You are on page 1of 669

‫جهرة خطب العرب‬

‫كتاب‬
‫جمهرة خطب العرب‬
‫الباب الول‬
‫الطب والوصايا ف العصر الاهلي‬
‫ّّ‬
‫الطب إصلح مرثد الي بي سبيع بن الارث وبي ميثم بن مثوب كان مرثد‬
‫الي بن ينكف قيل وكان حدبا على عشيته مبا لصلحهم وكان سبيع بن الرث وميثم بن‬
‫مثوب بن ذي رعي تنازعا الشرف حت تشاحنا وخيف أن يقع بي حييهما شر فيتفان‬
‫جذماها فبعث إليهما مرثد فأحضرها ليصلح بينهما فقال لما‬
‫مقال مرثد الي إن التخبط وامتطاء الجاج واستحقاب اللجاج سيقفكما على‬
‫شفا هوة ف توردها بوار الصيلة وانقطاع الوسيلة فتلفيا أمر كما قبل انتكاث العهد وانلل‬
‫العقد وتشتت اللفة وتباين السهمة وأنتما ف فسحة رافهة وقدم واطدة والودة مثرية والبقيا‬
‫معرضة فقد عرفتم أنباء من كان قبلكم من العرب من عصى النصيح وخالف الرشيد وأصغى‬
‫إل التقاطع ورأيتم ما آلت إليه عواقب سوء سعيهم وكيف كان صيور أمورهم فتلفوا القرحة‬
‫قبل تفاقم الثاي واستفحال الداء وإعواز الدواء فإنه إذا سفكت الدماء استحكمت الشحناء‬
‫وإذا استحكمت الشحناء تقضبت عرى البقاء وشل البلء‬
‫مقال سبيع بن الرث فقال سبيع أيها اللك إن عداوة بن العلت ل تبئها الساة‬
‫ول تشفيها الرقاة ول تستقل با الكفاة والسد الكامن هو الداء الباطن وقد علم بنو أبينا‬
‫هؤلء أنا لم ردء إذا رهبوا وغيث إذا أجدبوا وعضد إذا حاربوا ومفزع إذا نكبوا وأنا وإياهم‬
‫كما قال الول إذا ما علوا قالوا أبونا وأمنا وليس لم عالي أم ول أب مقال ميثم بن مثوب‬
‫فقال ميثم أيها اللك إن من نفس على ابن أبيه الزعامة وجد به ف القامة واستكثر له قليل‬
‫الكرامة كان قرفا باللمة ومؤنبا على ترك الستقامة وإنا وال ما نعتد لم بيد إل وقد نالم منا‬

‫‪1‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫كفاؤها ول نذكر لم حسنة إل وقد تطلع منا إليهم جزاؤها ول يتفيأ لم علينا ظل نعمة إل‬
‫وقد قوبلوا بشرواها ونن بنو فحل مقرم ل تقعد بنا المهات ول بم ول تنعنا أعراق السوء‬
‫ول إياهم فعلم مط الدود وخزر العيون والتصعر والبأو والتكب ألكثرة عدد أم لفضل جلد أم‬
‫لطول معتقد وإنا وإياهم لكما قال الول له ابن عمك ل أفضلت ف حسب عن ول أنت‬
‫ديان فتخزون ومقاطع المور ثلثة حرب مبية أو سلم قريرة أو مداجاة وغفية مقال مرثد‬
‫الي فقال اللك ل تنشطوا عقل الوارد ول تلقحوا العون القواعد ول تورثوا نيان الحقاد‬
‫ففيها التلفة والائحة والليلة وعفوا باللم أبلد الكلم وأنيبوا إل السبيل الرشد والنهج‬
‫القصد فإن الرب تقبل بزبرج الغرور وتدبر بالويل والثبور ث قال اللك أل هل أتى القوام‬
‫بذل نصيحة حبوت با من سبيعا وميثما وقلت اعلما أن التدابر غادرت عواقبه للذل والقل‬
‫جرها فل تقدحا زند العقوق وأبقيا على العزة القعساء أن تدما ول تنيا حربا تر علييكما‬
‫عواقبها يوما من الشر أشأما‬
‫والتصعر والبأو والتكب ألكثرة عدد أم لفضل جلد أم لطول معتقد وإنا وإياهم‬
‫لكما قال الول له ابن عمك ل أفضلت ف حسب عن ول أنت ديان فتخزون ومقاطع‬
‫المور ثلثة حرب مبية أو سلم قريرة أو مداجاة وغفية مقال مرثد الي فقال اللك ل‬
‫تنشطوا عقل الشوارد ول تلقحوا العون القواعد ول تورثوا نيان الحقاد ففيها التلفة‬
‫الستأصلة والائحة والليلة وعفوا باللم أبلد الكلم وأنيبوا إل السبيل الرشد والنهج القصد‬
‫فإن الرب تقبل بزبرج الغرور وتدبر بالويل والثبور ث قال اللك أل هل أتى القوام بذل‬
‫نصيحة حبوت با من سبيعا وميثما وقلت اعلما أن التدابر غادرت عواقبه للذل والقل جرها‬
‫فل تقدحا زند العقوق وأبقيا على العزة القعساء أن تتهدما ول تنيا حربا تر عليكما عواقبها‬
‫يوما من الشر أشأما‬
‫فإن جناة الرب للحي عرضة تفوقهم منها الذعاف القشما حذار فل تستنبثوها‬
‫فإنا تغادر ذا النف الشم مكشما فقال ل أيها اللك بل نقبل نصحك ونطيع أمرك ونطفئ‬

‫‪2‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫النائرة ونل الضغائن ونثوب إل السلم طريف بن العاصى والرث بن ذبيان يتفاخران عند‬
‫بعض مقاول حي اجتمع طريف بن العاصى الدوسى والرث بن ذبيان وهو أحد العمرين عند‬
‫بعض مقاول حي فتفاخرا فقال اللك للحرث يا حارث أل تبن بالسبب الذي أخرجكم عن‬
‫قومكم حت لقتم بالنمر بن عثمان فقال أخبك أيها اللك خرج هجينان منا يرعيان غنما لما‬
‫فتشاول بسيفيهما فأصاب صاحبهم عقب صاحبنا فعاث فيه السيف فنف فمات فسألونا أخذ‬
‫دية صاحبنا دية الجي وهي نصف دية الصريح فأب قومي وكان لنا رباء عليهم فأبينا إل دية‬
‫الصريح وأبوا إل دية الجي فكان اسم هجيننا ذهي بن زبراء واسم صاحبهم عنقش بن مهية‬
‫وهى سوداء أيضا فتفاقم المر بي اليي فقال رجل منا‬
‫حلومكم يا قوم ل تعزبنها ول تقطعوا أرحامكم بالتدابر وأدوا إل القوام عقل ابن‬
‫عمهم ول ترهقوهم سبة ف العشائر فإن ابن زبراء الذى فاد ل يكن بدون خليف أو أسيد بن‬
‫جابر فإن ل تعاطوا الق فالسيف بيننا وبينكم وسيف أجور جائر فتظافروا علينا حسدا فأجع‬
‫ذوو الجى منا أن نلحق بأمنع بطن من الزد فلحقنا بالنمر بن عثمان فوال ما فت ف‬
‫أعضادنا فأبنا عنهم ولقد أثأرنا صاحبنا وهم راغمون فوثب طريف بن العاصي من ملسه‬
‫فجلس بإزاء الرث ث قال تال ما سعت كاليوم قول أبعد من صواب ول أقرب من خطل‬
‫ول أجلب لقذع من قول هذا وال أيها اللك ما قتلوا بجينهم بذجا ول رقوا به درجا ول‬
‫انطوا به عقل ول اجتفئوا به خشل ولقد أخرجهم الوف عن أصلهم وأجلهم عن ملهم‬
‫حت استلنوا خشونة الزعاج ولئوا إل أضيق الولج قل وذل فقال الارث أتسمع يا طريف‬
‫إن وال ما إخا لك كافا غرب لسانك ول منهنها شرة نزوانك حت أسطو بك سطوة تكف‬
‫طماحك وترد‬
‫جاحك وتكبت تترعك وتقمع تسرعك فقال طريف مهل يا حارث ل تعرض‬
‫لطحمة استنان وذرب سنان وغرب شباب وميسم سباب فتكون كالظل الوطوء والعجب‬
‫الوجوء فقال الرث إياى تاطب بثل هذا القول فو ال لو وطئتك لسختك ولو وهصتك‬

‫‪3‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫لوهطتك ولو نفحتك لفدتك فقال طريف متمثل وإن كلم الرء ف غي كهه لكالنبل توى‬
‫ليس فيها نصالا أما والصنام الحجوبة والنصاب النصوبة لئن ل تربع على ظلعك وتقف عند‬
‫قدرك لدعن حزنك سهل وغمرك ضحل وصفاك وحل فقال الارث أما وال لو رمت ذلك‬
‫لرغت بالضيض وأغصصت بالريض وضاقت عليك الرحاب وتقطعت بك السباب‬
‫وللفيت لقى‬
‫تاداه الروامس بالسهب الطامس فقال طريف دون ما ناجتك به نفسك مقارعة‬
‫أبطال وحياض أهوال وحفزة إعجال ينع معه تطامن المهال فقال اللك ايها عنكما فما رأيت‬
‫كاليوم مقال رجلي ل يقصبا ول يثلبا ول يلصوا ول يقفوا‬
‫وفود العرب يعزون سلمة ذا فائش بابن له مات نشأ لسلمة ذي فائش ابن‬
‫كأكمل أبناء القاول وكان مسرورا به يرشحه لوضعه فركب ذات يوم فرسا صعبا فكبا به‬
‫فوقصه فجزع عليه أبوه جزعا شديدا وامتنع من الطعام واحتجب عن الناس واجتمعت وفود‬
‫العرب ببابه ليعزوه فلمه نصحاؤه ف إفراط جزعه فخرج إل الناس فقام خطباؤهم يؤسونه‬
‫وكان ف القوم اللبب ابن عوف وجعادة بن أفلح فقام اللبب فقال خطبة اللبب بن عوف أيها‬
‫اللك إن الدنيا تود لتسلب وتعطي لتأخذ وتمع لتشتت وتلى لتمر وتزرع الحزان ف‬
‫القلوب با تفجأ به من استرداد الوهوب وكل مصيبة تطأتك جلل ما ل تدن الجل وتقطع‬
‫المل وإن حادثا أل بك فاستبد بأقلك وصفح عن أكثرك لن أجل النعم عليك وقد تناهت‬
‫إليك أنباء من رزئ فصب وأصيب فاغتفر إذ كان شوى فيما يرتقب ويذر فاستشعر اليأس ما‬
‫فات إذ كان ارتاعه متنعا ومرامه مستصعبا فلشئ ما ضربت السى وفزع أولو اللباب إل‬
‫حسن العزاء‬
‫خطبة جعادة بن أفلح وقام جعادة فقال أيها اللك ل تشعر قلبك الزع على ما‬
‫فات فيغفل دهنك عن الستعداد لا يأت وناضل عوارض الزن بالنفة عن مضاهاة أفعال أهل‬
‫وهي العقول فإن العزاء لزماء الرجال والزع لربات الجال ولو كان الزع يرد فائتا أو‬

‫‪4‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫ييي تالفا لكان فعل دنيئا فكيف وهو مانب لخلق ذوي اللباب فارغب بنفسك أيها اللك‬
‫عما يتهافت فيه الرذلون وصن قدرك عما يركبه الخسسون وكن على ثقة أن طمعك فيما‬
‫استبدت به اليام ضلة كأحلم النيام تساؤل عامر بن الظرب وحمة بن رافع عند أحد ملوك‬
‫حي اجتمع عامر بن الظرب العدوان وحمة بن رافع الدوسي عند ملك من ملوك حي فقال‬
‫تساءل حت أسع ما تقولن قال عامر لممة أين تب أن تكون أياديك قال عند ذي الرثية‬
‫العدي وذي اللة الكري والعسر الغري والستضعف الضيم قال من أحق الناس بالقت قال‬
‫الفقي الختال والضعيف الصوال والعيي القوال قال فمن أحق الناس بالنع قال الريص الكاند‬
‫والستميد الاسد واللحف الواجد قال فمن أجدر الناس بالصنيعة قال من إذا أعطى شكر وإذا‬
‫منع عذر وإذا موطل صب وإذا قدم العهد ذكر قال من أكرم الناس عشرة قال من‬
‫إن قرب منح وإن بعد مدح وإن ظلم صفح وإن ضويق سح قال من ألم الناس قال من إذا‬
‫سأل خضع وإذا سئل منع وإذا ملك كنع ظاهره جشع وباطنه طبع قال فمن أحلم الناس قال‬
‫من عفا إذا قدر وأجل إذا انتصر ول تطغه عزة الظفر قال فمن أحزم الناس قال من أخذ رقاب‬
‫المور بيديه وجعل العواقب نصب عينيه ونبذ التهيب دبر أذنيه قال فمن أخرق الناس قال من‬
‫ركب الطار واعتسف العثار وأسرع ف البدار قبل القتدار قال فمن أجود الناس قال من بذل‬
‫الجهود ول يأس على العهود قال فمن أبلغ الناس قال من جلى العن الزيز باللفظ الوجيز‬
‫وطبق الفصل قبل التحزيز قال فمن أنعم الناس عيشا قال من تلى بالعفاف ورضى بالكفاف‬
‫وتاوز ما ياف إل مال ياف قال فمن أشقى الناس قال من حسد على النعم وتسخط على‬
‫القسم واستشعر الندم على فوت ما ل يتم قال من أغن الناس قال من استشعر الياس وأبدى‬
‫التجمل للناس واستكثر قليل النعم ول يسخظ على القسم قال فمن أحكم الناس قال من‬
‫صمت فادكر ونظر فاعتب ووعظ فازدجر قال من أجهل الناس قال من رأى الرق مغما‬
‫والتجاوز مغرما خطبة عامر بن الظرب العدوان وقد خطبت ابنته خطب صعصعة بن معاوية‬
‫إل عامر بن الظرب العدوان ابنته عمرة فقال‬

‫‪5‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫ياصعصعة إنك جئت تشتري من كبدي وأرحم ولدي عندي منعتك أو بعتك‬
‫النكاح خي من الية والسيب كفء السيب والزوج الصال أب بعد أب وقد أنكحتك‬
‫خشية أل أجد مثلك أفر من السر إل العلنية أنصح ابنا وأودع ضعيفا قويا ث أقبل على قومه‬
‫فقال يا معشر عدوان أخرجت من بي أظهركم كريتكم على غي رغبة عنكم ولكن من خط‬
‫له شئ جاءه رب زارع لنفسه حاصد سواه ولول قسم الظوظ على قدر الدود ما أدرك‬
‫الخر من الول شيئا يعيش به ولكن الذي أرسل اليا أنبت الرعى ث قسمه أكل لكل فم بقلة‬
‫ومن الاء جرعة إنكم ترون ول تعلمون لن يرى ما أصف لكم إل كل ذي قلب واع ولكل‬
‫شئ راع ولكل رزق ساع إما أكيس وإما أحق وما رأيت شيئا إل سعت حسه ووجدت‬
‫مسه وما رأيت موضوعا إل مصنوعا وما رأيت جائيا إل داعيا ول غانا إل خائبا ول نعمة إل‬
‫ومعها بؤس ولو كان ييت الناس الداء لحياهم الدواء فهل لكم ف العلم العليم قيل ما هو قد‬
‫قلت فأصبت وأخبت فصدقت فقال أمورا شت وشيئا شيا حت يرجع اليت حيا ويعود ل‬
‫شيء شيا ولذلك خلقت الرض والسموات فتولوا عنه راجعي فقال ويلمها نصيحة لو كان‬
‫من يقبلها حديث بعض مقاول حي مع ابنيه وما دار بينه وبينهما من الساءلة حي كبت سنه‬
‫كان لرجل من مقاول حي ابنان يقال لحدها عمرو وللخر ربيعة وكانا قد‬
‫برعا ف الدب والعلم فلما بلغ الشيخ أقصى عمره وأشفى على الفناء دعاها ليبلو‬
‫عقولما ويعرف مبلغ علمهما فلما حضرا قال لعمرو وكان الكب أخبن عن أحب الرجال‬
‫إليك وأكرمهم عليك قال السيد الواد القليل النداد الاجد الجداد الراسي الوتاد الرفيع‬
‫العماد العظيم الرماد الكثي الساد الباسل الذواد الصادر الوراد قال ما تقول يا ربيعة قال ما‬
‫أحسن ما وصف وغيه أحب إل منه قال ومن يكون بعد هذا قال السيد الكري الانع للحري‬
‫الفضال الليم القمقام الزعيم الذي إن هم فعل وإن سئل بذل قال أخبن يا عمرو بأبغض‬
‫الرجال إليك قال البم اللئيم الستخذي للخصيم البطان النهيم العيي البكيم الذي إن سئل منع‬
‫وإن هدد خضع وإن طلب جشع قال ما تقول يا ربيعة قال غيه أبغض إل منه قال ومن هو‬

‫‪6‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫قال النئوم الكذوب الفاحش الغضوب الرغيب عند الطعام البان عند الصدام قال أخبن يا‬
‫عمرو أي النساء أحب إليك قال الركولة اللفاء المكورة اليداء الت يشفي السقيم كلمها‬
‫ويبي الوصب إلامها الت إن أحسنت إليها شكرت وإن أسأت إليها صبت وإن استعتبتها‬
‫أعتبت الفاترة الطرف الطفلة الكف العميمة الردف قال ما تقول يا ربيعة قال نعت فأحسن‬
‫وغيها أحب إل منها قال ومن هي قال الفتانة العيني‬
‫السيلة الدين الكاعب الثديي الرداح الوركي الشاكرة للقليل الساعدة للحليل‬
‫الرخيمة الكلم الماء العظام الكرية الخوال والعمام العذبة اللثام قال فأي النساء إليك‬
‫أبغض يا عمرو قال القتاتة الكذوب الظاهرة العيوب الطوافة البوب العابسة القطوب السبابة‬
‫الوثوب الت إن ائتمنها زوجها خانته وإن لن لا أهانته وإن أرضاها أعضبته وإن أطاعها عصته‬
‫قال ما تقول يا ربيعة قال بئس وال الرأة ذكر وغيها أبغض إل منها قال وأيتهن الت هي‬
‫أبغض إليك من هذه قال السليطة اللسان الوذية للجيان الناطقة بالبهتان الت وجهها عابس‬
‫وزوجها من خيها آيس الت إن عاتبها زوجها وترته وإن ناطقها انتهرته قال ربيعة وغيها‬
‫أبغض إل منها ومن هي قال الت شقي صاحبها وخزى خاطبها وإفتضح أقاربا قال ومن‬
‫صاحبها قال مثلها ف خصالا كلها ل تصلح إل له ول يصلح إل لا قال فصفه ل قال الكفور‬
‫غي الشكور اللئيم الفجور العبوس الكال الرون الامح الراضى بالوان الختال النان الضعيف‬
‫النان العد البنان القئول غي الفعول اللول غي الوصول الذي ل يرع عن الحارم ول يرتدع‬
‫عن الظال قال أخبن يا عمرو أي اليل أحب إليك عند الشدائد إذا إلتقى القران للتجالد‬
‫قال الواد النيق الصان العتيق الكفيت العريق الشديد الوثيق الذي يفوت إذا هرب ويلحق‬
‫إذا طلب قال نعم الفرس وال نعت قال فما تقول‬
‫يا ربيعة قال غيه أحب إل منه قال وما هو قال الصان الواد السلس القياد‬
‫الشهم الفؤاد الصبور إذا سرى السابق إذا جرى قال فأي اليل أبغض إليك يا عمرو قال‬
‫الموح الطموح النكول النوح الصئول الضعيف اللول العنيف الذي إن جاريته سبقته وإن‬

‫‪7‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫طلبته أدركته قال ما تقول يا ربيعة قال غيه أبغض إل منه قال وما هو قال البطيء الثقيل‬
‫الرون الكليل الذي إن ضربته قمص وإن دنوت منه شس يدركه الطالب ويفوته الارب‬
‫ويقطع بالصاحب قال ربيعة وغيه أبغض إل منه قال وما هو قال الموح البوط الركوض‬
‫الروط الشموس الضروط القطوف ف الصعود والبوط الذي ل يسلم الصاحب ول ينجو من‬
‫الطالب قال أخبن يا عمرو أي العيش ألذ قال عيش ف كرامة ونعيم وسلمة واغتباق مدامة‬
‫قال ما تقول يا ربيعة قال نعم العيش وال وصف وغيه أحب إل منه قال وما هو قال عيش‬
‫ف أمن ونعيم وعز وغن عميم ف ظل ناح وسلمة مساء وصباح وغيه أحب إل منه قال‬
‫وما هو قال غن دائم وعيش سال وظل ناعم قال فما أحب السيوف إليك يا عمرو قال‬
‫الصقيل السام الباتر الجذام الاضي السطام الرهف الصمصام الذي إن هززته ل يكب وإذا‬
‫ضربت به ل ينب قال ما تقول يا ربيعة قال نعم السيف نعت وغيه أحب‬
‫إل قال وما هو قال السام القاطع ذو الرونق اللمع الظمآن الائع الذي إن هززته‬
‫هتك وإذا ضربت به بتك قال فما أبغض السيوف إليك يا عمرو قال الفطار الكهام الذي إن‬
‫ضرب به ل يقطع وإن ذبح به ل ينخع قال فما تقول يا ربيعة قال بئس السيف وال ذكر‬
‫وغيه أبغض إل منه قال وما هو قال الطبع الددان العضد الهان قال فأخبن يا عمرو أي‬
‫الرماح أحب إليك عند الراس إذا اعتكر الباس واشتجر الدعاس قال أحبها إل الارن الثقف‬
‫القوم الخطف الذي إذا هززته ل ينعطف وإذا طعنت به ل ينقصف قال ما تقول يا ربيعة قال‬
‫نعم الرمح نعت وغيه أحب إل منه قال وما هو قال الذابل العسال القوم النسال الاضي إذا‬
‫هززته النافذ إذا هزته قال فأخبن يا عمرو عن أبغض الرماح إليك قال العصل عند الطعان‬
‫الثلم السنان الذي إذا هززته انعطف وإذا طعنت به انقصف قال ما تقول يا ربيعة قال بئس‬
‫الرمح ذكر وغيه أبغض إل منه قال وما هو قال الضعيف الهز اليابس الكز الذي إذا أكرهته‬
‫انطم وإذا طعنت به انقصم قال انصرفا الن طاب ل الوت‬

‫‪8‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫إحدى ملكات اليمن وخاطبوها وذكروا أن ملكة كانت بسبأ فأتاها قوم يطبونا‬
‫فقالت ليصف كل رجل منكم نفسه وليصدق وليوجز لتقدم إن تقدمت أو أدع إن تركت‬
‫على علم فتكلم رجل منهم يقال له مدرك فقال إن أب كان ف العز الباذخ والسب الشامخ‬
‫وأنا شرس الليقة غي رعديد عند القيقة قالت ل عتاب على الندل فأرسلتها مثل ث تكلم‬
‫آخر منهم ويقال له ضبيس بن شرس فقال أنا ف مال أثيث وخلق غي خبيث وحسب غي‬
‫عثيث أحذو النعل بالنعل وأجزى القرض بالقرض فقالت ل يسرك غائبا من ل يسرك شاهدا‬
‫فأرسلتها مثل ث تكلم آخر منهم يقال له شاس بن عباس فقال أنا شاس ابن عباس معروف‬
‫بالندى والباس حسن اللق ف سجية والعدل ف قضية مال غي مظور على القل والكثر وباب‬
‫غي مجوب على العسر واليسر قالت الي متبع والشر مذور فأرسلتها مثل ث قالت اسع يا‬
‫مدرك وأنت يا ضبيس لن يستقيم معكما معاشرة لعشي حت يكون فيكما لي عريكة وأما‬
‫أنت يا شاس فقد حللت من مل الهزع من الكنانة والواسطة من القلدة لدماثة خلقك‬
‫وكرم طباعك ث اسع بد أودع فأرسلتها مثل وتزوجت شاسا‬
‫رواد مذحج يصفون ما ارتادوا من الراعى عن أشياخ من بن الرث بن كعب‬
‫قالوا أجدبت بلد مذحج فأرسلوا روادا من كل بطن رجل فبعثت بنو زبيد رائدا وبعثت‬
‫النخع رائدا وبعثت جعفى رائدا فلما رجع الرواد قيل لرائد بن زبيد ما وراءك قال رأيت أرضا‬
‫موشة البقاع ناتة النقاع مستحلسة الغيطان ضاحكة القريان واعدة وأحر بوفائها راضية‬
‫أرضها عن سائها وقيل لرائد جعفى ما وراءك قال رأيت أرضا جعت السماء أقطارها‬
‫فأمرعت أصبارها وديثت أوعارها فبطنانا غمقة وظهرانا غدقة ورياضها مستوسقة ورقاقها‬
‫رائخ ووطئها سائخ وماشيها مسرور ومصرمها مسور وقيل للنخعي ما وراءك فقال مداحي‬
‫سيل وزهاء ليل‬
‫وغيل يواصي غيل قد ارتوت أجزازها ودمث عزازها والتبدت أقوازها فرائدها أنق‬
‫وراعيها سنق فل قضض ول رمض عازبا ل يفزع وواردها ل ينكع فاختاروا مراد النخعي ما‬

‫‪9‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫دار من الديث بي النذر بن النعمان الكب وبي عامر بن جوين الطائي وفد عامر بن جوين‬
‫الطائي على النذر بن النعمان الكب جد النعمان بن النذر وذلك بعد انقضاء ملك كندة‬
‫ورجوع اللك إل لم وكان عامر قد أجار امرؤ القيس ابن حجر أيام كان مقيما بالبلي‬
‫وقال كلمته الت يقول فيها هنالك ل أعطي مليكا ظلمة ول سوقة حت يئوب ابن مندله‬
‫وكان النذر ضغنا عليه فلما دخل عليه قال له يا عام لساء مثوى أثويته ربك‬
‫وثويك حي حاولت إصباء طلته ومالفته إل عشيه أما وال لو كنت كريا لئويته مكرما‬
‫موقرا ولانبته مسلما فقال له أبيت اللعن لقد علمت‬
‫أبناء أدد إن لعزها جارا وأكرمها جوارا وأمنعها دارا ولقد أقام وافرا وزال شاكرا‬
‫فقال له النذر يا عام وإنك لتخال هضيبات أجأ ذات الوبار وأفنيات سلمي ذات الغفار‬
‫مانعاتك من الجر الرار ذي العدد الكثار والصن والهار والرماح الرار وكل ماضي الغرار‬
‫بيد كل مسعر كري النجار قال عامر أبيت اللعن إن بي تلك الضيبات والرعان والشعاب‬
‫والصدان لفتيانا أبطال وكهول أزوال يضربون القوانس ويستنلون الفوارس بالرماح الداعس‬
‫ل يتبعوا الرعاء ول ترشحهم الماء فقال اللك يا عام لو قد تاوبت اليل ف تلك الشعاب‬
‫صهيل كانت الصوات قعقعة وصليل وفغر الوت وأعجز الفوت فتقارشت الرماح وحى‬
‫السلح لتساقى قومك كأسا ل صحو بعدها فقال مهل أبيت اللعن إن شرابنا وبيل‬
‫وحدنا أليل ومعجمنا صليب ولقاءنا مهيب فقال له يا عام إنه لقليل بقاء الصخرة‬
‫الصراء على وقع اللطيس فقال أبيت اللعن إن صفاتنا عب الراديس فقال لوقظن قومك من‬
‫سنة الغفلة ث لعقبنهم بعدها رقدة ليهب راقدها ول يستيقظ هاجدها فقال له عامر إن البغي‬
‫أباد عمرا وصرع حجرا وكانا أعز منك سلطانا وأعظم شانا وإن لقيتنا ل تلق أنكاسا‬
‫ول أغساسا فهبش وضائعك وصنائعك وهلم إذا بدا لك فنحن الل قسطوا على‬
‫الملك قبلك ث أتى راحلته فركبها وأنشأ يقول تعلم أبيت اللعن أن قناتنا تزيد على غمز‬
‫الثقاف تصعبا أتوعدنا بالرب أمك هابل رويدك برقا ل أبا لك خلبا إذا خطرت دون جديلة‬

‫‪10‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫بالقنا وحامت رجال الغوث دون تدبا أبيت الت توى وأعطيتك الت تسوق إليك الوت‬
‫أخرج أكهبا فإن شئت أن تزدارنا فأت تعترف رجال يذيلون الديد العقربا وإنك لو أبصرتم‬
‫ف مالم رأيت لم جعا كثيفا وكوكبا وذكرك العيش الرخى جلدهم وملهى بأكناف السدير‬
‫ومشربا فأغض على غيظ ول ترم الت تكم فيك الزاعب الحربا‬
‫قيس بن رفاعة والارث بن أب شر الغسان كان قيس بن رفاعة يفد سنة إل‬
‫النعمان اللخمي بالعراق وسنة إل الارث ابن اب شر الغسان بالشأم فقال له يوما وهو عنده‬
‫يابن رفاعة بلغن أنك تفضل النعمان على قال وكيف أفضله عليك أبيت اللعن فوال لقفاك‬
‫أحسن من وجهه ولمك أشرف من أبيه ولبوك أشرف من جيع قومه ولشمالك أجود من‬
‫يينه ولرمانك أنفع من نداه ولقليلك أكثر من كثيه ولثمادك أغزر من غديره ولكرسيك‬
‫أرفع من سريره ولدولك أغمر من بوره وليومك أفضل من شهوره ولشهرك أمد من حوله‬
‫ولولك خي من حقبه ولزندك أورى من زنده ولندك أعز من جنده وإنك لن غسان أرباب‬
‫اللوك وإنه لن لم الكثي النوك فكيف أفضله عليك قيس بن خفاف البجي وحات طيئ أتى‬
‫أبو جبيل قيس بن خفاف البجى حات طيئ ف دماء حلها عن قومه فأسلموه فيها وعجز عنها‬
‫فقال وال لتي من يملها عن وكان شريفا شاعرا فلما قدم عليه قال إنه وقعت بي قومي‬
‫دماء فتواكلوها وإن حلتها ف مال وأملي‬
‫فقدمت مال وكنت أملي فإن تملها فرب حق قد قضيته وهم قد كفيته وإن حال‬
‫دون ذلك حائل ل أذمم يومك ول أيأس من غدك ث أنشأ يقول حلت دماء للباجم جة‬
‫فجئتك لا أسلمتن الباجم وقالوا سفاها ل حلت دماءنا فقلت لم يكفي المالة حات مت آته‬
‫فيها يقل ل مرحبا وأهل وسهل أخطأتك الشائم فيحملها عن وإن شئت زادن زيادة من‬
‫حنت إليه الكارم يعيش الندى ما عاش حات طيئ فإن مات قامت للسخاء مآت ينادين مات‬
‫الود معك فل نرى ميبا له ما حام ف الو حائم وقال رجال أنب العام ماله فقلت لم إن‬
‫بذلك عال ولكنه يعطي من أموال طي إذا جلف الال القوق اللوازم فيعطي الت فيها الغن‬

‫‪11‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫وكأنه لتصغيه تلك العطية جارم بذلك أوصاه عدي وحشرج وسعد وعبد ال تلك القماقم‬
‫فقال له حات إن كنت لحب أن يأتين مثلك من قومك هذا مرباعي من الغارة على بن تيم‬
‫فخذه وافرا فإن وف بالمالة وإل أكملتها لك وهو مائتا بعي سوى بنيها وفصالا مع أن ل‬
‫أحب أن تويس قومك بأموالم فضحك أبو جبيل وقال لكم ما أخذت منا ولنا ما أخذنا منكم‬
‫وأي بعي دفعته إل ليس ذنبه ف يد صاحبه فأنت منه برئ فدفعها إليه وزاده مائة بعي فأخذها‬
‫وانصرف راجعا إل قومه فقال حات ف ذلك‬
‫أتان البجي أبو جبيل لم ف حالته طويل فقلت له خذ الرباع رهوا فإن لست‬
‫أرضى بالقليل على حال ول عودت نفسي على علتا علل البخيل فخذها إنا مائتا بعي سوى‬
‫الناب الرذية والفصيل فل من عليك با فإن رأيت الن يزري بالزيل فآب البجى وما عليه‬
‫من أعباء المالة من فتيل ير الذيل ينفض مذرويه خفيف الظهر من حل ثقيل مقال قبيصة بن‬
‫نعيم لمرئ القيس بن حجر قدم على امرىء القيس بن حجر الكندي بعد مقتل أبيه رجال من‬
‫قبائل بن أسد وفيهم قبيصة بن نعيم يسألونه العفو عن دم أبيه فخرج عليهم ف قباء وخف‬
‫وعمامة سوداء وكانت العرب ل تعتم إل ف الترات فلما نظروا إليه قاموا له وبدر إليه قبيصة‬
‫فقال إنك ف الحل والقدر والعرفة بتصرف الدهر وما تدثه أيامه وتتنقل به أحواله بيث ل‬
‫تتاج إل تذكي من واعظ ول تبصي من مرب ولك من سودد منصبك وشرف أعراقك‬
‫وكرم أصلك ف العرب متد يتمل ما حل عليه‬
‫من إقالة العثرة ورجوع عن الفوة ول تتجاوز المم إل غاية إل رجعت إليك‬
‫فوجدت عندك من فضيلة الرأي وبصية الفهم وكرم الصفح ما يطول رغباتا ويستغرق طلباتا‬
‫وقد كان الذي كان من الطب الليل الذي عمت رزيته نزارا واليمن ول تصص بذلك‬
‫كندة دوننا للشرف البارع كان لجر التاج والعمة فوق البي الكري وإخاء المد وطيب‬
‫الشيم ولو كان يفدى هالك بالنفس الباقية بعده لا بلت كرائمنا با على مثله ولكنه مضى به‬
‫سبيل ل يرجع أخراه على أوله ول يلحق أقصاه أدناه فأحد الالت ف ذلك أن تعرف‬

‫‪12‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫الواجب عليك ف إحدى خلل ثلث إما أن اخترت من بن أسد أشرفها بيتا وأعلها ف بناء‬
‫الكرمات صوتا فقدناه إليك بنسعة تذهب مع شفرات حسامك بباقي قصرته فنقول رجل‬
‫امتحن بالك عزيز فلم يستل سخيمته إل تكينه من النتقام أو فداء با يروح على بن أسد من‬
‫نعمها فهي ألوف تاوز السبة فكان ذلك فداء رجعت به القضب إل أجفانا ل يرددها‬
‫تسليط الحن على البآء وإما أن وادعتنا إل أن تضع الوامل فتسدل الزر وتعقد المر فوق‬
‫الرايات فبكى امرؤ القيس ساعة ث رفع رأسه فقال‬
‫رد امرئ القيس عليه لقد علمت العرب أنه ل كفء لجر ف دم وأن لن أعتاض‬
‫به جل ول ناقة فأكتسب به سبة البد وفت العضد وأما النظرة فقد أوجبتها الجنة ف بطون‬
‫أمهاتا ولن أكون لعطبها سببا وستعرفون طلئع كندة من بعد ذلك تمل ف القلوب حنقا‬
‫وفوق السنة علقا إذا جالت الرب ف مأزق تصافح فيه النايا النفوسا أتقيمون أم تنصرفون‬
‫قالوا بل ننصرف بأسوأ الختيار وأبلى الجترار بكروه وأذية وحرب وبلية ث نضوا عنه‬
‫وقبيصة يتمثل لعلك أن تستوخم الورد إن غدت كتائبنا ف مأزق الرب تطر فقال امرؤ‬
‫القيس ل وال ولكن أستعذبه فرويدا ينفرج لك دجاها عن فرسان كندة وكتائب حي ولقد‬
‫كان ذكر غي هذا ب أول إذ كنت نازل بربعي ولكنك قلت فأوجبت فقال قبيصة ما يتوقع‬
‫فوق قدر العاتبة والعتاب فقال امرؤ القيس هو ذاك‬
‫خطبة هانئ بن قبيصة الشيبان قال هانئ بن قبيصة الشيبان يرض قومه يوم ذي‬
‫قار يا معشر بكر هالك معذور خي من ناج فرور إن الذر ل ينجي من القدر وإن الصب من‬
‫أسباب الظفر النية ول الدنية استقبال الوت خي من استدباره الطعن ف ثغر النحور أكرم منه‬
‫ف العجاز والظهور يا آل بكر قاتلوا فما للمنايا من بد خطبة عمرو بن كلثوم أما بعد فإنه ل‬
‫يب عن فضل الرء أصدق من تركه تزكية نفسه ول يعب عنه ف تزكية أصحابه أصدق من‬
‫اعتماده إياهم برغبته وائتمانه إياهم على حرمته أكثم بن صيفي يعزي عمرو بن هند عن أخيه‬
‫وعزى أكثم بن صيفي عمرو بن هند ملك العرب عن أخيه فقال له إن أهل هذه الدار سفر ل‬

‫‪13‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫يلون عقد الرحال إل ف غيها وقد أتاك ما ليس بردود عنك وارتل عنك ما ليس براجع‬
‫إليك وأقام معك من سيظعن عنك ويدعك واعلم أن الدنيا ثلثة أيام فأمس عظة وشاهد عدل‬
‫فجعك بنفسه‬
‫وأبقى لك وعليك حكمته واليوم غنيمة وصديق أتاك ول تأته طالت عليك غيبته‬
‫وستسرع عنك رحلته وغد ل تدري من أهله وسيأتيك إن وجدك فما أحسن الشكر للمنعم‬
‫والتسليم للقادر وقد مضت لنا أصول نن فروعها فما بقاء الفروع بعد أصولا واعلم أن أعظم‬
‫من الصيبة سوء اللف منها وخي من الي معطيه وشر من الشر فاعله خطبة قس بن ساعدة‬
‫اليادي خطب قس بن ساعدة اليادي بسوق عكاظ فقال أيها الناس اسعوا وعوا من عاش‬
‫مات ومن مات فات وكل ما هو آت آت ليل داج ونار ساج وساء ذات أبراج ونوم تزهر‬
‫وبار تزخر وجبال مرساة وأرض مدحاة وأنار مراة إن ف السماء لبا وإن ف الرض لعبا‬
‫ما بال الناس يذهبون ول يرجعون أرضوا فأقاموا أم تركوا فناموا يقسم قس بال قسما ل إث‬
‫فيه إن ل دينا هو أرضى له وأفضل من دينكم الذي أنتم عليه إنكم لتأتون من المر منكرا‬
‫ويروي أن قسا أنشأ بعد ذلك يقول ف الذاهبي الولي من القرون لنا بصائر لا رأيت مواردا‬
‫للموت ليس لا مصادر‬
‫ورأيت قومي نوها تضي الكابر والصاغر ل يرجع الاضي إل ول من الباقي‬
‫غابر أيقنت أن ل مالة حيث صار القوم صائر قس بن ساعدة عند قيصر وكان قس بن‬
‫ساعدة يفد على قيصر ويزوره فقال له قيصر يوما ما أفضل العقل قال معرفة الرء بنفسه قال‬
‫فما أفضل العلم قال وقوف الرء عند علمه قال فما أفضل الروءة قال استبقاء الرجل ماء وجهه‬
‫قال فما أفضل الال قال ما قضي به القوق خطبة الأمون الارثي قعد الأمون الارثي ف نادي‬
‫قومه فنظر إل السماء والنجوم ث أفكر طويل ث قال أرعون أساعكم وأصغوا إل قلوبكم يبلغ‬
‫الوعظ منكم حيث أريد طمح بالهواء الشر وران على القلوب الكدر وطخطخ الهل النظر‬
‫إن فيما ترى لعتبا لن اعتب أرض موضوعة وساء مرفوعة وشس تطلع وتغرب ونوم تسري‬

‫‪14‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫فتعزب وقمر تطلعه النحور وتحقه أدبار الشهور وعاجز مثر وحول مكد وشاب متضر ويفن‬
‫قد غب وراحلون ل يئوبون وموقوفون‬
‫ل يفرطون ومطر يرسل بقدر فيحيي البشر ويورق الشجر ويطلع الثمر وينبت‬
‫الزهر وماء يتفجر من الصخر الير فيصدع الدر عن أفنان الضر فيحيي النام ويشبع السوام‬
‫وينمي النعام إن ف ذلك لوضح الدلئل على الدبر القدر البارئ الصور يأيها العقول النافرة‬
‫والقلوب النائرة أن تؤفكون وعن أي سبيل تعمهون وف أي حية تيمون وإل أي غاية‬
‫توفضون لو كشفت الغطية عن القلوب وتلت الغشاوة عن العيون لصرح الشك عن اليقي‬
‫وأفاق من نشوة الهالة من استولت عليه الضللة بي مهلهل بن ربيعة ومرة بن ذهل بن شيبان‬
‫لا قتل جساس بن مرة بن ذهل الشيبان كليب بن ربيعة التغلب تشمر أخوه مهلهل واستعد‬
‫لرب بكر وجع إليه قومه فأرسل رجال منهم‬
‫إل بن شيبان فأتوا مرة بن ذهل بن شيبان أبا جساس وهو ف نادي قومه فقالوا له‬
‫إنكم أتيتم عظيما بقتلكم كليبا بناب من البل فقطعتم الرحم وانتهكتم الرمة وإنا كرهنا‬
‫العجلة عليكم دون العذار إليكم ونن نعرض عليكم خلل أربعا لكم فيها مرج ولنا فيها‬
‫مقنع فقال مرة وما هي قالوا تيي لنا كليبا او تدفع إلينا جساسا قاتله فنقتله به أو هاما فإنه‬
‫كفء له أو تكننا من نفسك فإن فيك وفاء من دمه فقال أما إحيائي كليبا فهذا ما ل يكون‬
‫وأما الساس فإنه غلم طعن طعنة على عجل ث ركب فرسه فل أدري أي البلد احتوى عليه‬
‫وأما هام فإنه أبو عشرة وأخو عشرة وعم عشرة كلهم فرسان قومهم فلن يسلموه ل فأدفعه‬
‫إليكم يقتل بريرة غيه وأما أنا فهل هو إل أن تول اليل جولة غدا فأكون أول قتيل بينها‬
‫فما أتعجل الوت ولكن لكم عندي خصلتان أما إحداها فهؤلء بن الباقون فعلقوا ف عنق‬
‫أيهم شئتم نسعة فانطلقوا به إل رحالكم فاذبوه ذبح الزور وإل فألف ناقة سود الدق حر‬
‫الوبر أقيم لكم با كفيل من بن وائل فغضب القوم وقالوا لقد أسأت تبذل لنا ولدك وتسومنا‬
‫اللب من دم كليب ونشبت الرب بينهم منافرة علقمة بن علثة وعامر بن الطفيل العامرين لا‬

‫‪15‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫أسن أبو براء عامر بن مالك بن جعفر بن ملعب السنة تنازع ف الرياسة عامر بن الطفيل بن‬
‫مالك بن جعفر وعلقمة بن علثة بن عوف بن الحوص ابن جعفر‬
‫فقال علقمة كانت لدي الحوص وإنا صارت لعمك بسببه وقد قعد عمك عنها‬
‫وأنا استرجعتها فأنا أول با منك فشرى الشر بينهما وسارا إل النافرة فقال علقمة إن شئت‬
‫نافرتك فقال عامر قد شئت وال إن لكرم منك حسبا وأثبت منك نسبا وأطول منك قصبا‬
‫فقال علقمة وال لنا خي منك ليل ونارا فقال عامر وال لنا أحب إل نسائك أن أصبح‬
‫فيهن منك أنا أنر منك للقاح وخي منك ف الصباح وأطعم منك ف السنة الشياح فقال‬
‫علقمة أنا خي منك أثرا وأحد منك بصرا وأعز منك نفرا وأشرف منك ذكرا فقال عامر ليس‬
‫لبن الحوص فضل على بن مالك ف العدد وبصري ناقص وبصرك صحيح ولكن أنافرك إن‬
‫أسى منك سة وأطول منك قمة وأحسن منك لة وأجعد منك جة وأسرع منك رحة وأبعد‬
‫منك هة فقال علقمة أنت رجل جسيم وأنا رجل قضيف وأنت جيل وأنا قبيح ولكن أنافرك‬
‫بآبائي وأعمامي فقال عامر آباؤك أعمامي ول أكن لنافرك بم لكن أنافرك أنا خي منك عقبا‬
‫وأطعم منك جدبا فقال علقمة قد علمت أن لك عقبا وقد أطعمت طيبا ولكن أنافرك إن خي‬
‫منك وأول باليات منك فخرجت أم عامر وكانت تسمع كلمهما فقالت يا عامر نافره‬
‫أيكما أول باليات قال عامر إن وال لركب منك ف الماة وأقتل منك للكمأة‬
‫وخي منك للمول والولة فقال له علقمة وال إن لب وإنك لفاجر وإن لولود‬
‫وإنك لعاقر وإن لعف وإنك لعاهر وإن لوف وإنك لغادر ففيم تفاخرن يا عامر فقال عامر‬
‫وال إن لنزل منك للقفرة وأنر منك للبكرة وأطعم منك للهبة وأطعن منك للثغرة فقال‬
‫علقمة وال إنك لكليل البصر نكد النظر وثاب على جاراتك بالسحر فقال بنو خالد بن جعفر‬
‫وكانوا يدا مع بن الحوص على بن مالك بن جعفر لن تطيق عامرا ولكن قل له أنافرك بينا‬
‫وأقربنا إل اليات فقال له علقمة هذا القول فقال عامر عي وتيس وتيس وعن فذهبت مثل‬
‫نعم على مائة من البل إل مائة من البل يعطاها الكم أينا نفر عليه صاحبه أخرجها ففعلوا‬

‫‪16‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫ذلك ووضعوا با رهنا من أبنائهم على يدي رجل يقال له خزية بن عمرو بن الوحيد فسمى‬
‫الضمي وخرج علقمة ومن معه من بن خالد وخرج عامر فيمن معه من بن مالك وجعل‬
‫منافرتما إل أب سفيان بن حرب بن أمية فلم يقل بينهما شيئا وكره ذلك لالما وحال‬
‫عشيتما وقال أنتما كركبت البعي الدرم قال فأينا اليمي قال كل كما يي وأب أن يقضي‬
‫بينهما فانطلقا إل اب جهل بن هشام فأب أن يكم بينهما وقد كانت العرب تاكم إل قريش‬
‫فأتيا عيينة بن حصن بن حذيفة‬
‫أن يقول بينهما شيئا فأتيا غيلن بن سلمة الثقفي فردها إل حرملة ابن الشعر‬
‫الري فردها إل هرم بن قطبة بن سنان الفزاري فانطلقا حت نزل به وقد ساقا البل معهما‬
‫حت أشتت وأربعت ل يأتيان أحدا إل هاب أن يقضى بينهما فقال هرم لعمري لحكمن‬
‫بينكما ث لفصلن فأعطيان موثقا أطمئن إليه أن ترضيا با أقول وتسلما لا قضيت بينكما‬
‫وأمرها بالنصراف ووعدها ذلك اليوم من قابل فانصرفا حت إذا بلغ الجل خرجا إليه وأقام‬
‫القوم عنده أياما فأرسل هرم إل عامر فأتاه سرا ل يعلم به علقمة فقال يا عامر قد كنت أرى‬
‫لك رأيا وأن فيك خيا وما حيستك هذه اليام إل لتنصرف عن صاحبك أتنافر رجل ل تفخر‬
‫أنت وقومك إل بآبائه فما الذي أنت به خي منه فقال عامر نشدتك ال والرحم أن ل تفضل‬
‫على علقمة فوال لئن فعلت ل أفلح بعدها أبدا هذه ناصيت فاجززها واحتكم ف مال فإن‬
‫كنت ل بد فاعل فسو بين وبينه قال انصرف فسوف أرى رأيي فخرج عامر وهو ل يشك أنه‬
‫ينفره عليه ث أرسل إل علقمة سرا ل يعلم به عامر فأتاه وقال له مثل ما قال لعامر فرد عليه‬
‫علقمة با رد به عامر وانصرف وهو ل يشك أنه سيفضل عليه عامرا ث إن هرما أرسل إل بنيه‬
‫وبن أبيه إن قائل غدا بي هذين الرجلي مقالة فإذا فعلت فليطرد بعضكم عشر جزائر‬
‫فلينحرها عن علقمة ويطرد بعضكم عشر جزائر ينحرها عن عامر وفرقوا بي الناس ل تكون‬
‫لم جاعة وأصبح هرم فجلس ملسه وأقبل الناس وأقبل علقمة وعامر حت جلسا فقام هزم‬
‫فقال يا بن جعفر قد تاكمتما عندي وأنتما كركبت‬

‫‪17‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫البعي الدرم تقعان إل الرض معا وليس فيكما أحد إل وفيه ما ليس ف صاحبه‬
‫وكل كما سيد كري وعمد بنو هرم وبنو أخيه إل تلك الزر فنحروها حيث أمرهم هرم‬
‫وفرقوا الناس ول يفضل هرم أحدا منهما على صاحبه وكره أن يفعل وها ابنا عم فيجلب‬
‫بذلك عداوة ويوقع بي اليي شرا‬
‫أشراف العرب بي يدي كسرى قال كسرى للنعمان بن النذر يوما هل ف العرب‬
‫قبيلة تشرف على قبيلة قال نعم قال فبأي شيء قال من كانت له ثلثة آباء متوالية رؤساء ث‬
‫اتصل ذلك بكمال الرابع فالبيت من قبيلته فيه وينسب إليه قال فاطلب ذلك فطلبه فلم يصبه‬
‫إل ف آل حذيفة بن بدر وآل حاجب بن زرارة وآل ذي الدين وآل الشعث ابن قيس بن‬
‫كندة فجمع هؤلء الرهط ومن تبعهم من عشائرهم وأقعد لم الكام والعدول وقال ليتكلم‬
‫كل منكم بآثر قومه وليصدق فكان حذيفة بن بدر الفزاري أول متكلم وكان ألسن القوم‬
‫فقال مقالة حذيفة بن بدر الفزاري قد علمت العرب أن فينا الشرف القدم والعز العظم‬
‫ومأثرة للصنيع الكرم فقال من حوله ول ذاك يا أخا فزازة فقال ألسنا الدعائم الت ل ترام‬
‫والعز الذي ل يضام قيل صدقت ث قام شاعرهم فقال فزارة بيت العز والعز فيهم فزارة قيس‬
‫حسب قيس نضالا لا العزة القعساء والسب الذي بناء لقيس ف القدي رجالا‬
‫فهيهات قد أعيا القرون الت مضت مآثر قيس مدها وفعالا وهل أحد إن هز يوما‬
‫بكفه إل الشمس ف مرى النجوم ينالا فإن يصلحوا يصلح لذاك جيعها وإن يفسدوا يفسد‬
‫من الناس حالا مقال الشعث الكندي ث قام الشعث الكندي وإنا أذن له أن يقوم قبل ربيعة‬
‫وتيم لقرابته من النعمان بن النذر فقال قد علمت العرب أنا نقاتل عديدها الكثر وزحفها‬
‫الكب وإنا لغياث الكربات ومعدن الكرمات قالوا ول يا أخا كندة قال لنا ورثنا ملك كندة‬
‫فاستظللنا بأفيائه وتقلدنا منكبه العظم وتوسطنا ببوحه الكرم ث قام شاعرهم فقال إذا قست‬
‫أبيات الرجال ببيتنا وجدت لنا فضل على من يفاخر فمن قا كل أو أتانا بطة ينافرنا فيها‬
‫فنحن ناطر تعالوا قفوا كي يعلم الناس أينا له الفضل فيما أورثته الكابر مقال بسطام الشيبان‬

‫‪18‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫ث قام بسطام الشيبان فقال قد علمت العرب أنا بناة بيتها الذي ل يزول ومغرس عزها الذي‬
‫ل يول قالوا ول يا أخا شيبان قال لنا أدركهم للثار وأضربم للملك البار وأقومهم للحكم‬
‫وألدهم للخصم ث قام شاعرهم فقال‬
‫لعمري بسطام أحق بفضلها وأول بيت العز عز القبائل فسائل أبيت اللعن عن عز‬
‫قومها إذا جد يوم الفخر كل مناقل ألسنا أعز الناس قوما ونصرة وأضربم للكبش بي القبائل‬
‫وقائع غر كلها ربعية تذل لا عزا رقاب الحافل إذا ذكرت ل ينكر الناس فضلها وعاذ با من‬
‫شرها كل وائل وإنا ملوك الناس ف كل بلدة إذا نزلت بالناس إحدى الزلزل مقال حاجب بن‬
‫زرارة ث قام حاجب بن زرارة التميمي فقال قد علمت معد أنا فرع دعامتها وقادة زحفها‬
‫قالوا ول ذاك يا أخا بن تيم قال لنا أكثر الناس عديدا وأنبهم طرا وليدا وأنا أعطاهم للجزيل‬
‫وأحلهم للثقيل ث قام شاعرهم فقال لقد علمت أبناء خندف أننا لنا العز قدما ف الطوب‬
‫الوائل وأنا كرام أهل مد وثروة وعز قدي ليس بالتضائل فكم فيهم من سيد وابن سيد أغر‬
‫نيب ذي فعال ونائل فسائل أبيت اللعن عنا فإننا دعائم هذا الناس عند اللئل‬
‫مقال قيس بن عاصم السعدي ث قام قيس بن عاصم السعدي فقال لقد علم هؤلء‬
‫أنا أرفعهم ف الكرمات دعائم وأثبتهم ف النائبات مقادم قالوا ول ذاك يا أخا بن سعد قال لنا‬
‫أدركهم للثار وأمنعهم للجار وأنا ل ننكل إذا حلنا ول نرام إذا حللنا ث قام شاعرهم فقال لقد‬
‫علمت قيس وحندف أننا وجل تيم والميع الذي ترى بأنا عماد ف المور وأننا لنا الشرف‬
‫الضخم الركب ف الندى وأنا ليوث الناس ف كل مأزق إذا جز بالبيض الماجم والطل فمن‬
‫ذا ليوم الفخر يعدل عاصما وقيسا إذا مرت ألوف إل العل فهيهات قد أعيا الميع فعالم‬
‫وقاموا بيوم الفخر مسعاة من سعى فقال كسرى حينئذ ليس منهم إل سيد يصلح لوضعه‬
‫وأسن حباءهم وأعظم صلتم وكرم مآبم‬
‫وفود العرب على كسرى قدم النعمان بن النذر على كسرى وعنده وفود الروم‬
‫والند والصي فذكروا من ملوكهم وبلدهم فافتخر النعمان بالعرب وفضلهم على جيع المم‬

‫‪19‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫ل يستثن فارس ول غيها فقال كسرى وأخذته عزة اللك يا نعمان لقد فكرت ف أمر العرب‬
‫وغيهم من المم ونظرت ف حالة من يقدم على من وفود المم فوجدت للروم حظا ف‬
‫اجتماع ألفتها وعظم سلطانا وكثرة مدائنها ووثيق بنيانا وأن لا دينا يبي حللا وحرامها‬
‫ويرد سفيهها ويقيم جاهلها ورأيت الند نوا من ذلك ف حكمتها وطبها مع كثرة أنار‬
‫بلدها وثارها وعجيب صناعتها وطيب أشجارها ودقيق حسابا وكثرة عددها وكذلك‬
‫الصي ف اجتماعها وكثرة صناعات أيديها وفروسيتها وهتها ف آلة الرب وصناعة الديد‬
‫وأن لا ملكا يمعها والترك والرر علة ما بم من سوء الال ف العاش وقلة الريف والثمار‬
‫والصون وما هو رأس عمارة الدنيا من الساكن واللبس لم ملوك تضم قواصيهم وتدبر‬
‫أمرهم ول أر للعرب شيئا من خصال الي ف أمر دين ول دنيا ول حزم ول قوة ومع أن ما‬
‫يدل على مهانتها وذلا وصغر هتها ملتهم الت هم با مع الوحوش النافرة والطي الائرة‬
‫يقتلون أولدهم من الفاقة ويأكل بعضهم بعضا من الاجة قد خرجوا من مطاعم الدنيا‬
‫وملبسها ومشاربا ولوها ولذاتا فأفضل طعام ظفر به ناعمهم لوم البل الت يعافها كثي من‬
‫السباع لثقلها وسوء طعمها وخوف دائها وإن قرى أحدهم ضيفا عدها مكرمة‬
‫وإن أطعم أكلة عدها غنيمة تنطق بذلك أشعارهم وتفتخر بذلك رجالم ما خل‬
‫هذه التنوخية الت أسس جدي اجتماعها وشد ملكتها ومنعها من عدوها فجرى لا ذلك إل‬
‫يومنا هذا وإن لا مع ذلك آثارا ولبوسا وقرى وحصونا وأمورا تشبه بعض أمور الناس يعن‬
‫اليمن ث ل أراكم تستكينون على ما بكم من الذلة والقلة والفاقة والبؤس حت تفتخروا‬
‫وتريدوا أن تنلوا فوق مراتب الناس قال النعمان أصلح ال اللك حق لمة اللك منها أن‬
‫يسموا فضلها ويعظم خطبها وتعلو درجتها إل أن عندي جوابا ف كل ما نطق به اللك ف غي‬
‫رد عليه ول تكذيب له فإن أمنن من غضبه نطقت به قال كسرى قل فأنت آمن خطبة النعمان‬
‫بن النذر قال النعمان أما أمتك أيها اللك فليست تنازع ف الفضل لوضعها الذي هي به من‬
‫عقولا وأحلمها وبسطة ملها وببوحة عزها وما أكرمها ال به من ولية آبائك ووليتك‬

‫‪20‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫وأما المم الت ذكرت فأي أمة تقرنا بالعرب إل فضلتها قال كسرى باذا قال النعمان بعزها‬
‫ومنعتها وحسن وجوهها وبأسها وسخائها وحكمة ألسنتها وشدة عقولا وانفتها ووفائها فأما‬
‫عزها ومنعتها فإنا ل تزل ماورة لبائك الذين دوخوا البلد ووطدوا اللك وقادوا الند ل‬
‫يطمع فيهم طامع ول ينلهم نائل حصونم ظهور خيلهم ومهادهم الرض وسقوفهم السماء‬
‫وجنتهم السيوف وعدتم الصب إذ غيها من المم إنا عزها من الجارة والطي وجزائر‬
‫البحور وأما حسن وجوهها وألوانا فقد يعرف فضلهم ف ذلك على غيهم من الند النحرفة‬
‫والصي النحفة والروم والترك الشوهة القشرة‬
‫وأما أنسابا وأحسابا فليست أمة من المم إل وقد جهلت آباءها وأصولا وكثيا‬
‫من أولا حت إن أحدهم ليسأل عمن وراء أبيه ذنيا فل ينسبه ول يعرفه وليس أحد من العرب‬
‫إل يسمى آباءه أبا فأبا حاطوا بذلك أحسابم وحفظوا به أنسابم فل يدخل رجل ف غي قومه‬
‫ول ينتسب إل غي نسبه ول يدعى إل غي أبيه وأما سخاؤها فإن أدناهم رجل الذي تكون‬
‫عنده البكرة والناب عليها بلغه ف حوله وشبعه وريه فيطرقه الطارق الذي يكتفي بالفلذة‬
‫ويتزى بالشربة فيعقرها له ويرضى أن يرج عن دنياه كلها فيما يكسبه حسن الحدوثة‬
‫وطيب الذكر وأما حكمة ألسنتهم فإن ال تعال أعطاهم ف أشعارهم ورونق كلمهم وحسنه‬
‫ووزنه وقوافيه مع معرفتهم الشياء وضربم للمثال وإبلغهم ف الصفات ما ليس لشيء من‬
‫ألسنة الجناس ث خيلهم أفضل اليل ونساؤهم أعف النساء ولباسهم أفضل اللباس ومعادنم‬
‫الذهب والفضة وحجارة جبالم الزع ومطاياهم الت ل يبلغ على مثلها سفر ول يقطع بثلها‬
‫بلد قفر وأما دينها وشريعتها فإنم متمسكون به حت يبلغ أحدهم من نسكه بدينة أن لم‬
‫أشهرا حرما وبلدا مرما وبيتا مجوجا ينسكون فيه مناسكهم ويذبون فيه ذبائحهم فيلقى‬
‫الرجل قاتل أبيه أو أخيه وهو قادر على أخذ ثاره وإدراك رغمه منه فيحجزه كرمه وينعه دينه‬
‫عن تناوله بأذى‬
‫حذف‬

‫‪21‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫وأما وفاؤها فإن أحدهم يلحظ اللحظة ويومي الياءة فهي ولث وعقدة ل يلها‬
‫إل خروج نفسه وإن أحدهم يرفع عودا من الرض فيكون رهنا بدينه فل يغلق رهنه ول تفر‬
‫ذمته وإن أحدهم ليبلغه أن رجل استجار به وعسى أن يكون نائيا عن داره فيصاب فل يرضى‬
‫حت يفن تلك القبيلة الت أصابته أو تفن قبيلته لا أخفر من جواره وإنه ليلجأ إليهم الجرم‬
‫الحدث من غي معرفة ول قرابة فتكون أنفسهم دون نفسه وأموالم دون ماله وأما قولك أيها‬
‫اللك يئدون أولدهم فإنا يفعله من يفعله منهم بالناث أنفة من العار وغية من الزواج وأما‬
‫قولك إن أفضل طعامهم لوم البل على ما وصفت منها فما تركوا ما دونا إل احتقارا لا‬
‫فعمدوا إل أجلها وأفضلها فكانت مراكبهم وطعامهم مع أنا اكثر البهائم شحوما وأطيبها‬
‫لوما وأرقها ألبانا وأقلها غائلة وأحلها مضغة وإنه ل شيء من اللحمان يعال ما يعال به‬
‫لمها إل استبان فضلها عليه وأما تاربم وأكل بعضهم بعضا وتركهم إلنقياد لرجل‬
‫يسوسهم ويمعهم فإنا يفعل ذلك من يفعله من المم إذا أنست من نفسها ضعفا وتوفت‬
‫نوض عدوها إليها بالزحف وإنه إنا يكون ف الملكة العظيمة أهل بيت واحد يعرف فضلهم‬
‫على سائر غيهم فيلقون إليهم أمورهم وينقادون لم بأزمتهم وأما العرب فإن ذلك كثي فيهم‬
‫حت لقد حاولوا أن يكونوا ملوكا أجعي مع أنفتهم من أداء الراج والوطث بالعسف‬
‫وأما اليمن الت وصفها اللك فإنا أتى جد اللك إليها الذي أتاه عند غلبة البش له‬
‫على ملك متسق وأمر متمع فأتاه مسلوبا طريدا مستصرخا ولول ما وتر به من يليه من العرب‬
‫لال إل مال ولوجد من ييد الطعان ويغضب للحرار من غلبة العبيد الشرار فعجب كسرى‬
‫لا أجابه النعمان به وقال إنك لهل لوضعك من الرياسة ف أهل إقليمك ث كساه من كسوته‬
‫وسرحه إل موضعه من الية فلما قدم النعمان الية وف نفسه ما فيها ما سع من كسرى‬
‫من تنقص العرب وتجي أمرهم بعث إل أكثم بن صيفي وحاجب بن زرارة التميميي وإل‬
‫الرث بن عباد وقيس بن مسعود البكريي وإل خالد بن جعفر وعلقمة بن علثة وعامر بن‬
‫الطفيل العامريي وإل عمرو بن الشريد السلمي وعمرو بن معد يكرب الزبيدي والارث بن‬

‫‪22‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫ظال الرى فلما قدموا عليه ف الورنق قال لم قد عرفتم هذه العاجم وقرب جوار العرب‬
‫منها وقد سعت من كسرى مقالت توفت أن يكون لا غور أو يكون إنا أظهرها لمر أراد‬
‫أن يتخذ به العرب خول كبعض طماطمته ف تأديتهم الراج إليه كما يفعل بلوك المم الذين‬
‫حوله فاقتص عليهم مقالت كسرى وما رد عليه فقالوا أيها اللك وفقك ال ما أحسن ما‬
‫رددت وأبلغ ما حججته به فمرنا بأمرك وادعنا إل ما شئت قال إنا أنا رجل منكم وإنا‬
‫ملكت وعززت بكانكم وما يتخوف من ناحيتكم وليس شيء أحب إل ما سدد ال به‬
‫أمركم وأصلح به شأنكم وأدام به عزكم والرأي أن تسيوا بماعتكم أيها الرهط وتنطلقوا إل‬
‫كسرى فإذا دخلتم نطق كل رجل منكم‬
‫با حضره ليعلم أن العرب على غي ما ظن أو حدثته نفسه ول ينطق رجل منكم‬
‫با يغضبه فإنه ملك عظيم السلطان كثي العوان مترف معجب بنفسه ول تنخزلوا له انزال‬
‫الاضع الذليل وليكن أمر بي ذلك تظهر به وثاقة حلومكم وفضل منلتكم وعظيم أخطاركم‬
‫وليكن أول من يبدأ منكم بالكلم أكثم ابن صيفي ث تتابعوا على المر من منازلكم الت‬
‫وضعتكم با فإنا دعان إل التقدمة إليكم علمي بيل كل رجل منكم إل التقدم قبل صاحبه‬
‫فل يكونن ذلك منكم فيجد ف آدابكم مطعنا فإنه ملك مترف وقادر مسلط ث دعا لم با ف‬
‫خزائنه من طرائف حلل اللوك كل رجل منهم حلة وعممه عمامة وختمه بياقوته وأمر لكل‬
‫رجل منهم بنجيبة مهرية وفرس نيبة وكتب معهم كتابا أما بعد فإن اللك ألقى إل من أمر‬
‫العرب ما قد علم وأجبته با قد فهم ما أحببت أن يكون منه على علم ول يتلجلج ف نفسه أن‬
‫أمة من المم الت احتجزت دونه بملكتها وحت ما يليها بفضل قوتا تبلغها ف شىء من‬
‫المور الت يتعزز با ذوو الزم والقوة والتدبي والكيدة وقد أوفدت أيها اللك رهطا من‬
‫العرب لم فضل ف أحسابم وأنسابم وعقولم وآدابم فليسمع اللك وليغمض عن جفاء إن‬
‫ظهر من منطقهم وليكرمن بإكرامهم وتعجيل سراحهم وقد نسبتهم ف أسفل كتاب هذا إل‬
‫عشائرهم فخرج القوم ف أهبتهم حت وقفوا بباب كسرى بالدائن فدفعوا إليه كتاب النعمان‬

‫‪23‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫فقرأه وأمر بإنزالم إل أن يلس لم ملسا يسمع منهم فلما أن كان بعد ذلك بأيام أمر مرازبته‬
‫ووجوه أهل ملكته فحضروا وجلسوا على كراسي عن يينه‬
‫وشاله ث دعا بم على الولء والراتب الت وصفهم النعمان با ف كتابه وأقام‬
‫الترجان ليؤدي إليه كلمهم ث أذن لم ف الكلم خطبة أكثم بن صيفي فقام أكثم بن صيفي‬
‫فقال إن أفضل الشياء أعاليها وأعلى الرجال ملوكها وأفضل اللوك أعمها نفعا وخي الزمنة‬
‫أخصبها وأفضل الطباء أصدقها الصدق منجاة والكذب مهواة والشر لاجة والزم مركب‬
‫صعب والعجز مركب وطئ آفة الرأي الوى والعجز مفتاح الفقر وخي المور الصب حسن‬
‫الظن ورطة وسوء الظن عصمة إصلح فساد الرعية خي من إصلح فساد الراعي من فسدت‬
‫بطانته كان كالغاص بالاء شر البلد بلد ل أمي با شر اللوك من خافه البىء الرء يعجز ل‬
‫الحالة أفضل الولد البرة خي العوان من ل يراء بالنصيحة أحق النود بالنصر من حسنت‬
‫سريرته يكفيك من الزاد ما بلغك الحل حسبك من شر ساعه الصمت حكم وقليل فاعله‬
‫البلغة الياز من شدد نفر ومن تراخى تألف فتعجب كسرى من أكثم ث قال ويك يا أكثم‬
‫ما أحكمك وأوثق كلمك لول وضعك كلمك ف غي موضعه قال أكثم الصدق ينبء عنك‬
‫ل الوعيد قال كسرى لو ل يكن للعرب غيك لكفى قال أكثم رب قول أنفذ من صول‬
‫خطبة حاجب بن زرارة ث قام حاجب بن زرارة التميمي فقال ورى زندك وعلت‬
‫يدك وهيب سلطانك إن العرب أمة قد غلظت أكبادها واستحصدت مرتا ومنعت درتا وهي‬
‫لك وامقة ما تألفتها مسترسلة ما ل ينتها سامعة ما سامتها وهي العلقم مرارة والصاب‬
‫غضاضة والعسل حلوة والاء الزلل سلسة نن وفودها إليك وألسنتها لديك ذمتنا مفوظة‬
‫وأحسابنا منوعة وعشائرنا فينا سامعة مطيعة إن نؤب لك حامدين خيا فلك بذلك عموم‬
‫ممدتنا وإن نذم ل نص بالذم دونا قال كسرى يا حاجب ما أشبه حجر التلل بألوان‬
‫صخرها قال حاجب بل زئي السد بصولتها قال كسرى وذلك خطبة الارث بن عباد ث قام‬

‫‪24‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫الارث بن عباد البكري فقال دامت لك الملكة باستكمال جزيل حظها وعلو سنائها من‬
‫طال رشاؤه كثر متحه ومن ذهب ماله قل منحه تناقل القاويل يعرف اللب وهذا‬
‫مقام سيوجف با ينطق به الركب وتعرف به كنه حالنا العجم والعرب ونن‬
‫جيانك الدنون وأعوانك العينون خيولنا جة وجيوشنا فخمة إن استنجدتنا فغي ربض وإن‬
‫استطرقتنا فغي جهض وإن طلبتنا فغي غمض ل ننثن لذعر ول نتنكر لدهر رماحنا طوال‬
‫وأعمارنا قصار قال كسرى أنفس عزيزة وأمة ضعيفة قال الرث أيها اللك وأن يكون‬
‫لضعيف عزة أو لصغي مرة قال كسرى لو قصر عمرك ل تستول على لسانك نفسك قال‬
‫الرث أيها اللك إن الفارس إذا حل نفسه على الكتيبة مغررا بنفسه على الوت فهى منية‬
‫استقبلها وجنان استدبرها والعرب تعلم أن أبعث الرب قدما وأحبسها وهى تصرف با حت‬
‫إذا جاشت نارها وسعرت لظاها وكشفت عن ساقها جعلت مقادها رمى وبرقها سيفى‬
‫ورعدها زئيى ول أقصر عن خوص خضخاضها حت أنغمس ف غمرات لجها وأكون فلكا‬
‫لفرسان إل ببوحة كبشها فأستمطرها دما وأترك حاتا جزر السباع وكل نسر‬
‫قشعم ث قال كسرى لن حضره من العرب أكذلك هو قالوا فعاله أنطق من لسانه‬
‫قال كسرى ما رأيت كاليوم وفدا أحشد ول شهودا أوفد خطبة عمرو بن الشريد ث قام عمرو‬
‫بن الشريد السلمى فقال أيها اللك نعم بالك ودام ف السرور حالك إن عاقبة الكلم متدبرة‬
‫وأشكال المور معتبة وف كثي ثقلة وف قليل بلغة وف اللوك سورة العز وهذا منطق له ما‬
‫بعده شرف فيه من شرف وخل فيه من خل ل نأت لضيمك ول نفد لسخطك ول نتعرض‬
‫لرفدك أن ف أموالنا منتقدا وعلى عزنا معتمدا إن أورينا نارا أثقبنا وإن أود دهر بنا اعتدلنا إل‬
‫أنا مع هذا لوارك حافظون ولن رامك كافحون حت يمد الصدر ويستطاب الب قال‬
‫كسرى ما يقوم قصد منطقك بإفراطك ول مدحك بذمك قال عمرو كفى بقليل قصدى‬
‫هاديا وبأيسر إفراطى مبا ول يلم من غربت نفسه عما يعلم ورضى من القصد با بلغ قال‬
‫كسرى ما كل ما يعرف الرء ينطق به اجلس‬

‫‪25‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫خطبة خالد بن جعفر الكلب ث قام خالد بن جعفر الكلب فقال أحضر ال اللك‬
‫إسعادا وأرشده إرشادا إن لكل منطق فرصة ولكل حاجة غصة وعى النطق أشد من عى‬
‫السكوت وعثار القول أنكأ من عثار الوعث وما فرصة النطق عندنا إل با نوى وغصة النطق‬
‫با ل نوى غي مستساغة وتركى ما أعلم من نفسى ويعلم من سعى أنن له مطيق أحب إل‬
‫من تكلفى ما أتوف ويتخوف من وقد أوفدنا إليك ملكنا النعمان وهو لك من خي العوان‬
‫ونعم حامل العروف والحسان أنفسنا بالطاعة لك باخعة ورقابنا بالنصيحة خاضعة وأيدينا‬
‫لك بالوفاء رهينة قال له كسرى نطقت بعقل وسوت بفضل وعلوت بنبل خطبة علقمة بن‬
‫علثة العامري ث قام علقمة بن علثة العامري فقال نجت لك سبل الرشاد وخضعت لك‬
‫رقاب العباد إن للقاويل مناهج وللراء موال وللعويص مارج وخي القول أصدقه وأفضل‬
‫الطلب أنحه إنا وإن كانت الحبة أحضرتنا والوفادة قربتنا فليس من حضرك منا بأفضل من‬
‫عزب عنك بل لو قست كل رجل منهم وعلمت منهم ما علمنا لوجدت له ف آبائه‬
‫دنيا أندادا وأكفاء كلهم إل الفضل منسوب وبالشرف والسؤدد موصوف وبالرأي‬
‫الفاضل والدب النافذ معروف يمى حاه ويروى نداماه ويذود أعداه ل تمد ناره ول يترز‬
‫منه جاره أيها اللك من يبل العرب يعرف فضلهم فاصطنع العرب فإنا البال الرواسى عزا‬
‫والبحور الزواخر طميا والنجوم الزواهر شرفا والصى عددا فإن تعرف لم فضلهم يعزوك وإن‬
‫تستصرخهم ل يذلوك قال كسرى وخشى أن يأت منه كلم يمله على السخط عليه حسبك‬
‫أبلغت وأحسنت خطبة قيس بن مسعود الشيبان ث قام قيس بن مسعود الشيبان فقال أطاب‬
‫ال بك الراشد وجنبك الصائب ووقاك مكروه الشصائب ما أحقنا إذ أتيناك بإساعك ما ل‬
‫ينق صدرك ول يزرع لنا حقدا ف قلبك ل نقدم أيها اللك لساماة ول ننتسب لعاداة ولكن‬
‫لتعلم أنت ورعيتك ومن حضرك من وفود المم أنا ف النطق غي مجمي وف الناس غي‬
‫مقصرين إن جورينا فغي مسبوقي وإن سومينا فغي مغلوبي‬

‫‪26‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫قال كسرى غي أنكم إذا عاهدت غي وافي وهو يعرض به ف تركه الوفاء بضمانه‬
‫السواد قال قيس أيها اللك ما كنت ف ذلك إل كواف غدر به أو كخافر أخفر بذمته قال‬
‫كسرى ما يكون لضعيف ضمان ول لذليل خفارة قال قيس أيها اللك ما أنا فيما أخفر من‬
‫ذمت أحق بإلزامي العار منك فيما قتل من رعيتك وأنتهك من حرمتك قال كسرى ذلك لن‬
‫من ائتنمن الانة واستنجد الثة ناله من الطإ ما نالن وليس كل الناس سواء كيف رأيت‬
‫حاجب بن زرارة ل يكم قواه فيبم ويعهد فيوف ويعد فينجز قال وما أحقه بذلك وما رأيته‬
‫إل ل قال كسرى القوم بزل فأفضلها أشدها خطبة عامر بن الطفيل العامري ث قام عامر بن‬
‫الطفيل العامري فقال كثر فنون النطق ولبس القول أعمى من حندس الظلماء وإنا الفخر ف‬
‫الفعال والعجز ف النجدة والسؤدد مطاوعة القدرة وما أعلمك بقدرنا وأبصرك بفضلنا‬
‫وبالرى إن أدالت اليام وثابت الحلم أن تدث لنا أمورا لا أعلم قال كسرى وما تلك‬
‫العلم قال متمع الحياء من ربيعة ومضر على أمر يذكر قال كسرى وما المر الذي يذكر‬
‫قال ما ل علم بأكثر ما أخبن به مب قال كسرى مت تكاهنت يا بن الطفيل قال لست‬
‫بكاهن ولكن بالرمح‬
‫طاعن قال كسرى فإن اتاك آت من جهة عينك العوراء ما أنت صانع قال ما هيبت‬
‫ف قفاي بدون هيبت ف وجهي وما أذهب عين عيث ولكن مطاوعة العبث خطبة عمرو بن‬
‫معديكرب الزبيدي ث قام عمرو بن معديكرب الزبيدي فقال إنا الرء بأصغريه قلبه ولسانه‬
‫فبلغ النطق الصواب وملك النجعة الرتياد وعفو الرأى خي من استكراه الفكرة وتوقيف‬
‫البة خي من أعتساف الية فاجتبذ طاعتنا بلفظك واكتظم بادرتنا بلمك وألن لنا كنفك‬
‫يسلس لك قيادنا فإنا أناس ل يوقس صفاتنا قراع مناقي من أراد لنا قضما ولكن منعنا حانا‬
‫من كل من رام لنا هضما خطبة الارث بن ظال الرى ث قام الرث بن ظال الري فقال إن‬
‫من آفة النطق الكذب ومن لؤم الخلق اللق ومن خطل الرأي خفة اللك السلط فإن‬
‫أعلمناك أن مواجهتنا لك عن الئتلف وانقيادنا لك عن تصاف فما أنت لقبول ذلك منا بليق‬

‫‪27‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫ول للعتماد عليه بقيق ولكن الوفاء بالعهود وإحكام ولث العقود والمر بيننا وبينك معتدل‬
‫مال يأت من قبلك ميل أو زلل‬
‫قال كسرى من أنت قال الرث بن ظال قال إن ف أساء آبائك لدليل على قلة‬
‫وفائك وأن تكون أول بالغدر وأقرب من الوزر قال الارث إن ف الق مغضبة والسرو‬
‫التغافل ولن يستوجب أحد اللم إل مع القدرة فلتشبه أفعالك ملسك قال كسرى هذا فت‬
‫القوم ث قال كسرى قد فهمت ما نطقت به خطباؤكم وتفنن فيه متكلموكم ولول أن أعلم‬
‫أن الدب ل يثقف أودكم ول يكم أمركم وأنه ليس لكم ملك يمعكم فتنطقون عنده منطق‬
‫الرعية الاضعة الباخعة فنطقتم با استول على ألسنتكم وغلب على طباعكم ل أجز لكم كيا‬
‫ما تكلمتم به وإن لكره أن أجبه وفودي أو أحنق صدورهم والذي أحب من إصلح‬
‫مدبركم وتألف شواذكم والعذار إل ال فيما بين وبينكم وقد قبلت ما كان ف منطقكم من‬
‫صواب وصفحت عما كان فيه من خلل فانصرفوا إل ملككم فأحسنوا موازرته والتزموا‬
‫طاعته واردعوا سفهاءكم وأقيموا أودهم وأحسنوا أدبم فإن ف ذلك صلح العامة‬
‫مالس بن مزاحم وقاصر بن سلمة عند النعمان بن النذر كان مالس بن مزاحم‬
‫الكلب وقاصر بن سلمة الذامي بباب النعمان بن النذر وكان بينهما عداوة فأتى قاصر إل ابن‬
‫فرتن وهو عمرو بن هند أخو النعمان ابن النذر وقال إن مالسا هجاك وأنشده ف ذلك أبياتا‬
‫فلما سع عمرو ذلك أتى النعمان فشكا مالسا وأنشده البيات فأرسل النعمان إل مالس فلما‬
‫دخل عليه قال ل أم لك أتجو امرأ هو ميتا خي منك حيا وهو سقيما خي منك صحيحا وهو‬
‫غائبا خي منك شاهدا فبحرمة ماء الزن وحق أب قابوس لئن لح ل أن ذلك كان منك‬
‫لنزعن غلصمتك من قفاك ولطعمنك لمك قال مالس أبيت اللعن كل والذي رفع ذروتك‬
‫بأعمادها وأمات حسادك بأكمادها ما بلغت غي أقاويل الوشاة ونائم العصاة وما هجوت‬
‫أحدا ول أهجو امرأ ذكرت أبدا وإن أعوذ بدك الكري وعز بيتك القدي أن ينالن منك‬
‫عقاب أو يفاجئن منك عذاب قبل الفحص والبيان عن أساطي أهل البهتان فدعا النعمان‬

‫‪28‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫قاصرا فسأله فقال قاصر أبيت اللعن وحقك لقد هجاه وما أروانيها سواه فقال مالس ل‬
‫يأخذن أيها اللك منك قول امرئ آفك ول توردن سبيل الهالك واستدلل على كذبه بقوله‬
‫إن أرويته مع ما تعرف من عداوته فعرف النعمان صدقه فأخرجهما فلما خرجا قال مالس‬
‫لقاصر شقي جدك وسفل خدك وبطل كيدك ولح للقوم جرمك وطاش عن سهمك ولنت‬
‫أضيق حجرا من نقاز وأقل قوى من الامل على الكراز فأرسلها مثل‬
‫ضمرة بن ضمرة عند النعمان بن النذر قيل إن رجل من بن تيم يقال له ضمرة بن‬
‫ضمرة كان يغي على مسال النعمان بن النذر حت أذا عيل صب النعمان كتب إليه أن أدخل ف‬
‫طاعت ولك مائة من البل فقبلها وأتاه فلما نظر إليه أزدراه وكان ضمرة دميما فقال تسمع‬
‫بالعيدي ل أن تراه فقال ضمرة مهل أيها اللك إن الرجال ل يكالون بالصيعان وإنا الرء‬
‫بأصغريه قلبه ولسانه إن قاتل قاتل بنان وإن نطق نطق ببيان قال صدقت ل درك هل لك علم‬
‫بالمور والولوج فيها قال وال إن لبرم منها السحول وأنقض منها الفتول وأحيلها حت تول‬
‫ث أنظر إل ما يئول وليس للمور بصاحب من ل ينظر ف العواقب قال صدقت ل درك‬
‫فأخبن ما العجز الظاهر والفقر الاضر والداء العياء والسوءة السوءاء قال ضمرة أما العجز‬
‫الظاهر فالشاب القليل اليلة اللزوم للحليلة الذي يوم حولا ويسمع قولا فإن غضبت ترضاها‬
‫وإن رضيت تفداها وأما الفقر الاضر فالرء ل تشبع نفسه وإن كان من ذهب خلسه وأما‬
‫الداء العياء فجار السوء إن كان فوقك قهرك وإن كان دونك هزك وإن أعطيته كفرك وإن‬
‫منعته شتمك فإن كان ذلك جارك فأخل له دارك وعجل منه فرارك وإل فأقم بذل‬
‫وصغار وكن ككلب هرار وأما السوءة السوءاء فالليلة الصخابة الفيفة الوثابة‬
‫السليطة السبابة الت تعجب من غي عجب وتغضب من غي غضب الظاهر عيبها والخوف‬
‫غيبها فزوجها ل يصلح له حال ول ينعم له بال إن كان غنيا ل ينفعه غناه وإن كان فقيا‬
‫أبدت له قله فأراح ال منها بعلها ول متع ال با أهلها فأعجب النعمان حسن كلمه‬
‫وحضور جوابه فأحسن جائزته واحتبسه قبله لبيد بن ربيعة يصف بقلة وفد على النعمان بن‬

‫‪29‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫النذر عامر بن مالك ملعب السنة ف رهط من بن جعفر ابن كلب فيهم لبيد بن ربيعة‬
‫فطعن فيهم الربيع بن زياد العبسي وذكر معايبهم وكان نديا للنعمان وكانت بنو جعفر له‬
‫أعداء فلم يزل بالنعمان حت صده عنهم فدخلوا عليه يوما فرأوا منه جفاء وقد كان يكرمهم‬
‫ويقربم فخرجوا غضابا ولبيد متخلف ف رحالم يفظ متاعهم ويغدو بإبلهم كل صباح‬
‫يرعاها وكان أحدثهم سنا فأتاهم ذات ليلة وهم يتذاكرون أمر الربيع فسألم عنده فكتموه‬
‫فقال وال ل حفظت لكم متاعا ول سرحت لكم بعيا أو تبون فيم أنتم وكانت أم لبيد‬
‫يتيمة ف حجر الربيع فقالوا خالك قد غلبنا على اللك وصد عنا وجهه فقال لبيد هل تقدرون‬
‫على أن تمعوا بين وبينه فأزجره عنكم بقول مض مؤل ل يلتفت إليه النعمان بعده أبدا قالوا‬
‫وهل عندك شيء قال نعم قالوا فإنا نبلوك‬
‫قال وما ذاك قالوا تشتم هذه البقلة وقدامهم بقلة دقيقة القضبان قليلة الوراق‬
‫لصقة بالرض تدعى التربة فقال هذه التربة الت ل تذكي نارا ول تؤهل دارا ول تسر جارا‬
‫عودها ضئيل وفرعها كليل وخيها قليل أقبح البقول مرعى وأقصرها فرعا وأشدها قلعا فتعسا‬
‫لا وجدعا بلدها شاسع ونبتها خاشع وآكلها جائع والقيم عليها قانع فالقوا ب أخا بن عبس‬
‫أرده عنكم بتعس ونكس وأتركه من أمره ف لبس فلما أصبحوا غدوا به معهم إل النعمان‬
‫فذكروا حاجتهم فاعترض الربيع فرجز به لبيد رجزا ما لبث معه النعمان أن تقزز منه وأمره‬
‫بالنصراف إل أهله كلمات هند بنت الس اليادية أتى رجل هند بنت الس اليادية‬
‫يستشيها ف امرأة يتزوجها فقالت انظر رمكاء جسيمة أو بيضاء وسيمة ف بيت جد أو بيت‬
‫حد أو بيت عز قال ما تركت من النساء شيئا قالت بلى شر النساء تركت السويداء المراض‬
‫والمياء الحياض الكثية الظاظ وقيل لا أي النساء أسوأ قالت الت تقعد بالفناء وتل الناء‬
‫وتذق‬
‫ماف السقاء قيل فأي النساء أفضل قالت الت إذا مشت أغبت وإذا نطقت‬
‫صرصرت متوركة جارية ف بطنها جارية يتبعها جارية قيل فأي الغلمان أفضل قالت السوق‬

‫‪30‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫العنق الذي إن شب كأنه أحق قيل فأي الغلمان أفسل قالت الويقص القصي العضد العظيم‬
‫الاوية الغيب الغشاء الذي يطيع أمه ويعصي عمه وقيل لا أي الرجال أحب إليك قالت‬
‫السهل النجيب السمح السيب الندب الريب السيد الهيب قيل لا فهل بقي أحد من الرجال‬
‫أفضل من هذا قالت نعم الهيف الفهاف النف العياف الفيد التلف الذي ييف ول ياف‬
‫قيل لا فأي الرجال أبغض إليك قالت الوره النئوم الوكل السئوم الضعيف اليزوم اللئيم اللوم‬
‫قيل لا فهل بقي أحد شر من هذا قالت نعم الحق الناع الضائع الضاع الذي ل يهاب ول‬
‫يطاع قالوا فأي النساء أحب إليك قالت البيضاءالعطرة كأنا ليلة قمرة قيل فأي النساء‬
‫أبغض اليك قالت العنفص القصية الت إن استنطقتها سكتت وإن سكت عنها‬
‫نطقت وقال لا أبوها يوما أي الال خي قالت النخل الراسخات ف الوحل الطعمات ف الحل‬
‫قال وأي شيء قالت الضأن قرية ل وباء با تنتجها رخال وتلبها علل وتز لا جفال ول‬
‫أرى مثلها مال قال فالبل مالك تؤخرينها قالت هي أذكار الرجال وإرقاء الدماء ومهور‬
‫النساء قال فأي الرجال خي قالت خي الرجال الرهقون كما خي تلع البلد أوطؤها قال‬
‫أيهم قالت الذي يسأل ول يسأل ويضيف ول يضاف ويصلح ول يصلح قال فأي الرجال شر‬
‫قالت النصيط النطيط الذي معه سويط الذي يقول أدركون من عبد بن فلن فإن قاتله أو هو‬
‫قاتلي قال فأي النساء خي قالت الت ف بطنها غلم تمل على وركها غلما يشي وراءها‬
‫غلم قال فأي المال خي قالت السبحل الربل الراحلة الفحل قال‬
‫أرأيتك الذع قالت ل يضرب ول يدع قال أرأيتك الثن قالت يضرب وضرابه‬
‫وف قال أرأيتك السدس قالت ذاك العرس وقيل لا أي اليل أحب إليك قالت ذو اليعة الصنيع‬
‫السليط التليع اليد الضليع اللهب السريع فقيل لا أي الغيوث أحب إليك قالت ذو اليدب‬
‫النبعق الضخم الؤتلق الصخب النبثق وقيل لا ما مائة من العز قالت مؤيل يشف الفقر من‬
‫ورائه مال الضعيف وحرفة العاجز قيل فما مائة من الضأن قالت قرية ل حى با قيل فما مائة‬
‫من البل قالت بخ جال ومال ومن الرجال قيل فما مائة من اليل قالت‬

‫‪31‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫طغى من كانت له ول يوجد قيل فما مائة من المر قالت عازبة الليل وخزى‬
‫الجلس ل لب فيحلب ول صوف فيجز إن ربط عيها أدل وإن ترك ول وقيل لا من أعظم‬
‫الناس ف عينك قالت من كانت ل إليه حاجة وقالت أخبث الذئاب ذئب الغضا وأخبث‬
‫الفاعي أفعى الدب وأسرع الظباء ظباء اللب وأشد الرجال العجف وأجل النساء الفخمة‬
‫السيلة وأقبح النساء الهمة القفرة وآكل الدواب الرغوث وأطيب اللحم عوذه وأغلظ الواطي‬
‫الصى على الصفا وشر الال مال يزكى ول يذكى وخي الال سكة مأبورة أو مهرة مأمورة‬
‫خطبة كعب بن لؤي وخطب كعب بن لؤي وهو الد السابع للنب فقال اسعوا‬
‫وعوا وتعلموا تعلموا و تفهموا تفهموا ليل ساج ونار صاج والرض مهاد والبال أوتاد‬
‫والولون كالخرين كل ذلك إل بلء فصلوا أرحامكم وأصلحوا أحوالكم فهل رأيتم من‬
‫هلك رجع أو ميتا نشر الدار أمامكم والظن خلف ما تقولون زينوا حرمكم وعظموه‬
‫وتسكوا به ول تفارقوه فسيأت له نبأ عظيم وسيخرج منه نب كري ث قال نار وليل واختلف‬
‫حوادث سواء علينا حلوها ومريرها يئوبان بالحداث حت تأوبا وبالنعم الضاف علينا ستورها‬
‫صروف وأنباء تقلب أهلها لا عقد ما يستحيل مريرها على غفلة يأت النب ممد فيخب أخبارا‬
‫صدوقا خبيها ث قال يا ليتن شاهد فحواء دعوته حي العشية تبغي الق خذلنا‬
‫خطبة هاشم بن عبد مناف يث قريشا على إكرام زوار بيت ال الرام كان هاشم‬
‫بن عبد مناف يقوم أول نار اليوم الول من ذي الجة فيسند ظهره إل الكعبة من تلقاء بابا‬
‫فيخطب قريشا فيقول يا معشر قريش أنتم سادة العرب أحسنها وجوها وأعظمها أحلما‬
‫وأوسطها أنسابا وأقربا أرحاما يا معشر قريش أنتم جيان بيت ال أكرمكم بوليته وخصكم‬
‫بواره دون بن إساعيل وحفظ منكم أحسن ما حفظ جار من جاره فأكرموا ضيفه وزوار بيته‬
‫فإنم يأتونكم شعثا غبا من كل بلد فورب هذه البنية لو كان ل مال يمل ذلك لكفيتكموه‬
‫أل وإن مرج من طيب مال وحلله ما ل يقطع فيه رحم ول يؤخذ بظلم ول يدخل فيه حرام‬
‫فواضعه فمن شاء منكم أن يفعل مثل ذلك فعل وأسألكم برمة هذا البيت أل يرج رجل‬

‫‪32‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫منكم من ماله لكرامة زوار بيت ال ومعونتهم إل طيبا ل يؤخذ ظلما ول يقطع فيه رحم ول‬
‫يغتصب‬
‫خطبة هاشم بن عبد مناف ف قريش وخزاعة تنافرت قريش وخزاعة إل هاشم بن‬
‫عبد مناف فخطبهم با أذعن له الفريقان بالطاعة فقال ف خطبته أيها الناس نن آل إبراهيم‬
‫وذرية إساعيل وبنو النضر بن كنانة وبنو قصي بن كلب وأرباب مكة وسكان الرم لنا ذروة‬
‫السب ومعدن الجد ولكل ف كل حلف يب عليه نصرته وإجابة دعوته إل ما دعا إل‬
‫عقوق عشية وقطع رحم يا بن قصي أنتم كغصن شجرة أيهما كسر أوحش صاحبه والسيف‬
‫ل يصان إل بغمده ورامي العشية يصيبه سهمه ومن أمكه اللجاج أخرجه إل البغي أيها‬
‫الناس اللم شرف والصب ظفر والعروف كن والود سؤدد والهل سفه واليام دول والدهر‬
‫غي والرء منسوب إل فعله ومأخوذ بعمله فاصطنعوا العروف تكسبوا المد ودعوا الفضول‬
‫تانبكم السفهاء وأكرموا الليس يعمر ناديكم وحاموا الليط يرغب ف جواركم وأنصفوا من‬
‫أنفسكم يوثق بكم وعليكم‬
‫بكارم الخلق فإنا رفعة وإياكم والخلق الدنية فإنا تضع الشرف وتدم الجد‬
‫وإن ننهة الاهل أهون من جريرته ورأس العشية يمل أثقالا ومقام الليم عظة لن انتفع به‬
‫فقالت قريش رضينا بك أبا نضلة وهي كنيته خطبة عبد الطلب بن هاشم يهنئ سيف بن ذي‬
‫يزن باسترداد ملكه من البشة لا ظفر سيف بن ذي يزن بالبشة أتته وفود العرب وأشرافها‬
‫وشعراؤها تنئه وتدحه ومنهم وفد قريش وفيهم عبد الطلب بن هاشم فاستأذنه ف الكلم‬
‫فأذن له فقال إن ال تعال أيها اللك أحلك مل رفيعا صعبا منيعا باذخا شاما وأنبتك منبتا‬
‫طابت أرومته وعزت جرثومته وثبت أصله وبسق فرعه ف أكرم معدن وأطيب موطن فأنت‬
‫أبيت اللعن رأس العرب وربيعها الذي به تصب وملكها الذي به تنقاد وعمودها الذي عليه‬
‫العماد ومعقلها الذي إليه يلجأ العباد سلفك خي سلف وأنت لنا بعدهم خي خلف ولن يهلك‬
‫من أنت‬

‫‪33‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫خلفه ولن يمل من أنت سلفه نن أيها اللك أهل حرم ال وذمته وسدنة بيته‬
‫أشخصنا إليك الذي أبجك بكشف الكرب الذي فدحنا فنحن وفد التهنئة ل وفد الرزئة‬
‫خطبة أب طالب ف زواج الرسول بالسيدة خدية خطب أبو طالب حي زواج النب بالسيدة‬
‫خدية فقال المد ل الذي جعلنا من زرع إبراهيم وذرية إساعيل وجعل لنا بلدا حراما وبيتا‬
‫مجوجا وجعلنا الكام على الناس ث إن ممد بن عبد ال ابن أخي من ل يوازن به فت من‬
‫قريش إل رجح عليه برا وفضل وكرما وعقل ومدا ونبل وإن كان ف الال قل فإنا الال ظل‬
‫زائل وعارية مسترجعة وله ف خدية بنت خويلد رغبة ولا فيه مثل ذلك وما أحببتم من‬
‫الصداق فعلى‬
‫خطب الكهان الكاهن الزاعي ينفر هاشم بن عبد مناف على أمية بن عبد شس‬
‫ول هاشم بعد أبيه عبد مناف ما كان إليه من السقاية والرفادة فحسده أمية بن عبد شس بن‬
‫عبد مناف على رياسته وإطعامه وكان ذا مال فتكلف أن يصنع صنيع هاشم فعجز عنه فشمت‬
‫به ناس من قريش فغضب ونال من هاشم ودعاه إل النافرة فكره هاشم ذلك لسنة وقدره فلم‬
‫تدعه قريش حت نافره على خسي ناقة سود الدق ينحرها ببطن مكة واللء عن مكة عشر‬
‫سني فرضى بذلك أمية وجعل بينهما الكاهن الزاعي وهو جد عمرو بن المق ومنله‬
‫بعسفان وكان مع أمية ههمة بن عبد العزى الفهرى وكانت ابنته عند أمية فقال الكاهن‬
‫والقمر الباهر والكوكب الزاهر والغمام الاطر وما بالو من طائر وما اهتدى بعلم مسافر من‬
‫منجد وغائر لقد سبق هاشم أمية إل الآثر أول منه وآخر وأبو ههمة بذلك خابر‬
‫فقضى لاشم بالغلبة وأخذ هاشم البل فنحرها وأطعمها وغاب أمية عن مكة‬
‫بالشأم عشر سني فكانت هذه أول عداوة وقعت بي هاشم وأمية عوف بن ربيعة السدي‬
‫يتكهن بقتل حجر بن الارث كان حجر بن الارث أبو امرئ القيس ملك بن أسد وكان له‬
‫عليهم إتاوة كل سنة لا يتاج إليه فبقي كذلك دهرا ث بعث إليهم من يب ذلك منهم وحجر‬
‫يومئذ بتهامة فطردوا رسله وضربوهم فبلغ ذلك حجرا فسار إليهم فأخذ سرواتم وخيارهم‬

‫‪34‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫وجعل يقتلهم بالعصا فسموا عبيد العصا وأباح الموال وصيهم إل تامة وحبس جاعة من‬
‫أشرافهم منهم عبيد بن البرص الشاعر فقال شعرا يستعطفه فيه ومنه قوله أنت الليك عليهم‬
‫وهم العبيد إل القيامة فرق لم وعفا عنهم وردهم إل بلدهم فلما صاروا على مسية يوم من‬
‫تامة تكهن كاهنهم وهو عوف بن ربيعة بن عامر السدي فقال لم يا عبادي قالوا لبيك ربنا‬
‫فقال من اللك الصلهب الغلب غي الغلب ف البل كأنا الربرب ل يقلق رأسه الصخب هذا‬
‫دمه ينثعب وهو غدا أول من يستلب قالوا ومن هو ربنا قال لول تيش نفس جاشية لخبتكم‬
‫أنه حجر ضاحية‬
‫فركبوا كل صعب وذلول حت بلغوا عسكر حجر فهجموا عليه ف قبته فقتلوه‬
‫كاهن بن الارث بن كعب يذرهم غزو بن تيم كان بنو تيم قد أغاروا على لطيمة لكسرى‬
‫فيها مسك وعنب وجوهر كثي فأوقع كسرى بم وقتل القاتلة وبقيت أموالم وذراريهم ف‬
‫مساكنهم ل مانع لا وبلغ ذلك بن الارث بن كعب من مذحج فمشى بعضهم إل بعض‬
‫وقالوا اغتنموا بن تيم فاجتمعت بنو الارث وأحلفها من زيد وحزم بن ريان ف عسكر‬
‫عظيم وساروا يريدون بن تيم فحذرهم كاهن كان مع الارث واسه سلمة بن الغفل وقال‬
‫إنكم تسيون أعقابا وتغزون أحبابا سعدا وربابا وتردون مياها جبابا فتلقون عليها ضرابا‬
‫وتكون غنيمتكم ترابا فأطيعوا أمري ول تغزوا تيما ولكنهم خالفوه وقاتلوا بن تيم فهزموا‬
‫هزية نكراء‬
‫أحد كهان اليمن يفصل ف أمر هند بنت عتبة كان الفاكه بن الغية الخزومي أحد‬
‫فتيان قريش وكان قد تزوج هند بن عتبة وكان له بيت للضيافة يغشاه الناس فيه بل إذن فقال‬
‫يوما ف ذلك البيت وهند معه ث خرج عنها وتركها نائمة فجاء بعض من كان يغشى البيت‬
‫فلما وجد الرأة نائمة ول عنها فاستقبله الفاكه بن الغية فدخل على هند وأنبها وقال من هذا‬
‫الارج من عندك قالت وال ما انتبهت حت أنبهتن وما رأيت أحدا قط قال القي بأبيك‬
‫وخاض الناس ف أمرهم فقال لا أبوها يا بنية العار وإن كان كذبا بثين شأنك فإن كان الرجل‬

‫‪35‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫صادقا دسست عليه من يقتله فيقطع عنك العار وإن كان كاذبا حاكمته إل بعض كهان اليمن‬
‫قالت وال يا أبت إنه لكاذب فخرج عتبة فقال إنك رميت ابنت بشيء عظيم فإما أن تبي ما‬
‫قلت وإل فحاكمن إل بعض كهان اليمن قال ذلك لك فخرج الفاكه ف جاعة من رجال‬
‫قريش ونسوة من بن مزم وخرج عتبة ف رجال ونسوة من بن عبد مناف فلما شارفوا بلد‬
‫الكاهن تغي وجه هند وكسف بالا فقال لا أبوها أي بنية أل كان هذا قبل أن يشتهر ف الناس‬
‫خروجنا قالت يا أبت وال ما ذلك لكروه قبلي ولكنكم تأتون بشرا يطئ ويصيب ولعله أن‬
‫يسمن بسمة تبقى على ألسنة العرب فقال لا أبوها صدقت ولكن سأخبه لك فصفر بفرسه‬
‫فلما أدل عمد إل حبة بر فأدخلها ف إحليله ث أوكى عليها وسار فلما نزلوا على الكاهن‬
‫أكرمهم ونر لم فقال له عتبة إنا أتيناك ف أمر وقد خبأنا لك خبيئة فما هي قال برة ف‬
‫كمرة قال أريد أبي من هذا قال حبة بر ف إحليل مهر قال صدقت فانظر ف أمر‬
‫هؤلء النسوة فجعل يسح رأس كل واحدة منهن ويقول قومي لشأنك حت إذا بلغ إل هند‬
‫مسح يده على رأسها وقال انضي غي رقحاء ول زانية وستلدين ملكا يسمى معاوية فلما‬
‫خرجت أخذ الفاكه بيدها فنثرت يده من يدها وقالت إليك عن وال لحرصن أن يكون ذلك‬
‫الولد من غيك فتزوجها أبو سفيان فولدت له معاوية خسة نفر من طيئ يتحنون سواد بن‬
‫قارب الدوسي خرج خسة نفر من طيئ من ذوي الجا والرأي منهم برج بن مسهر وهو‬
‫أحد العمرين وأنيف بن حارثة بن لم وعبد ال بن سعد بن الشرج أبو حات طييء وعارف‬
‫الشاعر ومرة بن عبد رضى يريدون سواد بن قارب الدوسي ليمتحنوا علمه فلما قربوا من‬
‫السراة قالوا ليخبأ كل رجل منا خبيئا ول يب به صاحبه ليسأله عنه فإن أصاب عرفنا علمه‬
‫وإن أخطأ ارتلنا عنه فخبأ كل رجل منهم خبيئا ث صاروا إليه فأهدوا له إبل وطرفا من طرف‬
‫الية فضرب عليهم قبة ونر لم فلما مضت ثلث دعا بم فدخلوا عليه فتكلم برج وكان‬
‫أسنهم فقال جادك السحاب وأمرع لك الناب‬

‫‪36‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫وضفت عليك النعم الرغاب نن أولو الكال والدائق والغيال والنعم الفال‬
‫ونن أصهار الملك وفرسان العراك يورى عنهم أنم من بكر بن وائل فقال سواد والسماء‬
‫والرض والغمر والبض والقرض والفرض إنكم لهل الضاب الشم والنخيل العم والصخور‬
‫الصم من أجأ العيطاء وسلمى ذات الرقبة السطعاء قالوا إنا كذلك وقد خبأ لك كل رجل منا‬
‫خبيئا لتخبنا باسه وخبيئه فقال لبج أقسم بالضياء واللك والنجوم والفلك والشروق‬
‫والدلك لقد خبأت برثن فرخ ف إعليط مرخ تت آسرة الشرخ قال ما أخطأت شيئا فمن أنا‬
‫قال أنت برج بن مسهر عصرة المعر وثال الحجر‬
‫ث قام أنيف بن حارثة فقال ما خبييء وما اسي فقال والسحاب والتراب‬
‫والصباب والحداب والنعم والكثاب لقد خبأت قطامة فسيط وقذة مريط ف مدرة من مدى‬
‫مطيط قال ما أخطأت شيئا فمن أنا قال أنت أنيف قاري الضيف ومعمل السيف وخالط‬
‫الشتاء بالصيف ث قام عبد ال بن سعد فقال ما خبيئي وما اسي فقال سواد أقسم بالسوام‬
‫العازب والوقي الكارب والجد الراكب والشيح الارب لقد خبأت نفاثة فنن ف قطيع قد مرن‬
‫أو أدي قد جرن قال ما أخطأت حرفا فمن أنا قال أنت ابن سعد النوال عطاؤك سجال وشرك‬
‫عضال وعمدك طوال وبيتك ل ينال ث قام عارف فقال ما خبيئى وما اسي فقال سواد أقسم‬
‫بنفنف اللوح‬
‫والاء السفوح والفضاء الندوح لقد خبأت زمعة طل أعفر ف زعنفة أدي أحر‬
‫تت حلس نضو أدبر قال ما أخطأت شيئا فمن أنا قال أنت عارف ذو اللسان العضب‬
‫والقلب الندب والضاء الغرب مناع السرب ومبيح النهب ث قام مرة بن عبد رضى فقال ما‬
‫خبيئي وما اسي فقال سواد أقسم بالرض والسماء والبوج والنواء والظلمة والضياء لقد‬
‫خبأت دمة ف رمة تت مشيط لة قال ما أخطأت شيئا فمن أنا قال أنت مرة السريع الكرة‬
‫البطئ الفرة الشديد الرة قالوا فأخبنا با رأينا ف طريقنا إليك فقال والناظر من حيث ل يرى‬
‫والسامع قبل أن يناجى والعال با ل يدري لقد عنت لكم عقاب عجزاء ف شغانيب دوحة‬

‫‪37‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫جرداء تمل جدل فتماريتم إما يدا وإما رجل فقالوا كذلك ث مه قال سنح لكم قبل طلوع‬
‫الشرق سيد أمق‬
‫على ماء طرق قالوا ث ماذا قال ث تيس أفرق سند ف أبرق فرماه الغلم الزرق‬
‫فأصاب بي الوابلة والرفق قالوا صدقت وأنت أعلم من تمل الرض ث ارتلوا عنه حديث‬
‫مصاد بن مذعور القين كان مصاد بن مذعور القين رئيسا قد أخذ مرباع قومه دهرا وكان ذا‬
‫مال فند ذود من أذواد له فخرج ف بغائها قال فإن لفي طلبها إذ هبطت واديا شجيا كثيف‬
‫الظلل وقد تفسخت أينا فأنت راحلت ف ظل شجرة وحططت رحلي ورسغت بعيي‬
‫واضطجعت ف بردى فإذا أربع جوار كأنن اللل يرعي بما لن فلما خالطت عين السنة‬
‫أقبلن حت جلسن قريبا من وف كف كل واحدة منهن حصيات تقلبهن فخطت إحداهن ث‬
‫طرقت فقالت قلن يا بنات عراف ف صاحب المل النياف والبد الكثاف والرم الفاف ث‬
‫طرقت الثانية فقالت‬
‫مضل أذواد علكد كوم صلخد منهن ثلث مقاحد وأربع جدائد شسف صمارد‬
‫ث طرقت الثالثة فقالت رعي الفرع ث هبطن الكرع بي العقدات والرع فقالت الرابعة ليهبط‬
‫الغائط الفيح ث ليظهر ف الل الصحصح بي سدير وأملح فهناك الذود رتاع بنعرج الجرع‬
‫قال فقمت إل جلي فشددت عليه رحله وركبت ووال ما سألتهن من هن ول من هن فلما‬
‫أدبرت قالت إحداهن أبرح فت إن جد ف طلب فماله غيهن نشب وسيثوب عن كثب ففزع‬
‫قلب وال قولا فقلت وكيف هذا وقد خلفت بوادي عرجا عكامسا فركبت السمت الذي‬
‫وصف ل حت انتهيت إل الواضع فإذا ذودي رواتع فضربت أعجازهن‬
‫حت أشرفت على الوادي الذي فيه إبلي فإذا الرعاء تدعو بالويل فقلت ما شأنكم‬
‫قالوا أغارت براء على إبلك فأسخفتها فأمسيت وال مال قال غي الذود فرمى ال ف‬
‫نواصيهن بالرغس وإن اليوم لكثر بن القي مال حديث خنافر بن التوءم الميي مع رئيه‬
‫شصار كان خنافر بن التوءم الميي كاهنا وكان قد أوت بسطة ف السم وسعة ف الال‬

‫‪38‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫وكان عاتيا فلما وفدت وفود اليمن على النب وظهر السلم أغار على إبل لراد فاكتسحها‬
‫وخرج بأهله وماله ولق بالشحر فخالف جودان بن يي الفرضمي وكان سيدا منيعا ونزل‬
‫بواد من أودية الشحر مضبا كثي الشجر من اليك والعرين قال خنافر وكان رئيي ف الاهلية‬
‫ل يكاد يتغيب عن فلما شاع السلم فقدته مدة طويلة وساءن ذلك فبينا أنا ليلة بذلك‬
‫الوادي نائما إذ هوى هوى العقاب فقال خنافر فقلت شصار فقال اسع أقل قلت قل أسع‬
‫فقال عه تغنم لكل مدة ناية وكل ذي أمد إل غاية قلت أجل فقال كل دولة إل أجل ث يتاح‬
‫لا حول انتسخت النحل ورجعت إل حقائقها اللل إنك سجي موصول والنصح لك مبذول‬
‫وإن آنست بأرض الشأم نفرا من آل العذام حكاما على الكام يذبرون ذارونق من الكلم‬
‫ليس‬
‫بالشعر الؤلف ول السجع التكلف فأصغيت فزجرت فعاودت فظلفت فقلت ب‬
‫تينمون وإلم تعتزون قالوا خطاب كبار جاء من عند اللك البار فاسع يا شصار عن أصدق‬
‫الخبار واسلك أوضح الثار تنج من أوار النار فقلت وما هذا الكلم فقالوا فرقان بي الكفر‬
‫واليان رسول من مصر من أهل الدر ابتعث فظهر فجاء بقول قد بر وأوضح نجا قد دثر فيه‬
‫مواعظ لن اعتب ومعاذ لن ازدجر ألف بالى الكب قلت ومن هذا البعوث من مضر قال أحد‬
‫خي البشر فإن آمنت أعطيت الشب وإن خالفت أصليت سقر فآمنت يا خنافر وأقبلت إليك‬
‫أبادر فجانب كل كافر وشايع كل مؤمن طاهر وإل فهو الفراق ل عن تلق قلت من اين‬
‫أبغي هذا الدين قال من ذات الحرين والنفر اليماني أهل الاء والطي قلت أوضح قال الق‬
‫بيثرب ذات النخل والرة ذات النعل فهناك أهل الطول والفضل والواساة والبذل ث املس عن‬
‫فبت مذعورا أراعي الصباح فلما برق ل النور امتطيت راحلت وآذنت أعبدي واحتملت‬
‫بأهلي حت وردت الوف فرددت البل على أربابا بولا وسقابا وأقبلت أريد صنعاء‬
‫فأصبت با معاذ بن جبل أميا لرسول ال فبايعته على السلم وعلمن سورا من القرآن فمن‬
‫ال علي بالدى بعد الضللة والعلم بعد الهالة‬

‫‪39‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫شافع بن كليب الصدف يتكهن بظهور النب قدم على تبع الخر ملك اليمن قبل‬
‫خروجه لقتال الدينة شافع بن كليب الصدف وكان كاهنا فقال له تبع هل تد لقوم ملكا‬
‫يوازي ملكي قال ل إل ملك غسان قال فهل تد ملكا يزيد عليه قال أجده لبار مبور ورائد‬
‫بالقهور ووصف ف الزبور فضلت‬
‫أمته ف السفور يفرج الظلم بالنور أحد النب طوب لمته حي يي أحد بن لؤي ث‬
‫أحد بن قصي فنظر تبع ف الزبور فإذا هو يد صفة النب سطيح الذئب يعب رؤيا ربيعة بن نصر‬
‫اللخمي ورأى ربيعة بن نصر اللخمي ملك اليمن وقد ملك بعد تبع الخر رؤيا هالته فلم يدع‬
‫كاهنا ول ساحرا ول عائفا ول منجما من أهل ملكته إل جعه إليه فقال لم إن قد رأيت‬
‫رؤيا هالتن وفظعت با فأخبون با وبتأويلها قالوا له اقصصها علينا نبك بتأويلها قال إن إن‬
‫أخبتكم با ل أطمئن إل خبكم عن تأويلها فإنه ل يعرف تأويلها إل من عرفها قبل أن أخبه‬
‫با فقال له رجل منهم فإن كان اللك يريد هذا فليبعث إل سطيح وشق فإنه ليس أحد أعلم‬
‫منهما فيها يبانه با سأل عنه فبعث إليهما فقدم عليه سطيح قبل شق فقال له إن قد رأيت‬
‫رؤيا‬
‫هالتن وفظعت با فأخبن با فإنك إن أصبتها أصبت تأويلها قال أفعل رأيت‬
‫حمة خرجت من ظلمة فوقعت بأرض تمة فأكلت منها كل ذات ججمة فقال له اللك ما‬
‫أخطأت منها شيئا يا سطيح فما عندك ف تأويلها فقال أحلف با بي الرتي من حنش ليهبطن‬
‫أرضكم البش فليملكن ما بي أبي إل جرش فقال له اللك وأبيك يا سطيح إن هذا لنا لغائط‬
‫موجع فمت هو كائن أف زمان هذا أم بعده قال ل بل بعده بي أكثر من ستي أو سبعي‬
‫يضي من السني قال أفيدوم ذلك من ملكهم أم ينقطع قال ل بل ينقطع لبضع وسبعي من‬
‫السني ث يقتلون با أجعي ويرجون منها هاربي قال ومن يلي ذلك من قتلهم إخراجهم قال‬
‫يليه إرم ذي يزن يرج عليهم من عدن فل يترك أحدا منهم باليمن قال أفيدوم ذلك من‬
‫سلطانه أم ينقطع قال بل ينقطع قال ومن يقطعه قال نب زكي يأتيه الوحي من قبل العلى قال‬

‫‪40‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫ومن هذا النب قال رجل من ولد غالب بن فهر بن مالك ابن النضر يكون اللك ف قومه إل‬
‫آخر الدهر قال وهل للدهر من آخر قال‬
‫نعم يوم يمع فيه الولون والخرون يسعد فيه الحسنون ويشقى فيه السيئون قال‬
‫أحق ما تبنا يا سطيح قال نعم والشفق والغسق والفلق إذا انشق إن ما أنبأتك به لق شق‬
‫أنار يعب رؤيا ربيعة بن نصر أيضا ث قدم عليه شق فقال له كقوله لسطيح وكتمه ما قال‬
‫سطيح لينظر أيتفقان أم يتلفان قال نعم رأيت حمة خرجت من ظلمة فوقعت بي روضة‬
‫وأكمه فأكلت منها كل ذات نسمة فلما سع اللك ذلك قال ما أخطأت يا شق منها شيئا فما‬
‫عندك ف تأويلها قال أحلف با بي الرتي من إنسان لينلن أرضكم السودان فليغلب على كل‬
‫طفلة البنان وليملكن ما بي أبي إل نران فقال له اللك وأبيك يا شق إن هذا لنا لغائظ موجع‬
‫فمت هو كائن أف زمان أم بعده قال ل بعده بزمان ث يستنقذكم منهم عظيم ذوشان ويذيقهم‬
‫أشد الوان قال ومن هذا العظيم الشأن قال غلم ليس بدن ول مدن يرج عليهم من بيت ذي‬
‫يزن قال أفيدوم سلطانه أم ينقطع قال بل ينقطع برسول‬
‫مرسل يأت بالق والعدل بي أهل الدين والفضل يكون اللك ف قومه إل يوم‬
‫الفصل قال وما يوم الفصل قال يوم تزى فيه الولة يدعى فيه من السماء بدعوات يسمع منها‬
‫الحياء والموات ويمع فيه بي الناس للميقات يكون فيه لن اتقى الفوز واليات قال أحق‬
‫ما تقول قال إي ورب السماء والرض وما بينهما من رفع وخفض إن ما أنبأتك به لق ما‬
‫فيه أمض فوقع ف نفس ربيعة بن نصر ما قال فجهز بنيه وأهل بيته إل العراق با يصلحهم‬
‫وكتب لم إل ملك من ملوك فارس يقال له سابور فأسكنهم بالية فمن بقية ولده النعمان‬
‫بن النذر ملك الية وهو النعمان بن النذر بن النعمان بن النذر بن عمرو بن امرئ القيس بن‬
‫عمرو بن عدي بن ربيعة بن نصر وفود عبد السيح بن بقيلة على سطيح عن ابن عباس رضي‬
‫ال عنه قال لا كان ليلة ولد النب ارتج إيوان كسرى فسقطت منه أربع عشرة شرفة فعظم‬
‫ذلك على أهل ملكته فما كان أوشك أن كتب إليه‬

‫‪41‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫صاحب اليمن يبه أن بية ساوة غاضت تلك الليلة وكتب إليه صاحب السماوة‬
‫يبه أن وادي السماوة انقطع تلك الليلة وكتب إليه صاحب طبية أن الاء ل ير تلك الليلة‬
‫ف بية طبية وكتب إليه صاحب فارس يبه أن بيوت النيات خدت تلك الليلة ول تمد‬
‫قبل ذلك بألف سنة فلما توارت الكتب أبرز سريره وظهر لهل ملكته فأخبهم الب فقال‬
‫الوبذان أيها اللك إن رأيت تلك الليلة رؤيا هالتن قال له وما رأيت قال رأيت إبل صعابا‬
‫تقود خيل عرابا قد اقتحمت دجلة وانتشرت ف بلدنا قال رأيت عظيما فما عندك ف تأويلها‬
‫قال ما عندي فيها ول ف تأويلها شيء ولكن أرسل إل عاملك بالية يوجه إليك رجل من‬
‫علمائهم فإنم أصحاب علم بالدثان فبعث إليه عبد السيح بن بقيلة الغسان فلما قدم عليه‬
‫أخبه كسرى الب فقال له أيها اللك وال ما عندي فيها ول ف تأويلها شيء ولكن جهزن‬
‫إل خال ل بالشام يقال له سطيح قال جهزوه فلما قدم إل سطيح وجده قد احتضر فناداه فلم‬
‫يبه وكلمه فلم يرد عليه فقال عبد السيح أصم أم يسمع غطريف اليمن يا فاضل الطة أعيت‬
‫من ومن أتاك شيخ الي من آل سنن أبيض فضفاض الرداء والبدن رسول قيل العجم يهوى‬
‫للوثن ل يرهب الرعد ول ريب الزمن‬
‫فرفع إليه رأسه وقال عبد السيح على جل مشيح إل سطيح وقد أوف على‬
‫الضريح بعثك ملك بن ساسان لرتاج اليوان وخود النيان ورؤيا الوبذان رأى إبل صعابا‬
‫تقود خيل عرابا قد اقتحمت ف الواد وانتشرت ف البلد يا عبد السيح إذا كثرت التلوة‬
‫وظهر صاحب الراوة وفاض وادى السماوة وغاضت بية ساوة وخدت نار فارس فليست‬
‫بابل للفرس مقاما ول الشام لسطيح شاما يلك منهم ملوك وملكات عدد سقوط الشرفات‬
‫وكل ما هو آت آت ث قال إن كان ملك بن ساسان أفرطهم فإن ذا الدهر أطوارا دهارير‬
‫منهم بنو الصرح برام وإخوته والرمزان وسابور وسابور فربا أصبحوا يوما بنلة تاب صولم‬
‫السد الهاصي حثوا الطي وجدوا ف رحالم فما يقوم لم سرج ول كور والناس أولد علت‬

‫‪42‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫فمن علموا أن قد أقل فمحقور ومهجور والي والشر مقرونان ف قرن فالي متبع والشر‬
‫مذور‬
‫ث أتى كسرى فأخبه با قاله سطيح فغمه ذلك ث تعزى فقال إل أن يلك منا‬
‫أربعة عشر ملكا يدور الزمان فهلكوا كلهم ف أربعي سنة وكان آخر من هلك منهم ف أول‬
‫خلفة عثمان رضي ال عنه شق وسطيح ينبئان بأصل ثقيف عن ابن الكلب قال كان قسي‬
‫وهو ثقيف مقيما باليمن فضاق عليه موضعه ونبا به فأتى الطائف وهو يومئذ منازل فهم‬
‫وعدوان بن عمرو بن قيس ابن عيلن فانتهى إل الظرب العدوان فوجده نائما تت شجرة‬
‫فأيقظه وقال من أنت قال أنا الظرب قال على ألية إن ل أقتلك أو تلف ل لتزوجن ابنتك‬
‫ففعل وانصرف الظرب وقسي معه فلقيه ابنه عامر بن الظرب فقال من هذا معك يا أبت فقص‬
‫قصته قال عامر ل أبوه لقد ثقف أمره فسمى يومئذ‬
‫ثقيفا وعي الظرب بتزويه قسيا وقيل زوجت عبدا فسار إل الكهان يسألم فانتهى‬
‫إل شق بن مصعب البجلى وكان أقربم منه فلما انتهى إليه قال إنا قد جئناك ف أمر فما هو‬
‫قال جئتم ف قسي وقسي عبد إياد أبق ليلة الواد ف وج ذات النداد فوال سعدا ليفاد ث لوى‬
‫بغي معاد يعن سعد بن قيس ابن عيلن بن مضر ث توجه إل سطيح الذئب حي من غسان‬
‫ويقال إنم حي من قضاعة نزول ف غسان فقالوا إنا جئناك ف أمر فما هو قال جئتم ف قسي‬
‫وقسي من ولد ثود القدي ولدته أمه بصحراء تري فالتقطه إياد وهو عدي فاستعبده وهو مليم‬
‫فرجع الظرب وهو ل يدري ما يصنع ف أمره وقد وكد عليه ف اللف والتزويج وكانوا على‬
‫كفرهم يوفون بالقول فلهذا يقول من قال إن ثقيفا من ثود لن إيادا من ثود تنافر عبد الطلب‬
‫بن هاشم والثقفيي إل عزى سلمة الكاهن كان لعبد اللك بن هاشم مال بالطائف يقال له ذو‬
‫الرم فغلبه عليه خندف ابن الارث الثقفي فنافرهم عبد الطلب إل عزى سلمة الكاهن أو إل‬
‫نفيل ابن عبد العزى جد عمر بن الطاب فخرج عبد الطلب مع ابنه الرث وليس له يومئذ‬

‫‪43‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫غيه وخرج الثقفيون مع صاحبهم وحرب بن أمية معهم على عبد الطلب فنفد ماء عبد‬
‫الطلب فطلب إليهم أن يسقوه فأبوا فبلغ العطش منه كل مبلغ وأشرف‬
‫على اللك فبينا عبد الطلب يثي بعيه ليكب إذ فجر ال له عينا من تت جرانه‬
‫فحمد ال وعلم أن ذلك منه فشرب وشرب أصحابه ريهم وتزودوا منه حاجتهم ونفد ماء‬
‫الثقفيي فطلبوا إل عبد الطلب أن يسقيهم فأنعم عليهم فقال له ابنه الارث لنني على‬
‫سيفي حت يرج من ظهري فقال عبد الطلب لسقينهم فل تفعل ذلك بنفسك فسقاهم ث‬
‫انطلقوا حت أتوا الكاهن وقد خبئوا له رأس جرادة ف خرزة مزادة وجعلوه ف قلدة كلب لم‬
‫يقال له سوار فلما أتوا الكاهن إذا هم ببقرتي تسوقان بينهما برجا كلتاها تزعم أنه ولدها‬
‫ولدتا ف ليلة واحدة فأكل النمر أحد البخرجي فهما ترأمان الباقي فلما وقفتا بي يديه قال‬
‫الكاهن هل تدرون ما تريد هاتان البقرتان قالوا ل قال الكاهن ذهب به ذو جسد أربد وشدق‬
‫مرمع وناب معلق ما للصغرى ف ولد الكبى حق فقضى به للكبى ث قال ما حاجتكم قالوا‬
‫قد خبأنا لك خبئا فأنبئنا عنه ث نبك باجتنا قال خبأت ل شيئا طار فسطع فتصوب فوقع ف‬
‫الرض منه بقع فقالوا لده أي بينه قال هو شيء طار فاستطار ذو ذنب جرار وساق كالنشار‬
‫ورأس كالسمار فقالوا لده قال إن لده فلده هو‬
‫رأس جرادة ف خرز مزادة ف عنق سوار ذي القلدة قالوا صدقت فأخبنا فيم‬
‫اختصمنا إليك قال أحكم بالضياء والظلم والبيت والرم أن الال ذا الرم للقرشي ذي الكرم‬
‫فقضى بينهم ورجعوا إل منازلم على حكمه وروى الاحظ لعزى سلمة أنه قال والرض‬
‫والسماء والعقاب والصقعاء واقعة ببقعاء لقد نفر الجد بن العشراء للمجد والسناء منافرة عبد‬
‫الطلب بن هاشم وحرب بن أمية تنافر عبد الطلب بن هاشم وحرب بن أمية إل النجاشي‬
‫ملك البشة فأب أن ينفر بينهما فجعل بينهما نفيل بن عبد العزى بن رياح فقال لرب‬
‫يا أبا عمرو أتنافر رجل هو أطول منك قامة وأعظم منك هامة وأوسم منك وسامة‬
‫وأقل منك ملمة وأكثر منك ولدا وأجزل صفدا وأطول منك مذودا وإن لقول هذا وإنك‬

‫‪44‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫لبعيد الغضب رفيع الصوت ف العرب جلد الريرة جليل العشية ولكنك نافرت منفرا فغضب‬
‫حرب وقال إن من انتكاس الزمان أن جعلت حكما ما أمر به عبد الطلب بن هاشم ف منامه‬
‫من حفر زمزم ول عبد الطلب بن هاشم السقاية والرفادة بعد عمه الطلب وشرف ف قومه‬
‫وعظم شأنه ث إنه حفر زمزم وهي بئر إساعيل بن إبراهيم عليهما السلم الت أسقاه ال منها‬
‫وكانت جرهم قد دفنتها وكان سبب حفره إياها أنه قال بينا أنا نائم بالجر إذ أتان آت فقال‬
‫احفر طيبة قلت وما طيبة فذهب وتركن فلما كان الغد رجعت إل مضجعي فنمت فيه‬
‫فجاءن فقال احفر برة قلت وما برة فذهب وتركن فلما كان من الغد رجعت إل مضجعي‬
‫فنمت فيه فجاءن فقال احفر الضنونة قلت وما الضنونة فذهب عن فلما كان الغد‬
‫رجعت إل مضجعي فنمت فيه فجاءن فقال احفر زمزم إنك إن حفرتا ل تندم فقلت وما‬
‫زمزم قال تراث من أبيك العظم ل تنف أبدا ول تذم تسقي الجيج العظم مثل نعام جافل‬
‫ل يقسم ينذر فيها ناذر لنعم تكون مياثا وعقد مكم ليس كبعض ما قد تعلم وهي بي‬
‫الفرث والدم عند نقرة الغراب العصم عند قرية النمل فلما بي له شأنا ودله على موضعها‬
‫وعرف أنه قد صدق غدا بعوله ومعه ابنه الارث ليس له ولد غيه فحفر بي أساف ونائلة ف‬
‫الوضع الذي تنحر فيه قريش لصنامها وقد رأى الغراب ينقر هناك فلما بدا له الطوى كب‬
‫فعرفت قريش أنه قد أدرك حاجته‬
‫خطب الكواهن الشعثاء الكاهنة تصف سبعة إخوة كانت عثمة بنت مطرود‬
‫البجلية ذات عقل ورأي مستمع ف قومها وكانت لا أخت يقال لا خود وكانت ذات جال‬
‫وميسم وعقل فخطب سبعة إخوة غلمة من بطن الزد خودا إل أبيها فأتوه وعليهم اللل‬
‫اليمانية وتتهم النجائب الفرة فقالوا نن بنو مالك بن غفيلة ذي النحيب فقال لم انزلوا على‬
‫الاء فنلوا ليلتهم ث أصبحوا غادين ف اللل واليئة ومعهم ربيبة لم يقال لا الشعثاء كاهنة‬
‫فمروا بوصيدها يتعرضون لا وكلهم وسيم جيل وخرج أبوها فجلسوا إليه فرحب بم فقالوا‬
‫بلغنا أن لك بنتا ونن كما ترى شباب وكلنا ينع الانب وينح الراغب فقال أبوها كلكم‬

‫‪45‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫خيار فأقيموا نرى رأينا ث دخل على ابنته فقال ما ترين فقد أتاك هؤلء القوم فقالت أنكحن‬
‫على قدري ول تشطط ف مهري فإن تطئن أحلمهم ل تطئن أجسامهم لعلي أصيب ولدا‬
‫وأكثر عددا فخرج أبوها فقال أخبون عن أفضلكم قالت ربيبتهم الشعثاء الكاهنة اسع أخبك‬
‫عنهم هم إخوة وكلهم أسوة‬
‫أما الكبي فمالك جرئ فاتك يتعب السنابك ويستصغر الهالك وأما الذي يليه‬
‫فالغمر بر غمر يقصر دونه الفخر ند صقر وأما الذي يليه فعلقمة صليب العجمة منيع الشتمة‬
‫قليل المجمة وأما الذي يليه فعاصم سيد ناعم جلد صارم أب حازم جيشه غان وجاره سال‬
‫وأما الذي يليه فثواب سريع الواب عتيد الصواب كري النصاب كليث الغاب وأما الذي يليه‬
‫فمدرك بذول لا يلك عزوب عما يترك يفن ويهلك وأما الذي يليه فجندل لقرنه مدل مقل‬
‫لا يمل يعطى ويبذل وعن عدوه ل ينكل فشاورت أختها فيهم فقالت أختها عثمة ترى‬
‫الفتيان كالنخل وما يدريك ما الدخل اسعي من كلمة إن شر الغريبة يعلن وخيها يدفن‬
‫انكحي ف قومك ول تغررك الجسام فلم تقبل منها وبعثت إل أبيها أنكحن مدركا فأنكحها‬
‫أبوها على مائة ناقة ورعاتا وحلها مدرك فلم تلبث عنده إل قليل حت صبحهم فوارس من‬
‫بن مالك بن كنانة فاقتتلوا ساعة ث إن زوجها وإخوته وبن عامر انكشفوا فسبوها فيمن سبوا‬
‫فبينما هي تسي بكت فقالوا ما يبكيك أعلى فراق زوجك قالت قبحه ال قالوا لقد كان جيل‬
‫قالت قبح ال جال‬
‫لنفع معه إنا أبكي على عصيان أخت وقولا ترى الفتيان كالنخل وما يدريك ما‬
‫الدخل وأخبتم كيف خطبوها فقال لا رجل منهم يكن أبا نواس شاب أسود أفوه مضطرب‬
‫اللق أترضي ب على أن أمنعك من ذئاب العرب فقالت لصحابه أكذلك هو قالوا نعم إنه‬
‫مع ما ترين ليمنع الليلة وتتقيه القبيلة قالت هذا أجل جال وأكمل كمال قد رضيت به‬
‫فزوجوها منه طريفة الي تتكهن بسيل العرم وخراب سد مأرب قال عبد اللك بن عبد ال بن‬
‫بدرون ف شرح قصيدة الوزير عبد الجيد بن عبدون الت قالا ف رثاء دولة بن الفطس‬

‫‪46‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫بالندلس كان أول من خرج من اليمن ف أول تزيقهم عمرو بن عامر مزيقياء وكان سبب‬
‫خروجه أنه كانت له زوجة كاهنة يقال لا طريفة الي وكانت رأت ف منامها أن سحابة‬
‫غشيت أرضهم فأرعدت وأبرقت ث صعقت فأحرقت كل ما وقعت عليه ففزعت طريفة لذلك‬
‫فزعا شديدا وأتت اللك عمرا وهي تقول ما رأيت اليوم أزال عن النوم رأيت غيما رعد وبرق‬
‫طويل ث صعق فما وقع على شيء إل احترق فلما رأى ما داخلها من الفزع سكنها ث إن‬
‫عمرا دخل حديقة له ومعه جاريتان من جواريه فبلغ ذلك طريفة فخرجت إليه وخرج معها‬
‫وصيف لا اسه سنان فلما برزت من بيتها عرض لا ثلث مناجيد منتصبات على‬
‫أرجلهن واضعات أيديهن على أعينهن وهي دواب تشبه اليابيع فقعدت إل‬
‫الرض واضعة يديها على عينيها وقالت لوصيفها إذا ذهبت هذه الناجيد فأخبن فلما ذهبت‬
‫أعلمها فانطلقت مسرعة فلما عارضها خليج الديقة الت فيها عمرو وثبت من الاء سلحفاة‬
‫فوقعت ف الطريق على ظهرها وجعلت تروم النقلب فل تستطيع وتستعي بذنبها فتحثو‬
‫التراب على بطنها من جنباته وتقذف بالبول قذفا فلما رأتا طريفة جلست إل الرض فلما‬
‫عادت السلحفاة إل الاء مضت إل أن دخلت على عمرو وذلك حي انتصف النهار ف ساعة‬
‫شديدة الر فإذا الشجر يتكفأ من غي ريح فلما رآها عمرو استحيا منها وأمر الاريتي‬
‫بالتنحي ث قال لا يا طريفة فكهنت وقالت والنور والظلماء والرض والسماء إن الشجر لالك‬
‫وليعودن الاء كما كان ف الزمان السالك قال عمرو ومن خبك بذا قالت أخبتن الناجد‬
‫بسني شدائد يقطع فيها الولد الوالد قال ما تقولي قالت أقول قول الندمان لفا لقد رأيت‬
‫سلحفا ترف التراب جرفا وتقذف بالبول قذفا فدخلت الديقة فإذا الشجر من غي ريح‬
‫يتكفا قال عمرو وما ترين قالت داهية دهياء من أمور جسيمة ومصائب عظيمة قال وما هو‬
‫ويلك قالت أجل إن فيه الويل وما لك فيه من قيل وإن الويل فيما يىء به السيل فألقى عمرو‬
‫نفسه عن فراشه وقال ما هذا يا طريفة قالت هو خطب جليل وحزن طويل وخلف قليل قال‬

‫‪47‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫وما علمة ما تذكرين قالت اذهب إل السد فإذا رأيت جرذا يكثر بيديه ف السد الفر ويقلب‬
‫برجليه من أجل الصخر فاعلم أن غمر الغمر‬
‫وأن قد وقع المر قال وما هذا الذى تذكرين قالت وعد من ال نزل وباطل بطل‬
‫ونكال بنا نكل فبغيك يا عمرو فليكن الثكل فانطلق عمرو فإذا الرذ يقلب برجليه صخرة ما‬
‫يقلبها خسون رجل كذا فرجع إل طريفة فأخبها الب وهو يقول أبصرت أمرا عادن منه أل‬
‫وهاج ل من هوله برح السقم من جرذ كفحل خنير الجم أو كبش صرم من أفاريق الغنم‬
‫يسحب صخرا من جلميد العرم له ماليب وأنياب قضم ما فاته سحل من الصخر قصم‬
‫فقالت طريفة وإن من علمات ما ذكرت لك أن تلس فتأمر بزجاجة فتوضع بي يديك فإن‬
‫الريح تلؤها من تراب البطحاء من سهلة الوادي ورمله وقد علمت أن النان مظللة ل يدخلها‬
‫شس ول ريح فأمر عمرو بزجاجة فوضعها بي يديه ول يكث إل قليل حت امتلت من تراب‬
‫البطحاء فأخب عمرو طريفة بذلك وقال لا مت يكون هلك السد قالت له فيما بينك وبي‬
‫سبع سني قال ففي أيها يكون قالت ل يعلم بذلك إل ال ولو علمه أحد لعلمته ول تأتى على‬
‫ليلة فيما بين وبي سبع سني إل ظننت اللك ف غدها أو ف مسائها ث رأى عمرو ف نومه‬
‫سيل العرم وقيل له آية ذلك أن ترى الصباء ف سعف النخل فنظر إليها فوجد الصباء فيها قد‬
‫ظهرت فعلم أن ذلك واقع وأن بلدهم ستخرب فكتم ذلك وأخفاء وأجع على‬
‫بيع كل شئ له بأرض مأرب وأن يرج منها هو وولده فخرج ث أرسل ال تعال على السد‬
‫السيل فهدمه‬
‫وقال أبو الفرج الصبهان ف الغان وسارت القبائل من أهل مأرب حي خافوا‬
‫سيل العرم وعليهم مزيقياء ومعهم طريفة الكاهنة فقالت لم ل تؤموا مكة حت أقول وما‬
‫علمن ما أقول إل الكيم الحكم رب جيع المم من عرب وعجم قالوا لا ما شأنك يا‬
‫طريفة قالت خذوا البعي الشدقم فخضبوه بالدم تكن لكم أرض جرهم جيان بيته الحرم‬
‫وروى اليدان ف ممع المثال قال ألقت طريفة الكاهنة إل عمرو بن عامر الذي يقال له‬

‫‪48‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫مزيقيا بن ماء السماء وكانت قد رأت ف كهانتها أن سد مأرب سيخرب وأنه سيأت سيل‬
‫العرم فيخرب النتي فباع عمرو بن عامر أمواله وسار هو وقومه حت انتهوا إل مكة فأقاموا‬
‫بكة وما حولا فأصابتهم المى وكانوا ببلد ل يدرون فيه ما المى فدعوا طريفة فشكوا إليها‬
‫الذي أصابم فقالت لم قد أصابن الذي تشكون وهو مفرق بيننا قالوا فما تأمرين قالت‬
‫من كان منكم ذا هم بعيد وجل شديد ومزاد جديد فليلحق بقصر عمان الشيد‬
‫فكانت أزد عمان ث قالت من كان منكم ذا جلد وقسر وصب على أزمات الدهر فعليه بالراك‬
‫من بطن مر فكانت خزاعة ث قالت من كان منكم يريد الراسيات ف الوحل الطعمات ف‬
‫الحل فليلحق بيثرب ذات النخل فكانت الوس والزرج ث قالت من كان منكم يريد المر‬
‫المي واللك والتأمي ويلبس الديباج والرير فليلحق ببصرى وغوير وها من أرض الشام‬
‫فكان الذين سكنوها من آل جفنة من غسان ث قالت من كان منكم يريد الثياب الرقاق‬
‫واليل العتاق وكنوز الرزاق والدم الهراق فليلحق بأرض العراق فكان الذين سكنوها آل‬
‫جذية البرش ومن كان بالية وآل مرق حديث زبراء الكاهنة مع بن رئام من قضاعة كان‬
‫ثلثة أبطن من قضاعة متورين بي الشحر وحضرموت بنو ناعب وبنو داهن وبنو رئام وكانت‬
‫بنو رئام أقلهم عددا وأشجعهم لقاء وكانت لبن رئام عجوز تسمى خويلة وكانت لا أمة من‬
‫مولدات العرب تسمى زبراء وكان يدخل على خويلة أربعون رجل كلهم لا مرم بنو إخوة‬
‫وبنو أخوات وكانت خويلة عقيما وكان بنو ناعب وبنو داهن متظاهرين على بن رئام فاجتمع‬
‫بنو رئام ذات يوم ف عرس لم وهم سبعون رجل كلهم شجاع بئيس فطعموا وأقبلوا على‬
‫شرابم وكانت‬
‫زبراء كاهنة فقالت لويلة انطلقي بنا إل قومك أنذرهم فأقبلت خويلة تتوكأ على‬
‫زبراء فلما أبصرها القوم قاموا إجلل لا فقالت يا ثر الكباد وأنداد الولد وشجا الساد‬
‫هذه زبراء تبكم عن أنباء قبل انسارالظلماء بالؤيد الشنعاء فاسعوا ما تقول قالوا وما تقولي‬
‫يا زبراء قالت واللوح الافق والليل الغاسق والصباح الشارق والنجم الطارق والزن الوادق إن‬

‫‪49‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫شجر الوادي ليأدو ختل ويرق أنيابا عصل وإن صخر الطود لينذر ثكل ل تدون عنه معل‬
‫فوافقت قوما أشارى سكارى فقالوا ريح خجوج بعيدة ما بي الفروج أتت زبراء بالبلق‬
‫النتوج فقالت زبراء مهل يا بن العزة وال إن لشم ذفر الرجال تت الديد‬
‫فقال لا فت منهم يقال له هذيل بن منقذ يا خذاق وال ما تشمي إل ذفر إبطيك‬
‫فانصرفت عنهم وارتاب قوم من ذوي أسنانم فانصرف منهم أربعون رجل وبقي ثلثون‬
‫فرقدوا ف مشربم وطرقتهم بنو داهن وبنو ناعب فقتلوهم أجعي وأقبلت خويلة مع الصباح‬
‫فوقفت على مصارعهم ث عمدت إل خناصرهم فقطعتها وانتظمت منها قلدة وألقتها ف‬
‫عنقها وخرجت حت لقت برضاوى بن سعوة الهري وهو ابن أختها فأناخت بفنائه‬
‫فاستعدته على بن داهن وبن ناعب فخرج ف منسر من قومه فطرقهم فأوجع فيهم كاهنة ذي‬
‫اللصة تتكهن با ف بطن رقية بنت جشم زعموا أن رقية بنت جشم بن معاوية ولدت نيا‬
‫وهلل وسواءة ث اعتاطت فأتت كاهنة بذي اللصة فأرتا بطنها وقالت إن قد ولدت ث‬
‫اعتطت فنظرت إليها ومست بطنها وقالت رب قبائل فرق ومالس حلق وظعن حزق ف‬
‫بطنك زق‬
‫فلما مضت بربيعة بن عامر قالت إن أعرف ضرطي بلل أي هو غلم كما أن‬
‫هلل كان غلما رأى سلمى المدانية ف حري الرادى أغار رجل من مراد يقال له حري على‬
‫إبل عمرو بن براقة المدان وخيل له فذهب با فأتى عمرو سلمى المدانية وكانت بنت‬
‫سيدهم وعن رأيها كانوا يصدرون فأخبها أن حريا الرادى أغار على إبله وخيله فقالت‬
‫والفو والوميض والشفق كالحريض والقلة والضيض إن حريا لنيع اليز سيد مزيز ذو‬
‫معقل حريز غي أن أرى المة ستظفر منه بعثرة بطيئة البة فأغر ول تنكع فأغار عمرو‬
‫فاستاق كل شيء له فأتى حري بعد ذلك يطلب إل عمرو أن يرد عليه بعض ما أخذ منه‬
‫فامتنع ورجع حري‬

‫‪50‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫تنافر العجفاء بنت علقمة وصواحباتا إل الكاهنة السعدية روى أن العجفاء بنت‬
‫علقمة السعدي وثلث نسوة من قومها خرجن فاتعدن بروضة يتحدثن فيها فوافي با ليل ف‬
‫قمر زاهر وليلة طلقة ساكنة وروضة معشبة خصبة فلما جلسن قلن ما رأينا كالليلة ليلة ول‬
‫كهذه الروضة روضة اطيت ريا ول أنضر ث افضن ف الديث فقلن أي النساء أفضل قالت‬
‫إحداهن الرود الودود الولود قالت الخرى خيهن ذات الغناء وطيب الثناء وشدة الياء‬
‫قالت الثالثة خيهن السموع الموع النفوع غي النوع قالت الرابعة خيهن الامعة لهلها‬
‫الوادعة الرافعة ل الواضعة قلن فأي الرجال أفضل قالت إحداهن خيهم الظ الرضى غي‬
‫الظل البطى قالت الثانية خيهم السيد الكري ذو السب العميم والجد القدي قالت الثالثة‬
‫خيهم السخي الوف الرضي الذي ل يغي الرة ول يتخذ الضرة قالت الرابعة وأبيكن إن ف‬
‫أب لنعتكن كرم الخلق والصدق عند التلق والفلج عند السباق ويمده أهل الرفاق قالت‬
‫العجفاء عند ذلك كل فتاة بأبيها معجبة وف بعض الروايات أن إحداهن قالت إن أب يكرم‬
‫الار ويعظم الطار وينحر العشار بعد الوار ويمل المور الكبار ويأنف من الصغار فقالت‬
‫الثانية إن أب عظيم الطر منيع الوزر عزيز النفر يمد منه الورد والصدر فقالت‬
‫الثالثة إن أب صدوق اللسان حديد النان رذوم الفان كثي العوان يروى السنان عند الطعان‬
‫قالت الرابعة إن أب كري النال منيف القال كثي النوال قليل السؤال كري الفعال ث تنافرن إل‬
‫كاهنة معهن ف الي فقلن لا اسعي ما قلنا واحكمي بيننا واعدل ث أعدن عليها قولن فقالت‬
‫لن كل واحدة منكن ماردة بأبيها واجدة على الحسان جاهدة لصواحباتا حاسدة ولكن‬
‫اسعن قول خي النساء البقية على بعلها الصابرة على الضراء مافة أن ترجع إل أهلها مطلقة‬
‫فهي تؤثر حظ زوجها على حظ نفسها فتلك الكرية الكاملة وخي الرجال الواد البطل القليل‬
‫الفشل إذا سأله الرجل ألفاه قليل العلل كثي النفل ث قالت كل واحدة منكن بأبيها معجبة‬
‫عفياء الكاهنة تعب رؤيا مرثد بن عبد كلل روى أن مرثد بن عبد كلل قفل من غزاة عزاها‬
‫بغنائم عظيمة فوفد عليه زعماء العرب وشعراؤها وخطباؤها يهنئونه فرفع الجاب عن‬

‫‪51‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫الوافدين وأوسعهم عطاء واشتد سروره بم فبينما هو كذلك إذ نام يوما فرأى رؤيا ف النام‬
‫أخافته وأذعرته وهالته ف حال منامه فلما انتبه أنسيها حت ل يذكر منها شيئا وثبت ارتياعه ف‬
‫نفسه با فانقلب سروره حزنا واحتجب عن الوفود حت أساءوا به الظن ث إنه حشر الكهان‬
‫فجعل يلو بكاهن كاهن ث يقول له أخبن عما أريد أن أسألك عنه‬
‫فيجيبه الكاهن بأن ل علم عندي حت ل يدع كاهنا علمه إل كان إليه منه ذلك‬
‫فتضاعف قلقه وطال أرقه وكانت أمه قد تكهنت فقالت له أبيت اللعن أيها اللك إن الكواهن‬
‫أهدى إل ما تسأل عنه لن أتباع الكواهن من الان ألطف وأظرف من أتباع الكهان فأمر‬
‫بشر الكواهن إليه وسألن كما سأل الكهان فلم يد عند واحدة منهن علما ما أراد علمه ولا‬
‫يئس من طلبته سل عنها ث إنه بعد ذلك ذهب يتصيد فأوغل ف طلب الصيد وانفرد عن‬
‫أصحابه فرفعت له أبيات من ذرا جبل وكان قد لفحه الجي فعدل إل البيات وقصد بيتا منها‬
‫كان منفردا عنها فبزت إليه منه عجوز فقالت له أنزل بالرحب والسعة والمن والدعة والفنة‬
‫الدعدعة والعلبة الترعة فنل عن جواده ودخل البيت فلما احتجب عن الشمس وخفقت عليه‬
‫الرواح نام فلم يستيقظ حت تصرم الجي فجلس يسح عينيه فإذا هو بي يديه فتاة ل ير مثلها‬
‫قواما ول جال فقالت أبيت اللعن أيها اللك المام هل لك ف الطعام فاشتد إشفاقه وخاف‬
‫على نفسه لا رأى أنا عرفته وتصام عن كلمتها فقالت له ل حذر فداك البشر فجدك الكب‬
‫وحظنا بك الوفر ث قربت إليه ثريدا وقديدا وحيسا وقامت تذب عنه حت انتهى أكله ث سقته‬
‫لبنا صريفا وضريبا فشرب ما شاء وجعل يتأملها مقبلة ومدبرة فملت عينيه حسنا وقلبه هوى‬
‫فقال لا ما اسك يا جارية قالت اسي عفياء فقال لا يا عفياء من الذي دعوته باللك المام‬
‫قالت مرثد العظيم الشان حاشر الكواهن والكهان لعضلة بعد عنها الان فقال يا عفياء‬
‫أتعلمي تلك العضلة قالت أجل ايها اللك إنا رؤيا منام ليست بأضغاث أحلم‬
‫قال اللك أصبت يا عفياء فما تلك الرؤيا قالت رأيت أعاصي زوابع بعضها لبعض تابع فيها‬
‫لب لمع ولا دخان ساطع يقفوها نر متدافع وسعت فيما أنت سامع دعاء ذي جرس صادع‬

‫‪52‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫هلموا إل الشارع فروى جارع وغرق كارع فقال اللك أجل هذه رؤياي فما تأويلها يا‬
‫عفياء قالت العاصي الزوابع ملوك تبابع والنهر علم واسع والداعي نب شافع والارع ول‬
‫تابع والكارع عدو منازع فقال اللك يا عفياء أسلم هذا النب أم حرب فقالت أقسم برافع‬
‫السماء ومنل الاء من العماء إنه لطل الدماء ومنطق العقائل نطق الماء فقال اللك إلم يدعو‬
‫يا عفياء قالت إل صلة وصيام وصلة أرحام وكسر أصنام وتعطيل أزلم واجتناب آثام فقال‬
‫اللك‬
‫يا عفياء إذا ذبح قومه فمن أعضاده قالت أعضاده عظاريف يانون طائرهم به‬
‫ميمون يغزيهم فيغزون ويدمث بم الزون وإل نصرة يعتزون فأطرق اللك يؤامر نفسه ف‬
‫خطبتها فقالت أبيت اللعن أيها اللك إن تابعي غيور ولمرى صبور وناكحي مثبور والكلف‬
‫ب ثبور فنهض اللك وجال ف صهوة جواده وانطلق فبعث إليها بائة ناقة كوماء‬
‫الوصايا وصية أوس بن حارثة لبنه مالك عاش الوس بن حارثة دهرا وليس له ولد‬
‫إل مالك وكان لخيه الزرج خسة عمرو وعوف وجشم والرث وكعب فلما حضره الوت‬
‫قال له قومه قد كنا نأمرك بالتزويج ف شبابك فلم تزوج حت حضرك الوت فقال الوس ل‬
‫يهلك هالك ترك مثل مالك وإن كان الزرج ذا عدد وليس لالك ولد فلعل الذي استخرج‬
‫العذق من الرية والنار من الوثيمة أن يعل لالك نسل ورجال بسل يا مالك النية ول الدنية‬
‫والعتاب قبل العقاب والتجلد ل التبلد واعلم ان القب خي من الفقر وشر شارب الشتف وأقبح‬
‫طاعم القتف ودهاب البصر خي من كثي من النظر ومن كرم الكري الدفاع عن الري ومن‬
‫قل ذل ومن أمر فل وخي الغن القناعة وشر الفقر الضراعة والدهر يومان فيوم‬
‫لك و يوم عليك فإذا كان لك فل تبطر وإذا كان عليك فاصب فكلها سينحسر‬
‫فإنا تعز من ترى ويعزك من ل ترى ولو كان الوت يشترى لسلم منه أهل الدنيا ولكن الناس‬
‫فيه مستوون الشريف البلج واللئيم العلهج والوت الفيت خي من أن يقال لك هبيت وكيف‬
‫بالسلمة لن ليست له إقامة وشر من الصيبة سوء اللف وكل مموع إل تلف حياك إلك‬

‫‪53‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫وصية ذى الصبع العدوان لبنه أسيد لا احتضر ذو الصبع دعا ابنه أسيدا فقال له يا بن إن‬
‫أباك قد فن وهو حى وعاش حت سئم العيش وإن موصيك با إن حفظته بلغت ف قومك ما‬
‫بلغته فاحفظ عن ألن جانبك لقومك يبوك وتواضع لم يرفعوك وابسط لم وجهك يطيعوك‬
‫ول تستأثر عليهم بشئ يسودوك وأكرم صغارهم كما تكرم كبارهم يكرمك كبارهم ويكب‬
‫على مودتك صغارهم واسح بالك واحم حريك وأعزز جارك وأعن من استعان بك وأكرم‬
‫ضيفك وأسرع النهضة ف الصريخ فإن لك أجل ل يعدوك وصن وجهك عن مسألة أحد شيئا‬
‫فبذلك يتم سؤددك‬
‫وصية عمرو بن كلثوم لبنيه أوصى عمرو بن كلثوم التغلب فقال يا بن إن قد بلغت‬
‫من العمر ما ل يبلغ أحد من آبائى وأجدادي ول بد من أمر مقتبل وأن ينل ب ما نزل بالباء‬
‫والجداد والمهات والولد فاحفظوا عن ما أوصيكم به إن وال ما عيت رجل قط أمرا إل‬
‫عي ب مثله إن حقا فحقا وإن باطل فباطل ومن سب سب فكفوا عن الشتم فإنه أسلم‬
‫لعراضكم وصلوا أرحامكم تعمر داركم وأكرموا جاركم يسن ثناؤكم وزوجوا بنات العم‬
‫بن العم فإن تعديتم بن إل الغرباء فل تألوا بن الكفاء وأبعدوا بيوت النساء من بيوت‬
‫الرجال فإنه أغض للبصر وأعف للذكر ومت كانت العاينة واللقاء ففي ذلك داء من الدواء‬
‫ول خي فيمن ل يغار لغيه كما يغار لنفسه وقل لن انتهك حرمة لغيه إل انتهكت حرمته‬
‫وامنعوا القريب من ظلم الغريب فإنك تذل على قريبك ول يل بك ذل غريبك وإذا تنازعتم‬
‫ف الدماء فل يكن حقكم للقاء فرب رجل خي من ألف وود خي من خلف وإذا حدثتم فعوا‬
‫وإذا حدثتم فأوجزوا فإن مع الكثار يكون الهذار وموت عاجل خي من ضن آجل وما‬
‫بكيت من زمان إل دهان بعده زمان وربا شجان من ل يكن أمره عنان وما عجبت من‬
‫أحدوثة إل رأيت بعدها أعجوبة واعلموا أن أشجع القوم العطوف وخي الوت تت ظلل‬
‫السيوف ول خي فيمن ل روية له عند الغضب ول فيمن إذا عوتب ل يعتب ومن الناس من ل‬

‫‪54‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫يرجى خيه ول ياف شره فبكؤه خي من دره وعقوقه خي من بره ول تبحوا ف حبكم فإنه‬
‫من برح ف حب آل‬
‫ذلك إل قبيح بغض وكم قد زارن إنسان وزرته فانقلب الدهر بنا فبته واعلموا‬
‫أن الكيم سليم وأن السيف كليم إن ل أمت ولكن هرمت ودخلتن ذلة فسكت وضعف‬
‫قلب فأهترت سلمكم ربكم وحياكم وصية الرث بن كعب لبنيه وأوصى الرث بن كعب‬
‫بنيه فقال يا بن قد أتت على مائة وستون سنة ما صافحت يين يي غادر ول قنعت لنفسى‬
‫بلة فاجر ول صبوت بابنة عم ول كنة ول بت لصديق بسر ول طرحت عن مومسة قناعا‬
‫ول بقى على دين عيسى بن مري وروى على دين شعيب من العرب غيي وغي تيم بن مرة‬
‫وأسد بن خزية فموتوا على شريعت واحفظوا وصيت وإلكم فاتقوا يكفكم ما أهكم ويصلح‬
‫لكم حالكم وإياكم ومعصيته فيحل بكم الدمار ويوحش منكم الديار كونوا جيعا ول تفرقوا‬
‫فتكونوا شيعا وبزوا قبل أن تبزوا فموت ف عز خي من حياة ف ذل وعجز وكل ما هو كائن‬
‫كائن وكل جع إل تباين والدهر ضربان ضرب بلء وضرب رخاء واليوم يومان يوم حبة‬
‫ويوم عبة والناس رجلن رجل لك ورجل عليك زوجوا النساء الكفاء وإل فانتظروا بن‬
‫القضاء وليكن أطيب طيبهن‬
‫الاء وإياكم والورهاء فإنا أدوأ الداء وإن ولدها إل أفن يكون ل راحة لقاطع‬
‫القرابة وإذا اختلف القوم أمكنوا عدوهم وآفة العدو اختلف الكلمة والتفضل بالسنة يقى‬
‫السيئة والكافأة بالسيئة دخول فيها وعمل السوء يزيل النعماء وقطيعة الرحم تورث الم‬
‫وانتهاك الرمة يزيل النعمة وعقوق الوالدين يعقب النكد ويرب البلد ويحق العدد والسراف‬
‫ف النصيحة هو الفضيحة والقد ينع الرفد ولزوم الطيئة يعقب البلية وسوء الرعة يقطع‬
‫أسباب النفعة والضغائن تدعو إل التباين يا بن إن قد أكلت مع أقوام وشربت فذهبوا وغبت‬
‫وكأن بم قد لقت ث قال أكلت شباب فأفنيته وأبليت بعد دهور دهورا ثلثة أهلي صاحبتهم‬
‫فبادوا وأصبحت شيخا كبيا قليل الطعام عسي القيام قد ترك الدهر خطوى قصيا أبيت أراعي‬

‫‪55‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫نوم السماء أقلب أمرى بطونا ظهورا وصية عامر بن الطرب العدوان لقومه وكان عامر بن‬
‫الظرب العدوان سيد قومه فلما كب وخشى عليه قومه أن يوت اجتمعوا إليه وقالوا إنك سيدنا‬
‫وقائلنا وشريفنا فاجعل لنا شريفا وسيدا وقائل بعدك فقال يا معشر عدوان كلفتمون بغيا إن‬
‫كنتم شرفتمون فإن أريتكم ذلك من نفسى فأن لكم مثلى افهموا ما أقول لكم إنه من جع‬
‫بي الق والباطل ل‬
‫له وكان الباطل أول به وإن الق ل يزل ينفر من الباطل ول يزل الباطل ينفر من‬
‫الق يامعشر عدوان ل تشمتوا بالذلة ول تفرحوا بالعزة فبكل عيش يعيش الفقي مع الغن ومن‬
‫ير يوما ير به وأعدوا لكل امرئ جوابه إن مع السفاهة الندامة والعقوبة نكال وفيها ذمامة‬
‫ولليد العليا العاقبة والقوذ راحة ل لك ول عليك وإذا شئت وجدت مثلك إن عليك كما أن‬
‫لك وللكثرة الرعب وللصب الغلبة ومن طلب شيئا وجده وإن ل يده يوشك أن يقع قريبا منه‬
‫وصية دويد بن زيد لبنيه لا حضرت دويد بن زيد الوفاة قال لبنيه أوصيكم بالناس شرا ل‬
‫ترحوا لم عبة ول تقيلوهم عثرة قصروا العنة وطولوا السنة واطعنوا شزرا واضربوا هبا‬
‫وإذا أردت الحاجزة‬
‫فقبل الناجزة والرء يعجز ل الحالة بالد ل بالكد التجلد ول التبلد والنية ول‬
‫الدنية ول تأسوا على فائت وإن عز فقده ول تنوا إل ظاعن وإن ألف قربه ول تطمعوا‬
‫فتطبعوا ول تنوا فتخرعوا ول يكونن لكم الثل السوء إن الوصي بنو سهوان إذا مت فأرحبوا‬
‫خط مضجعي ول تضنوا على برحب الرض وما ذلك بؤد إل روحا ولكن حاجة نفس‬
‫خامرها الشفاق قال أبو بكر بن دريد ف حديث أخر إنه قال اليوم يبن لدويد بيته يارب نب‬
‫صال حويته ورب قرن بطل أرديته ورب غيل حسن لويته ومعصم مضب ثنيته لو كان للدهر‬
‫بلى أبليته أو كان قرن واحدا كفيته‬
‫وصية زهي بن جناب الكلب وأوصى زهي بن جناب الكلب بنيه فقال يا بن قد‬
‫كبت سن وبلغت حرسا من دهري فأحكمتن التجارب والمور تربة واختبار فاحفظوا عن‬

‫‪56‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫ما أقول وعوه أياكم والور عند الصائب والتواكل عند النوائب فإن ذلك داعية للغم وشاتة‬
‫للعدو وسوء ظن بالرب وإياكم أن تكونوا بالحداث مغترين ولا آمني ومنها ساخرين فإنه ما‬
‫سخر قوم قط إل ابتلوا ولكن توقعوها فإنا النسان ف الدنيا غرض تعاوره الرماة فمقصر دونه‬
‫وماوز لوضعه وواقع عن يينه وشاله ث ل بد أنه مصيبه وصية النعمان بن ثواب العبدي لبنيه‬
‫كان للنعمان بن ثواب العبدي بنون ثلثة سعد وسعيد وساعدة وكان أبوهم ذا شرف وحكمة‬
‫وكان يوصي بنيه ويملهم على أدبه أما ابنه سعد فكان شجاعا بطل من شياطي العرب ل‬
‫يقام لسبيله ول تفته طلبته قط ول يفر عن قرن وأما سعيد فكان يشبه أباه ف شرفه وسودده‬
‫وأما ساعدة فكان صاحب شراب وندامى وإخوان فلما رأى الشيخ حال بينه دعا سعدا وكان‬
‫صاحب حرب فقال‬
‫يا بن إن الصارم ينبو والواد يكبو والثر يعفو فإذا شهدت حربا فرأيت نارها‬
‫تستعر وبطلها يطر وبرها يزخر وضعيفها ينصر وجبانا يسر فأقلل الكث والنتظار فإن‬
‫الفرار غي عار إذا ل تكن طالب ثار فإنا ينصرون هم وإياك أن تكون صيد رماحها ونطيح‬
‫نطاحها وقال لبنه سعيد وكان جوادا يا بن ل يبخل الواد فابذل الطارف والتلد واقلل‬
‫التلح تذكر عند السماح وابل إخوانك فإن وفيهم قليل واصنع العروف عند متمله وقال لبنه‬
‫ساعدة وكان صاحب شراب يا بن إن كثرة الشراب تفسد القلب وتقلل الكسب وتد اللعب‬
‫فأبصر نديك واحم حريك وأعن غريك واعلم أن الظمأ القامح خي من الري الفاضح‬
‫وعليك بالقصد فإن فيه بلغا وصية قيس بن زهي لبن النمر بن قاسط جاور قيس بن زهي‬
‫العبسي بعد يوم الباءة النمر بن قاسط وتزوج منهم وأقام فيهم حت ولد له فلما أراد الرحيل‬
‫عنهم قال‬
‫حذف‬
‫يا معشر النمر إن لكم على حقا وأنا أريد أن أوصيكم فآمركم بصال وأناكم عن‬
‫خصال عليكم بالناة فإن با تدرك الاجة وتنال الفرصة وتسويد من ل تعابون بتسويده‬

‫‪57‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫وعليكم بالوفاء فإن به يعيش الناس وبإعطاء من تريدون إعطاءه قبل السالة ومنع من تريدون‬
‫منعه قبل اللاح وإجارة الار على الدهر وتنفيس النازل عن بيوت اليتامى وخلط الضيف‬
‫بالعيال وأناكم عن الغدر فإنه عار الدهر وعن الرهان فإن به ثكلت مالكا أخي وعن البغي‬
‫فإنه قتل زهيا أب وعن العطاء ف الفضول فتعجزوا عن القوق وعن السرف ف الدماء فإن‬
‫يوم الباءة ألزمن العار ومنع الرم إل من الكفاء‬
‫فإن ل تصيبوا لن الكفاء فإن خي منا كحهن القبور أو خي منازلا واعلموا أن‬
‫كنت ظالا مظلوما ظلمن بنو بدر بقتلهم مالكا أخي وظلمتهم بأن قتلت من ل ذنب له وصية‬
‫حصن بن حذيفة لبنيه وأوصى حصن بن حذيفة بن بدر الفزاري بن بدر فقال اسعوا من ما‬
‫أوصيكم به ل يتكل آخركم على أولكم فإنا يدرك الخر ما أدركه الول وأنكحوا الكفء‬
‫الغريب فإنه عز حادث وإذا حضركم أمران فخذوا بيها صدرا فإن كل مورد مغروف‬
‫واصحبوا قومكم بأجل أخلقكم ول تالفوا فيما اجتمعوا عليه فإن اللف يزري بالرئيس‬
‫الطاع وإذا حادثتم فاربعوا ث قولوا الصدق فإنه ل خي ف الكذب وصونوا اليل فإنا حصون‬
‫الرجال وأطيلوا الرماح فإنا قرون اليل وأعزوا الكبي بالكب فإن بذلك كنت أغلب الناس ول‬
‫تغزوا إل بالعيون ول تسرحوا حت تأمنوا الصباح واعطوا على حسب الال وأعجلوا الضيف‬
‫بالقرى فإن خيه أعجله واتقوا فضيحات البغى وفلتات الزاح ول تيوا على اللوك فإن‬
‫أيديهم أطول من أيديكم‬
‫وصية لكثم بن صيفي كتب النعمان بن خيصة الباروقي إل أكثم بن صيفي مثل‬
‫لنا مثال نأخذ به فقال قد حلبت الدهر أشطره فعرفت حلوه ومره عي عرفت فذرفت إن‬
‫أمامي مال أسامي رب سامع بب ل يسمع بعذرى كل زمان لن فيه ف كل يوم ما يكره كل‬
‫ذي نصرة سيخذل تباروا فإن الب ينمي عليه العدد وكفوا ألسنتكم فإن مقتل الرجل بي فكيه‬
‫إن قول الق ل يدع ل صديقا الصدق منجاة ل ينفع مع الزع التبقي ول ينفع ما هو واقع‬
‫التوقي ستساق إل ما انت لق ف طلب العال يكون العناء القتصاد ف السعي أبقى للجمام‬

‫‪58‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫من ل يأس على ما فاته ودع بدنه ومن قنع با هو فيه قرت عينه التقدم قبل التندم أصبح عند‬
‫رأس المر أحب إل من أن أصبح عند ذنبه ل يهلك من مالك ما وعظك ويل لعال أمر من‬
‫جاهله يتشابه المر إذا أقبل فإذا أدبر عرفه الكيس والحق الوحشة ذهاب العلم البطر عند‬
‫الرخاء حق والعجز عند البلء أفن ل تغضبوا‬
‫من اليسي فربا جن الكثي ل تيبوا فيما ل تسألوا عنه ول تضحكوا ما ل يضحك‬
‫منه حيلة من ل حيلة له الصب كونوا جيعا فإن المع غالب تثبتوا ول تسارعوا فإن أحزم‬
‫الفريقي الركي رب عجلة تب ريثا ادرعوا الليل واتذوه جل فإن الليل أخفي للويل ول‬
‫جاعة لن اختلف تناءوا ف الديار ول تباغضوا فإنه من يتمع يتقعقع عمده ألزموا النساء الهابة‬
‫نعم لو الغرة الغزل إن تعش تر مال تره قد أقر صامت الكثار كحاطب ليل من أكثر أسقط ل‬
‫تعلوا سرا إل أمه ل تفرقوا ف القبائل فإن الغريب بكل مكان مظلوم عاقدوا الثروة وإياكم‬
‫والوشائظ فإن مع القلة الذلة لو سئلت العارية قالت أبغي لهلي ذل الرسول مبلغ غي ملوم من‬
‫فسدت بطانته غص بالاء أساء سعا فأساء جابة الدال على الي كفاعله إن السألة من أضعف‬
‫السكنة قد توع الرة‬
‫ول تأكل بثدييها ل ير سالك القصد ول يعم قاصد الق من شدد نفر ومن‬
‫تراخى تألف الشرف التغافل أوف القول أوجزه أصوب المور ترك الفضول التغرير مفتاح‬
‫البؤس التوان والعجز ينتجان اللكة لكل شيء ضراوة أحوج الناس إل الغن من ل يصلحه إل‬
‫الغن وهم اللوك حب الدح رأس الضياع رضا الناس غاية ل تبلغ ل تكره سخط من رضاه‬
‫الور معالة العفاف مشقة فتعوذ بالصب اقصر لسانك على الي وأخر الغضب فإن القدرة من‬
‫ورائك من قدر أزمع أمر أعمال القتدرين النتقام جاز بالسنة ول تكافئ بالسيئة أغن الناس‬
‫عن القد من عظم عن الجازاة من حسد من دونه قل عذره من جعل لسن الظن نصيبا روح‬
‫عن قلبه عي الصمت أحد من عي النطق الناس رجلن مترس ومترس منه كثي النصح يهجم‬
‫على كثي الظنة من أل ف السألة أبرم خي السخاء‬

‫‪59‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫ما وافق الاجة الصمت يكسب الحبة لن يغلب الكذب شيئا إل عليه الصدق‬
‫القلب قد يتهم وإن صدق اللسان النقباض عن الناس مكسبة للعداوة وتقربم مكسبة لقرين‬
‫السوء فكن من الناس بي القرب والبعد فإن خي المور أوساطها فسولة الوزراء أضر من‬
‫بغض العداء خي القرناء الرأة الصالة وعند الوف حسن العمل من ل يكن له من نفسه‬
‫زاجر ل يكن له من غيه واعظ وتكن منه عدوه على أسوأ عمله لن يهلك امرؤ حت يل‬
‫الناس عتيد فعله ويشتد على قومه ويعجب با ظهر من مروءته ويغتر بقومه والمر يأتيه من‬
‫فوقه ليس للمختال ف حسن الثناء نصيب ل ناء مع العدم غنه من أتى الكروه إل أحد بدأ‬
‫بنفسه العي أن تتكلم فوق ما تسد به حاجتك ل ينبغي لعاقل أن يثق بإخاء من تضطره إل‬
‫إخائه حاجة أقل الناس راحة القود من تعمد الذنب ل تل رحته دون عقوبته فإن الدب‬
‫رفق والرفق ين وصية أكثم بن صيفي لطيء وقال أكثم بن صيفي ف وصية كتب با إل طيء‬
‫أوصيكم بتقوى ال وصلة الرحم وإياكم ونكاح المقاء فإن نكاحها غرر وولدها ضياع‬
‫وعليكم باليل فأكرموها فإنا حصون العرب ول تضعوا رقاب البل ف غي حقها فإن فيها‬
‫ثن الكرية ورقوء الدم وبألبانا يتحف‬
‫ويغذى الصغي ولو أن البل كلفت الطحن لطحنت ولن يهلك امرؤ عرف قدره‬
‫والعدم عدم العقل ل عدم الال ولرجل خي من ألف رجل ومن عتب على الدهر طالت معتبته‬
‫ومن رضى بالقسم طابت معيشته وآفة الرأى الوى والعادة أملك والاجة مع الحبة خي من‬
‫البغض مع الغن والدنيا دول فما كان لك أتاك على ضعفك وما كان عليك ل تدفعه بقوتك‬
‫والسد داء ليس له دواء والشماتة تعقب ومن ير يوما ير به قبل الرماة تل الكنائن الندامة مع‬
‫السفاهة دعامة العقل اللم خي المور مغبة الصب بقاء الودة عدل التعاهد من يزر رغبا يزدد‬
‫حبا التغرير مغتاح البؤس من التوان والعجز نتجت اللكة لكل شىء ضراوة فضر لسانك‬
‫بالي عى الصمت أحسن من عى النطق الزم حفظ ما كلفت وترك ما كفيت كثي النصح‬
‫يهجم على كثي الظنة من ألف ف السألة ثقل من سأل فوق قدره استحق الرمان الرفق ين‬

‫‪60‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫والرق شؤم خي السخاء ما وافق الاجة خي العفو ما كان بعد القدرة وصية أكثم بن صيفي‬
‫لبنيه ورهطه وصى أكثم بن صيفي بنيه ورهطه فقال يا بن تيم ل يفوتنكم وعظي إن فاتكم‬
‫الدهر بنفسي إن بي حيزومي وصدري لكلما ل أحد له مواقع إل‬
‫أساعكم ول مقار إل قلوبكم فتلقوه بأساع مصغية وقلوب واعية تمدوا مغبته‬
‫الوى يقظان والعقل راقد والشهوات مطلقة والزم معقول والنفس مهملة والروية مقيدة ومن‬
‫جهة التوان وترك الروية يتلف الزم ولن يعدم الشاور مرشدا والستبد برأيه موقوف على‬
‫مداحض الزلل ومن سع سع به ومصارع الرجال تت بروق الطمع ولو اعتبت مواقع الحن‬
‫ما وجدت إل ف مقاتل الكرام وعلى العتبار طريق الرشاد ومن سلك الدد أمن العثار ولن‬
‫يعدم السود أن يتعب قلبه ويشغل فكره ويؤرث غيظه ول تاوز مضرته نفسه يا بن تيم‬
‫الصب على جرع اللم أعذب من جن ثر الندامة ومن جعل عرضه دون ماله استهدف للذم‬
‫وكلم اللسان أنكى من كلم السنان والكلمة مرهونة مال تنجم من الفم فإذا نمت فهي أسد‬
‫مرب أو نار تلهب ورأى الناصح اللبيب دليل ل يوز ونفاذ الرأي ف الرب أجدى من‬
‫الطعن والضرب نصيحة أكثم بن صيفي لقومه ونصح قومه فقال أقلوا اللف على أمرائكم‬
‫واعلموا أن كثرة الصياح من الفشل والرء يعجز ل مالة يا قوم تثبتوا فإن أحزم الفريقي‬
‫الركي ورب عجلة تب ريثا واتزروا للحرب وادرعوا الليل فإنه أخفى للويل ول جاعة لن‬
‫اختلف‬
‫أمثال أكثم بن صيفي وبزرجهر الفارسي العقل بالتجارب الصاحب مناسب‬
‫الصديق من صدق غيبه الغريب من ل يكن له حبيب رب بعيد أقرب من قريب القريب من‬
‫قرب نفعه لو تكاشفتم ما تدافنتم خي أهلك من كفاك خي سلحك ما وقاك خي إخوانك‬
‫من ل تبه رب غريب ناصح اليب وابن أب متهم بالغيب أخوك من صدقك الخ مرآة‬
‫أخيه إذا عز أخوك فهن مكره أخاك ل بطل تباعدوا ف الديار وتقاربوا ف الحبة أي الرجال‬
‫الهذب من لك بأخيك كله إنك إن فرحت لق فرحا‬

‫‪61‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫أحسن يسن إليك ارحم ترحم كما تدين تدان من ير يوما ير به والدهر ل يغتر به‬
‫عي عرفت فذرفت ف كل خبة عبة من مأمنه يؤتى الذر ل يعدو الرء رزقه وإن حرص إذا‬
‫نزل القدر عمي البصر وإذا نزل الي نزل بي الذن والعي المر مفتاح كل شر الغناء رقية‬
‫الزناء القناعة مال ل ينفد خي الغن غن النفس منساق إل ما أنت لق خذ من العافية ما‬
‫أعطيت ما النسان إل القلب واللسان إنا لك ما أمضيت ل تتكلف ما كفيت القلم أحد‬
‫اللساني قلة العيال أحد اليسارين ربا ضاقت الدنيا باثني لن تعدم السناء ذاما ل يعدم الغاوي‬
‫لئما ل تك ف أهلك كالنازة ل تسخر من شئ فيجوز بك أخر الشر فإذا شئت تعجلته‬
‫صغي الشر يوشك أن يكب يبصر القلب ما يعمى عنه البصر الر حر وإن مسه الضر العبد عبد‬
‫وإن ساعده جد من عرف قدره استبان‬
‫أمره من سره بنوه ساءته نفسه من تعظم على الزمان أهانه من تعرض للسلطان‬
‫آذاه ومن تطامن له تطاه من خطا يطو كل مبذول ملول كل منوع مرغوب فيه كل عزيز‬
‫تت القدرة ذليل لكل مقام مقال لكل زمان رجال لكل أجل كتاب لكل عمل ثواب لكل نبأ‬
‫مستقر لكل سر مستودع قيمة كل إنسان ما يسن اطلب لكل غلق مفتاحا أكثر ف الباطل‬
‫يكن حقا عند القنط يأت الفرج عند الصباح يمد السرى الصدق منجاة والكذب مهواة‬
‫العتراف يهدم القتراف رب قول أنفذ من صول رب ساعة ليس با طاعة رب عجلة تعقب‬
‫ريثا بعض الكلم أقطع من السام بعض الهل أبلغ‬
‫من اللم ربيع القلب ما اشتهى الوى شديد العمى الوى الله العبود الرأي نائم‬
‫والوى يقظان غلب عليك من دعا إليك ل راحة لسود ول وفاء ل سرور كطيب النفس‬
‫العمر أقصر من أن يتمل الجر أحق الناس بالعفو أقدرهم على العقوبة خي العلم ما نفع خي‬
‫القول ما اتبع البطنة تذهب الفطنة شر العمى عمى القلب أوثق العرى كلمة التقوى النساء‬
‫حبائل الشيطان الشباب شعبة من النون الشقي من شقي ف بطن أمه السعيد من وعظ بغيه‬
‫لكل امرئ ف بدنه شغل من يعرف البلء يصب عليه القادير تريك ما ل يطر ببالك أفضل‬

‫‪62‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫الزاد ما تزود للمعاد الفحل أحى للشول صاحب الظوة غدا من بلغ الدى عواقب الصب‬
‫ممودة ل تبلغ الغايات بالمان الصرية على قدر العزية الضيف يثن أو يذم من تفكر اعتب‬
‫كم شاهد لك ل ينطق ليس منك من غشك ما نظر لمرئ مثل نفسه ما سد فقرك إل ملك‬
‫يينك ما على عاقل ضيعة الغن ف الغربة وطن القل ف أهله غريب أول العرفة الختبار يدك‬
‫منك وإن كانت شلء أنفك منك وإن كان أجدع‬
‫من عرف بالكذب جاز صدقه الصحة داعية السقم الشباب داعية الرم كثرة‬
‫الصياح من الفشل إذا قدمت الصيبة تركت التعزية إذا قدم الخاء سج الثناء العادة أملك من‬
‫الدب الرفق ين والرق شؤم الرأة ريانة وليست بقهرمانة الدال على الي كفاعله الحاجزة‬
‫قبل الناجزة قبل الرماية تل الكنائن لكل ساقطة لقطة مقتل الرجل بي فكيه ترك الركة غفلة‬
‫الصمت حبسة من خي خب إن تسمع تطر كفى بالرء خيانة أن يكون أمينا للخونة قيدوا النعم‬
‫بالشكر من يزرع العروف يصد الشكر ل تغتر بودة المي إذا غشك الوزير أعظم من‬
‫الصيبة سوء اللف منها من أراد البقاء فليوطن نفسه علىالصائب لقاء الحبة مسلة للهم‬
‫قطيعة الاهل كصلة العاقل من رضي على نفسه كثر الساخط عليه قتلت آرض جاهلها وقتل‬
‫أرضا عارفها أدوأ الداء اللق الدنئ واللسان البذى إذا جعلك السلطان أخا فاجعله ربا احذر‬
‫المي ول تأمن الائن عند الغاية يعرف السبق عند الرهان يمد الضمار السؤال وإن قل أكثر‬
‫من النوال وإن جل كافء العروف بثله أو انشره ل خلة مع عيلة ل مروءة مع ضر ول صب‬
‫مع شكوى‬
‫ليس من العدل سرعة العذل عبد غيك حر مثلك ل يعدم اليار من استشار‬
‫الوضيع من وضع نفسه الهي من نزل وحده من أكثر أهجر كفي بالرء كذبا ان يدث بكل‬
‫ما سع ومن أمثال أكثم بن صيفي أيضا ف الريرة تشترك العشية إذا قرع الفؤاد ذهب الرقاد‬
‫هل يهلكن فقد مال يعود أعوذ بال أن يرمين امرؤ بدائه رب كلم ليس فيه اكتتام حافظ‬
‫على الصديق ولو ف الريق ليس بيسي تقوي العسي إذا أردت النصيحة فتأهب للظنة مت تعال‬

‫‪63‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫مال غيك تسأم غثك خي من سي غيك ل تنطح جاء ذات قرن قد يبلغ الضم بالقضم قد‬
‫صدع الفراق بي الرفاق استأنوا أخاكم فإن مع اليوم غدا الر عزوف ل تطمع ف كل ما‬
‫تسمع نصيحة المانة بنت قيس بن زهي لدها الربيع بن زياد كان قيس بن زهي العبسي قد‬
‫اشترى من مكة درعا حسنة تسمى ذات الفضول وورد با إل قومه فرآها عمه الربيع بن زياد‬
‫وكان سيد بن عبس فأخذها منه‬
‫غصبا فقالت المانة بنت قيس لبيها دعن أناظر جدي فإن صلح المر بينكما‬
‫وإل كنت من وراء رأيك فأذن لا فأتت الربيع فقالت إذا كان قيس أب فإنك يا ربيع جدي‬
‫وما يب له من حق البوة على إل كالذي يب عليك من حق البنوة ل والرأي الصحيح تبعثه‬
‫العناية وتلى عن مضه النصيحة إنك قد ظلمت قيسا بأخذ درعه وأجد مكافأته إياك سوء‬
‫عزمه والعارض منتصر والبادي أظلم وليس قيس من يوف بالوعيد ول يردعه التهديد فل‬
‫تركنن إل منابذته فالزم ف متاركته والرب متلفة للعباد ذهابه بالطارف والتلد والسلم‬
‫أرخى للبال وأبقى لنفس الرجال وبق أقول لقد صدعت بكم وما يدفع قول إل غي ذي‬
‫فهم ث أنشأت تقول أب ل يرى أن يترك الدهر درعه وجدى يرى أن يأخذ الدرع من أب‬
‫فرأى أب رأى البخيل باله وشيمة جدي شيمة الائف الب وصف عصام الكندية أم إياس‬
‫بنت عوف بن ملم الشيبان لا بلغ الارث بن عمرو ملك كندة جال أم إياس بنت عوف بن‬
‫ملم الشيبان وكمالا وقوة عقلها أراد أن يتزوجها فدعا امرأة من كندة يقال لا عصام ذات‬
‫عقل ولسان وأدب وبيان وقال لا اذهب حت تعلمي ل علم ابنة عوف فمضت حت انتهت إل‬
‫أمها أمامة بنت الارث فأعلمتها ما قدمت له فأرسلت أمامة إل ابنتها وقالت أي بنية هذه‬
‫خالتك أتت إليك لتنظر إل بعض شأنك فل تستري عنها شيئا أرادت النظر إليه من وجه‬
‫وخلق وناطقيها فيما استنطقتك فيه فدخلت عصام عليها فنظرت إل مال تر عينها مثله قط‬
‫بجة وحسنا وجال فإذا هي أكمل الناس عقل وأفصحهم لسانا فخرجت من عندها وهي‬
‫تقول ترك الداع من كشف‬

‫‪64‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫القناع فذهبت مثل ث أقبلت إل الارث فقال لا ما وراءك يا عصام فأرسلها مثل‬
‫قالت صرح الخض عن الزبد فذهبت مثل قال أخبين قالت أخبك صدقا وحقا رأيت جبهة‬
‫كالرآة الصقيلة يزينها شعر حالك كأذناب اليل الضفورة إن أرسلته خلته السلسل وإن‬
‫مشطته قلت عناقيد كرم جلها الوابل وحاجبي كأنما خطا بقلم أو سودا بمم قد تقوسا‬
‫على عين الظبية العبهرة الت ل يرعها قانص ول يذعرها قسورة بينهما أنف كحد السيف‬
‫الصقول ل ينس به قصر ول يض به طول حفت به وجنتان كالرجوان ف بياض مض‬
‫كالمان شق فيه فم كالات لذيذ البتسم فيه ثنايا غر ذوات أشر وأسنان تبدو كالدرر وريق‬
‫كالمر له نشر الروض بالسحر يتقلب فيه لسان ذو فصاحة وبيان يركه عقل وافر وجواب‬
‫حاضر تلتقي دونه شفتان حراوان كالورد يلبان ريقا كالشهد تت ذلك عنق كإبريق الفضة‬
‫ركب ف صدر كصدر تثال دمية يتصل با عضدان متلئان لما مكتنان شحما وذراعان ليس‬
‫فيهما عظم يس ول عرق يس ركبت فيهما كفان دقيق‬
‫قصبهما لي عصبهما تعقد إن شئت منهما النامل وتركب الفصوص ف حفر‬
‫الفاصل وقد تربع ف صدرها حقان كأنما رمانتان يرقان عليها ثيابا تت ذلك بطن طوى‬
‫كطي القباطي الدمة كسى عكنا كالقراطيس الدرجة تيط تلك العكن بسرة كمدهن العاج‬
‫الجلو خلف ذلك ظهر كالدول ينتهي إل خصر لول رحة ال لنبتر تته كفل يقعدها إذا‬
‫نضت وينهضها إذا قعدت كأنه دعص رمل لبده سقوط الطل يمله فخذان لفاوان كأنما‬
‫نضيد المان تتهما ساقان خدلتان كالبدى وشيتا بشعر أسود كأنه حلق الزرد يمل ذلك‬
‫قدمان كحذو اللسان فتبارك ال مع صغرها كيف تطيقان حل ما فوقهما فأما ما سوى ذلك‬
‫فتركت أن أصفه غي أنه أحسن ما وصفه واصف بنظم أو نثر فأرسل اللك إل أبيها فخطبها‬
‫فزوجه إياها‬
‫وصية أمامة بنت الارث لبنتها أم إياس فلما حلت إل زوجها قالت لا أمها‬
‫أمامة بنت الارث أي بنية إن الوصية لو تركت لفضل أدب تركت لذلك منك ولكنها تذكرة‬

‫‪65‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫للغافل ومعونة للعاقل ولو أن إمرأة استغنت عن الزوج لغن أبويها وشد ة حاجتهما إليها كنت‬
‫أغن الناس عنه ولكن النساء للرجال خلقن ولن خلق الرجال أى بنية إنك فارقت الو الذي‬
‫منه خرجت وخلفت العش الذي فيه درجت إل وكر ل تعرفيه وقررين ل تألفيه فأصبح بلكه‬
‫عليك رقيبا ومليكا فكون له أمة يكن لك عبدا وشيكا يا بنية احلي عن عشر خصال تكن‬
‫لك ذخرا وذكرا الصحبة بالقناعة والعاشرة بسن السمع والطاعة والتعهد لوقع عينه والتفقد‬
‫لوضع أنفه فل تقع عينه منك على قبيح ول يشم منك إل أطيب ريح والكحل أحسن السن‬
‫والاء أطيب الطيب الفقود والتعهد لوقت طعامه والدو عنه عند منامه فإن حرارة الوع ملهبة‬
‫وتنغيص النوم مغضبة والحتفاظ ببيته وماله والرعاء على نفسه وحشمه وعياله فإن الحتفاظ‬
‫بالال حسن التقدير والرعاء على العيال والشم جيل حسن التدبي ول تفشي له سرا ول‬
‫تعصي له أمرا فإنك إن أفشيت سره ل تأمن غدره وإن عصيت أمره أوغرت صدره ث اتقى‬
‫من‬
‫ذلك الفرح إن كان ترحا والكتئاب عنده إن كان فرحا فإن الصلة الول من‬
‫التقصي والثانية من التكدير وكون أشد ما تكوني له إعظاما يكن أشدما يكون لك إكراما‬
‫وأشد ما تكوني له موافقة يكن أطول ما تكوني له مرافقة واعلمي أنك ل تصلي إل ما تبي‬
‫حت تؤثري رضاه على رضاك وهواه على هواك فيما أحببت وكرهت وال يي لك‬
‫الطب والوصايا عصر صدر السلم خطب النب أول خطبة خطبها بكة حي دعا‬
‫قومه حد ال وأثن عليه ث قال إن الرائد ل يكذب أهله وال لو كذبت الناس جيعا ما‬
‫كذبتكم ولو غررت الناس جيعا ما غررتكم وال الذي ل إله إل هو إن لرسول ال إليكم‬
‫خاصة وإل الناس كافة وال لتموتن كما تنامون ولتبعثن كما تستيقظون ولتحاسب با تعملون‬
‫ولتجزون بالحسان إحسانا وبالسوء سوءا وإنا لنة أبدا أو لنار أبدا‬
‫أول خطبة خطبها بالدينة حد ال وأثن عليه با هو أهله ث قال أما بعد أيها الناس‬
‫فقدموا لنفسكم تعلمن وال ليصعقن أحدكم ث ليدعن غنمه ليس لا راع ث ليقولن له ربه‬

‫‪66‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫وليس له ترجان ول حاجب يجبه دونه أل يأتك رسول فبلغك وأتيتك مال وأفضلت عليك‬
‫فما قدمت لنفسك فلينظرن يينا وشال فل يرى شيئا ث لينظرن قدامه فل يرى غي جهنم فمن‬
‫استطاع أن يقي وجهه من النار ولو بشق من ترة فليفعل ومن ل يد فبكلمة طيبة فإن با‬
‫تزى السنة عشر أمثالا إل سبعمائة ضعف والسلم عليكم وعلى رسول ال ورحة ال‬
‫وبركاته خطبته ف أول جعة جعها بالدينة المد ل أحده وأستعينه وأستغفره وأستهديه‬
‫وأومن به ول أكفره وأعادى من يكفره وأشهد أن ل إله إل ال وحده ل شريك له وأن ممدا‬
‫عبده ورسوله أرسله بالدى والنور والوعظة على فترة من الرسل وقلة من العلم وضللة من‬
‫الناس وانقطاع من الزمان ودنو من الساعة وقرب من الجل من يطع ال ورسوله فقد رشد‬
‫ومن يعصهما فقد غوي وفرط وضل ضلل بعيدا وأوصيكم بتقوى ال فإنه خي ما أوصى به‬
‫السلم السلم أن يضه على الخرة وأن يأمره بتقوى ال فاحذروا ما حذركم ال من نفسه ول‬
‫أفضل من ذلك نصيحة ول أفضل من ذلك ذكرا وإن‬
‫تقوى ال لن عمل به على وجل ومافة من ربه عون صدق على ما تبغون من أمر‬
‫الخرة ومن يصلح الذي بينه وبي ال من أمره ف السر والعلنية ل ينوي بذلك إل وجه ال‬
‫يكن له ذكرا ف عاجل أمره وذخرا فيما بعد الوت حي يفتقر الرء إل ما قدم وما كان من‬
‫سوى ذلك يود لو أن بينه وبينه أمدا بعيدا ويذركم ال نفسه وال رءوف بالعباد والذي‬
‫صدق قوله وأنز وعده ل خلف لذلك فإنه يقول عز وجل ما يبدل القول لدى وما أنا بظلم‬
‫للعبيد فاتقوا ال ف عاجل أمركم وآجله ف السر والعلنية فإنه من يتق ال يكفر عنه سيئاته‬
‫ويعظم له أجرا ومن يتق ال فقد فاز فوزا عظيما وإن تقوى ال يوقى مقته ويوقى عقوبته‬
‫ويوقى سخطه وإن تقوى ال يبيض الوجوه ويرضى الرب ويرفع الدرجة خذوا بظكم ول‬
‫تفرطوا ف جنب ال قد علمكم ال كتابه ونج لكم سبيله ليعلم الذين صدقوا ويعلم الكاذبي‬
‫فأحسنوا كما أحسن ال إليكم وعادوا أعداءه وجاهدوا ف ال حق جهاده هو اجتباكم‬
‫وساكم السلمي ليهلك من هلك عن بينة وييا من حي عن بينة ول قوة إل بال فأكثروا ذكر‬

‫‪67‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫ال واعملوا لا بعد اليوم فإنه من يصلح ما بينه وبي ال يكفه ال ما بينه وبي الناس ذلك بأن‬
‫ال يقضى على الناس ول يقضون عليه يلك من الناس ول يلكون منه ال أكب ول قوة إل‬
‫بال العظيم خطبة له يوم أحد قام عليه الصلة والسلم فخطب الناس فقال أيها الناس أوصيكم‬
‫با أوصان ال ف كتابه من العمل بطاعته والتناهي عن مارمه ث إنكم بنل أجر وذخر لن‬
‫ذكر الذي عليه ث وطن نفسه على الصب واليقي والد والنشاط فإن جهاد العدو شديد كربه‬
‫قليل من يصب عليه إل‬
‫من عزم له على رشده إن ال مع من أطاعه وإن الشيطان مع من عصاه فاستفتحوا‬
‫أعمالكم بالصب على الهاد والتمسوا بذلك ما وعدكم ال وعليكم بالذي أمركم به فإن‬
‫حريص على رشدكم إن الختلف والتنازع والتثبيط من أمر العجز والضعف وهو ما ل يبه‬
‫ال ول يعطى عليه النصر أيها الناس إنه قذف ف قلب أن من كان على حرام فرغب عنه ابتغاء‬
‫ما عند ال غفر له ذنبه ومن صلى على ممد وملئكته عشرا ومن أحسن وقع أجره على ال‬
‫ف عاجل دنياه أو ف آجل آخرته ومن كان يؤمن بال واليوم الخر فعليه المعة يوم المعة إل‬
‫صبيا أو امرأة أو مريضا أو عبدا ملوكا ومن استغن عنها ساتغن ال عنه وال غن حيد ما‬
‫أعلم من عمل يقربكم إل ال إل وقد أمرتكم به ول أعلم من عمل يقربكم إل النار إل وقد‬
‫نيتكم عنه وإنه قد نفث الروح المي ف روعي أنه لن توت نفس حت تستوف أقصى رزقها‬
‫ل ينقص منه شئ وإن أبطأ عنها فاتقوا ال ربكم وأجلوا ف طلب الرزق ول يملنكم‬
‫استبطاؤه على أن تطلبوه بعصية ربكم فإنه ل يقدر على ما عنده إل بطاعته قد بي لكم‬
‫اللل والرام غي أن بينهما شبها من المر ل يعلمها كثي من الناس إل من عصم فمن تركها‬
‫حفظ عرضه ودينه ومن وقع فيها كان كالراعي إل جنب المى أوشك أن يقع فيه وليس‬
‫ملك إل وله حى أل وإن حى ال مارمه والؤمن من الؤمني كالرأس من السد إذا اشتكى‬
‫تداعى إليه سائر جسده والسلم عليكم‬

‫‪68‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫خطبته باليف وخطب باليف من من فقال نضر ال عبدا سع مقالت فوعاها ث‬
‫اداها إل من ل يسمعها فرب حامل فقه لفقه له ورب حامل فقه إل من هو أفقه منه ثلث ل‬
‫يغل عليهن قلب الؤمن إخلص العمل ل والنصيحة لول المر ولزوم الماعة إن دعوتم‬
‫تكون من ورائه ومن كان هه الخرة جع ال شله وجعل غناه ف قلبه وأتته الدنيا وهي راغمة‬
‫ومن كان هه الدنيا فرق ال أمره وجعل فقره بي عينيه ول يأته من الدنيا إل ما كتب له‬
‫خطبة له عليه الصلة والسلم ومن خطبه أيضا أنه خطب بعد العصر فقال أل إن الدنيا خضرة‬
‫حلوة أل وإن ال مستخلفكم فيها فناظر كيف تعملون فاتقوا الدنيا واتقوا النساء أل ل ينعن‬
‫رجل مافة الناس أن يقول الق إذا علمه ول يزل يطب حت ل تبق من الشمس إل حرة‬
‫على أطراف السعف فقال إنه ل يبق من الدنيا فيما مضى إل كما بقي من يومكم هذا فيما‬
‫مضى‬
‫خطبة له إن المد ل أحده وأستعينه نعوذ بال من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا‬
‫من يهد ال فل مضل له ومن يضلل فل هادي له وأشهد أن ل إله إل ال وحده ل شريك له‬
‫إن أحسن الديث كتاب ال قد أفلح من زينه ال ف قلبه وأدخله ف السلم بعد الكفر‬
‫واختاره على ما سواه من أحاديث الناس إنه أصدق الديث وأبلغه أحبوا من أحب ال وأحبوا‬
‫ال من كل قلوبكم ول تلوا كلم ال وذكره ول تقسو عليه قلوبكم اعبدوا ال ول تشركوا‬
‫به شيئا اتقوا ال حق تقاته وصدقوا صال ما تعملون بأفواهكم وتابوا بروح ال بينكم‬
‫والسلم عليكم ورحة ال خطبة له أيها الناس إن لكم معال فانتهوا إل معالكم وإن لكم ناية‬
‫فانتهوا إل نايتكم فإن العبد بي مافتي أجل قد مضى ل يدري ما ال فاعل فيه وأجل باق ل‬
‫يدري ما ال قاض فيه فليأخذ العبد من نفسه لنفسه ومن دنياه لخرته ومن الشبيبة قبل الكب‬
‫ومن الياة قبل المات فوالذي نفس ممد بيده ما بعد الوت من مستعتب ول بعد الدنيا من‬
‫دار إل النة أو النار‬

‫‪69‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫خطبة له أيها الناس كأن الوت فيها على غينا قد كتب وكان الق فيها على غينا‬
‫قد وجب وكأن الذي نشيع من الموات سفر عما قليل إلينا راجعون نبوئهم أجداثهم ونأكل‬
‫من تراثهم كأنا ملدون بعدهم ونسينا كل واعظة وأمنا كل جائحة طوب لن شغله عيبه عن‬
‫عيوب الناس طوب لن أنفق مال اكتسبه من غي معصية وجالس أهل الفقه والكمة وخالط‬
‫أهل الذل والسكنة طوب لن زكت وحسنت خليقته وطابت سريرته وعزل عن الناس شره‬
‫طوب لن أنفق الفضل من ماله وأمسك الفضل من قوله ووسعته السنة ول تستهوه البدعة‬
‫خطبة له أل أيها الناس توبوا إل ربكم قبل أن توتوا وبادروا العمال الصالة قبل أن تشغلوا‬
‫وصلوا الذي بينكم وبي ربكم بكثرة ذكركم له وكثرة الصدقة ف السر والعلنية ترزقوا‬
‫وتؤجروا وتنصروا واعلموا أن ال عز وجل قد افترض عليكم المعة ف مقامي هذا ف عامي‬
‫هذا ف شهري هذا إل يوم القيامة حيات ومن بعد موتى فمن تركها وله إمام فل جع ال له‬
‫شله ول بارك له ف أمره أل ول حج له أل ول صوم له أل ول صدقة له أل ول بر له أل ول‬
‫يؤم أعراب مهاجرا أل ول يؤم فاجر مؤمنا إل أن يقهره سلطان ياف سيفه أو سوطه‬
‫خطبته يوم فتح مكة وقف على باب الكعبة ث قال ل إله إل ال وحده ل شريك له‬
‫صدق وعده ونصر عبده وهزم الحزاب وحده أل كل مأثرة أو دم أو مال يدعى فهو تت‬
‫قدمي هاتي إل سدانة البيت وسقاية الاج أل وقتل الطأ مثل العمد بالسوط والعصا فيهما‬
‫الدية مغلظة منها أربعون خلفة ف بطونا أولدها يا معشر قريش إن ال قد أذهب عنكم نوة‬
‫الاهلية وتعظمها بالباء الناس من آدم وآدم خلق من تراب ث تل يا أيها الناس إنا خلقناكم‬
‫من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن اكرمكم عند ال أتقاكم الية يا معشر‬
‫قريش أو يأهل مكة ما ترون إن فاعل بكم قالو خيا أخ كري وابن أخ كري قال اذهبوا فأنتم‬
‫الطلقاء خطبته ف الستسقاء روى أن أعرابيا جاء إل رسول ال وآله ف عام جدب فقال‬
‫أتيناك يا رسول ال ول يبق لنا صب يرتضع ول شارف تتر ث أنشده أتيناك والعذراء يدمي‬

‫‪70‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫لبابا وقد شغلت أم الرضيع عن الطفل وألقى بكفيه الفت لستكانة من الوع حت ما ير ول‬
‫يلى‬
‫ول شيء ما يأكل الناس عندنا سوى النظل العامي والعلهز الفسل وليس لنا إل‬
‫إليك فرارنا وأين فرار الناس إل إل الرسل فقام النب ير رداءه حت صعد النب فحمد ال وأثن‬
‫عليه وقال اللهم اسقنا غيثا مغيثا مريئا هنيئا مريعا سحا سجال غدقا طبقا ديا دررا تيي به‬
‫الرض وتنبت به الزرع وتدر به الضرع واجعله سقيا نافعة عاجل غي رائث فوال ما رد‬
‫رسول ال وآله يده إل نره حت ألقت السماء أرواقها وجاء الناس يضجون الغرق الغرق يا‬
‫رسول ال فقال اللهم حوالينا ول علينا فاناب السحاب عن الدينة حت استدار حولا‬
‫كالكليل فضحك رسول ال حت بدت نواجذه خطبته ف حجة الوداع المد ل نمده‬
‫ونستعينه ونستغفره ونتوب إليه ونعوذ بال من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهد ال‬
‫فل مضل له ومن يضلل فل هادي له وأشهد أن ل إله إل ال وحده ل شريك له وأشهد أن‬
‫ممدا عبده ورسوله أوصيكم‬
‫عباد ال بتقوى ال وأحثكم على طاعته وأستفتح بالذي هو خي أما بعد أيها الناس‬
‫اسعوا من أبي لكم فإن ل أدري لعلي ل ألقاكم بعد عامي هذا ف موقفي هذا إيها الناس إن‬
‫دماءكم وأموالكم حرام عليكم إل أن تلقوا ربكم كحرمة يومكم هذا ف شهركم هذا ف‬
‫بلدكم هذا أل هل بلغت اللهم اشهد فمن كانت عنده أمانة فليؤدها إل من ائتمنه عليها وإن‬
‫ربا الاهلية موضوع وإن أول ربا أبدأ به ربا عمى العباس بن عبد الطلب وإن دماء الاهلية‬
‫موضوعة وإن أول دم نبدأ به دم عامر بن ربيعة بن الرث بن عبد الطلب وإن مآثر الاهلية‬
‫موضوعة غي السدانة والسقاية والعمد قود وشبه العمد ما قتل بالعصا والجر وفيه مائة بعي‬
‫فمن زاد فهو من أهل الاهلية أيها الناس إن الشيطان قد يئس أن يعبد ف أرضكم هذه ولكنه‬
‫قد رضي أن يطاع فيما سوى ذلك ما تقرون من أعمالكم أيها الناس إنا النسئ زيادة‬

‫‪71‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫ف الكفر يضل به الذين كفروا يلونه عاما ويرمونه عاما ليواطئوا عدة ما حرم ال‬
‫وإن الزمان قد استدار كهيئته يوم خلق ال السموات والرض وإن عدة الشهور عند ال اثنا‬
‫عشر شهرا ف كتاب ال يوم خلق السموات والرض منها أربعة حرم ثلثة متواليات وواحد‬
‫فرد ذو القعدة وذو الجة والحرم ورجب الذي بي جادى وشعبان أل هل بلغت اللهم اشهد‬
‫أيها الناس أن لنسائكم عليكم حقا ولكم عليهن حق لكم عليهن أل يوطئن فرشكم غيكم‬
‫ول يدخلن أحدا تكرهونه بيوتكم إل بإذنكم ول يأتي بفاحشة فإن فعلن فإن ال قد أذن لكم‬
‫أن تعضلوهن وتجروهن ف الضاجع وتضربوهن ضربا غي مبح فإن انتهي وأطعنكم فعليكم‬
‫رزقهن وكسوتن بالعروف وإنا النساء عندكم عوان ل يلكن لنفسهن شيئا أخذتوهن بأمانة‬
‫ال واستحللتم فروجهن بكلمة ال فاتقوا ال ف النساء واستوصوا بن خيا أل هل بلغت اللهم‬
‫اشهد أيها الناس إنا الؤمنون إخوة ول يل لمرئ مال أخيه ال عن طيب نفس منه أل هل‬
‫بلغت اللهم اشهد فل ترجعن بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض فإن قد تركت فيكم‬
‫ما إن أخذت به ل تضلوا بعده كتاب ال أل هل بلغت اللهم اشهد ايها الناس إن ربكم واحد‬
‫وإن أباكم واحد كلكم لدم وآدم من تراب أكرمكم عند ال أتقاكم وليس لعرب على‬
‫عجمي فضل إل بالتقوى ال هل بلغت اللهم اشهد قالوا نعم قال فليبلغ الشاهد الغائب‬
‫أيها الناس إن ال قد قسم لكل وارث نصيبه من الياث ول يوز لوارث وصية ول‬
‫يوز وصية ف أكثر من الثلث والولد للفراش وللعاهر الجر من ادعى إل غي أبيه أو تول غي‬
‫مواليه فعليه لعنة ال واللئكة والناس أجعي ل يقبل منه صرف ول عدل والسلم عليكم‬
‫ورحة ال خطبته ف مرض موته عن الفضل بن عباس قال جاءن رسول ال فخرجت إليه‬
‫فوجدته موعوكا قد عصب رأسه فقال خذ بيدي يا فضل فأخذت بيده حت جلس على النب‬
‫ث قال ناد ف الناس فاجتمعوا إليه فقال اما بعد أيها الناس فإن أحد إليكم ال الذي ل إله إل‬
‫هو وإنه قد دنا من خفوق من بي أظهركم فمن كنت جلدت له ظهرا فهذا ظهري فليستقد‬
‫منه ومن كنت شتمت له عرضا فهذا عرضي فليستقد منه ومن أخذت له مال فهذا مال‬

‫‪72‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫فليأخذ منه ول يش الشحناء من قبلي فإنا ليست من شأن أل وإن أحبكم إل من أخذ من‬
‫حقا إن كان له أو حللن فلقيت رب وأنا طيب النفس وقد أرى أن هذا غي مغن عن أقوم‬
‫فيكم مرارا‬
‫ث نزل فصلى الظهر ث رجع فجلس على النب فعاد لقالته الول فادعى عليه رجل‬
‫بثلثة دراهم فأعطاه عوضها ث قال أيها الناس من كان عنده شيء فليؤده ول يقل فضوح‬
‫الدنيا أل وإن فضوح الدنيا أهون من فضوح الخرة ث صلى على أصحاب أحد واستغفر لم‬
‫ث قال إن عبدا خيه ال بي الدنيا وبي ما عنده فاختار ما عنده فبكى أبو بكر وقال فديناك‬
‫بأنفسنا وآبائنا خطبة أكثم بن صيفي يدعو قومه إل السلم لا ظهر النب بكة ودعا الناس إل‬
‫السلم بعث أكثم ابن صيفي ابنه جبيشا فأتاه ببه فجمع بن تيم وقام فيهم خطيبا فقال يا‬
‫بن تيم ل تضرون سفيها فإنه من يسمع يل إن السفيه يوهن من فوقه ويتبب من دونه ل‬
‫خي فيمن ل عقل له كبت سن ودخلتن ذله فإذا رأيتم من حسنا فاقبلوه وإن رأيتم من غي‬
‫ذلك فقومون أستقم إن ابن شافه هذا الرجل مشافهة وأتان ببه وكتابه يأمر فيه بالعروف‬
‫وينهى عن النكر ويأخذ فيه بحاسن الخلق ويدعو إل توحيد ال تعال وخلع الوثان وترك‬
‫اللف بالنيان وقد عرف ذوو الرأي منكم أن الفضل فيما يدعو إليه وأن الرأي ترك‬
‫ما ينهى عنه إن أحق الناس بعونة ممد ومساعدته على أمره أنتم فإن يكن الذي‬
‫يدعو إليه حقا فهو لكم دون الناس وإن يكن باطل كنتم أحق الناس بالكف عنه وبالستر عليه‬
‫وقد كان أسقف نران يدث بصفته وكان سفيان بن ماشع يدث به قبله وسى ابنه ممدا‬
‫فكونوا ف أمره أول ول تكونوا آخرا ائتوا طائعي قبل أن تأتوا كارهي إن الذي يدعو إليه‬
‫ممد لو ل يكن دينا كان ف أخلق الناس حسنا أطيعون واتبعوا أمري أسأل لكم أشياء ل‬
‫تنع منكم أبدا وأصبحتم أعز حي ف العرب وأكثرهم عددا وأوسعهم دارا فإن أرى أمرا ل‬
‫يتنبه عزيز إل ذل ول يلزمه ذليل إل عز إن الول ل يدع للخر شيئا وهذا أمر له ما بعده من‬
‫سبق إليه غمر العال واقتدى به التال والعزية حزم والختلف عجز فقال مالك بن نويرة قد‬

‫‪73‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫خرف شيخكم فل تتعرضوا للبلء فقال أكثم ويل للشجي من اللى والفي على أمر ل‬
‫أشهده ول يسعن ث رحل إل النب فمات ف الطريق وبعث بإسلمه مع من أسلم من كان معه‬
‫وصية أب طالب لوجوه قريش عند موته لا حضرت أبا طالب الوفاة جع إليه‬
‫وجوه قريش فأوصاهم فقال يا معشر قريش أنتم صفوة ال من خلقه وقلب العرب فيكم السيد‬
‫الطاع وفيكم القدام الشجاع الواسع الباع واعلموا أنكم ل تتركوا للعرب ف الآثر نصيبا إل‬
‫أحرزتوه ول شرفا إل أدركتموه فلكم بذلك على الناس الفضيلة ولم به إليكم الوسيلة والناس‬
‫لكم حرب وعلى حربكم ألب وإن أوصيكم بتعظيم هذه البنية يعن الكعبة فإن فيها مرضاة‬
‫للرب وقواما للمعاش وثباتا للوطأة صلوا أرحامكم فإن ف صلة الرحم منسأة ف الجل وزيادة‬
‫ف العدد اتركوا البغي والعقوق ففيهما هلكت القرون قبلكم أجيبوا الداعي وأعطوا السائل فإن‬
‫فيهما شرف الياة والمات وعليكم بصدق الديث وأداء المانة فإن فيهما مبة ف الاص‬
‫ومكرمة ف العام وإن أوصيكم بحمد خيا فإنه المي ف قريش والصديق ف العرب وهو‬
‫الامع لكل ما أوصيتكم به وقد جاءنا بأمر قبله النان وأنكره اللسان مافة الشنآن واي ال‬
‫كأن أنظر إل صعاليك العرب وأهل الطراف والستضعفي من الناس قد أجابوا دعوته‬
‫وصدقوا كلمته وعظموا أمره فخاض بم غمرات الوت وصارت رؤساء قريش وصناديدها‬
‫أذنابا ودورها خرابا وضعفاؤها أربابا وإذا‬
‫أعظمهم عليه أحوجهم إليه وأبعدهم منه أحظاهم عنده قد مضته العرب ودادها‬
‫وأصفت له بلدها وأعطته قيادها يا معشر قريش كونوا له ولة ولزبه حاة وال ل يسلك‬
‫أحد سبيله إل رشد ول يأخذ بديه أحد إل سعد ولو كان لنفسي مدة وف أجلي تأخي‬
‫لكففت عنه الزاهز ولدافعت عنه الدواهي‬
‫خطب الوفود خطبة عطارد بن حاجب بن زرارة بي يدي النب قدم على رسول‬
‫ال سنة تسع للهجرة عطارد بن حاجب بن زرارة ف أشراف من بن تيم فلما دخل الوفد‬
‫السجد نادوا رسول ال من وراء الجرات أن اخرج إلينا يا ممد فآذى ذلك من صياحهم‬

‫‪74‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫رسول ال فخرج إليهم فقالوا يا ممد جئناك لنفاخرك فأذن لشاعرنا وخطيبنا قال نعم قد‬
‫أذنت لطيبكم فليقل فقام إليه عطارد فقال المد ل الذي له علينا الفضل وهو أهله الذي‬
‫جعلنا ملوكا ووهب لنا أموال عظاما نفعل فيها العروف وجعلنا أعز أهل الشرق وأكثره عددا‬
‫وأيسره عدة فمن مثلنا ف الناس ألسنا برؤس الناس وأول فضلهم فمن يفاخرنا فليعدد مثل ما‬
‫عددنا وإنا لو نشاء لكثرنا الكلم ولكنا نيا من الكثار فيما أعطانا وإنا نعرف بذلك أقول‬
‫هذا الن لتأتونا بثل قولنا وأمر أفضل من أمرنا ث جلس فقال رسول ال لثابت بن قيس بن‬
‫الشماس قم فأجب الرجل ف خطبته فقام ثابت فقال خطبة ثابت بن قيس بن الشماس المد‬
‫ل الذي السموات والرض خلقه قضى فيهن أمره ووسع كرسيه علمه ول يك شئ قط إل‬
‫من فضله ث كان من قدرته أن جعلنا ملوكا واصطفى‬
‫من خي خلقه رسول أكرمهم نسبا وأصدقهم حديثا وأفضلهم حسبا فأنزل عليه‬
‫كتابه وأتنه على خلقه فكان خية ال من العالي ث دعا الناس إل اليان فآمن برسول ال‬
‫الهاجرون من قومه وذوي رحه أكرم الناس أنسابا وأحسن الناس وجوها وخي الناس فعال ث‬
‫كان أول اللق استجابة ل حي دعاه رسول ال نن فنحن أنصار ال ووزراء رسوله نقاتل‬
‫الناس حت يؤمنوا بال فمن آمن بال ورسوله منع ماله ودمه ومن كفر جاهدناه ف ال أبدا‬
‫وكان قتله علينا يسيا أقول قول هذا وأستغفر ال للمؤمني وللمؤمنات والسلم عليكم ث‬
‫قالوا يا ممد أئذن لشاعرنا فقال نعم فقام الزبرقان بن بدر فأنشد قصيدة ف الفخر وبعث النب‬
‫إل حسان بن ثابت فرد عليه فقال القرع ابن حابس التميمي إن هذا الرجل لؤتى له لطيبه‬
‫أخطب من خطيبنا ولشاعره أشعر من شاعرنا وأصواتم أعلى من أصواتنا فلما فرغ القوم‬
‫أسلموا وجوزهم رسول ال فأحسن جوائزهم عمرو بن الهتم والزبرقان بن بدر بي يدي‬
‫رسول ال وسأل رسول ال عمرو بن الهتم عن الزبرقان بن بدر فقال عمرو مطاع ف أدنيه‬
‫شديد العارضة مانع لا وراء ظهره فقال الزبرقان‬

‫‪75‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫وال يا رسول ال إنه ليعلم من أكثر ما قال ولكنه حسدن شرف فقال عمرو أما‬
‫لئن قال ما قال فوال ما علمته إل ضيق الصدر زمر الروءة أحق الوالد لئيم الال حديث الغن‬
‫فلما رأى أنه خالف قوله الخر قوله الول ورأى النكار ف عي رسول ال قال يا رسول ال‬
‫رضيت فقلت أحسن ما علمت وغضبت فقلت أقبح ما علمت وما كذبت ف الول ولقد‬
‫صدقت ف الخرى فقال رسول ال عند ذلك إن من البيان لسحرا خطبة طهفة بن أب زهي‬
‫النهدي بي يدي رسول ال لا قدمت وفود العرب على النب قام طهفة بن أب زهي النهدي‬
‫فقال يا رسول ال أتيناك من غورى تامة بأكوار اليس ترمى بنا العيس نستحلب الصبي‬
‫ونستجلب البي ونستعضد البير ونستخيل الرهام ونستحيل الهام من أرض غائلة النطاء‬
‫غليظة الوطاء نشف الدهن‬
‫ويبس العثن وسقط الملوج ومات العسلوج وهلك الدى ومات الودى برئنا يا‬
‫رسول ال من الوثن والعثن وما يدث الزمن لنا دعوة السلم وشريعة السلم ما طمى البحر‬
‫وقام تعار ولنا نعم هل أغفال ما تبض ببلل ووقي كثي الرسل قليل الرسل أصابتها سنية حراء‬
‫مؤزلة ليس با علل ول نل رده صلى ال عليه وسلم فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫اللهم بارك لم ف مضها ومضها ومذقها وابعث راعيها ف الدثر بيانع الثمر وافجر له الثمد‬
‫وبارك له ف الال والولد من أقام الصلة كان مسلما ومن آتى الزكاة كان مسنا ومن شهد أن‬
‫ل إله إل ال كان ملصا يا بن ند ودائع الشرك ووضائع اللك ل تلطط ف الزكاة ول تلحد‬
‫ف الياة ول تثاقل عن الصلة‬
‫خطبة ظبيان بن حداد بي يدي النب صلى ال عليه وسلم وفد ظبيان بن حداد ف‬
‫سراة مذحج على النب صلى ال عليه وسلم فقال بعد السلم على رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم والثناء على ال عز وجل با هو أهله المد ل الذى صدع الرض بالنبات وفتق السماء‬
‫بالرجع ث قال نن قوم من سراة مذحج من يابر بن مالك ث قال فتوقلت بنا القلص من‬
‫أعال الوف ورءوس الضاب يرفعها عرر الربا ويفضها بطنان الرقاق وتلحقها دياحى الدجى‬

‫‪76‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫ث قال وسروات الطائف كانت لبن مهلئيل بن قينان غرسوا وديانه وذللوا خشانة ورعوا‬
‫قربانه ث ذكر نوحا حي خرج من السفينة بن معه قال فكان أكثر بنيه بنات وأسرعهم نباتا‬
‫عاد وثود فرماهم ال بالدمالق وأهلكهم بالصواعق ث قال وكانت بنو هانئ من ثود تسكن‬
‫الطائف وهم الذين خطوا مشاربا وأتوا جداولا وأحيوا غراسها ورفعوا عريشها ث‬
‫قال وإن حي ملكوا معاقل الرض وقرارها وكهول الناس وأغمارها ورءوس اللوك وعرارها‬
‫فكان لم البيضاء والسوداء وفارس المراء والزية الصفراء فبطروا النعم واستحقوا النقم‬
‫فضرب ال بعضهم ببعض ث قال وإن قبائل من الزد نزلوا على عهد عمرو بن عامر ففتحوا‬
‫فيها الشرائع وبنوا فيها الصانع واتذوا الدسائع ث ترامت مذحج بأسنتها وتنت بأعنتها فغلب‬
‫العزيز أذلا وقتل الكثي أقلها ث قال وكان بنو عمرو ابن خالد بن جذية يبطون عضيدها‬
‫ويأكلون حصيدها ويرشحون حصيدها فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم إن نعيم الدنيا‬
‫أقل وأصغر عند ال من خرء بعيضة ولو عدلت عند ال جناح ذباب ل يكن لكافر منها خلق‬
‫ول لسلم منها لاق خطبة مالك بن نط بي يدي النب صلى ال عليه وسلم وقدم وفد هدان‬
‫على رسول ال صلى ال عليه وسلم وفيهم مالك بن نط أبو ثور فقام بي يديه ث قال‬
‫يا رسول ال نصية من هدان من كل حاضر وباد أتوك على قلص نواج متصلة‬
‫ببال السلم ل تأخذهم ف ال لومة لئم من ملف خارف ويام وشاكر أهل السواد والقرى‬
‫أجابوا دعوة الرسول وفارقوا آلة النصاب عهدهم ل ينقض ما أقام لعلع وما جرى اليعفور‬
‫بصلع سفانة بنت حات بي يدى رسول ال صلى ال عليه وسلم حدث المام على كرم ال‬
‫وجهه قال لا أتينا بسبايا طيئ كانت ف النساء جارية جيلة وهي سفانة بنت حات فلما رأيتها‬
‫أعجبت با فقلت لطلبنها إل رسول ال صلى ال عليه وسلم ليجعلها من فيئى فلما تكلمت‬
‫أنسيت جالا لا سعت من فصاحتها فقالت يا ممد هلك الوالد وغاب الوافد فإن رأيت أن‬
‫تلى عن فل تشمت ب أحياء العرب فإن بنت سيد قومى كان أب يفك العان ويمى الذمار‬

‫‪77‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫ويقرى الضيف ويشبع الائع ويفرج عن الكروب ويطعم الطعام ويفشي السلم‬
‫ول يرد طالب حاجة قط أنا بنت حات طييء فقال لا رسول ال يا جارية هذه صفة الؤمن لو‬
‫كان ابوك إسلميا لترحنا عليه خلوا عنها فإن أباها كان يب مكارم الخلق وال يب‬
‫مكارم الخلق وصية دريد بن الصمة قال دريد بن الصمة لالك بن عوف النصري قائد‬
‫هوازن يوم حني يا مالك إنك قد أصبحت رئيس قومك وإن هذا يوم له ما بعده من أيام مال‬
‫أسع رغاء البعي ونيق المي وبكاء الصغي ويعار الشاء قال سقت مع الناس أبناءهم ونساءهم‬
‫وأموالم قال ول قال أردت أن أجعل خلف كل رجل أهله وماله ليقاتل عنهم فأنقض به ث‬
‫قال راعي ضأن وال وهل يرد النهزم شئ إنا إن كانت لك ل ينفعك إل رجل بسيفه ورمه‬
‫وإن كانت عليك فضحت ف أهلك ومالك ويك إنك ل تصنع بتقدي البيضة بيضة هوازن إل‬
‫نور اليل شيئا ارفعهم إل متنع بلدهم وعلياء قومهم ث ألق الصبا على متون اليل فإن‬
‫كانت لك لق بك من وراءك وإن كانت عليك كنت قد أحرزت أهلك ومالك‬
‫قال ل وال ما أفعل إنك قد كبت وذهل عقلك قال دريد هذا يوم ل أشهده ول‬
‫يفتن ث أنشأ يقول يا ليتن فيها جذع أخب فيها وأضع أقود وطفاء الزمع كأنا شاة صدع‬
‫وصية عمي بن حبيب الصحاب لبنيه أوصى عمي بن حبيب بنيه فقال يا بن إياكم ومالطة‬
‫السفهاء فإن مالستهم داء وإن من يلم عن السفيه يسر بلمه ومن يبه يندم ومن ل يقر بقليل‬
‫ما يأت به السفيه يقر بالكثي وإذا أراد أحدكم أن يأمر بالعروف أو ينهى عن النكر فليوطن‬
‫قبل ذلك على الذى وليوقن بالثواب من ال عز وجل إنه من يوقن بالثواب من ال عز وجل‬
‫ل يد مس الذى وصية قيس بن عاصم النقري لبنيه أوصى قيس بن عاصم النقري بنيه فقال‬
‫يا بن خذوا عن فل أحد أصلح لكم من إذا دفنتمون فانصرفوا إل رحالكم فسودوا أكبكم‬
‫فإن القوم إذا سودوا أكبهم خلفوا أباهم وإذا سودوا‬
‫أصغرهم أزرى ذلك بم ف أكفائهم وإياكم ومعصية ال وقطيعة الرحم وتسكوا‬
‫بطاعة أمرائكم فإنم من رفعوا ارتفع ومن وضعوا اتضع وعليكم بذا الال فأصلحوه فإنه منبهة‬

‫‪78‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫للكري وجنة لعرض اللئيم وإياكم والسألة فإنا أخر كسب الرجل وإن أحدا ل يسأل إل ترك‬
‫الكسب وإياكم والنياحة فإن سعت رسول ال ينهى عنها وادفنون ف ثياب الت كنت أصلي‬
‫فيها وأصوم ول يعلم بكر بن وائل بدفن فقد كانت بين وبينهم مشاحنات ف الاهلية‬
‫والسلم وأخاف أن يدخلوا عليكم ب عارا وخذوا عن ثلث خصال إياكم وكل عرق لئيم‬
‫أن تلبسوه فإنه إن يسرركم اليوم يسؤكم غدا واكظموا الغيظ واحذروا بن أعداء آبائكم‬
‫فإنم على منهاج آبائهم ث قال أحيا الضغائن آباء لنا سلفوا فلن تبيد وللباء أبناء‬
‫خطب يوم السقيفة لا قبض النب اجتمعت النصار ف سقيفة بن ساعدة فقالوا‬
‫نول هذا المر بعد ممد سعد بن عبادة وأخرجوا سعدا إليهم وهو مريض فلما اجتمعوا قال‬
‫لبنه أو بعض بن عمه إن ل أقدر لشكواي أن أسع القوم كلهم كلمي ولكن تلق من قول‬
‫فأسعهموه فكان يتكلم ويفظ الرجل قوله فيفع صوته فيسمع أصحابه خطبة سعد بن عبادة‬
‫فقال بعد أن حد ال وأثن عليه يا معشر النصار لكم سابقة ف الدين وفضيلة ف السلم‬
‫ليست لقبيلة من العرب إن ممدا عليه الصلة والسلم لبث بضع عشرة سنة ف قومه يدعوهم‬
‫إل عبادة الرحن وخلع النداد والوثان فما آمن به من قومه إل رجال قليل وما كانوا‬
‫يقدرون على أن ينعوا رسول ال ول أن يعزوا دينه ول أن يدفعوا عن أنفسهم ضيما عموا به‬
‫حت إذا أراد بكم الفضيلة ساق إليكم الكرامة وخصكم بالنعمة فرزقكم ال اليان به وبرسوله‬
‫والنع له ولصحابه والعزاز له ولدينه والهاد لعدائه فكنتم أشد الناس على عدوه من غيكم‬
‫حت استقامت العرب لمر ال طوعا وكرها وأعطى البعيد القادة صاغرا داخرا حت أثخن‬
‫ال عز وجل لرسوله بكم الرض ودانت بأسيافكم له العرب وتوفاه ال وهو عنكم‬
‫راض وبكم قرير عي استبدوا بذا المر دون الناس فإنه لكم دون الناس فأجابوه بأجعهم أن‬
‫قد وفقت ف الرأي وأصبت ف القول ولن نعدو ما رأيت نوليك هذا المر وأتى عمر الب‬
‫فأقبل إل أب بكر فقال أما علمت أن النصار قد اجتمعوا ف سقيفة بن ساعدة يريدون أن‬
‫يولوا هذا المر سعد بن عبادة وأحسنهم مقالة من يقول منا أمي ومن قريش أمي فمضيا‬

‫‪79‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫مسرعي نوهم فلقيا أبا عبيدة بن الراح فتماشوا إليهم ثلثتهم فجاءوا وهم متمعون فقال‬
‫عمر أتيناهم وقد كنت زويت كلما أردت أن أقوم به فيهم فلما أن دفعت إليهم ذهبت‬
‫لبتدئ النطق فقال ل أبو بكر رويدا حت أتكلم ث انطق بعد با أحببت فنطق فقال عمر فما‬
‫شئ كنت أردت أن أقوله إل وقد أتى به أو زاد عليه خطبة أب بكر رضي ال عنه حد ال‬
‫وأثن عليه ث قال إن ال بعث ممدا رسول إل خلقه وشهيدا على أمته ليعبدوا ال ويوحدوه‬
‫وهم يعبدون من دونه آلة شت ويزعمون أنا لم عنده شافعة ولم نافعة وإنا هي من حجر‬
‫منحوت وخشب منجور ث قرأ ويعبدون من دون ال مال يضرهم ول ينفعهم ويقولون هؤلء‬
‫شفعاؤنا عند ال وقالوا ما نعبدهم إل ليقربونا إل ال زلفى فعظم على العرب أن يتركوا دين‬
‫آبائهم فخص ال الهاجرين الولي من‬
‫قومه بتصديقه واليان به والؤاساة له والصب معه على شدة أذى قومهم لم‬
‫وتكذيبهم إياهم وكل الناس مالف زار عليهم فلم يستوحشوا لقلة عددهم وشنف الناس لم‬
‫وإجاع قومهم عليهم فهم أول من عبد ال ف الرض وآمن بال وبالرسول وهم أولياؤه‬
‫وعشيته وأحق الناس بذا المر من بعده ول ينازعهم ذلك إل ظال وأنتم يا معشر النصار‬
‫من ل ينكر فضلهم ف الدين ول سابقتهم العظيمة ف السلم رضيكم ال انصارا لدينه‬
‫ورسوله وجعل إليكم هجرته وفيكم جلة أزواجه وأصحابه فليس بعد الهاجرين الولي عندنا‬
‫بنلتكم فنحن المراء وأنتم الوزراء ل تفتاتون بشورة ول تقضى دونكم المور نص آخر‬
‫لطبة أب بكر يوم السقيفة حد ال وأثن عليه ث قال أيها الناس نن الهاجرون أول الناس‬
‫إسلما وأكرمهم أحسابا وأوسطهم دارا وأحسنهم وجوها وأكثر الناس ولدة ف العرب‬
‫وأمسهم رحا برسول ال أسلمنا قبلكم وقدمنا ف القرآن عليكم فقال تبارك وتعال والسابقون‬
‫الولون من الهاجرين والنصار والذين اتبعوهم بإحسان فنحن الهاجرون وأنتم النصار‬
‫إخواننا ف الدين وشركاؤنا ف الفئ وأنصارنا على العدو آويتم وواسيتم فجزاكم ال خيا‬
‫فنحن المراء وأنتم الوزراء‬

‫‪80‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫ل تدين العرب إل لذا الي من قريش فل تنفسوا على إخوانكم ما منحهم ال من‬
‫فضله خطبة الباب بن النذر ث قام الباب بن النذر بن الموح فقال يا معشر النصار املكوا‬
‫عليكم أمركم فإن الناس ف فيئكم وف ظلكم ولن يترئ مترئ على خلفكم ولن يصدر‬
‫الناس إل عن رأيكم أنتم أهل العز والثروة وأولو العدد والنعة والتجربة وذوو البأس والنجدة‬
‫وإنا ينظر الناس إل ما تصنعون ول تتلفوا فيفسد عليكم رأيكم ويتقض عليكم أمركم فإن‬
‫أب هؤلء إل ما سعتم فمنا أمي ومنهم أمي خطبة عمر بن الطاب رضي ال عنه فقال عمر‬
‫هيهات ل يتمع اثنان ف قرن وال ل ترضى العرب أن يؤمروكم ونبيها من غيكم ولكن‬
‫العرب ل تتنع أن تول أمرها من كانت النبوة فيهم وول أمورهم منهم ولنا بذلك على من أب‬
‫من العرب الجة الظاهرة والسلطان البي من ذا ينازعنا سلطان ممد وإمارته ونن أولياؤه‬
‫وعشيته إل مدل بباطل أو متجانف لث أو متورط ف هلكة‬
‫خطبة أخرى للحباب بن النذر فقام الباب بن النذر فقال يا معشر النصار‬
‫املكوا على أيديكم ول تسمعوا مقالة هذا وأصحابه فيذهبوا بنصيبكم من المر فإن أبوا‬
‫عليكم ما سألتموه فأجلوهم عن هذه البلد وتولوا عليهم هذه المور فأنتم وال أحق بذا‬
‫المر منهم فإنه بأسيافكم دان لذا الدين من دان من لن يكن يدين أنا جذيلها الحكك‬
‫وعذيقها الرجب أما وال لئن شئتم لنعيدنا جذعة فقال عمر إذن يقتلك ال قال بل إياك يقتل‬
‫فقال أبو عبيدة يا معشر النصار إنكم أول من نصر وآزر فل تكونوا أول من بدل وغي خطبة‬
‫بشي بن سعد فقام بشي بن سعد ابو النعمان بن بشي فقال يا معشر النصار إنا وال لئن كنا‬
‫أول فضيلة ف جهاد الشركي وسابقة ف هذا الدين ما أردنا به إل رضا ربنا وطاعة نبينا‬
‫والكدح لنفسنا فما ينبغي لنا أن نستطيل على الناس بذلك ول نبتغي به من الدنيا عرضا فإن‬
‫ال ول النة علينا‬
‫بذلك أل إن ممدا من قريش وقومه أحق به وأول واي ال ل يران ال أنازعهم‬
‫هذا المر أبدا فاتقوا ال ول تالفوهم ول تنازعوهم فقال أبو بكر هذا عمر وهذا أبوعبيدة‬

‫‪81‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫فأيهما شئتم فبايعوا فقال ل وال ل نتول هذا المر عليك فإنك أفضل الهاجرين وثان اثني إذ‬
‫ها ف الغار وخليفة رسول ال على الصلة والصلة أفضل دين السلمي فمن ذا ينبغي له أن‬
‫يتقدمك أو يتول هذا المر عليك ابسط يدك نبايعك وقام الناس إليه فبايعوه‬
‫خطب أب بكر الصديق ووصاياه رضي ال عنه خطبته يوم قبض الرسول دخل أبو‬
‫بكر الصديق رضوان ال عليه على النب وهو مسجى بثوب فكشف عنه الثوب وقال بأب أنت‬
‫وأمي طبت حيا وطبت ميتا وانقطع لوتك ما ل ينقطع لوت أحد من النبياء من النبوة‬
‫فعظمت عن الصفة وجللت عن البكاء وخصصت حت صرت مسلة وعممت حت صرنا‬
‫فيك سواء ولول أن موتك كان اختيارا منك لدنا لوتك بالنفوس ولول أنك نيت عن البكاء‬
‫لنفدنا عليك ماء الشئون فأما ما ل نستطيع نفيه عنا فكمد وإدناف يتخالفان ول يبحان‬
‫اللهم فأبلغه عنا السلم اذكرنا يا ممد عند ربك ولنكن من بالك فلول ما خلفت‬
‫من السكينة ل نقم لا خلفت من الوحشة اللهم أبلغ نبيك عنا واحفظه فينا ث خرج إل الناس‬
‫وهم ف شديد غمراتم وعظيم سكراتم فخطب خطبة قال فيها أشهد أن ل إله إل ال وحده‬
‫ل شريك له وأشهد أن سيدنا ممدا عبده ورسوله وأشهد أن الكتاب كما نزل وأن الدين‬
‫كما شرع وأن الديث كما حدث وأن القول كما قال وأن ال هو الق البي ف كلم طويل‬
‫ث قال أيها الناس من كان يعبد ممدا فإن ممدا قد مات ومن كان يعبد ال فإن ال حي ل‬
‫يوت وإن ال قد تقدم إليكم ف أمره فل تدعوه جزعا وإن ال قد أختار لنبيه ما عنده على ما‬
‫عندكم وقبضة إل ثوابه وخلف فيكم كتابه وسنة نبيه فمن أخذ بما عرف ومن فرق بينهما‬
‫أنكر يا أيها الذين آمنوا كونوا قوامي بالقسط ول يشغلنكم الشيطان بوت نبيكم ول يفتننكم‬
‫عن دينكم فعاجلوه بالذي تعجزونه ول تستنظروه فيلحق بكم خطبته بعد البيعة حد ال وأثن‬
‫عليه ث قال أيها الناس إن قد وليت عليكم ولست بيكم فإن رأيتمون على حق فأعينون‬
‫وإن رأيتمون على باطل فسددون أطيعون ما أطعت ال فيكم فإذا عصيته فل طاعة ل عليكم‬

‫‪82‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫أل إن أقواكم عندي الضعيف حت آخذ الق له وأضعفكم عندي القوي حت آخذ الق منه‬
‫أقول قول هذا وأستغفر ال ل ولكم‬
‫خطبة أخرى له بعد البيعة وقال الطبي نادى منادي أب بكر من بعد الغد من‬
‫متوف رسول ال ليتم بعث أسامة أل ل يبقي بالدينة أحد من جند أسامة إل خرج إل‬
‫عسكره وقام ف الناس فجمد ال وأثن عليه ث قال ياأيها الناس إنا أنا مثلكم وإن ل أدري‬
‫لعلكم ستكلفون ما كان رسول ال يطيق إن ال اصطفى ممدا على العالي وعصمه من‬
‫الفات وإنا أنا متبع ولست ببتدع فإن استقمت فتابعون وإن زغت فقومون وإن رسول ال‬
‫قبض وليس أحد من هذه المة يطلبه بظلمة ضربة سوط فما دونما أل وإن ل شيطانا يعترين‬
‫فإذا غضبت فاجتنبون ل أوثر ف أشعاركم وأبشاركم أل وإنكم تغدون وتروحون ف أجل قد‬
‫غيب عنكم علمه فإن استطعتم أل يضي هذا الجل إل وأنتم ف عمل صال فافعلوا ولن‬
‫تستطيعوا ذلك إل بال فسابقوا ف مهل آجالكم من قبل أن تسلمكم آجالكم إل انقطاع‬
‫العمال فإن قوما نسوا آجالم وجعلوا أعمالم لغيهم فإياكم أن تكونوا أمثالم الد الد‬
‫والوحا الوحا والنجاء النجاء فإن وراءكم طالبا حثيثا أجل مره سريع احذروا الوت واعتبوا‬
‫بالباء والبناء والخوان ول تغبطوا الحياء إل با تغبطون به إل الموات‬
‫خطبة أخرى قال الطبي وقام أيضا فحمد ال وأثن عليه ث قال إن ال عز وجل ل‬
‫يقبل من العمال إل ما أريد به وجهه فأريدوا ال بأعمالكم واعلموا أن ما أخلصتم ل من‬
‫أعمالكم فطاعة أتيتموها وحظ ظفرت به وضرائب أديتموها وسلف قدمتموه من أيام فانية‬
‫لخرى باقية لي فقركم وحاجتكم اعتبوا عباد ال بن مات منكم وتفكروا فيمن كان‬
‫قبلكم أين كانوا أمس وأين هم اليوم أين البارون وأين الذين كان لم ذكر القتال والغلبة ف‬
‫مواطن الروب قد تضعضع بم الدهر وصاروا رميما قد تركت عليهم القالت البيثات وإنا‬
‫البيثات للخبيثي والبيثون للخبيثات وأين اللوك الذين أثاروا الرض وعمروها قد بعدوا‬
‫ونسي ذكرهم وصاروا كل شئ أل وإن ال قد أبقى عليهم التبعات وقطع عنهم الشهوات‬

‫‪83‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫ومضوا والعمال أعمالم والدنيا دنيا غيهم وبقينا خلفا من بعدهم فإن نن اعتبنا بم نونا‬
‫وإن اغتررنا كنا مثلهم أين الوضاء السنة وجوههم العجبون بشبابم صاروا ترابا وصار ما‬
‫فرطوا فيه حسرة عليهم أين الذين بنوا الدائن وحصنوها بالوائط وجعلوا فيها العاجيب قد‬
‫تركوها لن خلفهم فتلك مساكنهم خاوية وهم ف ظلمات القبور هل تس منهم من أحد أو‬
‫تسمع لم ركزا أين من تعرفون من أبنائكم وإخوانكم قد انتهت بم آجالم فوردوا على ما‬
‫قدموا فحلوا عليه وأقاموا للشقوة وللسعادة فيما بعد الوت‬
‫أل إن ال ل شريك له ليس بينه وبي أحد من خلقه سبب يعطيه به خيا ول‬
‫يصرف عنه به سوءا إل بطاعته واتباع أمره واعلموا أنكم عبيد مدينون وأن ما عنده ل يدرك‬
‫إل بطاعته أما وإنه ل خي بي بعده النار ول شر بشر بعده النة خطبة له ومن خطبه حد ال‬
‫وأثن عليه وصلى على النب ث قال إن أشقى الناس ف الدنيا والخرة اللوك فرفع الناس‬
‫رءوسهم فقال مالكم يا معشر الناس إنكم لطعانون عجلون إن من اللوك من إذا ملك زهده‬
‫ال فيما ف يده ورغبه فيما ف يدي غيه وانتقصه شطر أجله وأشرب قلبه الشفاق فهو يسد‬
‫على القليل ويتسخط الكثي ويسأم الرخاء وتنقطع عنه لذه البهاء ل يستعمل العبة ول يسكن‬
‫إل الثقة فهو كالدرهم القسي والسراب الادع جذل الظاهر حزين الباطن فإذا وجبت نفسه‬
‫ونضب عمره وضحا ظله حاسبة ال فأشد حسابه وأقل عفوه أل إن الفقراء هم الرحومون‬
‫وخي اللوك من آمن بال وحكم بكتاب ال وسنة نبيه وإنكم اليوم على خلفة نبوة ومفرق‬
‫مجة وسترون بعدي ملكا عضوضا وأما شعاعا ودما مفاحا فإن كانت للباطل نزوة ولهل‬
‫الق جولة يعفو لا الثر وتوت السنن فالزموا الساجد‬
‫واستشيوا القرآن والزموا الماعة وليكن البرام بعد التشاور والصفقة بعد طول‬
‫التناظر أي بلد خرشنة إن ال سيفتح عليكم أقصاها كما فتح أدناها خطبة له وخطب أيضا‬
‫فقال المد ل أحده وأستعينه وأستغفره وأومن به وأتوكل عليه وأستهدى ال بالدى وأعوذ‬
‫به من الضللة والردى ومن الشك والعمى من يهد ال فهو الهتدى ومن يضلل فلن تد له وليا‬

‫‪84‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫مرشدا وأشهد أن ل إله إل ال وحده ل شريك له له اللك وله المد يي وييت وهو حى ل‬
‫يوت يعز من يشاء ويذل من يشاء بيده الي وهو على كل شىء قدير وأشهد أن ممدا عبده‬
‫ورسوله أرسله بالدى ودين الق ليظهره على الدين كله ولو كره الشركون إل الناس كافة‬
‫رحة لم وحجة عليهم والناس حينئذ على شر حال ف ظلمات الاهلية دينهم بدعة ودعوتم‬
‫فرية فأعز ال الدين بحمد صلى ال عليه وسلم وألف بي قلوبكم أيها الؤمنون فأصبحتم‬
‫بنعمته إخوانا وكنتم على شفا حفرة من النار فأنقذكم منها كذلك يبي ال لكم آياته لعلكم‬
‫تتدون فأطيعوا ال ورسوله فإنه قال عز رجل من يطع الرسول فقد أطاع ال ومن تول فما‬
‫أرسلناك عليهم حفيظا أما بعد أيها الناس إن أوصيكم بتقوى ال العظيم ف كل أمر وعلى كل‬
‫حال ولزوم الق فيما أحببتم وكرهتم فإنه ليس فيما دون الصدق من الديث خي من يكذب‬
‫يفجر ومن يفجر يهلك وإياكم والفخر وما فخر من خلق من التراب وإل التراب‬
‫يعود هو اليوم حى وغدا ميت فاعملوا وعدوا أنفسكم ف الوتى وما أشكل عليكم فردوا علمه‬
‫إل ال وقدموا لنفسكم خيا تدوه مضرا فإنه قال عز وجل يوم تد كل نفس ما عملت من‬
‫خي مضرا وما عملت من سوء تود لو أن بينها وبينه أمدا بعيدا ويذركم ال نفسه وال‬
‫رءوف بالعباد فاتقوا ال عباد ال وراقبوه واعتبوا بن مضى قبلكم واعلموا أنه ل بد من لقاء‬
‫ربكم والزاء بأعمالكم ضغيها وكبيها إل ما غفر ال إنه غفور رحيم فأنفسكم أنفسكم‬
‫والستعان ال ول حول ول قوة إل بال إن ال وملئكته يصلون على النب يأيها الذين آمنوا‬
‫صلوا عليه وسلموا تسليما اللهم صل على ممد عبدك ورسولك أفضل ما صليت على أحد‬
‫من خلقك وزكنا بالصلة عليه وألقنا به واحشرنا ف زمرته وأوردنا حوضه اللهم أعنا على‬
‫طاعتك وانصرنا على عدوك خطبة له وخطب أيضا فحمد ال وأثن عليه ث قال أوصيكم‬
‫بتقوى ال وأن تثنوا عليه با هو أهله وأن تلطوا الرغبة بالرهبة وتمعوا اللاف بالسألة فإن‬
‫ال أثن على زكريا وعلى أهل بيته فقال إنم كانوا يسارعون ف اليات ويدعوننا رغبا ورهبا‬
‫وكانوا لنا خاشعي ث اعلموا عباد ال أن ال قد ارتن بقه أنفسكم وأخذ على ذلك مواثيقكم‬

