You are on page 1of 83

‫البرص و العميان‬

‫أبو عثمان عمرو بن بر الاحظ‬

‫القدمة‬

‫بسم ال الرحن الرحيم وصلى ال عليه ممد وسلم وهب ال لك حسن الستماع وأشعر قلبك حب التثبت وجعل‬
‫أحسن المور ف عينيك وأحلها ف صدرك وأبقاها أثرا عليك ف دينك ودنياك علما تفيده وضا ًل ترشده وبابا من‬
‫الي تفتحه وأعاذك من التكلف وعصمك من التلون وبغض إليك اللجاج وكره إليك الستبداد ونزهك عن‬
‫الفضول وعرفك سوء عاقبة الراء وقد علمت مع ذلك من مدح بقوله‪ :‬من رأي ذي بدآت ل تزال له بزلء يعيا با‬
‫الثامة اللبد وأن الخر قد قال‪ :‬ليت هندا أنزتنا ما تعد وشفت أنفسنا ما ند واستبدت مرة واحدة إنا العاجز من‬
‫ل يستبد ول أعلم الوصوف بالستبداد إل مهلً مذموما ول أعرف النعوت بالبدوات إل مدفعا مضعوفا‪.‬‬

‫وإنا الشأن ف وجدان آلة التصرف وف تام العزم بعد التبي ل أعرف إل هذين‪.‬‬

‫والنوادر وكل ما خف على قلوب الفراغ وراق أساع الغمار إل بعد إقامة العمود والبصر با يلثم من ذلك العمود‬
‫فإن بعض من كلف برواية الشعار بدأ برواية أشعار هذيل قبل رواية شعر عباس بن الحنف ورواية شعر ابن أحر‬
‫قبل رواية شعر أب نواس وناس من أصحاب الفتيا نظروا ف العي والدين قبل أن يرووا الختلف ف طلق السنة‬
‫وناس من أهل الكلم نظروا ف "‪.‬‬

‫" والكفر والداخلة والجاورة قبل أن ينظروا ف التوحيد والعدل والجال والرزاق‪.‬‬

‫وسئل بعض العلماء عن بعض أهل البلدان فقال‪ :‬أبث الناس عن صغي وأتركهم لكبي وسئل عن بعض الفقهاء‬
‫فقال‪ :‬أعلم الناس با ل يكن وأجهلهم با كان وقد خفت أن تكون مسألتك إياي كتابا ف تسمية العرجان والبصان‬
‫والعميان والصمان والولن من الباب الذي نيتك عنه وزهدتك فيه‪.‬‬

‫وذكرت ل كتاب اليثم بن عدي ف ذلك وقد خبتك أن ل أرض بذهبه ول أحبه له حظا ف حياته ول لولده بعد‬
‫ماته‪.‬‬

‫وأنا أحذرك اللجاح والتتايع وأرغب إل ال لك ف السلمة من التلون والتزيد وف الستطراف والتكلف فإن‬
‫اللجاج ل يكون إل من خلل القوة وإل من نقصان قد دخل على التمكي واللجوج ف معن الغلوب والتصرف ف‬

‫‪1‬‬
‫معن الغالب والكتفي ول يكون إل والعقدة منحلة والنفس منقوصة ث ل بد أن يتصل ضعف النة بقلة العرفة ومت‬
‫نقصت العرفة ل تكن النة فاضلة وكان الفاعل إما لوجا مسارعا وإما ذا بدوات متلونا‪.‬‬

‫فاعرف فضل ما بي التصرف والتلون وليس العتراض من صفة اللجاج‪.‬‬

‫وقد يكون العتراض ممودا ومذموما ول يكون اللجاج إل مذموما والتلون أن تكون سرعة رجوعه عن الصواب‬
‫كسرعة رجوعه عن الطأ واللجاج وأن يكون ثبات عزمه على إمضاء الطأ الضار كثبوت عزمه على إمضاء‬
‫الصواب النافع‪.‬‬

‫والذهول عن العواقب مقرون باللجاج وضعف العقدة مقرون بالبدوات‪.‬‬

‫قيل لبعض العلماء‪ :‬من أسوأ الناس حالً قال‪ :‬من ل يثق بأحد لسوء ظنه ول يثق به أحد لسوء فعله‪.‬‬

‫وقال عمر بن الطاب‪ :‬لن ينتفع بعقله حت ينتفع بظنه‪.‬‬

‫وقال ممد بن حرب‪ :‬صواب الظن الباب الكب من الفراسة‪.‬‬

‫وقال بلعاء بن قيس‪ :‬وأبغي صواب الظن أعلم أنه إذا طاش ظن الرء طاشت مقادره أل تراهم يدحون ضربا من‬
‫الظن ويذمون ضربا آخر‪.‬‬

‫وأما الصواب ففي الال الت بي الالتي‪.‬‬

‫وقال ال عز ذكره‪ " :‬اجتنبوا كثيا من الظن إن بعض الظن إث " وهذا البعض هو ذاك الكثي الذي ذكره لن قليل‬
‫الكثي ربا كان كثيا‪.‬‬

‫وقيل لثقيف‪ :‬ب بلغتم البالغ قالوا‪ :‬بسوء الظن‪.‬‬

‫وإل ذلك ذهب الشاعر حيث يقول‪ :‬أسأت إذ أحسنت ظن بكم والزم سوء الظن بالناس وذلك على ما قدر ما‬
‫تصادف عليه الزمان وتشاهد من حالت الناس‪.‬‬

‫وليس سوء الظن ف الملة بالذموم ول بسن الظن بالحمود وإنا الحمود من ذلك الصواب على قدر السباب‬
‫القوية والضعيفة والذي يتجلى للعيون من المور القربة وعلى ما جرت عليه العادة والتجربة ولقد قال ال تعال‪" :‬‬
‫ولقد صدق عليهم إبليس ظنه " اعلم أنه ل يرد تصويب ظن إبليس وليس مذهب الكلم وصف إبليس بشيء من‬
‫الصواب وإنا أراد ذم الذين كثرت ذنوبم حت طرقوا على أنفسهم سوء الظن فصار كل من ظن بم سوءا يصي‬
‫ظنه موافقا للذين ياولون والذين هم فاعلون‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫فاطلب العلم على تنيل الراتب وعلى ترتيب القدمات وليكن لتدبيك نطاق فإنه أمان من الطأن وللذي تعتقد‬
‫رباط فإنه ل بد للبنيان من قواعد‪.‬‬

‫وليكن أحب العلم إليك أطوعه ل فإن ل تفعل فاكسبه للحال الميلة والذي ل بد للشريف من معرفته علم الخبار‬
‫ومعرفة علل النحو ولول أن الذي أكتبه لك مانب لطرق اليثم وخارج ما يشتهيه الريض التكلف اللول وأنه كتاب‬
‫جد غي هزل لا كتبته لك وبال التوفيق‪.‬‬

‫قال اليثم بن عدي‪ :‬العرج الشراف‪ :‬أبو طالب معاذ بن جبل عبد ال بن جدعان الارث بن أب شر الوفزان بن‬
‫شريك عمرو بن الموح النصاري الربيع بن مسعود الكلب عبد الميد بن عبد الرحن بن زيد بن الطاب وذكر‬
‫القعقاع بن سويد النقري وسليمان بن كيسان الكلب ول يك يذكر غي هؤلء‪.‬‬

‫وذكر العميان وكان الذي ترك منهم أكثر ما ذكر‪.‬‬

‫والعرج الشراف ‪ -‬أبقاك ال ‪ -‬كثي والعمي الشراف أكثر ولكن ما معناه ف أن أبا فلن كان أعمى إذا ل يكن إنا‬
‫اجتلب ذكر العرج والعمى ليجعل ذاك سببا إل قصص ف أولئك العرجان وإل فوائد أخبار ف أولئك العميان وإل‬
‫أن جاعة فيهم كانوا يبلغون مع العرج ما ل يبلغه عامة الصحاء ومع العمى يدركون ما ل يدركه أكثر البصراء ولا‬
‫جاء أيضا ف ذلك من الشعار الصحيحة ومن المثال الضروبة وكيف تاجوا بذلك وتادحوا به وكيف جزع من‬
‫جزع وصب من صب وما رووا ف ذلك من الخبار النافعة والحاديث السائرة واللفظ الونق ولو ذكرنا ‪ -‬حفظك‬
‫ال ‪ -‬أن من سقي بطنه‪ :‬عثمان بن أب العاص وعمران بن الصي وخباب بن الرت وقبيصة بن الهلب وفلن‬
‫وفلن ث ل نذكر حسن عزائهم ونوادر كلمهم عند نزول تلك الوادث وعند توقع الفرج من تلك الضايق وأي‬
‫شيء كرهوا من أصناف العلج وحرموه وأي شيء استجازوه واستحلوه والذي رووا من الحاديث ف ذلك الداء‬
‫أو من الروايات ف ذلك الدواء وكيف كانت تعزية العائد وجواب العود وكيف كان دعاؤهم وبأي ضرب من‬
‫الكلم كان ابتهالم فإن ذلك عظة لن سعه وأدب لن وعاه وصلح لن استعمله فمن ل يذكر هذه العلل لذكر هذه‬
‫الفوائد ل يكن ذكره لزمانة قوم أشراف بالحمود ول تنويهه قوما بأدواء مستورين بالرضي‪.‬‬

‫وأول الشروط الت وضعت ف أعناق الطباء ستر ما يطلعون عليه ف أبدان الرضى وكذلك حكم من غسل الوتى‪.‬‬

‫وسألتن أن أبدأ بذكر البصان وأثن بذكر العرجان ث أذكر ما قالوا ف الين والعسر وف الضبط وف كل أعسر‬
‫يسر واختلف طبائع اليوان ف ذلك مع اختلف حالت البشر ف الصغر والكب وكيف القول ف الشل والقطع‬
‫وف الضجم والفقم وف صاحب اللقوة والشدق وف سعة الفواه وضيقها وف عظم النوف وصغرها وكيف‬
‫مدحوا الرؤوس بالعظم وذموها بالصغر وما قالوا ف الدمامة والنبالة وف القصر والطول ث الذي قالوا ف الجلح‬
‫والنزع وف الصلع والقرع وف الزعر والمعر‪.‬‬

‫وما قالوا ف الثط والسنوط وف الحدب والعلم وف الدر والفقح وما ذكروا به العضاء ووصفوا به الوارح وما‬
‫جاء ف ذلك من الشعار والخبار والمثال والثار‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫وقد فخروا بالعمى وذلك كثي واحتجوا بالعرج وذلك غي قليل‪.‬‬

‫وإذا كان العراب يعتريه البص فيجعله زيادة ف المال ودليلً على الجد فما ظنك بقوله ف العرج والعمى وها ل‬
‫يستقذران ول يتقزز منهما ول يعديان ول يظن ذلك بما ول ينقصان من تدبي ول ينعان من سؤدد وهذا العن‬
‫نفسه قد ذكره شاعر قريش حي عدد أساء من عمي من أشرافهم فقال ف كلمة له‪ :‬ومطعم وعدي ف سيادته فذاك‬
‫داء قريش آخر الزمن وخي دائك داء ل تسب به ول تبيت تن لذة الوسن داء كري فل دعوى فتحذره فالمد ل‬
‫ذي اللء والنن وقد يفر العراب ف الرب فل يقر بالب عن العداء وبالنكول عن الكفاء بل يرج لذلك الفرار‬
‫معن ويعل له مذهبا ث ل يرضى حت يعل ذلك الفخر شعرا ويشهره ف الفاق معاذ إلي أن تقول حليلت أل فر‬
‫عن مالك بن أب كعب أقاتل حت ل أرى ل مقاتلً وأنو إذا غم البان من الكرب يقول‪ :‬أنا وإن وليت هاربا حي‬
‫ل أجد ل مقاتلً فقد وليت ومعي عقلي وأت الفرار ف الرب آلة من عرف الفر كما يعرف الكر يقول‪ :‬فلست‬
‫كمن يستفزعه وهل البان ول كالذي يعجل فيلجم ذنب فرسه ويركبه مشكولً ويركله برجله وهو مقيد وينل عن‬
‫ظهره ويظن أن سعيه على رجليه أبلغ من ركض فرسه ف النجاة وقال زيد اليل‪ :‬أقاتل حت ل أرى ل مقاتلً وأنو‬
‫إذا ل ينج إل الكيس ولست بذي كهرورة غي أنن إذا طلعت أول الغية أعبس وقال الارث بن هشام‪ :‬ال يعلم ما‬
‫تركت قتالم حت رموا فرسي بأشقر مزبد فصددت عنهم والحبة فيهم طمعا لم بعقاب يوم مفسد وعلمت أن إن‬
‫أقاتل واحدا أقتل ول يضرر عدوي مشهدي يقول‪ :‬ليس من الصواب أن أقف موقفا أقاتل فيه باطلً‪.‬‬

‫وقال عمرو بن معدي كرب‪ :‬ولقد أعطفها كارهة حي للنفس من الوت فرير كل ما ذلك من خلق وبكل أنا ف‬
‫الروع جدير فزعم أن الفرار من أخلقه كما أن القدام من أخلقه وهذا خلف قول ابن مطيع‪ :‬أنا الذي فررت يوم‬
‫الره والشيخ ل يفر إل مره ول بأس بالكرة بعد الفرة وقول ابن مطيع شبيه بقول عتيبة بن الارث بن شهاب حيث‬
‫يقول‪ :‬نيت نفسي وتركت حزره نعم الفت غادرته بإمره ل يترك الرء الكري بكره وقد أقر كل واحد من هذين‬
‫على حدته بالعيب فأما الخر فإنه حي فر ألزم نفسه وجيع اليش وهو قوله‪ :‬فإن يك عارا يوم ذاك أتيته فراري‬
‫فذاك اليش قد فر أجع وأما عامر بن الطفيل فقال‪ :‬أعاذل لو كان البداد لقوتلوا ولكن أتونا ف العديد الجمهر قال‬
‫لبيد‪ :‬أتونا بشهران ومذحج كلها وما نن إل مثل إحدى القبائل وأقر قيس بن الطيم بغي هذا النس من الفرار‬
‫فقال‪ :‬إذا ما فررنا كان أسوا فرارنا صدود الدود وازورار الناكب وقد علم قيس أن هذا القدار ل يسمى فرارا‬
‫ول يعي به أحد‪.‬‬

‫قال‪ :‬ولا انزم الناس يوم أب فديك كان عباد بن الصي من النهزمي وهو يصيح بأعلى صوته‪ :‬أنا عباد بن الصي‬
‫فقال له بعض النهزمي‪ :‬فلم تنوه باسك على هذه الال قال عباد‪ :‬لكي ل تركبن غمرة‪.‬‬

‫أل ترى أن عبادا صحيح التدبي ف حال انزامه وقد ترك القتال عن غي جب وترك القتال كي ل يقتل ضياعا وعباد‬
‫فارس الناس غي مدافع وإياه عن الشاعر حيث يقول‪ :‬من مبلغ عن نيك بن مرز فدونك عبادا أخا البطات‬
‫فدونكه يستهزم اليش باسه إذا خاضت الفرسان ف الغمرات والشاهد من الشعر على تقدي عباد على الفرسان‬
‫كثي موجود‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫ل على كرم أعراقه وشرف ولدته‪.‬‬
‫ل فيجعل ذلك دلي ً‬
‫ويكون العراب شختا مهزولً ومقرقما ضئي ً‬

‫قال الصمعي‪ :‬قلت لغلم أعراب‪ :‬مال أراك ضعيفا نيفا وصغي الجم قليلً مهزولً! قال‪ :‬قرقمن العز‪.‬‬

‫وأنشدوا قول الخر‪ :‬قد علمت أنا أتاويان من كرم العراق ضاويان وأنشدوا‪ :‬قرقمه العز وأضواه الكرم وليس‬
‫العجب ف قوله‪ :‬إن العراق تضوى وإنا العجب ف قوله‪ :‬إن العز يقرقم لن الول قد قال‪ :‬فت ل تلده بنت عم‬
‫قريبة فيضوى وقد يضوى رديد القرائب وقال السدي‪ :‬ولست بضاوي توج عظامه ولدته ف خالد بعد خالد‬
‫تقارب من آبائه أمهاته إل نسب أدن من الشب واحد بنو أخوات أنكحوهن إخوة مشاغرة فالي للحي والد وهكذا‬
‫كثي‪.‬‬

‫والضوى ف البهائم أوجد منها ف الناس فليس العجب من ذكرهم الضوى إذا ترددت الولد ف القرابات وإنا‬
‫العجب ف قولم‪ :‬العز يقرقم لن العراب حي ابتلي بالدمامة والعلة ثقل عليه أن يقر بالذل والضعف فاحتج لذلك‬
‫وأحال الناس على معن ل يدركونه بالشاهدة وهذا من ذكائه ودهائه‪.‬‬

‫فبهذه النفوس ‪ -‬حفظك ال ‪ -‬حفظوا أنسابم وتذاكروا مآثرهم وقيدوا لنفسهم بالشعار مناقبهم وحاربوا‬
‫أعداءهم وطالبوا بطوائلهم ورأوا للشرف حقا ل يره سواهم وعملوا على أن الناس كلهم دونم‪.‬‬

‫وسأنشدك ‪ -‬إن شاء ال ‪ -‬بعض ما افتخر به العمى واحتج به العرج قبل أن تصي إل قراءة الميع لعجل‬
‫عليك معرفة الملة من مذاهبهم وبال التوفيق‪.‬‬

‫فمن العرجان أبو الدهاء وهو الذي عيته امرأته بالعرج فقال‪ :‬ما ضر فارسهم ف كل ملحمة تزحف العرج بي‬
‫الصف والنضد إن كان ليس برقال إذا نزلوا ففي الفروسة وثاب على السد وخطب الطائي العرج امرأة فشكت‬
‫عرجه إل جاراتا فأنشأ يقول‪ :‬تشكى إل جاراتا وتعيبن فقالت معاذ ال أنكح ذا الرجل فكم من صحيح لو يوازن‬
‫بيننا لكنا سواء أو لال به حلي وقال أبو العملس ف امرأته‪ :‬وقال أبو طالب بن عبد الطلب واسه عبد مناف وأول‬
‫هاشي ف الرض ولده هاشيان بنوه الربعة وعيه بعض نسائه بالعرج فقال‪ :‬قالت عرجت فقد عرجت فما الذي‬
‫أنكرت من جلدي وحسن فعال وأنا ابن بدتا ف صبابتها وسليل كل مسود مفضال أدع الفراجة ل أريد ناءها‬
‫كيما أفيد رغائب الموال وأكف سهمي عن وجوه جة حت تصيب مقاتل البخال الرفاجة‪ :‬النجارة والتثمي‪.‬‬

‫وقال أبو طالب قولً هو أجل وأرجح من قول الميع وذلك أنه قال وفسر‪ :‬أنا يوم السلم مكفي ويوم الرب فارس‬
‫أنا للخميسة أنف حي ما للخمس عاطس فزعم كما ترى أنه إذا كان ف السلم فهو ل يتاج مع الكفاية إل ابتذال‬
‫نفسه ف حوائجه وإذا كان ف الرب فهو فارس يبلغ جيع إرادته‪.‬‬

‫وما ضر ‪ -‬أكرمه ال ‪ -‬هرثة بن أعي ونصر بن شيث وغيها من الرؤساء الحاربي القربي الذي كان ينعهم من‬
‫الشي إذا كانوا على ظهور اليل أمثال العقبان‪.‬‬

‫‪5‬‬
‫رأيت أوف بعيد الشيب من كثب ف الدار يشي على رجل من الشب جعلت للعرج مدا ل يكن لم وللقصار مقالً‬
‫آخر القب وكان أوف مع شرفه وسؤدده قصيا نيفا وهو الذي يقول‪ :‬إذا كنت قصدا ف الرجال فإنن إذا حل أمر‬
‫ساحت لسيم وهذا أشبه بقول الخر‪ :‬إذا كنت ف القوم الطوال فضلتهم بعارفة حت يقال طويل فهؤلء بعض من‬
‫فخرج بالعرج وسنذكر ذلك ف باب القول ف العرجان إن شاء ال‪.‬‬

‫وأما من فخر بالعمى فمنهم بشار بن برد وكنيته أبو معاذ ولقبه الرعث مول لبن عقيل وهو الذي يقول‪ :‬إذا ولد‬
‫الولود أعمى وجدته وجدك أهدى من بصي وأحول عميت جنينا والذكاء من العمى فجئت عجيب الظن للعلم‬
‫معقل وغاض ضياء العي للعلم رافد وقلب إذا ما ضيع الناس حصل وشعر كنور الروض لءمت بينه بقول إذا ما‬
‫أحزن الشعر أسهل ومن فخر بالبص ث من بن رزام الحجل وكان بساقيه وضح واسه معاوية بن حزن بن موألة بن‬
‫معاوية بن الارث وقد رأس وسى الحجل على الكناية من البياض والكناية أيضا من البص وهو الذي يقول‪ :‬يا مي‬
‫ل تستنكري تويلي ووضحا أوف على خصيلي فإن نعت الفرس الرجيل يكمل بالغرة والتحجيل وهو الذي يقول‪:‬‬
‫وما أنا بالبهيم فتذكرون ول غفل الهاب من الوشوم وأصل تسميتهم الحجل مأخوذ من الجل والجل هو‬
‫اللخال فإذا كان ف الفرس ف موضع الخلخل بياض قيل‪ :‬ملخل وقال النعمان بن بشي‪ :‬ويبدو من الود الغريرة‬
‫حجلها وتبيض من وقع السيوف القادم وقال الفرزدق‪ :‬مائلة الجلي لو أن ميتا ولو كان ف الكفان تت الصفائح‬
‫وإذا ابيض من خلف الناقة موضع الضرار فهم يسمون ذلك اللف أيضا مجلً وأنشد‪ :‬نيط بقويها رعيب أقمر‬
‫مجل مقدم مؤخر وقال ف ذلك أبو النجم‪ :‬وقد يقال أيضا للغراب مجل على غي هذا العن وذلك أنم يسمون‬
‫ل على التشبيه بالجل‪.‬‬
‫حلقة القيد مج ً‬

‫والغراب إذا مشى فكأنه مقيد والحجل هو القيد فذلك الجل وقال الشاعر‪ :‬وإن امرؤ ل تقشعر ذؤابت من الذئب‬
‫يعوي والغراب الحجل وقال الطرماح‪ :‬شنج النسا قذف الناح كأنه ف الدار بعد الظاعني مقيد وقال الخر‪:‬‬
‫وصاح بصرمها من بطن قو غداة البي شحاج حجول من اللئي لعن بكل أرض فليس لن ف بلد قبول ولذكر‬
‫الحجل مكان غي هذا‪.‬‬

‫وإذا كان الشيء مشهرا معلما شبهوه بالفرس الغر الحجل فإنه إذا كان ف اليل كانت العيون إليه أسرع ولذلك‬
‫قال زفر بن الارث‪ :‬كل ورب البيت ل تقتلونه ولا يكن يوم أغر مجل ومن البصان الذين فخروا بالبص الارث‬
‫بن حلزة اليشكري الشاعر قال أبو عبيدة‪ :‬لا قال أل هب بصحنك فاصبحينا وأنشدها اللك قال الارث بن حلزة‬
‫قصيدته الت فخر فيها لبكر على تغلب وهي الت أولا‪ :‬آذنتنا ببينها أساء ث أتى عمرو بن هند فأنشده إياها قال‪:‬‬
‫وكان الارث أبرص وكان اللك ل يل عينه من رجل به بلء فأنشده من وراء الستر فلما سعها استخفه الطرب‬
‫وحله السرور على أن أمر برفع الجاب ث أقعده على طعامه وصيه ف ساره‪.‬‬

‫وقالوا‪ :‬هو الفتخر بالبص حيث يقول‪ :‬يا أم عمرو ل تغرى بالروق ليس يضر الطرف توليع البلق إذا حوى اللبة‬
‫ف يوم السبق فهذا قول الشاعر فأما ممد بن سلم فزعم أنه ل يسبق اللبة قط أبلق ول بلقاء‪.‬‬

‫قال الصمعي‪ :‬ل يسبق اللبة أهضم قط‪.‬‬

‫‪6‬‬
‫وقد يوز أن يكون الشاعر أراد نفس اللبة يوم الرهان وأراد غي ذلك من أبواب السابقة على أن صديقا ل قد‬
‫أخبن أن فرسا للمأمون جاءت سابقة‪.‬‬

‫إن امرؤ حنظلي حي تنسبن ل ملعتيك ول أخوال العوق ل تسب بياضا ف منقصة إن اللهاميم ف أقرابا البلق‬
‫فقول ابن حبناء وقول الارث بن حلزة يردان على ممد بن سلم ما قال وكان زياد العجم قد أل على بن البناء‬
‫يهجوهم بالبص فمن ذلك قوله‪ :‬عجبت لبلق الصيي عبد كأن عجانه الشعرى العبور فلما قيل له‪ :‬قد رفعتهم يا‬
‫أبا أمامة قال‪ :‬وال لرفعنهم أيضا فقال‪ :‬ل يبح الدهر منهم خارئا أبدا إل حسبت على باب استه القمرا والبياض‬
‫والوضاح تستعي ذكره العرب وتنقله ف الماكن قال الرعل بن جبلة‪ :‬والناس كاليل إن ذموا وإن مدحوا فذو‬
‫الشباب كذا ف الناس أوضاح يقولون‪ :‬فرس كري وفرس جواد وفرس عتيق وفرس رائع وليست هذه الساء الكرية‬
‫إل للنسان والفرس‪.‬‬

‫وأصل البلق إنا هو ف الفرس والعرب تستعي ذلك وتضعه ف مواضع كثية وقال الشاعر وهو يريد بياض الصبح‬
‫الخالط بسواد ف بقية الليل‪ :‬حبسناهم حت أضاء لنا من الصبح مشهور الشواكل أبلق وسوا أيضا قصر السموءل‬
‫بن عادياء‪ :‬البلق قالوا ذلك حي كان بن بالجارة البيض والسود قال العشى‪ :‬بالبلق الفرد من تيماء منله حصن‬
‫حصي وجار غي غدار وقال السموءل بن عادياء‪ :‬وبالبلق الفرد بيت به وبيت الصي سوى البلق وقال خالد بن‬
‫يزيد بن معاوية‪ :‬إن أرقت لعارض متألق ليل التمام وليته ل يؤلق ما أن ينام ول ينيم كأنه بلقاء تضرب عن فلو أبلق‬
‫وأنشدوا قول الراجز ف صفة السحاب‪ :‬كأنه ف ريقه إذا ابتسم بلقاء تطفي اليل عن طفل متم وقال مرز بن مكعب‬
‫الضب‪ :‬أقر العي أن طارت عليهم شيك اللون ليس لا حجول ولذلك سوا البرص السيدي الراقي التكهن‪ :‬أبلق‬
‫وإياه عن ذو الرمة فقال‪ :‬وعندي أسيدي عليه علمة من السوء ل تفى على من توسا هل البلق الراقي السيدي‬
‫مبئ فؤادي من حب جواري بن بدر ليس يعن رهط حذيفة بن بدر‪.‬‬

‫وكان جرير بن الطفى زوج أبلق بنته أم غيلن على أنه رقاها فأفاقت فعند ذلك قال العلبان‪ :‬أخزيت نفسك يا‬
‫جرير وشنتها وجعلت بنتك نسلة للبلق وهجا جرير أيضا البلق بأنه أبلق وبغي ذلك فقال‪ :‬يا أبلق الكشح إن‬
‫الناس قد علموا أن الهاجر يزي كل كذاب لو كنت شاورت ذا عقل فأرشدن يوم الفريقي ما دنست أثواب قد‬
‫كنت عندك قبل الفعل ذا أرب مستحكما بعراقي الدلو أكراب لو كنت صاهرت إن الصهر ذو نسب ف مازن أو‬
‫عدي رهط منجاب ما كنت ذا اللدة البلقاء تعجبن سوف السوابق ريح الكودن الراب واعترض على جرير البلتع‬
‫العنبي لن عمرو بن تيم ولدهم جيعا فقال‪ :‬أتعيب أبلق يا جرير وصهره وأبوه خي من أبيك وأمنع أتعيب من‬
‫رضيت قريش صهره وأبوك عبد بالورنق أوكع هل سوائي كنت أوعدته يوم أكب الناس ف الندق وأحل البلق‬
‫ف صفهم ث أناديك فل تنطق وفيما قالوا ف تلك الرب‪ :‬يا أبلق الكشح على أبلق وصاحب الراية والندق ولزم‬
‫البلق مكان غي هذا وهو أن الفارس يشهر بركوبه ف الرب ليس يترئ على ركوب البلق ف الرب إل غمر أو‬
‫مدل بنفسه معلم يقصد إل ذلك‪.‬‬

‫ولا رأى إبراهيم بن عبد ال بن حسن بن حسن عمر بن سلمة الجيمي على فرس أبلق أنشد قول الشاعر‪ :‬أما‬
‫القتال فل أراك مقاتلً ولئن فررت ليعرفن البلق قال ذلك وهو يازحه وكان عمر بن سلمة شجاعا‪.‬‬

‫‪7‬‬
‫ولذلك قال طفيل الغنوي‪ :‬بجر تلك البلقاء فيه فل تبقى ونودي بالركاب وقال ف ذلك النابغة‪ :‬بوجه الرض ل‬
‫يعفو لا أثر يسي ويصبح فيها البلق ضلل وصف طول اليش وعرضه وكثافته وكثرة عددهم فلذلك خفي مكان‬
‫البلق مع كثرة الوضاح الت تشهره‪.‬‬

‫وروى عن يي بن حاد عن عاصم عن زر عن عبد ال قال‪ " :‬قلت‪ :‬يا رسول ال! كيف تعرف من ل تر من أمتك‬
‫قال‪ :‬هم غر مجلون من آثار الوضوء "‪.‬‬

‫معن عن مالك عن العلء عن أبيه عن أب هريرة قال‪ :‬قال رسول ال عليه السلم‪ " :‬أنتم الغر الحجلون من آثار‬
‫الوضوء فمن استطاع منكم أن يطيل غرته وتجيله فليفعل "‪.‬‬

‫ومن البصان من فخر بالبص سويد بن أب كاهل وهو الذي يقول‪ :‬نفرت سودة من أن رأت صلع الرأس وف‬
‫اللد وضح قلت يا سودة هذا والذي يفرج الكربة عنا والكلح هو زين الوجه للمرء كما زين الطرف تاسي القزح‬
‫ومن فخر بالبص من الرؤساء والشعراء بلعاء بن قيس بن يعمر وهو الشداخ بن عوف بن كعب بن عامر بن ليث‬
‫بن بكر قالوا‪ :‬اعتراه البص بعد أن أسن وكان سيد بن ليث فاشتد ذلك عليهم فقيل له ف ذلك فقال‪ :‬سيف ال‬
‫صقله‪.‬‬

‫هذه رواية أب عبيدة والفضل فأما الذي ل أزل أسعه فإن أهل الجاز يزعمون أنه قال‪ :‬سيف ال حله من اللية‬
‫ويقول أهل العراق‪ :‬بل قال‪ :‬سيف ال جله من اللي وكل عرب‪.‬‬

‫وهو أبو مساحق وله لقبان أحدها مدح والخر ذم فأما الدح فالجب والحجوب ويقول بنو ليث بن بكر‪ :‬كان‬
‫بلعاء يجب بالنبل من مكان بعيد واللقب الخر‪ :‬باكغ اليان لنه كان نكدا لوجا شكسا وداهية ل يرام ما وراء‬
‫ظهره وهو الذي يقول‪ :‬وأبغي صواب الظن أعلم أنه إذا طاش ظن الرء طاشت مقادره وهو الذي يقول‪ :‬ومغي‬
‫حجر " قد " جررت برجله بعد الدو له قوائم أربع وهو الذي يقول‪ :‬معي كل مسترخي الزار كأنه إذا ما مشى من‬
‫أخص الرجل ظالع وقال كلثوم بن رزين بن يعمر بن نفاثة بن عدي بن الديل ف تسمية بلغاء ببالع اليان‪ :‬تن بالع‬
‫اليان سيفي وأنت إذا تلقين فرور منت لك أن تلقين النايا أمام القوم أو وحد أسي وقال ف بالغ اليان ربيعة‬
‫بن أمية بن زعر بن يعمر بن نفاثة بن عدي بن الديل‪ :‬وأفلت بالع منا وخلى حلئله وقد بدت العاري ومن البصان‬
‫السادة القادة الذين مدحتهم الشعراء بالبص أبو أسيد عمرو بن هداب الازن مدحه بذلك أبو الشعثاء العني قال‬
‫أصحابنا‪ :‬ما رأينا أحدا قط أبل ريقا ول أت نقسا ول اربط جأشا من أب أسيد عمرو بن هداب كانوا عنده والناس‬
‫يغزونه على ذهاب بصره إذ مثل أبو عتاب الرار بي يديه وهو مثل الحجوم وأبو عتاب هو إبراهيم بن جلع بن‬
‫مصاد مول بلعدوية فقال‪ :‬يا أبا أسيد! ل تزن على ذهابما فإنك لو قد رأيت ثوابما ف ميزانك لقد تنيت أن يكون‬
‫ال قد قطع يديدك ورجليك ودق ظهرك وأدمى ظلفك‪.‬‬

‫قال‪ :‬فلم يبق من القوم أحد إل استغرب ضحكا أو صاح بأب عتاب وأراد إسكاته إل أبا أسيد نفسه فإنه ل يتغي‬
‫لذلك ول يظهر منه قبول ول إنكار وأقبل على القوم فقال‪ :‬يرعى له حسن نيته ويلغى سوء لفظه‪.‬‬

‫‪8‬‬
‫قالوا‪ :‬ث ما لبثنا إل يسيا حت دخل أبو الشعثاء العني وعليه بت وكور ضخم وخف جاف فقال‪ :‬أنشدك أبا أسيد‬
‫ما حبته فيك من أراجيزي قال‪ :‬هات فأنشده أرجوزة أعرابية فصيحة فبينا نن نستحسن معانيها ونستجيد حوكها‬
‫إذ قال‪ :‬أبرص فياض اليدين أكلف والبص أندى باللهى وأعرف ملوز ف الرجفات يزحف قال‪ :‬فصحنا حت قطعنا‬
‫عليه إنشاده‪.‬‬

‫فقال عمرو‪ :‬ارفقوا بشاعرنا وزائرنا فإن أكثر الشعراء الذين توضحت جلودهم قد افتخروا بذلك وقد قال الشاعر‪:‬‬
‫أيشتمن زيد بأن كنت أبرصا فكل كري ‪ -‬ل أبا لك ‪ -‬أبرص أراد‪ :‬كل أبرص كري فقال‪ :‬كري كري أبرص‪.‬‬

‫وهذا من القلوب‪.‬‬

‫وزعم كثي من الناس أن ذلك البياض إنا أصابه بسبب يي حلف با عند أستار الكعبة‪.‬‬

‫وسعت غي واحد من جيانه وأصحابه يزعمون أنم ما زالوا يعلمون به وضحا إل أن الوضح يزيد ول يقف وقد‬
‫ذكرنا شأن عمرو بن هداب والذي حضرنا من مناقبه ف كتاب العميان فلذلك ل نذكره ف هذا الباب‪.‬‬

‫حدثن علي بن رياح بن شبيب الوهري عن أبيه رياح‪.‬‬

‫وكان خاصا بالبامكة يدخل عليهم مت أحب وكان يصل إل مواضع ل يكاد يصل إليها الاص عندهم قال‪ :‬دعان‬
‫يوما جعفر بن يي وهو كئيب حزين خاشع الطرف شديد النكسار فرفع ل عن بطنه فإذا على بطنه مقدار الدرهم‬
‫برص فقال‪ :‬يا أبا علي! هذا ثن العقوق‪.‬‬

‫قال‪ :‬وكان الذي بينه وبي أبيه قد ساء‪.‬‬

‫قالوا‪ :‬وهذا شيء أخذه جعفر بن يي عن أطباء الند‪.‬‬

‫وأطباء الند تزعم أن العقوق وآفات الدنيا كثية وأمراضها الشداد معروفة القادير عند الطباء‪.‬‬

‫وقد بينوا الستغلق العضال الؤيس من غي ذلك فقالوا ف مثل الذام والبص العتيق والسرطان قال جالينوس‪:‬‬
‫السرطان ل يبأ‪.‬‬

‫فإن برئ فإنه ل يكن سرطانا والاء الصفر والقروح الت تكون ف الكلية والثانة من الباب أيضا الذي يعسر‬
‫التخلص منه والعرب تاف إعداء الرب والصفر والعدسة والدري وهم وإن استعظموا هذه الشياء ول يقدموا‬
‫البص عليها ف الشدة فإن القرآن أصدق منهم ولول أن البص العتيق أشد امتناعا وأبعد برءا لا ذكر ال البص‬
‫دون هذه الدواء‪.‬‬

‫‪9‬‬
‫والفرس أشد نفارا من البص والدليل على ذلك ما خبتك به من شدته وامتناع التخلص منه قوله‪ " :‬وأبرئ الكمه‬
‫والبرص وأحيي الوتى بإذن ال " " فأشار إل إبراء البرص " وإل إبراء الكمه وهو العمى الطموس ول يذكر غي‬
‫ذلك من جيع الدواء والعاضل والعلل والؤيسة‪.‬‬

‫وقال ف وجه آخر من معارضة البص بلفه وضده قال‪ :‬أو لو جئتك بشيء مبي قال فأت به إن كنت من الصادقي‬
‫فألقى عصاه فإذا هي ثعبان مبي ونزع يده فإذا هي بيضاء للناظرين " وقال ال لوسى‪ " :‬أدخل يدك ف جيبك ترج‬
‫بيضاء من غي سوء "‪.‬‬

‫هذا إل ما حدث عبد ال بن عمرو عن يعقوب القمي عن جعفر بن أب الغية عن سعيد بن جبي عن ابن عباس قال‪:‬‬
‫جاءت قريش إل اليهود فقالوا‪ :‬ما جاءكم به موسى قالوا‪ :‬عصاه ويده بيضاء للناظرين ث أتوا النصارى فقالوا‪ :‬ما‬
‫جاءكم به عيسى قالوا‪ :‬كان يبئ الكمه والبرص ويي الوتى فأتوا النب صلى ال عليه وسلم فقالوا‪ :‬ادع لنا ربك‬
‫يعل لنا الصفا ذهبا‪.‬‬

‫فهذا أيضا ما عظم شأن البص إذ كان مذكورا ف الالت كلها وإذا اجتمع على تشديد أمره القرآن والثار‪.‬‬

‫وأما قولم للنب صلى ال عليه وسلم‪ :‬اجعل لنا الصفا ذهبا فإن ال ل يعطي الناس العلم على قدر شهواتم‬
‫وامتحانم وتنيهم ول على سبيل التفكه فإذا ل يعطهم ذلك على سبيل التفكه فإعطاؤهم إياها على سبيل التعنت‬
‫أبعد ول يب ذلك إل لن ل يسمع بآية ول ير علمة‪.‬‬

‫فأما الغموس فيها ومن قد غمرته البهانات فليس من الكمة تكي السفهاء من مسألة ذلك وإنا ينل ال العلم‬
‫على قدر الصلحة ل على أقدار الشهوة وعلى إلزام الجة ل على الطلب والسألة ومت كان الطالب لذلك معاندا‬
‫وجاسيا ل يكن إل بي أمرين إن جلها لعنته وإجابته إل مسألته قال‪ :‬هذا سحر وإن منعها قال‪ :‬لو كان صادقا لتى‬
‫با وآيات ال وبرهاناته أجل خطرا من أن توضع ف هذا الكان إل أن يريد ال ببعض ذلك تعذيبهم قالوا‪ :‬والبص‬
‫أصله من البلغم وإذا رأيت الرجل القضيف اليابس أبرص اللد فاعلم أن الرة هي الت اعتصرت بدنه حت قذفت‬
‫بالبلغم ومته ف ظاهر جسده فلما ل يقو ذلك الكان على إنفاذه وهضمه تي هناك فأفسد ما هناك‪.‬‬

‫وربا كان من حرق النار وربا كان من الكي إما من كي البلء وإما من التعال‪.‬‬

‫وليس يعتري السودان من كي البلء كالذي يعتري الشقران والمران وكذلك الوسم فإذا خاف النخاس أن يكون‬
‫ذلك البياض برصا قرص ذلك الكان فإن احر فهناك دم وإن ل يمر عزم على أن به عيبا وفحشة‪.‬‬

‫ويعترى غراميل اليل وخصاها وجحافلها وتكون العظاء واليات والوزغ برصا بكل ذلك جاء الشعر وكل ذلك‬
‫قالت العرب وف الديث الرفوع أن الوزغة لا نفخت على نار إبراهيم صمت وبرصت فمن ذلك قيل‪ :‬سام أبرص‬
‫فهذا الديث شهد لولئك الشعراء بالصدق‪.‬‬

‫‪10‬‬
‫ولول الخبار والشعار والثار وكان كل بياض يكون ف أصل التركيب ف نفس اللقة ل يسمى برصا ول يسمى‬
‫البص لول العارض الادث‪.‬‬

‫وقال صاحب النطق‪ :‬ل يقال لباطن جلد الكف أقرع ول للطفل آدر لن ذلك ل يكن يذهب‪.‬‬

‫وحشفة الختون ربا برصت من حز الوسى وليس ذلك ما يزداد ويتفشى‪.‬‬

‫ويعتري مواضع الحاجم ويصيب أشياء من النبات كنحو البطيخ وغي ذلك وقد رأيت من نزفه الدم من جراح‬
‫فبص‪.‬‬

‫وربا جرى من ذلك على عرق وهو عندهم ما يعتري الولد ويعدي إل الصحيح‪.‬‬

‫واللطع‪ :‬ضرب من البص وهو يصيب بواطن شفاه الصيان من البشان وربا كان البشي منهم ضخما أهدل أدل‬
‫ألطع فيكون هولً من الهوال‪.‬‬

‫وشعر الرأس واللحية يبيض عن الول الشديد ويبيض الشعر الدث إذا كانت الرة تقذف بالبلغم إل ما هناك‬
‫ويبيض على العراق التقدمة‪.‬‬

‫ويبيض الشعر من جبهة الرأة إذا طال نتفه والغالية تشيب الشعر وغسل الرأس بالسدر يرقه‪.‬‬

‫وقد ينتتف أصحاب اليل جبهة الفرس البهيم مرارا بقدار القرحة فيبيض شعر ذلك الكان ويصي ذا قرحة وذلك‬
‫إذا كرهوا أن يكون بيما واسم هذه القرحة العمولة فيها‪ :‬الغريب‪.‬‬

‫وتصيب الدابة الدبرة فيبيض شعر ذلك الكان وذلك هو التوقيع واللد نفسه هو الوقع‪.‬‬

‫وقال مرز بن الكعب الضب‪ :‬فما منكم أفناء بكر بن وائل لغارتنا إل ذلول موقع وجلد الافر كله وجلد الظلف كله‬
‫إذا كان أسود كان أسود الشعر وإذا كان أبيض كان أبيض الشعر‪.‬‬

