Professional Documents
Culture Documents
كتاب
جمهرة خطب العرب
الباب الول
الطب والوصايا ف العصر الاهلي
ّّ
الطب إصلح مرثد الي بي سبيع بن الارث وبي ميثم بن مثوب كان مرثد
الي بن ينكف قيل وكان حدبا على عشيته مبا لصلحهم وكان سبيع بن الرث وميثم بن
مثوب بن ذي رعي تنازعا الشرف حت تشاحنا وخيف أن يقع بي حييهما شر فيتفان
جذماها فبعث إليهما مرثد فأحضرها ليصلح بينهما فقال لما
مقال مرثد الي إن التخبط وامتطاء الجاج واستحقاب اللجاج سيقفكما على
شفا هوة ف توردها بوار الصيلة وانقطاع الوسيلة فتلفيا أمر كما قبل انتكاث العهد وانلل
العقد وتشتت اللفة وتباين السهمة وأنتما ف فسحة رافهة وقدم واطدة والودة مثرية والبقيا
معرضة فقد عرفتم أنباء من كان قبلكم من العرب من عصى النصيح وخالف الرشيد وأصغى
إل التقاطع ورأيتم ما آلت إليه عواقب سوء سعيهم وكيف كان صيور أمورهم فتلفوا القرحة
قبل تفاقم الثاي واستفحال الداء وإعواز الدواء فإنه إذا سفكت الدماء استحكمت الشحناء
وإذا استحكمت الشحناء تقضبت عرى البقاء وشل البلء
مقال سبيع بن الرث فقال سبيع أيها اللك إن عداوة بن العلت ل تبئها الساة
ول تشفيها الرقاة ول تستقل با الكفاة والسد الكامن هو الداء الباطن وقد علم بنو أبينا
هؤلء أنا لم ردء إذا رهبوا وغيث إذا أجدبوا وعضد إذا حاربوا ومفزع إذا نكبوا وأنا وإياهم
كما قال الول إذا ما علوا قالوا أبونا وأمنا وليس لم عالي أم ول أب مقال ميثم بن مثوب
فقال ميثم أيها اللك إن من نفس على ابن أبيه الزعامة وجد به ف القامة واستكثر له قليل
الكرامة كان قرفا باللمة ومؤنبا على ترك الستقامة وإنا وال ما نعتد لم بيد إل وقد نالم منا
1
جهرة خطب العرب
كفاؤها ول نذكر لم حسنة إل وقد تطلع منا إليهم جزاؤها ول يتفيأ لم علينا ظل نعمة إل
وقد قوبلوا بشرواها ونن بنو فحل مقرم ل تقعد بنا المهات ول بم ول تنعنا أعراق السوء
ول إياهم فعلم مط الدود وخزر العيون والتصعر والبأو والتكب ألكثرة عدد أم لفضل جلد أم
لطول معتقد وإنا وإياهم لكما قال الول له ابن عمك ل أفضلت ف حسب عن ول أنت
ديان فتخزون ومقاطع المور ثلثة حرب مبية أو سلم قريرة أو مداجاة وغفية مقال مرثد
الي فقال اللك ل تنشطوا عقل الوارد ول تلقحوا العون القواعد ول تورثوا نيان الحقاد
ففيها التلفة والائحة والليلة وعفوا باللم أبلد الكلم وأنيبوا إل السبيل الرشد والنهج
القصد فإن الرب تقبل بزبرج الغرور وتدبر بالويل والثبور ث قال اللك أل هل أتى القوام
بذل نصيحة حبوت با من سبيعا وميثما وقلت اعلما أن التدابر غادرت عواقبه للذل والقل
جرها فل تقدحا زند العقوق وأبقيا على العزة القعساء أن تدما ول تنيا حربا تر علييكما
عواقبها يوما من الشر أشأما
والتصعر والبأو والتكب ألكثرة عدد أم لفضل جلد أم لطول معتقد وإنا وإياهم
لكما قال الول له ابن عمك ل أفضلت ف حسب عن ول أنت ديان فتخزون ومقاطع
المور ثلثة حرب مبية أو سلم قريرة أو مداجاة وغفية مقال مرثد الي فقال اللك ل
تنشطوا عقل الشوارد ول تلقحوا العون القواعد ول تورثوا نيان الحقاد ففيها التلفة
الستأصلة والائحة والليلة وعفوا باللم أبلد الكلم وأنيبوا إل السبيل الرشد والنهج القصد
فإن الرب تقبل بزبرج الغرور وتدبر بالويل والثبور ث قال اللك أل هل أتى القوام بذل
نصيحة حبوت با من سبيعا وميثما وقلت اعلما أن التدابر غادرت عواقبه للذل والقل جرها
فل تقدحا زند العقوق وأبقيا على العزة القعساء أن تتهدما ول تنيا حربا تر عليكما عواقبها
يوما من الشر أشأما
فإن جناة الرب للحي عرضة تفوقهم منها الذعاف القشما حذار فل تستنبثوها
فإنا تغادر ذا النف الشم مكشما فقال ل أيها اللك بل نقبل نصحك ونطيع أمرك ونطفئ
2
جهرة خطب العرب
النائرة ونل الضغائن ونثوب إل السلم طريف بن العاصى والرث بن ذبيان يتفاخران عند
بعض مقاول حي اجتمع طريف بن العاصى الدوسى والرث بن ذبيان وهو أحد العمرين عند
بعض مقاول حي فتفاخرا فقال اللك للحرث يا حارث أل تبن بالسبب الذي أخرجكم عن
قومكم حت لقتم بالنمر بن عثمان فقال أخبك أيها اللك خرج هجينان منا يرعيان غنما لما
فتشاول بسيفيهما فأصاب صاحبهم عقب صاحبنا فعاث فيه السيف فنف فمات فسألونا أخذ
دية صاحبنا دية الجي وهي نصف دية الصريح فأب قومي وكان لنا رباء عليهم فأبينا إل دية
الصريح وأبوا إل دية الجي فكان اسم هجيننا ذهي بن زبراء واسم صاحبهم عنقش بن مهية
وهى سوداء أيضا فتفاقم المر بي اليي فقال رجل منا
حلومكم يا قوم ل تعزبنها ول تقطعوا أرحامكم بالتدابر وأدوا إل القوام عقل ابن
عمهم ول ترهقوهم سبة ف العشائر فإن ابن زبراء الذى فاد ل يكن بدون خليف أو أسيد بن
جابر فإن ل تعاطوا الق فالسيف بيننا وبينكم وسيف أجور جائر فتظافروا علينا حسدا فأجع
ذوو الجى منا أن نلحق بأمنع بطن من الزد فلحقنا بالنمر بن عثمان فوال ما فت ف
أعضادنا فأبنا عنهم ولقد أثأرنا صاحبنا وهم راغمون فوثب طريف بن العاصي من ملسه
فجلس بإزاء الرث ث قال تال ما سعت كاليوم قول أبعد من صواب ول أقرب من خطل
ول أجلب لقذع من قول هذا وال أيها اللك ما قتلوا بجينهم بذجا ول رقوا به درجا ول
انطوا به عقل ول اجتفئوا به خشل ولقد أخرجهم الوف عن أصلهم وأجلهم عن ملهم
حت استلنوا خشونة الزعاج ولئوا إل أضيق الولج قل وذل فقال الارث أتسمع يا طريف
إن وال ما إخا لك كافا غرب لسانك ول منهنها شرة نزوانك حت أسطو بك سطوة تكف
طماحك وترد
جاحك وتكبت تترعك وتقمع تسرعك فقال طريف مهل يا حارث ل تعرض
لطحمة استنان وذرب سنان وغرب شباب وميسم سباب فتكون كالظل الوطوء والعجب
الوجوء فقال الرث إياى تاطب بثل هذا القول فو ال لو وطئتك لسختك ولو وهصتك
3
جهرة خطب العرب
لوهطتك ولو نفحتك لفدتك فقال طريف متمثل وإن كلم الرء ف غي كهه لكالنبل توى
ليس فيها نصالا أما والصنام الحجوبة والنصاب النصوبة لئن ل تربع على ظلعك وتقف عند
قدرك لدعن حزنك سهل وغمرك ضحل وصفاك وحل فقال الارث أما وال لو رمت ذلك
لرغت بالضيض وأغصصت بالريض وضاقت عليك الرحاب وتقطعت بك السباب
وللفيت لقى
تاداه الروامس بالسهب الطامس فقال طريف دون ما ناجتك به نفسك مقارعة
أبطال وحياض أهوال وحفزة إعجال ينع معه تطامن المهال فقال اللك ايها عنكما فما رأيت
كاليوم مقال رجلي ل يقصبا ول يثلبا ول يلصوا ول يقفوا
وفود العرب يعزون سلمة ذا فائش بابن له مات نشأ لسلمة ذي فائش ابن
كأكمل أبناء القاول وكان مسرورا به يرشحه لوضعه فركب ذات يوم فرسا صعبا فكبا به
فوقصه فجزع عليه أبوه جزعا شديدا وامتنع من الطعام واحتجب عن الناس واجتمعت وفود
العرب ببابه ليعزوه فلمه نصحاؤه ف إفراط جزعه فخرج إل الناس فقام خطباؤهم يؤسونه
وكان ف القوم اللبب ابن عوف وجعادة بن أفلح فقام اللبب فقال خطبة اللبب بن عوف أيها
اللك إن الدنيا تود لتسلب وتعطي لتأخذ وتمع لتشتت وتلى لتمر وتزرع الحزان ف
القلوب با تفجأ به من استرداد الوهوب وكل مصيبة تطأتك جلل ما ل تدن الجل وتقطع
المل وإن حادثا أل بك فاستبد بأقلك وصفح عن أكثرك لن أجل النعم عليك وقد تناهت
إليك أنباء من رزئ فصب وأصيب فاغتفر إذ كان شوى فيما يرتقب ويذر فاستشعر اليأس ما
فات إذ كان ارتاعه متنعا ومرامه مستصعبا فلشئ ما ضربت السى وفزع أولو اللباب إل
حسن العزاء
خطبة جعادة بن أفلح وقام جعادة فقال أيها اللك ل تشعر قلبك الزع على ما
فات فيغفل دهنك عن الستعداد لا يأت وناضل عوارض الزن بالنفة عن مضاهاة أفعال أهل
وهي العقول فإن العزاء لزماء الرجال والزع لربات الجال ولو كان الزع يرد فائتا أو
4
جهرة خطب العرب
ييي تالفا لكان فعل دنيئا فكيف وهو مانب لخلق ذوي اللباب فارغب بنفسك أيها اللك
عما يتهافت فيه الرذلون وصن قدرك عما يركبه الخسسون وكن على ثقة أن طمعك فيما
استبدت به اليام ضلة كأحلم النيام تساؤل عامر بن الظرب وحمة بن رافع عند أحد ملوك
حي اجتمع عامر بن الظرب العدوان وحمة بن رافع الدوسي عند ملك من ملوك حي فقال
تساءل حت أسع ما تقولن قال عامر لممة أين تب أن تكون أياديك قال عند ذي الرثية
العدي وذي اللة الكري والعسر الغري والستضعف الضيم قال من أحق الناس بالقت قال
الفقي الختال والضعيف الصوال والعيي القوال قال فمن أحق الناس بالنع قال الريص الكاند
والستميد الاسد واللحف الواجد قال فمن أجدر الناس بالصنيعة قال من إذا أعطى شكر وإذا
منع عذر وإذا موطل صب وإذا قدم العهد ذكر قال من أكرم الناس عشرة قال من
إن قرب منح وإن بعد مدح وإن ظلم صفح وإن ضويق سح قال من ألم الناس قال من إذا
سأل خضع وإذا سئل منع وإذا ملك كنع ظاهره جشع وباطنه طبع قال فمن أحلم الناس قال
من عفا إذا قدر وأجل إذا انتصر ول تطغه عزة الظفر قال فمن أحزم الناس قال من أخذ رقاب
المور بيديه وجعل العواقب نصب عينيه ونبذ التهيب دبر أذنيه قال فمن أخرق الناس قال من
ركب الطار واعتسف العثار وأسرع ف البدار قبل القتدار قال فمن أجود الناس قال من بذل
الجهود ول يأس على العهود قال فمن أبلغ الناس قال من جلى العن الزيز باللفظ الوجيز
وطبق الفصل قبل التحزيز قال فمن أنعم الناس عيشا قال من تلى بالعفاف ورضى بالكفاف
وتاوز ما ياف إل مال ياف قال فمن أشقى الناس قال من حسد على النعم وتسخط على
القسم واستشعر الندم على فوت ما ل يتم قال من أغن الناس قال من استشعر الياس وأبدى
التجمل للناس واستكثر قليل النعم ول يسخظ على القسم قال فمن أحكم الناس قال من
صمت فادكر ونظر فاعتب ووعظ فازدجر قال من أجهل الناس قال من رأى الرق مغما
والتجاوز مغرما خطبة عامر بن الظرب العدوان وقد خطبت ابنته خطب صعصعة بن معاوية
إل عامر بن الظرب العدوان ابنته عمرة فقال
5
جهرة خطب العرب
ياصعصعة إنك جئت تشتري من كبدي وأرحم ولدي عندي منعتك أو بعتك
النكاح خي من الية والسيب كفء السيب والزوج الصال أب بعد أب وقد أنكحتك
خشية أل أجد مثلك أفر من السر إل العلنية أنصح ابنا وأودع ضعيفا قويا ث أقبل على قومه
فقال يا معشر عدوان أخرجت من بي أظهركم كريتكم على غي رغبة عنكم ولكن من خط
له شئ جاءه رب زارع لنفسه حاصد سواه ولول قسم الظوظ على قدر الدود ما أدرك
الخر من الول شيئا يعيش به ولكن الذي أرسل اليا أنبت الرعى ث قسمه أكل لكل فم بقلة
ومن الاء جرعة إنكم ترون ول تعلمون لن يرى ما أصف لكم إل كل ذي قلب واع ولكل
شئ راع ولكل رزق ساع إما أكيس وإما أحق وما رأيت شيئا إل سعت حسه ووجدت
مسه وما رأيت موضوعا إل مصنوعا وما رأيت جائيا إل داعيا ول غانا إل خائبا ول نعمة إل
ومعها بؤس ولو كان ييت الناس الداء لحياهم الدواء فهل لكم ف العلم العليم قيل ما هو قد
قلت فأصبت وأخبت فصدقت فقال أمورا شت وشيئا شيا حت يرجع اليت حيا ويعود ل
شيء شيا ولذلك خلقت الرض والسموات فتولوا عنه راجعي فقال ويلمها نصيحة لو كان
من يقبلها حديث بعض مقاول حي مع ابنيه وما دار بينه وبينهما من الساءلة حي كبت سنه
كان لرجل من مقاول حي ابنان يقال لحدها عمرو وللخر ربيعة وكانا قد
برعا ف الدب والعلم فلما بلغ الشيخ أقصى عمره وأشفى على الفناء دعاها ليبلو
عقولما ويعرف مبلغ علمهما فلما حضرا قال لعمرو وكان الكب أخبن عن أحب الرجال
إليك وأكرمهم عليك قال السيد الواد القليل النداد الاجد الجداد الراسي الوتاد الرفيع
العماد العظيم الرماد الكثي الساد الباسل الذواد الصادر الوراد قال ما تقول يا ربيعة قال ما
أحسن ما وصف وغيه أحب إل منه قال ومن يكون بعد هذا قال السيد الكري الانع للحري
الفضال الليم القمقام الزعيم الذي إن هم فعل وإن سئل بذل قال أخبن يا عمرو بأبغض
الرجال إليك قال البم اللئيم الستخذي للخصيم البطان النهيم العيي البكيم الذي إن سئل منع
وإن هدد خضع وإن طلب جشع قال ما تقول يا ربيعة قال غيه أبغض إل منه قال ومن هو
6
جهرة خطب العرب
قال النئوم الكذوب الفاحش الغضوب الرغيب عند الطعام البان عند الصدام قال أخبن يا
عمرو أي النساء أحب إليك قال الركولة اللفاء المكورة اليداء الت يشفي السقيم كلمها
ويبي الوصب إلامها الت إن أحسنت إليها شكرت وإن أسأت إليها صبت وإن استعتبتها
أعتبت الفاترة الطرف الطفلة الكف العميمة الردف قال ما تقول يا ربيعة قال نعت فأحسن
وغيها أحب إل منها قال ومن هي قال الفتانة العيني
السيلة الدين الكاعب الثديي الرداح الوركي الشاكرة للقليل الساعدة للحليل
الرخيمة الكلم الماء العظام الكرية الخوال والعمام العذبة اللثام قال فأي النساء إليك
أبغض يا عمرو قال القتاتة الكذوب الظاهرة العيوب الطوافة البوب العابسة القطوب السبابة
الوثوب الت إن ائتمنها زوجها خانته وإن لن لا أهانته وإن أرضاها أعضبته وإن أطاعها عصته
قال ما تقول يا ربيعة قال بئس وال الرأة ذكر وغيها أبغض إل منها قال وأيتهن الت هي
أبغض إليك من هذه قال السليطة اللسان الوذية للجيان الناطقة بالبهتان الت وجهها عابس
وزوجها من خيها آيس الت إن عاتبها زوجها وترته وإن ناطقها انتهرته قال ربيعة وغيها
أبغض إل منها ومن هي قال الت شقي صاحبها وخزى خاطبها وإفتضح أقاربا قال ومن
صاحبها قال مثلها ف خصالا كلها ل تصلح إل له ول يصلح إل لا قال فصفه ل قال الكفور
غي الشكور اللئيم الفجور العبوس الكال الرون الامح الراضى بالوان الختال النان الضعيف
النان العد البنان القئول غي الفعول اللول غي الوصول الذي ل يرع عن الحارم ول يرتدع
عن الظال قال أخبن يا عمرو أي اليل أحب إليك عند الشدائد إذا إلتقى القران للتجالد
قال الواد النيق الصان العتيق الكفيت العريق الشديد الوثيق الذي يفوت إذا هرب ويلحق
إذا طلب قال نعم الفرس وال نعت قال فما تقول
يا ربيعة قال غيه أحب إل منه قال وما هو قال الصان الواد السلس القياد
الشهم الفؤاد الصبور إذا سرى السابق إذا جرى قال فأي اليل أبغض إليك يا عمرو قال
الموح الطموح النكول النوح الصئول الضعيف اللول العنيف الذي إن جاريته سبقته وإن
7
جهرة خطب العرب
طلبته أدركته قال ما تقول يا ربيعة قال غيه أبغض إل منه قال وما هو قال البطيء الثقيل
الرون الكليل الذي إن ضربته قمص وإن دنوت منه شس يدركه الطالب ويفوته الارب
ويقطع بالصاحب قال ربيعة وغيه أبغض إل منه قال وما هو قال الموح البوط الركوض
الروط الشموس الضروط القطوف ف الصعود والبوط الذي ل يسلم الصاحب ول ينجو من
الطالب قال أخبن يا عمرو أي العيش ألذ قال عيش ف كرامة ونعيم وسلمة واغتباق مدامة
قال ما تقول يا ربيعة قال نعم العيش وال وصف وغيه أحب إل منه قال وما هو قال عيش
ف أمن ونعيم وعز وغن عميم ف ظل ناح وسلمة مساء وصباح وغيه أحب إل منه قال
وما هو قال غن دائم وعيش سال وظل ناعم قال فما أحب السيوف إليك يا عمرو قال
الصقيل السام الباتر الجذام الاضي السطام الرهف الصمصام الذي إن هززته ل يكب وإذا
ضربت به ل ينب قال ما تقول يا ربيعة قال نعم السيف نعت وغيه أحب
إل قال وما هو قال السام القاطع ذو الرونق اللمع الظمآن الائع الذي إن هززته
هتك وإذا ضربت به بتك قال فما أبغض السيوف إليك يا عمرو قال الفطار الكهام الذي إن
ضرب به ل يقطع وإن ذبح به ل ينخع قال فما تقول يا ربيعة قال بئس السيف وال ذكر
وغيه أبغض إل منه قال وما هو قال الطبع الددان العضد الهان قال فأخبن يا عمرو أي
الرماح أحب إليك عند الراس إذا اعتكر الباس واشتجر الدعاس قال أحبها إل الارن الثقف
القوم الخطف الذي إذا هززته ل ينعطف وإذا طعنت به ل ينقصف قال ما تقول يا ربيعة قال
نعم الرمح نعت وغيه أحب إل منه قال وما هو قال الذابل العسال القوم النسال الاضي إذا
هززته النافذ إذا هزته قال فأخبن يا عمرو عن أبغض الرماح إليك قال العصل عند الطعان
الثلم السنان الذي إذا هززته انعطف وإذا طعنت به انقصف قال ما تقول يا ربيعة قال بئس
الرمح ذكر وغيه أبغض إل منه قال وما هو قال الضعيف الهز اليابس الكز الذي إذا أكرهته
انطم وإذا طعنت به انقصم قال انصرفا الن طاب ل الوت
8
جهرة خطب العرب
إحدى ملكات اليمن وخاطبوها وذكروا أن ملكة كانت بسبأ فأتاها قوم يطبونا
فقالت ليصف كل رجل منكم نفسه وليصدق وليوجز لتقدم إن تقدمت أو أدع إن تركت
على علم فتكلم رجل منهم يقال له مدرك فقال إن أب كان ف العز الباذخ والسب الشامخ
وأنا شرس الليقة غي رعديد عند القيقة قالت ل عتاب على الندل فأرسلتها مثل ث تكلم
آخر منهم ويقال له ضبيس بن شرس فقال أنا ف مال أثيث وخلق غي خبيث وحسب غي
عثيث أحذو النعل بالنعل وأجزى القرض بالقرض فقالت ل يسرك غائبا من ل يسرك شاهدا
فأرسلتها مثل ث تكلم آخر منهم يقال له شاس بن عباس فقال أنا شاس ابن عباس معروف
بالندى والباس حسن اللق ف سجية والعدل ف قضية مال غي مظور على القل والكثر وباب
غي مجوب على العسر واليسر قالت الي متبع والشر مذور فأرسلتها مثل ث قالت اسع يا
مدرك وأنت يا ضبيس لن يستقيم معكما معاشرة لعشي حت يكون فيكما لي عريكة وأما
أنت يا شاس فقد حللت من مل الهزع من الكنانة والواسطة من القلدة لدماثة خلقك
وكرم طباعك ث اسع بد أودع فأرسلتها مثل وتزوجت شاسا
رواد مذحج يصفون ما ارتادوا من الراعى عن أشياخ من بن الرث بن كعب
قالوا أجدبت بلد مذحج فأرسلوا روادا من كل بطن رجل فبعثت بنو زبيد رائدا وبعثت
النخع رائدا وبعثت جعفى رائدا فلما رجع الرواد قيل لرائد بن زبيد ما وراءك قال رأيت أرضا
موشة البقاع ناتة النقاع مستحلسة الغيطان ضاحكة القريان واعدة وأحر بوفائها راضية
أرضها عن سائها وقيل لرائد جعفى ما وراءك قال رأيت أرضا جعت السماء أقطارها
فأمرعت أصبارها وديثت أوعارها فبطنانا غمقة وظهرانا غدقة ورياضها مستوسقة ورقاقها
رائخ ووطئها سائخ وماشيها مسرور ومصرمها مسور وقيل للنخعي ما وراءك فقال مداحي
سيل وزهاء ليل
وغيل يواصي غيل قد ارتوت أجزازها ودمث عزازها والتبدت أقوازها فرائدها أنق
وراعيها سنق فل قضض ول رمض عازبا ل يفزع وواردها ل ينكع فاختاروا مراد النخعي ما
9
جهرة خطب العرب
دار من الديث بي النذر بن النعمان الكب وبي عامر بن جوين الطائي وفد عامر بن جوين
الطائي على النذر بن النعمان الكب جد النعمان بن النذر وذلك بعد انقضاء ملك كندة
ورجوع اللك إل لم وكان عامر قد أجار امرؤ القيس ابن حجر أيام كان مقيما بالبلي
وقال كلمته الت يقول فيها هنالك ل أعطي مليكا ظلمة ول سوقة حت يئوب ابن مندله
وكان النذر ضغنا عليه فلما دخل عليه قال له يا عام لساء مثوى أثويته ربك
وثويك حي حاولت إصباء طلته ومالفته إل عشيه أما وال لو كنت كريا لئويته مكرما
موقرا ولانبته مسلما فقال له أبيت اللعن لقد علمت
أبناء أدد إن لعزها جارا وأكرمها جوارا وأمنعها دارا ولقد أقام وافرا وزال شاكرا
فقال له النذر يا عام وإنك لتخال هضيبات أجأ ذات الوبار وأفنيات سلمي ذات الغفار
مانعاتك من الجر الرار ذي العدد الكثار والصن والهار والرماح الرار وكل ماضي الغرار
بيد كل مسعر كري النجار قال عامر أبيت اللعن إن بي تلك الضيبات والرعان والشعاب
والصدان لفتيانا أبطال وكهول أزوال يضربون القوانس ويستنلون الفوارس بالرماح الداعس
ل يتبعوا الرعاء ول ترشحهم الماء فقال اللك يا عام لو قد تاوبت اليل ف تلك الشعاب
صهيل كانت الصوات قعقعة وصليل وفغر الوت وأعجز الفوت فتقارشت الرماح وحى
السلح لتساقى قومك كأسا ل صحو بعدها فقال مهل أبيت اللعن إن شرابنا وبيل
وحدنا أليل ومعجمنا صليب ولقاءنا مهيب فقال له يا عام إنه لقليل بقاء الصخرة
الصراء على وقع اللطيس فقال أبيت اللعن إن صفاتنا عب الراديس فقال لوقظن قومك من
سنة الغفلة ث لعقبنهم بعدها رقدة ليهب راقدها ول يستيقظ هاجدها فقال له عامر إن البغي
أباد عمرا وصرع حجرا وكانا أعز منك سلطانا وأعظم شانا وإن لقيتنا ل تلق أنكاسا
ول أغساسا فهبش وضائعك وصنائعك وهلم إذا بدا لك فنحن الل قسطوا على
الملك قبلك ث أتى راحلته فركبها وأنشأ يقول تعلم أبيت اللعن أن قناتنا تزيد على غمز
الثقاف تصعبا أتوعدنا بالرب أمك هابل رويدك برقا ل أبا لك خلبا إذا خطرت دون جديلة
10
جهرة خطب العرب
بالقنا وحامت رجال الغوث دون تدبا أبيت الت توى وأعطيتك الت تسوق إليك الوت
أخرج أكهبا فإن شئت أن تزدارنا فأت تعترف رجال يذيلون الديد العقربا وإنك لو أبصرتم
ف مالم رأيت لم جعا كثيفا وكوكبا وذكرك العيش الرخى جلدهم وملهى بأكناف السدير
ومشربا فأغض على غيظ ول ترم الت تكم فيك الزاعب الحربا
قيس بن رفاعة والارث بن أب شر الغسان كان قيس بن رفاعة يفد سنة إل
النعمان اللخمي بالعراق وسنة إل الارث ابن اب شر الغسان بالشأم فقال له يوما وهو عنده
يابن رفاعة بلغن أنك تفضل النعمان على قال وكيف أفضله عليك أبيت اللعن فوال لقفاك
أحسن من وجهه ولمك أشرف من أبيه ولبوك أشرف من جيع قومه ولشمالك أجود من
يينه ولرمانك أنفع من نداه ولقليلك أكثر من كثيه ولثمادك أغزر من غديره ولكرسيك
أرفع من سريره ولدولك أغمر من بوره وليومك أفضل من شهوره ولشهرك أمد من حوله
ولولك خي من حقبه ولزندك أورى من زنده ولندك أعز من جنده وإنك لن غسان أرباب
اللوك وإنه لن لم الكثي النوك فكيف أفضله عليك قيس بن خفاف البجي وحات طيئ أتى
أبو جبيل قيس بن خفاف البجى حات طيئ ف دماء حلها عن قومه فأسلموه فيها وعجز عنها
فقال وال لتي من يملها عن وكان شريفا شاعرا فلما قدم عليه قال إنه وقعت بي قومي
دماء فتواكلوها وإن حلتها ف مال وأملي
فقدمت مال وكنت أملي فإن تملها فرب حق قد قضيته وهم قد كفيته وإن حال
دون ذلك حائل ل أذمم يومك ول أيأس من غدك ث أنشأ يقول حلت دماء للباجم جة
فجئتك لا أسلمتن الباجم وقالوا سفاها ل حلت دماءنا فقلت لم يكفي المالة حات مت آته
فيها يقل ل مرحبا وأهل وسهل أخطأتك الشائم فيحملها عن وإن شئت زادن زيادة من
حنت إليه الكارم يعيش الندى ما عاش حات طيئ فإن مات قامت للسخاء مآت ينادين مات
الود معك فل نرى ميبا له ما حام ف الو حائم وقال رجال أنب العام ماله فقلت لم إن
بذلك عال ولكنه يعطي من أموال طي إذا جلف الال القوق اللوازم فيعطي الت فيها الغن
11
جهرة خطب العرب
وكأنه لتصغيه تلك العطية جارم بذلك أوصاه عدي وحشرج وسعد وعبد ال تلك القماقم
فقال له حات إن كنت لحب أن يأتين مثلك من قومك هذا مرباعي من الغارة على بن تيم
فخذه وافرا فإن وف بالمالة وإل أكملتها لك وهو مائتا بعي سوى بنيها وفصالا مع أن ل
أحب أن تويس قومك بأموالم فضحك أبو جبيل وقال لكم ما أخذت منا ولنا ما أخذنا منكم
وأي بعي دفعته إل ليس ذنبه ف يد صاحبه فأنت منه برئ فدفعها إليه وزاده مائة بعي فأخذها
وانصرف راجعا إل قومه فقال حات ف ذلك
أتان البجي أبو جبيل لم ف حالته طويل فقلت له خذ الرباع رهوا فإن لست
أرضى بالقليل على حال ول عودت نفسي على علتا علل البخيل فخذها إنا مائتا بعي سوى
الناب الرذية والفصيل فل من عليك با فإن رأيت الن يزري بالزيل فآب البجى وما عليه
من أعباء المالة من فتيل ير الذيل ينفض مذرويه خفيف الظهر من حل ثقيل مقال قبيصة بن
نعيم لمرئ القيس بن حجر قدم على امرىء القيس بن حجر الكندي بعد مقتل أبيه رجال من
قبائل بن أسد وفيهم قبيصة بن نعيم يسألونه العفو عن دم أبيه فخرج عليهم ف قباء وخف
وعمامة سوداء وكانت العرب ل تعتم إل ف الترات فلما نظروا إليه قاموا له وبدر إليه قبيصة
فقال إنك ف الحل والقدر والعرفة بتصرف الدهر وما تدثه أيامه وتتنقل به أحواله بيث ل
تتاج إل تذكي من واعظ ول تبصي من مرب ولك من سودد منصبك وشرف أعراقك
وكرم أصلك ف العرب متد يتمل ما حل عليه
من إقالة العثرة ورجوع عن الفوة ول تتجاوز المم إل غاية إل رجعت إليك
فوجدت عندك من فضيلة الرأي وبصية الفهم وكرم الصفح ما يطول رغباتا ويستغرق طلباتا
وقد كان الذي كان من الطب الليل الذي عمت رزيته نزارا واليمن ول تصص بذلك
كندة دوننا للشرف البارع كان لجر التاج والعمة فوق البي الكري وإخاء المد وطيب
الشيم ولو كان يفدى هالك بالنفس الباقية بعده لا بلت كرائمنا با على مثله ولكنه مضى به
سبيل ل يرجع أخراه على أوله ول يلحق أقصاه أدناه فأحد الالت ف ذلك أن تعرف
12
جهرة خطب العرب
الواجب عليك ف إحدى خلل ثلث إما أن اخترت من بن أسد أشرفها بيتا وأعلها ف بناء
الكرمات صوتا فقدناه إليك بنسعة تذهب مع شفرات حسامك بباقي قصرته فنقول رجل
امتحن بالك عزيز فلم يستل سخيمته إل تكينه من النتقام أو فداء با يروح على بن أسد من
نعمها فهي ألوف تاوز السبة فكان ذلك فداء رجعت به القضب إل أجفانا ل يرددها
تسليط الحن على البآء وإما أن وادعتنا إل أن تضع الوامل فتسدل الزر وتعقد المر فوق
الرايات فبكى امرؤ القيس ساعة ث رفع رأسه فقال
رد امرئ القيس عليه لقد علمت العرب أنه ل كفء لجر ف دم وأن لن أعتاض
به جل ول ناقة فأكتسب به سبة البد وفت العضد وأما النظرة فقد أوجبتها الجنة ف بطون
أمهاتا ولن أكون لعطبها سببا وستعرفون طلئع كندة من بعد ذلك تمل ف القلوب حنقا
وفوق السنة علقا إذا جالت الرب ف مأزق تصافح فيه النايا النفوسا أتقيمون أم تنصرفون
قالوا بل ننصرف بأسوأ الختيار وأبلى الجترار بكروه وأذية وحرب وبلية ث نضوا عنه
وقبيصة يتمثل لعلك أن تستوخم الورد إن غدت كتائبنا ف مأزق الرب تطر فقال امرؤ
القيس ل وال ولكن أستعذبه فرويدا ينفرج لك دجاها عن فرسان كندة وكتائب حي ولقد
كان ذكر غي هذا ب أول إذ كنت نازل بربعي ولكنك قلت فأوجبت فقال قبيصة ما يتوقع
فوق قدر العاتبة والعتاب فقال امرؤ القيس هو ذاك
خطبة هانئ بن قبيصة الشيبان قال هانئ بن قبيصة الشيبان يرض قومه يوم ذي
قار يا معشر بكر هالك معذور خي من ناج فرور إن الذر ل ينجي من القدر وإن الصب من
أسباب الظفر النية ول الدنية استقبال الوت خي من استدباره الطعن ف ثغر النحور أكرم منه
ف العجاز والظهور يا آل بكر قاتلوا فما للمنايا من بد خطبة عمرو بن كلثوم أما بعد فإنه ل
يب عن فضل الرء أصدق من تركه تزكية نفسه ول يعب عنه ف تزكية أصحابه أصدق من
اعتماده إياهم برغبته وائتمانه إياهم على حرمته أكثم بن صيفي يعزي عمرو بن هند عن أخيه
وعزى أكثم بن صيفي عمرو بن هند ملك العرب عن أخيه فقال له إن أهل هذه الدار سفر ل
13
جهرة خطب العرب
يلون عقد الرحال إل ف غيها وقد أتاك ما ليس بردود عنك وارتل عنك ما ليس براجع
إليك وأقام معك من سيظعن عنك ويدعك واعلم أن الدنيا ثلثة أيام فأمس عظة وشاهد عدل
فجعك بنفسه
وأبقى لك وعليك حكمته واليوم غنيمة وصديق أتاك ول تأته طالت عليك غيبته
وستسرع عنك رحلته وغد ل تدري من أهله وسيأتيك إن وجدك فما أحسن الشكر للمنعم
والتسليم للقادر وقد مضت لنا أصول نن فروعها فما بقاء الفروع بعد أصولا واعلم أن أعظم
من الصيبة سوء اللف منها وخي من الي معطيه وشر من الشر فاعله خطبة قس بن ساعدة
اليادي خطب قس بن ساعدة اليادي بسوق عكاظ فقال أيها الناس اسعوا وعوا من عاش
مات ومن مات فات وكل ما هو آت آت ليل داج ونار ساج وساء ذات أبراج ونوم تزهر
وبار تزخر وجبال مرساة وأرض مدحاة وأنار مراة إن ف السماء لبا وإن ف الرض لعبا
ما بال الناس يذهبون ول يرجعون أرضوا فأقاموا أم تركوا فناموا يقسم قس بال قسما ل إث
فيه إن ل دينا هو أرضى له وأفضل من دينكم الذي أنتم عليه إنكم لتأتون من المر منكرا
ويروي أن قسا أنشأ بعد ذلك يقول ف الذاهبي الولي من القرون لنا بصائر لا رأيت مواردا
للموت ليس لا مصادر
ورأيت قومي نوها تضي الكابر والصاغر ل يرجع الاضي إل ول من الباقي
غابر أيقنت أن ل مالة حيث صار القوم صائر قس بن ساعدة عند قيصر وكان قس بن
ساعدة يفد على قيصر ويزوره فقال له قيصر يوما ما أفضل العقل قال معرفة الرء بنفسه قال
فما أفضل العلم قال وقوف الرء عند علمه قال فما أفضل الروءة قال استبقاء الرجل ماء وجهه
قال فما أفضل الال قال ما قضي به القوق خطبة الأمون الارثي قعد الأمون الارثي ف نادي
قومه فنظر إل السماء والنجوم ث أفكر طويل ث قال أرعون أساعكم وأصغوا إل قلوبكم يبلغ
الوعظ منكم حيث أريد طمح بالهواء الشر وران على القلوب الكدر وطخطخ الهل النظر
إن فيما ترى لعتبا لن اعتب أرض موضوعة وساء مرفوعة وشس تطلع وتغرب ونوم تسري
14
جهرة خطب العرب
فتعزب وقمر تطلعه النحور وتحقه أدبار الشهور وعاجز مثر وحول مكد وشاب متضر ويفن
قد غب وراحلون ل يئوبون وموقوفون
ل يفرطون ومطر يرسل بقدر فيحيي البشر ويورق الشجر ويطلع الثمر وينبت
الزهر وماء يتفجر من الصخر الير فيصدع الدر عن أفنان الضر فيحيي النام ويشبع السوام
وينمي النعام إن ف ذلك لوضح الدلئل على الدبر القدر البارئ الصور يأيها العقول النافرة
والقلوب النائرة أن تؤفكون وعن أي سبيل تعمهون وف أي حية تيمون وإل أي غاية
توفضون لو كشفت الغطية عن القلوب وتلت الغشاوة عن العيون لصرح الشك عن اليقي
وأفاق من نشوة الهالة من استولت عليه الضللة بي مهلهل بن ربيعة ومرة بن ذهل بن شيبان
لا قتل جساس بن مرة بن ذهل الشيبان كليب بن ربيعة التغلب تشمر أخوه مهلهل واستعد
لرب بكر وجع إليه قومه فأرسل رجال منهم
إل بن شيبان فأتوا مرة بن ذهل بن شيبان أبا جساس وهو ف نادي قومه فقالوا له
إنكم أتيتم عظيما بقتلكم كليبا بناب من البل فقطعتم الرحم وانتهكتم الرمة وإنا كرهنا
العجلة عليكم دون العذار إليكم ونن نعرض عليكم خلل أربعا لكم فيها مرج ولنا فيها
مقنع فقال مرة وما هي قالوا تيي لنا كليبا او تدفع إلينا جساسا قاتله فنقتله به أو هاما فإنه
كفء له أو تكننا من نفسك فإن فيك وفاء من دمه فقال أما إحيائي كليبا فهذا ما ل يكون
وأما الساس فإنه غلم طعن طعنة على عجل ث ركب فرسه فل أدري أي البلد احتوى عليه
وأما هام فإنه أبو عشرة وأخو عشرة وعم عشرة كلهم فرسان قومهم فلن يسلموه ل فأدفعه
إليكم يقتل بريرة غيه وأما أنا فهل هو إل أن تول اليل جولة غدا فأكون أول قتيل بينها
فما أتعجل الوت ولكن لكم عندي خصلتان أما إحداها فهؤلء بن الباقون فعلقوا ف عنق
أيهم شئتم نسعة فانطلقوا به إل رحالكم فاذبوه ذبح الزور وإل فألف ناقة سود الدق حر
الوبر أقيم لكم با كفيل من بن وائل فغضب القوم وقالوا لقد أسأت تبذل لنا ولدك وتسومنا
اللب من دم كليب ونشبت الرب بينهم منافرة علقمة بن علثة وعامر بن الطفيل العامرين لا
15
جهرة خطب العرب
أسن أبو براء عامر بن مالك بن جعفر بن ملعب السنة تنازع ف الرياسة عامر بن الطفيل بن
مالك بن جعفر وعلقمة بن علثة بن عوف بن الحوص ابن جعفر
فقال علقمة كانت لدي الحوص وإنا صارت لعمك بسببه وقد قعد عمك عنها
وأنا استرجعتها فأنا أول با منك فشرى الشر بينهما وسارا إل النافرة فقال علقمة إن شئت
نافرتك فقال عامر قد شئت وال إن لكرم منك حسبا وأثبت منك نسبا وأطول منك قصبا
فقال علقمة وال لنا خي منك ليل ونارا فقال عامر وال لنا أحب إل نسائك أن أصبح
فيهن منك أنا أنر منك للقاح وخي منك ف الصباح وأطعم منك ف السنة الشياح فقال
علقمة أنا خي منك أثرا وأحد منك بصرا وأعز منك نفرا وأشرف منك ذكرا فقال عامر ليس
لبن الحوص فضل على بن مالك ف العدد وبصري ناقص وبصرك صحيح ولكن أنافرك إن
أسى منك سة وأطول منك قمة وأحسن منك لة وأجعد منك جة وأسرع منك رحة وأبعد
منك هة فقال علقمة أنت رجل جسيم وأنا رجل قضيف وأنت جيل وأنا قبيح ولكن أنافرك
بآبائي وأعمامي فقال عامر آباؤك أعمامي ول أكن لنافرك بم لكن أنافرك أنا خي منك عقبا
وأطعم منك جدبا فقال علقمة قد علمت أن لك عقبا وقد أطعمت طيبا ولكن أنافرك إن خي
منك وأول باليات منك فخرجت أم عامر وكانت تسمع كلمهما فقالت يا عامر نافره
أيكما أول باليات قال عامر إن وال لركب منك ف الماة وأقتل منك للكمأة
وخي منك للمول والولة فقال له علقمة وال إن لب وإنك لفاجر وإن لولود
وإنك لعاقر وإن لعف وإنك لعاهر وإن لوف وإنك لغادر ففيم تفاخرن يا عامر فقال عامر
وال إن لنزل منك للقفرة وأنر منك للبكرة وأطعم منك للهبة وأطعن منك للثغرة فقال
علقمة وال إنك لكليل البصر نكد النظر وثاب على جاراتك بالسحر فقال بنو خالد بن جعفر
وكانوا يدا مع بن الحوص على بن مالك بن جعفر لن تطيق عامرا ولكن قل له أنافرك بينا
وأقربنا إل اليات فقال له علقمة هذا القول فقال عامر عي وتيس وتيس وعن فذهبت مثل
نعم على مائة من البل إل مائة من البل يعطاها الكم أينا نفر عليه صاحبه أخرجها ففعلوا
16
جهرة خطب العرب
ذلك ووضعوا با رهنا من أبنائهم على يدي رجل يقال له خزية بن عمرو بن الوحيد فسمى
الضمي وخرج علقمة ومن معه من بن خالد وخرج عامر فيمن معه من بن مالك وجعل
منافرتما إل أب سفيان بن حرب بن أمية فلم يقل بينهما شيئا وكره ذلك لالما وحال
عشيتما وقال أنتما كركبت البعي الدرم قال فأينا اليمي قال كل كما يي وأب أن يقضي
بينهما فانطلقا إل اب جهل بن هشام فأب أن يكم بينهما وقد كانت العرب تاكم إل قريش
فأتيا عيينة بن حصن بن حذيفة
أن يقول بينهما شيئا فأتيا غيلن بن سلمة الثقفي فردها إل حرملة ابن الشعر
الري فردها إل هرم بن قطبة بن سنان الفزاري فانطلقا حت نزل به وقد ساقا البل معهما
حت أشتت وأربعت ل يأتيان أحدا إل هاب أن يقضى بينهما فقال هرم لعمري لحكمن
بينكما ث لفصلن فأعطيان موثقا أطمئن إليه أن ترضيا با أقول وتسلما لا قضيت بينكما
وأمرها بالنصراف ووعدها ذلك اليوم من قابل فانصرفا حت إذا بلغ الجل خرجا إليه وأقام
القوم عنده أياما فأرسل هرم إل عامر فأتاه سرا ل يعلم به علقمة فقال يا عامر قد كنت أرى
لك رأيا وأن فيك خيا وما حيستك هذه اليام إل لتنصرف عن صاحبك أتنافر رجل ل تفخر
أنت وقومك إل بآبائه فما الذي أنت به خي منه فقال عامر نشدتك ال والرحم أن ل تفضل
على علقمة فوال لئن فعلت ل أفلح بعدها أبدا هذه ناصيت فاجززها واحتكم ف مال فإن
كنت ل بد فاعل فسو بين وبينه قال انصرف فسوف أرى رأيي فخرج عامر وهو ل يشك أنه
ينفره عليه ث أرسل إل علقمة سرا ل يعلم به عامر فأتاه وقال له مثل ما قال لعامر فرد عليه
علقمة با رد به عامر وانصرف وهو ل يشك أنه سيفضل عليه عامرا ث إن هرما أرسل إل بنيه
وبن أبيه إن قائل غدا بي هذين الرجلي مقالة فإذا فعلت فليطرد بعضكم عشر جزائر
فلينحرها عن علقمة ويطرد بعضكم عشر جزائر ينحرها عن عامر وفرقوا بي الناس ل تكون
لم جاعة وأصبح هرم فجلس ملسه وأقبل الناس وأقبل علقمة وعامر حت جلسا فقام هزم
فقال يا بن جعفر قد تاكمتما عندي وأنتما كركبت
17
جهرة خطب العرب
البعي الدرم تقعان إل الرض معا وليس فيكما أحد إل وفيه ما ليس ف صاحبه
وكل كما سيد كري وعمد بنو هرم وبنو أخيه إل تلك الزر فنحروها حيث أمرهم هرم
وفرقوا الناس ول يفضل هرم أحدا منهما على صاحبه وكره أن يفعل وها ابنا عم فيجلب
بذلك عداوة ويوقع بي اليي شرا
أشراف العرب بي يدي كسرى قال كسرى للنعمان بن النذر يوما هل ف العرب
قبيلة تشرف على قبيلة قال نعم قال فبأي شيء قال من كانت له ثلثة آباء متوالية رؤساء ث
اتصل ذلك بكمال الرابع فالبيت من قبيلته فيه وينسب إليه قال فاطلب ذلك فطلبه فلم يصبه
إل ف آل حذيفة بن بدر وآل حاجب بن زرارة وآل ذي الدين وآل الشعث ابن قيس بن
كندة فجمع هؤلء الرهط ومن تبعهم من عشائرهم وأقعد لم الكام والعدول وقال ليتكلم
كل منكم بآثر قومه وليصدق فكان حذيفة بن بدر الفزاري أول متكلم وكان ألسن القوم
فقال مقالة حذيفة بن بدر الفزاري قد علمت العرب أن فينا الشرف القدم والعز العظم
ومأثرة للصنيع الكرم فقال من حوله ول ذاك يا أخا فزازة فقال ألسنا الدعائم الت ل ترام
والعز الذي ل يضام قيل صدقت ث قام شاعرهم فقال فزارة بيت العز والعز فيهم فزارة قيس
حسب قيس نضالا لا العزة القعساء والسب الذي بناء لقيس ف القدي رجالا
فهيهات قد أعيا القرون الت مضت مآثر قيس مدها وفعالا وهل أحد إن هز يوما
بكفه إل الشمس ف مرى النجوم ينالا فإن يصلحوا يصلح لذاك جيعها وإن يفسدوا يفسد
من الناس حالا مقال الشعث الكندي ث قام الشعث الكندي وإنا أذن له أن يقوم قبل ربيعة
وتيم لقرابته من النعمان بن النذر فقال قد علمت العرب أنا نقاتل عديدها الكثر وزحفها
الكب وإنا لغياث الكربات ومعدن الكرمات قالوا ول يا أخا كندة قال لنا ورثنا ملك كندة
فاستظللنا بأفيائه وتقلدنا منكبه العظم وتوسطنا ببوحه الكرم ث قام شاعرهم فقال إذا قست
أبيات الرجال ببيتنا وجدت لنا فضل على من يفاخر فمن قا كل أو أتانا بطة ينافرنا فيها
فنحن ناطر تعالوا قفوا كي يعلم الناس أينا له الفضل فيما أورثته الكابر مقال بسطام الشيبان
18
جهرة خطب العرب
ث قام بسطام الشيبان فقال قد علمت العرب أنا بناة بيتها الذي ل يزول ومغرس عزها الذي
ل يول قالوا ول يا أخا شيبان قال لنا أدركهم للثار وأضربم للملك البار وأقومهم للحكم
وألدهم للخصم ث قام شاعرهم فقال
لعمري بسطام أحق بفضلها وأول بيت العز عز القبائل فسائل أبيت اللعن عن عز
قومها إذا جد يوم الفخر كل مناقل ألسنا أعز الناس قوما ونصرة وأضربم للكبش بي القبائل
وقائع غر كلها ربعية تذل لا عزا رقاب الحافل إذا ذكرت ل ينكر الناس فضلها وعاذ با من
شرها كل وائل وإنا ملوك الناس ف كل بلدة إذا نزلت بالناس إحدى الزلزل مقال حاجب بن
زرارة ث قام حاجب بن زرارة التميمي فقال قد علمت معد أنا فرع دعامتها وقادة زحفها
قالوا ول ذاك يا أخا بن تيم قال لنا أكثر الناس عديدا وأنبهم طرا وليدا وأنا أعطاهم للجزيل
وأحلهم للثقيل ث قام شاعرهم فقال لقد علمت أبناء خندف أننا لنا العز قدما ف الطوب
الوائل وأنا كرام أهل مد وثروة وعز قدي ليس بالتضائل فكم فيهم من سيد وابن سيد أغر
نيب ذي فعال ونائل فسائل أبيت اللعن عنا فإننا دعائم هذا الناس عند اللئل
مقال قيس بن عاصم السعدي ث قام قيس بن عاصم السعدي فقال لقد علم هؤلء
أنا أرفعهم ف الكرمات دعائم وأثبتهم ف النائبات مقادم قالوا ول ذاك يا أخا بن سعد قال لنا
أدركهم للثار وأمنعهم للجار وأنا ل ننكل إذا حلنا ول نرام إذا حللنا ث قام شاعرهم فقال لقد
علمت قيس وحندف أننا وجل تيم والميع الذي ترى بأنا عماد ف المور وأننا لنا الشرف
الضخم الركب ف الندى وأنا ليوث الناس ف كل مأزق إذا جز بالبيض الماجم والطل فمن
ذا ليوم الفخر يعدل عاصما وقيسا إذا مرت ألوف إل العل فهيهات قد أعيا الميع فعالم
وقاموا بيوم الفخر مسعاة من سعى فقال كسرى حينئذ ليس منهم إل سيد يصلح لوضعه
وأسن حباءهم وأعظم صلتم وكرم مآبم
وفود العرب على كسرى قدم النعمان بن النذر على كسرى وعنده وفود الروم
والند والصي فذكروا من ملوكهم وبلدهم فافتخر النعمان بالعرب وفضلهم على جيع المم
19
جهرة خطب العرب
ل يستثن فارس ول غيها فقال كسرى وأخذته عزة اللك يا نعمان لقد فكرت ف أمر العرب
وغيهم من المم ونظرت ف حالة من يقدم على من وفود المم فوجدت للروم حظا ف
اجتماع ألفتها وعظم سلطانا وكثرة مدائنها ووثيق بنيانا وأن لا دينا يبي حللا وحرامها
ويرد سفيهها ويقيم جاهلها ورأيت الند نوا من ذلك ف حكمتها وطبها مع كثرة أنار
بلدها وثارها وعجيب صناعتها وطيب أشجارها ودقيق حسابا وكثرة عددها وكذلك
الصي ف اجتماعها وكثرة صناعات أيديها وفروسيتها وهتها ف آلة الرب وصناعة الديد
وأن لا ملكا يمعها والترك والرر علة ما بم من سوء الال ف العاش وقلة الريف والثمار
والصون وما هو رأس عمارة الدنيا من الساكن واللبس لم ملوك تضم قواصيهم وتدبر
أمرهم ول أر للعرب شيئا من خصال الي ف أمر دين ول دنيا ول حزم ول قوة ومع أن ما
يدل على مهانتها وذلا وصغر هتها ملتهم الت هم با مع الوحوش النافرة والطي الائرة
يقتلون أولدهم من الفاقة ويأكل بعضهم بعضا من الاجة قد خرجوا من مطاعم الدنيا
وملبسها ومشاربا ولوها ولذاتا فأفضل طعام ظفر به ناعمهم لوم البل الت يعافها كثي من
السباع لثقلها وسوء طعمها وخوف دائها وإن قرى أحدهم ضيفا عدها مكرمة
وإن أطعم أكلة عدها غنيمة تنطق بذلك أشعارهم وتفتخر بذلك رجالم ما خل
هذه التنوخية الت أسس جدي اجتماعها وشد ملكتها ومنعها من عدوها فجرى لا ذلك إل
يومنا هذا وإن لا مع ذلك آثارا ولبوسا وقرى وحصونا وأمورا تشبه بعض أمور الناس يعن
اليمن ث ل أراكم تستكينون على ما بكم من الذلة والقلة والفاقة والبؤس حت تفتخروا
وتريدوا أن تنلوا فوق مراتب الناس قال النعمان أصلح ال اللك حق لمة اللك منها أن
يسموا فضلها ويعظم خطبها وتعلو درجتها إل أن عندي جوابا ف كل ما نطق به اللك ف غي
رد عليه ول تكذيب له فإن أمنن من غضبه نطقت به قال كسرى قل فأنت آمن خطبة النعمان
بن النذر قال النعمان أما أمتك أيها اللك فليست تنازع ف الفضل لوضعها الذي هي به من
عقولا وأحلمها وبسطة ملها وببوحة عزها وما أكرمها ال به من ولية آبائك ووليتك
20
جهرة خطب العرب
وأما المم الت ذكرت فأي أمة تقرنا بالعرب إل فضلتها قال كسرى باذا قال النعمان بعزها
ومنعتها وحسن وجوهها وبأسها وسخائها وحكمة ألسنتها وشدة عقولا وانفتها ووفائها فأما
عزها ومنعتها فإنا ل تزل ماورة لبائك الذين دوخوا البلد ووطدوا اللك وقادوا الند ل
يطمع فيهم طامع ول ينلهم نائل حصونم ظهور خيلهم ومهادهم الرض وسقوفهم السماء
وجنتهم السيوف وعدتم الصب إذ غيها من المم إنا عزها من الجارة والطي وجزائر
البحور وأما حسن وجوهها وألوانا فقد يعرف فضلهم ف ذلك على غيهم من الند النحرفة
والصي النحفة والروم والترك الشوهة القشرة
وأما أنسابا وأحسابا فليست أمة من المم إل وقد جهلت آباءها وأصولا وكثيا
من أولا حت إن أحدهم ليسأل عمن وراء أبيه ذنيا فل ينسبه ول يعرفه وليس أحد من العرب
إل يسمى آباءه أبا فأبا حاطوا بذلك أحسابم وحفظوا به أنسابم فل يدخل رجل ف غي قومه
ول ينتسب إل غي نسبه ول يدعى إل غي أبيه وأما سخاؤها فإن أدناهم رجل الذي تكون
عنده البكرة والناب عليها بلغه ف حوله وشبعه وريه فيطرقه الطارق الذي يكتفي بالفلذة
ويتزى بالشربة فيعقرها له ويرضى أن يرج عن دنياه كلها فيما يكسبه حسن الحدوثة
وطيب الذكر وأما حكمة ألسنتهم فإن ال تعال أعطاهم ف أشعارهم ورونق كلمهم وحسنه
ووزنه وقوافيه مع معرفتهم الشياء وضربم للمثال وإبلغهم ف الصفات ما ليس لشيء من
ألسنة الجناس ث خيلهم أفضل اليل ونساؤهم أعف النساء ولباسهم أفضل اللباس ومعادنم
الذهب والفضة وحجارة جبالم الزع ومطاياهم الت ل يبلغ على مثلها سفر ول يقطع بثلها
بلد قفر وأما دينها وشريعتها فإنم متمسكون به حت يبلغ أحدهم من نسكه بدينة أن لم
أشهرا حرما وبلدا مرما وبيتا مجوجا ينسكون فيه مناسكهم ويذبون فيه ذبائحهم فيلقى
الرجل قاتل أبيه أو أخيه وهو قادر على أخذ ثاره وإدراك رغمه منه فيحجزه كرمه وينعه دينه
عن تناوله بأذى
حذف
21
جهرة خطب العرب
وأما وفاؤها فإن أحدهم يلحظ اللحظة ويومي الياءة فهي ولث وعقدة ل يلها
إل خروج نفسه وإن أحدهم يرفع عودا من الرض فيكون رهنا بدينه فل يغلق رهنه ول تفر
ذمته وإن أحدهم ليبلغه أن رجل استجار به وعسى أن يكون نائيا عن داره فيصاب فل يرضى
حت يفن تلك القبيلة الت أصابته أو تفن قبيلته لا أخفر من جواره وإنه ليلجأ إليهم الجرم
الحدث من غي معرفة ول قرابة فتكون أنفسهم دون نفسه وأموالم دون ماله وأما قولك أيها
اللك يئدون أولدهم فإنا يفعله من يفعله منهم بالناث أنفة من العار وغية من الزواج وأما
قولك إن أفضل طعامهم لوم البل على ما وصفت منها فما تركوا ما دونا إل احتقارا لا
فعمدوا إل أجلها وأفضلها فكانت مراكبهم وطعامهم مع أنا اكثر البهائم شحوما وأطيبها
لوما وأرقها ألبانا وأقلها غائلة وأحلها مضغة وإنه ل شيء من اللحمان يعال ما يعال به
لمها إل استبان فضلها عليه وأما تاربم وأكل بعضهم بعضا وتركهم إلنقياد لرجل
يسوسهم ويمعهم فإنا يفعل ذلك من يفعله من المم إذا أنست من نفسها ضعفا وتوفت
نوض عدوها إليها بالزحف وإنه إنا يكون ف الملكة العظيمة أهل بيت واحد يعرف فضلهم
على سائر غيهم فيلقون إليهم أمورهم وينقادون لم بأزمتهم وأما العرب فإن ذلك كثي فيهم
حت لقد حاولوا أن يكونوا ملوكا أجعي مع أنفتهم من أداء الراج والوطث بالعسف
وأما اليمن الت وصفها اللك فإنا أتى جد اللك إليها الذي أتاه عند غلبة البش له
على ملك متسق وأمر متمع فأتاه مسلوبا طريدا مستصرخا ولول ما وتر به من يليه من العرب
لال إل مال ولوجد من ييد الطعان ويغضب للحرار من غلبة العبيد الشرار فعجب كسرى
لا أجابه النعمان به وقال إنك لهل لوضعك من الرياسة ف أهل إقليمك ث كساه من كسوته
وسرحه إل موضعه من الية فلما قدم النعمان الية وف نفسه ما فيها ما سع من كسرى
من تنقص العرب وتجي أمرهم بعث إل أكثم بن صيفي وحاجب بن زرارة التميميي وإل
الرث بن عباد وقيس بن مسعود البكريي وإل خالد بن جعفر وعلقمة بن علثة وعامر بن
الطفيل العامريي وإل عمرو بن الشريد السلمي وعمرو بن معد يكرب الزبيدي والارث بن
22
جهرة خطب العرب
ظال الرى فلما قدموا عليه ف الورنق قال لم قد عرفتم هذه العاجم وقرب جوار العرب
منها وقد سعت من كسرى مقالت توفت أن يكون لا غور أو يكون إنا أظهرها لمر أراد
أن يتخذ به العرب خول كبعض طماطمته ف تأديتهم الراج إليه كما يفعل بلوك المم الذين
حوله فاقتص عليهم مقالت كسرى وما رد عليه فقالوا أيها اللك وفقك ال ما أحسن ما
رددت وأبلغ ما حججته به فمرنا بأمرك وادعنا إل ما شئت قال إنا أنا رجل منكم وإنا
ملكت وعززت بكانكم وما يتخوف من ناحيتكم وليس شيء أحب إل ما سدد ال به
أمركم وأصلح به شأنكم وأدام به عزكم والرأي أن تسيوا بماعتكم أيها الرهط وتنطلقوا إل
كسرى فإذا دخلتم نطق كل رجل منكم
با حضره ليعلم أن العرب على غي ما ظن أو حدثته نفسه ول ينطق رجل منكم
با يغضبه فإنه ملك عظيم السلطان كثي العوان مترف معجب بنفسه ول تنخزلوا له انزال
الاضع الذليل وليكن أمر بي ذلك تظهر به وثاقة حلومكم وفضل منلتكم وعظيم أخطاركم
وليكن أول من يبدأ منكم بالكلم أكثم ابن صيفي ث تتابعوا على المر من منازلكم الت
وضعتكم با فإنا دعان إل التقدمة إليكم علمي بيل كل رجل منكم إل التقدم قبل صاحبه
فل يكونن ذلك منكم فيجد ف آدابكم مطعنا فإنه ملك مترف وقادر مسلط ث دعا لم با ف
خزائنه من طرائف حلل اللوك كل رجل منهم حلة وعممه عمامة وختمه بياقوته وأمر لكل
رجل منهم بنجيبة مهرية وفرس نيبة وكتب معهم كتابا أما بعد فإن اللك ألقى إل من أمر
العرب ما قد علم وأجبته با قد فهم ما أحببت أن يكون منه على علم ول يتلجلج ف نفسه أن
أمة من المم الت احتجزت دونه بملكتها وحت ما يليها بفضل قوتا تبلغها ف شىء من
المور الت يتعزز با ذوو الزم والقوة والتدبي والكيدة وقد أوفدت أيها اللك رهطا من
العرب لم فضل ف أحسابم وأنسابم وعقولم وآدابم فليسمع اللك وليغمض عن جفاء إن
ظهر من منطقهم وليكرمن بإكرامهم وتعجيل سراحهم وقد نسبتهم ف أسفل كتاب هذا إل
عشائرهم فخرج القوم ف أهبتهم حت وقفوا بباب كسرى بالدائن فدفعوا إليه كتاب النعمان
23
جهرة خطب العرب
فقرأه وأمر بإنزالم إل أن يلس لم ملسا يسمع منهم فلما أن كان بعد ذلك بأيام أمر مرازبته
ووجوه أهل ملكته فحضروا وجلسوا على كراسي عن يينه
وشاله ث دعا بم على الولء والراتب الت وصفهم النعمان با ف كتابه وأقام
الترجان ليؤدي إليه كلمهم ث أذن لم ف الكلم خطبة أكثم بن صيفي فقام أكثم بن صيفي
فقال إن أفضل الشياء أعاليها وأعلى الرجال ملوكها وأفضل اللوك أعمها نفعا وخي الزمنة
أخصبها وأفضل الطباء أصدقها الصدق منجاة والكذب مهواة والشر لاجة والزم مركب
صعب والعجز مركب وطئ آفة الرأي الوى والعجز مفتاح الفقر وخي المور الصب حسن
الظن ورطة وسوء الظن عصمة إصلح فساد الرعية خي من إصلح فساد الراعي من فسدت
بطانته كان كالغاص بالاء شر البلد بلد ل أمي با شر اللوك من خافه البىء الرء يعجز ل
الحالة أفضل الولد البرة خي العوان من ل يراء بالنصيحة أحق النود بالنصر من حسنت
سريرته يكفيك من الزاد ما بلغك الحل حسبك من شر ساعه الصمت حكم وقليل فاعله
البلغة الياز من شدد نفر ومن تراخى تألف فتعجب كسرى من أكثم ث قال ويك يا أكثم
ما أحكمك وأوثق كلمك لول وضعك كلمك ف غي موضعه قال أكثم الصدق ينبء عنك
ل الوعيد قال كسرى لو ل يكن للعرب غيك لكفى قال أكثم رب قول أنفذ من صول
خطبة حاجب بن زرارة ث قام حاجب بن زرارة التميمي فقال ورى زندك وعلت
يدك وهيب سلطانك إن العرب أمة قد غلظت أكبادها واستحصدت مرتا ومنعت درتا وهي
لك وامقة ما تألفتها مسترسلة ما ل ينتها سامعة ما سامتها وهي العلقم مرارة والصاب
غضاضة والعسل حلوة والاء الزلل سلسة نن وفودها إليك وألسنتها لديك ذمتنا مفوظة
وأحسابنا منوعة وعشائرنا فينا سامعة مطيعة إن نؤب لك حامدين خيا فلك بذلك عموم
ممدتنا وإن نذم ل نص بالذم دونا قال كسرى يا حاجب ما أشبه حجر التلل بألوان
صخرها قال حاجب بل زئي السد بصولتها قال كسرى وذلك خطبة الارث بن عباد ث قام
24
جهرة خطب العرب
الارث بن عباد البكري فقال دامت لك الملكة باستكمال جزيل حظها وعلو سنائها من
طال رشاؤه كثر متحه ومن ذهب ماله قل منحه تناقل القاويل يعرف اللب وهذا
مقام سيوجف با ينطق به الركب وتعرف به كنه حالنا العجم والعرب ونن
جيانك الدنون وأعوانك العينون خيولنا جة وجيوشنا فخمة إن استنجدتنا فغي ربض وإن
استطرقتنا فغي جهض وإن طلبتنا فغي غمض ل ننثن لذعر ول نتنكر لدهر رماحنا طوال
وأعمارنا قصار قال كسرى أنفس عزيزة وأمة ضعيفة قال الرث أيها اللك وأن يكون
لضعيف عزة أو لصغي مرة قال كسرى لو قصر عمرك ل تستول على لسانك نفسك قال
الرث أيها اللك إن الفارس إذا حل نفسه على الكتيبة مغررا بنفسه على الوت فهى منية
استقبلها وجنان استدبرها والعرب تعلم أن أبعث الرب قدما وأحبسها وهى تصرف با حت
إذا جاشت نارها وسعرت لظاها وكشفت عن ساقها جعلت مقادها رمى وبرقها سيفى
ورعدها زئيى ول أقصر عن خوص خضخاضها حت أنغمس ف غمرات لجها وأكون فلكا
لفرسان إل ببوحة كبشها فأستمطرها دما وأترك حاتا جزر السباع وكل نسر
قشعم ث قال كسرى لن حضره من العرب أكذلك هو قالوا فعاله أنطق من لسانه
قال كسرى ما رأيت كاليوم وفدا أحشد ول شهودا أوفد خطبة عمرو بن الشريد ث قام عمرو
بن الشريد السلمى فقال أيها اللك نعم بالك ودام ف السرور حالك إن عاقبة الكلم متدبرة
وأشكال المور معتبة وف كثي ثقلة وف قليل بلغة وف اللوك سورة العز وهذا منطق له ما
بعده شرف فيه من شرف وخل فيه من خل ل نأت لضيمك ول نفد لسخطك ول نتعرض
لرفدك أن ف أموالنا منتقدا وعلى عزنا معتمدا إن أورينا نارا أثقبنا وإن أود دهر بنا اعتدلنا إل
أنا مع هذا لوارك حافظون ولن رامك كافحون حت يمد الصدر ويستطاب الب قال
كسرى ما يقوم قصد منطقك بإفراطك ول مدحك بذمك قال عمرو كفى بقليل قصدى
هاديا وبأيسر إفراطى مبا ول يلم من غربت نفسه عما يعلم ورضى من القصد با بلغ قال
كسرى ما كل ما يعرف الرء ينطق به اجلس
25
جهرة خطب العرب
خطبة خالد بن جعفر الكلب ث قام خالد بن جعفر الكلب فقال أحضر ال اللك
إسعادا وأرشده إرشادا إن لكل منطق فرصة ولكل حاجة غصة وعى النطق أشد من عى
السكوت وعثار القول أنكأ من عثار الوعث وما فرصة النطق عندنا إل با نوى وغصة النطق
با ل نوى غي مستساغة وتركى ما أعلم من نفسى ويعلم من سعى أنن له مطيق أحب إل
من تكلفى ما أتوف ويتخوف من وقد أوفدنا إليك ملكنا النعمان وهو لك من خي العوان
ونعم حامل العروف والحسان أنفسنا بالطاعة لك باخعة ورقابنا بالنصيحة خاضعة وأيدينا
لك بالوفاء رهينة قال له كسرى نطقت بعقل وسوت بفضل وعلوت بنبل خطبة علقمة بن
علثة العامري ث قام علقمة بن علثة العامري فقال نجت لك سبل الرشاد وخضعت لك
رقاب العباد إن للقاويل مناهج وللراء موال وللعويص مارج وخي القول أصدقه وأفضل
الطلب أنحه إنا وإن كانت الحبة أحضرتنا والوفادة قربتنا فليس من حضرك منا بأفضل من
عزب عنك بل لو قست كل رجل منهم وعلمت منهم ما علمنا لوجدت له ف آبائه
دنيا أندادا وأكفاء كلهم إل الفضل منسوب وبالشرف والسؤدد موصوف وبالرأي
الفاضل والدب النافذ معروف يمى حاه ويروى نداماه ويذود أعداه ل تمد ناره ول يترز
منه جاره أيها اللك من يبل العرب يعرف فضلهم فاصطنع العرب فإنا البال الرواسى عزا
والبحور الزواخر طميا والنجوم الزواهر شرفا والصى عددا فإن تعرف لم فضلهم يعزوك وإن
تستصرخهم ل يذلوك قال كسرى وخشى أن يأت منه كلم يمله على السخط عليه حسبك
أبلغت وأحسنت خطبة قيس بن مسعود الشيبان ث قام قيس بن مسعود الشيبان فقال أطاب
ال بك الراشد وجنبك الصائب ووقاك مكروه الشصائب ما أحقنا إذ أتيناك بإساعك ما ل
ينق صدرك ول يزرع لنا حقدا ف قلبك ل نقدم أيها اللك لساماة ول ننتسب لعاداة ولكن
لتعلم أنت ورعيتك ومن حضرك من وفود المم أنا ف النطق غي مجمي وف الناس غي
مقصرين إن جورينا فغي مسبوقي وإن سومينا فغي مغلوبي
26
جهرة خطب العرب
قال كسرى غي أنكم إذا عاهدت غي وافي وهو يعرض به ف تركه الوفاء بضمانه
السواد قال قيس أيها اللك ما كنت ف ذلك إل كواف غدر به أو كخافر أخفر بذمته قال
كسرى ما يكون لضعيف ضمان ول لذليل خفارة قال قيس أيها اللك ما أنا فيما أخفر من
ذمت أحق بإلزامي العار منك فيما قتل من رعيتك وأنتهك من حرمتك قال كسرى ذلك لن
من ائتنمن الانة واستنجد الثة ناله من الطإ ما نالن وليس كل الناس سواء كيف رأيت
حاجب بن زرارة ل يكم قواه فيبم ويعهد فيوف ويعد فينجز قال وما أحقه بذلك وما رأيته
إل ل قال كسرى القوم بزل فأفضلها أشدها خطبة عامر بن الطفيل العامري ث قام عامر بن
الطفيل العامري فقال كثر فنون النطق ولبس القول أعمى من حندس الظلماء وإنا الفخر ف
الفعال والعجز ف النجدة والسؤدد مطاوعة القدرة وما أعلمك بقدرنا وأبصرك بفضلنا
وبالرى إن أدالت اليام وثابت الحلم أن تدث لنا أمورا لا أعلم قال كسرى وما تلك
العلم قال متمع الحياء من ربيعة ومضر على أمر يذكر قال كسرى وما المر الذي يذكر
قال ما ل علم بأكثر ما أخبن به مب قال كسرى مت تكاهنت يا بن الطفيل قال لست
بكاهن ولكن بالرمح
طاعن قال كسرى فإن اتاك آت من جهة عينك العوراء ما أنت صانع قال ما هيبت
ف قفاي بدون هيبت ف وجهي وما أذهب عين عيث ولكن مطاوعة العبث خطبة عمرو بن
معديكرب الزبيدي ث قام عمرو بن معديكرب الزبيدي فقال إنا الرء بأصغريه قلبه ولسانه
فبلغ النطق الصواب وملك النجعة الرتياد وعفو الرأى خي من استكراه الفكرة وتوقيف
البة خي من أعتساف الية فاجتبذ طاعتنا بلفظك واكتظم بادرتنا بلمك وألن لنا كنفك
يسلس لك قيادنا فإنا أناس ل يوقس صفاتنا قراع مناقي من أراد لنا قضما ولكن منعنا حانا
من كل من رام لنا هضما خطبة الارث بن ظال الرى ث قام الرث بن ظال الري فقال إن
من آفة النطق الكذب ومن لؤم الخلق اللق ومن خطل الرأي خفة اللك السلط فإن
أعلمناك أن مواجهتنا لك عن الئتلف وانقيادنا لك عن تصاف فما أنت لقبول ذلك منا بليق
27
جهرة خطب العرب
ول للعتماد عليه بقيق ولكن الوفاء بالعهود وإحكام ولث العقود والمر بيننا وبينك معتدل
مال يأت من قبلك ميل أو زلل
قال كسرى من أنت قال الرث بن ظال قال إن ف أساء آبائك لدليل على قلة
وفائك وأن تكون أول بالغدر وأقرب من الوزر قال الارث إن ف الق مغضبة والسرو
التغافل ولن يستوجب أحد اللم إل مع القدرة فلتشبه أفعالك ملسك قال كسرى هذا فت
القوم ث قال كسرى قد فهمت ما نطقت به خطباؤكم وتفنن فيه متكلموكم ولول أن أعلم
أن الدب ل يثقف أودكم ول يكم أمركم وأنه ليس لكم ملك يمعكم فتنطقون عنده منطق
الرعية الاضعة الباخعة فنطقتم با استول على ألسنتكم وغلب على طباعكم ل أجز لكم كيا
ما تكلمتم به وإن لكره أن أجبه وفودي أو أحنق صدورهم والذي أحب من إصلح
مدبركم وتألف شواذكم والعذار إل ال فيما بين وبينكم وقد قبلت ما كان ف منطقكم من
صواب وصفحت عما كان فيه من خلل فانصرفوا إل ملككم فأحسنوا موازرته والتزموا
طاعته واردعوا سفهاءكم وأقيموا أودهم وأحسنوا أدبم فإن ف ذلك صلح العامة
مالس بن مزاحم وقاصر بن سلمة عند النعمان بن النذر كان مالس بن مزاحم
الكلب وقاصر بن سلمة الذامي بباب النعمان بن النذر وكان بينهما عداوة فأتى قاصر إل ابن
فرتن وهو عمرو بن هند أخو النعمان ابن النذر وقال إن مالسا هجاك وأنشده ف ذلك أبياتا
فلما سع عمرو ذلك أتى النعمان فشكا مالسا وأنشده البيات فأرسل النعمان إل مالس فلما
