وتط ّ
ل على المنهج بمفهومه معاني المنهج ,الّول ويد ّ
ل على المنهج بمفهومه الحديث . التقليديّ ,و الثاني ,ويد ّ
ي للمنهج : المفهوم التقليد ّ
تتأّثر المناهج التربوّية في أيّ مكان وزمان بالفلسفة
دد معنى المنهج السائدة في المجتمع ؛ فهي التي تح ّ
جه التربيةومفهومه ,فقد كانت الفلسفة الغريقّية تو ّ
إلى وضع مناهج تسهم في إعداد الطفل للمستقبل
لتحقيق أهداف تتسم بالثبات ؛ لّنها – أي الهداف التربوّية
-تعّبر عن حقائق مطلقة ل يمكن مناقشتها ,فالمناهج
كد أهمّية العلومعندهم تغاير طبيعة الطفل ,وتؤ ّ
والفنون ,وما على الطفل سوى تعّلمها – ولو باستخدام
دة -بغض النظر عن درجة صعوبتها أو مدى ملءمتها الش ّ
ن هذه العلوم والفنون ميول الطفل واهتماماته ؛ ل ّ
تستحقّ أن تعّلم لذاتها ؛ ولّنها الطريق الوحيد لتحقيق
الهداف التربوّية الساعية إلى الوصول بالطفل إلى إدراك
الحقيقة المطلقة أو تغذية عقله ,أو السمو بنفسه .
لقد مّثلت الفنون السبعة ) النحو والبلغة والمنطق
والحساب والهندسة والفلك والموسيقى ( محتوى المنهج
م أضيفت لهذه الفنون مع الزمن علوم أخرى ي,ث ّ
الغريق ّ
كالتاريخ والجغرافية والعلوم والرسم والشغال .
وقد ظّلت هذه الفلسفة سائدة في الوساط التربوّية
دة طويلة طالت بدايات القرن العشرين ,فكان المنهج لم ّ
ل هذه الفلسفة هو " مجموعة الموادّ الدراسّية في ظ ّ
Subjects or Subject- Matterالتي يتوّلى
صصون إعدادها أو تأليفها ,ويقوم المتخ ّ
5
لبالمعّلمون بتنفيذها أو تدريسها ,ويعمل الط ّ
على تعّلمها أو دراستها " .6
ن المنهج ونظر إليه بعضهم نظرة مشابهة ,فقد ذكروا أ ّ
ي Content of the Subject- هو محتوى المقّرر الدراس ّ
ن المنهج بمفهومه التقليديّ عبارة , Matterوبذلك نرى أ ّ
عن المقّررات الدراسّية ) أو محتواها ( التي
صصون – انطلقا ً من قناعتهم دها المتخ ّأع ّ
بضرورتها لتحقيق الهداف التربوّية – وكّلف
ي أسلوب يرونه مناسبا ً , المعّلمون تدريسها بأ ّ
وطلب إلى التلميذ استظهارها وإدراك حقائقها,
دون أدنى اعتبار لستعداداته وميوله .
ي
ن المنهج بمفهومه التقليد ّ وبذلك نستطيع أن نقول :إ ّ
اقتصر على المقّررات الدراسّية ,والمعارف والمعلومات
ضح الشكل التي منها تلك المقّررات ,ويو ّ التي تتض ّ
المنهج بمفهومه التقليديّ الضّيق :
المق
المن ّرر
هج الدرا
ي
س ّ
6
ل كتاب على أشهر دة في ك ّ -4توّزع موضوعات ك ّ
ل ما ّ
ل شهر . ي ,وعلى أسابيع ك ّ العام الدراس ّ
دد الطرائق والوسائل المساعدة على تدريس ك ّ
ل -5تح ّ
ل ماّدة دراسّية .موضوع ,في ك ّ
ف. لص ّ ل ماّدة دراسّية في ك ّ -6تحد ّ أساليب تقويم ك ّ
ي:
جهة إلى المنهج التقليد ّ النتقادات المو ّ
أصبح مفهوم المنهج بمعناه التقليديّ الذي يتمّثل
جهات التربوّية الحديثة بالمقّررات الدراسّية ل يلّبي التو ّ
دة الدراسّيةالتي نقلت مركز الهتمام التربويّ من الما ّ
إلى المتعّلم ,فتعّرض هذا المفهوم التقليديّ للمنهج
ددين ,ومن بينها ما لجملة من انتقادات التربويين المج ّ
ذكره سرحان الذي يمكن إجمال أبرز انتقاداته بما يأتي :
7
7
" -1اقتصار وظيفة المدرسة على الهتمام
ي:بالجانب المعرف ّ
اقتصرت وظيفة المدرسة على الهتمام بالمعرفة ,
وأهملت جميع الجوانب النفسّية والجتماعّية والفكرّية
بمعناها الشامل ,وقد ترّتب على ذلك في كثير من
دة ,ويحفظونها , ن التلميذ كانوا يدرسون الما ّ الحيان أ ّ
ن صلتهم ولكّنهم يبغضونها في الوقت نفسه ؛ وبذلك فإ ّ
بما كانوا يدرسونه كانت صلة موقوتة ,تنتهي بانتهاء
دون إلى الدراسة ,وحصولهم على الشهادة ؛ وكانوا يرت ّ
المّية في مجال دراستهم بعد فترة من الزمن بسبب
النسيان من جهة ,وعدم القدرة على ملحقة
ورات السريعة في مجال العلم والثقافة من جهة التط ّ
ن المعرفة التي كان أخرى ,كما ترّتب على ذلك أيضا ً أ ّ
صلونها كانت من النوع الهامد الميت الذي ل التلميذ يح ّ
يغّير نظرة النسان إلى نفسه أو بيئته أو حياته ,ول
ن التربية الحّقة إّنما كرنا أ ّدل سلوكه ,فإذا تذ ّ يع ّ
تستهدف تعديل سلوك النسان في الّتجاهات
المطلوبة ,فإننا نستطيع أن نرى مدى إخفاق التربية
التي تسير وفق هذا المفهوم الضّيق للمنهج في تحقيق
رسالتها الكبرى ,وهي بناء الشخصّية ,وتوجيه السلوك
,وبناء أجيال جديدة من البشر يقودون مسيرة الحياة .