‫‪85‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫وعوضكم بالقليل الفان الكثي الباقى وهذا كتاب ال فيكم ل تفن عجائبه ول يطفأ نوره‬
‫فثقوا بقوله‬
‫وانتصحوا كتابه واستبصروا فيه ليوم الظلمة فإنه خلقكم لعبادته ووكل بكم الكرام‬
‫الكاتبي يعلمون ما تفعلون خطبة له ف النصار ووصل إليه مال من البحرين فساوى فيه بي‬
‫الناس فغضبت النصار وقالوا له فضلنا فقال أبو بكر صدقتم إن أردت أن أفضلكم صار ما‬
‫عملتموه للدنيا وإن صبت كان ذلك ل عز وجل فقالوا وال ما عملنا إل ل تعال وانصرفوا‬
‫فرقى أبو بكر النب فحمد ال وأثن عليه وصلى على النب صلى ال عليه وسلم ث قال يا معشر‬
‫النصار إن شئتم أن تقولوا إنا آويناكم ف ظللنا وشاطرناكم ف أموالنا ونصرناكم بأنفسنا‬
‫قلتم وإن لكم من الفضل مال يصيه العدد وإن طال به المد فنحن وأنتم كما قال طفيل‬
‫الغنوى جزى ال عنا جعفرا حي أزلقت بنا نعلنا ف الواطئي فزلت أبوا أن يلونا ولو أن أمنا‬
‫تلقى الذى يلقون منا للت هم أسكنونا ف ظلل بيوتم ظلل بيوت أدفأت وأظلت‬
‫وصيته لسامة بن زيد وأوصى أسامة بن زيد وجيشه حي سيه إل أبن فقال يا‬
‫أيها الناس قفوا أوصيكم بعشر فاحفظوها عن ل تونوا ول تغلوا ول تغدروا ول تثلوا ول‬
‫تقتلوا طفل صغيا ول شيخا كبيا ول امرأة ول تقعروا نل ول ترقوه ول تقطعوا شجرة‬
‫مثمرة ول تذبوا شاة ول بقرة ول بعيا إل لأكله وسوف ترون بأقوام قد فرغوا أنفسهم ف‬
‫الصوامع فدعوهم وما فرغوا أنفسهم له وسوف تقدمون على قوم يأتونكم بآنية فيها ألوان‬
‫الطعام فإذا أكلتم منها شيئا بعد شئ فاذكروا اسم ال عليها وتلقون أقواما قد فحصوا أوساط‬
‫رءوسهم وتركوا حولا مثل العصائب فاخفقوهم بالسيف خفقا اندفعوا باسم ال وصيته لعمرو‬
‫بن العاص والوليد بن عقبة وشيع عمرو بن العاص والوليد بن عقبة مبعثهما على الصدقة‬
‫وأوصى كل واحد منهما بوصية واحدة اتق ال ف السر والعلنية فإنه من يتق ال يعل له‬
‫مرجا ويرزقه من حيث‬

‫‪86‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫ل يتسب ومن يتق ال يكفر عنه سيئآته ويعظم له أجرا فإن تقوى ال خي ما‬
‫تواصى به عباد ال إنك ف سبيل من سبل ال ل يسعك فيه الدهان والتفريط والغفلة عما فيه‬
‫قوام دينكم وعصمة أمركم فل تن ول تفتر خطب الفتوح ف عهد أب بكر وصيته لالد بن‬
‫الوليد ووصى أبو بكر خالد بن الوليد فقال سر على بركة ال فإذا دخلت أرض العدو فكن‬
‫بعيدا عن الملة فإن ل آمن عليك الولة واستظهر بالزاد وسر بالدلء ول تقاتل بجروح فإن‬
‫بعضه ليس منه واحترس من البيات فإن ف العرب غرة وأقلل من الكلم فإن مالك ما وعى‬
‫عنك وأقبل من الناس علنيتهم وكلهم إل ال ف سريرتم وأستودعك ال الذى ل تضيع‬
‫ودائعه خطبة خالد بن الوليد وكان أبو بكر رضى ال عنه قد بعث الثن بن حارثة على جيش‬
‫إل العراق فقدم العراق فقاتل وأغار على أهل فارس ونواحى السواد ث بعث أخاه مسعودا إل‬
‫أب بكر يستمده فكتب أبو بكر إل خالد بن الوليد وكان باليمامة أن يسي إل العراق فلما قرأ‬
‫خالد الكتاب قام ف الناس فحمد ال وأثن عليه وصلى على النب صلى ال عليه وسلم ث قال‬
‫المد ل وال أهله وأشهد أن ممدا عبده ورسوله أما بعد فإن خليفة رسول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم كتب إلينا يضنا على طاعة ربنا وجهاد عدونا وعدو ال وبالهاد ف‬
‫سبيل ال أنز ال دعوتنا وجع كلمتنا وأمنيتنا والمد ل رب العالي أل إن خارج ومعسكر‬
‫وسائر إن شاء ال ومعجل فمن أراد ثواب العاجل والجل فلينكمش خطبة لب بكر ف ندب‬
‫الناس لفتح الشأم وخطب يندب الناس لفتح الشأم فحمد ال وأثن عليه وصلى على رسوله‬
‫وقال أل إن لكل أمر جوامع فمن بلغها فهى حسبه ومن عمل ل كفاه ال عليكم بالد‬
‫والقصد فإن القصد أبلغ أل إنه ل دين لحد ل إيان له ول أجر لن ل حسبة له ول عمل لن‬
‫ل نية له أل وإن ف كتاب ال من الثواب على الهاد ف سبيل ال كما ينبغى للمسلم أن يب‬
‫أن يص به هى التجارة الت دل ال عليها ونى با من الزى وألق با الكرامة ف الدنيا‬
‫والخرة‬

‫‪87‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫فتح الشام حدث أبو اساعيل ممد بن عبد ال الزدى البصرى صاحب فتوح‬
‫الشام قال لا أراد أبو بكر رحة ال عليه أن يهز النود إل الشأم دعا عمر وعثمان وعليا‬
‫وطلحة والزبي وعبد الرحن بن عوف وسعد ابن أب وقاص وأبا عبيدة بن الراح ووجوه‬
‫الهاجرين والنصار من النصار من أهل بدر وغيهم فدخلوا عليه فقال خطبة أب بكر إن ال‬
‫تبارك وتعال ل تصى نعمه ول تبلغ جزاءها العمال فله المد كثيا على ما اصطنع عندكم‬
‫فقد جع كلمتكم وأصلح ذات بينكم وهداكم إل السلم ونفى عنكم الشيطان فليس يطمع‬
‫أن تشركوا بال ول أن تتخذوا إلا غيه فالعرب اليوم بنو أم وأب وقد أردت أن أستنفرهم إل‬
‫جهاد الروم بالشام ليؤيد ال السلمي ويعل ال كلمته العليا مع أن للمسلمي ف ذلك الظ‬
‫الوفر فمن هلك منهم هلك شهيدا وما عند ال خيا للبرار ومن عاش منهم عاش مدافعا عن‬
‫الدين مستوجبا على ال عز وجل ثواب الجاهدين هذا رأي الذى رأيت فليشر على أمرؤ ببلغ‬
‫رأيه خطبة عمر فقام عمر بن الطاب رضى ال عنه فحمد ال وأثن عليه وصلى على النب‬
‫صلى ال عليه وسلم ث قال المد ل الذى يص بالي من يشاء من خلقه وال ما استبقنا إل‬
‫شئ من الي قط إل سبقتنا إليه وذلك فضل ال يؤتيه من يشاء قد وال أردت لقاءك لذا‬
‫الرأى‬
‫الذى ذكرت فما قضى ال أن يكون ذلك حت ذكرته الن فقد أصبت أصاب ال‬
‫بك سبل الرشاد سرب إليهم اليل ف إثر اليل وابعث الرجال تتبعها الرجال والنود تتبعها‬
‫النود فإن ال عز وجل ناصر دينه ومعز السلم وأهله ومنجز ما وعد رسوله خطبة عبد‬
‫الرحن بن عوف ث إن عبد الرحن بن عوف قام فقال يا خليفة رسول ال إنا الروم وبنو‬
‫الصفر حد حديد وركن شديد وال ما أرى أن تقحم اليل عليهم إقحاما ولكن تبعث اليل‬
‫فتغي ف أدان أرضهم ث تبعثها فتغي ث ترجع إليك ث تبعثها فتغي ث ترجع إليك فإذا فعلوا‬
‫ذلك مرارا أضروا بعدوهم وغنموا من أدان أرضهم فقووا بذلك على قتالم ث تبعث إل‬
‫أقاصى أهل اليمن وإل أقاصى ربيعة ومضر فتجمعهم إليك جيعا فإن شئت عند ذلك غزوتم‬

‫‪88‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫بنفسك وإن شئت بعثت على غزوهم غيك ث جلس وسكت وسكت الناس قال لم أبو بكر‬
‫ما ترون رحكم ال فقام عثمان بن عفان رضوان ال عليه فحمد ال وأثن عليه با هو أهله‬
‫وصلى على النب ث قال رأيي أنك ناصح لهل هذا الدين عليهم شفيق فإذا رأيت رأيا علمته‬
‫لم رشدا وصلحا وخيا فاعزم على إمضائه فإنك غي ظني ول متهم عليهم فقال طلحة‬
‫والزبي وسعد وأبو عبيدة بن الراح وسعيد بن زيد وجيع من حضر ذلك الجلس من‬
‫الهاجرين والنصار صدق عثمان فيما قال ما رأيت من رأى فأمض فإنا سامعون لك مطيعون‬
‫ل نالف أمرك ول نتهم رأيك ول نتخلف عن دعوتك وإجابتك‬
‫فذكروا هذا وشبهه وعلي بن أب طالب رحة ال عليه ف القوم ل يتكلم فقال له‬
‫أبو بكر ما ترى يا أبا السن قال أرى أنك مبارك المر ميمون النقيبة وأنك إن سرت إليهم‬
‫بنفسك أو بعثت إليهم نصرت إن شاء ال فقال له أبو بكر بشرك ال بي فمن أين علمت هذا‬
‫قال سعت رسول ال يقول ل يزال هذا الدين ظاهرا على كل من ناوأه حت يقوم الدين وأهله‬
‫ظاهرين فقال ابو بكر سبحان ال ما أحسن هذا الديث لقد سررتن سرك ال ف الدنيا‬
‫والخرة خطبة أب بكر ث إن أبا بكر رحة ال عليه ورضوانه قام ف الناس فحمد ال وأثن‬
‫عليه وذكره با هو أهله وصلى على النب ث قال أيها الناس إن ال قد أنعم عليكم بالسلم‬
‫وإعزكم بالهاد وفضلكم بذا الدين على أهل كل دين فتجهزوا عباد ال إل غزو الروم‬
‫بالشأم فإن مؤمر عليكم أمراء وعاقد لم ألوية فأطيعوا ربكم ول تالفوا أمراءكم ولتحسن‬
‫نيتكم وسيتكم وطعمتكم فإن ال مع الذين اتقوا والذين هم مسنون فسكت الناس فوال ما‬
‫أجابه أحد هيبة لغزو الروم لا يعلمون من كثرة عددهم وشدة شوكتهم فقام عمر بن الطاب‬
‫رحة ال عليه ورضوانه فقال يا معشر السلمي ما لكم ل تيبون خليفة رسول ال إذ دعاكم‬
‫لا يييكم خطبة خالد بن سعيد بن العاص فقام خالد بن سعيد بن العاص فحمد ال وأثنىعليه‬
‫وصلى على النب صلى ال عليه وعلى آله ث قال‬

‫‪89‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫المد ل الذي ل إله ال هو الذي بعث ممدا بالدى ودين الق ليظهره على‬
‫الدين كله ولو كره الشركون فإن ال منجز وعده ومعز دينه ومهلك عدوه ث أقبل على أب‬
‫بكر فقال نن غي مالفي لك ول متخلفي عنك وأنت الوال الناصح الشفيق ننفر إذا‬
‫استنفرتنا ونطيعك إذا أمرتنا ونيبك إذا دعوتنا ففرح أبو بكر بقالته وقال له جزاك ال من أخ‬
‫وخليل خيا فقد أسلمت مرتغبا وهاجرت متسبا وهربت بدينك من الكفار لكي يطاع ال‬
‫ورسوله وتكون كلمة ال هي العليا فتيسر رحك ال فتجهز خالد بن سعيد بأحسن الهاز‬
‫وخرج هو وإخوته وغلمانه ومن تبعه من أهل بيته فكان أول من عسكر وأمر أبو بكر بلل‬
‫فنادى ف الناس أن انفروا إل جهاد عدوكم الروم بالشام فنفروا اليه وكان خالد من عمال‬
‫رسول ال فكره المارة واستعفى أبا بكر فأعفاه ورأى أبو بكر أن يكتب كتابا إل أهل اليمن‬
‫يدعوهم إل الهاد ويرغبهم ف ثوابه وبعث الكتاب مع أنس بن مالك قال أنس أتيت أهل‬
‫اليمن جناحا جناحا وقبيلة قبيلة أقرأ عليهم كتاب أب بكر وإذا فرغت من قراءته قلت المد‬
‫ل وأشهد أن ل إله إل ال وان ممدا عبده ورسوله بسم ال الرحن الرحيم أما بعد فإن‬
‫رسول خليفة رسول ال ورسول السلمي إليكم إل وإن وقد تركتهم معسكرين ليس ينعهم‬
‫من الشخوص إل عدوهم ال انتظاركم فعجلوا إل إخوانكم رحة ال عليكم أيها السلمون‬
‫فكان كل من أقرأ عليه ذلك الكتاب ويسمع من هذا القول يسن الرد علي ويقول نن‬
‫سائرون وكأنا قد فعلنا خطبة ذي الكلع حت انتهيت إل ذي الكلع فلما قرأت عليه‬
‫الكتاب وقلت هذا القال دعا بفرسه وسلحه ونض ف قومه من ساعته ول يؤخر ذلك وأمر‬
‫بالعسكر فما برحنا حت عسكر وعسكر معه جوع كثية من أهل اليمن وسارعوا فلما‬
‫اجتمعوا إليه قام فيهم‬
‫فحمد ال وأثن عليه وصلى على النب ث قال أيها الناس إن من رحة ال إياكم‬
‫ونعمته عليكم أن بعث فيكم رسول وأنزل عليه كتابا فأحسن عنه البلغ فعلمكم ما يرشدكم‬
‫وناكم عما يفسدكم حت علمكم ما ل تكونوا تعلمون ورغبكم ف الي فيما ل تكونوا‬

‫‪90‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫ترغبون ث قد دعاكم إخوانكم الصالون إل جهاد الشركي واكتساب الجر العظيم فلينفر‬
‫من أراد النفي معى الساعة فنفر بعدد من أهل اليمن كثي وقدموا على أب بكر ففرح بقدمهم‬
‫وصية خالد بن سعيد بن العاص لب بكر ولا أراد خالد بن سعيد بن العاص أن يغدو سائرا‬
‫إل الشأم لبس سلحه وأمر إخوته فلبسوا أسلحتهم عمرا والكم وأبان وغلمته ومواليه ث‬
‫أقبل إل أب بكر رضى ال عنه بعد صلة الغداة وصلى معه فلما انصرفوا قام إليه هو وإخوته‬
‫فجلسوا إليه فحمد ال خالد وأثن عليه وصلى على النب ث قال يا أبا بكر إن ال أكرمنا وإياك‬
‫والسلمي طرا بذا الدين فأحق من أقام السنة وأمات البدعة وعدل ف السية الوال على‬
‫الرعية وكل امرئ من أهل هذا الدين مقوق بالحسان ومعدلة الوال أعم نفعا فاتق ال يا أبا‬
‫بكر فيمن ولك ال أمره وارحم الرملة واليتيم وأعن الضعيف الظلوم ول يكن رجل من‬
‫السلمي إذا رضيت عنه آثر عندك ف الق منه إذا سخطت عليه ول تغضب ما قدرت على‬
‫ذلك فإن الغضب ير الور ول تقد على مسلم وأنت تستطيع فإن حقدك على السلم يعلك‬
‫له عدوا وإن اطلع على ذلك منك عاداك فإذا عادى الوال الرعية وعادت الرعية الوال كان‬
‫بك قصفا أن يكون إل هلكهم داعيا وكن لينا للمحسن واشدد على الريب‬
‫ث قال هات يدك فإن ل أدرى هل نلتقى ف الدنيا بعد هذا اليوم فإن قضى ال لنا‬
‫التقاء فنسأل ال عفوه وغفرانه وإن كانت هى الفرقة الت ليس بعدها التقاء فعرفنا ال وإياك‬
‫وجه النب صلى ال عليه وسلم ف جنات النعيم فأخذ أبو بكر رضى ال عنه بيده ث بكى‬
‫وبكى خالد والسلمون وظنوا أنه يريد الشهادة وصية أب بكر لالد بن سعيد بن العاص فلما‬
‫خرج من الدينة قال له أبو بكر رضى ال عنه إنك قد أوصيتن برشدى وقد وعيته وأنا‬
‫موصيك فاستمع وصيت وعها إنك امرؤ قد جعل ال لك سابقة ف السلم وفضيلة عظيمة‬
‫والناس ناظرون إليك ومستمعون منك وقد خرجت ف هذا الوجه العظيم الجر وأنا أرجو أن‬
‫يكون خروجك فيه لسبة ونية صادقة إن شاء ال فثبت العال وعلم الاهل وعاتب السفيه‬
‫الترف وانصح لعامة السلمي واخصص الوال على الند من نصيحتك ومشورتك ما يق ال‬

‫‪91‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫وللمسلمي عليك واعمل ل كأنك تراه واعدد نفسك ف الوتى واعلم أنا عما قليل ميتون ث‬
‫مبعوثون ث مساءلون وماسبون جعلنا ال وإياك لنعمه من الشاكرين ولنقمه من الائفي ث‬
‫أخذ يده فودعه وجهز أبو بكر أربعة جيوش على أحدها عمرو بن العاص ووجهه إل فلسطي‬
‫وعلى الثان شرحبيل ابن حسنة ووجهه إل الردن وعلى الثالث يزيد بن أب سفيان ووجهه‬
‫إل البلقاء وعلى الرابع أبو عبيدة عامر بن الراح ووجهه إل حص وشيع المراء ووصاهم‬
‫وصية أب بكر لعمرو بن العاص ولا أجع أبو بكر أن يبعث اليوش إل الشأم كان أول من‬
‫سار من عماله عمرو‬
‫يا عمرو اتق ال ف سر أمرك وعلنيته واستحيه فإنه يراك ويرى عملك وقد رأيت‬
‫تقديي إياك على من هو أقدم سابقة منك ومن كان أعظم غناء عن السلم وأهله منك فكن‬
‫من عمال الخرة وأرد با تعمل وجه ال وكن والدا لن معك ول تكشفن الناس عن أستارهم‬
‫واكتف بعلنيتهم وكن مدا ف أمرك واصدق اللقاء إذا لفيت ول تب وتقدم ف العلوم‬
‫وعاقب عليه وإذا وعظت أصحابك فأوجز وأصلح نفسك تصلح لك رعيتك ف وصية له‬
‫طويلة وصية أخرى وأمد أبو بكر أبا عبيدة بيش عليه عمرو بن العاص فلما أراد الشخوص‬
‫خرج معه أبو بكر رضى ال عنه يشيعه وقال يا عمرو إنك ذو رأى وتربة بالمور وتبصرة‬
‫بالرب وقد خرجت مع أشراف قومك ورجال من صلحاء السلمي وأنت قادم على إخوانك‬
‫فل تألم نصيحة ول تدخر عنهم صال مشورة فرب رأى لك ممود ف الرب مبارك ف‬
‫عواقب المور فقال له عمرو ما أخلقن أن أصدق ظنك وأن أقبل رأيك ث ودعه وانصرف‬
‫وصية أب بكر ليزيد بن أب سفيان ودعا يزيد بن أب سفيان فعقد له وأوصاه فقال يا يزيد إن‬
‫أوصيك بتقوى ال وطاعته واليثار له والوف منه وإذا لقيت‬
‫العدو فأظفركم ال بم فل تغلل ول تثل ول تغدر ول تب ول تقتلوا وليدا ول‬
‫شيخا كبيا ول امرأة ول ترقوا نل ول تقعره ول تقطعوا شجرة مثمرة ول تعقروا بيمة إل‬
‫لأكلة وستمرون بقوم ف الصوامع يزعمون أنم حبسوا أنفسهم ل فدعوهم وما حبسوا‬

‫‪92‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫أنفسهم له وستجدون آخرين قد فحص الشيطان عن أوساط رءوسهم حت كأن أوساط‬
‫رءوسهم أفاحيص القطا فاضربوا ما فحصوا من رءوسهم بالسيوف حت ينيبوا إل السلم أو‬
‫يؤدوا الزية عن يد وهم صاغرون ولينصرن ال من ينصره ورسله بالغيب ث أخذ يده فقال إن‬
‫أستودعك ال وعليك سلم ال ورحته ث ودعه وقال إنك أول أمرائى وقد وليتك على رجال‬
‫من السلمي أشراف غي أوزاع ف الناس فأحسن صحبتهم ولتكن لم كنفا واخفض لم‬
‫جناحك وشاورهم ف المر أحسن ال لك الصحابة وعلينا اللفة وصية أخرى ليزيد بن أب‬
‫سفيان ووصى يزيد بن أب سفيان أيضا حي وجهه لفتح الشام فقال إن قد وليتك لبلوك‬
‫وأجربك وأخرجك فإن أحسنت رددتك إل عملك وزدتك وإن أسأت عزلتك فعليك بتقوى‬
‫ال فإنه يرى من باطنك مثل الذى يرى من ظاهرك وإن أول الناس بال أشدهم توليا له‬
‫وأقرب الناس من ال أشدهم تقربا إليه بعمله وقد وليتك عمل خالد فإياك وعبية الاهلية فإن‬
‫ال يبغضها ويبغض‬
‫أهلها وإذا قدمت على جندك فأحسن صحبتهم وابدأهم بالي وعدهم إياه وإذا‬
‫وعظتهم فأوجز فإن كثي الكلم ينسى بعضه بعضا وأصلح نفسك يصلح لك الناس وصل‬
‫الصلوات لوقاتا بإتام ركوعها وسجودها والتخشع فيها وإذا قدم عليك رسل عدوك‬
‫فأكرمهم وأقلل لبثهم حت يرجوا من عسكرك وهم جاهلون به ول تريثهم فيوا خللك‬
‫ويعلموا علمك وأنزلم ف ثروة عسكرك وامنع من قبلك من مادثتهم وكن أنت التول‬
‫لكلمهم ول تعل سرك لعلنيتك فيختلط أمرك وإذا استشرت فاصدق الديث تصدق‬
‫الشورة ول تزن عن الشي خبك فتؤتى من قبل نفسك واسر بالليل ف أصحابك تأتك‬
‫الخبار وتنكشف عندك الستار وأكثر حرسك وبددهم ف عسكرك وأكثر مفاجأتم ف‬
‫مارسهم بغي علم منهم بك فمن وجدته غفل عن مرسه فأحسن أدبه وعاقبه ف غي إفراط‬
‫وعقب بينهم بالليل واجعل النوبة الول أطول من الخية فإنا أيسرها لقربا من النهار ول‬
‫تف من عقوبة الستحق ول تلجن فيها ول تسرع إليها ول تذ لا مدقعا ول تغفل عن أهل‬

‫‪93‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫عسكرك فتفسده ول تسس عليهم فتفضحهم ول يكشف الناس عن أسرارهم واكتف‬
‫بعلنيتهم ول تالس العباثي وجالس أهل الصدق والوفاء واصدق اللقاء ول تب فيجب الناس‬
‫واجتنب الغلول فإنه يقرب الفقر ويدفع النصر وستجدون أقواما حبسوا أنفسهم ف الصوامع‬
‫فدعهم وما حبسوا أنفسهم له‬
‫دعاء أب بكر وكان أبو بكر رحة ال عليه يدعو ف كل يوم غدوة وعشية ف دبر‬
‫صلة الغداة وبعد العصر يقول اللهم إنك خلقتنا ول نك شيئا ث بعثت إلينا رسول رحة منك‬
‫لنا وفضل منك علينا فهديتنا وكنا ضلل وحببت إلينا اليان وكنا كفارا وكثرتنا وكنا قليل‬
‫وجعتنا وكنا أشتاتا وقويتنا وكنا ضعافا ث فرضت علينا الهاد وأمرتنا بقتال الشركي حت‬
‫يقولوا ل إله إل ال أو يعطوا الزية عن يد وهم صاغرون اللهم لصبحنا إن نطلب رضاك‬
‫وناهد أعداءك من عدل بك وعبد معك إلا غيك تعاليت عما يقولون علوا كبيا اللهم فانصر‬
‫عبادك السلمي على عدوك من الشركي اللهم افتح لم فتحا يسيا وانصرهم نصرا عزيزا‬
‫واجعل لم من لدنك سلطانا نصيا اللهم شجع جبنهم وثبت أقدامهم وزلزل بعدوهم وأدخل‬
‫الرعب قلوبم واستأصل شأفتهم واقطع دابرهم وأبد خضراءهم وأورثنا أرضهم وديارهم‬
‫وأموالم وكن لنا وليا وبنا حفيا وأصلح لنا شأننا كله ونياتنا وقضاءنا وتبعاتنا واجعلنا لنعمك‬
‫من الشاكرين واغفر لنا والؤمني والؤمنات والسلمي والسلمات الحياء منهم والموات ثبتنا‬
‫ال وإياكم بالقول الثابت ف الياة الدنيا و ف الخرة إنه بالؤمني رءوف رحيم وصيته‬
‫لشرحبيل بن حسنة ووجه شرحبيل بن حسنة وودعه فقال له يا شرحبيل أل تسمع وصيت‬
‫ليزيد ابن أب سفيان قال بلى قال فإن أوصيك بثلها وأوصيك بصال أغفلت ذكرهن‬
‫ليزيد أوصيك بالصلة ف وقتها وبالصب يوم البأس حت تظفر أو تقتل وبعيادة‬
‫الرضى وبضور النائز وذكر ال كثيا على كل حال وصيته لب عبيدة بن الراح ولا أراد‬
‫أن يبعث أبا عبيدة بن الراح ودعاه فودعه ث قال له اسع ساع من يريد أن يفهم ما قيل له ث‬
‫يعمل با أمر به إنك ترج ف أشراف الناس وبيوتات العرب وصلحاء السلمي وفرسان‬

‫‪94‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫الاهلية كانوا يقاتلون إذ ذاك على المية وهم اليوم يقاتلون على السبة والنية السنة أحسن‬
‫صحبة من صحبك وليكن الناس عندك ف الق سواء واستعن بال وكفى بال معينا وتوكل‬
‫على ال وكفى بال وكيل اخرج من غد إن شاء ال وصيته لب عبيدة بن الراح أيضا فلما‬
‫كان من الغد خرج أبو بكر رضى ال عنه يشى ف رجال من السلمي حت أتى أبا عبيدة‬
‫فسار معه حت بلغ ثنية الوداع ث قال حي أراد أن يفارقه يا أبا عبيدة اعمل صالا وعش‬
‫ماهدا وتوف شهيدا يعطك ال كتابك بيمينك ولتقر عينك ف دنياك وآخرتك فوال إن‬
‫لرجو أن تكون من التوابي الوابي الخبتي الزاهدين ف الدنيا الراغبي ف الخرة إن ال قد‬
‫صنع بك خيا وساقه إليك إذ جعلك تسي ف جيش من السلمي إل عدوه من الشركي‬
‫فقاتل من كفر بال وأشرك به وعبده معه غيه‬
‫خطبة أب بكر وسار أبو عبيدة حت إذا دنا من الابية بلغه أن هرقل ملك الروم‬
‫بأنطاكية وأنه قد جع لم جوعا كثية فكتب أبو عبيدة إل أب بكر يبه بذلك فقام أبو بكر‬
‫رضى ال عنه ف الناس فحمد ال وأثن عليه ث قال أما بعد فإن إخوانكم السلمي معافون‬
‫مكلئون مدفوع عنهم مصنوع لم وقد ألقى ال الرعب ف قلوب عدوهم منهم وقد اعتصموا‬
‫بصونم وأغلقوا أبوابا دونم عليهم وقد جاءتن رسلهم يبونن برب هرقل ملك الروم من‬
‫بي أيديهم حت نزل قرية من قرى الشأم ف أقصى الشام وقد بعثوا إل يبونن أنه قد وجه‬
‫إليهم هرقل جندا من مكانه ذلك فرأيت أن أمد إخوانكم السلمي بند منكم يشدد ال بكم‬
‫ظهورهم ويكبت بم عدوهم ويلق بم الرعب ف قلوبم فانتدبوا رحكم ال مع هاشم بن عتبة‬
‫بن أب وقاص واحتسبوا ف ذلك الجر والي فإنكم إن نصرت فهو الفتح والغنيمة وإن تلكوا‬
‫فهى الشهادة والكرامة وصية أب بكر لاشم بن عتبة ولا سار هاشم بن عتبة ودعه أبو بكر‬
‫رضى ال عنه وقال له يا هاشم إنا إنا كنا ننتفع من الشيخ الكبي برأيه ومشورته وحسن‬
‫تدبيه وكنا ننتفع من الشاب بصبه وبأسه وندته وإن ال عز وجل قد جع لك تلك الصال‬
‫كلها وأنت حديث السن مستقبل الي فإذا لقيت عدوك فاصب وصابر واعلم أنك ل تطو‬

‫‪95‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫خطوة ول تنفق نفقة ول يصيبك ظمأ ول نصب ول ممصة ف سبيل ال إل كتب ال لك به‬
‫عمل صالا إن ال ل يضيع أجر مسني‬
‫فقال هاشم إن يرد ال ب خيا يعلن كذلك وأنا أفعل ول قوة إل بال وأنا أرجو‬
‫إن أنا ل أقتل أن أقتل إن شاء ال فقال له عمه سعد بن أب وقاص رضى ال عنه يابن أخى ل‬
‫تطعن طعنة ول تضربن ضربة إل وأنت تريد با وجه ال واعلم أنك خارج من الدنيا رشيدا‬
‫وراجع إل ال قريبا ولن يصحبك من الدنيا إل الخرة إل قدم صدق قدمته أو عمل صال‬
‫أسلفته فقال أى عم ل تالن من غي هذا إن إذا لن الاسرين إن جعلت حلى وارتال‬
‫وغدوى ورواحى وسيفى وطعن برمى وضرب بسيفى رياء للناس ث خرج فقدم على أب‬
‫عبيدة فتباشر بقدمة السلمي خطبة خالد بن الوليد يوم اليموك ووجه هرقل إل كل جيش‬
‫من جيوش السلمي جيشا يفوقه فأشار عمرو بن العاص على المراء بالجتماع فأرسلوا إل‬
‫أب بكر ف ذلك فأشار عليهم بثل رأى عمرو فاجتمعوا باليموك وكل واحد من المراء أمي‬
‫على جيشه والروم أمامهم وبي الفريقي خندق فكان الروم يقاتلون باختيارهم وإن شاءوا‬
‫احتجزوا بنادقهم فأرسل المراء أل أب بكر يستمدونه فكتب إل خالد بن الوليد أمي جند‬
‫العراق يأمره أن يستخلف على جنده بعد أن يأخذ معه نصفه ويتوجه إل الشام مددا لمرائه‬
‫فسار إل الشام وواف السلمي وهم متضايقون إذ وصل باهان بيش مددا للروم فول خالد‬
‫قتاله وقاتل كل أمي من بإزائه متساندين فرأى خالد أن هذا القتل ل يدى نفعا ما دامت كل‬
‫فرقة من اليش لا أمي فجمع المراء وخطبهم فحمد ال وأثن عليه وقال إن هذا اليوم من‬
‫أيام ال ل ينبغى فيه الفخر ول البغى أخلصوا جهادكم وأريدوا ال بعملكم فإن هذا يوم له ما‬
‫بعده ول تقاتلوا قوما على نظام وتعبية على تساند‬
‫وانتشار فإن ذلك ل يل ولينبغي وان من وراءكم لو يعلم علمكم حال بينكم‬
‫وبي هذا فاعملوا فيما ل تؤمروا به بالذي ترون أنه الرأي من واليكم ومبته قالوا فهات فما‬
‫الرأي قال إن أبا بكر ل يبعثنا إل وهو يرى أنا سنتياسر ولو علم بالذي كان ويكون لا جعكم‬

‫‪96‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫إن الذي أنتم فيه أشد على السلمي ما قد غشيهم وأنفع للمشركي من أمدادهم ولقد علمت‬
‫أن الدنيا فرقت بينكم فال ال فقد أفرد كل رجل منكم ببلد من البلدان ل ينتقص منه أن دان‬
‫لحد من أمراء النود ول يزيده عليه ان دانوا له إن تأمي بعضكم ل ينقضكم عند ال ول عند‬
‫خليفة رسول ال هلموا فإن هؤلء قد تيأوا وهذا يوم له ما بعده إن رددناهم إل خندقهم‬
‫اليوم ل تزل نردهم وإن هزمونا ل نفلح بعدها فهلموا فلنتعاور المارة فليكن عليها بعضنا‬
‫اليوم والخر والخر غدا بعد غد حت يتأمر كلكم ودعون أتأمر اليوم فأمروه وانتهت الوقعة‬
‫بزية الروم شر هزية سنة ه خطبة أب عبيدة ف وقعة اليموك ولا برز السلمون إل الروم ف‬
‫وقعة اليموك سار أبو عبيدة ف السلمي ث قال ياعباد ال انصروا ال ينصركم ويثبت أقدامكم‬
‫فإن وعد ال حق يا معشر السلمي اصبوا فإن الصب منجاة من الكفر ومرضاة للرب‬
‫ومدحضة للعار فل تبحوا مصافكم ول تطوا إليهم خطوة ول تبدءوهم بقتال وأشرعوا‬
‫الرماح واستتروا بالدرق والزموا الصمت ال من ذكر ال حت آمركم إن شاء ال‬
‫قصص معاذ بن جبل وخرج معاذ بن جبل يقص على الناس ويقول يا قراء القرآن‬
‫ومستحفظي الكتاب وأنصار الدى وأولياء الق إن رحة ال وال ل تنال وجنته ل تدخل‬
‫بالمان ول يؤتى ال الغفرة والرحة الواسعة إل الصادقي الصدقي با وعدهم ال عز وجل‬
‫أل تسمعوا لقول ال وعد ال الذين آمنوا منكم وعملوا الصالات ليستخلفنهم ف الرض كما‬
‫استخلف الذين من قبلهم أنتم إن شاء ال منصورون فأطيعوا ال ورسوله ول تنازعوا فتفشلوا‬
‫وتذهب ريكم واصبوا إن ال مع الصابرين واستحيوا من ربكم أن يراكم فرارا من عدوكم‬
‫وأنتم ف قبضته ورحته وليس لحد منكم ملجأ ول ملتجأ من دونه ول متعزز بغي ال فجعل‬
‫يشي ف الصفوف ويرضهم ويقص عليهم ث انصرف الىموقفه خطبة عمرو بن العاص ومر‬
‫عمرو بن العاص يومئذ على الناس فجعل يعظهم ويقص عليهم ويرضهم ويقول أيها الناس‬
‫غضوا أبصاركم واجثوا على الركب وأشرعوا الرماح والزموا مراكزكم ومصافكم فإذا حل‬

‫‪97‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫عليكم عدوكم فأمهلوهم حت إذا ركبوا أطراف السنة فثبوا ف وجوههم وثوب السد‬
‫فوالذي يرضى الصدق ويقت الكذب ويعاقب عليه‬
‫ويزى بالحسان لقد بلغن أن السلمي سيفتحونا كفرا كفرا وقصرا قصرا فل‬
‫يهولنكم جوعهم ول عددهم فإنكم لو قد صدقتموهم الشدة لقد انذعروا انذعار أولد الجل‬
‫خطبة أب سفيان بن حرب وكان أبو سفيان بن حرب يسي ف الناس يوم اليموك ويقف على‬
‫أهل كل راية وعلى كل جاعة فيحرض الناس ويضهم ويعظهم ويقول إنكم يا معشر‬
‫السلمي أصبحتم ف دارالعجم منقطعي عن الهل نائي عن أمي الؤمني وأمداد السلمي وقد‬
‫وال أصبحتم بإزاء عدو كثي عددهم شديد عليكم حنقهم وقد وترتوهم ف أنفسهم ونسائهم‬
‫وأولدهم وأموالم وبلدهم فل وال ل ينجيكم منهم اليوم وتبلغون رضوان ال إل صدق‬
‫اللقاء والصب ف مواطن الكروة فامتنعوا بسيوفكم وتقربوا با إل خالقكم ولتكن هي الصون‬
‫الت تلجئون إليها وبا تنعون وقاتل أبو سفيان يومئذ قتال شديدا وأبلى بلء حسنا وصية أب‬
‫بكر لعمر رضي ال عنهما عند موته إن مستخلفك من بعدي وموصيك بتقوى ال إن ل‬
‫عمل بالليل ل يقبله بالنهار وعمل بالنهارل يقبله بالليل وإنه ل تقبل نافلة حت تؤدى الفريضة‬
‫فإنا ثقلت موازين من ثقلت موازينة يوم القيامة بأتباعهم الق ف الدنيا وثقله عليهم‬
‫وحق ليزان ليوضع فيه إل الق أن يكون ثقيل وإنا خفت موازين من خفت‬
‫موازينة يوم القيامة باتباعهم الباطل وخفته عليهم وحق ليزان ل يوضع فيه ال الباطل أن يكون‬
‫خفيفا إن ال ذكر أهل النة فذكرهم بأحسن أعمالم وتاوز عن سيئاتم فإذا ذكرتم قلت‬
‫إن أخاف أل أكون من هؤلء وذكر أهل النار فذكرهم بأسوأ أعمالم ول يذكر حسناتم فإذا‬
‫ذكرتم قلت إن لرجو أل أكون من هؤلء وذكر آية الرحة مع آية العذاب ليكون العبد‬
‫راغبا راهبا ول يتمن على ال غي الق ول يلقى بيده إل التهلكة فإذا حفظت وصيت فل يكن‬
‫غائب أحب إليك من الوت وهو آتيك وإن ضيعت وصيت فل يكن غئب أبغض إليك من‬
‫الوت ولست بعجز ال كلمه لعبد الرحن بن عوف ف علته الت مات فيها وقال عبد الرحن‬

‫‪98‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫بن عوف دخلت يوما على أب بكر الصديق رضي ال تعال عنه ف علته الت مات فيها فقلت‬
‫له أراك بارئا يا خليفة رسول ال فقال أما إن على ذلك لشديد الوجع ولا لقيت منكم يا‬
‫معشر الهاجرين أشد علي من وجعي إن وليت أموركم خيكم من نفسي فكلكم ورم أنفه‬
‫أن يكون له المر من دونه وال لتتخذن نضائد الديباج وستور الرير ولتألن النوم على‬
‫الصوف الذرب كما يأل أحدكم النوم على حتاب السعدان والذي نفسي بيده لن يقدم‬
‫أحدكم فتضرب‬
‫عنقه ف غي حد خي له من أن يوض غمرات الدنيا يا هادى الطريق جرت إنا‬
‫هو وال الفجر أو البجر فقلت خفض عليك يا خليفة رسول ال فإن هذا يهيضك إل ما بك‬
‫فوال مازلت صال مصلحا ل تأسى على شئ فاتك من أمر الدنيا ولقد تليت بالمر وحدك‬
‫فما رأيت إل خيا خطبة السيدة عائشة ف النتصار لبيها يروى أنه بلغ عائشة رضي ال عنها‬
‫أن أقواما يتناولون أبا بكر رضي ال عنه فأرسلت إل أزفلة من الناس فلما حضروا أسدلت‬
‫أستارها وعلت وسادها ث قالت أب وما أبيه أب وال ل تعطوه اليدي ذاك طود منيف وفرع‬
‫مديد هيهات كذبت الظنون أنح إذ أكديتم وسبق إذ ونيتم سبق الواد إذا استول على المد‬
‫فت قريس ناشئا وكهفها كهل يفك عانيها ويريش ملقها ويرأب شعبها ويلم شعثها حت‬
‫حليته قلوبا ث‬
‫استشرى ف دين ال فما برحت شكيمته ف ذات ال عز وجل حت اتذ بفنائه‬
‫مسجدا يي فيه ما أمات البطلون وكان رحه ال غزير الدمعة وقيذ الوانح شجي النشيج‬
‫فانقضت إليه نسوان مكة وولدانا يسخرون منه ويستهزئون به ال يستهزئ بم ويدهم ف‬
‫طغيانم يعمهون فأكبت ذلك رجالت من قريش فحنت قسيها وفوقت سهامها وامتثلوه‬
‫غرضا فما فلوا له صفاة ول قصفوا له قناة ومر على سيسائه حت إذا ضرب الدين برانه‬
‫ورست أوتاده ودخل الناس فيه أفواجا ومن كل فرقة أرسال وأشتاتا اختارال لنبيه ماعنده فلما‬
‫قبض ال نبيه ضرب الشيطان رواقه ومد طنبه ونصب حبائله وأجلب بيله ورجله واضطرب‬

‫‪99‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫حبل السلم ومرج عهده وماج أهله وبغى الغوائل فظنت رجال أن قد أكثبت أطماعهم‬
‫ولت حي الذي يرجون وأن والصديق بي أظهرهم فقام حاسرا مشمرا‬
‫فجمع حاشيته ورفع قصريه فرد رسن السلم على غربه ول سعثه بطبه وانتاش‬
‫الدين فنعشه فما أراح الق على أهله وفرر الؤوس على كواهلها وحقن الدماء ف أهبها أتته‬
‫منيته فسد ثلمته بنظيه ف الرحة وشقيقة ف السية والعدلة ذاك بان الطاب فلله در ام حلت‬
‫به ودرب عليه لقد أوحدت به ففنخ الكفرة ويدخها وشرد الشرك شذر مذر وبعج الرض‬
‫وبعها فقاءت أكلها ولفظت خبأها ترأمه ويصدف عنها وتصدى له ويأباها ث وزع فيها فيئها‬
‫وودعها كما صحبها فأرون ماذا ترتئون وأي يومي أب تنقمون أيوم إقامته إذ عدل فيكم أم‬
‫يوم ظعنه إذ نظر لكم أقول قول هذا وأستغفر ال ل ولكم ث أقبلت على الناس بوجهها‬
‫فقالت أنشدكم ال هل أنكرت ما قلت شيئا قالوا اللهم ل‬
‫رثاؤها لبيها لا توف أبو بكر رضي ال عنه وقفت عائشة على قبه فقالت نضر‬
‫ال وجهك يا أبت وشكرلك صال سعيك فلقد كنت للدنيا مذل بإدبارك عنها وللخرة معزا‬
‫بإقبالك عليها ولئن كان أجل الوادث بعد رسول ال رزؤك وأعظم الصائب بعده فقدك إن‬
‫كتاب ال ليعد بسن الصب فيك حسن العوض منك وأنا أستنجز موعود ال تعال بالصب فيك‬
‫وأستقضيه بالستغفار لك أما لئن قاموا بأمر الدنيا لقد قمت بأمر الدين لا وهي شعبه وتفاقم‬
‫صدعه ورجفت جوانبه فعليك سلم ال توديع غي قالية لياتك ول زارية على القضاء فيك‬
‫خطب عمر بن الطاب رضي ال عنه خطبته حي ول اللفة لا استخلف عمر‬
‫رضي ال عنه صعد النب فقال إن قائل كلمات فأمنوا عليهن فكان أول منطق نطق به حي‬
‫استخلف قال إنا مثل العرب مثل جل أنف اتبع قائده فلينظر قائده حيث يقوده وأما أنا فورب‬
‫الكعبة لحلنهم على الطريق خطبة أخرى وقال ابن قتيبة ف عيون الخبار لا ول عمر صعد‬
‫النب فقال ما كان ال ليان أرى نفسي أهل لجلس أب بكر ث نزل عن ملسه مرقاة فحمد‬

‫‪100‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫ال وأثن عليه ث قال اقرءوا القرآن تعرفوا به واعملوا به تكونوا من أهله إنه ل يبلغ حق ذي‬
‫حق أن يطاع ف معصية ال أل وإن أنزلت نفسي من مال ال‬
‫بنله وال اليتيم ان استغنيت عففت وإن افتقرت أكلت بالعروف تقرم البهمة‬
‫العرابية القضم ل الضم خطبة له وذكر الطبي أنه خطب فحمد ال وأثن عليه با هو أهله‬
‫ث ذكر الناس بال عز وجل واليوم الخر ث قال يأيها الناس إن قد وليت عليكم ولول رجاء‬
‫أن أكون خيكم لكم وأقواكم عليكم وأشدكم استضلعا با ينوب من مهم أموركم ما‬
‫توليت ذلك منكم ولكفى عمر مهما مزنا انتظار موافقة الساب بأخذ حقوقكم كيف‬
‫آخذها ووضعها أين أضعها وبالسي فيكم كيف أسي فرب الستعان فإن عمر أصبح ل يثق‬
‫بقوة ول حيلة إن ل يتداركه ال عز وجل برحته وعونة وتأييده خطبة له ث خطب فقال إن‬
‫ال عز وجل قد ولن أمركم وقد علمت أنفع ما بضرتكم لكم وإن أسأل ال أن يعينن عليه‬
‫وأن يرسن عنده كما حرسن عند غيه وأن يلهمن العدل‬
‫ف قسمكم كالذي أمرن به وإن امرؤ مسلم وعبد ضعيف إل ما أعان ال عز‬
‫وجل ولن يغي الذي وليت من خلفتكم من خلقي شيئا إن شاء ال إنا العظمة ل عز وجل‬
‫وليس للعباد منها شئ فل يقولن أحد منكم إن عمر تغي منذ ول أعقل الق من نفسي وأتقدم‬
‫وأبي لكم امري فأيا رجل كانت له حاجة أو ظلم مظلمة أو عتب علينا ف خلق فليؤذن فإنا‬
‫أنا رجل منكم فعليكم بتقوى ال ف سركم وعلنيتكم وحرماتكم وأعراضكم وأعطوا الق‬
‫من أنفسكم ول يمل بعضكم بعضا على أن تاكموا إل فإنه ليس بين وبي أحد من الناس‬
‫هوادة وانا حبيب إل صلحكم عزيز على عنتكم وأنتم أناس عامتكم حضر ف بلد ال وأهل‬
‫بلد ل زرع فيه ول ضرع إل ما جاء ال به إليه وإن ال عز وجل قد وعدكم كرامة كثية وأنا‬
‫مسئول عن أمانت وما أنا فيه ومطلع على ما بضرت بنفسي إن شاء ال ل أكله إل أحد ول‬
‫أستطيع ما بعد منه إل بالمناء وأهل النصح منكم للعامة ولست أجعل أمانت إل أحد سواهم‬
‫إن شاء ال خطبة أخرى وقال ابن عبد ربه وخطب إذ ول اللفة صعد النب فحمد ال وأثن‬

‫‪101‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫عليه ث قال يأيها الناس إن داع فأمنوا اللهم إن غليظ فلين لهل طاعتك بوافقة الق ابتغاء‬
‫وجهك والدار الخرة وارزقن الغلظة والشدة على أعدائك وأهل الدعارة والنفاق من غي ظلم‬
‫من لم ول اعتداء عليهم اللهم إن شحيح فسخن‬
‫ف نوائب العروف قصدا من غي سرف ول تبذير ول رياء ول سعة واجعلن أبتغي‬
‫بذلك وجهك والدار الخرة اللهم ارزقن خفض الناح ولي الانب للمؤمني اللهم إن كثي‬
‫الغفلة والنسيان فألمن ذكرك على كل حال وذكر الوت ف كل حي اللهم إن ضعيف عن‬
‫العمل بطاعتك فارزقن النشاط فيها والقوة عليها بالنية السنة الت ل تكون إل بعزتك‬
‫وتوفيقك اللهم ثبت باليقي والب والتقوى وذكر القام بي يديك والياء منك وارزقن الشوع‬
‫فيما يرضيك عن والحاسبة لنفسي وإصلح الساعات والذر من الشبهات اللهم ارزقن‬
‫التفكر والتدبر لا يتلوه لسان من كتابك والفهم له والعرفة بعانيه والنظر ف عجائبه والعمل‬
‫بذلك ما بقيت إنك على كل شئ قدير خطبة له وخطب أيضا فقال بعد ما حد ال وأثن عليه‬
‫وصلى على النب أيها الناس إن بعض الطمع فقر وإن بعض اليأس غن وإنكم تمعون ما ل‬
‫تأكلون وتأملون ما ل تدركون وأنتم مؤجلون ف دار غرور كنتم على عهد رسول ال‬
‫تؤخذون بالوحي فمن أسر شيئا أخذ بسريرته ومن أعلن شيئا أخذ بعلنيته فأظهروا لنا أحسن‬
‫أخلقكم وال أعلم بالسرائر فإنه من أظهر لنا قبيحا وزعم أن سريرته حسنة ل نصدقة ومن‬
‫أظهر لنا علنية حسنة ظننا به حسنا وأعلموا أن بعض الشح شعبة من النفاق فأنفقوا خيا‬
‫لنفسكم ومن يوق شح نفسه فأؤلئك هم الفلحون أيها الناس أطيبوا مثواكم وأصلحوا‬
‫أموركم واتقوا ال ربكم ول تلبسوا نساءكم القباطى فإنه إن ل يشف فإنه يصف أيها الناس‬
‫إن لوددت‬
‫أن أنو كفافا لل ول على وإن لرجو إن عمرت فيكم يسيا أو كثيا ان أعمل‬
‫بالق فيكم إن شاء ال وأن ل يبقى أحد من السلمي وإن كان ف بيته إل أتاه حقه ونصيبه‬
‫من مال ال وإن ل يعمل إليه نفسه ول ينصب إليه بدنه وأصلحوا أموالكم الت رزقكم ال‬

‫‪102‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫ولقليل ف رفق خي من كثي ف عنف والقتل حتف من التوف يصيب الب والفاجر والشهيد‬
‫من احتسب نفسه وإذا أراد أحدكم بعيا فليعمد إل الطويل العظيم فليضر به بعصا فإن وجده‬
‫حديد الفؤاد فليشتره خطبة له وخطب أيضا فقال إن ال سبحانه وبمده قد استوجب عليكم‬
‫الشكر واتذ عليكم الجج فيما آتاكم من كرامة الخرة والدنيا من غي مسألة منكم له ول‬
‫رغبة منكم فيه إليه فخلقكم تبارك وتعال ول تكونوا شيئا لنفسه وعبادته وكان قادرا أن‬
‫يعلكم لهون خلقه عليه فجعل لكم عامة خلقه ول يعلكم لشئ غيه وسخر لكم ما ف‬
‫السموات وما ف الرض وأسبغ عليكم نعمه ظاهرة وباطنة وحلكم ف الب والبحر ورزقكم‬
‫من الطيبات لعلكم تشكرون ث جعل لكم سعا وبصرا ومن نعم ال عليكم نعم عم با بن آدم‬
‫ومنها نعم اختص با أهل دينكم ث صارت تلك النعم خواصها وعوامها ف دولتكم وزمانكم‬
‫وطبقتكم وليس من تلك النعم نعمة وصلت إل امرئ خاصة ال لو قسم ما وصل إليه منها بي‬
‫الناس كلهم أتعبهم شكرها وفدحهم حقها إل بعون ال مع اليان بال ورسوله فأنتم‬
‫مستخلفون ف الرض قاهرون لهلها قد نصر ال دينكم فلم تصبح أمة مالفة لدينكم إل امتان‬
‫أمة مستعبدة للسلم وأهله‬
‫يتجرون لكم تستصفون معايشهم وكدائحهم ورشح جباههم وعليهم الئونة ولكم‬
‫النفعة وأمة تنتظر وقائع ال وسطواته ف كل يوم وليلة قد مل ال قلوبم رعبا فليس لم معقل‬
‫يلجئون إليه ول مهرب يتقون به قد دهتهم جنود ال عز وجل ونزلت بساحتهم مع رفاغة‬
‫العيش واستفاضة الال وتتابع البعوث وسد الثغور بإذن ال ف العافية الليلة العامة الت ل تكن‬
‫هذه المة على أحسن منها مذ كان السلم وال الحمود مع الفتوح العظام ف كل بلد فما‬
‫عسى أن يبلغ مع هذا شكر الشاكرين وذكر الذاكرين واجتهاد الجتهدين مع هذه النعم الت‬
‫ل يصى عددها ول يقدر قدرها ول يستطاع أداء حقها إل بعون ال ورحته ولطفه فنسأل‬
‫ال الذي ل إله إل هو الذي أبلنا هذا أن يرزقنا العمل بطاعته والسارعة إل مرضاته فاذكروا‬
‫عباد ال بلء ال عندكم واستتموا نعمة ال عليكم وف مالسكم مثن وفرادى فإن ال عز‬

‫‪103‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫وجل قال لوسى أخرج قومك من الظلمات إل النور وذكرهم بأيام ال وقال لحمد واذكروا‬
‫إذ أنتم قليل مستضعفون ف الرض فلو كنتم إذ كنتم مستضعفي مرومي خي الدنيا على‬
‫شعبة من الق تؤمنون با وتستريون إليها مع العرفة بال ودينه وترجون با الي فيما بعد‬
‫الوت لكان ذلك ولكنكم كنتم أشد الناس معيشة وأعظم الناس بال جهالة فلو كان هذا‬
‫الذى ابتلكم به ل يكن معه حظ ف دنياكم غي أنه ثقة لكم ف آخرتكم الت إليها العاد‬
‫والنقلب وأنتم من جهد العيشة على ما كنتم عليه كنتم أحرياء أن تشحوا على نصيبكم منه‬
‫وأن تظهروه على غيه فبله ما أنه قد جع لكم فضيلة الدنيا وكرامة الخرة أو لن شاء أن‬
‫يمع له ذلك منكم فإذكركم ال الائل بينكم وبي قلوبكم إل ما عرفتم حق ال‬
‫فعملتم له وقسرت أنفسكم على طاعته وجعتم مع السرور بالنعم خوفا لزوالا‬
‫ولنتقالا ووجل من تويلها فإنه ل شئ أسلب للنعمة من كفرانا وإن الشكر أمن للغي وناء‬
‫للنعمة واستجلب للزيادة وهذا ل على من أمركم ونيكم واجب خطبة له وخطب أيضا‬
‫فحمد ال وأثن عليه ث قال أيها الناس من أراد أن يسأل عن القرآن فليأت أب بن كعب ومن‬
‫أراد أن يسأل عن الفرائض فليأت زيد بن ثابت ومن أراد أن يسأل عن الفقه فليأت معاذ ابن‬
‫جبل ومن أراد ان يسأل عن الال فليأتن فإن ال جعلن له خازنا وقاسا إن بادئ بأزواج‬
‫رسول ال فمعطيهن ث الهاجرين الولي الذين أخرجوا من ديارهم وأموالم أنا وأصحاب ث‬
‫بالنصار الذين تبوءوا الدار واليان من قبلهم ث من أسرع إل الجرة أسرع إليه العطاء ومن‬
‫أبطأ عن الجرة أبطأ عنه العطاء فل يلومن رجل إل مناخ راحلته إن قد بقيت فيكم بعد‬
‫صاحب فابتليت بكم وابتليتم ب وإن لن يضرن من أموركم شئ فأكله إل غي أهل الزاء‬
‫والمانة فلئن أحسنوا لحسنن إليهم ولئن أساءوا لنكلن بم خطبة له وخطب أيضا فقال‬
‫المد ل الذي أعزنا بالسلم وأكرمنا باليان ورحنا بنبيه فهدانا له من الضللة وجعنا به من‬
‫الشتات وألف بي قلوبنا ونصرنا على‬

‫‪104‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫عدونا ومكن لنا ف البلد وجعلنا به إخوانا متحابي فاحدوا ال على هذه النعمة‬
‫واسألوه الزيد فيها والشكر عليها فإن ال قد صدقكم الوعد بالنصر على من خالفكم وأياكم‬
‫والعمل بالعاصي وكفر النعمة فقلما كفر قوم بنعمة ول ينعوا إل التوبة إل سلبوا عزهم‬
‫وسلط عليهم عدوهم أيها الناس إن ال قد أعز دعوة هذه المة وجع كلمتها وأظهر فلجها‬
‫ونصرها وشرفها فاحدوه عباد ال على نعمه واشكروه على آلئة جعلنا ال وإياكم من‬
‫الشاكرين خطبة له وخطب عمر الناس فقال والذي بعث ممدا بالق لو أن جل هلك ضياعا‬
‫بشط الفرات خشيت أن يسأل ال عنه آل الطاب قال أبو زيد آل الطاب يعن نفسه ما يعن‬
‫غيها خطبة له وخطب أيضا فقال أيها الناس إنه أت على حي وأنا أحسب أن من قرأ القرآن‬
‫إنا يريد به ال وما عنده أل وإنه قد خيل إل أن أقواما يقرءون القرآن يريدون به ما عند الناس‬
‫أل فأريدوا ال بقراءتكم وأريدوه بأعمالكم فإنا كنا نعرفكم إذ الوحي ينل وإذ النب بي‬
‫أظهرنا فقد رفع الوحي وذهب النب فإنا أعرفكم با أقول لكم أل فمن أظهر لنا خيا ظننا به‬
‫خيا وأثنينا به عليه‬
‫ومن أظهر لنا شرا ظننا به شرا وأبغضناه عليه اقدعوا هذه النفوس عن شهواتا فإنا‬
‫طلعة وإنكم إل تقدعوها تنع بكم إل شر غاية إن هذا الق ثقيل مرئ وإن الباطل خفيف‬
‫وبئ وترك الطيئة خي من معالة التوبة ورب نظرة زرعت شهوة وشهوة ساعة أورثت حزنا‬
‫طويل وف رواية صاحب العقد أل وإن إنا أبعث عمال ليعلموكم دينكم وسنتكم ول أبعثهم‬
‫ليضربوا ظهوركم ويأخذوا أموالكم أل من رابه شئ من ذلك فليفعه إل فوالذي نفسي بيده‬
‫لقصنكم منه فقام عمرو بن العاص فقال يا أمي الؤمني أرأيت إن بعثت عامل من عمالك‬
‫فأدب رجل من رعيتك فضربه أتقصه منه قال نعم والذي نفس عمر بيده لقصنه منه فقد‬
‫رأيت رسول ال يقص من نفسه وف رواية الطبي وخطب عمر الناس يوم المعة فقال اللهم‬
‫إن أشهدك على أمراء المصار إن إنا بعثتهم ليعلموا الناس دينهم وسنة نبيهم وأن يقيموا فيهم‬
‫فيئهم وأن يعدلوا فإن أشكل عليهم شئ رفعوه إل يأيها الناس إن وال ما أرسل إليكم عمال‬

‫‪105‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫ليضربوا أبشاركم ول ليأخذوا أموالكم ولكن أرسلهم إليكم ليعلموكم دينكم وسنتكم فمن‬
‫فعل به شئ سوى ذلك فليفعه إل فوالذي نفس عمر بيده لقصنه منه فوثب عمرو بن العاص‬
‫فقال يا أميالؤمني أرأيتك إن كان رجل من أمراء السلمي على رعية فأدب بعض رعيته إنك‬
‫لتقصنه منه قال إي والذي نفس عمر بيده إذن لقصنه منه وكيف‬
‫ل أقصه منه وقد رأيت رسول ال يقص من نفسه أل ل تضربوا السلمي فتذلوهم‬
‫ول تمروهم فتفتنوهم ول تنعوهم حقوقهم فتكفروهم ول تنلوهم الغياض فتضيعوهم خطبته‬
‫عام الرمادة وخطب عام الرمادة بالعباس رحه ال حد ال وأثن عليه وصلى على نبيه ث قال‬
‫أيها الناس استغفروا ربكم إنه كان غفارا اللهم إن أستغفرك وأتوب إليك اللهم إنا نتقرب‬
‫إليك بعم نبيك وبقية آبائه وكبار رجاله فإنك تقول وقولك الق وأما الدار فكان لغلمي‬
‫يتيمي ف الدينة وكان تته كن لما وكان أبوها صالا فحفظتهما لصلح أبيهما فاحفظ‬
‫اللهم نبيك ف عمه اللهم اغفر لنا إنك كنت غفارا اللهم أنت الراعي ل تمل الضالة ول تدع‬
‫الكسية بضيعة اللهم قد ضرع الصغي ورق الكبي وارتفعت الشكوى وأنت تعلم السر‬
‫وأخفى اللهم أغثهم بغياثك قبل أن يقنطوا فيهلكوا فإنه ل ييأس من روح ال إل القوم‬
‫الكافرون فما برحوا حت علقوا الذاء وقلصوا الآزز وطفق الناس بالعباس يقولون هنيئا لك يا‬
‫ساقي الرمي‬
‫خطبته وقد بلغه أن قوما يفضلونه على أب بكر وبلغه أن قوما يفضلونه على أب‬
‫بكر الصديق فوثب مغضبا حت صعد النب فحمد ال وأثن عليه وصلى على نبيه ث قال أيها‬
‫الناس إن سأخبكم عن وعن أب بكر إنه لا توف رسول ال ارتدت العرب ومنعت شاتا‬
‫وبعيها فأجع رأينا كلنا أصحاب ممد أن قلنا له يا خليفة رسول ال إن رسول ال كان‬
‫يقاتل العرب بالوحي واللئكة يده ال بم وقد انقطع ذلك اليوم فالزم بيتك ومسجدك فإنه ل‬
‫طاقة لك بقتال العرب فقال ابو بكر أو كلكم رأيه على هذا فقلنا نعم فقال وال لن أخر من‬
‫السماء فتخطفن الطي أحب إل من أن يكون رأيي هذا ث صعد النب فحمد ال وكبه وصلى‬

‫‪106‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫على نبيه ث أقبل على الناس فقال أيها الناس من كان يعبد ممدا فإن ممدا قد مات ومن كان‬
‫يعبد ال فإن ال حي ل يوت أيها الناس أن كثر أعداؤكم وقل عددكم ركب الشيطان منكم‬
‫هذا الركب وال ليظهرن ال هذا الدين على الديان كلها ولو كره الشركون قوله الق‬
‫ووعده الصدق بل نقذف بالق على الباطل فيدمغه فإذا هو زاهق وكم من فئة قليلة غلبت فئة‬
‫كثية بإذن ال وال مع الصابرين وال أيها الناس لو منعون عقال لاهدتم عليه واستعنت‬
‫عليهم ال وهو خي معي ث نزل‬
‫خطب الفتوح ف عهد عمر ف فتح فارس كان الثن بن حارثة الشيبان أمي جيش‬
‫العراق قدم على أب بكر بالدينة يستمده فألفاه مريضا ووصى أبو بكر عمر بالبادرة إل إرسال‬
‫اليوش معه فكان أول ما عمل به عمر أن ندب الناس مع الثن إل أهل فارس قبل صلة‬
‫الفجر من الليلة الت مات فيها أبو بكر وكان وجه فارس من أكره الوجوه اليهم وأثقلها عليهم‬
‫لشدة سلطانم وشوكتهم وعزهم وقهرهم المم وجعل يندبم ثلثة أيام فل ينتدب أحد إل‬
‫فارس فلما كان اليوم الرابع عاد فندب الناس إل العراق فكان أول منتدب أبو عبيد بن مسعود‬
‫الثقفي والد الختار وتتابع الناس وتكلم الثن بن حارثة فقال خطبة الثن بن حارثة الشيبان‬
‫أيها الناس ل يعظمن عليكم هذا الوجه فإنا قد تبحبحنا ريف فارس وغلبناهم على خي شقي‬
‫السواد وشاطرناهم ونلنا منهم واجترأنا من قبلنا عليهم ولا إن شاء ال ما بعدها خطبة عمر‬
‫رضي ال عنه وقام عمر ف الناس فقال إن الجاز ليس لكم بدار إل على النجعة ول يقوى‬
‫عليه أهله إل بذلك‬
‫أين الطراء الهاجرون عن موعود ال سيوا ف الرض الت وعدكم ال ف الكتاب‬
‫أن يورثكموها فإنه قال ليظهره على الدين كله وال مظهر دينه ومعز ناصره ومول أهله‬
‫مواريث المم أين عباد ال الصالون فلما اجتمع له البعث أمر عليهم أو لم انتدابا وهو أبو‬
‫عبيد وقال له اسع من أصحاب رسول ال وأشركهم ف المر ولتتهد مسرعا حت تتبي فإنا‬
‫الرب والرب ل يصلحها ال الرجل الكيث الذي يعرف الفرصة والكف وصية عمر لب‬

‫‪107‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫عبيد بن مسعود وتقدم عمر إل اب عبيد بن مسعود فقال إنك تقدم على أرض الكر والديعة‬
‫واليانة والبية تقدم على قوم قد جرءوا على الشر فعلموه وتناسوا الي فجهلوه فانظر كيف‬
‫تكون واخزن لسانك ول تفشي سرك فإن صاحب السر ما ضبطه متحصن ل يؤتى من وجه‬
‫يكرهه وإذا ضيعه كان بضيعة خطبة له وقد شيع جيش سعد بن أب وقاص وشيع جيش سعد‬
‫بن أب وقاص حي وجهه لرب العراق فقام ف الناس خطيبا فقال إن ال تعال أنا ضرب لكم‬
‫المثال وصرف لكم القوال ليحيي با‬
‫القلوب فإن القلوب ميتة ف صدورها حت يييها ال من علم شيئا فلينتفع به وإن‬
‫للعدل أمارات وتباشي فأما المارات فالياء والسخاء والي واللي وأما التباشي فالرحة وقد‬
‫جعل ال لكل أمر بابا ويسر لكل باب مفتاحا فباب العدل العتبار ومفتاحه الزهد والعتبار‬
‫ذكر الوت بتذكر الموات والستعداد له بتقدي العمال والزهد أخذ الق من كل أحد قبله‬
‫حق وتأدية الق إل كل أحد له حق ول تصانع ف ذلك احدا واكتف با يكفه من الكفاف‬
‫فإن من ل يكفيه الكفاف ل يغنه شئ إن بينكم وبي اله وليس بين وبينه أحد وإن ال قد‬
‫ألزمن دفع الدعاء عنه فأنوا شكاتكم إلينا فمن ل يستطع فإل من يبلغناها نأخذ له الق غي‬
‫متعتع وصيته لسعد بن أب وقاص وصى سعد بن أب وقاص حي أمره على حرب العراق فقال‬
‫يا سعد سعد بن وهيب ل يغرنك من ال أن قيل خال رسول ال وصاحب رسول ال فإن ال‬
‫عز وجل ل يحو السيئ بالسيئ ولكنه يحو السيئ بالسن فإن ال ليس بينه وبي أحد نسب‬
‫إل طاعته فالناس شريفهم ووضعيهم ف ذات ال سواء ال ربم وهم عباده يتفاضلون بالعافية‬
‫ويدركون ما عنده بالطاعة فانظر المر الذي رأيت النب منذ بعث إل أن فارقنا فالزمه فإنه‬
‫المر هذه عظت إياك إن تركتها ورغبت عنها حبط عملك وكنت من الاسرين وصيته لسعد‬
‫بن أب وقاص أيضا ولا أراد أن يسرحه دعاه فقال إن قد وليتك حرب العراق فاحفظ وصيت‬
‫فإنك تقدم على امر شديد كريه‬

‫‪108‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫ل يلص منه إل الق فعود نفسك ومن معك الي واستفتح به واعلم أن لكل‬
‫عادة عتادا فعتاد الي الصب فالصب الصب على ما أصابك أو نابك يتمع لك خشية ال واعلم‬
‫أن خشية ال تتمع ف امرين ف طاعته واجتناب معصيته وإنا أطاعه من أطاعه ببغض الدنيا‬
‫وحب الخرة وعصاه من عصاه بب الدنيا وبغض الخرة وللقلوب حقائق ينشئها ال إنشاء‬
‫منها السر ومنها العلنية فأما العلنية فأن يكون حامده وذامه ف الق سواء وأما السر فيعرف‬
‫بظهور الكمة من قلبه علي لسانه وبحبة الناس فل تزهد ف التحبب فإن النبيي قد سألوا‬
‫مبتهم وإن ال إذا أحب عبدا حببه وإذا أبغض عبدا بغضه فاعتب منلتك عند ال تعال بنلتك‬
‫عند الناس من يشرع معك ف أمرك وصية أخرى كتبها إل سعد بن أب وقاص وكتب عمر‬
‫بن الطاب إل سعد بن اب وقاص رضي ال عنهما ومن معه من الجناد أما بعد فإن آمرك‬
‫ومن معك من الجناد بتقوى ال على كل حال فإن تقوى ال أفضل العدة على العدو وأقوى‬
‫الكيدة ف الرب وآمرك ومن معك أن تكونوا أشد احتراسا من العاصي منكم من عدوكم‬
‫فإن ذنوب اليش أخوف عليهم من عدوهم وإنا ينصر السلمون بعصية عدوهم ل ولول‬
‫ذلك ل تكن لنا بم قوة لن عددنا ليس كعددهم ول عدتنا كعدتم فإن استوينا ف العصية‬
‫كان لم الفضل علينا ف القوة وإل ننصر عليهم بفضلنا ل نغلبهم بقوتنا فاعلموا أن عليكم ف‬
‫سيكم حفظة من ال يعلمون ما تفعلون فاستحيوا منهم ول تعملوا بعاصي ال وأنتم ف سبيل‬
‫ال‬
‫ول تقولوا إن عدونا شر منا فلن يسلط علينا فرب قوم سلط عليهم شر منهم كما‬
‫سلط على بن اسرائيل لا عملوا بساخط ال كفار الجوس فجاسو اخللل الدينار وكان‬
‫وعدا مفعول واسالوا اللهالعون ل أنفسكم كما تسألونه النصر على عدوكم أسأل ال تعال‬
‫ذلك لنا ولكم وترفق بالسلمي ف مسيهم ول تشمهم مسيا يتبعهم ول تقصر بم عن منل‬
‫يرفق بم حت يبلغوا عدوهم والسفر ل ينقص قوتم فإنم سائرون إل عدو مقيم حامي‬
‫النفس والكراع وأقم بن معك ف كل جعة يوما وليلة حت تكون لم راحة ييون فيها‬

‫‪109‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫أنفسهم ويرمون أسلحتهم وأمتعتهم ونح منازلم عن قرى أهل الصلح والذمة فل يدخلها من‬
‫أصحابك ال من تثق بدينه ول يرزأ أحدا من أهلها شيئا فإن لم حرمة وذمة ابتليتم بالوفاء با‬
‫كما ابتلوا بالصب عليها فما صبوا لكم فتولوهم خيا ول تستنصروا على أهل الرب بظلم‬
‫أهل الصلح وإذا وطئت أرض العدو فأذك العيون بينك وبينهم ول يف عليك أمرهم وليكن‬
‫عندك من العرب أو من أهل الرض من تطمئن إل نصحه وصدقه فإن الكذوب ل ينفعك‬
‫خبه وإن صدقك ف بعضه والغاش عي عليك وليس عينا لك وليكن منك عند دنوك من‬
‫أرض العدو أن تكثر الطلئع وتبث السرايا بينك وبينهم فتقطع السرايا أمدادهم ومرافقهم‬
‫وتتبع الطلئع عوراتم وتنق للطلئع أهل الرأي والبأس من أصحابك وتي لم سوابق اليل‬
‫فإن لقوا عدوا كان أول ما تلقاهم القوة من رأيك واجعل أمر السرايا إل أهل الهاد والصب‬
‫على اللد ول تض با أحدا بوى فتضيع من رأيك وأمرك أكثر ما حابيت به أهل‬
‫خاصتك ول تبعثن طليعة ول سرية ف وجه تتخوف فيه غلبة أو ضيعة ونكاية فإذا‬
‫عاينت العدو فاضمم إليك أقاصيك وطلئعك وسراياك واجع إليك مكيدتك وقوتك ث ل‬
‫تعاجلهم الناجزة ما ل يستكرهك قتال حت تبصر عورة عدوك ومقاتله وتعرف الرض كلها‬
‫كمعرفة أهلها فتصنع بعدوك كصنعة بك ث أذك أحراسك على عسكرك وتيقظ من البيات‬
‫جهدك ول تؤت بأسي ليس له عقد إل ضربت عنقه لترهب به عدو ال وعدوك وال ول‬
‫أمرك ومن معك وول النصر لكم على عدوكم وال الستعان وصيته للمجاهدين كان عمر بن‬
‫الطاب رضي ال عنه يقول عند عقد اللوية بسم ال وبال وعلى عون ال امضوا بتأييد ال‬
‫وما النصر إل من عند ال ولزوم الق والصب فقاتلوا ف سبيل ال من كفر بال ول تعتدوا إن‬
‫ال ل يب العتدين ول تبنوا عند اللقاء ول تثلوا عند القدرة ول تسرفوا عند الظهور ول‬
‫تقتلوا هرما ول امرأة ول وليدا وتوقوا قتلهم إذا التقى الزحفان وعند شن الغارات‬
‫وصية عمر ليعلى بن أمية ف إجلء أهل نران روى الطبان قال كان أول بعث‬
‫بعثه عمر بعث أب عبيد ث بعث يعلى بن أمية إل اليمن وأمره بإجلء أهل نران لوصية رسول‬

‫‪110‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫ال ف مرضه بذلك ولوصية أب بكر رحه ال بذلك ف مرضه وقال ائتهم ول تفتنهم عن‬
‫دينهم ث أجلهم من أقام منهم على دينه وأقرر السلم وامسح أرض كل من تلى منهم ث‬
‫خيهم البلدان وأعلمهم أنا نليهم بأمر ال ورسوله ال يترك بزيرة العرب دينان فليخرجوا من‬
‫أقام على دينه منهم ث نعطيهم أرضا كأرضهم إقرارا لم بالق على أنفسنا ووفاء بذمتهم فيما‬
‫أمر ال من ذلك بدل بينهم وبي جيانم من أهل اليمن وغيهم فيما صار ليانم بالريف‬
‫خطبة لعمر ولا انتهى إل عمر قتل أب عبيد بن مسعود نادى ف الهاجرين والنصار وخرج‬
‫حت أتى صرارا فعسكر به واستشار الناس فكلهم أشار عليه بالسي إل فارس واستشار ذوي‬
‫الرأي فاشاروا عليه أن يقيم ويبعث رجل فقام ف الناس فقال إن ال عز وجل قد جع على‬
‫السلم أهله فألف بي القلوب وجعلهم فيه إخوانا والسلمون فيما بينهم كالسد ل يلو منه‬
‫شىء من شىء أصاب غيه وكذلك يق على السلمي أن يكونوا وأمرهم شورى بينهم بي‬
‫ذوي الرأي منهم فالناس تبع لن قام‬
‫بذا المر ما اجتمعوا عليه ورضوا به لزم الناس وكانوا فيه تبعا لم ومن قام بذا‬
‫المر تبع لول رأيهم ما رأوا لم ورضوا به لم من مكيدة ف حرب كانوا فيه تبعا لم يا أيها‬
‫الناس إن إناكنت كرجل منكم حت صرفن ذوو الرأي منكم عن الروج فقد رأيت ان أقيم‬
‫وأبعث رجل وقد أحضرت هذا المرمن قدمت ومن خلفت خطبة جرير بن عبد ال البجلي‬
‫وقال الثن بن حارثة وهو على قتال فارس من يتبع الناس إل السيب فقام جرير بن عبد ال‬
‫البجلي ف قومه فقال يا معشر بيلة إنكم وجيع من شهد هذا اليوم ف السابقة والفضيلة‬
‫والبلء سواء وليس لحد منهم ف هذا المس غدا من النفل مثل الذي لكم منه ولكم ربع‬
‫خسه نفل من أمي الؤمني فل يكونن أحد أسرع إل هذا العدو ول أشد عليه منكم للذي‬
‫لكم منه ونية إل ما ترجون فإنا تنتظرون إحدى السني الشهادة والنة أو الغنيمة والنة‬
‫خطبة سعد بن أب وقاص يوم أرماث وخطب سعد بن أب وقاص يوم أرماث سنة ه فحمد ال‬
‫وأثن عليه وقال إن ال هو الق ل شريك له ف اللك وليس لقوله خلف قال ال جل ثناؤه‬

‫‪111‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫ولقد كتبنا ف الزبور من بعد الذكر أن الرض يرثها عبادي الصالون إن هذا‬
‫مياثكم وموعود ربكم وقد أباحها لكم منذ ثلث حجج فأنتم تطعمون منها وتأكلون منها‬
‫وتقتلون أهلها وتبونم وتسبونم إل هذا اليوم با نال منهم أصحاب اليام منكم وقد جاءكم‬
‫منهم هذا المع وأنتم وجوه العرب وأعيانم وخيار كل قبيلة وعز من وراءكم فإن تزهدوا ف‬
‫الدنيا وترغبوا ف الخرة جع ال لكم الدنيا والخرة ول يقرب ذلك أحدا إل أجله وإن‬
‫تفشلوا وتنوا وبتضعفوا تذهب ريكم وتوبقوا آخرتكم خطبة عاصم بن عمرو وقام عاصم بن‬
‫عمرو فقال إن هذه بلد قد أحل ال لكم أهلها وأنتم تنالون منها منذ ثلث سني ما ل ينالون‬
‫منكم وأنتم العلون وال معكم إن صبت وصدقتموهم الضرب والطعن فلكم أموالم‬
‫ونساؤهم وأبناؤهم وبلدهم وإن خرت وفشلتم وال لكم من ذلك جار وحافظ ل يبق هذا‬
‫المع منكم باقية مافة أن تعودوا عليهم بعائده هلك ال ال اذكروا اليام وما منحكم ال‬
‫فيها أول ترون أن الرض وراكم بسابس قفار ليس فيها خر ول وزر يعقل إليه ويتنع به‬
‫اجعلوا هكم الخرة خطبة طليحة بن خويلد السدي وحل أصحاب الفيلة من جيش الفرس‬
‫على السلمي وكادت بيلة أن تؤكل فرت عنها خيلها نفارا فأرسل سعد إل بن أسد ذببوا‬
‫عن بيلة وقام طليحة بن خويلد السدي ف قومه حي استصرخهم سعد فقال‬
‫يا عشيتاه ان النوه باسه الوثوق به وإن هذا لو علم أن احدا أحق بإغاثة هؤلء‬
‫منكم استغاثهم ابتدئوهم الشدة وأقدموا عليهم إقدام الليوث الربة فإنا سيتم أسدا لتفعلوا‬
‫فعله شدوا ول تصدوا وكروا ول تفروا ل در ربيعة أي فري يفرون وأي قرن يغنون هل‬
‫يوصل إل مواقفهم فأغنوا عن مواقفكم أعانكم ال شدوا عليهم باسم ال النساء ترض‬
‫أولدها على القتال حضرت النساء حرب القادسية ومعها بنوها أربعة رجال فقالت لم يا‬
‫بن أنتم أسلمتم طائعي وهاجرت متارين ووال الذي ل إله غيه إنكم لبنو رجل واحد كما‬
‫أنكم بنو امرأة واحدة ما خنت أباكم ول فضحت خالكم ول هجنت حسبكم ول غبت‬
‫نسبكم وقد تعلمون ما أعد ال للمسلمي من الثواب العظيم ف حرب الكافرين واعلموا أن‬

‫‪112‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫الدار الباقية خي من الدار الفانية يقول ال عز وجل ياأيها الذين آمنوا اصبوا وصابروا ورابطوا‬
‫واتقوا ال لعلكم تفلحون فإذا أصبحتم غدا فاغدوا إل قتال عدوكم مستبصرين ول على‬
‫أعدائه مستنصرين فلما أضاء لم الصبح باكروا مراكزهم فتقدموا واحدا بعد واحد ينشدون‬
‫الراجيز فقاتلوا حت استشهدوا جيعا فلما بلغها الب قالت المد ل الذي شرفن بقتلهم‬
‫وأرجو من رب ان يمعن بم ف مستقر رحته فكان عمر رضي ال عنه يعطيها أرزاق أولدها‬
‫الربعة لكل واحد منهم مائة درهم حت قبض وماتت النساء‬
‫خطبة عتبة بن غزوان وف سنة ه وجه عمربن الطاب عتبة بن غزوان إل البصرة‬
‫وأمره بنولا بن معه وقطع مادة أهل فارس عن الذين بالدائن ونواحيها منهم فرفعوا له منبا‬
‫وقام يطب فحمد ال وأثن عليه وصلى على النب ث قال اما بعد فإن الدنيا قد تولت حذاء‬
‫مدبرة وقد آذنت أهلها بصرم وإنا بقي منها صبابة كصبابة الناء يصطبها صاحبها أل وإنكم‬
‫مفارقوها ل مالة ففارقوها بأحسن ما يضركم أل وإن من العجب أن سعت رسول ال‬
‫يقول إن الجر الضخم يلقى ف النار من شفيها فيهوي فيها سبعي خريفا ولهنم سبعة‬
‫ابواب ما بي البابي منها مسية خسمائة سنة ولتأتي عليها ساعة وهي كظيظ بالزحام ولقد‬
‫كنت مع رسول ال سابع سابعة مالنا طعام ال ورق البشام حت قرحت أشداقنا فوجدت أنا‬
‫وسعد بن مالك ترة فشققتها بين وبينه نصفي والتقطت بردة فشققتها بي بوبينه فأتزرت‬
‫بنصفها وأتزر بنصفها وما منا أحد اليوم إل وهو أمي على مصر من المصار وإنه ل يكن نبوة‬
‫قط إل تناسختها جبية وأنا أعوذ بال أن أكون ف نفسي عظيما وف أعي الناس صغيا‬
‫وستجربون المراء من بعدي فتعرفون وتنكرون‬
‫خطبة لسعد بن أب وقاص ولا نزل سعد برسي وهي الدينة الدنيا طلب السفن‬
‫ليعب بالناس إل الدينة القصوى على نر دجلة فلم يقدر على شئ ووجدهم قد ضموا السفن‬
‫فجمع الناس فحمد ال وأثن عليه وقال إن عدوكم قد اعتصم منكم بذا البحر فل تلصون‬
‫إليه معه وهم يلصون إليكم إذا شاءوا فيناوشونكم ف سفنهم وليس وراءكم شئ تافون أن‬

‫‪113‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫تؤتوا منه فقد كفاكموه أهل اليام وعطلوا ثغورهم وأفنوا ذادتم وقد رأيت من الرأي ان‬
‫تبادروا جهاد العدو بنياتكم قبل أن تصركم الدنيا أل إن قد عزمت على قطع هذا البحر‬
‫إليهم فقالوا جيعا عزم ال لنا ولك على الرشد فافعل واقتحم دجلة وفتح الدينة القصوى سنة‬
‫ه خطبة عمر ولا تمعت جوع الفرس بنهاوند كتب سعد إل عمر يبه بذلك فاجتمع الناس‬
‫وقام عمرعلى النب خطيبا فأخبهم الب واستشارهم وقال هذا يوم له ما بعده من اليام أل‬
‫وإن قد همت بأمر وإن عارضه عليكم فاسعوه ث أخبون وأوجزوا ول تنازعوا فتفشلوا‬
‫وتذهب ريكم ول تكثروا ول تطيلوا فتفشغ بكم المور ويلتوى عليكم الرأي أفمن الرأي أن‬
‫أسي فيمن قبلى ومن قدرت عليه حت أنزل منل وسطا بي هذين الصرين فأستنفزهم ث‬
‫أكون‬
‫لم ردءا حت يفتح ال عليهم ويقضى ما أحب فإن فتح ال عليهم أن أضريهم‬
‫عليهم ف بلدهم ليتنازعوا ملكهم فقام عثمان بن عفان ورجال من أهل الرأي من أصحاب‬
‫رسول ال فتكلموا كلما فقالوا ل نرى ذلك ولكن ل يغيب عنهم رأيك وأثرك وقالوا بإزائهم‬
‫وجوه العرب وفرسانم وإعلمهم ومن قد فض جوعهم وقتل ملوكهم وباشر من حروبم ما‬
‫هو أعظم من هذه وإنا استأذنوك ول يستصرخوك فأذن لم واندب إليهم وادع لم خطبة‬
‫لعلي وقام على بن أب طالب فقال أصاب القوم يا أمي الؤمني الرأي وفهموا ما كتب به إليك‬
‫وإن هذا المر ل يكن نصره ول خذلنه لكثرة ول قلة هو دينه الذي أظهره وجنده الذي أعزه‬
‫وأيده باللئكة حت بلغ ما بلغ فنحن على موعود من ال وال منجز وعده وناصر جنده‬
‫ومكانك منهم مكان النظام من الرز يمعه ويسكه فإن انل تفرق ما فيه وذهب ث ل يتمع‬
‫بذافيه أبدا والعرب اليوم وإن كانوا قليل فهي كثي عزيز بالسلم فأقم واكتب إل أهل‬
‫الكوفة فهم أعلم العرب ورؤساؤهم ومن ل يفل بن هو أجع وأحد وأجد من هؤلء فليأتم‬
‫الثلثان وليقم الثلث واكتب إل أهل البصرة أن يدوهم ببعض من عندهم فسر عمر بسن‬
‫رأيهم وأعجبه ذلك منهم‬

‫‪114‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫خطبة طلحة بن عبيد ال وقام طلحة بن عبيد ال وكان من خطباء رسول ال‬
‫فتشهد ث قال أما بعد يا أمي الؤمني فقد أحكمتك المور وعجمتك البليا واحتنكتك‬
‫التجارب وأنت وشأنك وأنت ورأيك ل ننبو ف يديك ول نكل عليك إليك هذا المر فمرنا‬
‫نطع وادعنا نب واحلنا نركب ووفدنا نفد وقدنا ننقد فإنك ول هذا المر وقد بلوت‬
‫وجربت واختبت فلم ينكشف شئ من عواقب قضاء ال لك إل عن خيار ث جلس خطبة‬
‫عثمان بن عفان فعاد عمر فقال إن هذا يوم له ما بعده من اليام فتكلموا فقام عثمان بن عفان‬
‫فتشهد وقال أرى يا أمي الؤمني أن تكتب إل أهل الشام فيسيوا من شأمهم وتكتب إل أهل‬
‫اليمن فيسيوا من ينهم ث تسي أنت بأهل هذين الرمي إل الصرين البصرة والكوفة فتلقى‬
‫جيع الشركي بمع السلمي فإنك إذا سرت بن معك وعندك قل ف نفسك ما قد تكاثر من‬
‫عدد القوم وكنت أعز عزا وأكثر يا أمي الؤمني إنك ل تستبقي من نفسك بعد العرب باقية‬
‫ول تتنع من الدنيا بعزيز ول تلوذ منها بريز إن هذا اليوم له ما بعده من اليام فاشهده برأيك‬
‫وأعوانك ول تغب عنه ث جلس‬
‫خطبة علي بن أب طالب فعاد عمر فقال إن هذا يوم له ما بعده من اليام فتكلموا‬
‫فقام علي بن أب طالب فقال أما بعد يا أمي الؤمني فإنك إن أسخصت أهل الشام من شأمهم‬
‫سارت الروم إل ذراريهم وإن أشخصت أهل اليمن من ينهم سارت البشة إل ذراريهم‬
‫وإنك إن شخصت من هذه الرض انتقضت عليك الرض من أطرافها وأقطارها حت يكون‬
‫ما تدع وراءك أهم إليك ما بي يديك من العورات والعيالت أقرر هؤلء ف أمصارهم‬
‫واكتب إل أهل البصرة فليتفرقوا فيها ثلث فرق فلتقم فرقة لم ف حرمهم وذراريهم ولتقم‬
‫فرقة ف أهل عهدهم لئل ينتقضوا عليهم ولتسر فرقة إل إخوانم بالكوفة مددا لم إن العاجم‬
‫إن ينظروا إليك غدا قالوا هذا أميالعرب وأصل العرب فكان ذلك أشد لكلبهم وألبتهم على‬
‫نفسك وأما ما ذكرت من مسي القوم فإن ال أكره لسيهم منك وهو أقدر على تغيي ما‬
‫يكره وأما ما ذكرت من عددهم فإنا ل نكن نقاتل فيما مضى بالكثرة ولكنا كنا نقاتل بالنصر‬

‫‪115‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫فقال عمر أجل وال لئن شخصت من هذه البلدة لتنتقضن على الرض من أطرافها وأكنافها‬
‫ولئن نظرت إل العاجم ل يفارقن العرصة وليمدتم من ل يدهم وليقولن هذا أصل العرب‬
‫فإذا اقتطعتموه اقتطعتم أصل العرب فأشيوا على برجل أوله ذلك الثغر غدا قالوا انت أفضل‬
‫رأيا وأحسن مقدرة قال أشيوا علي به واجعلوه عراقيا قالوا يا أميالؤمني أنت أعلم بأهل‬
‫العراق‬
‫وجندك قد وفدوا عليك ورأيتهم وكلمتهم فقال أما وال لولي أمرهم رجل‬
‫ليكونن لول السنة إذا لقيها غدا فقيل من يا أمي الؤمني فقال النعمان بن مقرن الزن فقالوا‬
‫هو لا والنعمان يومئذ بالبصرة فوله خطبة النعمان بن مقرن ونشب القتال بي السلمي‬
‫والفرس وكان النعمان يسي ف الناس علىبذون أحوى قريب من الرض فيقف على كل راية‬
‫ويمد ال ويثن عليه ويقول قد علمتم ما أعزكم ال به من هذا الدين وما وعدكم من الظهور‬
‫وقد أنز لكم هوادى ما وعدكم وصدوره وإنا بقيت أعجازه وأكارعه وال منجز وعده‬
‫ومتبع آخر ذلك أوله واذكروا ما مضى إذكنتم أذلة وما استقبلتم من هذا المر وأنتم أعزة‬
‫فأنتم اليوم عباد ال حقا وأولياؤه وقد علمتم انقطاعكم من إخوانكم من أهل الكوفة والذي‬
‫لم ف ظفركم وعزكم والذي عليهم ف هزيتكم وذلكم وقد ترون من أنتم بإزائه من عدوكم‬
‫وما أخطرت وما أخطروا لكم فأما ما أخطروا لكم فهذه الرثة وما ترون من هذا السواد وأما‬
‫ما أخطرت له فدينكم وبيضتكم ول سواء ما أخطرت وما أخطروا فل يكونن على دنياهم‬
‫أحىمنكم على دينكم واتقى ال عبد صدق ال وأبلى نفسه فأحسن البلء فإنكم بي خيين‬
‫منتظرين إحدى السنيي من بي شهيد حي مرزوق أوفتح قريب وظفر يسي فكفى كل رجل‬
‫ما يليه ول يكل قرنه إل أخيه فيجتمع عليه قرنه وقرن نفسه وذلك من اللمة وقد يقاتل‬
‫الكلب عن صاحبه فكل رجل منكم مسلط على ما يليه فإذا قضيت أمرى فاستعدوا فإن مكب‬
‫ثلثا فإذا كبت التكبية‬

‫‪116‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫الول فليتهيأ من ل يكن تيأ فإذا كبت الثانية فليشد عليه سلحه وليتهيأ للنهوض‬
‫فإذا كبت الثالثة فإن حامل إن شاء ال فاحلوا معا اللهم أعز دينك وانصر عبادك واجعل‬
‫النعمان أول شهيد اليوم على إعزاز دينك ونصر عبادك وزلق فرسه ف دماء القوم فصرع‬
‫فاستشهد‬
‫خطب رجال من الفاتي بي يدي يزدجرد ملك الفرس وقواده وكتب عمر بن‬
‫الطاب إل سعد بن أب وقاص وهو على فتح العراق يأمره أن يبعث إل يزدجرد ملك الفرس‬
‫رجال من أهل النظرة والرأي واللد يدعونه فاختارهم وأنفذهم إليه بالدائن فلما دخلوا عليه‬
‫أمر الترجان بينه وبينهم فقال سلهم ما جاء بكم وما دعاكم إل غزونا والولوع ببلدنا أمن‬
‫أجل أنا أجمناكم وتشاغلنا عنكم اجترأت علينا فقال لم النعمان بن مقرن إن شئتم أجبت‬
‫عنكم ومن شاء آثرته فقالوا بل تكلم فتكلم النعمان فقال خطبة النعمان بن مقرن إن ال رحنا‬
‫فأرسل إلينا رسول يدلنا على الي ويأمرنا به ويعرفنا الشر وينهانا عنه ووعدنا على إجابته خي‬
‫الدنيا والخرة فلم يدع إل ذلك قبيلة إل صاروا فرقتي فرقة تقاربه وفرقة تباعده ول يدخل‬
‫معه ف دينه ال الواص فمكث بذلك ما شاء ال أن يكث ث أمر أن ينبذ إل من خالفه من‬
‫العرب وبدأ بم وفعل فدخلوا معه جيعا على وجهي مكره عليه فاغتبط وطائع أتاه فازداد‬
‫فعرفنا جيعا فضل ما جاء به على الذي كنا عليه من العداوة والضيق ث امرنا أن نبدأ بن يلينا‬
‫من المم فندعوهم إل النصاف فنحن ندعوكم إل ديننا وهو دين حسن‬
‫السن وقبح القبيح كله فإن أبيتم فأمر من الشر هو أهون من آخر شر منه الزاء‬
‫فإن أبيتم فالناجزة فإن أجبتم إل ديننا خلفنا فيكم كتاب ال وأقمناكم عليه على ان تكموا‬
‫بأحكامه ونرجع عنكم وشأنكم وبلدكم وإن اتقيتمونا بالزاء قبلنا ومنعناكم وإل قاتلناكم‬
‫فقال يزدجرد إن ل أعلم ف الرض أمة كانت أشقى ول أقل عددا ول أسوأ ذات بي منكم‬
‫قد نوكل بكم قرى الضواحي فيكفونناكم ل تغزوكم فارس ول تطمعون أن تقوموا لم فإن‬
‫كان غرور لقكم فل يغرنكم منا وإن كان الهد دعاكم فرضنا لكم قوتا إل خصبكم‬

‫‪117‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫وأكرمنا وجوهكم وكسوناكم وملكنا عليكم ملكا يرفق بكم فقام الغية بن زرارة فقال‬
‫خطبة الغية بن زرارة أيها اللك إن هؤلء رءوس العرب ووجوههم وهم أشراف يستحيون‬
‫من الشراف وإنا يكرم الشراف الشراف ويعظم حقوق الشراف الشراف ويفخم‬
‫الشراف الشراف وليس كل ما أرسلوا به جعوه لك ول كل ما تكلمت به أجابوك عليه‬
‫وقد أحسنوا ول يسن بثلهم ال ذلك فجاوبن لكون الذي أبلغك ويشهدون على ذلك إنك‬
‫قد وصفتنا صفة ل تكن با عالا فأما ما ذكرت من سوء الال فما كان أسوأ حال منا وأما‬
‫جوعنا فلم يكن يشبه الوع كنا نأكل النافس والعلن والعقارب واليات فنرى ذلك‬
‫طعامنا واما النازل فإنا هي ظهر الرض ول نلبس إل ما غزلنا من أوبار البل وأشعار الغنم‬
‫ديننا أن يقتل بعضنا‬
‫بعضا ويغي بعضنا على بعض وإن كان أحدنا ليدفن ابنته وهي حية كراهية أن‬
‫تأكل من طعامنا فكانت حالنا قبل اليوم على ما ذكرت لك فبعث ال إلينا رجل معروفا‬
‫نعرف نسبه ونعرف وجهه ومولده فأرضه خي أرضنا وحسبه خي أحسابنا وبيته أعظم بيوتنا‬
‫وقبيلته خي قبيلتنا وهو بنفسه كان خينا ف الال الت كان فيها أصدقنا وأحلمنا فدعانا إل‬
‫أمر فلم يب أحد أول من ترب كان له وكان الليفة من بعده فقال وقلنا وصدق وكذبنا‬
‫وزاد ونقصنا فلم يقل شيئا ال كان فقذف ال ف قلوبنا التصديق له واتباعه فصار فيما بيننا‬
‫وبي رب العالي فما قال لنا فهو قول ال وما أمرنا فهو أمر ال فقال لنا إن ربكم يقول إن أنا‬
‫ال وحدي ل شريك ل كنت إذ ل يكن شئ وكل شئ هالك ال وجهي وأنا خلقت كل‬
‫شئ وإل يصي كل شئ وإن رحت أدركتكم فبعثت إليكم هذا الرجل لدلكم على السبيل‬
‫الت با أنيكم بعد الوت من عذاب ولحلكم داري دار السلم فنشهد عليه أنه جاء بالق من‬
‫عند الق وقال من تابعكم على هذا فله ما لكم وعليه ما عليكم ومن أب فاعرضوا عليه الزية‬
‫ث امنعوه ما تنعون منه أنفسكم ومن أب فقاتلوه فأنا الكم بينكم فمن قتل منكم أدخلته جنت‬
‫ومن بقي منكم أعقبته النصر على من ناوأه فاختر إن شئت الزية عن يد وأنت صاغر وإن‬

‫‪118‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫شئت فالسيف أو تسلم فتنجي نفسك فقال يزدجرد أتستقبلن بثل هذا لول أن الرسل ل تقتل‬
‫لقتلتكم ل شئ لكم عندي ث قال ائتون بوقر من تراب فقال احلوه على أشرف هؤلء ث‬
‫سوقوه حت يرج من باب الدائن‬
‫مقال ربعي بن عامر عند رستم قائد جيش الفرس وأرسل رستم قائد جيش الفرس‬
‫إل سعد بن أب وقاص أن ابعث إلينا رجل نكلمه ويكلمنا فبعث إليه ربعي بن عامر فلما‬
‫انتهى إليه قال له الترجان واسه عبود من أهل الية ما جاء بكم قال ال ابتعثنا وال جاء بنا‬
‫لنخرج من شاء من عبادة العباد إل عباد ال ومن ضيق الدنيا إل سعتها ومن جور الديان إل‬
‫عدل السلم فأرسلنا بدينه إل خلقه لندعوهم إليه فمن قبل منا ذلك قبلنا ذلك منه ورجعنا‬
‫عنه وتركناه وأرضه يليها دوننا ومن أب قاتلناه أبدا حت نفضى إل موعود ال قال وما موعود‬
‫ال قال النة لن مات على قتال من أبل والظفر لن بقي خطبة الغية بن شعبة ف حضرة رستم‬
‫وبعث إليه أيضا الغية بن شعبة فتكلم بضرته فحمد ال وأثن عليه ث قال إن ال خالق كل‬
‫شىء ورازقه فمن صنع شيئا فإنا هو يصنعه والذى له وأما الذي ذكرت به نفسك وأهل‬
‫بلدك من الظهور على العداء والتمكن ف البلد وعظم السلطان ف الدنيا فنحن نعرفه ولسنا‬
‫ننكره فال صنعة بكم ووضعه فيكم وهوله دونكم وأما الذي ذكرت فينا من سوء الال‬
‫وضيق العيشة واختلف القلوب فنحن نعرفه ولسنا ننكره وال ابتلنا بذلك وصينا إليه والدنيا‬
‫دول ول يزل أهل شدائدها يتوقعون الرخاء حت يصيوا إليه ول يزل أهل رخائها يتوقعون‬
‫الشدائد حت تنل بم ويصيوا إليها ولو كنتم فيما آتاكم ال ذوي شكر كان‬
‫شكركم يقصر عما أوتيتم وأسلمكم ضعف الشكر إل تغي الال ولو كنا فيما‬
‫ابتلينا به أهل كفر كان عظيم ما تتابع علينا مستجلبا من ال رحة يرفه با عنا ولكن الشأن‬
‫غي ما تذهبون إليه أو كنتم تعرفوننا به إن ال تبارك وتعال بعث فينا رسول ث ذكر مثل‬
‫الكلم الول خطبة الغية بن شعبة لا اجتمعت جيوش السلمي بنهاوند سنة ه وأميهم‬
‫النعمان بن مقرن الزن أرسل بندار العلج إليهم أن أرسلوا إلينا رجل نكلمه فأرسلوا إليه الغية‬

‫‪119‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫بن شعبة فأدخل إليه وترجم له قوله إنكم معشر العرب أبعد الناس من كل خي وأطول الناس‬
‫جوعا وأشقى الناس شقاء وأقذر الناس قذرا وأبعده دارا وما منعن أن آمر هؤلء الساورة‬
‫حول أن ينتظموكم بالنشاب إل تنجسا ليفكم فإنكم أرجاس فإن تذهبوا نل عنكم وإن‬
‫تأبوا نركم مصارعكم قال فحمدت ال وأثنيت عليه فقلت وال ما أخطأت من صفتنا شيئا‬
‫ول من نعتنا إن كنا لبعد الناس دارا وأشد الناس جوعا وأشقى الناس شقاء وأبعد الناس من‬
‫كل خي حت بعث ال عز وجل إلينا رسوله فوعدنا النصر ف الدنيا والنة ف الخرة فوال ما‬
‫زلنا نتعرف من ربنا منذ جاءنا رسوله بالفتح والنصر حت أتيناكم وإنا وال ل نرجع إل ذلك‬
‫الشقاء أبدا حت نغلبكم على ما ف أيديكم أو نقتل بأرضكم‬
‫خطبة عمر وغزا الحنف بن قيس خراسان وحارب يزدجرد سنة ه ث أقبل أهل‬
‫فارس على الحنف فصالوه وعاقدوه ودفعوا إليه خزائن يزدجرد وتراجعوا إل بلدانم وبعث‬
‫الحنف بالب والغنائم إل عمر بن الطاب فجمع الناس وخطبهم فقال ف خطبته إن ال‬
‫تبارك وتعال ذكر رسوله وما بعثه به من الدى ووعد على اتباعه من عاجل الثواب وآجله‬
‫خي الدنيا والخرة فقال هو الذي أرسل رسوله بالدى ودين الق ليظهره على الدين كله ولو‬
‫كره الشركون فالمد ل الذي أنز وعده ونصر جنده أل إن ال قد أهلك ملك الجوسية‬
‫وفرق شلهم فليسوا يلكون من بلدهم شبا يضر بسلم أل وإن ال قد أورثكم أرضهم‬
‫وديارهم وأموالم وأبناءهم لينظر كيف تعملون أل وإن الصرين من مسالها اليوم كأنتم‬
‫والصرين فيما مضى من البعد وقد وغلوا ف البلد وال بالغ أمره ومنجز وعده ومتبع آخر‬
‫ذلك أوله فقوموا ف أمره على رجل يوف لكم بعهده ويؤتكم وعده ول تبدلوا ول تغيوا‬
‫فيستبدل ال بكم غيكم فإن ل أخاف على هذه المة أن تؤتى ال من قبلكم خطبة عثمان بن‬
‫أب العاص ولا فتح عثمان بن أب العاص إصطخر سنة ه وجع إليه ما أفاء ال على السلمي‬
‫خسه وبعث بالمس إل عمر وقسم أربعة أخاس الغنم ف الناس‬

‫‪120‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫وعفت الند عن النهاب وأدوا المانة واستدقوا الدنيا فجمعهم عثمان ث قام فيهم‬
‫وقال إن هذا المر ل يزال مقبل ول يزال أهله معافي ما يكرهون ما ل يغلوا فإذا غلوا رأوا ما‬
‫ينكرون ول يسد الكثي مسد القليل اليوم‬
‫ف فتح الشام بي الروم ومعاذ بن جبل وبعث الروم إل أب عبيدة أن أرسل الينا‬
‫رجل من صلحائكم نسأله عما تريدون وما تسألون وما تدعون إليه ونبه بذات أنفسنا‬
‫وندعوكم إل حظكم إن قبلتم فأرسل إليهم أبو عبيدة معاذ بن جبل فأتاهم فقالوا للترجان قل‬
‫له أخبونا ما تطلبون وإلم تدعون اليه وما أدخلكم بلدنا وتركتم أرض البشة وليسوا منكم‬
‫ببعيد وتركتم أرض فارس وقد هلك ملك فارس وهلك ابنه وإنا تلكهم اليوم النساء ونن‬
‫ملكنا حي وجنودنا عظيمة كثية وإن اقتحمتم من مدائننا مدينة أو من قرانا قرية أو من‬
‫حصوننا حصنا أو هزمتم لنا عسكرا أظننتم أنكم قد ظفرت بماعتنا وأنكم قد قطعتم حربنا‬
‫عنكم أو فرغتم من وراءنا منا ونن عدد نوم السماء وحصى الرض وأخبونا ل تستحلون‬
‫قتالنا وأنتم تؤمنون بنبينا وكتابنا فلما قالوا هذا القول وفسره الترجان لعاذ سكتوا فقال معاذ‬
‫للترجان قد فرغوا قال له نعم قال فأفهمهم عن أن أول ما أنا ذاكر حد ال الذي ل إله إل‬
‫هو والصلة على ممد نبيه وأن أول ما أدعوكم إل ال أن تؤمنوا بال وحده وبحمد وأن‬
‫تصلوا صلتنا وتستقبلوا قبلتنا وأن تستنوا بسنة نبينا وتكسروا الصليب وتتنبوا شرب المر‬
‫وأكل لم النير ث أنتم منا ونن منكم وأنتم أخواننا ف ديننا لكم ما لنا وعليكم ما علينا وإن‬
‫أبيتم فأدوا الزية إلينا ف كل عام وأنتم صاغرون ونكف عنكم وإن أنتم أبيتم‬
‫هاتي الصلتي فليس شئ ما خلق ال عز وجل نن قابلوه منكم فابرزوا إلينا حت يكم ال‬
‫بيننا وهو خي الاكمي فهذا ما نأمركم به وما ندعوكم إليه وأما قولكم ما أدخلكم بلدنا‬
‫وتركتم أرض البشة وليسوا منكم ببعيد وتركتم أهل فارس وقد هلك ملكهم فإن أخبكم‬
‫عن ذلك ما بدأنا قتالكم لنكم أقرب إلينا منهم وإنكم عندنا جيعا بالسواء وما جاءنا كتابنا‬
‫بالكف عنهم ولكن ال عز وجل أنزل ف كتابه على نبينا فقال يا أيها الذين أمنوا قاتلوا الذين‬

‫‪121‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫يلونكم من الكفار وليحدوا فيكم غلظة وكنتم أقرب إلينا منهم فبدأنا بكم لذلك وقد أتاهم‬
‫طائفة منا وهم يقاتلونم وأرجو أن يظفرهم ال ويفتح عليهم فينصر وأما قولكم إن ملكنا حي‬
‫وإن جنودنا عظيمة وإنا عدد نوم السماء وحصى الرض وتوئسونا من الظهور عليكم فإن‬
‫المر ف ذلك ليس إليكم وإنا المور كلها إل ال وكل شئ ف قبضته وقدرته وإذا أراد شيئا‬
‫أن يقول له كن فيكون وإن يكن ملككم هرقل فإن ملكنا ال عز وجل الذي خلقنا وأمينا‬
‫رجل منا إن عمل فينا بكتاب ديننا وسنة نبينا أقررناه علينا وإن عمل بغي ذلك عزلناه عنا وإن‬
‫هو سرق قطعنا يده وإن زن جلدناه وإن شتم رجل منا شتمه كما شتمه وإن جرحه أقاده من‬
‫نفسه ول يتجب منا ول يتكب علينا ول يستأثر علينا ف فيئنا الذي أفاءه ال علينا وهو كرجل‬
‫منا وأما قولكم جنودنا كثية فإنا وإن عظمت وكثرت حت تكون اكثر من نوم السماء‬
‫وحصى الرض فإنا ل نثق با ول نتكل عليها ول نرجو النصر على‬
‫عدونا با ولكنا نتبأ من الول والقوة ونتوكل على ال عز وجل ونثق بربنا فكم‬
‫من فئة قليلة قد أعزها ال ونصرها وأغناها وغلبت فئة كثية بإذن ال وكم من فئة كثية قد‬
‫أذلا ال وأهانا قال تبارك وتعال كم من فئة قليلة غلبت فئة كثية بإذن ال وال مع الصابرين‬
‫وأما قولكم كيف تستحلون قتالنا وأنتم تؤمنون بنبينا وكتابنا فأنا أخبكم عن ذلك نن نؤمن‬
‫بنبيكم ونشهد أنه عبد من عبيد ال وأنه رسول من رسل ال وأن مثله عند ال كمثل آدم‬
‫خلقه من تراب ث قال له كن فيكون ول نقول إنه ال ول نقول إنه ثان إثني ول ثالث ثلثة‬
‫ول إن ل والدا ول إن له صاحبة ول ولدا ول إن معه آلة أخرى ل إله إل هو تعال عما‬
‫يقولون علوا كبيا وأنتم تقولون ف عيسى قول عظيما فلو أنكم قلتم ف عيسى كما نقول‬
‫وآمنتم بنبوة نبينا كما تدونه ف كتابكم وكما نؤمن نن بنبيكم وأقررت با جاء به من عند‬
‫ال ووحدت ال ما قاتلناكم بل كنا نسالكم ونواليكم ونقاتل معكم عدوكم فلما فرغ معاذ‬
‫من خطابه قالوا له ما نرى بيننا وبينك ال متباعدا وقد بقيت خصلة نن نعرضها عليكم فإن‬
‫قبلتموها منا فهو خي لكم وإن أبيتم فهو شر لكم نعطيكم البلقاء وما وال أرضكم من سواد‬

‫‪122‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫الردن وتنحوا عن بقية أرضنا وعن مدائننا ونكتب عليكم كتابا نسمى فيه خياركم‬
‫وصلحاءكم ونأخذ عهودكم ومواثيقكم على ألا تطلبوا من أرضنا غي ما صالناكم عليه‬
‫وعليكم بأهل فارس فقاتلوهم ونن معكم نعينكم عليهم حت تقتلوهم وتظهروا عليهم فقال‬
‫معاذ هذا الذى عرضتم علينا وتعطوناه كله ف أيدينا ولو أعطيتمونا جيع ما ف أيديكم ما ل‬
‫نظهر عليه ومنعتمونا خصلة من الصال الثلثة الت وصفت لكم ما فعلنا‬
‫فغضبوا عند ذلك وقالوا نتقرب إليك وتتباعد عنا اذهب إل أصحابك فو ال إنا‬
‫لنرجو أن نفرقكم ف البال غدا فقال معاذ أما البال فل ولكن وال لتقتلنا عن آخرنا أو‬
‫لنخرجنكم من أرضكم أذلة وأنتم صاغرون وانصرف معاذ بي أب عبيدة ورسول الروم‬
‫وانصرف معاذ إل أب عبيدة فأخبه با قالوا ث أرسل الروم رسول من قبلهم إل أب عبيدة‬
‫فقال له أنا أعرض عليكم أمرا لكم فيه حظ إن قبلتموه نن نعطيكم دينارين دينارين وثوبا ثوبا‬
‫ونعطيك انت ألف دينار ونعطي المي الذي فوقك يعنون عمر ألفي دينار وتنصرفون عنا وإن‬
‫شئتم أعطيناكم أرض البلقاء وما وال أرضكم من سواد الردن وخرجتم من مدائننا وأرضنا‬
‫وبلدنا وكتبنا فيما بيننا وبينكم كتابا يستوثق فيه بعضنا من بعض باليان الغلظة ليقومن به‬
‫وليفي با عاهد ال عليه فحمد ال أبو عبيدة وأثن عليه با هو أهله وصلى على النب ث قال إن‬
‫ال بعث فينا رسول نبيا وأنزل عليه كتابا حكيما وأمره أن يدعو الناس إل عبادة ربم رحة‬
‫منه للعالي وقال لم إن ال إله واحد عزيز حكيم على ميد وهو خالق كل شئ وليس كمثله‬
‫شئ وأمرهم أن يوحدوا ال الذى ل إله إل هو ول يتخذوا له صاحبة ول ولدا ول يتخذوا معه‬
‫آلة أخرى وأن كل شئ يعبده الناس دونه فهو خلقه وأمرنا صلى ال عليه وسلم فقال إذا أتيتم‬
‫الشركي فادعوهم إل اليان بال وبرسوله وبالقرار با جاء من عند ال عز وجل فمن آمن‬
‫وصدق فهو أخوكم ف دينكم له ما لكم وعليه ما عليكم ومن أب فاعرضوا عليه الزية حت‬
‫يؤدوها عن يد وهم صاغرون فإن أبوا أن يؤمنوا أو يؤدوا الزية‬

‫‪123‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫فاقتلوهم وقاتلوهم فإن قتيلكم الحتسب بنفسه شهيد عند ال وهو ف جنات النعيم‬
‫وقتيل عدوكم ف النار فإن قبلتم ما سعتم من فهو خي لكم وإن أبيتم ذلك فابرزوا إلينا حت‬
‫يكم ال بيننا وهو خي الاكمي فقال الرومي قد أبيتم إل هذا فقال له أبو عبيدة نعم فقال لع‬
‫الرومي أما وال على ذلك إن ل نراكم تتمنون أنكم قبلتم منا دون ما عرضنا عليكم بي‬
‫باهان وخالد بن الوليد وبعث باهان أمي الروم إل خالد بن الوليد أن القن فأقبل إليه خالد‬
‫فقال باهان إن شئت فتكلم وإن شئت بدأتك فتكلمت فقال له خالد فتكلم فقال باهان المد‬
‫ل الذى جعل نبينا أفضل النبياء وملكنا أفضل اللوك وأمتنا خي المم فلما بلغ هذا الكان قال‬
‫خالد للترجان وقطع على صاحب الروم منطقه ث قال المد ل الذى جعلنا نؤمن بنبينا‬
‫ونبيكم وبميع النبياء وجعل المي الذى وليناه أمورنا رجل كبعضنا فلو زعم أنه ملك علينا‬
‫لعزلناه عنا ولسنا نرى أن له على رجل من السلمي فضل إل أن يكون أتقى منه عند ال وأبر‬
‫والمد ل الذى جعل أمتنا تأمر بالعروف وتنهى عن النكر وتقر بالذنب وتستغفر ال منه‬
‫وتعبد ال وحده ل تشرك به شيئا قل الن ما بدا لك فاصفر وجه باهان ومكث قليل ث قال‬
‫المد ل الذى أبلنا فأحسن البلء عندنا وأغنانا من الفقر ونصرنا على المم وأعزنا فل نذل‬
‫ومنعنا من الضيم فل يباح حرينا ولسنا فيما أعزنا ال به وأعطانا من ديننا ببطرين ول مرحي‬
‫ول‬
‫باغي على الناس وقد كانت لنا منكم يا معشر العرب جيان كنا نسن جوارهم‬
‫ونعظم قدرهم ونفضل عليهم ونفى لم بالعهد وخيناهم بلدنا ينلون منها حيث شاءوا‬
‫فينلون آمني ويرحلون آمني وكنا نرى أن جيع العرب من ل ياورنا سيشكر لنا ذلك الذى‬
‫أتينا إل إخوانم وما اصطنعنا عندهم فلم يرعنا منكم إل وقد فاجأتونا باليل والرجال‬
‫تقاتلوننا على حصوننا وتريدون أن تغلبونا على بلدنا وقد طلب هذا منا قبلكم من كان أكثر‬
‫منكم عددا وأعظم مكيدة وأوف جندا ث رددناهم عنها فلم يرجعوا عنا إل وهم بي قتيل‬
‫وأسي وأراد ذلك منا فارس فقد بلغكم كيف صنع ال عز وجل بم وأراد ذلك منا الترك‬

‫‪124‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫فلقيناهم بأشد ما لقينا به فارس وأرادنا غيكم من أهل الشرق والغرب من ذوى النعة والعز‬
‫والنود العظيمة فكلهم أظفرنا ال بم وصنع لنا عليهم ول تكن أمة من المم بأرق عندنا‬
‫منكم شأنا ول أصغر أخطارا إنا جلكم رعاء الشاء والبل وأهل الصخر والجر والبؤس‬
‫والشقاء فأنتم تطمعون أن نلى لكم عن بلدنا بئس ما طمعتم فيه منا وقد ظننا أنه ل يأت‬
‫بكم إل بلدنا ونن يتقى كل من حولنا من المم العظيمة الشأن الكثية العدد مع كثرتنا‬
‫وشدة شوكتنا إل جهد نزل بكم من جدوبة الرض وقحط الطر وعثتم ف بلدنا وأفسدت كل‬
‫الفساد وقد ركبتم مراكبنا وليست كمراكبكم ولبسم ثيابنا وليست كثيابكم وثياب الروم‬
‫البيض كأنا صفائح الفضة وطعمتم من طعامنا وليس كطعامكم وأصبتم منا وملت أيديكم من‬
‫الذهب الحر والفضة البيضاء والتاع الفاخر وقد لقيناكم الن وذلك كله لنا فهو ف أيديكم‬
‫فنحن نسلمه لكم فاخرجوا به وانصرفوا عن بلدنا فإن أبت أنفسكم إل أن ترصوا وتشرهوا‬
‫وأردت أن نزيدكم من بيوت أموالنا ما يقوى به الضعيف منكم ويرى الغائب أن قد‬
‫رجع إل أهله بي فعلنا ونأمر للمي منكم بعشرة آلف دينار ونأمر لك بثلها‬
‫ونأمر لرؤسائكم بألف دينار ألف دينار ونأمر لميع أصحابك بائة دينار مائة دينار على أن‬
‫توثقوا لنا باليان الغلظة أل تعودوا إل بلدنا ث سكت جواب خالد فقال خالد رحه ال‬
‫المد ل الذى ل إله إل هو فلما فسر له الترجان قوله المد ل الذى ل إله إل هو رفع يده‬
‫إل السماء ث قال لالد نعم ما قلت ث قال خالد وأشهد أن ممدا رسول ال فلما فسر له‬
‫الترجان قال باهان ال أعلم ما أدرى لعله كما تقول فأخب خالد الترجان ث قال خالد رحه‬
‫ال أما بعد فإن كل ما ذكرت به قومك من الغن والعز ومنع الري والظهور على العداء‬
‫والتمكن ف البلد فنحن به عارفون وكل ما ذكرت من إنعامكم على جيانكم منا فقد عرفناه‬
‫وذلك لمر كنتم تصلحون به دنياكم وإصلحكم كان إليهم وإحسانكم إليهم كان ذلك‬
‫زيادة ف ملككم وعزا لكم أل ترون أن ثلثيهم أو شطرهم دخلوا معكم ف دينكم فهم‬
‫يقاتلوننا معكم وأما ما ذكرتنا به من رعى البل والغنم فما أقل من رأيت واحدا منا يكرهه‬

‫‪125‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫ومال يكن يكرهه منا فضل على من يفعله وأما قولكم إنا أهل الصخر والجر والبؤس‬
‫والشقاء فحالنا وال كما وصفته ما ننتفى من ذلك ول نتبأ منه وكنا على أسوأ وأشد ما‬
‫ذكرت وسأقص عليك قصتنا وأعرض عليك أمرنا وأدعوك إل حظك إن قبلت أل إنا كنا‬
‫معشر العرب أمة من هذه المم أنزلنا ال وله المد منل من الرض ليست به أنار جارية ول‬
‫يكون به من الزرع إل القليل وكل أرضنا الهامة والقفار فكنا أهل حجر ومدر وشاء وبعي‬
‫وعيش شديد وبلء‬
‫دائم لزم نقطع أرحامنا ونقتل خشية الملق أولدنا ويأكل قوينا ضعيفنا وكثينا‬
‫قليلنا ول تأمن قبيلة منا قبيلة إل أربعة أشهر من السنة نعبد من دون ال أربابا وأصناما ننحتها‬
‫بأيدينا من الجارة الت نتارها على أعيننا وهى ل تضر ول تنفع ونن عليها مكبون فبينما‬
‫نن كذلك على شفا حفرة من النار من مات منا مات مشركا وصار إل النار ومن بقى منا‬
‫بقى كافرا مشركا بربه قاطعا لرحه إذ بعث ال فينا رسول من صميمنا وشرفائنا وخيارنا‬
‫وكرمائنا وأفضلنا دعانا إل ال وحده أن نعبده ول نشرك به شيئا وأن نلع النداد الت يعبدها‬
‫الشركون دونه وقال لنا ل تتخذوا من دون ال ربكم إلا ول وليا ول نصيا ول تعلوا معه‬
‫صاحبة ول ولدا ول تعبدوا من دونه نارا ول حجرا ول شسا ول قمرا واكتفوا به ربا وإلا من‬
‫كل شئ دونه وكونوا أولياءه وإليه فادعوا وإليه فارغبوا وقال لنا قاتلوا من اتذ مع ال آلة‬
‫أخرى وكل من زعم أن ل ولدا وأنه ثان اثني أو ثالث ثلثة حت يقولوا ل إله إل ال وحده‬
‫ل شريك له ويدخلوا ف السلم فإن فعلوا حرمت عليكم دماؤهم وأموالم وأعراضهم إل‬
‫بقها وهم إخوانكم ف الدين لم ما لكم وعليهم ما عليكم فإن هم أبوا أن يدخلوا ف دينكم‬
‫وأقاموا على دينهم فأعرضوا عليهم الزية أن يؤدوها عن يد وهم صاغرون فإن هم فعلوا‬
‫فاقبلوا منهم وكفوا عنهم وإن أبوا فقاتلوهم فإنه من قتل منكم كان شهيدا حيا عند ال مرزوقا‬
‫وأدخله ال النة ومن قتل من عدوكم قتل كافرا وصار إل النار ملدا فيها أبدا ث قال خالد‬
‫وهذا وال الذى ل إله إل هو أمر ال به نبيه فعلمنا وأمرنا به أن ندعو الناس إليه ونن ندعوكم‬

‫‪126‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫إل ما دعانا إليه نبينا وإل ما أمرنا به أن ندعو إليه الناس فندعوكم إل السلم وإل أن‬
‫تشهدوا أن ل إله إل ال وأن ممدا عبده ورسوله وإل أن تقيموا الصلة وتؤتوا الزكاة وتقروا‬
‫با جاء من عند ال‬
‫عز وجل فإن فعلتم فأنتم إخواننا ف السلم لكم ما لنا وعليكم ما علينا وإن أبيتم‬
‫فإنا نفرض عليكم أن تعطوا الزية عن يد وأنتم صاغرون فإن فعلتم قبلنا منكم وكففنا عنكم‬
‫وإن أبيتم أن تفعلوا فقد وال جاءكم قوم هم أحرص على الوت منكم على الياة فاخرجوا بنا‬
‫على اسم ال حت ناكمكم إل ال فإنا الرض ل يورثها من يشاء من عباده والعاقبة للمتقي‬
‫ث سكت خالد فقال باهان أما أن ندخل ف دينكم فما أبعد من ترى من الناس من أن يترك‬
‫دينه ويدخل ف دينكم وأما أن نؤدى الزية فتنفس الصعداء وثقلت عليه وعظمت عنده فقال‬
‫سيموت من ترى جيعا قبل أن يؤدوا الزية إل أحد من الناس وهم يأخذون الزية ول‬
‫يعطونا وأما قولك فاخرجوا حت يكم ال بيننا فلعمرى ما جاءك هؤلء القوم وهذه الموع‬
‫إل ليحاكموك إل ال وأما قولك إن الرض ل يورثها من يشاء من عباده فصدقت وال ما‬
‫كانت هذه الرض الت نقاتلكم عليها وتقاتلوننا فيها إل لمة من المم كانوا قبلنا فيها‬
‫فقاتلناهم عليها فأخرجناهم منها وقد كانت قبل ذلك لقوم آخرين فأخرجهم منها هؤلء الذين‬
‫كنا قاتلناهم عنها فابرزوا على اسم ال فإنا خارجون إليكم خطبة عمرو بن العاص ولا نقض‬
‫أهل الردن العهد الذى كان بينهم وبي السلمي قام عمرو بن العاص وجع إليه من كان قبله‬
‫من السلمي فحمد ال وأثن عليه وصلى على النبي ث قال أما بعد فقد برئت ذمة ال من‬
‫رجل من أهل عهدنا من أهل الردن قدم‬
‫على رجل من أهل إيليا أو كان عنده ل يأتنا به ول يرفعه إلينا أل ول يبقي رجل‬
‫من أهل عهدنا إل تيأواستعد حت يسي معى إل أهل إيليا فإن أريد السي إليهم والنول‬
‫بساحتهم ث ل أزايلهم حت أقتل مقاتلهم وأسب ذراريهم أو يؤدوا الزية عن يد وهم صاغرون‬
‫خطبة عمر ولا حصر أبو عبيدة أهل أيليا ورأوا أنم ل طاقة لم بربة سألوه الصلح على أن‬

‫‪127‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫يكون عمر هو الذى يعطيهم العهد ويكتب لم المان فأقبل عمر إل الشام حت انتهى إل‬
‫الابية فقام ف الناس فقال المد ل الميد الستحمد الجيد الدفاع الغفور الودود الذى من‬
‫أراد أن يهديه من عباده اهتدى ومن يضلل فلن تد له وليا مرشدا أما بعد فإن سعت رسول‬
‫ال يقول إن خيار أمت الذين يلونكم ث الذين يلونم ث يفشو الكذب حت يشهد الرجل على‬
‫الشهادة ول يستشهد عليها وحت يلف على اليمي ول يسألا فمن أراد ببوحة النة فليلزم‬
‫الماعة ول يبال ال شذوذ من شذ أل ل يلون رجل منكم بإمرأة إل أن يكون لا مرما فإن‬
‫ثالثهما الشيطان خطبة عمر ولا كان عمر رضى ال عنه بالشام قام ف الناس فحمد ال وأثن‬
‫عليه با هو أهله وصلى على النب ث قال‬
‫يا أهل السلم إن ال قد صدقكم الوعد ونصركم على العداء وورثكم البلد‬
‫ومكن لكم ف الرض فل يكن جزاء ربكم إل الشكر وإياكم والعمل بالعاصى فإن العمل‬
‫بالعاصى كفر للنعم وقلما كفر قوم با أنعم ال عليهم ث ل يفزعوا إل التوبة إل سلبوا عزهم‬
‫وسلط عليهم عدوهم ث نزل خطبة لعمر وقفل عمر من الشام إل الدينة ف ذى الجة سنة ه‬
‫وخطب حي أراد القفول فحمد ال وأثن عليه وقال أل إن قد وليت عليكم وقضيت الذى‬
‫على ف الذى ولن ال من أمركم إن شاء ال قسطنا بينكم فيئكم ومنازلكم ومغازيكم وأبلغنا‬
‫ما لديكم فجندنا لكم النود وهيأنا لكم الفروج وبوأناكم ووسعنا عليكم ما بلغ فيئكم وما‬
‫قاتلتم عليه من شأمكم وسينا لكم أطماعكم وأمرنا لكم بإعطائكم أرزاقكم ومعاونكم فمن‬
‫علم علم شئ ينبغى العمل به فبلغنا نعمل به إن شاء ال ول قوة إل بال خطبة عمر ولا رجع‬
‫عمر رضى ال عنه إل الدينة استقبله الناس يهنئون بالنصر والفتح فجاء حت دخل مسجد‬
‫رسول ال فصلى ركعتي عند النب ث صعد النب فاجتمع الناس إليه فقام‬
‫فحمد ال وأثن عليه وصلى على النب وقال أيها الناس إن ال قد اصطنع عند هذه‬
‫المة أن يمدوه ويشكروه وقد أعز دعوتا وجع كلمتها وأظهر فلجها ونصرها على العداء‬
‫وشرفها ومكن لا ف الرض وأورثها بلد الشركي وديارهم وأموالم فأحدثوا ل شكرا‬

‫‪128‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫يزدكم واحدوه على نعمه عليكم يدمها لكم جعلنا ال وإياكم من الشاكرين ث نزل وصية أب‬
‫عبيدة للمسلمي وقد أصابه طاعون عمواس وكان طاعون عمواس قد عم أهل الشام سنة ه‬
‫ومات فيه بشر كثي ومات فيه أبو عبيدة رحه ال ولا طعن أبو عبيدة وهو بالردن دعا‬
‫السلمي فلما دخلوا عليه قال إن أوصيكم بوصية إن قبلتموها ل تزالوا بي ما بقيتم وبعد ما‬
‫تلكون أقيموا الصلة وآتوا الزكاة وصوموا وتصدقوا وحجوا واعتمروا وتواصلوا وتابوا‬
‫واصدقوا أمراءكم ول تغشوهم ول تلهكم الدنيا فإن امرأ لو عمر ألف حول ما كان له بد من‬
‫أن يصي إل مصرعى هذا الذى ترون وإن ال قد كتب الوت على بن آدم فهم ميتون‬
‫وأكرمهم منهم أطوعهم لربه وأعلمهم ليوم معاده ث قال يا معاذ صل بالناس فصلى معاذ‬
‫بالناس ومات أبو عبيدة رحه ال‬
‫خطبة معاذ بن جبل عند موت أب عبيدة فقام معاذ بن جبل ف الناس فقال يا أيها‬
‫الناس توبوا إل ال من ذنوبكم توبة فإن عبدا أن يلقى ال عز وجل تائبا من ذنبه كان حقا‬
‫على ال أن يغفر له ذنوبه ومن كان عليه دين فليقضه فإن العبد مرتن بدينه ومن أصبح منكم‬
‫مصارما مسلما فليلقه وليصاله إذا لقيه وليصافحه فإنه ل ينبغى لسلم أن يهجر أخاه السلم‬
‫أكثر من ثلثة أيام والذنب ف ذلك عند ال وأنكم أيها السلمون قد فجعتم برجل وال ما‬
‫أزعم أن رأيت منكم عبدا من عباد ال قط أقل غمرا ول أبر صدرا ول أبعد من الغائلة ول‬
‫أنصح للعامة ول أشد عليهم تننا وشفقة منه فترحوا عليه ث احضروا الصلة عليه غفر ال له‬
‫ما تقدم من ذنبه وما تأخر وال ل يلى عليكم بعده مثله أبدا فاجتمع الناس وأخرج أبو عبيدة‬
‫وتقدم معاذ فصلى عليه حت إذا أتى به قبه دخل قبه معاذ وعمرو بن العاص والضحاك بن‬
‫قيس فلما وضعوه ف قبه وخرجوا منه فسفوا عليه التراب قال معاذ رثاء معاذ بن جبل لب‬
‫عبيدة رحك ال يا أبا عبيدة فوال لثني عليك با علمت وال ل أقول باطل أخاف أن‬
‫يلحقن من ال مقت كنت وال ما علمت من الذاكرين ال كثيا ومن الذين يشون على‬
‫الرض هونا وإذا خاطبهم الاهلون قالوا سلما ومن‬

‫‪129‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫الذين يبيتون لربم سجدا وقياما ومن الذين إذا أنفقوا ل يسرفوا ول يقتروا وكان‬
‫بي ذلك قواما وكنت وال ما علمت من الخبتي التواضعي ومن الذين يرحون اليتيم‬
‫والسكي ويبغضون الفاة والتكبين ول يكن أحد من الناس كان أشد جزعا على فقد أب‬
‫عبيدة وعلى موته ول أطول حزنا عليه من معاذ بن جبل ابن العاص ومعاذ والطاعون وصلى‬
‫معاذ بالناس أياما واشتد الطاعون وكثر الوت ف الناس فلما رأى ذلك عمرو بن العاص قال‬
‫أيها الناس إن هذا الطاعون هو الرجز الذى عذب ال به بن اسرائيل مع الطوفان والراد‬
‫والقمل والضفادع والدم وأمر الناس بالفرار منه فأخب معاذ بقول عمرو فقال ما أراد إل ما‬
‫يقول مال علم له به ث جاء معاذ حت صعد النب فحمد ال وأثن عليه با هو أهله وصلى على‬
‫النب ث ذكر الوباء فقال ليس كما قال عمرو ولكنه رحة بكم ودعوة نبيكم وموت الصالي‬
‫قبلكم اللهم أعط معاذا وآل معاذ منه النصيب الوفر وصية لعاذ بن جبل ث صلى ورجع إل‬
‫منله فإذا هو بابنه عبد الرحن قد طعن فلم يلبث إل قليل حت مات يرحه ال وصلى عليه‬
‫معاذ ث دفنه فلما رجع معاذ إل منله طعن فاشتد به وجعه وجعل أصحابه يتلفون إليه فإذا‬
‫أتاه أصحابه أقبل عليهم فقال لم‬
‫اعملوا وأنتم ف مهلة وحياة وف بقية من آجالكم من قبل أن تنوا العمل فل تدوا‬
‫إليه سبيل وأنفقوا ما عندكم لا بعدكم قبل أن تلكوا وتدعوا ذلك كله مياثا لن بعدكم‬
‫واعلموا أنه ليس لكم من أموالكم إل ما أكلتم وشربتم ولبستم وأنفقتم وأعطيتم فأمضيتم وما‬
‫سوى ذلك فللوارثي وصية لعاذ بن جبل أيضا وأتاه رجل ف مرضه فقال يا معاذ علمن شيئا‬
‫ينفعن ال به قبل أن تفارقن فل أراك ول تران ول أجد منك خلفا ث لعلى أن أحتاج إل‬
‫سؤال الناس عما ينفعن بعدك فل أجد فيهم مثلك فقال معاذ كل إن صلحاء السلمي والمد‬
‫ل كثي ولن يضيع ال أهل هذا الدين ث قال له خذ عن ما آمرك كن من الصائمي بالنهار‬
‫ومن الصلي ف جوف الليل ومن الستغفرين بالسحار ومن الذاكرين ال على كل حال كثيا‬
‫ول تشرب المر ول تزني ول تعق والديك ول تأكل مال اليتيم ول تفر من الزحف ول‬

‫‪130‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫تأكل الربا ول تدع الصلة الكتوبة ول تضيع الزكاة الفروضة وصل رحك وكن بالؤمني‬
‫رحيما ول تظلم مسلما وحج واعتمر وجاهد ث أنا لك زعيم بالنة ومات رحه ال وقد‬
‫استخلف عمرو بن العاص فصلى عليه عمرو فلما دفنه قال رحك ال يا معاذ فقد كنت ما‬
‫علمناك من نصحاء السلمي ومن خيارهم وأعلمهم ث كنت مؤدبا للجاهل شديدا على‬
‫الفاجر رحيما بالؤمني واي ال ل يستخلف من بعدك مثلك‬
‫ولا انتهى إل عمر رضى ال عنه هلك أب عبيدة وهلك معاذ فرق عماله على‬
‫كور الشأم فبعث عبد ال ابن قرط على حص ث عزله وول عبادة بن الصامت النصارى‬
‫واستعمل على دمشق أبا الدرداء النصارى وكتب إل يزيد بن أب سفيان أن يسي إل قيسارية‬
‫خطبة عبادة بن الصامت فلما قدم عبادة على أهل حص قام ف الناس خطيبا فحمد ال وصلى‬
‫على النب ث قال أما بعد أل إن الدنيا عرض حاضر يأكل منه الب والفاجر أل وإن الخرة وعد‬
‫صادق يكم فيه ملك قادر أل وإنكم معروضون على أعمالكم فمن يعمل مثقال ذرة خيا يره‬
‫ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره أل وإن للدنيا بني وللخرة بني فكونوا من أبناء الخرة ول‬
‫تكونوا من أبناء الدنيا فإن كل أم يتبعها بنوها يوم القيامة خطبة شداد بن أوس ث قال لشداد‬
‫بن أوس قم يا شداد فعظ الناس وكان شداد مفوها قد أعطى لسانا وحكمة وفضل وبيانا فقام‬
‫شداد فحمد ال وأثن عليه وصلى على النب ث قال أما بعد أيها الناس راجعوا كتاب ال وإن‬
‫تركه كثي من الناس فإنكم ل تروا من الي إل أسبابه ول من الشر إل أسبابه وإن ال جع‬
‫الي كله بذافيه فجعله ف النة وجع الشر بذافيه فجعله ف النار وإن النة وعرة حزنة أل‬
‫وإن النار سهلة لينة أل وإن النة حفت بالكره والصب أل وإن النار حفت‬
‫بالوى والشهوة أل فمن كشف حجاب الكره والصب أشفى على النة ومن‬
‫أشفى على النة كان من أهلها أل ومن كشف حجاب الوى والشهوة أشفى على النار‬
‫وكان من أهلها فاعملوا بالق تنلوا منازل أهل الق يوم ل يقضى إل بالق خطبة أب الدرداء‬
‫وقام أبو الدرداء ف أهل دمشق خطيبا فحمد ال وأثن عليه ث صلى على النب ث قال أما بعد‬

‫‪131‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫يأهل دمشق اسعوا مقالة أخ لكم ناصح فما بالكم تمعون مال تأكلون وتبنون مال تسكنون‬
‫وتأملون مال تدركون وقد كان من كان قبلكم جعوا كثيا وبنوا شديدا وأملوا بعيدا وماتوا‬
‫قريبا فأصبحت أعمالم بورا ومساكنهم قبورا وأملهم غرورا أل وإن عادا وثودا كانوا قد‬
‫ملئوا ما بي بصرى وعدن أموال وأولدا ونعما فمن يشترى من ما تركوا بدرهي خطبة يزيد‬
‫بن أب سفيان وسار يزيد بن أب سفيان إل قيسارية فقام ف جنده فحمد ال وأثن عليه با هو‬
‫أهله وصلى على النب ث قال أما بعد فإن كتاب أمي الؤمني عمر البارك الفاروق أتان يثن‬
‫على السي إل قيسارية وأن أدعوهم إل السلم وأن يدخلوا فيما دخل فيه أهل الكور من‬
‫أهل الشام فيؤدوا الزية عن يد وهم صاغرون فإن أبوا نزلت عليهم فلم أزايلهم‬
‫حت أقتل مقاتلتهم وأسب ذراريهم فسيوا رحكم ال إليهم فإن أرجو أن يمع ال لكم‬
‫الغنيمة ف الدنيا والخرة وصية العباس بن عبد الطلب التوف سنة ه لبنه عبد ال قال عبد ال‬
‫بن عباس قال ل أب يا بن إن أرى أمي الؤمني يعن عمر بن الطاب قد اختصك من دون‬
‫من ترى من الهاجرين والنصار وإن موصيك بلل أربع ل يربن عليك كذبا ول تغتابن‬
‫عنده مسلما ول تفشي له سرا ول تطو عنه نصيحة قال فقلت يا أبه كل واحدة منها خي من‬
‫ألف فقال كل واحدة منها خي من عشرة آلف وصية عمر للخليفة من بعده وأوصى عمر‬
‫الليفة من بعده فقال أوصيك بتقوى ال ل شريك له وأوصيك بالهاجرين الولي خيا أن‬
‫تعرف لم سابقتهم وأوصيك بالنصارخيا فاقبل من مسنهم وتاوز عن مسيئهم وأوصيك‬
‫بأهل المصار خيا فإنم ردء العدو وجباة الفئ ل تمل فيئهم إل عن فضل منهم وأوصيك‬
‫بأهل البادية خيا فإنم أصل العرب ومادة السلم أن تأخذ من حواشى أموال أغنيائهم فترد‬
‫على فقرائهم وأوصيك بأهل الذمة خيا أن‬
‫تقاتل من ورائهم ول تكلفهم فوق طاقتهم إذا أدوا ما عليهم للمؤمني طوعا أو‬
‫عن يد وهم صاغرون وأوصيك بتقوى ال وشدة الذر منه ومافة مقته أن يطلع منك على‬
‫ريبة وأوصيك أن تشى ال ف الناس وتشى الناس ف ال وأوصيك بالعدل ف الرعية والتفرغ‬

‫‪132‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫لوائجهم وثغورهم ول تؤثر غنيهم على فقيهم فإن ذلك بإذن ال سلمة لقلبك وحط‬
‫لوزرك وخي ف عاقبة أمرك حت تفضى من ذلك إل من يعرف سريرتك ويول بينك وبي‬
‫قلبك وآمرك ان تشتد ف أمر ال وف حدوده ومعاصيه على قريب الناس وبعيدهم ث ل تأخذك‬
‫ف أحد رأفة حت تنتهك منة مثل ما انتهك من حرمة ال واجعل الناس عندك سواء ل تبال‬
‫على من وجب الق ث ل تأخذك ف ال لومة لئم وإياك والثرة والحاباة فيما ولك ال ما‬
‫أفاء ال على الؤمني فتجور وتظلم وترم نفسك من ذلك ما قد وسعه ال عليك وقد‬
‫أصبحت بنلة من منازل الدنيا والخرة وأنت إل الخرة جد قريب فإن اقترفت لدنياك عدل‬
‫وعفة عما بسط ال لك اقترفت به إيانا ورضوانا وإن غلبك الوى اقترفت به سخط ال‬
‫وأوصيك أل ترخص لنفسك ول لغيك ف ظلم أهل الذمة وقد أوصيتك وخضضتك‬
‫ونصحتك فابتغ بذلك وجه ال والدار الخرة واخترت من دللتك ما كنت دال عليه نفسي‬
‫وولدي فإن عملت بالذي وعظتك وانتهيت إل الذي أمرتك أخذت به نصيبا وافرا وحظا‬
‫وافيا وإن ل تقبل ذلك ول يهمك ول تنل معاظم المور عند الذي يرضى ال به عنك يكن‬
‫ذلك بك انتقاصا ورأيك فيه مدخول لن الهواء مشتركة ورأس كل خطيئة إبليس وهو داع‬
‫إل كل هلكة وقد أضل القرون السالفة قبلك فأوردهم النار ولبئس الثمن أن يكون حظ امرئ‬
‫موالة عدو ال الداعي إل معاصيه ث اركب الق وخض إليه الغمرات وكن واعظا لنفسك‬
‫أنشدك ال لا ترحت على جاعة السلمي فأجللت كبيهم ورحت صغيهم ووقرت عالهم‬
‫ول تضربم فيذلوا ول تستأثر‬
‫عليهم بالفئ فتبغضهم ول ترمهم عطاياهم عند ملها فتفقرهم ول تمرهم ف‬
‫البعوث فتقطع نسلهم ول تعل الال دولة بي الغنياء منهم ول تغلق بابك دونم فيأكل‬
‫قويهم ضعيفهم هذه وصيت إياك وأشهد ال عليك وأقرأ عليك السلم وف رواية الطبي قال‬
‫وأوصى الليفة من بعدي بالنصار الذين تبوءوا الدار واليان أن يسن إل مسنهم وأن يعفو‬
‫عن مسيئهم وأوصى الليفة من بعدي بالعرب فإنا مادة السلم أن يؤخذ من صدقاتم حقها‬

‫‪133‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫فتوضع ف فقرائهم وأوصى الليفة من بعدي بذمة رسول ال أن يوف لم بعهدهم اللهم هل‬
‫بلغت تركت الليفة من بعدي على أنقى من الراحة‬
‫خطب يوم الشورى بعد دفن عمر اجتمع أهل الشورى وهم عبد الرحن بن عوف‬
‫وعثمان بن عفان وعلي بن أب طالب والزبي بن العوام وسعد بن أب وقاص وطلحة بن عبيد‬
‫ال وكان طلحة غائبا فبدأ عبد الرحن بن عوف بالكلم فقال خطبة عبد الرحن بن عوف يا‬
‫هؤلء إن عندي رأيا وإن لكم نظرا فاسعوا تعلموا وأجيبوا تفقهوا فإن حابيا خيمن زاهق وإن‬
‫جرعة من شروب بارد أنفع من عذب موب أنتم أئمة يهتدى بكم وعلماء يصدر إليكم فل‬
‫تفلوا الدى بالختلف بينكم ول تغمدوا السيوف عن أعدائكم فتوتروا ثأركم وتؤلتوا‬
‫أعمالكم لكل أجل كتاب ولكل بيت إمام بأمره يقومون وبنهيه يرعون قلدوا أمركم واحدا‬
‫منكم تشوا الوين وتلحقوا الطلب لول فتنة عمياء وضللة حياء يقول أهلها ما يرون وتلهم‬
‫البو كرى ما عدت نياتكم معرفتكم ول أعمالكم‬
‫نياتكم احذروا نصيحة الوى ولسان الفرقة فإن اليلة ف النطق أبلغ من السيوف‬
‫ف الكلم علقوا أمركم رحب الذراع فيما حل مأمون الغيب فيما نزل رضا منكم وكلكم رضا‬
‫ومقترعا منكم وكلكم منتهى ل تطيعوا مفسدا يتنصح ول تالفوا مرشدا ينتصر أقول قول هذا‬
‫وأستغفر ال ل ولكم ث تكلم عثمان بن عفان فقال خطبة عثمان بن عفان المد ل الذي‬
‫اتذ ممدا نبيا وبعثه رسول صدقه وعده ووهب له نصره على كل من بعد نسبا أو قرب رحا‬
‫جعلنا ال له تابعي وبأمره مهتدين فهو لنا نور ونن بأمره نقوم عند تفرق الهواء ومادلة‬
‫العداء جعلنا ال بفضله أئمة وبطاعته أمراء ل يرج أمرنا منا ول يدخل علينا غينا إل من‬
‫سفه الق ونكل عن القصد وأحر با يا بن عوف أن تترك وأجدر با أن تكون إن خولف‬
‫أمرك وترك دعاؤك فأنا أول ميب لك وداع إليك وكفيل با أقول زعيم واستغفر ال ل ولكم‬
‫ث تكلم الزبي بن العوام بعده فقال خطبة الزبي بن العوام أما بعد فإن داعي ال ل يهل وميبه‬

‫‪134‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫ل يذل عند تفرق الهواء ول العناق ولن يقصر عما قلت إل غوى ولن يترك ما دعوت إليه‬
‫ال شقى لول حدود ال فرضت وفرائض ال حدت تراح على أهلها وتيا ل توت لكان‬
‫الوت من المارة ناة والفرار من الولية عصمة ولكن ل علينا إجابة الدعوة‬
‫وإظهار السنة لئل نوت ميتة عمية ول نعمى عمى الاهلية فأنا ميبك إل ما دعوت ومعينك‬
‫على ما أمرت ول حول ول قوة ال بال وأستغفر ال ل ولكم خطبة سعد بن أب وقاص ث‬
‫تكلم سعد بن اب وقاص فقال المد ل بديئا كان وآخرا يعود أحده لا نان من الضللة‬
‫وبصرن من الغواية فبهدى ال فاز من نا وبرحته أفلح من زكا وبحمد بن عبد ال أنارت‬
‫الطرق واستقامت السبل وظهر كل حق ومات كل باطل إياكم ايها النفر وقول الزور وأمنية‬
‫أهل الغرور فقد سلبت المان قوما قبلكم ورثوا ما ورثتم ونالوا ما نلتم فاتذهم ال عدوا‬
‫ولعنهم لعنا كبيا قال ال عز وجل لعن الذين كفروا من بن إسرائيل على لسان داود وعيسى‬
‫ابن مري ذلك با عصوا وكانوا يعتدون كانوا ل يتناهون عن منكر فعلوه لبئس ما كانوا‬
‫يفعلون إن نكبت قرن فأخذت سهمي الفال وأخذت لطلحة ابن عبيد ال ما ارتضيت لنفسي‬
‫فأنا به كفيل وبا أعطيت عنه زعيم والمر إليك يا بن عوف بهد النفس وقصد النصح وعلى‬
‫ال قصد السبيل وإليه الرجوع واستغفر ال ل ولكم وأعوذ بال من مالفتكم‬
‫خطبة علي بن أب طالب ث تكلم علي بن أب طالب فقال المد ل الذي بعث‬
‫ممدا منا نبيا وبعثه إلينا رسول فنحن بيت النبوة ومعدن الكمة وأمان أهل الرض وناة لن‬
‫طلب لنا حق إن نعطه نأخذه وإن ننعه نركب أعجاز البل ولو طال السرى لو عهد إلينا‬
‫رسول ال عهدا لنفذنا عهده ولو قال لنا قول لادلنا عليه حت نوت لن يسرع أحد قبلي إل‬
‫الدعوة حق وصلة رحم ول حول ول قوة إل بال اسعوا كلمي وعوا منطقي عسى أن تروا‬
‫هذا المر من بعد هذا الجمع تنتضى فيه السيوف وتان فيه العهود حت تكونوا جاعة ويكون‬
‫بعضكم أئمة لهل الضللة وشيعة لهل الهالة ث أنشأ يقول فإن تك جاسم هلكت فإن با‬
‫فعلت بنو عبد بن ضخم مطيع ف الواجر كل عي بصي بالنوى من كل نم‬

‫‪135‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫خطب عثمان بن عفان رضي ال عنه خطبته حي بايعه أهل الشورى روى الطبي‬
‫قال لا بايع أهل الشورى عثمان خرج وهو أشدهم كآبة فأتى منب رسول ال فخطب الناس‬
‫فحمد ال وأثن عليه وصلى على النب وقال إنكم ف دار قلعة وف بقية اعمار فبادروا آجالكم‬
‫بي ما تقدرون عليه فلقد أتيتم صبحتم أو مسيتم ال وإن الدنيا طويت على الغرور فل تغرنكم‬
‫الياة الدنيا ول يغرنكم بال الغرور اعتبوا بن مضى ث جدوا ول تغفلوا فإنه ل يغفل عنكم‬
‫أين أبناء الدنيا وإخوانا الذين آثروها وعمروها ومتعوا با طويل أل تلفظهم ارموا بالدنيا حيث‬
‫رمى ال با واطلبوا الخرة فإن ال قد ضرب لا مثل والذي هو خي فقال عز وجل واضرب‬
‫لم مثل الياة الدنيا كماء أنزلناه من السماء فاختلط به نبات الرض فأصبح هشيما تذروه‬
‫الرياح وكان ال على كل شيء مقتدرا الال والبنون زينة الياة الدنيا والباقيات الصالات خي‬
‫عند ربك ثوابا وخي أمل وأقبل الناس يبايعونه‬
‫خطبته بعد البيعة وقال أيضا خطب عثمان الناس بعد ما بويع فقال أما بعد فإن قد‬
‫حلت وقد قبلت أل وإن متبع ولست ببتدع أل وإن لكم علي بعد كتاب ال عز وجل وسنة‬
‫نبيه ثلثا اتباع من كان قبلي فيما اجتمعتم عليه وسننتم وسن سنة أهل الي فيما ل تسنوا عن‬
‫مل والكف عنكم إل فيما استوجبتم أل وإن الدنيا خضرة قد شهيت إل الناس ومال إليها‬
‫كثي منهم فل تركنوا إل الدنيا ول تثقوا با فإنا ليست بثقة واعلموا أنا غي تاركة إل من‬
‫تركها خطبة أخرى وقال ابن قتيبة لا ول عثمان صعد النب فجلس على ذروته فرماه الناس‬
‫بأبصارهم فقال إن أول مركب صعب وإن مع اليوم أياما وما كنا خطباء وإن نعش لكم تأتكم‬
‫الطبة على وجهها إن شاء ال تعال خطبة لعثمان وبعث عثمان بدء الفتنة إل عمال المصار‬
‫فقدموا عليه فقال ويكم ما هذه الشكاية وما هذه الذاعة إن وال لائف أن تكونوا مصدوقا‬
‫عليكم وما يعصب هذا إل ب ث قال أشيوا على فأشار عليه كل با يراه‬
‫وقام عثمان فحمد ال وأثن عليه وقال كل ما أشرت به على قد سعت ولكل أمر‬
‫باب يوتى منه إن هذا المر الذى ياف على هذه المة كائن وإن بابه الذى يغلق عليه‬

‫‪136‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫فيكفكف به اللي والؤاتاة والتابعة إل ف حدود ال تعال ذكره الت ل يستطيع أحد أن يبادى‬
‫بعيب أحدها فإن سده شئ فرفق فذاك وال ليفتحن وليست لحد على حجة حق وقد علم‬
‫ال أن ل آل الناس خيا ول نفسى ووال إن رحى الفتنة لدائرة فطوب لعثمان إن مات ول‬
‫يركها كفكفوا الناس وهبوا لم حقوقهم واغتفروا لم وإذا تعوطيت حقوق ال فل تدهنوا‬
‫فيها خطبة عثمان ولا حدثت الحداث بالدينة خرج منها رجال إل المصار ث رجعوا جيعا‬
‫إل الدينة إل من كان بالشأم فأخبوا عثمان ببهم فقام عثمان ف الناس خطيبا فقال يأهل‬
‫الدينة أنتم أصل السلم وإنا يفسد الناس بفسادكم ويصلحون بصلحكم وال وال وال ل‬
‫يبلغن عن أحد منكم حدث أحدثه إل سيته أل فل أعرفن أحدا عرض دون أولئك بكلم ول‬
‫طلب فإن من كان قبلكم كانت تقطع أعضاؤهم دون أن يتكلم أحد منهم با عليه ول له واي‬
‫ال لخذن العفو من أخلقكم ولبذلنه لكم من خلقي وقد دنت أمور ول أحب أن تل بنا‬
‫وبكم وأنا على وجل وحذر فاحذروا واعتبوا‬
‫خطبته حي نقم عليه الناس وخطب عثمان حي نقم عليه الناس ما نقموا فقال أما‬
‫بعد فإن لكل شئ آفة وإن لكل نعمة عاهة وإن آفة هذه المة وعاهة هذه النعمة عيابون‬
‫ظنانون يظهرون لكم ما تبون ويسرون ما تكرهون يقولون لكم وتقولون طغام مثل النعام‬
‫يتبعون أول ناعق أحب مواردهم إليهم النازح ل يشربون إل نغصا ول يردون إل عسكرا ل‬
‫يقوم لم رائد وقد أعيتهم المور وتعذرت عليهم الكاسب لقد أقررت لبن الطاب بأكثر ما‬
‫نقمتم علي ولكنه وطئكم برجله وضربكم بيده ووقمكم وقمعكم وزجركم زجر النعام‬
‫الخزمة فدنتم له على ما أحببتم أو كرهتم ولنت لكم وأوطأت لكم كنفى وكففت يدي‬
‫ولسان عنكم فاجترأت علي أما وال إن لقرب ناصرا وأعز نفرا وأكثر عددا وأقمن إن قلت‬
‫هلم أن تاب دعوتى من عمر ولقد أعددت لكم أقرانكم وأفضلت عليكم فضول وكشرت‬
‫لكم عن ناب وأخرجتم من خلقا ل أكن أحسنه ومنطقا ل أنطق به‬

‫‪137‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫فكفوا عليكم ألسنتكم وطعنكم وعيبكم على ولتكم فإن قد كففت عنكم من لو‬
‫كان هو الذي يكلمكم لرضيتم منه بدون منطقي هذا أل فما تفقدون من حقكم فوال ما‬
‫قصرت ف بلوغ ما كان يبلغ من كان قبلي ومن ل تكونوا تتلفون عليه فضل فضل من مال‬
‫فمال ل أصنع ف الفضل ما أريد إذن فلم كنت إماما خطبته الت نزع فيها وأعطى الناس من‬
‫نفسه التوبة حد ال وأثن عليه با هو أهله ث قال أما بعد أيها الناس فوال ما عاب من عاب‬
‫منكم شيئا أجهله وما جئت شيئا إل وانا أعرفه ولكن منتن نفسي وكذبتن وضل عن رشدي‬
‫ولقد سعت رسول ال يقول من زل فليتب ومن أخطأ فليتب ول يتمادى ف اللكة إن من‬
‫تادى ف الور كان أبعد من الطريق فأنا أول من اتعظ استغفر ال ما فعلت وأتوب إليه فمثلى‬
‫نزع وتاب فإذا نزلت فليأتن أشرافكم فليون رأيهم فوال لئن ردن الق عبدا لستنن بسنة‬
‫العبد ولذلن ذل العبد ولكونن كالرقوق إن ملك صب وإن عتق شكر وما عن ال مذهب إل‬
‫إليه فل يعجزن عنكم خياركم أن يدنوا إل لئن أبت يين لتتابعن شال‬
‫خطبته ف الرد على الثوار وقال يرد على الثوار المد ل أحده وأستعينه وأومن به‬
‫وأتوكل عليه وأشهد أن ل إله ال ال وحده ل شريك له وأن ممدا عبده ورسوله أرسله‬
‫بالدى ودين الق ليظهره على الدين كله ولو كره الشركون أما بعد فإنكم ل تعدلوا ف‬
‫النطق ول تنصفوا ف القضاء أما قولكم تلع نفسك فل أنزع قميصا قمصنيه ال عز وجل‬
‫وأكرمن به وخصن به على غيي ولكن أتوب وأنزع ول أعوذ لشئ عابه السلمون فإن وال‬
‫الفقي إل ال الائف منه قالوا إن هذا لو كان أول حدث أحدثته ث تبت منه ول تقم عليه‬
‫لكان علينا أن نقبل منك وأن ننصرف عنك إل آخر ما قالوا فقال عثمان أما أن أتبأ من‬
‫المارة فأن تصلبون أحب ال من أن أتبأ من أمر ال عز وجل وخلفته وأما قولكم تقاتلون‬
‫من دون فإن ل آمر أحدا بقتالكم فمن قاتل دون فإنا قاتل بغي أمري ولعمري لو كنت أريد‬
‫قتالكم لقد كنت كتبت إل الجناد فقادوا النود وبعثوا الرجال أو لقت ببعض أطراف بصر‬

‫‪138‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫أو عراق فال ال ف أنفسكم فأبقوا عليها إن ل تبقوا علي فإنكم متلبون بذا المر إن‬
‫قتلتمون دما فانصرفوا عنه وآذنوه بالرب‬
‫خطبته وقد اشتد عليه الصار ولا اشتد الصار عليه أرسل إل علي وطلحة والزبي‬
‫فحضروا فأشرف عليهم فقال يأيها الناس اجلسوا فجلسوا الحارب والسال فقال لم يأهل‬
‫الدينة أستودعكم ال وأسأله أن يسن عليكم اللفة من بعدي ث قال أنشدكم بال هل‬
‫تعلمون أنكم دعوت ال عند مصاب عمر أن يتار لكم ويمعكم على خيكم أتقولون إن ال‬
‫ل يستجب لكم وهنتم عليه وأنتم أهل حقه أم تقولون هان على ال دينه فلم يبال من ول‬
‫والدين ل يتفرق أهله يومئذ أم تقولون ل يكن أخذ عن مشورة إنا كان مكابرة فوكل ال‬
‫المة إذ عصته ول يشاوروا ف المامة أم تقولون إن ال ل يعلم عاقبة أمري أنشدكم بال‬
‫أتعلمون ل من سابقة خي وقدم خي قدمه ال ل يق على كل من جاء بعدي أن يعرفوا ل‬
‫فضلها فمهل ل تقتلون فإنه ل يل ال قتل ثلثة رجل زنا بعد إحصانه أو كفر بعد إيانه أو‬
‫قتل نفسا بغي حق فإنكم اذا قتلتمون وضعتم السيف على رقابكم ث ل يرفع ال عنكم‬
‫الختلف ابدا آخر خطبة خطبها عثمان إن ال عز وجل إنا أعطاكم الدنيا لتطلبوا با الخرة‬
‫ول يعطكموها لتركنوا اليها إن الدنيا تفن والخرة تبقى فل تبطرنكم الفانية ول تشغلنكم عن‬
‫الباقية فآثروا ما يبقى على ما يفن فإن الدنيا منقطعة وإن الصي إل ال اتقوا ال جل وعز‬
‫فإن تقواه جنة من بأسه ووسيلة عنده واحذروا من ال الغي والزموا جاعتكم ول‬
‫تصيوا أحزابا واذكروا نعمة ال عليكم إذ كنتم أعداء فألف بي قلوبكم فأصبحتم بنعمته‬
‫إخوانا خطبة الوليد بن عقبة قال الطبي لا أصاب الوليد بن عقبة حاجته من أرمينية سنة ه‬
‫وكان أهلها قد منعوا ما صالوا عليه أهل السلم أيام عمر ودخل الوصل فنل الديثة أتاه‬
‫كتاب من عثمان رضي ال عنه أما بعد فإن معاوية بن أب سفيان كتب ال يبن أن الروم قد‬
‫اجلبت على السلمي بموع عظيمة وقد رأيت أن يدهم إخوانم من أهل الكوفة فإذا أتاك‬
‫كتاب هذا فابعث رجل من ترضى ندته وبأسه وشجاعته وإسلمه ف ثانية آلف أو تسعة‬

‫‪139‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫آلف أو عشرة آلف من الكان الذي يأتيك فيه رسول والسلم فقام الوليد ف الناس فحمد‬
‫ال وأثن عليه ث قال أما بعد أيها الناس فإن ال قد أبلى السلمي ف هذا الوجه بلء حسنا فرد‬
‫عليهم بلدهم الت كفرت وفتح بلدا ل تكن فتحت وردهم سالي غاني مأجورين فالمد‬
‫ل رب العالي وقد كتب ال أمي الؤمني يأمرن أن أندب منكم ما بي العشرة اللف إل‬
‫الثمانية اللف تدون إخوانكم من أهل الشام فإنم قد جاشت عليهم الروم وف ذلك الجر‬
‫العظيم والفضل البي فانتدبوا رحكم ال مع سلمان بن ربيعة الباهلي فانتدب الناس‬
‫خطبة سعيد بن العاص حي قدم الكوفة واليا عليها عزل عثمان رضي ال عنه‬
‫الوليد بن عقبة بن أب معيط من إمارة الكوفة وكان قد اتم بشرب المر وول مكانه سعيد‬
‫بن العاص سنة ه فلما قدم الكوفة صعد النب فحمد ال وأثن عليه ث قال وال لقد بعثت اليكم‬
‫وإن لكاره ولكن ل أجد بدا إذ أمرت أن أئتمر أل إن الفتنة قد أطلعت خطمها وعينيها ؤول‬
‫لضربن وجهها حت أقمعها أو تعيين وإن لرائد نفسي اليوم ث نزل خطبة عبد ال بن‬
‫الزبيحي قدم بفتح افريقية قدم عبد ال بن الزبي على عثمان بن عفان بفتح افريقية فأخبه‬
‫مشافهة وقص عليه كيف كانت الوقعة فأعجب عثمان ما سع منه فقال له أتقوم بثل هذا‬
‫الكلم على الناس فقال يا أمي الؤمني إن أهيب لك من لم فقام عثمان ف الناس خطيبا‬
‫فحمد ال وأثن عليه ث قال ايها الناس إن ال قد فتح عليكم إفريقية وهذا عبد ال بن الزبي‬
‫يبكم خبها إن شاء ال وكان عبد ال بن الزبي إل جانب النب فقام خطيبا وكان أول من‬
‫خطب إل جانب النب فقال المد ل الذي ألف بي قلوبنا وجعلنا متحابي بعد البغضة الذي‬
‫ل تحد نعماؤه ول يزول ملكه له المد كما حد نفسه وكما هو أهله انتخب ممدا‬
‫فاختاره بعلمه وأتنه على وحيه واختار له من الناس أعوانا قذف ف قلوبم تصديقه‬
‫ومبته فآمنوا به وعزروه ووقروه وجاهدوا ف ال حق جهاده فاستشهد ال منهم من استشهد‬
‫على النهاج الواضح والبيع الرابح وبقي منهم من بقي ل تأخذهم ف ال لومة لئم أيها الناس‬
‫رحكم ال إنا خرجنا للوجه الذي علمتم فكنا مع وال حافظ حفظ وصية أمي الؤمني كان‬

‫‪140‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫يسي بنا البردين ويفض بنا ف الظهائر ويتخذ الليل جل يعجل الرحلة من النل الدب‬
‫ويطيل اللبث ف النل الصب فلم نزل على أحسن حالة نعرفها من ربنا حت انتهينا إل‬
‫إفريقية فنلنا منها حيث يسمعون صهيل اليل ورغاء البل وقعقعة السلح فأقمنا أياما نم‬
‫كراعنا ونصلح سلحنا ث دعوناهم إل السلم والدخول فيه فأبعدوا منه فسألناهم الزية عن‬
‫صغار أو الصلح فكانت هذه أبعد فأقمنا عليهم ثلث عشرة ليلة نتأناهم وتتلف رسلنا إليهم‬
‫فلما يئس منهم قام خطيبا فحمد ال وأثن عليه وذكر فضل الهاد وما لصاحبه إذا صب‬
‫واحتسب ث نضنا إل عدونا وقاتلناهم أشد القتال يومنا ذلك وصب فيه الفريقان فكانت بيننا‬
‫وبينهم قتلى كثية واستشهد ال فيهم رجال من السلمي فبتنا وباتوا وللمسلمي دوى بالقرآن‬
‫كدوي النحل وبات الشركون ف خورهم وملعبهم فلما أصبحنا أخذنا مصافنا الت كنا‬
‫عليها بالمس فزحف بعضنا على بعض فأفرغ ال علينا صبه وأنزل علينا نصره ففتحناها من‬
‫آخر النهار فأصبنا غنائم كثية وفيئا واسعا بلغ فيه المس خسمائة ألف فصفق عليها مروان‬
‫بن الكم فتركت السلمي قد‬
‫قرت أعينهم وأغناهم النفل وأنا رسولم إل أمي الؤمني أبشره وإياكم با فتح ال‬
‫من البلد وأذل من الشرك فاحدوا ال عباد ال على آلئه وما أحل بأعدائه من بأسه الذي‬
‫ليرد عن القوم الجرمي ث سكت فنهض إليه أبوه الزبي فقبل بي عينيه وقال ذرية بعضها من‬
‫بعض وال سيع عليم يا بن ما زلت تنطق بلسان أب بكر حت صمت خطبة عبد ال بن‬
‫مسعود التوف سنة ه أصدق الديث كتاب ال وأوثق العرا كلمة التقوى أكرم اللل ملة‬
‫إبراهيم وخي السنن سنة ممد خي المور أوساطها وشر المور مدثاتا ما قل وكفى خي ما‬
‫كثر وألى خيالغن غن النفس وخي ما ألقى ف القلب اليقي المر جاع الثام النساء حبالة‬
‫الشيطان الشباب شعبة من النون حب الكفاية مفتاح العجزة شر الناس من ل يأت الماعة‬
‫إل دبرا ول يذكر ال إل هجرا أعظم الطايا اللسان الكذوب سباب الؤمن فسق وقتاله كفر‬
‫وأكل لمه معصية من يتأل على ال يكذبه ومن يغفر يغفر له مكتوب ف ديوان الحسني من‬

‫‪141‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫عفا عفا ال عنه الشقي من شقى ف بطن أمه والسعيد من وعظ بغيه المور بعواقبها ملك‬
‫العمل خواتيمه أشرف الوت الشهادة من يعرف البلء يصب عليه ومن ل يعرف البلء ينكره‬
‫أبو زبيد الطائي يصف السد قال عثمان بن عفان رضي ال عنه يوما لب زبيد‬
‫حرملة بن النذر الطائي وكان نصرانيا يا أخا تبع السيح أسعنا بعض قولك فقد أنبئت أنك‬
‫تيد فأنشده قصيدة له ف وصف السد فقال عثمان تاال تفتأ تذكر السد ما حييت وال إن‬
‫لحسبك جبانا هرابا قال كل يا أمي الؤمني ولكن رأيت منه منظرا وشهدت منه مشهدا ل‬
‫يبح ذكره يتجدد ويتردد ف قلب ومعذور أنا يا أمي الؤمني غيملوم فقال له عثمان وأن كان‬
‫ذلك قال خرجت ف صيابة أشراف من أبناء قبائل العرب ذوي هيئة وشارة حسنة ترمى بنا‬
‫الهارى بأكسائها ونن نريد الارث بن أب شر الغسان ملك الشأم فاخروط بنا السي ف‬
‫حارة القيظ حت إذا عصبت الفواه وذبلت الشفاه وشالت الياه وأذكت الوزاء العزاء وذاب‬
‫الصيهب وصر الندب وأضاف العصفور الضب ف وكره وجاوره ف جحره قال قائل أيها‬
‫الركب غوروا بنا ف دوح هذا الوادي وإذا واد قد بدا لنا كثي الدغل دائم الغلل‬
‫أشجاره مغنة وأطياره مرنة فحططنا رحالنا بأصول دوحات كنهبلت فأصبنا من‬
‫فضلت الزاود وأتبعناها الاء البارد فإنا لنصف حر يومنا وماطلته إذ صر أقصى اليل أذنية‬
‫وفحص الرض بيديه فوال ما لبث أن جال ث ححم فبال ث فعل فعله الفرس الذي يليه واحدا‬
‫فواحدا فتضعضعت اليل وتكعكعت البل وتقهقرت البغال فمن نافر بشكاله وناهض بعقاله‬
‫فعلمنا أنا قد أتينا وأن السبع ل شك فيه ففزع كل واحد منا إل سيفة فاستله من جربانه ث‬
‫وقفنا رزدقا أرسال وأقبل ابو الارث من أجته يتظالع ف مشيته كأنه منوب أو ف هجار‬
‫لصدره نيط ولبلعمه غطيط ولطرفه وميض ولرساغه نقيض كأنا يبط هشيما أو يطأ صريا‬
‫وإذا هامة كالجن وخد كالسن وعينان شجراوان كأنما سراجان يتقدان‬
‫وقصرة ربلة ولزمة رهلة وكتد مغبط وزور مفرط وساعد مدول وعضد مفتول‬
‫وكف شننة الباثن إل مالب كالحاجن فضرب بيديه فأرهج وكثر فأفرج عن أنياب كالعاول‬

‫‪142‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫مصقولة غي مفلولة وفم أشدق كالغار الخوق ث تطى فأسرع بيديه وحفز وركيه برجليه‬
‫حت طار ظله مثليه ث أقعى فاقشعر ث مثل فاكفهر ث تهم فاز بأر فلوذو بيته ف السماء ما‬
‫اتقيناه ال بأخ لنا من فزارة كان ضخم الزارة فوقصه ث نقضه نقضة فقضقض متنيه فجعل يلغ‬
‫ف دمه فذمرت أصحاب فبعد لي ما استقدموا فهجهجنا به فكر مقشعر الزبرة‬
‫كأن به شيهما حوليا فاختلج رجل أعجر ذا حوايا فنقضه نقضة تزايلت منها‬
‫مفاصله ث ههم فقرقر ث زفر فببر ث زأر فجرجر ث لظ فوال للت البق يتطاير من تت‬
‫جفونه عن شاله ويينه فأرعشت اليدى واصطكت الرجل وأطت الضلع وارتت الساع‬
‫وشخصت العيون وتققت الظنون وانزلت التون ولقت الظهور بالبطون ث ساءت الظنون‬
‫فقال له عثمان اسكت قطع ال لسانك فقد أرعبت قلوب السلمي‬
‫خلفة المام علي كرم ال وجهه وصية علي لقيس بن سعد ولا قتل عثمان رضي‬
‫ال عنه وول علي بن أب طالب المر دعا قيس بن سعد ابن عبادة النصاري ووله مصر سنة‬
‫ه وقال له سر إل مصر فقد وليتكها واخرج إل رحلك واجع إليك ثقاتك ومن أحببت أن‬
‫يصحبك حت تأتيها ومعك جند فإن ذلك أرعب لعدوك وأعز لوليك فإذا أنت قدمتها إن شاء‬
‫ال فأحسن إل الحسن واشتد على الريب وارفق بالعامة والاصة فإن الرفق ين خطبة لقيس‬
‫بن سعد ولا دخل قيس مصر قام خطيبا فحمد ال وأثن عليه وصلى على ممد وقال المد ل‬
‫الذي جاء بالق وأمات الباطل وكبت الظالي أيها الناس إنا قد بايعنا خي من نعلم بعد ممد‬
‫نبينا فقوموا أيها الناس فبايعوا على كتاب ال عز وجل وسنة رسوله فإن نن ل نعمل لكم‬
‫بذلك فل بيعة لنا عليكم فقام الناس فبايعوا‬
‫فتنة أصحاب المل ولا قدمت السيدة عائشة رضي ال عنها البصرة للطلب بدم‬
‫عثمان خرج إليها من أهلها من أراد أن يكون معها واجتمع القوم ف بالربد وجعلوا يثوبون‬
‫حت غص بالناس فتكلم طلحة فأنصتوا له خطبة طلحة حد ال وأثن عليه وذكر عثمان رضي‬
‫ال عنه وفضله والبلد وما استحل منه وعظم ما أتى إليه ودعا إل الطلب بدمه وقال إن ف‬

‫‪143‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫إعزاز دين ال عز وجل وسلطانه وأما الطلب بدم الليفة الظلوم فإنه حد من حدود ال وإنكم‬
‫إن فعلتم أصبتم وعاد أمركم إليكم وإن تركتم ل يقم لكم سلطان ول يكن لكم نظام وتكلم‬
‫الزبي بثل ذلك ث تكلمت السيدة عائشة وكانت جهورية الصوت خطبة السيدة عائشة بالربد‬
‫حدت ال عز وجل وأثنت عليه وقالت كان الناس يتجنون على عثمان رضي ال عنه ويزرون‬
‫على عماله ويأتوننا بالدينة فيستشيوننا فيما يبوننا عنهم فننظر ف ذلك فنجده بريا تقيا وفيا‬
‫وندهم فجرة غدرة كذبة ياولون غي ما يظهرون فلما قووا على الكاثرة كاثروه‬
‫واقتحموا عليه داره واستحلوا الدم الرام والال الرام والبلد الرام بل ترة ول عذر أل إن ما‬
‫ينبغي ل ينبغي لكم غيه أخذ قتلة عثمان رضي ال عنه وإقامة كتاب ال عز وجل أل تر إل‬
‫الذين أوتوا نصيبا من الكتاب يدعون إل كتاب ال ليحكم بينهم الية خطبة لعلي وخطب‬
‫علي لا سار الزبي وطلحة من مكة ومعهما عائشة يريدون البصرة فقال أيها الناس إن عائشة‬
‫سارت إل البصرة ومعها طلحة و الزبي وكل منهما يرى المر له دون صاحبة اما طلحة فابن‬
‫عمها وأما الزبي فختنها وال لو ظفروا با ارادوا ولن ينالوا ذلك أبدا ليضربن أحدها عنق‬
‫صاحبه بعد تنازع منهما شديد وال إن راكبة المل الحر ما تقطع عقبة ول تل عقدة إل ف‬
‫معصية ال وسخطه حت تورد نفسها ومن معها موارد اللكة إي وال ليقتلن ثلثهم وليهربن‬
‫ثلثهم وليتوبن ثلثهم وإنا الت تنبحها كلب الوأب وإنما ليعلمان أنما مطئان ورب عال‬
‫قتله جهله ومعه علمه ل ينفعه وحسبنا ال ونعم الوكيل فقد قامت الفتنة فيها الفئة الباغية أين‬
‫الحتسبون أين الؤمنون مال ولقريش أما وال لقد قتلتهم كافرين ولقتلنهم مفتوني وما لنا إل‬
‫عائشة من ذنب إل أننا أدخلناها ف حيزنا وال لبقرن الباطل حت يظهر الق من خاصرته‬
‫فقل لقريش فلتضج ضجيجها ث نزل‬
‫خطبة لعلي ولا رجعت رسل علي من عند طلحة والزبي وعائشة يؤذنونه بالرب‬
‫قام فحمد ال وأثن عليه وصلى على رسوله ث قال أيها الناس إن قد راقبت هؤلء القوم كي‬
‫يرعووا أو يرجعوا ووبتهم بنكثهم وعرفتهم بغيهم فلم يستحيوا وقد بعثوا إل أن ابرز للطعان‬

‫‪144‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫واصبللجلد وإنا تنيك نفسك أمان الباطل وتعدك الغرور أل هبلتهم البول لقد كنت وما‬
‫أهدد بالرب ول أرهب بالضرب ولقد أنصف القارة من راماها فليعدوا وليبقوا فقد رأون‬
‫قديا وعرفوا نكايت فكيف رأون أنا أبو السن الذي فللت حد الشركي وفرقت جاعتهم‬
‫وبذلك القلب ألقى عدوي اليوم وإن لعلى ما وعدن رب من النصر والتأييد وعلى يقي من‬
‫أمري وف غي شبهة من دين أيها الناس إن الوت ل يفوته القيم ول يعجزه الارب ليس عن‬
‫الوت ميد ول ميص من ل يقتل مات إن أفضل الوت القتل والذى نفس على بيده للف‬
‫ضربة بالسيف أهون من موته واحدة على الفراش اللهم إن طلحة نكث بيعت وألب على‬
‫عثمان حت قتله ث عضهن به ورمان اللهم فل تهله اللهم إن الزبي قطع رحي ونكث بيعت‬
‫وظاهر علي عدوي فاكفنيه اليوم با شئت ث نزل‬
‫خطبة لعلي حد ال وصلى على رسوله ث قال أما بعد فإنه لا قبض ال نبيه صلى‬
‫ال عليه وآله وسلم قلنا نن أهله وورثته وعترته وأولياؤه دون الناس ل ينازعنا سلطانه أحد‬
‫ول يطمع ف حقنا طامع إذ انبى لنا قومنا فغصبونا سلطان نبينا فصارت المرة لغينا وصرنا‬
‫سوقة يطمع فينا الضعيف ويتعزز علينا الذليل فبكت العي منا لذلك وخشنت الصدور‬
‫وجزعت النفوس واي ال لول مافة الفرقة بي السلمي وأن يعود الكفر ويبور الدين لكنا على‬
‫غي ما كنا لم عليه فول المر ولة ل يألوا الناس خيا ث استخرجثمون أيها الناس من بيت‬
‫فبايعتمون على شي من لمركم وفراسة تصدقن ما ف قلوب كثي منكم وبايعن هذان‬
‫الرجلن ف أول من بايع تعلمون ذلك وقد نكثا وغدرا ونضا إل البصرة بعائشة ليفرقا‬
‫جاعتكم ويلقيا بأسكم بينكم اللهم فخذها با عمل أخذة واحدة رابية ول تنعش لما صرعة‬
‫ول تقل لما عثرة ول تهلهما فواقا فإنما يطلبان حقا تركاه ودما سفكاه اللهم إن أقتضيك‬
‫وعدك فإنك قلت وقولك الق ث بغى عليه لينصرنه ال اللهم فانز ل موعودك ول تكلن إل‬
‫نفسي إنك على كل شئ قدير خطبة عدي بن حات يستنفر قومه لنصرة المام علي ولا‬

‫‪145‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫شخص المام علي كرم ال وجهه من الدينة إل البصرة وقد علم بسي طلحة والزبي وعائشة‬
‫إليها قام عدي بن حات إليه فقال يا أمي الؤمني لو تقدمت إل قومي‬
‫أخبهم بسيك وأستنفرهم فإن لك من طيئ مثل الذي معك فقال علي نعم فافعل‬
‫فتقدم عدي إل قومه فاجتمعت إليه رؤساء طيئ فقال لم يا معشر طيئ إنكم أمسكتم عن‬
‫حرب رسول ال ف الشرك ونصرت ال ورسوله ف السلم على الردة وعلي قادم عليكم وقد‬
‫ضمنت له مثل عدة من معه منكم فخفوا معه وقد كنتم تقاتلون ف الاهلية على الدنيا فقاتلوا‬
‫ف السلم على الخرة فإن أردت الدنيا فعند ال مغان كثية وأنا أدعوكم إل الدنيا والخرة‬
‫وقد ضمنت عنكم الوفاء وباهيت بكم الناس فأجيبوا قول فإنكم أعز العرب دارا لكم فضل‬
‫معاشكم وخيلكم فاجعلوا فضل العاش للعيال وفضول اليل للجهاد وقد أظلكم علي والناس‬
‫معه من الهاجرين والبدريي والنصار فكونوا أكثرهم عددا فإن هذا سبيل للحي فيه الغن‬
‫والسرور وللقتيل فيه الياة والرزق فصاحت طيئ نعم نعم حت كاد أن يصم من صياحهم‬
‫خطبة زفر بن زيد يستنفر قومه لنصرة علي أيضا وقام إل علي زفر بن زيد السدي وكان من‬
‫سادة بن أسد فقال يا أمي الؤمني إن طيئا إخواننا وجياننا قد أجابوا عديا ول ف قومي طاعة‬
‫فأذن ل فآتيهم قال نعم فأتاهم فجمعهم وقال‬
‫يا بن أسد إن عدي بن حات ضمن لعلي قومه فأجابوه وقضوا عنه ذمامة فلم يعتل‬
‫الغن بالغن ول الفقي بالفقر وواسى بعضهم بعضا حت كأنم الهاجرون ف الجرة والنصار‬
‫ف الثرة وهم جيانكم ف الديار وخلطاؤكم ف الموال فأنشدكم ال ل يقول الناس غدا‬
‫نصرت طيئ وخذلت بنو أسد وإن الار يقاس بالار كالنعل بالنعل فإن خفتم فتوسعوا ف‬
‫بلدهم وانضموا إل جبلهم وهذه دعوة لا ثواب من ال ف الدنيا والخرة خطبة علي بالربذة‬
‫روى الطبي قال لا أتى عليا الب وهو بالدينة بأمر عائشة وطلحة والزبي أنم قد توجهوا نو‬
‫العراق خرج يبادر وهو يرجو أن يدركهم ويردهم فلما انتهى إل الربذة أتاه عنهم أنم قد‬
‫أمعنوا فأقام بالربذة أياما وبقي با يتهيأ وأرسل إل الدينة فلحقه ما أراد من دابة وسلح وقام‬

‫‪146‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫ف الناس فخطبهم وقال إن ال عز وجل أعزنا بالسلم ورفعنا به وجعلنا به إخوانا بعد ذلة‬
‫وقلة وتباغض وتباعد فجرى الناس على ذلك ما شاء ال السلم دينهم والق فيهم والكتاب‬
‫إمامهم حت أصيب هذا الرجل بأيدي هؤلء القوم الذين نزغهم الشيطان لينغ بي هذه المة‬
‫أل إن هذه المة ل بد مفترقة كما افترقت المم قبلهم فنعوذ بال من شر ما هو كائن‬
‫ث عاد ثانية فقال إنه ل بد ما هو كائن أن يكون أل وإن هذه المة ستفترق على‬
‫ثلث وسبعي فرقة شرها فرقة تنتحلن ول تعمل بعملي فقد أدركتم ورأيتم فالزموا دينكم‬
‫واهدوا بدي نبيكم واتبعوا سنته واعرضوا ما أشكل عليكم على القرآن فما عرفه القرآن‬
‫فالزموه وما أنكره فردوه وارضوا بال عز وجل ربا وبالسلم دينا وبحمد نبيا وبالقرآن‬
‫حكما وإماما خطبة سعيد بن عبيد الطائي ولا كان المام علي كرم ال وجهه بالربذة أتته‬
‫جاعة من طيئ فقيل لعلي هذه جاعة من طيئ قد أتتك منهم من يريد الروج معك ومنهم‬
‫من يريد التسليم عليك قال جزى ال كل خيا وفضل ال الجاهدين على القاعدين أجرا‬
‫عظيما ث دخلوا عليه فقال علي ما شهدتونا به قالوا شهدناك بكل ما تب قال جزاكم ال‬
‫خيا فقد أسلمتم طائعي وقاتلتم الرتدين ووافيتم بصدقاتكم السلمي فنهض سعيد بن عبيد‬
‫الطائي فقال يا أمي الؤمني إن من الناس من يعب لسانه عما ف قلبه وإن وال ما كل ما أجد‬
‫ف قلب يعب عنه لسان وسأجهد وبال التوفيق أما أنا فسأنصح لك ف السر والعلنية وأقاتل‬
‫عدوك ف كل موطن وأرى لك من الق ما ل أراه لحد من أهل زمانك لفضلك وقرابتك‬
‫قال رحك ال قد أدى لسانك عما ين ضميك فقتل معه بصفي رحه ال‬
‫خطبة السن بن علي ولا دخل السن وعمار الكوفة اجتمع إليهما الناس فقام‬
‫السن فاستنفر الناس فحمد ال وصلى على رسوله ث قال أيها الناس إنا جئنا ندعوكم إل ال‬
‫وإل كتابه وسنة رسوله وإل أفقه من تفقه من السلمي وأعدل من تعدلون وأفضل من‬
‫تفضلون وأوف من تبايعون من ل يعبه القرآن ول تهله السنة ول تقعد به السابقة إل من قربه‬
‫ال تعال ورسوله قرابتي قرابة الدين وقرابة الرحم إل من سبق الناس إل كل مأثرة إل من‬

‫‪147‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫كفى ال ورسوله والناس متخاذلون فقرب منه وهم متباعدون وصلى معه وهم مشركون‬
‫وقاتل معه وهم منهزمون وبارز معه وهم مجمون وصدقه وهم يكذبون إل من ل ترد له ول‬
‫تكافأ له سابقة وهو يسألكم النصر ويدعوكم إل الق ويأمركم بالسي إليه لتوازروه وتنصروه‬
‫على قوم نكثوا بيعته وقتلوا أهل الصلح من أصحابه ومثلوا بعماله وانتهبوا بيت ماله‬
‫فاشخصوا إليه رحكم ال فمروا بالعروف وانوا عن النكر واحضروا با يضر به الصالون‬
‫خطبة أخرى للحسن المد ل العزيز البار الواحد القهار الكبي التعال سواء منكم من أسر‬
‫القول ومن جهر به ومن هو مستخف بالليل وسارب بالنهار أحده على حسن البلء وتظاهر‬
‫النعماء وعلى ما أحببنا وكرهنا من شدة ورخاء وأشهد أن ل إله إل ال وحده ل شريك له‬
‫وأن ممدا عبده ورسوله امت علينا بنبوته واختصه برسالته وأنزل عليه وحيه واصطفاه على‬
‫جيع خلقه وأرسله إل النس والن حي عبدت الوثان وأطيع الشيطان وجحد الرحن‬
‫وصلى ال عليه وعلى آله وجزاه أفضل ما جزى السلمي‬
‫أما بعد فإن ل أقول لكم إل ما تعرفون إن أميالؤمني علي بن أب طالب أرشده‬
‫ال أمره وأعزه نصره بعثن إليكم يدعوكم إل الصواب وإل العمل بالكتاب والهاد ف سبيل‬
‫ال وإن كان ف عاجل ذلك ما تكرهون فإن ف آجله ما تبون إن شاء ال ولقد علمتم أن عليا‬
‫صلى مع رسول ال صلى ال عليه وآله وحده وأنه يوم صدق به لفي عاشرة من سنه ث شهد‬
‫مع رسول ال صلى ال عليه وآله جيع مشاهده وكان من اجتهاده ف مرضاة ال وطاعة‬
‫رسوله وآثاره السنة ف السلم ما قد بلغكم ول يزل رسول ال صلى ال عليه وآله راضيا‬
‫عنه حت غمضه بيده وغسله وحده واللئكة أعوانه والفضل ابن عمه ينقل إليه الاء ث أدخله‬
‫حفرته وأوصاه بقضاء دينه وعداته وغي ذلك من أموره كل ذلك من من ال عليه ث وال ما‬
‫دعا إل نفسه ولقد تداك الناس عليه تداك البل اليم عند ورودها فبايعوه طائعي ث نكث‬
‫منهم ناكثون بل حدث أحدثه ول خلف أتاه حسدا له وبغيا عليه فعليكم عباد ال بتقوى ال‬
‫وطاعته والد والصب والستعانة بال والفوف إل ما دعاكم إليه أمي الؤمني عصمنا ال‬

‫‪148‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫وإياكم با عصم به أولياءه وأهل طاعته وألمنا وإياكم تقواه وأعاننا وإياكم على جهاد أعدائه‬
‫وأستغفر ال العظيم ل ولكم خطبة عمار بن ياسر وقام بعده عمار فحمد ال وأثن عليه‬
‫وصلى على رسوله ث قال أيها الناس أخو نبيكم وابن عمه يستنفركم لنصر دين ال وقد بلكم‬
‫ال بق دينكم وحرمة أمكم فحق دينكم أوجب وحرمته أعظم‬
‫أيها الناس عليكم بإمام ل يؤدب وفقيه ل يعلم وصاحب بأس ل ينكل وذي سابقة‬
‫ف السلم ليست لحد وإنكم لو قد حضرتوه بي لكم أمركم إن شاء ال خطبة أب موسى‬
‫الشعري فلما سع أبو موسى الشعري خطبة السن وعمار قام فصعد النب وقال المد ل‬
‫الذي أكرمنا بحمد فجمعنا بعد الفرقة وجعلنا إخوانا متحابي بعد العداوة وحرم علينا دماءنا‬
‫وأموالنا قال ال سبحانه ول تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل وقال تعال ومن يقتل مؤمنا متعمدا‬
‫فجزاؤه جهنم خالدا فيها فاتقوا ال عباد ال وضعوا أسلحتكم وكفوا عن قتال إخوانكم أما‬
‫بعد يأهل الكوفة إن تطيعوا ال باديا وتطيعون ثانيا تكونوا جرثومة من جراثيم العرب يأوي‬
‫إليكم الضطر ويأمن فيكم الائف إن عليا إنا يستنفركم لهاد أمكم عائشة وطلحة والزبي‬
‫حوارى رسول ال ومن معهم من السلمي وأنا أعلم بذه الفت إنا إذا إقبلت شبهت وإذا‬
‫أدبرت أسفرت إن خائف عليكم أن يلتقي غاران منكم فيقتتل ث يتركا كالحلس اللقاة‬
‫بنجوة من الرض ل يدرى من أين تؤتى تترك الليم حيان كأن أسع رسول ال صلى ال‬
‫عليه وآله بالمس يذكر الفت فيقول أنت فيها نائما خي منك قاعدا وأنت فيها جالسا خي‬
‫منك قائما وأنت فيها قائما خي منك ساعيا فثلموا سيوفكم وقصفوا رماحكم وأنصلوا‬
‫سهامكم وقطعوا أوتاركم وخلوا قريشا ترتق فتقها وترأب صدعها فإن فعلت فلنفسها ما‬
‫فعلت وإن أبت فعلى أنفسها ما جنت سنها ف أديها استنصحون ول تستغشون وأطيعون‬
‫ول تعصون يتبي لكم رشدكم وتصلى هذه الفتنة من جناها‬
‫صورة أخرى خطبة أب موسى الشعري وكاتب المام علي من الربذة أبا موسى‬
‫الشعري وكان عامله على الكوفة ليستنفر الناس لقتال عائشة ومن معها فثبطهم وخطبهم‬

‫‪149‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫فقال أيها الناس إن أصحاب النب الذين صحبوه ف الواطن أعلم بال جل وعز وبرسوله من ل‬
‫يصحبه وإن لكم علينا حقا فأنا مؤديه إليكم كان الرأي أل تستخفوا بسلطان ال عز وجل ول‬
‫تترئوا على ال عز وجل وكان الرأي الثان أن تأخذوا من قدم عليكم من الدينة فتردوهم‬
‫إليها حت يتمعوا وهم أعلم بن تصلح له المامة منكم ول تكلفوا الدخول ف هذا فأما إذ‬
‫كان ما كان فأنا فتنة صماء النائم فيها خي من اليقظان واليقظان فيها خي من القاعد والقاعد‬
‫فيها خي من القائم والقائم خي من الراكب فكونوا جرثومة من جراثيم العرب فأغمدوا‬
‫السيوف وأنصلوا السنة واقطعوا الوتار وآووا الظلوم والضطهد حت يلتئم هذا المر وتنجلي‬
‫هذه الفتنة‬
‫صورة أخرى وخطب أيضا ف هذا الصدد فقال أيها الناس أطيعون تكونوا جرثومة‬
‫من جراثيم العرب يأوي إليكم الظلوم ويأمن فيكم الائف إنا أصحاب ممد أعلم با سعنا إن‬
‫الفتنة إذا أقبلت شبهت وإذا أدبرت بينت وإن هذه الفتنة باقرة كداء البطن ترى با الشمال‬
‫والنوب والصبا والدبور فتسكن أحيانا فل يدرى من أين تؤتى تذر الليم كابن أمس شيموا‬
‫سيوفكم وقصدوا رماحكم وأرسلوا سهامكم واقطعوا أوتاركم والزموا بيوتكم خلوا قريشا إذا‬
‫أبوا إل الروج من دار الجرة وفراق أهل العلم بالمرة ترتق فتقها وتشعب صدعها فإن فعلت‬
‫فلنفسها سعت وإن أبت فعلى أنفسها جنت سنها تريق ف أديها استنصحون ول تستغشون‬
‫وأطيعون يسلم لكم دينكم ودنياكم ويشقى برهذه الفتنة من جناها خطبة زيد بن صوحان‬
‫فقام زيد بن صوحان فشال يده القطوعة فقال يا عبد ال بن قيس رد الفرات عن أدراجه‬
‫أردده من حيث يئ‬
‫حذف‬
‫حت يعود كما بدأ فإن قدرت على ذلك فستقدر على ما تريد فدع عنك ما لست‬
‫مدركه ث قرأ آل أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم ل يفتنون ولقد فتنا الذين من‬
‫قبلهم فليعلمن ال الذين صدقوا وليعلمن الكاذبي سيوا إل أمي الؤمني وسيد السلمي‬

‫‪150‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫وانفروا إليه أجعي تصيبوا الق خطبة القعقاع بن عمرو فقام القعقاع بن عمروفقال إن لكم‬
‫ناصح وعليكم شفيق أحب أن ترشدوا ولقولن لكم قول هو الق أما ما قال المي فهو المر‬
‫لو أن إليه سبيل وأما ما قال زيد فزيد عدو هذا المر ل تستنصحوه فإنه ل ينتزع أحد من‬
‫الفتنة طعن فيها وجرى إليها والقول الذي هو الق أنه ل بد من إمارة تنظم الناس وتزع الظال‬
‫وتعز الظلوم وهذا على يلي با ول وقد أنصف ف الدعاء وإنا يدعوا إل الصلح فانفروا‬
‫وكونوا من هذا المر برأى ومسمع خطبة سيحان بن صوحان وقال سيحان أيها الناس إنه ل‬
‫بد لذا المر وهؤلء الناس من وال يدفع الظال ويعز الظلوم ويمع الناس وهذا واليكم‬
‫يدعوكم لينظر فيما بينه وبي صاحبيه وهو الأمون على المة الفقيه ف الدين فمن نض إليه‬
‫فإنا سائرون معه‬
‫خطبة السن بن على وقام السن بن علي رضي ال عنه فقال أيها الناس أجيبوا‬
‫دعوة أميكم وسيوا إل أخوانكم فإنه سيوجد لذا المر من ينفر إليه وال لن يليه أولو النهى‬
‫أمثل ف العاجلة وخي ف العاقبة فأجيبوا دعوتنا وأعينونا على ما ابتلينا به وابتليتم وإن أمي‬
‫الؤمني يقول قد خرجت مرجي هذا ظالا أو مظلوما وإن أذكر ال رجل رعى حق ال إل‬
‫نفر فإن كنت مظلوما أعانن وإن كنت ظالا أخذ من وال إن طلحة والزبي لول من بايعن‬
‫وأول من غدر فهل استأثرت بال أو بدلت حكما فانفروا فمروا بالعروف وانوا عن النكر‬
‫وفادة القعقاع بن عمرو إل أصحاب المل ولا نزل المام علي كرم ال وجهه بذي قار دعا‬
‫القعقاع بن عمرو فأرسله إل أهل البصرة وقال له الق هذين الرجلي طلحة والزبي يا بن‬
‫النظلية وكان القعقاع من أصحاب النب فادعهما إل اللفة والماعة وعظم عليهما الفرقة‬
‫وقال له كيف أنت صانع فيما جاءك منهما ما ليس عندك فيه وصاة من فقال نلقاهم بالذي‬
‫أمرت به فإذا جاء منهما أمر ليس عندنا منك فيه رأي اجتهدنا الرأي وكلمناهم على قدر ما‬
‫نسمع ونرى أنه ينبغي قال أنت لا‬

‫‪151‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫فخرج القعقاع حت قدم البصرة فبدأ بعائشة رضي ال عنها فسلم عليها وقال أي‬
‫أمة ما أشخصك وما أقدمك هذه البلدة قالت أي بن إصلح بي الناس قال فابعثى إل طلحة‬
‫والزبي حت تسمعي كلمي وكلمهما فبعثت إليهما فجاءا فقال إن سألت أم الؤمني ما‬
‫أشخصها وأقدمها هذه البلد فقالت إصلح بي الناس فما تقولن أنتما أمتابعان أم مالفان‬
‫قال متابعان قال فأخبان ما وجه هذا الصلح فوال لئن عرفناه لنصلحن ولئن أنكرناه ل‬
‫نصلح قال قتلة عثمان رضي ال عنه فإن هذا إن ترك كان تركا للقرآن وإن عمل به كان‬
‫إحياء للقرآن فقال قد قتلتما قتلة عثمان من أهل البصرة وأنتم قبل قتلهم أقرب إل الستقامة‬
‫منكم اليوم قتلتم ستمائة إل رجل فغضب لم ستة آلف واعتزلوكم وخرجوا من بي أظهركم‬
‫وطلبتم ذلك الذي أفلت يعن حرقوص بن زهي فمنعه ستة آلف وهم على رجل فإن تركتموه‬
‫كنتم تاركي لا تقولون فإن قاتلتموهم والذين اعتزلوكم فأديلوا عليكم فالذي خذرت وقربتم‬
‫به هذا المر أعظم ما أراكم تكرهون وأنتم أحيتم مضر وربيعة من هذه البلد فاجتمعوا على‬
‫حربكم وخذلنكم نصرة لؤلء كما اجتمع هؤلء لهل هذا الدث العظيم والذنب الكبي‬
‫فقالت أم الؤمني فتقول أنت ماذا قال أقول هذا المر دواؤه التسكي وإذا سكن اختلجوا فإن‬
‫أنتم بايعتمونا فعلمة خي وتباشي رحة ودرك بثأر هذا الرجل وعافية وسلمة لذه المة وإن‬
‫أنتم أبيتم إل مكابرة هذا المر واعتسافه كانت علمة شر وذهاب هذا الثأر وبعثه ال ف هذه‬
‫المة هزاهزها فآثروا العافية ترزقوها وكونوا مفاتيح الي كما كنتم تكونون ول تعرضونا‬
‫للبلء ول تعرضوا‬
‫له فيصرعنا وإياكم واي ال إن لقول هذا وأدعوكم إليه وإن لائف أل يتم حت‬
‫يأخذ ال عز وجل حاجته من هذه المة الت قل متاعها ونزل با ما نزل فإن هذا المر الذي‬
‫حدث ليس يقدر وليس كالمور ول كقتل الرجل الرجل ول النفر الرجل ول القبيلة الرجل‬
‫فقالوا نعم إذن قد أحسنت وأصبت القالة فارجع فإن قدم على وهو على مثل رأيك صلح هذا‬
‫المر فرجع إل على فأخبه فأعجبه ذلك وأشرف القوم على الصلح خطبة على بن أب طالب‬

‫‪152‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫فلما رجع القعقاع من عند أم الؤمني وطلحة والزبي جع المام على الناس ث قام على الغرائر‬
‫فحمد ال عز وجل وأثن عليه وصلى على النب وذكر الاهلية وشقاها والسلم والسعادة‬
‫وإنعام ال على المة بالماعة بالليفة بعد رسول ال ث الذي يليه ث الذي يليه ث حدث هذا‬
‫الدث الذي جره على هذه المة أقوام طلبوا هذه الدنيا حسدوا من أفاءها ال عليه على‬
‫الفضيلة وأرادوا رد الشياء على أدبارها وال بالغ أمره ومصيب ما أراد أل إن راحل غدا‬
‫فارتلوا أل ول يرتلن غدا أحد أعان على عثمان رضي ال عنه بشئ ف شئ من أمور الناس‬
‫وليغن السفهاء عن أنفسهم‬
‫خطبة لعلي ولا أراد علي السي إل البصرة قام فخطب الناس فقال بعد أن حد ال‬
‫وصلى على رسوله إن ال لا قبض نبيه وآله استأثرت علينا قريش بالمر ودفعتنا عن حق نن‬
‫أحق به من الناس كافة فرأيت أن الصب على ذلك أفضل من تفريق كلمة السلمي وسفك‬
‫دمائهم والناس حديثو عهد بالسلم والدين يخض مض الوطب يفسده أدن وهن وينكسه‬
‫أقل خلق فول المر قوم ل يألوا ف أمرهم اجتهادا ث انتقلوا إل دار الزاء وال ول تحيص‬
‫سيئاتم والعفو عن هفواتم فما بال طلحة والزبي وليسا من هذا المر بسبيل ل يصبا على‬
‫حول ول أشهرا حت وثبا ومرقا ونازعان أمرا ل يعل ال لما إليه سبيل بعد أن بايعان‬
‫طائعي غي مكرهي يرتضعان أما قد فطمت ويييان بدعة قد أميتت أدم عثمان زعما وال ما‬
‫التبعة إل عندهم وفيهم وإن أعظم حجتهم لعلي أنفسهم وأنا راض بجة ال عليهم وعلمه‬
‫فيهم فإن فاءا وأنابا فحظهما أحرزا وأنفسهما غنما وأعظم بما غنيمة وإن أبيا أعطيتهما حد‬
‫السيف وكفي به ناصرا لق وشافيا لباطل ث نزل‬
‫خطبة لعلي وخطب فقال المد ل على كل أمر وحال ف الغدو والصال وأشهد‬
‫أن ل إله إل ال وأن ممدا عبده ورسوله ابتعثه رحة للعباد وحياة للبلد حي امتلت الرض‬
‫فتنة واضطرب حيلها وعبد الشيطان ف أكنافها واشتمل عدو ال إبليس على عقائد أهلها‬
‫فكان ممد بن عبد ال بن عبد الطلب الذي أطفأ ال به نيانا وأخد به شرارها ونزع به‬

‫‪153‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫أوتادها وأقام به ميلها إمام الدى والنب الصطفي وآله وسلم فلقد صدع با أمر به وبلغ‬
‫رسالت ربه فأصلح ال به ذات البي وآمن به السبل وحقن به الدماء وألف به بي ذوي‬
‫الضغائن الواغرة ف الصدور وحت أتاه اليقي ث قبضه ال إليه حيدا ث استخلف الناس أبا بكر‬
‫فم يأل جهده ث استخلف أبو بكر عمر فلم يأل جهده ث استخلف الناس عثمان فنال منكم‬
‫ونلتم منه حت إذا كان من أمره ما كان اتيتمون لتبايعون فقلت ل حاجة ل ف ذلك ودخلت‬
‫منل فاستخرجتمون فقبضت يدي فبسطتموها وتداككتم علي حت ظننت أنكم قاتلي وأن‬
‫بعضكم قاتل بعض فبايعتمون وأنا غي مسرور بذلك ول جذل وقد علم ال سبحانه أن كنت‬
‫كارها للحكومة بي أمة ممد وآلة ولقد سعته وآله يقول ما من وال يلي شيئا من أمر أمت إل‬
‫أن به يوم القيامة مغلولة يداه إل عنقه على رءوس اللئق ث ينشر كتابه فإن كان عادل نا‬
‫وإن كان جائرا هوى حت اجتمع على ملؤكم وبايعن طلحة والزبي وأنا أعر ف الغدر ف‬
‫أوجههما والنكث ف أعينهما ث استأذنان ف العمرة فأعلمتهما أن ليس العمرة يريدان فسارا‬
‫إل مكة واستخفا عائشة وخدعاها وشخص معهما أبناء الطلقاء فقدموا البصرة فقتلوا با‬
‫السلمي وفعلوا النكر ويا عجبا‬
‫لستقامتهما لب بكر وعمر وبغيهما علي وها يعلمان أن لست دون أحدها ولو‬
‫شئت ان أقول لقلت ولقد كان معاوية كتب إليهما من الشام كتابا يدعهما فيه فكتماه عن‬
‫وخرجا يوهان الطغام أنما يطلبان بدم عثمان وال ما أنكرا على منكرا ول جعل بين وبينهم‬
‫نصفا وإن دم عثمان لعصوب بما ومطلوب منهما يا خيبة الداعي إلم دعا وباذا أجيب وال‬
‫إنما لعلي ضللة صماء وجهالة عمياء وإن الشيطان قد ذمر لا حزبه واستجلب منهما خيله‬
‫ورجله ليعيد الور إل أوطانه ويرد الباطل إل نصابه ث رفع يديه فقال اللهم إن طلحة والزبي‬
‫قطعان وظلمان وألبا علي فاخلل ما عقدا وانكث ما أبرما ول تغفر لما أبدا وأرها الساءة‬
‫فيما عمل وأمل خطبة الشتر فقام إليه الشتر فقال المد ل الذي من علينا فأفضل وأحسن‬
‫إلينا فأجل قد سعنا كلمك يا أمي الؤمني ولقد أصبت ووفقت وأنت ابن عم نبينا وصهره‬

‫‪154‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫ووصيه وأول مصدق به ومصل معه شهدت مشاهدة كلها فكان لك الفضل فيها على جيع‬
‫المة فمن اتبعك أصاب حظه واستبشر بفلجه ومن عصاك ورغب عنك فإل أمه الاوية‬
‫لعمري يا أمي الؤمني ما أمر طلحة والزبي وعائشة علينا بخيل ولقد دخل الرجلن فيما‬
‫دخل فيه وفارقا على غي حدث أحدثت ول جور صنعت فإن زعما أنما يطلبان بدم عثمان‬
‫فليقيدا من أنفسهما فإنما أول من ألب عليه وأغرى الناس بدمه وأشهد ال لئن ل يدخل فيما‬
‫خرجا منه لنلحقنهما بعثمان فإن سيوفنا ف عواتقنا وقلوبنا ف صدورنا ونن اليوم كما كنا‬
‫أمس ث قعد‬
‫خطبة السيدة عائشة توفيت سنة ه وخطبت السيدة عائشة وقد أخذت الناس‬
‫مصافهم للحرب فقالت أما بعد فإنا كنا نقمنا على عثمان ضرب السوط وإمرة الفتيان وموقع‬
‫السحابة الحمية أل وإنكم استعتبتموه فأعتبكم فلما مصتموه كما ياص الثوب الرحيض‬
‫عدوت عليه فارتكبتم منه دما حراما واي ال إن كان لحصنكم فرجا وأتقاكم ل خطبة لعلي‬
‫وخطب علي لا تواقف المعات فقال ل تقاتلوا القوم حت يبدءوكم فإنكم بمد ال على‬
‫حجة وكفكم عنهم حت يبدءوكم حجة أخرى وإذا قاتلتموهم فل تهزوا على جريح وإذا‬
‫هزمتموهم فل تتبعوا مدبرا ول تكشفوا عورة ول تثلوا بقتيل وإذا وصلتم إل حال القوم فل‬
‫تتكوا سترا ول تدخلوا دارا ول تأخذوا من أموالم شيئا ول تيجوا امرأة بأذى وان شتمن‬
‫أعراضكم وسبب أمراءكم وصلحاءكم فإنن ضعاف القول والنفس والعقول لقد كنا نؤمر‬
‫بالكف عنهن وإنن لشركات وإن كان الرجل ليتناول الرأة بالراوة والريدة فيعي با وعقبة‬
‫من بعده‬
‫خطبة السيدة عائشة يوم المل وخطبت السيدة عائشة رضي ال عنهما أهل‬
‫البصرة يوم المل فقالت أيها الناس صه صه إن ل عليكم حق المومة وحرمة الوعظة ل‬
‫يتهمن إل من عصى ربه مات رسول ال بي سحرى ونرى فأنا إحدى نسائه ف النة له‬
‫ادخرن رب وخلصن من كل بضاعة وب ميز منافقكم من مؤمنكم وب أرخص ال لكم ف‬

‫‪155‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫صعيد البواء ث أب ثان اثني ال ثالثهما وأول من سى صديقا مضى رسول ال راضيا عنه‬
‫وطوقه أعباء المامة ث اضطرب حبل الدين بعده فمسك اب بطرفيه ورتق لكم فتق النفاق‬
‫وأغاض نبع الردة وأطفأ ما حش يهود وأنتم يومئذ جحظ العيون تنظرون الغدرة وتسمعون‬
‫الصيحة فرأب الثأي وأود من الغلظة وانتاش من الوة‬
‫واجتحى دفي الداء حتىأعطن الوارد وأورد الصادر وعل الناهل فقبضه ال إليه‬
‫واطئا على هامات النفاق مذكيا نار الرب للمشركي فانتظمت طاعتكم ببله فول أمركم‬
‫رجل مرعيا إذا ركن إليه بعيد ما بي اللبتي عركة للذاة بنبه صفوحا عن أذاة الاهلي‬
‫يقظان الليل ف نصرة السلم فسلك مسلك السابقة ففرق شل الفتنة وجع أعضاد ما جع‬
‫القرآن وأنا نصب السألة عن مسيي هذا ل ألتمس إثا ول أونس فتنة أوطئكموها أقول قول‬
‫هذا صدقا وعدل وإعذارا وإنذارا وأسأل ال أن يصلي على ممد وأن يلفه فيكم بأفضل‬
‫خلفة الرسلي خطبة زفر بن قيس وكتب المام علي كرم ال وجهه مع زفر بن قيس إل‬
‫جرير بن عبد ال البجلي وكان على ثغر هذان استعمله عليه عثمان كتابا يبه فيه با كان‬
‫بينه وبي أصحاب المل وما أوتى من النتصار عليهم واستعمال ابن عباس على البصرة فلما‬
‫قدم زفر على جرير بكتاب علي وقرأه جرير قام زفر خطيبا فحمد ال وأثن عليه ث قال أيها‬
‫الناس إن عليا كتب إليكم بكتاب ل نقول بعده إل رجيعا من القول إن الناس بايعوا عليا‬
‫بالدينة غي ماباة ببيعتهم لعلمه بكتاب ال وبرى الق‬
‫فيه وإن طلحة والزبي نقضا بيعة علي على غي حدث ث ل يرضيا حت نصبا له‬
‫الرب وألبا عليه الناس وأخرجا أم الؤمني عائشة من حجاب ضربه ال ورسوله عليها‬
‫فلقيهما فأعذر ف الدعاء وخشي البغي وحل الناس على ما يعرفون فهذا عيان ما غاب عنكم‬
‫وإن سألتم الزيادة زدناكم خطبة جرير بن عبد ال البجلي وقام جرير بن عبد ال البجلي‬
‫خطيبا فحمد ال وأثن عليه ث قال أيها الناس هذا كتاب أمي الؤمني علي بن أب طالب وهو‬
‫الأمون على الدين والدنيا وكان من أمره وأمر عدوه ما قد سعتم والمد ل على أقضيته وقد‬

‫‪156‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫بايعه السابقون والولون من الهاجرين والنصار والتابعون بإحسان ولو جعل ال هذا المر‬
‫شورى بي السلمي لكان علي أحق با أل وإن البقاء ف الماعة والفناء ف الفرقة وعلي‬
‫حاملكم ما استقمتم له فإن ملتم أقام ميلكم قال الناس سعا وطاعة ورضانا رضا من بعدنا‬
‫خطبة زياد بن كعب وكتب المام علي كرم ال وجهه إل الشعث بن قيس وكان عامل‬
‫بأذربيجان استعمله عليها عثمان بثل ما كتب به إليه جرير بن عبد ال ووجه بالكتاب مع زياد‬
‫بن كعب فلما قرأ الشعث كتاب علي قام زياد بن كعب خطيبا فحمد ال وأثن عليه ث قال‬
‫أيها الناس إنه من ل يكفه القليل ل يكفه الكثي وإن أمر عثمان ل ينفع فيه العيان‬
‫ول يشف منه الب غي أن من سعه ليس كمن عاينه وإن الهاجرين والنصار بايعوا عليا‬
‫راضي به وإن طلحة والزبي نقضا بيعة علي على غي حدث وأخرجا أم الؤمني على غي رضا‬
‫فسار إليهم ول ينلهم فتركهم وما ف نفسه منهم حاجة فأورثه ال الرض وجعل له عاقبة‬
‫التقي خطبة الشعث بن قيس فقام الشعث بن قيس فقال أيها الناس إن عثمان رحه ال‬
‫ولن أذربيجان وهلك وهي ف يدي وقد بايع الناس عليا وطاعتنا له لزمة وقد كان من أمره‬
‫وأمر عدوه ما قد بلغكم وهو الأمون على ما غاب عنا وعنكم من ذلك خطبة جرير بن عبد‬
‫ال البجلي وبعث علي إل معاوية مع جرير بن عبد ال البجلي بكتاب يدعوه به إل بيعته فلما‬
‫قرأ الكتاب قام جرير فخطب فقال المد ل الحمود بالعوائد الأمول فيه الزوائد الرتى منه‬
‫الثواب الستعان على النوائب أحده وأستعينه ف المور الت تي دونا اللباب وأشهد أن ل إله‬
‫إل ال وحده ل شريك له كل شئ هالك إل وجهه له الكم وإليه ترجعون وأشهد أن ممدا‬
‫عبده ورسوله أرسله بعد فترة من الرسل الاضية والقرون الالية فبلغ الرسالة ونصح للمة‬
‫وأدى الق الذي استودعه ال وأمره بأدائه إل أمته صلى ال عليه وآله من رسول ومبتعث‬
‫ومنتخب وعلى آله‬
‫أيها الناس إن أمر عثمان قد أعيا من شهده فكيف بن غاب عنه وإن الناس بايعوا‬
‫عليا غي واتر ول موتور وكان طلحة والزبي من بايعاه ث نكثا بيعته على غي حدث أل وإن‬

‫‪157‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫هذا الدين ل يتمل الفت وقد كانت بالبصرة أمس روعة ملمة إن يشفع البلء بثلها فل بقاء‬
‫للناس وقد بايعت المة عليا ولو ملكنا وال المور ل نتر لا غيه فادخل معاوية فيما دخل‬
‫فيه الناس فإن قلت استعملن عثمان ث ل يعزلن فإن هذا قول لو جاز ل يقم ل دين وكان‬
‫لكل امرئ ما ف يديه ولكن ال جعل للخر من الولة حق الول وجعل المور موطأة ينسخ‬
‫بعضها بعضا ث قعد خطبة معاوية فقال معاوية أنظر وتنظر وأستطلع رأي أهل الشام فمضت‬
‫أيام وأمر معاوية مناديا ينادي الصلة جامعة فلما اجتمع الناس صعد النب ث قال المد ل‬
‫الذي جعل الدعائم للسلم أركانا والشرائع لليان برهانا يتوقد قبسه ف الرض القدسة‬
‫جعلها ال مل النبياء والصالي من عباده فأحلهم أرض الشام ورضيهم لا لا سبق ف مكنون‬
‫علمه من طاعتهم ومناصحتهم خلفاءه والقوام بأمره والذابي عن دينه وحرماته ث جعلهم لذه‬
‫المة نظاما وف سبيل اليات أعلما يردع ال بم الناكثي ويمع بم ألفة الؤمني وال‬
‫نستعي على ما تشعب من أمر السلمي بعد اللتئام وتباعد بعد القرب اللهم انصرنا على أقوام‬
‫يوقظون نائمنا وييفون آمننا ويريدون إراقة دمائنا وإخافة سبلنا وقد علم ال أنا ل نريد لم‬
‫عقابا ول نتك لم حجابا ول نوطئهم زلقا غي أن ال الميد كسانا من الكرامة ثوابا لن‬
‫ننعه طوعا ما جاوب الصدى وسقط الندى وعرف الدى حلهم على ذلك البغي والسد‬
‫فنستعي بال عليهم‬
‫أيها الناس قد علمتم أن خليفة أمي الؤمني عمر بن الطاب وأمي الؤمني عثمان‬
‫ابن عفان عليكم وأن ل أقم رجل منكم على خزاية قط وإن ول عثمان وقد قتل مظلوما وال‬
‫تعال يقول ومن قتل مظلوما فقد جعلنا لوليه سلطانا فل يسرف ف القتل إنه كان منصورا وأنا‬
‫أحب أن تعلمون ذات أنفسكم ف قتل عثمان فقام أهل الشام بأجعهم فأجابوا إل الطلب بدم‬
‫عثمان وبايعوه على ذلك وأوثقوا له على أن يبذلوا بي يديه أموالم وأنفسهم حت يدركوا‬
‫بثأره أو تلحق أرواحهم بال‬

‫‪158‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫فتنة معاوية استطلع المام علي كرم ال وجهه آراء أصحابه وقد أراد السي إل‬
‫الشأم لا أراد علي كرم ال وجهه السي إل الشأم دعا من كان معه من الهاجرين والنصار‬
‫فجمعهم خطبة المام علي ث حد ال وأثن عليه وقال أما بعد فإنكم ميامي الرأي مراجيح‬
‫اللم مباركوا المر مقاويل بالق وقد عزمنا على السي إل عدونا وعدوكم فأشيوا علينا‬
‫برأيكم خطبة هاشم بن عتبة فقام هاشم بن عتبة بن أب وقاص فحمد ال وأثن عليه وقال أما‬
‫بعد يا أمي الؤمني فأنا بالقوم جد خبي هم لك ولشياعك أعداء وهم لن يطلب حرث الدنيا‬
‫أولياء وهم مقاتلوك ومادلوك ل يبقون جهدا مشاحة على الدنيا وضنا با ف أيديهم منها ليس‬
‫لم إربة غيها‬
‫إل ما يدعون به الهال من طلب دم ابن عفان كذبوا ليسوا لدمه ينفرون ولكن‬
‫الدنيا يطلبون انض بنا إليهم فإن أجابوا إل الق فليس بعد الق إل الضلل وإن أبوا إل‬
‫الشقاق فذاك ظن بم وال ما أراهم يبايعون وقد بقي فيهم أحد من يطاع إذا نى ول يسمع‬
‫إذا أمر خطبة عمار بن ياسر وقام عمار بن ياسر فحمد ال وأثن عليه وقال يا أمي الؤمني إن‬
‫استطعت أن ل تقيم يوما واحدا فافعل اشخص بنا قبل استعار نار الفجرة واجتماع رأيهم على‬
‫الصدود والفرقة وادعهم إل حظهم ورشدهم فإن قبلوا سعدوا وإن أبوا إل حربنا فوال إن‬
‫سفك دمائهم والد ف جهادهم لقربة عند ال وكرامة منه خطبة قيس بن سعد بن عبادة ث‬
‫قام قيس بن سعد بن عبادة فحمد ال وأثن عليه ث قال يا أمي الؤمني انكمش بنا عدونا إل‬
‫ول تعرج فوال لهادهم أحب إل من جهاد الترك والروم لدهانم ف دين ال واستذللم‬
‫أولياء ال من أصحاب ممد صلى ال عليه وآله ومن الهاجرين والنصار والتابعي بإحسان إذا‬
‫غضبوا على رجل حبسوه وضربوه وحرموه وسيوه وفيئنا لم ف أنفسهم حلل ونن لم فيما‬
‫يزعمون قطي‬
‫فقال أشياخ النصار منهم خزية بن ثابت وأبو أيوب وغيها ل تقدمت أشياخ‬
‫قومك وبدأتم بالكلم يا قيس فقال أما إن عارف بفضلكم معظم لشأنكم ولكن وجدت ف‬

‫‪159‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫نفسي الضغن الذي ف صدوركم جاش حي ذكرت الحزاب فقال بعضهم لبعض ليقم رجل‬
‫منكم فليجب أمي الؤمني عليه السلم عن جاعتكم خطبة سهل بن حنيف فقام سهل بن‬
‫حنيف فحمد ال وأثن عليه ث قال يا أمي الؤمني نن سلم لن سالت وحرب لن حاربت‬
‫ورأينا رأيك ونن يينك وقد رأينا أن تقوم ف أهل الكوفة فتأمرهم بالشخوص وتبهم با‬
‫صنع لم ف ذلك من الفضل فإنم أهل البلد وهم الناس فإن استقاموا لك استقام لك الذي‬
‫تريد وتطلب فأما نن فليس عليك خلف منا مت دعوتنا أجبناك ومت أمرتنا أطعناك خطبة‬
‫المام علي وقام المام علي خطيبا على منبه يرض الناس ويأمرهم بالسي إل صفي لقتال‬
‫أهل الشأم فقال سيوا إل أعداء ال سيوا إل أعداء القرآن والسنن سيوا إل بقية الحزاب‬
‫وقتلة الهاجرين والنصار‬
‫فقام رجل من بن فزارة فقال له أتريد أن تسي بنا إل إخواننا من أهل الشأم نقتلهم‬
‫كل كما سرت بنا إل إخواننا من أهل البصرة فقتلتهم كلها ال إذن ل نفعل ذلك فقام‬
‫الشتر فقال من هذا الارق فهرب الفزاري واشتد الناس على أثره فلحق ف مكان من السوق‬
‫تباع ف الباذين فوطئوه بأرجلهم وضربوه بأيديهم ونصال سيوفهم حت قتل فأت علي عليه‬
‫السلم فقيل له يا أمي الؤمني قتل الرجل قال ومن قتله قالوا قتلته هدان ومعهم شوب من‬
‫الناس فقال قتيل عمية ل يدري من قتله ديته من بيت مال السلمي فقام الشتر فقال خطبة‬
‫الشتر النخعي يا أمي الؤمني ل يهدنك ما رأيت ول يولينك من نصرنا ما سعت من مقالة‬
‫هذا الشقي الائن إن جيع من ترى من الناس شيعتك ل يرغبون بأنفسهم عن نفسك ول‬
‫يبون البقاء بعدك فإن شئت فسر بنا إل عدوك فوال ما ينجو من الوت من خافه ول يعطى‬
‫البقاء من أحبه وإنا لعلى بينة من ربنا وإن أنفسنا لن توت حت يأت أجلها وكيف ل نقاتل‬
‫قوما هم كما وصف أمي الؤمني وقد وثبت عصابة منهم على طائفة من السلمي بالمس‬
‫وباعوا خلقهم بعرض من الدنيا يسي فقال علي الطريق مشترك والناس ف الق سواء ومن‬
‫اجتهد رأيه ف نصيحة العامة فقد قضى ما عليه ث نزل فدخل منله‬

‫‪160‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫مقال من ثبطوه عن السي ولا أمر المام بالسي إل الشأم دخل عليه عبد ال بن‬
‫العتم العبسي وحنظلة ابن الربيع التميمي ف رجال كثي من غطفان وبن تيم فقال له حنظلة يا‬
‫أمي الؤمني إنا قد مشينا إليك ف نصيحة فاقبلها ورأينا لك رأيا فل تردنه علينا فإنا نظرنا لك‬
‫ولن معك أقم وكاتب هذا الرجل ول تعجل إل قتال أهل الشأم فإنا وال ما ندري ول تدري‬
‫لن تكون الغلبة إذا التقيتم ول على من تكون الدبرة وقال ابن العتم مثل قوله وتكلم القوم‬
‫الذين دخلوا معهما بثل كلمهما رد المام عليهم فحمد علي عليه السلم ال وأثن ث قال أما‬
‫بعد فإن ال وارث العباد والبلد ورب السموات السبع والرضي السبع وإليه ترجعون يؤت‬
‫اللك من يشاء وينع اللك من يشاء ويعز من يشاء ويذل من يشاء أما الدبرة فإنا على‬
‫الضالي العاصي ظفروا أو ظفر بم واي ال إن لسع كلم قوم ما أراهم يعرفون معروفا ول‬
‫ينكرون منكرا فقام إليه معقل بن قيس الرياحي فقال يا أمي الؤمني إن هؤلء وال ما آثروك‬
‫بنصح ول دخلوا عليك إل بغش فاحذرهم فإنم أدن العدو‬
‫وقال له مالك بن حبيب إنه بلغن ياأمي الؤمني أن حنظلة هذا يكاتب معاوية‬
‫فادفعه إلينا نسبه حت تنقضي غزاتك وتتصرف وقام من بن عبس قائد بن بكي وعياش بن‬
‫ربيعة فقال يا أمي الؤمني إن صاحبنا عبد ال بن العتم قد بلغنا أنه يكاتب معاوية فاحبسه أو‬
‫مكنا من حبسه حت تنقضي غزاتك ث تتصرف فقال هذا جزاء لن نظر لكم وأشار عليكم‬
‫بالرأي فيما بينكم وبي عدوكم فقال لما علي عليه السلم ال بين وبينكم وإليه أكلكم وبه‬
‫استظهر عليكم اذهبوا حيث شئتم خطبة عدي بن حات الطائي وقام عدي بن حات الطائي بي‬
‫يدي علي عليه السلم فحمد ال وأثن عليه وقال يا أمي الؤمني ما قلت إل بعلم ول دعوت‬
‫إل إل حق ول أمرت إل برشد ولكن إذا رأيت أن تستأن هؤلء القوم وتستديهم حت تأتيهم‬
‫كتبك وتقدم عليهم رسلك فعلت فإن يقبلوا يصيبوا رشدهم والعافية أوسع لنا ولم وإن‬
‫يتمادوا ف الشقاق ول ينعوا عن الغي نسر إليهم وقد قدمنا إليهم العذر ودعوناهم إل ما ف‬
‫أيدينا من الق فوال لم من الق أبعد وعلى ال أهون‬

‫‪161‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫من قوم قاتلناهم أمس بناحية البصرة لا دعوناهم إل الق فتركوه ناوخناهم براكاء‬
‫القتال حت بلغنا منهم ما نب وبلغ ال منهم رضاه خطبة زيد بن حصي الطائي فقام زيد بن‬
‫حصي الطائي وكان من أصحاب البانس الجتهدين فقال المد ل حت يرضى ول إله إل ال‬
‫ربنا أما بعد فوال إن كنا ف شك ف قتال من خالفنا ول تصلح لنا النية ف قتالم حت‬
‫نستديهم ونستأنيهم فما العمال إل تباب ول السعي إل ف ضلل وال تعال يقول وأما بنعمة‬
‫ربك فحدث إننا وال ما ارتبنا طرفة عي فيمن يتبعونه فكيف بأتباعه القاسية قلوبم القليل من‬
‫السلم حظهم أعوان الظلمة وأصحاب الور والعدوان ليسوا من الهاجرين ول النصار ول‬
‫التابعي بإحسان فقام رجل من طيئ فقال يا زيد بن حصي أكلم سيدنا عدي بن حات يهجن‬
‫فقال زيد ما أنتم بأعرف بق عدي من ولكن ل أدع القول بالق وإن سخط الناس خطبة‬
‫أب زينب بن عوف ودخل أبو زينب بن عوف على المام علي فقال يا أمي الؤمني لئن كنا‬
‫على الق لنت أهدانا سبيل وأعظمنا ف الي نصيبا ولئن كنا على ضلل إنك لثقلنا ظهرا‬
‫وأعظمنا وزرا قد أمرتنا بالسي‬
‫إل هذا العدو وقد قطعنا ما بيننا وبينهم من الولية وأظهرنا لم العداوة نريد بذلك‬
‫ما يعلم ال تعال من طاعتك أليس الذي نن عليه هو الق البي والذي عليه عدونا هو‬
‫الوب الكبي فقال عليه السلم بلى شهدت أنك إن مضيت معنا ناصرا لدعوتنا صحيح النية‬
‫ف نصرنا قد قطعت منهم الولية وأظهرت لم العدواة كما زعمت فإنك ول ال تسبح ف‬
‫رضوانه وتركض ف طاعته فأبشر أبا زينب وقال له عمار بن ياسر اثبت أبا زينب ول تشك ف‬
‫الحزاب أعداء ال ورسوله فقال أبو زينب ما أحب أن ل شاهدين من هذه المة شهدا ل‬
‫عما سألت من هذا المر الذي أهن مكانكما خطبة يزيد بن قيس الرحب ودخل يزيد بن‬
‫قيس الرحب على علي عليه السلم فقال يا أمي الؤمني نن أولو جهاز وعدة وأكثر الناس‬
‫أهل قوة ومن ليس به ضعف ول علة فمر مناديك فليناد الناس يرجوا إل معسكرهم بالنخيلة‬
‫فإن أخا الرب ليس بالسئوم ول النئوم ول من إذا أمكنته الفرص أجلها واستشار فيها ول من‬

‫‪162‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫يؤخر عمل الرب اليوم لغد وبعد غد خطبة زياد بن النضر فقال زياد بن النضر لقد نصح لك‬
‫يزيد بن قيس يا أمي الؤمني وقال ما يعرف فتوكل‬
‫على ال وثق به واشخص بنا إل هذا العدو راشدا معانا فإن يرد ال بم خيا ل‬
‫يتركوك رغبة عنك إل من ليس له مثل سابقتك وقدمك وإل ينيبوا ويقبلوا وأبوا إل حربنا ند‬
‫حربم علينا هينا ونرجو أن يصرعهم ال مصارع إخوانم ث بالمس خطبة عبد ال بن بديل‬
‫بن ورقاء الزاعي ث قام عبد ال بن بديل بن ورقاء الزاعي فقال يا أمي الؤمني إن القوم لو‬
‫كانوا ال يريدون ول يعملون ما خالفونا ولكن القوم إنا يقاتلوننا فرارا من السوة وحبا‬
‫للثرة وضنا بسلطانم وكرها لفراق دنياهم الت ف أيديهم وعلى إحن ف نفوسهم وعداوة‬
‫يدونا ف صدورهم لوقائع أوقعتها يا أمي الؤمني بم قدية قتلت فيها آباءهم وأعوانم ث‬
‫التفت إل الناس فقال كيف يبايع معاوية عليا وقد قتل أخاه حنظلة وخاله الوليد وجده عتبة ف‬
‫موقف واحد وال ما أظنهم يفعلون ولن يستقيموا لكم دون أن تقصف فيهم قنا الران وتقطع‬
‫على هامهم السيوف وتنثر حواجبهم بعمد الديد وتكون أمور جة بي الفريقي‬
‫أدب المام علي وكرم خلقه وخرج جحر بن عدي وعمرو بن المق يظهران‬
‫الباءة من أهل الشأم فأرسل علي عليه السلم إليهما أن كفا عما يبلغن عنكما فأتياه فقال يا‬
‫أمي الؤمني ألسنا مقي قال بلى قال أوليسوا مبطلي قال بلى قال فلم منعتنا من شتمهم قال‬
‫كرهت لكم أن تكونوا لعاني شتامي تشتمون وتبءون ولكن لو وصفتم مساوي أعمالم‬
‫فقلتم من سيتم كذا وكذا ومن أعمالم كذا وكذا كان أصوب ف القول وأبلغ ف العذر‬
‫وقلتم مكان لعنكم إياهم وبراءتكم منهم اللهم احقن دماءهم ودماءنا وأصلح ذات بينهم وبيننا‬
‫واهدهم من ضللتهم حت يعرف الق منهم من جهله ويرعوى عن الغي والعدوان منهم من‬
‫لج به لكان أحب إل وخيا لكم فقال يا أمي الؤمني نقبل عظتك ونتأدب بأدبك مقال‬
‫عمرو بن المق وقال له عمرو بن المق يومئذ وال يا أمي الؤمني إن ما أحببتك ول بايعتك‬
‫على قرابة بين وبينك ول إرادة مال تؤتينيه ول التماس سلطان ترفع ذكري به ولكنن أحببتك‬

‫‪163‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫بصال خس إنك ابن عم رسول ال صلى ال عليه وآله ووصيه وأبو الذرية الت بقيت فينا من‬
‫رسول ال صلى ال عليه وآله وأسبق الناس إل السلم وأعظم الهاجرين سهما‬
‫ف الهاد ولو أن كلفت نقل البال الرواسي ونزح البحور الطوامي حت يأت علي‬
‫يومي ف أمر أقوى به وليك وأهي عدوك ما رأيت أن قد أديت فيه كل الذي يق علي من‬
‫حقك فقال علي عليه السلم اللهم نور قلبه بالتقى واهده إل صراطك الستقيم ليت أن ف‬
‫جندي مائة مثلك فقال حجر إذن وال يا أمي الؤمني صح جندك وقل فيهم من يغشك مقال‬
‫حجر بن عدي وقام حجر بن عدي فقال يا أمي الؤمني نن بنو الرب وأهلها الذين نلقحها‬
‫وننتجها قد ضارستنا وضارسناها ولنا أعوان وعشية ذات عدد ورأي مرب وبأس ممود‬
‫وأزمتنا منقادة لك بالسمع والطاعة فإن شرقت شرقنا وإن غربت غربنا وما أمرتنا به من أمرنا‬
‫فعلنا فقال علي عليه السلم أكل قومك يرى مثل رأيك قال ما رأيت منهم إل حسنا وهذه‬
‫يدي عنهم بالسمع والطاعة وحسن الجابة فقال له علي عليه السلم خيا مقال هاشم بن‬
‫عتبة وقال زياد بن النضر الارثي لعبد ال بن بديل الزاعي إن يومنا ليوم عصبصب ما يصب‬
‫عليه إل كل مشبع القلب صادق النية‬
‫رابط الأش واي ال ما أظن ذلك اليوم يبقى منهم ول منا إل الرذال فقال عبد ال‬
‫بن بديل أنا وال أظن ذلك فبلغ كلمهما عليا عليه السلم فقال لما ليكن هذا الكلم مزونا‬
‫ف صدوركما ل تظهراه ول يسمعه منكما سامع إن ال كتب القتل على قوم والوت على‬
‫آخرين وكل آتيه منيته كما كتب ال له فطوب للمجاهدين ف سبيله والقتولي ف طاعته فلما‬
‫سع هاشم بن عتبة ما قاله أتى عليا عليه السلم فقال سر بنا يا أمي الؤمني إل هؤلء القوم‬
‫القاسية قلوبم الذين نبذوا كتاب ال وراء ظهورهم وعملوا ف عباد ال بغي رضا ال فأحلوا‬
‫حرامه وحرموا حلله واستهوى بم الشيطان ووعدهم الباطيل ومناهم المان حت أزاغهم‬
‫عن الدى وقصد بم قصد الردى وحبب إليهم الدنيا فهم يقاتلون على دنياهم رغبة فيها‬
‫كرغبتنا ف الخرة وانتجاز موعد ربنا وأنت يا أمي الؤمني أقرب الناس من رسول ال صلى‬

‫‪164‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫ال عليه وآله رحا وأفضل الناس سابقة وقدما م يا أمي الؤمني يعلمون منك مثل الذي نعلم‬
‫ولكن كتب عليهم الشقاء ومالت بم الهواء وكانوا ظالي فأيدينا مبسوطة لك بالسمع‬
‫والطاعة وقلوبنا منشرحة لك ببذل النصيحة وأنفسنا تنصرك على من خالفك وتول المر‬
‫دونك جذلة وال ما أحب أن ل ما على الرض فما أقلت ول ما تت السماء فما أظلت وأن‬
‫واليت عدوا لك وعاديت وليا لك فقال علي عليه السلم اللهم ارزقه الشهادة ف سبيلك‬
‫والوافقة لنبيك‬
‫خطبة المام علي ث إن عليا عليه السلم صعد النب فخطب الناس ودعاهم إل‬
‫الهاد فبدأ بمد ال والثناء عليه ث قال إن ال قد أكرمكم بدينه وخلقكم لعبادته فانصبوا‬
‫أنفسكم ف أداء حقه وتنجزوا موعوده واعلموا أن ال جعل أمراس السلم متينة وعراه وثيقة‬
‫ث جعل الطاعة حظ النفس ورضا الرب وغنيمة الكياس عند تفريط العجزة وقد حلت أمر‬
‫أسودها وأحرها ول قوة إل بال ونن سائرون إن شاء ال إل من سفه نفسه وتناول ما ليس‬
‫له وما ل يدركه معاوية وجنده الفئة الطاغية الباغية يقودهم إبليس ويبق لم ببارق تسويفه‬
‫ويدليهم بغروره وأنتم أعلم الناس باللل والرام فاستغنوا با علمتم واحذروا ما حذركم ال‬
‫من الشيطان وارغبوا فيما عنده من الجر والكرامة واعلموا أن السلوب من سلب دينه وأمانته‬
‫والغرور من آثر الضللة على الدى فل أعرفن أحدا منكم تقاعس عن وقال ف غيي كفاية‬
‫فإن الذود إل الذود إبل ومن ل يذد عن حوضه يتهدم ث أن آمركم بالشدة ف المر والهاد‬
‫ف سبيل ال وان ل تغتابوا مسلما وانتظروا النصر العاجل من ال إن شاء ال‬
‫خطبة السن بن علي ث قام بعده ابنه السن رضي ال عنه فقال المد ل ل إله‬
‫غيه ول شريك له ث قال إن ما عظم ال عليكم من حقه وأسبغ عليكم من نعمه مال يصى‬
‫ذكره ول يؤدى شكره ول يبلغه قول ول صفة ونن إنا غضبنا ل ولكم إنه ل يتمع قوم قط‬
‫على أمر واحد إل اشتد أمرهم واستحكمت عقدتم فاحتشدوا ف قتل عدوكم معاوية وجنوده‬
‫ول تاذلوا فإن الذلن يقطع نياط القلوب وإن القدام على السنة نوة وعصمة ل يتمنع قوم‬

‫‪165‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫قط إل رفع ال عنهم العلة وكفاهم جوائح الذلة وهداهم إل معال اللة ث أنشد والصلح تأخذ‬
‫منه مارضيت به والرب يكفيك من أنفاسها جرع خطبة السي بن علي ث قام السي رضي‬
‫ال عنه فحمد ال وأثن عليه ث قال يأهل الكوفة أنتم الحبة الكرماء والشعار دون الدثار‬
‫جدوا ف إطفاء ما وتر بينكم وتسهيل ما توعر عليكم إل إن الرب شرها وريع وطعمها‬
‫فظيع فمن أخذ لا أهبتها واستعد لا عدتا ول يأل كلومها قبل حلولا فذاك‬
‫صاحبها ومن عاجلها قبل أوان فرصتها واستبصار سعيه فيها فذاك قمن أن ل ينفع قومه وأن‬
‫يهلك نفسه نسأل ال بقوته أن يدعمكم بالفيئة ث نزل خطبة عبد ال بن عباس وكتب علي‬
‫إل ابن عباس بالبصرة أما بعد فاشخص إل بن قبلك من السلمي والؤمني وذكرهم بلئي‬
‫عندهم وعفوي عنهم ف الرب وأعلمهم الذي لم ف ذلك من الفضل والسلم فلما وصل‬
‫كتابه إل ابن عباس قام ف الناس فقرأ عليهم الكتاب وحد ال وأثن عليه وقال أيها الناس‬
‫استعدوا للشخوص إل إمامكم وانفروا خفافا وثقال وجاهدوا بأموالكم وأنفسكم فإنكم‬
‫تقاتلون الحلي القاسطي الذين ل يقرءون القرآن ول يعرفون حكم الكتاب ول يدينون دين‬
‫الق مع أمي الؤمني وابن عم رسول ال المر بالعروف والناهي عن النكر والصادع بالق‬
‫والقيم بالدى والاكم بكم الكتاب الذي ل يرتشي ف الكم ول يداهن الفجار ول تأخذه‬
‫ف ال لومة لئم‬
‫خطبة لعاوية ولا نزل على النخيلة متوجها إل الشأم وبلغ معاوية خبه وهو يومئذ‬
‫بدمشق قد ألبس منب دمشق قميص عثمان مضبا بالدم وحول النب سبعون ألف شيخ يبكون‬
‫حوله ل تف دموعهم على عثمان خطبهم وقال يأهل الشأم قد كنتم تكذبونن ف علي وقد‬
‫استبان لكم أمره وال ما قتل خليفتكم غيه وهو أمر بقتله وألب الناس عليه وآوى قتلته وهم‬
‫جنده وأنصاره وأعوانه وقد خرج بم قاصدا بلدكم ودياركم لبادتكم يأهل الشأم ال ال ف‬
‫دم عثمان فأنا وليه وأحق من طلب بدمه وقد جعل ال لول القتول ظلما سلطانا فانصروا‬
‫خليفتكم الظلوم فقد صنع القوم ما تعلمون قتلوه ظلما وبغيا وقد أمر ال تعال بقتال الفئة‬

‫‪166‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫الباغية حت تفئ إل أمر ال ث نزل فأعطوه الطاعة وانقادوا له وجع إليه أطرافه واستعد للقاء‬
‫علي‬
‫وفد علي على معاوية بعد أن نزل علي كرم ال وجهه بصفي دعا بشي بن عمرو‬
‫بن مصن النصاري وسعيد بن قيس المدان وشبث بن ربعي التميمي فقال ائتوا هذا الرجل‬
‫فادعوه إل ال وإل الطاعة والماعة فقال له شبث بن ربعي يا أمي الؤمني أل تطمعه ف‬
‫سلطان توليه إياه ومنلة يكون له با أثرة عندك إن هو بايعك فقال علي ائتوه فالقوه واحتجوا‬
‫عليه وانظروا ما رأيه وهذا ف أول ذي الجة سنة ه فأتوه ودخلوا عليه خطبة بشي بن عمرو‬
‫فحمد ال أبو عمرة بشي بن عمرو وأثن عليه وقال يا معاوية إن الدنيا عنك زائلة وإنك راجع‬
‫إل الخرة وإن ال عز وجل ماسبك بعملك وجازيك با قدمت يداك وإن أنشدك ال عز‬
‫وجل أن تفرق جاعة هذه المة وأن تسفك دماءها بينها فقطع عليه الكلم وقال هل أوصيت‬
‫بذلك صاحبك فقال أبو عمرة إن صاحب ليس مثلك إن صاحب أحق البية كلها بذا المر ف‬
‫الفضل والدين والسابقة ف السلم والقرابة من الرسول قال فيقول ماذا قال يأمرك بتقوى ال‬
‫عز وجل وإجابة ابن عمك إل ما يدعوك اليه من الق فإنه أسلم لك ف دنياك وخي لك ف‬
‫عاقبة أمرك‬
‫قال معاوية ونطل دم عثمان رضي ال عنه ل وال ل أفعل ذلك أبدا فذهب سعيد‬
‫بن قيس يتكلم فبادره شبث بن ربعي فتكلم خطبة شبث بن ربعي فحمد ال وأثن عليه وقال‬
‫يا معاوية إن قد فهمت ما رددت على ابن مصن إنه وال ل يفي علينا ما تغزو وما تطلب‬
‫إنك ل تد شيئا تستغوي به الناس وتستميل به أهواءهم وتستخلص به طاعتهم إل قولك قتل‬
‫إمامكم مظلوما فنحن نطلب بدمه فاستجاب لك سفهاء طغام وقد علمنا أن قد أبطأت عنه‬
‫بالنصر وأحببت له القتل لذه النلة الت أصبحت تطلب ورب متمن أمر وطالبه ال عز وجل‬
‫يول دونه بقدرته وربا أوتى التمن أمنيته وفوق أمنيته ووال ما لك ف واحدة منها خي لئن‬
‫أخطأت ما ترجو إنك لشر العرب حال ف ذلك ولئن أصبت ما تن ل تصيبه حت تستحق من‬