دخل عليه قال ل أم لك أتجو امرأ هو ميتا خي منك حيا وهو سقيما خي منك صحيحا وهو
غائبا خي منك شاهدا فبحرمة ماء الزن وحق أب قابوس لئن لح ل أن ذلك كان منك
لنزعن غلصمتك من قفاك ولطعمنك لمك قال مالس أبيت اللعن كل والذي رفع ذروتك
بأعمادها وأمات حسادك بأكمادها ما بلغت غي أقاويل الوشاة ونائم العصاة وما هجوت
أحدا ول أهجو امرأ ذكرت أبدا وإن أعوذ بدك الكري وعز بيتك القدي أن ينالن منك
عقاب أو يفاجئن منك عذاب قبل الفحص والبيان عن أساطي أهل البهتان فدعا النعمان
28
جهرة خطب العرب
قاصرا فسأله فقال قاصر أبيت اللعن وحقك لقد هجاه وما أروانيها سواه فقال مالس ل
يأخذن أيها اللك منك قول امرئ آفك ول توردن سبيل الهالك واستدلل على كذبه بقوله
إن أرويته مع ما تعرف من عداوته فعرف النعمان صدقه فأخرجهما فلما خرجا قال مالس
لقاصر شقي جدك وسفل خدك وبطل كيدك ولح للقوم جرمك وطاش عن سهمك ولنت
أضيق حجرا من نقاز وأقل قوى من الامل على الكراز فأرسلها مثل
ضمرة بن ضمرة عند النعمان بن النذر قيل إن رجل من بن تيم يقال له ضمرة بن
ضمرة كان يغي على مسال النعمان بن النذر حت أذا عيل صب النعمان كتب إليه أن أدخل ف
طاعت ولك مائة من البل فقبلها وأتاه فلما نظر إليه أزدراه وكان ضمرة دميما فقال تسمع
بالعيدي ل أن تراه فقال ضمرة مهل أيها اللك إن الرجال ل يكالون بالصيعان وإنا الرء
بأصغريه قلبه ولسانه إن قاتل قاتل بنان وإن نطق نطق ببيان قال صدقت ل درك هل لك علم
بالمور والولوج فيها قال وال إن لبرم منها السحول وأنقض منها الفتول وأحيلها حت تول
ث أنظر إل ما يئول وليس للمور بصاحب من ل ينظر ف العواقب قال صدقت ل درك
فأخبن ما العجز الظاهر والفقر الاضر والداء العياء والسوءة السوءاء قال ضمرة أما العجز
الظاهر فالشاب القليل اليلة اللزوم للحليلة الذي يوم حولا ويسمع قولا فإن غضبت ترضاها
وإن رضيت تفداها وأما الفقر الاضر فالرء ل تشبع نفسه وإن كان من ذهب خلسه وأما
الداء العياء فجار السوء إن كان فوقك قهرك وإن كان دونك هزك وإن أعطيته كفرك وإن
منعته شتمك فإن كان ذلك جارك فأخل له دارك وعجل منه فرارك وإل فأقم بذل
وصغار وكن ككلب هرار وأما السوءة السوءاء فالليلة الصخابة الفيفة الوثابة
السليطة السبابة الت تعجب من غي عجب وتغضب من غي غضب الظاهر عيبها والخوف
غيبها فزوجها ل يصلح له حال ول ينعم له بال إن كان غنيا ل ينفعه غناه وإن كان فقيا
أبدت له قله فأراح ال منها بعلها ول متع ال با أهلها فأعجب النعمان حسن كلمه
وحضور جوابه فأحسن جائزته واحتبسه قبله لبيد بن ربيعة يصف بقلة وفد على النعمان بن
29
جهرة خطب العرب
النذر عامر بن مالك ملعب السنة ف رهط من بن جعفر ابن كلب فيهم لبيد بن ربيعة
فطعن فيهم الربيع بن زياد العبسي وذكر معايبهم وكان نديا للنعمان وكانت بنو جعفر له
أعداء فلم يزل بالنعمان حت صده عنهم فدخلوا عليه يوما فرأوا منه جفاء وقد كان يكرمهم
ويقربم فخرجوا غضابا ولبيد متخلف ف رحالم يفظ متاعهم ويغدو بإبلهم كل صباح
يرعاها وكان أحدثهم سنا فأتاهم ذات ليلة وهم يتذاكرون أمر الربيع فسألم عنده فكتموه
فقال وال ل حفظت لكم متاعا ول سرحت لكم بعيا أو تبون فيم أنتم وكانت أم لبيد
يتيمة ف حجر الربيع فقالوا خالك قد غلبنا على اللك وصد عنا وجهه فقال لبيد هل تقدرون
على أن تمعوا بين وبينه فأزجره عنكم بقول مض مؤل ل يلتفت إليه النعمان بعده أبدا قالوا
وهل عندك شيء قال نعم قالوا فإنا نبلوك
قال وما ذاك قالوا تشتم هذه البقلة وقدامهم بقلة دقيقة القضبان قليلة الوراق
لصقة بالرض تدعى التربة فقال هذه التربة الت ل تذكي نارا ول تؤهل دارا ول تسر جارا
عودها ضئيل وفرعها كليل وخيها قليل أقبح البقول مرعى وأقصرها فرعا وأشدها قلعا فتعسا
لا وجدعا بلدها شاسع ونبتها خاشع وآكلها جائع والقيم عليها قانع فالقوا ب أخا بن عبس
أرده عنكم بتعس ونكس وأتركه من أمره ف لبس فلما أصبحوا غدوا به معهم إل النعمان
فذكروا حاجتهم فاعترض الربيع فرجز به لبيد رجزا ما لبث معه النعمان أن تقزز منه وأمره
بالنصراف إل أهله كلمات هند بنت الس اليادية أتى رجل هند بنت الس اليادية
يستشيها ف امرأة يتزوجها فقالت انظر رمكاء جسيمة أو بيضاء وسيمة ف بيت جد أو بيت
حد أو بيت عز قال ما تركت من النساء شيئا قالت بلى شر النساء تركت السويداء المراض
والمياء الحياض الكثية الظاظ وقيل لا أي النساء أسوأ قالت الت تقعد بالفناء وتل الناء
وتذق
ماف السقاء قيل فأي النساء أفضل قالت الت إذا مشت أغبت وإذا نطقت
صرصرت متوركة جارية ف بطنها جارية يتبعها جارية قيل فأي الغلمان أفضل قالت السوق
30
جهرة خطب العرب
العنق الذي إن شب كأنه أحق قيل فأي الغلمان أفسل قالت الويقص القصي العضد العظيم
الاوية الغيب الغشاء الذي يطيع أمه ويعصي عمه وقيل لا أي الرجال أحب إليك قالت
السهل النجيب السمح السيب الندب الريب السيد الهيب قيل لا فهل بقي أحد من الرجال
أفضل من هذا قالت نعم الهيف الفهاف النف العياف الفيد التلف الذي ييف ول ياف
قيل لا فأي الرجال أبغض إليك قالت الوره النئوم الوكل السئوم الضعيف اليزوم اللئيم اللوم
قيل لا فهل بقي أحد شر من هذا قالت نعم الحق الناع الضائع الضاع الذي ل يهاب ول
يطاع قالوا فأي النساء أحب إليك قالت البيضاءالعطرة كأنا ليلة قمرة قيل فأي النساء
أبغض اليك قالت العنفص القصية الت إن استنطقتها سكتت وإن سكت عنها
نطقت وقال لا أبوها يوما أي الال خي قالت النخل الراسخات ف الوحل الطعمات ف الحل
قال وأي شيء قالت الضأن قرية ل وباء با تنتجها رخال وتلبها علل وتز لا جفال ول
أرى مثلها مال قال فالبل مالك تؤخرينها قالت هي أذكار الرجال وإرقاء الدماء ومهور
النساء قال فأي الرجال خي قالت خي الرجال الرهقون كما خي تلع البلد أوطؤها قال
أيهم قالت الذي يسأل ول يسأل ويضيف ول يضاف ويصلح ول يصلح قال فأي الرجال شر
قالت النصيط النطيط الذي معه سويط الذي يقول أدركون من عبد بن فلن فإن قاتله أو هو
قاتلي قال فأي النساء خي قالت الت ف بطنها غلم تمل على وركها غلما يشي وراءها
غلم قال فأي المال خي قالت السبحل الربل الراحلة الفحل قال
أرأيتك الذع قالت ل يضرب ول يدع قال أرأيتك الثن قالت يضرب وضرابه
وف قال أرأيتك السدس قالت ذاك العرس وقيل لا أي اليل أحب إليك قالت ذو اليعة الصنيع
السليط التليع اليد الضليع اللهب السريع فقيل لا أي الغيوث أحب إليك قالت ذو اليدب
النبعق الضخم الؤتلق الصخب النبثق وقيل لا ما مائة من العز قالت مؤيل يشف الفقر من
ورائه مال الضعيف وحرفة العاجز قيل فما مائة من الضأن قالت قرية ل حى با قيل فما مائة
من البل قالت بخ جال ومال ومن الرجال قيل فما مائة من اليل قالت
31
جهرة خطب العرب
طغى من كانت له ول يوجد قيل فما مائة من المر قالت عازبة الليل وخزى
الجلس ل لب فيحلب ول صوف فيجز إن ربط عيها أدل وإن ترك ول وقيل لا من أعظم
الناس ف عينك قالت من كانت ل إليه حاجة وقالت أخبث الذئاب ذئب الغضا وأخبث
الفاعي أفعى الدب وأسرع الظباء ظباء اللب وأشد الرجال العجف وأجل النساء الفخمة
السيلة وأقبح النساء الهمة القفرة وآكل الدواب الرغوث وأطيب اللحم عوذه وأغلظ الواطي
الصى على الصفا وشر الال مال يزكى ول يذكى وخي الال سكة مأبورة أو مهرة مأمورة
خطبة كعب بن لؤي وخطب كعب بن لؤي وهو الد السابع للنب فقال اسعوا
وعوا وتعلموا تعلموا و تفهموا تفهموا ليل ساج ونار صاج والرض مهاد والبال أوتاد
والولون كالخرين كل ذلك إل بلء فصلوا أرحامكم وأصلحوا أحوالكم فهل رأيتم من
هلك رجع أو ميتا نشر الدار أمامكم والظن خلف ما تقولون زينوا حرمكم وعظموه
وتسكوا به ول تفارقوه فسيأت له نبأ عظيم وسيخرج منه نب كري ث قال نار وليل واختلف
حوادث سواء علينا حلوها ومريرها يئوبان بالحداث حت تأوبا وبالنعم الضاف علينا ستورها
صروف وأنباء تقلب أهلها لا عقد ما يستحيل مريرها على غفلة يأت النب ممد فيخب أخبارا
صدوقا خبيها ث قال يا ليتن شاهد فحواء دعوته حي العشية تبغي الق خذلنا
خطبة هاشم بن عبد مناف يث قريشا على إكرام زوار بيت ال الرام كان هاشم
بن عبد مناف يقوم أول نار اليوم الول من ذي الجة فيسند ظهره إل الكعبة من تلقاء بابا
فيخطب قريشا فيقول يا معشر قريش أنتم سادة العرب أحسنها وجوها وأعظمها أحلما
وأوسطها أنسابا وأقربا أرحاما يا معشر قريش أنتم جيان بيت ال أكرمكم بوليته وخصكم
بواره دون بن إساعيل وحفظ منكم أحسن ما حفظ جار من جاره فأكرموا ضيفه وزوار بيته
فإنم يأتونكم شعثا غبا من كل بلد فورب هذه البنية لو كان ل مال يمل ذلك لكفيتكموه
أل وإن مرج من طيب مال وحلله ما ل يقطع فيه رحم ول يؤخذ بظلم ول يدخل فيه حرام
فواضعه فمن شاء منكم أن يفعل مثل ذلك فعل وأسألكم برمة هذا البيت أل يرج رجل
32
جهرة خطب العرب
منكم من ماله لكرامة زوار بيت ال ومعونتهم إل طيبا ل يؤخذ ظلما ول يقطع فيه رحم ول
يغتصب
خطبة هاشم بن عبد مناف ف قريش وخزاعة تنافرت قريش وخزاعة إل هاشم بن
عبد مناف فخطبهم با أذعن له الفريقان بالطاعة فقال ف خطبته أيها الناس نن آل إبراهيم
وذرية إساعيل وبنو النضر بن كنانة وبنو قصي بن كلب وأرباب مكة وسكان الرم لنا ذروة
السب ومعدن الجد ولكل ف كل حلف يب عليه نصرته وإجابة دعوته إل ما دعا إل
عقوق عشية وقطع رحم يا بن قصي أنتم كغصن شجرة أيهما كسر أوحش صاحبه والسيف
ل يصان إل بغمده ورامي العشية يصيبه سهمه ومن أمكه اللجاج أخرجه إل البغي أيها
الناس اللم شرف والصب ظفر والعروف كن والود سؤدد والهل سفه واليام دول والدهر
غي والرء منسوب إل فعله ومأخوذ بعمله فاصطنعوا العروف تكسبوا المد ودعوا الفضول
تانبكم السفهاء وأكرموا الليس يعمر ناديكم وحاموا الليط يرغب ف جواركم وأنصفوا من
أنفسكم يوثق بكم وعليكم
بكارم الخلق فإنا رفعة وإياكم والخلق الدنية فإنا تضع الشرف وتدم الجد
وإن ننهة الاهل أهون من جريرته ورأس العشية يمل أثقالا ومقام الليم عظة لن انتفع به
فقالت قريش رضينا بك أبا نضلة وهي كنيته خطبة عبد الطلب بن هاشم يهنئ سيف بن ذي
يزن باسترداد ملكه من البشة لا ظفر سيف بن ذي يزن بالبشة أتته وفود العرب وأشرافها
وشعراؤها تنئه وتدحه ومنهم وفد قريش وفيهم عبد الطلب بن هاشم فاستأذنه ف الكلم
فأذن له فقال إن ال تعال أيها اللك أحلك مل رفيعا صعبا منيعا باذخا شاما وأنبتك منبتا
طابت أرومته وعزت جرثومته وثبت أصله وبسق فرعه ف أكرم معدن وأطيب موطن فأنت
أبيت اللعن رأس العرب وربيعها الذي به تصب وملكها الذي به تنقاد وعمودها الذي عليه
العماد ومعقلها الذي إليه يلجأ العباد سلفك خي سلف وأنت لنا بعدهم خي خلف ولن يهلك
من أنت
33
جهرة خطب العرب
خلفه ولن يمل من أنت سلفه نن أيها اللك أهل حرم ال وذمته وسدنة بيته
أشخصنا إليك الذي أبجك بكشف الكرب الذي فدحنا فنحن وفد التهنئة ل وفد الرزئة
خطبة أب طالب ف زواج الرسول بالسيدة خدية خطب أبو طالب حي زواج النب بالسيدة
خدية فقال المد ل الذي جعلنا من زرع إبراهيم وذرية إساعيل وجعل لنا بلدا حراما وبيتا
مجوجا وجعلنا الكام على الناس ث إن ممد بن عبد ال ابن أخي من ل يوازن به فت من
قريش إل رجح عليه برا وفضل وكرما وعقل ومدا ونبل وإن كان ف الال قل فإنا الال ظل
زائل وعارية مسترجعة وله ف خدية بنت خويلد رغبة ولا فيه مثل ذلك وما أحببتم من
الصداق فعلى
خطب الكهان الكاهن الزاعي ينفر هاشم بن عبد مناف على أمية بن عبد شس
ول هاشم بعد أبيه عبد مناف ما كان إليه من السقاية والرفادة فحسده أمية بن عبد شس بن
عبد مناف على رياسته وإطعامه وكان ذا مال فتكلف أن يصنع صنيع هاشم فعجز عنه فشمت
به ناس من قريش فغضب ونال من هاشم ودعاه إل النافرة فكره هاشم ذلك لسنة وقدره فلم
تدعه قريش حت نافره على خسي ناقة سود الدق ينحرها ببطن مكة واللء عن مكة عشر
سني فرضى بذلك أمية وجعل بينهما الكاهن الزاعي وهو جد عمرو بن المق ومنله
بعسفان وكان مع أمية ههمة بن عبد العزى الفهرى وكانت ابنته عند أمية فقال الكاهن
والقمر الباهر والكوكب الزاهر والغمام الاطر وما بالو من طائر وما اهتدى بعلم مسافر من
منجد وغائر لقد سبق هاشم أمية إل الآثر أول منه وآخر وأبو ههمة بذلك خابر
فقضى لاشم بالغلبة وأخذ هاشم البل فنحرها وأطعمها وغاب أمية عن مكة
بالشأم عشر سني فكانت هذه أول عداوة وقعت بي هاشم وأمية عوف بن ربيعة السدي
يتكهن بقتل حجر بن الارث كان حجر بن الارث أبو امرئ القيس ملك بن أسد وكان له
عليهم إتاوة كل سنة لا يتاج إليه فبقي كذلك دهرا ث بعث إليهم من يب ذلك منهم وحجر
يومئذ بتهامة فطردوا رسله وضربوهم فبلغ ذلك حجرا فسار إليهم فأخذ سرواتم وخيارهم
34
جهرة خطب العرب
وجعل يقتلهم بالعصا فسموا عبيد العصا وأباح الموال وصيهم إل تامة وحبس جاعة من
أشرافهم منهم عبيد بن البرص الشاعر فقال شعرا يستعطفه فيه ومنه قوله أنت الليك عليهم
وهم العبيد إل القيامة فرق لم وعفا عنهم وردهم إل بلدهم فلما صاروا على مسية يوم من
تامة تكهن كاهنهم وهو عوف بن ربيعة بن عامر السدي فقال لم يا عبادي قالوا لبيك ربنا
فقال من اللك الصلهب الغلب غي الغلب ف البل كأنا الربرب ل يقلق رأسه الصخب هذا
دمه ينثعب وهو غدا أول من يستلب قالوا ومن هو ربنا قال لول تيش نفس جاشية لخبتكم
أنه حجر ضاحية
فركبوا كل صعب وذلول حت بلغوا عسكر حجر فهجموا عليه ف قبته فقتلوه
كاهن بن الارث بن كعب يذرهم غزو بن تيم كان بنو تيم قد أغاروا على لطيمة لكسرى
فيها مسك وعنب وجوهر كثي فأوقع كسرى بم وقتل القاتلة وبقيت أموالم وذراريهم ف
مساكنهم ل مانع لا وبلغ ذلك بن الارث بن كعب من مذحج فمشى بعضهم إل بعض
وقالوا اغتنموا بن تيم فاجتمعت بنو الارث وأحلفها من زيد وحزم بن ريان ف عسكر
عظيم وساروا يريدون بن تيم فحذرهم كاهن كان مع الارث واسه سلمة بن الغفل وقال
إنكم تسيون أعقابا وتغزون أحبابا سعدا وربابا وتردون مياها جبابا فتلقون عليها ضرابا
وتكون غنيمتكم ترابا فأطيعوا أمري ول تغزوا تيما ولكنهم خالفوه وقاتلوا بن تيم فهزموا
هزية نكراء
أحد كهان اليمن يفصل ف أمر هند بنت عتبة كان الفاكه بن الغية الخزومي أحد
فتيان قريش وكان قد تزوج هند بن عتبة وكان له بيت للضيافة يغشاه الناس فيه بل إذن فقال
يوما ف ذلك البيت وهند معه ث خرج عنها وتركها نائمة فجاء بعض من كان يغشى البيت
فلما وجد الرأة نائمة ول عنها فاستقبله الفاكه بن الغية فدخل على هند وأنبها وقال من هذا
الارج من عندك قالت وال ما انتبهت حت أنبهتن وما رأيت أحدا قط قال القي بأبيك
وخاض الناس ف أمرهم فقال لا أبوها يا بنية العار وإن كان كذبا بثين شأنك فإن كان الرجل
35
جهرة خطب العرب
صادقا دسست عليه من يقتله فيقطع عنك العار وإن كان كاذبا حاكمته إل بعض كهان اليمن
قالت وال يا أبت إنه لكاذب فخرج عتبة فقال إنك رميت ابنت بشيء عظيم فإما أن تبي ما
قلت وإل فحاكمن إل بعض كهان اليمن قال ذلك لك فخرج الفاكه ف جاعة من رجال
قريش ونسوة من بن مزم وخرج عتبة ف رجال ونسوة من بن عبد مناف فلما شارفوا بلد
الكاهن تغي وجه هند وكسف بالا فقال لا أبوها أي بنية أل كان هذا قبل أن يشتهر ف الناس
خروجنا قالت يا أبت وال ما ذلك لكروه قبلي ولكنكم تأتون بشرا يطئ ويصيب ولعله أن
يسمن بسمة تبقى على ألسنة العرب فقال لا أبوها صدقت ولكن سأخبه لك فصفر بفرسه
فلما أدل عمد إل حبة بر فأدخلها ف إحليله ث أوكى عليها وسار فلما نزلوا على الكاهن
أكرمهم ونر لم فقال له عتبة إنا أتيناك ف أمر وقد خبأنا لك خبيئة فما هي قال برة ف
كمرة قال أريد أبي من هذا قال حبة بر ف إحليل مهر قال صدقت فانظر ف أمر
هؤلء النسوة فجعل يسح رأس كل واحدة منهن ويقول قومي لشأنك حت إذا بلغ إل هند
مسح يده على رأسها وقال انضي غي رقحاء ول زانية وستلدين ملكا يسمى معاوية فلما
خرجت أخذ الفاكه بيدها فنثرت يده من يدها وقالت إليك عن وال لحرصن أن يكون ذلك
الولد من غيك فتزوجها أبو سفيان فولدت له معاوية خسة نفر من طيئ يتحنون سواد بن
قارب الدوسي خرج خسة نفر من طيئ من ذوي الجا والرأي منهم برج بن مسهر وهو
أحد العمرين وأنيف بن حارثة بن لم وعبد ال بن سعد بن الشرج أبو حات طييء وعارف
الشاعر ومرة بن عبد رضى يريدون سواد بن قارب الدوسي ليمتحنوا علمه فلما قربوا من
السراة قالوا ليخبأ كل رجل منا خبيئا ول يب به صاحبه ليسأله عنه فإن أصاب عرفنا علمه
وإن أخطأ ارتلنا عنه فخبأ كل رجل منهم خبيئا ث صاروا إليه فأهدوا له إبل وطرفا من طرف
الية فضرب عليهم قبة ونر لم فلما مضت ثلث دعا بم فدخلوا عليه فتكلم برج وكان
أسنهم فقال جادك السحاب وأمرع لك الناب
36
جهرة خطب العرب
وضفت عليك النعم الرغاب نن أولو الكال والدائق والغيال والنعم الفال
ونن أصهار الملك وفرسان العراك يورى عنهم أنم من بكر بن وائل فقال سواد والسماء
والرض والغمر والبض والقرض والفرض إنكم لهل الضاب الشم والنخيل العم والصخور
الصم من أجأ العيطاء وسلمى ذات الرقبة السطعاء قالوا إنا كذلك وقد خبأ لك كل رجل منا
خبيئا لتخبنا باسه وخبيئه فقال لبج أقسم بالضياء واللك والنجوم والفلك والشروق
والدلك لقد خبأت برثن فرخ ف إعليط مرخ تت آسرة الشرخ قال ما أخطأت شيئا فمن أنا
قال أنت برج بن مسهر عصرة المعر وثال الحجر
ث قام أنيف بن حارثة فقال ما خبييء وما اسي فقال والسحاب والتراب
والصباب والحداب والنعم والكثاب لقد خبأت قطامة فسيط وقذة مريط ف مدرة من مدى
مطيط قال ما أخطأت شيئا فمن أنا قال أنت أنيف قاري الضيف ومعمل السيف وخالط
الشتاء بالصيف ث قام عبد ال بن سعد فقال ما خبيئي وما اسي فقال سواد أقسم بالسوام
العازب والوقي الكارب والجد الراكب والشيح الارب لقد خبأت نفاثة فنن ف قطيع قد مرن
أو أدي قد جرن قال ما أخطأت حرفا فمن أنا قال أنت ابن سعد النوال عطاؤك سجال وشرك
عضال وعمدك طوال وبيتك ل ينال ث قام عارف فقال ما خبيئى وما اسي فقال سواد أقسم
بنفنف اللوح
والاء السفوح والفضاء الندوح لقد خبأت زمعة طل أعفر ف زعنفة أدي أحر
تت حلس نضو أدبر قال ما أخطأت شيئا فمن أنا قال أنت عارف ذو اللسان العضب
والقلب الندب والضاء الغرب مناع السرب ومبيح النهب ث قام مرة بن عبد رضى فقال ما
خبيئي وما اسي فقال سواد أقسم بالرض والسماء والبوج والنواء والظلمة والضياء لقد
خبأت دمة ف رمة تت مشيط لة قال ما أخطأت شيئا فمن أنا قال أنت مرة السريع الكرة
البطئ الفرة الشديد الرة قالوا فأخبنا با رأينا ف طريقنا إليك فقال والناظر من حيث ل يرى
والسامع قبل أن يناجى والعال با ل يدري لقد عنت لكم عقاب عجزاء ف شغانيب دوحة
37
جهرة خطب العرب
جرداء تمل جدل فتماريتم إما يدا وإما رجل فقالوا كذلك ث مه قال سنح لكم قبل طلوع
الشرق سيد أمق
على ماء طرق قالوا ث ماذا قال ث تيس أفرق سند ف أبرق فرماه الغلم الزرق
فأصاب بي الوابلة والرفق قالوا صدقت وأنت أعلم من تمل الرض ث ارتلوا عنه حديث
مصاد بن مذعور القين كان مصاد بن مذعور القين رئيسا قد أخذ مرباع قومه دهرا وكان ذا
مال فند ذود من أذواد له فخرج ف بغائها قال فإن لفي طلبها إذ هبطت واديا شجيا كثيف
الظلل وقد تفسخت أينا فأنت راحلت ف ظل شجرة وحططت رحلي ورسغت بعيي
واضطجعت ف بردى فإذا أربع جوار كأنن اللل يرعي بما لن فلما خالطت عين السنة
أقبلن حت جلسن قريبا من وف كف كل واحدة منهن حصيات تقلبهن فخطت إحداهن ث
طرقت فقالت قلن يا بنات عراف ف صاحب المل النياف والبد الكثاف والرم الفاف ث
طرقت الثانية فقالت
مضل أذواد علكد كوم صلخد منهن ثلث مقاحد وأربع جدائد شسف صمارد
ث طرقت الثالثة فقالت رعي الفرع ث هبطن الكرع بي العقدات والرع فقالت الرابعة ليهبط
الغائط الفيح ث ليظهر ف الل الصحصح بي سدير وأملح فهناك الذود رتاع بنعرج الجرع
قال فقمت إل جلي فشددت عليه رحله وركبت ووال ما سألتهن من هن ول من هن فلما
أدبرت قالت إحداهن أبرح فت إن جد ف طلب فماله غيهن نشب وسيثوب عن كثب ففزع
قلب وال قولا فقلت وكيف هذا وقد خلفت بوادي عرجا عكامسا فركبت السمت الذي
وصف ل حت انتهيت إل الواضع فإذا ذودي رواتع فضربت أعجازهن
حت أشرفت على الوادي الذي فيه إبلي فإذا الرعاء تدعو بالويل فقلت ما شأنكم
قالوا أغارت براء على إبلك فأسخفتها فأمسيت وال مال قال غي الذود فرمى ال ف
نواصيهن بالرغس وإن اليوم لكثر بن القي مال حديث خنافر بن التوءم الميي مع رئيه
شصار كان خنافر بن التوءم الميي كاهنا وكان قد أوت بسطة ف السم وسعة ف الال
38
جهرة خطب العرب
وكان عاتيا فلما وفدت وفود اليمن على النب وظهر السلم أغار على إبل لراد فاكتسحها
وخرج بأهله وماله ولق بالشحر فخالف جودان بن يي الفرضمي وكان سيدا منيعا ونزل
بواد من أودية الشحر مضبا كثي الشجر من اليك والعرين قال خنافر وكان رئيي ف الاهلية
ل يكاد يتغيب عن فلما شاع السلم فقدته مدة طويلة وساءن ذلك فبينا أنا ليلة بذلك
الوادي نائما إذ هوى هوى العقاب فقال خنافر فقلت شصار فقال اسع أقل قلت قل أسع
فقال عه تغنم لكل مدة ناية وكل ذي أمد إل غاية قلت أجل فقال كل دولة إل أجل ث يتاح
لا حول انتسخت النحل ورجعت إل حقائقها اللل إنك سجي موصول والنصح لك مبذول
وإن آنست بأرض الشأم نفرا من آل العذام حكاما على الكام يذبرون ذارونق من الكلم
ليس
بالشعر الؤلف ول السجع التكلف فأصغيت فزجرت فعاودت فظلفت فقلت ب
تينمون وإلم تعتزون قالوا خطاب كبار جاء من عند اللك البار فاسع يا شصار عن أصدق
الخبار واسلك أوضح الثار تنج من أوار النار فقلت وما هذا الكلم فقالوا فرقان بي الكفر
واليان رسول من مصر من أهل الدر ابتعث فظهر فجاء بقول قد بر وأوضح نجا قد دثر فيه
مواعظ لن اعتب ومعاذ لن ازدجر ألف بالى الكب قلت ومن هذا البعوث من مضر قال أحد
خي البشر فإن آمنت أعطيت الشب وإن خالفت أصليت سقر فآمنت يا خنافر وأقبلت إليك
أبادر فجانب كل كافر وشايع كل مؤمن طاهر وإل فهو الفراق ل عن تلق قلت من اين
أبغي هذا الدين قال من ذات الحرين والنفر اليماني أهل الاء والطي قلت أوضح قال الق
بيثرب ذات النخل والرة ذات النعل فهناك أهل الطول والفضل والواساة والبذل ث املس عن
فبت مذعورا أراعي الصباح فلما برق ل النور امتطيت راحلت وآذنت أعبدي واحتملت
بأهلي حت وردت الوف فرددت البل على أربابا بولا وسقابا وأقبلت أريد صنعاء
فأصبت با معاذ بن جبل أميا لرسول ال فبايعته على السلم وعلمن سورا من القرآن فمن
ال علي بالدى بعد الضللة والعلم بعد الهالة
39
جهرة خطب العرب
شافع بن كليب الصدف يتكهن بظهور النب قدم على تبع الخر ملك اليمن قبل
خروجه لقتال الدينة شافع بن كليب الصدف وكان كاهنا فقال له تبع هل تد لقوم ملكا
يوازي ملكي قال ل إل ملك غسان قال فهل تد ملكا يزيد عليه قال أجده لبار مبور ورائد
بالقهور ووصف ف الزبور فضلت
أمته ف السفور يفرج الظلم بالنور أحد النب طوب لمته حي يي أحد بن لؤي ث
أحد بن قصي فنظر تبع ف الزبور فإذا هو يد صفة النب سطيح الذئب يعب رؤيا ربيعة بن نصر
اللخمي ورأى ربيعة بن نصر اللخمي ملك اليمن وقد ملك بعد تبع الخر رؤيا هالته فلم يدع
كاهنا ول ساحرا ول عائفا ول منجما من أهل ملكته إل جعه إليه فقال لم إن قد رأيت
رؤيا هالتن وفظعت با فأخبون با وبتأويلها قالوا له اقصصها علينا نبك بتأويلها قال إن إن
أخبتكم با ل أطمئن إل خبكم عن تأويلها فإنه ل يعرف تأويلها إل من عرفها قبل أن أخبه
با فقال له رجل منهم فإن كان اللك يريد هذا فليبعث إل سطيح وشق فإنه ليس أحد أعلم
منهما فيها يبانه با سأل عنه فبعث إليهما فقدم عليه سطيح قبل شق فقال له إن قد رأيت
رؤيا
هالتن وفظعت با فأخبن با فإنك إن أصبتها أصبت تأويلها قال أفعل رأيت
حمة خرجت من ظلمة فوقعت بأرض تمة فأكلت منها كل ذات ججمة فقال له اللك ما
أخطأت منها شيئا يا سطيح فما عندك ف تأويلها فقال أحلف با بي الرتي من حنش ليهبطن
أرضكم البش فليملكن ما بي أبي إل جرش فقال له اللك وأبيك يا سطيح إن هذا لنا لغائط
موجع فمت هو كائن أف زمان هذا أم بعده قال ل بل بعده بي أكثر من ستي أو سبعي
يضي من السني قال أفيدوم ذلك من ملكهم أم ينقطع قال ل بل ينقطع لبضع وسبعي من
السني ث يقتلون با أجعي ويرجون منها هاربي قال ومن يلي ذلك من قتلهم إخراجهم قال
يليه إرم ذي يزن يرج عليهم من عدن فل يترك أحدا منهم باليمن قال أفيدوم ذلك من
سلطانه أم ينقطع قال بل ينقطع قال ومن يقطعه قال نب زكي يأتيه الوحي من قبل العلى قال
40
جهرة خطب العرب
ومن هذا النب قال رجل من ولد غالب بن فهر بن مالك ابن النضر يكون اللك ف قومه إل
آخر الدهر قال وهل للدهر من آخر قال
نعم يوم يمع فيه الولون والخرون يسعد فيه الحسنون ويشقى فيه السيئون قال
أحق ما تبنا يا سطيح قال نعم والشفق والغسق والفلق إذا انشق إن ما أنبأتك به لق شق
أنار يعب رؤيا ربيعة بن نصر أيضا ث قدم عليه شق فقال له كقوله لسطيح وكتمه ما قال
سطيح لينظر أيتفقان أم يتلفان قال نعم رأيت حمة خرجت من ظلمة فوقعت بي روضة
وأكمه فأكلت منها كل ذات نسمة فلما سع اللك ذلك قال ما أخطأت يا شق منها شيئا فما
عندك ف تأويلها قال أحلف با بي الرتي من إنسان لينلن أرضكم السودان فليغلب على كل
طفلة البنان وليملكن ما بي أبي إل نران فقال له اللك وأبيك يا شق إن هذا لنا لغائظ موجع
فمت هو كائن أف زمان أم بعده قال ل بعده بزمان ث يستنقذكم منهم عظيم ذوشان ويذيقهم
أشد الوان قال ومن هذا العظيم الشأن قال غلم ليس بدن ول مدن يرج عليهم من بيت ذي
يزن قال أفيدوم سلطانه أم ينقطع قال بل ينقطع برسول
مرسل يأت بالق والعدل بي أهل الدين والفضل يكون اللك ف قومه إل يوم
الفصل قال وما يوم الفصل قال يوم تزى فيه الولة يدعى فيه من السماء بدعوات يسمع منها
الحياء والموات ويمع فيه بي الناس للميقات يكون فيه لن اتقى الفوز واليات قال أحق
ما تقول قال إي ورب السماء والرض وما بينهما من رفع وخفض إن ما أنبأتك به لق ما
فيه أمض فوقع ف نفس ربيعة بن نصر ما قال فجهز بنيه وأهل بيته إل العراق با يصلحهم
وكتب لم إل ملك من ملوك فارس يقال له سابور فأسكنهم بالية فمن بقية ولده النعمان
بن النذر ملك الية وهو النعمان بن النذر بن النعمان بن النذر بن عمرو بن امرئ القيس بن
عمرو بن عدي بن ربيعة بن نصر وفود عبد السيح بن بقيلة على سطيح عن ابن عباس رضي
ال عنه قال لا كان ليلة ولد النب ارتج إيوان كسرى فسقطت منه أربع عشرة شرفة فعظم
ذلك على أهل ملكته فما كان أوشك أن كتب إليه
41
جهرة خطب العرب
صاحب اليمن يبه أن بية ساوة غاضت تلك الليلة وكتب إليه صاحب السماوة
يبه أن وادي السماوة انقطع تلك الليلة وكتب إليه صاحب طبية أن الاء ل ير تلك الليلة
ف بية طبية وكتب إليه صاحب فارس يبه أن بيوت النيات خدت تلك الليلة ول تمد
قبل ذلك بألف سنة فلما توارت الكتب أبرز سريره وظهر لهل ملكته فأخبهم الب فقال
الوبذان أيها اللك إن رأيت تلك الليلة رؤيا هالتن قال له وما رأيت قال رأيت إبل صعابا
تقود خيل عرابا قد اقتحمت دجلة وانتشرت ف بلدنا قال رأيت عظيما فما عندك ف تأويلها
قال ما عندي فيها ول ف تأويلها شيء ولكن أرسل إل عاملك بالية يوجه إليك رجل من
علمائهم فإنم أصحاب علم بالدثان فبعث إليه عبد السيح بن بقيلة الغسان فلما قدم عليه
أخبه كسرى الب فقال له أيها اللك وال ما عندي فيها ول ف تأويلها شيء ولكن جهزن
إل خال ل بالشام يقال له سطيح قال جهزوه فلما قدم إل سطيح وجده قد احتضر فناداه فلم
يبه وكلمه فلم يرد عليه فقال عبد السيح أصم أم يسمع غطريف اليمن يا فاضل الطة أعيت
من ومن أتاك شيخ الي من آل سنن أبيض فضفاض الرداء والبدن رسول قيل العجم يهوى
للوثن ل يرهب الرعد ول ريب الزمن
فرفع إليه رأسه وقال عبد السيح على جل مشيح إل سطيح وقد أوف على
الضريح بعثك ملك بن ساسان لرتاج اليوان وخود النيان ورؤيا الوبذان رأى إبل صعابا
تقود خيل عرابا قد اقتحمت ف الواد وانتشرت ف البلد يا عبد السيح إذا كثرت التلوة
وظهر صاحب الراوة وفاض وادى السماوة وغاضت بية ساوة وخدت نار فارس فليست
بابل للفرس مقاما ول الشام لسطيح شاما يلك منهم ملوك وملكات عدد سقوط الشرفات
وكل ما هو آت آت ث قال إن كان ملك بن ساسان أفرطهم فإن ذا الدهر أطوارا دهارير
منهم بنو الصرح برام وإخوته والرمزان وسابور وسابور فربا أصبحوا يوما بنلة تاب صولم
السد الهاصي حثوا الطي وجدوا ف رحالم فما يقوم لم سرج ول كور والناس أولد علت
42
جهرة خطب العرب
فمن علموا أن قد أقل فمحقور ومهجور والي والشر مقرونان ف قرن فالي متبع والشر
مذور
ث أتى كسرى فأخبه با قاله سطيح فغمه ذلك ث تعزى فقال إل أن يلك منا
أربعة عشر ملكا يدور الزمان فهلكوا كلهم ف أربعي سنة وكان آخر من هلك منهم ف أول
خلفة عثمان رضي ال عنه شق وسطيح ينبئان بأصل ثقيف عن ابن الكلب قال كان قسي
وهو ثقيف مقيما باليمن فضاق عليه موضعه ونبا به فأتى الطائف وهو يومئذ منازل فهم
وعدوان بن عمرو بن قيس ابن عيلن فانتهى إل الظرب العدوان فوجده نائما تت شجرة
فأيقظه وقال من أنت قال أنا الظرب قال على ألية إن ل أقتلك أو تلف ل لتزوجن ابنتك
ففعل وانصرف الظرب وقسي معه فلقيه ابنه عامر بن الظرب فقال من هذا معك يا أبت فقص
قصته قال عامر ل أبوه لقد ثقف أمره فسمى يومئذ
ثقيفا وعي الظرب بتزويه قسيا وقيل زوجت عبدا فسار إل الكهان يسألم فانتهى
إل شق بن مصعب البجلى وكان أقربم منه فلما انتهى إليه قال إنا قد جئناك ف أمر فما هو
قال جئتم ف قسي وقسي عبد إياد أبق ليلة الواد ف وج ذات النداد فوال سعدا ليفاد ث لوى
بغي معاد يعن سعد بن قيس ابن عيلن بن مضر ث توجه إل سطيح الذئب حي من غسان
ويقال إنم حي من قضاعة نزول ف غسان فقالوا إنا جئناك ف أمر فما هو قال جئتم ف قسي
وقسي من ولد ثود القدي ولدته أمه بصحراء تري فالتقطه إياد وهو عدي فاستعبده وهو مليم
فرجع الظرب وهو ل يدري ما يصنع ف أمره وقد وكد عليه ف اللف والتزويج وكانوا على
كفرهم يوفون بالقول فلهذا يقول من قال إن ثقيفا من ثود لن إيادا من ثود تنافر عبد الطلب
بن هاشم والثقفيي إل عزى سلمة الكاهن كان لعبد اللك بن هاشم مال بالطائف يقال له ذو
الرم فغلبه عليه خندف ابن الارث الثقفي فنافرهم عبد الطلب إل عزى سلمة الكاهن أو إل
نفيل ابن عبد العزى جد عمر بن الطاب فخرج عبد الطلب مع ابنه الرث وليس له يومئذ
43
جهرة خطب العرب
غيه وخرج الثقفيون مع صاحبهم وحرب بن أمية معهم على عبد الطلب فنفد ماء عبد
الطلب فطلب إليهم أن يسقوه فأبوا فبلغ العطش منه كل مبلغ وأشرف
على اللك فبينا عبد الطلب يثي بعيه ليكب إذ فجر ال له عينا من تت جرانه
فحمد ال وعلم أن ذلك منه فشرب وشرب أصحابه ريهم وتزودوا منه حاجتهم ونفد ماء
الثقفيي فطلبوا إل عبد الطلب أن يسقيهم فأنعم عليهم فقال له ابنه الارث لنني على
سيفي حت يرج من ظهري فقال عبد الطلب لسقينهم فل تفعل ذلك بنفسك فسقاهم ث
انطلقوا حت أتوا الكاهن وقد خبئوا له رأس جرادة ف خرزة مزادة وجعلوه ف قلدة كلب لم
يقال له سوار فلما أتوا الكاهن إذا هم ببقرتي تسوقان بينهما برجا كلتاها تزعم أنه ولدها
ولدتا ف ليلة واحدة فأكل النمر أحد البخرجي فهما ترأمان الباقي فلما وقفتا بي يديه قال
الكاهن هل تدرون ما تريد هاتان البقرتان قالوا ل قال الكاهن ذهب به ذو جسد أربد وشدق
مرمع وناب معلق ما للصغرى ف ولد الكبى حق فقضى به للكبى ث قال ما حاجتكم قالوا
قد خبأنا لك خبئا فأنبئنا عنه ث نبك باجتنا قال خبأت ل شيئا طار فسطع فتصوب فوقع ف
الرض منه بقع فقالوا لده أي بينه قال هو شيء طار فاستطار ذو ذنب جرار وساق كالنشار
ورأس كالسمار فقالوا لده قال إن لده فلده هو
رأس جرادة ف خرز مزادة ف عنق سوار ذي القلدة قالوا صدقت فأخبنا فيم
اختصمنا إليك قال أحكم بالضياء والظلم والبيت والرم أن الال ذا الرم للقرشي ذي الكرم
فقضى بينهم ورجعوا إل منازلم على حكمه وروى الاحظ لعزى سلمة أنه قال والرض
والسماء والعقاب والصقعاء واقعة ببقعاء لقد نفر الجد بن العشراء للمجد والسناء منافرة عبد
الطلب بن هاشم وحرب بن أمية تنافر عبد الطلب بن هاشم وحرب بن أمية إل النجاشي
ملك البشة فأب أن ينفر بينهما فجعل بينهما نفيل بن عبد العزى بن رياح فقال لرب
يا أبا عمرو أتنافر رجل هو أطول منك قامة وأعظم منك هامة وأوسم منك وسامة
وأقل منك ملمة وأكثر منك ولدا وأجزل صفدا وأطول منك مذودا وإن لقول هذا وإنك
44
جهرة خطب العرب
لبعيد الغضب رفيع الصوت ف العرب جلد الريرة جليل العشية ولكنك نافرت منفرا فغضب
حرب وقال إن من انتكاس الزمان أن جعلت حكما ما أمر به عبد الطلب بن هاشم ف منامه
من حفر زمزم ول عبد الطلب بن هاشم السقاية والرفادة بعد عمه الطلب وشرف ف قومه
وعظم شأنه ث إنه حفر زمزم وهي بئر إساعيل بن إبراهيم عليهما السلم الت أسقاه ال منها
وكانت جرهم قد دفنتها وكان سبب حفره إياها أنه قال بينا أنا نائم بالجر إذ أتان آت فقال
احفر طيبة قلت وما طيبة فذهب وتركن فلما كان الغد رجعت إل مضجعي فنمت فيه
فجاءن فقال احفر برة قلت وما برة فذهب وتركن فلما كان من الغد رجعت إل مضجعي
فنمت فيه فجاءن فقال احفر الضنونة قلت وما الضنونة فذهب عن فلما كان الغد
رجعت إل مضجعي فنمت فيه فجاءن فقال احفر زمزم إنك إن حفرتا ل تندم فقلت وما
زمزم قال تراث من أبيك العظم ل تنف أبدا ول تذم تسقي الجيج العظم مثل نعام جافل
ل يقسم ينذر فيها ناذر لنعم تكون مياثا وعقد مكم ليس كبعض ما قد تعلم وهي بي
الفرث والدم عند نقرة الغراب العصم عند قرية النمل فلما بي له شأنا ودله على موضعها
وعرف أنه قد صدق غدا بعوله ومعه ابنه الارث ليس له ولد غيه فحفر بي أساف ونائلة ف
الوضع الذي تنحر فيه قريش لصنامها وقد رأى الغراب ينقر هناك فلما بدا له الطوى كب
فعرفت قريش أنه قد أدرك حاجته
خطب الكواهن الشعثاء الكاهنة تصف سبعة إخوة كانت عثمة بنت مطرود
البجلية ذات عقل ورأي مستمع ف قومها وكانت لا أخت يقال لا خود وكانت ذات جال
وميسم وعقل فخطب سبعة إخوة غلمة من بطن الزد خودا إل أبيها فأتوه وعليهم اللل
اليمانية وتتهم النجائب الفرة فقالوا نن بنو مالك بن غفيلة ذي النحيب فقال لم انزلوا على
الاء فنلوا ليلتهم ث أصبحوا غادين ف اللل واليئة ومعهم ربيبة لم يقال لا الشعثاء كاهنة
فمروا بوصيدها يتعرضون لا وكلهم وسيم جيل وخرج أبوها فجلسوا إليه فرحب بم فقالوا
بلغنا أن لك بنتا ونن كما ترى شباب وكلنا ينع الانب وينح الراغب فقال أبوها كلكم
45
جهرة خطب العرب
خيار فأقيموا نرى رأينا ث دخل على ابنته فقال ما ترين فقد أتاك هؤلء القوم فقالت أنكحن
على قدري ول تشطط ف مهري فإن تطئن أحلمهم ل تطئن أجسامهم لعلي أصيب ولدا
وأكثر عددا فخرج أبوها فقال أخبون عن أفضلكم قالت ربيبتهم الشعثاء الكاهنة اسع أخبك
عنهم هم إخوة وكلهم أسوة
أما الكبي فمالك جرئ فاتك يتعب السنابك ويستصغر الهالك وأما الذي يليه
فالغمر بر غمر يقصر دونه الفخر ند صقر وأما الذي يليه فعلقمة صليب العجمة منيع الشتمة
قليل المجمة وأما الذي يليه فعاصم سيد ناعم جلد صارم أب حازم جيشه غان وجاره سال
وأما الذي يليه فثواب سريع الواب عتيد الصواب كري النصاب كليث الغاب وأما الذي يليه
فمدرك بذول لا يلك عزوب عما يترك يفن ويهلك وأما الذي يليه فجندل لقرنه مدل مقل
لا يمل يعطى ويبذل وعن عدوه ل ينكل فشاورت أختها فيهم فقالت أختها عثمة ترى
الفتيان كالنخل وما يدريك ما الدخل اسعي من كلمة إن شر الغريبة يعلن وخيها يدفن
انكحي ف قومك ول تغررك الجسام فلم تقبل منها وبعثت إل أبيها أنكحن مدركا فأنكحها
أبوها على مائة ناقة ورعاتا وحلها مدرك فلم تلبث عنده إل قليل حت صبحهم فوارس من
بن مالك بن كنانة فاقتتلوا ساعة ث إن زوجها وإخوته وبن عامر انكشفوا فسبوها فيمن سبوا
فبينما هي تسي بكت فقالوا ما يبكيك أعلى فراق زوجك قالت قبحه ال قالوا لقد كان جيل
قالت قبح ال جال
لنفع معه إنا أبكي على عصيان أخت وقولا ترى الفتيان كالنخل وما يدريك ما
الدخل وأخبتم كيف خطبوها فقال لا رجل منهم يكن أبا نواس شاب أسود أفوه مضطرب
اللق أترضي ب على أن أمنعك من ذئاب العرب فقالت لصحابه أكذلك هو قالوا نعم إنه
مع ما ترين ليمنع الليلة وتتقيه القبيلة قالت هذا أجل جال وأكمل كمال قد رضيت به
فزوجوها منه طريفة الي تتكهن بسيل العرم وخراب سد مأرب قال عبد اللك بن عبد ال بن
بدرون ف شرح قصيدة الوزير عبد الجيد بن عبدون الت قالا ف رثاء دولة بن الفطس
46
جهرة خطب العرب
بالندلس كان أول من خرج من اليمن ف أول تزيقهم عمرو بن عامر مزيقياء وكان سبب
خروجه أنه كانت له زوجة كاهنة يقال لا طريفة الي وكانت رأت ف منامها أن سحابة
غشيت أرضهم فأرعدت وأبرقت ث صعقت فأحرقت كل ما وقعت عليه ففزعت طريفة لذلك
فزعا شديدا وأتت اللك عمرا وهي تقول ما رأيت اليوم أزال عن النوم رأيت غيما رعد وبرق
طويل ث صعق فما وقع على شيء إل احترق فلما رأى ما داخلها من الفزع سكنها ث إن
عمرا دخل حديقة له ومعه جاريتان من جواريه فبلغ ذلك طريفة فخرجت إليه وخرج معها
وصيف لا اسه سنان فلما برزت من بيتها عرض لا ثلث مناجيد منتصبات على
أرجلهن واضعات أيديهن على أعينهن وهي دواب تشبه اليابيع فقعدت إل
الرض واضعة يديها على عينيها وقالت لوصيفها إذا ذهبت هذه الناجيد فأخبن فلما ذهبت
أعلمها فانطلقت مسرعة فلما عارضها خليج الديقة الت فيها عمرو وثبت من الاء سلحفاة
فوقعت ف الطريق على ظهرها وجعلت تروم النقلب فل تستطيع وتستعي بذنبها فتحثو
التراب على بطنها من جنباته وتقذف بالبول قذفا فلما رأتا طريفة جلست إل الرض فلما
عادت السلحفاة إل الاء مضت إل أن دخلت على عمرو وذلك حي انتصف النهار ف ساعة
شديدة الر فإذا الشجر يتكفأ من غي ريح فلما رآها عمرو استحيا منها وأمر الاريتي
بالتنحي ث قال لا يا طريفة فكهنت وقالت والنور والظلماء والرض والسماء إن الشجر لالك
وليعودن الاء كما كان ف الزمان السالك قال عمرو ومن خبك بذا قالت أخبتن الناجد
بسني شدائد يقطع فيها الولد الوالد قال ما تقولي قالت أقول قول الندمان لفا لقد رأيت
سلحفا ترف التراب جرفا وتقذف بالبول قذفا فدخلت الديقة فإذا الشجر من غي ريح
يتكفا قال عمرو وما ترين قالت داهية دهياء من أمور جسيمة ومصائب عظيمة قال وما هو
ويلك قالت أجل إن فيه الويل وما لك فيه من قيل وإن الويل فيما يىء به السيل فألقى عمرو
نفسه عن فراشه وقال ما هذا يا طريفة قالت هو خطب جليل وحزن طويل وخلف قليل قال
47
جهرة خطب العرب
وما علمة ما تذكرين قالت اذهب إل السد فإذا رأيت جرذا يكثر بيديه ف السد الفر ويقلب
برجليه من أجل الصخر فاعلم أن غمر الغمر
وأن قد وقع المر قال وما هذا الذى تذكرين قالت وعد من ال نزل وباطل بطل
ونكال بنا نكل فبغيك يا عمرو فليكن الثكل فانطلق عمرو فإذا الرذ يقلب برجليه صخرة ما
يقلبها خسون رجل كذا فرجع إل طريفة فأخبها الب وهو يقول أبصرت أمرا عادن منه أل
وهاج ل من هوله برح السقم من جرذ كفحل خنير الجم أو كبش صرم من أفاريق الغنم
يسحب صخرا من جلميد العرم له ماليب وأنياب قضم ما فاته سحل من الصخر قصم
فقالت طريفة وإن من علمات ما ذكرت لك أن تلس فتأمر بزجاجة فتوضع بي يديك فإن
الريح تلؤها من تراب البطحاء من سهلة الوادي ورمله وقد علمت أن النان مظللة ل يدخلها
شس ول ريح فأمر عمرو بزجاجة فوضعها بي يديه ول يكث إل قليل حت امتلت من تراب
البطحاء فأخب عمرو طريفة بذلك وقال لا مت يكون هلك السد قالت له فيما بينك وبي
سبع سني قال ففي أيها يكون قالت ل يعلم بذلك إل ال ولو علمه أحد لعلمته ول تأتى على
ليلة فيما بين وبي سبع سني إل ظننت اللك ف غدها أو ف مسائها ث رأى عمرو ف نومه
سيل العرم وقيل له آية ذلك أن ترى الصباء ف سعف النخل فنظر إليها فوجد الصباء فيها قد
ظهرت فعلم أن ذلك واقع وأن بلدهم ستخرب فكتم ذلك وأخفاء وأجع على
بيع كل شئ له بأرض مأرب وأن يرج منها هو وولده فخرج ث أرسل ال تعال على السد
السيل فهدمه
وقال أبو الفرج الصبهان ف الغان وسارت القبائل من أهل مأرب حي خافوا
سيل العرم وعليهم مزيقياء ومعهم طريفة الكاهنة فقالت لم ل تؤموا مكة حت أقول وما
علمن ما أقول إل الكيم الحكم رب جيع المم من عرب وعجم قالوا لا ما شأنك يا
طريفة قالت خذوا البعي الشدقم فخضبوه بالدم تكن لكم أرض جرهم جيان بيته الحرم
وروى اليدان ف ممع المثال قال ألقت طريفة الكاهنة إل عمرو بن عامر الذي يقال له
48
جهرة خطب العرب
مزيقيا بن ماء السماء وكانت قد رأت ف كهانتها أن سد مأرب سيخرب وأنه سيأت سيل
العرم فيخرب النتي فباع عمرو بن عامر أمواله وسار هو وقومه حت انتهوا إل مكة فأقاموا
بكة وما حولا فأصابتهم المى وكانوا ببلد ل يدرون فيه ما المى فدعوا طريفة فشكوا إليها
الذي أصابم فقالت لم قد أصابن الذي تشكون وهو مفرق بيننا قالوا فما تأمرين قالت
من كان منكم ذا هم بعيد وجل شديد ومزاد جديد فليلحق بقصر عمان الشيد
فكانت أزد عمان ث قالت من كان منكم ذا جلد وقسر وصب على أزمات الدهر فعليه بالراك
من بطن مر فكانت خزاعة ث قالت من كان منكم يريد الراسيات ف الوحل الطعمات ف
الحل فليلحق بيثرب ذات النخل فكانت الوس والزرج ث قالت من كان منكم يريد المر
المي واللك والتأمي ويلبس الديباج والرير فليلحق ببصرى وغوير وها من أرض الشام
فكان الذين سكنوها من آل جفنة من غسان ث قالت من كان منكم يريد الثياب الرقاق
واليل العتاق وكنوز الرزاق والدم الهراق فليلحق بأرض العراق فكان الذين سكنوها آل
جذية البرش ومن كان بالية وآل مرق حديث زبراء الكاهنة مع بن رئام من قضاعة كان
ثلثة أبطن من قضاعة متورين بي الشحر وحضرموت بنو ناعب وبنو داهن وبنو رئام وكانت
بنو رئام أقلهم عددا وأشجعهم لقاء وكانت لبن رئام عجوز تسمى خويلة وكانت لا أمة من
مولدات العرب تسمى زبراء وكان يدخل على خويلة أربعون رجل كلهم لا مرم بنو إخوة
وبنو أخوات وكانت خويلة عقيما وكان بنو ناعب وبنو داهن متظاهرين على بن رئام فاجتمع
بنو رئام ذات يوم ف عرس لم وهم سبعون رجل كلهم شجاع بئيس فطعموا وأقبلوا على
شرابم وكانت
زبراء كاهنة فقالت لويلة انطلقي بنا إل قومك أنذرهم فأقبلت خويلة تتوكأ على
زبراء فلما أبصرها القوم قاموا إجلل لا فقالت يا ثر الكباد وأنداد الولد وشجا الساد
هذه زبراء تبكم عن أنباء قبل انسارالظلماء بالؤيد الشنعاء فاسعوا ما تقول قالوا وما تقولي
يا زبراء قالت واللوح الافق والليل الغاسق والصباح الشارق والنجم الطارق والزن الوادق إن
49
جهرة خطب العرب
شجر الوادي ليأدو ختل ويرق أنيابا عصل وإن صخر الطود لينذر ثكل ل تدون عنه معل
فوافقت قوما أشارى سكارى فقالوا ريح خجوج بعيدة ما بي الفروج أتت زبراء بالبلق
النتوج فقالت زبراء مهل يا بن العزة وال إن لشم ذفر الرجال تت الديد
فقال لا فت منهم يقال له هذيل بن منقذ يا خذاق وال ما تشمي إل ذفر إبطيك
فانصرفت عنهم وارتاب قوم من ذوي أسنانم فانصرف منهم أربعون رجل وبقي ثلثون
فرقدوا ف مشربم وطرقتهم بنو داهن وبنو ناعب فقتلوهم أجعي وأقبلت خويلة مع الصباح
فوقفت على مصارعهم ث عمدت إل خناصرهم فقطعتها وانتظمت منها قلدة وألقتها ف
عنقها وخرجت حت لقت برضاوى بن سعوة الهري وهو ابن أختها فأناخت بفنائه
فاستعدته على بن داهن وبن ناعب فخرج ف منسر من قومه فطرقهم فأوجع فيهم كاهنة ذي
اللصة تتكهن با ف بطن رقية بنت جشم زعموا أن رقية بنت جشم بن معاوية ولدت نيا
وهلل وسواءة ث اعتاطت فأتت كاهنة بذي اللصة فأرتا بطنها وقالت إن قد ولدت ث
اعتطت فنظرت إليها ومست بطنها وقالت رب قبائل فرق ومالس حلق وظعن حزق ف
بطنك زق
فلما مضت بربيعة بن عامر قالت إن أعرف ضرطي بلل أي هو غلم كما أن
هلل كان غلما رأى سلمى المدانية ف حري الرادى أغار رجل من مراد يقال له حري على
إبل عمرو بن براقة المدان وخيل له فذهب با فأتى عمرو سلمى المدانية وكانت بنت
سيدهم وعن رأيها كانوا يصدرون فأخبها أن حريا الرادى أغار على إبله وخيله فقالت
والفو والوميض والشفق كالحريض والقلة والضيض إن حريا لنيع اليز سيد مزيز ذو
معقل حريز غي أن أرى المة ستظفر منه بعثرة بطيئة البة فأغر ول تنكع فأغار عمرو
فاستاق كل شيء له فأتى حري بعد ذلك يطلب إل عمرو أن يرد عليه بعض ما أخذ منه
فامتنع ورجع حري
50
جهرة خطب العرب
تنافر العجفاء بنت علقمة وصواحباتا إل الكاهنة السعدية روى أن العجفاء بنت
علقمة السعدي وثلث نسوة من قومها خرجن فاتعدن بروضة يتحدثن فيها فوافي با ليل ف
قمر زاهر وليلة طلقة ساكنة وروضة معشبة خصبة فلما جلسن قلن ما رأينا كالليلة ليلة ول
كهذه الروضة روضة اطيت ريا ول أنضر ث افضن ف الديث فقلن أي النساء أفضل قالت
إحداهن الرود الودود الولود قالت الخرى خيهن ذات الغناء وطيب الثناء وشدة الياء
قالت الثالثة خيهن السموع الموع النفوع غي النوع قالت الرابعة خيهن الامعة لهلها
الوادعة الرافعة ل الواضعة قلن فأي الرجال أفضل قالت إحداهن خيهم الظ الرضى غي
الظل البطى قالت الثانية خيهم السيد الكري ذو السب العميم والجد القدي قالت الثالثة
خيهم السخي الوف الرضي الذي ل يغي الرة ول يتخذ الضرة قالت الرابعة وأبيكن إن ف
أب لنعتكن كرم الخلق والصدق عند التلق والفلج عند السباق ويمده أهل الرفاق قالت
العجفاء عند ذلك كل فتاة بأبيها معجبة وف بعض الروايات أن إحداهن قالت إن أب يكرم
الار ويعظم الطار وينحر العشار بعد الوار ويمل المور الكبار ويأنف من الصغار فقالت
الثانية إن أب عظيم الطر منيع الوزر عزيز النفر يمد منه الورد والصدر فقالت
الثالثة إن أب صدوق اللسان حديد النان رذوم الفان كثي العوان يروى السنان عند الطعان
قالت الرابعة إن أب كري النال منيف القال كثي النوال قليل السؤال كري الفعال ث تنافرن إل
كاهنة معهن ف الي فقلن لا اسعي ما قلنا واحكمي بيننا واعدل ث أعدن عليها قولن فقالت
لن كل واحدة منكن ماردة بأبيها واجدة على الحسان جاهدة لصواحباتا حاسدة ولكن
اسعن قول خي النساء البقية على بعلها الصابرة على الضراء مافة أن ترجع إل أهلها مطلقة
فهي تؤثر حظ زوجها على حظ نفسها فتلك الكرية الكاملة وخي الرجال الواد البطل القليل
الفشل إذا سأله الرجل ألفاه قليل العلل كثي النفل ث قالت كل واحدة منكن بأبيها معجبة
عفياء الكاهنة تعب رؤيا مرثد بن عبد كلل روى أن مرثد بن عبد كلل قفل من غزاة عزاها
بغنائم عظيمة فوفد عليه زعماء العرب وشعراؤها وخطباؤها يهنئونه فرفع الجاب عن
51
جهرة خطب العرب
الوافدين وأوسعهم عطاء واشتد سروره بم فبينما هو كذلك إذ نام يوما فرأى رؤيا ف النام
أخافته وأذعرته وهالته ف حال منامه فلما انتبه أنسيها حت ل يذكر منها شيئا وثبت ارتياعه ف
نفسه با فانقلب سروره حزنا واحتجب عن الوفود حت أساءوا به الظن ث إنه حشر الكهان
فجعل يلو بكاهن كاهن ث يقول له أخبن عما أريد أن أسألك عنه
فيجيبه الكاهن بأن ل علم عندي حت ل يدع كاهنا علمه إل كان إليه منه ذلك
فتضاعف قلقه وطال أرقه وكانت أمه قد تكهنت فقالت له أبيت اللعن أيها اللك إن الكواهن
أهدى إل ما تسأل عنه لن أتباع الكواهن من الان ألطف وأظرف من أتباع الكهان فأمر
بشر الكواهن إليه وسألن كما سأل الكهان فلم يد عند واحدة منهن علما ما أراد علمه ولا
يئس من طلبته سل عنها ث إنه بعد ذلك ذهب يتصيد فأوغل ف طلب الصيد وانفرد عن
أصحابه فرفعت له أبيات من ذرا جبل وكان قد لفحه الجي فعدل إل البيات وقصد بيتا منها
كان منفردا عنها فبزت إليه منه عجوز فقالت له أنزل بالرحب والسعة والمن والدعة والفنة
الدعدعة والعلبة الترعة فنل عن جواده ودخل البيت فلما احتجب عن الشمس وخفقت عليه
الرواح نام فلم يستيقظ حت تصرم الجي فجلس يسح عينيه فإذا هو بي يديه فتاة ل ير مثلها
قواما ول جال فقالت أبيت اللعن أيها اللك المام هل لك ف الطعام فاشتد إشفاقه وخاف
على نفسه لا رأى أنا عرفته وتصام عن كلمتها فقالت له ل حذر فداك البشر فجدك الكب
وحظنا بك الوفر ث قربت إليه ثريدا وقديدا وحيسا وقامت تذب عنه حت انتهى أكله ث سقته
لبنا صريفا وضريبا فشرب ما شاء وجعل يتأملها مقبلة ومدبرة فملت عينيه حسنا وقلبه هوى
فقال لا ما اسك يا جارية قالت اسي عفياء فقال لا يا عفياء من الذي دعوته باللك المام
قالت مرثد العظيم الشان حاشر الكواهن والكهان لعضلة بعد عنها الان فقال يا عفياء
أتعلمي تلك العضلة قالت أجل ايها اللك إنا رؤيا منام ليست بأضغاث أحلم
قال اللك أصبت يا عفياء فما تلك الرؤيا قالت رأيت أعاصي زوابع بعضها لبعض تابع فيها
لب لمع ولا دخان ساطع يقفوها نر متدافع وسعت فيما أنت سامع دعاء ذي جرس صادع
52
جهرة خطب العرب
هلموا إل الشارع فروى جارع وغرق كارع فقال اللك أجل هذه رؤياي فما تأويلها يا
عفياء قالت العاصي الزوابع ملوك تبابع والنهر علم واسع والداعي نب شافع والارع ول
تابع والكارع عدو منازع فقال اللك يا عفياء أسلم هذا النب أم حرب فقالت أقسم برافع
السماء ومنل الاء من العماء إنه لطل الدماء ومنطق العقائل نطق الماء فقال اللك إلم يدعو
يا عفياء قالت إل صلة وصيام وصلة أرحام وكسر أصنام وتعطيل أزلم واجتناب آثام فقال
اللك
يا عفياء إذا ذبح قومه فمن أعضاده قالت أعضاده عظاريف يانون طائرهم به
ميمون يغزيهم فيغزون ويدمث بم الزون وإل نصرة يعتزون فأطرق اللك يؤامر نفسه ف
خطبتها فقالت أبيت اللعن أيها اللك إن تابعي غيور ولمرى صبور وناكحي مثبور والكلف
ب ثبور فنهض اللك وجال ف صهوة جواده وانطلق فبعث إليها بائة ناقة كوماء
الوصايا وصية أوس بن حارثة لبنه مالك عاش الوس بن حارثة دهرا وليس له ولد
إل مالك وكان لخيه الزرج خسة عمرو وعوف وجشم والرث وكعب فلما حضره الوت
قال له قومه قد كنا نأمرك بالتزويج ف شبابك فلم تزوج حت حضرك الوت فقال الوس ل
يهلك هالك ترك مثل مالك وإن كان الزرج ذا عدد وليس لالك ولد فلعل الذي استخرج
العذق من الرية والنار من الوثيمة أن يعل لالك نسل ورجال بسل يا مالك النية ول الدنية
والعتاب قبل العقاب والتجلد ل التبلد واعلم ان القب خي من الفقر وشر شارب الشتف وأقبح
طاعم القتف ودهاب البصر خي من كثي من النظر ومن كرم الكري الدفاع عن الري ومن
قل ذل ومن أمر فل وخي الغن القناعة وشر الفقر الضراعة والدهر يومان فيوم
لك و يوم عليك فإذا كان لك فل تبطر وإذا كان عليك فاصب فكلها سينحسر
فإنا تعز من ترى ويعزك من ل ترى ولو كان الوت يشترى لسلم منه أهل الدنيا ولكن الناس
فيه مستوون الشريف البلج واللئيم العلهج والوت الفيت خي من أن يقال لك هبيت وكيف
بالسلمة لن ليست له إقامة وشر من الصيبة سوء اللف وكل مموع إل تلف حياك إلك
53
جهرة خطب العرب
وصية ذى الصبع العدوان لبنه أسيد لا احتضر ذو الصبع دعا ابنه أسيدا فقال له يا بن إن
أباك قد فن وهو حى وعاش حت سئم العيش وإن موصيك با إن حفظته بلغت ف قومك ما
بلغته فاحفظ عن ألن جانبك لقومك يبوك وتواضع لم يرفعوك وابسط لم وجهك يطيعوك
ول تستأثر عليهم بشئ يسودوك وأكرم صغارهم كما تكرم كبارهم يكرمك كبارهم ويكب
على مودتك صغارهم واسح بالك واحم حريك وأعزز جارك وأعن من استعان بك وأكرم
ضيفك وأسرع النهضة ف الصريخ فإن لك أجل ل يعدوك وصن وجهك عن مسألة أحد شيئا
فبذلك يتم سؤددك
وصية عمرو بن كلثوم لبنيه أوصى عمرو بن كلثوم التغلب فقال يا بن إن قد بلغت
من العمر ما ل يبلغ أحد من آبائى وأجدادي ول بد من أمر مقتبل وأن ينل ب ما نزل بالباء
والجداد والمهات والولد فاحفظوا عن ما أوصيكم به إن وال ما عيت رجل قط أمرا إل
عي ب مثله إن حقا فحقا وإن باطل فباطل ومن سب سب فكفوا عن الشتم فإنه أسلم
لعراضكم وصلوا أرحامكم تعمر داركم وأكرموا جاركم يسن ثناؤكم وزوجوا بنات العم
بن العم فإن تعديتم بن إل الغرباء فل تألوا بن الكفاء وأبعدوا بيوت النساء من بيوت
الرجال فإنه أغض للبصر وأعف للذكر ومت كانت العاينة واللقاء ففي ذلك داء من الدواء
ول خي فيمن ل يغار لغيه كما يغار لنفسه وقل لن انتهك حرمة لغيه إل انتهكت حرمته
وامنعوا القريب من ظلم الغريب فإنك تذل على قريبك ول يل بك ذل غريبك وإذا تنازعتم
ف الدماء فل يكن حقكم للقاء فرب رجل خي من ألف وود خي من خلف وإذا حدثتم فعوا
وإذا حدثتم فأوجزوا فإن مع الكثار يكون الهذار وموت عاجل خي من ضن آجل وما
بكيت من زمان إل دهان بعده زمان وربا شجان من ل يكن أمره عنان وما عجبت من
أحدوثة إل رأيت بعدها أعجوبة واعلموا أن أشجع القوم العطوف وخي الوت تت ظلل
السيوف ول خي فيمن ل روية له عند الغضب ول فيمن إذا عوتب ل يعتب ومن الناس من ل
54
جهرة خطب العرب
يرجى خيه ول ياف شره فبكؤه خي من دره وعقوقه خي من بره ول تبحوا ف حبكم فإنه
من برح ف حب آل
ذلك إل قبيح بغض وكم قد زارن إنسان وزرته فانقلب الدهر بنا فبته واعلموا
أن الكيم سليم وأن السيف كليم إن ل أمت ولكن هرمت ودخلتن ذلة فسكت وضعف
قلب فأهترت سلمكم ربكم وحياكم وصية الرث بن كعب لبنيه وأوصى الرث بن كعب
بنيه فقال يا بن قد أتت على مائة وستون سنة ما صافحت يين يي غادر ول قنعت لنفسى
بلة فاجر ول صبوت بابنة عم ول كنة ول بت لصديق بسر ول طرحت عن مومسة قناعا
ول بقى على دين عيسى بن مري وروى على دين شعيب من العرب غيي وغي تيم بن مرة
وأسد بن خزية فموتوا على شريعت واحفظوا وصيت وإلكم فاتقوا يكفكم ما أهكم ويصلح
لكم حالكم وإياكم ومعصيته فيحل بكم الدمار ويوحش منكم الديار كونوا جيعا ول تفرقوا
فتكونوا شيعا وبزوا قبل أن تبزوا فموت ف عز خي من حياة ف ذل وعجز وكل ما هو كائن
كائن وكل جع إل تباين والدهر ضربان ضرب بلء وضرب رخاء واليوم يومان يوم حبة
ويوم عبة والناس رجلن رجل لك ورجل عليك زوجوا النساء الكفاء وإل فانتظروا بن
القضاء وليكن أطيب طيبهن
الاء وإياكم والورهاء فإنا أدوأ الداء وإن ولدها إل أفن يكون ل راحة لقاطع
القرابة وإذا اختلف القوم أمكنوا عدوهم وآفة العدو اختلف الكلمة والتفضل بالسنة يقى
السيئة والكافأة بالسيئة دخول فيها وعمل السوء يزيل النعماء وقطيعة الرحم تورث الم
وانتهاك الرمة يزيل النعمة وعقوق الوالدين يعقب النكد ويرب البلد ويحق العدد والسراف
ف النصيحة هو الفضيحة والقد ينع الرفد ولزوم الطيئة يعقب البلية وسوء الرعة يقطع
أسباب النفعة والضغائن تدعو إل التباين يا بن إن قد أكلت مع أقوام وشربت فذهبوا وغبت
وكأن بم قد لقت ث قال أكلت شباب فأفنيته وأبليت بعد دهور دهورا ثلثة أهلي صاحبتهم
فبادوا وأصبحت شيخا كبيا قليل الطعام عسي القيام قد ترك الدهر خطوى قصيا أبيت أراعي
55
جهرة خطب العرب
نوم السماء أقلب أمرى بطونا ظهورا وصية عامر بن الطرب العدوان لقومه وكان عامر بن
الظرب العدوان سيد قومه فلما كب وخشى عليه قومه أن يوت اجتمعوا إليه وقالوا إنك سيدنا
وقائلنا وشريفنا فاجعل لنا شريفا وسيدا وقائل بعدك فقال يا معشر عدوان كلفتمون بغيا إن
كنتم شرفتمون فإن أريتكم ذلك من نفسى فأن لكم مثلى افهموا ما أقول لكم إنه من جع
بي الق والباطل ل
له وكان الباطل أول به وإن الق ل يزل ينفر من الباطل ول يزل الباطل ينفر من
الق يامعشر عدوان ل تشمتوا بالذلة ول تفرحوا بالعزة فبكل عيش يعيش الفقي مع الغن ومن
ير يوما ير به وأعدوا لكل امرئ جوابه إن مع السفاهة الندامة والعقوبة نكال وفيها ذمامة
ولليد العليا العاقبة والقوذ راحة ل لك ول عليك وإذا شئت وجدت مثلك إن عليك كما أن
لك وللكثرة الرعب وللصب الغلبة ومن طلب شيئا وجده وإن ل يده يوشك أن يقع قريبا منه
وصية دويد بن زيد لبنيه لا حضرت دويد بن زيد الوفاة قال لبنيه أوصيكم بالناس شرا ل
ترحوا لم عبة ول تقيلوهم عثرة قصروا العنة وطولوا السنة واطعنوا شزرا واضربوا هبا
وإذا أردت الحاجزة
فقبل الناجزة والرء يعجز ل الحالة بالد ل بالكد التجلد ول التبلد والنية ول
الدنية ول تأسوا على فائت وإن عز فقده ول تنوا إل ظاعن وإن ألف قربه ول تطمعوا
فتطبعوا ول تنوا فتخرعوا ول يكونن لكم الثل السوء إن الوصي بنو سهوان إذا مت فأرحبوا