-2العزلة بين المدرسة والحياة :
دى الخذ بهذا المفهوم الضّيق للمنهج إلى عزلة لقد أ ّ
كبيرة بين المدرسة والحياة ,فالمدرسة غارقة في
اهتمامها بتحفيظ ما في الكتب من معلومات قّلما ترتبط
بحياة التلميذ ارتباطا ً وثيقا ً ,والمدرسة ل تعد ّ للحياة
بجميع ما تتطّلبه من مهارات واّتصالت ,وقدرة على
ل المشكلت ,والمشاركة مل المسؤولّيات ,وح ّ تح ّ
دم والنماء . فمجالت التق ّ
إهمال الجوانب الدائّية والعملّية
والتطبيقّية :
كز المنهج بمفهومه الضّيق على الجوانب النظرّية ر ّ
واللفظّية ,واّتخذ المتحانات بصورتها التقليدّية وسيلة
8
دى لتحديد مدى ما اكتسبه التلميذ من المعرفة ,وقد أ ّ
ل ذلك إلى إهمال النواحي العملّية والتطبيقّية ,واقتصر ك ّ
تحصيل التلميذ للمعرفة على أدنى مستوياتها وهو
ما المستويات العليا ي,أ ّمستوى الحفظ والسترجاع الل ّ
من المعرفة ,وهي الفهم والتطبيق والممارسة الذكّية
والنقد والبتكار والبداع ,فلم تكن تدخل في نطاق
أهداف المدرسة القديمة .
تقييد حرّية المعّلم : -4
دى الخذ بالمفهوم الضّيق للمنهج إلى تقييد حرّية لقد أ ّ
المعّلم ,ذلك أّنه ل يستطيع أن يتحّرك إل ّ في مجال
محدود ,وهو مجال شرح الدروس وتحفيظها وتسميعها ؛
ن
وبذلك أغلقت مجالت الجتهاد والبتكار أمامه ,ذلك أ ّ
الجتهاد والبتكار إّنما يتجّلى في أروع صوره عندما تتع ّ
دد
الهداف أمام المعّلم ,بحيث يستطيع أن يبتكر الطرائق
والساليب لتوجيه الميول ,وتنمية المواهب والستعدادات
,ورعاية القدرات
البتكارّية لدى التلميذ ,وتدريبهم على المهارات
المنشودة ,والسهام في تقويم شخصّياتهم ,وتوجيه
سلوكهم ,وتحقيق أقصى ما تبلغه إمكاناتهم " .
وذكر الخليفة إضافة إلى النتقادات السابقة انتقادات
أخرى نتبعها إلى ما سبق ,منها :8
ي المعاصر
-حسن جعفر الخليفة ) : ( 2005المنهج المدرس ّ
8
9
إهمال حاجات المتعّلمين وميولهم :
" أهمل المنهج التقليديّ حاجات المتعّلمين وميولهم ,
لب ددة ,فما على الط ّ وما بينهم من فروق فردّية متع ّ
دة الدراسّية المفروضة عليهم , إل ّ أن يدرسوا الما ّ
ويحفظونها .
إغفال دور القدوة الحسنة في توجيه
السلوك :
أغفل هذا المنهج دور القدوة الحسنة والقيم التربوّية
ن تزويدفي توجيه السلوك ؛ إذ يعتقد أنصاره أ ّ
المتعّلمين بالمعارف يكفي وحده لتوجيه سلوكهم بما
يّتفق وتلك المعارف ,وقد ثبت خطأ هذا العتقاد ؛
فالفرد ل يسلك في جميع الحالت وفقا ً لعلمه ومعرفته
.
صصين -8حصر اختيار محتوى المنهج بالمتخ ّ
فحسب :
دة الدراسّية وتنظيمها في اقتصر اختيار محتوى الما ّ
صصين والخبراء ,الذين ل كتب مدرسّية على المتخ ّ
يأخذون في حسبانهم وجهة نظر المعّلمين والتلميذ ,
ما كان له أكبر الثر في ضعف حماسة المعّلمين م ّ
للتدريس ,وعزوف التلميذ عن الدروس .
-9استبعاد النشطة المدرسّية :
ل المنهج التقليديّ – معظم استبعد المعّلمون – في ظ ّ
دوها مضيعة النشطة المدرسّية غير الصّفّية ,بل ع ّ
للوقت ,صارفة عن الحفظ الذي يترّتب عليه النجاح
في المتحانات ,وهو الهدف السمى للتقويم في
مفهوم المنهج التقليديّ " .
ي وأحمد جملة من النتقادات ,ول وأضاف الشريف ّ
دة الدراسّية , سّيما تلك التي تتعّلق بالتلميذ والما ّ
ويمكن إضافتها إلى النتقادات السابقة ,وهي : 9
10
" -10تعويد التلميذ السلبّية وعدم العتماد
على النفس :
دته وتبسيطها ,وعلى ل معّلم بشرح موضوعات ما ّ يقوم ك ّ
منه التلميذ أن يسمع ويستوعب ما يقوله المعّلم ,وما تتض ّ
م فدور التلميذ داخل الفصل النصات الكتب ,ومن ث ّ
م والسلبّية المطلقة ,ومن هنا نشأ والصغاء والخضوع التا ّ
التلميذ وهو معتمد على المعّلم والكتاب ,وبالتالي بدأ
ود السلبّية ,وعدم العتماد على النفس . يتع ّ
خم المقّررات الدراسّية : -11تض ّ
نتيجة للزيادة المستمّرة في المعرفة بشّتى جوانبها, ,
ص بهادة التي اخت ّ صص بالما ّ ل متخ ّ ونتيجة لهتمام ك ّ
م مؤّلفو المواد ّ الدراسّية بإدخال الضافات فقط ,فقد اهت ّ
خمت ,وأصبحت عبئا ً ثقيل ً المستمّرة عليها ,حّتى تض ّ
م الّول بالشرح والتلخيص , على المعّلم والتلميذ ,فاهت ّ
م الثاني بالحفظ والترديد ,وضاعت الهداف التربوّية واهت ّ
المنشودة في زحام المعلومات المتزايدة .