‫واليول تتحول ف ألوانا فيصي الشهب البيض أرقط مدنرا ويسقى الفرس الليب الحض فإذا طال ذلك عليه‬
‫صار لونه أشنع وقال الشاعر‪ :‬وداويتها حت مشت حبشية كأن عليها سندسا وسدوسا والناقة إذا كانت حراء ث‬
‫صارت عشراء صارت خلساء بعد أن كانت حراء ولذلك قال الشاعر‪ :‬حراء ل خلسية التام وقد تمر أوبار البل‬
‫جدا على بعض الراعي وقال الفزاري ف صفة إبله‪ :‬كأنا علت بناء ودم من حرض القيعان والرم الضم وتبيض‬
‫البل ورؤوسها ووجوهها من أكل المض قال عمر بن لأ‪ :‬شابت ولا تدن من ذكائها وقال الخر‪ :‬أكلن حضا‬
‫فالوجوه شيب شربن حت نزح القليب والرأة الميلة الرقيقة اللون إذا كان العشي ضرب لونا إل الصفرة وبالغداة‬
‫يضرب لونا إل البياض قال العشى‪ :‬بيضاء ضحوتا وصف ‪ -‬راء العشية كالعرارة وقال الخر‪ :‬قد علمت بيضاء‬
‫صفراء الصل وأحسن ما تكون الرأة وأرق ما تكون لونا وأعتق وجها وأدق ماسنا ف نفاسها وغب ليلة عرسها‬

‫‪11‬‬
‫وأطيب ما تكون خلوة إذا رقصت ف مناحة أو تعبت من طواسي وأنشد ابن العراب لرجل قال لمرأته‪ :‬أغبتن غب‬
‫البناء ونافسا وغب الكلل كل ذلك معجب وقال بشار‪ :‬كأن الذي يأتيك من راحتيهما هدي غداة العرس أو‬
‫نفساء والدي‪ :‬العروس وقال التلمس أو غيه‪ :‬وطريفة بن العبد كان هديهم ضربوا صميم قذاله بهند وأنا أعلم أن‬
‫عامة من يقرأ كتاب هذا وسائر كتب ل يعرف معان هذه الشعار ول يفسر هذا الغريب ولكن إن تكلفت ذلك‬
‫ضعف مقدار كل كتاب منه وإذا طال جدا ثقل فقد صرت كأن إنا أكتبها للعلماء وال العي‪.‬‬

‫وجلد الشيخ يسود ويبيض ويقول التطببون وناس من التفلسفي‪ :‬الصقلب من ل تنضجه الرحام فهو فطي‪.‬‬

‫وأرحام الزنيات جاوزت النضاج وأحرقت الولد واحتج بعضهم بقول عبيد ال بن زياد بن ظبيان لعبد اللك بن‬
‫مروان‪ :‬أنا وال أشبه بأب من التمرة بالتمرة والمرة بالمرة والذباب بالذباب والغراب بالغراب ولكن إن شئت‬
‫خبتك بالذي ل يشبه أباه قال‪ :‬ومن ذلك قال‪ :‬الذي ل تنضجه الرحام ولو يولد لتمام ول يشبه الخوال والعمام‪.‬‬

‫وعبيد ال بن زياد ل يرد معن هذا التطبب إنا ذهب إل أن عبد اللك كان ولد لسبعة أشهر وكذلك عامر الشعب‬
‫وكذلك جرير بن الطفى وكذلك قال الفرزدق‪ :‬وأنت ابن صغرى ل تتم شهورها ول يرد اللون إنا أراد تام البدن‬
‫ف الطول والعرض لن لون من ولد لسبعة أشهر ليس بالفاسد‪.‬‬

‫وقد زعموا أن البقي من الناس واليل يرج متغي اللد وأن ذلك يكون ملزما وحكوا ذلك عن لون خارجة بن‬
‫سنان وعن جلد الفرس الذي قال فيه ابن أقيصر ما قال وعن بعض أولد نساء بن تغلب ليلة نفر الحاف بن حكيم‬
‫ولست أعرف تأويل قول عبيد ال بن زياد لن عبد اللك كان موصوفا بسن اللون ولا قال عبد ال بن قيس‬
‫الرقيات ف عبد اللك‪ :‬يعتدل التاج فوق مفرقه على جبي كأنه الذهب قالوا‪ :‬نشهد أنه قد كان رآه وإن كان إنا‬
‫أراد أنه ل يكن بتام اللحم والعظم فما سعنا أحدا عاب عبد اللك بقصر ول نافة وإنا كان أراد ولد لسبعة أشهر‬
‫فإن الذين يولدون لسبعة أشهر ليس القصر والنحافة فيهم بأفشى وأشد استفاضة منه ف غيهم‪.‬‬

‫وقال عبد اللك للشعب‪ :‬مال أراك ضئيلً قال‪ :‬يا أمي الؤمني! زوحت ف الرحم‪.‬‬

‫يقول‪ :‬إن ولدت توأم أخي ول يقل لن ولدت لسبعة أشهر وقال معاوية بن سنان الكلب وكان أخا سنان بن أب‬
‫حارثة لمه‪ :‬سنانا دعوت وأشياعه وعوفا دعوت أبا قهطم فقام فت وشوشي الذرا ‪ -‬ع ل يتلبث ول يهمم تطن به‬
‫أمه ف النفا ‪ -‬س ليس بيت ول توأم فكره أن يكون توأما لن التوأم يكون ضئيلً وقد رأيت أنا غي الذي يقولون‬
‫ولعل بعض من رأيت وأكثر كانوا أغلظ عظما وأوثج وثاجة من ولد لتمام رأيت الكم ومروان ابن بشر بن أب‬
‫عمرو بن العلء وكان كل واحد منهما كالبغل الزنوق ورأيت الخوين اللذين كانا يلقبان بنكر ونكي كل واحد‬
‫منهما كالمل الحجوم ورأيت الخوين الازنيي وكان أحدها إذا حم حم الخر وإذا رمد رمد الخر فلما مات‬
‫أحدها أوصى الخر ومات بعده بقليل وكان كل واحد منهما كأنه الرمح الردين ول أر فيهم نيفا إل عبدان تلميذ‬
‫يي بن ماسويه‪.‬‬

‫‪12‬‬
‫حدثن السن بن إبراهيم العلوي أن السن بن علي بن أب طالب ولد لسبعة أشهر فمن كان أبرع عقلً وأت قواما‬
‫منه وليس بستنكر أن ترى الواحد منهم بعد الواحد نيفا‪.‬‬

‫قالوا‪ :‬وإنا صارت ألوان سكان إقليم بابل السمرة وهي أعدل اللوان لنم ل يولدوا ف جبال ول على سواحل بار‬
‫فخرجت عقولم الباطنة من العتدال والستواء على حسب ألوانم وشائلهم الظاهرة‪.‬‬

‫قالوا‪ :‬ويولد بالغرب‪.‬‬

‫والقشر ول يعدونما ف البصان‪.‬‬

‫وإن كان بياضهما خارجا من القدار ولو أن بعض جلد الغرب صار لبعض السودان والدمان لعدوها ل مالة ف‬
‫البصان‪.‬‬

‫ويسود من الزني كل شيء إل أسنانه وبياض مقلتيه وعلى أن لون راحته وظفره لون بي وسأل بعض العترضي‪:‬‬
‫كيف اعترى أهل البادية البص مع كثرة التعسر وقلة الغذاء والفاف‪.‬‬

‫قالوا‪ :‬وجدنا ذلك ف عدد كثي من أهل الشرف والنباهة وقد علمنا أنه ف أهل المول على أضعاف ذلك إذا كان‬
‫الامل ليس فيه معن يذكر من أجله بسلمة ول آفة‪.‬‬

‫قالوا‪ :‬فإن قالوا لكان اللب وكل ما ين من اللب قيل له‪ :‬فإن الزط ف الجام يداومون بي السمك واللب وهم‬
‫مغتمسون ف جيع أصناف الرطوبات وأهل البدو ف بلد الفاء والفاف يداومون بي اللب والتمر‪.‬‬

‫وليس ف الزط من البص ما ينكر إل أن تكون الرارة هي الت تقذف بالبلغم من أجواف أهل البدو إل ظاهر‬
‫جلودهم وليس هو عندي كذا كما قالوا ولكن العرب تتهاجى بالشعار الت تشهر كل خي وشر وتتعايب باللفاظ‬
‫التعسفة الستحسنة الت تستدعي الرواية والكاية والرواة ل تعن بلسان الزط وسكان الجام لوانم عليهم ولنم‬
‫ل يتعايبوا بينهم بالكلم الذي يفظ الرواة مثله ولو جعتهم أيضا كلهم ل يكونوا كقبيلة من قبائل بن سعد‪.‬‬

‫وهذا القدار من عدد البصان إنا وجدتوه ف جيع جزيرة العرب منذ كانت العرب إل يومنا هذا فهذا القدار قليل‬
‫ولو قصدت إل أمة من المم يكون عدد جاعتهم على الشطر ولول طعن الاسد لم والباغي عليهم لكنت عسى أل‬
‫أتمل لك نسخ هذا الكتاب مع ثقله علي وبال التوفيق‪.‬‬

‫قالوا‪ :‬والنسان يعتريه البش من شرب اللب وأكل التمر وقد هجا بذلك الفرزدق بن سعد لقربم من التمر فقال‪:‬‬
‫ولست بسعدي على فيه حبة ولست بعبدي حقيبته التمر ولكنن من دار وهب بن مالك وليس بمد ال والدي‬
‫الفزر والفزر هو سعد نفسه‪.‬‬

‫‪13‬‬
‫وأما البش الذي يعتري الظفار فإن ذلك شيء يعتري الظفار ف حداثة السن والسواد يعتري الناس كثيا ف‬
‫مواضع من جلودهم يعتري الصا والذاكي وربا اعترى جلود الباط وجلد العجان وإذا كب الشيخ جدا وصلع‬
‫وطال عمره عاد لرأسه شعر أسود كالقنازع وقال الشاعر وهذا الشعر مبهم‪ :‬لنصر بن دهان النيدة عاشها‬
‫وعشرون حولً ث قوم فانصاتا وعاد له شرخ الشباب الذي مضى وراجع حلما بعدما كان قد فاتا وعاد سواد الرأس‬
‫بعد ابيضاضه ولكنه من بعد ذا كله ماتا ول أرد هذا الشعر لرداءة طبع صاحبه ولكن لهله شأن الشيوخ الرمي‬
‫والشاعر الاهل الذي أضيف هذا الشعر إليه ل يهل أمر الشيوخ ف ذلك وإنا فسد لقوله‪ :‬وعاد له شرخ الذباب‬
‫الذي مضى وراجع حلما بعد ما كان قد فاتا وهذا باطل البتة‪.‬‬

‫ومن البهق السود والبيض وإنا ذلك على قدر النقص فإن كان من الرة السوداء كان أسود وإن كان من البلغم‬
‫كان أبيض وإذا ابيض ل يؤمن‪.‬‬

‫وتزعم العرب وناس من جال أصحاب الخبار أن ناسا من العرب ومن قريش خاصة أصابم الاء الصفر والبص‬
‫جيعا وأن بعضهم اكتوى فبأ منهما جيعا وبعضهم وجأ بطنه بديدة فبأ منهما جيعا وبعضهم اكتوى فمات‪.‬‬

‫فمن الذين ماتوا مسافر بن أب عمرو بن أمية وأما الذي وجأ بطنه فبأ منهما جيعا أبو عزة المحي‪.‬‬

‫قال ابن الكلب‪ :‬سعت أب وأبا مسكي قال‪ :‬كان عمرو بن عبد ال بن وهيب بن حذافة بن جح وهو أبو عزة‬
‫الشاعر أصابه برص فسقي بطنه فأخرجته قريش من مكة مافة العدوى وهم يافون عدوى الذام والبص والرب‬
‫والصفر والعدسة والدري قال‪ :‬وكان إذا جن عليه الليل أوى إل شعاب ف تلك البال فإذا حيت عليه الشمس‬
‫استدرى بظلل الشجار فلما طال عليه البلء أخذ مدية فوجأ با جنبه ليموت فيستريح فسال ذلك الاء وذهب ما‬
‫كان به من برص فأقام أياما ث دخل إل قريش كما كان يدخل فقال‪ :‬لهم رب وائل وند واليعملت واليول الرد‬
‫ورب من يسعى بأرض ند أصبحت عبدا لك وابن عبد أبرأت من وضحا بلدي من بعدما طعنت ف معدي وقالوا‪:‬‬
‫من كشح بالنار مسافر بن أب عمرو بن أمية بن عبد شس كان وفد على النعمان فسقي بطنه هناك وأصابه وضح‬
‫فقيل للنعمان‪ :‬ليس له دواء إل الكي وخبوه بشأن أب عزة فكواه فمات وهو الذي قال عند الكي‪ :‬قد يضرط العي‬
‫والكواة ف النار فأرسلها مثلً فرثاه أبو طالب ف كلمة له طويلة‪ :‬ليت شعري مسافر بن أب عمرو وليت يقولا‬
‫الحزون رجع الوفد سالي جيعا وخليل ف مرمس مدفون بورك اليت الكري كما بورك نضح الرمان والزيتون‬
‫ومكشوح لدى النعمان أمسى هبالة بيته بيت المار يفوق بنفسه ويرى بياضا بكشحيه كتلماع النهار لنه مات‬
‫بوضع يقال له هبالة‪.‬‬

‫ومن اكتوى فبص‪ :‬الكواء واسه عمرو وهو أبو عبد ال بن الكواء وإخوته النسابون الذي يقال لم بنو الكواء وف‬
‫الكواء وأخيه يقول الشاعر‪ :‬غرابان هذا أبقع اللون منهما وهذا غراب فاحم اللون مصمت ومن اكتوى فبص‪:‬‬
‫الكشوح الرادي‪.‬‬

‫واسه هبية بن عبد يغوث وهو أبو قيس بن الكشوح الفارس الرئيس‪.‬‬

‫‪14‬‬
‫والكشوح الذي يقول‪ :‬فما وضحي من داء سوء علمته ولكن كي النار ف اللد موضح وف بن الكواء يقول‬
‫الشاعر‪ :‬إل معشر بيض الكشوح مصاقع عليهم جلود النمر خنس العاطس وإنا قال مصاقع لنم خطباء وابن‬
‫الكواء يذكر ف الطباء وف النسابي وف العوران‪ :‬ولذلك لا قال له معاوية‪ :‬فما تقول ف نفسك قال‪ :‬أعور سي‪.‬‬

‫كانوا ييلون إل قول الوارج وأما قول الشاعر‪ :‬عليهم جلود النمر‪.‬‬

‫فإنا يعن التبقيع والتفليس الذي كان ف ومن البصان عبد العزى بن كعب بن سعد قال أبو نيلة واحد حان كقوم‬
‫حم وإنا سي حان لنه كان ألطع فكان يمم شفتيه والتحميم‪ :‬التسويد ف هذا الوضع ولذلك قال الشاعر ف أبان‬
‫بن عثمان بن عفان ف أول ما ظهر به البياض قال‪ :‬له شفة قد حم الدهر بطنها وعي يغم الناظرين احوللا وكان‬
‫أحول أبرص أعرج وبفال أبان يضرب أهل الدينة الثل‪.‬‬

‫وكان ف بن عثمان عوارن وعرجان وحولن وبرصان كان سعيد ابن عثمان أعور وكان أبان أحول وقال مالك بن‬
‫الريب‪ :‬وما كان ف عثمان عيب علمته سوى ابن ف نله ث أدبرا فلول بنو حرب لطلت دماؤكم بطون العظايا من‬
‫كسي وأعورا لن بطن العظاية أبرص‪.‬‬

‫وكان أين بن خري لكان الوضح الذي ف يده وأصابعه وشفتيه ووجهه يدلك هذه الواضع بالص والض هو‬
‫الورس ليكون أخفى للبياض فقال القيشر يهجوه بذلك‪ :‬يعال بالص البياض فلم يصب دواء وما داواك عيسى بن‬
‫مريا ومن البصان السادة والفرسان القادة الربيع بن زياد وهو أحد الكملة وهو كان قائد عبس وعبد ال بن‬
‫غطفان ف حرب داحس وبنو زهي بن جذية تت لوائه وكان رحالً وكثي الوفادات شاعرا وكان بالنذر خاصا وله‬
‫نديا وكان اللك ل يشعر بالذي به من الوضح حت قال لبيد بن ربيعة‪ :‬مهلً أبيت اللعن ل تأكل معه إن استه من‬
‫برص ملمعه وإنه يدخل فيها إصبعه يدخله حت توارى أشجعه كأنا يطلب شيئا أطمعه قال‪ :‬فلما ترك اللك مؤاكلته‬
‫ومنادمته ترد ث عدا بي يديه ذاهبا وجائيا فقال اللك‪ :‬قد قيل ذلك إن حق وإن كذب فما اعتذارك من شيء إذا‬
‫قيل وأنا ل أظن هذا البيت كان قيل إل قبل ذلك اليوم‪.‬‬

‫قال‪ :‬ومن البصان الشراف الذكورين ومن آباء القبائل والعمائر يربوع بن حنظلة وإياه عن أوس بن حجر حي‬
‫قصد إل تقريع عامر بن مالك ملعب السنة ببعض الوقائع فقال‪ :‬كان بنو البرص أقرانكم فأدركوا الحدث‬
‫والقدما إذ قال عمرو لبن مالك ل تعجوا الرة أن تكما وال لول قرزل إذ نا لكان مثوى خدك الخرما باتوا‬
‫يصيب القوم ضيفانم حت إذا ما ليلهم أظلما قروهم شهباء ملمومة مثل حريق النار أو أظلما ففات من قد فات من‬
‫عامر ركضا وقد أعجل أن يلجما ومن البصاء الرؤساء والشراف الشعراء ومن الرحالي إل اللوك والكام من‬
‫العرب‪ :‬ضمرة بن ضمرة النهشلي وهو الذي لا رآه اللك نيفا قال‪ :‬تسمع بالعيدي ل أن تراه‪.‬‬

‫ل عليك ملمت‬
‫وزعم أبو عبيدة أنه أحد من حكم بالرشوة وهو الذي يقول‪ :‬بكرت تلومك بعد وهن ف الندى مه ً‬
‫وعتاب أأصرها وبن عمي ساغب فكفاك من إبة علي وعاب وهو الذي يقول‪ :‬الن ساغ ل الشراب ول أكن آت‬
‫التجار ول أشد تكلمي وأبأت يوما بالنسار بثله وأخذت يوما ف حديث الوسم ومسست مسا ف الرقاق عباءها من‬
‫بي عارفة السناء وأي لق الرماح ببعلها فتركنه ف صدر معتدل القناة مقوم أضمرة ترجو البلق الست والقفا وما‬

‫‪15‬‬
‫مثلنا ف مثلها لك عاقر أتنسى دفاعي عنك إذ أنت مسلم وقد سال من جع عليك قراقر قال أبو عبد الرحن‪ :‬من‬
‫البص الشراف ومن الرؤساء التوجي مالك ذو الرقيبة وهو الذي أخذ فداء حاجب بن زرارة وغصب الزهدمي‬
‫ذاك وكان حاجب أسي الزهدمي من بن عبس وف مديح مالك يقول السيب بن علس‪ :‬ولقد رأيت الفاعلي‬
‫وفعلهم فلذي الرقيبة مالك فضل كفاه ملفة ومتلفة وعطاؤه متخرق جزل واحتجوا بشعر عوف بن الرع ف‬
‫الوضح الذي كان على ظهر كفه حيث يقول‪ :‬ولقد أراك وما تؤبن هالكا عدل الصرة ف السداد الكرم حت‬
‫تروحت الخاض عشية فتركت ملوطا ماطك بالدم عبد رضعت بثدي ذات رضاعة مثل الرباءة بظرها ل تكلم تبكي‬
‫إليك إذا عرفت سوادها كبكا الفقي إل الغن النعم ومن البصان الشراف الذكورين والفرسان الشهورين شيطان‬
‫ابن عوف بن مزيد ل يكن يوم مبايض فارس مثله وكان أبرص على فرس كثي الوضاح فلما رجعت بنو تيم عن‬
‫تلك الوقعة لمهم وقال‪ :‬خرجتم برؤساء ثلثة إل حيي حريد ث جئتم منهزمي وقد قتل منكم رئيسان قالوا‪ :‬وال ما‬
‫لقينا إل شياطينا برصا على خيل بلق‪.‬‬

‫ومن البصان والطباء ومن الشراف الرؤساء قيس بن خارجة بن سنان بن أب حارثة خطيب غطفان وهو الذي لا‬
‫ضرب بسيفه مؤخرة رحل أبيه خارجة بن سنان والارث بن عوف الاملي وقال لما‪ :‬ما ل ف هذه المالة أيها‬
‫العشمتان قال‪ :‬فما عندك قال‪ :‬عندي رضا كل ساخط وقرى كل نازل وخطبة من لدن وتطلع الشمس إل أن تغرب‬
‫آمر فيها بالتواصل وأنى فيها عن التقاطع‪.‬‬

‫فلما خطب بتلك الطبة الت سيت العذراء ضربوا با الثل‪.‬‬

‫فقال عجلن بن سحبان‪ :‬ول كأخي ذهل إذا قام قائلً ول السلع المال حي ييب فجعل قيسا أيضا حاملً‬
‫وضرب به الثل‪.‬‬

‫وقولم‪ :‬السلع والبرص سواء ولذلك قال جرير ف قتل أنس الفوارس عمرو بن عدس وكان من الشهرين بالبص‪:‬‬
‫هل تذكرون على ثنية أقرن أنس الفوارس حي يهوى السلع وكانوا ثلثة إخوة‪ :‬الربيع الكامل وعمارة الوهاب‬
‫وأنس الفوارس بن زياد وهم الكملة من بن عبس وقيل لمهم‪ :‬أي بنيك أكمل قالت‪ :‬أنس ل بل عمارة ل بل‬
‫الربيع ثكلتهم إن كنت أدري أيهم أكمل وهي الت قالت ف بعض الكلمة‪ :‬ما حلته وضعا ول وضعته يتنا ول سقيته‬
‫غيلً ول أبته على مأقة‪.‬‬

‫ولا سعموا بأن السلع هو البرص قالوا ف قول مساور بن هند‪ :‬منا بنو بدر ومنا هاشم والارثان ومالك والسلع‬
‫فمزعموا أن السلع القيسي كان أبرص وهذا ل يب قد يب أن يكون اسه السلع ويب أن يكون ذا سلعة ويب‬
‫أن يكون أبرص ول بد من أن يكون على ذلك دليل إما شعر وإما حديث وإما أن يقول ذلك العلماء فإن جاءوا مع‬
‫ذلك بشاهد فهذا أصح للخب وإن ل يأتوا بشاهد فليس قولم حجة‪.‬‬

‫وأما قول عجان‪ :‬ول كأخي ذهل‪.‬‬

‫‪16‬‬
‫فإنا عن دغفل بن حنظلة الطيب العلمة غرق دغفل يوم دولب حي عب الناس ف دجيل مع حارثة بن بدر الغدان‬
‫أيام الزارقة‪.‬‬

‫قال ابن الكلب‪ :‬من البصان الشراف سعد الثرم بن حارثة بن لم أخو أوس بن حارثة بن لم وكان شريفا نبيها‬
‫ولكن إفراط نبأ أخيه هذا غيه‪.‬‬

‫قال‪ :‬ومن البصان الشراف الرقع بن صيفي بن رباح وأنشدوا قول الشاعر‪ :‬الوضح وضح الصبح يقال‪ :‬أبي من‬
‫وضح الصبح والوضح من الدرهم والوضح اللب قالوا‪ :‬جيد الوضح والوضح كناية عن البياض والبياض كناية عن‬
‫البص وأوضاح اليل ما فيها من البياض وحلي الفضة تسمى أوضاح قال كميت‪ :‬ولح من الكعاب مبآت من‬
‫الوضاح والقدم الضيب ومن البصان الشراف‪ :‬عامر بن حوط البرش قيل له ذلك كما قيل لذية‪ :‬البرش بعد‬
‫أن كان يقال له البرص إكبارا له وكناية عما يكره وهو أخو عبد مناة بن بكر بن ضبة وهو القائل‪ :‬ولقد علمت‬
‫لتأتي عشية ما بعدها خوف علي ول عدم وولت بيت الق ليس بباطل ما إن أبال من تقوض واندم وليس ف‬
‫هذين البيتي دليل على أنه كان أبرص إل أن رواة أشعار بن ضبة زعموا ذلك‪.‬‬

‫ل على برصه وهو بيت ل يقطع الشهادة ولكنه يقرب إل ما قالوا وهو‬
‫وأنشدن جعفر الضب بيتا كان يعله دلي ً‬
‫قوله‪ :‬لو كان ينجو من الفات ذو كرم كان ابن حوط مكان الشمس والقمر ومن البصان السادة والشراف‬
‫الطباء والفرسان الذكورين والوارج القدمي ابن الفجاءة وكذلك كان ابنه وكذلك كان أخوال أبيه ل يعرف ف‬
‫البص أعرق من ابن قطري الذكور ف قال أبو عبيدةوأبو السن‪ :‬خرج جرموز الازن إل قطري بن الفجاءة وهو‬
‫بي الصفي فقال‪ :‬بلغن أنك تشتري السيف بعشرين ألف درهم وأكثر قال‪ " :‬نعم " قال‪ :‬أفل أبعث إليك ببن‬
‫تبهم وتغنيهم قال قطري‪ :‬إن بعثت إل بم ضربت أعناقهم وبعثت إليك برؤوسهم قال جرموز‪ :‬يا عجبا! بنوك‬
‫وعيالك ف منل بالبصرة أمونم وأبعث إليك ببن تضرب أعناقهم! قال قطري‪ :‬إن الذي صنعت بعيال تراه ف ديناك‬
‫والذي أصنع بعيالك شيء أراه ف دين قال له جرموز‪ :‬هل أصبت بعدي ولدا قال‪ :‬نعم قال‪ :‬فدعا بغلم شاب على‬
‫برذون فقال جرموز‪ :‬لعلك أفسدته بشيء من هذه العاجم ومن هذه السبايا قال‪ :‬معاذ ال أمه الوجناء بنت البناء‬
‫ث قال‪ :‬يا جرموز! إن به العلمة الت بنا أهل البيت ‪ -‬يعن الوضح ‪ -‬يقول‪ :‬إن رأيته فاعرفه وهو جرموز بن‬
‫الفجاءة أخو قطري بن الفجاءة‪.‬‬

‫قالوا‪ :‬وكان القيشر السدي أبرص ولذلك سوه القيشي وكان مع ذلك يهجو البصان بالبص وقد فعل ذلك‬
‫بأين بن خري وغيه وكان القيشر يلعب بالمام ويشرف ف جوف منل أب الصلت الثقفي وكان إذا طي المام‬
‫يصفر بفيه ويصفق بيديه وإن سقط فرخ على حائط جاره رماه فقال أبو الصلت‪ :‬بطن العظاية كم تكو على شرف‬
‫وكم تراجم جار البيت من كثب فالكو‪ :‬صفي أو شبيه بالصفي وكان من عمل أهل الاهلية قال ال عز وجل ‪:‬‬
‫" وما كان صلتم عند البيت إل مكاء وتصدية " وقد ذكر غيه الكو حيث يقول‪ :‬تكو فريصته بشدق العلم‬
‫والكو‪ :‬شيء بي النفخ والصفي لنه لا طعنه نفخ بالدم فخرج منه الدم مكانه‪.‬‬

‫‪17‬‬
‫قال‪ :‬وكان بالكم بن أب العاص بياض ولذلك حي اطلع ف منل النب صلى ال عليه وسلم قال‪ " :‬من يعذرن من‬
‫الوزغة "‪.‬‬

‫وقال حسان أو عبد الرحن بن حسان أو سعيد بن عبد الرحن بن حسان للحكم وأولده وبن عثمان‪ :‬بطون العظايا‬
‫سرع ما قد نسيتم بوسم أهل المع لطمة أسعد وللنصف الثان من هذا البيت تفسي يدخل ف الثالب سعت‬
‫الصمعي وسأله رجل عن بعض الثالب " يقول "‪ :‬إن وال ما أقول إن ل أحسنها ولكن أدعها ترجا ولكن ‪ -‬وال‬
‫‪ -‬إن علمنيها ال قط‪.‬‬

‫قال أبو السن وأبو عبيدة‪ :‬قال الزبي لعثمان بن عفان ف شأن ابنه عبد ال‪ :‬إن وال ما ألد العوران والعرجان‬
‫والبصان ول الولن‪.‬‬

‫قال‪ :‬ومن البصان أبو هوذة بن شاس الباهلي أحد بن قتيبة قال أبو السن قال معاوية يوما‪ :‬وال لممت أن أمل‬
‫سفينة من باهلة فأبعث با إل اليم فإذا توسطوا غرقتهم قال‪ :‬فقال له أبو هوذة بن شاس‪ :‬إذا ما رضينا بعددهم من‬
‫بن أمية قال‪ :‬اسكت أيها الغراب البقع فقال هوذة‪ :‬إن الغراب ربا مشى إل الرخة حت ينقر عينها‪.‬‬

‫فلما كان بعد ذلك قال له ابنه يزيد‪ :‬هل قتلته‪.‬‬

‫ث إن معاوية أرسله ف بعض البعوث فقتل فقال معاوية ليزيد‪ :‬هذا أخفى وأعفى قال أصم باهلة ف شاس بن هوذة بن‬
‫شاس‪ :‬أشاس لو كانت صحاحا جلودكم عذرت ولكن الشآمى أرقط فبهذا البيت حل بعض الناس كل من قيل ف‬
‫الشعر إنه أرقط أنه أبرص وليس ذلك بالواجب يقولون حيد الرقط وهو حيد بن مالك الراجز ول يزعم أحد أنه‬
‫كان أبرص وخلد بن يزيد البرص ول يكن بأبرص وأم جيل الرقطاء صاحبة الغية بن شبعة ول يزعم أحد أنا‬
‫كانت برصاء وعبيد ال بن زياد كان أرقط وقد جاء ذكره ف الشعر‪.‬‬

‫والرقط ف الباذين والدجاج واليات والسمك ويوصف به قميص المار قال الشاعر‪ :‬كأن دجاجهم ف الدار رقطا‬
‫وفود الروم ترفل ف الرير وقال حسان بن ثابت إن كان قاله‪ :‬إذا ذكرت قهقاء حنوا لذكرها وللرمث القرون‬
‫والسمك الرقط وهذا الشعر كفر لن خدية الواسطة من آل خويلد والزبي بن العوام كما قال رسول ال صلى ال‬
‫عليه وسلم‪ " :‬الزبي ابن عمت وحواريي من أمت "‪.‬‬

‫وحسان ل يكن كافرا‪.‬‬

‫وف اليات الرقط وغي الرقط فأما الوزغ والعظاء فإن الرقط فيها عام وأما سربال المار فكما قال معاوية بن أوس‪:‬‬
‫وزق سبأت لدى تاجر تل كالرجل السحم ضربت بفيه على نره وقائمه كيد الجذم يرى العار ف جلده واضحا‬
‫وسرباله رقط الرقم فليس يب لقولم‪ :‬فلن الرقط أن يكون أبرص إل أن يكون عليه شاهد من شعر أو مثل أو‬
‫حديث أو يقول ذلك بعض الثقات من العلماء فيكون مقبولً‪.‬‬

‫‪18‬‬
‫وربا سوا البقع ث يصغرون ذلك فيقولون‪ :‬بقيع من ذلك حديث يزيد بن عياض بن جعدبة الليثي قال‪ :‬أراد عبد‬
‫ال بن جعفر أن يفد إل عبد اللك وعلى الدينة أبان بن عثمان فأرسل إليه بديا ليستأذنه فقال أبان‪ :‬فليبعث إل‬
‫باريته فلنة فرجع إليه فأخبه فقال‪ :‬أما الارية فل ول كرامة وقال له‪ :‬ارجع إل بقيع فقل له‪ :‬أما الارية فل فقال‬
‫أبان‪ :‬فليبعث إل ومن البصان الشراف من اللوك جذية بن مالك صاحب الزباء وقصي وكان يقال له جذية‬
‫البرص فلما ملك قالوا على وجه الكناية‪ :‬جذية البرش فلما عظم شأنه قالوا‪ :‬جذية الوضاح ول يقولوا‪ :‬جذية‬
‫الوضح لنم يضعون هذا السم ف موضع الكناية عن البرص وذلك كثي وليس ف الرض أبرص يقال له الوضاح‬
‫غي جذية ومن يقال له الوضح كثي والكناية إذا طال استعمالم لا صارت كالوضاح‪.‬‬

‫فمن ذلك أنم كنوا عن الفرج فقالوا‪ :‬كشف علينا متاعه فصار التاع والفرج سواء والفرج والقبل والدبر كله أيضا‬
‫كنايات وكذلك اللء والش والغائط كلها كنايات وكذلك التراب والزبل والنجو كنايات والسم الرء وجعه‬
‫خرءان‪.‬‬

‫وقالوا ف الكناية‪ :‬فلن يدعو إل نفسه فلما طال ذلك وكثر قام ف القبح مقام الول‪.‬‬

‫وقالوا ف الكناية عن قولم زنت فلنة‪ :‬قحبت والقحاب ‪ :-‬السعال وقال الشاعر ف شاة له‪ :‬وإذا ما قحبت واحدة‬
‫جاوب البعد منها فخضف فكأنم كانوا ف التقدير يضعون سعلت مكان زنت فلما طال ذلك صار قولم قحبت‬
‫أقبح من قولم زنت‪.‬‬

‫وربا قيل للبرص‪ :‬أبرش وأقشر وأرقط وأبقع ومبقع وبقيع ومولع ومرقع وبكل ذلك جاء الشعر قال السيد‬
‫الميي وكان إذا قضى وطره من الكلم ل يكن يفل با وراء ذلك والسيد حيي وهو السيد بن ممد ويكن أبا‬
‫هاشم ومولده بعمان ومنشأه بالبصرة ومات ف خلفة الرشيد ‪ -‬قال ف هجائه أبا بكر وعمر وعبد ال بن عمر‬
‫ولغيهم من الصحابة‪ :‬فبعدا وسحقا لتلك الوجوه ‪ -‬ه للخبت والعدل والبرش ‪.‬‬

‫صاحبه الظالي وعجلهما ذلك الرقش فيا نفس حت مت تليطي ‪ -‬ن على الائن الول الرتشي ث قال‪ :‬فهذا ول‬
‫قول نعمانم ول قول سفيان والعمش أما العلماء فلم يقل أحد منهم إن أبا بكر كان أبرش وكذلك عمر ول قال‬
‫أحد منهم‪ :‬إن عبد ال بن عمر كان أرقش وهو الذي ساه العجل وكان شديد الدمة أتاه ذلك من قبل أخواله آل‬
‫مظعون ومن العجب خب ضب العمش مع أب حنيفة وسفيان وهذان من الرجئة والعمش من الغالية‪.‬‬

‫وقال ابن عنقاء الفزاري ف الرقع بن ذي الرأسي وهو أبو شوال بن الرقع‪ :‬فقلت لشوال توق ذبابه ول تم أنفا أن‬
‫ييم مرقع فأرغم ال أنفا أنت حامله وزاد جلدك ف تسفيعه بقعا جلد تسربل ثوب الذل ظاهره واستبطن اللؤم حت‬
‫ضاق فانصدعا قالوا‪ :‬ومن البصان ث من بن ضبة عامر البرش وأجعوا على أنه كان أبرص وأن البرش كان كناية‪.‬‬

‫ومن سي البرش ول يكن أبرص البرش الكلب وهو سعيد ابن الوليد وكنيته أبو ماشع وكان أخص الناس بشام‬
‫وأغلبهم عليه وقد كان به برش وكانت فيه عفة ول يقل أحد من أجل أنه كان يدعى البرش أنه كان أبرص‪.‬‬

‫‪19‬‬
‫ومنهم البشاء أم قيس بن ثعلبة وأخته تسمى الذماء فزعم بعض الناس أنا كانت برصاء ول يأت على ذلك دليل‪.‬‬

‫وذكر سحيم بن حفص‪ :‬أن الذماء كانت ضرة البشاء وأنا رمت البشاء بمر كان ف يدها فبش جلدها من النار‬
‫وقال بعضهم‪ :‬بل إنا قيل ذلك لا من مافة العي عليها كما يسمون الرجل الميل‪ :‬شيطان والغراب النافذ البصر‪:‬‬
‫العور والرض السباريت‪ :‬الفازة والنهيش‪ :‬السليم والفرس العتيق إذا كان أنثى‪ :‬شوهاء وكذلك سوا بنت ضبة‪:‬‬
‫العوراء وكانت عند تيم‪.‬‬

‫وكذلك العوراء بنت أب جهل وكذلك الرباء بنت عقيل وكذلك بن العوجاء ف هدان وعلى ذلك سوا بناتم‬
‫بكلفاء وسوداء ودلاء وخشناء وخنساء‪.‬‬

‫وزعم أبو عثمان البقطري‪ :‬أن أم سراقة بن مالك بن جشم الدلي كانت برصاء وأنشد قول أمية بن السكر‪ :‬قد‬
‫جرت البشاء أو سراقة رمته با البغضاء بي الواجب وقد نيل شطر الليل حت تغضنت مشافره كالقنفذ التحارب‬
‫إذا غمزته الكف قال لله واحسنه لو أنه غي شائب فهو لعمري شعر أمية بن السكر وليس ف ذكر البش دليل‬
‫على البص والذي هجا به أمية بن السكر نفسه ف هذا الشعر السخيف السفيه أسج وأشنع ما هجا به سراقة وهذا‬
‫الثل يرغب بثله عنه‪.‬‬

‫وسعت شيخا من مزينة يقول‪ :‬لول الذي كان من زهي من الفحش ف هجاء بن أسد لا كان ف الرض أت من‬
‫مروءة شعره ول أقصد ول أقل تزيدا من زهي لنه وصف اللوك والسوقة والفرسان والسادة بالذي يكون فيهم‪.‬‬

‫ويقول أهل العلم‪ :‬ثلثة رجال سادوا ف الاهلية والسلم أحدهم سراقة بن مالك بن جشم وقالوا ف الولع قال أبو‬
‫عبيدة‪ :‬كان ثامة بن عبد ال بن أنس أسلع بن أسلع بن أسلع ولذلك قال خليفة القطع أبو خلف بن خليفة‬
‫الشاعر‪ :‬وكنا قبل مستقضى بلل من السنخ الولع ف عناء تقيل سنخه وأبا أبيه كما قد الذاء على الذاء ويقال‪:‬‬
‫إن ولد أنس بن مالك ل ينفكون ف كل زمان أن يكون فيهم رؤساء إما ف الفقه وإما ف الزهد وإما ف الطابة ول‬
‫يكن بالبصرة أنظر من أب ثامة ومن موسى بن حزة‪.‬‬

‫وولد لنس عشرون ومائة من صلبه وقد كان رسول ال صلى ال عليه وسلم دعا له بكثرة الولد والسعة ف الرزق‬
‫ويستدل على مصداق ذلك بكثرة قطائعه قالوا‪ :‬ول يكن يعتريهم عطاس مذ صار فيهم قدح رسول ال صلى ال‬
‫عليه وسلم وزعم أصحاب السند‪ :‬أنه ليس ف جيع السند أكثر منها فوائد من مسنداته‪.‬‬

‫وإمامة مسجد الامع بالبصرة مقصور " ة " على النصار لا فيهم من الصلح والال الميلة‪.‬‬

‫وليس لحد من أهل البصرة من الوال مثل ما لم فمن مواليهم السن وابن سيين ول يتلطخوا بشيء من الفت ف‬
‫طول ما حاربت الزد بالبصرة لتميم هذا وهم فرسان الزد‪.‬‬

‫وزعموا أن بن ني برصاء واستشهدوا قول كعب بن سعد الغنوي‪ :‬ول البص الفقاح بن ني ول العجلن رائدة‬
‫الظليم أولئك معشر كبنات نعش رواكد ل تسي مع النجوم قال‪ :‬وهذا هو معن قول جرير‪ :‬ولو وضعت فقاح بن‬

‫‪20‬‬
‫ني على خبث الديد إذا لذابا قالوا‪ :‬ومن البصان البرص الكلب قال الختار بن أب عبيد حي أيقن بالقتل‪ :‬إن‬
‫يقتلون يدون جزرا ممدا قتلته وعمرا والبرص الكلب لا أدبرا قال‪ :‬ومن البصان شر بن ذي الوشن الضباب‬
‫قال السي بن علي بن أب طالب رحه ال عليه ‪ -‬قبل أن يقتله بليلة ‪ :-‬إن رأيت ف النام كأن كلبا أبقع يلغ ف‬
‫دمائنا فعبته هذا البرص الضباب يعن شر بن ذي الوشن كان الرئيس ف قتل السي بن علي واللك يزيد بن‬
‫معاوية وكان أمي العراق الذي جهز اليش وعقد اللواء عبيد ال بن زياد وكان صاحب اليش وأمي الماعة عمر‬
‫بن سعد وكان قائده الكب شر بن ذي الوشن وكان الذي تول قتله يزيد بن خول والذي حفظ ظهر يزيد حت‬
‫نزل إليه وحز رأسه سنان بن أنس‪.‬‬

‫وسألت مشيخة بن ضبي عن برص البهلول بن سليمان بن عبيد بن علق بن شاس الصبيي وكان البهلول فت بن‬
‫يربوع وشيخها فقالوا‪ :‬إن أم عيسى ‪ -‬يعنون أم ولد سليمان بن عبيد ‪ -‬كانت برصاء ل تلد قط إل أبرص أو برصاء‬
‫إل أنه ف بعضهم أخفى وف بعضهم أظهر‪.‬‬

‫ومن البصان بنو عبد العلى الشيبان الشعراء الطباء‪ :‬عبد ال وعبد الصمد وأخوها وكان هشام بن عبد اللك‬
‫بعث بم إل يوسف بن عمر وكانوا أصحاب الوليد بن يزيد وخاصته والوليد يومئذ القائم بعد هشام فدفعهم يوسف‬
‫بن عمر إل ممد بن بانة فطي عليهم إل بقدار ما يدخل عليهم منه الطعام فأطعمهم ول يسقهم فلما أجهدهم‬
‫العطش صاحوا‪ :‬يا سي رسول ال! إنا مسلمون‪.‬‬

‫أل ترى أن اسم أبينا عبد العلى وأساؤنا عبد ال وعبد الصمد فلم يسوا حت اسودوا ث اسودوا ث برصوا ث‬
‫تسلخوا‪.‬‬

‫وإنا قالوا ذلك لن هشاما بعث بم إل يوسف على أنم زنادقة وأراد بذلك التشنيع على الوليد‪.‬‬

‫وهجا بعض أولدهم شاعر فقال‪ :‬وجدك أبيض القرني داج أسي الذل والعطش والطويل وعبد ال بن عبد العلى‬
‫هو الذي يقول‪ :‬من هنا من صديق فليعد ليعدن إنن اليوم كمد من هوم تركتن قلقا قلق الحور بالقت السد بينما‬
‫الرء شهاب ثاقب ضرب الدهر سناه فخمد أو لبيب استوت حنكته موف الرة مأمون العقد غاله الدهر وغطى حزمه‬
‫وانتضاه من عديد وولد وهو الذي يقول‪ :‬يا ويح هذي الرض ما تصنع لكل حي فوقها مصرع نذرعهم حت إذا ما‬
‫أنوا عادت لم تصد ما تزرع ويزعم كثي من الرواة أن القصيدة الت تضاف إل لقيط اليادي إنا هي لعبد ال‪.‬‬