خط مضجعي ول تضنوا على برحب الرض وما ذلك بؤد إل روحا ولكن حاجة نفس
خامرها الشفاق قال أبو بكر بن دريد ف حديث أخر إنه قال اليوم يبن لدويد بيته يارب نب
صال حويته ورب قرن بطل أرديته ورب غيل حسن لويته ومعصم مضب ثنيته لو كان للدهر
بلى أبليته أو كان قرن واحدا كفيته
وصية زهي بن جناب الكلب وأوصى زهي بن جناب الكلب بنيه فقال يا بن قد
كبت سن وبلغت حرسا من دهري فأحكمتن التجارب والمور تربة واختبار فاحفظوا عن
56
جهرة خطب العرب
ما أقول وعوه أياكم والور عند الصائب والتواكل عند النوائب فإن ذلك داعية للغم وشاتة
للعدو وسوء ظن بالرب وإياكم أن تكونوا بالحداث مغترين ولا آمني ومنها ساخرين فإنه ما
سخر قوم قط إل ابتلوا ولكن توقعوها فإنا النسان ف الدنيا غرض تعاوره الرماة فمقصر دونه
وماوز لوضعه وواقع عن يينه وشاله ث ل بد أنه مصيبه وصية النعمان بن ثواب العبدي لبنيه
كان للنعمان بن ثواب العبدي بنون ثلثة سعد وسعيد وساعدة وكان أبوهم ذا شرف وحكمة
وكان يوصي بنيه ويملهم على أدبه أما ابنه سعد فكان شجاعا بطل من شياطي العرب ل
يقام لسبيله ول تفته طلبته قط ول يفر عن قرن وأما سعيد فكان يشبه أباه ف شرفه وسودده
وأما ساعدة فكان صاحب شراب وندامى وإخوان فلما رأى الشيخ حال بينه دعا سعدا وكان
صاحب حرب فقال
يا بن إن الصارم ينبو والواد يكبو والثر يعفو فإذا شهدت حربا فرأيت نارها
تستعر وبطلها يطر وبرها يزخر وضعيفها ينصر وجبانا يسر فأقلل الكث والنتظار فإن
الفرار غي عار إذا ل تكن طالب ثار فإنا ينصرون هم وإياك أن تكون صيد رماحها ونطيح
نطاحها وقال لبنه سعيد وكان جوادا يا بن ل يبخل الواد فابذل الطارف والتلد واقلل
التلح تذكر عند السماح وابل إخوانك فإن وفيهم قليل واصنع العروف عند متمله وقال لبنه
ساعدة وكان صاحب شراب يا بن إن كثرة الشراب تفسد القلب وتقلل الكسب وتد اللعب
فأبصر نديك واحم حريك وأعن غريك واعلم أن الظمأ القامح خي من الري الفاضح
وعليك بالقصد فإن فيه بلغا وصية قيس بن زهي لبن النمر بن قاسط جاور قيس بن زهي
العبسي بعد يوم الباءة النمر بن قاسط وتزوج منهم وأقام فيهم حت ولد له فلما أراد الرحيل
عنهم قال
حذف
يا معشر النمر إن لكم على حقا وأنا أريد أن أوصيكم فآمركم بصال وأناكم عن
خصال عليكم بالناة فإن با تدرك الاجة وتنال الفرصة وتسويد من ل تعابون بتسويده
57
جهرة خطب العرب
وعليكم بالوفاء فإن به يعيش الناس وبإعطاء من تريدون إعطاءه قبل السالة ومنع من تريدون
منعه قبل اللاح وإجارة الار على الدهر وتنفيس النازل عن بيوت اليتامى وخلط الضيف
بالعيال وأناكم عن الغدر فإنه عار الدهر وعن الرهان فإن به ثكلت مالكا أخي وعن البغي
فإنه قتل زهيا أب وعن العطاء ف الفضول فتعجزوا عن القوق وعن السرف ف الدماء فإن
يوم الباءة ألزمن العار ومنع الرم إل من الكفاء
فإن ل تصيبوا لن الكفاء فإن خي منا كحهن القبور أو خي منازلا واعلموا أن
كنت ظالا مظلوما ظلمن بنو بدر بقتلهم مالكا أخي وظلمتهم بأن قتلت من ل ذنب له وصية
حصن بن حذيفة لبنيه وأوصى حصن بن حذيفة بن بدر الفزاري بن بدر فقال اسعوا من ما
أوصيكم به ل يتكل آخركم على أولكم فإنا يدرك الخر ما أدركه الول وأنكحوا الكفء
الغريب فإنه عز حادث وإذا حضركم أمران فخذوا بيها صدرا فإن كل مورد مغروف
واصحبوا قومكم بأجل أخلقكم ول تالفوا فيما اجتمعوا عليه فإن اللف يزري بالرئيس
الطاع وإذا حادثتم فاربعوا ث قولوا الصدق فإنه ل خي ف الكذب وصونوا اليل فإنا حصون
الرجال وأطيلوا الرماح فإنا قرون اليل وأعزوا الكبي بالكب فإن بذلك كنت أغلب الناس ول
تغزوا إل بالعيون ول تسرحوا حت تأمنوا الصباح واعطوا على حسب الال وأعجلوا الضيف
بالقرى فإن خيه أعجله واتقوا فضيحات البغى وفلتات الزاح ول تيوا على اللوك فإن
أيديهم أطول من أيديكم
وصية لكثم بن صيفي كتب النعمان بن خيصة الباروقي إل أكثم بن صيفي مثل
لنا مثال نأخذ به فقال قد حلبت الدهر أشطره فعرفت حلوه ومره عي عرفت فذرفت إن
أمامي مال أسامي رب سامع بب ل يسمع بعذرى كل زمان لن فيه ف كل يوم ما يكره كل
ذي نصرة سيخذل تباروا فإن الب ينمي عليه العدد وكفوا ألسنتكم فإن مقتل الرجل بي فكيه
إن قول الق ل يدع ل صديقا الصدق منجاة ل ينفع مع الزع التبقي ول ينفع ما هو واقع
التوقي ستساق إل ما انت لق ف طلب العال يكون العناء القتصاد ف السعي أبقى للجمام
58
جهرة خطب العرب
من ل يأس على ما فاته ودع بدنه ومن قنع با هو فيه قرت عينه التقدم قبل التندم أصبح عند
رأس المر أحب إل من أن أصبح عند ذنبه ل يهلك من مالك ما وعظك ويل لعال أمر من
جاهله يتشابه المر إذا أقبل فإذا أدبر عرفه الكيس والحق الوحشة ذهاب العلم البطر عند
الرخاء حق والعجز عند البلء أفن ل تغضبوا
من اليسي فربا جن الكثي ل تيبوا فيما ل تسألوا عنه ول تضحكوا ما ل يضحك
منه حيلة من ل حيلة له الصب كونوا جيعا فإن المع غالب تثبتوا ول تسارعوا فإن أحزم
الفريقي الركي رب عجلة تب ريثا ادرعوا الليل واتذوه جل فإن الليل أخفي للويل ول
جاعة لن اختلف تناءوا ف الديار ول تباغضوا فإنه من يتمع يتقعقع عمده ألزموا النساء الهابة
نعم لو الغرة الغزل إن تعش تر مال تره قد أقر صامت الكثار كحاطب ليل من أكثر أسقط ل
تعلوا سرا إل أمه ل تفرقوا ف القبائل فإن الغريب بكل مكان مظلوم عاقدوا الثروة وإياكم
والوشائظ فإن مع القلة الذلة لو سئلت العارية قالت أبغي لهلي ذل الرسول مبلغ غي ملوم من
فسدت بطانته غص بالاء أساء سعا فأساء جابة الدال على الي كفاعله إن السألة من أضعف
السكنة قد توع الرة
ول تأكل بثدييها ل ير سالك القصد ول يعم قاصد الق من شدد نفر ومن
تراخى تألف الشرف التغافل أوف القول أوجزه أصوب المور ترك الفضول التغرير مفتاح
البؤس التوان والعجز ينتجان اللكة لكل شيء ضراوة أحوج الناس إل الغن من ل يصلحه إل
الغن وهم اللوك حب الدح رأس الضياع رضا الناس غاية ل تبلغ ل تكره سخط من رضاه
الور معالة العفاف مشقة فتعوذ بالصب اقصر لسانك على الي وأخر الغضب فإن القدرة من
ورائك من قدر أزمع أمر أعمال القتدرين النتقام جاز بالسنة ول تكافئ بالسيئة أغن الناس
عن القد من عظم عن الجازاة من حسد من دونه قل عذره من جعل لسن الظن نصيبا روح
عن قلبه عي الصمت أحد من عي النطق الناس رجلن مترس ومترس منه كثي النصح يهجم
على كثي الظنة من أل ف السألة أبرم خي السخاء
59
جهرة خطب العرب
ما وافق الاجة الصمت يكسب الحبة لن يغلب الكذب شيئا إل عليه الصدق
القلب قد يتهم وإن صدق اللسان النقباض عن الناس مكسبة للعداوة وتقربم مكسبة لقرين
السوء فكن من الناس بي القرب والبعد فإن خي المور أوساطها فسولة الوزراء أضر من
بغض العداء خي القرناء الرأة الصالة وعند الوف حسن العمل من ل يكن له من نفسه
زاجر ل يكن له من غيه واعظ وتكن منه عدوه على أسوأ عمله لن يهلك امرؤ حت يل
الناس عتيد فعله ويشتد على قومه ويعجب با ظهر من مروءته ويغتر بقومه والمر يأتيه من
فوقه ليس للمختال ف حسن الثناء نصيب ل ناء مع العدم غنه من أتى الكروه إل أحد بدأ
بنفسه العي أن تتكلم فوق ما تسد به حاجتك ل ينبغي لعاقل أن يثق بإخاء من تضطره إل
إخائه حاجة أقل الناس راحة القود من تعمد الذنب ل تل رحته دون عقوبته فإن الدب
رفق والرفق ين وصية أكثم بن صيفي لطيء وقال أكثم بن صيفي ف وصية كتب با إل طيء
أوصيكم بتقوى ال وصلة الرحم وإياكم ونكاح المقاء فإن نكاحها غرر وولدها ضياع
وعليكم باليل فأكرموها فإنا حصون العرب ول تضعوا رقاب البل ف غي حقها فإن فيها
ثن الكرية ورقوء الدم وبألبانا يتحف
ويغذى الصغي ولو أن البل كلفت الطحن لطحنت ولن يهلك امرؤ عرف قدره
والعدم عدم العقل ل عدم الال ولرجل خي من ألف رجل ومن عتب على الدهر طالت معتبته
ومن رضى بالقسم طابت معيشته وآفة الرأى الوى والعادة أملك والاجة مع الحبة خي من
البغض مع الغن والدنيا دول فما كان لك أتاك على ضعفك وما كان عليك ل تدفعه بقوتك
والسد داء ليس له دواء والشماتة تعقب ومن ير يوما ير به قبل الرماة تل الكنائن الندامة مع
السفاهة دعامة العقل اللم خي المور مغبة الصب بقاء الودة عدل التعاهد من يزر رغبا يزدد
حبا التغرير مغتاح البؤس من التوان والعجز نتجت اللكة لكل شىء ضراوة فضر لسانك
بالي عى الصمت أحسن من عى النطق الزم حفظ ما كلفت وترك ما كفيت كثي النصح
يهجم على كثي الظنة من ألف ف السألة ثقل من سأل فوق قدره استحق الرمان الرفق ين
60
جهرة خطب العرب
والرق شؤم خي السخاء ما وافق الاجة خي العفو ما كان بعد القدرة وصية أكثم بن صيفي
لبنيه ورهطه وصى أكثم بن صيفي بنيه ورهطه فقال يا بن تيم ل يفوتنكم وعظي إن فاتكم
الدهر بنفسي إن بي حيزومي وصدري لكلما ل أحد له مواقع إل
أساعكم ول مقار إل قلوبكم فتلقوه بأساع مصغية وقلوب واعية تمدوا مغبته
الوى يقظان والعقل راقد والشهوات مطلقة والزم معقول والنفس مهملة والروية مقيدة ومن
جهة التوان وترك الروية يتلف الزم ولن يعدم الشاور مرشدا والستبد برأيه موقوف على
مداحض الزلل ومن سع سع به ومصارع الرجال تت بروق الطمع ولو اعتبت مواقع الحن
ما وجدت إل ف مقاتل الكرام وعلى العتبار طريق الرشاد ومن سلك الدد أمن العثار ولن
يعدم السود أن يتعب قلبه ويشغل فكره ويؤرث غيظه ول تاوز مضرته نفسه يا بن تيم
الصب على جرع اللم أعذب من جن ثر الندامة ومن جعل عرضه دون ماله استهدف للذم
وكلم اللسان أنكى من كلم السنان والكلمة مرهونة مال تنجم من الفم فإذا نمت فهي أسد
مرب أو نار تلهب ورأى الناصح اللبيب دليل ل يوز ونفاذ الرأي ف الرب أجدى من
الطعن والضرب نصيحة أكثم بن صيفي لقومه ونصح قومه فقال أقلوا اللف على أمرائكم
واعلموا أن كثرة الصياح من الفشل والرء يعجز ل مالة يا قوم تثبتوا فإن أحزم الفريقي
الركي ورب عجلة تب ريثا واتزروا للحرب وادرعوا الليل فإنه أخفى للويل ول جاعة لن
اختلف
أمثال أكثم بن صيفي وبزرجهر الفارسي العقل بالتجارب الصاحب مناسب
الصديق من صدق غيبه الغريب من ل يكن له حبيب رب بعيد أقرب من قريب القريب من
قرب نفعه لو تكاشفتم ما تدافنتم خي أهلك من كفاك خي سلحك ما وقاك خي إخوانك
من ل تبه رب غريب ناصح اليب وابن أب متهم بالغيب أخوك من صدقك الخ مرآة
أخيه إذا عز أخوك فهن مكره أخاك ل بطل تباعدوا ف الديار وتقاربوا ف الحبة أي الرجال
الهذب من لك بأخيك كله إنك إن فرحت لق فرحا
61
جهرة خطب العرب
أحسن يسن إليك ارحم ترحم كما تدين تدان من ير يوما ير به والدهر ل يغتر به
عي عرفت فذرفت ف كل خبة عبة من مأمنه يؤتى الذر ل يعدو الرء رزقه وإن حرص إذا
نزل القدر عمي البصر وإذا نزل الي نزل بي الذن والعي المر مفتاح كل شر الغناء رقية
الزناء القناعة مال ل ينفد خي الغن غن النفس منساق إل ما أنت لق خذ من العافية ما
أعطيت ما النسان إل القلب واللسان إنا لك ما أمضيت ل تتكلف ما كفيت القلم أحد
اللساني قلة العيال أحد اليسارين ربا ضاقت الدنيا باثني لن تعدم السناء ذاما ل يعدم الغاوي
لئما ل تك ف أهلك كالنازة ل تسخر من شئ فيجوز بك أخر الشر فإذا شئت تعجلته
صغي الشر يوشك أن يكب يبصر القلب ما يعمى عنه البصر الر حر وإن مسه الضر العبد عبد
وإن ساعده جد من عرف قدره استبان
أمره من سره بنوه ساءته نفسه من تعظم على الزمان أهانه من تعرض للسلطان
آذاه ومن تطامن له تطاه من خطا يطو كل مبذول ملول كل منوع مرغوب فيه كل عزيز
تت القدرة ذليل لكل مقام مقال لكل زمان رجال لكل أجل كتاب لكل عمل ثواب لكل نبأ
مستقر لكل سر مستودع قيمة كل إنسان ما يسن اطلب لكل غلق مفتاحا أكثر ف الباطل
يكن حقا عند القنط يأت الفرج عند الصباح يمد السرى الصدق منجاة والكذب مهواة
العتراف يهدم القتراف رب قول أنفذ من صول رب ساعة ليس با طاعة رب عجلة تعقب
ريثا بعض الكلم أقطع من السام بعض الهل أبلغ
من اللم ربيع القلب ما اشتهى الوى شديد العمى الوى الله العبود الرأي نائم
والوى يقظان غلب عليك من دعا إليك ل راحة لسود ول وفاء ل سرور كطيب النفس
العمر أقصر من أن يتمل الجر أحق الناس بالعفو أقدرهم على العقوبة خي العلم ما نفع خي
القول ما اتبع البطنة تذهب الفطنة شر العمى عمى القلب أوثق العرى كلمة التقوى النساء
حبائل الشيطان الشباب شعبة من النون الشقي من شقي ف بطن أمه السعيد من وعظ بغيه
لكل امرئ ف بدنه شغل من يعرف البلء يصب عليه القادير تريك ما ل يطر ببالك أفضل
62
جهرة خطب العرب
الزاد ما تزود للمعاد الفحل أحى للشول صاحب الظوة غدا من بلغ الدى عواقب الصب
ممودة ل تبلغ الغايات بالمان الصرية على قدر العزية الضيف يثن أو يذم من تفكر اعتب
كم شاهد لك ل ينطق ليس منك من غشك ما نظر لمرئ مثل نفسه ما سد فقرك إل ملك
يينك ما على عاقل ضيعة الغن ف الغربة وطن القل ف أهله غريب أول العرفة الختبار يدك
منك وإن كانت شلء أنفك منك وإن كان أجدع
من عرف بالكذب جاز صدقه الصحة داعية السقم الشباب داعية الرم كثرة
الصياح من الفشل إذا قدمت الصيبة تركت التعزية إذا قدم الخاء سج الثناء العادة أملك من
الدب الرفق ين والرق شؤم الرأة ريانة وليست بقهرمانة الدال على الي كفاعله الحاجزة
قبل الناجزة قبل الرماية تل الكنائن لكل ساقطة لقطة مقتل الرجل بي فكيه ترك الركة غفلة
الصمت حبسة من خي خب إن تسمع تطر كفى بالرء خيانة أن يكون أمينا للخونة قيدوا النعم
بالشكر من يزرع العروف يصد الشكر ل تغتر بودة المي إذا غشك الوزير أعظم من
الصيبة سوء اللف منها من أراد البقاء فليوطن نفسه علىالصائب لقاء الحبة مسلة للهم
قطيعة الاهل كصلة العاقل من رضي على نفسه كثر الساخط عليه قتلت آرض جاهلها وقتل
أرضا عارفها أدوأ الداء اللق الدنئ واللسان البذى إذا جعلك السلطان أخا فاجعله ربا احذر
المي ول تأمن الائن عند الغاية يعرف السبق عند الرهان يمد الضمار السؤال وإن قل أكثر
من النوال وإن جل كافء العروف بثله أو انشره ل خلة مع عيلة ل مروءة مع ضر ول صب
مع شكوى
ليس من العدل سرعة العذل عبد غيك حر مثلك ل يعدم اليار من استشار
الوضيع من وضع نفسه الهي من نزل وحده من أكثر أهجر كفي بالرء كذبا ان يدث بكل
ما سع ومن أمثال أكثم بن صيفي أيضا ف الريرة تشترك العشية إذا قرع الفؤاد ذهب الرقاد
هل يهلكن فقد مال يعود أعوذ بال أن يرمين امرؤ بدائه رب كلم ليس فيه اكتتام حافظ
على الصديق ولو ف الريق ليس بيسي تقوي العسي إذا أردت النصيحة فتأهب للظنة مت تعال
63
جهرة خطب العرب
مال غيك تسأم غثك خي من سي غيك ل تنطح جاء ذات قرن قد يبلغ الضم بالقضم قد
صدع الفراق بي الرفاق استأنوا أخاكم فإن مع اليوم غدا الر عزوف ل تطمع ف كل ما
تسمع نصيحة المانة بنت قيس بن زهي لدها الربيع بن زياد كان قيس بن زهي العبسي قد
اشترى من مكة درعا حسنة تسمى ذات الفضول وورد با إل قومه فرآها عمه الربيع بن زياد
وكان سيد بن عبس فأخذها منه
غصبا فقالت المانة بنت قيس لبيها دعن أناظر جدي فإن صلح المر بينكما
وإل كنت من وراء رأيك فأذن لا فأتت الربيع فقالت إذا كان قيس أب فإنك يا ربيع جدي
وما يب له من حق البوة على إل كالذي يب عليك من حق البنوة ل والرأي الصحيح تبعثه
العناية وتلى عن مضه النصيحة إنك قد ظلمت قيسا بأخذ درعه وأجد مكافأته إياك سوء
عزمه والعارض منتصر والبادي أظلم وليس قيس من يوف بالوعيد ول يردعه التهديد فل
تركنن إل منابذته فالزم ف متاركته والرب متلفة للعباد ذهابه بالطارف والتلد والسلم
أرخى للبال وأبقى لنفس الرجال وبق أقول لقد صدعت بكم وما يدفع قول إل غي ذي
فهم ث أنشأت تقول أب ل يرى أن يترك الدهر درعه وجدى يرى أن يأخذ الدرع من أب
فرأى أب رأى البخيل باله وشيمة جدي شيمة الائف الب وصف عصام الكندية أم إياس
بنت عوف بن ملم الشيبان لا بلغ الارث بن عمرو ملك كندة جال أم إياس بنت عوف بن
ملم الشيبان وكمالا وقوة عقلها أراد أن يتزوجها فدعا امرأة من كندة يقال لا عصام ذات
عقل ولسان وأدب وبيان وقال لا اذهب حت تعلمي ل علم ابنة عوف فمضت حت انتهت إل
أمها أمامة بنت الارث فأعلمتها ما قدمت له فأرسلت أمامة إل ابنتها وقالت أي بنية هذه
خالتك أتت إليك لتنظر إل بعض شأنك فل تستري عنها شيئا أرادت النظر إليه من وجه
وخلق وناطقيها فيما استنطقتك فيه فدخلت عصام عليها فنظرت إل مال تر عينها مثله قط
بجة وحسنا وجال فإذا هي أكمل الناس عقل وأفصحهم لسانا فخرجت من عندها وهي
تقول ترك الداع من كشف
64
جهرة خطب العرب
القناع فذهبت مثل ث أقبلت إل الارث فقال لا ما وراءك يا عصام فأرسلها مثل
قالت صرح الخض عن الزبد فذهبت مثل قال أخبين قالت أخبك صدقا وحقا رأيت جبهة
كالرآة الصقيلة يزينها شعر حالك كأذناب اليل الضفورة إن أرسلته خلته السلسل وإن
مشطته قلت عناقيد كرم جلها الوابل وحاجبي كأنما خطا بقلم أو سودا بمم قد تقوسا
على عين الظبية العبهرة الت ل يرعها قانص ول يذعرها قسورة بينهما أنف كحد السيف
الصقول ل ينس به قصر ول يض به طول حفت به وجنتان كالرجوان ف بياض مض
كالمان شق فيه فم كالات لذيذ البتسم فيه ثنايا غر ذوات أشر وأسنان تبدو كالدرر وريق
كالمر له نشر الروض بالسحر يتقلب فيه لسان ذو فصاحة وبيان يركه عقل وافر وجواب
حاضر تلتقي دونه شفتان حراوان كالورد يلبان ريقا كالشهد تت ذلك عنق كإبريق الفضة
ركب ف صدر كصدر تثال دمية يتصل با عضدان متلئان لما مكتنان شحما وذراعان ليس
فيهما عظم يس ول عرق يس ركبت فيهما كفان دقيق
قصبهما لي عصبهما تعقد إن شئت منهما النامل وتركب الفصوص ف حفر
الفاصل وقد تربع ف صدرها حقان كأنما رمانتان يرقان عليها ثيابا تت ذلك بطن طوى
كطي القباطي الدمة كسى عكنا كالقراطيس الدرجة تيط تلك العكن بسرة كمدهن العاج
الجلو خلف ذلك ظهر كالدول ينتهي إل خصر لول رحة ال لنبتر تته كفل يقعدها إذا
نضت وينهضها إذا قعدت كأنه دعص رمل لبده سقوط الطل يمله فخذان لفاوان كأنما
نضيد المان تتهما ساقان خدلتان كالبدى وشيتا بشعر أسود كأنه حلق الزرد يمل ذلك
قدمان كحذو اللسان فتبارك ال مع صغرها كيف تطيقان حل ما فوقهما فأما ما سوى ذلك
فتركت أن أصفه غي أنه أحسن ما وصفه واصف بنظم أو نثر فأرسل اللك إل أبيها فخطبها
فزوجه إياها
وصية أمامة بنت الارث لبنتها أم إياس فلما حلت إل زوجها قالت لا أمها
أمامة بنت الارث أي بنية إن الوصية لو تركت لفضل أدب تركت لذلك منك ولكنها تذكرة
65
جهرة خطب العرب
للغافل ومعونة للعاقل ولو أن إمرأة استغنت عن الزوج لغن أبويها وشد ة حاجتهما إليها كنت
أغن الناس عنه ولكن النساء للرجال خلقن ولن خلق الرجال أى بنية إنك فارقت الو الذي
منه خرجت وخلفت العش الذي فيه درجت إل وكر ل تعرفيه وقررين ل تألفيه فأصبح بلكه
عليك رقيبا ومليكا فكون له أمة يكن لك عبدا وشيكا يا بنية احلي عن عشر خصال تكن
لك ذخرا وذكرا الصحبة بالقناعة والعاشرة بسن السمع والطاعة والتعهد لوقع عينه والتفقد
لوضع أنفه فل تقع عينه منك على قبيح ول يشم منك إل أطيب ريح والكحل أحسن السن
والاء أطيب الطيب الفقود والتعهد لوقت طعامه والدو عنه عند منامه فإن حرارة الوع ملهبة
وتنغيص النوم مغضبة والحتفاظ ببيته وماله والرعاء على نفسه وحشمه وعياله فإن الحتفاظ
بالال حسن التقدير والرعاء على العيال والشم جيل حسن التدبي ول تفشي له سرا ول
تعصي له أمرا فإنك إن أفشيت سره ل تأمن غدره وإن عصيت أمره أوغرت صدره ث اتقى
من
ذلك الفرح إن كان ترحا والكتئاب عنده إن كان فرحا فإن الصلة الول من
التقصي والثانية من التكدير وكون أشد ما تكوني له إعظاما يكن أشدما يكون لك إكراما
وأشد ما تكوني له موافقة يكن أطول ما تكوني له مرافقة واعلمي أنك ل تصلي إل ما تبي
حت تؤثري رضاه على رضاك وهواه على هواك فيما أحببت وكرهت وال يي لك
الطب والوصايا عصر صدر السلم خطب النب أول خطبة خطبها بكة حي دعا
قومه حد ال وأثن عليه ث قال إن الرائد ل يكذب أهله وال لو كذبت الناس جيعا ما
كذبتكم ولو غررت الناس جيعا ما غررتكم وال الذي ل إله إل هو إن لرسول ال إليكم
خاصة وإل الناس كافة وال لتموتن كما تنامون ولتبعثن كما تستيقظون ولتحاسب با تعملون
ولتجزون بالحسان إحسانا وبالسوء سوءا وإنا لنة أبدا أو لنار أبدا
أول خطبة خطبها بالدينة حد ال وأثن عليه با هو أهله ث قال أما بعد أيها الناس
فقدموا لنفسكم تعلمن وال ليصعقن أحدكم ث ليدعن غنمه ليس لا راع ث ليقولن له ربه
66
جهرة خطب العرب
وليس له ترجان ول حاجب يجبه دونه أل يأتك رسول فبلغك وأتيتك مال وأفضلت عليك
فما قدمت لنفسك فلينظرن يينا وشال فل يرى شيئا ث لينظرن قدامه فل يرى غي جهنم فمن
استطاع أن يقي وجهه من النار ولو بشق من ترة فليفعل ومن ل يد فبكلمة طيبة فإن با
تزى السنة عشر أمثالا إل سبعمائة ضعف والسلم عليكم وعلى رسول ال ورحة ال
وبركاته خطبته ف أول جعة جعها بالدينة المد ل أحده وأستعينه وأستغفره وأستهديه
وأومن به ول أكفره وأعادى من يكفره وأشهد أن ل إله إل ال وحده ل شريك له وأن ممدا
عبده ورسوله أرسله بالدى والنور والوعظة على فترة من الرسل وقلة من العلم وضللة من
الناس وانقطاع من الزمان ودنو من الساعة وقرب من الجل من يطع ال ورسوله فقد رشد
ومن يعصهما فقد غوي وفرط وضل ضلل بعيدا وأوصيكم بتقوى ال فإنه خي ما أوصى به
السلم السلم أن يضه على الخرة وأن يأمره بتقوى ال فاحذروا ما حذركم ال من نفسه ول
أفضل من ذلك نصيحة ول أفضل من ذلك ذكرا وإن
تقوى ال لن عمل به على وجل ومافة من ربه عون صدق على ما تبغون من أمر
الخرة ومن يصلح الذي بينه وبي ال من أمره ف السر والعلنية ل ينوي بذلك إل وجه ال
يكن له ذكرا ف عاجل أمره وذخرا فيما بعد الوت حي يفتقر الرء إل ما قدم وما كان من
سوى ذلك يود لو أن بينه وبينه أمدا بعيدا ويذركم ال نفسه وال رءوف بالعباد والذي
صدق قوله وأنز وعده ل خلف لذلك فإنه يقول عز وجل ما يبدل القول لدى وما أنا بظلم
للعبيد فاتقوا ال ف عاجل أمركم وآجله ف السر والعلنية فإنه من يتق ال يكفر عنه سيئاته
ويعظم له أجرا ومن يتق ال فقد فاز فوزا عظيما وإن تقوى ال يوقى مقته ويوقى عقوبته
ويوقى سخطه وإن تقوى ال يبيض الوجوه ويرضى الرب ويرفع الدرجة خذوا بظكم ول
تفرطوا ف جنب ال قد علمكم ال كتابه ونج لكم سبيله ليعلم الذين صدقوا ويعلم الكاذبي
فأحسنوا كما أحسن ال إليكم وعادوا أعداءه وجاهدوا ف ال حق جهاده هو اجتباكم
وساكم السلمي ليهلك من هلك عن بينة وييا من حي عن بينة ول قوة إل بال فأكثروا ذكر
67
جهرة خطب العرب
ال واعملوا لا بعد اليوم فإنه من يصلح ما بينه وبي ال يكفه ال ما بينه وبي الناس ذلك بأن
ال يقضى على الناس ول يقضون عليه يلك من الناس ول يلكون منه ال أكب ول قوة إل
بال العظيم خطبة له يوم أحد قام عليه الصلة والسلم فخطب الناس فقال أيها الناس أوصيكم
با أوصان ال ف كتابه من العمل بطاعته والتناهي عن مارمه ث إنكم بنل أجر وذخر لن
ذكر الذي عليه ث وطن نفسه على الصب واليقي والد والنشاط فإن جهاد العدو شديد كربه
قليل من يصب عليه إل
من عزم له على رشده إن ال مع من أطاعه وإن الشيطان مع من عصاه فاستفتحوا
أعمالكم بالصب على الهاد والتمسوا بذلك ما وعدكم ال وعليكم بالذي أمركم به فإن
حريص على رشدكم إن الختلف والتنازع والتثبيط من أمر العجز والضعف وهو ما ل يبه
ال ول يعطى عليه النصر أيها الناس إنه قذف ف قلب أن من كان على حرام فرغب عنه ابتغاء
ما عند ال غفر له ذنبه ومن صلى على ممد وملئكته عشرا ومن أحسن وقع أجره على ال
ف عاجل دنياه أو ف آجل آخرته ومن كان يؤمن بال واليوم الخر فعليه المعة يوم المعة إل
صبيا أو امرأة أو مريضا أو عبدا ملوكا ومن استغن عنها ساتغن ال عنه وال غن حيد ما
أعلم من عمل يقربكم إل ال إل وقد أمرتكم به ول أعلم من عمل يقربكم إل النار إل وقد
نيتكم عنه وإنه قد نفث الروح المي ف روعي أنه لن توت نفس حت تستوف أقصى رزقها
ل ينقص منه شئ وإن أبطأ عنها فاتقوا ال ربكم وأجلوا ف طلب الرزق ول يملنكم
استبطاؤه على أن تطلبوه بعصية ربكم فإنه ل يقدر على ما عنده إل بطاعته قد بي لكم
اللل والرام غي أن بينهما شبها من المر ل يعلمها كثي من الناس إل من عصم فمن تركها
حفظ عرضه ودينه ومن وقع فيها كان كالراعي إل جنب المى أوشك أن يقع فيه وليس
ملك إل وله حى أل وإن حى ال مارمه والؤمن من الؤمني كالرأس من السد إذا اشتكى
تداعى إليه سائر جسده والسلم عليكم
68
جهرة خطب العرب
خطبته باليف وخطب باليف من من فقال نضر ال عبدا سع مقالت فوعاها ث
اداها إل من ل يسمعها فرب حامل فقه لفقه له ورب حامل فقه إل من هو أفقه منه ثلث ل
يغل عليهن قلب الؤمن إخلص العمل ل والنصيحة لول المر ولزوم الماعة إن دعوتم
تكون من ورائه ومن كان هه الخرة جع ال شله وجعل غناه ف قلبه وأتته الدنيا وهي راغمة
ومن كان هه الدنيا فرق ال أمره وجعل فقره بي عينيه ول يأته من الدنيا إل ما كتب له
خطبة له عليه الصلة والسلم ومن خطبه أيضا أنه خطب بعد العصر فقال أل إن الدنيا خضرة
حلوة أل وإن ال مستخلفكم فيها فناظر كيف تعملون فاتقوا الدنيا واتقوا النساء أل ل ينعن
رجل مافة الناس أن يقول الق إذا علمه ول يزل يطب حت ل تبق من الشمس إل حرة
على أطراف السعف فقال إنه ل يبق من الدنيا فيما مضى إل كما بقي من يومكم هذا فيما
مضى
خطبة له إن المد ل أحده وأستعينه نعوذ بال من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا
من يهد ال فل مضل له ومن يضلل فل هادي له وأشهد أن ل إله إل ال وحده ل شريك له
إن أحسن الديث كتاب ال قد أفلح من زينه ال ف قلبه وأدخله ف السلم بعد الكفر
واختاره على ما سواه من أحاديث الناس إنه أصدق الديث وأبلغه أحبوا من أحب ال وأحبوا
ال من كل قلوبكم ول تلوا كلم ال وذكره ول تقسو عليه قلوبكم اعبدوا ال ول تشركوا
به شيئا اتقوا ال حق تقاته وصدقوا صال ما تعملون بأفواهكم وتابوا بروح ال بينكم
والسلم عليكم ورحة ال خطبة له أيها الناس إن لكم معال فانتهوا إل معالكم وإن لكم ناية
فانتهوا إل نايتكم فإن العبد بي مافتي أجل قد مضى ل يدري ما ال فاعل فيه وأجل باق ل
يدري ما ال قاض فيه فليأخذ العبد من نفسه لنفسه ومن دنياه لخرته ومن الشبيبة قبل الكب
ومن الياة قبل المات فوالذي نفس ممد بيده ما بعد الوت من مستعتب ول بعد الدنيا من
دار إل النة أو النار
69
جهرة خطب العرب
خطبة له أيها الناس كأن الوت فيها على غينا قد كتب وكان الق فيها على غينا
قد وجب وكأن الذي نشيع من الموات سفر عما قليل إلينا راجعون نبوئهم أجداثهم ونأكل
من تراثهم كأنا ملدون بعدهم ونسينا كل واعظة وأمنا كل جائحة طوب لن شغله عيبه عن
عيوب الناس طوب لن أنفق مال اكتسبه من غي معصية وجالس أهل الفقه والكمة وخالط
أهل الذل والسكنة طوب لن زكت وحسنت خليقته وطابت سريرته وعزل عن الناس شره
طوب لن أنفق الفضل من ماله وأمسك الفضل من قوله ووسعته السنة ول تستهوه البدعة
خطبة له أل أيها الناس توبوا إل ربكم قبل أن توتوا وبادروا العمال الصالة قبل أن تشغلوا
وصلوا الذي بينكم وبي ربكم بكثرة ذكركم له وكثرة الصدقة ف السر والعلنية ترزقوا
وتؤجروا وتنصروا واعلموا أن ال عز وجل قد افترض عليكم المعة ف مقامي هذا ف عامي
هذا ف شهري هذا إل يوم القيامة حيات ومن بعد موتى فمن تركها وله إمام فل جع ال له
شله ول بارك له ف أمره أل ول حج له أل ول صوم له أل ول صدقة له أل ول بر له أل ول
يؤم أعراب مهاجرا أل ول يؤم فاجر مؤمنا إل أن يقهره سلطان ياف سيفه أو سوطه
خطبته يوم فتح مكة وقف على باب الكعبة ث قال ل إله إل ال وحده ل شريك له
صدق وعده ونصر عبده وهزم الحزاب وحده أل كل مأثرة أو دم أو مال يدعى فهو تت
قدمي هاتي إل سدانة البيت وسقاية الاج أل وقتل الطأ مثل العمد بالسوط والعصا فيهما
الدية مغلظة منها أربعون خلفة ف بطونا أولدها يا معشر قريش إن ال قد أذهب عنكم نوة
الاهلية وتعظمها بالباء الناس من آدم وآدم خلق من تراب ث تل يا أيها الناس إنا خلقناكم
من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن اكرمكم عند ال أتقاكم الية يا معشر
قريش أو يأهل مكة ما ترون إن فاعل بكم قالو خيا أخ كري وابن أخ كري قال اذهبوا فأنتم
الطلقاء خطبته ف الستسقاء روى أن أعرابيا جاء إل رسول ال وآله ف عام جدب فقال
أتيناك يا رسول ال ول يبق لنا صب يرتضع ول شارف تتر ث أنشده أتيناك والعذراء يدمي
70
جهرة خطب العرب
لبابا وقد شغلت أم الرضيع عن الطفل وألقى بكفيه الفت لستكانة من الوع حت ما ير ول
يلى
ول شيء ما يأكل الناس عندنا سوى النظل العامي والعلهز الفسل وليس لنا إل
إليك فرارنا وأين فرار الناس إل إل الرسل فقام النب ير رداءه حت صعد النب فحمد ال وأثن
عليه وقال اللهم اسقنا غيثا مغيثا مريئا هنيئا مريعا سحا سجال غدقا طبقا ديا دررا تيي به
الرض وتنبت به الزرع وتدر به الضرع واجعله سقيا نافعة عاجل غي رائث فوال ما رد
رسول ال وآله يده إل نره حت ألقت السماء أرواقها وجاء الناس يضجون الغرق الغرق يا
رسول ال فقال اللهم حوالينا ول علينا فاناب السحاب عن الدينة حت استدار حولا
كالكليل فضحك رسول ال حت بدت نواجذه خطبته ف حجة الوداع المد ل نمده
ونستعينه ونستغفره ونتوب إليه ونعوذ بال من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهد ال
فل مضل له ومن يضلل فل هادي له وأشهد أن ل إله إل ال وحده ل شريك له وأشهد أن
ممدا عبده ورسوله أوصيكم
عباد ال بتقوى ال وأحثكم على طاعته وأستفتح بالذي هو خي أما بعد أيها الناس
اسعوا من أبي لكم فإن ل أدري لعلي ل ألقاكم بعد عامي هذا ف موقفي هذا إيها الناس إن
دماءكم وأموالكم حرام عليكم إل أن تلقوا ربكم كحرمة يومكم هذا ف شهركم هذا ف
بلدكم هذا أل هل بلغت اللهم اشهد فمن كانت عنده أمانة فليؤدها إل من ائتمنه عليها وإن
ربا الاهلية موضوع وإن أول ربا أبدأ به ربا عمى العباس بن عبد الطلب وإن دماء الاهلية
موضوعة وإن أول دم نبدأ به دم عامر بن ربيعة بن الرث بن عبد الطلب وإن مآثر الاهلية
موضوعة غي السدانة والسقاية والعمد قود وشبه العمد ما قتل بالعصا والجر وفيه مائة بعي
فمن زاد فهو من أهل الاهلية أيها الناس إن الشيطان قد يئس أن يعبد ف أرضكم هذه ولكنه
قد رضي أن يطاع فيما سوى ذلك ما تقرون من أعمالكم أيها الناس إنا النسئ زيادة
71
جهرة خطب العرب
ف الكفر يضل به الذين كفروا يلونه عاما ويرمونه عاما ليواطئوا عدة ما حرم ال
وإن الزمان قد استدار كهيئته يوم خلق ال السموات والرض وإن عدة الشهور عند ال اثنا
عشر شهرا ف كتاب ال يوم خلق السموات والرض منها أربعة حرم ثلثة متواليات وواحد
فرد ذو القعدة وذو الجة والحرم ورجب الذي بي جادى وشعبان أل هل بلغت اللهم اشهد
أيها الناس أن لنسائكم عليكم حقا ولكم عليهن حق لكم عليهن أل يوطئن فرشكم غيكم
ول يدخلن أحدا تكرهونه بيوتكم إل بإذنكم ول يأتي بفاحشة فإن فعلن فإن ال قد أذن لكم
أن تعضلوهن وتجروهن ف الضاجع وتضربوهن ضربا غي مبح فإن انتهي وأطعنكم فعليكم
رزقهن وكسوتن بالعروف وإنا النساء عندكم عوان ل يلكن لنفسهن شيئا أخذتوهن بأمانة
ال واستحللتم فروجهن بكلمة ال فاتقوا ال ف النساء واستوصوا بن خيا أل هل بلغت اللهم
اشهد أيها الناس إنا الؤمنون إخوة ول يل لمرئ مال أخيه ال عن طيب نفس منه أل هل
بلغت اللهم اشهد فل ترجعن بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض فإن قد تركت فيكم
ما إن أخذت به ل تضلوا بعده كتاب ال أل هل بلغت اللهم اشهد ايها الناس إن ربكم واحد
وإن أباكم واحد كلكم لدم وآدم من تراب أكرمكم عند ال أتقاكم وليس لعرب على
عجمي فضل إل بالتقوى ال هل بلغت اللهم اشهد قالوا نعم قال فليبلغ الشاهد الغائب
أيها الناس إن ال قد قسم لكل وارث نصيبه من الياث ول يوز لوارث وصية ول
يوز وصية ف أكثر من الثلث والولد للفراش وللعاهر الجر من ادعى إل غي أبيه أو تول غي
مواليه فعليه لعنة ال واللئكة والناس أجعي ل يقبل منه صرف ول عدل والسلم عليكم
ورحة ال خطبته ف مرض موته عن الفضل بن عباس قال جاءن رسول ال فخرجت إليه
فوجدته موعوكا قد عصب رأسه فقال خذ بيدي يا فضل فأخذت بيده حت جلس على النب
ث قال ناد ف الناس فاجتمعوا إليه فقال اما بعد أيها الناس فإن أحد إليكم ال الذي ل إله إل
هو وإنه قد دنا من خفوق من بي أظهركم فمن كنت جلدت له ظهرا فهذا ظهري فليستقد
منه ومن كنت شتمت له عرضا فهذا عرضي فليستقد منه ومن أخذت له مال فهذا مال
72
جهرة خطب العرب
فليأخذ منه ول يش الشحناء من قبلي فإنا ليست من شأن أل وإن أحبكم إل من أخذ من
حقا إن كان له أو حللن فلقيت رب وأنا طيب النفس وقد أرى أن هذا غي مغن عن أقوم
فيكم مرارا
ث نزل فصلى الظهر ث رجع فجلس على النب فعاد لقالته الول فادعى عليه رجل
بثلثة دراهم فأعطاه عوضها ث قال أيها الناس من كان عنده شيء فليؤده ول يقل فضوح
الدنيا أل وإن فضوح الدنيا أهون من فضوح الخرة ث صلى على أصحاب أحد واستغفر لم
ث قال إن عبدا خيه ال بي الدنيا وبي ما عنده فاختار ما عنده فبكى أبو بكر وقال فديناك
بأنفسنا وآبائنا خطبة أكثم بن صيفي يدعو قومه إل السلم لا ظهر النب بكة ودعا الناس إل
السلم بعث أكثم ابن صيفي ابنه جبيشا فأتاه ببه فجمع بن تيم وقام فيهم خطيبا فقال يا
بن تيم ل تضرون سفيها فإنه من يسمع يل إن السفيه يوهن من فوقه ويتبب من دونه ل
خي فيمن ل عقل له كبت سن ودخلتن ذله فإذا رأيتم من حسنا فاقبلوه وإن رأيتم من غي
ذلك فقومون أستقم إن ابن شافه هذا الرجل مشافهة وأتان ببه وكتابه يأمر فيه بالعروف
وينهى عن النكر ويأخذ فيه بحاسن الخلق ويدعو إل توحيد ال تعال وخلع الوثان وترك
اللف بالنيان وقد عرف ذوو الرأي منكم أن الفضل فيما يدعو إليه وأن الرأي ترك
ما ينهى عنه إن أحق الناس بعونة ممد ومساعدته على أمره أنتم فإن يكن الذي
يدعو إليه حقا فهو لكم دون الناس وإن يكن باطل كنتم أحق الناس بالكف عنه وبالستر عليه
وقد كان أسقف نران يدث بصفته وكان سفيان بن ماشع يدث به قبله وسى ابنه ممدا
فكونوا ف أمره أول ول تكونوا آخرا ائتوا طائعي قبل أن تأتوا كارهي إن الذي يدعو إليه
ممد لو ل يكن دينا كان ف أخلق الناس حسنا أطيعون واتبعوا أمري أسأل لكم أشياء ل
تنع منكم أبدا وأصبحتم أعز حي ف العرب وأكثرهم عددا وأوسعهم دارا فإن أرى أمرا ل
يتنبه عزيز إل ذل ول يلزمه ذليل إل عز إن الول ل يدع للخر شيئا وهذا أمر له ما بعده من
سبق إليه غمر العال واقتدى به التال والعزية حزم والختلف عجز فقال مالك بن نويرة قد
73
جهرة خطب العرب
خرف شيخكم فل تتعرضوا للبلء فقال أكثم ويل للشجي من اللى والفي على أمر ل
أشهده ول يسعن ث رحل إل النب فمات ف الطريق وبعث بإسلمه مع من أسلم من كان معه
وصية أب طالب لوجوه قريش عند موته لا حضرت أبا طالب الوفاة جع إليه
وجوه قريش فأوصاهم فقال يا معشر قريش أنتم صفوة ال من خلقه وقلب العرب فيكم السيد
الطاع وفيكم القدام الشجاع الواسع الباع واعلموا أنكم ل تتركوا للعرب ف الآثر نصيبا إل
أحرزتوه ول شرفا إل أدركتموه فلكم بذلك على الناس الفضيلة ولم به إليكم الوسيلة والناس
لكم حرب وعلى حربكم ألب وإن أوصيكم بتعظيم هذه البنية يعن الكعبة فإن فيها مرضاة
للرب وقواما للمعاش وثباتا للوطأة صلوا أرحامكم فإن ف صلة الرحم منسأة ف الجل وزيادة
ف العدد اتركوا البغي والعقوق ففيهما هلكت القرون قبلكم أجيبوا الداعي وأعطوا السائل فإن
فيهما شرف الياة والمات وعليكم بصدق الديث وأداء المانة فإن فيهما مبة ف الاص
ومكرمة ف العام وإن أوصيكم بحمد خيا فإنه المي ف قريش والصديق ف العرب وهو
الامع لكل ما أوصيتكم به وقد جاءنا بأمر قبله النان وأنكره اللسان مافة الشنآن واي ال
كأن أنظر إل صعاليك العرب وأهل الطراف والستضعفي من الناس قد أجابوا دعوته
وصدقوا كلمته وعظموا أمره فخاض بم غمرات الوت وصارت رؤساء قريش وصناديدها
أذنابا ودورها خرابا وضعفاؤها أربابا وإذا
أعظمهم عليه أحوجهم إليه وأبعدهم منه أحظاهم عنده قد مضته العرب ودادها
وأصفت له بلدها وأعطته قيادها يا معشر قريش كونوا له ولة ولزبه حاة وال ل يسلك
أحد سبيله إل رشد ول يأخذ بديه أحد إل سعد ولو كان لنفسي مدة وف أجلي تأخي
لكففت عنه الزاهز ولدافعت عنه الدواهي
خطب الوفود خطبة عطارد بن حاجب بن زرارة بي يدي النب قدم على رسول
ال سنة تسع للهجرة عطارد بن حاجب بن زرارة ف أشراف من بن تيم فلما دخل الوفد
السجد نادوا رسول ال من وراء الجرات أن اخرج إلينا يا ممد فآذى ذلك من صياحهم
74
جهرة خطب العرب
رسول ال فخرج إليهم فقالوا يا ممد جئناك لنفاخرك فأذن لشاعرنا وخطيبنا قال نعم قد
أذنت لطيبكم فليقل فقام إليه عطارد فقال المد ل الذي له علينا الفضل وهو أهله الذي
جعلنا ملوكا ووهب لنا أموال عظاما نفعل فيها العروف وجعلنا أعز أهل الشرق وأكثره عددا
وأيسره عدة فمن مثلنا ف الناس ألسنا برؤس الناس وأول فضلهم فمن يفاخرنا فليعدد مثل ما
عددنا وإنا لو نشاء لكثرنا الكلم ولكنا نيا من الكثار فيما أعطانا وإنا نعرف بذلك أقول
هذا الن لتأتونا بثل قولنا وأمر أفضل من أمرنا ث جلس فقال رسول ال لثابت بن قيس بن
الشماس قم فأجب الرجل ف خطبته فقام ثابت فقال خطبة ثابت بن قيس بن الشماس المد
ل الذي السموات والرض خلقه قضى فيهن أمره ووسع كرسيه علمه ول يك شئ قط إل
من فضله ث كان من قدرته أن جعلنا ملوكا واصطفى
من خي خلقه رسول أكرمهم نسبا وأصدقهم حديثا وأفضلهم حسبا فأنزل عليه
كتابه وأتنه على خلقه فكان خية ال من العالي ث دعا الناس إل اليان فآمن برسول ال
الهاجرون من قومه وذوي رحه أكرم الناس أنسابا وأحسن الناس وجوها وخي الناس فعال ث
كان أول اللق استجابة ل حي دعاه رسول ال نن فنحن أنصار ال ووزراء رسوله نقاتل
الناس حت يؤمنوا بال فمن آمن بال ورسوله منع ماله ودمه ومن كفر جاهدناه ف ال أبدا
وكان قتله علينا يسيا أقول قول هذا وأستغفر ال للمؤمني وللمؤمنات والسلم عليكم ث
قالوا يا ممد أئذن لشاعرنا فقال نعم فقام الزبرقان بن بدر فأنشد قصيدة ف الفخر وبعث النب
إل حسان بن ثابت فرد عليه فقال القرع ابن حابس التميمي إن هذا الرجل لؤتى له لطيبه
أخطب من خطيبنا ولشاعره أشعر من شاعرنا وأصواتم أعلى من أصواتنا فلما فرغ القوم
أسلموا وجوزهم رسول ال فأحسن جوائزهم عمرو بن الهتم والزبرقان بن بدر بي يدي
رسول ال وسأل رسول ال عمرو بن الهتم عن الزبرقان بن بدر فقال عمرو مطاع ف أدنيه
شديد العارضة مانع لا وراء ظهره فقال الزبرقان
75
جهرة خطب العرب
وال يا رسول ال إنه ليعلم من أكثر ما قال ولكنه حسدن شرف فقال عمرو أما
لئن قال ما قال فوال ما علمته إل ضيق الصدر زمر الروءة أحق الوالد لئيم الال حديث الغن
فلما رأى أنه خالف قوله الخر قوله الول ورأى النكار ف عي رسول ال قال يا رسول ال
رضيت فقلت أحسن ما علمت وغضبت فقلت أقبح ما علمت وما كذبت ف الول ولقد
صدقت ف الخرى فقال رسول ال عند ذلك إن من البيان لسحرا خطبة طهفة بن أب زهي
النهدي بي يدي رسول ال لا قدمت وفود العرب على النب قام طهفة بن أب زهي النهدي
فقال يا رسول ال أتيناك من غورى تامة بأكوار اليس ترمى بنا العيس نستحلب الصبي
ونستجلب البي ونستعضد البير ونستخيل الرهام ونستحيل الهام من أرض غائلة النطاء
غليظة الوطاء نشف الدهن
ويبس العثن وسقط الملوج ومات العسلوج وهلك الدى ومات الودى برئنا يا
رسول ال من الوثن والعثن وما يدث الزمن لنا دعوة السلم وشريعة السلم ما طمى البحر
وقام تعار ولنا نعم هل أغفال ما تبض ببلل ووقي كثي الرسل قليل الرسل أصابتها سنية حراء
مؤزلة ليس با علل ول نل رده صلى ال عليه وسلم فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم
اللهم بارك لم ف مضها ومضها ومذقها وابعث راعيها ف الدثر بيانع الثمر وافجر له الثمد
وبارك له ف الال والولد من أقام الصلة كان مسلما ومن آتى الزكاة كان مسنا ومن شهد أن
ل إله إل ال كان ملصا يا بن ند ودائع الشرك ووضائع اللك ل تلطط ف الزكاة ول تلحد
ف الياة ول تثاقل عن الصلة
خطبة ظبيان بن حداد بي يدي النب صلى ال عليه وسلم وفد ظبيان بن حداد ف
سراة مذحج على النب صلى ال عليه وسلم فقال بعد السلم على رسول ال صلى ال عليه
وسلم والثناء على ال عز وجل با هو أهله المد ل الذى صدع الرض بالنبات وفتق السماء
بالرجع ث قال نن قوم من سراة مذحج من يابر بن مالك ث قال فتوقلت بنا القلص من
أعال الوف ورءوس الضاب يرفعها عرر الربا ويفضها بطنان الرقاق وتلحقها دياحى الدجى
76
جهرة خطب العرب
ث قال وسروات الطائف كانت لبن مهلئيل بن قينان غرسوا وديانه وذللوا خشانة ورعوا
قربانه ث ذكر نوحا حي خرج من السفينة بن معه قال فكان أكثر بنيه بنات وأسرعهم نباتا
عاد وثود فرماهم ال بالدمالق وأهلكهم بالصواعق ث قال وكانت بنو هانئ من ثود تسكن
الطائف وهم الذين خطوا مشاربا وأتوا جداولا وأحيوا غراسها ورفعوا عريشها ث
قال وإن حي ملكوا معاقل الرض وقرارها وكهول الناس وأغمارها ورءوس اللوك وعرارها
فكان لم البيضاء والسوداء وفارس المراء والزية الصفراء فبطروا النعم واستحقوا النقم
فضرب ال بعضهم ببعض ث قال وإن قبائل من الزد نزلوا على عهد عمرو بن عامر ففتحوا
فيها الشرائع وبنوا فيها الصانع واتذوا الدسائع ث ترامت مذحج بأسنتها وتنت بأعنتها فغلب
العزيز أذلا وقتل الكثي أقلها ث قال وكان بنو عمرو ابن خالد بن جذية يبطون عضيدها
ويأكلون حصيدها ويرشحون حصيدها فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم إن نعيم الدنيا
أقل وأصغر عند ال من خرء بعيضة ولو عدلت عند ال جناح ذباب ل يكن لكافر منها خلق
ول لسلم منها لاق خطبة مالك بن نط بي يدي النب صلى ال عليه وسلم وقدم وفد هدان
على رسول ال صلى ال عليه وسلم وفيهم مالك بن نط أبو ثور فقام بي يديه ث قال
يا رسول ال نصية من هدان من كل حاضر وباد أتوك على قلص نواج متصلة
ببال السلم ل تأخذهم ف ال لومة لئم من ملف خارف ويام وشاكر أهل السواد والقرى
أجابوا دعوة الرسول وفارقوا آلة النصاب عهدهم ل ينقض ما أقام لعلع وما جرى اليعفور
بصلع سفانة بنت حات بي يدى رسول ال صلى ال عليه وسلم حدث المام على كرم ال
وجهه قال لا أتينا بسبايا طيئ كانت ف النساء جارية جيلة وهي سفانة بنت حات فلما رأيتها
أعجبت با فقلت لطلبنها إل رسول ال صلى ال عليه وسلم ليجعلها من فيئى فلما تكلمت
أنسيت جالا لا سعت من فصاحتها فقالت يا ممد هلك الوالد وغاب الوافد فإن رأيت أن
تلى عن فل تشمت ب أحياء العرب فإن بنت سيد قومى كان أب يفك العان ويمى الذمار
77
جهرة خطب العرب
ويقرى الضيف ويشبع الائع ويفرج عن الكروب ويطعم الطعام ويفشي السلم
ول يرد طالب حاجة قط أنا بنت حات طييء فقال لا رسول ال يا جارية هذه صفة الؤمن لو
كان ابوك إسلميا لترحنا عليه خلوا عنها فإن أباها كان يب مكارم الخلق وال يب
مكارم الخلق وصية دريد بن الصمة قال دريد بن الصمة لالك بن عوف النصري قائد
هوازن يوم حني يا مالك إنك قد أصبحت رئيس قومك وإن هذا يوم له ما بعده من أيام مال
أسع رغاء البعي ونيق المي وبكاء الصغي ويعار الشاء قال سقت مع الناس أبناءهم ونساءهم
وأموالم قال ول قال أردت أن أجعل خلف كل رجل أهله وماله ليقاتل عنهم فأنقض به ث
قال راعي ضأن وال وهل يرد النهزم شئ إنا إن كانت لك ل ينفعك إل رجل بسيفه ورمه
وإن كانت عليك فضحت ف أهلك ومالك ويك إنك ل تصنع بتقدي البيضة بيضة هوازن إل
نور اليل شيئا ارفعهم إل متنع بلدهم وعلياء قومهم ث ألق الصبا على متون اليل فإن
كانت لك لق بك من وراءك وإن كانت عليك كنت قد أحرزت أهلك ومالك
قال ل وال ما أفعل إنك قد كبت وذهل عقلك قال دريد هذا يوم ل أشهده ول
يفتن ث أنشأ يقول يا ليتن فيها جذع أخب فيها وأضع أقود وطفاء الزمع كأنا شاة صدع
وصية عمي بن حبيب الصحاب لبنيه أوصى عمي بن حبيب بنيه فقال يا بن إياكم ومالطة
السفهاء فإن مالستهم داء وإن من يلم عن السفيه يسر بلمه ومن يبه يندم ومن ل يقر بقليل
ما يأت به السفيه يقر بالكثي وإذا أراد أحدكم أن يأمر بالعروف أو ينهى عن النكر فليوطن
قبل ذلك على الذى وليوقن بالثواب من ال عز وجل إنه من يوقن بالثواب من ال عز وجل
ل يد مس الذى وصية قيس بن عاصم النقري لبنيه أوصى قيس بن عاصم النقري بنيه فقال
يا بن خذوا عن فل أحد أصلح لكم من إذا دفنتمون فانصرفوا إل رحالكم فسودوا أكبكم
فإن القوم إذا سودوا أكبهم خلفوا أباهم وإذا سودوا
أصغرهم أزرى ذلك بم ف أكفائهم وإياكم ومعصية ال وقطيعة الرحم وتسكوا
بطاعة أمرائكم فإنم من رفعوا ارتفع ومن وضعوا اتضع وعليكم بذا الال فأصلحوه فإنه منبهة
78
جهرة خطب العرب
للكري وجنة لعرض اللئيم وإياكم والسألة فإنا أخر كسب الرجل وإن أحدا ل يسأل إل ترك
الكسب وإياكم والنياحة فإن سعت رسول ال ينهى عنها وادفنون ف ثياب الت كنت أصلي
فيها وأصوم ول يعلم بكر بن وائل بدفن فقد كانت بين وبينهم مشاحنات ف الاهلية
والسلم وأخاف أن يدخلوا عليكم ب عارا وخذوا عن ثلث خصال إياكم وكل عرق لئيم
أن تلبسوه فإنه إن يسرركم اليوم يسؤكم غدا واكظموا الغيظ واحذروا بن أعداء آبائكم
فإنم على منهاج آبائهم ث قال أحيا الضغائن آباء لنا سلفوا فلن تبيد وللباء أبناء
خطب يوم السقيفة لا قبض النب اجتمعت النصار ف سقيفة بن ساعدة فقالوا
نول هذا المر بعد ممد سعد بن عبادة وأخرجوا سعدا إليهم وهو مريض فلما اجتمعوا قال
لبنه أو بعض بن عمه إن ل أقدر لشكواي أن أسع القوم كلهم كلمي ولكن تلق من قول
فأسعهموه فكان يتكلم ويفظ الرجل قوله فيفع صوته فيسمع أصحابه خطبة سعد بن عبادة
فقال بعد أن حد ال وأثن عليه يا معشر النصار لكم سابقة ف الدين وفضيلة ف السلم
ليست لقبيلة من العرب إن ممدا عليه الصلة والسلم لبث بضع عشرة سنة ف قومه يدعوهم
إل عبادة الرحن وخلع النداد والوثان فما آمن به من قومه إل رجال قليل وما كانوا
يقدرون على أن ينعوا رسول ال ول أن يعزوا دينه ول أن يدفعوا عن أنفسهم ضيما عموا به
حت إذا أراد بكم الفضيلة ساق إليكم الكرامة وخصكم بالنعمة فرزقكم ال اليان به وبرسوله
والنع له ولصحابه والعزاز له ولدينه والهاد لعدائه فكنتم أشد الناس على عدوه من غيكم
حت استقامت العرب لمر ال طوعا وكرها وأعطى البعيد القادة صاغرا داخرا حت أثخن
ال عز وجل لرسوله بكم الرض ودانت بأسيافكم له العرب وتوفاه ال وهو عنكم
راض وبكم قرير عي استبدوا بذا المر دون الناس فإنه لكم دون الناس فأجابوه بأجعهم أن
قد وفقت ف الرأي وأصبت ف القول ولن نعدو ما رأيت نوليك هذا المر وأتى عمر الب
فأقبل إل أب بكر فقال أما علمت أن النصار قد اجتمعوا ف سقيفة بن ساعدة يريدون أن
يولوا هذا المر سعد بن عبادة وأحسنهم مقالة من يقول منا أمي ومن قريش أمي فمضيا
79
جهرة خطب العرب
مسرعي نوهم فلقيا أبا عبيدة بن الراح فتماشوا إليهم ثلثتهم فجاءوا وهم متمعون فقال
عمر أتيناهم وقد كنت زويت كلما أردت أن أقوم به فيهم فلما أن دفعت إليهم ذهبت
لبتدئ النطق فقال ل أبو بكر رويدا حت أتكلم ث انطق بعد با أحببت فنطق فقال عمر فما
شئ كنت أردت أن أقوله إل وقد أتى به أو زاد عليه خطبة أب بكر رضي ال عنه حد ال
وأثن عليه ث قال إن ال بعث ممدا رسول إل خلقه وشهيدا على أمته ليعبدوا ال ويوحدوه
وهم يعبدون من دونه آلة شت ويزعمون أنا لم عنده شافعة ولم نافعة وإنا هي من حجر
منحوت وخشب منجور ث قرأ ويعبدون من دون ال مال يضرهم ول ينفعهم ويقولون هؤلء
شفعاؤنا عند ال وقالوا ما نعبدهم إل ليقربونا إل ال زلفى فعظم على العرب أن يتركوا دين
آبائهم فخص ال الهاجرين الولي من
قومه بتصديقه واليان به والؤاساة له والصب معه على شدة أذى قومهم لم
وتكذيبهم إياهم وكل الناس مالف زار عليهم فلم يستوحشوا لقلة عددهم وشنف الناس لم
وإجاع قومهم عليهم فهم أول من عبد ال ف الرض وآمن بال وبالرسول وهم أولياؤه
وعشيته وأحق الناس بذا المر من بعده ول ينازعهم ذلك إل ظال وأنتم يا معشر النصار
من ل ينكر فضلهم ف الدين ول سابقتهم العظيمة ف السلم رضيكم ال انصارا لدينه
ورسوله وجعل إليكم هجرته وفيكم جلة أزواجه وأصحابه فليس بعد الهاجرين الولي عندنا
بنلتكم فنحن المراء وأنتم الوزراء ل تفتاتون بشورة ول تقضى دونكم المور نص آخر
لطبة أب بكر يوم السقيفة حد ال وأثن عليه ث قال أيها الناس نن الهاجرون أول الناس
إسلما وأكرمهم أحسابا وأوسطهم دارا وأحسنهم وجوها وأكثر الناس ولدة ف العرب
وأمسهم رحا برسول ال أسلمنا قبلكم وقدمنا ف القرآن عليكم فقال تبارك وتعال والسابقون
الولون من الهاجرين والنصار والذين اتبعوهم بإحسان فنحن الهاجرون وأنتم النصار
إخواننا ف الدين وشركاؤنا ف الفئ وأنصارنا على العدو آويتم وواسيتم فجزاكم ال خيا
فنحن المراء وأنتم الوزراء
80
جهرة خطب العرب
ل تدين العرب إل لذا الي من قريش فل تنفسوا على إخوانكم ما منحهم ال من
فضله خطبة الباب بن النذر ث قام الباب بن النذر بن الموح فقال يا معشر النصار املكوا
عليكم أمركم فإن الناس ف فيئكم وف ظلكم ولن يترئ مترئ على خلفكم ولن يصدر
الناس إل عن رأيكم أنتم أهل العز والثروة وأولو العدد والنعة والتجربة وذوو البأس والنجدة
وإنا ينظر الناس إل ما تصنعون ول تتلفوا فيفسد عليكم رأيكم ويتقض عليكم أمركم فإن
أب هؤلء إل ما سعتم فمنا أمي ومنهم أمي خطبة عمر بن الطاب رضي ال عنه فقال عمر
هيهات ل يتمع اثنان ف قرن وال ل ترضى العرب أن يؤمروكم ونبيها من غيكم ولكن
العرب ل تتنع أن تول أمرها من كانت النبوة فيهم وول أمورهم منهم ولنا بذلك على من أب
من العرب الجة الظاهرة والسلطان البي من ذا ينازعنا سلطان ممد وإمارته ونن أولياؤه
وعشيته إل مدل بباطل أو متجانف لث أو متورط ف هلكة
خطبة أخرى للحباب بن النذر فقام الباب بن النذر فقال يا معشر النصار
املكوا على أيديكم ول تسمعوا مقالة هذا وأصحابه فيذهبوا بنصيبكم من المر فإن أبوا
عليكم ما سألتموه فأجلوهم عن هذه البلد وتولوا عليهم هذه المور فأنتم وال أحق بذا
المر منهم فإنه بأسيافكم دان لذا الدين من دان من لن يكن يدين أنا جذيلها الحكك
وعذيقها الرجب أما وال لئن شئتم لنعيدنا جذعة فقال عمر إذن يقتلك ال قال بل إياك يقتل
فقال أبو عبيدة يا معشر النصار إنكم أول من نصر وآزر فل تكونوا أول من بدل وغي خطبة
بشي بن سعد فقام بشي بن سعد ابو النعمان بن بشي فقال يا معشر النصار إنا وال لئن كنا
أول فضيلة ف جهاد الشركي وسابقة ف هذا الدين ما أردنا به إل رضا ربنا وطاعة نبينا
والكدح لنفسنا فما ينبغي لنا أن نستطيل على الناس بذلك ول نبتغي به من الدنيا عرضا فإن
ال ول النة علينا
بذلك أل إن ممدا من قريش وقومه أحق به وأول واي ال ل يران ال أنازعهم
هذا المر أبدا فاتقوا ال ول تالفوهم ول تنازعوهم فقال أبو بكر هذا عمر وهذا أبوعبيدة
81
جهرة خطب العرب
فأيهما شئتم فبايعوا فقال ل وال ل نتول هذا المر عليك فإنك أفضل الهاجرين وثان اثني إذ
ها ف الغار وخليفة رسول ال على الصلة والصلة أفضل دين السلمي فمن ذا ينبغي له أن
يتقدمك أو يتول هذا المر عليك ابسط يدك نبايعك وقام الناس إليه فبايعوه
خطب أب بكر الصديق ووصاياه رضي ال عنه خطبته يوم قبض الرسول دخل أبو
بكر الصديق رضوان ال عليه على النب وهو مسجى بثوب فكشف عنه الثوب وقال بأب أنت
وأمي طبت حيا وطبت ميتا وانقطع لوتك ما ل ينقطع لوت أحد من النبياء من النبوة
فعظمت عن الصفة وجللت عن البكاء وخصصت حت صرت مسلة وعممت حت صرنا
فيك سواء ولول أن موتك كان اختيارا منك لدنا لوتك بالنفوس ولول أنك نيت عن البكاء
لنفدنا عليك ماء الشئون فأما ما ل نستطيع نفيه عنا فكمد وإدناف يتخالفان ول يبحان
اللهم فأبلغه عنا السلم اذكرنا يا ممد عند ربك ولنكن من بالك فلول ما خلفت
من السكينة ل نقم لا خلفت من الوحشة اللهم أبلغ نبيك عنا واحفظه فينا ث خرج إل الناس
وهم ف شديد غمراتم وعظيم سكراتم فخطب خطبة قال فيها أشهد أن ل إله إل ال وحده
ل شريك له وأشهد أن سيدنا ممدا عبده ورسوله وأشهد أن الكتاب كما نزل وأن الدين
كما شرع وأن الديث كما حدث وأن القول كما قال وأن ال هو الق البي ف كلم طويل
ث قال أيها الناس من كان يعبد ممدا فإن ممدا قد مات ومن كان يعبد ال فإن ال حي ل
يوت وإن ال قد تقدم إليكم ف أمره فل تدعوه جزعا وإن ال قد أختار لنبيه ما عنده على ما
عندكم وقبضة إل ثوابه وخلف فيكم كتابه وسنة نبيه فمن أخذ بما عرف ومن فرق بينهما
أنكر يا أيها الذين آمنوا كونوا قوامي بالقسط ول يشغلنكم الشيطان بوت نبيكم ول يفتننكم
عن دينكم فعاجلوه بالذي تعجزونه ول تستنظروه فيلحق بكم خطبته بعد البيعة حد ال وأثن
عليه ث قال أيها الناس إن قد وليت عليكم ولست بيكم فإن رأيتمون على حق فأعينون
وإن رأيتمون على باطل فسددون أطيعون ما أطعت ال فيكم فإذا عصيته فل طاعة ل عليكم
82
جهرة خطب العرب
أل إن أقواكم عندي الضعيف حت آخذ الق له وأضعفكم عندي القوي حت آخذ الق منه
أقول قول هذا وأستغفر ال ل ولكم
خطبة أخرى له بعد البيعة وقال الطبي نادى منادي أب بكر من بعد الغد من
متوف رسول ال ليتم بعث أسامة أل ل يبقي بالدينة أحد من جند أسامة إل خرج إل
عسكره وقام ف الناس فجمد ال وأثن عليه ث قال ياأيها الناس إنا أنا مثلكم وإن ل أدري
لعلكم ستكلفون ما كان رسول ال يطيق إن ال اصطفى ممدا على العالي وعصمه من
الفات وإنا أنا متبع ولست ببتدع فإن استقمت فتابعون وإن زغت فقومون وإن رسول ال
قبض وليس أحد من هذه المة يطلبه بظلمة ضربة سوط فما دونما أل وإن ل شيطانا يعترين
فإذا غضبت فاجتنبون ل أوثر ف أشعاركم وأبشاركم أل وإنكم تغدون وتروحون ف أجل قد
غيب عنكم علمه فإن استطعتم أل يضي هذا الجل إل وأنتم ف عمل صال فافعلوا ولن
تستطيعوا ذلك إل بال فسابقوا ف مهل آجالكم من قبل أن تسلمكم آجالكم إل انقطاع
العمال فإن قوما نسوا آجالم وجعلوا أعمالم لغيهم فإياكم أن تكونوا أمثالم الد الد
والوحا الوحا والنجاء النجاء فإن وراءكم طالبا حثيثا أجل مره سريع احذروا الوت واعتبوا
بالباء والبناء والخوان ول تغبطوا الحياء إل با تغبطون به إل الموات
خطبة أخرى قال الطبي وقام أيضا فحمد ال وأثن عليه ث قال إن ال عز وجل ل
يقبل من العمال إل ما أريد به وجهه فأريدوا ال بأعمالكم واعلموا أن ما أخلصتم ل من
أعمالكم فطاعة أتيتموها وحظ ظفرت به وضرائب أديتموها وسلف قدمتموه من أيام فانية
لخرى باقية لي فقركم وحاجتكم اعتبوا عباد ال بن مات منكم وتفكروا فيمن كان
قبلكم أين كانوا أمس وأين هم اليوم أين البارون وأين الذين كان لم ذكر القتال والغلبة ف
مواطن الروب قد تضعضع بم الدهر وصاروا رميما قد تركت عليهم القالت البيثات وإنا
البيثات للخبيثي والبيثون للخبيثات وأين اللوك الذين أثاروا الرض وعمروها قد بعدوا
ونسي ذكرهم وصاروا كل شئ أل وإن ال قد أبقى عليهم التبعات وقطع عنهم الشهوات
83
جهرة خطب العرب
ومضوا والعمال أعمالم والدنيا دنيا غيهم وبقينا خلفا من بعدهم فإن نن اعتبنا بم نونا
وإن اغتررنا كنا مثلهم أين الوضاء السنة وجوههم العجبون بشبابم صاروا ترابا وصار ما
فرطوا فيه حسرة عليهم أين الذين بنوا الدائن وحصنوها بالوائط وجعلوا فيها العاجيب قد
تركوها لن خلفهم فتلك مساكنهم خاوية وهم ف ظلمات القبور هل تس منهم من أحد أو
تسمع لم ركزا أين من تعرفون من أبنائكم وإخوانكم قد انتهت بم آجالم فوردوا على ما
قدموا فحلوا عليه وأقاموا للشقوة وللسعادة فيما بعد الوت
أل إن ال ل شريك له ليس بينه وبي أحد من خلقه سبب يعطيه به خيا ول
يصرف عنه به سوءا إل بطاعته واتباع أمره واعلموا أنكم عبيد مدينون وأن ما عنده ل يدرك
إل بطاعته أما وإنه ل خي بي بعده النار ول شر بشر بعده النة خطبة له ومن خطبه حد ال
وأثن عليه وصلى على النب ث قال إن أشقى الناس ف الدنيا والخرة اللوك فرفع الناس
رءوسهم فقال مالكم يا معشر الناس إنكم لطعانون عجلون إن من اللوك من إذا ملك زهده
ال فيما ف يده ورغبه فيما ف يدي غيه وانتقصه شطر أجله وأشرب قلبه الشفاق فهو يسد