-12عدم ترابط الموادّ :
دة التي يقوم بتدريسها إلى ل معّلم بالما ّ دى اهتمام ك ّ أ ّ
خلق حاجز قويّ بين المواد ّ الدراسّية ,وبالتالي لم يعد
بينها ترابط أو تكامل ,فإذا سأل التلميذ معّلمه عن
ن إجابة هذا السؤال معلومة معّينة ,أجاب المعّلم :إ ّ
دة أخرى . ". ص معّلم ما ّ تخ ّ
وفي نهاية حديثنا عن هذه النتقادات ,يمكن أن نصّنفها
وفق الجدول التي :
ي
جه إلى المنهج التقليد ّ النقد المو ّ عناصر
العملّية
التعليمّية
ي,
التركيز على تنمية الجانب العقل ّ - التلميذ
وإهمال جوانب النمو المختلفة.
إهمال حاجات التلميذ وميوله -
ورغباته .
11
إهمال مراعاة الفروق الفردّية بين -
المتعّلمين .
إهمال توجيه السلوك ,وتكوين -
المهارات والّتجاهات اليجابّية ,وإغفال
دور القدوة الحسنة في ذلك.
تعويد التلميذ السلبّية ,وعدم -
الهتمام أو الشعور بالمسؤولّية.
ي,
نفور التلميذ من الجوّ المدرس ّ -
وشعوره بالملل ؛ بسبب عدم جذب
ف ,وفي باحةاهتمامه داخل الص ّ
المدرسة .
قطع التلميذ عن مشكلت بيئته . -
12
خمدة الدراسّية ,وتض ّ خم الما ّ تض ّ - دة
الما ّ
المشكلت المترّتبة على ذلك ,والتي الدراسّية
ل من التلميذ والمعّلم تقع على كاهل ك ّ
وولي المر .
م بين المواد ّ ,وعدم النفصال التا ّ -
التكامل فيما بينها ,ناهيك عن عدم
دة الواحدة . التكامل بين أفرع الما ّ
الهتمام بالجانب النظريّ ,وإغفال -
دة .
الجوانب التطبيقّية للما ّ
دة بالحياة , عدم ارتباط الما ّ -
وبالتالي انخفاض درجة القبال على
تعّلمها ,وسرعة نسيانها بسبب عدم
ل مشكلت المتعّلم . توظيفها في ح ّ
التركيز على تقويم المستويات - أساليب
ي ) الحفظ الدنيا من المجال المعرف ّ التقويم
والسترجاع ( .
القتصار على السئلة المقالّية . -
الشعور بالخوف والقلق والرهبة -
من أجواء المتحانات.
-البتعاد عن العلقة النسانّية الجاذبة ,ول و
الج ّ
13
سّيما بين المعّلم الذي يسعى إلى إفراغ ما ي
المدرس ّ
لديه من معلومات بأيّ وسيلة ,والتلميذ مالعا ّ
المكره على تعّلم معلومات ل تلّبي اهتمامه ,
وشيوع ظواهر سلبّية في تلك العلقة ,ومنها
ظاهرة العقاب الجسديّ .
ل ما يجذب ي عن ك ّ -ابتعاد الجوّ المدرس ّ
التلميذ ؛ ولذلك ظهور ما يعّرف بالتسّرب
ي على نطاق واسع ,والرتداد إلى المدرس ّ
المّية .
-خلو الحياة المدرسّية من النشطة المنهجّية
,والترويحّية .
م بين المدرسة والبيئة الفصل التا ّ - البيئة
المحلّية . المحلّية
عدم تلبية مخرجات التعليم في -
14
ظ ّ
ل المنهج التقليديّ لحاجات سوق
العمل المحلّية .
15
خصها بأّنه وضعت كل ّ من القديم والتربية التقليدّية ,ول ّ
دة في مركز جاذبّية العملّية التربوّية ,بينما المعّلم الما ّ
بقس المتعّلم خارج دائرة هذه الجاذبّية .
لقد نقلت التربية الحديثة الطفل من هامش العملّية
دت إلى التربوّية إلى مركزها ,فأحدثت بذلك ثورة تربوّية أ ّ
متها ,تماما ً كما أحدث تطوير العملّية التربوّية بر ّ
كوبرنيكوس ثورة علمّية بنقله مركز الجاذبّية من الرض
إلى الشمس .أسهب في ذلك في وصف واقع المدرسة
القديمة قائ ً
ل:
وتوالت الدعوات من قبل العلماء والمفكرين ؛ لعادة
النظر في المناهج الدراسية والتربوية من أجل تحويل
المدرسة إلى صورة مصغرة من المجتمع مع شيء من
التهذيب ,وبما يتناسب والهداف التربوّية الموضوعة ؛
لكي يمارس التلميذ حياتهم الفعلية والطبيعّية فيها ،
صلوا إلى التعميمات بأنفسهم ، ويستنبطوا الحقائق ,ويتو ّ
ويكتسبوا القيم والّتجاهات والمهارات بتفاعلهم مع البيئة
المدرسّية والبيئة المحلّية ؛ وليصبح الكتاب والمّعلم
مصدرين من مصادر التعّلم ,وليسا المصدرين الوحيدين .