‫ومن البصان سعد الطر وهو الذي يقول‪ :‬ليتن كنت مغربا منت الريح أجربا أو غرابا مطردا يرقب الذيب أحنبا‬
‫ذهب إل قول رؤبة‪ :‬تشقى ب الغيان حت أحسبا سيدا مغيا ولياحا مغربا يقول‪ :‬ليتن كنت شيئا يهرب الناس منه‬
‫أو غرابا يرقب ذئبا على جيفة فإذا تنحى الذئب أكل الغراب وإنا قيل له سعد الطر لنه كان يقول ف شعره‪ :‬إن‬
‫الواعيد والعياد قد منيا منه بأنكر ما ين به بشر أما الثياب فل يغررك إن غسلت صحو قدي ول شس ول قمر وف‬
‫الشخوص له نوء وبارقة فإن بليت فذاك الفال الذكر ومن البصان والعميان الشعراء علي بن جبلة وكان يكن أبا‬
‫السن وكان مع عمائه وشنعة برصه يتعشق جارية ويتعشقها شاعرة ظريفة أديبة وكان أنشد حيد بن عبد الميد‬
‫شعرا فوهب له مائت دينار فانصرف من دار حيد إل منل العشوقة فصب الدناني ف حجرها ث مضى إل منله‬

‫‪21‬‬
‫وليس فيه درهم ول شيء قيمته درهم وكان أحسن خلق ال إنشادا ما رأيت مثله بدويا ول حضريا وهو القائل‪:‬‬
‫ل على هدره إنا الدنيا أبو دلف بي مغزاه ومتضره فإذا ول أبو دلف ولت الدنيا‬
‫ودم أهرقت من رشأ ل يرد عق ً‬
‫على أثره وهو الذي قال ف حيد‪ :‬دجلة تسقى وأبو غان يطعم من يسقي من الناس ومن البصان ث من بن قشي بن‬
‫كعب عبد البرص بن هبية بن زفر بن عبد ال بن العور ومن البصان عمرو بن بانة وهو عمرو بن ممد بن‬
‫سليمان بن راشد وكان ذا قدر وول وليات جسيمة ويقولون‪ :‬مول أمي الؤمني وثقيف تدعيه وأمه بانة بنت روح‬
‫كاتب سلمة وكنيته أبو الفضل وهو شريف البوين وإنا أضيف إل أمه كما قيل ممد بن حفص بن عائشة وكما‬
‫قيل حفص بن بانة وعلى ذلك العن أضافوا بن سلول إل أمهاتم وباهلة إل أمهم وكذلك مزينة وكذلك يصنعون‬
‫إذا كانت للم نباهة‪.‬‬

‫وعمرو أروى الناس للغناء وأعلمهم به وأجودهم له صنعة وله سخاء على الطعام ومروءة ف نفسه وهجاه بعض‬
‫البغداديي فقال‪ :‬أقول وقد مر عمرو بنا فسمل تسليمة جافيه لئن تاه عمرو بسن الغنا لقد فضل ال بالعافيه بئس ما‬
‫قال لنه ذهب مذهب التعيي فعيه بشيء ل يدري لعله ينل به‪.‬‬

‫ومن البصان أبو عبد العزيز السلع وكان صاحب أخبار وقد روى لنا اليثم عنه‪.‬‬

‫أبو السن عن عوانة قال‪ :‬قدم على سليمان بن عبد اللك وفد من الدينة وحضر طعامة فدعاهم إليه فدنوا فقال‬
‫رجل منهم ‪ -‬وجاءت ثردة ‪ :-‬ما هذا الرمكا يا أمي الؤمني فقال له سليمان‪ :‬ما هذا النس قبل اللطة! ث حسر‬
‫الرجل عن ذراعه وعن يده فإذا ف ذراعه وضح فقال‪ :‬وهذا أيضا قال‪ :‬فلما أمر لم بوائزهم قال‪ :‬زيدوا الرجل‬
‫مائة دينار لا كلمناه به‪.‬‬

‫قال أبو السن‪ :‬وكان أين بن خري أبرص وكان خاصا ببشر بن مروان ث غضب عليه ومضى إل عبد العزيز وهو‬
‫على مصر فوهب له قيمة ألف ألف درهم ث جرى بينه بعد ذلك وبي بشر كلم فقال أين‪ :‬ل وال ولكنك ملول‬
‫مستطرف فقال له بشر‪ :‬أنا ملول مستطرف وأنا أؤاكلك منذ كذا وكذا‪.‬‬

‫ومن البصان بشر بن العتمر وهو معلم أب موسى الدرار وبشر القلنسي وأب عمران الرقاشي وروح العبدي وأب‬
‫عبيد ال الفوه وهاشم بن ناصح وكان متكلما رصينا شاعرا مفلقا ورواية ناسبا ول يقو أحد من الخمس والزدوج‬
‫على مثل ما قوي عليه بشر حت كان ف ذلك أكثر من أبان بن عبد الميد اللحقي لن أبانا إنا نقل كتاب كليلة‬
‫ودمنة وبعض كتاب النطق ممسا ومزدوجا فقط وبشر أصح ف أصناف الكلم ودقاق العان بالخمس فلم يستكره‬
‫قافية واحدة وهجاه معمر بن عباد مول بن سليم ورئيس أصحاب العان وكان يكن بأب عمرو وأب العتمر بشعر‬
‫فضح فيه التكلمي وهو أول شعر قال وآخره وذلك أنه قال‪ :‬ومن البصان أبو حاد الروزي صاحب لواء أب مسلم‬
‫صاحب الدعوة‪.‬‬

‫ومن البصان مسمع بن مالك بن مسمع ول شرطة سليمان بن علي قال‪ :‬وكان فاحش البص‪.‬‬

‫‪22‬‬
‫ومن البصان الصفري صاحب السبعي قتله ابن راعول أيام البيضة ول أظنه كان متسلحا وقد رأيته وكان ضخما‬
‫أقشر أرقط مغربا وكان ذلك لونه ول يقال لن كان لون جسده كله لون البص أبرص إذا كان ذلك اللون ليس‬
‫بادث‪.‬‬

‫قالوا‪ :‬ومن البصان ث من الرواة والنسابي وأصحاب الخبار الكماء ومن الصحابة عبد ال بن عياش المدان‬
‫النتوف وكنيته أبو الراح وهو الذي ل نعلم أحدا أكثر عنه إل اليثم بن عدي‪.‬‬

‫قال أبو عبيدة واليثم‪ :‬عبث شبة بن عقال بعبد ال بن عياش على باب الليفة وكان على كف عبد ال وضح فقال‪:‬‬
‫ما هذا على ظهر كفك يا ابن عياش قال‪ :‬سلح النعامة قال‪ :‬وكان شبة يلقب بسلح النعامة وأنشدوا‪ :‬فضح النابر‬
‫يوم يطب قائما سلح النعامة شبة بن عقال وليس هكذا روى الناس الشعر بل إنا قال الشاعر‪ :‬لنه كان مفرط‬
‫الطول وإنا ذلك على معن قول الشاعر‪ :‬لعمري لئن طال الفضيل بن ديسم مع الظل ما إن رأيه بطويل وقال جرير‪:‬‬
‫إذ ظل يسب كل شخص فارسا ويرى نعامة ظله فيحول وأنشد البطي‪ :‬وطول حديث كطول الشروق تقضى‬
‫الدهور وما ينقضي لنم يزعمون أن ظل الشخص مع طلوع الشمس ليس له غاية ينتهي النظر إليه‪.‬‬

‫وقال أبو زيد النحوي واسه سعيد بن أوس من ولد القارئ النصاري‪ :‬يقال‪ :‬سام أبرص وسامان أبرص وسوام‬
‫أبرص‪ :‬وبإسقاط سام من سام أبرص ويقولون‪ :‬أبرص وأبارص وأنشد‪ :‬وال لو كنت لذا خالصا لكنت عبدا يأكل‬
‫البارصا وقال عبد ال بن عمر بن الطاب حي هجاهم بعض القرشيي بحالفة عدي لبن بكي بن عبد ياليل وكانوا‬
‫أربعة إخوة قد شهدوا بدرا وكانوا برصا فقال عبد ال‪ :‬أبالبارص تجوهم وتثلبهم وكلهم قرح الوجعاء مثقار‬
‫وأمكم كل مئنات مددة وأم غيكم مقاء مذكار قال‪ :‬وبق البص يعرض لصى اليل وغراميلها وهذا غي الباب‬
‫الول فإذا ل يعرض ذلك لا فإن خصاها وغراميلها هي الثل الضروب ف شدة السواد وكذلك المي ف هذا العن‬
‫قالت ليلى بنت الحلق‪ :‬لا الله أبا ليلى بفرته يوم النسار وقنب العي جوابا والقنب هو الصية هجته بشدة السواد‬
‫وكذلك قال الربيع بن زياد الكامل ليزيد بن عمرو بن خويلد بن الصعق وفخر بنفسه وبإخوته عمارة وأنس على‬
‫يزيد وزرعة وعلس‪ :‬عمارة الوهاب خي من علس وزرعة الفساء شر من أنس وأنا خي منك يا قنب الفرس وكان‬
‫يزيد شديد السواد وكذلك جواب وجواب هو الذي ذكره لبيد فقال‪ :‬حت ناكمهم إل جواب ومن البصان عمرو‬
‫الثقفي الذي كان يلقب جزره وكان يكن أبا عثمان وكان سليطا ذا شهامة وعارضة‪.‬‬

‫ومن البصان من ثقيف الكم بن صخر يكن أبا عثمان وتزعم ثقيف أن الكم قد بان بشيء ل يكن لحد قبله‬
‫قالوا‪ :‬ل يبغض أحدا قط ول أبغضه أحد قط‪.‬‬

‫ومن البصان ث من بن العرج السلع وقد صحب النب وكان قد رحل له وأراد النب صلى ال عليه وسلم أن‬
‫يرحل له يوما فقال‪ :‬إن جنب وليس عندي ما أغتسل به فأنزل ال آية الصعيد‪.‬‬

‫‪23‬‬
‫باب ذكر البص من الباء والمهات‬

‫فمنهم البصاء أم شبيب بن البصاء وهو شبيب بن يزيد بن حزة بن عوف بن أب حارثة بن نشبة بن غيظ بن مرة‬
‫بن سعد بن ذبيان وهذه البصاء بنت الارث بن عوف المال وكنيته أبو أساء وزعموا أن النب صلى ال عليه‬
‫وسلم خطبها إليه فقال‪ :‬با سوء يعن برصا فقال النب‪ :‬ليكن كذاك فيجع النب وقد برصت‪.‬‬

‫وهذا ل يكون إل أن تكون قد شاركت أباها ف كراهة النب عليه السلم بعن استحقت به ذلك‪.‬‬

‫ومن هؤلء البص أبو عبيد بن البرص الشاعر ربا غلب هذا السم الول كما غلب على يربوع بن حنظلة ولذلك‬
‫قال أوس بن حجر‪ :‬كان بنو البرص أقرانكم فأدركوا الحدث والقدما والدليل على ذلك أنه ل يقرع ببن يربوع‬
‫عامر بن مالك إل وهو راض عنهم‪.‬‬

‫ومنهم البرص أبو حارث بن البرص والارث الذي يقول‪ :‬أتعجب من سراري أم عمرو وما أنا ف تأسيهم بغمر‬
‫فكم من فارس ل تزدريه لى الفتيان ف عرف ونكر لقد آمرته فعصى إماري بأمر حزامة ف قتل عمرو أمرت به‬
‫لتخمش حنتاه فضيع أمره قيس وأمري ومنهم البصاء أم خالد بن البصاء ذكر أن عياض بن جعدبة قال‪ :‬استعمل‬
‫النب عليه السلم على النفل ف بعض اليام أبا الهم ابن حذيفة فجاء خالد بن البصاء فتناول زماما من شعر فمنعه‬

‫‪24‬‬
‫أبو الهم فقال خالد‪ :‬نصيب أكثر من هذا فعله أبو الهم بعصا فشجه منقلة فأتى النب صلى ال عليه وسلم فأخبه‬
‫فقال‪ :‬خذ خسي شاة فما زال يزيد ويأب حت قال له النب عليه السلم‪ " :‬ل أقصك من عامل عليك "‪.‬‬

‫وعلى ذلك العن قال أبو بكر الصديق‪ " :‬ل أقص وزعة ال‪.‬‬

‫قال‪ :‬وكان خارجة بن سنان بقيا والبقي الذي يبقر عن أمه فيستخرج لتمام قالوا‪ :‬ماتت أمه وهي تطلق به‬
‫فاستخرج من بطنها فسمي خارجة ويزعمون أن البقي من الناس واليل يعرف ذلك ف لون جلده‪.‬‬

‫قالوا‪ :‬وكان مسلمة بن عبد اللك أصفر اللد كأنه جرادة صفراء وكان يلقب ويقال له جرادة مروان وكان بشر بن‬
‫مروان مصفرا‪.‬‬

‫وكان عمر بن عبيد ال بن معمر أحر غليظا يتجم ف كل سبعة أيام مرة ولذلك كان يقال‪ :‬أفرس الناس أحربن تيم‬
‫وحار بن تيم يريدون عباد بن الصي ولذلك قال عمر بن عبيد ال ف خطبته لعائشة بنت طلحة‪ :‬ترجون من عند‬
‫أصفر إل أحر مشهور‪.‬‬

‫وأما قولم ف الصفر القحطان فإنا ل ندري أي العان أرادوا‪ :‬الصفرة الت تنسب إليها اللوان أم اصفرار اللدة‬
‫كجلد جرادة مروان وقد خرج عبد الرحن بن ممد بن الشعث ويزيد بن الهلب على تقيق الرواية ف الصفر‬
‫القحطان ول يكن بي ألوانما وبي الصفر سبب وخرج على ذلك ثابت بن نعيم الامدي بالشام وكان كأنه ل ير‬
‫مغموسا ف الورس وخب أبو عبيدة قال‪ :‬رأيته مصلوبا‪.‬‬

‫ومن الصفر يزيد بن أب مسلم قالوا‪ :‬وكان كأنه الزعفران واسم أب مسلم دينار ول يكن مول الجاج وكان يرى‬
‫قتل المة زعم بعضهم أنه كان يرى رأي الوارج وكان لسنا خطيبا شديد العارضة حسن اللبس حسن الأكل ل‬
‫يون ول يدع أحدا يون ول يكن يب الولئد إل لقتل الناس وكان على ديوان الرسائل فلشهوته لقتل الناس سأل‬
‫الجاج أن يوليه ديوان ومن الصفر الضايق القاسم التغلب الفارس الطيب قتله النصور بعد خروجه مع إبراهيم بن‬
‫عبد ال صبا وخبن من رآه يوم الربد وهو أصفر على برذون أصفر عليه عمامة صفراء وخفتان أصفر‪.‬‬

‫وكان كل شيء من الأمون على لون جسده إل ساقيه فإنه كان ف لونما صفرة وكان يد ف رجليه حصرا شديدا‬
‫وكان ربا لبس ف الصيف خف لبود وهو جالس ف اليش‪.‬‬

‫وزعم ناس أن العيص بن إسحاق كان أصفر اللون ولذلك قيل للروم بنو الصفر والروم تزعم أنم أضيفوا إل‬
‫الذهب الصفر‪.‬‬

‫ومن البصان الجاهيل قال الكلب‪ :‬حدثن رجلٌ من جرم قال‪ :‬وذهب عن اسه قال‪ :‬وفد رجلٌ من النخع يقال له‬
‫قيس ابن زرارة بن الارق ف نف ٍر من قومه وكان نصرانيا فقال‪ :‬رأيت ف طريقي رؤيا فقدمت على النب عليه السلم‬
‫وأسلمت وقلت‪ :‬يا رسول ال! إن رأيت ف سفري هذا إليك رؤيا قال‪ :‬وما هي قلت‪ :‬رأيت أتانا ل تركتها ف الي‬
‫وأنا ولدت جديا أسفع أحوى ورأيت عجوزا شطاء خرجت من الرض ورأيت النعمان بن النذر ف أعظم ما كان‬

‫‪25‬‬
‫ملكه عليه قرطان ودملجان ورأيت نارا أقبلت وهي تقول‪ :‬لظى لظى بصي وأعمى أطعمون أكلكم قال‪ :‬فحال بين‬
‫وبينها ابن ل يقال له عمرو فقال النب صلى ال عليه وسلم‪ " :‬أنا التان الت وضعت جديا فهي جاري ٌة لك أحببتها‬
‫فولدت غلما فانتفيت منه قال‪ :‬نعم فما باله أسفع أحوى قال‪ :‬ادن من فدنوت منه فقال ل‪ :‬أبك بياضٌ قال‪ :‬قلت‪:‬‬
‫نعم والذي بعثك بالق ما رآه إنسي علمته قال‪ :‬وأما النار فإنا فتنةٌ تكون ف بعض الزمان وإن مت أدركت ابنك‬
‫وإن مات ابنك أدركتك وفيه كلم غي هذا‪.‬‬

‫أبو السن وغيه عن ابن جعدبة قال‪ :‬كان بأب جهل برص بإليته وغي ذاك فكان يردعه بالزعفران فلذلك قال عتبة‬
‫ابن ربيعة‪ :‬وسيعلم مصفر استه أينا ينتفخ سحره ويقول بعضهم‪ :‬بل كان مستوها مثفارا ولكن عتبة كن عن ذلك‬
‫قالت مزومٌ‪ :‬فقد قال قيس بن زهي لصحابه وهو يريدهم على قص أثر حذيفة بن بدر وأصحابه‪ :‬إن حذيفة رجل‬
‫مرفج مرق اليل نازهٌ ولكأن بالصفر استه مستنقعٌ ف جفر الباءة فاتبعوهم فألفوهم على تلك الال الت ظن‬
‫وقدر‪.‬‬

‫وقد بلغن أيضا بأن حذيفة كان مستوها مثفارا ول نر أحدا قال ذلك وإنا هذه الكلمة تقال لصحاب الترف‬
‫والدعة‪.‬‬

‫عبيد ال بن ممد عن حاد بن سلمة عن عطاء بن السائب عن سعيد بن جبي عن ابن عباس أن رسول ال صلى ال‬
‫عليه وسلم قال‪ " :‬الجر السود من النة كان أشد بياضا من وزعم ابن الكلب وغيه أن خالد الصبغ بن جعفر بن‬
‫كلب ولد أبيض الناصية‪.‬‬

‫وزعم أبو سعد الرفاعي عن مقاتل أن البرص الذي دعا له عيسى بن مري ولد أبرص‪.‬‬

‫وزعم بعضهم أن أم الفرزدق كانت برصاء أما عورها وعمى غالب فهذا ما ل يدفعونه لن الشاهد عليه من الشعار‬
‫كثي فأما ما ادعوا عليها من البص فلسبب قول جرير‪ :‬ترى برصا بأسفل اسكتيها كعنفقة الفرزدق حي شابا وإنا‬
‫هذا سفهٌ وتفحشٌ يلتمس به غيظ السبوب وأكثر من يتكلم بثل هذا الغضبان السفيه الضيق الصدر والذي يقول‬
‫لصاحبه يا ابن الفاعلة ليس يقدر فيه أن الناس يعلون قوله ذلك شاهدا إنا هو تشفي غضبان يريد بذلك الفحش‬
‫وإدخال الغيظ وهذا كما ذكر عمرو العور الاركي أم عمرو الخلخل الشاعر الذي كان يهاجيه‪ :‬وقد طولت‬
‫السب فصار السب قاريه علها برص الصدغ فصارت بردانيه وقال أبو السن وغيه‪ :‬قدم يزيد بن أسيد السلمي‬
‫رسولٌ من قبل النصور فدخل الرسول وكان شديد السواد وعليه عمام ٌة خضراء وعليه خفتان أحر فجعل يتكلم‬
‫فقال يزيد‪ :‬حسبك يا غراب البي‪.‬‬

‫هل تذكرون على ثنية أقرنٍ أنس الفوارس يوم يهوي السلع قال‪ :‬وهجا بعض الشعراء ولده بذاك ورماهم بالبص‬
‫فقال‪ :‬وما كان أفواه الكلب وبقعها لترحل إل ف الميس العرمرم أما البقيع فقد قلنا فيه وقد زعموا أنم إنا قيل‬
‫لم أفواه الكلب لكان البخر وقد كذبوا إنا يقال ذلك لصحاب الطوم والراطيم وكل سبع يكون طيب الفم‬
‫كالكلب وما أشبهه فإنه ل يوصف بذلك وإنا يعتري ذلك مثل السد والصقر وكل شيء جاف الفم أل ترى أن‬

‫‪26‬‬
‫طيب الفواه عام ف الزنج وف كل منون يسيل لعابه ومن استنكه النائم السائل الفم والنائم الاف الريق عرف‬
‫اختلف ما بينهما‪.‬‬

‫ويزعمون أن الظباء أطيب البهائم أفواها وفيها جلة ليست ف شيء من اليوان وذلك أن أبعار الظب موصوفة بطيب‬
‫البنية نعم حت صاروا إذا سلوا السمن طيبوه با قال الفرزدق‪ :‬من السمن ربعيٌ يكون خلصه بأبعار أرآم وعود‬
‫بشامٍ والدليل على نت أفواه السد قول الكم بن عبدل لحمد بن حسان بن سعد‪ :‬ونكهته كنكهة أخدري شتيم‬
‫شابك النياب ورد ومن البصان أين بن خري بن فاتك كان عند عبد العزيز بن مروان فدخل عليه نصيب أبو‬
‫الجناء مول بن ضمرة فامتدحه فقال عبد العزيز‪ :‬كيف ترى شعره قال‪ :‬إن كان قال هذا فليس له ثن وإن كان‬
‫رواه قيمته كذا وكذا فقال عبد العزيز‪ :‬هو وال أشعر منك قال‪ :‬ل وال ولكنك طرف ملول قال‪ :‬أنا طرفٌ ملولٌ‬
‫وأنا أؤاكلك منذ كذا وكذا وكان بأين بياضٌ ف يده فتركه أين ولق ببشر بن مروان وقال‪ :‬ركبت من القطم ف‬
‫جادى إل بشرٍ بن مروان البيدا فلو أعطاك بشر ألف ألفٍ رأى حقا عليه أن يزيدا فأعطاه بشر بن مروان مائة ألف‬
‫وكان أين يضب يده ليغطي البياض بالورس وكان بشر ل يؤاكله فاشتهى بشر لبنا فأت بثريدة لب فقال لاجبه‪:‬‬
‫انظر من يأكل معي فخرج فوجد أين بن خري فلما رآه بشر ساءه دخوله فقال‪ :‬يا أين اشتهيت البارحة لبنا ث إن‬
‫نويت الصوم فل أرى أحدا أحق به منك فأكل أين فلم يلبث أن صفر اللب فقال نصيب‪ :‬تعال بالص البياض فلم‬
‫تد دواء وما داواك عيسى بن مريا ومن البصان جعفر الياط وهو جعفر بن دينار اصطنعه الأمون فقاد اليوش‬
‫وفتح الفتوح وول الوليات وله ف منله مروءةٌ ظاهرة وهو يعد ف هذه القوال وف الطوال اللحى وفيمن ل يكاد‬
‫يسكت‪.‬‬

‫ومن البصان علوية الغن وهو علويه العسر وأبوه الذي كان يقال له‪ :‬ابن القدري وكان راوية للغناء عالا به جيد‬
‫الصنعة وهو أحد مطرب عصره ل يكن ف ذلك العصر أبلغ ف الطراب من مارقٍ وعلويه وكان يضرب بالعسراء من‬
‫غي أن يغي الوتار وكان صحيح الضرب صاف الوتر وكان إذا تدث بعد أن يضع العود من يده ل يستوحش من‬
‫حسن حديثه إل غنائه وصوته فإن حكى تصور ف كل صورة وأضحك الثكلن والغضبان وكان جيد الفرشة ظريف‬
‫النية‪.‬‬

‫وحدثن عن نفسه حديثي عجيبي قال ل ونن ف منل بعض مياسي أهل الكرخ‪ :‬لو أخبك مبٌ أن علويه دخل‬
‫الكرخ اليوم ليبتاع طيلسانا مطيقا إذا كان ل يلك طيلسانا أكنت تصدق قلت‪ :‬ل وال قال‪ :‬فإن المر كما خبتك‬
‫قال ل‪ :‬وأحدثك بديثٍ هو أغرب من هذا وأعجب رب وال ما أصبحت ف يوم دجنٍ من أوله إل آخره فيتفق إل‬
‫يبعث إل أحد ول يكنن أن أبعث إل بعض إخوان لتوقعي ف كل حالٍ رسول من ل أمتنع من إجابته فل يبقى من‬
‫أولئك أح ٌد إل والذي ينعه من الرسال إل أنه ل يوز أن يكون الليفة وأشباه الليفة يتفق أمرهم وقولم على‬
‫مثلي ل يتفق أن يتركه الميع إل توهم كل واحد على حدته أن غيه قد سبق إل واتفق منهم التدافع وبقيت أتثاءب‬
‫وحدي وإنا يتهيأ ذلك أن يدعن ف ذلك وكان وضحه ف حلقومه حيث تغطيه اللحية وذكر يوحنا بن ماسويه أن‬
‫موته إنا كان لسبب دوا ٍء كان دفعه إليه لذه العلة فلما دعا به السحر غلط الادم فسقاه دواءً كثي الفيون فشربه‬
‫فمات وكان يكن أبا السن‪.‬‬

‫‪27‬‬
‫بسم ال الرحن الرحيم قد قلنا ف البصان وأسائهم وأنسابم وصفاتم وأقدارهم والدليل على ذلك والشاهد عليه‬
‫بالشعر الصحيح والديث السند وسنذكر شأن العرجان وأسائهم وأنسابم وصفاتم وأقدارهم بثل ذاك من الشعار‬
‫الصحيحة والسانيد الرضية‪.‬‬

‫ومن العرجان الارث العرج اللك الغسان وهو الارث الصغر بن الارث الوسط بن الارث الكب وما أقل ما‬
‫ييء مثل هذا‪.‬‬

‫وف آل أب طالب حسن بن حسن بن حسن وكان ف بن مزوم الوليد بن الوليد بن الوليد فلما قال رسول ال صلى‬
‫ال عليه وسلم‪ " :‬قد جعلتم الوليد حنانا " تسموا بغي الوليد‪.‬‬

‫فإن قال قائلٌ‪.‬‬

‫فلم جاز حسن بن حسن بن حسن ول يز الوليد بن الوليد بن الوليد قلنا‪ :‬كأنم أرادوا تعظيم شأن الوليد الول‬
‫وإحياء ذكره والتيمن باسه وكان الوليد بن الغية أحد الستهزئي فكره النب صلى ال عليه وسلم مع قرب العهد‬
‫بالاهلية تعظيم شأن أولئك العظماء والتنويه بأقدار أولئك الكباء‪.‬‬

‫وكان السن الول الذي سي الثان باسه والثان الذي سي الثالث باسه ابن رسول ال صلى ال عليه وسلم وسليله‬
‫وأشبه الناس خلقا وخلقا به وسيد شباب أهل النة وأرفع الناس ف السلم درجة فحكمهما يتلف ولو فعل مثل‬
‫ذلك اليوم بعض بن مزوم ل يكن حكمه اليوم كحكمه يومئ ٍذ كأمور كثيةٍ قد كانوا ينهون عنها يومئذٍ كالذي كان‬
‫من عدد السلمي وكثرة عدد الشركي من ذلك ترك الرص على طلب الولد والشغف لكثرة الرزق والرغبة ف‬
‫الكاثرة للتهيب والتخويف للمناهضة وبالقدرة والقرار للعدو‪.‬‬

‫ومن ذلك حضور صلة الماعة ل يعل رسول ال ف ذلك الدهر لبن مكتوم وهو أعمى عدي القائد عذرا ف‬
‫التخلف إذا كان يسمع النداء ولو قصر ف ذلك العميان ف بعض الالت ل يكن حرجا ول عند تلك الماعة‬
‫مبهرجا وإنا جاز ذلك اليوم لستفاضة السلم ولتمكنه وعلوه على أعدائه وظهور بنيانه وتكن أركانه فصاروا كما‬
‫قال ال‪ " :‬ليظهره على الدين كله ولو كره الشركون " أل ترى أنه ليس على ظهرها بلد يناله الخفاف والوافر إل‬
‫وهو مأخوذٌ عنوة أو صلحا على إعطاء الزية ول يبق إل من اعتصم برؤوس البال ولج البحار وبالوعول ف وقد‬
‫ذكر الارث العرج النابغة الذبيان فقال‪ :‬هذا غلم حسنٌ وجهه مستقبل الي سريع التمام للحارث الصغر‬
‫والارث ال ‪ -‬أوسط والكب خي النام ومن العرجان العرج وهو الارث بن كعب بن سعد وهو أبو قبيل من‬
‫قبائل بن سعد وهم بنو العرج الذي سعت بم رهط زهرة بن جوية الفارس البطل وإنا أعرجه عبد شس بن سعد‬
‫ف حرب وقعت بينهم ف شأن اليجمانة بنت العنب بن عمرو بن تيم وكذلك اسم سليط بن يربوع وكذلك اسم‬
‫مقاعس وهو الارث بن عمرو بن كعب بن سعد وكذلك شقرة وكذلك الرماز وهو الارث بن مالك بن عمرو بن‬
‫تيم قالوا‪ :‬وكذلك القباع الخزومي الطيب اسه الارث بن عبد ال بن أب ربيعة الخزومي وقالوا من كان ذا لقبٍ‬
‫ف بن تيم فإن اسه الارث وكان ينبغي أن يقول‪ :‬كل حارث ف بن تيم فهو ذو لقب وقال شاعرهم ف رجل‬
‫العرج وهو الارث بن كعب بن سعد‪ :‬ل نعقل الرجل ول نديها حت ترى داهيةً تنسيها ومن أشراف العرجان‬

‫‪28‬‬
‫الارث بن شريك الشيبان وهو الوفزان وكنيته أبو حار وقال مقاعس العائذي لبن تغلب‪ :‬فت هو خيٌ من أبيكم‬
‫بقي ًة كما نن حيٌ أنفسا ومواليا به تلم العذراء ف خدر أهلها ولو ضمها جع الراقم شانيا لنه كان غزاء ل ندرك‬
‫ف هذا الباب مثله قال أبو عبيدة‪ :‬كان جرارا ول يكن زجاء‪.‬‬

‫قال‪ :‬وكان يقال‪ :‬أمر بكر بن وائل إل أعرجها حران ابن عبد عمرو والوفزان بن شريك هذا قول بعضهم وقال‬
‫آخرون‪ :‬أمر بكر بن وائل إل أعرجها عمران بن مرة والوفزان بن الارث بن شريك والقول الخر أحق بالصواب‬
‫لكان الشاهد قال شاعرهم‪ :‬رأيت العرجي أبا حا ٍر وعمران بن مرة قد ألما أتان أن حارثة بن وعلٍ تبدل بعدنا‬
‫ملكا هاما وأنت لواء رمك ف عمودٍ وما ألويته إل غراما ستبن العنكبوت عليه بيتا تد نسوجه عاما فعاما وكان‬
‫الذي أعرج الوفزان قيس بن عاصم النقري قالوا‪ :‬كان قيس بن عاصم النقري على أنثى وكان الوفزان على‬
‫حصان فلما خاف قيس بن عاصم أن يفوته نله بالرمح ف غرابة وركه فعرج منها فسمي الوفزان حي حفز بالرمح‬
‫وقال قيس بن عاصم ف ذلك‪ :‬أف كل عامٍ أنت ناجي طعنةٍ سوى يوم ما أشويت يوم روام تركوا الوائم عاكفاتٍ‬
‫حوله عجلن بي حجاجه والعصم والوفزان تداركته سربٌ بالنقري جرا بل اللم حفزوه والبطال تفز بالقنا‬
‫بشباة أسر كالديل مقوم والدليل على أن الوفزان يكن أبا حار قول ابن عنمة الضب وكان ناز ًل ف بن شيبان‬
‫ب تقسمه نابٌ كزو ٌم وبكرٌ‬
‫ويغزو معهم‪ :‬لو كنت ف حبس بسطام لعيمن أبا حار وأنت الرء تتبع أكان حظى من ن ٍ‬
‫ناحفٌ جذع وف عمران بن مرة أخي دب بن مرة يقول ابن مفرغ وعمران هذا هو الذي أسر القرع بن حابس‬
‫والقرع أعرج وآسره أعرج فقال ابن مفرغ‪ :‬لو كنت جار بن هن ٍد تداركن عوف بن نعمان أو عمران أو مطر قومٌ‬
‫إذا حل جا ٌر ف بيوتم ل يسلموه ول تسنح له البقر وقال أبو أوس يذكر الوفزان الارث‪ :‬لعمرو أبيك ما ضمت‬
‫حسانٌ إل كشحي مثلك من نزار أعز إذا نفوس القوم ذلت وأوف عند نائبةٍ لار لن الديار بانب الغمر آياتن‬
‫كواضح السطر يا حار أعطاك الله كما أثن عليك أخو بن جسر فلنت أكسبهم إذا افتقروا ولنت أجودهم إذا‬
‫تثرى وكان حنظلة بن عمرو بن بشر بن مرثد أسر الوفزان وجز ناصيته ومن عليه قيس بن عاصم طعنه ف وركه‬
‫حفزه با فسمى الوفزان‪.‬‬

‫وذكر شاعر بن شيبان فرة كانت من قيس بن عاصمٍ والوفزان يطلبه فقال‪ :‬بال جد يفلق الصخر بعدما أظلتك‬
‫خيل الارث بن شريك ألت بنا وجه النهار قيسٌ بأرضنا لمسى ببل الال غي مليك وقيس بن عاصم أحد بن مالك‬
‫العرج ول يكن إبله تت ألفا ولو تت ألفا لقد كان فقأ عي فحلها ولو فعل لرفع شعراؤهم ذكر ذلك على أن‬
‫قيسا نفسه قد كان شاعرا وكان أحد حلماء العرب وقد جاء ف الديث " أنه سيد أهل الوبر " وكان أحد الفرسان‬
‫العدودين وكان بعيد الصوت ف العرب‪.‬‬

‫ومن العرجان الشراف القرع بن حابس وكان أحد حكام العرب بعكاظ وقد تاكمت إليه العرب ف النفورات‬
‫وقد ساير النب عليه السلم ف مرجعه من فتح مكة وقال له النب صلى قال‪ :‬ل يتأخر عنك قو ٌم معك منهم ألف رجل‬
‫يعن مزينة وف تصديق ذلك يقول عباس بن مرداس‪ :‬صبحناهم بألفٍ من سليمٍ وألفٍ من بن عثمان واف وبنو مزينة‬
‫هم بنو عثمان ومزينة أمهم ولكن الم إذا كانت ذات نباهة أضافوا الولد إليها وإن كان الب نبيها‪.‬‬

‫‪29‬‬
‫وزعم أبو عبيدة‪ :‬أن أول حكم ف الاهلية جار ف الكم القرع بن حابس وقال‪ :‬لنه نفر جرير بن عبد ال على‬
‫الكلب حي وجده أقرب إل مضر فلعله إذا كان أقرب إل مضر وإل نزار أن يكون أحق بالنفورة لفضله ف مضر أو‬
‫ف نزار ولعله رأى مع ذلك جريرا ف نفسه أكثر من هذا الرجل الذي نافره وإنا ينبغي أن يتج بذا رجلٌ من قضاعة‬
‫فأما أبو عبيدة فما يدعوه إل هذا‪.‬‬

‫وليس به فق ٌر إل هذه الجة كفقر القضاعي إليها‪.‬‬

‫وكان القرع أقرع الرأس سنوط اللحية أعرج رجل اليسرى ولذلك قال له الصي بن عوف بن القعقاع‪ :‬يا أقرع‬
‫الرأس من القذال وأعرج الرجل من الشمال وسنذكر القرع ف موضع ذكرنا للقرعان ف آخر الكتاب إن شاء ال‪.‬‬

‫ومن العرجان هيم بن صعصعة بن ناجية بن عقال وهو عم الفرزدق وبه سي الفرزدق هام وكان غالب بن صعصعة‬
‫يسمي الفرزدق هيم وهيم بن صعصعة هو الذي قال‪ :‬لعمرو أبيك فل تكذبن فقد ذهب الي إل قليل وقد فت‬
‫الناس ف دينهم وخلى ابن عفان حزنا طويل وهو الذي قال ف عرجه وعرج وهو شاب‪ :‬أعوذ بالرحن من سوء‬
‫العرج ومن خاع وظلع وعرج إن الفتاة بالفت جد سج وكنت كالظب إذا الظب معج ومن العرجان الشراف أبو‬
‫السود الدؤل ظال بن عمرو بن سفيان وهو يعد ف العرجان وف مفاليج الشراف وف رجال الشيعة وهو رأس‬
‫النحويي وبنوه بعده وكان شاعرا داهيا ويعد ف البخر وف البخلء وهو الذي قال له ابن عباس لا مر به وهو يعرج‪:‬‬
‫لو كنت جلً كنت ثفالً‪.‬‬

‫وقال مسلمة بن مارب‪ :‬من العرجان بنو الدرم وأصابم ذلك ف حرب كانت وقال الشاعر‪ :‬وتيم غداة الكوم أدبر‬
‫مقبلً وأقبل إقبال الليوث الضراغم كأنه رماهم وهو مو ٌل كما يكون ذاك عن التراك فرد عليه الخر وقلب‬
‫الكلم‪ :‬وذكر آخر فقال‪ :‬وصادف سيف العد أخص رجله فعاد دري الكعب يشي على العصا ولا أهوى قرت أب‬
‫الزبي إليه بالسيف سقط على قفاه ورفع رجليه فلم يد مضربا إل أخص رجليه فعرج من ذلك وكان إذا مشى أخذ‬
‫عصا بيمينه وعصا بشماله فقال ابن أب كرية‪ :‬لقد زادك الرحن فضل تزيد على كل مشلول القوائم أعرج ومن‬
‫العرجان الربيع بن زياد بن أب سفيان فداه سلم بن زياد حي أسرته الزر بائة ألف درهم وكانت عنده بنت القعقاع‬
‫بن شور‪.‬‬

‫ومن العرجان إبراهيم البيطار قاتل يي بن زيد بن علي قتله أبو مسلم وهو شيخ كبي ووقف بنفسه على بابه وأمر‬
‫بإخراجه والذي تول ذلك سليمان بن كثي الزاعي النقيب فقال له أبو مسلم‪ :‬أكنت شهدت قتل يي بن زيد قال‪:‬‬
‫نعم وكنت مع مولي مكرها قال‪ :‬هذا كان خروجك مكرها أفأكرهت على الرمي قال‪ :‬نعم قال‪ :‬فهذا أكرهت‬
‫على الرمي أفأكرهت على الصابة والتسديد ث أمر بضرب عنقه وكان أبو مسلم ل ينظر إل مضروب العنق إل ما‬
‫كان من ضرب عنق إبراهيم البيطار وسليمان بن كثي‪.‬‬

‫قال‪ :‬ومن العرجان ابن أنف الكلب الصيداوي طعنه سي بن الارث الضب فأعرجه وقال‪ :‬تركت ابن أنف الكلب‬
‫ينقل رجله ير على حر البي ويعثر إذا قام ل يمس على الرض رجله وزيدٌ سريعٌ عنده متمطر أردت الت إن مت‬
‫أورثت مدها وإن عشت يوما كان الي مفخر ومن العرجان ومن يوز ف النوكي العرج السعودي وهو الذي قال‬

‫‪30‬‬
‫لرقبة بن مصقلة مت يرم الطعام على الصائم قال‪ :‬إذا طلع الفجر قال‪ :‬فإن طلع الفجر نصف الليل قال‪ :‬الزم‬
‫الصمت الول يا أعرج‪.‬‬

‫ومن العرجان ث من النساك الزهاد ومن القصاص الطباء ومن الفوهي البلغاء أبو حازم العرج مول بن ليث بن‬
‫بكر ث أحد بن شجع بن ليث مات ف خلفة أب جعفر سنة أربعي ومائة وهو الذي قال‪ :‬اضمنوا ل خصلتي أضمن‬
‫لكم النة اعملوا ما تكرهون إذا أحب ال واتركوا ما تبون إذا كره ال‪.‬‬

‫ومن العرجان ث من أصحاب الفتوح والزحوف موسى بن نصي قال أبو السن‪ :‬رأى الوليد بن عبد اللك ف النام‬
‫أن رجلً من أهل الندلس أعرج يكن أبا عبد الرحن من أهل النة يفتح ال على يديه الغرب فكتب إليه موسى بن‬
‫نصي‪ :‬أنام ال عينك يا أمي الؤمني أنا أبو عبد الرحن وأنا موسى بن نصي وأنا أعرج وأنا بالندلس فكتب إليه‬
‫الوليد‪ :‬أنت موسى بن نصي من أهل كفر هندا ولست به فاطلب إل الرجل الغرب الذي وصفت لك ث احله إل‬
‫فسأل عنه بعد ذلك فإذا كما وصف وإذا هو عبد ال فحمله إليه‪.‬‬

‫ومن العرجان الحوص بن ممد النصاري الشاعر قال يونس بن حبيب النحوي قدم الحوص البصرة فنل على‬
‫عمرو بن عبيد‪.‬‬

‫فجاء يتوكأ على عصا حت جلس ف اللقة فتلحيا فأخذ عمرو عصاه فضرب با رجله الخرى فكسرها ث حل إل‬
‫منله ث مر به الفرزدق فقال له الحوص‪ :‬مذ كم عهدك بالزنا قال‪ :‬مذ ماتت العجوز‪.‬‬

‫قال‪ :‬ومن العرجان ث من أهل الشرف والمال النعوت عمر بن عبد الميد بن عبد الرحن بن زيد بن الطاب وقد‬
‫ول اليمن لب العباس وكان يدع الروج لكثرة نظر الناس إليه‪.‬‬

‫ومن العرجان أبان بن عثمان البجلي العرج وكان صاحب أخبار وقد أكثر عنه ممد بن سلم المحي‪.‬‬

‫ومن العرجان أبو راشد الضب وكان أعرج ث عمي ث أقعد من رجليه فقال حي عمي وقد كان ابن حبيب وهب له‬
‫عصا حي عرج وكان يشي عليها‪ :‬فقد صرت أعمى بعد أن كنت أعرجا أنوء على عو ٍد أصم صليب فلما صار‬
‫أعرج أعمى ل يتعاط الشي فلما طال قعوده أقعد من رجليه فقال‪ :‬أرى كل داءٍ فيه للقوم راحةٌ وداؤك مسمور‬
‫الرتاج عسي قصيا فإن الصب أجدى مغب ًة عليك وأنواع البلء كثي فقال حي جفاه أصحابه وجيانه وأهله‪ :‬قد‬
‫كنت أنضي الافقي برحلت فصار جاع الرض كفة حابل أبول وأنو ف مكان ومقعدي وعندي عجوزٌ ما تعي‬
‫بطائل وأبكار صدقٍ من عقائل معشرٍ كواسد قد عودن بعض الغازل كشأن فتاة الي ف الدار مغزلٌ وما البعل إل‬
‫مف ٌل للعقائل وف الوت للزمن جالٌ وراحةٌ وف القب ستر للفقي الحامل وما كل متاجٍ يود بعرضه ويؤثر ف‬
‫القوام لؤم الداخل كذاك وما للمرء صب وحسبة إذا ما ابتلي فيها بوع مطاول وليس بعذورٍ إذا طال صمته‬
‫فيهلك بؤسا من مافة عاذل يقيم حشاشات النفوس بذقةٍ ويشرب غبا من فضول الناهل ويضب ضب العي من دون‬
‫رهطه ويشا حديثا غبة غي طائل ويشكو بطرف العي إياض مشفقٍ إل كل مهول الناسب خامل سأعرف قومي ث‬
‫أعرف جبيت وما أنا عن ذم القريب بغافل ول أشتهي ذكر اللئام تكلفا فأصبح فيهم عارفا مثل جاهل وأسأل رب‬