على القليل ويتسخط الكثي ويسأم الرخاء وتنقطع عنه لذه البهاء ل يستعمل العبة ول يسكن
إل الثقة فهو كالدرهم القسي والسراب الادع جذل الظاهر حزين الباطن فإذا وجبت نفسه
ونضب عمره وضحا ظله حاسبة ال فأشد حسابه وأقل عفوه أل إن الفقراء هم الرحومون
وخي اللوك من آمن بال وحكم بكتاب ال وسنة نبيه وإنكم اليوم على خلفة نبوة ومفرق
مجة وسترون بعدي ملكا عضوضا وأما شعاعا ودما مفاحا فإن كانت للباطل نزوة ولهل
الق جولة يعفو لا الثر وتوت السنن فالزموا الساجد
واستشيوا القرآن والزموا الماعة وليكن البرام بعد التشاور والصفقة بعد طول
التناظر أي بلد خرشنة إن ال سيفتح عليكم أقصاها كما فتح أدناها خطبة له وخطب أيضا
فقال المد ل أحده وأستعينه وأستغفره وأومن به وأتوكل عليه وأستهدى ال بالدى وأعوذ
به من الضللة والردى ومن الشك والعمى من يهد ال فهو الهتدى ومن يضلل فلن تد له وليا
84
جهرة خطب العرب
مرشدا وأشهد أن ل إله إل ال وحده ل شريك له له اللك وله المد يي وييت وهو حى ل
يوت يعز من يشاء ويذل من يشاء بيده الي وهو على كل شىء قدير وأشهد أن ممدا عبده
ورسوله أرسله بالدى ودين الق ليظهره على الدين كله ولو كره الشركون إل الناس كافة
رحة لم وحجة عليهم والناس حينئذ على شر حال ف ظلمات الاهلية دينهم بدعة ودعوتم
فرية فأعز ال الدين بحمد صلى ال عليه وسلم وألف بي قلوبكم أيها الؤمنون فأصبحتم
بنعمته إخوانا وكنتم على شفا حفرة من النار فأنقذكم منها كذلك يبي ال لكم آياته لعلكم
تتدون فأطيعوا ال ورسوله فإنه قال عز رجل من يطع الرسول فقد أطاع ال ومن تول فما
أرسلناك عليهم حفيظا أما بعد أيها الناس إن أوصيكم بتقوى ال العظيم ف كل أمر وعلى كل
حال ولزوم الق فيما أحببتم وكرهتم فإنه ليس فيما دون الصدق من الديث خي من يكذب
يفجر ومن يفجر يهلك وإياكم والفخر وما فخر من خلق من التراب وإل التراب
يعود هو اليوم حى وغدا ميت فاعملوا وعدوا أنفسكم ف الوتى وما أشكل عليكم فردوا علمه
إل ال وقدموا لنفسكم خيا تدوه مضرا فإنه قال عز وجل يوم تد كل نفس ما عملت من
خي مضرا وما عملت من سوء تود لو أن بينها وبينه أمدا بعيدا ويذركم ال نفسه وال
رءوف بالعباد فاتقوا ال عباد ال وراقبوه واعتبوا بن مضى قبلكم واعلموا أنه ل بد من لقاء
ربكم والزاء بأعمالكم ضغيها وكبيها إل ما غفر ال إنه غفور رحيم فأنفسكم أنفسكم
والستعان ال ول حول ول قوة إل بال إن ال وملئكته يصلون على النب يأيها الذين آمنوا
صلوا عليه وسلموا تسليما اللهم صل على ممد عبدك ورسولك أفضل ما صليت على أحد
من خلقك وزكنا بالصلة عليه وألقنا به واحشرنا ف زمرته وأوردنا حوضه اللهم أعنا على
طاعتك وانصرنا على عدوك خطبة له وخطب أيضا فحمد ال وأثن عليه ث قال أوصيكم
بتقوى ال وأن تثنوا عليه با هو أهله وأن تلطوا الرغبة بالرهبة وتمعوا اللاف بالسألة فإن
ال أثن على زكريا وعلى أهل بيته فقال إنم كانوا يسارعون ف اليات ويدعوننا رغبا ورهبا
وكانوا لنا خاشعي ث اعلموا عباد ال أن ال قد ارتن بقه أنفسكم وأخذ على ذلك مواثيقكم
85
جهرة خطب العرب
وعوضكم بالقليل الفان الكثي الباقى وهذا كتاب ال فيكم ل تفن عجائبه ول يطفأ نوره
فثقوا بقوله
وانتصحوا كتابه واستبصروا فيه ليوم الظلمة فإنه خلقكم لعبادته ووكل بكم الكرام
الكاتبي يعلمون ما تفعلون خطبة له ف النصار ووصل إليه مال من البحرين فساوى فيه بي
الناس فغضبت النصار وقالوا له فضلنا فقال أبو بكر صدقتم إن أردت أن أفضلكم صار ما
عملتموه للدنيا وإن صبت كان ذلك ل عز وجل فقالوا وال ما عملنا إل ل تعال وانصرفوا
فرقى أبو بكر النب فحمد ال وأثن عليه وصلى على النب صلى ال عليه وسلم ث قال يا معشر
النصار إن شئتم أن تقولوا إنا آويناكم ف ظللنا وشاطرناكم ف أموالنا ونصرناكم بأنفسنا
قلتم وإن لكم من الفضل مال يصيه العدد وإن طال به المد فنحن وأنتم كما قال طفيل
الغنوى جزى ال عنا جعفرا حي أزلقت بنا نعلنا ف الواطئي فزلت أبوا أن يلونا ولو أن أمنا
تلقى الذى يلقون منا للت هم أسكنونا ف ظلل بيوتم ظلل بيوت أدفأت وأظلت
وصيته لسامة بن زيد وأوصى أسامة بن زيد وجيشه حي سيه إل أبن فقال يا
أيها الناس قفوا أوصيكم بعشر فاحفظوها عن ل تونوا ول تغلوا ول تغدروا ول تثلوا ول
تقتلوا طفل صغيا ول شيخا كبيا ول امرأة ول تقعروا نل ول ترقوه ول تقطعوا شجرة
مثمرة ول تذبوا شاة ول بقرة ول بعيا إل لأكله وسوف ترون بأقوام قد فرغوا أنفسهم ف
الصوامع فدعوهم وما فرغوا أنفسهم له وسوف تقدمون على قوم يأتونكم بآنية فيها ألوان
الطعام فإذا أكلتم منها شيئا بعد شئ فاذكروا اسم ال عليها وتلقون أقواما قد فحصوا أوساط
رءوسهم وتركوا حولا مثل العصائب فاخفقوهم بالسيف خفقا اندفعوا باسم ال وصيته لعمرو
بن العاص والوليد بن عقبة وشيع عمرو بن العاص والوليد بن عقبة مبعثهما على الصدقة
وأوصى كل واحد منهما بوصية واحدة اتق ال ف السر والعلنية فإنه من يتق ال يعل له
مرجا ويرزقه من حيث
86
جهرة خطب العرب
ل يتسب ومن يتق ال يكفر عنه سيئآته ويعظم له أجرا فإن تقوى ال خي ما
تواصى به عباد ال إنك ف سبيل من سبل ال ل يسعك فيه الدهان والتفريط والغفلة عما فيه
قوام دينكم وعصمة أمركم فل تن ول تفتر خطب الفتوح ف عهد أب بكر وصيته لالد بن
الوليد ووصى أبو بكر خالد بن الوليد فقال سر على بركة ال فإذا دخلت أرض العدو فكن
بعيدا عن الملة فإن ل آمن عليك الولة واستظهر بالزاد وسر بالدلء ول تقاتل بجروح فإن
بعضه ليس منه واحترس من البيات فإن ف العرب غرة وأقلل من الكلم فإن مالك ما وعى
عنك وأقبل من الناس علنيتهم وكلهم إل ال ف سريرتم وأستودعك ال الذى ل تضيع
ودائعه خطبة خالد بن الوليد وكان أبو بكر رضى ال عنه قد بعث الثن بن حارثة على جيش
إل العراق فقدم العراق فقاتل وأغار على أهل فارس ونواحى السواد ث بعث أخاه مسعودا إل
أب بكر يستمده فكتب أبو بكر إل خالد بن الوليد وكان باليمامة أن يسي إل العراق فلما قرأ
خالد الكتاب قام ف الناس فحمد ال وأثن عليه وصلى على النب صلى ال عليه وسلم ث قال
المد ل وال أهله وأشهد أن ممدا عبده ورسوله أما بعد فإن خليفة رسول ال
صلى ال عليه وسلم كتب إلينا يضنا على طاعة ربنا وجهاد عدونا وعدو ال وبالهاد ف
سبيل ال أنز ال دعوتنا وجع كلمتنا وأمنيتنا والمد ل رب العالي أل إن خارج ومعسكر
وسائر إن شاء ال ومعجل فمن أراد ثواب العاجل والجل فلينكمش خطبة لب بكر ف ندب
الناس لفتح الشأم وخطب يندب الناس لفتح الشأم فحمد ال وأثن عليه وصلى على رسوله
وقال أل إن لكل أمر جوامع فمن بلغها فهى حسبه ومن عمل ل كفاه ال عليكم بالد
والقصد فإن القصد أبلغ أل إنه ل دين لحد ل إيان له ول أجر لن ل حسبة له ول عمل لن
ل نية له أل وإن ف كتاب ال من الثواب على الهاد ف سبيل ال كما ينبغى للمسلم أن يب
أن يص به هى التجارة الت دل ال عليها ونى با من الزى وألق با الكرامة ف الدنيا
والخرة
87
جهرة خطب العرب
فتح الشام حدث أبو اساعيل ممد بن عبد ال الزدى البصرى صاحب فتوح
الشام قال لا أراد أبو بكر رحة ال عليه أن يهز النود إل الشأم دعا عمر وعثمان وعليا
وطلحة والزبي وعبد الرحن بن عوف وسعد ابن أب وقاص وأبا عبيدة بن الراح ووجوه
الهاجرين والنصار من النصار من أهل بدر وغيهم فدخلوا عليه فقال خطبة أب بكر إن ال
تبارك وتعال ل تصى نعمه ول تبلغ جزاءها العمال فله المد كثيا على ما اصطنع عندكم
فقد جع كلمتكم وأصلح ذات بينكم وهداكم إل السلم ونفى عنكم الشيطان فليس يطمع
أن تشركوا بال ول أن تتخذوا إلا غيه فالعرب اليوم بنو أم وأب وقد أردت أن أستنفرهم إل
جهاد الروم بالشام ليؤيد ال السلمي ويعل ال كلمته العليا مع أن للمسلمي ف ذلك الظ
الوفر فمن هلك منهم هلك شهيدا وما عند ال خيا للبرار ومن عاش منهم عاش مدافعا عن
الدين مستوجبا على ال عز وجل ثواب الجاهدين هذا رأي الذى رأيت فليشر على أمرؤ ببلغ
رأيه خطبة عمر فقام عمر بن الطاب رضى ال عنه فحمد ال وأثن عليه وصلى على النب
صلى ال عليه وسلم ث قال المد ل الذى يص بالي من يشاء من خلقه وال ما استبقنا إل
شئ من الي قط إل سبقتنا إليه وذلك فضل ال يؤتيه من يشاء قد وال أردت لقاءك لذا
الرأى
الذى ذكرت فما قضى ال أن يكون ذلك حت ذكرته الن فقد أصبت أصاب ال
بك سبل الرشاد سرب إليهم اليل ف إثر اليل وابعث الرجال تتبعها الرجال والنود تتبعها
النود فإن ال عز وجل ناصر دينه ومعز السلم وأهله ومنجز ما وعد رسوله خطبة عبد
الرحن بن عوف ث إن عبد الرحن بن عوف قام فقال يا خليفة رسول ال إنا الروم وبنو
الصفر حد حديد وركن شديد وال ما أرى أن تقحم اليل عليهم إقحاما ولكن تبعث اليل
فتغي ف أدان أرضهم ث تبعثها فتغي ث ترجع إليك ث تبعثها فتغي ث ترجع إليك فإذا فعلوا
ذلك مرارا أضروا بعدوهم وغنموا من أدان أرضهم فقووا بذلك على قتالم ث تبعث إل
أقاصى أهل اليمن وإل أقاصى ربيعة ومضر فتجمعهم إليك جيعا فإن شئت عند ذلك غزوتم
88
جهرة خطب العرب
بنفسك وإن شئت بعثت على غزوهم غيك ث جلس وسكت وسكت الناس قال لم أبو بكر
ما ترون رحكم ال فقام عثمان بن عفان رضوان ال عليه فحمد ال وأثن عليه با هو أهله
وصلى على النب ث قال رأيي أنك ناصح لهل هذا الدين عليهم شفيق فإذا رأيت رأيا علمته
لم رشدا وصلحا وخيا فاعزم على إمضائه فإنك غي ظني ول متهم عليهم فقال طلحة
والزبي وسعد وأبو عبيدة بن الراح وسعيد بن زيد وجيع من حضر ذلك الجلس من
الهاجرين والنصار صدق عثمان فيما قال ما رأيت من رأى فأمض فإنا سامعون لك مطيعون
ل نالف أمرك ول نتهم رأيك ول نتخلف عن دعوتك وإجابتك
فذكروا هذا وشبهه وعلي بن أب طالب رحة ال عليه ف القوم ل يتكلم فقال له
أبو بكر ما ترى يا أبا السن قال أرى أنك مبارك المر ميمون النقيبة وأنك إن سرت إليهم
بنفسك أو بعثت إليهم نصرت إن شاء ال فقال له أبو بكر بشرك ال بي فمن أين علمت هذا
قال سعت رسول ال يقول ل يزال هذا الدين ظاهرا على كل من ناوأه حت يقوم الدين وأهله
ظاهرين فقال ابو بكر سبحان ال ما أحسن هذا الديث لقد سررتن سرك ال ف الدنيا
والخرة خطبة أب بكر ث إن أبا بكر رحة ال عليه ورضوانه قام ف الناس فحمد ال وأثن
عليه وذكره با هو أهله وصلى على النب ث قال أيها الناس إن ال قد أنعم عليكم بالسلم
وإعزكم بالهاد وفضلكم بذا الدين على أهل كل دين فتجهزوا عباد ال إل غزو الروم
بالشأم فإن مؤمر عليكم أمراء وعاقد لم ألوية فأطيعوا ربكم ول تالفوا أمراءكم ولتحسن
نيتكم وسيتكم وطعمتكم فإن ال مع الذين اتقوا والذين هم مسنون فسكت الناس فوال ما
أجابه أحد هيبة لغزو الروم لا يعلمون من كثرة عددهم وشدة شوكتهم فقام عمر بن الطاب
رحة ال عليه ورضوانه فقال يا معشر السلمي ما لكم ل تيبون خليفة رسول ال إذ دعاكم
لا يييكم خطبة خالد بن سعيد بن العاص فقام خالد بن سعيد بن العاص فحمد ال وأثنىعليه
وصلى على النب صلى ال عليه وعلى آله ث قال
89
جهرة خطب العرب
المد ل الذي ل إله ال هو الذي بعث ممدا بالدى ودين الق ليظهره على
الدين كله ولو كره الشركون فإن ال منجز وعده ومعز دينه ومهلك عدوه ث أقبل على أب
بكر فقال نن غي مالفي لك ول متخلفي عنك وأنت الوال الناصح الشفيق ننفر إذا
استنفرتنا ونطيعك إذا أمرتنا ونيبك إذا دعوتنا ففرح أبو بكر بقالته وقال له جزاك ال من أخ
وخليل خيا فقد أسلمت مرتغبا وهاجرت متسبا وهربت بدينك من الكفار لكي يطاع ال
ورسوله وتكون كلمة ال هي العليا فتيسر رحك ال فتجهز خالد بن سعيد بأحسن الهاز
وخرج هو وإخوته وغلمانه ومن تبعه من أهل بيته فكان أول من عسكر وأمر أبو بكر بلل
فنادى ف الناس أن انفروا إل جهاد عدوكم الروم بالشام فنفروا اليه وكان خالد من عمال
رسول ال فكره المارة واستعفى أبا بكر فأعفاه ورأى أبو بكر أن يكتب كتابا إل أهل اليمن
يدعوهم إل الهاد ويرغبهم ف ثوابه وبعث الكتاب مع أنس بن مالك قال أنس أتيت أهل
اليمن جناحا جناحا وقبيلة قبيلة أقرأ عليهم كتاب أب بكر وإذا فرغت من قراءته قلت المد
ل وأشهد أن ل إله إل ال وان ممدا عبده ورسوله بسم ال الرحن الرحيم أما بعد فإن
رسول خليفة رسول ال ورسول السلمي إليكم إل وإن وقد تركتهم معسكرين ليس ينعهم
من الشخوص إل عدوهم ال انتظاركم فعجلوا إل إخوانكم رحة ال عليكم أيها السلمون
فكان كل من أقرأ عليه ذلك الكتاب ويسمع من هذا القول يسن الرد علي ويقول نن
سائرون وكأنا قد فعلنا خطبة ذي الكلع حت انتهيت إل ذي الكلع فلما قرأت عليه
الكتاب وقلت هذا القال دعا بفرسه وسلحه ونض ف قومه من ساعته ول يؤخر ذلك وأمر
بالعسكر فما برحنا حت عسكر وعسكر معه جوع كثية من أهل اليمن وسارعوا فلما
اجتمعوا إليه قام فيهم
فحمد ال وأثن عليه وصلى على النب ث قال أيها الناس إن من رحة ال إياكم
ونعمته عليكم أن بعث فيكم رسول وأنزل عليه كتابا فأحسن عنه البلغ فعلمكم ما يرشدكم
وناكم عما يفسدكم حت علمكم ما ل تكونوا تعلمون ورغبكم ف الي فيما ل تكونوا
90
جهرة خطب العرب
ترغبون ث قد دعاكم إخوانكم الصالون إل جهاد الشركي واكتساب الجر العظيم فلينفر
من أراد النفي معى الساعة فنفر بعدد من أهل اليمن كثي وقدموا على أب بكر ففرح بقدمهم
وصية خالد بن سعيد بن العاص لب بكر ولا أراد خالد بن سعيد بن العاص أن يغدو سائرا
إل الشأم لبس سلحه وأمر إخوته فلبسوا أسلحتهم عمرا والكم وأبان وغلمته ومواليه ث
أقبل إل أب بكر رضى ال عنه بعد صلة الغداة وصلى معه فلما انصرفوا قام إليه هو وإخوته
فجلسوا إليه فحمد ال خالد وأثن عليه وصلى على النب ث قال يا أبا بكر إن ال أكرمنا وإياك
والسلمي طرا بذا الدين فأحق من أقام السنة وأمات البدعة وعدل ف السية الوال على
الرعية وكل امرئ من أهل هذا الدين مقوق بالحسان ومعدلة الوال أعم نفعا فاتق ال يا أبا
بكر فيمن ولك ال أمره وارحم الرملة واليتيم وأعن الضعيف الظلوم ول يكن رجل من
السلمي إذا رضيت عنه آثر عندك ف الق منه إذا سخطت عليه ول تغضب ما قدرت على
ذلك فإن الغضب ير الور ول تقد على مسلم وأنت تستطيع فإن حقدك على السلم يعلك
له عدوا وإن اطلع على ذلك منك عاداك فإذا عادى الوال الرعية وعادت الرعية الوال كان
بك قصفا أن يكون إل هلكهم داعيا وكن لينا للمحسن واشدد على الريب
ث قال هات يدك فإن ل أدرى هل نلتقى ف الدنيا بعد هذا اليوم فإن قضى ال لنا
التقاء فنسأل ال عفوه وغفرانه وإن كانت هى الفرقة الت ليس بعدها التقاء فعرفنا ال وإياك
وجه النب صلى ال عليه وسلم ف جنات النعيم فأخذ أبو بكر رضى ال عنه بيده ث بكى
وبكى خالد والسلمون وظنوا أنه يريد الشهادة وصية أب بكر لالد بن سعيد بن العاص فلما
خرج من الدينة قال له أبو بكر رضى ال عنه إنك قد أوصيتن برشدى وقد وعيته وأنا
موصيك فاستمع وصيت وعها إنك امرؤ قد جعل ال لك سابقة ف السلم وفضيلة عظيمة
والناس ناظرون إليك ومستمعون منك وقد خرجت ف هذا الوجه العظيم الجر وأنا أرجو أن
يكون خروجك فيه لسبة ونية صادقة إن شاء ال فثبت العال وعلم الاهل وعاتب السفيه
الترف وانصح لعامة السلمي واخصص الوال على الند من نصيحتك ومشورتك ما يق ال
91
جهرة خطب العرب
وللمسلمي عليك واعمل ل كأنك تراه واعدد نفسك ف الوتى واعلم أنا عما قليل ميتون ث
مبعوثون ث مساءلون وماسبون جعلنا ال وإياك لنعمه من الشاكرين ولنقمه من الائفي ث
أخذ يده فودعه وجهز أبو بكر أربعة جيوش على أحدها عمرو بن العاص ووجهه إل فلسطي
وعلى الثان شرحبيل ابن حسنة ووجهه إل الردن وعلى الثالث يزيد بن أب سفيان ووجهه
إل البلقاء وعلى الرابع أبو عبيدة عامر بن الراح ووجهه إل حص وشيع المراء ووصاهم
وصية أب بكر لعمرو بن العاص ولا أجع أبو بكر أن يبعث اليوش إل الشأم كان أول من
سار من عماله عمرو
يا عمرو اتق ال ف سر أمرك وعلنيته واستحيه فإنه يراك ويرى عملك وقد رأيت
تقديي إياك على من هو أقدم سابقة منك ومن كان أعظم غناء عن السلم وأهله منك فكن
من عمال الخرة وأرد با تعمل وجه ال وكن والدا لن معك ول تكشفن الناس عن أستارهم
واكتف بعلنيتهم وكن مدا ف أمرك واصدق اللقاء إذا لفيت ول تب وتقدم ف العلوم
وعاقب عليه وإذا وعظت أصحابك فأوجز وأصلح نفسك تصلح لك رعيتك ف وصية له
طويلة وصية أخرى وأمد أبو بكر أبا عبيدة بيش عليه عمرو بن العاص فلما أراد الشخوص
خرج معه أبو بكر رضى ال عنه يشيعه وقال يا عمرو إنك ذو رأى وتربة بالمور وتبصرة
بالرب وقد خرجت مع أشراف قومك ورجال من صلحاء السلمي وأنت قادم على إخوانك
فل تألم نصيحة ول تدخر عنهم صال مشورة فرب رأى لك ممود ف الرب مبارك ف
عواقب المور فقال له عمرو ما أخلقن أن أصدق ظنك وأن أقبل رأيك ث ودعه وانصرف
وصية أب بكر ليزيد بن أب سفيان ودعا يزيد بن أب سفيان فعقد له وأوصاه فقال يا يزيد إن
أوصيك بتقوى ال وطاعته واليثار له والوف منه وإذا لقيت
العدو فأظفركم ال بم فل تغلل ول تثل ول تغدر ول تب ول تقتلوا وليدا ول
شيخا كبيا ول امرأة ول ترقوا نل ول تقعره ول تقطعوا شجرة مثمرة ول تعقروا بيمة إل
لأكلة وستمرون بقوم ف الصوامع يزعمون أنم حبسوا أنفسهم ل فدعوهم وما حبسوا
92
جهرة خطب العرب
أنفسهم له وستجدون آخرين قد فحص الشيطان عن أوساط رءوسهم حت كأن أوساط
رءوسهم أفاحيص القطا فاضربوا ما فحصوا من رءوسهم بالسيوف حت ينيبوا إل السلم أو
يؤدوا الزية عن يد وهم صاغرون ولينصرن ال من ينصره ورسله بالغيب ث أخذ يده فقال إن
أستودعك ال وعليك سلم ال ورحته ث ودعه وقال إنك أول أمرائى وقد وليتك على رجال
من السلمي أشراف غي أوزاع ف الناس فأحسن صحبتهم ولتكن لم كنفا واخفض لم
جناحك وشاورهم ف المر أحسن ال لك الصحابة وعلينا اللفة وصية أخرى ليزيد بن أب
سفيان ووصى يزيد بن أب سفيان أيضا حي وجهه لفتح الشام فقال إن قد وليتك لبلوك
وأجربك وأخرجك فإن أحسنت رددتك إل عملك وزدتك وإن أسأت عزلتك فعليك بتقوى
ال فإنه يرى من باطنك مثل الذى يرى من ظاهرك وإن أول الناس بال أشدهم توليا له
وأقرب الناس من ال أشدهم تقربا إليه بعمله وقد وليتك عمل خالد فإياك وعبية الاهلية فإن
ال يبغضها ويبغض
أهلها وإذا قدمت على جندك فأحسن صحبتهم وابدأهم بالي وعدهم إياه وإذا
وعظتهم فأوجز فإن كثي الكلم ينسى بعضه بعضا وأصلح نفسك يصلح لك الناس وصل
الصلوات لوقاتا بإتام ركوعها وسجودها والتخشع فيها وإذا قدم عليك رسل عدوك
فأكرمهم وأقلل لبثهم حت يرجوا من عسكرك وهم جاهلون به ول تريثهم فيوا خللك
ويعلموا علمك وأنزلم ف ثروة عسكرك وامنع من قبلك من مادثتهم وكن أنت التول
لكلمهم ول تعل سرك لعلنيتك فيختلط أمرك وإذا استشرت فاصدق الديث تصدق
الشورة ول تزن عن الشي خبك فتؤتى من قبل نفسك واسر بالليل ف أصحابك تأتك
الخبار وتنكشف عندك الستار وأكثر حرسك وبددهم ف عسكرك وأكثر مفاجأتم ف
مارسهم بغي علم منهم بك فمن وجدته غفل عن مرسه فأحسن أدبه وعاقبه ف غي إفراط
وعقب بينهم بالليل واجعل النوبة الول أطول من الخية فإنا أيسرها لقربا من النهار ول
تف من عقوبة الستحق ول تلجن فيها ول تسرع إليها ول تذ لا مدقعا ول تغفل عن أهل
93
جهرة خطب العرب
عسكرك فتفسده ول تسس عليهم فتفضحهم ول يكشف الناس عن أسرارهم واكتف
بعلنيتهم ول تالس العباثي وجالس أهل الصدق والوفاء واصدق اللقاء ول تب فيجب الناس
واجتنب الغلول فإنه يقرب الفقر ويدفع النصر وستجدون أقواما حبسوا أنفسهم ف الصوامع
فدعهم وما حبسوا أنفسهم له
دعاء أب بكر وكان أبو بكر رحة ال عليه يدعو ف كل يوم غدوة وعشية ف دبر
صلة الغداة وبعد العصر يقول اللهم إنك خلقتنا ول نك شيئا ث بعثت إلينا رسول رحة منك
لنا وفضل منك علينا فهديتنا وكنا ضلل وحببت إلينا اليان وكنا كفارا وكثرتنا وكنا قليل
وجعتنا وكنا أشتاتا وقويتنا وكنا ضعافا ث فرضت علينا الهاد وأمرتنا بقتال الشركي حت
يقولوا ل إله إل ال أو يعطوا الزية عن يد وهم صاغرون اللهم لصبحنا إن نطلب رضاك
وناهد أعداءك من عدل بك وعبد معك إلا غيك تعاليت عما يقولون علوا كبيا اللهم فانصر
عبادك السلمي على عدوك من الشركي اللهم افتح لم فتحا يسيا وانصرهم نصرا عزيزا
واجعل لم من لدنك سلطانا نصيا اللهم شجع جبنهم وثبت أقدامهم وزلزل بعدوهم وأدخل
الرعب قلوبم واستأصل شأفتهم واقطع دابرهم وأبد خضراءهم وأورثنا أرضهم وديارهم
وأموالم وكن لنا وليا وبنا حفيا وأصلح لنا شأننا كله ونياتنا وقضاءنا وتبعاتنا واجعلنا لنعمك
من الشاكرين واغفر لنا والؤمني والؤمنات والسلمي والسلمات الحياء منهم والموات ثبتنا
ال وإياكم بالقول الثابت ف الياة الدنيا و ف الخرة إنه بالؤمني رءوف رحيم وصيته
لشرحبيل بن حسنة ووجه شرحبيل بن حسنة وودعه فقال له يا شرحبيل أل تسمع وصيت
ليزيد ابن أب سفيان قال بلى قال فإن أوصيك بثلها وأوصيك بصال أغفلت ذكرهن
ليزيد أوصيك بالصلة ف وقتها وبالصب يوم البأس حت تظفر أو تقتل وبعيادة
الرضى وبضور النائز وذكر ال كثيا على كل حال وصيته لب عبيدة بن الراح ولا أراد
أن يبعث أبا عبيدة بن الراح ودعاه فودعه ث قال له اسع ساع من يريد أن يفهم ما قيل له ث
يعمل با أمر به إنك ترج ف أشراف الناس وبيوتات العرب وصلحاء السلمي وفرسان
94
جهرة خطب العرب
الاهلية كانوا يقاتلون إذ ذاك على المية وهم اليوم يقاتلون على السبة والنية السنة أحسن
صحبة من صحبك وليكن الناس عندك ف الق سواء واستعن بال وكفى بال معينا وتوكل
على ال وكفى بال وكيل اخرج من غد إن شاء ال وصيته لب عبيدة بن الراح أيضا فلما
كان من الغد خرج أبو بكر رضى ال عنه يشى ف رجال من السلمي حت أتى أبا عبيدة
فسار معه حت بلغ ثنية الوداع ث قال حي أراد أن يفارقه يا أبا عبيدة اعمل صالا وعش
ماهدا وتوف شهيدا يعطك ال كتابك بيمينك ولتقر عينك ف دنياك وآخرتك فوال إن
لرجو أن تكون من التوابي الوابي الخبتي الزاهدين ف الدنيا الراغبي ف الخرة إن ال قد
صنع بك خيا وساقه إليك إذ جعلك تسي ف جيش من السلمي إل عدوه من الشركي
فقاتل من كفر بال وأشرك به وعبده معه غيه
خطبة أب بكر وسار أبو عبيدة حت إذا دنا من الابية بلغه أن هرقل ملك الروم
بأنطاكية وأنه قد جع لم جوعا كثية فكتب أبو عبيدة إل أب بكر يبه بذلك فقام أبو بكر
رضى ال عنه ف الناس فحمد ال وأثن عليه ث قال أما بعد فإن إخوانكم السلمي معافون
مكلئون مدفوع عنهم مصنوع لم وقد ألقى ال الرعب ف قلوب عدوهم منهم وقد اعتصموا
بصونم وأغلقوا أبوابا دونم عليهم وقد جاءتن رسلهم يبونن برب هرقل ملك الروم من
بي أيديهم حت نزل قرية من قرى الشأم ف أقصى الشام وقد بعثوا إل يبونن أنه قد وجه
إليهم هرقل جندا من مكانه ذلك فرأيت أن أمد إخوانكم السلمي بند منكم يشدد ال بكم
ظهورهم ويكبت بم عدوهم ويلق بم الرعب ف قلوبم فانتدبوا رحكم ال مع هاشم بن عتبة
بن أب وقاص واحتسبوا ف ذلك الجر والي فإنكم إن نصرت فهو الفتح والغنيمة وإن تلكوا
فهى الشهادة والكرامة وصية أب بكر لاشم بن عتبة ولا سار هاشم بن عتبة ودعه أبو بكر
رضى ال عنه وقال له يا هاشم إنا إنا كنا ننتفع من الشيخ الكبي برأيه ومشورته وحسن
تدبيه وكنا ننتفع من الشاب بصبه وبأسه وندته وإن ال عز وجل قد جع لك تلك الصال
كلها وأنت حديث السن مستقبل الي فإذا لقيت عدوك فاصب وصابر واعلم أنك ل تطو
95
جهرة خطب العرب
خطوة ول تنفق نفقة ول يصيبك ظمأ ول نصب ول ممصة ف سبيل ال إل كتب ال لك به
عمل صالا إن ال ل يضيع أجر مسني
فقال هاشم إن يرد ال ب خيا يعلن كذلك وأنا أفعل ول قوة إل بال وأنا أرجو
إن أنا ل أقتل أن أقتل إن شاء ال فقال له عمه سعد بن أب وقاص رضى ال عنه يابن أخى ل
تطعن طعنة ول تضربن ضربة إل وأنت تريد با وجه ال واعلم أنك خارج من الدنيا رشيدا
وراجع إل ال قريبا ولن يصحبك من الدنيا إل الخرة إل قدم صدق قدمته أو عمل صال
أسلفته فقال أى عم ل تالن من غي هذا إن إذا لن الاسرين إن جعلت حلى وارتال
وغدوى ورواحى وسيفى وطعن برمى وضرب بسيفى رياء للناس ث خرج فقدم على أب
عبيدة فتباشر بقدمة السلمي خطبة خالد بن الوليد يوم اليموك ووجه هرقل إل كل جيش
من جيوش السلمي جيشا يفوقه فأشار عمرو بن العاص على المراء بالجتماع فأرسلوا إل
أب بكر ف ذلك فأشار عليهم بثل رأى عمرو فاجتمعوا باليموك وكل واحد من المراء أمي
على جيشه والروم أمامهم وبي الفريقي خندق فكان الروم يقاتلون باختيارهم وإن شاءوا
احتجزوا بنادقهم فأرسل المراء أل أب بكر يستمدونه فكتب إل خالد بن الوليد أمي جند
العراق يأمره أن يستخلف على جنده بعد أن يأخذ معه نصفه ويتوجه إل الشام مددا لمرائه
فسار إل الشام وواف السلمي وهم متضايقون إذ وصل باهان بيش مددا للروم فول خالد
قتاله وقاتل كل أمي من بإزائه متساندين فرأى خالد أن هذا القتل ل يدى نفعا ما دامت كل
فرقة من اليش لا أمي فجمع المراء وخطبهم فحمد ال وأثن عليه وقال إن هذا اليوم من
أيام ال ل ينبغى فيه الفخر ول البغى أخلصوا جهادكم وأريدوا ال بعملكم فإن هذا يوم له ما
بعده ول تقاتلوا قوما على نظام وتعبية على تساند
وانتشار فإن ذلك ل يل ولينبغي وان من وراءكم لو يعلم علمكم حال بينكم
وبي هذا فاعملوا فيما ل تؤمروا به بالذي ترون أنه الرأي من واليكم ومبته قالوا فهات فما
الرأي قال إن أبا بكر ل يبعثنا إل وهو يرى أنا سنتياسر ولو علم بالذي كان ويكون لا جعكم
96
جهرة خطب العرب
إن الذي أنتم فيه أشد على السلمي ما قد غشيهم وأنفع للمشركي من أمدادهم ولقد علمت
أن الدنيا فرقت بينكم فال ال فقد أفرد كل رجل منكم ببلد من البلدان ل ينتقص منه أن دان
لحد من أمراء النود ول يزيده عليه ان دانوا له إن تأمي بعضكم ل ينقضكم عند ال ول عند
خليفة رسول ال هلموا فإن هؤلء قد تيأوا وهذا يوم له ما بعده إن رددناهم إل خندقهم
اليوم ل تزل نردهم وإن هزمونا ل نفلح بعدها فهلموا فلنتعاور المارة فليكن عليها بعضنا
اليوم والخر والخر غدا بعد غد حت يتأمر كلكم ودعون أتأمر اليوم فأمروه وانتهت الوقعة
بزية الروم شر هزية سنة ه خطبة أب عبيدة ف وقعة اليموك ولا برز السلمون إل الروم ف
وقعة اليموك سار أبو عبيدة ف السلمي ث قال ياعباد ال انصروا ال ينصركم ويثبت أقدامكم
فإن وعد ال حق يا معشر السلمي اصبوا فإن الصب منجاة من الكفر ومرضاة للرب
ومدحضة للعار فل تبحوا مصافكم ول تطوا إليهم خطوة ول تبدءوهم بقتال وأشرعوا
الرماح واستتروا بالدرق والزموا الصمت ال من ذكر ال حت آمركم إن شاء ال
قصص معاذ بن جبل وخرج معاذ بن جبل يقص على الناس ويقول يا قراء القرآن
ومستحفظي الكتاب وأنصار الدى وأولياء الق إن رحة ال وال ل تنال وجنته ل تدخل
بالمان ول يؤتى ال الغفرة والرحة الواسعة إل الصادقي الصدقي با وعدهم ال عز وجل
أل تسمعوا لقول ال وعد ال الذين آمنوا منكم وعملوا الصالات ليستخلفنهم ف الرض كما
استخلف الذين من قبلهم أنتم إن شاء ال منصورون فأطيعوا ال ورسوله ول تنازعوا فتفشلوا
وتذهب ريكم واصبوا إن ال مع الصابرين واستحيوا من ربكم أن يراكم فرارا من عدوكم
وأنتم ف قبضته ورحته وليس لحد منكم ملجأ ول ملتجأ من دونه ول متعزز بغي ال فجعل
يشي ف الصفوف ويرضهم ويقص عليهم ث انصرف الىموقفه خطبة عمرو بن العاص ومر
عمرو بن العاص يومئذ على الناس فجعل يعظهم ويقص عليهم ويرضهم ويقول أيها الناس
غضوا أبصاركم واجثوا على الركب وأشرعوا الرماح والزموا مراكزكم ومصافكم فإذا حل
97
جهرة خطب العرب
عليكم عدوكم فأمهلوهم حت إذا ركبوا أطراف السنة فثبوا ف وجوههم وثوب السد
فوالذي يرضى الصدق ويقت الكذب ويعاقب عليه
ويزى بالحسان لقد بلغن أن السلمي سيفتحونا كفرا كفرا وقصرا قصرا فل
يهولنكم جوعهم ول عددهم فإنكم لو قد صدقتموهم الشدة لقد انذعروا انذعار أولد الجل
خطبة أب سفيان بن حرب وكان أبو سفيان بن حرب يسي ف الناس يوم اليموك ويقف على
أهل كل راية وعلى كل جاعة فيحرض الناس ويضهم ويعظهم ويقول إنكم يا معشر
السلمي أصبحتم ف دارالعجم منقطعي عن الهل نائي عن أمي الؤمني وأمداد السلمي وقد
وال أصبحتم بإزاء عدو كثي عددهم شديد عليكم حنقهم وقد وترتوهم ف أنفسهم ونسائهم
وأولدهم وأموالم وبلدهم فل وال ل ينجيكم منهم اليوم وتبلغون رضوان ال إل صدق
اللقاء والصب ف مواطن الكروة فامتنعوا بسيوفكم وتقربوا با إل خالقكم ولتكن هي الصون
الت تلجئون إليها وبا تنعون وقاتل أبو سفيان يومئذ قتال شديدا وأبلى بلء حسنا وصية أب
بكر لعمر رضي ال عنهما عند موته إن مستخلفك من بعدي وموصيك بتقوى ال إن ل
عمل بالليل ل يقبله بالنهار وعمل بالنهارل يقبله بالليل وإنه ل تقبل نافلة حت تؤدى الفريضة
فإنا ثقلت موازين من ثقلت موازينة يوم القيامة بأتباعهم الق ف الدنيا وثقله عليهم
وحق ليزان ليوضع فيه إل الق أن يكون ثقيل وإنا خفت موازين من خفت
موازينة يوم القيامة باتباعهم الباطل وخفته عليهم وحق ليزان ل يوضع فيه ال الباطل أن يكون
خفيفا إن ال ذكر أهل النة فذكرهم بأحسن أعمالم وتاوز عن سيئاتم فإذا ذكرتم قلت
إن أخاف أل أكون من هؤلء وذكر أهل النار فذكرهم بأسوأ أعمالم ول يذكر حسناتم فإذا
ذكرتم قلت إن لرجو أل أكون من هؤلء وذكر آية الرحة مع آية العذاب ليكون العبد
راغبا راهبا ول يتمن على ال غي الق ول يلقى بيده إل التهلكة فإذا حفظت وصيت فل يكن
غائب أحب إليك من الوت وهو آتيك وإن ضيعت وصيت فل يكن غئب أبغض إليك من
الوت ولست بعجز ال كلمه لعبد الرحن بن عوف ف علته الت مات فيها وقال عبد الرحن
98
جهرة خطب العرب
بن عوف دخلت يوما على أب بكر الصديق رضي ال تعال عنه ف علته الت مات فيها فقلت
له أراك بارئا يا خليفة رسول ال فقال أما إن على ذلك لشديد الوجع ولا لقيت منكم يا
معشر الهاجرين أشد علي من وجعي إن وليت أموركم خيكم من نفسي فكلكم ورم أنفه
أن يكون له المر من دونه وال لتتخذن نضائد الديباج وستور الرير ولتألن النوم على
الصوف الذرب كما يأل أحدكم النوم على حتاب السعدان والذي نفسي بيده لن يقدم
أحدكم فتضرب
عنقه ف غي حد خي له من أن يوض غمرات الدنيا يا هادى الطريق جرت إنا
هو وال الفجر أو البجر فقلت خفض عليك يا خليفة رسول ال فإن هذا يهيضك إل ما بك
فوال مازلت صال مصلحا ل تأسى على شئ فاتك من أمر الدنيا ولقد تليت بالمر وحدك
فما رأيت إل خيا خطبة السيدة عائشة ف النتصار لبيها يروى أنه بلغ عائشة رضي ال عنها
أن أقواما يتناولون أبا بكر رضي ال عنه فأرسلت إل أزفلة من الناس فلما حضروا أسدلت
أستارها وعلت وسادها ث قالت أب وما أبيه أب وال ل تعطوه اليدي ذاك طود منيف وفرع
مديد هيهات كذبت الظنون أنح إذ أكديتم وسبق إذ ونيتم سبق الواد إذا استول على المد
فت قريس ناشئا وكهفها كهل يفك عانيها ويريش ملقها ويرأب شعبها ويلم شعثها حت
حليته قلوبا ث
استشرى ف دين ال فما برحت شكيمته ف ذات ال عز وجل حت اتذ بفنائه
مسجدا يي فيه ما أمات البطلون وكان رحه ال غزير الدمعة وقيذ الوانح شجي النشيج
فانقضت إليه نسوان مكة وولدانا يسخرون منه ويستهزئون به ال يستهزئ بم ويدهم ف
طغيانم يعمهون فأكبت ذلك رجالت من قريش فحنت قسيها وفوقت سهامها وامتثلوه
غرضا فما فلوا له صفاة ول قصفوا له قناة ومر على سيسائه حت إذا ضرب الدين برانه
ورست أوتاده ودخل الناس فيه أفواجا ومن كل فرقة أرسال وأشتاتا اختارال لنبيه ماعنده فلما
قبض ال نبيه ضرب الشيطان رواقه ومد طنبه ونصب حبائله وأجلب بيله ورجله واضطرب
99
جهرة خطب العرب
حبل السلم ومرج عهده وماج أهله وبغى الغوائل فظنت رجال أن قد أكثبت أطماعهم
ولت حي الذي يرجون وأن والصديق بي أظهرهم فقام حاسرا مشمرا
فجمع حاشيته ورفع قصريه فرد رسن السلم على غربه ول سعثه بطبه وانتاش
الدين فنعشه فما أراح الق على أهله وفرر الؤوس على كواهلها وحقن الدماء ف أهبها أتته
منيته فسد ثلمته بنظيه ف الرحة وشقيقة ف السية والعدلة ذاك بان الطاب فلله در ام حلت
به ودرب عليه لقد أوحدت به ففنخ الكفرة ويدخها وشرد الشرك شذر مذر وبعج الرض
وبعها فقاءت أكلها ولفظت خبأها ترأمه ويصدف عنها وتصدى له ويأباها ث وزع فيها فيئها
وودعها كما صحبها فأرون ماذا ترتئون وأي يومي أب تنقمون أيوم إقامته إذ عدل فيكم أم
يوم ظعنه إذ نظر لكم أقول قول هذا وأستغفر ال ل ولكم ث أقبلت على الناس بوجهها
فقالت أنشدكم ال هل أنكرت ما قلت شيئا قالوا اللهم ل
رثاؤها لبيها لا توف أبو بكر رضي ال عنه وقفت عائشة على قبه فقالت نضر
ال وجهك يا أبت وشكرلك صال سعيك فلقد كنت للدنيا مذل بإدبارك عنها وللخرة معزا
بإقبالك عليها ولئن كان أجل الوادث بعد رسول ال رزؤك وأعظم الصائب بعده فقدك إن
كتاب ال ليعد بسن الصب فيك حسن العوض منك وأنا أستنجز موعود ال تعال بالصب فيك
وأستقضيه بالستغفار لك أما لئن قاموا بأمر الدنيا لقد قمت بأمر الدين لا وهي شعبه وتفاقم
صدعه ورجفت جوانبه فعليك سلم ال توديع غي قالية لياتك ول زارية على القضاء فيك
خطب عمر بن الطاب رضي ال عنه خطبته حي ول اللفة لا استخلف عمر
رضي ال عنه صعد النب فقال إن قائل كلمات فأمنوا عليهن فكان أول منطق نطق به حي
استخلف قال إنا مثل العرب مثل جل أنف اتبع قائده فلينظر قائده حيث يقوده وأما أنا فورب
الكعبة لحلنهم على الطريق خطبة أخرى وقال ابن قتيبة ف عيون الخبار لا ول عمر صعد
النب فقال ما كان ال ليان أرى نفسي أهل لجلس أب بكر ث نزل عن ملسه مرقاة فحمد
100
جهرة خطب العرب
ال وأثن عليه ث قال اقرءوا القرآن تعرفوا به واعملوا به تكونوا من أهله إنه ل يبلغ حق ذي
حق أن يطاع ف معصية ال أل وإن أنزلت نفسي من مال ال
بنله وال اليتيم ان استغنيت عففت وإن افتقرت أكلت بالعروف تقرم البهمة
العرابية القضم ل الضم خطبة له وذكر الطبي أنه خطب فحمد ال وأثن عليه با هو أهله
ث ذكر الناس بال عز وجل واليوم الخر ث قال يأيها الناس إن قد وليت عليكم ولول رجاء
أن أكون خيكم لكم وأقواكم عليكم وأشدكم استضلعا با ينوب من مهم أموركم ما
توليت ذلك منكم ولكفى عمر مهما مزنا انتظار موافقة الساب بأخذ حقوقكم كيف
آخذها ووضعها أين أضعها وبالسي فيكم كيف أسي فرب الستعان فإن عمر أصبح ل يثق
بقوة ول حيلة إن ل يتداركه ال عز وجل برحته وعونة وتأييده خطبة له ث خطب فقال إن
ال عز وجل قد ولن أمركم وقد علمت أنفع ما بضرتكم لكم وإن أسأل ال أن يعينن عليه
وأن يرسن عنده كما حرسن عند غيه وأن يلهمن العدل
ف قسمكم كالذي أمرن به وإن امرؤ مسلم وعبد ضعيف إل ما أعان ال عز
وجل ولن يغي الذي وليت من خلفتكم من خلقي شيئا إن شاء ال إنا العظمة ل عز وجل
وليس للعباد منها شئ فل يقولن أحد منكم إن عمر تغي منذ ول أعقل الق من نفسي وأتقدم
وأبي لكم امري فأيا رجل كانت له حاجة أو ظلم مظلمة أو عتب علينا ف خلق فليؤذن فإنا
أنا رجل منكم فعليكم بتقوى ال ف سركم وعلنيتكم وحرماتكم وأعراضكم وأعطوا الق
من أنفسكم ول يمل بعضكم بعضا على أن تاكموا إل فإنه ليس بين وبي أحد من الناس
هوادة وانا حبيب إل صلحكم عزيز على عنتكم وأنتم أناس عامتكم حضر ف بلد ال وأهل
بلد ل زرع فيه ول ضرع إل ما جاء ال به إليه وإن ال عز وجل قد وعدكم كرامة كثية وأنا
مسئول عن أمانت وما أنا فيه ومطلع على ما بضرت بنفسي إن شاء ال ل أكله إل أحد ول
أستطيع ما بعد منه إل بالمناء وأهل النصح منكم للعامة ولست أجعل أمانت إل أحد سواهم
إن شاء ال خطبة أخرى وقال ابن عبد ربه وخطب إذ ول اللفة صعد النب فحمد ال وأثن
101
جهرة خطب العرب
عليه ث قال يأيها الناس إن داع فأمنوا اللهم إن غليظ فلين لهل طاعتك بوافقة الق ابتغاء
وجهك والدار الخرة وارزقن الغلظة والشدة على أعدائك وأهل الدعارة والنفاق من غي ظلم
من لم ول اعتداء عليهم اللهم إن شحيح فسخن
ف نوائب العروف قصدا من غي سرف ول تبذير ول رياء ول سعة واجعلن أبتغي
بذلك وجهك والدار الخرة اللهم ارزقن خفض الناح ولي الانب للمؤمني اللهم إن كثي
الغفلة والنسيان فألمن ذكرك على كل حال وذكر الوت ف كل حي اللهم إن ضعيف عن
العمل بطاعتك فارزقن النشاط فيها والقوة عليها بالنية السنة الت ل تكون إل بعزتك
وتوفيقك اللهم ثبت باليقي والب والتقوى وذكر القام بي يديك والياء منك وارزقن الشوع
فيما يرضيك عن والحاسبة لنفسي وإصلح الساعات والذر من الشبهات اللهم ارزقن
التفكر والتدبر لا يتلوه لسان من كتابك والفهم له والعرفة بعانيه والنظر ف عجائبه والعمل
بذلك ما بقيت إنك على كل شئ قدير خطبة له وخطب أيضا فقال بعد ما حد ال وأثن عليه
وصلى على النب أيها الناس إن بعض الطمع فقر وإن بعض اليأس غن وإنكم تمعون ما ل
تأكلون وتأملون ما ل تدركون وأنتم مؤجلون ف دار غرور كنتم على عهد رسول ال
تؤخذون بالوحي فمن أسر شيئا أخذ بسريرته ومن أعلن شيئا أخذ بعلنيته فأظهروا لنا أحسن
أخلقكم وال أعلم بالسرائر فإنه من أظهر لنا قبيحا وزعم أن سريرته حسنة ل نصدقة ومن
أظهر لنا علنية حسنة ظننا به حسنا وأعلموا أن بعض الشح شعبة من النفاق فأنفقوا خيا
لنفسكم ومن يوق شح نفسه فأؤلئك هم الفلحون أيها الناس أطيبوا مثواكم وأصلحوا
أموركم واتقوا ال ربكم ول تلبسوا نساءكم القباطى فإنه إن ل يشف فإنه يصف أيها الناس
إن لوددت
أن أنو كفافا لل ول على وإن لرجو إن عمرت فيكم يسيا أو كثيا ان أعمل
بالق فيكم إن شاء ال وأن ل يبقى أحد من السلمي وإن كان ف بيته إل أتاه حقه ونصيبه
من مال ال وإن ل يعمل إليه نفسه ول ينصب إليه بدنه وأصلحوا أموالكم الت رزقكم ال
102
جهرة خطب العرب
ولقليل ف رفق خي من كثي ف عنف والقتل حتف من التوف يصيب الب والفاجر والشهيد
من احتسب نفسه وإذا أراد أحدكم بعيا فليعمد إل الطويل العظيم فليضر به بعصا فإن وجده
حديد الفؤاد فليشتره خطبة له وخطب أيضا فقال إن ال سبحانه وبمده قد استوجب عليكم
الشكر واتذ عليكم الجج فيما آتاكم من كرامة الخرة والدنيا من غي مسألة منكم له ول
رغبة منكم فيه إليه فخلقكم تبارك وتعال ول تكونوا شيئا لنفسه وعبادته وكان قادرا أن
يعلكم لهون خلقه عليه فجعل لكم عامة خلقه ول يعلكم لشئ غيه وسخر لكم ما ف
السموات وما ف الرض وأسبغ عليكم نعمه ظاهرة وباطنة وحلكم ف الب والبحر ورزقكم
من الطيبات لعلكم تشكرون ث جعل لكم سعا وبصرا ومن نعم ال عليكم نعم عم با بن آدم
ومنها نعم اختص با أهل دينكم ث صارت تلك النعم خواصها وعوامها ف دولتكم وزمانكم
وطبقتكم وليس من تلك النعم نعمة وصلت إل امرئ خاصة ال لو قسم ما وصل إليه منها بي
الناس كلهم أتعبهم شكرها وفدحهم حقها إل بعون ال مع اليان بال ورسوله فأنتم
مستخلفون ف الرض قاهرون لهلها قد نصر ال دينكم فلم تصبح أمة مالفة لدينكم إل امتان
أمة مستعبدة للسلم وأهله
يتجرون لكم تستصفون معايشهم وكدائحهم ورشح جباههم وعليهم الئونة ولكم
النفعة وأمة تنتظر وقائع ال وسطواته ف كل يوم وليلة قد مل ال قلوبم رعبا فليس لم معقل
يلجئون إليه ول مهرب يتقون به قد دهتهم جنود ال عز وجل ونزلت بساحتهم مع رفاغة
العيش واستفاضة الال وتتابع البعوث وسد الثغور بإذن ال ف العافية الليلة العامة الت ل تكن
هذه المة على أحسن منها مذ كان السلم وال الحمود مع الفتوح العظام ف كل بلد فما
عسى أن يبلغ مع هذا شكر الشاكرين وذكر الذاكرين واجتهاد الجتهدين مع هذه النعم الت
ل يصى عددها ول يقدر قدرها ول يستطاع أداء حقها إل بعون ال ورحته ولطفه فنسأل
ال الذي ل إله إل هو الذي أبلنا هذا أن يرزقنا العمل بطاعته والسارعة إل مرضاته فاذكروا
عباد ال بلء ال عندكم واستتموا نعمة ال عليكم وف مالسكم مثن وفرادى فإن ال عز
103
جهرة خطب العرب
وجل قال لوسى أخرج قومك من الظلمات إل النور وذكرهم بأيام ال وقال لحمد واذكروا
إذ أنتم قليل مستضعفون ف الرض فلو كنتم إذ كنتم مستضعفي مرومي خي الدنيا على
شعبة من الق تؤمنون با وتستريون إليها مع العرفة بال ودينه وترجون با الي فيما بعد
الوت لكان ذلك ولكنكم كنتم أشد الناس معيشة وأعظم الناس بال جهالة فلو كان هذا
الذى ابتلكم به ل يكن معه حظ ف دنياكم غي أنه ثقة لكم ف آخرتكم الت إليها العاد
والنقلب وأنتم من جهد العيشة على ما كنتم عليه كنتم أحرياء أن تشحوا على نصيبكم منه
وأن تظهروه على غيه فبله ما أنه قد جع لكم فضيلة الدنيا وكرامة الخرة أو لن شاء أن
يمع له ذلك منكم فإذكركم ال الائل بينكم وبي قلوبكم إل ما عرفتم حق ال
فعملتم له وقسرت أنفسكم على طاعته وجعتم مع السرور بالنعم خوفا لزوالا
ولنتقالا ووجل من تويلها فإنه ل شئ أسلب للنعمة من كفرانا وإن الشكر أمن للغي وناء
للنعمة واستجلب للزيادة وهذا ل على من أمركم ونيكم واجب خطبة له وخطب أيضا
فحمد ال وأثن عليه ث قال أيها الناس من أراد أن يسأل عن القرآن فليأت أب بن كعب ومن
أراد أن يسأل عن الفرائض فليأت زيد بن ثابت ومن أراد أن يسأل عن الفقه فليأت معاذ ابن
جبل ومن أراد ان يسأل عن الال فليأتن فإن ال جعلن له خازنا وقاسا إن بادئ بأزواج
رسول ال فمعطيهن ث الهاجرين الولي الذين أخرجوا من ديارهم وأموالم أنا وأصحاب ث
بالنصار الذين تبوءوا الدار واليان من قبلهم ث من أسرع إل الجرة أسرع إليه العطاء ومن
أبطأ عن الجرة أبطأ عنه العطاء فل يلومن رجل إل مناخ راحلته إن قد بقيت فيكم بعد
صاحب فابتليت بكم وابتليتم ب وإن لن يضرن من أموركم شئ فأكله إل غي أهل الزاء
والمانة فلئن أحسنوا لحسنن إليهم ولئن أساءوا لنكلن بم خطبة له وخطب أيضا فقال
المد ل الذي أعزنا بالسلم وأكرمنا باليان ورحنا بنبيه فهدانا له من الضللة وجعنا به من
الشتات وألف بي قلوبنا ونصرنا على
104
جهرة خطب العرب
عدونا ومكن لنا ف البلد وجعلنا به إخوانا متحابي فاحدوا ال على هذه النعمة
واسألوه الزيد فيها والشكر عليها فإن ال قد صدقكم الوعد بالنصر على من خالفكم وأياكم
والعمل بالعاصي وكفر النعمة فقلما كفر قوم بنعمة ول ينعوا إل التوبة إل سلبوا عزهم
وسلط عليهم عدوهم أيها الناس إن ال قد أعز دعوة هذه المة وجع كلمتها وأظهر فلجها
ونصرها وشرفها فاحدوه عباد ال على نعمه واشكروه على آلئة جعلنا ال وإياكم من
الشاكرين خطبة له وخطب عمر الناس فقال والذي بعث ممدا بالق لو أن جل هلك ضياعا
بشط الفرات خشيت أن يسأل ال عنه آل الطاب قال أبو زيد آل الطاب يعن نفسه ما يعن
غيها خطبة له وخطب أيضا فقال أيها الناس إنه أت على حي وأنا أحسب أن من قرأ القرآن
إنا يريد به ال وما عنده أل وإنه قد خيل إل أن أقواما يقرءون القرآن يريدون به ما عند الناس
أل فأريدوا ال بقراءتكم وأريدوه بأعمالكم فإنا كنا نعرفكم إذ الوحي ينل وإذ النب بي
أظهرنا فقد رفع الوحي وذهب النب فإنا أعرفكم با أقول لكم أل فمن أظهر لنا خيا ظننا به
خيا وأثنينا به عليه
ومن أظهر لنا شرا ظننا به شرا وأبغضناه عليه اقدعوا هذه النفوس عن شهواتا فإنا
طلعة وإنكم إل تقدعوها تنع بكم إل شر غاية إن هذا الق ثقيل مرئ وإن الباطل خفيف
وبئ وترك الطيئة خي من معالة التوبة ورب نظرة زرعت شهوة وشهوة ساعة أورثت حزنا
طويل وف رواية صاحب العقد أل وإن إنا أبعث عمال ليعلموكم دينكم وسنتكم ول أبعثهم
ليضربوا ظهوركم ويأخذوا أموالكم أل من رابه شئ من ذلك فليفعه إل فوالذي نفسي بيده
لقصنكم منه فقام عمرو بن العاص فقال يا أمي الؤمني أرأيت إن بعثت عامل من عمالك
فأدب رجل من رعيتك فضربه أتقصه منه قال نعم والذي نفس عمر بيده لقصنه منه فقد
رأيت رسول ال يقص من نفسه وف رواية الطبي وخطب عمر الناس يوم المعة فقال اللهم
إن أشهدك على أمراء المصار إن إنا بعثتهم ليعلموا الناس دينهم وسنة نبيهم وأن يقيموا فيهم
فيئهم وأن يعدلوا فإن أشكل عليهم شئ رفعوه إل يأيها الناس إن وال ما أرسل إليكم عمال
105
جهرة خطب العرب
ليضربوا أبشاركم ول ليأخذوا أموالكم ولكن أرسلهم إليكم ليعلموكم دينكم وسنتكم فمن
فعل به شئ سوى ذلك فليفعه إل فوالذي نفس عمر بيده لقصنه منه فوثب عمرو بن العاص
فقال يا أميالؤمني أرأيتك إن كان رجل من أمراء السلمي على رعية فأدب بعض رعيته إنك
لتقصنه منه قال إي والذي نفس عمر بيده إذن لقصنه منه وكيف
ل أقصه منه وقد رأيت رسول ال يقص من نفسه أل ل تضربوا السلمي فتذلوهم
ول تمروهم فتفتنوهم ول تنعوهم حقوقهم فتكفروهم ول تنلوهم الغياض فتضيعوهم خطبته
عام الرمادة وخطب عام الرمادة بالعباس رحه ال حد ال وأثن عليه وصلى على نبيه ث قال
أيها الناس استغفروا ربكم إنه كان غفارا اللهم إن أستغفرك وأتوب إليك اللهم إنا نتقرب
إليك بعم نبيك وبقية آبائه وكبار رجاله فإنك تقول وقولك الق وأما الدار فكان لغلمي
يتيمي ف الدينة وكان تته كن لما وكان أبوها صالا فحفظتهما لصلح أبيهما فاحفظ
اللهم نبيك ف عمه اللهم اغفر لنا إنك كنت غفارا اللهم أنت الراعي ل تمل الضالة ول تدع
الكسية بضيعة اللهم قد ضرع الصغي ورق الكبي وارتفعت الشكوى وأنت تعلم السر
وأخفى اللهم أغثهم بغياثك قبل أن يقنطوا فيهلكوا فإنه ل ييأس من روح ال إل القوم
الكافرون فما برحوا حت علقوا الذاء وقلصوا الآزز وطفق الناس بالعباس يقولون هنيئا لك يا
ساقي الرمي
خطبته وقد بلغه أن قوما يفضلونه على أب بكر وبلغه أن قوما يفضلونه على أب
بكر الصديق فوثب مغضبا حت صعد النب فحمد ال وأثن عليه وصلى على نبيه ث قال أيها
الناس إن سأخبكم عن وعن أب بكر إنه لا توف رسول ال ارتدت العرب ومنعت شاتا
وبعيها فأجع رأينا كلنا أصحاب ممد أن قلنا له يا خليفة رسول ال إن رسول ال كان
يقاتل العرب بالوحي واللئكة يده ال بم وقد انقطع ذلك اليوم فالزم بيتك ومسجدك فإنه ل
طاقة لك بقتال العرب فقال ابو بكر أو كلكم رأيه على هذا فقلنا نعم فقال وال لن أخر من
السماء فتخطفن الطي أحب إل من أن يكون رأيي هذا ث صعد النب فحمد ال وكبه وصلى
106
جهرة خطب العرب
على نبيه ث أقبل على الناس فقال أيها الناس من كان يعبد ممدا فإن ممدا قد مات ومن كان
يعبد ال فإن ال حي ل يوت أيها الناس أن كثر أعداؤكم وقل عددكم ركب الشيطان منكم
هذا الركب وال ليظهرن ال هذا الدين على الديان كلها ولو كره الشركون قوله الق
ووعده الصدق بل نقذف بالق على الباطل فيدمغه فإذا هو زاهق وكم من فئة قليلة غلبت فئة
كثية بإذن ال وال مع الصابرين وال أيها الناس لو منعون عقال لاهدتم عليه واستعنت
عليهم ال وهو خي معي ث نزل
خطب الفتوح ف عهد عمر ف فتح فارس كان الثن بن حارثة الشيبان أمي جيش
العراق قدم على أب بكر بالدينة يستمده فألفاه مريضا ووصى أبو بكر عمر بالبادرة إل إرسال
اليوش معه فكان أول ما عمل به عمر أن ندب الناس مع الثن إل أهل فارس قبل صلة
الفجر من الليلة الت مات فيها أبو بكر وكان وجه فارس من أكره الوجوه اليهم وأثقلها عليهم
لشدة سلطانم وشوكتهم وعزهم وقهرهم المم وجعل يندبم ثلثة أيام فل ينتدب أحد إل
فارس فلما كان اليوم الرابع عاد فندب الناس إل العراق فكان أول منتدب أبو عبيد بن مسعود
الثقفي والد الختار وتتابع الناس وتكلم الثن بن حارثة فقال خطبة الثن بن حارثة الشيبان
أيها الناس ل يعظمن عليكم هذا الوجه فإنا قد تبحبحنا ريف فارس وغلبناهم على خي شقي
السواد وشاطرناهم ونلنا منهم واجترأنا من قبلنا عليهم ولا إن شاء ال ما بعدها خطبة عمر
رضي ال عنه وقام عمر ف الناس فقال إن الجاز ليس لكم بدار إل على النجعة ول يقوى
عليه أهله إل بذلك
أين الطراء الهاجرون عن موعود ال سيوا ف الرض الت وعدكم ال ف الكتاب
أن يورثكموها فإنه قال ليظهره على الدين كله وال مظهر دينه ومعز ناصره ومول أهله
مواريث المم أين عباد ال الصالون فلما اجتمع له البعث أمر عليهم أو لم انتدابا وهو أبو
عبيد وقال له اسع من أصحاب رسول ال وأشركهم ف المر ولتتهد مسرعا حت تتبي فإنا
الرب والرب ل يصلحها ال الرجل الكيث الذي يعرف الفرصة والكف وصية عمر لب
107
جهرة خطب العرب
عبيد بن مسعود وتقدم عمر إل اب عبيد بن مسعود فقال إنك تقدم على أرض الكر والديعة
واليانة والبية تقدم على قوم قد جرءوا على الشر فعلموه وتناسوا الي فجهلوه فانظر كيف
تكون واخزن لسانك ول تفشي سرك فإن صاحب السر ما ضبطه متحصن ل يؤتى من وجه
يكرهه وإذا ضيعه كان بضيعة خطبة له وقد شيع جيش سعد بن أب وقاص وشيع جيش سعد
بن أب وقاص حي وجهه لرب العراق فقام ف الناس خطيبا فقال إن ال تعال أنا ضرب لكم
المثال وصرف لكم القوال ليحيي با
القلوب فإن القلوب ميتة ف صدورها حت يييها ال من علم شيئا فلينتفع به وإن
للعدل أمارات وتباشي فأما المارات فالياء والسخاء والي واللي وأما التباشي فالرحة وقد
جعل ال لكل أمر بابا ويسر لكل باب مفتاحا فباب العدل العتبار ومفتاحه الزهد والعتبار
ذكر الوت بتذكر الموات والستعداد له بتقدي العمال والزهد أخذ الق من كل أحد قبله
حق وتأدية الق إل كل أحد له حق ول تصانع ف ذلك احدا واكتف با يكفه من الكفاف
فإن من ل يكفيه الكفاف ل يغنه شئ إن بينكم وبي اله وليس بين وبينه أحد وإن ال قد
ألزمن دفع الدعاء عنه فأنوا شكاتكم إلينا فمن ل يستطع فإل من يبلغناها نأخذ له الق غي
متعتع وصيته لسعد بن أب وقاص وصى سعد بن أب وقاص حي أمره على حرب العراق فقال
يا سعد سعد بن وهيب ل يغرنك من ال أن قيل خال رسول ال وصاحب رسول ال فإن ال
عز وجل ل يحو السيئ بالسيئ ولكنه يحو السيئ بالسن فإن ال ليس بينه وبي أحد نسب
إل طاعته فالناس شريفهم ووضعيهم ف ذات ال سواء ال ربم وهم عباده يتفاضلون بالعافية
ويدركون ما عنده بالطاعة فانظر المر الذي رأيت النب منذ بعث إل أن فارقنا فالزمه فإنه
المر هذه عظت إياك إن تركتها ورغبت عنها حبط عملك وكنت من الاسرين وصيته لسعد
بن أب وقاص أيضا ولا أراد أن يسرحه دعاه فقال إن قد وليتك حرب العراق فاحفظ وصيت
فإنك تقدم على امر شديد كريه
108
جهرة خطب العرب
ل يلص منه إل الق فعود نفسك ومن معك الي واستفتح به واعلم أن لكل
عادة عتادا فعتاد الي الصب فالصب الصب على ما أصابك أو نابك يتمع لك خشية ال واعلم
أن خشية ال تتمع ف امرين ف طاعته واجتناب معصيته وإنا أطاعه من أطاعه ببغض الدنيا
وحب الخرة وعصاه من عصاه بب الدنيا وبغض الخرة وللقلوب حقائق ينشئها ال إنشاء
منها السر ومنها العلنية فأما العلنية فأن يكون حامده وذامه ف الق سواء وأما السر فيعرف
بظهور الكمة من قلبه علي لسانه وبحبة الناس فل تزهد ف التحبب فإن النبيي قد سألوا
مبتهم وإن ال إذا أحب عبدا حببه وإذا أبغض عبدا بغضه فاعتب منلتك عند ال تعال بنلتك
عند الناس من يشرع معك ف أمرك وصية أخرى كتبها إل سعد بن أب وقاص وكتب عمر
بن الطاب إل سعد بن اب وقاص رضي ال عنهما ومن معه من الجناد أما بعد فإن آمرك
ومن معك من الجناد بتقوى ال على كل حال فإن تقوى ال أفضل العدة على العدو وأقوى
الكيدة ف الرب وآمرك ومن معك أن تكونوا أشد احتراسا من العاصي منكم من عدوكم
فإن ذنوب اليش أخوف عليهم من عدوهم وإنا ينصر السلمون بعصية عدوهم ل ولول
ذلك ل تكن لنا بم قوة لن عددنا ليس كعددهم ول عدتنا كعدتم فإن استوينا ف العصية
كان لم الفضل علينا ف القوة وإل ننصر عليهم بفضلنا ل نغلبهم بقوتنا فاعلموا أن عليكم ف
سيكم حفظة من ال يعلمون ما تفعلون فاستحيوا منهم ول تعملوا بعاصي ال وأنتم ف سبيل
ال
ول تقولوا إن عدونا شر منا فلن يسلط علينا فرب قوم سلط عليهم شر منهم كما
سلط على بن اسرائيل لا عملوا بساخط ال كفار الجوس فجاسو اخللل الدينار وكان
وعدا مفعول واسالوا اللهالعون ل أنفسكم كما تسألونه النصر على عدوكم أسأل ال تعال
ذلك لنا ولكم وترفق بالسلمي ف مسيهم ول تشمهم مسيا يتبعهم ول تقصر بم عن منل
يرفق بم حت يبلغوا عدوهم والسفر ل ينقص قوتم فإنم سائرون إل عدو مقيم حامي
النفس والكراع وأقم بن معك ف كل جعة يوما وليلة حت تكون لم راحة ييون فيها
109
جهرة خطب العرب
أنفسهم ويرمون أسلحتهم وأمتعتهم ونح منازلم عن قرى أهل الصلح والذمة فل يدخلها من
أصحابك ال من تثق بدينه ول يرزأ أحدا من أهلها شيئا فإن لم حرمة وذمة ابتليتم بالوفاء با
كما ابتلوا بالصب عليها فما صبوا لكم فتولوهم خيا ول تستنصروا على أهل الرب بظلم
أهل الصلح وإذا وطئت أرض العدو فأذك العيون بينك وبينهم ول يف عليك أمرهم وليكن
عندك من العرب أو من أهل الرض من تطمئن إل نصحه وصدقه فإن الكذوب ل ينفعك
خبه وإن صدقك ف بعضه والغاش عي عليك وليس عينا لك وليكن منك عند دنوك من
أرض العدو أن تكثر الطلئع وتبث السرايا بينك وبينهم فتقطع السرايا أمدادهم ومرافقهم
وتتبع الطلئع عوراتم وتنق للطلئع أهل الرأي والبأس من أصحابك وتي لم سوابق اليل
فإن لقوا عدوا كان أول ما تلقاهم القوة من رأيك واجعل أمر السرايا إل أهل الهاد والصب
على اللد ول تض با أحدا بوى فتضيع من رأيك وأمرك أكثر ما حابيت به أهل
خاصتك ول تبعثن طليعة ول سرية ف وجه تتخوف فيه غلبة أو ضيعة ونكاية فإذا
عاينت العدو فاضمم إليك أقاصيك وطلئعك وسراياك واجع إليك مكيدتك وقوتك ث ل
تعاجلهم الناجزة ما ل يستكرهك قتال حت تبصر عورة عدوك ومقاتله وتعرف الرض كلها
كمعرفة أهلها فتصنع بعدوك كصنعة بك ث أذك أحراسك على عسكرك وتيقظ من البيات
جهدك ول تؤت بأسي ليس له عقد إل ضربت عنقه لترهب به عدو ال وعدوك وال ول
أمرك ومن معك وول النصر لكم على عدوكم وال الستعان وصيته للمجاهدين كان عمر بن
الطاب رضي ال عنه يقول عند عقد اللوية بسم ال وبال وعلى عون ال امضوا بتأييد ال
وما النصر إل من عند ال ولزوم الق والصب فقاتلوا ف سبيل ال من كفر بال ول تعتدوا إن
ال ل يب العتدين ول تبنوا عند اللقاء ول تثلوا عند القدرة ول تسرفوا عند الظهور ول
تقتلوا هرما ول امرأة ول وليدا وتوقوا قتلهم إذا التقى الزحفان وعند شن الغارات
وصية عمر ليعلى بن أمية ف إجلء أهل نران روى الطبان قال كان أول بعث
بعثه عمر بعث أب عبيد ث بعث يعلى بن أمية إل اليمن وأمره بإجلء أهل نران لوصية رسول
110
جهرة خطب العرب
ال ف مرضه بذلك ولوصية أب بكر رحه ال بذلك ف مرضه وقال ائتهم ول تفتنهم عن
دينهم ث أجلهم من أقام منهم على دينه وأقرر السلم وامسح أرض كل من تلى منهم ث
خيهم البلدان وأعلمهم أنا نليهم بأمر ال ورسوله ال يترك بزيرة العرب دينان فليخرجوا من
أقام على دينه منهم ث نعطيهم أرضا كأرضهم إقرارا لم بالق على أنفسنا ووفاء بذمتهم فيما
أمر ال من ذلك بدل بينهم وبي جيانم من أهل اليمن وغيهم فيما صار ليانم بالريف
خطبة لعمر ولا انتهى إل عمر قتل أب عبيد بن مسعود نادى ف الهاجرين والنصار وخرج
حت أتى صرارا فعسكر به واستشار الناس فكلهم أشار عليه بالسي إل فارس واستشار ذوي
الرأي فاشاروا عليه أن يقيم ويبعث رجل فقام ف الناس فقال إن ال عز وجل قد جع على
السلم أهله فألف بي القلوب وجعلهم فيه إخوانا والسلمون فيما بينهم كالسد ل يلو منه
شىء من شىء أصاب غيه وكذلك يق على السلمي أن يكونوا وأمرهم شورى بينهم بي
ذوي الرأي منهم فالناس تبع لن قام
بذا المر ما اجتمعوا عليه ورضوا به لزم الناس وكانوا فيه تبعا لم ومن قام بذا
المر تبع لول رأيهم ما رأوا لم ورضوا به لم من مكيدة ف حرب كانوا فيه تبعا لم يا أيها
الناس إن إناكنت كرجل منكم حت صرفن ذوو الرأي منكم عن الروج فقد رأيت ان أقيم
وأبعث رجل وقد أحضرت هذا المرمن قدمت ومن خلفت خطبة جرير بن عبد ال البجلي
وقال الثن بن حارثة وهو على قتال فارس من يتبع الناس إل السيب فقام جرير بن عبد ال
البجلي ف قومه فقال يا معشر بيلة إنكم وجيع من شهد هذا اليوم ف السابقة والفضيلة
والبلء سواء وليس لحد منهم ف هذا المس غدا من النفل مثل الذي لكم منه ولكم ربع
خسه نفل من أمي الؤمني فل يكونن أحد أسرع إل هذا العدو ول أشد عليه منكم للذي
لكم منه ونية إل ما ترجون فإنا تنتظرون إحدى السني الشهادة والنة أو الغنيمة والنة
خطبة سعد بن أب وقاص يوم أرماث وخطب سعد بن أب وقاص يوم أرماث سنة ه فحمد ال
وأثن عليه وقال إن ال هو الق ل شريك له ف اللك وليس لقوله خلف قال ال جل ثناؤه
111
جهرة خطب العرب
ولقد كتبنا ف الزبور من بعد الذكر أن الرض يرثها عبادي الصالون إن هذا
مياثكم وموعود ربكم وقد أباحها لكم منذ ثلث حجج فأنتم تطعمون منها وتأكلون منها
وتقتلون أهلها وتبونم وتسبونم إل هذا اليوم با نال منهم أصحاب اليام منكم وقد جاءكم
منهم هذا المع وأنتم وجوه العرب وأعيانم وخيار كل قبيلة وعز من وراءكم فإن تزهدوا ف