دها ولعبها لقد أصبحت المدرسة حياة قائمة بذاتها في ج ّ
وتفاعلتها ,وعاش المتعّلم طفولته من أجل مستقبله ,
وأصبحت الوظيفة التقليدّية للمدرسة بأّنها إعداد للحياة
متخّلفة وقاصرة .
يوكان لبد ّ للتربية من مفهوم جديد للمنهج المدرس ّ
جهات التربوّية الحديثة ,ومن هنا كانت ولدة ينسجم والتو ّ
المفهوم الحديث الواسع .
المنهج بمفهومه الواسع ) الحديث ( :
وردت في كتب المناهج تعريفات عديدة للمنهج بمفهومه
الحديث ,وجاءت هذه التعريفات متقاربة إلى حد ّ بعيد ,
ن بعضها كان متطابقا ً ,فهو بل نستطيع القول إ ّ
"مجموعة الخبرات التربوّية ,والجتماعّية ,والثقافّية ,
ططها المدرسة ,وتهّيئها والرياضّية ,والفن ّّية التي تخ ّ
لتلميذها ؛ ليقوموا بتعّلمها داخل المدرسة أو خارجها
بهدف إكسابهم أنماطا ً من السلوك أو تعديل أو تغيير
16
أنماط أخرى من السلوك نحو الّتجاه المرغوب فيه ,
ومن خلل ممارستهم لجميع النشطة اللزمة
والمصاحبة لتعّلم تلك الخبرات بما يساعدهم في إتمام
وهم " . 13 نم ّ
وهو " مجموع الخبرات التربوّية ) الثقافّية والرياضّية
والجتماعّية والفن ّّية التي تهيئها المدرسة لتلميذها داخل
المدرسة وخارجها بقصد مساعدتهم على النموّ الشامل
في جميع النواحي الجسمّية والعقلّية والجتماعّية
14
والنفعالّية ,وتعديل سلوكهم طبقا ً لهدافها التربوّية "
.
ل الخبرات ,أو النشطة ,أو الممارسات وهو " ك ّ
المخططة والهادفة التي توفرها المدرسة لمساعدة
المتعّلمين على تحقيق النتاجات التعليمّية المنشودة
بأفضل ما تستطيعه قدراتهم سواء كان ذلك داخل قاعة
15
الدرس أو خارجها".
ن المنهج هو " مجموعة من الخبرات وذكر الخليفة بأ ّ
دمها المدرسة للتلميذ داخلها وخارجها والنشطة التي تق ّ
,بقصد مساعدتهم على النمو الشامل المتكامل ,الذي
دي إلى تعديل سلوكهم ,ويضمن تفاعلهم مع بيئتهم يؤ ّ
ومجتمعهم ,ويجعلهم يبتكرون حلول ً مناسبة لما يوجههم
من مشكلت " .16
ن المفهوم الحديث للمنهج يّتصف بالخصائص وبذلك فإ ّ
التية :
-فؤاد سليمان قلدة ) : ( 1976أساسّيات المناهج , 13
-15هاشم السامرائ ّ
ي ,وآخرون ) : (2000المناهج ) أسسها ,تطويرها ,نظرّياتها ( ,إربد ,دار
المل ,ص .12
ي المعاصر ,مرجع
- 16حسن جعفر الخليفة ) ( 2005المنهج المدرس ّ
سابق ,ص . 20
17
.1يشتمل المنهج الحديث على جميع الخبرات
دمها والنشطة الصفّية وغير الصفّية التي تق ّ
المدرسة ,وتشرف على تنظيمها ؛ من أجل تحقيق
ددة تشتمل تنمية المتعّلم من مختلف أهداف مح ّ
النواحي ,وإكسابه المهارات الضرورّية لمجابهة
ديات الحياة ,وزرع القيم والّتجاهات اليجابّية نحو تح ّ
مته ,والعمل ذاته ,ونحو الخرين ,ونحو العالم بر ّ
على تعديل سلوكه بما يتوافق والمعرف والمهارات
والقيم المكتسبة .
ن
ي في إعداده ,فمن الواضح أ ّ .2العمل التشارك ّ
وعة التي يشتمل عليها المنهج تلك الخبرات المتن ّ
الحديث ل تستطيع جهة واحدة بعينها إعدادها
واختيارها ؛ ولذلك يشترك في وضع تلك الخبرات
عدد كبير من الكاديميين والتربويين والمعّلمين من
صصات ,ورجال الفكر والسياسة, مختلف التخ ّ
وأرباب العمل والقتصاد ,إضافة إلى عينة من الفئة
التي يستهدفها المنهج ,وبعض أولياء المور من ذوي
ن المنهج الثقافات المختلفة والمتفاوتة ,وبذلك فإ ّ
ي من الجهات ي تعاون ّالحديث يعد ّ بأسلوب تشارك ّ
التي يعنيها المر كاّفة ,وبشكل يحّقق التوازن
والتكامل بين الخبرات .
.3يستند المنهج الحديث إلى رؤية واضحة تراعي
كدته العلوم الفلسفة التربوّية السائدة ,وما أ ّ
لالنفسّية ,ونظرّيات التعّلم ؛ وما يناسب منها لك ّ
فئة عمرّية ,وما أثبتته الدراسات الرصينة في
مجالي التعّلم والتعليم ؛ لتحقيق أفضل نموّ متكامل
للمتعّلم ,وذلك من خلل تنويع الطرائق والساليب
التدريسّية والتقويمّية ,ومراعاة الفروق الفردّية ,
وتوفير بيئة تعليمّية تعّلمّية آمنة وجاذبة .
.4يسعى المنهج الحديث إلى توظيف المبتكرات
العلمّية لتحقيق أهدافه ,ول سّيما تلك المبتكرات
المتعّلقة بتكنولوجيا التعليم ,ومصادر التعّلم
الحديثة ,واستغلل شبكة الّتصالت الدولّية للحصول
18
على أحدث ما يستجد ّ في مجال العلوم التربوّية
والنفسّية والكاديمّية .