‫‪167‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫ربك صلى النار فاتق ال يا معاوية ودع ما أنت عليه ول تنازع المر أهله خطبة معاوية فحمد‬
‫ال معاوية وأثن عليه ث قال أما بعد فإن أول ما عرفت فيه سفهك وخفة حلمك قطعك على‬
‫هذا السيب الشريف سيد قومه منطقه ث عنيت بعد فيما ل علم لك به فقد كذبت ولومت‬
‫أيها العراب اللف الاف ف كل ما ذكرت ووصفت انصرفوا من عندي فإنه ليس‬
‫بين وبينكم ال السيف وغضب وخرج القوم وشبث يقول أفعلينا تول بالسيف أقسم بال‬
‫ليعجلن با إليك فأتوا عليا وأخبوه بالذي كان من قوله فأخذ علي يأمر الرجل ذا الشرف‬
‫فيخرج معه جاعة ويرج إليه من أصحاب معاوية آخر معه جاعة فيقتتلن ف خيلهما‬
‫ورجالما ث ينصرفان وكانوا يكرهون أن يلقوا بمع أهل العراق أهل الشأم لا يتخوفون أن‬
‫يكون ف ذلك الستئصال واللك‬
‫وفد علي إل معاوية أيضا ولا دخلت سنة ه توادعا على ترك الرب ف الحرم إل‬
‫انقضائه طمعا ف الصلح واختلفت فيما بينهما الرسل ف ذلك دون جدوى فبعث علي عدي‬
‫بن حات ويزيد بن قيس وشبث بن ربعي وزياد بن خصفة إل معاوية خطبة عدي بن حات فلما‬
‫دخلوا حد ال عدي بن حات ث قال أما بعد فإنا أتيناك ندعوك إل أمر يمع ال عز وجل به‬
‫كلمتنا وأمتنا ويقن به الدماء ويؤمن به السبل ويصلح به ذات البي إن ابن عمك سيد‬
‫السلمي أفضلها سابقة وأحسنها ف السلم أثرا وقد استجمع له الناس وقد أرشدهم ال عز‬
‫وجل بالذي رأوا فلم يبق أحد غيك وغي من معك فانته يا معاوية ل يصبك ال وأصحابك‬
‫بيوم مثل يوم المل جواب معاوية فقال معاوية كأنك إنا جئت متهددا ل تأت مصلحا‬
‫هيهات يا عدي كل وال إن لبن حرب ما يقعقع ل بالشنان أما وال إنك لن الجلبي علي‬
‫ابن عفان رضي ال عنه وإنك لن قتلته وإن لرجو أن تكون من يقتل ال عز‬
‫وجل به هيهات يا عدي بن حات قد حلبت بالساعد الشد فقال له شبث بن ربعي وزياد بن‬
‫خصفة وتنازعا جوابا واحدا أتيناك فيما يصلحنا وإياك فأقبلت تضرب لنا المثال دع مال‬
‫ينتفع به من القول والفعل وأجبنا فيما يعمنا وإياك نفعه خطبة يزيد بن قيس وتكلم يزيد بن‬

‫‪168‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫قيس فقال إنا ل نأتك إل لنبلغك ما بعثنا به إليك ولنؤدى عنك ما سعنا منك ونن على ذلك‬
‫لن ندع أن ننصح لك وأن نذكر ما ظننا أن لنا عليك به حجة وأنك راجع به إل اللفة‬
‫والماعة إن صاحبنا من قد عرفت وعرف السلمون فضله ول أظنه يفى عليك إن أهل الدين‬
‫والفضل لن يعدلوا بعلي ولن ييلوا بينك وبينه فاتق ال يا معاوية ول تالف عليا فإنا وال ما‬
‫رأينا رجل قط أعمل بالتقوى ول أزهد ف الدنيا ول أجع لصال الي كلها منه خطبة معاوية‬
‫فحمد ال معاوية وأثن عليه ث قال أما بعد فإنكم دعوت إل الطاعة والماعة فأما الماعة الت‬
‫دعوت اليها فمعنا هي‬
‫وأما الطاعة لصاحبكم فإنا ل نراها إن صاحبكم قتل خليفتنا وفرق جاعتنا وآوى‬
‫ثأرنا وقتلتنا وصاحبكم يزعم أنه ل يقتله فنحن ل نرد على ذلك عليه أرأيتم قتلة صاحبنا ألستم‬
‫تعلمون أنم أصحاب صاحبكم فليدفعهم إلينا فلنقتلهم به ث نن نيبكم إل الطاعة والماعة‬
‫فقال له شبث أيسرك يا معاوية أنك أمكنت من عمار تقتله فقال معاوية‬
‫وماينعن من ذلك وال لو أمكنت من ابن سيه ما قتلته بعثمان رضي ال عنه‬
‫ولكن كنت قاتله بناتل مول عثمان فقال شبث وإله الرض وإله السماء ما عدلت معتدل ل‬
‫والذي ل إله إل هو ل تصل إل عمار حت تندر الام عن كواهل القوام وتضيق الرض‬
‫الفضاء عليك برحبها فقال له معاوية إنه لو قد كان ذلك كانت الرض عليك أضيق وتفرق‬
‫القوم عن معاوية فلما انصرفوا بعث معاوية إل زياد بن خصفة التميمي فخل به فحمد ال‬
‫وأثن عليه وقال أما بعد يا أخا ربيعة فإن عليا قطع أرحامنا وآوى قتلة صاحبنا وإن أسألك‬
‫النصر بأسرتك وعشيتك ث لك عهد ال جل وعز وميثاقه أن أوليك إذا ظهرت أي الصرين‬
‫أحببت قال زياد فلما قضى معاوية كلمه حدت ال عز وجل وأثنيت عليه ث قلت أما بعد‬
‫فإن على بينة من رب وبا أنعم علي فلن أكون ظهيا للمجرمي ث قمت‬
‫وفد معاوية إل علي وبعث معاوية إل علي حبيب بن مسلمة الفهري وشرحبيل بن‬
‫السمط ومعن ابن يزيد بن الخنس فدخلوا عليه خطبة حبيب بن مسلمة فحمد ال حبيب‬

‫‪169‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫وأثن عليه ث قال أما بعد فإن عثمان بن عفان رضي ال عنه كان خليفة مهديا يعمل بكتاب‬
‫ال عز وجل وينيب إل أمر ال تعال فاستثقلتم حياته واستبطأت وفاته فعدوت عليه فقتلتموه‬
‫رضي ال عنه فادفع إلينا قتلة عثمان إن زعمت أنك ل تقتله نقتلهم به ث اعتزل أمر الناس‬
‫فيكون أمرهم شورى بينهم يول الناس أمرهم من أجع عليه رأيهم فقال له علي بن أب طالب‬
‫وما أنت ل أم لك والعزل وهذا المر اسكت فإنك لست هناك ول بأهل له فقام وقال له وال‬
‫لترين بيث تكره فقال علي وما أنت لو أجلبت بيلك ورجلك ل أبقى ال عليك إن أبقيت‬
‫علي أحقرة وسوءا اذهب فصوب وصعد ما بدا لك وقال شرحبيل بن السمط‬
‫ان إن كلمتك فلعمري ما كلمي إل مثل كلم صاحب قبل فهل عندك جواب‬
‫غي الذي أجبته به فقال علي نعم لك ولصاحبك جواب غي الذي أجبته به خطبة علي بن أب‬
‫طالب فحمد ل وأثن عليه ث قال أما بعد فإن ال جل ثناؤه بعث ممدا بالق فأنقذ به من‬
‫الضللة وانتاش به من اللكة وجع به من الفرقة ث قبضه ال إليه وقد أدى ما عليه ث استخلف‬
‫الناس أبا بكر رضي ال عنه واستخلف أبو بكر عمر رضي ال عنه فأحسنا السية وعدل ف‬
‫المة وقد وجدنا عليهما أن توليا علينا ونن آل رسول ال فغفرنا ذلك لما وول عثمان رضي‬
‫ال عنه فعمل بأشياء عابا الناس عليه فساروا إليه فقتلوه ث أتان الناس وأنا معتزل أمورهم‬
‫فقالوا ل بايع فأبيت عليهم فقالوا ل بايع فإن المة ل ترضى إل بك وإنا ناف إن ل تفعل أن‬
‫يفترق الناس فبايعتهم فلم يرعن إل شقاق رجلي قد بايعان وخلف معاوية الذي ل يعل ال‬
‫عز وجل له سابقة ف الدين ول سلف صدق ف السلم طليق بن طليق حزب من هذه‬
‫الحزاب ل يزل ل عز وجل ولرسوله وللمسلمي عدوا هو وأبوه حت دخل ف السلم‬
‫كارهي‬
‫فل غرو إل خلفكم معه وانقيادكم له وتدعون آل نبيكم الذين ل ينبغي لكم‬
‫شقاقهم ول خلفهم ول أن تعدلوا بم من الناس أحدا أل إن أدعوكم إل كتاب ال عز وجل‬
‫وسنة نبيه وأماتة الباطل وإحياء معال الدين أقول قول هذا وأستغفر ال ل ولكم ولكل مؤمن‬

‫‪170‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫ومؤمنة ومسلم ومسلمة فقال اشهد أن عثمان رضي ال عنه قتل مظلوما فقال لما ل أقول إنه‬
‫قتل مظلوما ول إنه قتل ظالا قال فمن ل يزعم أن عثمان قتل مظلوما فنحن منه برآء ث قاما‬
‫فانصرفا فقال علي إنك ل تسمع الوتى ول تسمع الصم الدعاء إذا ولوا مدبرين وما أنت‬
‫بادي العمي عن ضللتهم إن تسمع إل من يؤمن بآياتنا فهم مسلمون‬
‫التحريض على القتال من قبل معاوية خطبة عمرو بن العاص التوف سنة ه ولا بلغ‬
‫معاوية أن المام عليا كرم ال وجهه يهز اليوش لقتاله دعا عمرو ابن العاص فاستشاره فقال‬
‫أما إذ بلغك أنه يسي فسر بنفسك ول تغب عنه برأيك ومكيدتك قال أما إذا يا أبا عبد ال‬
‫فجهز الناس فجاء عمرو فحضض الناس وضعف عليا وأصحابه وقال إن أهل العراق قد فرقوا‬
‫جعهم وأوهنوا شوكتهم وفلوا حدهم ث إن أهل البصرة مالفون لعلي قد وترهم وقتلهم وقد‬
‫تفانت صناديدهم وصناديد أهل الكوفة يوم المل وإنا سار ف شرذمة قليلة منهم من قد قتل‬
‫خليفتكم فال ال ف حقكم أن تضيعوه وف دمكم أن تطلوه خطبة أخرى لعمرو بن العاص‬
‫وخطب عمرو بن العاص قبل الوقعة العظمى بصفي يرض أهل الشأم وقد كان منحنيا على‬
‫قوس فقال المد ل العظيم ف شأنه القوي ف سلطانه العلي ف مكانه الواضح ف برهانه أحده‬
‫على حسن البلء وتظاهر النعماء ف كل رزية من بلء أو شدة أو رخاء‬
‫وأشهد أن ل إله إل ال وحده ل شريك له وأن ممدا عبده ورسوله ث إنا نتسب‬
‫عند ال رب العالي ما أصبح ف أمة ممد من اشتعال نيانا واضطراب حبلها ووقوع بأسها‬
‫بينها فإنا ل وإنا إليه راجعون والمد ل رب العالي أول تعلمون أن صلتنا وصلتم وصيامنا‬
‫وصيامهم وحجنا وحجهم وقبلتنا وقبلتهم وديننا ودينهم واحد ولكن الهواء متلفة اللهم‬
‫أصلح هذه المة با أصلحت به أولا واحفظ فيما بيننا مع أن القوم قد وطئوا بلدكم وبغوا‬
‫عليكم فجدوا ف قتال عدوكم واستعينوا بال ربكم وحافظوا على حرماتكم ث جلس خطبة‬
‫معاوية بن أب سفيان يرض أهل الشأم وقام معاوية ف أهل الشأم خطيبا فقال أيها الناس‬
‫أعيونا جاجكم وأنفسكم ل تقتلوا ول تتخاذلوا فإن اليوم يوم أخطار ويوم حقيقة وحفاظ‬

‫‪171‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫إنكم لعلى حق وبأيديكم حجة إنا تقاتلون من نكث البيعة وسفك الدم الرام فليس له من‬
‫السماء عاذر قدموا أصحاب السلح الستلئمة وأخروا الاسر واحلوا بأجعكم فقد بلغ الق‬
‫مقطعة وإنا هو ظال ومظلوم‬
‫خطبة ذي الكلع الميي وطلب معاوية إل ذي الكلع الميي أن يطب ف‬
‫الناس ويرضهم على قتال علي رضي ال عنه ومن معه من أهل العراق فعقد فرسه وكان من‬
‫أعظم أصحاب معاوية خطرا وخطب ف الناس فقال المد ل حدا كثيا ناميا واضحا منيا‬
‫بكرة وأصيل أحده وأستعينه وأومن به وأتوكل عليه وكفى بال وكيل وأشهد أن ل إله إل‬
‫ال وحده ل شريك له وأشهد أن ممدا عبده ورسوله أرسله بالعرفان إماما وبالدى ودين‬
‫الق حي ظهرت العاصي ودرست الطاعة وامتلت الرض جورا وضللة واضطرمت الدنيا‬
‫نيانا وفتنة وورك عدو ال إبليس على أن يكون قد عبد ف أكنافها واستول على جيع أهلها‬
‫فكان ممد صلى ال عليه وآله هو الذي أطفأ ال به نيانا ونزع به أوتادها وأوهن به قوى‬
‫إبليس وآيسه ما كان قد طمع فيه من ظفره بم وأظهره على الدين كله ولو كره الشركون ث‬
‫كان من قضاء ال أن ضم بيننا وبي أهل ديننا بصفي وإنا لنعلم أن فيهم قوما قد كانت لم‬
‫مع رسول ال صلى ال عليه وآله سابقة ذات شأن وخطر عظيم ولكن ضربت المر ظهرا‬
‫وبطنا فلم أر يسعن أن يهدر دم عثمان صهر نبينا صلى ال عليه وآله الذي جهز جيش العسرة‬
‫وألق ف مصلى رسول ال عليه وآله بيتا‬
‫وبن سقاية وبايع له نب ال بيده اليمن على اليسرى واختصه بكريتيه أم كلثوم‬
‫ورقية فإن كان قد أذنب ذنبا فقد أذنب من هو خي منه قد قال ال سبحانه لنبيه ليغفر لك ال‬
‫ما تقدم من ذنبك وما تأخر وقتل موسى نفسا ث استغفر ال‬
‫فغفر له وقد أذنب نوح ث استغفر ال فغفر له وقد أذنب أبوكم آدم ث استغفر ال‬
‫فغفر ال له ول يعر أحدكم من الذنوب وإنا لنعلم قد كانت لبن أب طالب سابقة حسنة مع‬
‫رسول ال صلى ال عليه وآله فإن ل يكن مال على قتل عثمان فقد‬

‫‪172‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫خذله وإنه لخوه ف دينه وابن عمه وسلفه وابن عمته ث قد أقبلوا من عراقهم حت‬
‫نزلوا شامكم وبلدكم وبيضتكم وإنا عامتهم بي قاتل وخاذل فاستعينوا بال واصبوا فلقد‬
‫ابتليتم أيتها المة ولقد رأيت ف منامي ف ليلت هذه لكأنا وأهل العراق اعتورنا مصحفا نضربه‬
‫بسيوفنا ونن ف ذلك جيعا ننادي ويكم ال ومع أنا وال ل نفارق العرصة حت نوت‬
‫فعليكم بتقوى ال وليكن الثبات ل فإن سعت عمر بن الطاب يقول سعت رسول ال صلى‬
‫ال عليه وآله يقول إنا يبعث القتتلون على الثبات أفرغ ال علينا وعليكم الصب وأعز لنا ولكم‬
‫النصر وكان لنا ولكم ف كل أمر وأستغفر ال ل ولكم خطبة يزيد بن أسد البجلي وقام يزيد‬
‫بن أسد البجلي ف أهل الشأم يطب الناس بصفي وعليه قباء من خز وعمامة سوداء آخذا‬
‫بقائم سيفه واضعا نصل السيف ف الرض متوكئا عليه فقال المد ل الواحد الفرد ذي الطول‬
‫واللل العزيز البار الكيم الغفار الكبي التعال ذي العطاء والفعال والسخاء والنوال والبهاء‬
‫والمال والن‬
‫والفضال مالك اليوم الذي ل بيع فيه ول خلل أحده على حسن البلء وتظاهر‬
‫النعماء وف كل حال من شدة أو رخاء أحده على نعمه التوام وآلئه العظام حدا يستني بالليل‬
‫والنهار وأشهد أن ل إله إل ال وحده ل شريك له كلمة النجاة ف الياة الدنيا وعند الوفاة‬
‫وفيها اللص يوم القصاص وأشهد أن ممدا عبده ورسوله النب الصطفى وإمام الرحة والدى‬
‫صلى ال عليه وآله ث كان من قضاء ال أن جعنا وأهل ديننا ف هذه الرقعة من الرض وال‬
‫يعلم أن كنت كارها لذلك ولكنهم ل يبلعونا ريقنا ول يتركونا نرتاد لنفسنا وننظر لعادنا‬
‫حت نزلوا بي أظهرنا وف حرينا وبيضتنا وقد علمنا أن ف القوم أحلما وطغاما ولسنا نأمن‬
‫طغامهم على ذرارينا ونسائنا ولقد كنا نب أن ل نقاتل أهل ديننا فأخرجونا حت صارت‬
‫المور إل أن قاتلناهم عدا حية فإنا ل وإنا إليه راجعون والمد ل رب العالي أما والذي‬
‫بعث ممدا بالرسالة لوددت أن مت منذ سنة ولكن ال إذا أراد أمرا ل يستطع العباد رده‬
‫فنستعي بال العظيم وأستغفر ال ل ولكم‬

‫‪173‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫التحريض على القتال من قبل المام علي أيضا خطبة المام علي وخطب المام‬
‫علي كرم ال وجهه أصحابه متوكئا على قوسه وقد جع أصحاب رسول ال صلى ال عليه‬
‫وآله عنده فهم يلونه كأنه أحب أن يعلم الناس أن الصحابة متوافرون معه فحمد ال وأثن عليه‬
‫وقال أما بعد فإن اليلء من التجب وإن النخوة من التكب وإن الشيطان عدو حاضر يعد كم‬
‫الباطل أل إن السلم أخو السلم فل تنابذوا ول تاذلوا أل إن شرائع الدين واحدة وسبله‬
‫قاصدة من أخذ با لق ومن فارقها مق ومن تركها مرق ليس السلم بالائن إذا أؤتن ول‬
‫بالخلف إذا وعد ول بالكذاب إذا نطق نن أهل بيت الرحة وقولنا الصدق وفعلنا الفضل ومنا‬
‫خات النبيي وفينا قادة السلم وفينا حلة الكتاب أل إنا ندعوكم إل ال وإل رسوله وإل‬
‫جهاد عدوه والشدة ف أمره وابتغاء مرضاته وإقام الصلة وإيتاء الزكاة وحج البيت وصيام‬
‫شهر رمضان وتوفي الفئ على أهله أل وإن من أعجب‬
‫العجائب أن معاوية بن اب سفيان الموي وعمرو بن العاص السهمي أصبحا‬
‫يرضان الناس على طلب الدين بزعمهما ولقد علمتم أن ل أخالف رسول ال وآله قط ول‬
‫أعصه ف أمر أقيه بنفسي ف الواطن الت ينكص فيها البطال وترعد فيها الفرائض بنجدة‬
‫أكرمن ال سبحانه با وله المد ولقد قبض رسول ال وآله وإن رأسه لفي حجري ولقد‬
‫وليت غسله بيدي وحدي تقلبه اللئكة القربون معي واي ال ما اختلفت أمة قط بعد نبيها إل‬
‫ظهر أهل باطلها على أهل حقها إل ما شاء ال خطبة أخرى له وروى أن المام عليا قال ف‬
‫هذه الليلة حت مت ل نناهض القوم بأجعنا فقام ف الناس فقال المد ل الذي ل يبم ما نقض‬
‫ول ينقض ما أبرم لو شاء ما اختلف اثنان من هذه المة ول من خلقه ول تنازع البشر ف‬
‫شيء من أمره ول جحد الفضول ذا الفضل فضله وقد ساقتنا وهؤلء القوم القدار حت لفت‬
‫بيننا ف هذا الوضع ونن من ربنا برأى ومسمع ولو شاء لعجل النقمة ولكان منه النصر حت‬
‫يكذب ال الظال ويعلم الحق أين مصيه ولكنه جعل الدنيا دار العمال والخرة دار الزاء‬
‫والقرار ليجزي الذين أساءوا با عملوا ويزي الذين أحسنوا بالسن أل إنكم لقو العدو غدا‬

‫‪174‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫إن شاء ال فأطيلوا الليلة القيام وأكثروا تلوة القرآن واسألوا ال الصب والنصر والقوهم بالد‬
‫والزم وكونوا صادقي‬
‫ومن كلم له كرم ال وجهه كان يقوله لصحابه ف بعض أيام صفي معاشر‬
‫السلمي استشعروا الشية وتلببوا السكينة وعضوا على النواجذ فإنه أنب للسيوف عن الام‬
‫وأكملوا اللمة وقلقلوا السيوف ف أغمادها قبل سلها والظوا الزر واطعنوا الشزر ونافحوا‬
‫بالظبا وصلوا السيوف بالطا واعلموا أنكم بعي ال ومع ابن عم رسول ال وآله وسلم‬
‫فعاودوا الكر واستحيوا من الفر فإنه عار ف العقاب ونار يوم الساب وطيبوا عن أنفسكم‬
‫نفسا وامشوا إل الوت مشيا سجحا وعليكم بذا السواد العظم والرواق الطنب فاضربوا‬
‫ثبجه فإن الشيطان كامن ف كسره قد قدم للوثبة يدا وأخر للنكوص رجل فصمدا صمدا حت‬
‫ينجلي لكم عمود الق وأنتم العلون وال معكم ولن يتركم أعمالكم‬
‫خطبة أخرى للمام وخطب المام علي ذلك اليوم أيضا فقال أيها الناس إن ال‬
‫تعال ذكره قد دلكم على تارة تنجيكم من العذاب وتشفي بكم على الي إيان بال ورسوله‬
‫وجهاد ف سبيله وجعل ثوابه مغفرة الذنوب ومساكن طيبة ف جنات عدن ورضوان من ال‬
‫أكب وأخبكم بالذي يب فقال إن ال يب الذين يقاتلون ف سبيله صفا كأنم بنيان‬
‫مرصوص فسووا صفوفكم كالبنيان الرصوص وقدموا الدارع وأخروا الاسر وعضوا على‬
‫الضراس فإنه أنب للسيوف عن الام وأربط للجأش وأسكن للقلوب وأميتوا الصوات فإنه‬
‫أطرد للفشل وأول بالوقار والتووا ف أطراف الرماح فإنه أمور للسنة ورايتكم فل تيلوها ول‬
‫تزيلوها ول تعلوها إل بأيدي شجعانكم الانعي الذمار والصب عند نزول القائق أهل الفاط‬
‫الذين يفرون برايتكم ويكنفونا يضربون خلفها وأمامها ول يضيعونا أجزأ كل امرئ مسلم‬
‫قرنه وواسى أخاه بنفسه ول يكل قرنه إل أخيه فيجمع عليه قرنه وقرن أخيه فيكسب بذلك‬
‫اللئمة ويأت به دناءة أن هذا وكيف يكون هذا هذا يقاتل أثني وهذا مسك يده قد خلى قرنه‬
‫إل أخيه هاربا منه أو قائما ينظر إليه من يفعل هذا مقته ال فل تعرضوا لقت ال فإنا مردكم‬

‫‪175‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫إل ال قال ال تعال لقوم عابم لن ينفعكم الفرار إن فررت من الوت أو القتل وإذن ل تتعون‬
‫إل‬
‫قليل واي ال إن فررت من سيف ال العاجلة ل تسلمون من سيف الخرة استعينوا‬
‫بالصدق والصب فإنه بعد الصب ينل النصر خطبة للمام علي ومر المام علي كرم ال وجهه‬
‫على جاعة من أهل الشأم فيها الوليد بن عقبة وهم يشتمونه فخب بذلك فوقف فيمن يليهم من‬
‫أصحابه فقال اندوا إليهم عليكم السكينة والوقار وقار السلم وسيمى الصالي فوال لقرب‬
‫قوم من الهل فائدهم ومؤذنم معاوية وابن النابغة وأبو العور السلمى وابن أب معيط شارب‬
‫المر الجلود حدا ف السلم وهم أول من يقومون فينقصونن ويدبونن وقبل اليوم ما‬
‫قاتلون وأنا إذ ذاك أدعوهم إل السلم وهم يدعونن إل عبادة الصنام المد ل قديا عادان‬
‫الفاسقون فعبدهم ال أل يفنخوا إن هذا لو الطب الليل إن فساقا كانوا غي مرضيي وعلى‬
‫السلم وأهله متخوفي خدعوا شطر هذه المة وأشربوا قلوبم حب الفتنة واستمالوا أهواءهم‬
‫بالفك والبهتان قد نصبوا لنا الرب ف إطفاء نور ال عز وجل اللهم فافضض خدمتهم‬
‫وشتت كلمتهم وأبسلهم بطاياهم فإنه ل يذل من واليت ول يعز من عاديت‬
‫خطبة أخرى له ومر بأهل راية فرآهم ل يزولون عن موقفهم فحرض عليهم الناس وذكر أنم‬
‫غسان فقال إن هؤلء لن يزولوا عن موقفهم دون طعن دراك يرج منهم النسم وضرب يفلق‬
‫منه الام ويطيخ العظام وتسقط منه العاصم والكف وحت يصدع جباههم بعمد الديد‬
‫وتنتشر حواجبهم على الصدور والذقان أين أهل الصب وطلب الجر خطبة عبد ال بن‬
‫عباس وخطب عبد ال بن عباس أهل العراق بصفي فقال المد ل رب العالي الذي دحا‬
‫تتنا سبعا وسك فوقنا سبعا وخلق فيما بينهن خلقا وأنزل لنا منهن رزقا ث جعل لكل شئ‬
‫قدرا يبلى ويفن غي وجهه الي القيوم الذي ييا ويبقى‬
‫إن ال تعال بعث أنبياء ورسل فجعلهم حججا على عباده عذرا ونذرا ل يطاع ال‬
‫بعلمه وإذنه ين بالطاعة على من يشاء من عباده ث يثيب عليها ويعصى بعلم منه فيعفو ويغفر‬

‫‪176‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫بلمه ل يقدر قدره ول يبلغ شئ مكانه أحصى كل شئ عددا وأحاط بكل شئ علما وأشهد‬
‫أن ل إله إل ال وحده ل شريك له وأشهد أن ممدا عبده ورسوله إمام الدى والنب الصطفى‬
‫وقد ساقنا قدر ال إل ما ترون حت كان ما اضطرب من حبل هذه المة وانتشر من أمرها أن‬
‫معاوية بن أب سفيان وجد من طغام الناس أعوانا على ابن عم رسول ال وصهره وأول ذكر‬
‫صلى معه بدرى قد شهد مع رسول ال صلى ال عليه وآله كل مشاهده الت فيها الفضل‬
‫ومعاوية مشرك كان يعبد الصنام والذي ملك اللك وحده وبان به وكان أهله لقد قاتل علي‬
‫بن أب طالب عليه السلم مع رسول ال وهو يقول صدق ال ورسوله ومعاوية يقول كذب‬
‫ال ورسوله فعليكم بتقوى ال والد والزم والصب وال إنا لنعلم إنكم لعلى حق وإن القوم‬
‫لعلى باطل فل يكونن أول بالد على باطلهم منكم ف حقكم وإنا لنعلم أن ال سيعذبم‬
‫بأيديكم أو بأيدي غيكم اللهم أعنا ول تذلنا وانصرنا على عدونا ول تل عنا وافتح بيننا‬
‫وبي قومنا بالق وأنت خي الفاتي‬
‫خطبة عبد ال بن بديل الزاعي وقام عبد ال بن بديل الزاعي ف أصحابه‬
‫فخطبهم فقال إن معاوية ادعى ماليس له ونازع المر أهله ومن ليس مثله وجادل بالباطل‬
‫ليدحض به الق وصال عليكم بالعراب والحزاب وزين لم الضللة وزرع ف قلوبم حب‬
‫الفتنة ولبس عليهم المور وزادهم رجسا إل رجسهم وأنتم وال على نور وبرهان قاتلوا‬
‫الطغام الفاة قاتلوهم ول تشوهم وكيف تشونم وف أيديكم كتاب من ربكم ظاهر مبي‬
‫قوله سبحانه أتشونم فال أحق أن تشوه إن كنتم مؤمني قاتلوهم يعذبم ال بأيديكم‬
‫ويزهم وينصركم عليهم ويشف صدور قوم مؤمني لقد قاتلتهم مع النب وآله وال ما هم ف‬
‫هذه بأزكى ول أتقى ول أبرأ انضوا إل عدو ال وعدوكم بارك ال عليكم خطبة أب اليثم‬
‫بن التيهان وكان أبو اليثم بن التيهان يسوي صفوف أهل العراق ويقول يا معشر أهل العراق‬
‫إنه ليس بينكم وبي الفتح ف العاجل والنة ف الجل إل ساعة من النهار فأرسوا أقدامكم‬

‫‪177‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫وسووا صفوفكم أعيوا ربكم جاجكم واستعينوا بال إلكم وجاهدوا عدو ال وعدوكم‬
‫واقتلوهم قتلهم ال وأبادهم واصبوا فإن الرض ل يورثها من يشاء من عباده والعاقبة للمتقي‬
‫خطبة للمام علي وخطب علي عليه السلم بصفي أيضا فقال المد ل على نعمه‬
‫الفاضلة على جيع من خلق من الب والفاجر وعلى حججه البالغة على خلقه من أطاعه منهم‬
‫ومن عصاه إن يرحم فبفضله ومنه وإن عذب فبما كسبت أيديهم وإن ال ليس بظلم للعبيد‬
‫أحده على حسن البلء وتظاهر النعماء وأستعينه على ما نابنا من أمر الدنيا والخرة وأتوكل‬
‫عليه وكفى بال وكيل ث إن أشهد أن ل إله إل ال وحده ل شريك له وأشهد أن ممدا عبده‬
‫ورسوله أرسله بالدى ودين الق ارتضاه لذلك وكان أهله واصطفاه لتبليغ رسالته وجعله‬
‫رحة منه على خلقه فكان علمه فيه رءوفا رحيما أكرم خلق ال حسبا وأجلهم منظرا‬
‫وأسخاهم نفسا وأبرهم لوالد وأوصلهم لرحم وأفضلهم علما وأثقلهم حلما وأوفاهم لعهد‬
‫وآمنهم على عقد ل يتعلق عليه مسلم ول كافر بظلمة قط بل كان يظلم فيغفر ويقدر فيصفح‬
‫حت مضى وآله مطيعا ل صابرا على ما اصابه ماهدا ف ال حق جهاده حت أتاه اليقي وآله‬
‫فكان ذهابه أعظم الصيبة على أهل الرض الب والفاجر ث ترك فيكم كتاب ال يأمركم بطاعة‬
‫ال وينهاكم عن معصيته وقد عهد إل رسول ال عهدا فلست أحيد عنه وقد حضرت عدوكم‬
‫وعلمتم أن رئيسهم منافق يدعوهم إل النار وابن عم نبيكم معكم وبي أظهركم يدعوكم إل‬
‫النة وال طاعة ربكم والعمل بسنة نبيكم ول سواء من صلى قبل كل ذكر ل يسبقن بصلة‬
‫مع رسول ال أحد وأنا من أهل بدر ومعاوية طليق‬
‫وال إنا على الق وإنم على الباطل فل يتمعن على باطلهم وتتفرقوا عن حقكم‬
‫حت يغلب باطلهم حقكم قاتلوهم يعذبم ال بأيديكم فإن ل تفعلوا يعذبم بأيدي غيكم‬
‫خطبة سعيد بن قيس وقام سعيد بن قيس يطب أصحابه بقناصرين فقال المد ل الذى هدانا‬
‫لدينه وأورثنا كتابه وامت علينا بنبيه فجعله رحة للعالي وسيد الرسلي وقائد الؤمني وختاما‬
‫للنبيي وحجة ال العظيم على الاضي والغابرين ث كان ما قضى ال وقدره وله المد على ما‬

‫‪178‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫أحببنا وكرهنا أن ضمنا وعدونا بقناصرين فل يمل بنا اليوم الياص وليس هذا بأوان انصراف‬
‫ولت حي مناص وقد خصنا ال بنه برحة ل نستطيع أداء شكرها ول نقدر قدرها إن‬
‫أصحاب ممد وآله الصطفي الخيار معنا وف حيزنا فوال‬
‫الذي هو بالعباد بصي أن لو كان قائدنا رجل مدوعا إل أن معنا من البدريي‬
‫سبعي رجل لكان ينبغي لنا أن تسن بصائرنا وتطيب أنفسنا فكيف وإنا رئيسنا ابن عم نبينا‬
‫بدري صدق صلى صغيا وجاهد مع نبيكم كثيا ومعاوية طليق من وثاق السارى إل أنه أخو‬
‫جفاة فأوردهم النار وأورثهم العار وال مل بم الذل والصغار أل إنكم ستلقون عدوكم غدا‬
‫فعليكم بتقوى ال من الد والزم والصدق والصب فإن ال مع الصابرين أل إنكم تفوزون‬
‫بقتلهم ويشقون بقتلكم وال ل يقتل رجل منكم رجل منهم إل أدخل ال القاتل جنات عدن‬
‫وأدخل القتول نارا تلظى ل تفتر عنهم وهم فيها مبلسون عصمنا ال وإياكم با عصم به‬
‫أولياءه وجعلنا وإياكم من أطاعه واتقاه واستغفر ال العظيم ل ولكم وللمؤمني خطبة يزيد بن‬
‫قيس الرحب وحرض يزيد بن قيس الرحب أهل العراق بصفي فقال إن السلم من سلم دينه‬
‫ورأية وإن هؤلء القوم وال ما إن يقاتلوننا على إقامة دين رأونا ضيعناه ول على إحياء حق‬
‫رأونا أمتناه ول يقاتلوننا إل على هذه الدنيا ليكونوا فيها جبابرة وملوكا ولو ظهروا عليكم ل‬
‫أراهم ال ظهورا ول سرورا إذن‬
‫لوليكم مثل سعيد والوليد عبد ال بن عامر السفيه يدث أحدهم ف ملسه بذيت‬
‫وذيت ويأخذ مال ال ويقول ل إث علي فيه كأنا أعطي تراثه من أبيه كيف إنا هو مال ال‬
‫أفاءه علينا بأسيافنا ورماحنا قاتلوا عباد ال القوم الظالي الاكمي بغي ما أنزل ال ول‬
‫تأخذكم فيهم لومة لئم إنم إن يظهروا عليكم يفسدوا عليكم دينكم ودنياكم وهم من قد‬
‫عرفتم وجربتم وال ما أرادوا باجتماعهم عليكم إل شرا واستغفر ال العظيم ل ولكم خطبة‬
‫هاشم بن عتبة الرقال وشد هاشم بن عتبة الرقال ف عصابة من أصحابه على أهل الشأم مرار‬

‫‪179‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫فليس من وجه يمل عليه إل صب له وقاتل فيه قتال شديدا فقال لصحابه ل‬
‫يهولنكم ما ترون من صبهم فوال ما ترون فيهم إل حية العرب وصبها تت راياتا وعند‬
‫مراكزها وإنم لعلى الضلل وإنكم لعلى الق يا قوم اصبوا وصابروا واجتمعوا وامشوا بنا إل‬
‫عدونا على تؤدة رويدا ث اثبتوا وتناصروا واذكروا ال ول يسأل رجل أخاه ول تكثروا‬
‫اللتفات واصمدوا صمدهم وجاهدوا متسبي حت يكم ال بيننا وبينهم وهو خي الاكمي‬
‫خطبة عمار بن ياسر وقام عمار بن ياسر يوم صفي فقال انضوا معي عباد ال إل قوم‬
‫يزعمون أنم يطلبون بدم ظال إنا قتله الصالون النكرون للعدوان المرون بالحسان فقال‬
‫هؤلء الذين ل يبالون اذا سلمت لم دنياهم ولو درس هذا الدين ل قتلتموه فقلنا لحداثه‬
‫فقالوا إنه ل يدث شيئا وذلك لنه مكهم من الدنيا فهم يأكلونا ويرعونا ول يبالون لو‬
‫اندمت البال وال ما أظنهم يطلبون بدم ولكن القوم ذاقوا الدنيا فاستحلوها واستمرءوها‬
‫واعلموا أن صاحب الق لو وليهم لال بينهم وبي ما يأكلون ويرعون منها إن القوم ل يكن‬
‫لم سابقة ف السلم يستحقون با الطاعة والولية فخدعوا أتباعهم بأن قالوا قتل إمامنا‬
‫مظلوما ليكونوا بذلك جبابرة وملوكا تلك‬
‫مكيدة قد بلغوا با ما ترون ولولها ما تابعهم من الناس رجل اللهم إن تنصرنا‬
‫فطالا نصرت وأن تعل لم المر فادخر لم با أحدثوا لعبادك العذاب الليم خطبة الشعث‬
‫بن قيس وخطب الشعث بن قيس أصحابه من كندة ليلة الرير بصفي فقال المد ل أحده و‬
‫أستعينه وأومن به وأتوكل عليه واستنصره وأستغفره وأستجيه وأستهديه وأستشيه وأستشهد‬
‫به فإنه من هداه ال فل مضل له ومن يضلل ال فل هادي له وأشهد أن ل إله ال ال وحده ل‬
‫شريك له وأشهد أن ممدا عبده ورسوله وآله ث قال قد رأيتم يا معشر السلمي ما قد كان ف‬
‫يومكم هذا الاضي وما قد فن فيه من العرب فوال لقد بلغت من السن ما شاء ال أن أبلغ فما‬
‫رأيت مثل هذا اليوم قط أل فليبلغ الشاهد الغائب أنا نن إن تواقفنا غدا إنه لفنيت العرب‬
‫وضيعت الرمات أما وال ما أقول هذه القالة جزعا من الرب ولكن رجل مسن أخاف على‬

‫‪180‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫النساء والذراري غدا إذا فنينا اللهم إنك تعلم أن قد نظرت لقومي ولهل دين فلم آل وما‬
‫توفيقي إل بال عليه توكلت وإليه أنيب والرأي يطئ ويصيب وإذا قضى ال أمرا أمضاه على‬
‫ما أحب العباد أو كرهوا أقول قول هذا واستغفر ال العظيم ل ولكم فانطلقت عيون معاوية‬
‫إليه بطبة الشعث فاغتنمها وبن عليها تدبيه‬
‫خطبة الشتر النخعي فقام الشتر يطب الناس بقناصرين وهو يومئذ على فرس‬
‫أدهم مثل حلك الغراب فقال المد ل الذي خلق السموات العلى الرحن على العرش استوى‬
‫له ما ف السموات وما ف الرض وما بينهما وما تت الثرى أحده على حسن البلء وتظاهر‬
‫النعماء حدا كثيا بكرة وأصيل من هداه ال فقد اهتدى ومن يضلل فقد غوى أرسل ممدا‬
‫بالصواب والدى فأظهره على الدين كله ولو كره الشركون وآله ث قد كان ما قضى ال‬
‫سبحانه وقدر أن ساقتنا القادير إل أهل هذه البلدة من الرض فلفت بيننا وبي عدو ال‬
‫وعدونا فنحن بمد ال ونعمه ومنه وفضله قريرة أعيننا طيبة أنفسنا نرجو بقتالم حسن الثواب‬
‫والمن من العقاب معنا ابن عم نبينا وسيف من سيوف ال علي بن أب طالب صلى مع رسول‬
‫ال ل يسبقه إل الصلة ذكر حت كان شيخا ل يكن له صبوة ول نبوة ول هفوة ولسقطة‬
‫فقيه ف دين ال تعال عال بدود ال ذو راي أصيل وصب جيل وعفاف قدي فاتقوا ال‬
‫وعليكم بالزم والد وأعلموا أنكم على الق وأن القوم على الباطل إنا تقاتلون معاوية وانتم‬
‫مع البدريي قريب من مائة بدري سوى من حولكم من أصحاب ممد أكثر ما معكم رايات‬
‫قد كانت مع رسول ال ومعاوية مع رايات قد كانت مع الشركي على رسول ال‬
‫فمن يشك ف قتال هؤلء إل ميت القلب أنتم على إحدى السنيي إما الفتح وإما‬
‫الشهادة عصمنا ال وإياكم با عصم به من أطاعه واتقاه وألمنا وإياكم طاعته وتقواه واستغفر‬
‫ال ل ولكم خطبة الشتر ف النهزمي من اليمنة ولا انزمت ميمنة العراق قال له علي يا‬
‫مالك قال لبيك قال إئت هؤلء القوم فقل لم أين فراركم من الوت الذي لن تعجزوه إل‬
‫الياة الت لن تبقى لكم فمضى فاستقبل الناس منهزمي فقال لم هذه الكلمات وقال إل أيها‬

‫‪181‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫الناس أنا مالك بن الارث أنا مالك بن الارث ث ظن أنه بالشتر أعرف ف الناس فقال أنا‬
‫الشتر إل أيها الناس فأقبلت إليه طائفة وذهبت عنه طائفة فنادى أيها الناس عضضتم بن‬
‫آباءكم ما أقبح ما قاتلتم منذ اليوم أيها الناس اخلصوا إل مذحجا فأقبلت إليه مذحج فقال‬
‫عضضتم بصتم الندل ما أرضيتم ربكم ول نصحتم له ف عدوكم وكيف بذلك وأنتم أبناء‬
‫الروب وأصحاب الغارات وفتيان الصباح وفرسان الطراد وحتوف القران ومذحج الطعان‬
‫والذين ل يكونوا يسبقون بثأرهم ول تطل دماؤهم ول يعرفون ف موطن بسف وأنتم حد‬
‫أهل مصركم وأعز حي ف قومكم وما تفعلوا ف هذا اليوم فإنه مأثور بعد اليوم فاتقوا مأثور‬
‫الديث ف غد واصدقوا عدوكم اللقاء إن ال مع الصادقي والذي نفس مالك بيده ما من‬
‫هؤلء وأشار بيده‬
‫إل أهل الشأم رجل على مثال جناح بعوضة من ممد أنتم ما أحسنتم القراع‬
‫اجلوا سواد وجهي يرجع ف وجهي دمي عليكم بذا السواد العظم فإن ال عز وجل لو قد‬
‫فضه تبعه من بانبيه كما يتبع مؤخر السبيل مقدمه قالوا خذ بنا حيث أحببت خطبة أخرى له‬
‫فيهم وروى أنه لا اجتمع إليه عظم من كان انزم عن اليمنة حرضهم ث قال عضوا على‬
‫النواجذ من الضراس واستقبلوا القوم بامكم وشدوا عليهم شدة قوم موتورين ثأرا بآبائهم‬
‫وإخوانم خناقا على عدوهم قد وطنوا على الوت أنفسهم كيل يسبقوا بوتر ول يلحقوا ف‬
‫الدنيا عارا واي ال ما وتر قوم قط بشيء أشد عليهم من أن يوتروا دينهم وإن هؤلء القوم ل‬
‫يقاتلونكم إل عن دينكم ليميتوا السنة وييوا البدعة ويعييدوكم ف ضللة قد أخرجكم ال عز‬
‫وجل منها بسن البصية فطيبوا عباد ال أنفسا بدمائكم دون دينكم فإن ثوابكم على ال وال‬
‫عنده جنات النعيم وإن الفرار من الزحف فيه السلب للعز والغلبة على الفئ وذل الحيا‬
‫والمات وعار الدنيا والخرة وسخط ال وأليم عقابه‬
‫خطبة علي فيهم وقد عادوا إل مواقفهم ولا رأى المام كرم ال وجهه ميمنته قد‬
‫عادت إل مواقفها و مصافها وكشفت من بإزائها من عدوها حت ضاربوهم ف مواقفهم‬

‫‪182‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫ومراكزهم أقبل حت انتهى إليهم فقال إن قد رأيت جولتكم وانيازكم عن صفوفكم يوزكم‬
‫الطغاة الفاة وأعراب أهل الشأم وأنتم لاميم العرب والسنام العظم وعمار الليل بتلوة‬
‫القرآن وأهل دعوة الق إذ ضل الاطئون فلول إقبالكم بعد إدباركم وكركم بعد انيازكم‬
‫وجب عليكم ما وجب على الول يوم الزحف دبره وكنتم من الالكي ولكن هون وجدي‬
‫وشفى بعض أحاح نفسي أن رأيتكم بأخرة حزتوهم كما حازوكم وأزلتموهم عن مصافكم‬
‫كما أزالوكم تسونم بالسيوف تركب أولهم أخراهم كالبل الطرودة اليم فالن فاصبوا‬
‫نزلت عليكم السكينة وثبتكم ال عز وجل عليه باليقي وليعلم النهزم أنه مسخط ربه وموبق‬
‫نفسه إن ف الفرار موجدة ال عز وجل والذل اللزم له والعار الباقي واعتصار الفئ من يده‬
‫وفساد العيش عليه وإن الفار ل يزيد الفرار ف عمره ول يرضي ربه فموت الرء مقا قبل إتيان‬
‫هذه الصال خي من الرضا بالتلبس با والصرار عليه‬
‫خطبة خالد بن معمر ولا ول المام خالد بن معمر راية ربيعة وحل عليها أهل‬
‫الشأم حلة شديدة وانزم ناس من قومه صاح بن انزم وقال يومئذ يا معشر ربيعة إن ال عز‬
‫وجل قد أتى بكل رجل منكم من منبته ومسقط رأسه فجمعكم ف هذا الكان جعا ل‬
‫يمعكم مثله منذ نشركم ف الرض فإن تسكوا أيديكم وتنكلوا عن عدوكم وتزولوا عن‬
‫مصافكم ل يرض ال فعلكم ول تعدموا من الناس معيا يقول فضحت ربيعة الذمار وحاصت‬
‫عن القتال وأتيت من قبلها العرب فإياكم أن تتشاءم بكم العرب والسلمون اليوم وإنكم إن‬
‫تضوا مقبلي مقدمي وتصبوا متسبي فإن القدام لكم عادة والصب منكم سجية واصبوا‬
‫ونيتكم أن تؤجروا فإن ثواب من نوى ما عند ال شرف الدنيا وكرامة الخرة ولن يضيع ال‬
‫أجر من أحسن عمل خطبة عقبة بن حديد النمري وقال عقبة بن حديد النمري يوم صفي‬
‫لهله وأصحابه أل إن مرعى الدنيا قد أصبح هشيما وأصبح شجرها خضيدا وجديدها سل‬
‫وحلوها مر الذاق أل وإن أنبئكم نبأ امرئ صادق إن قد سئمت الدنيا‬

‫‪183‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫وعزفت نفسي عنها وقد كنت أتن الشهادة وأتعرض لا ف كل جيش وغارة فأب‬
‫ال عز وجل إل أن يبلغن هذا اليوم أل وإن متعرض لا من ساعت هذه قد طمعت أل أحرمها‬
‫فما تنتظرون عباد ال بهاد من عادى ال أخوفا من الوت القادم عليكم الذاهب بأنفسكم ل‬
‫مالة أو من ضربة كف بالسيف أتستبدلون الدنيا بالنظر ف وجه ال عز وجل ومرافقة النبيي‬
‫والصديقي والشهداء والصالي ف دار القرار ما هذا بالرأي السديد ث مضى فقال يا إخوت‬
‫إن قد بعت هذه الدار بالت أمامها وهذا وجهي إليها ل تبح وجوهكم ول يقطع ال عز‬
‫وجل رجاءكم فتبعه إخوته فقالوا ل نطلب رزق الدنيا بعدك فقبح ال العيش بعدك اللهم إنا‬
‫نتسب أنفسنا عندك فاستقدموا فقاتلوا حت قتلوا خطبة خنثر بن عبيدة بن خالد وكان من‬
‫مارب رجل يقال له خنثر بن عبيدة بن خالد وكان من أشجع الناس فلما اقتتل الناس يوم‬
‫صفي جعل يرى أصحابه منهزمي فأخذ ينادي يا معشر قيس أطاعة الشيطان آثر عندكم من‬
‫طاعة الرحن أل إن الفرار فيه معصية ال سبحانه وسخطه وإن الصب فيه طاعة ال عز وجل‬
‫ورضوانه أفتختارون سخط ال تعال على رضوانه ومعصيته على طاعته أل إنا الراحة بعد‬
‫الوت لن مات ماسبا نفسه ث قال‬
‫ل وألت نفس امرئ ول الدبر أنا الذي ل ينثن ول يفر ول يرى مع العازيل الغدر‬
‫تريض معاوية أيضا وخطب معاوية الناس بصفي فقال المد ل الذي دنا ف علوه وعل ف‬
‫دنوه وظهر وبطن وارتفع فوق كل ذي منظر هو الول والخر والظاهر والباطن يقضي‬
‫فيفصل ويقدر فيغفر ويفعل ما يشاء إذا أراد أمرا أمضاه وإذا عزم على شئ قضاه ل يؤامر أحدا‬
‫فيما يلك ول يسأل عما يفعل وهم يسألون والمد ل رب العالي على ما أحببنا وكرهنا‬
‫وقد كان فيما قضاه ال أن ساقتنا القادير إل هذه البقعة من الرض ولفت بيننا وبي أهل‬
‫العراق فنحن من ال بنظر وقد قال ال سبحانه وتعال ولو شاء ال مااقتتلوا ولكن ال يفعل ما‬
‫يريد انظروا يأهل الشأم إنكم غدا تلقون أهل العراق فكونوا على إحدى ثلث خصال إما أن‬
‫تكونوا طلبتم ما عند ال ف قتال قوم بغوا عليكم فأقبلوا من بلدهم حت نزلوا ف بيضتكم وإما‬

‫‪184‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫أن تكونوا قوما تطلبون بدم خليفتكم وصهر نبيكم وإما أن تكونوا قوما تذبون عن نسائكم‬
‫وأبنائكم فعليكم بتقوى ال والصب الميل واسألوا ال لنا ولكم النصر وأن يفتح بيننا وبي‬
‫قومنا بالق وهو خي الفاتي‬
‫ما خاطب به النعمان بن بشي قيس بن سعد ف وقعة صفي وقف النعمان بن بشي‬
‫النصاري بي الصفي بصفي فقال يا قيس بن سعد أما أنصفكم من دعاكم إل ما رضي‬
‫لنفسه إنكم يا معشر النصار أخطأت ف خذل عثمان يوم الدار وقتلكم أنصاره يوم المل‬
‫وإقحامكم على أهل الشأم بصفي فلو كنتم إذ خذلتم عثمان خذلتم عليا كان هذا بذا‬
‫ولكنكم خذلتم حقا ونصرت باطل ث ل ترضوا أن تكونوا كالناس شعلتم الرب ودعوت إل‬
‫الباز فقد وال وجدت رجال الرب من أهل الشأم سراعا إل برازكم غي أنكاس عن حربكم‬
‫ث ل ينل بعلي أمر قط إل هونتم عليه الصيبة ووعدتوه الظفر وقد وال أخلفتموه وهان علينا‬
‫بأسكم وما كنتم لتخلوا به أنفسكم من شدتكم ف الرب وقدرتكم على عدوكم وقد‬
‫أصبحتم أذلء على أهل الشأم ل يرون حربكم شيئا وأنتم أكثر منهم عددا ومددا وقد وال‬
‫كاثروكم بالقلة فكيف لو كانوا مثلكم ف الكثرة وال ل تزالون أذلء ف الرب بعدها أبدا إل‬
‫أن يكون معكم أهل الشأم وقد أخذت الرب منا ومنكم ما قد رأيتم ونن أحسن بقية‬
‫وأقرب إل الظفر فاتقوا ال ف البقية فضحك قيس وقال‬
‫جواب قيس بن سعد وال ما كنت أراك يا نعمان تترئ على هذا القام أما‬
‫النصف الحق فل ينصح أخاه من غش نفسه وأنت وال الغاش لنفسه البطل فيما نصح غيه‬
‫أما ذكر عثمان فإن كان الياز يكفيك فخذه قتل عثمان من لست خيا منه وخذله من هو‬
‫خي منك وأما أصحاب المل فقاتلناهم على النكث وأما معاوية فلو اجتمعت العرب على‬
‫بيعته لقاتلتهم النصار وأما قولك إنا لسنا كالناس فنحن ف هذه الرب كما كنا مع رسول‬
‫ال نلقى السيوف بوجوهنا والرماح بنحورنا حت جاء الق وظهر أمر ال وهم كارهون ولكن‬
‫انظر يا نعمان هل ترى مع معاوية إل طليقا أعرابيا أو يانيا مستدرجا وانظر أين الهاجرون‬

‫‪185‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫والنصار والتابعون بإحسان الذين رضي ال عنهم ورضوا عنه ث انظر هل ترى مع معاوية‬
‫غيك وصويبك ولستما وال بدريي ول عقبيي ول لكما سابقة ف السلم ول آية ف القران‬
‫خطب الشيعيات ف وقعة صفي خطبة عكرشة بنت الطرش دخلت عكرشة بنت‬
‫الطرش على معاوية متوكئة على عكاز فسلمت عليه باللفة ث جلست فقال لا معاوية الن‬
‫يا عكرشة صرت عندك أمي الؤمني قالت نعم إذ ل علي حي قال ألست التقلدة حائل‬
‫السيوف بصفي وأنت واقفة بي الصفي تقولي أيها الناس عليكم أنفسكم ل يضركم من ضل‬
‫إذا اهتديتم إن النة ل يرحل من أوطنها ول يهرم من سكنها ول يوت من دخلها فابتاعوها‬
‫بدار ل يدوم نعيمها ول تنصرم هومها وكونوا قوما مستبصرين ف دينهم مستظهرين بالصب‬
‫على طلب حقهم إن معاوية دلف إليكم بعجم العرب غلف القلوب ل يفقهون اليان ول‬
‫يدرون الكمة دعاهم بالدنيا فأجابوه واستدعاهم إل الباطل فلبوه فال ال عباد ال ف دين ال‬
‫إياكم والتواكل فإن ذلك ينقض عرا السلم ويطفئ نور الق هذه بدر الصغرى والعقبة‬
‫الخرى يا معشر الهاجرين والنصار‬
‫امضوا على بصيتكم واصبوا على عزيتكم فكأن بكم غدا وقد لقيتم أهل الشام‬
‫كالمر الناهقة تصقع صقع البعي فكأن أراك على عصاك هذه وقد انكفأ عليك العسكران‬
‫يقولون هذه عكرشة بنت الطرش بن رواحة فإن كدت لتفلي أهل الشام لول قدر ال وكان‬
‫أمر ال قدرا مقدورا فما حلك على ذلك قالت يا أمي الؤمني يقول ال جل ذكره يأيها الذين‬
‫آمنوا ل تسألوا عن أشياء إن تبد لكم تسؤكم الية وإن اللبيب إذا كره أمرا ل يب إعادته قال‬
‫صدقت فاذكري حاجتك قالت إنه كانت صدقاتنا تؤخذ من أغنيائنا فترد على فقرائنا وإنا قد‬
‫فقدنا ذلك فما يب لنا كسي ول ينعش لنا فقي فإن كان ذلك عن رأيك فمثلك تنبه من الغفلة‬
‫وراجع للتوبة وإن كان عن غي رأيك فما مثلك من استعان بالونة ول استعمل الظلمة قال‬
‫معاوية يا هذه إنه ينوبنا من أمور رعيتنا أمور تنبثق وبور تنفهق قالت يا سبحان ال وال ما‬
‫فرض ال لنا حقا فجعل فيه ضررا على غينا وهو علم الغيوب قال معاوية يأهل العراق‬

‫‪186‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫نبهكم علي بن أب طالب فلم تطاقوا ث أمر برد صدقاتم فيهم وإنصافهم خطبة أم الي بنت‬
‫الريش كتب معاوية إل واليه بالكوفة أن يمل إليه أم الي بنت الريش بن سراقة البارقي‬
‫برحلها وأعلمه أنه مازيه بالي خيا وبالشر شرا بقولا فيه فلما ورد عليه‬
‫كتابه ركب إليها فأقرأها كتابه فقالت أما أنا فغي زائغة عن طاعة ول معتلة بكذب‬
‫ولقد كنت أحب لقاء أمي الؤمني لمور تتلج ف صدري فلما شيعها وأراد مفارقتها قال لا‬
‫يا أم الي إن أمي الؤمني كتب إل أنه مازين بقولك ف بالي خيا وبالشر شرا فمال عندك‬
‫قالت يا هذا ل يطمعك برك ب أن أسرك بباطل ول يؤيسك معرفت بك أن أقول فيك غي‬
‫الق فسارت خي مسي حت قدمت على معاوية فأنزلا مع الرم ث أدخلها ف اليوم الرابع‬
‫وعنده جلساؤه فقالت السلم عليك يا أمي الؤمني ورحة ال وبركاته فقال لا وعليك السلم‬
‫يا أم الي بق ما دعوتن بذا السم قالت مه يا أمي الؤمني فإن بديهة السلطان مدحضة لا‬
‫يب علمه ولكل أجل كتاب قال صدقت فكيف حالك يا خالة وكيف كنت ف مسيك قالت‬
‫ل أزل يا أمي الؤمني ف خي وعافية حت صرت إليك فأنا ف ملس أنيق عند ملك رفيق قال‬
‫معاوية بسن نيت ظفرت بكم قالت يا أمي الؤمني يعيذك ال من دحض القال وما تردى‬
‫عاقبته قال ليس هذا أردنا أخبينا كيف كان كلمك إذ قتل عمار بن ياسر قالت ل أكن وال‬
‫زورته قبل ول رويته بعد وإنا كانت كلمات نفثها لسان عند الصدمة فإن أحببت أن أحدث‬
‫لك مقال غي ذلك فعلت فالتفت معاوية إل جلسائه فقال أيكم يفظ كلمها فقال رجل‬
‫منهم أنا أحفظ بعض كلمها يا أمي الؤمني قال هات قال كأن با بي بردين زئبيي كثيفي‬
‫النسيج وهي على جل أرمك وبيدها سوط منتشر الضفية وهي كالفحل يهدر ف شقشقته‬
‫تقول‬
‫يا أيها الناس اتقوا ربكم إن زلزلة الساعة شئ عظيم إن ال قد أوضح لكم الق‬
‫وأبان الدليل وبي السبيل ورفع العلم ول يدعكم ف عمياء مدلمة فأين تريدون رحكم ال‬
‫أفرارا عن أمي الؤمني أم فرارا من الزحف أم رغبة عن السلم أم ارتدادا عن الق أما سعتم‬

‫‪187‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫ال جل ثناؤه يقول ولنبلونكم حت نعلم الجاهدين منكم والصابرين ونبلو أخباركم ث رفعت‬
‫رأسها إل السماء وهي تقول اللهم قد عيل الصب وضعف اليقي وانتشرت الرغبة وبيدك يا‬
‫رب أزمة القلوب فاجع الكلمة على التقوى وألف القلوب على الدى واردد الق إل أهله‬
‫هلموا رحكم ال إل المام العادل والرضي التقي والصديق الكب إنا إحن بدرية وأحقاد‬
‫جاهلية وضغائن أحدية وثب با معاوية حي الغفلة ليدرك ثارات بن عبد شس ث قالت قاتلوا‬
‫أئمة الكفر إنم ل أيان لم لعلهم ينتهون صبا يا معشر الهاجرين والنصار قاتلوا على بصية‬
‫من ربكم وثبات من دينكم فكأن بكم غدا وقد لقيتم أهل الشأم كحمر مستنفرة فرت من‬
‫قسورة ل تدري أين يسلك با من فجاج الرض باعوا الخرة بالدنيا واشتروا الضللة بالدى‬
‫وعما قليل ليصبحن نادمي حي تل بم الندامة فيطلبون القالة ولت حي مناص إنه من ضل‬
‫وال عن الق وقع ف الباطل أل إن أولياء ال استقصروا عمر الدنيا فرفضوها واستطابوا الخرة‬
‫فسعوا لا فال ال أيها الناس قبل أن تبطل القوق وتعطل الدود وتقوى كلمة الشيطان فإل‬
‫أين تريدون رحكم ال عن ابن عم رسول ال وصهره وأب سبطيه خلق من طينته وتفرع من‬
‫نبعته‬
‫وجعله باب دينة وأبان ببغضه النافقي وها هو ذا مفلق الام ومكسر الصنام صلى‬
‫والناس مشركون وأطاع والناس كارهون فلم يزل ف ذلك حت قتل مبارزي بدر وأفن أهل‬
‫أحد وهزم الحزاب وقتل ال به أهل خيب وفرق به جع هوازن فيا لا من وقائع زرعت ف‬
‫قلوب قوم نفاقا وردة وشقاقا وزادت الؤمني إيانا قد اجتهدت ف القول وبالغت ف النصيحة‬
‫وبال التوفيق والسلم عليكم ورحة ال فقال معاوية يا أم الي ما أردت بذا الكلم إل قتلي‬
‫ولو قتلتك ما حرجت ف ذلك قالت وال ما يسؤن يا بن هند أن يري قتلي على يدي من‬
‫يسعدن ال بشقائه قال هيهات يا كثية الفضول ما تقولي ف عثمان بن عفان رحه ال قالت‬
‫وما عسيت أن أقول ف عثمان استخلفه الناس وهم به راضون وقتلوه وهم له كارهون قال‬
‫معاوية يا أم الي هذا ثناؤك الذي تثني قالت لكن ال يشهد وكفى بال شهيدا ما أردت‬

‫‪188‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫بعثمان نقصا ولقد كان سباقا إل اليات وإنه لرفيع الدرجة غدا قال فما تقولي ف طلحة بن‬
‫عبيد ال قالت وما عسى أن أقول ف طلحة اغتيل من مأمنه وأت من حيث ل يذر وقد وعده‬
‫رسول ال النة قال فما تقولي ف الزبي قالت وما أقول ف ابن عمة رسول ال وحواريه وقد‬
‫شهذ له رسول ال بالنة وأنا أسألك بق ال يا معاوية فإن قريشا تدثت أنك أحلمها أن‬
‫تعفين من هذه السائل وتسألن عما شئت من غيها قال نعم ونعمة عي قد أعفيتك منها ث‬
‫أمر لا بائزة رفيعة وردها مكرمة‬
‫خطبة الزرقاء بنت عدي المدانية وذكرت الزرقاء بنت عدي بن قيس المدانية‬
‫عند معاوية يوما فقال للسائه أيكم يفظ كلمها قال بعضهم نن نفظه يا أمي الؤمني قال‬
‫فأشيوا علي ف أمرها فأشار بعضهم ف قتلها فقال بئس الرأي أيسن بثلي أن يقتل امرأة ث‬
‫كتب إل عامله بالكوفة أن يوفدها إليه مع ثقة من ذوي مارمها وعدة من فرسان قومها وأن‬
‫يهد لا وطء لينا ويسترها بستر خصيف ويوسع لا ف النفقة فأرسل إليها فأقرأها الكتاب‬
‫فقالت إن كان أمي الؤمني جعل اليار إل فإن ل آتيه وإن كان حتم فالطاعة أول فحملها‬
‫وأحسن جهازها على ما أمر به فلما دخلت على معاوية قال مرحبا بك وأهل قدمت خي‬
‫مقدم قدمه وافد كيف حالك قالت بي يا أميالؤمني أدام ال لك النعمة قال كيف كنت ف‬
‫مسيك قالت ربيبة بيت أو طفل مهدا قال بذلك أمرناهم أتدرين فيما بعثت إليك قالت وأن‬
‫ل بعلم ما ل أعلم قال ألست الراكب المل الحر والواقعة بي الصفي بصفي تضي على‬
‫القتال وتوقدين الرب فما حلك على ذلك قالت يا أمي الؤمني مات الرأس وبتر الذنب ولن‬
‫يعود ما ذهب والدهر ذو غي ومن تفكر أبصر والمر يدث بعده المر قال لا معاوية‬
‫أتفظي كلمك يومئذ قالت ل وال ل أحفظه ولقد أنسيته قال لكن أحفظه ل أبوك حي‬
‫تقولي أيها الناس ارعووا وارجعوا إنكم قد أصبحتم ف فتنة غشتكم جلبيب الظلم وجارت‬
‫بكم عن قصد الحجة فيا لا فتنة عمياء صماء بكماء ل تسمع لناعقها ول تنساق‬

‫‪189‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫لقائدها إن الصباح ل يضئ ف الشمس ول تني الكواكب مع القمر ول يقطع‬
‫الديد إل الديد أل من ارشدناه استرشدناه ومن سألنا أخبناه أيها الناس إن الق كان يطلب‬
‫ضالته فأصابا فصبا يا معشر الهاجرين والنصار على العصص فكأن قد أندمل شعب الشتات‬
‫والتأمت كلمة الق ودمغ الق الظلمة فل يهلن أحد فيقول كيف وأن ليقضي ال أمرا كان‬
‫مفعول أل وإن خضاب النساء الناء وخضاب الرجال الدماء ولذا اليوم ما بعده والصب خي‬
‫ف المور عواقبا إيها ف الرب قدما غي ناكصي ول متشاكسي ث قال لا وال يا زرقاء لقد‬
‫شركت عليا ف كل دم سفكه قالت احسن ال بشارتك وأدام سلمتك فمثلك بشر بي وسر‬
‫جليسه قال أو يسرك ذلك قالت نعم وال لقد سررت بالب فأن ل بتصديق الفعل فضحك‬
‫معاوية وقال وال لوفاؤكم له بعد موته أعجب من حبكم له ف حياته اذكري حاجتك قالت‬
‫يا أمي الؤمني آليت على نفسي أل أسأل أميا أعنت عليه أبدا ومثلك أعطى عن غي مسأله‬
‫وجاد عن غي طلبة قال صدقت وأمر لا وللذين جاءوا معها بوائز وكسا‬
‫اختلف أهل العراق ف الوادعة وذكروا أنه لا اشتد المر واستعر القتال قال رأس‬
‫من أهل العراق لعلي إن هذه الرب قد أكلتنا وأذهبت الرجال والرأي الوادعة وقال بعضهم‬
‫ل بل نقاتلهم اليوم على ما قاتلناهم عليه أمس وكانت الماعة قد رضيت الوادعة وجنحت‬
‫إل الصلح والسالة فقام علي خطيبا فقال خطبة المام علي كرم ال وجهه أيها الناس إنه ل‬
‫أزل من أمري على ما أحب حت فدحتكم الرب وقد وال أخذت منكم وتركت وهي‬
‫لعدوكم أنك وقد كنت بالمس أميا فأصبحت اليوم مأمورا وكنت ناهيا فأصبحت اليوم‬
‫منهيا فليس ل أن أحلكم على ما تكرهون خطبة كردوس بن هانئ وقام كردوس بن هانئ‬
‫فقال إنه وال ما تولينا معاوية منذ تبأنا منه ول تبأنا من علي منذ توليناه وإن قتيلنا لشهيد‬
‫وإن حينا لفائز وإن عليا على بينة من ربه وما أجاب القوم إل إنصافا وكل مق منصف فمن‬
‫سلم له نا ومن خالفه هوى‬

‫‪190‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫خطبة سفيان بن ثور وقام سفيان بن ثور فقال أيها الناس إنا دعونا أهل الشأم إل‬
‫كتاب ال فردوه علينا فقاتلناهم وإنم دعونا إل كتاب ال فإن رددناه عليهم حل لم منا ما‬
‫حل لنا منهم ولسنا ناف أن ييف ال علينا ورسوله وإن عليا ليس بالراجع الناكص وهو‬
‫اليوم على ما كان عليه أمس وقد أكلتنا هذه الرب ول نرى البقاء إل ف الوادعة خطبة‬
‫حريث بن جابر ث قام حريث بن جابر فقال إن عليا لو كان خلوا من هذا المر لكان الرجع‬
‫إليه فكيف وهو قائده وسائقه وإنه وال ما قبل من القوم اليوم إل المر الذي دعاهم إليه أمس‬
‫ولو رده عليهم كنتم له أعيب ول يلحد ف هذا المر إل راجع على عقبيه أو مستدرج مغرور‬
‫وما بيننا وبي من طعن علينا إل السيف خطبة خالد بن معمر ث قام خالد بن معمر فقال يا‬
‫أمي الؤمني إنا وال ما أخرجنا هذا القام أن يكون أحد أول به منا ولكن قلنا أحب المور‬
‫إلينا ما كفينا مئونته فأما إذ استغنينا فإنا ل نرى البقاء إل فيما دعاك القوم إليه اليوم إن رأيت‬
‫ذلك وإن ل تره فرأيك أفضل‬
‫خطبة الصي بن النذر ث قام الصي بن النذر وكان أحدث القوم سنا فقال إنا‬
‫بن هذا الدين على التسليم فل تدفعوه بالقياس ول تدموه بالشبهة وإنا وال لو أنا ل نقبل من‬
‫المور إل ما نعرف لصبح الق ف الدنيا قليل ولو تركنا وما نوى لصبح الباطل ف أيدينا‬
‫كثيا وإن لنا راعيا قد حدنا ورده وصدره وهو الأمون على ما قال وفعل فإن قال ل قلنا ل‬
‫وإن قال نعم قلنا نعم خطبة غثمان بن حنيف ث قام عثمان بن حنيف وكان من صحابة رسول‬
‫ال وكان عامل لعلي على البصرة وله فضل فقال أيها الناس اتموا رأيكم فقد وال كنا مع‬
‫رسول ال بالديبية يوم أب جندل وإنا لنريد القتال إنكارا للصلح حن ردنا عنه رسول ال‬
‫وإن أهل الشأم دعونا إل كتاب ال اضطرارا فأجبناهم إليه إعذارا فلسنا والقوم‬
‫سواء إنا وال ما عدلنا الي بالي ول القتيل بالقتيل ول الشامي بالعراقي ول معاوية بعلي وإنه‬
‫لمر منعه غي نافع وإعطاؤه غي ضائر وقد كلت البصائر الت كنا نقاتل با وقد حل الشك‬
‫اليقي الذي كنا نئول إليه وذهب الياء الذي كنا نارى به فاستظلوا ف هذا الفئ واسكنوا ف‬

‫‪191‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫هذه العافية فإن قلتم نقاتل على ما كنا نقاتل عليه أمس فهيهات هيهات ذهب وال قياس أمس‬
‫وجاء غد‬
‫خطبة عدي بن حات ث قام عدي بن حات فقال أيها الناس إنه وال لو غي علي‬
‫دعانا ال قتال أهل الصلة ما أجبناه ول وقع بأمر قط إل ومعه من ال برهان وف يديه من ال‬
‫سبب وإنه وقف عن عثمان بشبهة وقاتل أهل المل على النكث وأهل الشأم على البغي‬
‫فانظروا ف أموركم وأمره فإن كان له عليكم فضل فليس لكم مثله فسلموا له وإل فنازعوا‬
‫عليه وال لئن كان إل العلم بالكتاب والسنة إنه لعلم الناس بما ولئن كان إل السلم إنه‬
‫لخو نب ال والرأس ف السلم ولئن كان إل الزهد والعبادة إنه لظهر الناس زهدا وأنكهم‬
‫عبادة ولئن كان إل العقول والنحائز إنه لشد الناس عقل وأكرمهم نيزة ولئن كان إل‬
‫الشرف والنجدة إنه لعظم الناس شرفا وندة ولئن كان إل الرضا لقد رضي عنه الهاجرون‬
‫والنصار ف شورى عمر رضي ال عنهم وبايعوه بعد عثمان ونصروه على اصحاب المل‬
‫وأهل الشأم فما الفضل الذي قركم إل الدى وما النقص الذي قربه إل الضلل وال لو‬
‫اجتمعتم جيعا على أمر واحد لتاح ال له من يقاتل لمر ماض كتاب سابق فاعترف أهل‬
‫صفي لعدي بن حات بعد هذا القام ورجع كل من تشعب على علي رضي ال عنه‬
‫خطبة عبد ال بن حجل ث قام عبد ال بن حجل فقال يا أمي الؤمني إنك أمرتنا‬
‫يوم المل بأمور متلفة كانت عندنا أمرا واحدا فقبلناها بالتسليم وهذه مثل تلك المور ونن‬
‫أولئك أصحابك وقد أكثر الناس ف هذه القضية واي ال ما الكثر النكر بأعلم با من القل‬
‫العترف وقد أخذت الرب بأنفاسنا فلم يبق إل رجاء ضعيف فإن تب القوم إل ما دعوك‬
‫إليه فأنت أولنا إيانا وآخرنا بنب ال عهدا وهذه سيوفنا على أعناقنا وقلوبنا بي جواننا وقد‬
‫أعطيناك بقيننا وشرحت بالطاعة صدورنا ونفذت ف جهاد عدوك بصيتنا فأنت الوال الطاع‬
‫ونن الرعية التباع أنت أعلمنا بربنا وأقربنا بنبينا وخينا ف ديننا وأعظمنا حقا فينا فسدد‬
‫رأيك نتبعك واستخرال تعال ف أمرك واعزم عليه برأيك فأنت الوال الطاع فسر علي كرم‬

‫‪192‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫ال وجهه بقوله وأثن خيا خطبة صعصعة بن صوحان ث قام صعصعة بن صوحان فقال يا أمي‬
‫الؤمني إنا سبقنا الناس إليك يوم قدوم طلحة والزبي عليك فدعانا حكيم إل نصرة عاملك‬
‫عثمان بن حنيف فأجبناه فقاتل عدوك حت أصيب ف قوم من بن عبد قيس عبدوا ال حت‬
‫كانت اكفهم مثل أكف البل وجباههم مثل‬
‫ركب العز فأسر الي وسلب القتيل فكنا أول قتيل وأسي ث رأيت بلءنا بصفي‬
‫وقد كلت البصائر وذهب الصب وبقي الق موفورا وأنت بالغ بذا حاجتك والمر إليك ما‬
‫أراك ال فمرنا به خطبة النذر بن الارود ث قام النذر بن الارود فقال يا أمي الؤمني إن أرى‬
‫أمرا ل يدين له الشأم إل بلك العراق ول يدين له العراق إل بلك الشأم ولقد كنا نرى أن ما‬
‫زادنا نقصهم وما نقصنا أضرهم فإذا ف ذلك أمران فإن رأيت غيه ففينا وال ما يفل به الد‬
‫ويرد به الكلب وليس لنا معك إيراد ول صدر خطبة الحنف بن قيس ث قام الحنف بن قيس‬
‫فقال يا أمي الؤمني إن الناس بي ماض وواقف وقائل وساكت وكل ف موضعه حسن وإنه لو‬
‫نكل الخر عن الول ل يقل شيئا إل أن يقول اليوم ما قد قيل أمس ولكنه حق يقضى ول‬
‫نقاتل القوم لنا ول لك إنا قاتلناهم ل فإن حال أمر ال دوننا ودونك فاقبله فإنك أول بالق‬
‫وأحقنا بالتوفيق ول أرى إل القتال‬
‫خطبة عمي بن عطارد ث قام عمي بن عطارد فقال يا أمي الؤمني إن طلحة والزبي‬
‫وعائشة كانوا أحب الناس إل معاوية وكانت البصرة أقرب إلينا من الشأم وكان القوم الذين‬
‫وثبوا عليك من أصحاب رسول خيا من الذين وثبوا عليك من أصحاب معاوية اليوم فوال ما‬
‫منعنا ذلك من قتل الحارب وعيب الواقف فقاتل القوم إنا معك خطبة علي بن أب طالب ث‬
‫قام علي خطيبا فحمد ال وأثن عليه ث قال أيها الناس إنه قد بلغ بكم وبعدوكم ما قد رأيتم‬
‫ول يبق منهم إل آخر نفس وإن المور إذا أقبلت اعتب آخرها بأولا وقد صب لكم القوم على‬
‫غي دين حت بلغوا منكم ما بلغوا وأنا غاد عليهم بنفسي بالغداة فأحاكمهم بسيفي هذا إل ال‬
‫وأشار عمرو بن العاص على معاوية أن يدعو عليا إل تكيم كتاب ال فأصبح أصحاب‬

‫‪193‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫معاوية وقد رفعوا الصاحف على الرماح وقلدوها أعناق اليل يقولون هذا كتاب ال عز وجل‬
‫بيننا وبينكم مقال عدي بن حات فقام عدي بن حات فقال يا أمي الؤمني إن أهل الباطل ل‬
‫تعوق أهل الق وقد جزع القوم حي تأهبت للقتال بنفسك وليس بعد الزع إل ما تب‬
‫ناجز القوم‬
‫مقال الشترالنخعي ث قام الشتر فقال يا أمي الؤمني ما أجبناك لدنيا إن معاوية ل‬
‫خلف له من رجاله ولكن بمد ال اللف لك ولو كان له مثل رجالك ل يكن له مثل صبك‬
‫ول نصرتك فافرج الديد بالديد واستعن بال مقال عمرو بن المق ث قام عمرو بن المق‬
‫فقال يا أمي الؤمني ما أجبناك لدنيا ول نصرناك على باطل ما أجبناك إل ل تعال وما‬
‫نصرناك إل للحق ولو دعانا غيك إل ما دعوتنا إليه لكثر فيه اللجاج وطالت له النجوى وقد‬
‫بلغ الق مقطعه وليس لنا معك رأي مقال الشعث بن قيس ث قام الشعث بن قيس فقال يا‬
‫أمي الؤمني إنا لك اليوم على ما كنا عليه أمس ولست أدري كيف يكون غدا وما القوم‬
‫الذين كلموك بأحد لهل العراق مت ول بأوتر لهل الشأم من فأجب القوم إل كتاب ال‬
‫فإنك أحق به منهم وقد أحب ال البقيا‬
‫مقال عبد الرحن بن الارث ث قام عبد الرحن بن حارث فقال يا أمي الؤمني‬
‫امض لمر ال ول يستخفنك الذين ل يوقنون أحكم بعد حكم وأمر بعد أمر مضت دماؤنا‬
‫ودماؤهم ومضى حكم ال علينا وعليهم مقال عمار بن ياسر فلما أظهر علي أنه قد قبل‬
‫التحكيم قام عمار بن ياسر فقال يا أمي الؤمني أما وال لقد أخرجها إليك معاوية بيضاء من‬
‫أقر با هلك ومن أنكرها ملك ما لك يا أبا السن شككتنا ف ديننا ورددتنا على أعقابنا بعد‬
‫مائة ألف قتلوا منا ومنهم أفل كان هذا قبل السيف وقبل طلحة والزبي وعائشة قد دعوك إل‬
‫ذلك فأبيت فزعمت أنك أول بالق وأن ما خالفنا منهم ضال حلل الدم وقد حكم ال تعال‬
‫ف هذا الال ما قد سعت فإن كان القوم كفارا مشركي فليس لنا أن نرفع السيف عنهم حت‬
‫يفيئوا إل أمر ال وإن كانوا أهل فتنه فليس لنا أن نرفع السيف عنهم حت ل تكون فتنة ويكون‬

‫‪194‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫الدين كله ل وال ما أسلموا ول أدوا الزية ول فاءوا إل أمر ال ول طفئت الفتنة فقال علي‬
‫وال إن لذا المر كاره ث كثر اللجاج والدال ف المر وجعل علي يبي لم أنا خدعة‬
‫ومكيدة يرام با‬
‫توهي قوتم وتشتيت جعهم وهم ل يستمعون لقوله ول يذعنون لنصحه وأقبل‬
‫الشعث بن قيس ف ناس كثي من أهل اليمن فقالوا لعلي ل ترد ما دعاك القوم إليه قد أنصفك‬
‫القوم وال لئن ل تقبل هذا منهم ل وفاء معك ول نرمي معك بسهم ول حجر ول نقف معك‬
‫موقفا وغل أنصار التحكيم ف تطرفهم فقالوا يا علي أجب إل كتاب ال إذ دعيت إليه وإل‬
‫ندفعك برمتك إل القوم أو نفعل كما فعلنا بابن عفان فلم ير بدا من الذعان وقبول التحكيم‬
‫التحكيم بي علي ومعاوية كلم عبد ال بن عباس لب موسى الشعري ولا أجع‬
‫أهل العراق على طلب أب موسى الشعري وأحضروه للتحكيم على كره من علي عليه السلم‬
‫أتاه عبد ال بن العباس وعنده وجوه الناس وأشرافهم فقال له أبا موسى إن الناس ل يرضوا بك‬
‫ول يتمعوا عليك لفضل ل تشارك فيه وما أكثر أشباهك من الهاجرين والنصار التقدمي‬
‫قبلك ولكن أهل العراق أبوا إل أن يكون الكم يانيا ورأوا أن معظم أهل الشام يان واي ال‬
‫إن لظن ذلك شر لك ولنا فإنه قد ضم إليك داهية العرب وليس ف معاوية خلة يستحق با‬
‫اللفة فإن تقذف بقك على باطله تدرك حاجتك منه وإن يطمع باطله ف حقك يدرك‬
‫حاجته منك واعلم يا أبا موسى أن معاوية طليق السلم وأن أباه رأس الحزاب وأنه يدعي‬
‫اللفة من غي مشورة ول بيعة فإن زعم لك أن عمر وعثمان استعمله فلقد صدق استعمله‬
‫عمر وهو الوال عليه بنلة الطبيب يميه ما يشتهي ويوجره ما يكره ث استعمله عثمان برأي‬
‫عمر وما أكثر من استعمل من ل يدع اللفة واعلم أن لعمر ومع كل شئ يسرك خبأ‬
‫يسوءك ومهما نسيت فل تنس أن عليا‬
‫بايعه القوم الذين بايعوا أبا بكر وعمر وعثمان وأنا بيعة هدى وأنه ل يقاتل إل‬
‫العاصي والناكثي فقال أبو موسى رحك ال وال مال إمام غي علي وإن لواقف عند ما رأى‬

‫‪195‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫وإن حق ال أحب إل من رضا معاوية وأهل الشأم وما أنت وأنا إل بال وصية شريح بن‬
‫هانئ لب موسى الشعري ولا أراد أبو موسى السي قام إليه شريح بن هانئ الارثي فأخذ‬
‫بيده وقال يا أبا موسى إنك قد نصبت لمر عظيم ل يب صدعه ول تستفال فلتته ومهما تقل‬
‫من شئ لك أو عليك يثبت حقه ويرى صحته وإن كان باطل وإنه ل بقاء لهل العراق إن‬
‫ملكهم معاوية ول بأس على أهل الشأم إن ملكهم علي وقد كانت منك تثبيطة أيام الكوفة‬
‫والمل فإن تشفعها بثلها يكن الظن بك يقينا والرجاء منك يأسا ث قال ابا موسى رميت بشر‬
‫خصم فل تضع العراق فدتك نفسي وأعط الق شامهم وخذه فإن اليوم ف مهل كأمس وإن‬
‫غدا يئ با عليه كذاك الدهر من سعد ونس ول يدعك عمرو إن عمرا عدو ال مطلع كل‬
‫شس له خدع يار العقل منها موهة مزخرفة بلبس‬
‫فل تعل معاوية بن حرب كشيخ ف الوادث غي نكس هداه ال للسلم فردا‬
‫سوى عرس النب وأي عرس فقال أبو موسى ما ينبغي لقوم اتمون ان يرسلون لدفع عنهم‬
‫باطل أو أجر إليهم حقا وصية الحنف بن قيس لب موسى الشعري وما حكم أبو موسى‬
‫الشعري أتاه الحنف بن قيس فقال له يا أبا موسى إن هذا مسي له ما بعده من عز الدنيا أو‬
‫ذلا آخر الدهر ادع القوم إل طاعة علي فإن أبوا فادعهم أن يتار أهل الشأم من قريش العراق‬
‫من أحبوا ويتار أهل العراق من قريش الشأم من أحبوا وإياك إذا لقيت ابن العاص أن تصافحه‬
‫بنية وأن يقعدك على صدر الجلس فإنا خديعة وأن يضمك وإياه بيت فيكمن لك فيه الرجال‬
‫ودعه فليتكلم لتكون عليه باليار فالبادئ مستغلق والجيب ناطق فما عمل أبو موسى إل‬
‫بلف ما قال الخنف وأشار به فكان من المر ما كان فلقيه الحنف بعد ذلك فقال له‬
‫أدخل وال قدميك ف خف واحدة‬
‫وصية معاوية لعمرو بن العاص وقال معاوية لعمرو إن أهل العراق أكرهوا عليا‬
‫على أب موسى وأنا وأهل الشأم راضون عنك وأرجو ف دفع هذه الرب قوة لهل الشأم‬
‫وفرقة لهل العراق وإمدادا لهل اليمن وقد ضم إليك رجل طويل اللسان قصي الرأي وله‬

‫‪196‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫على ذلك دين وفضل فدعه يقول فإذا هو قال فاصمت واعلم أن حسن الرأي زيادة ف العقل‬
‫إن خوفك العراق فخوفه بالشام وإن خوفك مصر فخوفه باليمن وإن خوفك عليا فخوفه‬
‫بعاوية وإن أتاك بالميل فأته بالميل رد عمرو بن العاص عليه فقال عمرو يا أمي الؤمني‬
‫أقلل الهتمام با قبلي وارج ال تعال فيما وجهتن له إنك من أمرك على مثل حد السيف ل‬
‫تنل ف حربك ما رجوت ول تأمن ما خفت ونن نرجو أن يصنع ال تعال لك خيا وقد‬
‫ذكرت لب موسى دينا وإن الدين منصور أرأيت إن ذكر عليا وجاءنا بالسلم والجرة‬
‫واجتماع الناس عليه ما أقول فقال معاوية قل ماتريد وترى‬
‫مقال شرحبيل بن السمط لعمرو ولا ودعه شرحبيل بن السمط قال له يا عمرو‬
‫إنك رجل قريش وإن معاوية ل يبعثك إل لعلمه أنك ل تؤتى من عجز ول مكيدة وقد علمت‬
‫أن وطأة هذا المر لك ولصاحبك فكن عند ظننا بك خطبة أب موسى الشعري ولا التقى‬
‫الكمان أبو موسى الشعري وعمرو بن العاص بدومة الندل ودار بينهما من الوار ما دار‬
‫أقبل إل الناس وهم متمعون فتقدم أبو موسى فحمد ال عز وجل وأثن عليه ث قال أيها الناس‬
‫إنا قد نظرنا ف أمر هذه المة فلم نر أصلح لمرها ول أل لشعثها من أمر قد أجع رأيي ورأي‬
‫عمرو عليه وهو أن نلع عليا ومعاوية وتستقبل هذه المة هذا المر فيولوا منهم من أحبوا‬
‫عليهم وإن قد خلعت علينا ومعاوية فاستقبلوا أمركم وولوا عليكم من رأيتموه لذا المر أهل‬
‫ث تنحى‬
‫خطبة عمرو بن العاص وأقبل عمرو بن العاص فقام مقامه فحمد ال وأثن عليه‬
‫وقال إن هذا قد قال ما سعتم وخلع صاحبه وأنا أخلع صاحبه كما خلعه وأثبت صاحب‬
‫معاوية فإنه ول عثمان بن عفان رضي ال عنه والطالب بدمه وأحق الناس بقامه فقال أبو‬
‫موسى مالك ل وفقك ال غدرت وفجرت إنا مثلك كمثل الكلب إن تمل عليه يلهث أو‬
‫تتركه يلهث قال عمرو إنا مثلك كمثل المار يمل أسفارا خطبة المام علي بعد التحكيم‬
‫وخطب المام علي كرم ال وجهه بعد فشل التحكيم فقال المد ل وإن أتى الدهر بالطب‬

‫‪197‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫الفادح والدث الليل وأشهد أن ل إله إل ال وحده ل شريك له ليس معه إله غيه وأن‬
‫ممدا عبد ه ورسوله وآله أما بعد فإن مصية الناصح الشفيق العال الجرب تورث السرة‬
‫وتعقب الندامة وقد كنت أمرتكم ف هذه الكومة أمري ونلت لكم مزون رأيي لو كان‬
‫يطاع لقصي أمر فأبيتم على إباء الخالفي الفاة والنابذين العصاة حت ارتاب‬
‫الناصح بنصحه وضن الزند بقدحه فكنت وإياكم كما قال أخو هوازن أمرتكم أمري بنعرج‬
‫اللوى فلم تستبينوا النصح إل ضحى الغد أل إن هذين الرجلي اللذين اخترتوها حكمي قد‬
‫نبذا حكم القرآن وراء ظهورها وأحييا ما أمات القرآن واتبع كل واحد منهما هواه بغي هدى‬
‫من ال فحكما بغي حجة بينة ول سنة ماضية واختلفا ف حكمهما وكلها ل يرشد فبئ ال‬
‫منهما ورسوله وصال الؤمني استعدوا وتأهبوا للمسي إل الشأم خطبة السن بن علي وقال‬
‫المام علي قم يا حسن فتكلم ف أمر هذين الرجلي أب موسى وعمرو فقام السن فتكلم‬
‫فقال أيها الناس قد أكثرت ف أمر أب موسى وعمرو وإنا بعثا ليحكما بالقرآن دون الوى‬
‫فحكما بالوى دون القرآن فمن كان هكذا ل يكن حكما ولكنه مكموم عليه وقد كان من‬
‫خطأ أب موسى أن جعلها لعبد ال بن عمر فأخطأ ف ثلث خصال خالف يعن أب موسى أباه‬
‫عمر إذ ل يرضه لا ول يره أهل لا وكان أبوه أعلم به من غيه ول أدخله ف الشورى إل‬
‫على أنه ل شئ له فيها شرطا مشروعا من‬
‫عمر على أهل الشورى فهذه واحدة وثانية ل يتمع عليه الهاجرون والنصار‬
‫الذين يعقدون المامة ويكمون على الناس وثالثة ل يستأمر الرجل ف نفسه ول علم ما عنده‬
‫من رد أو قبول ث جلس خطبة عبد ال بن عباس توف سنة ه ث قال على لعبد ال بن عباس قم‬
‫فتكلم فقام عبد ال بن عباس وقال أيها الناس إن للحق أناسا أصابوه بالتوفيق والرضا والناس‬
‫بي راض به وراغب عنه وإنا سار أبو موسى بدى إل ضلل وسار عمرو بضلل إل هدى‬
‫فلما التقيا رجع أبو موسى عن هداه ومضى عمرو على ضلله فوال لو كان حكما عليه‬
‫بالقرآن لقد حكما عليه ولئن كانا حكما بواها على القرآن ولئن مسكا با سارا به لقد سار‬

‫‪198‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫أبو موسى وعلى إمامه وسار عمرو ومعاوية إمامه ث جلس خطبة عبد ال بن جعفر فقال علي‬
‫لعبد ال بن جعفر قم فتكلم فقام وقال أيها الناس هذا أمر كان النظر فيه لعلي والرضا فيه إل‬
‫غيه جئتم بأب موسى فقلتم قد رضينا هذا فارض به واي ال ما أصلحا با فعل الشأم ول‬
‫أفسدا العراق ول أماتا حق علي ول أحييا باطل معاوية ول يذهب الق قلة رأي ول نفخة‬
‫شيطان وإنا لعلي اليوم كما كنا أمس عليه ث جلس‬
‫خطبة علي ولا نزل على النخيلة وأيس من الوارج قام فحمد ال وأثن عليه ث‬
‫قال أما بعد فإنه من ترك الهاد ف ال وادهن ف أمره كان على شفا هلكة إل إن يتداركه ال‬
‫بنعمة فاتقوا ال وقاتلوا من حاد ال وحاول أن يطفئ نور ال قاتلوا الاطئي الضالي القاسطي‬
‫الجرمي الذين ليسوا بقرآء للقرآن ول فقهاء ف الدين ول علماء ف التأويل ول لذا المر‬
‫بأهل ف سابقة السلم وال لو ولوا عليكم لعملوا فيكم بأعمال كسرى وهرقل تيسروا وتيئوا‬
‫للمسي إل عدوكم من أهل الغرب وقد بعثنا إل إخوانكم من أهل البصرة ليقدموا عليكم فإذا‬
‫قدموا فاجتمعتم شخصنا إن شاء ال ول حول ول قوة ال بال خطبة عبد ال بن عباس وكتب‬
‫علي إل عبد ال بن عباس أما بعد فإنا قد خرجنا إل معسكرنا بالنخيلة وقد أجعنا على السي‬
‫إل عدونا من أهل الغرب فأشخص بالناس حي يأتيك رسول وأقم حت يأتيك أمري والسلم‬
‫فلما قدم عليه الكتاب قرأه على الناس وأمرهم بالشخوص مع الحنف بن قيس فشخص معه‬
‫منهم ألف وخسمائة رجل فاستقلهم عبد ال بن عباس فقام ف الناس فحمد ال وأثن عليه ث‬
‫قال أما بعد يأهل البصرة فإنه جاءن أمر أمي الؤمني يأمرن بإشخاصكم فأمرتكم بالنفي إليه‬
‫مع الحنف بن قيس ول يشخص معه منكم إل ألف وخسمائة وأنتم ستون ألفا سوى أبنائكم‬
‫وعبدانكم ومواليكم أل انفروا مع جارية بن قدامة السعدي‬
‫ول يعلن رجل على نفسه سبيل فإن موقع بكل من وجدته متخلفا عن مكتبه‬
‫عاصيا لمامه وقد أمرت أبا السود الدؤل بشركم فل يلم رجل جعل السبيل على نفسه إل‬
‫نفسه خطبة علي فخرج جارية فعسكر وخرج أبو السود فحشر الناس فاجتمع إل جارية‬

‫‪199‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫ألف وسبعمائة ث أقبل حت وافاه علي بالنخيلة فلم يزل بالنخيلة حت وافاه هذان اليشان من‬
‫البصرة ثلثة آلف ومائتا رجل فجمع إليه رءوس أهل الكوفة ورءوس السباع ورءوس القبائل‬
‫ووجوه الناس فحمد ال وأثن عليه ث قال يا أهل الكوفة أنتم إخوان وأنصاري وأعوان على‬
‫الق وصحابت على جهاد عدوي الحلي بكم أضرب الدبر وأرجو تام طاعة القبل وقد‬
‫بعثت إل أهل البصرة فاستنفرتم إليكم فلم يأتن منهم إل ثلثة آلف ومائتا رجل فأعينون‬
‫بناصحة جلية خلية من الغش إنكم مرجنا إل صفي بل استجمعوا بأجعكم وإن أسألكم أن‬
‫يكتب ل رئيس كل قوم ما ف عشيته من القاتلة وأبناء القاتلة الذين أدركوا القتال وعبدان‬
‫عشيته ومواليهم ث يرفع ذلك إلينا فقام سعد بن قيس المدان فقال يا أمي الؤمني سعا‬
‫وطاعة وودا ونصيحة أنا أول الناس جاء با سألت وبا طلبت وقام معقل بن قيس الرياحي‬
‫فقال له نوا من ذلك وقام عدي بن حات وزياد بن خصفة وحجر بن عدي وأشراف الناس‬
‫والقبائل فقالوا مثل ذلك ث إن الرءوس كتبوا من فيهم ث رفعوهم إليه‬
‫خطبة لعلي وكتب علي إل سعد بن مسعود الثقفي وهو عامله على الدائن أما بعد‬
‫فإن قد بعثت إليك زياد بن خصفة فأشخص معه من قبلك من مقاتلة أهل الكوفة وعجل‬
‫ذلك إن شاء ال ول قوة إل بال وبلغ عليا أن الناس يقولون لو سار بنا إل هذه الرورية‬
‫فبدأنا بم فإذا فرغنا منهم وجهنا من وجهنا ذلك إل الحلي فقام ف الناس فحمد ال وأثن‬
‫عليه ث قال أما بعد فإنه قد بلغن قولكم لو أن أمي الؤمني سار بنا إل هذه الارجة الت‬
‫خرجت عليه فبدأنا بم فإذا فرغنا منهم وجهنا إل الحلي وأن غي هذه الارجة أهم إلينا‬
‫منهم فدعوا ذكرهم وسيوا إل قوم يقاتلونكم كيما يكونوا جبارين ملوكا ويتخذوا عباد ال‬
‫خول فتنادى الناس من كل جانب سر بنا يا أمي الؤمني حيث أحببت وقام إليه صيفي ابن‬
‫فسيل الشيبان فقال يا أمي الؤمني نن حزبك وأنصارك نعادي من عاديت ونشايع من أناب‬
‫إل طاعتك فسر بنا إل عدوك من كانوا وأينما كانوا فإنك إن شاء ال لن تؤتى من قلة عدد‬
‫ول ضعف نية أتباع وقام إليه مرز بن شهاب التميمي من بن سعد فقال يا أمي الؤمني‬

‫‪200‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫شيعتك كقلب رجل واحد ف الجاع على بصرك والد ف جهاد عدوك فأبشر بالنصر وسر‬
‫بنا إل أي الفريقي أحببت فإنا شيعتك الذين نرجو ف طاعتك وجهاد من خالفك صال‬
‫الثواب وناف ف خذلنك والتخلف عنك شدة الوبال‬
‫خطبة لعاوية ولا فشل التحكيم بايع أهل الشأم معاوية باللفة واختلف الناس‬
‫بالعراق على علي فما كان لعاوية هم ال مصر فدعا أصحابه ليستشيهم ف أمرها وكان فيهم‬
‫عمرو بن العاص فحمد ال وأثن عليه ث قال أما بعد فقد رأيتم كيف صنع ال بكم ف حربكم‬
‫عدوكم جاءوكم وهم ل ترون إل أنم سيقبضون بيضتكم ويربون بلدكم ما كانوا يرون إل‬
‫أنكم ف أيديهم فردهم ال بغيظهم ل ينالوا خيا ما أحبوا وحاكمناهم إل ال فحكم لنا عليهم‬
‫ث جع لنا كلمتنا وأصلح ذات بيننا وجعلهم أعداء متفرقي يشهد بعضهم على بعض بالكفر‬
‫ويسفك بعضهم دم بعض وال إن لرجوا أن يتم لنا هذا المر وقد رأيت أن ناول أهل مصر‬
‫فكيف ترون أرتئاءنا لا وكان عمرو بن العاص قد صال معاوية حي بايعه على قتال علي بن‬
‫أب طالب على أن له مصر طعمة ما بقي فقال لعاوية فإن أشي عليك كيف تصنع أرى أن‬
‫تبعث جيشا كثيفا عليهم رجل حازم صارم تأمنه وتثق به فيأت مصر حت يدخلها فسيه إليها‬
‫وصية معاوية لعمرو بن العاص وجهز معاوية عمرو بن العاص وبعثه ف ستة آلف رجل‬
‫وخرج وودعه وقال له عند وداعه إياه‬
‫أوصيك يا عمرو بتقوى ال والرفق فإنه ين وبالهل والتؤدة فإن العجلة من‬
‫الشيطان وبأن تقبل من أقبل وأن تعفو عمن أدبر فإن قبل فبها ونعمت وإن أب فإن السطوة‬
‫بعد العذرة أبلغ ف الجة وأحسن ف العاقبة وادع الناس إل الصلح والماعة فإذا أنت ظهرت‬
‫فليكن أنصارك آثر الناس عندك وكل الناس فأول حسنا خطبة ممد بن أب بكر وقدم ممد بن‬
‫أب بكر مصر واليا عليها من قبل علي بن أب طالب سنة ه فقام خطيبا فحمد ال وأثن عليه ث‬
‫قال المد ل الذي هدانا وإياكم لا اختلف فيه من الق وبصرنا وإياكم كثيا با عمي عنه‬
‫الاهلون أل إن أمي الؤمني ولن أموركم وعهد إل ما قد سعتم وأوصان بكثي منه مشافهة‬

‫‪201‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫ولن آلوكم خيا ما استطعت وما توفيقي إل بال عليه توكلت وإليه أنيب فإن يكن ما ترون‬
‫من إمارت وأعمال طاعة ل وتقوى فاحدوا ال عز وجل على ما كان من ذلك فإنه هو‬
‫الادي وإن رأيتم عامل ل عمل غي الق زائفا فارفعوه إل وعاتبون فيه فإن بذلك أسعد‬
‫وأنتم بذلك جديرون وفقنا ال وإياكم لصال العمال برحته خطبة لحمد بن أب بكر وأقبل‬
‫عمرو بن العاص حت قصد مصر فقام ممد بن أب بكر ف الناس فحمد ال وأثن عليه وصلى‬
‫على رسوله ث قال أما بعد معاشر السلمي والؤمني فإن القوم الذين كانوا ينتهكون الرمة‬
‫وينعشون الضللة ويشبون نار الفتنة ويتسلطون بالبية قد نصبوا لكم العداوة‬
‫وساروا إليكم بالنود عباد ال فمن أراد النة والغفرة فليخرج إل هؤلء القوم فليجاهدهم ف‬
‫ال انتدبوا إل هؤلء رحكم ال مع كنانة بن بشر ث انتهى المر بقتل ممد بن أب بكر خطبة‬
‫لعلي وقد استصرخه ممد بن أب بكر ولا سي معاوية عمرو بن العاص إل مصر سنة ه وكان‬
‫عليها ممد بن أب بكر من قبل علي بعث ابن أب بكر إل علي يستصرخه فقام علي ف الناس‬
‫فحمد ال وأثن عليه وصلى على ممد ث قال أما بعد فإن هذا صريخ ممد بن أب بكر‬
‫وإخوانكم من أهل مصر قد سار إليهم ابن النابغة عدو ال وول من عادى ال فل يكونن أهل‬
‫الضلل إل باطلهم والركون إل سبيل الطاغوت أشد اجتماعا منكم على حقكم هذا فإنم قد‬
‫بدءوكم وإخوانكم بالغزو فاعجلوا إليهم بالؤاساة والنصر عباد ال إن مصر أعظم من الشأم‬
‫أكثر خيا وخي أهل فل تغلبوا على مصر فإن بقاء مصر ف أيديكم عز لكم وكبت لعدوكم‬
‫أخرجوا إل الرعة بي الية والكوفة فوافون با هناك غدا إن شاء ال‬
‫خطبة علي حي بلغه مقتل ممد بن أب بكر ولا بلغ عليا مقتل ممد بن أب بكر‬
‫حزن عليه حت رئى ذلك ف وجهه وتبي فيه وقام ف الناس خطيبا فحمد ال وأثن عليه وصلى‬
‫على رسوله وقال أل إن مصر قد افتتحها الفجرة أولو الور والظلم الذين صدوا عن سبيل ال‬
‫وبغوا السلم عوجا أل وإن ممد بن أب بكر قد استشهد رحه ال فعند ال نتسبه أما وال‬
‫إن كان ما علمت ينتظر القضاء ويعمل للجزاء ويبغض شكل الفاجر ويب هدى الؤمن إن‬

‫‪202‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫وال ما ألوم نفسي على التقصي وإن لقاساة الرب ند خبي وإن لقدم على المر وأعرف‬
‫وجه الزم وأقوم فيكم بالرأي الصيب فأستصرخكم معلنا وأناديكم نداء الستغيث معربا فل‬
‫تسمعون ل قول ول تطيعون ل أمرا حت تصي ب المور إل عواقب الساءة فأنتم القوم ل‬
‫يدرك بكم الثأر ول ينقض بكم الوتار دعوتكم إل غياث إخوانكم منذ بضع وخسي ليل‬
‫فتجرجرت جرجرة المل الشدق وتثاقلتم إل الرض تثاقل من ليس له نية ف جهاد العدو ول‬
‫اكتساب الجر ث خرج إل منكم جنيد متذائب كأنا يساقون إل الوت وهم ينظرون فأف‬
‫لكم ث نزل‬
‫فتنة الوارج مناظرة عبد ال بن عباس لم لا رجع المام علي كرم ال وجهه من‬
‫صفي إل الكوفة بعد كتابه صحيفة التحكيم بينه وبي معاوية اعتزله جاعة من أصحابه من‬
‫رأوا التحكيم ضلل ونزلوا حروراء ف اثن عشر ألفا وأمروا على القتال شبث بن ربعي وعلى‬
‫الصلة عبد ال بن الكواء فبعث اليهم علي عبد ال بن عباس فقال ل تعجل إل جوابم‬
‫وخصومتهم حت آتيك فخرج إليهم حت أتاهم فأقبلوا يكلمونه فلم يصب حت راجعهم فقال‬
‫ما نقمتم من الكمي وقد قال ال عز وجل إن يريدا إصلحا يوفق ال بينهما فكيف بأمة‬
‫ممد فقالت الوارج قلنا أما ما جعل حكمه إل الناس وأمربالنظر فيه والصلح له فهو إليهم‬
‫كما أمر به وماحكم فأمضاه فليس للعباد أن ينظروا فيه حكم ف الزان مائة جلدة وف السارق‬
‫بقطع يده فليس للقباد أن ينظروا ف هذا قال ابن عباس فإن ال عز وجل يقول يكم به‬
‫ذوا عدل منكم فقالوا له أو تعل الكم ف الصيد والدث يكون بي الرأة‬
‫وزوجها كالكم ف دماء السلمي وقالت الوارج قلنا له فهذه الية بيننا وبينك أعدل عندك‬
‫ابن العاص وهو بالمس يقاتلنا ويسفك دماءنا فإن كان عدل فلسنا بعدول ونن أهل حريه‬
‫وقد حكمتم ف أمر ال الرجال وقد أمضىال عز وجل حكمه ف معاوية وجزبه أن يقتلوا أو‬
‫يرجعوا وقبل ذلك ما دعوناهم إل كتاب ال عز وجل فأبوه ث كتبتم بينكم وبينه كتابا‬
‫وجعلتم بينكم وبينه الوادعة والستفاضة وقد قطع ال عز وجل الستفاضة والوادعة بي‬

‫‪203‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫السلمي وأهل الرب منذ نزلت براءة إل من أقر بالزية مناظرة المام علي لم ث خرج إليهم‬
‫علي حت انتهى إليهم وهم ياصمون ابن عباس فقال انته عن كلمهم أل أنك رحك ال‬
‫ث تكلم فحمد ال عز وجل وأثن عليه ث قال اللهم إن هذا مقام من أفلج فيه كان‬
‫أول بالفلج يوم القيامة ومن نطق فيه وأوعث فهو ف الخرة أعمى وأضل سبيل ث قال لم من‬
‫زعيمكم قالوا ابن الكواء قال علي فما أخرجكم علينا قالوا حكومتكم يوم صفي قال‬
‫أنشدكم بال أتعلمون أنم حيث رفعوا الصاحف فقلتم نيبهم إل كتاب ال قلت لكم إن‬
‫أعلم بالقوم منكم إنم ليسوا بأصحاب دين ول قرآن إن صحبتهم وعرفتهم أطفال ورجال‬
‫فكانوا شر أطفال وشر رجال امضوا على حقكم وصدقكم فإنا رفع القوم هذه الصاحف‬
‫خديعة وإدهانا ومكيدة فرددت على رأيي وقلتم ل بل نقبل منهم فقلت لكم اذكروا قول لكم‬
‫ومعصيتكم إياي فلما أبيتم إل الكتاب اشترطت على الكمي أن يييا ما أحيا القرآن وأن ييتا‬
‫ما أمات القرآن فإن حكما بكم القرآن فليس لنا أن نالف حكما يكم با ف القرآن وإن أبيا‬
‫فنحن من حكمهما برآء قالوا له فخبنا أتراه عدل تكيم الرجال ف الدماء فقال إنا لسنا‬
‫حكمنا الرجال إنا حكمنا القرآن وهذا القرآن إنا هو خط مسطور بي دفتي ل ينطق إنا‬
‫يتكلم به الرجال قالوا فخبنا عن الجل ل جعلته فيما بيننا وبينهم قال ليعلم الاهل ويتثبت‬
‫العال ولعل ال عز وجل يصلح ف هذه الدنة هذه المة ادخلوا مصركم رحكم ال فدخلوا‬
‫من عند آخرهم‬
‫صورة أخرى وروى صاحب العقد الناظرة بي علي وبي الوارج بصورة أخرى‬
‫وهاكها قالوا إن عليا لا اختلف عليه أهل النهروان والقرى وأصحاب البانس ونزلوا قرية يقال‬
‫لا حروراء وذلك بعد وقعة المل رجع إليهم علي بن أب طالب فقال لم يا هؤلءء من‬
‫زعيمكم قالوا ابن الكواء قال فليبز إل فخرج إليه ابن الكواء فقال له علي يابن الكواء ما‬
‫أخرجكم علينا بعد رضاكم بالكمي ومقامكم بالكوفة قال قاتلت بنا عدوا ل نشك ف‬
‫جهاده فزعمت أن قتلنا ف النة وقتلهم ف النارفبينما نن كذلك إذ أرسلت منافقا‬

‫‪204‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫وحكمت كافرا وكان من شكك ف أمر ال أن قلت للقوم حي دعوتم كتاب ال بين‬
‫وبينكم فإن قضى علي بايعتكم وإن قضى عليكم بايعتمون فلول شكك ل تفعل هذا والق ف‬
‫يدك قال علي يا بن الكواء إنا الواب بعد الفراغ أفرغت فأجيبك قال نعم قال علي أما قتالك‬
‫معي عدوا ل نشك ف جهاده فصدقت ولو شككت فيهم ل أقاتلهم وأما قتلنا وقتلهم فقد‬
‫قال ال ف ذلك ما يستغن به عن قول وأما إرسال النافق وتكيمي الكافر فأنت أرسلت أبا‬
‫موسى مبنسا ومعاوية حكم عمرا أتيت بأب موسى مبنسا فقلت ل نرضى إل أبا موسى فهل‬
‫قام إل رجل منكم فقال يا علي لتعط هذه الدنية فإنا ضللة وأما قول لعاوية إن جرن إليك‬
‫كتاب ال تبعتك وإن جرك إل تبعتن زعمت أن ل أعط ذلك إل من شك فقد علمت أن‬
‫أوثق ما ف يديك هذا المر فحدثن ويك عن اليهودي والنصران ومشركي العرب أهم أقرب‬
‫إل كتاب ال أم معاوية وأهل الشأم قال بل معاوية وأهل الشأم أقرب قال علي أفرسول ال‬
‫كان أوثق با ف يديه من كتاب ال أو أنا قال بل رسول ال قال أفرأيت ال تبارك وتعال حي‬
‫يقول قل فأتوا‬
‫بكتاب من عند ال هو أهدى منهما أتبعه إن كنتم صادقي أما كان رسول ال‬
‫يعلم أنه ل يؤتى بكتاب هو أهدى ما ف يديه قال بلى قال فلم أعطى رسول ال القوم ما‬
‫أعطاهم قال إنصافا وحجة قال فإن أعطيت القوم ما أعطاهم رسول ال قال ابن الكواء فإن‬
‫أخطأت هذه واحدة زدن قال علي فما أعظم ما نقمتم علي قال تكيم الكمي نظرنا ف‬
‫أمرنا فوجدنا تكيمهما شكا وتبذيرا قال علي فمت سي أبو موسى حكما حي أرسل أو حي‬
‫حكم قال حي أرسل قال أليس قد سار وهو مسلم وأنت ترجو أن يكم با أنزل ال قال نعم‬
‫قال علي فل أرى الضلل ف إرساله فقال ابن الكواء سي حكما حي حكم قال نعم إذن‬
‫فإرساله كان عدل أرأيت يابن الكواء لو أن رسول ال بعث مؤمنا إل قوم مشركي يدعوهم‬
‫إل كتاب ال فارتد على عقبه كافرا كان يضر نب ال شيئا قال ل قال علي فما كان ذنب إن‬
‫كان أبو موسى قد ضل هل رضيت حكومته حي حكم أو قوله إذ قال قال ابن الكواء ل‬

‫‪205‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫ولكنك جعلت مسلما وكافرا يكمان ف كتاب ال قال علي ويلك يا بن الكواء هل بعث‬
‫عمرا غي معاوية وكيف أحكمه وحكمه على ضرب عنقي إنا رضي به صاحبه كما رضيت‬
‫أنت بصاحبك وقد يتمع الؤمن والكافر يكمان ف أمر ال أرأيت لو أن رجل مؤمنا تزوج‬
‫يهودية أو نصرانية فخافا شقاق بينهما ففزع الناس إل كتاب ال وف كتابه فابعثوا حكما من‬
‫أهله وحكما من أهلها فجاء رجل من اليهود أو رجل من النصارى ورجل من السلمي اللذين‬
‫يوز لما أن يكما ف كتاب ال فحكما قال ابن الكواء وهذه أيضا أمهلنا حت ننظر فانصرف‬
‫عنهم علي فقال له صعصعة بن صوحان يا أمي الؤمني ائذن ل ف كلم القوم قال نعم ما ل‬
‫تبسط يدا فنادى صعصعة ابن الكواء فخرج إليه فقال أنشدكم ال يا معشر‬
‫الارجي أن ل تكونوا عارا على من يغزو لغيه وأن ل ترجوا بأرض تسمون با‬
‫بعد اليوم ول تستعجلوا ضلل العام خشية ضلل عام قابل فقال له ابن الكواء إن صاحبك‬
‫لقينا بأمر قولك فيه صغي فأمسك قالوا إن عليا خرج بعد ذلك إليهم فخرج إليه ابن الكواء‬
‫فقال له علي يابن الكواء إنه من أذنب ف هذا الدين ذنبا يكون ف السلم حدثا استتبناه من‬
‫ذلك الذنب بعينه وإن توبتك أن تعرف هدى ما خرجت منه وضلل ما دخلت فيه قال ابن‬
‫الكواء إننا ل ننكر أنا قد فتنا فقال له عبد ال بن عمرو بن جرموز أدركنا وال هذه الية آل‬
‫أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم ل يفتنون وكان عبد ال من قراء أهل حروراء‬
‫فرجعوا فصلوا خلف علي الظهر وانصرفوا معه إل الكوفة ث اختلفوا بعد ذلك ف رجعتهم‬
‫ولم بعضهم بعضا ث خرجوا على علي فقتلهم بالنهروان مناظرة ابن عباس لم فلما استقروا‬
‫بالكوفة أشاعوا أن عليا رجع عن التحكيم وتاب منه ورآه ضلل فأتى الشعث بن قيس عليا‬
‫فقال يا أمي الؤمني إن الناس قد تدثوا أنك رأيت الكومة ضلل والقامة عليها كفرا وتبت‬
‫فخطب علي الناس فقال من زعم أن رجعت عن الكومة فقد كذب ومن رآها ضلل فهو‬
‫أضل منها فخرجت الوارج من السجد فحكمت فقيل لعلي إنم خارجون فقال ل أقاتلهم‬

‫‪206‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫حت يقاتلون وسيفعلون فوجه إليهم عبد ال بن العباس فلما سار إليهم رحبوا به وأكرموه‬
‫فرأى منهم جباها قرحت لطول السجود‬
‫وأيديا كثفنات البل وعليهم قمص مرحضة وهم مشمرون قالوا ما جاء بك يا بن‬
‫عباس قال جئتكم من عند صهر رسول ال وابن عمه وأعلمنا بربه وسنة نبيه ومن عند‬
‫الهاجرين والنصار فقالوا إنا أتينا عظيما حي حكمنا الرجال ف دين ال فإن تاب كما تبنا‬
‫ونض لجاهدة عدونا رجعنا فقال ابن عباس نشدتكم ال إل ما صدقتم أنفسكم أما علمتم أن‬
‫ال أمركم بتحكيم الرجال ف أرنب تساوي ربع درهم تصاد ف الرم وف شقاق امرأة‬
‫ورجلها فقالوا اللهم نعم قال أنشدكم ال هل علمتم أن رسول ال أمسك عن القتال للهدنة‬
‫بينه وبي الديبية قالوا نعم ولكن عليا ما نفسه من خلفة السلمي قال ابن عباس أذلك يزيلها‬
‫عنه وقد ما رسول ال اسه من النبوة قال سهيل بن عمرو لو علمت أنك رسول ال ما‬
‫حاربتك فقال للكاتب اكتب ممد بن عبد ال وقد أخذ على الكمي أن ل يورا فعلي أول‬
‫من معاوية وغيه قالوا إن معاوية يدعي مثل دعوى علي قال فأيهما رأيتموه أول فولوه قالوا‬
‫صدقت قال ابن عباس ومت جار الكمان فل طاعة لما ول قبول لقولما فأتبعه منهم ألفان‬
‫وبقي أربعة آلف فلم يزالوا على ذلك حت اجتمعوا على البيعة لعبد ال بن وهب الراسب‬
‫خطبة يزيد بن عاصم الحارب وخرج المام علي كرم ال وجهه ذات يوم يطب‬
‫فإنه لفي خطبته إذ حكمت الحكمة ف جوانب السجد فقال علي ال أكب كلمة حق يراج با‬
‫باطل إن سكتوا عممناهم وإن تكلموا حججناهم وإن خرجوا علينا قاتلناهم فوثب يزيد ابن‬
‫عاصم الحارب فقال المد ل غي مودع ربنا ول مستغن عنه اللهم إنا نعوذ بك من إعطاء‬
‫الدنية ف ديننا فإن إعطاء الدنية ف الدين إدهان ف أمر ال عز وجل وذل راجع بأهله إل‬
‫سخط ال يا علي أبا لقتل توفنا أما وال إن لرجو أن نضربكم با عما قليل غي مصفحات‬
‫ث لتعلمن أينا أول با صليا ث خرج بم هو وإخوة له ثلثة هو رابعهم فأصيبوا مع الوارج‬
‫بالنهر وأصيب أحدهم بعد ذلك بالنخيلة خطبة عبد ال بن وهب الراسي ولا بعث المام علي‬

‫‪207‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫أبا موسى الشعري لنفاذ الكومة لقيت الوارج بعضها بعضا فاجتمعوا ف منل عبد ال بن‬
‫وهب الراسب فحمد ال وأثن عليه ث قال‬
‫أما بعد فوال ما ينبغي لقوم يؤمنون بالرحن وينيبون إل حكم القرآن أن تكون‬
‫هذه الدنيا الت الرضا با والركون إليها واليثار إياها عناء وتبار آثر عندهم من المر بالعروف‬
‫والنهي عن النكر والقول بالق وإن من وضر فإنه من ين ويضر ف هذه الدنيا فإن ثوابه يوم‬
‫القيامة رضوان ال عز وجل واللود ف جناته فاخرجوا بنا إخواننا من هذه القرية الظال أهلها‬
‫إل بعض كور البال أو إل بعض هذه الدائن منكرين لذه البدع الضلة خطبة حرقوص بن‬
‫زهي السعدي فقام حرقوص بن زهي السعدي فقال إن التاع بذه الدنيا قليل وإن الفراق لا‬
‫وشيك فل تدعونكم زينتها وبجتها إل القام با ول تلفتنكم عن طلب الق وإنكار الظلم‬
‫فإن ال مع الذين اتقوا والذين هم مسنون خطبة حزة بن سنان السدي فقام حزة بن سنان‬
‫السدي فقال يا قوم إن الرأي ما قد رأيتم والق ما قد ذكرت فولوا أمركم رجل منكم فإنه ل‬
‫بد لكم من عماد وسناد وراية تفون با وترجعون إليها فعرضوها على زيد بن خصي الطائي‬
‫فأب وعلى حرقوص بن زهي فأب وعلى‬
‫حزة بن سنان وشريح بن أوف العبسي فأبيا وعلى عبد ال بن وهب فقال هاتوها‬
‫أما وال لآخذها رغبة ف الدنيا ول أدعها فرقا من الوت فبايعوه لعشر خلون من شوال سنة ه‬
‫خطبة شريح بن أوف العبسي ث اجتمعوا ف منل شريح بن أوف العبسي فقام شريح فقال إن‬
‫ال أخذ عهودنا ومواثيقنا على المر بالعروف والنهي عن النكر والقول بالق والهاد ف‬
‫تقوي السبيل وقد قال عز وجل لنبيه عليه الصلة والسلم يا داود إنا جعلناك خليفة ف الرض‬
‫فاحكم بي الناس بالق ول تتبع الوى فيضلك عن سبيل ال إن الذين يضلون عن سبيل ال‬
‫لم عذاب شديد وقال ومن ل يكم با أنزل ال فأولئك هم الكافرون فاشهدوا على أهل‬
‫دعوتنا أن قد اتبعوا الوى ونبذوا حكم القرآن وجاروا ف الكم والعمل وأن جهادهم على‬
‫الؤمني فرض وأقسم بالذي تعنو له الوجوه وتشع دونه البصار لو ل يكن أحد على تغيي‬

‫‪208‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫النكر وقتال القاسطي مساعدا لقاتلهم وحدي فردا حت ألقى ال رب فيى أن قد غيت‬
‫إرادة رضوانه بلسان يا إخواننا اضربوا جباههم ووجوههم بالسيف حت يطاع الرحن عز‬
‫وجل فإن‬
‫يطع ال كما أردت أثابكم ثواب الطيعي له المرين بأمره وإن قتلتم فأي شئ‬
‫أعظم من السي إل رضوان ال وجنته واعلموا ان هؤلء القوم خرجوا لقصاء حكم الضللة‬
‫فاخرجوا بنا إل بلد نتعد فيه الجتماع من مكاننا هذا فإنكم قد أصبحتم بنعمة ربكم وأنتم‬
‫أهل الق بي اللق إذ قلتم بالق وصمدت لقول الصدق فاخرجوا بنا إل الدائن نسكنها‬
‫فنأخذ بأبوابا ونرج منها سكانا ونبعث إل إخواننا من أهل البصرة فيقدمون علينا مقال زيد‬
‫بن حصي الطائي فقال زيد بن حصي الطائي إنكم إن خرجتم متمعي أتبعتم ولكن اخرجوا‬
‫وحدانا مستخفي فأما الدائن فإن با قوما ينعونكم منها وينعونا منكم ولكن اكتبوا إل‬
‫إخوانكم من أهل البصرة فأعلموهم بروجكم وسيوا حت تنلوا جسر النهروان قالوا هذا هو‬
‫الرأي فاجتمعوا على ذلك وكتبوا به إليهم‬
‫خطبة علي ف تويف أهل النهروان فلما نزلوا بالنهروان وأتوا با ما أتوا من‬
‫الحداث أتاهم المام علي كرم ال وجهه فوقف عليهم فقال أيتها العصابة الت أخرجها‬
‫عداوة الراء واللجاجة وصدها عن الق الوى وطمح با النق وأصبحت ف اللبس والطب‬
‫العظيم إن نذير لكم أن تصبحوا تلفيكم المة غدا صرعى بأثناء هذا النهر وبأهضام هذا الغائط‬
‫على غي بينة من ربكم ول سلطان مبي معكم وقد طوحت بكم الدار واحتبلكم القدار أل‬
‫تعلموا أن نيتكم عن الكومة وأخبتكم أن طلب القوم إياها منكم دهن ومكيدة لكم‬
‫ونبأتكم أن القوم ليسوا بأصحاب دين ول قرآن وأن أعرف بم منكم‬
‫عرفتهم أطفال ورجال فهم أهل الكر والغدر وأنكم إن فارقتم رأيي جانبتم الزم‬
‫فعصيتمون وأكرهتمون حت حكمت فلما أن فعلت شرطت واستوثقت فأخذت على‬
‫الكمي أن يييا ما أحيا القرآن وأن ييتا ما أمات القرآن فاختلفا وخالفا حكم الكتاب والسنة‬

‫‪209‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫وعمل بالوى فنبذنا أمرها ونن على أمرنا الول فما الذي بكم ومن أين أتيتم قالوا إنا‬
‫حكمنا فلما حكمنا أثنا وكنا بذلك كافرين وقد تبنا فإن تبت كما تبنا فنحن منك ومعك وإن‬
‫أبيت فاعتزلنا فإنا منابذوك على سواء إن ال ل يب الائني فقال علي أصابكم حاصب ول‬
‫بقي منكم وابر أبعد إيان برسول ال وهجرت معه وجهادي ف سبيل ال أشهد علي نفسي‬
‫بالكفر لقد ضللت إذن وما أنا من الهتدين فأوبوا شر مآب وارجعوا على أثر العقاب أما‬
‫إنكم ستلقون بعدي ذل شامل وسيفا قاطعا وأثرة يتخذها الظالون فيكم سنة‬
‫صورة أخرى وف رواية أخرى أن عليا قال لهل النهر يا هؤلء إن أنفسكم قد‬
‫سولت لكم فراق هذه الكومة الت أنتم ابتدأتوها وسألتموها وأنا لا كاره وأنبأتكم أن القوم‬
‫سألوكموها مكيدة ودهنا فأبيتم علي إباء الخالفي النابذين وعدلتم عن عدول النكداء‬
‫العاصي حت صرفت رأيي إل رأيكم وأنتم وال معاشر أخفاء الام سفهاء الحلم فلم آت ل‬
‫أبالكم برا ول أردت بكم ضرا وال ما خبلتكم عن أموركم ول أخفيت شيئا من هذا المر‬
‫عنكم ول أوطأتكم عشوة ول دنيت لكم الضراء وإن كان أمرنا لمرالسمي ظاهرا فأجع‬
‫رأي ملئكم على أن اختاروا رجلي فأخذنا عليهما أن يكما با ف القرآن ول يعدواه فتاها‬
‫وتركا الق وها يبصرانه وكان الور هواها وقد سبق استيثاقنا عليهما ف الكم بالعدل‬
‫والصد للحق بسوء رأيهما وجور حكمهما والثقة ف أيدينا لنفسنا حي خالقا سبيل الق‬
‫وأتيا با ل يعرف فبينوا لنا لاذا تستحلون قتالنا والروج من جاعتنا أن اختارالناس رجلي‬
‫أحل لكم أن تضعوا أسيافكم على عواتقكم ث تستعرضوا الناس تضربون رقابم وتسفكون‬
‫دماءهم إن هذا لو السران البي وال لو قتلتم على هذا دجاجة لعظم عند ال‬
‫قتلها فكيف بالنفس الت قتلها عند ال حرام فتنادوا ل تاطبوهم ول تكلموهم وتيئوا للقاء‬
‫الرب الرواح الرواح إل النة فزحف عليهم على فأفناهم وقتل ابن وهب ف العركة ول يفلت‬
‫منهم إل عشرة وكان ذلك سنة وقيل ه خطبة الستورد بن علفة واجتمع بعد وقعة النهروان‬
‫بالنخيلة جاعة من الوارج من فارق عبد ال ابن وهب ومن لأ إل راية أب أيوب ومن كان‬

‫‪210‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫أقام بالكوفة فقال ل أقاتل عليا ول أقاتل معه فتواصوا فيما بينهم وتعاضدوا وتأسفوا على‬
‫خذلنم أصحابم فقام منهم قائم يقال له الستورد بن علفة من بن سعد بن زيد مناة فحمد‬
‫ال وأثنىعليه وصلى على نبيه ث قال إن رسول ال صلى ال عليه وسلم أتانا بالعدل تفق‬
‫راياته معلنا مقالته مبلغا عن ربه ناصحا لمته حت قبضه ال ميا متارا ث قام الصديق فصدق‬
‫عن نبيه وقاتل من ارتد عن دين ربه وذكر أن ال عز وجل قرن الصلة بالزكاة فرأى أن‬
‫تعطيل إحداها طعن على الخرى ل بل على جيع منازل الدين ث‬
‫قبضة ال إليه موفورا ث قام الفاروق ففرق بي الق والباطل مسويا بي الناس ف‬
‫إعطائه ل مؤثرا لقاربه ول مكما ف دين ربه وهأنتم تعلمون ما حدث وال يقول وفضل ال‬
‫الجاهدين على القاعدين أجرا عظيما فكل أجاب وبايع‬
‫خور أصحاب المام وتقاعسهم عن نصرته خطبة عبد ال بن عباس ف أهل البصرة‬
‫ورأى المام علي كرم ال وجهه بعد فشل التحكيم أن يضى لناجزة معاوية وأهل الشأم‬
‫فكتب الىعبد ال بن عباس وكان على البصرة أن يشخص إليه من قبله من الناس فأمرهم ابن‬
‫عباس بالشخوص مع الحنف بن قيس فشخص معه منهم ألف وخسمائة رجل فاستقلهم ابن‬
‫عباس فقام خطيبا فحمد ال وأثن عليه ث قال يا أهل البصرة قد جاءن كتاب أمي الؤمني‬
‫يأمرن بإشخاصكم فأمرتكم بالسي إليه مع الحنف بن قيس فلم يشخص إليه منكم إل ألف‬
‫وخسمائة وأنتم ف الديوان‬
‫ستون ألفا سوى أبنائكم وعبدانكم ومواليكم ال فانفروا ول يعل امرؤ على نفسه‬
‫سبيل فإن موقع بكل من وجدته تلف عن دعوته عاصيا لمامه حزنا يعقب ندما وقد أمرت‬
‫أبا السود بشدكم فل يلم امرؤ جعل السبيل على نفسه ال نفسه خطبة المام وقد أراد‬
‫النصراف من النهروان ولا أراد المام النصراف من النهروان قام خطيبا فحمد ال وأثن عليه‬
‫ث قال أما بعد فإن ال قد أحسن بلءكم وأعز نصركم فتوجهوا من فوركم هذا إل معاوية‬
‫وأشياعه القاسطي الذين نبذوا كتاب ال وراء ظهورهم واشتروا به ثنا قليل ف بئس ما شروا‬

‫‪211‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫به أنفسهم لو كانوا يعلمون مقال الشعث بن قيس فقام الشعث بن قيس فقال يا أمي الؤمني‬
‫نفدت نبالنا وكلت سيوفنا ونصلت أسنة رماحنا وعاد‬
‫أكثرها قصدا فارجع بنا إل مصرنا فلنستعد بأحسن عدتنا ولعل أمي الؤمني يزيد‬
‫ف عددنا مثل من هلك منا فإنه أقوى لنا على عدونا فأقبل علي بالناس حت نزل بالنخيلة ث‬
‫دخل الكوفة خطبة المام بالكوفة بعد قدومه من حرب الوارج يستنفر الناس لقتال معاوية‬
‫وخطب الناس بالكوفة بعد قدومه من حرب الوارج فقال أيها الناس استعدوا لقتال عدو ف‬
‫جهادهم القربة إل ال عز وجل ودرك الوسيلة عنده قوم حيارى عن الق ل يبصرونه موزعي‬
‫بالور والظلم ل يعدلون به جفاة عن الكتاب نكب عن الدين يعمهون ف الطغيان ويتسكعون‬
‫ف غمرة الضلل ف أعدوا لم ما استطعتم من قوة ومن رباط اليل وتوكلوا على ال وكفى‬
‫بال وكيل‬
‫فما نفروا ول تيسروا فتركهم أياما حت إذا أيس من أن يفعلوا دعا رؤساءهم‬
‫ووجوههم فسألم عن رأيهم وما الذي ينظرهم فمنهم العتل ومنهم التكره وأقلهم من نشط‬
‫فقام فيهم خطيبا فقال خطبة له أيضا ف استنفارهم لقتال معاوية عباد ال ما لكم إذا أمرتكم‬
‫أن تنفروا ف سبيل ال اثاقلتم إل الرض ارضيتم بالياة الدنيا من الخرة بدل وبالذل والوان‬
‫من العز خلفا أو كلما ندبتكم إل الهاد دارت أعينكم كأنكم من الوت ف سكرة وكأن‬
‫قلوبكم مألوسة فأنتم ل تعقلون وكأن أبصاركم كمه فأنتم ل تبصرون ل أنتم ما أنتم إل‬
‫أسود الشرى ف الدعة وثعالب رواغة حي تدعون إل البأس ما أنتم ل بثقة سجيس الليال ما‬
‫أنتم بركب يصال بكم ول ذي عز يعتصم إليه لعمر ال لبئس حشاش الرب أنتم إنكم‬
‫تكادون ول تكيدون وتنتقص أطرافكم ول تتحاشون ول ينام عنكم وأنتم ف غفلة ساهون إن‬
‫أخا الرب اليقظان ذو العقل وبات لذل من وادع وغلب التخاذلون والغلوب مقهور‬
‫ومسلوب ث قال‬

‫‪212‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫أما بعد فإن ل عليكم حقا وإن لكم علي حقا فأما حقكم علي فالنصيحة لكم ما‬
‫صحبتكم وتوفي فيئكم عليكم وتعليمكم كيل تهلوا وتأديبكم كيما تعلموا وأما حقي عليكم‬
‫فالوفاء بالبيعة والنصح ل ف الغيب والشهد والجابة حي أدعوكم والطاعة حي آمركم فإن‬
‫يرد ال بكم خيا تنعوا عما أكره وترجعوا إل ما أحب تنالوا ما تطلبون وتدركوا ما تأملون‬
‫وروى الشريف الرضى هذه الطبة ف نج البلغة بصورة أخرى وهي صورة أخرى أف لكم‬
‫لقد سئمت عتابكم أرضيتم بالياة الدنيا من الخرة عوضا وبالذل من العز خلفا إذا دعوتكم‬
‫إل جهاد عدوكم دارت أعينكم كأنكم من الوت ف غمرة ومن الذهول ف سكرة يرتج‬
‫عليكم حوارى فتعمهون فكأن قلوبكم مألوسة فأنتم ل تعقلون ما أنتم ل بثقة سجيس الليال‬
‫وما أنتم بركن يال بكم ول زوافر عز يفتقر إليكم ما أنتم ال كإبل ضل رعاتا فكلما جعت‬
‫من جانب انتشرت من آخر لبئس لعمر ال سعر نار الرب أنتم تكادون ول تكيدون وتنتقص‬
‫أطرافكم فل تتعضون ل ينام عنكم وأنتم ف غفلة ساهون غلب وال التخاذلون واي ال إن‬
‫لظن بكم أن لو حس الوغى‬
‫واستحر الوت قد انفرجتم عن ابن أب طالب انفراج الرأس وال إن امرأ يكن‬
‫عدوه من نفسه يعرق لمه ويهشم عظمه ويفري جلده لعظيم عجزه ضعيف ما ضمت عليه‬
‫جوانح صدره أنت فكن ذاك إن شئت فأما أنا فوال دون أن أعطي ذلك ضرب بالشرفية تطي‬
‫منه فراش الام وتطيح السواعد والقدام ويفعل ال بعد ذلك ما يشاء أيها الناس إن ل عليكم‬
‫حقا ولكم على حق فأما حقكم علي فالنصيحة لكم وتوفي فيئكم عليكم وتعليمكم كيل‬
‫تهلوا وتأديبكم كيما تعلموا وأما حقي عليكم فالوفاء بالبيعة والنصيحة ف الشهد والغيب‬
‫والجابة حي أدعوكم والطاعة حي أمركم وزاد ابن قتيبة ف المامة والسياسة وال يأهل‬
‫العراق ما أظن هؤلء القوم من أهل الشأم إل ظاهرين عليكم فقالوا أبعلم تقول ذلك يا أمي‬
‫الؤمني فقال نعم والذي فلق البة وبرأ النسمة إن أرى أمورهم قد علت وأرى أموركم قد‬
‫خبت وأراهم جادين ف باطلهم وأراكم واني ف حقكم وأراهم متمعي وأراكم متفرقي‬

‫‪213‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫وأراهم لصاحبهم معاوية مطيعي وأراكم ل عاصي أما وال لئن ظهروا عليكم بعدي لتجدنم‬
‫أرباب سوء كأنم وال عن قريب قد شاركوكم‬
‫ف بلدكم وحلوا إل بلدهم منكم وكأن أنظر إليكم تكشون كشيش الضباب ل‬
‫تأخذون ل حقا ول تنعون له حرمة وكأن أنظر إليهم يقتلون صلحاءكم وييفون علماءكم‬
‫وكأن أنظر إليكم يرمونكم ويجبونكم ويدنون الناس دونكم فلو قد رأيتم الرمان ولقيتم‬
‫الذل والوان ووقع السيف ونزل الوف لندمتم وتسرت على تفريطكم ف جهاد عدوكم‬
‫وتذكرت ما أنتم فيه من الفض والعافية حي ل ينفعكم التذكار خطبة أب أيوب النصاري ث‬
‫قام أبو أيوب النصاري فقال إن أمي الؤمني أكرمه ال قد أسع من كانت له أذن واعية‬
‫وقلب حفيظ إن ال قد أكرمكم به كرامة ما قبلتموها حق قبولا حيث نزل بي أظهركم ابن‬
‫عم رسول ال وخيالسلمي وأفضلهم وسيدهم بعده يفقهكم ف الدين ويدعوكم إل جهاد‬
‫الحلي فوال لكأنكم صم ل تسمعون وقلوبكم غلف مطبوع عليها فل تستجيبون عباد ال‬
‫أليس إنا عهدكم بالور والعدوان أمس وقد شل العباد وشاع ف السلم فذو حق مروم‬
‫مشتوم عرضه ومضروب ظهره وملطوم وجهه وموطوء بطنه وملقى بالعراء فلما جاءكم‬
‫أميالؤمني صدع بالق ونشر العدل وعمل بالكتاب فاشكروا نعمة ال عليكم ول تتولوا‬
‫مرمي ول تكونوا كالذين قالوا سعنا وهم ل يسمعون اشحذوا السيوف وجددوا آلة الرب‬
‫واستعدوا للجهاد فإذا دعيتم فأجيبوا وإذا أمرت فأطيعوا تكونوا بذلك من الصادقي‬
‫خطبة المام وقد أغار النعمان بن بشي على عي التمر وف سنة ه فرق معاوية‬
‫جيوشه ف أطراف علي فبعث النعمان بن بشي النصاري ف ألفي فأتوا عي التمر فأغاروا‬
‫عليها وبا عامل لعلي ف ثلثمائة فكتب إل علي يستمده فأمرالناس أن ينهضوا اليه فتثاقلوا‬
‫فصعد النب فتشهد ث قال يأهل الكوفة كلما سعتم بنسر من مناسر أهل الشأم أظلكم أنحر‬
‫كل امرئ منكم ف بيته وأغلق بابه انحار الضب ف جحره والضبع ف وجارها الغرور من‬
‫غررتوه ولن فاز بكم فاز بالسهم الخيب ل أحرار عند النداء ول إخوان ثقة عند النجاء إنا‬

‫‪214‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫ل وإنا إليه راجعون ماذا منيت به منكم عمى ل تبصرون وبكم ل تنطقون وصم ل تستمعون‬
‫إنا ل وإنا إليه راجعون وروى الشريف الرضى ف نج البلغة هذه الطبة بصورة أخرى وهي‬
‫صورة أخرى منيت بن ل يطيع إذا أمرت ول ييب إذا دعوت ل أبالكم ما تنتظرون بنصركم‬
‫ربكم أما دين يمعكم ول حية تمشكم أقوم فيكم مستصرخا وأناديكم متغوثا فل تسمعون‬
‫ل قول ول تطيعون ل أمرا حت تكشف المور‬
‫عن عواقب الساءة فما يدرك بكم ثأر ول يبلغ بكم مرام دعوتكم إل نصر‬
‫إخوانكم فجرجرت جرجرة المل السر وتثاقلتم تثاقل النضو الدبر ث خرج إل منكم جنيد‬
‫متذائب ضعيف كأنا يساقون إل الوت وهم ينظرون خطبة المام وقد أغار الضحاك بن قيس‬
‫على الية ووجه معاوية الضحاك بن قيس فأغار على الية وغنم أموال أهلها وبلغ ذلك عليا‬
‫فاستصرخ الناس فتقاعدواعنه فقام فيهم خطيبا فقال أيها الناس الجتمعة أبدانم الختلفة‬
‫أهواؤهم كلمكم يوهى الصم الصلب وفعلكم يطمع فيكم العداء تقولون ف الجالس كيت‬
‫وكيت فإذا جاء القتال قلتم حيدى حياد ما عزت دعوة من دعاكم ول استراح قلب من‬
‫قاساكم أعاليل بأضاليل دفاع ذي الدين الطول هيهات ل ينع الضيم الذليل وليدرك‬
‫الق إل بالد أي دار بعد داركم تنعون ومع أي إمام بعدي تقاتلون الغرور وال‬
‫من غررتوه ومن فاز بكم فقد فاز وال بالسهم الخيب ومن رمى بكم فقد رمى بأفوق ناصل‬
‫أصبحت وال ل أصدق قولكم ول أطمع ف نصركم ول أوعد العدو بكم ما بالكم ما‬
‫دراؤكم ما طبكم القوم رجال أمثالكم أقول بغي علم وغفلة من غي ورع وطمعا ف غي حق‬
‫وزاد ابن قتيبة ف المامة والسياسة فرق ال بين وبينكم وأعقبن بكم من خي ل منكم‬
‫وأعقبكم بعدي من شر لكم من أما إنكم ستلقون بعدى ذل شامل وسيفا قاتل وأثرة يتخذها‬
‫الظالون بعدي فيكم سنة تفرق جاعتكم وتبكى عيونكم وتدخل الفقر بيوتكم تنون وال‬
‫عندها أن لو رأيتمون ونصرتون وستعرفون ما أقول لكم عما قليل استنفرتكم فلم تنفروا‬
‫ونصحت لكم فلم تقبلوا وأسعتكم فلم تعوا فأنتم شهود كأغياب وصم ذوو أساع أتلو‬

‫‪215‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫عليكم الكمة وأعظكم بالوعظة النافعة وأحثكم على جهاد الحليي الظلمة الباغي فما آتى‬
‫على آخر قول حت أراكم متفرقي وإذا تركتكم عدت إل مالسكم حلقا عزين تضربون‬
‫المثال وتناشدون الشعار تربت أيديكم وقد نسيتم الرب واستعدادها وأصبحت قلوبكم‬
‫فارغة عن ذكرها وشغلتموها بالباطيل والضاليل‬
‫خطبة المام وقد أغار سفيان بن عوف الغامدي على النبار ووجه معاوية سفيان‬
‫بن عوف الغامدي ف جيش فأغاروا على النبار وقتلوا عامل علي عليها وهو حسان بن‬
‫حسان البكري واحتملوا ما كان ف النبار من الموال وأموال أهلها وانتهى الب إل علي‬
‫فخرج مغضبا حت أتى النخيلة واتبعه الناس فرقي رباوة من الرض فحمد ال وأثن عليه‬
‫وصلى على نبيه ث قال أما بعد فإن الهاد باب من أبواب النة فتحه ال لاصة أوليائه وهو‬
‫لباس التقوى ودرع ال الصينة وجنته الوثيقة فمن تركه رغبة عنه ألبسه ال ثوب الذل وشله‬
‫البلء وديث بالصغار والقماءة وضرب على قلبه بالسهاب وأديل الق منه بتضييع الهاد‬
‫وسيم السف ومنع النصف أل وإن قد دعوتكم إل قتال هؤلء القوم ليل ونارا وسرا وإعلنا‬
‫وقلت لكم اغزوهم من قبل أن يغزوكم فوال ما غزي قوم قط ف عقر دارهم إل ذلوا‬
‫فتخاذلتم‬
‫وتواكلتم وثقل عليكم قول واتذتوه وراءكم ظهريا حت شنت عليكم الغارات‬
‫وملكت عليكم الوطان هذا أخو غامد قد وردت خيله النبار وقتل حسان ابن حسان‬
‫البكري ورجال منهم كثيا ونساء وأزال خيلكم عن مسالها والذي نفسي بيده لقد بلغن أنه‬
‫كان يدخل على الرأة السلمة والخرى العاهدة فينتزع حجلها وقلبها وقلئدها ورعثها ما‬
‫تتنع منه إل بالسترجاع والسترحام ث انصرفوا وافرين ما نال رجل منهم كلم ول أريق لم‬
‫دم فلو أن امرأ مسلما مات من دون هذا أسفا ما كان عندي فيه ملوما بل كان به عندي‬
‫جديرا يا عجبا كل العجب عجب ييت القلب ويشغل الفهم ويكثر الحزان من تضافر هؤلء‬
‫القوم على باطلهم وفشلكم عن حقكم حت أصبحتم غرضا ترمون ول ترمون ويغار عليكم‬

‫‪216‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫ول تغيون ويعصى ال عز وجل فيكم وترضون إذا قلت لكم اغزوهم ف الشتاء قلتم هذا أوان‬
‫قر وصر وإن قلت لكم اغزوهم‬
‫ف الصيف قلتم هذه حارة القيظ أنظرنا ينصرم الر عنا فإذا كنتم من الر والبد‬
‫تفرون فأنتم وال من السيف أفر يا أشباه الرجال ول رجال ويا طغام الحلم ويا عقول ربات‬
‫الجال لوددت أن ل أركم ول أعرفكم معرفة وال جرت ندما وأعقبت سدما قاتلكم ال‬
‫لقد ملت قلب قيحا وشحنتم صدري غيظا وجرعتمون نغب التهمام أنفاسا وأفسدت علي‬
‫رأيي بالعصيان والذلن حت لقد قالت قريش إن ابن أب طالب رجل شجاع ولكن ل رأي له‬
‫ف الرب ل درهم ومن ذا يكون أعلم با من أو أشد لا مراسا فوال لقد نضت فيها وما‬
‫بلغت العشرين ولقد نيفت اليوم على الستي ولكن ل رأي لن ل يطاع يقولا ثلثا فقام إليه‬
‫رجل ومعه أخوه فقال يا أمي الؤمني أنا وأخي هذا كما قال ال تعال رب إن ل أملك إل‬
‫نفسي‬
‫وأخي فمرنا بأمرك فوال لننتهي إليه ولو حال بيننا وبينه جر الغضا وشوك القتاد‬
‫فدعا لما بي ث قال لما وأين تقعان ما أريد ث نزل خطبة للحسن بن علي ف يوم جعة اعتل‬
‫المام علي كرم ال وجهه يوما فأمر ابنه السن رضي ال عنه أن يصلي بالناس يوم المعة‬
‫فصعد النب فحمد ال وأثن عليه ث قال إن ال ل يبعث نبيا إل اختار له نفسا ورهطا وبيتا‬
‫فوالذي بعث ممدا بالق ل ينتقض من حقنا أهل البيت أحد إل نقصه ال من عمله مثله ول‬
‫يكون علينا دولة إل وتكون لنا العاقبة ولتعلمن نبأه بعد حي خطبة لعاوية وقد بلغه هلك‬
‫الشتر ولا نى إل معاوية هلك الشتر النخعي قام ف الناس خطيبا فحمد ال وأثن عليه وقال‬
‫أما بعد فإنه كانت لعلي بن أب طالب يدان يينان قطعت إحداها يوم صفي يعن‬
‫عمار بن ياسر وقطعت الخرى اليوم يعن الشتر‬
‫فتنة البصرة تسيي معاوية عبد ال بن عامر الضرمي إليها ومقتله لا قتل ممد بن‬
‫أب بكر بصر وظهر معاوية عليها سنة ه دعا عبد ال ابن عامر الضرمي فقال له سر إل‬

‫‪217‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫البصرة فان جل أهلها يرون رأينا ف عثمان ويعظمون قتله وقد قتلوا ف الطلب بدمه فهم‬
‫موتورون حنقون لا أصابم ودوا لو يدون من يدعوهم ويمعهم وينهض بم ف الطلب بدم‬
‫عثمان ودفع إليه كتابا وأمره إذا قدم أن يقرأه على الناس فمضى حت نزل البصرة ف بن تيم‬
‫فسمع بقدومه أهل البصرة فجاءه كل من يرى رأي عثمان فاجتمع إليه رءوس أهلها‬
‫خطبة عبد ال بن عامر الضرمي فحمد ال وأثن عليه ث قال أما بعد أيها الناس‬
‫فإن أمامكم إمام الدى عثمان بن عفان قتله علي بن أب طالب ظلما فطلبتم بدمه وقاتلتم من‬
‫قتله فجزاكم ال من أهل مصر خيا وقد أصيب منكم الل الخيار وقد جاءكم ال بإخوان‬
‫لكم لم بأس يتقى وعدد ل يصى فلقوا عدوكم الذين قتلوكم فبلغوا الغاية الت أرادوا صابرين‬
‫ورجعوا وقد نالوا ما طلبوا فمالئوهم وساعدوهم وتذكروا ثأركم لتشفوا صدوركم من‬
‫عدوكم خطبة الضحاك بن عبد ال اللل فقام إليه الضحاك بن عبد ال اللل فقال قبح ال‬
‫ما جئتنا به وما دعوتنا إليه جئتنا وال بثل ما جاء به صاحباك طلحة والزبي أتيانا وقد بايعنا‬
‫عليا واجتمعنا له فكلمتنا واحدة ونن على سبيل مستقيم فدعوانا إل الغرقة وقاما فينا بزخرف‬
‫القول حت ضربنا بعضنا ببعض عدوانا وظلما فاقتتلنا على ذلك واي ال ما سلمنا من عظيم‬
‫وبال ذلك ونن الن ممعون على بيعة هذا العبد الصال الذي قال العثرة وعفا عن السئ‬
‫وأخذ بيعة غائبنا وشاهدنا أفتأمرنا الن أن نتلع أسيافنا من أغمادها ث يضرب بعضنا بعضا‬
‫ليكون معاوية أميا وتكون له وزيرا ونعدل بذا المر عن علي وال ليوم من‬
‫أيام علي مع رسول ال وآله خي من بلء معاوية وآل معاوية ولو بقوا ف الدنيا ما‬
‫الدنيا باقية فقام عبد ال بن حازم السلمى فقال للضحاك اسكت فلست بأهل أن تتكلم ف أمر‬
‫العامة ث أقبل علي ابن الضرمي فقال نن يدك وأنصارك والقول ما قلت وقد فهمنا عنك‬
‫فادعنا أن شئت فقال الضحاك لبن حازم يابن السوداء وال ل يعز من نصرت ول يذل‬
‫بذلنك من خذلت فتشاتا خطبة عبد الرحن بن عمي القرشي فقام عبد الرحن بن عمي بن‬
‫عثمان القرشي التميمي فقال عباد ال إنا ل ندعكم إل الختلف والفرقة ول نريد أن تقتتلوا‬

‫‪218‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫وتتنابزوا ولكنا إنا ندعوكم إل أن تمعوا كلمتكم وتوازروا إخوانكم الذين هم على رأيكم‬
‫وأن تلموا شعثكم وتصلحوا ذات بينكم فمهل مهل رحكم ال استمعوا لذا الكتاب وأطيعوا‬
‫الذي يقرأ عليكم فلما قرئ عليهم الكتاب قال معظمهم سعنا وأطعنا وقال الحنف بن قيس‬
‫أما أنا فل ناقة ل ف هذا ول جل واعتزل أمرهم ذلك وقال عمرو بن مرحوم من عبد القيس‬
‫أيها الناس الزموا طاعتكم ول تنكثوا بيعتكم فتقع‬
‫بكم واقعة وتصيبكم قارعة ول يكن بعدها لكم بقية أل إن قد نصحت لكم‬
‫ولكن ل تبون الناصحي ث إن الناس أقبلوا إل ابن الضرمي وكثر تبعه وكان المي بالبصرة‬
‫يومئذ زياد ابن أبيه استخلفه عبد ال بن عباس وقدم الكوفة على علي عليه السلم يعزيه عن‬
‫ممد ابن اب بكر فأفزع ذلك زيادا وهاله وخلى قصر المارة واستجار بالزد فأجاروه وكتب‬
‫إل ابن عباس بالمر وطلب إليه أن يرفع ذلك إل أمي الؤمني ليى فيه رأيه وغلب ابن‬
‫الضرمي على ما يليه من البصرة وجباها وأجعت الزد على زياد وأعدوا له منبا وسريرا‬
‫وشرطا خطبة زياد ابن أبيه فصعد النب فحمد ال وأثن عليه ث قال يا معشر الزد إنكم كنتم‬
‫أعدائي فأصبحتم أوليائي وأول الناس ب وإن لو كنت ف بن تيم وابن الضرمي فيكم ل‬
‫أطمع فيه أبدا وأنتم دونه فل يطمع ابن الضرمي ف وأنتم دون وليس ابن آكلة الكباد ف‬
‫بقية الحزاب وأولياء الشيطان بأدن إل الغلبة من أمي الؤمني ف الهاجرين والنصار وقد‬
‫أصبحت فيكم مضمونا وأمانة مؤادة وقد رأينا وقعتكم يوم المل فاصبوا مع الق صبكم‬
‫مع الباطل فإنكم ل تمدون إل على النجدة ول تعذرون على الب‬
‫خطبة شيمان الزدي فقام شيمان الزدي ول يكن شهد يوم المل وكان غائبا‬
‫فقال يا معشر الزد ما أبقت عواقب المل عليكم إل سوء الذكر وقد كنتم أمس على علي‬
‫عليه السلم فكونوا اليوم له واعلموا أن إسلمكم له ذل وخذلنكم إياه عار وأنتم حي‬
‫مضماركم الصب وعاقبتكم الوفاء فإن سار القوم بصاحبهم فسيوا بصاحبكم وإن استمدوا‬
‫معاوية فاستمدوا عليا عليه السلم وإن وادعوكم فوادعوهم خطبة صبة بن شيمان ث قام‬

‫‪219‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫صبة ابنه فقال يا معشر الزد إنا قلنا يوم المل ننع مصرنا ونطيع أمنا ونطلب دم خليفتنا‬
‫الظلوم فجددنا ف القتال وأقمنا بعد انزام الناس حت قتل منا من ل خي فينا بعده وهذا زياد‬
‫جاركم اليوم والار مضمون ولسنا ناف من علي ما ناف من معاوية فهبوا لنا أنفسكم‬
‫وامنعوا جاركم أو فأبلغوه مأمنه فقالت الزد إنا نن لكم تبع فأجيوه خطبة المام علي‬
‫واستنفر علي بن تيم أياما لينهض منهم إل البصرة من يكفيه أمر ابن الضرمي ويرد عادية بن‬
‫تيم الذين أجاروه با فلم يبه أحد فخطبهم وقال‬
‫أليس من العجب أن ينصرن الزد وتذلن مضر وأعجب من ذلك تقاعد تيم‬
‫الكوفة ب وخلف تيم البصرة على وأن استنجد بطائفة منها تشخص إل إخوانا فتدعوهم‬
‫إل الرشاد فإن أجابت وإل فالنابذة والرب فكأن أخاطب صما بكما ل يفقهون حوارا ول‬
‫ييبون نداء كل هذا جبنا عن البأس وحبا للحياة لقد كنا مع رسول ال وآله نقتل آباءنا‬
‫وأبناءنا وإخواننا وأعمامنا ما يزيدنا ذلك إل إيانا وتسليما ومضيا على اللقم وصبا على‬
‫مضض الل وجدا ف جهاد العدو ولقد كان الرجل منا والخر من عدونا يتصاولن تصاول‬
‫الفحلي يتخالسان أنفسهما أيهما يسقي صاحبه كأس النون فمرة لنا من عدونا ومرة لعدونا‬
‫منا فلما رأى ال صدقنا أنزل بعدونا الكبت وأنزل علينا النصر حت استقر السلم ملقيا جرانه‬
‫ومتبوئا أوطانه ولعمري لو كنا نأت ما أتيتم ما قام للدين عمود ول اخضر لليان عود واي ال‬
‫لتحتلبنها دما ولتتبعنها ندما فقام إليه أعي بن ضبيعة الجاشعي فقال أنا إن شاء ال أكفيك يا‬
‫أمي الؤمني هذا الطب وأتكفل لك بقتل ابن الضرمي أو إخراجه عن البصرة فأمره بالتهيؤ‬
‫للشخوص فشخص إل البصرة‬
‫خطبة أعي بن ضبيعة فلما قدمها دخل على زياد وهو بالزد مقيم فأخبه بأمره ث‬
‫خرج فأتى رحله فجمع إليه رجال من قومه فحمد ال وأثن عليه ث قال يا قوم على ماذا‬
‫تقتلون أنفسكم وتريقون دماءكم على الباطل مع السفهاء الشرار وإن وال ما جئتكم حت‬
‫عبيت إليكم النود فإن تنيبوا إل الق يقبل منكم ويكف عنكم وإن أبيتم فهو وال‬

‫‪220‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫استئصالكم وبواركم فقالوا بل نسمع ونطيع فنهض بم إل جاعة ابن الضرمي فخرجوا اليه‬
‫مع ابن الضرمي وواقفهم عامة يومه يناشدهم ال ويقول يا قوم ل تنكثوا بيعتكم ول تالفوا‬
‫إمامكم ول تعلوا على أنفسكم سبيل فقد رأيتم وجربتم كيف صنع ال بكم عند نكثكم‬
‫بيعتكم وخلفكم فكفوا عنه وهم ف ذلك يشتمونه وينالون منه فانصرف عنهم فلما أوى إل‬
‫رحله تبعه عشرة نفر يظن الناس أنم خوارج فقتلوه وكتب زياد إل المام بذلك فأشخص‬
‫إليهم جارية بن قدامة خطبة جارية بن قدامة فلما دخل البصرة بدأ بزياد فناجاه ساعة وساءله‬
‫ث خرج من عنده فقام ف الزد فقال جزاكم ال من حي خيا ما أعظم غناءكم وأحسن‬
‫بلءكم وأطوعكم‬
‫لميكم لقد عرفتم الق إذ ضيعه من أنكره ودعوت إل الدى إذ تركه من ل‬
‫يعرفه ث قرأ عليهم كتاب علي عليه السلم فقام صبة بن شيمان فقال سعنا وأطعنا ونن لن‬
‫حارب أمي الؤمني حرب ولن سال سلم إن كفيت يا جارية قومك بقومك فذاك وإن‬
‫أحببت أن ننصرك نصرناك وقام وجوه الناس فتكلموا بثل ذلك فلم يأذن لحد منهم أن يسي‬
‫معه ومضى نو بن تيم خطبة زياد فقام زياد ف الزد فقال يا معشر الزد إن هؤلء كانو‬
‫أمس سلما فأصبحوا اليوم حربا وإنكم كنتم حربا فأصبحتم سلما وإن وال ما اخترتكم إل‬
‫على التجربة ول أقمت فيكم إل على المل فما رضيتم أن أجرتون حت نصبتم ل منبا‬
‫وسريرا وجعلتم ل شرطا وأعوانا ومناديا وجعة فما فقدت بضرتكم شيئا إل هذا الدرهم ل‬
‫أجبيه اليوم فإن ل أجبه اليوم أجبه غدا إن شاء ال واعلموا أن حربكم اليوم معاوية أيسر‬
‫عليكم ف الدنيا والدين من حربكم أمس عليا وقد قدم عليكم جارية بن قدامة وإنا أرسله‬
‫علي ليصدع أمر قومه وال ما هو بالمي الطاع ولو أدرك أمله ف قومه لرجع إل أمي الؤمني‬
‫ولكان ل تبعا وأنتم الامة العظمى والمرة الامية فقدموه إل قومه فإن اضطر إل نصركم‬
‫فسيوا إليه إن رأيتم ذلك‬

‫‪221‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫خطبة أب صبة شيمان فقام أبو صبة شيمان فقال يا زياد إن وال لو شهدت‬
‫قومي يوم المل رجوت أل يقاتلوا عليا وقد مضى المر با فيه وهو يوم بيوم وأمر بأمر وال‬
‫إل الزاء بالحسان أسرع منه إل الزاء بالسئ والتوبة مع الق والعفو مع الندم ولو كانت‬
‫هذه فتنه لدعونا القوم إل إبطال الدماء واستئناف المور ولكنها جاعة دماؤها حرام‬
‫وجروحها قصاص ونن معك نب ما أحببت فعجب زياد من كلمه وقال ما أظن ف الناس‬
‫مثل هذا خطبة صبة بن شيمان ث قام صبة ابنه فقال إنا وال ما أصبنا بصيبة ف دين ول دنيا‬
‫كما أصبنا أمس يوم المل وإنا لنرجو اليوم أن يحص ذلك بطاعة ال وطاعة أمي الؤمني‬
‫وأما أنت يا زياد فوال ما أدركت أملك فينا ول أدركنا أملنا فيك دون ردك إل دارك ونن‬
‫رادوك إليها غدا إن شاء ال تعال فإذا فعلنا فل يكن أحد أول بك منا فإنك إل تفعل ل تأت‬
‫ما يشبهك وإنا وال ناف من حرب علي ف الخرة ما ل ناف من حرب معاوية ف الدنيا‬
‫فقدم هواك وأخر هوانا فنحن معك وطوعك‬
‫خطبة خنفر المان ث قام خنفر المان فقال أيها المي إنك لو رضيت منا با‬
‫ترضىبه من غينا ل نرض ذلك لنفسنا سر بنا إل القوم إن شئت واي ال ما لقينا يوما قط‬
‫إل اكتفينا بعفونا دون جهدنا ما كان أمس أما جارية فإنه كلم قومه فلم ييبوه وخرج إليه‬
‫منهم أوباش فناوشوه بعد أن شتموه فأرسل إل زياد والزد يستصرخهم فسارت الزد بزياد‬
‫وخرج إليهم ابن الضرمي وعلى خيله عبد ال بن حازم السلمي فاقتتلوا ساعة فما لبثوا بن‬
‫تيم أن هزموهم وحصروا ابن الضرمي ف إحدى دور البصرة ف عدة من أصحابه وحرق‬
‫جارية الدار عليهم فهلك ابن الضرمى ف سبعي رجل وسارت الزد بزياد حت أوطنوه قصر‬
‫المارة ومعه بيت الال وقالوا له هل بقي علينا من جوارك شئ قال ل فانصرفوا عنه وكتب‬
‫زياد بذلك إل أمي الؤمني عليه السلم صعصعة بن صوحان ومعاوية أرسل علي كرم ال‬
‫وجهه إل معاوية بالشام كتابا صحبة صعصعة بن صوحان فسار به حت أتى دمشق فأتى باب‬
‫معاوية فقال لذنه استأذن لرسول أمي الؤمني علي بن أب طالب وبالباب جاعة من بن أمية‬

‫‪222‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫فأخذته النعال واليدي لقوله أمي الؤمني وكثرت عليه اللبة فاتصل ذلك بعاوية فأذن له‬
‫فدخل عليه‬
‫فقال السلم عليك بابن أب سفيان هذا كتاب أمي الؤمني فقال معاوية أما إنه لو‬
‫كانت الرسل تقتل ف جاهلية أو إسلم لقتلتك ث اعترضه معاوية ف الكلم وأراد أن يستخبه‬
‫ليعرف طبعا أو تكلفا فقال له من الرجل فقال من نزار قال وما كان نزار قال كان إذا غزا‬
‫انكمش وإذا لقي افترش وإذا انصرف احترش قال فمن أي أولده أنت قال من ربيعة قال وما‬
‫كان ربيعة قال كان يطيل النجاد ويعول العباد ويضرب ببقاع الرض العماد قال فمن أي‬
‫أولده أنت قال من جديلة قال وما كان جديلة قال كان ف الرب سيفا قاطعا وف الكرمات‬
‫غيثا نافعا وف اللقاء لبا ساطعا قال فمن أي أولده أنت قال من عبد القيس قال وما كان عبد‬
‫القيس قال كان حسنا أبيض وهابا يقدم لضيفه ما وجد ول يسأل عما فقد كثي الرق طيب‬
‫العرق يقوم للناس مقام الغيث من السماء قال ويك يابن صوحان فما تركت لذا الي من‬
‫قريش مدا ول فخرا قال بلى وال يابن أب سفيان تركت لم مال يصلح إل لم تركت لم‬
‫الحر والبيض والصفر والسرير والنب واللك إل الحشر ففرح معاوية وظن أن كلمه‬
‫يشتمل على قريش كلها قال صدقت بابن صوحان إن ذلك لكذلك فعرف صعصعة ما أراد‬
‫فقال ليس لك ول لقومك ف ذلك إصدار ول إيراد بعدت عن أنف الرعى وعلوت عن عذب‬
‫الاء قال ول ذلك ويلك يا بن صوحان فقال الويل لهل النار‬
‫ذلك لبن هاشم قال قم فأخرجوه فقال صعصعة الوعد بين وبينك ل الوعيد من‬
‫أراد الحاجزة يقبل الناجزة فقال معاوية لشئ ما سوده قومه وددت أن من صلبه ث التفت إل‬
‫بن أمية فقال هكذا فلتكن الرجال صورة أخرى وروى أبو علي القال هذا الب ف المال‬
‫بصورة أخرى قال دخل صعصعة بن صوحان على معاوية أول ما دخل عليه وقد كان يبلغ‬
‫معاوية عنه فقال معاوية من الرجل فقال رجل من نزار قال وما نزار قال كان إذا غزا انوش‬
‫وإذا انصرف انكمش وإذا لقي افترش قال فمن أي ولده أنت قال من ربيعة قال وما ربيعة قال‬

‫‪223‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫كان يغزو باليل ويغي بالليل ويود بالنيل قال فمن أي ولده أنت قال من أمهر قال وما أمهر‬
‫قال كان إذا طلب أفضى وإذا أدرك أرضى وإذا آب أنضى قال فمن أي ولده انت قال من‬
‫جديلة قال وما جديلة قال كان يطيل النجاد ويعد الياد وييد اللد قال فمن أي ولده أنت‬
‫قال من دعمى قال وما دعمى قال كان نارا ساطعا وشرا قاطعا وخيا نافعا قال فمن أي ولده‬
‫أنت قال من أفصى‬
‫قال وما أفصى قال كان ينل القارات ويكثر الغارات ويمى الارات قال فمن أي‬
‫ولده أنت قال من عبد القيس قال وما عبد القيس قال أبطال ذادة جحاجحة سادة صناديد‬
‫قادة قال فمن أي ولده أنت قال من أفصى قال وما أفصى قال كانت رماحهم مشرعة‬
‫وقدورهم مترعة وجفانم مفرغة قال فمن أي ولده أنت قال من لكيز قال وما لكيز قال كان‬
‫يباشر القتال ويعانق البطال ويبدد الموال قال فمن أي ولده أنت قال من عجل قال وما‬
‫عجل قال الليوث الضراغمة اللوك القماقمة القروم القشاعمة قال فمن أي ولده أنت قال من‬
‫كعب قال وما كعب قال كان يسعر الرب وييد الضرب ويكشف الكرب قال فمن أي‬
‫ولده أنت قال من مالك قال وما مالك قال هو المام للهمام والقمقام للقمقام فقال معاوية ما‬
‫تركت لذا الي من قريش شيئا قال بل تركت أكثره وأحبه قال وما هو قال تركت لم الوبر‬
‫والدر والبيض والصفر والصفا والشعر والقبة والفخر والسرير والنب واللك إل الحشر قال‬
‫أما وال لقد كان يسوءن أن أراك أسيا قال وأنا وال لقد كان يسوءن أن أراك أميا ث خرج‬
‫فبعث إليه فرد ووصله وأكرمه‬
‫وروى السعودي ف مروج الذهب قال قال معاوية يوما وعنده صعصعة وكان قدم‬
‫عليه بكتاب علي وعنده وجوه الناس الرض ل وأنا خليفة ال فما آخذ من مال ال فهو ل‬
‫وما تركت منه كان جائزا ل فقال صعصعة ننيك نفسك مال يكون جهل معاوى ل تأث‬
‫فقال معاوية يا صعصعة تعلمت الكلم قال العلم بالتعلم ومن ل يعلم يهل قال معاوية ما‬
‫أحوجك إل أن أذيقك وبال أمرك قال ليس ذلك بيدك ذلك بيد الذي ل يؤخر نفسا إذا جاء‬

‫‪224‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫أجلها قال ومن يول بين وبينك قال الذي يول بي الرء وقلبه قال معاوية اتسع بطنك‬
‫للكلم كما اتسع بطن البعي للشعي قال اتسع بطن من ل يشبع ودعا عليه من ل يمع‬
‫تتمة ف الكم من كلم أب بكر الصديق رضي ال عنه إن ال قرن وعده بوعيده‬
‫ليكون العبد راغبا راهبا ليست مع العزاء مصيبة الوت أهون ما بعده وأشد ما قبله ثلث من‬
‫كن فيه كن عليه البغي والنكث والكر ذل قوم أسندوا أمرهم إل امرأة ل يكونن قولك لغوا‬
‫ف عفو ول عقوبة إذا فاتك خي فأدركه وإن أدركك شر فاسبقه إن عليك من ال عيونا تراك‬
‫احرص على الوت توهب لك الياة قاله لالد بن الوليد حي بعثه إل أهل الردة رحم ال امرأ‬
‫أعان أخاه بنفسه أطوع الناس ل أشدهم بغضا لعصيته إن ال يرى من باطنك ما يرى من‬
‫ظاهرك إن أول الناس بال أشدهم توليا له ل تعل سرك مع علنيتك فيمرج أمرك خي‬
‫الصلتي لك أبغضها إليك صنائع العروف تقي مصارع السوء ومن كلم عمر بن الطاب‬
‫رضي ال عنه من كتم سره كان اليار ف يده أشقى الولة من شقيت به رعيته اتقوا من‬
‫تبغضه قلوبكم أعقل الناس أعذرهم للناس ل تؤجل عمل يومك لغدك من ل يعرف الشر كان‬
‫جديرا أن يقع فيه ما المر صرفا بأذهب للعقول من الطمع قلما أدبر شئ فأقبل مر ذوي‬
‫القرابات أن يتزاوروا ول يتجاوروا غمض عن الدنيا عينك وول عنها قلبك وإياك أن تلكك‬
‫كما أهلكت من كان قبلك فقد رأيت مصارعها‬
‫وعاينت سوء آثارها على أهلها وكيف عرى من كست وجاع من أطعمت ومات‬
‫من أحيت احتفظ من النعمة احتفاظك من الصيبة فوال لي أخوفها عندي عليك أن‬
‫تستدرجك وتدعك الدنيا أمل مترم وأجل منتقص وبلغ إل دار غيها وسي إل الوت ليس‬
‫فيه تعريج فرحم ال امرأ فكر ف أمره ونصح لنفسه وراقب ربه واستقال ذنبه إياكم والبطنة‬
‫فإنا مكسلة عن الصلة مفسدة للجوف مؤدية إل السقم رحم ال امرأ أهدى إل عيوب أفلح‬
‫من حفظ من الطمع والغضب والوى نفسه ومن كلم عثمان رضي ال عنه ما يزع ال‬
‫بالسلطان أكثر ما يزع بالقرآن يكفيك من الاسد أنه يغتم وقت سرورك أنتم إل إمام فعال‬

‫‪225‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫أحوج منكم إل إمام قوال قاله يوم صعد النب فأرتج عليه ومن كلم ابن عباس رضي ال عنه‬
‫صاحب العروف ل يقع فإن وقع وجد متكا الرمان خي من المتنان ملك أمركم الدين‬
‫وزينتكم العلم وحصون أعراضكم الدب وعزكم اللم وحليتكم الوفاء القرابة تقطع‬
‫والعروف يكفر ول ير كالودة ل تار سفيها ول حليما فإن السفيه يوذيك والليم يقليك‬
‫واعمل عمل من يعلم أنه مزى بالسنات مأخوذ بالسيئات ومن كلم ابن مسعود رضي ال‬
‫عنه ما الدخان على النار بأدل من الصاحب على الصاحب الدنيا كلها غموم فما كان منها ف‬
‫سرور فهو ربح‬
‫ومن كلم الغية ابن شعبة إن العرفة لتنفع عند الكلب العقور والمل الصئول‬
‫فكيف بالرجل الكري ومن كلم أب الدرداء السودد اصطناع العشية واحتمال الريرة‬
‫والشرف كف الذى وبذل الندى والغن قلة التمن والفقر شره النفس ومن كلم أب ذر إن‬
‫لك ف مالك شريكي الدثان والوارث فإن قدرت أل تكون أخس الشركاء حظا فافعل‬
‫سقطت هذه الطب سهوا ف أثناء الطبع فأوردناها ف آخر الزء وها هي ذي‬
‫خطب الوفود بي يدي عمر بن الطاب لاقدمت الوفود على عمر بن الطاب رضي ال عنه‬
‫قام هلل بن بشر فقال خطبة هلل بن بشر يا أمي الؤمني إنا غرة من خلفنا من قومنا وسادة‬
‫من وراءنا من أهل مصرنا وإنك إن تصرفنا بالزيادة ف أعطياتنا والفرائض لعيالتنا يزدد بذلك‬
‫الشريف تأميل وتكن لم أبا وصول وإن تكن مع ما نت به من وسائلك وندل به من أسبابك‬
‫كالدل ل يل ول يرتل نرجع بأنوف مصلومة وجدود‬
‫عائرة فمحنا وأهالينا بسجل مترع من سجالك الترعة خطبة زيد بن جبلة وقام‬
‫زيد بن جبلة فقال يا أمي الؤمني سود الشريف وأكرم السيب وازرع عندنا من أياديك ما‬
‫تسد به الصاصة وتطرد به الفاقة فإنا بقف من الرض يابس الكناف مقشعر الذروة ل متجر‬
‫ول زرع وإنا من العرب اليوم إذ أتيناك برأى ومسمع خطبة الحنف بن قيس فقام الحنف‬
‫فقال يا أمي الؤمينن إن مفاتيح الي بيد ال والرص قائد الرمان فاتق ال فيما ل يغن عنك‬

‫‪226‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫يوم القيامة قيل ول قال واجعل بينك وبي رعيتك من العدل والنصاف شيئا يكفيك وفادة‬
‫الوفود واستماحة المتاح فإن كل امرئ يمع ف وعائه إل القل من سعى أن تقتحمه العي‬
‫فل يوفد إليك‬
‫خطبة الحنف بن قيس بي يدي عمر بن الطاب قدم الحنف بن قيس التميمي‬
‫على عمر بن الطاب رضي ال عنه ف أهل البصرة وأهل الكوفة فتكلموا عنده ف أنفسهم وما‬
‫ينوب كل واحد منهم وتكلم الحنف فقال يا أمي الؤمني إن مفاتيح الي بيد ال وقد أتتك‬
‫وفود أهل العراق وإن إخواننا من أهل الكوفة والشام ومصر نزلوا منازل المم الالية واللوك‬
‫البابرة ومنازل كسرى وقيصر وبن الصفر فهم من الياه العذبة والنان الخصبة ف مثل‬
‫حولء السلى وحدقة البعي الغاسقة تأتيهم ثارهم غضة قبل أن تتغي وإنا معشر أهل البصرة‬
‫نزلنا ارضا سبخة هشاشة زعقة نشاشة طرف ف فلة وطرف ف ملح أجاج جانب منها منابت‬
‫القصب وجانب سبخة نشاشة ل يف ترابا ول ينبت مرعاها تأتينا منافعها ف مثل مرئ‬
‫النعامة يرج الرجل الضعيف منا يستعذب الاء من فرسخي وترج الرأة بثل ذلك ترنق ولدها‬
‫ترنيق العن تاف عليه العدو والسبع دارنا فعمة ووظيفتنا ضيقة وعددنا كثي وأشرافنا قليل‬
‫وأهل البلء فينا كثي ودرهنا كبي وقفيزنا صغي وقد وسع ال علينا وزادنا‬
‫ف أرضنا فوسع علينا يا أمي الؤمني وزدنا وظيفة توظف علينا ونعيش با فإل ترفع‬
‫خسيستنا وتنعش ركيستنا وتب فاقتنا وتزد ف عيالنا عيال وف رجالنا رجال وتصفر درهنا‬
‫وتكب قفيزنا وتأمر لنا بفر نر نستعذب به الاء هلكنا قال عمر هذا وال السيد هذا وال‬
‫السيد قال الحنف فما زلت أسعها بعدها‬
‫الباب الثالث الطب والوصايا ف العصر الموي الطب خطب بن هاشم‬
‫وشيعتهم وما يتصل با خطبة السن بن علي بعد وفاة أبيه خطب السن بن علي رضي ال‬
‫عنهما بعد وفاة أبيه فنعاه فقال لقد قتلتم الليلة رجل ف ليلة فيها نزل القرآن وفيها رفع عيسى‬

‫‪227‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫بن مري عليه السلم وفيها قتل يوشع بن نون فت موسى عليهما السلم وال ما سبقه أحد‬
‫كان‬
‫قبله ول يدركه أحد يكون بعده وال إن كان رسول ال ليبعثه ف السرية وجبيل‬
‫عن يينه وميكائيل عن يساره وال ما ترك صفراء ول بيضاء إل سبعمائة درهم من عطائه أراد‬
‫أن يبتاع با خادما لهله ث خنقته العبة فبكي وبكى الناس معه ث قال أيها الناس من عرفن‬
‫فقد عرفن ومن ل يعرفن فأنا السن بن ممد رسول ال وآله أنا ابن البشي أنا ابن النذير أنا‬
‫ابن الداعي إل ال بإذنه والسراج الني أنا من أهل البيت الذين أذهب ال عنهم الرجس‬
‫وطهرهم تطهيا والذين افترض ال مودتم ف كتابه إذ يقول ومن يقترف حسنة نزد له فيها‬
‫حسنا فاقتراف السنة مودتنا أهل البيت فلما انتهي إل هذا الوضع من الطبة قام عبيد ال بن‬
‫العباس بي يديه فدعا الناس إل بيعته فاستجابوا وقالوا ما أحبه إلينا وأحقه باللفة فبايعوه ث‬
‫نزل من النب‬
‫تعبئه اليوش لقتال معاوية سار معاوية بيوشه قاصدا إل العراق وبلغ السن خبه‬
‫ومسيه نوه فأمر بالتهيؤ للمسي ونادى النادى الصلة جامعة فأقبل الناس يثوبون ويتمعون‬
‫فخرج السن وصعد النب فحمد ال وأثن عليه ث قال خطبة السن بن علي ف الث على‬
‫الهاد أما بعد فإن ال كتب الهاد على خلقه وساه كرها ث قال لهل الهاد من الؤمني‬
‫اصبوا إن ال مع الصابرين فلستم أيها الناس نائلي ما تبون إل بالصب على ما تكرهون بلغن‬
‫أن معاوية بلغه أنا كنا أزمعنا علي السي إليه فتحرك لذلك اخرجوا رحكم ال إل معسكركم‬
‫بالنخيلة حت ننظر وتنظروا ونرى وتروا وإنه ف كلمه ليتخوف خذلن الناس له فسكتوا فما‬
‫تكلم منهم أحد ول أجابه برف فلما رأى ذلك عدي بن حات قام فقال مقال عدي بن حات‬
‫أنا ابن حات سبحان ال ما أقبح هذا القام ل تيبون إمامكم وابن بنت نبيكم أين خطباء مصر‬
‫الذين ألسنتهم كالخاريق ف الدعة فإذا جد الد‬

‫‪228‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫فرواغون كالثعالب أما تافون مقت ال ول عيبها وعارها ث استقبل السن بوجهه‬
‫فقال أصاب ال بك الراشد وجنبك الكاره ووفقك لا تمد وروده وصدوره قد سعنا مقالتك‬
‫وانتهينا إل أمرك وسعنا لك وأطعناك فيما قلت وما رأيت وهذا وجهي إل معسكري فمن‬
‫أحب أن يوافين فليواف ث مضى لوجهه إل النخيلة وقام ثلثة آخرون من أصحاب السن‬
‫فأنبوا الناس ولموهم وحرضوهم وكلموا السن بثل كلم عدي بن حات فقال لم صدقتم‬
‫رحكم ال ما زلت أعرفكم بصدق النية والوفاء والقبول والودة الصحيحة فجزاكم ال خيا ث‬
‫نزل وخرج الناس فعسكروا ونشطوا للخروج وسار السن ف عسكر عظيم وعدة حسنة‬
‫خطبة السن وقد جنح إل مصالة معاوية ث نزل السن ساباط فلما أصبح نادي ف الناس‬
‫الصلة جامعة فاجتمعوا فصعد النب فخطبهم فقال المد ل كلما حده حامد وأشهد أن ل‬
‫إله إل ال كلما شهد له شاهد وأشهد أن ممدا رسول ال أرسله بالق وأتنه على الوحي‬
‫وآله أما بعد فوال إن لرجو أن أكون قد أصبحت بمد ال ومنه وأنا أنصح خلقه للقه وما‬
‫أصبحت متمل علي مسلم ضغينة ول مريدا له بسوء ول غائلة أل وإن ما تكرهون ف الماعة‬
‫خي لكم ما تبون ف الفرقة أل وإن ناظر لكم خيا من نظركم‬
‫لنفسكم فل تالفوا أمري ول تردوا على رأيي غفر ال ل ولكم وأرشدن وإياكم‬
‫لا فيه مبته ورضاه إن شاء ال ث نزل فنظر الناس بعضهم إل بعض وقالوا ما ترونه يريد با قال‬
‫قالوا نظنه يريد أن يصال معاوية ويكل المر إليه كفر وال الرجل ث شدوا على فسطاطه‬
‫فانبوه حت أخذوا مصله من تته وشد عليه بعضهم فنع مطرفه عن عاتقه فبقي جالسا‬
‫متقلدا سيفها بغي رداء فدعا بفرسه فركبه وأحدق به طوائف من خاصته وشيعته ومنعوا منه‬
‫من أرده ولموه وضعفوه لا تكلم فلما مر ف مظلم ساباط قام إليه رجل من بن أسد يقال له‬
‫جراح بن سنان وبيده معول فأخذ بلجام فرسه وقال ال أكب يا حسن أشرك أبوك ث أشركت‬
‫أنت وطعنه بالعول فوقعت ف فخده فشقته حت بلغت أربيته وسقط السن إل الرض بعد أن‬
‫ضرب الذي طعنه بسيف كان بيده واعتنقه فخرا جيعا إل الرض خطبته يبر مصالته لعاوية‬

‫‪229‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫لا رأى السن رضي ال عنه تفرق المر عنه بعث إل معاوية يطلب الصلح فبعث معاوية إليه‬
‫رسولي قدما عليه بالدائن فأعطياه ما أراد وصالاه على أن يأخذ من بيت مال الكوفة خسة‬
‫آلف ألف ف أشياء اشترطها ث قام السن ف أهل العراق فقال يأهل العراق إنه سخي بنفسي‬
‫عنكم ثلث قتلكم أب وطعنكم إياي وانابكم متاعي‬
‫خطبته ف الصلح بينه وبي معاوية وقدم معاوية الكوفة لنفاذ الصلح بينه وبي‬
‫السن سنة ه وكان عمرو ابن العاص حي اجتمعوا بالكوفة قد كلم معاوية وأمره أن يأمر‬
‫السن أن يقوم ويطب الناس فكره ذلك معاوية وقال ما تريد إل أن أخطب الناس فقال‬
‫عمرو لكن أريد أن يبدوا عيه للناس فلم يزل عمرو بعاوية حت أطاعه فخرج معاوية فخطب‬
‫الناس ث نادى السن فقال قم يا حسن فكلم الناس فتشهد ف بديهة أمر ل يرو فيه ث قال أما‬
‫بعد أيها الناس فإن ال قد هدى أولكم بأولنا وحقن دمائكم بآخرنا وكانت ل ف رقابكم بيعة‬
‫تاربون من حاربت وكسالون من سالت وقد سالت معاوية وبايعته فبايعوه وإن لذا المر‬
‫مدة والدنيا دول وإن ال تعال قال لنبيه وإن أدري لعله فتنة لكم ومتاع إل حي وأشار إل‬
‫معاوية فلما قالا قال معاوية اجلس فلم يزل ضرما على عمرو وقال هذا من رأيك ولق‬
‫السن بالدينة خطبة له بعد الصلح روى الدائن قال سأل معاوية السن بن علي رضي ال‬
‫عنه بعد الصلح أن يطب الناس فامتنع فناشده أن يفعل فوضع له كرسي فجلس عليه ث قال‬
‫المد ل الذي توحد ف ملكه وتفرد ف ربوبيته يؤتى اللك من يشاء وينعه عمن‬
‫يشاء والمد ل أكرم بنا مؤمنكم وأخرج من الشرك أولكم وحقن دماء آخركم فبلؤنا‬
‫عندكم قديا وحديثا أحسن البلء إن شكرت أو كفرت أيها الناس إن رب على كان أعلم بعلى‬
‫حي قبضه إليه ولقد اختصه بفضل ل تعتدوا مثله ول تدوا مثل سابقته فهيهات هيهات طالا‬
‫قلبتم له المور حت أعله ال عليكم وهو صاحبكم وعدوكم ف بدر وأخواتا جرعكم رنقا‬
‫وسقاكم ث علقا وأذل رقابكم وأشرقكم بريقكم فلستم بلومي على بغضه واي ال ل ترى أمة‬
‫ممد خفضا ما كانت سادتم وقادتم بن أمية ولقد وجه ال إليكم فتنة لن تصدروا عنها حت‬

‫‪230‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫تلكوا لطاعتكم طواغيتكم وانضوائكم إل شياطينكم فعند ال أحتسب ما مضى وما ينتظر من‬
‫سوء دعتكم وحيف حكمكم ث قال يأهل الكوفة لقد فارقكم بالمس سهم من مرامى ال‬
‫صائب علي أعداء ال نكال على فجار قريش ل يزل آخذا بناجرها جاثا على أنفاسها ليس‬
‫باللومة ف أمر ال ول بالسروقة لال ال ول بالفروقة ف حرب أعداء ال أعطى الكتاب خواته‬
‫وعزائمه دعاه فأجابه وقاده فاتبعه ل تأخذه ف ال لومة لئم فصلوات ال عليه ورحته ث نزل‬
‫فقال معاوية أخطأ عجل أو كاد وأصاب متثبت أو كاد ماذا أردت من خطبة السن‬
‫خطبة لعاوية ف أهل الكوفة وروى الدائن قال خرج على معاوية قوم من الوارج‬
‫بعد دخوله الكوفة وصلح السن رضى ال عنه فأرسل معاوية إل السن يسأله أن يرج‬
‫فيقاتل الوارج فقال السن سبحان ال تركت قتالك وهو ل حلل لصلح المة وألفتهم‬
‫أفتران أقاتل معك فخطب معاوية أهل الكوفة فقال يأهل الكوفة أتران قاتلتكم على الصلة‬
‫والزكاة والج وقد علمت أنكم تصلون وتزكون وتجون ولكن قاتلتكم لتأمر عليكم وعلى‬
‫رقابكم وقد آتان ال ذلك وأنتم كارهون أل إن كل مال أو دم أصيب ف هذه الفتنة فمطلول‬
‫وكل شرط شرطته فتحت قدمى هاتي ول يصلح الناس إل ثلث إخراج العطاء عند مله‬
‫وإقفال النود لوقتها وغزو العدو ف داره فإنه إن ل تغزوهم غزوكم ث نزل رد السن بن على‬
‫على معاوية حي نال منه ومن أبيه وخطب معاوية بالكوفة حي دخلها والسن والسي‬
‫رضى ال عنهما جالسان تت النب فذكر عليا عليه السلم فنال منه ث نال من السن فقام‬
‫السي ليد عليه فأخذه السن بيده فأجلسه ث قام فقال أيها الذاكر عليا أنا السن وأب على‬
‫وأنت معاوية وأبوك صخر وأمى فاطمة وأمك هند وجدي رسول ال وجدك عتبة بن ربيعة‬
‫وجدتى خدية وجدتك قتيلة فلعن ال أخلنا ذكرا وألمنا حسبا وشرنا قديا‬
‫وحديثا وأقدمنا كفرا ونفاقا فقال طوائف من أهل السجد آمي خطبة سليمان بن صرد ف‬
‫استنكار الصلح وذكروا أنه لا تت البيعة لعاوية بالعراق وانصرف راجعا إل الشأم أتى‬
‫سليمان ابن صرد وكان غائبا عن الكوفة وكان سيد أهل العراق ورأسهم فدخل على السن‬

‫‪231‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫فقال السلم عليك يا مذل الؤمني فقال وعليك السلم اجلس ل أبوك فجلس سليمان ث قال‬
‫أما بعد فإن تعجبنا ل ينقضي من بيعتك معاوية ومعك مائة ألف مقاتل من أهل العراق وكلهم‬
‫يأخذ العطاء مع مثلهم من أبنائهم ومواليهم سوي شيعتك من أهل البصرة وأهل الجاز ث ل‬
‫تأخذ لنفسك بقية ف العهد ول حظا من القضية فلو كنت إذ فعلت ما فعلت وأعطاك ما‬
‫أعطاك بينك وبينه من العهد واليثاق كنت كتبت عليك بذلك كتابا وأشهدت عليه شهودا من‬
‫أهل الشرق والغرب أن هذا المر لك من بعده كان المي علينا أيسر ولكنه أعطاك هذا‬
‫فرضيت به من قوله ث قال وزعم على رءوس الناس ما قد سعت إن كنت شرطت لقوم‬
‫شروطا ووعدتم عدات ومنيتهم أمان إرادة إطفاء نار الرب ومداراة لذه الفتنة إذ جع ال لنا‬
‫كلمتنا وألفتنا فإن كل ما هنالك تت قدمي هاتي ووال ما عن بذلك إل نقض ما بينك وبينه‬
‫فأعد الرب جذعة وأذن ل أشخص إل الكوفة‬
‫فأخرج عامله منها وأظهر فيها خلعه وانبذ إليه على سواء إن ال ل يهدى كيد‬
‫الائني ث سكت فتكلم كل من حضر ملسه بثل مقالته وكلهم يقول ابعث سليمان ابن صرد‬
‫وابعثنا معه ث القنا إذا علمت أنا قد أشخصنا عامله وأظهرنا خلعه خطبة السن يرد على‬
‫مستنكري الصلح فتكلم السن فحمد ال ث قال أما بعد فإنكم شيعتنا وأهل مودتنا ومن نعرفه‬
‫بالنصيحة والستقامة لنا وقد فهمت ما ذكرت ولو كنت بالزم ف أمر الدنيا وللدنيا أعمل‬
‫وأنصب ما كان معاوية بأبأس من وأشد شكيمة ولكان رأي غي ما رأيتم لكن أشهد ال‬
‫وإياكم أن ل أرد با رأيتم إل حقن دمائكم وإصلح ذات بينكم فاتقوا ال وارضوا بقضاء ال‬
‫وسلموا لمر ال والزموا بيوتكم وكفوا أيديكم حت يستريح بر أو يستراح من فاجر مع أن‬
‫أب كان يدثن أن معاوية سيلي المر فوال لو سرنا إليه بالبال والشجر ما شككت أنه‬
‫سيظهر إن ال ل معقب لكمه ول راد لقضائه وأما قولك يا مذل الؤمني فوال لن تذلوا‬
‫وتعافوا أحب إل من أن تعزوا وتقتلوا فإن رد ال علينا حقنا ف عافية قبلنا وسألنا ال العون‬

‫‪232‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫على أمره وإن صرفه عنا رضينا وسألنا ال أن يبارك ف صرفه عنا فليكن كل رجل منكم حلسا‬
‫من أحلس بيته‬
‫ما دام معاوية حيا فإن يهلك ونن وأنتم أحياء سألنا ال العزية على رشدنا‬
‫والعونة على أمرنا وأن ل يكلنا إل أنفسنا فإن ال مع الذين اتقوا والذين هم مسنون خطبة له‬
‫ف عهد خلفته ومن خطبه رضى ال عنه ف أيامه ف بعض مقاماته أنه قال نن حزب ال‬
‫الفلحون وعترة رسول ال القربون وأهل بيته الطاهرون الطيبون وأحد الثقلي اللذين خلفهما‬
‫رسول ال والثان كتاب ال فيه تفصيل كل شئ ل يأتيه الباطل من بي يديه ول من خلفه‬
‫والعول عليه ف كل شئ ل يطئنا تأويله بل نتيقن حقائقه فأطيعونا فإطاعتنا مفروضة إذ كانت‬
‫بطاعة ال والرسول وأول المر مقرونة فإن تنازعتم ف شئ فردوه إل ال والرسول ولو ردوه‬
‫إل الرسول وإل أول المر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم وأحذركم الصغاء لتاف‬
‫الشيطان إنه لكم عدو مبي فتكونون كأوليائه الذين قال لم ل غالب لكم اليوم من الناس وإن‬
‫جار لكم فلما تراءت الفئتان نكص على عقبيه وقال إن برئ منكم إن‬
‫أرى مال ترون فتلقون للرماح أزرا وللسيوف جزرا وللعمد حظا وللسهام غرضا‬
‫ث ل ينفع نفسا إيانا ل تكن آمنت من قبل أو كسبت ف إيانا خيا خطبة أخرى له ومن‬
‫خطبه رضى ال عنه اعلموا أن اللم زين والوقار مودة والصلة نعمة والكثار صلف والعجلة‬
‫سفه والسفه ضعف والقلق ورطة ومالسة أهل الدناءة شي ومالطة أهل الفسوق ريبة‬
‫ماصمة ومهاجاة بي السن بن على وبي عمرو بن العاص والوليد بن عقبة وعتبة‬
‫بن أب سفيان والغية بن شعبة بضرة معاوية قال ابن أب الديد روى الزبي بن بكار ف‬
‫كتاب الفاخرات قال اجتمع عند معاوية عمرو بن العاص والوليد بن عقبة بن أب معيط وعتبة‬
‫بن أب سفيان والغية بن شعبة وقد كان بلغهم عن السن بن على عليه السلم قوارص وبلغه‬
‫عنهم مثل ذلك فقالوا يا أمي الؤمني إن السن قد أحيا أباه وذكره وقال فصدق وأمر فأطيع‬
‫وخفقت له النعال وإن ذلك لرافعه إل ما هو أعظم منه ول يزال يبلغنا عنه ما يسوءنا قال‬

‫‪233‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫معاوية فما تريدون قالوا ابعث إليه فليحضر لنسبه ونسب أباه ونعيه ونوبه ونبه أن أباه قتل‬
‫عثمان ونقرره بذلك ول يستطيع أن يغي علينا شيئا من ذلك قال معاوية إن ل أرى ذلك ول‬
‫أفعله قالوا عزمنا عليك يا أمي الؤمني لتفعلن فقال ويكم ل تفعلوا فوال ما رأيته قط جالسا‬
‫عندى إل خفت مقامه وعيبه ل قالوا ابعث إليه على كل حال قال إن بعثت إليه لنصفنه‬
‫منكم فقال عمرو بن العاص أتشى أن يأتى باطله على حقنا أو يرب قوله على قولنا قال‬
‫معاوية أما إن إن بعثت إليه لمرنه أن يتكلم بلسانه كله قالوا مره بذلك قال أما إذا عصيتمون‬
‫وبعثتم إليه وأبيتم إل ذلك فل ترضوا له‬
‫ف القول واعلموا أنم أهل بيت ل يعيبهم العائب ول يلصق بم العار ولكن اقذفوه‬
‫بجره تقولون له إن أباك قتل عثمان وكره خلفة اللفاء من قبله فبعث إليه معاوية فجاءه‬
‫رسوله فقال إن أمي الؤمني يدعوك قال من عنده فسماهم فقال السن عليه السلم مالم خر‬
‫عليهم السقف من فوقهم وأتاهم العذاب من حيث ل يشعرون ث قال يا جارية ابغين ثياب‬
‫اللهم إن أعوذ بك من شرورهم وأدرأ بك ف نورهم وأستعي بك عليهم فاكفينهم كيف‬
‫شئت وأن شئت بول منك وقوة يا أرحم الراحي ث قام فلما دخل على معاوية أعظمه‬
‫وأكرمه وأجلسه إل جانبه وقد ارتاد القوم وخطروا خطران الفحول بغيا ف أنفسهم وعلوا ث‬
‫قال يا أبا ممد إن هؤلء بعثوا إليك وعصون فقال السن عليه السلم سبحان ال الدار دارك‬
‫والذن فيها إليك وال إن كنت أجبتهم إل ما أرادوا وما ف أنفسهم إن لستحي لك من‬
‫الفحش وإن كانوا غلبوك على رأيك إن لستحيي لك من الضعف فأيهما تقر وأيهما تنكر أما‬
‫إن لو علمت بكانم جئت معى بثلهم من بن عبد الطلب ومال أن أكون مستوحشا منك أو‬
‫منهم إن ول ال وهو يتول الصالي فقال معاوية يا هذا إن كرهت أن أدعوك ولكن هؤلء‬
‫حلون على ذلك مع كراهت له وإن لك منهم النصف ومن وإنا دعوناك لنقررك أن عثمان‬
‫قتل مظلوما وأن أباك قتله فاستمع منهم ث أجبهم ول تنعك وحدتك واجتماعهم أن تتكلم‬
‫بكل لسانك فتكلم عمرو بن العاص‬

‫‪234‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫مقال عمرو بن العاص فحمد ال وصلى على رسوله ث ذكر عليا عليه السلم فلم‬
‫يترك شيئا يعيبه به إل قاله وقال إنه شتم أبا بكر وكره خلفته وامتنع من بيعته ث بايعه مكرها‬
‫وشرك ف دم عمر وقتل عثمان ظلما وادعى من اللفة ما ليس له ث ذكر الفتنة يعيه با‬
‫وأضاف إليه مساوى وقال إنكم يا بن عبد الطلب ل يكن ال ليعطيكم اللك على قتلكم‬
‫اللفاء واستحللكم ما حرم ال من الدماء وحرصكم على اللك وإتيانكم ما ل يل ث إنك يا‬
‫حسن تدث نفسك أن اللفة صائرة إليك وليس عندك عقل ذلك ول لبه كيف ترى ال‬
‫سبحانه سلبك عقلك وتركك أحق قريش يسخر منك ويهزأ بك وذلك لسوء عمل أبيك‬
‫وإنا دعوناك لنسبك وأباك فأما أبوك فقد تفرد ال به وكفانا أمره وأما أنت فإنك ف أيدينا‬
‫نتار فيك الصال ولو قتلناك ما كان علينا إث من ال ول عيب من الناس فهل تستطيع أن ترد‬
‫علينا وتكذبنا فإن كنت ترى أنا كذبنا ف شئ فاردده علينا فيما قلنا وإل فاعلم أنك وأباك‬
‫ظالان مقال الوليد بن عقبة بن أب معيط ث تكلم الوليد بن عقبة بن أب معيط فقال يا بن‬
‫هاشم إنكم كنتم أخوال عثمان فنعم الولد كان لكم فعرف حقكم وكنتم أصهاره فنعم الصهر‬
‫كان لكم يكرمكم فكنتم أول من حسده فقتله أبوك ظلما ل عذر له ول حجة فكيف ترون‬
‫ال طلب بدمه وأنزلكم منلتكم وال إن بن أمية خي لبن هاشم من بن هاشم لبن أمية وإن‬
‫معاوية خي لك من نفسك‬
‫مقال عتبة بن أب سفيان ث تكلم عتبة بن أب سفيان فقال يا حسن كان أبوك شر‬
‫قريش لقريش لسفكه لدمائها وقطعه لرحامها طويل السيف واللسان يقتل الى ويعيب اليت‬
‫وإنك من قتل عثمان ونن قاتلوك به وأما رجاؤك اللفة فلست ف زندها قادحا ول ف‬
‫ميزانا راجحا وإنكم يا بن هاشم قتلتم عثمان وإن ف الق أن نقتلك وأخاك به فأما أبوك فقد‬
‫كفانا ال أمره وأقاد منه وأما أنت فوال ما علينا لو قتلناك بعثمان إث ول عدوان مقال الغية‬
‫بن شعبة ث تكلم الغية بن شعبة فشتم عليا وقال وال ما أعيبه ف قضية يون ول ف حكم‬
‫ييل ولكنه قتل عثمان ث سكتوا رد السن بن على عليهم فتكلم السن بن على عليه السلم‬

‫‪235‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫فحمد ال وأثن عليه وصلى على رسوله وآله ث قال أما بعد يا معاوية فما هؤلء شتمون‬
‫ولكنك شتمتن فحشا ألفته وسوء رأى عرفت به وخلقا سيئا ثبت عليه وبغيا علينا عداوة منك‬
‫لحمد وأهله ولكن اسع يا معاوية واسعوا فلقولن فيك وفيهم ما هو دون ما فيكم أنشدكم‬
‫ال أيها الرهط أتعلمون أن الذى شتمتموه منذ اليوم صلى القبلتي كلتيهما وأنت يا معاوية‬
‫بما كافر تراها ضللة وتعبد اللت والعزى غواية وأنشدكم ال هل تعلمون أنه‬
‫بايع البيعتي كلتيهما بيعة الفتح وبيعة الرضوان وأنت يا معاوية بإحداها كافر وبالخرى‬
‫ناكث وأنشدكم ال هل تعلمون أنه أول الناس إيانا وأنك يا معاوية وأباك من الؤلفة قلوبم‬
‫تسرون الكفر وتظهرون السلم وتستمالون بالموال وأنشدكم ال ألستم أنه كان صاحب‬
‫راية رسول ال وآله يوم بدر وأن راية الشركي كانت مع معاوية ومع أبيه ث لقيكم يوم أحد‬
‫ويوم الحزاب ومعه راية رسول ال وآله ومعك ومع أبيك راية الشرك وف كل ذلك يفتح ال‬
‫له ويفلج حجته وينصر دعوته ويصدق حديثه ورسول ال وآله ف تلك الواطن كلها عنه راض‬
‫وعليك وعلى أبيك ساخط وأنشدك ال يا معاوية أتذكر يوما جاء أبوك على جل أحر وأنت‬
‫تسوقه وأخوك عتبة هذا يقوده فرآكم رسول ال وآله فقال اللهم العن الراكب والقائد والسائق‬
‫أتنسي يا معاوية الشعر الذى كتبته إل أبيك لا هم أن يسلم تنهاه عن ذلك يا صخر ل تسلمن‬
‫يوما فتفضحنا بعد الذين ببدر أصبحوا مزقا خال وعمى وعم الم ثالثهم وحنظل الي قد‬
‫أهدى لنا الرقا‬
‫ل تركنن إل أمر تكلفنا والراقصات به ف مكة الرقا فالوت أهون من قول العداة‬
‫لقد حاد ابن حرب عن العزى إذا فرقا وال لا أخفيت من أمرك أكب ما أبديت وأنشدكم ال‬
‫أيها الرهط أتعلمون أن عليا حرم الشهوات على نفسه بي أصحاب رسول ال وآله فأنزل فيه‬
‫يا أيها الذين آمنوا ل ترموا طيبات ما أحل ال لكم وأن رسول ال وآله بعث أكابر أصحابه‬
‫إل بن قريظة فنلوا من حصنهم فهزموا فبعث عليا بالراية فاستنلم على حكم ال وحكم‬

‫‪236‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫رسوله وفعل ف خيب مثلها ث قال يا معاوية أظنك ل تعلم أن أعلم ما دعا به عليك رسول ال‬
‫وآله لا أراد أن يكتب كتابا إل بن جذية فبعث إليك ونمك إل أن توت وأنتم أيها الرهط‬
‫نشدتكم ال أل تعلمون أن رسول ال وآله لعن أبا سفيان ف سبعة مواطن ل‬
‫تستطيعون ردها أولا يوم لقي رسول ال وآله خارجا من مكة إل الطائف يدعو ثقيفا إل‬
‫الدين فوقع به وسبه وسفهه وشتمه وكذبه وتوعده وهم أن يبطش به فلعنه ال ورسوله‬
‫وصرف عنه والثانية يوم العي إذ عرض لا رسول ال وآله وهي جائية من الشام فطردها أبو‬
‫سفيان وساحل با فلم يظفر السلمون با ولعنه رسول ال وآله ودعا عليه فكانت وقعة بدر‬
‫لجلها والثالثة يوم أحد حيث وقف تت البل ورسول ال وآله ف أعله وهو ينادى أعل‬
‫هبل مرارا فلعنه رسول ال وآله عشر مرات ولعنه السلمون والرابعة يوم جاء بالحزاب‬
‫وغطفان واليهود فلعنه رسول ال وآله وابتهل والامسة يوم جاء أبو سفيان ف قريش فصدوا‬
‫رسول ال وآله عن السجد والدى معكوفا أن يبلغ مله ذلك يوم الديبية فلعن رسول ال‬
‫وآله أبا سفيان ولعن القادة والتباع وقال ملعونون كلهم وليس فيهم من يؤمن فقيل يا رسول‬
‫ال أفما يرجى السلم لحد منهم فكيف باللعنة فقال ل تصيب اللعنة أحدا من التباع وأما‬
‫القادة فل يفلح منهم أحد والسادسة يوم المل الحر والسابعة يوم وقفوا لرسول ال وآله ف‬
‫العقبة ليستنفروا ناقته وكانوا اثن عشر رجل منهم أبو سفيان فهذا لك يا معاوية وأما أنت يا‬
‫بن العاص فإن أمرك مشترك وضعتك أمك مهول من عهر‬
‫وسفاح فتحا كم فيك أربعة من قريش فغلب عليك جزارها ألمهم حسبا وأخبثهم‬
‫منصبا ث قام أبوك فقال أنا شان ممد البتر فأنزل ال فيه ما أنزل وقاتلت رسول ال وآله ف‬
‫جيع الشاهد وهجوته وآذيته بكة وكدته كيدك كله وكنت من أشد الناس له تكذيبا وعداوة‬
‫ث خرجت تريد النجاشى مع أصحاب السفينة لتأتى بعفر وأصحابه إل أهل مكة فلما أخطأك‬
‫ما رجوت ورجعك ال خائبا وأكذبك واشيا جعلت حسدك علي صاحبك عمارة بن الوليد‬

‫‪237‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫فوشيت به إل النجاشى حسدا لا ارتكب من حليلته ففضحك ال وفضح صاحبك فأنت عدو‬
‫بن هاشم‬
‫ف الاهلية والسلم ث إنك تعلم وكل هؤلء الرهط يعلمون أنك هجوت رسول‬
‫ال وآله بسبعي بيتا من الشعر فقال رسول ال وآله اللهم إن ل أقول الشعر ول ينبغي ل‬
‫اللهم العنه بكل حرف ألف لعنة فعليك إذن من ال ما ل يصى من اللعن وأما ما ذكرت من‬
‫أمر عثمان فأنت سعرت عليه الدنيا نارا ث لقت بفلسطي فلما أتاك قتله قلت أنا أبو عبد ال‬
‫إذا نكأت قرحة أدميتها ث حبست نفسك إل معاوية وبعت دينك بدنياه فلسنا نلومك على‬
‫بغض ول نعاتبك على ود وبال ما نصرت عثمان حيا ول غضبت له مقتول ويك يا بن‬
‫العاص ألست القائل ف بن هاشم لا خرجت من مكة إل النجاشى تقول ابنت أين هذا الرحيل‬
‫وما السي من بستنكر‬
‫فقلت ذرين فإن امرؤ أريد النجاشى ف جعفر لكويه عنده كية أقيم با نوة‬
‫الصعر وشأن أحد من بينهم وأقولم فيه بالنكر وأجرى إل عتبة جاهدا ولو كان كالذهب‬
‫الحر ول أنثن عن بن هاشم وما اسطعت ف الغيب والحضر فإن قبل العتب من له وإل‬
‫لويت له مشفرى فهذا جوابك هل سعته وأما أنت يا وليد فوال ما ألومك على بغض على‬
‫وقد جلدك ثاني ف المر وقتل أباك بي يدى رسول ال وآله صبا وأنت الذى ساه ال‬
‫الفاسق‬
‫وسى عليا الؤمن حيث تفاخرتا فقلت له اسكت يا على فأنا أشجع منك جنانا‬
‫وأطول منك لسانا فقال لك على اسكت يا وليد فأنا مؤمن وأنت فاسق فأنزل ال تعال ف‬
‫موافقة قوله أفمن كان مؤمنا كمن كان فاسقا ل يستوون ث أنزل فيك على موافقة قوله أيضا‬
‫إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا ويك يا وليد مهما نسيت فل تنس قول الشاعر فيك وفيه أنزل‬
‫ال والكتاب عزيز ف على وف الوليد قرانا فتبوأ الوليد إذ ذاك فسقا وعلى مبوأ إيانا ليس من‬
‫كان مؤمنا عمرك ال كمن كان فاسقا خوانا سوف يدعى الوليد بعد قليل وعلى إل الساب‬

‫‪238‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫عيانا فعلى يزى بذاك جنانا ووليد يزى بذاك هوانا رب جد لعقبة بن أبان لبس ف بلدنا‬
‫تبانا‬
‫وما أنت وقريش إنا أنت علج من أهل صفورية وأقسم بال لنت أكب ف اليلد‬
‫وأسن من تدعى إليه وأما أنت يا عتبة فوال ما أنت بصيف فأجيبك ول عاقل فأحاورك‬
‫وأعاتبك وما عندك خي يرجى ول شر يتقى وما عقلك وعقل أمتك إل سواء وما يضر عليا‬
‫لو سببته علي رؤوس الشهاد وأما وعيدك إياى بالقتل فهل قتلت اللحيان إذ وجدته على‬
‫فراشك أما تستحي من قول نصر بن حجاج فيك يا للرجال وحادث الزمان ولسبة تزى أبا‬
‫سفيان نبئت عتبة خانه ف عرسه جنس لئيم الصل من ليان وبعد هذا ما أربأ بنفسى عن‬
‫ذكره لفحشه فكيف ياف أحد سيفك ول تقتل فاضحك وكيف ألومك على بغض علي وقد‬
‫قتل خالك الوليد مبارزة يوم بدر وشرك حزة ف قتل جدك عتبة وأوحدك من أخيك حنظلة‬
‫ف مقام واحد وأما أنت يا مغية فلم تكن بليق أن تقع ف هذا وشبهه وإنا مثلك مثل‬
‫البعوضة إذ قالت للنخلة استمسكى فإن طائرة عنك فقالت النخلة وهل علمت بك واقعة على‬
‫فأعلم بك طائرة عن وال ما نشعر بعداوتك إيانا ول اغتممنا إذ علمنا با ول يشق علينا‬
‫كلمك وإن حد ال ف الزنا لثابت عليك ولقد درأ عمر عنك حقا ال سائله عنه ولقد سألت‬
‫رسول ال وآله هل ينظر الرجل إل الرأة يريد أن يتزوجها فقال ل بأس بذلك يا مغية ما ل‬
‫ينو الزنا لعلمه بأنك زان وأما‬
‫فخركم علينا بالمارة فإن ال تعال يقول وإذا أردنا أن نلك قرية أمرنا مترفيها‬
‫ففسقوا فيها فحق عليها القول فدمرناها تدميا ث قام السن فنفض ثوبه فانصرف فتعلق عمرو‬
‫بن العاص بثوبه وقال يا أمي الؤمني قد شهدت قوله ف وقذفه أمى بالزنا وأنا مطالب له بد‬
‫القذف فقال معاوية خل عنه ل جزاك ال خيا فتركه فقال معاوية قد أنبأتكم أنه من ل تطاق‬
‫عارضته ونيتكم أن تسبوه فعصيتمون وال ما قام حت أظلم على البيت قوموا عن فلقد‬
‫فضحكم ال وأخزاكم بترككم الزم وعدولكم عن رأى الناصح الشفق وال الستعان رثاء‬

‫‪239‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫ممد بن النفية لخيه السن لا مات السن بن على رضي ال عنهما أدخله قبه السي‬
‫وممد بن النفية وعبد ال بن عباس رضى ال عنهم ث وقف ممد على قبه وقد اغرورقت‬
‫عيناه وقال رحك ال يا أبا ممد فلئن عزت حياتك لقد هدت وفاتك ولنعم الروح روح‬
‫تضمنه بدنك ولنعم السد جسد تضمنه كفنك ولنعم الكفن كفن تضمنه لدك وكيف ل‬
‫تكون كذلك وأنت سليل الدى وخامس أصحاب الكساء وخلف‬
‫أهل التقوى وجدك النب الصطفى وأبوك علي الرتضى وأمك فاطمة الزهراء‬
‫وعمك جعفر الطيار ف جنة الأوى وغذتك أكف الق وربيت ف حجر السلم‬
‫ورضعت ثدى اليان فطبت حيا وميتا فلئن كانت النفس غي طيبة لفراقك إنا غي شاكة أن‬
‫قد خي لك وإنك وأخاك لسيدا شباب أهل النة فعليك أبا ممد منا السلم‬
‫مقتل السي بن على رضى ال عنه تأبيه عن بيعة يزيد وخروجه إل مكة لا ول‬
‫اللفة يزيد بن معاوية ف هلل رجب سنة ه كتب إل أمي الدينة الوليد بن عتبة بن أب‬
‫سفيان أن يأخذ السي وعبد ال بن الزبي وعبد ال بن عمر بالبيعة أخذا شديدا ليست فيه‬
‫رخصة فبعث الوليد إل السي رضي ال عنه ونعى له معاوية ودعاه ال البيعة فقال السي إن‬
‫مثلى ل يعطى بيعته سرا ول أراك تتزئ با من سرا دون أن تظهرها على رءوس الناس علنية‬
‫فإذا خرجت إل الناس فدعوتم إل البيعة دعوتنا مع الناس فكان أمرا واحدا فقال له الوليد‬
‫وكان يب العافية فانصرف على اسم ال حت تأتينا مع جاعة الناس فلما كان من الغد بعث‬
‫الرجال إل السي عند الساء فقال أصبحوا ث ترون ونرى فكفوا عنه تلك الليلة ول يلحوا‬
‫عليه فخرج السي من تت ليلته ليومي بقيا من رجب سنة ه ومعه بنوه وإخوته وبنو أخيه‬
‫وجل أهل بيته إل ممد بن النفية فإنه قال له‬
‫نصيحة ممد بن النفية للحسي رضى ال عنهما يا أخى أنت أحب الناس إل‬
‫وأعزهم على ولست أدخر النصيحة لحد من اللق أحق با منك تنح بتبعتك عن يزيد بن‬
‫معاوية وعن المصار ما استطعت ث ابعث رسلك إل الناس فادعهم إل نفسك فإن بايعوا لك‬

‫‪240‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫حدت ال على ذلك وإن أجع الناس على غيك ل ينقض ال بذلك دينك ول عقلك ول‬
‫يذهب به مروءتك ول فضلك إن أخاف أن تدخل مصرا من هذه المصار وتأتى جاعة من‬
‫الناس فيختلفوا بينهم فمنهم طائفة معك وأخرى عليك فيقتتلوا فتكون لول السنة فإذا خي‬
‫هذه المة كلها نفسا وأبا وأما أضيعها دما وأذلا أهل قال له السي فإن ذاهب يا أخى قال‬
‫فانزل مكة فإن اطمأنت بك الدار فسبيل ذلك وإن نبت بك لقت بالرمال وشعف البال‬
‫وخرجت من بلد إل بلد حت تنظر إلم يصي أمر الناس وتعرف عند ذلك الرأى فإنك أصوب‬
‫ما يكون رأيا وأحزمه عمل حت تستقبل المور استقبال ول تكون المور عليك أبدا أشكل‬
‫منها حي تستدبرها استدبارا قال يا أخى قد نصحت فأشفقت فأرجو أن يكون رأيك سديدا‬
‫موفقا وسار إل مكة فأتاه أهل الكوفة ورسلهم إنا قد حبسنا أنفسنا عليك ولسنا نضر المعة‬
‫مع الوال فأقدم علينا وكان النعمان بن بشي النصارى على الكوفة‬
‫بعثه مسلم بن عقيل إل الكوفة فبعث السي إل ابن عمه مسلم بن عقيل فقال له‬
‫سر إل الكوفة فانظر ما كتبوا به إل فإن كان حقا خرجنا إليهم فخرج مسلم إل الكوفة ونزل‬
‫دار الختار بن أب عبيد وأقبلت الشيعة تتلف إليه فقرأ عليهم كتاب السي فأخذوا يبكون‬
‫خطبة عابس بن أب شبيب الشاكرى فقام عابس بن أب شبيب الشاكرى فحمد‬
‫ال وأثن عليه ث قال أما بعد فإن ل أخبك عن الناس ول أعلم ما ف أن فسهم وما أغرك‬
‫منهم وال أحدثك عما أنا موطن نفسى عليه وال لجيبنكم إذا دعوت ولقاتلن معكم عدوكم‬
‫ولضربن بسيفى دونكم حت ألقى ال ل أريد بذلك إل ما عند ال فقام حبيب بن مظاهر‬
‫الفقعسى فقال رحك ال قد قضيت ما ف نفسك بواجز من قولك ث قال وأنا وال الذى ل‬
‫إله إل هو على مثل ما هذا عليه وقال غيها مثل قولما فبلغ ذلك النعمان بن بشي فخرج‬
‫فصعد النب فحمد ال وأثن عليه ث قال خطبة النعمان بن بشي أما بعد فاتقوا ال عباد ال ول‬
‫تسارعوا إل الفتنة والفرقة فإن فيهما يهلك الرجال وتسفك الدماء وتغصب الموال وكان‬
‫حليما ناسكا يب العافية قال إن ل أقاتل من ل يقاتلن ول أثب على من ل يثب على ول‬

‫‪241‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫أشاتكم ول أترش بكم ول آخذ بالقرفة ول الظنة ول التهمة ولكنكم إن أبديتم صفحتكم ل‬
‫ونكثتم بيعتكم وخالفتم إمامكم فوال الذى ل إله غيه لضربنكم بسيفى ما ثبت قائمه ف‬
‫يدى ولو ل يكن ل منكم ناصر أما إن أرجو أن يكون من يعرف الق منكم أكثر من يرديه‬
‫الباطل فقام إليه عبد ال بن مسلم بن سعيد الضرمى حليف بن أمية فقال‬
‫إنه ل يصلح ما ترى إل الغشم إن هذا الذى أنت عليه فيما بينك وبي عدوك رأى‬
‫الستضعفي فقال أن أكون من الستضعفي ف طاعة ال أحب إل من أن أكون من العزين ف‬
‫معصية ال ث نزل وكتب عبد ال بن مسلم وغيه إل يزيد أن يبعث إل الكوفة رجل قويا غي‬
‫النعمان فبعث إل عبيد ال بن زياد وكان على البصرة وضم إليه الكوفة فسار إليها فلما نزل‬
‫القصر نودى الصلة جامعة فاجتمع الناس فخرج إليهم خطبة عبيد ال بن زياد فحمد ال وأثن‬
‫عليه ث قال أما بعد فإن أمي الؤمني أصلحه ال ولن مصركم وثغركم وأمرن بإنصاف‬
‫مظلومكم وإعطاء مرومكم وبالحسان إل سامعكم ومطيعكم وبالشدة على مريبكم‬
‫وعاصيكم وأنا متبع فيكم أمره ومنفذ فيكم عهده فأنا لحسنكم ومطيعكم كالوالد الب‬
‫وسوطي وسيفى على من ترك أمرى وخالف عهدى فليبق امرؤ على نفسه الصدق ينبئ عنك‬
‫ل الوعيد ث نزل فأخذ العرفاء والناس أخذا شديدا وبلغ ذلك مسلم بن عقيل فخرج من دار‬
‫الختار حت انتهى إل دار هانئ بن عروة الرادى لئذا به ونى خبه إل ابن زياد فبعث إل‬
‫هانئ فجاءه فأمره أن يأتيه بسلم فقال ل وال ل أجيئك به أبدا أنا أجيئك بضيفى تقتله وطال‬
‫بينهما اللجاج ف ذلك فضربه ابن زياد بالقضيب فلم يزل يضرب أنفه وجبينه وخده حت‬
‫كسر أنفه وسيل الدماء على ثيابه ونثر لم خديه وجبينه على ليته حت كسر القضيب ث أمر‬
‫ببسه‬
‫خطبة أخرى له ولا ضرب عبيد ال هانئا وحبسه خشى أن يثب الناس به فخرج‬
‫فصعد النب ومعه أشراف الناس وشرطه وحشمه فحمد ال وأثن عليه ث قال أما بعد أيها‬
‫الناس فاعتصموا بطاعة ال وطاعة أئمتكم ول تتلفوا ول تفرقوا فتهلكوا وتذلوا وتقتلوا وتفوا‬

‫‪242‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫وترموا إن أخاك من صدقك وقد أعذر من أنذر وبلغ مسلم بن عقيل خب ضرب هانئ‬
‫وحبسه فأمر أن ينادى ف أصحابه وكان قد بايعه من أهل الكوفة ثانية عشر ألفا وأقبل نو‬
‫القصر فتحرز فيه ابن زياد وغلق البواب وبعث إل الشراف فجمعهم إليه ث قال أشرفوا على‬
‫الناس فمنوا أهل الطاعة الزيادة والكرامة وخوفوا أهل العصية الرمان والعقوبة وأعلموهم‬
‫فصول النود من الشأم إليهم خطبة كثي بن شهاب فتكلم كثي بن شهاب أول الناس فقال‬
‫أيها الناس القوا بأهاليكم ول تعجلوا الشر ول تعرضوا أنفسكم للقتل فإن هذه جنود أمي‬
‫الؤمني يزيد قد أقبلت وقد أعطى ال المي عهدا لئن تمتم على حربه ول تنصرفوا من‬
‫عشيتكم أن يرم ذريتكم العطاء ويفرق مقاتلتكم ف مغازى أهل الشأم على غي طمع وأن‬
‫يأخذ البئ بالسقيم والشاهد بالغائب حت ل يبقى له فيكم بقية من أهل العصية إل أذاقها‬
‫وبال ما جرت أيديها‬
‫وتكلم الشراف بنحو من كلم هذا فلما سع الناس مقالتهم أخذوا يتفرقون‬
‫وينصرفون عن ابن عقيل حت أمسى وما معه إل ثلثون نفسا فخرج متوجها نو أبواب كندة‬
‫فبلغ البواب ومعه منهم عشرة ث خرج من الباب وإذا ليس معه إنسان فمضى على وجهه ف‬
‫أزقة الكوفة حت انتهى إل باب عجوز فسألا أن تؤويه فآوته ف دارها خطبة عبيد ال بن زياد‬
‫ولا انفضت جوع ابن عقيل خرج عبيد ال بن زياد إل السجد وأمر فنودى أل برئت الذمة‬
‫من رجل صلى العتمة إل ف السجد فلم يكن إل ساعة حت امتل من الناس فصلى بم ث قام‬
‫فحمد ال وأثن عليه ث قال أما بعد فإن ابن عقيل السفيه الاهل قد أتى ما قد رأيتم من‬
‫اللف والشقاق فبئت ذمة ال من رجل وجدناه ف داره ومن جاء به فله ديته اتقوا ال عباد‬
‫ال والزموا طاعتكم وبيعتكم ول تعلوا على أنفسكم سبيل يا حصي بن ني ثكلتك أمك إن‬
‫صاح باب سكة من سكك الكوفة أو خرج هذا الرجل ول تأتن به وقد سلطتك على دور‬
‫أهل الكوفة فابعث مراصدة على أفواه السكك وأصبح غدا واستب الدور وجس خللا حت‬
‫تأتين بذا الرجل ث نزل وأصبح ابن تلك العجوز الت آوت مسلما فدل على مكانه فبعث ابن‬

‫‪243‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫زياد ممد بن الشعث ف ستي أو سبعي رجل فأتى به وأمر به فاصعد إل أعلى القصر‬
‫وضرب‬
‫عنقه فهوى رأسه إل الرض وأتبع جسده رأسه ث أمر بانئ بن عروة فأخرج إل‬
‫السوق فضربت عنقه وكان مسلم حيث تول إل دار هانئ كتب إل السي إن قد بايعن‬
‫من أهل الكوفة ثانية عشر ألفا فعجل القبال حي يأتيك كتاب فإن الناس كلهم معك ليس‬
‫لم ف آل معاوية رأى ول هوى فسار السي من مكة ف من ذي الجة سنة ه متوجها إل‬
‫الكوفة وهو ل يعلم بال مسلم‬
‫خروج السي إل الكوفة نصيحة ابن عباس له ولا أجع السي بن على رضى ال‬
‫عنه السي إل الكوفة أتاه عبد ال بن عباس فقال يا بن عم إنك قد أرجف الناس أنك سائر إل‬
‫العراق فبي ل ما أنت صانع قال إن قد أجعت السي ف أحد يومى هذين إن شاء ال تعال‬
‫فقال له ابن عباس فإن أعيذك بال من ذلك أخبن رحك ال أتسي إل قوم قد قتلوا أميهم‬
‫وضبطوا بلدهم ونفوا عدوهم فإن كانوا قد فعلوا ذلك فسر إليهم وإن كانوا إنا دعوك إليهم‬
‫وأميهم عليهم قاهر لم وعماله تب بلدهم فإنم إنا دعوك إل الرب والقتال ول آمن‬
‫عليك أن يغروك ويكذبوك ويالفوك ويذلوك وأن يستنفروا إليك فيكونوا أشد الناس عليك‬
‫فقال له حسي وإن أستخي ال وأنظر ما يكون فخرج ابن عباس من عنده وأتاه ابن الزبي‬
‫فحدثه ساعة ث قال ما أدري ما تركنا هؤلء القوم وكفنا عنهم ونن أبناء الهاجرين وولة‬
‫هذا المر دونم خبن ما تريد أن تصنع فقال السي وال لقد حدثت نفسى بإتيان الكوفة‬
‫ولقد كتب إل شيعت با وأشراف أهلها وأستخي ال فقال له ابن الزبي أما لو كان ل با مثل‬
‫شيعتك ما عدلت با ث إنه خشى أن يتهمه فقال أما إنك لو أقمت بالجاز ث أردت هذا‬
‫المر ها هنا ما خولف عليك إن شاء ال ث قام فخرج من عنده فقال السي ها إن هذا ليس‬
‫شيء يؤتاه من الدنيا أحب إليه من أن‬

‫‪244‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫أخرج من الجاز إل العراق وقد علم أنه ليس له من المر معى شئ وأن الناس ل‬
‫يعدلوه ب فود أن خرجت منها لتخلو له فلما كان من العشى أو من الغد أتى السي عبد ال‬
‫بن العباس فقال يا بن عم إن أتصب ول أصب إن أتوف عليك ف هذه الوجه اللك‬
‫والستئصال إن أهل العراق قوم غدر فل تقربنهم أقم بذا البلد فإنك سيد أهل الجاز فإن‬
‫كان أهل العراق يريدونك كما زعموا فاكتب إليهم فلينفوا عدوهم ث اقدم عليهم فإن أبيت‬
‫إل أن ترج فسر إل اليمن فإن با حصونا وشعابا وهى أرض عريضة طويلة ولبيك با شيعة‬
‫وأنت عن الناس ف عزلة فتكتب إل الناس وترسل وتبث دعاتك فإن أرجو أن يأتيك عند‬
‫ذلك الذى تب ف عافية فقال له السي يا بن عم إن وال لعلم أنك ناصح مشفق ولكن‬
‫قد أزمعت وأجعت على السي فقال له ابن عباس فإن كنت سائرا فل تسر بنسائك وصبيتك‬
‫فوال إن لائف أن تقتل كما قتل عثمان ونساؤه وولده ينظرون إليه ث قال ابن عباس لقد‬
‫أقررت عي ابن الزبي بتخليتك إياه والجاز والروج منها وهو اليوم ل ينظر إليه أحد معك‬
‫وال الذى ل إله إل هو لو أعلم أنك إذا أخذت بشعرك وناصيتك حت يتمع على وعليك‬
‫الناس أطعتن لفعلت ذلك ث خرج ابن عباس من عنده فمر بعبد ال بن الزبي فقال قرت عينك‬
‫يا بن الزبي ث قال‬
‫يا لك من قبة بعمر خل لك الو فبيضى واصفرى ونقرى ما شئت أن تنقرى‬
‫هذا حسي يرج إل العراق وعليك بالجاز نصيحة أب بكر بن عبد الرحن الخزومى له‬
‫ودخل أبو بكر عمر بن عبد الرحن بن الارث بن هشام على السي رضى ال عنه فقال يا‬
‫بن عم إن الرحم يظائرن عليك ول أدرى كيف أنا ف النصيحة لك فقال يا أبا بكر ما أنت‬
‫من يستغش فقال أبو بكر كان أبوك أشد بأسا والناس له أرجى ومنه أسع وعليه أجع فسار‬
‫إل معاوية والناس متمعون عليه إل أهل الشأم وهو أعز منه فخذلوه وتثاقلوا عنه حرصا على‬
‫الدنيا وضنا با فجرعوه الغيظ وخالفوه حت صار إل ما صار إليه من كرامة ال ورضوانه ث‬
‫صنعوا بأخيك بعد أبيك ما صنعوا وقد شهدت ذلك كله ورأيته ث‬

‫‪245‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫أنت تريد أن تسي إل الذين عدوا على أبيك وأخيك تقاتل بم أهل الشأم وأهل‬
‫العراق ومن هو أعد منك وأقوى والناس منه أخوف وله أرجى فلو بلغهم مسيك إليهم‬
‫لستطغوا الناس بالموال وهم عبيد الدنيا فيقاتلك من قد وعدك أن ينصرك ويذلك من أنت‬
‫أحب إليه من ينصره فاذكر ال ف نفسك فقال السي جزاك ال خيا يا بن عم فقد أجهدك‬
‫رأيك ومهما يقض ال يكن فقال وعند ال نتسب أبا عبد ال خطبة عبيد ال بن زياد ولا نى‬
‫إل عبيد ال بن زياد خب الكتاب الذى كتبه السي رضى ال عنه إل أشراف البصرة‬
‫يستنصرهم صعد النب فحمد ال وأثن عليه ث قال أما بعد فوال ما تقرن ب الصعبة ول يقعقع‬
‫ل بالشنان وإن لنكل لن عادان وسم لن حاربن انصف القارة من راماها يأهل البصرة إن‬
‫أمي الؤمني ولن الكوفة وأنا غاد إليها الغداة وقد استخلفت عليكم عثمان بن زياد بن أب‬
‫سفيان وإياكم واللف والرجاف فو الذي ل إله غيه لئن بلغن عن رجل منكم خلف‬
‫لقتلنه وعريفه ووليه ولخذن الدن بالقصى حت تستمعوا ل ول يكون فيكم مالف ول‬
‫مشاق أنا ابن زياد أشبهته من بي من وطئ الصى ول ينتزعن شبه خال ول ابن عم‬
‫خطبة للحسي رضى ال عنه ولا بلغ عبيد ال بن زياد أمي الكوفة إقبال السي‬
‫بعث الصي بن ني التميمى فأمره أن ينل القادسية وأن يضع السال وقدم الر بن يزيد‬
‫التميمي بي يديه ف ألف فارس من القادسية فيستقبل حسينا وكان السي قد سبقه إل ذى‬
‫حسم ونزل به فسار إليه الر حت وقف هو وخيله مقابله ف حر الظهية وحضرت صلة‬
‫الظهر فخرج السي فحمد ال وأثن عليه ث قال أيها الناس إنا معذرة إل ال عز وجل‬
‫وإليكم إن ل آتكم حت أتتن كتبكم وقدمت على رسلكم أن اقدم علينا فإنه ليس لنا إمام لعل‬
‫ال يمعنا بك على الدى فإن كنتم على ذلك فقد جئتكم فإن تعطون ما أطمئن إليه من‬
‫عهودكم ومواثيقكم أقدم مصركم وإن ل تفعلوا وكنتم لقدمى كارهي انصرفت عنكم إل‬
‫الكان الذى أقبلت منه إليكم فسكتوا عنه ث أقيمت الصلة فقال السي للحر أتريد أن تصلى‬
‫بأصحابك قال ل بل تصلى أنت ونصلى بصلتك فصلى بم السي خطبة أخرى له فلما كان‬

‫‪246‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫وقت العصر أمر السي أن يتهيئوا للرحيل ث إنه خرج فأمر مناديه فنادى بالعصر وصلى ث‬
‫سلم وانصرف إل القوم بوجهه فحمد ال وأثن عليه ث قال أما بعد أيها الناس فإنكم إن تتقوا‬
‫وتعرفوا الق لهله يكن أرضي ل‬
‫ونن أهل البيت أول بولية هذا المر عليكم من هؤلء الدعي ما ليس لم‬
‫والسائرين فيكم بالور والعدوان وإن أنتم كرهتمونا وجهلتم حقنا وكان رأيكم غي ما أتتن‬
‫كتبكم وقدمت به على رسلكم انصرفت عنكم فقال له الر إنا وال ما ندرى ما هذه الكتب‬
‫الت تذكر فأخرج له السي خرجي ملوئي صحفا فنشرها بي أيديهم ث سار السي ف‬
‫أصحابه والر يسايره خطبة أخري له وقام السي رضى ال عنه بذى حسم فحمد ال وأثن‬
‫عليه ث قال إنه قد نزل من المر ما قد ترون وإن الدنيا قد تغيت وتنكرت وأدبر معروفها‬
‫واستمرت جدا فلم يبق منها إل صبابة كصبابة الناء وخسيس عيش كالرعى الوبيل أل ترون‬
‫أن الق ل يعمل به وأن الباطل ل يتناهى عنه ليغب الؤمن ف لقاء ال مقا فإن ل أرى الوت‬
‫إل شهادة ول الياة مع الظالي إل برما خطبة زهي بن القي البجلى فقام زهي بن القي‬
‫البجلى فقال لصحابه تكلمون أم أتكلم قالوا ل بل تكلم فحمد ال وأثن عليه ث قال‬
‫قد سعنا هداك ال يا بن رسول ال مقالتك وال لو كانت الدنيا لنا باقية وكنا فيها‬
‫ملدين إل أن فراقها ف نصرك ومواساتك لثرنا الروج معك على القامة فيها فدعا له‬
‫السي ث قال له خيا خطبة للحسي أيضا وخطب السي أصحابه وأصحاب الر بالبيضة‬
‫فحمد ال واثن عليه ث قال أيها الناس إن رسول ال قال من رأى سلطانا جائرا مستحل لرم‬
‫ال ناكثا لعهد ال مالفا لسنة رسول ال يعمل ف عباد ال بالث والعدوان فلم يغي عليه بفعل‬
‫ول قول كان حقا على ال أن يدخله مدخله أل وإن هؤلء قد لزموا طاعة الشيطان وتركوا‬
‫طاعة الرحن وأظهروا الفساد وعطلوا الدود واستأثروا بالفيء وأحلوا حرام ال وحرموا‬
‫حلله وأنا أحق من غي وقد أتتن كتبكم وقدمت على رسلكم ببيعتكم أنكم ل تسلمون ول‬
‫تذلون فإن تمتم علي بيعتكم تصيبوا رشدكم وأنا السي بن علي وابن فاطمة بنت رسول‬

‫‪247‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫ال نفسي مع أنفسكم وأهلي مع أهليكم فلكم ف أسوة وإن ل تفعلوا ونقضتم عهدكم‬
‫وخلعتم بيعت من أعناقكم فلعمري ما هي لكم بنكر لقد فعلتموها بأب وأخي وابن عمي‬
‫مسلم والغرور من اغتربكم فحظكم أخطأت ونصيبكم ضيعتم ومن نكث فإنا ينكث على‬
‫نفسه وسيغن ال عنكم والسلم عليكم ورحة ال وبركاته‬
‫خطبته ليلة قتله وسي إليه ابن زياد عمر بن سعد بن أب وقاص ف أربعة آلف‬
‫فعدل السي إل كربلء وكانت بينهما مقابلت غي مدية فنهض عمر إليه عشية الميس من‬
‫الحرم سنة ه فجمع السي أصحابه عند قرب الساء فقال أثن على ال تبارك وتعال أحسن‬
‫الثناء وأحده على السراء والضراء اللهم إن أحدك على أن أكرمتنا بالنبوة وعلمتنا القرآن‬
‫وفقهتنا ف الدين وجعلت لنا أساعا وأبصارا وأفئدة ول تعلنا من الشركي أما بعد فإن ل‬
‫أعلم أصحابا أول ول خيا من أصحاب ول أهل بيت أبر ول أوصل من أهل بيت فجزاكم ال‬
‫عن جيعا خيا أل وإن أظن يومنا من هؤلء العداء غدا أل وإن قد رأيت لكم فانطلقوا‬
‫جيعا ف حل ليس عليكم من ذمام هذا الليل قد غشيكم فاتذوه جل ث ليأخذ كل رجل‬
‫منكم بيد رجل من أهل بيت ث تفرقوا ف سوادكم ومدائنكم حت يفرج ال فإن القوم إنا‬
‫يطلبونن ولو قد أصابون لوا عن طلب غيي‬
‫رد أهل بيته عليه فقال له أهل بيته ل نفعل لنبقى بعدك ل أرانا ال ذلك أبدا فقال‬
‫السي يا بن عقيل حسبكم من القتل بسلم اذهبوا قد أذنت لكم قالوا فما يقول الناس‬
‫يقولون إنا تركنا شيخنا وسيدنا وبن عمومتنا خي العمام ول نرم معهم بسهم ول نطعن‬
‫معهم برمح ول نضرب معهم بسيف ول ندري ما صنعوا ل وال ل نفعل ولكن تفديك‬
‫أنفسنا وأموالنا وأهلونا ونقاتل معك حت نرد موردك فقبح ال العيش بعدك رد أصحابه وقام‬
‫إليه مسلم بن عوسجة السدى فقال أنن نلي عنك ولا نعذر إل ال ف أداء حقك أما وال‬
‫حت أكسر ف صدورهم رمي وأضربم بسيفي ما ثبت قائمه ف يدي ول أفارقك ولو ل يكن‬
‫معي سلح أقاتلهم به لقذفتهم بالجارة دونك حت أموت معك وقال سعد بن عبد ال‬

‫‪248‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫النفي وال ل نليك حت يعلم ال أنا قد حفظنا غيبة رسول ال فيك وال لو علمت أن أقتل‬
‫ث أحيا ث أحرق حيا ث أذر يفعل ذلك ب سبعي مرة ما فارقتك حت ألقي حامي دونك‬
‫فكيف ل أفعل ذلك وإنا هي قتلة واحدة ث هي الكرامة الت ل انقضاء لا أبدا وقال زهي بن‬
‫القي وال لوددت أن قتلت ث نشرت ث قتلت حت أقتل كذا ألف قتلة وأن ال يدفع بذلك‬
‫القتل عن نفسك وعن أنفس هؤلء الفتية من أهل بيتك‬
‫وتكلم جاعة أصحابه بكلم يشبه بعضه بعضا ف وجه واحد فقالوا وال ل‬
‫نفارقك ولكن أنفسنا لك الفداء نقيك بنحورنا وجباهنا وأيدينا فإذا نن قتلنا كنا وفينا وقضينا‬
‫ما علينا خطبته غداة يوم قتله وخطب السي غداة اليوم الذي استشهد فيه فحمد ال وأثن‬
‫عليه ث قال يا عباد ال اتقوا ال وكونوا من الدنيا على حذر فإن الدنيا لو بقيت على أحد أو‬
‫بقي عليها أحد لكانت النبياء أحق بالبقاء وأول بالرضاء وأرضى بالقضاء غي أن ال تعال‬
‫خلق الدنيا للفناء فجديدها بال ونعيمها مضمحل وسرورها مكفهر والنل تلعة والدار قلعة‬
‫فتزودوا فإن خي الزاد التقوى واتقوا ال لعلكم تعلمون دعاؤه وقد صبحته اليل ولا صبحته‬
‫اليل رفع يديه فقال اللهم أنت ثقت ف كل كرب ورجائي ف كل شدة وأنت ل ف كل أمر‬
‫نزل ب ثقة وعدة كم من هم يضعف فيه الفؤاد وتقل فيه اليلة ويذل فيه الصديق ويشمت‬
‫فيه العدو أنزلته بك وشكوته إليك رغبة من إليك عمن سواك ففرجته وكشفته فأنت ول كل‬
‫نعمة وصاحب كل حسنة ومنتهى كل رغبة‬
‫خطبته وقد دنا منه القوم ولا دنا منه القوم دعا براحلته فركبها ث نادى بأعلى‬
‫صوته أيها الناس اسعوا قول ول تعجلون حت أعظكم با لق لكم علي وحت أعتذر إليكم‬
‫من مقدمي عليكم فإن قبلتم عذري وصدقتم قول وأعطيتمون النصف كنتم بذلك أسعد ول‬
‫يكن لكم على سبيل وإن ل تقبلوا من العذر ول تعطوا النصف من أنفسكم فأجعوا أمركم‬
‫وشركاءكم ث ل يكن أمركم عليكم غمة ث اقضوا إل ول تنظرون إن وليي ال الذي نزل‬
‫الكتاب وهو يتول الصالي فلما سع أخواته كلمه هذا صحن وبكي وبكى بناته فارتفعت‬

‫‪249‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫أصواتن فأرسل إليهن أخاه العباس بن على وعليا ابنه وقال لما اسكتاهن فلعمري ليكثرن‬
‫بكاؤهن خطبة أخرى فلما سكت حد ال وأثن عليه وذكر ال با هو أهله وصلى على ممد‬
‫وعلى ملئكته وأنبيائه ث قال أما بعد فانسبون فانظروا من أنا ث ارجعوا إل أنفسكم وعاتبوها‬
‫فانظروا هل يل لكم قتلى وانتهاك حرمت ألست ابن بنت نبيكم وابن وصيه وابن عمه وأول‬
‫الؤمني بال والصدق لرسوله با جاء به من عند ال أو ليس حزة سيد الشهداء عم أب أو‬
‫ليس جعفر الشهيد الطيار ذو الناحي عمى أو ل يبلغكم قول مستفيض فيكم أن رسول ال‬
‫قال ل ولخى‬
‫هذان سيدا شباب أهل النة فإن صدقتمون با أقول وهو الق وال ما تعمدت‬
‫كذبا مذ علمت أن ال يقت عليه أهله ويضر به من اختلقه وإن كذبتمون فإن فيكم من إن‬
‫سألتموه عن ذلك أخبكم سلوا جابر بن عبد ال النصارى أو أبا سعيد الدرى أو سهل بن‬
‫سعد الساعدى أو زيد بن أرقم أو أنس بن مالك يبوكم أنم سعوا هذه القالة من رسول ال‬
‫ل ولخى أفما ف هذا حاجز لكم عن سفك دمى ث قال فإن كنتم ف شك من هذا القول‬
‫أفتشكون أثرا ما أن ابن بنت نبيكم فوال ما بي الشرق والغرب ابن بنت نب غيى منكم ول‬
‫من غيكم أنا ابن بنت نبيكم خاصة أخبون أتطلبونن بقتيل منكم قتلته أو مال لكم استهلكته‬
‫أو بقصاص من جراحة فأخذوا ل يكلمونه فنادى يا شبث بن ربعى ويا حجار بن أبر ويا‬
‫قيس بن الشعث ويا يزيد بن الارث أل تكتبوا ل أن قد أينعت الثمار واخضر الناب‬
‫وطمت المام وإنا تقدم على جند لك مند فأقبل قالوا ل نفعل فقال سبحان ال بلى وال لقد‬
‫فعلتم ث قال أيها الناس إذ كرهتمون فدعون أنصرف عنكم إل مأمن من الرض فقال له‬
‫قيس بن الشعث أو ل تنل على حكم بن عمك فإنم لن يروك إل ما تب ولن يصل إليك‬
‫منهم مكروه فقال له السي أنت أخو أخيك أتريد أن يطلبك بنو هاشم بأكثر من دم مسلم‬
‫بن عقيل ل وال ل أعطيهم بيدى إعطاء الذليل ول أقر إقرار العبيد عباد ال إن عذت برب‬