الدنيا وترغبوا ف الخرة جع ال لكم الدنيا والخرة ول يقرب ذلك أحدا إل أجله وإن
تفشلوا وتنوا وبتضعفوا تذهب ريكم وتوبقوا آخرتكم خطبة عاصم بن عمرو وقام عاصم بن
عمرو فقال إن هذه بلد قد أحل ال لكم أهلها وأنتم تنالون منها منذ ثلث سني ما ل ينالون
منكم وأنتم العلون وال معكم إن صبت وصدقتموهم الضرب والطعن فلكم أموالم
ونساؤهم وأبناؤهم وبلدهم وإن خرت وفشلتم وال لكم من ذلك جار وحافظ ل يبق هذا
المع منكم باقية مافة أن تعودوا عليهم بعائده هلك ال ال اذكروا اليام وما منحكم ال
فيها أول ترون أن الرض وراكم بسابس قفار ليس فيها خر ول وزر يعقل إليه ويتنع به
اجعلوا هكم الخرة خطبة طليحة بن خويلد السدي وحل أصحاب الفيلة من جيش الفرس
على السلمي وكادت بيلة أن تؤكل فرت عنها خيلها نفارا فأرسل سعد إل بن أسد ذببوا
عن بيلة وقام طليحة بن خويلد السدي ف قومه حي استصرخهم سعد فقال
يا عشيتاه ان النوه باسه الوثوق به وإن هذا لو علم أن احدا أحق بإغاثة هؤلء
منكم استغاثهم ابتدئوهم الشدة وأقدموا عليهم إقدام الليوث الربة فإنا سيتم أسدا لتفعلوا
فعله شدوا ول تصدوا وكروا ول تفروا ل در ربيعة أي فري يفرون وأي قرن يغنون هل
يوصل إل مواقفهم فأغنوا عن مواقفكم أعانكم ال شدوا عليهم باسم ال النساء ترض
أولدها على القتال حضرت النساء حرب القادسية ومعها بنوها أربعة رجال فقالت لم يا
بن أنتم أسلمتم طائعي وهاجرت متارين ووال الذي ل إله غيه إنكم لبنو رجل واحد كما
أنكم بنو امرأة واحدة ما خنت أباكم ول فضحت خالكم ول هجنت حسبكم ول غبت
نسبكم وقد تعلمون ما أعد ال للمسلمي من الثواب العظيم ف حرب الكافرين واعلموا أن
112
جهرة خطب العرب
الدار الباقية خي من الدار الفانية يقول ال عز وجل ياأيها الذين آمنوا اصبوا وصابروا ورابطوا
واتقوا ال لعلكم تفلحون فإذا أصبحتم غدا فاغدوا إل قتال عدوكم مستبصرين ول على
أعدائه مستنصرين فلما أضاء لم الصبح باكروا مراكزهم فتقدموا واحدا بعد واحد ينشدون
الراجيز فقاتلوا حت استشهدوا جيعا فلما بلغها الب قالت المد ل الذي شرفن بقتلهم
وأرجو من رب ان يمعن بم ف مستقر رحته فكان عمر رضي ال عنه يعطيها أرزاق أولدها
الربعة لكل واحد منهم مائة درهم حت قبض وماتت النساء
خطبة عتبة بن غزوان وف سنة ه وجه عمربن الطاب عتبة بن غزوان إل البصرة
وأمره بنولا بن معه وقطع مادة أهل فارس عن الذين بالدائن ونواحيها منهم فرفعوا له منبا
وقام يطب فحمد ال وأثن عليه وصلى على النب ث قال اما بعد فإن الدنيا قد تولت حذاء
مدبرة وقد آذنت أهلها بصرم وإنا بقي منها صبابة كصبابة الناء يصطبها صاحبها أل وإنكم
مفارقوها ل مالة ففارقوها بأحسن ما يضركم أل وإن من العجب أن سعت رسول ال
يقول إن الجر الضخم يلقى ف النار من شفيها فيهوي فيها سبعي خريفا ولهنم سبعة
ابواب ما بي البابي منها مسية خسمائة سنة ولتأتي عليها ساعة وهي كظيظ بالزحام ولقد
كنت مع رسول ال سابع سابعة مالنا طعام ال ورق البشام حت قرحت أشداقنا فوجدت أنا
وسعد بن مالك ترة فشققتها بين وبينه نصفي والتقطت بردة فشققتها بي بوبينه فأتزرت
بنصفها وأتزر بنصفها وما منا أحد اليوم إل وهو أمي على مصر من المصار وإنه ل يكن نبوة
قط إل تناسختها جبية وأنا أعوذ بال أن أكون ف نفسي عظيما وف أعي الناس صغيا
وستجربون المراء من بعدي فتعرفون وتنكرون
خطبة لسعد بن أب وقاص ولا نزل سعد برسي وهي الدينة الدنيا طلب السفن
ليعب بالناس إل الدينة القصوى على نر دجلة فلم يقدر على شئ ووجدهم قد ضموا السفن
فجمع الناس فحمد ال وأثن عليه وقال إن عدوكم قد اعتصم منكم بذا البحر فل تلصون
إليه معه وهم يلصون إليكم إذا شاءوا فيناوشونكم ف سفنهم وليس وراءكم شئ تافون أن
113
جهرة خطب العرب
تؤتوا منه فقد كفاكموه أهل اليام وعطلوا ثغورهم وأفنوا ذادتم وقد رأيت من الرأي ان
تبادروا جهاد العدو بنياتكم قبل أن تصركم الدنيا أل إن قد عزمت على قطع هذا البحر
إليهم فقالوا جيعا عزم ال لنا ولك على الرشد فافعل واقتحم دجلة وفتح الدينة القصوى سنة
ه خطبة عمر ولا تمعت جوع الفرس بنهاوند كتب سعد إل عمر يبه بذلك فاجتمع الناس
وقام عمرعلى النب خطيبا فأخبهم الب واستشارهم وقال هذا يوم له ما بعده من اليام أل
وإن قد همت بأمر وإن عارضه عليكم فاسعوه ث أخبون وأوجزوا ول تنازعوا فتفشلوا
وتذهب ريكم ول تكثروا ول تطيلوا فتفشغ بكم المور ويلتوى عليكم الرأي أفمن الرأي أن
أسي فيمن قبلى ومن قدرت عليه حت أنزل منل وسطا بي هذين الصرين فأستنفزهم ث
أكون
لم ردءا حت يفتح ال عليهم ويقضى ما أحب فإن فتح ال عليهم أن أضريهم
عليهم ف بلدهم ليتنازعوا ملكهم فقام عثمان بن عفان ورجال من أهل الرأي من أصحاب
رسول ال فتكلموا كلما فقالوا ل نرى ذلك ولكن ل يغيب عنهم رأيك وأثرك وقالوا بإزائهم
وجوه العرب وفرسانم وإعلمهم ومن قد فض جوعهم وقتل ملوكهم وباشر من حروبم ما
هو أعظم من هذه وإنا استأذنوك ول يستصرخوك فأذن لم واندب إليهم وادع لم خطبة
لعلي وقام على بن أب طالب فقال أصاب القوم يا أمي الؤمني الرأي وفهموا ما كتب به إليك
وإن هذا المر ل يكن نصره ول خذلنه لكثرة ول قلة هو دينه الذي أظهره وجنده الذي أعزه
وأيده باللئكة حت بلغ ما بلغ فنحن على موعود من ال وال منجز وعده وناصر جنده
ومكانك منهم مكان النظام من الرز يمعه ويسكه فإن انل تفرق ما فيه وذهب ث ل يتمع
بذافيه أبدا والعرب اليوم وإن كانوا قليل فهي كثي عزيز بالسلم فأقم واكتب إل أهل
الكوفة فهم أعلم العرب ورؤساؤهم ومن ل يفل بن هو أجع وأحد وأجد من هؤلء فليأتم
الثلثان وليقم الثلث واكتب إل أهل البصرة أن يدوهم ببعض من عندهم فسر عمر بسن
رأيهم وأعجبه ذلك منهم
114
جهرة خطب العرب
خطبة طلحة بن عبيد ال وقام طلحة بن عبيد ال وكان من خطباء رسول ال
فتشهد ث قال أما بعد يا أمي الؤمني فقد أحكمتك المور وعجمتك البليا واحتنكتك
التجارب وأنت وشأنك وأنت ورأيك ل ننبو ف يديك ول نكل عليك إليك هذا المر فمرنا
نطع وادعنا نب واحلنا نركب ووفدنا نفد وقدنا ننقد فإنك ول هذا المر وقد بلوت
وجربت واختبت فلم ينكشف شئ من عواقب قضاء ال لك إل عن خيار ث جلس خطبة
عثمان بن عفان فعاد عمر فقال إن هذا يوم له ما بعده من اليام فتكلموا فقام عثمان بن عفان
فتشهد وقال أرى يا أمي الؤمني أن تكتب إل أهل الشام فيسيوا من شأمهم وتكتب إل أهل
اليمن فيسيوا من ينهم ث تسي أنت بأهل هذين الرمي إل الصرين البصرة والكوفة فتلقى
جيع الشركي بمع السلمي فإنك إذا سرت بن معك وعندك قل ف نفسك ما قد تكاثر من
عدد القوم وكنت أعز عزا وأكثر يا أمي الؤمني إنك ل تستبقي من نفسك بعد العرب باقية
ول تتنع من الدنيا بعزيز ول تلوذ منها بريز إن هذا اليوم له ما بعده من اليام فاشهده برأيك
وأعوانك ول تغب عنه ث جلس
خطبة علي بن أب طالب فعاد عمر فقال إن هذا يوم له ما بعده من اليام فتكلموا
فقام علي بن أب طالب فقال أما بعد يا أمي الؤمني فإنك إن أسخصت أهل الشام من شأمهم
سارت الروم إل ذراريهم وإن أشخصت أهل اليمن من ينهم سارت البشة إل ذراريهم
وإنك إن شخصت من هذه الرض انتقضت عليك الرض من أطرافها وأقطارها حت يكون
ما تدع وراءك أهم إليك ما بي يديك من العورات والعيالت أقرر هؤلء ف أمصارهم
واكتب إل أهل البصرة فليتفرقوا فيها ثلث فرق فلتقم فرقة لم ف حرمهم وذراريهم ولتقم
فرقة ف أهل عهدهم لئل ينتقضوا عليهم ولتسر فرقة إل إخوانم بالكوفة مددا لم إن العاجم
إن ينظروا إليك غدا قالوا هذا أميالعرب وأصل العرب فكان ذلك أشد لكلبهم وألبتهم على
نفسك وأما ما ذكرت من مسي القوم فإن ال أكره لسيهم منك وهو أقدر على تغيي ما
يكره وأما ما ذكرت من عددهم فإنا ل نكن نقاتل فيما مضى بالكثرة ولكنا كنا نقاتل بالنصر
115
جهرة خطب العرب
فقال عمر أجل وال لئن شخصت من هذه البلدة لتنتقضن على الرض من أطرافها وأكنافها
ولئن نظرت إل العاجم ل يفارقن العرصة وليمدتم من ل يدهم وليقولن هذا أصل العرب
فإذا اقتطعتموه اقتطعتم أصل العرب فأشيوا على برجل أوله ذلك الثغر غدا قالوا انت أفضل
رأيا وأحسن مقدرة قال أشيوا علي به واجعلوه عراقيا قالوا يا أميالؤمني أنت أعلم بأهل
العراق
وجندك قد وفدوا عليك ورأيتهم وكلمتهم فقال أما وال لولي أمرهم رجل
ليكونن لول السنة إذا لقيها غدا فقيل من يا أمي الؤمني فقال النعمان بن مقرن الزن فقالوا
هو لا والنعمان يومئذ بالبصرة فوله خطبة النعمان بن مقرن ونشب القتال بي السلمي
والفرس وكان النعمان يسي ف الناس علىبذون أحوى قريب من الرض فيقف على كل راية
ويمد ال ويثن عليه ويقول قد علمتم ما أعزكم ال به من هذا الدين وما وعدكم من الظهور
وقد أنز لكم هوادى ما وعدكم وصدوره وإنا بقيت أعجازه وأكارعه وال منجز وعده
ومتبع آخر ذلك أوله واذكروا ما مضى إذكنتم أذلة وما استقبلتم من هذا المر وأنتم أعزة
فأنتم اليوم عباد ال حقا وأولياؤه وقد علمتم انقطاعكم من إخوانكم من أهل الكوفة والذي
لم ف ظفركم وعزكم والذي عليهم ف هزيتكم وذلكم وقد ترون من أنتم بإزائه من عدوكم
وما أخطرت وما أخطروا لكم فأما ما أخطروا لكم فهذه الرثة وما ترون من هذا السواد وأما
ما أخطرت له فدينكم وبيضتكم ول سواء ما أخطرت وما أخطروا فل يكونن على دنياهم
أحىمنكم على دينكم واتقى ال عبد صدق ال وأبلى نفسه فأحسن البلء فإنكم بي خيين
منتظرين إحدى السنيي من بي شهيد حي مرزوق أوفتح قريب وظفر يسي فكفى كل رجل
ما يليه ول يكل قرنه إل أخيه فيجتمع عليه قرنه وقرن نفسه وذلك من اللمة وقد يقاتل
الكلب عن صاحبه فكل رجل منكم مسلط على ما يليه فإذا قضيت أمرى فاستعدوا فإن مكب
ثلثا فإذا كبت التكبية
116
جهرة خطب العرب
الول فليتهيأ من ل يكن تيأ فإذا كبت الثانية فليشد عليه سلحه وليتهيأ للنهوض
فإذا كبت الثالثة فإن حامل إن شاء ال فاحلوا معا اللهم أعز دينك وانصر عبادك واجعل
النعمان أول شهيد اليوم على إعزاز دينك ونصر عبادك وزلق فرسه ف دماء القوم فصرع
فاستشهد
خطب رجال من الفاتي بي يدي يزدجرد ملك الفرس وقواده وكتب عمر بن
الطاب إل سعد بن أب وقاص وهو على فتح العراق يأمره أن يبعث إل يزدجرد ملك الفرس
رجال من أهل النظرة والرأي واللد يدعونه فاختارهم وأنفذهم إليه بالدائن فلما دخلوا عليه
أمر الترجان بينه وبينهم فقال سلهم ما جاء بكم وما دعاكم إل غزونا والولوع ببلدنا أمن
أجل أنا أجمناكم وتشاغلنا عنكم اجترأت علينا فقال لم النعمان بن مقرن إن شئتم أجبت
عنكم ومن شاء آثرته فقالوا بل تكلم فتكلم النعمان فقال خطبة النعمان بن مقرن إن ال رحنا
فأرسل إلينا رسول يدلنا على الي ويأمرنا به ويعرفنا الشر وينهانا عنه ووعدنا على إجابته خي
الدنيا والخرة فلم يدع إل ذلك قبيلة إل صاروا فرقتي فرقة تقاربه وفرقة تباعده ول يدخل
معه ف دينه ال الواص فمكث بذلك ما شاء ال أن يكث ث أمر أن ينبذ إل من خالفه من
العرب وبدأ بم وفعل فدخلوا معه جيعا على وجهي مكره عليه فاغتبط وطائع أتاه فازداد
فعرفنا جيعا فضل ما جاء به على الذي كنا عليه من العداوة والضيق ث امرنا أن نبدأ بن يلينا
من المم فندعوهم إل النصاف فنحن ندعوكم إل ديننا وهو دين حسن
السن وقبح القبيح كله فإن أبيتم فأمر من الشر هو أهون من آخر شر منه الزاء
فإن أبيتم فالناجزة فإن أجبتم إل ديننا خلفنا فيكم كتاب ال وأقمناكم عليه على ان تكموا
بأحكامه ونرجع عنكم وشأنكم وبلدكم وإن اتقيتمونا بالزاء قبلنا ومنعناكم وإل قاتلناكم
فقال يزدجرد إن ل أعلم ف الرض أمة كانت أشقى ول أقل عددا ول أسوأ ذات بي منكم
قد نوكل بكم قرى الضواحي فيكفونناكم ل تغزوكم فارس ول تطمعون أن تقوموا لم فإن
كان غرور لقكم فل يغرنكم منا وإن كان الهد دعاكم فرضنا لكم قوتا إل خصبكم
117
جهرة خطب العرب
وأكرمنا وجوهكم وكسوناكم وملكنا عليكم ملكا يرفق بكم فقام الغية بن زرارة فقال
خطبة الغية بن زرارة أيها اللك إن هؤلء رءوس العرب ووجوههم وهم أشراف يستحيون
من الشراف وإنا يكرم الشراف الشراف ويعظم حقوق الشراف الشراف ويفخم
الشراف الشراف وليس كل ما أرسلوا به جعوه لك ول كل ما تكلمت به أجابوك عليه
وقد أحسنوا ول يسن بثلهم ال ذلك فجاوبن لكون الذي أبلغك ويشهدون على ذلك إنك
قد وصفتنا صفة ل تكن با عالا فأما ما ذكرت من سوء الال فما كان أسوأ حال منا وأما
جوعنا فلم يكن يشبه الوع كنا نأكل النافس والعلن والعقارب واليات فنرى ذلك
طعامنا واما النازل فإنا هي ظهر الرض ول نلبس إل ما غزلنا من أوبار البل وأشعار الغنم
ديننا أن يقتل بعضنا
بعضا ويغي بعضنا على بعض وإن كان أحدنا ليدفن ابنته وهي حية كراهية أن
تأكل من طعامنا فكانت حالنا قبل اليوم على ما ذكرت لك فبعث ال إلينا رجل معروفا
نعرف نسبه ونعرف وجهه ومولده فأرضه خي أرضنا وحسبه خي أحسابنا وبيته أعظم بيوتنا
وقبيلته خي قبيلتنا وهو بنفسه كان خينا ف الال الت كان فيها أصدقنا وأحلمنا فدعانا إل
أمر فلم يب أحد أول من ترب كان له وكان الليفة من بعده فقال وقلنا وصدق وكذبنا
وزاد ونقصنا فلم يقل شيئا ال كان فقذف ال ف قلوبنا التصديق له واتباعه فصار فيما بيننا
وبي رب العالي فما قال لنا فهو قول ال وما أمرنا فهو أمر ال فقال لنا إن ربكم يقول إن أنا
ال وحدي ل شريك ل كنت إذ ل يكن شئ وكل شئ هالك ال وجهي وأنا خلقت كل
شئ وإل يصي كل شئ وإن رحت أدركتكم فبعثت إليكم هذا الرجل لدلكم على السبيل
الت با أنيكم بعد الوت من عذاب ولحلكم داري دار السلم فنشهد عليه أنه جاء بالق من
عند الق وقال من تابعكم على هذا فله ما لكم وعليه ما عليكم ومن أب فاعرضوا عليه الزية
ث امنعوه ما تنعون منه أنفسكم ومن أب فقاتلوه فأنا الكم بينكم فمن قتل منكم أدخلته جنت
ومن بقي منكم أعقبته النصر على من ناوأه فاختر إن شئت الزية عن يد وأنت صاغر وإن
118
جهرة خطب العرب
شئت فالسيف أو تسلم فتنجي نفسك فقال يزدجرد أتستقبلن بثل هذا لول أن الرسل ل تقتل
لقتلتكم ل شئ لكم عندي ث قال ائتون بوقر من تراب فقال احلوه على أشرف هؤلء ث
سوقوه حت يرج من باب الدائن
مقال ربعي بن عامر عند رستم قائد جيش الفرس وأرسل رستم قائد جيش الفرس
إل سعد بن أب وقاص أن ابعث إلينا رجل نكلمه ويكلمنا فبعث إليه ربعي بن عامر فلما
انتهى إليه قال له الترجان واسه عبود من أهل الية ما جاء بكم قال ال ابتعثنا وال جاء بنا
لنخرج من شاء من عبادة العباد إل عباد ال ومن ضيق الدنيا إل سعتها ومن جور الديان إل
عدل السلم فأرسلنا بدينه إل خلقه لندعوهم إليه فمن قبل منا ذلك قبلنا ذلك منه ورجعنا
عنه وتركناه وأرضه يليها دوننا ومن أب قاتلناه أبدا حت نفضى إل موعود ال قال وما موعود
ال قال النة لن مات على قتال من أبل والظفر لن بقي خطبة الغية بن شعبة ف حضرة رستم
وبعث إليه أيضا الغية بن شعبة فتكلم بضرته فحمد ال وأثن عليه ث قال إن ال خالق كل
شىء ورازقه فمن صنع شيئا فإنا هو يصنعه والذى له وأما الذي ذكرت به نفسك وأهل
بلدك من الظهور على العداء والتمكن ف البلد وعظم السلطان ف الدنيا فنحن نعرفه ولسنا
ننكره فال صنعة بكم ووضعه فيكم وهوله دونكم وأما الذي ذكرت فينا من سوء الال
وضيق العيشة واختلف القلوب فنحن نعرفه ولسنا ننكره وال ابتلنا بذلك وصينا إليه والدنيا
دول ول يزل أهل شدائدها يتوقعون الرخاء حت يصيوا إليه ول يزل أهل رخائها يتوقعون
الشدائد حت تنل بم ويصيوا إليها ولو كنتم فيما آتاكم ال ذوي شكر كان
شكركم يقصر عما أوتيتم وأسلمكم ضعف الشكر إل تغي الال ولو كنا فيما
ابتلينا به أهل كفر كان عظيم ما تتابع علينا مستجلبا من ال رحة يرفه با عنا ولكن الشأن
غي ما تذهبون إليه أو كنتم تعرفوننا به إن ال تبارك وتعال بعث فينا رسول ث ذكر مثل
الكلم الول خطبة الغية بن شعبة لا اجتمعت جيوش السلمي بنهاوند سنة ه وأميهم
النعمان بن مقرن الزن أرسل بندار العلج إليهم أن أرسلوا إلينا رجل نكلمه فأرسلوا إليه الغية
119
جهرة خطب العرب
بن شعبة فأدخل إليه وترجم له قوله إنكم معشر العرب أبعد الناس من كل خي وأطول الناس
جوعا وأشقى الناس شقاء وأقذر الناس قذرا وأبعده دارا وما منعن أن آمر هؤلء الساورة
حول أن ينتظموكم بالنشاب إل تنجسا ليفكم فإنكم أرجاس فإن تذهبوا نل عنكم وإن
تأبوا نركم مصارعكم قال فحمدت ال وأثنيت عليه فقلت وال ما أخطأت من صفتنا شيئا
ول من نعتنا إن كنا لبعد الناس دارا وأشد الناس جوعا وأشقى الناس شقاء وأبعد الناس من
كل خي حت بعث ال عز وجل إلينا رسوله فوعدنا النصر ف الدنيا والنة ف الخرة فوال ما
زلنا نتعرف من ربنا منذ جاءنا رسوله بالفتح والنصر حت أتيناكم وإنا وال ل نرجع إل ذلك
الشقاء أبدا حت نغلبكم على ما ف أيديكم أو نقتل بأرضكم
خطبة عمر وغزا الحنف بن قيس خراسان وحارب يزدجرد سنة ه ث أقبل أهل
فارس على الحنف فصالوه وعاقدوه ودفعوا إليه خزائن يزدجرد وتراجعوا إل بلدانم وبعث
الحنف بالب والغنائم إل عمر بن الطاب فجمع الناس وخطبهم فقال ف خطبته إن ال
تبارك وتعال ذكر رسوله وما بعثه به من الدى ووعد على اتباعه من عاجل الثواب وآجله
خي الدنيا والخرة فقال هو الذي أرسل رسوله بالدى ودين الق ليظهره على الدين كله ولو
كره الشركون فالمد ل الذي أنز وعده ونصر جنده أل إن ال قد أهلك ملك الجوسية
وفرق شلهم فليسوا يلكون من بلدهم شبا يضر بسلم أل وإن ال قد أورثكم أرضهم
وديارهم وأموالم وأبناءهم لينظر كيف تعملون أل وإن الصرين من مسالها اليوم كأنتم
والصرين فيما مضى من البعد وقد وغلوا ف البلد وال بالغ أمره ومنجز وعده ومتبع آخر
ذلك أوله فقوموا ف أمره على رجل يوف لكم بعهده ويؤتكم وعده ول تبدلوا ول تغيوا
فيستبدل ال بكم غيكم فإن ل أخاف على هذه المة أن تؤتى ال من قبلكم خطبة عثمان بن
أب العاص ولا فتح عثمان بن أب العاص إصطخر سنة ه وجع إليه ما أفاء ال على السلمي
خسه وبعث بالمس إل عمر وقسم أربعة أخاس الغنم ف الناس
120
جهرة خطب العرب
وعفت الند عن النهاب وأدوا المانة واستدقوا الدنيا فجمعهم عثمان ث قام فيهم
وقال إن هذا المر ل يزال مقبل ول يزال أهله معافي ما يكرهون ما ل يغلوا فإذا غلوا رأوا ما
ينكرون ول يسد الكثي مسد القليل اليوم
ف فتح الشام بي الروم ومعاذ بن جبل وبعث الروم إل أب عبيدة أن أرسل الينا
رجل من صلحائكم نسأله عما تريدون وما تسألون وما تدعون إليه ونبه بذات أنفسنا
وندعوكم إل حظكم إن قبلتم فأرسل إليهم أبو عبيدة معاذ بن جبل فأتاهم فقالوا للترجان قل
له أخبونا ما تطلبون وإلم تدعون اليه وما أدخلكم بلدنا وتركتم أرض البشة وليسوا منكم
ببعيد وتركتم أرض فارس وقد هلك ملك فارس وهلك ابنه وإنا تلكهم اليوم النساء ونن
ملكنا حي وجنودنا عظيمة كثية وإن اقتحمتم من مدائننا مدينة أو من قرانا قرية أو من
حصوننا حصنا أو هزمتم لنا عسكرا أظننتم أنكم قد ظفرت بماعتنا وأنكم قد قطعتم حربنا
عنكم أو فرغتم من وراءنا منا ونن عدد نوم السماء وحصى الرض وأخبونا ل تستحلون
قتالنا وأنتم تؤمنون بنبينا وكتابنا فلما قالوا هذا القول وفسره الترجان لعاذ سكتوا فقال معاذ
للترجان قد فرغوا قال له نعم قال فأفهمهم عن أن أول ما أنا ذاكر حد ال الذي ل إله إل
هو والصلة على ممد نبيه وأن أول ما أدعوكم إل ال أن تؤمنوا بال وحده وبحمد وأن
تصلوا صلتنا وتستقبلوا قبلتنا وأن تستنوا بسنة نبينا وتكسروا الصليب وتتنبوا شرب المر
وأكل لم النير ث أنتم منا ونن منكم وأنتم أخواننا ف ديننا لكم ما لنا وعليكم ما علينا وإن
أبيتم فأدوا الزية إلينا ف كل عام وأنتم صاغرون ونكف عنكم وإن أنتم أبيتم
هاتي الصلتي فليس شئ ما خلق ال عز وجل نن قابلوه منكم فابرزوا إلينا حت يكم ال
بيننا وهو خي الاكمي فهذا ما نأمركم به وما ندعوكم إليه وأما قولكم ما أدخلكم بلدنا
وتركتم أرض البشة وليسوا منكم ببعيد وتركتم أهل فارس وقد هلك ملكهم فإن أخبكم
عن ذلك ما بدأنا قتالكم لنكم أقرب إلينا منهم وإنكم عندنا جيعا بالسواء وما جاءنا كتابنا
بالكف عنهم ولكن ال عز وجل أنزل ف كتابه على نبينا فقال يا أيها الذين أمنوا قاتلوا الذين
121
جهرة خطب العرب
يلونكم من الكفار وليحدوا فيكم غلظة وكنتم أقرب إلينا منهم فبدأنا بكم لذلك وقد أتاهم
طائفة منا وهم يقاتلونم وأرجو أن يظفرهم ال ويفتح عليهم فينصر وأما قولكم إن ملكنا حي
وإن جنودنا عظيمة وإنا عدد نوم السماء وحصى الرض وتوئسونا من الظهور عليكم فإن
المر ف ذلك ليس إليكم وإنا المور كلها إل ال وكل شئ ف قبضته وقدرته وإذا أراد شيئا
أن يقول له كن فيكون وإن يكن ملككم هرقل فإن ملكنا ال عز وجل الذي خلقنا وأمينا
رجل منا إن عمل فينا بكتاب ديننا وسنة نبينا أقررناه علينا وإن عمل بغي ذلك عزلناه عنا وإن
هو سرق قطعنا يده وإن زن جلدناه وإن شتم رجل منا شتمه كما شتمه وإن جرحه أقاده من
نفسه ول يتجب منا ول يتكب علينا ول يستأثر علينا ف فيئنا الذي أفاءه ال علينا وهو كرجل
منا وأما قولكم جنودنا كثية فإنا وإن عظمت وكثرت حت تكون اكثر من نوم السماء
وحصى الرض فإنا ل نثق با ول نتكل عليها ول نرجو النصر على
عدونا با ولكنا نتبأ من الول والقوة ونتوكل على ال عز وجل ونثق بربنا فكم
من فئة قليلة قد أعزها ال ونصرها وأغناها وغلبت فئة كثية بإذن ال وكم من فئة كثية قد
أذلا ال وأهانا قال تبارك وتعال كم من فئة قليلة غلبت فئة كثية بإذن ال وال مع الصابرين
وأما قولكم كيف تستحلون قتالنا وأنتم تؤمنون بنبينا وكتابنا فأنا أخبكم عن ذلك نن نؤمن
بنبيكم ونشهد أنه عبد من عبيد ال وأنه رسول من رسل ال وأن مثله عند ال كمثل آدم
خلقه من تراب ث قال له كن فيكون ول نقول إنه ال ول نقول إنه ثان إثني ول ثالث ثلثة
ول إن ل والدا ول إن له صاحبة ول ولدا ول إن معه آلة أخرى ل إله إل هو تعال عما
يقولون علوا كبيا وأنتم تقولون ف عيسى قول عظيما فلو أنكم قلتم ف عيسى كما نقول
وآمنتم بنبوة نبينا كما تدونه ف كتابكم وكما نؤمن نن بنبيكم وأقررت با جاء به من عند
ال ووحدت ال ما قاتلناكم بل كنا نسالكم ونواليكم ونقاتل معكم عدوكم فلما فرغ معاذ
من خطابه قالوا له ما نرى بيننا وبينك ال متباعدا وقد بقيت خصلة نن نعرضها عليكم فإن
قبلتموها منا فهو خي لكم وإن أبيتم فهو شر لكم نعطيكم البلقاء وما وال أرضكم من سواد
122
جهرة خطب العرب
الردن وتنحوا عن بقية أرضنا وعن مدائننا ونكتب عليكم كتابا نسمى فيه خياركم
وصلحاءكم ونأخذ عهودكم ومواثيقكم على ألا تطلبوا من أرضنا غي ما صالناكم عليه
وعليكم بأهل فارس فقاتلوهم ونن معكم نعينكم عليهم حت تقتلوهم وتظهروا عليهم فقال
معاذ هذا الذى عرضتم علينا وتعطوناه كله ف أيدينا ولو أعطيتمونا جيع ما ف أيديكم ما ل
نظهر عليه ومنعتمونا خصلة من الصال الثلثة الت وصفت لكم ما فعلنا
فغضبوا عند ذلك وقالوا نتقرب إليك وتتباعد عنا اذهب إل أصحابك فو ال إنا
لنرجو أن نفرقكم ف البال غدا فقال معاذ أما البال فل ولكن وال لتقتلنا عن آخرنا أو
لنخرجنكم من أرضكم أذلة وأنتم صاغرون وانصرف معاذ بي أب عبيدة ورسول الروم
وانصرف معاذ إل أب عبيدة فأخبه با قالوا ث أرسل الروم رسول من قبلهم إل أب عبيدة
فقال له أنا أعرض عليكم أمرا لكم فيه حظ إن قبلتموه نن نعطيكم دينارين دينارين وثوبا ثوبا
ونعطيك انت ألف دينار ونعطي المي الذي فوقك يعنون عمر ألفي دينار وتنصرفون عنا وإن
شئتم أعطيناكم أرض البلقاء وما وال أرضكم من سواد الردن وخرجتم من مدائننا وأرضنا
وبلدنا وكتبنا فيما بيننا وبينكم كتابا يستوثق فيه بعضنا من بعض باليان الغلظة ليقومن به
وليفي با عاهد ال عليه فحمد ال أبو عبيدة وأثن عليه با هو أهله وصلى على النب ث قال إن
ال بعث فينا رسول نبيا وأنزل عليه كتابا حكيما وأمره أن يدعو الناس إل عبادة ربم رحة
منه للعالي وقال لم إن ال إله واحد عزيز حكيم على ميد وهو خالق كل شئ وليس كمثله
شئ وأمرهم أن يوحدوا ال الذى ل إله إل هو ول يتخذوا له صاحبة ول ولدا ول يتخذوا معه
آلة أخرى وأن كل شئ يعبده الناس دونه فهو خلقه وأمرنا صلى ال عليه وسلم فقال إذا أتيتم
الشركي فادعوهم إل اليان بال وبرسوله وبالقرار با جاء من عند ال عز وجل فمن آمن
وصدق فهو أخوكم ف دينكم له ما لكم وعليه ما عليكم ومن أب فاعرضوا عليه الزية حت
يؤدوها عن يد وهم صاغرون فإن أبوا أن يؤمنوا أو يؤدوا الزية
123
جهرة خطب العرب
فاقتلوهم وقاتلوهم فإن قتيلكم الحتسب بنفسه شهيد عند ال وهو ف جنات النعيم
وقتيل عدوكم ف النار فإن قبلتم ما سعتم من فهو خي لكم وإن أبيتم ذلك فابرزوا إلينا حت
يكم ال بيننا وهو خي الاكمي فقال الرومي قد أبيتم إل هذا فقال له أبو عبيدة نعم فقال لع
الرومي أما وال على ذلك إن ل نراكم تتمنون أنكم قبلتم منا دون ما عرضنا عليكم بي
باهان وخالد بن الوليد وبعث باهان أمي الروم إل خالد بن الوليد أن القن فأقبل إليه خالد
فقال باهان إن شئت فتكلم وإن شئت بدأتك فتكلمت فقال له خالد فتكلم فقال باهان المد
ل الذى جعل نبينا أفضل النبياء وملكنا أفضل اللوك وأمتنا خي المم فلما بلغ هذا الكان قال
خالد للترجان وقطع على صاحب الروم منطقه ث قال المد ل الذى جعلنا نؤمن بنبينا
ونبيكم وبميع النبياء وجعل المي الذى وليناه أمورنا رجل كبعضنا فلو زعم أنه ملك علينا
لعزلناه عنا ولسنا نرى أن له على رجل من السلمي فضل إل أن يكون أتقى منه عند ال وأبر
والمد ل الذى جعل أمتنا تأمر بالعروف وتنهى عن النكر وتقر بالذنب وتستغفر ال منه
وتعبد ال وحده ل تشرك به شيئا قل الن ما بدا لك فاصفر وجه باهان ومكث قليل ث قال
المد ل الذى أبلنا فأحسن البلء عندنا وأغنانا من الفقر ونصرنا على المم وأعزنا فل نذل
ومنعنا من الضيم فل يباح حرينا ولسنا فيما أعزنا ال به وأعطانا من ديننا ببطرين ول مرحي
ول
باغي على الناس وقد كانت لنا منكم يا معشر العرب جيان كنا نسن جوارهم
ونعظم قدرهم ونفضل عليهم ونفى لم بالعهد وخيناهم بلدنا ينلون منها حيث شاءوا
فينلون آمني ويرحلون آمني وكنا نرى أن جيع العرب من ل ياورنا سيشكر لنا ذلك الذى
أتينا إل إخوانم وما اصطنعنا عندهم فلم يرعنا منكم إل وقد فاجأتونا باليل والرجال
تقاتلوننا على حصوننا وتريدون أن تغلبونا على بلدنا وقد طلب هذا منا قبلكم من كان أكثر
منكم عددا وأعظم مكيدة وأوف جندا ث رددناهم عنها فلم يرجعوا عنا إل وهم بي قتيل
وأسي وأراد ذلك منا فارس فقد بلغكم كيف صنع ال عز وجل بم وأراد ذلك منا الترك
124
جهرة خطب العرب
فلقيناهم بأشد ما لقينا به فارس وأرادنا غيكم من أهل الشرق والغرب من ذوى النعة والعز
والنود العظيمة فكلهم أظفرنا ال بم وصنع لنا عليهم ول تكن أمة من المم بأرق عندنا
منكم شأنا ول أصغر أخطارا إنا جلكم رعاء الشاء والبل وأهل الصخر والجر والبؤس
والشقاء فأنتم تطمعون أن نلى لكم عن بلدنا بئس ما طمعتم فيه منا وقد ظننا أنه ل يأت
بكم إل بلدنا ونن يتقى كل من حولنا من المم العظيمة الشأن الكثية العدد مع كثرتنا
وشدة شوكتنا إل جهد نزل بكم من جدوبة الرض وقحط الطر وعثتم ف بلدنا وأفسدت كل
الفساد وقد ركبتم مراكبنا وليست كمراكبكم ولبسم ثيابنا وليست كثيابكم وثياب الروم
البيض كأنا صفائح الفضة وطعمتم من طعامنا وليس كطعامكم وأصبتم منا وملت أيديكم من
الذهب الحر والفضة البيضاء والتاع الفاخر وقد لقيناكم الن وذلك كله لنا فهو ف أيديكم
فنحن نسلمه لكم فاخرجوا به وانصرفوا عن بلدنا فإن أبت أنفسكم إل أن ترصوا وتشرهوا
وأردت أن نزيدكم من بيوت أموالنا ما يقوى به الضعيف منكم ويرى الغائب أن قد
رجع إل أهله بي فعلنا ونأمر للمي منكم بعشرة آلف دينار ونأمر لك بثلها
ونأمر لرؤسائكم بألف دينار ألف دينار ونأمر لميع أصحابك بائة دينار مائة دينار على أن
توثقوا لنا باليان الغلظة أل تعودوا إل بلدنا ث سكت جواب خالد فقال خالد رحه ال
المد ل الذى ل إله إل هو فلما فسر له الترجان قوله المد ل الذى ل إله إل هو رفع يده
إل السماء ث قال لالد نعم ما قلت ث قال خالد وأشهد أن ممدا رسول ال فلما فسر له
الترجان قال باهان ال أعلم ما أدرى لعله كما تقول فأخب خالد الترجان ث قال خالد رحه
ال أما بعد فإن كل ما ذكرت به قومك من الغن والعز ومنع الري والظهور على العداء
والتمكن ف البلد فنحن به عارفون وكل ما ذكرت من إنعامكم على جيانكم منا فقد عرفناه
وذلك لمر كنتم تصلحون به دنياكم وإصلحكم كان إليهم وإحسانكم إليهم كان ذلك
زيادة ف ملككم وعزا لكم أل ترون أن ثلثيهم أو شطرهم دخلوا معكم ف دينكم فهم
يقاتلوننا معكم وأما ما ذكرتنا به من رعى البل والغنم فما أقل من رأيت واحدا منا يكرهه
125
جهرة خطب العرب
ومال يكن يكرهه منا فضل على من يفعله وأما قولكم إنا أهل الصخر والجر والبؤس
والشقاء فحالنا وال كما وصفته ما ننتفى من ذلك ول نتبأ منه وكنا على أسوأ وأشد ما
ذكرت وسأقص عليك قصتنا وأعرض عليك أمرنا وأدعوك إل حظك إن قبلت أل إنا كنا
معشر العرب أمة من هذه المم أنزلنا ال وله المد منل من الرض ليست به أنار جارية ول
يكون به من الزرع إل القليل وكل أرضنا الهامة والقفار فكنا أهل حجر ومدر وشاء وبعي
وعيش شديد وبلء
دائم لزم نقطع أرحامنا ونقتل خشية الملق أولدنا ويأكل قوينا ضعيفنا وكثينا
قليلنا ول تأمن قبيلة منا قبيلة إل أربعة أشهر من السنة نعبد من دون ال أربابا وأصناما ننحتها
بأيدينا من الجارة الت نتارها على أعيننا وهى ل تضر ول تنفع ونن عليها مكبون فبينما
نن كذلك على شفا حفرة من النار من مات منا مات مشركا وصار إل النار ومن بقى منا
بقى كافرا مشركا بربه قاطعا لرحه إذ بعث ال فينا رسول من صميمنا وشرفائنا وخيارنا
وكرمائنا وأفضلنا دعانا إل ال وحده أن نعبده ول نشرك به شيئا وأن نلع النداد الت يعبدها
الشركون دونه وقال لنا ل تتخذوا من دون ال ربكم إلا ول وليا ول نصيا ول تعلوا معه
صاحبة ول ولدا ول تعبدوا من دونه نارا ول حجرا ول شسا ول قمرا واكتفوا به ربا وإلا من
كل شئ دونه وكونوا أولياءه وإليه فادعوا وإليه فارغبوا وقال لنا قاتلوا من اتذ مع ال آلة
أخرى وكل من زعم أن ل ولدا وأنه ثان اثني أو ثالث ثلثة حت يقولوا ل إله إل ال وحده
ل شريك له ويدخلوا ف السلم فإن فعلوا حرمت عليكم دماؤهم وأموالم وأعراضهم إل
بقها وهم إخوانكم ف الدين لم ما لكم وعليهم ما عليكم فإن هم أبوا أن يدخلوا ف دينكم
وأقاموا على دينهم فأعرضوا عليهم الزية أن يؤدوها عن يد وهم صاغرون فإن هم فعلوا
فاقبلوا منهم وكفوا عنهم وإن أبوا فقاتلوهم فإنه من قتل منكم كان شهيدا حيا عند ال مرزوقا
وأدخله ال النة ومن قتل من عدوكم قتل كافرا وصار إل النار ملدا فيها أبدا ث قال خالد
وهذا وال الذى ل إله إل هو أمر ال به نبيه فعلمنا وأمرنا به أن ندعو الناس إليه ونن ندعوكم
126
جهرة خطب العرب
إل ما دعانا إليه نبينا وإل ما أمرنا به أن ندعو إليه الناس فندعوكم إل السلم وإل أن
تشهدوا أن ل إله إل ال وأن ممدا عبده ورسوله وإل أن تقيموا الصلة وتؤتوا الزكاة وتقروا
با جاء من عند ال
عز وجل فإن فعلتم فأنتم إخواننا ف السلم لكم ما لنا وعليكم ما علينا وإن أبيتم
فإنا نفرض عليكم أن تعطوا الزية عن يد وأنتم صاغرون فإن فعلتم قبلنا منكم وكففنا عنكم
وإن أبيتم أن تفعلوا فقد وال جاءكم قوم هم أحرص على الوت منكم على الياة فاخرجوا بنا
على اسم ال حت ناكمكم إل ال فإنا الرض ل يورثها من يشاء من عباده والعاقبة للمتقي
ث سكت خالد فقال باهان أما أن ندخل ف دينكم فما أبعد من ترى من الناس من أن يترك
دينه ويدخل ف دينكم وأما أن نؤدى الزية فتنفس الصعداء وثقلت عليه وعظمت عنده فقال
سيموت من ترى جيعا قبل أن يؤدوا الزية إل أحد من الناس وهم يأخذون الزية ول
يعطونا وأما قولك فاخرجوا حت يكم ال بيننا فلعمرى ما جاءك هؤلء القوم وهذه الموع
إل ليحاكموك إل ال وأما قولك إن الرض ل يورثها من يشاء من عباده فصدقت وال ما
كانت هذه الرض الت نقاتلكم عليها وتقاتلوننا فيها إل لمة من المم كانوا قبلنا فيها
فقاتلناهم عليها فأخرجناهم منها وقد كانت قبل ذلك لقوم آخرين فأخرجهم منها هؤلء الذين
كنا قاتلناهم عنها فابرزوا على اسم ال فإنا خارجون إليكم خطبة عمرو بن العاص ولا نقض
أهل الردن العهد الذى كان بينهم وبي السلمي قام عمرو بن العاص وجع إليه من كان قبله
من السلمي فحمد ال وأثن عليه وصلى على النبي ث قال أما بعد فقد برئت ذمة ال من
رجل من أهل عهدنا من أهل الردن قدم
على رجل من أهل إيليا أو كان عنده ل يأتنا به ول يرفعه إلينا أل ول يبقي رجل
من أهل عهدنا إل تيأواستعد حت يسي معى إل أهل إيليا فإن أريد السي إليهم والنول
بساحتهم ث ل أزايلهم حت أقتل مقاتلهم وأسب ذراريهم أو يؤدوا الزية عن يد وهم صاغرون
خطبة عمر ولا حصر أبو عبيدة أهل أيليا ورأوا أنم ل طاقة لم بربة سألوه الصلح على أن
127
جهرة خطب العرب
يكون عمر هو الذى يعطيهم العهد ويكتب لم المان فأقبل عمر إل الشام حت انتهى إل
الابية فقام ف الناس فقال المد ل الميد الستحمد الجيد الدفاع الغفور الودود الذى من
أراد أن يهديه من عباده اهتدى ومن يضلل فلن تد له وليا مرشدا أما بعد فإن سعت رسول
ال يقول إن خيار أمت الذين يلونكم ث الذين يلونم ث يفشو الكذب حت يشهد الرجل على
الشهادة ول يستشهد عليها وحت يلف على اليمي ول يسألا فمن أراد ببوحة النة فليلزم
الماعة ول يبال ال شذوذ من شذ أل ل يلون رجل منكم بإمرأة إل أن يكون لا مرما فإن
ثالثهما الشيطان خطبة عمر ولا كان عمر رضى ال عنه بالشام قام ف الناس فحمد ال وأثن
عليه با هو أهله وصلى على النب ث قال
يا أهل السلم إن ال قد صدقكم الوعد ونصركم على العداء وورثكم البلد
ومكن لكم ف الرض فل يكن جزاء ربكم إل الشكر وإياكم والعمل بالعاصى فإن العمل
بالعاصى كفر للنعم وقلما كفر قوم با أنعم ال عليهم ث ل يفزعوا إل التوبة إل سلبوا عزهم
وسلط عليهم عدوهم ث نزل خطبة لعمر وقفل عمر من الشام إل الدينة ف ذى الجة سنة ه
وخطب حي أراد القفول فحمد ال وأثن عليه وقال أل إن قد وليت عليكم وقضيت الذى
على ف الذى ولن ال من أمركم إن شاء ال قسطنا بينكم فيئكم ومنازلكم ومغازيكم وأبلغنا
ما لديكم فجندنا لكم النود وهيأنا لكم الفروج وبوأناكم ووسعنا عليكم ما بلغ فيئكم وما
قاتلتم عليه من شأمكم وسينا لكم أطماعكم وأمرنا لكم بإعطائكم أرزاقكم ومعاونكم فمن
علم علم شئ ينبغى العمل به فبلغنا نعمل به إن شاء ال ول قوة إل بال خطبة عمر ولا رجع
عمر رضى ال عنه إل الدينة استقبله الناس يهنئون بالنصر والفتح فجاء حت دخل مسجد
رسول ال فصلى ركعتي عند النب ث صعد النب فاجتمع الناس إليه فقام
فحمد ال وأثن عليه وصلى على النب وقال أيها الناس إن ال قد اصطنع عند هذه
المة أن يمدوه ويشكروه وقد أعز دعوتا وجع كلمتها وأظهر فلجها ونصرها على العداء
وشرفها ومكن لا ف الرض وأورثها بلد الشركي وديارهم وأموالم فأحدثوا ل شكرا
128
جهرة خطب العرب
يزدكم واحدوه على نعمه عليكم يدمها لكم جعلنا ال وإياكم من الشاكرين ث نزل وصية أب
عبيدة للمسلمي وقد أصابه طاعون عمواس وكان طاعون عمواس قد عم أهل الشام سنة ه
ومات فيه بشر كثي ومات فيه أبو عبيدة رحه ال ولا طعن أبو عبيدة وهو بالردن دعا
السلمي فلما دخلوا عليه قال إن أوصيكم بوصية إن قبلتموها ل تزالوا بي ما بقيتم وبعد ما
تلكون أقيموا الصلة وآتوا الزكاة وصوموا وتصدقوا وحجوا واعتمروا وتواصلوا وتابوا
واصدقوا أمراءكم ول تغشوهم ول تلهكم الدنيا فإن امرأ لو عمر ألف حول ما كان له بد من
أن يصي إل مصرعى هذا الذى ترون وإن ال قد كتب الوت على بن آدم فهم ميتون
وأكرمهم منهم أطوعهم لربه وأعلمهم ليوم معاده ث قال يا معاذ صل بالناس فصلى معاذ
بالناس ومات أبو عبيدة رحه ال
خطبة معاذ بن جبل عند موت أب عبيدة فقام معاذ بن جبل ف الناس فقال يا أيها
الناس توبوا إل ال من ذنوبكم توبة فإن عبدا أن يلقى ال عز وجل تائبا من ذنبه كان حقا
على ال أن يغفر له ذنوبه ومن كان عليه دين فليقضه فإن العبد مرتن بدينه ومن أصبح منكم
مصارما مسلما فليلقه وليصاله إذا لقيه وليصافحه فإنه ل ينبغى لسلم أن يهجر أخاه السلم
أكثر من ثلثة أيام والذنب ف ذلك عند ال وأنكم أيها السلمون قد فجعتم برجل وال ما
أزعم أن رأيت منكم عبدا من عباد ال قط أقل غمرا ول أبر صدرا ول أبعد من الغائلة ول
أنصح للعامة ول أشد عليهم تننا وشفقة منه فترحوا عليه ث احضروا الصلة عليه غفر ال له
ما تقدم من ذنبه وما تأخر وال ل يلى عليكم بعده مثله أبدا فاجتمع الناس وأخرج أبو عبيدة
وتقدم معاذ فصلى عليه حت إذا أتى به قبه دخل قبه معاذ وعمرو بن العاص والضحاك بن
قيس فلما وضعوه ف قبه وخرجوا منه فسفوا عليه التراب قال معاذ رثاء معاذ بن جبل لب
عبيدة رحك ال يا أبا عبيدة فوال لثني عليك با علمت وال ل أقول باطل أخاف أن
يلحقن من ال مقت كنت وال ما علمت من الذاكرين ال كثيا ومن الذين يشون على
الرض هونا وإذا خاطبهم الاهلون قالوا سلما ومن
129
جهرة خطب العرب
الذين يبيتون لربم سجدا وقياما ومن الذين إذا أنفقوا ل يسرفوا ول يقتروا وكان
بي ذلك قواما وكنت وال ما علمت من الخبتي التواضعي ومن الذين يرحون اليتيم
والسكي ويبغضون الفاة والتكبين ول يكن أحد من الناس كان أشد جزعا على فقد أب
عبيدة وعلى موته ول أطول حزنا عليه من معاذ بن جبل ابن العاص ومعاذ والطاعون وصلى
معاذ بالناس أياما واشتد الطاعون وكثر الوت ف الناس فلما رأى ذلك عمرو بن العاص قال
أيها الناس إن هذا الطاعون هو الرجز الذى عذب ال به بن اسرائيل مع الطوفان والراد
والقمل والضفادع والدم وأمر الناس بالفرار منه فأخب معاذ بقول عمرو فقال ما أراد إل ما
يقول مال علم له به ث جاء معاذ حت صعد النب فحمد ال وأثن عليه با هو أهله وصلى على
النب ث ذكر الوباء فقال ليس كما قال عمرو ولكنه رحة بكم ودعوة نبيكم وموت الصالي
قبلكم اللهم أعط معاذا وآل معاذ منه النصيب الوفر وصية لعاذ بن جبل ث صلى ورجع إل
منله فإذا هو بابنه عبد الرحن قد طعن فلم يلبث إل قليل حت مات يرحه ال وصلى عليه
معاذ ث دفنه فلما رجع معاذ إل منله طعن فاشتد به وجعه وجعل أصحابه يتلفون إليه فإذا
أتاه أصحابه أقبل عليهم فقال لم
اعملوا وأنتم ف مهلة وحياة وف بقية من آجالكم من قبل أن تنوا العمل فل تدوا
إليه سبيل وأنفقوا ما عندكم لا بعدكم قبل أن تلكوا وتدعوا ذلك كله مياثا لن بعدكم
واعلموا أنه ليس لكم من أموالكم إل ما أكلتم وشربتم ولبستم وأنفقتم وأعطيتم فأمضيتم وما
سوى ذلك فللوارثي وصية لعاذ بن جبل أيضا وأتاه رجل ف مرضه فقال يا معاذ علمن شيئا
ينفعن ال به قبل أن تفارقن فل أراك ول تران ول أجد منك خلفا ث لعلى أن أحتاج إل
سؤال الناس عما ينفعن بعدك فل أجد فيهم مثلك فقال معاذ كل إن صلحاء السلمي والمد
ل كثي ولن يضيع ال أهل هذا الدين ث قال له خذ عن ما آمرك كن من الصائمي بالنهار
ومن الصلي ف جوف الليل ومن الستغفرين بالسحار ومن الذاكرين ال على كل حال كثيا
ول تشرب المر ول تزني ول تعق والديك ول تأكل مال اليتيم ول تفر من الزحف ول
130
جهرة خطب العرب
تأكل الربا ول تدع الصلة الكتوبة ول تضيع الزكاة الفروضة وصل رحك وكن بالؤمني
رحيما ول تظلم مسلما وحج واعتمر وجاهد ث أنا لك زعيم بالنة ومات رحه ال وقد
استخلف عمرو بن العاص فصلى عليه عمرو فلما دفنه قال رحك ال يا معاذ فقد كنت ما
علمناك من نصحاء السلمي ومن خيارهم وأعلمهم ث كنت مؤدبا للجاهل شديدا على
الفاجر رحيما بالؤمني واي ال ل يستخلف من بعدك مثلك
ولا انتهى إل عمر رضى ال عنه هلك أب عبيدة وهلك معاذ فرق عماله على
كور الشأم فبعث عبد ال ابن قرط على حص ث عزله وول عبادة بن الصامت النصارى
واستعمل على دمشق أبا الدرداء النصارى وكتب إل يزيد بن أب سفيان أن يسي إل قيسارية
خطبة عبادة بن الصامت فلما قدم عبادة على أهل حص قام ف الناس خطيبا فحمد ال وصلى
على النب ث قال أما بعد أل إن الدنيا عرض حاضر يأكل منه الب والفاجر أل وإن الخرة وعد
صادق يكم فيه ملك قادر أل وإنكم معروضون على أعمالكم فمن يعمل مثقال ذرة خيا يره
ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره أل وإن للدنيا بني وللخرة بني فكونوا من أبناء الخرة ول
تكونوا من أبناء الدنيا فإن كل أم يتبعها بنوها يوم القيامة خطبة شداد بن أوس ث قال لشداد
بن أوس قم يا شداد فعظ الناس وكان شداد مفوها قد أعطى لسانا وحكمة وفضل وبيانا فقام
شداد فحمد ال وأثن عليه وصلى على النب ث قال أما بعد أيها الناس راجعوا كتاب ال وإن
تركه كثي من الناس فإنكم ل تروا من الي إل أسبابه ول من الشر إل أسبابه وإن ال جع
الي كله بذافيه فجعله ف النة وجع الشر بذافيه فجعله ف النار وإن النة وعرة حزنة أل
وإن النار سهلة لينة أل وإن النة حفت بالكره والصب أل وإن النار حفت
بالوى والشهوة أل فمن كشف حجاب الكره والصب أشفى على النة ومن
أشفى على النة كان من أهلها أل ومن كشف حجاب الوى والشهوة أشفى على النار
وكان من أهلها فاعملوا بالق تنلوا منازل أهل الق يوم ل يقضى إل بالق خطبة أب الدرداء
وقام أبو الدرداء ف أهل دمشق خطيبا فحمد ال وأثن عليه ث صلى على النب ث قال أما بعد
131
جهرة خطب العرب
يأهل دمشق اسعوا مقالة أخ لكم ناصح فما بالكم تمعون مال تأكلون وتبنون مال تسكنون
وتأملون مال تدركون وقد كان من كان قبلكم جعوا كثيا وبنوا شديدا وأملوا بعيدا وماتوا
قريبا فأصبحت أعمالم بورا ومساكنهم قبورا وأملهم غرورا أل وإن عادا وثودا كانوا قد
ملئوا ما بي بصرى وعدن أموال وأولدا ونعما فمن يشترى من ما تركوا بدرهي خطبة يزيد
بن أب سفيان وسار يزيد بن أب سفيان إل قيسارية فقام ف جنده فحمد ال وأثن عليه با هو
أهله وصلى على النب ث قال أما بعد فإن كتاب أمي الؤمني عمر البارك الفاروق أتان يثن
على السي إل قيسارية وأن أدعوهم إل السلم وأن يدخلوا فيما دخل فيه أهل الكور من
أهل الشام فيؤدوا الزية عن يد وهم صاغرون فإن أبوا نزلت عليهم فلم أزايلهم
حت أقتل مقاتلتهم وأسب ذراريهم فسيوا رحكم ال إليهم فإن أرجو أن يمع ال لكم
الغنيمة ف الدنيا والخرة وصية العباس بن عبد الطلب التوف سنة ه لبنه عبد ال قال عبد ال
بن عباس قال ل أب يا بن إن أرى أمي الؤمني يعن عمر بن الطاب قد اختصك من دون
من ترى من الهاجرين والنصار وإن موصيك بلل أربع ل يربن عليك كذبا ول تغتابن
عنده مسلما ول تفشي له سرا ول تطو عنه نصيحة قال فقلت يا أبه كل واحدة منها خي من
ألف فقال كل واحدة منها خي من عشرة آلف وصية عمر للخليفة من بعده وأوصى عمر
الليفة من بعده فقال أوصيك بتقوى ال ل شريك له وأوصيك بالهاجرين الولي خيا أن
تعرف لم سابقتهم وأوصيك بالنصارخيا فاقبل من مسنهم وتاوز عن مسيئهم وأوصيك
بأهل المصار خيا فإنم ردء العدو وجباة الفئ ل تمل فيئهم إل عن فضل منهم وأوصيك
بأهل البادية خيا فإنم أصل العرب ومادة السلم أن تأخذ من حواشى أموال أغنيائهم فترد
على فقرائهم وأوصيك بأهل الذمة خيا أن
تقاتل من ورائهم ول تكلفهم فوق طاقتهم إذا أدوا ما عليهم للمؤمني طوعا أو
عن يد وهم صاغرون وأوصيك بتقوى ال وشدة الذر منه ومافة مقته أن يطلع منك على
ريبة وأوصيك أن تشى ال ف الناس وتشى الناس ف ال وأوصيك بالعدل ف الرعية والتفرغ
132
جهرة خطب العرب
لوائجهم وثغورهم ول تؤثر غنيهم على فقيهم فإن ذلك بإذن ال سلمة لقلبك وحط
لوزرك وخي ف عاقبة أمرك حت تفضى من ذلك إل من يعرف سريرتك ويول بينك وبي
قلبك وآمرك ان تشتد ف أمر ال وف حدوده ومعاصيه على قريب الناس وبعيدهم ث ل تأخذك
ف أحد رأفة حت تنتهك منة مثل ما انتهك من حرمة ال واجعل الناس عندك سواء ل تبال
على من وجب الق ث ل تأخذك ف ال لومة لئم وإياك والثرة والحاباة فيما ولك ال ما
أفاء ال على الؤمني فتجور وتظلم وترم نفسك من ذلك ما قد وسعه ال عليك وقد
أصبحت بنلة من منازل الدنيا والخرة وأنت إل الخرة جد قريب فإن اقترفت لدنياك عدل
وعفة عما بسط ال لك اقترفت به إيانا ورضوانا وإن غلبك الوى اقترفت به سخط ال
وأوصيك أل ترخص لنفسك ول لغيك ف ظلم أهل الذمة وقد أوصيتك وخضضتك
ونصحتك فابتغ بذلك وجه ال والدار الخرة واخترت من دللتك ما كنت دال عليه نفسي
وولدي فإن عملت بالذي وعظتك وانتهيت إل الذي أمرتك أخذت به نصيبا وافرا وحظا
وافيا وإن ل تقبل ذلك ول يهمك ول تنل معاظم المور عند الذي يرضى ال به عنك يكن
ذلك بك انتقاصا ورأيك فيه مدخول لن الهواء مشتركة ورأس كل خطيئة إبليس وهو داع
إل كل هلكة وقد أضل القرون السالفة قبلك فأوردهم النار ولبئس الثمن أن يكون حظ امرئ
موالة عدو ال الداعي إل معاصيه ث اركب الق وخض إليه الغمرات وكن واعظا لنفسك
أنشدك ال لا ترحت على جاعة السلمي فأجللت كبيهم ورحت صغيهم ووقرت عالهم
ول تضربم فيذلوا ول تستأثر
عليهم بالفئ فتبغضهم ول ترمهم عطاياهم عند ملها فتفقرهم ول تمرهم ف
البعوث فتقطع نسلهم ول تعل الال دولة بي الغنياء منهم ول تغلق بابك دونم فيأكل
قويهم ضعيفهم هذه وصيت إياك وأشهد ال عليك وأقرأ عليك السلم وف رواية الطبي قال
وأوصى الليفة من بعدي بالنصار الذين تبوءوا الدار واليان أن يسن إل مسنهم وأن يعفو
عن مسيئهم وأوصى الليفة من بعدي بالعرب فإنا مادة السلم أن يؤخذ من صدقاتم حقها
133
جهرة خطب العرب
فتوضع ف فقرائهم وأوصى الليفة من بعدي بذمة رسول ال أن يوف لم بعهدهم اللهم هل
بلغت تركت الليفة من بعدي على أنقى من الراحة
خطب يوم الشورى بعد دفن عمر اجتمع أهل الشورى وهم عبد الرحن بن عوف
وعثمان بن عفان وعلي بن أب طالب والزبي بن العوام وسعد بن أب وقاص وطلحة بن عبيد
ال وكان طلحة غائبا فبدأ عبد الرحن بن عوف بالكلم فقال خطبة عبد الرحن بن عوف يا
هؤلء إن عندي رأيا وإن لكم نظرا فاسعوا تعلموا وأجيبوا تفقهوا فإن حابيا خيمن زاهق وإن
جرعة من شروب بارد أنفع من عذب موب أنتم أئمة يهتدى بكم وعلماء يصدر إليكم فل
تفلوا الدى بالختلف بينكم ول تغمدوا السيوف عن أعدائكم فتوتروا ثأركم وتؤلتوا
أعمالكم لكل أجل كتاب ولكل بيت إمام بأمره يقومون وبنهيه يرعون قلدوا أمركم واحدا
منكم تشوا الوين وتلحقوا الطلب لول فتنة عمياء وضللة حياء يقول أهلها ما يرون وتلهم
البو كرى ما عدت نياتكم معرفتكم ول أعمالكم
نياتكم احذروا نصيحة الوى ولسان الفرقة فإن اليلة ف النطق أبلغ من السيوف
ف الكلم علقوا أمركم رحب الذراع فيما حل مأمون الغيب فيما نزل رضا منكم وكلكم رضا
ومقترعا منكم وكلكم منتهى ل تطيعوا مفسدا يتنصح ول تالفوا مرشدا ينتصر أقول قول هذا
وأستغفر ال ل ولكم ث تكلم عثمان بن عفان فقال خطبة عثمان بن عفان المد ل الذي
اتذ ممدا نبيا وبعثه رسول صدقه وعده ووهب له نصره على كل من بعد نسبا أو قرب رحا
جعلنا ال له تابعي وبأمره مهتدين فهو لنا نور ونن بأمره نقوم عند تفرق الهواء ومادلة
العداء جعلنا ال بفضله أئمة وبطاعته أمراء ل يرج أمرنا منا ول يدخل علينا غينا إل من
سفه الق ونكل عن القصد وأحر با يا بن عوف أن تترك وأجدر با أن تكون إن خولف
أمرك وترك دعاؤك فأنا أول ميب لك وداع إليك وكفيل با أقول زعيم واستغفر ال ل ولكم
ث تكلم الزبي بن العوام بعده فقال خطبة الزبي بن العوام أما بعد فإن داعي ال ل يهل وميبه
134
جهرة خطب العرب
ل يذل عند تفرق الهواء ول العناق ولن يقصر عما قلت إل غوى ولن يترك ما دعوت إليه
ال شقى لول حدود ال فرضت وفرائض ال حدت تراح على أهلها وتيا ل توت لكان
الوت من المارة ناة والفرار من الولية عصمة ولكن ل علينا إجابة الدعوة
وإظهار السنة لئل نوت ميتة عمية ول نعمى عمى الاهلية فأنا ميبك إل ما دعوت ومعينك
على ما أمرت ول حول ول قوة ال بال وأستغفر ال ل ولكم خطبة سعد بن أب وقاص ث
تكلم سعد بن اب وقاص فقال المد ل بديئا كان وآخرا يعود أحده لا نان من الضللة
وبصرن من الغواية فبهدى ال فاز من نا وبرحته أفلح من زكا وبحمد بن عبد ال أنارت
الطرق واستقامت السبل وظهر كل حق ومات كل باطل إياكم ايها النفر وقول الزور وأمنية
أهل الغرور فقد سلبت المان قوما قبلكم ورثوا ما ورثتم ونالوا ما نلتم فاتذهم ال عدوا
ولعنهم لعنا كبيا قال ال عز وجل لعن الذين كفروا من بن إسرائيل على لسان داود وعيسى
ابن مري ذلك با عصوا وكانوا يعتدون كانوا ل يتناهون عن منكر فعلوه لبئس ما كانوا
يفعلون إن نكبت قرن فأخذت سهمي الفال وأخذت لطلحة ابن عبيد ال ما ارتضيت لنفسي
فأنا به كفيل وبا أعطيت عنه زعيم والمر إليك يا بن عوف بهد النفس وقصد النصح وعلى
ال قصد السبيل وإليه الرجوع واستغفر ال ل ولكم وأعوذ بال من مالفتكم
خطبة علي بن أب طالب ث تكلم علي بن أب طالب فقال المد ل الذي بعث
ممدا منا نبيا وبعثه إلينا رسول فنحن بيت النبوة ومعدن الكمة وأمان أهل الرض وناة لن
طلب لنا حق إن نعطه نأخذه وإن ننعه نركب أعجاز البل ولو طال السرى لو عهد إلينا
رسول ال عهدا لنفذنا عهده ولو قال لنا قول لادلنا عليه حت نوت لن يسرع أحد قبلي إل
الدعوة حق وصلة رحم ول حول ول قوة إل بال اسعوا كلمي وعوا منطقي عسى أن تروا
هذا المر من بعد هذا الجمع تنتضى فيه السيوف وتان فيه العهود حت تكونوا جاعة ويكون
بعضكم أئمة لهل الضللة وشيعة لهل الهالة ث أنشأ يقول فإن تك جاسم هلكت فإن با
فعلت بنو عبد بن ضخم مطيع ف الواجر كل عي بصي بالنوى من كل نم
135
جهرة خطب العرب
خطب عثمان بن عفان رضي ال عنه خطبته حي بايعه أهل الشورى روى الطبي
قال لا بايع أهل الشورى عثمان خرج وهو أشدهم كآبة فأتى منب رسول ال فخطب الناس
فحمد ال وأثن عليه وصلى على النب وقال إنكم ف دار قلعة وف بقية اعمار فبادروا آجالكم
بي ما تقدرون عليه فلقد أتيتم صبحتم أو مسيتم ال وإن الدنيا طويت على الغرور فل تغرنكم
الياة الدنيا ول يغرنكم بال الغرور اعتبوا بن مضى ث جدوا ول تغفلوا فإنه ل يغفل عنكم
أين أبناء الدنيا وإخوانا الذين آثروها وعمروها ومتعوا با طويل أل تلفظهم ارموا بالدنيا حيث
رمى ال با واطلبوا الخرة فإن ال قد ضرب لا مثل والذي هو خي فقال عز وجل واضرب
لم مثل الياة الدنيا كماء أنزلناه من السماء فاختلط به نبات الرض فأصبح هشيما تذروه
الرياح وكان ال على كل شيء مقتدرا الال والبنون زينة الياة الدنيا والباقيات الصالات خي
عند ربك ثوابا وخي أمل وأقبل الناس يبايعونه
خطبته بعد البيعة وقال أيضا خطب عثمان الناس بعد ما بويع فقال أما بعد فإن قد
حلت وقد قبلت أل وإن متبع ولست ببتدع أل وإن لكم علي بعد كتاب ال عز وجل وسنة
نبيه ثلثا اتباع من كان قبلي فيما اجتمعتم عليه وسننتم وسن سنة أهل الي فيما ل تسنوا عن
مل والكف عنكم إل فيما استوجبتم أل وإن الدنيا خضرة قد شهيت إل الناس ومال إليها
كثي منهم فل تركنوا إل الدنيا ول تثقوا با فإنا ليست بثقة واعلموا أنا غي تاركة إل من
تركها خطبة أخرى وقال ابن قتيبة لا ول عثمان صعد النب فجلس على ذروته فرماه الناس
بأبصارهم فقال إن أول مركب صعب وإن مع اليوم أياما وما كنا خطباء وإن نعش لكم تأتكم
الطبة على وجهها إن شاء ال تعال خطبة لعثمان وبعث عثمان بدء الفتنة إل عمال المصار
فقدموا عليه فقال ويكم ما هذه الشكاية وما هذه الذاعة إن وال لائف أن تكونوا مصدوقا
عليكم وما يعصب هذا إل ب ث قال أشيوا على فأشار عليه كل با يراه
وقام عثمان فحمد ال وأثن عليه وقال كل ما أشرت به على قد سعت ولكل أمر
باب يوتى منه إن هذا المر الذى ياف على هذه المة كائن وإن بابه الذى يغلق عليه
136
جهرة خطب العرب
فيكفكف به اللي والؤاتاة والتابعة إل ف حدود ال تعال ذكره الت ل يستطيع أحد أن يبادى
بعيب أحدها فإن سده شئ فرفق فذاك وال ليفتحن وليست لحد على حجة حق وقد علم
ال أن ل آل الناس خيا ول نفسى ووال إن رحى الفتنة لدائرة فطوب لعثمان إن مات ول
يركها كفكفوا الناس وهبوا لم حقوقهم واغتفروا لم وإذا تعوطيت حقوق ال فل تدهنوا
فيها خطبة عثمان ولا حدثت الحداث بالدينة خرج منها رجال إل المصار ث رجعوا جيعا
إل الدينة إل من كان بالشأم فأخبوا عثمان ببهم فقام عثمان ف الناس خطيبا فقال يأهل
الدينة أنتم أصل السلم وإنا يفسد الناس بفسادكم ويصلحون بصلحكم وال وال وال ل
يبلغن عن أحد منكم حدث أحدثه إل سيته أل فل أعرفن أحدا عرض دون أولئك بكلم ول
طلب فإن من كان قبلكم كانت تقطع أعضاؤهم دون أن يتكلم أحد منهم با عليه ول له واي
ال لخذن العفو من أخلقكم ولبذلنه لكم من خلقي وقد دنت أمور ول أحب أن تل بنا
وبكم وأنا على وجل وحذر فاحذروا واعتبوا
خطبته حي نقم عليه الناس وخطب عثمان حي نقم عليه الناس ما نقموا فقال أما
بعد فإن لكل شئ آفة وإن لكل نعمة عاهة وإن آفة هذه المة وعاهة هذه النعمة عيابون
ظنانون يظهرون لكم ما تبون ويسرون ما تكرهون يقولون لكم وتقولون طغام مثل النعام
يتبعون أول ناعق أحب مواردهم إليهم النازح ل يشربون إل نغصا ول يردون إل عسكرا ل
يقوم لم رائد وقد أعيتهم المور وتعذرت عليهم الكاسب لقد أقررت لبن الطاب بأكثر ما
نقمتم علي ولكنه وطئكم برجله وضربكم بيده ووقمكم وقمعكم وزجركم زجر النعام
الخزمة فدنتم له على ما أحببتم أو كرهتم ولنت لكم وأوطأت لكم كنفى وكففت يدي
ولسان عنكم فاجترأت علي أما وال إن لقرب ناصرا وأعز نفرا وأكثر عددا وأقمن إن قلت
هلم أن تاب دعوتى من عمر ولقد أعددت لكم أقرانكم وأفضلت عليكم فضول وكشرت
لكم عن ناب وأخرجتم من خلقا ل أكن أحسنه ومنطقا ل أنطق به
137
جهرة خطب العرب
فكفوا عليكم ألسنتكم وطعنكم وعيبكم على ولتكم فإن قد كففت عنكم من لو
كان هو الذي يكلمكم لرضيتم منه بدون منطقي هذا أل فما تفقدون من حقكم فوال ما
قصرت ف بلوغ ما كان يبلغ من كان قبلي ومن ل تكونوا تتلفون عليه فضل فضل من مال
فمال ل أصنع ف الفضل ما أريد إذن فلم كنت إماما خطبته الت نزع فيها وأعطى الناس من
نفسه التوبة حد ال وأثن عليه با هو أهله ث قال أما بعد أيها الناس فوال ما عاب من عاب
منكم شيئا أجهله وما جئت شيئا إل وانا أعرفه ولكن منتن نفسي وكذبتن وضل عن رشدي
ولقد سعت رسول ال يقول من زل فليتب ومن أخطأ فليتب ول يتمادى ف اللكة إن من
تادى ف الور كان أبعد من الطريق فأنا أول من اتعظ استغفر ال ما فعلت وأتوب إليه فمثلى
نزع وتاب فإذا نزلت فليأتن أشرافكم فليون رأيهم فوال لئن ردن الق عبدا لستنن بسنة
العبد ولذلن ذل العبد ولكونن كالرقوق إن ملك صب وإن عتق شكر وما عن ال مذهب إل
إليه فل يعجزن عنكم خياركم أن يدنوا إل لئن أبت يين لتتابعن شال
خطبته ف الرد على الثوار وقال يرد على الثوار المد ل أحده وأستعينه وأومن به
وأتوكل عليه وأشهد أن ل إله ال ال وحده ل شريك له وأن ممدا عبده ورسوله أرسله
بالدى ودين الق ليظهره على الدين كله ولو كره الشركون أما بعد فإنكم ل تعدلوا ف
النطق ول تنصفوا ف القضاء أما قولكم تلع نفسك فل أنزع قميصا قمصنيه ال عز وجل
وأكرمن به وخصن به على غيي ولكن أتوب وأنزع ول أعوذ لشئ عابه السلمون فإن وال
الفقي إل ال الائف منه قالوا إن هذا لو كان أول حدث أحدثته ث تبت منه ول تقم عليه
لكان علينا أن نقبل منك وأن ننصرف عنك إل آخر ما قالوا فقال عثمان أما أن أتبأ من
المارة فأن تصلبون أحب ال من أن أتبأ من أمر ال عز وجل وخلفته وأما قولكم تقاتلون
من دون فإن ل آمر أحدا بقتالكم فمن قاتل دون فإنا قاتل بغي أمري ولعمري لو كنت أريد
قتالكم لقد كنت كتبت إل الجناد فقادوا النود وبعثوا الرجال أو لقت ببعض أطراف بصر
138
جهرة خطب العرب
أو عراق فال ال ف أنفسكم فأبقوا عليها إن ل تبقوا علي فإنكم متلبون بذا المر إن
قتلتمون دما فانصرفوا عنه وآذنوه بالرب
خطبته وقد اشتد عليه الصار ولا اشتد الصار عليه أرسل إل علي وطلحة والزبي
فحضروا فأشرف عليهم فقال يأيها الناس اجلسوا فجلسوا الحارب والسال فقال لم يأهل
الدينة أستودعكم ال وأسأله أن يسن عليكم اللفة من بعدي ث قال أنشدكم بال هل
تعلمون أنكم دعوت ال عند مصاب عمر أن يتار لكم ويمعكم على خيكم أتقولون إن ال
ل يستجب لكم وهنتم عليه وأنتم أهل حقه أم تقولون هان على ال دينه فلم يبال من ول