‫‪31‬‬
‫أن ينشطن لم ويشرح صدري بالجاء الذاحل ويرزقن فيهم عروضا مببا وصدق مقال غي قيل الباطل فيصبح‬
‫وسي لئحا بلودهم وأعلم أن مدركٌ بطوائل وكان أبو بكر بن بكار إذا أنشد قوله‪ :‬ولكنه ما دام حيا كميتٍ فل‬
‫بد أن ييا ببعض الآكل أنشد قوله الخر‪ :‬على كل حالٍ يأكل الرء زاده على الضر والسراء والدثان قال‪ :‬وقتل‬
‫لبعض العرب بنون فاشتد حزنه وترك كلم الناس دهرا فقيل له بعد أن رأوه قد ترتع ما غفلت حت إذا ادكرت فإنا‬
‫هي إقبال وإدبار وقال أبو العتاهية‪ :‬فكما تبلى وجوه ف الثرى فكذا يبلى عليهن الزن قال‪ :‬ولا نظرت نائلة بنت‬
‫الفرافصة ف الرآة فرأت حسن ثناياها تناولت فهرا فدقت به ثناياها فقيل لا ف ذلك فقالت‪ :‬إن أرى أن الزن يبلى‬
‫كما يبلى الثوب فخفت أن يبلى حزن على عثمان فأتزوج بعده‪.‬‬

‫ومن العرجان الشراف من له صحبة مالد بن مسعود السلمي ذكر إساعيل بن علية عن يونس عن السن قال‪:‬‬
‫كان السود ابن سريع يقص ف ناحية السجد ورفع الناس أيديهم فأتاهم مالد بن مسعود وكان فيه قزل فأوسعوا له‬
‫فقال‪ :‬وال ما جئت لجالسكم وإن كنتم جلساء صدق ولكن رأيتكم صنعتم شيئا فشفر الناس لكم فإياكم وما‬
‫أنكر السلمون‪.‬‬

‫قالوا‪ :‬والقزل أسوأ العرج هكذا الديث‪.‬‬

‫ومن العرجان النهال العنبي وهو الذي يقول‪ :‬ألفت العصا وابتزن الشيب وانتهت لدات وأودى كل لوٍ ومقصد‬
‫وظلت أزج النفس وهي بطيئة إل اللهو زجي بالثفال القيد وهذا الشاهر وإن خب أنه يشي على العصا فلم يب أنه‬
‫أعرج وقد تعرض للكب من الضعف ما يدعوه ذلك إل أخذ العصا وفيه قال الول‪ :‬الدهر أفنان وما أفنيته والدهر‬
‫غين وما يتغي والدهر قيدن بقيدٍ مرملٍ فمشيت فيه وكل يوم يقصر إن امرًأ أمسى أبوه وأمه تت التراب لق من‬
‫يتفكر ومن هذا الشكل قوله‪ :‬آتى الندى فل يقرب ملسي وأقود للشرف الرفيع حارا ومن هذا الشكل قوله‪ :‬إذا‬
‫أقوم عجبت الرض معتمدا على الباجم حت يذهب البقر ومن هذا الشكل قوله‪ :‬يا للكواعب يا دهاء قد جعلت‬
‫تزور من وتلقى دون الجر قد كنت فراج أبواب مغلقة تعشو إل إذا ما خولس النظر وهو الذي يقول‪ :‬وكنت‬
‫أمشي على رجلي معتمدا فصرت أمشي على رجل من الشب ومن تعرج ول يكن به عرج الزبي وهو مول الزبي‬
‫والزبي هذا هو أبو الشعب الذي يقال‪ :‬أطمع من أشعب وكان خرج مع الختار بن أب عبيد على مصعب بن الزبي‬
‫ورآه مصعب ف الطريق وإذا هو يتعارج ويتعاور فأثبته مصعب فقدمه فضرب عنقه‪.‬‬

‫وتزوج أبو الغول الطهوي امرأته فوجدها عرجاء من رجليها جيعا فقال‪ :‬أعوذ بال من زلء فاحشةٍ كأنا نيط ثوباها‬
‫على عود ل يسك البل حقواها إذا انتطقت وف الذناب وف العرقوب تديد أعوذ بال من ساقٍ با عوجٌ كأنا من‬
‫حديد القي سفود وأنشدن لعراب‪ :‬ليست من العوج العملجات كأن رجليها كراعا شاة ف قدمي عوجاء كالسحاة‬
‫ومن العرجان أبو الفوارس الباهلي كان رسول ابن هبية إل هشام بن هبية ف اليش قال‪ :‬فقدمت غدوة وقدم ابن‬
‫هبية نفسه بالعشي‪.‬‬

‫قال‪ :‬ومن العرجان العرج الضب ث الكوزي وكان شاعرا وهو الذي يقول‪ :‬مت تلق حيا من جوية ل تكن تيتنا إل‬
‫ب ف أول الدهر نازح ومن هذا الشكل وليس من ذكر باب‬
‫ببيض صفائح هنالك ل قرب تناصر بينا سوى نس ٍ‬

‫‪32‬‬
‫العرجان قول كنانة بن عبد ياليل‪ :‬يا عمرو ل تأخذك فيهم رأف ٌة احذرهم حذر امرئ ل يزح واحذرهم كالصطلى‬
‫بحيمها إن القرابة كل يومٍ تنح ومن العرجان سعيد بن أب عروبة واسم أب عروبة مهران مات سنة تسع وخسي‬
‫ومائة وقد لقي السي وهو صاحب قتادة وروى عنه الخالف والوافق وله تصنيف كتاب الطلق يقولون‪ :‬طلق‬
‫سعيد بن أب عروبة وقد سعت أنا من عبد العلى السامي وأصحاب سعيد كبا ٌر ثقاتٌ فحدث عنهم الخالف‬
‫والوافق ومن أعاجيب سعيد أنه ل يس امرأة قط من غي عجزٍ‪.‬‬

‫قال يزيد بن قبيصة الهلب‪ :‬قدمت على أب مسلم صاحب الدولة من البصرة فسألن عما أراد ث قال ل‪ :‬ما فعل‬
‫العرج سعيد بن أب عروبة كأن أنظر إل نظافة بيته قال‪ :‬قلت‪ :‬سالٌ صال قال‪ :‬فما فعل هشام الدستوائي كأن أنظر‬
‫إل دموعه على خديه قال‪ :‬قلت‪ :‬سالٌ صال‪.‬‬

‫قال‪ :‬أما أن إن دخلت العراق قتلتهما قلت‪ :‬ول ذاك أيها المي قال‪ :‬لنما يزعمان أن عثمان أفضل من علي‪.‬‬

‫قال‪ :‬وقدم العراق فلم يعرض لما‪.‬‬

‫ومن العرجان إبراهيم بن ممد بن طلحة بن عبيد ال سع أبا هريرة وعبد ال بن عمر ومات بالدينة سنة عشر ومائة‪.‬‬

‫ومن العرجان الشعراء ملودة العرج وهو الذي يقول‪ :‬وتعرفن هنيدة من بنيها وأعرفها إذا امتد الغبار مت ما تلق‬
‫منا ذا ثنا ٍء تؤز كأن رجليه شجار فل تعجل عليه فإن فيه منافع حي يبتل العذار وقال أبو منف ف الزراية على‬
‫الشجاع الذي ل دواء له وليس هذا من ذكر باب العرجان ولكنه يناسب شعر ملودة وهو قوله‪ :‬أل تسأل فوارس‬
‫من سليم لنضلة وهو موتور مشيح رأوه فازدروه وهو خرقٌ وينفع أهله الرجل القبيح ول يشوا مصالته عليهم وتت‬
‫الرغوة اللب الصريح وقال السرهد ف زنبور التغلب‪ :‬يا أعرج الرجل صغي الرم وناقص الصور خبيث السم وقال‬
‫أبو خراش الذل‪ :‬ومن العرجان اليثم بن مطهر الفأفاء ونوادره كثية‪.‬‬

‫العرجان من اليوان وف أصناف اليوان عرج وأشباه العرج وأشكالٌ من الشي واختلف ف العدو وتفاوت ف‬
‫الوطء وللنسان نفسه اختلف شديد على قدر الالت الختلفة عليه وبكل ذلك نطقت الشعار واستفاضت‬
‫الخبار وشهد عليه العيان وميزته العقول‪.‬‬

‫فمن العرج الضبع عرجاء ألبتة وهي أشد السباع حرصا على لوم الناس وأشد اللق معاد وأسنان ويقال إنا مطولة‬
‫ف فكيها وهي تنبش القبور وتفرها حت تنتهي إل أبدان الوتى‪.‬‬

‫ث الذئب وهو أقزل والقزل أقبح العرج‪.‬‬

‫والفرس شنج النسا كأن به عقالً وقال عمرو بن العاص‪ :‬شنج الرسن مبول القرى شنج النساء ف غي فحج‬
‫والغراب يجل ويشي مشي القيد وقال الطرماح‪ :‬شنج النسا واثي الناح كأنه ف الدار بعد الظاعني مقيد وقال أبو‬
‫عمران العجم‪ :‬كتارك يوما مشيةٌ من سجي ٍة لخرى ففاته فأصبح يجل والسد يتبهنس ويتخلع‪.‬‬

‫‪33‬‬
‫وكأنه إذا مشى يتقلع من طي علك أو دهاس كثي الرمل وكذلك السنور على قدره والسد والبب والنمر والفهد‬
‫والسنور متشاب ٌه ف عمود الصورة وكذلك متشابه ف جهات أخر قال أبو زبيد ف مشية السد‪ :‬إذا تبهنس يشي‬
‫خلته وعثا وعت سواعد منه بعد تكسي وذلك أن العرب تزعم أن رب عظ ٍم إذا جب بعد الكسر يصي أشد وقال ف‬
‫ذلك أيضا زهي‪ :‬رأيتكم آل البوك كأنا تصدون عن ذي لبد ٍة عركٍ جهم أزب طويل الساعدين كأنا وعت بعد‬
‫كسرٍ ساعداه على عثم وف الثل‪ :‬كأنا كسر ث جب وللسد تت الطر مشي آخر وقال ف ذلك عمرو بن الطنابة‪:‬‬
‫خزرٌ عيونم لدى أعدائهم يشون مشي السد تت الوابل وقال سويد بن أب كاهل‪ :‬هل سويد غي ليث ضيغم‬
‫ثادت الرض عليه فظلع وللخماع الذي ف قوائم السد‪.‬‬

‫قال أبو زبيد‪ :‬كأنا يتفادى أهل ودهم من ذي زوائد ف أرساغه فدع والعصفور على خلف اليوان وذلك أنه ل‬
‫يشي ألبتة وإنا يمع رجليه فيضعهما جيعا ويرفعهما جيعا ل يقدر على غي ذلك‪.‬‬

‫وأما الزرازير وواحدها زرزور فإنه طائر شديد الطيان خفيف البدن صغر الرم وهو ل يشي ألبتة يرسل نفسه من‬
‫وكره طائرا ث يعود إل جوف وكره طائرا‪.‬‬

‫والظب يشي وإذا شاء جع قوائمه ووثب فإن شاء واتر بي ذلك وإن شاء ل يواتر إل أن الظباء ليس لا عد ٌو ول‬
‫ضب مذكو ٌر إل على بسيط الرض وليس للوعال عمل مذكور إل ف البال قال الشاعر‪ :‬وخيل تكدس بالدارعي‬
‫كمشي الوعول على الظاهره والرادة تشي وتمع نفسها وقوائمها إذا أرادت ث تشب كل ذلك عندها وكذلك‬
‫البغوث يشي وإذا شاء وثب والوثب أكثر عمله وإنا قيل له طامرٌ لطموره قال الراجز‪ :‬فكم وكم من طول طموح‬
‫ل ينجه طموره ف اللوح من صلتان فلتان شيح وقال ف البغوث‪ :‬أو طامري واثبٍ ل ينجه منه وثابه ويوصف مشي‬
‫النساء بضروب البقر وإذا قاربت الطو وحركت منكبيها شبهوا مشيها بشي القطا قال الشاعر‪ :‬وعلى يبين صف‬
‫‪ -‬وان شحبا بازلت يتمشي كما ي ‪ -‬شي قطا أو بقرات يتخاصرن ويدع ‪ -‬ون ميب الدعوات وقال الكميت‬
‫بن زيد‪ :‬يشي مشي القطا البطاح تأودا قب البطون رواجح الكفال وقال الغطمش‪ :‬أبلغ سية أن لست ناسيها‬
‫عمري ول قاضيا من حبها حاجي خودٌ كأن با وهنا إذا نضت تشي رويدا كمشي الظالع الواجي وف شبيه بذا‬
‫العن ف صفة مشيها يقول الشماخ بن ضرار‪ :‬تامص عن برد الوشاح إذا مشت تامص حاف اليل ف المعز‬
‫الوجى وقال عمرو بن العاص‪ :‬ففدا لم أمي غداة ال ‪ -‬روع أن يشون قطعا ووصفوا مشي اللوك من النساء وهي‬
‫الت تالك إل الرجال وتزيف ف مشيها إذا رأتم وقد أخطأ من زعم أن اللوك البغي ل مالة وقد تكون بغيا وغي‬
‫بغي قال الذل‪ :‬ويل أمه رجلً تأب به بدل إذا ترد ل خا ٌل ول بل السالك الثغرة اليقظان كالئها مشي اللوك عليها‬
‫س لاه الرعد يشي إليها ذو‬
‫اليعل الفضل وقال آخر ووصف العجمة وفحلها فقال‪ :‬يقودها منه جللٌ فهد كأنا رج ٌ‬
‫سات ند مشي العذارى بينهن ود وقال الفرزدق‪ :‬كأن تطلع الترغيب فيها عذار يطلعن إل عذار وقال قطران‬
‫العبشمي ف تزلا إذا مشت‪ :‬من الاشيات اليزل وتاديا إذا العشة العضلء خف نقيلها وقال ف تثنيها وتأودها ف‬
‫الشي وف بعدها من الفة‪ :‬تأطرن حت قلت لسن بوارحا وذبن كما ذاب السديف السرهد وقال يربوع الرمي‪:‬‬
‫وقال ابن هام ف البد‪ :‬أتيح لا من شرطة الي جانبٌ عريض القصيي لمه متكاوس أبد إذا يشي كأنا به من‬
‫دماميل الزيرة ناخس الول صارت بداء لعظم ركبها وغلظ شفريها والثان صار لعظم أيره ولذلك قالت عمرة‬
‫بنت المارس‪ :‬أير يبد السكتي بدا وهذا غي قوله‪ :‬فأبدهن حتوفهن فظال ٌع بدمائه أو ساقطٌ متجعجع يقول‪ :‬قسم‬

‫‪34‬‬
‫القوق بينهن سواء وإل هذا العن ذهب عمر بن أب ربيعة‪ :‬أمبد سوالك العالينا ويضم إل بيت قطران العبشمي‬
‫قول الشاعر‪ :‬أوانس ل يشي إل تزل ول ينتهزن الضحك إل تبسما ووصفوا مشي العجوز ومشي الشيخ فقال‬
‫أعشى هدان‪ :‬أسعت باليش الذين تزقوا وأصابم ريب الزمان العوج فأمتهم هزلً وأنت ضفنددل ملن تشي‬
‫كالبد الفحج ووصفوا مشي العجوز ومشي الشيوخ ومشي الرهلة والرملة وقالوا ف العجوز‪ :‬جاءت بوسقٍ‬
‫وحني وزجل تشي الوين وهي قدام البل مشي المعليلة بالف النقل وقال‪ :‬وقد اغتدى قبل طلوع الشمس‬
‫للصيد ف يومٍ قليل النحس بأحجن الطم كمى النفس يشي كمشي الاظيا القسى مشي النصارى ف ثياب ورس‬
‫وقال أبو النجم‪ :‬أقبلت من عند زياد كالرف أجر رجلي بط متلف تط رجلي ف الطريق لم ألف وقال أبو نواس‬
‫ف مرثية خلف الحر‪ :‬ل تئل العصم ف الضاب ول شغواء تغذو فرخي ف لف غدا كوقف اللوك ينهفت ال ‪-‬‬
‫قطقط عن متنتيه والكتف كأن شذرا وهت معاقده بي صله فملعب الشنف وأخدرى صلب الصواهل صل ‪ -‬صال‬
‫أمي الفصوص والوظف لا رأيت النون آخذ ًة كل قوي وكل ذي ضعف بت أعزي الفؤاد عن خلفٍ وبات دمعي إل‬
‫يفض يكف أقسى الرزايا ميتٌ فجعت به أمسى رهي التراب ف جدف وله أيضا‪ :‬لو كان حي وائلً من التلف‬
‫لوألت شغواء ف أعلى لف أم فريخ أحرزته ف لف مزغب اللغاد ل يأكل بكف كأنه مستقعدٌ من الرف هاتيك أم‬
‫عصماء ف أعلى شعف ترود ف الطباق والغد اللف أودى جاع العلم مذ أودى خلف من ل يعد العلم إل ما عرف‬
‫فليذم من العياليم السف أسأرت ليل ًة ويا فلما دخلت ف مسربخٍ مردون أصبحت تعرف اللء بعي ‪ -‬نيها وتشي‬
‫تلع الجنون وقال الذل‪ :‬كمشي القبل الساري عليه عفا ٌء كالعباءة عفشليل وأنشد مسعود بن هند‪ :‬تشي على‬
‫حسن اعتدال وركها مشي العروس طهرت من عركها قد خلطت ملبها بسكها وهجا آخر رجلً فشبه مشيته بشية‬
‫الضب فقال‪ :‬هو القرنب ومشي الضب تعرفه وخصيتا صرصران من البل وأصحاب اليلء ف الشي ثلثةٌ‪ :‬بنو‬
‫مزوم وبنو بدر وبنو جعفر بن كلب‪.‬‬

‫وكانت لعيينة بن حصن مشيةٌ عجيبة ولعيينة ف ذلك حديثٌ‪.‬‬

‫وقال الخطل‪ :‬إذا شرب الفت منها ثلثا بغي الاء حاول أن يطول مشي قرشي ًة ل عيب فيها وسحب من جوانبه‬
‫الفيول ورأى النب صلى ال عليه وسلم أبا دجانة ساك بن خرشة وهو يشي اليلء بي الصفي ف الرب فقال‪" :‬‬
‫إن هذه لشية يبغضها ال إل ف هذا الكان "‪.‬‬

‫قال الشاعر ف مرثية أب دؤاد بن جرير وذكر حرب إياد وفارس فقال‪ :‬ترى الغضب الغيان يشي بسيفه ويطر ف‬
‫كابٍ من النقع أصهب ويذكر مأثور الديث حفيظةً فيعنق نو الفارس التلبب خالد الحول عن خالد بن عبد ال‬
‫عن عطاء بن السائب عن أبيه عن عبد ال بن عمرو قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪ " :‬بينا رج ٌل ف‬
‫الاهلية يتبختر ف حلة له مشتملً با فأمر ال الرض فأخذته فهو يتخلخل فيها إل يوم القيامة "‪.‬‬

‫وقد أخبنا قبل هذا عن قول النب صلى ال عليه وسلم لب دجانة حي رآه يتبختر بي الصفي‪ " :‬إن هذه مشيةٌ‬
‫يبغضها ال إل ف هذا الكان "‪.‬‬

‫وقد خب ال عن قوله‪ " :‬ول تش ف الرض مرحا إنك لن ترق الرض ولن تبلغ البال طول "‪.‬‬

‫‪35‬‬
‫وعرك عمر بن الطاب أذن فتً من بن الغية رآه يتبختر ف مشيته وقال‪ :‬نوة بن مزوم‪.‬‬

‫وقال حسان بن ثابت‪ :‬وخب ال عن قول لقمان لبنه‪ " :‬يا بن ل تشرك بال " الية‪.‬‬

‫ومن مشي العدو إذا رأى عدوه قال الشاعر‪ :‬تلقى العدو إذا ما مر تسبه من العداوة والبغضاء مشكولً وقال بلعاء‬
‫بن قيس‪ :‬معي كل مسترخي الزار كأنه إذا ما مشى من أخص الرجل ظالع وقال آخر ف مشي العدو إل العدو‪:‬‬
‫مشى السبنتا واجه السبنتا وإنا سوا الناقة بالسبنتا حي سبهوها بالسبع‪.‬‬

‫ومن ذلك مشية الجنون وقال عبد الرحن بن حسان‪ :‬إن اللعي أخوك فارم عظامه إن ترم ترم ملخلً منونا ومن‬
‫العرج من أصناف اليوان العل والعل أفحج والفحج والفلج سواءٌ وف قوائمه تفريض وحزوز وقال الشماخ‪:‬‬
‫وإن يلقيا شأوا بأرض هوى له مفرض أطراف الذراعي أفلج وقال سعد الطر يهجو رجلً من البشان‪ :‬وقال‬
‫الصمعي ف صفة العل‪ :‬كأربية النوب نست ظهره ومن تته عوجٌ لن أشور لن على النقاء مشيٌ كأنه مهاريق‬
‫جادي لن سطور تراوح رجله يداه فينثن على القهقري رجله حي يغي وقال الشاعر ف العل‪ :‬يبيت ف ملس‬
‫القوام يربأهم كأنه شرطي بات ف حرس وهذا البيت وإن كان ف العل فليس هو ف معن الشعر الول‪.‬‬

‫ويقال للبذون مشى مشية النعاج ويقال للفرس مشى مشي الثعلبية وقال امرؤ القيس‪ :‬له أيطل ظبٍ وساقا نعامة‬
‫وإرخاء سرحانٍ وتقريب تتفل وقال آخر‪ :‬يعدو كعدو الثعلب ال ‪ -‬مطور بلله العشى بقوائم عوجٍ شا ‪ -‬طيط‬
‫وهادورٍ عيي والاشي أيضا صاحب الاشية قال آخر‪ :‬أعين فابكي ل شبيبا وأعول إذا أجدب الاشي وقل اللواقح‬
‫ويشي إن أريد به الشاء ووصفوا ضروب العوجاج والنو والكباب وعطف العنق والنوح قال الكميت‪ :‬جنوح‬
‫الالكي على يديه مكبا يتلي نقب النصال وقال جعيفران‪ :‬كأنم واليور غامدةٌ صياقلٌ ف جلية النصل وقال‬
‫الطرماح‪ :‬يشي بعقوتا الجف كأنه حبشي حازقةٍ غدا يتهبد وقال قيس بن زهي‪ :‬سوالفها كخدود الما ‪ -‬ء صدت‬
‫عن الذنب أن تلطما وقال الادرة‪ :‬بحبس ضنك والرماح كأنا دوال جرورٍ بينها سلب جرد تصب سراعا بالضيق‬
‫عليهم وتثن بطا ًء ل تب ول تعدو إذ هي شك السمهري نورها وخامت عن العداء أقحمها القد سوالفها عوج‬
‫ص ذو خصل أشقر كأنه من طول تعاجه‬
‫إذا هي أدبرت لكر سريع فهي قابع ًة حرد يغدو با قرم بن هاشم مقل ٌ‬
‫والطعن ف منحره أشتر وقال الخر‪ :‬وإذا قصرت لا الزمام سا فوق القادم ملطمٌ حر فكأنا مصغ لتسمعه بعض‬
‫الديث بأذنه وقر وأضداد العرجان الذين كانوا يعدون على أرجلهم فيبلغون مبالغ أصحاب اليول الضمرة وما‬
‫ظنك بالنتشر بن وهب وللشاعر يقول فيه‪ :‬ل يغمز الساق من أين ول وصب ول يعض على شرسوفه الصفر ل‬
‫يأمن الناس مساه ومصبحه من كل أوب وإل يغز ينتظر وأعجب من النتشر بن وهب من أوف بن مطر الذي يكى‬
‫عن مهره بأن الرجل منهم يقيم ثلثة أحال بعضها إل جنب بعض ث يقوم دونا بأذرع ث يمع جراميزه ث يثب‬
‫فيجوزها واعجب من ذلك ما حدث به أبو السن عن رجاله قال‪ :‬أرسلوا اللبة بكة وأرسلوا معها امرأة حبلى‬
‫فجاءت سابقة‪.‬‬

‫قال‪ :‬ومشي اليات على ثلث طبقات واليات سوى الفعى والقزه تشي مستقيمة ومعوجة أذاك أم بعض القزاة‬
‫العرجان والضبع عرجاء نباشة للقبور شديدة الرص على أكل لوم الناس وقال الشاعر‪ :‬وجاءت جيالٌ وبنو أبيها‬

‫‪36‬‬
‫أحم القلتي به خاع فظل ينبشان الترب عن وما أنا ويب غيك والضباع وقال الذل‪ :‬وغودر ثاويا وتأوبته مذرعةٌ‬
‫‪ -‬أميم ‪ -‬لا فليل وقال الخر‪ :‬له الويل من عرفاء ترقل موهنا كأن عليها حلي صقبٍ ملد معاودةً حفر القبور مت‬
‫تد لا ملحدا ف جانب القب تلحد وقال أبو أسامة حليف بن مزوم‪ :‬فدونكم بن وهب أخاكم ودونك مالكا يا أم‬
‫عمرو فلول مشهدي قامت عليه موقفة القوائم أم أجر دفوعٌ للقبور بنكبيها كأن بوجهها تميم قدر فل تدفنن ف‬
‫صوى وادفننن بديوم ٍة تنو على النادب وإن أنت ل تعقر على مطيةً فل قام ف مال لك الدهر حالب ول يأكلن‬
‫الذئب فيما دفنتم ول فرعل مثل القصية دارب أزب هلب ل يزال مطابقا إذا انتشبت أنيابه والخالب وقال مدرك‬
‫بن حصن ف عرجها وخاعها وف نوكها والغثارة الت فيها‪ :‬رغا رغو ًة بعد البكاء كما رغت موشة النبي رطبٌ‬
‫عرينها من الغثر ما يدري أرجلٌ شالا با الظلع إما هرولت أم يينها وذكرها الفضل النكري بالعرج فقال‪ :‬وأشبعنا‬
‫الضباع وأشبعوها فراحت كلها تئق يفوق تركنا العرج عاكف ًة عليهم وللغربان من شبع نعيق وقال الخر‪ :‬وكم‬
‫غادرن من خرقٍ صريعٍ يطوف بشلوه عرج الضباع وذكر عنترة عرج الضباع فقال‪ :‬وقال عباس بن مرداس ف‬
‫الضبع ول يذكر عرجها‪ :‬فلو مات منهم من جرحنا لصبحت ضباعٌ بأكناف الراك عرائسا والضبع تكن أم عامر‬
‫قال الكميت بن زيد‪ :‬كما خامرت ف حضنها أم عام ٍر لدى البل حت عال أوس عيالا وقال الشنفرى‪ :‬ل تقبون‬
‫إن دفن مرمٌ عليكم ولكن أبشري أم عامر لقلت لا قد كان ذلك مرةً ولست على ما قد عهدت بقادر وقال‬
‫الخر‪ :‬فإنك إن يدوك أم عويرٍ لذو حاجة جافٍ مع القوم ظالع وكان أسيا يقاد مع السرى ويزعمون أن الضباع‬
‫والذئاب تتبع السرى واليوش وف هذا الوضع كلم كثي‪.‬‬

‫ومن العرجان الذئب وهو يوصف ف مشيه بالقزل وهم يزعمون أن القزل أقبح العرج وقال الشاعر‪ :‬كأنه إذا ما‬
‫مشى مستكره الرجل أقزل شد الماضغ منه كل مضطمرٍ وف الذراعي والرطوم تأسيل كالرمح أرقل ف الكفي‬
‫واطردت منه القناة وفيها لذم غول ويقولون ذئبٌ وذئبة ول يقولون ضب ٌع وضبعة ولقد قال رجلٌ من كبار الناس‬
‫وأشرافهم ف بعض القالت وهو يذكر رجلً‪ " :‬هذه الضبعة " فإنا لتؤثر عنه إل يومنا هذا‪.‬‬

‫وقال زهي بن مسعود وهو يشبه مشي فرس بعسلن الذئب‪ :‬يعسل عسلنا كما يعسل تت الثلة الذيب قال‪ :‬وليس‬
‫الشأن ف الستقامة ول ف العوجاج وإنا الشأن ف الصال والنافع وما هو أرد وأربح أل ترى أن أمورا كثية‬
‫وفوق الكثية من المور اللتوية والعوجة لو كانت مستوية مستقيمة لعظم الضرر وظهرت اللة فمن ذلك‪:‬‬
‫الضلع والفاتيح والزاليج وأطلل السفن والعقود والنقوش والناخل والهلة والعراجي والحاجي والكلليب‬
‫والشصوص وشوك القنافذ ومغاليق رمانات القبانات والقرسطونات والبادات ومن الشياء الخلوقة الناسر والباثن‬
‫والقرون وإبر العقارب وأنياب الفيلة والفاعي وقد بي الشاعر ف شعره هذا العن فقال‪ :‬لئن كنت متاجا إل اللم‬
‫س للحلم باللم ملجمٌ ول فرس للجهل بالهل مسرج ولست براضي‬
‫إنن إل الهل ف بعض الحايي أحوج ول فر ٌ‬
‫الهل خدنا وصاحبا ولكنن أرضى به حي أحرج فإن قال بعض القوم فيه ساجةٌ فقد صدقوا والذل بالرء أسج وما‬
‫ذكروا ف العوجاج وف حد الشيء إذا كان معوجا وما يشبه ذلك وما سى بأعوج قال الشاعر‪ :‬يا رب هيتٍ يتن‬
‫من هيت ومن طريق العوج القيت ونفحات القي والكبيت والعوج معروف الواضع من شاطئ الفرات‬
‫والعوجان نر من أنار الروم واكتنوا بأب العوجاء منهم أبو العوجاء بن قبيصة بن مارق اللل وقال أبو الشيص‬

‫‪37‬‬
‫العمى‪ :‬سروا يبطون الليل فوق ظهورها إل أن بدا قرنٌ من الليل أبلج وأضحوا وبعضٌ ما يقيم لسانه وبعضٌ إذا ما‬
‫حاول الشي يعرج هذا يقع مع ذكر مشي السكران‪.‬‬

‫وقال حكيم بن جبلة‪ :‬وأهلكن وقومي كل يوم تعوجهم علي وأستقيم رقابٌ كالواجن خاظيات وأستاه على الكوار‬
‫كوم ومنب مثل العقا ‪ -‬ب تاله للضمر قدحا والتحنيب العوجاج ويسمون الفرس أعوج والعوجاء قال مسكي‬
‫الدارمي‪ :‬دعتنا النظلية إذ لقنا وقد حلت على جلٍ ثفال فأدركها ول يعدل شريحٌ وأعوج عند متلف العوال وقال‬
‫الشماخ بن ضرار‪ :‬وعوجاء مذامٍ وأمر صريةٍ ترمت با الشك الذي هو عاجر كما يقال‪ :‬خطةٌ عوجاء ومن أمثال‬
‫العامة‪ :‬قيل للشحم‪ :‬أين تذهب قال‪ :‬أسوي كل معوج‪.‬‬

‫وقال ممد بن واسع الزدي‪ :‬ما آسى من الدنيا إل على ثلث‪ :‬صاحبٌ إن تعوجت أقامن وفوز من رزق ليس لحد‬
‫علي فيه منة‪.‬‬

‫ول ل فيه تبعة وصلة ف جاعة يرفع عن سهوها ويكتب ل فضلها‪.‬‬

‫وقال الخر‪ :‬فسية الدهر تعويج وتقوي شبابة عن ورقاء عن أب الزناد عن العرج عن أب هريرة قال‪ :‬قال رسول‬
‫ال صلى ال عليه وسلم‪ " :‬خلقت الرأة من ضلع ومت أردت أن تقيمه كسرته وليست تستقيم لك الرأة وقال‬
‫طفيل الغنوي‪ :‬إن النساء كأشجار نبت معا منها الرار وبعض الر مأكول إن النساء مت ينهي عن خلق فإنه خلق ل‬
‫بد مفعول وقال آخر‪ :‬عريانة الساق ف أنسائها شنج وف قوائمها طولٌ وتنيب وقال آخر‪ :‬بكل كميت مشرفٍ‬
‫حجناته تقاربت الوعساء فيه وأعوج وقالوا ف النازلة والشي بالسيف وف مديح الذي يقاتل على ظهر الرض كما‬
‫يقاتل على ظهر الفرس وف القلع الذي ينبو عن ظهر الفرس إذا اشتد ركضه وف الكفل يستمسك بقربوسه وبغي‬
‫ذلك مافة السقوط عن ظهره فال مهلهل‪ :‬ل يطيقوا أن ينلوا ونزلنا وأخو الرب أطاق النول وقال القحيف‪:‬‬
‫وبيض يعلون الام فيها إذا ابيضت من اللل النصال ولا أن دعوا كعبا وقالوا‪ :‬نزال وعاد ٌة لم نزال وقال ربيعة بن‬
‫مقروم‪ :‬ولقد شهدت اليل يوم طرادها بسليم أوظفة القوائم هيكل فدعوا نزال وكنت أول نازل وعلم أركبها إذا‬
‫ل أنزل وقال ابن هرمة‪ :‬والشرفية والظاهر نسجها يوم اللقاء وكل وردٍ صاهل ولكل أرعن كالريق مطاعن‬
‫فمسايفٍ فمعانقٍ فمنازلٍ ومن القلعي حارث بن موسى بن سرة وكان على فرس زمن الفتنة قتله ابن الشعث ول‬
‫عقب له وكان قلعا يشد منطقته بسرجه‪.‬‬

‫وكان الخارق بن عباد قلعا وكان خفيفا نيفا وضئيلً دميما وكان يوفن بسرجه وكان شجاعا بطلً‪.‬‬

‫قال أبو عبيدة‪ :‬أطنب السور بن عمرو بن عباد ذات يوم ف وصف حسكة بن عتاب البطي فقال لم قائل‪ :‬لقد‬
‫كان حسكة قلعا قال‪ :‬وما يضره ذلك والفارس النجيد ف كفه كالرنق ف كف العقاب‪.‬‬

‫وكان جرير بن عبد ال قلعا حت شكا ذلك إل رسول ال صلى ال عليه وسلم فدعا له وكان عيسى بن يزيد‬
‫اللودي قلعا وكان إذا حى الوطيس ضرب بنفسه الرض فقاتل بالرمح والسيف ورمى بالجارة وكان يفخر بذلك‬
‫على جيع الفارقة‪.‬‬

‫‪38‬‬
‫وكان حذيفة بن بدر ل يثبت على ظهر فرسه مع شدة الركض وطول السي ولذلك قال قيس بن زهي لصحابه‪ :‬إن‬
‫حذيفة رجل مرفج مرق اليل نازه ولكأن بالصفر استه ف الباءة‪.‬‬

‫وأراد أعراب سفرا طويلً فقالت امرأته‪ :‬اخرج ب معك فقال‪ :‬إنك لو سافرت قد مذحت وحكك النوان‬
‫فانفشحت وقلت‪ :‬هذا حسك تت است وقال خزز بن لوذان‪ :‬ل تذكري مهري وما أطعمته فيكون لونك مثل لون‬
‫الجرب إن العبوق له وأنت مسوءةٌ فتأوهي ما شئت أو فتحوب كذب العتيق وماء شن باردٌ إن كنت سائلت غبوقا‬
‫فاذهب إن لخشى أن تقول حليلت هذا غبارٌ ساط ٌع فتلبب إن العدو لم إليك وسيل ٌة إن يأخذوك تكحلي وتضب‬
‫وأنا امرؤ إن يأخذون عنوة أقرن إل سي الركاب وأجنب وأراد رجل من الوارج الرب مع أصحابه فقالت له‬
‫امرأته‪ :‬اخرج ب معك فأنشأ يقول‪ :‬إن الرورية الرى إذا ركبوا ل يستطيع لم أمثالك الطلبا إن يركبوا فرسا ل‬
‫تركب فرسا ول تطيقي مع الترحالة الببا وقال الطرماح‪ :‬وإن أشط فلم لئيما ول متخشعا للنائبات ول كفل‬
‫الفروسة شاب غمرا أصم القلب حشوى الطيات وقال آخر‪ :‬والتغلب على الواد غنيمةٌ كفل الفروسية دائم‬
‫العصام القول ف الساق العليلة والساق السليمة قالوا‪ :‬إذا كانت ساق النسان منتصبةً وكانت القدم على الرض‬
‫وضربا ضاربٌ بعصا ل تنكسر إل أن تصيبها الضربة وهي على غي البة‪.‬‬

‫سفيان عن زياد عن سعيد عن الزهري عن سعيد بن السيب عن أب هريرة عن النب وعن ابن عباس عن النب عليه‬
‫السلم قال‪ " :‬كأن أنظر إليه أصلع أفحج يهدمها حجرا حجرا "‪.‬‬

‫وممد بن فضيل عن الغية عن أم موسى عن علي قال‪ :‬أمر رسول ال صلى ال عليه وسلم ابن مسعود أن يصعد‬
‫شجرة فيأتيه بشيء منها فنظر أصحابه إل حوشة ساقيه فضحكوا منها فقال النب عليه السلم‪ " :‬ما تضحكون لرجلٍ‬
‫عند ال ف اليزان أثقل من أحد "‪.‬‬

‫والذي سي شريح بن ضبيعة الطم رشيد بن رميض حي رجز به ف الرب فقال‪ :‬قد لفها الليل بسواقٍ حطم ليس‬
‫براعي إبل ول غنم ول بزا ٍر على ظهر الوضم خدل الساقي خفاق القدم وهذا غي قول الشاعر‪ :‬ل يغمز الساق‬
‫من أين ول وصب ول يعض على شرسوفه الصفر ومن كان دميما دقيق الساق فاحش الدقة عوير بن شجنة‬
‫العطاردي وهو الواف وكان خفي امرئ القيس بن حجر فبينا هو يقودهم ليلً طلع القمر فأبصر نساء امرئ القيس‬
‫ساقيه فقالت‪ :‬ما رأيت ساقي واف أقبح فقال عوير‪ :‬ها ساقا غادر أقبح وإياه يعن امرؤ القيس ل حيي وف ول‬
‫عدس ول است عي يكها الثفر لكن عويرٌ وف بذمته ل قصرٌ عابه ول عور وقال‪ :‬عويرٌ ومن مثل العوير ورهطه‬
‫وأفضل ف حال البلبل صفوان ومن كان يوصف بدقة الساق أبو حنبل الطائي‪.‬‬

‫وف الثل‪ :‬قد قامت الرب على ساق‪.‬‬

‫ويزعم الناس أن الساق اسمٌ من أساء المام الذكر قال الطرماح‪ :‬كالساق ساق المام وقال الخرون‪ :‬بل اسه‬
‫ساق حر والصمعي يالف ف ذلك‪.‬‬

‫وقال ال تعال‪ " :‬والتفت الساق بالساق " وهذا مثل‪.‬‬

‫‪39‬‬
‫ويقال‪ :‬إن جيع نبات الرض على ثلثة أصناف‪ :‬نم وشجر ويقطي فما كان قائما على ساقٍ فهو نم وما كان‬
‫منفرجا ذا أغصان ومتشعبا بأفنان فهو يقطي وف القرآن " والنجم والشجر يسجدان " فمن ذهب ف النجم إل غي‬
‫هذا فليس يذهب إل الثريا إنا يذهب إل قول الشاعر‪ :‬وإنا وصف جفنةً غراء كثيةً الهالة قدمها إل أضيافة ليل‬
‫فكانوا يرون صورة النجوم فيها ول يسقيم ف هذا الوضع أن يعن نم الثريا وحدها والنجم اسم الثريا إل أن التأويل‬
‫الخر أعم وأشبه بالتأويل‪.‬‬

‫قال‪ :‬وبابٌ آخر من العرج الادث الذي يزول بزوال العلة من الظلع العارض الذي ل يكن ف أصل اللقة وهو أن‬
‫البعي يسمن جدا ويتراكم عليه الشحم واللحم فيصي به ظلع ويلط ف الشي ويهاب بسيط الرض ويسب‬
‫الستوى هبط ًة والسهولة وعورة قال طفيل الغنوي وذكر إبله‪ :‬تاب الطريق السهل تسب أنا وعورٌ وراطٌ وهي‬
‫بيداء بلقع وقد سنت حت كأن ماضها تفشغها ظلعٌ وليست بظلع ويقال‪ :‬إنا إذا سنت جدا وتراكم عليها اللحم‬
‫وصار ظل أبدانا أعظم استهالته وفزعت منه وأنشدن أبو العاص بن عبد الوهاب قال‪ :‬أنشدن يونس بن حبيب‬
‫وخلف بن حيان قول العكلي‪ :‬مضت فزعاتٌ من زوائد ظلها فعدن وقد عادت لن قلوب يقول‪ :‬رجعن من تلك‬
‫السفرة وقد تواضعن وذهب عنهن ذلك الشحم فذهب عنهن ذلك معاقيل من أيديهم وأنوفهم بكارا وثنيا تربت‬
‫الزن ظلعا هجاهم بأخذ الديات وجعلها سانا على زجه السخرية وقال مرز ابن الكعب‪ :‬وجئتم با مذموم ًة حرشيةً‬
‫تكاد من اللوم البي تظلع يقول‪ :‬قد امتلت لؤما وأثقلها ذلك وف سن البل قال الشاعر‪ :‬أرى غيثا كأفواه الغزال‬
‫غزيرا تستدير به السحاب به تشي العشار مرماتٍ وتنفع أهلها العزى الزناب يقول‪ :‬خرموا مشافر البل كي ل‬
‫ترتع ف ذلك الكان فتزداد سنا فتهلك‪.‬‬

‫وحدثن مهدي بن إبراهيم قال‪ :‬ربا رأيت البعي ف بعض مراعي مضر وقد قتله الشحم وإنه لتصدعٌ جلد الكركرة‬
‫على مثل شط السنام‪.‬‬

‫وحدثن أبو البهلول الجيمي وكان شاعرا فصيحا داهيا قال‪ :‬إذا جفنا على البل أن توت سنا عدلنا با عن وداي‬
‫بلهجيم إل موضع هو أرق نباتا وأقل دشا وزعم أنم يصدون السنبل ف واديهم كل عام مرتي ونن قد نرى‬
‫الدجاجة تسمن ف بعض البيوت وكذلك البطة فإذا فرط عليها السمن فربا ماتت ول بد من أن تعمى قبل ذلك‬
‫وذلك إذا جعلوها ف وعاءٍ وحيطوا عليها ومنعوها من الركة وقد يتخذون للصب طمرين وكذلك الفصيل فل يزال‬
‫ذلك قال‪ :‬وقال أبو ميب‪ :‬تعقم ول تعقم الصلب كأنه يذهب إل أن الرأة والشاة والتان والناقة إذا سن جدا‬
‫صرن عقرا ول يعتري ذلك الرجل والتيس والعي والمل‪.‬‬

‫وإذا نزل الغيث وعم ودر كان حزن المعز والصرم بقدر سرور صاحب الجمة من يقولون كل تيجع به كبد‬
‫الصرم ويقولون عند ذلك‪ :‬مرعىً ول أكولة وقد قال الشاعر ف الدعاء على رجل‪ :‬وجنبت اليوش أبا زهيٍ وجاد‬
‫على مسارحك السحاب لن الفقي ل يغزوه أحد وإذا جاء السحاب على مسارح الصرم كان أشد لسرته وقال‬
‫آخر‪ :‬غيث ساكي أجش رعده هيهات من نو ٍء الثريا عهده أرزم عشواء ير صعده حات معا كماته وربده ويقال‬
‫غمام ٌة خرساء ورع ٌد أجش كذلك يدون ف الغيوم الثقال الرجحنة وف ف السحاب التكاثف القليل الخارق‬
‫والظاهر الرطوبة القريب من الرض وقال شاعرهم ف صفة الغيث واشتراطه صفة دون صفة‪ :‬سحائب ل من صيفٍ‬