‫‪250‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫وربكم أن ترجون أعوذ برب وربكم من كل متكب ل يؤمن بيوم الساب فأقبلوا يزحفون‬
‫نوه‬
‫خطبة زهي بن القي فلما زحفوا قبله خرج إليهم زهي بن القي على فرس له‬
‫ذنوب شاك ف السلح فقال يأهل الكوفة نذار لكم من عذاب ال نذار إن حقا على السلم‬
‫نصيحة أخيه السلم ونن حت الن إخوة وعلى دين واحد وملة واحدة ما ل يقع بيننا وبينكم‬
‫السيف وأنتم للنصيحة منا أهل فإذا وقع السيف انقطعت العصمة وكنا أمة وأنتم أمة إن ال قد‬
‫ابتلنا وإياكم بذرية نبيه ممد لينظر ما نن وأنتم عاملون إنا ندعوكم إل نصرهم وخذلن‬
‫الطاغية عبيد ال بن زياد فإنكم ل تدركون منهما إل بسوء عمر سلطانما كله ليسملن‬
‫أعينكم ويقطعان أيديكم وأرجلكم ويثلن بكم ويرفعانكم على جذوع النخل ويقتلن‬
‫أماثلكم وقراءكم أمثال حجر بن عدى وأصحابه وهانئ بن عروة وأشباهه‬
‫فسبوه وأثنوا على عبيد ال بن زياد ودعوا له وقالوا وال ل نبح حت نقتل‬
‫صاحبك ومن معه أو نبعث به وبأصحابه إل المي عبيد ال سلما فقال لم عباد ال إن ولد‬
‫فاطمة رضوان ال عليها أحق بالود والنصر من ابن سية فإن ل تنصروهم فأعيذكم بال أن‬
‫تقتلوهم فخلوا بي هذا الرجل وبي ابن عمه يزيد بن معاوية فلعمرى إن يزيد ليضى من‬
‫طاعتكم بدون قتل السي فرماه شر بن ذى الوشن بسهم وقال اسكت أسكت ال نأمتك‬
‫أبرمتنا بكثرة كلمك فقال له زهي يا بن البوال على عقبيه ما إياك أخاطب إنا أنت بيمة وال‬
‫ما أظنك تكم من كتاب ال آيتي فأبشر بالزى يوم القيامة والعذاب الليم فقال له شر إن‬
‫ال قاتلك وصاحبك عن ساعة قال أفبالوت توفن فوال للموت معه أحب إل من اللد‬
‫معكم ث أقبل على الناس رافعا صوته فقال عباد ال ل يغرنكم من دينكم هذا اللف الاف‬
‫وأشباهه فوال ل تنال شفاعة ممد قوما هراقوا دماء ذريته وأهل بيته وقتلوا من نصرهم وذب‬
‫عن حريهم فناداه رجل فقال له إن أبا عبد ال يقول أقبل فلعمرى لئن كان مؤمن آل فرعون‬
‫نصح لقومه وأبلغ ف الدعاء لقد نصحت لؤلء وأبلغت لو نفع النصح والبلغ‬

‫‪251‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫خطبة الر بن يزيد ولا زحف عمر بن سعد قال له الر بن يزيد أصلحك ال‬
‫مقاتل أنت هذا الرجل قال إى وال قتال أيسره أن تسقط الرءوس وتطيح اليدى قال أفما‬
‫لكم ف واحدة من الصال الت عرض عليكم رضا قال عمر أما وال لو كان المر إل لفعلت‬
‫ولكن أميك قد أب ذلك ث ضرب الر فرسه ولق بالسي عليه السلم واناز إليه واستقدم‬
‫أمام أصحابه ث قال أيها القوم أل تقبلون من حسي خصلة من هذه الصال الت عرض عليكم‬
‫فيعافيكم ال من حربه وقتاله قالوا هذا المي عمر بن سعد فكلمه فكلمه بثل ما كلمه به من‬
‫قبل وبثل ما كلم به أصحابه فقال عمر قد حرصت لو وجدت إل ذلك سبيل فعلت فقال‬
‫يأهل الكوفة لمكم البل والعب إذ دعوتوه حت إذا أتاكم أسلمتموه وزعمتم أنكم قاتلو‬
‫أنفسكم دونه ث عدوت عليه لتقتلوه أمسكتم بنفسه وأخذت بكظمه وأحطتم به من كل جانب‬
‫فمنعتموه التوجه ف بلد ال العريضة حت يأمن ويأمن أهل بيته وأصبح ف أيديكم كالسي ل‬
‫يلك لنفسه نفعا ول يدفع ضرا وحلتوه ونساءه وأصيبيته وأصحابه عن ماء الفرات الارى‬
‫الذي يشربه اليهودى والجوسى والنصران وترغ فيه خنازير السواد وكلبه وها‬
‫هم قد صرعهم العطش بئسما خلفتم ممدا ف ذريته ل أسقاكم ال يوم الظمأ إن ل تتوبوا‬
‫وتنعوا عما أنتم عليه من يومكم هذا ف ساعتكم هذه ث نشب القتال بي الفريقي واستمات‬
‫أصحاب السي ف القتال حت فنوا وقتل السي رضوان ال عليه قتله سنان بن أنس وكان‬
‫قتله بالطف يوم عاشوراء سنة ه وأمر ابن سعد أصحابه أن يوطئوا خيلهم السي فوطئوه‬
‫بيلهم ث حل النساء ورأسه إل يزيد بن معاوية بدمشق‬
‫طلب التوابي بدم السي رضى ال عنه وف سنة خس وستي تركت الشيعة‬
‫بالكوفة واتعدوا الجتماع بالنخيلة للمسي إل أهل الشام للطلب بدم السي بن على رضى‬
‫ال عنهما وذلك أنم بعد مقتله تلقوا بالتلوم والتندم ورأوا أنم قد أخطئوا خطأ كبيا‬
‫بدعائهم إياه إل النصرة وتركهم إجابته ومقتله إل جانبهم ل ينصروه ورأوا أنه ل يغسل‬
‫عارهم والث عنهم ف مقتله إل بقتل من قتله أو القتل فيه وتابوا ما فرط منهم ف ذلك فسموا‬

‫‪252‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫التوابي وفزعوا بالكوفة إل خسة نفر من رءوس الشيعة إل سليمان بن صرد الزاعى وكانت‬
‫له صحبة مع النب وال السيب بن نبة الفزارى وإل عبد ال بن سعد ابن نفيل الزدى وال‬
‫عبد ال بن وال التيمى وإل رفاعة بن شداد البجلى ث إن هؤلء النفر اجتمعوا ف منل سليمان‬
‫بن صرد ومعهم أناس من الشيعة وخيارهم ووجوههم فبدأ السيب بن نبة بالكلم فتكلم‬
‫خطبة السيب بن نبة الفزارى فحمد ال وأثن عليه وصلى على نبيه ث قال أما بعد فإنا قد‬
‫ابتلينا بطول العمر والتعرض لنواع الفت فنرغب إل ربنا أل يعلنا من يقول له غدا أو ل‬
‫نعمركم ما يتذكر فيه من تذكر وجاءكم النذير فإن أمي الؤمني قال العمر الذى أعذر ال فيه‬
‫إل ابن آدم ستون سنة وليس فينا رجل إل وقد بلغه وقد كنا مغرمي بتزكية أنفسنا وتقريظ‬
‫شيعتنا حت‬
‫بل ال أخيارنا فوجدنا كاذبي ف موطني من مواطن ابن ابنة نبينا وقد بلغتنا قبل‬
‫ذلك كتبه وقدمت علينا رسله وأعذر إلينا يسألنا نصره عودا وبدءا وعلنية وسرا فبخلنا عنه‬
‫بأنفسنا حت قتل إل جانبنا ل نن نصرناه بأيدينا ول جادلنا عنه بألسنتنا ول قويناه بأموالنا ول‬
‫طلبنا له النصرة إل عشائرنا فما عذرنا إل ربنا وعند لقاء نبينا وقد قتل فينا ولده وحبيبه وذريته‬
‫ونسله ل وال ل عذر دون أن تقتلوا قاتله والوالي عليه أو تقتلوا ف طلب ذلك فعسى ربنا أن‬
‫يرضى عنا عند ذلك وما أنا بعد لقائه لعقوبته بآمن أيها القوم ولوا عليكم رجل منكم فإنه ل‬
‫بد لكم من أمي تفزعون إليه وراية تفون با أقول قول هذا وأستغفر ال ل ولكم فبدر القوم‬
‫رفاعة بن شداد بعد السيب الكلم خطبة رفاعة بن شداد فحمد ال وأثن عليه وصلى على‬
‫النب ث قال أما بعد فإن ال قد هداك لصوب القول ودعوت إل أرشد المور بدأت بمد ال‬
‫والثناء عليه والصلة على نبيه ودعوت إل جهاد الفاسقي وإل التوبة من الذنب العظيم‬
‫فمسموع منك مستجاب لك مقبول قولك قلت ولو أمركم رجل منكم تفزعون إليه وتفون‬
‫برايته وذلك رأى قد رأينا مثل الذى رأيت فإن تكن أنت ذلك الرجل تكن عندنا مرضيا وفينا‬
‫متنصحا وف جاعتنا مبا وإن رأيت ورأى أصحابنا ذلك ولينا هذا المر شيخ الشيعة صاحب‬

‫‪253‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫رسول ال وذا السابقة والقدم سليمان بن صرد الحمود ف بأسه ودينه والوثوق بزمه أقول‬
‫قول هذا وأستغفر ال ل ولكم‬
‫ث تكلم عبد ال بن وال وعبد ال بن سعد فحمدا ربما وأثنيا عليه وتكلما بنحو‬
‫من كلم رفاعة بن شداد فذكرا السيب بن نبة لفضله وذكرا سليمان ابن صرد بسابقته‬
‫ورضاها بتوليته فقال السيب بن نبة أصبتم ووفقتم وأنا أرى مثل الذى رأيتم فولوا أمركم‬
‫سليمان بن صرد خطبة سليمان بن صرد قال حيد بن مسلم وال إن لشاهد بذا اليوم يوم‬
‫ولوا سليمان بن صرد وإنا يومئذ لكثر من مائة رجل من فرسان الشيعة ووجوههم ف داره‬
‫قال فتكلم سليمان فشدد وما زال يردد ذلك القول ف كل جعة حت حفظته بدأ فقال أثن‬
‫على ال خيا وأحد آلءه وبلءه وأشهد أن ل إله إل ال وأن ممدا رسول ال أما بعد فإن‬
‫وال لائف أل يكون أخرنا إل هذا الدهر الذى نكدت فيه العيشة وعظمت فيه الرزية وشل‬
‫فيه الور أول الفضل من هذه الشيعة لا هو خي إنا كنا ند أعناقنا إل قدوم آل نبينا وننيهم‬
‫النصر ونثهم على القدوم فلما قدموا ونينا وعجزنا وأدهنا وتربصنا وانتظرنا ما يكون حت قتل‬
‫فينا ولدينا ولد نبينا وسللته وعصارته وبضعة من لمه ودمه إذ جعل يستصرخ ويسأل النصف‬
‫فل يعطاه اتذه الفاسقون غرضا للنبل ودرية للرماح حت أقصدوه وعدوا عليه فسلبوه أل‬
‫انضوا فقد سخط ربكم ول ترجعوا إل اللئل والبناء حت يرضى ال وال ما أظنه راضيا‬
‫دون أن تناجزوا من قتله أو تبيوا أل ل تابوا‬
‫الوت فوال ما هابه امرؤ قط إل ذل كونوا كالول من بن إسرائيل إذ قال لم‬
‫نبيهم إنكم ظلمتم أنفسكم باتاذكم العجل فتوبوا إل بارئكم فاقتلوا أنفسكم ذلكم خي لكم‬
‫عند بارئكم فما فعل القوم جثوا على الركب وال ومدوا العناق ورضوا بالقضاء حت حي‬
‫علموا أنه ل ينجيهم من عظيم الذنب إل الصب على القتل فكيف بكم لو قد دعيتم إل مثل ما‬
‫دعى القوم إليه اشحذوا السيوف وركبوا السنة وأعدوا لم ما استطعتم من قوة ومن رباط‬
‫اليل حت تدعوا وتستنفروا خطبة خالد بن سعد بن نفيل فقام خالد بن سعد بن نفيل فقال‬

‫‪254‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫أما أنا فوال لو أعلم أن قتلي نفسي يرجن من ذنب ويرضي عن رب لقتلتها ولكن هذا أمر به‬
‫قوم كانوا قبلنا ونينا عنه فأشهد ال ومن حضر من السلمي أن كل ما أصبحت أملكه سوى‬
‫سلحي الذي أقاتل به عدوي صدقة على السلمي أقويهم به على قتال القاسطي وقام أبو‬
‫العتمر حنش بن ربيعة الكنان فقال وأنا أشهدكم على مثل ذلك فقال سليمان بن صرد‬
‫حسبكم من أراد من هذا شيئا فليأت باله عبد ال بن وال التيمى تيم بكر بن وائل فإذا اجتمع‬
‫عنده كل ما تريدون إخراجه من أموالكم جهزنا به ذوي اللة والسكنة من أشياعكم‬
‫خطبة سعد بن حذيفة بن اليمان وكتب سليمان بن صرد إل سعد بن حذيفة بن‬
‫اليمان بالدائن كتابا يستنهض فيه هم إخوانه هنالك ويدعوهم أن يدوا ويستعدوا وضرب لم‬
‫غرة ربيع الخر سنة أجل يلقونه فيه والنخيلة موطنا يوافونه إليه فبعث سعد إل من كان‬
‫بالدائن من الشيعة فقرأ عليهم كتاب سليمان بن صرد ث إنه حد ال وأثن عليه ث قال أما بعد‬
‫فإنكم قد كنتم ممعي مزمعي على نصر السي وقتال عدوه فلم يفجأكم أول من قتله وال‬
‫مثيبكم على حسن النية وما أجعتم عليه من النصر أحسن الثوبة وقد بعث إليكم إخوانكم‬
‫يستنجدونكم ويستمدونكم ويدعونكم إل الق وإل ما ترجون لكم به عند ال أفضل الجر‬
‫والظ فماذا ترون وماذا تقولون فقال القوم بأجعهم نيبهم ونقاتل معهم ورأينا ف ذلك مثل‬
‫رأيهم خطبة عبد ال بن النظل الطائي فقام عبد ال بن النظل الطائي فحمد ال وأثن عليه ث‬
‫قال أما بعد فإنا قد أجبنا إخواننا إل ما دعونا إليه وقد رأينا مثل الذي قد رأوا فسرحن إليهم‬
‫ف اليل فقال له رويدا ل تعجل استعدوا للعدو وأعدوا له الرب ث نسي وتسيون وكتب‬
‫سعد إل ابن صرد بإجابة دعوته وأنم ف انتظار أمره‬
‫خطبة عبيد ال بن عبد ال الري وحدث رجل من مزينة قال ما رأيت من هذه‬
‫المة أحدا كان أبلغ من عبيد ال بن عبد ال الري ف منطق ول عظة وكان من دعاة أهل‬
‫الصر زمان سليمان ابن صرد وكان إذا اجتمعت إليه جاعة من الناس فوعظهم بدأ بمد ال‬
‫والثناء عليه والصلة على رسول ال ث يقول أما بعد فإن ال اصطفي ممدا على خلقه بنبوته‬

‫‪255‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫وخصه بالفضل كله وأعزكم باتباعه وأكرمكم باليان به فحقن به دماءكم السفوكة وآمن به‬
‫سبلكم الخوفة وكنتم على شفا حفرة من النار فأنقذكم منها كذلك يبي ال لكم آياته لعلكم‬
‫تتدون فهل خلق ربكم ف الولي والخرين أعظم حقا على هذه المة من نبيها وهل ذرية‬
‫أحد من النبيي والرسلي أو غيهم أعظم حقا علي هذه المة من ذرية رسولا ل وال ما كان‬
‫ول يكون ل أنتم أل تروا ويبلغكم ما اجترم إل ابن بنت نبيكم أما رأيتم إل انتهاك القوم‬
‫حرمته واستضعافهم وحدته وترميلهم إياه بالدم وترارهوه على الرض ل يراقبوا فيه ربم ول‬
‫قرابته من الرسول اتذوه للنبل غرضا وغادروه للضباع جزرا فلله عينا من رأى مثله ول‬
‫حسي بن علي ماذا غادروا به ذا صدق وصب وذا أمانة وندة وحزم ابن أول السلمي إسلما‬
‫وابن بنت رسول رب العالي قلت حاته وكثرت عداته حوله فقتله عدوه وخذله وليه فويل‬
‫للقاتل وملمة للخاذل إن ال ل يعل لقاتله حجة ول لاذله معذرة إل أن يناصح ل ف التوبة‬
‫فيجاهد القاتلي وينابذ القاسطي فعسى ال عند ذلك أن يقبل التوبة ويقيل العثرة‬
‫إنا ندعوكم إل كتاب ال وسنة نبيه والطلب بدماء أهل بيته وإل جهاد الحلي‬
‫والارقي فإن قتلنا فما عند ال خي للبرار وإن ظهرنا رددنا هذا المر إل أهل بيت نبينا قال‬
‫وكان يعيد هذا الكلم علينا ف كل يوم حت حفظه عامتنا وكان الشيعة بالكوفة منذ قتل‬
‫السي رضي ال عنه سنة ه يدون ف جع آلة الرب والستعداد للقتال ودعاء الناس ف السر‬
‫من الشيعة وغيها إل الطلب بدمه حت كثر تبعهم وكان الناس إل اتباعهم بعد هلك يزيد بن‬
‫معاوية ف ربيع الول سنة ه أسرع منهم قبل ذلك وقدم الختار بن أب عبيد الثقفي الكوفة ف‬
‫النصف من رمضان سنة وقد اجتمعت رءوس الشيعة ووجوهها مع سليمان بن صرد فليس‬
‫يعدلونه به فكان الختار إذا دعاهم إل نفسه وإل الطلب بدم السي قالت له الشيعة هذا‬
‫سليمان ابن صرد شيخ الشيعة قد انقادوا له واجتمعوا عليه فأخذ يقول للشيعة إن قد جئتكم‬
‫من قبل الهدي ممد بن علي ابن النفية مؤتنا مأمونا منتجبا ووزيرا فما زال بم حت انشعبت‬
‫إليه طائفة تعظمه وتيبه وتنتظر أمره وعظم الشيعة مع سليمان بن صرد وقدم عبد ال بن يزيد‬

‫‪256‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫النصاري من قبل عبد ال بن الزبي أميا علي الكوفة علي حربا وثغرها وقدم معه إبراهيم بن‬
‫ممد بن طلحة بن عبيد ال التيمى أميا على خراجها وذلك بعد مقدم الختار بثمانية أيام‬
‫وكان سليمان بن صرد وأصحابه يريدون أن يثبوا بالكوفة ونى إل عبد ال بن يزيد اعتزام‬
‫الشيعة الروج فخرج حت صعد النب ث قام ف الناس‬
‫خطبة عبد ال بن يزيد النصاري فحمد ال وأثن عليه ث قال أما بعد فقد بلغن أن‬
‫طائفة من أهل هذا الصر أرادوا أن يرجوا علينا فسألت عن الذي دعاهم إل ذلك ما هو فقيل‬
‫ل زعموا أنم يطلبون بدم السي بن علي فرحم ال هؤلء القوم قد وال دللت على أماكنهم‬
‫وأمرت بأخذهم وقيل ابدأهم قبل أن يبدءوك فأبيت ذلك فقلت إن قاتلون قاتلتهم وإن‬
‫تركون ل أطلبهم وعلم يقاتلونن فوال ما أنا قتلت حسينا ول أنا من قاتله ولقد أصبت بقتله‬
‫رحة ال عليه فإن هؤلء القوم آمنون فليخرجوا ولينتشروا ظاهرين ليسيوا إل من قاتل‬
‫السي فقد أقبل إليهم وانا لم على قاتله ظهي هذا ابن زياد قاتل السي وقاتل خياركم‬
‫وأماثلكم قد توجه إليكم عهد العاهد به على مسية ليلة من جسر منبج فقتاله والستعداد له‬
‫أول وأرشد من أن تعلوا بأسكم بينكم فيقتل بعضكم بعضا ويسفك بعضكم دماء بعض‬
‫فيلقاكم ذلك العدو غدا وقد رققتم وتلك وال أمنية عدوكم وإنه قد أقبل إليكم أعدى خلق‬
‫ال لكم من ول عليكم هو وأبوه سبع سني ل يقلعان عن قتل أهل العفاف والدين هو الذي‬
‫قتلكم ومن قبله أتيتم والذي‬
‫قتل من تثأرون بدمه قد جاءكم فاستقبلوه بدكم وشوكتكم واجعلوها به ول‬
‫تعلوها بأنفسكم إن ل آلكم نصحا جع ال لنا كلمتنا وأصلح لنا أئمتنا خطبة إبراهيم بن‬
‫ممد بن طلحة فقال إبراهيم بن ممد بن طلحة أيها الناس ل يغرنكم من السيف والغشم مقالة‬
‫هذا الداهن الوادع وال لئن خرج علينا خارج لنقتلنه ولئن استيقنا أن قوما يريدون الروج‬
‫علينا لنأخذن الوالد بولده والولود بوالده ولنأخذن الميم بالميم والعريف با ف عرافته حت‬
‫يدينوا للحق ويذلوا للطاعة رد السيب بن نبة فوثب إليه السيب بن نبة فقطع عليه منطقه ث‬

‫‪257‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫قال يا بن الناكثي أنت تددنا بسيفك وغشمك أنت وال أذل من ذلك إنا ل نلومك على‬
‫بغضنا وقد قتلنا أباك وجدك وال إن لرجو أن ل يرجك ال من بي ظهران أهل الصر حت‬
‫يثلثوا بك جدك وأباك وأما أنت أيها المي فقد‬
‫قلت قول سديدا إن وال لظن من يريد هذا المر مستنصحا لك وقابل قولك‬
‫فقال إبراهيم بن ممد بن طلحة إي وال ليقتلن وقد أدهن ث أعلن رد عبد ال بن وال التيمي‬
‫فقام إليه عبد ال بن وال التيمي فقال ما اعتراضك يا أخا بن تيم بن مرة فيما بيننا وبي أمينا‬
‫فوال ما أنت علينا بأمي ول لك علينا سلطان إنا أنت أمي الزية فأقبل على خراجك فلعمر‬
‫ال لئن كنت مفسدا ما أفسد أمر هذه المة إل والدك وجدك الناكثان فكانت بما اليدان‬
‫وكانت عليهما دائرة السوء ث أقبل السيب بن نبة وعبد ال بن وال على عبد ال بن يزيد‬
‫فقال أما رأيك أيها المي فوال إنا لنرجو أن تكون به عند العامة ممودا وأن تكون عند الذي‬
‫عنيت واعتريت مقبول ث نزل عبد ال بن يزيد ودخل فلما استهل هلل ربيع الخر سنة‬
‫شخص سليمان بن صرد ف وجوه أصحابه وقد كان وعد أصحابه عامة للخروج ف تلك‬
‫الليلة للمعسكر بالنخيلة وأقام با ثلثا يبعث ثقاته من أصحابه إل من تلف عنه يذكرهم ال‬
‫وما أعطوه من أنفسهم فقام إليه السيب ابن نبة فقال رحك ال إنه ل ينفعك الكاره ول‬
‫يقاتل معك إل من أخرجته‬
‫النية فل تنتظرن أحدا واكمش ف أمرك قال فإنك وال لنعما رأيت فقام سليمان بن‬
‫صرد ف الناس متوكئا على قوس له عربية فقال خطبة سليمان بن صرد أيها الناس من كان إنا‬
‫أخرجته إرادة وجه ال وثواب الخرة فذلك منا ونن منه فرحة ال عليه حيا وميتا ومن كان‬
‫إنا يريد الدنيا وحرثها فوال ما نأت فيئا نستفيئه ول غنيمة نغنمها ما خل رضوان ال رب‬
‫العالي وما معنا من ذهب ول فضة ول خز ول حرير وما هو إل سيوفنا ف عواتقنا ورماحنا‬
‫ف أكفنا وزاد قدر البلغة إل لقاء عدونا فمن كان غي هذا ينوي فل يصحبنا خطبة صخي بن‬
‫حذيفة بن هلل فقام صخي بن حذيفة بن هلل بن مالك الزن فقال آتاك ال رشدك ولقاك‬

‫‪258‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫حجتك وال الذي ل إله غيه ما لنا خي ف صحبة من الدنيا هته ونيته أيها الناس إنا أخرجتنا‬
‫التوبة من ذنبنا والطلب بدم ابن ابنة نبينا ليس معنا دينار ول درهم إنا نقدم على حد السيوف‬
‫وأطراف الرماح فتنادى الناس من كل جانب إنا ل نطلب الدنيا وليس لا خرجنا ما أشار به‬
‫عبد ال بن سعد وكان الرأي بادئ المر أن يسيوا إل عبيد ال بن زياد فقال له عبد ال بن‬
‫سعد وعنده رءوس أصحابه جلوس حوله‬
‫إن قد رأيت رأيا إن يكن صوابا فال وفق وإن يكن ليس بصواب فمن قبلي فإن‬
‫ما آلوكم ونفسي نصحا خطأ كان أم صوابا إنا خرجنا نطلب بدم السي وقتلة السي‬
‫كلهم بالكوفة منهم عمر بن سعد بن أب وقاص ورءوس الرباع وأشراف القبائل فأن نذهب‬
‫ها هنا وندع القتال والوتار فقال سليمان بن صرد فماذا ترون فقالوا وال لقد جاء برأي وإن‬
‫ما ذكر لكما ذكر وال ما نلقى من قتلة السي إن نن مضينا نو الشأم غي ابن زياد وما‬
‫طلبتنا إل ها هنا بالصر رأي ابن صرد فقال سليمان بن صرد لكن أنا ما أرى ذلك لكم إن‬
‫الذي قتل صاحبكم وعب النود إليه وقال ل أمان له عندي دون أن يستسلم فأمضي فيه‬
‫حكمي هذا الفاسق ابن الفاسق ابن مرجانة عبيد ال بن زياد فسيوا إل عدوكم على اسم ال‬
‫فإن يظهركم ال عليه رجونا أن يكون من بعده أهون شوكة منه ورجونا أن يدين لكم من‬
‫وراءكم من أهل مصركم ف عافية فتنظرون إل كل من شرك ف دم السي فتقاتلونه ول‬
‫تغشموا وإن تستشهدوا فإنا قاتلتم الحلي وما عند ال خي للبرار والصديقي إن لحب أن‬
‫تعلوا حدكم وشوكتكم بأول الحلي القاسطي وال‬
‫لو قاتلتم غدا أهل مصركم ما عدم رجل أن يرى رجل قد قتل أخاه وأباه وحيمه‬
‫أو رجل ل يكن يريد قتله فاستخيوا ال وسيوا فتهيأ الناس للشخوص وبلغ عبد ال بن يزيد‬
‫وإبراهيم بن ممد بن طلحة خروج ابن صرد وأصحابه فرأيا أن يأتياهم فخرجا إليهم ف جاعة‬
‫من أصحابما فلما انتهيا إل ابن صرد دخل عليه خطبة عبد ال بن يزيد فحمد ال عبد بن‬
‫يزيد وأثن عليه ث قال إن السلم أخو السلم ل يونه ول يغشه وأنتم إخواننا وأهل بلدنا‬

‫‪259‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫وأحب أهل مصر خلقه ال إلينا فل تفجعونا بأنفسكم ول تستبدوا علينا برأيكم ول تنقصوا‬
‫عددنا بروجكم من جاعتنا أقيموا معنا حت نتيسر ونتهيأ فإذا علمنا أن عدونا قد شارف بلدنا‬
‫خرجنا إليهم بماعتنا فقاتلناهم وتكلم إبراهيم بن ممد بنحو من هذا الكلم خطبة سليمان بن‬
‫صرد فحمد ال وأثن عليه ث قال لما إن قد علمت أنكما قد مضتما ف النصيحة واجتهدتا‬
‫ف الشورة فنحن بال وله وقد خرجنا لمر ونن نسأل ال العزية على الرشد والتسديد‬
‫لصوبه ول ترانا إ ل شاخصي إن شاء ال ذلك فقال عبد ال بن يزيد فاقيموا حت نعب معكم‬
‫جيشا كثيفا فتلقوا عدوكم‬
‫بكثف وجع وحد فقال له سليمان تنصرفون ونرى فيما بيننا وسيأتيكم إن شاء ال‬
‫رأي وانصرف عبد ال بن يزيد وإبراهيم بن ممد إل الكوفة وأجع القوم على الشخوص‬
‫واستقبال ابن زياد خطبة أخرى له ث إن سليمان بن صرد قام ف الناس خطيبا فحمد ال وأثن‬
‫عليه ث قال أما بعد أيها الناس فإن ال قد علم ما تنوون وما خرجتم تطلبون وإن للدنيا تارا‬
‫وللخرة تارا فأما تاجر الخرة فساع إليها متنصب بتطلبا ل يشتري با ثنا ل يرى إل قائما‬
‫وقاعدا وراكعا وساجدا ل يطلب ذهبا ول فضة ول دينا ول لذة وأما تاجر الدنيا فمكب‬
‫عليها راتع فيها ل يبتغي با بدل فعليكم يرحكم ال ف وجهكم هذا بطول الصلة ف جوف‬
‫الليل وبذكر ال كثيا على كل حال وتقربوا إل ال جل ذكره بكل خي قد رت عليه حت‬
‫تلقوا هذا العدو والحل القاسط فتجاهدوه فإنكم لن تتوسلوا إل ربكم بشيء هو أعظم عنده‬
‫ثوابا من الهاد والصلة فإن الهاد سنام العمل جعلنا ال وإياكم من العباد الصالي‬
‫الجاهدين الصابرين على اللواء وإنا مدلون الليلة من منلنا هذا إن شاء ال فأدلوا فأدل‬
‫عشية المعة لمس مضي من ربيع الخر سنة للهجرة وما زال يسي حت انتهى إل عي‬
‫الوردة فنل ف غربيها‬
‫خطبة أخرى وأقبل أهل الشأم ف عساكرهم حت كانوا منها على مسية يوم وليلة‬
‫قال عبد ال ابن غزية فقام فينا سليمان فحمد ال فأطال وأثن عليه فأطنب ث ذكر السماء‬

‫‪260‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫والرض والبال والبحار وما فيهن من اليات وذكر آلء ال ونعمه وذكر الدنيا فزهد فيها‬
‫وذكر الخرة فرغب فيها فذكر من هذا ما ل أحصه ول أقدر على حفظه ث قال أما بعد فقد‬
‫أتاكم ال بعدوكم الذي دأبتم ف السي إليه آناء الليل والنهار تريدون فيما تظهرون التوبة‬
‫النصوح ولقاء ال معذرين فقد جاءوكم بل جئتموهم أنتم ف دارهم وحيزهم فإذا لقيتموهم‬
‫فاصدقوهم واصبوا إن ال مع الصابرين ول يوليهم امرؤ دبره إل متحرفا لقتال أو متحيزا إل‬
‫فئة ل تقتلوا مدبرا ول تهزوا على جريح ول تقتلوا أسيا من أهل دعوتكم إل أن يقاتلكم بعد‬
‫أن تأسروه أو يكون من قتلة إخواننا بالطف رحة ال عليهم فإن هذه كانت سية أمي الؤمني‬
‫علي بن أب طالب ف أهل هذه الدعوة ودارت رحى الرب بينهم وبي جيوش عبيد ال بن‬
‫زياد واستشهد ف العركة سليمان بن صرد بعد أن قتل من القوم مقتلة عظيمة وقتل أيضا من‬
‫رءوس أصحابه السيب بن نبة وعبد ال بن سعد بن نفيل وعبد ال بن وال فلما رأى من بقي‬
‫من التوابي أن ل طاقة لم بن بإزائهم من أهل الشأم انازوا عنهم وارتلوا وعليهم‬
‫رفاعة بن شداد البجلي وكان ذلك ف ربيع الخر سنة ه خطبة عبد اللك بن مروان وأتى عبد‬
‫اللك بن مروان ببشارة الفتح فصعد النب فحمد ال وأثن عليه ث قال أما بعد فإن ال قد أهلك‬
‫من رءوس أهل العراق ملقح فتنة ورأس ضللة سليمان بن صرد أل وإن السيوف تركت رأس‬
‫السيب بن نبة خذاريف أل وقد قتل من رءوسهم رأسي عظيمي ضالي مضلي عبد ال بن‬
‫سعد أخا الزد وعبد ال بن وال أخا بكر بن وائل فلم يبق بعد هؤلء أحد عنده دفاع ول‬
‫امتناع‬
‫طلب الختار بن أب عبيد الثقفي بدم السي رضي ال عنه خطبته حي قدم‬
‫الكوفة وقدم الختار بن أب عبيد الثقفي الكوفة ف النصف من رمضان سنة ه فأتاه بعض‬
‫الشيعة ليل فساءلم عن أمر الناس وعن حال الشيعة فقالوا له إن الشيعة قد اجتمعت لسليمان‬
‫بن صرد الزاعي وإنه لن يلبث إل يسيا حت يرج فحمد ال وأثن عليه وصلى على النب ث‬
‫قال‬

‫‪261‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫أما بعد فإن الهدي بن الوصي ممد بن علي بعثن إليكم أمينا ووزيرا ومنتجبا‬
‫وأميا وأمرن بقتال اللحدين والطلب بدماء أهل بيته والدفع عن الضعفاء واقبل يبعث إل‬
‫الشيعة فيقول لم إن قد جئتكم من قبل ول المر ومعدن الفضل ووصي الوصي والمام‬
‫الهدي بأمر فيه الشفاء وكشف الغطاء وقتل العداء وتام النعماء إن سليمان بن صرد يرحنا‬
‫ال وإياه إنا هو عشمة من العشم وحفش بال ليس بذي تربة للمور ول له علم بالروب إنا‬
‫يريد أن يرجكم فيقتل نفسه ويقتلكم إن إنا أعمل على مثال قد مثل ل وأمر قد بي ل فيه‬
‫عز وليكم وقتل عدوكم وشفاء صدوركم فاسعوا من قول وأطيعوا أمري ث أبشروا وتباشروا‬
‫فإن لكم بكل ما تأملون خي زعيم فما زال بذا القول ونوه حت استمال طائفة من الشيعة‬
‫وعظمهم يومئذ مع سليمان بن صرد فلما خرج ابن صرد نو الزيرة خاف عبد ال بن يزيد‬
‫النصارى أمي الكوفة من قبل ابن الزبي أن يثب الختار عليه فزجه ف السجن ما كان يردده‬
‫على زائريه ف سجنه وكان يردد على زائريه ف سجنه هذا القول أما ورب البحار والنخيل‬
‫والشجار والهامة والقفار واللئكة البرار‬
‫والصطفي الخيار لقتلن كل جبار بكل لدن خطار ومهند بتار ف جوع من‬
‫النصار ليسوا بيل أغمار ول بعزل أشرار حت إذا أقمت عمود الدين ورأيت شعب صدع‬
‫السلمي وشفيت غليل صدور الؤمني وأدركت بثأر النبيي ل يكب على زوال الدنيا ول‬
‫أحفل بالوت إذا أتى ث خلى عبد ال بن يزيد سبيله بشفاعة عبد ال بن عمر فيه واختلفت إليه‬
‫الشيعة بعد خروجه من السجن واجتمعت عليه واتفق رأيها علي الرضا به ول يزل أصحابه‬
‫يكثرون وأمره يقوى ويشتد حت عزل ابن الزبي عبد ال بن يزيد عن الكوفة وول عليها عبد‬
‫ال بن مطيع العدوى خطبة عبد ال بن مطيع العدوى حي قدم الكوفة وقدم عبد ال بن مطيع‬
‫العدوى الكوفة لمس بقي من رمضان سنة فصعد النب فحمد ال وأثن عليه وقال أما بعد‬
‫فإن أمي الؤمني عبد ال بن الزبي بعثن على مصركم وثغوركم وأمرن بباية فيئكم وأن ل‬
‫أحل فضل فيئكم عنكم إل برضا منكم ووصية عمر بن الطاب الت أوصى با عند وفاته‬

‫‪262‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫وبسية عثمان بن عفان الت سار با ف السلمي فاتقوا ال واستقيموا ول تتلفوا وخذوا على‬
‫أيدي سفهائكم وإل تفعلوا‬
‫فلوموا أنفسكم ول تلومون فوال لوقعن بالسقيم العاصي ولقيمن دارأ الصعر‬
‫الرتاب رد السائب بن مالك الشعرى عليه فقام إليه السائب بن مالك الشعري وهو من‬
‫رءوس أصحاب الختار فقال أما أمر ابن الزبي إياك أل تمل فضل فيئنا عنا إل برضانا فإنا‬
‫نشهدك أنا ل نرضى أن تمل فضل فيئنا عنا وأن ل يقسم إل فينا وأن ل يسار فينا إل بسية‬
‫علي بن أب طالب الت سار با ف بلدنا هذه حت هلك رحة ال عليه ول حاجة لنا ف سية‬
‫عثمان ف فيئنا ول ف أنفسنا فإنا إنا كانت أثرة وهوى ول ف سية عمر بن الطاب ف فيئنا‬
‫وإن كانت أهون السيتي علينا ضرا وقد كان ل يألو الناس خيا فقال يزيد بن أنس السدى‬
‫صدق السائب بن مالك وبر رأينا مثل رأيه وقولنا مثل قوله فقال ابن مطيع نسي فيكم بكل‬
‫سية أحببتموها وهويتموها ث نزل فقال يزيد بن أنس ذهبت بفضلها يا سائب ل يعدمك‬
‫السلمون‬
‫خطبة عبد الرحن بن شريح وبعث الختار إل أصحابه فأخذ يمعهم ف الدور‬
‫حوله وأراد أن يثب بالكوفة ف الحرم فجاء رجل منهم يقال له عبد الرحن بن شريح فلقي‬
‫جاعة من إخوانه واجتمعوا ف منل أحدهم فحمد ال وأثن عليه ث قال أما بعد فإن الختار‬
‫يريد أن يرج بنا وقد بايعناه ول ندري أرسله إلينا ابن النفية أم ل فانضوا بنا إل ابن النفية‬
‫فلنخبه با قدم علينا به وبا دعانا إليه فإن رخص لنا ف اتباعه اتبعناه وإن نانا عنه اجتنبناه‬
‫فوال ما ينبغي أن يكون شيء من أمر الدنيا آثر عندنا من سلمة ديننا فقالوا له أرشدك ال فقد‬
‫أصبت ووفقت اخرج بنا إذا شئت فأجع رأيهم على أن يرجوا إليه فلما قدموا عليه بدأ عبد‬
‫الرحن بن شريح فتكلم خطبة أخرى له فحمد ال وأثن عليه ث قال أما بعد فإنكم أهل بيت‬
‫خصكم ال بالفضيلة وشرفكم بالنبوة وعظم حقكم علي هذه المة فل يهل حقكم على هذه‬
‫المة فل يهل حقكم إل مغبون الرأي مسوس النصيب قد أصبتم بسي رحة ال عليه‬

‫‪263‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫عظمت مصيبة ما قد خصكم با فقد عم با السلمون وقد قدم علينا الختار بن أب عبيد يزعم‬
‫لنا أنه قد جاءنا من تلقائكم وقد دعانا إل كتاب ال وسنة نبيه والطلب بدماء أهل البيت‬
‫والدفع عن الضعفاء فبايعناه على ذلك ث إنا رأينا أن نأتيك فنذكر لك ما دعانا إليه وندبنا له‬
‫فإن أمرتنا باتباعه اتبعناه وإن نيتنا عنه اجتنبناه‬
‫ث تكلموا واحدا واحدا بنحو ما تكلم به صاحبهم وهو يسمع حت إذا فرغوا‬
‫خطبة ممد بن النفية حد ال وأثن عليه وصلى على النب ث قال أما بعد فأما ما ذكرت ما‬
‫خصصنا ال به من فضل فإن ال يؤتيه من يشاء وال ذو الفضل العظيم فلله المد وأما ما‬
‫ذكرت من مصيبتنا بسي فإن ذلك كان ف الذكر الكيم وهي ملحمة كتبت عليه وكرامة‬
‫أهداها ال له رفع با كان منها درجات قوم عنده ووضع با آخرين وكان أمر ال مفعول‬
‫وكان أمر ال قدرا مقدورا وأما ما ذكرت من دعاء من دعاكم إل الطلب بدمائنا فوال لوددت‬
‫أن ال انتصر لنا من عدونا بن شاء من خلقه أقول قول هذا وأستغفر ال ل ولكم فخرجوا‬
‫من عنده وهم يقولون قد أذن لنا قد قال لوددت أن ال انتصر لنا من عدونا بن شاء من خلقه‬
‫ولو كره لقال ل تفعلوا خطبة الختار وبلغ الختار مرجهم فشق ذلك عليه وخشي أن يأتوه‬
‫بأمر يذل الشيعة عنه فكان يقول إن نفيا منكم ارتابوا وتيوا وخابوا فإن هم أصابوا أقبلوا‬
‫وأنابوا وإن هم‬
‫كبوا وهابوا واعترضوا وانابوا فقد ثبوا وحابوا وأقبل القوم فدخلوا على الختار‬
‫فقال لم ما وراءكم قد فتنتم وارتبتم فقالوا له قد أمرنا بنصرتك فقال ال أكب أنا أبو إسحق‬
‫اجعوا إل الشيعة فجمع له منهم من كان منه قريبا فقال يا معشر الشيعة إن نفرا منكم أحبوا‬
‫أن يعلموا مصداق ما جئت به فرحلوا إل إمام الدى والنجيب الرتضي ابن خي من طشي‬
‫ومشي حاشا النب الجتب فسألوه عما قدمت به عليكم فنبأهم أن وزيره وظهيه ورسوله‬
‫وخليله وأمركم باتباعي وطاعت فيما دعوتكم إليه من قتال الحلي والطلب بدماء أهل بي‬
‫نبيكم الصطفي خطبة عبد الرحن بن شريح فقام عبد الرحن بن شريح فحمد ال وأثن عليه‬

‫‪264‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫ث قال أما بعد يا معشر الشيعة فإنا قد كنا أحببنا أن نستثبت لنفسنا خاصة ولميع إخواننا‬
‫عامة فقدمنا علي الهدى بن علي فسألناه عن حربنا هذه وعما دعانا إليه الختار فيها فأمرنا‬
‫بظاهرته وموازرته وإجابته إل ما دعانا إليه فأقبلنا طيبة أنفسنا‬
‫منشرحة صدورنا قد أذهب ال منها الشك والغل والريب واستقامت لنا بصيتنا‬
‫ف قتالنا عدونا فليبلغ ذلك شاهدكم غائبكم واستعدوا وتأهبوا ث جلس وقاموا رجل فرجل‬
‫فتكلموا بنحو من كلمه فاستجمعت له الشيعة وحدبت عليه خطبة الختار ف دار إبراهيم بن‬
‫الشتر ومضى الختار ف بضعة عشر رجل من وجوه أصحابه إل دار إبراهيم بن الشتر يدعوه‬
‫أن يناصره فاستأذن عليه فأذن له وألقى لصحابه وسائد فجلسوا عليها وجلس الختار معه‬
‫على فراشه فقال الختار المد ل وأشهد أن ل إله إل ال و أما بعد فإن هذا كتاب إليك من‬
‫الهدي ممد بن أمي الؤمني الوصي وهو خي أهل الرض اليوم وابن خي أهل الرض كلها‬
‫قبل اليوم بعد أنبياء ال ورسله وهو يسألك أن تنصرنا وتوازرنا فإن فعلت اغتبطت وإن ل‬
‫تفعل فهذا الكتاب حجة عليك وسيغن ال الهدي ممدا وأولياءه عنك فبايعه إبراهيم‬
‫وجعل الختار وأصحابه يديرون أمورهم حت اجتمع رأيهم على أن يرجوا ليلة‬
‫الميس لربع عشرة من ربيع الول سنة فثاروا بالكوفة ونشب القتال بينهم وبي جند ابن‬
‫مطيع خطبة يزيد بن أنس السدى ولا حلت خيل ابن مطيع على أصحاب الختار خطبهم‬
‫يزيد بن أنس السدي مرضا فقال يا معشر الشيعة قد كنتم تقتلون وتقطع أيديكم وأرجلكم‬
‫وتسمل أعينكم وترفعون على جذوع النخل ف حب أهل بيت نبيكم وأنتم مقيمون ف بيوتكم‬
‫وطاعة عدوكم فما ظنكم بؤلء القوم إن ظهروا عليكم اليوم إذن وال ل يدعون منكم عينا‬
‫تطرف وليقتلنكم صبا ولترون منهم ف أولدكم وأزواجكم وأموالكم ما الوت خي منه وال‬
‫ل ينجيكم منه إل الصدق والصب والطعن الصائب ف أعينهم والضرب الدراك على هامهم‬
‫فتيسروا للشدة وتيئوا للحملة فإذا حركت رايت مرتي فاحلوا خطبة عبد ال بن مطيع وحل‬

‫‪265‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫أصحاب الختار على جند ابن مطيع فكشفوهم وهزموهم فخرج ابن مطيع فقام ف الناس‬
‫فحمد ال وأثن عليه ث قال‬
‫أيها الناس إن من أعجب العجب عجزكم عن عصبة منكم قليل عددها خبيث‬
‫دينها ضالة مضلة اخرجوا إليهم فامنعوا منهم حريكم وقاتلوهم عن مصركم وامنعوا منهم‬
‫فيئكم وإل ليشاركنكم ف فيئكم من ل حق له فيه وال لقد بلغن أن فيهم خسمائة رجل من‬
‫مرريكم عليهم أمي منهم وإنا ذهاب عزكم وسلطانكم وتغي دينكم حي يكثرون ث نزل‬
‫تريض ابن الشتر أصحابه واستنفر ابن مطيع الناس لقتال الختار وصده وأقبل ابراهيم بن‬
‫الشتر ف أصحابه فقال لم قربوا خيولكم بعضها إل بعض ث امشوا إليهم مصلتي السيوف‬
‫ول يهولنكم أن يقال جاءكم شبث بن ربعي وآل عتيبة بن النهاس وآل الشعث وآل يزيد بن‬
‫الارث وآل فلن فسمي بيوتات من بيوتات أهل الكوفة ث قال إن هؤلء لو قد وجدوا بم‬
‫حر السيوف قد انصفقوا عن ابن مطيع انصفاق العزي عن الذئب ث قال لصحابه شدوا‬
‫عليهم فدا لكم عمي وخال فما لبثهم أن هزمهم فركب بعضهم بعضا ومضي بأصحابه ف‬
‫آثارهم حت دخلوا السوق والسجد وحصروا ابن مطيع ثلثا خطبة ابن مطيع وهو مصور‬
‫فلما اشتد الصار علي ابن مطيع وأصحابه أشار عليه شبث بن ربعي أن يرج من القصر ل‬
‫يشعر به أحد حت ينل منل بالكوفة عند من يستنصحه ويثق به ول يعلم بكانه إل أن يرج‬
‫فيلحق بصاحبه ابن الزبي‬
‫وف مساء اليوم الثالث دعا ابن مطيع أصحابه فذكر ال با هو أهله وصلى على‬
‫نبيه وقال أما بعد فقد علمت الذين صنعوا هذا منكم من هم وقد علمت إنا هم أراذلكم‬
‫وسفهاؤكم وطغامكم وأخساؤكم ما عدا الرجل أو الرجلي وأن أشرافكم وأهل الفضل منكم‬
‫ل يزالوا سامعي مطيعي مناصحي وأنا مبلغ ذلك صاحب ومعلمه طاعتكم وجهادكم عدوه‬
‫حت كان ال الغالب على أمره وقد كان من رأيكم وما أشرت به على ما قد علمتم وقد رأيت‬
‫أن أخرج الساعة فقال له شبث جزاك ال من أمي خيا فقد وال عففت عن أموالنا وأكرمت‬

‫‪266‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫أشرافنا ونصحت لصاحبك وقضيت الذي عليك وال ما كنا لنفارقك أبدا إل ونن منك ف‬
‫إذن فقال جزاكم ال خيا ث خرج وخلي القصر وفتح أصحابه الباب فقالوا يا بن الشتر‬
‫آمنون نن قال أنتم آمنون فخرجوا فبايعوا الختار خطبة الختار بعد هرب ابن مطيع وجاء‬
‫الختار حت دخل القصر فبات به وأصبح أشراف الناس ف السجد وعلى باب القصر وخرج‬
‫الختار فصعد النب فحمد ال وأثن عليه فقال أحد ل الذي وعد وليه النصر وعدوه السر‬
‫وجعله فيه إل آخر الدهر وعدا مفعول وقضاء مقضيا وقد خاب من افترى أيها الناس إنه‬
‫رفعت لنا راية ومدت لنا غاية فقيل لنا ف الراية أن ارفعوها ول تضعوها وف الغاية أن اجروا‬
‫إليها ول تعدوها فسمعنا دعوة الداعي ومقالة الواعي فكم من ناعى وناعية لقتلي‬
‫ف الواعية وبعدا لن طغى وأدبر وعصى وكذب وتول أل فأدخلوا أيها الناس‬
‫فبايعوا بيعة هدى فل والذي جعل السماء سقفا مكفوفا والرض فجاجا سبل ما بايعتم بعد‬
‫بيعة علي بن أب طالب وآل علي أهدى منها ث نزل ودخل عليه أشراف الناس فبسط يده‬
‫وابتدره الناس فبايعوه وجعل يقول تبايعونن على كتاب ال وسنة نبيه والطلب بدماء أهل‬
‫البيت وجهاد الحلي والدفع عن الضعفاء وقتال من قاتلنا وسلم من سالنا والوفاء ببيعتنا ل‬
‫نقيلكم ول نستقيلكم فإذا قال الرجل نعم بايعه ث وثب الختار بن كان بالكوفة من قتلة‬
‫السي رضي ال عنه والشايعي على قتله فقتل من قدر عليه منهم وهرب من الكوفة بعضهم‬
‫فلم يقدر عليه وكان من قتلهم عمر بن سعد بن أب وقاص وابنه وبعث برأسيهما إل ممد بن‬
‫النفية خطبة الختار وقد استنصره ابن النفية ولا كتب ممد بن النفية رضي ال عنه إل‬
‫الختار يعلمه با ناله هو ومن معه من ابن الزبي من سجنهم وتوعدهم بالقتل والتحريق بالنار‬
‫إن ل يبايعوا له نادى الختار ف الناس وقرأ عليهم الكتاب وقال‬
‫هذا كتاب مهديكم وصريح أهل بيت نبيكم وقد تركوا مظورا عليهم كما يظر‬
‫علي الغنم ينتظرون القتل والتحريق بالنار ف آناء الليل وتارات النهار ولست أبا إسحاق إن ل‬

‫‪267‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫أنصرهم نصرا مؤزرا وإن ل أسرب إليهم اليل ف إثر اليل كالسيل يتلوه السيل حت يل بابن‬
‫الكاهلية الويل‬
‫خطبته وقد شيع ابن الشتر لقتال عبيد ال بن زياد وخرج يشيع إبراهيم بن الشتر‬
‫حي شخص لقتال عبيد ال بن زياد فقال للناس‬
‫إن استقمتم فبنصر ال وإن حصتم حيصة فإن أجد ف مكم الكتاب وف اليقي‬
‫والصواب أن ال مؤيدكم بلئكة غضاب تأت ف صور المام دوين السحاب خطبته وقد سار‬
‫إليه مصعب بن الزبي ولا بلغ الختار مسي مصعب بن الزبي إليه من البصرة قام ف أصحابه‬
‫فحمد ال وأثن عليه ث قال يأهل الكوفة يأهل الدين وأعوان الق وأنصار الضعيف وشيعة‬
‫الرسول وآل الرسول إن فراركم الذين بغوا عليكم أتوا أشباههم من الفاسقي فاستغووهم‬
‫عليكم ليمصح الق وينتعش الباطل ويقتل أولياء ال وال لو تلكون ما عبد ال ف الرض إل‬
‫بالفري على ال واللعن لهل بيت نبيه‬
‫انتدبوا مع أحر بن شيط فإنكم لو قد لقيتموهم لقد قتلتموهم إن شاء ال قتل عاد‬
‫وإرم وتزاحف الندان وانزم أصحاب الختار وقتل ف رمضان سنة‬
‫خطبة ممد بن النفية يرد على عبد ال بن الزبي وقد تنقص المام خطب ابن‬
‫الزبي فنال من المام علي كرم ال وجهه فبلغ ذلك ابنه ممد ابن النفية رضي ال عنه فأقبل‬
‫حت وضع له كرسي قدامه فعله وقال يا معشر قريش شاهت الوجوه أينتقص علي وأنتم‬
‫حضور إن عليا كان سهما صادقا أحد مرامي ال على أعدائه يقتلهم لكفرهم ويهوعهم‬
‫مآكلهم فثقل عليهم فرموه بصرفة الباطيل وإنا معشر له على نج من أمره بنو السبة من‬
‫النصار فإن تكن لنا اليام دولة ننثر عظامهم ونسر‬
‫عن أجسادهم والبدان يومئذ بالية وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون فعاد‬
‫ابن الزبي إل خطبته وقال عذرت بن الفواطم يتكلمون فما بال بن النفية فقال ممد يا بن أم‬
‫رومان ومال ل أتكلم أليست فاطمة بنت ممد حليلة أب وأم إخوت أو ليست فاطمة بنت‬

‫‪268‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫أسد بن هاشم جدت أو ليست فاطمة بنت عمرو بن عائذ جدة أب أما وال لول خدية بنت‬
‫خويلد ما تركت ف بن أسد عظما إل هشمته وإن نالتن فيه الصائب صبت عبد ال بن‬
‫عباس ومعاوية ودخل عبد ال بن عباس على معاوية وعنده وجوه قريش فلما سلم وجلس قال‬
‫له معاوية إن أريد أن أسألك عن مسائل قال سل عما بدا لك قال ما تقول ف أب بكر قال‬
‫رحم ال أبا بكر كان وال للقرآن تاليا وعن النكر ناهيا وبذنبه عارفا ومن ال خائفا وعن‬
‫الشبهات زاجرا وبالعروف آمرا وبالليل قائما وبالنهار صائما فاق أصحابه ورعا وكفافا‬
‫وسادهم زهدا وعفافا فغضب ال على من أبغضه وطعن عليه قال معاوية إيها يا بن عباس فما‬
‫تقول ف عمر بن الطاب قال رحم ال أبا حفص عمر كان وال حليف السلم‬
‫ومأوي اليتام ومنتهى الحسان ومل اليان وكهف الضعفاء ومعقل النفاء قام‬
‫بق ال عز وجل صابرا متسبا حت أوضح الدين وفتح البلد وأمن العباد فأعقب ال على من‬
‫ينقصه اللعنة إل يوم الدين قال فما تقول ف عثمان قال رحم ال أبا عمرو كان وال أكرم‬
‫العدة وأفضل البرة هجادا بالسحار كثي الدموع عند ذكر النار ناضا عند كل مكرمة‬
‫سباقا إل كل منحة حييا أبيا وفيا صاحب جيش العسرة وخت رسول ال وآله فأعقب ال‬
‫على من يلعنه لعنة اللعني إل يوم الدين قال فما تقول ف علي قال رضي ال عن أب السن‬
‫كان وال علم الدى وكهف التقى وممل الجا وبر الندى وطود النهى وكهف العل للورى‬
‫داعيا إل الحجة متمسكا بالعروة الوثقى خي من آمن واتقى وأفضل من تقمص وارتدى وأبر‬
‫من انتعل وسعى وأفصح من تنفس وقرا وأكثر من شهد النجوى سوى النبياء والنب الصطفي‬
‫صاحب القبلتي فهل يوازيه أحد وأبو السبطي فهل يقارنه بشر وزوج خي النسوان فهل يفوقه‬
‫قاطن بلد للسود قتال وف الروب ختال ل تر عين مثله ولن ترى فعلى من انتقصه‬
‫لعنة ال والعباد إل يوم التناد قال إيها يا بن عباس لقد أكثرت ف ابن عمك قال‬
‫فما تقول ف أبيك العباس قال رحم ال العباس أبا الفضل كان صنو نب ال وقرة عي صفي‬
‫ال سيد العمام له أخلق آبائه الجواد وأحلم أجداده الماد تباعدت السباب ف فضيلته‬

‫‪269‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫صاحب البيت والسقاية والشاعر والتلوة ول ل يكون كذلك وقد ساسه أكرم من دب فقال‬
‫معاوية يا بن عباس أنا أعلم أنك كلمان أهل بيتك قال ول ل أكون كذلك وقد قال رسول‬
‫ال اللهم فقهه ف الدين وعلمه التأويل ث قال ابن عباس بعد هذا الكلم يا معاوية إن ال جل‬
‫ثناؤه وتقدست أساؤه خص ممدا بصحابة آثروه على النفس والموال وبذلوا النفوس دونه‬
‫ف كل حال ووصفهم ال ف كتابه فقال رحاء بينهم تراهم ركعا سجدا يبتغون فضل من ال‬
‫ورضوانا سيماهم ف وجوههم من أثر السجود قاموا بعال الدين وناصحوا الجتهاد للمسلمي‬
‫حت تذبت طرقه وقويت أسبابه وظهرت آلء ال واستقر دينه ووضحت أعلمه وأذل ال بم‬
‫الشرك وأزال روحه وما دعائمه وصارت كلمة ال هي العليا وكلمة الذين كفروا السفلى‬
‫فصلوات ال ورحته وبركاته على تلك النفوس الزاكية والرواح الطاهرة العالية فقد كانوا ف‬
‫الياة ل أولياء وكانوا بعد الوت أحياء أصحاء رحلوا إل الخرة قبل أن يصلوا إليها وخرجوا‬
‫من الدنيا وهم بعد فيها فقطع عليه معاوية الكلم وقال إيها ابن عباس حديثا ف غي هذا‬
‫عبد ال بن عباس ومعاوية أيضا اجتمعت قريش الشام والجاز عند معاوية وفيهم‬
‫عبد ال بن عباس وكان جريئا على معاوية حقارا له فبلغه عنه بعض ما غمه فقال معاوية مقال‬
‫معاوية رحم ال أبا سفيان والعباس كانا صفيي دون الناس فحفظت اليت ف الي والي ف‬
‫اليت استعملك علي يا بن عباس علي البصرة واستعمل عبيد ال أخاك على اليمن واستعمل‬
‫أخاك علي الدينة فلما كان من المر ما كان هنأتكم ما ف أيديكم ول أكشفكم عما وعت‬
‫غرائركم وقلت آخذ اليوم وأعطي غدا مثله وعلمت أن بدء اللؤم يضر بعاقبة الكرم ولو شئت‬
‫لخذت بلقيمكم وقيأتكم ما أكلتم ل يزال يبلغن عنكم ما تبك له البل وذنوبكم إلينا أكثر‬
‫من ذنوبنا إليكم خذلتم عثمان بالدينة وقتلتم أنصاره يوم المل وحاربتمون بصفي ولعمري‬
‫لبنو تيم وعدي أعظم ذنوبا منا إليكم إذ صرفوا عنكم هذا المر وسنوا فيكم هذه السنة فحت‬
‫مت أغضي الفون على القذى وأسحب الذيول على الذى وأقول لعل ال وعسى ما تقول يا‬
‫بن عباس‬

‫‪270‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫مقال ابن عباس فتكلم ابن عباس فقال رحم ال أبانا وأباك كانا صفيي متفاوضي‬
‫ل يكن لب من مال إل ما فضل لبيك وكان أبوك كذلك لب ولكن من هنأ أباك بإخاء أب‬
‫أكثر من هنأ أب بإخاء أبيك نصر أب أباك ف الاهلية وحقن دمه ف السلم وأما استعمال‬
‫علي إيانا فلنفسه دون هواه وقد استعملت أنت رجال لواك ل لنفسك منهم ابن الضرمى‬
‫علي البصرة فقتل وبسر بن أرطاة على اليمن فخان وحبيب بن مرة على الجاز فرد والضحاك‬
‫بن قيس الفهرى على الكوفة فحصب ولو طلبت ما عندنا وقينا أعراضنا وليس الذي يبلغك‬
‫عنا بأعظم من الذي يبلغنا عنك ولو وضع أصغر ذنوبكم إلينا على مائة حسنة لحقها ولو‬
‫وضع أدن عذرنا إليكم على مائة سيئة لسها وأما خذلنا عثمان فلو لزمنا نصره لنصرناه وأما‬
‫قتلنا أنصاره يوم المل فعلى خروجهم ما دخلوا فيه وأما حربنا إياك بصفي فعلى تركك الق‬
‫وادعائك الباطل وإما إغراؤك إيانا بتيم وعدى فلو اردناها ما غلبونا عليها وسكت عبد ال بن‬
‫عباس ومعاوية أيضا مقال معاوية لبن عباس أقبل معاوية يوما على ابن عباس فقال لو وليتمونا‬
‫ما أتيتم إلينا ما أتينا إليكم من الترحيب والتقريب وإعطائكم الزيل وإكرامكم على القليل‬
‫وصبي على ما صبت عليه منكم إن ل أريد أمرا إل أظمأت‬
‫صدره ول آت معروفا إل صغرت خطره وأعطيكم العطية فيها قضاء حقوقكم‬
‫فتأخذونا متكارهي عليها تقولون قد نقص الق دون المل فأي أمل بعد ألف ألف أعطيها‬
‫الرجل منكم ث أكون أسر بإعطائها منه بأخذها وال لئن اندعت لكم ف مال وذللت لكم ف‬
‫عرضي أرى انداعي كرما وذل حلما ولو وليتمونا رضينا منكم بالنتصاف ول نسألكم‬
‫أموالكم لعلمنا بالكم وحالنا ويكون أبغضها إلينا أحبها إليكم أن نعفيكم مقال ابن عباس‬
‫فقال ابن عباس لو ولينا أحسنا الواساة وامتننا بالثرة ث ل نغشم الي ول نشتم اليت فلستم‬
‫بأجود منا أكفا ول أكرم أنفسا ول أصون لعراض الروءة ونن وال أعطي للخرة منكم‬
‫للدنيا وأعطي ف الق منكم ف الباطل وأعطي على التقوى منكم على الوى والقسم بالسوية‬
‫والعدل ف الرعية يأتيان على الن والمل ما أرضاكم منا بالكفاف فلو رضيتم منا ل نرض‬

‫‪271‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫بأنفسنا به لكم والكفاف رضا من ل حق له فل تبخلونا حت تسألونا ول تلفظونا حت‬
‫تذوقونا‬
‫عبد ال بن عباس ومعاوية أيضا مقال معاوية لبن هاشم اجتمع بنو هاشم عند‬
‫معاوية فأقبل عليهم فقال يا بن هاشم وال إن خيي لكم لمنوح وإن باب لكم لفتوح فل‬
‫يقطع خيي عنكم علة ول يوصد باب دونكم مسألة ولا نظرت ف أمري وأمركم رأيت أمرا‬
‫متلفا إنكم لترون أنكم أحق با ف يدي من وإذا أعطيتكم عطية فيها قضاء حقكم قلتم أعطانا‬
‫دون حقنا وقصر بنا عن قدرنا فصرت كالسلوب والسلوب ل حد له وهذا مع إنصاف‬
‫قائلكم وإسعاف سائلكم مقال ابن عباس فأقبل عليه ابن عباس فقال وال ما منحتنا شيئا حت‬
‫سألناه ول فتحت لنا بابا حت قرعناه ولئن قطعت عنا خيك ل أوسع منك ولئن أغلقت دوننا‬
‫بابك لنكفن أنفسنا عنك وأما هذا الال فليس لك منه إل ما لرجل من السلمي ولنا ف كتاب‬
‫ال حقان حق ف الغنيمة وحق ف الفيء فالغنيمة ما غلبنا عليه والفيء ما اجتبيناه ولول حقنا‬
‫ف هذا الال ل يأتك منا زائرا يمله خف ول حافر أكفاك أم أزيدك قال كفان فإنك ل تعز‬
‫ول تشج‬
‫عبد ال بن عباس ومعاوية أيضا مقال معاوية وقال يوما معاوية وعنده ابن عباس‬
‫إذا جاءت بنو هاشم بقديها وحديثها وجاءت بنو أمية بأحلمها وسياستها وبنو أسد بن عبد‬
‫العزى بوافدها ودياتا وبنو عبد الدار بجابتها ولوائها وبنو مزوم بأموالا وأفعالا وبنو تيم‬
‫بصديقها وجوادها وبنو عدي بفاروقها ومتفكرها وبنو سهم بآرائها ودهائها وبنو جح‬
‫بشرفها وأنوفها وبنو عامر بن لؤى بفارسها وقريعها فمن ذا يمل مضمارها ويري إل غايتها‬
‫ما تقول يا بن عباس‬
‫مقال ابن عباس قال أقول ليس حى يفخرون بأمر إل وإل جنبهم من يشركهم إل‬
‫قريشا فإنم يفخرون بالنبوة الت ل يشاركون فيها ول يساوون با ول يدفعون عنها وأشهد أن‬
‫ال ل يعل ممدا من قريش إل وقريش خي البية ول يعله ف بن عبد الطلب إل وهم خي‬

‫‪272‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫بن هاشم يريد أن يفخر عليكم إل با تفخرون به إن بنا فتح المر وبنا يتم ولك ملك معجل‬
‫ولنا ملك مؤجل فإن يكن ملككم قبل ملكنا فليس بعد ملكنا ملك لنا أهل العاقبة والعاقبة‬
‫للمتقي عبد ال بن عباس ومعاوية أيضا لا بلغ معاوية نعي السن بن علي رضي ال عنه أظهر‬
‫الفرح والسرور حت سجد وسجد من كان معه فبلغ ذلك عبد ال بن عباس وكان بالشام‬
‫يومئذ فدخل على معاوية فلما جلس قال معاوية يا بن عباس هلك السن بن علي ول يظهر‬
‫حزنا فقال ابن عباس نعم هلك إنا ل وإنا إليه راجعون ترجيعا مكررا وقد بلغن الذي أظهرت‬
‫من الفرح والسرور لوفاته أما وال ما سد جسده حفرتك ول زاد نقصان أجله ف عمرك ولقد‬
‫مات وهو خي منك ولئن أصبنا به لقد أصبنا بن كان خيا منه جده رسول ال فجب ال‬
‫مصيبته وخلف علينا من بعده أحسن اللفة فقال له معاوية كم كانت سنه قال مولده أشهر‬
‫من أن تتعرف سنه قال أحسبه ترك أولدا صغارا قال كلنا كان صغيا فكب ولئن اختار ال‬
‫لب ممد‬
‫ما عنده وقبضه إل رحته لقد أبقي ال أبا عبد ال يعن السي وف مثله اللف‬
‫الصال ث شهق وبكي وبكى من حضر ف الجلس وبكى معاوية عبد ال بن عباس وعتبة بن‬
‫أب سفيان قال عتبة بن أب سفيان لبن عباس ما منع أمي الؤمني أن يبعثك مكان أب موسى‬
‫يوم الكمي قال منعه وال من ذلك حاجز القدر وقصر الدة ومنة البتلء أما وال لو بعثن‬
‫مكانه لعترضت له ف مدارج نفسه ناقضا لا أبرم ومبما لا نقض أسف إذا طار وأطي إذا‬
‫أسف ولكن مضى قدر وبقي أسف ومع يومنا غد والخرة خي لمي الؤمني من الول‬
‫ماصمة بي عبد ال بن عباس وبي معاوية وأصحابه قال ابن أب الديد روى‬
‫الدائن قال وفد عبد ال بن عباس على معاوية مرة فقال معاوية لبنه يزيد ولزياد بن سية‬
‫وعتبة بن أب سفيان ومروان بن الكم وعمرو بن العاص والغية بن شعبة وسعيد بن العاص‬
‫وعبد الرحن بن أم الكم إنه قد طال العهد بعبد ال بن عباس وما كان شجر بيننا وبينه وبي‬
‫ابن عمه ولقد كان نصبه للتحكيم فدفع عنه فحركوه على الكلم لنبلغ حقيقة صفته ونقف‬

‫‪273‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫على كنه معرفته ونعرف ما صرف عنا من شبا حده ووورى عنا من دهاء رأيه فربا وصف‬
‫الرء بغي ما هو فيه وأعطى من النعت والسم مال يستحقه ث أرسل إل عبد ال بن عباس‬
‫فلما دخل واستقر به الجلس ابتدأه ابن أب سفيان فقال يا بن عباس ما منع عليا أن يوجه بك‬
‫حكما جواب ابن عباس فقال أما وال لو فعل لقرن عمرا بصعبة من البل يوجع كتفه مراسها‬
‫ولذهلت عقله وأجرضته بريقه وقدحت ف سويداء قلبه فلم يبم أمرا‬
‫ول ينفض ترابا إل كنت منه برأى ومسمع فإن نكثه أرمت قواه وإن أرمه فصمت‬
‫عراه بغرب مقول ل يفل حده وأصالة رأي كمتاح الجل ل وزر منه أصدع به أديه وأفل به‬
‫شبا حده وأشحذ به عزائم العتن وأزيح به شبه الشاكي مقال عمرو بن العاص فقال عمرو بن‬
‫العاص هذا وال يا أمي الؤمني نوم أول الشر وأفول آخر الي وف حسمه قطع مادته فبادره‬
‫بالملة وانتهز منه الفرصة واردع بالتنكيل به غيه وشرد به من خلفه جواب ابن عباس فقال‬
‫ابن عباس يا بن النابغة ضل وال عقلك وسفه حلمك ونطق الشيطان على لسانك هل توليت‬
‫ذلك بنفسك يوم صفي حي دعيت نزال وتكافح البطال وكثرت الراح وتقصفت الرماح‬
‫وبرزت إل أمي الؤمني مصاول فأنكفأ نوك بالسيف حامل فلما رأيت الكواثر من الوت‬
‫أعددت حيلة السلمة‬
‫قبل لقائه والنكفاء عنه بعد إجابة دعائه فمنحته رجاء النجاة عورتك وكشفت له‬
‫خوف بأسه سوءتك حذرا أن يصطلمك بسطوته أو يلتهمك بملته ث أشرت على معاوية‬
‫كالناصح له ببارزته وحسنت له التعرض لكافحته رجاء أن تكتفي مئونته وتعدم صورته فعلم‬
‫غل صدرك وما اننت عليه من النفاق أضلعك وعرف مقر سهمك ف غرضك فاكفف غرب‬
‫لسانك واقمع عوراء لفظك فإنك بي أسد خادر وبر زاخر إن تبزت للسد افترسك وإن‬
‫عمت ف البحر قمسك مقال مروان بن الكم فقال مروان بن الكم يا بن عباس إنك‬
‫لتصرف بنابك وتورى نارك كأنك ترجو الغلبة وتؤمل العاقبة ولول حلم أمي الؤمني عنكم‬

‫‪274‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫لتناولكم بأقصر أنامله فأوردكم منهل بعيدا صدره ولعمري لئن سطا بكم ليأخذن بعض حقه‬
‫منكم ولئن عفا عن جرائركم لقديا ما نسب إل ذلك‬
‫جواب ابن عباس فقال ابن عباس وإنك لتقول ذلك يا عدو ال وطريد رسول ال‬
‫والباح دمه والداخل بي عثمان ورعيته با حلهم على قطع أوداجه وركوب أثباجه أما وال‬
‫لو طلب معاوية ثأره لخذك به ولو نظر ف أمر عثمان لوجدك أوله وآخره وأما قولك ل إنك‬
‫لتصرف بنابك وتورى نارك فسل معاوية‬
‫وعمرا يباك ليلة الرير كيف ثباتنا للمثلت واستخفافنا بالعضلت وصدق‬
‫جلدنا عند الصاولة وصبنا على اللواء والطاولة ومصافحتنا بباهنا السيوف الرهفة‬
‫ومباشرتنا بنحورنا حد السنة هل خنا عن كرائم تلك الواقف أم ل نبذل مهجنا للمتالف‬
‫وليس لك إذ ذاك فيها مقام ممود ول يوم مشهود ول أثر معدود وإنما شهدا ما لو شهدت‬
‫لقلقك فاربع على ظليعك ول تتعرض لا ليس لك فإنك كالغروز ف صفد ل يهبط برجل ول‬
‫يرقأ بيد مقال زياد فقال زياد يا بن عباس إن لعلم ما منع حسنا وحسينا من الوفود معك‬
‫على أمي الؤمني إل ما سولت لما أنفسهما وغرها به من هو عند البأساء يسلمهما واي ال‬
‫لو وليتهما لدأبا ف الرحلة إل أمي الؤمني أنفسهما ولقل بكانما لبثهما جواب ابن عباس‬
‫فقال ابن عباس إذن وال يقصر دونما باعك ويضيق بما ذراعك ولو رمت ذلك لوجدت من‬
‫دونما فئة صدقا صبا على البلء ل ييمون عن اللقاء‬
‫فلعركوك بكلكلهم ووطئوك بناسهم وأوجروك مشق رماحهم وشفار سيوفهم‬
‫ووخز أسنتهم حت تشهد بسوء ما أتيت وتتبي ضياع الزم فيما جنيت فحذار حذار من سوء‬
‫النية فإنا ترد المنية وتكون سببا لفساد هذين اليي بعد صلحهما وسعيا ف اختلفهما بعد‬
‫ائتلفهما حيث ل يضرها إبساسك ول يغن عنهما إيناسك مقال عبد الرحن بن أم الكم‬
‫قال عبد الرحن بن أم الكم ل در ابن ملجم فقد بلغ المل وأمن الوجل وأحد الشفرة وألن‬
‫الهرة وأدرك الثأر ونفي العار وفاز بالنلة العليا ورقى الدرجة القصوى جواب ابن عباس فقال‬

‫‪275‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫ابن عباس أما وال لقد كرع كأس حتفه بيده وعجل ال إل النار بروحه ولو أبدي لمي‬
‫الؤمني صفحته لالطه الفحل القطم والسيف الذم وللعقه صابا وسقاه ساما وألقه بالوليد‬
‫وعتبة وحنظلة فكلهم كان أشد منه شكيمة‬
‫وأمضي عزية ففرى بالسيف هامهم ورملهم بدمائهم وقري الذئاب أشلءهم‬
‫وفرق بينهم وبي أحبائهم أولئك حصب جهنم هم لا واردون فهل تس منهم من أحد أو‬
‫تسمع لم ركزا ول غرو إن ختل ول وصمة إن قتل فإنا لكما قال دريد بن الصمة فإنا للحم‬
‫السيف غي مكره ونلحمه طورا وليس بذي نكر يغار علينا واترين فيشتفى بنا إن أصبنا أو نغي‬
‫على وتر مقال الغية بن شعبة فقال الغية بن شعبة أما وال لقد أشرت على علي بالنصيحة‬
‫فآثر رأيه ومضي على غلوائه فكانت العاقبة عليه ل له وإن لحسب أن خلفه يقتدون بنهجه‬
‫جواب ابن عباس فقال ابن عباس كان وال أمي الؤمني عليه السلم أعلم بوجوه الرأي‬
‫ومعاقد الزم وتصريف المور من أن يقبل مشورتك فيما ني ال عنه وعنف عليه قال سبحانه‬
‫وتعال‬
‫ل تد قوما يؤمنون بال واليوم الخر يوادون من حاد ال ورسوله ولو كانوا‬
‫آباءهم أو أبناءهم أو إخوانم أو عشيتم ولقد وقفك على ذكر مبي وآية متلوة قوله تعال‬
‫وما كنت متخذ الضلي عضدا وهل كان يسوغ له أن يكم ف دماء السلمي وفء الؤمني‬
‫من ليس بأمون عنده ول موثوق به ف نفسه هيهات هيهات هو أعلم بفرض ال وسنة رسوله‬
‫أن يبطن خلف ما يظهر إل للتفية ولت حي تقية مع وضوح الق وثبوت النان وكثرة‬
‫النصار يضي كالسيف الصلت ف أمر ال مؤثرا لطاعة ربه والتقوى على آراء أهل الدنيا‬
‫مقال يزيد بن معاوية فقال يزيد بن معاوية يا بن عباس إنك لتنطق بلسان طلق ينبئ عن مكنون‬
‫قلب حرق فاطو على ما أنت عليه كشحا فقد ما ضوء حقنا ظلمة باطلكم‬
‫جواب ابن عباس فقال ابن عباس مهل يزيد فوال ما صفت القلوب لكم منذ‬
‫تكدرت بالعداوة عليكم ول دنت بالحبة إليكم مذ نأت بالبغضاء عنكم ول رضيت اليوم‬

‫‪276‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫منكم ما سخطت بالمس من أفعالكم وإن تدل اليام نستقض ما شذ عنا ونسترجع ما ابتز‬
‫منا كيل بكيل ووزنا بوزن وإن تكن الخرى فكفي بال وليا لنا ووكيل على العتدين علينا‬
‫مقال معاوية فقال معاوية إن ف نفسي منكم لزازات يا بن هاشم وإن لليق أن أدرك فيكم‬
‫الثأر وأنفي العار فإن دماءنا قبلكم وظلمتنا فيكم جواب ابن عباس فقال ابن عباس وال إن‬
‫رمت ذلك يا معاوية لتثين عليك أسدا مدرة وأفاعي مطرقة ل يفثؤها كثرة السلح ول‬
‫تعضها نكاية الراح يضعون أسيافهم علي عواتقهم‬
‫يضربون قدما قدما من ناوأهم يهون عليهم نباح الكلب وعواء الذئاب ل يفاتون‬
‫بوتر ول يسبقون إل كري ذكر وقد وطنوا علي الوت أنفسهم وست بم إل العلياء همهم‬
‫كما قالت الزدية قوم إذا شهدوا الياج فل ضرب ينهنههم ول زجر وكأنم آساد غينة قد‬
‫غرثت وبل متونا القطر فلتكونن منهم بيث أعددت ليلة الرير للهرب فرسك وكان أكب‬
‫هك سلمة حشاشة نفسك ولول طغام من أهل الشأم وقوك بأنفسهم وبذلوا دونك مهجهم‬
‫حت إذا ذاقوا وخز الشفار وأيقنوا بلول الدمار رفعوا الصاحف مستجيين با وعائذين‬
‫بعصمتها لكنت شلوا مطروحا بالعراء تسفي عليك رياحها ويعتورك ذئابا وما أقول هذا أريد‬
‫صرفك عن عزيتك ول إزالتك عن معقود نيتك لكن الرحم الت تعطف عليك والواصر الت‬
‫توجب صرف النصيحة إليك فقال معاوية ل درك يا بن عباس ما تكشف اليام منك إل عن‬
‫سيف صقيل ورأي أصيل وبال لو ل يلد هاشم غيك لا نقص عددهم ولو ل يكن لهلك‬
‫سواك لكان ال قد كثرهم ث نض فقام ابن عباس وانصرف‬
‫عبد ال بن عباس وعمرو بن العاص قام عمرو بن العاص ف موسم من مواسم‬
‫العرب فأطري معاوية بن أب سفيان وبن أمية وتناول بن هاشم وذكر مشاهده بصفي‬
‫واجتمعت قريش فأقبل عبد ال ابن عباس على عمرو فقال مقال ابن عباس يا عمرو إنك بعت‬
‫دينك من معاوية وأعطيته ما بيدك ومناك ما بيد غيه فكان الذي أخذ منك أكثر من الذي‬
‫أعطاك والذي أخذت منه دون الذي أعطيته وكل راض با أخذ وأعطى فلما صارت مصر ف‬

‫‪277‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫يدك كدرها عليك بالعزل والتنغيص حت لو كانت نفسك ف يدك ألقيتها إليه وذكرت يومك‬
‫مع أب موسى‬
‫فل أراك فخرت إل بالغدر ول مننت إل بالفجور والغش وذكرت مشاهدك‬
‫بصفي فوال ما ثقلت علينا يومئذ وطأتك ول نكتنا فيها حربك ولقد كشفت فيها عورتك‬
‫وإن كنت فيها لطويل اللسان قصي السنان آخر اليل إذا أقبلت وأولا إذا أدبرت لك يدان يد‬
‫ل تبسطها إل خي وأخرى ل تقبضها عن شر ولسان غرور ووجهان وجه موحش ووجه‬
‫مؤنس ولعمري إن من باع دينه بدنيا غيه لرى أن يطول حزنه على ما باع واشترى لك بيان‬
‫وفيك خطل ولك رأى وفيك نكد ولك قدر وفيك حسد وأصغر عيب فيك أعظم عيب ف‬
‫غيك رد ابن العاص فأجابه عمرو بن العاص وال ما ف قريش أثقل على مسألة ول أمر جوابا‬
‫منك ولو استطعت أل أجيبك لفعلت غي أن ل أبع دين من معاوية ولكن بعث ال نفسي ول‬
‫أنس نصيب من الدنيا وأما ما أخذت من معاوية وأعطيته فإنه ل تعلم العوان المرة وأما ما أت‬
‫إل معاوية ف مصر فإن ذلك ل يغين له وأما خفة وطأتى عليكم بصفي فلما استثقلتم حيات‬
‫واستبطأت وفات وأما الب فقد علمت قريش أن أول من يبارز وآخر من ينازل وأما طول‬
‫لسان فإن كما قال هشام بن الوليد لعثمان ابن عفان رضي ال عنه‬
‫لسان طويل فاحترس من شذاته عليك وسيفي من لسان أطول وأما وجهاي‬
‫ولساناي فإن ألقي كل ذي قدر بقدره وأرمي كل نابح بجره فمن عرف قدره كفان نفسه‬
‫ومن جهل قدره كفيته نفسي ولعمري ما لحد من قريش مثل قدرك ما خل معاوية فما‬
‫ينفعن ذلك عندك وأنشأ عمرو يقول بن هاشم مال أراكم كأنكم ب اليوم جهال وليس بكم‬
‫جهل أل تعلموا أن جسور على الوغى سريع إل الداعي إذا كثر القتل وأول من يدعو نزال‬
‫طبيعة جبلت عليها والطباع هو البل وإن فصلت المر بعد اشتباهه بدومة إذا أعيا على‬
‫الكم الفصل وأن ل أعيا بأمر أريده وأن إذا عجت بكار كم فحل عبد ال بن عباس وعمرو‬
‫بن العاص أيضا حج عمرو بن العاص فمر بعبد ال بن عباس فحسده مكانه وما رأى من هيبة‬

‫‪278‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫الناس له وموقعه من قلوبم فقال له يا بن عباس مالك إذا رأيتن وليتن القصرة وكان بي‬
‫عينيك دبرة وإذا كنت ف مل من الناس كنت‬
‫الوهاة المزة فقال ابن عباس لنك من اللئام الفجرة وقريش الكرام البرة ل‬
‫ينطقون بباطل جهلوه ول يكتمون حقا علموه وهم أعظم الناس أحلما وأرفع الناس أعلما‬
‫دخلت ف قريش ولست منها فأنت الساقط بي فراشي ل ف بن هاشم رحلك ول ف بن عبد‬
‫شس راحلتك فأنت الثيم الزنيم الضال الضل حلك معاوية على رقاب الناس فأنت تسطو‬
‫بلمه وتسمو بكرمه فقال عمرو أما وال إن لسرور بك فهل ينفعن عندك قال ابن عباس‬
‫حيث مال الق ملنا وحيث سلك قصدنا عمرو بن العاص وابن عباس قال عمرو بن العاص‬
‫لعبد ال بن عباس إن هذا المر الذي نن وأنتم فيه ليس بأول أمر قاده البلء وقد بلغ المر منا‬
‫ومنكم ما ترى وما أبقت لنا هذه الرب حياء ول صبا ولسنا نقول ليت الرب عادت ولكنا‬
‫نقول ليتها ل تكن كانت فانظر فيما بقي بغي ما مضى فإنك رأس هذا المر بعد علي وإنا هو‬
‫أمي مطاع ومأمور مطيع ومشاور مأمون وأنت هو مفاخرة عبد ال بن الزبي وعبد ال بن‬
‫عباس تزوج عبد ال بن الزبي أم عمرو بنت منظور بن زبان الفزارية فلما دخل با قال لا تلك‬
‫الليلة أتدرين من معك ف حجلتك قالت نعم عبد ال بن الزبي بن‬
‫العوام بن خويلد بن أسد بن عبد العزى قال ليس غي هذا قالت فما الذي تريد قال‬
‫معك من أصبح ف قريش بنلة الرأس من السد ل بل بنلة العيني من الرأس قالت أما وال‬
‫لو أن بعض بن عبد مناف حضرك لقال لك خلف قولك فغضب وقال الطعام والشراب علي‬
‫حرام حت أحضرك الاشيي وغيهم من بن عبد مناف فل يستطيعون لذلك إنكارا قالت إن‬
‫أطعتن ل تفعل وأنت أعلم وشأنك فخرج إل السجد فرأى حلقة فيها قوم من قريش منهم‬
‫عبد ال بن العباس وعبد ال ابن الصي بن الارث بن عبد الطلب بن عبد مناف فقال لم‬
‫ابن الزبي أحب أن تنطلقوا معي إل منل فقام القوم بأجعهم حت وقفوا على باب بيته فقال‬
‫ابن الزبي يا هذه اطرحي عليك سترك فلما أخذوا مالسهم دعا بالائدة فتغدى القوم فلما‬

‫‪279‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫فرغوا قال لم إنا جعتكم لديث ردته علي صاحبة الستر وزعمت أنه لو كان بعض بن عبد‬
‫مناف حضرن لا أقر ل با قلت وقد حضرت جيعا وأنت يا بن عباس ما تقول إن أخبتا أن‬
‫معها ف خدرها من أصبح ف قريش بنلة الرأس من السد ل بل بنلة العيني من الرأس‬
‫فردت علي مقالت فقال ابن عباس أراك قصدت قصدي فإن شئت أن أقول قلت وإن شئت أن‬
‫أكف كففت قال بل قل وما عسى أن تقول ألست تعلم أن أب الزبي حواري رسول ال وأن‬
‫أمي أساء بنت أب بكر الصديق ذات النطاقي‬
‫وأن عمت خدية سيدة نساء العالي وأن صفية عمة رسول ال جدت وأن عائشة‬
‫أم الؤمني خالت فهل تستطيع لذا إنكارا قال ابن عباس ل ولقد ذكرت شرفا شريفا وفخرا‬
‫فاخرا غي أنك تفاخر من بفخره فخرت وبفضله سوت قال وكيف ذلك قال لنك ل تذكر‬
‫فخرا إل برسول ال وآله وأنا أول بالفخر به منك قال ابن الزبي لو شئت لفخرت عليك با‬
‫كان قبل النبوة قال ابن عباس قد أنصف القارة من راماها نشدتكم ال أيها الاضرون أعبد‬
‫الطلب أشرف أم خويلد ف قريش قالوا عبد الطلب قال أفهاشم كان أشرف فيها أم أسد قالوا‬
‫بل هاشم قال أفعبد مناف أشرف أم عبد العزى قالوا عبد مناف فقال ابن عباس تنافرن يا بن‬
‫الزبي وقد قضي عليك رسول ال ل قول هازل‬
‫ولو غينا يا بن الزبي فخرته ولكنما ساميت شس الصائل قضى لنا رسول ال‬
‫وآله بالفضل ف قوله ما افترقت فرقتان إل كنت ف خيها فقد فارقناك من بعد قصي بن‬
‫كلب أفنحن ف فرقة الي أم ل إن قلت نعم خصمت وإن قلت ل كفرت فضحك بعض‬
‫القوم فقال ابن الزبي أما وال لول ترمك بطعامنا يا بن عباس لعرقت جبينك قبل أن تقوم‬
‫من ملسك قال ابن عباس ول أبباطل فالباطل ل يغلب الق أم بق فالق ل يشى من الباطل‬
‫فقالت الرأة من وراء الستر إن وال لقد نيته عن هذا الجلس فأب إل ما ترون فقال ابن عباس‬
‫مه أيتها الرأة اقنعي ببعلك فما أعظم الطر وما أكرم الب فأخذ القوم بيد ابن عباس وكان قد‬
‫عمي فقالوا انض أيها الرجل فقد أفحمته غي مرة فنهض وقال أل يا قومنا ارتلوا وسيوا فلو‬

‫‪280‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫ترك القطا لغفا وناما فقال ابن الزبي يا صاحب القطا أقبل علي فما كنت لتدعن حت أقول‬
‫واي ال لقد عرف القوام أن سابق غي مسبوق وابن صواري وصديق متبجح ف الشرف‬
‫النيق خي من طليق وابن طليق فقال ابن عباس رسغت‬
‫برتك فلم تبق شيئا هذا الكلم مردود من امرئ حسود فإن كنت سابقا فإل من‬
‫سبقت وإن كنت فاخرا فبمن فخرت وإن كنت أدركت هذا الفخر بأسرتك دون أسرتنا‬
‫فالفخر لك علينا وإن كنت إنا أدركته بأسرتنا فالفخر لنا عليك والكثكث ف فمك ويديك‬
‫وأما ما ذكرت من الطليق فوال لقد ابتلي فصب وأنعم عليه فشكر وإن كان وال لوفيا كريا‬
‫غي ناقض بيعة بعد توكيدها ول مسلم كتيبة بعد التأمر عليها فقال ابن الزبي أتعي الزبي بالب‬
‫وال إنك لتعلم منه خلف ذلك قال ابن عباس وال إن ل أعلم إل أنه فر وما كر وحارب‬
‫فما صب وبايع فما تم وقطع الرحم وأنكر الفضل ورام ما ليس له بأهل وأدرك منها بعض ما‬
‫كان يرتي وقصر عن جري الكرام وبلدا وما كان إل كالجي أمامه عتاق فجاراه العتاق‬
‫فأجهدا فقال ابن الزبي ل يبق يا بن هاشم غي الشاتة والضاربة فقال عبد ال بن الصي‬
‫ابن الرث أقمناه عنك يا بن الزبي وتأب إل منازعته وال لو نازعته من ساعتك‬
‫إل انقضاء عمرك ما كنت إل كالسغب الظمآن يفتح فاه يستزيد من الريح فل يشبع من‬
‫سغب ول يروى من عطش فقل إن شئت أو فدع وانصرف القوم ابن عباس وابن الزبي ف‬
‫ملس مروان بن الكم وكان يوضع إل جانب سرير مروان بن الكم وهو يومئذ أمي الدينة‬
‫سرير آخر أصغر من سريره فيجلس عليه عبد ال بن عباس إذا دخل وتوضع الوسائد فيما‬
‫سوى ذلك فأذن مروان يوما للناس وإذا سرير آخر قد أحدث تاه سرير مروان فأقبل ابن‬
‫عباس فجلس على سريره وجاء عبد ال بن الزبي فجلس علي السرير الحدث وسكت مروان‬
‫والقوم فإذا يد ابن الزبي تتحرك فعلم أنه يريد أن ينطق ث نطق فقال مقال ابن الزبي إن ناسا‬
‫يزعمون أن بيعة أب بكر كانت غلطا وفلتة ومغالبة أل إن شأن أب بكر أعظم من أن يقال فيه‬
‫هذا ويزعمون أنه لول ما وقع لكان المر لم وفيهم وال ما كان من أصحاب ممد أحد‬

‫‪281‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫أثبت إيانا ول أعظم سابقة من أب بكر فمن قال غي ذلك فعليه لعنة ال فأين هم حي عقد‬
‫أبو بكر لعمر فلم يكن إل ما قال ث ألقى عمر حظهم ف حظوظ وجدهم ف جدود فقسمت‬
‫تلك الظوظ‬
‫فأخر ال سهمهم وأدحض جدهم وول المر عليهم من كان أحق به منهم‬
‫فخرجوا عليه خروج اللصوص على التاجر خارجا من القرية فأصابوا منه غرة فقتلوه ث قتلهم‬
‫ال به كل قتلة وصاروا مطرودين تت بطون الكواكب مقال ابن عباس فقال ابن عباس على‬
‫رسلك أيها القائل ف أب بكر وعمر واللفة أما وال ما نال ول نال أحد منهما شيئا إل‬
‫وصاحبنا خي من نال وما أنكرنا تقدم من تقدم لعيب عبناه عليه ولو تقدم صاحبنا لكان أهل‬
‫وفوق الهل ولول أنك إنا تذكر حظ غيك وشرف امرئ سواك لكلمتك ولكن ما أنت وما‬
‫ل حظ لك فيه اقتصر علي حظك ودع تيما لتيم وعديا لعدي وأمية لمية ولو كلمن تيمي أو‬
‫عدوي أو أموي لكلمته وأخبته خب حاضر عن حاضر ل خب غائب عن غائب ولكن ما أنت‬
‫وما ليس عليك فإن يكن ف أسد بن عبد العزى شيء فهو لك أما وال لنحن أقرب بك عهدا‬
‫وأبيض بك يدا وأوفر عندك نعمة من أمسيت تظن أنك تصول به علينا وما أخلق ثوب صفية‬
‫بعد وال الستعان على ما تصفون خطبة عبد ال بن عباس يرد على عبد ال بن الزبي وقد‬
‫عاب بن هاشم لا كاشف عبد ال بن الزبي بن هاشم وأظهر بغضهم وعابم وهم با هم به‬
‫ف أمرهم ول يذكر رسول ال وآله ف خطبه ل يوم المعة ول غيها‬
‫عاتبه على ذلك قوم من خاصته وتشاءموا بذلك منه وخافوا عاقبته فقال وال ما‬
‫تركت ذلك علنية إل وأنا أقوله سرا وأكثر منه لكن رأيت بن هاشم إذا سعوا ذكره اشرأبوا‬
‫واحرت ألوانم وطالت رقابم وال ما كنت لت لم سرورا وأنا أقدر عليه وال لقد همت‬
‫أن احظر لم حظية ث أضرمها عليهم نارا فإن ل أقتل منهم إل آثا كفارا سحارا ل أناهم ال‬
‫ول بارك عليهم بيت سوء ل أول لم ول آخر وال ما ترك نب ال فيهم خيا استفرغ نب ال‬
‫صدقهم فهم أكذب الناس فقام إليه ممد بن سعد بن أب وقاص فقال وفقك ال يا أمي‬

‫‪282‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫الؤمني أنا أول من أعانك ف أمرهم فقام عبد ال بن صفوان بن أمية المحي فقال وال ما‬
‫قلت صوابا ول همت برشد أرهط رسول ال وآله تعيب وإياهم تقتل والعرب حولك وال لو‬
‫قتلت عدتم أهل بيت من الترك مسلمي ما سوغه ال لك وال لو ل ينصرهم الناس منك‬
‫لنصرهم ال بنصره فقال اجلس أبا صفوان فلست بناموس فبلغ الب عبد ال بن العباس فخرج‬
‫مغضبا ومعه ابنه حت أتى السجد فقصد قصد النب فحمد ال وأثن عليه وصلى على رسول‬
‫ال وآله ث قال أيها الناس إن ابن الزبي يزعم أن ل أول لرسول ال وآله ول آخر فيا عجبا كل‬
‫العجب لفترائه وتكذبه وال إن أول من أخذ اليلف‬
‫وحى عيات قريش لاشم وإن أول من سقى بكة عذبا وجعل باب الكعبة‬
‫ذهبا لعبد الطلب وال لقد نشأت ناشئتنا مع ناشئة قريش وإن كنا لقالتهم إذا قالوا‬
‫وخطباءهم إذا خطبوا وما عد مد كمجد أولنا ول كان ف قريش مد لغينا لنا ف كفر‬
‫ماحق ودين فاسق وضلة وضللة ف عشواء عمياء حت اختار ال تعال لا نورا وبعث لا‬
‫سراجا فانتجبه طيبا من طيبي ل يسب بسبة ول يبغى عليه غائلة فكان أحدنا وولدنا وعمنا‬
‫وابن عمنا ث إن أسبق السابقي إليه منا وابن عمنا ث تله ف السبق أهلنا ولمتنا واحدا بعد‬
‫واحد ث إن لي الناس بعده أكرمهم أدبا وأشرفهم حسبا وأقربم منه رحا واعجبا كل‬
‫العجب لبن الزبي يعيب بن هاشم وإنا شرف هو وأبوه وجده بصاهرتم أما وال إنه‬
‫لصلوب قريش ومت كان العوام بن خويلد يطمع ف صفية بنت عبد الطلب قيل للبغل من‬
‫أبوك يا بغل فقال خال الفرس ث نزل خطبة ابن الزبي ينتقص ابن عباس وخطب ابن الزبي‬
‫بكة على النب وابن عباس جالس مع الناس تت النب فقال إن ها هنا رجل قد أعمى ال قلبه‬
‫كما أعمى بصره يزعم أن متعة النساء حلل من‬
‫ال ورسوله ويفت ف القملة والنملة وقد احتمل بيت مال البصرة بالمس وترك‬
‫السلمي با يرتضخون النوى وكيف ألومه ف ذلك وقد قاتل أم الؤمني وحواري رسول ال‬
‫ومن وقاه بيده‬

‫‪283‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫رد ابن عباس عليه فقال ابن عباس لقائده سعيد بن جبي مول بن أسد بن خزية‬
‫وكان ابن عباس قد كف بصره استقبل ب وجه ابن الزبي وارفع من صدري فاستقبل به قائده‬
‫وجه ابن الزبي وأقام قامته فحسر عن ذراعيه ث قال يا بن الزبي قد أنصف القارة من راماها إنا‬
‫إذا مافئة نلقاها نرد أولها على أخراها حت تصي حرضا دعواها يا بن الزبي أما العمى فإن ال‬
‫تعال يقول فإنا ل تعمى البصار ولكن تعمى القلوب الت ف الصدور وأما فتياي ف القملة‬
‫والنملة فإن فيها حكمي ل تعلمهما أنت ول أصحابك وأما حلى الال فإنه كان مال جبيناه‬
‫فأعطينا كل ذى حق حقه وبقيت بقية هي دون حقنا ف كتاب ال فأخذناها بقنا وأما التعة‬
‫فسل أمك أساء إذا نزلت عن بردى عوسجة وأما قتالنا أم الؤمني فبنا سيت أم الؤمني ل بك‬
‫ول بأبيك فانطلق أبوك وخالك إل حجاب مده ال عليها فهتكاه عنها ث اتذاها فتنة يقاتلن‬
‫دونا وصانا حلئلهما ف بيوتما فما أنصفا ال ول ممدا من أنفسهما أن أبرزا زوجة نبيه‬
‫وصانا حلئلهما وأما قتالنا إياكم فإنا لقيناكم زحفا فإن كنا كفارا فقد كفرت بفراركم منا‬
‫وإن كنا مؤمني فقد كفرت بقتالكم إيانا واي ال لول مكان صفية فيكم ومكان خدية فينا لا‬
‫تركت لبن أسد بن عبد العزى عظما إل كسرته‬
‫فلما عاد ابن الزبي إل أمه سألا عن بردى عوسجة فقالت أل أنك عن ابن عباس‬
‫وعن بن هاشم فإنم كعم الواب إذا بدهوا فقال بلى وعصيتك فقالت يا بن احذر هذا‬
‫العمى الذي ما أطاقته النس والن واعلم أن عنده فضائح قريش ومازيها بأسرها فإياك وإياه‬
‫آخر الدهر ورواية صاحب العقد أن ابن عباس قال لعكرمة أقم وجهي نوه يا عكرمة ث قال‬
‫إن يأخذ ال من عين نورها ففي فؤادي وعقلي منهما نور وأما قولك يا بن الزبي إن قاتلت‬
‫أم الؤمني فأنت أخرجتها وأبوك وخالك وبنا سيت أم الؤمني فكنا لا خي بني فتجاوز ال‬
‫عنها وقاتلت أنت وأبوك عليا فإن كان على مؤمنا فقد ضللتم بقتالكم الؤمني وإن كان كافرا‬
‫فقد بؤت بسخط من ال بفراركم من الزحف وأما التعة فإن سعت علي بن أب طالب يقول‬
‫سعت رسول ال رخص فيها فأفتيت با ث ث سعته ينهى عنها فنهيت عنها‬

‫‪284‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫وأول ممر سطع ف التعة ممر آل الزبي عبد ال بن جعفر التوف سنة ه وعمرو بن‬
‫العاص قال ابن أب الديد روى الدائن قال بينا معاوية يوما جالسا وعنده عمرو بن العاص إذ‬
‫قال الذن قد جاء عبد ال ابن جعفر بن أب طالب فقال عمرو وال لسوأنه اليوم فقال معاوية‬
‫ل تفعل يا أبا عبد ال فإنك ل تنتصف منه ولعلك أن تظهر لنا من منقبته ما هو خفي عنا وما‬
‫ل نب أن نعلمه منه وغشيهم عبد ال بن جعفر فأدناه معاوية وقربه فمال عمرو إل بعض‬
‫جلساء معاوية فنال من علي عليه السلم جهارا غي ساتر له وثلبه ثلبا قبيحا فامتقع لون عبد‬
‫ال واعتراه أفكل حت أرعدت خصائله ث نزل عن السرير كالفنيق فقال عمرو مه يا أبا جعفر‬
‫فقال له عبد ال مه ل أم لك ث قال أظن اللم دل على قومي وقد يتجهل الرجل الليم‬
‫ث حسر عن ذراعيه وقال يا معاوية حتام نتجرع غيظك وإل كم الصب على‬
‫مكروه قولك وسيئ أدبك وذميم أخلقك هبلتك البول أما يزجرك ذمام الجالسة عن القذع‬
‫لليسك إذا ل تكن لك حرمة من دينك تنهاك عما ل يوز لك وال لو عطفتك أواصر‬
‫الرحام أو حاميت على سهمك من السلم ما أرعيت بن الماء التك والعبيد السك أعراض‬
‫قومك وما يهل موضع الصفوة إل أهل الفوة وإنك لتعرف وشائج قريش وصفوة غرائزها‬
‫فل يدعونك تصويب ما فرط من خطئك ف سفك دماء السلمي وماربة أمي الؤمني إل‬
‫التمادي فيما قد وضح لك الصواب ف خلفه فاقصد لنهج الق فقد طال عمهك عن سبيل‬
‫الرشد وخبطك ف ديور ظلمة الغي فإن أبيت أن ل تتابعنا ف قبح اختيارك لنفسك فأعفنا عن‬
‫سوء القالة فينا إذا ضمنا وإياك الندي وشأنك وما تريد إذا خلوت وال حسيبك فوال لول ما‬
‫جعل ال لنا ف يديك لا أتيناك ث قال إن كلفتن ما ل أطق ساءك ما ستر من من خلق‬
‫فقال معاوية يا أبا جعفر نغي الطأ أقسمت عليك لتجلسن لعن ال من أخرج‬
‫ضب صدرك من وجاره ممول لك ما قلت ولك عندنا ما أملت فلو ل يكن متدك ومنصبك‬
‫لكان خلقك وخلقك شافعي لك إلينا وأنت ابن ذي الناحي وسيد بن هاشم فقال عبد ال‬
‫كل بل سيد بن هاشم حسن وحسي ل ينازعهما ف ذلك أحد فقال أبا جعفر أقسمت عليك‬

‫‪285‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫لا ذكرت حاجة لك إل قضيتها كائنة ما كانت ولو ذهبت بميع ما أملك فقال أما ف هذا ف‬
‫الجلس فل ث انصرف فأتبعه معاوية يصره فقال وال لكأنه رسول ال وآله مشيه وخلقه‬
‫وخلقه وإنه لن مشكاته لوددت أنه أخي بنفيس ما أملك ث التفت إل عمرو فقال أبا عبد ال‬
‫ما تراه منعه من الكلم معك قال ما ل خفاء به عنك قال أظنك تقول إنه هاب جوابك ل‬
‫وال ولكنه ازدراك واستحقرك ول يرك للكلم أهل أما رأيت إقباله علي دونك ذاهبا بنفسه‬
‫عنك فقال عمرو فهل لك أن تسمع ما أعددته لوابه قال معاوية أرغب إليك أبا عبد ال‬
‫فلت حي جواب فيما يرى اليوم ونض معاوية وتفرق الناس السن بن علي وعمرو بن‬
‫العاص ووفد السن بن على رضي ال عنه على معاوية فقال عمرو بن العاص لعاوية يا أمي‬
‫الؤمني إن السن رجل افه فلو حلته على النب فتكلم وسع الناس كلمه عابوه وسقط من‬
‫عيونم ففعل فصعد على النب وتكلم فأحسن ث قال أيها الناس لو‬
‫طلبتم ابنا لنبيكم ما بي جابرس إل جابلق ل تدوه غيي وغي أخي وإن أدري‬
‫لعله فتنة لكم ومتاع إل حي فساء ذلك عمرا وأراد أن يقطع كلمه فقال له أبا ممد هل‬
‫تنعت الرطب فقال أجل تلقحه الشمال وترجه النوب وينضجه برد الليل بر النهار قال أبا‬
‫ممد هل تنعت الراءة قال نعم تبعد المشي ف الرض الصحصح حت تتوارى من القوم ول‬
‫تستقبل القبلة ول تستدبرها ول تستنج بالروثة ول العظم ول تبل ف الاء الراكد وأخذ ف‬
‫كلمه السن بن علي ومروان بن الكم بينما معاوية بن أب سفيان جالس ف أصحابه إذ قيل‬
‫له السن بالباب فقال معاوية إن دخل أفسد علينا ما نن فيه فقال له مروان بن الكم ائذن له‬
‫فإن أسأله ما ليس عنده فيه جواب قال معاوية ل تفعل فإنم قوم قد ألموا الكلم وأذن له‬
‫فلما دخل وجلس قال له مروان أسرع الشيب إل شاربك يا حسن ويقال إن ذلك من الرق‬
‫فقال السن ليس كما بلغك ولكنا معشر بن هاشم أفواهنا عذبة‬
‫شفاهها فنساؤنا يقبلن علينا بأنفاسهن وقبلهن وأنتم معشر بن أمية فيكم بر شديد‬
‫فنساؤكم يصرفن أفواههن وأنفاسهن عنكم إل أصداغكم فإنا يشيب منكم موضع العذار من‬

‫‪286‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫أجل ذلك قال مروان إن فيكم يا بن هاشم خصلة سوء قال وما هي قال الغلمة قال أجل‬
‫نزعت الغلمة من نسائنا ووضعت ف رجالنا ونزعت الغلمة من رجالكم ووضعت ف نسائكم‬
‫فما قام لموية إل هاشي فغضب معاوية وقال قد كنت أخبتكم فأبيتم حت سعتم ما أظلم‬
‫عليكم بيتكم وأفسد عليكم ملسكم عقيل بن أب طالب ومعاوية وكان عقيل بن أب طالب‬
‫قد خرج ال معاوية مغاضبا لخيه المام علي كرم ال وجهه فأكرمه معاوية وقربه إليه وقضى‬
‫حوائجه وقضى عنه دينه ث قال له ف بعض اليام وال إن عليا غي حافظ لك قطع قرابتك وما‬
‫وصلك ول اصطنعك قال له عقيل وال لقد اجزل العطية وأعظمها ووصل القرابة وحفظها‬
‫وحسن ظنه بال إذ ساء به ظنك وحفظ أمانته وأصلح رعيته إذ خنتم وأفسدت وجرت فاكفف‬
‫ل أبا لك فإنه عما تقول بعزل وقال له معاوية يوما أبا يزيد أنا لك خي من أخيك علي قال‬
‫صدقت إن‬
‫أخي آثر دينه على دنياه وأنت آثرت دنياك على دينك فأنت خي ل من أخي‬
‫وأخي خي لنفسه منك وقال له مرة أنت معنا يا أبا يزيد قال ويوم بدر قد كنت معكم وقال‬
‫له يوما إن عليا قد قطعك ووصلتك ول يرضين منك إل أن تلعنه على على النب قال أفعل‬
‫فأصعد فصعد ث قال بعد أن حد ال وأثن عليه أيها الناس إن أمي الؤمني معاوية أمرن أن‬
‫ألعن علي بن أب طالب فالعنوه فعليه لعنة ال واللئكة والناس أجعي ث نزل فقال له معاوية‬
‫إنك ل تبي أبا يزيد من لعنت بين وبينه قال وال ل زدت حرفا ول نقصت آخر والكلم إل‬
‫نية التكلم ودخل عقيل على معاوية وقد كف بصره فأجلسه على سريره ث قال له أنتم معشر‬
‫بن هاشم تصابون ف أبصاركم قال وأنتم معشر بن أمية تصابون ف بصائركم وقال له يوما ما‬
‫أبي الشبق ف رجالكم يا بن هاشم قال لكنه ف نسائكم أبي يا بن أمية وقال معاوية يوما يا‬
‫أهل الشأم هل سعتم قول ال تبارك وتعال ف كتابه تبت يدا أب لب وتب قالوا نعم قال فإن‬
‫أبا لب عمه فقال عقيل فهل سعتم قول ال عز وجل وامرأته حالة الطب قالوا نعم قال فإنا‬
‫عمته ث‬

‫‪287‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫قال يا معاوية إذا دخلت النار فاعدل ذات اليسار فإنك ستجد عمي أبا لب‬
‫مفترشا عمتك حالة الطب فانظر أيهما خي وقال له معاوية يوما وال إن فيكم لصلة ما‬
‫تعجبن يا بن هاشم قال وما هي قال لي فيكم قال لي ماذا قال هو ذاك قال إيانا تعي يا‬
‫معاوية أجل وال إن فينا للينا من غي ضعف وعزا من غي جبوت وأما أنتم يا بن أمية فإن‬
‫لينكم غدر وعزكم كفر قال معاوية ما كل هذا أردنا يا أبا يزيد وقال معاوية لعقيل ل جفوتنا‬
‫يا أبا يزيد فأنشأ يقول إن امرؤ من التكرم شيمة إذا صاحب يوما على الون أضمرا ث قال واي‬
‫ال يا معاوية لئن كانت الدنيا مهدتك مهادها وأظلتك بذافي أهلها ومدت عليك أطناب‬
‫سلطانا ما ذاك بالذي يزيدك من رغبة ول تشعا لرهبة قال معاوية لقد نعتها أبا يزيد نعتا‬
‫هش لا قلب وإن لرجو أن يكون ال تبارك وتعال ما ردان برداء ملكها وحبان بفضيلة‬
‫عيشها إل لكرامة ادخرها ل وقد كان داود خليفة وسليمان ملكا وإنا هو الثال يتذى عليه‬
‫والمور أشباه واي ال يا أبا يزيد لقد أصبحت علينا كريا وإلينا حبيبا وما أصبحت أضمر لك‬
‫إساءة‬
‫خطبة السيدة أم كلثوم بنت علي ف أهل الكوفة بعد مقتل السي عليهم السلم لا‬
‫قتل السي بن علي عليهما السلم وأدخل النسوة من كربلء إل الكوفة جعلت نساؤها‬
‫يلتدمن ويهتكن اليوب عليه فرفع على بن السي عليهما السلم رأسه وقال بصوت ضئيل‬
‫وقد نل من الرض يا أهل الكوفة إنكم تبكون علينا فمن قتلنا غيكم وأومأت أم كلثوم بنت‬
‫علي عليهما السلم إل الناس أن اسكتوا فلما سكنت النفاس وهدأت الجراس قالت ابدأ‬
‫بمد ال والصلة والسلم على أبيه أما بعد يأهل الكوفة يأهل التر والذل ل فل رقأت‬
‫العبة ول هدأت الرنة إنا مثلكم كمثل الت نقضت غزلا من بعد قوة أنكاثا تتخذون أيانكم‬
‫دخل بينكم أل وهل فيكم إل الصلف والشنف وملق الماء وغمز العداء وهل أنتم‬
‫إل كمرعى على دمنة وكفضة على ملحوذه أل ساء ما قدمت أنفسكم أن سخط‬
‫ال عليكم وف العذاب أنتم خالدون أتبكون إي وال فابكوا وإنكم وال أحرياء بالبكاء فابكوا‬

‫‪288‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫كثيا واضحكوا قليل فلقد فزت بعارها وشنارها ولن ترحضوها بغسل بعدها أبدا وأن‬
‫ترحضون قتل سليل خات النبوة ومعدن الرسالة وسيد شبان أهل النة ومنار مجتكم ومدره‬
‫حجتكم ومفرخ نازلتكم فتعسا ونكسا لقد خاب السعي وخسرت الصفقة وبؤت بغضب من‬
‫ال وضربت عليكم الذلة والسكنة لقد جئتم شيئا إدا تكاد السموات يتفطرن منه وتنشق‬
‫الرض وتر البال هدا أتدرون أي كبد لرسول ال فريتم وأي كرية له أبرزت وأي دم له‬
‫سفكتم لقد جئتم با شوهاء خرقاء شرها طلع الرض والسماء أفعجبتم أن قطرت السماء‬
‫دما ولعذاب الخرة أخزى وهم ل ينصرون فل يستخفنكم الهل فإنه ل تفزه البادرة ول‬
‫ياف عليه فوت الثار كل إن ربك لنا ولم لبالرصاد ث‬
‫ولت عنهم فظل الناس حيارى وقد ردوا أيديهم إل أفواههم وقال شيخ كبي من‬
‫بن جعفي وقد اخضلت ليته من دموع عينيه كهولم خي الكهول ونسلهم إذا عد نسل ل‬
‫يبور ول يزى خطبة السيدة زينب بنت علي عليهما السلم بي يدي يزيد ولا وجه عبيد ال‬
‫بن زياد آل السي عليه السلم إل يزيد بدمشق ومثلوا بي يديه أمر برأس السي فأبرز ف‬
‫طست فجعل ينكت ثناياه بقضيب ف يده وهو يقول من أبيات ليت أشياخي ببدر شهدوا‬
‫جزع الزرج من وقع السل لهلوا واستهلوا فرحا ث قالوا يا يزيد ل تشل فجزيناهم ببدر‬
‫مثلها وأقمنا ميل بدر فاعتدل فقالت زينب بنت علي عليهما السلم صدق ال ورسوله يا يزيد‬
‫ث كان عاقبة الذين أساءوا السوءى أن كذبوا بآيات ال وكانوا با يستهزئون أظننت يا يزيد‬
‫أنه حي أخذ علينا بأطراف الرض وأكناف السماء فأصبحنا نساق كما يساق‬
‫السارى أن بنا هوانا على ال وبك عليه كرامة وأن هذا لعظيم خطرك فشمخت‬
‫بأنفك ونظرت ف عطفيك جذلن فرحا حي رأيت الدنيا مستوسقة لك والمور متسقة عليك‬
‫وقد أمهلت ونفست وهو قول ال تبارك وتعال ول يسب الذين كفروا أنا نلي لم خي‬
‫لنفسهم إنا نلي لم ليزدادوا إثا ولم عذاب مهي أمن العدل يا بن الطلقاء تديرك نساءك‬
‫وإماءك وسوقك بنات رسول ال قد هتكت ستورهن وأصحلت صوتن مكتئبات تدي بن‬

‫‪289‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫الباعر ويدو بن العادي من بلد إل بلد ل يراقب ول يؤوين يتشوفهن القريب والبعيد ليس‬
‫معهن ول من رجالن وكيف يستبطأ ف بغضتنا من نظر إلينا بالشنف والشنآن والحن‬
‫والضغان أتقول ليت أشياخي ببدر شهدوا غي متأث ول مستعظم وأنت تنكت ثنايا أب عبد‬
‫ال بخصرتك ول ل تكون كذلك وقد نكأت القرحة واستأصلت الشأفة بإهراقك دماء ذرية‬
‫رسول ال ونوم‬
‫الرض من آل عبد الطلب ولتردن على ال وشيكا موردهم ولتودن أنك عميت‬
‫وبكمت وأنك ل تقل فاستهلوا وأهلوا فرحا اللهم خذ بقنا وانتقم لنا من ظلمنا وال ما فريت‬
‫إل ف جلدك ول حززت إل ف لمك وسترد على رسول ال برغمك وعترته ولمته ف‬
‫حظية القدس يوم يمع ال شلهم ملمومي من الشعث وهو قول ال تبارك وتعال ول تسب‬
‫الذين قتلوا ف سبيل ال أمواتا بل أحياء عند ربم يرزقون وسيعلم من بوأك ومكنك من رقاب‬
‫الؤمني إذا كان الكم ل والصم ممد وجوارحك شاهدة عليك فبئس للظالي بدل أيكم‬
‫شر مكانا وأضعف جندا مع أن وال يا عدو ال وابن عدوه أستصغر قدرك وأستعظم تقريعك‬
‫غي أن العيون عبى والصدور حرى وما يزي ذلك أو يغن عنا وقد قتل السي عليه السلم‬
‫وحزب الشيطان يقربنا إل حزب السفهاء ليعطوهم أموال ال على انتهاك مارم ال فهذه‬
‫اليدي تنطف من دمائنا وهذه الفواه تتحلب من لومنا وتلك الثث الزواكى يعتامها عسلن‬
‫الفلوات فلئن اتذتنا مغنما لتتخذن مغرما حي ل تد إل ما قدمت يداك تستصرخ يا بن‬
‫مرجانة ويستصرخ بك وتتعاوى وأتباعك‬
‫عند اليزان وقد وجدت أفضل زاد زودك معاوية فتلك ذرية ممد فوال ما اتقيت‬
‫غي ال ول شكواي إل إل ال فكد كيدك واسع سعيك وناصب جهدك فوال ل يرحض‬
‫عنك عار ما أتبت إلينا أبدا والمد ل الذي ختم بالسعادة والغفرة لسادات شبان النان‬
‫فأوجب لم النة اسأل ال أن يرفع لم الدرجات وأن يوجب لم الزيد من فضله فإنه ول‬
‫قدير رثاء السي لخية السن عليهما السلم وقال السي بن علي عند قب أخيه السن‬

‫‪290‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫عليهما السلم رحك ال أبا ممد إن كنت لتناصر الق مظانه وتؤثر ال عند تداحض الباطل‬
‫ف مواطن التقية بسن الروية وتستشف جليل معاظم الدنيا بعي لا حاقرة وتفيض عليها يدا‬
‫طاهرة الطراف نقية السرة وتردع بادرة غرب أعدائك بأيسر الئونة عليك ول غرو وأنت‬
‫ابن سللة النبوة ورضيع لبان الكمة فإل روح وريان وجنة نعيم أعظم ال لنا ولكم الجر‬
‫عليه ووهب لنا ولكم السلوة وحسن السى عنه‬
‫عبد ال بن هاشم بن عتبة وعمرو بن العاص ف ملس معاوية روى السعودى ف‬
‫مروج الذهب قال لا قتل علي كرم ال وجهه كان ف نفس معاوية من يوم صفي على هاشم‬
‫ابن عتبة بن أب وقاص الرقال وولده عبد ال بن هاشم إحن فلما استعمل معاوية زيادا على‬
‫العراق كتب إليه أما بعد فانظر عبد ال بن هاشم بن عتبة فشد يده إل عنقه ث ابعث به إل‬
‫فحمله زياد من البصرة مقيدا مغلول إل دمشق وقد كان زياد طرقه بالليل ف منله بالبصرة‬
‫فدخل إل معاوية وعنده عمرو بن العاص فقال معاوية لعمرو بن العاص هل تعرف هذا قال ل‬
‫قال هذا الذي يقول أبوه يوم صفي إن شريت النفس لا اعتل وأكثر اللوم وما أقل أعور يبغي‬
‫أهله مل قد عال الياة حت مل ل بد أن يفل أو يفل يتلهم بذي الكعوب تل ل خي عندي‬
‫ف كري ول‬
‫فقال عمرو متمثل وقد ينبت الرعى على دمن الثرى وتبقى حزازات النفوس كما‬
‫هيا دونك يا أمي الؤمني الضب الضب فاشخب أوداجه على أسباجه ول ترده إل أهل العراق‬
‫فإنه ل يصب على النفاق وهم أهل غدر وشقاق وحزب إبليس ليوم هيجانه وإن له هوى‬
‫سيوديه ورأيا سيطغيه وبطانة ستقويه وجزاء سيئة سيئة مثلها‬
‫فقال عبد ال يا عمرو إن أقتل فرجل أسلمه قومه وأدركه يومه أفل كان هذا منك‬
‫إذ تيد عن القتال ونن ندعوك إل النال وأنت تلوذ بشمال النطاف وعقائق الرصاف كالمة‬
‫السوداء والنعجة القوداء ل تدفع يد لمس فقال عمرو أما وال لقد وقعت ف لاذم شدقم‬
‫للقران ذي لبد ول أحسبك منفلتا من ماليب أمي الؤمني فقال عبد ال أما وال يا بن العاص‬

‫‪291‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫إنك لبطر ف الرخاء جبان عند اللقاء غشوم إذا وليت هياب إذا لقيت تدر كما يهدر العود‬
‫النكوس القيد بي مري الشول ل يستعجل ف الدة ول يرتي ف الشدة أفل كان هذا منك إذ‬
‫غمرك أقوام ل يعنفوا صغارا ول يزقوا كبارا لم أيد شداد وألسنة حداد‬
‫يدعمون العوج ويذهبون الرج يكثرون القليل ويشفون الغليل ويعزون الذليل‬
‫فقال عمرو أما وال لقد رأيت أباك يومئذ تفق أحشاؤه وتبق أمعاؤه وتضطرب أصلؤه كأنا‬
‫انطبق عليه ضمد فقال عبد ال يا عمرو إنا قد بلوناك ومقالتك فوجدنا لسانك كذوبا غادرا‬
‫خلوت بأقوام ل يعرفونك وجند ل يسأمونك ولو رمت النطق ف غي أهل الشأم لحظ إليه‬
‫عقلك ولتلجلج لسانك ولضطرب فخذاك اضطراب القعود الذي أثقله حله فقال معاوية إيها‬
‫عنكما وأمر بإطلق عبد ال فقال عمرو لعاوية أمرتك أمرا حازما فعصيتن وكان من التوفيق‬
‫قتل ابن هاشم أليس أبوه يا معاوية الذي أعان عليا يوم حز الغلصم فلم ينثن حت جرت من‬
‫دمائنا بصفي أمثال البحور الضارم وهذا ابنه والرء يشبه سنخه ويوشك أن تقرع به سن نادم‬
‫فقال عبد ال ييبه معاوي إن الرء عمرا أبت له ضغينة صدر غشها غي نائم يرى‬
‫لك قتلي يا بن هند وإنا يرى ما يرى عمرو ملوك العاجم على أنم ل يقتلون أسيهم إذا‬
‫منعت منه عهود السال وقد كان منا يوم صفي نعرة عليك جناها هاشم وابن هاشم قضى ما‬
‫انقضى منها وليس الذي مضى ول ما جرى إل كأضغاث حال فإن تعف عن تعف عن ذي‬
‫قرابة وإن تر قتلي تستحل مارمي فقال معاوية أرى العفو عن عليا قريش وسيلة إل ال ف‬
‫اليوم العصيب القماطر ولست أرى قتل العداة ابن هاشم بإدراك ثأري ف لؤى وعامر بل العفو‬
‫عنه بعد ما بان جرمه وزلت به إحدى الدود العوائر فكان أبوه يوم صفي جرة علينا فأردته‬
‫رماح نابر‬
‫عبد ال بن هاشم ف ملس معاوية وحضر عبد ال بن هاشم ذات يوم ملس‬
‫معاوية فقال معاوية من يبن عن الود والنجدة والروءة فقال عبد ال يا أمي الؤمني أما‬
‫الود فابتذال الال والعطية قبل السؤال وأما النجدة فالراءة على القدام والصب عند ازورار‬

‫‪292‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫القدام وأما الروءة فالصلح ف الدين والصلح للحال والحاماة عن الار قيس بن سعد بن‬
‫عبادة ومعاوية ودخل قيس بن سعد بن عبادة بعد وفاة علي ووقوع الصلح ف جاعة من‬
‫النصار على معاوية فقال لم معاوية مقال معاوية يا معشر النصار ب تطلبون ما قبلي فوال‬
‫لقد كنتم قليل معي كثيا مع علي ولقد فللتم حدي يوم صفي حت رأيت النايا تلظي ف‬
‫أسنتكم وهجوتون ف أسلف بأشد من وقع السنة حت إذا أقام ال منا ما حاولتم ميله قلتم‬
‫ارع فينا وصية رسول ال هيهات يأب القي الغدرة‬
‫رد قيس بن سعد فقال قيس نطلب ما قبلك بالسلم الكاف به ال ل با نت به‬
‫إليك من الحزاب وأما عداوتنا لك فلو شئت كففتها عنك وأما هجاؤنا إياك فقول يزول‬
‫باطله ويثبت حقه وأما استقامة المر فعلى كره كان منا وأما فلنا حدك يوم صفي فإنا كنا مع‬
‫رجل نرى طاعته ل طاعة وأما وصية رسول ال بنا فمن آمن به رعاها بعده وأما قولك يأب‬
‫القي الغدرة فليس دون ال يد تجزك منا يا معاوية فقال معاوية يوه ارفعوا حوائجكم معاوية‬
‫وصعصعة بن صوحان وعبد ال بن الكواء روى السعودي ف مروج الذهب قال حبس معاوية‬
‫صعصعة بن صوحان العبدى وعبد ال بن الكواء اليشكري ورجال من أصحاب علي مع‬
‫رجال من قريش فدخل عليهم معاوية يوما فقال نشدتكم بال إل ما قلتم حقا وصدقا أي‬
‫اللفاء رأيتمون فقال ابن الكواء لول أنك عزمت علينا ما قلنا لنك جبار عنيد ل تراقب ال‬
‫ف قتل الخيار ولكنا نقول إنك ما علمنا واسع الدنيا ضيق الخرة قريب الثرى بعيد الرعى‬
‫تعل الظلمات نورا والنور ظلمات فقال معاوية إن ال أكرم هذا المر‬
‫بأهل الشام الذابي عن بيضته التاركي لحارمه ول يكونوا كأمثال أهل العراق‬
‫النتهكي لحارم ال والحلي ما حرم ال والحرمي ما أحل ال فقال عبد ال ابن الكواء يا بن‬
‫أب سفيان إن لكل كلم جوابا ونن ناف جبوتك فإن كنت تطلق ألسنتنا ذببنا عن أهل‬
‫العراق بألسنة حداد ل يأخذها ف ال لومة لئم وإل فإنا صابرون حت يكم ال ويضعنا علي‬
‫فرجه قال وال ل يطاق لك لسان ث تكلم صعصعة فقال تكلمت يا بن أب سفيان فأبلغت ول‬

‫‪293‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫تقصر عما أردت وليس المر علي ما ذكرت أن يكون الليفة من ملك الناس قهرا ودانم‬
‫كبا واستول بأسباب الباطل كذبا ومكرا أما وال مالك ف يوم بدر مضرب ول مرمي وما‬
‫كنت فيه إل كما قال القائل ل حلي ول سيي ولقد كنت أنت وأبوك ف العي والنفي من‬
‫أجلب علي رسول ال وإنا أنت طليق ابن طليق أطلقكما رسول ال فأن تصلح اللفة لطليق‬
‫فقال معاوية لول أن أرجع إل قول أب طالب حيث يقول قابلت جهلهم حلما ومغفرة والعفو‬
‫عن قدرة ضرب من الكرم لقتلتكم صعصعة بن صوحان ومعاوية ودخل صعصعة بن صوحان‬
‫علي معاوية فقال له يا بن صوحان أنت ذو معرفة بالعرب وحالا فأخبن عن أهل البصرة‬
‫وإياك والمل علي قوم لقوم قال البصرة واسطة العرب ومنتهى الشرف والسودد وهم أهل‬
‫الطط ف أول الدهر وآخره وقد دارت بم سروات العرب كدوران الرحى علي قطبها قال‬
‫فأخبن عن أهل الكوفة قال قبة السلم وذروة الكلم ومصان ذوي العلم إل أن با أجلفا‬
‫تنع ذوي المر الطاعة وترجهم عن الماعة وتلك أخلق ذوي اليئة والقناعة قال فأخبن‬
‫عن أهل الجاز قال أسرع الناس إل قتنة وأضعفهم عنها وأقلهم غناء فيها غي أن لم ثباتا‬
‫بالدين وتسكا بعروة اليقي يتبعون الئمة البرار ويلعون الفسقة الفجار فقال معاوية من‬
‫البرة والفسقة فقال يا بن أب سفيان ترك الداع من كشف القناع علي وأصحابه من الئمة‬
‫البرار وأنت وأصحابك من أولئك ث أحب معاوية أن يضي صعصعة ف كلمه بعد أن بان‬
‫فيه الغضب فقال أخبن عن القبة المراء ف ديار مضر قال‬
‫قابلت جهلهم حلما ومغفرة والعفو عن قدرة ضرب من الكرم لقتلتكم صعصعة‬
‫بن صوحان ومعاوية ودخل صعصعة بن صوحان على معاوية فقال له يا بن صوحان أنت ذو‬
‫معرفة بالعرب وبالا فأخبن عن أهل البصرة وإياك والمل على قوم لقوم قال البصرة واسطة‬
‫العرب ومنتهى الشرف والسودد وهم أهل الطط ف أول الدهر وآخره وقد دارت بم‬
‫سروات العرب كدوران الرحى على قطبها قال فأخبن عن أهل الكوفة قال قبة السلم‬
‫وذروة الكلم ومصان ذوي العلم إل أن با أجلفا تنع ذوي المر الطاعة وترجهم عن‬

‫‪294‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫الماعة وتلك أخلق ذوي اليئة والقناعة قال فأخبن عن أهل الجاز قال أسرع الناس إل‬
‫قتنه وأضعفهم عنها وأقلهم غناء فيها غي أن لم ثباتا ف الدين وتسكا بعروة اليقي يتبعون‬
‫الئمة البرار ويلعون الفسقة الفجار فقال معاوية من البرة والفسقة فقال يا بن أب سفيان‬
‫ترك الداع من كشف القناع علي وأصحابه من الئمة البرار وأنت وأصحابك من أولئك ث‬
‫أحب معاوية أن يضي صعصعة ف كلمه بعد أن بان فيه الغضب فقال أخبن عن القبة‬
‫المراء ف ديار مضر قال‬
‫أسد مضر بسلء بي غيلي إذا أرسلتما افترست وإذا تركتها احترست فقال معاوية‬
‫هنالك يا بن صوحان العز الراسي فهل ف قومك مثل هذا قال هذا لهله دونك يا بن أب‬
‫سفيان ومن أحب قوما حشر معهم قال فأخبن عن ديار ربيعة ول يستخفنك الهل وسابقة‬
‫المية بالتعصب لقومك قال وال ما أنا عنهم براض ولكن أقول فيهم وعليهم هم وال أعلم‬
‫الليل وأذناب ف الدين واليل لن تغلب رايتها إذا رشحت خوارج الدين برازخ اليقي من‬
‫نصروه فلج ومن خذلوه زل قال فأخبن عن مضر قال كنانة العرب ومعدن العز والسب‬
‫يقذف البحر با آذيه والب رديه ث أمسك معاوية فقال له صعصعة سل يا معاوية وإل أخبتك‬
‫با تيد عنه قال وما ذاك يا بن صوحان قال أهل الشأم قال فأخبن عنهم قال أطوع الناس‬
‫لخلوق وأعصاهم للخالق عصاة البار وخلفة الشرار فعليهم الدمار ولم سوء الدار فقال‬
‫معاوية وال‬
‫يا بن صوحان إنك لامل مديتك منذ أزمان إل أن حلم ابن أب سفيان يرد عنك‬
‫فقال صعصعة بل أمر ال وقدرته إن أمر ال كان قدرا مقدورا صعصعة بن صوحان وعبد ال‬
‫بن عباس وروى السعودى ف مروج الذهب أيضا قال عن مصقلة بن هبية الشيبان قال‬
‫سعت صعصعة بن صوحان وقد سأله ابن عباس ما السودد فيكم فقال إطعام الطعام ولي‬
‫الكلم وبذل النوال وكف الرء نفسه عن السؤال والتودد للصغي والكبي وأن يكون الناس‬
‫عندك شرعا قال فما الروءة قال أخوان اجتمعا فإن لقيا قهرا وإن كان حارسهما قليل‬

‫‪295‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫وصاحبهما جليل متاجان إل صيانة مع نزاهة وديانة قال فهل تفظ ف ذلك شعرا قال نعم أما‬
‫سعت قول مرة بن ذهل بن شيبان حيث يقول إن السيادة والروءة علقا حيث السماء من‬
‫السماك العزل وإذا تقابل مريان لغاية عثر الجي وأسلمته الرجل ويي الصريح مع العتاق‬
‫معودا قرب الياد فلم يئه الفكل‬
‫ف أبيات فقال له ابن عباس لو أن رجل ضرب آباط إبله مشرفا ومغريا لفائدة هذه‬
‫البيات ما عنفته إنا منك يا بن صوحان لعلى علم وحلم واستنباط ما قد عفا من أخبار العرب‬
‫فمن الليم فيكم قال من ملك غضبه فلم يفعل وسعي إليه بق أو باطل فلم يقبل ووجد قاتل‬
‫أبيه وأخيه فصفح ول يقتل ذلك الليم يا بن عباس قال فهل تد ذلك فيكم كثيا قال ول‬
‫قليل وإنا وضعت لك أقواما ل تدهم إل خاشعي راهبي ل مريدين ينيلون ول ينالون فأما‬
‫الخرون فإنم سبق جهلهم حلمهم ول يبال أحدهم إذا ظفر ببغيته حي الفيظة من كان بعد‬
‫أن يدرك زعمه ويقضي بغيته ولو وتره أبوه لقتل أباه أو أخوه لقتل أخاه أما سعت إل قول‬
‫ريان بن عمر بن ريان وذلك أن عمرا أباه قتله مالك بن كومة فأقام ريان زمانا ث غزا مالكا‬
‫فأتاه ف مائت فارس صباحا وهو ف أربعي بيتا فقتله وقتل أصحابه وقتل عمه فيمن قتل ويقال‬
‫بل كان أخاه وذلك أنه كان جاورهم فقيل لريان ف ذلك قتلت صاحبنا فقال فلو أمي ثقفت‬
‫بيث كانوا لبل ثيابا علق صبيب ولو كانت أمية أخت عمرو بذا الاء ظل لا نيب شهرت‬
‫السيف ف الدني من ول تعطف أواصرنا قلوب فقال ابن عباس فمن الفارس فيكم حد ل‬
‫حدا أسعه منك فإنك تضع الشياء مواضعها يا بن صوحان قال الفارس من قصر أجله ف‬
‫نفسه وضغم علي أمله بضرسه وكانت الرب أهون عليه من أمسه ذلك الفارس إذا وقدت‬
‫الروب‬
‫واشتدت بالنفس الكروب وتداعوا للنال وتزاحفوا للقتال وتالسوا الهج‬
‫واقتحموا بالسيوف اللجج قال أحسنت وال يا بن صوحان إنك لسليل أقوام كرام خطباء‬
‫فصحاء ما ورثت هذا عن كللة زدن قال نعم الفارس كثي الذر مدير النظر يلتفت بقلبه ول‬

‫‪296‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫يدير خرزات صلبه قال أحسنت وال يا بن صوحان الوصف فهل ف مثل هذه الصفة من شعر‬
‫قال نعم لزهي بن جناب الكلب يرثي ابنه عمرا حيث يقول فارس تكل الصحابة منه بسام ير‬
‫مر الريق ل تراه لدى الوغى ف مال يغفل الصرب ل ول ف مضيق من يراه يله ف الرب‬
‫يوما أنه أخرق مضل الطريق ف أبيات فقال له ابن عباس فأين أخواك منك يا بن صوحان‬
‫صفهما لعرف ورثكم قال أما زيد فكما قال أخو غن‬
‫فت ل يبال أن يكون بوجهه إذا نال خلت الكرام شحوب إذا ما تراءاه الرجال‬
‫تفظوا فلم ينطقوا العوراء وهو قريب حليف الندى يدعو الندي فيجيبه قريبا ويدعوه الندى‬
‫فيجيب يبيت الندى يا أم عمرو ضجيعه إذا ل يكن ف النقيات حلوب كأن بيوت الي ما ل‬
‫يكن با بسابس ما يلفى بن غريب ف أبيات كان وال يا بن عباس عظيم الروءة شريف‬
‫الخوة جليل الطر بعيد الثر كميش العروة أليف الندوة سليم جوانح الصدر قليل وساوس‬
‫الدهر ذاكرا ل طرف النهار وزلفا من الليل الوع والشبع عنده سيان ل ينافس ف الدنيا وأقل‬
‫أصحابه من ينافس فيها يطيل السكوت ويفظ الكلم وإن نطق نطق بعقام يهرب منه الدعار‬
‫الشرار ويألفه الحرار الخيار قال ابن عباس ما ظنك برجل من أهل النة رحم ال زيدا فأين‬
‫كان عبد ال منه قال كان عبد ال سيدا شجاعا مؤلفا مطاعا خيه وساع وشره‬
‫دفاع قلب النحيزة أحوذي الغريزة ل ينهنهه منهنه عما أراده ول يركب من المر‬
‫إل عتاده سام عدا وباذل قرى صعب القادة جزل الرفادة أخو إخوان وفت فتيان وهو كما قال‬
‫البجي عامر بن سنان سام عدا بالنيل يقتل من رمى وبالسيف والرمح الرد ين يشعب مهيب‬
‫مفيد للنوال معود بفعل الندى والكرمات مرب ف أبيات فقال له ابن عباس أنت يا بن‬
‫صوحان باقر علم العرب صعصعة بن صوحان ورجل من بن فزارة ووقف رجل من بن فزارة‬
‫على صعصعة فأسعه كلما منه بسطت لسانك يا بن صوحان على الناس فتهيبوك أما لئن‬
‫شئت لكونن لك لصاقا فل تنطق إل جددت لسانك بأذرب من ظبة السيف بعضب قوي‬
‫ولسان علي ث ل يكون لك ف ذلك حل ول ترحال فقال صعصعة لو أجد‬

‫‪297‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫غرضا منك لرميت بل أرى شبحا ول إخال مثال إل كسراب بقيعة يسبه الظمآن‬
‫ماء حت إذا جاءه ل يده شيئا أما لو كنت كفئا لرميت حصائلك بأذرب من ذلق السنان‬
‫ولرشقتك بنبال تردعك عن النضال ولطمتك بطام يزم منك موضع الزمام فاتصل الكلم‬
‫بابن عباس فاستضحك من الفزارى وقال أما لو كلف أخو فزارة نفسه نقل الصخور من جبل‬
‫شام إل الضاب لكان أهون عليه من منازعة أخي عبد القيس خاب أبوه ما أجهله يستجهل‬
‫أخا عبد القيس وقواه الريرة ث تثل صبت عليه ول تنصب من أمم إن الشقاء على الشقي‬
‫مصبوب رجل من آل صوحان يبه عبد اللك بن مروان وهو يطب وخطب عبد اللك بن‬
‫مروان فلما بلغ الغلظة قام إليه رجل من آل صوحان فقال مهل مهل يا بن مروان تأمرون ول‬
‫تأترون وتنهون ول تنهون وتعظون‬
‫ول تتعظون أفنقتدي بسيتكم ف أنفسكم أم نطيع أمركم بألسنتكم فإن قلتم‬
‫اقتدوا بسيتنا فأن وكيف وما الجة وما الصي من ال أنقتدي بسية الظلمة الفسقة الورة‬
‫الونة الذين اتذوا مال ال دول وعبيده خول وإن قلتم اسعوا نصيحتنا وأطيعوا أمرنا فكيف‬
‫ينصح لغيه من يغش نفسه أم كيف تب الطاعة لن ل تثبت عند ال عدالته وإن قلتم خذوا‬
‫الكمة من حيث وجدتوها واقبلوا العظة من سعتموها فعلم وليناكم أمرنا وحكمناكم ف‬
‫دمائنا وأموالنا أما علمتم أن فينا من هو أنطق منكم باللغات وأفصح بالعظات فتخلوا عنها‬
‫وأطلقوا عقالا وخلوا سبيلها ينتدب إليها آل رسول ال الذين شردتوهم ف البلد ومزقتموهم‬
‫ف كل واد بل تثبت ف أيديكم لنقضاء الدة وبلوغ الهلة وعظم الحنة إن لكل قائم قدرا ل‬
‫يعدوه ويوما ل يطوه وكتابا بعده يتلوه ل يغادر صغية ول كبية إل أحصاها وسيعلم الذين‬
‫ظلموا أي منقلب ينقلبون ث التمس الرجل فلم يوجد وصف عقيل بن أب طالب لل صوحان‬
‫قال معاوية لعقيل بن أب طالب ميز ل أصحاب علي وابدأ بآل صوحان فإنم ماريق الكلم‬
‫قال‬

‫‪298‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫أما صعصعة فعظيم الشان عضب اللسان قائد فرسان قاتل أقران يرتق ما فتق ويفتق‬
‫ما رتق قليل النظي وأما زيد وعبد ال فإنما نران جاريان يصب فيهما اللجان ويغاث بما‬
‫البلدان رجل جد ل لعب معه وأما بنو صوحان فكما قال الشاعر إذا نزل العدو فإن عندي‬
‫أسودا تلس السد النفوسا وصية ممد الباقر لعمر بن عبد العزيز دخل أبو جعفر ممد الباقر‬
‫بن علي زين العابدين بن السي عليهم السلم على عمر بن عبد العزيز رضي ال عنه فقال يا‬
‫أبا جعفر أوصن قال أوصيك أن تتخذ صغي السلمي ولدا وأوسطهم أخا وكبيهم أبا فارحم‬
‫ولدك وصل أخاك وبر أباك وإذا صنعت معروفا فربه‬
‫خطب الزبييي وما يتصل با خطب عبد ال بن الزبي قتل سنة ه عبد ال بن الزبي‬
‫ومعاوية دخل السي بن علي رضي ال عنه يوما على معاوية ومعه مول له يقال له ذكوان‬
‫وعند معاوية جاعة من قريش فيهم ابن الزبي فرحب معاوية بالسي وأجلسه على سريره‬
‫وقال ترى هذا القاعد يعن ابن الزبي فإنه ليدركه السد لبن عبد مناف فقال ابن الزبي لعاوية‬
‫قد عرفنا فضل السي وقرابته من رسول ال لكن إن شئت أعلمتك فضل الزبي على أبيك أب‬
‫سفيان فعلت فتكلم ذكوان مول السي بن علي فقال‬
‫مقال ذكوان يا بن الزبي إن مولي ما ينعه من الكلم إل أن يكون طلق اللسان‬
‫رابط النان فإن نطق نطق بعلم وإن صمت صمت بلم غي أنه كف الكلم وسبق إل السنام‬
‫فأقرت بفضله الكرام وأنا الذي أقول فيم الكلم لسابق ف غاية والناس بي مقصر ومبلد إن‬
‫الذي يري ليدرك شأوه ينمي لغي مسود ومسدد بل كيف يدرك نور بدر ساطع خي النام‬
‫وفرع آل ممد فقال معاوية صدق قولك يا ذكوان أكثر ال ف موال الكرام مثلك فقال ابن‬
‫الزبي إن أبا عبد ال سكت وتكلم موله ولو تكلم لجبناه أو لكففنا عن جوابه إجلل له ول‬
‫جواب لذا العبد قال ذكوان هذا العبد خي منك قال رسول ال مول القوم منهم فأنا مول‬
‫رسول ال وأنت ابن العوام بن خويلد فنحن أكرم ولء وأحسن فعل قال ابن الزبي إن لست‬
‫أجيب هذا فهات ما عندك مقال معاوية فقال معاوية قاتلك ال يا بن الزبي ما أعياك وأبغاك‬

‫‪299‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫أتفخر بي يدي أمي الؤمني وأب عبد ال إنك أنت التعدي لطورك الذي ل تعرف قدرك‬
‫فقس شبك بفترك‬
‫ث تعرف كيف تقع بي عراني بن عبد مناف أما وال لئن دفعت ف بور بن‬
‫هاشم وبن عبد شس لتقطعنك بأمواجها ث لتوهي بك ف أجاجها فما بقاؤك ف البحور إذا‬
‫غمرتك وف المواج إذا برتك هنالك تعرف نفسك وتندم على ما كان من جرأتك وتسي‬
‫ما أصبحت إليه من أمان وقد حيل بي العي والنوان فأطرق ابن الزبي مليا ث رفع رأسه‬
‫فالتفت إل من حوله ث قال مقال ابن الزبي أسألكم بال أتعلمون أن أب حواري رسول ال‬
‫وأن أباه أبا سفيان حارب رسول ال وأن أمي أساء بنت أب بكر الصديق‬
‫وأمه هند آكلة الكباد وجدي الصديق وجده الشدوخ ببدر ورأس الكفر وعمت‬
‫خدية ذات الطر والسب وعمته أم جيل حالة الطب وجدت صفية وجدته حامة وزوج‬
‫عمت خي ولد آدم ممد وزوج عمته شر ولد آدم أبو لب سيصلى نارا ذات لب وخالت‬
‫عائشة أم الؤمني وخالته أشقي الشقي وأنا عبد ال وهو معاوية‬
‫مقال معاوية فقال له معاوية ويك يا بن الزبي كيف تصف نفسك با وصفتها‬
‫وال مالك ف القدي من رياسة ول ف الديث من سياسة ولقد قدناك وسدناك قديا وحديثا‬
‫ل تستطيع لذلك إنكارا ول عنه فرارا وإن هؤلء الضور ليعلمون أن قريشا قد اجتمعت يوم‬
‫الفجار على رياسة حرب بن أمية وأن أباك وأسرتك تت رايته راضون بإمارته غي منكرين‬
‫لفضله ول طامعي ف عزله إن أمر أطاعوا وإن قال أنصتوا فأنزل فينا القيادة وعز الولية حت‬
‫بعث ال عز وجل ممدا‬
‫فانتخبه من خي خلقه من أسرت ل أسرتك وبن أب ل بن أبيك فجحدته قريش‬
‫أشد الحود وأنكرته أشد النكار وجاهدته أشد الهاد إل من عصم ال من قريش فما ساد‬
‫قريشا وقادهم إل أبو سفيان بن حرب فكانت الفئتان تلتقيان ورئيس الدى منا ورئيس‬
‫الضللة منا فمهديكم تت راية مهدينا وضالكم تت راية ضالنا فنحن الرباب وأنتم الذناب‬

‫‪300‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫حت خلص ال أبا سفيان بن حرب بفضله من عظيم شركه وعصمه بالسلم من عبادة‬
‫الصنام فكان ف الاهلية عظيما شأنه وف السلم معروفا مكانه ولقد أعطي يوم الفتح ما ل‬
‫يعط أحد من آبائك وإن منادي رسول ال نادى من دخل السجد فهو آمن ومن دخل دار أب‬
‫سفيان فهو آمن وكانت داره حرما ل دارك ول دار أبيك وأما هند فكانت امرأة من قريش ف‬
‫الاهلية عظيمة الطر وف السلم كرية الب وأما جدك الصديق فبتصديق عبد مناف سي‬
‫صديقا ل بتصديق عبد العزى وأما ما ذكرت من جدي الشدوخ ببدر فلعمري لقد دعا إل‬
‫الباز هو وأخوه وابنه فلو برزت إليه أنت وأبوك ما بارزوكم ول رأوكم لم أكفاء كما قد‬
‫طلب ذلك غيكم فلم يقبلوهم حت برز إليهم أكفاؤهم من بن أبيهم فقضي ال مناياهم‬
‫بأيديهم فنحن قتلنا ونن قتلنا وما أنت وذاك وأما عمتك أم الؤمني فبنا شرفت وسيت أم‬
‫الؤمني وخالتك عائشة مثل ذلك وأما صفية فهي أدنتك من الظل ولول هي لكنت ضاحيا‬
‫وأما ما ذكرت من ابن عمك وخال أبيك سيد الشهداء فكذلك كانوا رحهم ال وفخرهم‬
‫وإرثهم ل دونك ول فخر لك فيهم ول إرث بينك وبينهم‬
‫وأما قولك أنا عبد ال وهو معاوية فقد علمت قريش أينا أجود ف الزم وأحزم ف‬
‫القدم وأمنع للحرم ل وال ما أراك منتهيا حت تروم من بن عبد مناف ما رام أبوك فقد‬
‫طالعهم الذحول وقدم إليهم اليول وخدعتم أم الؤمني ول تراقبوا رسول ال إذ مددت على‬
‫نسائكم السجوف وأبرزت زوجته للحتوف ومقارعة السيوف فلما التقى المعان نكص أبوك‬
‫هاربا فلم ينجه ذلك أن طحنه أبو السي بكلكله طحن الصيد بأيدي العبيد وأما أنت فأفلت‬
‫بعد أن خشتك براثينه ونالتك ماليبه واي ال ليقومنك بنو عبد مناف بثقافها أو لتصبحن منها‬
‫صباح أبيك بوادي السباع وما كان أبوك الدهن حده ولكنه كما قال الشاعر تناول سرحان‬
‫فريسة ضيغم فقضقضه بالكف منه وحطما عبد ال بن الزبي ومعاوية أيضا دخل عبد ال بن‬
‫الزبيعلى معاوية فقال يا أمي الؤمني ل تدعن مروان يرمي جاهي قريش بشاقصه ويضرب‬
‫صفاتم بعوله أما وال لول مكانك لكان أخف على رقابنا من فراشة وأقل‬

‫‪301‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫ف أنفسنا من خشاشة وأي ال لئن ملك أعنة خيل تنقاد له لتركب منه طبقا تافه‬
‫فقال معاوية إن يطلب مروان هذا المر فقد طمع فيه من هو دونه وإن يتركه يتركه لن فوقه‬
‫وما أراكم بنتهي حت يبعث ال عليكم من ل يعطف عليكم بقرابة ول يذكركم عند ملمة‬
‫يسومكم خسفا ويسوقكم عسفا فقال ابن الزبي إذن وال يطلق عقال الرب بكتائب تور‬
‫كرجل الراد حافاتا السل لا دوي كدوي الريح تتبع غطريفا من قريش ل تكن أمه راعية‬
‫ثلة فقال معاوية أنا ابن هند أطلقت عقال الرب فأكلت ذروة السنام وشربت عنفوان الكرع‬
‫وليس للكل بعدي إل الفلذة ول للشارب إل الرنق فسكت ابن الزبي عبد ال بن الزبي‬
‫ومعاوية وعمرو بن العاص قدم عبد ال بن الزبي على معاوية وافدا فرحب به وأدناه حت‬
‫أجلسه على سريره ث قال حاجتك أبا خبيب فسأله أشياء ث قال له سل غي ما سألت قال نعم‬
‫الهاجرون والنصار ترد عليهم فيئهم وتفظ وصية نب ال فيهم تقبل‬
‫من مسنهم وتتجاوز عن مسيئهم فقال معاوية هيهات هيهات ل وال ما تأمن‬
‫النعجة الذئب وقد أكل أليتها فقال ابن الزبي مهل يا معاوية فإن الشاة لتدر للحالب وإن الدية‬
‫ف يده وإن الرجل الريب ليصانع ولده الذي خرج من صلبه وما تدور الرحاء إل بقطبها ول‬
‫تصلح القوس إل بعجبها فقال يا أبا خبيب لقد أجررت الطروقة قبل هباب الفحل هيهات‬
‫وهي ل تصطك ليائها اصطكاك القروم السوامى فقال ابن الزبي العطن بعد العل والعل بعد‬
‫النهل ول بد للرحاء من الثفال ث نض ابن الزبي فلما كان العشاء أخذت قريش مالسها‬
‫وخرج معاوية على بن أمية فوجد عمرو بن العاص فيهم فقال ويكم يا بن أمية أفيكم من‬
‫يكفين ابن الزبي فقال عمرو أنا أكفيكه يا أمي الؤمني قال ما أظنك تفعل قال بلى وال‬
‫لربدن وجهه ولخرسن لسانه ولردنه ألي من خيلة فقال دونك فاعرض له إذا دخل فدخل‬
‫ابن الزبي وكان قد بلغه كلم معاوية وعمرو فجلس نصب عين عمرو فتحدثوا ساعة ث قال‬
‫عمرو وإن لنار ما يطاق اصطلؤها لدي كلم معضل متفاقم فأطرق ابن الزبي ساعة ينكت‬
‫ف الرض ث رفع رأسه وقال‬

‫‪302‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫وإن لبحر ما يسامى عبابه مت يلق بري حر نارك تمد فقال عمرو وال يا بن‬
‫الزبي إنك ما علمت لتجلبب جلبيب الفتنة متأزر بوصائل التيه تتعاطى الذرى الشاهقة‬
‫والعال الباسقة وما أنت من قريش ف لباب جوهرها ول مؤنق حسبها فقال ابن الزبي أما ما‬
‫ذكرت من تعاطي الذرى فإنه طال ب إليها وسا مال يطول بك مثله أنف حي وقلب ذكي‬
‫وصارم مشرف ف تليد فارع وطريف مانع إذ قعد بك انتفاخ سحرك ووجيب قلبك وأما ما‬
‫ذكرت مع أن لست من قريش ف لباب جوهرها ومؤنق حسبها فقد حضرتن وإياك الكفاء‬
‫العالون ب وبك فاجعلهم بين وبينك فقال القوم قد أنصفك يا عمرو قال قد فعلت فقال ابن‬
‫الزبي أما إذا أمكنن ال منك فلربدن وجهك ولخرسن لسانك ولترجعن ف هذه الليلة وكأن‬
‫الذي بي منكبيك مشدود إل عروق أخدعيك ث قال أقسمت عليكم يا معاشر قريش أنا‬
‫أفضل ف دين السلم أم عمرو فقالوا اللهم أنت قال فأب أفضل أم أبوه قالوا أبوك حواري‬
‫رسول ال وآله وابن عمته قال فأمي أفضل أم أمه قالوا أمك أساء بنت أب بكر الصديق وذات‬
‫النطاقي قال فعمت أفضل أم عمته قالوا عمتك سلمى بنة العوام صاحبة رسول ال وآله أفضل‬
‫من عمته قال فخالت أفضل أم خالته قالوا خالتك عائشة أم الؤمني قال فجدت أفضل أم جدته‬
‫قالوا جدتك صفية بنت عبد الطلب عمة رسول ال وآله قال فجدي أفضل أم جده قالوا جدك‬
‫أبو بكر الليفة بعد رسول ال وآله فقال قضت الغطارف من قريش بيننا فاصب لفضل‬
‫خصامها وقضائها‬
‫وإذا جريت فل تار مبزا بذ الياد على احتفال جرائها أما وال يا بن العاص لو‬
‫أن الذي أمرك بذا واجهن بثله لقصرت إليه من سامي بصره ولتركته يتلجلج لسانه وتضطرم‬
‫النار ف جوفه ولقد استعان منك بغي واف ولأ إل غي كاف ث قام فخرج خطبة ابن الزبي‬
‫لا قتل السي عليه السلم لا قتل السي عليه السلم قام عبد ال بن الزبي ف أهل مكة‬
‫وعظم مقتله وعاب على أهل الكوفة خاصة ولم أهل العراق عامة فقال بعد أن حد ال وأثن‬
‫عليه وصلى على ممد إن أهل العراق غدر فجر إل قليل وإن أهل الكوفة شرار أهل العراق‬

‫‪303‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫وإنم دعوا حسينا لينصروه ويولوه عليهم فلما قدم عليهم ثاروا إليه فقالوا له إما أن تضع يدك‬
‫ف أيدينا فنبعث بك إل ابن زياد بن سية سلما فيمضي فيك حكمه وإما أن تارب فرأى وال‬
‫أنه هو وأصحابه قليل ف كثي وإن كان ال عز وجل ل يطلع على الغيب أحدا أنه مقتول‬
‫ولكنه اختار اليتة الكرية على الياة الذميمة فرحم ال حسينا وأخزى قاتل حسي لعمري لقد‬
‫كان من خلفهم إياه وعصيانم ما كان ف مثله واعظ وناه عنهم ولكنه ما حم نازل وإذا أراد‬
‫ال أمرا لن يدفع أفبعد السي نطمئن إل هؤلء القوم ونصدق قولم ونقبل لم عهدا ل ول‬
‫نراهم لذلك أهل أما وال لقد قتلوه طويل بالليل قيامه كثيا ف النهار‬
‫صيامه أحق با هم فيه منهم وأول به ف الدين والفضل أما وال ما كان يبدل‬
‫بالقرآن الغناء ول بالبكاء من خشية ال الداء ول بالصيام شرب الرام ول بالجالس ف حلق‬
‫الذكر الركض ف تطلب الصيد يعرض بيزيد فسوف يلقون غيا فثار إليه أصحابه فقالوا له أيها‬
‫الرجل أظهر بيعتك فإنه ل يبق أحد إذ هلك حسي ينازعك هذا المر وقد كان يبايع الناس‬
‫سرا ويظهر أنه عائذ بالبيت مناظرة ابن الزبي للخوارج اجتمعت الوارج حي ثار عبد ال بن‬
‫الزبي بكة سنة وسار إليه مسلم ابن عقبة الري ف جيش من أهل الشأم بعد أن غزا الدينة‬
‫وكان منه ف وقعة الرة ما كان فقال لم نافع بن الزرق اخرجوا بنا نأت البيت ونلق هذا‬
‫الرجل فإن يكن على رأينا جاهدنا معه العدو وإن يكن على غي رأينا دافعنا عن البيت ما‬
‫استطعنا ونظرنا بعد ذلك ف أمورنا فخرجوا حت قدموا على عبد ال بن الزبي فسر بقدمهم‬
‫ونبأهم أنه على رأيهم وأعطاهم الرضا من غي توقف ول تفتيش فقاتلوا معه حت مات يزيد بن‬
‫معاوية وانصرف أهل الشأم عن مكة ث إن القوم لقي بعضهم بعضا فقالوا إن هذا الذي صنعتم‬
‫أمس بغي رأي ول صواب من المر تقاتلون مع رجل ل تدرون لعله ليس على رأيكم إنا كان‬
‫أمس يقاتلكم هو وأبوه ينادي يا لثارات عثمان ندخل إليه فننظر ما عنده فإن قدم أبا بكر‬
‫وعمر وبرئ من عثمان وعلي وكفر أباه وطلحة بايعناه وإن تكن الخرى ظهر لنا‬
‫ما عنده فتشاغلنا با يدي علينا فدخلوا على ابن الزبي وهو مبتذل وأصحابه متفرقون عنه‬

‫‪304‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫فقالوا إنا جئناك لتخبنا رأيك فإن كنت على الصواب بايعناك وإن كنت على غيه دعوناك‬
‫إل الق ما تقول ف الشيخي قال خيا قالوا فما تقول ف عثمان الذي أحى المى وآوى‬
‫الطريد وأظهر لهل مصر شيئا وكتب بلفه وأوطأ آل أب معيط رقاب الناس وآثرهم بفئ‬
‫السلمي وف الذي بعده الذي حكم ف دين ال الرجال وأقام على ذلك غي تائب ول نادم‬
‫وف أبيك وصاحبه وقد بايعا عليا وهو إمام عادل مرضي ل يظهر منه كفر ث نكثا بعرض من‬
‫أعراض الدنيا وأخرجا عائشة تقاتل وقد أمرها ال وصواحبها أن يقرن ف بيوتن وكان لك ف‬
‫ذلك ما يدعوك إل التوبة فإن أنت قلت كما نقول فلك الزلفى عند ال والنصر على أيدينا‬
‫ونسأل ال لك التوفيق وإن أبيت إل نصر رأيك الول وتصويب أبيك وصاحبه والتحقيق‬
‫بعثمان والتول ف السني الست الت أحلت دمه ونقضت أحكامه وأفسدت إمامته خذلك ال‬
‫وانتصر منك بأيدينا فقال ابن الزبي إن ال أمر وله العزة والقدرة ف ماطبة أكفر‬
‫الكافرين وأعت العتاة بأرأف من هذا القول فقال لوسى وأخيه ولخيه صلى ال عليهما إل‬
‫اذهبا إل فرعون إنه طغي فقول له قول لينا لعله يتذكر أو يشى وقال رسول ال ل تؤذوا‬
‫الحياء بسب الوتى فنهى عن سب أب جهل من أجل عكرمة ابنه وأبو جهل عدو ال وعدو‬
‫الرسول والقيم على الشرك والاد ف الحاربة والتبغض إل رسول ال قبل الجرة والحارب‬
‫له بعدها وكفى بالشرك ذنبا وقد كان يغنيكم عن هذا القول الذي سيتم فيه طلحة وأب أن‬
‫تقولوا أتبأ من الظالي فإن كانا منهم دخل ف غمار السلمي وإن ل يكونا منهم ل تفظون‬
‫بسب أب وصاحبه وأنتم تعلمون أن ال عز وجل قال للمؤمن ف أبويه وإن جاهداك على أن‬
‫تشرك ب ما ليس لك به علم فل تطعهما وصاحبهما ف الدنيا معروفا وقال جل ثناؤه وقولوا‬
‫للناس حسنا وهذا الذي دعوت إليه أمر له ما بعده وليس يقنعكم إل التوقيف والتصريح‬
‫ولعمري إن ذلك لحرى بقطع الجج وأوضح لنهاج الق وأول أن يعرف كل صاحبه من‬
‫عدوه فروحوا إل من عشيتكم هذه اكشف لكم ما أنا عليه إن شاء ال تعال فلما كان العشي‬
‫راحوا إليه فخرج إليهم وقد لبس سلحه فلما رأي ذلك ندة قال هذا خروج منابذ لكم‬

‫‪305‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫فجلس على رفيع من الرض فحمد ال وأثن عليه وصلى على نبيه ث ذكر أبا بكر وعمر‬
‫أحسن ذكر ث ذكر عثمان ف السني الوائل من خلفته ث وصلهن بالسني الت أنكروا سيته‬
‫فيها فجعلها كالاضية وخب أنه‬
‫آوى الكم بن أب العاص بإذن رسول ال وذكر المى وما كان فيه من الصلح‬
‫وأن القوم استعتبوه من أمور وكان له أن يفعلها أول مصيبا ث أعتبهم بعد ذلك مسنا وأن أهل‬
‫مصر لا أتوه بكتاب ذكروا أنه منه بعد أن ضمن لم العتب ث كتب لم ذلك الكتاب بقتلهم‬
‫فدفعوا الكتاب إليه حلف بال أنه ل يكتبه ول يأمر به وقد أمر ال عز وجل بقبول اليمي من‬
‫ليس له مثل سابقته مع ما اجتمع له من صهر رسول ال ومكانه من المامة وأن بيعة الرضوان‬
‫تت الشجرة إنا كانت بسببه وعثمان الرجل الذي لزمته يي لو حلف عليها للف على حق‬
‫فافتداها بائة ألف ول يلف وقد قال رسول ال من حلف بال فليصدق ومن حلف له بال‬
‫فليض فعثمان أمي الؤمني كصاحبيه وأنا ول وليه وعدو عدوه وأب وصاحبه صاحبا رسول‬
‫ال ورسول ال يقول عن ال عز وجل يوم أحد لا قطعت إصبع طلحة سبقته إل النة وقال‬
‫أوجب طلحة وكان الصديق إذا ذكر يوم أحد قال ذاك يوم كله أو جله لطلحة والزبي حواري‬
‫رسول ال وصفوته وقد ذكر أنما ف النة فقال جل وعز لقد رضي ال عن الؤمني إذ‬
‫يبايعونك تت الشجرة وما أخبنا بعد أنه سخط عليهم فإن يكن ما سعوا فيه حقا فأهل ذلك‬
‫هم وإن يكن زلة ففي عفو ال تحيصها وفيما وفقهم له من السابقة مع نبيهم ومهما ذكرتوها‬
‫فقد بدأت بأمكم عائشة رضي ال عنها فإن أب آب‬
‫أن تكون له أما نبذ اسم اليان عنه وقد قال ال جل ذكره وقوله الق النب أول‬
‫بالؤمني من أنفسهم وأزواجه أمهاتم فنظر بعضهم إل بعض ث انصرفوا عنه أبو صخر الذل‬
‫وعبد ال بن الزبي وروى أبو الفرج الصفهان قال لا ظهر ابن الزبي بالجاز وغلب عليها‬
‫بعد موت يزيد بن معاوية وتشاغل بنو أمية بالرب بينهم ف مرج راهط وغيه دخل عليه أبو‬
‫صخر الذل ف هذيل وقد جاءوه ليقبضوا عطاءهم وكان عارفا بواه ف بن أمية فمنعه عطاءه‬

‫‪306‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫فقال علم تنعن حقا ل وأنا امرؤ مسلم ما أحدثت ف السلم حدثا ول أخرجت من طاعة‬
‫يدا قال عليك بن أمية فاطلب عندهم عطاءك قال إدن أجدهم سباطا أكفهم سحة أنفسهم‬
‫بذلء لموالم وهابي لجتديهم كرية أعراقهم شريفة أصولم زاكية فروعهم قريبا من رسول‬
‫ال نسبهم وسببهم ليسوا إذا نسبوا بأذناب ول وشائظ ول أتباع ول هم ف قريش كفقعة‬
‫القاع لم السودد ف الاهلية واللك ف السلم ل كمن ل يعد ف عيها ول نفيها ول حكم‬
‫آباؤه ف نقيها ول قطميها ليس‬
‫من أحلفها الطيبي ول من سادتا الطعمي ول من جودائها الوهابي ول من‬
‫هاشها النتخبي ول عبد شسها السودين وكيف نقاتل الرءوس بالذناب وأين النصل من‬
‫الفن والسنان من الزج والذناب من القدامى وكيف يفضل الشحيح على الواد والسوقة على‬
‫اللك والامع بل على الطعم فضل فغضب ابن الزبي حت ارتعدت فرائصه وعرق جبينه‬
‫واهتز من قرنه إل قدمه وامتقع لونه ث قال له يا بن البوالة على عقبيها ويا جلف يا جاهل أما‬
‫وال لول الرمات الثلث حرمة السلم وحرمة الرم وحرمة الشهر الرام لخذت الذي فيه‬
‫عيناك ث أمر به إل سجن عارم فحبس به مدة ث استوهبته هذيل ومن له من قريش خئولة ف‬
‫هذيل فأطلقه بعد سنة واقسم أل يعطيه عطاء مع السلمي أبدا فلما ول عبد اللك أمر له با‬
‫فاته من العطاء ومثله صلة من ماله وكساه وحله خطبته وقد قدم عليه وفد العراق قدم وفد من‬
‫العراق على عبد ال بن الزبي فأتوه ف السجد الرام ف يوم جعة فسلموا عليه فسألم عن‬
‫مصعب أخيه وعن سيته فيهم فقالوا أحسن الناس سية‬
‫وأقضاه بق وأعدله ف حكم فصلى عبد ال بالناس المعة ث صعد النب فحمد ال‬
‫وأثن عليه ث قال قد جربون ث جربون من غلوتي ومن الئي حت إذا شابوا وشيبون خلوا‬
‫عنان ث سيبون أيها الناس إن قد سألت هذا الوفد من أهل العراق عن عاملهم مصعب بن‬
‫الزبي فأحسنوا الثناء عليه وذكروا عنه ما أحب أل إن مصعبا أطب القلوب حت ما تعدل به‬
‫والهواء حت ما تول عنه واستمال اللسن بثنائها والقلوب بنصحها والنفوس بحبتها فهو‬

‫‪307‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫الحبوب ف خاصته الحمود ف عامته با أطلق ال به لسانه من الي وبسط يده من البذل ث‬
‫نزل خطبته لا بلغه قتل مصعب لا قتل عبد اللك بن مروان مصعب بن الزبي سنة ه وانتهى‬
‫خب مقتله إل عبد ال بن الزبي أضرب عن ذكره أياما حت تدث به إماء مكة ف الطريق ث‬
‫صعد النب فجلس عليه مليا ل يتكلم والكآبة على وجهه وجبينه يرشح عرقا فقال رجل من‬
‫قريش لرجل إل جانبه ماله ل يتكلم أتراه يهاب النطق فوال إنه للبيب الطباء قال لعله يريد‬
‫أن يذكر مقتل مصعب سيد العرب فيشتد ذلك عليه وغي ملوم ث تكلم فقال المد ل الذي‬
‫له اللق والمر وملك الدنيا والخرة يؤت اللك من يشاء وينع اللك من يشاء ويعز من يشاء‬
‫ويذل من يشاء أما بعد فإنه ل يعز ال‬
‫من كان الباطل معه وإن كان معه النام طرا ول يذل من كان الق معه وإن كان‬
‫مفردا ضعيفا أل وإنه قد أتانا خب من العراق بلد الغدر والشقاق فساءنا وسرنا أتانا أن مصعبا‬
‫قتل رحة ال عليه ومغفرته فأما الذي أحزننا من ذلك فإن لفراق الميم لذعة ولوعة يدها‬
‫حيمه عند الصيبة ث يرعوى من بعد ذو الرأي والدين إل جيل الصب وكري العزاء وأما الذي‬
‫سرنا منه فإنا قد علمنا أن قتله شهادة له وأنه عز وجل جاعل لنا وله ف ذلك الية إن شاء ال‬
‫تعال أسلمه الطغام الصم الذان أهل العراق إسلم النعم الخطمة وباعوه بأقل من الثمن الذي‬
‫كانوا يأخذون منه فإن يقتل فقد قتل أبوه وعمه وأخوه وكانوا اليار الصالي إنا وال ل‬
‫نوت حتف آنافنا ولكن قعصا بالرماح‬
‫وموتا تت ظلل السيوف وليس كما يوت بنو مروان وال ما قتل منهم رجل ف‬
‫زحف ف جاهلية ول إسلم قط أل وإنا الدنيا عارية من اللك القهار الذي ل يزول سلطانه‬
‫ول يبيد ملكه فإن تقبل الدنيا علي ل آخذها أخذ الشر البطر وإن تدبر عن ل أبك عليها‬
‫بكاء الرق الهي أقول قول هذا وأستغفر ال ل ولكم ث نزل خطبة أخرى له وقال الاحظ‬
‫لا جاءه قتل أخيه مصعب قام خطيبا بعد خطبته الول فقال إن مصعبا قدم أيره وأخر خيه‬
‫وتشاغل بنكاح فلنة وفلنة وترك حلبة أهل الشأم حت غشيته ف داره ولئن هلك مصعب إن‬

‫‪308‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫ف آل الزبي خلفا منه خطبته وقد بلغه قتل عمرو الشدق وروي الاحظ أيضا أنه لا بلغه قتل‬
‫عبد اللك بن مروان عمرو بن سعيد الشدق قام خطيبا فقال‬
‫إن أبا ذبان قتل لطيم الشيطان كذلك نول بعض الظالي بعضا با كانوا يكسبون‬
‫عبد ال بن الزبي وأمه أساء بنت أب بكر دخل ابن الزبي على أمه أساء بنت أب بكر ف اليوم‬
‫الذي قتل فيه وقد رأى من الناس ما رأى من خذلنم فقال يا أمه خذلن الناس حت ولدي‬
‫وأهلي فلم يبق معي إل اليسي من ليس عنده من الدفع أكثر من صب ساعة والقوم يعطونن ما‬
‫أردت من الدنيا فما رأيك فقالت أنت وال يا بن أعلم بنفسك إن كنت تعلم أنك على حق‬
‫وإليه تدعو فامض له فقد قتل عليه أصحابك ول تكن من رقبتك يتلعب با غلمان بن أمية‬
‫وإن كنت إنا أردت الدنيا فبئس العبد أنت أهلكت نفسك وأهلكت من قتل معك وإن قلت‬
‫كنت على حق فلما وهن أصحاب ضعفت فهذا ليس فعل الحرار ول أهل الدين وكم‬
‫خلودك ف الدنيا القتل أحسن وال لضربة بالسيف ف عز أحب إل من ضربة بسوط ف ذل‬
‫قال إن أخاف إن قتلون أن يثلوا ب قالت يا بن إن الشاة ل يضرها سلخها بعد ذبها فدنا‬
‫منها وقبل رأسها وقال هذا وال رأيي والذي قمت به داعيا إل يومي هذا‬
‫ما ركنت إل الدنيا ول أحببت الياة فيها وما دعان إل الروج إل الغضب ل أن‬
‫تستحل حرمه ولكنن أحببت أن أعلم رأيك فزدتن بصية مع بصيت فانظري يا أمه فإن‬
‫مقتول من يومي هذا فل يشتد حزنك وسلمي لمر ال فإن ابنك ل يتعمد إتيان منكر ول‬
‫عمل بفاحشة ول ير ف حكم ال ول يغدر ف أمان ول يتعمد ظلم مسلم ول معاهد ول‬
‫يبلغن ظلم عن عمال فرضيت به بل أنكرته ول يكن شيء آثر عندي من رضا رب اللهم إن‬
‫ل أقول هذا تزكية من لنفسي أنت أعلم ب ولكن أقوله تعزية لمي لتسلو عن فقالت أمه إن‬
‫لرجو من ال أن يكون عزائي فيك حسنا إن تقدمتن وإن تقدمتك ففي نفسي حرج حت‬
‫أنظر إلم يصي أمرك قال يا أمه جزاك ال خيا فل تدعي الدعاء ل قبل وبعد فقالت ل أدعه‬
‫أبدا فمن قتل على باطل فقد قتلت على حق ث قالت اللهم أرحم طول ذلك القيام ف الليل‬

‫‪309‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫الطويل وذلك النحيب والظمأ ف هواجر الدينة ومكة وبره بأبيه وب اللهم قد سلمته لمرك فيه‬
‫ورضيت با قضيت فأثبن ف عبد ال ثواب الصابرين الشاكرين ث ودعها وخرج خطبته يوم‬
‫قتله وخرج من عندها فصعد النب فحمد ال وأثن عليه ث قال أيها الناس إن الوت قد تغشاكم‬
‫سحابه وأحدق بكم ربابه واجتمع بعد تفرق وارجحن بعد تشق ورجس نوكم رعده وهو‬
‫مفرغ عليكم ودقه‬
‫وقائد إليكم البليا تتبعها النايا فاجعلوا السيوف لا غرضا واستعينوا عليها بالصب‬
‫وتثل بأبيات ث اقتحم يقاتل وهو يقول قد جد أصحابك ضرب العناق وقامت الرب لا‬
‫على ساق خطبة أخرى وروي الطبي قال لا كان يوم الثلثاء صبيحة سبع عشرة من جادى‬
‫الول سنة ه وقد أخذ الجاج على ابن الزبي بالبواب صلى بأصحابه الفجر ث قام فحمد ال‬
‫وأثن عليه ث قال يا آل الزبي لو طبتم ل نفسا عن أنفسكم كنا أهل بيت من العرب اصطلمنا‬
‫ف ال ل تصبنا زباء بتة أما بعد يا آل الزبي فل يرعكم وقع السيوف فإن ل أحضر موطنا قط‬
‫إل أرتثثت فيه من القتل وما أجد من دواء جراحها أشد ما أجد من أل وقعها صونوا سيوفكم‬
‫كما تصونون وجوهكم ل أعلم امرأ كسر سيفه واستبقى نفسه فإن الرجل إذا ذهب سلحه‬
‫فهو كالرأة أعزل غضوا أبصاركم عن البارقة وليشغل كل امرئ قرنه ول يلهينكم السؤال عن‬
‫ول تقولن أين عبد ال بن الزبي أل من كان سائل عن فإن ف الرعيل الول أب لبن سلمى‬
‫أنه غي خالد ملقي النايا أي صرف تيما‬
‫فلست ببتاع الياة بسبة ول مرتق من خشية الوت سلما احلوا على بركة ال ث‬
‫قاتل حت أثخن بالراحات وقتل خطبة مصعب بن الزبي بعث عبد ال بن الزبي أخاه مصعبا‬
‫واليا على البصرة سنة ه فصعد النب فحمد ال وأثن عليه ث قال بسم ال الرحن الرحيم طسم‬
‫تلك آيات الكتاب البي نتلو عليك من نبأ موسى وفرعون بالق لقوم يؤمنون إن فرعون عل‬
‫ف الرض وجعل أهلها شيعا يستضعف طائفة منهم يذبح أبنائهم ويستحيي نساءهم إنه كان‬
‫من الفسدين وأشار بيده نو الشام ونريد أن نن على الذين استضعفوا ف الرض ونعلهم‬

‫‪310‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫أئمة ونعلهم الوارثي وأشار بيده نو الجاز ونكن لم ف الرض ونري فرعون وهامان‬
‫وجنودها منهم ما كانوا يذرون وأشار بيده نو العراق‬
‫خطب المويي خطباء البيت الموي خطب معاوية توف سنة ه خطبته بالدينة عام‬
‫الماعة قدم معاوية الدينة عام الماعة سنة ه فتلقاه رجال قريش فقالوا المد ل الذي أعز‬
‫نصرك وأعلى كعبك فما رد عليهم شيئا حت صعد النب فحمد ال وأثن عليه ث قال أما بعد‬
‫فإن وال ما وليتها بحبة علمتها منكم ول مسرة بوليت ولكن جالدتكم بسيفي هذا مالدة‬
‫ولقد رضت لكم نفسي على عمل ابن أب قحافة وأردتا على عمل عمر فنفرت من ذلك‬
‫نفارا شديدا وأردتا علي سنيات عثمان فأبت علي فسلكت با طريقا ل ولكم فيه منفعة‬
‫مؤاكلة حسنة ومشاربة جيلة فإن ل تدون خيكم فإن خي لكم ولية وال ل أحل السيف‬
‫على من ل سيف له وإن ل يكن منكم إل ما يستشفي به القائل بلسانه فقد جعلت ذلك له‬
‫دبر أذن‬
‫وتت قدمي وإن ل تدون أقوم بقكم كله فاقبلوا من بعضه فإن أتاكم من خي‬
‫فاقبلوه فإن السيل إذا جاد يثرى وإذ قل أغن وإياكم والفتنة فإنا تفسد العيشة وتكدر النعمة‬
‫ث نزل خطبة أخرى له بالدينة وخطب فحمد ال وأثن عليه ث صلى على النب ث قال أما بعد‬
‫أيها الناس إنا قدمنا عليكم وإنا قدمنا على صديق مستبشر أو على عدو مستتر وناس بي ذلك‬
‫ينظرون وينتظرون فإن أعطوا منها رضوا وإن ل يعطوا منها إذا هم يسخطون ولست واسعا‬
‫كل الناس فإن كانت ممدة فل بد من مذمة فلوما هونا إذا ذكر غفر وإياكم والت إن أخفيت‬
‫أوبقت وإن ذكرت أوثقت ث نزل خطبة له بالدينة وصعد منب الدينة فحمد ال واثن عليه ث‬
‫قال يأهل الدينة إن لست أحب أن تكونوا خلقا كخلق العراق يعيبون الشيء وهم فيه كل‬
‫امرئ منهم شيعة نفسه فاقبلونا با فينا فإن ما وراءنا شر لكم وإن معروف زماننا هذا منكر‬
‫زمان قد مضى ومنكر زماننا معروف زمان ل يأت ولو قد أتى فالرتق خي من الفتق وف كل‬
‫بلغ ول مقام على الرزية‬

‫‪311‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫خطبته حي ول الغية بن شعبة الكوفة ولا ول معاوية الغية بن شعبة الكوفة ف‬
‫جادى سنة ه دعاه فحمد ال وأثن عليه ث قال أما بعد فإن لذي اللم قبل اليوم ما تقرع‬
‫العصا وقد قال التلمس لذي اللم قبل اليوم ما تقرع العصا وما علم النسان إل ليعلما وقد‬
‫يزي الكيم بغي التعليم وقد أردت إيصاءك بأشياء كثية فأنا تاركها اعتمادا على بصرك با‬
‫يرضين ويسعد سلطان وتصلح به رعيت ولست تاركا إيصاءك بصلة ل تتحم عن شتم علي‬
‫وذمه والترحم على عثمان والستغفار له والعيب على أصحاب علي والقصاء لم وترك‬
‫الستماع منهم وبإطراء شيعة عثمان رضوان ال عليه والدناء لم والستماع منهم فقال الغية‬
‫قد جربت وجربت وعملت قبلك لغيك فلم يذمم ب دفع ول رفع ول وضع فستبلو فتحمد أو‬
‫تذم قال بل نمد إن شاء ال‬
‫خطبة له ف يوم صائف وخطب المعة ف يوم صائف شديد الر فحمد ال وأثن‬
‫عليه وصلى على رسوله ث قال إن ال عز وجل خلقكم فلم ينسكم ووعظكم فلم يهملكم‬
‫فقال يا أيها الذين آمنوا اتقوا ال حق تقاته ول توتن إل وأنتم مسلمون قوموا إل صلتكم‬
‫آخر خطبة له صعد النب ممد ال وأثن عليه ث قبض على ليته وقال أيها الناس إن من زرع‬
‫قد استحصد وقد طالت عليكم إمرت حت مللتكم ومللتمون وتنيت فراقكم وتنيتم فراقي وإنه‬
‫ل يأتيكم بعدي إل من هو شر من كما ل يأتكم قبلي إل من كان خيا من وإنه من أحب‬
‫لقاء ال أحب ال لقاءه اللهم إن قد أحببت لقاءك فأحبب لقائي ث نزل فما صعد النب حت‬
‫مات خطبته وقد حضرته الوفاة ولا حضرت معاوية الوفاة قال لول له من بالباب قال نفر من‬
‫قريش يتباشرون بوتك قال ويك ول قال ل أدري قال فوال ما لم بعدي إل الذي يسوءهم‬
‫وأذن للناس فدخلوا فحمد ال وأثن عليه وأوجز ث قال‬
‫أيها الناس إنا قد أصبحنا ف دهر عنود وزمن شديد يعد فيه الحسن مسيئا ويزداد‬
‫فيه الظال عتوا ل ننتفع با علمناه ول نسأل عما جهلناه ول نتخوف قارعة حت تل بنا فالناس‬
‫على أربعة أصناف منهم من ل ينعه من الفساد ف الرض إل مهانة نفسه وكلل حده‬

‫‪312‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫ونضيض وفره ومنهم الصلت لسيفه الجلب بيله ورجله العلن بشره قد أشرط نفسه وأوبق‬
‫دينه لطام ينتهره أو مقنب يقوده أو منب يفرعه ولبئس التجر أن تراها لنفسك ثنا وما لك‬
‫عند ال عوضا ومنهم من يطلب الدنيا بعمل الخرة ول يطلب الخرة بعمل الدنيا قد طامن‬
‫من شخصه وقارب من خطوه وشر من ثوبه وزخرف نفسه للمانة واتذ ستر ال ذريعة‬
‫للمعصية ومنهم من قد أقعده عن طلب اللك ضئولة نفسه وانقطاع سببه فقصرت به الال عن‬
‫أمله قتحلى باسم القناعة وتزين بلباس الزهاد وليس من ذلك ف مراح ول مغدى وبقي رجال‬
‫غض أبصارهم ذكر الرجع وأراق دموعهم خوف الحشر فهم بي شريد نافر وخائف منقمع‬
‫وساكت مكعوم وداع ملص وموجع ثكلن قد أخلتهم التقية وشلتهم الذلة فهم بر أجاج‬
‫أفواههم ضامزة وقلوبم قرحة قد وعظوا حت ملوا وقهروا حت ذلوا وقتلوا‬
‫حت قلوا فلتكن الدنيا ف أعينكم أصغر من حثالة القرظ وقراضة اللمي واتعظوا‬
‫بن كان قبلكم قبل أن يتعظ بكم من بعدكم فارفضوها ذميمة فإنا قد رفضت من كان‬
‫أشغف با منكم وصيته لبنه يزيد لا حضرت معاوية الوفاة ويزيد غائب دعا معاوية مسلم بن‬
‫عقبة الرى والضحاك بن قيس الفهري فقال أبلغا عن يزيد وقول له يا بن إن قد كفيتك الشد‬
‫والترحال ووطأت لك المور وذللت لك العداء وأخضعت لك رقاب العرب وجعت لك ما‬
‫ل يمعه أحد فانظر أهل الجاز فإنم أصلك وعترتك فمن أتاك منهم فأكرمه ومن قعد عنك‬
‫فتعهده وانظر أهل العراق فإن سألوك أن تعزل عنهم كل يوم عامل فافعل فإن عزل عامل‬
‫أهون عليك من سل مائة ألف سيف ث ل تدري علم أنت عليه منهم ث انظر أهل الشأم‬
‫فاجعلهم الشعار دون الدثار فإن رابك من عدوك ريب فارمهم بم فإن‬
‫أظفرك ال بم فاردد أهل الشأم إل بلدهم ول يقيموا ف غي بلدهم فيتأدبوا بغي‬
‫أدبم وإن لست أخاف عليك أن ينازعك هذا المر إل أربعة نفر من قريش السي بن علي‬
‫وعبد ال بن عمر وعبد ال بن الزبي وعبد الرحن بن أب بكر فأما عبد ال بن عمر فرجل قد‬
‫وقذه الورع وإذا ل يبق أحد غيه بايعك وأما السي بن علي فإنه رجل خفيف وأرجو أن‬

‫‪313‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫يكفيكه ال بن قتل أباه وخذل أخاه ول أظن أهل العراق تاركيه حت يرجوه فإن خرج‬
‫وظفرت به فاصفح عنه فإن له رحا ماسة وحقا عظيما وقرابة من ممد صلوات ال عليه‬
‫وسلمه وأما ابن أب بكر فإن رأى أصحابه صنعوا شيئا صنع مثلهم ليست له هة إل ف النساء‬
‫واللهو وأما ابن الزبي فإنه خب ضب فإن ظفرت به فقطعه إربا إربا أو قال وأما الذي يثم‬
‫لك جثوم السد ويراوغك مراوغة الثعلب فإن أمكنته فرصة وثب فذاك ابن الزبي فإن هو‬
‫وثب عليك فظفرت به فقطعه إربا إربا واحقن دماء قومك ما استطعت‬
‫خطب يزيد بن معاوية توف سنة ه خطبته بعد موت معاوية المد ل الذي ما شاء‬
‫صنع من شاء أعطى ومن شاء منع ومن شاء خفض ومن شاء رفع إن أمي الؤمني كان حبل‬
‫من حبال ال مده ما شاء أن يده ث قطعه حي أراد أن يقطعه وكان دون من قبله وخيا من‬
‫يأت بعده ول أزكيه عند ربه وقد صار إليه فإن يعف فبحته وإن يعاقبه فبذنبه وقد وليت بعده‬
‫المر ولست أعتذر من جهل ول أشتغل بطلب علم وعلى رسلكم إذا كره ال شيئا غيه وإذا‬
‫أحب شيئا يسره خطبة أخرى له المد ل أحده وأستعينه وأومن به وأتوكل عليه ونعوذ بال‬
‫من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهد ال فل مضل له ومن يضلل فل هادي له وأشهد‬
‫أن ل إله إل ال وحده ل شريك له وأن ممدا عبده ورسوله اصطفاه لوحيه واختاره لرسالته‬
‫بكتاب فصله وفضله وأعزه وأكرمه ونصره وحفظه ضرب فيه المثال وحلل فيه اللل وحرم‬
‫فيه الرام وشرع فيه الدين إعذارا وإنذارا لئل يكون‬
‫للناس على ال حجة بعد الرسل ويكون بلغا لقوم عابدين أوصيكم عباد ال‬
‫بتقوى ال العظيم الذي ابتدأ المور بعلمه وإليه يصي معادها وانقطاع مدتا وتصرم دارها ث‬
‫إن أحذركم الدنيا فإنا حلوة خضرة حفت بالشهوات وراقت بالقليل وأينعت بالفان وتببت‬
‫بالعاجل ل يدوم نعيمها ول تؤمن فجيعتها أكالة غوالة غرارة ل تبقي على حال ول يبقى لا‬
‫حال لن تعدو الدنيا إذا تناهت إل أمنية أهل الرغبة فيها والرضا با أن تكون كما قال ال عز‬
‫وجل واضرب لم مثل الياة الدنيا كماء أنزلناه من السماء فاختلط به نبات الرض فاصبح‬

‫‪314‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫هشيما تذروه الرياح وكان ال على كل شيء مقتدرا نسأل ال ربنا وإلنا وخالقنا ومولنا أن‬
‫يعلنا وإياكم من فزع يومئذ آمني إن أحسن الديث وأبلغ الوعظة كتاب ال يقول ال وإذا‬
‫قرئ القرآن فاستمعوا له وأنصتوا لعلكم ترحون أعوذ بال من الشيطان الرجيم بسم ال‬
‫الرحن الرحيم لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالؤمني‬
‫رءوف رحيم فإن تولوا فقل حسب ال ل إله إل هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم‬
‫خطبة معاوية بن يزيد توف سنة أمر معاوية بن يزيد بن معاوية بعد وليته فنودي بالشأم الصلة‬
‫جامعة فحمد ال وأثن عليه ث قال أما بعد فإن قد نظرت ف أمركم فضعفت عنه فابتغيت‬
‫لكم رجل مثل عمر ابن الطاب رحة ال عليه حي فزع إليه أبو بكر فلم أجده فابتغيت لكم‬
‫ستة ف الشورى‬
‫مثل ستة عمر فلم أجدها فأنتم أول بأمركم فاختاروا له من أحببتم فما كنت‬
‫لتزودها ميتا وما استمتعت با حيا ث دخل منله ول يرج إل الناس وتغيب حت مات وصية‬
‫مروان بن الكم لبنه عبد العزيز ولا انصرف مروان بن الكم من مصر إل الشام استعمل‬
‫عبد العزيز ابنه على مصر وقال له حي ودعه أرسل حكيما ول توصه أي بن انظر إل عمالك‬
‫فإن كان لم عندك حق غدوة فل تؤخره إل عشية وإن كان لم عشية فل تؤخره إل غدوة‬
‫وأعطهم حقوقهم عند ملها تستوجب بذلك الطاعة منهم وإياك أن يظهر لرعيتك منك كذب‬
‫فإنم إن ظهر لم منك كذب ل يصدقوك ف الق واستشر جلساءك وأهل العلم فإن ل يستب‬
‫لك فاكتب إل يأتك رأيي فيه إن شاء ال تعال وإن كان بك غضب على أحد من رعيتك فل‬
‫تؤاخذه به عند سورة الغضب واحبس عنه عقوبتك حت يسكن غضبك ث يكون منك ما‬
‫يكون وأنت ساكن الغضب منطفئ المرة فإن أول من جعل السجن كان حليما ذا أناة ث‬
‫انظر إل أهل السب والدين والروءة فليكونوا أصحابك وجلساءك ث اعرف منازلم منك‬
‫على غيهم على غي استرسال ول انقباض أقول هذا واستخلف ال عليك‬

‫‪315‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫خطب عبد اللك بن مروان توف سنة ه خطبته بكة خطب بكة فقال ف خطبته‬
‫أيها الناس إن وال ما أنا بالليفة الستضعف يريد عثمان بن عفان ول بالليفة الداهن يريد‬
‫معاوية بن أب سفيان ول بالليفة الأفون يريد يزيد بن معاوية فمن قال برأسه كذا قلنا له‬
‫بسيفنا كذا ث نزل خطبة له موجزة وخطب على النب فقال أيها الناس إن ال حد حدودا‬
‫وفرض فروضا فما زلتم تزدادون ف الذنب ونزداد ف العقوبة حت اجتمعنا نن وأنتم عند‬
‫السيف‬
‫خطبته حي قتل عمر الشدق بن سعيد بن العاص ارموا بأبصاركم نو أهل‬
‫العصية واجعلوا سلفكم لن غب منكم عظة ول تكونوا أغفال من حسن العتبار فتنل بكم‬
‫جائمة السطوات وتوس خللكم بوادر النقمات وتطأ رقابكم بثقلها العقوبة فتجعلكم هدا‬
‫رفاتا وتشتمل عليكم بطون الرض أمواتا فإياي من قول قائل ورشقة جاهل فإنا بين وبينكم‬
‫أن أسع النغوة فأصمم تصميم السام الطرور وأصول صيال النق الوتور وإنا هي الصافحة‬
‫والكافحة بظبات السيوف وأسنة الرماح والعاودة لكم بسوء الصباح فتاب تائب وهدل‬
‫خائب والتوب مقبول والحسان مبذول‬
‫لن عرف رشده وأبصر حظه فانظروا لنفسكم وأقبلوا على حظوظكم وليكن أهل‬
‫الطاعة يدا على أهل الهل من سفهائكم واستديوا النعمة الت ابتدأتكم برغيد عيشها ونفيس‬
‫زينتها فإنكم من ذلك بي فضيلتي عاجل الفض والدعة وآجل الزاء والثوبة عصمكم ال‬
‫من الشيطان وفتنته ونزغه وأمدكم بسن معونته وحفظه انضوا رحكم ال إل قبض‬
‫أعطياتكم غي مقطوعة عنكم ول مكدرة عليكم خطبته لا دخل الكوفة بعد قتل مصعب بن‬
‫الزبي لا قتل عبد اللك مصعب بن الزبي سنة ه دخل الكوفة فصعد النب فحمد ال وأثن عليه‬
‫وصلى على النب ث قال أيها الناس إن الرب صعبة مرة وإن السلم أمن ومسرة وقد زبنتنا‬
‫الرب وزبناها فعرفناها وألفناها فنحن بنوها وهي أمنا أيها الناس فاستقيموا على سبل الدى‬
‫ودعوا الهواء الردية وتنبوا فراق جاعات السلمي ول تكلفونا أعمال الهاجرين الولي‬

‫‪316‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫وأنتم ل تعملون أعمالم ول أظنكم تزدادون بعد الوعظة إل شرا ولن نزداد بعد العذار إليكم‬
‫والجة عليكم إل عقوبة فمن شاء منكم أن يعود بعد لثلها فليعد فإنا مثلي ومثلكم كما قال‬
‫قيس بن رفاعة النصاري من يصل نارى يبل ذنب ول ترة يصل بنار كري غي غدار أنا النذير‬
‫لكم من ماهرة كي ل ألم على ني وإنذار‬
‫فإن عصيتم مقال اليوم فاعترفوا أن سوف تلقون خزيا ظاهر العار لترجعن أحاديثا‬
‫ملعنة لو القيم ولو الدل السارى من كان ف نفسه حوجاء يطلبها عندي فإن له رهن‬
‫بإصحار أقيم عوجته إن كان ذا عوج كما يقوم قدح النبعة الباري وصاحب الوتر ليس الدهر‬
‫مدركه عندي وإن لدراك بأوتار خطبته عام حجه وحج عبد اللك ف بعض أعوامه فأمر الناس‬
‫بالعطاء فخرجت بدرة مكتوب عليها من الصدقة فأب أهل الدينة قبولا وقالوا إنا كان عطاؤنا‬
‫من الفيء فقال عبد اللك وهو على النب يا معشر قريش مثلنا ومثلكم أن أخوين ف الاهلية‬
‫خرجا مسافرين فنل ف ظل شجرة تت صفاة فلما دنا الرواح خرجت إليهما من تت‬
‫الصفاة حية تمل دينارا فألقته إليهما فقال إن هذا لن كن فأقاما عليها ثلثة أيام كل يوم‬
‫ترج إليهما دينارا فقال أحدها لصاحبه إل مت ننتظر هذه الية أل نقتلها ونفر هذا الكن‬
‫فنأخذه فنهاه أخوه وقال ما تدري لعلك تعطب ول تدرك الال فأب عليه‬
‫وأخذ فأسا معه ورصد الية حت خرجت فضربا ضربة جرحت رأسها ول تقتلها‬
‫فثارت الية فقتلته ورجعت إل جحرها فقام أخوه فدفنه وأقام حت إذا كان من الغد خرجت‬
‫الية معصوبا رأسها ليس معها شيء فقال لا يا هذه إن وال ما رضيت ما أصابك ولقد نيت‬
‫أخي عن ذلك فهل لك أن نعل ال بيننا أن ل تضرين ول أضرك وترجعي إل ما كنت عليه‬
‫قالت الية ل قال ول ذلك قالت إن لعلم أن نفسك ل تطيب ل أبدا وأنت ترى قب أخيك‬
‫ونفسي ل تطيب لك أبدا وأنا أذكر هذه الشجة وأنشدهم شعر النابغة فقالت أرى قبا تراه‬
‫مقابلي وضربة فأس فوق رأسي فاغره فيا معشر قريش وليكم عمر بن الطاب فكان فظا‬
‫غليظا مضيقا عليكم فسمعتم له وأطعتم ث وليكم عثمان فكان سهل فعدوت عليه فقتلتموه‬

‫‪317‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫وبعثنا عليكم مسلما يوم الرة فقتلناكم فنحن نعلم يا معشر قريش أنكم ل تبوننا أبدا وأنتم‬
‫تذكرون يوم الرة ونن ل نبكم أبدا ونن نذكر قتل عثمان خطبته وقد علم بروج ابن‬
‫الشعث ولا ورد إليه كتاب الجاج ينبئه بروج ابن الشعث خرج إل الناس فقام فيهم‬
‫فحمد ال وأثن عليه ث قال‬
‫إن أهل العراق طال عليهم عمري فاستعجلوا قدري اللهم سلط عليهم سيوف أهل‬
‫الشأم حت يبلغوا رضاك فإذا بلغوا رضاك ل ياوزوا إل سخطك ث نزل وصيته لبعض أمرائه‬
‫وأوصى عبد اللك أميا سيه إل أرض الروم فقال أنت تاجر ال لعباده فكن كالضارب‬
‫الكيس الذي إن وجد ربا أتر وإل تفظ برأس الال ول تطلب الغنيمة حت ترز السلمة‬
‫وكن من احتيالك على عدوك أشد حذرا من احتيال عدوك عليك وصيته للشعب وروى‬
‫السعودي ف مروج الذهب قال ولا أفضى المر إل عبد اللك بن مروان تاقت نفسه إل‬
‫مادثة الرجال والشراف ف أخبار الناس فلم يد من يصلح لنادمته غي الشعب فلما حل إليه‬
‫ونادمه قال له يا شعب ل تساعدن على ما قبح ول ترد على الطأ ف ملسي ول تكلفن‬
‫جواب التشميت والتهنئة ول جواب السؤال والتعزية ودع عنك كيف أصبح المي وكيف‬
‫أمسى وكلمن بقدر ما استطعمك واجعل بدل الدح ل صواب الستماع من واعلم أن‬
‫صواب الستماع أكثر من صواب القول وإذا سعتن أتدث فل يفوتنك منه شيء وأرن‬
‫فهمك من طرفك وسعك ول تهد نفسك ف نظر‬
‫صواب ول تستدع بذلك الزيادة ف كلمي فإن أسوأ الناس حال من استكد اللوك‬
‫بالباطل وإن أسوأ الناس حال منهم من استخف بقهم واعلم يا شعب أن أقل من هذا يذهب‬
‫بسالف الحسان ويسقط حق الرمة فإن الصمت ف موضعه ربا كان أبلغ من النطق ف‬
‫موضعه وعند إصابته وفرصته وصيته لخيه عبد العزيز بن مروان وأوصى عبد اللك بن مروان‬
‫أخاه عبد العزيز حي وله مصر فقال ابسط بشرك وألن كنفك وآثر الرفق ف المور فإنه أبلغ‬
‫بك وانظر حاجبك فليكن من خي أهلك فإنه وجهك ولسانك ول يقفن أحد ببابك إل‬

‫‪318‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫أعلمك مكانه لتكون أنت الذي تأذن له أو ترده وإذا خرجت إل ملسك فابدأ بالسلم يأنسوا‬
‫بك وتثبت ف قلوبم مبتك وإذا انتهى إليك مشكل فاستظهر عليه بالشاورة فإنا تفتح مغاليق‬
‫المور وإذا سخطت على أحد فأخر عقوبته فإنك على العقوبة بعد التوقف عنه أقدر منك‬
‫على ردها بعد إمضائها وصيته لولده عند وفاته نظر عبد اللك إل ابنه الوليد وهو يبكي عليه‬
‫عند رأسه فقال يا هذا أحني المامة إذا أنا مت فشمر واتزر والبس جلد نر وضع سيفك‬
‫علي عاتقك فمن أبدى ذات نفسه لك فاضرب عنقه ومن سكت مات بدائه‬
‫ث أقبل عبد اللك يذم الدنيا فقال إن طويلك لقصي وإن كثيك لقليل وإن كنا‬
‫منك لفي غرور ث أقبل على جيع ولده فقال أوصيكم بتقوى ال فإنا عصمة باقية وجنة واقية‬
‫فالتقوى خي زاد وأفضل ف العاد وهي أحصن كهف وليعطف الكبي منكم على الصغي‬
‫وليعرف الصغي حق الكبي مع سلمة الصدور والخذ بميل المور وإياكم والبغي والتحاسد‬
‫فيهما هلك اللوك الاضون وذوو العز الكي يا بن أخوكم مسلمة نابكم الذي تفرون عنه‬
‫ومنكم الذي تستجنون به اصدروا عن رأيه وأكرموا الجاج فإنه الذي وطأ لكم هذا المر‬
‫كونوا أولدا أبرارا وف الروب أحرارا وللمعروف منارا وعليكم السلم خطبة للوليد بن عبد‬
‫اللك بعد دفن أبيه توف سنة ه لا رجع الوليد من دفن عبد اللك ل يدخل منله حت دخل‬
‫السجد ونادى ف الناس الصلة جامعة فصعد النب فحمد ال وأثن عليه ث قال أيها الناس إنه‬
‫ل مؤخر لا قدم ال ول مقدم لا أخر ال وقد كان من قضاء ال وسابق علمه وما كتب على‬
‫أنبيائه وحلة عرشه من الوت موت ول هذه المة ونن نرجو أن يصي إل منازل البرار‬
‫للذي كان عليه من الشدة على الريب واللي على أهل الفضل والدين مع ما أقام من منار‬
‫السلم وأعلمه وحج هذا البيت وغزو هذه الثغور وشن الغارات على أعداء ال فلم يكن‬
‫فيها عاجزا ول وانيا ول مفرطا فعليكم أيها الناس بالطاعة ولزوم الماعة فإن الشيطان مع الفذ‬
‫وهو من الماعة أبعد واعلموا أنه من أبدى لنا ذات نفسه ضربنا الذي فيه عيناه ومن سكت‬
‫مات بدائه ث نزل‬

‫‪319‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫خطبة لسليمان بن عبد اللك توف سنة ه المد ل أل إن الدنيا دار غرور ومنل‬
‫باطل تضحك باكيا وتبكي ضاحكا وتيف آمنا وتؤمن خائفا وتفقر مثريا وتثري مقترا ميالة‬
‫غرارة لعابة بأهلها عباد ال فاتذوا كتاب ال إماما وارتضوا به حكما واجعلوه لكم قائدا فإنه‬
‫ناسخ لا كان قبله ول ينسخه كتاب بعده واعلموا عباد ال أن هذا القرآن يلو كيد الشيطان‬
‫كما يلو ضوء الصبح إذا تنفس ظلم الليل إذا عسعس‬
‫خطب عمر بن عبد العزيز توف سنة ه أول خطبه قال العتب أول خطبة خطبها‬
‫عمر بن عبد العزيز رحه ال قوله أيها الناس أصلحوا سرائركم تصلح لكم علنيتكم وأصلحوا‬
‫آخرتكم تصلح دنياكم وإن امرأ ليس بينه وبي آدم أب حي لعرق ف الوت خطبة له بالدينة‬
‫وف سنة ه ول الوليد عمر بن عبد العزيز الدينة فلما قدمها صلى الظهر ودعا عشرة من‬
‫فقهائها فدخلوا عليه فجلسوا فحمد ال وأثن عليه با هو أهله ث قال إن إنا دعوتكم لمر‬
‫تؤجرون عليه وتكونون فيه أعوانا على الق ما أريد أن أقطع أمرا إل برأيكم أو برأي من‬
‫حضر منكم فإن رأيتم أحدا يتعدى أو بلغكم عن عامل ل ظلمة فأحرج ال على من بلغه‬
‫ذلك إل بلغن فخرجوا يزونه خيا‬
‫خطبة أخرى وروى السعودي ف مروج الذهب أنه لا أفضى إليه المر كان أول‬
‫خطبة خطب الناس با أن قال أيها الناس إنا نن من أصول قد مضت فروعها فما بقاء فرع‬
‫بعد أصله وإنا الناس ف هذه الدنيا أغراض تنتضل فيهم النايا وهم فيها نصب الصائب مع كل‬
‫جرعة شرق وف كل أكلة غصص ل ينالون نعمة إل بفراق أخرى ول يعمر معمر منكم يوما‬
‫من عمره إل بدم آخر من أجله وأورد القال ف المال هذه الطبة بصورة أطول وهي ما‬
‫الزع ما ل بد منه وما الطمع فيما ل يرجى وما اليلة فيما سيزول وإنا الشئ من أصله فقد‬
‫مضت قبلنا أصول نن فروعها فما بقاء فرع بعد أصله إنا الناس ف الدنيا أغراض تنتضل فيهم‬
‫النايا وهم فيها نب للمصائب مع كل جرعة شرق وف كل أكلة غصص ل ينالون نعمة إل‬
‫بفراق أخرى ول يعمر معمر يوما من عمره إل بدم آخر من أجله وأنتم أعوان التوف على‬

‫‪320‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫أنفسكم فأين الهرب ما هو كائن وإنا نتقلب ف قدرة الطالب فما أصغر الصيبة اليوم مع‬
‫عظيم الفائدة غدا وأكب خيبة الائب فيه والسلم‬
‫خطبة أخرى وروى أنه لا دفن سليمان بن عبد اللك وخرج من قبه سع للرض‬
‫رجة فقال ما هذه فقيل هذه مراكب اللفة يا أمي الؤمني قربت إليك لتركبها فقال مال ولا‬
‫نوها عن قربوا إل بغلت فقربت إليه فركبها وجاءه صاحب الشرطة يسي بي يديه بالربة‬
‫فقال تنح عن مال ولك إنا إنا رجل من السلمي فسار وسار معه الناس حت دخل السجد‬
‫فصعد النب واجتمع إليه الناس فقال أيها الناس إن قد ابتليت بذا المر عن غي رأي كان من‬
‫فيه ول طلبة له ول مشورة من السلمي وإن قد خلعت ما ف أعناقكم من بيعت فاختاروا‬
‫لنفسكم فصاح الناس صيحة واحدة قد اخترناك يا أمي الؤمني ورضينا بك فل أمرك باليمن‬
‫والبكة فلما رأى الصوات قد هدأت ورضي به الناس جيعا حد ال وأثن عليه وصلى على‬
‫النب وقال أوصيكم بتقوى ال فإن تقوى ال خلف من كل شيء وليس من تقوى ال عز‬
‫وجل خلف واعملوا لخرتكم فإنه من عمل لخرته كفاه ال تبارك وتعال أمر دنياه وأصلحوا‬
‫سرائركم يصلح ال الكري علنيتكم وأكثروا ذكر الوت وأحسنوا الستعداد قبل أن ينل بكم‬
‫فإنه هادم اللذات وإن من ل يذكر من آبائه فيما بينه وبي آدم عليه السلم أبا حيا لعرق ف‬
‫الوت وإن هذه المة ل تتلف ف ربا عز وجل ول ف نبيها ول ف كتابا وإنا اختلفوا ف‬
‫الدينار والدرهم وإن وال ل أعطي أحدا باطل ول أمنع أحدا حقا إن لست‬
‫بازن ولكن أضع حيث أمرت أيها الناس إنه قد كان قبلي ولة تترون مودتم‬
‫بأن تدفعوا بذلك ظلمهم عنكم أل ل طاعة لخلوق ف معصية الالق من أطاع ال وجبت‬
‫طاعته ومن عصى ال فل طاعة له أطيعون ما أطعت ال فيكم فإذا عصيت ال فل طاعة ل‬
‫عليكم أقول قول هذا وأستغفر ال العظيم ل ولكم خطبة أخرى وروى أنه لا ول اللفة‬
‫صعد النب وكان أول خطبة خطبها حد ال وأثن عليه ث قال يا أيها الناس من صحبنا‬
‫فليصحبنا بمس وإل فل يقربنا يرفع إلينا حاجة من ل يستطيع رفعها ويعيننا على الي ويدلنا‬

‫‪321‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫من الي على ما ل نتدي إليه ول يغتابن عندنا الرعية ول يعترض فيما ل يعنيه فانقشع عنه‬
‫الشعراء والطباء وثبت الفقهاء والزهاد وقالوا ما يسعنا أن نفارق هذا الرجل حت يالف قوله‬
‫فعله خطبة أخرى وصعد النب فحمد ال وأثن عليه ث قال أما بعد أيها الناس إنه ليس بعد‬
‫نبيكم نب وليس بعد الكتاب الذي أنزل عليه كتاب فما أحل ال على لسان نبيه فهو حلل‬
‫إل يوم القيامة‬
‫وما حرم ال على لسان نبيه فهو حرام إل يوم القيامة أل إن لست بقاض ولكن‬
‫منفذ ل ولست ببتدع ولكن متبع أل إنه ليس لحد أن يطاع ف معصية ال عز وجل أل إن‬
‫لست بيكم وإنا أنا رجل منكم غي أن ال جعلن أثقلكم حل يأيها الناس إن أفضل العبادة‬
‫أداء الفرائض واجتناب الحارم أقول قول هذا وأستغفر ال العظيم ل ولكم خطبة أخرى‬
‫وخطب فقال أيها الناس إنكم ميتون ث إنكم مبعوثون ث إنكم ماسبون فلعمري لئن كنتم‬
‫صادقي لقد قصرت ولئن كنتم كاذبي لقد هلكتم يأيها الناس إنه من يقدر له رزق برأس جبل‬
‫أو بضيض أرض يأته فأجلوا ف الطلب خطبة أخرى وخطب فقال إن الدنيا ليست بدار قرار‬
‫دار كتب ال عليها الفناء وكتب على أهلها منها الظعن فكم عامر موثق عما قليل يرب وكم‬
‫مقيم مغتبط عما قليل يظعن فأحسنوا رحكم ال منها الرحلة بأحسن ما يضركم من النقلة‬
‫وتزودوا فإن خي الزاد التقوى إنا الدنيا كفئ ظلل قلص فذهب بينا ابن آدم ف الدنيا منافس‬
‫وبا قرير عي‬
‫إذ دعاه ال بقدره ورماه بيوم حتفه فسلبه آثاره ودياره ودنياه وصي لقوم آخرين‬
‫مصانعه ومغناه إن الدنيا ل تسر بقدر ما تضر إنا تسر قليل وتر حزنا طويل خطبة له يوم عيد‬
‫وخطب يوم عيد فحمد ال وأثن عليه ث تل ثلث آيات من كتاب ال عز وجل ث قال يأيها‬
‫الناس إن وجدت هذا القلب ل يعب عنه إل اللسان ولعمري وإن لعمري من لقا لوددت أنه‬
‫ليس من الناس عبد ابتلي بسعة إل نظر قطيعا من ماله يعله ف الفقراء والساكي واليتامى‬
‫والرامل بدأت أنا بنفسي وأهل بيت ث كان الناس بعد ث كان آخر كلمة تكلم با حي نزل‬

‫‪322‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫لول سنة أحييتها أو بدعة أمتها ل أبال أن ل أبقى ف الدنيا إل فواقا خطبة له وخطب فقال أما‬
‫بعد أيها الناس فل يطولن عليكم المد ول يبعدن عنكم يوم القيامة فإن من زافت به منيته فقد‬
‫قامت قيامته ل يستعتب من سيئ ول يزيد ف حسن‬
‫أل ل سلمة لمرئ ف خلف السنة ول طاعة لخلوق ف معصية ال أل وإنكم‬
‫تعدون الارب من ظلم إمامه عاصيا أل وإن أولها بالعصية المام الظال أل وإن أعال أمرا ل‬
‫يعي عليه إل ال فقد فن عليه الكبي وكب عليه الصغي وفصح عليه العجمي وهاجر عليه‬
‫العراب حت حسبوه دينا ل يرون الق غيه ث قال إنه لبيب إل أن أوفر أموالكم وأعراضكم‬
‫إل بقها ول قوة إل بال خطبة أخرى وصعد ذات يوم النب فحمد ال وأثن عليه ث قال أيها‬
‫الناس إنا يراد الطبيب للوجع الشديد أل فل وجع أشد من الهل ول داء أخبث من الذنوب‬
‫ول خوف أخوف من الوت ث نزل خطبة أخرى وصعد النب فحمد ال وأثن عليه ث قال أما‬
‫بعد فإن هؤلء القوم قد كانوا أعطونا عطايا وال ما كان لم أن يعطوناها وما كان لنا أن‬
‫نقبلها وإن ذلك قد صار إل ليس علي فيه دون ال ماسب أل وإن قد رددتا وبدأت بنفسي‬
‫وأهل بيت اقرأ يا مزاحم وكان موله وقد جئ قبل ذلك بسفط فيه تلك الكتب فقرأ مزاحم‬
‫كتابا منها ث ناوله‬
‫عمر وهو قاعد على النب وف يده جلم فجعل يقصه واستأنف مزاحم كتابا آخر‬
‫فقرأه ث دفعه إل عمر فقصه فما زال حت نودي بصلة الظهر خطبة له وكان يطب فيقول‬
‫أيها الناس من أل بذنب فليستغفر ال عز وجل وليتب فإن عاد فليستغفر وليتب فإن عاد‬
‫فليستغفر وليتب فإنا هي خطايا مطوقة ف أعناق الرجال وإن اللك كل اللك الصرار عليها‬
‫خطبة له وخطب الناس بعد أن جعهم فقال إن ل أجعكم لمر أحدثته ولكن نظرت ف أمر‬
‫معادكم وما أنتم إليه صائرون فوجدت الصدق به أحق والكذب به هالكا ث نزل خطبة له‬
‫وخطب فقال أيها الناس ل تستصغروا الذنوب والتمسوا تحيص ما سلف منها بالتوبة منها إن‬
‫السنات يذهب السيئات ذلك ذكرى للذاكرين وقال عز وجل والذين‬

‫‪323‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا ال فاستغفروا لذنوبم ومن يغفر الذنوب‬
‫إل ال ول يصروا على ما فعلوا وهم يعلمون خطبة له وخطب فقال إن لكل سفر زادا ل مالة‬
‫فتزودوا لسفركم من الدنيا إل الخرة وكونوا كمن عاين ما أعد ال له من ثوابه وعقابه‬
‫فرغبوا ورهبوا ول يطولن عليكم المد فتقسو قلوبكم وتنقادوا لعدوكم فإنه وال ما بسط أمل‬
‫من ل يدري لعله ل يصبح بعد إمسائه ول يسي بعد إصباحه وربا كانت بي ذلك خطفات‬
‫النايا فكم رأينا ورأيتم من كان بالدنيا مغترا فأصبح ف حبائل خطوبا ومناياها أسيا وإنا‬
‫تقرعي من وثق بالنجاة من عذاب ال وإنا يفرح من أمن من أهوال يوم القيامة فأما من ل‬
‫يبأ من كلم إل أصابه جارح من ناحية أخرى فكيف يفرح أعوذ بال أن آمركم با أني عنه‬
‫نفسي فتخسر صفقت وتظهر عورت وتبدو مسكنت ف يوم يبدو فيه الغن والفقي والوازين‬
‫منصوبة والوارح ناطقة فلقد عنيتم بأمر لو عنيت به النجوم لنكدرت ولو عنيت به البال‬
‫لذابت أو الرض لنفطرت أما تعلمون أنه ليس بي النة والنار منلة وأنكم صائرون إل‬
‫إحداها‬
‫وروي أنه قال من وصل أخاه بنصيحة له ف دينه ونظر له ف صلح دنياه فقد‬
‫أحسن صلته وأدى واجب حقه فاتقوا ال فإنا نصيحة لكم ف دينكم فاقبلوها وموعظة منجية‬
‫ف العواقب فالزموها الرزق مقسوم فلن يعدو الؤمن ما قسم له فأجلوا ف الطلب فإن ف‬
‫القنوع سعة وبلغة وكفافا إن أجل الدنيا ف أعناقكم وجهنم أمامكم وما ترون ذاهب وما‬
‫مضى فكأن ل يكن وكل أموات عن قريب وقد رأيتم حالت اليت وهو يسوق وبعد فراغه‬
‫وقد ذاق الوت والقوم حوله يقولون قد فرغ رحه ال وعاينتم تعجيل إخراجه وقسمة تراثه‬
‫ووجهه مفقود وذكره منسي وبابه مهجور كأن ل يالط إخوان الفاظ ول يعمر الديار فاتقوا‬
‫هول يوم ل يقر فيه مثقال ذرة ف الوازين خطبة له وقال من عمل على غي علم كان ما‬
‫يفسد أكثر ما يصلح ومن ل يعد كلمه من عمله كثرت ذنوبه والرضا قليل ومعول الؤمن‬

‫‪324‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫الصب وما أنعم ال على عبد نعمة ث انتزعها منه فأعاضه ما انتزع منه الصب إل كان ما أعاضه‬
‫خيا ما انتزع منه ث قرأ هذه الية إنا يوف الصابرون أجرهم بغي حساب‬
‫خطبة له وحدث شبيب بن شيبة عن أب عبد اللك قال كنت من حرس اللفاء‬
‫قبل عمر فكنا نقوم لم ونبدؤهم بالسلم فخرج علينا عمر بن عبد العزيز رضي ال عنه ف يوم‬
‫عيد وعليه قميص كتان وعمامة على قلنسوة لطئة فمثلنا بي يديه وسلمنا عليه فقال مه أنتم‬
‫جاعة وأنا واحد السلم علي والرد عليكم وسلم فرددنا وقربت له دابته فأعرض عنها ومشي‬
‫ومشينا حت صعد النب فحمد ال وأثن عليه وصلى على النب ث قال وددت أن أغنياء الناس‬
‫اجتمعوا فردوا على فقرائهم حت نستوي نن بم وأكون أنا أولم ث قال مال وللدنيا أم مال‬
‫ولا وتكلم فأرق حت بكى الناس جيعا يينا وشال ث قطع كلمه ونزل فدنا منه رجاء بن‬
‫حيوة فقال له يا أمي الؤمني كلمت الناس با أرق قلوبم وأبكاهم ث قطعته أحوج ما كانوا‬
‫إليه فقال يا رجاء إن أكره الباهاة آخر خطبة له وخطب بناصره خطبة ل يطب بعدها حت‬
‫مات رحه ال تعال فحمد ال وأثن عليه ث قال أيها الناس إنكم ل تلقوا عبثا ول تتركوا‬
‫سدى وإن لكم معادا يكم ال فيه بينكم فخاب وخسر من خرج من رحة ال الت وسعت‬
‫كل شيء وحرم النة الت عرضها السموات والرض واعلموا أن المان غدا لن خاف ربه‬
‫وباع قليل بكثي‬
‫وفانيا بباق أل ترون أنكم ف أسلب الالكي وسيخلفها من بعدكم الباقون‬
‫كذلك حت تردوا إل خي الوارثي ث أنتم ف كل يوم تشيعون غاديا ورائحا إل ال قد قضى‬
‫نبه وبلغ أجله ث تغيبونه ف صدع من الرض ث تدعونه غي موسد ول مهد قد خلع السباب‬
‫وفارق الحباب وواجه الساب مرتنا بعمله غنيا عما ترك فقيا إل ما قدم واي ال إن لقول‬
‫لكم هذه القالة وما أعلم عند أحد منكم من الذنوب أكثر ما عندي فأستغفر ال ل ولكم وما‬
‫تبلغنا عن أحد منكم حاجة يتسع لا ما عندنا إل سددناها ول أحد منكم إل وددت أن يده‬
‫مع يدي ولمت الذين يلونن حت يستوي عيشنا وعيشكم واي ال إن لو أردت غي هذا من‬

‫‪325‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫عيش أو غضارة لكان اللسان من ناطقا ذلول عالا بأسبابه لكنه مضى من ال كتاب ناطق‬
‫وسنة عادلة دل فيها على طاعته وني فيها عن معصيته ث بكى فتلقى دموع عينيه بطرف ردائه‬
‫ث نزل فلم ير على تلك العواد حت قبضه ال خطبة أخري وروي أن آخر خطبة خطبها رحه‬
‫ال حد ال وأثن عليه ث قال أيها الناس القوا ببلدكم فإن أنساكم عندي وأذكركم ببلدكم‬
‫أل وإن قد استعملت عليكم رجال ل أقول هم خياركم ولكنهم خي من هم شر منهم أل‬
‫فمن ظلمه عامله بظلمة فل إذن له علي أل وإن نعت نفسي وأهل بيت هذا‬
‫الال فإن ضننت به عليكم إن إذن لضني وال لول أن أنعش سنة أو أسي بق ما‬
‫أحببت أن أعيش فواقا كلمه ف مرضه الذي مات فيه ودخل عليه مسلمة بن عبد اللك ف‬
‫الرضة الت مات فيها فقال له يا أمي الؤمني إنك فطمت أفواه ولدك عن هذا الال وتركتهم‬
‫عالة ول بد من شيء يصلحهم فلو أوصيت بم إل أو إل نظرائك من أهل بيتك لكفيتك‬
‫مئونتهم إن شاء ال فقال عمر أجلسون فأجلسوه فقال المد ل أبال توفن يا مسلمة أما ما‬
‫ذكرت من أن فطمت أفواه ولدي عن هذا الال وتركتهم عالة فإن ل أمنعهم حقا هو لم ول‬
‫أعطهم حقا هو لغيهم وأما ما سألت من الوصاة إليك أو إل نظرائك من أهل بيت فإن‬
‫وصيت بم إل ال الذي نزل الكتاب وهو يتول الصالي وإنا بنو عمر أحد رجلي رجل‬
‫اتقى ال فجعل ال له من أمره يسرا ورزقه من حيث ل يتسب ورجل غي وفجر فل يكون‬
‫عمر أول من أعانه على ارتكابه ادعوا ل بن فدعوهم وهم يومئذ اثنا عشر غلما فجعل يصعد‬
‫بصره فيهم ويصوبه حت اغرورقت عيناه بالدمع ث قال بنفسي فتية تركتهم ول مال لم يا بن‬
‫إن قد تركتكم من ال بي إنكم ل ترون على مسلم ول معاهد إل ولكم عليه حق واجب إن‬
‫شاء ال يا بن ميلت رأيي بي أن تفتقروا ف الدنيا وبي أن يدخل أبوكم النار فكان‬
‫أن تفتقروا إل آخر البد خيا من دخول أبيكم يوما واحدا ف النار قوموا يا بن‬
‫عصمكم ال ورزقكم قالوا فما احتاج أحد من أولد عمر ول افتقر مناظرة عمر بن عبد العزيز‬
‫للخوارج خرج سنة مائة بالزيرة شوذب الارجي واسه بسطام من بن يشكر فكتب إليه‬

‫‪326‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫عمر بن عبد العزيز بلغن أنك خرجت غضبا ل ولرسوله ولست أول بذلك من فهلم إل‬
‫أناظرك فإن كان الق بأيدينا دخلت فيما دخل فيه الناس وإن كان ف يدك نظرنا ف أمرك‬
‫فكتب بسطام إل عمر قد أنصفت وقد بعثت إليك رجلي يدارسانك ويناظرانك وأرسل إل‬
‫عمر مول لبن شيبان حبشيا اسه عاصم ورجل من بن يشكر فقدما على عمر بناصرة فأخب‬
‫بكانما فقال فتشوها ل يكن معهما حديد وأدخلوها فلما دخل قال السلم عليك ث جلسا‬
‫فقال لما عمر أخبان ما الذي أخرجكم مرجكم هذا وما نقمتم علينا فقال عاصم ما نقمنا‬
‫سيتك إنك لتتحرى العدل والحسان فأخبنا عن قيامك بذا المر أعن رضا من الناس‬
‫ومشورة أم ابتززت أمرهم فقال عمر ما سألتهم الولية عليهم ول غلبتهم عليها وعهد إل رجل‬
‫كان قبلي فقمت ول ينكره علي أحد ول يكرهه غيكم وأنتم ترون الرضا بكل من عدل‬
‫وأنصف من كان من الناس فاتركون ذلك الرجل فإن خالفت الق ورغبت عنه فل طاعة ل‬
‫عليكم فقال بيننا وبينك أمر إن أنت أعطيتناه فنحن منك وأنت منا وإن منعتناه فلست منا‬
‫ولسنا منك فقال عمر وما هو قال رأيناك خالفت أعمال أهل بيتك وسيتها مظال وسلكت‬
‫غي سبيلهم فإن زعمت أنك على هدى وهم على ضلل فالعنهم وتبأ منهم فهذا الذي يمع‬
‫بيننا وبينك أو يفرق فتكلم عمر فحمد ال وأثن عليه ث قال‬
‫إن قد علمت أنكم ل ترجوا مرجكم هذا لطلب دنيا ومتاعها ولكنكم أردت‬
‫الخرة فأخطأت سبيلها إن ال عز وجل ل يبعث رسوله لعانا وقال إبراهيم فمن تبعن فإنه من‬
‫ومن عصان فإنك غفور رحيم وقال ال عز وجل أولئك الذين هدى ال فبهداهم اقتده وقد‬
‫سيت أعمالم ظلما وكفى بذلك ذما ونقصا وليس لعن أهل الذنوب فريضة ل بد منها فإن‬
‫قلتم إنا فريضة فأخبن مت لعنت فرعون قال ما أذكر مت لعنته قال أفيسعك أن ل تلعن‬
‫فرعون وهو أخبث اللق وشرهم ول يسعن أن ل ألعن أهل بيت وهم مصلون صائمون قال‬
‫أما هم كفار بظلمهم قال ل لن رسول ال دعا الناس إل اليان فكان من أقر به وبشرائعه‬
‫قبل منه فإن أحدث حدثا أقيم عليه الد فقال الارجي إن رسول ال دعا الناس إل توحيد ال‬

‫‪327‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫والقرار با نزل من عنده قال عمر فليس أحد منهم يقول ل أعمل بسنة رسول ال ولكن‬
‫القوم أسرفوا على أنفسهم على علم منهم أنه مرم عليهم ولكن غلب عليهم الشقاء قال عاصم‬
‫فأبرأ من خالف عملك ورد أحكامهم قال عمر أخبان عن أب بكر وعمر أليسا من‬
‫أسلفكما ومن تتوليان وتشهدان لما بالنجاة قال اللهم نعم قال فهل علمتما أن أبا بكر حي‬
‫قبض رسول ال فارتدت العرب قاتلهم فسفك الدماء وأخذ الموال وسب الذراري قال نعم‬
‫قال فهل علمتم أن عمر قام بعد أب بكر فرد تلك السبايا إل عشائرها بفدية قال نعم قال فهل‬
‫برئ عمر من أب بكر أو تبءون أنتم من أحد منهما قال ل قال فأخبان عن أهل النهروان‬
‫أليسوا من صالي أسلفكم ومن تشهدون لم بالنجاة قال بلي قال فهل تعلمون أن أهل‬
‫الكوفة حي خرجوا كفوا أيديهم فلم يسفكوا دما ول ييفوا آمنا ول يأخذوا مال قال نعم قال‬
‫فهل علمتم أن أهل البصرة حي خرجوا مع مسعر بن فديك استعرضوا الناس يقتلونم ولقوا‬
‫عبد ال بن خباب‬
‫ابن الرت صاحب رسول ال فقتلوه وقتلوا جاريته ث صبحوا حيا من أحياء‬
‫العرب فاستعرضوهم فقتلوا الرجال والنساء والطفال حت جعلوا يلقون الصبيان ف قدور‬
‫القط وهي تفور قال قد كان ذلك قال فهل برئ أهل البصرة من أهل الكوفة وأهل الكوفة‬
‫من أهل البصرة قال ل قال فهل تبءون أنتم من إحدى الطائفتي قال ل قال أرأيتم الدين‬
‫واحدا أم اثني قال بل واحدا قال فهل يسعكم فيه شيء يعجز عن قال ل قال فكيف وسعكم‬
‫أن توليتم أبا بكر وعمر وتول أحدها صاحبه وتوليتم أهل البصرة وأهل الكوفة وتول بعضهم‬
‫بعضا وقد اختلفوا ف أعظم الشياء ف الدماء والفروج والموال ول يسعن فيما زعمتم إل‬
‫لعن أهل بيت والتبؤ منهم ويكم إنكم قوم جهال أردت أمرا فأخطأتوه فأنتم تردون على‬
‫الناس ما قبل منهم رسول ال ويأمن عندكم من خاف عنده وياف عندكم من أمن عنده قال‬
‫ما نن كذلك قال عمر بل سوف تقرون بذلك الن هل تعلمون أن رسول ال بعث إل الناس‬
‫وهم عبدة أوثان فدعاهم إل خلع الوثان وشهادة أن ل إله إل ال وأن ممدا رسول ال فمن‬

‫‪328‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫فعل ذلك حقن دمه وأحرز ماله ووجبت حرمته وكانت له أسوة السلمي قال نعم قال أفلستم‬
‫أنتم تلقون من يلع الوثان ويشهد أن ل إله إل ال وأن ممدا رسول ال فتستحلون دمه‬
‫وماله وتلقون من ترك ذلك وأباه من اليهود والنصارى وسائر الديان فيأمن عندكم وترمون‬
‫دمه فقال اليشكرى أرأيت رجل ول قوما وأموالم فعدل فيها ث صيها بعده إل رجل غي‬
‫مأمون أتراه أدى الق الذي يلزمه ل عز وجل أو تراه قد سلم قال عمر ل قال أفتسلم هذا‬
‫المر إل يزيد من بعدك وأنت تعرف أنه ل يقوم فيه بالق قال إنا وله غيي‬
‫والسلمون أول با يكون منهم فيه بعدي قال أفترى ذلك من صنع من وله حقا‬
‫فبكى عمر وقال أنظران ثلثا فخرجا من عنده ث عادا إليه فقال عاصم أشهد أنك على حق‬
‫فقال عمر لليشكري ما تقول أنت قال ما أحسن ما وصفت ولكن ل أفتات على السلمي‬
‫بأمر أعرض عليهم ما قلت وأعلم حجتهم فأما عاصم فأقام عند عمر فأمر له عمر بالعطاء‬
‫فتوف بعد خسة عشر يوما فكان عمر يقول أهلكن أمر يزيد وخصمت فيه فأستغفر ال‬
‫فخاف بنو أمية أن يرج ما بأيديهم من الموال وأن يلع يزيد من ولية العهد فوضعوا على‬
‫عمر من سقاه سا فلم يلبث بعد ذلك إل ثلثا حت مرض ومات تأبينه ابنه عبد اللك ولا دفن‬
‫عمر بن عبد العزيز ابنه عبد اللك وسوى عليه قبه بالرض وجعلوا على قبه خشبتي من‬
‫زيتون إحداها عند رأسه والخرى عند رجليه استوى عمر قائما وأحاط به الناس فقال رحك‬
‫ال يا بن فقد كنت برا بأبيك وال ما زلت مذ وهبك ال ل بك مسرورا ول وال ما كنت‬
‫قط أشد سرورا بك ول أرجي لظي من ال فيك منذ وضعتك ف الوضع الذي صيك ال إليه‬
‫فغفر ال لك ذنبك وجازاك بأحسن عملك وتاوز عن سيئاتك ورحم ال كل شافع يشفع‬
‫لك بي من شاهد أو غائب رضينا بقضاء ال وسلمنا لمره والمد ل رب العالي‬
‫خطبة يزيد بن الوليد حي قتل الوليد بن يزيد حد ال وأثن عليه ث قال أيها الناس‬
‫وال ما خرجت أشرا ول بطرا ول حرصا على الدنيا ول رغبة ف اللك وما ب إطراء نفسي‬
‫وإن لظلوم لا إن ل يرحن ال ولكن خرجت غضبا ل ودينه داعيا إل ال وإل سنة نبيه لا‬

‫‪329‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫هدمت معال الدى وأطفئ نور أهل التقوى وظهر البار العنيد الستحل لكل حرمة والراكب‬
‫لكل بدعة الكافر بيوم الساب وإنه لبن عمي ف النسب وكفيئي ف السب فلما رأيت ذلك‬
‫استخرت ال ف أمره وسألته أل يكلن إل نفسي ودعوت إل ذلك من أجابن من أهل وليت‬
‫حت أراح ال منه العباد وطهر منه البلد بوله وقوته ل بول وقوت أيها الناس إن لكم علي‬
‫أل أضع حجرا على حجر ول لبنة على لبنة ول أكري نرا ول أكن مال ول أعطيه زوجا ول‬
‫ولدا ول أنقله من بلد إل‬
‫بلد حت أسد فقر ذلك البلد وخصاصة أهله فإن فضل فضل نقلته إل البلد الذي‬
‫يليه ول أجركم ف بعوثكم فأفتنكم وأفت أهليكم ول أغلق باب دونكم فيأكل قويكم‬
‫ضعيفكم ول أحل على أهل جزيتكم ما أجليهم به عن بلدهم وأقطع به نسلهم ولكم علي‬
‫إدرار العطاء ف كل سنة والرزق ف كل شهر حت يستوي بكم الال فيكون أفضلكم‬
‫كأدناكم فإن أنا وفيت لكم فعليكم السمع والطاعة وحسن الؤازرة والكاتفة وإن ل أف لكم‬
‫فعليكم أن تلعون إل أن تستتبيبون فإن أنا تبت قبلتم من وإن عرفتم أحدا يقوم مقامي من‬
‫يعرف بالصلح يعطيكم من نفسه مثل الذي أعطيتكم فأردت أن تبايعوه فأنا أول من بايعه‬
‫ودخل ف طاعته أيها الناس إنه ل طاعة لخلوق ف معصية الالق ول وفاء له بنقض عهد إنا‬
‫الطاعة طاعة ال فأطيعوه بطاعة ال ما أطاع فإذا عصى ال ودعا إل العصية فهو أهل أن‬
‫يعصى ويقتل أقول قول هذا وأستغفر ال العظيم ل ولكم وصية يزيد بن معاوية لسلم بن زياد‬
‫حي وله لا ول يزيد بن معاوية سلم بن زياد بن أبيه على خراسان قال له إن أباك كفى أخاه‬
‫يعن معاوية عظيما وقد استكفيتك صغيا فل تتكلن على عذر من لك فقد اتكلت على كفاية‬
‫منك وإياك من قبل أن أقول إياي منك فإن الظن إذا أخلف منك أخلف من فيك وأنت ف‬
‫أدن حظك فاطلب أقصاه وقد أتعبك أبوك فل ترين نفسك وكن لنفسك تكن لك واذكر ف‬
‫يومك أحاديث غدك تسعد إن شاء ال تعال‬

‫‪330‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫خطب عتبة بن أب سفيان توف سنة ه خطبة له ف تدد أهل مصر بلغ عتبة بن أب‬
‫سفيان عن أهل مصر شيء فأغضبه فقام فيهم فقال بعد أن حد ال وأثن عليه يأهل مصر‬
‫إياكم أن تكونوا للسيف حصيدا فإن ل فيكم ذبيحا لعثمان أرجو أن يولين نسكه إن ال‬
‫جعكم بأمي الؤمني بعد الفرقة فأعطى كل ذي حق حقه وكان وال أذكركم إذا ذكر بطة‬
‫وأصفحكم بعد القدرة عن حقه نعمة من ال فيكم ونعمة منه عليكم وقد بلغنا عنكم نم قول‬
‫أظهره تقدم عفو منا فل تصيوا إل وحشة الباطل بعد أنس الق بإحياء الفتنة وإماتة السنن‬
‫فأطأكم ل وطأة ل رمق معها حت تنكروا من ما كنتم تعرفون وتستخشنوا ما كنتم تستلينون‬
‫وأنا أشهد عليكم الذي يعلم خائنة العي وما تفي الصدور‬
‫خطبة له ف تقريعهم وتددهم وخطب أيضا وقد بلغه عن أهل مصر أمور فقال يا‬
‫حاملي ألم أنوف ركبت بي أعي إنا قلمت أظفاري عنكم ليلي مسي إياكم وسألتكم‬
‫صلحكم لكم إذ كان فسادكم راجعا عليكم فأما إذا أبيتم إل الطعن على المراء والعتب‬
‫على السلف واللفاء فوال لقطعن بطون السياط على ظهوركم فإن حسمت مستشري‬
‫دائكم وإل فالسيف من ورائكم فكم من عظة لنا قد صمت عنها آذانكم وزجرة منا قد متها‬
‫قلوبكم ولست أبل عليكم بالعقوبة إذا جدت علينا بالعصية ول مؤيسا لكم من الراجعة إل‬
‫السن إن صرت إل الت هي أبر وأتقى خطبة له فيهم وقد أرجفوا بوت معاوية واحتبست‬
‫كتب معاوية حت أرجف أهل مصر بوته ث ورد كتابه بسلمته فصعد عتبة النب والكتاب ف‬
‫يده فقال يأهل مصر قد طالت معاتبتنا إياكم بأطراف الرماح وظبات السيوف حت صرنا‬
‫شجى ف لواتكم ما تسيغنا حلوقكم وأقذاء ف أعينكم ما تطرف عليها جفونكم أفحي‬
‫اشتدت عري الق عليكم عقدا واسترخت عقد الباطل منكم حل أرجفتم بالليفة وأردت‬
‫توهي السلطان وخضتم الق إل الباطل وأقدم عهدكم به‬
‫حديث فاربوا أنفسكم إذ خسرت دينكم فهذا كتاب أمي الؤمني بالب السار عنه‬
‫والعهد القريب منه واعلموا أن سلطاننا على أبدانكم دون قلوبكم فأصلحوا لنا ما ظهر نكلكم‬

‫‪331‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫إل ال فيما بطن وأظهروا خيا وأن أسررت شرا فإنكم حاصدون ما أنتم زارعون وعلى ال‬
‫نتوكل وبه نستعي خطبته فيهم وقد منعوا الراج وخطبهم وكانوا قد منعوا الراج فقال يأهل‬
‫مصر قد كنتم تعتذرون لبعض النع منكم ببعض الور عليكم فقد وليكم من يقول ويفعل‬
‫ويفعل ويقول فإن رددت ترادكم بيده وإن استصعبتم ترادكم بسيفه ث رجا ف الخرة ما أمل‬
‫ف الول إن البيعة متتابعة فلنا عليكم السمع والطاعة ولكم علينا العدل فأينا غدر فل ذمة له‬
‫عند صاحبه وال ما انطلقت با ألسنتنا حت عقدت عليها قلوبنا ول طلبناها منكم حت بذلناها‬
‫لكم ناجزا بناجز ومن حذر كمن بشر فنادوه سعا وطاعة فناداهم عدل عدل خطبته فيهم إذ‬
‫طعنوا علي الولة وقدم كتاب معاوية إل عتبة بصر أن قبلك قوما يطعنون على الولة ويعيبون‬
‫السلف فخطبهم فقال يأهل مصر خف على ألسنتكم مدح الق ول تفعلونه وذم الباطل وأنتم‬
‫تأتونه كالمار يمل أسفارا أثقله حلها ول ينفعه علمها واي ال ل أداوي‬
‫أدوائكم بالسيف ما صلحتم على السوط ول أبلغ السوط ما كفتن الدرة ول أبطئ عن الول‬
‫ما ل تسرعوا إل الخرى فالزموا ما أمركم ال به تستوجبوا ما فرض ال لكم علينا وإياكم‬
‫وقال ويقول قبل أن يقال فعل ويفعل وكونوا خي قوس سهما بذا اليوم الذي ما قبله عقاب‬
‫ول بعده عتاب خطبته بكة وحج عتبة سنة إحدي وأربعي والناس قريب عهدهم بالفتنة‬
‫فصلى بكة المعة ث قال أيها الناس إنا قد ولينا هذا القام الذي يضاعف فيه للمحسن الجر‬
‫وعلى السيء فيه الوزر ونن على طريق ما قصدنا له فل تدوا العناق إل غينا فإنا تنقطع‬
‫من دوننا ورب متمن حتفه ف أمنيته فاقبلونا ما قبلنا العافية فيكم وقبلناها منكم وإياكم ولوا‬
‫فإن لوا قد أتعبت من كان قبلكم ولن تريح من بعدكم وأنا أسأل ال أن يعي كل على كل‬
‫فصاح به أعراب أيها الليفة فقال لست به ول تبعد فقال يا أخاه فقال سعت فقل فقال تال‬
‫لن تسنوا وقد أسأنا خي من أن تسيئوا وقد أحسنا فإن كان الحسان لكم دوننا فما أحقكم‬
‫باستتمامه وإن كان منا فما أولكم بكافأتنا رجل من بن عامر بن صعصعة يلقاكم بالعمومة‬

‫‪332‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫ويقرب إليكم بالئولة وقد كثر عياله ووطئه زمانه وبه فقر وفيه أجر وعنده شكر فقال عتبة‬
‫أستغفر ال‬
‫منكم وأستعينه عليكم وقد أمرنا لك بغناك فليت إسراعنا إليك يقوم بإبطائنا عنك‬
‫خطبته ف علته الت مات فيها ولا اشتكى شكاته الت مات فيها تامل إل النب فقال يأهل‬
‫مصر ل غن عن الرب ول مهرب من ذنب إنه قد تقدمت من إليكم عقوبات كنت أرجو‬
‫يومئذ الجر فيها وأنا أخاف اليوم الوزر منها فليتن ل أكون اخترت دنياي على معادي‬
‫فأصلحتم بفسادي وأنا أستغفر ال منكم وأتوب إليه فيكم فقد خفت ما كنت أرجو نفعا عليه‬
‫ورجوت ما كنت أخاف اغتيال به وقد شقي من هلك بي رحة ال وعفوه والسلم عليكم‬
‫سلم من ل ترونه عائدا إليكم فلم يعد وصيته لؤدب ولده وقال لعبد الصمد مؤدب ولده‬
‫ليكن أول ما تبدأ به من إصلح بن إصلح نفسك فإن أعينهم معقودة بعينك فالسن عندهم‬
‫ما استحسنت والقبيح عندهم ما استقبحت وعلمهم كتاب ال ول تكرههم عليه فيملوه ول‬
‫تتركهم منه فيهجروه ث روهم من الشعر أعفه ومن الديث أشرفه ول ترجهم من علم إل‬
‫غيه حت يكموه فإن ازدحام الكلم ف السمع مضلة للفهم وتددهم ب وأدبم دون وكن‬
‫لم كالطبيب الذي ل يعجل بالدواء قبل معرفة الداء وجنبهم مادثة النساء وروهم سي‬
‫الكماء واستزدن‬
‫بزيادتك إياهم أزدك وإياك أن تتكل على عذر من لك فقد اتكلت على كفاية‬
‫منك وزد ف تأديبهم أزدك ف بري إن شاء ال تعال وصية سعيد بن العاص لبنيه لا ولد لسعيد‬
‫بن العاص ابنه عمرو وترعرع تفرس فيه النجابة وكان يفضله على ولده فجمع بنيه وكانوا‬
‫يومئذ أكثر من خسة عشر رجل ول يدع عمرا معهم وقال يا بن قد عرفتم خبة الوالد بولده‬
‫وإن أخاكم عمرا لذو هة واعدة يسمو جده ويبعد صيته وتشتد شكيمته وإن آمركم أن نزل‬
‫ب من الوت ما ل ميص عنه أن تظاهروه وتوازروه وتعزروه فإنكم إن فعلتم ذلك يتألف بكم‬