والدين ل يتفرق أهله يومئذ أم تقولون ل يكن أخذ عن مشورة إنا كان مكابرة فوكل ال
المة إذ عصته ول يشاوروا ف المامة أم تقولون إن ال ل يعلم عاقبة أمري أنشدكم بال
أتعلمون ل من سابقة خي وقدم خي قدمه ال ل يق على كل من جاء بعدي أن يعرفوا ل
فضلها فمهل ل تقتلون فإنه ل يل ال قتل ثلثة رجل زنا بعد إحصانه أو كفر بعد إيانه أو
قتل نفسا بغي حق فإنكم اذا قتلتمون وضعتم السيف على رقابكم ث ل يرفع ال عنكم
الختلف ابدا آخر خطبة خطبها عثمان إن ال عز وجل إنا أعطاكم الدنيا لتطلبوا با الخرة
ول يعطكموها لتركنوا اليها إن الدنيا تفن والخرة تبقى فل تبطرنكم الفانية ول تشغلنكم عن
الباقية فآثروا ما يبقى على ما يفن فإن الدنيا منقطعة وإن الصي إل ال اتقوا ال جل وعز
فإن تقواه جنة من بأسه ووسيلة عنده واحذروا من ال الغي والزموا جاعتكم ول
تصيوا أحزابا واذكروا نعمة ال عليكم إذ كنتم أعداء فألف بي قلوبكم فأصبحتم بنعمته
إخوانا خطبة الوليد بن عقبة قال الطبي لا أصاب الوليد بن عقبة حاجته من أرمينية سنة ه
وكان أهلها قد منعوا ما صالوا عليه أهل السلم أيام عمر ودخل الوصل فنل الديثة أتاه
كتاب من عثمان رضي ال عنه أما بعد فإن معاوية بن أب سفيان كتب ال يبن أن الروم قد
اجلبت على السلمي بموع عظيمة وقد رأيت أن يدهم إخوانم من أهل الكوفة فإذا أتاك
كتاب هذا فابعث رجل من ترضى ندته وبأسه وشجاعته وإسلمه ف ثانية آلف أو تسعة
139
جهرة خطب العرب
آلف أو عشرة آلف من الكان الذي يأتيك فيه رسول والسلم فقام الوليد ف الناس فحمد
ال وأثن عليه ث قال أما بعد أيها الناس فإن ال قد أبلى السلمي ف هذا الوجه بلء حسنا فرد
عليهم بلدهم الت كفرت وفتح بلدا ل تكن فتحت وردهم سالي غاني مأجورين فالمد
ل رب العالي وقد كتب ال أمي الؤمني يأمرن أن أندب منكم ما بي العشرة اللف إل
الثمانية اللف تدون إخوانكم من أهل الشام فإنم قد جاشت عليهم الروم وف ذلك الجر
العظيم والفضل البي فانتدبوا رحكم ال مع سلمان بن ربيعة الباهلي فانتدب الناس
خطبة سعيد بن العاص حي قدم الكوفة واليا عليها عزل عثمان رضي ال عنه
الوليد بن عقبة بن أب معيط من إمارة الكوفة وكان قد اتم بشرب المر وول مكانه سعيد
بن العاص سنة ه فلما قدم الكوفة صعد النب فحمد ال وأثن عليه ث قال وال لقد بعثت اليكم
وإن لكاره ولكن ل أجد بدا إذ أمرت أن أئتمر أل إن الفتنة قد أطلعت خطمها وعينيها ؤول
لضربن وجهها حت أقمعها أو تعيين وإن لرائد نفسي اليوم ث نزل خطبة عبد ال بن
الزبيحي قدم بفتح افريقية قدم عبد ال بن الزبي على عثمان بن عفان بفتح افريقية فأخبه
مشافهة وقص عليه كيف كانت الوقعة فأعجب عثمان ما سع منه فقال له أتقوم بثل هذا
الكلم على الناس فقال يا أمي الؤمني إن أهيب لك من لم فقام عثمان ف الناس خطيبا
فحمد ال وأثن عليه ث قال ايها الناس إن ال قد فتح عليكم إفريقية وهذا عبد ال بن الزبي
يبكم خبها إن شاء ال وكان عبد ال بن الزبي إل جانب النب فقام خطيبا وكان أول من
خطب إل جانب النب فقال المد ل الذي ألف بي قلوبنا وجعلنا متحابي بعد البغضة الذي
ل تحد نعماؤه ول يزول ملكه له المد كما حد نفسه وكما هو أهله انتخب ممدا
فاختاره بعلمه وأتنه على وحيه واختار له من الناس أعوانا قذف ف قلوبم تصديقه
ومبته فآمنوا به وعزروه ووقروه وجاهدوا ف ال حق جهاده فاستشهد ال منهم من استشهد
على النهاج الواضح والبيع الرابح وبقي منهم من بقي ل تأخذهم ف ال لومة لئم أيها الناس
رحكم ال إنا خرجنا للوجه الذي علمتم فكنا مع وال حافظ حفظ وصية أمي الؤمني كان
140
جهرة خطب العرب
يسي بنا البردين ويفض بنا ف الظهائر ويتخذ الليل جل يعجل الرحلة من النل الدب
ويطيل اللبث ف النل الصب فلم نزل على أحسن حالة نعرفها من ربنا حت انتهينا إل
إفريقية فنلنا منها حيث يسمعون صهيل اليل ورغاء البل وقعقعة السلح فأقمنا أياما نم
كراعنا ونصلح سلحنا ث دعوناهم إل السلم والدخول فيه فأبعدوا منه فسألناهم الزية عن
صغار أو الصلح فكانت هذه أبعد فأقمنا عليهم ثلث عشرة ليلة نتأناهم وتتلف رسلنا إليهم
فلما يئس منهم قام خطيبا فحمد ال وأثن عليه وذكر فضل الهاد وما لصاحبه إذا صب
واحتسب ث نضنا إل عدونا وقاتلناهم أشد القتال يومنا ذلك وصب فيه الفريقان فكانت بيننا
وبينهم قتلى كثية واستشهد ال فيهم رجال من السلمي فبتنا وباتوا وللمسلمي دوى بالقرآن
كدوي النحل وبات الشركون ف خورهم وملعبهم فلما أصبحنا أخذنا مصافنا الت كنا
عليها بالمس فزحف بعضنا على بعض فأفرغ ال علينا صبه وأنزل علينا نصره ففتحناها من
آخر النهار فأصبنا غنائم كثية وفيئا واسعا بلغ فيه المس خسمائة ألف فصفق عليها مروان
بن الكم فتركت السلمي قد
قرت أعينهم وأغناهم النفل وأنا رسولم إل أمي الؤمني أبشره وإياكم با فتح ال
من البلد وأذل من الشرك فاحدوا ال عباد ال على آلئه وما أحل بأعدائه من بأسه الذي
ليرد عن القوم الجرمي ث سكت فنهض إليه أبوه الزبي فقبل بي عينيه وقال ذرية بعضها من
بعض وال سيع عليم يا بن ما زلت تنطق بلسان أب بكر حت صمت خطبة عبد ال بن
مسعود التوف سنة ه أصدق الديث كتاب ال وأوثق العرا كلمة التقوى أكرم اللل ملة
إبراهيم وخي السنن سنة ممد خي المور أوساطها وشر المور مدثاتا ما قل وكفى خي ما
كثر وألى خيالغن غن النفس وخي ما ألقى ف القلب اليقي المر جاع الثام النساء حبالة
الشيطان الشباب شعبة من النون حب الكفاية مفتاح العجزة شر الناس من ل يأت الماعة
إل دبرا ول يذكر ال إل هجرا أعظم الطايا اللسان الكذوب سباب الؤمن فسق وقتاله كفر
وأكل لمه معصية من يتأل على ال يكذبه ومن يغفر يغفر له مكتوب ف ديوان الحسني من
141
جهرة خطب العرب
عفا عفا ال عنه الشقي من شقى ف بطن أمه والسعيد من وعظ بغيه المور بعواقبها ملك
العمل خواتيمه أشرف الوت الشهادة من يعرف البلء يصب عليه ومن ل يعرف البلء ينكره
أبو زبيد الطائي يصف السد قال عثمان بن عفان رضي ال عنه يوما لب زبيد
حرملة بن النذر الطائي وكان نصرانيا يا أخا تبع السيح أسعنا بعض قولك فقد أنبئت أنك
تيد فأنشده قصيدة له ف وصف السد فقال عثمان تاال تفتأ تذكر السد ما حييت وال إن
لحسبك جبانا هرابا قال كل يا أمي الؤمني ولكن رأيت منه منظرا وشهدت منه مشهدا ل
يبح ذكره يتجدد ويتردد ف قلب ومعذور أنا يا أمي الؤمني غيملوم فقال له عثمان وأن كان
ذلك قال خرجت ف صيابة أشراف من أبناء قبائل العرب ذوي هيئة وشارة حسنة ترمى بنا
الهارى بأكسائها ونن نريد الارث بن أب شر الغسان ملك الشأم فاخروط بنا السي ف
حارة القيظ حت إذا عصبت الفواه وذبلت الشفاه وشالت الياه وأذكت الوزاء العزاء وذاب
الصيهب وصر الندب وأضاف العصفور الضب ف وكره وجاوره ف جحره قال قائل أيها
الركب غوروا بنا ف دوح هذا الوادي وإذا واد قد بدا لنا كثي الدغل دائم الغلل
أشجاره مغنة وأطياره مرنة فحططنا رحالنا بأصول دوحات كنهبلت فأصبنا من
فضلت الزاود وأتبعناها الاء البارد فإنا لنصف حر يومنا وماطلته إذ صر أقصى اليل أذنية
وفحص الرض بيديه فوال ما لبث أن جال ث ححم فبال ث فعل فعله الفرس الذي يليه واحدا
فواحدا فتضعضعت اليل وتكعكعت البل وتقهقرت البغال فمن نافر بشكاله وناهض بعقاله
فعلمنا أنا قد أتينا وأن السبع ل شك فيه ففزع كل واحد منا إل سيفة فاستله من جربانه ث
وقفنا رزدقا أرسال وأقبل ابو الارث من أجته يتظالع ف مشيته كأنه منوب أو ف هجار
لصدره نيط ولبلعمه غطيط ولطرفه وميض ولرساغه نقيض كأنا يبط هشيما أو يطأ صريا
وإذا هامة كالجن وخد كالسن وعينان شجراوان كأنما سراجان يتقدان
وقصرة ربلة ولزمة رهلة وكتد مغبط وزور مفرط وساعد مدول وعضد مفتول
وكف شننة الباثن إل مالب كالحاجن فضرب بيديه فأرهج وكثر فأفرج عن أنياب كالعاول
142
جهرة خطب العرب
مصقولة غي مفلولة وفم أشدق كالغار الخوق ث تطى فأسرع بيديه وحفز وركيه برجليه
حت طار ظله مثليه ث أقعى فاقشعر ث مثل فاكفهر ث تهم فاز بأر فلوذو بيته ف السماء ما
اتقيناه ال بأخ لنا من فزارة كان ضخم الزارة فوقصه ث نقضه نقضة فقضقض متنيه فجعل يلغ
ف دمه فذمرت أصحاب فبعد لي ما استقدموا فهجهجنا به فكر مقشعر الزبرة
كأن به شيهما حوليا فاختلج رجل أعجر ذا حوايا فنقضه نقضة تزايلت منها
مفاصله ث ههم فقرقر ث زفر فببر ث زأر فجرجر ث لظ فوال للت البق يتطاير من تت
جفونه عن شاله ويينه فأرعشت اليدى واصطكت الرجل وأطت الضلع وارتت الساع
وشخصت العيون وتققت الظنون وانزلت التون ولقت الظهور بالبطون ث ساءت الظنون
فقال له عثمان اسكت قطع ال لسانك فقد أرعبت قلوب السلمي
خلفة المام علي كرم ال وجهه وصية علي لقيس بن سعد ولا قتل عثمان رضي
ال عنه وول علي بن أب طالب المر دعا قيس بن سعد ابن عبادة النصاري ووله مصر سنة
ه وقال له سر إل مصر فقد وليتكها واخرج إل رحلك واجع إليك ثقاتك ومن أحببت أن
يصحبك حت تأتيها ومعك جند فإن ذلك أرعب لعدوك وأعز لوليك فإذا أنت قدمتها إن شاء
ال فأحسن إل الحسن واشتد على الريب وارفق بالعامة والاصة فإن الرفق ين خطبة لقيس
بن سعد ولا دخل قيس مصر قام خطيبا فحمد ال وأثن عليه وصلى على ممد وقال المد ل
الذي جاء بالق وأمات الباطل وكبت الظالي أيها الناس إنا قد بايعنا خي من نعلم بعد ممد
نبينا فقوموا أيها الناس فبايعوا على كتاب ال عز وجل وسنة رسوله فإن نن ل نعمل لكم
بذلك فل بيعة لنا عليكم فقام الناس فبايعوا
فتنة أصحاب المل ولا قدمت السيدة عائشة رضي ال عنها البصرة للطلب بدم
عثمان خرج إليها من أهلها من أراد أن يكون معها واجتمع القوم ف بالربد وجعلوا يثوبون
حت غص بالناس فتكلم طلحة فأنصتوا له خطبة طلحة حد ال وأثن عليه وذكر عثمان رضي
ال عنه وفضله والبلد وما استحل منه وعظم ما أتى إليه ودعا إل الطلب بدمه وقال إن ف
143
جهرة خطب العرب
إعزاز دين ال عز وجل وسلطانه وأما الطلب بدم الليفة الظلوم فإنه حد من حدود ال وإنكم
إن فعلتم أصبتم وعاد أمركم إليكم وإن تركتم ل يقم لكم سلطان ول يكن لكم نظام وتكلم
الزبي بثل ذلك ث تكلمت السيدة عائشة وكانت جهورية الصوت خطبة السيدة عائشة بالربد
حدت ال عز وجل وأثنت عليه وقالت كان الناس يتجنون على عثمان رضي ال عنه ويزرون
على عماله ويأتوننا بالدينة فيستشيوننا فيما يبوننا عنهم فننظر ف ذلك فنجده بريا تقيا وفيا
وندهم فجرة غدرة كذبة ياولون غي ما يظهرون فلما قووا على الكاثرة كاثروه
واقتحموا عليه داره واستحلوا الدم الرام والال الرام والبلد الرام بل ترة ول عذر أل إن ما
ينبغي ل ينبغي لكم غيه أخذ قتلة عثمان رضي ال عنه وإقامة كتاب ال عز وجل أل تر إل
الذين أوتوا نصيبا من الكتاب يدعون إل كتاب ال ليحكم بينهم الية خطبة لعلي وخطب
علي لا سار الزبي وطلحة من مكة ومعهما عائشة يريدون البصرة فقال أيها الناس إن عائشة
سارت إل البصرة ومعها طلحة و الزبي وكل منهما يرى المر له دون صاحبة اما طلحة فابن
عمها وأما الزبي فختنها وال لو ظفروا با ارادوا ولن ينالوا ذلك أبدا ليضربن أحدها عنق
صاحبه بعد تنازع منهما شديد وال إن راكبة المل الحر ما تقطع عقبة ول تل عقدة إل ف
معصية ال وسخطه حت تورد نفسها ومن معها موارد اللكة إي وال ليقتلن ثلثهم وليهربن
ثلثهم وليتوبن ثلثهم وإنا الت تنبحها كلب الوأب وإنما ليعلمان أنما مطئان ورب عال
قتله جهله ومعه علمه ل ينفعه وحسبنا ال ونعم الوكيل فقد قامت الفتنة فيها الفئة الباغية أين
الحتسبون أين الؤمنون مال ولقريش أما وال لقد قتلتهم كافرين ولقتلنهم مفتوني وما لنا إل
عائشة من ذنب إل أننا أدخلناها ف حيزنا وال لبقرن الباطل حت يظهر الق من خاصرته
فقل لقريش فلتضج ضجيجها ث نزل
خطبة لعلي ولا رجعت رسل علي من عند طلحة والزبي وعائشة يؤذنونه بالرب
قام فحمد ال وأثن عليه وصلى على رسوله ث قال أيها الناس إن قد راقبت هؤلء القوم كي
يرعووا أو يرجعوا ووبتهم بنكثهم وعرفتهم بغيهم فلم يستحيوا وقد بعثوا إل أن ابرز للطعان
144
جهرة خطب العرب
واصبللجلد وإنا تنيك نفسك أمان الباطل وتعدك الغرور أل هبلتهم البول لقد كنت وما
أهدد بالرب ول أرهب بالضرب ولقد أنصف القارة من راماها فليعدوا وليبقوا فقد رأون
قديا وعرفوا نكايت فكيف رأون أنا أبو السن الذي فللت حد الشركي وفرقت جاعتهم
وبذلك القلب ألقى عدوي اليوم وإن لعلى ما وعدن رب من النصر والتأييد وعلى يقي من
أمري وف غي شبهة من دين أيها الناس إن الوت ل يفوته القيم ول يعجزه الارب ليس عن
الوت ميد ول ميص من ل يقتل مات إن أفضل الوت القتل والذى نفس على بيده للف
ضربة بالسيف أهون من موته واحدة على الفراش اللهم إن طلحة نكث بيعت وألب على
عثمان حت قتله ث عضهن به ورمان اللهم فل تهله اللهم إن الزبي قطع رحي ونكث بيعت
وظاهر علي عدوي فاكفنيه اليوم با شئت ث نزل
خطبة لعلي حد ال وصلى على رسوله ث قال أما بعد فإنه لا قبض ال نبيه صلى
ال عليه وآله وسلم قلنا نن أهله وورثته وعترته وأولياؤه دون الناس ل ينازعنا سلطانه أحد
ول يطمع ف حقنا طامع إذ انبى لنا قومنا فغصبونا سلطان نبينا فصارت المرة لغينا وصرنا
سوقة يطمع فينا الضعيف ويتعزز علينا الذليل فبكت العي منا لذلك وخشنت الصدور
وجزعت النفوس واي ال لول مافة الفرقة بي السلمي وأن يعود الكفر ويبور الدين لكنا على
غي ما كنا لم عليه فول المر ولة ل يألوا الناس خيا ث استخرجثمون أيها الناس من بيت
فبايعتمون على شي من لمركم وفراسة تصدقن ما ف قلوب كثي منكم وبايعن هذان
الرجلن ف أول من بايع تعلمون ذلك وقد نكثا وغدرا ونضا إل البصرة بعائشة ليفرقا
جاعتكم ويلقيا بأسكم بينكم اللهم فخذها با عمل أخذة واحدة رابية ول تنعش لما صرعة
ول تقل لما عثرة ول تهلهما فواقا فإنما يطلبان حقا تركاه ودما سفكاه اللهم إن أقتضيك
وعدك فإنك قلت وقولك الق ث بغى عليه لينصرنه ال اللهم فانز ل موعودك ول تكلن إل
نفسي إنك على كل شئ قدير خطبة عدي بن حات يستنفر قومه لنصرة المام علي ولا
145
جهرة خطب العرب
شخص المام علي كرم ال وجهه من الدينة إل البصرة وقد علم بسي طلحة والزبي وعائشة
إليها قام عدي بن حات إليه فقال يا أمي الؤمني لو تقدمت إل قومي
أخبهم بسيك وأستنفرهم فإن لك من طيئ مثل الذي معك فقال علي نعم فافعل
فتقدم عدي إل قومه فاجتمعت إليه رؤساء طيئ فقال لم يا معشر طيئ إنكم أمسكتم عن
حرب رسول ال ف الشرك ونصرت ال ورسوله ف السلم على الردة وعلي قادم عليكم وقد
ضمنت له مثل عدة من معه منكم فخفوا معه وقد كنتم تقاتلون ف الاهلية على الدنيا فقاتلوا
ف السلم على الخرة فإن أردت الدنيا فعند ال مغان كثية وأنا أدعوكم إل الدنيا والخرة
وقد ضمنت عنكم الوفاء وباهيت بكم الناس فأجيبوا قول فإنكم أعز العرب دارا لكم فضل
معاشكم وخيلكم فاجعلوا فضل العاش للعيال وفضول اليل للجهاد وقد أظلكم علي والناس
معه من الهاجرين والبدريي والنصار فكونوا أكثرهم عددا فإن هذا سبيل للحي فيه الغن
والسرور وللقتيل فيه الياة والرزق فصاحت طيئ نعم نعم حت كاد أن يصم من صياحهم
خطبة زفر بن زيد يستنفر قومه لنصرة علي أيضا وقام إل علي زفر بن زيد السدي وكان من
سادة بن أسد فقال يا أمي الؤمني إن طيئا إخواننا وجياننا قد أجابوا عديا ول ف قومي طاعة
فأذن ل فآتيهم قال نعم فأتاهم فجمعهم وقال
يا بن أسد إن عدي بن حات ضمن لعلي قومه فأجابوه وقضوا عنه ذمامة فلم يعتل
الغن بالغن ول الفقي بالفقر وواسى بعضهم بعضا حت كأنم الهاجرون ف الجرة والنصار
ف الثرة وهم جيانكم ف الديار وخلطاؤكم ف الموال فأنشدكم ال ل يقول الناس غدا
نصرت طيئ وخذلت بنو أسد وإن الار يقاس بالار كالنعل بالنعل فإن خفتم فتوسعوا ف
بلدهم وانضموا إل جبلهم وهذه دعوة لا ثواب من ال ف الدنيا والخرة خطبة علي بالربذة
روى الطبي قال لا أتى عليا الب وهو بالدينة بأمر عائشة وطلحة والزبي أنم قد توجهوا نو
العراق خرج يبادر وهو يرجو أن يدركهم ويردهم فلما انتهى إل الربذة أتاه عنهم أنم قد
أمعنوا فأقام بالربذة أياما وبقي با يتهيأ وأرسل إل الدينة فلحقه ما أراد من دابة وسلح وقام
146
جهرة خطب العرب
ف الناس فخطبهم وقال إن ال عز وجل أعزنا بالسلم ورفعنا به وجعلنا به إخوانا بعد ذلة
وقلة وتباغض وتباعد فجرى الناس على ذلك ما شاء ال السلم دينهم والق فيهم والكتاب
إمامهم حت أصيب هذا الرجل بأيدي هؤلء القوم الذين نزغهم الشيطان لينغ بي هذه المة
أل إن هذه المة ل بد مفترقة كما افترقت المم قبلهم فنعوذ بال من شر ما هو كائن
ث عاد ثانية فقال إنه ل بد ما هو كائن أن يكون أل وإن هذه المة ستفترق على
ثلث وسبعي فرقة شرها فرقة تنتحلن ول تعمل بعملي فقد أدركتم ورأيتم فالزموا دينكم
واهدوا بدي نبيكم واتبعوا سنته واعرضوا ما أشكل عليكم على القرآن فما عرفه القرآن
فالزموه وما أنكره فردوه وارضوا بال عز وجل ربا وبالسلم دينا وبحمد نبيا وبالقرآن
حكما وإماما خطبة سعيد بن عبيد الطائي ولا كان المام علي كرم ال وجهه بالربذة أتته
جاعة من طيئ فقيل لعلي هذه جاعة من طيئ قد أتتك منهم من يريد الروج معك ومنهم
من يريد التسليم عليك قال جزى ال كل خيا وفضل ال الجاهدين على القاعدين أجرا
عظيما ث دخلوا عليه فقال علي ما شهدتونا به قالوا شهدناك بكل ما تب قال جزاكم ال
خيا فقد أسلمتم طائعي وقاتلتم الرتدين ووافيتم بصدقاتكم السلمي فنهض سعيد بن عبيد
الطائي فقال يا أمي الؤمني إن من الناس من يعب لسانه عما ف قلبه وإن وال ما كل ما أجد
ف قلب يعب عنه لسان وسأجهد وبال التوفيق أما أنا فسأنصح لك ف السر والعلنية وأقاتل
عدوك ف كل موطن وأرى لك من الق ما ل أراه لحد من أهل زمانك لفضلك وقرابتك
قال رحك ال قد أدى لسانك عما ين ضميك فقتل معه بصفي رحه ال
خطبة السن بن علي ولا دخل السن وعمار الكوفة اجتمع إليهما الناس فقام
السن فاستنفر الناس فحمد ال وصلى على رسوله ث قال أيها الناس إنا جئنا ندعوكم إل ال
وإل كتابه وسنة رسوله وإل أفقه من تفقه من السلمي وأعدل من تعدلون وأفضل من
تفضلون وأوف من تبايعون من ل يعبه القرآن ول تهله السنة ول تقعد به السابقة إل من قربه
ال تعال ورسوله قرابتي قرابة الدين وقرابة الرحم إل من سبق الناس إل كل مأثرة إل من
147
جهرة خطب العرب
كفى ال ورسوله والناس متخاذلون فقرب منه وهم متباعدون وصلى معه وهم مشركون
وقاتل معه وهم منهزمون وبارز معه وهم مجمون وصدقه وهم يكذبون إل من ل ترد له ول
تكافأ له سابقة وهو يسألكم النصر ويدعوكم إل الق ويأمركم بالسي إليه لتوازروه وتنصروه
على قوم نكثوا بيعته وقتلوا أهل الصلح من أصحابه ومثلوا بعماله وانتهبوا بيت ماله
فاشخصوا إليه رحكم ال فمروا بالعروف وانوا عن النكر واحضروا با يضر به الصالون
خطبة أخرى للحسن المد ل العزيز البار الواحد القهار الكبي التعال سواء منكم من أسر
القول ومن جهر به ومن هو مستخف بالليل وسارب بالنهار أحده على حسن البلء وتظاهر
النعماء وعلى ما أحببنا وكرهنا من شدة ورخاء وأشهد أن ل إله إل ال وحده ل شريك له
وأن ممدا عبده ورسوله امت علينا بنبوته واختصه برسالته وأنزل عليه وحيه واصطفاه على
جيع خلقه وأرسله إل النس والن حي عبدت الوثان وأطيع الشيطان وجحد الرحن
وصلى ال عليه وعلى آله وجزاه أفضل ما جزى السلمي
أما بعد فإن ل أقول لكم إل ما تعرفون إن أميالؤمني علي بن أب طالب أرشده
ال أمره وأعزه نصره بعثن إليكم يدعوكم إل الصواب وإل العمل بالكتاب والهاد ف سبيل
ال وإن كان ف عاجل ذلك ما تكرهون فإن ف آجله ما تبون إن شاء ال ولقد علمتم أن عليا
صلى مع رسول ال صلى ال عليه وآله وحده وأنه يوم صدق به لفي عاشرة من سنه ث شهد
مع رسول ال صلى ال عليه وآله جيع مشاهده وكان من اجتهاده ف مرضاة ال وطاعة
رسوله وآثاره السنة ف السلم ما قد بلغكم ول يزل رسول ال صلى ال عليه وآله راضيا
عنه حت غمضه بيده وغسله وحده واللئكة أعوانه والفضل ابن عمه ينقل إليه الاء ث أدخله
حفرته وأوصاه بقضاء دينه وعداته وغي ذلك من أموره كل ذلك من من ال عليه ث وال ما
دعا إل نفسه ولقد تداك الناس عليه تداك البل اليم عند ورودها فبايعوه طائعي ث نكث
منهم ناكثون بل حدث أحدثه ول خلف أتاه حسدا له وبغيا عليه فعليكم عباد ال بتقوى ال
وطاعته والد والصب والستعانة بال والفوف إل ما دعاكم إليه أمي الؤمني عصمنا ال
148
جهرة خطب العرب
وإياكم با عصم به أولياءه وأهل طاعته وألمنا وإياكم تقواه وأعاننا وإياكم على جهاد أعدائه
وأستغفر ال العظيم ل ولكم خطبة عمار بن ياسر وقام بعده عمار فحمد ال وأثن عليه
وصلى على رسوله ث قال أيها الناس أخو نبيكم وابن عمه يستنفركم لنصر دين ال وقد بلكم
ال بق دينكم وحرمة أمكم فحق دينكم أوجب وحرمته أعظم
أيها الناس عليكم بإمام ل يؤدب وفقيه ل يعلم وصاحب بأس ل ينكل وذي سابقة
ف السلم ليست لحد وإنكم لو قد حضرتوه بي لكم أمركم إن شاء ال خطبة أب موسى
الشعري فلما سع أبو موسى الشعري خطبة السن وعمار قام فصعد النب وقال المد ل
الذي أكرمنا بحمد فجمعنا بعد الفرقة وجعلنا إخوانا متحابي بعد العداوة وحرم علينا دماءنا
وأموالنا قال ال سبحانه ول تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل وقال تعال ومن يقتل مؤمنا متعمدا
فجزاؤه جهنم خالدا فيها فاتقوا ال عباد ال وضعوا أسلحتكم وكفوا عن قتال إخوانكم أما
بعد يأهل الكوفة إن تطيعوا ال باديا وتطيعون ثانيا تكونوا جرثومة من جراثيم العرب يأوي
إليكم الضطر ويأمن فيكم الائف إن عليا إنا يستنفركم لهاد أمكم عائشة وطلحة والزبي
حوارى رسول ال ومن معهم من السلمي وأنا أعلم بذه الفت إنا إذا إقبلت شبهت وإذا
أدبرت أسفرت إن خائف عليكم أن يلتقي غاران منكم فيقتتل ث يتركا كالحلس اللقاة
بنجوة من الرض ل يدرى من أين تؤتى تترك الليم حيان كأن أسع رسول ال صلى ال
عليه وآله بالمس يذكر الفت فيقول أنت فيها نائما خي منك قاعدا وأنت فيها جالسا خي
منك قائما وأنت فيها قائما خي منك ساعيا فثلموا سيوفكم وقصفوا رماحكم وأنصلوا
سهامكم وقطعوا أوتاركم وخلوا قريشا ترتق فتقها وترأب صدعها فإن فعلت فلنفسها ما
فعلت وإن أبت فعلى أنفسها ما جنت سنها ف أديها استنصحون ول تستغشون وأطيعون
ول تعصون يتبي لكم رشدكم وتصلى هذه الفتنة من جناها
صورة أخرى خطبة أب موسى الشعري وكاتب المام علي من الربذة أبا موسى
الشعري وكان عامله على الكوفة ليستنفر الناس لقتال عائشة ومن معها فثبطهم وخطبهم
149
جهرة خطب العرب
فقال أيها الناس إن أصحاب النب الذين صحبوه ف الواطن أعلم بال جل وعز وبرسوله من ل
يصحبه وإن لكم علينا حقا فأنا مؤديه إليكم كان الرأي أل تستخفوا بسلطان ال عز وجل ول
تترئوا على ال عز وجل وكان الرأي الثان أن تأخذوا من قدم عليكم من الدينة فتردوهم
إليها حت يتمعوا وهم أعلم بن تصلح له المامة منكم ول تكلفوا الدخول ف هذا فأما إذ
كان ما كان فأنا فتنة صماء النائم فيها خي من اليقظان واليقظان فيها خي من القاعد والقاعد
فيها خي من القائم والقائم خي من الراكب فكونوا جرثومة من جراثيم العرب فأغمدوا
السيوف وأنصلوا السنة واقطعوا الوتار وآووا الظلوم والضطهد حت يلتئم هذا المر وتنجلي
هذه الفتنة
صورة أخرى وخطب أيضا ف هذا الصدد فقال أيها الناس أطيعون تكونوا جرثومة
من جراثيم العرب يأوي إليكم الظلوم ويأمن فيكم الائف إنا أصحاب ممد أعلم با سعنا إن
الفتنة إذا أقبلت شبهت وإذا أدبرت بينت وإن هذه الفتنة باقرة كداء البطن ترى با الشمال
والنوب والصبا والدبور فتسكن أحيانا فل يدرى من أين تؤتى تذر الليم كابن أمس شيموا
سيوفكم وقصدوا رماحكم وأرسلوا سهامكم واقطعوا أوتاركم والزموا بيوتكم خلوا قريشا إذا
أبوا إل الروج من دار الجرة وفراق أهل العلم بالمرة ترتق فتقها وتشعب صدعها فإن فعلت
فلنفسها سعت وإن أبت فعلى أنفسها جنت سنها تريق ف أديها استنصحون ول تستغشون
وأطيعون يسلم لكم دينكم ودنياكم ويشقى برهذه الفتنة من جناها خطبة زيد بن صوحان
فقام زيد بن صوحان فشال يده القطوعة فقال يا عبد ال بن قيس رد الفرات عن أدراجه
أردده من حيث يئ
حذف
حت يعود كما بدأ فإن قدرت على ذلك فستقدر على ما تريد فدع عنك ما لست
مدركه ث قرأ آل أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم ل يفتنون ولقد فتنا الذين من
قبلهم فليعلمن ال الذين صدقوا وليعلمن الكاذبي سيوا إل أمي الؤمني وسيد السلمي
150
جهرة خطب العرب
وانفروا إليه أجعي تصيبوا الق خطبة القعقاع بن عمرو فقام القعقاع بن عمروفقال إن لكم
ناصح وعليكم شفيق أحب أن ترشدوا ولقولن لكم قول هو الق أما ما قال المي فهو المر
لو أن إليه سبيل وأما ما قال زيد فزيد عدو هذا المر ل تستنصحوه فإنه ل ينتزع أحد من
الفتنة طعن فيها وجرى إليها والقول الذي هو الق أنه ل بد من إمارة تنظم الناس وتزع الظال
وتعز الظلوم وهذا على يلي با ول وقد أنصف ف الدعاء وإنا يدعوا إل الصلح فانفروا
وكونوا من هذا المر برأى ومسمع خطبة سيحان بن صوحان وقال سيحان أيها الناس إنه ل
بد لذا المر وهؤلء الناس من وال يدفع الظال ويعز الظلوم ويمع الناس وهذا واليكم
يدعوكم لينظر فيما بينه وبي صاحبيه وهو الأمون على المة الفقيه ف الدين فمن نض إليه
فإنا سائرون معه
خطبة السن بن على وقام السن بن علي رضي ال عنه فقال أيها الناس أجيبوا
دعوة أميكم وسيوا إل أخوانكم فإنه سيوجد لذا المر من ينفر إليه وال لن يليه أولو النهى
أمثل ف العاجلة وخي ف العاقبة فأجيبوا دعوتنا وأعينونا على ما ابتلينا به وابتليتم وإن أمي
الؤمني يقول قد خرجت مرجي هذا ظالا أو مظلوما وإن أذكر ال رجل رعى حق ال إل
نفر فإن كنت مظلوما أعانن وإن كنت ظالا أخذ من وال إن طلحة والزبي لول من بايعن
وأول من غدر فهل استأثرت بال أو بدلت حكما فانفروا فمروا بالعروف وانوا عن النكر
وفادة القعقاع بن عمرو إل أصحاب المل ولا نزل المام علي كرم ال وجهه بذي قار دعا
القعقاع بن عمرو فأرسله إل أهل البصرة وقال له الق هذين الرجلي طلحة والزبي يا بن
النظلية وكان القعقاع من أصحاب النب فادعهما إل اللفة والماعة وعظم عليهما الفرقة
وقال له كيف أنت صانع فيما جاءك منهما ما ليس عندك فيه وصاة من فقال نلقاهم بالذي
أمرت به فإذا جاء منهما أمر ليس عندنا منك فيه رأي اجتهدنا الرأي وكلمناهم على قدر ما
نسمع ونرى أنه ينبغي قال أنت لا
151
جهرة خطب العرب
فخرج القعقاع حت قدم البصرة فبدأ بعائشة رضي ال عنها فسلم عليها وقال أي
أمة ما أشخصك وما أقدمك هذه البلدة قالت أي بن إصلح بي الناس قال فابعثى إل طلحة
والزبي حت تسمعي كلمي وكلمهما فبعثت إليهما فجاءا فقال إن سألت أم الؤمني ما
أشخصها وأقدمها هذه البلد فقالت إصلح بي الناس فما تقولن أنتما أمتابعان أم مالفان
قال متابعان قال فأخبان ما وجه هذا الصلح فوال لئن عرفناه لنصلحن ولئن أنكرناه ل
نصلح قال قتلة عثمان رضي ال عنه فإن هذا إن ترك كان تركا للقرآن وإن عمل به كان
إحياء للقرآن فقال قد قتلتما قتلة عثمان من أهل البصرة وأنتم قبل قتلهم أقرب إل الستقامة
منكم اليوم قتلتم ستمائة إل رجل فغضب لم ستة آلف واعتزلوكم وخرجوا من بي أظهركم
وطلبتم ذلك الذي أفلت يعن حرقوص بن زهي فمنعه ستة آلف وهم على رجل فإن تركتموه
كنتم تاركي لا تقولون فإن قاتلتموهم والذين اعتزلوكم فأديلوا عليكم فالذي خذرت وقربتم
به هذا المر أعظم ما أراكم تكرهون وأنتم أحيتم مضر وربيعة من هذه البلد فاجتمعوا على
حربكم وخذلنكم نصرة لؤلء كما اجتمع هؤلء لهل هذا الدث العظيم والذنب الكبي
فقالت أم الؤمني فتقول أنت ماذا قال أقول هذا المر دواؤه التسكي وإذا سكن اختلجوا فإن
أنتم بايعتمونا فعلمة خي وتباشي رحة ودرك بثأر هذا الرجل وعافية وسلمة لذه المة وإن
أنتم أبيتم إل مكابرة هذا المر واعتسافه كانت علمة شر وذهاب هذا الثأر وبعثه ال ف هذه
المة هزاهزها فآثروا العافية ترزقوها وكونوا مفاتيح الي كما كنتم تكونون ول تعرضونا
للبلء ول تعرضوا
له فيصرعنا وإياكم واي ال إن لقول هذا وأدعوكم إليه وإن لائف أل يتم حت
يأخذ ال عز وجل حاجته من هذه المة الت قل متاعها ونزل با ما نزل فإن هذا المر الذي
حدث ليس يقدر وليس كالمور ول كقتل الرجل الرجل ول النفر الرجل ول القبيلة الرجل
فقالوا نعم إذن قد أحسنت وأصبت القالة فارجع فإن قدم على وهو على مثل رأيك صلح هذا
المر فرجع إل على فأخبه فأعجبه ذلك وأشرف القوم على الصلح خطبة على بن أب طالب
152
جهرة خطب العرب
فلما رجع القعقاع من عند أم الؤمني وطلحة والزبي جع المام على الناس ث قام على الغرائر
فحمد ال عز وجل وأثن عليه وصلى على النب وذكر الاهلية وشقاها والسلم والسعادة
وإنعام ال على المة بالماعة بالليفة بعد رسول ال ث الذي يليه ث الذي يليه ث حدث هذا
الدث الذي جره على هذه المة أقوام طلبوا هذه الدنيا حسدوا من أفاءها ال عليه على
الفضيلة وأرادوا رد الشياء على أدبارها وال بالغ أمره ومصيب ما أراد أل إن راحل غدا
فارتلوا أل ول يرتلن غدا أحد أعان على عثمان رضي ال عنه بشئ ف شئ من أمور الناس
وليغن السفهاء عن أنفسهم
خطبة لعلي ولا أراد علي السي إل البصرة قام فخطب الناس فقال بعد أن حد ال
وصلى على رسوله إن ال لا قبض نبيه وآله استأثرت علينا قريش بالمر ودفعتنا عن حق نن
أحق به من الناس كافة فرأيت أن الصب على ذلك أفضل من تفريق كلمة السلمي وسفك
دمائهم والناس حديثو عهد بالسلم والدين يخض مض الوطب يفسده أدن وهن وينكسه
أقل خلق فول المر قوم ل يألوا ف أمرهم اجتهادا ث انتقلوا إل دار الزاء وال ول تحيص
سيئاتم والعفو عن هفواتم فما بال طلحة والزبي وليسا من هذا المر بسبيل ل يصبا على
حول ول أشهرا حت وثبا ومرقا ونازعان أمرا ل يعل ال لما إليه سبيل بعد أن بايعان
طائعي غي مكرهي يرتضعان أما قد فطمت ويييان بدعة قد أميتت أدم عثمان زعما وال ما
التبعة إل عندهم وفيهم وإن أعظم حجتهم لعلي أنفسهم وأنا راض بجة ال عليهم وعلمه
فيهم فإن فاءا وأنابا فحظهما أحرزا وأنفسهما غنما وأعظم بما غنيمة وإن أبيا أعطيتهما حد
السيف وكفي به ناصرا لق وشافيا لباطل ث نزل
خطبة لعلي وخطب فقال المد ل على كل أمر وحال ف الغدو والصال وأشهد
أن ل إله إل ال وأن ممدا عبده ورسوله ابتعثه رحة للعباد وحياة للبلد حي امتلت الرض
فتنة واضطرب حيلها وعبد الشيطان ف أكنافها واشتمل عدو ال إبليس على عقائد أهلها
فكان ممد بن عبد ال بن عبد الطلب الذي أطفأ ال به نيانا وأخد به شرارها ونزع به
153
جهرة خطب العرب
أوتادها وأقام به ميلها إمام الدى والنب الصطفي وآله وسلم فلقد صدع با أمر به وبلغ
رسالت ربه فأصلح ال به ذات البي وآمن به السبل وحقن به الدماء وألف به بي ذوي
الضغائن الواغرة ف الصدور وحت أتاه اليقي ث قبضه ال إليه حيدا ث استخلف الناس أبا بكر
فم يأل جهده ث استخلف أبو بكر عمر فلم يأل جهده ث استخلف الناس عثمان فنال منكم
ونلتم منه حت إذا كان من أمره ما كان اتيتمون لتبايعون فقلت ل حاجة ل ف ذلك ودخلت
منل فاستخرجتمون فقبضت يدي فبسطتموها وتداككتم علي حت ظننت أنكم قاتلي وأن
بعضكم قاتل بعض فبايعتمون وأنا غي مسرور بذلك ول جذل وقد علم ال سبحانه أن كنت
كارها للحكومة بي أمة ممد وآلة ولقد سعته وآله يقول ما من وال يلي شيئا من أمر أمت إل
أن به يوم القيامة مغلولة يداه إل عنقه على رءوس اللئق ث ينشر كتابه فإن كان عادل نا
وإن كان جائرا هوى حت اجتمع على ملؤكم وبايعن طلحة والزبي وأنا أعر ف الغدر ف
أوجههما والنكث ف أعينهما ث استأذنان ف العمرة فأعلمتهما أن ليس العمرة يريدان فسارا
إل مكة واستخفا عائشة وخدعاها وشخص معهما أبناء الطلقاء فقدموا البصرة فقتلوا با
السلمي وفعلوا النكر ويا عجبا
لستقامتهما لب بكر وعمر وبغيهما علي وها يعلمان أن لست دون أحدها ولو
شئت ان أقول لقلت ولقد كان معاوية كتب إليهما من الشام كتابا يدعهما فيه فكتماه عن
وخرجا يوهان الطغام أنما يطلبان بدم عثمان وال ما أنكرا على منكرا ول جعل بين وبينهم
نصفا وإن دم عثمان لعصوب بما ومطلوب منهما يا خيبة الداعي إلم دعا وباذا أجيب وال
إنما لعلي ضللة صماء وجهالة عمياء وإن الشيطان قد ذمر لا حزبه واستجلب منهما خيله
ورجله ليعيد الور إل أوطانه ويرد الباطل إل نصابه ث رفع يديه فقال اللهم إن طلحة والزبي
قطعان وظلمان وألبا علي فاخلل ما عقدا وانكث ما أبرما ول تغفر لما أبدا وأرها الساءة
فيما عمل وأمل خطبة الشتر فقام إليه الشتر فقال المد ل الذي من علينا فأفضل وأحسن
إلينا فأجل قد سعنا كلمك يا أمي الؤمني ولقد أصبت ووفقت وأنت ابن عم نبينا وصهره
154
جهرة خطب العرب
ووصيه وأول مصدق به ومصل معه شهدت مشاهدة كلها فكان لك الفضل فيها على جيع
المة فمن اتبعك أصاب حظه واستبشر بفلجه ومن عصاك ورغب عنك فإل أمه الاوية
لعمري يا أمي الؤمني ما أمر طلحة والزبي وعائشة علينا بخيل ولقد دخل الرجلن فيما
دخل فيه وفارقا على غي حدث أحدثت ول جور صنعت فإن زعما أنما يطلبان بدم عثمان
فليقيدا من أنفسهما فإنما أول من ألب عليه وأغرى الناس بدمه وأشهد ال لئن ل يدخل فيما
خرجا منه لنلحقنهما بعثمان فإن سيوفنا ف عواتقنا وقلوبنا ف صدورنا ونن اليوم كما كنا
أمس ث قعد
خطبة السيدة عائشة توفيت سنة ه وخطبت السيدة عائشة وقد أخذت الناس
مصافهم للحرب فقالت أما بعد فإنا كنا نقمنا على عثمان ضرب السوط وإمرة الفتيان وموقع
السحابة الحمية أل وإنكم استعتبتموه فأعتبكم فلما مصتموه كما ياص الثوب الرحيض
عدوت عليه فارتكبتم منه دما حراما واي ال إن كان لحصنكم فرجا وأتقاكم ل خطبة لعلي
وخطب علي لا تواقف المعات فقال ل تقاتلوا القوم حت يبدءوكم فإنكم بمد ال على
حجة وكفكم عنهم حت يبدءوكم حجة أخرى وإذا قاتلتموهم فل تهزوا على جريح وإذا
هزمتموهم فل تتبعوا مدبرا ول تكشفوا عورة ول تثلوا بقتيل وإذا وصلتم إل حال القوم فل
تتكوا سترا ول تدخلوا دارا ول تأخذوا من أموالم شيئا ول تيجوا امرأة بأذى وان شتمن
أعراضكم وسبب أمراءكم وصلحاءكم فإنن ضعاف القول والنفس والعقول لقد كنا نؤمر
بالكف عنهن وإنن لشركات وإن كان الرجل ليتناول الرأة بالراوة والريدة فيعي با وعقبة
من بعده
خطبة السيدة عائشة يوم المل وخطبت السيدة عائشة رضي ال عنهما أهل
البصرة يوم المل فقالت أيها الناس صه صه إن ل عليكم حق المومة وحرمة الوعظة ل
يتهمن إل من عصى ربه مات رسول ال بي سحرى ونرى فأنا إحدى نسائه ف النة له
ادخرن رب وخلصن من كل بضاعة وب ميز منافقكم من مؤمنكم وب أرخص ال لكم ف
155
جهرة خطب العرب
صعيد البواء ث أب ثان اثني ال ثالثهما وأول من سى صديقا مضى رسول ال راضيا عنه
وطوقه أعباء المامة ث اضطرب حبل الدين بعده فمسك اب بطرفيه ورتق لكم فتق النفاق
وأغاض نبع الردة وأطفأ ما حش يهود وأنتم يومئذ جحظ العيون تنظرون الغدرة وتسمعون
الصيحة فرأب الثأي وأود من الغلظة وانتاش من الوة
واجتحى دفي الداء حتىأعطن الوارد وأورد الصادر وعل الناهل فقبضه ال إليه
واطئا على هامات النفاق مذكيا نار الرب للمشركي فانتظمت طاعتكم ببله فول أمركم
رجل مرعيا إذا ركن إليه بعيد ما بي اللبتي عركة للذاة بنبه صفوحا عن أذاة الاهلي
يقظان الليل ف نصرة السلم فسلك مسلك السابقة ففرق شل الفتنة وجع أعضاد ما جع
القرآن وأنا نصب السألة عن مسيي هذا ل ألتمس إثا ول أونس فتنة أوطئكموها أقول قول
هذا صدقا وعدل وإعذارا وإنذارا وأسأل ال أن يصلي على ممد وأن يلفه فيكم بأفضل
خلفة الرسلي خطبة زفر بن قيس وكتب المام علي كرم ال وجهه مع زفر بن قيس إل
جرير بن عبد ال البجلي وكان على ثغر هذان استعمله عليه عثمان كتابا يبه فيه با كان
بينه وبي أصحاب المل وما أوتى من النتصار عليهم واستعمال ابن عباس على البصرة فلما
قدم زفر على جرير بكتاب علي وقرأه جرير قام زفر خطيبا فحمد ال وأثن عليه ث قال أيها
الناس إن عليا كتب إليكم بكتاب ل نقول بعده إل رجيعا من القول إن الناس بايعوا عليا
بالدينة غي ماباة ببيعتهم لعلمه بكتاب ال وبرى الق
فيه وإن طلحة والزبي نقضا بيعة علي على غي حدث ث ل يرضيا حت نصبا له
الرب وألبا عليه الناس وأخرجا أم الؤمني عائشة من حجاب ضربه ال ورسوله عليها
فلقيهما فأعذر ف الدعاء وخشي البغي وحل الناس على ما يعرفون فهذا عيان ما غاب عنكم
وإن سألتم الزيادة زدناكم خطبة جرير بن عبد ال البجلي وقام جرير بن عبد ال البجلي
خطيبا فحمد ال وأثن عليه ث قال أيها الناس هذا كتاب أمي الؤمني علي بن أب طالب وهو
الأمون على الدين والدنيا وكان من أمره وأمر عدوه ما قد سعتم والمد ل على أقضيته وقد
156
جهرة خطب العرب
بايعه السابقون والولون من الهاجرين والنصار والتابعون بإحسان ولو جعل ال هذا المر
شورى بي السلمي لكان علي أحق با أل وإن البقاء ف الماعة والفناء ف الفرقة وعلي
حاملكم ما استقمتم له فإن ملتم أقام ميلكم قال الناس سعا وطاعة ورضانا رضا من بعدنا
خطبة زياد بن كعب وكتب المام علي كرم ال وجهه إل الشعث بن قيس وكان عامل
بأذربيجان استعمله عليها عثمان بثل ما كتب به إليه جرير بن عبد ال ووجه بالكتاب مع زياد
بن كعب فلما قرأ الشعث كتاب علي قام زياد بن كعب خطيبا فحمد ال وأثن عليه ث قال
أيها الناس إنه من ل يكفه القليل ل يكفه الكثي وإن أمر عثمان ل ينفع فيه العيان
ول يشف منه الب غي أن من سعه ليس كمن عاينه وإن الهاجرين والنصار بايعوا عليا
راضي به وإن طلحة والزبي نقضا بيعة علي على غي حدث وأخرجا أم الؤمني على غي رضا
فسار إليهم ول ينلهم فتركهم وما ف نفسه منهم حاجة فأورثه ال الرض وجعل له عاقبة
التقي خطبة الشعث بن قيس فقام الشعث بن قيس فقال أيها الناس إن عثمان رحه ال
ولن أذربيجان وهلك وهي ف يدي وقد بايع الناس عليا وطاعتنا له لزمة وقد كان من أمره
وأمر عدوه ما قد بلغكم وهو الأمون على ما غاب عنا وعنكم من ذلك خطبة جرير بن عبد
ال البجلي وبعث علي إل معاوية مع جرير بن عبد ال البجلي بكتاب يدعوه به إل بيعته فلما
قرأ الكتاب قام جرير فخطب فقال المد ل الحمود بالعوائد الأمول فيه الزوائد الرتى منه
الثواب الستعان على النوائب أحده وأستعينه ف المور الت تي دونا اللباب وأشهد أن ل إله
إل ال وحده ل شريك له كل شئ هالك إل وجهه له الكم وإليه ترجعون وأشهد أن ممدا
عبده ورسوله أرسله بعد فترة من الرسل الاضية والقرون الالية فبلغ الرسالة ونصح للمة
وأدى الق الذي استودعه ال وأمره بأدائه إل أمته صلى ال عليه وآله من رسول ومبتعث
ومنتخب وعلى آله
أيها الناس إن أمر عثمان قد أعيا من شهده فكيف بن غاب عنه وإن الناس بايعوا
عليا غي واتر ول موتور وكان طلحة والزبي من بايعاه ث نكثا بيعته على غي حدث أل وإن
157
جهرة خطب العرب
هذا الدين ل يتمل الفت وقد كانت بالبصرة أمس روعة ملمة إن يشفع البلء بثلها فل بقاء
للناس وقد بايعت المة عليا ولو ملكنا وال المور ل نتر لا غيه فادخل معاوية فيما دخل
فيه الناس فإن قلت استعملن عثمان ث ل يعزلن فإن هذا قول لو جاز ل يقم ل دين وكان
لكل امرئ ما ف يديه ولكن ال جعل للخر من الولة حق الول وجعل المور موطأة ينسخ
بعضها بعضا ث قعد خطبة معاوية فقال معاوية أنظر وتنظر وأستطلع رأي أهل الشام فمضت
أيام وأمر معاوية مناديا ينادي الصلة جامعة فلما اجتمع الناس صعد النب ث قال المد ل
الذي جعل الدعائم للسلم أركانا والشرائع لليان برهانا يتوقد قبسه ف الرض القدسة
جعلها ال مل النبياء والصالي من عباده فأحلهم أرض الشام ورضيهم لا لا سبق ف مكنون
علمه من طاعتهم ومناصحتهم خلفاءه والقوام بأمره والذابي عن دينه وحرماته ث جعلهم لذه
المة نظاما وف سبيل اليات أعلما يردع ال بم الناكثي ويمع بم ألفة الؤمني وال
نستعي على ما تشعب من أمر السلمي بعد اللتئام وتباعد بعد القرب اللهم انصرنا على أقوام
يوقظون نائمنا وييفون آمننا ويريدون إراقة دمائنا وإخافة سبلنا وقد علم ال أنا ل نريد لم
عقابا ول نتك لم حجابا ول نوطئهم زلقا غي أن ال الميد كسانا من الكرامة ثوابا لن
ننعه طوعا ما جاوب الصدى وسقط الندى وعرف الدى حلهم على ذلك البغي والسد
فنستعي بال عليهم
أيها الناس قد علمتم أن خليفة أمي الؤمني عمر بن الطاب وأمي الؤمني عثمان
ابن عفان عليكم وأن ل أقم رجل منكم على خزاية قط وإن ول عثمان وقد قتل مظلوما وال
تعال يقول ومن قتل مظلوما فقد جعلنا لوليه سلطانا فل يسرف ف القتل إنه كان منصورا وأنا
أحب أن تعلمون ذات أنفسكم ف قتل عثمان فقام أهل الشام بأجعهم فأجابوا إل الطلب بدم
عثمان وبايعوه على ذلك وأوثقوا له على أن يبذلوا بي يديه أموالم وأنفسهم حت يدركوا
بثأره أو تلحق أرواحهم بال
158
جهرة خطب العرب
فتنة معاوية استطلع المام علي كرم ال وجهه آراء أصحابه وقد أراد السي إل
الشأم لا أراد علي كرم ال وجهه السي إل الشأم دعا من كان معه من الهاجرين والنصار
فجمعهم خطبة المام علي ث حد ال وأثن عليه وقال أما بعد فإنكم ميامي الرأي مراجيح
اللم مباركوا المر مقاويل بالق وقد عزمنا على السي إل عدونا وعدوكم فأشيوا علينا
برأيكم خطبة هاشم بن عتبة فقام هاشم بن عتبة بن أب وقاص فحمد ال وأثن عليه وقال أما
بعد يا أمي الؤمني فأنا بالقوم جد خبي هم لك ولشياعك أعداء وهم لن يطلب حرث الدنيا
أولياء وهم مقاتلوك ومادلوك ل يبقون جهدا مشاحة على الدنيا وضنا با ف أيديهم منها ليس
لم إربة غيها
إل ما يدعون به الهال من طلب دم ابن عفان كذبوا ليسوا لدمه ينفرون ولكن
الدنيا يطلبون انض بنا إليهم فإن أجابوا إل الق فليس بعد الق إل الضلل وإن أبوا إل
الشقاق فذاك ظن بم وال ما أراهم يبايعون وقد بقي فيهم أحد من يطاع إذا نى ول يسمع
إذا أمر خطبة عمار بن ياسر وقام عمار بن ياسر فحمد ال وأثن عليه وقال يا أمي الؤمني إن
استطعت أن ل تقيم يوما واحدا فافعل اشخص بنا قبل استعار نار الفجرة واجتماع رأيهم على
الصدود والفرقة وادعهم إل حظهم ورشدهم فإن قبلوا سعدوا وإن أبوا إل حربنا فوال إن
سفك دمائهم والد ف جهادهم لقربة عند ال وكرامة منه خطبة قيس بن سعد بن عبادة ث
قام قيس بن سعد بن عبادة فحمد ال وأثن عليه ث قال يا أمي الؤمني انكمش بنا عدونا إل
ول تعرج فوال لهادهم أحب إل من جهاد الترك والروم لدهانم ف دين ال واستذللم
أولياء ال من أصحاب ممد صلى ال عليه وآله ومن الهاجرين والنصار والتابعي بإحسان إذا
غضبوا على رجل حبسوه وضربوه وحرموه وسيوه وفيئنا لم ف أنفسهم حلل ونن لم فيما
يزعمون قطي
فقال أشياخ النصار منهم خزية بن ثابت وأبو أيوب وغيها ل تقدمت أشياخ
قومك وبدأتم بالكلم يا قيس فقال أما إن عارف بفضلكم معظم لشأنكم ولكن وجدت ف
159
جهرة خطب العرب
نفسي الضغن الذي ف صدوركم جاش حي ذكرت الحزاب فقال بعضهم لبعض ليقم رجل
منكم فليجب أمي الؤمني عليه السلم عن جاعتكم خطبة سهل بن حنيف فقام سهل بن
حنيف فحمد ال وأثن عليه ث قال يا أمي الؤمني نن سلم لن سالت وحرب لن حاربت
ورأينا رأيك ونن يينك وقد رأينا أن تقوم ف أهل الكوفة فتأمرهم بالشخوص وتبهم با
صنع لم ف ذلك من الفضل فإنم أهل البلد وهم الناس فإن استقاموا لك استقام لك الذي
تريد وتطلب فأما نن فليس عليك خلف منا مت دعوتنا أجبناك ومت أمرتنا أطعناك خطبة
المام علي وقام المام علي خطيبا على منبه يرض الناس ويأمرهم بالسي إل صفي لقتال
أهل الشأم فقال سيوا إل أعداء ال سيوا إل أعداء القرآن والسنن سيوا إل بقية الحزاب
وقتلة الهاجرين والنصار
فقام رجل من بن فزارة فقال له أتريد أن تسي بنا إل إخواننا من أهل الشأم نقتلهم
كل كما سرت بنا إل إخواننا من أهل البصرة فقتلتهم كلها ال إذن ل نفعل ذلك فقام
الشتر فقال من هذا الارق فهرب الفزاري واشتد الناس على أثره فلحق ف مكان من السوق
تباع ف الباذين فوطئوه بأرجلهم وضربوه بأيديهم ونصال سيوفهم حت قتل فأت علي عليه
السلم فقيل له يا أمي الؤمني قتل الرجل قال ومن قتله قالوا قتلته هدان ومعهم شوب من
الناس فقال قتيل عمية ل يدري من قتله ديته من بيت مال السلمي فقام الشتر فقال خطبة
الشتر النخعي يا أمي الؤمني ل يهدنك ما رأيت ول يولينك من نصرنا ما سعت من مقالة
هذا الشقي الائن إن جيع من ترى من الناس شيعتك ل يرغبون بأنفسهم عن نفسك ول
يبون البقاء بعدك فإن شئت فسر بنا إل عدوك فوال ما ينجو من الوت من خافه ول يعطى
البقاء من أحبه وإنا لعلى بينة من ربنا وإن أنفسنا لن توت حت يأت أجلها وكيف ل نقاتل
قوما هم كما وصف أمي الؤمني وقد وثبت عصابة منهم على طائفة من السلمي بالمس
وباعوا خلقهم بعرض من الدنيا يسي فقال علي الطريق مشترك والناس ف الق سواء ومن
اجتهد رأيه ف نصيحة العامة فقد قضى ما عليه ث نزل فدخل منله
160
جهرة خطب العرب
مقال من ثبطوه عن السي ولا أمر المام بالسي إل الشأم دخل عليه عبد ال بن
العتم العبسي وحنظلة ابن الربيع التميمي ف رجال كثي من غطفان وبن تيم فقال له حنظلة يا
أمي الؤمني إنا قد مشينا إليك ف نصيحة فاقبلها ورأينا لك رأيا فل تردنه علينا فإنا نظرنا لك
ولن معك أقم وكاتب هذا الرجل ول تعجل إل قتال أهل الشأم فإنا وال ما ندري ول تدري
لن تكون الغلبة إذا التقيتم ول على من تكون الدبرة وقال ابن العتم مثل قوله وتكلم القوم
الذين دخلوا معهما بثل كلمهما رد المام عليهم فحمد علي عليه السلم ال وأثن ث قال أما
بعد فإن ال وارث العباد والبلد ورب السموات السبع والرضي السبع وإليه ترجعون يؤت
اللك من يشاء وينع اللك من يشاء ويعز من يشاء ويذل من يشاء أما الدبرة فإنا على
الضالي العاصي ظفروا أو ظفر بم واي ال إن لسع كلم قوم ما أراهم يعرفون معروفا ول
ينكرون منكرا فقام إليه معقل بن قيس الرياحي فقال يا أمي الؤمني إن هؤلء وال ما آثروك
بنصح ول دخلوا عليك إل بغش فاحذرهم فإنم أدن العدو
وقال له مالك بن حبيب إنه بلغن ياأمي الؤمني أن حنظلة هذا يكاتب معاوية
فادفعه إلينا نسبه حت تنقضي غزاتك وتتصرف وقام من بن عبس قائد بن بكي وعياش بن
ربيعة فقال يا أمي الؤمني إن صاحبنا عبد ال بن العتم قد بلغنا أنه يكاتب معاوية فاحبسه أو
مكنا من حبسه حت تنقضي غزاتك ث تتصرف فقال هذا جزاء لن نظر لكم وأشار عليكم
بالرأي فيما بينكم وبي عدوكم فقال لما علي عليه السلم ال بين وبينكم وإليه أكلكم وبه
استظهر عليكم اذهبوا حيث شئتم خطبة عدي بن حات الطائي وقام عدي بن حات الطائي بي
يدي علي عليه السلم فحمد ال وأثن عليه وقال يا أمي الؤمني ما قلت إل بعلم ول دعوت
إل إل حق ول أمرت إل برشد ولكن إذا رأيت أن تستأن هؤلء القوم وتستديهم حت تأتيهم
كتبك وتقدم عليهم رسلك فعلت فإن يقبلوا يصيبوا رشدهم والعافية أوسع لنا ولم وإن
يتمادوا ف الشقاق ول ينعوا عن الغي نسر إليهم وقد قدمنا إليهم العذر ودعوناهم إل ما ف
أيدينا من الق فوال لم من الق أبعد وعلى ال أهون
161
جهرة خطب العرب
من قوم قاتلناهم أمس بناحية البصرة لا دعوناهم إل الق فتركوه ناوخناهم براكاء
القتال حت بلغنا منهم ما نب وبلغ ال منهم رضاه خطبة زيد بن حصي الطائي فقام زيد بن
حصي الطائي وكان من أصحاب البانس الجتهدين فقال المد ل حت يرضى ول إله إل ال
ربنا أما بعد فوال إن كنا ف شك ف قتال من خالفنا ول تصلح لنا النية ف قتالم حت
نستديهم ونستأنيهم فما العمال إل تباب ول السعي إل ف ضلل وال تعال يقول وأما بنعمة
ربك فحدث إننا وال ما ارتبنا طرفة عي فيمن يتبعونه فكيف بأتباعه القاسية قلوبم القليل من
السلم حظهم أعوان الظلمة وأصحاب الور والعدوان ليسوا من الهاجرين ول النصار ول
التابعي بإحسان فقام رجل من طيئ فقال يا زيد بن حصي أكلم سيدنا عدي بن حات يهجن
فقال زيد ما أنتم بأعرف بق عدي من ولكن ل أدع القول بالق وإن سخط الناس خطبة
أب زينب بن عوف ودخل أبو زينب بن عوف على المام علي فقال يا أمي الؤمني لئن كنا
على الق لنت أهدانا سبيل وأعظمنا ف الي نصيبا ولئن كنا على ضلل إنك لثقلنا ظهرا
وأعظمنا وزرا قد أمرتنا بالسي
إل هذا العدو وقد قطعنا ما بيننا وبينهم من الولية وأظهرنا لم العداوة نريد بذلك
ما يعلم ال تعال من طاعتك أليس الذي نن عليه هو الق البي والذي عليه عدونا هو
الوب الكبي فقال عليه السلم بلى شهدت أنك إن مضيت معنا ناصرا لدعوتنا صحيح النية
ف نصرنا قد قطعت منهم الولية وأظهرت لم العدواة كما زعمت فإنك ول ال تسبح ف
رضوانه وتركض ف طاعته فأبشر أبا زينب وقال له عمار بن ياسر اثبت أبا زينب ول تشك ف
الحزاب أعداء ال ورسوله فقال أبو زينب ما أحب أن ل شاهدين من هذه المة شهدا ل
عما سألت من هذا المر الذي أهن مكانكما خطبة يزيد بن قيس الرحب ودخل يزيد بن
قيس الرحب على علي عليه السلم فقال يا أمي الؤمني نن أولو جهاز وعدة وأكثر الناس
أهل قوة ومن ليس به ضعف ول علة فمر مناديك فليناد الناس يرجوا إل معسكرهم بالنخيلة
فإن أخا الرب ليس بالسئوم ول النئوم ول من إذا أمكنته الفرص أجلها واستشار فيها ول من
162
جهرة خطب العرب
يؤخر عمل الرب اليوم لغد وبعد غد خطبة زياد بن النضر فقال زياد بن النضر لقد نصح لك
يزيد بن قيس يا أمي الؤمني وقال ما يعرف فتوكل
على ال وثق به واشخص بنا إل هذا العدو راشدا معانا فإن يرد ال بم خيا ل
يتركوك رغبة عنك إل من ليس له مثل سابقتك وقدمك وإل ينيبوا ويقبلوا وأبوا إل حربنا ند
حربم علينا هينا ونرجو أن يصرعهم ال مصارع إخوانم ث بالمس خطبة عبد ال بن بديل
بن ورقاء الزاعي ث قام عبد ال بن بديل بن ورقاء الزاعي فقال يا أمي الؤمني إن القوم لو
كانوا ال يريدون ول يعملون ما خالفونا ولكن القوم إنا يقاتلوننا فرارا من السوة وحبا
للثرة وضنا بسلطانم وكرها لفراق دنياهم الت ف أيديهم وعلى إحن ف نفوسهم وعداوة
يدونا ف صدورهم لوقائع أوقعتها يا أمي الؤمني بم قدية قتلت فيها آباءهم وأعوانم ث
التفت إل الناس فقال كيف يبايع معاوية عليا وقد قتل أخاه حنظلة وخاله الوليد وجده عتبة ف
موقف واحد وال ما أظنهم يفعلون ولن يستقيموا لكم دون أن تقصف فيهم قنا الران وتقطع
على هامهم السيوف وتنثر حواجبهم بعمد الديد وتكون أمور جة بي الفريقي
أدب المام علي وكرم خلقه وخرج جحر بن عدي وعمرو بن المق يظهران
الباءة من أهل الشأم فأرسل علي عليه السلم إليهما أن كفا عما يبلغن عنكما فأتياه فقال يا
أمي الؤمني ألسنا مقي قال بلى قال أوليسوا مبطلي قال بلى قال فلم منعتنا من شتمهم قال
كرهت لكم أن تكونوا لعاني شتامي تشتمون وتبءون ولكن لو وصفتم مساوي أعمالم
فقلتم من سيتم كذا وكذا ومن أعمالم كذا وكذا كان أصوب ف القول وأبلغ ف العذر
وقلتم مكان لعنكم إياهم وبراءتكم منهم اللهم احقن دماءهم ودماءنا وأصلح ذات بينهم وبيننا
واهدهم من ضللتهم حت يعرف الق منهم من جهله ويرعوى عن الغي والعدوان منهم من
لج به لكان أحب إل وخيا لكم فقال يا أمي الؤمني نقبل عظتك ونتأدب بأدبك مقال
عمرو بن المق وقال له عمرو بن المق يومئذ وال يا أمي الؤمني إن ما أحببتك ول بايعتك
على قرابة بين وبينك ول إرادة مال تؤتينيه ول التماس سلطان ترفع ذكري به ولكنن أحببتك
163
جهرة خطب العرب
بصال خس إنك ابن عم رسول ال صلى ال عليه وآله ووصيه وأبو الذرية الت بقيت فينا من
رسول ال صلى ال عليه وآله وأسبق الناس إل السلم وأعظم الهاجرين سهما
ف الهاد ولو أن كلفت نقل البال الرواسي ونزح البحور الطوامي حت يأت علي
يومي ف أمر أقوى به وليك وأهي عدوك ما رأيت أن قد أديت فيه كل الذي يق علي من
حقك فقال علي عليه السلم اللهم نور قلبه بالتقى واهده إل صراطك الستقيم ليت أن ف
جندي مائة مثلك فقال حجر إذن وال يا أمي الؤمني صح جندك وقل فيهم من يغشك مقال
حجر بن عدي وقام حجر بن عدي فقال يا أمي الؤمني نن بنو الرب وأهلها الذين نلقحها
وننتجها قد ضارستنا وضارسناها ولنا أعوان وعشية ذات عدد ورأي مرب وبأس ممود
وأزمتنا منقادة لك بالسمع والطاعة فإن شرقت شرقنا وإن غربت غربنا وما أمرتنا به من أمرنا
فعلنا فقال علي عليه السلم أكل قومك يرى مثل رأيك قال ما رأيت منهم إل حسنا وهذه
يدي عنهم بالسمع والطاعة وحسن الجابة فقال له علي عليه السلم خيا مقال هاشم بن
عتبة وقال زياد بن النضر الارثي لعبد ال بن بديل الزاعي إن يومنا ليوم عصبصب ما يصب
عليه إل كل مشبع القلب صادق النية
رابط الأش واي ال ما أظن ذلك اليوم يبقى منهم ول منا إل الرذال فقال عبد ال
بن بديل أنا وال أظن ذلك فبلغ كلمهما عليا عليه السلم فقال لما ليكن هذا الكلم مزونا
ف صدوركما ل تظهراه ول يسمعه منكما سامع إن ال كتب القتل على قوم والوت على
آخرين وكل آتيه منيته كما كتب ال له فطوب للمجاهدين ف سبيله والقتولي ف طاعته فلما
سع هاشم بن عتبة ما قاله أتى عليا عليه السلم فقال سر بنا يا أمي الؤمني إل هؤلء القوم
القاسية قلوبم الذين نبذوا كتاب ال وراء ظهورهم وعملوا ف عباد ال بغي رضا ال فأحلوا
حرامه وحرموا حلله واستهوى بم الشيطان ووعدهم الباطيل ومناهم المان حت أزاغهم
عن الدى وقصد بم قصد الردى وحبب إليهم الدنيا فهم يقاتلون على دنياهم رغبة فيها
كرغبتنا ف الخرة وانتجاز موعد ربنا وأنت يا أمي الؤمني أقرب الناس من رسول ال صلى
164
جهرة خطب العرب
ال عليه وآله رحا وأفضل الناس سابقة وقدما م يا أمي الؤمني يعلمون منك مثل الذي نعلم
ولكن كتب عليهم الشقاء ومالت بم الهواء وكانوا ظالي فأيدينا مبسوطة لك بالسمع
والطاعة وقلوبنا منشرحة لك ببذل النصيحة وأنفسنا تنصرك على من خالفك وتول المر
دونك جذلة وال ما أحب أن ل ما على الرض فما أقلت ول ما تت السماء فما أظلت وأن
واليت عدوا لك وعاديت وليا لك فقال علي عليه السلم اللهم ارزقه الشهادة ف سبيلك
والوافقة لنبيك
خطبة المام علي ث إن عليا عليه السلم صعد النب فخطب الناس ودعاهم إل
الهاد فبدأ بمد ال والثناء عليه ث قال إن ال قد أكرمكم بدينه وخلقكم لعبادته فانصبوا
أنفسكم ف أداء حقه وتنجزوا موعوده واعلموا أن ال جعل أمراس السلم متينة وعراه وثيقة
ث جعل الطاعة حظ النفس ورضا الرب وغنيمة الكياس عند تفريط العجزة وقد حلت أمر
أسودها وأحرها ول قوة إل بال ونن سائرون إن شاء ال إل من سفه نفسه وتناول ما ليس
له وما ل يدركه معاوية وجنده الفئة الطاغية الباغية يقودهم إبليس ويبق لم ببارق تسويفه
ويدليهم بغروره وأنتم أعلم الناس باللل والرام فاستغنوا با علمتم واحذروا ما حذركم ال
من الشيطان وارغبوا فيما عنده من الجر والكرامة واعلموا أن السلوب من سلب دينه وأمانته
والغرور من آثر الضللة على الدى فل أعرفن أحدا منكم تقاعس عن وقال ف غيي كفاية
فإن الذود إل الذود إبل ومن ل يذد عن حوضه يتهدم ث أن آمركم بالشدة ف المر والهاد
ف سبيل ال وان ل تغتابوا مسلما وانتظروا النصر العاجل من ال إن شاء ال
خطبة السن بن علي ث قام بعده ابنه السن رضي ال عنه فقال المد ل ل إله
غيه ول شريك له ث قال إن ما عظم ال عليكم من حقه وأسبغ عليكم من نعمه مال يصى
ذكره ول يؤدى شكره ول يبلغه قول ول صفة ونن إنا غضبنا ل ولكم إنه ل يتمع قوم قط
على أمر واحد إل اشتد أمرهم واستحكمت عقدتم فاحتشدوا ف قتل عدوكم معاوية وجنوده
ول تاذلوا فإن الذلن يقطع نياط القلوب وإن القدام على السنة نوة وعصمة ل يتمنع قوم
165
جهرة خطب العرب
قط إل رفع ال عنهم العلة وكفاهم جوائح الذلة وهداهم إل معال اللة ث أنشد والصلح تأخذ
منه مارضيت به والرب يكفيك من أنفاسها جرع خطبة السي بن علي ث قام السي رضي
ال عنه فحمد ال وأثن عليه ث قال يأهل الكوفة أنتم الحبة الكرماء والشعار دون الدثار
جدوا ف إطفاء ما وتر بينكم وتسهيل ما توعر عليكم إل إن الرب شرها وريع وطعمها
فظيع فمن أخذ لا أهبتها واستعد لا عدتا ول يأل كلومها قبل حلولا فذاك
صاحبها ومن عاجلها قبل أوان فرصتها واستبصار سعيه فيها فذاك قمن أن ل ينفع قومه وأن
يهلك نفسه نسأل ال بقوته أن يدعمكم بالفيئة ث نزل خطبة عبد ال بن عباس وكتب علي
إل ابن عباس بالبصرة أما بعد فاشخص إل بن قبلك من السلمي والؤمني وذكرهم بلئي
عندهم وعفوي عنهم ف الرب وأعلمهم الذي لم ف ذلك من الفضل والسلم فلما وصل
كتابه إل ابن عباس قام ف الناس فقرأ عليهم الكتاب وحد ال وأثن عليه وقال أيها الناس
استعدوا للشخوص إل إمامكم وانفروا خفافا وثقال وجاهدوا بأموالكم وأنفسكم فإنكم