‫‪40‬‬
‫ذي صواعقٍ ول مرقاتٍ صوتن حيم ووصف امرؤ القيس الرعى الوفر النبت فقال‪ :‬تاماه أطراف الرماح تاميا‬
‫وجاد عليه كل أسحم هطال وإل ذلك ذهب أبو النجم ف قوله‪ :‬تبقلت من أول التبقل بي رماحي مالك ونشل‬
‫وقال الذل‪ :‬إنا لوابا خروقٍ وشرابان بالنطف الطوامي كأنما ف طول ما ينقبان ف البلد ويوبان ف الفاوز‬
‫ب ول هي على طرق الغزاة والبغاة والاء طاف يطفح ورب موضعٍ هو ضد هذا‬
‫ويهجمان على مياه ليست لا أربا ٌ‬
‫وهو كما قال امرؤ القيس‪ :‬مر جيوش غاني وخيب ووصف النمر بن تولب الروضة والرض الحمودة والبطن‬
‫الصيب العشيب والوادي الكري فقال‪ :‬وكأنا دقرى تيل نبتها أنف يغم الضال نبت بارها عزبت وباكرها الشتاء‬
‫ف هطلٌ‬
‫بديةٍ وطفاء تلها إل أصبارها كأن حدة أوعزت لا شبها ف العي تلقينا بأرمام ميثاء جاد عليها واك ٌ‬
‫فأمرعت لحتيال فرط أعوام إذا يف ثراها بلها ديٌ من والكف بزل بالاء سحام ل يرعها أحدٌ واربتها زمنا فأو من‬
‫ل كأن أصواتا أصوات جرام كأن ريح خزاماها وحنوتا باليل ريح‬
‫ف بأعلم تسمع للطي ف حافاتا زج ً‬
‫الرض مفو ٌ‬
‫ألنجوجٍ وأهضام وقال آخر ف صفة روضة‪ :‬كانت لنا من غطفان جاره حللةٌ ظعانةٌ سياره كأنا من دبلٍ وشاره‬
‫واللى حلى التب والجاره مدفع ميثاء إل قراره إياك أعن واسعي يا جاره وقال بشار بن برد‪ :‬وحديث كأنه قطع‬
‫الرو ‪ -‬ض وفيه الصفراء والمراء وأنشد الصمعي ف هزال الال‪ :‬ويقال‪ :‬إن اليوان بتشي من اللحم والشحم‬
‫على قدر سعة جلده ويقال‪ :‬إن سعة اللد من أعون الور على بعد الوثبة وإذا كان فضفاض الهاب واسع البطي‬
‫ضابعا وكان طويل العنق ل يسبقه شيء فالبعي بطول عنقه وبه ينهض بمله الثقيل بعد بروكه والثور يسرع بسعة‬
‫جلده ويبطئ بالوقص الذي ف عنقه والمار يسرع بطول عنقه ويبطئ بضيق جلده والفرس يسرع بسعة إبطه‬
‫وبطول عنقه وعظم جفرته ولذلك قال الشاعر‪ :‬ببطنه يعدو الذكر وزعم أبو عبيدة وأبو السن‪ :‬أن الفرس ليس له‬
‫طحال قال‪ :‬ولذلك ل يتشي ريا ول يناله من الربو ما ينال غيه من ذوات الربع قال الشاعر‪ :‬رحيب الوف‬
‫معتدلٌ قراه هريت الشدق فضفاض الهاب وقال آخر‪ :‬وضاق عنه جلده الفضفاض وأما قول الخر‪ :‬يا سعد كيف‬
‫أنت إذ أصحاب عاتبتهم فتركوا عتاب وحل جسمي واننت أصلب وكثرت فواضل الهاب وهذا عيبٌ لنه وصف‬
‫شيخا قد نل جسمه وذهب شحمه ولمه ودق عظمه ورق عصبه فماج إهابه وصار فارغا بعد أن كان ملوءا وإذا‬
‫صار اللد كذلك وذهب الذي كان يله وتدد وتبسط وذهبت البلة وأعقب مكانا التيبس تقبض جلده وتشنج‬
‫إهابه ولذلك قال النمر بن تولب‪ :‬كأن مطا ف يدي حارثيةٍ صناع علت من به اللد من عل والحط‪ :‬مدلكة متلئة‬
‫يط با أصحاب الصاحف ظهور جلود رقاب الصاحف ليجعل ذلك الزوز نقوشا وما أحسن ما قال النمر بن‬
‫تولب ولقد جهدت أن أصيب بيت شعر مثل هذا للعرب فما قدرت عليه وكذلك قول عنترة‪ :‬فترى الذباب با يغن‬
‫وحده هزجا كفعل الشارب الترن غردا يك ذراعه بذراعه فعل الكب على الزناد الجذم ووصف الشاعر الثور‬
‫فقال‪ :‬وأغلب فضفاض جلد اللبان يدافع غبغبه بالوظيف ووصف أبو موسى الشعري البقرة فقال‪ :‬إذا صغر رأسها‬
‫ودق قرنا واتسع جلدها فإنا قد تكون كرية‪.‬‬

‫وليس للنسان من بي جيع اليوان جل ٌد إذا سلخ تبأ من اللحم وفرق ما بي جلده وسائر اللود فرق ما بي‬
‫القرقمان والوصلة‪.‬‬

‫وقال البقطري‪ :‬سابقوا بي فرس وحار وثور فجاء الفرس سابقا وشهد ذلك بعض العراب فقال‪ :‬ليبس الطبق‬
‫كالضابع ول أوقص كالعنق‪.‬‬

‫‪41‬‬
‫يقول‪ :‬لن المار طب ٌق كزه رجع البطي ل يستطيع إذا عدا أن يد صبعيه كالفرس والكلب قال الشاعر‪ :‬كم‬
‫تضبعون وكم تأسو كلومكم وأنتم ألف ألف أو تزيدونا وقال رؤبة‪ :‬ولتن أيدٍ علينا تضبع با أصبناها وأخرى تشفع‬
‫يقول‪ :‬إذا دعا ال علينا مد ضبعيه ورفعهما إل السماء وقال الراجز‪ :‬إن الياد الضابعات وقال بعض اللصوص وهو‬
‫يتمن أن تستاق أموال عبد القيس‪ :‬نائب عبدي يكون بغار ًة دعا وقد جاوزن عرض الشقائق يقول‪ :‬ليس عندهم‬
‫من بذل الجهود إل الدعاء والبتهال على من ظلمهم‪.‬‬

‫وصلهما جيل وهم ل يذكرون جلد الاموس ول يعرفون النعال إل من البقر والبل ومن رديء اللود عندهم جلد‬
‫الضبع وجلد العث قال الراجز‪ :‬يا ليت ل نعلي من جلد الضبع وشركا من استها ل ينقطع كل الذاء يتذي الاف‬
‫الوقع فعد ذلك بقوله‪ :‬كل الذاء يتذي الاف الوقع على أنه قد وضعه ف موضع التجوز والحتمال‪.‬‬

‫وقال الخر‪ :‬إهابه مثل إهاب العث ث رجع بنا القول ف العرج والظلع قال الطيئة‪ :‬تسديتها من بعد ما نام ظالع ال‬
‫‪ -‬كلب وأخب ناره كل موقد قال الصمعي ف ظلع الكلب وزعم أن الكلب إذا أصاب رجله شيء قطع وهو‬
‫يريد سفاد الكلبة وياف أن تنعه الكلب السليمة البدان وهو ينتظر نومها وهي ل تنام حت تل من النباح‬
‫والتجاوب ويهدأ كل رجل منها ولذلك قال‪ :‬وقال الخر‪ :‬ل ولكن الكلب الظالع هو الائج ويقال للكلب ظلع إذا‬
‫هاج وأنشد‪ :‬يبيت يشكو وجعا ول وجع وهو إذا أعطى زادا ابتلع أسرع شيء عدوه إل الطمع كأنه الكلب إذا‬
‫الكلب ظلع وقال الخر‪ :‬بل الكلب إذا هاج اعتراه بعض الماع فإذا مشى رأيته كأنه يظلع وقد قال الطفيل‪ :‬وقد‬
‫سنت حت كأن ماضها تفشغها ظلع وليست بظلع وقال ابن عنقاء الفزاري‪ :‬أمرا على عوج طوال كأنا وليس به‬
‫ظل ٌع من المص ظالع يقول‪ :‬ليس به ظلع من علة حادثة سوى الظلع الذي ركب عليه ف أصل اللقة لنه أقزل‬
‫والقزال أسوأ حالً من كثي من العرجان لن الذئب ل يزال مضطربا ف مشيته ونساه أشد تشنجا من نساء الفرس‬
‫والغراب والذئب أقزل مرثوم الطم بسواد سائل النف وكذلك أنف البقرة يكون سائلً ومرثوما بسواد وكذلك‬
‫الكلب وأما قول الشاعر‪ :‬غاداك ذئب سلجم أنيابه يسبق حد نابه لعابه فإنا ذكر ذلك على جهة الثل كما قال‬
‫الشاعر‪ :‬وقال الخر‪ :‬ضبت لثات بن عمرو لوقعتهم يوم النجي وكانوا معشرا حشدا وإنا هذا على جهة الثل لن‬
‫النسان ما دام له ريق فهو حي وصاحب النع والذي يكيد بنفسه يف ريقه جفونا شديدا وعلى حساب ذلك‬
‫يصيب الحزون والبان ف الرب والائف يشتد عطشهما ويف ريقهما وقال ابن أحر‪ :‬هذا الثناء وأجدر أن‬
‫أصاحبه وقد يدوم ريق الطامع المل وقد قال الخر‪ :‬إذا ما استيبس الريق عاصبه‪ .‬وقال الزبي بن العوام وهو يرقص‬
‫عروة بن الزبي‪ :‬أبيض من آل أب عتيق مبارك من ولد الصديق ألذه كما ألذ ريقي وقال بشار‪ :‬رهبةً أو رغب ًة ف وده‬
‫إنه إن شاء أحلى وأمر يتقي الوت به أشياعه حي جف الريق وانشق البصر مألولة الذني كحلء العي ومنخرين‬
‫حلقا مسودين وقال الطرماح أيضا ف سواد لثام الذئب‪ :‬وفلة يستفز الشا من صواها ضبج بومٍ وهام تفجا الذئب‬
‫با قائما أبرق النحر أحم اللثام فزعم كما ترى أنه أحم اللثام وكذلك وصف الشاعر الكلب فقال‪ :‬وأغضف الذن‬
‫طاوي البطن مضطمرٍ لوهوهٍ رذم اليشوم هرار وقال كعب بن زهي يذكر سيلن أنف الذئب‪ :‬قالت أراهط من‬
‫عوفٍ ومن جشمٍ يا كعب ويك هل تشتري غنما من ل منها إذا ما أزم ٌة أزمت ومن أويس إذا ما أنفه رذما واسم‬
‫س ف الغنم وقال الطرماح‪ :‬أبرق النحر هو مثل‬
‫الذئب أوس فلما صغره قال أويس وقال الشاعر‪ :‬ما فعل اليوم أوي ٌ‬
‫قول عمرو بن معدي كرب‪ :‬وكم من غائطٍ من دون سلمى قليل البوم ليس لا كتيع يرى السرحان مفترشا يديه‬

‫‪42‬‬
‫كأن بياض لبته الصديع لن البرق يكون سواده مالطا للبياض والصديع هو الفجر والفجر متلط بياض النهار ببقية‬
‫سواد الليل وأما قوله‪ :‬لكل ريح لقحت معدين فقد وصف الراجز استرواح الذئب وحرصه على استنشاق الريح‬
‫فقال‪ :‬يستبخر الريح إذا ل يسمع بثل مقراع الصفا الوقع ومن العرجان ث من رؤساء التكلمي ومن مشايخ العتزلة‬
‫ومن أرباب النحل ومن العلماء باختلف اللل وكان أعلم من رأينا من الوارج وكان من أرب على الائة وهو أبو‬
‫كلدة وهو الذي قال له النضر بن إساعيل القاص البليغ الشجاع وكنيته أبو النذر وكان رئيس الشعوبية‪ :‬قبلت‬
‫بالبصرة يا أبا كلدة إن لك شرجا وإن ل شرجا فاطلب شرجك فيما بينهما وفيما بي بينهما إن كان بي بينهما بون‬
‫قال أبو كلدة‪ :‬يا أبا النذر هذه رقية وأنا رجل أعرج فاقصد با رجلي فلعل ال أن يرزقن على يديك الشفاء‪.‬‬

‫والنضر هو الذي لا سئل عن خلق الكلم قال‪ :‬منه الروف ومنك التأليف كما كان منه النتاج ومنك الكنيف‪.‬‬

‫وقال له رجل‪ :‬أضحى بالذع من الضأن فقال‪ :‬إذا تنبت السان والهازيل من السمان‪.‬‬

‫ومن العرجان الفقهاء البلغاء أبو العلء يزيد بن الشخي أخو مطرف بن عبد ال بن الشخي‪.‬‬

‫ومن العرجان الشراف ومن أهل العارضة واللسن واللد إبراهيم بن ممد بن طلحة بن عبيد ال أخو حسن بن‬
‫حسن لمه قالوا‪ :‬وكان قد غلب على أموالم حت شكوا ذلك إل أب هاشم عبد ال ممد بن علي بن أب طالب‬
‫فدخل على وال الدينة فلما رآه عنده قال‪ :‬أل أدلك أيها المي على الظال الضالع الظالع ف كلم غي هذا قد‬
‫عرضه الرواة‪.‬‬

‫وقال حيد بن ثور اللل‪ :‬كفى حزنا أل أرد مطيت‪.‬‬

‫‪.‬‬

‫مستزاد إل أهلي وأل أدل القوم والليل دامسٌ فجاج الصوى بالليل ف الغائط الحل ول يتقي العداء شري وقد‬
‫يرى مكان سوادي ل أمر ول أحلي وطرحي سلحي واحتبائي قاعدا لدي البيت ل يبلى شراكي ول نعلي وإيصابت‬
‫أهلي الضعيف ماف ًة علي وما قام الواضن عن مثلي أعي العصا بالرجل والرجل بالعصا فما عدلت مثلي عصاي ول‬
‫رجلي هذا رجلٌ يصف الكب والضعف الذي يعتري الرمي وليس يمل أحدهم العصا على جهة حل العرج ولكنه‬
‫ما يوز أن يدخل ف هذا الباب‪.‬‬

‫والعرج أيضا يعرض من أمور كثية وقد علمنا أن صاحب النقرس أسوأ حالً إذا تكلف الشي من العرج كما كان‬
‫يصيب هرثة بن أعي ونصر بن شبث وإساعيل بن نيبخت‪.‬‬

‫وكان العلء بن الوضاح يوتد سكة حديد ف الرض حت يغرقها ث يشد ساقه با ث يضع رجله اليسرى ف الركاب‬
‫ويثب فيقلع السكة ويستوي على ظهر الفرس كأنه ل يصنع شيئا من شدة متنه وقوة عصبه وتوتي نساه فانقطعت ف‬
‫بعض ذلك عصب ًة من ساقه فكان أسوأ حالً من العرج ولقد رأيته بالنازل ف غداة قرةٍ وهو على فرس له سرج‬
‫ولام ف قباطان فما رأيت مثله أشد ول أفرس‪.‬‬

‫‪43‬‬
‫ومن العرجان الشراف السادة ومن قدمته العشائر طوعا ورأسته اللفاء اختيارا وتفظ الناس كلمه ودونوا ألفاظه‬
‫واقتبسوا من علمه وف طول ما مدح ال به عباده والصالي بالساء الكرية ووصفهم بالصال الشريفة ل يدحهم‬
‫بشيء أقل من ذكره لم باللم ول ند ذلك ف القرآن إل ف موضعي وقد وصف الناس باللم عادا ف الملة كما‬
‫قال النابغة‪ :‬أحلم عادٍ وأجسادٌ مطهرةٌ من العقة والفات والث وقد ذكروا ف الشعر حلم لقمان ولقيم بن لقمان‬
‫وذكروا قيس بن عاصم ومعاوية بن أب سفيان ورجالً كثيا ما رأينا هذا السم التزق والتحم بإنسان وظهر على‬
‫اللسن كما رأيناه تيأ للحنف بن قيس وكان مع ذلك رئيسا ف أكثر تلك الفت فلم تر حاله عند الاصة والعامة‬
‫وعند النساك والفتاك وعند اللفاء الراشدين واللوك التغلبي ول حاله ف حياته ول حاله بعد موته إل مستويا‪.‬‬

‫فينبغي أن تكون قد سبقت له من النب صلى ال عليه وسلم دعوة أو قال فيه خيا كما رووه وذكروه أو كان قد‬
‫ظهر منه من حسن النية ومن شدة الخلص ما ل يكن عليه أحد من نظرائه‪.‬‬

‫فإن قال قائل‪ :‬أنتم تزعمون أن عبد الطلب أحلم الناس وكذلك العباس بن عبد الطلب قلنا‪ :‬إن الحنف كان اللم‬
‫غالبا عليه فبان من سائر أعماله وماسن عبد الطلب وخصال العباس ف الجد والشرف كانت متكاثفة متساوية كل‬
‫خصلة منها تنتصف من أختها وكانت كما قال الشاعر‪ :‬أن غرضت إل تناصف وجهها غرض الحب إل البيب‬
‫الغائب وكذلك قوله‪ :‬جاءت تض الرض أي هض يدفع منها بعضها عن بعض مثل العذارى شن عي الغضي وقال‬
‫جرير ف شبه ذلك‪ :‬وقال قيس بن الطيم‪ :‬تغترق الطرف وهي ساهةٌ كأنا شف وجهها النف وهذا البيت ليس من‬
‫الشكل الول ولكنه ما يتعلق به ويروى معه‪.‬‬

‫وإذا كانت الصال كذلك ل يغلب على صاحبه اسم دون اسم ورجع المر فيه إل أن يسمى سيدا وما أشبه ذلك‬
‫والنبوة تأت على الغايات وتوز النهايات‪.‬‬

‫وكان الحنف أحنف من رجليه جيعا ول يكن له إل بيضةٌ واحدة وكان قد ضرب على رأسه براسان فماهت‬
‫إحدى عينيه وقال التات‪ :‬إنك لضئيلٌ وإن أمك لورهاء وقال أبو السن‪ :‬ولد الحنف مرتتق حتار الست حت فتق‬
‫وعول فإن كانت هذه الصفات كذبا وباطلً فإنا ل نشك أن السد الذي أخرج من أعدائه هذه المور ل يكن إل‬
‫على نعمة سابغة غامرة وإل على خصال عالية فاضلة ث ل يضره ذلك ول وضع منه ول زادته اليام إل رفعةً معلومةً‬
‫معروفة ل تنقض من قدره عروة ول فتحت من معاقد رياسته عقدة فيعلم الطاعن عليه أنه إنا يريد أن يطمس عي‬
‫الشمس ويرد هبوب الريح كان أبي الناس ف كل حال وأخطبهم ف يوم حفل ومصنع وف يوم أنس واسترسال وهو‬
‫صاحب الراية براسان وقد انغمس ف حومة الرب ثلث مرات وهو يقول‪ :‬وسار تت لوائه القرع بن حابس‬
‫وكان واليه على الوزجان ومشى ف جنازته مصعب بن الزبي بغي حذاء ول رداء مع علمه با قال الناس ف شأنه‬
‫وشأن ابن جرموز وكان مع ذلك ل يرى الكمي وهو الذي قال لرسول قطري ولرائده وبغيه والبلغ عنه‪ :‬إن ركبوا‬
‫بنات شحاج وقادوا بنات أعوج وأصبحوا ببلدة وأمسوا بأخرى طال أمرهم‪.‬‬

‫وهو الذي قال لا طمع فيه عبد اللك للجفوة الت حدثت بينه وبي مصعب وجرد إليه رسولً فقال للرسول‪ :‬أبلغ‬
‫صاحبك أنه إن ل يغزنا ل نغزه وإن أتانا ل نقاتله فعندها قوى عبد اللك ف نفسه‪.‬‬

‫‪44‬‬
‫وما يدل على تواضعه وحسن نيته وعلى أنه ل يعم بالرأي ول يص ما رووا من شأن الرجل الذي قال له‪ :‬ما ينعك‬
‫من دخول القصورة قال‪ :‬فأنت ما ينعك من دخولا قال‪ :‬ل أترك قال‪ :‬فلذلك ل أدخلها‪.‬‬

‫وتكلم الناس عند معاوية ف توكيد بيعة يزيد والحنف ساكت فقال معاوية‪ :‬ل ل تتلكم يا أبا بر قال‪ :‬أخافك إن‬
‫صدقتك وأخاف ال إن كذبتك‪.‬‬

‫وأطرى رجل من قريش يزيد بن معاوية عند معاوية فلما خرج الناس أقبل على الحنف فقال‪ :‬إن وال وإن قلت‬
‫الذي قلت رغبةً أو رهبة فإنه ما علمت للذي‪.‬‬

‫‪.‬‬

‫وإن ابنه ما علمت وشهد مصعبا يوما وهو يوبخ رجلً ويقرعه ويقول‪ :‬أبلغن عنك الثقة كذا وأبلغن عنك الثقة كذا‬
‫فقال الحنف‪ :‬كل أيها المي إن الثقة ل يبلغ‪.‬‬

‫هذا الذي كتبت لك قليلٌ من كثي ول نرد الخبار عن بلغة لسانه ول عن كثرة معرفته وإنا أردت أن تعرف حسن‬
‫نيته وكتب عمر بن الطاب إل سعد بن أب وقاص‪ " :‬يا سعد سعد بن وهيب إن ال إذا أحب عبدا حببه إل خلقه‬
‫فاعتب منلتك من ال بنلتك من الناس واعلم أن ما لك عند ال مثل ما ل عند "‪.‬‬

‫فنحن نظن أن هذه النلة الت صارت للحنف ف قلوب الناس لنلة السلم من قلبه وهو الذي لا دخل ف الوفد‬
‫على مسيلمة الكذاب فخرج من عنده فقال له بعض رؤساء القوم‪ :‬كيف رأيته قال‪ :‬وال ما هو بنب صادق ول‬
‫متنب ٍئ حاذق‪.‬‬

‫وهو الذي لا وفد على عمر وتنازعوا الكلم عنده أمسك حت كان عمر هو الستنطق له الكلم وخص القوم‬
‫بالكلم عمر وذكروا شأن أنفسهم وتكلم الحنف عمن غاب من ملسهم فتكلم ف مصلحة البلد والعباد وسنذكر‬
‫فقرا من كلمه ف كتاب " البيان والتبيان " إن شاء ال وبال التوفيق‪.‬‬

‫ومن العرجان ث من اللوك يزدجرد بن شهريار بن شيويه بن كسرى برواز وطئ براسان أيام خرج من العراق‬
‫امرأة فولدت له ابنا مدجا ذاهب الشق وكان عرج يزدجرد من قبل نقصان كان بوركه وقيل لده‪ :‬إنه سيكون‬
‫ذهاب ملككم على رأس غلم أعرج ناقص الورك فعزم على قتله حت صرفته عن ذلك سيين‪.‬‬

‫قال أبو عبد الرحن‪ :‬كان أنو شروان أعور وكان يزدجرد أعرج والارث اللك الصغر الغسان أعرج وكان جذية‬
‫ابن مالك الوضاح أبرص وعمى صصة أبو زاهر بن صصة ملك الند قبل أن يوت بسنة وكان يزيد بن عبد اللك‬
‫أفقم وكان هشام أحول وكان مروان المار أشقر أزرق‪.‬‬

‫وكان النعمان بن النذر أحر العي أحر اللون‪.‬‬

‫‪45‬‬
‫ول يكن ف أصحابنا مذ هلك أبو العباس إل ملك التوكل إل سليم الوارح نقيا من البن صحيح العضاء جيل‬
‫النظر بي الرواء فأما الصلع فإنه انقطع بعد مروان بن الكم فلم يكن ف ملوكهم ول ف خلفائنا أصلع إل يومنا‬
‫هذا‪.‬‬

‫ومن العرجان‪ :‬سلمان بن ربيعة الباهلي وهو سلمان اليل كان أبصر الناس بعنق دابة وأبصرهم بإقراف وهجنة‬
‫وأعلمهم بارجي وعريقٍ وبم وبعي ويعرف السابق من الصلى قالوا‪ :‬وكان ابن أقيصر على مثاله يتذي وإياه يكى‬
‫وف قبه وقب قتيبة بن مسلم يقول شاعرهم‪ :‬فأما الذي بالصي عمت فتوحه وسلمان يسيسقي با سبل القطر وكان‬
‫على القاسم وأول من قضى لعمر بن الطاب على الكوفة قالوا‪ :‬جلس للناس شهرين فلما ل يتقدم إليه خصمان‬
‫لصلح الزمان واصطلح الناس طوى بساطه وحد ال على ذلك وله أخبار وأحاديث‪.‬‬

‫قالوا‪ :‬وكانت دار سلمان بن ربيعة لسعيد بن قيس المدان حت رحل سلمان إل عمر بن الطاب فقال‪ :‬يا أمي‬
‫الؤمني رجل أعرج ول قوة ل على الشي إل السجد فكتب عمر إل سعد بن أب وقاص‪ :‬أن أقطعه أقرب الواضع‬
‫إل السجد وكلم سعد سعيد بن قيس فقال له‪ :‬يا أبا عبد الرحن هذا رجل زمن فتحول عن دارك وأعطاك مثلها‬
‫فتحول عنها سعيد ونزلا سلمان ووف له سعد بالذي قاله‪.‬‬

‫قالوا‪ :‬وكان عبد الميد بن عبد الرحن بن زيد بن الطاب وال الكوفة وكان أعرج وكان على شرطه القعقاع بن‬
‫سويد النقري وكان أعرج وكان على كتابته سلمان بن كيسان وكان أعرج فكان صاحب الشرطة يرج وهو يمع‬
‫ث يرج المي وهو يمع ث يرج الكاتب وهو يمع وكان الكم بن عبدل الشاعر أعرج فرآهم وخاطب نفسه‬
‫فقال‪ :‬ألقى العصا ودع التخادع والتمس عملً فهذي دولة العرجان ل أر الشعر دل إل على عرج المي وصاحب‬
‫الشرطة وعلى عرج الكم الشاعر‪.‬‬

‫وف حديث اليثم زيادة أعرجي أحدها ابن أب موسى والخر سليمان بن كيسان وهذا عندي عجب‪.‬‬

‫وكان الكم بن عبدل قد خافه الناس وهابته المراء بعد هجائه لحمد بن حسان وكان بعد ذلك ل يغشى أبوابم‬
‫ولكنه كان يكتب على عصاه حاجته ويبعث با مع غلمه فيدخل الاجب العصا ويقضي حاجته والناس والشعراء‬
‫مجوبون فلما رأى يي بن نوفل وحزة بن بيض وأبو جسرح ما صنع الاجب بعصا الكم وهم بزجر الكلب قال‬
‫يي بن نوفل‪ :‬عصا حكم ف الناس أول داخل ونن لدى البواب نقضي ونجب ومن العرجان ث من العبيد‬
‫الشعراء ومن يعد ف الدب والعرج‪ :‬ذو الركبة العوجاء وأظنه السائل الثري وهو الذي يقول فيه الشاعر ف‬
‫قصيدته الت ذكر فيها شعر العبيد وقد ذكرنا هذه ف كتاب " الصحراء والجناء " وإياه يعن ف قوله‪ :‬وف درك‬
‫ق وذي الركبة العوجاء‬
‫والعبد ذكوان والذي أراح على بشرٍ بقاصمة الظهر وعبد بن السحاس والشيخ مور ٍ‬
‫والسائل الثري فذو الركبة الذي يقول‪ :‬ورأى البيوت فجاء يأمل خيها مهرى حدي فعليه وسلوك والركبتان‬
‫مفارلقٌ رأساها والظهر أحدب والعاش ركيك سئم الياة ولح ف أعطافه قشف الفقي وذلة الملوك مثل البلية‬
‫برحت بياته خرق البطون قليلة التبيك يقول‪ :‬أنا راعي ضأن والضائنة آكل كل شيء وأدومه رغبة وأكلً وهي ل‬

‫‪46‬‬
‫تبك كبوك البل فيستريح الراعي ولغظ مؤونتها على الراعي قالوا‪ :‬أحق من راعي ضأن ثاني لنه يتعايا با وتغلبه‬
‫فيعجز عنها والنعجة موصوفة بشدة الكل ودوامه وهي آكل من الكبش‪.‬‬

‫والرمكة آكل من البذون وقيل لعراب‪ :‬أي الدواب آكل قال‪ :‬برذونةٌ رغوثٌ فإذا كانت البذونة آكل الدواب‬
‫فعلى حساب ذلك أكلها إذا أرضعت ويقال‪ :‬إنه لو جع أكل الرأة من غدوة إل الليل لكان أكثر من غداء الرجل‬
‫وعشائه هكذا يكون ف أكثر النساء وهي تضغ من غدوة إل الليل وكذلك الجر والفرس‪.‬‬

‫ومن العرجان معاذ بن جبل قالوا‪ :‬وكان معاذ أمة وكان يشبه إبراهيم خليل الرحن ول يكن ف السلف أحسن جردةً‬
‫ول أنعم بدنا من معاذ وسهل بن حنيف‪.‬‬

‫وقال النب صلى ال عليه وسلم " آمن كل شيء من معاذ حت خاته " وكان يعد من الزهاد الستة وقد شهد الشاهد‬
‫وول للنب الوليات وقبض الصدقات وتعليم الناس السلم وتدريسهم القرآن‪.‬‬

‫وهو ابن أقل من عشرين سنة وكان عند رسول ال وجيها وف عيون السلمي عظيما وقال اليثم‪ :‬أنبأنا أبو الذيل‬
‫سعيد بن عبيد الطائي ف إسناد له قال‪ :‬بعث النب صلى ال عليه وسلم معاذ بن جبل إل اليمن فنل ف حي منهم‬
‫وقال‪ :‬ل ترون أصنع شيئا إل صنعتم مثله وكان به عرج فكان إذا صلى قدم إحدى رجليه قال‪ :‬فلما صلوا ل يبق‬
‫منهم أح ٌد إل قدم إحدى رجليه قال‪ :‬فلما انصرفوا قال لم‪ :‬إن إنا فعلت هذا من عرجٍ فل تفعلوا مثل هذا‪.‬‬

‫وزعموا أنه صلى إل قرب شجرةٍ فكان غصنٌ منها قد ضرب إحدى عينيه فتناوله فكسره فلم يبق أحد من خلفه إل‬
‫تقدم إل الشجرة فكسر منها غصنا‪.‬‬

‫قالوا‪ :‬ولا قدم معاذ على النب عليه السلم ومعه أصحابه الذي قدم بم سجدوا للنب عليه السلم وكان يرون ذلك‬
‫من صنيع العامة تعظيما للنب صلى ال عليه وسلم فقال النب‪ " :‬اسجدوا لربكم وأكرموا أخاكم ولو أمرت أحدا‬
‫يسجد لمرت الرأة أن تسجد لبعلها "‪.‬‬

‫وكان أبو عبدان الخلع مول بلعنب واسه مرثد وكان أطيب الناس شعرا وكان صعتريا صاحب نيزكيةٍ وتلع وكان‬
‫ذا نشال وإذا تكلم عقف أصابعه فلم يزل يتكلف ذلك حت صار ملعا بالق وصار أسوأ حالً من الشل وكان ف‬
‫صغره خياطا فصار ف حال ل الدين أدنان وما كنت بالدن وأدن من الدين الذي لديات وهو الذي يقول ف أبيات‬
‫له فحش ٍة يذكر فيها الغلمان‪ :‬وكل نكش بالكشح مغترف أصبح نوي مزاجرا ذربا صار له خاضبا فواحزنا لو عز‬
‫هذا النمي ما خضبا ومثله ما خبن به أبو عباد النميي واسم أب عباد مروان قال‪ :‬كنت وأنا غلم أشتهي الصعترية‬
‫والواثبة والتكاتف والنشال وتعقيف الصابع إذا تكلمت فصرت وال كأن أفرغت ف ذلك القالب إفراغا فلما‬
‫عقلت احتجت إل أن أستوى فما أجابتن الطبيعة ول أجابتن تلك الوارح إل بشدة الستكراه وبقيت وال خصر‬
‫أصابعي ما تنبسط إل بأن أمدها ومت تركتها عادت معقفة وأبو عباد هو الذي يقول لا وجهه بعض العمال ف‬
‫السعاية وحفظ البيدر وما فيه فقال‪ :‬كنت بازا أضرب الكر ‪ -‬كي والطي العظاما فتقنصت ب الصعو فأوهنت‬
‫القدامى وإذا ما أرسل البا ‪ -‬زي على الصعو تعامى وكان يتمثل ف ذلك ف بقول الفرزدق حي بعثوه يرعى الغنم‬

‫‪47‬‬
‫فضيعها وعاث فيها الذئب فقال وما كنت مضياعا ولكن هت سوى الرعي مفطوما وإذ أنا يافع أبيت أسوم النفس‬
‫كل عظيمةٍ إذا وطئت بالكثرين الضاجع وقد كان أبو عباد أراد بقول أب النجم ف صفة الراعي‪ :‬ييس بي الغانيات‬
‫الهل كالصقر يفو عن طراد الدخل وقد وصف عبيد الراعي كيف تتحول صورة الراعي وتتبدل خلقته وكذلك‬
‫كل صناعة تصور صاحبها على ما يشاكلها أل ترى أن الائك يعرف بصدرته وتفحج رجليه ول يكون أبدا إل‬
‫وجلد بطنه أسود وقد ذكر خلف بن خليفة ‪ -‬وقال عبيد الراعي‪ :‬ترى وجهه قد شاب ف غي ليةٍ وذا لبد تت‬
‫العصابة أنزعا ترى كعبه قد كان كعبي مر ًة وتسبه قد عاش حولً مكنعا وقال يزيد بن مفرغ ما يؤكد قولنا ويفسره‬
‫س شاعرٌ فاحذرنه وما أنا إن ل أهج أوسا بشاعر رأيت لوس خلقةً فشنأتا لازم حراثٍ وتقطيع‬
‫قال‪ :‬يقولون أو ٌ‬
‫جازر وقال آخر‪ :‬وصفت بهدي وجه حفص وخلقه فما قلت فيه واحدا من ثانيه ولية قوادٍ وعين منقٍ وجبهة‬
‫مأبون يناك علنيه وراحة صباغٍ وصدرة حائكٍ ومرفق سقط رد ف الرحم ثانيه ومن هجى باللقة وليس بشيء‬
‫اجتلبه جعفر بن يي قال أبو نواس ف جعفر بن يي‪ :‬قالوا امتدحت فماذا اعتضت قلت لم‪ :‬خرق النعال وإخلق‬
‫السراويل قالوا فسم لنا هذا فقلت لم أو وصفه يعدل التفسي ف القيل ذاك الوزير الذي طالت علوته كأنه ناظ ٌر ف‬
‫السيف بالطول وقال أبو نواس فيه أيضا‪ :‬عجبت لارون الليفة ما الذي يومله من جعفر خلقة السلق قفا خلف وجهٍ‬
‫قد أطيل كأنه قفا ملك يقضي الموم على بثق وأعظم زهوا من ذباب على خرا وألم من كلب عقور على عرق أرى‬
‫جعفرا يزداد بلً ورقة إذا زاده الرحن ف سعة الرزق ولو جاء غي البخل من عند جعفر لا وضعوه الناس إل على‬
‫حق ومن العرجان هرثة بن النضر البلي وما رأيت أحدا قط يشي وهو أعرج إل وقد كان قال العمري‪ :‬كان عمر‬
‫بن الطاب يسك أذنه اليسرى بإصبعه اليمن ث يثب على ظهر الفرس كأنا خلق هنالك وكان يقول‪ :‬اقطعوا‬
‫الركب وانزوا على اليل وتعددوا واخشوشنوا وكان يقول‪ :‬إياكم والسمنة فإنا عقلة وامشوا حفا ًة فإنكم ل‬
‫تدرون مت تكون الولة‪.‬‬

‫قال‪ :‬وجع الوليد بن يزيد جراميزه ووثب من الرض على ظهر فرسه كأنه ل يزل فوقه ث أقبل على ابن هشام وكان‬
‫الوليد ول عمه هشام فقال‪ :‬أبوك يسن مثل هذا قال‪ :‬لب مائة عبد كلهم يسن مثل هذا‪.‬‬

‫قالوا‪ :‬ول يكن من ولد العباس إل يومنا هذا خليفة إل وهو فارس صبو ٌر على شدة الركض وعلى طول السرى‪.‬‬

‫ومن العرجان أبو مالك العرج الشاعر وهو الذي عناه اليزيدي بقوله‪ :‬لعمري لئن كان العيج آرها فما الناس إل‬
‫آير ومئي وأبو مالك الذي يقول‪ :‬تلوط دهرا ث عاذ بدبره فيالك من دبرٍ ترد الظالا ومن العرجان الجاهيل ما‬
‫حدث به أبو السن عن أب الوليد‪ :‬قال‪ :‬بينما عمر بن الطاب إنك مسترعىً وإنا رعية وإنك مدعو بسيماك يا عمر‬
‫أرى يوم شرٍ شره متفاقم وقد حلتك اليوم أحسابا مضر فقال عمر‪ :‬ل حول ول قوة إل بال‪.‬‬

‫وشكا عرج رجله وظلع ناقته فقبض عمر الناقة وحله على جل وزوده ث خرج عمر حاجا ف عقب ذلك فبيناه يسي‬
‫إذا لق راكبا وهو يقول‪ :‬ما إنا رأينا مثلك يا ابن الطاب بعد النب صاحب الكتاب أبر بالدن وبالحباب فنخسه‬
‫عمر بخصرة معه‪.‬‬

‫‪48‬‬
‫وف بن النضي عرجان وحولن فلذلك قال خفاف بن ندبة السلمي ف تعيي الربيع بن أب القيق‪ :‬فسوف ترى إن‬
‫ردت الوس حلفها وزالت وأحساب الرجال تزيل ولقيتها شهبا تطر بالقنا وشعبة يدعى وسطها والسمول‬
‫ط أعرجان‬
‫وأبصرتا وسط البيوت كأنا إذا برقت ف عارض الصبح أغيل وغودر وسط القوم لا اصطففتم ثلثة ره ٍ‬
‫وأحول قالوا‪ :‬وكذلك يقال ف بارق أن العمى والعرج فيهم كثي ولذلك قال حشية‪ :‬وقال الصحيح للعرج‬
‫ذكرت العوجاج فمدحته وقلت‪ :‬ليس الشأن ف الستقامة والعوجاج وإنا مدار المر على الصال ونن ند جيع‬
‫أعضاء السم إذا دخله العوجاج فسد كما يقال للرجل أعرج وأفحج وأفلح وأفدع وأقفد وأحنف وأصدف‬
‫ومثل‪ :‬خامع وظالع وف الظهر مثل‪ :‬أحدب وأزور وأبزخ وأقعس ومثل‪ :‬أحنف وأعرج وأعصل وأصدف وأعقف‬
‫وأجن وف الفم‪ :‬ملقم وأضجم وأفقم وأشغى وف العي‪ :‬أشتر وأحول وأقبل وف الذن أخذى وأذقى وأفد وف‬
‫الضرع والثدي الضون والشطور وف اليد الكنع والقفع وقد قالت مرةٌ ف صفة ساق شيخ‪ :‬عجبت للشيخ إذا ما‬
‫اجلخا وسال غرب عينه فلخا وصار أكل دائما وشخا تت رواق البيت يغشى الدخا وقال بعض الشيوخ ف انناء‬
‫ظهره‪ :‬لا رأت ف ظهري انناء والشي بعد قعس إجناء أجلت وكان حبها إجلء وجعلت ثلثي غبوقي ماء ث تقول‬
‫من بعيد هاء دحرجةً إن شئت أو إلقاء ث تن أن يكون داء ل جعل ال لا شفاء مزملي على القتاب بزهم حقائب‬
‫وعباء فيه تفني مقدمي أنوفا ف غطائهم حجنا فل جدعت تلك العراني وقال الذل‪ :‬ولو سعوا منه دعاء يروعهم‬
‫إذا لتته اليل أعينها قبل وقال بشامة بن الغدير ف صفة ناقته‪ :‬توقر شازرةٌ طرفها إذا ما ثنيت إليها الديل بعيٍ‬
‫كعي مفيض القداح إذا ما أفاض إليها الويل وقال سويد بن صامت يذكر ما كان ف قريظة والنضي من الولن‬
‫والرمصان والدب‪ :‬قل لليهودي إن اللؤم حالفكم من قبل عادٍ فأخفوا الشخص واقتصدوا حولٌ ورمص لئام ف‬
‫مالسهم منهم خنازير أهل الرض والقرد وأحدب الظهر ما ترجى مروءته مشوه اللق ف أطرافه أود وأنشد أبو‬
‫الردين العكلي ف العصل والعوج‪ :‬يا صاحب حله ما حل ول تافا جفوت ول بل وذكروا أن أخوين من أهل‬
‫اليمامة أو من بعض بلد النخل كان أحدها صاحب إبل والخر صاحب نل فقال صاحب البل يفخر على صاحب‬
‫النخل فلما أراد الزراية على الفسيل وتجي شأنا بأنا مقيمة ل تبح ول تشي ول تتصرف جعلها عرجا فقال‪:‬‬
‫ألاك عن سوق الخاض الثبج وبدها لغائطٍ ملتج أحوى كلون الليل مزمئج تنبت أولت الشاء العرج منبات‬
‫كسبايا الزنج فرد عليه صاحب النخل فقال‪ :‬إن وجدت النفس ف حياضها والدول العاسل من فراضها خيا من‬
‫القعد أو اعتضاضها ونزوات القلب من أمراضها كوم الذرا ل تثن من إباضها ول يوط خشية ارفضاضها ومن‬
‫العرجان الطائي وخطب امرأة فشكت إل جاراتا وقالت‪ :‬أيطبن أعرج! فقال‪ :‬تشكو إل جاراتا وتعيبن فقالت‬
‫معاذ ال أنكح ذا الرجل فكم من صحيح لو يوازن بيننا لكنا سواء أو لال به حلى والعرج الطائي هو الذي يقول‪:‬‬
‫فكونوا كداعي كرة بعد فرة أل رب من قد فر ثت أقبل فإن أنتم ل تفعلوا فتبدلوا بكل سنانٍ معشر الغوث مغزل‬
‫وبالدرع ذات الفرج درجا وعيبةً وبالترس مرآةً وبالسيف مكحل وأعطوهم حكم الصب بأهله وإن لرجو أن‬
‫يقولوا بأن ل وحكم الصبيان مضروب به الثل وقال الخر‪ :‬ول تكما حكم الصب فإنه كثي على ظهر الطريق‬
‫ماهله ومن العرجان الشراف وأصحاب الوليات الكم بن أيوب الثقفي وله الجاج البصرة ثلث مرات فلما‬
‫كان أيام يزيد ابن الهلب وصال بن عبد الرحن قتل ف العذاب‪.‬‬

‫ومن العرجان ممد بن ثابت مول نصي أتلف الناس لدرهم وأبصرهم بكل شكل وزي ولباس وفرشة ومركب وأداة‬
‫ومن ل ير فيه متنها وأحد بن خلف البيدي ل ير نزهة قط‪.‬‬

‫‪49‬‬
‫وكل ذي رجلي ف الرض وكل ذي أربع إذا قطعت واحدة أو انكسرت واحدة فإنه يشي على الخرى شيئا قليلً‬
‫كان أو كثيا وإن كان ذلك على التحامل والوثوب على رجل واحدة أو على ثلث إل النعامة من بي جيع اللق‬
‫فإن الظليم مت انكسرت إحدى رجليه ل يبح مكانه أبدا مات أو عاش‪.‬‬