‫‪333‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫الكرام ويسأ عنكم اللئام ويلبسكم عز ل تنهجه اليام فقالوا جيعا إنك تؤثره علينا وتابيه‬
‫دوننا فقال سأريكم ما ستره‬
‫البغي عنكم وصرفهم ث أمهلهم حت ظن أن قد ذهلوا عما كان وراهق عمرو‬
‫البلوغ واستدعاهم دون عمرو فلما حضروا قال يا بن أل تروا إل أخيكم عمرو فإنه ل يزال‬
‫يلحف ف مسألت مال فأحش عيله لصغره وأحسبه بالشيء دون الشيء من مال إل أن‬
‫استثبت أن أمه باغيته على ذلك فزجرتا فلم تكفف وهذا مرجه الن من عندي جاء يسألن‬
‫الصمصامة كأن ل ولد ل غيه وقد عزمت على أن أقسم مال فيكم دونه لتعلم أمه من يكيد‬
‫فقالوا كلهم يا أبانا هذا عملك بإيثارك له علينا واختصاصك إياه دوننا فقال يا بن وال ما‬
‫آثرته دونكم بشيء من مال قط ول كان ما قلته لكم إل اختلفا تساهلت فيه لا أملته من‬
‫صلح أمركم ث قال لم ادخلوا الخدع فدخلوا الخدع ث أرسل إل عمرو فأحضره فلما‬
‫حضر قال‬
‫يا بن إن عليك حدب مشفق لصغر سنك ونفاسة إخوتك على مكانك من وإن‬
‫ل آمن بغتة الجل ول كن ادخرته لك دون إخوتك وهأنا مطلعك عليه فاكتم أمره فقال يا‬
‫أبت طال عمرك وعل أمرك إن لرجو أن يسن ال عنك الدفاع ويطيل بك المتاع فأما ما‬
‫ذكرته من شأن الكن فما يعجبن أن أقطع دون إخوتى أمرا وأزرع ف صدورهم غمرا فقال‬
‫انصرف يا بن فداك أبوك فوال ما ل من كن ولكن أردت أن أبلو رأيك ف إخوتك وبن‬
‫أبيك فانطلق عمرو وخرج إخوته من الخدع فاعتذروا إل أبيهم وأعطوه موثقهم على اتباع‬
‫مشورته‬
‫خطب عمرو بن سعيد الشدق قتل سنة ه خطبة له بالدينة قدم عمرو بن سعيد بن‬
‫العاص الشدق الدينة أميا فخرج إل منب رسول ال فقعد عليه وغمض عينيه وعليه جبة خز‬
‫قرمز ومطرف خزقرمز وعمامة خزقرمز فجعل أهل الدينة ينظرون إل ثيابه إعجابا با ففتح‬
‫عينيه فإذا الناس ينظرون إليه فقال ما بالكم ياأهل الدينة ترفعون إل أبصاركم كأنكم تريدون‬

‫‪334‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫أن تضربونا بسيوفكم أغركم أنكم فعلتم ما فعلتم فعفونا عنكم أما إنه لو أثبتم بالول ما‬
‫كانت الثانية أغركم أنكم قتلتم عثمان فوافقتم ثائرنا منا رفيقا قد فن غضبه وبقي حلمه‬
‫اغتنموا أنفسكم فقد وال ملكناكم بالشباب القتبل البعيد المل الطويل‬
‫الجل حي فرغ من الصغر ودخل ف الكب حليم حديد لي شديد رقيق كثيف‬
‫رفيق عنيف حي اشتد عظمه واعتدل جسمه ورمى الدهر ببصره واستقبله بأشره فهو إن عض‬
‫نس وإن سطا فرس ل يقلقل له الصى ول تقرع له العصا ول يشي السمهى فما بقي بعد‬
‫ذلك إل ثلث سني وثانية أشهر حت قصمه ال خطبة له بكة واستعمل سعيد بن العاص وهو‬
‫وال على الدينة ابنه عمرو بن سعيد واليا على مكة فلما قدم ل يلقه قرشي ول أموي إل أن‬
‫يكون الارث بن نوفل فلما لقيه قال له يا حار ما الذي منع قومك أن يلقون كما لقيتن قال‬
‫ما منعهم من ذلك إل ما استقبلتن به وال ما كنيتن ول أتمت اسي وإنا أناك عن التشذر‬
‫على أكفائك فإن ذلك ل يرفعك عليهم ول يضعهم لك قال وال ما أسأت الوعظة ول‬
‫أتمك على النصيحة وإن الذي رأيت من للق فلما دخل مكة قام على النب فحمد ال وأثن‬
‫عليه ث قال أما بعد معشر أهل مكة فإنا سكناها غبطة وخرجنا عنها رغبة ولذلك كنا إذا‬
‫رفعت لنا اللهوة بعد اللهوة أخذنا أسناها ونزلنا أعلها ث شرج أمر‬
‫بي أمرين فقتلنا وقتلنا فوال ما نزعنا ول نزع عنا حت شرب الدم دما وأكل‬
‫اللحم لما وقرع العظم عظما فول رسول ال برسالة ال إياه واختياره له ث ول أبو بكر‬
‫لسابقته وفضله ث ول عمر ث أجيلت قداح نزعن من شعاب جولة سعة ففاز بظيها أصلها‬
‫وأعتقها فكنا بعض قداحها ث شرج أمر بي أمرين فقتلنا وقتلنا فوال ما نزعنا ول نزع عنا‬
‫حت شرب الدم دما وأكل اللحم لما وقرع العظم عظما وعاد الرام حلل وأسكت كل‬
‫ذي حس عن ضرب مهند عركا عركا وعسفا عسفا وخزا ونسا حت طابوا عن حقنا نفسا‬
‫وال ما أعطوه عن هوادة ول رضوا فيه بالقضاء أصبحوا يقولون حقنا غلبنا عليه فجزيناه هذا‬
‫بذا وهذا ف هذا يأهل مكة أنفسكم أنفسكم وسفهاءكم سفهاءكم فإن معي سوطا نكال‬

‫‪335‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫وسيفا وبال وكل منصوب على أهله ث نزل ملحاة الوليد بن عقبة معه ف ملس معاوية‬
‫تلحى الوليد بن عقبة وعمرو بن سعيد بن العاص ف ملس معاوية فتكلم الوليد فقال له عمرو‬
‫كذبت أو كذبت فقال له الوليد اسكت يا طليق اللسان منوع الياء ويا ألم أهل بيته‬
‫فلعمري لقد بلغ بك البخل الغاية الشائنة الذلة لهلها فساءت خلئقك لبخلك فمنعت‬
‫القوق ولزمت العقوق فأنت غي مشيد البنيان ول رفيع الكان فقال له عمرو وال إن قريشا‬
‫لتعلم أن غي حلو الذاقة ول لذيذ‬
‫اللكة وإن لكالشجا ف اللق ولقد علمت أن ساكن الليل داهية النهار ل أتبع‬
‫الفياء ول أنتمي إل غي أب ول يهل حسب حام لقائق الذمار غي هيوب عند الوعيد ول‬
‫خائف رعديد فلم تعي بالبخل وقد جبلت عليه فلعمري لقد أورثتك الضرورة لؤما والبخل‬
‫فحشا فقطعت رحك وجرت ف قضيتك وأضعت حق من وليت أمره فلست ترجي للعظائم‬
‫ول تعرف بالكارم ول تستعف عن الحارم ل تقدر علي التوقي ول يكم منك التدبي فأفحم‬
‫الوليد فقال معاوية وساءه ذلك كفا ل أبا لكما ل يرتفع بكما القول إل ما ل نريد ث أنشأ‬
‫عمرو يقول وليد إذا ما كنت ف القوم جالسا فكن ساكنا منك الوقار على بال ول يبدرن‬
‫الدهر من فيك منطق بل نظر قد كان منك وإغفال خطبته حي غلب على دمشق ولا غلب‬
‫على دمشق صعد النب فحمد ال وأثن عليه ث قال أيها الناس إنه ل يقم أحد من قريش قبلي‬
‫على هذا النب إل زعم أن له جنة ونارا يدخل النة من أطاعه والنار من عصاه وإن أخبكم‬
‫أن النة والنار بيد ال وأنه ليس إل من ذلك شيء غي أن لكم علي حسن الؤاساة والعطية‬
‫خالد بن يزيد وعبد اللك بن مروان روي أن عبد ال بن يزيد بن معاوية جاء إل‬
‫أخيه خالد بن يزيد ف أيام عبد اللك فقال لقد همت اليوم يا أخي أن أفتك بالوليد بن عبد‬
‫اللك فقال له خالد بئس وال ما همت به ف ابن أمي الؤمني وول عهد السلمي فما ذاك‬
‫قال إن خيلي مرت به فعبث با وأصغرن فقال له خالد أنا أكفيك فدخل على عبد اللك‬
‫والوليد عنده فقال يا أمي الؤمني إن الوليد ابن أمي الؤمني وول عهد السلمي مرت به خيل‬

‫‪336‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫ابن عمه عبد ال بن يزيد فعبث با وأصغره وكان عبد اللك مطرقا فرفع رأسه وقال إن اللوك‬
‫إذا دخلوا قرية أفسدوها وجعلوا أعزة أهلها أذلة وكذلك يفعلون فقال خالد وإذا أردنا أن‬
‫نلك قرية أمرنا مترفيها ففسقوا فيها فحق عليها القول فدمرناها تدميا فقال عبد اللك أف عبد‬
‫ال تكلمن وال لقد دخل أمس علي فما أقام لسانه لنا فقال خالد أفعلى الوليد تعول يا أمي‬
‫الؤمني قال عبد اللك إن كان الوليد يلحن فإن أخاه سليمان فقال خالد وإن كان عبد ال‬
‫يلحن فإن أخاه خالد فالتفت الوليد إل خالد وقال له اسكت ويك يا خالد فوال ما تعد ف‬
‫العي ول ف النفي فقال خالد اسع يا أمي الؤمني ث التفت إل الوليد فقال له ويك فمن‬
‫صاحب العي والنفي غي جدي أب سفيان صاحب العي وجدي عتبة صاحب النفي ولكن لو‬
‫قلت غنيمات وحبيلت والطائف ورحم ال عثمان لقلنا صدقت‬
‫خالد بن عبد ال بن أسيد وعبد اللك بن مروان جلس يوما عبد اللك بن مروان‬
‫وعند رأسه خالد بن عبد ال بن أسيد وعند رجليه أمية بن عبد ال بن أسيد وأدخلت عليه‬
‫الموال الت جاءت من قبل الجاج حت وضعت بي يديه فقال هذا وال التوفي وهذه المانة‬
‫ل ما فعل هذا وأشار إل خالد استعملته على العراق فاستعمل كل ملط فاسق فأدوا إليه‬
‫العشرة واحدا وأدى إل من العشرة واحدا واستعملت هذا على خراسان وأشار إل أمية‬
‫فأهدى إل برذوني حطمي فإن استعملتكم ضيعتم وإن عزلتكم قلتم استخف بنا وقطع‬
‫أرحامنا فقال خالد بن عبد ال استعملتن على العراق وأهله رجلن سامع مطيع مناصح وعدو‬
‫مبغض مكاشح فأما السامع الطيع الناصح فإنا جزيناه ليزداد ودا إل وده وأما البغض الكاشح‬
‫فإنا داريناه ضغنه وسللنا حقده وكثرنا لك الودة ف صدور رعيتك وإن هذا جب الموال‬
‫وزرع لك البغضاء ف قلوب الرجال فيوشك أن تنبت البغضاء فل أموال ول رجال فلما خرج‬
‫ابن الشعث قال عبد اللك هذا وال ما قال خالد‬
‫نصيحة لعمرو بن عتبة بن أب سفيان ورأى عمرو بن عتبة بن أب سفيان رجل‬
‫يشتم رجل وآخر يسمع منه فقال للمستمع نزه سعك عن استماع النا كما تنه لسانك عن‬

‫‪337‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫الكلم به فإن السامع شريك القائل وإنا نظر إل شر ما ف وعائه فأفرغه ف وعائك ولو ردت‬
‫كلمة جاهل ف فيه لسعد رادها كما شقى قائلها تأديب معاوية للسائه أذن معاوية للحنف‬
‫بن قيس وقد واف معاوية ممد بن الشعث فقدمه عليه فوجد من ذلك ممد بن الشعث‬
‫وأذن له فدخل فجلس بي معاوية والحنف فقال معاوية إنا وال ما أذنا له قبلك إل ليجلس‬
‫إلينا دونك وما رأيت أحدا يرفع نفسه فوق قدرها إل من ذلة يدها وقد فعلت فعل من أحس‬
‫من نفسه ذل وضعة وإنا كما نلك أموركم نلك تأديبكم فأريدوا منا ما نريده منكم فإنه أبقى‬
‫لكم وإل قصرناكم كرها فكان أشد عليكم وأعنف بكم كلم معاوية وقد سقطت ثنيتاه ولا‬
‫سقطت ثنيتا معاوية لف وجهه بعمامة ث خرج إل الناس فقال لئن ابتليت لقد ابتلي الصالون‬
‫قبلي وإن لرجو أن أكون منهم ولئن‬
‫عوقبت لقد عوقب الاطئون قبلي وما آمن أن أكون منهم ولئن سقط عضوان من‬
‫لا بقي أكثر ولو أتى على نفسي لا كان ل عليه خيار تبارك وتعال فرحم ال عبدا دعا‬
‫بالعافية فوال لئن كان عتب علي بعض خاصتكم لقد كنت حدبا على عامتكم تقريع عبد‬
‫اللك بن مروان لحد عماله وروى الاحظ قال قال أبو السن كان عبد اللك بن مروان‬
‫شديد اليقظة كثي التعاهد لولته فبلغه أن عامل من عماله قبل هدية فأمر بإشخاصه إليه فلما‬
‫دخل عليه قال أقبلت هدية منذ وليتك قال يا أمي الؤمني بلدك عامرة وخراجك موفور‬
‫ورعيتك على أفضل حال قال أجب فيما سألتك عنه أقبلت هدية منذ وليتك قال نعم قال لئن‬
‫كنت قبلت ول تعوض إنك للئيم ولئن أنلت مهديك ل من مالك أو استكفيته ما ل يكن‬
‫يستكفاه إنك لائر خائن ولئن كان مذهبك أن تعوض الهدي إليك من مالك وقبلت ما‬
‫أتمك به عند من استكفاك وبسط لسان عائبك وأطمع فيك أهل عملك إنك لاهل وما‬
‫فيمن أتى أمرا ل يل فيه من دناءة أو خيانة أو جهل مصطنع نياه عن عمله‬
‫طلب معاوية البيعة ليزيد لا كانت سنة ثلث وخسي أظهر معاوية عهدا مفتعل‬
‫فقرأه على الناس فيه عقد الولية ليزيد بعده فلم يزل يروض الناس لبيعته سبع سني ويشاور‬

‫‪338‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫ويعطي القارب ويدان الباعد حت استوثق له من أكثر الناس فقال لعبد ال بن الزبي ما ترى‬
‫ف بيعة يزيد قال يا أمي الؤمني إن أناديك ول أناجيك إن أخاك من صدقك فانظر قبل أن‬
‫تتقدم وتفكر قبل أن تندم فإن النظر قبل التقدم والتفكر قبل التندم فضحك معاوية وقال ثعلب‬
‫رواغ تعلمت السجاعة عند الكب ف دون ما سجعت به على ابن أخيك ما يكفيك ث التفت‬
‫إل الحنف بن قيس فقال ما ترى ف بيعة يزيد قال نافكم إن صدقناكم وناف ال إن كذبنا‬
‫فلما كانت سنة خس وخسي كتب معاوية إل سائر المصار أن يفدوا عليه فوفد عليه من‬
‫كل مصر قوم وكان فيمن وفد عليه من الدينة ممد بن عمرو بن حزم فخل به معاوية وقال له‬
‫ما ترى ف بيعة يزيد فقال يا أمي الؤمني ما أصبح اليوم على الرض أحد هو أحب إل رشدا‬
‫من نفسك سوى نفسي وإن يزيد أصبح غنيا ف الال وسطا ف السب وإن ال سائل كل راع‬
‫عن رعيته فاتق ال‬
‫وانظر من تول أمر أمة ممد فأخذ معاوية بر حت تنفس الصعداء وذلك ف يوم‬
‫شات ث قال يا ممد إنك امرؤ ناصح قلت برأيك ول يكن عليك إل ذاك قال معاوية إنه ل‬
‫يبق إل ابن وأبناؤهم فابن أحب إل من أبنائهم اخرج عن ث دعا الضحاك بن قيس الفهرى‬
‫فقال له إذا جلست على النب وفرغت من بعض موعظت وكلمي فاستأذن للقيام فإذا أذنت‬
‫لك فاحد ال تعال واذكر يزيد وقل فيه الذي يق له من حسن الثناء عليه ث ادعن إل توليته‬
‫من بعدي فإن قد رأيت وأجعت على توليته فأسأل ال ف ذلك وف غيه الية وحسن‬
‫القضاء ث دعا عبد الرحن بن عثمان الثقفي وعبد ال بن مسعدة الفزاري وثور بن معن‬
‫السلمي وعبد ال بن عصام الشعرى فأمرهم أن يقوموا إذا فرغ الضحاك وأن يصدقوا قوله‬
‫ويدعوه إل يزيد وجلس معاوية ف أصحابه وأذن للوفود فدخلوا عليه فخطبهم فلما فرغ من‬
‫بعض موعظته وهؤلء النفر ف الجلس قد قعدوا للكلم قام الضحاك بن قيس فاستأذن فأذن له‬
‫خطبة الضحاك بن قيس الفهري فحمد ال وأثن عليه ث قال أصلح ال أمي الؤمني وأمتع به‬

‫‪339‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫إنا قد بلونا الماعة واللفة فوجدناها أحقن للدماء وآمن للسبل وخيا ف العاقبة والجلة ول‬
‫خي لنا أن نترك سدى‬
‫واليام عوج رواجع والنفس يغدى عليها ويراح وال يقول كل يوم هو ف شأن‬
‫ولسنا ندري ما يتلف به العصران وأنت يا أمي الؤمني ميت كما مات من كان قبلك من‬
‫أنبياء ال وخلفائه نسأل ال تعال بك التاع وقد رأينا من دعة يزيد ابن أمي الؤمني وحسن‬
‫مذهبه وقصد سيته وين نقيبته مع ما قسم ال له من الحبة ف السلمي والشبه بأمي الؤمني‬
‫ف عقله وسياسته وشيمته الرضية ما دعانا إل الرضا به ف أمورنا والقنوع به ف الولية علينا‬
‫فليوله أمي الؤمني أكرمه ال عهده وليجعله لنا ملجأ ومفزعا بعده نأوي إليه إن كان كون‬
‫فإنه ليس أحد أحق با منه فاعزم على ذلك عزم ال لك ف رشدك ووفقك ف أمورنا خطبة‬
‫عبد الرحن بن عثمان الثقفي ث قام عبد الرحن بن عثمان الثقفي فحمد ال وأثن عليه ث قال‬
‫أصلح ال أمي الؤمني إنا قد أصبحنا ف زمان متلفة أهواؤه قد احدودبت علينا سيساؤه‬
‫واقطوطبت علينا أدواؤه وأناخت علينا أنباؤه ونن نشي‬
‫عليك بالرشاد وندعوك إل السداد وأنت يا أمي الؤمني أحسننا نظرا وأثبتنا بصرا‬
‫ويزيد ابن أمي الؤمني قد عرفنا سيته وبلونا علنيته ورضينا وليته وزادنا بذلك انبساطا وبه‬
‫اغتباطا مع ما منحه ال من الشبه بأمي الؤمني والحبة ف السلمي فاعزم على ذلك ول تضق‬
‫به ذرعا فال تعال يقيم به الود ويردع به اللد ويؤمن به السبل ويمع به الشمل ويعظم به‬
‫الجر ويسن به الذخر ث جلس خطبة ثور بن معن السلمي فقام ثور بن معن السلمي فحمد‬
‫ال وأثن عليه ث قال أصلح ال أمي الؤمني إنا قد أصبحنا ف زمان صاحبه مشاغب وظله‬
‫ذاهب مكتوب علينا فيه الشقاء والسعادة وأنت يا أمي الؤمني ميت نسأل ال بك التاع ويزيد‬
‫ابن أمي الؤمني أقدمنا شرفا وأبذلنا عرفا وقد دعانا إل الرضا به والقنوع بوليته والرص عليه‬
‫والختيار له ما قد عرفنا من صدق لسانه ووفائه وحسن بلئه فاجعله لنا بعدك خلفا فإنه‬
‫أوسعنا كنفا وأقدمنا سلفا وهو رتق لا فتق وزمام لا شعث ونكال لن فارق ونافق وسلم لن‬

‫‪340‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫واظب وحافظ للحق أسأل ال لمي الؤمني أفضل البقاء والسعادة والية فيما أراد والتوطن‬
‫ف البلد وصلح أمر جيع العباد ث جلس‬
‫خطبة عبد ال بن عصام الشعرى فقام عبد ال بن عصام فحمد ال وأثن عليه ث‬
‫قال أصلح ال أمي الؤمني وأمتع به إنا قد أصبحنا ف دنيا منقضية وأهواء منجذمة ناف‬
‫حدها وننتظر جدها شديد منحدرها كثي وعرها شامة مراقبها ثابتة مراتبها صعبة مراكبها‬
‫فالوت يا أمي الؤمني وراءك ووراء العباد ل يلد ف الدنيا أحد ول يبقى لنا أمد وأنت يا أمي‬
‫الؤمني مسئول عن رعيتك ومأخوذ بوليتك وأنت أنظر الماعة وأعلى عينا بسن الرأي‬
‫لهل الطاعة وقد هديت ليزيد ف أكمل المور وأفضلها رأيا وأجعها رضا فاقطع بيزيد قالة‬
‫الكلم ونوة البطل وشعث النافق واكبت به الباذخ العادي فإن ذلك أل للشعث وأسهل‬
‫للوعث فاعزم على ذلك ول تترامى بك الظنون خطبة عبد ال بن مسعدة الفزاري ث قام عبد‬
‫ال بن مسعدة الفزاري فحمد ال وأثن عليه ث قال أصلح ال أمي الؤمني وأمتع به إن ال قد‬
‫آثرك بلفته واختصك بكرامته وجعلك عصمة لوليائه وذا نكاية لعدائه فأصبحت بأنعمه‬
‫جذل‬
‫ولا حلك متمل يكشف ال تعال بك العمى ويهدي بك العدا ويزيد ابن أمي‬
‫الؤمني أحسن الناس برعيتك رأفة وأحقهم باللفة بعدك قد ساس المور وأحكمته الدهور‬
‫ليس بالصغي الفهيه ول بالكبي السفيه قد احتجن الكارم وارتي لمل العظائم وأشد الناس ف‬
‫العدو نكاية وأحسنهم صنعا ف الولية وأنت أغن بأمرك وأحفظ لوصيتك وأحرز لنفسك‬
‫أسأل ال لمي الؤمني العافية ف غي جهد والنعمة ف غي تغيي خطبة عمرو بن سعيد الشدق‬
‫فقال معاوية لعمرو بن سعيد الشدق قم يا أبا أمية فقام فحمد ال وأثن عليه ث قال أما بعد‬
‫فإن يزيد بن معاوية أمل تأملونه وأجل تأمنونه طويل الباع رحب الذراع إن استضفتم إل‬
‫حلمه وسعكم وإن احتجتم إل رأيه أرشدكم وإن افتقرت إل ذات يده أغناكم جذع قارح‬
‫سوبق فسبق وموجد فمجد وقورع ففاز سهمه فهو خلف أمي الؤمني ول خلف منه فقال له‬

‫‪341‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫معاوية اجلس أبا أمية فلقد أوسعت وأحسنت فقال معاوية أوكلكم قد أجع على هذا رأيه‬
‫فقالوا كلنا قد أجع‬
‫رأيه على ما ذكرنا قال فأين الحنف فأجابه قال أل تتكلم فقام الحنف خطبة‬
‫الحنف بن قيس فحمد ال وأثن عليه ث قال أصلح ال أمي الؤمني إن الناس قد أمسوا ف‬
‫منكر زمان قد سلف ومعروف زمان مؤتنف ويزيد ابن أمي الؤمني نعم اللف فإن توله‬
‫عهدك فعن غي كب مفن أو مرض مضن وقد حلبت الدهور وجربت المور فاعرف من تسند‬
‫إليه عهدك ومن توليه المر من بعدك واعص رأي من يأمرك ول يقدر لك ويشي عليك ول‬
‫ينظر لك وأنت أنظر للجماعة وأعلم باستقامة الطاعة مع أن أهل الجاز وأهل العراق ل‬
‫يرضون بذا ول يبايعون ليزيد ما كان السن حيا خطبة الضحاك بن قيس فغضب الضحاك بن‬
‫قيس فقام الثانية فحمد ال وأثن عليه ث قال أصلح ال أمي الؤمني إن أهل النفاق من أهل‬
‫العراق مروءتم ف أنفسهم الشقاق وألفتهم ف دينهم الفراق يرون الق على أهوائهم كأنا‬
‫ينظرون‬
‫بأقفائهم اختالوا جهل وبطرا ل يرقبون من ال راقبة ول يافون وبال عاقبة اتذوا‬
‫إبليس لم ربا واتذهم إبليس حزبا فمن يقاربوه ل يسروه ومن يفارقوه ل يضروه فادفع رأيهم‬
‫يا أمي الؤمني ف نورهم وكلمهم ف صدورهم ما للحسن وذوي السن ف سلطان ال‬
‫الذي استخلف به معاوية ف أرضه هيهات ل تورث اللفة عن كللة ول يجب غي الذكر‬
‫العصبة فوطنوا أنفسكم يأهل العراق على الناصحة لمامكم وكاتب نبيكم وصهره يسلم لكم‬
‫العاجل وتربوا من الجل خطبة الحنف بن قيس ث قام الحنف بن قيس فحمد ال وأثن‬
‫عليه ث قال يا أمي الؤمني إنا قد فررنا عنك قريشا فوجدناك أكرمها زندا وأشدها عقدا‬
‫وأوفاها عهدا وقد علمت أنك ل تفتح العراق عنوة ول تظهر عليها قعصا ولكنك أعطيت‬
‫السن بن علي من عهود ال ما قد علمت ليكون له المر من بعدك فإن تف فأنت أهل الوفاء‬
‫وإن تغدر تعلم وال أن وراء السن خيول جيادا وأذرعا شدادا وسيوفا حدادا إن تدن له شبا‬

‫‪342‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫من غدر تد وراءه باعا من نصر وإنك تعلم أن أهل العراق ما أحبوك منذ أبغضوك ول‬
‫أبغضوا عليا وحسنا منذ أحبوها وما نزل عليهم ف ذلك خب من السماء وإن السيوف الت‬
‫شهروها عليك مع علي يوم صفي لعلى عواتقهم والقلوب الت أبغضوك با لبي جوانهم واي‬
‫ال إن السن لحب إل أهل العراق من علي‬
‫خطبة عبد الرحن بن عثمان الثقفي ث قام عبد الرحن بن عثمان الثقفي فحمد ال‬
‫وأثن عليه ث قال أصلح ال أمي الؤمني إن رأي الناس متلف وكثي منهم منحرف ل يدعون‬
‫أحدا إل رشاد ول ييبون داعيا إل سداد مانبون لرأي اللفاء مالفون لم ف السنة والقضاء‬
‫وقد وقفت ليزيد ف أحسن القضية وأرضاها لمل الرعية فإذا خار ال لك فاعزم ث اقطع قالة‬
‫الكلم فإن يزيد أعظمنا حلما وعلما وأوسعنا كنفا وخينا سلفا قد أحكمته التجارب‬
‫وقصدت به سبل الذاهب فل يصرفنك عن بيعته صارف ول يقفن بك دونا واقف من هو‬
‫شاسع عاص ينوص للفتنة كل مناص لسانه ملتو وف صدره داء دوي إن قال فشر قائل وإن‬
‫سكت فداء غائل قد عرفنا من هم أولئك وما هم عليه لك من الجانبة للتوفيق والتكلف‬
‫للتفريق فاجل ببيعته عنا الغمة واجع به شل المة ول تد عنه إذ هديت له ول تنبش عنه إذ‬
‫وفقت له فإن ذلك الرأي لنا ولك والق علينا وعليك أسأل ال العون وحسن العاقبة لنا ولك‬
‫بنه خطبة معاوية فقام معاوية فقال أيها الناس إن لبليس من الناس إخوانا وخلنا بم يستعد‬
‫وإياهم يستعي وعلى ألسنتهم ينطق إن رجوا طمعا أو جفوا وإن استغن عنهم أرجفوا‬
‫ث يلقحون الفت بالفجور ويشققون لا حطب النفاق عيابون مرتابون إن لووا‬
‫عروة أمر حنفوا وإن دعوا إل غي أسرفوا وليسوا أولئك بنتهي ول بقلعي ول متعظي حت‬
‫تصيبهم صواعق خزي وبيل وتل بم قوارع أمر جليل تتث أصولم كاجتثاث أصول الفقع‬
‫فأول لولك ث أول فإنا قد قدمنا وأنذرنا إن أغن التقدم شيئا أو نفع النذر خطبة يزيد بن‬
‫القنع ث قام يزيد بن القنع فقال أمي الؤمني هذا وأشار إل معاوية فإن هلك فهذا وأشار إل‬
‫يزيد فمن أب فهذا وأشار إل سيفه فقال معاوية اجلس فإنك سيد الطباء خطبة الحنف ث‬

‫‪343‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫تكلم الحنف بن قيس فقال يا أمي الؤمني أنت أعلمنا بيزيد ف ليله وناره وسره وعلنيته‬
‫ومدخله ومرجه فإن كنت تعلمه ل رضا ولذه المة فل تشاور الناس فيه وإن كنت تعلم‬
‫منه غي ذلك فل تزوده الدنيا وأنت صائر إل الخرة فإنه ليس لك من الخرة إل‬
‫ما طاب واعلم أنه ل حجة لك عند ال إن قدمت يزيد على السن والسي وأنت تعلم من‬
‫ها وإل ما ها وإنا علينا أن نقول سعنا وأطعنا غفرانك ربنا وإليك الصي قال صاحب العقد‬
‫فتفرق الناس ول يذكروا إل كلم الحنف ث بايع الناس ليزيد بن معاوية فقال رجل وقد دعي‬
‫إل البيعة اللهم إن أعوذ بك من شر معاوية فقال له معاوية تعوذ من شر نفسك فإنه أشد‬
‫عليك وبايع فقال إن أبايع وأنا كاره للبيعة فقال له معاوية بايع أيها الرجل فإن ال يقول‬
‫فعسى أن تكرهوا شيئا ويعل ال فيه خيا كثيا أما ابن قتيبة فيقول قالوا فاستخار ال معاوية‬
‫وأعرض عن ذكر البيعة حت قدم الدينة سنة خسي فتلقاه الناس فلما استقر ف منله أرسل إل‬
‫عبد ال بن عباس وعبد ال بن جعفر بن أب طالب وعبد ال بن عمر وعبد ال بن الزبي وأمر‬
‫حاجبه أل يأذن لحد من الناس حت يرج هؤلء النفر فلما جلسوا تكلم معاوية فقال خطبة‬
‫معاوية المد ل الذي أمرنا بمده ووعدنا عليه ثوابه نمده كثيا كما أنعم علينا كثيا وأشهد‬
‫أن ل إله إل ال وحده ل شريك له وأن ممدا عبده ورسوله أما بعد فإن قد كب سن ووهن‬
‫عظمي وقرب أجلي وأوشكت أن أدعى فأجيب وقد رأيت أن أستخلف عليكم بعدي يزيد‬
‫ورأيته لكم رضا وأنتم عبادلة قريش وخيارها وأبناء خيارها ول ينعن أن أحضر حسنا وحسينا‬
‫إل أنما أولد أبيهما على حسن رأيي فيهما وشديد مبت لما فردوا على أمي الؤمني خيا‬
‫يرحكم ال‬
‫خطبة عبد ال بن عباس فتكلم عبد ال بن عباس فقال المد ل الذي ألمنا أن‬
‫نمده واستوجب علينا الشكر على آلئه وحسن بلئه وأشهد أن ل إله إل ال وحده ل‬
‫شريك له وأن ممدا عبده ورسوله وآل ممد أما بعد فإنك قد تكلمت فأنصتنا وقلت فسمعنا‬
‫وإن ال جل ثناؤه وتقدست أساؤه اختار ممد لرسالته واختاره لوحيه وشرفه على خلقه‬

‫‪344‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫فأشرف الناس من تشرف به وأولهم بالمر أخصهم به وإنا علي المة التسليم لنبيها إذ‬
‫اختاره ال لا فإنه إنا اختار ممدا بعلمه وهو العليم البي وأستغفر ال ل ولكم خطبة عبد ال‬
‫بن جعفر فقام عبد ال بن جعفر فقال المد ل أهل المد ومنتهاه نمده علي إلامنا حده‬
‫ونرغب إليه ف تأدية حقه وأشهد أن ل إله إل ال واحدا صمدا ل يتخذ صاحبة ول ولدا وأن‬
‫ممدا عبده ورسوله أما بعد فإن هذه اللفة إن أخذ فيها بالقرآن ف أولو الرحام بعضهم‬
‫أول ببعض ف كتاب ال وإن أخذ فيها بسنة رسول ال فأولو رسول ال وإن أخذ بسنة‬
‫الشيخي أب بكر وعمر فأي الناس أفضل وأكمل وأحق بذا المر من آل الرسول واي ال لو‬
‫ولوه بعد نبيهم لوضعوا المر موضعه لقه وصدقه ولطيع ال وعصي الشيطان وما اختلف ف‬
‫المة سيفان فاتق ال يا معاوية فإنك قد صرت راعيا ونن رعية فانظر لرعيتك فإنك مسئول‬
‫عنها غدا‬
‫وأما ما ذكرت من ابن عمي وتركك أن تضرها فوال ما أصبت الق ول يوز‬
‫لك ذلك إل بما وإنك لتعلم أنما معدن العلم والكرم فقل أودع وأستغفر ال ل ولكم خطبة‬
‫عبد ال بن الزبي فتكلم عبد ال بن الزبي فقال المد ل الذي عرفنا دينه وأكرمنا برسوله‬
‫أحده على ما أبلى وأول وأشهد أن ل إله إل ال وأن ممدا عبده ورسوله أما بعد فإن هذه‬
‫اللفة لقريش خاصة تتناولا بآثرها السنية وأفعالا الرضية مع شرف الباء وكرم البناء فاتق‬
‫ال يا معاوية وأنصف من نفسك فإن هذا عبد ال بن عباس ابن عم رسول ال وهذا عبد ال‬
‫بن جعفر ذي الناحي ابن عم رسول ال وأنا عبد ال بن الزبي ابن عمة رسول ال وعلي‬
‫خلف حسنا وحسينا وأنت تعلم من ها وما ها فاتق ال يا معاوية وأنت الاكم بيننا وبي‬
‫نفسك خطبة عبد ال بن عمر التوف سنة ه فتكلم عبد ال بن عمر فقال المد ل الذي‬
‫أكرمنا بدينه وشرفنا بنبيه أما بعد فإن هذه اللفة ليست برقلية ول قيصرية ول كسروية‬
‫يتوارثها البناء عن الباء ولو كان كذلك كنت القائم با بعد أب فوال ما أدخلن مع الستة‬
‫من أصحاب الشورى إل على أن اللفة ليست شرطا مشروطا وإنا هي ف قريش خاصة لن‬

‫‪345‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫كان لا أهل من ارتضاه السلمون لنفسهم من كان أتقى وأرضى فإن كنت تريد الفتيان من‬
‫قريش فلعمري إن يزيد من فتيانا واعلم أنه ل يغنين عنك من ال شيئا‬
‫خطبة معاوية فتكلم معاوية فقال قد قلت وقلتم وإنه قد ذهبت الباء وبقيت البناء‬
‫فابن أحب إل من أبنائهم مع أن ابن إن قاولتموه وجد مقال وإنا كان هذا المر لبن عبد‬
‫مناف لنم أهل رسول ال فلما مضي رسول ال ول الناس أبا بكر وعمر من غي معدن اللك‬
‫ول اللفة غي أنما سارا بسية جيلة ث رجع اللك إل بن عبد مناف فل يزال فيهم إل يوم‬
‫القيامة وقد أخرجك ال يا بن الزبي وأنت يا بن عمر منها فأما ابنا عمي هذان فليسا بارجي‬
‫من الرأي إن شاء ال ث أمر بالرحلة وأعرض عن ذكر البيعة ليزيد ول يقطع عنهم شيئا من‬
‫صلتم وأعطياتم ث انصرف راجعا إل الشأم وسكت عن البيعة فلم يعرض لا إل سنة إحدى‬
‫وخسي قال ابن قتيبة ث ل يلبث معاوية بعد وفاة السن رحه ال سنة إل يسيا حت بايع‬
‫ليزيد بالشأم وكتب ببيعته إل الفاق وكان عامله على الدينة مروان بن الكم فكتب إليه‬
‫بذلك وأمره أن يمع من قبله من قريش وغيهم من أهل الدينة ث يبايعوا ليزيد فلما قرأ كتاب‬
‫معاوية أب من ذلك وأبته قريش وكتب إل معاوية إن قومك قد أبوا إجابتك إل بيعتك ابنك‬
‫فأرن رأيك فكتب إليه يأمره أن يعتزل عمله ويبه أنه قد ول الدينة سعيد بن العاص فخرج‬
‫مروان مغاضبا ف أهل بيته وأخواله من بن كنانة حت أتى دمشق ودخل على معاوية فسلم‬
‫عليه باللفة ث قال‬
‫خطبة مروان بن الكم إن ال عظيم خطره ل يقدر قادر قدره خلق من خلقه عبادا‬
‫جعلهم لدعائم دينه أوتادا هم رقباؤه على البلد وخلفاؤه على العباد أسفر بم الظلم وألف بم‬
‫الدين وشدد بم اليقي ومنح بم الظفر ووضع بم من استكب فكان من قبلك من خلفائنا‬
‫يعرفون ذلك ف سالف زمامنا وكنا نكون لم على الطاعة إخوانا وعلى من خالف عنها أعوانا‬
‫يشد بنا العضد ويقام بنا الود ونستشار ف القضية ونستأمر ف أمر الرعية وقد أصبحنا اليوم ف‬
‫أمور مستحية ذات وجوه مستديرة تفتح بأزمة الضلل وتلس بأسوأ الرحال يؤكل جزورها‬

‫‪346‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫وتتق أحلبا فما لنا ل نستأمر ف رضاعها ونن فطامها وأولد فطامها وأي ال لول عهود‬
‫مؤكدة ومواثيق معقدة لقمت أود وليها فأقم المر يا بن أب سفيان واعدل عن تأميك‬
‫الصبيان واعلم أن لك ف قومك نظراء وأن لم على مناوأتك وزراء فغضب معاوية من كلمه‬
‫غضبا شديدا ث كظم غيظه بلمه وأخذ بيد مروان ث قال‬
‫خطبة معاوية إن ال قد جعل لكل شيء أصل وجعل لكل خي أهل ث جعلك ف‬
‫الكرم من متدا والعزيز من والدا اخترت من قروم قادة ث استللت سيد سادة فأنت ابن ينابيع‬
‫الكرم فمرحبا بك وأهل من ابن عم ذكرت خلفاء مفقودين شهداء صديقي كانوا كما نعت‬
‫وكنت لم كما ذكرت وقد أصبحنا ف أمور مستحية ذات وجوه مستديرة وبك وال يا بن‬
‫العم نرجو استقامة أودها وذلولة صعوبتها وسفور ظلمتها حت يتطأطأ جسيمها ويركب بك‬
‫عظيمها فأنت نظي أمي الؤمني وعدته ف كل شديدة وعضده والثان بعد ول عهده فقد‬
‫وليتك قومك وأعظمت ف الراج سهمك وأنا ميز وفدك ومسن رفدك وعلي أمي الؤمني‬
‫غناك والنول عند رضاك مروان وعبد الرحن بن أب بكر وروي أن مروان لا ورد عليه كتاب‬
‫معاوية قرأه على أهل الدينة وقال إن أمي الؤمني قد كب سنه ودق عظمه وقد خاف أن يأتيه‬
‫أمر ال تعال فيدع الناس كالغنم ل راعي لا وقد أحب أن يعلم علما ويقيم إماما فقالوا وفق‬
‫ال أمي الؤمني وسدده ليفعل فكتب بذلك إل معاوية فكتب إليه أن سم يزيد‬
‫فقرأ الكتاب عليهم وسي يزيد وخطبهم فحضهم على الطاعة وحذرهم الفتنة‬
‫ودعاهم إل بيعة يزيد وقال سنة أب بكر الادية الهدية فقام عبد الرحن بن أب بكر فقال‬
‫كذبت وال يا مروان وكذب معاوية معك إن أبا بكر ترك الهل والعشية وبايع لرجل من‬
‫بن عدي رضي دينه وأمانته واختاره لمة ممد ل يكون ذلك ل تدثوا علينا سنة الروم كلما‬
‫مات هرقل قام مكانه هرقل فقال مروان أيها الناس إن هذا التكلم هو الذي أنزل ال فيه‬
‫والذي قال لوالديه أف لكما أتعدانن أن أخرج وقد خلت القرون من قبلي فقال له عبد‬
‫الرحن‬

‫‪347‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫يا بن الزرقاء أفينا تتأول القرآن وتكلم السي بن علي وعبد ال بن الزبي وعبد ال‬
‫بن عمر وأنكروا بيعة يزيد وتفرق الناس فكتب مروان إل معاوية بذلك قال ابن قتيبة فقدم‬
‫معاوية الدينة حاجا ث أرسل إل السي بن علي وعبد ال ابن عباس فحضرا وابتدأ معاوية‬
‫فقال خطبة معاوية أما بعد فالمد ل ول النعم ومنل النقم وأشهد أن ل إله إل ال التعال‬
‫عما يقول اللحدون علوا كبيا وأن ممدا عبده الختص البعوث إل الن والنس كافة‬
‫لينذرهم بقرآن ل يأتيه الباطل من بي يديه ول من خلفه تنيل من حكيم حيد فأدى عن ال‬
‫وصدع بأمره وصب على الذى ف جنبه حت أوضح دين ال وأعز أولياءه وقمع الشركي‬
‫وظهر أمر ال وهم كارهون فمضي صلوات ال عليه وقد ترك من الدنيا ما بذل له واختار‬
‫منها الترك لا سخر له زهادة واختيارا ل وأنفة واقتدارا على الصب وبغيا لا يدوم ويبقى وهذه‬
‫صفة رسول ال ث خلفه رجلن مفوظان وثالث مشكوك وبي ذلك خوض طالا عالناه‬
‫مشاهدة‬
‫ومكافحة ومعاينة وساعا وما أعلم منه فوق ما تعلمان وقد كان من أمر يزيد ما‬
‫سبقتم إليه وإل تويزه وقد علم ال ما أحاول به من أمر الرعية من سد اللل ول الصدع‬
‫بولية يزيد با أيقظ العي وأحد الفعل هذا معناى ف يزيد وفيكما فضل القرابة وحظوة العلم‬
‫وكمال الروءة وقد أصبت من ذلك عند يزيد على الناظرة والقابلة ما أعيان مثله عندكما‬
‫وعند غيكما مع علمه بالسنة وقراءة القرآن واللم الذي يرجح بالصم الصلب وقد علمتما‬
‫أن الرسول الحفوظ بعصمة الرسالة قدم على الصديق والفاروق ومن دونما من أكابر‬
‫الصحابة وأوائل الهاجرين يوم غزوة ذات السلسل من ل يقارب القوم ول يعاندهم برتبة ف‬
‫قرابة موصولة ول سنة مذكورة فقادهم الرجل بأمره وجع بم صلتم وحفظ عليهم فيئهم‬
‫وقال ول يقل معه وف رسول ال أسوة حسنة فمهل بن عبد الطلب فإنا وأنتم شعبا نفع وجد‬
‫وما زلت أرجو النصاف ف اجتماعكما فما يقول القائل إل بفضل قولكما فردا على ذي‬
‫رحم مستعتب ما يمد به البصية ف عتابكما وأستغفر ال ل ولكما فتيسر ابن عباس للكلم‬

‫‪348‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫ونصب يده للمخاطبة فأشار إليه السي وقال على رسلك فأنا الراد ونصيب ف التهمة أوفر‬
‫فأمسك ابن عباس فقام السي‬
‫خطبة السي فحمد ال وصلي علي الرسول ث قال أما بعد يا معاوية فلن يؤدي‬
‫القائل وأن أطنب ف صفة الرسول من جيع جزءا قد فهمت ما ألبست به اللف بعد رسول‬
‫ال من إياز الصفة والتنكب عن استبلغ البيعة وهيهات هيهات يا معاوية فضح الصبح فحمة‬
‫الدجى وبرت الشمس أنوار السرج ولقد فضلت حت أفرطت واستأثرت حت أجحفت‬
‫ومنعت حت بلت وجرت حت جاوزت ما بذلت لذي حق من أت حقه بنصيب حت أخذ‬
‫الشيطان حظه الوفر ونصيبه الكمل وفهمت ما ذكرته عن يزيد من اكتماله وسياسته لمة‬
‫ممد تريد أن توهم الناس ف يزيد كأنك تصف مجوبا أو تنعت غائبا أو تب عما كان ما‬
‫احتويته بعلم خاص وقد دل يزيد من نفسه على موقع رأيه فخذ ليزيد فيما أخذ به من استقرائه‬
‫الكلب التهارشة عند التحارش والمام السبق لترابن والقينات ذوات العازف وضروب‬
‫اللهي تده ناصرا ودع عنك ما تاول فما أغناك أن تلقي ال بوزر هذا اللق بأكثر ما أنت‬
‫لقيه فوال ما برحت تقدم باطل ف جور وحنقا ف ظلم حت ملت السقية وما بينك وبي‬
‫الوت إل غمضة فتقدم على عمل مفوظ ف يوم مشهود ولت حي مناص ورأيتك عرضت‬
‫بنا بعد هذا المر ومنعتنا عن آبائنا تراثا ولقد لعمر ال أورثنا الرسول عليه الصلة والسلم‬
‫ولدة وجئت لنا با حججتم به القائم عند موت الرسول علية الصلة والسلم‬
‫فأذعن للحجة بذلك ورده اليان إل النصف فركبتم العاليل وفعلتم الفاعيل وقلتم كان‬
‫ويكون حت أتاك المر يا معاوية من طريق كان قصدها لغيك فهناك فاعتبوا يا أول البصار‬
‫وذكرت قيادة الرجل القوم بعهد رسول ال وتأميه له وقد كان ذلك ولعمرو بن العاص يومئذ‬
‫فضيلة بصحبة الرسول وبيعته له وما صار لعمرو يومئذ حت أنف القوم إمرته وكرهوا تقديه‬
‫وعدوا عليه أفعاله فقال ل جرم معشر الهاجرين ل يعمل عليكم بعد اليوم غيي فكيف يتج‬
‫بالنسوخ من فعل الرسول ف أوكد الحوال وأولها بالجتمع عليه من الصواب أم كيف‬

‫‪349‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫صاحبت بصاحب تابعا وحولك من ل يؤمن ف صحبته ول يعتمد ف دينه وقرابته وتتخاطهم‬
‫إل مسرف مفتون تريد أن تلبس الناس شبهة يسعد با الباقي ف دنياه وتشقى با ف آخرتك‬
‫إن هذا لو السران البي وأستغفر ال ل ولكم فنظر معاوية إل ابن عباس فقال ما هذا يا بن‬
‫عباس ولا عندك أدهى وأمر فقال ابن عباس لعمر ال إنا لذرية رسول ال عليه الصلة‬
‫والسلم وأحد أصحاب الكساء ومن البيت الطهر فاله عما تريد فإن لك ف الناس مقنعا حت‬
‫يكم ال بأمره وهو خي الاكمي فقال معاوية أعود اللم التحلم وخية التحلم عن الهل‬
‫انصرفا ف حفظ ال ث أرسل معاوية إل عبد الرحن بن أب بكر وإل عبد ال بن عمر وإل‬
‫عبد ال ابن الزبي فجلسوا‬
‫خطبة معاوية فحمد ال وأثن عليه معاوية ث قال يا عبد ال بن عمر قد كنت‬
‫تدثنا أنك ل تب أن تبيت ليلة وليس ف عنقك بيعة جاعة وأن لك الدنيا وما فيها وأن‬
‫أحذرك أن تشق عصا السلمي وتسعى ف تفريق ملئهم وأن تسفك دمائهم وإن أمر يزيد قد‬
‫كان قضاء من القضاء وليس للعباد خية من أمرهم وقد وكد الناس بيعتهم ف أعناقهم وأعطوا‬
‫على ذلك عهودهم مواثيقهم ث سكت خطبة عبد ال بن عمر فتكلم عبد ال بن عمر فحمد‬
‫ال وأثن عليه ث قال أما بعد يا معاوية لقد كان قبلك خلفاء وكان لم بنون ليس ابنك بي‬
‫من أبنائهم فلم يروا ف أبنائهم ما رأيت ف ابنك فلم يابوا ف هذا المر أحدا ولكن اختاروا‬
‫لذه المة حيث علموهم وأنت تذرن أن أشق عصا السلمي وأفرق ملهم وأسفك دماءهم‬
‫ول أكن لفعل ذلك إن شاء ال ولكن إن استقام الناس فسأدخل ف صال ما تدخل فيه أمة‬
‫ممد فقال معاوية يرحك ال ليس عندك خلف ث قال معاوية لعبد الرحن ابن أب بكر نو‬
‫ما قاله لعبد ال بن عمر فقال له عبد الرحن إنك وال لوددنا أن نكلك إل ال فيما جسرت‬
‫عليه من أمر يزيد والذي نفسي بيده لتجعلنها شورى أو لعيدنا جذعة ث قام ليخرج فتعلق‬
‫معاوية بطرف ردائه ث قال على رسلك‬

‫‪350‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫اللهم اكفنيه با شئت ل تظهرن لهل الشأم فإن أخشى عليك منهم ث قال لبن‬
‫الزبي نو ما قاله لبن عمر ث قال له أنت ثعلب رواغ كلما خرجت من جحر انحرت ف‬
‫آخر أنت ألبت هذين الرجلي وأخرجتهما إل ما خرجا إليه فقال ابن الزبي أتريد أن تبايع‬
‫ليزيد أرأيت إن بايعناه أيكما نطيع أنطيعك أم نطيعه إن كنت مللت اللفة فاخرج منها وبايع‬
‫ليزيد فنحن نبايعه فكثر كلمه وكلم ابن الزبي حت قال له معاوية ف بعض كلمه وال ما‬
‫أراك إل قاتل نفسك ولكأن بك قد تبطت ف البالة ث أمرهم بالنصراف واحتجب عن‬
‫الناس ثلثة أيام ل يرج ث خرج فأمر النادي أن ينادي ف الناس أن يتمعوا لمر جامع‬
‫فاجتمع الناس ف السجد وقعد هؤلء حول النب خطبة معاوية فحمد ال وأثن عليه ث ذكر‬
‫يزيد وفضله وقراءته للقرآن ث قال يأهل الدينة لقد همت ببيعة يزيد وما تركت قرية ول مدرة‬
‫إل بعثت إليها ببيعته فبايع الناس جيعا وسلموا وأخرت الدينة بيعته وقلت بيضته وأصله ومن‬
‫ل أخافهم عليه وكان الذين أبوا البيعة منهم من كان أجدر أن يصله ووال لو علمت مكان‬
‫أحد هو خي للمسلمي من يزيد لبايعت له فقام السي فقال وال لقد تركت من هو خي منه‬
‫أبا وأما ونفسا فقال معاوية كأنك تريد نفسك فقال السي نعم أصلحك ال فقال معاوية‬
‫إذن أخبك أما قولك خي منه أما فلعمري أمك خي من أمه ولو ل يكن إل أنا امرأة من‬
‫قريش لكان نساء قريش أفضلهن فكيف وهي ابنة رسول ال‬
‫ث فاطمة ف دينها وسابقتها فأمك لعمر ال خي من أمه وأما أبوك فقد حاكم أباه‬
‫إل ال فقضى لبيه على أبيك فقال السي حسبك جهلك آثرت العاجل على الجل فقال‬
‫معاوية وأما ما ذكرت من أنك خي من يزيد نفسا فيزيد وال خي لمة ممد منك فقال‬
‫السي هذا هو الفك والزور يزيد شارب المر ومشتري اللهو خي من فقال معاوية مهل‬
‫عن شتم ابن عمك فإنك لو ذكرت عنده بسوء ل يشتمك ث التفت معاوية إل الناس وقال‬
‫أيها الناس قد علمتم أن رسول ال قبض ول يستخلف أحدا فرأى السلمون أن يستخلفوا أبا‬
‫بكر وكانت بيعته بيعة هدى فعمل بكتاب ال وسنة نبيه فلما حضرته الوفاة رأى أن يستخلف‬

‫‪351‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫عمر فعمل عمر بكتاب ال وسنة نبيه فلما حضرته الوفاة رأي أن يعلها شورى بي ستة نفر‬
‫اختارهم من السلمي فصنع أبو بكر ما ل يصنه رسول ال وصنع عمر ما ل يصنعه أبو بكر‬
‫كل ذلك يصنعونه نظرا للمسلمي فلذلك رأيت أن أبايع ليزيد لا وقع الناس فيه من الختلف‬
‫ونظرا لم بعي النصاف وروي من طريق آخر أن معاوية لا خرج إل الدينة ودنا منها استقبله‬
‫أهلها فيهم عبد ال بن عمر وعبد ال بن الزبي والسي بن علي وعبد الرحن بن أب بكر‬
‫فأقبل على عبد الرحن بن أب بكر فسبه وقال ل مرحبا بك ول أهل فلما دخل السي عليه‬
‫قال ل مرحبا بك ول أهل بدنة يترقرق دمها وال مهريقه فلما دخل ابن الزبي قال ل مرحبا‬
‫بك ول أهل ضب تلعة مدخل رأسه تت ذنبه فلما دخل عبد ال بن عمر قال ل مرحبا بك‬
‫ول أهل وسبه فقال‬
‫إن لست بأهل لذه القالة قال بلى ولا هو شر منها فدخل معاوية الدينة وأقام با‬
‫وخرج هؤلء الرهط معتمرين فلما كان وقت الج خرج معاوية حاجا فأقبل بعضهم على‬
‫بعض فقالوا لعله قد ندم فأقبلوا يستقبلونه فلما دخل ابن عمر قال مرحبا بصاحب رسول ال‬
‫وابن الفاروق هاتوا لب عبد الرحن دابة وقال لبن أب بكر مرحبا بشيخ قريش وسيدها وابن‬
‫الصديق هاتوا له دابة وقال لبن الزبي مرحبا يا بن حواري رسول ال وابن عمته هاتوا له دابه‬
‫وقال للحسي مرحبا يابن رسول ال وسيد شباب السلمي قربوا لب عبد ال دابة وجعلت‬
‫ألطافه تدخل عليهم ظاهرة يراها الناس ويسن إذنم وشفاعتهم وحلهم على الدواب وخرج‬
‫حت أتى مكة فقضي حجه ولا أراد الشخوص أمر بأثقاله فقدمت وأمر بالنب فقرب من الكعبة‬
‫ث أرسل إليهم فاجتمعوا وقال بعضهم لبعض من يكلمه فأقبلوا على السي فأب فقالوا لبن‬
‫الزبي هات فأنت صاحبنا قال على أن تعطون عهد ال أن ل أقول شيئا إل تابعتمون عليه‬
‫قالوا لك ذلك فأخذ عهودهم رجل رجل فدخلوا عليه فرحب بم وقال قد علمتم نظري لكم‬
‫وتعطفي عليكم وصلت أرحامكم ويزيد أخوكم وابن عمكم وإنا أردت أن أقدمه باسم‬
‫اللفة وتكونوا أنتم تأمرون وتنهون فسكتوا فقال أجيبون فسكتوا فقال أجيبون فسكتوا فقال‬

‫‪352‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫لبن الزبي هات فأنت صاحبهم قال خطبة عبد ال بن الزبي نيك بي إحدى ثلث أيها‬
‫أخذت فهي لك رغبة وفيها خيار إن شئت فاصنع فينا ما صنعه رسول ال قبضه ال ول‬
‫يستخلف أحدا فرأى‬
‫السلمون أن يستخلفوا أبا بكر فدع هذا المر حت يتار الناس لنفسهم وإن‬
‫شئت فما صنع أبو بكر عهد إل رجل من قاصية قريش وترك من ولده ومن رهطه الدني من‬
‫كان لا أهل وإن شئت فما صنع عمر جعلها شورى ف ستة نفر من قريش يتارون رجل‬
‫منهم وترك ولده وأهل بيته وفيهم من لو وليها لكان لا أهل فقال معاوية هل غي هذا قال ل‬
‫ث قال للخرين ما عندكم قالوا نن على ما قال ابن الزبي فقال معاوية إن أتقدم إليكم وقد‬
‫أعذر من أنذر إن قائم فقائل مقالة فإياكم أن تعترضوا على حت أتها فإن صدقت فعلي‬
‫صدقي وإن كذبت فعلي كذب وأقسم بال لئن رد على رجل منكم كلمة ف مقامي هذا ل‬
‫ترجع إليه كلمته حت يضرب رأسه فل ينظر امرؤ منكم إل إل نفسه ول يبقى إل عليها وأمر‬
‫أن يقوم على رأس كل رجل منهم رجلن بسيفيهما فإن تكلم بكلمة يرد با عليه قوله قتله‬
‫وخرج وأخرجهم معه حت رقي النب وحف به أهل الشأم واجتمع الناس فقام خطيبا فقال‬
‫خطبة معاوية قال بعد حد ال والثناء عليه إنا وجدنا أحاديث الناس ذات عوار قالوا إن حسينا‬
‫وابن أب بكر وابن عمر وابن الزبي ل يبايعوا ليزيد وهؤلء الرهط سادة السلمي وخيارهم ل‬
‫نبم أمرا دونم ول نقضي أمرا إل عن مشورتم وإن دعوتم فوجدتم سامعي مطيعي فبايعوا‬
‫وسلموا وأطاعوا فقال أهل الشأم وما يعظم من أمر هؤلء ايذن لنا فنضرب أعناقهم ل نرضي‬
‫حت يبايعوا علنية فقال معاوية سبحان ال ما أسرع الناس إل قريش بالشر‬
‫وأحلي دماءهم عندهم أنصتوا فل أسع هذه القالة من أحد ودعا الناس إل البيعة‬
‫فبايعوا ث قربت رواحله فركب ومضي فقال الناس للحسي وأصحابه قلتم ل نبايع فلما دعيتم‬
‫وأرضيتم بايعتم قالوا ل نفعل قالوا بلي قد فعلتم وبايعتم أفل أنكرت قالوا خفنا القتل وكادكم‬
‫بنا وكادنا بكم‬

‫‪353‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫تنئة وتعزية خطبة عبد ال بن هام السلول لا توف معاوية واستخلف يزيد ابنه سنة‬
‫اجتمع الناس على بابه ول يقدروا على المع بي تنئة وتعزية حت أتى عبد ال بن هام‬
‫السلول فدخل عليه فقال يا أمي الؤمني آجرك ال على الرزية وبارك لك ف العطية وأعانك‬
‫على الرعية فلقد رزئت عظيما وأعطيت جسيما فاشكر ال على ما أعطيت واصب له على ما‬
‫رزيت فقد فقدت خليفة ال ومنحت خلفة ال ففارقت جليل ووهبت جزيل إذ قضي معاوية‬
‫نبه فغفر ال ذنبه ووليت الرياسة فأعطيت السياسة فأوردك ال موارد السرور ووفقك لصال‬
‫المور وأنشد فاصب يزيد فقد فارقت ذاثقة واشكر حباء الذي باللك أصفاكا ل رزء أصبح ف‬
‫القوام نعلمه كما رزئت ول عقب كعقباكا أصبحت وال أمر الناس كلهم فأنت ترعاهم وال‬
‫يرعاكا وف معاوية الباقي لنا خلف إذا نعيت ول نسمع بنعاكا وعبد ال بن هام هو أول من‬
‫فتح الباب ف المع بي تنئة وتعزية فوله الناس كما روي من غي وجه‬
‫خطبة عطاء بن أب صيفي الثقفي وروي السعودى أن يزيد بعد موت أبيه أذن‬
‫للناس فدخلوا عليه ل يدرون أيهنئونه أو يعزونه فقام عطاء بن أب صيفي فقال السلم عليك يا‬
‫أمي الؤمني ورحة ال وبركاته أصبحت وقد رزئت خليفة ال وأعطيت خلفة ال ومنحت‬
‫هبة ال وقد قضي معاوية نبه فغفر ال له ذنبه وأعطيت بعده الرياسة ووليت السياسة‬
‫فاحتسب عند ال أعظم الرزية واحده على أفضل العطية خطبة عبد ال بن مازن ث قام عبد‬
‫ال بن مازن فقال السلم عليك يا أمي الؤمني رزئت خي الباء وسيت خي الساء ومنحت‬
‫أفضل الشياء فهنأك ال بالعطية وأعانك على الرعية فقد أصبحت قريش مفجوعة ببعد‬
‫ساستها مسرورة با أحسن ال إليها من اللفة بك والعقب من بعده ث أنشأ يقول ال أعطاك‬
‫الت ل فوقها وقد أراد اللحدون عوقها عنك فيأب ال إل سوقها إليك حت قلدوك طوقها ث‬
‫قام عبد ال بن هام فخطب خطبته السالفة‬
‫خطبة غيلن بن مسلمة الثقفي وروي الاحظ أنه لا توف عبد اللك وجلس ابنه‬
‫الوليد دخل عليه الناس وهم ل يدرون أيهنئونه أم يعزونه فاقبل غيلن بن مسلمة الثقفي فسلم‬

‫‪354‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫عليه ث قال يا أمي الؤمني أصبحت قد رزئت خي الباء وسيت خي الساء وأعطيت أفضل‬
‫الشياء فعظم ال لك على الرزية الصب وأعطاك ف ذلك نوافل الجر وأعانك على حسن‬
‫الولية والشكر ث قضي عبد اللك بي القضية وأنزله بأشرف النازل الرضية وأعانك من بعده‬
‫على الرعية‬
‫خطب ولة المويي وقوادهم خطب زياد بن أبيه التوف سنة خطبته بفارس وقد‬
‫كتب إليه معاوية يتهدده كان المام علي عليه السلم ول زيادا فارس أو بعض اعمال فارس‬
‫فضبطها ضبطا صالا وجب خراجها وحاها فلما قتل المام بقي زياد ف عمله وخاف معاوية‬
‫جانبه وعلم صعوبة ناحيته واشفق من مالته السن بن علي عليه السلم فكتب إليه يتهدده‬
‫فغضب زياد غضبا شديدا وجع الناس وصعد النب فحمد ال ث قال العجب من ابن آكلة‬
‫الكباد وقاتلة أسد ال ومظهر اللف ومسر النفاق ورئيس الحزاب ومن أنفق ماله ف إطفاء‬
‫نور ال كتب إل يرعد ويبق‬
‫عن سحابة جفل ل ماء فيها وعما قليل تصيها الرياح قزعا والذي يدلن على‬
‫ضعفه تدده قبل القدرة أفمن إشفاق على تنذر وتعذر كل ولكن ذهب إل غي مذهب وقعقع‬
‫لن روي بي صواعق تامة كيف أرهبه وبين وبينه ابن بنت رسول ال وآله وابن ابن عمه ف‬
‫مائة ألف من الهاجرين والنصار وال لو أذن ل فيه أو ندبن إليه لرينه الكواكب نارا‬
‫ولسعطنه ماء الردل دونه الكلم اليوم والمع غدا والشورة بعد ذلك إن شاء ال ث نزل‬
‫خطبته وقد بعث معاوية إليه الغية بن شعبة يستقدمه وكتب إل معاوية يرد عليه ردا شديد‬
‫اللهجة فغم ذلك معاوية وأحزنه وأوفد إليه الغية بن شعبة بكتاب يتلطف به فيه ويستدنيه منه‬
‫ويستلحقه بنسب أبيه‬
‫أب سفيان وجعل الغية يترفق به وينصح له أن يصل حبله ببله ول يقطع رحه‬
‫فتريث زياد يومي أو ثلثة يروي ف أمره ث جع الناس فصعد النب فحمد ال وأثن عليه ث قال‬
‫أيها الناس ادفعوا البلء ما اندفع عنكم وارغبوا إل ال ف دوام العافية لكم فقد نظرت ف أمور‬

‫‪355‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫الناس منذ قتل عثمان وفكرت فيهم فوجدتم كالضاحي ف كل عيد يذبون ولقد أفن هذان‬
‫اليومان يوم المل وصفي ما ينيف على مائة ألف كلهم يزعم أنه طالب حق وتابع إمام وعلى‬
‫بصية من أمره فإن كان المر هكذا فالقاتل والقتول ف النة كل ليس كذلك ولكن أشكل‬
‫المر والتبس على القوم وإن لائف أن يرجع المر كما بدا فكيف لمرئ بسلمة دينه وقد‬
‫نظرت ف أمر الناس فوجدت أحد العاقبتي العافية وسأعمل ف أموركم ما تمدون عاقبته‬
‫ومغبته فقد حدت طاعتكم إن شاء ال ث نزل وكتب إل معاوية يستوثق منه فأعطاه معاوية‬
‫جيع ما سأله وكتب إليه بط يده ما وثق به فدخل إليه الشام فقربه وأدناه وأقره على وليته ث‬
‫استعمله على العراق‬
‫خطبته وقد استلحقه معاوية ولا أراد معاوية استلحاق زياد وقد قدم عليه الشأم‬
‫جع الناس وصعد النب وأصعد زيادا معه فأجلسه بي يديه على الرقاة الت تت مرقاته وحد‬
‫ال وأثن عليه ث قال أيها الناس إن قد عرفت نسبنا أهل البيت ف زياد فمن كان عنده شهادة‬
‫فليقم با فقام ناس فشهدوا أنه ابن أب سفيان وأنم سعوا ما أقر به قبل موته فلما انقضي كلم‬
‫معاوية ومناشدته قام زياد وأنصت الناس فحمد ال وأثن عليه ث قال‬
‫أيها الناس هذا أمر ل أشهد أوله ول علم ل بآخره وقد قال أمي الؤمني ما بلغكم‬
‫وشهدت الشهود با سعتم فالمد ل الذي رفع منا ما وضع الناس وحفظ منا ما ضيعوا فأما‬
‫عبيد فإنا هو والد مبور أو ربيب مشكور ث نزل خطبته حي ول البصرة وهي البتراء وقدم‬
‫زياد البصرة غرة جادى الول سنة ه واليا لعاوية بن أب سفيان وضم إليه خراسان وسجستان‬
‫والفسق بالبصرة كثي فاش ظاهر فخطب خطبة بتراء ل يمد ال فيها وقيل بل قال المد ل‬
‫على إفضاله وإحسانه ونسأله الزيد من نعمه وإكرامه اللهم كما زدتنا نعما فألمنا شكرا أما‬
‫بعد فإن الهالة الهلء والضللة العمياء والغي الوف بأهله على النار ما فيه سفهاؤكم‬
‫ويشتمل عليه حلماؤكم من المور العظام ينبت فيها الصغي ول يتحاشى عنها الكبي كأنكم‬
‫ل تقرءوا كتاب ال ول تسمعوا‬

‫‪356‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫ما أعد ال من الثواب الكبي لهل طاعته والعذاب الليم لهل معصيته ف الزمن‬
‫السرمدي الذي ل يزول أتكونون كمن طرفت عينيه الدنيا وسدت مسامعه الشهوات واختار‬
‫الفانية على الباقية ول تذكرون أنكم أحدثتم ف السلم الدث الذي ل تسبقوا إليه من‬
‫ترككم الضعيف يقهر ويؤخذ ماله هذه الواخي النصوبة والضعيفة السلوبة ف النهار البصر‬
‫والعدد غي قليل أل يكن منكم ناة تنع الغواة عن دل الليل وغارة النهار قربتم القرابة وباعدت‬
‫الدين تعتذرون بغي العذر وتغضون على الختلس كل امرئ منكم يذب عن سفيهه صنيع من‬
‫ل ياف عاقبة ول يرجو معادا ما أنتم باللماء ولقد اتبعتم السفهاء فلم يزل بكم ما ترون من‬
‫قيامكم دونه حت انتهكوا حرم السلم ث أطرقوا وراءكم كنوسا ف مكانس الريب حرام على‬
‫الطعام والشراب حت أسويها بالرض هدما وإحراقا إل رأيت آخر هذا المر ل يصلح إل با‬
‫صلح به أوله لي ف غي ضعف‬
‫وشدة ف غي عنف وإن أقسم بال لخذن الول بالول والقيم بالظاعن والقبل‬
‫بالدبر والطيع بالعاصي والصحيح منكم ف نفسه بالسقيم حت يلقي الرجل منكم أخاه فيقول‬
‫انج سعد فقد هلك سعيد أو تستقيم ل قناتكم إن كذبة النب بلقاء مشهورة فإذا تعلقتم علي‬
‫بكذبة فقد حلت لكم معصيت فإذا سعتموها من فاغتمزوها ف واعلموا أن عندي أمثالا من‬
‫نقب منكم عليه فأنا ضامن لا ذهب منه فإياي ودل الليل فإن ل أوت بدل إل سفكت دمه‬
‫وقد أجلتكم ف ذلك بقدار ما يأت الب الكوفة ويرجع إليكم وإياي ودعوى الاهلية فإن ل‬
‫أجد أحدا دعا با إل قطعت لسانه وقد أحدثتم أحداثا ل تكن وقد أحدثنا لكل ذنب عقوبة‬
‫فمن غرق قوما غرقناه ومن أحرق قوما أحرقناه ومن نقب‬
‫بيتا نقبنا عن قلبه ومن نبش قبا دفناه حيا فيه فكفوا عن أيديكم وألسنتكم أكفف‬
‫عنكم يدي ولسان ول تظهر من أحد منكم ريبة بلف ما عليه عامتكم إل ضربت عنقه وقد‬
‫كانت بين وبي أقوام إحن فجعلت ذلك دبر أذن وتت قدمي فمن كان منكم مسنا فليزدد‬
‫إحسانا ومن كان منكم مسيئا فلينع عن إساءته إن لو علمت أن أحدكم قد قتله السل من‬

‫‪357‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫بغضي ل أكشف له قناعا ول أهتك له سترا حت يبدي ل صفحته فإذا فعل ذلك ل أناظره‬
‫فاستأنفوا أموركم وأعينوا على أنفسكم فرب مبتئس بقدومنا سيسر ومسرور بقدومنا سيبتئس‬
‫أيها الناس إنا أصبحنا لكم ساسة وعنكم ذادة نسوسكم بسلطان ال الذي أعطانا ونذود‬
‫عنكم بفيء ال الذي خولنا فلنا عليكم السمع والطاعة فيما أحببنا ولكم علينا العدل فيما ولينا‬
‫فاستوجبوا عدلنا وفيئنا بناصحتكم لنا واعلموا أن مهما قصرت عنه فلن أقصر عن ثلث‬
‫لست متجبا عن طالب حاجة منكم ولو أتان طارقا بليل ول حابسا عطاء ول رزقا عن إبانه‬
‫ول ممرا لكم بعثا فادعوا ال بالصلح لئمتكم فإنم ساستكم الؤدبون لكم وكهفكم الذي‬
‫إليه تأوون ومت يصلحوا تصلحوا ول تشربوا قلوبكم بغضهم فيشتد لذلك غيظكم ويطول له‬
‫حزنكم ول تدركوا له حاجتكم مع أنه لو استجيب لكم فيهم لكان شرا لكم أسأل ال أن‬
‫يعي كل على كل وإذا رأيتمون أنفذ فيكم المر فأنفذوه على‬
‫أذلله واي ال إن ل فيكم لصرعى كثية فليحذر كل امرئ منكم أن يكون من‬
‫صرعاى فقام إليه عبد ال بن الهتم فقال أشهد أيها المي لقد أوتيت الكمة وفصل الطاب‬
‫فقال له كذبت ذاك نب ال داود صلوات ال عليه فقام الحنف ابن قيس فقال إنا الثناء بعد‬
‫البلء والمد بعد العطاء وإنا لن نثن حت نبتلي فقال له زياد صدقت فقام أبو بلل مرداس ابن‬
‫أدية وهو يهمس ويقول أنبأنا ال بغي ما قلت قال ال تعال وإبراهيم الذي وف أل تزر وازرة‬
‫وزر أخرى وأن ليس للنسان إل ما سعى وأنت تزعم أنك تأخذ البيء بالسقيم والطيع‬
‫بالعاصي والقبل بالدبر فسمعها زياد فقال إنا ل نبلغ ما نريد فيك وف أصحابك حت نوض‬
‫إليكم الباطل خوضا خطبته بالكوفة وقد ضمت إليه ولا مات الغية بن شعبة أمي الكوفة سنة‬
‫ه ضم معاوية الكوفة إل زياد فكان أول من جع له الكوفة والبصرة فاستخلف على البصرة‬
‫وشخص إل الكوفة فأتاها فصعد النب فحمد ال وأثن عليه ث قال إن هذا المر أتان وأنا‬
‫بالبصرة فأردت أن أشخص إليكم ف ألفي من شرطة‬

‫‪358‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫البصرة ث ذكرت أنكم أهل حق وأن حقكم طالا دفع الباطل فأتيتكم ف أهل بيت‬
‫فالمد ل الذي رفع من ما وضع الناس وحفظ من ما ضيعوا حت فرغ من الطبة خطبة‬
‫أخرى له بالكوفة وروى الطبي أيضا قال فجمعت الكوفة والبصرة لزياد بن أب سفيان فأقبل‬
‫حت دخل القصر بالكوفة ث صعد النب فحمد ال وأثن عليه ث قال أما بعد فإنا قد جربنا‬
‫وجربنا وسسنا وساسنا السائسون فوجدنا هذا المر ل يصلح آخره إل با صلح أوله بالطاعة‬
‫اللينة الشبه سرها بعلنيتها وغيب أهلها بشاهدهم وقلوبم بألسنتهم ووجدنا الناس ل‬
‫يصلحهم إل لي ف غي ضعف وشدة ف غي عنف وإن وال ل أقوم فيكم بأمر إل أمضيته‬
‫على أذلله وليس من كذبة الشاهد عليها من ال والناس أكب من كذبة إمام على النب ث ذكر‬
‫عثمان وأصحابه فقرظهم وذكر قتلته ولعنهم خطبته بالكوفة يتهدد الشيعة وكان زياد قد ول‬
‫الكوفة عمرو بن الريث ورجع إل البصرة فبلغه أن حجر بن عدي يتمع إليه شيعة علي‬
‫ويظهرون لعن معاوية والباءة منه وأنم‬
‫حصبوا عمرو بن الريث فشخص إل الكوفة حت دخلها فأت القصر ث خرج‬
‫فصعد النب وعليه قباء سندس ومطرف خز أخضر قد فرق شعره وحجر جالس ف السجد‬
‫حوله أصحابه أكثر ما كانوا فحمد ال وأثن عليه ث قال أما بعد فإن غب البغي والغي وخيم‬
‫إن هؤلء جعا فأشروا وأمنون فاجترءوا علي واي ال لئن ل تستقيموا لداوينكم بدوائكم‬
‫وقال ما أنا بشيء إن ل أمنع باحة الكوفة من حجر وأدعه نكال لن بعده ويل أمك يا حجر‬
‫سقط العشاء بك على سرحان خطبة أخرى له وخطب زياد فقال استوصوا بثلثة منكم خيا‬
‫الشريف والعال والشيخ فوال ل يأتين شيخ بشاب قد استخف به إل أوجعته ول يأتين عال‬
‫باهل استخف به إل نكلت به ول يأتين شريف بوضيع استخف به إل انتقمت له منه خطبة‬
‫أخرى وخطب على النب فقال أيها الناس ل ينعنكم سوء ما تعلمون منا أن تنتفعوا بأحسن ما‬
‫تسمعون منا فإن الشاعر يقول‬

‫‪359‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫اعمل بقول وإن قصرت ف عملي ينفعك قول ول يضررك تقصيي وصية زياد‬
‫وروى الاحظ عن عمرو بن عبيد أنه قال كتب عبد اللك بن مروان وصية لزياد بيده وأمر‬
‫الناس بفظها وتدبر معانيها وهي إن ال عز وجل جعل لعباده عقول عاقبهم با على معصيته‬
‫وأثابم با على طاعته فالناس بي مسن بنعمة ال عليه ومسيء بذلن ال إياه ول النعمة على‬
‫الحسن والجة على السيء فما أول من تت عليه النعمة ف نفسه ورأى العبة ف غيه بأن‬
‫يضع الدنيا بيث وضعها ال فيعطي ما عليه منها ول يتكثر با ليس له منها فإن الدنيا دار فناء‬
‫ول سبيل إل بقائها ول بد من لقاء ال فأحذركم ال الذي حذركم نفسه وأوصيكم بتعجيل‬
‫ما أخرته العجزة قبل أن تصيوا إل الدار الت صاروا إليها فل تقدرون على توبة وليس لكم‬
‫منها أوبة وأنا أستخلف ال عليكم وأستخلفه منكم قال الاحظ وقد روى هذا الكلم عن‬
‫الجاج وزياد أحق به منه ما كان يقوله لن وله عمل وكان زياد إذا ول رجل عمل قال له‬
‫خذ عهدك وسر إل عملك واعلم أنك مصروف رأس سنتك وأنك تصي إل أربع خلل‬
‫فاختر لنفسك إنا إن وجدناك أمينا ضعيفا استبدلنا بك لضعفك وسلمتك من معرتنا أمانتك‬
‫وإن وجدناك قويا خائنا استهنا بقوتك وأوجعنا ظهرك‬
‫وثقلنا غرمك وإن جعت علينا الرمي جعنا عليك الضرتي وإن وجدناك أمينا‬
‫قويا ف عملك زدنا ف عملك ورفعنا ذكرك وكثرنا مالك وأوطأنا عقبك خطبة الضحاك بن‬
‫قيس الفهري بالكوفة قتل سنة ه وخطب الضحاك بن قيس الفهري على منب الكوفة وقد كان‬
‫بلغه أن قوما من أهلها يشتمون عثمان ويبءون منه فقال بلغن أن رجال منكم ضلل يشتمون‬
‫أئمة الدى ويعيبون أسلفنا الصالي أما والذي ليس له ند ول شريك لئن ل تنتهوا عما يبلغن‬
‫عنكم لضعن فيكم سيف زياد ث ل تدونن ضعيف السورة ول كليل الشفرة أما إن‬
‫لصاحبكم الذي أغرت على بلدكم فكنت أول من غزاها ف السلم وشرب من ماء الثعلبية‬
‫ومن شاطئ الفرات أعاقب من شئت وأعفو عمن شئت لقد ذعرت الخدرات ف‬
‫خدورهن وإن كانت الرأة ليبكي ابنها فل ترهبه ول تسكته إل بذكر اسي فاتقوا ال يأهل‬

‫‪360‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫العراق أنا الضحاك بن قيس أنا أبو أنيس أنا قاتل عمرو ابن عميس فقام إليه عبد الرحن بن‬
‫عبيد فقال صدق المي وأحسن القول ما أعرفنا وال با ذكرت ولقد لقيناك بغرب تدمر‬
‫فوجدناك شجاعا مربا صبورا ث جلس وقال أيفخر علينا با صنع ببلدنا أول ما قدم واي ال‬
‫لذكرنه أبغض مواطنه إليه فسكت الضحاك قليل وكأنه خزي واستحيا ث قال نعم كان ذلك‬
‫اليوم بأخرة بكلم ثقيل ث نزل خطبته عند موت معاوية ولا مات معاوية سنة ه خرج الضحاك‬
‫بن قيس الفهري وكان صاحب شرطته حت صعد النب وأكفان معاوية على يديه تلوح فحمد‬
‫ال وأثن عليه ث قال إن معاوية كان عمود العرب وحد العرب قطع ال عز وجل به الفتنة‬
‫وملكه على العباد وفتح به البلد أل إنه قد مات فهذه أكفانه فنحن مدرجوه فيها ومدخلوه‬
‫قبه وملون بينه وبي عمله ث هو ف البزخ إل يوم القيامة فمن كان منكم يريد أن يشهده‬
‫فليحصر عند الول‬
‫خطبة النعمان بن بشي بالكوفة قتل سنة ه خطب النعمان بن بشي على منب الكوفة‬
‫فقال يأهل الكوفة إن وال ما وجدت مثلي ومثلكم إل الضبع والثعلب أتيا الضب ف جحره‬
‫فقال أبا السل قال أجبتكما قال جئناك نتصم قال ف بيته يؤتى الكم قالت الضبع فتحت‬
‫عين قال فعل النساء فعلت قالت فلقطت ترة قال حلوا اجتنيت قالت فاختطفها ثعالة قال‬
‫لنفسه بغى الي قالت فلطمته لطمة قال حقا قضيت قالت فلطمن أخرى قال كان حرا فانتصر‬
‫قالت فاقض الن بيننا قال حدث حديثي امرأة فإن ل تفهم فأربعة‬
‫خطبة عبيد ال بن زياد بن أبيه بي يدي معاوية قتل سنة ه قدم عبيد ال بن زياد‬
‫على معاوية بعد هلك زياد فجعل يتصدى منه بلوة ليسب من رأيه ما كره أن يشرك ف علمه‬
‫فاستأذن عليه بعد انصداع الطلب واشتغال الاصة وافتراق العامة وهو يوم معاوية الذي كان‬
‫يلو فيه بنفسه ففطن معاوية لا أراد فبعث إل ابنه يزيد وإل مروان بن الكم وإل سعيد بن‬
‫العاص وعبد الرحن ابن الكم وعمرو بن العاص فلما أخذوا مالسهم أذن له فسلم ووقف‬
‫واجا يتصفح وجوه القوم ث قال صريح العقوق مكاتة الدني ل خي ف اختصاص وإن وفر‬

‫‪361‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫أحد ال إليكم على اللء وأستعينه على اللواء وأستهديه من عمى مهد وأستعينه على عدو‬
‫مرصد وأشهد أن ل إله إل ال النقذ بالمي الصادق من شفا جرف هار ومن بد غار‬
‫وصلوات ال على الزكى نب الرحة ونذير المة وقائد الدى أما بعد يا أمي الؤمني فقد‬
‫عسف بنا ظن فرع وفذع صدع حت طمع السحيق وبئس الرفيق ودب الوشاة بوت زياد‬
‫فكلهم مستحقر‬
‫للعداوة وقد قلص الزرة وشر عن عطافه ليقول مضى زياد با استلحق به ودل‬
‫على الناة من مستلحقه فليت أمي الؤمني سلم ف دعته وأسلم زيادا ف ضيعته فكان ترب‬
‫عامته وأحد رعيته فل تشخص إليه عي ناظر ول إصبع مشي ول تندلق عليه ألسن كلمته حيا‬
‫ونبشته ميتا فإن تكن يا أمي الؤمني حابيت زيادا بأول رفات ودعوة أموات فقد حاباك زياد‬
‫بد هصور وعزم جسور حت لنت شكائم الشرس وذلت صعبة الشوس وبذل لك يا أمي‬
‫الؤمني يينه ويساره تأخذ بما النيع وتقهر بما البديع حت مضى وال يغفر له فإن يكن أخذ‬
‫بق أنزله منازل القربي فإن لنا بعده ما كان له بدالة الرحم وقرابة الميم فما لنا يا أمي‬
‫الؤمني نشي الضراء ونشتف النضار ولك من خينا أكمله وعليك من حوبنا أثقله وقد شهد‬
‫القوم وما ساءن قربم ليقروا حقا ويردوا باطل فإن للحق منارا واضحا وسبيل قصدا فقل يا‬
‫أمي‬
‫الؤمني بأي أمريك شئت فما نأزر إل غي جحرنا ول نستكثر بغي حقنا وأستغفر‬
‫ال ل ولكم رد معاوية على ابن زياد فنظر معاوية ف وجوه القوم كالتعجب فتصفحهم‬
‫بلحظه رجل رجل وهو مبتسم ث اته تلقاءه وعقد حبوته وحسر عن يده وجعل يومئ با ث‬
‫قال معاوية المد ل على ما نن فيه فكل خي منه وأشهد أن ل إله إل ال فكل شيء خاضع‬
‫له وأن ممدا عبده ورسوله دل على نفسه با بان عن عجز اللق أن يأتوا بثله فهو خات النبيي‬
‫ومصدق الرسلي وحجة رب العالي صلوات ال عليه وبركاته أما بعد فرب خي مستور وشر‬
‫مذكور وما هو إل السهم الخيب لن طار به والظ الرغب لن فاز به فيهما التفاضل وفيهما‬

‫‪362‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫التغابن وقد صفقت يداي ف أبيك صفقة ذي اللة من رواضع الفصلن عامل اصطناعي له‬
‫بالكفر لا أوليته فما رميت به إل انتصل ول انتضيته إل غلق جفنه ولزت لسعته ول قلت إل‬
‫عاند ول قمت إل قعد حت اخترمه الوت وقد أوقع بتره ودل على حقده وقد كنت رأيت ف‬
‫أبيك رأيا حضره الطل والتبس به الزلل فأخذ من بظ الغفلة وما أبرئ نفسي إن النفس‬
‫لمارة بالسوء‬
‫فما برحت هنات أبيك تطب ف حبل القطيعة حت انتكث البم وانل عقد الوداد‬
‫فيا لا توبة تؤتنف من حوبة أورثت ندما أسع با الاتف وشاعت للشامت فليهنأ الواشم ما به‬
‫احتقر وأراك تمد من أبيك جدا وجسورا ها أوفيا به على شرف التقحم وغبط النعمة‬
‫فدعهما فقد أذكرتنا منه ما زهدنا فيك من بعده وبما مشيت الضراء واشتففت النضار‬
‫فاذهب إليك فأنت نل الدغل ونثر النفل والجر شر مقال يزيد بن معاوية فقال يزيد يا أمي‬
‫الؤمني إن للشاهد غي حكم الغائب وقد حضرك زياد وله مواطن معدودة بي ل يفسدها‬
‫التظن ول تغيها التهم وأهلوه أهلوك التحقوا بك وتوسطوا شأنك فسافرت به الركبان‬
‫وسعت به أهل البلدان حت اعتقده الاهل وشك فيه العال فل تتحجر يا أمي الؤمني ما قد‬
‫اتسع وكثرت فيه الشهادات وأعانك عليه قوم آخرون فانرف معاوية إل من معه فقال هذا‬
‫وقذ نفسه ببيعته وطعن ف إمرته يعلم ذلك كما أعلمه يا للرجال من آل أب سفيان لقد‬
‫حكموا وبذهم يزيد وحده‬
‫ث نظر إل عبيد ال فقال يا بن أخي إن لعرف بك من أبيك وكأن بك ف غمرة‬
‫ل يطوها السابح فالزم ابن عمك فإن لا قال حقا فخرجوا ولزم عبيد ال يزيد يرد ملسه‬
‫ويطأ عقبه أياما حت رمى به معاوية إل البصرة واليا عليها وصية الهلب بن أب صفرة لبنائه‬
‫عند موته روى الطبي قال لا كان الهلب بن أب صفرة بزاغول من مرو الروذ من خراسان‬
‫أصابته الشوصة وقوم يقولون الشوكة فدعا حبيبا ومن حضره من ولده ودعا بسهام فحزمت‬
‫وقال أترونكم كاسريها متمعة قالوا ل قال أفترونكم كاسريها متفرقة قالوا نعم قال فهكذا‬

‫‪363‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫الماعة فأوصيكم بتقوى ال وصلة الرحم فإن صلة الرحم تنسئ ف الجل وتثري الال وتكثر‬
‫العدد وأناكم عن القطيعة فإن القطيعة تعقب النار وتورث الذلة والقلة تباذلوا وتواصلوا تابوا‬
‫وأجعوا أمركم ول تتلفوا وتباروا تتمع أموركم إن بن الم يتلفون فكيف ببن العلت‬
‫وعليكم بالطاعة والماعة ولتكن فعالكم أفضل من قولكم فإن أحب للرجل أن يكون لعمله‬
‫فضل على لسانه واتقوا الواب وزلة اللسان فإن الرجل تزل قدمه فينتعش من زلته ويزل لسانه‬
‫فيهلك اعرفوا لن يغشاكم حقه فكفي بغدو‬
‫الرجل ورواحه إليكم تذكرة له وآثروا الود على البخل وأحبوا العرب واصطنعوا‬
‫العرب فإن الرجل من العرب تعده العدة فيموت دونك فكيف الصنيعة عنده وعليكم ف‬
‫الرب بالناة والكيدة فإنا أنفع ف الرب من الشجاعة وإذا كان اللقاء نزل القضاء فإن أخذ‬
‫رجل بالزم فظهر على عدوه قيل أتى المر من وجهه ث ظفر فحمد وإن ل يظفر بعد الناة‬
‫قيل ما فرط ول ضيع ولكن القضاء غالب وعليكم بقراءة القرآن وتعليم السنن وأدب الصالي‬
‫وإياكم والفة وكثرة الكلم ف مالسكم وقد استخلفت عليكم يزيد وجعلت حبيبا على الند‬
‫حت يقدم بم على يزيد فل تالفوا يزيد فقال له الفضل لو ل تقدمه لقدمناه وعهد إل ولده‬
‫يزيد فكان من جلة ما قال له يا بن استعقل الاجب واستظرف الكاتب فإن حاجب الرجل‬
‫وجهه وكاتبه لسانه وكان يقول لبنيه يا بن أحسن ثيابكم ما كان على غيكم ومن كلماته‬
‫الأثورة قوله الياة خي من الوت والثناء السن خي من الياة ولو أعطيت ما ل يعطه لحد‬
‫لحببت أن تكون ل أذن أسع با ما يقال ف غدا إذا مت وقوله عجبت لن يشتري العبيد باله‬
‫ول يشتري الحرار بإفضاله‬
‫خطب الجاج بن يوسف الثقفي التوف سنة ه خطبته بكة بعد مقتل ابن الزبي‬
‫سنة ه لا قتل الجاج عبد ال بن الزبي ارتت مكة بالبكاء فصعد النب فقال أل إن ابن الزبي‬
‫كان من أحبار هذه المة حت رغب ف اللفة ونازع فيها وخلع طاعة ال واستكن برم ال‬
‫ولو كان شيء مانعا للعصاة لنع آدم حرمة النة لن ال تعال خلقه بيده وأسجد له ملئكته‬

‫‪364‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫وأباحه جنته فلما عصاه أخرجه منها بطيئته وآدم على ال أكرم من ابن الزبي والنة أعظم‬
‫حرمة من الكعبة خطبته بعد قتل ابن الزبي وصعد الجاج بعد قتله ابن الزبي متلثما فحط‬
‫اللثام عنه ث قال موج ليل التطم وانلى بضوء صبحه يأهل الجاز كيف رأيتمون أل أكشف‬
‫ظلمة الور وطخية الباطل بنور الق وال لقد وطئكم الجاج وطأة مشفق وعطفة رحم‬
‫ووصل قرابة فإياكم أن تزلوا عن سنن أقمناكم عليه‬
‫فأقطع عنكم ما وصلته لكم بالصارم البتار وأقيم من أودكم ما يقيم الثقف من أود‬
‫القناة بالنار ث نزل وهو يقول أخو الرب إن عضت به الرب عضها وإن شرت عن ساقها‬
‫الرب شرا خطبته حي ول العراق سنة ه حدث عبد اللك بن عمي الليثي قال بينا نن ف‬
‫السجد الامع بالكوفة وأهل الكوفة يومئذ ذوو حال حسنة يرج الرجل منهم ف العشرة‬
‫والعشرين من مواليه إذ أتى آت فقال هذا الجاج قد قدم أميا على العراق فإذا به قد دخل‬
‫السجد معتما بعمامة قد غطي با أكثر وجهه متقلدا سيفا متنكبا قوسا يؤم النب فقام الناس‬
‫نوه حت صعد النب فمكث ساعة ل يتكلم فقال الناس بعضهم لبعض قبح ال بن أمية حيث‬
‫تستعمل مثل هذا على العراق حت قال عمي بن ضابئ البجي أل أحصبه لكم فقالوا أمهل‬
‫حت ننظر فلما رأى عيون الناس إليه حسر اللثام عن فيه ونض فقال أنا ابن جل وطلع الثنايا‬
‫مت أضع العمامة تعرفون‬
‫ث قال يأهل الكوفة أما وال إن لحل الشر بمله وأحذوه بنعله وأجزيه بثله وإن‬
‫لري أبصارا طامة وأعناقا متطاولة ورءوسا قد أينعت وحان قطافها وإن لصاحبها وكأن‬
‫أنظر إل الدماء بي العمائم واللحى تترقرق ث قال هذا أوان الشد فاشتدي زي قد لفها الليل‬
‫بسواق حطم ليس براعي إبل ول غنم ول بزار على ظهر وضم ث قال قد لفها الليل بعصلب‬
‫أروع خراج من الدوي مهاجر ليس بأعراب ث قال قد شرت عن ساقها فشدوا وجدت‬
‫الرب بكم فجدوا والقوس فيها وتر عرد مثل ذراع البكر أو أشد ل بد ما ليس منه بد‬

‫‪365‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫إن وال يأهل العراق ومعدن الشقاق والنفاق ومساوي الخلق ما يقعقع ل‬
‫بالشنان ول يغمز جانب كتغماز التي ولقد فررت عن ذكاء وفتشت عن تربة وجريت إل‬
‫الغاية القصوى وإن أمي الؤمني أطال ال بقاءه نثر كنانته بي يديه فعجم عيدانا فوجدن‬
‫أمرها عودا وأصلبها مكسرا فرماكم ب لنكم طالا أوضعتم ف الفت واضطجعتم ف مراقد‬
‫الضلل وسننتم سنن الغي أما وال للونكم لو العصا ولقرعنكم قرع الروءة ولعصبنكم‬
‫عصب السلمة ولضربنكم ضرب غرائب البل فإنكم لكأهل قرية كانت آمنة مطمئنة يأتيها‬
‫رزقها رغدا من كل مكان فكفرت بأنعم ال فأذاقها ال لباس الوع والوف با كانوا‬
‫يصنعون وإن وال ل أعد إل وفيت ول أهم إل أمضيت ول أخلق إل فريت فإياي وهذه‬
‫الشفعاء والزرافات والماعات وقال وقيل وما تقول وفيم أنتم وذاك‬
‫أما وال لتستقيمن على طريق الق أو لدعن لكل رجل منكم شغل ف جسده‬
‫وإن أمي الؤمني أمرن بإعطائكم أعطياتكم وأن أوجهكم لحاربة عدوكم مع الهلب بن أب‬
‫صفرة وإن أقسم بال ل أجد رجل تلف بعد أخذ عطائه بثلثة أيام إل سفكت دمه وأنبت‬
‫ماله وهدمت منله خطبته وقد سع تكبيا ف السوق فلما كان اليوم الثالث خرج من القصر‬
‫فسمع تكبيا ف السوق فراعه ذلك فصعد النب فحمد ال وأثن عليه وصلى على نبيه ث قال‬
‫يأهل العراق يأهل الشقاق والنفاق ومساوئ الخلق وبن اللكيعة وعبيد العصا وأولد الماء‬
‫والفقع بالقرقر إن سعت تكبيا ل يراد ال به وإنا يراد به الشيطان أل إنا عجاجة تتها‬
‫قصف وإنا مثلي ومثلكم ما قال عمرو بن براق المذان وكنت إذا قوم غزون غزوتم فهل أنا‬
‫ف ذايا لمدان ظال‬
‫مت تمع القلب الذكي وصارما وأنفا حيا تتنبك الظال أما وال ل تقرع عصا‬
‫عصا إل جعلتها كأمس الدابر خطبته وقد قدم البصرة وخطب لا قدم البصرة يتهدد أهل‬
‫العراق ويتوعدهم فقال أيها الناس من أعياه داؤه فعندي دواؤه ومن استطال أجله فعلي أن‬
‫أعجله ومن ثقل عليه رأسه وضعت عنه ثقله ومن استطال ماضي عمره قصرت عليه باقيه إن‬

‫‪366‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫للشيطان طيفا وللسلطان سيفا فمن سقمت سريرته صحت عقوبته ومن وضعه ذنبه رفعه صلبه‬
‫ومن ل تسعه العافية ل تضق عنه اللكة ومن سبقته بادرة فمه سبق بدنه بسفك دمه إن أنذر‬
‫ث ل أنظر وأحذر ث ل أعذر وأتوعد ث ل أعفو إنا أفسدكم ترنيق ولتكم ومن استرخى لببه‬
‫ساء أدبه إن الزم والعزم سلبان سوطي وأبدلن به سيفي فقائمه ف يدي وناده ف عنقي‬
‫وذبابه قلدة لن عصان وال ل آمر أحدكم أن يرج من باب من أبواب السجد فيخرج من‬
‫الباب الذي يليه إل ضربت عنقه‬
‫خطبته بعد وقعة دير الماجم وخطب أهل العراق بعد وقعة دير الماجم فقال‬
‫يأهل العراق إن الشيطان قد استبطنكم فخالط اللحم والدم والعصب والسامع والطراف‬
‫والعضاء والشغاف ث أفضي إل الخاخ والصماخ ث ارتفع فعشش ث باض وفرخ فحشاكم‬
‫نفاقا وشقاقا وأشعركم خلفا اتذتوه دليل تتبعونه وقائدا تطيعونه ومؤامرا تستشيونه فكيف‬
‫تنفعكم تربة أو تعظكم وقعة أو يجزكم إسلم أو ينفعكم بيان ألستم أصحاب بالهواز‬
‫حيث رمتم الكر وسعيتم بالغدر واستجمعتم للكفر وظننتم أن ال يذل دينه‬
‫وخلفته وأنا أرميكم بطرف وأنتم تتسللون لواذا وتنهزمون سراعا ث يوم الزاوية وما يوم الزاوية‬
‫با كان فشلكم وتنازعكم وتاذلكم وبراءة ال منكم ونكوص وليكم عنكم إذ وليتم كالبل‬
‫الشوارد إل اوطانا النوازع إل أعطانا ل يسأل الرء عن أخيه ول يلوي الشيخ على بنيه حت‬
‫عضكم السلح وقصمتكم الرماح ث يوم دير الماجم وما يوم دير الماجم با كانت العارك‬
‫واللحم بضرب يزيل الام عن مقيله ويذهل الليل عن خليله يأهل العراق والكفرات بعد‬
‫الفجرات والغدرات بعد الترات والزوات بعد النوات إن بعثتكم إل ثغوركم غللتم وخنتم‬
‫وإن أمنتم أرجفتم وإن خفتم نافقتم ل تذكرون حسنة ول تشكرون نعمة هل استخفكم‬
‫ناكث أو استغواكم غاو أو استنصركم ظال أو استعضدكم خالع إل تبعتموه وآويتموه‬
‫ونصرتوه وزكيتموه يأهل العراق هل شغب شاغب أو نعب ناعب أو زفر زافر إل كنتم أتباعه‬
‫وأنصاره يأهل العراق أل تنهكم الواعظ أل تزجركم الوقائع ث التفت إل أهل الشأم وهم‬

‫‪367‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫حول النب فقال يأهل الشام إنا أنا لكم كالظليم الرامح عن فراخه ينفي عنها الدر ويباعد‬
‫عنها الجر ويكنها‬
‫من الطر ويميها من الضباب ويرسها من الذئاب يأهل الشام أنتم النة والرداء‬
‫وأنتم العدة والذاء خطبة أخرى له ف أهل الكوفة وأهل الشأم وخطب فقال يأهل الكوفة إن‬
‫الفتنة تلقح بالنجوى وتنتج بالشكوى وتصد بالسيف أما وال إن أبغضتمون ل تضرون وأن‬
‫أحببتمون ل تنفعون وما أنا بالستوحش لعدواتكم ول الستريح إل مودتكم زعمتم أن ساحر‬
‫وقد قال ال تعال ول يفلح الساحر وقد أفلحت وزعمتم أن أعلم السم الكب فلم تقاتلون‬
‫من يعلم ما ل تعلمون ث التفت إل أهل الشأم فقال لزواجكم أطيب من السك ولبناؤكم‬
‫آنس بالقلب من الولد وما أنتم إل كما قال أخو بن ذبيان إذا حاولت ف أسد فجورا فإن‬
‫لست منك ولست من هم درعي الت استلمت فيها إل يوم النسار وهم من ث قال بل أنتم‬
‫يأهل الشأم كما قال ال سبحانه ولقد سبقت كلمتنا لعبادنا الرسلي إنم لم النصورون وإن‬
‫جندنا لم الغالبون ث نزل خطبة له بالبصرة وخطب بالبصرة فقال قال ال تعال فاتقوا ال ما‬
‫استطعتم فهذه ل وفيها مثوبة وقال‬
‫واسعوا وأطيعوا وهذه لعبد ال وخليفة ال وحبيب ال عبد اللك بن مروان أما‬
‫وال لو أمرت الناس أن يأخذوا ف باب واحد فأخذوا ف باب غيه لكانت دماؤهم ل حلل‬
‫من ال ولو قتل ربيعة ومصر لكان ل حلل عذيرى من أهل هذه المياء يرمي أحدهم‬
‫بالجر إل السماء ويقول يكون إل أن يقع هذا خي وال لجعلنهم كالرسم الدائر وكالمس‬
‫الغابر عذيرى من عبد هذيل يقرأ القرآن كأنه رجز العراب أما وال لو أدركته لضربت عنقه‬
‫يعن عبد ال بن مسعود عذيرى من سليمان بن داود يقول لربه رب أغفر ل وهب ل ملكا ل‬
‫ينبغي لحد من بعدي كان وال فيما علمت عبدا حسودا بيل خطبة أخرى له بالبصرة حد‬
‫ال وأثن عليه ث قال إن ال كفانا مئونة الدنيا وأمرنا بطلب الخرة فليته كفانا مئونة الخرة‬
‫وأمرنا بطلب الدنيا مال أرى علماءكم يذهبون وجهالكم ل يتعلمون وشراركم ل يتوبون‬

‫‪368‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫مال أراكم ترصون على ما كفيتم وتضيعون ما به أمرت إن العلم يوشك أن يرفع ورفعه‬
‫ذهاب العلماء أل وإن أعلم بشراركم من البيطار بالفرس الذين ل يقرءون القرآن إل هجرا‬
‫ول يأتون الصلة إل دبرا أل وإن الدنيا عرض حاضر يأكل منها الب والفاجر أل وإن الخرة‬
‫أجل مستأخر يكم فيها ملك قادر‬
‫أل فاعملوا وأنتم من ال على حذر واعلموا أنكم ملقوه ليجزي الذين أساءوا با‬
‫عملوا ويزي الذين أحسنوا بالسن أل وإن الي كله بذافيه ف النة أل وإن الشر كله‬
‫بذافيه ف النار أل وإن من يعمل مثقال ذرة خيا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره وأستغفر‬
‫ال ل ولكم خطبته ف أهل العراق يصارحهم بالكراهة وخطب أهل العراق فقال يأهل العراق‬
‫إن ل أجد دواء أدوي لدائكم من هذه الغازي والبعوث لول طيب ليلة الياب وفرحة القفل‬
‫فإنا تعقب راحة وإن ل أريد أن أرى الفرح عندكم ول الراحة بكم وما أراكم إل كارهي‬
‫لقالت وأنا وال لرؤيتكم أكره ولول ما أريد من تنفيذ طاعة أمي الؤمني فيكم ما حلت‬
‫نفسي مقاساتكم والصب على النظر إليكم وال أسأل حسن العون عليكم ث نزل خطبة أخرى‬
‫وخطب أهل العراق فقال يأهل العراق بلغن انكم تروون عن نبيكم أنه قال من ملك على‬
‫عشر رقاب من السلمي جيء به يوم القيامة مغلولة يداه إل عنقه حت يفكه العدل أو يوبقه‬
‫الور واي ال إن لحب إل أن أحشر مع أب بكر وعمر مغلول من أن أحشر معكم مطلقا‬
‫خطبته لا مات عبد اللك بن مروان ولا مات عبد اللك بن مروان قام فحمد ال‬
‫وأثن عليه ث قال أيها الناس إن ال تبارك وتعال نعي نبيكم إل نفسه فقال إنك ميت وإنم‬
‫ميتون وقال وما ممد إل رسول قد خلت من قبله الرسل أفإن مات أو قتل انقلبتم على‬
‫أعقابكم فمات رسول ال ومات اللفاء الراشدون الهتدون الهديون منهم أبو بكر ث عمر ث‬
‫عثمان الشهيد الظلوم ث تبعهم معاوية ث وليكم البازل الذكر الذي جربته المور وأحكمته‬
‫التجارب مع الفقه وقراءة القرآن والروءة الظاهرة واللي لهل الق والوطء لهل الزيغ فكان‬
‫رابعا من الولة الهديي الراشدين فاختار ال له ما عنده وألقه بم وعهد إل شبهه ف العقل‬

‫‪369‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫والروءة والزم واللد والقيام بأمر ال وخلفته فاسعوا له وأطيعوه أيها الناس إياكم والزيغ فإن‬
‫الزيغ ل ييق إل بأهله ورأيتم سيت فيكم وعرفت خلفكم وطيبتم على معرفت بكم ولو‬
‫علمت أن أحدا أقوى عليكم من أو أعرف بكم ما وليتكم فإياي وإياكم من تكلم قتلناه ومن‬
‫سكت مات بدائه غما ث نزل خطبته حي أراد الج وأراد الجاج أن يج فاستخلف ممدا‬
‫ولده على أهل العراق ث خطب فقال يأهل العراق يأهل الشقاق والنفاق إن أريد الج وقد‬
‫استخلفت عليكم ابن ممدا هذا وما كنتم له بأهل وأوصيته فيكم بلف ما أوصى به رسول‬
‫ال‬
‫ف النصار إن رسول ال أوصى أن يقبل من مسنهم وأن يتجاوز عن مسيئهم وإن‬
‫أمرته أل يقبل من مسنكم ول يتجاوز عن مسيئكم أل وإنكم ستقولون بعدي مقالة ما ينعكم‬
‫من إظهارها إل مافت أل وإنكم ستقولون بعدي ل أحسن ال له الصحابة أل وإن معجل‬
‫لكم الجابة ل أحسن ال اللفة عليكم ث نزل خطبته لا أصيب بولده ممد وأخيه ممد ف‬
‫يوم واحد قال صاحب العقد فلما كان غداة المعة مات ممد بن الجاج فلما كان بالعشى‬
‫أتاه بريد من اليمن بوفاة ممد أخيه ففرح أهل العراق وقالوا انقطع ظهر الجاج وهيض‬
‫جناحه فخرج فصعد النب ث خطب الناس فقال أيها الناس ممدان ف يوم واحد أما وال ما‬
‫كنت أحب أنما معي ف الياة الدنيا لا أرجو من ثواب ال لما ف الخرة واي ال ليوشكن‬
‫الباقي من ومنكم أن يفن والديد أن يبلي والي من ومنكم أن يوت وأن تدال الرض منا‬
‫كما أدلنا منها فتأكل من لومنا وتشرب من دمائنا كما مشينا على ظهرها وأكلنا من ثارها‬
‫وشربنا من مائها ث نكون كما قال ال تعال ونفخ ف الصور فإذا هم من الجداث إل ربم‬
‫ينسلون ث تثل بذين البيتي‬
‫عزائي نب ال من كل ميت وحسب ثواب ال من كل هالك إذا ما لقيت ال عن‬
‫راضيا فإن سرور النفس فيما هنالك خطبته وقد أرجف أهل العراق بوته ومرض الجاج‬
‫ففرح أهل العراق وأرجفوا بوته فلما بلغه تامل حت صعد النب فقال إن طائفة من أهل‬

‫‪370‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫العراق أهل الشقاق والنفاق نزغ الشيطان بينهم فقالوا مات الجاج ومات الجاج فمه وهل‬
‫يرجو الجاج الي إل بعد الوت وال ما يسرن أل أموت وأن ل الدنيا وما فيها وما رأيت‬
‫ال رضي بالتخليد إل لهون خلقه عليه إبليس قال أنظرن إل يوم يبعثون قال إنك من‬
‫النظرين ولقد دعا ال العبد الصال فقال رب اغفر ل وهب ل ملكا ل ينبغي لحد من بعدي‬
‫فأعطاه ذلك إل البقاء فما عسى أن يكون أيها الرجل وكلكم ذلك الرجل كأن وال بكل‬
‫حي منكم ميتا وبكل رطب يابسا ونقل ف ثياب أكفانه إل ثلثة أذرع طول ف ذراع عرضا‬
‫وأكلت الرض لمه ومصت صديده وانصرف البيب من ولده يقسم البيث من ماله إن‬
‫الذين يعقلون يعلمون ما أقول ث نزل‬
‫خطبه الوعظية وخطب الجاج يوما فقال أيها الناس قد أصبحتم ف أجل منقوص‬
‫وعمل مفوظ رب دائب مضيع وساع لغيه والوت ف أعناقكم والنار بي أيديكم والنة‬
‫أمامكم خذوا من أنفسكم لنفسكم ومن غناكم لفقركم وما ف أيديكم لا بي أيديكم فكأن‬
‫ما قد مضي من الدنيا ل يكن وكأن الموات ل يكونوا أحياء وكل ما ترونه فإنه ذاهب هذه‬
‫شس عاد وثود وقرون كثية بي ذلك هذه الشمس الت طلعت على التبابعة والكاسرة‬
‫وخزائنهم السائرة بي أيديهم وقصورهم الشيدة ث طلعت على قبورهم أين اللوك الولون أين‬
‫البابرة التكبون الحاسب ال والصراط منصوب وجهنم تزفر وتتوقد وأهل النة ينعمون ف‬
‫روضة يبون جعلنا ال وإياكم من الذين إذا ذكروا بآيات ربم ل يروا عليها صما وعميانا‬
‫فكان السن البصري رحه ال يقول أل تعجبون من هذا الفاجر يرقى عتبات النب فيتكلم‬
‫بكلم النبياء وينل فيفتك فتك البارين يوافق ال ف قوله ويالفه ف فعله‬
‫وقال مالك بن دينار غدوت إل المعة فجلست قريبا من النب فصعد الجاج ث‬
‫قال امرؤ حاسب نفسه امرؤ راقب ربه امرؤ زور عمله امرؤ فكر فيما يقرؤه غدا ف صحيفته‬
‫ويراه ف ميزانه امرؤ كان عند هه آمرا وعند هواه زاجرا امرؤ أخذ بعنان قلبه كما يأخذ‬
‫الرجل بطام جله فإن قاده إل حق تبعه وإن قاده إل معصية ال كفه إننا وال ما خلقنا للفناء‬

‫‪371‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫وإنا خلقنا للبقاء وإنا ننتقل من دار إل دار وخطب يوما فقال أيها الناس اقدعوا هذه النفس‬
‫فإنا أسأل شيء إذا أعطيت وأعصى شيء إذا سئلت فرحم ال امرأ جعل لنفسه خطاما وزماما‬
‫فقادها بطامها إل طاعة ال وعطفها بزمامها عن مصية ال فإن رأيت الصب عن مارم ال‬
‫أيسر من الصب على عذاب ال‬
‫وخطب فقال اللهم أرن الغي غيا فأجتنبه وأرن الدى هدى فأتبعه ول تكلن إل‬
‫نفسي فأضل ضلل بعيدا وال ما أحب أن ما مضي من الدنيا ل بعمامت هذه ولا بقي منها‬
‫أشبه با مضى من الاء بالاء ومن كلمه إن امرأ أتت عليه ساعة من عمره ل يذكر فيها ربه‬
‫ويستغفر ربه من ذنبه ويفكر ف معاده لدير أن يطول حزنه ويتضاعف أسفه إن ال كتب‬
‫على الدنيا الفناء وعلى الخرة البقاء فل بقاء لا كتب عليه الفناء ول فناء لا كتب عليه البقاء‬
‫فل يغرنكم شاهد الدنيا عن غائب الخرة وأقهروا طول المل بقصر الجل‬
‫خطب قتيبة بن مسلم الباهلى قتل سنة ه خطبته يث على الهاد وقد تيأ لغزو‬
‫طخارستان قدم قتيبة بن مسلم الباهلي خراسان واليا عليها من قبل الجاج سنة فلما تيأ لغزو‬
‫أخرون و شومان وها من بلد طخارستان خطب الناس وحثهم على الهاد فقال إن ال‬
‫أحلكم هذا الحل ليعز دينه ويذب بكم عن الرمات ويزيد بكم الال استفاضة والعدو وقما‬
‫ووعد نبيه النصر بديث صادق وكتاب ناطق فقال هو الذي أرسل رسوله بالدى ودين الق‬
‫ليظهره على الدين كله ولو كره الشركون ووعد الجاهدين ف سبيله أحسن الثواب وأعظم‬
‫الذخر عنده فقال ذلك بأنم ل يصيبهم ظمأ ول نصب ول ممصة ف سبيل ال ول يطئون‬
‫موطئا يغيظ الكفار ول ينالون من عدو نيل إل كتب لم به عمل صال إن ال ل يضيع أجر‬
‫الحسني ول ينفقون نفقة صغية ول كبية ول يقطعون واديا إل كتب لم ليجزيهم ال‬
‫أحسن ما كانوا يعملون ث أخب عمن قتل ف سبيله أنه حي مرزوق فقال ول تسب الذين‬
‫قتلوا ف سبيل ال أمواتا بل أحياء عند ربم يرزقون فتنجزوا موعود ربكم ووطنوا‬
‫أنفسكم على أقصي أثر وأمضي أل وإياكم والوين خطبته وقد تيأ لغزو بلد السغد ولا صال‬

‫‪372‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫قتيبة أهل خوارزم وسار إل السعد سنة ه خطب الناس فقال إن ال قد فتح لكم هذه البلدة ف‬
‫وقت الغزو فيه مكن وهذه السغد شاغرة برجلها قد نقضوا العهد الذي كان بيننا ومنعونا ما‬
‫كنا صالنا عليه طرخون وصنعوا به ما بلغكم وقال ال تعال فمن نكث فإنا ينكث على‬
‫نفسه فسيوا على بركة ال فإن أرجو أن يكون خوارزم والسغد كالنضي وقريظة وقال ال‬
‫تعال وأخرى ل تقدروا عليها قد أحاط ال با‬
‫خطبته وقد سارت إليه جيوش الشاش وفرغانة وأت قتيبة السغد فحصرها شهرا‬
‫وخاف اهلها طول الصار فكتبوا إل ملك الشاش وفرغانة إنا نن دونكم فيما بينكم وبي‬
‫العرب فإن وصل إلينا كنتم أضعف وأذل فمهما كان عندكم من قوة فابذلوها فجمعوا‬
‫جوعهم وولوا عليهم ابنا لاقان وساروا وقد أجعوا أن يبيتوا عسكر قتيبة وني ذلك إليه‬
‫فانتخب أهل النجدة والبأس ووجوه الناس وخطبهم فقال إن عدوكم قد رأوا بلء ال عندكم‬
‫وتأييده إياكم ف مزاحفتكم ومكاثرتكم كل ذلك يفلجكم ال عليهم فأجعوا على أن يتالوا‬
‫غرتكم وبياتكم واختاروا دهاقينهم وملوكهم وأنتم دهاقي العرب وفرسانم وقد‬
‫فضلكم ال بدينه فأبلوا ل بلء حسنا تستوجبون به الثواب مع الذب عن‬
‫أحسابكم خطبه حي دعا إل خلع سليمان بن عبد اللك وقام براسان حي خلع سليمان بن‬
‫عبد اللك ودعا الناس إل خلعه فقال للناس إن قد جعتكم من عي التمر وفيض البحر‬
‫فضممت الخ إل أخيه والولد إل أبيه وقسمت بينكم فيئكم وأجريت عليكم أعطياتكم غي‬
‫مكدرة ول مؤخرة وقد جربتم الولة قبلي أتاكم أمية فكتب إل أمي الؤمني إن خراج‬
‫خراسان ل يقوم بطبخي ث جاءكم أبو سعيد فدوم بكم ثلث سني ل تدرون أف طاعة أنتم‬
‫أم ف معصية ل يب فيئا ول ينكأ عدوا ث جاءكم بنوه بعده يزيد فحل تباري إليه النساء وإنا‬
‫خليفتكم يزيد بن ثروان هبنقة القيسى فلم يبه أحد فغضب فقال‬
‫ل أعز ال من نصرت وال لو اجتمعتم على عن ما كسرت قرنا يأهل السافلة ول‬
‫أقول أهل العالية يا أوباش الصدقة جعتكم كما تمع إبل الصدقة من كل أوب يا معشر بكر‬

‫‪373‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫بن وائل يأهل النفخ والكذب والبخل بأي يوميكم تفخرون بيوم حربكم أم بيوم سلمكم فوال‬
‫لنا أعز منكم يا أصحاب مسيلمة يا بن ذميم ول أقول تيم بأهل الور والقصف والغدر‬
‫كنتم تسمون الغدر ف الاهلية كيسان يا أصحاب سجاح يا معشر عبد القيس القساة تبدلتم‬
‫بأبر النخل أعنة اليل يا معشر الزد تبدلتم بقلوس السفن أعنة اليل والصن إن هذا لبدعة ف‬
‫السلم والعراب وما العراب لعنة ال على العراب يا كناسة الصرين جعتكم من منابت‬
‫الشيح والقيصوم‬
‫ومنابت القلقل تركبون البقر والمر ف جزيرة ابن كاوان حت إذا جعتكم كما‬
‫يمع قزع الريف قلتم كيت وكيت أما وال إن لبن أبيه وأخو أخيه أما وال لعصبنكم‬
‫عصب السلمة إن حول الصليان الزمزمة يأهل خراسان هل تدرون من وليكم وليكم يزيد بن‬
‫ثروان كأن بأمي مزجاء وحكم قد جاءكم فغلبكم على فيئكم وأطللكم إن ها هنا نارا‬
‫ارموها أرم معكم ارموا غرضكم القصى قد استخلف عليكم أبو نافع ذو الودعات إن الشأم‬
‫أب مكفور حت مت ينبطح أهل الشأم بأفنيتكم وظلل دياركم يأهل خراسان انسبون تدون‬
‫عراقي الم عراقي الب عراقي الولد عراقي الوى والرأي والدين وقد أصبحتم اليوم فيما ترون‬
‫من المن والعافية قد فتح ال لكم البلد وآمن سبلكم فالظعينة ترج من مرو إل بلخ بغي‬
‫جوار فاحدوا ال على النعمة وسلوه الشكر والزيد ث نزل وورد كلم قتيبة ف هذا الصدد ف‬
‫العقد الفريد والبيان والتبيي ف ثلث خطب هذا نصها‬
‫قام براسان حي خلع سليمان بن عبد اللك فصعد النب فحمد ال وأثن عليه ث‬
‫قال أتدرون من تبايعون إنا تبايعون يزيد بن ثروان يعن هبنقة القيسى كأن بأمي مزجاء‬
‫وحكم قد أتاكم يكم ف أموالكم ودمائكم وفروجكم وأبشاركم ث قال العراب وما‬
‫العراب لعنة ال على العراب جعتكم كما يمع قزع الريف من منابت الشيح والقيصوم‬
‫ومنابت القلقل وجزيرة ابن كاوان تركبون البقر وتأكلون البيد فحملتكم على اليل‬
‫وألبستكم السلح حت منع ال بكم البلد وأفاء بكم الفيء قالوا مرنا بأمرك قال غروا غيي‬

‫‪374‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫وخطب مرة أخرى فقال يأهل العراق ألست أعلم الناس بكم أما هذا الي من أهل العالية‬
‫فنعم الصدقة وأما هذا الي من بكر بن وائل فعلجة بظراء ل تمع رجليها وأما هذا الي عبد‬
‫القيس فما ضرب العي بذنبه وأما هذا الي من الزد فعلوج خلق ال وأنباطه واي ال لو‬
‫ملكت أمر الناس لنقشت أيديهم وأما هذا الي من تيم فإنم كانوا يسمون الغدر ف الاهلية‬
‫كيسان‬
‫وخطب مرة أخري فقال يأهل خراسان قد جربتم الولة قبلي أتاكم أمية فكان‬
‫كاسه أمية الرأي وأمية الدين فكتب إل خليفته إن خراج خراسان وسجستان لو كان ف‬
‫مطبخه ل يكفه ث أتاكم بعده أبو سعيد فدوخ بكم البلد ل تدرون أف طاعة ال أنتم أم ف‬
‫معصيته ث ل يب فيئا ول ينكأ عدوا ث أتاكم بنوه بعده مثل أطباء الكلبة منهم ابن الرحة‬
‫حصان يضرب ف عانة ولقد كان أبوه يافه على أمهات أولده ث أصبحتم وقد فتح ال‬
‫عليكم البلد وأمن لكم السبل حت إن الظعينة لتخرج من مرو إل سرقند ف غي جوار‬
‫كلمات حكيمة لقتيبة بن مسلم وخرجت خارجة براسان فقيل لقتيبة بن مسلم لو‬
‫وجهت إليهم وكيع بن أب سود قال وكان وكيع رجل عظيم الكب ف أنفه خنوانة وف رأسه‬
‫نعرة وإنا أنفه ف أسلوب ومن عظم كبه اشتد عجبه ومن أعجب برأيه ل يشاور كفيا ول‬
‫يؤامر نصيحا ومن تفرد بالنظر ل يكمل له الصواب ومن تبجح بالنفراد وفخر بالستبداد كان‬
‫من الصواب بعيدا ومن الذلن قريبا والطأ مع الماعة خي من الصواب مع الفرقة وإن‬
‫كانت الماعة ل تطئ والفرقة ل تصيب ومن تكب على عدوه حقره وإذا حقره تاون بأمره‬
‫ومن تاون بصمه ووثق بفضل قونه قل احتراسه ومن قل احتراسه كثر عثاره وما رأيت عظيم‬
‫الكب صاحب حرب إل كان منكوبا فل وال حت يكون عدوه عنده وخصمه فيما تغلب‬
‫عليه أسع من فرس وأبصر من عقاب وأهدي من قطاة وأحذر من عقعق وأشد‬
‫إقداما من السد وأوثب من الفهد وأحقد من جل وأروغ من ثعلب وأغدر من ذئب وأسخى‬
‫من لفظة وأشح من صب وأجع من ذرة وأحرس من كلب وأصب من ضب فإن النفس تسمح‬

‫‪375‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫من العناية على قدر الاجة وتتحفظ على قدر الوف وتطلب على قدر الطمع وتطمع على‬
‫قدر السبب ومن كلماته البليغة قوله حي قدم خراسان من كان ف يديه شيء من مال عبد ال‬
‫بن خازم فلينبذه وإن كان ف فيه فليلفظه وإن كان ف صدره فلينفثه فعجب الناس من حسن‬
‫ما فصل وقسم‬
‫خطبة طارق بن زياد ف فتح الندلس لا دانت بلد الغرب لوسى بن نصي وكان‬
‫واليا عليها من قبل الوليد بن عبد اللك طمح بصره إل فتح بلد الندلس فبعث موله طارق‬
‫بن زياد على جيش جله من الببر سنة ه فعب بم البحر وني خبه إل لذريق ملك القوط‬
‫فأقبل لحاربته بيش جرار وخاف طارق أن يستحوذ الرعب على جنده لقلتهم فأحرق السفن‬
‫الت أفلتهم حت يقطع من قلوبم كل أمل ف العودة وقام فيهم فحمد ال وأثن عليه با هو أهله‬
‫ث حثهم على الهاد ورغبهم ف الشهادة فقال أيها الناس أين الفر البحر من ورائكم والعدو‬
‫أمامكم وليس لكم وال إل الصدق والصب واعلموا أنكم ف هذه الزيرة أضيع من اليتام ف‬
‫مآدب اللئام وقد استقبلكم عدوكم بيشه وأسلحته وأقواته موفورة وأنتم ل وزر لكم إل‬
‫سيوفكم ول أقوات إل ما تستخلصونه من أيدي عدوكم وإن امتدت بكم اليام على‬
‫افتقاركم ول تنجزوا لكم أمرا ذهبت ريكم وتعوضت القلوب من رعبها منكم الرأة عليكم‬
‫فادفعوا عن أنفسكم خذلن هذه العاقبة من أمركم بناجزة هذا الطاغية فقد ألقت به إليكم‬
‫مدينته الصينة وإن انتهاز الفرصة فيه لمكن إن سحتم لنفسكم بالوت وإن ل أحذركم أمرا‬
‫أنا عنه بنجوة‬
‫ول حلتكم على خطة أرخص متاع فيها النفوس أربأ فيها بنفسي واعلموا أنكم إن‬
‫صبت على الشق قليل استمتعتم بالرفه اللذ طويل فل ترغبوا بأنفسكم عن نفسي فيما‬
‫حظكم فيه أوفر من حظي وقد بلغكم ما أنشأت هذه الزيرة من الور السان من بنات‬
‫اليونان الرافلت ف الدر والرجان واللل النسوجة بالعقيان القصورات ف قصور اللوك ذوي‬
‫التيجان وقد انتخبكم الوليد بن عبد اللك أمي الؤمني من البطال عزبانا ورضيكم للوك هذه‬

‫‪376‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫الزيرة أصهارا وأختانا ثقة منه بارتياحكم للطعان وإساحكم بجالدة البطال والفرسان‬
‫ليكون حظه منكم ثواب ال على إعلء كلمته وإظهار دينه بذه الزيرة وليكون مغنمها‬
‫خالصا لكم من دونه ومن دون الؤمني سواكم وال تعال ول إنادكم على ما يكون لكم‬
‫ذكرا ف الدارين واعلموا أن أول ميب إل ما دعوتكم إليه وأن عند ملتقى المعي حامل‬
‫بنفسي على طاغية القوم لذريق فقاتله إن شاء ال فاحلوا معي فإن هلكت بعده فقد كفيتم‬
‫أمره ولن يعوزكم بطل عاقل تسندون أموركم إليه وإن هلكت قبل وصول إليه فاخلفون ف‬
‫عزيت هذه وأحلوا بأنفسكم عليه واكتفوا الهم من فتح هذه الزيرة بقتله فإنم بعده يذلون‬
‫نص آخر لطبة طارق وروي ابن قتيبة هذه الطبة ف المامة والسياسة بصورة‬
‫أخري قال لا بلغ طارقا دنو لذريق قام ف أصحابه فحمد ال ث حض الناس على الهاد‬
‫ورغبهم ف الشهادة وبسط لم ف آمالم ث قال أيها الناس أين الفر البحر من وراءكم والعدو‬
‫أمامكم فليس ث وال إل الصدق والصب فإنما ل يغلبان وها جندان منصوران ول تضر معهما‬
‫قلة ول تنفع مع الور والكسل والفشل والختلف والعجب كثرة أيها الناس ما فعلت من‬
‫شيء فافعلوا مثله إن حلت فاحلوا وإن وقفت فقفوا ث كونوا كهيئة رجل واحد ف القتال أل‬
‫وإن عامد إل طاغيتهم بيث ل أتيبه حت أخالطه وأقتل دونه فإن قتلت فل تنوا ول تزنوا‬
‫ول تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريكم وتولوا الدبر لعدوكم فتبددوا بي قتيل وأسي وإياكم‬
‫إياكم أن ترضوا بالدنية ول تعطوا بأيديكم وارغبوا فيما عجل لكم من الكرامة والراحة من‬
‫الهنة والذلة وما قد حل لكم من ثواب الشهادة فإنكم إن تفلوا وال معكم ومعيذكم تبوءوا‬
‫بالسران البي وسوء الديث غدا بي من عرفكم من السلمي وهأنذا حامل حت أغشاه‬
‫فاحلوا بملت خطبة عثمان بن حيان الرى بالدينة وول الوليد بن عبد اللك عثمان بن حيان‬
‫الرى الدينة سنة ه وقد خطب على النب فقال بعد حد ال أيها الناس إنا وجدناكم أهل غش‬
‫لمي الؤمني ف قدي الدهر وحديثه‬

‫‪377‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫وقد ضوي إليكم من يزيد كم خبال أهل العراق هم أهل الشقاق والنفاق هم وال‬
‫عش النفاق وبيضته الت تفلقت عنه وال ما جربت عراقيا قط إل وجدت أفضلهم عند نفسه‬
‫الذي يقول ف آل أب طالب ما يقول وما هم لم بشيعة وإنم لعداء ولغيهم ولكن لا يريد‬
‫ال من سفك دماءهم فإن وال ل أوت بأحد آوي أحدا منهم أو أكراه منل أو أنزله إل‬
‫هدمت منله وأنزلت به ما هو أهله ث إن البلدان لا مصرها عمر بن الطاب وهو متهد على‬
‫ما يصلح رعيته جعل ير عليه من يريد الهاد فيستشيه الشأم أحب إليك أم العراق فيقول‬
‫الشأم أحب إل إن رأيت العراق داء عضال وبا فرخ الشيطان وال لقد أعضلوا ب وإن‬
‫لران سأفرقهم ف البلدان ث أقول لو فرقتهم لفسدوا من دخلوا عليه بدل وحجاج وكيف‬
‫ول وسرعة وجيف ف الفتنة فإذا خبوا عند السيوف ل يب منهم طائل ل يصلحوا على‬
‫عثمان فلقي منهم المرين وكانوا أول الناس فتق هذا الفتق العظيم ونقضوا عرا السلم عروة‬
‫عروة وأنغلوا البلدان وال إن لتقرب إل ال بكل ما أفعل بم لا أعرف من رأيهم ومذاهبهم‬
‫ث وليهم أمي الؤمني معاوية فدامهم فلم يصلحوا عليه ووليهم رجل الناس جلدا‬
‫فبسط عليهم السيف وأخافهم فاستقاموا له أحبوا أو كرهوا وذلك أنه خبهم‬
‫وعرفهم أيها الناس إنا وال ما رأينا شعارا قط مثل المن ول رأينا حلسا قط شرا من الوف‬
‫فالزموا الطاعة فإن عندي يأهل الدينة خبة من اللف وال ما أنتم بأصحاب قتال فكونوا من‬
‫أحلس بيوتكم وعضوا على النواجذ فإن قد بعثت ف مالسكم من يسمع فيبلغن عنكم إنكم‬
‫ف فضول كلم غيه ألزم لكم فدعوا عيب الولة فإن المر إنا ينقض شيئا شيئا حت تكون‬
‫الفتنة وإن الفتنة من البلء والفت تذهب بالدين وبالال والولد وصية يزيد بن الهلب لبنه ملد‬
‫قتل سنة ه ولا ول يزيد بن الهلب خراسان ف عهد سليمان بن عبد اللك فتح جرجان‬
‫وطبستان سنة وقد أوصى ابنه ملد حي استخلفه على جرجان فقال يا بن إن قد استخلفتك‬
‫على هذه البلد فانظر هذا الي من اليمن فكن لم كما قال الشاعر إذا كنت مرتاد الرجال‬

‫‪378‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫لنفعهم فرش واصطنع عند الذين بم ترمي وانظر هذا الي من ربيعة فإنم شيعتك وأنصارك‬
‫فاقض حقوقهم وانظر هذا‬
‫الي من تيم فامطرهم ول تزه لم ول تدنم فيطمعوا ول تقصهم فيقطعوا وانظر‬
‫هذا الي من قيس فإنم أكفاء قومك ف الاهلية ومناصفوهم النابر ف السلم ورضاهم منك‬
‫البشر يا بن إن لبيك صنائع فل تفسدها فإنه كفى بالرء نقصا أن يهدم ما بن أبوه وإياك‬
‫والدماء فإنا ل بقية معها وإياك وشتم العراض فإن الر ل يرضيه عن عرضه عوض وإياك‬
‫وضرب البشار فإنه عار باق ووتر مطلوب واستعمل على النجدة والفضل دون الوى ول‬
‫تعزل إل عن عجز أو خيانة ول ينعك من اصطناع الرجل أن يكون غيك قد سبقك إليه‬
‫فإنك إنا تصطنع الرجال لفضلها وليكن صنيعك عند من يكافئك عنه احل الناس على أحسن‬
‫أدبك يكفوك أنفسهم وإذا كتبت كتابا فأكثر النظر فيه وليكن رسولك فيما بين وبينك من‬
‫يفقه عن وعنك فإن كتاب الرجل موضع عقله ورسوله موضع سره وأستودعك ال فل بد‬
‫للمودع أن يسكت وللمشيع أن يرجع وما عف من النطق وقل من الطيئة أحب إل أبيك‬
‫وكذلك سلك هذا السلك الحمود‬
‫نصيحة عمر بن هبية لبعض نبيه وقال عمر بن هبية يؤدب بعض بنيه ل تكونن‬
‫أول مشي وإياك والوى والرأي الفطي وتنب ارتال الكلم ول تشر على مستبد ول على‬
‫وغد ول على متلون ول على لوج وخف ال ف موافقة هوى الستشي فإن التماس موافقته‬
‫لؤم وسوء الستماع منه خيانة وقال من كثر كلمه كثر سقطه ومن ساء خلقه قل صديقه‬
‫خطب خالد بن عبد ال القسري توف سنة ه خطبته بكة يدعو إل الطاعة ولزوم‬
‫الماعة خطب خالد بن عبد ال القسري بكة فقال يأيها الناس إنكم بأعظم بلد ال حرمة‬
‫وهي الت اختار ال من البلدان فوضع با بيته ث كتب على عباده حجه من استطاع إليه سبيل‬
‫أيها الناس فعليكم بالطاعة ولزوم الماعة وإياكم والشبهات فإن وال ما أوت بأحد يطعن‬
‫على إمامه إل صلبته ف الرم إن ال جعل اللفة منه بالوضع الذي جعلها فسلموا وأطيعوا‬

‫‪379‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫ول تقولوا كيت وكيت إنه ل رأي فيما كتب به الليفة أو رآه إل إمضاؤه واعلموا أنه بلغن‬
‫أن قوما من أهل اللف يقدمون عليكم ويقيمون ف بلدكم فإياكم أن تنلوا أحدا من‬
‫تعلمون أنه زائغ عن الماعة فإن ل أجد أحدا منهم ف منل أحد منكم إل هدمت منله‬
‫فانظروا من تنلون ف منازلكم وعليكم بالماعة والطاعة فإن الفرقة هو البلء العظيم وسع‬
‫يوما يقول وال لو أعلم أن هذه الوحش الت تأمن ف الرم لو نطقت‬
‫ل نقر بالطاعة لخرجتها من الرم إنه ل يسكن حرم ال وأمنه مالف للجماعة‬
‫زار عليهم خطبة أخرى يشيد فيها بفضل الوليد ومن غلوه أنه خطب على منب مكة فقال أيها‬
‫الناس أيهما أعظم أخليفة الرجل على أهله أم رسوله إليهم وال لو ل تعلموا فضل الليفة إل‬
‫أن إبراهيم خليل الرحن استسقي ربه فسقاه ملحا أجاجا واستسقاه الليفة فسقاه عذبا فراتا‬
‫يعن بئرا حفرها الوليد بن عبد اللك بالثنيتي ثنية طوي وثنية الجون فكان ينقل ماؤها فيوضع‬
‫ف حوض من أدم إل جنب زمزم ليعرف فضله على زمزم خطبته بكة ف الجاج وصعد‬
‫خالد النب ف يوم جعة وهو على مكة فذكر الجاج فحمد طاعته وأثن عليه خيا فلما كان‬
‫ف المعة الثانية ورد عليه كتاب سليمان بن عبد اللك يأمره فيه بشتم الجاج ونشر عيوبه‬
‫وإظهار الباءة منه فصعد النب فحمد ال وأثن عليه ث قال إن إبليس كان ملكا من اللئكة‬
‫وكان يظهر من طاعة ال ما كانت اللئكة ترى له به فضل وكان ال قد علم من غشه وخبثه‬
‫ما خفي على ملئكته‬
‫فلما أراد ال فضيحته أمره بالسجود لدم فظهر لم ما كان يفيه عنهم فلعنوه وإن‬
‫الجاج كان يظهر من طاعة أمي الؤمني ما كنا نرى له به فضل وكان ال قد أطلع أمي‬
‫الؤمني من غشه وخبثه على ما خفي علينا فلما أراد ال فضيحته أجرى ذلك على يدي أمي‬
‫الؤمني فلعنه فالعنوه لعنه ال ث نزل خطبة له ف الث على مكارم الخلق وقام على النب‬
‫بواسط فحمد ال و صلى على نبيه ث قال أيها الناس نافسوا ف الكارم وسارعوا إل الغان‬
‫واشتروا المد بالود ول تكسبوا بالطل ذما ول تعتدوا بالعروف ما ل تعجلوه ومهما يكن‬

‫‪380‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫لحد منكم عند أحد نعمة فلم يبلغ شكرها فال أحسن لا جزاء وأجزل عليها عطاء واعلموا‬
‫أن حوائج الناس إليكم نعمة من ال عليكم فل تلوا النعم فتحولوها نقما واعلموا أن أفضل‬
‫الال ما أكسب أجرا وأورث ذكرا ولو رأيتم العروف رجل رأيتموه حسنا جيل يسر‬
‫الناظرين ولو رأيتم البخل رجل رأيتموه مشوها قبيحا تنفر عنه القلوب وتغضي عنه البصار‬
‫أيها الناس إن أجود الناس من أعطى من ل يرجوه وأعظم الناس عفوا من عفا عن قدرة‬
‫وأوصل الناس من وصل من قطعه ومن ل يطب حرثه ل يزك نبته والصول عن مغارسها تنمو‬
‫وبأصولا تسمو أقول قول هذا وأستغفر ال ل ولكم‬
‫خطبة له يوم عيد خطب فذكر ال وجلله ث قال كنت كذلك ما شئت أن تكون‬
‫ل يعلم كيف أنت إل أنت ث ارتأيت أن تلق اللق فماذا جئت به من عجائب صنعك‬
‫والكبي والصغي من خلقك والظاهر والباطن من ذرك من صنوف أفواجه وأفراده وأزواجه‬
‫كيف أدمت قوائم الذرة والبعوضة إل ما هو أعظم من ذلك من الشباح الت امتزجت‬
‫بالرواح قوله وقد سقطت جرادة على ثوبه وكان خالد إذا تكلم يظن الناس أنه يصنع الكلم‬
‫لعذوبة لفظه وبلغة منطقه فبينا هو يطب يوما إذ سقطت جرادة على ثوبه فقال سبحان من‬
‫الرادة من خلقه أدمج قوائمها وطوقها جناحها ووشى جلدها وسلطها على ما هو أعظم منها‬
‫خطبة يوسف بن عمر الثقفي قتل سنة ه قام خطيبا فقال اتقوا ال عباد ال فكم من مؤمل أمل‬
‫ل يبلغه وجامع مال ل يأكله ومانع عما سوف يتركه ولعله من باطل جعه ومن حق منعه‬
‫أصابه حراما وأورثه‬
‫عدوا فاحتمل إصره وباء بوزره وورد على ربه آسفا لهفا قد خسر الدنيا والخرة‬
‫ذلك هو السران البي خطبة يوسف بن عمر ولا قتل يوسف بن عمر زيد بن علي سنة ه‬
‫أقبل حت دخل الكوفة فصعد النب فقال يأهل الدرة البيثة إن وال ما تقرن ب الصعبة ول‬
‫يقعقع ل بالشنان ول أخوف بالذئب هيهات حبيت بالساعد الشد أبشروا يأهل الكوفة‬
‫بالصغار والوان ل عطاء لكم عندنا ول رزق ولقد همت أن أخرب بلدكم ودوركم‬

‫‪381‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫وأحرمكم أموالكم أما وال ما علوت منبي إل أسعتكم ما تكرهون عليه فإنكم أهل بغي‬
‫وخلف ما منكم إل من حارب ال ورسوله إل حكيم بن شريك الحارب ولقد سألت أمي‬
‫الؤمني أن يأذن ل فيكم ولو أذن لقتلت مقاتلتكم وسبيت ذراريكم‬
‫خطب الفت والحداث فتنة الدينة ووقعة الرة خطبة عبد ال بن حنظلة النصاري‬
‫وقد علم بقدوم جيش الشأم إل الدينة قتل سنة ه لا كره أهل الدينة خلفة يزيد بن معاوية‬
‫وبايعوا عبد ال بن حنظلة النصاري على خلعه ووثبوا على من كان بالدينة من بن أمية‬
‫وحصروهم وأخافوهم وجه إليهم يزيد جيشا من أهل الشأم بقيادة مسلم بن عقبة الرى ونى‬
‫إليهم خب مقدمه عليهم فجمعهم عبد ال بن حنظلة فقال تبايعونن على الوت وإل فل حاجة‬
‫ف بيعتكم فبايعوه على الوت ث صعد النب فحمد ال وأثن عليه ث قال أيها الناس إنا خرجتم‬
‫غضبا لدينكم فأبلوا إل ال بلء حسنا ليوجب لكم به النة ومغفرته ويل بكم رضوانه‬
‫واستعدوا بأحسن عدتكم وتأهبوا بأكمل أهبتكم فقد أخبت بأن القوم نزلوا بذي خشب‬
‫ومعهم مروان بن الكم وال إن شاء مهلكه بنقضه العهد واليثاق عند منب رسول ال‬
‫فتصايح الناس وجعلوا ينالون منه ويسبونه فقال لم إن الشتم ليس بشيء نصدقهم‬
‫اللقاء وال ما صدق قوم قط إل نصروا ث رفع يديه إل السماء وقال اللهم إنا بك واثقون‬
‫وعليك متوكلون وإليك ألئنا ظهورنا ث نزل خطبة مسلم بن عقبة يؤنب أهل الشأم وأقبل‬
‫مسلم بيشه إل الدينة فحاصرها من جهة الرة ودعا أهلها إل الطاعة ومراجعة الق وأجلهم‬
‫ثلثا فلم يذعنوا لقوله ونشبت الرب بي الفريقي وحلت خيل ابن حنظلة على أهل الشأم‬
‫فانكشفوا وقتل صاحب رايتهم فأخذ مسلم الراية ونادى يأهل الشأم أهذا القتال قتال قوم‬
‫يريدون أن يدفعوا به عن دينهم وأن يعزوا به نصر إمامهم قبح ال قتالكم منذ اليوم ما أوجعه‬
‫لقلب وأغيظه لنفسي أما وال ما جزاؤكم عليه إل أن ترموا العطاء وأن تمروا ف أقاصي‬
‫الثغور شدوا مع هذه الراية ترح ال وجوهكم إن ل تعتبوا خطبة مسلم يرضهم ث إن خيل‬

‫‪382‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫مسلم ورجاله أقبلت نو ابن حنظلة ورجاله حت دنوا منه وأخذ مسلم يسي ف أهل الشأم‬
‫ويرضهم ويقول يأهل الشأم إنكم لستم بأفضل العرب ف أحسابا و ل أنسابا ول أكثرها‬
‫عددا ول أوسعها بلدا ول يصصكم ال بالذي خصكم به من النصر على عدوكم‬
‫وحسن النلة عند أئمتكم إل بطاعتكم واستقامتكم وإن هؤلء القوم وأشباههم من العرب‬
‫غيوا فغي ال بم فتموا على أحسن ما كنتم عليه من الطاعة يتمم ال لكم أحسن ما ينيلكم‬
‫من النصر والفلج خطبة ابن حنظلة يرض أصحابه وقام عبد ال بن حنظلة ف أصحابه حي‬
‫رآهم قد أقبلوا يشون تت راياتم فقال يا هؤلء إن عدوكم قد أصابوا وجه القتال الذي كان‬
‫ينبغي أن تقاتلوهم به وإن قد ظننت أل تلبثوا إل ساعة حت يفصل ال بينكم وبينهم إما لكم‬
‫وإما عليكم أما إنكم أهل البصية ودار الجرة وال ما أظن ربكم أصبح عن أهل بلد من‬
‫بلدان السلمي بأرضى منه عنكم ول على أهل بلد من بلدان العرب بأسخط منه على هؤلء‬
‫القوم الذين يقاتلونكم إن لكل امرئ منكم ميتة هو ميت با وال ما من ميتة بأفضل من ميتة‬
‫الشهادة وقد ساقها ال إليكم فاغتنموها فوال ما كلما أردتوها وجدتوها ودارت الدائرة على‬
‫أهل الدينة وقتل ابن حنظلة فيمن قتل ودخل مسلم الدينة وكانت وقعة الرة ف ذي الجة‬
‫سنة ه‬
‫اضطراب المر بعد موت يزيد خطبة عبيد ال بن زياد بن أبيه قام عبيد ال بن زياد‬
‫بن أبيه خطيبا بعد موت يزيد بن معاوية وهو يومئذ أمي العراق فحمد ال وأثن عليه ث قال‬
‫يأهل البصرة انسبون فوال ما مهاجر أب إل إليكم وما مولدي إل فيكم وما أنا إل رجل‬
‫منكم ولقد وليتكم وما أحصي ديوان مقاتلتكم إل سبعي ألف مقاتل ولقد أحصي اليوم ديوان‬
‫مقاتلتكم ثاني ألفا وما أحصي ديوان عمالكم إل تسعي ألفا ولقد أحصي اليوم مائة وأربعي‬
‫ألفا وما تركت لكم ذا ظنة أخافه عليكم إل وهو ف سجنكم هذا وإن أمي الؤمني يزيد بن‬
‫معاوية قد توف وقد اختلف أهل الشأم وأنتم اليوم أكثر الناس عددا وأعرضه فناء وأغناه عن‬
‫الناس وأوسعه بلدا فاختاروا لنفسكم رجل ترتضونه لدينكم وجاعتكم ياهد عدوكم‬

‫‪383‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫وينصف مظلومكم من ظالكم ويكف سفهاءكم ويب لكم فيئكم ويقسمه فيما بينكم فأنا‬
‫أول راض من رضيتموه وتابع فإن اجتمع أهل الشأم على رجل ترتضونه دخلتم فيما دخل فيه‬
‫السلمون وإن كرهتم ذلك كنتم على جديلتكم‬
‫حت تعطوا حاجتكم فما بكم إل أحد من أهل البلدان حاجة وما يستغن الناس‬
‫عنكم فقامت خطباء أهل البصرة فقالوا قد سعنا مقالتك أيها المي وإنا وال ما نعلم أحدا‬
‫أقوى عليها منك فهلم فلنبايعك فقال ل حاجة ل ف ذلك فاختاروا لنفسكم فأبوا عليه وأب‬
‫عليهم حت كرروا ذلك عليه ثلث مرات فلما أبوا بسط يده فبايعوه فلما خرجوا من عنده‬
‫جعلوا يسحون أكفهم باليطان وباب الدار ويقولون ظن ابن مرجانة أنا نوليه أمرنا ف الفرقة‬
‫وأقام عبيد ال أميا غي كثي حت جعل سلطانه يضعف ويأمر بالمر فل يقضى ويري الرأي‬
‫فيد عليه ويأمر ببس الخطئ فيحال بي أعوانه وبينه خطبة أخرى له وبلغه أن سلمة بن‬
‫ذؤيب يدعو الناس إل ابن الزبي فأمر فنودي الصلة جامعة فتجمع الناس فأنشأ عبيد ال يقص‬
‫أول أمره وأمرهم وما قد كان دعاهم إل من يرتضونه فيبايعه معهم وقال وإنكم أبيتم غيي‬
‫وإنه بلغن أنكم مسحتم أكفكم باليطان وباب الدار وقلتم ما قلتم وإن آمر بالمر فل ينفذ‬
‫ويرد علي رأيي وتول القبائل بي أعوان وطلبت ث هذا سلمة بن ذؤيب يدعو إل اللف‬
‫عليكم إرادة أن يفرق جاعتكم ويضرب بعضكم جباه بعض بالسيف فقال الحنف بن قيس‬
‫والناس جيعا نن نأتيك بسلمة فأتوه فإذا جعه قد كثف وإذا الفتق قد اتسع على الراتق وامتنع‬
‫عليهم فقعدوا عن ابن زياد فلم يأتوه‬
‫وروي أنه قال ف خطبته يأهل البصرة وال لقد لبسنا الز وليمنة واللي من الثياب‬
‫حت لقد أجنا ذلك وأجته جلودنا فما بنا إل أن نعقبا الديد يأهل البصرة وال لو اجتمعتم‬
‫علي ذنب عي لتكسروه ما كسرتوه خطبة عمرو بن حريث ولا بايع أهل البصرة عبيد ال بن‬
‫زياد وكان خليفته على الكوفة عمرو ابن حريث بعث وافدين من قبله إل الكوفة عمرو بن‬
‫مسمع وسعد بن القرحاء التميمي ليعلم أهل الكوفة ما صنع أهل البصرة ويسألنم البيعة لبن‬

‫‪384‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫زياد حت يصطلح الناس فجمع الناس عمرو بن حريث فحمد ال وأثن عليه ث قال إن هذين‬
‫الرجلي قد أتياكم من قبل أميكم يدعوانكم إل أمر يمع ال به كلمتكم ويصلح به ذات‬
‫بينكم فاسعوا منهما واقبلوا عنهما فإنما برشد ما أتياكم خطبة عمرو بن مسمع فقام عمرو‬
‫بن مسمع فحمد ال وأثن عليه وذكر أهل البصرة واجتماع رأيهم على تأمي عبيد ال بن زياد‬
‫حت يري الناس رأيهم فيمن يولون عليهم وقال قد جئناكم لنجمع أمرنا وأمركم فيكون أمينا‬
‫وأميكم واحدا فإنا الكوفة من البصرة والبصرة من الكوفة‬
‫وقام ابن القرحاء فتكلم نوا من كلم صاحبه فقام يزيد بن الارث الشيبان‬
‫فحصبهما أول الناس ث حصبهما الناس بعد ث قال أنن نبايع لبن مرجانة ل ول كرامة ورجع‬
‫الوفد إل البصرة فأعلم الناس الب فقالوا أهل الكوفة يلعونه وأنتم تولونه وتبايعونه فوثب به‬
‫الناس فاستجار بسعود بن عمرو الزدي فأجاره ومنعه ث خرج إل الشأم ف خفارة رجال من‬
‫الزد وبكر بن وائل خطبة الحنف بن قيس واستخلف ابن زياد مسعود بن عمرو الزدي‬
‫على البصره فقالت بنو تيم وقيس ل نول إل رجل ترضاه جاعتنا فقال مسعود قد استخلفن‬
‫فل أدع ذلك أبدا وبينما هو على النب يبايع من أتاه إذ رماه رجل من الوارج فقتله فخرجت‬
‫الزد إل الوارج فقتلوا منهم وجرحوا وطردوهم عن البصرة وجاءهم الناس فقالوا لم‬
‫تعلمون أن بن تيم يزعمون أنم قتلوا مسعود بن عمرو فبعثت الزد تسأل عن ذلك فإذا أناس‬
‫منهم يقولونه فاجتمعت الزد عند ذلك وازدلفوا إل بن تيم وخرجت مع بن تيم قيس‬
‫وخرج مع الزد بكر بن وائل فالتقى القوم واقتتلوا أشد القتال فقتل من الفريقي قتلى كثية‬
‫فقالت لم بنو تيم ال ال يا معشر الزد ف دمائنا ودمائكم بيننا وبينكم القرآن ومن شئتم من‬
‫أهل السلم فإن كانت لكم علينا بينة أنا قتلنا صاحبكم فاختاروا أفضل رجل فينا فاقتلوه‬
‫بصاحبكم وإن ل تكن لكم بينة فإنا نلف بال ما قتلنا ول أمرنا ول نعلم لصاحبكم قاتل وإن‬
‫ل تريدوا ذلك فنحن ندي صاحبكم بائة ألف درهم فاصطلحوا فأتاهم الحنف ابن قيس فقال‬
‫يا معشر الزد أنتم جيتنا ف الدار وإخوتنا عند القتال وقد أتيناكم‬

‫‪385‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫ف رحالكم لطفاء حشيشتكم وسل سخيمتكم ولكم الكم مرسل فقولوا على‬
‫احلمنا وأموالنا فإنه ل يتعاظمنا ذهاب شيء من أموالنا كان فيه صلح بيننا فقالوا أتدون‬
‫صاحبنا عشر ديات قال هي لكم فانصرف الناس واصطلحوا وروى الاحظ وابن عبد ربه‬
‫هذه الطبة بصورة أخرى وها هي ذي قال بعد حد ال والثناء عليه يا معشر الزد وربيعة أنتم‬
‫إخواننا ف الدين وشركاؤنا ف الصهر وأشقاؤنا ف النسب وجياننا ف الدار ويدنا على العدو‬
‫وال لزد البصرة أحب إلينا من تيم الكوفة ولزد الكوفة أحب إلينا من تيم الشأم فإن‬
‫استشرف شنآنكم وأب حسد صدوركم ففي أموالنا وسعة أحلمنا لنا ولكم سعة‬
‫خطبة روح بن زنباع الذامي بالدينة لا نى هلك يزيد بن معاوية إل الصي بن‬
‫ني وهو على حرب ابن الزبي‬
‫بكة انصرف بيشه إل الشأم فلما صاروا إل الدينة جعل أهلها بتفون بم‬
‫ويتوعدونم ويذكرون قتلهم بالرة فلما أكثروا من ذلك وخافوا الفتنة وهيجها صعد روح‬
‫بن زنباع الذامي على منب رسول ال وكان ف ذلك اليش فقال يأهل الدينة ما هذا اليعاد‬
‫الذي توعدوننا إنا وال ما دعوناكم إل كلب لبايعة رجل منهم ول إل رجل من بلقي ول‬
‫إل رجل من لم أو جذام أو غيهم من العرب ولكن دعوناكم إل هذا الي من قريش يعن‬
‫بن أمية ث إل طاعة يزيد بن معاوية وعلى طاعته قاتلناكم فإيانا توعدون أما وال إنا لبناء‬
‫الطعن والطاعون وفضلت الوت والنون فما شئتم ومضي القوم إل الشأم‬
‫خطبته يؤيد مبايعة مروان بن الكم باللفة ولا اجتمع الرأي على البيعة لروان بن‬
‫الكم قام روح بن زنباع فحمد ال وأثن عليه ث قال أيها الناس إنكم تذكرون عبد ال بن‬
‫عمر بن الطاب وصحبته من رسول ال وقدمه ف السلم وهو كما تذكرون ولكن ابن عمر‬
‫رجل ضعيف وليس بصاحب أمة ممد الضعيف وأما ما يذكر الناس من عبد ال ابن الزبي‬
‫ويدعون إليه من أمره فهو وال كما يذكرون إنه لبن الزبي حواري رسول ال وابن أساء بنت‬
‫أب بكر الصديق ذات النطاقي وهو بعد كما تذكرون ف قدمه وفضله ولكن ابن الزبي منافق‬

‫‪386‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫قد خلع خليفتي يزيد وابنه معاوية بن يزيد وسفك الدماء وشق عصا السلمي وليس صاحب‬
‫أمر أمة ممد النافق وأما مروان بن الكم فوال ما كان ف السلم صدع قط إل كان مروان‬
‫من يشعب ذلك الصدع وهو الذي قاتل عن أمي الؤمني عثمان بن عفان يوم الدار والذي‬
‫قاتل علي بن أب طالب يوم المل وإنا نرى للناس أن يبايعوا الكبي ويستشبوا الصغي يعن‬
‫بالكبي مروان بن الكم وبالصغي خالد بن يزيد بن معاوية فأجع رأي الناس على البيعة لروان‬
‫ث لالد بن يزيد من بعده ث لعمرو بن سعيد بن العاص من بعد خالد‬
‫خطبة الغضبان بن القبعثري يض على قتل الجاج لا هلك بشر بن مروان وول‬
‫الجاج العراق بلغ ذلك أهل العراق فقام الغضبان بن القبعثري للشيبان بالسجد الامع‬
‫بالكوفة خطيبا فحمد ال وأثن عليه ث قال يأهل العراق ويأهل الكوفة إن عبد اللك قد ول‬
‫عليكم من ل يقبل من مسنكم ول يتجاوز عن مسيئكم الظلوم الغشوم الجاج أل وإن لكم‬
‫من عبد اللك منلة با كان منكم من خذلن مصعب وقتله فاعترضوا هذا البيث ف الطريق‬
‫فاقتلوه فإن ذلك ل يعد منكم خلعا فإنه مت يعل على مت منبكم وصدر سريركم وقاعة‬
‫قصركم ث قتلتموه عد خلعا فأطيعون وتغدوا به قبل أن يتعشى بكم فقال له أهل الكوفة‬
‫جبنت يا غضبان بل ننتظر سيته فإن رأينا منكرا غيناه قال ستعلمون فلما قدم الجاج الكوفة‬
‫بلغته مقالته فأمر به فأقام ف حبسه ثلث سني‬
‫خطبة مطرف بن الغية بن شعبة وقدم مطرف بن الغية بن شعبة الدائن فصعد‬
‫النب فحمد ال وأثن عليه ث قال أيها الناس إن المي الجاج أصلحه ال قد ولن عليكم‬
‫وأمرن بالكم بالق والعدل ف السية فإن عملت با أمرن به فأنا أسعد الناس وإن ل أفعل‬
‫فنفسي أو بقت وحظ نفسي ضيعت أل إن جالس لكم العصرين فارفعوا إل حوائجكم‬
‫وأشيوا على با يصلحكم ويصلح بلدكم فإن لن آلوكم خيا ما استطعت ث نزل خطبة‬
‫مطرف بن الغية بن شعبة وف سنة ه خرج الطرف بن الغية بن شعبة على الجاج وخلع‬
‫عبد اللك بن مروان وكان الجاج قد استعمله على الدائن وجع إليه رءوس أصحابه فذكر‬

‫‪387‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫ال با هو أهله وصلى على رسوله ث قال لم أما بعد فإن ال كتب الهاد على خلقه وأمر‬
‫بالعدل والحسان وقال فيما أنزل علينا وتعاونوا علي الب والتقوى ول تعاونوا علي الث‬
‫والعدوان واتقوا ال إن ال شديد العقاب وإن أشهد ال أن قد خلعت عبد اللك بن مروان‬
‫والجاج بن يوسف فمن أحب منكم صحبت وكان على مثل رأيي فليتابعن فإن له السوة‬
‫وحسن الصحبة ومن أب فليذهب حيث شاء فإن لست أحب أن يتبعن من ليست له نية ف‬
‫جهاد أهل الور أدعوكم إل كتاب ال وسنة نبيه وإل قتال الظلمة فإذا جع ال لنا أمرنا كان‬
‫هذا المر شورى بي السلمي يرتضون لنفسهم من أحبوا‬
‫خطبة سعيد بن الجالد خرج الزل بن سعيد ف طلب الوارج الشبيبية وأقبل حت‬
‫انتهى إل النهروان فأدركوه فلزم عسكره وخندق عليه وجاء إليه سعيد بن الجالد حت دخل‬
‫عسكر أهل الكوفة أميا فقام فيهم خطيبا فحمد ال وأثن عليه ث قال يأهل الكوفة إنكم قد‬
‫عجزت ووهنتم وأغضبتم عليكم أميكم أنتم ف طلب هذه العاريب العجف منذ شهرين وهم‬
‫قد خربوا بلدكم وكسروا خراجكم وأنتم حاذرون ف جوف هذه النادق ل تزايلونا إل أن‬
‫يبلغكم أنم قد ارتلوا عنكم ونزلوا بلدا سوى بلدكم اخرجوا على اسم ال إليهم فخرج‬
‫واخرج الناس معه‬
‫فتنة ابن الشعث جهز الجاج عشرين ألف رجل من أهل الكوفة وعشرين ألف‬
‫رجل من أهل البصرة لحاربة رتبيل ملك الترك وبعث عليهم عبد الرحن بن ممد بن الشعث‬
‫ابن قيس الكندي فخرج بم حت قدم سجستان سنة ه فجمع أهلها حي قدمها وخطبهم فقال‬
‫خطبة ابن الشعث بسجستان صعد النب فحمد ال وأثن عليه ث قال أيها الناس إن المي‬
‫الجاج ولن ثغركم وأمرن بهاد عدوكم الذي استباح بلدكم وأباد خياركم فإياكم أن‬
‫يتخلف منكم رجل فيحل بنفسه العقوبة اخرجوا إل معسكركم فعسكروا به مع الناس خطبته‬
‫يعرض على الند رأي الجاج فلما حاز من أرض رتبيل أرضا عظيمة ومل يديه من الغنائم‬

‫‪388‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫والسلب حبس الناس عن الوغول ف أرضه وقال نكتفي با أصبناه العام من بلدهم حت‬
‫نبيها ونعرفها ويترئ السلمون على طرقها ث نتعاطى ف العام القبل ما وراءها ث ل نزل‬
‫ننتقصهم ف كل عام طائفة من أرضهم ث ل نزايل بلدهم حت يهلكهم ال وكتب‬
‫إل الجاج بذلك فورد عليه كتاب الجاج يضعف رأيه ويأمره بالوغول ف أرضهم ويتهدده‬
‫بالعزل إن ل يفعل فدعا ابن الشعث الناس إليه فحمد ال وأثن عليه ث قال أيها الناس إن لكم‬
‫ناصح ولصلحكم مب ولكم ف كل ما ييط بكم نفعه ناظر وقد كان من رأيي فيما بينكم‬
‫وبي عدوكم رأي استشرت فيه ذوي أحلمكم وأول التجربة للحرب منكم فرضوه لكم رأيا‬
‫ورأوه لكم ف العاجل والجل صلحا وقد كتبت إل أميكم الجاج فجاءن منه كتاب‬
‫يعجزن ويضعفن ويأمرن بتعجيل الوغول بكم ف أرض العدو وهي البلد الت هلك إخوانكم‬
‫فيها بالمس وإنا أنا رجل منكم أمضى إذا مضيتم وآب إذا أبيتم فثار إليه الناس فقالوا ل بل‬
‫نأب علي عدو ال ول نسمع له ول نطيع خطبة عامر بن واثلة الكنان فقام عامر بن واثلة‬
‫الكنان وكان أول متكلم يومئذ وكان شاعرا خطيبا فقال بعد أن حد ال وأثن عليه أما بعد‬
‫فإن الجاج وال ما يري بكم إل ما رأى القائل الول إذ قال لخيه احل عبدك على الفرس‬
‫فإن هلك هلك وإن نا فلك إن الجاج وال ما يبال أن ياطر بكم فيقحمكم بلدا كثية‬
‫اللهوب وللصوب فإن ظفرت فغنمتم‬
‫أكل البلد وحاز الال وكان ذلك زيادة ف سلطانه وإن ظفر عدوكم كنتم أنتم‬
‫العداء البغضاء الذين ل يبال عنتهم ول يبقي عليهم اخلعوا عدو ال الجاج وبايعوا عبد‬
‫الرحن فإن أشهدكم أن أول خالع فنادى الناس من كل جانب فعلنا فعلنا قد خلعنا عدو ال‬
‫خطبة عبد الؤمن بن شبث بن ربعي وقام عبد الؤمن بن شبث بن ربعي التميمي ثانيا فقال‬
‫عباد ال إنكم إن أطعتم الجاج جعل هذه البلد بلدكم ما بقيتم وجركم تمي فرعون‬
‫النود فإنه بلغن أنه أول من جر البعوث ولن تعاينوا الحبة فيما أرى أو يوت أكثركم بايعوا‬
‫أميكم وانصرفوا إل عدوكم فانفوه عن بلدكم فوثب الناس إل عبد الرحن فبايعوه خطبة‬

‫‪389‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫ابن الشعث بالربد ولا كانت الرب بينه وبي الجاج بالربد خطب الناس فقال أيها الناس‬
‫إنه ل يبق من عدوكم إل كما يبقى من ذنب الوزغة تضرب به يينا وشال فما تلبث إل أن‬
‫توت‬
‫خطبته حي أراد عبد اللك أن يترضى أهل العراق ولا نزل ابن الشعث بدير‬
‫الماجم واجتمع أهل الكوفة وأهل البصرة وأهل الثغور والسال بدير الماجم والقراء من‬
‫أهل الصرين واجتمعوا جيعا على حرب الجاج جعهم عليه بغضهم وكراهيتهم له وهم إذ‬
‫ذاك مائة ألف مقاتل من يأخذ العطاء ومعهم مثلهم من مواليهم واشتد القتال بي الفريقي‬
‫بعث عبد اللك بن مروان ابنه عبد ال وأخاه ممدا وأمرها أن يعرضا على أهل العراق نزع‬
‫الجاج عنهم وأن يري عليهم أعطياتم كما تري على أهل الشأم وأن ينل ابن الشعث أي‬
‫بلد من العراق شاء يكون عليه واليا ما دام حيا وكان عبد اللك واليا فعرضا ذلك على أهل‬
‫العراق فقالوا نرجع العشية فاجتمعوا عند ابن الشعث فلم يبق قائد ول رأس قوم ول فارس إل‬
‫أتاه فحمد ال ابن الشعث وأثن عليه ث قال أما بعد فقد أعطيتم أمرا انازكم اليوم إياه فرصة‬
‫ول آمن أن يكون على ذي الرأي غدا حسرة وإنكم اليوم على النصف وإن كانوا اعتدوا‬
‫بالزاوية فأنتم تعتدون عليهم بيوم تستر فاقبلوا ما عرضوا عليكم وأنتم أعزاء أقوياء والقوم لكم‬
‫هائبون وأنتم لم منتقصون فل وال ل زلتم عليهم أجرئاء ول زلتم عندهم أعزاء إن أنتم قبلتم‬
‫أبدا ما بقيتم فوثب الناس من كل جانب فقالوا إن ال قد أهلكهم فأصبحوا ف الزل والضنك‬
‫والجاعة والقلة والذلة ونن ذوو العدد الكثي والسعر الرفيع والادة القريبة ل وال ل نقبل‬
‫فأعادوا خلع عبد اللك ثانية وكان ما كان ما أسلفنا لك ذكره‬
‫عامر الشعب والجاج وكان عامر الشعب من خرج مع ابن الشعث فلما أت‬
‫الجاج بأسرى الماجم أت فيهم بالشعب موثقا وكان قد تقدم كتاب عبد اللك بن مروان‬
‫إل الجاج ف أسرى الماجم أن يعرضهم على السيف فمن أقر منهم بالكفر ف خروجهم‬
‫علينا فيخلي سبيله ومن زعم أنه مؤمن فيضرب عنقه قال الشعب فلما جئت باب القصر لقين‬

‫‪390‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫يزيد بن أب مسلم كاتبه فقال إنا ل يا شعب لا بي دفتيك من العلم وليس اليوم بيوم شفاعة‬
‫قلت له فما الخرج قال بؤ للمي بالشرك والنفاق على نفسك وبالرى أن تنجو ث لقين ممد‬
‫بن الجاج فقال ل مثل مقالة يزيد فلما دخلت علي الجاج قال ل وأنت يا شعب من ألب‬
‫علينا مع ابن الشعث اشهد على نفسك بالكفر قلت أصلح ال المي نبا بنا النل واجدب بنا‬
‫الناب واستحلسنا الوف واكتحلنا السهر وضيق السلك وخبطتنا فتنة ل نكن فيها بررة‬
‫أتقياء ول فجرة أقوياء قال صدقت وال ما بررت بروجكم علينا ول قويتم خلوا سبيل الشيخ‬
‫أيوب بن القرية والجاج وكان الجاج قد بعث أيوب بن القرية رسول إل ابن الشعث حي‬
‫خلع الطاعة بسجستان فلما دخل عليه قال له لتقومن خطيبا ولتخلعن عبد اللك‬
‫ولتسب الجاج أو لضربن عنقك قال أيها المي إنا أنا رسول قال هو ما أقول‬
‫لك فقام وخطب وخلع عبد اللك وشتم الجاج وأقام هنالك فلما انصرف ابن الشعث‬
‫مهزوما كتب الجاج إل عماله بالري وأصبهان وما يليهما يأمرهم أل ير بم أحد من قبل‬
‫ابن الشعث إل بعثوا به أسيا إليه وأخذ ابن القرية فيمن أخذ فلما أدخل على الجاج قال‬
‫أخبن عما أسألك قال سلن عما شئت قال أخبن عن أهل العراق قال أعلم الناس بق‬
‫وباطل قال فأهل الجاز قال أسرع الناس إل فتنة وأعجزهم فيها قال فأهل الشأم قال أطوع‬
‫الناس للفائهم قال فأهل مصر قال عبيد لن غلب قال فأهل البحرين قال نبط استعربوا قال‬
‫فأهل عمان قال عرب استنبطوا قال فأهل الوصل قال أشجع فرسان وأقتل للقران قال فأهل‬
‫اليمن قال أهل سع وطاعة ولزوم للجماعة قال فأهل اليمامة قال أهل جفاء واختلف أهواء‬
‫وأصب عند اللقاء قال فأهل فارس قال أهل بأس شديد وشر عتيد وريف كبي وقرى يسي قال‬
‫أخبن عن العرب قال سلن قال قريش قال أعظمها أحلما وأكرمها مقاما قال فبنو عامر بن‬
‫صعصعة قال أطولا رماحا وأكرمها صباحا قال فبنو سليم قال أعظمها مالس وأكرمها مابس‬
‫قال فثقيف قال أكرمها جدودا وأكثرها وفودا قال فبنو زبيد قال ألزمها للرايات وأدركها‬

‫‪391‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫للترات قال فقضاعة قال أعظمها أخطارا وأكرمها نارا وأبعدها آثارا قال فالنصار قال أثبتها‬
‫مقاما وأحسنها إسلما وأكرمها أياما قال فتميم قال أظهرها جلدا وأثراها عددا‬
‫قال فبكر بن وائل قال أثبتها صفوفا وأحدها سيوفا قال فعبد القيس قال أسبقها إل‬
‫الغايات وأصبها تت الرايات قال فبنو أسد قال أهل عدد وجلد وعسر ونكد قال فلخم قال‬
‫ملوك وفيهم نوك قال فجذام قال يوقدون الرب ويسعرونا ويلقحونا ث يرونا قال فبنو‬
‫الارث قال رعاة للقدي وحاة عن الري قال فعك قال ليوث جاهدة ف قلوب فاسدة قال‬
‫فتغلب قال يصدقون إذا لقوا ضربا ويسعرون للعداء حربا قال فغسان قال أكرم العرب‬
‫أحسابا وأثبتها أنسابا قال فأي العرب ف الاهلية كانت أمنع من أن تضام قال قريش كانوا‬
‫أهل رهوة ل يستطاع ارتقاؤها وهضبة ل يرام انتزاؤها ف بلدة حي ال ذمارها ومنع جارها‬
‫قال فأخبن عن مآثر العرب ف الاهلية قال كانت العرب تقول حي أرباب اللك وكندة‬
‫لباب اللوك ومذحج أهل الطعان وهدان أحلس اليل والزد آساد الناس قال فأخبن عن‬
‫الرضي قال سلن قال الند قال برها در وجبلها ياقوت وشجرها عود وورقها عطر وأهلها‬
‫طغام كقطع المام قال فخراسان قال ماؤها جامد وعدوها جاحد قال فعمان قال حرها‬
‫شديد وصيدها عتيد قال فالبحرين قال كناسة بي الصرين قال فاليمن قال أصل العرب وأهل‬
‫البيوتات والسب قال فمكة قال رجالا علماء جفاة ونساؤها كساة عراة قال فالدينة قال‬
‫رسخ العلم فيها وظهر منها قال فالبصرة قال شتاؤها جليد‬
‫وحرها شديد وماؤها ملح وحربا صلح قال فالكوفة قال ارتفعت عن حر البحر‬
‫وسفلت عن برد الشأم فطاب ليلها وكثر خيها قال فواسط قال جنة بي حاة وكنة قال وما‬
‫حاتا وما كنتها قال البصرة والكوفة يسدانا وما ضرها ودجلة والزاب يتجاريان بإفاضة الي‬
‫عليها قال فالشأم قال عروس بي نسوة جلوس قال ثكلتك أمك يا بن القرية لول اتباعك لهل‬
‫العراق وقد كنت أناك عنهم أن تتبعهم فتأخذ من نفاقهم ث دعا بالسيف وأومأ إل السياف‬
‫أن أمسك فقال ابن القرية ثلث كلمات أصلح ال المي كأنن ركب وقوف يكن مثل‬

‫‪392‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫بعدى قال هات قال لكل جواد كبوة ولكل صارم نبوة ولكل حليم هفوة قال الجاج ليس‬
‫هذا وقت الزاح يا غلم أوجب جرحه فضرب عنقه وقيل إنه لا أراد قتله قال له العرب تزعم‬
‫أن لكل شيء آفة قال صدقت العرب أصلح ال المي قال فما آفة اللم قال الغضب قال فما‬
‫آفة العقل قال العجب قال فما آفة العلم قال النسيان قال فما آفة السخاء قال الن عند البلء‬
‫قال فما آفة الكرام قال ماورة اللئام قال فما آفة الشجاعة قال البغي قال فما آفة العبادة قال‬
‫الفترة قال فما آفة الذهن قال حديث النفس قال فما آفة الديث قال الكذب قال فما آفة الال‬
‫قال سوء التدبي قال فما آفة الكامل من الرجال قال العدم قال فما آفة الجاج بن يوسف قال‬
‫أصلح ال المي ل آفة لن كرم حسبه وطاب نسبه وزكا فرعه قال امتلت شقاقا وأظهرت‬
‫نفاقا اضربوا عنقه فلما رآه قتيل ندم وكان قتله سنة ه‬
‫وف رواية أخرى أنه لا دخل على الجاج قال له يا بن القرية ما أعددت لذا‬
‫الوقف قال أصلح ال المي ثلثة حروف كأنن ركب وقوف دنيا وآخرة ومعروف قال‬
‫اخرج ما قلت قال أفعل أما الدنيا فمال حاضر يأكل منه الب والفاجر وأما الخرة فميزان‬
‫عادل ومشهد ليس فيه باطل وأما العروف فإن كان على اعترفت وإن كان ل اغترفت قال أما‬
‫ل فاعترف بالسيف إذا وقع بك قال أصلح ال المي أقلن عثرت وأسغن ريقي فإنه ل بد‬
‫للجواد من كبوة وللسيف من نبوة وللحليم من هفوة قال كل وال حت أوردك جهنم ألست‬
‫القائل برستقاباذ تغدوا الدي قبل أن يتعشاكم قال فأرحن فإن أجد حرها قال قدمه يا‬
‫حرسي فاضرب عنقه فلما نظر إليه يتشحط ف دمه قال لو كنا تركنا ابن القرية حت نسمع من‬
‫كلمه ث أمر به فأخرج فرمي به كلمة لبن القرية وقال ابن القرية الناس ثلثة عاقل وأحق‬
‫وفاجر فالعاقل الدين شريعته واللم طبيعته والرأي السن سجيته إن سئل أجاب وإن نطق‬
‫أصاب وإن سع العلم وعى وإن حدث روي وأما الحق فإن تكلم عجل وإن حدث وهل‬
‫وإن استنل عن رأيه نزل فإن حل على القبيح حل وأما الفاجر فإن أئتمنته خانك وإن حدثته‬

‫‪393‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫شانك وإن وثقت به ل يرعك وإن استكتم ل يكتم وإن علم ل يعلم وإن حدث ل يفهم وإن‬
‫فقه ل يفقه‬
‫فتنة يزيد بن الهلب أيوب بن سليمان بن عبد اللك يسأل عمه الوليد أن يؤمن‬
‫يزيد بن الهلب لا فر يزيد بن الهلب من سجن الجاج وعذابه سنة ه ف خلفة الوليد ابن‬
‫عبد اللك نزل على أخيه سليمان متعوذا به وكتب سليمان إل الوليد يطلب له المان فكتب‬
‫إليه يقسم أنه ل يؤمنه حت يبعث به إليه فأرسل ابنه أيوب معه وكتب معه كتابا فلما دخل به‬
‫على عمه قال يا أمي الؤمني نفسي فداؤك ل تفر ذمة أب وأنت أحق من منعها‬
‫ول تقطع منا رجاء من رجا السلمة ف جوارنا لكاننا منك ول تذل من رجا العز‬
‫ف النقطاع إلينا لعزنا بك خطبة يزيد بي يدي الوليد وتكلم يزيد فحمد ال وأثن عليه وصلي‬
‫علي نبيه ث قال يا أمي الؤمني إن بلءكم عندنا أحسن البلء فمن ينس ذلك فلسنا بناسيه‬
‫ومن يكفر فلسنا كافريه وقد كان من بلئنا أهل البيت ف طاعتكم والطعن ف أعي أعدائكم‬
‫ف الواطن العظام ف الشارق والغارب ما إن النة علينا فيها عظيمة فأمنه الوليد وكف عنه‬
‫خطبة ملد بن يزيد بن الهلب بي يدي عمر بن عبد العزيز ولا حبس عمر بن عبد العزيز يزيد‬
‫بن الهلب أقبل ابنه ملد من خراسان ودخل على الليفة فحمد ال وأثن عليه ث قال‬
‫إن ال يا أمي الؤمني صنع لذه المة بوليتك عليها فل نكن أشقى الناس بوليتك‬
‫علم تبس هذا الشيخ أنا أتمل ما عليه فصالن على ما إياه تسأل فقال عمر ل إل أن تمل‬
‫جيع ما نسأله إياه فقال يا أمي الؤمني إن كانت لك بينة فخذ با وإن ل تكن بينة فصدق‬
‫مقالة يزيد وإل فاستخلفه فإن ل يفعل فصاله فقال له عمر ما أجد إل أخذه بميع الال‬
‫خطبة يزيد بن الهلب يرض أصحابه على القتال وقد سي يزيد بن عبد اللك‬
‫العباس بن الوليد بن عبد اللك ومسلمة بن عبد اللك لقتاله قام ف أصحابه فحرضهم ورغبهم‬
‫ف القتال فكان فيما قال إن هؤلء القوم لن يردهم عن غيهم إل الطعن ف عيونم والضرب‬
‫بالشرفية على هامهم ث قال إنه قد ذكر ل أن هذه الرادة الصفراء يعن مسلمة بن عبد اللك‬

‫‪394‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫وعاقر ناقة ثود يعن العباس بن الوليد وكان العباس أزرق أحر كانت أمة رومية وال لقد كان‬
‫سليمان أراد أن ينفيه حت كلمته فيه فأقره على نسبه فبلغن أنه ليس ههما إل التماسي ف‬
‫الرض وال لو جاءوا بأهل الرض جيعا وليس إل أنا ما برحت العرصة حت تكون ل أولم‬
‫قالوا ناف أن تعنينا‬
‫كما عنانا عبد الرحن بن ممد قال إن عبد الرحن فضح الذمار وفضح حسبه‬
‫وهل كان يعدو أجله ث نزل خطبة أخرى له ورويت له خطبة أخرى ف هذا الغرض وهاكها‬
‫عن خالد بن صفوان قال خطبنا يزيد بن الهلب بواسط حد ال وأثن عليه وصلى على النب ث‬
‫قال أيها الناس إن أسع قول الرعاع قد جاء العباس قد جاء مسلمة قد جاء أهل الشأم وما‬
‫أهل الشأم إل تسعة أسياف منها سبعة معي واثنان علي وما مسلمة إل جرادة صفراء وأما‬
‫العباس فنسطوس بن نسطوس أتاكم ف برابرة وصقالبة وجرامقة وجراجة وأقباط وأنباط‬
‫وأخلط من الناس إنا أقبل إليكم الفلحون والوباش كأشلء اللحم وال ما لقوا قط حدا‬
‫كحدكم ول حديدا كحديدكم أعيون سواعدكم ساعة من نار تصفقون با خراطيمهم فإنا‬
‫هي غدوة أو روحة حت يكم ال بيننا وهو خي الاكمي‬
‫خطبة أخرى له وقال مقاتل سعت يزيد بن الهلب يطب بواسط فقال يأهل‬
‫العراق يأهل السبق والسباق ومكارم الخلق إن أهل الشام ف أفواههم لقمة دسة قد رتبت‬
‫لا الشداق وقدموا لا على ساق وهم غي تاركيها لكم بالراء والدال فالبسوا لم جلود‬
‫النمور خطبة السن البصري يثبط الناس عن يزيد بن الهلب وكان مروان بن الهلب وهو‬
‫بالبصرة يث الناس على حرب أهل الشأم ويسرحهم إل يزيد وكان السن البصري يثبط‬
‫الناس عنه وكان يقول ف تلك اليام أيها الناس الزموا رحالكم وكفوا أيديكم واتقوا ال‬
‫مولكم ول يقتل بعضكم بعضا على دنيا زائلة وطمع فيها يسي ليس لهلها بباق وليس ال‬
‫عنهم فيما اكتسبوا براض إنه ل يكن فتنة إل كان أكثر أهلها الطباء والشعراء والسفهاء وأهل‬
‫التيه واليلء وليس يسلم منها إل الجهول الفي والعروف التقي فمن كان منكم خفيا فليلزم‬

‫‪395‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫الق وليحبس نفسه عما يتنازع الناس فيه من الدنيا فكفاه وال بعرفة ال إياه بالي شرفا‬
‫وكفى له به من الدنيا خلفا ومن كان منكم معروفا شريفا فترك ما يتنافس فيه نظراؤه من‬
‫الدنيا إرادة ال بذلك فواها لذا ما أسعده وأرشده وأعظم أجره وأهدى سبيله فهذا غدا يعن‬
‫يوم القيامة القرير عينا الكري عند ال مآبا‬
‫خطبة مروان بن الهلب فلما بلغ ذلك مروان بن الهلب قام خطيبا كما يقوم فأمر‬
‫الناس بالد والحتشاد ث قال لم قد بلغن أن هذا الشيخ الضال الرائي ول يسمه يثبط الناس‬
‫وال لو أن جاره نزع من خص داره قصبة لظل يرعف أنفه أينكر علينا وعلى أهل مصرنا أن‬
‫نطلب خينا وأن ننكر مظلمتنا أما وال ليكفن عن ذكرنا وعن جعه إلينا سقاط البلة وعلوج‬
‫فرات البصرة قوما ليسوا من أنفسنا ول من جرت عليه النعمة من أحد منا أو لني عليه‬
‫مبدا خشنا فلما بلغ ذلك السن قال وال ما أكره أن يكرمن ال بوانه فقال ناس من‬
‫أصحابه لو أرادك ث شئت لنعناك فقال لم قد خالفتكم إذن إل ما نيتكم عنه آمركم أل يقتل‬
‫بعضكم بعضا مع غيي وأدعوكم إل أن يقتل بعضكم بعضا دون فبلغ ذلك مروان بن الهلب‬
‫فاشتد عليهم وأخافهم وطلبهم حت تفرقوا ول يدع السن كلمه ذلك وكف عنه مروان‬
‫خطب الحنف بن قيس التميمي الحنف ومعاوية كان الحنف بن قيس قد شهد‬
‫مع المام علي كرم ال وجهه وقعة صفي فلما استقر المر لعاوية دخل عليه يوما فقال له‬
‫معاوية وال يا أحنف ما أذكر يوم صفي إل كانت حزازة ف قلب إل يوم القيامة فقال له‬
‫الحنف يا أمي الؤمني ل ترد المور على أعقابا أما وال إن القلوب الت أبغضناك با لبي‬
‫جواننا والسيوف الت قاتلناك با على عواتقنا ولئن مددت بشب من غدر لنمدن باعا من ختر‬
‫ولئن شئت لتستصفي كدر قلوبنا بصفو حلمك قال معاوية فإن أفعل ث قام وخرج وكانت‬
‫أخت معاوية من وراء حجاب تسمع كلمه فقالت يا أمي الؤمني من هذا الذي يتهدد‬
‫ويتوعد قال هذا الذي إذا غضب غضب لغضبه مائة ألف من بن تيم ل يدرون فيم غضب‬

‫‪396‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫الحنف ومعاوية أيضا جلس معاوية يوما وعنده وجوه الناس وفيهم الحنف‬
‫فدخل رجل من أهل الشأم فقام خطيبا فكان آخر كلمه أن لعن عليا رضي ال عنه فأطرق‬
‫الناس وتكلم الحنف فقال يا أمي الؤمني إن هذا القائل ما قال آنفا لو علم أن رضاك ف لعن‬
‫الرسلي للعنهم فاتق ال ودع عليا فقد لقي ال وأفرد ف حفرته وخل بعمله وكان وال ما‬
‫علمنا البز بشقه الطاهر ف خلقه اليمون النقيبة العظيم الصيبة قال معاوية يا أحنف لقد‬
‫أغضيت العي على القذى وقلت بغي ما ترى واي ال لتصعدن النب فلتلعننه طائعا أو كارها‬
‫فقال الحنف إن تعفن فهو خي وإن تبن على ذلك فوال ل تري به شفتاي فقال معاوية‬
‫قم فاصعد فقال معاوية قم فاصعد قال أما وال لنصفنك ف القول والفعل قال معاوية وما‬
‫أنت قائل إن أنصفتن قال أصعد فأحد ال وأثن عليه وأصلي على نبيه ث أقول أيها الناس إن‬
‫معاوية أمرن أن ألعن عليا أل وإن عليا ومعاوية اختلفا واقتتل وادعى كل واحد أنه مبغي عليه‬
‫وعلى فئته فإذا دعوت فأمنوا رحكم ال ث أقول اللهم العن أنت وملئكتك وأنبياؤك وجيع‬
‫خلقك الباغي منهما على صاحبه والفئة الباغية على البغي عليها اللهم العنهم لعنا كبيا أمنوا‬
‫رحكم ال يا معاوية ل أزيد على هذا ول أنقص منه حرفا ولو كان فيه هاب نفسي فقال‬
‫معاوية إذن نعفيك يا أبا بر‬
‫قوله ف مدح الولد ودخل الحنف على معاوية ويزيد بب يديه وهو ينظر إليه‬
‫إعجابا به فقال يا أبا بر ما تقول ف الولد فعلم ما أراد فقال يا أمي الؤمني هم عماد ظهورنا‬
‫وثر قلوبنا وقرة أعيننا بم نصول على أعدائنا وهم اللف منا لن بعدنا فكن لم أرضا ذليلة‬
‫وساء ظليلة إن سألوك فأعطهم وإن استعتبوك فأعتبهم ل تنعهم رفدك فيملوا قربك ويكرهوا‬
‫حياتك ويستبطئوا وفاتك فقال ل درك يا أبا بر هم كما وصفت شفاعته لدى مصعب بن‬
‫الزبي وأتى مصعب بن الزبي يكلمه ف قوم حبسهم فقال أصلح ال المي إن كانوا حبسوا ف‬
‫باطل فالق يرجهم وإن كانوا حبسوا ف حق فالعفو يسعهم فخلهم نصيحته لقومه وقال‬

‫‪397‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫براسان يا بن تيم تابوا تتمع كلمتكم وتباذلوا تعتدل أموركم وابدءوا بهاد بطونكم‬
‫وفروجكم يصلح لكم دينكم ول تغلوا يسلم لكم جهادكم‬
‫خطبته ف قوم كانوا عنده وحدث رجل من بن تيم قال حضرت ملس الحنف‬
‫بن قيس وعنده قوم متمعون ف أمر لم فحمد ال وأثن عليه ث قال إن الكرم ينع الرم ما‬
‫أقرب النقمة من أهل البغي ل خي ف لذة تعقب ندما لن يهلك من قصد ولن يفتقر من زهد‬
‫رب هزل قد عاد جدا من أمن الزمان خانه ومن تعظم عليه أهانه دعوا الزاح فإنه يؤرث‬
‫الضغائن وخي القول ما صدقه الفعل احتملوا لن أدل عليكم واقبلوا عذر من اعتذر إليكم أطع‬
‫أخاك وإن عصاك وصله وإن جفاك أنصف من نفسك قبل أن ينتصف منك وإياكم ومشاورة‬
‫النساء واعلم أن كفر النعمة لؤم وصحبة الاهل شؤم ومن الكرم الوفاء بالذمم ما أقبح القطيعة‬
‫بعد الصلة والفاء بعد اللطف والعداوة بعد الود ل تكونن على الساءة أقوى منك على‬
‫الحسان ول إل البخل أسرع منك إل البذل واعلم أن لك من دنياك ما أصلحت به مثواك‬
‫فأنفق ف حق ول تكونن خازنا لغيك وإذا كان الغدر ف الناس موجودا فالثقة بكل أحد عجز‬
‫اعرف الق لن عرفه لك واعلم أن قطيعة الاهل تعدل صلة العاقل‬
‫كلمات حكيمة للحنف قال ف ثلث خصال ما أقولن إل ليعتب معتب ما دخلت‬
‫بي اثني قط حت يدخلن بينهما ول أتيت باب أحد من هؤلء يعن اللوك ما ل أدع إليه وما‬
‫حللت حبوتى إل ما يقوم الناس إليه وقال أل أدلكم على الحمدة بل مرزئة اللق السجيح‬
‫والكف عن القبيح أل أخبكم بأدوإ الداء اللق الدن واللسان البذي وقال ما خان شريف ول‬
‫كذب عاقل ول اغتاب مؤمن وقال ما ادخرت الباء للبناء ول أبقت الوتى للحياء أفضل‬
‫من اصطناع معروف عند ذوي الحساب والداب وقال كثرة الضحك تذهب اليبة وكثرة‬
‫الزاح تذهب الروءة ومن لزم شيئا عرف به وسع رجل يقول ما أبال أمدحت أم ذمت فقال‬
‫له لقد استرحت من حيث تعب الكرام وقال جنبوا ملسنا ذكر الطعام والنساء فإن لبغض‬
‫الرجل يكون وصافا لفرجه وبطنه وإن الروءة أن يترك الرجل الطعام وهو يشتهيه وكان يقول‬

‫‪398‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫إذا عجب الناس من حلمه إن لجد ما تدون ولكن صبور وكان يقول وجدت اللم أنصر‬
‫ل من الرجال وقال الكذوب ل حيلة له والسود ل راحة له والبخيل ل مروءة له واللول ل‬
‫وفاء له ول يسود سيئ الخلق ومن الروءة إذا كان الرجل بيل أن يكتم ذلك ويتجمل‬
‫وقال أربع من كن فيه كان كامل ومن تعلق بصلة منهن كان من صالي قومه دين يرشده أو‬
‫عقل يسدده أو حسب يصونه أو حياء يقناه وقال الؤمن بي أربع مؤمن يسده ومنافق يبغضه‬
‫وكافر ياهده‬
‫وشيطان يفتنه وأربع ليس أقل منهن اليقي والعدل ودرهم حلل وأخ ف ال وقال‬
‫لن أدعى من بعيد أحب إل من أن أقصى من قريب وكان يقول إياك وصدر الجلس وإن‬
‫صدرك صاحبه فإنه ملس قلعة وقال من ل يصب على كلمة سع كلمات وقال رب غيظ‬
‫ترعته مافة ما هو أشد منه وقال من كثر كلمه كثر سقطه ومن طال صمته كثرت سلمته‬
‫وقال ثلث ل أناة فيهن عندي قيل وما هن يا أبا بر قال البادرة بالعمل الصال وإخراج ميتك‬
‫وأن تنكح الكفء أيك وكان يقول لفعى تكك ف ناحية بيت أحب إل من أي رددت عنها‬
‫كفئا صفية بنت هشام النقرية تؤبن الحنف وروي أنه لا حلت جنازة الحنف ودل ف قبه‬
‫أقبلت ابنة عمه صفية بنت هشام النقرية على نيب لا متصرة فوقفت على قبه فقالت ل‬
‫درك من من ف جنن ومدرج ف كفن إنا ل وإنا إليه راجعون‬
‫نسأل ال الذي فجعنا بوتك وابتلنا بفقدك أن يوسع لك ف قبك وأن يغفر لك‬
‫يوم حشرك وأن يعل سبيل الي سبيلك ودليل الرشاد دليلك ث أقبلت بوجهها على الناس‬
‫فقالت معشر الناس إن أولياء ال ف بلده شهود على عباده وإنا قائلون حقا ومثنون صدقا‬
‫وهو أهل لسن الثناء وطيب الدعاء أما والذي كنت من أجله ف عدة ومن الضمار إل غاية‬
‫ومن الياة إل ناية الذي رفع عملك عند انقضاء أجلك لقد عشت حيدا مودودا ولقد مت‬
‫فقيدا سعيدا وإن كنت لعظيم السلم فاضل اللم صحيح الدي منيع الري واري الزناد رفيع‬

‫‪399‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫العماد وإن كنت ف الحافل لشريفا وعلى الرامل لعطوفا وف العشية مسودا وإل اللفاء‬
‫موفدا ولقد كانوا لقولك مستمعي ولرأيك متبعي ث انصرفت‬
‫خطب الوفود وما ألقي بضرة اللفاء والمراء والرؤساء الوافدون على معاوية‬
‫وفود الحنف بن قيس والنمر بن قطبة على معاوية دخل الحنف بن قيس على معاوية وافدا‬
‫لهل البصرة ودخل معه النمر بن قطبة وعلى النمر عباءة قطوانية وعلى الحنف مدرعة صوف‬
‫وشلة فلما مثل بي يدي معاوية اقتحمتهما عينه فقال النمر يا أمي الؤمني إن العباءة ل‬
‫تكلمك وإنا يكلمك من فيها فأومأ إليه فجلس ث أقبل على الحنف فقال ث مه فقال يا أمي‬
‫الؤمني أهل البصرة عدد يسي وعظم كسي مع تتابع من الحول واتصال من الذحول فالكثر‬
‫فيها قد أطرق والقل قد أملق وبلغ منه الخنق فإن رأى أمي الؤمني أن ينعش الفقي ويب‬
‫الكسي ويسهل العسي ويصفح عن الذحول ويداوي الحول ويأمر بالعطاء ليكشف البلء‬
‫ويزيل اللواء وإن السيد من يعم ول يص ومن يدعو الفلى ول يدعو النقري إن أحسن إليه‬
‫شكر‬
‫وإن أسيء إليه غفر ث يكون من وراء ذلك لرعيته عمادا يدفع عنهم اللمات‬
‫ويكشف عنهم العضلت فقال له معاوية ها هنا يا أبا بر ث تل ولتعرفنهم ف لن القول وفد‬
‫أهل العراق على معاوية وفيهم الحنف ولا قدم وفد أهل العراق على معاوية وفيهم الحنف‬
‫خرج الذن فقال إن أمي الؤمني يعزم عليكم أل يتكلم أحد إل لنفسه فلما وصلوا إليه قال‬
‫الحنف لول عزمة أمي الؤمني لخبته أن دافة دفت ونازلة نزلت ونائبة نابت ونابتة نبتت‬
‫وكلهم بم حاجة إل معروف أمي الؤمني وبره فقال حسبك يا أبا بر فقد كفيت الغائب‬
‫والشاهد وفد أهل العراق على معاوية ومعهم زياد وفيهم الحنف وفد أهل العراق على معاوية‬
‫ومعهم زياد بن أبيه وفيهم الحنف بن قيس فقال زياد خطبة زياد يا أمي الؤمني أشخصت‬
‫إليك أقواما الرغبة وأقعد عنك آخرين العذر فقد جعل ال تعال ف سعة فضلك ما يب به‬
‫التخلف ويكافأ به الشاخص‬

‫‪400‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫خطبة معاوية فقال معاوية مرحبا بكم يا معشر العرب أما وال لئن فرقت بينكم‬
‫الدعوة لقد جعتكم الرحم إن ال اختاركم من الناس ليختارنا منكم ث حفظ عليكم نسبكم‬
‫بأن تي لكم بلدا يتاز عليها النازل حت صفاكم من المم كما تصفى الفضة البيضاء من‬
‫خبثها فصونوا أخلقكم ول تدنسوا أنسابكم وأعراضكم فإن السن منكم أحسن لقربكم منه‬
‫والقبيح منكم أقبح لبعدكم عنه خطبة الحنف بن قيس فقال الحنف وال يا أمي الؤمني ما‬
‫نعدم منكم قائل جزيل ورأيا أصيل ووعدا جيل وإن أخاك زيادا لتبع آثارك فينا فنستمتع ال‬
‫بالمي والأمور فإنكم كما قال زهي فإنه ألقي على الداحي فصول القول وما يك من خي‬
‫أتوه فإنا توارثه آباء آبائهم قبل وهل ينبت الطى إل وشيجه وتغرس إل ف منابتها النخل وفد‬
‫العراق على معاوية وفيهم دغفل النسابة قدم وفد العراق على معاوية وفيهم دغفل فقال له‬
‫معاوية يا دغفل أخبن عن ابن نزار ربيعة ومضر أيهما كان أعز جاهلية وعالية فقال يا أمي‬
‫الؤمني مضر بن نزار كان أعز جاهلية وعالية قال معاوية وأي مضر كان أعز قال‬
‫بنو النضر بن كنانة كانوا أكثر العرب أمادا وأرفعهم عمادا وأعظمهم رمادا قال‬
‫فأي بن كنانة كان بعدهم أعز قال بنو مالك بن كنانة كانوا يعلمون من ساماهم ويكفون من‬
‫ناواهم ويصدقون من عاداهم قال فمن بعدهم قال بنو الرث بن عبد مناة بن كنانة كانوا أعز‬
‫بنيه وأمنعهم وأجودهم وأنفعهم قال ث من بعدهم قال بنو بكر بن عبد مناة وكان بأسهم‬
‫مرهوبا وعدوهم منكوبا وثأرهم مطلوبا قال فأخبن عن مالك بن عبد مناة بن كنانة وعن‬
‫مرة وعامر ابن عبد مناة قال كانو أشرافا كراما وليس للقوم أكفاء ول نظراء قال فأخبن عن‬
‫بن أسد قال كانوا يطعمون السديف ويكرمون الضيوف ويضربون ف الزحوف قال فأخبن‬
‫عن هذيل قال كانوا قليل أكياس أهل منعة وبأس ينتصفون من الناس قال فأخبن عن بن ضبة‬
‫قال كانوا جرة من جرات العرب الربع ل يصطلي بنارهم ول يفاتون بثارهم قال فأخبن‬
‫عن مزينة قال كانوا ف الاهلية أهل منعة وف السلم أهل دعة قال فأخبن عن تيم قال‬
‫كانوا أعز العرب قديا وأكثرها عظيما وأمنعها حريا قال فأخبن عن قيس قال كانوا ل‬

‫‪401‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫يفرحون إذا أديلوا ول يزعون إذا ابتلوا ول يبخلون إذا سئلوا قال فأخبن عن أشرافهم ف‬
‫الاهلية قال غطفان بن سعد وعامر بن صعصعة وسليم بن منصور فأما غطفان فكانوا كراما‬
‫سادة وللخمبس‬
‫قادة وعن البيض ذادة وأما بنو عامر فكثي سادتم مشية سطوتم ظاهرة ندتم‬
‫وأما بنو سليم فكانوا يدركون الثار وينعون الار ويعظمون النار قال فأخبن عن قومك بكر‬
‫بن وائل واصدقن قال كانوا أهل عز قاهر وشرف ظاهر ومد فاخر قال فأخبن عن إخوتم‬
‫تغلب قال كانوا أسودا ترهب وساما ل تقرب وأبطال ل تكذب قال فأخبن كم أديلوا‬
‫عليكم ف قتلكم كليبا قال أربعي سنة ل ننتصف منهم ف موطن نلقاهم فيه حت كان يوم‬
‫التحاليق يوم الرث بن عباد بعد قتلة ابنه بي وكان أرسله ف الصلح بي القوم فقتله مهلهل‬
‫وقال بؤ بشسع نعل كليب فقال الغلم إن رضيت بذا بنو بكر رضيت فبلغ الرث فقال نعم‬
‫القتيل قتيل إن أصلح ال به بي بكر وتغلب وباء بكليب فقيل له إنا قال مهلهل ما قال الكلمة‬
‫فتشمر الرث للحرب وأمرنا بلق رءوسنا أجعي وهو يوم التحاليق وله خب طويل وقال قربا‬
‫مربط النعامة من لقحت حرب وائل عن حيال ل أكن من جناتا علم ال وإن برها اليوم‬
‫صال قربا مربط النعامة من إن بيع الكرام بالشسع غال فأدلنا عليهم يومئذ فلم نزل منهم‬
‫متنعي إل يومنا هذا قال فمن ذهب يذكر ذلك اليوم قال الرث بن عباد أسر مهلهل ف ذلك‬
‫اليوم وقال له دلن على مهلهل بن ربيعة قال مال إن دللتك عليه قال أطلقك قال على الوفاء‬
‫قال نعم قال له أنا مهلهل قال ويك دلن على كفء كري قال امرؤ القيس‬
‫وأشار بيده إليه عن قرب فأطلقه الرث وانطلق إل امرئ القيس فقتله وبكر كلها‬
‫صبت وأبلت فحسن بلؤها إل ما كان من ابن ليم حذيفة وعجل ويشكر ابن بكر فإن‬
‫سعد بن مالك بن ضبيعة جد طرفة بن العبد هجاهم ف ذلك اليوم فقال إن ليما عجزت‬
‫كلها أن يرفدون فارسا واحدا ويشكر العام على خترهاة ل يسمع الناس لم حامدا وقال فيهم‬
‫أيضا يا بؤس للحرب الت وضعت أراهط فاستراحوا إنا وإخوتنا غدا كثمود حجر يوم طاحوا‬

‫‪402‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫بالشرفية ل نفر ول نباح ولن تباحوا من صد عن نيانا فأنا ابن قيس ل براح فقال معاوية‬
‫أنت وال يا دغفل أعلم الناس قاطبة بأخبار العرب‬
‫دغفل وجاعة من النصار ووقف جاعة من النصار على دغفل بعد ما كف‬
‫فسلموا عليه فقال من القوم قالوا سادة اليمن فقال أمن أهل مدها القدي وشرفها العميم كندة‬
‫قالوا ل قال فأنتم الطوال قصبا المحصون نسبا بنو عبد الدان قالوا ل قال فأنتم أقودها‬
‫للزحوف وأخرقها للصفوف وأضربا بالسيوف رهط عمرو بن معد يكرب قالوا ل قال فأنتم‬
‫أحضرها قراء وأطيبها فناء وأشدها لقاء رهط حات بن عبد ال قالوا ل قال فأنتم الغارسون‬
‫للنخل والطعمون ف الحل والقائلون بالعدل النصار قالوا نعم وفد أهل العراق على معاوية‬
‫وفيهم صعصعة بن صوحان قال عبد اللك بن مروان يوما للسائه خبون عن حي من أحياء‬
‫العرب فيهم أشد الناس وأسخى الناس وأخطب الناس وأطوع الناس ف قومه وأحلم الناس‬
‫وأحضرهم جوابا قالوا يا أمي الؤمني ما نعرف هذه القبيلة ولكن ينبغي لا أن تكون ف قريش‬
‫قال ل قالوا ففي حي وملوكها قال ل قالوا ففي مضر قال ل قال مصقلة ابن رقية العبدى فهي‬
‫إذن ف ربيعة ونن هم قال نعم قال جلساؤه ما نعرف هذا ف عبد القيس إل أن تبنا به يا‬
‫أمي الؤمني قال نعم أما أشد الناس فحكيم بن جبل كان مع علي بن أب طالب رضي ال عنه‬
‫فقطعت ساقه فضمها إليه حت مر به الذي قطعها فرماه با فجدله عن دابته ث جثا‬
‫إليه فقتله واتكأ عليه فمر به الناس فقالوا له يا حكيم من قطع ساقك قال وسادي هذا وأنشأ‬
‫يقول يا ساق ل تراعي إن معي ذراعي أحي با كراعي وأما أسخى الناس فعبد ال بن سوار‬
‫استعمله معاوية على السند فسار إليها ف أربعة آلف من الند وكانت توقد معه نار حيثما‬
‫سار فيطعم الناس فبينما هو ذات يوم إذ أبصر نارا فقال ما هذه قالوا أصلح ال المي اعتل‬
‫بعض أصحابنا فاشتهي خبيصا فعملنا له فأمر خبازه أل يطعم الناس إل البيص حت صاحوا‬
‫وقالوا أصلح ال المي ردنا إل البز واللحم فسمي مطعم البيص وأما أطوع الناس ف قومه‬
‫فالارود بن بشر بن العلء فإنه لا قبض رسول ال وارتدت العرب خطب قومه فقال أيها‬

‫‪403‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫الناس إن كان ممد قد مات فإن ال حي ل يوت فاستمسكوا بدينكم فمن ذهب له ف هذه‬
‫الردة دينار أو درهم أو بعي أو شاة فله على مثله فما خالفه منهم رجل وأما أحضر الناس‬
‫جوابا فصعصعة بن صوحان دخل على معاوية ف وفد أهل العراق فقال معاوية مرحبا بكم‬
‫يأهل العراق قدمتم أرض ال القدسة منها النشر وإليها الحشر قدمتم على خي أمي يب‬
‫كبيكم ويرحم صغيكم ولو أن الناس كلهم ولد أب سفيان لكانوا حلماء عقلء فأشار الناس‬
‫إل صعصعة فقام فحمد ال وأثن عليه وصلى على النب ث قال‬
‫أما قولك يا معاوية إنا قدمنا الرض القدسة فلعمري ما الرض تقدس الناس ول‬
‫يقدس الناس إل أعمالم وأما قولك منها النشر وإليها الحشر فلعمري ما ينفع قربا ول يضر‬
‫بعدها مؤمنا وأما قولك لو أن الناس كلهم ولد أب سفيان لكانوا حلماء عقلء فقد ولدهم‬
‫خي من أب سفيان آدم صلوات ال عليه فمنهم الليم والسفيه والاهل والعال وأما أحلم‬
‫الناس فإن ولد عبد القيس قدموا على النب بصدقاتم وفيهم الشج ففرقها رسول ال وهو أول‬
‫عطاء فرقه ف أصحابه ث قال يا أشج ادن من فدنا منه فقال إن فيك خلتي يبهما ال الناة‬
‫واللم وكفى برسول ال شاهدا ويقال إن الشج ل يغضب قط وفود العرب ومعاوية عن‬
‫عمرو بن عتبة بن أب سفيان قال عقمت النساء أن يلدن مثل عمي شهدته يوما وقد قدمت‬
‫عليه وفود العرب فقضي حوائجهم وأحسن جوائزهم فلما دخلوا عليه ليشكروه سبقهم إل‬
‫الشكر فقال لم جزاكم ال يا معشر العرب عن قريش أفضل الزاء بتقدمكم إياهم ف الرب‬
‫وتقديكم لم ف السلم وحقنكم دماءهم بسفكها منكم أما وال ل يؤثر عليكم غيكم منهم‬
‫حازم كري ول يرغب عنكم منهم إل عاجز لئيم شجرة قامت على ساق فتفرع أعلها‬
‫واجتمع أصلها عضد ال من عضدها فيالا كلمة لو اجتمعت وأيد لو ائتلفت ولكن كيف‬
‫بإصلح ما يريد ال إفساده‬
‫وفود عبد العزيز بن زرارة على معاوية وفد عبد العزيز بن زرارة على معاوية وهو‬
‫سيد أهل الكوفة فلما أذن له وقف بي يديه وقال يا أمي الؤمني ل أزل أهز ذوائب الرحال‬

‫‪404‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫إليك إذ ل أجد معول إل عليك أمتطي الليل بعد النهار وأسم الجاهل بالثار يقودن إليك‬
‫أمل وتسوقن بلوى والجتهد يعذر وإذ بلغتك فقطن فقال معاوية احطط عن راحلتك رحلها‬
‫وروي الاحظ هذا القول بصورة أخري فقال ولا وصل عبد العزيز بن زرارة إل معاوية قال‬
‫يا أمي الؤمني ل أزل أستدل بالعروف عليك وأمتطي النهار إليك فإذا ألوي ب الليل فقبض‬
‫البصر وعفي الثر أقام بدن وسافر أملي والنفس تلوم والجتهاد يعذر وإذ بلغتك فقطن‬
‫وخرج عبد العزيز بن زرارة مع يزيد بن معاوية إل الصائفة فهلك هناك فكتب يزيد إل أبيه‬
‫معاوية بذلك فقال معاوية لزرارة أتان اليوم نعي سيد شباب العرب قال زرارة يا أمي الؤمني‬
‫هو ابن أو ابنك قال بل ابنك قال للموت ما تلد الوالدة‬
‫وفود زيد بن منية على معاوية قدم زيد بن منية على معاوية من البصرة وهو أخو‬
‫يعلى بن منية صاحب جل عائشة ومتول تلك الروب ورأس أهل البصرة وكان عتبة بن أب‬
‫سفيان قد تزوج ابنة يعلي بن منية فلما دخل على معاوية شكا إليه دينا لزمه فقال يا كعب‬
‫أعطه ثلثي ألفا فلما ول قال وليوم المل ثلثي ألفا أخري ث قال له الق بصهرك يعن عتبة‬
‫وكان يومئذ عامل مصر فقدم عليه مصر فقال إن سرت إليك شهرين أخوض فيهما التالف‬
‫ألبس أردية الليل مرة وأخوض ف لج السراب أخرى موقرا من حسن الظن بك وهاربا من‬
‫دهر فطم ودين لزم بعد غن جدعنا به أنوف الاسدين فلم أجد إل إليك مهربا وعليك معول‬
‫فقال عتبة مرحبا بك وأهل إن الدهر أعاركم غن وخلطكم بنا ث استرد ما أمكنه أخذه وقد‬
‫أبقي لكم منا مال ضيقة معه وأنا واضع يدي ويدك بيد ال فأعطاه ستي ألفا كما أعطاه‬
‫معاوية‬
‫وفود ضرار بن حزة الصدائي على معاوية دخل ضرار بن حزة الصدائي وكان من‬
‫خواص على كرم ال وجهه على معاوية وافدا فقال له يا ضرار صف ل عليا قال أعفن يا أمي‬
‫الؤمني قال لتصفنه قال أما إذ ل بد من وصفه فكان وال بعيد الدى شديد القوى يقول فصل‬
‫ويكم عدل يتفجر العلم من جوانبه وتنطق الكمة من نواحيه يستوحش من الدنيا وزهرتا‬

‫‪405‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫ويستأنس بالليل ووحشته وكان وال غزير العبة طويل الفكرة يقلب كفه وياطب نفسه‬
‫يعجبه من اللباس ما قصر ومن الطعام ما خشن كان فينا كأحدنا ييبنا إذا سألناه وينبئنا إذا‬
‫استنبأناه ونن مع تقريبه إيانا وقربه منا ل نكاد نكلمه ليبته ول نبتدئه لعظمته يعظم أهل الدين‬
‫ويب الساكي ل يطمع القوي ف باطله ول ييئس الضعيف من عدله وأشهد لقد رأيته ف‬
‫بعض مواقفه وقد أرضى الليل سدوله وغارت نومه وقد مثل ف مرابه قابضا على ليته‬
‫يتململ تلمل السليم ويبكي بكاء الزين ويقول يا دنيا غرى غيي أل تعرضت أم إل‬
‫تشوقت هيهات هيهات قد باينتك ثلثا ل رجعة فيها فعمرك قصي وخطرك حقي آه من قلة‬
‫الزاد وبعد السفر ووحشة الطريق فبكي معاوية وقال رحم ال أبا السن فلقد كان كذلك‬
‫فكيف حزنك عليه يا ضرار قال حزن من ذبح واحدها ف حجرها‬
‫الوافدات على معاوية وفود سودة بنت عمارة على معاوية وفدت سودة بنت‬
‫عمارة بن الشتر المدانية على معاوية بن أب سفيان فاستأذنت عليه فأذن لا فلما دخلت عليه‬
‫سلمت فقال لا كيف أنت يا بنة الشتر قالت بي يا أمي الؤمني قال لا أنت القائلة لخيك‬
‫يوم صفي شر كفعل أبيك يا بن عمارة يوم الطعان وملتقى القران وانصر عليا والسي‬
‫ورهطه واقصد لند وابنها يهوان إن المام أخو النب ممد علم الدي ومنارة اليان فقد‬
‫اليوش وسر أمام لوائه قدما بأبيض صارم وسنان قالت أي وال ما مثلي من رغب عن الق‬
‫أو اعتذر بالكذب قال لا فما حلك على ذلك قالت حب علي عليه السلم واتباع الق قال‬
‫فوال ما أري عليك من أثر علي شيئا قالت أنشدك ال يا أمي الؤمني وإعادة ما مضي‬
‫وتذكار ما قد نسي قال هيهات ما مثل مقام أخيك ينسى وما لقيت من أحد ما لقيت من‬
‫قومك وأخيك قالت صدقت وال يا أمي الؤمني ما كان أخي خفي القام ذليل الكان ولكن‬
‫كما قالت النساء وإن صخرا لتأت الداة به كأنه علم ف رأسه نار‬
‫قال صدقت لقد كان كذلك فقالت مات الرأس وبتر الذنب وبال أسأل أمي‬
‫الؤمني إعفائي ما استعفيت منه قال قد فعلت فقول حاجتك قالت يا أمي الؤمني إنك‬

‫‪406‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫أصبحت للناس سيدا ولمورهم متقلدا وال سائلك عن أمرنا وما افترض عليك من حقنا ول‬
‫تزال تقدم علينا من ينهض بعزك ويبسط سلطانك فيحصدنا حصاد السنبل ويدوسنا دياس‬
‫البقر ويسومنا السيسة ويسلبنا الليلة هذا ابن أرطاة قدم بلدي وقتل رجال وأخذ مال ولول‬
‫الطاعة لكان فينا عز ومنعة فإما عزلته عنا فشكرناك وإما ل فعرفناك فقال معاوية إياي تددين‬
‫بقومك وال لقد همت أن أحلك على قتب أشرس فأردك إليه ينفذ فيك حكمه فأطرقت‬
‫تبكي ث أنشأت تقول صلي الله على روح تضمنه قب فأصبح فيه العدل مدفونا قد حالف‬
‫الق ل يبغي به ثنا فصار بالق واليان مقرونا قال ومن ذلك قالت علي بن أب طالب رحه‬
‫ال تعال قال وما صنع بك حت صار عندك كذلك قالت أتيته يوما ف رجل وله صدقاتنا‬
‫فكان بيننا وبينه ما بي الغث والسمي فوجدته قائما يصلي فانفتل من الصلة ث قال برأفة‬
‫وتعطف ألك حاجة فأخبته خب الرجل فبكى ث رفع يديه إل السماء فقال اللهم‬
‫إنك أنت الشاهد علي وعليهم إن ل آمرهم بظلم خلقك ول ترك حقك ث أخرج من جيبه‬
‫قطعة من جراب فكتب فيها بسم ال الرحن الرحيم قد جاءتكم بينة من ربكم فأوفوا الكيل‬
‫واليزان بالقسط ول تبخسوا الناس أشياءهم ول تعثوا ف الرض مفسدين بقية ال خي لكم إن‬
‫كنتم مؤمني وما أنا عليكم بفيظ إذا أتاك كتاب هذا فاحتفظ با ف يدك من عملنا حت يأت‬
‫من يقبضه منك والسلم فأخذته منه وال ما خزمه بزام ول ختمه بتام فقرأته فقال معاوية‬
‫اكتبوا لا بالنصاف لا والعدل عليها فقالت أل خاصة أم لقومي عامة قال وما أنت وغيك‬
‫قالت هي وال إذن الفحشاء واللؤم إن ل يكن عدل شامل وإل يسعن ما يسع قومي قال‬
‫هيهات لظكم ابن أب طالب الرأة على السلطان فبطيئا ما تفطمون وغركم قوله فلو كنت‬
‫بوابا على باب جنة لقلت لمدان ادخلوا بسلم وقوله ناديت هدان والبواب مغلقة ومثل‬
‫هدان سن فتحه الباب كالندوان ل تفلل مضاربه وجه جيل وقلب غي وجاب اكتبوا لا‬
‫ولقومها‬

‫‪407‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫وفود أم سنان بنت خيثمة على معاوية حبس مروان بن الكم وهو وال الدينة ف‬
‫خلفة معاوية غلما من بن ليث ف جناية جناها فأتته جدة الغلم وهي أم سنان بنت خيثمة‬
‫الذحجية فكلمته ف الغلم فأغلظ لا مروان فخرجت إل معاوية فدخلت عليه فانتسبت‬
‫فعرفها فقال لا مرحبا بك يا بنة خيثمة ما أقدمك أرضنا وقد عهدتك تشتميننا وتضي علينا‬
‫عدونا قالت إن لبن عبد مناف أخلقا طاهرة وأعلما ظاهرة وأحلما وافرة ل يهلون بعد‬
‫علم ول يسفهون بعد حلم ول ينتقمون بعد عفو وإن أول الناس باتباع ما سن آباؤه لنت‬
‫قال صدقت نن كذلك فكيف قولك عزب الرقاد فمقلت ل ترقد والليل يصدر بالموم ويورد‬
‫يا آل مذحج ل مقام فشمروا إن العدو لل أحد يقصد هذا علي كاللل تفه وسط السماء‬
‫من الكواكب أسعد خي اللئق وابن عم ممد إن يهدكم بالنور منه تتدوا ما زال مذ شهد‬
‫الروب مظفرا والنصر فوق لوائه ما يفقد قالت قد كان ذلك يا أمي الؤمني وأرجو أن تكون‬
‫لنا خلفا بعده فقال رجل من جلسائه كيف يا أمي الؤمني وهي القائلة إما هلكت أبا السي‬
‫فلم تزل بالق تعرف هاديا مهديا فاذهب عليك صلة ربك ما دعت فوق الغصون حامة‬
‫قمريا‬
‫قد كنت بعد ممد خلفا كما أوصي إليك بنا فكنت وفيا واليوم ل خلف يؤمل‬
‫بعده هيهات نأمل بعده إنسيا قالت يا أمي الؤمني لسان نطق وقول صدق ولئن تقق فيك ما‬
‫ظنناه لظك الوفر وال ما أورثك الشنآن ف قلوب السلمي إل هؤلء فأدحض مقالتهم‬
‫وأبعد منلتهم فإنك إن فعلت ذلك تزدد من ال قربا ومن الؤمني حبا قال وإنك لتقولي ذلك‬
‫قالت يا سبحان ال وال ما مثلك من مدح بباطل ول اعتذر إليه بكذب وإنك لتعلم ذلك من‬
‫رأينا وضمي قلوبنا كان وال علي أحب إلينا منك وأنت أحب إلينا من غيك قال من قالت‬
‫من مروان ابن الكم وسعيد بن العاص قال وب استحققت ذلك عندك قالت بسعة حلمك‬
‫وكري عفوك قال وإنما يطمعان ف ذلك قالت ها وال لك من الرأي علي مثل ما كنت عليه‬
‫لعثمان بن عفان رحه ال تعال قال وال لقد قاربت فما حاجتك قالت يا أمي الؤمني إن‬

‫‪408‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫مروان تبنك بالدينة تبنك من ل يريد منهما الباح ل يكم بعدل ول يقضي بسنة يتتبع عثرات‬
‫السلمي ويكشف عورات الؤمني حبس ابن إبن فأتيته فقال كيت وكيت فألقمته أخشن من‬
‫الجر وألعقته أمر من الصب ث رجعت إل نفسي باللئمة وقلت ل ل أصرف ذلك إل من هو‬
‫أول بالعفو منه فأتيتك يا أمي الؤمني لتكون ف أمري ناظرا وعليه معديا قال صدقت ل‬
‫أسألك عن ذنبه ول عن القيام بجته اكتبوا لا بإطلقه قالت يا أمي الؤمني وأن ل بالرجعة‬
‫وقد نفذ زادي وكلت راحلت فأمر لا براحلة موطأة وخسة آلف درهم وفود بكارة الللية‬
‫علي معاوية استأذنت بكارة الللية علي معاوية بن أب سفيان فأذن لا وهو يومئذ بالدينة‬
‫فدخلت عليه وكانت امرأة قد أسنت وعشي بصرها وضعفت قوتا ترعش بي خادمي لا‬
‫فسلمت وجلست فرد عليها معاوية السلم وقال كيف أنت يا خالة فقالت بي يا أمي الؤمني‬
‫قال غيك الدهر قالت كذلك هو ذو غي من عاش كب ومن مات قب قال عمرو بن العاص‬
‫هي وال القائلة يا زيد دونك فاحتقر من دارنا سيفا حساما ف التراب دفينا قد كنت أذخره‬
‫ليوم كريهة فاليوم أبرزه الزمان مصونا قال مروان وهي وال القائلة يا أمي الؤمني أتري ابن‬
‫هند للخلفة مالكا هيهات ذاك وإن أراد بعيد منتك نفسك باللء ضللة أغراك عمرو للشقا‬
‫وسعيد قال سعيد بن العاص هي وال القائلة قد كنت أطمع أن أموت ول أري فوق النابر من‬
‫أمية خاطبا فال أخر مدتى فتطاولت حت رأيت من الزمان عجائبا ف كل يوم للزمان خطيبهم‬
‫بي الميع لل أحد عائبا ث سكت القوم فقالت بكارة نبحتن كلبك يا أمي الؤمني‬
‫واعتورتن فقصر مجن وكثر عجب وعشي بصري وأنا وال قائلة ما قالوا ل أدفع ذلك‬
‫بتكذيب وما خفي عليك من أكثر فامض لشأنك فل خي ف العيش بعد‬
‫وفود بكارة الللية على معاوية استأذنت بكارة الللية على معاوية بن أب سفيان‬
‫فأذن لا وهو يومئذ بالدينة فدخلت عليه وكانت امرأة قد أسنت وعشي بصرها وضعفت‬
‫قوتا ترعش بي خادمي لا فسلمت وجلست فرد عليها معاوية السلم وقال كيف أنت يا‬
‫خالة فقالت بي يا أمي الؤمني قال غيك الدهر قالت كذلك هو ذو غي من عاش كب ومن‬

‫‪409‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫مات قب قال عمرو بن العاص هي وال القائلة يا أمي الؤمني يا زيد دونك فاحتقر من دارنا‬
‫سيفا حساما ف التراب دفينا قد كنت أذخره ليوم كريهة فاليوم أبرزه الزمان مصونا قال مروان‬
‫وهي وال القائلة يا أمي الؤمني أترى ابن هند للخلفة مالكا هيهات ذاك وإن أراد بعيد منتك‬
‫نفسك ف اللء باللء ضللة أغراك عمرو للشقا وسعيد قال سعيد بن العاص هي وال‬
‫القائلة قد كنت أطمع أن أموت ول أري فوق النابر من أمية خاطبا فال أخر مدتى فتطاولت‬
‫حت رأيت من الزمان عجائبا ف كل يوم للزمان خطيبهم بي الميع لل أحد عائبا ث سكت‬
‫القوم فقالت بكارة نبحتن كلبك يا أمي الؤمني واعتورتن فقصر مجن وكثر عجب وعشى‬
‫بصري وأنا وال قائلة ما قالوا ل أدفع ذلك بتكذيب وما خفي عليك من أكثر فامض لشأنك‬
‫فل خي ف العيش بعد‬
‫أمي الؤمني فضحك معاوية وقال ليس ينعنا ذلك من برك اذكري حاجتك قالت‬
‫أما الن فل وقيل إنه قد قضي حوائجها وردها إل بلدها وفود أروى بنت الارث بن عبد‬
‫الطلب على معاوية دخلت أروى بنت الارث بن عبد الطلب على معاوية وهي عجوز كبي‬
‫فلما رآها معاوية قال مرحبا بك وأهل يا عمة فكيف كنت بعدنا فقالت يا بن أخي لقد‬
‫كفرت يد النعمة وأسأت لبن عمك الصحبة وتسميت بغي اسك وأخذت غي حقك من غي‬
‫بلء كان منك ول من آبائك ول سابقة ف السلم ولقد كفرت با جاء به ممد فأتعس ال‬
‫منكم الدود وأضرع منكم الدود ورد الق إل أهله ولو كره الشركون وكانت كلمتنا هي‬
‫العليا ونبينا هو النصور فوليتم علينا من بعده وتتجون بقرابتكم من رسول ال أقرب إليه‬
‫منكم وأول بذا المر فكنا فيكم بنلة بن إسرائيل ف آل فرعون وكان علي بن أب طالب‬
‫رحه ال بعد نبينا بنلة هرون من موسى فغايتنا النة وغايتكم النار فقال لا عمرو بن العاص‬
‫كفي أيتها العجوز الضالة وأقصري من قولك وغضي‬
‫من طرفك قالت ومن أنت ل أم لك قال عمرو بن العاص قالت يا بن اللخناء‬
‫النابغة تتكلم وأمك كانت أشهر امرأة تغن بكة وآخذهن لجرة اربع على ظلعك واعن بشأن‬

‫‪410‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫نفسك فوال ما أنت من قريش ف اللباب من حسبها ول كري منصبها ولقد ادعاك خسة نفر‬
‫من قريش كلهم يزعم أنه أبوك فسئلت أمك عنهم فقالت كلهم أتان فانظروا أشبههم به‬
‫فألقوه به فغلب عليك شبه العاص ابن وائل فلحقت به ولقد رأيت أمك أيام من بكة مع‬
‫كل عبد عاهر فأت بم فإنك بم أشبه فقال مروان كفى أيتها العجوز وأقصري لا جئت له‬
‫ساخ بصرك مع ذهاب عقلك فل توز شهادتك فقالت وأنت أيضا يا بن الزرقاء تتكلم فوال‬
‫لنت إل سفيان بن الارث بن كلدة أشبه منك بالكم وإنك لشبهه ف زرقة عينيك وحرة‬
‫شعرك مع قصر قامته وظاهر دمامته ولقد رأيت الكم ماد القامة ظاهر المة سبط الشعر وما‬
‫بينكما قرابة إل كقرابة الفرس الضامر من التان القرب فاسأل أمك تبك بشأن أبيك إن‬
‫صدقت ث التفتت إل معاوية فقالت وال ما جرأ على هؤلء غيك وإن أمك للقائلة يوم أحد‬
‫ف قتل حزة رحة ال عليه نن جزيناكم بيوم بدر والرب بعد الرب ذات سعر ما كان عن‬
‫عتبة ل من صب أب وعمي وأخي وصهري‬
‫شفيت وحشي غليل صدري شفيت نفسي وقضيت نذري فشكر وحشي علي‬
‫دهري حت ترم أعظمي ف قبي فأجبتها يا بنت جبار عظيم الكفر خزيت ف بدر وغي بدر‬
‫صبحك ال قبيل الفجر بالاشيي الطوال الزهر بكل قطاع حسام يفري حزة ليثي وعلي‬
‫صقري فقال معاوية لروان وعمرو ويلكما أنتماء ضتمان لا وأسعتمان ما أكره ث قال لا يا‬
‫عمة اقصدي قصد حاجتك ودعي عنك أساطي النساء قالت تأمر ل بألفي دينار وألفي دينار‬
‫وألفي دينار قال ما تصنعي يا عمة بألفي دينار قالت أشتري با عينا خرخارة ف أرض خوارة‬
‫تكون لولد الارث بن عبد الطلب قال نعم الوضع وضعتها فما تصنعي بألفي دينار قالت‬
‫أزوج با فتيان عبد الطلب من أكفائهم قال نعم الوضع وضعتها فما تصنعي بألفي دينار‬
‫قالت أستعي با على عسر الدينة وزيارة بيت ال الرام قال نعم الوضع وضعتها هي لك نعم‬
‫وكرامة ث قال أما وال لو كان علي ما أمر لك با قالت صدقت إن عليا أدى المانة وعمل‬
‫بأمر ال وأخذ به وأنت ضيعت أمانتك وخنت ال ف ماله فأعطيت مال ال من ل يستحقه‬

‫‪411‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫وقد فرض ال ف كتابه القوق لهلها وبينها فلم تأخذ با ودعانا أي علي إل أخذ حقنا الذي‬
‫فرض‬
‫ال لنا فشغل بربك عن وضع المور مواضعها وما سألتك من مالك شيئا فتمن به‬
‫إنا سألتك من حقنا ول نرى أخذ شيء غي حقنا أتذكر عليا فض ال فاك وأجهد بلءك ث‬
‫عل بكاؤها وجعلت تندب عليا فأمر لا بستة آلف دينار وقال لا يا عمة أنفقي هذه فيما‬
‫تبي فإذا احتجت فاكتب إل ابن أخيك يسن صفدك ومعونتك إن شاء ال أم الباء بنت‬
‫صفوان ومعاوية استأذنت أم الباء بنت صفوان على معاوية فأذن لا فدخلت عليه وعليها ثلثة‬
‫دروع برود تسحبها ذراعا قد لثت على رأسها كورا كالنسف فسلمت وجلست فقال لا‬
‫معاوية كيف أنت يا بنة صفوان قالت بي يا أمي الؤمني قال كيف حالك قالت ضعفت بعد‬
‫جلد وكسلت بعد نشاط قال شتان بينك اليوم وحي تقولي يا زيد دونك صارما ذا رونق‬
‫عضب الهزة ليس بالوار أسرج جوادك مسرعا ومشمرا للحرب غي معرد لفرار أجب المام‬
‫وذب تت لوائه والق العدو بصارم بتار يا ليتن أصبحت لست قعيدة فأذب عنه عساكر‬
‫الفجار قالت قد كان ذلك ومثلك من عفا وال تعال يقول عفا ال عما سلف ومن عاد‬
‫فينتقم ال منه قال هيهات أما وال لو عاد لعدت ولكنه‬
‫اخترم منك قالت أجل وال إن لعلى بينة من رب وهدى من أمري قال كيف كان‬
‫قولك حي قتل قالت أنسيته قال بعض جلسائه هو وال حي تقول يا للرجال لعظم هول‬
‫مصيبة فدحت فليس مصابا بالائل الشمس كاسفة لفقد إمامنا خي اللئق والمام العادل يا‬
‫خي من ركب الطى ومن مشى فوق التراب لحتف أو ناعل حاشا النب لقد هددت قواءنا‬
‫فالق أصبح خاضعا للباطل فقال معاوية قاتلك ال فما تركت مقال لقائل اذكري حاجتك‬
‫قالت أما الن فل وقامت فعثرت فقالت تعس شانئ علي فقال زعمت أن ل قالت هو كما‬
‫علمت فلما كان من الغد بعث إليها بائزة وقال إذا ضيعت اللم فمن يفظه دارمية الجونية‬
‫ومعاوية وحج معاوية سنيه من سنينه فسأل عن امرأة من بن كنانة كانت تنل بالجون يقال‬

‫‪412‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫لا دارمية الجونية وكانت سوداء كثية اللحم فأخب بسلمتها فبعث إليها فجيء با فقال ما‬
‫حالك يا بنة حام فقالت لست لام إن عبتن إنا أنا امرأة من بن كنانة ثت من بن أبيك قال‬
‫صدقت أتدرين ل بعثت إليك قالت ل يعلم الغيب إل ال قال بعثت إليك لسألك علم‬
‫أحببت عليا وأبغضتن وواليته وعاديتن قالت أوتعفين يا أمي الؤمني قال ل أعفيك‬
‫قالت أما إذا أبيت فإن أحببت عليا على عدله ف الرعية وقسمه بالسوية وأبغضتك‬
‫على قتال من هو أول منك بالمر وطلبتك ما ليس لك بق وواليت عليا على ما عقد له‬
‫رسول ال من الولء وعلى حبه الساكي وإعظامه لهل الدين وعاديتك على سفكك الدماء‬
‫وشقك العصا وجورك ف القضاء وحكمك بالوى قال فلذلك انتفخ بطنك وعظم ثدياك‬
‫وربت عجيزتك قالت يا هذا بند وال كان يضرب الثل ف ذلك لب قال معاوية يا هذه‬
‫أربعي فإنا ل نقل إل خيا إنه إذا انتفخ بطن الرأة ت خلق ولدها وإذا عظم ثدياها تروى‬
‫رضيعها وإذا عظمت عجيزتا رزن ملسها فرجعت وسكنت فقال لا يا هذه هل رأيت عليا‬
‫قالت إى وال لقد رأيته قال فكيف رأيته قالت رأيته وال ل يفتنه اللك الذي فتنك ول تشغله‬
‫النعمة الت شغلتك قال فهل سعت كلمه قالت نعم وال فكان يلو القلوب من العمى كما‬
‫يلو الزيت الطست من الصدأ قال صدقت فهل لك من حاجة قالت أو تفعل إذا سألتك قال‬
‫نعم قالت تعطين مائة ناقة حراء فيها فحلها وراعيها قال تصنعي با ماذا قالت أغذو بألبانا‬
‫الصغار وأستحيي با الكبار وأكتسب با الكارم وأصلح با بي العشائر قال فإن أعطيتك ذلك‬
‫فهل أحل عندك مل علي بن أب طالب قالت ماء ول كصداء‬
‫ومرعى ول كالسعدان وفت ول كمالك سبحان ال أو دونه فأنشأ معاوية يقول‬
‫إذا ل أعد باللم من عليكم فمن ذا الذي بعدي يؤمل للحلم خذيها هنيئا واذكري فعل ماجد‬
‫جزاك على حرب العداوة بالسلم ث قال أما وال لو كان علي حيا ما أعطاك منها شيئا قالت‬
‫ل وال ول وبرة واحدة من مال السلمي شداد بن أوس ومعاوية وأمر معاوية شداد بن أوس‬
‫الطائي أن يتنقص عليا فقام فقال المد ل الذي افترض طاعته على عباده وجعل رضاه عند‬

‫‪413‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫أهل التقوى آثر من رضا خلقه على ذلك مضى أولم وعليه يضي آخرهم أيها الناس إن‬
‫الخرة وعد صادق يكم فيها ملك قادر وإن الدنيا عرض حاضر يأكل منها الب والفاجر وإن‬
‫السامع الطيع ل ل حجة عليه وإن السامع العاصي ل ل حجة له وإن ال إذا أراد بالعباد‬
‫صلحا عمل عليهم صلحاؤهم وقضى بينهم فقهاؤهم وملك الال سحاؤهم وإذا أراد بم شرا‬
‫عمل عليهم سفهاؤهم وقضى فيهم جهلؤهم‬
‫وملك الال بلؤهم وإن من صلح الولة أن يصلح قرناؤها ونصح لك يا معاوية‬
‫من أسخطك بالق وغشك من أرضاك بالباطل قال اجلس رحك ال قد أمرنا لك بال قال‬
‫إن كان من مالك الذي تعهدت جعه مافة تبعته فأصبته حلل وأنفقته إفضال فنعم وإن كان‬
‫ما شاركك فيه السلمون فاحتجنته دونم فأصبته افتراقا وأنفقته إسرافا فإن ال يقول ف كتابه‬
‫إن البذرين كانوا إخوان الشياطي وروي أن معاوية قال له يا شداد أنا أفضل أم علي وأينا‬
‫أحب إليك فقال علي أقدم هجرة وأكثر مع رسول ال إل الي سابقة وأشجع منك قلبا‬
‫وأسلم منك نفسا وأما الب فقد مضى علي فأنت اليوم عند الناس أرجى منه معاوية ورجل‬
‫من أهل سبأ وقال لعاوية لرجل من أهل سبأ ما كان أجهل قومك حي ملكوا عليهم امرأة‬
‫فقال بل قومك أجهل قالوا حي دعاهم رسول ال إل الق وأراهم البينات اللهم إن كان هذا‬
‫هو الق من عندك فأمطر علينا حجارة من السماء أو ائتنا بعذاب أليم أل قالوا اللهم إن كان‬
‫هذا هو الق من عندك فاهدنا له‬
‫حديث معاوية مع عبد ال بن عبد الجر بن عبد الدان سأل معاوية بعد الستقامة‬
‫عبد ال بن عبد الجر بن عبد الدان فقال له كيف علمك بقومك قال كعلمي بنفسي قال ما‬
‫تقول ف مراد قال مدركو الوتار وحاة الذمار ومرزوا الطار قال فما تقول ف النخع قال‬
‫مانعو السرب ومسعرو الرب وكاشفو الكرب قال وما تقول ف بن الرث ابن كعب قال‬
‫فراجو اللكاك وفرسان العراك ولزاز الضحاك تراك تراك قال فما تقول ف سعد العشية قال‬
‫مانعو الضيم وبانو الري وشافو الغيم قال ما تقول ف جعفي قال فرسان الصباح ومعلمو الرماح‬

‫‪414‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫ومبارزو الرياح قال ما تقول ف بن زبيد قال كماة أناد سادات أماد وقر عند الذياد صب عند‬
‫الطراد قال ما تقول ف جنب قال كفاة ينعون عن الري ويفرجون عن الكظيم قال فما تقول‬
‫ف صداء قال سام العداء‬
‫ومساعي اليجاء قال فما تقول ف رهاء قال ينهنهون عادية الفوارس ويردون الوت‬
‫ورد الوامس قال أنت أعلم بقومك حديث اليار بن أوف النهدي مع معاوية دخل اليار بن‬
‫أوف النهدي على معاوية فقال له يا خيار كيف تدك وما صنع بك الدهر فقال يا أمي الؤمني‬
‫صدع الدهر قنات وأثكلن لدات وأوهى عمادى وشيب سوادى وأسرع ف تلدي ولقد عشت‬
‫زمنا أصب الكعاب وأسر الصحاب وأجيد الضراب فبان ذلك عن ودنا الوت من وأنشأ‬
‫يقول غبت زمانا يرهب القرن جانب كأن شتيم باسل القلب خادر ياف عدوي صولت‬
‫ويهابن ويكرمن قرن وجاري الجاور وتصب الكعاب لت وشائلي كأن غصن ناعم النبت‬
‫ناضر فبان شباب واعترتن رثية كأن قناة أطرتا الآطر أدب إذا رمت القيام كأنن لدي الشي‬
‫قرم قيده متقاصر وقصر الفت شيب وموت كلها له سائق يسعى بذاك وناظر وكيف يلذ‬
‫العش من ليس زائل رهي أمور ليس فيها مصادر‬
‫فقال معاوية أحسنت القول واعلم أن لا مصادر فنسأل ال أن يعلنا من الصادرين‬
‫بي فقد أوردنا أنفسنا موارد نرغب إل ال أن يصدرنا عنها وهو راض حديث عرابة بن أوس‬
‫بن حارثة مع معاوية قال معاوية لعرابة بن أوس بن حارثة النصاري بأي شيء سدت قومك‬
‫يا عرابة قال أخبك يا معاوية بأن كنت لم كما كان حات لقومه قال وكيف كان فأنشدته‬
‫وأصبحت ف أمر العشية كلها كذي اللم يرضي ما يقول ويعرف وذاك لن ل أعادي‬
‫سراتم ول عن أخي ضرائهم أتنكف وإن لعطي سائلي ولربا أكلف ما ل أستطيع فأكلف‬
‫وإن لذموم إذا قيل حات نبا نبوة إن الكري يعنف ووال إن لعفو عن سفيههم وأحلم عن‬
‫جاهلهم وأسعي ف حوائجهم وأعطي سائلهم فمن فعل فعلي فهو مثلي ومن فعل أحسن من‬
‫فعلي فهو أفضل من ومن قصر عن فعلي فأنا خي منه فقال معاوية لقد صدق الشماخ حيث‬

‫‪415‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫يقول فيك رأيت عرابة الوسي يسمو إل اليات منقطع القرين إذا ما راية رفعت لجد تلقاها‬
‫عرابة باليمي‬
‫سعيد بن عثمان بن عفان ومعاوية دخل سعيد بن عثمان بن عفان رضي ال عنه‬
‫على معاوية وابنه يزيد إل جانبه فقال له ائتمنك أب واصطنعك حت بلغك باصطناعه إياك‬
‫الدى الذي ل يارى والغاية الت ل تسامى فما جازيت أب بآلئه حت قدمت هذا علي‬
‫وجعلت له المر دون وأومأ إل يزيد وال لب خي من أبيه وأمي خي من أمه ولنا خي منه‬
‫فقال معاوية أما ما ذكرت يا بن أخي من تواتر آلئكم علي وتظاهر نعمائكم لدي فقد كان‬
‫ذلك ووجب علي الكافأة والجازاة وكان شكري إياه أن طلبت بدمه حت كابدت أهوال‬
‫البلء وغشيت عساكر النايا إل أن شفيت حزازات الصدور وتلت تلك المور ولست‬
‫لنفسي باللئم ف التشمي ول الزاري عليها ف التقصي وذكرت أن أباك خي من أب هذا‬
‫وأشار بيده إل يزيد فصدقت لعمر ال لعثمان خي من معاوية أكرم كريا وأفضل قديا وأقرب‬
‫إل ممد رحا وذكرت أن أمك خي من أمه فلعمري إن امرأة من قريش خي من امرأة من بن‬
‫كلب وذكرت أنك خي من يزيد فوال يا بن أخي ما يسرن أن الغوطة عليها رجال مثل يزيد‬
‫فقال له يزيد مه يا أمي الؤمني ابن أخيك استعمل الدالة عليك واستعتبك لنفسه واستزاد منك‬
‫فزده وأجل له ف ردك واحل على نفسك ووله خراسان بشفاعت وأعنه بال يظهر به موروثه‬
‫فوله معاوية خراسان وأجازه بائة ألف درهم فكان ذلك أعجب ما ظهر من حلم يزيد‬
‫مصقلة بن هبية ومعاوية مرض معاوية مرضا شديدا فأرجف به مصقلة بن هبية‬
‫وساعده قوم على ذلك ث تاثل وهم ف إرجافهم فحمل زياد مصقلة إل معاوية وكتب إليه أنه‬
‫يمع مراقا من مراق العراق فيجفون بأمي الؤمني وقد حلته إليه ليى رأيه فيه فقدم مصقلة‬
‫وجلس معاوية للناس فلما دخل عليه قال ادن من فدنا منه فأخذ بيده فجذبه فسقط مصقلة‬
‫فقال معاوية أبقى الوادث من خليلك مثل جندلة الراجم صلبا إذا خار الرجال أبل متنع‬
‫الشكائم قد رامن العداء قبلك فامتنعت من الظال فقال مصقلة يا أمي الؤمني قد أبقى ال‬

‫‪416‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫منك ما هو أعظم من ذلك بطشا وحلما راجحا وكل ومرعى لوليائك وسا ناقعا لعدائك‬
‫كانت الاهلية فكان أبوك سيد الشركي وأصبح الناس مسلمي وأنت أمي الؤمني وقام‬
‫فوصله معاوية وأذن له ف النصراف إل الكوفة فقيل له كيف تركت معاوية فقال زعمتم أنه‬
‫كب وضعف وال لقد غمزن غمزة كاد يطمن وجذبن جذبة كاد يكسر عضوا من روح بن‬
‫زنباع ومعاوية وول معاوية روح بن زنباع فعتب عليه ف جناية فكتب إليه بالقدوم فلما قدم‬
‫أمر بضربه بالسياط فلما أقيم ليضرب قال نشدتك ال يا أمي الؤمني أن تدم من ركنا أنت‬
‫بنيته أو أن تضع من خسيسة أنت رفعتها أو تشمت ب عدوا أنت‬
‫وقمته وأسألك بال إل أت حلمك وعفوك دون إفساد صنائعك فقال معاوية إذا‬
‫ال سن أمرا عقد أمر تيسرا خلوا سبيله ماصمة أب السود الدؤل وامرأته بي يدي زياد بن‬
‫أبيه جرى بي أب السود الدؤل وبي امرأته كلم ف ابن كان لا منه وأراد أخذه منها فسار‬
‫إل زياد وهو وال البصرة فقالت الرأة أصلح ال المي هذا ابن كان بطن وعاءه وحجري‬
‫فناءه وثديي سقاءه أكلؤه إذا نام وأحفظه إذا قام فلم أزل بذلك سبعة أعوام حت إذا استوف‬
‫فصاله وكملت خصاله واستوكعت أوصاله وأملت نفعه ورجوت دفعه أراد أن يأخذه من‬
‫كرها فآدن أيها المي فقد رام قهري وأراد قسري فقال أبو السود أصلحك ال هذا ابن‬
‫حلته قبل أن تمله ووضعته قبل أن تضعه وأنا أقوم عليه ف أدبه وأنظر ف أوده وأمنحه علمي‬
‫وألمه حلمي حت يكمل عقله ويستحكم فتله فقالت الرأة صدق أصلحك ال حله خفا‬
‫وحلته ثقل ووضعه شهوة ووضعته كرها فقال له زياد اردد على الرأة ولدها فهي أحق به‬
‫منك ودعن من سجعك أو قال إنا امرأة عاقلة يا أبا السود فادفع ابنها إليها فأخلق أن تسن‬
‫أدبه‬
‫صورة أخرى وروى أحد بن أب طاهر طيفور هذا الب بصورة أطول وهاكها قال‬
‫أبو ممد القشيي كان أبو السود الدؤل من أكب الناس عند معاوية بن أب سفيان وأقربم‬
‫ملسا وكان ل ينطق إل بعقل ول يتكلم إل بعد فهم فبينا هو ذات يوم جالس وعنده وجوه‬