تقاتلون الحلي القاسطي الذين ل يقرءون القرآن ول يعرفون حكم الكتاب ول يدينون دين
الق مع أمي الؤمني وابن عم رسول ال المر بالعروف والناهي عن النكر والصادع بالق
والقيم بالدى والاكم بكم الكتاب الذي ل يرتشي ف الكم ول يداهن الفجار ول تأخذه
ف ال لومة لئم
خطبة لعاوية ولا نزل على النخيلة متوجها إل الشأم وبلغ معاوية خبه وهو يومئذ
بدمشق قد ألبس منب دمشق قميص عثمان مضبا بالدم وحول النب سبعون ألف شيخ يبكون
حوله ل تف دموعهم على عثمان خطبهم وقال يأهل الشأم قد كنتم تكذبونن ف علي وقد
استبان لكم أمره وال ما قتل خليفتكم غيه وهو أمر بقتله وألب الناس عليه وآوى قتلته وهم
جنده وأنصاره وأعوانه وقد خرج بم قاصدا بلدكم ودياركم لبادتكم يأهل الشأم ال ال ف
دم عثمان فأنا وليه وأحق من طلب بدمه وقد جعل ال لول القتول ظلما سلطانا فانصروا
خليفتكم الظلوم فقد صنع القوم ما تعلمون قتلوه ظلما وبغيا وقد أمر ال تعال بقتال الفئة
166
جهرة خطب العرب
الباغية حت تفئ إل أمر ال ث نزل فأعطوه الطاعة وانقادوا له وجع إليه أطرافه واستعد للقاء
علي
وفد علي على معاوية بعد أن نزل علي كرم ال وجهه بصفي دعا بشي بن عمرو
بن مصن النصاري وسعيد بن قيس المدان وشبث بن ربعي التميمي فقال ائتوا هذا الرجل
فادعوه إل ال وإل الطاعة والماعة فقال له شبث بن ربعي يا أمي الؤمني أل تطمعه ف
سلطان توليه إياه ومنلة يكون له با أثرة عندك إن هو بايعك فقال علي ائتوه فالقوه واحتجوا
عليه وانظروا ما رأيه وهذا ف أول ذي الجة سنة ه فأتوه ودخلوا عليه خطبة بشي بن عمرو
فحمد ال أبو عمرة بشي بن عمرو وأثن عليه وقال يا معاوية إن الدنيا عنك زائلة وإنك راجع
إل الخرة وإن ال عز وجل ماسبك بعملك وجازيك با قدمت يداك وإن أنشدك ال عز
وجل أن تفرق جاعة هذه المة وأن تسفك دماءها بينها فقطع عليه الكلم وقال هل أوصيت
بذلك صاحبك فقال أبو عمرة إن صاحب ليس مثلك إن صاحب أحق البية كلها بذا المر ف
الفضل والدين والسابقة ف السلم والقرابة من الرسول قال فيقول ماذا قال يأمرك بتقوى ال
عز وجل وإجابة ابن عمك إل ما يدعوك اليه من الق فإنه أسلم لك ف دنياك وخي لك ف
عاقبة أمرك
قال معاوية ونطل دم عثمان رضي ال عنه ل وال ل أفعل ذلك أبدا فذهب سعيد
بن قيس يتكلم فبادره شبث بن ربعي فتكلم خطبة شبث بن ربعي فحمد ال وأثن عليه وقال
يا معاوية إن قد فهمت ما رددت على ابن مصن إنه وال ل يفي علينا ما تغزو وما تطلب
إنك ل تد شيئا تستغوي به الناس وتستميل به أهواءهم وتستخلص به طاعتهم إل قولك قتل
إمامكم مظلوما فنحن نطلب بدمه فاستجاب لك سفهاء طغام وقد علمنا أن قد أبطأت عنه
بالنصر وأحببت له القتل لذه النلة الت أصبحت تطلب ورب متمن أمر وطالبه ال عز وجل
يول دونه بقدرته وربا أوتى التمن أمنيته وفوق أمنيته ووال ما لك ف واحدة منها خي لئن
أخطأت ما ترجو إنك لشر العرب حال ف ذلك ولئن أصبت ما تن ل تصيبه حت تستحق من
167
جهرة خطب العرب
ربك صلى النار فاتق ال يا معاوية ودع ما أنت عليه ول تنازع المر أهله خطبة معاوية فحمد
ال معاوية وأثن عليه ث قال أما بعد فإن أول ما عرفت فيه سفهك وخفة حلمك قطعك على
هذا السيب الشريف سيد قومه منطقه ث عنيت بعد فيما ل علم لك به فقد كذبت ولومت
أيها العراب اللف الاف ف كل ما ذكرت ووصفت انصرفوا من عندي فإنه ليس
بين وبينكم ال السيف وغضب وخرج القوم وشبث يقول أفعلينا تول بالسيف أقسم بال
ليعجلن با إليك فأتوا عليا وأخبوه بالذي كان من قوله فأخذ علي يأمر الرجل ذا الشرف
فيخرج معه جاعة ويرج إليه من أصحاب معاوية آخر معه جاعة فيقتتلن ف خيلهما
ورجالما ث ينصرفان وكانوا يكرهون أن يلقوا بمع أهل العراق أهل الشأم لا يتخوفون أن
يكون ف ذلك الستئصال واللك
وفد علي إل معاوية أيضا ولا دخلت سنة ه توادعا على ترك الرب ف الحرم إل
انقضائه طمعا ف الصلح واختلفت فيما بينهما الرسل ف ذلك دون جدوى فبعث علي عدي
بن حات ويزيد بن قيس وشبث بن ربعي وزياد بن خصفة إل معاوية خطبة عدي بن حات فلما
دخلوا حد ال عدي بن حات ث قال أما بعد فإنا أتيناك ندعوك إل أمر يمع ال عز وجل به
كلمتنا وأمتنا ويقن به الدماء ويؤمن به السبل ويصلح به ذات البي إن ابن عمك سيد
السلمي أفضلها سابقة وأحسنها ف السلم أثرا وقد استجمع له الناس وقد أرشدهم ال عز
وجل بالذي رأوا فلم يبق أحد غيك وغي من معك فانته يا معاوية ل يصبك ال وأصحابك
بيوم مثل يوم المل جواب معاوية فقال معاوية كأنك إنا جئت متهددا ل تأت مصلحا
هيهات يا عدي كل وال إن لبن حرب ما يقعقع ل بالشنان أما وال إنك لن الجلبي علي
ابن عفان رضي ال عنه وإنك لن قتلته وإن لرجو أن تكون من يقتل ال عز
وجل به هيهات يا عدي بن حات قد حلبت بالساعد الشد فقال له شبث بن ربعي وزياد بن
خصفة وتنازعا جوابا واحدا أتيناك فيما يصلحنا وإياك فأقبلت تضرب لنا المثال دع مال
ينتفع به من القول والفعل وأجبنا فيما يعمنا وإياك نفعه خطبة يزيد بن قيس وتكلم يزيد بن
168
جهرة خطب العرب
قيس فقال إنا ل نأتك إل لنبلغك ما بعثنا به إليك ولنؤدى عنك ما سعنا منك ونن على ذلك
لن ندع أن ننصح لك وأن نذكر ما ظننا أن لنا عليك به حجة وأنك راجع به إل اللفة
والماعة إن صاحبنا من قد عرفت وعرف السلمون فضله ول أظنه يفى عليك إن أهل الدين
والفضل لن يعدلوا بعلي ولن ييلوا بينك وبينه فاتق ال يا معاوية ول تالف عليا فإنا وال ما
رأينا رجل قط أعمل بالتقوى ول أزهد ف الدنيا ول أجع لصال الي كلها منه خطبة معاوية
فحمد ال معاوية وأثن عليه ث قال أما بعد فإنكم دعوت إل الطاعة والماعة فأما الماعة الت
دعوت اليها فمعنا هي
وأما الطاعة لصاحبكم فإنا ل نراها إن صاحبكم قتل خليفتنا وفرق جاعتنا وآوى
ثأرنا وقتلتنا وصاحبكم يزعم أنه ل يقتله فنحن ل نرد على ذلك عليه أرأيتم قتلة صاحبنا ألستم
تعلمون أنم أصحاب صاحبكم فليدفعهم إلينا فلنقتلهم به ث نن نيبكم إل الطاعة والماعة
فقال له شبث أيسرك يا معاوية أنك أمكنت من عمار تقتله فقال معاوية
وماينعن من ذلك وال لو أمكنت من ابن سيه ما قتلته بعثمان رضي ال عنه
ولكن كنت قاتله بناتل مول عثمان فقال شبث وإله الرض وإله السماء ما عدلت معتدل ل
والذي ل إله إل هو ل تصل إل عمار حت تندر الام عن كواهل القوام وتضيق الرض
الفضاء عليك برحبها فقال له معاوية إنه لو قد كان ذلك كانت الرض عليك أضيق وتفرق
القوم عن معاوية فلما انصرفوا بعث معاوية إل زياد بن خصفة التميمي فخل به فحمد ال
وأثن عليه وقال أما بعد يا أخا ربيعة فإن عليا قطع أرحامنا وآوى قتلة صاحبنا وإن أسألك
النصر بأسرتك وعشيتك ث لك عهد ال جل وعز وميثاقه أن أوليك إذا ظهرت أي الصرين
أحببت قال زياد فلما قضى معاوية كلمه حدت ال عز وجل وأثنيت عليه ث قلت أما بعد
فإن على بينة من رب وبا أنعم علي فلن أكون ظهيا للمجرمي ث قمت
وفد معاوية إل علي وبعث معاوية إل علي حبيب بن مسلمة الفهري وشرحبيل بن
السمط ومعن ابن يزيد بن الخنس فدخلوا عليه خطبة حبيب بن مسلمة فحمد ال حبيب
169
جهرة خطب العرب
وأثن عليه ث قال أما بعد فإن عثمان بن عفان رضي ال عنه كان خليفة مهديا يعمل بكتاب
ال عز وجل وينيب إل أمر ال تعال فاستثقلتم حياته واستبطأت وفاته فعدوت عليه فقتلتموه
رضي ال عنه فادفع إلينا قتلة عثمان إن زعمت أنك ل تقتله نقتلهم به ث اعتزل أمر الناس
فيكون أمرهم شورى بينهم يول الناس أمرهم من أجع عليه رأيهم فقال له علي بن أب طالب
وما أنت ل أم لك والعزل وهذا المر اسكت فإنك لست هناك ول بأهل له فقام وقال له وال
لترين بيث تكره فقال علي وما أنت لو أجلبت بيلك ورجلك ل أبقى ال عليك إن أبقيت
علي أحقرة وسوءا اذهب فصوب وصعد ما بدا لك وقال شرحبيل بن السمط
ان إن كلمتك فلعمري ما كلمي إل مثل كلم صاحب قبل فهل عندك جواب
غي الذي أجبته به فقال علي نعم لك ولصاحبك جواب غي الذي أجبته به خطبة علي بن أب
طالب فحمد ل وأثن عليه ث قال أما بعد فإن ال جل ثناؤه بعث ممدا بالق فأنقذ به من
الضللة وانتاش به من اللكة وجع به من الفرقة ث قبضه ال إليه وقد أدى ما عليه ث استخلف
الناس أبا بكر رضي ال عنه واستخلف أبو بكر عمر رضي ال عنه فأحسنا السية وعدل ف
المة وقد وجدنا عليهما أن توليا علينا ونن آل رسول ال فغفرنا ذلك لما وول عثمان رضي
ال عنه فعمل بأشياء عابا الناس عليه فساروا إليه فقتلوه ث أتان الناس وأنا معتزل أمورهم
فقالوا ل بايع فأبيت عليهم فقالوا ل بايع فإن المة ل ترضى إل بك وإنا ناف إن ل تفعل أن
يفترق الناس فبايعتهم فلم يرعن إل شقاق رجلي قد بايعان وخلف معاوية الذي ل يعل ال
عز وجل له سابقة ف الدين ول سلف صدق ف السلم طليق بن طليق حزب من هذه
الحزاب ل يزل ل عز وجل ولرسوله وللمسلمي عدوا هو وأبوه حت دخل ف السلم
كارهي
فل غرو إل خلفكم معه وانقيادكم له وتدعون آل نبيكم الذين ل ينبغي لكم
شقاقهم ول خلفهم ول أن تعدلوا بم من الناس أحدا أل إن أدعوكم إل كتاب ال عز وجل
وسنة نبيه وأماتة الباطل وإحياء معال الدين أقول قول هذا وأستغفر ال ل ولكم ولكل مؤمن
170
جهرة خطب العرب
ومؤمنة ومسلم ومسلمة فقال اشهد أن عثمان رضي ال عنه قتل مظلوما فقال لما ل أقول إنه
قتل مظلوما ول إنه قتل ظالا قال فمن ل يزعم أن عثمان قتل مظلوما فنحن منه برآء ث قاما
فانصرفا فقال علي إنك ل تسمع الوتى ول تسمع الصم الدعاء إذا ولوا مدبرين وما أنت
بادي العمي عن ضللتهم إن تسمع إل من يؤمن بآياتنا فهم مسلمون
التحريض على القتال من قبل معاوية خطبة عمرو بن العاص التوف سنة ه ولا بلغ
معاوية أن المام عليا كرم ال وجهه يهز اليوش لقتاله دعا عمرو ابن العاص فاستشاره فقال
أما إذ بلغك أنه يسي فسر بنفسك ول تغب عنه برأيك ومكيدتك قال أما إذا يا أبا عبد ال
فجهز الناس فجاء عمرو فحضض الناس وضعف عليا وأصحابه وقال إن أهل العراق قد فرقوا
جعهم وأوهنوا شوكتهم وفلوا حدهم ث إن أهل البصرة مالفون لعلي قد وترهم وقتلهم وقد
تفانت صناديدهم وصناديد أهل الكوفة يوم المل وإنا سار ف شرذمة قليلة منهم من قد قتل
خليفتكم فال ال ف حقكم أن تضيعوه وف دمكم أن تطلوه خطبة أخرى لعمرو بن العاص
وخطب عمرو بن العاص قبل الوقعة العظمى بصفي يرض أهل الشأم وقد كان منحنيا على
قوس فقال المد ل العظيم ف شأنه القوي ف سلطانه العلي ف مكانه الواضح ف برهانه أحده
على حسن البلء وتظاهر النعماء ف كل رزية من بلء أو شدة أو رخاء
وأشهد أن ل إله إل ال وحده ل شريك له وأن ممدا عبده ورسوله ث إنا نتسب
عند ال رب العالي ما أصبح ف أمة ممد من اشتعال نيانا واضطراب حبلها ووقوع بأسها
بينها فإنا ل وإنا إليه راجعون والمد ل رب العالي أول تعلمون أن صلتنا وصلتم وصيامنا
وصيامهم وحجنا وحجهم وقبلتنا وقبلتهم وديننا ودينهم واحد ولكن الهواء متلفة اللهم
أصلح هذه المة با أصلحت به أولا واحفظ فيما بيننا مع أن القوم قد وطئوا بلدكم وبغوا
عليكم فجدوا ف قتال عدوكم واستعينوا بال ربكم وحافظوا على حرماتكم ث جلس خطبة
معاوية بن أب سفيان يرض أهل الشأم وقام معاوية ف أهل الشأم خطيبا فقال أيها الناس
أعيونا جاجكم وأنفسكم ل تقتلوا ول تتخاذلوا فإن اليوم يوم أخطار ويوم حقيقة وحفاظ
171
جهرة خطب العرب
إنكم لعلى حق وبأيديكم حجة إنا تقاتلون من نكث البيعة وسفك الدم الرام فليس له من
السماء عاذر قدموا أصحاب السلح الستلئمة وأخروا الاسر واحلوا بأجعكم فقد بلغ الق
مقطعة وإنا هو ظال ومظلوم
خطبة ذي الكلع الميي وطلب معاوية إل ذي الكلع الميي أن يطب ف
الناس ويرضهم على قتال علي رضي ال عنه ومن معه من أهل العراق فعقد فرسه وكان من
أعظم أصحاب معاوية خطرا وخطب ف الناس فقال المد ل حدا كثيا ناميا واضحا منيا
بكرة وأصيل أحده وأستعينه وأومن به وأتوكل عليه وكفى بال وكيل وأشهد أن ل إله إل
ال وحده ل شريك له وأشهد أن ممدا عبده ورسوله أرسله بالعرفان إماما وبالدى ودين
الق حي ظهرت العاصي ودرست الطاعة وامتلت الرض جورا وضللة واضطرمت الدنيا
نيانا وفتنة وورك عدو ال إبليس على أن يكون قد عبد ف أكنافها واستول على جيع أهلها
فكان ممد صلى ال عليه وآله هو الذي أطفأ ال به نيانا ونزع به أوتادها وأوهن به قوى
إبليس وآيسه ما كان قد طمع فيه من ظفره بم وأظهره على الدين كله ولو كره الشركون ث
كان من قضاء ال أن ضم بيننا وبي أهل ديننا بصفي وإنا لنعلم أن فيهم قوما قد كانت لم
مع رسول ال صلى ال عليه وآله سابقة ذات شأن وخطر عظيم ولكن ضربت المر ظهرا
وبطنا فلم أر يسعن أن يهدر دم عثمان صهر نبينا صلى ال عليه وآله الذي جهز جيش العسرة
وألق ف مصلى رسول ال عليه وآله بيتا
وبن سقاية وبايع له نب ال بيده اليمن على اليسرى واختصه بكريتيه أم كلثوم
ورقية فإن كان قد أذنب ذنبا فقد أذنب من هو خي منه قد قال ال سبحانه لنبيه ليغفر لك ال
ما تقدم من ذنبك وما تأخر وقتل موسى نفسا ث استغفر ال
فغفر له وقد أذنب نوح ث استغفر ال فغفر له وقد أذنب أبوكم آدم ث استغفر ال
فغفر ال له ول يعر أحدكم من الذنوب وإنا لنعلم قد كانت لبن أب طالب سابقة حسنة مع
رسول ال صلى ال عليه وآله فإن ل يكن مال على قتل عثمان فقد
172
جهرة خطب العرب
خذله وإنه لخوه ف دينه وابن عمه وسلفه وابن عمته ث قد أقبلوا من عراقهم حت
نزلوا شامكم وبلدكم وبيضتكم وإنا عامتهم بي قاتل وخاذل فاستعينوا بال واصبوا فلقد
ابتليتم أيتها المة ولقد رأيت ف منامي ف ليلت هذه لكأنا وأهل العراق اعتورنا مصحفا نضربه
بسيوفنا ونن ف ذلك جيعا ننادي ويكم ال ومع أنا وال ل نفارق العرصة حت نوت
فعليكم بتقوى ال وليكن الثبات ل فإن سعت عمر بن الطاب يقول سعت رسول ال صلى
ال عليه وآله يقول إنا يبعث القتتلون على الثبات أفرغ ال علينا وعليكم الصب وأعز لنا ولكم
النصر وكان لنا ولكم ف كل أمر وأستغفر ال ل ولكم خطبة يزيد بن أسد البجلي وقام يزيد
بن أسد البجلي ف أهل الشأم يطب الناس بصفي وعليه قباء من خز وعمامة سوداء آخذا
بقائم سيفه واضعا نصل السيف ف الرض متوكئا عليه فقال المد ل الواحد الفرد ذي الطول
واللل العزيز البار الكيم الغفار الكبي التعال ذي العطاء والفعال والسخاء والنوال والبهاء
والمال والن
والفضال مالك اليوم الذي ل بيع فيه ول خلل أحده على حسن البلء وتظاهر
النعماء وف كل حال من شدة أو رخاء أحده على نعمه التوام وآلئه العظام حدا يستني بالليل
والنهار وأشهد أن ل إله إل ال وحده ل شريك له كلمة النجاة ف الياة الدنيا وعند الوفاة
وفيها اللص يوم القصاص وأشهد أن ممدا عبده ورسوله النب الصطفى وإمام الرحة والدى
صلى ال عليه وآله ث كان من قضاء ال أن جعنا وأهل ديننا ف هذه الرقعة من الرض وال
يعلم أن كنت كارها لذلك ولكنهم ل يبلعونا ريقنا ول يتركونا نرتاد لنفسنا وننظر لعادنا
حت نزلوا بي أظهرنا وف حرينا وبيضتنا وقد علمنا أن ف القوم أحلما وطغاما ولسنا نأمن
طغامهم على ذرارينا ونسائنا ولقد كنا نب أن ل نقاتل أهل ديننا فأخرجونا حت صارت
المور إل أن قاتلناهم عدا حية فإنا ل وإنا إليه راجعون والمد ل رب العالي أما والذي
بعث ممدا بالرسالة لوددت أن مت منذ سنة ولكن ال إذا أراد أمرا ل يستطع العباد رده
فنستعي بال العظيم وأستغفر ال ل ولكم
173
جهرة خطب العرب
التحريض على القتال من قبل المام علي أيضا خطبة المام علي وخطب المام
علي كرم ال وجهه أصحابه متوكئا على قوسه وقد جع أصحاب رسول ال صلى ال عليه
وآله عنده فهم يلونه كأنه أحب أن يعلم الناس أن الصحابة متوافرون معه فحمد ال وأثن عليه
وقال أما بعد فإن اليلء من التجب وإن النخوة من التكب وإن الشيطان عدو حاضر يعد كم
الباطل أل إن السلم أخو السلم فل تنابذوا ول تاذلوا أل إن شرائع الدين واحدة وسبله
قاصدة من أخذ با لق ومن فارقها مق ومن تركها مرق ليس السلم بالائن إذا أؤتن ول
بالخلف إذا وعد ول بالكذاب إذا نطق نن أهل بيت الرحة وقولنا الصدق وفعلنا الفضل ومنا
خات النبيي وفينا قادة السلم وفينا حلة الكتاب أل إنا ندعوكم إل ال وإل رسوله وإل
جهاد عدوه والشدة ف أمره وابتغاء مرضاته وإقام الصلة وإيتاء الزكاة وحج البيت وصيام
شهر رمضان وتوفي الفئ على أهله أل وإن من أعجب
العجائب أن معاوية بن اب سفيان الموي وعمرو بن العاص السهمي أصبحا
يرضان الناس على طلب الدين بزعمهما ولقد علمتم أن ل أخالف رسول ال وآله قط ول
أعصه ف أمر أقيه بنفسي ف الواطن الت ينكص فيها البطال وترعد فيها الفرائض بنجدة
أكرمن ال سبحانه با وله المد ولقد قبض رسول ال وآله وإن رأسه لفي حجري ولقد
وليت غسله بيدي وحدي تقلبه اللئكة القربون معي واي ال ما اختلفت أمة قط بعد نبيها إل
ظهر أهل باطلها على أهل حقها إل ما شاء ال خطبة أخرى له وروى أن المام عليا قال ف
هذه الليلة حت مت ل نناهض القوم بأجعنا فقام ف الناس فقال المد ل الذي ل يبم ما نقض
ول ينقض ما أبرم لو شاء ما اختلف اثنان من هذه المة ول من خلقه ول تنازع البشر ف
شيء من أمره ول جحد الفضول ذا الفضل فضله وقد ساقتنا وهؤلء القوم القدار حت لفت
بيننا ف هذا الوضع ونن من ربنا برأى ومسمع ولو شاء لعجل النقمة ولكان منه النصر حت
يكذب ال الظال ويعلم الحق أين مصيه ولكنه جعل الدنيا دار العمال والخرة دار الزاء
والقرار ليجزي الذين أساءوا با عملوا ويزي الذين أحسنوا بالسن أل إنكم لقو العدو غدا
174
جهرة خطب العرب
إن شاء ال فأطيلوا الليلة القيام وأكثروا تلوة القرآن واسألوا ال الصب والنصر والقوهم بالد
والزم وكونوا صادقي
ومن كلم له كرم ال وجهه كان يقوله لصحابه ف بعض أيام صفي معاشر
السلمي استشعروا الشية وتلببوا السكينة وعضوا على النواجذ فإنه أنب للسيوف عن الام
وأكملوا اللمة وقلقلوا السيوف ف أغمادها قبل سلها والظوا الزر واطعنوا الشزر ونافحوا
بالظبا وصلوا السيوف بالطا واعلموا أنكم بعي ال ومع ابن عم رسول ال وآله وسلم
فعاودوا الكر واستحيوا من الفر فإنه عار ف العقاب ونار يوم الساب وطيبوا عن أنفسكم
نفسا وامشوا إل الوت مشيا سجحا وعليكم بذا السواد العظم والرواق الطنب فاضربوا
ثبجه فإن الشيطان كامن ف كسره قد قدم للوثبة يدا وأخر للنكوص رجل فصمدا صمدا حت
ينجلي لكم عمود الق وأنتم العلون وال معكم ولن يتركم أعمالكم
خطبة أخرى للمام وخطب المام علي ذلك اليوم أيضا فقال أيها الناس إن ال
تعال ذكره قد دلكم على تارة تنجيكم من العذاب وتشفي بكم على الي إيان بال ورسوله
وجهاد ف سبيله وجعل ثوابه مغفرة الذنوب ومساكن طيبة ف جنات عدن ورضوان من ال
أكب وأخبكم بالذي يب فقال إن ال يب الذين يقاتلون ف سبيله صفا كأنم بنيان
مرصوص فسووا صفوفكم كالبنيان الرصوص وقدموا الدارع وأخروا الاسر وعضوا على
الضراس فإنه أنب للسيوف عن الام وأربط للجأش وأسكن للقلوب وأميتوا الصوات فإنه
أطرد للفشل وأول بالوقار والتووا ف أطراف الرماح فإنه أمور للسنة ورايتكم فل تيلوها ول
تزيلوها ول تعلوها إل بأيدي شجعانكم الانعي الذمار والصب عند نزول القائق أهل الفاط
الذين يفرون برايتكم ويكنفونا يضربون خلفها وأمامها ول يضيعونا أجزأ كل امرئ مسلم
قرنه وواسى أخاه بنفسه ول يكل قرنه إل أخيه فيجمع عليه قرنه وقرن أخيه فيكسب بذلك
اللئمة ويأت به دناءة أن هذا وكيف يكون هذا هذا يقاتل أثني وهذا مسك يده قد خلى قرنه
إل أخيه هاربا منه أو قائما ينظر إليه من يفعل هذا مقته ال فل تعرضوا لقت ال فإنا مردكم
175
جهرة خطب العرب
إل ال قال ال تعال لقوم عابم لن ينفعكم الفرار إن فررت من الوت أو القتل وإذن ل تتعون
إل
قليل واي ال إن فررت من سيف ال العاجلة ل تسلمون من سيف الخرة استعينوا
بالصدق والصب فإنه بعد الصب ينل النصر خطبة للمام علي ومر المام علي كرم ال وجهه
على جاعة من أهل الشأم فيها الوليد بن عقبة وهم يشتمونه فخب بذلك فوقف فيمن يليهم من
أصحابه فقال اندوا إليهم عليكم السكينة والوقار وقار السلم وسيمى الصالي فوال لقرب
قوم من الهل فائدهم ومؤذنم معاوية وابن النابغة وأبو العور السلمى وابن أب معيط شارب
المر الجلود حدا ف السلم وهم أول من يقومون فينقصونن ويدبونن وقبل اليوم ما
قاتلون وأنا إذ ذاك أدعوهم إل السلم وهم يدعونن إل عبادة الصنام المد ل قديا عادان
الفاسقون فعبدهم ال أل يفنخوا إن هذا لو الطب الليل إن فساقا كانوا غي مرضيي وعلى
السلم وأهله متخوفي خدعوا شطر هذه المة وأشربوا قلوبم حب الفتنة واستمالوا أهواءهم
بالفك والبهتان قد نصبوا لنا الرب ف إطفاء نور ال عز وجل اللهم فافضض خدمتهم
وشتت كلمتهم وأبسلهم بطاياهم فإنه ل يذل من واليت ول يعز من عاديت
خطبة أخرى له ومر بأهل راية فرآهم ل يزولون عن موقفهم فحرض عليهم الناس وذكر أنم
غسان فقال إن هؤلء لن يزولوا عن موقفهم دون طعن دراك يرج منهم النسم وضرب يفلق
منه الام ويطيخ العظام وتسقط منه العاصم والكف وحت يصدع جباههم بعمد الديد
وتنتشر حواجبهم على الصدور والذقان أين أهل الصب وطلب الجر خطبة عبد ال بن
عباس وخطب عبد ال بن عباس أهل العراق بصفي فقال المد ل رب العالي الذي دحا
تتنا سبعا وسك فوقنا سبعا وخلق فيما بينهن خلقا وأنزل لنا منهن رزقا ث جعل لكل شئ
قدرا يبلى ويفن غي وجهه الي القيوم الذي ييا ويبقى
إن ال تعال بعث أنبياء ورسل فجعلهم حججا على عباده عذرا ونذرا ل يطاع ال
بعلمه وإذنه ين بالطاعة على من يشاء من عباده ث يثيب عليها ويعصى بعلم منه فيعفو ويغفر
176
جهرة خطب العرب
بلمه ل يقدر قدره ول يبلغ شئ مكانه أحصى كل شئ عددا وأحاط بكل شئ علما وأشهد
أن ل إله إل ال وحده ل شريك له وأشهد أن ممدا عبده ورسوله إمام الدى والنب الصطفى
وقد ساقنا قدر ال إل ما ترون حت كان ما اضطرب من حبل هذه المة وانتشر من أمرها أن
معاوية بن أب سفيان وجد من طغام الناس أعوانا على ابن عم رسول ال وصهره وأول ذكر
صلى معه بدرى قد شهد مع رسول ال صلى ال عليه وآله كل مشاهده الت فيها الفضل
ومعاوية مشرك كان يعبد الصنام والذي ملك اللك وحده وبان به وكان أهله لقد قاتل علي
بن أب طالب عليه السلم مع رسول ال وهو يقول صدق ال ورسوله ومعاوية يقول كذب
ال ورسوله فعليكم بتقوى ال والد والزم والصب وال إنا لنعلم إنكم لعلى حق وإن القوم
لعلى باطل فل يكونن أول بالد على باطلهم منكم ف حقكم وإنا لنعلم أن ال سيعذبم
بأيديكم أو بأيدي غيكم اللهم أعنا ول تذلنا وانصرنا على عدونا ول تل عنا وافتح بيننا
وبي قومنا بالق وأنت خي الفاتي
خطبة عبد ال بن بديل الزاعي وقام عبد ال بن بديل الزاعي ف أصحابه
فخطبهم فقال إن معاوية ادعى ماليس له ونازع المر أهله ومن ليس مثله وجادل بالباطل
ليدحض به الق وصال عليكم بالعراب والحزاب وزين لم الضللة وزرع ف قلوبم حب
الفتنة ولبس عليهم المور وزادهم رجسا إل رجسهم وأنتم وال على نور وبرهان قاتلوا
الطغام الفاة قاتلوهم ول تشوهم وكيف تشونم وف أيديكم كتاب من ربكم ظاهر مبي
قوله سبحانه أتشونم فال أحق أن تشوه إن كنتم مؤمني قاتلوهم يعذبم ال بأيديكم
ويزهم وينصركم عليهم ويشف صدور قوم مؤمني لقد قاتلتهم مع النب وآله وال ما هم ف
هذه بأزكى ول أتقى ول أبرأ انضوا إل عدو ال وعدوكم بارك ال عليكم خطبة أب اليثم
بن التيهان وكان أبو اليثم بن التيهان يسوي صفوف أهل العراق ويقول يا معشر أهل العراق
إنه ليس بينكم وبي الفتح ف العاجل والنة ف الجل إل ساعة من النهار فأرسوا أقدامكم
177
جهرة خطب العرب
وسووا صفوفكم أعيوا ربكم جاجكم واستعينوا بال إلكم وجاهدوا عدو ال وعدوكم
واقتلوهم قتلهم ال وأبادهم واصبوا فإن الرض ل يورثها من يشاء من عباده والعاقبة للمتقي
خطبة للمام علي وخطب علي عليه السلم بصفي أيضا فقال المد ل على نعمه
الفاضلة على جيع من خلق من الب والفاجر وعلى حججه البالغة على خلقه من أطاعه منهم
ومن عصاه إن يرحم فبفضله ومنه وإن عذب فبما كسبت أيديهم وإن ال ليس بظلم للعبيد
أحده على حسن البلء وتظاهر النعماء وأستعينه على ما نابنا من أمر الدنيا والخرة وأتوكل
عليه وكفى بال وكيل ث إن أشهد أن ل إله إل ال وحده ل شريك له وأشهد أن ممدا عبده
ورسوله أرسله بالدى ودين الق ارتضاه لذلك وكان أهله واصطفاه لتبليغ رسالته وجعله
رحة منه على خلقه فكان علمه فيه رءوفا رحيما أكرم خلق ال حسبا وأجلهم منظرا
وأسخاهم نفسا وأبرهم لوالد وأوصلهم لرحم وأفضلهم علما وأثقلهم حلما وأوفاهم لعهد
وآمنهم على عقد ل يتعلق عليه مسلم ول كافر بظلمة قط بل كان يظلم فيغفر ويقدر فيصفح
حت مضى وآله مطيعا ل صابرا على ما اصابه ماهدا ف ال حق جهاده حت أتاه اليقي وآله
فكان ذهابه أعظم الصيبة على أهل الرض الب والفاجر ث ترك فيكم كتاب ال يأمركم بطاعة
ال وينهاكم عن معصيته وقد عهد إل رسول ال عهدا فلست أحيد عنه وقد حضرت عدوكم
وعلمتم أن رئيسهم منافق يدعوهم إل النار وابن عم نبيكم معكم وبي أظهركم يدعوكم إل
النة وال طاعة ربكم والعمل بسنة نبيكم ول سواء من صلى قبل كل ذكر ل يسبقن بصلة
مع رسول ال أحد وأنا من أهل بدر ومعاوية طليق
وال إنا على الق وإنم على الباطل فل يتمعن على باطلهم وتتفرقوا عن حقكم
حت يغلب باطلهم حقكم قاتلوهم يعذبم ال بأيديكم فإن ل تفعلوا يعذبم بأيدي غيكم
خطبة سعيد بن قيس وقام سعيد بن قيس يطب أصحابه بقناصرين فقال المد ل الذى هدانا
لدينه وأورثنا كتابه وامت علينا بنبيه فجعله رحة للعالي وسيد الرسلي وقائد الؤمني وختاما
للنبيي وحجة ال العظيم على الاضي والغابرين ث كان ما قضى ال وقدره وله المد على ما
178
جهرة خطب العرب
أحببنا وكرهنا أن ضمنا وعدونا بقناصرين فل يمل بنا اليوم الياص وليس هذا بأوان انصراف
ولت حي مناص وقد خصنا ال بنه برحة ل نستطيع أداء شكرها ول نقدر قدرها إن
أصحاب ممد وآله الصطفي الخيار معنا وف حيزنا فوال
الذي هو بالعباد بصي أن لو كان قائدنا رجل مدوعا إل أن معنا من البدريي
سبعي رجل لكان ينبغي لنا أن تسن بصائرنا وتطيب أنفسنا فكيف وإنا رئيسنا ابن عم نبينا
بدري صدق صلى صغيا وجاهد مع نبيكم كثيا ومعاوية طليق من وثاق السارى إل أنه أخو
جفاة فأوردهم النار وأورثهم العار وال مل بم الذل والصغار أل إنكم ستلقون عدوكم غدا
فعليكم بتقوى ال من الد والزم والصدق والصب فإن ال مع الصابرين أل إنكم تفوزون
بقتلهم ويشقون بقتلكم وال ل يقتل رجل منكم رجل منهم إل أدخل ال القاتل جنات عدن
وأدخل القتول نارا تلظى ل تفتر عنهم وهم فيها مبلسون عصمنا ال وإياكم با عصم به
أولياءه وجعلنا وإياكم من أطاعه واتقاه واستغفر ال العظيم ل ولكم وللمؤمني خطبة يزيد بن
قيس الرحب وحرض يزيد بن قيس الرحب أهل العراق بصفي فقال إن السلم من سلم دينه
ورأية وإن هؤلء القوم وال ما إن يقاتلوننا على إقامة دين رأونا ضيعناه ول على إحياء حق
رأونا أمتناه ول يقاتلوننا إل على هذه الدنيا ليكونوا فيها جبابرة وملوكا ولو ظهروا عليكم ل
أراهم ال ظهورا ول سرورا إذن
لوليكم مثل سعيد والوليد عبد ال بن عامر السفيه يدث أحدهم ف ملسه بذيت
وذيت ويأخذ مال ال ويقول ل إث علي فيه كأنا أعطي تراثه من أبيه كيف إنا هو مال ال
أفاءه علينا بأسيافنا ورماحنا قاتلوا عباد ال القوم الظالي الاكمي بغي ما أنزل ال ول
تأخذكم فيهم لومة لئم إنم إن يظهروا عليكم يفسدوا عليكم دينكم ودنياكم وهم من قد
عرفتم وجربتم وال ما أرادوا باجتماعهم عليكم إل شرا واستغفر ال العظيم ل ولكم خطبة
هاشم بن عتبة الرقال وشد هاشم بن عتبة الرقال ف عصابة من أصحابه على أهل الشأم مرار
179
جهرة خطب العرب
فليس من وجه يمل عليه إل صب له وقاتل فيه قتال شديدا فقال لصحابه ل
يهولنكم ما ترون من صبهم فوال ما ترون فيهم إل حية العرب وصبها تت راياتا وعند
مراكزها وإنم لعلى الضلل وإنكم لعلى الق يا قوم اصبوا وصابروا واجتمعوا وامشوا بنا إل
عدونا على تؤدة رويدا ث اثبتوا وتناصروا واذكروا ال ول يسأل رجل أخاه ول تكثروا
اللتفات واصمدوا صمدهم وجاهدوا متسبي حت يكم ال بيننا وبينهم وهو خي الاكمي
خطبة عمار بن ياسر وقام عمار بن ياسر يوم صفي فقال انضوا معي عباد ال إل قوم
يزعمون أنم يطلبون بدم ظال إنا قتله الصالون النكرون للعدوان المرون بالحسان فقال
هؤلء الذين ل يبالون اذا سلمت لم دنياهم ولو درس هذا الدين ل قتلتموه فقلنا لحداثه
فقالوا إنه ل يدث شيئا وذلك لنه مكهم من الدنيا فهم يأكلونا ويرعونا ول يبالون لو
اندمت البال وال ما أظنهم يطلبون بدم ولكن القوم ذاقوا الدنيا فاستحلوها واستمرءوها
واعلموا أن صاحب الق لو وليهم لال بينهم وبي ما يأكلون ويرعون منها إن القوم ل يكن
لم سابقة ف السلم يستحقون با الطاعة والولية فخدعوا أتباعهم بأن قالوا قتل إمامنا
مظلوما ليكونوا بذلك جبابرة وملوكا تلك
مكيدة قد بلغوا با ما ترون ولولها ما تابعهم من الناس رجل اللهم إن تنصرنا
فطالا نصرت وأن تعل لم المر فادخر لم با أحدثوا لعبادك العذاب الليم خطبة الشعث
بن قيس وخطب الشعث بن قيس أصحابه من كندة ليلة الرير بصفي فقال المد ل أحده و
أستعينه وأومن به وأتوكل عليه واستنصره وأستغفره وأستجيه وأستهديه وأستشيه وأستشهد
به فإنه من هداه ال فل مضل له ومن يضلل ال فل هادي له وأشهد أن ل إله ال ال وحده ل
شريك له وأشهد أن ممدا عبده ورسوله وآله ث قال قد رأيتم يا معشر السلمي ما قد كان ف
يومكم هذا الاضي وما قد فن فيه من العرب فوال لقد بلغت من السن ما شاء ال أن أبلغ فما
رأيت مثل هذا اليوم قط أل فليبلغ الشاهد الغائب أنا نن إن تواقفنا غدا إنه لفنيت العرب
وضيعت الرمات أما وال ما أقول هذه القالة جزعا من الرب ولكن رجل مسن أخاف على
180
جهرة خطب العرب
النساء والذراري غدا إذا فنينا اللهم إنك تعلم أن قد نظرت لقومي ولهل دين فلم آل وما
توفيقي إل بال عليه توكلت وإليه أنيب والرأي يطئ ويصيب وإذا قضى ال أمرا أمضاه على
ما أحب العباد أو كرهوا أقول قول هذا واستغفر ال العظيم ل ولكم فانطلقت عيون معاوية
إليه بطبة الشعث فاغتنمها وبن عليها تدبيه
خطبة الشتر النخعي فقام الشتر يطب الناس بقناصرين وهو يومئذ على فرس
أدهم مثل حلك الغراب فقال المد ل الذي خلق السموات العلى الرحن على العرش استوى
له ما ف السموات وما ف الرض وما بينهما وما تت الثرى أحده على حسن البلء وتظاهر
النعماء حدا كثيا بكرة وأصيل من هداه ال فقد اهتدى ومن يضلل فقد غوى أرسل ممدا
بالصواب والدى فأظهره على الدين كله ولو كره الشركون وآله ث قد كان ما قضى ال
سبحانه وقدر أن ساقتنا القادير إل أهل هذه البلدة من الرض فلفت بيننا وبي عدو ال
وعدونا فنحن بمد ال ونعمه ومنه وفضله قريرة أعيننا طيبة أنفسنا نرجو بقتالم حسن الثواب
والمن من العقاب معنا ابن عم نبينا وسيف من سيوف ال علي بن أب طالب صلى مع رسول
ال ل يسبقه إل الصلة ذكر حت كان شيخا ل يكن له صبوة ول نبوة ول هفوة ولسقطة
فقيه ف دين ال تعال عال بدود ال ذو راي أصيل وصب جيل وعفاف قدي فاتقوا ال
وعليكم بالزم والد وأعلموا أنكم على الق وأن القوم على الباطل إنا تقاتلون معاوية وانتم
مع البدريي قريب من مائة بدري سوى من حولكم من أصحاب ممد أكثر ما معكم رايات
قد كانت مع رسول ال ومعاوية مع رايات قد كانت مع الشركي على رسول ال
فمن يشك ف قتال هؤلء إل ميت القلب أنتم على إحدى السنيي إما الفتح وإما
الشهادة عصمنا ال وإياكم با عصم به من أطاعه واتقاه وألمنا وإياكم طاعته وتقواه واستغفر
ال ل ولكم خطبة الشتر ف النهزمي من اليمنة ولا انزمت ميمنة العراق قال له علي يا
مالك قال لبيك قال إئت هؤلء القوم فقل لم أين فراركم من الوت الذي لن تعجزوه إل
الياة الت لن تبقى لكم فمضى فاستقبل الناس منهزمي فقال لم هذه الكلمات وقال إل أيها
181
جهرة خطب العرب
الناس أنا مالك بن الارث أنا مالك بن الارث ث ظن أنه بالشتر أعرف ف الناس فقال أنا
الشتر إل أيها الناس فأقبلت إليه طائفة وذهبت عنه طائفة فنادى أيها الناس عضضتم بن
آباءكم ما أقبح ما قاتلتم منذ اليوم أيها الناس اخلصوا إل مذحجا فأقبلت إليه مذحج فقال
عضضتم بصتم الندل ما أرضيتم ربكم ول نصحتم له ف عدوكم وكيف بذلك وأنتم أبناء
الروب وأصحاب الغارات وفتيان الصباح وفرسان الطراد وحتوف القران ومذحج الطعان
والذين ل يكونوا يسبقون بثأرهم ول تطل دماؤهم ول يعرفون ف موطن بسف وأنتم حد
أهل مصركم وأعز حي ف قومكم وما تفعلوا ف هذا اليوم فإنه مأثور بعد اليوم فاتقوا مأثور
الديث ف غد واصدقوا عدوكم اللقاء إن ال مع الصادقي والذي نفس مالك بيده ما من
هؤلء وأشار بيده
إل أهل الشأم رجل على مثال جناح بعوضة من ممد أنتم ما أحسنتم القراع
اجلوا سواد وجهي يرجع ف وجهي دمي عليكم بذا السواد العظم فإن ال عز وجل لو قد
فضه تبعه من بانبيه كما يتبع مؤخر السبيل مقدمه قالوا خذ بنا حيث أحببت خطبة أخرى له
فيهم وروى أنه لا اجتمع إليه عظم من كان انزم عن اليمنة حرضهم ث قال عضوا على
النواجذ من الضراس واستقبلوا القوم بامكم وشدوا عليهم شدة قوم موتورين ثأرا بآبائهم
وإخوانم خناقا على عدوهم قد وطنوا على الوت أنفسهم كيل يسبقوا بوتر ول يلحقوا ف
الدنيا عارا واي ال ما وتر قوم قط بشيء أشد عليهم من أن يوتروا دينهم وإن هؤلء القوم ل
يقاتلونكم إل عن دينكم ليميتوا السنة وييوا البدعة ويعييدوكم ف ضللة قد أخرجكم ال عز
وجل منها بسن البصية فطيبوا عباد ال أنفسا بدمائكم دون دينكم فإن ثوابكم على ال وال
عنده جنات النعيم وإن الفرار من الزحف فيه السلب للعز والغلبة على الفئ وذل الحيا
والمات وعار الدنيا والخرة وسخط ال وأليم عقابه
خطبة علي فيهم وقد عادوا إل مواقفهم ولا رأى المام كرم ال وجهه ميمنته قد
عادت إل مواقفها و مصافها وكشفت من بإزائها من عدوها حت ضاربوهم ف مواقفهم
182
جهرة خطب العرب
ومراكزهم أقبل حت انتهى إليهم فقال إن قد رأيت جولتكم وانيازكم عن صفوفكم يوزكم
الطغاة الفاة وأعراب أهل الشأم وأنتم لاميم العرب والسنام العظم وعمار الليل بتلوة
القرآن وأهل دعوة الق إذ ضل الاطئون فلول إقبالكم بعد إدباركم وكركم بعد انيازكم
وجب عليكم ما وجب على الول يوم الزحف دبره وكنتم من الالكي ولكن هون وجدي
وشفى بعض أحاح نفسي أن رأيتكم بأخرة حزتوهم كما حازوكم وأزلتموهم عن مصافكم
كما أزالوكم تسونم بالسيوف تركب أولهم أخراهم كالبل الطرودة اليم فالن فاصبوا
نزلت عليكم السكينة وثبتكم ال عز وجل عليه باليقي وليعلم النهزم أنه مسخط ربه وموبق
نفسه إن ف الفرار موجدة ال عز وجل والذل اللزم له والعار الباقي واعتصار الفئ من يده
وفساد العيش عليه وإن الفار ل يزيد الفرار ف عمره ول يرضي ربه فموت الرء مقا قبل إتيان
هذه الصال خي من الرضا بالتلبس با والصرار عليه
خطبة خالد بن معمر ولا ول المام خالد بن معمر راية ربيعة وحل عليها أهل
الشأم حلة شديدة وانزم ناس من قومه صاح بن انزم وقال يومئذ يا معشر ربيعة إن ال عز
وجل قد أتى بكل رجل منكم من منبته ومسقط رأسه فجمعكم ف هذا الكان جعا ل
يمعكم مثله منذ نشركم ف الرض فإن تسكوا أيديكم وتنكلوا عن عدوكم وتزولوا عن
مصافكم ل يرض ال فعلكم ول تعدموا من الناس معيا يقول فضحت ربيعة الذمار وحاصت
عن القتال وأتيت من قبلها العرب فإياكم أن تتشاءم بكم العرب والسلمون اليوم وإنكم إن
تضوا مقبلي مقدمي وتصبوا متسبي فإن القدام لكم عادة والصب منكم سجية واصبوا
ونيتكم أن تؤجروا فإن ثواب من نوى ما عند ال شرف الدنيا وكرامة الخرة ولن يضيع ال
أجر من أحسن عمل خطبة عقبة بن حديد النمري وقال عقبة بن حديد النمري يوم صفي
لهله وأصحابه أل إن مرعى الدنيا قد أصبح هشيما وأصبح شجرها خضيدا وجديدها سل
وحلوها مر الذاق أل وإن أنبئكم نبأ امرئ صادق إن قد سئمت الدنيا
183
جهرة خطب العرب
وعزفت نفسي عنها وقد كنت أتن الشهادة وأتعرض لا ف كل جيش وغارة فأب
ال عز وجل إل أن يبلغن هذا اليوم أل وإن متعرض لا من ساعت هذه قد طمعت أل أحرمها
فما تنتظرون عباد ال بهاد من عادى ال أخوفا من الوت القادم عليكم الذاهب بأنفسكم ل
مالة أو من ضربة كف بالسيف أتستبدلون الدنيا بالنظر ف وجه ال عز وجل ومرافقة النبيي
والصديقي والشهداء والصالي ف دار القرار ما هذا بالرأي السديد ث مضى فقال يا إخوت
إن قد بعت هذه الدار بالت أمامها وهذا وجهي إليها ل تبح وجوهكم ول يقطع ال عز
وجل رجاءكم فتبعه إخوته فقالوا ل نطلب رزق الدنيا بعدك فقبح ال العيش بعدك اللهم إنا
نتسب أنفسنا عندك فاستقدموا فقاتلوا حت قتلوا خطبة خنثر بن عبيدة بن خالد وكان من
مارب رجل يقال له خنثر بن عبيدة بن خالد وكان من أشجع الناس فلما اقتتل الناس يوم
صفي جعل يرى أصحابه منهزمي فأخذ ينادي يا معشر قيس أطاعة الشيطان آثر عندكم من
طاعة الرحن أل إن الفرار فيه معصية ال سبحانه وسخطه وإن الصب فيه طاعة ال عز وجل
ورضوانه أفتختارون سخط ال تعال على رضوانه ومعصيته على طاعته أل إنا الراحة بعد
الوت لن مات ماسبا نفسه ث قال
ل وألت نفس امرئ ول الدبر أنا الذي ل ينثن ول يفر ول يرى مع العازيل الغدر
تريض معاوية أيضا وخطب معاوية الناس بصفي فقال المد ل الذي دنا ف علوه وعل ف
دنوه وظهر وبطن وارتفع فوق كل ذي منظر هو الول والخر والظاهر والباطن يقضي
فيفصل ويقدر فيغفر ويفعل ما يشاء إذا أراد أمرا أمضاه وإذا عزم على شئ قضاه ل يؤامر أحدا
فيما يلك ول يسأل عما يفعل وهم يسألون والمد ل رب العالي على ما أحببنا وكرهنا
وقد كان فيما قضاه ال أن ساقتنا القادير إل هذه البقعة من الرض ولفت بيننا وبي أهل
العراق فنحن من ال بنظر وقد قال ال سبحانه وتعال ولو شاء ال مااقتتلوا ولكن ال يفعل ما
يريد انظروا يأهل الشأم إنكم غدا تلقون أهل العراق فكونوا على إحدى ثلث خصال إما أن
تكونوا طلبتم ما عند ال ف قتال قوم بغوا عليكم فأقبلوا من بلدهم حت نزلوا ف بيضتكم وإما
184
جهرة خطب العرب
أن تكونوا قوما تطلبون بدم خليفتكم وصهر نبيكم وإما أن تكونوا قوما تذبون عن نسائكم
وأبنائكم فعليكم بتقوى ال والصب الميل واسألوا ال لنا ولكم النصر وأن يفتح بيننا وبي
قومنا بالق وهو خي الفاتي
ما خاطب به النعمان بن بشي قيس بن سعد ف وقعة صفي وقف النعمان بن بشي
النصاري بي الصفي بصفي فقال يا قيس بن سعد أما أنصفكم من دعاكم إل ما رضي
لنفسه إنكم يا معشر النصار أخطأت ف خذل عثمان يوم الدار وقتلكم أنصاره يوم المل
وإقحامكم على أهل الشأم بصفي فلو كنتم إذ خذلتم عثمان خذلتم عليا كان هذا بذا
ولكنكم خذلتم حقا ونصرت باطل ث ل ترضوا أن تكونوا كالناس شعلتم الرب ودعوت إل
الباز فقد وال وجدت رجال الرب من أهل الشأم سراعا إل برازكم غي أنكاس عن حربكم
ث ل ينل بعلي أمر قط إل هونتم عليه الصيبة ووعدتوه الظفر وقد وال أخلفتموه وهان علينا
بأسكم وما كنتم لتخلوا به أنفسكم من شدتكم ف الرب وقدرتكم على عدوكم وقد
أصبحتم أذلء على أهل الشأم ل يرون حربكم شيئا وأنتم أكثر منهم عددا ومددا وقد وال
كاثروكم بالقلة فكيف لو كانوا مثلكم ف الكثرة وال ل تزالون أذلء ف الرب بعدها أبدا إل
أن يكون معكم أهل الشأم وقد أخذت الرب منا ومنكم ما قد رأيتم ونن أحسن بقية
وأقرب إل الظفر فاتقوا ال ف البقية فضحك قيس وقال
جواب قيس بن سعد وال ما كنت أراك يا نعمان تترئ على هذا القام أما
النصف الحق فل ينصح أخاه من غش نفسه وأنت وال الغاش لنفسه البطل فيما نصح غيه
أما ذكر عثمان فإن كان الياز يكفيك فخذه قتل عثمان من لست خيا منه وخذله من هو
خي منك وأما أصحاب المل فقاتلناهم على النكث وأما معاوية فلو اجتمعت العرب على
بيعته لقاتلتهم النصار وأما قولك إنا لسنا كالناس فنحن ف هذه الرب كما كنا مع رسول
ال نلقى السيوف بوجوهنا والرماح بنحورنا حت جاء الق وظهر أمر ال وهم كارهون ولكن
انظر يا نعمان هل ترى مع معاوية إل طليقا أعرابيا أو يانيا مستدرجا وانظر أين الهاجرون
185
جهرة خطب العرب
والنصار والتابعون بإحسان الذين رضي ال عنهم ورضوا عنه ث انظر هل ترى مع معاوية
غيك وصويبك ولستما وال بدريي ول عقبيي ول لكما سابقة ف السلم ول آية ف القران
خطب الشيعيات ف وقعة صفي خطبة عكرشة بنت الطرش دخلت عكرشة بنت
الطرش على معاوية متوكئة على عكاز فسلمت عليه باللفة ث جلست فقال لا معاوية الن
يا عكرشة صرت عندك أمي الؤمني قالت نعم إذ ل علي حي قال ألست التقلدة حائل
السيوف بصفي وأنت واقفة بي الصفي تقولي أيها الناس عليكم أنفسكم ل يضركم من ضل
إذا اهتديتم إن النة ل يرحل من أوطنها ول يهرم من سكنها ول يوت من دخلها فابتاعوها
بدار ل يدوم نعيمها ول تنصرم هومها وكونوا قوما مستبصرين ف دينهم مستظهرين بالصب
على طلب حقهم إن معاوية دلف إليكم بعجم العرب غلف القلوب ل يفقهون اليان ول
يدرون الكمة دعاهم بالدنيا فأجابوه واستدعاهم إل الباطل فلبوه فال ال عباد ال ف دين ال
إياكم والتواكل فإن ذلك ينقض عرا السلم ويطفئ نور الق هذه بدر الصغرى والعقبة
الخرى يا معشر الهاجرين والنصار
امضوا على بصيتكم واصبوا على عزيتكم فكأن بكم غدا وقد لقيتم أهل الشام
كالمر الناهقة تصقع صقع البعي فكأن أراك على عصاك هذه وقد انكفأ عليك العسكران
يقولون هذه عكرشة بنت الطرش بن رواحة فإن كدت لتفلي أهل الشام لول قدر ال وكان
أمر ال قدرا مقدورا فما حلك على ذلك قالت يا أمي الؤمني يقول ال جل ذكره يأيها الذين
آمنوا ل تسألوا عن أشياء إن تبد لكم تسؤكم الية وإن اللبيب إذا كره أمرا ل يب إعادته قال
صدقت فاذكري حاجتك قالت إنه كانت صدقاتنا تؤخذ من أغنيائنا فترد على فقرائنا وإنا قد
فقدنا ذلك فما يب لنا كسي ول ينعش لنا فقي فإن كان ذلك عن رأيك فمثلك تنبه من الغفلة
وراجع للتوبة وإن كان عن غي رأيك فما مثلك من استعان بالونة ول استعمل الظلمة قال
معاوية يا هذه إنه ينوبنا من أمور رعيتنا أمور تنبثق وبور تنفهق قالت يا سبحان ال وال ما
فرض ال لنا حقا فجعل فيه ضررا على غينا وهو علم الغيوب قال معاوية يأهل العراق
186
جهرة خطب العرب
نبهكم علي بن أب طالب فلم تطاقوا ث أمر برد صدقاتم فيهم وإنصافهم خطبة أم الي بنت
الريش كتب معاوية إل واليه بالكوفة أن يمل إليه أم الي بنت الريش بن سراقة البارقي
برحلها وأعلمه أنه مازيه بالي خيا وبالشر شرا بقولا فيه فلما ورد عليه
كتابه ركب إليها فأقرأها كتابه فقالت أما أنا فغي زائغة عن طاعة ول معتلة بكذب
ولقد كنت أحب لقاء أمي الؤمني لمور تتلج ف صدري فلما شيعها وأراد مفارقتها قال لا
يا أم الي إن أمي الؤمني كتب إل أنه مازين بقولك ف بالي خيا وبالشر شرا فمال عندك
قالت يا هذا ل يطمعك برك ب أن أسرك بباطل ول يؤيسك معرفت بك أن أقول فيك غي
الق فسارت خي مسي حت قدمت على معاوية فأنزلا مع الرم ث أدخلها ف اليوم الرابع
وعنده جلساؤه فقالت السلم عليك يا أمي الؤمني ورحة ال وبركاته فقال لا وعليك السلم
يا أم الي بق ما دعوتن بذا السم قالت مه يا أمي الؤمني فإن بديهة السلطان مدحضة لا
يب علمه ولكل أجل كتاب قال صدقت فكيف حالك يا خالة وكيف كنت ف مسيك قالت
ل أزل يا أمي الؤمني ف خي وعافية حت صرت إليك فأنا ف ملس أنيق عند ملك رفيق قال
معاوية بسن نيت ظفرت بكم قالت يا أمي الؤمني يعيذك ال من دحض القال وما تردى
عاقبته قال ليس هذا أردنا أخبينا كيف كان كلمك إذ قتل عمار بن ياسر قالت ل أكن وال
زورته قبل ول رويته بعد وإنا كانت كلمات نفثها لسان عند الصدمة فإن أحببت أن أحدث
لك مقال غي ذلك فعلت فالتفت معاوية إل جلسائه فقال أيكم يفظ كلمها فقال رجل
منهم أنا أحفظ بعض كلمها يا أمي الؤمني قال هات قال كأن با بي بردين زئبيي كثيفي
النسيج وهي على جل أرمك وبيدها سوط منتشر الضفية وهي كالفحل يهدر ف شقشقته
تقول
يا أيها الناس اتقوا ربكم إن زلزلة الساعة شئ عظيم إن ال قد أوضح لكم الق
وأبان الدليل وبي السبيل ورفع العلم ول يدعكم ف عمياء مدلمة فأين تريدون رحكم ال
أفرارا عن أمي الؤمني أم فرارا من الزحف أم رغبة عن السلم أم ارتدادا عن الق أما سعتم
187
جهرة خطب العرب
ال جل ثناؤه يقول ولنبلونكم حت نعلم الجاهدين منكم والصابرين ونبلو أخباركم ث رفعت
رأسها إل السماء وهي تقول اللهم قد عيل الصب وضعف اليقي وانتشرت الرغبة وبيدك يا
رب أزمة القلوب فاجع الكلمة على التقوى وألف القلوب على الدى واردد الق إل أهله
هلموا رحكم ال إل المام العادل والرضي التقي والصديق الكب إنا إحن بدرية وأحقاد
جاهلية وضغائن أحدية وثب با معاوية حي الغفلة ليدرك ثارات بن عبد شس ث قالت قاتلوا
أئمة الكفر إنم ل أيان لم لعلهم ينتهون صبا يا معشر الهاجرين والنصار قاتلوا على بصية
من ربكم وثبات من دينكم فكأن بكم غدا وقد لقيتم أهل الشأم كحمر مستنفرة فرت من
قسورة ل تدري أين يسلك با من فجاج الرض باعوا الخرة بالدنيا واشتروا الضللة بالدى
وعما قليل ليصبحن نادمي حي تل بم الندامة فيطلبون القالة ولت حي مناص إنه من ضل
وال عن الق وقع ف الباطل أل إن أولياء ال استقصروا عمر الدنيا فرفضوها واستطابوا الخرة
فسعوا لا فال ال أيها الناس قبل أن تبطل القوق وتعطل الدود وتقوى كلمة الشيطان فإل
أين تريدون رحكم ال عن ابن عم رسول ال وصهره وأب سبطيه خلق من طينته وتفرع من
نبعته
وجعله باب دينة وأبان ببغضه النافقي وها هو ذا مفلق الام ومكسر الصنام صلى
والناس مشركون وأطاع والناس كارهون فلم يزل ف ذلك حت قتل مبارزي بدر وأفن أهل
أحد وهزم الحزاب وقتل ال به أهل خيب وفرق به جع هوازن فيا لا من وقائع زرعت ف
قلوب قوم نفاقا وردة وشقاقا وزادت الؤمني إيانا قد اجتهدت ف القول وبالغت ف النصيحة
وبال التوفيق والسلم عليكم ورحة ال فقال معاوية يا أم الي ما أردت بذا الكلم إل قتلي
ولو قتلتك ما حرجت ف ذلك قالت وال ما يسؤن يا بن هند أن يري قتلي على يدي من
يسعدن ال بشقائه قال هيهات يا كثية الفضول ما تقولي ف عثمان بن عفان رحه ال قالت
وما عسيت أن أقول ف عثمان استخلفه الناس وهم به راضون وقتلوه وهم له كارهون قال
معاوية يا أم الي هذا ثناؤك الذي تثني قالت لكن ال يشهد وكفى بال شهيدا ما أردت
188
جهرة خطب العرب
بعثمان نقصا ولقد كان سباقا إل اليات وإنه لرفيع الدرجة غدا قال فما تقولي ف طلحة بن
عبيد ال قالت وما عسى أن أقول ف طلحة اغتيل من مأمنه وأت من حيث ل يذر وقد وعده
رسول ال النة قال فما تقولي ف الزبي قالت وما أقول ف ابن عمة رسول ال وحواريه وقد
شهذ له رسول ال بالنة وأنا أسألك بق ال يا معاوية فإن قريشا تدثت أنك أحلمها أن
تعفين من هذه السائل وتسألن عما شئت من غيها قال نعم ونعمة عي قد أعفيتك منها ث
أمر لا بائزة رفيعة وردها مكرمة
خطبة الزرقاء بنت عدي المدانية وذكرت الزرقاء بنت عدي بن قيس المدانية
عند معاوية يوما فقال للسائه أيكم يفظ كلمها قال بعضهم نن نفظه يا أمي الؤمني قال
فأشيوا علي ف أمرها فأشار بعضهم ف قتلها فقال بئس الرأي أيسن بثلي أن يقتل امرأة ث
كتب إل عامله بالكوفة أن يوفدها إليه مع ثقة من ذوي مارمها وعدة من فرسان قومها وأن
يهد لا وطء لينا ويسترها بستر خصيف ويوسع لا ف النفقة فأرسل إليها فأقرأها الكتاب
فقالت إن كان أمي الؤمني جعل اليار إل فإن ل آتيه وإن كان حتم فالطاعة أول فحملها
وأحسن جهازها على ما أمر به فلما دخلت على معاوية قال مرحبا بك وأهل قدمت خي
مقدم قدمه وافد كيف حالك قالت بي يا أميالؤمني أدام ال لك النعمة قال كيف كنت ف
مسيك قالت ربيبة بيت أو طفل مهدا قال بذلك أمرناهم أتدرين فيما بعثت إليك قالت وأن
ل بعلم ما ل أعلم قال ألست الراكب المل الحر والواقعة بي الصفي بصفي تضي على
القتال وتوقدين الرب فما حلك على ذلك قالت يا أمي الؤمني مات الرأس وبتر الذنب ولن
يعود ما ذهب والدهر ذو غي ومن تفكر أبصر والمر يدث بعده المر قال لا معاوية
أتفظي كلمك يومئذ قالت ل وال ل أحفظه ولقد أنسيته قال لكن أحفظه ل أبوك حي
تقولي أيها الناس ارعووا وارجعوا إنكم قد أصبحتم ف فتنة غشتكم جلبيب الظلم وجارت
بكم عن قصد الحجة فيا لا فتنة عمياء صماء بكماء ل تسمع لناعقها ول تنساق
189
جهرة خطب العرب
لقائدها إن الصباح ل يضئ ف الشمس ول تني الكواكب مع القمر ول يقطع
الديد إل الديد أل من ارشدناه استرشدناه ومن سألنا أخبناه أيها الناس إن الق كان يطلب
ضالته فأصابا فصبا يا معشر الهاجرين والنصار على العصص فكأن قد أندمل شعب الشتات
والتأمت كلمة الق ودمغ الق الظلمة فل يهلن أحد فيقول كيف وأن ليقضي ال أمرا كان
مفعول أل وإن خضاب النساء الناء وخضاب الرجال الدماء ولذا اليوم ما بعده والصب خي
ف المور عواقبا إيها ف الرب قدما غي ناكصي ول متشاكسي ث قال لا وال يا زرقاء لقد
شركت عليا ف كل دم سفكه قالت احسن ال بشارتك وأدام سلمتك فمثلك بشر بي وسر
جليسه قال أو يسرك ذلك قالت نعم وال لقد سررت بالب فأن ل بتصديق الفعل فضحك
معاوية وقال وال لوفاؤكم له بعد موته أعجب من حبكم له ف حياته اذكري حاجتك قالت
يا أمي الؤمني آليت على نفسي أل أسأل أميا أعنت عليه أبدا ومثلك أعطى عن غي مسأله
وجاد عن غي طلبة قال صدقت وأمر لا وللذين جاءوا معها بوائز وكسا
اختلف أهل العراق ف الوادعة وذكروا أنه لا اشتد المر واستعر القتال قال رأس
من أهل العراق لعلي إن هذه الرب قد أكلتنا وأذهبت الرجال والرأي الوادعة وقال بعضهم
ل بل نقاتلهم اليوم على ما قاتلناهم عليه أمس وكانت الماعة قد رضيت الوادعة وجنحت
إل الصلح والسالة فقام علي خطيبا فقال خطبة المام علي كرم ال وجهه أيها الناس إنه ل
أزل من أمري على ما أحب حت فدحتكم الرب وقد وال أخذت منكم وتركت وهي
لعدوكم أنك وقد كنت بالمس أميا فأصبحت اليوم مأمورا وكنت ناهيا فأصبحت اليوم
منهيا فليس ل أن أحلكم على ما تكرهون خطبة كردوس بن هانئ وقام كردوس بن هانئ
فقال إنه وال ما تولينا معاوية منذ تبأنا منه ول تبأنا من علي منذ توليناه وإن قتيلنا لشهيد
وإن حينا لفائز وإن عليا على بينة من ربه وما أجاب القوم إل إنصافا وكل مق منصف فمن
سلم له نا ومن خالفه هوى
190
جهرة خطب العرب
خطبة سفيان بن ثور وقام سفيان بن ثور فقال أيها الناس إنا دعونا أهل الشأم إل
كتاب ال فردوه علينا فقاتلناهم وإنم دعونا إل كتاب ال فإن رددناه عليهم حل لم منا ما
حل لنا منهم ولسنا ناف أن ييف ال علينا ورسوله وإن عليا ليس بالراجع الناكص وهو
اليوم على ما كان عليه أمس وقد أكلتنا هذه الرب ول نرى البقاء إل ف الوادعة خطبة
حريث بن جابر ث قام حريث بن جابر فقال إن عليا لو كان خلوا من هذا المر لكان الرجع
إليه فكيف وهو قائده وسائقه وإنه وال ما قبل من القوم اليوم إل المر الذي دعاهم إليه أمس
ولو رده عليهم كنتم له أعيب ول يلحد ف هذا المر إل راجع على عقبيه أو مستدرج مغرور
وما بيننا وبي من طعن علينا إل السيف خطبة خالد بن معمر ث قام خالد بن معمر فقال يا
أمي الؤمني إنا وال ما أخرجنا هذا القام أن يكون أحد أول به منا ولكن قلنا أحب المور
إلينا ما كفينا مئونته فأما إذ استغنينا فإنا ل نرى البقاء إل فيما دعاك القوم إليه اليوم إن رأيت
ذلك وإن ل تره فرأيك أفضل
خطبة الصي بن النذر ث قام الصي بن النذر وكان أحدث القوم سنا فقال إنا
بن هذا الدين على التسليم فل تدفعوه بالقياس ول تدموه بالشبهة وإنا وال لو أنا ل نقبل من
المور إل ما نعرف لصبح الق ف الدنيا قليل ولو تركنا وما نوى لصبح الباطل ف أيدينا
كثيا وإن لنا راعيا قد حدنا ورده وصدره وهو الأمون على ما قال وفعل فإن قال ل قلنا ل
وإن قال نعم قلنا نعم خطبة غثمان بن حنيف ث قام عثمان بن حنيف وكان من صحابة رسول
ال وكان عامل لعلي على البصرة وله فضل فقال أيها الناس اتموا رأيكم فقد وال كنا مع
رسول ال بالديبية يوم أب جندل وإنا لنريد القتال إنكارا للصلح حن ردنا عنه رسول ال
وإن أهل الشأم دعونا إل كتاب ال اضطرارا فأجبناهم إليه إعذارا فلسنا والقوم
سواء إنا وال ما عدلنا الي بالي ول القتيل بالقتيل ول الشامي بالعراقي ول معاوية بعلي وإنه
لمر منعه غي نافع وإعطاؤه غي ضائر وقد كلت البصائر الت كنا نقاتل با وقد حل الشك
اليقي الذي كنا نئول إليه وذهب الياء الذي كنا نارى به فاستظلوا ف هذا الفئ واسكنوا ف
191
جهرة خطب العرب
هذه العافية فإن قلتم نقاتل على ما كنا نقاتل عليه أمس فهيهات هيهات ذهب وال قياس أمس
وجاء غد
خطبة عدي بن حات ث قام عدي بن حات فقال أيها الناس إنه وال لو غي علي
دعانا ال قتال أهل الصلة ما أجبناه ول وقع بأمر قط إل ومعه من ال برهان وف يديه من ال
سبب وإنه وقف عن عثمان بشبهة وقاتل أهل المل على النكث وأهل الشأم على البغي
فانظروا ف أموركم وأمره فإن كان له عليكم فضل فليس لكم مثله فسلموا له وإل فنازعوا
عليه وال لئن كان إل العلم بالكتاب والسنة إنه لعلم الناس بما ولئن كان إل السلم إنه
لخو نب ال والرأس ف السلم ولئن كان إل الزهد والعبادة إنه لظهر الناس زهدا وأنكهم
عبادة ولئن كان إل العقول والنحائز إنه لشد الناس عقل وأكرمهم نيزة ولئن كان إل
الشرف والنجدة إنه لعظم الناس شرفا وندة ولئن كان إل الرضا لقد رضي عنه الهاجرون
والنصار ف شورى عمر رضي ال عنهم وبايعوه بعد عثمان ونصروه على اصحاب المل
وأهل الشأم فما الفضل الذي قركم إل الدى وما النقص الذي قربه إل الضلل وال لو
اجتمعتم جيعا على أمر واحد لتاح ال له من يقاتل لمر ماض كتاب سابق فاعترف أهل
صفي لعدي بن حات بعد هذا القام ورجع كل من تشعب على علي رضي ال عنه
خطبة عبد ال بن حجل ث قام عبد ال بن حجل فقال يا أمي الؤمني إنك أمرتنا
يوم المل بأمور متلفة كانت عندنا أمرا واحدا فقبلناها بالتسليم وهذه مثل تلك المور ونن
أولئك أصحابك وقد أكثر الناس ف هذه القضية واي ال ما الكثر النكر بأعلم با من القل
العترف وقد أخذت الرب بأنفاسنا فلم يبق إل رجاء ضعيف فإن تب القوم إل ما دعوك
إليه فأنت أولنا إيانا وآخرنا بنب ال عهدا وهذه سيوفنا على أعناقنا وقلوبنا بي جواننا وقد
أعطيناك بقيننا وشرحت بالطاعة صدورنا ونفذت ف جهاد عدوك بصيتنا فأنت الوال الطاع
ونن الرعية التباع أنت أعلمنا بربنا وأقربنا بنبينا وخينا ف ديننا وأعظمنا حقا فينا فسدد
رأيك نتبعك واستخرال تعال ف أمرك واعزم عليه برأيك فأنت الوال الطاع فسر علي كرم
192
جهرة خطب العرب
ال وجهه بقوله وأثن خيا خطبة صعصعة بن صوحان ث قام صعصعة بن صوحان فقال يا أمي
الؤمني إنا سبقنا الناس إليك يوم قدوم طلحة والزبي عليك فدعانا حكيم إل نصرة عاملك
عثمان بن حنيف فأجبناه فقاتل عدوك حت أصيب ف قوم من بن عبد قيس عبدوا ال حت
كانت اكفهم مثل أكف البل وجباههم مثل
ركب العز فأسر الي وسلب القتيل فكنا أول قتيل وأسي ث رأيت بلءنا بصفي
وقد كلت البصائر وذهب الصب وبقي الق موفورا وأنت بالغ بذا حاجتك والمر إليك ما
أراك ال فمرنا به خطبة النذر بن الارود ث قام النذر بن الارود فقال يا أمي الؤمني إن أرى
أمرا ل يدين له الشأم إل بلك العراق ول يدين له العراق إل بلك الشأم ولقد كنا نرى أن ما
زادنا نقصهم وما نقصنا أضرهم فإذا ف ذلك أمران فإن رأيت غيه ففينا وال ما يفل به الد
ويرد به الكلب وليس لنا معك إيراد ول صدر خطبة الحنف بن قيس ث قام الحنف بن قيس
فقال يا أمي الؤمني إن الناس بي ماض وواقف وقائل وساكت وكل ف موضعه حسن وإنه لو
نكل الخر عن الول ل يقل شيئا إل أن يقول اليوم ما قد قيل أمس ولكنه حق يقضى ول
نقاتل القوم لنا ول لك إنا قاتلناهم ل فإن حال أمر ال دوننا ودونك فاقبله فإنك أول بالق
وأحقنا بالتوفيق ول أرى إل القتال
خطبة عمي بن عطارد ث قام عمي بن عطارد فقال يا أمي الؤمني إن طلحة والزبي
وعائشة كانوا أحب الناس إل معاوية وكانت البصرة أقرب إلينا من الشأم وكان القوم الذين
وثبوا عليك من أصحاب رسول خيا من الذين وثبوا عليك من أصحاب معاوية اليوم فوال ما
منعنا ذلك من قتل الحارب وعيب الواقف فقاتل القوم إنا معك خطبة علي بن أب طالب ث
قام علي خطيبا فحمد ال وأثن عليه ث قال أيها الناس إنه قد بلغ بكم وبعدوكم ما قد رأيتم
ول يبق منهم إل آخر نفس وإن المور إذا أقبلت اعتب آخرها بأولا وقد صب لكم القوم على
غي دين حت بلغوا منكم ما بلغوا وأنا غاد عليهم بنفسي بالغداة فأحاكمهم بسيفي هذا إل ال