.5يعمل المنهج الحديث على مراعاة المجتمع
وقيمه ,وتعزيز قيمه وثقافته ,وتلبية حاجاته ,من
خلل ربط مخرجات التعليم بمتطّلبات سوق العمل ,
ولذلك تنفتح المدرسة على البيئة لتعّرف ما يتوافر
فيها من مصادر إضافّية للتعّلم ,وما تواجهه من
جهات , ديات ومشكلت ,وما تزخر به من قيم وتو ّ تح ّ
فتفيد المدرسة من البيئة ,وفي الوقت نفسه تعمل
على إمدادها بمخرجات بشرّية يسهمون في
ي
ل مشكلتها ,وإحداث التغيير اليجاب ّ تطويرها ,وح ّ
كد الصفة الجتماعّية للمنهج فيها ,وهذا ما يؤ ّ
الحديث .
يكد المنهج الحديث ضرورة العمل الجماع ّ .6يؤ ّ
در البداع الفرديّ ؛ ويعمل ي المشترك ,ويق ّ التعاون ّ
على إكساب المتعّلم مهارات جديدة تتعّلق بالتعّلم
ي , ي ,والتعّلم ضمن الفريق ,والتعّلم الذات ّ الجماع ّ
كما يعمل على إكساب المتعّلم قيم قبول الخر
ي
واحترام رأيه ,وتقّبل النقد ,والعمل الشور ّ
مل ي ,والعتماد على الذات ,وتح ّ الديمقراط ّ
المسؤولّية ,واحترام العمل اليدويّ .
ي
.7يعمل المنهج الحديث على ربط ما هو نظر ّ
ي
ي ,من خلل النشاط المدرس ّ بما هو تطبيق ّ
الهادف ؛ وذلك من أجل تعزيز الخبرات ,وتحويلها
إلى خبرات مرّبية .
م المنهج الحديث بمختلف مستويات المجال .8يهت ّ
كز على المستويات العليا للمعرفة , ي ,وير ّ المعرف ّ
ي ؛ للنتقال ي والناقد والبداع ّومهارات التفكير العلم ّ
بالمتعّلم من الهتمام بواقع المعرفة وبنيتها إلى
الهتمام بطريقة البحث في هذه البنية من أجل
تطويرها .
ور مفهوم المنهج : العوامل التي أسهمت في تط ّ
19
ور .1التغّيرات الثقافّية والجتماعّية الناتجة عن التط ّ
ي ,وما ترّتب عليها من تغّيرات في ي والتكنولوج ّالعلم ّ
القيم والمفاهيم والّتجاهات والنظرة إلى الحياة والنسان .
التغير الذي طرأ على أهداف التربية نتيجة التغّيرات .2
السابقة ,وما استتبع ذلك من تغّير النظرة إلى وظيفة
ورات التي حصلت في المدرسة ,وضرورة مواكبتها التط ّ
ميادين العلوم المختلفة ,ول سّيما ميدان علم النفس
والعلوم التربوّية والجتماعّية ,وتلبيتها حاجات المجتمع إلى
القوى البشرّية القادرة على النهوض به ,والوفاء بأهدافه .
نتائج البحوث والدراسات التربوّية التي سّلطت .3
الضوء على نواحي القصور في المنهج التقليديّ ,وأوصت
بتطويره والخذ بالمفهوم الواسع للمنهج .
نتائج البحوث والدراسات التي تناولت المتعّلم , .4
ل مرحلة من مراحل هذا وه ,ومتطّلبات ك ّوخصائص نم ّ
النموّ ,وحاجاته وميوله ,وسيكولوجّية تعّلمه ,وطبيعة
دى ل ذلك أ ّ عملّية التعّلم ذاتها ,والنظرّيات التي تناولتها ,ك ّ
وناتهي ,ومك ّإلى إعادة النظر بأهداف المنهج الدراس ّ
الخرى محتوى ,وطرائق ,ووسائل ,وأنشطة ,وأساليب
تقويم ,فلم يعد المنهج التقليدي الذي يهدف إلى تنمية
ي قادرا ً على تنمية المتعّلم تنمية شاملة الجانب المعرف ّ
متكاملة ,تلك التنمية التي دعت إليها التربية الحديثة ,
ي , وأصبح من الضروريّ إعادة النظر بالمنهج المدرس ّ
والنتقال به من المفهوم التقليديّ الضّيق إلى مفهوم
حديث أرحب وأوسع وأشمل .
طبيعة المنهج التربويّ نفسه ,فهو انعكاس .5
ي السائد في البيئة والمجتمع للواقع الفكريّ والجتماع ّ
ي
ي أن يأخذ المنهج التربو ّ ؛ وبالتالي فمن الطبيع ّ
التغّيرات الحاصلة في الحسبان ,ويسعى إلى تحقيق
ولت الهداف المستحدثة في المجتمع نتيجة التح ّ
الثقافّية والفكرّية ,وليس المنهج تابعا ً للمجتمع
فحسب ,بل هو عامل تغيير وتطوير مستمّر له ,
وبالتالي فهو المحّرض والمهّيئ لعملّية التغيير
دات ي ؛ بحيث يتيح للمجتمع توظيف المستج ّ الجتماع ّ
20
العالمّية لصالحه ,ول سّيما في عصر أصبح العالم فيه
قرية صغيرة ,فالعلقة بين المنهج والمجتمع علقة
تفاعلّية متبادلة ومستمّرة .