‫وأنشدنا ابن العراب أو بعض إخوان من النحويي الثقات لبعض العراب ياطب امرأةً ف جفائها بأخيه وكان اسم‬
‫أخيه رحبة‪ :‬أرحبة عن تطردين تبددت بلحمك طي طرن كل مطي قفي ل تزل زلةً ليس بعدها جبور وزلت النساء‬
‫كثي فإن وإياه كرجلي نعام ٍة على كل حالٍ من غنً وفقي وذكر العرج إذا عم أهل البيت وجرى القوم منه على‬
‫عرقٍ أو غي ذلك من العلل والفات كان بنو الذاء عرجا وكانت أرجلهم معوجة شديدة العوجاج فقال بشر بن‬
‫أب خازم‪ :‬ل در بن الذاء من نف ٍر وكل جار على جيانه كلب إذا غدوا وعصى الطلح أرجلهم كما تنصب وسط‬
‫البيعة الصلب قال الصمعي‪ :‬عصى الطلح وأغصانه أشد الغصان اعوجاجا فوصف أرجلهم با ومن ذلك قول‬
‫البطي لرجل من بن تغلب‪ :‬موقع الوجه قليل الصفح له كلمٌ كعصى الطلح لنه كان معوج الكلم مرجه على غي‬
‫ت كان يعلو مفرق الق قيله إذا الطباء الصيد عصل قيلها وبينا بيان بن‬
‫الستقامة وأنشدن أبو الردين العكلي‪ :‬ف ً‬
‫سعان ف غرفة بالدائن مع أصحابه وهو يبهم با يكون من اللحم ومر به رجلٌ أعور سكي فقال‪ :‬نعم وال ل‬
‫تنقضي الفتنة حت يلك هذا العور أعنة اليل إذ أشرف رجل منهم فرأى رجلً على الباب ف زي السلطان وكان‬
‫الرجل رسول صاحب الراج إل رب الدار ول يكن رسول السلطان إليهم فقال الشرف‪ :‬أتيتم قد جاءتكم رسل‬
‫السلطان فتطافروا الدران وسقط بيان بن سعان فانكسر ساقه وتشم وجهه فلما علموا أن الرسول ل يكتب‬
‫بسلطان وأنه إنا جاء ال رب الدار تراجعوا فقال له بعضهم‪ :‬أنت تبنا عن المور الكائنة ول تعلم بشأن هذا‬
‫الرجل حت قتلت نفسك قال‪ :‬قد عرفت شأنه ولكنن أردت أن أبلو أخباركم فقال معدان العمى وهو أبو السري‬
‫الشميطي ‪ -‬من أهل الازج والديب ‪ -‬يذكر بيان ف قصيدته الت يذكر فيها أصناف الغالية وغيهم من خالف قول‬
‫الشميطية‪ :‬والذي طفف الدار من الرع ‪ -‬ب وقد بات قاسم النفال يعد العور الدامن سكرا أن سيقتاد ضمرا‬
‫كالسعال وإليه مع الزائن طرا نقمات الورى وقود الرعال فغدا خامعا بوجه هشيمٍ وبساق كعود طلح بال أناس‬
‫ترى الفخاذ منهم بسوقها مرادى سفيٍ ف البطائح تهر وصف اعوجاج سوق هؤلء العرجان بالرادى إذا رأيتها‬
‫فإنك ل ترى الرادى إل وهي معوجة ف العي أو متكسرة وقوله‪ :‬تهر يريد تسبح وذلك لن الاهر هو السابح‪.‬‬

‫وكان زيد بن عمارة صاحب البيد بالهواز أعرج من رجليه جيعا وكانت ساقه شديدة العوجاج فقال أبو‬
‫الشمقمق‪ :‬رجل زيد بن عماره مثل مفتاح مناره لن مفاتيح الزاليج أشد أعوجاجا من القسى الفارسية‪.‬‬

‫وبنو كابية بن حرقوصٍ صلعانم كثيٌ فقال القائل‪ :‬أنتم بنو كابية بن حرقوص كاكم هامته كالفحوص ولذلك قاال‬
‫الخر لبن حان‪ :‬أجشةٌ خلقت ف صدر أولكم أم كلكم يا بن حان مزكوم وقال الخر‪ :‬نن بنو جعدة قرعٌ صياب‬
‫فطحٌ أباهيم عراض العقاب وقال نيك بن أساف‪ :‬ف يوم غرب وماء البئر مشترك وف مباركها الون الصابيح‬
‫يسعى با باز ٌل فتخ قوائمه كأنن إذا استقبلته روح والفتخ والفطح سواءٌ وقال أبو زبيد ف صفة السد‪ :‬فيضرب‬
‫بالشمال إل حشاه وقد نادى فأخلفه النيس بسمر كالحاجن ف فتوخ يقيها قضة الرض الدخيس لن السد وأشباه‬
‫السد إذا وطئت الرض دخلت أظفارها ف أكمام فهي ل تس الرض فتأكلها فهي أبدا مصون ٌة كأنا حراب مذربة‬
‫ب أغلف فذلك قال الشاعر وهو‬
‫وكذلك ناب الفعى إذا فتحت فاها فإن نابا ف كم وهي كالغلف يقال له‪ :‬نا ٌ‬

‫‪50‬‬
‫ش أعمى أصم قد عاش حت هو ما يشي بدم فكلما أفضل منه‬
‫جاهلي‪ :‬فابعث له ف بعض أعراض اللمم ليمةً من حن ٍ‬
‫الوع شم حت إذا أمسى أبو عمرو ول تس به داهيةً ول سقم قام وود بعدها أن ل يقم ول يقم لبل ول غنم حت‬
‫دنا من رأس نضناض أصم فخاضه بي الشراك والقدم ليس إذا قلتم أبونا وأمنا هناك مدان ول متقارب ولكن أبوكم‬
‫س قد علمتم ومنصبكم إن عدت ف الناصب فها هذه أقدامنا ف نعالكم وآنفنا بي اللحي والواجب وإعطاؤنا ف‬
‫فقع ٌ‬
‫خيمنا وإباؤنا إذا ما أبينا ل ندر لغاصب وقال ف ذلك مرا ٌر السدي‪ :‬رأيت بن خفافة من عقيل كرام الناس مشتبهي‬
‫النعال كمثل بن أمية ف قريش لكل قبيلة منهم عوال وقال ف العراق والعداء ونزع الشبه‪ :‬إذا أردت امرأة تعليها‬
‫كريةً فانظر إل أخيها يبك عنها وإل أبيها فإن أشباه أبيها فيها كما قال ابن الدمينة‪ :‬إذا كنت مرتادا لنجلك أمه‬
‫بنفسك فانظر من أبوها وخالا فإنما منها كما هي منهما كما قيس من نعل بنعل مثالا تقارب من آبائه أمهاته إل‬
‫نسبٍ أدن من الشب واحد بن أخوات أنكحوهن إخوةً مشاغرةً فالى للحي والد وقال آخر ف التسوية بينهم ف‬
‫س كأسنان المار فل ترى لذي شيب ٍة منهم على ناشئٍ فضل وقال اليثم‪ :‬الزرقة ف هدان‬
‫موضع الذم والجاء‪ :‬سوا ٍ‬
‫فاشية ولذلك قال الشاعر‪ :‬وما أنزل الكذاب من حل مالنا ول الزرق من هدان غي شريد وقال آخر‪ :‬إذا ما قلت‬
‫أيهم لي تشابت الناكب والرءوس وقال آخر‪ :‬إذا ما قيل أي الناس شر فشر الناس من ولد الزبي كبيهم وطفلهم‬
‫سواءٌ هم الماء ف اللؤم الغفي ث من هذا الباب إل أنه من الدح قوله‪ :‬هينون لينون أيسا ٌر ذوو يسرٍ سواس مكرمةٍ‬
‫أبناء أيسار من تلق منهم تقل لقيت سيدهم مثل النجوم الت يسري با الساري فأما الذي يعل أولد الكدين عميانا‬
‫وعرجانا وعمشا وحدبا فهو يسمى الشعب فل أدري أيهم أعظم كفرا وأقسى قلبا الباء أو المهات الذين‬
‫يسلمون أولدهم إل الشعب وهم أطفال حت يعمي أبصارهم ويعرج أرجلهم ويزمنهم ويشوه بم أو الشعب نفسه‬
‫الذي ترك كل صناع ٍة ف الرض وتعلم هذه الصناعة فجعلها مكسبه الت ل يفارقها وأنا رأيت من هذه الصفة جاعةً‬
‫قد أزمنوا أولدهم وكتبت عنهم تصنيف " الكدين "‪.‬‬

‫وباب آخر ونن ذاكرون إن شاء ال كل من كان عرجه من قبل قطع رجله ف الرب وف غي ذلك وكل أقطع‬
‫وأحدب ومقعد وآدر وأعسر وأشباه ذلك والجذم والقطع سواءٌ قال عنترة‪ :‬فترى الذباب با يغن وحده هزجا‬
‫كفعل الشارب الترن غردا يك ذراعه بذراعه فعل الكب على يديه الجذم يريد‪ :‬فعل الجذم الكب على الزناد‬
‫ويريد‪ :‬القطع اليدين ومن ذلك قول إياس بن غسان التغلب حي قطعت يده يوم البشر‪ :‬قد علمت قيس ونن نعلم‬
‫أن الفت يضرب وهو أجذم وقطعت رجل عبد ال بن وهب الراسب إمام الوارج فقاتل وهو يقول‪ :‬الفحل يمي‬
‫شوله معقول وقال أخر شعرا ف هذا العن وهو قوله‪ :‬رجل الفت يشي با وبا يساعي من سعى فإذا أصيبت رجله‬
‫ألف القعود وأسرعا وقطعت ف الرب رجل حات بن عتاب بن قيس بن العور بن قشي وهو الذي كان ينشد رجله‬
‫وهو يقاتل فسمي ناشد رجله وهو الذي كان يجل يوم اليموك على الخرى ويقاتل الروم وذهب إل قدر زيت‬
‫تغلي فأدخل رجله فيها لتكويها ويقطع عنها النف وقال شاعرهم‪ :‬أبو حل أعن ربيعة ل يزل لدن شب حت مات ف‬
‫المد راغبا ومنا ابن عتاب وناشد رجله ومنا الذي أدى إل الرب حاجبا ومن بن قيس بن ثعلبة عمر بن عبد ال‬
‫ذو الكف الشل وقد رأس وكان سيدا وهو يقول‪ :‬يدهم بالاء ل لوانم ولكن إذا ما ضاق أمر توسعا ومنهم‬
‫الجذم أبو ربيع بن عمرو بن الجذم رأس الناس يوم عبيس والزارقة‪.‬‬

‫‪51‬‬
‫ومن شلت يده وبقي كذلك عمر بن وازع النفي ضربه دل بن صامت بن مالك أحد بن الارث بن ني فقال‬
‫النميي‪ :‬نن صبحنا عمرا حي ظلم ملموم ًة ذات غبار وقتم فيها غتيم ورياح ودل ندقهم دقا كنثيج الغتم وقال دل‬
‫بن صامت‪ :‬أنا النميي الذي عمى عمر يرفع من أبصارهم فوق البصر مبارك الراية مرزوق الظفر بالطعن والشدات‬
‫أجواف الثغر حت يكون الناس أبناء مضر وخبن صديق ل قال‪ :‬رأيت أعرابيا مقطوع يد اليمن ورجل اليسرى‬
‫وهو يشي على عصا ذات زج وأنشدن لنفسه‪ :‬ال يعلم أن من رجالم وإن تدد عن متن أطماري وإن رزئت يدا‬
‫كانت تملن وإن مشيت على زج ومسمار وقال الخر وقدموه لتقطع يده‪ :‬يدي يا أمي الؤمني أعيدها بك اليوم‬
‫ت سبا وسعي‬
‫أن تلقي مكانا يشينها وقال جحدر اللص لعياش الضب‪ :‬أعياش إذ وطنت نفسك فاصطب غدا للما ٍ‬
‫وأنت قطيع الرجل تشي على العصا وكفك من عظم اليمي جذير وأحوقة وطنت نفسك خاليا با وحاقات الرجال‬
‫كثي فإن وطن الضب نفسا لئيم ًة على الذل ما نفسي لا بصبور قال‪ :‬وقطعت بنو تغلب يي عمي بن الباب قبل أن‬
‫ترضخه بالجارة وتقتله قتله عاصم بن الجذم اللعي‪.‬‬

‫قال أبو عبيدة‪ :‬ولكن زيادا لا كان ابنه من أخيه عاصم أضيف إليه فمنهم الجذم وأبو عاصم‪.‬‬

‫ومنهم عمي بن الباب ويدل على ذلك قول الحاف بن حكيم السلمي‪ :‬ولقد وجدت على عمي حر ًة برد الغليل‬
‫وحرها ل يبد قطع النصارى رأسه ويينه طلب الله للحمه التبدد ومنهم حكيم بن جبلة أحد بن عثمان بن وديعة‬
‫بن عبد القيس شهد قتل عثمان وزعم أنه الذي جاء بالزبي بن العوام إل علي حت بايعه وهو الذي يقول‪ :‬رقابٌ‬
‫كالآجن خاظياتٌ وأستا ٌه على الكوار كوم قتل يوم الزابوقة بالبصرة مع ابنه السرف وأخيه رعل فقالت أمه‪ :‬ليس‬
‫الرزية بالتنبال تفقده بل الرزية مثل الرعل والكم قالوا‪ :‬قطعت رجله بفخذها فتناولا فرمى با قاطع رجله فكبده با‬
‫فسقط فزحف إليه حت ذبه ث استرخى من النف فاتكأ على قتيله وهو قاطع رجله فمر به رجل فقال‪ :‬من بك قال‪:‬‬
‫وسادي‪.‬‬

‫فهذا ما ينكره أصحاب الرب وأعجب منه حديث أب عبيدة عن أب عمرو بن العلء فإن كان أبو عبيدة قد صحح‬
‫هذا الب عن أب عمرو فإنا ل وإنا إليه راجعون‪.‬‬

‫قالوا‪ :‬ولا أثبت ربيعة بن مكدم وهو على فرسه قتله نبيشة بن حبيب قال للظعن اللوات معه‪ :‬اذهب فإن أحيكن ما‬
‫دمت واقفا على ظهر فرسي ول يتبعونكم ما داموا يرون سواد شخصي وإن كنت ميتا قال‪ :‬فلم يتبعوهن لا رأوه‬
‫منتصبا‪.‬‬

‫قال أبو عبيدة قال أبو عمرو‪ :‬ما نعلم قتيلً ميتا حى ظعائن غي ربيعة ولو كان المر كما حدثوا لا كان الت خص‬
‫با سليمان بن داود فضيل ًة على حال ربيعة بن مكدم قال ال عز وجل‪ " :‬فلما قضينا عليه الوت ما دلم على موته‬
‫إل دابة الرض تأكل منسأته فلما خر تبينت الن " الية‪.‬‬

‫فهذا إنا كان شيئا خص ال به سليمان وهو من علمات النبيي وبرهانات الرسلي فأما ما ترويه رواة السوء من‬
‫شأت الغية بن الفزر ومردويه كردان بالهواز فهو من الحال الذي ل ييل على ذي عقل قالوا‪ :‬التقيا فاختلفا‬
‫ضربتي فضرب الغية وسطه فمن حدته وجودته ومن شدة ضربته وقوته مر السيف ف وسطه حت نفذ من الانب‬

‫‪52‬‬
‫الخر والضروب ل يشعر به ث قال الضروب للمغية‪ :‬ما صنعت شيئا قال الغية‪ :‬فإن كنت صادقا فتحرك فلما‬
‫ترك تباين نصفاه فسقط أحدها عن يي الفرس والخر عن يساره‪.‬‬

‫فهذا من أحاديث الرافات وليس يتمل هذا الضرب من الحاديث إل من ل علم له‪.‬‬

‫وهم يزعمون أن حلحلة بن أشيم الفزاري لا قدموه لتضرب عنقه قيل له‪ :‬اصب حلحلة قال‪ :‬أصب من عود بد فيه‬
‫جلب وقال‪ :‬اصب حلحلة قال‪ :‬أصب من ذي ضاغط عركرك ألقي بوان زوره للمبك فلما ضربوا عنقه خطا‬
‫خطوتي لييهم أن عقله معه‪.‬‬

‫وزعموا أن هدبة بن خشرم العذري لا قيل له‪ :‬أجزعت من القتل قال‪ :‬إن مددت إحدى رجلي وقبضت الخرى‪.‬‬

‫وهذا الضرب من الحاديث ل يصدق به إل جاهل‪.‬‬

‫ومن العرجان ث من علماء التكلمي ومن الدهاة الناكي ومن الطعمي وأصحاب القرى من كان يقرى الليل كله‬
‫كلثوم بن حبيب بن أنيف أحد بن امرئ القيس بن تيم رئيس الشمرية بعد أب شر وقد جع بينه وبي أب الذيل‬
‫وكتب الكتب الياد وهو الذي اختاره ممد الخلوع مع سعيد بن جبي الميي ف تقريب ما بينه وبي الأمون‬
‫وكان جده أنيف من الدعاة أيام ظهر السواد وكان يكن أبا عمرو‪.‬‬

‫ومن الدب‪ :‬سيار بن رافع قطعت يده ف بعض قلع فارس وهو الذي يقول ف أوف بن موألة حي عرج‪ :‬رأيت‬
‫ب ف الدار يشي على رجل من الشب جعلت للعرج ملدا ل يكن لم وللقصار مقالً آخر‬
‫أوف بعيد الشيب من كث ٍ‬
‫القب وكان أوف قصيا‪.‬‬

‫ومنهم زيد بن صوحان العبدي الطيب الفارس القائد وف الديث الرفوع‪ " :‬يسبقه عض ٌو منه إل النة "‪.‬‬

‫وزيدٌ هو الذي قال لعلي بن أب طالب رحة ال عليهما‪ :‬إن مقتول غدا قال‪ :‬ول قال‪ :‬رأيت يدين ف النام حت نزلت‬
‫من السماء فاستشلت يدي فلما قتله عمية بن يثرب مبارز ًة ومر به علي بن أب طالب وهو مقتول فوقف وقال‪ :‬أما‬
‫وال ما علمتك إل وبنو صوحان كلهم خطيب إل أن صعصعة كان أعلهم ف الطابة وذكروا عن سلم أب النذر‬
‫قال‪ :‬تكلم زيد بن صوحان فجعل أعراب يسمع كلمه ويتعجب ث قال‪ :‬إن كلمك ليعجبن وإن يدك لتريبن فقال‪:‬‬
‫إنا اليسرى يا أعراب وهو الذي قال‪ :‬من يشتري سيفي وهذا أثره قال‪ :‬ولا قطعت يد زياد بن عطارد بن زياد جعل‬
‫السليك الويلدي ينشد يده وهو يقاتل ويقول‪ :‬كيف تران والفت عطاردا أذود من حنيفة الواردا أذود منهم‬
‫سرعانا واردا أنشد كفا ذهبت وساعدا أنشدها ول أران واجدا وقال زياد ومر به مقتولً‪ :‬قد يتمت بنت وآمت‬
‫كنت وشعثت بعد الدهان لت النصاري قال‪ :‬حدثنا حيد عن أنس أن رهطا من عكل وعرينة تقدموا على النب صلى‬
‫ال عليه وسلم فاجتووا الدينة فقال لم رسول ال صلى ال عليه وسلم‪ " :‬لو خرجتم إل إبل الصدقة فشربتم من‬
‫ألبانا وأبوالا " ففعلوا فصحوا فقتلوا الراعي واستاقوا البل وخرجوا مرتدين فبعث رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫فأت بم فقطع أيديهم وأرجلهم وسل أعينهم وألقاهم ف الشمس حت ماتوا‪.‬‬

‫‪53‬‬
‫قال‪ :‬وحدثنا زيد بن الباب قال‪ :‬ثنا أبو هلل عن قتادة عن أنس قال‪ :‬لا صنع رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫بأصحاب اللقاح ما صنع نزلت‪ " :‬إنا جزاء الذين ياربون ال ورسوله ويسعون ف الرض فسادا " إل آخر الية‪.‬‬

‫وقال أبو الدهاء ف الباب الول‪ :‬يا للكواعب يا دهاء قد جعلت تزور عن ويلقى دون الجر ل أسع الصوت حت‬
‫أستدير له ليلً طويلً يناغين له القمر وقال‪ :‬وكنت أمشي على رجلي معتدلً فصرت أمشي على رجل من الشجر‬
‫وقال رجل من بن عجل‪ :‬وشان واشٍ عند ليلى سفاهةً فقالت له ليلى مقالة ذي عقل وخبها أن عرجت فلم تكن‬
‫كورهاء تتر اللمة للبعل وما ب من عيب الفت غي أنن جعلت العصا رجلً أقيم با رجلي وقد جعلت إذا ما قمت‬
‫أوجعن ظهري وقمت قيام الشارف الظهر ومنهم كردويه العسر رأس بكل كورة سبذان كان أين فلما قطعت يينه‬
‫ف الرب استعمل يساره فمرن حت كأن ل يزل أعسر ل يضرب بعمود أحدا قط إل قتله وله حديث ف كتاب "‬
‫العرب والوال "‪.‬‬

‫ل أعسر‪.‬‬
‫ومنهم اصطاث الرومي صديق أب عمارة قاتل باليسار وشد ترسه على يينه القطوعة فكأنه ل يزل رج ً‬

‫باب ذكر من سقي بطنه من الشراف‬

‫منهم عمران بن الصي الزاعي وكنيته أبو النجيد اكتوى قالوا‪ :‬وكان مكلما فلما اكتوى انقطع ذلك عنه ولا ل ير‬
‫ف الكي ما أحب قال‪ :‬نى رسول ال عليه السلم عن الكتواء فما أفلحنا ول أنحنا حي اكتوينا‪.‬‬

‫قالوا‪ :‬وعاده أبو بردة فلما رأى شدة حاله قال‪ :‬لول ما أرى بك لكثر إتيان لك قال‪ :‬ل تفعل فإن ذاك أحب إل ال‬
‫وإل‪.‬‬

‫ومنهم خباب بن الرت وقد اكتوى ف بطنه سبع كياث فقال‪ :‬لول أن رسول ال صلى ال عليه وسلم نى أن ندعة‬
‫بالوت لدعوت به وكان قدي السلم وعذبه أهل مكة وألقوه على الرضف حت انقطع ماء متنه وكان من ولده‬
‫ببغداد خباب مول بريه وصاحب ثامة والعروضي رأيته وقد فلج ومعه بقيةٌ من اللسان الذي كان يقدم به على جيع‬
‫أهل بغداد وله أحاديث وفيه أخبار‪.‬‬

‫ومن سقي بطنه من الشراف قبيصة بن الهلب‪.‬‬

‫ومن الشراف أيضا عثمان بن أب العاص وإليه يضاف شط عثمان شكا إل النب صلى ال عليه وسلم نسيان القرآن‬
‫فتفل ف فيه فكان بعد ذلك ل ينسى ما حفظ منه وقال لثقيف بعد وفاة رسول ال صلى ال عليه وسلم حي هت‬
‫بالرتداد‪ :‬يا معشر ثقيف كنتم آخر الناس إسلما فل تكونوا أولم ارتدادا وكان فارس ثقيف خرج إل عمرو بن‬
‫معدي كرب حي غزاهم ف بن زبيد وغيهم فلم يلبث له وطلبه ففاته وله ف ذلك شعر مشهور وكان شاعرا بينا‬
‫عاقلً رئيسا سيدا مطاعا وله فتوح كبار ومقاماتٌ شريفة وكان ف شرط ثقيف أل يول عليهم إل رجلً منهم فوله‬
‫النب صلى ال عليه وسلم وكتب عمر بن الطاب إل عثمان وأب موسى حي كانا ف شق بلد فارس‪ :‬إذا التقيتما‬
‫فعثمان المي وتطاوعا والسلم‪.‬‬

‫‪54‬‬
‫هذا وحال أب موسى حاله عند عمر‪.‬‬

‫ومن سقي بطنه أبو عزة الشاعر وقد كتبنا قصته وكيف اكتوى وكيف برأ ف باب ذكر البصان‪.‬‬

‫ومن سقي بطنه فاكتوى فمات مسافر بن أب عمرو بن أب أمية وقد كتبنا قصته والدليل على شأنه ف الشعر ف باب‬
‫البصان وفيه قال الشاعر‪ :‬ومكشوحٍ له النعمان أمسى هبالة بيته بيت المار يفوق بنفسه ويرى بياضا بكشحيه‬
‫كتلماع النهار وذكر موسى بن داود عن زهي عن أب الزبي عن جابر أن رسول ال صلى ال عليه وسلم كوى سعد‬
‫بن معاذ ف أكحله وكوى أسعد بن زرارة ف عنقه وقال " بئس اليت ليهود يقولون لو كان سالا ما سق ما أملك‬
‫لنفسي شيئا "‪.‬‬

‫سفيان عن أب نيح عن عبد الغفار بن الغية بن شعبة عن أبيه قال‪ :‬قال النب عليه السلم‪ " :‬ل يتوكل من اكتوى‬
‫واسترقى "‪.‬‬

‫وقد طعن ف هذا قومٌ وسألوا عن ما ل يلزم‪.‬‬

‫وقال‪ :‬قال النب صلى ال عليه وسلم‪ " :‬أنا فيما ل يومي إل كأحدكم " يعن ف علم الغيب ليس أنه كأحدهم ف‬
‫اللم والعلم والصب واليقي والشجاعة والطهارة والرأي وكثرة الصواب والكمال والتمام‪.‬‬

‫وقد قال النب عليه السلم ف التأبي فلما قيل له ف ذلك قال‪ " :‬إنا قلت برأيي " ومت عال النب بعلج مثل علج‬
‫الناس بعضهم لبعض فلم يبأ ذلك العال فليس ف هذا مسأل ٌة على أحد لن نفس العلج بالدوية من الكي والوجود‬
‫واللدود وأشباه ذلك يدل على أنه ل يعل ذلك علمة وأعجوبة وبرهانا وإنا عاله من طريق علج الناس بعضهم‬
‫لبعض وإنا كانت السألة لزمة لو قال‪ :‬اللهم أبره واشفه أو قال‪ :‬يبأ فلنٌ اليوم أو يرض فلنٌ اليوم فإذا ل يكن‬
‫ذلك جاز للسائل حينئذ أن يطعن فأما غي ذلك من المور فالسألة فيه ظلم ومن أفاق على يديه عليه السلم أكثر‬
‫ول يعل ذلك برهانا على نبوته ودلل ًة على رسالته‪.‬‬

‫وذكر العلى عن ابن ليعة عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده عن زنباع الذامي أب روح بن زنباع أنه قدم على‬
‫النب صلى ال عليه وسلم وقد أخصى غلمه فأعتقه النب عليه السلم‪.‬‬

‫قال أبو إسحاق‪ :‬كان مان صاحب الزنادقة مكنع اليد وكان زرادشت آدر وكان أرسطاطاليس أحر أزرق وكان‬
‫مسيلمة الكذاب عاقرا ل يولد له وكان القنع الذي ادعى الربوبية براسان أيام حيد بن قحطبة أعور قصارا يسمى‬
‫عطاء وكان سفادا أصم‪.‬‬

‫وخبن من رأى بابك عند العتصم بعد أن نزعت القلنسوة السمور من رأسه فإذا أصلع واعلم أن ف كل من ادعى‬
‫الربوبية من جيع هذا اللق ف جيع الزمنة فإنا ذهبوا منه إل التناسخ الذي يتهاونون به وفساده كثي‪.‬‬

‫‪55‬‬
‫باب من قتلت الصواعق والرياح‬

‫خويلد الصعق جد يزيد بن عمرو بن خويلد الصعق ولذلك سي الصعق عمل طعاما فتأنق فيه وهبت رياحٌ وعصفت‬
‫عليه فأذرت التراب ف قدره فسب الرياح فصعق من يومه قال الشاعر‪ :‬قتيل الرعد بالبلد التهام لن الصاعقة تقتل‬
‫بشدة الصوت كما ترق بالنار الت فيها وكان السن يسميها صاقعة ويعل الصواعق ما كان من العذاب النازل‬
‫على المم فأما هذه الت تراها اليوم فهي عنده صواقع ول أعرف وجهه وهو أعلم با قال وأول بذلك‪.‬‬

‫ومن صعق أربد بن جزء بن خالد بن جعفر بن كلب أخو لبيد ابن ربيعة لمه فلذلك قال‪ :‬أخشى على أربد التوف‬
‫ول أرهب نوء السماك والسد فجعن الرعد والصواعق بال ‪ -‬فارس يوم الكريهة النجد زعم سند بن صدقة قال‪:‬‬
‫صحبنا ف طريق مصر مهيد النصران الهبذ وكان يسايرنا إذ تقدم على بغل له ناجٍ وارتفعت سحابة فبقت ورعدت‬
‫وأرسلت صاعقة فتقع عليه وهو منا غي بعيد فجئناه فإذا هو وبغله قد ماتا وإذا ف كفه صرة فيها دراهم انسبكت‬
‫فصارت نقرة واحدة وكمه صحيح ل يترق وهذا عندي من العجب‪.‬‬

‫قال أبو عبيدة ف ميتة عنترة‪ :‬ظعنت عبس لبعض المر وخلفت عنترة ف الدار شيخا كبيا ل حراك به فصعقت ريح‬
‫فمات فيها خفاتا‪.‬‬

‫قال أبو الوجيه العكلي‪ :‬بل مر به نفر من طيئ فلما رأوه ملفا ف الدار أثبتوه معرفة قال بعضهم لبعض‪ :‬ف قتل هذا‬
‫شرف فلما خبطوه بأسيافهم قال عنترة‪ :‬أب خفض يزرون‪.‬‬

‫ذكر الدب ومن الدب واصل الحدب وهو واصل بن حيان الحدب السدي من بن قعي بن الارث بن ثعلبة‬
‫بن دودان قال أبو نعيم‪ :‬توف سنة عشرين ومائة‪.‬‬

‫ومن الدب سلمة بن الطل العرجي قال لعاوية‪ :‬وال ما أنصفت وما كنت منصفا يا معاوية فغضب معاوية وقال‪:‬‬
‫ما أنت وذاك يا أحدب! وال لكأن أنظر إل بيتك من مهيعة بطنبه تيسٌ مربوط بفنائه أعن عفر درهن غب قال‬
‫الحدب‪ :‬قد كان ذلك فهل رأيتن يا معاوية قتلت مسلما أو غصبت مالً حراما قال معاوية‪ :‬أين أنت فأراك ل‬

‫‪56‬‬
‫تدب إل ف حر وأي مسلمٍ يعجز عنك حت تقتله وأي مال تقوى عليه حت تغصبه اجلس أجلسك ال ث قال‪:‬‬
‫أستغفر ال منك يا أحدب‪.‬‬

‫ومن الدب ذو الركبة العوجاء الشاعر العبد وهو الذي يقول‪ :‬سخر الغوان أن رأين مويهنا كالذئب أطلس شاحب‬
‫منهوك وقد ذكرنا قصته ف كتاب " الجناء والصرحاء "‪.‬‬

‫ومن الدب مشمرخ الحدب قال ل ثامة‪ :‬رأيت جاعة نساءٍ ل أر قط أحسن ول أملح شكلً ول أظهر دلً مع‬
‫لباس وشارة وإذا فتيان من فتيان الغزل والمال واليسار قد عارضوهن والتفت فإذا أنا بالشمرخ الحدب وإذا هو‬
‫يتقدمهن مرة ويزاحهن مرة وإذا هو ف ذلك يتال ف مشيته ويطر بكميه فأقبلت عليه واحدةٌ منهن فقالت‪ :‬عذرت‬
‫هؤلء الذين يدلون بالشباب والمال واليسار فقد أطمعهم ذلك فينا أنت بأي شيء تدل قال‪ :‬بالباعة والظرف‬
‫قال‪ :‬فضحكن منه وصار أكثر كلمهن معه دون جيع الناس وغلب عليهن وشغلهن‪.‬‬

‫ولد علقمة بن زرارة شيبان فولد شيبان الأموم واسه حنظلة وولد يزيد القعد وف يزيد هذا غلمٌ ولدته مهدد ليس‬
‫بأموم ول بقعد وهي مهدد بنت حان بن عمرو بن بشر بن عمرو بن مرثد‪.‬‬

‫ومن الدب أبو مازن الحدب وكان أحدب أعضد العظام أضعف الناس قبل كل شيء وقد سعته مع ذلك يقول‪:‬‬
‫أنا ل أموت سويا قالوا‪ :‬ول قال‪ :‬لن ل آخذ الناس إل عنوة وهو الذي دق عليه الباب جبل العمى بعد أن مضى‬
‫هزيع من الليل وهدأت الرجل فخرج إليه أبو مازن الحدب وهو ل يظن أنه إنسان يريد أن يبيت عنده فلما رآه‬
‫جبل العمى قال‪ :‬ليس نن ف الصيف فأضيق على عيالك السطح ول نن ف الشتاء فتكره أكون قرب حرمتك ونن‬
‫ف الفصل وقد تعشيت وإنا خفت الطائف فدعن أبيت بقية ليلت ف الدهليز ف ثياب الت علي فإذا كان مع الفجر‬
‫مضيت قال‪ :‬ويلك أنا وال سكران ما أفهم عنك قليل ول كثي‪.‬‬

‫فأعاد عليه القول فقال‪ :‬سكران وال ليس أفهم عنك وأصفق الباب ف وجهه‪.‬‬

‫فضحك جبل فمر به الطائف فسأله عن شأنه فضحك الطائف وشيعه إل أهله‪.‬‬

‫قال أبو السن‪ :‬سقط أحدب ف بئر فاستوت حدبته وصار آدر فلما جاءه الناس يهنئونه قال‪ :‬الذي جاء أشر من‬
‫الذي ذهب‪.‬‬

‫ووقع بي شيخ أحدب وبي رجل شر فقال له الرجل‪ :‬وال لئن ركلت حدبتك هذه ركل ًة دخلت مع روح بن‬
‫الطائفية حام أفراذادين ف قنطرة قرة وكان روح أكثر الناس عبثا وهزلً وإذا ف المام شيخٌ أحدب ل أر مثل حدبته‬
‫وإذا هو مطلي وقد ول وجهه الائط وليس ف المام غينا وغيه ونن شبابٌ فقال ل روح‪ :‬إن عزمت على شيء‬
‫قلت‪ :‬وما هو قال‪ :‬قد صح عندي أن الحدب إذا حكوا حدبته ضرط وليس ل بد من ذلك فقلت له‪ :‬ومالك ف‬
‫ذلك قال‪ :‬وال لضرطة أحب إل من بدرة قلت‪ :‬فدونك‪.‬‬

‫‪57‬‬
‫فدنا منه وكأنه ليس يريده فلما صار بالوضع الذي قد أمكنه فيه ما أراد وإذا الحدب على حذر ولكأنه قد حكت‬
‫حدبته ألف مرة وضرط ألف ضرطة وهو يستعمل الراسة استعمال مرب فلما كاد روح أن ينال ظهره انفتل إليه‬
‫انفتال ًة أسرع من الطرف ث لطمه لطمةً ما سعت بثل وقعتها قط وسقط روح مغشيا عليه من الضحك وقال‪ :‬أنا‬
‫بلطمته أشد عجبا من بضرطته وول الحدب وجهه إل الائط كأنه ل يصنع شيئا‪.‬‬

‫وتزعم العامة أن من اعتراه الدب طال أيره واشتد شبقه وأحدث ذلك له ظرفا وخبثا‪.‬‬

‫ومن الوقص مالك بن سلمة وهو ذو الرقيبة وهو الذي أسر حاجب بن زرارة وكان من المدحي والعمرين وإياه‬
‫عن السيب بن علس بقوله‪ :‬ولقد رأيت الفاعلي وفعلهم فلذي الرقيبة مالك فضل ومن الوقص الوقص السلمي‬
‫جد خولة بنت حكيم بن الوقص وهي الت وهبت نفسها للنب صلى ال عليه وسلم‪.‬‬

‫وما يدخل ف هذا الباب القعد التبوكي ذكر أبو مسهر عن سعيد بن عبد العزيز عن يزيد بن جابر عن يزيد بن‬
‫مروان قال‪ :‬رأيت مقعدا بتبوك فقال‪ :‬مررت بي يدي النب عليه السلم وهو يصلي فقال‪ :‬اللهم اقطع أثره فما‬
‫مشيت عليه‪.‬‬

‫ومن الدب الحدب بن سيار بن عمرو بن جابر العشراء وهو عم هرم وأخيه زبان بن قطبة‪.‬‬

‫‪58‬‬
‫باب الدران‬

‫ومن الدران التات بن يزيد الجاشعي قال للحنف‪ :‬إنك لضئيل وإن أمك لورهاء قال الحنف‪ :‬اسكت يا دريه‪.‬‬

‫وأنشد أبو القمقام بن بر السقا ف أدرة عدي بن الرقاع‪ :‬إن عديا فاضح القبيلة أعشى أدير فاسد الليلة وقال‬
‫سنحاد‪ :‬مراوب ألبان الشتاء إذا شتوا وليسوا بفتيان الصباح السواجب يشون أدرانا كأن خصاهم إذا أشرفوا فوق‬
‫الكام الباحب وقال آخر‪ :‬إذا ما نكحت فل بالرفاء وإما ابتنيت فل بالبنينا تزوجت أصلع ذا أدرة تن الليلة منه‬
‫جنونا كأن الساويك ف شدقه إذا ما تسوك يقلعن طينا وقال آخر‪ :‬فيأيها الهدي النا من كلمه كأنك تضغو ف‬
‫إزارك خرنق وقال جرير بن الطفي ف بن ضرار بن عمرو الضب‪ :‬لم أدر تلجل ف خصاهم كتصويت اللجل ف‬
‫القطار وقال حسان بن ثابت لبن عبد الدار‪ :‬أرادوا لاق القوم فاستأخرت بم أوائل من خا ٍل لم ومن أب عظام‬
‫الصى رمص جعادٌ أنوفهم لئام وما هذا بلق بن كعب وقال أبو عبيدة‪ :‬قامر عبد ال بن عنمة الضب بن هند من‬
‫بن شيبان فأحسنوا مقامرته إل ما كان من أخوق وكان ف أخوق أدرة فقال ابن عنمة‪ :‬أتيت بن هند لتربح قمرت‬
‫فمالت من أيسارهم غي أخوقا خنافس ذي يلعب القوم باسته وتطرب خصيته إذا هو أعنقا حراب متنيه تديص كأنا‬
‫خصى أكلب ينبحن ف رأس أرقا وقال آخر‪ :‬وما ذنبنا ف أن أداءت خصاكم وأن كنتم ف قومكم معشرا أدرا وقال‬
‫عقيل بن علفة يهجو زبان بن منظور‪ :‬ل بارك ال ف قوم يسودهم ذئب عوى وهو مشدود على كور يزيد بن هارون‬
‫عن حاد بن سلمة عن علي بن يزيد عن أنس بن مالك قال‪ :‬قرأ رسول ال صلى ال عليه وسلم هذه الية‪ " :‬ل‬
‫تكونوا كالذين آذوا موسى فبأه ال ما قالوا " فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪ :‬إن موسى كان إذا دخل الاء‬
‫ليغتسل دخل وعليه إزاره فإذا بلغ الاء منه عورته خلع الزار فوضعه على صخرة قال‪ :‬فقالت بنو إسرائيل‪ :‬إن‬
‫موسى إنا يفعل هذه لنه آدر فلما كان ذات يوم جاء ليغتسل فتناول الزار فوثبت الصخرة تسعى وموسى يقول‪:‬‬
‫إزاري صخرة إزاري صخرة وهو يضربا بعصاه فلما ضرب أثر ذلك فيها حت مر على الل من بن إسرائيل فعلموا‬
‫أنه ليس بآدر‪.‬‬

‫وأما قوله‪ :‬أل تر أن الفرق يعرج أهله مرارا وأحيانا يعيد ويؤرق فليس قوله يعرج مأخوذ من العرج والماع وإنا هو‬
‫من العرج بإسكان الراء والعرج ألف بعي أو شبيه بألف فمن ملك العرج فقأ عي بعي عن ألف بعي‪.‬‬

‫حرثان بن جزء بن كعب بن الارث العفي ملك ألف بعي وفقأ عي فحلها ليدفع بذلك عنه العي والسواف والغارة‬
‫وقال الشاعر‪ :‬فقأت لا عي الفحيل تعيفا وفيهن رعلء السامع والامي وإذا كان فحل البل كريا فهو فحيل وإذا‬
‫كان الفحل كريا فهو فحال وإن أرادوا فرق ما بي الذكر والنثى فهو فحل فقط قال الراعي‪ :‬كانت نائب منذرٍ‬
‫ومرقٍ أماتن وطرقهن فحيل وقال الشاعر ف نافع بن خليفة الغنوي‪ :‬تعرض دون نافع وابن أمه غطيطٌ خفي الرز‬

‫‪59‬‬
‫غي فحيل وقال أيض ُا جرير‪ :‬قل للخيطل ل عجوزك أنبت ف الوالدات ول أبوك فحيل ومن ملك من العرجان‬
‫شيبان بن علقمة بن زرارة وقد مدح بكثرة الال وهجى به ف فقء عي بعيٍ عن ألف بعي بقول الول‪ :‬وهبته وأنت‬
‫ذو امتنان تفقأ فيها أعي البعران وقال الخر‪ :‬فكان شكر القوم عند النن كي الصحيحات وفقء العي والكلى مثل‬
‫قول النابغة‪ :‬وكلفتن ذنب امرئٍ وتركتن كذي العريكوي غيه وهوراتع وقال الفرزدق‪ :‬غلبتك بالفقإ والعمى‬
‫وبيت الحتب والافقات لنه إذا ملك ألفا فقأ عينه فإن ملك زيادةً على اللف فقأ عينيه فذلك هو الفقأ والعمى‬
‫وقد قال بعض العلماء ف تفسي هذا البيت قولً دل على أنه حي ل يعرف أخلقه الاهلية احتال ببعض ما يضر‬
‫مثله وهذا قول يونس بن حبيب وقال الكميت بن زيد‪ :‬بعام يقول له الؤلفو ‪ -‬ن هذا العيم لنا الرحل‬