‫‪417‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫قريش وأشراف العرب إذ أقبلت امرأة أب السود الدؤل حت حاذت معاوية وقالت السلم‬
‫عليك يا أمي الؤمني ورحة ال وبركاته إن ال جعلك خليفة ف البلد ورقيبا على العباد‬
‫يستسقي بك الطر ويستنبت بك الشجر وتؤلف بك الهواء ويأمن بك الائف ويردع بك‬
‫الانف فأنت الليفة الصطفى والمام الرتضى فاسأل ال لك النعمة ف غي تغبي والعافية من‬
‫غي تعذير قد ألأن إليك يا أمي الؤمني أمر ضاق علي فيه النهج وتفاقم علي منه الخرج‬
‫لمر كرهت عاره لا خشيت إظهاره فلينصفن أمي الؤمني من الصم فإن أعوذ بعقوته من‬
‫العار الوبيل والمر الليل الذي يشتد على الرائر ذوات البعول الجائر فقال لا معاوية ومن‬
‫بعلك هذا الذي تصفي من أمره النكر ومن فعله الشهر فقالت هو أبو السود الدؤل فالتفت‬
‫إليه فقال يا أبا السود ما تقول هذه الرأة فقال أبو السود هي تقول من الق بعضا ولن‬
‫يستطيع أحد عليها نقصا أما ما ذكرت من طلقها فهو حق وأنا مب أمي الؤمني عنه بالصدق‬
‫وال يا أمي الؤمني ما طلقتها عن ريبة‬
‫ظهرت ول لي هفوة حضرت ولكن كرهت شائلها فقطعت عن حبائلها فقال‬
‫معاوية وأي شائلها يا أبا السود كرهت قال يا أمي الؤمني إنك مهيجها علي بواب عتيد‬
‫ولسان شديد فقال معاوية ل بد لك من ماورتا فاردد عليها قولا عند مراجعتها فقال أبو‬
‫السود يا أمي الؤمني إنا كثية الصخب دائمة الذرب مهينة للهل مؤذية للبعل مسيئة إل‬
‫الار مظهرة للعار إن رأت خيا كتمته وإن رأت شرا أذاعته فقالت وال لول مكان أمي‬
‫الؤمني وحضور من حضره من السلمي لرددت عليك بوادر كلمك بنوافذ أقرع با كل‬
‫سهامك وإن كان ل يمل بالرأة الرة أن تشتم بعل ول أن تظهر لحد جهل فقال معاوية‬
‫عزمت عليك لا أجبته فقالت يا أمي الؤمني ما علمته إل سئول جهول ملحا بيل إن قال‬
‫فشر قائل وإن سكت فذو دغائل ليث حي يأمن وثعلب حي ياف شحيح حي يضاف إن‬
‫ذكر الود القمع لا يعرف من قصر رشاته ولؤم آبائه ضيفه جائع وجاره ضائع ل يفظ جارا‬

‫‪418‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫ول يمي ذمارا ول يدرك ثارا أكرم الناس عليه من أهانه وأهونم عليه من أكرمه فقال معاوية‬
‫سبحان ال لا تأت به هذه الرأة من السجع فقال‬
‫أبو السود أصلح ال أمي الؤمني إنا مطلقة ومن أكثر كلما من مطلقة فقال لا‬
‫معاوية إذا كان رواحا فتعال أفصل بينك وبينه بالقضاء فلما كان الرواح جاءت ومعها ابنها‬
‫قد احتضنته فلما رآها أبو السود قام إليها لينتزع ابنه منها فقال له معاوية يا أبا السود ل‬
‫تعجل الرأة أن تنطق بجتها قال يا أمي الؤمني أنا أحق بمل ابن منها فقال له معاوية يا أبا‬
‫السود دعها تقل فقال يا أمي الؤمني حلته قبل أن تمله ووضعته قبل أن تضعه فقالت صدق‬
‫وال يا أمي الؤمني حله خفا وحلته ثقل ووضعه شهوة ووضعته كرها إن بطن لوعاؤه وإن‬
‫ثديي لسقاؤه وإن حجري لفناؤه فقال معاوية سبحان ال لا تأتي به فقال أبو السود إنا‬
‫تقول البيات من الشعر فتجيدها فقال معاوية إنا قد غلبتك ف الكلم فتكلف لا أبياتا لعلك‬
‫تغلبها فأنشأ أبو السود يقول مرحبا بالت تور علينا ث سهل بالامل الحمول أغلقت بابا‬
‫علي وقالت إن خي النساء ذات البعول شغلت نفسها علي فراغا هل سعتم بالفارغ الشغول‬
‫فأجابته وهي تقول ليس من قال بالصواب وبالق كمن جار عن منار السبيل كان ثديي‬
‫سقاءه حي يضحي ث حجري فناؤه بالصيل لست أبغي بواحدي يابن حرب بدل ما علمته‬
‫والليل فأجابا معاوية ليس من غداه حينا صغيا وسقاه من ثديه بذول‬
‫هي أول به وأقرب رحا من أبيه بالوحي والتنيل أمه ما حنت عليه وقامت هي‬
‫أول بمل هذا الضئيل فقضي لا معاوية عليه واحتملت ابنها وانصرفت وفد أهل البصرة إل‬
‫عبد ال بن الزبي لا قدم الحنف ف وجوه أهل البصرة إل عبد ال بن الزبي تكلم أبو حاضر‬
‫السيدي وكان خطيبا جيل فقال له عبد ال بن الزبي اسكت فوال لوددت أن ل بكل عشرة‬
‫من أهل العراق رجل من أهل الشأم صرف الدينار بالدرهم قال يا أمي الؤمني إن لنا ولك‬
‫مثل أفتأذن ف ذكره قال نعم قال مثلنا ومثلك ومثل أهل الشأم قول العشى حيث يقول‬
‫علقتها عرضا وعلقت رجل غيي وعلق أخرى غيها الرجل أحبك أهل العراق وأحببت أهل‬

‫‪419‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫الشأم وأحب أهل الشأم عبد اللك ابن مروان كلم خطيب الزد بي يدي عبد اللك بن‬
‫مروان بعث الجاج خطباء من الحاس إل عبد اللك بن مروان فتكلموا فلما انتهى الكلم‬
‫إل خطيب الزد قام فقال قد علمت العرب أنا حي فعال ولسنا بي مقال وأنا نزي بفعلنا‬
‫عند أحسن‬
‫قولم إن السيوف لتعرف أكفنا وإن الوت ليستعذب أرواحنا وقد علمت الرب‬
‫الزبون أنا نقرع جاحها ونلب صراها ث جلس سؤال عبد اللك للعجاج وما أجاب به ودخل‬
‫العجاج على عبد اللك بن مروان فقال يا عجاج بلغن أنك ل تقدر على الجاء فقال يا أمي‬
‫الؤمني من قدر على تشييد البنية أمكنه إخراب الخبية قال فما ينعك من ذلك قال إن لنا‬
‫عزا ينعنا من أن نظلم وإن لنا حلما ينعنا من أن نظلم فعلم الجاء فقال لكلماتك أشعر من‬
‫شعرك فأن لك عز ينعك من أن تظلم قال الدب البارع والفهم الناصع قال فما اللم الذي‬
‫ينعك من أن تظلم قال الدب الستظرف والطبع التالد قال يا عجاج لقد أصبحت حكيما قال‬
‫وما ينعن وأنا بي أمي الؤمني وفود الجاج بإبراهيم بن ممد بن طلحة على عبد اللك بن‬
‫مروان لا ول الجاج بن يوسف الرمي بعد قتله ابن الزبي استخص إبراهيم بن ممد ابن‬
‫طلحة فقربه وعظم منلته فلم تزل تلك حاله عنده حت خرج إل عبد اللك بن مروان فخرج‬
‫معه معادل ل يقصر له ف بر وإعظام حت حضر به عبد اللك فلما‬
‫دخل عليه ل يبدأ بشيء بعد السلم إل أن قال له قدمت عليك أمي الؤمني برجل‬
‫الجاز ل أدع له با نظيا ف الفضل والدب والروءة وحسن الذهب مع قرابة الرحم‬
‫ووجوب الق وعظم قدر البوة وما بلوت منه ف الطاعة والنصيحة وحسن الؤازرة وهو‬
‫إبراهيم بن ممد بن طلحة وقد أحضرته بابك ليسهل عليه إذنك وتعرف له ما عرفتك فقال‬
‫أذكرتنا رحا قريبة وحقا واجبا يا غلم ائذن لبراهيم بن ممد بن طلحة فلما دخل عليه أدناه‬
‫عبد اللك حت أجلسه على فراشه ث قال له يا بن طلحة إن أبا ممد الجاج ذكرنا ما ل نزل‬
‫نعرفك به من الفضل والدب والروءة وحسن الذهب مع قرابة الرحم ووجوب الق وعظم‬

‫‪420‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫قدر البوة وما بله منك ف الطاعة والنصيحة وحسن الؤازرة فل تدعن حاجة ف خاصة‬
‫نفسك وعامتك إل ذكرتا فقال يا أمي الؤمني إن أول الوائج وأحق ما قدم بي يدي المور‬
‫ما كان ل فيه رضا ولق نبيه أداء ولك فيه ولماعة السلمي نصيحة وعندي نصيحة ل أجد‬
‫بدا من ذكرها ول أقدر على ذلك إل وأنا خال فأخلن يا أمي الؤمني ترد عليك نصيحت قال‬
‫أدون أب ممد قال نعم دون أب ممد قال عبد اللك للحجاج قم فلما خطرف الستر أقبل‬
‫على إبراهيم فقال يا بن طلحة قل نصيحتك قال بال يا أمي الؤمني لقد عهدت إل الجاج‬
‫ف تغطرسه وتعجرفه وبعده من الق وقربه من الباطل فوليته الرمي وها ما ها وبما من بما‬
‫من الهاجرين والنصار والوال الخيار يسومهم السف ويكم فيهم بغي السنة بعد الذي‬
‫كان من سفك دمائهم وما انتهك من حرمهم ويطؤهم بطغام أهل الشام ورعاع ل روية لم‬
‫ف إقامة حق ول ف إزاحة باطل ث تظن أن ذلك ينجيك من عذاب ال فكيف بك إذا جاثاك‬
‫ممد غدا للخصومة بي يدي ال تعال أما وال إنك لن تنجو هناك إل بجة تضمن لك‬
‫النجاة فاربع على نفسك أودع وكان عبد اللك متكئا فاستوى جالسا وقال‬
‫كذبت ومنت فيما جئت به ولقد ظن بك الجاج ظنا ل نده فيك وقد يظن الي بغي أهله‬
‫قم فأنت الائن الاسد قال فقمت وال ما أبصر شيئا فلما خطرف الستر لقن لحق فقال‬
‫للحاجب امنع هذا من الروج وأذن للحجاج فدخل فلبث مليا ول أشك أنما ف امري ث‬
‫خرج الذن ل فدخلت فلما كشف ل الستر إذا أنا بالجاج خارج فاعتنقن وقبل ما بي‬
‫عين وقال أما إذا جزى ال التواخي خيا بفضل تواصلهما فجزاك ال عن أفضل الزاء فوال‬
‫لئن سلمت لك لرفعن ناظريك ولعلي كعبك ولتبعن الرجال غبار قدميك قال فقلت ف‬
‫نفسي إنه ليسخر ب فلما وصلت إل عبد اللك أدنان حت أدنان ملسي الول ث قال يا بن‬
‫طلحة هل أعلمت الجاج با جري أو شاركك أحد ف نصيحتك فقلت ل وال ول أعلم‬
‫أحدا أظهر يدا عندي من الجاج ولو كنت مابيا أحدا بدين لكان هو ولكن آثرت ال‬
‫ورسوله والسلمي قال قد علمت أنك ل ترد الدنيا ولو أردتا لكانت لك ف الجاج ولكن‬

‫‪421‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫أردت ال والدار الخرة وقد عزلته عن الرمي لا كرهت من وليته عليهما وأعلمته أنك‬
‫استنلتن له عنهما استقلل لما ووليته العراقي وما هنالك من المور الت ل يدحضها إل مثله‬
‫وإنا قلت له ذلك ليؤدي ما يلزمه من ذمامك فإنك غي ذام لصحبته مع يدك عنده فخرجت‬
‫مع الجاج وأكرمن أضعاف إكرامه‬
‫قدوم الجاج مع أشراف الصرين على عبد اللك لا فرغ الجاج من دير‬
‫الماجم وقدم على عبد اللك ومعه أشراف أهل الصرين البصرة والكوفة أدخلهم عليه فبينما‬
‫هم عنده إذ تذاكروا البلدان فقال ممد بن ابن عمي بن عطارد أصلح ال المي إن الكوفة‬
‫أرض ارتفعت عن البصرة وحرها وغمقها وسفلت عن الشأم ووبائها وجاورها الفرات فعذب‬
‫ماؤها وطاب ثرها فقال خالد بن صفوان الهتمي أصلح ال المي نن أوسع منهم برية‬
‫وأسرع منهم ف السرية وأكثر منهم قندا وعاجا وساجا وناسا ماؤنا صفو وخينا عفو ل يرج‬
‫من عندنا إل قائد وسائق وناعق فقال الجاج أصلح ال أمي الؤمني إن بالبلدين خبي وقد‬
‫وطئتهما جيعا فقال له قل فأنت عندنا مصدق فقال أما البصرة فعجوز شطاء دفراء براء‬
‫أوتيت من كل حلي وزينة وأما الكوفة فشابة حسناء جيلة ل حلي لا ول زينة فقال عبد‬
‫اللك فضلت الكوفة على البصرة وروى الاحظ قال قال خالد بن صفوان وسئل عن الكوفة‬
‫والبصرة نن منابتنا قصب وأنارنا عجب وساؤنا رطب وأرضنا ذهب‬
‫وقال الحنف نن أبعد منكم سرية وأعظم منكم ترية وأكثر منكم ذرية وأغذى‬
‫منكم برية وقال أبو بكر الذل نن أكثر منكم ساجا وعاجا وديباجا وخراجا ونرا عجاجا‬
‫وفود مالك بن بشي على الجاج بقتل الزارقة لا هزم الهلب بن أب صفرة قطري بن‬
‫الفجاءة صاحب الزارقة بعث إل مالك بن بشي فقال له إن موفدك إل الجاج فسر فإنا هو‬
‫رجل مثلك وبعث إليه بائزة فردها وقال إنا الائزة بعد الستحقاق وتوجه فلما دخل على‬
‫الجاج قال له ما اسك قال مالك بن بشي قال ملك وبشارة كيف تركت الهلب قال أدرك‬
‫ما أمل وأمن من خاف قال كيف هو لنده قال والد رءوف قال فكيف رضاهم عنه قال‬

‫‪422‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫وسعهم بالفضل وأقنعهم بالعدل قال فكيف تصنعون إذا لقيتم عدوكم قال نلقاهم بدنا فنطمع‬
‫فيهم ويلقوننا بدهم فيطمعون فينا قال كذلك الد إذا لقي الد قال فما حال قطري قال‬
‫كادنا ببعض ما كدناه قال فما منعكم من اتباعه قال رأينا القام من ورائه خيا من اتباعه قال‬
‫فأخبن عن ولد الهلب قال أعباء القتال بالليل حاة السرح بالنهار قال أيهم أفضل قال ذلك‬
‫إل أبيهم قال لتقولن قال هم كحلقة مضروبة ل يعرف طرفاها قال أقسمت عليك هل روأت‬
‫ف هذا الكلم قال ما أطلع ال على غيبه أحدا فقال الجاج للسائه هذا وال الكلم الطبوع‬
‫ل الكلم الصنوع‬
‫وفود كعب الشقرى على الجاج أوفد الهلب بن أب صفرة كعب بن معدان‬
‫الشقري ومعه مرة بن تليد الزدي إل الجاج بعد هزية الزارقة وقتل أميهم عبد ربه‬
‫الصغي فلما دخل عليه بدر كعب فأنشده قصيدته الت مطلعها يا حفص إن عدان عنكم‬
‫السفر وقد سرت فأذى عين السهر فقال له الجاج أشاعر أم خطيب قال كلها ث أقبل عليه‬
‫فقال له أخبن عن بن الهلب قال الغية فارسهم وسيدهم نار ذاكية وصعدة عالية وكفى‬
‫بيزيد فارسا شجاعا ليث غاب وبر جم عباب وجوادهم وسخيهم قبيصة ليث الغار وحامى‬
‫الذمار ول يستحي الشجاع أن يفر من مدرك فكيف ل يفر من الوت الاضر والسد الادر‬
‫وعبد اللك سم ناقع وسيف قاطع وحبيب الوت الزعاف إنا هو طود شامخ وفخر باذخ وأبو‬
‫عينية البطل المام والسيف السام وكفاك بالفضل ندة ليث هدار وبر موار وممد ليث‬
‫غاب وحسام ضراب قال فكيف كانوا فيكم قال كانوا حاة السرح نارا فإذا أليلوا ففرسان‬
‫البيات قال فأيهم كان أند قال كانوا كاللقة الفرغة ل يدرى أين طرفها قال فكيف كان‬
‫لكم الهلب وكنتم له قال كان لنا منه شفقة الوالد وله منا بر الولد قال فكيف جاعة الناس‬
‫قال على أحسن حال أدركوا ما رجوا وأمنوا ما خافوا وأرضاهم العدل وأغناهم النفل قال‬
‫فكيف كنتم أنتم وعدوكم قال كنا إذا أخذنا عفونا وإذا أخذوا يئسنا منهم‬

‫‪423‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫وإذا اجتهدوا واجتهدنا طمعنا فيهم فقال الجاج إن العاقبة للمتقي قال كيف‬
‫أفلتكم قطري قال كدناه ببعض ما كادنا به فصرنا منه إل الذي نب قال فهل اتبعتموه قال‬
‫كان الد عندنا آثر من الفل قال أكنت أعددت ل هذا الواب قال ل يعلم الغيب إل ال‬
‫فقال هكذا تكون وال الرجال الهلب كان أعلم بك حيث وجهك وأمر له بعشرة آلف‬
‫درهم وحله على فرس وأوفده على عبد اللك بن مروان فأمر له بعشرة آلف أخرى سليك‬
‫بن سلكة والجاج دخل على الجاج سليك بن سلكة فقال أصلح ال المي أعرن سعك‬
‫واغضض عن بصرك واكفف عن حزبك فإن سعت خطأ أو زلل فدونك والعقوبة فقال قل‬
‫فقال عصى عاص من عرض العشية فحلق على اسي وهدمت داري وحرمت عطائي قال‬
‫هيهات أما سعت قول الشاعر جانيك من ين عليك وربا تعدي الصحاح مبارك الرب‬
‫ولرب مأخوذ بذنب عشية ونا القارف صاحب الذنب‬
‫قال أصلح ال المي سعت ال قال غي هذا قال وما ذاك قال قال يأيها العزيز إن‬
‫له أبا شيخا كبيا فخذ أحدنا مكانه إنا نراك من الحسني قال معاذ ال أن نأخذ إل من‬
‫وجدنا متاعنا عنده إنا إذا لظالون قال الجاج علي بيزيد بن أب مسلم فأت به فمثل بي يديه‬
‫فقال فكك لذا عن اسه واصكك له بعطائه وابن له منله ومر مناديا ينادي ف الناس صدق‬
‫ال وكذب الشاعر جامع الحارب والجاج شكا الجاج سوء طاعة أهل العراق وتنقم‬
‫مذهبهم وتسخط طريقتهم فقال له جامع الحارب وكان شيخا صالا خطيبا لسفا أما إنم لو‬
‫أحبوك لطاعوك على أنم ما شنئوك لنسبك ول لبلدك ول لذات نفسك فدع ما يبعدهم منك‬
‫إل ما يقربم إليك والتمس العافية من دونك تعطها من فوقك وليكن إيقاعك بعد وعيدك‬
‫ووعيدك بعد وعدك قال الجاج إن وال ما أرى أن أرد بن اللكيعة إل طاعت إل بالسيف‬
‫فقال أيها المي إن السيف إذا لقى السيف ذهب اليار فقال الجاج اليار يومئذ ل قال‬
‫أجل ولكن ل تدري لن يعله ال فغضب الجاج وقال يا هناه إنك من مارب فقال جامع‬
‫وللحرب سينا وكان ماربا إذا ما القنا أمسى من الطعن أحرا‬

‫‪424‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫فقال الجاج وال لممت أن أخلع لسانك فأضرب به وجهك فقال جامع إن‬
‫صدقناك أغضبناك وإن غششناك أغضبنا ال فغضب المي أهون علينا من غضب ال قال أجل‬
‫وسكن وشغل الجاج ببعض المر فانسل جامع فمر بي صفوف خيل الشأم حت جاوز إل‬
‫خيل أهل العراق وكان الجاج ل يلطهم فأبصر كبكبة فيها جاعة من بكر العراق وتيم‬
‫العراق وأزد العراق وقيس العراق فلما رأوه أشرأبوا إليه وبلغهم خروجه فقالوا له ما عندك‬
‫دافع ال لنا عن نفسك فقال ويكم عموه باللع كما يعمكم بالعداوة ودعوا التعادي ما‬
‫عاداكم فإذا ظفرت به تراجعتم وتعاقبتم أيها التميمي هو أعدى لك من الزدي وأيها القيسي‬
‫هو أعدى لك من التغلب وهل ظفر بن ناوأه منكم إل بن بقي معه منكم وهرب جامع من‬
‫فوره ذلك إل الشأم فاستجار بزفر بن الارث ليلى الخيلية والجاج عن مول لعنبسه بن‬
‫سعيد بن العاصى قال كنت أدخل مع عنبسة بن سعيد بن العاصى إذا دخل على الجاج‬
‫فدخل يوما فدخلت إليهما وليس عند الجاج أحد إل عنبسة فأقعدن فجيء بالجاج بطبق‬
‫فيه رطب فأخذ الادم منه شيئا فجاءن به ث جيء بطبق آخر حت كثرت الطباق وجعل ل‬
‫يأتون بشيء إل جاءن منه بشيء حت ظننت أن ما بي يدي أكثر ما عندها ث جاء الاجب‬
‫فقال امرأة بالباب فقال له الجاج أدخلها فدخلت فلما رآها الجاج طأطأ رأسه حت ظننت‬
‫أن ذقنه قد أصاب الرض فجاءت حت قعدت‬
‫بي يديه فنظرت فإذا امرأة قد أسنت حسنة اللق ومعها جاريتان لا وإذا هي ليلى‬
‫الخيلية فسألا الجاج عن نسبها فانتسبت له فقال لا يا ليلى ما أتى بك فقالت إخلف‬
‫النجوم وقلة الغيوم وكلب البد وشدة الهد وكنت لنا بعد ال الرفد فقال لا صفي لنا‬
‫الفجاج فقالت الفجاج مغبة والرض مقشعرة والبك معتل وذو العيال متل والالك للقل‬
‫والناس مسنتون رحة ال يرجون أصابتنا سنون محفة مبلطة ل تدع لنا هبعا ول ربعا ول‬
‫عافطة ول نافطة أذهبت الموال ومزقت الرجال وأهلكت العيال ث قالت إن قلت ف المي‬
‫قول قال هات فأنشأت تقول أحجاج ل يفلل سلحك إنا النايا بكف ال حيث تراها‬

‫‪425‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫أحجاج ل تعطى العصاة مناهم ول ال يعطي للعصاة مناها إذا هبط الجاج أرضا مريضة تتبع‬
‫أقصى دائها فشفاها شفاها من الداء العضال الذي با غلم إذا هز القناة سقاها سقاها فرواها‬
‫بشرب سجاله دماء رجال حيث مال حشاها‬
‫إذا سع الجاج رز كتيبة أعد لا قبل النول قراها أعد لا مسمومة فارسية بأيدي‬
‫رجال يلبون صراها فما ولد البكار والعون مثله ببحر ول أرض يف ثراها قال فلما قالت‬
‫هذا البيت قال الجاج قاتلها ال وال ما أصاب صفت شاعر مذ دخلت العراق غيها ث‬
‫التفت إل عنبسة بن سعيد فقال وال إن لعد للمر عسى أن ل يكون أبدا ث التفت إليها‬
‫فقال حسبك قالت إن قد قلت أكثر من هذا قال حسبك ويك حسبك ث قال يا غلم اذهب‬
‫إل فلن فقل له اقطع لسانا فذهب با فقال له يقول لك المي اقطه لسانا فأمر بإحضار‬
‫الجام فالتفتت إليه فقالت ثكلتك أمك أما سعت ما قال إنا أمرك أن تقطع لسان بالصلة‬
‫فبعث إليه يستثبته فاستشاط الجاج غضبا وهم بقطع لسانه وقال ارددها فلما دخلت عليه‬
‫قالت كاد وأمانة ال يقطع مقول ث أنشأت تقول حجاج أنت الذي ما فوقه أحد إل الليفة‬
‫والستغفر الصمد حجاج أنت شهاب الرب إن لقحت وأنت للناس نور ف الدجي يقد ث‬
‫أقبل الجاج على جلسائه فقال اتدرون من هذه قالوا ل وال أيها المي إل نا ل نر قط أفصح‬
‫لسانا ول أحسن ماورة ول أملح أوجها ول أرصن شعرا منها فقال هذه ليلى الخيلية الت‬
‫مات توبة الفاجي من حبها ث التفت إليها فقال أنشدينا يا ليلى بعض ما قال فيك توبة قالت‬
‫نعم أيها المي هو الذي يقول وهل تبكي ليلى إذا مت مرت قبلها وقام على قبى النساء‬
‫النوائح‬
‫كما لو أصاب الوت ليلى بكيتها وجاد لا دمع من العي سافح وأغبط من ليلى با‬
‫ل أناله بلى كل ما قرت به العي طائح ولو أن ليلى الخيلية سلمت علي ودون جندل‬
‫وصفائح لسلمت تسليم البشاشة أو زقا إليها صدى من جانب القب صائح فقال زيدينا من‬
‫شعره يا ليلى قالت هو الذي يقول حامة بطن الواد بي ترني سقاك من الغر الغوادي مطيها‬

‫‪426‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫أبين لنا ل زال ريشك ناعما ول زلت ف خضراء غض نضيها وكنت إذا ما زرت ليلى‬
‫تبقعت فقد رابن منها الغداة سفورها وقد رابن منها صدود رأيته وإعراضها عن حاجت‬
‫وبسورها وأشرف بالقور اليفاع لعلن أرى نار ليلى أو يران بصيها يقول رجال ل يضيك‬
‫نأيها بلى كل ما شف النفوس يضيها بلى قد يضي العي أن تكثر البكا وينع منها نومها‬
‫وسرورها وقد زعمت ليلى بأن فاجر لنفسي تقاها أو عليها فجورها فقال الجاج يا ليلي ما‬
‫الذي رابه من سفورك فقالت أيها المي كان يلم ب كثيا فأرسل إل يوما إن آتيك وفطن‬
‫الي فأرصدوا له فلما أتان سفرت عن وجهي فعلم أن ذلك لشر فلم يزد على التسليم‬
‫والرجوع فقال ل درك‬
‫فهل رأيت منه شيئا تكرهينه فقالت ل وال الذي أسأله أن يصلحك إنه قال مرة‬
‫قول ظننت أنه قد خضع لبعض المر فأنشأت أقول وذي حاجة قلنا له ل تبح با فليس إليها‬
‫ما حييت سبيل لنا صاحب ل ينبغي أن نونه وأنت لخرى صاحب وخليل فل وال الذي‬
‫أسأله أن يصلحك ما رأيت منه شيئا حت فرق الوت بين وبينه قال ث مه قالت ث ل يلبث أن‬
‫خرج ف غزاة له فأوصى ابن عم له إذا أتيت الاضر من بن عبادة فناد بأعلى صوتك عفا ال‬
‫عنها هل أبيت ليلة من الدهر ل يسري إل خيالا وأنا أقول وعنه عفا رب وأحسن حاله فعزت‬
‫علينا حاجة ل ينالا قال ث مه قالت ث ل يلبث أن مات فأتانا نعيه فقال أنشدينا بعض مراثيك‬
‫فيه فأنشدت لتبك العذارى من خفاجة نسوة باء شئون العبة التحدر قال لا فأنشدينا‬
‫فأنشدته كأن فت الفتيان توبة ل ينخ قلئص يفحصن الصى بالكراكر فلما فرغت من‬
‫القصيدة قال مصن الفقعسي وكان من جلساء الجاج‬
‫من الذي تقول هذه هذا فيه فوال إن لظنها كاذبة فنظرت إليه ث قالت أيها المي‬
‫إن هذا القائل لو رأى توبة لسره أن ل تكون ف داره عذراء إل وهي حامل منه فقال الجاج‬
‫هذا وأبيك الواب وقد كنت عنه غنيا ث قال لا سلي يا ليلى تعطى قالت أعط فمثلك أعطى‬
‫فأحسن قال لك عشرون قالت زد فمثلك زاد فأجل قال لك أربعون قالت زد فمثلك زاد‬

‫‪427‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫فأكمل قال لك ثانون قالت زد فمثلك زاد فتمم قال لك مائة واعلمي أنا غنم قالت معاذ ال‬
‫أيها المي أنت أجود جودا وأمد مدا وأورى زندا من أن تعلها غنما قال فما هي ويك يا‬
‫ليلى قالت مائة من البل برعاتا فأمر لا با ث قال ألك حاجة بعدها قالت تدفع إل النابغة‬
‫العدي قال قد فعلت وقد كانت تجوه ويهجوها فبلغ النابغة ذلك فخرج هاربا عائذا بعبد‬
‫اللك فاتبعته إل الشأم فهرب إل قتيبة بن مسلم براسان فاتبعته على البيد بكتاب الجاج‬
‫إل قتيبة فماتت بقومس ويقال بلوان الغضبان بن القبعثري والجاج ورد علي الجاج كتاب‬
‫من عبد اللك يأمره أن يبعث إليه بثلثي جارية عشرا من النجائب وعشرا من قعد النكاح‬
‫وعشرا من ذوات الحلم فلما نظر إل الكتاب ل يدر ما وصفه من الواري فعرضه على‬
‫أصحابه فلم يعرفوه فقال له بعضهم أصلح ال المي ينبغي أن يعرف هذا من كان ف أوليته‬
‫بدويا فله معرفة أهل البدو ث غزا فله معرفة أهل الغزو ث شرب الشراب فله بذاء أهل الشراب‬
‫قال وأين هذا قيل ف حبسك قال ومن هو قيل الغضبان الشيبان فأحضر‬
‫فلما مثل بي يديه قال أنت القائل لهل الكوفة يتغدون ب قبل أن أتعشى بم قال‬
‫أصلح ال المي ما نفعت من قالا ول ضرت من قيلت فيه قال إن أمي الؤمني كتب إل كتابا‬
‫ل أدر ما فيه فهل عندك شيء منه قال يقرأ علي فقرئ عليه فقال هذا بي قال وما هو قال أما‬
‫النجيبة من النساء فالت عظمت هامتها وطال عنقها وبعد ما بي منكبيها وثدييها واتسعت‬
‫راحتها وننت ركبتها فهذه إذا جاءت بالولد جاءت به كالليث وأما قعد النكاح فهن ذوات‬
‫العجاز منكسرات الثدي كثيات اللحم يقرب بعضهن من بعض فأولئك يشني القرم ويروين‬
‫الظمآن وأما ذوات الحلم فبنات خس وثلثي إل الربعي قال الجاج أخبن بشر النساء‬
‫قال أصلح ال المي شرهن الصغية النقبة الديدة الركبة السريعة الوثبة الواسطة ف نساء الي‬
‫الت إذا غضبت غضب لا مائة وإذا سعت كلمة قالت ل وال ل أنتهي حت أقرها قرارها الت‬
‫ف بطنها جارية ويتبعها جارية وف حجرها جارية قال الجاج على هذه لعنة ال ث قال ويك‬
‫فأخبن بي النساء قال خيهن القريبة القامة من السماء الكثية الخذ من الرض الودود‬

‫‪428‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫الولود الت ف بطنها غلم وف حجرها غلم ويتبعها غلم قال ويك فأخبن بشر الرجال قال‬
‫شرهم السنوط الربوط الحمود ف حرم الي الذي إذا سقط لحداهن دلو ف بئر انط عليه‬
‫حت يرجه‬
‫فهن زينه الي ويقلن عاف ال فلنا قال على هذا لعنة ال فأخبن بي الرجال قال‬
‫خيهم الذي يقول فيه الشماخ التغلب فت ليس بالراضي بأدن معيشة ول ف بيوت الي‬
‫بالتول فت يل الشيزى ويروي سنانه ويضرب ف رأس الكمى الدجج فقال له حسبك كم‬
‫حبسنا عطاءك قال ثلث سني فأمر له با وخلى سبيله ابن القرية يعدد مساوئ الزاح وقال‬
‫الجاج بن يوسف لبن القرية ما زالت الكماء تكره الزاح وتنهى عنه فقال الزاح من أدن‬
‫منلته إل أقصاها عشرة أبواب الزاح أوله فرح وآخره ترح الزاح نقائض السفهاء كالشعر‬
‫نقائض الشعراء والزاح يوغر صدر الصديق وينفر الرفيق والزاح يبدي السرائر لنه يظهر العاير‬
‫والزاح يسقط الروءة ويبدي النا ل ير الزاح خيا وكثيا ما جر شرا الغالب بالزاح واتر‬
‫والغلوب به ثائر والزاح يلب الشتم صغيه والرب كبيه وليس بعد الرب إل عفو بعد‬
‫قدرة فقال الجاج حسبك الوت خي من عفو معه قدرة‬
‫يزيد بن أب مسلم وسليمان بن عبد اللك لا ول سليمان بن عبد اللك أتى بيزيد‬
‫بن أب مسلم مول الجاج ف جامعة وكان رجل دميما تقتحمه العي فلما رآه سليمان قال‬
‫لعن ال امرأ أجرك رسنك وول مثلك فقال يا أمي الؤمني إنك رأيتن والمر عن مدبر ولو‬
‫رأيتن والمر علي مقبل لستعظمت من أمري ما استصغرت ولستجللت ما استحقرت فقال‬
‫له سليمان أين ترى الجاج أيهوي ف النار أم قد استقر ف قعرها فقال يا أمي الؤمني ل تقل‬
‫هذا إن الجاج قمع لكم العداء ووطأ لكم النابر وزرع لكم اليبة ف قلوب الناس وبعد فإنه‬
‫يأت يوم القيامة عن يي أبيك وشال أخيك الوليد فضعه من النار حيث شئت فصاح سليمان‬
‫اخرج إل لعنة ال ث التفت إل جلسائه فقال قبحه ال ما كان أحسن ترتيبه لنفسه ولصاحبه‬
‫ولقد أحسن الكافأة أطلقوا سبيله‬

‫‪429‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫وفود العراق على سليمان بن عبد اللك وقدمت وفود العراق على سليمان بن عبد‬
‫اللك بعدما استخلف فأمرهم بشتم الجاج فقاموا يشتمونه فقال بعضهم إن عدو ال الجاج‬
‫كان عبدا زبابا قنور بن قنور ل نسب له ف العرب قال سليمان أي شتم هذا إن عدو ال‬
‫الجاج كتب إل إنا أنت نقطة من مداد فإن رأيت ف ما رأى أبوك وأخوك كنت‬
‫لك كما كنت لما وإل فأنا الجاج وأنت النقطة فإن شئت موتك وإن شئت أثبتك فالعنوه‬
‫لعنه ال فأقبل الناس يلعنونه فقام ابن أب بردة بن أب موسى الشعري فقال يا أمي الؤمني إنا‬
‫نبك عن عدو ال بعلم قال هات قال كان عدو ال يتزين تزين الومسة ويصعد النب فيتكلم‬
‫بكلم الخيار فإذا نزل عمل عمل الفراعنة وأكذب ف حديثه من الدجال فقال سليمان لرجاء‬
‫بن حيوة هذا وأبيك الشتم ل ما تأت به السفلة كلم أب حازم لسليمان بن عبد اللك حج‬
‫سليمان بن عبد اللك فلما قدم الدينة للزيارة بعث إل أب حازم العرج وعنده ابن شهاب‬
‫فلما دخل قال تكلم يا أبا حازم قال فيم أتكلم يا أمي الؤمني قال ف الخرج من هذا المر‬
‫قال يسي إن أنت فعلته قال وما ذاك قال ل تأخذ الشياء إل من حلها ول تضعها إل ف أهلها‬
‫قال ومن يقوى على ذلك قال من قلده ال من أمر الرعية ما قلدك قال أعطن أبا حازم قال‬
‫اعلم أن هذا المر ل يصر إليك إل بوت من كان قبلك وهو خارج من يديك بثل ما صار‬
‫إليك قال يا أبا حازم أشر علي قال إنا أنت سوق فما نفق عندك حل إليك من خي أو شر‬
‫فاختر أيهما شئت قال مالك ل تأتينا قال وما أصنع بإتيانك يا أمي الؤمني إن أدنيتن فتنتن‬
‫وإن اقصيتن أخزيتن وليس عندك ما أرجوك له ول عندي‬
‫ما أخافك عليه قال فارفع إلينا حاجتك قال قد رفعتها إل من هو أقدر منك عليها‬
‫فما أعطان منها قبلت وما منعن منها رضيت أبو حازم وسليمان بن عبد اللك أيضا ودخل‬
‫عليه أبو حازم العرج فقال يا أبا حازم ما لنا نكره الوت فقال لنكم عمرت دنياكم وأخربتم‬
‫آخرتكم فأنتم تكرهون النقلة من العمران إل الراب قال فأخبن كيف القدوم على ال قال‬
‫أما الحسن فكالغائب يأتى أهله مسرورا وأما السيء فكالعبد البق يأتى موله مزونا قال فأي‬

‫‪430‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫العمال أفضل قال أداء الفرائض مع اجتناب الحارم قال فأى القول أعدل قال كلمة حق عند‬
‫من تاف وترجو قال فأى الناس أعقل قال من عمل بطاعة ال قال فأى الناس أجهل قال من‬
‫باع آخرته بدنيا غيه قال عظن وأوجز قال يا أمي الؤمني نزه ربك وعظمه أن يراك حيث‬
‫ناك أو يفقدك حيث أمرك فبكى سليمان بكاء شديدا فقال له بعض جلسائه أسرفت ويك‬
‫على أمي الؤمني فقال له أبو حازم اسكت فإن ال عز وجل أخذ اليثاق على العلماء ليبيننه‬
‫للناس ول يكتمونه ث خرج فلما صار إل منله بعث إليه سليمان بال فرده وقال للرسول قل‬
‫له وال يا أمي الؤمني ما أرضاه لك فكيف أرضاه لنفسي‬
‫وفد أهل الجاز عند عمر بن عبد العزيز لا استخلف عمر بن عبد العزيز رضي ال‬
‫عنه قدم عليه وفود أهل كل بلد فتقدم إليه وفد أهل الجاز فاشرأب منهم غلم للكلم فقال‬
‫عمر مهل يا غلم ليتكلم من هو أسن منك فقال الغلم مهل يا أمي الؤمني إنا الرء بأصغريه‬
‫قلبه ولسانه فإذا منح ال العبد لسانا لفظا وقلبا حافظا فقد استجاد له اللية ولو كان التقدم‬
‫بالسن لكان ف هذه المة من هو أحق بجلسك منك فقال عمر صدقت تكلم فهذا السحر‬
‫اللل فقال يا أمي الؤمني نن وفد التهنئة ل وفد الرزئة قدمنا إليك من بلدنا نمد ال الذي‬
‫من بك علينا ل يرجنا إليك رغبة ول رهبة لنا قد أمنا ف أيامك ما خفنا وأدركنا ما طلبنا‬
‫فقال عظنا يا غلم وأوجز قال نعم يا أمي الؤمني إن أناسا غرهم حلم ال عنهم وطول أملهم‬
‫وحسن ثناء الناس عليهم فل يغرنك حلم ال عنك وطول أملك وحسن ثناء الناس عليك فنل‬
‫قدمك فنظر عمر ف سن الغلم فإذا هو قد أتت عليه بضع عشرة سنة فأنشأ عمر يقول تعلم‬
‫فليس الرء يولد عالا وليس أخو علم كمن هو جاهل وإن كبي القوم ل علم عنده صغي إذا‬
‫التفت عليه الحافل‬
‫خالد بن صفوان يعزي عمر بن عبد العزيز ويهنئه وعزى خالد بن صفوان عمر بن‬
‫عبد العزيز وهنأه باللفة فقال المد ل الذي من على اللق بك والمد ل الذي جعل‬
‫موتكم رحة وخلفتكم عصمة ومصائبكم أسوة وجعلكم قدوة خطبة عبد ال بن الهتم دخل‬

‫‪431‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫عبد ال بن الهتم على عمر بن عبد العزيز رحه ال تعال مع العامة فلم يفجأ عمر إل وهو‬
‫ماثل بي يديه يتكلم فحمد ال وأثن عليه ث قال أما بعد فإن ال خلق اللق غنيا عن طاعتهم‬
‫آمنا من معصيتهم والناس يومئذ ف النازل والرأي متلفون والعرب بشر تلك النازل أهل الوتر‬
‫وأهل الدر تتاز دونم طيبات الدنيا ورفاغة عيشتها ميتهم ف النار وحبهم أعمى مع ما ل‬
‫يصى من الرغوب عنه والزهود فيه فلما أراد ال أن ينشر فيهم رحته بعث إليهم رسول منهم‬
‫عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالؤمني رءوف رحيم فلم ينعهم ذلك أن جرحوه ف‬
‫جسمه ولقبوه ف اسه ومعه كتاب من ال ل يرحل إل بأمره ول ينل إل بإذنه واضطروه إل‬
‫بطن غار فلما أمر بالعزية أسفر لمر ال لونه فأفلج ال حجته وأعلى كلمته وأظهر دعوته‬
‫ففارق الدنيا نقيا تقيا ث قام بعده أبو بكر رضي ال تعال عنه فسلك سنته وأخذ سبيله‬
‫وارتدت العرب فلم يقبل منهم بعد رسول ال إل الذي كان قابل منهم‬
‫فانتضى السيوف من أغمادها وأوقد النيان من شعلها ث ركب بأهل الق أهل‬
‫الباطل فلم يبح يفصل أوصالم ويسقى الرض دماءهم حت أدخلهم ف الذي خرجوا منه‬
‫وقررهم بالذي نفروا منه وقد كان أصاب من مال ال بكرا يرتوي عليه وحبشية ترضع ولدا له‬
‫فرأى ذلك غصة عند موته ف حلقه فأدى ذلك إل الليفة من بعده وبرئ إليهم منه وفارق‬
‫الدنيا نقيا تقيا على منهاج صاحبه رضي ال تعال عنه ث قام من بعده عمر بن الطاب رضي‬
‫ال عنه تعال فمصر المصار وخلط الشدة باللي فحسر عن ذراعيه وشر عن ساقيه وأعد‬
‫للمور أقرانا وللحرب آلتها فلما أصابه قن الغية بن شعبة أمر ابن عباس يسأل الناس هل‬
‫يثبتون قاتله فلما قيل له قن الغية استهل بمد ال أن ل يكون أصابه ذو حق ف الفيء‬
‫فيستحل دمه با استحل من حقه وقد كان أصاب من مال ال بضعا وثاني ألفا فكسر با‬
‫رباعه وكره با كفالة أهله وولده فأدى ذلك إل الليفة من بعده وفارق الدنيا نقيا تقيا على‬
‫منهاج صاحبه رضي ال تعال عنهما ث إنا وال ما اجتمعنا بعدها إل على ظلع ث إنك يا عمر‬
‫ابن الدنيا ولدتك ملوكها وألقمتك ثديها فلما وليتها ألقيتها حيث ألقاها ال فالمد ل الذي‬

‫‪432‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫جل بك حوبتها وكشف بك كربتها امض ول تلتفت فإنه ل يذل على الق شيء ول يعز‬
‫على الباطل شيء أقول قول هذا وأستغفر ال ل ولكم وللمؤمني والؤمنات ولا أن قال ث إنا‬
‫وال ما اجتمعنا بعدها إل على ظلع سكت الناس كلهم إل هشاما فإنه قال كذبت‬
‫مقام ممد بن كعب القرظي بي يدي عمر بن عبد العزيز قام ممد بن كعب‬
‫القرظي بي يدي عمر بن عبد العزيز فقال إنا الدنيا سوق من السواق فمنها خرج الناس با‬
‫ينفعهم وبا يضرهم وكم من قوم قد غرهم مثل الذي أصبحنا فيه حت أتاهم الوت فاستوعبهم‬
‫فخرجوا من الدنيا مرملي ل يأخذوا لا أحبوا من الخرة عدة ول لا كرهوا جنة واقتسم ما‬
‫جعوا من ل يمدهم وصاروا إل من ل يعذرهم فانظر الذي تب أن يكون معك إذا قدمت‬
‫فقدمه بي يديك حت ترج إليه وانظر الذي تكره أن يكون معك إذا قدمت فابتغ به البدل‬
‫حيث يوز البدل ول تذهب إل سلعة قد بارت على غيك ترجو جوازها عندك يا أمي‬
‫الؤمني افتح البواب وسهل الجاب وانصر الظلوم ورد الظال وفد أهل الجاز على هشام‬
‫بن عبد اللك وفد أهل الجاز من قريش على هشام بن عبد اللك بن مروان وفيهم ممد ابن‬
‫أب الهم بن حذيفة العدوي وكان أعظمهم قدرا وأكبهم سنا وأفضلهم رأيا وحلما فقام‬
‫متوكئا على عصا فقال أصلح ال أمي الؤمني إن خطباء قريش قد قالت فيك فأطنبت وأثنت‬
‫عليك فأحسنت ووال ما بلغ قائلهم قدرك ول أحصى مثنيهم فضلك أفتأذن ل ف الكلم قال‬
‫تكلم قال أفأوجز أم أطنب قال بل أوجز قال تولك ال أمي الؤمني‬
‫بالسن وزينك بالتقوى وجع لك خي الخرة والول إن ل حوائج أفأذكرها قال‬
‫هاتا قال كبت سن وضعفت قواي واشتدت حاجت فإن رأى أمي الؤمني أن يب كسري‬
‫وينفي فقري قال يا بن أب الهم وما الذي يب كسرك وينفى فقرك قال ألف دينار وألف‬
‫دينار وألف دينار فأطرق هاشم طويل ث قال هيهات يا بن أب الهم بيت الال ل يتمل ما‬
‫سألت فقال أما إن المر لواحد ولكن ال آثرك لجلسك فإن تعطنا فحقنا أديت وإن تنعنا‬
‫نسأل الذي بيده ما حويت إن ال جعل العطاء مبة والنع مبغضة ولن أحبك أحب إل من أن‬

‫‪433‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫أبغضك قال فألف دينار لاذا قال أقضي با دينا قد حم قضاؤه وفدحن حله وأرهقن أهله قال‬
‫نعم السلك أسلكتها دينا قضيت وأمانة أديت وألف دينار لاذا قال أزوج با من أدرك من‬
‫ولدي فأشد بم عضدي ويكثر بم عددي قال ول بأس أغضضت طرفا وحصنت فرجا‬
‫وأمرت نسل وألف دينار لاذا قال أشتري با أرضا يعيش با ولدي وأستعي بفضلها على‬
‫نوائب دهري وتكون ذخرا لن بعدي قال ول بأس أردت ذخرا ورجوت أجرا ووصلت رحا‬
‫قد أمرنا لك با سألت قال فالحمود ال على ذلك وجزاك ال يا أمي الؤمني والرحم خيا‬
‫وخرج فقال هشام تال ما رأيت رجل ألطف ف سؤال ول أرفق ف مقال من هذا هكذا‬
‫فليكن القرشي وإنا لنعرف الق إذا نزل ونكره السراف والبخل وما نعطي تبذيرا ول ننع‬
‫تقتيا وما نن إل خزان ال ف بلده وأمناؤه على عباده فإن أذن أعطينا وإذا منع أبينا ولو كان‬
‫كل قائل يصدق وكل سائل يستحق ما جبهنا قائل ول رددنا سائل فنسأل الذي بيده ما‬
‫استحفظنا أن يريه على أيدينا فإنه يبسط الرزق لن يشاء‬
‫ويقدر إنه كان بعباده خبيا بصيا فقالوا يا أمي الؤمني لقد تكلمت فأبلغت وما‬
‫بلغ ف كلمه ما قصصت فقال إنه مبتدي وليس البتدى كالقتدى مقام خالد بن صفوان بي‬
‫يدي هشام قال خالد بن صفوان وفدت على هشام فوجدته قد بدأ يشرب الدهن وذلك ف‬
‫عام باكر وسيه وتتابع وليه وأخذت الرض زخرفها فهي كالزراب البثوثة والقباطي النشورة‬
‫وثراها كالكافور لو وضعت به بضعة ل تترب وقد ضربت له سراداقات حب بعث با إليه‬
‫يوسف بن عمر من اليمن تتلل كالعقيان فأرسل إل فدخلت عليه ول أزل واقفا ث نظر إل‬
‫كالستنطق ل فقلت يا أمي الؤمني أت ال عليك نعمه ودفع عنك نقمه وجعل ما قلدك من‬
‫هذا المر رشدا وعاقبة ما يئول إليه حدا وأخلصه لك بالتقى وكثره لك بالنما ول كدر عليك‬
‫منه ما صفا ول خالط سروره بالردى فلقد أصبحت للمؤمني ثقة ومستراحا إليك يقصدون ف‬
‫مظالهم ويفزعون ف أمورهم هذا مقام زين ال به ذكري وأطاب به شرى نشري إذا أران‬

‫‪434‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫وجه أمي الؤمني ول أرى لقامي هذا شيئا هو افضل من أن أنبه أمي الؤمني لفضل نعمة ال‬
‫عليه ليحمد ال على ما أعطاه‬
‫ول شيء أحضر من حديث سلف للك من ملوك العجم وإن أذن ل فيه حدثته به‬
‫قال هات قلت كان رجل من ملوك العاجم جع له فتاء السن وصحة الطباع وسعة اللك‬
‫وكثرة الال وذلك بالورنق فأشرف يوما فنظر ما حوله فقال لن حضره هل علمتم أحدا أوت‬
‫مثل الذي أوتيت فقال رجل من بقايا حلة الجة إن أذنت ل تكلمت فقال قل فقال أرأيت‬
‫ما جع لك أشيء هو لك ل يزل ول يزول أم هو شيء كان لن قبلك زال عنه وصار إليك‬
‫وكذلك يزول عنك قال ل بل شيء كان لن قبلي فزال عنه وصار إل وكذلك يزول عن قال‬
‫فسررت بشيء تذهب لذته وتبقى تبعته تكون فيه قليل وترتن به طويل فبكى وقال أين‬
‫الهرب قال إل أحد أمرين إما أن تقيم ف ملكك فتعمل فيه بطاعة ربك وإما أن تلقي عليك‬
‫أمساحا ث تلحق ببل تعبد فيه ربك حت يأت عليك أجلك قال فمال إذا أنا فعلت ذلك قال‬
‫حياة ل توت وشباب ل يهرم وصحة ل تسقم وملك جديد ل يبلى قال فإن كان السحر‬
‫فاقرع علي باب فإن متار أحد الرأيي فإن اخترت ما أنا فيه كنت وزيرا ل يعصى وإن اخترت‬
‫فلوات الرض وقفر البلد كنت رفيقا ل يالف فقرع عليه عند السحر بابه فإذا هو قد وضع‬
‫تاجه وخلع أطماره ولبس أمساحه وتيأ للسياحة فلزما وال البل حت أتاها أجلهما وأنشده‬
‫قول عدي بن زيد وتفكر رب الورنق إذا أصبح يوما وللهدي تفكي سره حاله وكثرة ما‬
‫يلك والبحر معرضا والسدير فارعوى قلبه فقال وما غبطة حي إل المات يصي فبكى هشام‬
‫وقام ودخل فقال ل حاجبه لقد كسبت نفسك شرا دعاك أمي الؤمني‬
‫لتحدثه وتلهيه وقد عرفت علته فما زدت على أن نعيت إليه نفسه فأقمت أياما‬
‫أتوقع الشر ث أتان حاجبه فقال قد أمر لك بائزة وأذن لك ف النصراف خالد بن صفوان‬
‫يصف جريرا والفرزدق والخطل قال هشام بن عبد اللك لشيبة بن عقال وعنده جرير‬
‫والفرزدق والخطل وهو يومئذ أمي أل تبن عن هؤلء الذين قد مزقوا أعراضهم وهتكوا‬

‫‪435‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫أستارهم وأغروا بي عشائرهم ف غي خي ول بر ول نفع أيهم أشعر فقال شيبة أما جرير‬
‫فيغرف من بر وأما الفرزدق فينحت من صخر وأما الخطل فيجيد الدح والفخر فقال هشام‬
‫ما فسرت لنا شيئا نصله فقال ما عندي غي ما قلت فقال لالد بن صفوان صفهم لنا يا بن‬
‫الهتم فقال أما أعظمهم فخرا وأبعدهم ذكرا وأحسنهم عذرا وأسيهم مثل وأقلهم غزل‬
‫وأحلهم علل الطامي إذا زخر والامي إذا زأر والسامي إذا خطر الذي إن هدر قال وإن‬
‫خطر صال الفصيح اللسان الطويل العنان فالفرزدق وأما أحسنهم نعتا وأمدحهم بيتا وأقلهم‬
‫فوتا الذي إن هجا وضع وإن مدح رفع فالخطل وأما أغزرهم برا وأرقهم شعرا وأهتكهم‬
‫لعدوه سترا الغر البلق الذي إن طلب ل يسبق وإن طلب ل يلحق فجرير وكلهم ذكي الفؤاد‬
‫رفيع العماد واري الزناد فقال له مسلمة بن عبد اللك ما سعنا بثلك يا خالد ف الولي ول‬
‫رأينا ف الخرين وأشهد أنك أحسنهم وصفا وألينهم عطفا وأعفهم مقال وأكرمهم فعال فقال‬
‫خالد أت ال عليكم نعمه وأجزل لديكم قسمه وآنس بكم الغربه‬
‫وفرج بكم الكربة وأنت وال ما علمت أيها المي كري الغراس عال بالناس جواد‬
‫ف الحل بسام ف البذل حليم عند الطيش ف ذروة قريش ولباب عبد شس ويومك خي من‬
‫أمس فضحك هشام وقال ما رأيت كتخلصك يا بن صفوان ف مدح هؤلء ووصفهم حت‬
‫أرضيتهم جيعا وسلمت منهم خالد بن صفوان وبلل بن أب بردة قال أبو النذر هشام بن‬
‫ممد السائب الكلب كان بلل بن أب بردة جلدا حي ابتلي أحضره يوسف بن عمر ف قيوده‬
‫لبعض المر وهم بالية فقام خالد بن صفوان فقال ليوسف أيها المي إن عدو ال بلل‬
‫ضربن وحبسن ول أفارق جاعة ول خلعت يدا من طاعة ث التفت إل بلل فقال المد ل‬
‫الذي أزال سلطانك وهد أركانك وأزال جالك وغي حالك فوال لقد كنت شديد الجاب‬
‫مستخفا بالشريف مظهرا للعصبية فقال بلل يا خالد إنا استطلت علي بثلث هن معك على‬
‫المي مقبل عليك وهو عن معرض وأنت مطلق وأنا مأسور وأنت ف طينتك وأنا غريب‬
‫فأفحمه وكان سبب ضرب بلل خالدا ف وليته أن بلل مر بالد ف موكب عظيم فقال‬

‫‪436‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫خالد سحابة صيف عن قليل تقشع فسمعه بلل فقال وال لتقشع أو يصيبك منها شؤبوب‬
‫برد وأمر بضربه وحبسه‬
‫خطبة الكميت بن زيد بي يدي هشام يستعطفه روي صاحب العقد قال كان‬
‫الكميت بن زيد السدى يدح بن هاشم ويعرض ببن أمية فطلبه هشام فهرب منه عشرين‬
‫سنة ل يستقر به القرار من خوف هشام وكان مسلمة بن عبد اللك له على هشام حاجة ف‬
‫كل يوم يقضيها له ول يرده فيها فلما خرج مسلمة يوما إل بعض صيوده أتى الناس يسلمون‬
‫عليه وأتاه الكميت بن زيد فيمن أت فقال السلم عليك ورحة ال وبركاته أما بعد قف‬
‫بالديار وقوف زائر وتأن إنك غي صاغر حت انتهى إل قوله يا مسلم بن أب الوليد ليت إن‬
‫شئت ناشر علقت حبال من حبال ذمة الار الجاور فالن صرت إل أمية والمور إل الصاير‬
‫والن كنت به الصيب كمهتد بالمس حائر فقال مسلمة سبحان ال من هذا الندكي‬
‫اللحاب الذي أقبل من أخريات الناس فبدأ بالسلم ث أما بعد ث الشعر قيل له هذا الكميت‬
‫بن زيد فأعجب به لفصاحته وبلغته فسأله مسلمة عن خبه وما كان فيه طول غيبته فذكر له‬
‫سخط أمي الؤمني عليه فضمن له مسلمة أمانه وتوجه به حت أدخله على هشام وهشام ل‬
‫يعرفه فقال الكميت السلم عليك يا أمي الؤمني ورحة ال وبركاته‬
‫المد ل قال هشام نعم المد ل ما هذا قال الكميت مبتدئ المد ومبتدعه الذي‬
‫خص بالمد نفسه وأمر به ملئكته جعله فاتة كتابه ومنتهى شكره وكلم أهل جنته أحده‬
‫حد من علم يقينا وأبصر مستبينا وأشهد له با شهد به لنفسه قائما بالقسط وحده ل شريك‬
‫له وأشهد أن ممدا عبده العرب ورسوله المي أرسله والناس ف هفوات حية ومدلمات‬
‫ظلمة عند استمرار أبة الضلل فبلغ عن ال ما أمر به ونصح لمته وجاهد ف سبيله وعبد ربه‬
‫حت أتاه اليقي ث إن يا أمي الؤمني تت ف حية وحرت ف سكرة ادلم ب خطرها وأهاب‬
‫ب داعيها وأجابن غاويها فاقطوطيت إل الضللة وتسكعت ف الظلمة والهالة جائرا عن الق‬
‫قائل بغي صدق فهذا مقام العائذ ومنطق التائب ومبصر الدى بعد طول العمى يا أمي الؤمني‬

‫‪437‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫كم من عاثر أفلتم عثرته ومترم عفوت عن جرمه فقال له هشام وأيقن أنه الكميت ويك من‬
‫سن لك الغواية وأهاب بك ف العماية قال الذي أخرج أب آدم من النة فنسي ول يد له‬
‫عزما وأمي الؤمني كريح رحة أثارت سحابا متفرقا فلفقت بعضه إل بعض حت التحم‬
‫فاستحكم هدر رعده وتللؤ برقه فنل الرض فرويت واخضلت‬
‫واخضرت وأسقيت فروي ظمآنا وامتل عطشانا فكذلك نعدك أنت يا أمي‬
‫الؤمني أضاء ال بك الظلمة الداجية بعد العموس فيها وحقن بك دماء قوم أشعر خوفك‬
‫قلوبم فهم يبكون لا يعلمون من حزمك وبصيتك وقد علموا أنك الرب وابن الرب إذا‬
‫احرت الدق وعضت الغافي بالام عز بأسك واستربط جأشك مسعار هتان وكاف بصي‬
‫بالعداء مغري اليل بالنكراء مستغن برأيه عن رأي ذوي اللباب برأي أريب وحلم مصيب‬
‫فأطال ال لمي الؤمني البقاء وتم عليه النعماء ودفع به العداء فرضي عنه هشام وأمر له‬
‫بائزة وروي صاحب الغان خطبة الكميت فقال‬
‫حد ال وأثن عليه وصلى على نبيه ث قال أما بعد فإن كنت أتدهدي ف غمرة‬
‫وأعوم ف بر غواية أخن على خطلها واستفزن وهلها فتحيت ف الضللة وتسكعت ف‬
‫الهالة مهرعا عن الق جائرا عن القصد أقول الباطل ضلل وأفوه بالبهتان وبال وهذا مقام‬
‫العائذ مبصر الدى ورافض العماية فاغسل عن يا أمي الؤمني الوبة بالتوبة واصفح عن الزلة‬
‫واعف عن الرمة ث قال كم قال قائلكم لعالك عند عثرته لعاثر وغفرت لذوي الذنوب من‬
‫الكابر والصاغر‬
‫أبن أمية إنكم أهل الوسائل والوامر ثقت لكل ملمة وعشيت دون العشائر أنتم‬
‫معادن للخلفة كابرا من بعد كابر بالتسعة التتابعي خلئفا وبي عاشر وإل القيامة ل تزال‬
‫لشافع منكم وواتر ث قطع النشاد وعاد إل خطبته فقال إغضاء أمي الؤمني وساحته‬
‫وصباحته ومناط النتجعي ببله من ل تل حبوته لساءة الذنبي فضل عن استشاطة غضبه‬
‫بهل الاهلي فقال له ويلك يا كميت من زين لك الغواية ودلك ف العماية قال الذي أخرج‬

‫‪438‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫أبانا من النة وأنساه العهد فلم يد له عزما فرضي عنه وأمر له بائزة ماصمة عدي بن أرطاة‬
‫لمرأته عند شريح القاضي دخل عدي بن أرطاة على شريح القاضي ياصم امرأة له فقال‬
‫السلم عليكم قال وعليكم قال استمع من قال قل أسع قال إن رجل من أهل الشأم قال من‬
‫مكان سحيق قال وإن قدمت إل بلدكم هذا قال خي مقدم قال وإن تزوجت امرأة قال‬
‫بالرفاء والبني قال وإنا ولدت غلما قال ليهنك الفارس قال وقد كنت شرطت لا صداقها‬
‫قال الشرط أملك قال‬
‫وقد أردت الروج با إل بلدي قال الرجل أحق بأهله قال فاقض بيننا قال قد‬
‫فعلت قال فعلي من حكمت قال علي ابن أمك قال بشهادة من قال بشهادة ابن أخت خالتك‬
‫كلمة لعمرو بن عتبة بن أب سفيان وقد تشاح بنو هاشم وبنو أمية ف مياث بينهم عن سفيان‬
‫بن عمرو بن عتبة بن أب سفيان قال وقع مياث بي بن هاشم وبي بن أمية تشاحوا فيه‬
‫وتضايقوا فلما تفرقوا أقبل علينا أبونا عمرو فقال يا بن إن لقريش درجا نزل عنها أقدام‬
‫الرجال وأفعال تشع لا رقاب الموال وغايات تقصر عنها الياد السومة وألسنا تكل عنها‬
‫الشفار الشحوذة ولو اختلفت الدنيا ما تزينت إل بم ولو كانت لم ضاقت بسعة أخلقهم ث‬
‫إنه ليخيل إل أن منهم ناسا تلقوا بأخلق العوام فصار لم رفق ف اللؤم وخرق ف الرص‬
‫ولو أمكنهم لقاسوا الطي ف أرزاقها إن خافوا مكروها تعجلوا له الفقر وإن عجلت لم نعمة‬
‫أخروا عليها الشكر أولئك أنضاء الفكر وعجزة حلة الشكر‬
‫خطبة دينار وكان ساك بن عبيد العبسى ف حصار ناوند سنة ه أسر رجل من‬
‫أهلها يسمى دينار فأتى حذيفة بن اليمان فصاله على الراج فنسبت إليه ماه وكان يواصل‬
‫ساكا ويهدي له ويواف الكوفة كلما كان عمله إل عامل الكوفة فقدم الكوفة ف إمارة معاوية‬
‫فقام ف الناس بالكوفة فقال يا معشر أهل الكوفة أنتم أول ما مررت بنا كنتم خي الناس فعمرت‬
‫بذلك زمان عمر وعثمان ث تغيت وفشت فيكم خصال أربع بل وخب وغدر وضيق ول‬
‫يكن فيكم واحدة منهن فرمقتكم فإذا ذلك ف مولديكم فعلمت من أين أتيتم فإذا الب من‬

‫‪439‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫قبل النبط والبخل من قبل فارس والغدر من قبل خراسان والضيق من قبل الهواز رجل يدح‬
‫خالد بن عبد ال القسري وقال رجل لالد بن عبد ال القسري وال إنك لتبذل ما جل وتب‬
‫ما انفل وتكثر ما قل ففضلك بديع ورأيك جيع تفظ ما شذ وتؤلف ما ند‬
‫خطب الوارج وما يتصل با خطبة حيان بن ظبيان السلمي روي ابن جرير‬
‫الطبي ف تاريه قال كان حيان بن ظبيان السلمي يرى رأي الوارج وكان من ارتث يوم‬
‫النهروان فعفا عنه علي عليه السلم ف الربعمائة الذين كان عفا عنهم من الرتثي يوم النهر‬
‫فكان ف أهله وعشيته فلبث شهرا أو نوه ث إنه خرج إل الري ف رجال كانوا يرون ذلك‬
‫الرأي فلم يزالوا مقيمي بالري حت بلغهم قتل علي كرم ال وجهه فدعا أصحابه أولئك‬
‫وكانوا بضعة عشر رجل فأتوه فحمد ال وأثن عليه ث قال أيها الخوان من السلمي إنه قد‬
‫بلغن أن أخاكم ابن ملجم أخا مراد قعد لقتل علي بن أب طالب عند أغباش الصبح مقابل‬
‫السدة الت ف السجد مسجد الماعة فلم يبح راكدا ينتظر خروجه حت خرج عليه حي أقام‬
‫القيم الصلة صلة الصبح فشد عليه فضرب رأسه بالسيف فلم يبق إل ليلتي حت مات فقال‬
‫سال بن ربيعة العبسى ل يقطع ال يينا علت قذاله بالسيف فأخذ القوم يمدون ال على قتله‬
‫عليه السلم ورضي ال عنه ول رضي عنهم ول رحهم ث إن حيان بن ظبيان قال لصحابه‬
‫إنه وال ما يبقي على الدهر باق وما يلبث الليال واليام والسنون والشهور على‬
‫ابن آدم حت تذيقه الوت فيفارق الخوان الصالي ويدع الدنيا الت ل يبكي عليها إل العجزة‬
‫ول تزل ضارة لن كانت له ها وشجنا فانصرفوا بنا رحكم ال إل مصرنا فلنأت إخواننا‬
‫فلندعهم إل المر بالعروف والنهي عن النكر وإل جهاد الحزاب فإنه ل عذر لنا ف القعود‬
‫وولتنا ظلمة وسنة الدى متروكة وثأرنا الذين قتلوا إخواننا ف الجالس آمنون فإن يظفرنا ال‬
‫بم نعمد بعد إل الت هي أهدى وأرضى وأقوم ويشفى ال بذلك صدور قوم مؤمني وإن‬
‫نقتل فإن ف مفارقة الظالي راحة لنا ولنا بأسلفنا أسوة فقالوا له كلنا قائل ما ذكرت وحامد‬

‫‪440‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫رأيك الذي رأيت فرد بنا الصر فإنا معك راضون بداك وأمرك فخرج وخرجوا معه مقبلي‬
‫إل الكوفة حت نزلا فلم يزل با حت قدم معاوية وبعث الغية بن شعبة واليا على الكوفة‬
‫ائتمار الوارج ث إن الوارج ف أيام الغية فزعوا إل ثلثة نفر منهم الستورد بن‬
‫علقة التيمي وحيان بن ظبيان السلمي ومعاذ بن جوين بن حصي الطائي فاجتمعوا ف منل‬
‫حيان بن ظبيان فتشاوروا فيمن يولون عليهم فقال لم الستورد مقال الستورد بن علقة يأيها‬
‫السلمون والؤمنون أراكم ال ما تبون وعزل عنكم ما تكرهون ولوا عليكم من أحببتم‬
‫فوالذي يعلم خائنة العي وما تفي الصدور ما أبال من كان الوال علي منكم وما شرف‬
‫الدنيا نريد وما إل البقاء فيها من سبيل وما نريد إل اللود ف دار اللود مقال حيان بن ظبيان‬
‫فقال حيان بن ظبيان أما أنا فل حاجة ل فيها وأنا بك وبكل امرئ من إخوان راض فانظروا‬
‫من شئتم منكم فسموه فأنا أول من يبايعه‬
‫مقال معاذ بن جوين فقال لم معاذ بن جوين إذا قلتما أنتما هذا وأنتما سيدا‬
‫السلمي وذوا أنسابم ف صلحكما ودينكما وقدركما فمن يرأس السلمي وليس كلكم‬
‫يصلح لذا المر وإنا ينبغى أن بلى على السلمي إذا كانوا سواء ف الفضل أبصرهم بالرب‬
‫وأفقههم ف الدين وأشدهم اضطلعا با حل وأنتما بمد ال من يرتضى لذا المر فليتوله‬
‫أحدكما قال فتوله أنت فقد رضيناك فأنت والمد ل الكامل ف دينك ورأيك فقال لما أنتما‬
‫أسن من فليتوله أحدكما فقال حينئذ جاعة من حضر قد رضينا بكم أيها الثلثة فولوا أيكم‬
‫أحببتم وكانت خاتة ذلك النقاش أن بايعوا الستورد واتعدوا أن يتجهزوا ويتيسروا ويستعدوا‬
‫ث يرجوا هلل شعبان سنة ه خطبة الغية بن شعبة أمي الكوفة يذر أهلها من إيواء الوارج‬
‫ونصرتم وني إل الغية بن شعبة أن الوارج خارجة عليه فقام ف الناس فحمد ال وأثن عليه‬
‫ث قال أما بعد فقد علمتم أيها الناس أن ل أزل أحب لماعتكم العافية وأكف عنكم الذى‬
‫وإن وال لقد خشيت أن يكون ذلك أدب سوء لسفهائكم فأما اللماء التقياء فل واي ال‬
‫لقد خشيت أن ل أجد بدا من أن يعصب الليم التقي بذنب‬

‫‪441‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫السفيه الاهل فكفوا أيها الناس سفهاءكم قبل أن يشمل البلء عوامكم وقد ذكر‬
‫ل أن رجال منكم يريدون أن يظهروا ف الصر بالشقاق واللف واي ال ل يرجون ف حي‬
‫من أحياء العرب ف هذا الصر إل أبدتم وجعلتهم نكال لن بعدهم فنظر قوم لنفسهم قبل‬
‫الندم فقد قمت هذا القام إرادة الجة والعذار ث نزل وبعث إل رؤساء الناس فدعاهم ث قال‬
‫لم إنه قد كان من المر ما قد علمتم وقد قلت ما قد سعتم فليكفن كل امرئ من الرؤساء‬
‫قومه وإل فوالذي ل إله غيه لتولن عما كنتم تعرفون إل ما تنكرون وعما تبون إل ما‬
‫تكرهون فل يلم لئم إل نفسه وقد أعذر من أنذر فخرجت الرؤساء إل عشائرهم فناشدوهم‬
‫ال والسلم إل دلوهم على من يرون أنه يريد أن يهيج فتنة أو يفارق جاعة وجاء صعصعة بن‬
‫صوحان فقام ف عبد القيس فقال خطبة صعصعة بن صوحان يا معشر عباد ال إن ال وله‬
‫المد كثيا لا قسم الفضل بي السلمي خصكم منه بأحسن القسم فأجبتم إل دين ال الذي‬
‫اختاره ال لنفسه وارتضاه للئكته ورسله ث أقمتم عليه حت قبض ال رسوله ث اختلف الناس‬
‫بعده فثبتت طائفة وارتدت طائفة وأدهنت طائفة وتربصت طائفة فلزمتم دين ال إيانا به‬
‫وبرسوله وقاتلتم الرتدين حت قام الدين وأهلك ال الظالي فلم يزل ال يزيدكم بذلك خيا ف‬
‫كل شيء وعلى كل حال حت اختلفت المة بينها فقالت طائفة نريد طلحة والزبي وعائشة‬
‫وقالت طائفة نريد أهل الغرب وقالت‬
‫طائفة نريد عبد ال بن وهب الراسب راسب الزد وقلتم أنتم ل نريد إل أهل‬
‫البيت الذين ابتدأنا ال من قبلهم بالكرامة تسديدا من ال لكم وتوفيقا فلم تزالوا على الق‬
‫لزمي له آخذين به حت أهلك ال بكم وبن كان على مثل هداكم ورأيكم الناكثي يوم‬
‫المل والارقي يوم النهر وسكت عن ذكر أهل الشأم لن السلطان كان حينئذ سلطانم ول‬
‫قوم أعدي ل ولكم ولهل بيت نبيكم ولماعة السلمي من هذه الارقة الاطئة الذين فارقوا‬
‫إمامنا واستحلوا دماءنا وشهدوا علينا بالكفر فإياكم أن تؤووهم ف دوركم أو تكتموا عليهم‬
‫فإنه ليس ينبغي لي من أحياء العرب أن يكون أعدي لذه الارقة منكم وقد وال ذكر ل أن‬

‫‪442‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫بعضهم ف جانب من الي وأنا باحث عن ذلك وسائل فإن كان حكي ل ذلك حقا تقربت‬
‫إل ال تعال بدمائهم فإن دمائهم حلل ث قال يا معشر عبد القيس إن ولتنا هؤلء هم أعرف‬
‫شيء بكم وبرأيكم فل تعلوا لم عليكم سبيل فإنم أسرع شيء إليكم وإل أمثالكم وأقبل‬
‫أصحاب الستورد يأتونه فليس منهم رجل إل يبه با قام به الغية بن شعبة ف الناس وبا‬
‫جاءهم رؤساؤهم وقاموا فيهم وقالوا له اخرج بنا فوال ما نأمن أن نؤخذ ف عشائرنا فخرج‬
‫بم من الكوفة ووجه الغية لقتالم معقل بن قيس الرياحى فلما علم الستورد بسي معقل إليه‬
‫جع أصحابه‬
‫خطبة الستورد فحمد ال وأثن عليه ث قال أما بعد فإن هذا الرف معقل بن قيس‬
‫قد وجه إليكم وهو من السبئية المترين الكاذبي وهو ل ولكم عدو فأشيوا علي برأيكم فقال‬
‫له بعضهم وال ما خرجنا نريد إل ال وجهاد من عادى ال وقد جاءونا فأين نذهب عنهم بل‬
‫نقيم حت يكم ال بيننا وبينهم وهو خي الاكمي وقالت طائفة أخرى بل نعتزل ونتنحى‬
‫ندعو الناس ونتج عليهم بالدعاء فقال يا معشر السلمي إن وال ما خرجت ألتمس الدنيا ول‬
‫ذكرها ول فخرها ول البقاء وما أحب أنا ل بذافيها وأضعاف ما يتنافس فيه منها بقبال‬
‫نعلى وما خرجت إل التماس الشهادة وأن يهدين ال إل الكرامة بوان بعض أهل الضللة‬
‫وإن قد نظرت فيما استشرتكم فيه فرأيت أن ل أقيم لم حت يقدموا علي وهم حامون‬
‫متوافرون ولكن رأيت أن أسي حت أمعن فإنم إذا بلغهم ذلك خرجوا ف طلبنا فتقطعوا‬
‫وتبددوا فعلى تلك الال ينبغى لنا قتالم فاخرجوا بنا على اسم ال عز وجل‬
‫فخرجوا فمضوا على شاطئ دجلة فعبوه ومضوا ف أرض جوخى حت بلغوا الذار‬
‫فأقاموا فيها وأقبل معقل بن قيس فأقام بالدائن ثلثا ث جع أصحابه فقال خطبة معقل بن قيس‬
‫إن هؤلء الارقة الضلل إنا خرجوا فذهبوا على وجوههم إرادة أن تتعجلوا ف آثارهم‬
‫فتتقطعوا وتتبددوا ول تلحقوا بم إل وقد تعبتم ونصبتم وإنه ليس شيء يدخل عليكم من ذلك‬
‫إل وقد يدخل عليهم مثله فخرج ف آثارهم حت لقهم بالذار مقيمي ودارت بينهما رحى‬

‫‪443‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫الرب بشدة ودعا الستورد معقل للمبارزة فتبارزا وطعنه الستورد حت خرج سنان الرمح من‬
‫ظهره وضربه معقل بالسيف حت خالط سيفه أم الدماغ فوقع ميتا وقتل معقل وشد أصحابه‬
‫على الوارج فما لبثوهم أن قتلوهم كلمات حكيمة للمستورد إل كان الستورد يقول إذا‬
‫أفضيت بسري إل صديقي فأفشاه ل أله لن كنت أول بفظه ويقول ل تفش إل أحد سرا‬
‫وإن كان ملصا إل على جهة الشاورة ويقول كن أحرص على حفظ سر صاحبك منك على‬
‫حقن دمك ويقول أول ما يدل عليه عائب الناس معرفته بالعيوب ول يعيب إل معيب ويقول‬
‫الال غي باق عليك فاشتر من المد ما يبقى عليك ويقول بذل الال ف حقه استدعاء للمزيد‬
‫من الواد وكان يكثر أن يقول لو ملكت الرض بذافيها ث دعيت إل أن أستفيد با خطيئة‬
‫ما فعلت‬
‫حذف‬
‫ائتمار الوارج ثانية خطبة حيان بن ظبيان فلما كانت سنة ه جع حيان بن ظبيان‬
‫السلمي أصحابه إليه ث إنه حد ال وأثن عليه ث قال لم أما بعد فإن ال عز وجل كتب علينا‬
‫الهاد فمنا من قضي نبه ومنا من ينتظر وأولئك البرار الفائزون بفضلهم ومن يكن منا من‬
‫ينتظر فهو من سلفنا القاضي نبهم السابقي بإحسان فمن كان منكم يريد ال وثوابه فليسلك‬
‫سبيل أصحابه وإخوانه يؤته ال ثواب الدنيا وحسن ثواب الخرة وال مع الحسني خطبة‬
‫معاذ بن جوين قال معاذ بن جوين الطائى يأهل السلم إنا وال لو علمنا أنا إذا تركنا جهاد‬
‫الظلمة وإنكار الور كان لنا به عند ال عذر لكان تركه أيسر علينا وأخف من ركوبه ولكنا‬
‫قد علمنا واستيقنا أنه ل عذر لنا وقد جعل لنا القلوب والساع حت ننكر الظلم ونغي الور‬
‫وناهد الظالي ث قال ابسط يدك نبايعك فبايعه وبايعه القوم فضربوا على يد حيان فبايعوه‬
‫وذلك ف إمارة عبد الرحن بن عبد ال بن عثمان الثقفى‬
‫ث أن القوم اجتمعوا بعد ذلك بأيام إل منل معاذ بن جوين فقال لم حيان عباد‬
‫ال أشيوا برأيكم أين تأمرونن أن أخرج فقال معاذ إن أري أن تسي بنا إل حلوان حت ننلا‬

‫‪444‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫فإنا كورة بي السهل والبل وبي الصر والثغر يعن بالثغر الري فمن كان يرى رأينا من أهل‬
‫الصر والثغر والبل والسواد لق بنا رد حيان بن ظبيان فقال له حيان عدوك معاجلك قبل‬
‫اجتماع الناس إليك لعمري ل يتركونكم حت يتمعوا إليكم لكن قد رأيت أن أخرج معكم‬
‫ف جانب الكوفة والسبخة أو زرارة والية ث نقاتلهم حت نلحق بربنا فإن وال لقد علمت‬
‫أنكم ل تقدرون وأنتم دون الائة رجل أن تزموا عدوكم ول ان يشتد نكايتكم فيهم ولكن‬
‫مت علم ال أنكم قد أجهدت أنفسكم ف جهاد عدوه وعدوكم كان لكم به العذر وخرجتم‬
‫من الث قالوا رأينا ورأيك مقال عتريس بن عرقوب فقال لم عتريس بن عرقوب ولكن ل‬
‫أرى رأي جاعتكم فانظروا ف رأي لكم إن ل إخالكم تهلون معرفت بالرب وتربت‬
‫للمور فقالوا له أجل أنت كما ذكرت فما رأيك قال ما أرى أن ترجوا على الناس بالصر‬
‫إنكم قليل ف كثي وال ما تزيدون على أن ترزوهم أنفسكم وتقروا أعينهم بقتلكم وليس‬
‫هكذا تكون الكايدة إذا آثرت أن ترجوا على قومكم فكيدوا عدوكم‬
‫ما يضرهم قالوا فما الرأي قال تسيون إل الكورة الت أشار بنولا معاذ ابن جوين‬
‫يعن حلوان أو تسيون بنا إل عي التمر فنقيم با فإذا سع بنا إخواننا أتونا من كل جانب‬
‫وأوب رد حيان فقال له حيان إنك وال لو سرت بنا أنت وجيع أصحابك نو أحد هذين‬
‫الوجهي ما اطمأننتم به حت يلحق بكم خيول أهل الصر فأن تشفون أنفسكم فوال ما‬
‫عدتكم بالكثية الت ينبغي أن تطمعوا معها بالنصر ف الدنيا على الظالي العتدين فاخرجوا‬
‫بانب من مصركم هذا فقاتلوا عن أمر ال من خالف طاعة ال ول تربصوا ول تنتظروا فإنكم‬
‫إنا تبادرون بذلك إل النة وترجون أنفسكم بذلك من الفتنة قالوا أما إذا كان ل بد لنا فإنا‬
‫لن نالفك فاخرج حيث أحببت خطبة حيان ث إن أصحاب حيان بن ظبيان اجتمعوا إليه فقال‬
‫لم يا قوم إن ال قد جعكم لي وعلى خي وال الذي ل إله غيه ما سررت بشيء قط ف‬
‫الدنيا بعد ما أسلمت سروري لخرجي هذا على الظلمة الثة فوال ما أحب أن الدنيا‬
‫بذافيها ل وأن ال حرمن ف مرجي هذا الشهادة وإن قد رأيت أن نرج حت ننل جانب‬

‫‪445‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫دار جرير فإذا خرج إليكم الحزاب ناجزتوهم فقال عتريس بن عرقوب أما أن نقاتلهم ف‬
‫جوف الصر فإنه يقاتلنا الرجال‬
‫وتصعد النساء والصبيان والماء فيموننا بالجارة فقال لم رجل منهم انزلوا بنا‬
‫إذن من وراء الصر السر وهو موضع زرارة وإنا بنيت زرارة بعد ذلك إل أبياتا يسية كانت‬
‫منها قبل ذلك فقال لم معاذ بن جوين ل بل سيوا بنا فلننل بانقيا فما أسرع ما يأتيكم‬
‫عدوكم فإذا كان ذلك استقبلنا القوم بوجوهنا وجعلنا البيوت ف ظهورها فقاتلناهم من وجه‬
‫واحد فخرجوا فبعث إليهم جيش فقتلوا جيعا خطبة مسلم بن عبيس حي خرج لقتال الزارقة‬
‫لا ملك نافع بن الزرق زعيم الزارقة بلد الهواز وفشا عماله ف السواد ارتاع لذلك أهل‬
‫البصرة فاجتمعوا إل الحنف بن قيس فشكوا ذلك إليه وقالوا ليس بيننا وبي العدو إل ليلتان‬
‫وسيتم ما ترى فقال الحنف إن فعلهم ف مصركم إن ظفروا به كفعلهم ف سوادكم فجدوا‬
‫ف جهاد عدوكم فاجتمع إليه عشرة آلف فأتى عبد ال بن الرث بن نوفل أمي البصرة فسأله‬
‫أن يؤمر عليهم فاختار لم مسلم بن عبيس وكان دينا شجاعا فأمره عليهم وشيعه‬
‫فلما نفذ من جسر البصرة أقبل على الناس فقال إن ما خرجت لمتيار ذهب ول‬
‫فضة وإن لحارب قوما إن ظفرت بم فما وراءهم إل سيوفهم ورماحهم فمن كان شأنه‬
‫الهاد فلينهض ومن أحب الياة فليجع فلما صاروا بدولب خرج إليهم نافع فاقتتلوا قتال‬
‫شديدا وقتل ف العركة ابن عبيس وابن الزرق سنة ه‬
‫خطب الهلب أب صفرة خطبته ف حث جنده على قتال الزارقة وكان الهلب بن‬
‫أب صفرة وهو علي قتال الزارقة يأمر أصحابه بالتحرز ويوفهم البيات وإن بعد منهم العدو‬
‫ويقول احذروا أن تكادوا كما تكيدون ول تقولوا هزمنا وغلبنا فإن القوم خائفون وجلون‬
‫والضرورة تفتح باب اليلة ث قام فيهم خطيبا فقال يأيها الناس إنكم قد عرفتم مذهب هؤلء‬
‫الوارج وأنم إن قدروا عليكم فتنوكم ف دينكم وسفكوا دماءكم فقاتلوهم على ما قاتل عليه‬

‫‪446‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫أولم علي بن أب طالب صلوات ال عليه فقد لقيهم قبلكم الصابر الحتسب مسلم بن عبيس‬
‫والعجل الفرط عثمان بن عبيد ال والعصى الخالف‬
‫حارثة بن بدر فقتلوا جيعا وقتلوا فألفوهم بد وحد فإنا هم مهنتكم وعبيدكم‬
‫وعار عليكم ونقص ف أحسابكم وأديانكم أن يغلبكم هؤلء على فيئكم ويطئوا حريكم‬
‫خطبة أخرى له ف جنده وخطب أصحابه وقد مال الوارج بأجعهم على العسكر وانزم‬
‫الناس بسولف فقال وال ما بكم من قلة وما ذهب عنكم إل أهل الب والضعف والطمع‬
‫والطبع فإن يسسكم قرح فقد مس القوم قرح مثله فسيوا إل عدوكم على بركة ال نص‬
‫آخر وروي الطبي خطبة الهلب ف أصحابه يوم هزموا فقال ث إن الوارج شدت على الناس‬
‫بأجعها شدة منكرة فأجفل الناس وانصابوا منهزمي ل تلوي أم على ولد حت بلغ البصرة‬
‫هزية الناس وخافوا السباء وأسرع الهلب حت سبقهم إل مكان يفاع ف جانب عن سنن‬
‫النهزمي ث إنه نادى الناس إل إل عباد ال فثاب إليه جاعة من قومه فاجتمع إليه منهم نو‬
‫من ثلثة آلف فلما نظر إل من قد اجتمع رضي جاعتهم فحمد ال وأثن عليه ث قال‬
‫أما بعد فإن ال ربا يكل المع الكثي إل أنفسهم فيهزمون وينل النصر على‬
‫المع اليسي فيظهرون ولعمري ما بكم الن من قلة إن لماعتكم لراض وإنكم لنتم أهل‬
‫الصب وفرسان أهل الصر وما أحب أن أحدا من انزم معكم فإنم لو كانوا فيكم ما زادوكم‬
‫إل خبال عزمت على كل امرئ منكم لا أخذ عشرة أحجار ث امشوا بنا نو عسكرهم فإنم‬
‫الن آمنون وقد خرجت خيلهم ف طلب إخوانكم فوال إن لرجو أل ترجع إليهم خيلهم‬
‫حت تستبيحوا عسكرهم وتقتلوا أميهم خطبته ف جنده وقد استخلف عليهم ابنه الغية ولا‬
‫كتب إليه مصعب بن الزبي أن أقدم علي واستخلف ابنك الغية جع الناس فقال لم إن قد‬
‫استخلفت عليكم الغية وهو أبو صغيكم رقة ورحة وابن كبيكم طاعة وبرا وتبجيل وأخو‬
‫مثله مواساة ومناصحة فلتحسن له طاعتكم وليلن له جانبكم فوال ما أردت صوابا قط إل‬
‫سبقتن إليه ث مضي إل مصعب‬

‫‪447‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫خطبة الزبي بن علي ف الزارقة وكان نافع بن الزرق قبل قتله استخلف عبيد ال‬
‫بن بشي بن الاحوز السليطي وقتل ابن الاحوز يوم سلمى وسلبى فاجتمعت الوارج بأرجان‬
‫فبايعوا الزبي بن علي السليطي فرأى فيهم انكسارا شديدا وضعفا بينا فقال لم اجتمعوا فحمد‬
‫ال وأثن عليه وصلى على ممد ث أقبل عليهم فقال إن البلء للمؤمني تحيص وأجر وهو‬
‫على الكافرين عقوبة وخزي وإن يصب منكم أمي الؤمني فما صار إليه خي ما خلف وقد‬
‫أصبتم منهم مسلم ابن عبيس وربيعا الجذم والجاج بن باب وحارثة بن بدر وأشجبتم‬
‫الهلب وقتلتم أخاه العارك وال يقول لخوانكم من الؤمني إن يسسكم قرح فقد مس القوم‬
‫قرح مثله وتلك اليام نداولا بي الناس فيوم سلي كان لكم بلء وتحيصا ويوم سولف كان‬
‫لم عقوبة ونكال فل تغلب على الشكر ف حينه والصب ف وقته وثقوا بأنكم الستخلفون ف‬
‫الرض والعاقبة للمتقي‬
‫خطبة عتاب بن ورقاء الرياحى وقد طال عليه الصار وانط الزبي بن علي على‬
‫اصفهان فحصر با عتاب بن ورقاء الرياحي سبعة أشهر وعتاب ياربه ف بعضهن فلما طال به‬
‫الصار وأصابه الهد الشديد دعا أصحابه فحمد ال وأثن عليه ث قال أما بعد أيها الناس ما‬
‫تنتظرون وقد أصابكم من الهد ما قد ترون فوال إن بقي مع هذا الصار إل أن يوت‬
‫أحدكم على فراشه فيجئ أخوه فيدفنه إن استطاع وبالرى أن يضعف عن ذلك ث يوت هو‬
‫فل يد من يدفنه ول يصلي عليه فاتقوا ال فوال ما أنتم بالقليل الذين تون شوكتهم على‬
‫عدوهم وإن فيكم لفرسان أهل الصر وإنكم لصلحاء من أنتم منه ولقد حاربتموهم مرارا‬
‫فانتصفتم منهم اخرجوا بنا إل هؤلء القوم وبكم حياة وقوة قبل أن ل يستطيع رجل منكم أن‬
‫يشي إل عدوه من الهد وقبل أن ل يستطيع رجل أن منكم يتنع من امرأة لو جاءته فقاتل‬
‫رجل عن نفسه وصب وصدق فوال إن لرجو إن صدقتموهم أن يظفركم ال بم وأن‬
‫يظهركم عليهم فلما أصبح الغد صلى بم الصبح ث خرج إل الوارج وهم غارون فلم‬
‫يشعروا بم حت غشوهم فقاتلوهم بد ل ير الوارج منهم مثله فعقروا منهم خلقا وقتلوا‬

‫‪448‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫رئيسهم الزبي بن علي وانزمت الوارج ث أدار الوارج أمرهم بينهم فولوا عليهم قطري بن‬
‫الفجاءة الازن وبايعوه‬
‫نصيحة عرهم العدوي لالد بن عبد ال ولا بعث خالد بن عبد ال بن خالد بن‬
‫أسيد أخاه عبد العزيز لقتال الزارقة قام إليه عرهم أخو بن العدوية فقال أصلح ال المي إن‬
‫هذا الي من تيم تئط بقريش منهم رحم داسة ماسة وإن الزارقة ذؤبان العرب وسباعها‬
‫وليس صاحبهم إل الباكر الناكر الحرب الجرب الذي أرضعته الرب بلبانا وجرسته‬
‫وضرسته وذلك أخو الزد الهلب بن أب صفرة وال إن غثك أحب إلينا من سينه ولكن‬
‫أخاف عدوات الدهر وغدره وليس الجرب كمن ل يعلم ول الناصح الشفق كالغاش التهم‬
‫قال له خالد اسكت ما أنت وذا وقد هزمت الزارقة عبد العزيز وأحدوا امرأته وفر عنها‬
‫خطبة قطري بن الفجاءة وصعد قطري بن الفجاءة منب الزارقة فحمد ال وأثن‬
‫عليه ث قال أما بعد فإن أحذركم الدنيا فإنا حلوة خضرة حفت بالشهوات وراقت بالقليل‬
‫وتببت بالعاجلة وحليت بالمال وتزينت بالغرور ل تدوم حبتا ول تؤمن فجعتها غرارة‬
‫ضرارة خوانة غدارة وحائلة زائلة ونافدة بائدة أكالة غوالة بدالة نقالة ل تعدو إذا هي تناهت‬
‫إل أمنية أهل الرغبة فيها والرضا عنها أن تكون كما قال ال تعال كماء أنزلناه من‬
‫السماء فاختلط به نبات الرض فأصبح هشيما تذروه الرياح وكان ال على كل‬
‫شيء مقتدرا مع أن أمرا ل يكن منها ف حبة إل أعقبته بعدها عبة ول يلق من سرائها بطنا‬
‫إل منحته من ضرائها ظهرا ول تطله غيثة رخاء إل هطلت عليه مزنة بلء وحري إذا أصبحت‬
‫له منتصرة أن تسي له خاذلة متنكرة وإن جانب منها اعذوذب واحلول أمر عليه منها جانب‬
‫وأوب وإن آتت أمرا من غضارتا ورفاهتها نعما أرهقته من نوائبها تعبا ول يس امرؤ منها ف‬
‫جناح أمن إل أصبح منها على قوادم خوف غرارة غرور ما فيها فانية فان ما عليها ل خي ف‬
‫شيء من زادها إل التقوى من أقل منها استكثر ما يؤمنه ومن استكثر منه استكثر ما يوبقه‬

‫‪449‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫ويطيل حزنه ويبكي عينيه كم واثق با قد فجعته وذي طمأنينة إليها قد صرعته وذي اختيال‬
‫فيها قد خدعته وكم من‬
‫ذي أبة فيها قد صيته حقيا وذي نوة قد ردته ذليل وكم من ذي تاج قد كبته‬
‫لليدين والفم سلطانا دول وعيشها رنق وعذبا أجاج وحلوها صب وغذاؤها سام وأسبابا‬
‫رمام وقطاعها سلع حبها بعرض موت وصحيحها بعرض سقم ومنيعها بعرض اهتضام مليكها‬
‫مسلوب وعزيزها مغلوب وسليمها منكوب وجامعها مروب مع أن وراء ذلك سكرات الوت‬
‫وهول الطلع والوقوف بي يدي الكم العدل ليجزي الذين أصابوا با عملوا ويزي الذين‬
‫أحسنوا بالسن ألستم ف مساكن من كان أطول منكم أعمارا وأوضح منكم آثارا وأعد‬
‫عديدا وأكثف جنودا وأعتد عتادا وأطول عمادا تعبدوا للدنيا أي تعبد وآثروها أي إيثار‬
‫وظعنوا عنها بالكره والصغار فهل بلغكم أن الدنيا سحت لم نفسا بفدية أو أغنت عنهم فيما‬
‫قد اهلكتهم بطب بل قد أرهقتهم بالفوادح وضعضعتهم بالنوائب وعقرتم بالصائب وقد‬
‫رأيتم تنكرها‬
‫لن دان لا وأخلد إليها حي ظعنوا عنها لفراق البد إل آخر السند هل زودتم إل‬
‫السغب وأحلتهم إل الضنك أو نورت لم إل الظلمة أو أعقبتهم إل الندامة أفهذه تؤثرون أم‬
‫على هذه ترصون أم إليها تطمئنون يقول ال جل ذكره من كان يريد الياة الدنيا وزينتها‬
‫نوف إليهم أعمالم فيها وهم فيها ل يبخسون أولئك الذين ليس لم ف الخرة إل النار وحبط‬
‫ما صنعوا فيها وباطل ما كانوا يعملون فبئست الدار لن ل يتهمها ول يكن فيها على وجل‬
‫منها فاعلموا وأنتم تعلمون أنكم تاركوها ل بد فإنا هي كما وصفها ال باللعب واللهو وقد‬
‫قال ال تعال أتبنون بكل ريع آية تعبثون وتتخذون مصانع لعلكم تلدون وإذا بطشتم بطشتم‬
‫جبارين واتعظوا فيها بالذين قالوا من أشد منا قوة حلوا إل قبورهم فل يدعون ركبانا وأنزلوا‬
‫الجداث فل يدعون ضيفانا وجعل لم من الصريح أكنان ومن التراب أكفان ومن الرفات‬
‫جيان فهم حية ل ييبون داعيا ول ينعون ضيما ول يبالون مندبة إن أخصبوا ل يفرحوا وإن‬

‫‪450‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫قحطوا ل يقنطوا جع وهم آحاد وجية وهم أبعاد متناءون ل يزورون ول يزارون حلماء قد‬
‫ذهبت أضغانم وجهلء‬
‫قد ماتت أحقادهم ل يشى فجعهم ول يرجى دفعهم وكما قال ال تعال فتلك‬
‫مساكنهم ل تسكن من بعدهم إل قليل وكنا نن الوارثي استبدلوا بظهر الرض بطنا وبالسعة‬
‫ضيقا وبالهل غربة وبالنور ظلمة ففارقوها كما دخلوها حفاة عراة فرادى غي أن ظعنوا‬
‫بأعمالم إل الياة الدائمة وإل خلود البد يقول ال تعال كما بدأنا أول خلق نعيده وعدا‬
‫علينا إنا كنا فاعلي فاحذروا ما حذركم ال وانتفعوا بواعظه واعتصموا ببله عصمنا ال‬
‫وإياكم بطاعته ورزقنا وإياكم أداء حقه خطبة عبد ربه الصغي ولا دبت عقارب اللف بي‬
‫الزارقة ولعبت بم يد الشقاق خلعوا قطري ابن الفجاءة وولوا عبد ربه الصغي فانفصل إل‬
‫عبد ربه أكثر من الشطر ونشبت الرب بينه وبي الهلب فأجلت الوقعة عنه قتيل وقد جع‬
‫أصحابه ف الليلة الت قتل فيها ف صبيحتها فقال يا معشر الهاجرين إن قطريا وعبيدة هربا‬
‫طلب البقاء ول سبيل إليه فالقوا عدوكم فإن غلبوكم على الياة فل يغلبنكم على الوت فتلقوا‬
‫الرماح بنحوركم والسيوف بوجوهكم وهبوا أنفسكم ل ف الدنيا يهبها لكم ف الخرة‬
‫خطبة صال بن مسرح وروى الطبي ف تاريه قال كان صال بن مسرح يرى‬
‫رأي الصفرية وكان رجل ناسكا مبتا مصفر الوجه صاحب عبادة وكان بدارا وأرض الوصل‬
‫والزيرة له أصحاب يقرئهم القرآن ويفقههم ويقص عليهم وكان قصصه المد ل الذي خلق‬
‫السموات والرض وجعل الظلمات والنور ث الذين كفروا بربم يعدلون اللهم إنا ل نعدل بك‬
‫ول نفد إل إليك ول نعبد إل إياك لك اللق والمر ومنك النفع والضر وإليك الصي ونشهد‬
‫أن ممدا عبدك الذي اصطفيته ورسولك الذي اخترته وارتضيته لتبليغ رسالتك ونصيحة‬
‫عبادك ونشهد أنه قد بلغ الرسالة ونصح للمة ودعا إل الق وقام بالقسط ونصر الدين‬
‫وجاهد الشركي حت توفاه ال أوصيكم بتقوى ال والزهد ف الدنيا والرغبة ف الخرة وكثرة‬
‫ذكر الوت وفراق الفاسقي وحب الؤمني فإن الزهادة ف الدنيا ترغب العبد فيما عند ال‬

‫‪451‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫وتفرغ بدنه لطاعة ال وإن كثرة ذكر الوت تيف العبد من ربه حت يأر إليه‬
‫ويستكي له وإن فراق الفاسقي حق على الؤمني قال ال ف كتابه ول تصل على أحد منهم‬
‫مات أبدا ول تقم على قبه إنم كفروا بال ورسوله وماتوا وهم فاسقون وإن حب الؤمني‬
‫للسبب الذي ينال به كرامة ال ورحته وجنته جعلنا ال وإياكم من الصادقي الصابرين أل أن‬
‫من نعمة ال علي الؤمني أن بعث فيهم رسول من أنفسهم فعلمهم الكتاب والكمة وزكاهم‬
‫وطهرهم وفقههم ف دينهم وكان بالؤمني رءوفا رحيما حت قبضه ال صلوات ال عليه ث‬
‫ول المر من بعده التقي الصديق على الرضا من السلمي فاقتدى بديه واست بسنته حت لق‬
‫بال رحه ال واستخلف عمر فوله ال أمر هذه الرعية فعمل بكتاب ال وأحيا سنة رسول ال‬
‫ول ينق ف الق على جرته ول يف ف ال لومة لئم حت لق به رحة ال عليه وول من‬
‫بعده عثمان فاستأثر بالفيء وعطل الدود وجار ف الكم واستذل الؤمن وعزر الحرم فسار‬
‫إليه السلمون فقتلوه فبئ ال منه ورسوله وصال الؤمني وول أمر الناس من بعده علي ابن‬
‫أب طالب فلم ينشب أن حكم ف أمر ال الرجال وشك ف أهل الضلل وركن وأدهن فنحن‬
‫من علي وأشياعه براء فتيسروا رحكم ال لهاد هذه الحزاب التحزبة وأئمة الضلل الظلمة‬
‫وللخروج من دار الفناء إل دار البقاء واللحاق بإخواننا الؤمني الوقني الذين باعوا الدنيا‬
‫بالخرة وأنفقوا أموالم التماس رضوان ال ف العاقبة ول تزعوا من القتل ف ال فإن القتل‬
‫أيسر من الوت والوت نازل بكم غي ما ترجم الظنون فمفرق بينكم وبي آبائكم وأبنائكم‬
‫وحلئلكم ودنياكم‬
‫وإن اشتد لذلك كرهكم وجزعكم أل فبيعوا ال أنفسكم طائعي وأموالكم تدخلوا‬
‫النة آمني وتعانقوا الور العي جعلنا ال وإياكم من الشاكرين الذاكرين الذين يهدون بالق‬
‫وبه يعدلون خطبة أخرى له وروى الطبي أيضا قال بينا أصحاب صال يتلفون إليه إذ قال‬
‫لم ذات يوم ما أدري ما تنتظرون وحت مت أنتم مقيمون هذا الور قد فشا وهذا العدل قد‬
‫عفا ول تزداد هذه الولة على الناس إل غلوا وعتوا وتباعدا عن الق وجرأة على الرب‬

‫‪452‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫فاستعدوا وابعثوا إل إخوانكم الذين يريدون من إنكار الباطل والدعاء إل الق مثل الذي‬
‫تريدون فيأتوكم فنلتقي وننظر فيما نن صانعون وف أي وقت إن خرجنا نن خارجون خطبة‬
‫أخرى وقال لصحابه ليلة خرج اتقوا ال عباد ال ول تعجلوا إل قتال أحد من الناس إل أن‬
‫يكونوا قوما يريدونكم وينصبون لكم فإنكم إنا خرجتم غضبا ل حيث انتهكت مارمه وعثي‬
‫ف الرض فسفكت الدماء بغي حلها وأخذت الموال بغي حقها فل تعيبوا على قوم أعمال ث‬
‫تعملوا با فإن كل ما أنتم عاملون‬
‫أنتم عنه مسئولون وإن عظمكم رجاله وهذه دواب لحمد بن مروان ف هذا‬
‫الرستاق فابدءوا با فشدوا عليها فاحلوا أرجلكم وتقووا با على عدوكم خطبة زائدة بن‬
‫قدامة وخلف على رياسة الوارج الصفرية بعد مقتل صال بن مسرح أحد أصحابه وهو‬
‫شبيب بن يزيد الشيبان فكتب الجاج لقتاله الكتائب وكان أميها ف بعض الوقعات زائدة‬
‫بن قدامة وجاء شبيب حت وقف مقابل القوم فخرج زائدة يسي بي اليمنة واليسرة يرض‬
‫الناس ويقول عباد ال إنكم الطيبون الكثيون وقد نزل بكم البيثون القليلون فاصبوا جعلت‬
‫لكم الفداء إنما حلتان أو ثلث ث هو النصر ليس دونه شيء أل ترونم وال ل يكونون مائت‬
‫رجل إنا هم أكلة رأس وهم السراق الراق إنا جاءوكم ليهريقوا دماءكم ويأخذوا فيئكم فل‬
‫يكونوا على أخذه أقوي منكم على منعه وهم قليل وأنتم كثي وهم أهل فرقة وأنتم أهل جاعة‬
‫غضوا البصار واستقبلوهم بالسنة ول تملوا عليهم حت آمركم فما برح يقاتلهم مقبل غي‬
‫مدبر حت قتل خطبة الجاج بن يوسف ولا هزم شبيب اليش الذي كان الجاج وجهه إليه‬
‫مع عبد الرحن بن ممد ابن الشعث أقبل نو الدائن وبلغ ذلك الجاج فقام ف الناس فحمد‬
‫ال وأثن عليه ث قال‬
‫أيها الناس وال لتقاتلن عن بلدكم وعن فيئكم أو لبعثن إل قوم هم أطوع وأسع‬
‫وأصب على اللواء والغيظ منكم فيقاتلون عدوكم ويأكلون فيئكم يعن جند الشأم فقام إليه‬
‫الناس من كل جانب فقالوا نن نقاتلهم ونعتب المي فليندبنا المي إليهم فإنا حيث سره‬

‫‪453‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫خطبة أخرى للحجاج وبعث الجاج إل عتاب بن ورقاء ليأتيه وكان مع الهلب ووجهه ف‬
‫جيش لقتال شبيب وخطب الناس حي وجهه فقال يأهل الكوفة اخرجوا مع عتاب بن ورقاء‬
‫بأجعكم ل أرخص لحد من الناس ف القامة إل رجل قد وليناه من أعمالنا أل إن للصابر‬
‫الجاهد الكرامة والثرة أل وإن للناكل الارب الوان والفوة والذي ل إله غيه لئن فعلتم ف‬
‫هذا الوطن كفعلكم ف الواطن الت كانت لولينكم كنفا خشنا ولعركنكم بكلكل ثقيل ث‬
‫نزل خطبة شبيب بن يزيد الشيبان وعرض شبيب أصحابه بالدائن فكانوا ألف رجل فخطبهم‬
‫فحمد ال وأثن عليه ث قال يا معشر السلمي إن ال قد كان ينصركم عليهم وأنتم مائة‬
‫ومائتان وأكثر من ذلك قليل وأنقص منه قليل وأنتم اليوم مئون ومئون أل إن مصلي الظهر ث‬
‫سائر بكم إن شاء ال‬
‫خطبة عتاب بن ورقاء ولا تواقف الفريقان للقتال جعل عتاب يسي فيما بي اليمنة‬
‫إل اليسرة ير بأهل راية راية فيحثهم على تقوي ال ويأمرهم بالصب ويقص عليهم قصصا‬
‫كثيا منه قوله يأهل السلم إن أعظم الناس نصيبا ف النة الشهداء وليس ال لحد من خلقه‬
‫بأحد منه للصابرين أل ترون أنه يقول واصبوا إن ال مع الصابرين فمن حد ال فعله فما‬
‫أعظم درجته وليس ال لحد أمقت منه لهل البغي أل ترون أن عدوكم هذا يستعرض‬
‫السلمي بسيفه ل يرون إل أن ذلك لم قربة عند ال فهم شرار أهل الرض وكلب أهل النار‬
‫فلم يبه أحد فقال أين القصاص يقصون على الناس ويرضونم فلم يتكلم أحد فقال أين من‬
‫يروي شعر عنترة فيحرك الناس فلم يبه أحد ول رد عليه كلمة فقال إنا ل وال لكأن بكم‬
‫وقد فررت عن عتاب بن ورقاء وتركتموه تسفى ف استه الريح وحل عليه شبيب فتفرق عنه‬
‫كثي من أصحابه وخذلوه وثبت ف عصابة قليلة صبت معه وقاتل حت قتل خطبة الجاج ولا‬
‫رأى الجاج عجز أهل الكوفة عن قتال شبيب ف مواطن كثية ف كلها يقتل أمراءهم ويفل‬
‫جنودهم كتب إل عبد اللك يستمده فبعث إليه سفيان بن البرد الكلب ف أربعة آلف‬
‫وحبيب بن عبد الرحن الكمى من مذحج ف ألفي ودخل فيمن معهما من أهل الشأم الكوفة‬

‫‪454‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫فشدوا للحجاج ظهره فاستغن بما عن أهل الكوفة فقام على منبها فحمد ال وأثن عليه ث‬
‫قال‬
‫أما بعد يأهل الكوفة فل أعز ال من أراد بكم العز ول نصر من أراد بكم النصر‬
‫اخرجوا عنا ول تشهدوا معنا قتال عدونا القوا بالية فانزلوا مع اليهود والنصارى ول تقاتلوا‬
‫معنا إل من كان لنا عامل ومن ل يكن شهد قتال عتاب ابن ورقاء خطبة عبد ال بن ييي‬
‫الباضى لا استول عبد ال بن يى الكندي على بلد اليمن سنة خطب الناس فحمد ال جل‬
‫وعز وأثن عليه وصلى على نبيه ووعظ وذكر وحذر ث قال إنا ندعوكم إل كتاب ال تعال‬
‫وسنة نبيه وإجابة من دعا إليهما السلم ديننا وممد نبينا والكعبة قبلتنا والقرآن إمامنا رضينا‬
‫باللل حلل ل نبغي به بديل ول نشتري به ثنا قليل وحرمنا الرام ونبذناه وراء ظهورنا ول‬
‫حول‬
‫ول قوة إل بال وإل ال الشتكى وعليه العول من زن فهو كافر ومن سرق فهو‬
‫كافر ومن شرب المر فهو كافر ومن شك ف أنه كافر فهو كافر ندعوكم إل فرائض بينات‬
‫وآيات مكمات وآثار مقتدى با ونشهد أن ال صادق فيما وعد عدل فيما حكم وندعو إل‬
‫توحيد الرب واليقي بالوعيد والوعد وأداء الفرائض والمر بالعروف والنهي عن النكر‬
‫والولية لهل ولية ال والعداوة لعداء ال أيها الناس إن من رحة ال أن جعل ف كل فترة‬
‫بقايا من أهل العلم يدعون من ضل عن الدى ويصبون على الل ف جنب ال تعال يقتلون‬
‫على الق ف سالف الدهور شهداء فما نسيهم ربم وما كان ربك نسيا أوصيكم بتقوى ال‬
‫وحسن القيام على ما وكلكم ال بالقيام به فأبلوا ل بلء حسنا ف أمره وذكره أقول قول هذا‬
‫وأستغفر ال ل ولكم‬
‫خطب أب حزة الشاري خطبته حي دخل الدينة ولا دخل أبو حزة الدينة سنة‬
‫رقي النب فحمد ال وأثن عليه وقال يأهل الدينة سألناكم عن ولتكم هؤلء فأسأت لعمر ال‬

‫‪455‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫فيهم القول قلتم وال ما فيهم الذي يعلم أخذوا الال من غي حله فوضعوه ف غي حقه وجاروا‬
‫ف الكم فحكموا بغي ما أنزل ال واستأثروا بفيئنا فجعلوه دولة بي الغنياء‬
‫منهم وجعلوا مقاسنا وحقوقنا ف مهور النساء وفروج الماء فقلنا لكم تعالوا نن‬
‫وأنتم إل هؤلء الذين ظلمونا وظلموكم وجاروا ف الكم فحكموا بغي ما أنزل ال نناشدهم‬
‫ال أن يتنحوا عنا وعنكم ليختار السلمون لنفسهم فقلتم ل يفعلون فقلنا لكم تعالوا نن‬
‫وأنتم نقاتلهم فإن نظهر نن وأنتم نأت بن يقيم فينا وفيكم كتاب ال وسنة نبيه ممد فقلتم ل‬
‫نقوى على ذلك فقلنا لكم فخلوا بيننا وبينهم فإن نظفر نعدل ف أحكامكم ونملكم على سنة‬
‫نبيكم ونقسم فيئكم بينكم فأبيتم وقاتلتمونا دونم فقاتلناكم وقتلناهم فأبعدكم ال وأسحقكم‬
‫خطبة أخرى له وروي انه لا دخل الدينة قام فخطب فقال ف خطبته يأهل الدينة مررت بكم‬
‫ف زمن الحول هشام بن عبد اللك وقد أصابتكم عاهة بثماركم وكتبتم إليه تسألونه أن يضع‬
‫خراجكم عنكم فكتب إليكم بوضعه عن قوم من ذوي اليسار منكم فزاد الغن غن وزاد الفقي‬
‫فقرا فقلتم جزاك ال خيا فل جزاكم ال خيا ول جزاه خيا‬
‫خطبته وقد بلغه أن أهل الدينة يعيبون صحابه وبلغ أبا حزة أن أهل الدينة يعيبون‬
‫أصحابه لداثة أسنانم وخفة أحلمهم فصعد النب وعليه كساء غليظ وهو متنكب قوسا‬
‫عربية فحمد ال وأثن عليه وصلى على نبيه وآله ث قال يأهل الدينة قد بلغتن مقالتكم‬
‫لصحاب ولول معرفت بضعف رأيكم وقلة عقولكم لحسنت أدبكم ويكم إن رسول ال‬
‫أنزل عليه الكتاب وبي له فيه السنن وشرع له فيه الشرائع وبي له فيه ما يأت وما يذر فلم‬
‫يكن يتقدم إل بأمر ال ول يجم إل عن أمر ال حت قبضه ال إليه وقد أدي الذي عليه وعلم‬
‫السلمي معال دينهم ول يدعهم من أمرهم ف شبهة وول أبا بكر صلتم فوله السلمون أمر‬
‫دنياهم حي وله رسول ال أمر دينهم فعمل بالكتاب والسنة وقاتل أهل الردة وشر ف أمر ال‬
‫حت قبضه ال إليه والمة عنه راضون رحة ال عليه ومغفرته ث ول بعده عمر بن الطاب‬
‫فسار بسية صاحبه وعمل بالكتاب والسنة وجند الجناد ومصر المصار وجب الفيء وفرض‬

‫‪456‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫العطية وشر عن ساقه وحسر عن ذراعه وجلد ف المر ثاني وجع الناس ف شهر رمضان‬
‫وغزا العدو ف بلدهم وفتح الدائن والصون حت قبضه ال إليه والمة عنه راضون رحة ال‬
‫عليه ورضوانه ومغفرته ث ول من بعده عثمان بن عفان فسار ست سني بسية صاحبيه وكان‬
‫دونما ث سار ف الست الواخر با أحبط به الوائل واضطرب حبل الدين بعدها فطلبها كل‬
‫امرئ‬
‫لنفسه وأسر كل رجل منهم سريرة أبداها ال عنه حق مضوا على ذلك ث ول‬
‫علي بن أب طالب فلم يبلغ من الق قصدا ول يرفع له منارا ث مضى لسبيله ث ول معاوية بن‬
‫أب سفيان لعي رسول ال وابن لعينه وجلف من العراب وبقية من الحزاب مؤلف طليق‬
‫فسفك الدم الرام واتذ عباد ال خول ومال ال دول وبغى دينه عوجا ودغل وأحل الفرج‬
‫الرام وعمل با يشتهيه حت مضى لسبيله فالعنوه لعنه ال ث ول بعده ابنه يزيد يزيد المور‬
‫ويزيد الصقور ويزيد الفهود ويزيد الصيود ويزيد القرود‬
‫الفاسق ف بطنه الأبون ف فرجه فخالف القرآن واتبع الكهان ونادم القرد وعمل با‬
‫يشتهيه حت مضى على ذلك لعنه ال وفعل به وفعل ث ول مروان بن الكم طريد لعي رسول‬
‫ال وآله وابن لعينه فاسق ف بطنه وفرجه فالعنوه والعنوا أباءه ث تداولا بنو مروان بعده أهل‬
‫بيت اللعنة طرداء رسول ال وآله وقوم من الطلقاء ليسوا من الهاجرين والنصار ول التابعي‬
‫بإحسان فأكلوا مال ال أكل ولعبوا بدين ال لعبا واتذوا عباد ال عبيدا يورث ذلك الكب‬
‫منهم الصغر فيا لا أمة ما أضيعها وأضعفها والمد ل رب العالي ث مضوا على ذلك من‬
‫سيئ أعمالم واستخفافهم بكتاب ال تعال قد نبذوه وراء ظهورهم لعنهم ال فالعنوهم كما‬
‫يستحقون وقد ول منهم عمر بن عبد العزيز فبلغ ول يكد وعجز عن الذي أظهره حت مضى‬
‫لسبيله ول يذكره بي ول شر ث ول يزيد بن عبد اللك غلم ضعيف سفيه غي مأمون على‬
‫شيء من أمور السلمي ل يبلغ أشده ول يؤنس رشده وقد قال ال عز وجل فإن آنستم‬

‫‪457‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫منهم رشدا فادفعوا إليهم أموالم فأمر أمة ممد ف أحكامها وفروجها ودمائها‬
‫أعظم عند ال من مال اليتيم وإن كان عند ال عظيما غلم مأبون ف بطنه وفرجه يشرب‬
‫الرام ويأكل الرام ويلبس الرام يلبس بردتي قد حيكتا له وقومتا على أهلهما بألف دينار‬
‫وأكثر وأقل قد أخذت من غي حلها وصرفت ف غي وجهها بعد أن ضربت فيها البشار‬
‫وحلقت فيها الشعار وهتكت فيها الستار واستحل ما ل يل ال لعبد صال ول لنب مرسل‬
‫ث يلس حبابة عن يينه وسلمة عن شاله تغنيانه بزامي الشيطان ويشرب المر الصراح‬
‫الحرمة نصا بعينها حت إذا أخذت منه مأخذها وخالطت روحه ولمه ودمه وغلبت سورتا‬
‫على عقله مزق حلنيه ث التفت إليهما فقال أتأذنان ل أن أطي نعم فطر إل لعنة ال وحريق‬
‫ناره وأليم عذابه طر إل حيث ل يردك ال‬
‫ث ذكر بن أمية وأعمالم وسيهم فقال أصابوا إمرة ضائعة وقوما طعاما جهال ل‬
‫يقومون ل بق ول يفرقون بي الضللة والدى ويرون أن بن أمية أرباب لم فملكوا المر‬
‫وتسلطوا فيه تسلط ربوبية بطشهم بطش البابرة يكمون بالوى ويقتلون على الغضب‬
‫ويأخذون بالظنة ويعطلون الدود بالشفاعات ويأمنون الونة ويقصون ذوي المانة ويأخذون‬
‫الفريضة من غي موضعها ويضعونا ف غي أهلها وقد بي ال أهلها فجعلهم ثانية أصناف‬
‫فقال إنا الصدقات للفقراء والساكي والعاملي عليها والؤلفة قلوبم وف الرقاب والغارمي‬
‫وف سبيل ال وابن السبيل فأقبل صنف تاسع ليس منها فأخذ كلها تلكم الفرقة‬
‫الاكمة بغي ما أنزل ال فالعنوهم لعنهم ال وأما إخواننا من هذه الشيعة وليسوا بإخواننا ف‬
‫الدين لكن سعت ال عز وجل قال ف كتابه يأيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى‬
‫وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا فإنا فرقة تظاهرت بكتاب ال وأعلنت الفرية على ال ل‬
‫يرجعون إل نظر نافذ ف القرآن ول عقل بالغ ف الفقه ول تفتيش عن حقيقة الصواب قد‬
‫قلدوا أمورهم أهواءهم وجعلوا دينهم العصبية لزب لزموه وأطاعوه ف جيع ما يقوله لم غيا‬
‫كان أو رشدا ضللة أو هدى ينتظرون الدول ف رجعة الوتى ويؤمنون بالبعث قبل الساعة‬

‫‪458‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫ويدعون علم الغيب لخلوق ل يعلم أحدهم ما ف بيته بل ل يعلم ما ينطوي عليه ثوبه أو يويه‬
‫جسمه ينقمون العاصي على أهلها ويعملون إذا ولوا با يصرون على الفتنة ول يعرفون الخرج‬
‫منها جفاة ف دينهم‬
‫قليلة عقولم قد قلدوا أهل بيت من العرب دينهم وزعموا أن موالتم لم تغنيهم‬
‫عن العمال الصالة وتنجيهم من عقاب العمال السيئة قاتلهم ال أنل يؤفكون فأي هؤلء‬
‫الفرق يأهل الدينة تتبعون أم بأي مذاهبهم تقتدون وقد بلغن أنكم تنتقصون أصحاب قلتم هم‬
‫شباب أحداث وأعراب جفاة ويكم يأهل الدينة وهل كان أصحاب رسول ال وآله‬
‫الذكورون ف الي إل شبابا أحداثا أما وال إن لعال بتتابعكم فيما يضركم ف معادكم ولول‬
‫اشتغال بغيكم عنكم ما تركت الخذ فوق أيديكم شباب وال مكتهلون ف شبابم غضيضة‬
‫عن الشر أعينهم ثقيلة عن الباطل أرجلهم أنضاء عبادة وأطلح سهر باعوا أنفسا توت غدا‬
‫بأنفس ل توت أبدا قد نظر ال إليهم ف جوف الليل منحنية أصلبم على أجزاء القرآن كلما‬
‫مر أحدهم بآية من ذكر النة بكى شوقا إليها وإذا مر بآية من ذكر النار شهق شهقة كأن‬
‫زفي جهنم بي أذنيه قد أكلت الرض ركبهم وأيديهم وأنوفهم وجباههم ووصلوا كلل الليل‬
‫بكلل النهار مصفرة ألوانم ناحلة أجسامهم من طول القيام وكثرة الصيام مستقلون لذلك ف‬
‫جنب ال موفون بعهد ال منجزون لوعد ال حت إذا رأوا سهام العدو وقد فوقت ورماحهم‬
‫وقد أشرعت وسيوفهم وقد انتضيت وبرفت الكتيبة ورعدت بصواعق الوت استخفوا بوعيد‬
‫الكتيبة لوعيد ال ول يستخفوا بوعيد ال لوعيد‬
‫الكتيبة ولقوا شبا السنة وشائك السهام وظبات السيوف بنحورهم ووجوهم‬
‫وصدورهم فمضى الشاب منهم قدما حت اختلفت رجله على عنق فرسه واختضبت ماسن‬
‫وجهه بالدماء وعفر جبينه بالثرى وانطت عليه طي السماء وترقته سباع الرض فطوب لم‬
‫وحسن مآب فكم من عي ف منقار طائر طالا بكى با صاحبها ف جوف الليل من خوف ال‬
‫وكم من يد قد أبينت عن ساعدها طالا اعتمد عليها صاحبها راكعا وساجدا وكم من وجه‬

‫‪459‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫رقيق وجبي عتيق قد فلق بعمد الديد ث بكى وقال آه آه على فراق الخوان رحة ال على‬
‫تلك البدان وأدخل أرواحهم النان خطبة أخرى ورقي النب فحمد ال وأثن عليه ث قال‬
‫أوصيكم بتقوى ال وطاعته والعمل بكتابه وسنة نبيه وصلة الرحم وتعظيم ما صغرت البابرة‬
‫من حق ال وتصغي ما عظمت من الباطل وإماتة ما أحيوا من الور وإحياء ما أماتوا من‬
‫القوق وأن يطاع ال ويعصى العباد ف طاعته فالطاعة ل ولهل طاعة ال ول طاعة لخلوق‬
‫ف معصية الالق ندعو إل كتاب ال وسنة نبيه والقسم بالسوية والعدل ف الرعية ووضع‬
‫الخاس ف مواضعها الت أمر ال با تعلمون يأهل الدينة أنا ل نرج من ديارنا وأموالنا أشرا‬
‫ول بطرا ول عبثا ول لوا ول لدولة ملك نريد أن نوض فيه ول لثأر قدي نيل منا‬
‫ولكنا لا رأينا مصابيح الق قد أطفئت ومعال العدل قد عطلت وكثر الدعاء ف الدين وعمل‬
‫بالوى وعنف القائل بالق وقتل القائم بالقسط ضاقت علينا الرض با رحبت وسعنا داعيا‬
‫يدعو إل طاعة الرحن وحكم القرآن فأجبنا داعي ال ومن ل يب داعي ال فليس بعجز ف‬
‫الرض فأقبلنا من قبائل شت النفر منا على بعي واحد عليه زادهم وأنفسهم يتعاورون لافا‬
‫واحدا قليلون مستضعفون ف الرض فآوانا ال وأيدنا بنصره وأصبحنا وال جيعا بنعمته إخوانا‬
‫وعلى الدين أعوانا ث لقينا رجالكم بقديد فدعوناهم إل طاعة الرحن وحكم القرآن ودعونا‬
‫إل طاعة الشيطان وحكم مروان وآل مروان فشتان لعمر ال ما بي الغي والرشد ث أقبلوا‬
‫يهرعون ويزفون قد ضرب الشيطان برانه وغلت بدمائهم مراجله وصدق عليهم إبليس ظنه‬
‫وأقبل أنصار ال عصائب وكتائب بكل مهند ذي رونق فدارت رحانا واستدارت رحاهم‬
‫بضرب يرتاب منه البطلون وأنتم يأهل الدينة إن تنصروا مروان وآل مروان يسحتكم ال‬
‫بعذاب من عنده أو بأيدينا ويشف صدور قوم مؤمني يأهل الدينة إن أولكم خي أول‬
‫وآخركم شر آخر يأهل الدينة الناس منا ونن منهم إل مشركا عابد وثن أو كافرا من أهل‬
‫الكتاب أو إماما جائرا أو شادا على عضده يأهل الدينة من زعم أن ال تعال كلف نفسا فوق‬
‫طاقتها أو سألا ما ل يؤتا فهو ل عدو ولنا حرب‬

‫‪460‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫خطبة له ف سب أهل الدينة وتقريعهم وخطب الدينة فحمد ال وأثن عليه ث قال‬
‫يأهل الدينة مال رأيت رسم الدين فيكم باقيا وآثاره دارسة ل تقبلون عظته ول تفقهون من‬
‫أهله حجة قد بليت فيكم حدته وانطمست عنكم سنته ترون معروفه منكرا والنكر من غيه‬
‫معروفا إذا انكشفت لكم العب وأوضحت لكم النذر عميت عنها أبصاركم وصمت عنها‬
‫أساعكم ساهي ف غمرة لهي ف غفلة تنبسط قلوبكم للباطل إذا نشر وتنقبض عن الق إذا‬
‫ذكر مستوحشة من العلم مستأنسة بالهل كلما وقعت عليها موعظة زادتا عن الق نفورا‬
‫تملون قلوبا ف صدوركم كالجارة أو أشد قسوة من الجارة أو ل تلن لكتاب ال الذي لو‬
‫أنزل على جبل لرأيته خاشعا متصدعا من خشية ال يأهل الدينة ما تغن عنكم صحة أبدانكم‬
‫إذا سقمت قلوبكم إن ال قد جعل لكل شئ سببا غالبا ينقاد له ويطيع أمره وجعل القلوب‬
‫غالبة على البدان فإذا مالت القلوب ميل كانت البدان لا تبعا وإن القلوب ل تلي أهلها إل‬
‫بصحتها ول يصححها إل العرفة بال وقوة النية ونفاذ البصية ولو استشعرت تقوى ال‬
‫قلوبكم لستعملت ف طاعة ال أبدانكم يأهل الدينة داركم دار الجرة ومثوى رسول ال لا‬
‫نبت به داره وضاق به قراره وآذاه العداء وتهمت له فنقله ال إليكم بل إل قوم لعمري ل‬
‫يكونوا أمثالكم متوازرين مع الق على الباطل متارين الجل على العاجل يصبون للصراء‬
‫رجاء ثوابا فنصروا ال وجاهدوا ف سبيله وآووا رسول ال ونصروه واتبعوا النور‬
‫الذي أنزل معه وآثروا ال على أنفسهم ولو كان بم خصاصة قال ال تعال‬
‫لمثالم ولن اهتدي بداهم ومن يوق شح نفسه فأولئك هم الفلحون وأنتم أبناؤهم ومن بقي‬
‫من خلفهم تتركون أن تقتدوا بم أو تأخذوا بسنتهم عمي القلوب صم الذان اتبعتم الوى‬
‫فأرداكم عن الدى وأسهاكم فل مواعظ القرآن تزجركم فتزدجرون ول تعظكم فتعتبون ول‬
‫توقظكم فتستيقظون لبئس اللف أنتم من قوم مضوا قبلكم ما سرت بسيتم ول حفظتم‬
‫وصيتهم ول احتذيتم مثالم لو شقت عنهم قبورهم فعرضت عليهم أعمالكم لعجبوا كيف‬
‫صرف العذاب عنكم وجاء ف رواية العقد الفريد يأهل الدينة أولكم خي أول وآخركم شر‬

‫‪461‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫آخر إنكم أطعتم قراءكم وفقهاءكم فاختانوكم عن كتاب غي ذي عوج بتأويل الاهلي‬
‫وانتحال البطلي فأصبحتم عن الق نائبي أمواتا غي أحياء وما تشعرون يأهل الدينة يا أبناء‬
‫الهاجرين والنصار والذين اتبعوهم بإحسان ما أصح أصلكم وأسقم فرعكم كان آباؤكم أهل‬
‫اليقي وأهل العرفة بالدين والبصائر النافذة والقلوب الواعية وأنتم أهل الضللة والهالة‬
‫استعبدتكم الدنيا فأذلتكم والمان فأضلتكم فتح ال لكم باب الدين فسددتوه وأغلق عنكم‬
‫باب الدنيا ففتحتموه سراع إل الفتنة بطاء عن السنة عمي عن البهان صم عن العرفان عبيد‬
‫الطمع حلفاء الزع نعم ما ورثكم آباؤكم لو حفظتموه وبئس ما تورثون أبناءكم أن تسكوا‬
‫به نصر ال آباءكم على الق وخذلكم على الباطل كان عدد آبائكم قليل طيبا وعددكم كثي‬
‫خبيث اتبعتم الوى فأرداكم واللهو فأسهاكم ومواعظ القرآن تزجركم فل‬
‫تزدجرون وتعبكم فل تعتبون خطبة أخرى وخطب فقال أما بعد فإنك ف ناشئ فتنة وقائد‬
‫ضللة قد طال جثومها واشتد عليك غمومها وتلونت مصايد عدو ال فيها وما نصب من‬
‫الشرك لهل الغفلة عما ف عواقبها فلن يهد عمودها ولن ينل أوتادها إل الذي بيده ملك‬
‫الشياء وهو ال الرحن الرحيم أل وإن ل بقايا من عباده ل يتحيوا ف ظلمها ول يشايعوا‬
‫أهلها على شبهها مصابيح النور ف افواههم تزهو وألسنتهم بجج الكتاب تنطق ركبوا منهج‬
‫السبيل وقاموا على العلم العظم هم خصماء الشيطان الرجيم بم يصلح ال البلد ويدفع عن‬
‫العباد فطوب لم وللمستصبحي بنورهم وأسأل ال أن يعلنا منهم‬
‫خطبته حي خرج من الدينة وخطب حي خرج من الدينة لقتال جيش مروان‬
‫فقال يأهل الدينة إنا خارجون لرب مروان فإن نظهر نعدل ف أحكامكم ونملكم على سنة‬
‫نبيكم ونقسم بينكم فيئكم وإن يكن ما تنون لنا فسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون‬
‫عمران بن حطان والجاج ولا ظفر الجاج بعمران بن حطان الشاري قال اضربوا عنق ابن‬
‫الفاجرة فقال عمران لبئس ما أدبك أهلك يا حجاج كيف أنت أن أجيبك بثل ما لقيتن به‬
‫أبعد الوت منلة أصانعك عليها فأطرق الجاج استحياء وقال خلوا عنه فخرج إل أصحابه‬

‫‪462‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫فقالوا وال ما أطلقك إل ال فارجع إل حربه معنا فقال هيهات غل يدا مطلقها وأسر رقبة‬
‫معتقها‬
‫الطب الوعظية والوصايا خطبة سحبان بن زفر الوائلى توف سنة ه خطب فقال إن‬
‫الدنيا دار بلغ والخرة دار قرار أيها الناس فخذوا من دار مركم لدار مقركم ول تتكوا‬
‫أستاركم عند من ل تفى عليه أسراركم وأخرجوا من الدنيا قلوبكم قبل أن ترج منها‬
‫أبدانكم ففيها حييتم ولغيها خلقتم إن الرجل إذا هلك قال الناس ما ترك وقالت اللئكة ما‬
‫قدم ل قدموا بعضا يكون لكم ول تلفوا كل يكون عليكم‬
‫خطبة معاوية وخطب معاوية بدمشق فقال أيها الناس سافروا بأبصاركم ف كر‬
‫الديدين ث ارجعوها كليلة عن بلوغ المل فإن الاضي عظة للباقي ول تعلوا الغرور سبيل‬
‫العجز عن الد فتنقطع حجتكم ف موقف ال سائلكم فيه وماسبكم فيما أسلفتم أيها الناس‬
‫أمس شاهد فاحذروه واليوم مؤدب فاعرفوه وغدا رسول فأكرموه خطبة عبد اللك بن مروان‬
‫وخطب عبد اللك بن مروان فقال أيها الناس اعملوا ل رغبة ورهبة فإنكم نبات نعمته‬
‫وحصيد نقمته ول تغرس لكم المال إل ما تتنيه الجال وأقلوا الرغبة فيما يورث العطب‬
‫فكل ما تزرعه العاجلة تقلعه الجلة واحذروا الديدين فهما يكران عليكم إن عقب من بقى‬
‫لوق بن مضي وعلى أثر من سلف يضي من خلف فتزودوا فإن خي الزاد التقوى‬
‫خطبة لعمر بن عبد العزيز قال أبو العباس البد حدثت ف بعض السانيد أن عمر‬
‫بن عبد العزيز قال ف خطبة له أيها الناس إنا الدنيا أمل مترم وأجل منتقص وبلغ إل دار‬
‫غيها وسي إل الوت ليس فيه تعريج فرحم ال امرأ فكر ف أمره ونصح لنفسه وراقب ربه‬
‫واستقال ذنبه ونور قلبه أيها الناس إن أباكم قد أخرج من النة بذنب واحد وإن ربكم وعد‬
‫على التوبة فليكن أحدكم من ذنبه على وجل ومن ربه على أمل‬
‫كلم السن البصري التوف سنة ه خطبة له قال السن البصري رحه ال يا بن‬
‫آدم بع دنياك بآخرتك تربهما جيعا ول تبع آخرتك بدنياك فتخسرها جيعا يا بن آدم إذا‬

‫‪463‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫رأيت الناس ف الي فنافسهم فيه وإذا رأيتهم ف الشر فل تغبطهم عليه الثواء ها هنا قليل‬
‫والبقاء هناك طويل أمتكم آخر المم وأنتم آخر أمتكم وقد أسرع بياركم فماذا تنتظرون‬
‫العاينة فكأن قد هيهات هيهات ذهبت الدنيا باليها وبقيت العمال قلئد ف أعناق بن آدم‬
‫فيا لا موعظة لو وافقت من القلوب حياة أما إنه وال ل أمة بعد أمتكم ول نب بعد نبيكم ول‬
‫كتاب بعد كتابكم أنتم تسوقون الناس والساعة تسوقكم وإنا ينتظر بأولكم أن يلحقه آخركم‬
‫من رأي ممدا فقد رآه غاديا ورائحا ل يضع لبنة على لبنة ول قصبة على قصبة رفع له علم‬
‫فشمر إليه فالوحاء الوحاء‬
‫والنجاء النجاء علم تعرجون أتيتم ورب الكعبة قد أسرع بياركم وأنتم كل يوم‬
‫ترذلون فماذا تنتظرون إن ال تبارك وتعال بعث ممدا عليه الصلة والسلم على علم منه‬
‫اختاره لنفسه وبعثه برسالته وأنزل عليه كتابه وكان صفوته من خلقه ورسوله إل عباده ث‬
‫وضعه من الدنيا موضعا ينظر إليه أهل الرض وآتاه منها قوتا وبلغة ث قال لقد كان لكم ف‬
‫رسول ال أسوة حسنة فرغب أقوام عن عيشه وسخطوا ما رضي له ربه فأبعدهم ال‬
‫وأسحقهم يا بن آدم طإ الرض بقدمك فإنا عن قليل قبك واعلم أنك ل تزل ف هدم عمرك‬
‫منذ سقطت من بطن أمك رحم ال رجل نظر فتفكر وتفكر فاعتب وأبصر فصب فقد أبصر‬
‫أقوام ول يصبوا فذهب الزع بقلوبم ول يدركوا ما طلبوا ول يرجعوا إل ما فارقوا يا بن‬
‫آدم اذكر قوله وكل إنسان ألزمناه طائره ف عنقه ونرج له يوم القيامة كتابا يلقاه منشورا اقرأ‬
‫كتابك كفى بنفسك اليوم عليك حسيبا عدل وال عليك من جعلك حسيب نفسك خذوا‬
‫صفا الدنيا وذروا كدرها فليس الصفو ما عاد كدرا ول الكدر ما عاد صفوا دعوا ما يريبكم‬
‫إل ما ل يريبكم ظهر الفاء وقلت العلماء وعفت السنة وشاعت البدعة لقد صحبت أقواما ما‬
‫كانت صحبتهم إل قرة العي وجلء الصدور ولقد رأيت أقواما كانوا من حسناتم أن ترد‬
‫عليهم أشفق منكم من سيئاتكم أن تعذبوا عليها وكانوا فيما أحل ال لم من الدنيا أزهد‬
‫منكم فيما حرم ال عليكم منها ما ل أسع حسيسا ول أرى‬

‫‪464‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫أنيسا ذهب الناس وبقي النسناس لو تكاشفتم ما تدافنتم تاديتم الطباق ول تادوا‬
‫النصائح قال ابن الطاب رحم ال امرأ أهدي إلينا مساوينا أعدوا الواب فإنكم مسئولون‬
‫الؤمن من ل يأخذ دينه عن رأيه ولكنه أخذه من قبل ربه إن هذا الق قد جهد أهله وحال‬
‫بينهم وبي شهواتم وما يصب عليه إل من عرف فضله ورجا عاقبته فمن حد الدنيا ذم الخرة‬
‫وليس يكره لقاء ال إل مقيم على سخطه يا بن آدم اليان ليس بالتحلي ول بالتمن ولكنه ما‬
‫وقر ف القلوب وصدقه العمل خطبة أخرى وكان إذا قرأ ألاكم التكاثر قال عم ألاكم عن دار‬
‫اللود وجنة ل تبيد هذا وال فضح القوم وهتك الستر وأبدى العوار تنفق مثل دينك ف‬
‫شهواتك سرفا وتنع ف حق ال درها ستعلم يا لكع الناس ثلثة مؤمن وكافر ومنافق فأما‬
‫الؤمن فقد ألمه الوف وقومه ذكر العرض وأما الكافر فقد قمعه السيف وشرده الوف‬
‫فأدعن بالزية وسح بالضريبة وأما النافق ففي الجرات والطرقات يسرون غي ما يعلنون‬
‫ويضمرون غي ما يظهرون فاعتبوا إنكارهم ربم بأعمالم البيثة ويلك قتلت وليه ث تتمن‬
‫عليه جنته‬
‫خطبة أخرى وكان يقول رحم ال رجل خل بكتاب ال فعرض عليه نفسه فإن‬
‫وافقه حد ربه وسأله الزيادة من فضله وإن خالفه أعتب وأناب وراجع من قريب رحم ال‬
‫رجل وعظ أخاه وأهله فقال يأهلى صلتكم صلتكم زكاتكم زكاتكم جيانكم جيانكم‬
‫إخوانكم إخوانكم مساكينكم مساكينكم لعل ال يرحكم فإن ال تبارك وتعال أثن على عبد‬
‫من عباده فقال وكان يأمر أهله بالصلة والزكاة وكان عند ربه مرضيا يا بن آدم كيف تكون‬
‫مسلما ول يسلم منك جارك وكيف تكون مؤمنا ول يأمنك الناس خطبة أخرى وكان يقول‬
‫ل يستحق أحد حقيقة اليان حت ل يعيب الناس بعيب هو فيه ول يأمر بإصلح عيوبم حت‬
‫يبدأ بإصلح ذلك من نفسه فإنه إذا فعل ذلك ل يصلح عيبا إل وجد ف نفسه عيبا آخر ينبغي‬
‫له أن يصلحه فإذا فعل ذلك شغل باصة نفسه عن عيب غيه وإنك ناظر إل عملك بوزن‬

‫‪465‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫خيه وشره فل تقرن شيئا من الي وإن صغر فإنك إذا رأيته سرك مكانه ول تقرن شيئا من‬
‫الشر وإن صغر فإنك إذا رأيته ساءك مكانه‬
‫خطبة أخرى وكان يقول رحم ال عبدا كسب طيبا وأنفق قصدا وقدم فضل‬
‫وجهوا هذه الفضول حيث وجهها ال وضعوها حيث أمر ال فإن من كان قبلكم كانوا‬
‫يأخذون من الدنيا بلغهم ويؤثرون بالفضل أل إن هذا الوت قد أضر بالدنيا ففضحها فل‬
‫وال ما وجد ذو لب فيها فرحا فإياكم وهذه السبل التفرقة الت جاعها الضللة وميعادها النار‬
‫أدركت من صدر هذه المة قوما كانوا إذا جنهم الليل فقيام على أطرافهم يفترشون خدودهم‬
‫تري دموعهم على خدودهم يناجون مولهم ف فكاك رقابم إذا عملوا السنة سرتم وسألوا‬
‫ال أن يتقبلها منهم وإذا عملوا سيئة ساءتم وسألوا ال أن يغفرها لم يا بن آدم إن كان ل‬
‫يغنيك ما يكفيك فليس ها هنا شىء يغنيك وإن كان يغنيك ما يكفيك فالقليل من الدنيا‬
‫يكفيك يا بن آدم ل تعمل شيئا من الق رياء ول تتركه حياء خطبة أخرى وكان يقول إن‬
‫العلماء كانوا قد استغنوا بعلمهم عن أهل الدنيا وكانوا يقضون بعلمهم على أهل الدنيا ما ل‬
‫يقضي أهل الدنيا بدنياهم فيها وكان أهل الدنيا يبذلون دنياهم لهل العلم رغبة ف علمهم‬
‫فأصبح اليوم أهل العلم يبذلون علمهم لهل الدنيا رغبة ف دنياهم فرغب أهل الدنيا بدنياهم‬
‫عنهم وزهدوا ف علمهم لا رأوا من سوء موضعه عندهم وكان يقول ل أذهب إل من يوارى‬
‫غن غناه ويبدي ل فقره ويغلق دون بابه وينعن ما عنده وأدع من يفتح ل بابه‬
‫ويبدي ل غناه ويدعون إل ما عنده خطبة أخرى وكان يقول يا بن آدم ل غن بك عن‬
‫نصيبك من الدنيا وأنت إل نصيبك من الخرة أفقر مؤمن مهتم وعلج اغتم وأعراب ل فقه له‬
‫ومنافق مكذب ودنياوي مترف نعق بم ناعق فاتبعوه فراش نار وذبان طمع والذي نفس‬
‫السن بيده ما أصبح ف هذه القرية مؤمن إل أصبح مهموما حزينا وليس لؤمن راحة دون لقاء‬
‫ال الناس ما داموا ف عافية مستورون فإذا نزل بلء صاروا إل حقائقهم فصار الؤمن إل إيانه‬
‫والنافق إل نفاقه أي قوم إن نعمة ال عليكم أفضل من أعمالكم فسارعوا إل ربكم فإنه ليس‬

‫‪466‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫لؤمن راحة دون النة ول يزال العبد بي ما كان له واعظ من نفسه وكانت الحاسبة من هه‬
‫خطبة أخرى وقال ف يوم فطر وقد رأى الناس وهيئاتم إن ال تبارك وتعال جعل رمضان‬
‫مضمارا للقه يستبقون فيه بطاعته إل مرضاته فسبق أقوام ففازوا وتلف آخرون فخابوا‬
‫فالعجب من الضاحك اللعب ف اليوم الذي يفوز فيه الحسنون ويسر فيه البطلون أما وال‬
‫أن لو كشف الغطاء لشغل مسن بإحسانه ومسيء بإساءته عن ترجيل شعر أو تديد ثوب‬
‫مقام السن البصري عند عمر بن هبية لا ول عمر بن هبية الفزارى العراق‬
‫وذلك ف أيام يزيد بن عبد اللك استدعى السن البصري وممد بن سيين والشعب سنة‬
‫ثلث ومائة فقال لم إن يزيد خليفة ال استخلفه على عباده وأحد عليهم اليثاق بطاعته وأخذ‬
‫عهدنا بالسمع والطاعة وقد ولن ما ترون فيكتب إل بالمر من أمره أعرف ف تنفيذه اللكة‬
‫فأخاف إن أطعته غضب ال وإن عصيته ل آمن سطوته فما ترون فقال ابن سيين والشعب‬
‫قول فيه تقية وكان ابن هبية ل يستشفي دون أن يسمع قول السن فقال قل ما عندك يا أبا‬
‫سعيد فقال يا بن هبية خف ال ف يزيد ول تف يزيد ف ال إن ال ينعك من يزيد وإن يزيد‬
‫ل ينعك من ال وأوشك أن يبعث إليك ملكا فيزيلك عن سريرك ويرجك من سعة قصرك‬
‫إل ضيق قبك ث ل ينجيك إل عملك يا بن هبية إن تعص ال فإنا جعل ال هذا السلطان‬
‫ناصرا لدين ال وعباده فل تركب دين ال وعباده بسلطان ال فإنه ل طاعة لخلوق ف معصية‬
‫الالق وف رواية أخرى قال أقول وال إنه يوشك أن ينل بك ملك من ملئكة ال فظ غليظ‬
‫ل يعصي ال ما أمره فيخرجك من سعة قصرك إل ضيق قبك فل يغن عنك ابن عبد اللك‬
‫شيئا وإن لرجو أن ال عز وجل سيعصمك من يزيد وإن يزيد ل ينعك من ال فاتق ال أيها‬
‫المي فإنك ل تأمن أن ينظر ال إليك وأنت على أقبح ما تكون عليه من طاعة يزيد نظرة‬
‫يقتك با فيغلق عنك باب الرحة واعلم أن أخوفك ما خوفك ال سبحانه حي يقول ذلك‬
‫لن خاف مقامي وخاف وعيد وإذا كنت مع ال عز وجل ف طاعته كفاك بوائق يزيد وإن‬
‫كنت مع يزيد على معصية ال وكلك ال إل يزيد حي ل يغن عنك شيئا‬

‫‪467‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫فبكي عمر بن هبية بكاء شديدا ث أجازهم وأضعف جائزة السن فقال الشعب‬
‫لبن سيين سفسفنا له فسفسف لنا مقام السن عند النضر بن عمرو وأحضر النضر بن عمرو‬
‫وكان واليا على البصرة السن البصري يوما فقال يا أبا سعيد إن ال عز وجل خلق الدنيا وما‬
‫فيها من رياشها وبجتها وزينتها لعباده وقال عز وجل كلوا واشربوا ول تسرفوا إنه ل يب‬
‫السرفي وقال عز من قائل قل من حرم زينة ال الت أخرج لعباده والطيبات من الرزق قل هي‬
‫للذين آمنوا ف الياة الدنيا فقال السن أيها الرجل اتق ال ف نفسك وإياك والمان الت‬
‫ترجحت فيها فتهلك إن أحدا ل يعط خيا من خي الدنيا ول من خي الخرة بأمنيته وإنا هي‬
‫داران من عمل ف هذه أدرك تلك ونال ف هذه ما قدر له منها ومن أهل نفسه خسرها جيعا‬
‫إن ال سبحانه اختار ممدا لنفسه وبعثه برسالته ورحته وجعله رسول إل كافة خلقه وأنزل‬
‫عليه كتابا مهيمنا وحد له ف الدنيا حدودا وجعل له فيها أجل ث قال عز وجل لقد كان لكم‬
‫ف رسول ال أسوة حسنة وأمرنا أن نأخذ بأمره ونتدي بديه وأن نسلك طريقته ونعمل بسنته‬
‫فما بلغنا إليه فبفضله ورحته وما قصرنا عنه فعلينا أن نستعي ونستغفر فذلك باب مرجنا فأما‬
‫المان فل خي فيها ول ف أحد من أهلها‬
‫فقال النضر وال يا أبا سعيد إنا على ما فينا لنحب ربنا فقال السن لقد قال ذلك‬
‫قوم على عهد رسول ال فأنزل ال تعال عليه قل إن كنتم تبون ال فاتبعون يببكم ال فجعل‬
‫سبحانه اتباعه علما للمحبة وأكذب من خالف ذلك فاتق ال أيها الرجل ف نفسك واي ال‬
‫لقد رأيت أقواما كانوا قبلك ف مكانك يعلون النابر وتتز لم الراكب ويرون الذيول بطرا‬
‫ورياء الناس يبنون الدر ويؤثرون الثر ويتنافسون ف الثياب أخرجوا من سلطانم وسلبوا ما‬
‫جعوا من دنياهم وقدموا على ربم ونزلوا على أعمالم فالويل لم يوم التغابن ويا ويهم يوم‬
‫يفر الرء من أخيه وأمه وأبيه وصاحبته وبنيه لكل امرئ منهم يومئذ شأن يغنيه مقام آخر له‬
‫عند النضر ودخل عليه يوما آخر فقال أيها المي أيدك ال إن أخاك من نصحك ف دينك‬
‫وبصرك عيوبك وهداك إل مراشدك وإن عدوك من غرك ومناك أيها المي اتق ال فإنك‬

‫‪468‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫أصبحت مالفا للقوم ف الدى والسية والعلنية والسريرة وأنت مع ذلك تتمن المان‬
‫وترجح ف طلب العذر والناس أصلحك ال طالبان فطالب دنيا وطالب آخرة واي ال لقد‬
‫أدرك طالب الخرة واستراح وتعب الخر واخترم‬
‫فاحذر أيها المي أن تشقى بطلب الفان وترك الباقي فتكون من النادمي واعلم أن‬
‫حكيما قال أين اللوك الت عن حظها غفلت حت سقاها بكأس الوت ساقيها نعوذ بال من‬
‫الور بعد الكور ومن الضللة بعد الدي لقد حدثت أيها المي عن بعض الصالي أنه كان‬
‫يقول كفي بالرء خيانة أن يكون للخونة أمينا وعلى أعمالم معينا مقال السن حي رأى دار‬
‫الجاج الت بناها بواسط وروي أن الجاج بن دارا بواسط وأحضر السن لياها فلما دخلها‬
‫قال المد ل إن اللوك ليون لنفسهم عزا وإنا لنرى فيهم كل يوم عبا يعمد أحدهم إل‬
‫قصر فيشيده وإل فرش فينجده وإل ملبس ومراكب فيحسنها ث يف به ذباب طمع وفراش‬
‫نار وأصحاب سوء فيقول انظروا ما صنعت فقد رأينا أيها الغرور فكان ماذا يا أفسق الفاسقي‬
‫أما أهل السموات فقد مقتوك وأما أهل الرض فقد لعنوك بنيت دار الفناء وخربت دار البقاء‬
‫وغررت ف دار الغرور لتذل ف دار البور ث خرج وهو يقول إن ال سبحانه أخذ عهده على‬
‫العلماء ليبينه للناس ول يكتمونه وبلغ الجاج ما قال فاشتد غضبه وجع أهل الشأم فقال يأهل‬
‫الشأم أيشتمن عبد من عبيد أهل البصرة وأنتم حضور فل تنكرون ث أمر بإحضاره فجاء وهو‬
‫يرك شفتيه با ل يسمع حت دخل على الجاج فقال يا أبا سعيد أما كان لمارت عليك حق‬
‫حي قلت ما قلت فقال يرحك ال أيها المي إن من خوفك حت‬
‫تبلغ أمنك أرفق بك وأحب فيك من أمنك حت تبلغ الوف وما أردت الذي سبق‬
‫إل وهك والمران بيدك العفو والعقوبة فافعل الول بك وعلى ال فتوكل وهو حسبنا ونعم‬
‫الوكيل فاستحيا الجاج منه واعتذر إليه وأكرمه وحياه وف رواية أخرى فلما دخل قال له‬
‫الجاج ها هنا فأجلسه قريبا منه وقال ما تقول ف علي وعثمان قال أقول قول من هو خي‬
‫من عند من هو شر منك قال فرعون لوسى فما بال القرون الول قال علمها عند رب ف‬

‫‪469‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫كتاب ل يضل رب ول ينسى علم علي وعثمان عند ال قال أنت سيد العلماء يا أبا سعيد‬
‫ودعا بغالية وعلف با ليته فلما خرج تبعه الاجب فقال له ما الذي كنت قلت حي دخلت‬
‫عليه قال قلت يا عدت عند كربت ويا صاحب عند شدت ويا ول نعمت ويا إلي وإله آبائي‬
‫إبراهيم وإسحق ويعقوب ارزقن مودته واصرف عن أذاه ففعل رب عز وجل صفة المام‬
‫العادل لا ول عمر بن عبد العزيز اللفة كتب إل السن أن يكتب إليه بصفة المام العادل‬
‫فكتب إليه السن رحه ال اعلم يا أمي الؤمني أن ال جعل المام العادل قوام كل مائل‬
‫وقصد كل جائر وصلح كل فاسد وقوة كل ضعيف ونصفة كل مظلوم ومفزع كل ملهوف‬
‫والمام العادل يا أمي الؤمني كالراعي الشفيق على إبله الرفيق الذي يرتاد‬
‫لا أطيب الرعى ويذودها عن مراتع اللكة ويميها من السباع ويكنفها من أذى‬
‫الر والقر والمام العدل يا أمي الؤمني كالب الان على ولده يسعى لم صغارا ويعلمهم‬
‫كبارا يكتسب لم ف حياته ويدخر لم بعد ماته والمام العدل يا أمي الؤمني كالم الشفيقة‬
‫البة الرفيقة بولدها حلته كرها ووضعته كرها وربته طفل تسهر بسهره وتسكن بسكونه‬
‫ترضعه تارة وتفطمه أخرى وتفرح بعافيته وتغتم بشكايته والمام العادل يا أمي الؤمني وصي‬
‫اليتامى وخازن الساكي يرب صغيهم ويون كبيهم والمام العدل يا أمي الؤمني كالقلب‬
‫بي الوانح تصلح الوانح بصلحه وتفسد بفساده والمام العدل يا أمي الؤمني هو القائم بي‬
‫ال وبي عباده يسمع كلم ال ويسمعهم وينظر إل ال ويريهم وينقاد إل ال ويقودهم فل‬
‫تكن يا أمي الؤمني فيما ملكك ال كعبد ائتمنه سيده واستحفظه ماله وعياله فبدد الال وشرد‬
‫العيال فأفقر أهله وفرق ماله واعلم يا أمي الؤمني أن ال أنزل الدود ليزجر با عن البائث‬
‫والفواحش فكيف إذا أتاها من يليها وأن ال أنزل القصاص حياة لعباده فكيف إذا قتلهم من‬
‫يقتص لم واذكر يا أمي الؤمني الوت وما بعده وقلة أشياعك عنده وأنصارك عليه فتزود له‬
‫ولا بعده من الفزع الكب واعلم يا أمي الؤمني أن لك منل غي منلك الذي أنت فيه يطول‬
‫فيه ثواؤك ويفارقك أحباؤك يسلمونك ف قعره فريدا وحيدا فتزود له ما يصحبك يوم يفر الرء‬

‫‪470‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫من أخيه وأمه وأبيه وصاحبته وبنيه واذكر يا أمي الؤمني إذا بعثر ما ف القبور وحصل ما ف‬
‫الصدور فالسرار ظاهرة والكتاب ل يغادر صغية ول كبية إل أحصاها فالن يا أمي الؤمني‬
‫وأنت ف مهل قبل حلول الجل وانقطاع المل ل تكم يا أمي الؤمني ف عباد‬
‫ال بكم الاهلي ول تسلك بم سبيل الظالي ول تسلط الستكبين على‬
‫الستضعفي فإنم ل يرقبون ف مؤمن إل ول ذمة فتبوء بأوزارك وأوزار مع أوزارك وتمل‬
‫أثقالك وأثقال مع أثقالك ول يغرنك الذين يتنعمون با فيه بؤسك ويأكلون الطيبات ف‬
‫دنياهم بإذهاب طيباتك ف آخرتك ل تنظر إل قدرتك اليوم ولكن انظر إل قدرتك غدا وأنت‬
‫مأسور ف حبائل الوت وموقوف بي يدي ال ف ممع من اللئكة والنبيي والرسلي وقد‬
‫عنت الوجوه للحي القيوم إن يا أمي الؤمني وإن ل أبلغ بعظت ما بلغه أولو النهى من قبلي‬
‫فلم آلك شفقة ونصحا فأنزل كتاب إليك كمداوي حبيبه يسقيه الدوية الكريهة لا يرجو له ف‬
‫ذلك من العافية والصحة والسلم عليك يا أمي الؤمني ورحة ال وبركاته موعظته لعمر بن‬
‫عبد العزيز وكتب إليه عمر بن عبد العزيز رحهما ال اكتب إل يا أبا سعيد بوعظة فأوجز‬
‫فكتب إليه أما بعد يا أمي الؤمني فكأن الذي كان ل يكن وكأن الذي هو كائن قد نزل‬
‫واعلم يا أمي الؤمني أن الصب وإن أذاقك تعجيل مرارته فلنعم ما أعقبك من طيب حلوته‬
‫وحسن عاقبته وأن الوى وإن أذاقك طعم حلوته فلبئس ما أعقبك من مرارته وسوء عاقبته‬
‫واعلم يا أمي الؤمني أن الفائز من حرص على السلمة ف دار القامة وفاز بالرحة فأدخل‬
‫النة‬
‫موعظته لعمر بن عبد العزيز أيضا وكتب إليه عمر بن عبد العزيز اكتب إل يا أبا‬
‫سعيد بذم الدنيا فكتب إليه أما بعد يا أمي الؤمني فإن الدنيا دار ظعن وانتقال وليست بدار‬
‫إقامة على حال وإنا أنزل إليها آدم عقوبة فاحذرها فإن الراغب فيها تارك والغن فيها فقي‬
‫والسعيد من أهلها من ل يتعرض لا إنا إذا اختبها اللبيب الاذق وجدها تذل من أعزها‬
‫وتفرق من جعها فهي كالسم يأكله من ل يعرفه ويرغب فيه من يهله وفيه وال حتفه فكن‬

‫‪471‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫فيها يا أمي الؤمني كالداوي جراحه يتمي قليل مافة ما يكره طويل الصب على لوائها أيسر‬
‫من احتمال بلئها واللبيب من حذرها ول يغتر بزينتها فإنا غدارة ختالة خداعة قد تعرضت‬
‫بآمالا وتزينت لطابا فهي كالعروس العيون إليها ناظرة والقلوب عليها والة وهي والذي‬
‫بعث ممدا بالق لزواجها قاتلة فاتق يا أمي الؤمني صرعتها واحذر عثرتا فالرخاء فيها‬
‫موصول بالشدة والبلء والبقاء مؤد إل اللكة والفناء واعلم يا أمي الؤمني أن أمانيها كاذبة‬
‫وآمالا باطلة وصفوها كدر وعيشها نكد وتاركها موفق والتمسك با هالك غرق والفطن‬
‫اللبيب من خاف ما خوفه ال وحذر ما حذره وقدر من دار الفناء إل دار البقاء فعند الوت‬
‫يأتيه اليقي الدنيا وال يا أمي الؤمني دار عقوبة لا يمع من ل عقل له وبا يغتر من ل علم‬
‫عنده والازم اللبيب من كان فيها كالداوي جراحه يصب على مرارة الدواء لا يرجو من‬
‫العافية وياف من سوء عاقبة الدار والدنيا واي ال يا أمي الؤمني حلم والخرة‬
‫يقظة والتوسط بينهما الوت والعباد ف أضغاث أحلم وإن قائل لك يا أمي الؤمني ما قال‬
‫الكيم فإن تنج منها تنج من ذي عظيمة وإل فإن ل إخالك ناجيا ولا وصل كتابه إل عمر‬
‫بكى وانتحب حت رحه من كان عنده وقال يرحم ال السن فإنه ل يزال يوقظنا من الرقدة‬
‫وينبهنا من الغفلة ول هو من مشفق ما أنصحه وواعظ ما أصدقه وأفصحه كلمات حكيمة‬
‫للحسن البصري وقال احذر من نقل إليك حديث غيك فإنه سينقل إل غيك حديثك أيها‬
‫الناس إنكم ل تنالون ما تبون إل بترك ما تشتهون ول تدركون ما تأملون إل بالصب على ما‬
‫تكرهون الصب صبان صب عند الصيبة وصب عن العصية فمن قدر على ذلك فقد نال افضل‬
‫الصبين أفضل الهاد جهاد الوى ل تكن من يمع علم العلماء وحكم الكماء ويري ف‬
‫الق مرى السفهاء من خاف ال أخاف ال سبحانه منه كل شيء ومن خاف الناس أخافه ال‬
‫من كل شيء لول ثلثة ما طأطأ ابن آدم رأسه الوت والرض والفقر وإنه بعد ذلك لوثاب‬
‫احذروا العابد الاهل والعال الفاسق فإن فيهما فتنة لكل مفتون ترك الطيئة أهون من معالة‬
‫التوبة ل تكن شاة الراعي أعقل منك تزجرها الصيحة وتطردها الشارة الؤمن تلقاه الزمان بعد‬

‫‪472‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫الزمان بأمر ووجه واحد ونصيحة واحدة وإنا يتبدل النافق ليستأكل كل قوم الؤمن صدق‬
‫قوله فعله وسره علنيته ومشهده مغيبه ل يزال العبد بي ما كان له واعظ من نفسه وكانت‬
‫الفكرة من عمله‬
‫والذكر من شأنه والحاسبة من هته ول يزال بشر ما استعمل التسويف واتبع‬
‫الوى وأكثر الغفلة ورجح ف المان الق مر ل يصب عليه إل من عرف حسن العاقبة ومن‬
‫رجا الثواب خاف العقاب حادثوا هذه القلوب فإنا سريعة الدثور واقدعوا هذه النفوس فإنا‬
‫طلعة وإنكم إل تزعوها تنع بكم إل شر غاية يا بن آدم نارك ضيفك فأحسن إليه فإنك إن‬
‫أحسنت إليه ارتل يمدك وإن أسأت إليه ارتل يذمك وكذلك ليلك إنا أنت أيها النسان‬
‫عدد فإذا مضى لك يوم فقد مضى بعضك وقيل له يا أبا سعيد من أشد الناس صراخا يوم‬
‫القيامة فقال رجل رزق نعمة فاستعان با على معصية ال وكان يقول لو قمت الليل حت‬
‫ينحن ظهرك وصمت النهار حت يسقم جسمك ل ينفعك ذلك إل بورع صادق وسع رجل‬
‫يكثر الكلم فقال يا بن أخي أمسك عليك لسانك فقد قيل ما شيء أحق بسجن من لسان‬
‫وكان يقول لو ل يكن من شؤم الشراب إل أنه جاء إل أحب خلق ال إل ال فأفسده لكان‬
‫ينبغي للعاقل أن يتركه يعن العقل ويقول ما أطال أحد المل إل أساء العمل وما أساء العمل‬
‫إل ذل وقال يا عجبا لقوم قد أمروا بالزاد وأوذنوا بالرحيل وأقام أولم على آخرهم فليت‬
‫شعري ما الذي ينتظرون وقال اجعل الدنيا كالقنطرة توز عليها ول تعمرها وقال ليس‬
‫العجب من عطب كيف عطب إنا العجب من نا كيف نا وقال من أخلق الؤمن قوة ف‬
‫دين وحرص على العلم وقناعة ف فقر ورحة للمجهود وإعطاء ف حق وبر ف استقامة وفقه ف‬
‫يقي وكسب ف حلل‬
‫خطبة واصل بن عطاء النوعة الراء المد ل القدي بل غاية والباقي بل ناية الذي‬
‫عل ف دنوه ودنا ف علوه فل يويه زمان ول ييط به مكان ول يئوده حفظ ما خلق ول يلقه‬
‫على مثال سبق بل أنشأه ابتداعا وعدله اصطناعا فأحسن كل شيء خلقه وتم مشيئته وأوضح‬

‫‪473‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫حكمته فدل على ألوهيته فسبحانه ل معقب لكمه ول دافع لقضائه تواضع كل شيء لعظمته‬
‫وذل كل شيء لسلطانه ووسع كل شيء فضله ل يعزب عنه مثقال حبة وهو السميع العليم‬
‫وأشهد أن ل إله إل ال وحده إلا تقدست أساؤه وعظمت آلؤه وعل عن صفات كل ملوق‬
‫وتنه عن شبيه كل مصنوع فل تبلغه الوهام ول تيط به العقول ول الفهام يعصى فيحلم‬
‫ويدعى فيسمع ويقبل التوبة من عباده ويعفو عن السيئات ويعلم ما تفعلون وأشهد شهادة حق‬
‫وقول صدق بإخلص نية وصحة طويلة أن ممد بن عبد ال عبده ونبيه وخالصته وصفيه ابتعثه‬
‫إل خلقه بالبينة والدى ودين الق فبلغ مألكته ونصح لمته وجاهد ف سبيل ال ل تأخذه ف‬
‫الق لومة لئم ول يصده عنه زعم زاعم ماضيا على سنته موفيا على قصده حت أتاه اليقي‬
‫فصلى ال على ممد وعلى آل ممد‬
‫أفضل وأزكى وأت وأنى وأجل وأعلى صلة صلها على صفوة أنبيائه وخالصة‬
‫ملئكته وأضعاف ذلك إنه حيد ميد أوصيكم عباد ال مع نفسي بتقوى ال والعمل بطاعته‬
‫والجانبة لعصيته وأحضكم على ما يدينكم منه ويزلفكم لديه فإن تقوى ال أفضل زاد وأحسن‬
‫عاقبة ف معاد ول تلهينكم الياة الدنيا بزينتها وخدعها وفواتن لذاتا وشهوات أمالا فإنا متاع‬
‫قليل ومدة إل حي وكل شيء منها يزول فكم عاينتم من أعاجيبها وكم نصبت لكم من‬
‫حبائلها وأهلكت من جنح إليها واعتمد عليها أذاقتهم حلوا ومزجت لم سا أين اللوك الذين‬
‫بنوا الدائن وشيدوا الصانع وأوثقوا البواب وكاثفوا الجاب وأعدوا الياد وملكوا البلد‬
‫واستخدموا التلد قبضتهم بحملها وطحنتهم بكلكلها وعضتهم بأنيابا وعاضتهم من السعة‬
‫ضيقا ومن العزة ذل ومن الياة فناء فسكنوا اللحود وأكلهم الدود وأصبحوا ل ترى إل‬
‫مساكنهم ول تد إل معالهم ول تس منهم من أحد ول تسمع لم نبسا فتزودوا عافاكم ال‬
‫فإن أفضل الزاد التقوى واتقوا ال يا أول اللباب لعلكم تفلحون جعلنا ال وإياكم من ينتفع‬
‫بواعظه ويعمل لظه وسعادته ومن يستمع القول فيتبع أحسنه أولئك الذين هداهم ال وأولئك‬
‫هم أولوا اللباب إن أحسن قصص الؤمني وأبلغ مواعظ التقي كتاب ال الزكية آياته‬

‫‪474‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫الواضحة بيناته فإذا تلي عليكم فأنصتوا له واسعوا لعلكم تفلحون أعوذ بال القوي من‬
‫الشيطان الغوي إن ال هو السميع العليم قل هو ال أحد ال الصمد ل يلد ول يولد ول يكن‬
‫له كفوا أحد ث قال‬
‫نفعنا ال وإياكم بالكتاب الكيم والوحي البي وأعادنا وإياكم من العذاب الليم‬
‫وأدخلنا وإياكم جنات النعيم وصية عبد اللك بن مروان لبن أمية وقال عبد اللك بن مروان يا‬
‫بن أمية ابذلوا نداكم وكفوا أذاكم واعفوا إذا قدرت ول تبخلوا إذا سئلتم فإن خي الال ما أفاد‬
‫حدا أو نفى ذما ول يقولن أحدكم ابدأ بن تعول فإنا الناس عيال ال قد تكفل ال بأرزاقهم‬
‫فمن وسع أخلف ال عليه ومن ضيق ضيق ال عليه وصية عبد اللك بن شداد لبنه لا حضرت‬
‫عبد ال بن شداد الوفاة دعا ابنا له يقال له ممد فقال يا بن إن أرى داعى الوت ل يقلع‬
‫وأرى من مضي ل يرجع ومن بقي فإليه ينع وإن موصيك بوصية فاحفظها عليك بتقوى ال‬
‫العظيم وليكن أول المور بك شكر ال وحسن النية ف السر والعلنية فإن الشكور يزداد‬
‫والتقوى خي زاد وكن كما قال الطيئة ولست أرى السعادة جع مال ولكن التقي هو السعيد‬
‫وتقوى ال خي الزاد ذخرا وعند ال للتقى مزيد وما ل بد أن يأت قريب ولكن الذي يضي‬
‫بعيد‬
‫ث قال أي بن ل تزهدن ف معروف فإن الدهر ذو صروف واليام ذات نوائب‬
‫على الشاهد والغائب فكم من راغب أصبح مطلوبا ما لديه واعلم أن الزمان ذو ألوان ومن‬
‫يصحب الزمان ير الوان وكن أي بن كما قال أبو السود الدؤل وعد من الرحن فضل‬
‫ونعمة عليك إذا ما جاء للعرف طالب وإن امرأ ل يرتى الي عنده يكن هينا ثقل على من‬
‫يصاحب فل تنعن ذا حاجة جاء طالبا فإنك ل تدري مت أنت راغب رأيت التوا هذا الزمان‬
‫بأهله وبينهم فيه تكون النوائب ث قال أي بن كن جوادا بالال ف موضع الق بيل بالسرار‬
‫عن جيع اللق فإن أحد جود الرء النفاق ف وجه الب وإن أحد بل الر الضن بكتوم السر‬
‫وكن كما قال قيس بن الطيم النصاري أجود بكنون التلد وإنن بسرك عمن سالن لضني‬

‫‪475‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫إذا جاوز الثني سر فإنه بنث وتكثي الديث قمي وعندي له يوما إذا ما ائتمنن مكان‬
‫بسوداء الفؤاد مكي ث قال أي بن وإن غلبت يوما على الال فل تدع اليلة على حال فإن‬
‫الكري يتال والدن عيال وكن أحسن ما تكون ف الظاهر حال أقل‬
‫ما تكون ف الباطن مال فإن الكري من كرمت طبيعته وظهرت عند النفاد نعمته‬
‫وكن كما قال ابن خذاق العبدى وجدت أب قد أورثه أبوه خلل قد تعد من العال فأكرم ما‬
‫تكون على نفسي إذا ما قل ف الزمات مال فتحسن سيت وأصون عرضي ويمل عند أهل‬
‫الرأي حال وإن نلت الغن ل أغل فيه ول أخصص بفوت الوال ث قال أي بن وإن سعت‬
‫كلمة من حاسد فكن كأنك لست بالشاهد فإنك إن أمضيتها حيالا رجع العيب على من قالا‬
‫وكان يقال الريب العاقل هو الفطن التغافل وكن كما قال حات الطائي وما من شيمت شتم‬
‫ابن عمي وما أنا ملف من يرتين وكلمة حاسد ف غي جرم سعت فقلت مري فانقذين‬
‫فعابوها على ول تسؤن ول يعرق لا يوما جبين وذو اللوني يلقان طليقا وليس إذا تغيب‬
‫يأتلين سعت بعيبه فصفحت عنه مافظة على حسب ودين ث قال أي بن ل تؤاخ امرأ حت‬
‫تعاشره وتتفقد موارده ومصادره فإذا استطعت العشرة ورضيت البة فواخه على إقالة العثرة‬
‫والواساة ف العسرة وكن كما قال القنع الكندي أبل الرجال إذا أردت إخاءهم وتوسم فعالم‬
‫وتفقد‬
‫فإذا ظفرت بذى اللبابة والتقى فبه اليدين قرير عي فاشدد وإذا رأيت ول مالة زلة‬
‫فعلى أخيك بفضل حلمك فاردد ث قال أي بن إذا أحببت فل تفرط وإذا أبغضت فل تشطط‬
‫فإنه قد كان يقال أحبب حبيبك هونا ما عسى أن يكون بغيضك يوما ما وأبغض بغيضك هونا‬
‫ما عسى أن يكون حبيبك يوما ما وكن كما قال هدبة بن الشرم العذري وكن معقل للحلم‬
‫واصفح عن النا فإنك راء ما حييت وسامع وأحبب إذا أحببت حبا مقاربا فإنك ل تدري مت‬
‫أنت نازع وأبغض إذا أبغضت بغضا مقاربا فإنك ل تدري مت أنت راجع وعليك بصحبة‬
‫الخيار وصدق الديث وإياك وصحبة الشرار فإنه عار وكن كما قال الشاعر اصحب‬

‫‪476‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫الخيار وارغب فيهم رب من صاحبته مثل الرب ودع الناس فل تشتمهم وإذا شاتت فاشتم‬
‫ذا حسب إن من شات وغدا كالذي يشتري الصفر بأعيان الذهب واصدق الناس إذا حدثتهم‬
‫ودع الناس فمن شاء كذب‬
‫وصية أساء بن خارجة لبنته زوج أساء بن خارجة الفزاري بنته هندا من الجاج‬
‫بن يوسف فلما كانت ليلة أراد البناء با قال لا أساء يا بنية إن المهات يؤدبن البنات وإن‬
‫أمك هلكت وأنت صغية فعليك بأطيب الطيب الاء وأحسن السن الكحل وإياك وكثرة‬
‫العاتبة فإنا قطيعة للود وإياك والغية فإنا مفتاح الطلق وكون لزوجك أمة يكن لك عبدا‬
‫واعلمي أن القائل لمك خذي العفو من تستديي مودت ول تنطقي ف سورت حي أغضب‬
‫ول تنقرين نقرة الدف مرة فإنك ل تدرين كيف الغيب فإن وجدت الب ف الصدر والذى‬
‫إجتمعا ل يلبث الب يذهب رجل ينصح لشام بن عبد اللك وخرج الزهري يوما من عند‬
‫هشام بن عبد اللك فقال ما رأيت كاليوم ول سعت كأربع كلمات تكلم بن رجل عند‬
‫هشام دخل عليه فقال يا أمي الؤمني احفظ عن أربع كلمات فيهن صلح ملكك واستقامة‬
‫رعيتك قال وما هن قال ل تعد عدة ل تثق من نفسك بإنازها ول يغرنك الرتقى وإن كان‬
‫سهل إذا كان النحدر وعرا واعلم أن للعمال جزاء فاتق العواقب وأن للمور بغتات فكن‬
‫على حذر قال عيسي بن دأب فحدثت بذا الديث الهدي وف يده لقمة قد رفعها إل فيه‬
‫فأمسكها وقال ويك أعد علي فقلت يا أمي الؤمني أسغ لقمتك فقال حديثك‬
‫أعجب إل وصية عبد الميد بن يى الكاتب للكتاب كتب عبد الميد بن يى الكاتب‬
‫رسالة إل الكتاب يوصيهم فيها قال أما بعد حفظكم ال يأهل صناعة الكتابة وحاطكم‬
‫ووثقكم وأرشدكم فإن ال عز وجل جعل الناس بعد النبياء والرسلي صلوات ال عليهم‬
‫أجعي ومن بعد اللوك الكرمي أصنافا وإن كانوا ف القيقة سواء وصرفهم ف صنوف‬
‫الصناعات وضروب الحاولت إل أسباب معايشهم وأبواب أرزاقهم فجعلكم معشر الكتاب‬
‫ف أشرف الهات أهل الدب والروءة والعلم والرواية بكم تنتظم للخلفة ماسنها وتستقيم‬

‫‪477‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫أمورها وبنصائحكم يصلح ال للخلق سلطانم وتعمر بلدهم ل يستغن اللك عنكم ول يوجد‬
‫كاف إل منكم فموقعكم من اللوك موقع أساعهم الت با يسمعون وأبصارهم الت با يبصرون‬
‫وألسنتهم الت با ينطقون وأيديهم الت با يبطشون فأمتعكم ال با خصكم من فضل صناعتكم‬
‫ول نزع عنكم ما أضفاه من النعمة عليكم وليس أحد أحوج إل اجتماع خلل الي الحمودة‬
‫وخصال الفضل الذكورة العدودة منكم أيها الكتاب إذا كنتم على ما يأت ف هذا الكتاب من‬
‫صفتكم فإن الكاتب يتاج من نفسه ويتاج منه صاحبه الذي يثق به ف مهمات أموره أن‬
‫يكون حليما ف موضع اللم فهيما ف موضع الكم مقداما ف موضع القدام مجاما ف‬
‫موضع الحجام مؤثرا للعفاف والعدل والنصاف كتوما للسرار وفيا عند‬
‫الشدائد عالا با يأت من النوازل يضع المور مواضعها والطوارق أماكنها قد نظر‬
‫ف كل فن من فنون العلم فأحكمته فإن ل يكمه أخذ منه بقدار يكتفي به يعرف بغريزة عقله‬
‫وحسن أدبه وفضل تربته ما يرد عليه قبل وروده وعاقبة ما يصدر عنه قبل صدوره فبعد لكل‬
‫أمر عدته وعتاده ويهيئ لكل وجه هيئته وعادته قتنافسوا يا معشر الكتاب ف صنوف الداب‬
‫وتفقهوا ف الدين وابدءوا بعلم كتاب ال عز وجل والفرائض ث العربية فإنا ثقاف ألسنتكم ث‬
‫أجيدوا الط فإنه حلية كتبكم وارووا الشعار واعرفوا غريبها ومعانيها وأيام العرب والعجم‬
‫وأحاديثها وسيها فإن ذلك معي لكم على ما تسمو إليه همكم ول تضيعوا النظر ف الساب‬
‫فإنه قوام كتاب الراج وارغبوا بأنفسكم عن الطامع سنيها ودنيها وسفساف المور وماقرها‬
‫فإنا مدلة للرقاب مفسدة للكتاب ونزهوا صناعتكم عن الدناءات واربئوا بأنفسكم عن السعاية‬
‫والنميمة وما فيه أهل الهالت وإياكم والكب والصلف والعظمة فإنا عداوة متلبة من غي‬
‫إحنة وتابوا ف ال عز وجل ف صناعتكم وتواصوا عليها بالذي هو أليق بأهل الفضل والعدل‬
‫والنبل من سلفكم وإن نبا الزمان برجل منكم فاعطفوا عليه وواسوه حت يرجع إليه حاله‬
‫ويثوب إليه أمره وإن أقعد أحدكم الكب عن مكبه ولقاء إخوانه فزوروه وعظموه وشاوروه‬
‫واستظهروا بفضل تربته وقدم معرفته وليكن الرجل منكم على من اصطنعه واستظهر به ليوم‬

‫‪478‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫حاجته إليه أحفظ منه على ولده وأخيه فإن عرضت ف الشغل ممدة فل يضيفها إل إل‬
‫صاحبه وإن عرضت مذمة فليحملها‬
‫هو من دونه وليحذر السقطة والزلة واللل عند تغي الال فإن العيب إليكم معشر‬
‫الكتاب أسرع منه إل القراء وهو لكم أفسد منه لا فقد علمتم أن الرجل منكم إذا صحبه‬
‫الرجل يبذل له من نفسه ما يب له عليه من حقه فواجب عليه أن يعتقد له من وفائه وشكره‬
‫واحتماله وصبه ونصيحته وكتمان سره وتدبي أمره ما هو جزاء لقه ويصدق ذلك بفعاله‬
‫عند الاجة إليه والضطرار إل ما لديه فاستشعروا ذلكم وفقكم ال من أنفسكم ف حالة‬
‫الرخاء والشدة والرمان والواساة والحسان والسراء والضراء فنعمت الشيمة هذه لن وسم‬
‫با من أهل هذه الصناعة الشريفة فإذا ول الرجل منكم أو صي إليه من أمر خلق ال وعياله‬
‫أمر فلياقب ال عز وجل وليؤثر طاعته وليكن على الضعيف رفيقا وللمظلوم منصفا فإن اللق‬
‫عيال ال وأحبهم إليه أرفقهم بعياله ث ليكن بالعدل حاكما وللشراف مكرما وللفيء موفرا‬
‫وللبلد عامرا وللرعية متألفا وعن إيذائهم متخيفا وليكن ف ملسه متواضعا حليما وف‬
‫سجلت خراجه واستقضاء حقوقه رفيقا وإذا صحب أحدكم رجل فليختب خلئقه فإذا عرف‬
‫حسنها وقبيحها أعانه على ما يوافقه من السن واحتال لصرفه عما يهواه من القبيح بألطف‬
‫حيلة وأجل وسيلة وقد علمتم أن سائس البهيمة إذا كان بصيا بسياستها التمس معرفة‬
‫أخلقها فإن كانت رموحا ل يهجها إذا ركبها وإن كانت شبوبا اتقاها من قبل يديها وإن‬
‫خاف منها شرودا توقاها من ناحية رأسها وإن كانت حرونا قمع برفق هواها ف طريقها فإن‬
‫استمرت غطفها يسيا فيسلس له قيادها وف هذا الوصف من السياسة دلئل لن ساس الناس‬
‫وعاملهم وخدمهم وداخلهم والكاتب بفضل أدبه وشريف صنعته ولطيف حيلته ومعاملته لن‬
‫ياوره‬
‫من الناس ويناظره ويفهم عنه أو ياف سطوته أول بالرفق بصاحبه ومداراته وتقوي‬
‫وده من سائس البهيمة الت ل تي جوابا ول تعرف صوابا ول تفهم خطابا إل بقدر ما يصيها‬

‫‪479‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫إليه صاحبها الراكب عليها أل فأمعنوا رحكم ال ف النظر وأعملوا فيه ما أمكنكم من الروية‬
‫والفكر تأمنوا بإذن ال من صحبتموه النوة والستثقال والفوة ويصي منكم إل الوافقة‬
‫وتصيوا منه إل الؤاخاة والشفقة إن شاء ال تعال ول ياوزن الرجل منكم ف هيئة ملسه‬
‫وملبسه ومركبه ومطعمه ومشربه وبنائه وخدمه وغي ذلك من فنون أمره قدر حقه فإنكم مع‬
‫ما فضلكم ال به من شرف صنعتكم خدمة ل تملون ف خدمتكم على التقصي وحفظة ل‬
‫تتمل منكم أفعال التضييع والتبذير واستعينوا على عفافكم بالقصد ف كل ما ذكرته لكم‬
‫وقصصته عليكم واحذروا متالف السرف وسوء عاقبة الترف فإنما يعقبان الفقر ويذلن‬
‫الرقاب ويفضحان أهلهما ول سيما الكتاب وأرباب الداب وللمور أشباه وبعضها دليل على‬
‫بعض فاستدلوا علي مؤتنف أعمالكم با سبقت إليه تربتكم ث اسلكوا من مسالك التدبي‬
‫أوضحها مجة وأصدقها حجة وأحدها عاقبة واعلموا أن للتدبي آفة متلفة وهي الوصف‬
‫الشاغل لصاحبه عن إنفاذ عمله ورؤيته فليقصد الرجل منكم ف ملسه قصد الكاف من منطقه‬
‫وليوجز ف ابتدائه وجوابه وليأخذ بجامع حججه فإن ذلك مصلحة لفعله ومدفعة للتشاغل عن‬
‫إكثاره‬
‫وليضرع إل ال ف صلة توفيقه وإمداده بتسديده مافة وقوعه ف الغلط الضر ببدنه‬
‫وعقله وأدبه فإنه إن ظن منكم ظان أو قال قائل إن الذي برز من جيل صنعته وقوة حركته إنا‬
‫هو بفضل حيلته وحسن تدبيه فقد تعرض بظنه أو مقالته إل أن يكله ال عز وجل إل نفسه‬
‫فيصي منها إل غي كاف وذلك على من تأمله غي خاف ول يقل أحد منكم إنه أبصر بالمور‬
‫وأحل لعبء التدبي من مرافقه ف صناعته ومصاحبه ف خدمته فإن أعقل الرجلي عند ذوي‬
‫اللباب من رمي بالعجب وراء ظهره ورأى أن صاحبه أعقل منه وأحد ف طريقته وعلى كل‬
‫واحد من الفريقي أن يعرف فضل نعم ال جل ثناؤه من غي اغترار برأيه ول تزكية لنفسه ول‬
‫تكاثر على أخيه أو نظيه وصاحبه وعشيه وحد ال واجب على الميع وذلك بالتواضع‬
‫لعظمته والتذلل لعزته والتحدث بنعمته وأنا أقول ف كتاب هذا ما سبق به الثل من يلزم‬

‫‪480‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫النصيحة يلزمه العمل وهو جوهر هذا الكتاب وغرة كلمه بعد الذي فيه من ذكر ال عز وجل‬
‫فلذلك جعلته آخره وتمته به تولنا ال وإياكم يا معشر الطلبة والكتبة با يتول به من سبق‬
‫علمه بإسعاده وإرشاده فإن ذلك إليه وبيده والسلم عليكم ورحة ال وبركاته‬
‫الصراع بي الموية والعباسية خطبة قحطبة بن شبيب الطائي لا دخل أبو مسلم‬
‫الراسان زعيم الدعوة العباسية مدينة مرو سنة ه هرب منها نصر بن سيار أمي خراسان من‬
‫قبل مروان بن ممد الموي ث سار إل نباته ابن حنظلة عامل جرجان فوجه أبو مسلم قحطبة‬
‫بن شبيب ف جيش لقتاله وقدم قحطبة فنل بإزاء نباتة وأهل الشأم ف عدة ل ير الناس مثلها‬
‫فلما رآهم أهل خراسان هابوهم حت تكلموا بذلك وأظهروه وبلغ قحطبة فقام فيهم خطيبا‬
‫فقال يأهل خراسان هذه البلد كانت لبائكم الولي وكانوا ينصرون على عدوهم لعدلم‬
‫وحسن سيتم حت بدلوا وظلموا فسخط ال عز وجل عليهم فانتزع سلطانم وسلط عليهم‬
‫أذل أمة كانت ف الرض عندهم فغلبوهم على بلدهم واستنكحوا نساءهم واسترقوا أولدهم‬
‫فكانوا بذلك يكمون بالعدل ويوفون بالعهد وينصرون‬
‫الظلوم ث بدلوا وغيوا وجاروا ف الكم وأخافوا أهل الب والتقوى من عترة‬
‫رسول ال فسلطكم عليهم لينتقم منهم بكم ليكونوا أشد عقوبة لنكم طلبتموهم بالثأر وقد‬
‫عهد إل المام أنكم تلقونم ف مثل هذه العدة فينصركم ال عز وجل عليهم فتهزمونم‬
‫وتقتلونم وقد قرئ على قحطبة كتاب أب مسلم من أل مسلم إل قحطبة بسم ال الرحن‬
‫الرحيم أما بعد فناهض عدوك فإن ال عز وجل ناصرك فإذا ظهرت عليهم فأثخن ف القتل‬
‫فالتقوا ف مستهل ذي الجة سنة ه ف يوم المعة فقال قحطبة خطبة أخرى له يأهل خراسان‬
‫إن هذا يوم قد فضله ال تبارك وتعال على سائر اليام والعمل فيه مضاعف وهذا شهر عظيم‬
‫فيه عيد من أعظم أعيادكم عند ال عز وجل وقد أخبنا المام أنكم تنصرون ف هذا اليوم من‬
‫هذا الشهر على عدوكم فالقوه بد واحتساب فإن ال مع الصابرين ث ناهضهم فاقتتلوا وصب‬

‫‪481‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫بعضهم لبعض فانزم أهل الشام وقتل منهم عشرة آلف وقتل نباتة وبعث قحطبة برأسه ورأس‬
‫ابنه حية إل أب مسلم‬
‫استدراك على الزء الول سقطت هذه الطبة سهوا ف أثناء الطبع فأوردناها هنا‬
‫خطبة السيدة عائشة حي أنبئت بقتل عثمان كانت السيدة عائشة خرجت إل مكة للحج‬
‫وعثمان مصور ث خرجت من مكة تريد الدينة فلما كانت بسرف أنبئت بقتل عثمان‬
‫فانصرفت إل مكة فقصدت الجر فسترت فيه واجتمع إليها الناس فقالت أيها الناس إن‬
‫الغوغاء من أهل المصار وأهل الياه وعبيد أهل الدينة اجتمعوا على هذا الرجل القتول ظلما‬
‫بالمس ونقموا عليه استعمال من حدثت سنه وقد استعمل أمثالم قبله ومواضع من المى‬
‫حاها لم فتابعهم ونزع لم عنها فلما ل يدوا حجة ول عذرا بادروا بالعدوان فسفكوا الدم‬
‫الرام واستحلوا البلد الرام والشهر الرام وأخذوا الال الرام وال لصبع من عثمان خي من‬
‫طباق الرض أمثالم وال لو أن الذي اعتدوا به عليه كان ذنبا للص منه كما يلص الذهب‬
‫من خبثه أو الثوب من درنه إذ ماصوه كما ياص الثوب بالاء انتهي الزء الثان ويليه الزء‬
‫الثالث وأوله الباب الرابع ف خطب ووصايا العصر العباسي الول‬
‫الباب الرابع الطب والوصايا ف العصر العباسي الول خطبة أب العباس السفاح‬
‫وقد بويع باللفة توف سنة ه صعد أبو العباس السفاح النب حي بويع له باللفة فقام ف‬
‫أعله وصعد عمه داود بن علي فقام دونه وتكلم أبو العباس فقال المد ل الذي اصطفى‬
‫السلم لنفسه تكرمة وشرفه وعظمه واختاره لنا وأيده بنا وجعلنا أهله وكهفه وحصنه والقوام‬
‫به والذابي عنه والناصرين له وألزمنا كلمة التقوى وجعلنا أحق با وأهلها وخصنا برحم‬
‫رسول ال‬
‫وقرابته وأنشأنا من آبائه وأنبتنا من شجرته واشتقنا من نبعته جعله من أنفسنا عزيزا‬
‫عليه ما عنتنا حريصا علينا بالؤمني رءوفا رحيما ووضعنا من السلم وأهله بالوضع الرفيع‬
‫وأنزل بذلك على أهل السلم كتابا يتلى عليهم فقال عز من قائل فيما أنزل من مكم القران‬

‫‪482‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫إنا يريد ال ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيا وقال قل ل أسألكم عليه أجرا‬
‫إل الودة ف القرب وقال وأنذر عشيتك القربي وقال ما أفاء ال على رسوله من أهل القرى‬
‫فلله وللرسول ولذى القرب واليتامى وقال واعلموا أنا غنمتم من شيء فأن ل خسه وللرسول‬
‫ولذى القرب واليتامى فأعلمهم جل ثناؤه فضلنا وأوجب عليهم حقنا ومودتنا وأجزل من‬
‫الفىء والغنيمة نصيبنا تكرمة لنا وفضل علينا وال ذو الفضل العظيم وزعمت السبئية الضلل‬
‫أن غينا أحق بالرياسة واللفة منا فشاهت وجوههم ب ول أيها الناس وبنا هدى ال الناس‬
‫بعد ضللتهم وبصرهم بعد جهالتهم وأنقذهم بعد هلكتهم وأظهر بنا الق وأدحض بنا الباطل‬
‫وأصلح بنا منهم ما كان فاسدا ورفع بنا السيسة وأت بنا النقيصة وجع الفرقة حت عاد الناس‬
‫بعد العداوة أهل تعاطف وبر ومواساة ف دينهم ودنياهم وإخوانا على سرر متقابلي ف آخرتم‬
‫فتح ال ذلك منة ومنحة لحمد فلما قبضه ال إليه قام بذلك المر من بعده أصحابه وأمرهم‬
‫شورى بينهم فحووا مواريث المم فعدلوا فيها‬
‫ووضعوها مواضعها وأعطوها أهلها وخرجوا خاصا منها ث وثب بنو حرب‬
‫ومروان فابتزوها وتداولوها بينهم فجاروا فيها واستأثروا با وظلموا أهلها فأملى ال لم حينا‬
‫حت آسفوه فلما آسفوه انتقم منهم بأيدينا ورد علينا حقنا وتدارك بنا أمتنا وول نصرنا والقيام‬
‫بأمرنا ليمن بنا على الذين استضعفوا ف الرض وختم بنا كما افتتح بنا وإن لرجو أل يأتيكم‬
‫الور من حيث أتاكم الي ول الفساد من حيث جاءكم الصلح وما توفيقنا أهل البيت إل‬
‫بال يأهل الكوفة أنتم مل مبتنا ومنل مودتنا أنتم الذين ل تتغيوا عن ذلك ول يثنكم عن‬
‫ذلك تامل أهل الور عليكم حت أدركتم زماننا وأتاكم ال بدولتنا فأنتم أسعد الناس بنا‬
‫وأكرمهم علينا وقد زدتكم ف أعطياتكم مائة درهم فاستعدوا فأنا السفاح البيح والثائر البي‬
‫وكان موعوكا فاشتد به الوعك فجلس على النب وصعد داود بن علي فقام دونه على مراقي‬
‫النب فقال خطبة داود بن علي المد ل شكرا شكرا شكرا الذي أهلك عدونا وأصار إلينا‬
‫مياثنا من نبينا ممد أيها الناس الن أقشعت حنادس الدنيا وانكشف‬

‫‪483‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫غطاؤها وأشرقت أرضها وساؤها وطلعت الشمس من مطلعها وبزغ القمر من‬
‫مبزغه وأخذ القوس باريها وعاد السهم إل النعة ورجع الق إل نصابه ف أهل بيت نبيكم‬
‫أهل الرأفة والرحة بكم والعطف عليكم أيها الناس إنا وال ما خرجنا ف طلب هذا المر لنكثر‬
‫لينا ول عقيانا ول نفر نرا ول نبن قصرا وإنا أخرجنا النفة من ابتزازهم حقنا والغضب‬
‫لبن عمنا وما كرثنا من أموركم وبظنا من شئونكم ولقد كانت أموركم ترمضنا ونن على‬
‫فرشنا ويشتد علينا سوء سية بن أمية فيكم وخرقهم بكم واستذللم لكم واستئثارهم بفيئكم‬
‫وصدقاتكم ومغانكم عليكم لكم ذمة ال تبارك وتعال وذمة رسوله وذمة العباس رحه ال أن‬
‫نكم فيكم با أنزل ال ونعمل فيكم بكتاب ال ونسي ف العامة منكم والاصة بسية رسول‬
‫ال تبا تبا لبن حرب بن أمية وبن مروان آثروا ف مدتم وعصرهم العاجلة على الجلة والدار‬
‫الفانية على الدار الباقية فركبوا الثام وظلموا النام وانتهكوا الحارم وغشوا الرائم وجاروا ف‬
‫سيتم ف العباد وسنتهم ف البلد الت با استلذوا تسربل الوزار وتلبب الصار ومرحوا ف‬
‫أعنة العاصي وركضوا ف ميادين الغي جهل باستدراج ال وأمنا لكر ال فأتاهم بأس ال بياتا‬
‫وهم نائمون فأصبحوا أحاديث ومزقوا كل مزق فبعدا للقوم الظالي وأدالنا ال من مروان وقد‬
‫غره بال الغرور أرسل لعدو ال ف عنانه حت عثر ف فضل خطامه فظن عدو ال أن لن نقدر‬
‫عليه فنادى حزبه وجع مكايده ورمى بكتائبه فوجد أمامه ووراءه وعن يينه وشاله من مكر‬
‫ال وبأسه‬
‫ونقمته ما أمات باطله ومق ضلله وجعل دائرة السوء به وأحيا شرفنا وعزنا ورد‬
‫إلينا حقنا وإرثنا أيها الناس إن أمي الؤمني نصره ال نصرا عزيزا إنا عاد إل النب بعد الصلة‬
‫أنه كره أن يلط بكلم المعة غيه وإنا قطعه عن استتمام الكلم بعد أن اسحنفر فيه شدة‬
‫الوعك وادعوا ال لمي الؤمني بالعافية فقد أبدلكم ال بروان عدو الرحن وخليفة الشيطان‬
‫التبع للسفلة الذين أفسدوا ف الرض بعد إصلحها بإبدال الدين وانتهاك حري السلمي‬
‫الشاب التكهل التمهل القتدي بسلفه البرار الخيار الذين أصلحوا الرض بعد فسادها بعال‬

‫‪484‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫الدى ومناهج التقوى فعج الناس له بالدعاء ث قال يأهل الكوفة إنا وال ما زلنا مظلومي‬
‫مقهورين على حقنا حت أتاح ال لنا شيعتنا أهل خراسان فأحيا بم حقنا وأفلج بم حجتنا‬
‫وأظهر بم دولتنا وأراكم ال ما كنتم به تنتظرون وإليه تتشوفون فأظهر فيكم الليفة من هاشم‬
‫وبيض به وجوهكم وأدالكم على أهل الشأم ونقل إليكم السلطان وعز السلم ومن عليكم‬
‫بإمام منحه العدالة وأعطاه حسن اليالة فخذوا ما آتاكم ال بشكر والزموا طاعتنا ول تدعوا‬
‫عن أنفسكم فإن المر أمركم فإن لكل أهل بيت مصرا وإنكم مصرنا أل وإنه ما صعد منبكم‬
‫هذا خليفة بعد رسول ال إل أمي الؤمني علي بن أب طالب وأمي الؤمني عبد ال بن ممد‬
‫وأشار بيده إل أب العباس فأعلموا أن هذا المر فينا ليس بارج منا حت نسلمه إل عيسى بن‬
‫مري صلى ال عليه والمد ل رب العالي على ما أبلنا وأولنا‬
‫خطبة داود بن علي وقد أرتج على السفاح وروى أنه لا قام أبو العباس ف أول‬
‫خلفته على النب قام بوجه كورقة الصحف فاستحيا فلم يتكلم فنهض داود بن علي حت‬
‫صعد النب فقال النصور فقلت ف نفسي شيخنا وكبينا ويدعو إل نفسه فل يتلف عليه اثنان‬
‫فانتضيت سيفي وغطيته بثوب وقلت إن فعل ناجزته فلما رقى عتبا استقبل الناس بوجهه دون‬
‫أب العباس ث قال أيها الناس إن أمي الؤمني يكره أن يتقدم قوله فعله ولثر الفعال أجدى‬
‫عليكم من تشقيق القال وحسبكم بكتاب ال متثل فيكم وابن عم رسول ال خليفة عليكم‬
‫وال قسما برا ل أريد به إل ال ما قام هذا القام أحد بعد رسول ال أحق به من علي بن أب‬
‫طالب وأمي الؤمني هذا فليظن ظانكم وليهمس هامسكم قال أبو جعفر ث نزل وشت سيفى‬
‫خطبة أخرى له وروى السيد الرتضى ف أماليه قال أراد أبو العباس السفاح يوما أن يتكلم بأمر‬
‫من المور بعد ما أفضت اللفة إليه وكان فيه حياء مفرط فأرتج عليه فقال داود بن علي بعد‬
‫أن حد ال وأثن عليه أيها الناس إن أمي الؤمني الذى قلده ال سياسة رعيته عقل من لسانه‬
‫عند ما يعهد من بيانه ولكل مرتق بر حت تنفسه العادات فأبشروا بنعمة ال ف‬
‫صلح دينكم ورغد عيشكم خطبة أخرى للسفاح بالكوفة وخطب السفاح ف المعة الثانية‬

‫‪485‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫بالكوفة فقال يأيها الذين امنوا أوفوا بالعقود وال لأعدكم شيئا إل وفيت بالوعد والوعيد‬
‫ولعملن اللي حت ل تنفع إل الشدة ولغمدن السيف إل ف إقامة حد أو بلوغ حق‬
‫ولعكينكم حت أرى العطية ضياعا إن أهل بيت اللعنة والشجرة اللعونة ف القران لكم أعداء‬
‫ل يرجعون معكم من حالة إل إل ماهو أشد منها ول يلى عليكم منهم وال إل تنيت من كان‬
‫قبله وإن كان ل خي ف جيعهم منعوكم الصلة ف أوقاتا وطالبوكم بأدائها ف غي وقتها‬
‫وأخذوا القبل بالدبر والار بالار وسلطوا شراركم على خياركم فقد مق ال جورهم وأزهق‬
‫باطلهم بأهل بيت نبيكم فما نؤخر لكم عطاء ول نضيع لحد منكم حقا ول نمركم ف بعث‬
‫ول ناطر بكم ف قتال ول نبذلكم دون أنفسنا وال على ما نقول وكيل بالوفاء والجتهاد‬
‫وعليكم بالسمع والطاعة ث نزل خطبة السفاح بالشام حي قتل مروان ولا قتل مروان بن ممد‬
‫اخر خلفاء بن أمية خطب السفاح فقال أل تر إل الذين بدلوا نعمة ال كفرا وأحلوا قومهم‬
‫دار البوار جهنم‬
‫يصلونا وبئس القرار نكص بكم يأهل الشأم آل حرب وآل مروان يتسكعون بكم‬
‫الظلم ويتهورون بكم مداحض الزلق يطئون بكم حرم ال وحرم رسوله ماذا يقول زعماؤكم‬
‫غدا يقولون ربنا هؤلء أضلونا فآتم عذابا ضعفا من النار إذن يقول ال عز وجل لكل ضعف‬
‫ولكن ل تعلمون أما أمي الؤمني فقد أئتنف بكم التوبة واغتفر لكم الزلة وبسط لكم القالة‬
‫وعاد بفضله على نقصكم وبلمه على جهلكم فليفرخ روعكم ولتطمئن به داركم وليقطع‬
‫مصارع أوائلكم فتلك بيوتم خاوية با ظلموا خطبة عيسى بن علي حي قتل مروان وخطب‬
‫عيسى بن علي عم السفاح لا قتل مروان فقال المد ل الذى ل يفوته من طلب ول يعجزه‬
‫من هرب خدعت وال الشقر نفسه إذ ظن أن ال مهله ويأب ال إل أن يتم نوره ولو كره‬
‫الكافرون فحت مت وإل مت أما وال لقد كرهتهم العيدان الت افترعوها وأمسكت السماء‬
‫درها والرض ريعها وقحل الضرع وجفز الفنيق وأسل‬

‫‪486‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫جلباب الدين وأبطلت الدود وأهدرت الدماء وكان ربك بالرصاد فدمدم عليهم‬
‫ربم بذنبهم فسواها ول ياف عقباها وملكنا ال أمركم عباد ال لينظر كيف تعملون فالشكر‬
‫الشكر فإنه من دواعي الزيد أعاذنا ال وإياكم من مضلت الهواء وبغتات الفت فإنا نن به‬
‫وله خطبة داود بن علي بكة وخطب داود بن على الناس بكة ف أول موسم ملكه بنو العباس‬
‫فقال شكرا شكرا إنا وال ماخرجنا لنحفر فيكم نرا ول لنبن فيكم قصرا أظن عدو ال أن لن‬
‫نقدر عليه أن روخي له من خطامه حت عثر ف فضل زمامه فالن حيث أخذ القوس باريها‬
‫وعادت النبل إل النعة ورجع اللك ف نصابه من أهل بيت النبوة والرحة وال لقد كنا نتوجع‬
‫لكم ونن ف فرشنا أمن السود والحر لكم ذمة ال لكم ذمة رسول ال لكم ذمة العباس ل‬
‫ورب هذه البنية وأومأ بيده إل الكعبة ل نيج منكم أحدا‬
‫خطبته بالدينة قال أيها الناس حتام يهتف بكم صريكم أما ان لراقدكم أن يهب‬
‫من نومه كل بل ران على قلوبم ما كانوا يكسبون أغركم المهال حت حسبتموه الهال‬
‫هيهات منكم وكيف بكم والسوط كفى والسيف مشهر حت يبيد قبيلة فقبيلة ويعض كل‬
‫مثقف بالام ويقمن ربات الدور حواسرا يسحن عرض ذوائب اليتام خطبة أخرى له‬
‫وخطب فقال أحرز لسان رأسه اتعظ امرؤ بغيه اعتب عاقل قبل أن يعتب به فأمسك الفضل من‬
‫قوله وقدم الفضل من عمله ث أخذ بقائم سيفه فقال إن بكم داء هذا دواؤه وأنا زعيم لكم‬
‫بشفائه وما بعد الوعيد إل اليقاع‬
‫خطبته وقد بلغه أن قوما أظهروا شكاة بن العباس وبلغه أن قوما أظهروا شكاة بن‬
‫العباس فافترع النب وحد ال وأثن عليه ث قال أغدرا يأهل التر والتبديل أل يردعكم الفتح‬
‫البي عن الوض ف ذم أمي الؤمني كل وال حت تملوا أوزاركم وأوزار الذين كانوا من‬
‫قبلكم كيف قامت شفاهكم بالشكوى لمي الؤمني بعد أن حانت آجالكم فأرجأها وانبعثت‬
‫دماؤكم فحقنها الن يا منابت الدمن مشيتم الضراء ودببتم المر أما وممد والعباس إن عدت‬
‫لثل ما بدأت لحصدنكم بظبات السيوف ث يغن ربنا عنكم ونستبدل غيكم ث ل يكونوا‬

‫‪487‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫أمثالكم مهل يا روايا الرجاف وأبناء النفاق عن الوض فيما كفيتم والتخطى إل ما حذرت‬
‫قبل أن تتلف نفوس ويقل عدد ويذل عز وما أنتم وتلك أل تدوا ما وعد ربكم حقا من‬
‫إيراث الستضعفي مشارق الرض ومغاربا بلى والجر والجر ولكنه حسد مضمر وحسك‬
‫ف الصدور فرغما للمعاطس وبعدا للقوم الظالي‬
‫خطبته وقد أرتج عليه وخطب داود بن على فحمد ال جل وعز وأثن عليه وصلى‬
‫علىالنب فلما قال أما بعد امتنع عليه الكلم ث قال أما بعد فقد يد العسر ويعسر الوسر ويفل‬
‫الديد ويقطع الكليل وإنا الكلم بعد الفحام كالشراق بعد الظلم وقد يعزب البيان ويعقم‬
‫الصواب وإنا اللسان مضغة من النسان يفتر بفتوره إذا نكل ويثوب بانبساطه إذا ارتل أل‬
‫وإننا ل ننطق بطرا ول نسكت حصرا بل نسكت معتبين وننطق مرشدين ونن بعد أمراء‬
‫القول فينا وشجت أعراقه وعلينا عطفت أغصانه ولنا تدلت ثرته فنتخي منه ما احلول‬
‫وعذب ونطرح منه ما املول وخبث ومن بعد مقامنا هذا مقام وبعد أيامنا أيام يعرف فيها‬
‫فضل البيان وفصل الطاب وال أفضل مستعان ث نزل‬
‫خطبة صال بن علي وخطب صال بن على عم السفاح فقال يا أعضاد النفاق‬
‫وعبد الضللة أغركم لي أساسي وطول إيناسي حت ظن جاهلكم أن ذلك لفلول حد وفتور‬
‫جد وخور قناة كذبت الظنون إنا العترة بعضها من بعض فإذ قد استوليتم العافية فعندي فطام‬
‫وفكاك وسيف يقد الام وإن أقول أغركم أن بأكرم شيمة رفيق وأن بالفواحش أخرق ومثلى‬
‫إذا ل يز أحسن سعيه تكلم نعماه بفيها فتنطق لعمري لقد فاحشتن فغلبتن هنيئا مريئا أنت‬
‫بالفحش أرفق خطبة سديف بن ميمون وروى صاحب العقد قال لا قدم الغمر بن يزيد بن‬
‫عبد اللك على أب العباس السفاح ف ثاني رجل من‬
‫بن أمية وضعت لم الكراسي ووضعت لم نارق وأجلسوا عليها وأجلس الغمر‬
‫مع نفسه ف الصلى ث أذن لشيعته فدخلوا ودخل فيهم سديف بن ميمون وكان متوشحا سيفا‬
‫متنكبا قوسا وكان طويل ادم فقام خطيبا فحمد ال وأثن عليه ث قال أيزعم الضلل با‬

‫‪488‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫حبطت أعمالم أن غي ال ممد أول باللفة فلم وب أيها الناس لكم الفضل بالصحابة دون‬
‫حق ذوى القرابة الشركاء ف النسب الكفاء ف السب الاصة ف الياة الوفاة عند الوفاة مع‬
‫ضربم على الدين جاهلكم وإطعامهم ف الول جائعكم فكم قصم ال بم من جبار باغ‬
‫وفاسق ظال ل يسمع بثل العباس ل تضع له أمة بواجب حق أبو رسول ال بعد أبيه وجلدة‬
‫مابي عينيه أمينه ليلة العقبة ورسوله إل أهل مكة وحاميه يوم حني ل يرد له رأيا وليالف له‬
‫قسما إنكم وال معاشر قريش ما اخترت لنفسكم من حيث ما اختاره ال لكم تيمى مرة‬
‫وعدوى مرة وكنتم بي ظهران قوم قد اثروا العاجل على الجل والفان على الباقى وجعلوا‬
‫الصدقات ف الشهوات والفىء ف اللذات والغناء والغان‬
‫ف الحارم إذا ذكروا بال ل يذكروا وإذا قدموا بالق أدبروا فذلك زمانم وبذلك‬
‫كان يعمل شيطانم خطبة أب مسلم الراسان وروى ابن أب الديد قال وخطب أبو مسلم‬
‫بالدينة ف السنة الت حج فيها ف خلفة السفاح فقال المد ل الذي حد نفسه واختار‬
‫السلم دينا لعباده ث أوحى إل ممد رسول ال وآله من ذلك ما أوحى واختاره من خلقه‬
‫نفسه من أنفسهم وبيته من بيوتم ث أنزل عليه ف كتابه الناطق الذي حفظه بعلمه وأشهد‬
‫ملئكته على حقه قوله إنا يريد ال ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيا ث‬
‫جعل الق بعد ممد وآله ف أهل بيته فصب من صب منهم بعد وفاة رسول ال وآله على‬
‫اللواء والشدة وأغضى على الستبداد والثرة ث إن قوما من أهل بيت الرسول وآله جاهدوا‬
‫على ملة نبيه وسنته بعد عصر من الزمان من عمل بطاعة الشيطان وعداوة الرحن بي ظهران‬
‫قوم اثروا العاجل على الجل والفان على الباقى إن رتق جور فتقوه أو فتق حق رتقوه أهل‬
‫خور وماخور وطنابي ومزامي إن ذكروال يذكروا أو قدموا إل الق أدبروا وجعلوا الصدقات‬
‫ف الشبهات والغان ف الحارم والفئ ف الغي هكذا كان زمانم وبه كان يعمل سلطانم‬
‫وزعمو أن غي آل ممد أول بالمر منهم فلم وب أيها الناس ألكم الفضل بالصحابة دون ذوى‬
‫القرابة الشركاء‬

‫‪489‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫ف النسب والورثة ف السلب مع ضربم على الدين جاهلكم وإطعامهم ف الدب‬
‫جائعكم وال ما اخترت من حيث اختار ال لنفسه ساعة قط وما زلتم بعد نبيه تتارون تيميا‬
‫مرة وعدويا مرة وأمويا مرة وأسديا مرة وسفيانيا مرة ومروانيا مرة حت جاءكم من ل تعرفون‬
‫اسه ول بيته يضربكم بسيفه فأعطيتموها عنوة وأنتم صاغرون أل إن ال ممد أئمة الدى‬
‫ومنار سبيل التقى القاده الذادة السادة بنو عم رسول ال ومنل جبيل بالتنيل كم قصم ال‬
‫بم من جبار طاغ وفاسق باغ شيد ال بم الدى وجلى بم العمى ل يسمع بثل‬
‫العباس وكيف ل تضع له المم لواجب حق الرمة أبو رسول ال بعد أبيه وإحدى يديه‬
‫وجلدة بي عينيه أمينه يوم العقبة وناصره بكة ورسوله إل أهلها وحاميه يوم حني عند ملتقى‬
‫الفئتي ل يالف له رسا ول يعصى له حكما الشافع يوم نيق العقاب إل رسول ال وآله ف‬
‫الحزاب ها إن ف هذا أيها الناس لعبة لول البصار خالد بن صفوان وأخوال السفاح روى‬
‫الاحظ قال كان خالد بن صفوان الهتمى من سار أب العباس السفاح وأهل النلة عنده‬
‫ففخر عليه ناس من بلحارث وأكثروا ف القول فقال أبو العباس ل ل تتكلم يا خالد فقال‬
‫أخوال أمي الؤمني وعصبته قال فأنتم أعمام أمي الؤمني وعصبته قال خالد وما عسى أن‬
‫أقول لقوم كانوا بي ناسج برد ودابغ جلد‬
‫وسائس قرد وراكب عرد دل عليهم هدهد وغرقتهم فأرة وملكتهم امرأة وروى‬
‫الصرى ف زهر الداب قال دخل خالد بن صفوان على أب العباس السفاح وعنده أخواله من‬
‫بن الارث ابن كعب فقال ما تقول ف أخوال فقال هم هامة الشرف وعرني الكرم وغرس‬
‫الود إن فيهم خصال ما اجتمعت ف غيهم من قومهم لنم أطوالم لما وأكرم شيما‬
‫وأطيبهم طعما وأوفاهم ذما وأبعدهم هما المرة ف الرب والرفد ف الدب والرأس ف كل‬
‫خطب وغيهم بنلة العجب فقال وصفت أبا صفوان فأحسنت فزاد أخواله ف الفخر فغضب‬
‫أبو العباس‬

‫‪490‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫لعمامه فقال افخر يا خالد على أخوال أمي الؤمني قال وأنت من أعمامه قال‬
‫كيف أفاخر قوما بي ناسج برد وسائس قرد ودابغ جلد وراكب عرد دل عليهم هدهد‬
‫وغرقهم جرذ وملكتهم امرأة فأشرق وجه أب العباس خالد بن صفوان ورجل من بن عبد‬
‫الدار وفاخر خالد بن صفوان رجل من بن عبد الدار الذين يسكنون اليمامة فقال له العبدرى‬
‫من أنت قال أنا خالد بن صفوان بن الهتم فقال له العبدرى أنت خالد كمن هو خالد ف‬
‫النار وأنت ابن صفوان وقال ال تعال كمثل صفوان عليه تراب وأنت ابن الهتم والصحيح‬
‫خي من الهتم فقال له خالد ابن صفوان يا أخا بن عبد الدار أتتكلم وقد هشمتك هاشم‬
‫وأمتك بنو أمية وخزمتك بنو مزوم وجحتك بنو جح فأنت عبد دارهم تفتح إذا دخلوا وتغلق‬
‫إذا خرجوا فقام العبدرى مموما‬
‫خالد بن صفوان يرثى صديقا له وقال الاحظ قيل لرجل أراه خالد بن صفوان‬
‫مات صديق لك فقال رحة ال عليه لقد كان يل العي جال والذن بيانا ولقد كان يرجى‬
‫فل يشى ويغشى فل يغشى ويعطى فل يعطى قليل لدى الشر حضوره سليما للصديق ضميه‬
‫خالد بن صفوان يدح رجل خالد رجل فقالكان وال بديع النطق دلق الرأة جزل اللفاظ‬
‫عرب اللسان ثابت العقدة رقيق الواشى خفيف الشفتي بليل الريق رحب الشرف قليل‬
‫الركات خفى الشارات حلو الشمائل حسن الطلوة حييا جريئا قئول صموتا يفل الز‬
‫ويصيب الفاصل ل يكن بالعذر ف منطقه ول بالزمن ف مروءته ول بالرق ف خليقته متبوعا‬
‫غي تابع كأنه علم ف رأسه نار كلمات بليغة لالد بن صفوان وقال خالد بن صفوان لبعض‬
‫الولة قدمت فأعطيت كل بقسطه من وجهك‬
‫وكرامتك حت كأنك من كل أحد وحت كأنك لست من أحد وقال شبيب بن‬
‫شيية لالد بن صفوان من أحب إخوانك إليك قال من سد خللى وغفر زللى وقبل عللى‬
‫وذكر شبيب عنده مرة فقال ليس له صديق ف السر ول عدو ف العلنية قال الاحظ وهذا‬
‫كلم ليس يعرف قدره إل الراسخون ف هذه الصناعة وقال خالد ما النسان لول اللسان إل‬

‫‪491‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫صورة مثلة أو بيمة مهملة وقال اتقوا مانيق الضعفاء يريد الدعاء وذكر الزاح بضرة خالد بن‬
‫صفوان فقال ينشق أحدكم أخاه مثل الردل يفرغ عليه مثل الرجل ويرميه بثل الندل ث‬
‫يقول إنا كنت أمزح عمارة بن حزة والسفاح وقال عمارة بن حزة لب العباس السفاح وقد‬
‫أمر له بواز ونفيسة وكسوة وصلة وأدنية ملسه وصلك ال يا أمي الؤمني وبرك فوال لئن‬
‫أردنا شكرك على كنه صلتك إن الشكر ليقصر عن نعمتك كما قصرنا عن منلتك ث إن ال‬
‫تعال جعل لك فضل علينا بالتقصي منا ول ترمنا الزيادة منك لنقص شكرنا‬
‫خطب أب جعفر النصور توف سنة ه خطبته بكة خطب أبو جعفر النصور بكة‬
‫فقال أيها الناس إنا أنا سلطان ال ف أرضه أسوسكم بتوفيقه وتسديده وتأييده وحارسه على‬
‫ماله أعمل فيه بشيئته وإرادته وأعطيه بإذنه فقد جعلن ال عليه قفل إن شاء أن يفتحن فتحن‬
‫لعطائكم وقسم أرزاقكم فإن شاء أن يقفلن عليها أقفلن فارغبوا إل ال وسلوه ف هذا اليوم‬
‫الشريف الذي وهب لكم من فضله ما أعلمكم به إذ يقول اليوم أكملت لكم دينكم وأتمت‬
‫عليكم نعمت ورضيت لكم السلم دينا أن يوفقن للرشاد والصواب وأن يلهمن الرأفة بكم‬
‫والحسان إليكم أقول قول هذا وأستغفر ال ل ولكم خطبته بكة بعد بناء بغداد وحج بعد‬
‫بناء بغداد فقام خطيبا بكة فكان ما حفظ من كلمه ولقد كتبنا ف الزبور من بعد الذكر أن‬
‫الرض يرثها عبادى الصالون أمر مبم وقول عدل وقضاء فصل والمد ل الذى أفلج حجته‬
‫وبعدا للقوم الظالي‬
‫الذين اتذوا الكعبة غرضا والفىء إرثا وجعلوا القران عضي لقد حاق بم ماكانوا‬
‫به يستهزئون فكم ترى من بئر معطلة وقصر مشيد أمهلهم ال حت بدلوا السنة واضطهدوا‬
‫العترة وعندوا واعتدوا واستكبوا وخاب كل جبار عنيد ث أخذهم فهل تس منهم من أحد‬
‫أو تسمع لم ركزا خطبته بدينة السلم وخطب بدينة السلم بغداد فقال يا عباد ال ل تظالوا‬
‫فإنا مظلمة يوم القيامة وال لول يد خاطئة وظلم ظال لشيت بي أظهركم ف أسواقكم ولو‬
‫علمت مكان من هو أحق بذا المر من لتيته حت أدفعه إليه خطبته وقد أخذ عبد ال بن‬

‫‪492‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫حسن وأهل بيته ولا أخذ عبد ال بن حسن وإخوته والنفر الذين كانوا معه من أهل بيته صعد‬
‫النب فحمد ال وأثن عليه ث صلى على النب ث قال‬
‫يأهل خراسان أنتم شيعتنا وأنصارنا وأهل دولتنا ولو بايعتم غينا ل تبايعوا من هو‬
‫خي منا وإن أهل بيت هؤلء من ولد على بن أب طالب تركناهم وال الذي يل إله إل هو‬
‫واللفة فلم نعرض لم فيها بقليل ول كثي فقام فيها على ابن أب طالب فتلطخ وحكم عليه‬
‫الكمي فافترقت عنه المة واختلفت عليه الكلمة ث وثبت عليه شيعته وأنصاره وأصحابه‬
‫وبطانته وثقاته فقتلوه ث قام من بعده السن بن على فوال ما كان فيها برجل قد عرضت عليه‬
‫الموال فقبلها فدس إليه معاوية إن أجعلك ول عهدى من بعدى فخدعه فانسلخ له ما كان‬
‫فيه وسلمه إليه فأقبل علىالنساء يتزوج ف كل يوم واحدة فيطلقها غدا فلم يزل على ذلك‬
‫حت مات على فراشه ث قام من بعده السي بن على فخدعه أهل العراق وأهل الكوفة أهل‬
‫الشقاق والنفاق والغراق ف الفت أهل هذه الدرة السوداء وأشار إل الكوفة فوال ما هي‬
‫برب فأحاربا ول سلم فأسالها فرق ال بين وبينها فخذلوه وأسلموه حت قتل ث قام من‬
‫بعده زيد بن علي فخدعه أهل الكوفة وغروه فلما أخرجوه وأظهروه أسلموه وقد كان أتى‬
‫ممد بن على فناشده ف الروج وسأله أل يقبل أقاويل أهل الكوفة وقال له إنا ند ف بعض‬
‫علمنا أن بعض أهل بيتنا يصلب بالكوفة وأنا أخاف أن تكون ذلك الصلوب وناشده عمي‬
‫داود بن علي وحذره غدر أهل الكوفة فلم يقبل وت على خروجه فقتل وصلب بالكناسة ث‬
‫وثب علينا بنو أمية فأماتوا شرفنا وأذهبوا عزنا وال ما كانت لم عندنا ترة يطلبونا وما كان‬
‫ذلك كله إل فيهم وبسبب خروجهم عليهم فنفونا من البلد فصرنا مرة بالطائف ومرة بالشام‬
‫ومرة بالشراة حت ابتعثكم ال لنا شيعة‬
‫وأنصارا فأحيا شرفنا وعزنا بكم أهل خراسان ودمغ بقكم أهل الباطل وأظهر‬
‫حقنا وأصار إلينا مياثنا عن نبينا فقر الق مقره وأظهر مناره وأعز أنصاره وقطع دابر القوم‬
‫الذين ظلموا والمد ل رب العالي فلما استقرت المور فينا على قرارها من فضل ال فيها‬

‫‪493‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫وحكمه العادل لنا وثبوا علينا ظلما وحسدا منهم لنا وبغيا لا فضلنا ال به عليهم وأكرمنا به‬
‫من خلفته ومياث نبيه جهل على وجبنا عن عدوهم لبئست اللتان الهل والب فإن وال‬
‫يأهل خراسان ما أتيت من هذا المر ما أتيت بهالة بلغن عنهم بعض السقم والتعرم وقد‬
‫دسست لم رجال فقلت قم يا فلن قم يا فلن فخذ معك من الال كذا وحذوت لم مثال‬
‫يعملون عليه فخرجوا حت أتوهم بالدينة فدسوا إليهم تلك الموال فوال ما بقي منهم شيخ‬
‫ول شاب ول صغي ول كبي إل بايعهم بيعة استحللت با دماءهم وأموالم وحلت ل عند‬
‫ذلك بنقضهم بيعت وطلبهم الفتنة والتماسهم الروج على فل يرون أن أتيت ذلك على غي‬
‫يقي ث نزل وهو يتلو على درج النب هذه الية وحيل بينهم وبي ما يشتهون كما فعل‬
‫بأشياعهم من قبل إنم كانوا ف شك مريب خطبته حي خروج ممد وإبراهيم ابن عبد ال بن‬
‫السن ولا خرج ممد وإبراهيم ابنا عبد ال شن النصور عليه درعه وتقلد سيفه وصعد النب‬
‫فحمد ال وأثن عليه ث قال مال أكفكف عن سعد وتشتمن ولو شتمت بن سعد لقد سكنوا‬
‫جهل علينا وجبنا عن عدوهم لبئست اللتان الهل والب أما وال لقد عجزوا‬
‫عما قمنا به فما عضدوا الكاف وما شكروا النعم فإذا حاولوا أشرب رنقا على غصص وأبيت‬
‫منهم على مضض كل وال ل أصل ذا رحم حلول قطيعتها ولئن ل يرض بالعفو ليطلب مال‬
‫يوجد عندى فليبق ذو نفس على نفسه قبل أن تضى فل يبكى عليه خطبته وقد قتل أبا مسلم‬
‫الراسان وخطب بالدائن عند قتل أب مسلم الراسان فقال أيها الناس ل ترجوا من أنس‬
‫الطاعة إل وحشة العصية ول تسروا غش الئمة فإنه ل يسر أحد قط منكرة إل ظهرت ف‬
‫آثار يده وفلتات لسانه وصفحات وجهه وأبداها ال لمامه بإعزاز دينه وإعلء حقه إنا لن‬
‫نبخسكم حقوقكم ولن نبخس الدين حقه عليكم إنه من نازعنا عروة هذا القميص أجزرناه‬
‫خب هذا الغمد وإن أبا مسلم بايعنا وبايع الناس لنا على أنه من نكث بنا فقد أباح دمه ث‬
‫نكث بنا فحكمنا عليه لنفسنا حكمه على غيه لنا ول تنعنا رعاية الق له من إقامة الق‬
‫عليه‬

‫‪494‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫خطبة أخرى وخطب فقال أيها الناس ل تنفروا أطراف النعمة بقلة الشكر فتحل‬
‫بكم النقمة ول تستروا غش الئمة فإن أحدا ل يستر منكرا إل ظهر ف فلتات لسانه‬
‫وصفحات وجهه وطوالع نظره وإنا ل نهل حقوقكم ما عرفتم حقنا ول ننسى الحسان‬
‫إليكم ما ذكرت فضلنا ومن نازعنا هذا القميص أوطأنا أم رأسه خبء هذا الغمد والسلم قوله‬
‫وقد قوطع ف خطبته وخطب يوم المعة فقال المد ل أحده واستعينه وأومن به وأتوكل‬
‫عليه وأشهد أن ل إله إل ال وحده ل شريك له أيها الناس اتقوا ال فقام إليه رجل فقال‬
‫أذكرك من ذكرتنا به يا أمي الؤمني فقطع الطبة ث قال سعا سعا لن فهم عن ال وذكر به‬
‫وأعوذ بال أن أكون جبارا عنيدا وأن تأخذن العزة بالث لقد ضللت إذن وما أنا من الهتدين‬
‫وأنت أيها القائل فوال ما أردت با وجه ال ولكنك حاولت أن يقال قام فقال فعوقب فصب‬
‫وأهون با ويلك لو همت فاهتبلها إذ غفرت وإياك وأياكم معشر الناس أختها فإن الكمة‬
‫علينا نزلت ومن عندنا فصلت فردوا المر إل أهله توردوه موارده وتصدروه مصادره ث عاد‬
‫ف خطبته فكأنه يقرؤها من كفه فقال وأشهد أن ممدا عبده ورسوله‬
‫النصور يصف خلفاء بن أمية واجتمع عند النصور أيام خلفته جاعة من ولد أبيه‬
‫منهم عيسى بن موسى والعباس بن ممد وغيها فتذاكروا خلفاء بن أمية والسبب الذى به‬
‫سلبوا عزهم فقال النصور كان عبد اللك جبارا ل يبال ما صنع وكان الوليد لانا منونا‬
‫وكان سليمان هته بطنه وفرجه وكان عمر أعور بي عميان وكان هشام رجل القوم ول يزل‬
‫بنو أمية ضابطي لا مهد لم من السلطان يوطونه ويصونونه ويفظونه ويرسون ما وهب ال‬
‫لم منه مع تسنمهم معال المور ورفضهم أدانيها حت أفضى أمرهم إل أحداث مترفي من‬
‫أبنائهم فغمطوا النعمة ول يشكروا العافية وأساءوا الرعاية فابتدأت النقمة منهم باستدراج ال‬
‫إياهم امني مكره مطرحي صيانة اللفة مستخفي بق الرياسة ضعيفي عن رسوم السياسة‬
‫فسلبهم ال العزة وألبسهم الذلة وأزال عنهم النعمة النصور يصف عبد الرحن الداخل وقال‬
‫النصور يوما لصحابه أخبون عن صقر قريش من هو قالوا أمي الؤمني الذى راض اللك‬

‫‪495‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫وسكن الزلزل وحسم الدواء وأباد العداء قال ما صنعتم شيئا قالوا فمعاوية قال ول هذا‬
‫قالوا فعبد اللك بن مروان قال ل هذا قالوا فمن يا أمي الؤمني قال عبد الرحن بن معاوية‬
‫الذى عب‬
‫البحر وقطع القفر ودخل بلدا أعجميا مفردا فمصر المصار وجند الجناد ودون‬
‫الدواوين وأقام ملكا بعد انقطاعه بسن تدبيه وشدة شكيمته إن معاوية نض بركب حله‬
‫عليه عمر وعثمان وذلل لصعبه وعبد اللك ببيعة تقدم له عقدها وأمي الؤمني بطلب غيه‬
‫واجتماع شيعته وعبد الرحن منفرد بنفسه مؤيد برأيه مستصحب لعزمه وصايا النصور لبنه‬
‫الهدى وصية له قال النصور لبنه الهدى يا بن ل تبم أمرا حت تفكر فيه فإن فكرة العاقل‬
‫مراته تريه حسناتوسيئاته واعلم أن الليفة ل يصلحه إى التقوى والسلطان ل يصلحه إى‬
‫الطاعة والرعية ل يصلحها إى العدل وأول الناس بالعفو أقدرهم على العقوبة وأنقص الناس‬
‫عقل من ظلم من هو دونه وصية أخرى له ووصاه فقال له إنىلم أدع شيئا إل قد تقدمت‬
‫إليك فيه وسأوصيك بصال وال ما أظنك تفعل واحدة منها وكان له سفط فيه دفاتر علمه‬
‫وعليه قفل ل يأمن على فتحه ومفتاحه أحدا يصر مفتاحه ف كم قميصه فقال للمهدى انظر‬
‫هذا السفط فاحتفظ به فإن فيه علم ابائك ما كان وما هو كائن إلىيوم القيامة فإن أحزنك‬
‫أمر فانظر ف الدفتر الكب فإن أصبت فيه ما تريد وإل فالثان والثالث حت بلغ سبعة فإن ثقل‬
‫عليك فالكراسة الصغية فإنك واجد فيها ما تريد وما أظنك تفعل وانظر هذه الدينة فإياك أن‬
‫تستبدل با فإنا بيتك وعزك قد جعت لك فيها من الموال ما إن كسر عليك الراج عشر‬
‫سني كان عندك كفاية لرزاق الند والنفقات وعطاء الذرية ومصلحة الثغور فاحتفظ با‬
‫فإنك ل تزال عزيزا ما دام‬
‫وصايا النصور لبنه الهدى وصية له قال النصور لبنه الهدي يا بن ل تبم أمرا‬
‫حت تفكر فيه فإن فكرة العاقل مرآته تريه حسناته وسيئاته واعلم أن الليفة ل يصلحه إل‬
‫التقوى والسلطان ل يصلحه إل الطاعة والرعية ل يصلحها إل العدل وأول الناس بالعفو‬

‫‪496‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫أقدرهم على العقوبة وأنقص الناس عقل من ظلم من هو دونه وصية أخرى له ووصاه فقال له‬
‫إنىلم أدع شيئا إل قد تقدمت إليك فيه وسأوصيك بصال وال ما أظنك تفعل واحدة منها‬
‫وكان له سفط فيه دفاتر علمه وعليه قفل ل يأمن على فتحه ومفتاحه أحدا يصر مفتاحه ف‬
‫كم قميصه فقال للمهدى انظر هذا السفط فاحتفظ به فإن فيه علم ابائك ما كان وما هو‬
‫كائن إل يوم القيامة فإن أحزنك أمر فانظر ف الدفتر الكب فإن أصبت فيه ما تريد وإل فالثان‬
‫والثالث حت بلغ سبعة فإن ثقل عليك فالكراسة الصغية فإنك واجد فيها ما تريد وما أظنك‬
‫تفعل وانظر هذه الدينة فإياك أن تستبدل با فإنا بيتك وعزك قد جعت لك فيها من الموال‬
‫ما إن كسر عليك الراج عشر سني كان عندك كفاية لرزاق الند والنفقات وعطاء الذرية‬
‫ومصلحة الثغور فاحتفظ با فإنك ل تزال عزيزا ما دام‬
‫بيت مالك عامرا وما أظنك تفعل وأوصيك بأهل بيتك أن تظهر كرامتهم‬
‫وتقدمهم وتكثر الحسان إليهم وتعظم أمرهم وتوطىء الناس أعقابم وتوليهم النابر فإن عزك‬
‫عزهم وذكرهم لك وما أظنك تفعل وانظر مواليك فأحسن إليهم وقربم واستكثر منهم فإنم‬
‫مادتك لشدة إن نزلت بك وما أظنك تفعل وأوصيك بأهل خراسان خيا فإنم أنصارك‬
‫وشيعتك الذين بذلوا أموالم ف دولتك ودماءهم دونك ومن ل ترج مبتك من قلوبم أن‬
‫تسن إليهم وتتجاوز عن مسيئهم وتكافئهم على ما كان منهم وتلف من مات منهم ف أهله‬
‫وولده وما أظنك تفعل وإياك أن تبن مدينة الشرقية فإنك ل تتم بناءها وما أظنك تفعل وإياك‬
‫أن تستعي برجل من بن سليم وأظنك ستفعل وإياك أن تدخل النساء ف مشورتك ف أمرك‬
‫وأظنك ستفعل وصية أخرى له ووصى الهدى أيضا فقال اتق ال فيما أعهد إليك من أمور‬
‫السلمي بعدى يعل لك فيما كربك وحزنك مرجا ويرزقك السلمة وحسن العاقبة من‬
‫حيث ل تتسب احفظ يا بن ممدا ف أمته يفظ ال عليك أمورك وإياك والدم الرام فإنه‬
‫حوب عند ال عظيم وعار ف الدنيا لزم مقيم والزم اللل فإن فيه ثوابك ف الجل‬
‫وصلحك ف العاجل وأقم الدود ول تعتد فيها فتبور فإن ال لو علم أن شيئا أصلح لدينه‬

‫‪497‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫وأزجر عن معاصيه من الدود لمربه ف كتابه واعلم أنه من شدة غضب ال لسلطانه أمر ف‬
‫كتابه بتضعيف العذاب والعقاب على من سعى ف الرض فسادا مع ما ذخر له عنده من‬
‫العذاب العظيم فقال‬
‫إنا جزاء الذين ياربون ال ورسوله ويسعون ف الرض فسادا أن يقتلوا أو يصلبوا‬
‫أو تقطع أيديهم وأرجلهم من خلف أو ينفوا من الرض ذلك لم خزى ف الدنيا ولم ف‬
‫الخرة عذاب عظيم فالسلطان يا بن حبل ال التي وعروته الوثقى ودين ال القيم فاحفظه‬
‫وحطه وحصنه وذب عنه وأوقع باللحدين فيه واقمع الارقي منه واقتل الارجي عنه بالعقاب‬
‫لم والثلت بم ول تاوز ما أمر ال به ف مكم القران واحكم بالعدل ول تشطط فإن ذلك‬
‫أقطع للشغب وأحسم للعدو وأنع ف الدواء وعف عن الفىء فليس بك إليه حاجة مع ما‬
‫أخلفه لك وافتتح عملك بصلة الرحم وبر القرابة وإياك والثرة والتبذير لموال الرعية واشحن‬
‫الثغور واضبط الطراف وأمن السبل وخص الواسطة ووسع العاش وسكن العامة وأدخل‬
‫الرافق عليهم واصرف الكاره عنهم وأعد الموال واخزنا وإياك والتبذير فإن النوائب غي‬
‫مأمونة والوادث غي مضمونة وهى من شيم الزمان وأعد الرجال والكراع والند ما‬
‫استطعت وإياك وتأخي عمل اليوم إل غد فتتدارك عليك المور وتضيع جد ف إحكام المور‬
‫النازلت لوقاتا أول فأول واجتهد وشر فيها وأعدد رجال بالليل لعرفة ما يكون بالنهار‬
‫ورجال بالنهار لعرفة ما يكون بالليل وباشر المور بنفسك ول تضجر ول تكسل ول تفشل‬
‫واستعمل حسن الظن بربك وأسىء الظن بعمالك وكتابك وخذ نفسك بالتيقظ وتفقد من‬
‫يبيت علىبابك وسهل إذنك للناس وانظر ف أمر الناع إليك ووكل بم عينا غي نائمة ونفسا‬
‫غي لهية ول تنم فإن أباك ل ينم منذ ول اللفة ول دخل عينه غمض إل وقلبه مستيقظ هذه‬
‫وصيت إليك وال خليفت عليك‬
‫خطبة النفس الزكية حي خرج على النصور لا خرج ممد بن عبد ال بن السن‬
‫بن السن بن على بن أب طالب اللقب بالنفس الزكية على النصور قام على منب الدينة فحمد‬

‫‪498‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫ال وأثن عليه ث قال أيها الناس إنه قد كان من أمر هذا الطاغية أب جعفر من بنائه القبة‬
‫الضراء الت بناها معاندة ل ف ملكه وتصغيه الكعبة الرام وإنا أخذ ال فرعون حي قال أنا‬
‫ربكم العلى وإن أحق الناس بالقيام ف هذا الدين أبناء الهاجرين الولي والنصار الواسي‬
‫اللهم إنم قد أحلوا حرامك وحرموا حللك وعملوا بغي كتابك وغيوا عهد نبيك وامنوا من‬
‫أخفت وأخافوا من آمنت فأحصهم عددا واقتلهم بددا ول تبق على الرض منهم أحدا‬
‫وصية عبد ال بن السن بن السن بن على لبنه ممد أو إبراهيم ووصى عبد ال‬
‫بن السن بن السن بن علي بن أب طالب ابنه ممدا النفس الزكية أو إبراهيم فقال أي بن إن‬
‫مؤد حق ال ف تأديبك فأد إل حق ال ف الستماع من أي بن كف الذى وارفض البذا‬
‫واستعن على الكلم بطول الفكر ف الواطن الت تدعوك فيها نفسك إل الكلم فإن للقول‬
‫ساعات يضر فيها الطأ ول ينفع فيها الصواب واحذر مشورة الاهل وإن كان ناصحا كما‬
‫تذر مشورة العاقل إذا كان غاشا لنه يرديك بشورته واعلم يابن أن رأيك إذا احتجت إليه‬
‫وجدته نائما ووجدت هواك يقظان فإياك أن تستبد برأيك فإنه حينئذ هواك ول تفعل فعل إل‬
‫وأنت على يقي أن عاقبته ل ترديك وأن نتيجته ل تن عليك قول عبد ال بن السن وقد قتل‬
‫ابنه ممد ولا قتل النصور ابنه ممدا وكان عبد ال ف السجن بعث برأسه إليه مع الربيع‬
‫حاجبه فوضع بي يديه فقال رحك ال أبا القاسم فقد كنت من الذين يوفون بعهد ال ول‬
‫ينقضون اليثاق والذين يصلون ما أمر ال به أن يوصل ويشون ربم ويافون سوء الساب ث‬
‫تثل‬
‫فت كان يميه عن الذل سيفه ويكفيه سوءات المور اجتنابا ث التفت إل الربيع‬
‫فقال له قل لصاحبك قد مضى من بؤسنا مدة ومن نعيمك مثلها والوعد ال تعال قال الربيع‬
‫فما رأيت النصور قط أكثر انكسارا منه حي أبلغته الرسالة امرأة ممد بن عبد ال والنصور‬
‫ولا قتل النصور ممد بن عبد ال اعترضته امرأة معها صبيان فقالت يا أمي الؤمني أنا امرأة‬
‫ممد بن عبد ال وهذان ابناه أيتمهما سيفك وأضرعهما خونك فناشدتك ال يا أمي الؤمني‬

‫‪499‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫أن تصعر لما خدك فينأى عنهما رفدك أو لتعطفك عليهما شوابك النسب وأواصر الرحم‬
‫فالتفت إل الربيع فقال اردد عليهما ضياع أبيهما ث قال كذا وال أحب أن تكون نساء بن‬
‫هاشم جعفر الصادق والنصور وكان أهل الدينة لا ظهر ممد بن عبد ال أجعوا على حرب‬
‫النصور ونصر ممد فلما ظفر النصور أحضر جعفرا الصادق بن ممد الباقر فقال له قد رأيت‬
‫إطباق أهل الدينة على حرب وقد رأيت أن أبعث إليهم من يعور ويمر نلهم فقال له جعفر يا‬
‫أمي الؤمني إن سليمان أعطى فشكر وإن أيوب ابتلى فصب‬
‫وإن يوسف قدر فغفر فاقتد بأيهم شئت وقد جعلك ال من نسل الذين يعفون‬
‫ويصفحون فقال أبو جعفر إن أحدا ل يعلمنا اللم ول يعرفنا العلم وإنا قلت همت ول ترن‬
‫فعلت وإنك لتعلم أن قدرت عليهم تنعن من الساءة إليهم وروى صاحب العقد قال لا حج‬
‫النصور مر بالدينة فقال للربيع الاجب علي بعفر بن ممد قتلن ال إن ل أقتله فمطل به ث‬
‫أل عليه فحضر فلما كشف الستر بينه وبينه ومثل بي يديه هس جعفر بشفتيه ث تقرب وسلم‬
‫فقال ل سلم ال عليك يا عدو ال تعمل على الغوائل ف ملكى قتلن ال إن ل أقتلك قال يا‬
‫أمي الؤمني إن سليمان صلى ال على ممدوعليه أعطى فشكر وإن أيوب ابتلى فصب وإن‬
‫يوسف ظلم فغفر وأنت على إرث منهم وأحق من تأسى بم فنكس أبو جعفر رأسه مليا‬
‫وجعفر واقف ث رفع رأسه وقال إل أبا عبد ال فأنت القريب القرابة وذو الرحم الواشجة‬
‫السليم الناحية القليل الغائلة ث صافحه بيمينه وعانقه بشماله وأجلسه معه على فراشه وانرف‬
‫له عن بعضه وأقبل عليه بوجهه يادثه ويسائله ث قال يا ربيع عجل لب عبد ال كسوته‬
‫وجائزته وإذنه‬
‫صفح النصور عن سفيان بن معاوية بن يزيد بن الهلب ولا داهن سفيان بن معاوية‬
‫بن يزيد بن الهلب ف شأن إبراهيم بن عبد ال وصار إل النصور أمر الربيع بلع سواده‬
‫والوقوف به على رءوس اليمانية ف القصورة يوم المعة ث قال قل لم يقول لكم أمي الؤمني‬
‫قد عرفتم ما كان من إحسان إليه وحسن بلئى وقدي نعمت عليه والذى حاول من الفتنة‬