ونات المنهج بمفهومه الواسع : مك ّ
لم يقتصر المنهج بمفهومه الواسع ) الحديث ( على
ي
المقّررات الدراسّية فحسب ,كما كان المنهج التقليد ّ
ل ما له علقة بالعملّية التعليمّية الضّيق ,بل اشتمل على ك ّ
ونات عديدة هي :الهداف , التعّلمّية ,فهو يشتمل على مك ّ
المقّرر ,المحتوى ,الكتب والمراجع ,النشاطات ,طرائق
التدريس وأساليبه ,الوسائل والمواد ّ التعليمّية ,أساليب
التقويم ,المرافق المدرسّية ,وسنتطّرق إلى هذه
ونات المنهج ,والشكل التي ونات عند حديثنا عن مك ّالمك ّ
ونات المنهج بمفهومه الواسع ) الحديث ( : ضح مك ّ يو ّ
التق
الهد
ويم اف
النش المنه
اط ج المح
توى
الو
سائ
ل الطرائق
21
ونققات المنهققج بمفهققومه ضققح مك ّ شققكل رقققم ) : ( 2يو ّ
الواسع .
المنهج بوصفه منظومة أو نظاما ً : System
لم يعرف المنهج على أّنه علم ومجال للدراسة إل ّ في
بداية القرن الماضي ) القرن العشرين ( " حيث تتابعت
النظرّيات والجتهادات التربوّية في سبيل تطوير المنهج ,
وإيجاد نظام له ,ونتيجة لتلك الجهود التربوّية برز لدينا
نظام يكاد يكون هو السائد في مجتمع العصر الحاضر ,
ويتمّثل هذا النظام للمنهج في مدخلت وعملّيات
17
ومخرجات وتغذية راجعة "
وقد انتقل مفهوم النظام من العلوم البيولوجّية التي
منه من أجهزة أو ي ,وما يتض ّ مت بجسم الكائن الح ّ اهت ّ
ي ,النظام أنظمة مفردها نظام ) Systemالنظام الهضم ّ
ي ,النظام ي ,النظام الخراج ّ الدوريّ ,النظام التنّفس ّ
ي إلخ (....إلى العلوم التربوّية " ,والساس في العصب ّ
ون من مجموعة من الجزاء أو مصطلح النظام أّنه يتك ّ
ونات التي ترتبط فيما بينها ارتباطا ً عضوي ّا ً وثيقا ً المك ّ
ل منها في غيره ,ويتأّثر به " .
18
بحيث يؤّثر ك ّ
كل من مجموعة ومصلح النظام في المنهج يعني أّنه يتش ّ
ونات المترابطة المتشابكة المتفاعلة من العناصر أو المك ّ
فيما بينها ) الهداف ,المحتوى ,الطرائق ,الوسائل ,
النشطة ,أساليب التقويم إلخ , ( ....بحيث يؤّثر ك ّ
ل
ونات ويتأّثر بها . ون في بقّية المك ّ مك ّ
ي في علم المنهج ل يقتصر إن الخذ بالمدخل المنظوم ّ
ونات على حتمّية الترابط والتكامل والتشابك بين مك ّ
ل منها نظاما ً أصغر كل ك ّمنظومة المنهج ,والتي يش ّ
22
ضمن منظومة المنهج ,وإّنما يتجاوز ذلك إلى تبادل
ل,العلقة والتأّثر والتأثير بين منظومة المنهج كك ّ
والمنظومات الخرى الكبر ذات الصلة ,فالمنهج كنظام
ون واحد من نظام آخر أكبر هو التربية ,والتربية هو مك ّ
ون من نظام أكبر هو المجتمع ,وهكذا ... بدورها مك ّ
ن المنظومة دائمة التفاعل والتأّثر والتأثير
وبذلك يّتضح أ ّ
بين المنظومات الصغر التي تنضوي في بنيتها ,
والمنظومات الكبر التي هي جزء من شبكتها وبنيتها .
ضح الشكل التي موقع منظومة المنهج من ويو ّ
المنظومات الخرى الكبر :
المجتمع منظومة
منظومة منظومة
التربية المنهج
23
م زّود هذا المعمل بالمواد ّ والخامات الولّية لنتاج هذه ث ّ
دة ,ووّفرت الشروط اللزمة لتفاعل هذه المواد ّ , الما ّ
م
ونتيجة لتفاعل هذه المواد ّ فيما بينها داخل المعمل ,يت ّ
دة المنتجة ل دد ,فإذا كانت الما ّ الوصول إلى النتاج المح ّ
ددة ,كان ل بد ّ من إعادة تفي بالمواصفات والمعايير المح ّ
النظر بهذه المعايير أو إعادة النظر بالمواد ّ الولّية ,أو
إعادة النظر بالشروط التي حدثت في ظّلها التفاعلت
بين المواد ّ الولّية داخل المعمل ,وهذا ما يعرف بالتغذية
ونن المنهج كمنظومة يتك ّ الراجعة ,وبذلك يمكن القول بأ ّ
ونات التية : من المك ّ
-1المعّلم والتلميذ والهداف والمحتوى والطرائق
مى والوسائل والنشطة وأساليب التقويم وتس ّ
) مدخلت المنهج ( .
-2التفاعلت التي تجري ضمن الشروط التي
ونات ,ول سيما وّفرتها المدرسة بين تلك المك ّ
بين المعّلم وما لديه من معلومات وما يستخدمه
من طرائق وأساليب ووسائل وعلقات إنسانّية ,
وما يوّفره من أنشطة ,وما يستخدمه من أساليب
تقويم ,وبين التلميذ ,وما يقوم به من نشاط ,
وتفاعل مع المعّلم وزملئه ,ومع مصادر التعّلم
المتوافرة في المدرسة ) كتب ,مراجع ,نشاط
ي ,وتعّلم ذاتي ,علقات صفّية ي تعاون ّ تعّلم ّ
مى بق ومدرسّية وغير ذلك ( ,وهذا ما يس ّ
) العملّيات ( .