‫‪60‬‬
‫باب ما يضرنا ف اللقوة وما أشبه ذلك‬

‫ص ذو خصل أشقر كأنه من طول تعاجه‬


‫قال ابن ميادة ف باب من الشتقاق والتشبيه‪ :‬يعدو به قرم بن هاشم مقل ٌ‬
‫والطعن ف مسلحه أشتر وقال أيوب الوهسلي ف الزبي‪ :‬منا ال عي ابن الزبي بلقوةٍ ميلةٍ حت يطول شهودها وعل‬
‫ق وقودها بكيت على دارٍ لساء هدمت مشاتيها كانت غلولً مشيدها ول تبك‬
‫مآقي القلتي بمرة مشعشعة حراء با ٍ‬
‫بيت ال إذ دلفت به لامي ٌة حت حرقت جنودها وما يدخل ف هذا الباب ما يكون القول فيه على الشتقاق وعلى‬
‫تشبيه الشيء بالشيء قول أب الشيص العمى وهو ممد بن عبد ال بن رزين‪ :‬وصاحبٍ كان ل وكنت له أشفق من‬
‫والد على ولد وكان ل مؤنسا وكنت له ليست بنا وحش ٌة إل أحد حت إذا دانت الوادث من خطوي وحل الزمان‬
‫من عقدي احول عن وكان ينظر من عين ويرمي بساعدي ويدي حت إذا استرفدت يدي يده كنت كمسترف ٍد يد‬
‫السد وهو الذي يقول‪ :‬صرت نشزا إذا التحفت بثوب ونوحا إذا سلكت طريقي ولا ضرب معتر وأسرع السيف ف‬
‫شقه قال الشتر بن عمارة‪ :‬عشيةً يدعو معت ٌر يال جعفر أخوكم أخوكم أحول الشق مائله ومن هذا الشكل قوله‪:‬‬
‫صب عليه قانص لا غفل والشمس كالرآة ف وجه الشل قال أبو النجم‪ :‬فهي على الفق كعي الحول وقال‬
‫الشاعر ف صفة عي أفعى‪ :‬ف عينه حولٌ وف خيشومه فطس وف أنيابه مثل الدى شقت لا عينان طول ف شتر‬
‫مهدولة الشدقي حولء النظر وقال زهي بن مسعود‪ :‬ظل وظلت حولا ضيما تراقب الونة كالحول كان النضر‬
‫السلمي الحول طائفا للجراح بن الكم بالليل فأخذ نوح الضب فقال الفرزدق‪ :‬يا نوح ما اغتر بالراح من أحدٍ‬
‫إل سفيهٌ فكيف اضطرك القدر آنا من الليل والظلماء داجيةٌ والنضر يدمج مقلوبا له البصر كان يزيد بن عبد اللك‬
‫أفقم وكان عمرو بن سعيد أفقم‪.‬‬

‫خ ذو إبل وكان يسمى عضيدة وكان ناقص العضد فلم تزل‬


‫قال أبو رجاء الكلب‪ :‬كان لمامة امرأة جرير ابن أ ٍ‬
‫ترض حت زوج ابنته من عضيدة وف ذلك يقول بعد ذلك‪ :‬وغرتنا أمامة فافتحلنا عضيدة إذ تنخبت الفحول إذا ما‬
‫كان فحلك فحل سوءٍ خلجت الفحل أو لؤم الفصيل ابن الكلب‪ :‬عو مول لبن هاشم عن أب عبيدة من ولد عمار‬
‫بن ياسر قال‪ :‬وفد موس بن معديكرب بن وليعة الكندي على النب عليه السلم ف نفرٍ من قومه ث خرجت من‬
‫عنده فأصابت موسا اللقوة فرجع بعضهم إل النب صلى ال عليه وسلم فقال‪ :‬يا سيد العرب أصابته اللقوة فادللنا‬
‫على دوائه قال‪ :‬خذوا مبطا فاحوه ف النار ث افتلوا شفر عينيه ففتلهما شفاؤه وال أعلم با قلتم حي خرجتم من‬
‫عندي فبأ وقتل يوم النحي‪.‬‬

‫وأنشد عوانة ف عمرو بن سعيد‪ :‬وعمرو لطيم الن وابن ممدٍ بأسواء هذا المر ملتبسان ولا هوى بيده إل عبد ال‬
‫بن معاوية وهو رديف عبيد ال بن زياد قال له عبد ال‪ :‬يدك عنه يا لطيم الشيطان‪.‬‬

‫ومن أصابته اللقوة الكم بن أب العاص ذكر عبيد ال بن ممد قال‪ :‬حدثنا عبد الواحد بن زياد عن صدقة بن جيع‬
‫بن عمي أن ابن عمر قال‪ :‬رأيت النب صلى ال عليه وسلم جالسا والكم بن أب العاص خلفه فجعل يلوي شدقه‬
‫يهزأ منه فقال رسول ال عليه السلم‪ " :‬اللهم الو وجهه " وكان عبد الرحن بن الكم يكي مشيته فقال عبد‬
‫الرحن بن حسان‪ :‬إن اللعي أبوك فارم عظامه إن ترم ترم ملجا منونا ف هجائه عبد الرحن بن الكم‪.‬‬

‫‪61‬‬
‫قال‪ :‬ومن أصابته اللقوة عيينة بن حصن جحظت عينه وزال فكه فسمي عيينة وكان اسه حذيفة وإذا عظمت عي‬
‫النسان لقبوه أبا عينية وأبا عيناء مثل حباء وعيناء وإما أبو العيناء وما قالوه على الشتقاق والتشبيه كقول ذي‬
‫الرمة‪ :‬ألت بشعثٍ كالسيوف وأين ٍق حراجيج من آل الديل وداعر جذبن البي حت شدفن وأورثت رءوس الهارى‬
‫س ضنك والرماح كأنا دوال جرور بينها سلبٌ جرد‬
‫لقوةً ف الناخر وقال الادرة وهو يدخل ف هذا الباب‪ :‬يحب ٍ‬
‫تضب سراعا بالضيق عليهم وتثن بطا ًء ل نب ول تعدو إذا هي شك السمهري نورها وخامت على العداء‬
‫ج إذا هي أدبرت تكر سراعا فهي قابعةٌ حرد وقال قيس بن زهي‪ :‬سوالفها كخدود الماء‬
‫أقحمها القد سوالفها عو ٌ‬
‫صددن عن الذنب أن تلطما وقال الكميت‪ :‬جنوح الالكي على يديه مكبا يتلي نقب النصال وقال مزرد بن ضرار‪:‬‬
‫ف جلها صيقلٌ وهو جانف ومن الفاليج عباد بن الصي البطي الفارس الذي ل‬
‫بفتيان صدقٍ من قريشٍ كأنم سيو ٌ‬
‫يدرك مثله سئل الهلب بن أب صفرة عن أفرس الناس فقال‪ :‬حار بن تيم وأحر بن تيم يعن بالمار عباد بن الصي‬
‫وبالحر عبيد ال بن معمر فقيل له‪ :‬ما تقول ف عبد ال بن الزبي وف عبد ال بن خازم فقال‪ :‬إنا سألتمون عن‬
‫الناس‪.‬‬

‫قال‪ :‬وكان الهلب حكما ومقنعا ف القضية بي الفرسان قال‪ :‬وإنا قدم الناس عباد وشعبة بن ظهي ورقبة بن الر‬
‫لنم كانوا ف شدة البدان مثلهم ف القلوب‪.‬‬

‫ومن الفاليج عبيد ال بن زياد بن ظبيان التيمي العائشي وكان فارسا فاتكا وخطيبا مفوها ولعبيد ال أماكن ف هذا‬
‫الكتاب لنه يذكر ف السمومي وف الفاليج وف ضروب سنذكرها إن شاء ال‪.‬‬

‫ومن الفاليج أبو السود الدؤل وهو ظال بن عمرو بن سفيان ويقع ذكره ف مواضع كان رئيس الناس ف النحو وف‬
‫مشايخ الشيعة وف الشعراء والظرفاء وف العرجان وف البخلء وف البخر‪.‬‬

‫دنا من عبيد ال بن زياد يساره فخمر عبيد ال أنفه فجذب يده جذبا عنيفا ث قال‪ :‬إنك وال ل تسود حت تصب‬
‫على سرار الشيوخ البخر وهو الذي قال ف قصيدته الت يعرف فيها ول أقول لقدر الي قد غلبت ول أقول لباب‬
‫الدار مغلوق ومن الفاليج شجرة بن سليم الدل خرج يوما إل الرب فرأى جاريته الت ألبسته السلح تشرف‬
‫فقال لا بعد ذلك‪ :‬أنظرت إل الرجال فقالت وال ما نظرت إل إليك توفا من عليك‪.‬‬

‫فعمد إل مسمار فضربه ف عينها حت أثبته ف الائط فماتت وأصبح شجرة مفلوجا‪.‬‬

‫ومن الفاليج إدريس النب ورووا أن الفال من أمراض النبياء ول أعرف إسناد هذين القولي وهذا يتاج فيه إل‬
‫الرواية عن الثقات إل ما حدث به عباد بن كثي عن السن وذكوان عن عبد الواحد بن قيس قال‪ :‬قال رسول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم‪ " :‬داء النبياء الفال واللقوة "‪.‬‬

‫ومن الفاليج عمران بن الصي الزاعي ويكن أبا النجيد ويقع ذكره ف مواضع وقد ذكرناه فيمن سقي بطنه‪.‬‬

‫ويزعم أهل البصرة أنه ل يزل مكلما حت اكتوى‪.‬‬

‫‪62‬‬
‫ومن الفاليج عامر بن مسمع سيد ربيعة قاطب ًة ف زمانه وف عامر يقول نار بن توسعة حي خاطب أخا عامر مقاتل بن‬
‫مسمع فقال‪ :‬مررنا على سابور يوما فلم ند لا عند باب الحدري معرجا فهل أنت إل كابن أمك عامرٍ إذا أرعدت‬
‫أشدقه وتلجا ومن الفاليج أبان بن عثمان ويقع أيضا ذكره ف الولن والعرجان وأهل الدينة يضربون الثل بفال‬
‫أبان ويسمون هذا النوع من الفال الفال الذكر وهو الذي يهجم على الوف وقال سعد الطر‪ :‬فإن بليت فذاك‬
‫الفال الذكر شريح قال‪ :‬حدثنا ابن أب الزناد عن أبيه عن عامر بن سعد عن أبان بن عثمان عن عثمان قال‪ :‬قال‬
‫رسول ال عليه وسلم‪ " :‬من قال ف كل صباحٍ ومساءٍ ثلث مرات‪ :‬بسم ال الذي ل يضر مع اسه شيء ف الرض‬
‫وهو السميع العليم ل يضره ذلك اليوم شيء " فنظر رجل إل أبان بن عثمان بعدما فلج فقال‪ :‬الديث كما حدثتك‬
‫ولكن ل أقلها يومئذٍ ليقضي قدر ال‪.‬‬

‫ومن الفاليج من يسطحه الفال سطيح الكاهن وهو الذي يقال له الذئب الذي كان كاهنا وكان حكيما وكان‬
‫شجاعا وقال العشى‪ :‬ما نظرت ذات أشفارٍ كنظرتا حقا كما صدق الذئب إذ سجعا وكان الارث بن بشر بن‬
‫هلل بن أحوز سطيحا وكان صاحب نكاح ل يصب عنه وكانت ومن كان سطيحا عبد الواحد بن زيد ويكن أبا‬
‫عبيدة رئيس أصحاب الضمار والكلم والوساوس وماسبة النفوس والتبلغ باليسي وتقوي الفضول والقول ف نفي‬
‫العجب والكب والرياء واليلء وكان يكن أبا عبيدة وهو مول بن جحدر ومسجده ف أصحاب القماقم وكان من‬
‫غلمانه رؤساء التزهدة مثل حيان أب السود ودهثم أب العلء ورياح القيسي ورابعة القيسية وأحد الجيمي ومنصور‬
‫الساجي وعبد ال الشقري وموسى زوادان وخداش وملد الشهيدان‪.‬‬

‫ضرب عبد الواحد الفال بعد الكب وقلة الرزق فكان فيه من العجب أن الفال أكثر ما يعتري التوسطي ف السنان‬
‫لن الشباب كثي الرارة والشيخ كثي اليبس فأكثر ما يعتري بي هذين السني وكان عبد الواحد رجلً يعرف‬
‫النجم وقد رأيت من ضربه الفال عند غيه ورأيت رجلً من جند قريش بن شبل أصابت شقه الين شظية من حجر‬
‫النجنيق فذهب شقه اليسر وذهب لسانه وسعه وبقي بصره‪.‬‬

‫ويزعم نساك البصريي أن عبد الواحد بيناه سطيحا وليس عنده أح ٌد إذ أخذه بطنه فسأل ال أن يطلق عنه ريث ما‬
‫يأت التوضأ ث يرجع إل موضعه ففعل ذلك‪.‬‬

‫وقالوا‪ :‬الفال ف الرجلي شيء يكون بي الفحج والعرج وقال شاخ بن ضرار ف صفة العل‪ :‬وإن يلقيا شأوا بأرض‬
‫هوى له مفرض أطراف الذراعي أفلج والفال أيضا ف الثنايا ويقال‪ :‬مفلج الثنايا ومن ذلك تفاح مفلج وإذا كان‬
‫الرجل كذلك قيل‪ :‬رجل أفلج بي الفلج والفال مكيال العينة والفال‪ :‬البعي الذي قد انشق سنامه نصفي‪.‬‬

‫وقال‪ :‬بعث عمر حذيفة وعثمان بن حنيف ففلجا الزية على أهل السواد والفال من الكيال الذي يقتسمون به‬
‫وقال الشاعر‪ :‬ألقي عليها فلجان من مسك دا ‪ -‬رين وفلج من فلفل ضرم وقال أبو داود اليادي‪ :‬ففري ٌق يفلج‬
‫اللحم نيئا وفريقٌ لطابيه قتار يزيد بن هارون عن هام عن قتادة عن النضر بن أنس عن بشي بن نيك عن أب هريرة‬
‫قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪ " :‬ما من رجلٍ له امرأتان ييل لحداها على الخرى إل جاء يوم القيامة‬
‫وأحد شقيه مائل "‪.‬‬

‫‪63‬‬
‫ومن الفاليج أبو بكر بن عبد الرحن بن الارث بن هشام وكنيته هي اسه ولد ف خلفه عمر بن الطاب وهو راهب‬
‫قريش‪.‬‬

‫قال الواقدي‪ :‬أخبن عبد ال بن جعفر قال‪ :‬صلى العصر ودخل مغتسله فسقط فجعل يقول‪ :‬وال ما أحدثت ف‬
‫صدر ناري شيئا فما غابت الشمس حت مات بالدينة وكان أعمى فأبو بكر بن عبد الرحن يعد ف الفاليج وف‬
‫العميان وف الشراف وف الفقهاء وف العباد وفيمن كان يفت بالدينة وفيمن كنيته هي اسه وأبو بكر وعمر ابنا عبد‬
‫الرحن بن الارث بن هشام خامس خسة ف الشرف وعبد الرحن كان القائم والساعي ف صلح الزد وبكر بن تيم‬
‫حت ت ذلك على يديه‪.‬‬

‫ومن الفاليج سلمة بن الارث بن عمرو القصور ملك بن تغلب وهو قاتل شرحبيل بن الارث ملك تيم والرباب‬
‫يوم الكلب الول وكان معدي كرب بن الارث وهو الغلفاء ملك قيس عيلن وسوس حي قتل أخواه وذهب‬
‫ملكهم وقيس بن الارث كان سيارةً فأيا قومٍ نزل بم فهو ملكهم‪.‬‬

‫وفلج من أطباء ممد بن عبد اللك ثلثة كلهم قد كان بلغ ف السن وف سلطان اليبس ما قد كان يؤمنهم من هذه‬
‫العلة وما كانوا إل جلودا على عظام فمنهم ابن مرايا ومنهم أبو عمرو بن بابويه ومنهم إسحاق بن دينارويه وإسحاق‬
‫هذا هو الذي قال لبن عبد اللك‪ :‬ل إليك حاجة قال‪ :‬ما حاجتك قال‪ :‬ترفع التكأ عن يينك وترج العدس من‬
‫مطبخك‪.‬‬

‫ومن الفاليج معبد وهو مغن أهل الدينة وكان من الفحول ويكن أبا عباد مول آل مطر وآل مطر موال العاص ابن‬
‫وابصة الخزومي وساءت حاله وثقل لسانه فسئل عن سبب سوء ومن الفاليج عبيد ال بن يية بن خالد‪.‬‬

‫ومن العرجان أبو يي العرج يروي عنه وهو مول معاذ بن عفراء قال ابن الدين‪ :‬اسه مصدع‪.‬‬

‫باب الشجي‬

‫‪64‬‬
‫منهم بلل بن عبد ال بن عمر بن الطاب كان يقال له‪ :‬أشج ولد عمر وكان عبد ال بن عمر ربا قال‪ :‬أترجو يا‬
‫بلل أن تكون أشج ولد عمر لن عمر بن الطاب كان يقول‪ :‬من ولدي رجل بوجهه شي يل الرض عدلً فكان‬
‫ذلك عمر بن عبد العزيز فقد ولده عمر من قبل أمه‪.‬‬

‫ومن الشجي وافد عبد القيس وهو الذي قال له النب صلى ال عليه وسلم‪ " :‬فيك خصلتان يقك ال عليهما‪:‬‬
‫الشجاعة والياء " واسه عائذ بن منذر‪.‬‬

‫ومن الشجي أبو بكي بن الشج الفقيه‪.‬‬

‫وقال أبو حراقة ‪ -‬وهو يعن عبد الرحن بن ممد بن الشعث ‪ :-‬يابن قريع كندة الشج أما ترى ذا فرسي ف الرج‬
‫وما سواس ذهبت بسرج ف فتنة الناس وهذا الرج بي الشج وبي قيس باذخا بخ بخ لوالده وللمولود بل إنا ذهب‬
‫إل قيس أب سعيد بن قيس المدان ول يذهب إل قيس بن معدي كرب والشج ل مالة قيس بن معدي كرب‪.‬‬

‫وقال أعشى هدان ف عبد الرحن بن ممد بن الشعث‪ :‬ولقد سألت الود أين مله فالود بي ممدٍ وسعيد بي‬
‫س باذخا بخ بخ لوالده وللمولود قيس هذا هو أبو عبد الرحن بن قيس‪.‬‬
‫الشج وبي قي ٍ‬

‫ومن الشجي يزيد بن مزيد بن زائدة والدليل على ذلك قول الشاعر وهو يهجوه‪ :‬ما أحسن الضربة ف وجهه إن ل‬
‫تكن رمة برذون وقال ابن النطاح حي مدحه‪ :‬ملك يلوح على ماسن وجهه أثر الوفا ومعاقد التجيان ل ينقطع أحدٌ‬
‫إليك بوده إل اتقته نوائب الدثان ومن الشجي مزيد بن زائدة وكنيته أبو داود ذكر شجته الشاعر فقال‪ :‬ويسبه‬
‫الشجاع قراع سيف ويسبه البان قراع نور ومن الشجي عمر بن عبد العزيز وفيه يقول الشاعر‪ :‬مروا على قب‬
‫الشج فسلموا وقفوا وأعينكم عليه تدمع وذكر عمر رياح بن عبيدة الباهلي وكان رياح من خاصة عمر وكانت‬
‫الشجة من جبينه إل حاجبه ف قصيدة له طويلة‪ :‬فل تبعدن تت الضريي أعظم بوال وأثر ف جبي وحاجب فقوموا‬
‫على قب الشج فسلموا عليه وجودوا بالدموع السواكب وكان عمر أشج أصلع فاحش الصلع وصلع قبل الثلثي‬
‫ومن زعم أنه ل يكن بعد مروان بن الكم أصلع فقد غلط وعمر بن عبد العزيز أشهر بالصلع من مروان‪.‬‬

‫ومن الشجي تيم بن زيد القين قال ابن عياش‪ :‬كانت بوجه تيم بن زيد ضربة منكرة فسأله الجاج ذات يوم عنها‬
‫فقال‪ :‬رمن فرس فقال الجاج‪ :‬لكن وال بعض فسقة أهل العراق لو كانت به لقال‪ :‬أصابن يوم كذا وكذا‪.‬‬

‫باب ما جاء ف شبيه العضاء الرغوب عنها من أعضاء الذئاب والكلب وغي ذلك‬

‫‪65‬‬
‫مول من الوف يدعي وهو مشتمل ترى به عن قتال القوم عقال حن بنانيه وسط القوم يشتمن وخصية الكلب‬
‫وسط القوم مسل ًل ف فتية من بن هند كأنم آذان أحرة يملن أثقال وما ذكروا فيه الذان وليس من الباب الول‬
‫قول العراب‪ :‬يا حل الغبوط والغدار أصبو فإن أذن المار وقال الباهلي وليس هذا أيضا من الباب الول‪ :‬بضربٍ‬
‫كآذان الفراء فضوله وطعنٍ كإيزاغ الخاض تبورها يقول‪ :‬ضربوهم بالسيوف فعلقوا على أيديهم من لومهم كآذان‬
‫المي والفراء‪ :‬المار والفراء‪ :‬المي قال النب عليه السلم‪ " :‬كل الصيد ف بطن الفرا "‪.‬‬

‫وقال الشاعر ف الباب الول‪ :‬ما كنت للعداء إل فقع قرقرةٍ لا تواعدتن يا برثن الطي وقال أبو عزة وهو عمرو بن‬
‫عبد ال بن وهب بن حذافة بن سعد بن جح‪ :‬قبح الله وجوههم وشياتم ما تن صدورهم أو تمر زرق العيون‬
‫كأن حد أنوفهم كمر الكلب لناظر يتبصر أل إن شر الناس معرفا به حصي بن زيد مؤخر العنق الرطب ثعالب ل‬
‫يوفي جارا بذمةٍ ويقسمن أشلء برابي ٍة حدب وقال مرز بن الكعب الضب‪ :‬تال أفواههم أحراح نسوتم كأن آنفهم‬
‫ف الجلس الكمر وقد يدخل ف هذا الباب قول اللعي‪ :‬نبئت خولة تجون فقلت لا يا خول هل لك ف الكبساء‬
‫والوق مثل الصلية متآم إذا ولت ف مهبل صادفت داء اللخاقي وقاسحٍ كعمود الثل يفزه رجل حصانٍ ومتٌ‬
‫غي معروق كأن أوداجه منه إذا انشخبت حلقوم شيخٍ من الرمان منوق وقال ف هذا الباب معبد بن شعبة الضب‪:‬‬
‫ما كان لو طاعنت عن بكراتا لبن البوك مويلدٍ والعور ولق جيش كنت أنت رئيسه جلد العظاية أن ييء بنكر‬
‫فقال الخر‪ :‬قفا حزر عرد تبوأ مثما برابية فيها قنادٌ وشبم وقال الشاعر ف الرقاب الغلب والنف الشم فمما قالوا‬
‫ف مديح النوف وغيها قال حسان بن ثابت‪ :‬بيض الوجوه نقي ٌة أجسادهم شم النوف من الطراز الول وقال ابن‬
‫مقروم الضب‪ :‬وفتيةٍ ل يشي الفحش ملسهم شم العراني ل ميل ول عرل وقال ابن قنب‪ :‬إذا كانت الحرار أصلي‬
‫ومنصب ومانع ظهري خازم وابن خازم عطست بأنف شامخ وتناولت يداي الثريا قاعدا غي قائم وقال آخر‪ :‬وأبغض‬
‫من قريش كل إزب صغي السم تسبه وليدا كأنم كل بقر الضاحي إذا قاموا حسبتهم قعودا وقال الشاعر‪ :‬وقال‬
‫الناس آل بن هاشم هم النف القدم والسنام وقالوا‪ :‬كانوا بنو عبد الطلب عشرةً يأكل أحدهم جذع ًة ويشرب فرقا‬
‫ترد أنوفهم الاء قبل شفاههم‪.‬‬

‫وإذا ذكروا إنسانا بالكب قالوا‪ :‬كأن أنفه نعرة وف أنفه خنوانة وإنا أنفه ف أسلوب قال الشاعر‪ :‬جاءوا إلينا وهم‬
‫صيد رءوسهم فقد تركنا لم يوما كأيام ويقولون‪ :‬جدع ال أنفه وأرغم ال أنفه والرغام‪ :‬التراب ويقولون‪ :‬أنفٌ‬
‫ومرسن ومعطس ونوه وربا قالوا‪ :‬خرطوم قال الشاعر‪ :‬أمسى الضاء ورهطه ف هبطةٍ ليسوا كما كان الضاء يقول‬
‫ل ترأ الذبان فوق أنوفهم فاليوم ترأ فوقها وتبول وقال آخر‪ :‬يا رب من يبغض أذوادنا رحن على بغضائه واغتدين‬
‫لو ينبت البقل على أنفه لرحن منه أصلً قد أني وقال حيد بن ثور اللل‪ :‬ود اللوك بأشراف مدع ٍة وأن أعينهم‬
‫مطموس ٌة عور وف القرآن‪ " :‬سنسمه على الرطوم " وقال خليفة القطع‪ :‬قطعوا منطق الرئيس هري وجذوا مسورا‬
‫على الرطوم وقال الشاعر‪ :‬وجدنا بن شيبان خرطوم وائل ويشكر خنير أدن قصي وقال أبو قيس بن السلت ف‬
‫إرغام النف‪ :‬فتركت سيدهم ينوء بطعنةٍ من زاعب ف ذي سنان مطرد رغما لنفكم رعيي فإنكم أهل الياد الب‬
‫قدما فابعدوا وباب آخر من ذكر النوف وهو قول قائل‪ :‬أنوف وآذان وأيدٍ أمدها مع القتل هيآت السيوف‬
‫الصوارم وقال آخر ف عيب الرضا بالديات وترك طلب الثأر‪ :‬كلوا أنف حيان بكارا فإننا تركناه عن فرط من السن‬
‫أجدعا ولذلك قال الشاعر‪ :‬معاقيل من أيديهم وأنوفهم بكارا وثنيا تركب الزن ظلعا وف الباب الول يقول‬

‫‪66‬‬
‫الشاعر‪ :‬وف باب آخر ذكر النوف وما يكون فيها من الشعر قال ذو الرمة‪ :‬فلو كان عمران بن موسى أتى با‬
‫ولكن عمران بن حيداء قصرا لئن كان موسى ل منك بدعوةٍ لقد كان من ثؤلول أنفك أوجرا وقال عقيل بن علفة‬
‫يهجو عمار بن عيينة بن حصن‪ :‬ل يبق من آل بدر غي أهجنة شعر أنوفهم حول ابن عمار وفزارة تجي بشعر القفا‬
‫ولذلك قال الارث بن ظال حيث انتسب إل قريش وانتفى من بن مرة بن عوف‪ :‬فما قومي بثعلبة بن سعد ول‬
‫بفزارة الشعر الرقابا وأما مزرد بن ضرار فإنه جعل ذلك مفخرا ومدا حيث قال‪ :‬إل الفرعي من غطفان أني وجدك‬
‫ل يبلغك انتساب نيب بي ثعلبة بن سعدٍ وبي فزارة الشعر الرقاب فما من كن بينهما بنكسٍ وجدك ف الطوب ول‬
‫بكاب وإذا عظم النف وطال شبهوه بثيل المل وعابوه بذلك قال قعنب ابن أم صاحب‪ :‬أتيت الوليد فألفيته كما‬
‫قد علمت عييا بيل فقدت الوليد وأنفا له كثيل القعود أب أن يبول وقال آخر ف مثل ذلك‪ :‬وما لتها لا تبينت‬
‫وجهه وعينا له خوصاء من تت حاجب وأنفا كثيل العود يقطر ماؤه على لي ٍة شطاء ذات عجائب وأنشد أبو‬
‫الردين العكلي‪ :‬عدمت أنفا ها هنا مستالً من امرئ قد عدم المال وحاجبي عظما وطال وعي سو ٍء تكسر‬
‫الكحال وقال أبو فرعون‪ :‬إليك يا ممد بن عمرو غوت ف الفخر وقبل الفخر كأن عينيه صرار صب بينهما أنفٌ‬
‫كثيل البكر ويزعمون أن معاقرة الشراب تعظم النف وقال حاد بن سابور يهجو حاد بن أب ليلى الراوية وذكر‬
‫معاقرته الشراب وكذلك عظم أنفه لذلك فقال‪ :‬نعم الفت لو كان يعبد ربه ويقوم وقت صلته حاد هدلت مشافره‬
‫الشمول فأنفه مثل القدوم يسنه الداد وقال جرير يهجو الخطل ف إكبابه على شرب السكر وبترك طلب ثأره‬
‫حت عظم لذلك أنفه‪ :‬قبحت موتورا وطالب دمنةٍ بالضر تشرب تار ًة وتبول وشربت بعد أب ظهي وابنه سكر‬
‫الديان كأن أنفك ثيل وقال الشاعر ف العن الول‪ :‬قد علم الناس عند الفخا ‪ -‬ر أن كنانة أنف العرب فكذلك‬
‫يضعون الغلصمة والغلصم كما يضربون الثل بالرطوم والراطيم بالنف والنوف ولذلك قال الشاعر‪ :‬فإن تك ف‬
‫ش فإن من بن جشم بن بكر وقال شريك بن العور‪ :‬فإن تك ف أمية من ذراها فإن من بن عبد‬
‫الغلصم من قري ٍ‬
‫الدان وللخرطوم أيضا أماكن فمنها قول ذي الرمة‪ :‬كأن أنوف الطي ف عرصاتا خراطيم أقلمٍ تط وتصع وقال‬
‫أيضا ذو الرمة‪ :‬سديس تطاوى البعد أو حد نابا صب كخرطوم الشعية فاطر كأن على خرطومه متهافتا من القطن‬
‫هاجته الكف النوادف ويوصف النسان بأنه أقن مدح وكذلك جوارح الطي قال ذو الرمة‪ :‬نظرت كما جلى على‬
‫رأس مرقبٍ من الطي أقن ينفض الطل أزرق ووصف الريي النجنيق فقال ‪ -‬وجعل أنفها ف قفاها كما يزعمون أن‬
‫لام السفينة ف ذنبها ‪ :-‬ومانيق تطر الوت كال ‪ -‬آطام منصوبةً لنا بالفناء كل وقصاء أنفها ف قفاها عنتريس‬
‫أوفت على علياء فسما أنفها باضي الميا يتهادى بصخرةٍ صاء ما يبال الرامي با أوليا أم عدوا أصاب عند الرماء‬
‫فتوارت ف الو ث تدلت بالنايا كأنا بنت ماء الشم ودقة السترواح يكون للنعامة قال الراجز‪ :‬أشم من هيقٍ وأهدى‬
‫من جل ومن أعاجيب الدنيا شم الفرس لريح الجر وبينها عدة دور وشم النملة لا ل رائحة له عند الناس والسباع‬
‫توصف بودة الشم وف الناس الخشم الصمت الذي ل يد رائحة ألبتة وإذا كان كذلك ل يد طعما ألبتة‪.‬‬

‫قال موسى بن يزيد الصيف‪ :‬ما أفصل بي الل والعسل وكذلك كان عيسى بن حطان الروزي الزرق وكان‬
‫صاحب يي بن خاقان وكذلك كان خاقان بن صبيح النحوي التكلم وكذلك كان عبد الرحن بن الكم بن هشام‬
‫بن عبد الرحن بن معاوية بن هشام بن عبد اللك صاحب الندلس‪.‬‬

‫‪67‬‬
‫وأهل البدو أجود شا وألطف حسا من غيهم وأولدهم أجود شا منهم وقال الشاعر‪ :‬إذا احتل حضن بلدةٍ طر‬
‫متهما لخرى خفى الشخص لليل تابع وقال الخر‪ :‬وجاء كمثل الرأل يتبع أنفه لعقبيه من وقع الصخور قعاقع وقال‬
‫الشاعر‪ :‬وبماء يستاف التراب دليلها وليس با إل اليمان ملف تاوزتا وحدي ول أرهب الردى دليلي نمٌ أو‬
‫جوادٌ ملف وقال‪ :‬إذا الدليل استاف أخلق الطرق وقال ف بعض ف ما يستدل به الدلء‪ :‬وأما قوله‪ :‬يستخب الريح‬
‫إذا ل يسمع بثل مقراع الصفا الوقع فإنا يعن الذئب واستراوحه‪.‬‬

‫وكان دعيميص الرمل أهدى من قطاة ل يكن ف العرب مثله وهو الذي قال لبن له صغي‪ :‬أعرف منك طمعي وياسي‬
‫ونظري ف الرض واستئناسي ويقال إنه لخش وإنه لريت إذا كان دليلً معاف قال امرؤ القيس‪ :‬على لحبٍ ل‬
‫يهتدي لناره إذا سافه العود النباطي جرجرا وقال آخر‪ :‬ل در نافع أن اهتدي فوز من قراقرٍ إل سوى خس إذا ما‬
‫ساره البس بكى ما ساره قبلك إنسي يرى يزيد بن هارون عن أب الشهب وعبد ال بن ملد عن أب الشهب سع‬
‫عبد ال بن طرفة بن عرفجة‪ :‬أن أنفه أصيب يوم الكلب فاتذ أنفا من ورق فأنت عليه فأمره رسول ال صلى ال‬
‫عليه وسلم أن يتخذ أنفا من ذهب‪.‬‬

‫باب القول ف الرءوس صغارها وكبارها‬

‫ومن يضاف إل صغر الرأس ويعاب بذلك سنان بن سلمة الذل وهو الذي قال له ابن راشد الديدي‪ :‬وال ما أنت‬
‫بعظيم الرأس فتكون سيدا وما أنت بأرسح فتكون فارسا‪.‬‬

‫‪68‬‬
‫ومنهم عمر بن هبية الفزاري قالوا‪ :‬كان يلقب رأس العصا ولذلك قال الشاعر‪. :‬‬

‫ومنهم عبد الرحن بن ممد بن الشعث‪.‬‬

‫ومنهم إفريقي هرثة قدم به هرثة ينظر ف الكتاف ويتكهن والنظر ف الكتاف شبيه بالنظر ف أسرار الكف وف‬
‫قرض الفأر وف اليلن ولكل صنفٍ من هذه البواب صنفٌ من الناس يدعون أن فيه علما وخبن بكر بن الشقر‬
‫صاحب خس بن تيم بالبصرة وكان أبو زيد جارا له ببغداد قال‪ :‬ل يزل يقول‪ :‬ل يوت هرثة حت يهزم جيش‬
‫البيضة‪.‬‬

‫قال مسكي الدارمي ف عظم رءوس بن تيم‪ :‬وإنا أناسٌ تل البيض هامنا ونن حواريون حي نزاحف العل بن جوبي‬
‫عن عمارة بن القعقاع عن أب زرعة عن أب هريرة قال‪ :‬ل أزال أحب بن تيم لثلث سعتها من رسول ال صلى ال‬
‫عليه وسلم‪ :‬جاء سب بن العنب وكان على عائشة رقبة من ولد إساعيل فقال النب عليه السلم‪ " :‬إن أردت أن‬
‫تعتقي من ولد إساعيل فهذا من ولد إساعيل " وجاءت صدقة بن تيم فقال رسول ال‪ " :‬هذه صدقة قومي " وسعته‬
‫يقول‪ " :‬ضخم الام رجح الحلم وأشد الناس على الرجال ف آخر الزمان "‪.‬‬

‫عبد الوارث عن أيوب عن عكرمة عن ابن عباس قال‪ :‬قال رسول ال عليه السلم‪ " :‬الصورة الرأس فإذا ذهب‬
‫الرأس فل صورة "‪.‬‬

‫عبد ال بن موسى عن أب ليلى عن عطية عن أب سعيد قال‪ :‬رأى رسول ال عليه السلم حارا موسوما ف وجهه‬
‫فكره ذلك وقال فيه قو ًل شديدا‪.‬‬

‫قالوا‪ :‬وكان أول من اجتنب الوشم ف الوجه العباس وكان أول من وشم المار على جاعرتيه وقال العبلي ف رأس‬
‫عتبة بن ربيعة حي طلبوا لرأسه بيضةً تسعه ف ذلك العسكر‪ :‬وقد عجزت عن رأسه كل بيضةٍ أنوه با والقوم دل‬
‫ظ إذا ما لقيتهم‬
‫شواحب وقال ابن عنمة الذب‪ :‬لعمرك ما غيظٌ بأشباه صاهل ول شاكهت ألوانم للجعاث ولكنما غي ٌ‬
‫سناطٌ وصلع أو عظام الماجم وقال الريي يصف رءوس أهل خراسان ف كلمته الت يقول فيها‪ :‬والشوق يرميهم‬
‫بأرواقه بحفلٍ يأوى إل جحفل وقال آخر ف تعظيم شأن الرأس العظيم‪ :‬ود نفيٌ الكاس لوانه بنجران ف شاء الوقر‬
‫أسعيا إل نران ف شهر ناجرٍ وأعيا عليه كل أعيس مشقر وصرت لم عتب بيوم حريةٍ كأنم تدبيج شاءٍ معفر عمدت‬
‫إل شلوٍ تنوذر قبلكم كبي عظام الرأس ضخم الذمر وقال الخر‪ :‬يقول ل المي بغي نصحٍ تقدم حي جد به الداس‬
‫فمال إن أطعتك من حياة ومال بعد هذا الرأس رأس وقال أخر وقدمة قائد ف الرب فأب مقال‪ :‬أل ل تلمن يا بن‬
‫صوحان إنن أخاف على فخارت أن تطما فلو أنن أبتاع ف السوق مثلها مت شئت ما باليت أن أتقدما ومنهم ذو‬
‫الرأسي جد شوال بن الرقع بن ذي الرأسي وقال الشاعر‪ :‬أما لبن ذي الرأسي م ٌد مقومٌ وسيفٌ إذا مس الكريهة‬
‫يقطع فلما سعنا قول الخر‪ :‬ل تقبون إن قبي مر ٌم عليكم ولكن أبشري أم عامر إذا ضربوا رأسي وف الرأس‬
‫أكثري وغودر عند اللتقى ث سائري هنالك ل أبغي حياة تسرن سي الليال مسلمٌ بالرائر رأيناه عاليا على كل ما‬
‫جاء ف هذا الباب من الشعر فقال ف ذلك بلعاء بن قيس‪ :‬كالرأس مرتفع فيه مشاعره تدي السبيل له سعٌ وعينان‬
‫قال‪ :‬وكان رأس هشام بن عبد اللك صغيا ولذلك قال الفرزدق حي مدحه فلم يعطه إل خس مائة درهم‪ :‬وقبلت‬

‫‪69‬‬
‫رأسا ل يكن رأس سيدٍ وكفا ككف الكلب بل هي أحقر وما يدخل ف هذا الباب ‪ -‬وإن ل يكن ف ذكر الرأس ‪-‬‬
‫قول الخر‪ :‬دعا ابن مطيع للبياع فجئته إل بيع ٍة قلب لا غي عارف فناولن خشناء لا لستها بكفي ليست من أكف‬
‫اللئف وضخم الرأس ف الرأة أحد وعلى حسب ذلك يكون صغر رأسها ف القبح ورأس الرجل وإن كان العظم‬
‫مدوحا فيه فإن للعظم غاية إذا جاوزها الرأس عاد ذلك إل فساد وضخم صلتة الد طويلٌ جيدها ضخمة الثدي ولا‬
‫ينكسر جعد ٌة فرعاء ف ججم ٍة ضخمةٍ تفرق عنها كالضفر ودخل مالك الشتر على علي بن أب طالب ف صبيحة‬
‫عرسه ببعض نسائه فقال‪ :‬كيف رأى أمي الؤمني أهله قال‪ :‬كالي من امرأة خباء قباء قال‪ :‬وهل يريد الرجال من‬
‫النساء غي ذلك قال‪ :‬ل حت تدفئ الضجيع وتروي الرضيع‪.‬‬

‫وقد سعت رجالً من أهل البيان يستحسنون هذا الكلم جدا‪.‬‬

‫ورب جنس من اليوان يكون عظم الرأس فيه أحد وذلك كالمل ولذلك قال ذو الرمة‪ :‬ورأس كقب الرء من آل‬
‫تبع فأما البقر فصغر الرأس فيها أحد‪.‬‬

‫ولا هجا أبا موسى رجلٌ من العرب فقال له‪ :‬أنت بالبقر أبصر منك باليل فقال أبو موسى‪ :‬لئن قلت ذلك إن لعال‬
‫با إذا أردتا عزيزة فعليك با ضخمة الوف صغية الرأس دقيقة القرن‪.‬‬

‫قال الكميت بن معروف‪ :‬إنا إذا اجتمع النفي لجمع ينفي الفل به العزيز الكثر وإذا عزت القبيلة وقهرت القبائل‬
‫فهي رأس كذلك تسمى ولذلك قال عمرو بن كلثوم‪ :‬برأسٍ من بن جشم بن بكر ندق به السهولة والزونا قال‪:‬‬
‫وقيل لعراب‪ :‬إنك لتكثر لبس العمامة قال‪ :‬إن شيئا فيه السمع والبصر لدير بأن يوقى الر والقر‪.‬‬

‫وقال نصيب أبو الجناء‪ :‬المد ل أما بعد يا عمر فقد أتتك بنا الاجات والقدر وأنت رأس قريش وابن سيدها‬
‫والرأس يكون السمع والبصر وقال الشاعر‪ :‬قاوص الظلمة من وائل يرد إل الارث الضجم وقال لقيط بن زرارة‬
‫س ل ضبيعة أضجما وكان ابن مارية أقصم أثرم وهو‬
‫أو حاجب بن زرارة‪ :‬قتلت به خي الضبيعات كلها ضبيعة قي ٍ‬
‫اللك الذي مدحه الارث بن حلزة فقال‪ :‬فإل ابن مارية الواد وهل شروى أب حسان ف النس ولذلك قال‬
‫الارث بن حلزة‪ :‬قال‪ :‬ومن الثرم ذو الصابع العدوان وهو الذي يقول‪ :‬ل يبعدن عهد الشباب ول لذاته ونباته‬
‫النضر والرشفات من الدود كإي ‪ -‬ماض الغمام صواحب القطر لول أولئك ما حفلت مت عوليت من حرج إل‬
‫قب هزجت أنيلة أن رأت هرمي وأن انن لتقادم ظهري باب ما قالوا ف العناق ف الصنفي جيعا من الرجال‬
‫والنساء قال الشاعر‪ :‬ركب تساقوا على الكوار بينهم كأس الكرى وانتشى السقي والساقي كأن هامهم والسكر‬
‫واضعها على الناكب ل تعدل بأعناق وقال آخر‪ :‬وقد شربوا حت كأن رقابم من اللي ل تلق لن عظام وقال‬
‫الشاعر ف غي هذا الباب من ذكر العناق‪ :‬من كل لبن قد قضيت لبانت سوى عظم أعجاز ثقال الروادف وهصري‬
‫أعناقا تلي فتنثن كما لن خيطان الراك الضعائف القرط ف واضح الذفري معلقةٌ تباعد الد منه فهو يضطرب‬
‫وقال ابن أب ربيعة الخزومي‪ :‬بعيدة مهوى القرط إما لنوفل أبوها وإما عبد شس وهاشم وقال عبيد بن البرص‪:‬‬
‫ناطوا الرعاث بهوى لو تزل به ل ندق دون تلقي اللبة القرط وقال مطيع بن إياس‪ :‬قد دلتن طويلة العنق وحب‬
‫ك إذا هي هزت جيدها لفخار ث ذكر أنفها فقال‪:‬‬
‫طول العناق من خلقي وقال الخر‪ :‬لعوبٌ ترى خرصانا بهال ٍ‬

‫‪70‬‬
‫إذا الريح هبت ترت الريح أنفها إذا ل تصنها كفها بمار وقال آخر ووصف عنق رجل فقال‪ :‬يا ربا يوم تلقي أسلما‬
‫يوم تلقي الشيظم القوما عبل الشاش وتراه أهضما كأن بي منكبيه سلما والوقص‪ :‬الفيل والنير والثور وأما‬
‫الفرس ففي عنقه يقول الشاعر‪ :‬مدفقة التني ينمي لا هاد كجذع النخل يعبوب وقال آخر‪ :‬ملبوبةٌ شد الليك أسرها‬
‫أسفلها وبطنها وظهرها يكاد هاديها يكون شطرها وهذا كثي‪.‬‬

‫وأما قولم ف عنق البعي فكقول الشاعر‪ :‬ل مال إل كل صهباء فضل تناول الوض إذا الوض شغل ومنكباها خلف‬
‫أوراك البل بشعشعان صهاب هدل وقال آخر‪ :‬أغرك أن جاءت ظماء وباشرت بأعناقها برد النطاف الصباصب‬
‫تناولن ما ف الوض ث امترينه برج وأعناق طوال الذانب وقال الخر‪ :‬لن أعناقٌ وها ٌم لد كأن أثباج وبا ٍر تعدو‬
‫ض إذا شئت وسيٌ وخد وثن فيه وفا ٌء نقد فهي جالٌ وغنا ورفد يقودها منها جللٌ ند كأنا رجس اللهاة الرعد‬
‫م ٌ‬