‫‪500‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫ورام من البغى وأراد من شق العصا ومعاونة العداء وإراقة الدماء وإنه قد استحق بذا من فعله‬
‫أليم العقاب وعظيم العذاب وقد رأى أمي الؤمني إتام بلئه الميل لديه ورب نعمائه السابقة‬
‫عنده لا يتعرفه أمي الؤمني من حسن عائدة ال عليه وما يؤمله من الي العاجل والجل عند‬
‫العفو عمن ظلم والصفح عمن أساء وقد وهب أمي الؤمني مسيئهم لحسنهم وغادرهم‬
‫لوفيهم استعطاف أهل الشام أبا جعفر النصور ولا انزم عبد ال بن على من الشأم قدم على‬
‫النصور وفد منهم فقام عدة منهم فتكلموا ث قام الارث بن عبد الرحن الغفارى فقال يا أمي‬
‫الؤمني‬
‫إنا لسنا وفد مباهاة وإنا نن وفد توبة وإنا ابتلينا بفتنة استخفت كرينا واستفزت‬
‫حليمنا ونن با قدمنا معترفون وما سلف منا معتذرون فإن تعاقبنا فبما أجرمنا وإن تعف عنا‬
‫فبفضلك علينا فاصفح عنا إذ ملكت وامنن إذ قدرت وأحسن إذ ظفرت فطالا أحسنت إل‬
‫من أساء منا فقال النصور قد فعلت ث قال للحرسى هذا خطيبهم وأمر برد ضياعه عليه‬
‫بالغوطة استعطاف أهل الشام أبا جعفر النصور أيضا وقال عثمان بن خزي للمنصور حي عفا‬
‫عن أهل الشأم ف إجلبم مع عبد ال بن علي عمه يا أمي الؤمني لقد أعطيت فشكرت‬
‫وابتليت فصبت وقدرت فعفوت وقال اخر يا أمي الؤمني النتقام عدل والتجاوز فضل‬
‫والتفضل قد جاوز حد النصف فنحن نعيذ أمي الؤمني بال أن يرضى لنفسه بأوكس النصيبي‬
‫دون أن يبلغ أرفع الدرجتي وقال اخر من انتقم فقد شفى غيظ نفسه وأخذ أقصى حقه وإذا‬
‫انتقمت فقد انتقصت وإذا عفوت تطولت ومن أخذ حقه وشفى غيظه ل يب شكره ول‬
‫يذكر ف العالي فضله وكظم الغيظ حلم واللم صب والتشفى طرف من العجز ومن رضى أل‬
‫يكون بي حاله وبي حال الظال إل ستر رقيق‬
‫وحجاب ضعيف ل يزم ف تفضيل اللم وف الستيثاق من ترك دواعي الظلم ول‬
‫تر أهل النهى والنسوبي إل الجا والتقى مدحوا الكام بشدة العقاب وقد ذكروهم بسن‬
‫الصفح وبكثرة الغتفار وشدة التغافل وبعد فالعاقب مستعد لعداوة أولياء الذنب والعاف‬

‫‪501‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫مستدع لشكرهم امن من مكافأتم أيام قدرتم ولن يثن عليك باتساع الصدر خي من يثن‬
‫عليك بضيق الصدر على أن إقالتك عثرة عباد ال موجب لقالتك عثرتك من رب عباد ال‬
‫وعفوك عنهم موصول بعفو ال عنك وعقابك لم موصول بعقاب ال لك قال ال عز وجل‬
‫خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الاهلي أبو جعفر النصور والربيع وقال سعيد بن مسلم‬
‫بن قتيبة دعا النصور بالربيع فقال سلن ما تريد فقد سكت حت نطقت وخففت حت ثقلت‬
‫وقللت حت أكثرت فقال وال يا أمي الؤمني ما أرهب بلك ول أستقصر عمرك ول أستصغر‬
‫فضلك ول أغتنم مالك وإن يومى بفضلك على أحسن من أمسى وغدك ف تأميلى أحسن من‬
‫يومي ولو جاز أن يشكرك مثلي بغي الدمة والناصحة لا سبقن لذلك أحد قال صدقت‬
‫علمي بذا منك أحلك هذا الحل فسلن ما شئت قال أسألك أن تقرب عبدك الفضل وتؤثره‬
‫وتبه قال يا ربيع إن الب ليس بال يوهب‬
‫ول رتبة تبذل وإنا تؤكده السباب قال فاجعل ل طريقا إليه بالتفضل عليه قال‬
‫صدقت وقد وصلته بألف درهم ول أصل با أحدا غي عمومت لتعلم ماله عندى فيكون منه ما‬
‫يستدعى به مبت قال فكيف سألت له الحبة يا ربيع قال لنا مفتاح كل خي ومغلق كل شر‬
‫تستر با عندك عيوبه وتصي حسنات ذنوبه قال صدقت مقام عمرو بن عبيد بي يدى النصور‬
‫دخل عمرو بن عبيد على النصور بعد ما بايع للمهدى فقال له يا أبا عثمان هذا ابن أمي‬
‫الؤمني وول عهد السلمي فقال له عمرو يا أمي الؤمني أراك قد وطدت له المور وهي‬
‫تصي إليه وأنت عنه مسئول فاستعب النصور وقال له عظن يا عمرو قال يا أمي الؤمني إن ال‬
‫أعطاك الدنيا بأسرها فاشتر نفسك منها ببعضها وإن هذا الذي ف يديك لو بقى ف يد غيك ل‬
‫يصل إليك فاحذر ليلة تخض عن يوم ل ليلة بعده فوجم أبو جعفر من قوله فقال له الربيع يا‬
‫عمرو غممت أمي الؤمني فقال عمرو إن هذا صحبك عشرين سنة ل ير لك عليه أن‬
‫ينصحك يوما واحدا وما عمل وراء بابك بشيء من كتاب ال ول سنة نبيه قال أبو جعفر فما‬

‫‪502‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫أصنع قد قلت لك خاتى ف يدك فتعال وأصحابك فاكفن قال عمرو ادعنا بعدلك تسخ‬
‫أنفسنا بعونك ببابك ألف مظلمة اردد منها شيئا نعلم أنك صادق‬
‫مقام رجل من الزهاد بي يدى النصور بينما النصور يطوف ليل إذ سع قائل يقول‬
‫اللهم إن أشكو إليك ظهور البغى والفساد ف الرض وما يول بي الق وأهله من الطمع‬
‫فخرج النصور فجلس ناحية من السجد وأرسل إل الرجل يدعوه فصلى الرجل ركعتي‬
‫واستلم الركن وأقبل مع الرسول فسلم عليه باللفة فقال النصور ما الذي سعتك تذكر من‬
‫ظهور البغى والفساد ف الرض وما الذي يول بي الق وأهله من الطمع فوال لقد حشوت‬
‫مسامعى ما أرمضن قال يا أمي الؤمني إن أمنتن على نفسي أنبأتك بالمور من أصولا وإل‬
‫احتجزت منك واقتصرت على نفسى ففيها ل شاغل فقال أنت امن على نفسك فقل فقال يا‬
‫أمي الؤمني إن الذى دخله الطمع حت حال بينه ما بي ظهر من البغى والفساد لنت قال‬
‫ويك وكيف يدخلن الطمع والصفراء بوالبيضاء ف فبضت واللو والامض عندى قال وهل‬
‫دخل أحدا من الطمع ما دخلك إن ال تبارك وتعال استرعاك السلمي وأموالم فأغفلت‬
‫أمورهم واهتممت بمع أموالم وجعلت بينك وبينهم حجابا من الص والجر وأبوابا من‬
‫الديد وحجبة معهم السلح ث سجنت نفسك فيها عنهم وبعثت عمالك ف جباية الموال‬
‫وجعها وقويتهم بالرجال والسلح والكراع وأمرت بأل يدخل عليك من الناس إل فلن‬
‫وفلن نفر سيتهم ول تأمر بإيصال الظلوم ول اللهوف ول الائع العارى ول الضعيف الفقي‬
‫ول أحد إل وله ف هذا الال حق فلما راك هؤلء النفر الذين استخلصتهم لنفسك واثرتم على‬
‫رعيتك وأمرت أل يجبوا عنك تب الموال وتمعها ول تقسمها قالوا هذا‬
‫قد خان ال فما بالنا لنونه وقد سجن لنا نفسه فأتروا بأل يصل إليك من علم‬
‫أخبار الناس شيء إل ما أرادوا ول يرج لك عامل فيخالف أمرهم إل قصبوه عندك ونفوه‬
‫حت تسقط منلته ويصغر قدره فلما انتشر ذلك عنك وعنهم أعظمهم الناس وهابوهم فكان‬
‫أول من صانعهم عمالك بالدايا والموال ليقووا با على ظلم رعيتك ث فعل ذلك ذوو القدرة‬

‫‪503‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫والثروة من رعيتك لينالوا به ظلم من دونم فامتلت بلد ال بالطمع بغيا وفسادا وصار هؤلء‬
‫القوم شر كاءك ف سلطانك وأنت غافل فإن جاء متظلم حيل بينه وبي دخول مدينتك فإن‬
‫أراد رفع قصته إليك عند ظهورك وجدك قد نيت عن ذلك وأوقفت للناس رجل ينظر ف‬
‫مظالهم فإن جاءك ذلك الرجل فبلغ بطانتك خبه سألوا صاحب الظال أل يرفع مظلمته إليك‬
‫فإن التظلم منه له بم حرمة فأجابم خوفا منهم فل يزال الظلوم يتلف إليه ويلوذ به ويشكو‬
‫ويستغيث وهو يدفعه ويعتل عليه فإذا أجهد وأحرج وظهرت صرخ بي يديك فضرب ضربا‬
‫مبحا ليكون نكال لغيه وأنت تنظر فل تنكر فما بقاء السلم على هذا وقد كنت يا أمي‬
‫الؤمني أسافر إل الصي فقدمتها مرة وقد أصيب ملكها بسمعه فبكى يوما بكاء شديدا فحثه‬
‫جلساؤه على الصب فقال أما إن لست أبكى للبلية النازلة ب ولكن أبكي لظلوم بالباب‬
‫يصرخ ول أسع صوته ث قال أما إذا ذهب سعى فإن بصرى ل يذهب نادوا ف الناس أل يلبس‬
‫ثوبا أحر متظلم ث كان يركب الفيل طرف ناره وينظر هل يرى مظلوما فهذا يا أمي الؤمني‬
‫مشرك بال غلبت رأفته بالشركي شح نفسه وأنت مؤمن بال ث من أهل بيت نبيه ل تغلب‬
‫رأفتك بالسلمي على شح نفسك فإن كنت إنا تمع الال لولدك فقد أراك ال عبا ف الطفل‬
‫يسقط من بطن أمه‬
‫وما له على الرض مال وما من مال إل ودونه يد شحيحة تويه فما يزال ال‬
‫يلطف بذلك الطفل حت تعظم رغبة الناس إليه ولست بالذى تعطى بل ال يعطى من يشاء ما‬
‫شاء وإن قلت إنا أجع الال لتشديد السلطان فقد أراك ال عبا ف بن أمية ما أغن عنهم ما‬
‫جعوامن الذهب والفضة وأعدوا من الرجال والسلح والكراع حت أراد ال بم ما أراد وإن‬
‫قلت إنا أجع لطلب غاية هي أجسم من الغاية الت أنا فيها فوال ما فوق ما أنت فيه إل منلة‬
‫ل تدرك إل بلف ما أنت عليه يا أمي الؤمني هل تعاقب من عصاك بأشد من القتل قال‬
‫النصور ل قال فكيف تصنع باللك الذى خولك ملك الدنيا وهو ل يعاقب من عصاه بالقتل‬
‫ولكن باللود ف العذاب الليم قد رأى ما قد عقد عليه قلبك وعملته جوارحك ونظر إليه‬

‫‪504‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫بصرك واجترحته يداك ومشت إليه رجلك هل يغن عنك ما شححت عليه من ملك الدنيا إذا‬
‫انتزعه من يدك ودعاك إل الساب فبكى النصور وقال يا ليتن ل أخلق ويك فكيف أحتال‬
‫لنفسي قال يا أمي الؤمني إن للناس أعلما يفزعون إليهم ف دينهم ويرضون بم فاجعلهم‬
‫بطانتك يرشدوك وشاورهم ف أمرك يسددوك قال قد بعثت إليهم فهربوا من قال خافوا أن‬
‫تملهم على طريقتك ولكن افتح بابك وسهل حجابك وانصر الظلوم واقمع الظال وخذ‬
‫الفىء والصدقات ما خل وطاب واقسمه بالق والعدل على أهله وأنا الضامن عنهم أن يأتوك‬
‫ويسعدوك على صلح المة وجاء الؤذنون فسلموا عليه فصلى وعاد إل ملسه وطلب الرجل‬
‫فلم يوجد‬
‫مقام الوزاعي بي يدي النصور قال الوزاعى دخلت على النصور فقال ل ما‬
‫الذى بطأ بك عن قلت يا أمي الؤمني وما الذى تريد من فقال القتباس منك قلت انظر ما‬
‫تقول فإن مكحول حدثن عن عطية بن بشي أن رسول ال قال من بلغه عن ال نصيحة ف‬
‫دينه فهى رحة من ال سيقت إليه فإن قبلها من ال بشكر وإل كانت حجة من ال عليه ليزداد‬
‫إثا وليزداد عليه غضبا وإن بلغه شيء من الق فرضى فله الرضا وإن سخط فله السخط ومن‬
‫كرهه فقد كره ال لن ال هو الق البي فل تهلن قال وكيف أجهل قال تسمع ول تعمل با‬
‫تسمع قال الوزاعى فسل على الربيع السيف وقال تقول لمي الؤمني هذا فانتهره النصور‬
‫وقال أمسك ث كلمه الوزاعى وكان ف كلمه أن قال إنك قد أصبحت من هذه اللفة‬
‫بالذى أصبحت به وال سائلك عن صغيها وكبيها وفتيلها ونقيها ولقد حدثن عروة بن‬
‫روي أن رسول ال قال ما من راع يبيت غاشا لرعيته إل حرم ال عليه رائحة النة فحقيق‬
‫على الوال أن يكون لرعيته ناظرا ولا استطاع من عوراتم ساترا وبالقسط‬
‫فيما بينهم قائما ل يتخوف مسنهم منه رهقا ول مسيئهم عدوانا فقد كانت بيد‬
‫رسول ال جريدة يستاك با ويردع عنه النافقي فأتاه جبيل فقال يا ممد ما هذه الريدة‬
‫بيدك اقذفها ل تل قلوبم رعبا فكيف من سفك دماءهم وشقق أبشارهم وأنب أموالم يا‬

‫‪505‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫أمي الؤمني إن الغفور له ما تقدم من ذنبه وما تأخر دعا إل القصاص من نفسه بدش خدشه‬
‫أعرابيا ل يتعمده فهبط جبيل فقال يا ممد إن ال ل يبعثك جبارا تكسر قرون أمتك واعلم‬
‫أن كل ما ف يدك ل يعدل شربة من شراب النة ول ثره من ثارها قال رسول ال لقاب‬
‫قوس أحدكم من النة أو قذة خي له من الدنيا بأسرها إن الدنيا تنقطع ويزول نعيمها ولو بقى‬
‫اللك لن قبلك ل يصل إليك يا أمي الؤمني ولو أن ثوبا من ثياب أهل النار علق بي السماء‬
‫والرض لذاهم فكيف من يتقمصه ولو أن ذنوبا من صديد أهل النار صب على ماء الرض‬
‫لجنه فكيف بن يتجرعه ولو أن حلقة من سلسل جهنم وضعت على جبل لذاب فكيف من‬
‫سلك فيها ويرد فضلها على عاتقه وقد قال عمر بن الطاب ل يقوم أمر الناس إل حصيف‬
‫العقدة بعيد الغرة ل يطلع الناس منه على عورة ول ينق ف الق على جرة ول تأخذه ف ال‬
‫لومة لئم واعلم أن السلطان أربعة أمي يظلف نفسه وعماله فذلك له أجر الجاهد ف سبيل‬
‫ال وصلته سبعون ألف صلة ويد ال بالرحة على رأسه ترفرف وأمي رتع ورتع عماله فذاك‬
‫يمل أثقاله وأثقال مع أثقاله وأمي يظلف نفسه‬
‫ويرتع عماله فذاك الذى باع اخرته بدنيا غيه وأمي يرتع ويظلف عماله فذاك شر‬
‫الكياس واعلم يا أمي الؤمني أنك قد ابتليت بأمر عظيم عرض على السموات والرض‬
‫والبال فأبي أن يملنه وأشفقن منه وقد جاء عن جدك ف تفسي قول ال عز وجل ل يغادر‬
‫صغية ول كبية إل أحصاها أن الصغية التبسم والكبية الضحك وقال فما ظنكم بالكلم‬
‫وما عملته اليدى فأعيذك بال أن ييل إليك أن قرابتك برسول ال تنفع مع الخالفة لمره فقد‬
‫قال رسول ال يا صفية عمة ممد ويا فاطمة بنت ممد استوهبا أنفسكما من ال إن ل أغن‬
‫عنكما من ال شيئا وكان جدك الكب سأل رسول ال إمارة فقال أي عم نفس تييها خي‬
‫لك من إمارة ل تصيها نظرا لعمه وشفقة عليه أن يلي فيجور عن سنته جناح بعوضة فل‬
‫يستطيع له نفعا ول عنه دفعا هذه نصيحت إن قبلتها فلنفسك عملت وإن رددتا فنفسك‬
‫نست وال الوفق للخي والعي عليه قال بلى نقبلها ونشكر عليها وبال نستعي نصيحة يزيد‬

‫‪506‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫بن عمر بن هبية للمنصور ودخل يزيد بن عمر بن هبية على أمي الؤمني النصور فقال يا‬
‫أمي الؤمني توسع توسعا قرشيا ول تضق ضيقا حجازيا ويروى أنه دخل يوما فقال له النصور‬
‫حدثنا فقال يا أمي الؤمني‬
‫إن سلطانكم حديث وإمارتكم جديدة فأذيقوا الناس حلوة عدلا وجنبوهم مرارة‬
‫جورها فوال يا أمي الؤمني لقد مضت لك النصيحة ث نض فنهض معه سبعمائة من قيس‬
‫فأتأره النصور بصره ث قال ل يعز ملك يكون فيه مثل هذا معن بن زائدة والنصور ودخل‬
‫معن بن زائدة الشيبان على أب جعفر النصور وقد أسن فقارب ف خطوه فقال له النصور لقد‬
‫كبت سنك يا معن قال ف طاعتك يا أمي الؤمني قال وإنك للد قال على أعدائك يا أمي‬
‫الؤمني قال وإن فيك لبقية قال هي لك يا أمي الؤمني قال فأي الدولتي أحب إليك هذه أم‬
‫دولة بن أمية قال ذلك إليك يا أمي الؤمني إن زاد برك على برهم كانت دولتك أحب إل‬
‫معن بن زائدة وأحد زواره ودخل رجل على معن بن زائدة فقال ما هذه الغيبة فقال أيها المي‬
‫ما غاب عن العي من يذكره القلب وما زال شوقي إل المي شديدا وهو دون‬
‫ما يب له وذكرى له كثيا وهو دون قدره ولكن جفوة الجاب وقلة بشر‬
‫الغلمان منعان من الكثار فأمر بتسهيل حجابه وأجزل صلته النصور وأحد العراب ودخل‬
‫أعراب علىالنصور فتكلم فأعجب بكلمه فقال له سل حاجتك فقال يبقيك ال ويزيد ف‬
‫سلطانك فقال سل حاجتك فليس ف كل وقت تؤمر بذاك قال ول يا أمي الؤمني فوال ما‬
‫أستقصر عمرك ول أخاف بلك ولأغتنم مالك وإن سؤالك لشرف وإن عطاءك لزين وما‬
‫بامرىء بذل وجهه إليك نقص ول شي فأحسن جائزته وأكرمه أعرابية تعزى النصور وتنئه‬
‫وروى القلقشندى قال تعرضت أعرابية للمنصور ف طريق مكة بعد وفاة أب العباس السفاح‬
‫فقالت يا أمي الؤمني احتسب الصب وقدم الشكر فقد أجزل ال لك الثواب ف الالي وأعظم‬
‫عليك النة ف الادثي سلبك خليفة ال وأفادك خلفة ال فسلم فيما سلبك واشكر فيما‬
‫منحك وتاوز ال عن أمي الؤمني وخار لك فيما ملكك من أمر الدنيا والدين‬

‫‪507‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫وروى الاحظ قال عزت امرأة النصور عن أب العباس مقدمه من مكة قالت أعظم‬
‫ال أجرك فل مصيبة أجل من مصيبتك ول عوض أعظم من خلفتك خطبة ممد بن سليمان‬
‫يوم المعة وكان ل يغيها المد ل أحده وأستعينه وأستغفره وأومن به وأتوكل عليه وأشهد‬
‫أن ل إله إل ال وحده ل شريك له وأشهد أن ممدا عبده ورسوله أرسله بالدى ودين الق‬
‫ليظهره على الدين كله ولو كره الشركون من يعتصم بال ورسوله فقد اعتصم بالعروة الوثقى‬
‫وسعد ف الول والخرة ومن يعص ال ورسوله فقد ضل ضلل بعيدا وخسر خسرانا مبينا‬
‫أسأل ال أن يعلنا وإياكم من يطيعه ويطيع رسوله ويتبع رضوانه ويتجنب سخطه فإنا نن له‬
‫وبه أوصيكم عباد ال بتقوى ال وأحثكم على طاعة ال وأرضى لكم ما عند ال فإن تقوى ال‬
‫أفضل ما تاث الناس عليه وتداعوا إليه وتواصوا به فاتقوا ال ما استطعتم ول توتن إل وأنتم‬
‫مسلمون وصية مسلم بن قتيبة وقال مسلم بن قتيبة ل تطلب حاجتك إل واحد من ثلثة ل‬
‫تطلبها إل الكذاب فإنه يقربا وهى بعيدة ويبعدها وهى قريبة ول تطلبها إل الحق‬
‫فإنه يريد أن ينفعك وهو يضرك ول تطلبها إل رجل له عند قوم مأكلة فإنه يعل‬
‫حاجتك وقاء لاجته خطبة الهدى توف سنة ه المد ل الذى ارتضى المد لنفسه ورضى به‬
‫من خلقه أحده على الئه وأمده لبلئه وأستعينه وأومن به وأتوكل راض بقضائه وصابر لبلئه‬
‫وأشهد أن ل إله إل ال وحده ل شريك له وأن ممدا عبده الصطفى ونبيه الجتب ورسوله إل‬
‫خلقه وأمينه على وحيه أرسله بعد انقطاع الرجاء وطموس العلم واقتراب من الساعة إل أمة‬
‫جاهلية متلفة أمية أهل عداوة وتضاغن وفرقة وتباين قد استهوتم شياطينهم وغلب عليهم‬
‫قرناؤهم فاستشعروا الردى وسلكوا العمى يبشر من أطاعه بالنة وكري ثوابا ويندر من عصاه‬
‫بالنار وأليم عقابا ليهلك من هلك عن بينة وييا من حى عن بينة وإن ال لسميع عليم‬
‫أوصيكم عباد ال بتقوى ال فإن القتصار عليها سلمة والترك لا ندامة وأحثكم على إجلل‬
‫عظمته وتوقي كبيائه وقدرته والنتهاء إل ما يقرب من رحته وينجى من سخطه وينال به ما‬
‫لديه من كري الثواب وجزيل الاب فاجتنبوا ما خوفكم ال من شديد العقاب وأليم العذاب‬

‫‪508‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫ووعيد الساب يوم توقفون بي يدى البار وتعرضون فيه على النار يوم ل تكلم نفس إل‬
‫بإذنه فمنهم شقى وسعيد يوم يفر الرء من أخيه وأمه وأبيه وصاحبته وبنيه لكل امرىء‬
‫منهم يومئذ شأن يغنيه يوم ل تزى نفس عن نفس شيئا ول يقبل منها عدل ول‬
‫تنفعها شفاعة ول هم ينصرون يوم ل يزى والد عن ولده ول مولود هو جاز عن والده شيئا‬
‫إن وعد ال حق فل تغرنكم الياة الدنيا ول يغرنكم بال الغرور فإن الدنيا دار غرور وبلء‬
‫وشرور واضمحلل وزوال وتقلب وانتقال قد أفنت من كان قبلكم وهى عائدة عليكم وعلى‬
‫من بعدكم من ركن إليها صرعته ومن وثق با خانته ومن أملها كذبته ومن رجاها خذلته‬
‫عزها ذل وغناها فقر والسعيد من تركها والشقى فيها من اثرها والغبون فيها من باع حظه من‬
‫دار اخرته با فال ال عباد ال والتوبة مقبولة والرحة مبسوطة وبادروا بالعمال الزكية ف هذه‬
‫اليام الالية قبل أن يؤخذ بالكظم وتندموا فل تنالون الندم ف يوم حسرة وتأسف وكآبة‬
‫وتلهف يوم ليس كاليام وموقف ضنك القام إن أحسن الديث وأبلغ الوعظة كتاب ال‬
‫يقول ال تبارك وتعال وإذا قرىء القران فاستمعوا له وأنصتوا لعلكم ترحون أعوذ بال من‬
‫الشيطان الرجيم بسم ال الرحن الرحيم ألاكم التكاثر حت زرت القابر إل اخر السورة‬
‫أوصيكم عباد ال با أوصاكم ال به وأناكم عما ناكم عنه وأرضى لكم طاعة ال وأستغفر‬
‫ال ل ولكم‬
‫مشاورة الهدى لهل بيته ف حرب خراسان روى ابن عبد ربه قال هذا ما تراجع‬
‫فيه الهدى ووزراؤه وما دار بينهم من تدبي الرأى ف حرب خراسان أيام تاملت عليهم‬
‫العمال وأعنفت فحملتهم الدالة وما تقدم لم من الكانة على أن نكثوا بيعتهم ونقضوا موثقهم‬
‫وطردوا العمال والتووا با عليهم من الراج وحل الهدى ما يب من مصلحتهم ويكره من‬
‫عنتهم على أن أقال عثرتم واغتفر زلتهم واحتمل دالتهم تطول بالفضل واتساعا بالعفو وأخذا‬
‫بالجة ورفقا بالسياسة ولذلك ل يزل مذ حله ال أعباء اللفة وقلده أمور الرعية رفيقا بدار‬
‫سلطانه بصيا بأهل زمانه باسطا للمعدلة ف رعيته تسكن إل كنفه وتأنس بعفوه وتثق بلمه‬

‫‪509‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫فإذا وقعت القضية اللزمة والقوق الواجبة فليس عنده هوادة ول إغضاء ول مداهنة أثرة‬
‫للحق وقياما بالعدل وأخذا بالزم فدعا أهل خراسان الغترار بلمه والثقة بعفوه أن كسروا‬
‫الراج وطردوا العمال وسألوا ما ليس لم من الق ث خلطوا احتجاجا باعتذار وخصومة‬
‫بإقرار وتنصل باعتلل فلما انتهى ذلك إل الهدى خرج إل ملس خلئه وبعث إل نفر من‬
‫لمته ووزرائه فأعلمهم الال واستنصحهم للرعية ث أمر الوال بالبتداء وقال للعباس بن ممد‬
‫أى عم تعقب قولنا وكن حكما بيننا وأرسل إل ولديه‬
‫موسى وهرون فأحضرها المر وشاركهما ف الرأى وأمر ممد بن الليث بفظ‬
‫مراجعتهم وإثبات مقالتهم ف كتاب مقال سلم صاحب الظال فقال سلم صاحب الظال‬
‫أيها الهدى إن ف كل أمر غاية ولكل قوم صناعة استفرغت رأيهم واستغرقت أشغالم‬
‫واستنفدت أعمارهم وذهبوا با وذهبت بم وعرفوا با وعرفت بم ولذه المور الت جعلتنا‬
‫فيها غاية وطلبت معونتنا عليها أقوام من أبناء الرب وساسة المور وقادة النود وفرسان‬
‫الزاهز وإخوان التجارب وأبطال الوقائع الذين رشحتهم سجالا وفيأتم ظللا وعضتهم‬
‫شدائدها وقرمتهم نواجذها فلو عجمت ما قبلهم وكشفت ما عندهم لوجدت نظائر تؤيد‬
‫أمرك وتارب توافق نظرك وأحاديث تقوى قلبك فأما نن معاشر عمالك وأصحاب دواوينك‬
‫فحسن بنا وكثي منا أن نقوم بثقل ما حلتنا من عملك واستودعتنا من أمانتك وشغلتنا به من‬
‫إمضاء عدلك وإنفاذ حكمك وإظهار حقك فأجابه الهدى إن ف كل قوم حكمة ولكل زمان‬
‫سياسة وف كل حال تدبي يبطل الخر الول ونن أعلم بزماننا وتدبي سلطاننا قال نعم أيها‬
‫الهدي أنت متسع الرأي وثيق العقدة قوي النة بليغ الفطنة معصوم النية مضور الروية مؤيد‬
‫البديهة موفق العزية معان بالظفر مهدي إل الي إن همت ففي عزمك مواقع الظن وإن‬
‫اجتمعت صدع فعلك‬
‫ملتبس الشك فاعزم يهد ال إل الصواب قلبك وقل ينطق ال بالق لسانك فإن‬
‫جنودك جة وخزائنك عامرة ونفسك سخية وأمرك نافذ فأجابه الهدي الشاورة والناظرة بابا‬

‫‪510‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫رحة ومفتاحا بركة ل يهلك عليهما رأي ول يتفبل معهما حزم فأشيوا برأيكم وقولوا با‬
‫يضركم فإن من ورائكم وتوفيق ال من وراء ذلك مقال الربيع بن يونس وقال الربيع أيها‬
‫الهدى إن تصاريف وجوه الرأي كثية وإن الشارة ببعض معاريض القول يسية ولكن‬
‫خراسان أرض بعيدة السافة متراخية الشقة متفارقة السبل فإذا ارتأيت من مكم التدبي ومبم‬
‫التقدير ولباب الصواب رأيا قد أحكمه نظرك وقلبه تدبيك فليس وراءه مذهب طاعن ول دونه‬
‫معلق لصومة عائب ث خبت البد به وانطوت الرسل عليه كان بالرى أن ل يصل إليهم‬
‫مكمه إل وقد حدث منهم ماينقضه فما أيسر أن ترجع إليك الرسل وترد عليك الكتب بقائق‬
‫أخبارهم وشوارد آثارهم ومصادر أمورهم فتحدث رأيا غيه وتبتدع تدبيا سواه وقد انفرجت‬
‫اللق وتللت العقد واسترخى القاب وامتد الزمان ث لعلم موقع الخرة كمصدر الول‬
‫ولكن الرأي أيها الهدى وفقك ال أن تصرف إجالة النظر وتقليب الفكر فيما جعتنا له‬
‫واستشرتنا فيه من التدبي لربم واليل ف أمرهم إل الطلب لرجل ذى دين فاضل وعقل‬
‫كامل وورع‬
‫واسع ليس موصوفا بوى ف سواك ول متهما ف أثرة عليك ول ظنينا على دخلة‬
‫مكروهة ول منسوبا إل بدعة مذورة فيقدح ف ملكك ويريض المور لغيك ث تستند إليه‬
‫أمورهم وتفوض إليه حربم وتأمره ف عهدك ووصيتك إياه بلزوم أمرك ما لزمه الزم وخلف‬
‫نيك إذا خالفه الرأى عند استحالة المور واشتداد الحوال الت ينقض أمر الغائب عنها ويثبت‬
‫رأي الشاهد لا فإنه إذا فعل ذلك فواثب أمرهم من قريب وسقط عنه ما يأت من بعيد تت‬
‫اليلة وقويت الكيدة ونفذ العمل وأحد النظر إن شاء ال مقال الفضل بن العباس قال الفضل‬
‫بن العباس أيها الهدي إن ول المور وسائس الروب ربا نى جنوده وفرق أمواله ف غي ما‬
‫ضيق أمر حزبه ول ضغطة حال اضطرته فيقعد عند الاجة إليها وبعد التفرقة لا عديا منها‬
‫فاقدا لا ل يثق بقوة ول يصول بعدة ول يفزع إل ثقة فالرأي لك أيها الهدي وفقك ال أن‬
‫تعفي خزائنك من النفاق للموال وجنودك من مكابدة السفار ومقارعة الخطار وتغرير‬

‫‪511‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫القتال ول تسرع للقوم ف الجابة إل ما يطلبون والعطاء لا يسألون فيفسد عليك أدبم‬
‫وترىء من رعيتك غيهم ولكن اغزهم باليلة وقاتلهم بالكيدة وصارعهم باللي وخاتلهم‬
‫بالرفق وأبرق لم بالقول وأرعد نوهم بالفعل وابعث البعوث‬
‫وجند النود وكتب الكتائب واعقد اللوية وانصب الرايات وأظهر أنك موجه‬
‫إليهم اليوش مع أحنق قوادك عليهم وأسوئهم أثرا فيهم ث ادسس الرسل وابثث الكتب وضع‬
‫بعضهم على طمع من وعدك وبعضا على خوف من وعيدك وأوقد بذلك وأشباهه نيان‬
‫التحاسد فيهم واغرس أشجار التنافس بينهم حت تل القلوب من الوحشة وتنطوي الصدور‬
‫على البغضة ويدخل كل من كل الذر واليبة فإن مرام الظفر بالغيلة والقتال باليلة والناصبة‬
‫بالكتب والكايدة بالرسل والقارعة بالكلم اللطيف الدخل ف القلوب القوى الوقع من‬
‫النفوس العقود بالجج الوصول باليل البن على اللي الذى يستميل القلوب ويسترق العقول‬
‫والراء ويستميل الهواء ويستدعى الواتاة أنفذ من القتال بظبات السيوف وأسنة الرماح كما‬
‫أن الوال الذي يستنل طاعة رعيته باليل ويفرق كلمة عدوه بالكايدة أحكم عمل وألطف‬
‫منظرا وأحسن سياسة من الذى ل ينال ذلك إل بالقتال والتلف للموال والتغرير والطار‬
‫وليعلم الهدى أنه إن وجه لقتالم رجل ل يسر لقتالم إل بنود كثيفة ترج عن حال شديدة‬
‫وتقدم على أسفار ضيقة وأموال متفرقة وقود غششة إن ائتمنهم استنفدوا ماله وإن استنصحهم‬
‫كانوا عليه ل له قال الهدي هذا رأى قد أسفر نوره وأبرق ضوءه وتثل صوابه للعيون ويسد‬
‫حقه ف القلوب ولكن فوق كل ذي علم عليم ث نظر إل ابنه على فقال ما تقول‬
‫مقال على بن الهدى قال علي بن الهدى أيها الهدى إن أهل خراسان ل يلعوا‬
‫عن طاعتك ول ينصبوا من دونك أحدا يقدح ف تغيي ملكك ويريض المور لفساد دولتك‬
‫ولو فعلوا لكان الطب أيسر والشأن أصغر والال أدل لن ال مع حقه الذى ل يذله وعند‬
‫موعده الذي ل يلفه ولكنهم قوم من رعيتك وطائفة من شيعتك الذين جعلك ال عليهم واليا‬
‫وجعل العدل بينك وبينهم حاكما طلبوا حقا وسألوا إنصافا فإن أجبت إل دعوتم ونفست‬

‫‪512‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫عنهم قبل أن يتلحم منهم حال ويدث من عندهم فتق أطعت أمر الرب وأطفأت نائرة‬
‫الرب ووفرت خزائن الال وطرحت تغرير القتال وحل الناس ممل ذلك على طبيعة جودك‬
‫وسجية حلمك وإسجاح خليقتك ومعدلة نظرك فأمنت أن تنسب إل ضعف وأن يكون ذلك‬
‫فيما بقى دربة وإن منعتهم ما طلبوا ول تبهم إل ما سألوا اعتدلت بك وبم الال وساويتهم‬
‫ف ميدان الطاب فما أرب الهدى أن يعمد إل طائفة من رعيته مقرين بملكته مذعني‬
‫بطاعته ل يرجون أنفسهم عن قدرته ول يبئونا من عبوديته فيملكهم أنفسهم ويلع نفسه‬
‫عنهم ويقف على اليل معهم ث يازيهم السوء ف حد القارعة ومضمار الخاطرة أيريد‬
‫الهدى وفقه ال الموال فلعمرى ل ينالا ول يظفر با إل بإنفاق أكثر منها ما يطلب منهم‬
‫وأضعاف ما يدعى قبلهم ولو نالا فحملت إليه ووضعت برائطها بي يديه‬
‫ث تاف لم عنها وطال عليهم با لكان إليه ما ينسب وبه يعرف من الود الذى‬
‫طبعه ال عليه وجعل قرة عينه ونمة نفسه فيه فإن قال الهدي هذا رأي مستقيم سديد ف أهل‬
‫الراج الذين شكوا ظلم عمالنا وتامل ولتنا فأما النود الذين نقضوا مواثيق العهود وأنطقوا‬
‫لسان الرجاف وفتحوا باب العصية وكسروا قيد الفتنة فقد ينبغى لم أن أجعلهم نكال‬
‫لغيهم عظة لسواهم فيعلم الهدى أنه لو أتى بم مغلولي ف الديد مقرني ف الصفاد ث‬
‫اتسع لقن دمائهم عفوه ولقالة عثرتم صفحة واستبقاهم لا هم فيه من حربه أو لن بإزائهم‬
‫من عدوه لا كان بدعا من رأيه ول مستنكرا من نظره لقد علمت العرب أنه أعظم اللفاء‬
‫واللوك عفوا وأشدها وقعا وأصدقها صولة وأنه ليتعاظمه عفو وليتكاءده صفح وإن عظم‬
‫الذنب وجل الطب فالرأى للمهدى وفقه ال تعال أن يل عقدة الغيظ بالرجاء لسن ثواب‬
‫ال ف العفو عنهم وأن يذكر أول حالتم وضيعة عيالتم برا بم وتوسعا لم فإنم إخوان‬
‫دولته وأركان دعوته وأساس حقه الذين بعزتم يصول وبجتهم يقول وإنا مثلهم فيما دخلوا‬
‫فيه من مساخطه وتعرضوا له من معاصيه وانطووا فيه عن إجابته ومثله ف قلة ما غي ذلك من‬
‫رأيه فيهم أو نقل من حاله لم أو تغي من نعمته بم كمثل رجلي أخوين متناصرين متوازرين‬

‫‪513‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫أصاب أحدها خبل عارض ولو حادث فنهض إل أخيه بالذى وتامل عليه بالكروه فلم يزدد‬
‫أخوه إل رقة له ولطفا به واحتيال لداواة مرضه ومراجعة حاله عطفا عليه وبرا به ومرحة له‬
‫فقال الهدى أما على فقد نوى ست الليان وفض القلوب ف أهل خراسان ولكل‬
‫نبإ مستقر فقال ما ترى يا أبا ممد يعن موسى ابنه الادى مقال موسى بن الهدى فقال موسى‬
‫أيها الهدى ل تسكن إل حلوة ما يرى من القول على ألسنتهم وأنت ترى الدماء تسيل من‬
‫خلل فعلهم الال من القوم ينادى بضمرة شر وخفية حقد قد جعلوا العاذير عليها سترا‬
‫واتذوا العلل من دوناحجابا رجاء أن يدافعوا اليام بالتأخي والمور بالتطويل فيكسروا حيل‬
‫الهدى فيهم ويفنوا جنوده عنهم حت يتلحم أمرهم وتتلحق مادتم وتستفحل حربم‬
‫وتستمر المور بم والهدى من قولم ف حال غرة ولباس أمنة قد فتر لا وأنس با وسكن‬
‫إليها ولول ما اجتمعت به قلوبم وبردت عليه جلودهم من الناصبة بالقتال والضمار للقراع‬
‫عن داعية ضلل أو شيطان فساد لرهبوا عواقب أخبار الولة وغب بكون المور فليشدد‬
‫الهدى وفقه ال أزره لم ويكتب كتائبه نوهم وليضع المر على أشد ما يضره فيهم وليوقن‬
‫أنه ل يعطيهم خطة يريد با صلحهم إل كانت دربة إل فسادهم وقوة على معصيتهم وداعية‬
‫إل عودتم وسببا لفساد من بضرته من النود ومن ببابه من الوفود الذين إن أقرهم وتلك‬
‫العادة وأجراهم على ذلك الرب ل يبح ف فتق حادث وخلف حاضر ل يصلح عليه دين‬
‫ول تستقيم به دنيا وإن طلب نغييه بعد استحكام العادة واستمرار الدربة ل يصل‬
‫إل ذلك إل بالعقوبة الفرطة والئونة الشديدة والرأى للمهدى وفقه ال أن ل يقيل‬
‫عثرتم ول يقبل معذرتم حت تطأهم اليوش وتأخذهم السيوف ويستحر بم القتل ويدق‬
‫بم الوت وييط بم البلء ويطبق عليهم الذل فإن فعل الهدى بم ذلك كان مقطعة لكل‬
‫عادة سوء فيهم وهزية لكل بادرة شر منهم واحتمال الهدى ف مئونة غزوتم هذه تضع عنه‬
‫غزوات كثية ونفقات عظيمة فقال الهدى قد قال القوم فاحكم يا أبا الفضل مقال العباس بن‬
‫ممد فقال العباس بن ممد أيها الهدى أما الوال فأخذوا بفروع الرأى وسلكوا جنبات‬

‫‪514‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫الصواب وتعدوا أمورا قصر بنظرهم عنها أنه ل تأت تاربم عليها وأما الفضل فأشار بالموال‬
‫أل تنفق والنود أل تفرق وبأن ل يعطى القوم ما طلبوا ول يبذل لم ما سألوا وجاء بأمر بي‬
‫ذلك استصغارا لمرهم واستهانة بربم وإنا يهيج جسيمات المور صغارها وأما على فأشار‬
‫باللي وإفراط الرفق وإذا جرد الوال لن غمط أمره وسفه حقه اللي بتا والي مضا ل‬
‫يلطهما بشدة تعطف القلوب عن لينه ول بشر يبسهم إل خيه فقد ملكهم اللع لعذرهم‬
‫ووسع لم الفرجة لثن أعناقهم فإن أجابوا دعوته وقبلوا لينه من غي حوف اضطرهم ول شدة‬
‫فنوة ف رءوسهم يستدعون با البلء إل أنفسهم ويستصرخون با رأى الهدى فيهم وإن ل‬
‫يقبلوا دعوته ويسرعوا لجابته باللي الحض والي الصراح فذلك ما عليه الظن بم والرأى‬
‫فيهم وما قد يشبه أن يكون من مثلهم لن ال تعال خلق النة وجعل فيها‬
‫من النعيم القيم واللك الكبي مال يطر على قلب بشر ول تدركه الفكر ول‬
‫تعلمه نفس ث دعا الناس إليها ورغبهم فيها فلول أنه خلق نارا جعلها لم رحة يسوقهم با إل‬
‫النة لا أجابوا ول قبلوا وأما موسى فأشار بأن يعصبوا بشدة ل لي فيها وأن يرموا بشر ل‬
‫خي معه وإذا أضمر الوال لن فارق طاعته وخالف جاعته الوف مفردا والشر مردا وليس‬
‫معهما طمع ول لي يثنيهم اشتدت المور بم وانقطعت الال منهم إل أحد أمرين إما أن‬
‫تدخلهم المية من الشدة والنفة من الذلة والمتعاض من القهر فيدعوهم ذلك إل التمادى ف‬
‫اللف والستبسال ف القتال والستسلم للموت وإما أن ينقادوا بالكره ويذعنوا بالقهر على‬
‫بغضة لزمة وعداوة باقية تورث النفاق وتعقب الشقاق فإذا أمكنتهم فرصة أو ثابت لم قدرة‬
‫أو قويت لم حال عاد أمرهم إل أصعب وأغلظ وأشد ما كان وقال ف قول أب الفضل أيها‬
‫الهدي أكفى دليل وأوضح برهان وأبي خب بأن قد أجع رأيه وحزم نظره على الرشاد ببعثة‬
‫اليوش إليهم وتوجيه البعوث نوهم مع إعطائهم ما سألوا من الق وإجابتهم إل ما سألوه من‬
‫العدل قال الهدى ذلك رأي مقال هرون بن الهدي قال هرون خلطت الشدة أيها الهدي‬

‫‪515‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫باللي فصارت الشدة أمر فطام لا تكره وعاد اللي أهدى قائد إل ما تب ولكن أرى غي‬
‫ذلك قال الهدي لقد قلت قول بديعا وخالفت فيه أهل بيتك جيعا والرء‬
‫مؤتن با قال وظني با ادعى حت يأتى ببينة عادلة وحجة ظاهرة فاخرج عماقلت‬
‫قال هرون أيها الهدى إن الرب خدعة والعاجم قوم مكرة وربا اعتدلت الال بم واتفقت‬
‫الهواء منهم فكان باطن ما يسرون على ظاهر ما يعلنون وربا افترقت الالن وخالف القلب‬
‫اللسان فانطوى القلب على مجوبة تبطن واستسر بدخولة ل تعلن والطبيب الرفيق بطبه‬
‫البصي بأمره العال بقدم يده وموضع ميسمه ل يتعجل بالدواء حت يقع على معرفة الداء‬
‫فالرأى للمهدى وفقه ال أن يفر باطن أمرهم فر السنة ويخض ظاهر حالم مض السقاء‬
‫بتابعة الكتب ومظاهرة الرسل وموالة العيون حت تتك حجب عيونم وتكشف أغطية‬
‫أمورهم فإن انفرجت الال وأفضت المور به إل تغيي حال أو داعية ضلل اشتملت الهواء‬
‫عليه وانقاد الرجال إليه وامتدت العناق نوه بدين يعتقدونه وإث يستحلونه عصبهم بشدة ل‬
‫لي فيها ورماهم بعقوبة لعفو معها وإن انفرجت العيون واهتصرت الستور ورفعت الجب‬
‫والال فيهم مريعة والمور بم معتدلة ف أرزاق يطلبونا وأعمال ينكرونا وظلمات يدعونا‬
‫وحقوق يسألونا باتة سابقتهم ودالة مناصحتهم فالرأى للمهدي وفقه ال أن يتسع لم با‬
‫طلبوا ويتجاف لم عما كرهوا ويشعب من أمرهم ما صدعوا ويرتق من فتقهم ما قطعوا ويول‬
‫عليهم من أحبوا ويداوى بذلك مرض قلوبم وفساد أمورهم فإنا الهدى وأمته وسواد أهل‬
‫ملكته بنلة الطبيب الرفيق والوالد الشفيق والراعى الجرب الذى يتال لرابض غنمه وضوال‬
‫رعيته حت يبىء الريضة من داء علتها ويرد الصحيحة إل أنس جاعتها ث إن خراسان باصة‬
‫الذين لم دالة ممولة وماتة مقبولة ووسيلة معروفة وحقوق واجبة لنم أيدي‬
‫دولته وسيوف دعوته وأنصار حقه وأعوان عدله فليس من شأن الهدى الضطغان عليهم ول‬
‫الؤاخذة لم ول التوعر بم ول الكافأة بإساءتم لن مبادرة حسم المور ضعيفة قبل أن تقوى‬
‫وماولة قطع الصول ضئيلة قبل أن تغلظ أحزم ف الرأى وأصح ف التدبي من التأخي لا‬

‫‪516‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫والتهاون با حت يلتئم قليلها بكثيها وتتمع أطرافها إل جهورها قال الهدى ما زال هرون‬
‫يقع وقع اليا حت خرج خروج القدح من الاء وانسل انسلل السيف فيما ادعى فدعوا ما‬
‫سبق موسى فيه أنه هو الرأى وثن بعده هرون ولكن من لعنة اليل وسياسة الرب وقيادة‬
‫الناس إن أمعن بم اللجاج وأفرطت بم الدالة مقال صال بن على قال صال لسنا نبلغ أيها‬
‫الهدى بدوام البحث وطول الفكر أدن فراسة رأيك وبعض لظات نظرك وليس ينفض عنك‬
‫من بيوتات العرب ورجالت العجم ذو دين فاضل ورأى كامل وتدبي قوى تقلده حربك‬
‫وتستودعه جندك من يتمل المانة العظيمة ويضطلع بالعباء الثقيلة وأنت بمد ال ميمون‬
‫النقيبة مبارك العزية مبور التجارب ممود العواقب معصوم العزم فليس يقع اختيارك ول يقف‬
‫نظرك على أحد توليه أمرك وتسند إليه ثغرك إل أراك ال ما تب وجع لك منه ما تريد‬
‫قال الهدى إن لرجو ذلك لقدي عادة ال فيه وحسن معونته عليه ولكن أحب‬
‫الوافقة على الرأى والعتبار للمشاورة ف المر الهم مقال ممد بن الليث قال ممد بن الليث‬
‫أهل خراسان أيها الهدى قوم ذوو عزة ومنعة وشياطي خدعة زروع المية فيهم نابتة‬
‫وملبس النفة عليهم ظاهرة فالروية عنهم عازبة والعجلة فيهم حاضرة تسبق سيولم مطرهم‬
‫وسيوفهم عذلم لنم بي سفلة ل يعدو مبلغ عقولم منظر عيونم وبي رؤساء ل يلجمون إل‬
‫بشدة ول يفطمون إل بالر وإن ول الهدى عليهم وضيعا ل تنقد له العظماء وإن ول أمرهم‬
‫شريفا تامل على الضعفاء وإن أخر الهدى أمرهم ودافع حربم حت يصيب لنفسه من حشمه‬
‫ومواليه أو بن عمه أو بن أبيه ناصحا يتفق عليه أمرهم وثقة تتمع له أملؤهم بل أنفة تلزمهم‬
‫ول حية تدخلهم ول مصيبة تنفرهم تنفست اليام بم وتراخت الال بأمرهم فدخل بذلك‬
‫من الفساد الكبي والضياع العظيم مال يتلفاه صاحب هذه الصفة وإن جد ول يستصلحه وإن‬
‫جهد إل بعد دهر طويل وشر كبي وليس الهدى وفقه ال فاطما عاداتم ول قارعا صفاتم‬
‫بثل أحد رجلي ل ثالث لما ول عدل ف ذلك بما أحدها لسان ناطق موصول بسمعك ويد‬

‫‪517‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫مثلة لعينك وصخرة ل تزعزع وبمة ل تثن وبازل ل يفزعه صوت اللجل نقى العرض نزيه‬
‫النفس جليل الطر اتضعت الدنيا عن قدره وسا نو الخرة‬
‫بمته وجعل الغرض القصى لعينه نصبا والغرض الدن لقدمه موطئا فليس يقبل‬
‫عمل وليتعدى أمل وهو رأس مواليك وأنصح بن أبيك رجل قد غذى بلطيف كرامتك‬
‫ونبت ف ظل دولتك ونشأ على قوائم أدبك فإن قلدته أمرهم وحلته ثقلهم وأسندت إليه‬
‫ثغرهم كان قفل فتحه أمرك وبابا أغلقه نيك فجعل العدل عليه وعليهم أميا والنصاف بينه‬
‫وبينهم حاكما وإذا أحكم النصفة وملك العدلة فأعطاهم مالم وأخذ منهم ما عليهم غرس‬
‫لك ف الذى بي صدورهم وأسكن لك ف السويداء داخل قلوبم طاعة راسخة العروق باسقة‬
‫الفروع متماثلة ف حواشي عوامهم متمكنة من قلوب خواصهم فل يبقى فيهم ريب إل نفوه‬
‫ول يلزمهم حق إل أدوه وهذا أحدها والخر عود من غيضتك ونبعة من أرومتك فت السن‬
‫كهل اللم راجح العقل ممود الصرامة مأمون اللف يرد فيهم سيفه ويبسط عليهم خيه‬
‫بقدر ما يستحقون وعلى حسب ما يستوجبون وهو فلن أيها الهدى فسلطه أعزك ال عليهم‬
‫ووجهه باليوش إليهم ول تنعك ضراعة سنة وحداثة مولده فإن اللم والثقة مع الداثة خي‬
‫من الشك والهل مع الكهولة وإنا أحداثكم أهل البيت فيما طبعكم ال عليه واختصكم به‬
‫من مكارم الخلق ومامد الفعال وماسن المور وصواب التدبي وصرامة النفس كفراخ‬
‫عتاق الطي الحكمة لخذ الصيد بل تدريب والعارفة لوجوه النفع بل تأديب فاللم والعلم‬
‫والعزم والزم والود والتودة والرفق ثابت ف صدوركم مزروع ف قلوبكم مستحكم لكم‬
‫متكامل عندكم بطبائع لزمة وغرائز ثابتة‬
‫مقال معاوية بن عبد ال قال معاوية بن عبد ال أفتاء أهل بيتك أيها الهدى ف‬
‫اللم على ما ذكر وأهل خراسان ف حال عز على ما وصف ولكن إن ول الهدى عليهم‬
‫رجل ليس بقدي الذكر ف النود ول بنبيه الصوت ف الروب ول بطويل التجربة للمور ول‬
‫بعروف السياسة للجيوش واليبة ف العداء دخل ذلك أمران عظيمان وخطران مهولن‬

‫‪518‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫أحدها أن العداء يغتمزونا منه ويتقرونا فيه ويترئون با عليه ف النهوض به والقارعة له‬
‫واللف عليه قبل ما حي الختبار لمره والتكشف لاله والعلم بطباعة والمر الخر أن‬
‫النود الت يقود واليوش الت يسوس إذا ل يتبوا منه البأس والنجدة ول يعرفوه بالصوت‬
‫واليبة انكسرت شجاعتهم وماتت ندتم واستأخرت طاعتهم إل حي اختبارهم ووقوع‬
‫معرفتهم وربا وقع البوار قبل الختبار وبباب الهدى وفقه ال رجل مهيب نبيه حنيك صيت له‬
‫نسب زاك وصوت عال قد قاد اليوش وساس الروب وتألف أهل خراسان واجتمعوا عليه‬
‫بالقة ووثقوا به كل الثقة فلو وله الهدى أمرهم لكفاه ال شرهم قال الهدى جانبت قصد‬
‫الرمية وأبيت إل عصبية إذ رأى الدث من أهل بيتنا كرأى عشرة حلماء من غينا ولكن أين‬
‫تركتم ول العهد قالوا ل ينعنا من ذكره إل كونه شبيه جده ونسيج وحده ومن الدين وأهله‬
‫بيث يقصر القول عن أدن فضله ولكن وجدنا ال عز وجل حجب عن‬
‫خلقه وستر دون عباده علم ما تتلف به اليام ومعرفة ما ترى عليه القادير من‬
‫حوادث المور وريب النون الخترمة لوال القرون ومواضي اللوك فكرهنا شسوعه عن ملة‬
‫اللك ودار السلطان ومقر المامة والولية وموضع الدائن والزائن ومستقر النود ومعدن‬
‫الود وممع الموال الت جعلها ال قطبا لدار اللك ومصيدة لقلوب الناس ومثابة لخوان‬
‫الطمع وثوار الفت ودواعى البدع وفرسان الضلل وأبناء الوت وقلنا إن وجه الهدي ول‬
‫عهده فحدث ف جيوشه وجنوده ما قد حدث بنود الرسل من قبله ل يستطع الهدي أن‬
‫يعقبهم بغيه إل أن ينهض إليهم بنفسه وهذا خطر عظيم وهول شديد إن تنفست اليام بقامه‬
‫واستدارت الال بإمامه حت يقع عوض ل يستغن عنه أو يدث أمر ل بد منه صار ما بعده ما‬
‫هو أعظم هول وأجل خطرا له تبعا وبه متصل مقال الهدي قال الهدي الطب أيسر ما‬
‫تذهبون إليه وعلى غي ما تصفون المر عليه نن أهل البيت نرى من أسباب القضايا ومواقع‬
‫المور على سابق من العلم ومتوم من المر قد أنبأت به الكتب وتنبأت عليه الرسل وقد‬
‫تناهى ذلك بأجعه إلينا وتكامل بذافيه عندنا فبه ندبر وعلى ال نتوكل إنه ل بد لول عهدي‬

‫‪519‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫وول عهد عقب بعدي أن يقود إل خراسان البعوث ويتوجه نوها بالنود أما الول فإنه يقدم‬
‫إليهم رسله ويعمل فيهم حيله ث يرج نشيطا إليهم حنقا‬
‫عليهم يريد أن ل يدع أحدا من إخوان الفت ودواعى البدع وفرسان الضلل إل‬
‫توطأه بر القتل وألبسه قناع القهر وقلده طوق الذل ول أحدا من الذين عملوا ف قص جناح‬
‫الفتنة وإخاد نار البدعة ونصرة ولة الق إل أجرى عليهم دي فضله وجداول نله فإذا خرج‬
‫مزمعا به ممعا عليه ل يسر إل قليل حت يأتيه أن قد عملت حيله وكدحت كتبه ونفذت‬
‫مكايده فهدأت نافرة القلوب ووقعت طائرة الهواء واجتمع عليه الختلفون بالرضا فيميل نظرا‬
‫لم وبرا بم وتعطفا عليهم إل عدو قد أخاف سبيلهم وقطع طريقهم ومنع حجاجهم بيت ال‬
‫الرام وسلب تارهم رزق ال اللل وأما الخر فإنه يوجه إليهم ث تعتقد له الجة عليهم‬
‫بإعطاء ما يطلبون وبذل ما يسألون فإذا سحت الفرق بقراباتا له وجنح أهل النواحى بأعناقهم‬
‫نوه فأصغت إليه الفئدة واجتمعت له الكلمة وقدمت عليه الوفود قصد لول ناحية بعت‬
‫بطاعتها وألقت بأزمتها فألبسها جناح نعمته وأنزلا ظل كرامته وخصها بعظيم حبائه ث عم‬
‫الماعة بالعدلة وتعطف عليهم بالرحة فل تبقى فيهم ناحية دانية ول فرقة قاصية إل دخلت‬
‫عليها بركته ووصلت إليها منفعته فأغن فقيها وجب كسيها ورفع وضيعها وزاد رفيعها ما‬
‫خل ناحيتي ناحية يغلب عليها الشقاء وتستميلهم الهواء فتستخف بدعوته وتبطئ عن إجابته‬
‫وتتثاقل عن حقه فتكون أخر من يبعث وأبطأ من يوجه فيصطلى عليها موجدة ويبتغى لا علة‬
‫ل يلبث يد بق يلزمهم وأمر يب عليهم فتستلحمهم اليوش وتأكلهم السيوف ويستحر بم‬
‫القتل وييط بم المر ويفنيهم التتبع حت يرب البلد ويوت الولد وناحية ل يبسط لم أمانا‬
‫ول يقبل لم عهدا ول يعل لم ذمة لنم أول من فتح باب الفرقة‬
‫وتدرع جلباب الفتنة وربض ف شق العصا ولكنه يقتل أعلمهم ويأسر قوادهم‬
‫ويطلب هرابم ف لج البحار وقلل البال وحيل الودية وبطون الرض تقتيل وتغليل‬
‫وتنكيل حت يدع الدنيا خرابا والنساء أيامي وهذا أمر ل نعرف له ف كتبنا وقتا ول نصحح‬

‫‪520‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫منه غي ما قلنا تفسيا وأما موسى ول عهدي فهذا أوان توجهه إل خراسان وحلوله برجان‬
‫وما قضى ال له من الشخوص إليها والقام فيها خي للمسلمي مغبة وله بإذن ال عاقبة من‬
‫القام بيث يغمر ف لج بورنا ومدافع سيولنا ومامع أمواجنا فيتصاغر عظيم فضله ويتذاءب‬
‫مشرق نوره ويتقلل كثي ما هو كائن منه فمن يصحبه من الوزراء ويتار له من الناس مقال‬
‫ممد بن الليث قال ممد بن الليث أيها الهدي إن ول عهدك أصبح لمتك وأهل ملتك علما‬
‫قد تئنت نوه أعناقها ومدت سته أبصارها وقد كان لقرب داره منك ومل جواره لك عطل‬
‫الال غفل المر واسع العذر فأما إذا انفرد بنفسه وخل بنظره وصار إل تدبيه فإن من شأن‬
‫العامة أن تتفقد مارج رأيه وتستنصت لواقع اثاره وتسأل عن حوادث أحواله ف بره ومرحته‬
‫وإقساطه ومعدلته وتدبيه وسياسته ووزرائه وأصحابه ث يكون ما سبق إليهم أغلب الشياء‬
‫عليهم وأملك المور بم وألزمها لقلوبم وأشدها استمالة لرأيهم وعطفا لهوائهم فل يفتأ‬
‫الهدى وفقه ال ناظرا له فيما يقوى عمد ملكته ويسدد أركان وليته‬
‫ويستجمع رضا أمته بأمر هو أزين لاله وأظهر لماله وأفضل مغبة لمره وأجل‬
‫موقعا ف قلوب رعيته وأحد حال ف نفوس أهل ملته ول أدفع مع ذلك باستجماع الهواء له‬
‫وأبلغ ف استعطاف القلوب عليه من مرحة تظهر من فعله ومعدله تنتشر عن أثره ومبة للخي‬
‫وأهله وأن يتار الهدى وفقه ال من خيار أهل كل بلدة وفقهاء أهل كل مصر أقواما تسكن‬
‫العامة إليهم إذا ذكروا وتأنس الرعية بم إذا وصفوا ث تسهل لم عمارة سبل الحسان وفتح‬
‫باب العروف كما قد كان فتح له وسهل عليه قال الهدي صدقت ونصحت ث بعث ف ابنه‬
‫موسى فقال مقال الهدي أي بن إنك قد أصبحت لسمت وجوه العامة نصبا ولثن أعطاف‬
‫الرعية غاية فحسنتك شاملة وإساءتك نائية وأمرك ظاهر فعليك بتقوى ال وطاعته فاحتمل‬
‫سخط الناس فيهما ول تطلب رضاهم بلفهما فإن ال عز وجل كافيك من أسخطه عليك‬
‫إيثارك رضاه وليس بكافيك من يسخطه عليك إيثارك رضا من سواه ث اعلم أن ل تعال ف‬
‫كل زمان فترة من رسله وبقايا من صفوة خلقه وخبايا لنصرة حقه يدد حبل السلم‬

‫‪521‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫بدعواهم ويشيد أركان الدين بنصرتم ويتخذ لولياء دينه أنصارا وعلى إقامة عدله أعوانا‬
‫يسدون اللل ويقيمون اليل ويدفعون عن الرض الفساد وإن أهل خراسان أصبحوا أيدى‬
‫دولتنا وسيوف دعوتنا الذين نستدفع الكاره بطاعتهم ونستصرف نزول العظائم بناصحتهم‬
‫وندافع ريب الزمان بعزائمهم ونراحم ركن الدهر ببصائرهم وهم عماد الرض إذا أرجف‬
‫كنفها وخوف العداء إذا برزت صفحتها وحصون الرعية إذا تضايقت الال با قد مضت لم‬
‫وقائع صادقات ومواطن صالات أخدت نيان‬
‫الفت وقسمت دواعى البدع وأذلت رقاب البارين ول ينفكوا كذلك ماجروا مع‬
‫ريح دولتنا وأقاموا ف ظل دعوتنا واعتصموا ببل طاعتنا الت أعز ال با ذلتهم ورفع با‬
‫ضعتهم وجعلهم با أربابا ف أقطار الرض وملوكا على رقاب العالي بعد لباس الذل وقناع‬
‫الوف وإطباق البلء ومالفة السى وجهد البأس والضر فظاهر عليهم لباس كرامتك وأنزلم‬
‫ف حدائق نعمتك ث اعرف لم حق طاعتهم ووسيلة دالتهم وماتة سابقتهم وحرمة مناصحتهم‬
‫بالحسان إليهم والتوسعة عليهم والثابة لحسنهم والقالة لسيئهم أي بن ث عليك العامة‬
‫فاستدع رضاها بالعدل عليها واستجلب مودتا بالنصاف لا وتسن بذلك لربك وتوثق به ف‬
‫عي رعيتك واجعل عمال العذر وولة الجج مقدمة بي يدى عملك ونصفة منك لرعيتك‬
‫وذلك أن تأمر قاضي كل بلد وخيار أهل كل مصر أن يتاروا لنفسهم رجل توليه أمرهم‬
‫وتعل العدل حاكما بينه وبينهم فإن أحسن حدت وإن أساء عذرت هؤلء عمال العذر وولة‬
‫الجج فل يسقطن عليك ما ف ذلك إذا انتشر ف الفاق وسبق إل الساع من انعقاد ألسنة‬
‫الرجفي وكبت قلوب الاسدين وإطفاء نيان الروب وسلمة عواقب المور ول ينفكن ف‬
‫ظل كرامتك نازل وبعرا حبلك متعلقا رجلن أحدها كرية من كرائم رجالت العرب‬
‫وأعلم بيوتات الشرف له أدب فاضل وحلم راجح ودين صحيح والخر له دين غي مغموز‬
‫وموضع غي مدخول بصي بتقليب الكلم وتصريف الرأى وأناء العرب ووضع الكتب عال‬
‫بالت الروب وتصاريف الطوب يضع ادابا نافعة وآثارا باقية من ماسنك وتسي أمرك‬

‫‪522‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫وتلية ذكرك فتستشيه ف حربك وتدخله ف أمرك فرجل أصبته كذلك فهو يأوي إل ملت‬
‫ويرعى ف خضرة جنان ول تدع أن تتار لك من فقهاء البلدان وخيار المصار أقواما يكونون‬
‫جيانك وسارك وأهل‬
‫مشاورتك فيما تورد وأصحاب مناظرتك فيما تصدر فسر على بركة ال أصحبك‬
‫ال من عونه وتوفيقه دليل يهدى إل الصواب قلبك وهاديا ينطق بالي لسانك وكتب ف‬
‫شهر ربيع الخر سنة سبعي ومائة ببغداد ابن عتبة يعزى الهدى ويهنئه لا توف النصور دخل‬
‫ابن عتبة مع الطباء على الهدى فسلم فقال اجر ال أمي الؤمني على أمي الؤمني قبله وبارك‬
‫ال لمي الؤمني فيما خلفه له أمي الؤمني بعده فما مصيبة أعظم من فقد أمي الؤمني ول‬
‫عقب أفضل من وراثه مقام أمي الؤمني فاقبل يا أمي الؤمني من ال أفضل العطية واحتسب‬
‫عند ال أفضل الرزية يعقوب بن داود يستعطف الهدى لا سخط الهدى على وزيره يعقوب‬
‫بن داود أحضره فقال يا يعقوب قال لبيك يا أمي الؤمني تلبية مكروب لوجدتك شرق‬
‫بغصتك قال‬
‫أل أرفع قدرك وأنت خامل وأسي ذكرك وأنت هامل وألبسك من نعم ال تعال‬
‫ونعمى ما ل أجد عندك طاقة لمله ول قياما بشكره فكيف رأيت ال تعال أظهر عليك ورد‬
‫كيدك إليك قال يا أمي الؤمني إن كنت قلت هذا بتيقن وعلم فإن معترف وإن كان بسعاية‬
‫الباغي ونائم العاندين فأنت أعلم بأكثرها وأنا عائذ بكرمك وعميم شرفك فقال لول النث‬
‫ف دمك للبستك قميصا لتشد عليه أزرارا ث أمر به إل السجن فتول وهو يقول الوفاء يا‬
‫أمي الؤمني كرم والودة رحم وما على العفو ندم وأنت بالعفو جدير وبالحاسن خليق فأقام‬
‫ف السجن إل أن أخرجه الرشيد رجل من أهل خراسان يطب بضرة الهدي وقدم على‬
‫الهدى رجل من أهل خراسان فقال أطال ال بقاء أمي الؤمني إنا قوم نأينا عن العرب وشغلتنا‬
‫الروب عن الطب وأمي الؤمني يعلم طاعتنا وما فيه مصلحتنا فيكتفي منا باليسي عن الكثي‬
‫ويقتصر على ما ف الضمي دون التفسي فقال الهدي أنت أخطب من سعته‬

‫‪523‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫مقام صال بن عبد الليل بي يدي الهدي دخل صال بن عبد الليل على الهدى‬
‫فسأله أن يأذن له ف الكلم فقال تكلم فقال إنه لا سهل علينا ما توعر على غينا من الوصول‬
‫إليك قمنا مقام الداء عنهم وعن رسول ال بإظهار ما ف أعناقنا من فريضة المر والنهى عن‬
‫انقطاع عذر الكتمان ول سيما حي اتسمت بيسم التواضع ووعدت ال وحلة كتابه إيثار‬
‫الق على ما سواه فجمعنا وإياك مشهد من مشاهد التمحيص ليتم مؤدينا على موعود الداء‬
‫عنهم وقابلنا على موعود القبول أو يزيدنا تحيص ال إيانا ف اختلف السر والعلنية ويلينا‬
‫حلية الكذابي فقد كان أصحاب رسول ال يقولون من حجب ال عنه العلم عذبه على الهل‬
‫وأشد منه عذابا من أقبل إليه العلم وأدبر عنه ومن أهدى ال إليه علما فلم يعمل به فقد رغب‬
‫عن هدية ال وقصر با فاقبل ما أهدى ال إليك من ألسنتنا قبول تقيق وعمل ل قبول سعة‬
‫ورياء فإنه ل يعدمك منا إعلم لا تهل أو مواطأة على ما تعلم أو تذكي لك من غفلة فقد‬
‫وطن ال عز وجل نبيه عليه الصلة والسلم على نزولا تعزية عما فات وتصينا من التمادى‬
‫ودللة على الخرج فقال وإما ينغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بال إنه سيع عليم فأطلع ال‬
‫على قلبك با ينور ال به القلوب من إيثار الق ومنابذة الهواء فإنك إن ل تفعل ذلك ير أثرك‬
‫وأثر ال عليك فيه ول حول ولقوة إل بال‬
‫عظة شبيب بن شيبة للمهدى وقال شبيب بن شيبة للمهدى يا أمي الؤمني إن ال‬
‫إذ قسم القسام ف الدنيا جعل لك أسناها وأعلها فل ترض لنفسك من الخرة إل مثل‬
‫مارضى لك به من الدنيا فأوصيك بتقوى ال فعليكم نزلت ومنكم أخذت وإليكم ترد خطبته‬
‫ف تعزية الهدى بابنته لا ماتت البانوقة بنت الهدى جزع عليها جزعا ل يسمع بثله فجلس‬
‫للناس يعزونه وأمر أل يجب عنه أحد فأكثر الناس ف التعازى واجتهدوا ف البلغة وف الناس‬
‫من ينتقد هذا عليهم من أهل العلم والدب فأجعوا على أنم ل يسمعوا تعزيه أوجز ول أبلغ‬
‫من تعزية شبيب بن شيبة فإنه قال أعطاك ال يا أمي الؤمني على ما رزئت أجرا وأعقبك صبا‬
‫ول أجهد ال بلءك بنقمة ول نزع منك نعمة ثواب ال خي لك منها ورحة ال خي لا منك‬

‫‪524‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫وأحق ماصب عليه مال سبيل إل رده خطبة اخرى له ف مدح الليفة قيل لبعض اللفاء إن‬
‫شبيب بن شيبة يستعمل الكلم ويستعد له فلو أمرته أن يصعد النب فجأة لرجوت أن يفتضح‬
‫فأمر رسول فأخذ بيده إل السجد فلم يفارقه حت صعد النب فحمد ال وأثن عليه وصلى‬
‫على النب حق الصلة عليه ث قال‬
‫أل إن لمي الؤمني أشباها أربعة السد الادر والبحر الزاخر والقمر الباهر والربيع‬
‫الناضر فأما السد الادر فأشبه منه صولته ومضاءه وأما البحر الزاخر فأشبه منه جوده وعطاءه‬
‫وأما القمر الباهر فأشبه منه نوره وضياءه وأما الربيع الناضر فأشبه منه حسنه وباءه ث نزل‬
‫وأنشأ يقول وموقف مثل حد السيف قمت به أحى الذمار وترمين به الدق فما زلقت وما‬
‫ألقيت كاذبة إذا الرجال على أمثاله زلقوا كلمات لشبيب بن شيبة وقال شبيب اطلب الدب‬
‫فإنه دليل على الروءة وزيادة ف العقل وصاحب ف الغربة وصلة ف الجلس وقال للمهدى يوما‬
‫أراك ال ف بنيك ما أرى أباك فيك وأرى ال بنيك فيك ما أراك ف أبيك وخرج من دار‬
‫اللفة يوما فقال له قائل كيف رأيت الناس قال رأيت الداحل راجيا والارج راضيا خطبة‬
‫يوسف بن القاسم بن صبيح الكاتب يوم ول الرشيد اللفة روى الطبى قال لا كانت الليلة‬
‫الت توف فيها موسى الادى أخرج هرثة ابن أعي هرون الرشيد ليل فأقعده للخلفة فدعا‬
‫هرون يي بن خالد بن برمك‬
‫وكان مبوسا وقد كان عزم موسى على قتله وقتل هرون الرشيد ف تلك الليلة‬
‫فحضر يي وتقلد الوزارة ووجه إل يوسف بن القاسم بن صبيح الكاتب فأحضره وأمره‬
‫بإنشاء الكتب فلما كان غداة تلك الليلة وحضر القواد قام يوسف ابن القاسم فحمد ال وأثن‬
‫عليه وصلى على ممد ث قال إن ال بنة ولطفه من عليكم معاشر أهل بيت نبيه بيت اللفة‬
‫ومعدن الرسالة وإياكم أهل الطاعة من أنصار الدولة وأعوان الدعوة من نعمه الت ل تصى‬
‫بالعدد ول تنقضى مدى البد وأياديه التامة أن جع ألفتكم وأعلى أمركم وشد عضدكم‬
‫وأوهن عدوكم وأظهر كلمة الق وكنتم أول با وأهلها فأعزكم ال وكان ال قويا عزيزا‬

‫‪525‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫فكنتم أنصار دين ال الرتضى والذابي بسيفه النتضى عن أهل بيت نبيه اوبكم استنقذهم من‬
‫أيدى الظلمة أئمة الور والناقضي عهد ال والسافكي الدم الرام والكلي الفىء والستأثرين‬
‫به فاذكروا ما أعطاكم ال من هذه النعمة واحذروا أن تغيوا فيغي بكم وإن ال جل وعز‬
‫استأثر بليفته موسى الادى المام فقبضه إليه وول بعده رشيدا مرضيا أمي الؤمني بكم رءوفا‬
‫رحيما من مسنكم قبول وعلى مسيئكم بالعفو عطوفا وهو أمتعه ال بالنعمة وحفظ له ما‬
‫استرعاه إياه من أمر المة وتوله با تول به أولياءه وأهل طاعته يعدكم من نفسه الرأفة بكم‬
‫والرحة لكم وقسم أعطياتكم فيكم عند استحقاقكم ويبذل لكم من الائزة ما أفاء ال على‬
‫اللفاء ما ف بيوت الال ما ينوب عن رزق كذا وكذا شهرا غي مقاض لكم بذلك فيما‬
‫تستقبلون من أعطياتكم وحامل باقى ذلك للدفع عن حريكم وما لعله أن يدث ف النواحى‬
‫والقطار من‬
‫العصاة الارقي إل بيوت الموال حت تعود الموال إل جامها وكثرتا والال الت‬
‫كانت عليها فاحدوا ال وجددوا شكرا يوجب لكم الزيد من إحسانه إليكم با جدد لكم من‬
‫رأى أمي الؤمني وتفضل به عليكم أيده ال بطاعته وارغبوا إل ال له ف البقاء ولكم به ف‬
‫إدامة النعماء لعلكم ترحون وأعطوا صفقة أيانكم وقوموا إل بيعتكم حاطكم ال وحاط‬
‫عليكم وأصلح بكم وعلى أيديكم وتولكم ولية عباده الصالي خطبة هرون الرشيد توف‬
‫سنة ه المد ل نمده على نعمه ونستعينه على طاعته ونستنصره على أعدائه ونؤمن به حقا‬
‫ونتوكل عليه مفوضي إليه وأشهد أن ل إله إل ال وحده ل شريك له وأشهد أن ممدا عبده‬
‫ورسوله بعثه على فترة من الرسل ودروس من العلم وإدبار من الدنيا وإقبال من الخرة بشيا‬
‫بالنعيم القيم ونذيرا بي يدى عذاب أليم فبلغ الرسالة ونصح المة وجاهد ف ال فأدى عن ال‬
‫وعده ووعيده حت أتاه اليقي فعلى النب من ال صلة ورحة وسلم أوصيكم عباد ال بتقوى‬
‫ال فإن ف التقوى تكفي السيئات وتضعيف السنات وفوزا بالنة وناة من النار وأحذركم‬
‫يوما تشخص فيه البصار وتعلن فيه السرار يوم البعث ويوم التغابن ويوم التلق ويوم التناد‬

‫‪526‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫يوم ل يستعتب من سيئة ول يزداد من حسنة يوم الزفة إذ القلوب لدى الناجر كاظمي ما‬
‫للظالي من حيم ول شفيع يطاع يعلم خائنة العي‬
‫وما تفى الصدور واتقوا يوما ترجعون فيه إل ال ث توف كل نفس ما كسبت‬
‫وهم ل يظلمون عباد ال إنكم ل تلقوا عبثا ولن تتركوا سدى حصنوا إيانكم بالمانة‬
‫ودينكم بالورع وصلتكم بالزكاة فقد جاء ف الب أن النب قال ل إيان لن ل أمانة له ول‬
‫دين لن ل عهد له ول صلة لن ل زكاة له إنكم سفر متازون وأنتم عن قريب تنقلون من دار‬
‫فناء إل دار بقاء فسارعوا إل الغفرة بالتوبة وإل الرحة بالتقوى وإل الدى بالمانة فإن ال‬
‫تعال ذكره أوجب رحته للمتقي ومغفرته للتائبي وهداه للمنيبي قال ال عز وجل وقوله الق‬
‫ورحت وسعت كل شيء فسأكتبها للذين يتقون ويؤتون الزكاة وقال وإن لغفار لن تاب‬
‫وامن وعمل صالا ث اهتدى وإياكم والمان فقد غرت وأردت وأوبقت كثيا حت أكذبتهم‬
‫مناياهم فتناوشوا التوبة من مكان بعيد وحيل بينهم وبي ما يشتهون فأخبكم ربكم عن‬
‫الثلث فيهم وصرف اليات وضرب المثال فرغب بالوعد وقدم إليكم الوعيد وقد رأيتم‬
‫وقائعهم بالقرون الوال جيل فجيل وعهدت الباء والبناء والحبة والعشائر باحتطاف الوت‬
‫إياهم من بيوتكم ومن بي أطهركم ل تدفعون عنهم ول تولون دونم فزالت عنهم الدنيا‬
‫وانقطعت بم السباب فأسلمتهم إل أعمالم عند الواقف والساب والعقاب ليجزى الذين‬
‫أساءوا با عملوا ويزى الذين أحسنوا بالسن إن أحسن الديث وأبلغ الوعظة كتاب ال‬
‫يقول ال عز وجل وإذا قرئ القران فاستمعوا له وأنصتوا لعلكم ترحون أعوذ بال من الشيطان‬
‫الرجيم إنه هو السميع العليم بسم ال الرحن الرحيم قل هو ال أحد‬
‫ال الصمد ل يلد ول يولد ول يكن له كفوا أحد آمركم با أمركم ال به وأناكم‬
‫عما ناكم عنه وأستغفر ال ل ولكم وصية الرشيد لؤدب ولده المي ووصى الرشيد مؤدب‬
‫ولده المي فقال يأحر إن أمي الؤمني قد دفع إليك مهجة نفسه وثرة قلبه فصي يدك عليه‬
‫مبسوطة وطاعته لك واجبة فكن له بيث وضعك أمي الؤمني أقرئه القرآن وعرفه الخبار‬

‫‪527‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫وروه الشعار وعلمه السنن وبصره بواقع الكلم وبدئه وامنعه من الضحك إل ف أوقاته‬
‫وخذه بتعظيم مشايخ بن هاشم إذا دخلوا عليه ورفع مالس القواد إذا حضروا ملسه ول ترن‬
‫بك ساعة إل وأنت مغتنم فائدة تفيده إياها من غي أن تزنه فتميت ذهنه ول تعن ف مسامته‬
‫فيستحلى الفراغ ويألفه وقومه ما استطعت بالقرب واللينة فإن أباها فعليك بالشدة والغلظة‬
‫خطبة لعفر بن يي البمكى قتل سنة ه وهاجت العصبية بالشأم بي أهلها ف عهد الرشيد‬
‫سنة ه وتفاقم أمرها فاغتم لذلك الرشيد وعقد لعفر بن يي على الشأم وقال له إما أن ترج‬
‫أنت أو أخرج أنا فقال له جعفر بل أقيك بنفسى فشخص ف جلة القواد والكراع والسلح‬
‫فأتاهم فأصلح بينهم وقتل زواقيلهم والتلصصة منهم ول يدع با رما ول فرسا فعادوا إل‬
‫المن والطمأنينة وأطفأ تلك النائرة‬
‫فلما قدم على الرشيد دخل عليه فقبل يديه ورجليه ث مثل بي يديه فقال المد ل‬
‫يا أمي الؤمني الذي أنس وحشت وأجاب دعوت ورحم تضرعي وأنسأ ف أجلي حت أران‬
‫وجه سيدي وأكرمن بقربه وامت على بتقبيل يده وردن إل خدمته فوال إن كنت لذكر‬
‫غيبت عنه ومرجى والقادير الت أزعجتن فأعلم أنا كانت بعاص لقتن وخطايا أحاطت ب‬
‫ولو طال مقامي عنك يا أمي الؤمني جعلن ال فذاك لفت أن يذهب عقلي إشفاقا على‬
‫قربك وأسفا على فراقك وأن يعجل ب عن إذنك الشتياق إل رؤيتك والمد ل الذى‬
‫عصمن ف حال الغيبة وأمتعن بالعافية وعرفن الجابة ومسكن بالطاعة وحال بين وبي‬
‫استعمال العصية فلم أشخص إل عن رأيك ول أقدم إل عن إذنك وأمرك ول يتر من أجل‬
‫دونك وال يا أمي الؤمني فل أعظم من اليمي بال لقد عاينت ما لو تعرض ل الدنيا كلها‬
‫لخترت عليها قربك ولا رأيتها عوضا من القام معك ث قال له بعقب هذا الكلم ف هذا‬
‫القام إن ال يا أمي الؤمني ل يزل يبليك ف خلفتك بقدر ما يعلم من نيتك ويريك ف‬
‫رعيتك غاية أمنيتك فيصلح لك جاعتهم ويمع ألفتهم ويلم شعثهم حفظا لك فيهم ورحة‬
‫لم وإنا هذا للتمسك بطاعتك والعتصام ببل مرضاتك وال الحمود على ذلك وهو‬

‫‪528‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫مستحقه وفارقت يا أمي الؤمني أهل كور الشأم وهم منقادون لمرك نادمون على ما فرط‬
‫من معصيتهم لك متمسكون ببلك نازلون على حكمك طالبون لعفوك واثقون بلمك‬
‫مؤملون فضلك امنون بادرتك حالم ف ائتلفهم كحالم كانت ف اختلفهم وحالم ف‬
‫ألفتهم كحالم‬
‫كانت ف امتناعهم وعفو أمي الؤمني عنهم وتغمده لم سابق لعذرتم وصلة أمي‬
‫الؤمني لم وعطفه عليهم متقدم عنده لسألتهم واي ال يا أمي الؤمني لئن كنت قد شخصت‬
‫عنهم وقد أحد ال شرارهم وأطفأ نارهم ونفى مراقهم وأصلح دهاءهم وأولن الميل فيهم‬
‫ورزقن النتصار منهم فما ذلك كله إل ببكتك وينك وريك ودوام دولتك السعيدة اليمونة‬
‫الدائمة وتوفهم منك ورجائهم لك وال يا أمي الؤمني ما تقدمت إليهم إل بوصيتك وما‬
‫عاملتهم إل بأمرك ول سرت فيهم إل على حد ما مثلته ل ورسته ووقفتن عليه ووال ما‬
‫انقادوا إل لدعوتك وتوحد ال بالصنع لك وتوفهم من سطوتك وما كان الذي كان من وإن‬
‫كنت قد بذلت جهدى وبلغت مهودى قاضيا بعض حقك على بل ما ازدادت نعمتك على‬
‫عظما إل ازددت عن شكرك عجزا وضعفا وما خلق ال أحدا من رعيتك أبعد من أن يطمع‬
‫نفسه ف قضاء حقك من وما ذلك إل أن أكون باذل مهجتىفي طاعتك وكل ما يقرب إل‬
‫موافقتك ولكن أعرف من أياديك عندي ما ل أعرف مثلها عند غيى فكيف بشكرى وقد‬
‫أصبحت واحد أهل دهري فيما صنعته ف وب أم كيف بشكري وإنا أقوي على شكرك‬
‫بإكرامك إياي وكيف بشكري ولو جعل ال شكري ف إحصاء ما أو ليتن ل يأت على ذلك‬
‫عدي وكيف بشكري وأنت كهفى دون كل كهف ل وكيف بشكري وأنت ل ترضي ل ما‬
‫أرضاه ل وكيف بشكري وأنت تدد من نعمتك عندي ما يستغرق كل ما سلف عندك ل أم‬
‫كيف بشكري وأنت تنسين ما تقدم من إحسانك إل با تدده ل أم كيف بشكري وأنت‬
‫تقدمن بطولك على جيع أكفائى أم كيف بشكري وأنت ول أم كيف بشكرى‬
‫وأنت الكرم ل وأنا أسأل ال الذى رزقن ذلك منك من غي استحقاق له إذ كان الشكر‬

‫‪529‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫مقصرا عن بلوغ تأدية بعضه بل دون شقص من عشر عشية أن يتول مكافأتك عن با هو‬
‫أوسع له وأقدر عليه وأن يقضي عن حقك وجليل منتك فإن ذلك بيده وهو القادر عليه‬
‫استعطاف أم جعفر بن يي للرشيد روى صاحب العقد قال كانت أم جعفر بن يي وهي‬
‫فاطمة بنت ممد بن السي بن قحطبة أرضعت الرشيد مع جعفر لنه كان رب ف حجرها‬
‫وغذى برسلها لن أمه ماتت عن مهده فكان الرشيد يشاورها مظهرا لكرامها والتبك برأيها‬
‫وكان ال وهو ف كفالتها أن ل يجبها ول استشفعته لحد إل شفعها والت عليه أم جعفر أن‬
‫ل دخلت عليه إل مأذونا لا ول شفعت لحد مقترف ذنبا فكم أسي فكت ومبهم عنده‬
‫فتحت ومستغلق منه فرجت واحتجب الرشيد بعد قدومه فطلبت الذن عليه من دار الباقونة‬
‫ومتت بوسائلها إليه فلم يأذن لا ول أمر بشيء فيها فلما طال ذلك با خرجت كاشفة وجهها‬
‫واضعة لثامها متفية ف مشيها حت صارت بباب قصر الرشيد فدخل عبد اللك بن الفضل‬
‫الاجب‬
‫فقال ظئر أمي الؤمني بالباب ف حالة تقلب شانة الاسد إل شفقة أم الواحد‬
‫فقال الرشيد ويك يا عبد اللك أو ساعية قال نعم يا أمي الؤمني حافية قال أدخلها يا عبد‬
‫اللك فرب كبد غذتا وكربة فرجتها وعورة سترتا فدخلت فلما نظر الرشيد إليها داخلة‬
‫متفية قام متفيا حت تلقاها بي عمد الجلس وأكب على تقبيل رأسها ومواضع ثدييها ث‬
‫أجلسها معه فقالت يا أمي الؤمني أيعدو علينا الزمان ويفونا خوفا لك العوان ويردك بنا‬
‫البهتان وقد ربيتك ف حجرى وأخذت برضاعك المان من عدوي ودهري فقال لا وما ذلك‬
‫يا أم الرشيد قالت ظئرك يي وأبوك بعد أبيك ول أصفه بأكثر ما عرفه به أمي الؤمني من‬
‫نصيحته وإشفاقه عليه وتعرضه للحتف ف شأن موسى أخيه قال لا يا أم الرشيد أمر سبق‬
‫وقضاء حم وغضب من ال نفذ قالت يا أمي الؤمني يحو ال ما يشاء ويثبت وعنده أم‬
‫الكتاب قال صدقت فهذا ما ل يحه ال فقالت الغيب مجوب عن النبيي فكيف عنك يا أمي‬
‫الؤمني فأطرق الرشيد مليا ث قال‬

‫‪530‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫وإذا النية أنشبت أظفارها ألفيت كل تيمة ل تنفع فقالت بغي روية ما أنا ليحي‬
‫بتميمة يا أمي الؤمني وقد قال الول وإذا افتقرت إل الذخائر ل تد دخرا يكون كصال‬
‫العمال هذا بعد قول ال عز وجل والكاظمي الغيظ والعافي عن الناس وال يب الحسني‬
‫فأطرق هرون مليا ث قال يا أم الرشيد أقول إذا انصرفت نفسي عن الشيء ل تكد إليه بوجه‬
‫آخر الدهر تقبل فقالت يا أمي الؤمني وأقول ستقطع ف الدنيا إذا ما قطعتن يينك فانظر أي‬
‫كف تبدل قال هرون رضيت قالت فهبه ل يا أمي الؤمني فقد قال رسول ال من ترك شيئا‬
‫ل ل يوجده ال لفقده فأكب هرون مليا ث رفع رأسه يقول ل المر من قبل ومن بعد قالت يا‬
‫أمي الؤمني ويومئذ يفرح الؤمنون بنصر ال ينصر من يشاء وهو العزيز الرحيم واذكر يا أمي‬
‫الؤمني أليتك ما استشفعت إل شفعتن قال واذكري يا أم الرشيد أليتك أن ل شفعت لقترف‬
‫ذنبا فلما رأته صرح بنعها ولذ عن مطلبها أخرجت حقا من زمردة خضراء فوضعته بي يديه‬
‫فقال الرشيد ما هذا ففتحت عنه قفل من ذهب فأخرجت منه خفضته وذوائبه وثناياه قد‬
‫غمست جيع ذلك ف السك فقالت يا أمي الؤمني أستشفع إليك وأستعي بال عليك‬
‫وبا صار معي من كري جسدك وطيب جوارحك ليحي عبدك فأخذ هرون ذلك‬
‫فلثمه ث استعب وبكى بكاء شديدا وبكى أهل الجلس ومر البشي إل يي وهو ل يظن إل أن‬
‫البكاء رحة له ورجوع عنه فلما أفاق رمى جيع ذلك ف الق وقال لا لسن ما حفظت‬
‫الوديعة قالت وأهل للمكافأة أنت يا أمي الؤمني فسكت وأقفل الق ودفعه إليها وقال إن ال‬
‫يأمركم أن تودوا المانات إل أهلها قالت وال يقول وإذا حكمتم بي الناس أن تكموا‬
‫بالعدل ويقول وأوفوا بعهد ال إذا عاهدت ث قال وما ذلك يا أم الرشيد قالت أو ما أقسمت‬
‫ل به أل تجبن ول تتهنن قال أحب يا أم الرشيد أن نشتريه مكمة فيه قالت أنصفت يا أمي‬
‫الؤمني وقد فعلت غي مستقيلة لك ول راجعة عنك قال بكم قالت برضاك عمن ل يسخطك‬
‫قال يا أم الرشيد أما ل عليك من الق مثل الذي لم قالت بلي يا أمي الؤمني أنت أعز على‬
‫وهم أحب إل قال فتحكمي ف تنية بغيهم قالت بلي قد وهبتكه وجعلتك ف حل منه‬

‫‪531‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫وقامت عنه وبقى مبهوتا ما يي لفظه خطبة يزيد بن مزيد الشيبان لا رضي الرشيد عن يزيد‬
‫بن مزيد أذن له بالدخول عليه فلما مثل بي يديه قال يا أمي الؤمني المد ل الذى سهل ل‬
‫سبيل الكرامة بلقائك ورد علي‬
‫النعمة بوجه الرضا منك وكشف عن ضبابة الكرب بإفضالك وجزاك ال يا أمي‬
‫الؤمني ف حال سخطك جزاء الحسني الراقبي وف حال رضاك جزاء النعمي المتني‬
‫التطولي فقد جعلك ال وله المد تثبت ترجا عند الغضب وتت تطول بالنعم وتستبقى‬
‫العروف عند الصنائع تفضل بالعفو خطبة عبد اللك بن صال توف سنة ه أعوذ بال السميع‬
‫العليم من الشيطان الرجيم أفل يتدبرون القران أم على قلوب أقفالا يأهل الشأم إن ال وصف‬
‫إخوانكم ف الدين وأشباهكم ف الجسام فحذرهم نبيه ممدا فقال وإذا رأيتهم تعجبك‬
‫أجسامهم وإن يقولوا تسمع لقولم كأنم خشب مسندة يسبون كل صيحة عليهم هم العدو‬
‫فاحذرهم قاتلهم ال أن يؤفكون فقاتلكم ال أن تصرفون جثث ماثلة وقلوب طائرة تشبون‬
‫الفت وتولون الدبر إل عن حرم ال فإنه دريئتكم وحرم رسوله فإنه مغزاكم أما وحرمة النبوة‬
‫واللفة لتنفرن خفافا وثقال أو لوسعنكم إرغاما ونكال‬
‫عبد اللك بن صال يعزي الرشيد ويهنئه ودخل عبد اللك بن صال دار الرشيد‬
‫فقال له الاجب إن أمي الؤمني قد أصيب الليلة بابن له وولد له اخر فلما دخل عليه قال‬
‫سرك ال يا أمي الؤمني فيما ساءك ول سياءك فيما سرك وجعل هذه بذه مثوبة على الصب‬
‫وجزاء على الشكر غضب الرشيد على عبد اللك بن صال ونصب له ابنه عبد الرحن وكاتبه‬
‫قمامة فسعيا به إل الرشيد وقال له إنه يطلب اللفة ويطمع فيها فأخذه وحبسه عند الفضل‬
‫بن الربيع وذكروا أنه أدخل على الرشيد حي سخط عليه فقال له الرشيد أكفرا بالنعمة‬
‫وجحودا لليل النة والتكرمة فقال يا أمي الؤمني لقد بؤت إذن بالندم وتعرضت لستحلل‬
‫النقم وما ذاك إل بغى حاسد نافسن فيك مودة القرابة وتقدي الولية إنك يا أمي الؤمني‬
‫خليفة رسول ال ف أمته وأمينه على عترته لك عليها فرض الطاعة وأداء النصيحة ولا عليك‬

‫‪532‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫العدل ف حكمها والتثبت ف حادثها والغفران لذنوبا فقال له الرشيد أتضع ل من لسانك‬
‫وترفع ل من جنانك هذا ماكاتبك قمامة يب بغلك وفساد نيتك فاسع كلمه فقال عبد اللك‬
‫أعطاك ما ليس ف عقده ولعله ل يقدر أن يعضهن ول يبهتن با ل يعرفه من وأحضر قمامة‬
‫فقال له الرشيد تكلم غي هائب ول خائف قال أقول إنه عازم على الغدر بك واللف عليك‬
‫فقال عبد اللك أهو كذاك يا قمامة قال قمامة نعم لقد أردت ختل أمي الؤمني‬
‫فقال عبد اللك وكيف ل يكذب علي من خلفي وهو يبهتن ف وجهي فقال له الرشيد وهذا‬
‫ابنك عبد الرحن يبن بعتوك وفساد نيتك ولو أردت أن أحتج عليك بجة ل أجد أعدل من‬
‫هذين لك فبم تدفعهما عنك فقال عبد اللك هو مأمور أو عاق مبور فإن كان مأمورا‬
‫فمعذور وإن كان عاقا ففاجر كفور أخب ال عز وجل بعدواته وحذر منه بقوله إن من‬
‫أزواجكم وأولدكم عدوا لكم فاحذروهم فنهض الرشيد وهو يقول أما أمرك فقد وضح‬
‫ولكن ل أعجل حت أعلم الذى يرضى ال فيك فإنه الكم بين وبينك فقال عبد اللك‬
‫رضيت بال حكما وبأمي الؤمني حاكما فإن أعلم أنه يؤثر كتاب ال على هواه وأمر ال‬
‫على رضاه فلما كان بعد ذلك جلس ملسا اخر فسلم لا دخل فلم يرد عليه فقال عبد اللك‬
‫ليس هذا يوما أحتج فيه ول أجاذب منازعا وخصما قال ول قال لن أوله جرى على غي‬
‫السنة فأنا أخاف اخره قال وما ذاك قال ل ترد على السلم أنصف نصفة العوام قال السلم‬
‫عليكم اقتداء بالسنة وإيثارا للعدل واستعمال للتحية ث التفت نو سليمان بن أب جعفر فقال‬
‫وهو ياطب بكلمه عبد اللك أريد حياته ويريد قتلى عذيرك من خليلك من مراد ث قال أما‬
‫وال لكأن أنظر إل شؤبوبا قد هع وعارضها قد لع‬
‫وكأن بالوعيد قد أورى نارا تسطع فأقلع عن براجم بل معاصم ورءوس بل‬
‫غاصم فمهل مهل فب وال سهل لكم الوعر وصفا لكم الكدر وألقت إليكم المور أثناء‬
‫أزمتها فنذار لكم نذار قبل حلول داهية خبوط باليد لبوط بالرجل فقال عبد اللك اتق ال يا‬
‫أمي الؤمني فيما ولك وف رعيته الت استرعاك ول تعل الكفر مكان الشكر ول العقاب‬

‫‪533‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫موضع الثواب فقد تلت النصيحة ومضت لك الطاعة وشددت أواخى ملكك بأثقل من‬
‫ركن يلملم وتركت عدوك مشتغل فال ال ف ذي رحك أن تقطعه بعد أن بللته بظن أفصح‬
‫الكتاب ل بعضهه أو ببغى باغ ينهس اللحم ويالغ الدم فقد وال سهلت لك الوعور وذللت‬
‫المور وجعت على طاعتك القلوب ف الصدور فكم من ليل تام فيك كابدته ومقام ضيق‬
‫لك قمته كنت فيه كما قال أخو بن جعفر بن كلب ومقام ضيق فرجته ببنان ولسان وجدل‬
‫لو يقوم الفيل أو فياله زل عن مثل مقامي وزحل فقال له الرشيد أما وال لول البقاء على بن‬
‫هاشم لضربت عنقك‬
‫ول يزل عبد اللك مبوسا حت توف الرشيد فأطلقه ممد المي وعقد له على‬
‫الشام قوله بعد خروجه من السجن ولا خرج من السجن وذكر الرشيد وفعله به قال وال إن‬
‫اللك لشيء مانويته ول تنيته ول نصبت له ول أردته ولو أردته لكان إل أسرع من الاء إل‬
‫الدور ومن النار إل يبس العرفج وإن لأخوذ با ل أجن ومسئول عما ل أعرف ولكنه حي‬
‫رآن للملك قمينا وللخلفة خطيا ورأى ل يدا تنالا إذا مدت وتبلغها إذا بسطت ونفسا‬
‫تكمل لصالا وتستحقها بفعالا وإن كنت ل أختر تلك الصال ول أصطنع تلك الفعال ول‬
‫أترشح لا ف السر ول أشرت إليها ف الهر وراها تن إل حني الوالدة الوالة وتيل إل ميل‬
‫اللوك وخاف أن ترغب إل خي مرغب وتنع إل أخصب منع عاقبن عقاب من سهر ف‬
‫طلبها وجهد ف التماسها فإن كان إنا حبسن على أن أصلح لا وتصلح ل وأليق با وتليق ب‬
‫فليس ذلك بذنب جنيته فأتوب منه ول تطاولت له فأحط نفسي عنه وإن زعم أنه لصرف‬
‫لعقابه ول ناة من عذابه إل بأن أخرج له من جد العلم واللم والزم فكما ل يستطيع‬
‫الضياع أن يكون مصلحا كذلك ل يستطيع العاقل أن يكون جاهل‬
‫وسواء عليه أعاقبن على علمي وحلمي أم عاقبن على نسب وسن وسواء عليه‬
‫عاقبن على جال أم عاقبن على مبة الناس ل ولو أردتا لعجلته عن التفكي وشغلته عن‬
‫التدبي ولا كان فيها من الطب إل اليسي وصية عبد اللك بن صال لبنه أوصى عبد اللك بن‬

‫‪534‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫صال ابنا له فقال أى بن احلم فإن من حلم ساد ومن تفهم ازداد والق أهل الي فإن لقاءهم‬
‫عمارة للقلوب ول تمح بك مطية اللجاج وفيك من أعتبك والصاحب الناسب لك والصب‬
‫على الكروه يعصم القلب الزاح يورث الضغائن وحسن التدبي مع الكفاف خي من الكثي مع‬
‫السراف والقتصاد يثمر القليل والسراف يبي الكثي ونعم الظ القناعة وشر ماصحب الرء‬
‫السد وما كل عورة تصاب وربا أبصر العمي رشده وأخطأ البصي قصده واليأس خي من‬
‫الطلب إل الناس والعفة مع الرفة خي من الغن مع الفجور ارفق ف الطلب وأجل ف‬
‫الكسب فإنه رب طلب قد جر إل حرب ليس كل طالب بنجح ول كل ملح بحتاج‬
‫والغبون من غب نصيبه من ال عاتب من رجوت عتباه وفاكه من أمنت بلواه لتكن مضحاكا‬
‫من غي عجب ول مشاء إل غي أرب ومن نأى عن الق أضاق مذهبه ومن اقتصر على حاله‬
‫كان أنعم لباله ل يكبن عليك ظلم من ظلمك فإنه إنا سعى ف مضرته ونفعك وعود نفسك‬
‫السماح وتي لا من كل خلق أحسنه فإن الي عادة والشر لاجة والصدود اية القت والتعلل‬
‫اية البخل ومن الفقه كتمان السر ولقاح العرفة‬
‫دراسة العلم وطول التجارب زيادة ف العقل والقناعة راحة البدان والشرف‬
‫التقوى والبلغة معرفة رتق الكلم وفتقه بالعقل تستخرج الكمة وباللم يستخرج غور العقل‬
‫ومن شر ف المور ركب البحور شر القول ما نقض بعضه بعضا ومن سعى بالنميمة حذره‬
‫البعيد ومقته القريب من أطال النظر بإرادة تامة أدرك الغاية ومن توان ف نفسه ضاع من‬
‫أسرف ف المور انتشرت عليه ومن اقتصد اجتمعت له واللجاجة تورث الضياع للمور غب‬
‫الدب أحد من ابتدائه مبادرة الفهم تورث النسيان سوء الستماع يعقب العي ل تدث من ل‬
‫يقبل بوجهه عليك ول تنصت لن ل ينمى بديثه إليك البلدة للرجل هجنة قل مالك إل‬
‫استأثر وقل عاجز إل تأخر الحجام عن المور يورث العجز والقدام عليها يورث اجتلب‬
‫الظ سوء الطعمة يفسد العرض ويلق الوجه ويحق الدين اليبة قرين الرمان والسارة قرين‬
‫الظفر وفيك من أنصفك وأخوك من عاتبك وشريكك من وف لك وصفيك من اثرك أعدى‬

‫‪535‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫العداء العقوق اتباع الشهوة يورث الندامة وفوت الفرصة يورث السرة جيع أركان الدب‬
‫التأن للرفق أكرم نفسك عن كل دنية وإن ساقتك إل الرغائب فإنك ل تد با تبذل من‬
‫دينك ونفسك عوضا ل تساعد النساء فيمللنك واستبق من نفسك بقية فإنن أن يرين أنك ذو‬
‫اقتدار خي من أن يطلعن منك على انكسار ل تلك الرأة الشفاعة لغيها فتميل من شفعت لا‬
‫عليك معها أى بن إن قد احترت لك الوصية ومضتك النصيحة وأديت الق إل ال ف‬
‫تأديبك فل تغفلن الخذ بأحسنها والعمل با وال موفقك‬
‫وصية أخرى له عن يزيد بن عقال قال وصى عبد اللك بن صال ابنه وهو أمي‬
‫سرية ونن ببلد الروم فقال له أنت تاجر ال لعباده فكن كالضارب الكيس الذى إن وجد‬
‫ربا تر وإل احتفظ برأس الال ول تطلب الغنيمة حت توز السلمة وكن من اجتيالك على‬
‫عدوك أشد خوفا من احتيال عدوك عليك كلمات حكيمة لبن السماك وقال ممد بن صبح‬
‫العروف بابن السماك خي الخوان أقلهم مصانعة ف النصيحة وخي العمال أحلها عاقبة‬
‫وخي الثناء ما كان على أفواه الخيار وأشرف السلطان مال يالطه البطر وأغن الغنياء من ل‬
‫يكن للحرص أسيا وخي الخوان من ل ياصم وخي الخلق أعونا على الورع وإنا يتب‬
‫ذل الرجال عند الفاقة والاجة ابن السماك والرشيد وذكر ممد بن هرون عن أبيه قال‬
‫حضرت الرشيد وقال له الفضل بن الربيع يا أمي الؤمني قد أحضرت ابن السماك كما أمرتن‬
‫قال أدخله فدخل فقال له‬
‫عظن قال يا أمي الؤمني اتق ال وحده ل شريك له واعلم أنك واقف غدا بي‬
‫يدى ال ربك ث مصروف إل إحدى منلتي ل ثالثة لما جنة أو نار فبكى هرون حت‬
‫اخضلت ليته فأقبل الفضل على ابن السماك فقال سبحان ال وهل يتخال أحدا شك ف أن‬
‫أمي الؤمني مصروف إل النة إن شاء ال لقيامه بق ال وعدله ف عباده وفضله فلم يفل‬
‫بذلك ابن السماك من قوله ول يلتفت إليه وأقبل على أمي الؤمني فقال يا أمي الؤمني إن هذا‬
‫يعن الفضل بن الربيع ليس وال معك ول عندك ف ذلك اليوم فاتق ال وانظر لنفسك فبكى‬

‫‪536‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫هرون حت أشفقنا عليه وأفحم الفضل بن الربيع فلم ينطق برف حت خرجنا قال ودخل ابن‬
‫السماك على الرشيد يوما فبينا هو عنده إذ استسقى ماء فأتى بقلة من ماء فلما أهوى با إل‬
‫فيه ليشربا قال له ابن السماك على رسلك يا أمي الؤمني بقرابتك من رسول ال لو منعت‬
‫هذه الشربة بكم كنت تشريها قال بنصف ملكي قال اشرب هنأك ال فلما شربا قال له‬
‫أسألك بقرابتك من رسول ال لو منعت خروجها من بدنك باذا كنت تشتريها قال بميع‬
‫ملكى قال ابن السماك إن ملكا قيمته شربة ماء لدير أل ينافس فيه فبكى هرون فأشار الفضل‬
‫بن الربيع إل ابن السماك بالنصراف فانصرف‬
‫الفتنة بي المي والأمون وفد المي إل الأمون لا عزم ممد المي على خلع‬
‫أخيه عبد ال الأمون من ولية العهد كتب إليه كتابا يستقدمه ويبب أن يكون بقربه وكان‬
‫الأمون على خراسان ودفع الكتاب إل العباس بن موسى وإل عيسى بن جعفر وإل ممد بن‬
‫عيسى بن نيك وإل صال صاحب الصلى وأمرهم أن يتوجهوا به إل الأمون وأل يدعوا‬
‫وجها من اللي والرفق إل بلغوه وسهلوا المر عليه وذلك سنة ه فتوجهوا بكتابه فلما وصلوا‬
‫إل الأمون أذن لم فدفعوا إليه الكتاب ث تكلم العباس بن موسى خطبة العباس بن موسى حد‬
‫ال وأثن عليه ث قال أيها المي إن أخاك قد تمل من اللفة ثقل عظيما ومن النظر ف أمور‬
‫الناس عبئا جليل وقد صدقت نيته ف الي فأعوزه الوزراء والعوان والكفاة علىالعدل وقليل‬
‫ما يأنس بأهل بيته وأنت أخوه‬
‫وشقيقه وقد فزع إليك ف أموره وأملك للموازرة والكانفة ولسنا نستبطئك ف بره‬
‫اتاما لنصرك له ول نضك على طاعة توفا للفك عليه وف قدومك عليه أنس عظيم‬
‫وصلح لدولته وسلطانه فأجب أيها المي دعوة أخيك وآثر طاعته وأعنه على ما استعانك‬
‫عليه ف أمره فإن ف ذلك قضاء الق وصلة الرحم وصلح الدولة وعز اللفة عزم ال للمي‬
‫على الرشد ف أموره وجعل له الية والصلح ف عواقب رأيه خطبة عيسى بن جعفر وتكلم‬
‫عيسى بن جعفر بن أب جعفر فقال إن الكثار على المي ال ال ف القول خرق والقتصار ف‬

‫‪537‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫تعريفه ما يب من حق أمي الؤمني تقصي وقد غاب المي أكرمه ال عن أمي الؤمني ول‬
‫يستغن عن قربه من شهد غيه من أهل بيته ول يد عنده غن ول يد منه خلفا ول عوضا‬
‫والمي أول من بر أخاه وأطاع إمامه فليعمل المي فيما كتب به إليه أمي الؤمني با هو‬
‫أرضى وأقرب من موافقة أمي الؤمني ومبته فإن القدوم عليه فضل وحظ عظيم والبطاء عنه‬
‫وكف ف الدين وضرر ومكروه على السلمي خطبة ممد بن عيسى بن نيك وتكلم ممد بن‬
‫عيسى بن نيك فقال أيها المي إنا ل نزيدك بالكثار والتطويل فيما أنت عليه من العرفة بق‬
‫أمي الؤمني ول نشحذ نيتك بالساطي والطب فيما يلزمك من النظر والعناية‬
‫بأمور السلمي وقد أعوز أمي الؤمني الكفاة والنصحاء بضرته وتناولك فزعا‬
‫إليك ف العونة والتقوية له على أمره فإن تب أمي الؤمني فما دعاك إليه فنعمة عظيمة يتلف‬
‫با رعيتك وأهل بيتك وإن تقعد يغن ال أمي الؤمني عنك ولن يضعه ذلك ما هو عليه من‬
‫الب بك والعتماد على طاعتك ونصيحتك خطبة صال صاحب الصلى وتكلم صال صاحب‬
‫الصلى فقال أيها المي إن اللفة ثقيلة والعوان قليل ومن يكيد هذه الدولة وينطوى على‬
‫غشها والعاندة لوليائها من أهل اللف والعصية كثي وأنت أخو أمي الؤمني وشقيقه‬
‫وصلح المور وفسادها راجع عليك وعليه إذ أنت ول عهده والشارك ف سلطانه ووليته‬
‫وقد تناولك أمي الؤمني بكتابه ووثق بعاونتك على ما استعانك عليه من أموره وف إجابتك‬
‫إياه إل القدوم عليه صلح عظيم ف اللفة وأنس وسكون لهل اللة والذمة وفق ال المي ف‬
‫أموره وقضى له بالذى هو أحب إليه وانفع له خطبة الأمون فحمد ال الأمون وأثن عليه ث‬
‫قال قد عرفتمون من حق أمي الؤمني أكرمه ال مال أنكره ودعوتون من الوازرة والعونة إل‬
‫ما أوثره ول أدفعه وأنا لطاعة أمي الؤمني مقدم والسارعة إل ماسره ووافقه حريص وف‬
‫الروية تبيان الرأى وف إعمال الرأى نصح العتزام والمر الذى دعان إليه أمي الؤمني أمر ل‬
‫أتأخر عنه تتبطا ومدافعة ول أتقدم عليه‬

‫‪538‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫اعتسافا وعجلة وأنا ف ثغر من ثغور السلمي كلب عدوه شديد شوكته وإن‬
‫أهلت أمره ل امن دخول الضرر والكروه على النود والرعية وإن أقمت عليه ل امن فوت ما‬
‫أحب من معونة أمي الؤمني وموازرته وإيثار طاعته فانصرفوا حت أنظر ف أمري ويصح الرأى‬
‫فيما أعتزم عليه من مسيى إن شاء ال ث بعث معهم بكتاب إلىالمي يسأله أن يعفيه من‬
‫الشخوص إليه وأن يقره على عمله إذ يرى أن ذلك أعظم غناء على السلمي وصية السيدة‬
‫زبيدة لعلي بن عيسى بن ماهان ونى الشر بي الخوين واستطار شرره وبعث المي جيشا‬
‫كثيفا بقيادة علي بن عيسى بن ماهان لرب الأمون وأعد الأمون للقائه جيشا بقيادة طاهر بن‬
‫السي فلما أراد على الشخوص إل خراسان ركب إل باب السيدة زبيدة والدة المي‬
‫فودعها فقالت له يا علي إن أمي الؤمني وإن كان ولدى إليه تناهت شفقت وعليه تكامل‬
‫حذرى فإن على عبد ال منعطفه مشفقة لا يدث عليه من مكروه وأذى وإنا ابن ملك نافس‬
‫أخاه ف سلطانه وغاراه على ما ف يده والكري يؤكل لمه وييته غيه فاعرف لعبد ال حق‬
‫والده وأخوته ول تبهه بالكلم فإنك لست نظيه ول تقتسره اقتسار العبيد ول ترهنه بقيد ول‬
‫غل ول تنع منه جارية ول خادما ول تعنف عليه ف السي ول تساوره ف السي ول تركب‬
‫قبله‬
‫ول تستقل على دابتك حت تأخذ بركابه وإن شتمك فاحتمل منه وإن سفه عليك‬
‫فل تراده ث دفعت إليه قيدا من فضة وقالت إن صار ف يدك فقيده بذا القيد فقال لا سأقبل‬
‫أمرك وأعمل ف ذلك بطاعتك وصية المي لبن ماهان وخرج علي بن عيسى بن ماهان من‬
‫بغداد ف من شعبان سنة ه وخرج معه المي يشيعه وأقبل يوصيه فقال امنع جندك من العبث‬
‫بالرعية والغارة على أهل القرى وقطع الشجر وانتهاك النساء وول الرى يي بن علي واضمم‬
‫إليه جندا كثيفا ومره ليدفع إل جنده أرزاقهم ما يىء من خراجها وول كل كورة ترحل‬
‫عنها رجل من أصحابك ومن خرج إليك من جند أهل خراسان ووجوهها فأظهر إكرامه‬
‫وأحسن جائزته ول تعاقب أخا بأخيه وضع عن أهل خراسان ربع الراج ول تأمن أحدا رماك‬

‫‪539‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫بسهم أو طعن ف أصحابك برمح ول تأذن لعبد ال ف القام أكثر من ثلثة أيام من اليوم الذى‬
‫تظهر فيه عليه فإذا أشخصته فليكن مع أوثق أصحابك عندك فإن غره الشيطان فناصبك‬
‫فاحرص على أن تأسره أسرا وإن هرب منك إل بعض كور خراسان فتول إليه السي بنفسك‬
‫أفهمت كل ما أوصيك به قال نعم أصاح ال أمي الؤمني قال سر على بركة ال وعونه‬
‫استهانة ابن ماهان بأمر طاهر بن السي وخرج ابن ماهان فلما جاز حلوان لقيته‬
‫القوافل من خراسان فكان يسألا عن الخبار فيقال له إن طاهرا مقيم بالرى يعرض أصحابه‬
‫ويرم الته فيضحك ث يقول وما طاهر فوال ما هو إل شوكة من أغصان أو شرارة من ناري‬
‫وما مثل طاهر يتول على اليوش ويلقى الروب ث التفت إل أصحابه فقال وال ما بينكم‬
‫وبي أن ينقصف انقصاف الشجر من الريح العاصف إل أن يبلغه عبورنا عقبة هذان فإن‬
‫السخال ل تقوى على نطاح الكباش والثعالب ل صب لا على لقاء السد فإن يقم طاهر‬
‫بوضعه يكن أول معرض لظبات السيوف وأسنة الرماح وسار حت صار ف أول بلد الرى‬
‫وأتاه صاحب مقدمته وقال لو كنت أبقى ال المي أذ كيت العيون وبعثت الطلئع وارتدت‬
‫موضعا تعسكر فيه وتتخذ خندقا لصحابك يأمنون به كان ذلك أبلغ ف الرأى وآنس للجند‬
‫قال ل ليس مثل طاهر يستعد له بالكايد والتحفظ إن حال طاهر تئول إل أحد أمرين إما أن‬
‫يتحصن بالرى فيبهته أهلها فيكفونا مئونته أويليها ويدبر راجعا لو قربت خيولنا وعساكرنا‬
‫منه وأتاه يي بن على فقال اجع متفرق العسكر واحذر على جندك البيات ول تسرح اليل‬
‫إل ومعها كثف من القوم فإن العساكر ل تساس بالتوان‬
‫والروب ل تدبر بالغترار والثقة أن تترز ول تقل الحارب ل طاهر فالشرارة‬
‫الفية ربا صارت ضراما والثلمة من السيل ربا اغتر با وتون فصارت برا عظيما وقد قربت‬
‫عساكرنا من طاهر فلو كان رأيه الرب ل يتأخر إل يومه هذا قال اسكت فإن طاهرا ليس ف‬
‫هذا الوضع الذى ترى وإنا يتحفظ الرجال إذا لقيت أقرانا وتستعد إذا كان الناوى لا‬
‫أكفاءها ونظراءها حزم طاهر وقوة عزمه وعسكر طاهر على خسة فراسخ من الري وأتاه‬

‫‪540‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫ممد بن العلء فقال أيها المي إن جندك قد هابوا هذا اليش وامتلت قلوبم خوفا ورعبا منه‬
‫فلو أقمت بكانك ودافعت القتال إل أن يشامهم أصحابك ويأنسوا بم ويعرفوا وجه الأخذ‬
‫ف قتالم فقال ل إن ل أوت من قلة تربة وحزم إن أصحاب قليل والقوم عظيم سوادهم كثي‬
‫عددهم فإن دافعت القتال وأخرت الناجزة ل امن أن يطلعوا على قلتنا وعورتنا وأن يستميلوا‬
‫من معى برغبة أو رهبة فينفر عن أكثر أصحاب ويذلن أهل الفاظ والصب ولكن ألف‬
‫الرجال بالرجال وألم اليل باليل وأعتمد على الطاعة والوفاء وأصب صب متسب للخي‬
‫حريص على الفوز بفضل الشهادة فإن‬
‫يرزق ال الظفر والفلج فذلك الذي نريد ونرجو وإن تكن الخرى فلست أول من‬
‫قاتل فقتل وما عند ال أجزل وأفضل طاهر يشد عزية جنده وكتب طاهر بن السي كتائبه‬
‫وكردس كراديسه وسوى صفوفه وجعل ير بقائد قائد وجاعة جاعة فيقول يا أولياء ال وأهل‬
‫الوفاء والشكر إنكم لستم كهؤلء الذين ترون من أهل النكث والغدر إن هؤلء ضيعوا ما‬
‫حفظتم وصغروا ما عظمتم ونكثوا اليان الت رعيتم وإنا يطلبون الباطل ويقاتلون على الغدر‬
‫والهل أصحاب سلب ونب فلو قد غضضتم البصار وأثبتم القدام قد أنز ال وعده وفتح‬
‫عليكم أبواب عزه ونصره فجالدوا طواغيت الفتنة ويعاسيب النار عن دينكم ودافعوا بقكم‬
‫باطلهم فإنا هى ساعة واحدة حت يكم ال بينكم وهو خي الاكمي ونشب القتال بي‬
‫الفريقي ودارت الدائرة على جيش ابن ماهان وقتل ووجه المي بعد ذلك لرب طاهر جيشا‬
‫بقيادة عبد الرحن بن جبلة فهزم وقتل أيضا‬
‫وصف الفضل بن الربيع غفلة المي وندب أسد بن يزيد بن مزيد لقتال طاهر‬
‫وبعث الفضل بن الربيع بعد مقتل عبد الرحن بن جبلة إل أسد بن يزيد بن مزيد قال فأتيته‬
‫فلما دخلت عليه وجدته قاعدا ف صحن داره وف يده رقعة قد قرأها واحرت عيناه واشتد‬
‫غضبه وهو يقول ينام نوم الظربان وينتبه انتباه الذئب هته بطنه ولذته فرجه ليفكر ف زوال‬
‫نعمته ول يروى ف إمضاء رأي ول مكيدة قد ألاه كأسه وشغله قدحه فهو يرى ف لوه‬

‫‪541‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫واليام تسرع ف هلكه قد شر عبد ال له عن ساقه وفوق له أصيب أسهمه يرميه على بعد‬
‫الدار بالتف النافذ والوت القاصد قد عب له النايا على متون اليل وناط له البلء ف أسنة‬
‫الرماح وشفار السيوف ث استرجع وتثل بأبيات للبعيث ث التفت إل فقال يا أبا الارث إنا‬
‫وإياك لنجرى إل غاية إن قصرنا عنها ذمنا وإن اجتهدنا ف بلوغها انقطعنا وإنا نن شعب من‬
‫أصل إن قوى قوينا وإن ضعف ضعفنا إن هذا قد ألقى بيده إلقاء المة الو كفاء يشاور النساء‬
‫ويعتمد على الرؤيا وقد أمكن أهل اللهو والسارة من سعه فهم يعدونه الظفر وينونه عقب‬
‫اليام‬
‫واللك أسرع إليه من السيل إل قيعان الرمل وقد خشيت وال أن تلك بلكه‬
‫ونعطب بعطبه وأنت فارس العرب وابن فارسها وقد فزع إليك ف لقاء هذا الرجل طاهر‬
‫وأطمعه فيما قبلك أمران أما أحدها فصدق طاعتك وفضل نصيحتك والثان ين نقيبتك وشدة‬
‫بأسك وقد أمرن بإزاحة علتك وبسط يدك فيما أحببت غي أن القتصاد رأس النصيحة‬
‫ومفتاح اليمن والبكة فأنز حوائجك وعجل البادرة إل عدوك فإن أرجو أن يوليك ال‬
‫شرف الفتح ويلم بك شعث هذه اللفة والدولة فأجاب بالسمع والطاعة غي أنه طلب‬
‫مطالب ل ترق ف عي المي فغضب عليه وأمر بسجنه وصية المي لحد بن مزيد ث ندب‬
‫عمة أحد بن مزيد فلما أراد الشخوص دخل على المي فقال أوصن أكرم ال أمي الؤمني‬
‫فقال أوصيك بصال عدة إياك والبغى فإنه عقال النصر ول تقدم رجل إل باستخارة ول‬
‫تشهر سيفا إل بعد إعذار ومهما قدرت عليه باللي فل تتعده إل الرق والشره وأحسن‬
‫صحابة من معك من الند وطالعن بأخبارك ف كل يوم ولتاطر بنفسك ف طلب الزلفة‬
‫عندى ول تستقها فيما توف رجوعه علي وكن لعبد ال أخا مصافيا وقرينا برا وأحسن‬
‫مامعته وصحبته ومعاشرته ول تذله إن استنصرك ول تبطىء عنه إذا استصرخك ولتكن‬
‫أيديكما واحدة وكلمتكما متفقة‬

‫‪542‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫وتوجه أحد بن مزيد ف عشرين ألفا من العراب وعبد ال بن حيد بن قحطبة ف‬
‫عشرين ألفا من البناء حت نزل خانقي قريبا من حلوان ول يزل طاهر يتال ف وقوع‬
‫الختلف والشغب بينهم حت اختلفوا وانتقض أمرهم وقاتل بعضهم بعضا فأخلوا خانقي‬
‫ورجعوا عنها دون أن يلقوا طاهرا مقال عبد اللك بن صال للمي وكان عبد اللك بن صال‬
‫يشكر للمي تلية سبيله ويوجب بذلك على نفسه طاعته ونصيحته فلما قوى طاهر واستعلى‬
‫أمره وهزم من هزم من قواد المي وجيوشه دخل عبد اللك على المي فقال يا أمي الؤمني‬
‫إن أرى الناس قد طمعوا فيك وأهل العسكرين قد اعتمدوا ذلك وقد بذلت ساحتك فإن‬
‫تمت على أمرك أفسدتم وأبطرتم وإن كففت أمرك عن العطاء والبذل أسخطتهم وأغضبتهم‬
‫وليس تلك النود بالمساك ول يبقى ثبوت الموال على النفاق والسرف ومع هذا فإن‬
‫جندك قد رعبتهم الزائم ونكتهم وأضعفتهم الرب والوقائع وامتلت قلوبم هبية لعدوهم‬
‫ونكول عن لقائهم ومناهضتهم فإن سيتم إل طاهر غلب بقليل من معه كثيهم وهزم بقوة‬
‫نيته ضعف نصائحهم ونياتم وأهل الشأم قوم قد ضرستهم الروب وأدبتهم الشدائد وجلهم‬
‫منقاد إل مسارع إل طاعت فإن وجهن أمي الؤمني اتذت له منهم جندا يعظم نكايتهم ف‬
‫عدوه ويؤيد ال بم أولياءه وأهل طاعته فقال المي فإن موليك أمرهم ومقويك با سألت من‬
‫مال وعدة فعجل‬
‫الشخوص إل ما هنالك فاعمل عمل يظهر أثره ويمد بركته برأيك ونظرك فيه إن‬
‫شاء ال فوله الشام والزيرة الشغب ف جيش عبد اللك بن صال وسار عبد اللك بن صال‬
‫فلما قدم الرقة كتب إل رؤساء أجناد الشأم ووجوه الزيرة فلم يبق أحد من يرجى ويذكر‬
‫بأسه وغناؤه إل وعده وبسط له ف أمله وأمنيته فقدموا عليه رئيسا بعد رئيس وجاعة بعد‬
‫جاعة فكان ل يدخل عليه أحد إل أجازه وخلع عليه وحله فأتاه أهل الشأم الزواقيل‬
‫والعراب من كل فج واجتمعوا عنده حت كثروا بيد أنه شبت نار الفتنة بي جند أهل‬
‫خراسان وبي الزواقيل وأفضى المر إل تلحهم واقتتالم ث قام رجل من أهل حص فقال‬

‫‪543‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫يأهل حص الرب أهون من العطب والوت أهون من الذل إنكم بعدت عن بلدكم وخرجتم‬
‫من أقاليمكم ترجون الكثرة بعد القلة والعزة بعد الذلة أل وف الشر وقعتم وإل حومة الوت‬
‫أنتم إن النايا ف شوارب السودة وقلنسهم النفي النفي قبل أن ينقطع السبيل وينل المر‬
‫الليل ويفوت الطلب ويعسر الذهب ويبعد العمل ويقترب الجل وقام رجل من كلب فقال‬
‫يا معشر كلب إنا الراية السوداء وال ماولت ولعدلت ول ذل‬
‫نصرها ول ضعف وليها وإنكم لتعرفون مواقع سيوف أهل خراسان ف رقابكم‬
‫واثار أسنتهم ف صدوركم اعتزلوا الشر قبل أن يعظم وتطوه قبل أن يضطرم شأمكم داركم‬
‫داركم الوت الفلسطين خي من العيش الزرى أل وإن راجع فمن أراد النصراف فلينصرف‬
‫معى ث سار وسار معه عامة أهل الشأم وأقبلت الزواقيل حت أضرموا ما كان جع من‬
‫العلف بالنار وكان ذلك ف سنة ه خطبة السي بن على بن عيسى بن ماهان يدعو إل‬
‫خلع المي ومات عبد اللك بن صال بالرقة وكان معه السي بن على بن عيسى بن ماهان‬
‫فأقفل الند من الزيرة إلىبغداد فتلقاه أهلها بالتكرمة والتعظيم وضربوا له القباب واستقبله‬
‫القواد والرؤساء والشراف ث اجتمع إليه الناس فقام فيهم فقال يا معشر البناء إن خلفة ال ل‬
‫تاوز بالبطر ونعمة ل تستصحب بالتجب والتكب وإن ممدا يريد أن يوتغ أديانكم وينكث‬
‫بيعتكم ويفرق جعكم وينقل عزكم إل غيكم وهو صاحب الزواقيل بالمس وبال إن طالت‬
‫به مدة وراجعه من أمره قوة ليجعن وبال ذلك عليكم وليعرفن ضرره ومكروهه ف دولتكم‬
‫ودعوتكم فاقطعوا أثره قبل أن يقطع آثاركم وضعوا عزه قبل أن يضع عزكم فوال ل ينصره‬
‫منكم ناصر إل خذل ول ينعه مانع إل قتل وما عند ال لحد هوادة ول يراقب على‬
‫الستخفاف بعهوده والنث بأيانه وخلع السي بن على ممدا المي وحبسه وأخذ البيعة‬
‫لعبد ال الأمون‬
‫خطبة ممد بن أب خالد ف فض الناس عن اتباع السي بن على بن عيسى فلما‬
‫أصبح الناس من الغد طلبوا من السي بن علي الرزاق وماج الناس بعضهم ف بعض وقام‬

‫‪544‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫ممد بن أب خالد فقال أيها الناس وال ما أدري بأي سبب يتأمر السي بن علي علينا ويتول‬
‫هذا المر دوننا ما هو بأكبنا سنا ول أكرمنا حسبا ول أعظمنا منلة وإن فينا من ل يرضى‬
‫بالدنية ول يقاد بالخادعة وإن أولكم نقض عهده وأظهر التغيي عليه والنكار لفعله فمن كان‬
‫رأيه رأيي فليعتزل معى إطلق المي من سجنه ورده إل ملس اللفة وقام أسد الرب فقال‬
‫يا معشر الربية هذا يوم له ما بعده إنكم قد نتم وطال نومكم وتأخرت فقدم عليكم غيكم‬
‫وقد ذهب أقوام بذكر خلع ممد وأسره فاذهبوا بذكر فكه وإطلقه فأقبل شيخ كبي من أبناء‬
‫الكفاية على فرس فصاح بالناس اسكتوا فسكتوا فقال أيها الناس هل تعتدون على ممد بقطع‬
‫منه لرزاقكم قالوا ل قال فهل قصر بأحد منكم أو من رؤسائكم وكبائكم قالوا ما علمنا قال‬
‫فهل عزل أحدا من قوادكم قالوا معاذ ال أن يكون فعل ذلك قال فما بالكم خذلتموه وأعنتم‬
‫عدوه على اضطهاده وأسره أما وال ما قتل قوم خليفتهم قط إل سلط ال عليهم السيف القاتل‬
‫والتف الارف انضوا إل خليفتكم وادفعوا عنه وقاتلوا من أراد خلعه والفتك به‬
‫فنهضوا معه وقاتلوا السي بن على وأصحابه قتال شديدا وأكثروا ف أصحابه‬
‫الراح وأسروا السي ودخل أسد الرب على ممد فكسر قيوده وأقعده ف ملس اللفة‬
‫وأتى المي بالسي بن على فلمه على خلفه وقال له أل أقدم أباك على الناس وأوله أعنة‬
‫اليل وأمل يده من الموال وأشرف أقداركم ف أهل خراسان وأرفع منازلكم على غيكم من‬
‫القواد قال بلى قال فما الذي استحققت به منك أن تلع طاعت وتؤلب الناس علي وتندبم إل‬
‫قتال قال الثقة بعفو أمي الؤمني وحسن الظن بصفحه وتفضله قال فإن أمي الؤمني قد فعل‬
‫ذلك بك وولك الطلب بثأرك ومن قتل من أهل بيتك ث دعا له بلعة فجعلها عليه وحله على‬
‫مراكب وأمره بالسي إل حلوان وخرج السي فهرب ف نفر من خدمه ومواليه فنادى ممد‬
‫ف الناس فركبوا ف طلبه فأدركوه وقتلوه خطبة داود بن عيسى يدعو إل خلع المي وقام‬
‫داود بن عيسى وإل مكة والدينة وكان خطيبا فصيحا جهي الصوت يدعو إل خلع المي‬
‫ومبايعة الأمون فقال‬

‫‪545‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫المد ل مالك اللك يؤتى اللك من يشاء وينع اللك من يشاء ويعز من يشاء‬
‫ويذل من يشاء بيده الي وهو على كل شيء قدير وأشهد أن ل إله إل ال وحده ل شريك له‬
‫قائما بالقسط ل إله إل هو العزيز الكيم وأشهد أن ممدا عبده ورسوله أرسله بالدين وختم‬
‫به النبيي وجعله رحة للعالي صلى ال عليه ف الولي والخرين أما بعد يأهل مكة فأنتم‬
‫الصل والفرع والعشية والسرة والشركاء ف النعمة إل بلدكم يفد وفد ال وإل قبلتكم يأت‬
‫السلمون وقد علمتم ما اخذ عليكم الرشيد هرون رحه ال عليه وصلته حي بايع لبنيه ممد‬
‫وعبد ال بي أظهركم من العهد واليثاق لتنصرن الظلوم منهما على الظال والبغى عليه على‬
‫الباغى والغدور به على الغادر أل وقد علمتم وعلمنا أن ممد بن هرون قد بدأ بالظلم والبغى‬
‫والغدر وخالف الشروط الت أعطاها من نفسه ف بطن البيت الرام وقد حل لنا ولكم خلعه‬
‫من اللفة وتصييها إل الظلوم البغى عليه الغدور به أل وإن أشهدكم أن قد خلعت ممد‬
‫بن هرون من اللفة كما خلعت قلنسوتى هذه من رأسى وخلع قلنسوته عن رأسه فرمى با‬
‫إل بعض الدم تته وكانت من برود حبة مسلسلة حراء وأتى بقلنسوة سوداء هاشية فلبسها‬
‫ث قال قد بايعت لعبد ال الأمون أمي الؤمني باللفة أل فقوموا إل البيعة لليفتكم فصعد‬
‫جاعة من الوجوه إليه إل النب رجل فرجل فبايعه لعبد ال الأمون باللفة وخلع ممدا‬
‫خطبة المي وقد تول المر عنه ولا رأى المي المر قد تول عنه وأنصاره‬
‫يتسللون فيخرجون إل طاهر أمر بإحضار كل من كان معه ف الدينة من القواد والند‬
‫فأشرف عليهم وقال المد ل الذي يرفع ويضع ويعطي وينع ويقبض ويبسط وإليه الصي‬
‫أحده على نوائب الزمان وخذلن العوان وتشتت الرجال وذهاب الموال وحلول النوائب‬
‫وتوفد الصائب حدا يدخر ل به أجزل الزاء ويرفدن أحسن العزاء وأشهد أن ل إله إل ال‬
‫وحده ل شريك له كما شهد لنفسه وشهدت له ملئكته وأن ممدا عبده المي ورسوله إل‬
‫السلمي آمي رب العالي أما بعد يا معشر البناء وأهل السبق إل الدى فقد علمتم غفلت‬
‫كانت أيام الفضل بن الربيع وزير على ومشي فمادت به اليام با لزمن به من الندامة ف‬

‫‪546‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫الاصة والعامة إل أن نبهتمون فانتبهت واستعنتمون ف جيع ما كرهتم من نفسي وفيكم‬
‫فبذلت لكم ماحواه ملكى ونالته مقدرتى ما جعته وورثته عن آبائى فقودت من ل يز‬
‫واستكفيت من ل يكف واجتهدت علم ال ف طلب رضاكم بكل ما قدرت عليه واجتهدت‬
‫علم ال ف مساءتى ف كل يوم ماقدرت عليه من ذلك توجيهي إليكم على بن عيسى شيخكم‬
‫وكبيكم وأهل الرأفة بكم والتحنن عليكم فكان منكم ما يطول ذكره فغفرت الذنب‬
‫وأحسنت واحتملت وعزيت نفسى عند معرفت بشذوذ الظفر وحرصى على مقامكم مسلحة‬
‫بلوان مع ابن كبي صاحب دعوتكم ومن على يدي أبيه كان فخركم وبه تت طاعتكم‬
‫عبد ال بن حيد بن قحطبة فصرت من التألب عليه إل مال طاقة له به ول صب‬
‫عليه يقودكم رجل منكم وأنتم عشرون ألفا إل عامي وعلى سيدكم متوثبي مع سعيد الفرد‬
‫سامعي له مطيعي ث وثبتم مع السي على فخلعتمون وشتمتمون وانتهبتمون وحبستمون‬
‫وقيدتون وأشياء منعتمون من ذكرها حقد قلوبكم وتلكى طاعتكم أكب وأكثر فالمد ل‬
‫حد من أسلم لمره ورضى بقدره والسلم وكانت عاقبة أمره أن قتل سنة ه وحل رأسه إل‬
‫الأمون براسان استعطاف الفضل بن الربيع للمأمون وقال الأمون للفضل بن الربيع لا ظفر به‬
‫يا فضل أكان من حقى عليك وحق آبائى ونعمهم عند أبيك وعندك أن تثلبن وتسبن وترض‬
‫على دمي أتب أن أفعل بك ما فعلته ب فقال يا أمي الؤمني إن عذرى يقدك إذا كان‬
‫واضحا جيل فكيف إذا حفته العيوب وقبحته الذنوب فل يضيق عن من عفوك ما وسع غيي‬
‫منك فأنت كما قال الشاعر فيك صفوح عن الجرام حت كأنه من العفو ل يعرف من الناس‬
‫مرما وليس ببال أن يكون به الذى إذا ما الذى ل يغش بالكره مسلما‬
‫خطبة طاهر بن السي ببغداد بعد مقتل المي ودخل طاهر بن السي بغداد يوم‬
‫المعة بعد قتل المي فصلى بالناس وخطبهم خطبة بليغة وقد حضره من بن هاشم والقواد‬
‫وغيهم جاعة كثية قال المد ل مالك اللك يؤتى اللك من يشاء وينع اللك من يشاء‬
‫ويعز من يشاء ويذل من يشاء بيده الي وهو على كل شيء قدير ل يصلح عمل الفسدين ول‬

‫‪547‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫يهدى كيد الائني إن ظهور غلبتنا ل يكن من أيدينا ول كيدنا بل اختار ال للخلفة إذ‬
‫جعلها عمادا لدينه وقواما لعباده وضبط الطراف وسد الثغور وإعداد العدة وجع الفىء وإنقاذ‬
‫الكم ونشر العدل وإحياء السنة بعد إذبال البطالت والتلذذ بريق الشهوات والخلد إل الدنيا‬
‫مستحسن لداعى غرورها متلب درة نعمها ألف لزهرة روضتها كلف برونق بجتها وقد‬
‫رأيتم من وفاء موعود ال عز وجل لن بغى عليه وما أحل به من بأسه ونقمته لا نكب عن‬
‫عهده وارتكب معصيته وخالف أمره وغيه ناهية وعظته مؤدبة فتمسكوا بدقائق عصم الطاعة‬
‫واسلكوا مناحى سبيل الماعة واحذروا مصارع أهل اللف والعصية الذين قدحوا زناد‬
‫الفتنة وصدعوا شعب اللفة فأعقبهم ال خسار الدنيا والخرة‬
‫خطب الأمون توف سنة ه خطبته وقد ورد عليه نعى الرشيد خطب الناس برو‬
‫حي ورد عيه نعى الرشيد فقال إن ثرة الصب الجر وثرة الزع الوزر والتسليم لمر ال عز‬
‫وجل فائدة جليلة وتارة مربة فالوت حوض مورود وكأس مشروب وقد أتى على خليفتكم‬
‫ما أتى على نبيكم فإنا ل وإنا إليه راجعون فما كان إل عبدا دعي فأجاب وأمر فأطاع وقد‬
‫سد أمي الؤمني ثلمه وقام مقامه وف أعناقكم من العهد ما قد عرفتم فأحسنوا العزاء على‬
‫إمامكم الاضى واغتبطوا بالنعماء والوفاء ف خليفتكم الباقي بأهل الدنيا الوت نازل والجل‬
‫طالب وأمس واعظ واليوم مغتنم وغد منتظر خطبته وقد سلم الناس عليه باللفه ولا بلغه‬
‫براسان قتل أخيه وأقبل الناس للتسليم عليه باللفة صعد النب فحمد ال وأثن عليه وصلى‬
‫على نبيه ث قال أيها الناس إن جعلت ل على نفسي إن استرعان أموركم أن أطيعه فيكم ول‬
‫أسفك دما عمدا ل تله حدوده وتسفكه فرائضه ول اخذ لحد مال ول أثاثا ول نلة ترم‬
‫على ول أحكم بواى ف غضب ول رضاي إل ما كان‬
‫ف ال وله جعلت كله ل عهدا مؤكدا وميثاقا مشددا إن أف رغبة ف زيادته إياى‬
‫ف نعمت ورهبة من مسألته أياى عن حقه وخلقه فإن غيت أو بدلت كنت للغي مستأهل‬
‫وللنكال معرضا وأعوذ بال من سخطه وأرغب إليه ف العونة على طاعته وأن يول بين وبي‬

‫‪548‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫معصيته خطبته يوم المعه المد ل مستخلص المد لنفسه ومستوجبه علىخلقه أحده‬
‫وأستعينه وأومن به وأتوكل عليه وأشهد أن ل إله إل ال وحده ل شريك له وأشهد أن ممدا‬
‫عبده ورسوله أرسله بالدى ودين الق ليظهره على الدين كله ولو كره الشركون أوصيكم‬
‫عباد ال بتقوى ال وحده والعمل لا عنده والتنجز لوعده والوف لوعيده فإنه ل يسلم إل من‬
‫اتقاه ورجاه وعمل له وأرضاه فاتقوا ال عباد ال وبادروا اجالكم بأعمالكم وابتاعوا ما يبقى‬
‫با يزول عنكم وترحلوا فقد جد بكم واستعدوا للموت فقد أظلكم وكونوا قوما صيح بم‬
‫فانتبهوا وعلموا أن الدنيا ليست لم بدار فاستبدلوا فإن ال ل يلقكم عبثا ول يترككم سدى‬
‫وما بي أحدكم وبي النة والنار إل الوت أن ينل به وإن غاية تنقصها اللحظة وتدمها‬
‫الساعة الواحدة لديرة بقصر الدة وإن غائبا يدوه الديدان الليل والنهار لرى بسرعة الوبة‬
‫وإن قادما يل بالفوز أو بالشقوة لستحق لفضل العدة فاتقى عبد ربه ونصح نفسه وقدم توبته‬
‫وغلب شهوته فإن أجله مستور عنه وأمله خادع له والشيطان موكل به يزين له العصية‬
‫ليكبها وينيه التوبة ليسوفها حت تجم عليه منيته أغفل ما يكون عنها فيالا حسرة على ذي‬
‫غفلة أن يكون عمره عليه حجة أو تؤديه أيامه إل شقوة نسأل ال أن يعلنا وإياكم من ل‬
‫تبطره نعمة‬
‫ول تقصر به عن طاعته غفلة ول تل به بعد الوت فزعة إنه سيع الدعاء وبيده‬
‫الي وإنه فعال لايريد خطبته يوم الضحى قال بعد التكبي والتحميد إن يومكم هذا يوم أبان‬
‫ال فضله وأوجب تشريفه وعظم حرمته ووفق له من خلقه صفوته وابتلى فيه خليله وفدى فيه‬
‫من الذبح نبيه وجعله خات اليام العلومات من العشر ومتقدم اليام العدودات من النفر يوم‬
‫حرام من أيام عظام ف شهر حرام يوم الج الكب يوم دعا ال إل مشهده ونزل القرآن‬
‫بتعظيمه قال ال جل وعز وأذن ف الناس بالج يأتوك رجال وعلى كل ضامر يأتي من كل‬
‫فج عميق ليشهدوا منافع لم ويذكروا اسم ال ف أيام معلومات على ما رزقهم من بيمة‬
‫النعام فكلوا منها وأطعموا البائس الفقي ث ليقضوا تفثهم وليوفوا نذورهم وليطوفوا بالبيت‬

‫‪549‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫العتيق ذلك ومن يعظم حرمات ال فهو خي له عند ربه وأحلت لكم النعام إل ما يتلى عليكم‬
‫فاجتنبوا الرجس من الوثان واجتنبوا قول الزور فتقربوا إل ال ف هذا اليوم بذبائحكم‬
‫وعظموا شعائر ال واجعلوها من طيب أموالكم وبصحة التقوى من قلوبكم فإنه يقول لن ينال‬
‫ال لومها ول دماؤها ولكن يناله التقوى منكم ث التكبي والتحميد والصلة على النب‬
‫والوصية‬
‫بالتقوى ث قال بعد ذكر النة والنار عظم قدر الدارين وارتفع جزاء العملي‬
‫وطالت مدة الفريقي ال ال فوال إنه الد ل اللعب وإنه الق ل الكذب وما هو إل الوت‬
‫والبعث واليزان والساب والقصاص والصراط ث العقاب والثواب فمن نا يومئذ فقد فاز ومن‬
‫هوى يومئذ فقد خاب الي كله ف النة والشر كله ف النار خطبته يوم الفطر قال بعد التكبي‬
‫والتحميد إن يومكم هذا يوم عيد وسنة وابتهال ورغبة يوم ختم ال به صيام شهر رمضان‬
‫وافتتح به حج بيته الرام فجعله خاتة الشهر وأول أيام شهور الج وجعله معقبا لفروض‬
‫صومكم ومتنفل قيامكم أحل فيه الطعام لكم وحرم فيه الصيام عليكم فاطلبوا إل ال‬
‫حوائجكم واستغفروه لتفريطكم فإنه يقال ل كبي مع استغفار ول صغي مع إصرار ث التكبي‬
‫والتحميد وذكر النب والوصية بالتقوى ث قال فاتقوا ال عباد ال وبادروا المر الذى اعتدل فيه‬
‫يقينكم ول يتضر الشك فيه أحدا منكم وهو الوت الكتوب عليكم فإنه ل تستقال بعده عثرة‬
‫ول تظر قبله توبة واعلموا أنه ل شيء قبله إل دونه ول شيء بعده إل فوقه ول يعي على‬
‫جزعه وعلزه وكربه وليعي على القب وظلمته وضيقه ووحشته وهول مطلعه ومسألة ملئكته‬
‫إل العمل الصال الذى أمر ال به فمن زلت عند الوت قدمه فقد ظهرت ندامته وفاتته استقالته‬
‫ودعا من الرجعة إل مال ياب إليه وبذل من الفدية مال يقبل منه فال ال عباد ال وكونوا‬
‫قوما سألوا الرجعة فأعطوها إذ منعها الذين طلبوها‬
‫فإنه ليس يتمن التقدمون قبلكم إل هذا الهل البسوط لكم واحذروا ما حذركم‬
‫ال واتقوا اليوم الذى يمعكم ال فيه لوضع موازينكم ونشر صحفكم الافظة لعمالكم‬

‫‪550‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫فلينظر عبد ما يضع ف ميزانه ما يثقل به وما يل ف صحيفته الافظة لا عليه وله فقد حكى ال‬
‫لكم ما قال الفرطون عندها إذ طال إعراضهم عنها قال ووضع الكتاب فترى الجرمي‬
‫مشفقي ما فيه ويقولون يا ويلتنا ما لذا الكتاب ل يغادر صغية ولكبية إل أحصاها‬
‫ووجدوا ما عملوا حاضرا ول يظلم ربك أحدا وقال ونضع الوازين القسط ليوم القيامة فل‬
‫تظلم نفس شيئا وإن كان مثقال حبة من خردل أتينا با وكفى بنا حاسبي ولست أناكم عن‬
‫الدنيا بأعظم ما نتكم الدنيا عن نفسها فإن كل ما با ينهى عنها وكل ما فيها يدعو إل غيها‬
‫وأعظم ما رأته أعينكم من عجائبها ذم كتاب ال لا ونى ال عنها فإنه يقول فل تغرنكم‬
‫الياة الدنيا ول يغرنكم بال الغرور وقال إنا الياة الدنيا لعب ولو اليه فانتفعوا بعرفتكم با‬
‫وبإخبار ال عنها واعلموا أن قومامن عباد ال أدركتهم عصمة ال فحذروا مصارعها وجانبوا‬
‫خدائعها وآثروا طاعة ال فيها فأدركوا النة با تركوا منها خطبة ابن طباطبا العلوى وخطب‬
‫ممد بن إبراهيم بن إسعيل بن إبراهيم طباطبا بن السن بن السن بن على بن أب طالب حي‬
‫انتهب قائد جيوشه أبو السرايا السرى ابن منصور قصر العباس بن موسى بن عيسى فقال‬
‫أما بعد فإنه ليزال يبلغن أن القائل منكم يقول إن بن العباس فء لنا ونوض ف‬
‫دمائهم ونرتع ف أموالم ويقبل قولنا فيهم وتصدق دعوانا عليهم حكم بل علم وعزم بل روية‬
‫عجبا لن يطلق بذلك لسانه ويدث به نفسه أبكتاب ال تعال حكم أم لسنة نبيه اتبع أف ميلي‬
‫معه طمع أم بسط يدى له بالود أمل هيهات فازذو الق با نوى وأخطأ ذو الباطل با تن‬
‫حق كل ذى حق ف يده وكل مدع على حجته ويل لن اغتصب حقا وادعى باطل أفلح من‬
‫رضى بكم ال وخاف من أرغم الق أنفه العدل أول بالثرة وإن رغم الاهلون حق لن أمر‬
‫بالعروف أن يتنب النكر ومن سلك سبيل العدل أن يصبعلىمرارة الق كل نفس تسمو إل‬
‫هتها ونعم الصاحب القناعة أيها الناس إن أكرم العبادة الورع وأفضل الزاد التقوى واعملوا ف‬
‫دنياكم وتزودوا لخرتكم اتقوا ال حق تقاته ول توتن إل وأنتم مسلمون وإياكم والعصبية‬
‫وحية الاهلية فإنما يحقان الدين ويورثان النفاق ول تعاونوا على الث والعدوان يصلح لكم‬

‫‪551‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫دينكم وتسن القالة فيكم الق أبلج والسبيل منهج والباطل للج والناس متلفون ولكل ف‬
‫الق سعة من حاربنا حاربناه‬
‫ومن سالنا سالناه والناس جيعا آمنون إل رجل نصب لنا نفسه وأعان علينا باله‬
‫ولو شئت أن أقول ورجل قال فينا يتناول من أعراضنا لقلت وكفى حسب كل امرئ ما‬
‫يصنعه وسيكفى الظالون استعطاف إبراهيم بن الهدي الأمون لا ظفر الأمون بعمه إبراهيم بن‬
‫الهدى أمر بإدخاله عليه فجىء بإبراهيم يجل ف قيوده فقال السلم عليك يا أمي الؤمني‬
‫ورحة ال وبركاته فقال له الأمون ل سلم ال عليك ول حفظك ول رعاك ول كلك يا‬
‫إبراهيم فقال له إبراهيم على رسلك يا أمي الؤمني ول الثأر مكم ف القصاص والعفو أقرب‬
‫للتقوى ومن مد له الغترار ف المل هجمت به الناة على التلف وقد أصبح ذنب فوق كل‬
‫ذنب كما أن عفوك فوق كل عفو فإن تعاقب فبحقك وإن تعف فبفضلك ث قال ذنب إليك‬
‫عظيم وأنت أعظم منه فخذ بقك أو ل فاصفح بفضلك عنه إن ل أكن ف فعال من الكرام‬
‫فكنه فأطرق الأمون مليا ث رفع رأسه فقال أن شاورت أبا إسحق والعباس‬
‫ف قتلك فأشارا على به قال فما قلت لما يا أمي الؤمني قال قلت لما بدأنا له‬
‫بإحسان ونن نستأمره فيه فإن غي فال يغي ما به قال أما أن يكونا قد نصحاك ف عظم قدر‬
‫اللك وما جرت عليه عادة السياسة فقد فعل ولكن أبيت أن تستجلب النصر إل من حيث‬
‫عودك ال ث استعب باكيا فقال له الأمون ما يبكيك قال جذل إذ كان ذنب إل من هذه صفته‬
‫ف النعام ث قال يا أمي الؤمني إنه وإن كان جرمى يبلغ سفك دمى فحلم أمي الؤمني‬
‫وتفضله يبلغانن عفوه ول بعدها شفاعة القرار بالذنب وحرمة الب بعد الب قال الأمون‬
‫القدرة تذهب الفيظة والندم توبة وعفو ال بينهما وهو أكب ما ياول يا إبراهيم لقد حببت‬
‫إل العفو حت خفت أن ل أوجر عليه أما لو علم الناس ما لنا ف العفو من اللذة لتقربوا إلينا‬
‫بالنايات ل تثريب عليك يغفر ال لك ولو ل يكن ف حق نسبك ما يبلغ الصفح عن زلتك‬
‫لبلغك ما أملت حسن توصلك ولطيف تنصلك ث أمر برد ماله وضياعه فقال رددت مال ول‬

‫‪552‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫تبخل على به وقبل ردك مال قد حقنت دمى فأبت منك وما كافأتا بيد ها الياتان من وفر‬
‫ومن عدم وقام علمك ب فاحتج عندك ل مقام شاهد عدل غي متهم فلو بذلت دمي أبغي‬
‫رضاك به والال حت أسل النعل من قدمي ما كان ذاك سوى عارية رجعت إليك لو ل تبها‬
‫كنت ل تلم‬
‫إبراهيم بن الهدى وبتيشوع الطبيب تنازع إبراهيم بن الهدى هو وبتيشوع‬
‫الطبيب بي يدى أحد بن داود القاضى ف ملس الكم ف عقار بناحية السواد فرزى عليه ابن‬
‫الهدى وأغلظ له بي يدى أحد بن داود فأحفظه ذلك فقال يا إبراهيم إذا نازعت أحدا ف‬
‫ملس الكم فل أعلمن أنك رفعت عليه صوتا ول أشرت بيد وليكن قصدك أما وطريقك‬
‫نجا وريك ساكنة وكلمك معتدل ووف مالس الكومة حقوقها من التوقي والتعظيم‬
‫والستكانة والتوجه إل الواجب فإن ذلك أشبه بك وأشكل لذهبك ف متدك وعظيم خطرك‬
‫ول تعجل فرب عجلة تب ريثا وال يعصمك من الزلل وخطل القول والعمل ويتم نعمته‬
‫عليك كما أتها على أبويك من قبل إن ربك حكيم عليم قال إبراهيم أصلحك ال أمرت‬
‫بسداد وحضضت على رشاد ولست بعائد إل ما يثلم مروءتى عندك ويسقطن من عينك‬
‫ويرجن من مقدار الواجب إل العتذار فهأنا معتذر إليك من هذه البادرة اعتذار مقر بذنبه‬
‫باخع برمه فإن الغضب ل يزال يستفزن بواده فيدن مثلك بلمه وتلك عادة ال عندنا منك‬
‫وحسبنا ال ونعم الوكيل وقد وهبت حقى من هذا العقار لبختيشوع فليت ذلك اليوم يعول‬
‫بأرش الناية ول يتلف مال أفاد موعظة وبال التوفيق‬
‫استعطاف إسحاق بن العباس الأمون وقال الأمون لسحاق بن العباس ل تسبن‬
‫أغفلت إجلبك مع ابن الهدى وتأييدك لرأيه وإيقادك لناره قال يا أمي الؤمني ولرحى أمس‬
‫من أرحامهم وقد قال لم كما قال يوسف لخوته ل تثريب عليكم اليوم يغفر ال لكم وهو‬
‫أرحم الراحي وأنت يا أمي الؤمني أحق وارث لذه النة ومتثل للل العفو والفضل قال‬
‫هيهات تلك أجرام جاهلية عفا عنها السلم وجرمك جرم ف إسلمك وف دار خلفتك قال‬

‫‪553‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫يا أمي الؤمني فوال للمسلم أحق بإقالة العثرة وغفران الزلة من الكافر هذا كتاب ال بين‬
‫وبينك يقول ال تعال وسارعوا إل مغفرة من ربكم وجنة عرضها السموات والرض أعدت‬
‫للمتقي الذين ينفقون ف السراء والضراء والكاظمي الغيظ والعافي عن الناس وال يب‬
‫الحسني فهى للناس يا أمي الؤمني سنة دخل فيها السلم والكافر والشريف والشروف قال‬
‫صدقت اجلس وريت بك زنادي ول برحت أرى من أهلك أمثالك أحد وجوه بغداد يدح‬
‫الامون حي دخلها لا دخل الأمون بغداد تلقاه وجوه أهلها فقال له رجل منهم يا أمي الؤمني‬
‫بارك ال لك ف مقدمك وزاد ف نعمتك وشكرك عن رعيتك تقدمت من قبلك وأتعبت من‬
‫بعدك وآيست أن يعاين مثلك أما فيما مضى فل نعرفه‬
‫وأما فيما بقى فل نرجوه فنحن جيعا ندعو لك ونثن عليك خصب لنا جنابك‬
‫وعذب ثوابك وحسنت نظرتك وكرمت مقدرتك جبت الفقي وفككت السي فإنك يا أمي‬
‫الؤمني كما قال الول ما زلت ف البذل والنوال وإطلق لعان برمه غلق حت تن الباء أنم‬
‫عندك أسرى ف القيد واللق أحد أهل الكوفة يدح الأمون وقدم وفد من الكوفة إل بغداد‬
‫فوقفوا للمأمون فأعرض عنهم فقال شيخ منهم يا أمي الؤمني يدك أحق يد بتقبيل لعلوها ف‬
‫الكارم وبعدها من الاث وأنت يوسفى العفو ف قلة التثريب من أرادك بسوء جعله ال حصيد‬
‫سيفك وطريد خوفك وذليل دولتك فقال يا عمرو نعم الطيب خطيبهم اقض حوائجهم ممد‬
‫بن عبد اللك بن صال بي يدي الأمون ودخل ممد بن عبد اللك بن صال على الأمون حي‬
‫قبض ضياعهم فقال يا أمي الؤمني ممد بن عبد اللك بي يديك ربيب دولتك وسليل نعمتك‬
‫وغصن من أغصان دوحتك أتأذن ف الكلم قال نعم قال أستمنح ال حياطة ديننا ودنيانا‬
‫ورعاية أدنانا وأقصانا ببقائك ونسأله أن يزيد ف عمرك من أعمارنا وف أثرك من آثارنا ويقيك‬
‫الذى بأساعنا وأبصارنا هذا مقام العائذ بفضلك الارب إل كنفك وظلك الفقي إل رحتك‬
‫وعدلك ث تكلم ف حاجته فقضاها‬

‫‪554‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫السن بن سهل يدح الأمون وقال السن بن سهل يوما للمأمون المد ل يا أمي‬
‫الؤمني على جزيل ما آتاك وسن ما أعطاك إذ قسم لك اللفة ووهب لك معها الجة‬
‫ومكنك بالسلطان وحله لك بالعدل وأيدك بالظفر وشفعه لك بالعفو وأوجب لك السعادة‬
‫وقرنا بالسيادة فمن فسح له ف مثل عطية ال لك أم من ألبسه ال تعال من زينة الواهب ما‬
‫ألبسك أم من ترادفت نعمة ال تعال عليه ترادفها عليك أم هل حاولا أحد وارتبطها بثل‬
‫ماولتك أم أى حاجة بقيت لرعيتك ل يدوها عندك أم أى قيم للسلم انتهى إل عنايتك‬
‫ودرجتك تعال ال تعال ما أعظم ما خص القرن الذى أنت ناصره وسبحان ال أى نعمة‬
‫طبقت الرض بك إن أدى شكرها إل بارئها والنعم على العباد با إن ال تعال خلق السماء‬
‫ف فلكها ضياء يستني با جيع اللئق فكل جوهر زها حسنه ونوره فهل لبسته زينته إل با‬
‫اتصل به من نورك وكذلك كل ول من أوليائك سعد بأفعاله ف دولتك وحسنت صنائعه عند‬
‫رعيتك فإنا نالا با أيدته من رأيك وتدبيك وأسعدته من حسنك وتقويك يي بن أكثم يدح‬
‫الأمون وقال الأمون ليحي بن أكثم صف ل حال عند الناس فقال يا أمي الؤمني قد انقادت‬
‫لك المور بأزمتها وملكتك المة فضول‬
‫أعنتها بالرغبة إليك والحبة لك والرفق منك والعياذ بك بعدلك فيهم ومنك عليهم‬
‫حت لقد أنيستهم سلفك وآيستهم من خلفك فالمد ل الذي جعنا بك بعد التقاطع ورفعنا‬
‫ف دولتك بعد التواضع فقال يا يي أتبيا أم ارتال قال قلت وهل يتنع فيك وصف أو يتعذر‬
‫على مادحك قول أو يفحم فيك شاعر أو يتلجلج فيك خطيب أحد بن هاشم والأمون أذنب‬
‫رجل من بن هاشم ذنبا فعنفه الأمون فقال يا أمي الؤمني من كانت له مثل دالت ولبس ثوب‬
‫حرمت ومت بثل قرابت غفر له فوق زلت فأعجب الأمون كلمه وصفح عنه رجل يتظلم إل‬
‫الأمون وتظلم رجل إل الأمون من عامل له فقال يا أمي الؤمني ما ترك ل فضة إل فضها ول‬
‫ذهبا إل ذهب به ول غلة إل غلها ول ضيعة إل أضاعها ول علقا إل علقه ول عرضا إل‬

‫‪555‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫عرض له ول ماشية إل امتشها ول جليل إل أجله ول دقيقا إل دقه فعجب من فصاحته‬
‫وقضى حاجته‬
‫عمرو بن سعيد والأمون وقال عمرو بن سعيد بن سلم كانت على نوبة أنوبا ف‬
‫حرس الأمون فكنت ف نوبت ليلة فخرج متفقدا من حضر فعرفته ول يعرفن فقال من أنت‬
‫قلت عمرو عمرك ال ابن سعيد أسعدك ال ابن سلم سلمك ال فقال أنت تكلؤن منذ الليلة‬
‫قلت ال يكلؤك قبلي وهو خي حافظا وهو أرحم الراحي فقال الأمون إن أخاك الصدق من‬
‫يسعى معك ومن يضر نفسه لينفعك ومن إذا صرف الزمان صدعك بدد شل نفسه ليجمعك‬
‫السن بن رجاء والأمون دخل الأمون بعض الدواوين فرأى غلما جيل على أذنه قلم فقال‬
‫من أنت يا غلم فقال أنا يا أمي الؤمني الناشىء ف دولتك التقلب ف نعمتك الؤمل لدمتك‬
‫خادمك وابن خادمك السن بن رجاء فقال أحسنت يا غلم وبالحسان ف البديهة تفاضلت‬
‫العقول وأمر برفع مرتبته سعيد بن مسلم والأمون وقال سعيد بن مسلم بن قتيبة للمأمون لول‬
‫أشكر ال تعال إل على حسن ما أبلن من أمي الؤمني من قصده إل بديثه وإشارته إل‬
‫بطرفه لقد كان ف ذلك أعظم الرفعة وأرفع ما توجبه الرمه‬
‫فقال يفعل أمي الؤمني ذلك لن أمي الؤمني يد عندك من حسن الفهام إذا‬
‫حدثت وحسن الفهم إذا حدثت مال يده عند أحد من مضى ول يظن أنه يد عنه أحد من‬
‫بقى فإنك لتستقصي حديثي وتقف عند مقاطع كلمى وتب با كنت أغفلته منه أبو زهان‬
‫يعظ سعيد بن مسلم وقال سعيد بن مسلم كنت واليا بأرمينية فغب أبو زهان العلن على باب‬
‫أياما فلما وصل إل مثل بي يدى قائما بي السماطي وقال وال إن لعرف أقواما لو علموا‬
‫أن سف التراب يقيم من أود أصلبم لعلوه مسكة لزما فيهم إيثارا للتنه عن عيش رقيق‬
‫الواشى أما وال إن لبعيد الوثبة بطىء العطفة إنه وال ما يثنين عليك إل مثل ما يصرفن‬
‫عنك ولن أكون مقل مقربا أحب إل من أن أكون مكثرا مبعدا وال ما نسأل عمل ل‬
‫نضبطه ول مال إل نن أكثر منه وهذا المر الذى صار إليك ف يديك كان ف يد غيك‬

‫‪556‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫فأمسوا وال حديثا إن خيا فخي وإن شرا فشر فتحبب إل عباد ال بسن البشر ولي الانب‬
‫فإن حب عباد ال موصول بب ال وبغضهم موصول ببغض ال لنم شهداء ال على خلقه‬
‫ورقباؤه على من اعوج عن سبيله وصية طاهر بن السي لبنه عبد ال لا وله الأمون الرقة‬
‫ومصر وما بينهما سنة ه بسم ال الرحن الرحيم أما بعد فعليك بتقوى ال وحده ل شريك له‬
‫وخشيته ومراقبته ومزايلة سخطه وحفظ رعيتك والزم ما ألبسك ال من العافية‬
‫بالذكر لعادك وما أنت صائر إليه وموقوف عليه ومسئول عنه والعمل ف ذلك كله با‬
‫يعصمك ال وينجيك يوم القيامة من عذابه وأليم عقابه فإن ال قد أحسن إليك وأوجب عليك‬
‫الرأفة بن استرعاك أمرهم من عباده وألزمك العدل عليهم والقيام بقه وحدوده فيهم والذب‬
‫عنهم والدفع عن حريهم وبيضتهم والقن لدمائهم والمن لسبيلهم وإدخال الراحة عليهم ف‬
‫معايشهم ومؤاخذك با فرض عليك من ذلك وموقفك عليه ومسائلك عنه ومثيبك عليه با‬
‫قدمت وأخرت ففرغ لذلك فكرك وعقلك وبصرك ورؤيتك ول يذهلك عنه ذاهل ول‬
‫يشغلك عنه شاغل فإنه رأس أمرك وملك شأنك وأول مايوفقك ال به لرشدك وليكن أول ما‬
‫تلزم به نفسك وتنسب إليه فعالك الواظبة على ما افترض ال عليك من الصلوات المس‬
‫والماعة عليها بالناس قبلك ف مواقيتها على سننها ف إسباغ الوضوء لا وافتتاح ذكر ال فيها‬
‫وترتل ف قراءتك وتكن ف ركوعك وسجودك وتشهدك ولتصدق فيها لربك نيتك واحضض‬
‫عليها جاعة من معك وتت يدك وادأب عليها فإنا كما قال ال تأمر بالعروف وتنهى عن‬
‫الفحشاء والنكر ث أتبع ذلك الخذ بسنن رسول ال والثابرة على خلئقه واقتفاء آثار السلف‬
‫الصال من بعده وإذا ورد عليك أمر فاستعن عليه باستخارة ال وتقواه ولزوم ما أنزل ال ف‬
‫كتابه من أمره ونيه وحلله وحرامه وائتمام ما جاءت به الثار عن النب ث قم فيه با يق ل‬
‫عليك‬
‫ول تل عن العدل فيما أحببت أو كرهت لقريب من الناس أو بعيد وآثر الفقه‬
‫وأهله والدين وحلته وكتاب ال والعاملي به فإن أفضل ما تزين به الرء الفقه ف دين ال‬

‫‪557‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫والطلب له والث عليه والعرفة با يتقرب به إل ال فإنه الدليل على الي كله والقائد له‬
‫والمر به والناهى عن العاصى والوبقات كلها وبا مع توفيق ال تزداد العباد معرفة بال عز‬
‫وجل وإجلل له ودركا للدرجات العل ف العاد مع ماف ظهوره للناس من التوقي لمرك‬
‫واليبة لسلطانك والنسة بك والثقة بعدلك وعليك بالقتصاد ف المور كلها فليس شيء أبي‬
‫نفعا ول أحضر أمنا ول أجع فضل من القصد والقصد داعية إل الرشد والرشد دليل على‬
‫التوفيق والتوفيق قائد إل السعادة وقوام الدين والسنن الادية بالقتصاد فآثره ف دنياك كلها ول‬
‫تقصر ف طلب الخرة والجر والعمال الصالة والسنن العروفة ومعال الرشد فل غاية‬
‫للستكثار من الب والسعى له إذا كان يطلب به وجه ال ومرضاته ومرافقة أوليائه ف دار‬
‫كرامته واعلم أن القصد ف شأن الدنيا يورث العز ويصن من الذنوب وإنك لن توط نفسك‬
‫ومن يليك ول تستصلح أمورك بأفضل منه فأته واهتد به تتم أمورك وتزد مقدرتك وتصلح‬
‫خاصتك وعامتك وأحسن الظن بال عز وجل تستقم لك رعيتك والتمس الوسيلة إليه ف‬
‫المور كلها تستدم به النعمة عليك ول تتهمن أحدا من الناس فيما توليه من عملك قبل أن‬
‫تكشف أمره فإن إيقاع التهم بالبآء والظنون السيئة بم مأث واجعل من شأنك حسن الظن‬
‫بأصحابك واطرد عنك سوء الظن بم وارفضه فيهم يعينك ذلك على اصطناعهم ورياضتهم‬
‫ول يدن عدو ال الشيطان ف أمرك مفخرا فإنه إنا يكتفي بالقليل من وهنك فيدخل عليك‬
‫من الغم ف سوء الظن ما ينغصك لذاذة عيشك واعلم أنك‬
‫تد بسن الظن قوة وراحة وتكفى به ما أحببت كفايته من أمورك وتدعو به الناس‬
‫إل مبتك والستقامة ف المور كلها لك ول ينعك حسن الظن بأصحابك والرأفة برعيتك أن‬
‫تستعمل السألة والبحث عن أمورك والباشرة لمور الولياء والياطة للرعية والنظر فيما‬
‫يقيمها ويصلحها بل لتكن الباشرة لمور الولياء والياطة للرعية والنظر ف حوائجهم وحل‬
‫مثوناتم اثر عندك ما سوى ذلك فإنه أقوم للدين وأحيا للسنة وأخلص نيتك ف جيع هذا‬
‫وتفرد بتقوي نفسك تفرد من يعلم أنه مسئول عما صنع ومزى با أحسن ومأخذو با أساء‬

‫‪558‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫فإن ال جعل الدين حرزا وعزا ورفع من اتبعه وعززه فاسلك بن تسوسه وترعاه نج الدين‬
‫وطريقة الدى وأقم حدود ال ف أصحاب الرائم على قدر منازلم وما استحقوه ول تعطل‬
‫ذلك ول تاون به ول تؤخر عقوبة أهل العقوبة فإن ف تفريطك ف ذلك لا يفسد عليك حسن‬
‫ظنك واعزم على أمرك ف ذلك بالسنن العروفة وجانب الشبه والبدعات يسلم لك دينك وتقم‬
‫لك مروءتك وإذا عاهدت عهدا فف به وإذا وعدت الي فأنزه واقبل السنة وادفع با‬
‫وأغمض عن عيب كل ذى عيب من رعيتك واشدد لسانك عن قول الكذب والزور وأبغض‬
‫أهله وأقص أهل النميمة فإن أول فساد أمرك ف عاجل المور وآجلها تقريب الكذوب والرأة‬
‫على الكذب لن الكذب رأس الآث والزور والنميمة خاتتها لن النميمة ل يسلم صاحبها‬
‫وقائلها ل يسلم له صاحب ول يستقيم لطيعها أمر وأحب أهل الصدق والصلح وأعز‬
‫الشراف بالق وواصل الضعفاء وصل الرحم وابتغ بذلك وجه ال وعزة أمره والتمس فيه‬
‫ثوابه والدار الخرة واجتنب سوء الهواء والور واصرف عنهما رأيك وأظهر براءتك من‬
‫ذلك لرعيتك وأنعم بالعدل ف سياستهم وقم بالق فيهم وبالعرفة الت تنتهى بك إل سبيل‬
‫الدى واملك نفسك عند الغضب وآثر‬
‫الوقار واللم وإياك والدة والطيش والغروز فيما أنت بسبيله وإياك أن تقول إن‬
‫مسلط أفعل ما أشاء فإن ذلك سريع بك إل نقص الرأي وقلة اليقي بال وحده ل شريك له‬
‫وأخلص ل النية فيه واليقي به واعلم أن اللك ل يعطيه من يشاء وينعه من يشاء ولن تد‬
‫تغي النعمة وحلول النقمة إل أحد أسرع منه إل حلة النعمة من أصحاب السلطان والبسوط‬
‫لم ف الدولة إذا كفروا بنعم ال وإحسانه واستطالوا با آتاهم ال من فضله ودع عنك شره‬
‫نفسك ولتكن ذخائرك وكنوزك الت تدخر وتكن الب والتقوى والعدلة واستصلح الرعية‬
‫وعمارة بلدهم والتفقد لمورهم والفظ لدهائهم والغاثة للهوفهم واعلم أن الموال إذا‬
‫كثرت وذخرت ف الزائن ل تثمر وإذا كانت ف إصلح الرعية وإعطاء حقوقهم وكف الئونة‬
‫عنهم نت وربت وصلحت به العامة وتزينت به الولة وطاب به الزمان واعتقد فيه العز والنعة‬

‫‪559‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫فليكن كن خزائنك تفريق الموال ف عمارة السلم وأهله ووفر منه على أولياء أمي الؤمني‬
‫قبلك حقوقهم وأوف رعيتك من ذلك حصصهم وتعهد ما يصلح أمورهم ومعايشهم فإنك إذا‬
‫فعلت ذلك قرت النعمة عليك واستوجبت الزيد من ال وكنت بذلك على جباية خراجك‬
‫وجع أموال رعيتك وعملك أقدر وكان المع لا شلهم من عدلك وإحسانك أساس لطاعتهم‬
‫وأطيب نفسا لكل ما أردت فاجهد نفسك فيما حددت لك ف هذا الباب ولتعظم حسبتك‬
‫فيه فإنا يبقى من الال ما أنفق ف سبيل حقه واعرف للشاكرين شكرهم وأثبهم عليه وإياك أن‬
‫تنسيك الدنيا وغرورها هول الخرة فتتهاون با يق عليك فإن التهاون يوجب التفريط‬
‫والتفريط يورث البوار وليكن عملك ل وفيه تبارك وتعال وارج الثواب فإن ال قد أسبغ‬
‫عليك نعمته ف الدنيا وأظهر لديك فضله فاعتصم بالشكر وعليه فاعتمد يزدك ال خيا‬
‫وإحسانا فإن ال يثيب بقدر شكر الشاكرين‬
‫وسية الحسني وقضى الق فيما حل من النعم وألبس من العافية والكرامة ول‬
‫تقرن ذنبا ول تالئن حاسدا ول ترحن فاجرا ول تصلن كفورا ول تداهنن عدوا ول تصدقن‬
‫ناما ول تأمنن غدارا ول توالي فاسقا ولتتبعن غاويا ول تمدن مرائيا ولتقرن إنسانا ول‬
‫تردن سائل فقيا ول تيب باطل ول تلحظن مضحكا ول تلفن وعدا ول تزهون فخرا ول‬
‫تظهرن غضبا ول تأتي بذخا ول تشي مرحا ول تركب سفها ول تفرطن ف طلب الخرة‬
‫ول ترفع للنمام عينا ول تغمضن عن الظال رهبة منه أو مافة ول تطلب ثواب الخرة بالدنيا‬
‫وأكثر مشاورة الفقهاء واستعمل نفسك باللم وخذ عن أهل التجارب وذوي العقل والرأى‬
‫والكمة ول تدخلن ف مشورتك أهل الدقة والبخل ول تسمعن لم قول فإن ضررهم أكثر‬
‫من منفعتهم وليس شيء أسرع فسادا لا استقبلت ف أمر رعيتك من الشح واعلم أنك إذا‬
‫كنت حريصا كنت كثي الخذ قليل العطية وإذا كنت كذلك ل يستقم لك أمرك إل قليل فإن‬
‫رعيتك إنا تعتقد على مبتك بالكف عن أموالم وترك الور عنهم ويدوم صفاء أوليائك لك‬
‫بالفضال عليهم وحسن العطية لم فاجتنب الشح واعلم أنه أول ما عصى به النسان ربه وأن‬

‫‪560‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫العاصى بنلة خزى وهو قول ال عز وجل ومن يوق شح نفسه فأولئك هم الفلحون فسهل‬
‫طريق الود بالق واجعل للمسلمي كلهم من نيتك حظا ونصيبا وأيقن أن الود من أفضل‬
‫أعمال العباد فأعدده لنفسك خلقا وارض به عمل ومذهبا وتفقد أمور الند ف دواوينهم‬
‫ومكاتبهم وأدرر عليهم أرزاقهم ووسع عليهم ف معايشهم ليذهب بذلك ال فاقتهم ويقوم لك‬
‫أمرهم ويزيد به قلوبم ف طاعتك وأمرك خلوصا وانشراحا وحسب ذى سلطان‬
‫من السعادة أن يكون على جنده ورعيته رحة ف عدله وحيطته وإنصافه وعنايته‬
‫وشفقته وبره وتوسعته فزايل مكروه أحد البابي باستشعار تكملة الباب الخر ولزوم العمل به‬
‫تلق إن شاء ال ناحا وصلحا وفلحا واعلم أن القضاء من ال بالكان الذى ليس به شيء من‬
‫المور لنه ميزان ال الذى يعتدل عليه الحوال ف الرض وبإقامة العدل ف القضاء والعمل‬
‫تصلح الرعية وتأمن السبل وينتصف الظلوم ويأخذ الناس حقوقهم وتسن العيشة ويؤدى حق‬
‫الطاعة ويرزق ال العافية والسلمة ويقوم الدين وتري السنن والشرائع وعلى ماريها يتنجز‬
‫الق والعدل ف القضاء واشتد ف أمر ال وتورع عن النطف وامض لقامة الدود وأقلل‬
‫العجلة وابعد من الضجر والقلق واقنع بالقسم ولتسكن ريك ويقر جدك وانتفع بتجربتك‬
‫وانتبه ف صمتك واسدد ف منطقك وأنصف الصم وقف عند الشبهة وأبلغ ف الجة ول‬
‫يأخذك ف أحد من رعيتك ماباة ول ماماة ول لوم لئم وتثبت وتأن وراقب وانظر وتدبر‬
‫وتفكر واعتب وتواضع لربك وارأف بميع الرعية وسلط الق على نفسك ول تسرعن إل‬
‫سفك دم فإن الدماء من ال بكان عظيم انتهاكا له بغي حقها وانظر هذا الراج الذى قد‬
‫استقامت عليه الرعية وجعله ال للسلم عزا ورفعة ولهله سعة ومنعة ولعدوه وعدوهم كبتا‬
‫وغيظا ولهل الكفر من معاديهم ذل وصغارا فوزعه بي أصحابه بالق والعدل والتسوية‬
‫والعموم فيه ول ترفعن منه شيئا عن شريف لشرفه ول عن غن لغناه ول عن كاتب لك ول‬
‫أحد من خاصتك ول تأخذن منه فوق الحتمال له ول تكلفن أمرا فيه شطط واحل الناس‬
‫كلهم على مر الق فإن ذلك أجع للفتهم‬

‫‪561‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫وألزم لرضا العامة واعلم أنك جعلت بوليتك خازنا وحافظا وراعيا وإنا سى أهل‬
‫عملك رعيتك لنك راعيهم وقيمهم تأخذ منها ما أعطوك من عفوهم ومقدرتم وتنفقه ف‬
‫قوام أمرهم وصلحهم وتقوي أودهم فاستعمل عليهم ف كور عملك ذوي الرأي والتدبي‬
‫والتجربة والبة بالعمل والعلم بالسياسة والعفاف ووسع عليهم ف الرزق فإن ذلك من‬
‫القوق اللزمة لك فيما تقلدت وأسند إليك ول يشغلنك عنه شاغل ول يصرفنك عنه‬
‫صارف فإنك مت آثرته وقمت فيه بالواجب استدعيت به زيادة النعمة من ربك وحسن‬
‫الحدوثة ف عملك واحترزت النصحة من رعيتك وأعنت على الصلح فدرت اليات ببلدك‬
‫وفشت العمارة بناحيتك وظهر الصب ف كورك فكثر خراجك وتوفرت أموالك وقويت‬
‫بذلك على ارتباط جندك وإرضاء العامة بإفاضة العطاء فيهم من نفسك وكنت ممود السياسة‬
‫مرضى العدل ف ذلك عند عدوك وكنت ف أمورك كلها ذا عدل وقوة وآلة وعدة فنافس ف‬
‫هذا ول تقدم عليه شيئا تمد مغبة أمرك إن شاء ال واجعل ف كل كورة من عملك أمينا‬
‫يبك أخبار عمالك ويكتب إليك بسيتم وأعمالم حت كأنك مع كل عامل ف عمله معاين‬
‫لمره كله وإن أردت أن تأمره بأمر فانظر ف عواقب ما أردت من ذلك فإن رأيت السلمة فيه‬
‫والعافية ورجوت فيه حسن الدفاع والنصح والصنع فأمضه وإل فتوقف عنه وراجع أهل البصر‬
‫والعلم ث خذ فيه عدته فإنه ربا نظر الرجل ف أمر من أمره قد واتاه على ما يهوى فقواه ذلك‬
‫وأعجبه وإن ل ينظر ف عواقبه أهلكه ونقض عليه أمره فاستعمل الزم ف كل ما أردت‬
‫وباشره بعد عون ال بالقوة وأكثر استخارة ربك ف جيع أمورك وافرغ من عمل يومك ول‬
‫تؤخره لغدك وأكثر مباشرته بنفسك فإن لغد أمورا وحوادث تلهيك عن عمل يومك الذى‬
‫أخرت واعلم أن اليوم إذا مضى ذهب با فيه فإذا أخرت عمله‬
‫اجتمع عليك أمر يومي فشغلك ذلك حت تعرض عنه فإذا أمضيت لكل يوم عمله‬
‫أرحت نفسك وبدنك وأحكمت أمور سلطانك وانظر أحرار الناس وذوي الشرف منهم ث‬
‫استيقن صفاء طويتهم وتذيب مودتم لك ومظاهرتم بالنصح والخالصة على أمرك‬

‫‪562‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫فاستخلصهم وأحسن إليهم وتعاهد أهل البيوتات من دخلت عليهم الاجة فاحتمل مئونتهم‬
‫وأصلح حالم حت ل يدوا للتهم مسا وأفرد نفسك بالنظر ف أمور الفقراء والساكي ومن‬
‫ل يقدر على رفع مظلمته إليك والحتقر الذي ل علم له بطلب حقه فاسأل عنه أحفى مسألة‬
‫ووكل بأمثاله أهل الصلح من رعيتك ومرهم برفع حوائجهم وحالتم إليك لتنظر فيها با‬
‫يصلح ال به أمرهم وتعاهد ذوي البأساء ويتاماهم وأراملهم واجعل لم أرزاقا من بيت الال‬
‫اقتداء بأمي الؤمني أعزه ال ف العطف عليهم والصلة لم ليصلح ال بذلك عيشهم ويرزقك به‬
‫بركة وزيادة وأجر للضراء من بيت الال وقدم حلة القرآن منهم والافظي لكثره ف الراية‬
‫على غيهم وانصب لرضى السلمي دورا تؤويهم وقواما يرفقون بم وأطباء يعالون أسقامهم‬
‫وأسعفهم بشهواتم مال يؤد ذلك إل سرف ف بيت الال واعلم أن الناس إذا أعطوا حقوقهم‬
‫وأفضل أمانيهم ل يرضهم ذلك ول تطب أنفسهم دون رفع حوائجهم إل ولتم طمعا ف نيل‬
‫الزيادة وفضل الرفق منهم وربا برم التصفح لمور الناس لكثرة ما يرد عليه ويشغل فكره‬
‫وذهنه منها ما يناله به مؤنة ومشقة وليس من يرغب ف العدل ويعرف ماسن أموره ف العاجل‬
‫وفضل ثواب الجل كالذى يستقبل مايقربه إل ال ويلتمس رحته به وأكثر الذن للناس عليك‬
‫وأبرز لم وجهك وسكن لم أحراسك واخفض لم جناحك وأظهر لم بشرك ولن لم ف‬
‫السألة والنطق واعطف عليهم بودك وفضلك وإذا أعطيت فأعط بسماحة وطيب نفس‬
‫والتمس الصنيعة والجر غي مكدر ول منان‬
‫فإن العطية على ذلك تارة مربة إن شاء ال واعتب با ترى من أمور الدنيا ومن‬
‫مضى من قبلك من أهل السلطان والرياسة ف القرون الالية والمم البائدة ث اعتصم ف‬
‫أحوالك كلها بأمر ال والوقوف عند مبته والعمل بشريعته وسنته وإقامة دينه وكتابه واجتنب‬
‫ما فارق ذلك وخالفه ودعا إل سخط ال واعرف ما تمع عمالك من الموال وما ينفقون‬
‫منها ول تمع حراما ول تنفق إسرافا وأكثر مالسة العلماء ومشاورتم ومالطتهم وليكن‬
‫هواك اتباع السنن وإقامتها وإيثار مكارم المور ومعاليها وليكن أكرم دخلئك وخاصتك‬

‫‪563‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫عليك من إذا رأى عيبا فيك ل ينعه هيبتك من إناء ذلك إليك ف سر وإعلمك ما فيه من‬
‫النقص فإن أولئك أنصح أوليائك ومظاهريك لك وانظر عمالك الذين بضرتك وكتابك‬
‫فوقت لكل رجل منهم ف كل يوم وقتا يدخل عليك فيه بكتبه ومؤامرته وما عنده من حوائج‬
‫عمالك وأمر كورك ورعيتك ث فرغ لا يورده عليك من ذلك سعك وبصرك وفهمك وعقلك‬
‫وكرر النظر إليه والتدبي له فما كان موافقا للحزم والق فأمضه واستخر ال فيه وما كان‬
‫مالفا لذلك فاصرفه إل التثبيت فيه والسألة عنه ول تنن علىرعيتك ول على غيهم بعروف‬
‫تأتيه إليهم ول تقبل من أحد منهم إل الوفاء والستقامة والعون ف أمور أمي الؤمني ول‬
‫تضعن العروف إل على ذلك وتفهم كتاب إليك وأكثر النظر فيه والعمل به واستعن بال على‬
‫جيع أمورك واستخره فإن ال مع الصلح وأهله وليكن أعظم سيتك وأفضل رعيتك ما كان‬
‫ل رضا ولدينه نظاما ولهله عزا وتكينا وللذمة واللة عدل وصلحا وأنا أسأل ال أن يصلح‬
‫عونك وتوفيقك ورشدك وكلءتك وأن ينل عليك فضله ورحته بتمام فضله عليك وكرامته‬
‫لك حت يعلك أفضل أمثالك نصيبا وأوفرهم حظا وأسناهم ذكرا وأمرا وأن يهلك عدوك‬
‫ومن ناوأك وبغى عليك ويرزقك من‬
‫رعيتك العافية ويجز الشيطان عنك ووساوسه حت يستعلى أمرك بالعز والقوة‬
‫والتوفيق إنه قريب ميب وكروا أن طاهرا لا عهد إل ابنه عبد ال هذا العهد تنازعه الناس‬
‫وكتبوه وتدارسوه وشاع أمره حت بلغ الأمون فدعا به وقرئ عليه فقال ما بقى أبو الطيب‬
‫يعن طاهرا شيئا من أمر الدين والدنيا والتدبي والرأى والسياسة وإصلح اللك والرعية وحفظ‬
‫البيضة وطاعة اللفاء وتقوي اللفة إل وقد أحكمه وأوصى به وتقدم وأمر أن يكتب بذلك‬
‫إل جيع العمال ف نواحى العمال خطبة عبد ال بن طاهر خطب عبد ال بن طاهر الناس‬
‫وقد تيسر لقتال الوارج فقال إنكم فئة ال الجاهدون عن حقه الذابون عن دينه الذائدون عن‬
‫مارمة الداعون إل ما أمر به من العتصام ببله والطاعة لولة أمره الذين جعلهم رعاة الدين‬
‫ونظام السلمي فاستنجزوا موعود ال ونصره بجاهدة عدوه وأهل معصيته الذين أشرو وتردوا‬

‫‪564‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫وشقوا العصا وفارقوا الماعة ومرقوا من الدين وسعوا ف الرض فسادا فإنه يقول تبارك‬
‫وتعال إن تنصروا ال ينصركم‬
‫حذف‬
‫ويثبت أقدامكم فليكن الصب معقلكم الذي إليه تلجئون وعدتكم الت با‬
‫تستظهرون فإنه الوزر النيع الذى دلكم ال عليه والنة الصينة الت أمركم ال بلباسها غضوا‬
‫أبصاركم واخفتوا أصواتكم ف مصافكم وامضوا قدما على بصائركم فارغي إل ذكر ال‬
‫والستعانة به كما أمركم ال فإنه يقول إذا لقيتم فئة فاثبتوا واذكروا ال كثيا لعلكم تفلحون‬
‫أيدكم ال بعز الصب ووليكم بالياطة والنصر العباس بن الأمون والعتصم التوف سنة ه قال‬
‫العباس بن الأمون لا أفضت اللفة إل العتصم دخلت فقال هذا ملس كنت أكره الناس‬
‫للوسى فيه فقلت يا أمي الؤمني أنت تعفو عما تيقنته فكيف تعاقب على ما توهته فقال لو‬
‫أردت عقابك لتركت عتابك استعطاف تيم بن جيل للمعتصم كان تيم بن جيل السدوسى‬
‫قد خرج بشاطىء الفرات واجتمع إليه كثي من العراب فعظم أمره وبعد ذكره فكتب‬
‫العتصم إل مالك بن طوق ف النهوض إليه فبدد جعه فظفر به فحمله موثقا إل العتصم قال‬
‫أحد بن أب داود ما رأينا رجل عاين الوت فما هاله ول أذهله عما كان يب عليه أن يفعله‬
‫إل تيم بن جيل فإنه أوف به الرسول باب أميالؤمني العتصم ف يوم الوكب حي يلس‬
‫للعامة ودخل عليه فلما مثل بي يديه دعا بالنطع والسيف فأحضرا فجعل تيم بن جيل ينظر‬
‫إليهما ول يقول شيئا وجعل العتصم يصعد النظر فيه ويصونه وكان جسما‬
‫وسيما ورأى أن يستنطقه لينظر أين جنانه ولسانه من منظره فقال يا تيم إن كان‬
‫لك عذر فأت به أو حجة فأدل با فقال أما إذ قد أذن ل أمي الؤمني فإن أقول المد ل‬
‫الذي أحسن كل شيء خلقه وبدأ خلق النسان من طي ث جعل نسله من سللة من ماء مهي‬
‫جب بك صدع الدين ول بك شعث السلمي وأوضح بك سبل الق وأخد بك شهاب‬
‫الباطل يا أمي الؤمني إن الذنوب ترس اللسنة الفصيحة وتعي الفئدة الصحيحة ولقد‬

‫‪565‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫عظمت الريرة وانقطعت الجة وكب الذنب وساء الظن ول يبق إل عفوك أو انتقامك‬
‫وأرجو أن يكون أقربما من وأسرعهما إل أولها بامتنانك وأشبههما بلفتك ث أنشأ يقول‬
‫أرى الوت بي السيف والنطع كامنا يلحظن من حيثما أتلفت وأكب ظن أنك اليوم قاتلي‬
‫وأي أمرئ ما قضى ال يفلت ومن ذا الذي يدل بعذر وحجة وسيف النايا بي عينيه مصلت‬
‫يعز على الوس بن تغلب موقف يسل على السيف فيه وأسكت وما جزعي من أن أموت‬
‫وإنن لعلم أن الوت شيء موقت ولكن خلفي صبية قد تركتهم وأكبادهم من حسرة تتفتت‬
‫كأن أراهم حي أنعى إليهم وقد خشوا تلك الوجوه وصوتوا فإن عشت عاشوا خافضي‬
‫بغبطة أذود الردى عنهم وإن مت موتوا فكم قائل ل يبعد ال روحه وآخر جذلن يسر‬
‫ويشمت‬
‫حذف وسيما ورأى أن يستنطقه لينظر أين جنانه ولسانه من منظره فقال يا تيم إن‬
‫كان لك عذر فأت به أو حجة فأدل با فقال أما إذ قد أذن ل أمي الؤمني فإن أقول المد‬
‫ل الذى أحسن كل شيء خلقه وبدأ خلق النسان من طي ث جعل نسله من سللة من ماء‬
‫مهي جب بك صدع الدين ول بك شعث السلمي وأوضح بك سبل الق وأخد بك شهاب‬
‫الباطل يا أمي الؤمني إن الذنوب ترس اللسنة الفصيحة وتعي الفئدة الصحيحة ولقد‬
‫عظمت الريرة وانقطعت الجة وكب الذنب وساء الظن ول يبق إل عفوك أو انتقامك‬
‫وأرجو أن يكون أقربما من وأسرعهما إل أولها بامتنانك وأشبههما بلفتك ث أنشأ يقول‬
‫أرى الوت بي السيف والنطع كامنا يلحظن من حيثما أتلفت وأكب ظن أنك اليوم قاتلى‬
‫وأى امرىء ما قضى ال يفلت ومن ذا الذى يدل بعذر وحجة وسيف النايا بي عينيه مصلت‬
‫يعز على الوس بن تغلب موقف يسل على السيف فيه وأسكت وما جزعى من أن أموت‬
‫وإنن لعلم أن الوت شيء موقت ولكن خلفى صبية قد تركتهم وأكبادهم من حسرة تتفتت‬
‫كأن أراهم حي أنعى إليهم وقد خشوا تلك الوجوه وصوتوا فإن عشت عاشوا خافضي‬

‫‪566‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫بغبطة أذود الردى عنهم وإن مت موتوا فكم قائل ل يبعد ال روحه واخر خذلن يسر‬
‫ويشمت‬
‫فتبسم العتصم وقال كاد وال يا تيم أن يسبق السيف العذل أذهب فقد غفرت‬
‫لك الصبوة ووهبتك للصبية ث أمر بفك قيوده وخلع عليه وعقد له بشاطئ الفرات بي يدى‬
‫سليمان بن وهب وزير الهتدى بال ولا ول الهتدى بال بن الواثق بن العتصم سليمان بن‬
‫وهب وزارته قام إليه رجل من ذوى حرمته فقال أعز ال الوزير أنا خادمك الؤمل لدولتك‬
‫السعيد بأيامك النطوي القلب على ودك النشور اللسان بحك الرتن بشكر نعمتك أحد بن‬
‫أب داود والواثق التوف سنة ه دخل أحد بن أب داود علىالواثق فقال ما زال اليوم قوم ف‬
‫ثلبك ونقصك فقال يا أمي الؤمني لكل امرىء منهم ما اكتسب من الث والذى تول كبه‬
‫منهم له عذاب عظيم وال ول جزائه وعقاب أمي الؤمني من ورائه‬
‫وما ذل يا أمي الؤمني من أنت ناصره وما صاق من كنت جارا له فما قلت لم يا‬
‫أمي الؤمني قال قلت يا أبا عبد ال وسعى إل بعيب عزة معشر جعل الله حدودهن نعالا ابن‬
‫أب داود والواثق أيضا وقال الواثق يوما لبن أب داود تضجرا بكثرة حوائجه قد أخليت بيوت‬
‫الموال بطلباتك للمذين بك والتوسلي إليك فقال يا أمي الؤمني نتائج شكرها متصلة بك‬
‫وذخائرها موصولة لك ومال من ذلك إل عشق اتصال اللسن بلود الدح فقال وال ل‬
‫منعناك ما يزيد ف عشقك ويقوي ف هتك فينا ولنا وأمر فأخرج له خسة وثلثي ألف درهم‬
‫ابن أب داود وابن الزيات وكان بي القاضي أحد بن أب داود وبي الوزير ممد بن عبد اللك‬
‫الزيات منافسة وشحناء حت منع الوزير شخصا كان يصحب القاضي ويتص بقضاء حوائجه‬
‫من الترداد إليه فبلغ ذلك القاضى فجاء إل الوزير فقال له وال ما أجيئك متكثرا بك من قلة‬
‫ول متعززا بك من ذلة ولكن أمي الؤمني رتبك مرتبة أوجبت لقاءك فإن لقيناك فله وإن‬
‫تأخرنا عنك فلك‬

‫‪567‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫الاحظ وابن أب داود وكان الاحظ متصا بحمد بن عبد اللك الزيات منحرفا‬
‫عن أحد بن أب داود فلما نكب ابن الزيات حل الاحظ مقيدا من البصرة وف عنقه سلسلة‬
‫وعليه قميص سل فلما دخل على القاضى أحد قال له وال ما أعلمك إل متناسيا للنعمة‬
‫كفورا للصنيعة معدنا للمساويء وما فتنتن باستصلحى لك ولكن اليام ل تصلح منك لفساد‬
‫طويتك ورداءة دخيلتك وسوء اختيارك وغالب طباعك فقال الاحظ خفض عليك أيدك ال‬
‫فوال لن يكون لك المر على خي من أن يكون ل عليك ولن أسىء وتسن أحسن ف‬
‫الحدوثة عليك من أن أحسن وتسىء ولن تعفو عن ف حال قدرتك أجل بك من النتقام‬
‫من فقال أحد وال ما علمتك إل كثي تزويق الكلم فحل عنه الغل والقيد وأحسن إليه‬
‫وصدره ف الجلس‬
‫أبو العيناء وابن أب داود وقال أبو العيناء لبن أب داود إن قوما من أهل البصرة‬
‫قدموا إل سر من رأى يدا على فقال يد ال فوق أيديهم فقلت إن لم مكرا فقال ول ييق‬
‫الكر السيء إل بأهله فقلت إنم كثي قال كم من فئة قليلة غلبت فئة كثية بإذن ال وال مع‬
‫الصابرين ت الزء الثالث ويليه ذيل المهره‬
‫الباب الول ف خطب الندلسيي والغاربة خطبة عبد الرحن الداخل التوف سنة ه‬
‫يوم حربه مع يوسف الفهري صاحب الندلس لا اشتد الكرب بي يدي عبد الرحن الداخل‬
‫يوم حربه مع يوسف الفهري صاحب الندلس ورأى شدة مقاساة أصحابه قال هذا اليوم هو‬
‫أس ما يبن عليه إما ذل الدهر وإما عز الدهر فاصبوا ساعة فيما ل تشتهون تربوا با بقية‬
‫أعماركم فيما تشتهون ولا أنى أصحابه على أصحاب الفهري بالقتل يوم هزيتهم على قرطبة‬
‫قال‬
‫ل تستأصلوا شأفة أعداء ترجون صداقتهم واستبقوهم لشد عداوة منهم يشي إل‬
‫استبقائهم ليستعان بم على أعداء الدين عبد الرحن الداخل ورجل من جند قنسرين ولا أذعن‬
‫يوسف صاحب الندلس لعبد الرحن واستقر ملكه استحضر الوفود إلىقرطبة فانثالوا عليه‬

‫‪568‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫ووال القعود لم ف قصره عدة أيام ف مالس يكلم فيها رؤساءهم ووجوههم بكلم سرهم‬
‫وطيب نفوسهم وف بعض مالسهم هذه مثل بي يديه رجل من جند قنسرين يستجديه فقال له‬
‫يابن اللئف الراشدين والسادة الكرمي إليك فررت وبك عذت من زمن ظلوم ودهر غشوم‬
‫قلل الال وكثر العيال وشعث الال فصي إل نداك الال وأنت ول المد والجد والرجو‬
‫للرفد فقال له عبد الرحن مسرعا قد سعنا مقالتك وقضينا حاجتك وأمرنا بعونك على دهرك‬
‫على كرهنا لسوء مقامك فل تعودن ول سواك لثله من إراقة ماء وجهك بتصريح السألة‬
‫واللاف ف الطلبة وإذا أل بك خطب أو حزبك أمر فارفعه إلينا ف رقعة ل تعدوك كيما‬
‫نستر عليك خلتك ونكف شات العدو عنك بعد رفعك لا إل مالكك ومالكنا عز وجهه‬
‫بإخلص الدعاء وبصدق النية‬
‫وأمر له بائزة حسنة وخرج الناس يتعجبون من حسن منطقه وبراعة أدبه وكف‬
‫فيما بعد ذوو الاجات عن مقابلته با شفاها ف ملسه عبد الرحن الداخل ورجل من جنده‬
‫يهنئه بفتح سرقسطة ولا فتح عبد الرحن الداخل سرقسطة وحصل ف يده ثائرها السي‬
‫النصارى وانتهى نصره فيها إل غاية أمله أقبل خواصه يهنئونه فجرى بينهم أحد من ل يؤبه به‬
‫من الند فهنأه بصوت عال فقال له عبد الرحن وال لول أن هذا اليوم يوم أسبغ على فيه‬
‫النعمة من هو فوقي فأوجب على ذلك أن أنعم فيه على من هو دون لصليتك ما تعرضت له‬
‫من سوء النكال من تكون حت تقبل مهنئا رافعا صوتك غي متلجلج ول متهيب لكان المارة‬
‫ول عارف بقيمتها حت كأنك تاطب أباك أو أخاك وإن جهلك ليحملك على العود لثلها‬
‫فل تد مثل هذا الشافع ف مثلها من عقوبة فقال ولعل فتوحات المي يقترن اتصالا باتصال‬
‫جهلى وذنوب فتشفع ل مت أتيت بثل هذه الزلة ل أعدمنيه ال تعال فتهلل وجه المي وقال‬
‫ليس هذا باعتذار جاهل ث قال نونا على أنفسكم إذا ل تدوا من ينبهنا عليها ورفع مرتبته‬
‫وزاد ف عطائه تاديب عبد الرحن الوسط لبنه النذر كان النذر ابن المي عبد الرحن‬

‫‪569‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫الوسط سيء اللق ف أول أمره كثي الصغاء إل أقوال الوشاة مفرط القلق ما يقال ف جانبه‬
‫معاقبا على ذلك من يقدر على معاقبته‬
‫مكثر التشكى من ل يقدر عليه لوالده المي عبد الرحن فطال ذلك على المي‬
‫فأمر ثقة من ثقاته أن يبن ببل منقطع عن العمران بناء يسكن فيه ابنه وأل يدع أحدا من‬
‫أصحابه يزوره فلما استقر النذر ف ذلك الكان وبقي وحده ونظر إل ما سلبه من اللك ضجر‬
‫وقال للثقة عسى أن يصلن غلمان وأصحاب آنس بم فقال له إن المي أمر أل يصلك أحد‬
‫وأن تبقى وحدك لتستريح ما يرفع لك أصحابك من الوشاية فعلم أن المي قصد بذلك منته‬
‫وتأديبه فكتب إليه يشكو استيحاشه بكانه فلما وقف المي على رقعته وعلم أن الدب بلغ به‬
‫حقه استدعاه فقال له وصلت رقعتك تشكو ما أصابك من توحش النفراد ف ذلك الوضع‬
‫وترغب أن تأنس بولك وعبيدك وأصحابك وإن كان لك ذنب يترتب عليه أن تطول سكناك‬
‫ف ذلك الكان وما فعلت ذلك عقابا لك وإنا رأيناك تكثر الضجر والتشكى من القال والقيل‬
‫فأردنا راحتك بأن نجب عنك ساع كلم من يرفع لك وينم حت تستريح منهم فقال له‬
‫ساع ما كنت أضجر منه أخف على من التوحد والتوحش والتخلي ما أنا فيه من الرفاهية‬
‫والمر والنهي فقال له فإذ قد عرفت وتأدبت فارجع إل ما اعتدته وعول على أن تسمع كأنك‬
‫ل تسمع وترى كأنك ل تر وقد قال النب لو تكاشفتم ما تدافنتم واعلم أنك أقرب الناس إل‬
‫وأحبهم ف وبعد هذا فما يلو صدرك ف وقت من الوقات عن إنكار على وسخط لا أفعله‬
‫ف جانبك أو جانب غيك‬
‫ما لو أطلعن ال تعال عليه لساءن لكن المد ل الذى حفظ ما بي القلوب بستر‬
‫بعضها عن بعض فيما يول فيها وإنك لذو هة ومطمح ومن يكن هكذا يصب ويغض ويمل‬
‫ويبدل بالعقاب الثواب ويصب العداء من قبيل الصحاب ويصي من الشخص على ما يسوء‬
‫فقد يرى منه بعد ذلك ما يسر ولقد يف على اليوم من قاسيت من فعله وقوله ما لو قطعتم‬
‫عضوا عضوا لا ارتكبوه من ما شفيت منهم غيظى ولكن رأيت الغضاء والحتمال لسيما‬

‫‪570‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫عند القتدار أول ونظرت إل جيع من حول من يسن ويسئ فوجدت القلوب متقاربة‬
‫بعضها من بعض ونظرت إل السيء يعود مسنا والحسن يعود مسيئا وصرت أندم على من‬
‫سبق له من عقاب ول أندم على من سبق له من ثواب فالزم يا بن معال المور وإن جاعها‬
‫ف التغاضي ومن ل يتغاض ل يسلم له صاحب ول يقرب منه جانب ول ينال ما تترقى إليه‬
‫هته ول يظفر بأمله ول يد معينا حي يتاج إليه فقبل النذر يده وانصرف ول يزل يأخذ‬
‫نفسه با أوصاه والده حت تلق باللق الميل وبلغ ما أوصاه به أبوه ورفع قدره عبد الرحن‬
‫الوسط وابنه النذر أيضا وقال له أبوه يوما إن فيك لتيها مفرطا فقال له حق لفرع أنت أصله‬
‫أن يعلو فقال له يا بن إن العيون تج التياه والقلوب تنفر عنه فقال يا أب ل من العز والنسب‬
‫وعلو الكان والسلطان ما يل عن ذلك وإن ل أر العيون إل مقبلة علي ول الساع إل‬
‫مصغية إل وإن لذا السلطان رونقا يريقه التبذل وعلوا يفضه النبساط ول يصونه ويشرفه إل‬
‫التيه والنقباض وإن هؤلء النذال‬
‫لم ميزان يسبون به الرجل منا فإن رأوه راجحا عرفوا له قدر رجاحته وإن رأوه‬
‫ناقصا عاملوه بنقصه وصيوا تواضعه صغرا وتفضه خسة فقال له أبوه ل أنت فابق وما رأيت‬
‫يعقوب بن عبد الرحن الوسط وأحد خدامه ومدح بعض الشعراء يعقوب بن عبد الرحن‬
‫الوةسطك فأمر له بال جزيل فلما كان مثل ذلك الوقت جاءه بدح آخر فقال أحد خدام‬
‫يعقوب هذا اللئيم له دين عندنا يقتضيه فقال المي يا هذا إن كان ال تعال خلقك مبول على‬
‫كره رب الصنائع فاجر على ما جبلت عليه ف نفسك ول تكن كالجرب يعدى غيه وإن‬
‫هذا رجل قصدنا قبل فكان منا ما أشر به وحله على العودة وقد ظن فينا خيا فل تيب ظنه‬
‫والديث أبدا يفظ القدي وقد جاءنا على جهة التهنئة بالعمر ونن نسأل ال تعال أن يطيل‬
‫عمرنا حت يكثر ترداده ويدي نعمنا حت ند ما ننعم به عليه ويفظ علينا مروءتنا حت يعيننا‬
‫علىالتجمل معه ول يبلينا بليس مثلك يقبض أيدينا عن إسداء اليادى وأمر للشاعر با كان‬
‫أمر له به قبل وأوصاه بالعود عند حلول ذلك الوان ما دام العمر‬

‫‪571‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫وفاء الوزير ابن غان لصديقه الوزير هاشم بن عبد العزيز واعتذاره عنه لدى المي‬
‫ممد بن عبد الرحن الوسط كان الوزير الوليد بن عبد الرحن بن غان صديقا للوزير هاشم‬
‫بن عبد العزيز ثابتا على مودته فلما قضى ال على هاشم بالسر أجرى السلطان ممد بن عبد‬
‫الرحن الموي ذكره ف جاعة من خدامه والوليد حاضر فنسبه إل الطيش والعجلة والستبداد‬
‫برأيه فلم يكن فيهم من اعتذر عنه غي الوليد فقال أصلح ال تعال المي إنه ل يكن على‬
‫هاشم التخي ف المور ول الروج عن القدور بل قد استعمل جهده واستفرغ نصحه وقضى‬
‫حق القدام ول يكن ملك النصر بيده فخذله من وثق به ونكل عنه من كان معه فلم يزحزح‬
‫قدمه عن موطن حفاظه حت ملك مقبل غي مدبر مبليا غي فشل فجوزى خيا عن نفسه‬
‫وسلطانه فإنه ل طريق للملم عليه وليس عليه ما جنته الرب الغشوم وأيضا فإنه ما قصد أن‬
‫يود بنفسه إل رضا للمي واجتنابا لسخطه فإذا كان ما اعتمد فيه الرضا جالب التقصي فذلك‬
‫معدود ف سوء الظ فأعجب المي كلمه وشكر له وفاءه وأقصر عن تفنيد هاشم وسعى ف‬
‫تليصه‬
‫خطبة منذر بن سعيد البلوطي التوف سنة ه ف الحتفال بقدوم رسل ملك الروم‬
‫روى الؤرخون أن الليفة عبد الرحن الناصر لدين ال بلغ من عزة اللك ورفعة السلطان‬
‫بالندلس أن كانت ملوك الروم والفرنة تزدلف إليه تطلب مهادنته وتدي إليه أنفس الذخائر‬
‫ومن جلتهم قسطنطي بن ليون صاحب القسطنطينية فقد رغب ف موادعته وبعث إليه سنة ه‬
‫وفدا من قبله بدية له فتأهب الناصر لورودهم واحتفل بقدومهم احتفال رائعا أحب أن يقوم‬
‫فيه الطباء والشعراء بي يديه لتذكر جللة ملكه وعظيم سلطانه ونصف ما تيأ من توطيد‬
‫اللفة ف دولته وتقدم إل المي الكم ابنه وول عهده بإعداد من يقوم بذلك من الطباء‬
‫فأمر الكم صنيعة الفقيه ممد بن عبد الب بالتأهب لذلك وكان يدعى من القدرة على تأليف‬
‫الكلم ما ليس ف وسع غيه وحضر الجلس السلطان فلما قام ياول التكلم بره هول القام‬
‫وأبة اللفة فلم يهتد إل لفظة بل غشى عليه وسقط إل الرض فقيل لب على القال‬

‫‪572‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫صاحب المال وهو حينئذ ضيف الليفة الوافد عليه من العراق قم فارقع هذا الوهى فقام‬
‫فحمد ال وأثن عليه با هو أهله وصلى على نبيه ث انقطع به القول فوقف ساكتا متفكرا‬
‫ف كلم يدخل به إل ذكر ما أريد منه فلما رأى ذلك منذر بن سعيد البلوطى‬
‫وكان من حضر ف زمرة الفقهاء قام من ذاته بدرجة من مرقاته فوصل افتتاح أب على لول‬
‫خطبته بكلم كان يسحه سحا كأنا كان يفظه قبل ذلك بدة فقال أما بعد حد ال والثناء‬
‫عليه والتعداد للئه والشكر لنعمائه والصلة والسلم على ممد صفيه وخات أنبيائه فإن لكل‬
‫حادثة مقاما ولكل مقام مقال وليس بعد الق إل الضلل وإن قد قمت ف مقام كري بي‬
‫يدي ملك عظيم فأصغوا إل معشر الل بأساعكم وأتقنوا عن بأفئدتكم إن من الق أن يقال‬
‫للمحق صدقت وللمبطل كذبت وإن الليل تعال ف سائه وتقدس ف صفاته وأسائه أمر‬
‫كليمة موسى صلى ال على نبينا وعليه وعلى جيع أنبيائه أن يذكر قومه بأيام ال جل وعز‬
‫عندهم وفيه وف رسول ال أسوة حسنة وإن أذكركم بأيام ال عندكم وتلفية لكم بلفة أمي‬
‫الؤمني الت لت شعثكم وأمنت سربكم ورفعت قوتكم بعد أن كنتم قليل فكثركم‬
‫ومستضعفي فقواكم ومستذلي فنصركم وله ال رعايتكم وأسند إليه إمامتكم أيام ضربت‬
‫الفتنة سرادقها على الفاق وأحاطت بكم شعل النفاق حت صرت ف مثل حدقة البعي من ضيق‬
‫الال ونكد العيش والتغيي فاستبدلتم بلفته من الشدة الرخاء وانتقلتم بيمن سياسته إل تهيد‬
‫كنف العافية بعد استيطان البلء أنشدكم بال معاشر الل أل تكن الدماء مسفوكة فحقنها‬
‫والسبل موفة فأمنها‬
‫والموال منتهبة فأحرزها وحصنها أل تكن البلد خرابا فعمرها وثغور السلمي‬
‫مهتضمة فحماها ونصرها فاذكروا الء ال عليكم بلفته وتلفيه جع كلمتكم بعد افتراقها‬
‫بإمامته حت أذهب ال عنكم غيظكم وشفى صدوركم وصرت يدا على عدوكم بعد أن كان‬
‫بأسكم بينكم فأنشدكم ال أل تكن خلفته قفل الفتنة بعد إنطلقها من عقالا أل يتلف‬
‫صلح المور بنفسه بعد اضطراب أحوالا ول يكل ذلك إل القواد والجناد حت باشره‬

‫‪573‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫بالقوة والهجة والولد واعتزل النسوان وهجر الوطان ورفض الدعة وهي مبوبة وترك‬
‫الركون إل الراحة وهى مطلوبة بطوية صحيحة وعزية صرية وبصية ثابته نافذة ثاقبة وريح‬
‫هابة غالبة ونصرة من ال واقعة واجبة وسلطان قاهر وجد ظاهر وسيف منصور تت عدل‬
‫مشهور متحمل للنصب مستقل لا ناله ف جانب ال من التعب حت لنت الحوال بعد شدتا‬
‫وانكسرت شوكة الفتنة عند حدتا ول يبق لا غارب إل جبه ول نم لهلها قرن إل جده‬
‫فأصبحتم بنعمة ال إخوانا وبلم أمي الؤمني لشعثكم على أعدائه أعوانا حت تواترت لديكم‬
‫الفتوحات وفتح ال عليكم بلفته أبواب اليات والبكات وصارت وفود الروم وافدة عليه‬
‫وعليكم وآمال القصي والدني مستخدمة إليه وإليكم يأتون من كل فج عميق وبلد سحيق‬
‫لخذ حبل بينه وبينكم جلة وتفصيل ليقضى ال أمرا كان مفعول ولن يلف ال وعده ولذا‬
‫المر ما بعده وتلك أسباب ظاهرة بادية تدل على أحوال باطنة خافية دليلها قائم وجفنها غي‬
‫نائم وعد ال الذين آمنوا منكم وعملوا الصالات ليستخلفنهم‬
‫ف الرض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكنن لم دينهم الذى ارتضى لم‬
‫وليبدلنهم من بعد خوفهم أمنا وليس ف تصديق ما وعد ال ارتياب ولكل نبإ مستقر ولكل‬
‫أجل كتاب فاحدوا ال أيهاالناس على الئه واسألوه الزيد من نعمائه فقد أصبحتم بي خلفة‬
‫أمي الؤمني أيده ال بالعصمة والسداد وألمه خالص التوفيق إل سبيل الرشاد أحسن الناس‬
‫حال وأنعمهم بال وأعزهم قرارا وأمنعهم دارا وأكثفهم جعا وأجلهم صنعا ل تاجون ول‬
‫تذادون وأنتم بمد ال على أعدائكم ظاهرون فاستعينوا علي صلح أحوالكم بالناصحة‬
‫لمامكم والتزام الطاعة لليفتكم وابن عم نبيكم فإن من نزع يده من الطاعة وسعى ف تفريق‬
‫الماعة ومرق من الدين فقد خسر الدنيا والخرة ذلك هو السران البي وقد علمتم أن ف‬
‫التعلق بعصمتها والتمسك بعروتا حفظ الموال وحقن الدماء وصلح الاصة والدهاء وأن‬
‫بدوام الطاعة تقام الدود وتوف العهود وبا وصلت الرحام ووضحت الحكام وبا سد ال‬
‫اللل وأمن السبل ووطأ الكناف ورفع الختلف وبا طاب لكم القرار واطمأنت بكم الدار‬

‫‪574‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫فاعتصموا با أمركم ال بالعتصام به فإنه تبارك وتعال يقول وأطيعوا ال وأطيعوا الرسول‬
‫وأول المر منكم وقد علمتم ما أحاط بكم ف جزيرتكم هذه من ضروب الشركي وصنوف‬
‫اللحدين الساعي ف شق عصاكم وتفريق ملئكم الخذين ف ماذلة دينكم وهتك حريكم‬
‫وتوهي دعوة نبيكم صلوات ال وسلمه عليه وعلى جيع النبيي والرسلي أقول قول هذا‬
‫وأختم بالمد ل رب العالي مستغفرا ل الغفور والرحيم فهو خي الغافرين‬
‫وخرج الناس يتحدثون عن حسن مقامه وثبات جنانه وبلغة لسانه وكان الناصر‬
‫أشدهم تعجبا منه فوله الصلة والطابة ف السجد الامع بالزهراء ث توف ممد بن عيسى‬
‫القاضى فوله قضاء الماعة بقرطبة وأقره على الصلة بالزهراء خطبة أخرى له وخطب منذر‬
‫بن سعيد يوما وأراد التواضع فكان من فصول خطبته أن قال حت مت وإل مت أعظ ول أتعظ‬
‫وأزجر ول انزجر أدل الطريق إل الستدلي وأبقى مقيما مع الائرين كل إن هذا لو البلء‬
‫البي إن هي إل فتنتك تضل با من تشاء وتدي من تشاء أنت ولينا فاغفر لنا وارحنا وأنت‬
‫خي الغافرين اللهم فرغن لا خلقتن له ول تشغلن با تكفلت ل به ول ترمن وأنا أسألك ول‬
‫تعذبن وأنا استغفرك يا أرحم الراحي أحد حساد الرمادي الشاعر والنصور بن أب عامر‬
‫التوف سنة ه وقال النصور بن أب عامر العافري يوما لب عمر يوسف الرمادي الشاعر‬
‫كيف ترى حالك معي فقال فوق قدري ودون قدرك فأطرق النصور كالغضبان‬
‫فانسل الرمادي وخرج وقد ندم على ما بدر منه وجعل يقول أخطأت ل وال ما يفلح مع‬
‫اللوك من يعاملهم بالق ما كان ضرن لو قلت له إن بلغت السماء وتنطقت بالوزاء وأنشد‬
‫مت يأت هذا الوت ل يلف حاجة لنفسى إل قد قضيت قضاءها وكان ف الجلس من يسده‬
‫على مكانه من النصور فوجد فرصة فقال وصل ال لولنا الظفر والسعد إن هذا الصنف‬
‫صنف زور وهذيان ل يشكرون نعمة ول يرعون إل ول ذمة كلب من غلب وأصحاب من‬
‫أخصب وأعداء من أجدب وحسبك منهم أن ال جل جلله يقول فيهم والشعراء يتبعهم‬
‫الغاوون أل تر أنم ف كل واد يهيمون وأنم يقولون مال يفعلون والبتعاد منهم أول من‬

‫‪575‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫القتراب وقد قيل فيهم ما ظنك بقوم الصدق يستحسن إل منهم فرفع النصور رأسه وكان‬
‫مامي أهل الدب والشعر وقد اسود وجهه وظهر فيه الغضب الفرط ث قال ما بال أقوام‬
‫يشيون ف شيء ل يستشاروا فيه ويسيئون الدب بالكم فيما ل يدرون أيرضي أم يسخط‬
‫وأنت أيها البتعث للشر دون أن يبعث قد علمنا غرضك ف أهل الدب والشعر عامة وحسدك‬
‫لم لن الناس كما قال القائل‬
‫من رأى الناس له فضل عليهم حسدوه وعرفنا غرضك ف هذا الرجل خاصة ولسنا‬
‫إن شاء ال نبلغ أحدا غرضه ف أحد ولو بلغناكم بلغنا ف جانبكم وإنك ضربت ف حديد بارد‬
‫وأخطأت وجه الصواب فزدت بذلك احتقارا وصغارا وإن ما أطرقت من كلم الرمادى‬
‫إنكارا عليه بل رأيت كلما يل عن القدار الليلة وتعجبت من تديه له بسرعه واستنباطه له‬
‫على قلة من الحسان الغامر مال يستنبطه غيه بالكثي وال لو حكمته ف بيوت الموال لرأيت‬
‫أنا ل ترجح ما تكلم به قلبه ذرة وإياكم أن يعود أحد منكم إل الكلم ف شخص قبل أن‬
‫يؤخذ معه فيه ول تكموا علينا ف أوليائنا ولو أبصرت منا التغي عليهم فإننا ل نتغي عليهم‬
‫بغضا لم وانرافا عنهم بل تأديبا وإنكارا فإنا من نريد إبعاده ل نظهر له التغي بل ننبذه مرة‬
‫واحدة فإن التغي إنا يكون لن يراد استبقاؤه ولو كنت مائل السمع لكل أحد منكم ف صاحبه‬
‫لتفرقتم ف أيدي سبا وجونبت أنا مانبة الجرب وإن قد أطلعتكم على ماف ضميى فل‬
‫تعدلوا عن مرضاتى فتجنبوا سخطي با جنيتموه على أنفسكم ث أمر أن يرد الرمادى وقال له‬
‫أعد على كلمك فارتاع فقال المر على خلف ما قدرت الثواب أول بكلمك من العقاب‬
‫فسكن لتأنيسه وأعاد ما تكلم به فقال النصور بلغنا أن النعمان بن النذر حشا فم النابغة بالدر‬
‫لكلم‬
‫استملحه منه وقد أمرنا لك با ل يقصر عن ذلك ما هو أنوه وأحسن عائدة وكتب‬
‫له بال وخلع وموضع يعيش منه ث رد رأسه إل التكلم ف شأن الرمادي وقد كان يغوص ف‬
‫الرض لو وجد لشدة ما حل به ما رأى وسع وقال والعجب من قوم يقولون البتعاد من‬

‫‪576‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫الشعراء أول من القتراب نعم ذلك لن ليس له مفاخر يريد تليدها ول أياد يرغب ف نشرها‬
‫فأين الذين قيل فيهم على مكثريهم رزق من يعتريهم وعند القلي السماحة والبذل وأين الذى‬
‫قيل فيه إنا الدنيا أبو دلف بي مبداه ومتضره فإذا ول أبو دلف ولت الدنيا على أثره أما كان‬
‫ف الاهلية والسلم أكرم من قيل فيه هذا القول بلى ولكن صحبة الشعراء والحسان إليهم‬
‫أحيت غابر ذكراهم وخصتهم بفاخر عصرهم وغيهم ل تلد المداح مآثرهم فدثر ذكرهم‬
‫ودرس فخرهم‬
‫ابن اللبانة الشاعر وعز الدولة بن العتصم بن صمادح لا مات العتصم بن صمادح‬
‫ملك الرية ركب البحر ابنه وول عهده الواثق عز الدولة وفارق اللك كما أوصاه والده‬
‫العتصم قال أبو بكر بن اللبانة الشاعر ما علمت حقيقة جدور الدهر حت اجتمعت ببجاية مع‬
‫عز الدولة بن العتصم فإن رأيت منه خي من يتمع به كأنه ل يلقه ال تعال إل للملك‬
‫والرياسة وإحياء الفضائل ونظرت إل هته تنم من تت خوله كما ينم فرند السيف وكرمه‬
‫من تت الصدأ مع حفظه لفنون الدب والتواريخ وحسن استماعه وإساعه ورقة طباعه ولطافة‬
‫ذهنه ولقد ذكرته لحد من صحبته من الدباء ف ذلك الكان ووصفته بذه الصفات فتشوق‬
‫إل الجتماع به ورغب إل ف أن أستأذنه ف ذلك فلما أعلمت عز الدولة قال يا أبا بكر إنك‬
‫لتعلم أنا اليوم ف خول وضيق ل يتسع لنا معهما وليمل بنا الجتماع مع أحد لسيما مع‬
‫ذى أدب ونباهة يلقانا بعي الرحة ويزورنا بنة التفضل ف زيارتنا ونكابد من ألفاظ توجعه‬
‫وألاظ تفجعه ما يدد لنا ها قد بلى ويي كمدا قد فن وما لنا قدرة على أن نود عليه با‬
‫يرضى عن هنا فدعنا كأننا ف قب نتدرع لسهام الدهر بدرع الصب وأما أنت فقد أختلطت بنا‬
‫اختلط اللحم بالدم وامتزجت امتزاج الاء بالمر فكأنا ل نكشف حالنا لسوانا ول أظهرنا ما‬
‫بنا لغينا فل نمل غيك بملك‬
‫قال ابن اللبانة فمل وال سعى بلغة ل تصدر إل عن سداد ونفس أبية متمكنة من‬
‫أعنة البيان وانصرفت متمثل لسان الفت نصف ونصف فؤاده فلم يبق إل صورة اللحم والدم‬

‫‪577‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫وكائن ترى من صامت لك معجب زيادته أو نقصه ف التكلم دفاع ابن الفخار عن القاضي‬
‫الوحيدى بضرة ابن تاشفي لا تألب بنو حسون على القاضي أب ممد عبد ال الوحيدي‬
‫قاضي مالقة انبي للدفاع عنه العال الصول أبو عبد ال بن الفخار فقصد إل حضرة المامة‬
‫مراكش وقام ف ملس أمي السلمي يوسف بن تاشفي وقد غص بأربابه فقال إنه لقام كري‬
‫نبدأ فيه بمد ال على الدنو منه ونصلي على خية أنبيائه ممد الادى إل الصراط الستقيم‬
‫وعلى آله وصحابته نوم الليل البهيم أما بعد فإنا نمد ال الذى اصطفاك للمؤمني أميا‬
‫وجعلك للدين النيفى نصيا وظهيا ونفزع إليك ما دهنا ف حاك ونبث إليك ما لقنا من‬
‫الضيم ونن تت ظل علك ويأب ال أن يدهم من إحتمى بأمي السلمي ويصاب بضيم من‬
‫أدرع بصنه الصي شكوى قمت با بي يديك ف حق أمرك الذي عضده مؤيده لتسمع منها‬
‫ما تتبه برأيك وتنقذه وإن قاضيك ابن الوحيدي الذي قدمته ف مالقة للحكام ورضيت‬
‫بعدله فيمن با من الاصة والعوام ول يزل يدل على حسن اختيارك بسن سيته‬
‫ويرضى ال تعال ويرضى الناس بظاهره وسريرته ما علمنا عليه من سوء ول درينا له موقف‬
‫خزى ول يزل جاريا على ما يرضى ال تعال ويرضيك ويرضينا إل أن تعرضت بنو حسون‬
‫للطعن ف أحكامه والد من أعلمه ول يعلموا أن اهتضام القدم راجع على القدم بل جحوا‬
‫ف لاجهم فعموا وصموا وفعلوا وأمضوا ما به هوا وإل السحب يرفع الكف من قد جف عنه‬
‫مسيل عي ونر فمل سعه بلغه أعقبت نصره ونصر صاحبه موعظة ابن أب رندقة الطرطوشي‬
‫التوف سنة ه للفضل بن أمي اليوش دخل ابن أب رندقة الطرطوشى مرة على الفضل بن أمي‬
‫اليوش فوعظه وقال له إن المر الذي أصبحت فيه من اللك إنا صار إليك بوت من كان‬
‫قبلك وهو خارج عن يدك بثل ما صار إليك فاتق ال فيما خولك من هذه المة فإن ال عز‬
‫وجل سائلك عن النقي والقطمي والفتيل واعلم أن ال عز وجل آت سليمان بن داود‬
‫ملك الدنيا بذافيها فسخر له النس والن والشياطي والطي والوحوش والبهائم‬
‫وسخر له الريح تري بأمره رخاء حيث أصاب ورفع عنه حساب ذلك أجع فقال عز من‬

‫‪578‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫قائل لذا عطاؤنا فامنن أو أمسك بغي حساب فما عد ذلك نعمة كما عددتوها ول حسبها‬
‫كرامة كما حسبتموها بل خاف أن يكون استدراجا من ال عز وجل فقال هذا من فضل رب‬
‫ليبلون أأشكر أم أكفر فافتح الباب وسهل الجاب وانصر الظلوم خطبة ابن تومرت مؤسس‬
‫دولة الوحدين التوف سنة ه استدعى ممد بن عبد ال بن تومرت مؤسس دولة الوحدين‬
‫أصحابه قبل موته بأيام يسية وقد أراد أن يستخلف عليهم عبد الؤمن بن على فلما حضروا‬
‫بي يديه قام‬
‫فحمد ال وأثن عليه با هو أهله وصلي على ممد نبيه ث أنشأ يترضي عن اللفاء‬
‫الراشدين رضوان ال عليهم ويذكر ما كانوا عليه من الثبات ف دينهم والعزية ف أمرهم وأن‬
‫أحدهم كان ل تأخذه ف ال لومة لئم وذكر من حد عمر رضي ال عنه ابنه ف المر‬
‫وتصميمه على الق ف أشباه لذه الفصول ث قال فانقرضت هذه العصابة نضر ال وجوهها‬
‫وشكر لا سعيها وجزاها خيا عن أمة نبيها وخبطت الناس فتنة تركت الليم حيان والعال‬
‫متجاهل مداهنا فلم ينتفع العلماء بعلمهم بل قصدوا به اللوك واجتلبوا به الدنيا وأمالوا وجوه‬
‫الناس إليهم ف أشباه لذا القول إل هلم جرا ث إن ال سبحانه وله المد من عليكم أيتها‬
‫الطائفة بتأييده وخصكم من بي أهل هذا العصر بقيقة توحيده وقيض لكم من ألفاكم ضلل‬
‫ل تتدون وعميا ل تبصرون لتعرفون معروفا ول تنكرون منكرا قد فشت فيكم البدع‬
‫واستهوتكم الباطيل وزين لكم الشيطان أضاليل وترهات أنزه لسان عن النطق با وأربأ‬
‫بلفظى عن ذكرها فهداكم ال به بعد الضللة وبصركم بعد العمى وجعكم بعد الفرقة‬
‫وأعزكم بعد الذلة ورفع عنكم سلطان هؤلء الارقي وسيورثكم أرضهم وديارهم ذلك با‬
‫كسبته أيديهم واضمرته قلوبم وما ربك بظلم للعبيد‬
‫فجددوا ال سبحانه خالص نياتكم وأروه من الشكر قول وفعل ما يزكي به‬
‫سعيكم ويتقبل أعمالكم وينشر أمركم واحذروا الفرقة واختلف الكلمة وشتات الراء‬
‫وكونوا يدا واحدة على عدوكم فإنكم إن فعلتم ذلك هابكم الناس وأسرعوا إل طاعتكم‬

‫‪579‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫وكثر أتباعكم وأظهر ال الق على أيديكم وإل تفعلوا شلكم الذل وعمكم الصغار‬
‫واحتقرتكم العامة فتخطفكم الاصة وعليكم ف جيع أموركم بزج الرأفة بالغلظة واللي‬
‫بالعنف واعلموا مع هذا أنه ل يصلح أمر آخر هذه المة إل على الذي صلح عليه أمر أولا‬
‫وقد اخترنا لكم رجل منكم وجعلناه أميا عليكم هذا بعد أن بلوناه ف جيع أحواله من ليله‬
‫وناره ومدخله ومرجه واختبنا سريرته وعلنيته فرأيناه ف ذلك كله ثبتا ف دينه متبصرا ف‬
‫أمره وإن لرجو أن ل يلف الظن فيه وهذا الشار إليه هو عبد الؤمن فاسعوا له وأطيعوا ما‬
‫دام سامعا مطيعا لربه فان بدل أو نكص على عقبه أو ارتاب ف أمره ففي الوحدين أعزهم ال‬
‫بركة وخي كثي والمر أمر ال يقلده من شاء من عباده فبايع القوم عبد الؤمن ودعا لم ابن‬
‫تومرت‬
‫مقال لسان الدين بن الطيب التوف سنة ه ف الض على الهاد وقال لسان الدين‬
‫بن الطيب ف الض على الهاد أيها الناس رحكم ال تعال إخوانكم السلمون بالندلس قد‬
‫دهم العدو قصمه ال تعال ساحتهم ورام الكفر خذله ال تعال استباحتهم وزحفت أحزاب‬
‫الطواغيت إليهم ومد الصليب ذراعيه عليهم وأيديكم بعزة ال تعال أقوى وأنتم الؤمنون أهل‬
‫الب والتقوى وهودينكم فانصروه وجواركم القريب فل تفروه وسبيل الرشد قد وضح‬
‫فلتبصروه الهاد الهاد فقد تعي الار الار فقد قرر الشرع حقه وبي ال ال ف السلم ال‬
‫ال ف أمة ممد عليه الصلة والسلم ال ال ف الساجد العمورة بذكر ال ال ال ف وطن‬
‫الهاد ف سبيل ال قد استغاث بكم الدين فأغيثوه قد تأكد عهد ال وحاشاكم أن تنكثوه‬
‫أعينوا إخوانكم با أمكن من العانة أعانكم ال تعال عند الشدائد جددوا عوائد الي يصل‬
‫ال تعال‬
‫لكم جيل العوائد صلوا رحم الكلمة واسوا بأنفسكم وأموالكم تلك الطوائف‬
‫السلمة كتاب ال بي أيديكم وألسنة اليات تناديكم وسنة رسول ال قائمة فيكم وال‬
‫سبحانه يقول فيه يأيها الذين امنوا هل أدلكم على تارة تنجيكم وما صح عنه قوله من اغبت‬

‫‪580‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫قدماه ف سبيل ال حرمهما ال على النار ل يتمع غبار ف سبيل ال ودخان جهنم من جهز‬
‫غازيا ف سبيل ال فقد غزا أدركوا رمق الدين قبل أن يفوت بادروا عليل السلم قبل أن‬
‫يوت احفظوا وجوهكم مع ال تعال يوم يسألكم عن عباده جاهدوا ف ال باللسن والقوال‬
‫حق جهاده ماذا يكون جوابكم لنبيكم وطريق هذا العذر غي مهد إن قال ل فرطتمو ف أمت‬
‫وتركتموهم للعدو العتدى تال لو أن العقوبة ل تف لكفى اليا من وجه ذاك السيد اللهم‬
‫اعطف علينا قلوب العباد اللهم بث لنا المية ف البلد اللهم دافع عن الري والضعيف‬
‫والولد اللهم انصرنا على أعدائك بأحبابك وأوليائك يا خيالناصرين اللهم أفرغ علينا صبا‬
‫وثبت أقدامنا وانصرنا على القوم الكافرين و وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيا ما خاطب‬
‫به لسان الدين تربة السلطان الكبي أب السن الرين وحاطب لسان الدين بن الطيب تربة‬
‫السلطان الكبي أب السن الرين لا قصدها عقب ما شرع ف جواره فقال السلم عليك ث‬
‫السلم أيها الول المام الذي عرف فضله السلم وأوجبت حقه العلماء العلم وخفقت بعز‬
‫نصره العلم وتنافست ف أنفاذ أمره‬
‫ونيه السيوف والقلم السلم عليك أيها الول الذي قسم زمانه بي حكم فصل‬
‫وإمضاء نصل وإحراز خصل وعبادة قامت من اليقي على أصل السلم عليك يا مقرر‬
‫الصدقات الارية ومشبع البطون الائعة وكاسى الظهور العارية وقادح زناد العزائم الوارية‬
‫ومكتب الكتائب الغازية ف سبيل ال تعال والسرايا السارية السلم عليك يا حجة الصب‬
‫والتسليم ومتلقى أمر ال تعال باللق الرضى والقلب السليم ومفوض المر ف الشدائد إل‬
‫السميع العليم ومعمل البنان الطاهر ف اكتتاب الذكر الكيم كرم ال تعال تربتك وقدسها‬
‫وطيب روحك الزكية وآنسها فلقد كنت للدهر جال وللسلم ثال وللمستجي ميا‬
‫وللمظلوم وليا ونصيا لقد كنت للمحارب صدرا وف الواكب بدرا وللمواهب برا‬
‫وعلىالعباد والبلد ظل ظليل وسترا لقد فرعت أعلم عزك الثنايا وأجزلت هتك للوك‬
‫الرض الدايا كأنك ل تعرض النود ول تنشر البنود ول تبسط العدل الحدود ول توجد‬

‫‪581‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫الود ول تزين الركع السجود فتوسدت الثرى وأطلت الكرى وشربت الكأس الت يشربا‬
‫الورىوأصبحت ضارع الد كليل الد سالكا سنن الب والد ل تد بعد انصرام أجلك إل‬
‫صال عملك ول صحبت لقبك إل رابح ترك وما أسلفت من رضاك وصبك فنسأل ال‬
‫تعال أن يؤنس اغترابك ويود بسحاب الرحة ترابك وينفعك بصدق اليقي ويعلك من‬
‫الئمة التقي ويعلى درجتك ف عليي ويعلك مع الذين أنعم ال عليهم من النبيي والصديقي‬
‫وليهنك أن صب ال تعال ملكك من بعدك إل ني سعدك وبارق رعدك ومنجز‬
‫وعدك أرضى ولدك وريانة خلدك وشقة نفسك والسرحة الباركة من غرسك ونور شسك‬
‫وموصل عملك الب إل رمسك فقد ظهر عليه أثر دعواتك ف خلواتك وأعقاب صلواتك‬
‫فكلمتك والنة ل تعال باقية وحسنتك إل مل القبول راقية يرعى بك الوسيلة ويتمم مقاصدك‬
‫الميلة أعانه ال تعال ببكة رضاك على ما قلده وعمر بتقواه يومه وغده وأبعد ف السعد أمده‬
‫وأطلق بالي يده وجعل اللئكة أنصاره والقدار عدده وإثنيي أيها الول الكري الب الرحيم لا‬
‫اشتران وراشن وبران وتعبدن بإحسانه واستعمل ف استخلصى خط بنانه ووصية لسانه ل‬
‫أجد مكافأة إل التقرب إليك وإليه برثائك وإغراء لسان بتخليد عليائك وتعفي الوجنة ف‬
‫حرمك والشادة بعد المات بجدك وكرمك ففتحت الباب ف هذا الغرض إل القيام بقك‬
‫الفترض الذى لوله لتصلت الغفلة عن أدائه وتادت فما يبست اللسن ول كادت متحيزا‬
‫بالسبق إل أداء هذا الق بادئا بزيارة قبك الذى هو رحلة الغرب ما نوبته من رحلة الشرق‬
‫وما أعرضت عنه فأقطعه أثر مواقع الستحسان وقد جع بي الشكر والتنويه والحسان وال‬
‫سبحانه يعله عمل مقبول ويبلغ فيه من القبول مأمول ويتغمد من ضاجعته من سلفك الكرام‬
‫بالغفرة الصيبة والتحيات الطيبة فنعم اللوك الكبار واللفاء البرار والئمة الخيار الذين‬
‫كرمت منهم السي وحسنت الخبار وسعد بعزماتم الهادية الؤمنون وشقى الكفار وصلوات‬
‫ال تعال عودا وبدءا على الرسول الذي اصطفاه واختاره فهو الصطفى الختار وعلى آله‬
‫وأصحابه الذين هم السادة البرار وسلم تسليما‬

‫‪582‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫وصية لسان الدين بن الطيب لولده المد ل الذى ل يروعه المام الرقوب إذا‬
‫شيم نمه الثقوب ول يبغته الجل الكتوب ول يفجؤه الفراق العتوب ملهم الدى الذى‬
‫تطمئن به القلوب وموضح السبيل الطلوب وجاعل النصيحة الصرية من قسم الوجوب‬
‫لسيما للول الحبوب والولد النسوب القائل ف الكتاب العجز السلوب أم كنتم شهداء إذ‬
‫حضر يعقوب ووصى با إبراهيم بنيه ويعقوب والصلة والسلم على سيدنا ومولنا ممد‬
‫رسوله أكرم من زرت على نوره جيوب الغيوب وأشرف من خلعت عليه حال الهابة‬
‫والعصمة فل تقتحمه العيون ول تصمه العيوب والرضا عن اله وأصحابه الثابرين على لسان‬
‫الستقامة بالوى الغلوب والمل السلوب والقتداء الوصل إل الرغوب والعز والمن من‬
‫اللغوب وبعد فإن لا علن الشيب بقمته وقادن الكب برمته واد كرت الشباب‬
‫بعد أمته أسفت لا أضعت وندمت بعد الفطام على ما رضعت وتأكد وجوب‬
‫نصحى لن لزمن رعيه وتعلق بعين سعيه وأملت أن تتعدى إل ثرة استقامته وأنا رهي فوات‬
‫وف برزخ أموات ويأمن العثور ف الطريق الت اقتضت عثاري إن سلك وعسى أل يكون ذلك‬
‫علي آثاري فقلت أخاطب الثلثة الولد وثرات اللد بعد الضراعة إل ال تعال ف توفيقهم‬
‫وإيضاح طريقهم وجع تفريقهم وأن ين على منهم بسن اللف والتلف من قبل التلف وأن‬
‫يرزق خلفهم التمسك بدى السلف فهو ول ذلك والادي إل خي السالك اعلموا هداكم‬
‫ال تعال الذي بأنواره تتدي الضلل وبرضاه ترفع الغلل وبالتماس قربه يصل الكمال إذا‬
‫ذهب الال وأخلفت المال وتبأت من يينها الشمال أن مودعكم وإن سالن الردي‬
‫ومفارقكم وإن طال الدى وما عدا ما بدا فكيف وأدوات السفر تمع ومنادي الرحيل يسمع‬
‫ول أقل للحبيب الودع من وصية متضر وعجالة مقتصر ورتيمة تعقد ف خنصر ونصيحة‬
‫تكون نشيدة واع مبصر تتكفل لكم بسن العواقب من بعدى وتوضح لكم من الشفقة والنو‬
‫قصدي حسبما تضمن وعد ال من قبل وعدي فهي أربكم الذي ل يتغي وقفه ول ينالكم‬
‫الكروه ما رف عليكم سقفه وكأن بشبابكم قد شاخ وبراحلكم قد أناخ وبناشطكم قد‬