-3المعلومات والمهارات والّتجاهات والقيم التي
اكتسبها التلميذ نتيجة مروره بالتفاعلت السابق ,
مى بق ) المخرجات ( . وهذا ما يس ّ
كد من مدى اكتساب التلميذ المعلومات -4التأ ّ
والمهارات والّتجاهات والقيم وفقا ً للهداف
الموضوعة ,فإذا تحّققت الهداف كما هو مطلوب
ما إذا لمم تعزيز المدخلت والعملّيات ,أ ّ ,ت ّ
تتحّقق الهداف كما هو مطلوب ,فل بد ّ من
العودة إلى المدخلت أو العملّيات ,وإعادة النظر
24
فيها ,أو في بعضها ؛ لتعديلها ,وتحسينها ؛ من
م الوصول إلى المخرجات بالشكل أجل أن يت ّ
مى بق ) التغذية الراجعة ( . المطلوب ,وهذا ما يس ّ
ونات المنهج على أّنه نظام : ضح الشكل التي مك ّ ويو ّ
العملّيات المدخلت
المخرجات
تحقيق أهداف ل من -تدريب ك ّ -الهداف التربوّية
المنهج من المشرف والمدير -المجتمع وقيمه
خلل التنمية والمعّلم في تنفيذ وعاداته .
الشاملة المنهج . -المتعّلمون وحاجاتهم
المتكاملة ل من -فاعلّية ك ّ وخبراتهم .
ي للمتعّلمين التيالمعّلم والمتعّلم وول ّ -المعّلمون
والمشرفون وما لديهم المر في تنفيذ المنهج تتمّثل
باكتسابهم من خبرات ومهارات . .
-متابعة تجريب المنهج الخبرات , -الكتب والمراجع
وتطويره على مختلف وتعديل السلوك والمواد ّ التعليمّية .
نحو ما هو المستويات . -المرافق والمكانات
مرغوب فيه . -الفادة من البيئة الماد ّّية في المدرسة
كأحد مصادر التعّلم . والبيئة .
التغذية الراجعة
ضح المنهج على أّنه نظام
شكل رقم ) (4يو ّ
25
ن مفهوم المنهج بوصفه نظاما ً يقتضي مّنا النظر إليه إ ّ
نظرة شاملة ل تغفل المؤّثرات الداخلّية والخارجّية التي ل
وناته ,وتترك بصماتها البّينة ك تؤّثر في المنهج ,ومك ّ تنف ّ
ور ؛ لتصافها بالحيوّية فيه ,وبذلك فإنها دائمة التغّير والتط ّ
والدينامّية ,فهي انعكاس لمنظومة الحياة ذاتها ,والحياة
ور . منظومة دائمة التغّير والتط ّ
-1المنهج الظاهر والمنهج المستتر أو
الخفي :
دد في علم المناهج ما يعرف بالمنهج المستتر أو يتر ّ
ي ,فما المقصود ي والمنهج الظاهر أو الرسم ّ الخف ّ
ن التسمية ل منهما ,وللجابة عن هذا السؤال نرى أ ّ بك ّ
ي هو مى ,فالمنهج الظاهر أو الرسم ّ ل على المس ّ تد ّ
مم بشكل مدروس ومقصود لتحقيق المنهج الذي ص ّ
ن
أهداف معّينة معرفّية ومهارّية ووجدانّية ,وبالتالي فإ ّ
معظم ما يكتسبه المتعّلمون يكون نتيجة لتفاعلهم
ونات ذلك المنهج ,وهو طط مع مك ّ ظم والمخ ّ المن ّ
مة خبرات نث ّ ) المنهج الظاهر ( ,إل ّ أّننا نكتشف أ ّ
منها المنهج الظاهر أو أخرى اكتسبها المتعّلمون لم يتض ّ
طط لكتسابها ,فمن أين اكتسب ي ,ولم يخ ّ الرسم ّ
المتعّلمون هذه الخبرات ؟
ن تفاعل التلميذ فيما بينهم داخل الفصل وخارجه , إ ّ
وناتها ومرافقها وتفاعلهم مع البيئة المدرسّية بكل مك ّ
أكسبهم خبرات جديدة لم تقصد المدرسة إكسابهم
ن تعّلما ً حدث خارج سيطرة المدرسة ,هذا إّياها ,وكأ ّ
التعّلم غير المقصود هو المسؤول عن الخبرات
ي هو ما يعرف المكتسبة خارج نطاق المنهج الرسم ّ
ي. بالمنهج المستتر أو الخف ّ
ي: ي والمنهج الواقع ّ -المنهج الرسم ّ
ضحناه فققي الفقققرة السققابقة هققو ي كما و ّ المنهج الرسم ّ
مم بشققكل مققدروس ومقصققود لتحقيققق المنهج الذي ص ق ّ
مققا المنهققج أهداف معّينة معرفي ّققة ومهاري ّققة ووجداني ّققة ,أ ّ
ي فهو الصورة الحقيقّية للمنهج عند تطبيقه علققى الواقع ّ
أرض الواقع ,فقد يكققون هنققاك اختلف واضققح بيققن مققا
26
ي ومققا يطب ّققق فعل ً علققى أرض ورد فققي المنهققج الرسققم ّ
الواقع ,وقد يظهر التقارب والنسجام ,بل قد يبققدو مققا
ي كما وضققع , يطّبق على أرض الواقع هو المنهج الرسم ّ
وناته ,ويعود السبب في التفاوت بين المنهجين ل مك ّبك ّ
ل فققرد فققي ي إلققى مسققتوى فهققم ك ق ّ ي والرسققم ّ الققواقع ّ
ي وأهققدافه , الميدان الققتربويّ مضققمون المنهققج الرسققم ّ
ي, منه المنهققج الرسققم ّ ودرجة حماسته أو تأييده ما تض ق ّ
وة بيققن المنهجيققن لبقد ّ مققن اسققتمرار ولكققي تققزول الهق ّ
ططققي المناهققج ومصققمميها والقققائمين التواصل بين مخ ّ
على تنفيذها في الميدان ,وقد ذكر جلتهورن نقلا ً عن
دة أمققور يمكققن أن ترفققع مققن مسققتوى مولين دبارك عق ّ
وة الفاصققلة بيققن النظري ّققة تطبيق المنهج بحيث تقّلل اله ّ
ي, ي والمنهققج الققواقع ّ والتطبيق ,أي بين المنهج الرسم ّ
وهي :
-1تقققوفير المقققواد ّ التعليمي ّقققة المسقققاعدة للمنهقققج
الجديد .