‫باب الصلع والقرع‬

‫أنشدنا الصمعي‪ :‬أل قلت السناء يوم لقيتها كبت ول يزع من الشيب مزعا رأت ذا عصا يشي عليها وشيبةً‬
‫تقنع منها رأسه ما تقنعا فقلت لا ل تزئن فقل ما يسود الفت حت يشيب ويصلعا وللقارح اليعبوب خيٌ عللةً من‬
‫الذع الجري وأبعد منعا وقال الساور بن هند بن قيس بن زهي‪ :‬وأرى الغوان بعدما واجهنن أعرضن ثت قلن‬
‫شيخٌ أعور ورأين رأسي صار وجها كله إل قفاي وليةً ما تضفر وقال آخر‪ :‬وقال الخر‪ :‬إذا ما لقينا أصلع الرأس‬
‫ف على‬
‫أشيبا طويل القرى ضخم العثاني أكلفا فذاك الذي ل يلف البق ودقه ويصبح بساما وإن كان مدنفا عطو ٌ‬
‫بذل اللها وهو واجدٌ وإن كان متلً أب وتكلفا تفرع من طودي غن بن يعصرٍ بوازخ صدافٌ عن الضيم أشرفا‬

‫‪71‬‬
‫لاميم صل ٌع ف قدي أروم ٍة وحادث مد كان بالمس مطرفا سواءٌ عليه حي يتاب وحده طخا الليل أو ضوءا من‬
‫الصبح أسدفا وأنشد‪ :‬إن زيادا وزياد فرع أصلع ينميه رجال صلع وأنشد ابن العراب‪ :‬وهلك الفت أل يراح إل‬
‫الندى وأل يرى شيئا عجيبا فيعجبا ومن يتبع من الطلع يلقن إذا ما رآن أصلع الرأس أشيبا وأنشد أبو عبيدة‪ :‬قال‪:‬‬
‫وذكر السيد صلع علي بن أب طالب ف ذكر حوض النب صلى ال عليه وسلم وسقيه الناس منه فقال‪ :‬حوضٌ له ما‬
‫بي بصرى إل أيلة يوم المع أو أوسع يصب فيه مثعبا فضةٍ فالوض من مائهما مترع فيه أباري ٌق وقدحانه يذب عنه‬
‫ب ذبك جربا إبل تشرع وقال معاوية بن أب سفيان‪ :‬ثلث خصالٍ من السؤدد‪:‬‬
‫الرجل الصلع يذب عنه ابن أب طال ٍ‬
‫الصلع واندحاق البطن وترك الفراط ف الغية‪.‬‬

‫قال أبو السن‪ :‬وحدثن رجل سع شيخا من الشيعة يقول ف دعائه‪ :‬اللهم إن أستصلعك وأستبطنك وأستحمشك‪.‬‬

‫وكان أبو النجم أصلع وف ذلك يقول‪ :‬قد أصبحت أم اليار تدعي على ذنبا كله ل أصنع أن أبصرت رأسي كرأس‬
‫الفرع ومن الصلعان واللحان أسيلم بن الحنف وفيه يقول الشاعر‪ :‬من النفر الشم الذين إذا انتجوا وهاب‬
‫الرجال حلقة الباب قعقعوا جل الذفر الحوى من السك فرقه وطيب الدهان رأسه فهو أنزع إذا النفر السود‬
‫اليمانون حاولوا له حوك برديه أرقوا وأوسعوا قال‪ :‬الغالية تورث الشيب وغسل الرأس بالسدر يت الشعر‪.‬‬

‫وقال ابن أب كرية‪ :‬هب الشيب يداوي فرط منظره فمن له بدواء يذهب الصلعا وقال ابن أب بردة بن أب موسى‪:‬‬
‫كفروا كفرةً صلعاء‪.‬‬

‫وقال أمية بن السكر‪ :‬ومرقبةٍ نيت إل ذراها تزل الطي كالرأس الليق وقال عمرو بن معدي يكرب‪ :‬وزحف كتيبة‬
‫دلفت لخرى كأن زهاءها رأس صليع أبو السن قال‪ :‬حدثن رجل عن السي بن عمارة عن نعيم بن أب هند قال‪:‬‬
‫دخل إبراهيم بن ممد بن طلحة بن عبيد ال على عمر بن عبد العزيز وكان إبراهيم ذا جة حسنة وكان عمر أصلع‬
‫ذهب الشعر وصلع قبل الثلثي فقال له عمر‪ :‬أما إن قريشا تزعم أن كرامها صلعانا فقال إبراهيم‪ :‬أما لئن قلت‬
‫ذاك لقد قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪ " :‬إن ال ليزين الرء السلم بالشعر السن "‪.‬‬

‫وقالت عائشة‪ :‬والذي زين الرجال باللحى‪.‬‬

‫وليس شيء أشد على الرجال وأشنع عندهم ف عقوبة السلطان من حلق الرءوس واللحى‪.‬‬

‫باب القزعان والقرعان‬

‫فمن القرعان القرع بن حابس كان أقرع الرأس سنوطا ل لية له‪.‬‬

‫وكان عبد ال بن جدعان أقزع غي أقرع‪.‬‬

‫وكذلك عمي بن الباب كان سنوطا قط‪.‬‬

‫‪72‬‬
‫وكذلك قيس بن سعد كان سنوطا‪.‬‬

‫وكذلك سويد بن منجوف وإياه يعن عبيد ال بن الر ف معاتبته مصعب بن الزبي حي يقول‪ :‬بأي بلء أو بأية نقمة‬
‫يقدم قبلي مسلمٌ والهلب ويدعي ابن منجوف أمامي كأنه خصمي أتى للماء من غي مشرب وعمي بن الباب هو‬
‫الذي يقول‪ :‬وكان قطبة بن حصراء أقرع أزعر سنوطا وكان سيدا فارسا وهو الذي يقول‪ :‬ل ينع الرء أن يسود‬
‫وأن يمل ف القوم قلة الشعر من يك ذا ل ٍة يفيئها فهل تران يضرن زعري وقال حصي بن القعقاع للقرع بن‬
‫حابس‪ :‬يا أقرع الرأس من القذال وأعرج الرجل من الشمال وقال الفرزدق‪ :‬أل ترأنا بنو دارم زراة منا أبو معبد‬
‫وناجية الي والقرعان وقبٌ بكاظمة الورد وقال الرشيد بن رميض‪ :‬جاءت هدايا من الرحن مرسل ٌة حت أناخت إل‬
‫أبيات بسطام جيش الذيل وجيش القرعي معا وكبة اليل والزواد ف عام وكان حران بن أبان النمري أقرع‬
‫الرأس أجرد أو سنوط اللحية ليس ف وجهه شعر‪.‬‬

‫وكذلك أبو زكريا يي بن أب طلحة النصاري إمام مسجد الامع بالبصرة‪.‬‬

‫ويقال إن بن الجيم أثطاط قال الشاعر‪ :‬وكان عبد ال بن الزبي نيفا خفيف اللحية جدا وكان يقول‪ :‬عالتها ستي‬
‫سنة فلما بلغتها يئست منها‪.‬‬

‫وكان القرع أبو السائب بن القرع من دهاة الرجال وكذلك السائب‪.‬‬

‫قال‪ :‬وكان اسم حاجب بن زرارة زيد وكان عظيم الاجبي ولذلك سي حاجبا وأما قول الفرزدق‪ :‬زرارة منا أبو‬
‫معبد فذلك كقوله‪ :‬وأبو قبيصة والرئيس الول فجعل زرارة بن عمرو أبا قبيصة وكان زرارة يكن أبا خزية وإنا‬
‫ذلك كقول الشاعر ف معاوية بن أب سفيان‪ :‬فهبها أمةً هلكت ضياعا يزيد أميها وأبو يزيد استجاز ذلك لنه قد‬
‫كان له ابن يسمى يزيد ولو زعم أن ذلك كنيته كان قد كذب وضرار بن عمرو الضب كان يكن أبا عمرو ولك‬
‫يكن يكن أبا قبيصة وإياه يعن الشاعر‪ :‬أبلغ ضرارا أبا عمرو مغلغلة أن كان قولك ظهر الغيب يأتينا وأنه عبيدا فل‬
‫يؤذي عشيته نيك خيٌ له من ني ناهينا‬

‫باب القول ف الين والعسر والضبط وف كل أعسر يسر‬

‫قال‪ :‬فمن العسر‪ :‬يزيد بن حذيفة العيسر وهو الذي كان أسر الذيل التغلب ف الاهلية من ولد سعد بن زيد وكان‬
‫رأس بن تيم وابنه ماعة بن سعد وكان من وجوه بن تيم وقد ول الوليات وقاد اليوش‪.‬‬

‫ومن العسر حابس بن حبيس العسر الزرقي وهو القائل‪ :‬وأعسر ف الرب ذي تدرإ إذا الرب ألقت لا كلكل‬
‫تكم فيها على قرنه ول ير عنها له معدل فلست أبال إذا ما قتل ‪ -‬ت كبش الكتيبة أن أقتل ومن العسر زهي بن‬

‫‪73‬‬
‫عمرو بن معاوية الضباب كان أول من خرج على أب الون ولقيط وحاجب بن زرارة وعلى ذلك اليش أجع يوم‬
‫شعب جبلة وهو قابضٌ بيمينه على ذنب فحل أعور وقابض بيساره على السيف صلتا وهو يقول‪ :‬والشر ف أكثر‬
‫فقال‪ :‬حاربن أعسر وذو ناب أعور ارجعوا يا بن أسد فكان ذلك أول هزيتهم‪.‬‬

‫قال‪ :‬ومن العسر زهي بن مسعود بن سلمى الشاعر الضب كذلك كان يدعى‪.‬‬

‫ومن العسر كردويه القطع رئيس بطارقة سندان وبكاكرة الفتيان فكان يضرب بيده اليسرى على عادته الول ول‬
‫يضرب أحدا إل حطمه وكان إذا ضرب قتل فإن ل يصب بعموده الضربة سقط لن جناحه الخر كان مقطوعا‬
‫ب أسيٌ يأخذه من صف‬
‫وكان ممد بن يزيد مول الهالبة أشد الناس ف فتنة سندان له ف كل يوم يكون فيه حر ٌ‬
‫عدوه عنوة أخذ يدٍ فيضجعه ويذبه والناس ينظرون إليه فشد عليه كردويه ذات يوم وثبت له ممد بن يزيد فاختلفا‬
‫ضربتي فضربه كردويه ضرب ًة خر منها ميتا ل يفحص برجلٍ ول يتحرك له عرق وكان كردويه مع فتكه وإقدامه‬
‫يتشيع فكان ل يبدأ بقتال حت يبتدأ‪.‬‬

‫قال‪ :‬وما جاء ف الشعر من الثل بضرب العسر ورميه من قول الشاعر‪ :‬كأن الصا من خلفها وأمامها إذا نلته‬
‫رجلها حذف أعسرا زقال شاخ بن ضرار‪ :‬لا منسمٌ مثل الحارة خفه كأن الصا من خلفه حذف أعسرا وقال مزرد‬
‫بن ضرار ف ضيفٍ له شرب عسا من لب فوصف خفته على يده وسرعة إهوائه به إل فيه‪ :‬فواجهه جذلن حت أمره‬
‫ت مدمي أصبغ اللون أفرع‬
‫بيسرى يديه كالشمال الخاطر وأنشد ف صفة الفرس‪ :‬فبات يعبا ف الليج كأنه كمي ٌ‬
‫والليج‪ :‬القود الفتول شزرا وهو ما يفتل على العسر أو من الفتل القبيل والدبي وكذلك قوله‪ :‬نطعنهم سلكى‬
‫وملوجةً لفتك لمي على نابل طعن على الستقامة وعلى العسراء ووصف الخر صقرا لصا ينقض ويضرب بخلبه‬
‫فقال‪ :‬حت انتحى كالنبطي العسر قال‪ :‬وليس يكون الولد إل من البيضة اليسرى قالوا‪ :‬ولذلك قال الارود بن أب‬
‫سبة الذل ف شاتته ببلل بن أب بردة حي عذب‪ :‬يقر بعين أن ساقيه دقتا وأن قوى الوتار ف البيضة اليسرى‬
‫قالوا‪ :‬فأما النفس من النخرين جيعا فإنه مقسم بالساعات عليهما بأعدل قسمة إن النسان ليس يتنفس ف كل‬
‫حالته من النخرين جيعا إل أن يستكره ذلك فأما إذا ترك الطبيعة وسوسها وسجيتها فإنا تدفع النفس وبار الوف‬
‫وتلب روح النسيم ساعةً من الين وساعة من اليسر وقال جهيل اليشكري يصف تعاقب عين الذئب إذا قسم‬
‫الراسة بينهما إذا نام‪ :‬وأعور من يناه ما شاء مر ًة وإن شاء من يسراه ما كان راقدا لقد فزت دون العور أوس بوثبةٍ‬
‫فأعطيت نابا يفلق الصخر حاردا وقال حيد بن ثور ف صفة نوم الذئب‪ :‬ينام بإحدى مقلتيه ويتقي بأخرى النايا فهو‬
‫يقظان هاجع فلم يرض با قال حيد حت قسم بينهما الراسة على السواء وحيد إنا قال هذا على الثل ل على‬
‫التحقيق قالوا‪ :‬والسباع هي الظاهرة عليها والكلة لا وكانت البهائم هي الغلوبة والأكولة وف القياس أن الصائد‬
‫أرفع من الصيد‪.‬‬

‫والسباع عسر والدليل على ذلك أن سيد السباع ورئيسها وهو السد كذلك وكذلك كل شيء صور على صورته‬
‫وحل على تركيبه ولو تفقدت ذلك ف سناني البيوت والدور لوجدتوها عسراء ويدل على ذلك قول أب زبيد الطائي‬
‫وكان بأخلق السباع وعاداتا فيضرب بالشمال على حشاه وقد نادى فأخلفه النيس وقالوا‪ :‬وليس الين بأشد‬
‫ذهابا من العسر بيساره وراينا الين يتعلم الدمى بالعسراء فتكون رميتة أشد و أسد‪.‬‬

‫‪74‬‬
‫ول نر عسرا قط يتعلم بيمينه الرمي ولو أن إنسانا علق أوتار العود على العسراء ل يكن ف الرض أين يضرب به‬
‫ول يتعاطى ذلك منه ول يطمع فيه غي أن يعيد تلك الوتار وقد كان علويه يتناول العود وأوتاره على اليمي‬
‫فيضرب وهو أعسر من غي أن يغيه ضربا يعجز عنه كل أين ف الرض‪.‬‬

‫قالوا‪ :‬ومت لقي ف الرب رجل أعسر رجلً أين مع كل واحد منهما سيف أو عصا كان الين أشد هيب ًة للعسر‬
‫من العسر للين‪.‬‬

‫قالوا‪ :‬وكل طفل ف الرض فهو أعسر ل يتلفون ف هذا حت إذا شبوا افترقوا فصار منهم العسر والين والضبط‬
‫ومنهم من يصي أعسر يسر إل ف إمساك الثدي فإن الطفل أكثر ما يسكه باليمي‪.‬‬

‫قالوا‪ :‬كل بيمةٍ ف الرض وكل سبع من ذوات الربع فإنه إذا ربض ل يربض إل على شقه اليسر يتجاف عن الشق‬
‫الذي فيه الكبد لقلة احتمال الكبد للحمل عليها بل تعليم ول تلقي ولكن بإلام خالقها وبتعريفه لا مصالها‬
‫فسبحانه ومن ذلك قول إسحاق ابن دينارويه التطبب لبن عبد اللك‪ :‬حاجت أن ترفع التكأ عن يينك وترج‬
‫العدس من مطبخك‪.‬‬

‫قالوا‪ :‬لو هرب هاربٌ من حرب أو سبع أو ما أشبه ذلك وقد ترك نفسه على سومها ول يستكرهها على غي‬
‫سجيتها فإن ذلك الارب ل يوجد إل ف الشق اليسر إل أن يرج لسانه فإنه إن أخرجه من حاق وهل النان أو من‬
‫حاق الد والجتهاد فإنه يعدل به إل يينه عن شاله وكذلك الثور إذا هرب من الكلب ولذلك قال عبدة بن‬
‫الطبيب‪ :‬مستقبل الريح يهفو وهو مبترك لسانه عن شال الشدق معدول وأنشد الصمعي لبعض الشعراء وهو يدح‬
‫قوما بلف أخلق الرب‪ :‬إذا فزعوا ل يأخذوا عن شالم ول يسكوا خلف القلوب الوافق ومن النساء نساء‬
‫يعملن كل شيء بأيانم غي النقاب وغي ضرب الدف‪.‬‬

‫قالوا‪ :‬ومن العرب قبائل تدير الكأس عن اليسار منهم باهلة بن أعصر وقد قال الشاعر‪ :‬وباهل ل يسقي على اليمن‬
‫كاسها سقاها من الهل الذاب مليكها وقد قال الشاعر ف النساء اللوات يلبسن الثياب باليسار واليمي‪ :‬يلثن الز‬
‫ميمنةً ويسرى بعبلت أناملها طفول المد ل الذي أرضان بقتل السرحان بعد السرحان ماض على سياسة العسران‬
‫يرمون بالشل قبل اليان وعن عمرو بن جيع عن ليث بن أب سليم قال‪ :‬قال علي بن أب طالب‪ :‬اللحم من اللحم‬
‫فمن ل يأكل اللحم أربعي يوما ساء خلقه ومن ساء خلقه فأذنوا ف أذنه اليمن‪.‬‬

‫قالوا‪ :‬ول يقل ف اليسرى‪.‬‬

‫قالوا‪ :‬وأنتم ل ترضون إل بالتفصيل ول من التفصيل إل بالفراط والروايات الأثورة والخبار الصحيحة والحكام‬
‫الستعملة ترد عليكم مذهبي بنكر مقالتكم‪.‬‬

‫روى يزيد بن هارون عن حيد عن أنس قال‪ :‬بصر النب صلى ال عليه وسلم بنخامة ف السجد فحكها ث قال‪ " :‬إن‬
‫أحدكم إذا كان يصلي استقبلته الرحة وكان ربه بينه وبي القبلة فل يبزقن أمامه ول عن يينه ول عن يساره يفعل‬

‫‪75‬‬
‫هكذا ث بصق ف ثوبه ورد بعضه على بعض " قالوا‪ :‬فلم نر النب عليه السلم قدم يدا على يد ورأيناه قد ساوى‬
‫بينهما‪.‬‬

‫وأبو معاوية عن العمش عن إبراهيم قال‪ :‬قال عبد ال‪ :‬ل يعلن أحدكم للشيطان من صلته جزءا أل ترى أن‬
‫حتما عليه أل ينصرف إل عن يينه فقد رأيت رسول ال عليه السلم أكثر ما ينصرف عن يساره‪.‬‬

‫وهذا الديث أشد عليكم من الولي‪.‬‬

‫وروى أبو هريرة عن النب صلى ال عليه وسلم أنه كان يبدأ باليامن فدعا علي بالوضوء فبدأ بياسره وقال‪ :‬لكذبن‬
‫حديث أب هريرة‪.‬‬

‫قالوا‪ :‬وجدنا ديات اليدي والصابع والرجل والذان سواء فإن اعتللتم بأن الكبد الشق الين والطحال الشق‬
‫اليسر وزعمتم أن الكبد أرفع منل ًة من الطحال فالفؤاد الذي هو سيد العضاء مركب ف الوف ما يلي اليسار‬
‫دون اليمي وهذه أيضا فضيلة لليسار على اليمي‪.‬‬

‫قالوا‪ :‬ووجدنا فقهاءنا وعوامنا ل يتختمون إل ف اليسار ومعاقبة الواتيم ف الصابع ليس للخاصة فيه فضل على‬
‫العامة فنحن ل ندع هذا المر الظاهر للرواية الشاذة‪.‬‬

‫وروى العل عن أب بكر بن عياش عن أب إسحاق عن صلة أبو يي بن جارية عن عمار بن ياسر قال‪ :‬رأيت النب‬
‫عليه السلم ينصرف عن يينه ويساره فقد سوى بينهما‪.‬‬

‫باب ما جاء ف فضل الين على اليسر‬

‫قال الين‪ :‬الناس كلهم يقتسمون ف هذا الباب على أربعة أقسام‪ :‬أين وهو الذي يكون أكثر أعماله بيمينه وأعسر‬
‫وهو الذي يكون أكثر أعماله بيساره وأضبط وهو الذي يعمل بما جيعا وأعسر يعسر وهو الذي يكون استعماله‬
‫ليمينه كاستعماله ليساره سواء‪.‬‬

‫وكان عمر الصمعي‪ :‬عن بعض رجاله قال‪ :‬نظر أعراب إل عمر ث قال للناس‪ :‬ما رجل رأيته أعسر يسر ل يأخذ‬
‫أحدا إل كدس به إما أن يكون خي الناس أو شر الناس‪.‬‬

‫‪76‬‬
‫وقد روى الناس عن الحنف أن عمر كان أعسر يسر وقد جعل الناس كبيا الضبط مثل أب عامر الضبط وهو‬
‫الذي قتله ملم بن جثامة أضبط الناس وجعلوا الضبط بن قريع كذلك‪.‬‬

‫فإن كان اسه أضبط فقد بطل دليلهم إل أن يكون له اسم غي الضبط وكذلك القول ف البيت الذي أنشدوه ف‬
‫الناقة حيث يقول الشاعر‪ :‬عذافرة ضبطاء تذى كأنا فنيق فلعله ذهب إل الضباطة إل أن تكون الناقة قد كانت‬
‫تقدم يدها اليمن مرة واليسرى مرة وهذا ل يعرف‪.‬‬

‫وقال قالوا ف الفرس العسر الذي يغرق ألبتة من جيع اليل وزعموا أنه إذا مشى قدم يده اليسرى فأحسب أن‬
‫الذي ذكروا من ذلك كما ذكروا لية علة إذا كان أعسر غرق ونن ند العسر من الناس سابا ماهرا مثل الين‬
‫ل ندري ما هذا إل أنا قد علمنا أن من اليل ما ل يسبح وهو الذي يسمونه العسر ليس عندنا إل هذا‪.‬‬

‫وجيع اليوانات إذا سقط ف الاء سبح ونا إل النسان والقرد والفرس العسر فأما النسان فإنه بالتعلم يصي سابا‬
‫وأما القرد والفرس العسر فليس إل سباحتهما سبيل واليات تسبح إل بعض اليات فإن لا سباحة سوء فأما‬
‫العقرب فإنك إذا ألقيتها ف الاء ل ترسب ول تطف ول تتحرك ولكنها تبقى ف وسط عمق الاء غي زائلة من مكانا‬
‫وهذا عجب‪.‬‬

‫وقد زعم أناسٌ أن عبد ال بن عمر بن العاص كان أعسر يسر لنه كان يقاتل ف حرب صفي بسيفي وهذا ل‬
‫يكون‪.‬‬

‫ومن كان يتقلد سيفي ف الرب ول يضرب بما معا بيد ول بيدين عباس النخشي وأنا رأيت رمه وكان كله من‬
‫حديد‪.‬‬

‫وكان الصفري الذي قتله ابن راعول أيام البيضة يتقلد بسيفي وكان الفضل بن سهل يتقلد بسيفي يعلهما‬
‫كالوشاح وقد تقلد خالد بن الوليد ف يوم مؤتة عدة أسياف وانقطعت ف يده تسعة أسياف‪.‬‬

‫وكان عمرو بن معدي كرب يقول‪ :‬عليكم بالنفح وإياكم والب فإنه يقطع مت السيف‪.‬‬

‫ول يكن عمرو أعرف بذلك من خالد‪.‬‬

‫وقد يستعمل الرجل يديه جيعا ف مواضع نن ذاكروها إن شاء ال وقالت امرأة ترثي عمي بن معبد بن زرارة‪ :‬أعين‬
‫أل فابكي عمي بن معبد وكان ضروبا باليدين وباليد تعن باليد السيف وتعن باليدين القداح وقربوا إل حسان بن‬
‫ثابت طعاما بعد أن كف بصره فقال لبنه‪ :‬أطعام يد أو يدين طعام اليد الثريد وما أشبه ذلك من الريرة والعصائد‬
‫واليس والوطيئة والرز والفالوذج وما أشبه ذلك وطعام يدين كالشواء وما أشبه ذلك‪.‬‬

‫وقال يزيد بن أسيد لغلم له وقد أتوه بأسي اضرب ول يزده على ذلك فقال الغلم‪ :‬بيدين أو بيد فقال‪ :‬بيدين‬
‫فضرب عنقه فأعتقه يزيد بن أسيد وزوجه وأدناه للذي رأى من فهمه وجودة استفهامه‪.‬‬

‫‪77‬‬
‫وقال الفرزدق مثل ذلك حي ضرب عنق الرومي فنضا سيفه فضحك الناس‪ :‬أيعجب الناس أن أضحكت خيهم‬
‫خليفة ال يستسقى به الطر ولن تقدم نفس قبل ميتتها دمع اليدين ول الصمصامة الذكر لنم كانوا يفعلون ذلك إذا‬
‫ضربوا العناق وقالت بنت عتيبة بن مرداس ترثي أباها‪ :‬وكان عتيبة‪.‬‬

‫‪.‬‬

‫ول تلقاه يدخر النصيبا ضروب باليدين إذا اشعلت عوان الرب ل ورعا هيوبا قالوا‪ :‬كان يلحق الفارس والفارس‬
‫مستخذ له حت يمع يديه على مقبض سيفه ث يضربه لن ذلك ل يكن ف نفس العركة وعند الشاولة والنازلة‬
‫وقالت خرنق بنت هفان‪ :‬ل يبعدن قومي الذين هم سم العداة وآفة الزر ول ترد أنم يطعنون بالرماح ويضربون‬
‫بالسيوف ولكنها خبت أنم كانوا فرسانا ول يكونوا رجالً ول ركبانا‪.‬‬

‫وحدثن حسي بن عبيد وكان من خاصة أب السرايا قال‪ :‬كان أبو السرايا إذا لق الفارس ل يضربه بسيفه حت‬
‫يوزه ث يستقبله بضربةٍ‪.‬‬

‫ويقال‪ :‬قد أخذ فلن فلنا باليدين وقال الشاعر‪ :‬وإذا صنعت صنيعةً أتمتها بيدين ليس نداها بكدر وإذا تباع‬
‫كرية أو تشتري فسواك بائعها وأنت الشتري وما يفظ مع هذين البيتي وإن ل يكن فيه ذكر اليدين قول الشاعر‪:‬‬
‫إذا لبسوا عمائمهم طووها على كرم وإن سفروا أناروا يبيع ويشتري لم سواهم ولكن بالطعان هم تار إذا ما كنت‬
‫جار بن خري فأنت لكرم الثقلي جار وقال سليم‪ :‬وذي كلب تعادي القوم منه تركت مدلً والقوم زور جعت له‬
‫يدي بذي كعوب عشا سوآته عن تطي فذكر أنه طعن بيديه جيعا وهذا عند أهل الرب اليوم وإنا هو طعنة رجل‬
‫إل أن يكون ف حال استخذاء من الطعون وقد أمن ما وراء ظهره وقد قالوا ف معن قول القائل أخذ فلن فلنا‬
‫باليدين قال الارث بن الوليد وكان شاعرا‪ :‬أل أبلغ بن أروى رسولً وما أرب إل كذب ومي فإن قد طلبت العذر‬
‫منكم كما طلب الباءة ذو رعي فلول ال والسلم من وما قد لف بينكم وبين رحلتكم بقافية شرود من الثال‬
‫عينا غي دين كأنكم وتر ككم أخاكم وأخذكم الحي باليدين كعاطلة أرادت أن تلي فخيت الرصاص على اللجي‬
‫وقال ال عز ثناؤه‪ " :‬وأصحاب اليمي ما أصحاب اليمي " وقال‪ " :‬وأصحاب الشمال ما أصحاب الشمال " ث‬
‫وصف الفريقي‪.‬‬

‫وقال ال تبارك وتعال‪ " :‬والسماوات مطويات بيمينه " وقال امرؤ القيس‪ :‬وقلت يي ال أبرح قاعدا ولو قطعوا‬
‫رأسي لديك وأوصال وقال الشاعر جيل‪ :‬جادت له عمرو الغداة يينه كلتا يدي عمرو الغداة يي ما إن يود بثلها‬
‫ف مثله إل كري اليم أو منون وقال جبلة بن اليهم لسان بن ثابت‪ :‬أين أنا من النعمان بن النذر قال حسان‪ :‬وال‬
‫لشمالك خي من يينه ولقفاك أحسن من وجهه ولمك أكرم من أبيه‪.‬‬

‫وقال عبد الرحن بن الكم ف مروان بن الكم‪ :‬فذا العرش غي ما بروان إنن أراه بعروف اللئق أعسرا وقال ابن‬
‫هرمة‪ :‬وكنت امرءا ل أبغ بيعة باطل بق ول آخذ بأين أعسرا وقال الين تقول العامة‪ :‬ما يسوي فلن كعبا أعسر‬
‫وإنا بنو فلن كعاب عسر قال الشاعر‪ :‬إن كب الناس عنا وإن يعنوا يكب فليس يعدو خلفا إذ قيل خالف تذكر‬
‫خلف كعب ذي دارت ‪ -‬ن ف الرأس أعسر قالوا‪ :‬ورأينا ف اللوك الشراف الول والزرق والعرج وكذلك‬

‫‪78‬‬
‫العلماء م نر عالا قط ول ملكا أعسر والعسر إذا اشتمل بثوبه ومشى فكأنه متل ويظهر عند ذلك نقصه والتشويه‬
‫ومر الحنف بعكراش بن ذويب وقد كان شهد المل فقطعت يداه جيعا فلما مر به الحنف صاح‪ :‬يا مذل فقال‬
‫الحنف‪ :‬أما إنك لو كنت أطعتن لمتسحت بشمالك وأكلت بيمينك‪.‬‬

‫أل ترى أن الشمال إنا هي للستنجاء والخاط والمور الرغوب عنها وقال الشاعر‪ :‬غراب شال ينفض الريش جاثا‬
‫وقال شتيم بن خويلد‪ :‬وقلت لسيدنا يا حكي ‪ -‬م إنك ل تأس أسوا رفيقا أعنت عديا على شأوها تعادي فريقا‬
‫وتبقي فريقا أطعت عريب إبط الشمال يز بد الواسي اللوقا وقال الشاعر‪ :‬وخصم غضاب ينفضون رءوسهم أول‬
‫قدم ف الشغب صهب سبالا ضربت لم إبط الشمال فأصبحت يرد عدا ًة آخرين نكالا وقال ال جل ذكره‪" :‬‬
‫والسارق والسارقة فاقطعوا أيديهما " فقطعوا اليمي وإن كان إنا يسرق باليسار وكذلك إن كان أعسر والانب‬
‫اليسر من الدابة هو الانب الوحشي وقولم أمر وما تفعل فإنك حذلي يينك حي تبسطها شال وذكرت التكاء‬
‫على الساد وربوض ذات الربع على الشق اليسر وهذا حجة عليكم لن ذلك إنا كان من الناس والبهائم صيانةً‬
‫للكبد الت بصلحها تصلح العد والكروش وأجواف السباع وهي الت تقسم الغذية وبصلحها تصلح الطبيعة‪.‬‬

‫قالوا‪ :‬الندي إذا ذهبت عينه اليمي سقط من الديوان لنه إذا اتقى بترسه حجبت عينه اليسرى وهو ذاهب اليمي‬
‫فيصي كالعمى‪.‬‬

‫قال العسر‪ :‬أين أنتم عن الجاج بن صامت قائد الناس يوم الزارقة وهاشم الرقال وفلن إنا كانوا عورانا من‬
‫جهة العي اليمي‪.‬‬

‫قال القوم‪ :‬هؤلء قادة وإنا نن ف ذكر التباع وهؤلء إنا يراد منهم التدبي والتوقف والسم الهيب الطائر ف‬
‫الفاق‪.‬‬

‫وكان كلس ومقلس أخوين أحدها أين والخر أعسر فكان الين يفخر على العسر فأخذوا ف سرق فقطعت‬
‫أيديهما فكان الين ل يستطيع أن يعتمل بيده وكان العسر يعمل بيده العسراء أعماله كلها على صحته وعادته‬
‫ففخر العسر على الين بذلك فقال الين‪ :‬ما علمت لليسر فضيلة إل أن يسرق فيؤخذ فتقطع يينه‪.‬‬

‫قالوا‪ :‬وكان عمر بن الطاب يرج الضاد من شدقه اليسر كما يرجه من شدقه الين ومن ل يكن أعسر يسر فإنا‬
‫يرجه من شدق واحد وهو الين وهذه فضيلة الين على العسر‪.‬‬

‫قالوا‪ :‬وإنا صار هذا أعسر وهذا أين على قدر قوة الكبد والطحال فإن كانت جواذب الكبد أكثر وأشد كانت‬
‫العمال لليمن وإن كانت جواذب الطحال أكثر وأشد كانت العمال لليسرى‪.‬‬

‫وأما الذين زعموا أن الناس إنا افترقوا بعد اجتماعهم وهم أطفال على العمل بالعسراء على قدر ما يب على كل‬
‫إنسان وعلى قدر ما اتفق فهذا القول باطل ول تكن ها هنا علة ولو كانت علة ذلك التكلف لكانت العادة الول‬

‫‪79‬‬
‫أخف عليهم ول يكونوا ليستكرهوا أنفسهم على شيء ل يرون فيه من الفضل ما يوازن ذلك ولو كان ذلك من‬
‫طريق التفاق ل يتفق ذلك ف جيع المم ف كل زمان وف كل بلد إل ف الواحد الشاذ وهو باطل‪.‬‬

‫قالوا‪ :‬فقد كان ينبغي لهل النة أل يكون منهم إل أعسر يسر قلنا‪ :‬هذا ما ل يقف عليه وليس يقع على أهل النة‬
‫اسم أعسر ول اسم أين وليست هناك معاناة لن الغايات هناك تامة والمور كائنة على غاية الوافقة وعلى تام‬
‫النعمة‪.‬‬

‫قالوا‪ :‬ولو ل يكره الين لن يكون أعسر إل لن الشيطان أعسر لكان ينبغي له أن يكره ذلك‪.‬‬

‫يزيد بن هارون عن هشام بن عبد ال عن هفان عن أنس بن مالك قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪ " :‬إذا‬
‫أكل أحدكم فليأكل بيمينه فإن الشيطان يأكل بشماله ويشرب بشماله " ل يقل‪ :‬فإن الشيطان‪.‬‬

‫‪.‬‬

‫بيساره لنت اليسار كناية عن الشمال وتوين المر‪.‬‬

‫وهذا أبو داود صاحب الطيالسة وكان من حفاظ الديث عند يي بن سعيد الحول القطان وكان يي فوقه ف‬
‫الديث وف الال السنة عند أصحاب الديث‪.‬‬

‫فأكل بشماله فقال له يي‪ :‬بيدك اليمي على قال‪ :‬ل‪.‬‬

‫قال‪ :‬فهي مشغولة قال‪ :‬ل قال‪ :‬فلم ل تأكل بيمينك قال‪ :‬كان فلن ل يرى بأسا أن يأكل الرجل بيده اليسار قال‪:‬‬
‫وما حاجتك إل أن تصنع شيئا من غي علة فتحتاج فيه إل أن تصيب من يرج لك فيه عذرا ث جذب يده اليمن‬
‫فأدخلها ف الصحفة‪.‬‬

‫قالوا‪ :‬وما يؤكد حال الشيطان ف ذلك ما رواه يزيد بن هارون عن الريري عن أب العلء عن عثمان بن أب العاص‬
‫أنه أتى النب عليه السلم فقال‪ :‬يا رسول ال! إن الشيطان قد حال بين وبي صلت فقال رسول ال عليه السلم‪" :‬‬
‫ذلك شيطان يقال له خنب فإذا أحسست ذلك فاتفل عن يسارك ثلثا وتعوذ بال من شره " أل ترى أن الشيطان‬
‫إنا أتاه من قبل يساره لنه أعسر فهو يذهب إل شكله من الوارح وأنشد أبو زيد لبعض الرجاز‪ :‬حت يلوي باللحاء‬
‫القشر تلوية الاتن زب العذر قال أبو ممد الفقعسي‪ :‬ووصف فحل البل فقال‪ :‬لا لاة ورجاح فارض جذلء‬
‫كالوطب لاه الاخض وقال أبو القماقم‪ :‬كان لنا جار تزوج امرأ ًة عسراء فلما ماتت الرأة جعل يطب فكان يدل‬
‫على ما يسأل الناس عن جالا ومالا وعفافها وحسبها وهو يسأل فيقول‪ :‬خبون عنها عسراء هي وخبون عن أمها‬
‫قالوا‪ :‬ونن ما علمنا بذلك ول سعنا بأحد يسأل عن هذه السألة فكانوا يضحكون منه ويعتذر إليهم با ابتلى به ف‬
‫جيع ولده‪.‬‬

‫قالوا‪ :‬والعسر الارض البائر الذي خرجت أخلقه على قدر قبح شائله‪.‬‬

‫‪80‬‬
‫قالوا‪ :‬وناس من أصحاب الهواء يدفنون اليت من يده اليسرى كيل يأخذ كتابه بشماله فقال زرارة بن أعي‪:‬‬
‫فيومئذ قامت شال بقها وقام عسيب العي ميعاء يطب وقال معدان العمى وهو السري الشميطي‪ :‬منهم جاعل‬
‫العسيب إماما وفريق يرض زيد الشمال أبو النضر قال‪ :‬حدثنا عكرمة بن عمار عن إياس بن سلمة عن أبيه أن رجلً‬
‫أكل عند النب عليه السلم فأكل بشماله فقال " كل بيمينك " قال‪ :‬ل أستطيع قال‪ " :‬ل استطعت " فما وصلت‬
‫بعد إل فيه‪.‬‬

‫وسفيان عن الزهري عن أنس قال‪ :‬قدم النب صلى ال عليه وسلم إل الدينة وأنا ابن عشر سني ودخل علينا دارنا‬
‫فحلبنا له من شاة داجن لنا وأبو بكر عن شاله وأعراب عن يينه وكان عمر ناحية فقال‪ :‬أعط أبا بكر فأعطى‬
‫العراب وقال‪ :‬الين فالين قال‪ :‬فهي السنة‪.‬‬

‫وسعيد عن سلمة عن هشام عن عبد اللك عن إساعيل بن أمية عن نافع عن ابن عمر أن النب عليه السلم دخل‬
‫السجد ويده اليمن على أب بكر ويده اليسرى على عمر وقال‪ " :‬هكذا نبعث يوم القيامة "‪.‬‬

‫والتطببون يزعمون أن النوم على شق اليمي يوهن الكبد ويثقل الكبد عن هضم ما ف العدة وقد رأيت من ل أحصي‬
‫من الرجال أكثر نومهم على الشق الين وما أحسوا بسوء ذلك قط وقد يوز أن يكون تأوي حديث النب صلى ال‬
‫عليه وسلم على أن يبدأ على اليمي ث يتحول إذا شاء‪.‬‬

‫ذكر ذلك يزيد عن هشام عن ممد بن عجلن عن القبي عن أب هريرة قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪:‬‬
‫" إذا أوى أحدكم إل فراشه فلينفضه بإزاره فإنه ل يدري ما خلف عليه بعده ث ليضطجع على شقه الين ويقول‪:‬‬
‫باسك رب وضعت جنب رب رب لدفعه "‪.‬‬

‫ومن حديث حفصة بنت عمر‪ :‬أن النب صلى ال عليه وسلم كان إذا أوى إل فراشه توسد يده اليمن وقال‪ :‬رب‬
‫قن عذابك يوم تبعث عبادك "‪.‬‬

‫ت كتاب البصان والعرجان والعميان والولن بمد ال وعونه وتأييده وصلى ال عليه ممد وآله وسلم‪.‬‬

‫كتاب اليثم بن عدي‬


‫بسم ال الرحن الرحيم قال اليثم بن عدي‪ :‬العميان الشراف شعيب النب عبد الطلب بن هاشم العباس بن عبد‬
‫الطلب عبد ال بن العباس أبو سفيان بن حرب جابر بن عبد ال عبد ال بن أرقم الكم بن أب العاص الارث بن‬
‫العباس عتبان بن مالك عمرو بن أم مكتوم الباء بن عازب كعب بن مالك حسان بن ثابت عبد ال بن أب أوف قتادة‬
‫بن النعمان أبو عبد الرحن السلمي أبو أسيد الساعدي أبو بكر بن عبد الرحن بن الارث بن هشام مطعم بن عدي‬
‫أبو بشر بن مطعم‪.‬‬

‫‪81‬‬
‫العور أبو سفيان بن حرب ذهبت عينه يوم الطائف‪.‬‬

‫الشعث بن قيس ذهبت عينه يوم اليموك‪.‬‬

‫الغية بن شعبة ذهبت عينه يوم القادسية‪.‬‬

‫جرير بن عبد ال ذهبت عينه بمذان حيث وليها ف زمان عثمان بن عفان‪.‬‬

‫عدي بن حات ذهبت عينه يوم المل‪.‬‬

‫عتبة بن أب سفيان ذهبت عينه يوم المل‪.‬‬

‫سعيد بن عثمان ذهبت عينه بسمرقند مع طلحة الطلحات ذهبت عينه بسمرقند مع سعيد بن عثمان‪.‬‬

‫قبيصة بن ذؤيب ذهبت عينه يوم الزيرة‪.‬‬

‫مالك بن مسمع ذهبت عينه يوم‪.‬‬

‫‪.‬‬

‫بالبصرة‪.‬‬

‫قطن بن عبد ال بن الصي ذهبت عينه بأذربيجان كان واليا عليها فلقي العدو فذهبت عينه‪.‬‬

‫قيس بن مكشوح ذهبت عينه يوم اليموك‪.‬‬

‫الشتر النخعي ذهبت عينه يوم اليموك‪.‬‬

‫الختار بن أب عبيد تناوله عبيد ال بن زياد بسوط فذهبت عينه‪.‬‬

‫عبد ال بن زيد أبو خالد القسري ذهبت عينه يوم مرج راهط‪.‬‬

‫عبد ال بن أب عقيل‪.‬‬

‫النتف بن السجف التميمي‪.‬‬

‫علباء بن اليثم السدوسي‪.‬‬

‫عمرو بن معدي كرب ذهبت عينه يوم اليموك‪.‬‬

‫‪82‬‬
‫الارث العور‪.‬‬

‫إبراهيم بن يزيد النخعي‪.‬‬

‫عبد ال بن عامر‪.‬‬

‫الولن أبو جهل بن هشام أبو حذيفة بن عتبة بن ربيعة عمرو بن عتبة بن أب سفيان أبان بن عثمان بن عفان عروة‬
‫بن الغية بن شعبة أبو بكر بن أب موسى الشعري هشام بن عبد اللك عبيد ال بن عبد ال بن سرة زياد بن أبيه‬
‫عدي بن زيد الساعدي‪.‬‬

‫الزرق عبد الرحن بن عياش العبدي العباس بن الوليد بن عبد اللك مروان بن ممد بن مروان‪.‬‬

‫الفقم عمرو بن سعيد بن العاص يزيد بن عبد اللك عمرو بن الزبي‪.‬‬

‫‪83‬‬

You might also like