‫‪583‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫كسل واستبدل الصاب من العسل ونصول الشيب تروع بأسل ل بل السام من كل حدب قد‬
‫نسل والعاد‬
‫اللحد ول تسل فبالمس كنتم فراخ حجر واليوم أبناء عسكر مر وغدا شيوخ‬
‫مضيعة وهجر والقبور فاغرة والنفوس عن الألوفات صاغرة والدنيا بأهلها ساخرة والول‬
‫تعقبها الخرة والازم من ل يتعظ به ف أمر وقال بيدى ل بيد عمرو فاقتنوها من وصية ومرام‬
‫ف النصح قصية خصوا با أولدكم إذا عقلوا ليجدوا زادها إذا انتقلوا وحسب وحسبكم ال‬
‫الذي ل يلق اللق هل ولكن ليبلوهم أيهم أحسن عمل ول رضي الدنيا منل ول لطف بن‬
‫أصبح عن فئة الي منعزل ولتلقنوا تلقينا وتعلموا علما يقينا أنكم لن تدوا بعد أن أنفرد بذنب‬
‫ويفترش التراب جنب ويسح انسكاب وترول عن الصلي ركاب أحرص من على سعادة إليكم‬
‫تلب أو غاية كمال بسببكم ترتاد وتطلب حت ل يكون ف الدين والدنيا أورف منكم ظل‬
‫ول أشرف مل ول أغبط نل وعل وأقل ما يوجب ذلك عليكم أن تصيخوا إل قول الذان‬
‫وتستلمحوا‬
‫صبح نصحى فقد بان وسأعيد عليكم وصية لقمان أعوذ بال من الشيطان الرجيم‬
‫وإذ قال لقمان لبنه وهو يعظه يا بن ل تشرك بال إن الشرك لظلم عظيم يا بن أقم الصلة‬
‫وأمر بالعروف وانه عن النكر واصب على ما أصابك إن ذلك من عزم المور ول تصعر خدك‬
‫للناس ول تش ف الرض مرحا إن ال ل يب كل متال فخور واقصد ف مشيك واغضض‬
‫من صوتك إن أنكر الصوات لصوت المي وأعيد وصية خليل ال وإسرائيله حكم ما تضمنه‬
‫حكم تنيله يا بن إن ال اصطفى لكم الدين فل توتن إل وأنتم مسلمون والدين الذى ارتضاه‬
‫واصطفاه وأكمله ووفاه وقرره مصطفاه من قبل أن يتوفاه إذا أعمل فيه انتقاد فهو عمل‬
‫واعتقاد وكلها مقرر ومستمد من عقل أو نقل مرر والعقل متقدم وبناؤه مع رفض أخيه‬
‫متهدم فال واحد أحد فرد صمد ليس له والد ولولد تنه عن الزمان والكان وسبق وجوده‬
‫وجود الكوان خالق اللق وما يعملون الذى ل يسأل عن شيء وهم يسألون الى العليم‬

‫‪584‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫الدبر القدير ليس كمثله شيء وهو السميع البصي أرسل الرسل رحة لتدعو الناس إل النجاة‬
‫من الشقاء وتوجه الجة ف مصيهم إل دار البقاء مؤيدة بالعجزات الت ل تتصف أنوارها‬
‫بالختفاء ول يوز على تواترها دعوى النتفاء ث ختم ديوانم بنب ملتنا الرعية المل الشاهدة‬
‫على اللل فتلخصت الطاعة وتعينت المرة الطاعة ول يبق بعده إل ارتقاب الساعة ث إن ال‬
‫تعال قبضه إذ كان بشرا وترك دينه يضم من المة نشرا فمن تبعه لق به ومن تركه نوط عنه‬
‫ف منسبه وكانت ناته على قدر سببه روى عنه عليه الصلة والسلم‬
‫أنه قال تركت فيكم ما إن تسكتم به ل تضلوا بعدي كتاب ال وسنت فعضوا‬
‫عليهما بالنواجذ فاعملوا يا بن بوصية من ناصح جاهد ومشفق شفقة والد واستشعروا حبه‬
‫الذى توافرت دواعيه وعوامر اشد هديه فيافوز واعيه وصلوا السبب بسببه وآمنوا بكل ما جاء‬
‫به ممل أو مفصل على حسبه وأوجبوا التجلة لصحبه الذين اختارهم ال تعال لصحبته‬
‫واجعلوا مبتكم إياهم من توابع مبته واشلوهم بالتوقي وفضلوا منهم أول الفضل الشهي‬
‫وتبءوا من العصبية الت ل يدعكم إليها داع ولتع التشاجر بينهم أذن واع فهو عنوان السداد‬
‫وعلمة سلمة العتقاد ث اسحبوا فضل تعظيمهم على فقهاء اللة وأئمتها اللة فهم صقلة‬
‫نصولم وفروع ناشئة من أصولم وورثتهم وورثة رسولم واعلموا أنن قطعت ف البحث‬
‫زمان وجعلت النظر شان منذ بران ال تعال وأنشان مع نبل يعترف به الشان وإدراك يسلمه‬
‫العقل النسان فلم أجد خابط ورق ول مصبب عرق ول نازع خطام ول متكلف فطام ول‬
‫مقتحم بر طام إل وغايته الت يقصدها قد نضلتها الشريعة وسبقتها وفرعت ثنيتها وارتقتها‬
‫فعليكم بالتزام جادتا السابلة ومصاحبة رفقتها الكاملة والهتداء بأقمارها غي الفلة وال تعال‬
‫يقول وهو أصدق القائلي ومن يبتغ غي السلم دينا فلن يقبل منه وهو ف الخرة من‬
‫الاسرين وقد علت شرائعه وراع الشكوك رائعة فل تستنلكم الدنيا عن الدين وابذلوا دونه‬
‫النفوس فعل الهتدين فلن ينفع متاع بعد اللود ف النار أبد البدين ول يضر مفقود مع الفوز‬
‫بالسعادة وال أصدق الواعدين ومتاع الياة الدنيا أخس ما ورث الولد عن الوالدين اللهم قد‬

‫‪585‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫بلغت فأنت خي الشاهدين فاحذروا العاطب الت توجب ف الشقاء اللود وتستدعي شوه‬
‫الوجوه ونضج اللود واستعيذوا برضا ال من سخطه واربئوا بنفوسكم عن غمطه وارفعوا‬
‫آمالكم عن القنوع بغرور قد خدع‬
‫أسلفكم ول تمدوا على جيفة العرض الزائل ائتلفكم واقنعوا منه با تيسر ول‬
‫تأسوا على مافات وتعذر فإنا هي دجنة ينسخها الصباح وصفقة يتعاقبها السار أو الرباح‬
‫ودونكم عقيدة اليان فشدوا بالنواجذ عليها وكفكفوا الشبه أن تدنو إليها واعلموا أن‬
‫الخلل بشيء من ذلك خرق ل يرفؤه عمل وكل ما سوى الراعي هل وما بعد الرأس ف‬
‫صلح السم أمل وتسكوا بكتاب ال تعال حفظا وتلوة واجعلوا حله على حل التكليف‬
‫علوة وتفكروا ف آياته ومعانيه وامتثلوا أوامره ونواهيه ول تتأولوه ول تغلوا فيه واشربوا‬
‫قلوبكم حب من أنزل على قلبه وأكثروا من بواعث حبه وصونوا شعائر ال صون الحترم‬
‫واحفظوا القواعد الت ينبن عليها السلم حت ل ينخرم ال ال ف الصلة ذريعة التجلة‬
‫وخاصة اللة وحاقنة الدم وغن الستأجر الستخدم وأم العبادة وحافظة اسم الراقبة لعال الغيب‬
‫والشهادة والناهية عن الفحشاء والنكر إن عرض الشيطان عرضها ووطأ للنفس المارة ساءها‬
‫وأرضها والوسيلة إل بل الوانح ببود الذكر وإيصال تفة ال إل مريض الفكر وضامنة‬
‫حسن العشره من الار وداعية للمسالة من الفجار والواسة بسمة السلمة والشاهدة للعبد‬
‫برفع اللمة وغسول الطبع إذا شانه طبع والي الذى كل ما سواه له تبع فاصبوا النفس على‬
‫وظائفها بي بدء وإعادة فالي عادة ول تفضلوا عليها الشغال البدنية وتؤثروا على العلية‬
‫الدنية فإن أوقاتا العينة بالنفلت تنبس والفلك با من أجلكم ل يبس وإذا قورنت بالشواغل‬
‫فلها الاه الصيل والكم الذي ل يغيه الغدو ول الصيل والوظائف بعد أدائها ل تفوت وأين‬
‫حق من يوت من حق الي الذي ل يوت وأحكموا أوضاعها إذا أقمتموها وأتبعوها النوافل‬
‫ما أطقتموها فبالتقان تفاضلت العمال وبالراعاة‬

‫‪586‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫استحقت الكمال ول شكر مع الهال ول ربح مع إضاعة رأس الال وذلك‬
‫أحرى بإقامة الفرض وأدعى إل مساعدة البعض البعض والطهارة الت هي ف تصيلها سبب‬
‫موصل وشرط لشروطه مصل فاستوفوها والعضاء نظفوها ومياهها بغي أوصافها الميدة فل‬
‫تصفوها والجول والغرر فأطيلوها والنيات ف كل ذلك فل تملوها فالبناء بأساسه والسيف‬
‫براسه واعلموا أن هذه الوظيفة من صلة وطهور وذكر مهور وغي مهور تستغرق الوقات‬
‫وتنازع شت الواطر الفترقات فل يضبطها إل من ضبط نفسه بعقال واستعاض صدأه بصقال‬
‫وإن تراخى قهقر الباع وسرقته الطباع وكان لا سواها أضيع فشمل الضياع والزكاة أختها‬
‫البيبة ولدتا القريبة مفتاح السعادة بالعرض الزائل وشكران السئول على الضد من درجة‬
‫السائل وحق ال تعال ف مال من أغناه لن أجهده ف العاش وعناه من غي استحقاق ملء يده‬
‫وإخلء يد أخيه ول علة إل القدر الذى يفيه وما ل ينله حظ ال تعال فل خي فيه فاسحوا‬
‫بتفريقها للحاضر لخراجها ف اختيار عرضها ونتاجها واستحيوا من ال تعال أن تبخلوا عليه‬
‫ببعض مابذل وخالفوا الشيطان كلما عذل واذكروا خروجكم إل الوجود ل تلكون ول‬
‫تدرون أين تسلكون فوهب وأقدر وأورد بفضله‬
‫وأصدر ليتب بكرمه الوسائل أو يقيم الجج والدلئل فابتغوا إليه الوسيلة بالة‬
‫واغتنمو رضاه ببعض نواله وصيام رمضان عبادة السر القربة إل ال زلفى المحوضة لن يعلم‬
‫السر وأخفى مؤكدة بصيام الوارح عن الثام والقيام بب القيام والجتهاد وإيثار السهاد على‬
‫الهاد وإن وسع العتكاف فهو من سننه الرعية ولواحقه الشرعية فبذلك تسن الوجوه وتصل‬
‫من الرقة على ما ترجوه وتذهب قسوة الطباع ويتد ف ميدان الوسائل الباع والج مع‬
‫الستطاعة الركن الواجب والفرض على العي ل يجبه الاجب وقد بي رسول ال قدره فيما‬
‫فرض عن ربه وسنه وقال ليس له جزاء عنه ال إل النه ويلحق بذلك الهاد ف سبيل ال‬
‫تعال إن كانت لكم قوة عليه وغن لديه فكونوا من يسمع نفيه ويطيعه وإن عجزت فاعينوا‬
‫من يستطيعه هذه عمد السلم وفروضه ونقود مهره وعروضه فحافظوا عليها تعيشوا مبورين‬

‫‪587‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫وعلى من يناويكم ظاهرين وتلقوا ال ل مبدلي ول مغيين ول تضيعوا حقوق ال فتهلكوا مع‬
‫الاسرين واعلموا أن بالعلم تستعمل وظائف هذه اللقاب وتلى ماسنها من بعد النتقاب‬
‫فعليكم بالعلم النافع دليل بي يدي السامع فالعلم مفتاح هذا الباب والوصل إل اللباب وال‬
‫عز وجل يقول قل هل يستوي الذين يعلمون والذين ل يعلمون إنا يتذكر اولو اللباب والعلم‬
‫وسيلة النفوس الشريفة إل الطالب النيفة وشرطه الشية ل تعال واليفة وخاصة الل العلى‬
‫وصفة ال ف كتبه الت تتلى والسبيل ف الخرة إل السعادة وف الدنيا إل النحلة عادة والذخر‬
‫الذي قليله يشفع وكثيه ينفع ل يغلبه الغاصب ول يسلبه العدو الناصب ول يبتزه الدهر إذا‬
‫نال ول يستأثر به البحر إذا هال من ل ينله فهو ذليل وإن كثرت آماله‬
‫وقليل وإن جم ماله وإن كان وقته قد فات اكتسابكم وتطى حسابكم فالتمسوه‬
‫لبنيكم واستدركوا منه ما خرج عن أيديكم وأحلوهم على جعه ودرسه واجعلوا طباعهم ثرى‬
‫لغرسه واستسهلوا ما ينالم من تعب من جراه وسهر يهجر له الفن كراه تعقدوا لم ولية عز‬
‫ل تعزل وتلوهم مثابة رفعة ل يط فارعها ول يستنل واختاروا العلوم الت يتعقبها الوقت فل‬
‫ينالا ف غيه القت وخي العلوم علوم الشريعة وما نم بنابتها الريعة من علوم لسان ل‬
‫تستغرق العمار فصولا ول يضايق ثرات العاد حصولا فإنا هي آلت لغي وأسباب إل خي‬
‫منها وخي فمن كان قابل للزدياد وألفى فهمه ذا انقياد فيلخص تويد القرآن بتقديه ث حفظ‬
‫الديث ومعرفة صحيحه من سقيمه ث الشروع ف أصول الفقه فهو العلم العظيم النة الهدي‬
‫كنوز الكتاب والسنة ث السائل النقولة عن العلماء اللة والتدرج ف طرق النظر بصحيح‬
‫الدلة وهذه هي الغاية القصوى ف اللة ومن قصر إدراكه عن هذا الرمى وتقاعد عن الت هي‬
‫أسى فليو الديث بعد تويد الكتاب وإحكامه وليقرأ السائل الفقهية على مذهب إمامه‬
‫وإياكم والعلوم القدية والفنون الهجورة الذميمة فأكثرها ل يفيد إل تشكيكا ورأيا ركيكا ول‬
‫يثمر ف العاجلة إل اقتحام العيون وتطريق الظنون وتطويق الحتقار وسة الصغار وخول‬

‫‪588‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫القدار والسف من بعد البدار وجادة الشريعة أعرق ف العتدال وأوفق من قطع العمر ف‬
‫الدال هذا ابن رشد قاضي الصر ومفتيه‬
‫وملتمس الرشد وموليه عادت عليه بالسخطة الشنيعة وهو إمام الشريعة فل سبيل‬
‫إل اقتحامها والتورط ف ازدحامها ول تلطوا جامكم بامها إل ما كان من حساب ومساحة‬
‫وما يعود بدوى فلحة وعلج يرجع على النفس والسم براحة وما سوى ذلك فمحجور‬
‫وضرم مسجور ومقوت مهجور وأمروا بالعروف أمرا رفيقا وانوا عن النكر نيا حريا‬
‫بالعتدال حقيقا واغبطوا من كان من سنة الغفلة مفيقا واجتنبوا ما تنهون عنه حت ل تسلكوا‬
‫منه طريقا وأطيعوا أمر من وله ال تعال من أموركم أمرا ول تقربوا من الفتنة جرا ول‬
‫تداخلوا ف اللف زيدا ول عمرا وعليكم بالصدق فهو شعار الؤمني وأهم ما أضرى عليه‬
‫آلباء آلسنة البني وأكرم منسوب إل مذهبه ومن أكثر من شيء عرف به وإياكم والكذب‬
‫فهو العورة الت ل توارى والسوءة الت ل يرتاب ف عارها ول يتمارى وأقل عقوبات الكذاب‬
‫بي يدى ما أعد ال له من العذاب أن ل يقبل صدقة إذا صدق ول يعول عليه إن كان بالق‬
‫نطق وعليكم بالمانة فاليانة لوم وف وجه الديانة كلوم ومن الشريعة الت ل يعذر بهلها أداء‬
‫المانات إل أهلها وحافظوا على الشمة والصيانة ول تزوا من أقرضكم دين اليانة ول‬
‫توجدوا للغدر قبول ول تقروا عليه طبعا مبول وأوفوا بالعهد إن العهد كان مسئول ول‬
‫تستأثروا بكن ول خزن ول تذهبوا لغي مناصحة السلمي ف سهل ول حزن ول تبخسوا‬
‫الناس أشياءهم ف كيل أو وزن وال ال أن تعينوا ف سفك الدماء ولو بالشارة أو الكلم أو‬
‫ما يرجع إل وظيفة القلم واعلموا أن النسان ف فسحة متدة‬
‫وسبل ال تعال غي منسدة مال ينبذ إل ال تعال بأمانه ويس الدم الرام بيد أو‬
‫لسانه قال ال تعال ف كتابه الذى هدى به سننا قويا وجلى من الهل والضلل ليل بيما‬
‫ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها وغضب ال عليه ولعنه وأعد له عذابا عظيما‬
‫واجتناب الزنا وما تعلق به من أخلق من كرمت طباعه وامتد ف سبيل السعادة باعه لو ل‬

‫‪589‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫تتلق نور ال الذى ل يهد شعاعه فاللل ل تضق عن الشهوات أنواعه ول عدم إقناعه ومن‬
‫غلبت غرائز جهله فلينظر هل يب أن يزن بأهله وال قد أعد للزان عذابا وبيل وقال ول‬
‫تقربوا الزنا إنه كان فاحشة ومقتا وساء سبيل والمر أم الكبائر ومفتاح الرائم والرائر‬
‫واللهو ل يعله ال ف الياة شرطا والحرم قد أغن عنه باللل الذى سوغ وأعطى وقد‬
‫تركها ف الاهلية أقوام ل يرضوا لعقولم بالفساد ول لنفوسهم بالضرة ف مرضاة الجساد‬
‫وال تعال قد جعلها رجسا مرما علىالعباد وقرنا بالنصاب والزلم ف مباينة السداد ول‬
‫تقربوا الربا فإنه من مناهي الدين وال تعال يقول وذروا مابقى من الربا إن كنتم مؤمني وقال‬
‫فإن ل تفعلوا فأذنوا برب من ال ورسوله ف الكتاب البي ول تأكلوا مال أحد بغي حق‬
‫يبيحه وانزعوا الطعم عن ذلك حت تذهب ريه والتمسوا اللل يسعى فيه أحدكم على قدمه‬
‫ول يكل خياره إل الثقة من خدمه ول تلجئوا إل التشابه إل عند عدمه فهو ف السلوك إل ال‬
‫تعال أصل مشروط والحافظ عليه مغبوط وإياكم والظلم فالظال مقوت بكل لسان‬
‫ماهر ال تعال بصريح العصيان والظلم ظلمات يوم القيامة كما ورد ف الصحاح‬
‫السان والنميمة فساد وشتات ليبقى عليه متات وف الديث ل يدخل النة قتات واطرحوا‬
‫السد فما ساد حسود وإياكم والغيبة فباب الي معها مسدود والبخل فما رئى البخيل وهو‬
‫مودود وإياكم وما يعتذر منه فمواقع الزى ل تستقال عثراتا ومظنات الفضائح ل تؤمن‬
‫غمراتا وتفقدوا أنفسكم مع الساعات وأفشوا السلم ف الطرقات والماعات ورقوا على‬
‫ذوي الزمانات والعاهات وتاجروا مع ال بالصدقة يربكم ف البضاعات وعولوا عليه وحده ف‬
‫الشدائد واذكروا الساكي إذا نصبتم الوائد وتقربوا إليه باليسي من ماله واعلموا أن اللق‬
‫عيال ال وأحب اللق إليه الحتاط لعياله وارعوا حقوق الار واذكروا ما ورد ف ذلك من‬
‫الثار وتعاهدوا أول الرحام والوشائج البادية اللتحام واحذروا شهادة الزور فإنا تقطع‬
‫الظهر وتفسد السر والهر والرشا فإنا تط القدار وتستدعي الذلة والصغار ول تساموا ف‬
‫لعبة قمر ول تشاركوا أهل البطالة ف أمر وصونوا الواعيد من الخلف واليان من حنث‬

‫‪590‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫الوغاد والجلف وحقوق ال تعال من الزدراء والعتساف ول تلهجوا بالمال العجاف‬
‫ول تكلفوا بالكهانة والرجاف واجعلوا العمر بي معاش ومعاد وخصوصية وابتعاد واعلموا أن‬
‫ال سبحانه بالرصاد وأن اللق بي زرع وحصاد وأقلوا بغي الالة الباقية الموم واحذروا‬
‫القواطع عن السعادة كما تذر السموم واعلموا أن الي أو الشر ف الدنيا مال أن يدوم‬
‫وقابلوا بالصب أذية الؤذين ول تعارضوا مقالت الظالي فال لن بغي عليه خي الناصرين ول‬
‫تستعظموا‬
‫حوادث اليام كلما نزلت ول تضجوا للمراض إذا أعضلت فكل منقرض حقي‬
‫وكل منقض وإن طال قصي وانتظروا الفرج وانتشقوا من جناب ال تعال الرج وأوسعوا‬
‫بالرجاء الوانح واجنحوا إل الوف من ال تعال فطوب لعبد إليه جانح وتضرعوا إل ال‬
‫تعال بالدعاء والئوا إليه ف البأساء والضراء وقابلوا نعم ال تعال بالشكر الذي يقيد به الشارد‬
‫ويعذب الوارد وأسهموا منها للمساكي وأفضلوا عليهم وعينوا الظوظ منها لديهم فمن الثار‬
‫يا عائشة أحسن جوار نعم ال فإنا قلما زالت عن قوم فعادت إليهم ول تطغوا ف النعم‬
‫وتقصروا عن شكرها وتغلبكم الهالة بسكرها وتتوهوا أن سعيكم جلبها وجدكم حلبها فال‬
‫خي الرازقي والعاقبة للمتقي ول فعل إل ال إذا نظر بعي اليقي وال ال ل تنسوا الفضل‬
‫بينكم ول تذهبوا بذهابه زينكم وليلتزم كل منكم لخيه ما يشتد به تواخيه با أمكنه من‬
‫إخلص وبر ومراعاة ف علنية وسر وللنسان مزية ل تهل وحق ل يهمل وأظهروا التعاضد‬
‫والتناصر وصلوا التعاهد والتزاور ترغموا بذلك العداء وتستكثروا الوداء ول تتنافسوا ف‬
‫الظوظ السخيفة ول تتهارشوا تارش السباع على اليفة واعلموا أن العروف يكدر بالمتنان‬
‫وطاعة النساء شر ما أفسد بي الخوان فإذا أسديتم معروفا فل تذكروه وإذا برز قبيح فاستروه‬
‫وإذا أعظم النساء أمرا فاحقروه وال ال ل تنسوا مقارضة سجلي وبروا أهل مودت من أجلي‬
‫ومن رزق منكم مال بذا الوطن القلق الهاد الذي ل يصلح لغي الهاد فل يستهلكه أجع ف‬
‫العقار فيصبح عرضة للمذلة والحتقار وساعيا لنفسه إن تغلب العدو على بلده‬

‫‪591‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫ف الفتضاح والفتقار ومعوقا عن النتقال أمام النوب الثقال وإذا كان رزق العبد‬
‫على الول فالجال ف الطلب أول وازهدوا جهدكم ف مصاحبة أهل الدنيا فخيها ل يقوم‬
‫بشرها ونفعها ل يقوم بضرها وأعقاب من تقدم شاهدة والتواريخ لذه الدعوى عاضدة ومن‬
‫بلى با منكم فليستظهر بسعة الحتمال والتقلل من الال وليحذر معاداة الرجال ومزلت‬
‫الدلل وفساد اليال ومداخلة العيال وإفشاء السر وسكر الغترار فإنه دأب الغر وليصن‬
‫الديانة ويؤثر الصمت ويلزم المانة ويسر من رضا ال على أوضح الطرق ومهما اشتبه عليه‬
‫أمران قصد أقربما إل الق وليقف ف التماس أسباب اللل دون الكمال غي النقصان‬
‫والزعازع تسال اللدن اللطيف من الغصان وإياكم وطلب الوليات رغبة واستجلبا‬
‫واستظهارا على الطوب وغلبا فذلك ضرر بالروءات والقدار داع إل الفضيحة والعار ومن‬
‫امتحن با منكم اختيارا أو جب عليه إكراها وإيثارا فليتلق وظائفها بسعة صدره ويبذل من‬
‫الي فيها ما يشهد أن قدرها دون قدره فالوليات فتنة ومنة وأسر وإحنة وهى بي إخطاء‬
‫سعادة وإخلل بعبادة وتوقع عزل وإدالة بإزاء بيع جد بزل ومزلة قدم واستتباع ندم ومآل‬
‫العمر كله موت ومعاد واقتراب من ال وابتعاد جعلكم ال من نفعه بالتبصي والتنبيه ومن‬
‫لينقطع بسببه عمل أبيه هذه أسعدكم ال وصيت الت أصدرتا وتارت الت لربكم أدرتا‬
‫فتلقوها بالقبول لنصحها والهتداء بضوء صبحها وبقدر ما أمضيتم من فروعها واستغشيتم من‬
‫دروعها اقتنيتم من الناقب الفاخرة وحصلتم على سعادة الدنيا والخرة وبقدر ما أضعتم للئها‬
‫النفيسة القيم استكثرت من بواعث الندم ومهما سئمتم إطالتها واستغزرت مقالتها فاعلموا أن‬
‫تقوىال فذلكة الساب وضابط هذا الباب كان ال خليفت عليكم ف كل حال فالدنيا‬
‫مناخ ارتال وتأميل القامة فرض مال فالوعد لللتقاء دار البقاء جعل ال من وراء‬
‫خطته النجاة ونفق بضائعها الزجاة بلطائفه الرتاة والسلم عليكم من حبيبكم الودع وال‬
‫سبحانه يلئمه حيث شاء من شل متصدع والدكم ممد بن عبد ال بن الطيب ورحة ال‬
‫وبركاته خطبة وعظية له وصدر عنه على لسان واعظ المد ل الول الميد البدئ العيد‬

‫‪592‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫البعيد ف قربه من العبيد القريب ف بعده وهو أقرب من حبل الوريد مي ربوع العارفي‬
‫بتحيات حياة التوحيد ومفن نفوس الزاهدين بكنوز احتقار الفتقار إل العرض الزهيد وملص‬
‫خواطر الحققي من سجون دجون التقييد إل فسح التجريد نمده وله المد النتظمة درره ف‬
‫سلوك الدوام وسوط التأييد حد من نزه أحكام وحدانيته وأعلم فردانيته عن مرابط التقييد‬
‫ومابط الطبع البليد ونشكره شكر من افتتح بشكره أبواب الزيد ونشهد أنه ال الذى ل إله إل‬
‫هو شهادة نتخطى با معال اللق إل حضرة الق على كبد التفريد ونشهد أن ممدا عبده‬
‫ورسوله قلدة اليد الجيد وهلل العيد وفذلكة الساب وبيت القصيد الخصوص بنشور‬
‫الدلل وإقطاع الكمال بي مقام الراد ومقام الريد الذي جعله السبب الوصل ف ناة الناجي‬
‫وسعادة السعيد وخاطب اللئق على لسانه الصادق بجت الوعد والوعيد فكان ما أوحي به‬
‫إليه وأنزل اللك به عليه من الذكر الميد ليأخذ‬
‫بالجز والطواق من العذاب الشديد ولقد خلقنا النسان ونعلم ما توسوس به‬
‫نفسه ونن أقرب إليه من حبل الوريد إذ يتلقى التلقيان عن اليمي وعن الشمال قعيد ما يلفظ‬
‫من قول إل لديه رقيب عتيد وجاءت سكرة الوت بالق ذلك ما كنت منه تيد ونفخ ف‬
‫الصور ذلك يوم الوعيد وجاءت كل نفس معها سائق وشهيد لقد كنت ف غفلة من هذا‬
‫فكشفنا عنك غطاءك فبصرك اليوم حديد وعلى آله صلة تقوم ببعض حقه الكيد وتسرى إل‬
‫تربته الزكية من ظهور الواجد الائية على البيد قعدت لتذكي ولو كنت منصفا لذكرت‬
‫نفسي فهي أحوج للذكرى إذا ل يكن من لنفسي واعظ فياليت شعري كيف أفعل ف‬
‫الخرى آه أي وعظ بعد وعظ ال تعال يا أحبابنا يسمع وف ماذا وقد تبي الرشد من الغى‬
‫يطمع من يعطي وينع إذا ل تقم الصنيعة فماذا نصنع أجعنا بقلوبنا يا من يفرق ويمع ولي‬
‫حديدها بنار خشيتك فقد استعاذ نبيك من قلب ل يشع ومن عي ل تدمع اعلموا رحكم ال‬
‫أن الكمة ضالة الؤمن يأخذها من القوال والحوال ومن الماد واليوان وما أمله اللوان‬
‫فإن الق نور ل يضره أن صدر من الامل ول يقصر بحموله احتقار الامل وأنتم تدرون‬

‫‪593‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫أنكم ف أطوار سفر ل تستقر لا دون الغاية رحلة ول تتأتى معها إقامة ول مهلة من الصلب‬
‫إل الرحام إل الوجود إل القبور إل النشور إل إحدى دارى البقاء أف ال شك فلو أبصرت‬
‫مسافرا ف البية يبن ويفرش ويهد ويعرش أل تكونوا تضحكون من جهله وتعجبون من‬
‫ركاكة عقله ووال ما أموالكم ول أولدكم وشواغلكم عن ال الت فيها اجتهادكم إل بقاء‬
‫سفر ف قفر أو إعراس‬
‫ف ليلة نفر كأنكم با مطرحة تعب فيها الواشى وتنبو العيون عن خبها التلشى‬
‫إنا أموالكم وأولدكم فتنة وال عنده أجر عظيم ما بعد القيل إل الرحيل ول بعد الرحيل إل‬
‫النل الكري أو النل الوبيل وإنكم تستقبلون أهوال سكرات الوت بواكر حسابا وعتب‬
‫أبوابا فلو كشف الغطاء عن ذرة منها لذهلت العقول وطاشت اللباب وما كل حقيقة‬
‫يشرحها الكلم يأيها الناس إن وعد ال حق فل تغرنكم الياة الدنيا ول يغرنكم بال الغرور‬
‫أفل أعددت لذه الورطة حيلة وأظهرت للهتمام با ميلة اتعويل على عفوه مع القاطعة وهو‬
‫القائل ف مقام التهديد إن عذاب لشديد أأمنا من مكره مع النابذة ول يأمن مكر ال إل القوم‬
‫الاسرون أطمعا ف رحته مع الخالفة وهو يقول فسأكتبها للذين يتقون أمشاقة ومعاندة ومن‬
‫يشاقق ال فإن ال شديد العقاب أشكا ف ال فتعالوا نعيد الساب ونقرر العقد ونتصف‬
‫بدعوة الق أو غيها من اليوم يفقد عقد العقائد عند التساهل بالوعيد فالعامي يدمي الصبع‬
‫الوجعة والعارف يضمد لا مبدأ العصب هكذا هكذا يكون التعامي هكذا هكذا يكون الغرور‬
‫يا حسرة على العباد ما يأتيهم من رسول إل كانوا به يستهزئون وما عدا ما بدا ورسولكم‬
‫الريص عليكم الرءوف الرحيم يقول لكم الكيس من دان نفسه وعمل لا بعد الوت والحق‬
‫من أتبع نفسه هواها وتن على ال المان فعلم بعد هذا العول وماذا يتأول اتقوا ال تعال ف‬
‫نفوسكم وانصحوها واغتنموا فرص الياة وارتوها أن تقول نفس يا حسرتا على ما فرطت‬
‫ف جنب ال وإن كنت لن الساخرين وتنادى أخرى هل إل مرد من سبيل‬
‫وتستغيث أخرى يا ليتنا نرد فنعمل غي الذى كنا نعمل وتقول أخرى رب ارجعون فرحم ال‬

‫‪594‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫من نظر لنفسه قبل غروب شسه وقدم لغده من أمسه وعلم أن الياة تر إل الوت والغفلة‬
‫تقود إل الفوت والصحة مركب الل والشبيبة سفينة تقطع إل ساحل الرم وإن شاء قال بعد‬
‫الطبة إخوان ما هذا التوان والكلف بالوجود الفان عن الدائم الباقي والدهر يقطع المان‬
‫وهادم اللذات قد شرع ف نقض البان أل معتب ف عال هذه العان أل مرتل عن مغابن هذه‬
‫الغان أل أذن تصغى إل سيعة أحدثها بالصدق ما صنع الوت مددت لكم صوتى فأواه حسرة‬
‫على ما بدا منكم فلم يسمع الصوت هو القدر الت على كل أمة فتوبوا سراعا قبل أن يقع‬
‫الفوت يا كلفا با ل يدوم يا مفتونا بغرور الوجود العدوم يا صريع جدار الجل الهدوم يا‬
‫مشتغل ببنيان الطرق قد ظهر الناخ وقرب القدوم يا غريقا ف بار المل ما عساك تعوم يا‬
‫معلل الطعام والشراب ولع السراب ل بد أن تجر الشروب وتترك الطعوم دخل سارق‬
‫الجل بيت عمرك فسلب النشاط وأنت تنظر وطوى البساط وأنت تكرب واقتلع جواهر‬
‫الوارح وقد وقع بك النهب ول يبق إل أن يعل الوسادة على أنفك ويقعد لو خفف الوجد‬
‫عن دعوت طالب ثاري كل إنا كلمة هو قائلها كيف التراخي والفوت مع النفاس ينتظر‬
‫كيف المان وهاجم الوت ل يبقى ول يذر كيف الركون إل الطمع الفاضح وقد‬
‫صح الب من فكر ف كرب المار تنغصت عنده لذة النبيذ من أحس بلفظ الريق فوق‬
‫جداره ل يصغ بصوته لنغمة العود من تيقن بذل العزلة هان عليه ترك الولية ماقام خيك يا‬
‫زمان بشره أول لنا ما قل منك وما كفى أوحى ال سبحانه إل موسى صلوات ال وسلمه‬
‫عليه أن ضع يدك على مت ثور فبعدد ما حاذته من شعره تعيش سني فقال يا رب وبعد ذلك‬
‫قال توت قال يا رب فالن رأى المر يفضي إل آخر فصي آخره أول إذا شعرت نفسك‬
‫باليل إل شيء فاعرض عليها غصة فراقه ليهلك من هلك عن بينه ويي من حى عن بينة‬
‫فالفروح به هو الحزون عليه أين الحباب مروا فياليت شعرى أين استقروا استكانوا وال‬
‫واضطروا واستغاثوا من سبقك بأوليائهم ففروا وليتهم إذ ل ينفعوا ما ضروا فالنازل من بعدهم‬
‫خالية خاوية والعروش ذابلة ذاوية والعظام من بعد التفاصل متشابة متساوية والساكن تندب‬

‫‪595‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫ف أطللا الذئاب العاوية صحت بالربع فلم يستجيبوا ليت شعري أين يضي الغريب وبنب‬
‫الدار قب جديد منه يستسقي الكان الديب غاض قلب فيه عند التماحي قلت هذا القب فيه‬
‫البيب ل تسل عن رجعت كيف كانت إن يوم البي يوم عصيب‬
‫باقتراب الوت عللت نفسي بعد إلفي كل آت قريب أين العمر الالد أين الولد‬
‫أين الوالد أين الطارف أين التالد أين الجادل أين الجالد هل تس منهم من أحد أو تسمع لم‬
‫ركزا وجوه علهن الثرى وصحائف تفض وأعمال على ال تعرض بث الزهاد والعباد‬
‫والعارفون والوتاد والنبياء الذين يهدى بم العباد عن سبب الشقاء الذى ل سعادة بعده فلم‬
‫يدوا إل البعد عن ال تعال وسببه حب الدنيا لن تتمع أمت على ضللة هجرت حبائب من‬
‫أجل ليلى فما لىبعد ليلى من حبيب وماذا أرتى من وصل ليلي ستجزي بالقطيعة عن قريب‬
‫وقالوا ما أورد النفس الوارد وفتح عليها باب التف إل المل كلما قومتها مثاقف الدود فتح‬
‫لا أركان الرخص كلما عقدت صوم العزية أهداها طرف الغرور ف أطباق حت وإذا ولكن‬
‫وربا فأفرط القلب ف تقليبها حت أفطر ما أوبق النفس إل المل وهو غرور ما عليه عمل‬
‫يفرض منه الشخص وها ماله حال ول ماض ول مستقبل ما فوق وجه الرض نفس حية إل‬
‫قد انقض عليها الجل لو أنم من غيها قد كونوا لمتل السهل بم والبل ما ث إل لقم قد‬
‫هيئت للموت وهو الكل الستعجل والوعد حق والورى ف غفلة قد خودعوا بعاجل وضللوا‬
‫أين الذين شيدوا واغترسوا ومهدوا وافترشوا وظللوا‬
‫أين ذوو الراحات زادت حسرة إذ جنبوا إل الثرى وانتقلوا ل تدفع الحباب عنهم‬
‫غي أن بكوا على فراقهم وأعولوا ال ف نفسك أول من له ذخرت نصحا وعتابا يقبل ل‬
‫تتركنها ف عمى وحية عن هول ما بي يديها تغفل مقر لا الفان وحاول زهدها وشوقها إل‬
‫الذى تستقبل وفد إل ال با مضطرة حت ترى السي عليها يسهل هو الفناء والبقاء بعده وال‬
‫عن حكمته ل يسأل يا قرة العي ويا حسرتا يوم يوف الناس ما قد عملوا يا طرد الخالفة إنكم‬
‫مدركون فاستبقوا باب التوبة فإن رب تلك الدار يي ول يار عليه فإذا أمنتم فاذكروا ال‬

‫‪596‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫كما هداكم يا طفيلية المة دسوا أنفسكم بزمر التائبي وقد دعوا إل ال دعوة البيب فإن ل‬
‫يكن أكل فل أقل من طيب الوليمة قال بعض العارفي إذا عقد التائبون الصلح مع ال تعال‬
‫انتشرت رعايا الطاعة ف عمالة العمال وأشرقت الرض بنور ربا ووضع الكتاب معان هذا‬
‫الجلس وال نسيم سحر إذا استنشقه ممور الغفلة أفاق سعوط هذا الوعظ ينقض إن شاء ال‬
‫زكمة البطالة إن الذي أنزل الداء أنزل الدواء إكسي هذا الكتاب يلقب بكمة جابر القلوب‬
‫النكسرة عي من كان له قلب‬
‫إنا يستجيب الذين يسمعون والوتى يبعثهم ال إلي دلنا من حية يضل فيها إل إن‬
‫هديت الدليل وأجرنا من غمرة وكيف إل بإغاثتك السبيل نفوس صدئ من مر الزمان منها‬
‫الصقيل ونبا بنوبا عن الق القيل وآذان أنضها القول الثقيل وعثرات ل يقبلها إل أنت يا‬
‫مقيل العثرات يا مقيل أنت حسبنا ونعم الوكيل وصية موسى بن سعيد العنسي لبنه قال أبو‬
‫السن على بن موسى بن ممد بن عبد اللك بن سعيد العنسي لا أردت النهوض من ثغر‬
‫السكندرية إل القاهرة أول وصول إل السكندرية رأى أب أن يكتب ل وصية أجعلها إماما‬
‫ف الغربة فبقى فيها أياما إل أن كتتها عنه وهي هذه أودعك الرحن ف غربتك مرتقبا رحاه‬
‫ف أوبتك‬
‫وما اختيارى كان طوع النوى لكنن أجرى على بغيتك فل تطل حبل النوى إنن‬
‫وال أشتاق إل طلعتك من كان مفتونا بأبنائه فإنن أمعنت ف خيتك فاختصر التوديع أخذا‬
‫فما ل ناظر يقوى على فرقتك واجعل وصاتى نصب عي ول تبح مدى اليام من فكرتك‬
‫خلصة العمر الت حنكت ف ساعة زفت إل فطنتك فللتجاريب أمور إذا طالعتها تشحذ من‬
‫غفلتك فل تنم عن وعيها ساعة فإنا عون إل يقظتك وكل ما كابدته ف النوى إياك أن يكسر‬
‫من هتك فليس يدرى أصل ذى غربة وإنا تعرف من شيمتك وكل مايفضى لعذر فل تعله‬
‫ف الغربة من إربتك ول تالس من فشا جهله واقصد لن يرغب ف صنعتك ول تادل أبدا‬
‫حاسدا فإنه أدعى إل هيبتك وامش الوين مظهرا عفه وابغ رضا العي عن هيئتك أفش‬

‫‪597‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫التحيات إل أهلها ونبه الناس على رتبتك وانطق بيث العى مستقبح واصمت بيث الي ف‬
‫سكتتك ول تزل متمعا طالبا من دهرك الفرصة ف وثبتك وكلما أبصرتا أمكنت ثب واثقا‬
‫بال ف مكنتك ول على رزقك من بابه واقصد له ما عشت ف بكرتك‬
‫وايأس من الود لدى حاسد ضد ونافسه على خطتك ووفر الهد فمن قصده‬
‫قصدك ل تعتبه ف بغضتك ووف كل حقه ولتكن تكسر عند الفخر من حدتك ول تكن تقر‬
‫ذا رتبة فإنه انفع ف غربتك وحيثما خيمت فاقصد إل صحبة من ترجوه ف نصرتك وللرزايا‬
‫وثبة مالا إل الذى تذخر من عدتك ول تقل أسلم ل وحدت فقد تقاسي الذل ف وحدتك‬
‫والتزم الحوال وزنا ول ترجع إل ما قام ف شهوتك ولتجعل العقل مكا وخذ كل با يظهر‬
‫ف نقدتك واعتب الناس بألفاضهم واصحب أخا يرغب ف صحبتك بعد اختبار منك يقضى با‬
‫يسن ف الخذ من خلطتك كم من صديق مظهر نصحه وفكره وقف على عثرتك إياك أن‬
‫تقربه إنه عون مع الدهر علىكربتك واقنع إذا ما ل تد مطمعا واطمع إذا أنعشت من‬
‫عسرتك وان نو النبت قد زاره غب الندى واسم إل قدرتك وإن نبا دهر فوطن له جأشك‬
‫وانظره إل مدتك فكل ذى أمر له دولة فوف ما وافاك ف دولتك ول تضيع زمنا مكنا تذكاره‬
‫يذكى لظى حسرتك والشر مهما اسطعت ل تأته فإنه حوز على مهجتك‬
‫يا بن الذي ل ناصح له مثلي ول منصوح ل مثله قد قدمت لك ف هذا النظم ما‬
‫إن أخطرته باطرك ف كل أوان رجوت لك حسن العاقبة إن شاء ال تعال وإن أخف منه‬
‫للحفظ وأعلق بالفكر وأحق بالتقدم قول الول يزين الغريب إذا ما اغترب ثلث فمنهن حسن‬
‫الدب وثانية حسن أخلقه وثالثة إجتناب الريب وإذا اعتبت هذه الثلثة ولزمتها ف الغربة‬
‫رأيتها جامعة نافعة ل يلحقك إن شاء ال مع استعمالا ندم ول يفارقك بر ول كرم ول در‬
‫القائل يعد رفيع القوم من كان عاقل وإن ل يكن ف قومه بسيب إذا حل أرضا عاش فيها‬
‫بعقله وما عاقل ف بلدة بغريب وما قصر القائل حيث قال واصب على خلق من تعاشره وداره‬
‫فاللبيب من دارى واتذ الناس كلهم سكنا ومثل الرض كلها دارا وأصغ يا بن إل البيت‬

‫‪598‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫الذي هو يتيمة الدهر وسلم الكرم والصب ولو أن أوطان الديار نبت بكم لسكنتم الخلق‬
‫والدابا إذ حسن اللق أكرم نزيل والدب أرحب منل ولتكن كما قال بعضهم ف أديب‬
‫متغرب وكان كلما طرأ على ملك فكأنه معه ولد وإليه قصد غي مستريب بدهره ول منكر‬
‫شيئا من أمره وإذا دعاك قلبك إل صحبة من أخذ بجامع هواه فاجعل التكلف له سلما وهب‬
‫ف روض أخلقه هبوب النسيم وحل بطرفه حلول الوسن وأنزل بقلبه نزول السرة حت يتمكن‬
‫لك وداده ويلص فيك اعتقاده وطهر من الوقوع فيه لسانك وأغلق سعك ول ترخص‬
‫ف جانبه لسود لك منه يريد إبعادك عنه لنفعته أو حسود له يغار لتجمله‬
‫بصحبتك ومع هذا فل تغتر بطول صحبته ولتتمهد بدوام رقدته فقد ينبهه الزمان ويغي منه‬
‫القلب واللسان ولذا قيل إذا أحببت فأحبب هونا ما ففى المكن أن ينقلب الصديق عدوا‬
‫والعدو صديقا وإنا العاقل من جعل عقله معيارا وكان كالرآة يلقى كل وجه بثاله وجعل‬
‫نصب ناظره قول أب الطيب ولا صار ود الناس خبا جزيت على ابتسام بابتسام وف أمثال‬
‫العامة من سبقك بيوم فقد سبقك بعقل فاحتذ بأمثلة من جرب واستمع إل ما خلد الاضون‬
‫بعد جهدهم وتعبهم من القوال فإنا خلصة عمرهم وزبدة تاربم ول تتكل على عقلك فإن‬
‫النظر فيما تعب فيه الناس طول أعمارهم وابتاعوه غاليا بتجاربم يربك ويقع عليك رخيصا‬
‫وإن رأيت من له مروءة وعقل وتربة فاستفد منه ول تضيع قوله ول فعله فإن فيما تلقاه‬
‫تلقيحا لعقلك وحثا لك واهتداء وإياك أن تعمل بذا البيت ف كل موضع والر يدع بالكلم‬
‫الطيب فقد قال أحدهم ما قيل أضر من هذا البيت على أهل التجمل وليس كل ما تسمع من‬
‫أقوال الشعراء يسن بك أن تتبعه حت تتدبره فإن كان موافقا لعقلك مصلحا لالك فراع‬
‫ذلك عندك وإل قانبذه نبذ النواة فليس لكل أحد يتبسم ول كل شخص يكلم ول الود ما‬
‫يعم به ول حسن الظن وطيب النفس ما يعامل به كل أحد ول در القائل ومال ل أوف البية‬
‫قسطها على قدر ما يعطي وعقلي ميزان وإياك أن تعطي من نفسك إل بقدر فل تعامل الدون‬
‫بعاملة الكفء ول‬

‫‪599‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫الكفء بعاملة العلى ول تضيع عمرك فيمن يعاملك بالطامع ويثيبك على‬
‫مصلحة حاضرة عاجلة بغائبة اجلة واسع قول الول وبع آجل منك بالعاجل وأقلل من زيارة‬
‫الناس ما استطعت ول تفهم بالملة ولكن يكون ذلك بيث ل يلحق منه ملل ول ضجر ول‬
‫جفاء ولتقل أيضا أقعد ف كسر بيت ول أرى أحدا وأستريح من الناس فإن ذلك كسل داع‬
‫إل الذل والهانة وإذا علم عدو لك أو صديق منك ذلك عاملك بسبه فازدراك الصديق‬
‫وجسر عليك العدو وإياك أن يغرك صاحب عن أن تدخر غيه للزمان وتطيعه ف عداوة سواه‬
‫ففي المكن أن يتغي عليك فتطلب إعانة غيه أو استغناء عنه فل تد ذخية قدمتها وكان هو‬
‫ف أوسع حال وأعلي رأي با دبره بيلته ف انقطاعك عن غيه فلو اتفق لك أن تصحب من‬
‫كل صناعة ورياسة من يكون لك عدة لكان ذلك أول وأصوب وسلن فإن خبي طال وال ما‬
‫صحبت الشخص أكثر عمري ل أعتمد على سواه ول أعتد إل إياه منخدعا بسرابه موثوقا ف‬
‫حبائل خطابه إل أن ل يصل ل منه غي العض على البنان وقول لو كان ولو كان ول‬
‫يملنك أيضا هذا القول أن تظنه ف كل أحد وتعجل الكافأة وليكن حسن الظن بقدار ما‬
‫والفطن ل تفى عليه مايل الحوال وف الوجوه دللت وعلمات وأصغ إل القائل ليس ذا‬
‫وجه من يضيف ول يقرى ول يدفع الذى عن حري فمن يكن له وجه مثل هذا الوجه فول‬
‫وجهك عنه قبلة ترضاها ولتحرص جهدك على أن ل تصحب أو تدم إل رب حشمة ونعمة‬
‫ومن نشأ ف رفاهية ومروءة فإنك تنام معه ف مهاد العافية وإن الياد على أعراقها ترى وأهل‬
‫الحساب‬
‫والروءات يتركون منافعهم مت كانت عليهم فيها وصمة وقد قيل ف ملس عبد‬
‫اللك ابن مروان أشرب مصعب المر فقال عبد اللك وهو عدو له مارب له على اللك لو‬
‫علم مصعب أن الاء يفسد مروءته ما شربه والفضل ما شهدت به العداء يا بن وقد علمت‬
‫أن الدنيا دار مفارقة وتغي وقد قيل اصحب من شئت فإنك مفارقه فمت فارقت أحدا فعلي‬
‫حسن ف القول والفعل فإنك ل تدرى هل أنت راجع إليه فلذلك قال الول ولا مضى سلم‬

‫‪600‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫بكيت على سلم وإياك والبيت السائر وكنت إذا حللت بدار قوم رحلت بزية وتركت عارا‬
‫واحرص على ما جع قول القائل ثلثة تبقى لك الود ف صدر أخيك أن تبدأه بالسلم وتوسع‬
‫له ف الجلس وتدعوه بأحب الساء إليه واحذر كل ما بينه لك القائل كل ما تغرسه تنيه إل‬
‫إبن آدم فإنك إذا غرسته يقلعك وقول الخر ابن آدم يتمسكن حت يتمكن وقول الخر ابن‬
‫آدم ذئب مع الضعف أسد مع القوة وإياك أن تثبت على صحبة أحد قبل أن تطيل اختباره‬
‫فيحكى أن ابن القفع خطب من الليل صحبته فجاوبه إن الصحبة رق ول أضع رقى ف يدك‬
‫حت أعرف كيف ملكتك وأستمل من عي من تعاشره وتفقد ف فلتات اللسن وصفحات‬
‫الوجه ول يملك الياء على السكوت عما يضرك أن ل تبينه فإن الكلم سلح السلم‬
‫وبالني يعرف أل الرح واجعل لكل أمر أخذت فيه غاية تعلها ناية لك‬
‫واكد ما أوصيك به أن تطرح الفكار وتسلم للقدار واقبل من الدهر ما أتاك به‬
‫من قر عينا بعيشه نفعه إذ الفكار تلب الموم وتضاعف الغموم وملزمة القطوب عنوان‬
‫الصائب والطوب يستريب به الصاحب ويشمت العدو الجانب ول تضر بالوساوس إل‬
‫نفسك لنك تنصر با الدهر عليك ول در القائل إذا ما كنت للحزان عونا عليك مع الزمان‬
‫فمن تلوم مع أنه ل يرد عليك الفائت الزن ول يرعوى بطول عتبك الزمن ولقد شاهدت‬
‫بغرناطة شخصا قد ألفته الموم وعشقته الغموم من صغره إل كبه ل تراه أبدا خليا من فكره‬
‫حت لقب بصدر الم ومن أعجب ما رأيته منه أنه يتنكد ف الشدة ول يتعلل بأن يكون بعدها‬
‫فرج ويتنكد ف الرخاء خوفا من أن ل يدوم وينشد توقع زوال إذا قيل ث وينشد وعند التناهي‬
‫يقصر التطاول وله من الكايات ف هذا الشأن عجائب ومثل هذا عمره مسور ير ضياعا‬
‫ومت رفعك الزمان إل قوم يذمون من العلم ما تسنه حسدا لك وقصدا لتصغي قدرك عندك‬
‫وتزهيدا لك فيه فل يملك ذلك على أن تزهد ف علمك وتر كن إل العلم الذي مدحوه‬
‫فتكون مثل الغراب الذى أعجبه مشي الجلة فرام أن يتعلمه فصعب عليه ث أراد أن يرجع إل‬

‫‪601‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫مشيه فنسيه فبقي مبل الشي كما قيل إن الغراب وكان يشي مشية فيما مضى من سالف‬
‫الجيال حسد القطا وأراد يشي مشيها فأصابه ضرب من العقال‬
‫فأضل مشيته وأخطأ مشيها فلذاك سوه أبا مرقال ول يفسد خاطرك من جعل يذم‬
‫الزمان وأهله ويقول ما بقى ف الدنيا كري ول فاضل ول مكان يرتاح فيه فإن الذين تراهم‬
‫على هذه الصفة أكثر ما يكونون من صحبه الرمان واستحقت طلعته للهوان وأبرموا على‬
‫الناس بالسؤال فمقتوهم وعجزوا عن طلب المور من وجوهها فاستراحوا إل الوقوع ف‬
‫الناس وإقامة العذار لنفسهم بقطع أسبابم وتعذير أمورهم ول تزل هذين البيتي من فكرك‬
‫لن إذا ما نلت عزا فأخو العز يلي فإذا نابك دهر فكما كنت تكون وقول الخر ته وارتفع إن‬
‫قيل أقتر وانفض إن قيل أثرى كالغصن يسفل ما اكتسي ثرا ويعلو ما تعرى ول قول الخر‬
‫الي يبقى وإن طال الزمان به والشر أخبث ما أوعيت من زاد واعتقد ف الناس ما قاله القائل‬
‫ومن يلق خيا يمد الناس أمره ومن يفو ل يعدم على الغى لئما وقريب منه قول القائل بقدر‬
‫الصعود يكون البوط فإياك والرتب العاليه وكن ف مكان إذا ما سقطت تقوم ورجلك ف‬
‫عافية وتفظ با تضمنه قول الخر‬
‫ومن دعا الناس إل ذمة ذموه بالق وبالباطل ول در القائل ما كل ما فوق البسيطة‬
‫كافيا فإذا قنعت فكل شيء كاف والمثال يضربا لذي اللب الكيم وذو البصر يشى على‬
‫الصراط الستقيم والفطن يقنع بالقليل ويستدل باليسي وال سبحانه خليفت عليك ل رب سواه‬
‫خطبة ابن الزيات النوعة اللف توف سنة ه وخطب أحد بن السن بن على بن الزيات خطبة‬
‫ألغيت الف من حروفها على كثرة ترددها ف الكلم وهي حدت رب جل من كري ممود‬
‫وشكرته عز من عظيم معبود ونزهته عن جهل كل ملحد كفور وقدسته عن قول كل مفسد‬
‫غرور كبي لو تقوم ف فهم لد قدير لو تصور ف رسم لد لو عرته فكرة تصور لتصور ولو‬
‫حدته فكرة لتقدر ولو فهمت له كيفية لبطل قدمه ولو علمت له كيفية لصل عدمه ولو حصر‬

‫‪602‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫ف ظرف لقطع بتجسمه ولو قهره وصف لصدع بتقسمه ولو فرض له شبح لرهقه كيف عظيم‬
‫من غي تركيب قطر عليم من‬
‫غي ترتيب فكر موجود من غي شيء يسكه معبود من غي وهم يدركه كري من‬
‫غي عوض يلحقه حكيم من غي عرض يلحقه قوي من غي سبب يمعه على من غي سبب‬
‫يرفعه لو وجد له جنس لعورض ف قيوميته ولو ثبت له حس لنوزع ف ديوميته ومنها تقدس‬
‫وعز فعله وتنه عز اسه وفضله جل قاهر قدرته وعز باهر عزته وعظمت صفته وكثرت منته‬
‫فتق ورتق وصور وخلق وقطع ووصل ونصر وخذل حدته حد من عرف ربه ورهب ذنبه‬
‫وصفت حقيقة يقينه قلبه وزكت بصية دينه لبه ربط سلك سلوكه وشد وهدم صرح عتوه‬
‫وهد وحرس معقل عقله وحد وطرد غرور غرته ورذله علم علم تقيق فنحا نوه نقر له عز‬
‫وجل بثبوت ربوبيته وقدمه ونعتقد صدور كل جوهر وعرض عن جوده وكرمه ونشهد بتبليغ‬
‫ممد رسوله وخي خلقه ونعلن بنهوضه ف تبيي فرضه وتبليغ شرعه ضرب قبة شرعه فنسخت‬
‫كل شرع وجدد عزيته فقمع عدوه خي قمع قوم كل مقوم بقوي سنته وكري هديه وبي‬
‫لقومه كيف يركنون ففازوا بقصده وسديد سعيه بشر مطيعه فظفر برحته وحذر عاصيه فشقى‬
‫بنقمته وبعد فقد نصحتكم لو كنتم تعقلون وهديتكم لو كنتم تعلمون بصرت لو كنتم تبصرون‬
‫وذكرت لو كنتم تذكرون ظهرت لكم حقيقة نشركم‬
‫وبرزت لكم حقيقة حشركم فكم تركضون ف طلق غفلتكم وتغفلون عن يوم‬
‫بعثكم وللموت عليكم سيف مسلول وحكم عزم غي معلول فكيف بكم يوم يؤخذ كل بذنبه‬
‫ويب بميع كسبه ويفرق بينه وبي صحبه ويعدم نصرة حزبه ويشتغل بمه وكربه عن صديقه‬
‫وتربه وتنشر له رقعة وتعي له بقعة فربح عبد نظر وهو ف مهل لنفسه وترسل ف رضى عمل‬
‫جنة للول رمسه وكسر صنم شهوته ليقر ف ببوحة قدسه ومنها فتنبه ويك من سنتك‬
‫ونومك وتفكر فيمن هلك من صحبتك وقومك هتف بم من تعلم وشب عليهم منه حرق‬
‫مظلم فخربت بصيحته ربوعهم وتفرقت لوله جوعهم وذل عزيزهم وخسئ رفيعهم وصم‬

‫‪603‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫سيعهم فخرج كل منهم عن قصره ورمى غي موسد ف قبه فهم بي سعيد ف روضة مقرب‬
‫وبي شقى ف حفرة معذب فنستوهب منه عز وجل عصمة من كل خطيئة وخصوصية تقى‬
‫من كل نفس جريئة خطبة القاضي عياض الت ضمنها سور القرآن وخطب القاضي أبو الفضل‬
‫عياض خطبة ضمنها سور القرآن فقال المد ل الذي فتتح بالمد كلمه وبي ف سورة‬
‫البقرة أحكامه ومد‬
‫ف ال عمران والنساء مائدة النعام ليتم إنعامه وجعل ف العراف أنفال توبة يونس‬
‫وألر كتاب أحكمت اياته بجاورة يوسف الصديق ف دار الكرامة وسبح الرعد بمده وجعل‬
‫النار بردا وسلما على إبراهيم ليؤمن أهل الجر أنه إذا أتى أمر ال سبحانه فل كهف ول‬
‫ملجأ إل إليه ول يظلمون قلمة وجعل ف حروف كهيعص سرا مكنونا قدم بسببه طه على‬
‫سائر النبياء ليظهر إجلله وإعظامه وأوضح المر حت حج الؤمنون بنور الفرقان والشعراء‬
‫صاروا كالنمل ذل وصغارا لعظمته وظهرت قصص العنكبوت فآمن به الروم وأيقنوا أنه كلم‬
‫الي القيوم نزل به الروح المي على زين من واف يوم القيامة وأوضح لقمان الكمة بالمر‬
‫بالسجود لرب الحزاب فسبا فاطر السموات أهل الطاغوت وأكسبهم ذل وخزيا وحسرة‬
‫وندامة وأمد يس بتأييد الصافات فصاد الزمر يوم بدره وأوقع بم ما أوقع صناديدهم ف القليب‬
‫مكدوس ومكبوب حي شالت بم النعامة وغفر غافر الذنب وقابل التوب للبدريي رضي ال‬
‫عنهم ما تقدم وما تأخر حي فصلت كلمات ال فذل من حقت عليه كلمة العذاب وأيس من‬
‫السلمة ذلك بأن أمرهم شورى بينهم وشغلهم زخرف الخرة عن دخان الدنيا فجثوا أمام‬
‫الحقاف بقتال أعداء ممد يينه وشاله وخلفه وأمامه فأعطوا الفتح وبوئوا حجرات النان‬
‫وحي تلواق والقرآن الجيد وتدبروا جواب قسم الذاريات والطور لح لم نم القيقة وانشق‬
‫لم قمر اليقي فنافروا السآمة ذلك بأنم أمنهم الرحن إذا وقعت الواقعة‬
‫واعترف بالضعف لم الديد وهزم الجادلون وأخرجوا من ديارهم لول الشر‬
‫يربون بيوتم بأيديهم وأيدى الؤمني حي نافروا السلمة أحده حد من امتحنته صفوف‬

‫‪604‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫الموع ف نفق التغابن فطلق الرمات حي اعتب اللك وعامه وقد سع صريف القلم وكأنه‬
‫بالاقة والعارج يينه وشاله وخلفه وأمامه وقد ناح نوح الن فتزمل وتدثر فرقا من يوم القيامة‬
‫وأنس برسلت النبأ فنع العبوس من تت كور العمامة وظهر له بالنفطار التطفيف فانشقت‬
‫بروج الطارق بتسبيح اللك العلى وغشيته الشهامة فورب الفجر والبلد والشمس والليل‬
‫والضحى لقد انشرحت صدور التقي حي تلوا سورة التي وعلق اليان بقلوبم فكل على‬
‫قدر مقامه يبي ول يكونوا بنفكي دهرهم ليله وناره وصيامه وقيامه إذا ذكروا الزلزلة ركبوا‬
‫العاديات ليطفئوا نور القارعة ول يلههم التكاثر حي تلوا سورة العصر والمزة وتثلوا‬
‫بأصحاب الفيل فليعبدوا رب هذا البيت الذي أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف أرأيتهم‬
‫كيف جعلوا على رءوسهم من الكور عمامة فالكوثر مكتوب لم والكافرون خذلوا وهم‬
‫نصروا وعدل بم عن لب الطامة وبسورة الخلص قروا وسعدوا وبرب الفلق والناس‬
‫استعاذوا فأعيذوا من كل حزن وهم وغم وندامة وأشهد أن ل إله إل ال وحده ل شريك له‬
‫وأشهد أن ممدا عبده ورسوله شهادة تنال با منازل الكرامة صلى ال تعال عليه وعلى اله‬
‫وأصحابه ما غردت ف اليك حامة‬
‫خطبة سعيد بن أحد القرى الت ضمنها سور القرآن وخطب سعيد بن أحد‬
‫القري خطبة على هذا النمط نصها المد ل الذي افتتح بفاتة الكتاب سورة البقرة ليصطفى‬
‫من آل عمران رجال ونساء وفضلهم تفضيل ومد مائدة إنعامه ورزقه ليعرف أعراف أنفال‬
‫كرمه حقه على أهل التوبة وجعل ليونس ف بطن الوت سبيل ونى هودا من كربه وحزنه‬
‫كما خلص يوسف من جبه وسجنه وسبح الرعد بمده وينه واتذ ال إبراهيم خليل الذي‬
‫جعل ف حجر الجر من النحل شرابا نوع باختلف ألوانه وأوحى إليه بفى لطفه سبحانه‬
‫واتذ منه كهفا قد شيد بنيانه وأرسل روحه إل مري فتمثل لا تثيل وفضل طه على جيع‬
‫النبياء فأتى بالج والكتاب الكنون حيث دعا إل السلم قد أفلح الؤمنون إذ جعل نور‬
‫الفرقان دليل وصدق ممدا الذى عجزت الشعراء ف صدق نعته وشهدت النمل بصدق بعثه‬

‫‪605‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫وبي قصص النبياء ف مدة مكثه ونسج العنكبوت عليه ف الغار سترا مسدول وملئت قلوب‬
‫الروم رعبا من هيبته وتعلم لقمان الكمة من حكمته وهدى أهل السجدة لليان بدعوته‬
‫وهزم الحزاب وسباهم وأخذهم أخذا وبيل فلقبه فاطر السموات والرض بيس كما نفذ‬
‫حكمه ف الصافات وبي ص صدقه بإظهار العجزات وفرق زمر الشركي وصب على أقوالم‬
‫وهجرهم هجرا جيل فغفر له غافر الذنب ما تقدم من ذنبه وما تأخر وفصلت رقاب الشركي‬
‫إذ ل يكن أمرهم شورى بينهم وزخرف منار السلم وخفى دخان الشرك وخرت الشركون‬
‫جاثية كما أنذر أهل الحقاف فل يهتدون سبيل وأذل الذين كفروا بشدة القتال‬
‫وجاء الفتح للمؤمني والنصر العزيز وحجر الجرات الريز وبق القدرة قتل‬
‫الراصون تقتيل كلم موسى على جبل الطور فارتقى نم ممد فاقتربت بطاعته مبادئ السرور‬
‫وأوقع الرحن واقعة الصبح على بساط النور فتعجب الديد من قوته وكثرة الجادلة ف أمته‬
‫إل أن أعيد ف الشر بأحسن مقيل امتحنه ف صف النبياء وصلى بم إماما وف تلك المعة‬
‫ملئت قلوب النافقي من التغابن خسرا وإرغاما فطلق وحرم تبارك الذي أعطاه اللك وعلم‬
‫بالقلم ورتل القرآن ترتيل وعن علم الاقة كم سأل سائل فسأل اليان ودعا به نوح فنجاه ال‬
‫تعال من الطوفان وأتت إليه طائفة الن يستمعون القران فأنزل عليه يأيها الزمل قم الليل إل‬
‫قليل فكم من مدثر يوم القيامة شفقة على النسان إذا أرسل مرسلت الدمع فعم يتساءلون‬
‫أهل الكتاب وما تقبل من نازعات الشركي إذا عبس عليهم مالك وتولهم بالعذاب وكورت‬
‫الشمس وانفطرت السماء وكانت البال كثيبا مهيل فويل للمطففي إذا انشقت السماء‬
‫بالغمام وطويت ذات البوج وطرق طارق الصور بالنفخ للقيام وعز اسم ربك العلى لغاشية‬
‫الفجر فيومئذ ل بلد ول شس ول ليل طويل فطوب للمصلي الضحى عند انشراح صدورهم‬
‫إذا عاينوا التي والزيتون وأشجار النة فسجدوا باقرأ اسم ربك الذى خلق هذا النعيم الكب‬
‫لهل هذه الدار ما أحيوا ليلة القدر وتبتلوا تبتيل ول يكن للذين كفروا من أهل الكتاب من‬
‫أهل الزلزلة من صديق ول حيم وتسوقهم كالعاديات إل سواء الحيم وزلزلت بم قارعه‬

‫‪606‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫العقاب وقيل لم ألاكم التكاثر هذا عصر العقاب الليم وحشر المزة وأصحاب الفيل إل‬
‫النار فل يظلمون فتيل وقالت قريش ما أمنتم من هول الشر أرأيت الذي يكذب بالدين كيف‬
‫طرد عن الكوثر وسيق الكافرون إل النار وجاء نصر ال والفتح فتبت يدا أب لب‬
‫إذ ل يد إل سورة الخلص سبيل فنعوذ برب الفلق من شر ما خلق ونعوذ برب الناس ملك‬
‫الناس إله الناس من شر الوسواس الناس الذى فسق ونتوب إليه ونتوكل عليه وكفى بال‬
‫وكيل خطبة الكفعمى الت ضمنها سور القرآن أيضا وخطب الكفعمي خطبة على هذا النمط‬
‫أيضا نصها المد ل الذى شرف النب العرب بالسبع الثان وخواتيم البقرة من بي النام‬
‫وفضل ال عمران على الرجال والنساء با وهب لم من مائدة النعام ومنحهم بأعراف النفال‬
‫وكتب لم براءة من الثام وأشهد أن ل إله إل ال وحده ل شريك له الذي نى يونس وهودا‬
‫ويوسف من قومهم برعد النتقام وغذى إبراهيم ف الجر بلعاب النحل ذات السرار فضاهى‬
‫كهف مري عليه السلم وأشهد أن ممدا عبده ورسوله الذى هو طه النبياء وحج الؤمني‬
‫ونور فرقان اللك العلم فالشعراء والنمل بفضله تب ولقصص العنكبوت الروم تذكر ولقمان‬
‫ف سجدته يشكر والحزاب كأيادي سبا تقهر وفاطر يس لصافاته ينصر وصاد مقلة زمرة تنظر‬
‫العلم فال حم بقتال فتحه ف حجرات قافه قد ظهرت وذاريات طوره ونمه وقمره قد‬
‫عطرت وبالرحن واقعة حديده يوم الجادلة قد نصرت وأبصار معانديه ف الشر يوم المتحان‬
‫حسرت وصف جعته فائز إذ أجساد النافقي بالتغابن استعرت وله الطلق والتحري ومقام‬
‫اللك والقلم فناهيك به من‬
‫مقام وف الاقة أعلى ال له العارج نوح الطهر وخصه من بي النس والن بيأيها‬
‫الزمل ويأيها الدثر وشفعه ف القيامه إذا دموع النسان مرسلت كالاء التفجر ووجهه عند‬
‫نبإ النازعات وقد عبس الوجه كاللل التنور ويوم التكوير والنفطار وهلك الطففي‬
‫وانشقاق ذات البوج بشفاعته غي متضجر وقد حرست لولده السماء بالطارق العلى وتت‬
‫غاشية العذاب إل الفجر على الردة اللئام فهو البلد المي وشس الليل والضحى الخصوص‬

‫‪607‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫بانشراح الصدر والفضل بالتي والزيتون الستخرج من أمشاج العلق الطاهر العلي القدر‬
‫شجاع البية يوم الزلزال إذ عاديات القارعة تدوس أهل التكاثر ومشركي العصر أهلك ال به‬
‫المزة وأصحاب الفيل إذ مكروا بقريش ول يتواصوا بالق ول يتواصوا بالصب الخصوص‬
‫بالدين النيفي والكوثر السلسال والؤيد على أهل الحد بالنصر صلى ال عليه وعلى آله‬
‫وأصحابه ما تبت يدا معاديه ونعم بالتوحيد مواليه وما أفصح فلق الصبح بي الناس وامتد‬
‫الظلم‬
‫الباب الثان ف خطب ووصايا مهول عصرها أو قائلها خطبة أب بكر بن عبد ال‬
‫بالدينة لا ول أبو بكر بن عبد ال الدينة وطال مكثه عليها كان يبلغه عن قوم من أهلها أنم‬
‫ينالون من أصحاب رسول ال وإسعاف من اخرين لم على ذلك فأمر أهل البيوتات ووجوه‬
‫الناس ف يوم جعة أن يقربوا من النب فلما فرغ من خطبة المعة قال أيها الناس إن قائل قول‬
‫فمن وعاه وأداه فعلى ال جزاؤه ومن ل يعه فل‬
‫يعد من ذمامها إن قصرت عن تفصيله فلن تعجزوا عن تصيله فأرعوه أبصاركم‬
‫وأوعوه أساعكم وأشعروه قلوبكم فالوعظة حياة والؤمنون إخوة وعلى ال قصد السبيل ولو‬
‫شاء لداكم أجعي فأتوا الدى تتدوا واجتنبوا الغي ترشدوا وتوبوا إل ال جيعا أيها الؤمنون‬
‫لعلكم تفلحون وال جل ثناؤه وتقدست أساؤه أمركم بالماعة ورضيها لكم وناكم عن‬
‫الفرقة وسخطها منكم ف اتقوا ال حق تقاته ول توتن إل وأنتم مسلمون واعتصموا ببل ال‬
‫جيعا ول تفرقوا واذكروا نعمة ال عليكم إذ كنتم أعداء فألف بي قلوبكم فأصبحتم بنعمته‬
‫إخوانا وكنتم على شفا حفرة من النار فأنقذكم منها جعلنا ال وإياكم من تبع رضوانه وتنب‬
‫سخطه فإنا نن به وله وإن ال بعث ممدا بالدين واختاره على العالي واختار له أصحابا‬
‫على الق ووزراء دون اللق اختصهم به وانتخبهم له فصدقوه ونصروه وعزروه ووقروه فلم‬
‫يقدموا إل بأمره ول يجموا إل عن رأيه وكانوا أعوانه بعهده وخلفاءه من بعده فوصفهم‬
‫فأحسن صفتهم وذكرهم فأثن عليهم فقال وقوله الق ممد رسول ال والذين امنوا معه‬

‫‪608‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫أشداء على الكفار رحاء بينهم تراهم ركعا سجدا يبتغون فضل من ال ورضوانا سيماهم ف‬
‫وجوههم من أثر السجود ذلك مثلهم ف التوراة ومثلهم ف النيل كزرع أخرج شطأه‬
‫فآزره فاستغلظ فاستوى على سوقه يعجب الزراع ليغيظ بم الكفار وعد ال الذين‬
‫آمنوا وعملوا الصالات منهم مغفرة وأجرا عظيما فمن غاظه كفر وخاب وفجر وخسر وقال‬
‫ال عز وجل للفقراء الهاجرين الذين أخرجوا من ديارهم وأموالم يبتغون فضل من ال‬
‫ورضوانا وينصرون ال رسوله أولئك هم الصادقون والذين تبوءوا الدار واليان من قبلهم‬
‫يبون من هاجر إليهم ول يدون ف صدورهم حاجة ما أوتوا ويؤثرون على أنفسهم ولو كان‬
‫بم خصاصة ومن يوق شح نفسه فأولئك هم الفلحون والذين جاءوا من بعدهم يقولون ربنا‬
‫اغفر لنا ولخواننا الذين سبقونا باليان ول تعل ف قلوبنا غل للذين آمنوا ربنا إنك رءوف‬
‫رحيم فمن خالف شريطة ال عليه لم وأمره إياه فيهم فل حق له ف الفىء ول سهم له ف‬
‫السلم ف أي كثية من القرآن فمرقت مارقة من الدين وفارقوا السلمي وجعلوهم عضي‬
‫وتشعبوا أحزابا أشابات وأوشابا فخالفوا كتاب ال فيهم وثناءه عليهم وآذوا رسول ال فيهم‬
‫فخابوا وخسروا الدنيا والخرة ذلك هو السران البي أفمن كان على بينة من ربه كمن زين‬
‫له سوء عمله واتبعوا أهواءهم مال أرى عيونا خزرا ورقابا صعرا وبطونا برا شجال يسيغه‬
‫الاء وداء ل يشرب فيه الدواء أفنضرب عنكم الذكر صفحا أن كنتم قوما مسرفي كل وال‬
‫بل هو الناء والطلء حت يظهر العذر ويبوح السر ويضح الغيب‬
‫ويسوس النب فإنكم ل تلقوا عبثا ول تتركوا سدى ويكم إن لست أتاويا أعلم‬
‫ول بدويا أفهم قد حلبتكم أشطرا وقلبتكم أبطنا وأظهرا فعرفت أناءكم وأهواءكم وعلمت أن‬
‫قوما أظهروا السلم بألسنتهم وأسروا الكفر ف قلوبم فضربوا بعض أصحاب رسول ال‬
‫ببعض وولدوا الروايات فيهم وضربوا المثال ووجدوا على ذلك من أهل الهل من أبنائهم‬
‫أعوانا يأذنون لم ويصغون إليهم مهل مهل قبل وقوع القوارع وطول الروائع هذا لذا ومع‬
‫هذا فلست أعتنش ائبا ول تائبا عفا ال عما سلف ومن عاد فينتقم ال منه وال عزيز ذو انتقام‬

‫‪609‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫فأسروا خيا وأظهروه واجهروا به وأخلصوه فطالا مشيتم القهقرى ناكصي وليعلم من أدبر‬
‫وأصر أنا موعظة بي يدى نقمة ولست أدعوكم إل أهواء تتبع ول إل رأى يبتدع إنا‬
‫أدعوكم إل الطريقة الثلى الت فيها خي الخرة والول فمن أجاب فإل رشده ومن عمى فعن‬
‫قصده فهلم إل الشرائع الدائع ول تولوا عن سبيل الؤمني ول تستبدلوا‬
‫الذي هو أدن بالذي هو خي بئس للظالي بدل إياكم وبنيات الطريق فعندها‬
‫الترنيق والرهق وعليكم بالادة فهي أسد وأورد ودعوا المان فقد أردت من كان قبلكم‬
‫وليس للنسان إل ما سعى ول الخرة والول و ل تفتروا على ال كذبا فيسحتكم بعذاب‬
‫وقد خاب من افترى ربنا ل تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحة إنك أنت‬
‫الوهاب وصية أعمى من الزد لشاب يقوده عن هشام بن ممد بن السائب عن أبيه قال رأيت‬
‫ببيشة رجل من أزد السراة أعمى يقوده شاب جيل وهو يقول له يا سى ل يغرنك أن فسح‬
‫الشباب خطوك وخلى سربك وأرفه وردك فكأنك بالكب قد أرب ظوفك وأثقل أوقك وأوهن‬
‫طوقك وأتعب سوقك فهدجت بعد الملجة ودججت بعد الدعلجة فخذ من أيام الترفيه ليام‬
‫النزعاج ومن ساعات الهملة لساعة‬
‫العجال يابن أخي إن اغترارك بالشباب كالتذاذك بسمادير الحلم ث تنقشع فل‬
‫تتمسك منها إل بالسرة عليها ث تعرى راحلة الصبا وتشرب سلوة عن الوي واعلم أن أغن‬
‫الناس يوم الفقر من قدم ذخية وأشدهم اغتباطا يوم السرة من أحسن سريرة وصية رجل‬
‫لخر وقد أراد سفرا عن عبد الرحن عن عمه قال سعت رجل يوصي آخر وأراد سفرا فقال‬
‫آثر بعملك معادك ول تدع لشهوتك رشادك وليكن عقلك وزيرك الذى يدعوك إل الدى‬
‫ويعصمك من الردى الم هواك عن الفواحش وأطلقه ف الكارم فإنك تب بذلك سلفك‬
‫وتشيد شرفك وصية رجل لبنه وقد أراد التزوج وقال بعضهم لولده وقد أراد التزوج يا بن ل‬
‫تتخذها حنانة ول أنانة ول منانة ول عشبة الدار‬

‫‪610‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫ول كبة القفا وصية بعض العلماء لبنه وأوصى بعض العلماء ابنه فقال أوصيك‬
‫بتقوى ال وليسعك بيتك واملك عليك لسانك وابك على خطيئتك وصية لبعض الكماء‬
‫وقال بعض الكماء ل يكونن منكم الحدث ول ينصت له والداخل ف سر اثني ل يدخله‬
‫ول آتى الدعوة ل يدع إليها ول الالس الجلس ل يستحقه ول الطالب الفضل من أيدى‬
‫اللئام ول التعرض للخي من عند عدوه ول التحمق ف الدالة وصية أخرى وقال بعض الكماء‬
‫إياك والعجلة فإن العرب كانت تكنيها أم الندامة لن صاحبها يقول قبل أن يعلم وييب قبل‬
‫أن يفهم ويعزم قبل أن يفكر ويقطع قبل أن يقدر ويمد قبل أن يرب ويذم قبل أن يب ولن‬
‫يصحب هذه الصفة أحد إل صحب الندامة واعتزل السلمة‬
‫وصية أخري وقال ابن دريد أوصى بعض الكماء رجل فقال امرك بجاهدة هواك‬
‫فإنه يقال إن الوى مفتاح السيئات وخصيم السنات وكل أهوائك لك عدو وأهواها هوى‬
‫يكتمك ف نفسه وأعداها هوى يثل لك الث ف صورة التقوى ولن تفصل بي هذه الصوم‬
‫إذا تناظرت لديك إل بزم ل يشوبه وهن وصدق ل يطمع فيه تكذيب ومضاء ل يقاربه التثبط‬
‫وصب ل يغتاله جزع ونية ل يتقسمها التضييع عظة لبعض الكماء عن الصمعى قال بلغن أن‬
‫بعض الكماء كان يقول إن لعظكم وإن لكثي الذنوب مسرف على نفسى غي حامد لا‬
‫ول حاملها على الكروه ف طاعة ال عز وجل قد بلوتا فلم أجد لا شكرا ف الرخاء ول صبا‬
‫على البلء ولو أن الرء ل يعظ أخاه حت يكم أمر نفسه لترك المر بالي والنهى عن النكر‬
‫ولكن مادثة الخوان حياة للقلوب وجلء للنفوس وتذكي من النسيان واعلموا أن الدنيا‬
‫سرورها أحزان وإقبالا إدبار وآخر حياتا الوت فكم من مستقبل يوما ل يستكمله ومنتظر‬
‫غدا ل يبلغه ولو تنظرون إل الجل ومسيه لبغضتم المل وغروره‬
‫نصيحة لبعض الكماء وحذر بعض الكماء صديقا له صحبه رجل فقال احذر‬
‫فلنا فإنه كثي السألة حسن البحث لطيف الستدراح يفظ أول كلمك على اخره ويعتب ما‬
‫أخرت با قدمت فل تظهرن له الخافة فيى أنك قد ترزت واعلم أن من يقظة الفطنة إظهار‬

‫‪611‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫الغفلة مع شدة الذر فباثه مباثة المن وتفظ منه تفظ الائف فإن البحث يظهر الفى الباطن‬
‫ويبدى الستكن الكامن كلمات شت لبعض الكماء عن الصمعى قالقال بعض الكماء من‬
‫كانت فيه سبع خصال ل يعدم سبعا من كانوادا ل يعدم الشرف ومن كان ذا وفاء ل يعدم‬
‫القة ومن كان صدوقا ل يعدم القبول ومن كان شكورا ل يعده الزيادة ومن كانذا رعاية‬
‫للحقوق ل يعدم السؤدد ومن كان منصفا ل يعدم العافية ومن كان متواضعا ل يعدم الكرامة‬
‫وقيل لبعض الكماء كيف ترى الدهر قال يلق البدان ويدد المال ويقرب الجالقيل له فما‬
‫حال أهله قال من ظفر به نصب ومن فاته حزن قيل فأى الصحاب أبر قال العمل الصال قيل‬
‫فأيهم أضر قال النفس والوى قيل ففيم الخرج قال ف قطع الراحة وبذل الجهود وأخب عبد‬
‫الرحن عنعمهقال سعت رجل يقول السد ما حق السنات والزهو جالب لقت ال ومقت‬
‫الصالي والعجب صارف عن الزدياد من العلم داع إل التخمط والهل والبخل أذم‬
‫الخلق وأجلبها لسوء الحدوثة وقال قال بعض العرب أول الناس بالفضل أعودهم بفضله‬
‫وأعون الشياء على تذكية العقل التعلم وأدل الشياء علىعقل العاقل حسن التدبي وقال‬
‫الصمعى العرب تقول ل ثناء مع الكب ول صديق لذى السد ول شرف لسيء الدب قال‬
‫وكان يقال شر خصال اللوك الب عن العداء والقسوة على الضعفاء والبخل عند العطاء‬
‫وقال أبو على القال وأملى علينا أبو عبد ال قال من كلم العرب ووصاياها جالس أهل العلم‬
‫فإن جهلت علموك وإن زللت قوموك وإن أخطأت ل يفندوك وإن صحبت زانوك وإن غبت‬
‫تفقدوك ول تالس أهل الهل فإنك إن جهلت عنفوك وإن زللت ل يقوموك وإن أخطأت ل‬
‫يثبتوك رجل من العرب والجاج سأل الجاج رجل من العرب عن عشيته قال أى عشيتك‬
‫أفضل قال أتقاهم ال بالرغبة ف الخرة والزهد ف الدنيا قال فأيهم أسود قال أرزنم حلما‬
‫حي يستجهل وأسخاهم حي يسأل قال فأيهم أدهى قال من كنتم سره‬
‫وأخب عبد الرحن عن عمه قال سعت رجل يقول السد ما حق السنات والزهو‬
‫جالب لقت ال ومقت الصالي والعجب صارف عن الزدياد من العلم داع إل التخمط‬

‫‪612‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫والهل والبخل أذم الخلق وأجلبها لسوء الحدوثة وقال قال بعض العرب أول الناس‬
‫بالفضل أعودهم بفضله وأعون الشياء على تذكية العقل التعلم وأدل الشياء علىعقل العاقل‬
‫حسن التدبي وقال الصمعى العرب تقول ل ثناء مع الكب ول صديق لذى السد ول شرف‬
‫لسيء الدب قال وكان يقال شر خصال اللوك الب عن العداء والقسوة على الضعفاء‬
‫والبخل عند العطاء وقال أبو على القال وأملى علينا أبو عبد ال قال من كلم العرب‬
‫ووصاياها جالس أهل العلم فإن جهلت علموك وإن زللت قوموك وإن أخطأت ل يفندوك‬
‫وإن صحبت زانوك وإن غبت تفقدوك ول تالس أهل الهل فإنك إن جهلت عنفوك وإن‬
‫زللت ل يقوموك وإن أخطأت ل يثبتوك رجل من العرب والجاج سأل الجاج رجل من‬
‫العرب عن عشيته قال أي عشيتك أفضل قال أتقاهم ال بالرغبة ف الخرة والزهد ف الدنيا‬
‫قال فأيهم أسود قال أرزنم حلما حي يستجهل وأسخاهم حي يسأل قال فأيهم أدهى قال‬
‫من كتم سره‬
‫من أحب مافة أن يشاره يوما قال فأيهم أكيس قال من يصلح ماله ويقتصد ف‬
‫معيشته قال فأيهم أرفق قال من يعطي بشر وجهه أصدقاءه ويتلطف ف مسألته ويتعاهد حقوق‬
‫إخوانه ف إجابة دعواتم وعيادة مرضاهم والتسليم عليهم والشي مع جنائزهم والنصح لم‬
‫بالغيب قال فأيهم أفطن قال من عرف مايوافق الرجال من الديث حي يالسهم قال فأيهم‬
‫أصلب قال من اشتدت عارضته ف اليقي وحزم ف التوكل ومنع جاره من الظلم أحد الوافدين‬
‫على عمر بن عبد العزيز ووفد وافد على عمر بن عبد العزيز رحه ال فقال له كيف تركت‬
‫الناس فقال تركت غنيهم موفورا وفقيهم مبورا وظالهم مقهورا ومظلومهم منصورا فقال‬
‫المد ل لو ل تتم واحدة من هذه الصال إل بعضو من أعضائى لكان يسيا كاتب وأمي‬
‫ودخل بعض الكتاب على أمي بعد نكبة نابته فرأى من المي بعض الزدراء فقال له ل يضعن‬
‫عندك خول النبوة وزوال الثروة فإن السيف العتيق إذا مسه كثي الصدإ استغن بقليل اللء‬

‫‪613‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫حت يعود حده ويظهر فرنده ول أصف نفسي عجبا لكن شكرا قال أنا أشرف ولد آدم ول‬
‫فخر فجهر بالشكر وترك الستطالة بالكب‬
‫وصف اللباجة من أمثال العرب أعجز من هلباجة وهو النئوم الكسلن العطل‬
‫الاف وقد سار ف وصف اللباجة فصل لبعض العراب التفصحي وفصل آخر لبعض‬
‫الضريي فأما وصف العراب فقد سئل ابن أب كبشة بن القبعثرى عنه فقال اللباجة الضعيف‬
‫العاجز الخرق الحق اللف الكسلن الساقط ل معن فيه ول غناء عنده ول كفاية معه ول‬
‫عمل لديه وأما وصف الضرى فإن بعض بلغاء المصار سئل عن اللباجة فقال هو الذي ل‬
‫يرعوي لعذل العاذل ول يصغي إل وعظ الواعظ ينظر بعي حسود ويعرض إعراض حقود إن‬
‫سأل ألف وإن سئل سوف وإن حدث حلف وإن وعد أخلف وإن زجر عنف وإن قدر‬
‫عسف وإن احتمل أسف وإن استغن بطر وإن افتقر قنط وإن فرح أشر وإن حزن يئس وإن‬
‫ضحك زأر وإن بكى جأر وإن حكم جار وإن قدمته تأخر وإن أخرته تقدم وإن أعطاك من‬
‫عليك وإن أعطيته ل يشكرك وإن أسررت إليه خانك وإن أسر إليك اتمك وإن صار فوقك‬
‫قهرك وإن صار دونك حسدك وإن وثقت به خانك وإن انبسطت إليه شانك وإن أكرمته‬
‫أهانك وإن غاب عنه الصديق سله وإن حضره قله وإن فاته ل يبه وإن أمسك عنه ل يبدأه‬
‫وإن بدأ بالود هجر وإن بدأ بالب جفا وإن تكلم فضحه العي وإن عمل قصر به‬
‫الهل وإن اؤتن غدر وإن أجار أخفر وإن عاهد نكث وإن حلف حنث ل يصدر‬
‫عنه المل إل بيبة ول يضطر إليه حر إل بحنة قال خلف الحر سألت أعرابيا عن اللباجة‬
‫فقال هو الحق الضخم الفدم الكول الذي والذي ث جعل يلقان بعد ذلك ويزيد ف التفسي‬
‫كل مرة شيئا ث قال ل بعد حي وأراد الروج هو الذي جع كل شر بعض البلغاء يصف‬
‫رجل ووصف بعض البلغاء رجل فقال إنه بسيط الكف رحب الصدر موطأ الكناف سهل‬
‫اللق كري الطباع غيث مغوث وبر زخور ضحوك السن بشي الوجه بادي القبول غي عبوس‬
‫يستقبلك بطلقة ويييك يبشر ويستدبرك بكرم غيث وجيل بشر تبهجك طلقته ويرضيك‬

‫‪614‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫بشره ضحاك على مائدته عبد لضيفانه غي ملحظ لكيله بطي من العقل خيص من الهل‬
‫راجح اللم ثاقب الرأي طيب اللق مصن الضريبة معطاء غي سآل كاس من كل مكرمة عار‬
‫من كل ملمة إن سئل بذل وإن قال فعل‬
‫خس جوار من العرب يصفن خيل آبائهن عن ابن الكلب عن أبيه قال اجتمع خس‬
‫جوار من العرب فقلن هلممن نصف خيل آبائنا فقالت الول فرس أب وردة وما وردة ذات‬
‫كفل مزحلق ومت أخلق وجوف أخوق ونفس مروح وعي طروح ورجل ضروح ويد سبوح‬
‫بداهتها إهذاب وعقبها غلب وقالت الثانية فرس أب اللعاب وما اللعاب غبية سحاب‬
‫واضطرام غاب مترص الوصال أشم القذال ملحك الحال فارسه ميد وصيده عتيد إن أقبل‬
‫فظب معاج وإن أدبر فظليم هداج وإن أحضر فعلج هراج وقالت الثالثة فرس أب حذمة وما‬
‫حذمة إن أقبلت فقناة مقومة وإن أدبرت فأثفبة‬
‫ململمة وإن أعرضت فذئبة معجرمة أرساغها مترصة وفصوصها محصة جريها‬
‫انثرار وتقريبها انكدار وقالت الرابعة فرس أب خيفق وما خيفق ذات ناهق معرق وشدق‬
‫أشدق وأدي ملق لا خلق أشدف ودسيع منفنف وتليل مسيف وثابة زلوج خيفانة رهوج‬
‫تقريبها إهاج وحضرها ارتعاج وقالت الامسة فرس أب هذلول وما هذلول طريده مبول‬
‫وطالبه مشكول رقيق اللغم أمي العاقم عبل الحزم مد مرجم منف الارك أشم‬
‫السنابك مدول الصائل سبط الفلئل غوج التليل صلصال الصهيل أديه صاف‬
‫وسبيبه ضاف وعفوه كاف رجل من العرب يصف مطرا عن عبد الرحن عن عمه قال سئل‬
‫رجل من العرب عن مطر كان بعد جدب فقال نشأ حل سدا متقاذف الحضان ممومى‬
‫الركان لاع القراب مكفهر الرباب تن رعوده حني اضطراب وتزمر زمرة الليوث‬
‫الغضاب لبوارقه التهاب ولرواعده اضطراب فجاحفت صدوره الشعاف وركبت أعجازه‬
‫القفاف ث ألقى أعباءه وحط أثقاله فتألق وأصمت وانبجس وانبعق ث أثجم فانطلق فغادر النهاء‬
‫مترعة والغيطان مرعة حباء للبلد ورزقا للعباد‬

‫‪615‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫الباب الثالث ف نثر العراب قولم ف الوعظ والتوصية مقام أعراب بي يدى‬
‫سليمان بن عبد اللك قام أعراب بي يدى سليمان بن عبد اللك فقال إن مكلمك يا أمي‬
‫الؤمني بكلم فيه بعض الغلظة فاحتمله إن كرهته فإن وراءه ما تبه إن قبلته قال هات يا‬
‫أعراب إنا نود بسعة الحتمال على من ل نرجو نصحه ول نأمن غشه وأرجو أن تكون‬
‫الناصح جيبا الأمون غيبا قال يا أمي الؤمني أما إذ أمنت بادرة غضبك فإن سأطلق لسان با‬
‫خرست عنه اللسن من عظتك تأدية لق ال وحق إمامتك إنه قد اكتنفك رجال أساءوا‬
‫الختيار لنفسهم فابتاعوا دنياك بدينهم ورضاك بسخط ربم خافوك ف ال ول يافوا ال‬
‫فيك فهم حرب للخرة سلم للدنيا فل تأمنهم على ما ائتمنك ال عليه فإنم ل يألونك خبال‬
‫والمانة تضييعا والمة عسفا وخسفا وأنت مسئول عما اجترحوا وليسوا مسئولي عما‬
‫آجترحت فل تصلح دنياهم بفساد آخرتك فإن أخسر الناس صفقة يوم القيامة وأعظمهم غبنا‬
‫من باع آخرته بدنيا غيه‬
‫قال سليمان أما أنت يا أعراب فقد سللت لسانك وهو أقطع سيفيك فقال أجل يا‬
‫أمي الؤمني لك ل عليك أعراب يعظ هشام بن عبد اللك ودخل أعراب على هشام بن عبد‬
‫اللك فقال له عظن يا أعراب فقال كفى بالقرآن واعظا أعوذ بال السميع العليم من الشيطان‬
‫الرجيم بسم ال الرحن الرحيم ويل للمطففي الذين إذا اكتالوا على الناس يستوفون وإذا‬
‫كالوهم أو وزنوهم يسرون أل يظن أولئك أنم مبعوثون ليوم عظيم يوم يقوم الناس لرب‬
‫العالي ث قال يا أمي الؤمني هذا جزاء من يطفف ف الكيل واليزان فما ظنك بن أخذه كله‬
‫خطبة أعراب وول جعفر بن سليمان أعرابيا بعض مياههم فخطبهم يوم المعة فقال المد ل‬
‫رب العالي والعاقبة للمتقي وصلى ال علىسيدناممد خات النبيي أما بعد فإن الدنيا دار بلغ‬
‫والخرة دار قرار فخذوا لقركم من مركم ول تتكوا أستاركم عند من ل تفى عليه‬
‫أسراركم وأخرجوا من الدنيا قلوبكم‬

‫‪616‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫قبل أن ترج منها ابدانكم ففيها حييتم ولغيها خلقتم اليوم عمل بل حساب وغدا‬
‫حساب بل عمل إن الرجل إذا هلك قال الناس ما ترك وقالت اللئكة ما قدم فلله اباؤكم‬
‫قدموا بعضا يكون لكم قرضا ول تلفوا كل يكون عليكم كل أقول قول هذا وأستغفر ال‬
‫العظيم ل ولكم والحمود ال والصلى عليه ممد والدعو له الليفة ث إمامكم جعفربن‬
‫سليمان قوموا إل صلتكم خطبة أخرى وخطب أعراب فقال المد ل الميد الستحمد‬
‫وصلى ال على النب ممد أما بعد فإن التعمق ف ارتال الطب لمكن والكلم ل ينثن حت‬
‫ينثن عنه وال تبارك وتعال ل يدرك واصف كنه صفته ول يبلغ خطيب منتهى مدحته له‬
‫المد كما مدح نفسه فانضوا إل صلتكم ث نزل فصلى خطبة أخرى وخطب أعراب قومه‬
‫فقال المد ل وصلى ال علىالنب الصطفى وعلى جيع النبياء ما أقبح بثلى أن ينهى عن أمر‬
‫ويرتكبه ويأمر بشيء ويتنبه وقد قال الول ودع مالت صاحبه عليه فذم أن يلومك من تلوم‬
‫ألمنا ال وإياكم تقواه والعمل برضاه أعرابية توصي ابنها وقد أراد السفر قال أبان بن تغلب‬
‫وكان عابدا من عباد أهل البصرة توف سنة ه شهدت أعرابية وهي توصي ولدا لا يريد سفرا‬
‫وهي تقول له‬
‫أي بن اجلس أمنحك وصيت وبال توفيقك فإن الوصية أجدى عليك من كثي‬
‫عقلك أى بن إياك والنميمة فإنا تزرع الضغينة وتفرق بي الحبي وإياك والتعرض للعيوب‬
‫فتتخذ غرضا وخليق أن ل يثبت الغرض على كثرة السهام وقلما اعتورت السهام غرضا إل‬
‫كلمته حت يهى ما اشتد من قوته وإياك والود بدينك والبخل بالك وإذا هززت فاهزز كريا‬
‫يلي لزتك ول تزز اللئيم فإنه صخرة ل يتفجر ماؤها ومثل لنفسك مثال ما استحسنت من‬
‫غيك فاعمل به وما استقبحت من غيك فاجتنبه فإن الرء ل يرى عيب نفسه ومن كانت‬
‫مودته بشره وخالف ذلك منه فعله كان صديقه منه على مثل الريح ف تصرفها ث أمسكت‬
‫فدنوت منها فقلت بال يا أعرابية إل زدته ف الوصية فقالت أوقد أعجبك كلم العرب يا‬
‫عراقي قلت نعم قالت والغذر أقبح ما تعامل به الناس بينهم ومن جع اللم والسخاء فقد أجاد‬

‫‪617‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫اللة ريطتها وسربالا أعرابية توصي ابنها وقالت أعرابية لبنها يا بن إن سؤالك الناس ما ف‬
‫أيديهم من أشد الفتقار إليهم ومن افتقرت إليه هنت عليه ولتزال تفظ وتكرم حت تسأل‬
‫وترغب فإذا ألت عليك الاجة ولزمك سوء الال فاجعل سؤالك إل من إليه حاجة السائل‬
‫والسئول فإنه يعطى السائل‬
‫أعراب يوصى ابنه ووصى أعراب ابنه فقال ابذل الودة الصادقة تستفد إخوانا وتتخذ‬
‫أعوانا فإن العداوة موجودة عتيدة والصداقة مستعرزة بعيدة جنب كرامتك اللئام فإنم إن‬
‫أحسنت إليهم ل يشكروا وإن نزلت شديدة ل يصبوا أعراب ينصح لبنه عن عبد الرحن عن‬
‫عمه قال سعت أعرابيا يقول لبنه ل يغرنك ما ترى من خفض العيش ولي الرياش ولكن‬
‫فانظر إل سوء الظعن وسوء النقلب أعراب ينصح لبنه وقال سعت أعرابيا يقول لبنه كن‬
‫للعاقل الدبر أرجى منك للحق القبل ث أنشد عدوك ذو اللم أبقى عليك وأرعى من الوامق‬
‫الحق أعراب ينصح لخيه ونصح أعراب لخيه فقال اعلم أن الناصح لك الشفق عليك من‬
‫طالع لك ما وراء العواقب برؤيته ونظره ومثل لك الحوال الخوفة عليك وخلط الوعر‬
‫بالسهل من كلمه ومشورته ليكون خوفك كفاء رجائك وشكرك إزاء النعمة عليك وأن‬
‫الغاش لك‬
‫والاطب عليك من مد لك ف الغترار ووطأ لك مهاد الظلم تابعا لرضاتك منقادا‬
‫لواك أعراب يعظ أخاه ووعظ أعراب أخا له أفسد ماله ف الشراب فقال ل الدهر يعظك ول‬
‫اليام تنذرك ول الشيب يزجرك والساعات تصى عليك والنفاس تعد منك والنايا تقاد إليك‬
‫أحب المور إليك أعودها بالضرة عليك أعراب يعظ صاحبه وقال أعراب لصاحبه وال لئن‬
‫هلجت إل الباطل إنك لقطوف عن الق ولئن أبطأت ليسرعن بك وقد خسر أقوام وهم‬
‫يظنون أنم رابون فل تغرنك الدنيا فإن الخرة من ورائك أعراب يعظ أخاه وقال أعراب‬
‫لخيه يا أخى أنت طالب ومطلوب يطلبك مال تفوته وتطلب ما قد كفيته فكأن ما غاب‬
‫عنك قد كشف لك وما أنت فيه قد نقلت عنه فامهد لنفسك وأعد ذلك وخذ ف جهازك‬

‫‪618‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫أعراب يعظ رجل وقال أعراب لرجل أي أخي إن يسار النفس أفضل من يسار الال‬
‫فإن ل ترزق غن فل ترم تقوى فرب شبعان من النعم عريان من الكرم واعلم أن الؤمن على‬
‫خي ترحب به الرض وتستبشر به السماء ولن يساء إليه ف بطنها وقد أحسن على ظهرها‬
‫أعراب يعظ رجل وقال الصمعي سعت أعرابيا يعظ رجل وهو يقول ويك إن فلنا وإن‬
‫ضحك إليك فإنه يضحك منك ولئن أظهر الشفقة عليك إن عقاربه لتسرى إليك فإن ل‬
‫تتخذه عدوا ف علنيتك فل تعله صديقا ف سريرتك أعراب يعظ رجل وسع أعراب رجل‬
‫يقع ف السلطان فقال إنك غفل ل تسمك التجارب وف النصح لسع العقارب كأن بالضاحك‬
‫إليك وهوباك عليك كلم أعراب لبن عمه وشاور أعراب ابن عم له فأشار عليه برأي فقال قد‬
‫قلت بايقول به الناصح الشفيق الذى يلط حلو كلمه بره وحزنه بسهله ويرك الشفاق منه‬
‫ما هو ساكن من غيه وقد وعيت النصح منه وقبلته إذ كان مصدره من عند من ل شك ف‬
‫مودته وصاف غيبه وما زلت بمد ال إل الي منهجا واضحا وطريقا مهيعا‬
‫كلمات حكيمة للعراب قيل لعرابىمالك ل تشرب النبيذ قال لثلث خلل فيه‬
‫لنه متلف للمال مذهب للعقل مسقط للمروءة وقال أعراب الدراهم مياسم تسم حدا وذما‬
‫فمن حبسها كان لا ومن أنفقها كانت له وما كل من أعطي مال أعطي حدا ول كل عدي‬
‫ذميم وقال أعراب لخ له يا أخي إن مالك إن ل يكن لك كنت له وإن ل تفنه أفناك فكله قبل‬
‫أن يأكلك وقال أعراب إن الوفق من ترك أرفق الالت به لصلحها لدينه نظرا لنفسه إذا ل‬
‫تنظر نفسه لا وقال أعراب إن ال ملف ما أتلف الناس والدهر متلف ما أخلفوا وكم من ميتة‬
‫عليها طلب الياة وكم من حياة سببها التعرض للموت وقال أعراب إن المال قطعت أعناق‬
‫الرجال كالسراب غر من راه وأخلف من رجاه وقال أعراب لصاحب له أصحب من يتناسى‬
‫معروفه عليك ويتذكر حقوقك عليه وقال أعراب ل تسأل من يفر من أن تسأله ولكن سل من‬
‫أمرك أن تسأله وهو ال تعال وقال أعراب ما بقاء عمر نقطعه الساعات وسلمة بدن معرض‬

‫‪619‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫للفات ولقد عجبت من الؤمن كيف يكره الوت وهو ينقله إل الثواب الذي أحيا له ليله‬
‫وأظمأ له ناره‬
‫وذكر أهل السلطان عند أعراب فقال أما وال لئن عزوا ف الدنيا بالور لقد ذلوا‬
‫ف الخرة بالعدل ولقد رضوا بقليل فان عوضا عن كثي باق وإنا تزل القدم حيث ل ينفع‬
‫الندم وقال أعراب من كانت مطيته الليل والنهار سارا به وإن ل يسر وبلغا به وإن ل يبلغ وقال‬
‫أعراب الزهادة ف الدنيا مفتاح الرغبة ف الخرة والزهادة ف الخرة مفتاح الرغبة ف الدنيا‬
‫وقيل لعراب وقد مرض إنك توت قال وإذا مت فإل أين يذهب ب قالوا إل ال تعال قال‬
‫فما كراهت أن يذهب ب إل من ل أو الي إل منه وقال أعراب من خاف الوت بادر الوت‬
‫ومن ل ينح النفس عن الشهوات أسرعت به إل اللكات والنة والنار أمامك وقال أعراب‬
‫خي لك من الياة ما إذا فقدته أبغضت له الياة وشر من الوت ما إذا نزل بك أحببت له‬
‫الوت وقيل لعراب من أحق الناس بالرحة قال الكري يسلط عليه اللئيم والعاقل يسلط عليه‬
‫الاهل وقيل له أى الداعي أحق بالجابة قال الظلوم وقيل له فأي الناس أغن عن الناس قال‬
‫من أفرد ال باجته وقال الصمعى سعت أعرابيا يقول إذا أشكل عليك أمران فانظر أيهما‬
‫أقرب من هواك فخالفه فإن أكثر ما يكون الطأ مع متابعة الوى وقال أعراب الشر عاجله‬
‫لذيذ وآجله وخيم‬
‫وقال أعراب من ولد الي أنتج له فراخا تطي بأجنحة السرور ومن غرس الشر‬
‫أنبت له نباتا مرا مذاقه وقضبانه الغيظ وثرته الندم وقال أعراب من كساه الياء ثوبه حفى على‬
‫الناس عيبه وقال بئس الزاد التعدى على العباد وقال التلطف باليلة أنفع من الوسيلة وقال من‬
‫ثقل على صديقه خف على عدوه ومن أسرع إل الناس با يكرهون قالوا فيه مال يعلمون‬
‫وقال أعراب أعجز الناس من قصر ف طلب الخوان وأعجز منه من ضيع من ظفر به منهم‬
‫وقال أعراب لبنه ل يسرك أن تغلب بالشر فإن الغالب بالشر هو الغلوب وقال أعراب لخ له‬
‫قد نيتك أن تريق ماء وجهك عند من ل ماء ف وجهه فإن حظك من عطيته السؤال وقال‬

‫‪620‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫أعراب إن حب الي خي وإن عجزت عنه القدرة وبغض الشر خي وإن فعلت أكثره وقال‬
‫أعراب وال لول أن الروءة تقيل مملها شديدة مؤنتها ما ترك اللئام للكرام شيئا واحتضر‬
‫أعراب فقال له بنوه عظنا يا أبت فقال عاشروا الناس معاشرة إن غبتم حنوا إليكم وإن متم‬
‫بكوا عليكم ودخل أعراب على بعض اللوك ف شلة شعر فلما رآه أعرض عنه فقال له إن‬
‫الشملة ل تكلمك وإنا يكلمك من هو فيها وقال أعراب رب رجل سره منشور على لسانه‬
‫وآخر قد التحف عليه قلبه التحاف الناح على الواف‬
‫وقيل لعراب كيف كتمانك للسر قال ما جوف له إل قب ومر أعرابيان برجل‬
‫صلبه بعض اللفاء فقال أحدها أنبتته الطاعة وحصدته العصية وقال الخر من طلق الدنيا‬
‫فالخرة صاحبته ومن فارق الق فالذع راحلته وقال أعراب إذا أردت أن تعرف وفاء الرجل‬
‫ودوام عهده فانظر إل حنينه إل أوطانه وشوقه إل إخوانه وبكائه على ما مضى من زمانه‬
‫وقال أعراب إذا كان الرأى عند من ل يقبل منه والسلح عند من ل يستعمله والال عند من ل‬
‫ينفقه ضاعت المور وقال أعراب إن الدنيا تنطق بغي لسان فتخب عما يكون با قد كان وقال‬
‫الصمعى سعت أعرابيا يقول غفلنا ول يغفل الدهر عنا فلم نتعظ بغينا حت وعظ غينا بنا‬
‫فقد أدركت السعادة من تنبه وأدركت الشقاوة من غفل وكفى بالتجربة واعظا وقال أعراب‬
‫لرجل اشكر للمنعم عليك وأنعم علي الشاكر لك تستوجب من ربك زيادته ومن أخيك‬
‫مناصحته وتذاكر قوم صلة الرحم وأعراب جالس فقال منسأة ف العمر مرضاة للرب مبة ف‬
‫الهل وقال أعراب ل أعرف ضرا أوصل إل نياط القلب من الاجة إل من ل تثق بإسعافه ول‬
‫تأمن رده وأكلم الصائب فقد خليل ل عوض منه وقيل لعراب أي شيء أمتع فقال مازحة‬
‫الحب ومادثة الصديق وأمان تقطع با أيامك‬
‫وقال أعراب من ل يرض عن صديقه إل بإيثاره على نفسه دام سخطه ومن عاتب‬
‫على كل ذنب كثر عدوه ومن ل يؤاخ من الخوان إل من ل عيب فيه قل صديقه عن عبد‬
‫الرحن عن عمه قال قلت لعراب ما تقول ف الراء قال ما عسى أن أقول ف شيء يفسد‬

‫‪621‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫الصداقة القدية ويل العقدة الوثيقة أقل ما فيه أن يكون دربة للمغالبة والغالبة من أمت أسباب‬
‫الفتنة عن عبد الرحن عن عمه قال سعت أعرابيا يقول ل يوجد العجول ممودا ول الغضوب‬
‫مسرورا ول اللول ذا إخوان ول الر حريصا ول الشره غنيا وقال سعت أعرابيا يقول صن‬
‫عقلك باللم ومروءتك بالعفاف وندتك بتجانبة اليلء وخلتك بالجال ف الطلب وقال‬
‫سعت أعرابيا يقول أقبح أعمال القتدرين النتقام وما استنبط الصواب بثل الشاورة ول‬
‫حصلت النعم بثل الواساة ول اكتسبت البغضاء بثل الكب وقال أعراب خي الخوان من ينيل‬
‫عرفا أو يدفع ضرا عن عبد الرحن عن عمه قال سعت أعرابيا يقول العاقل حقيق أن يسخى‬
‫بنفسه عن الدنيا لعلمه أن ل ينال أحد فيها شيئا إل قل إمتاعه به أو كثر عناؤه فيه واشتدت‬
‫مرزئته عليه عند فراقه وعظمت التبعة فيه بعده وقال أعراب خصلتان من الكرم إنصاف الناس‬
‫من نفسك ومواساة الخوان‬
‫وقال أعراب ما غبنت قط حت يغب قومي قيل وكيف ذلك قال ل أفعل شيئا حت‬
‫أشاورهم وقال أعراب لرجل مطله ف حاجة إن مثل الظفر بالاجة تعجيل اليأس منها إذا عسر‬
‫قضاؤها وإن الطلب وإن قل أعظم قدرا من الاجة وإن عظمت والطل من غي عسر آفة الود‬
‫وقال أعراب وعد الكري نقد وتعجيل ووعد اللئيم مطل وتعليل وقال أعراب اعتذار من منع‬
‫أجل من وعد مطول وقال أعراب عود لسانك الي تسلم من أهل الشر وقال أعراب خرجت‬
‫ليلة حي اندرت أيدى النجوم وشالت أرجلها فما زلت أصدع الليل حت انصدع الفجر فإذا‬
‫بارية كأناعلم فجعلت أغازلا فقالت يا هذا أمالك ناه من كرم إن ل يكن لك زاجر من‬
‫عقل قال وال ما يران إل الكواكب قالت فأين مكوكها أجوبة العراب ماوبة أعراب‬
‫للحجاج خرج الجاج ذات يوم فأصحر وحضر غداؤه فقال اطلبوا من يتغدي معي فطلبوا‬
‫فإذا أعراب ف شلة فأتى به فقال السلم عليكم قال هلم أيها العراب قال قد دعان من هو‬
‫أكرم منك فأجبته قال ومن هو قال دعان‬

‫‪622‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫ال رب إل الصوم فأنا صائم قال وصوم ف مثل هذا اليوم الار قال صمت ليوم‬
‫هو أحر منه قال فأفطر اليوم وصم غدا قال ويضمن ل المي أن أعيش إل غد قال ليس ذاك‬
‫إليه قال فكيف تسألن عاجل باجل ليس إليه سبيل قال إنه طعام طيب قال وال ماطيبه خبازك‬
‫ول طباخك قال فمن طيبه قال العافية قال الجاج تال إن رأيت كاليوم أخرجوه عن مساءلة‬
‫الجاج أعرابيا فصيحا وقال الجاج لعراب كلمه فوجده فصيحا كيف تركت الناس وراءك‬
‫فقال تركتهم أصلح ال المي حي تفرقوا ف الغيطان واخدوا النيان وتشكت النساء وعرض‬
‫الشاء ومات الكلب فقال الجاج للسائه أخصبا نعت أم جدبا قالوا بل جدبا قال بل خصبا‬
‫قوله تفرقوا ف الغيطان معناه أنا أعشبت فإبلهم وغنمهم ترعى وأخدوا النيان معناه استغنوا‬
‫باللب عن أن يشتووا لوم إبلهم وغنمهم ويأكلوها وتشكت النساء أعضادهن من كثرة ما‬
‫يخضن اللبان وعرض الشاء است من كثرة العشب والرعى ومات الكلب ل تت أغنامهم‬
‫وإبلهم فيأكل جيفها ماوبة أعراب لعبد اللك بن مروان ودخل أعراب على عبد اللك بن‬
‫مروان فقال له يا أعراب صف المر فقال شول إذا شجت وف الكأس مزة لا ف عظام‬
‫الشاربي دبيب‬
‫تريك القذى من دونا وهي دونه لوجه أخيها ف الناء قطوب فقال ويك يا‬
‫أعراب لقد اتمك عندي حسن صفتك لا قال يا أمي الؤمني واتمك عندي معرفتك بسن‬
‫صفت لا ماوبة أعراب لالد بن عبد ال القسرى وخطب خالد بن عبد ال القسري فقال‬
‫يأهل البادية ما أخشن بلدكم وأغلظ معاشكم وأجفى أخلقكم ل تشهدون جعة ول‬
‫تالسون عالا فقام إليه رجل منهم دميم فقال أما ما ذكرت من خشونة بلدنا وغلظ طعامنا‬
‫فهو كذلك ولكنكم معشر أهل الضر فيكم ثلث خصال هي شر من كل ما ذكرت قال له‬
‫خالد وما هي قال تنقبون الدور وتنبشون القبور وتنكحون الذكور قال قبحك ال وقبح ما‬
‫جئت به أجوبة شت وقدم أعراب إل السلطان فقال له قل الق وإل أوجعتك ضربا قال له‬
‫وأنت فاعمل به فوال ما أوعدك ال على تركه أعظم ما توعدن به ونظر عثمان إل أعراب ف‬

‫‪623‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫شلة غائر العيني مشرف الاجبي ناتىء البهة فقال له أين ربك قال بالرصاد وقيل لعراب‬
‫إنك تسن الشارة قال ذلك عنوان نعمة ال عندى‬
‫وقيل لعراب كيف أنت ف دينك قال أخرقه بالعاصي وأرقعه بالستغفار وسئل‬
‫أعراب عن القدر فقال الناظر ف قدر ال كالناظر ف عي الشمس يعرف ضوءها ول يقف على‬
‫حدودها وسئل اخر عن القدر فقال علم اختصمت فيه العقول وتقاول فيه الختلفون وحق‬
‫علينا أن يرد إلينا ما التبس علينا من حكمه إل ماسبق علينا من علمه وقيل لعراب من أبلغ‬
‫الناس قال أحسنهم لفظا وأسرعهم بديهة وقيل لعراب مالك ل تطيل الجاء قال يكفيك من‬
‫القلدة ما أحاط بالعنق وقال معاوية لعرابية هل من قرى قالت نعم قال وما هو قالت خبز‬
‫خي ولب فطي وماء ني وقيل لعراب فيم كنتم قال كنا بي قدر تفور وكأس تدور وحديث‬
‫ل يور وقيل لعراب ما أعددت للبد قال شدة الرعدة وقرفصاء القعدة وذرب العدة وقيل‬
‫لعراب ما لك من الولد قال قليل خبيث قيل له ما معناه قال إنه ل أقل من واحد ول أخبث‬
‫من أنثى وقيل لعراب وقد أدخل ناقته ف السوق ليبيعها صف لنا ناقتك قال‬
‫ما طلبت عليها قط إل أدركت ول طلبت إل فت وقيل له فلم تبيعها قال لقول‬
‫الشاعر وقد ترج الاجات يا أم عامر كرائم من رب بن ضني وقيل لعراب ما عندكم ف‬
‫البادية طبيب قال حر الوحش ل تتاج إل بيطار وقيل لشريح القاضي هل كلمك أحد قط‬
‫فلم تطق له جوابا قال ما أعلمه إل أن يكون أعرابيا خاصم عندي وهو يشي بيديه فقلت له‬
‫أمسك فإن لسانك أطول من يدك قال أسامري أنت ل تس وقيل لعراب أي اللوان أحسن‬
‫قال قصور بيض ف حدائق خضر وقيل لخر أي اللوان أحسن قال بيضة ف روضة عن غب‬
‫سارية والشمس مكبدة‬
‫وخطب أعراب إل قوم فقالوا ما تبذل من الصداق وارتفع السجف فرأى شيئا‬
‫كرهه فقال وال ما عندي وإن لكره أن يكون علي دين وقيل لعرابية مات ابنها ما أحسن‬
‫عزاءك عن ابنك قالت إن مصيبته امنتن من الصائب بعده وقال ممد بن حرب اللل قلت‬

‫‪624‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫لعراب إن لك لواد قال وإن لك من قلب لرائدا وقال الصمعي رأيت أعرابيا أمامه شاء فقلت‬
‫لن هذه الشاء قال هي ل عندي قولم ف الستمناح والستجداء أعراب يتدي عتبة بن أب‬
‫سفيان اعترض أعراب لعتبة بن أب سفيان وهو على مكة فقال أيها الليفة فقال لست به ول‬
‫تبعد قال يا أخاه قال أسعت فقل قال شيخ من بن عامر يتقرب إليك بالعمومة ويتص‬
‫بالئولة ويشكو إليك كثرة العيال ووطأة الزمان وشدة فقر وترادف ضر وعندك ما يسعه‬
‫ويصرف عنه بؤسه قال أستغفر ال منك وأستعينه عليك قد أمرت لك بغناك فليت إسراعنا‬
‫إليك يقوم بإبطائنا عنك‬
‫أعراب يتدي عمر بن عبد العزيز وأتى أعراب عمر بن عبد العزيز فقال رجل من‬
‫أهل البادية ساقته إليك الاجة وبلغت به الغاية وال سائلك عن مقامي غدا فقال عمر وال ما‬
‫سعت كلمة أبلغ من قائل ول أوعظ لقول له منها خطبة أعراب بي يدى هشام بن عبد اللك‬
‫وكانت العراب تنتجع هشام بن عبد اللك بالطب كل عام فتقدم إليهم الاجب يأمرهم‬
‫يالياز فقام أعراب فحمد ال وأثن عليه ث قال يا أمي الؤمني إن ال تبارك وتعال جعل‬
‫العطاء مبة والنع مبغضة فلن نبك خي من أن نبغضك فأعطاه وأجزل له مقام أعراب بي‬
‫يدي هشام وقام أعراب بي يدي هشام فقال يا أمي الؤمني أتت على الناس ثلث سني أما‬
‫الول فلحت اللحم وأما الثانية فأكلت الشحم وأما الثالثة فهاضت العظم وعندكم فضول‬
‫أموال فإن كانت ل فاقسموها بي عباده وإن كانت لم ففيم تظر عنهم وإن كانت لكم‬
‫فتصدقوا عليهم با إن ال يزى التصدقي قال هشام هل من حاجة غي هذه يا أعراب قال ما‬
‫ضربت إليك أكباد البل أدرع الجي وأخوض الدجى لاص دون عام فأمر هشام بال فقسم‬
‫بي الناس وأمر‬
‫للعراب بال فقال أكل السلمي له مثل هذا قالوا ل ول يقوم بذلك بيت مال‬
‫السلمي قال فل حاجة ل فيما يبعث لئمة الناس على أمي الؤمني أعراب يستجدي عبيد ال‬
‫بن زياد وقال العتب وقف أعراب بباب عبيد ال بن زياد فقال يأهل الغضارة حقب السحاب‬

‫‪625‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫وانقشع الرباب واستأسدت الذئاب وردم الثمد وقل الفد ومات الولد وكنت كثي العفاة‬
‫صخب السقاة عظيم الدلة لتصال الزمان وغفل الدثان حي حلل وعدد ومال فتفرقتا أيدي‬
‫سبا بي فقد البناء والباء وكنت حسن الشارة خصيب الدارة سليم الارة وكان ملي حي‬
‫وقومي أسي وعزى جدا‬
‫قضى ال ول رجعان لا قضى بسواف الال وشتات الرجال وتغي الال فأعينوا من‬
‫شخصه شاهده ولسانه وافده وفقره سائقه وقائده أعرابية تستجدى عبد ال بن أب بكرة‬
‫ودخلت أعرابية على عبد ال بن أب بكرة بالبصرة فوقفت بي السماطي فقالت أصلح ال‬
‫المي وأمتنع به حدرتنا إليك سنة اشتد بلؤها وانكشف غطاؤها أقود صبية صغارا وآخرين‬
‫كبارا ف بلدة شاسعة تفضنا خافضة وترفعنا رافعة للمات من الدهر برين عظمى وأذهب‬
‫لمي وتركنن والة أدور بالضيض وقد ضاق ب البلد العريض فسألت ف أحياء العرب من‬
‫الكاملة فضائله العطي سائله الكفىنائله فدللت عليك أصلحك ال تعال وأنا امرأة من هوازن‬
‫قد مات الوالد وغاب الرافد وأنت بعد ال غياثى ومنتهى أملي فافعل ب إحدى ثلث خصال‬
‫إما أن تردن إل بلدي أو تسن صفدي أو تقيم أودي فقال بل أجعهن لك فلم يزل يرى‬
‫عليها كما يرى على عياله حت ماتت وروى صاحب العقد قال قال الصمعي وقفت أعرابية‬
‫على عبد الرحن بن أب بكر الصديق رضى ال تعال عنهما فقالت إن أتيت من أرض شاسعة‬
‫تفضن خافضة وترفعن رافعة ف بوادي‬
‫برين لمي وهضن عظمي وتركنن والة قد ضاق ب البلد بعد الهل والولد وكثرة‬
‫من العدد ل قرابة تؤوين ول عشية تمين فسألت أحياء العرب من الرتي سيبه الأمون عيبه‬
‫الكثي نائله الكفي سائله فدللت عليك وأنا امرأة من هوازن فقدت الولد والوالد فاصنع ف‬
‫أمري واحدة من ثلث إما أن تسن صفدي وإما أن تقيم أودي وإما أن تردن إل بلدي قال‬
‫بل أجعهن لك ففعل ذلك با أعراب يستجدي خالد بن عبد ال القسري ودخل أعراب على‬
‫خالد بن عبد ال القسري فقال أصلح ال المي شيخ كبي حدته إليك بارية العظام ومؤرثة‬

‫‪626‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫السقام ومطولة العوام فذهبت أمواله وذعذعت آباله وتغيت أحواله فإن رأي المي أن يبه‬
‫بفضله وينعشه بسجله ويرده إل أهله فقال كل ذلك وأمر له بعشرة الف درهم أعراب‬
‫يستجدي معن بن زائدة وقدم أعراب من بن كنانة على معن بن زائدة وهو باليمن فقال إن‬
‫وال ما أعرف سببا بعد السلم والرحم أقوي من رحلة مثلي من أهل السن والسب إليك‬
‫من بلده بل سبب ول وسيلة إل دعاءك إل الكارم ورغبتك ف العروف فإن رأيت أن تضعن‬
‫من نفسك بيث وضعت نفسي من رجائك فافعل فوصله وأحسن إليه‬
‫خطبة العراب السائل ف السجد الرام عن أب زيد قال بينا أنا ف السجد الرام‬
‫إذ وقف علينا أعراب فقال يا مسلمون إن المد ل والصلة على نبيه إن امرؤ من أهل هذا‬
‫اللطاط الشرقى الواصى أسياف تامة عكفت على سنون مش فاجتبت الذري وهشمت‬
‫العري وجشت النجم وأعجت البهم وهت الشحم والتحبت اللحم وأحجنت العظم‬
‫وغادرت التراب مورا والاء غورا والناس أوزاعا والنبط قعاعا والضهل جزاعا والقام جعجاعا‬
‫يصبحنا الاوي ويطرقنا العاوي فخرجت ل أتلفع بوصيدة ول أتفوت هبيدة فالبخصات وقعة‬
‫والركبات زلعة والطراف قفعة والسم مسلهم والنظر مدرهم أعشو فأغطش وأضحي‬
‫فأخفش أسهل ظالعا وأحزن راكعا فهل من آمر‬
‫بي أو داع بي وقاكم ال سطوة القادر وملكة الكاهر وسوء الوارد وفضوح‬
‫الصادر قال فأعطيته دينارا وكتبت كلمه واستفسرته ما ل أعرفه خطبة العراب السائل ف‬
‫السجد الامع بالبصرة وروى الاحظ قال قال أبو السن سعت أعرابيا ف السجد الامع‬
‫بالبصرة بعد العصر سنة ثلث وخسي ومائة وهو يقول أما بعد فإنا أبناء سبيل وأنضاء طريق‬
‫وفل سنة تصدقوا علينا فإنه ل قليل من الجر ول غن عن ال ول عمل بعد الوت أما وال إنا‬
‫لنقوم هذا القام وف الصدر حزازة وف القلب غصة صورة أخرى وروى أبو علي القال هذه‬
‫الطبة بصورة أخرى وهاكها عن يونس قال وقف أعراب ف السجد الامع ف البصرة فقال‬
‫قل النيل ونقص الكيل وعجفت اليل وال ما أصبحنا ننفخ ف وضح وما لنا ف الديوان وشة‬

‫‪627‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫وإنا لعيال جربة فهل من معي أعانه ال يعي ابن سبيل ونضو طريق وفل سنة فل قليل من‬
‫الجر ول غن عن ال ول عمل بعد الوت‬
‫صورة أخرى ورواها صاحب العقد فقال وقف أعراب على حلقة يونس فقال‬
‫المد ل وأعوذ بال أن ذكر به وأنساه إنا أناس قدمنا الدينة ثلثون رجل ل ندفن ميتا ول‬
‫نتحول من منل وإن كرهناه فرحم ال عبدا تصدق على ابن سبيل ونضو طريق وفل سنة فإنه‬
‫ل قليل من الجر ول غن عن ال ول عمل بعد الوت يقول ال عز وجل من ذا الذي يقرض‬
‫ال قرضا حسنا إن ال ل يستقرض من عوز ولكن ليبلو خيار عباده أعراب يستجدي وقال‬
‫الدائن سعت أعرابيا يسأل وهو يقول رحم ال امرأ ل تج أذناه كلمي وقدم لنفسه معاذه من‬
‫سوء مقامي فإن البلد مدبة والدار مضيعة والال سيئة والياء زاجر ينهي عن كلمكم‬
‫والعدم عاذر يملن على إخباركم والدعاء إحدي الصدقتي فرحم ال امرأ أمر بي أو دعا بي‬
‫فقال له بعض القوم من الرجل فقال من ل تنفعكم معرفته ول تضركم جهالته ذل الكتساب‬
‫ينع من عز النتساب أعراب يستجدي وقال الصمعي أصابت العراب أعوام جدبة وشدة‬
‫وجهد فدخلت طائفة منهم البصرة وبي يديهم أعراب وهو يقول أيها الناس إخوانكم ف الدين‬
‫وشركاؤكم ف السلم عابرو سبيل‬
‫وأفلل بؤس وصرعى جدب تتابعت علينا سنون ثلثة غبت النعم وأهلكت النعم‬
‫فأكلنا مابقى من جلودها فوق عظامها فلم نزل نعلل بذلك أنفسنا ونن بالغيث قلوبنا حت‬
‫عاد منا عظاما وعاد إشراقنا ظلما وأقبلنا إليكم يصرعنا الوعر ويكننا السهل وهذه آثار‬
‫مصائبنا لئحة ف ساتنا فرحم ال متصدقا من كثي ومواسيا من قليل فلقد عظمت الاجة‬
‫وكسف البال وبلغ الجهود وال يزى التصدقي أعراب يستجدي وقال الصمعي كنت ف‬
‫حلقة بالبصرة إذ وقف علينا أعراب سائل فقال أيها الناس إن الفقر يهتك الجاب ويبز‬
‫الكعاب وقد حلتنا سنو الصائب ونكبات الدهور على مركبها الوعر فواسوا أبا أيتام ونضو‬
‫زمان وطريد فاقة وطريح هلكة رحكم ال أعراب يستجدى وقال الصمعي وقف أعراب علينا‬

‫‪628‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫فقال يا قوم تتابعت علينا سنون بتغي وانتقاص فما تركت لنا هبعا ول ربعا ول عافطة ول‬
‫نافطة ول ثاغية ول راغبة فأماتت الزرع وقتلت الضرع وعندكم من مال ال فضل نعمة‬
‫فأعينون من عطية ما آتاكم ال وارحوا أبا أيتام ونضو زمان فلقد خلفت أقواما يرضون ول‬
‫يكفنون ميتهم ول ينتقلون من منل وإن كرهوه ولقد مشيت حت انتعلت الدماء وجعت حت‬
‫أكلت الثرى‬
‫أعرابية تستجدي وقال الصمعي وقفت أعرابية فقالت يا قوم سنة جردت وأيد‬
‫جدت وحال جهدت فهل من فاعل لي وآمر بي رحم ال من رحم فأقرض من ل يظلم‬
‫أعراب يستجدي ووقف أعراب بقوم فقال أشكو إليكم أيها الل زمانا كلح ف وجهه وأناخ‬
‫على بكلكله بعد نعمة من الال وثروة من الآل وغبطة من الال اعتورتن جدائده بنبل مصائبه‬
‫عن قسى نوائبه فما تركا ل ثاغيه اجتدي ضرعها ول راغية أرتي نفعها فهل فيكم من معي‬
‫على صرفه أو معد على حتفه فرد القوم عليه ول ينيلوه شيئا فأنشأ يقول قد ضاع من يأكل‬
‫من أمثالكم جودا وليس الود من فعالكم ل بارك ال لكم ف مالكم ول أزاح السوء عن‬
‫عيالكم فالفقر خي من صلح حالكم أعراب يستجدي وسع عدي بن حات رجل من‬
‫العراب وهو يقول يا قوم تصدقوا على شيخ معيل وعابر سبيل شهد له ظاهره وسع شكواه‬
‫خالقه بدنه مطلوب وثوبه مسلوب فقال له من أنت قال رجل من بن سعد ف دية‬
‫لزمتن قال فكم هى قال مائة بعي قال دونكما ف بطن الوادي أعراب يستجدي ووقف أعراب‬
‫على قوم فقال إنا رحكم ال أبناء سبيل وأنضاء طريق وقاسية رحم ال امرأ أعطي من سعة‬
‫وواسي من كفاف فأعطاه رجل درها فقال آجرك ال من غي أن يبتليك أعراب يستجدي‬
‫ووقف أعراب بقوم فقال يا قوم تتابعت علينا سنون جاد شداد ل يكن للسماء فيها رجع ول‬
‫للرض فيها صدع فنضب العد ونشف الوشل وأمل الصب وكلح الدب وشف الال‬
‫وكسف البال وشظف العاش وذهب الرياش وطرحتن اليام إليكم غريب الدار فأت الحل‬
‫ليس ل مال أرجع إليه ول عشية ألق با فرحم ال امرأ رحم اغتراب وجعل العروف جواب‬

‫‪629‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫أعرابية تستجدي وخرج الهدى يطوف بعد هدأة من الليل فسمع أعرابية من‬
‫جانب السجد وهي تقول قوم متظلمون نبت عنهم العيون وفدحتهم الديون وعضتهم السنون‬
‫بادت رجالم وذهبت أموالم وكثر عيالم أبناء سبيل وأنضاء طريق وصية ال ووصية ال‬
‫ورسوله فهل من امرىء يي كله ال ف سفره وخلفه ف أهله فأمر نصيا الادم فدفع إليها‬
‫خسمائة درهم أعراب يستجدي ووقف أعراب ف شهر رمضان على قوم فقال يا قوم لقد‬
‫ختمت هذه الفريضة على أفواهنا من صبح أمس ومعي بنتان ل وال ما علمتهما تللتا بلل‬
‫فهل رجل كري يرحم اليوم مقامنا ويرد حشاشتنا منعه ال أن يقوم مقامه فإنه مقام ذل وعار‬
‫وصغار فافترق القوم ول يعطوه شيئا فالتفت إليهم حت تأملهم جيعا ث قال أشد وال على من‬
‫سوء حال وفاقت توهي فيكم الواساة انتعلوا الطريق لصحبكم ال‬
‫أعراب يستجدي وقام أعراب ليسأل فقال أين الوجوه الصباح والعقول الصحاح‬
‫واللسن الفصاح والنساب الصراح والكارم الرياح والصدور الفساح تعيذن من مقامي هذا‬
‫أعراب يستجدي ودعا أعراب ف طريق مكة فقال هل من عائد بفضل أو مواس من كفاف‬
‫فأمسك عنه فقال اللهم ل تكلنا إل أنفسنا فنعجز ول إل الناس فنضيع أعراب يستجدي وقف‬
‫أعراب فسأل قوما فقالوا له عليك بالصيارفة قال هناك وال قرارة اللؤم أعراب يستجدي وسأل‬
‫أعراب ناسا فقال جعل ال حظكم ف الي ول جعل حظ السائل منكم عذرة صادقة أعراب‬
‫يستجدي وسأل أعراب فقال له صب من جوف الدار بورك فيك فقال قبح ال هذا الفم لقد‬
‫تعلم الشر صغيا‬
‫أعراب يستجدي ووقف أعراب على قوم فمنعوه فقال اللهم اشغلنا بذكرك وأعذنا‬
‫من سخطك وأولنا إل عفوك فقد ضن خلقك برزقك فل تشغلنا با عندهم عن طلب ما‬
‫عندك وآتنا من الدنيا القنعان وإن كان كثيها يسخطك فل خي فيما يسخطك أعراب‬
‫يستجدي وقال أبو السن وقف علينا أعراب فقال أخ ف كتاب ال وجار ف بلد ال وطالب‬
‫خي من رزق ال فهل فيكم من مواس ف ال وسأل أعراب رجل فاعتل عليه فقال إن كنت‬

‫‪630‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫كاذبا فجعلك ال صادقا أعراب يسأل رجل حاجة له أتى أعراب رجل ل تكن بينه وبينه حرمة‬
‫ف حاجة له فقال إن امتطيت إليك الرجاء وسرت على المل ووفدت بالشكر وتوسلت‬
‫بسن الظن فحقق المل وأحسن الثوبة وأكرم القصد وأت الود وعجل الراد‬
‫قولم ف بكاء الوت أعرابية تبكي ابنها وحجت أعرابية ومعها ابن لا فأصيبت به‬
‫فلما دفن قامت على قبه وهي وجعة فقالت وال يا بن لقد غذوتك رضيعا وفقدتك سريعا‬
‫وكأنه ل يكن بي الالي مدة ألتذ بعيشك فيها فأصبحت بعد النضارة والغضارة ورونق الياة‬
‫والتنسم ف طيب روائحها تت أطباق الثرى جسدا هامدا ورفاتا سحيقا وصعيدا جرزا أى بن‬
‫لقد سحبت الدنيا عليك أذيال الفنا وأسكنتك دارالبلي ورمتن بعدك نكبة الردي أي بن لقد‬
‫أسفر ل عن وجه الدنيا صباح داج ظلمه ث قالت أي رب ومنك العدل ومن خلقك الور‬
‫وهبته ل قرة عي فلم تتعن به كثيا بل سلبتنيه وشيكا ث أمرتن بالصب ووعدتن عليه الجر‬
‫فصدقت وعدك ورضيت قضاءك فرحم ال من ترحم على من استودعته الردم ووسدته الثري‬
‫اللهم ارحم غربته وأنس وحشته واستر عورته يوم تنكشف النات والسوءات‬
‫فلما أرادت الرجوع إل أهلها وقفت على قبه فقالت أى بن إن قد تزودت‬
‫لسفرى فليت شعرى ما زادك لبعد طريقك ويوم معادك اللهم إن أسألك له الرضا برضاي عنه‬
‫ث قالت استودعتك من استودعنيك ف أحشائي جنينا واثكل الوالدات ما أمض حرارة قلوبن‬
‫وأقلق مضاجعهن وأطول ليلهن وأقصر نارهن وأقل أنسهن وأشد وحشتهن وأبعدهن من‬
‫السرور وأقربن من الحزان فلم تزل تقول هذا ونوه حت أبكت كل من سعها وحدت ال‬
‫عز وجل واسترجعت وصلت ركعات عند قبه وانطلقت حديث امرأة سكنت البادية قريبا من‬
‫قبور أهلها وروى أبو علي القال عن عبد الرحن عن عمه قال دفعت يوما ف تلمسى بالبادية‬
‫إل واد خلء ل أنيس به إل بيت معتن بفنائه أعن وقد ظمئت فيممته فسلمت فإذا عجوز قد‬
‫برزت كأنا نعامة راخم فقلت هل من ماء فقالت أو لب فقلت ما كانت بغيت إل الاء فإذا‬
‫يسر ال اللب فإن إليه فقي فقامت إل قعب فأفرغت فيه ماء ونظفت غسله ث جاءت إل‬

‫‪631‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫العن فتغيتن حت احتلبت قراب ملء القعب ث أفرغت عليه ماء حت رغا وطفت ثالته كأنا‬
‫غمامة بيضاء ث ناولتن إياه فشربت حت تببت ريا واطمأننت فقلت‬
‫إن أراك معتنة ف هذا الوادي الوحش واللة منك قريب فلو انضممت إل جنابم‬
‫فأنست بم فقالت يابن أخي إن لتس بالوحشة وأستريح إل الوحدة ويطمئن قلب إل هذا‬
‫الوادى الوحش فأتذكر من عهدت فكأن أخاطب أعيانم وأتراءى أشباحهم وتتخيل ل أندية‬
‫رجالم وملعب ولدانم ومندي أموالم وال يابن أخي لقد رأيت هذا الوادي بشع اللديدين‬
‫بأهل أدواح وقباب ونعم كالضاب وخيل كالذئاب وفتيان كالرماح يبارون الرياح ويمون‬
‫الصباح فأحال عليهم اللء قما بغرفة فأصبحت الثار دارسة والحال طامسة وكذلك سية‬
‫الدهر فيمن وثق به ث قالت ارم بعينك ف هذا الل التباطن فنظرت فإذا قبور نو أربعي أو‬
‫خسي فقالت أل ترى تلك الجداث قلت نعم قالت ما انطوت إل على أخ أو ابن أخ أو عم‬
‫أو ابن عم فأصبحوا قد ألأت عليهم الرض وأنا أترقب ما غالم انصرف راشدا رحك ال‬
‫حديث امرأة مات ابنها بي يديها عن عبد الرحن عن عمه قال دخلت على امرأة من العرب‬
‫بأعلى الرض ف خباء لا وبي يديها بن لا قد نزل به الوت فقامت إليه فأغمضته وعصبته‬
‫وسجته ث قالت‬
‫يابن أخي قلت ما تشائي قالت ما أحق من ألبس النعمة وأطيلت له النظرة أن ل‬
‫يدع التوثق من نفسه قبل حل عقدته واللول بعقوته والحالة بينه وبي نفسه قال وما يقطر‬
‫من عينها قطرة صبا واحتسابا ث نظرت إليه فقالت وال ما كان مالك لبطنك ول أمرك‬
‫لعرسك ث أنشدت تقول رحيب الذراع بالت ل تشينه وإن كانت الفحشاء ضاق با ذرعا‬
‫قولم ف الشكوى أعراب يشكو حاله عن عبد الرحن عن عمه قال قدم علينا البصرة رجل من‬
‫أهل البادية شيخ كبي فقصدته فوجدته يضب ليته فقال ما حاجتك فقلت بلغن ما خصك‬
‫ال به فجئتك أقتبس من علمك فقال أتيتن وأنا أخضب وإن الضاب لن علمات الكب‬
‫وطال وال ما غدوت على صيد الوحوش ومشيت أمام اليوش واختلت بالرداء وهؤت‬

‫‪632‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫بالنساء وقريت الضيف وأرويت السيف وشربت الراح ونادمت الحجاح فاليوم قد حنان‬
‫الكب وضعف من البصر وجاء بعد الصفو الكدر ث قبض على ليته وأنشأ يقول شيب تغيبه‬
‫كيما تغر به كبيعك الثوب مطويا على حرق قد كنت كالغصن ترتاح الرياح له فصرت عودا‬
‫بل ماء ول ورق‬
‫صبا على الدهر إن الدهر ذو غي وأهله منه بي الصفو والرنق كلمات شت ف‬
‫الشكوى قيل لعرابية أصيبت بابنها ما أحسن عزاءك قالت إن فقدي إياه أمنن كل فقد سواه‬
‫وإن مصيبت به هونت على الصائب بعده ث انشأت تقول من شاء بعدك فليمت فعليك كنت‬
‫أحاذر ليت النازل والديار حفائر ومقابر وقيل لعراب كيف حزنك على ولدك قال ما ترك‬
‫هم الغداء والعشاء ل حزنا وقيل لعراب ما أنل جسمك قال سوء الغذاء وجدوبة الرعى‬
‫واختلف الموم ف صدري ث أنشأ يقول الم مال تضه لسبيله داء تضمنه الضلوع عظيم‬
‫ولربا استيأست ث أقول ل إن الذى ضمن النجاح كري وقيل لعراب قد أخذ به السن كيف‬
‫أصبحت قال أصبحت تقيدن الشعرة وأعثر ف البعرة قد أقام الدهر صعري بعد أن أقمت‬
‫صعره‬
‫وقال أعراب لقد كنت أنكر البيضاء فصرت أنكر السوداء فيا خي مبدول ويا شر‬
‫بدل وذكر أعراب منل باد أهله فقال منل وال رحلت عنه ربات الدور وأقامت فيه رواحل‬
‫القدور وقد اكتسى بالنبات كأنا ألبس اللل وكان أهله يعفون فيه اثار الرياح وأصبحت‬
‫الريح تعفو آثارهم فالعهد قريب واللتقى بعيد وذكر أعراب قوما تغيت أحوالم فقال أعي‬
‫وال كحلت بالعبة بعد البة وأنفس لبست الزن بعد السرور وذكر أعراب قوما تغيت‬
‫حالم فقال كانوا وال ف عيش رقيق الواشى فطواه الدهر بعد سعة حت لبسوا أيديهم من‬
‫القر ول أر صاحبا أغر من الدنيا ول ظالا أغشم من الوت ومن عصف عليه الليل والنهار‬
‫أردياه ومن وكل به الوت أفناه ووقف أعراب على دار قد باد أهلها فقال دار وال معتصرة‬
‫للدموع حطت با السحاب أثقالا وجرت با الرياح أذيالا‬

‫‪633‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫وذكر أعراب رجل تغيت حاله فقال طويت صحيفته وذهب رزقه فالبلء مسرع‬
‫إليه والعيش عنه قابض كفيه وذكر أعراب رجل ضاق عيشه سعة فقال كان وال ف ظل عيش‬
‫مدود فقدحت عليه من الدهر زند غي كابية وذكر أعراب مصيبة نالته فقال مصيبة وال‬
‫تركت سود الرءوس بيضا وبيض الوجوه سودا وهونت الصائب بعدها وذكر أعراب قطيعة‬
‫بعض إخوانه فقال صفرت عياب الود بين وبينه بعد امتلئها وأقفرت وجوه كانت بائها فأدبر‬
‫ما كان مقبل وأقبل ما كان مدبرا وقيل لعراب ما أذهب شبابك قال من طال أمده وكثر‬
‫ولده ودف عدده وذهب جلده ذهب شبابه وسئل أعراب عن سفر أكدي فيه فقال ما غنمنا‬
‫إل ما قصرنا ف صلتنا فأما ما أكلته الواجر ولقيته منا الباعر فأمر استخففناه لا أملناه‬
‫وقالت امرأة من العراب أصبحنا ما يرقد لنا فرس وما ينام لنا حرس وقال أعراب‬
‫مضي لنا سلف أهل تواصل اعتقدوا مننا واتذوا اليادى ذخية لن بعدهم يرون اصطناع‬
‫العروف عليهم فرضا لزما وإظهار الب واجبا ث جاء الزمان ببني اتذوا منهم بضاعة وبرهم‬
‫مرابة وأياديهم تارة واصطناع العروف مقارضة كنقد خذ من وهات وقيل لعراب ف‬
‫مرضه ما تشتكى قال تام العدة وانقضاء الدة ونظر أعراب إل رجل يشكو ما هو فيه من‬
‫الضيق والضر فقال يا هذا أتشكو من يرحك إل من ل يرحك ووصف أعراب الدنيا فقال‬
‫هي رنقة الشارب جة الصائب ل تتعك الدهر بصاحب وقال أعراب حسبك من فساد الدنيا‬
‫أنك ترى أسنمة توضع وأخفافا ترفع والي يطلب عند غي أهله والفقي قد حل غي مله‬
‫وقيل لعراب كيف ابنك وكان به عاقا قال عذاب ل يقاومه الصب وفائدة ل يب‬
‫فيها الشكر فليتن قد استودعته القب عن الصمعي قال قيل لعراب قدم الضرة ما أقدمك قال‬
‫الي الذى يغطى العي وأصيب أعراب بابن له فقال وقد قيل له اصب أعلي ال أتلد أم ف‬
‫مصيبت أتبلد وال للجزع من أمره أحب إل الن من الصب لن الزع استكانة والصب قساوة‬
‫ولئن ل أجزع من النقص ل أفرح بالزيد وقيل لعراب ل ل تضرب ف الرض فقال ينعن من‬
‫ذلك طفل بارك ولص سانك ث إن لست بعد ذلك واثقا بنجح طلبت ول معتقدا قضاء‬

‫‪634‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫حاجت ول راجيا عطف قرابت لن أقدم على قوم أطغاهم الشيطان واستمالم السلطان‬
‫وساعدهم الزمان وأسكرهم حداثة السنان وقال بعض العراب نالنا وسى وخلفه ول‬
‫فالرض كأنا وشى‬
‫عبقري ث أتتنا غيوم جراد بناجل حواد فخربت البلد وأهلكت العباد فسبحان من‬
‫يهلك القوى الكول بالضعيف الأكول قولم ف العتاب والعتذار عاتب أعراب أباه فقال يا‬
‫أبت إن عظيم حقك على ل يذهب صغي حقي عليك والذى تت به إل أمت مثله إليك‬
‫ولست أزعم أنا سواء ولكن أقول ل يل لك العتداء وقال أعراب لصديق استبطأه فلمه‬
‫كانت ب إليك زلة ينعن من ذكرها ما أملت من تاوزك عنها وليس أعتذر إليك منها إل‬
‫بالقلع عنها وقال اخر لبن عم له وال ما أعرف تقصيا فأقلع ول ذنبا فأعتب ولست أقول‬
‫إنك كذبت ول إنن أذنبت وقال اخر لبن عم له سأتطى ذنبك إل عذرك وإن كنت من‬
‫أحدها على يقي ومن الخر على شك ولكن ليتم العروف من إليك وتقوم الجة ل عليك‬
‫وعذلت أعرابية أباها ف الود وإتلف ماله فقالت حبس الال أنفع للعيال من بذل الوجه ف‬
‫السؤال فقد قل النوال وكثر البخال وقد أتلفت‬
‫الطارف والتلد وبقيت تطلب ما ف أيدي العباد ومن ل يفظ ما ينفعه أو شك أن‬
‫يسعي فيما يضره قولم ف الدح دخل أعراب على بعض اللوك فقال رأيتن فيما أتعاطي من‬
‫مدحك كالخب عن ضوء النهار الباهر والقمر الزاهر الذى ل يفي على الناظر وأيقنت أن‬
‫حيث انتهي ب القول منسوب إل العجز مقصر عن الغاية فانصرفت عن الثناء عليك إل‬
‫الدعاء لك ووكلت الخبار عنك إل علم الناس بك وأثن أعراب على رجل فقال إن خيك‬
‫لسريح وإن منعك لريح وإن رفدك لربيح عن عبد الرحن عن عمه قال سعت أعرابيا من بن‬
‫كلب يذكر رجل فقال كان وال الفهم منه ذا أذني والواب ذا لساني ل أر أحدا كان‬
‫أرتق للل رأي منه ول أبعد مسافة روية ومراد طرف إنا يرمي بمته حيث أشار إليه الكرم‬
‫وما زال وال يتحسى مرارة أخلق الخوان ويسقيهم عذوبة أخلقه وقال سعت أعرابيا ذكر‬

‫‪635‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫رجل فقال كان وال للخاء وصول وللمال بذول وكان الوفاء بما عليه كفيل ومن فاضله‬
‫كان مفضول‬
‫ووصف أعراب رجل فقال ذاك وال من ينفع سلمه ويتواصف حلمه ول بستمرآ‬
‫ظلمه إن قال فعل وإن ول عدل وذكر أعراب قوما فقال أدبتهم الكمة وأحكمتهم التجارب‬
‫ول تغررهم السلمة النطوية على اللكة وجانبوا التسويف الذى به قطع الناس مسافة آجالم‬
‫فذلت ألسنتهم بالوعد وانبسطت أيديهم بالناز فأحسنوا القال وشفعوه بالفعال عن عبد‬
‫الرحن عن عمه قال وصفت أعرابية زوجها بكارم الخلق عند أمها فقالت يا أمه من نشر‬
‫ثوب الثناء فقد أدي واجب الزاء وف كتمان الشكر جحود لا وجب من الق ودخول ف‬
‫كفر النعم فقالت لا أمها أي بنية أطبت الثناء وقمت بالزاء ول تدعي للذم موضعا إن‬
‫وجدت من عقل ل يعجل بذم ول ثناء إل بعد اختبار فقالت يا أمه ما مدحت حت اختبت‬
‫ول وصفت حت عرفت ووصف بعض العراب أميا فقال إذا أوعد أخر وإذا وعد عجل‬
‫وعيده عفو ووعده إباز ونعت أعراب رجل فقال كأن اللسن والقلوب ريضت له فما تنعقد‬
‫إل على وده ول تنطق إل بمده‬
‫وذكر رجل عند أعراب فوقع فيه قوم فقال أما وال إنه لكلكم للمأدوم وأعطاكم‬
‫للمغروم وأكسبكم للمعدوم وأعطفكم على الحروم وأعطى رجل أعرابيا فأكثر له فقال له‬
‫العراب إن كنت جاوزت قدري عند نفسي فقد بلغت أملي فيك ومدح أعراب رجل فقال‬
‫كان وال يعن ف طلب الكارم غي ضال ف معارج طرقها ول متشاغل عنها بغيها ودخل‬
‫أعراب على رجل من الولة فقال أصلح ال المي اجعلن زماما من أزمتك يربا العداء فإن‬
‫مسعر حرب وركاب نب شديد على العداء لي على الصدقاء منطوي الصيلة قليل الثميلة‬
‫غرار النوم قد غذتن الرب بأفاويقها وحلبت الدهر أشطره ول تنعك من الدمامه فإن من‬
‫تتها شهامة‬

‫‪636‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫ومدح أعراب رجل فقال ذاك وال فسيح الدب مستحكم السبب من أي أقطاره‬
‫أتيته تثن عليه بكرم فعال وحسن مقال ومدح أعراب رجل فقال كان وال يغسل من العار‬
‫وجوها مسودة ويفتح من الرأى عيونا منسدة وذكر أعراب قوما عبادا فقال تركوا وال النعيم‬
‫ليتنعموا لم عبات متدافقة وزفرات متتابعة ل تراهم إل ف وجه وجيه عند ال وذكر أعراب‬
‫قوما فقال ما رأيت أسرع إل داع بليل على فرس حسيب وجل نيب ث ل ينتظر الول‬
‫السابق الخر اللحق وذكر أعراب قوما فقال جعلوا أموالم مناديل أعراضهم فالي بم زائد‬
‫والعروف لم شاهد يعطونا بطيبة أنفسهم إذا طلبت إليهم ويباشرون العروف بإشراق الوجوه‬
‫إذا بغى لديهم وذكر أعراب قوما فقال وال ما أنالوا شيئا بأطراف أناملهم إل وطئناه بأخاص‬
‫أقدامنا وإن أقصي ههم لدن فعالنا‬
‫وذكر أعراب أميا فقال إذا ول ل يطابق بي جفونه وأرسل العيون على عيونه فهو‬
‫غائب عنهم شاهد معهم فالحسن راج والسىء خائف وذكر أعراب رجل بباعة النطق فقال‬
‫كان وال بارع النطق جزل اللفاظ عرب اللسان فصيح البيان رقيق حواشى الكلم بليل الريق‬
‫قليل الركات ساكن الشارات وذكر أعراب رجل فقال رأيت له حلما وأناة يدثك الديث‬
‫على مقاطعه وينشد الشعر على مدارجه فل تسمع له لنا ول إحالة وذكر أعراب قوما فقال‬
‫الت سيوفهم أل تقضى دينا عليهم ول تضيع حقا لم فما أخذ منهم مردود إليهم وما أخذوا‬
‫متروك لم ومدح أعراب رجل فقال ما رأيت عينا قط أخرق لظلمة الليل من عينه ولظة أشبه‬
‫بلهيب النار من لظته له هزة كهزة السيف إذا طرب وجرأة كجرأة الليث إذا غضب ومدح‬
‫أعراب رجل فقال كانت ظلمة ليله كضوء ناره امرا بارتياد وناهيا عن فساد لبيب السوء غي‬
‫منقاد‬
‫وذكر أعراب رجل فقال اشترى وال عرضه من الذي فلو كانت الدنيا له فأنفقها‬
‫لرأي بعدها عليه حقوقا وكان منهاجا للمور الشكلة إذا تناجز الناس باللئمة وذكر أعراب‬
‫رجل فقال يفوق الكلمة على العن فتمرق مروق السهم من الرمية فما أصاب قتل وما أخطأ‬

‫‪637‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫أشوى وما غطغط له سهم منذ ترك لسانه ف فيه وذكر أعراب أخاه فقال كان وال ركوبا‬
‫للهوال غي ألوف للحجال إذا أرعد لقوم من غي قر يهي نفسا كرية على قومها غي مبقية‬
‫لغد ما ف يومها ومدح أعراب رجل فقال كان وال من شجر ل يلف ثره ومن بر ل ياف‬
‫كدره وذكر أعراب رجل فقال ذاك وال فت رماه ال بالي ناشئا فأحسن لبسه وزين به نفسه‬
‫ومدح أعراب رجل فقال يصم أذنيه عن استماع النا ويرس لسانه عن التكلم به‬
‫فهو الاء الشريب والصقع الطيب وذكر أعراب رجل فقال ذاك رجل سبق إل معروفه قبل‬
‫طلب إليه فالعرض وافر والوجه بائه وما أستقل بنعمة إل أقفلن بأخري وذكر أعراب رجل‬
‫فقال ذاك رضيع الود والفطوم به عقيم عن الفحشاء معتصم بالتقوى إذا حذفت اللسن عن‬
‫الرأى حذف بالصواب كما يذف الرنب فإن طالت الغاية ول يكن من دونا ناية تثل أمام‬
‫القوم سابقا وذكر أعراب رجل فقال إن جليسه لطيب عشرته أطرب من البل على الداء‬
‫وتهل على الغناء وذكر أعراب رجل فقال كان له علم ل يالطه جهل وصدق ل يشوبه‬
‫كذب كأنه الوبل عند الحل وذكر أعراب رجل فقال ما رأيت أعشق للمعروف منه وما‬
‫رأيت النكر أبغض لخذ بغضه له‬
‫وقدم أعراب البادية وقد نال من بن برمك فقيل له كيف رأيتهم قال رأيتهم وقد‬
‫أنست بم النعمة كأنا من ثيابم وذكر أعراب رجل فقال ما زال يبن الجد ويشتري المد‬
‫حت بلغ منه الهد ودخل أعراب على بعض اللوك فقال إن جهل أن يقول الادح بلف ما‬
‫يعرف من المدوح وإن وال ما رأيت أعشق للمكارم ف زمان اللؤم منك وأنشد مال أري‬
‫أبوابم مهجورة وكأن بابك ممع السواق حابوك أم هابوك أم شاموا الندى بيديك فاجتمعوا‬
‫من الفاق إن رأيتك للمكارم عاشقا والكرمات قليلة الشاق وضل أعراب الطريق ليل فلما‬
‫طلع القمر اهتدي فرفع رأسه إليه فقال ما أدري ما أقول أأقول رفعك ال فقد رفعك أم أقول‬
‫نورك ال فقد نورك أم أقول حسنك ال فقد حسنك أم أقول عمرك ال فقد عمرك ولكن‬

‫‪638‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫أقول جعلن ال فداك وذكر أعراب قومه فقال كانوا وال إذا اصطفوا تت القتام خطرت بينهم‬
‫السهام بوفود المام وإذا تصافحوا بالسيوف فغرت النايا أفواهها فرب‬
‫يوم عارم قد أحسنوا أدبه وحرب عبوس قد ضاحكتها أسنتهم وخطب شئز قد‬
‫ذللوا مناكبه ويوم عماس قد كشفوا ظلمته بالصب حت ينجلي إنا كانوا البحر الذي ل ينكش‬
‫غماره ول ينهنه تياره ووصف أعراب رجل فقال هو أطهر من الاء وأرق طباعا من الواء‬
‫وأمضى من السيل وأهدى من النجم ووصف أعراب قومه فقال ليوث حرب وليوث جدب إن‬
‫قاتلوا أبلوا وإن بذلوا أفنوا وقال الصمعي سعت أعرابيا يقول إذا ثبتت الصول ف القلوب‬
‫نطقت اللسنة بالفروع وال يعلم أن قلب لك شاكر ولسان ذاكر ومال أن يظهر الود‬
‫الستقيم من الفؤاد السقيم وسئل أعراب عن قومه فقال يقتلون الفقر عند شدة القر وأرواح‬
‫الشتاء وهبوب الربياء بأسنمة الزور ومترعات القدور تسن وجوههم عند طلب العروف‬
‫وتعبس عند لعان السيوف‬
‫ووصف أعراب قوما فقال لم جود كرام اتسعت أحوالا وبأس ليوث تتبعها أشبالا‬
‫وهم ملوك آنفسحت آمالا وفخر صميم آباد شرفت أحوالا قولم ف الذم وذكر أعراب قوما‬
‫فقال أولئك سلخت أقفاؤهم بالجاء ودبغت وجوههم باللؤم لباسهم ف الدنيا اللمة وزادهم‬
‫إل الخرة الندامة وذكر أعراب قوما فقال لم بيوت تدخل حبوا إل غي نارق ول وسائد‬
‫فصح اللسن برد السائل جعاد الكف عن النائل وقال أعراب لقد صغر فلنا ف عين عظم‬
‫الدنيا ف عينه وكأنا يري السائل إذا أتاه ملك الوت إذا راه وسئل أعراب عن رجل فقال ما‬
‫ظنكم بسكي ل يفيق يتهم الصديق ويعصي الشفيق ليكون ف موضع إل حرمت فيه الصلة‬
‫ولو أفلتت كلمه سوء ل تضر إل إليه ولو نزلت لعنة من السماء ل تقع إل عليه‬
‫وذكر أعراب رجل فقال إن فلنا ليعدى بإثه من تسمى باسه ولئن خيبن فلرب‬
‫باقية قد ضاعت ف طلب رجل كري وذكر أعراب رجل فقال تغدوإليه مراكب الضللة فترجع‬
‫من عنده ببذور الثام معدم ما تب مكثر ما تكره وصاحب السوء قطعة من النار وقال أعراب‬

‫‪639‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫لرجل أنت وال من إذا سأل ألف وإذا سئل سوف وإذا حدث حلف وإذا وعد أخلف تنظر‬
‫نظر حسود وتعرض إعراض حقود وسافر أعراب إل رجل فحرمه فقال لا سئل عن سفره ما‬
‫ربنا ف سفرنا إل ما قصرنا من صلتنا فأما الذي لقينا من الواجر ولقيت منا الباعر فعقوبة‬
‫لنا فيما أفسدنا من حسن ظننا ث أنشأ يقول رجعنا سالي كما خرجنا وما خابت سرية سالينا‬
‫وذكر أعراب رجل فقال كان إذا ران قرب من حاجب حاجبا فأقول له ل تقبح وجهك إل‬
‫قبحه فوال ما أتيتك لطمع راغبا ول لوف راهبا وذم أعراب رجل فقال عبد الفعال حر القال‬
‫عظيم الرواق دنء الخلق الدهر يرفعه ونفسه تضعه وقال أعراب دخلت البصرة فرأيت ثياب‬
‫أحرار على أجساد عبيد إقبال‬
‫حظهم إدبار حظ الكرام شجر أصوله عند فروعه شغلهم عن العروف رغبتهم ف‬
‫النكر وذكر أعراب رجل فقال ذاك سم الجالس أعيا ما يكون عند جلسائه أبلغ ما يكون عند‬
‫نفسه وذكر أعراب رجل فقال ذلك من يداوي عقله من الهل أحوج منه إل من يداوي عقله‬
‫من الرض إنه ل مرض أوجع من قلة عقل وذكر أعراب رجل ل يدرك بثأره فقال كيف يدرك‬
‫بثأره من ف صدره من البلغم حشو مرقعة لو دقت بوجهه الجارة لرضها ولو خل بالكعبة‬
‫لسرقها وذكر أعراب رجل فقال تسهر وال زوجته جوعا إذا سهر الناس شبعا ث ل ياف مع‬
‫ذلك عاجل عار ول اجل نار كالبهيمة أكلت ما جعت ونكحت ما وجدت وسع أعراب‬
‫رجل يزعق فقال ويك إنا يستجاب لؤمن أو مظلوم ولست بواحد منهما وأراك يف عليك‬
‫ثقل الذنوب فيحسن عندك مقابح العيوب‬
‫وذكر أعراب رجل بضعف فقال سيء الروية قليل التقية كثي السعاية ضعيف‬
‫النكاية وذكر أعراب رجل فقال عليه كل يوم من فعله شاهد بفسقه وشهادات الفعال أعدل‬
‫من شهادات الرجال وذكر أعراب رجل بذلة فقال عاش خامل ومات موتورا وقال أعراب‬
‫لرجل شريف البيت دن المة ما أحوجك أن يكون عرضك لن يصونه فتكون فوق ما أنت‬
‫دونه وذكر أعراب رجل فقال إن حدثته يسابقك إل ذلك الديث وإن سكت عنه أخذ ف‬

‫‪640‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫الترهات وذكر أعراب رجل راكبا هواه فقال وال لو أقصد إل ما يهواه من الطرق إل الياه‬
‫أفقره ذلك أو أغناه وقال أعراب ليت فلنا أقالن من حسن ظن به فأختم بصواب إذ بدأت‬
‫بطأ ولكن من ل تكمه التجارب أسرع بالدح إل من يستوجب الذم وبالذم إل من‬
‫يستوجب الدح‬
‫وقال أعراب لرجل هل أنت إل أنت ل تغي ولو كنت من حديد ممي ووضعت‬
‫على عي ل تذب وقال أعراب لخيه قد كنت نيتك أن تدنس عرضك بعرض فلن وأعلمك‬
‫أنه سي الال مهرول العروف من الرزوقي فجأة قصي عمر الغن طويل عمر الفقر وقال‬
‫أعراب ل ترك ال ما ف سلمي ناقة حلتن إليك وللداعي عليها أحق بالدعاء عليه إذ كلفها‬
‫السي إليك وذكر أعراب رجل فقال ل يؤنس جارا ول يؤهل دارا ول يبعث نارا وذكر أعراب‬
‫امرأة قبيحة فقال ترخي ذيلها على عرقوب نعامة وتسدل خارها على وجه كالعالة وقال‬
‫أعراب لمرأة وال إنك لشرفة الذني جاحظة العيني ذات خلق متضائل يعجبك الباطل إن‬
‫شبعت بطرت وإن جعت صخبت وإن رأيت حسنا دفنته وإن رأيت سيئا أذعته تكرمي من‬
‫حقرك وتقرين من أكرمك‬
‫وسأل أعراب رجل فحرمه فقال له أخوه نزلت وال بواد غي مطور وأتيت رجل‬
‫بك غي مسرور فلم تدرك ما سألت ول نلت ما أملت فارتل بندم أو أقم على عدم ودخلت‬
‫أعرابية على حدونة بنت الهدي فلما خرجت سئلت فقالت وال لقد رأيتها فما رأيت طائل‬
‫كأن بطنها قربة كأن ثديها دبة كأن استها رفعة كأن وجهها وجه ديك قد نفش عفريته يقاتل‬
‫ديكا وذم أعراب رجل فقال أفسد اخرته بصلح دنياه ففارق ما أصلح غي راجع إليه وقدم‬
‫على ما أفسد غي منتقل عنه ولو صدق رجل نفسه ما كذبته ولو ألقى زمامه أوطأه راحلته‬
‫قال الصمعي سعت أعرابية تقول لرجل تاصمه وال لو صور الهل لظلم معه النهار ولو‬
‫صور العقل لضاء معه الليل وإنك من أفضلهما لعدم فخف ال واعلم أن من ورائك حكما‬

‫‪641‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫ل يتاج الدعي عنده إل إحضار بينة وقال أعراب يعيب قوما هم أقل الناس ذنوبا إل أعدائهم‬
‫وأكثرهم جرما إل أصدقائهم يصومون عن العروف ويفطرون على الفحشاء‬
‫ووصف أعراب رجل فقال صغي القدر قصي الشب ضيق الصدر لئيم النجر عظيم‬
‫الكب كثي الفخر وذكر أعراب أميا فقال يقضي بالعشوة ويطيل النشوة ويقبل الرشوه وسع‬
‫عمر بن الطاب رضى ال تعال عنه أعرابيا يقول اللهم اغفر لم أوف قال ومن أم أوف قال‬
‫امرأت وإنا لمقاء مرغامة أكول قامة ل تبقي لا حامة غي أنا حسناء فل تفرك وأم غلمان‬
‫فل تترك عن عبد الرحن عن عمه قال سعت امرأة من العرب تاصم زوجها وهي تقول وال‬
‫إن شربك لشتفاف وإن ضجعتك لنعاف وإن شلتك للتفاف وإنك لتشبع ليلة تضاف‬
‫وتنام ليلة تاف فقال لا وال إنك لكرواء الساقي قعواء الفخذين مقاء الرفغي مفاضة‬
‫الكشحي ضيفك جائع وشرك شائع‬
‫عن عبد الرحن عن عمه قال مر أعراب برجل يكن أبا الغمر وكان ضخما جسيما‬
‫وكان بوابا لبعض اللوك فقال أعن الفقي السي فقال ما ألف سائلكم وأكثر جائعكم أراحنا‬
‫ال منكم فقال له العراب لو فرق قوت جسمك ف جسوم عشرة منا لكفانا طعامك ف يوم‬
‫شهرا وإنك لعظيم السرطة شديد الضرطة لو ذرى ببقتك بيدر لكفته ريح الربياء قولم ف‬
‫الغزل سئل أعراب عن امرأة فقال هي أرق من الواء وأطيب من الاء وأحسن من النعماء وأبعد‬
‫من السماء وذكر أعراب امرأة فقال لا جلد من لؤلؤ مع رائحة السك وف كل عضو منها‬
‫شس طالعة وذكر أعراب مرأة فقال كاد الغزال أن يكونا لول ما ت منها وما نقص منه وذكر‬
‫أعراب نسوة خرجن متنهات فقال وجوه كالدناني وأعناق كأعناق اليعافي وأوساط كأوساط‬
‫الزنابي أقبلن إلينا بجول تفق وأوشحة تعلق وكم أسي لن وكم مطلق‬
‫ووصف أعراب امرأة حسناء فقال تبسم عن خش اللثات كأقاحي النبات فالسعيد‬
‫من ذاقه والشقى من راقه وذكر أعراب امرأة فقال هي السقم الذي ل برء منه والبء الذى‬
‫لسقم معه وهي أقرب من الشا وأبعد من السما ووصف أعراب امرأة فقال بيضاء جعدة ل‬

‫‪642‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫يس الثوب منها إل مشاشة كتفيها وحلمة ثدييها ورضفى ركبتيها ورانفت أليتيها وأنشد أبت‬
‫الروادف والثدى لقمصها مس البطون وأن تس ظهورا وإذا الرياح مع العشى تناوحت نبهن‬
‫حاسدة وهجن غيورا وذكر أعراب امرأة فقال تلك شس باهت با الرض شس سائها وليس‬
‫ل شفيع ف اقتضائها وإن نفسي لكتوم لدائها ولكنها تفيض عند امتلئها وقال أعراب ف امرأة‬
‫ودعها للمسي وال ما رأيت دمعة ترقرق من‬
‫عي بإثد على ديباجة خد أحسن من عبة أمطرتا عينها فأعشت با قلب وقال‬
‫أعراب إن ل قلبا مروعا وعينا دموعا فماذا يصنع كل واحد منهما بصاحبه مع أن داءها‬
‫دواؤها وسقمهما شفاؤها وقال أعراب ما أشد جولة الرأي عند الوي وفطام النفس عن‬
‫الصبا ولقد تقطعت كبدي لوم العاذلي للعاشقي قرطة ف اذانم ولو عات الب نيان ف‬
‫أبدانم مع دموع علىالغان كغروب السوان وذكر أعراب امرأة فقال لقد نعمت عي نظرت‬
‫إليها وشقي قلب تفجع عليها ولقد كنت أزورها عند أهلها فيحب ب طرفها ويتجهمن‬
‫لسانا قيل له فما بلغ من حبك لا قال إن ذاكر لا وبين وبينها عدوة الطائر فأجد لذكرها‬
‫ريح السك وقال أعراب الوي هوان ولكن غلط باسه وإنا يعرف من يقول من أبكته النازل‬
‫والطلول وذكر أعراب امرأة فقال إن لسان لذكرها لذلول وإن حبها لقلب لقتول وإن قصي‬
‫الليل با ليطول‬
‫ووصف أعراب نساء ببلغة وجال فقال كلمهن أقتل من النبل وأوقع بالقلب من‬
‫الوبل بالحل فروعهن أحسن من فروع النخل وقال أعراب دخلت البصرة فرأيت أعينا دعجا‬
‫وحواجب زجا يستحب الثياب ويسلب اللباب وذكر أعراب نساء فقال ظعائن ف سوالفهن‬
‫طول غي قبيحات العطول إذا مشي أسبلن الذيول وإن ركب أثقلن المول وقال أعراب لقد‬
‫رأيت بالبصرة برودا كأنا صبغت بأنوار الربيع فهي تروع واللبس لا أروع وقال أعراب‬
‫شيعنا الي وفيهم أدوية السقام فقرأن بالدق السلم وخرست اللسن عن الكلم وسئلت‬
‫أعرابية عن الوى فقالت لمتع الوى بلكه ول ملي‬

‫‪643‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫بسلطانه وقبض ال يده وأوهن عضده فإنه جائر ل ينصف ف حكم أعمى ل ينطق‬
‫بعدل ول يقصر ف ظلم ول يرعوى لذم ول ينقاد لق ول يبقى على عقل وفهم لو ملك‬
‫الوى وأطيع لرد المور على أدبارها والدنيا على أعقابا وسئل أعراب عن الوى فقال هو داء‬
‫تداوى به النفوس الصحاح وتسل منه الرواح وهو سقم مكتتم وحيم مضطرم فالقلوب له‬
‫منضجة والعيون ساكبة ووصف أعراب امرأة يبها فقال هي زينة الضور وباب من أبواب‬
‫السرور ولذكرها ف الغيب والبعد عن الرقيب أشهى إلينا من كل ولد ونسيب وبا عرف‬
‫فضل الور العي واشتيق با إليهن يوم الدين ووصف أعراب نساء فقال يلتثمن على السبائك‬
‫ويتشحن علىالنيازك ويأتزرن على العوانك ويرتفقن على الرائك ويتهادين على الدرانك‬
‫ابتسامهن وميض عن وليع كالغريض وهن إل الصبا صور وعن النا نور‬
‫قولم ف الوصف أعراب يصف مطرا عن عبد الرحن عن عمه قال سئل أعراب عن‬
‫مطر فقال استقل سد مع إنتشار الطفل فشصا واحزأل ث اكفهرت أرجاؤه واحومت أرحاؤه‬
‫وابذعرت فوارقه وتضاحكت بوارقه واستطار وادقة وارتتقت جوبه وارتعن هيدبه وحشكت‬
‫أخلفه واستقلت أرادفه وانتشرت أكنافه فالرعد مرتس والبق متلس والاء منبجس فأترع‬
‫الغدر وانتبث الوجر وخلط الوعال بالجال وقرن الصيان بالرئال‬
‫فللودية هدير وللشراج خرير وللتلع زفي وحط النبع والعتم من القلل الشم إل‬
‫القيعان الصحم فلم يبق ف القلل إل معصم مرنتم أو داحض مرجم وذلك من فضل رب‬
‫العالي على عباده الذنبي أعراب يصف مطرا عن الصمعي قال سعت أعرابيا من غن يذكر‬
‫مطرا أصاب بلدهم ف غب جدب فقال تدارك ربك خلقه وقد كلبت المال وتقاصرت‬
‫المال وعكف الياس وكظمت النفاس وأصبح الاشي مصرما والترب معدما وجفيت اللئل‬
‫وامتهنت العقائل فأنشأ سحابا ركاما كنهورا سجاما بروقه متألقة ورعوده متقعقعة فسح‬
‫ساجيا راكدا ثلثا غي ذي فواق ث أمر ربك الشمال فطحرت ركامه وفرقت جهامه فانقشع‬
‫ممودا وقد أحيا‬

‫‪644‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫وأغن وجاد فأروى والمد ل الذي لتكت نعمه ول تنفد قسمه ول ييب سائله‬
‫ول ينر نائله أعراب يصف مطرا عن الصمعي قال سألت أعرابيا من بن عامر بن صعصعة‬
‫عن مطر صاب بلدهم فقال نشأ عارضا فطلع ناهضا ث ابتسم وامضا فأعس ف القطار‬
‫فأسجاها وامتد ف الفاق فغطاها ث ارتز فهمهم ث دوى فأظلم فأرك ودث وبغش وطش قم‬
‫قطقط فأفرط ث دي فأغمط ث ركد فأشجم ث وبل فسجم وجاد فأنعم فقمس الربا وأفرط‬
‫الزب سبعا تباعا ما يريد انقشاعا حت إذا ارتوت الزون وتضحضحت التون ساقه ربك إل‬
‫حيث شاء كما جلبه من حيث شاء‬
‫ثلثة غلمة من العراب يصفون مطرا عن الصمعي قال مررت بغلمة من العراب‬
‫يتماقلون ف غدير فقلت لم أيكم يصف ل الغيث وأعطيه درها فخرجوا إل فقالوا كلنا وهم‬
‫ثلثة فقلت لم صفوا فأيكم ارتضيت وصفه أعطيته الدرهم فقال أحدهم عن لنا عارض قصرا‬
‫تسوقه الصبا وتدوه النوب يبو حبوالمتنك حت إذا ازلمت صدوره وانتحلت خصوره‬
‫ورجع هديره وصعق زئيه واستقل نشاصه وتلم خصاصه وارتعج ارتعاصه وأوفدت سقابه‬
‫وامتدت أطنابه تدارك ودقة وتألق برقة وحفزت تواليه وانسفحت عزاليه فغادر الثرى عمدا‬
‫والعزاز ثئدا والث عقدا والضحاضح متواصية والشعاب متداعية‬
‫وقال الخر تراءت الخايل من القطار تن حني العشار وتترامي بشهب النار‬
‫قواعدها متلحكة وبواسقها متضاحكة وأرجاؤها متقاذفة وأعجازها مترادفة وأرحاؤها‬
‫متراصفة فوصلت الغرب بالشرق والوبل بالودق سحا دراكا متتابعا لكاكا فضحضحت‬
‫الفاجف وأنرت الصفاصف وحوضت الصالف ث أقلعت ممودة الثار مرموقة اليار فقال‬
‫الثالث وال ما خلته بلغ خسا فقال هلم الدرهم أصفه لك فقلت ل أو تقول كما قال قال‬
‫لبذنما وصفا ولوقفنهما رصفا فقلت هات ل أبوك فقال بينما الاضر بي الباس والبلس‬
‫قد غمرهم الشفاق رهبة الملق وقد جفت النواء ورفرف البلء واستول القنوط على‬

‫‪645‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫القلوب وكثر الستغفار من الذنوب ارتاح ربك لعباده فأنشأ سحابا مستهجرا كنهورا‬
‫معنونكا ملولكا ث استقل واخزأل فصار كالسماء دون السماء‬
‫وكالرض الدحوة ف لوح الواء فأحسب السهول وأتأق الجول وأحيا الرجاء‬
‫وأمات الضراء وذلك من فضل رب العالي قال فمل وال اليفع صدري فأعطيت كل واحد‬
‫درها وكتبت كلمهم أعراب يصف مطرا عن الصمعي قال سألت أعرابيا عن مطر صابم‬
‫بعد جدب فقال ارتاح لنا ربك بعد ما استول على الظنون وخامر القلب القنوط فأنشأ بنوء‬
‫البهة قزعة كالفرض من قبل العي فاحزألت عند ترجل النهار لزميم السرار حت إذا نضت‬
‫ف الفق طالعة أمر مسخرها النوب فتنسمت لا فانتشرت أحضانا واحومت أركانا وبسق‬
‫عنانا واكفهرت رحاها وانبعجت كلها وذمرت أخراها أولها ث استطارت عقائقها‬
‫وتقعقعت صواعقها ث ارثعنت جوانبها وتداعت سواكبها ودرت حوالبها فكانت الرض طبقا‬
‫سح فهضب وعم فأحسب فعل القيعان وضحضح‬
‫الغيطان وجوخ الضواج وأترع الشراج فالمد ل الذى جعل كفاء إساءتنا‬
‫إحسانا وجزاء ظلمنا غفرانا أعراب يصف مطرا عن عبد الرحن عن عمه قال سعت أعرابيا من‬
‫بن عامر بن لوى بن صعصعة يصف مطرا فقال نشأ عند القصر بنوء الغفر حبيا عارضا‬
‫ضاحكا وامضا فكل ول ما كان حت شجيت به أقطار الواء واحتجبت به السماء ث أطرق‬
‫فاكفهر وتراكم فادلم وبسق فازلم ث حدت به الريح فحن فالبق مرتعج والرعد متبوج‬
‫والرج متبعج فأثجم ثلثا متحيا هثهاثا أخلفه حاشكة ودفعه متواشكة وسوامه متعاركة ث‬
‫ودع منجما وأقلع متهما ممود البلء مترع النهاء مشكور النعماء بطول ذي الكبياء‬
‫أعراب يصف مطرا عن أب عبيدة قال خرج النعمان ف بعض أيامه ف عقب ساء‬
‫فلقي أعرابيا على ناقة فأمر فأت به قال كيف تركت الرض وراءك فقال فيح رحاب منها‬
‫السهول ومنها الصعاب منشوطة بيالا حاملة لثقالا قال إنا سألتك عن السماء قال مطلة‬
‫مستقلة على غي سقاب ول أطناب يتلف عصراها ويتعاقب سراجاها قال ليس عن هذا‬

‫‪646‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫أسألك قال فسل ما بدا لك قال هل صاب الرض غيث قال نعم أغمطت السماء فيأرضنا‬
‫ثلثا رهوا فثرت وأرزغت ورسغت ث خرجت من أرض قومى اقرؤها فإذا هى متواصية‬
‫لخطيطة بينها حت هبطت بعشار فتداعي السحاب من القطار فجاءنا بالسيل الرار فعفا‬
‫الثار ومل الفار وقور عال الشجار فأحجر الضار ومنع السفار ث أقلع عن نفع وإضرار‬
‫فلما اتلبت ل القيعان ووضحت السبل ف الغيطان وفات العنان من أقطار العنان فلم أجد‬
‫وزرا إل الغيان ففات وجار الضبع فغادرت السهول‬
‫كالبحار تتلطم بالتيار والزون متلفعة بالغثاء والوحوش مقذوفة على الرجاء فما‬
‫زلت أطأ السماء وأخوض الاء حت وطئت أرضكم أعراب يصف مطرا عن أب عبيدة قال‬
‫وقف أعراب على قوم من الاج فقال يا قومي بدا شأن والذي الفجن إل مسألتكم إن الغيث‬
‫كان قد قوى عنا ن تكرفأ السحاب وشصا الرباب وادلم سيقه فارتس ريقه وقلنا هذا عام‬
‫باكر الوسي ممود السمي ث هبت له الشمال فاحزألت طخاريره وتفزع كرفئه متباشرا ث‬
‫تتابع لعان البق حيث تشيمه البصار وتده النظار ومرت النوب ماءه فقوض الي مزلئمي‬
‫نوه فسرحنا الال فيه وكان وخا وخيما فأساف الال وأضف الال فرحم ال امرأ جاد بي أو‬
‫دل علىخي أعراب يصف مطرا عن عبد الرحن عن عمه قال قال أبو ميب وكان أعرابيا من‬
‫بن ربيعة بن مالك لقد رأيتنا ف أرض‬
‫عجفاء وزمان أعجف وشجر أعسم ف قف غليظ فبينما نن كذلك إذ أنشأ ال‬
‫تعال من السماء غيثا مستكفا نشؤه مسبلة عزاليه ضخاما قطره جودا صوبه زاكيا أنزله ال‬
‫تعال رزقا لنا فعيش به أموالنا ووصل به طرقنا وأصابنا وإنا لبنوطة بعيدة الرجاء فاهرمع‬
‫مطرها حت رأيتنا وما نرى غي السماء والاء وضهوات الطلح وضرب السيل النجاف ومل‬
‫الودية فزعبها فما لبثنا إل عشرا حت رأيتها روضة تندي أعراب يصف مطرا ودخل أعراب‬
‫على سليمان بن عبد اللك فقال أصابتك ساء ف وجهك يا أعراب قال نعم يا أمي الؤمني غي‬
‫أنا سحاء طحناء وطفاء كأن هواديها الدلء مرجحنة النواحي موصولة بالكام تكاد تس هام‬

‫‪647‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫الرجال كثي زجلها قاصف رعدها خاطف برقها حثيث ودقها بطىء مسيها مثعنجر قطرها‬
‫مظلم نوؤها قد لئت الوحش إل أوطانا تبحث عن أصولا بأظلفها متجمعة بعد شتاتا فلول‬
‫اعتصامنا يا أمي الؤمني‬
‫بعضاه الشجر وتعلقنا بقنن البال لكنا جفاء ف بعض الودية ولقم الطريق فأطال‬
‫ال للمة بقاءك ونسألا ف أجلك ببكتك وعاد ال بك علىرعيتك وصلى ال وسلم على‬
‫سيدنا ممد فقال سليمان لعمر أبيك لئن كانت بديهة لقد أحسنت وإن كانت مبة لقد‬
‫أجدت قال بل مبة مهدورة يا أمي الؤمني قال يا غلم أعطه فوال لصدقه أعجب إلينا من‬
‫صفته أعرابية تصف مطرا عن الصمعي قال كان شيخ من العراب ف خبائه وابنه له بالفناء إذ‬
‫سع رعدا فقال ما ترين يا بنية قالت أراها حواء قرحاء كأنا أقراب أتان قمراء ث سع راعدة‬
‫أخرى فقال كيف ترينها قالت أراها جة الترجاف متساقطة الكناف تتألق بالبق الولف قال‬
‫هلمى الغرفة انتئى نؤيا أعرابية تصف مطرا عن الصمعي قال كان أعراب ضرير تقوده ابنته‬
‫وهي ترعي غنيمات لا فرأت سحابا فقالت يا أبت جاءتك السماء فقال كيف ترينها قالت‬
‫كأنا فرس دهاء تر جللا قال ارعى غنيماتك فرعت مليا ث قالت يا أبت جاءتك السماء‬
‫قال كيف ترينها قالت كأنا عي جل طريف قال ارعى‬
‫غنيماتك فرعت مليا ث قالت يا أبت جاءتك السماء قال كيف ترينها قالت‬
‫سطحت وابيضت قال أدخلى غنيماتك قال فجاءت السماء بشيء شطأ الزرع وأينع وخضر‬
‫ونضر أعراب يصف أرضا ووصف أعراب أرضا أحدها فقال خلع شيحها وأبقل رمثها‬
‫وخضب عرفجها واتسق نبتها واخضرت قريانا وأخوصت بطنانا وأحلست أكمامها واعتم‬
‫نبت جراثيمها وأجرت بقلتها وذرقتها وخبازتا واحورت خواصر إبلها وشكرت حلوبتها‬
‫وسنت قتوبتها وعمد ثراها وعقدت تناهيها وأماهت ثارها ووثق الناس بصائرتا‬
‫رائد يصف أرضا جدبة قال أبو الجيب وصف رائد أرضا جدبة فقال اغبت‬
‫جادتا وذرع مرتعها وقضم شجرها ورقت كرشها وخور عظمها والتقى سرحاها وتيز أهلها‬

‫‪648‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫ودخل قلوبم الوهل وأموالم الزل رائد يصف أرضا عن ممد بن كناسة قال أخبن بعض‬
‫فصحاء أعراب طيء قال بعث قوم رائدا فقالوا ما وراءك قال عشب وتعاشيب وكمأة متفرقة‬
‫شيب تقلعها بأخفافها النيب قالوا ل تصنع شيئا هذا كذب فأرسلوا اخر فقالوا ما وراءك قال‬
‫عشب تأد مأدمول وعهد متدارك جعد كأفخاذ نساء بن سعد تشبع منه النيب وهى تعد‬
‫رائد يصف أرضا وبعث رجل أولده يرتادون ف خصب فقال أحدهم رأيت بقل‬
‫وماء غيل يسيل سيل وخوصه تيل ميل يسبها الرائد ليل وقال الثان رأيت دية على دية ف‬
‫عهدها غي قدية وكل تشبع منه الناب قبل الفطيمة وروى هذا الوصف عن ابن الكلب بصورة‬
‫أخرى قال خطب هند بنة الس اليادية ثلثة نفر من قومها وارتضت أنسابم وجالم‬
‫وأرادت أن تسب عقولم فقالت لم إن أريد أن ترتادوا إل مرعي فلما أتوها قالت لحدهم ما‬
‫رأيت قال رأيت بقل وبقيل وماء غدقا سيل يسبه الاهل ليل قالت أمرعت قال الخر رأيت‬
‫دية بعد دية على عهاد غي قدية فالناب تشبع قبل الفطيمة قال الثالث رأيت غيثا ثعدا معدا‬
‫متراكما جعدا كأفخاذ نساء بن سعد تشبع منه النيب وهي تعد أعراب يصف أرضه وماله عن‬
‫أب عمر وبن العلء قال لقيت أعرابيا بكة فقلت له من أنت قال أسدى قلت ومن أيهم قال‬
‫ندى قلت من أي البلد قال من عمان‬
‫قلت فأن لك هذه الفصاحة قال إنا سكنا قطرا ل نسمع فيه ناجخة التيار قلت‬
‫صف ل أرضك قال سيف أفيح وفضاء صحصح وجبل صردح ورمل أصبح قلت فما مالك‬
‫قال النخل قلت فأين أنت من البل قال إن النخل حلها غذاء وسعفها ضياء وجذعها بناء‬
‫وكربا صلء وليفها رشاء وخوصها وعاء وقروها إناء أعراب يصف بلدا وذكر أعراب بلدا‬
‫فقال بلد كالترس ما تشى فيه الرياح إل عابرات سبيل ول ير فيه السفر إل بأدل دليل وقال‬
‫أعراب مررت ببلد ألقى به الصيف بقاعه فأظهر غديرا يقصر الطرف عن أرجائه وقد نفت‬
‫الريح القذى عن مائه فكأنه سلسل درع ذات فضول وسئل أعراب عن مسافة ما بي بلدين‬

‫‪649‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫فقال عمر ليلة وأدي يوم وقال آخر سواد ليلة أو بياض يوم وقال آخر إن السافر ومتاعه لعلي‬
‫قلت إل ما وقى ال‬
‫أعراب يصف أشد البد سئل أعراب فقيل له ما أشد البد قال ريح جربياء ف طل‬
‫عماء غب ساء أعراب يصف إبل وقال سعت أعرابيا يصف إبل فقال إنا لعظام الناجر سباط‬
‫الشافر كوم بازر نكد خناجر أجوافها رغاب وأعطانا رحاب تنع من البهم وتبذل للجمم‬
‫أعراب يصف ناقة ووصف أعراب ناقة فقال إذا إكحالت عينها وأللت أذنا وسجح خدها‬
‫وهدل مشفرها واستدارت ججمتها فهي الكرية‬
‫أعراب يصف خيل وقال الصمعي سعت أعرابيا يقول خرجت علينا خيل‬
‫مستطية النفغ كأن هواديها أعلم وآذانا أطراف أقلم وفرسانا أسود آجام أعراب يصف‬
‫خيل وذكر أعراب خيل فقال وال ما اندرت ف واد إل ملت بطنه ول ركبت بطن جبل إل‬
‫أسهلت حزنه أعراب يصف خيل عن عبد الرحن عن عمه قال سعت أعرابيا يصف خيل فقال‬
‫سباط الصائل ظماء الفاصل شداد الباجل قب الياطل كرام النواجل أعراب يصف فرسا‬
‫ووصف بعض العراب فرسا فقال قد انتهي ضموره وذبل فريره وظهر حصيه وتفلقت‬
‫غروره واسترخت شاكلته يقبل بزور السد ويدبر بعجز الذئب‬
‫إعراب يصف خاتا وقال أعراب يصف خاتا شف تقدير حلقته ودور كرسي فضته‬
‫وأحكم تركيبه وأتقن تدبيه فبه يتم اللك وينفذ المر ويكرم الكتاب ويشرف الكتوب إليه‬
‫أعراب يصف أطيب الطعام وقال عبد اللك لعراب ما أطيب الطعام فقال بكرة سنمة معتبطة‬
‫غي ضمنة ف قدور رذمة بشفار خذمة ف غداة شبمة فقال عبد اللك وأبيك لقد أطيبت‬
‫أعراب يصف السويق وعاب رجل السويق بضرة أعراب فقال ل تعبه فإنه عدة السافر وطعام‬
‫العجلن وغذاء البكر وبلغة الريض ويسرو فؤاد الزين ويرد من نفس الحدود وجيد ف‬
‫التسمي ومنعوت ف الطب وقفاره يلو‬

‫‪650‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫البلغم وملتوته يصفي الدم وإن شئت كان شرابا وإن شئت كان طعاما وإن شئت‬
‫فثريدا وإن شئت فخبيصا أعراب يصف المال وقيل لعراب ما المال قال طول القامة‬
‫وضخم الامة ورحب الشدق وبعد الصوت وسئل اخر ما المال قال غثور العيني وإشراف‬
‫الاجبي ورحب الشدقي أبو الخش يصف ابنه وسأل جعفر بن سليمان أبا الخش عن ابنه‬
‫الخش وكان جزع عليه جزعا شديدا قال صف ل الخش فقال كان أشدق خرطمانيا سائل‬
‫لعابه كأنا ينظر من قلتي كأن ترقوته بوان أو خالفة كأن منكبه كركرة جل ثقال فقأ ال‬
‫عين إن كنت رأيت قبله أو بعده مثله أعراب يصف بنيه عن عبد الرحن عن عمه قال قلت‬
‫لعراب بمى الربذة ألك بنون قال نعم وخالقهم ل تقم عن مثلهم منجبة فقلت صفهم ل‬
‫فقال جهم وماجهم‬
‫ينضى الوهم ويصد الدهم ويفري الصفوف ويعل السيوف قلت ث من قال‬
‫غشمشم وما غشمشم ماله مقسم وقرنه مرجم جذل حكاك ومدره لكاك قلت ث من قال‬
‫عشرب وما عشرب ليث مرب وسام مقشب ذكره باهر وخصمه عاثر وفناؤه رحاب وداعيه‬
‫ماب قلت صف ل نفسك فقال ليث أبو ريابل ركاب معاضل عساف ماهل حال أعباء‬
‫ناض ببزلء أعراب يصف أخويه عن العتب قال أخبن أعراب عن إخوة ثلثة قال قلت‬
‫لحدهم أخبن عن أخيك زيد فقال أزيد إنيه وال ما رأيت أحدا أسكن فورا ول أبعد غورا‬
‫ول اخذ لذنب حجة قد تقدم رأسها من زيد فقلت أخبن عن أخيك زائد قال كان وال‬
‫شديد العقدة لي العطفة ما يرضيه أقل ما يسخطه فقلت فأخبن عن نفسك فقال وال إن‬
‫أفضل ما ف لعرفت بفضلهما وإن مع ذلك لغي منتشر الرأي ول مذول العزم‬
‫قولم ف الدعاء دعاء أعراب قال أبو حات أملى علينا أعراب يقال له مرثد اللهم‬
‫اغفر ل واللد بارد والنفس رطبة واللسان منطلق والصحف منشورة والقلم جارية والتوبة‬
‫مقبولة والنفس مرية والتضرع مرجو قبل آن الفراق وحشك النفس وعلز الصدر وتزيل‬
‫الوصال ونصول الشعر واحتياف التراب وقبل أن ل أقدر على استغفارك حي يفن العمل‬

‫‪651‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫ويضر الجل وينقطع المل أعن علي الوت وكربته وعلى القب وغمته وعلى اليزان وخفته‬
‫وعلى الصراط وزلته وعلى يوم القيامة وروعته اغفر ل مغفرة عزما ل تغادر ذنبا ول تدع‬
‫كربا اغفرل جيع ما افترضت على ول أؤده إليك اغفر ل جيع ما تبت إليك منه ث عدت فيه‬
‫يا رب تظاهرت على منك النعم وتداركت عندك من الذنوب فلك المد على النعم الت‬
‫تظاهرت وأستغفرك للذنوب الت تداركت وأمسيت عن عذاب غنيا وأصبحت إل رحتك‬
‫فقيا‬
‫اللهم إن أسألك ناح المل عند انقطاع الجل اللهم اجعل خي عملي ما ول‬
‫أجلي اللهم اجعلن من الذين إذا أعطيتهم شكروا وإذا ابتليتهم صبوا وإذا أذكرتم ذكروا‬
‫واجعل ل قلبا توابا أوابا ل فاجرا ول مرتابا اجعلن من الذين إذا أحسنوا ازدادوا وإذا أساءوا‬
‫استغفروا اللهم ل تقق على العذاب ول تقطع ب السباب واحفظن ف كل ما تيط به‬
‫شفقت وتأت من ورائه سبحت وتعجز عنه قوتى أدعوك دعاء ضعيف عمله متظاهرة ذنوبه‬
‫ضني على نفسه دعاء من بدنه ضعيف ومنته عاجزة قد إنتهت عدته وخلقت جدته وت ظمؤه‬
‫اللهم ل تيبن وأنا أرجوك ول تعذبن وأنا أدعوك والمد ل على طول النسيئة وحسن التباعة‬
‫وتشنج العروق وإساغة الريق وتأخر الشدائد والمد ل على حلمه بعد علمه وعلى عفوه بعد‬
‫قدرته والمد ل الذي ل يودى قتيله ول ييب سوله ول يرد رسوله اللهم إن أعوذ بك من‬
‫الفقر إل إليك ومن الذل إل لك وأعوذ بك أن أقول زورا أو أغشي فجورا أو أكون بك‬
‫مغرورا وأعوذ بك من شاتة العداء وعضال الداء وخيبة الرجاء وزوال النعمة‬
‫دعاء أعراب ودعا أعراب وهو يطوف بالكعبة فقال إلي من أول بالتقصي والزلل‬
‫من وأنت خلقتن ومن أول بالعفو منك عن وعلمك ب ماض وقضاؤك ب ميط أطعتك‬
‫بقوتك والنة لك وعصيتك بعلمك فأسألك يا إلي بوجوب رحتك وانقطاع حجت وافتقاري‬
‫إليك وغناك عن أن تغفر ل وترحن إلي ل أحسن حت أعطيتن فتجاوز عن الذنوب الت‬
‫كتبت على اللهم إنا أطعناك ف أحب الشياء إليك شهادة أن ل إله إل أنت وحدك ل شريك‬

‫‪652‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫لك ول نعصك ف أبغض الشياء إليك الشرك بك فاغفر ل ما بي ذلك اللهم إنك انس‬
‫الؤنسي لوليائك وأحضرهم للمتوكلي عليك إلي أنت شاهدهم وغائبهم والطلع على‬
‫ضمائرهم وسرى لك مكشوف وأنا إليك ملهوف إذا أوحشتن الغربة انسن ذكرك وإذا‬
‫أكبت على الغموم لأت إل الستجارة بك علما بأن أزمة المور كلها بيدك ومصدرها عن‬
‫قضائك فأقللن إليك مغفورا ل معصوما بطاعتك بقية عمري يا أرحم الراحي دعاء أعراب‬
‫وقال الصمعي حججت فرأيت أعرابيا يطوف بالكعبة ويقول يا خي موفود سعي إليه الوفد‬
‫قد ضعفت قوت وذهبت منت وأتيت إليك بذنوب ل تغسلها النار ول تملها البحار أستجي‬
‫برضاك من سخطك وبعفوك من عقوبتك ث التفت فقال أيها الشفقون ارحوا من شلته‬
‫الطايا‬
‫وغمرته البليا ارحوا من قطع البلد وخلف ما ملك من التلد ارحوا من وبته‬
‫الذنوب وظهرت منه العيوب ارحوا أسي ضر وطريد فقر أسألكم بالذى أعملتم الرغبة إليه إل‬
‫ما سألتم ال أن يهب ل عظيم جرمى ث وضع ف حلقه بالباب خده وقال ضرع خدى لك‬
‫وذل مقامى بي يديك ث أنشأ يقول عظيم الذنب مكروب من اليات مسلوب وقد أصبحت‬
‫ذا فقر وما عندك مطلوب دعاء أعراب وسع أعراب بعرفات عشية عرفة وهو يقول اللهم إن‬
‫هذه عشية من عشايا مبتك وأحد أيام زلفتك يأمل فيها من لأ إليك من خلقك أن ل يشرك‬
‫بك شيئا بكل لسان فيها يدعي ولكل خي فيها يرجى أتتك العصاة من البلد السحيق ودعتك‬
‫العناة من شعب الضيق رجاء مال خلف له من وعدك ولانقطاع له من جزيل عطائك أبدت‬
‫لك وجوهها الصونة صابرة على وهج السمائم وبرد الليال ترجو بذلك رضوانك يا غفار‬
‫يامستزادا من نعمه ومستعاذا من نقمه ارحم صوت حزين دعاك بزفي وشهيق ث بسط كلتا‬
‫يديه إل السماء وقال اللهم إن كنت بسطت يدى إليك داعيا‬
‫فطالا كفيتن ساهيا بنعمتك الت تظاهرت على عند الغفلة فل أبأس با عند التوبة‬
‫لتقطع رجائي منك لا قدمت من اقتراف آثامك وإن كنت ل أصل إليك إل بك فهب ل يا‬

‫‪653‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫رب الصلح ف الولد والمن ف البلد والعافية ف السد وعافن من شر السد ومن شر الدهر‬
‫النكد دعاء أعراب ودعا أعراب فقال يا عماد من ل عماد له وياركن من لركن له ويا مي‬
‫الضعفي ويا منقذ اللكى ويا عظيم الرجاء أنت الذى سبح لك سواد الليل وبياض النهار‬
‫وضوء القمر وشعاع الشمس وحفيف الشجر ودوي الاء يا مسن يا ممل يا مفضل ل أسألك‬
‫الي بيهم عندك ولكن أسألك برحتك فاجعل العافية ل شعارا ودثارا وجنة دون كل بلء‬
‫دعاء أعراب وقال الصمعي سعت أعرابيا ف فلة من الرض وهو يقول ف دعائه اللهم إن‬
‫استغفارى إياك مع كثرة ذنوب للؤم وإن تركي الستغفار مع معرفت بسعة رحتك لعجز إلى‬
‫كم تببت إل بنعمتك وأنت غن عن وكم أتبغض إليك بذنوب وأنا فقي إليك سبحان من إذا‬
‫توعد عفا وإذا وعد وف‬
‫دعاه أعراب قال وسعت أعرابيا يقول ف دعائه اللهم إن ذنوب إليك ل تضرك وإن‬
‫رحتك إياي ل تنقصك فاغفر ل مال يضرك وهب ل مال ينقصك دعاء أعراب وقال سعت‬
‫أعرابيا وهو يقول ف دعائه اللهم إن أسألك عمل الائفي وخوف العاملي حت أتنعم بترك‬
‫النعيم طمعا فيما وعدت وخوفا ما أوعدت اللهم أعذن من سطواتك وأجرن من نقماتك‬
‫سبقت ل ذنوب وأنت تغفر لن يوب إليك بك أتوسل ومنك إليك أفر دعاء أعراب وقال‬
‫سعت أعرابيا يقول اللهم إن قوما امنوا بك بألسنتهم ليحقنوا دماءهم فأدركوا ما أملوا وقد‬
‫امنا بك بقلوبنا لتجينا من عذابك فأدرك منا ما أملناه دعاء أعراب قال ورأيت أعرابيا متعلقا‬
‫بأستار الكعبة رافعا يديه إل السماء وهو يقول رب أتراك معذبنا وتوحيدك ف قلوبنا وما‬
‫إخالك تفعل ولئن فعلت لتجمعنا مع قوم طالا أبغضناهم لك‬
‫دعاء اعراب وقال سعت أعرابيا يقول ف صلته المد ل حدا ل يبلى جديده ول‬
‫يصى عديده ول يبلغ حدوده اللهم اجعل الوت خي غائب ننتظره واجعل القب خي بيت‬
‫نعمره واجعل ما بعده خيا لنا منه اللهم إن عين قد اغرورقتا دموعا من خشيتك فاغفر الزلة‬
‫وعد بلمك على جهل من ل يرج غيك دعاء أعراب وقال رأيت أعرابيا أخذ بلقت باب‬

‫‪654‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫الكعبة وهو يقول سائلك عند بابك ذهبت أيامه وبقيت اثامه وانقطعت شهوته وبقيت تباعته‬
‫فارض عنه وإن ل ترض عنه فاعف عنه غي راض دعاء أعراب قال ودعا أعراب عند الكعبة‬
‫فقال اللهم إنه ل شرف إل بفعال ول فعال إل بال فأعطن ما أستعي به على شرف الدنيا‬
‫والخرة دعاء أعراب عن طاوس قال بينا أنا بكة إذ دفعت إل الجاج بن يوسف فثن ل‬
‫وسادا فجلست فبينا نن نتحدث إذ سعت صوت أعراب ف الوادي رافعا صوته بالتلبية‬
‫فقال الجاج على باللب فأتى به فقال من الرجل قال من أفناء الناس قال ليس عن‬
‫هذا سألتك قال نعم سألتن قال من أي البلدان أنت قال من أهل اليمن قال له الجاج فكيف‬
‫خلفت ممد بن يوسف يعن أخاه وكان عامله على اليمن قال خلفته عظيما جسيما خراجا‬
‫ول جا قال ليس عن هذا سألتك قال نعم سألتن قال كيف خلفت سيته ف الناس قال خلفته‬
‫ظلوما غشوما عاصيا للخالق مطيعا للمخلوق فازور من ذلك الجاج وقال ما أقدمك لذا‬
‫وقد تعلم مكانته من فقال له العراب أفتراه بكانة منك أعز من بكانت من ال تبارك وتعال‬
‫وأنا وافد بيته وقاضي دينه ومصدق نبيه فوجم لا الجاج ول ير له جوابا حت خرج الرجل‬
‫بل إذن قال طاوس فتبعته حت أتى اللتزم فتعلق بأستار الكعبة فقال بك أعوذ وإليك ألوذ‬
‫فاجعل ل ف اللهف إل جوارك والرضا بضمانك مندوحة عن منع الباخلي وغن عما ف‬
‫أيدى الستأثرين اللهم عد بفرجك القريب ومعروفك القدي وعادتك السنة قال طاوس ث‬
‫اختفى ف الناس فألفيته بعرفات قائما علىقدميه وهو يقول اللهم إن كنت ل تقبل حجي‬
‫ونصب وتعب فل ترمن أجر الصاب على مصيبته فل أعلم مصيبة أعظم من ورد حوضك‬
‫وانصرف مروما من وجه رغبتك‬
‫دعاء أعراب وقال الصمعي رأيت أعرابيا يطوف بالكعبة وهو يقول إلي عجت‬
‫إليك الصوات بضروب من اللغات يسألونك الاجات وحاجت إليك إلي أن تذكرن على‬
‫طول البكاء إذا نسين أهل الدنيا اللهم هب ل حقك وأرض عن خلقك اللهم ل تعين ف‬
‫طلب مال تقدره ل وما قدرته ل فيسره ل دعاء أعراب قال ودعت أعرابية لبن لا وجهته إل‬

‫‪655‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫حاجة فقالت كان ال صاحبك ف أمرك وخليفتك ف أهلك وول نح طلبتك امض مصاحبا‬
‫مكلوءا ل أشت ال بك عدوا ول أرى مبيك فيك سوءا دعاء أعراب وقال الصمعي خرجت‬
‫أعرابية إل من فقطع با الطريق فقالت يا رب أعطيت وأخذت وأنعمت وسلبت وكل ذلك‬
‫منك عدل وفضل والذى عظم على اللئق أمرك لبسطت لسان بسألة أحد غيك ول بذلت‬
‫رغبت إل إليك ياقرة أعي السائلي أغنن بود منك أتبحبح ف فراديس‬
‫نعمته وأتقلب ف رواق نضرته أحلن من الرجلة وأغنن من العيلة واسدل على‬
‫سترك الذى ل ترقه الرماح ول تزيله الرياح إنك سيع الدعاء أدعية شت ومات ابن لعراب‬
‫فقال اللهم إن وهبت له ما قصر فيه بري فهب ل ما قصر فيه من طاعتك فإنك أجود وأكرم‬
‫ووقف أعراب ف بعض الواسم فقال اللهم إن لك على حقوقا فتصدق با على وللناس تبعات‬
‫قبلى فتحملها عن وقد أوجبت لكل ضيف قرى وأنا ضيفك الليلة فاجعل قراى فيها النة‬
‫وقال سفيان بن عيينة سعت أعرابيا يقول عشية عرفة اللهم ل ترمن خي ما عندك لشر ما‬
‫عندي وإن ل تتقبل تعي ونصي فل ترمن أجر الصاب على مصيبته وقال الصمعي سعت‬
‫أعرابيا يقول لرجل أطعمك ال الذي أطعمتن له فقد أحييتن بقتل جوعي ودفعت عن سوء‬
‫ظن فحفظك ال على كل جنب وفرج عنك كل كرب وغفر لك كل ذنب‬
‫عن الصمعي قال رأيت أعرابيا يصلي وهو يقول أسألك الغفية والناقة الغزيرة‬
‫والشرف ف العشية فإنا عليك يسيه عن عبد الرحن عن عمه قال سعت أعرابيا يدعو لرجل‬
‫فقال جنبك ال المرين وكفاك شر الجوفي وأذاقك البدين ودعا أعراب فقال اللهم إن‬
‫أسألك البقاء والنماء وطيب التاء وحط العداء ورفع الولياء وقال أعراب اللهم ل تنلن ماء‬
‫سوء فأكون امرأ سوء وقال أعراب اللهم قن عثرات الكرام ووهب رجل لعراب شيئا فقال‬
‫جعل ال للمعروف إليك سبيل وللخي عليك دليل وجعل عندك رفدا جزيل وأبقاك بقاء‬
‫طويل وأبلك بلء جيل وقال الصمعى سعت أعرابيا يدعو وهو يقول اللهم ارزقن مال‬
‫أكبت به العداء وبني أصول بم على القوياء‬

‫‪656‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫ودعت أعرابية على رجل فقالت أمكن ال منك عدوا حسودا وفجع بك صديقا‬
‫ودودا وسلط عليك ها يضنيك وجارا يؤذيك ودعا أعراب فقال أعوذ بك من الفواقر والبواقر‬
‫ومن جار السوء ف دار القامة والظعن وما ينكس رأس الرء ويغرى به لئام الناس وقال أعراب‬
‫أعوذ بك من سقم وعداوة ذى رحم ودعواه ومن فاجر وجدواه وعمل ل ترضاه ودعت‬
‫أعرابية لرجل فقالت كبت ال كل عدو لك إل نفسك ودعا أعراب فقال اللهم هب ل حقك‬
‫وأرض عن خلقك وقال أعراب اللهم إنك أمرتنا أن نعفو عمن ظلمنا وقد ظلمنا أنفسنا فاعف‬
‫عنا وقال أعراب منحكم ال منحة ليست بداء ول نكداء ول ذات داء وقال أعراب اللهم إنك‬
‫حبست عنا قطر السماء فذاب الشحم وذهب اللحم ورق العظم فارحم أني النة وحني‬
‫الانة اللهم ارحم تيها ف مراتعها وأنينها ف مرابضها‬
‫وحج أعراب فقال اللهم إن كان رزقي ف السماء فأنزله وإن كان ف الرض‬
‫فأخرجه وإن كان نائيا فقربه وإن كان قريبا فيسره ومات ولد لرجل من العراب فصلي عليه‬
‫فقال اللهم إن كنت تعلم أنه كري الدين سهل الدين فاغفر له وإل فل وقالت أعرابية لرجل‬
‫رماك ال بليلة ل أخت لا أي ل تعيش بعدها ودعا أعراب فقال اللهم إن أعوذ بك أن افتقر‬
‫ف غناك أو أضل ف هداك أو أذل ف عزك أو أضام ف سلطانك أو اضطهد والمر إليك وقال‬
‫الصمعي سعت أعرابية تقول اللهم ارزقن عمل الائفي وخوف العاملي حت أنعم بترك‬
‫التنعم رجاء لا وعدت وخوفا ما أوعدت وقال اخر اللهم من أراد بنا سوءا فأحطه به كإحاطة‬
‫القلئد بأعناق الولئد وأرسخه على هامته كرسوخ السجيل على هام أصحاب الفيل‬
‫نوادر وملح لبعض العراب غزا أعراب مع النب فقيل له ما رأيت مع رسول ال ف‬
‫غزاتك هذه قال وضع عنا نصف الصلة وأرجو ف الغزاة الخرى أن يضع النصف الباقي‬
‫ودخل أعراب السجد والنب جالس فقام يصلي فلما فرغ قال اللهم ارحن وممدا ول ترحم‬
‫معنا أحدا فقال النب عليه الصلة والسلم لقد تجرت واسعا يا أعراب وخرج الجاج متصيدا‬
‫بالدينة فوقف على أعراب يرعى إبل له فقال له يا أعراب كيف رأيت سية أميكم الجاج‬

‫‪657‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫قال له العراب غشوم ظلوم ل حياة ال فقال فلم ل شكوتوه إل أمي الؤمني عبد اللك قال‬
‫فأظلم وأغشم فبينا هو كذلك إذا أحاطت به اليل فأومأ الجاج إل العراب فأخذ وحل‬
‫فلما صار معه قال من هذا قالوا له الجاج فحرك دابته حت صار بالقرب منه ث ناداه يا‬
‫حجاج قال ما تشاء يا أعراب قال السر الذى بين وبينك أحب أن يكون مكتوما فضحك‬
‫الجاج وأمر بتخلية سبيله وخرج أبو العباس السفاح متنها بالنبار فأمعن ف نزهته وانتبذ من‬
‫أصحابه فواف خباء لعراب فقال له العراب من الرجل قال من كنانة قال من أي كنانة قال‬
‫من أبغض كنانة إل كنانة قال فأنت إذن من قريش قال‬
‫نعم قال فمن أي قريش قال من أبغض قريش إل قريش قال فأنت إذن من ولد عبد‬
‫الطلب قال نعم قال فمن أي ولد عبد الطلب قال من أبغض ولد عبد الطلب إل ولد عبد‬
‫الطلب قال فأنت إذن أمي الؤمني السلم عليك يا أمي الؤمني ووثب إليه فاستحسن ما رأي‬
‫منه وأمر له بائزة وول يوسف بن عمر الثقفي صاحب العراق أعرابيا على عمل له فأصاب‬
‫عليه خيانة فعزله فلما قدم عليه قال له يا عدو ال أكلت مال ال قال العراب فمال من آكل‬
‫إذا ل آكل مال ال لقد راودت إبليس أن يعطين فلسا واحدا فما فعل فضحك منه وخلى‬
‫سبيله وأخذ الجاج أعرابيا لصا بالدينة فأمر بضربه فلما قرعه بسوط قال يا رب شكرا حت‬
‫ضربه سبعمائة سوط فلقيه أشعب فقال له تدرى له ضربك الجاج سبعمائة سوط قال لاذا‬
‫قال لكثرة شكرك إن ال تعال يقول لئن شكرت لزيدنكم قال وهذا ف القرآن قال نعم فقال‬
‫العراب يا رب ل شكرا فل تزدن أسأت ف شكرى فاعف عن باعد ثواب الشاكرين من‬
‫ونزل عبد ال بن جعفر إل خيمة أعرابية ولا دجاجة وقد دجنت عندها فذبتها وجاءت با‬
‫إليه فقالت يا أبا جعفر هذه دجاجة ل كنت أدجنها وأعلفها من قوت وألسها ف آناء الليل‬
‫فكأنا ألس بنت زلت عن كبدي فنذرت ال أن‬
‫أدفنها ف أكرم بقعة تكون فلم أجد تلك البقعة الباركة إل بطنك فأردت أن أدفنها‬
‫فيه فضحك عبد ال بن جعفر وأمر لا بسمائة درهم وسع أعراب وهو يقول ف الطواف‬

‫‪658‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫اللهم اغفر لمي فقيل له مالك ل تذكر أباك قال أب رجل يتال لنفسه وأما أمي فبائسة‬
‫ضعيفة وقال أبو زيد رأيت أعرابيا كآن أنفه كوز من عظمه فرآنا نضحك منه فقال ما‬
‫يضحككم فوال لقد كنت ف قوم ما كنت فيهم إل أفطس وجىء بأعراب إل السلطان ومعه‬
‫كتاب قد كتب فيه قصته وهو يقول هاؤم اقرءوا كتابيه فقيل له يقال هذا يوم القيامه قال هذا‬
‫وال شر من يوم القيامة إن يوم القيامة يؤت بسنات وسيئات وأنتم جئتم بسيئات وتركتم‬
‫حسنات واشترى أعراب غلما فقيل للبائع هل فيه من عيب قال ل إل أنه يبول ف الفراش قال‬
‫هذا ليس بعيب إن وجد فراشا فليبل فيه ومر أعراب بقوم وهو ينشد ابنا له فقالوا له صفة قال‬
‫كأنه دنيني قالوا ل نره ث ل يلبث القوم أن أقبل العراب وعلى عنقه جعل فقالوا هذا الذي‬
‫قلت فيه دنيني قال القرنب ف عي أمها حسناء‬
‫وقيل لعراب ما ينعك أن تغزو قال وال إن ل بغض الوت على فراشي فكيف أن‬
‫أمضي إليه ركضا وخرج أعراب إل الج مع أصحاب له فلما كان ببعض الطريق راجعا يريد‬
‫أهله لقيه ابن عم له فسأله عن أهله ومنله فقال اعلم أنك لا خرجت وكانت لك ثلثة أيام‬
‫وقع ف بيتك الريق فرفع العراب يديه إل السماء وقال ما أحسن هذا يا رب تأمرنا بعمارة‬
‫بيتك أنت وترب بيوتنا وخرجت أعرابية إل الج فلما كانت ف بعض الطريق عطبت‬
‫راحلتها فرفعت يديها إل السماء وقالت يا رب أخرجتن من بيت إل بيتك فل بيت ول بيتك‬
‫وعرضت السجون بعد هلك الجاج فوجدوا فيها ثلثة وثلثي ألفا ل يب على واحد منهم‬
‫قتل ول صلب وفيهم أعراب أخذ يبول ف أصل مدينة واسط فكان فيمن أطلق فأنشأ يقول إذا‬
‫ما خرجنا من مدينة واسط خرينا وبلنا ل ناف عقابا ونظر أعراب إل قوم يلتمسون هلل‬
‫شهر رمضان فقال وال لئن آثرتوه لتمسكن منه بذناب عيش أغب ونظر أعراب إل رجل سي‬
‫فقال أرى عليك قطيفة من نسج أضراسك‬
‫وقال أعراب اللهم إن أسألك ميتة كميتة أب خارجة أكل بذجا وشرب مشعل‬
‫ونام ف الشمس فمات دفان شبعان ريان وقيل لب الخش العراب أيسرك أنك خليفة وأن‬

‫‪659‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫أمتك حرة قال ل وال ما يسرن قيل له ول قال لنا كانت تذهب المة وتضيع المة وحضر‬
‫أعراب سفرة سليمان بن عبد اللك فجعل ير إل ما بي يديه فقال له الاجب ما يليك فكل يا‬
‫أعراب فقال من أجدب انتجع فشق ذلك على سليمان وقال للحاجب إذا خرج عنا فل يعد‬
‫إلينا وشهد بعد هذا سفرته أعراب اخر فمر إل ما بي يديه أيضا فقال له الاجب ما يليك‬
‫فكل يا عراب قال من أخصب تي فأعجب ذلك سليمان فقربه وأكرمه وقضى حوائجه‬
‫وحضر أعراب سفرة سليمان بن عبد اللك فلما أتى بالفالوذج جعل يسرع فيه فقال سليمان‬
‫أتدري ما تأكل يا أعراب فقال بلى يا أمي الؤمني إن لجد ريقا هنيئا ومزدردا لينا وأظنه‬
‫الصراط الستقيم الذى ذكره ال ف كتابه فضحك سليمان وقال أزيدك منه يا أعراب فإنم‬
‫يذكرون أنه يزيد ف الدماغ قال كذبوك يا أمي الؤمني لو كان كذلك لكان رأسك مثل رأس‬
‫البغل وحضر سفرة سليمان أعراب فنظر إل شعرة ف لقمة العراب فقال أري‬
‫شعرة ف لقمتك يا أعراب قال وإنك لتراعين مراعاة من يبصر الشعرة ف لقمت‬
‫وال ل واكلتك أبدا فقال استرها يا أعراب فإنا زلة ول أعود لثلها وقال الصمعى قلت‬
‫لعراب أتمز إسرائيل قال إن إذن لرجل سوء قلت له أفتجر فلسطي قال إن إذا لقوى وسع‬
‫أعراب إماما يقرأ ول تنكحوا الشركي حت يؤمنوا قرأها بفتح التاء فقال ول إن امنوا أيضا ل‬
‫ننكحهم فقيل له إنه يلحن وليس هكذا يقرأ فقال أخروه قبحه ال ل تعلوه إماما فإنه يل ما‬
‫حرم ال وخطب أعراب فلما أعجله بعض المر عن التصدير بالتحميد والستفتاح بالتمجيد‬
‫قال أما بعد بغي ملل لذكر ال ول إيثار غيه عليه فإنا نقول كذا ونسأل كذا فرارا من أن‬
‫تكون خطبته بتراء وشوهاء ودفعوا إلىأعرابية علكا لتمضغه فلم تفعل فقيل لا ف ذلك فقالت‬
‫ما فيه إل تعب الضراس وخيبة النجرة‬
‫وقيل لعراب عند من تب أن يكون طعامك قال عند أم صب راضع أو ابن سبيل‬
‫شاسع أو كبي جائع أو ذي رحم قاطع وقال أعراب لول ثلث هن عيش الدهر الاء والنوم وأم‬
‫عمرو لا خشيت من مضيق القب وسع أعراب رجل يقرأ سورة براءة فقال ينبغى أن يكون هذا‬

‫‪660‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫اخر القران قيل له ول قال رأيت عهدوا تنبذ وسع أعراب رجل يقرأ وحلناه على ذات ألواح‬
‫ودسر ترى بأعيننا جزاء لن كان كفر قالا بفتح الكاف فقال العراب ل يكون فقرأها عليه‬
‫بضم الكاف وكسر الفاء فقال العراب يكون‬
‫الباب الرابع ف خطب النكاح خطبة قريش ف الاهلية روى الاحظ قال كانت‬
‫خطبة قريش ف الاهلية يعن خطبة النساء باسك اللهم لك ذكرت فلنة وفلن با مشغوف‬
‫باسك اللهم لك ما سألت ولنا ما أعطيت خطبة النب ف زواج السيدة فاطمة المد ل‬
‫الحمود بنعمته العبود بقدرته الرهوب من عذابه الرغوب فيما عنده النافذ أمره ف سائه‬
‫وأرضه الذى خلق اللق بقدرته وميزهم بأحكامه وأعزهم بدينه وأكرمهم بنبيه ممد ث إن ال‬
‫تعال جعل الصاهرة نسبا لحقاوأمرا مفترضا ووشج به الرحام وألزمه النام قال تبارك اسه‬
‫وتعال ذكره‬
‫وهو الذى خلق من الاء بشرا فجعله نسبا وصهرا وكان ربك قديرا فأمر ال يرى‬
‫إل قضائه ولكل قضاء قدر ولكل قدر أجل يحو ال ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب ث إن‬
‫رب أمرن أن أزوج فاطمة من على بن أب طالب وقد زوجتها إياه علي أربعمائة مثقال فضة‬
‫إن رضى بذلك على خطبة المام على كرم ال وجهه وخطب المام على كرم ال وجهه‬
‫حي تزوج بالسيدة فاطمة رضي ال عنها فقال المد ل الذي قرب من حامديه ودنا من‬
‫سائليه ووعد بالنة من يتقيه وقطع بالنار عدد من يعصيه أحده بميع مامده وأياديه وأشكره‬
‫شكر من يعلم أنه خالقه وباريه ومصوره ومنشيه وميته ومييه ومقربه ومنجيه ومثيبه ومازيه‬
‫وأشهد أن ل إله إل ال شهادة تبلغه وترضيه وأن ممدا عبده ورسوله صلة تزلفه وتدنيه‬
‫وتعزه وتعليه وتشرفه وتتبيه أما بعد فإن اجتماعنا ما قدره ال تعال ورضيه والنكاح ما أمر‬
‫ال به وأذن فيه وهذا ممد قد زوجن فاطمة ابنته على صداق أربعمائة درهم وثاني درها‬
‫ورضيت به فاسألوه وكفى بال شهيدا خطبة عتبة بن أب سفيان خطب عثمان بن عنبسة بن‬
‫أب سفيان إل عتبه بن أب سفيان ابنته فأقعده على فخذه وكان حدثا فقال أقرب قريب خطب‬

‫‪661‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫أحب حبيب ل أستطيع له ردا ول أجد من إسعافه بدا قد زوجتكها وأنت أعز علي منها وهي‬
‫ألصق بقلب منك فأكرمها يعذب‬
‫على لسان ذكرك ولتنها فيصغر عندى قدرك وقد قربتك مع قربك فل تبعد قلب‬
‫من قلبك خطبة شبيب بن شيبة وقال العتب زوج شبيب بن شيبة ابنه بنت سوار القاضي فقلنا‬
‫اليوم يعب عبابه فلما اجتمعوا تكلم فقال المد ل وصلى ال على رسول ال أما بعد فإن‬
‫العرفة منا ومنكم بنا وبكم تنعنا من الكثار وإن فلنا ذكر فلنة خطبة السن البصري وكان‬
‫السن البصري يقول ف خطبة النكاح بعد المد والثناء عليه أما بعد فإن ال جع بذا النكاح‬
‫الرحام النقطعة والنساب التفرقة وجعل ذلك ف سنة مندينه ومنهاج واضح من أمره وقد‬
‫خطب إليكم فلن وعليه من ال نعمة وهو يبذل من الصداق كذا فاستخيوا ال وردوا خيا‬
‫يرحكم ال خطبة ابن الفقي وقال العتب حضرت ابن الفقي خطب على نفسه امرأة من باهلة‬
‫فقال وما حسن أن يدح الرء نفسه ولكن أخلقا تذم وتدح وإن فلنة ذكرت ل‬
‫خطبة عمر بن عبد العزيز وقال عبد اللك بن مروان لعمر بن عبد العزيز قد‬
‫زوجك أمي الؤمني ابنته فاطمة قال جزاك ال يا أمي الؤمني خيا فقد أجزلت العطية‬
‫وكفيت السألة خطبة أخرى له وحدث ممد بن عبيد ال القرشي عن أب القدام قال كانت‬
‫قريش تستحسن من الاطب الطالة ومن الخطوب إليه التقصي فشهدت ممد بن الوليد بن‬
‫عتبة بن أب سفيان خطب إل عمر بن عبد العزيز أخته أم عمر بنت عبد العزيز فتكلم ممد بن‬
‫عبد الوليد بكلم جاز الفظ فقال عمر المد ل ذي الكبياء وصلى ال على ممد خات‬
‫النبياء أما بعد فإن الرغبة منك دعتك إلينا والرغبة فيك أجابتك منا وقد أحسن بك ظنا من‬
‫أودعك كريته واختارك ول يتر عليك وقد زوجتكها على كتاب ال إمساك بعروف أو‬
‫تسريح بإحسان خطبة بلل وخطب بلل إل قوم من خثعم لنفسه ولخيه فحمد ال وأثن‬
‫عليه ث قال أنا بلل وهذا أخي كنا ضالي فهدانا ال عبدين فأعتقنا ال فقيين فأغنانا ال فإن‬
‫تزوجونا فالمد ل وإن تردونا فالستعان ال‬

‫‪662‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫خطبة خالد بن صفوان وزوج خالد بن صفوان موله من أمته فقال له العبد لو‬
‫دعوت الناس وخطبت قال ادعهم أنت فدعاهم العبد فلما اجتمعوا تكلم خالد بن صفوان‬
‫فقال أما بعد فإن ال أعظم وأجل من أن يذكر ف نكاح هذين الكلبي وأنا أشهدكم أن‬
‫زوجت هذه الزانية من هذا ابن الزانية خطبة أعراب وخطب الفضل الرقاشي إل قوم من بن‬
‫تيم فخطب لنفسه فلما فرغ قام أعراب منهم فقال توسلت برمة وأوليت بق واستندت إل‬
‫خي ودعوت إل سنة ففرضك مقبول وما سألت مبذول وحاجتك مقضية إن شاء ال تعال‬
‫قال الفضل لو كان العراب حد ال ف أول كلمه وصلى على النب لفصحن يومئذ خطبة‬
‫الأمون وقال يي بن أكثم أراد الأمون أن يزوج ابنته من علي بن موسى الرضا فقال يا يي‬
‫تكلم فأجللته أن أقول أنكحت فقلت يا أمي الؤمني أنت الاكم الكب والمام العظم وأنت‬
‫أول بالكلم فقال المد ل الذى تصاغرت المور بشيئته ول إله إل هو إقرارا بربوبيته وصلى‬
‫ال على ممد عند ذكره أما بعد فإن ال قد جعل النكاح دينا ورضيه حكما وأنزله وحيا‬
‫ليكون سبب الناسبة أل وإن قد زوجت ابنة الأمون من علي بن موسى‬
‫وأمهرتا أربعمائة درهم اقتداء بسنة رسول ال وانتهاء إل ما درج إليه السلف‬
‫والمد ل رب العالي وخطب رجل إل قوم فأتى بن يطب له فاستفتح بمد ال وأطال‬
‫وصلى على النب عليه الصلة والسلم وأطال ث ذكر البدء وخلق السموات والرض واقتص‬
‫ذكر القرون حت ضجر من حضر والتفت إل الاطب فقال ما اسك أعزك ال فقال وال قد‬
‫أنسيت اسى من طول خطبتك وهى طالق إن تزوجتها بذه الطبة فضحك القوم وعقدوا ف‬
‫ملس اخر الباب الامس ف خطب من أرتج عليهم ونوادر طريفة لبعض الطباء روى الاحظ‬
‫قال صعد عثمان بن عفان رضى ال تعال عنه النب فأرتج عليه فقال إن أبا بكر وعمر كانا‬
‫يعدان لذا القام مقال وأنتم إل إمام عادل أحوج منكم إل إمام خطيب وروى ابن عبد ربه‬
‫قال أول خطبة خطبها عثمانب عفان أرتج عليه فقال أيها الناس إن أول كل مركب صعب‬
‫وإن أعش تأتكم الطب على وجههاوسيجعل ال بعد عسر يسرا إن شاء ال ولا قدم يزيد بن‬

‫‪663‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫أب سفيان الشأم واليا عليها لب بكر خطب الناس فأرتج عليه فعاد إل المد ل ث أرتج عليه‬
‫فعاد إل المد ل ث أرتج عليه فقال يأهل الشأم عسى ال أن يعل من بعد عسر يسرا ومن‬
‫بعد عى بيانا‬
‫الباب الامس ف خطب من أرتج عليهم ونوادر طريفة لبعض الطباء روي‬
‫الاحظ قال صعد عثمان بن عفان رضى ال تعال عنه النب فأرتج عليه فقال إن أبا بكر وعمر‬
‫كانا يعدان لذا القام مقال وأنتم إل إمام عادل أحوج منكم إل إمام خطيب وروي ابن عبد‬
‫ربه قال أول خطبة خطبها عثمان بن عفان أرتج عليه فقال أيها الناس إن أول كل مركب‬
‫صعب وإن أعش تأتكم الطب على وجههاوسيجعل ال بعد عسر يسرا إن شاء ال ولا قدم‬
‫يزيد بن أب سفيان الشأم واليا عليها لب بكر خطب الناس فأرتج عليه فعاد إل المد ل ث‬
‫أرتج عليه فعاد إل المد ل ث أرتج عليه فقال يأهل الشأم عسى ال أن يعل من بعد عسر‬
‫يسرا ومن بعد عي بيانا‬
‫وأنتم إل إمام فاعل أحوج منكم إل إمام قائل ث نزل فبلغ ذلك عمرو بن العاص‬
‫فاستحسنه وكان يزيد بن الهلب ول ثابت قطنة بعض قرى خراسان فلما صعد النب يوم‬
‫المعة قال المد ل ث أرتج عليه فنل وهو يقول فإل أكن فيكم خطيبا فإنن بسيفي إذا وجد‬
‫الوغي لطيب فقيل له لوقلتها فوق النب لكنت أخطب الناس وخطب معاوية بن أب سفيان لا‬
‫ول فحصر فقال أيها الناس إن كنت أعددت مقال أقومبه فيكم فحجبت عنه فإن ال يول‬
‫بي الرء وقلبه كماقال ف كتابه وأنتم إل لمام عدل أحوج منكم إل إمام خطيب وإن امركم‬
‫با أمر ال به ورسوله وأناكم عما ناكم ال عنه ورسوله وأستغفر ال ل ولكم وصعد خالد‬
‫بن عبد ال القسري يوما النب بالبصرة ليخطب فأرتج عليه فقال‬
‫أيها الناس أما بعد فإن هذا الكلم يئ أحيانا ويعزب أحيانا فيسيح عند ميئه سيبه‬
‫ويعز عند عزوبه طلبه ولربا كوبر فأب وعول فنأى فالتأت لجيه خي من التعاطي لبيه وتركه‬
‫عند تنكره أفضل من طلبه عند تعذره وقد يتلج من الرىء جنانه وينقطع من الذرب لسانه‬

‫‪664‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫فل يبطره ذلك ول يكسره وسأعود فأقول إن شاء ال ث نزل فما رئى حصر أبلغ منه وصعد‬
‫أبو العنبس منبا من منابر الطائف فحمد ال وأثن عليه ث قال أما بعد فأرتج عليه فقال‬
‫أتدرون ما أريد أن أقول لكم قالوا ل قال فما ينفعن ما أريد أن أقول لكم ث نزل فلما كان ف‬
‫المعة الثانية وصعد النب وقال أما بعد أرتج عليه فقال أتدرون ما أريد أن أقول لكم قالوا نعم‬
‫قال فما حاجتكم إل أن أقول لكم ما علمتم ث نزل فلما كانت المعة الثالثة قال أما بعد‬
‫فأرتج عليه قال أتدرون ما أريد أن أقول لكم قالوا بعضنا يدري وبعضنا ل يدري قال فليخب‬
‫الذى يدري منكم الذى ل يدري ث نزل وول اليمامة رجل من بن هاشم يعرف بالدندان‬
‫فلما صعد النب أرتج عليه فقال‬
‫حيا ال هذه الوجوه وجعلن فداءها إن قد أمرت طائفى بالليل أن ل يرى أحدا إل‬
‫أتان به وإن كنت أنا هو ث نزل وخطب عبد ال بن عامر بالبصرة ف يوم أضحى فأرتج عليه‬
‫فمكث ساعة ث قال وال ل أجع عليكم عيا ولؤما من أخذ شاة من السوق فهى له وثنها‬
‫على قال الاحظ ولا حصر عبد ال بن عامر على منب البصرة شق ذلك عليه فقال له زياد أيها‬
‫المي إنك إن أقمت عامة من ترى أصابه أكثر ما أصابك وكان سعيد بن بدل الكلب على‬
‫قنسرين فوثب عليه زفر بن الارث فأخرجه منها وبايع لبن الزبي فلما قعد زفر على النب قال‬
‫المد ل الذى أقعدن مقعد الغادر الفاجر وحصر فضحك الناس من قوله وصعد عدي بن‬
‫أرطاة النب فلما رأى جاعة الناس حصر فقال المد ل الذى يطعم هؤلء ويسقيهم وصعد‬
‫روح بن حات النب فلما راهم شفنوا أبصارهم وفتحوا أساعهم نوه‬
‫حصر فقال نكسوا رءوسكم وغضوا أبصاركم فإن النب مركب صعب وإذا يسر‬
‫ال فتح قفل تيسر وكان عبد ربه اليشكري عامل لعيسى بن موسى على الدائن فصعد النب‬
‫فحمد ال وأرتج عليه فسكت ث قال وال إن لكون ف بيت فتجىء على لسان ألف كلمة‬
‫فإذا قمت على أعوادكم هذه جاء الشيطان فمحاها من صدري ولقد كنت وما ف اليام يوم‬
‫أحب إل من يوم المعة فصرت وما ف اليام يوم أبغض إل من يوم المعة وما ذلك إل‬

‫‪665‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫لطبتكم هذه وأرتج على معن بن زائدة فضرب النب برجله ث قال فت حروب ل فت منابر‬
‫وحدث عيسى بن عمر قال خطب أمي مرة فانقطع فخجل فبعث إل قوم من القبائل عابوا‬
‫ذلك ولفهم وفيهم يربوعى جلد فقال اخطبوا فقام واحد فمر ف الطبة حت إذا بلغ أما بعد‬
‫قال أما بعد أما بعد ول يدر مايقول ث قال فإن امرأت طالق ثلثا ل أرد أن أجع اليوم فمنعتن‬
‫وخطب آخر فلما بلغ أما بعد بقى ونظر فإذا إنسان ينظر إليه فقال لعنك ال ترى ما أنا فيه‬
‫وتلمحن ببصرك أيضا وقال أحدهم رأيت القراقر من السفن تري بين وبي الناس وصعد‬
‫اليبوعي فخطب فقال أما بعد فوال ما أدرى ما أقول ول فيم أقمتمون أقول ماذا‬
‫فقال بعضهم قل ف الزيت فقال الزيت مبارك فكلوا منه وادهنوا قال فهو قول‬
‫الشطار اليوم إذا قيل ل فعلت ذا فقل ف شأن الزيت وف حال الزيت وروى الاحظ أنه قيل‬
‫لرجل من الوجوه قم فاصعد النب وتكلم فلما صعد حصر وقال المد ل الذى يرزق هؤلء‬
‫وبقى ساكتا فأنزلوه وصعد اخر فلما استوي قائما وقابل بوجهه وجوه الناس وقعت عينه على‬
‫صلعة رجل فقال اللهم العن هذه الصلعة وقيل لوازع اليشكرى قم فاصعد النب وتكلم فلما‬
‫رأي جع الناس قال لول أن امرأت لعنها ال حلتن على إتيان المعة اليوم ما جعت وأنا‬
‫أشهدكم أنا من طالق ثلثا ودعى أيوب بن القرية لكلم فاحتبس القول عليه فقال قد طال‬
‫السمر وسقط القمر واشتد الطر فماذا ينتظر فأجابه فت من عبد القيس فقال قد طال الرق‬
‫وسقط الشفق وكثر اللثق فلينطق من نطق‬
‫وجاء ف أمال السيد الرتضى روى أن بعض خلفاء بن العباس وأظنه الرشيد صعد‬
‫النب ليخطب فسقطت على وجهه ذبابة فطردها فرجعت فحصر وأرتج عليه فقال أعوذ بال‬
‫السميع العليم يأيها الناس ضرب مثل فاستمعوا له إن الذين تدعون من دون ال لن يلقوا ذبابا‬
‫ولو اجتمعوا له وإن يسلبهم الذباب شيئا ل يستنقذوه منه ضعف الطالب والطلوب ث نزل‬
‫فاستحسن ذلك منه وروى أن رجل صعد النب أيام يزيد بن معاوية وكان واليا علىقوم فقال‬
‫لم أيها الناس إن إن ل أكن فارسا طبا بذا القرآن فإن معي من أشعار العرب ما أرجو أن‬

‫‪666‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫يكون خلفا منه وما أساء القائل أخو الباجم حيث قال وما عاجلت الطي يدني للفت رشادا‬
‫ول من ريثهن ييب ورب أمور ل تضيك ضية وللقلب من مشاتن وجيب ول خي فيمن ل‬
‫يوطن نفسه على نائبات الدهر حي تنوب وف الشك تفريط وف الزم قوة ويطى الفت ف‬
‫حدسه ويصيب فقال رجل من كلب إن هذا النب ل ينصب للشعر بل ليحمد ال تعال‬
‫ويصلى على النب واله عليهم الصلة والسلم وللقرآن فقال أما لو أنشدتكم شعر‬
‫رجل من كلب لسركم فكتب إل يزيد بذلك فعزله وقال قد كنت أراك جاهل أحق ول‬
‫أحسب أن المق يبلغ بك إل هذا البلغ فقال له أحق من من ولن وخطب عتاب بن ورقاء‬
‫فحث على الهاد فقال هذا كما قال ال تعال ف كتابه كتب القتل والقتال علينا وعلى‬
‫الغانيات جر الذيول وخطب يوما فقال هذا كما قال ال تبارك وتعال إنا يتفاضل الناس‬
‫بأعمالم وكل ما هو ات قريب قالوا له إن هذا ليس من كتاب ال ما ظننت إل أنه من كتاب‬
‫ال وخطب وكيع بن أب سود براسان فقال إن ال خلق السموات والرض ف ستة أشهر‬
‫فقيل له إنا ستة أيام فقال وأبيك لقد قلتها وإن لستقلها وصعد النب فقال إن ربيعة ل تزل‬
‫غضابا على ال مذ بعث نبيه من مضر‬
‫أل وإن ربيعة قوم كشف فإذا رأيتموهم فاطعنوا اليل ف مناخرها فإن فرسا ل‬
‫يطعن ف منخره إل كان أشد على فارسه من عدوه وضربت بنو مازن التات بن يزيد‬
‫الجاشعى فجاءت جاعة منهم فيهم غالب أبو الفرزدق فقال يا قوم كونوا كما قال ال ل‬
‫يعجز القوم إذا تعاونوا وخطب عدى بن زياد اليادى فقال أقول لكم كما قال العبد الصال‬
‫لقومه ما أريكم إل ما أرى وما أهديكم إل سبيل الرشاد قالوا له ليس هذا من قول عبد صال‬
‫إنا هو من قول فرعون قال من قاله فقد أحسن وروى الطبى أن عبد ال بن الزبي كان ول‬
‫أخاه عبيدة على الدينة ث نزعه عنها وكان سبب عزله إياه أنه خطب الناس فقال لم قد رأيتم‬
‫ما صنع بقوم ف ناقة قيمتها خسمائة درهم فسمي مقوم الناقة وبلغ ذلك ابن الزبي فقال إن‬
‫هذا لو التكلف وروى الاحظ وابن عبد ربه هذا الب فقال خطب وال اليمامة فقال إن ال‬

‫‪667‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫ل يقار عباده على العاصى وقد أهلك ال أمة عظيمة ف ناقة ما كانت تساوي مائت درهم‬
‫فسمي مقوم ناقة ال‬
‫وخطب فبيصة وهو خليفة أبيه على خراسان وأتاه كتابه فقال هذا كتاب المي‬
‫وهو وال أهل لن أطيعه وهو أب وأكب من ودعي مصعب بن حيان ليخطب ف نكاح‬
‫فحصر فقال لقنوا موتاكم شهادة أن ل إله إل ال فقالت أم الارية عجل ال موتك ألذا‬
‫دعوناك وخطب أمي الؤمني الوال وهكذا لقبه خطبة نكاح فحصر فقال اللهم إنا نمدك‬
‫ونستعينك ول نشرك بك وخطب قتيبة بن مسلم على منب خراسان فسقط القضيب من يده‬
‫فتفاءل له عدوه بالشر واغتم صديقه فعرف ذلك قتيبة فأخذه وقال ليس المر على ماظن‬
‫العدو وخاف الصديق ولكنه كما قال الشاعر فألقت عصاها واستقر با النوى كما قر عينا‬
‫بالياب السافر وتكلم صعصعة عند معاوية فعرق فقال معاوية برك القول فقال صعصعة إن‬
‫الياد نضاحة بالاء وشخص يزيد بن عمر بن هبية إل هشام بن عبد اللك فتكلم فقال هشام‬
‫ما مات من خلف مثل هذا فقال البرش الكلب ليس هناك أما تراه يرشح جبينه لضيق صدره‬
‫قال يزيد ما لذلك رشح ولكن للوسك ف هذا الوضع‬
‫وقال عبيد ال بن زياد نعم الشيء المارة لول قعقعة البيد والتشرف للخطب‬
‫وقيل لعبد اللك بن مروان عجل عليك الشيب يا أمي الؤمني فقال كيف ل يعجل على وأنا‬
‫أعرض عقلي على الناس ف كل جعة مرة أو مرتي أو قال شيبن صعود النابر والوف من‬
‫اللحن‬
‫بدء الطب وختامها قال ابن قتيبة ف عيون الخبار تتبعت خطب رسول ال‬
‫فوجدت أوائل أكثرها المد ل نمده ونستعينه ونؤمن به ونتوكل عليه ونستغفره ونتوب إليه‬
‫ونعوذ بال من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده ال فل مضل له ومن يضلل فل‬
‫هادى له وأشهد أن ل إله إل ال وحده ل شريك له ووجدت ف بعضها أوصيكم عباد ال‬
‫بتقوى ال وأحثكم على طاعته ووجدت كل خطبة مفتاحها المد إل خطبة العيد فإن‬

‫‪668‬‬
‫جهرة خطب العرب‬
‫مفتاحها التكبي وروى ابن عبد ربه ف العقد قال وكان آخر كلم أب بكر الذى إذا تكلم به‬
‫عرف أنه قد فرغ من خطبته اللهم اجعل خي زمان آخره وخي عملي خواته وخي أيامى يوم‬
‫ألقاك وكان اخر كلم عمر الذى إذا تكلم به عرف أنه فرغ من خطبته اللهم ل تدعن ف‬
‫غمرة ول تأخذن على غرة ول تعلن من الغافلي وكان عبد اللك بن مروان يقول ف اخر‬
‫خطبته اللهم إن ذنوب قد عظمت وجلت أن تصي وهى صغية ف جنب عفوك فاعف عن ت‬
‫بمد ال‬

‫‪669‬‬

You might also like