مققل مسققؤولّية -2تشجيع مديري المدارس علققى تح ّ
تطبيق المنهج الجديد فققي مدارسققهم ,وإعطققاؤهم
التدريب الضروريّ لذلك .
-3تبّنقققي مقققديري المقققدارس المنهقققج الجديقققد ,
واقتناعهم به .
-4تهيئة الفققرص للمعّلميققن لتبققادل الققرأي حققول
المنهج الجديد .
-5مساهمة المعّلمين في المنهج الجديققد ,تققدريب
المعّلميققن علققى المنهققج الجديققد .تأييققد المجتمققع
للمنهج الجديد .19 " .
-تخطيط المنهج :
تناول التربويون مصطلح تخطيط المنهج بشكل مسهب
ور لما ينبغي أن ,فهو عند بعضهم " :عبارة عن تص ّ
يكون عليه المنهج ,من حيث التصميم ) تحديد الهداف
ي ): ( 1998تخطيط المناهج
-إبراهيم أحمد مسلم الحارث ّ 19
27
,واختيار المحتوى وتنظيمه ( ,وكذلك الصورة التي
يجب أن يكون عليها تنفيذ المنهج 0جميع الممارسات
صة بمعالجته في الواقع ,أو الميدان التربويّ ( , الخا ّ
بالضافة إلى عملّية التقويم التي يجب أن يراعيها
ضح المنهج ,من حيث تحديد أساليب التقويم التي تو ّ
لب ؛ للستفادة من ي لدى الط ّ ي /التعّلم ّ
العائد التعليم ّ
20
ذلك في تحسين المنهج وتطويره "
ي وزميله بأّنه " :جميع العملّيات وعّرفه السامّرائ ّ
اللزمة للتخطيط نفسه ,ابتداء من تلك الفكرة التي
طط ,إلى أن يصل إلى كتابة تخطر ببال النسان ليخ ّ
الوثيقة أي ) المنهج ( . 21 ".
ل الخطوات والعملّيات فالمقصود بتخطيط المنهج هو ك ّ
التي يقوم به خبراء المناهج لوضع منهج يّتصف
بالمعايير السائدة المعتمدة للمنهج في مجتمع معّين ,
كل هذه العملّيات والخطوات وفي زمن معّين ,وتتش ّ
من :
دراسة الواقع ,وتحليله . -
مة للمنهج . صوغ الهداف العا ّ -
مة الملّبية للهداف . اختيار الموضوعات العا ّ -
ترجمة الموضوعات إلى خبرات تفصيلّية تّتسم -
اختيار بالدّقة والشمول ,وتنظيمها وتنسيقها بشكل
يحّقق الربط والتوازن والتتابع .
اختيار الساليب الوسائل والنشاطات وأساليب -
التقويم المناسبة لتلك الخبرات .
تجريب المنهج ,وجمع الملحظات الميدانّية -
حول المنهج المجّرب .
28
ونات المنهج وفق الملحظات إعادة النظر بمك ّ -
الميدانّية في مدارس التجريب .
تعميم المنهج ,ومتابعة تقويمه وتطويره . -
ن عملّية تخطيط المنهج عملّية شاملة وبالتالي فإ ّ
ل ما يتعّلق بهندسة المنهج ,وبنائه ,
من معناها ك ّيتض ّ
وتنظيمه ,وتطويره ,وتقويمه .
تطوير المنهج ) : Curriculum Developmentهي -
م بهام عن طريقها تحديد الكيفّية التي سيت ّ العملّية التي يت ّ
تشييد المنهج والتي تعتمد على الجوانب التالية :
أ ق طبيعة المجتمع .ب ق المتعّلم .ج ق المعرفة .د ق
الهداف ؛
ولذا يلزم أن يكون هناك تكامل بين البناء والتطوير ،ول
كز على يمكن إغفال هذا التكامل ,فبناء المنهج عملية تتر ّ
جه عملية تطوير المنهج نحو كيفية المنهج نفسه ,بينما تتو ّ
تشييد المنهج ,فعمليات البناء والتطوير ليست عمليات
م على التوازي فيما بينها. تتابعّية من الناحية الزمنية ,بل تت ّ
تحسين المنهج Curriculum Improvement -
م بناء المنهج وتطويره تأتي مرحلة التطبيق بعد أن يت ّ
والتجريب التي تواكبها – حّتى النهاية -عملّية التقويم ,
وة المنهج ,ونقاط ضعفه , حيث تظهر من خللها نقاط ق ّ
وة ,وتجاوز نقاط الضعف , وهنا تبدأ عملّية تعزيز نقاط الق ّ
وهذه العملّية هي عملّية تحسين ،وبذلك نحصل على
المردود الذي يستفاد منها في إعادة النظر في علميات
م
التشييد والتطوير وفي عمليات المراجعة والتحسين ، ،ث ّ
ي ،وتستخدم م التوصل إليه على أساس تجريب ّ يطّبق ما يت ّ
م الحصول عليها نتيجة هذا التجريب؛ المعلومات التي يت ّ
بهدف المزيد من البناء والتطوير وتعديل أساليب التحسين
والتطبيق .
هندسة المنهاج Curriculum engineering -
هذا المصطلح حديث نسبي ّا ً في ميدان المناهج بالمقارنة
بالمصطلحات السابقة ,وعادة ما يرتبط
هذا المصطلح بعملّية بناء المنهج على أّنه نظام ,حيث يعّرف
ل العملّيات اللزمة لجعل بوشامب هندسة المنهج بأّنها ك ّ
22
دي وظيفته في المدرسة . المنهج كنظام يؤ ّ
29
30