وأشار عمرو بن العاص على معاوية أن يدعو عليا إل تكيم كتاب ال فأصبح أصحاب
193
جهرة خطب العرب
معاوية وقد رفعوا الصاحف على الرماح وقلدوها أعناق اليل يقولون هذا كتاب ال عز وجل
بيننا وبينكم مقال عدي بن حات فقام عدي بن حات فقال يا أمي الؤمني إن أهل الباطل ل
تعوق أهل الق وقد جزع القوم حي تأهبت للقتال بنفسك وليس بعد الزع إل ما تب
ناجز القوم
مقال الشترالنخعي ث قام الشتر فقال يا أمي الؤمني ما أجبناك لدنيا إن معاوية ل
خلف له من رجاله ولكن بمد ال اللف لك ولو كان له مثل رجالك ل يكن له مثل صبك
ول نصرتك فافرج الديد بالديد واستعن بال مقال عمرو بن المق ث قام عمرو بن المق
فقال يا أمي الؤمني ما أجبناك لدنيا ول نصرناك على باطل ما أجبناك إل ل تعال وما
نصرناك إل للحق ولو دعانا غيك إل ما دعوتنا إليه لكثر فيه اللجاج وطالت له النجوى وقد
بلغ الق مقطعه وليس لنا معك رأي مقال الشعث بن قيس ث قام الشعث بن قيس فقال يا
أمي الؤمني إنا لك اليوم على ما كنا عليه أمس ولست أدري كيف يكون غدا وما القوم
الذين كلموك بأحد لهل العراق مت ول بأوتر لهل الشأم من فأجب القوم إل كتاب ال
فإنك أحق به منهم وقد أحب ال البقيا
مقال عبد الرحن بن الارث ث قام عبد الرحن بن حارث فقال يا أمي الؤمني
امض لمر ال ول يستخفنك الذين ل يوقنون أحكم بعد حكم وأمر بعد أمر مضت دماؤنا
ودماؤهم ومضى حكم ال علينا وعليهم مقال عمار بن ياسر فلما أظهر علي أنه قد قبل
التحكيم قام عمار بن ياسر فقال يا أمي الؤمني أما وال لقد أخرجها إليك معاوية بيضاء من
أقر با هلك ومن أنكرها ملك ما لك يا أبا السن شككتنا ف ديننا ورددتنا على أعقابنا بعد
مائة ألف قتلوا منا ومنهم أفل كان هذا قبل السيف وقبل طلحة والزبي وعائشة قد دعوك إل
ذلك فأبيت فزعمت أنك أول بالق وأن ما خالفنا منهم ضال حلل الدم وقد حكم ال تعال
ف هذا الال ما قد سعت فإن كان القوم كفارا مشركي فليس لنا أن نرفع السيف عنهم حت
يفيئوا إل أمر ال وإن كانوا أهل فتنه فليس لنا أن نرفع السيف عنهم حت ل تكون فتنة ويكون
194
جهرة خطب العرب
الدين كله ل وال ما أسلموا ول أدوا الزية ول فاءوا إل أمر ال ول طفئت الفتنة فقال علي
وال إن لذا المر كاره ث كثر اللجاج والدال ف المر وجعل علي يبي لم أنا خدعة
ومكيدة يرام با
توهي قوتم وتشتيت جعهم وهم ل يستمعون لقوله ول يذعنون لنصحه وأقبل
الشعث بن قيس ف ناس كثي من أهل اليمن فقالوا لعلي ل ترد ما دعاك القوم إليه قد أنصفك
القوم وال لئن ل تقبل هذا منهم ل وفاء معك ول نرمي معك بسهم ول حجر ول نقف معك
موقفا وغل أنصار التحكيم ف تطرفهم فقالوا يا علي أجب إل كتاب ال إذ دعيت إليه وإل
ندفعك برمتك إل القوم أو نفعل كما فعلنا بابن عفان فلم ير بدا من الذعان وقبول التحكيم
التحكيم بي علي ومعاوية كلم عبد ال بن عباس لب موسى الشعري ولا أجع
أهل العراق على طلب أب موسى الشعري وأحضروه للتحكيم على كره من علي عليه السلم
أتاه عبد ال بن العباس وعنده وجوه الناس وأشرافهم فقال له أبا موسى إن الناس ل يرضوا بك
ول يتمعوا عليك لفضل ل تشارك فيه وما أكثر أشباهك من الهاجرين والنصار التقدمي
قبلك ولكن أهل العراق أبوا إل أن يكون الكم يانيا ورأوا أن معظم أهل الشام يان واي ال
إن لظن ذلك شر لك ولنا فإنه قد ضم إليك داهية العرب وليس ف معاوية خلة يستحق با
اللفة فإن تقذف بقك على باطله تدرك حاجتك منه وإن يطمع باطله ف حقك يدرك
حاجته منك واعلم يا أبا موسى أن معاوية طليق السلم وأن أباه رأس الحزاب وأنه يدعي
اللفة من غي مشورة ول بيعة فإن زعم لك أن عمر وعثمان استعمله فلقد صدق استعمله
عمر وهو الوال عليه بنلة الطبيب يميه ما يشتهي ويوجره ما يكره ث استعمله عثمان برأي
عمر وما أكثر من استعمل من ل يدع اللفة واعلم أن لعمر ومع كل شئ يسرك خبأ
يسوءك ومهما نسيت فل تنس أن عليا
بايعه القوم الذين بايعوا أبا بكر وعمر وعثمان وأنا بيعة هدى وأنه ل يقاتل إل
العاصي والناكثي فقال أبو موسى رحك ال وال مال إمام غي علي وإن لواقف عند ما رأى
195
جهرة خطب العرب
وإن حق ال أحب إل من رضا معاوية وأهل الشأم وما أنت وأنا إل بال وصية شريح بن
هانئ لب موسى الشعري ولا أراد أبو موسى السي قام إليه شريح بن هانئ الارثي فأخذ
بيده وقال يا أبا موسى إنك قد نصبت لمر عظيم ل يب صدعه ول تستفال فلتته ومهما تقل
من شئ لك أو عليك يثبت حقه ويرى صحته وإن كان باطل وإنه ل بقاء لهل العراق إن
ملكهم معاوية ول بأس على أهل الشأم إن ملكهم علي وقد كانت منك تثبيطة أيام الكوفة
والمل فإن تشفعها بثلها يكن الظن بك يقينا والرجاء منك يأسا ث قال ابا موسى رميت بشر
خصم فل تضع العراق فدتك نفسي وأعط الق شامهم وخذه فإن اليوم ف مهل كأمس وإن
غدا يئ با عليه كذاك الدهر من سعد ونس ول يدعك عمرو إن عمرا عدو ال مطلع كل
شس له خدع يار العقل منها موهة مزخرفة بلبس
فل تعل معاوية بن حرب كشيخ ف الوادث غي نكس هداه ال للسلم فردا
سوى عرس النب وأي عرس فقال أبو موسى ما ينبغي لقوم اتمون ان يرسلون لدفع عنهم
باطل أو أجر إليهم حقا وصية الحنف بن قيس لب موسى الشعري وما حكم أبو موسى
الشعري أتاه الحنف بن قيس فقال له يا أبا موسى إن هذا مسي له ما بعده من عز الدنيا أو
ذلا آخر الدهر ادع القوم إل طاعة علي فإن أبوا فادعهم أن يتار أهل الشأم من قريش العراق
من أحبوا ويتار أهل العراق من قريش الشأم من أحبوا وإياك إذا لقيت ابن العاص أن تصافحه
بنية وأن يقعدك على صدر الجلس فإنا خديعة وأن يضمك وإياه بيت فيكمن لك فيه الرجال
ودعه فليتكلم لتكون عليه باليار فالبادئ مستغلق والجيب ناطق فما عمل أبو موسى إل
بلف ما قال الخنف وأشار به فكان من المر ما كان فلقيه الحنف بعد ذلك فقال له
أدخل وال قدميك ف خف واحدة
وصية معاوية لعمرو بن العاص وقال معاوية لعمرو إن أهل العراق أكرهوا عليا
على أب موسى وأنا وأهل الشأم راضون عنك وأرجو ف دفع هذه الرب قوة لهل الشأم
وفرقة لهل العراق وإمدادا لهل اليمن وقد ضم إليك رجل طويل اللسان قصي الرأي وله
196
جهرة خطب العرب
على ذلك دين وفضل فدعه يقول فإذا هو قال فاصمت واعلم أن حسن الرأي زيادة ف العقل
إن خوفك العراق فخوفه بالشام وإن خوفك مصر فخوفه باليمن وإن خوفك عليا فخوفه
بعاوية وإن أتاك بالميل فأته بالميل رد عمرو بن العاص عليه فقال عمرو يا أمي الؤمني
أقلل الهتمام با قبلي وارج ال تعال فيما وجهتن له إنك من أمرك على مثل حد السيف ل
تنل ف حربك ما رجوت ول تأمن ما خفت ونن نرجو أن يصنع ال تعال لك خيا وقد
ذكرت لب موسى دينا وإن الدين منصور أرأيت إن ذكر عليا وجاءنا بالسلم والجرة
واجتماع الناس عليه ما أقول فقال معاوية قل ماتريد وترى
مقال شرحبيل بن السمط لعمرو ولا ودعه شرحبيل بن السمط قال له يا عمرو
إنك رجل قريش وإن معاوية ل يبعثك إل لعلمه أنك ل تؤتى من عجز ول مكيدة وقد علمت
أن وطأة هذا المر لك ولصاحبك فكن عند ظننا بك خطبة أب موسى الشعري ولا التقى
الكمان أبو موسى الشعري وعمرو بن العاص بدومة الندل ودار بينهما من الوار ما دار
أقبل إل الناس وهم متمعون فتقدم أبو موسى فحمد ال عز وجل وأثن عليه ث قال أيها الناس
إنا قد نظرنا ف أمر هذه المة فلم نر أصلح لمرها ول أل لشعثها من أمر قد أجع رأيي ورأي
عمرو عليه وهو أن نلع عليا ومعاوية وتستقبل هذه المة هذا المر فيولوا منهم من أحبوا
عليهم وإن قد خلعت علينا ومعاوية فاستقبلوا أمركم وولوا عليكم من رأيتموه لذا المر أهل
ث تنحى
خطبة عمرو بن العاص وأقبل عمرو بن العاص فقام مقامه فحمد ال وأثن عليه
وقال إن هذا قد قال ما سعتم وخلع صاحبه وأنا أخلع صاحبه كما خلعه وأثبت صاحب
معاوية فإنه ول عثمان بن عفان رضي ال عنه والطالب بدمه وأحق الناس بقامه فقال أبو
موسى مالك ل وفقك ال غدرت وفجرت إنا مثلك كمثل الكلب إن تمل عليه يلهث أو
تتركه يلهث قال عمرو إنا مثلك كمثل المار يمل أسفارا خطبة المام علي بعد التحكيم
وخطب المام علي كرم ال وجهه بعد فشل التحكيم فقال المد ل وإن أتى الدهر بالطب
197
جهرة خطب العرب
الفادح والدث الليل وأشهد أن ل إله إل ال وحده ل شريك له ليس معه إله غيه وأن
ممدا عبد ه ورسوله وآله أما بعد فإن مصية الناصح الشفيق العال الجرب تورث السرة
وتعقب الندامة وقد كنت أمرتكم ف هذه الكومة أمري ونلت لكم مزون رأيي لو كان
يطاع لقصي أمر فأبيتم على إباء الخالفي الفاة والنابذين العصاة حت ارتاب
الناصح بنصحه وضن الزند بقدحه فكنت وإياكم كما قال أخو هوازن أمرتكم أمري بنعرج
اللوى فلم تستبينوا النصح إل ضحى الغد أل إن هذين الرجلي اللذين اخترتوها حكمي قد
نبذا حكم القرآن وراء ظهورها وأحييا ما أمات القرآن واتبع كل واحد منهما هواه بغي هدى
من ال فحكما بغي حجة بينة ول سنة ماضية واختلفا ف حكمهما وكلها ل يرشد فبئ ال
منهما ورسوله وصال الؤمني استعدوا وتأهبوا للمسي إل الشأم خطبة السن بن علي وقال
المام علي قم يا حسن فتكلم ف أمر هذين الرجلي أب موسى وعمرو فقام السن فتكلم
فقال أيها الناس قد أكثرت ف أمر أب موسى وعمرو وإنا بعثا ليحكما بالقرآن دون الوى
فحكما بالوى دون القرآن فمن كان هكذا ل يكن حكما ولكنه مكموم عليه وقد كان من
خطأ أب موسى أن جعلها لعبد ال بن عمر فأخطأ ف ثلث خصال خالف يعن أب موسى أباه
عمر إذ ل يرضه لا ول يره أهل لا وكان أبوه أعلم به من غيه ول أدخله ف الشورى إل
على أنه ل شئ له فيها شرطا مشروعا من
عمر على أهل الشورى فهذه واحدة وثانية ل يتمع عليه الهاجرون والنصار
الذين يعقدون المامة ويكمون على الناس وثالثة ل يستأمر الرجل ف نفسه ول علم ما عنده
من رد أو قبول ث جلس خطبة عبد ال بن عباس توف سنة ه ث قال على لعبد ال بن عباس قم
فتكلم فقام عبد ال بن عباس وقال أيها الناس إن للحق أناسا أصابوه بالتوفيق والرضا والناس
بي راض به وراغب عنه وإنا سار أبو موسى بدى إل ضلل وسار عمرو بضلل إل هدى
فلما التقيا رجع أبو موسى عن هداه ومضى عمرو على ضلله فوال لو كان حكما عليه
بالقرآن لقد حكما عليه ولئن كانا حكما بواها على القرآن ولئن مسكا با سارا به لقد سار
198
جهرة خطب العرب
أبو موسى وعلى إمامه وسار عمرو ومعاوية إمامه ث جلس خطبة عبد ال بن جعفر فقال علي
لعبد ال بن جعفر قم فتكلم فقام وقال أيها الناس هذا أمر كان النظر فيه لعلي والرضا فيه إل
غيه جئتم بأب موسى فقلتم قد رضينا هذا فارض به واي ال ما أصلحا با فعل الشأم ول
أفسدا العراق ول أماتا حق علي ول أحييا باطل معاوية ول يذهب الق قلة رأي ول نفخة
شيطان وإنا لعلي اليوم كما كنا أمس عليه ث جلس
خطبة علي ولا نزل على النخيلة وأيس من الوارج قام فحمد ال وأثن عليه ث
قال أما بعد فإنه من ترك الهاد ف ال وادهن ف أمره كان على شفا هلكة إل إن يتداركه ال
بنعمة فاتقوا ال وقاتلوا من حاد ال وحاول أن يطفئ نور ال قاتلوا الاطئي الضالي القاسطي
الجرمي الذين ليسوا بقرآء للقرآن ول فقهاء ف الدين ول علماء ف التأويل ول لذا المر
بأهل ف سابقة السلم وال لو ولوا عليكم لعملوا فيكم بأعمال كسرى وهرقل تيسروا وتيئوا
للمسي إل عدوكم من أهل الغرب وقد بعثنا إل إخوانكم من أهل البصرة ليقدموا عليكم فإذا
قدموا فاجتمعتم شخصنا إن شاء ال ول حول ول قوة ال بال خطبة عبد ال بن عباس وكتب
علي إل عبد ال بن عباس أما بعد فإنا قد خرجنا إل معسكرنا بالنخيلة وقد أجعنا على السي
إل عدونا من أهل الغرب فأشخص بالناس حي يأتيك رسول وأقم حت يأتيك أمري والسلم
فلما قدم عليه الكتاب قرأه على الناس وأمرهم بالشخوص مع الحنف بن قيس فشخص معه
منهم ألف وخسمائة رجل فاستقلهم عبد ال بن عباس فقام ف الناس فحمد ال وأثن عليه ث
قال أما بعد يأهل البصرة فإنه جاءن أمر أمي الؤمني يأمرن بإشخاصكم فأمرتكم بالنفي إليه
مع الحنف بن قيس ول يشخص معه منكم إل ألف وخسمائة وأنتم ستون ألفا سوى أبنائكم
وعبدانكم ومواليكم أل انفروا مع جارية بن قدامة السعدي
ول يعلن رجل على نفسه سبيل فإن موقع بكل من وجدته متخلفا عن مكتبه
عاصيا لمامه وقد أمرت أبا السود الدؤل بشركم فل يلم رجل جعل السبيل على نفسه إل
نفسه خطبة علي فخرج جارية فعسكر وخرج أبو السود فحشر الناس فاجتمع إل جارية
199
جهرة خطب العرب
ألف وسبعمائة ث أقبل حت وافاه علي بالنخيلة فلم يزل بالنخيلة حت وافاه هذان اليشان من
البصرة ثلثة آلف ومائتا رجل فجمع إليه رءوس أهل الكوفة ورءوس السباع ورءوس القبائل
ووجوه الناس فحمد ال وأثن عليه ث قال يا أهل الكوفة أنتم إخوان وأنصاري وأعوان على
الق وصحابت على جهاد عدوي الحلي بكم أضرب الدبر وأرجو تام طاعة القبل وقد
بعثت إل أهل البصرة فاستنفرتم إليكم فلم يأتن منهم إل ثلثة آلف ومائتا رجل فأعينون
بناصحة جلية خلية من الغش إنكم مرجنا إل صفي بل استجمعوا بأجعكم وإن أسألكم أن
يكتب ل رئيس كل قوم ما ف عشيته من القاتلة وأبناء القاتلة الذين أدركوا القتال وعبدان
عشيته ومواليهم ث يرفع ذلك إلينا فقام سعد بن قيس المدان فقال يا أمي الؤمني سعا
وطاعة وودا ونصيحة أنا أول الناس جاء با سألت وبا طلبت وقام معقل بن قيس الرياحي
فقال له نوا من ذلك وقام عدي بن حات وزياد بن خصفة وحجر بن عدي وأشراف الناس
والقبائل فقالوا مثل ذلك ث إن الرءوس كتبوا من فيهم ث رفعوهم إليه
خطبة لعلي وكتب علي إل سعد بن مسعود الثقفي وهو عامله على الدائن أما بعد
فإن قد بعثت إليك زياد بن خصفة فأشخص معه من قبلك من مقاتلة أهل الكوفة وعجل
ذلك إن شاء ال ول قوة إل بال وبلغ عليا أن الناس يقولون لو سار بنا إل هذه الرورية
فبدأنا بم فإذا فرغنا منهم وجهنا من وجهنا ذلك إل الحلي فقام ف الناس فحمد ال وأثن
عليه ث قال أما بعد فإنه قد بلغن قولكم لو أن أمي الؤمني سار بنا إل هذه الارجة الت
خرجت عليه فبدأنا بم فإذا فرغنا منهم وجهنا إل الحلي وأن غي هذه الارجة أهم إلينا
منهم فدعوا ذكرهم وسيوا إل قوم يقاتلونكم كيما يكونوا جبارين ملوكا ويتخذوا عباد ال
خول فتنادى الناس من كل جانب سر بنا يا أمي الؤمني حيث أحببت وقام إليه صيفي ابن
فسيل الشيبان فقال يا أمي الؤمني نن حزبك وأنصارك نعادي من عاديت ونشايع من أناب
إل طاعتك فسر بنا إل عدوك من كانوا وأينما كانوا فإنك إن شاء ال لن تؤتى من قلة عدد
ول ضعف نية أتباع وقام إليه مرز بن شهاب التميمي من بن سعد فقال يا أمي الؤمني
200
جهرة خطب العرب
شيعتك كقلب رجل واحد ف الجاع على بصرك والد ف جهاد عدوك فأبشر بالنصر وسر
بنا إل أي الفريقي أحببت فإنا شيعتك الذين نرجو ف طاعتك وجهاد من خالفك صال
الثواب وناف ف خذلنك والتخلف عنك شدة الوبال
خطبة لعاوية ولا فشل التحكيم بايع أهل الشأم معاوية باللفة واختلف الناس
بالعراق على علي فما كان لعاوية هم ال مصر فدعا أصحابه ليستشيهم ف أمرها وكان فيهم
عمرو بن العاص فحمد ال وأثن عليه ث قال أما بعد فقد رأيتم كيف صنع ال بكم ف حربكم
عدوكم جاءوكم وهم ل ترون إل أنم سيقبضون بيضتكم ويربون بلدكم ما كانوا يرون إل
أنكم ف أيديهم فردهم ال بغيظهم ل ينالوا خيا ما أحبوا وحاكمناهم إل ال فحكم لنا عليهم
ث جع لنا كلمتنا وأصلح ذات بيننا وجعلهم أعداء متفرقي يشهد بعضهم على بعض بالكفر
ويسفك بعضهم دم بعض وال إن لرجوا أن يتم لنا هذا المر وقد رأيت أن ناول أهل مصر
فكيف ترون أرتئاءنا لا وكان عمرو بن العاص قد صال معاوية حي بايعه على قتال علي بن
أب طالب على أن له مصر طعمة ما بقي فقال لعاوية فإن أشي عليك كيف تصنع أرى أن
تبعث جيشا كثيفا عليهم رجل حازم صارم تأمنه وتثق به فيأت مصر حت يدخلها فسيه إليها
وصية معاوية لعمرو بن العاص وجهز معاوية عمرو بن العاص وبعثه ف ستة آلف رجل
وخرج وودعه وقال له عند وداعه إياه
أوصيك يا عمرو بتقوى ال والرفق فإنه ين وبالهل والتؤدة فإن العجلة من
الشيطان وبأن تقبل من أقبل وأن تعفو عمن أدبر فإن قبل فبها ونعمت وإن أب فإن السطوة
بعد العذرة أبلغ ف الجة وأحسن ف العاقبة وادع الناس إل الصلح والماعة فإذا أنت ظهرت
فليكن أنصارك آثر الناس عندك وكل الناس فأول حسنا خطبة ممد بن أب بكر وقدم ممد بن
أب بكر مصر واليا عليها من قبل علي بن أب طالب سنة ه فقام خطيبا فحمد ال وأثن عليه ث
قال المد ل الذي هدانا وإياكم لا اختلف فيه من الق وبصرنا وإياكم كثيا با عمي عنه
الاهلون أل إن أمي الؤمني ولن أموركم وعهد إل ما قد سعتم وأوصان بكثي منه مشافهة
201
جهرة خطب العرب
ولن آلوكم خيا ما استطعت وما توفيقي إل بال عليه توكلت وإليه أنيب فإن يكن ما ترون
من إمارت وأعمال طاعة ل وتقوى فاحدوا ال عز وجل على ما كان من ذلك فإنه هو
الادي وإن رأيتم عامل ل عمل غي الق زائفا فارفعوه إل وعاتبون فيه فإن بذلك أسعد
وأنتم بذلك جديرون وفقنا ال وإياكم لصال العمال برحته خطبة لحمد بن أب بكر وأقبل
عمرو بن العاص حت قصد مصر فقام ممد بن أب بكر ف الناس فحمد ال وأثن عليه وصلى
على رسوله ث قال أما بعد معاشر السلمي والؤمني فإن القوم الذين كانوا ينتهكون الرمة
وينعشون الضللة ويشبون نار الفتنة ويتسلطون بالبية قد نصبوا لكم العداوة
وساروا إليكم بالنود عباد ال فمن أراد النة والغفرة فليخرج إل هؤلء القوم فليجاهدهم ف
ال انتدبوا إل هؤلء رحكم ال مع كنانة بن بشر ث انتهى المر بقتل ممد بن أب بكر خطبة
لعلي وقد استصرخه ممد بن أب بكر ولا سي معاوية عمرو بن العاص إل مصر سنة ه وكان
عليها ممد بن أب بكر من قبل علي بعث ابن أب بكر إل علي يستصرخه فقام علي ف الناس
فحمد ال وأثن عليه وصلى على ممد ث قال أما بعد فإن هذا صريخ ممد بن أب بكر
وإخوانكم من أهل مصر قد سار إليهم ابن النابغة عدو ال وول من عادى ال فل يكونن أهل
الضلل إل باطلهم والركون إل سبيل الطاغوت أشد اجتماعا منكم على حقكم هذا فإنم قد
بدءوكم وإخوانكم بالغزو فاعجلوا إليهم بالؤاساة والنصر عباد ال إن مصر أعظم من الشأم
أكثر خيا وخي أهل فل تغلبوا على مصر فإن بقاء مصر ف أيديكم عز لكم وكبت لعدوكم
أخرجوا إل الرعة بي الية والكوفة فوافون با هناك غدا إن شاء ال
خطبة علي حي بلغه مقتل ممد بن أب بكر ولا بلغ عليا مقتل ممد بن أب بكر
حزن عليه حت رئى ذلك ف وجهه وتبي فيه وقام ف الناس خطيبا فحمد ال وأثن عليه وصلى
على رسوله وقال أل إن مصر قد افتتحها الفجرة أولو الور والظلم الذين صدوا عن سبيل ال
وبغوا السلم عوجا أل وإن ممد بن أب بكر قد استشهد رحه ال فعند ال نتسبه أما وال
إن كان ما علمت ينتظر القضاء ويعمل للجزاء ويبغض شكل الفاجر ويب هدى الؤمن إن
202
جهرة خطب العرب
وال ما ألوم نفسي على التقصي وإن لقاساة الرب ند خبي وإن لقدم على المر وأعرف
وجه الزم وأقوم فيكم بالرأي الصيب فأستصرخكم معلنا وأناديكم نداء الستغيث معربا فل
تسمعون ل قول ول تطيعون ل أمرا حت تصي ب المور إل عواقب الساءة فأنتم القوم ل
يدرك بكم الثأر ول ينقض بكم الوتار دعوتكم إل غياث إخوانكم منذ بضع وخسي ليل
فتجرجرت جرجرة المل الشدق وتثاقلتم إل الرض تثاقل من ليس له نية ف جهاد العدو ول
اكتساب الجر ث خرج إل منكم جنيد متذائب كأنا يساقون إل الوت وهم ينظرون فأف
لكم ث نزل
فتنة الوارج مناظرة عبد ال بن عباس لم لا رجع المام علي كرم ال وجهه من
صفي إل الكوفة بعد كتابه صحيفة التحكيم بينه وبي معاوية اعتزله جاعة من أصحابه من
رأوا التحكيم ضلل ونزلوا حروراء ف اثن عشر ألفا وأمروا على القتال شبث بن ربعي وعلى
الصلة عبد ال بن الكواء فبعث اليهم علي عبد ال بن عباس فقال ل تعجل إل جوابم
وخصومتهم حت آتيك فخرج إليهم حت أتاهم فأقبلوا يكلمونه فلم يصب حت راجعهم فقال
ما نقمتم من الكمي وقد قال ال عز وجل إن يريدا إصلحا يوفق ال بينهما فكيف بأمة
ممد فقالت الوارج قلنا أما ما جعل حكمه إل الناس وأمربالنظر فيه والصلح له فهو إليهم
كما أمر به وماحكم فأمضاه فليس للعباد أن ينظروا فيه حكم ف الزان مائة جلدة وف السارق
بقطع يده فليس للقباد أن ينظروا ف هذا قال ابن عباس فإن ال عز وجل يقول يكم به
ذوا عدل منكم فقالوا له أو تعل الكم ف الصيد والدث يكون بي الرأة
وزوجها كالكم ف دماء السلمي وقالت الوارج قلنا له فهذه الية بيننا وبينك أعدل عندك
ابن العاص وهو بالمس يقاتلنا ويسفك دماءنا فإن كان عدل فلسنا بعدول ونن أهل حريه
وقد حكمتم ف أمر ال الرجال وقد أمضىال عز وجل حكمه ف معاوية وجزبه أن يقتلوا أو
يرجعوا وقبل ذلك ما دعوناهم إل كتاب ال عز وجل فأبوه ث كتبتم بينكم وبينه كتابا
وجعلتم بينكم وبينه الوادعة والستفاضة وقد قطع ال عز وجل الستفاضة والوادعة بي
203
جهرة خطب العرب
السلمي وأهل الرب منذ نزلت براءة إل من أقر بالزية مناظرة المام علي لم ث خرج إليهم
علي حت انتهى إليهم وهم ياصمون ابن عباس فقال انته عن كلمهم أل أنك رحك ال
ث تكلم فحمد ال عز وجل وأثن عليه ث قال اللهم إن هذا مقام من أفلج فيه كان
أول بالفلج يوم القيامة ومن نطق فيه وأوعث فهو ف الخرة أعمى وأضل سبيل ث قال لم من
زعيمكم قالوا ابن الكواء قال علي فما أخرجكم علينا قالوا حكومتكم يوم صفي قال
أنشدكم بال أتعلمون أنم حيث رفعوا الصاحف فقلتم نيبهم إل كتاب ال قلت لكم إن
أعلم بالقوم منكم إنم ليسوا بأصحاب دين ول قرآن إن صحبتهم وعرفتهم أطفال ورجال
فكانوا شر أطفال وشر رجال امضوا على حقكم وصدقكم فإنا رفع القوم هذه الصاحف
خديعة وإدهانا ومكيدة فرددت على رأيي وقلتم ل بل نقبل منهم فقلت لكم اذكروا قول لكم
ومعصيتكم إياي فلما أبيتم إل الكتاب اشترطت على الكمي أن يييا ما أحيا القرآن وأن ييتا
ما أمات القرآن فإن حكما بكم القرآن فليس لنا أن نالف حكما يكم با ف القرآن وإن أبيا
فنحن من حكمهما برآء قالوا له فخبنا أتراه عدل تكيم الرجال ف الدماء فقال إنا لسنا
حكمنا الرجال إنا حكمنا القرآن وهذا القرآن إنا هو خط مسطور بي دفتي ل ينطق إنا
يتكلم به الرجال قالوا فخبنا عن الجل ل جعلته فيما بيننا وبينهم قال ليعلم الاهل ويتثبت
العال ولعل ال عز وجل يصلح ف هذه الدنة هذه المة ادخلوا مصركم رحكم ال فدخلوا
من عند آخرهم
صورة أخرى وروى صاحب العقد الناظرة بي علي وبي الوارج بصورة أخرى
وهاكها قالوا إن عليا لا اختلف عليه أهل النهروان والقرى وأصحاب البانس ونزلوا قرية يقال
لا حروراء وذلك بعد وقعة المل رجع إليهم علي بن أب طالب فقال لم يا هؤلءء من
زعيمكم قالوا ابن الكواء قال فليبز إل فخرج إليه ابن الكواء فقال له علي يابن الكواء ما
أخرجكم علينا بعد رضاكم بالكمي ومقامكم بالكوفة قال قاتلت بنا عدوا ل نشك ف
جهاده فزعمت أن قتلنا ف النة وقتلهم ف النارفبينما نن كذلك إذ أرسلت منافقا
204
جهرة خطب العرب
وحكمت كافرا وكان من شكك ف أمر ال أن قلت للقوم حي دعوتم كتاب ال بين
وبينكم فإن قضى علي بايعتكم وإن قضى عليكم بايعتمون فلول شكك ل تفعل هذا والق ف
يدك قال علي يا بن الكواء إنا الواب بعد الفراغ أفرغت فأجيبك قال نعم قال علي أما قتالك
معي عدوا ل نشك ف جهاده فصدقت ولو شككت فيهم ل أقاتلهم وأما قتلنا وقتلهم فقد
قال ال ف ذلك ما يستغن به عن قول وأما إرسال النافق وتكيمي الكافر فأنت أرسلت أبا
موسى مبنسا ومعاوية حكم عمرا أتيت بأب موسى مبنسا فقلت ل نرضى إل أبا موسى فهل
قام إل رجل منكم فقال يا علي لتعط هذه الدنية فإنا ضللة وأما قول لعاوية إن جرن إليك
كتاب ال تبعتك وإن جرك إل تبعتن زعمت أن ل أعط ذلك إل من شك فقد علمت أن
أوثق ما ف يديك هذا المر فحدثن ويك عن اليهودي والنصران ومشركي العرب أهم أقرب
إل كتاب ال أم معاوية وأهل الشأم قال بل معاوية وأهل الشأم أقرب قال علي أفرسول ال
كان أوثق با ف يديه من كتاب ال أو أنا قال بل رسول ال قال أفرأيت ال تبارك وتعال حي
يقول قل فأتوا
بكتاب من عند ال هو أهدى منهما أتبعه إن كنتم صادقي أما كان رسول ال
يعلم أنه ل يؤتى بكتاب هو أهدى ما ف يديه قال بلى قال فلم أعطى رسول ال القوم ما
أعطاهم قال إنصافا وحجة قال فإن أعطيت القوم ما أعطاهم رسول ال قال ابن الكواء فإن
أخطأت هذه واحدة زدن قال علي فما أعظم ما نقمتم علي قال تكيم الكمي نظرنا ف
أمرنا فوجدنا تكيمهما شكا وتبذيرا قال علي فمت سي أبو موسى حكما حي أرسل أو حي
حكم قال حي أرسل قال أليس قد سار وهو مسلم وأنت ترجو أن يكم با أنزل ال قال نعم
قال علي فل أرى الضلل ف إرساله فقال ابن الكواء سي حكما حي حكم قال نعم إذن
فإرساله كان عدل أرأيت يابن الكواء لو أن رسول ال بعث مؤمنا إل قوم مشركي يدعوهم
إل كتاب ال فارتد على عقبه كافرا كان يضر نب ال شيئا قال ل قال علي فما كان ذنب إن
كان أبو موسى قد ضل هل رضيت حكومته حي حكم أو قوله إذ قال قال ابن الكواء ل
205
جهرة خطب العرب
ولكنك جعلت مسلما وكافرا يكمان ف كتاب ال قال علي ويلك يا بن الكواء هل بعث
عمرا غي معاوية وكيف أحكمه وحكمه على ضرب عنقي إنا رضي به صاحبه كما رضيت
أنت بصاحبك وقد يتمع الؤمن والكافر يكمان ف أمر ال أرأيت لو أن رجل مؤمنا تزوج
يهودية أو نصرانية فخافا شقاق بينهما ففزع الناس إل كتاب ال وف كتابه فابعثوا حكما من
أهله وحكما من أهلها فجاء رجل من اليهود أو رجل من النصارى ورجل من السلمي اللذين
يوز لما أن يكما ف كتاب ال فحكما قال ابن الكواء وهذه أيضا أمهلنا حت ننظر فانصرف
عنهم علي فقال له صعصعة بن صوحان يا أمي الؤمني ائذن ل ف كلم القوم قال نعم ما ل
تبسط يدا فنادى صعصعة ابن الكواء فخرج إليه فقال أنشدكم ال يا معشر
الارجي أن ل تكونوا عارا على من يغزو لغيه وأن ل ترجوا بأرض تسمون با
بعد اليوم ول تستعجلوا ضلل العام خشية ضلل عام قابل فقال له ابن الكواء إن صاحبك
لقينا بأمر قولك فيه صغي فأمسك قالوا إن عليا خرج بعد ذلك إليهم فخرج إليه ابن الكواء
فقال له علي يابن الكواء إنه من أذنب ف هذا الدين ذنبا يكون ف السلم حدثا استتبناه من
ذلك الذنب بعينه وإن توبتك أن تعرف هدى ما خرجت منه وضلل ما دخلت فيه قال ابن
الكواء إننا ل ننكر أنا قد فتنا فقال له عبد ال بن عمرو بن جرموز أدركنا وال هذه الية آل
أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم ل يفتنون وكان عبد ال من قراء أهل حروراء
فرجعوا فصلوا خلف علي الظهر وانصرفوا معه إل الكوفة ث اختلفوا بعد ذلك ف رجعتهم
ولم بعضهم بعضا ث خرجوا على علي فقتلهم بالنهروان مناظرة ابن عباس لم فلما استقروا
بالكوفة أشاعوا أن عليا رجع عن التحكيم وتاب منه ورآه ضلل فأتى الشعث بن قيس عليا
فقال يا أمي الؤمني إن الناس قد تدثوا أنك رأيت الكومة ضلل والقامة عليها كفرا وتبت
فخطب علي الناس فقال من زعم أن رجعت عن الكومة فقد كذب ومن رآها ضلل فهو
أضل منها فخرجت الوارج من السجد فحكمت فقيل لعلي إنم خارجون فقال ل أقاتلهم
206
جهرة خطب العرب
حت يقاتلون وسيفعلون فوجه إليهم عبد ال بن العباس فلما سار إليهم رحبوا به وأكرموه
فرأى منهم جباها قرحت لطول السجود
وأيديا كثفنات البل وعليهم قمص مرحضة وهم مشمرون قالوا ما جاء بك يا بن
عباس قال جئتكم من عند صهر رسول ال وابن عمه وأعلمنا بربه وسنة نبيه ومن عند
الهاجرين والنصار فقالوا إنا أتينا عظيما حي حكمنا الرجال ف دين ال فإن تاب كما تبنا
ونض لجاهدة عدونا رجعنا فقال ابن عباس نشدتكم ال إل ما صدقتم أنفسكم أما علمتم أن
ال أمركم بتحكيم الرجال ف أرنب تساوي ربع درهم تصاد ف الرم وف شقاق امرأة
ورجلها فقالوا اللهم نعم قال أنشدكم ال هل علمتم أن رسول ال أمسك عن القتال للهدنة
بينه وبي الديبية قالوا نعم ولكن عليا ما نفسه من خلفة السلمي قال ابن عباس أذلك يزيلها
عنه وقد ما رسول ال اسه من النبوة قال سهيل بن عمرو لو علمت أنك رسول ال ما
حاربتك فقال للكاتب اكتب ممد بن عبد ال وقد أخذ على الكمي أن ل يورا فعلي أول
من معاوية وغيه قالوا إن معاوية يدعي مثل دعوى علي قال فأيهما رأيتموه أول فولوه قالوا
صدقت قال ابن عباس ومت جار الكمان فل طاعة لما ول قبول لقولما فأتبعه منهم ألفان
وبقي أربعة آلف فلم يزالوا على ذلك حت اجتمعوا على البيعة لعبد ال بن وهب الراسب
خطبة يزيد بن عاصم الحارب وخرج المام علي كرم ال وجهه ذات يوم يطب
فإنه لفي خطبته إذ حكمت الحكمة ف جوانب السجد فقال علي ال أكب كلمة حق يراج با
باطل إن سكتوا عممناهم وإن تكلموا حججناهم وإن خرجوا علينا قاتلناهم فوثب يزيد ابن
عاصم الحارب فقال المد ل غي مودع ربنا ول مستغن عنه اللهم إنا نعوذ بك من إعطاء
الدنية ف ديننا فإن إعطاء الدنية ف الدين إدهان ف أمر ال عز وجل وذل راجع بأهله إل
سخط ال يا علي أبا لقتل توفنا أما وال إن لرجو أن نضربكم با عما قليل غي مصفحات
ث لتعلمن أينا أول با صليا ث خرج بم هو وإخوة له ثلثة هو رابعهم فأصيبوا مع الوارج
بالنهر وأصيب أحدهم بعد ذلك بالنخيلة خطبة عبد ال بن وهب الراسي ولا بعث المام علي
207
جهرة خطب العرب
أبا موسى الشعري لنفاذ الكومة لقيت الوارج بعضها بعضا فاجتمعوا ف منل عبد ال بن
وهب الراسب فحمد ال وأثن عليه ث قال
أما بعد فوال ما ينبغي لقوم يؤمنون بالرحن وينيبون إل حكم القرآن أن تكون
هذه الدنيا الت الرضا با والركون إليها واليثار إياها عناء وتبار آثر عندهم من المر بالعروف
والنهي عن النكر والقول بالق وإن من وضر فإنه من ين ويضر ف هذه الدنيا فإن ثوابه يوم
القيامة رضوان ال عز وجل واللود ف جناته فاخرجوا بنا إخواننا من هذه القرية الظال أهلها
إل بعض كور البال أو إل بعض هذه الدائن منكرين لذه البدع الضلة خطبة حرقوص بن
زهي السعدي فقام حرقوص بن زهي السعدي فقال إن التاع بذه الدنيا قليل وإن الفراق لا
وشيك فل تدعونكم زينتها وبجتها إل القام با ول تلفتنكم عن طلب الق وإنكار الظلم
فإن ال مع الذين اتقوا والذين هم مسنون خطبة حزة بن سنان السدي فقام حزة بن سنان
السدي فقال يا قوم إن الرأي ما قد رأيتم والق ما قد ذكرت فولوا أمركم رجل منكم فإنه ل
بد لكم من عماد وسناد وراية تفون با وترجعون إليها فعرضوها على زيد بن خصي الطائي
فأب وعلى حرقوص بن زهي فأب وعلى
حزة بن سنان وشريح بن أوف العبسي فأبيا وعلى عبد ال بن وهب فقال هاتوها
أما وال لآخذها رغبة ف الدنيا ول أدعها فرقا من الوت فبايعوه لعشر خلون من شوال سنة ه
خطبة شريح بن أوف العبسي ث اجتمعوا ف منل شريح بن أوف العبسي فقام شريح فقال إن
ال أخذ عهودنا ومواثيقنا على المر بالعروف والنهي عن النكر والقول بالق والهاد ف
تقوي السبيل وقد قال عز وجل لنبيه عليه الصلة والسلم يا داود إنا جعلناك خليفة ف الرض
فاحكم بي الناس بالق ول تتبع الوى فيضلك عن سبيل ال إن الذين يضلون عن سبيل ال
لم عذاب شديد وقال ومن ل يكم با أنزل ال فأولئك هم الكافرون فاشهدوا على أهل
دعوتنا أن قد اتبعوا الوى ونبذوا حكم القرآن وجاروا ف الكم والعمل وأن جهادهم على
الؤمني فرض وأقسم بالذي تعنو له الوجوه وتشع دونه البصار لو ل يكن أحد على تغيي
208
جهرة خطب العرب
النكر وقتال القاسطي مساعدا لقاتلهم وحدي فردا حت ألقى ال رب فيى أن قد غيت
إرادة رضوانه بلسان يا إخواننا اضربوا جباههم ووجوههم بالسيف حت يطاع الرحن عز
وجل فإن
يطع ال كما أردت أثابكم ثواب الطيعي له المرين بأمره وإن قتلتم فأي شئ
أعظم من السي إل رضوان ال وجنته واعلموا ان هؤلء القوم خرجوا لقصاء حكم الضللة
فاخرجوا بنا إل بلد نتعد فيه الجتماع من مكاننا هذا فإنكم قد أصبحتم بنعمة ربكم وأنتم
أهل الق بي اللق إذ قلتم بالق وصمدت لقول الصدق فاخرجوا بنا إل الدائن نسكنها
فنأخذ بأبوابا ونرج منها سكانا ونبعث إل إخواننا من أهل البصرة فيقدمون علينا مقال زيد
بن حصي الطائي فقال زيد بن حصي الطائي إنكم إن خرجتم متمعي أتبعتم ولكن اخرجوا
وحدانا مستخفي فأما الدائن فإن با قوما ينعونكم منها وينعونا منكم ولكن اكتبوا إل
إخوانكم من أهل البصرة فأعلموهم بروجكم وسيوا حت تنلوا جسر النهروان قالوا هذا هو
الرأي فاجتمعوا على ذلك وكتبوا به إليهم
خطبة علي ف تويف أهل النهروان فلما نزلوا بالنهروان وأتوا با ما أتوا من
الحداث أتاهم المام علي كرم ال وجهه فوقف عليهم فقال أيتها العصابة الت أخرجها
عداوة الراء واللجاجة وصدها عن الق الوى وطمح با النق وأصبحت ف اللبس والطب
العظيم إن نذير لكم أن تصبحوا تلفيكم المة غدا صرعى بأثناء هذا النهر وبأهضام هذا الغائط
على غي بينة من ربكم ول سلطان مبي معكم وقد طوحت بكم الدار واحتبلكم القدار أل
تعلموا أن نيتكم عن الكومة وأخبتكم أن طلب القوم إياها منكم دهن ومكيدة لكم
ونبأتكم أن القوم ليسوا بأصحاب دين ول قرآن وأن أعرف بم منكم
عرفتهم أطفال ورجال فهم أهل الكر والغدر وأنكم إن فارقتم رأيي جانبتم الزم
فعصيتمون وأكرهتمون حت حكمت فلما أن فعلت شرطت واستوثقت فأخذت على
الكمي أن يييا ما أحيا القرآن وأن ييتا ما أمات القرآن فاختلفا وخالفا حكم الكتاب والسنة
209
جهرة خطب العرب
وعمل بالوى فنبذنا أمرها ونن على أمرنا الول فما الذي بكم ومن أين أتيتم قالوا إنا
حكمنا فلما حكمنا أثنا وكنا بذلك كافرين وقد تبنا فإن تبت كما تبنا فنحن منك ومعك وإن
أبيت فاعتزلنا فإنا منابذوك على سواء إن ال ل يب الائني فقال علي أصابكم حاصب ول
بقي منكم وابر أبعد إيان برسول ال وهجرت معه وجهادي ف سبيل ال أشهد علي نفسي
بالكفر لقد ضللت إذن وما أنا من الهتدين فأوبوا شر مآب وارجعوا على أثر العقاب أما
إنكم ستلقون بعدي ذل شامل وسيفا قاطعا وأثرة يتخذها الظالون فيكم سنة
صورة أخرى وف رواية أخرى أن عليا قال لهل النهر يا هؤلء إن أنفسكم قد
سولت لكم فراق هذه الكومة الت أنتم ابتدأتوها وسألتموها وأنا لا كاره وأنبأتكم أن القوم
سألوكموها مكيدة ودهنا فأبيتم علي إباء الخالفي النابذين وعدلتم عن عدول النكداء
العاصي حت صرفت رأيي إل رأيكم وأنتم وال معاشر أخفاء الام سفهاء الحلم فلم آت ل
أبالكم برا ول أردت بكم ضرا وال ما خبلتكم عن أموركم ول أخفيت شيئا من هذا المر
عنكم ول أوطأتكم عشوة ول دنيت لكم الضراء وإن كان أمرنا لمرالسمي ظاهرا فأجع
رأي ملئكم على أن اختاروا رجلي فأخذنا عليهما أن يكما با ف القرآن ول يعدواه فتاها
وتركا الق وها يبصرانه وكان الور هواها وقد سبق استيثاقنا عليهما ف الكم بالعدل
والصد للحق بسوء رأيهما وجور حكمهما والثقة ف أيدينا لنفسنا حي خالقا سبيل الق
وأتيا با ل يعرف فبينوا لنا لاذا تستحلون قتالنا والروج من جاعتنا أن اختارالناس رجلي
أحل لكم أن تضعوا أسيافكم على عواتقكم ث تستعرضوا الناس تضربون رقابم وتسفكون
دماءهم إن هذا لو السران البي وال لو قتلتم على هذا دجاجة لعظم عند ال
قتلها فكيف بالنفس الت قتلها عند ال حرام فتنادوا ل تاطبوهم ول تكلموهم وتيئوا للقاء
الرب الرواح الرواح إل النة فزحف عليهم على فأفناهم وقتل ابن وهب ف العركة ول يفلت
منهم إل عشرة وكان ذلك سنة وقيل ه خطبة الستورد بن علفة واجتمع بعد وقعة النهروان
بالنخيلة جاعة من الوارج من فارق عبد ال ابن وهب ومن لأ إل راية أب أيوب ومن كان
210
جهرة خطب العرب
أقام بالكوفة فقال ل أقاتل عليا ول أقاتل معه فتواصوا فيما بينهم وتعاضدوا وتأسفوا على
خذلنم أصحابم فقام منهم قائم يقال له الستورد بن علفة من بن سعد بن زيد مناة فحمد
ال وأثنىعليه وصلى على نبيه ث قال إن رسول ال صلى ال عليه وسلم أتانا بالعدل تفق
راياته معلنا مقالته مبلغا عن ربه ناصحا لمته حت قبضه ال ميا متارا ث قام الصديق فصدق
عن نبيه وقاتل من ارتد عن دين ربه وذكر أن ال عز وجل قرن الصلة بالزكاة فرأى أن
تعطيل إحداها طعن على الخرى ل بل على جيع منازل الدين ث
قبضة ال إليه موفورا ث قام الفاروق ففرق بي الق والباطل مسويا بي الناس ف
إعطائه ل مؤثرا لقاربه ول مكما ف دين ربه وهأنتم تعلمون ما حدث وال يقول وفضل ال
الجاهدين على القاعدين أجرا عظيما فكل أجاب وبايع
خور أصحاب المام وتقاعسهم عن نصرته خطبة عبد ال بن عباس ف أهل البصرة
ورأى المام علي كرم ال وجهه بعد فشل التحكيم أن يضى لناجزة معاوية وأهل الشأم
فكتب الىعبد ال بن عباس وكان على البصرة أن يشخص إليه من قبله من الناس فأمرهم ابن
عباس بالشخوص مع الحنف بن قيس فشخص معه منهم ألف وخسمائة رجل فاستقلهم ابن
عباس فقام خطيبا فحمد ال وأثن عليه ث قال يا أهل البصرة قد جاءن كتاب أمي الؤمني
يأمرن بإشخاصكم فأمرتكم بالسي إليه مع الحنف بن قيس فلم يشخص إليه منكم إل ألف
وخسمائة وأنتم ف الديوان
ستون ألفا سوى أبنائكم وعبدانكم ومواليكم ال فانفروا ول يعل امرؤ على نفسه
سبيل فإن موقع بكل من وجدته تلف عن دعوته عاصيا لمامه حزنا يعقب ندما وقد أمرت
أبا السود بشدكم فل يلم امرؤ جعل السبيل على نفسه ال نفسه خطبة المام وقد أراد
النصراف من النهروان ولا أراد المام النصراف من النهروان قام خطيبا فحمد ال وأثن عليه
ث قال أما بعد فإن ال قد أحسن بلءكم وأعز نصركم فتوجهوا من فوركم هذا إل معاوية
وأشياعه القاسطي الذين نبذوا كتاب ال وراء ظهورهم واشتروا به ثنا قليل ف بئس ما شروا
211
جهرة خطب العرب
به أنفسهم لو كانوا يعلمون مقال الشعث بن قيس فقام الشعث بن قيس فقال يا أمي الؤمني
نفدت نبالنا وكلت سيوفنا ونصلت أسنة رماحنا وعاد
أكثرها قصدا فارجع بنا إل مصرنا فلنستعد بأحسن عدتنا ولعل أمي الؤمني يزيد
ف عددنا مثل من هلك منا فإنه أقوى لنا على عدونا فأقبل علي بالناس حت نزل بالنخيلة ث
دخل الكوفة خطبة المام بالكوفة بعد قدومه من حرب الوارج يستنفر الناس لقتال معاوية
وخطب الناس بالكوفة بعد قدومه من حرب الوارج فقال أيها الناس استعدوا لقتال عدو ف
جهادهم القربة إل ال عز وجل ودرك الوسيلة عنده قوم حيارى عن الق ل يبصرونه موزعي
بالور والظلم ل يعدلون به جفاة عن الكتاب نكب عن الدين يعمهون ف الطغيان ويتسكعون
ف غمرة الضلل ف أعدوا لم ما استطعتم من قوة ومن رباط اليل وتوكلوا على ال وكفى
بال وكيل
فما نفروا ول تيسروا فتركهم أياما حت إذا أيس من أن يفعلوا دعا رؤساءهم
ووجوههم فسألم عن رأيهم وما الذي ينظرهم فمنهم العتل ومنهم التكره وأقلهم من نشط
فقام فيهم خطيبا فقال خطبة له أيضا ف استنفارهم لقتال معاوية عباد ال ما لكم إذا أمرتكم
أن تنفروا ف سبيل ال اثاقلتم إل الرض ارضيتم بالياة الدنيا من الخرة بدل وبالذل والوان
من العز خلفا أو كلما ندبتكم إل الهاد دارت أعينكم كأنكم من الوت ف سكرة وكأن
قلوبكم مألوسة فأنتم ل تعقلون وكأن أبصاركم كمه فأنتم ل تبصرون ل أنتم ما أنتم إل
أسود الشرى ف الدعة وثعالب رواغة حي تدعون إل البأس ما أنتم ل بثقة سجيس الليال ما
أنتم بركب يصال بكم ول ذي عز يعتصم إليه لعمر ال لبئس حشاش الرب أنتم إنكم
تكادون ول تكيدون وتنتقص أطرافكم ول تتحاشون ول ينام عنكم وأنتم ف غفلة ساهون إن
أخا الرب اليقظان ذو العقل وبات لذل من وادع وغلب التخاذلون والغلوب مقهور
ومسلوب ث قال
212
جهرة خطب العرب
أما بعد فإن ل عليكم حقا وإن لكم علي حقا فأما حقكم علي فالنصيحة لكم ما
صحبتكم وتوفي فيئكم عليكم وتعليمكم كيل تهلوا وتأديبكم كيما تعلموا وأما حقي عليكم
فالوفاء بالبيعة والنصح ل ف الغيب والشهد والجابة حي أدعوكم والطاعة حي آمركم فإن
يرد ال بكم خيا تنعوا عما أكره وترجعوا إل ما أحب تنالوا ما تطلبون وتدركوا ما تأملون
وروى الشريف الرضى هذه الطبة ف نج البلغة بصورة أخرى وهي صورة أخرى أف لكم
لقد سئمت عتابكم أرضيتم بالياة الدنيا من الخرة عوضا وبالذل من العز خلفا إذا دعوتكم
إل جهاد عدوكم دارت أعينكم كأنكم من الوت ف غمرة ومن الذهول ف سكرة يرتج
عليكم حوارى فتعمهون فكأن قلوبكم مألوسة فأنتم ل تعقلون ما أنتم ل بثقة سجيس الليال
وما أنتم بركن يال بكم ول زوافر عز يفتقر إليكم ما أنتم ال كإبل ضل رعاتا فكلما جعت
من جانب انتشرت من آخر لبئس لعمر ال سعر نار الرب أنتم تكادون ول تكيدون وتنتقص
أطرافكم فل تتعضون ل ينام عنكم وأنتم ف غفلة ساهون غلب وال التخاذلون واي ال إن
لظن بكم أن لو حس الوغى
واستحر الوت قد انفرجتم عن ابن أب طالب انفراج الرأس وال إن امرأ يكن
عدوه من نفسه يعرق لمه ويهشم عظمه ويفري جلده لعظيم عجزه ضعيف ما ضمت عليه
جوانح صدره أنت فكن ذاك إن شئت فأما أنا فوال دون أن أعطي ذلك ضرب بالشرفية تطي
منه فراش الام وتطيح السواعد والقدام ويفعل ال بعد ذلك ما يشاء أيها الناس إن ل عليكم
حقا ولكم على حق فأما حقكم علي فالنصيحة لكم وتوفي فيئكم عليكم وتعليمكم كيل
تهلوا وتأديبكم كيما تعلموا وأما حقي عليكم فالوفاء بالبيعة والنصيحة ف الشهد والغيب
والجابة حي أدعوكم والطاعة حي أمركم وزاد ابن قتيبة ف المامة والسياسة وال يأهل
العراق ما أظن هؤلء القوم من أهل الشأم إل ظاهرين عليكم فقالوا أبعلم تقول ذلك يا أمي
الؤمني فقال نعم والذي فلق البة وبرأ النسمة إن أرى أمورهم قد علت وأرى أموركم قد
خبت وأراهم جادين ف باطلهم وأراكم واني ف حقكم وأراهم متمعي وأراكم متفرقي
213
جهرة خطب العرب
وأراهم لصاحبهم معاوية مطيعي وأراكم ل عاصي أما وال لئن ظهروا عليكم بعدي لتجدنم
أرباب سوء كأنم وال عن قريب قد شاركوكم
ف بلدكم وحلوا إل بلدهم منكم وكأن أنظر إليكم تكشون كشيش الضباب ل
تأخذون ل حقا ول تنعون له حرمة وكأن أنظر إليهم يقتلون صلحاءكم وييفون علماءكم
وكأن أنظر إليكم يرمونكم ويجبونكم ويدنون الناس دونكم فلو قد رأيتم الرمان ولقيتم
الذل والوان ووقع السيف ونزل الوف لندمتم وتسرت على تفريطكم ف جهاد عدوكم
وتذكرت ما أنتم فيه من الفض والعافية حي ل ينفعكم التذكار خطبة أب أيوب النصاري ث
قام أبو أيوب النصاري فقال إن أمي الؤمني أكرمه ال قد أسع من كانت له أذن واعية
وقلب حفيظ إن ال قد أكرمكم به كرامة ما قبلتموها حق قبولا حيث نزل بي أظهركم ابن
عم رسول ال وخيالسلمي وأفضلهم وسيدهم بعده يفقهكم ف الدين ويدعوكم إل جهاد
الحلي فوال لكأنكم صم ل تسمعون وقلوبكم غلف مطبوع عليها فل تستجيبون عباد ال
أليس إنا عهدكم بالور والعدوان أمس وقد شل العباد وشاع ف السلم فذو حق مروم
مشتوم عرضه ومضروب ظهره وملطوم وجهه وموطوء بطنه وملقى بالعراء فلما جاءكم
أميالؤمني صدع بالق ونشر العدل وعمل بالكتاب فاشكروا نعمة ال عليكم ول تتولوا
مرمي ول تكونوا كالذين قالوا سعنا وهم ل يسمعون اشحذوا السيوف وجددوا آلة الرب
واستعدوا للجهاد فإذا دعيتم فأجيبوا وإذا أمرت فأطيعوا تكونوا بذلك من الصادقي
خطبة المام وقد أغار النعمان بن بشي على عي التمر وف سنة ه فرق معاوية
جيوشه ف أطراف علي فبعث النعمان بن بشي النصاري ف ألفي فأتوا عي التمر فأغاروا
عليها وبا عامل لعلي ف ثلثمائة فكتب إل علي يستمده فأمرالناس أن ينهضوا اليه فتثاقلوا
فصعد النب فتشهد ث قال يأهل الكوفة كلما سعتم بنسر من مناسر أهل الشأم أظلكم أنحر
كل امرئ منكم ف بيته وأغلق بابه انحار الضب ف جحره والضبع ف وجارها الغرور من
غررتوه ولن فاز بكم فاز بالسهم الخيب ل أحرار عند النداء ول إخوان ثقة عند النجاء إنا
214
جهرة خطب العرب
ل وإنا إليه راجعون ماذا منيت به منكم عمى ل تبصرون وبكم ل تنطقون وصم ل تستمعون
إنا ل وإنا إليه راجعون وروى الشريف الرضى ف نج البلغة هذه الطبة بصورة أخرى وهي
صورة أخرى منيت بن ل يطيع إذا أمرت ول ييب إذا دعوت ل أبالكم ما تنتظرون بنصركم
ربكم أما دين يمعكم ول حية تمشكم أقوم فيكم مستصرخا وأناديكم متغوثا فل تسمعون
ل قول ول تطيعون ل أمرا حت تكشف المور
عن عواقب الساءة فما يدرك بكم ثأر ول يبلغ بكم مرام دعوتكم إل نصر
إخوانكم فجرجرت جرجرة المل السر وتثاقلتم تثاقل النضو الدبر ث خرج إل منكم جنيد
متذائب ضعيف كأنا يساقون إل الوت وهم ينظرون خطبة المام وقد أغار الضحاك بن قيس
على الية ووجه معاوية الضحاك بن قيس فأغار على الية وغنم أموال أهلها وبلغ ذلك عليا
فاستصرخ الناس فتقاعدواعنه فقام فيهم خطيبا فقال أيها الناس الجتمعة أبدانم الختلفة
أهواؤهم كلمكم يوهى الصم الصلب وفعلكم يطمع فيكم العداء تقولون ف الجالس كيت
وكيت فإذا جاء القتال قلتم حيدى حياد ما عزت دعوة من دعاكم ول استراح قلب من
قاساكم أعاليل بأضاليل دفاع ذي الدين الطول هيهات ل ينع الضيم الذليل وليدرك
الق إل بالد أي دار بعد داركم تنعون ومع أي إمام بعدي تقاتلون الغرور وال
من غررتوه ومن فاز بكم فقد فاز وال بالسهم الخيب ومن رمى بكم فقد رمى بأفوق ناصل
أصبحت وال ل أصدق قولكم ول أطمع ف نصركم ول أوعد العدو بكم ما بالكم ما
دراؤكم ما طبكم القوم رجال أمثالكم أقول بغي علم وغفلة من غي ورع وطمعا ف غي حق
وزاد ابن قتيبة ف المامة والسياسة فرق ال بين وبينكم وأعقبن بكم من خي ل منكم
وأعقبكم بعدي من شر لكم من أما إنكم ستلقون بعدى ذل شامل وسيفا قاتل وأثرة يتخذها
الظالون بعدي فيكم سنة تفرق جاعتكم وتبكى عيونكم وتدخل الفقر بيوتكم تنون وال
عندها أن لو رأيتمون ونصرتون وستعرفون ما أقول لكم عما قليل استنفرتكم فلم تنفروا
ونصحت لكم فلم تقبلوا وأسعتكم فلم تعوا فأنتم شهود كأغياب وصم ذوو أساع أتلو
215
جهرة خطب العرب
عليكم الكمة وأعظكم بالوعظة النافعة وأحثكم على جهاد الحليي الظلمة الباغي فما آتى
على آخر قول حت أراكم متفرقي وإذا تركتكم عدت إل مالسكم حلقا عزين تضربون
المثال وتناشدون الشعار تربت أيديكم وقد نسيتم الرب واستعدادها وأصبحت قلوبكم
فارغة عن ذكرها وشغلتموها بالباطيل والضاليل
خطبة المام وقد أغار سفيان بن عوف الغامدي على النبار ووجه معاوية سفيان
بن عوف الغامدي ف جيش فأغاروا على النبار وقتلوا عامل علي عليها وهو حسان بن
حسان البكري واحتملوا ما كان ف النبار من الموال وأموال أهلها وانتهى الب إل علي
فخرج مغضبا حت أتى النخيلة واتبعه الناس فرقي رباوة من الرض فحمد ال وأثن عليه
وصلى على نبيه ث قال أما بعد فإن الهاد باب من أبواب النة فتحه ال لاصة أوليائه وهو
لباس التقوى ودرع ال الصينة وجنته الوثيقة فمن تركه رغبة عنه ألبسه ال ثوب الذل وشله
البلء وديث بالصغار والقماءة وضرب على قلبه بالسهاب وأديل الق منه بتضييع الهاد
وسيم السف ومنع النصف أل وإن قد دعوتكم إل قتال هؤلء القوم ليل ونارا وسرا وإعلنا
وقلت لكم اغزوهم من قبل أن يغزوكم فوال ما غزي قوم قط ف عقر دارهم إل ذلوا
فتخاذلتم
وتواكلتم وثقل عليكم قول واتذتوه وراءكم ظهريا حت شنت عليكم الغارات
وملكت عليكم الوطان هذا أخو غامد قد وردت خيله النبار وقتل حسان ابن حسان
البكري ورجال منهم كثيا ونساء وأزال خيلكم عن مسالها والذي نفسي بيده لقد بلغن أنه
كان يدخل على الرأة السلمة والخرى العاهدة فينتزع حجلها وقلبها وقلئدها ورعثها ما
تتنع منه إل بالسترجاع والسترحام ث انصرفوا وافرين ما نال رجل منهم كلم ول أريق لم
دم فلو أن امرأ مسلما مات من دون هذا أسفا ما كان عندي فيه ملوما بل كان به عندي
جديرا يا عجبا كل العجب عجب ييت القلب ويشغل الفهم ويكثر الحزان من تضافر هؤلء
القوم على باطلهم وفشلكم عن حقكم حت أصبحتم غرضا ترمون ول ترمون ويغار عليكم
216
جهرة خطب العرب
ول تغيون ويعصى ال عز وجل فيكم وترضون إذا قلت لكم اغزوهم ف الشتاء قلتم هذا أوان
قر وصر وإن قلت لكم اغزوهم
ف الصيف قلتم هذه حارة القيظ أنظرنا ينصرم الر عنا فإذا كنتم من الر والبد
تفرون فأنتم وال من السيف أفر يا أشباه الرجال ول رجال ويا طغام الحلم ويا عقول ربات
الجال لوددت أن ل أركم ول أعرفكم معرفة وال جرت ندما وأعقبت سدما قاتلكم ال
لقد ملت قلب قيحا وشحنتم صدري غيظا وجرعتمون نغب التهمام أنفاسا وأفسدت علي
رأيي بالعصيان والذلن حت لقد قالت قريش إن ابن أب طالب رجل شجاع ولكن ل رأي له
ف الرب ل درهم ومن ذا يكون أعلم با من أو أشد لا مراسا فوال لقد نضت فيها وما
بلغت العشرين ولقد نيفت اليوم على الستي ولكن ل رأي لن ل يطاع يقولا ثلثا فقام إليه
رجل ومعه أخوه فقال يا أمي الؤمني أنا وأخي هذا كما قال ال تعال رب إن ل أملك إل
نفسي
وأخي فمرنا بأمرك فوال لننتهي إليه ولو حال بيننا وبينه جر الغضا وشوك القتاد
فدعا لما بي ث قال لما وأين تقعان ما أريد ث نزل خطبة للحسن بن علي ف يوم جعة اعتل
المام علي كرم ال وجهه يوما فأمر ابنه السن رضي ال عنه أن يصلي بالناس يوم المعة
فصعد النب فحمد ال وأثن عليه ث قال إن ال ل يبعث نبيا إل اختار له نفسا ورهطا وبيتا
فوالذي بعث ممدا بالق ل ينتقض من حقنا أهل البيت أحد إل نقصه ال من عمله مثله ول
يكون علينا دولة إل وتكون لنا العاقبة ولتعلمن نبأه بعد حي خطبة لعاوية وقد بلغه هلك
الشتر ولا نى إل معاوية هلك الشتر النخعي قام ف الناس خطيبا فحمد ال وأثن عليه وقال
أما بعد فإنه كانت لعلي بن أب طالب يدان يينان قطعت إحداها يوم صفي يعن
عمار بن ياسر وقطعت الخرى اليوم يعن الشتر
فتنة البصرة تسيي معاوية عبد ال بن عامر الضرمي إليها ومقتله لا قتل ممد بن
أب بكر بصر وظهر معاوية عليها سنة ه دعا عبد ال ابن عامر الضرمي فقال له سر إل
217
جهرة خطب العرب
البصرة فان جل أهلها يرون رأينا ف عثمان ويعظمون قتله وقد قتلوا ف الطلب بدمه فهم
موتورون حنقون لا أصابم ودوا لو يدون من يدعوهم ويمعهم وينهض بم ف الطلب بدم
عثمان ودفع إليه كتابا وأمره إذا قدم أن يقرأه على الناس فمضى حت نزل البصرة ف بن تيم
فسمع بقدومه أهل البصرة فجاءه كل من يرى رأي عثمان فاجتمع إليه رءوس أهلها
خطبة عبد ال بن عامر الضرمي فحمد ال وأثن عليه ث قال أما بعد أيها الناس
فإن أمامكم إمام الدى عثمان بن عفان قتله علي بن أب طالب ظلما فطلبتم بدمه وقاتلتم من
قتله فجزاكم ال من أهل مصر خيا وقد أصيب منكم الل الخيار وقد جاءكم ال بإخوان
لكم لم بأس يتقى وعدد ل يصى فلقوا عدوكم الذين قتلوكم فبلغوا الغاية الت أرادوا صابرين
ورجعوا وقد نالوا ما طلبوا فمالئوهم وساعدوهم وتذكروا ثأركم لتشفوا صدوركم من
عدوكم خطبة الضحاك بن عبد ال اللل فقام إليه الضحاك بن عبد ال اللل فقال قبح ال
ما جئتنا به وما دعوتنا إليه جئتنا وال بثل ما جاء به صاحباك طلحة والزبي أتيانا وقد بايعنا
عليا واجتمعنا له فكلمتنا واحدة ونن على سبيل مستقيم فدعوانا إل الغرقة وقاما فينا بزخرف
القول حت ضربنا بعضنا ببعض عدوانا وظلما فاقتتلنا على ذلك واي ال ما سلمنا من عظيم
وبال ذلك ونن الن ممعون على بيعة هذا العبد الصال الذي قال العثرة وعفا عن السئ
وأخذ بيعة غائبنا وشاهدنا أفتأمرنا الن أن نتلع أسيافنا من أغمادها ث يضرب بعضنا بعضا
ليكون معاوية أميا وتكون له وزيرا ونعدل بذا المر عن علي وال ليوم من
أيام علي مع رسول ال وآله خي من بلء معاوية وآل معاوية ولو بقوا ف الدنيا ما
الدنيا باقية فقام عبد ال بن حازم السلمى فقال للضحاك اسكت فلست بأهل أن تتكلم ف أمر
العامة ث أقبل علي ابن الضرمي فقال نن يدك وأنصارك والقول ما قلت وقد فهمنا عنك
فادعنا أن شئت فقال الضحاك لبن حازم يابن السوداء وال ل يعز من نصرت ول يذل
بذلنك من خذلت فتشاتا خطبة عبد الرحن بن عمي القرشي فقام عبد الرحن بن عمي بن
عثمان القرشي التميمي فقال عباد ال إنا ل ندعكم إل الختلف والفرقة ول نريد أن تقتتلوا
218
جهرة خطب العرب
وتتنابزوا ولكنا إنا ندعوكم إل أن تمعوا كلمتكم وتوازروا إخوانكم الذين هم على رأيكم
وأن تلموا شعثكم وتصلحوا ذات بينكم فمهل مهل رحكم ال استمعوا لذا الكتاب وأطيعوا
الذي يقرأ عليكم فلما قرئ عليهم الكتاب قال معظمهم سعنا وأطعنا وقال الحنف بن قيس
أما أنا فل ناقة ل ف هذا ول جل واعتزل أمرهم ذلك وقال عمرو بن مرحوم من عبد القيس
أيها الناس الزموا طاعتكم ول تنكثوا بيعتكم فتقع
بكم واقعة وتصيبكم قارعة ول يكن بعدها لكم بقية أل إن قد نصحت لكم
ولكن ل تبون الناصحي ث إن الناس أقبلوا إل ابن الضرمي وكثر تبعه وكان المي بالبصرة
يومئذ زياد ابن أبيه استخلفه عبد ال بن عباس وقدم الكوفة على علي عليه السلم يعزيه عن
ممد ابن اب بكر فأفزع ذلك زيادا وهاله وخلى قصر المارة واستجار بالزد فأجاروه وكتب
إل ابن عباس بالمر وطلب إليه أن يرفع ذلك إل أمي الؤمني ليى فيه رأيه وغلب ابن
الضرمي على ما يليه من البصرة وجباها وأجعت الزد على زياد وأعدوا له منبا وسريرا
وشرطا خطبة زياد ابن أبيه فصعد النب فحمد ال وأثن عليه ث قال يا معشر الزد إنكم كنتم
أعدائي فأصبحتم أوليائي وأول الناس ب وإن لو كنت ف بن تيم وابن الضرمي فيكم ل
أطمع فيه أبدا وأنتم دونه فل يطمع ابن الضرمي ف وأنتم دون وليس ابن آكلة الكباد ف
بقية الحزاب وأولياء الشيطان بأدن إل الغلبة من أمي الؤمني ف الهاجرين والنصار وقد
أصبحت فيكم مضمونا وأمانة مؤادة وقد رأينا وقعتكم يوم المل فاصبوا مع الق صبكم
مع الباطل فإنكم ل تمدون إل على النجدة ول تعذرون على الب
خطبة شيمان الزدي فقام شيمان الزدي ول يكن شهد يوم المل وكان غائبا
فقال يا معشر الزد ما أبقت عواقب المل عليكم إل سوء الذكر وقد كنتم أمس على علي
عليه السلم فكونوا اليوم له واعلموا أن إسلمكم له ذل وخذلنكم إياه عار وأنتم حي
مضماركم الصب وعاقبتكم الوفاء فإن سار القوم بصاحبهم فسيوا بصاحبكم وإن استمدوا
معاوية فاستمدوا عليا عليه السلم وإن وادعوكم فوادعوهم خطبة صبة بن شيمان ث قام
219
جهرة خطب العرب
صبة ابنه فقال يا معشر الزد إنا قلنا يوم المل ننع مصرنا ونطيع أمنا ونطلب دم خليفتنا
الظلوم فجددنا ف القتال وأقمنا بعد انزام الناس حت قتل منا من ل خي فينا بعده وهذا زياد
جاركم اليوم والار مضمون ولسنا ناف من علي ما ناف من معاوية فهبوا لنا أنفسكم
وامنعوا جاركم أو فأبلغوه مأمنه فقالت الزد إنا نن لكم تبع فأجيوه خطبة المام علي
واستنفر علي بن تيم أياما لينهض منهم إل البصرة من يكفيه أمر ابن الضرمي ويرد عادية بن
تيم الذين أجاروه با فلم يبه أحد فخطبهم وقال
أليس من العجب أن ينصرن الزد وتذلن مضر وأعجب من ذلك تقاعد تيم
الكوفة ب وخلف تيم البصرة على وأن استنجد بطائفة منها تشخص إل إخوانا فتدعوهم
إل الرشاد فإن أجابت وإل فالنابذة والرب فكأن أخاطب صما بكما ل يفقهون حوارا ول
ييبون نداء كل هذا جبنا عن البأس وحبا للحياة لقد كنا مع رسول ال وآله نقتل آباءنا
وأبناءنا وإخواننا وأعمامنا ما يزيدنا ذلك إل إيانا وتسليما ومضيا على اللقم وصبا على
مضض الل وجدا ف جهاد العدو ولقد كان الرجل منا والخر من عدونا يتصاولن تصاول
الفحلي يتخالسان أنفسهما أيهما يسقي صاحبه كأس النون فمرة لنا من عدونا ومرة لعدونا
منا فلما رأى ال صدقنا أنزل بعدونا الكبت وأنزل علينا النصر حت استقر السلم ملقيا جرانه
ومتبوئا أوطانه ولعمري لو كنا نأت ما أتيتم ما قام للدين عمود ول اخضر لليان عود واي ال
لتحتلبنها دما ولتتبعنها ندما فقام إليه أعي بن ضبيعة الجاشعي فقال أنا إن شاء ال أكفيك يا
أمي الؤمني هذا الطب وأتكفل لك بقتل ابن الضرمي أو إخراجه عن البصرة فأمره بالتهيؤ
للشخوص فشخص إل البصرة
خطبة أعي بن ضبيعة فلما قدمها دخل على زياد وهو بالزد مقيم فأخبه بأمره ث
خرج فأتى رحله فجمع إليه رجال من قومه فحمد ال وأثن عليه ث قال يا قوم على ماذا
تقتلون أنفسكم وتريقون دماءكم على الباطل مع السفهاء الشرار وإن وال ما جئتكم حت
عبيت إليكم النود فإن تنيبوا إل الق يقبل منكم ويكف عنكم وإن أبيتم فهو وال
220
جهرة خطب العرب
استئصالكم وبواركم فقالوا بل نسمع ونطيع فنهض بم إل جاعة ابن الضرمي فخرجوا اليه
مع ابن الضرمي وواقفهم عامة يومه يناشدهم ال ويقول يا قوم ل تنكثوا بيعتكم ول تالفوا
إمامكم ول تعلوا على أنفسكم سبيل فقد رأيتم وجربتم كيف صنع ال بكم عند نكثكم
بيعتكم وخلفكم فكفوا عنه وهم ف ذلك يشتمونه وينالون منه فانصرف عنهم فلما أوى إل
رحله تبعه عشرة نفر يظن الناس أنم خوارج فقتلوه وكتب زياد إل المام بذلك فأشخص
إليهم جارية بن قدامة خطبة جارية بن قدامة فلما دخل البصرة بدأ بزياد فناجاه ساعة وساءله
ث خرج من عنده فقام ف الزد فقال جزاكم ال من حي خيا ما أعظم غناءكم وأحسن
بلءكم وأطوعكم
لميكم لقد عرفتم الق إذ ضيعه من أنكره ودعوت إل الدى إذ تركه من ل
يعرفه ث قرأ عليهم كتاب علي عليه السلم فقام صبة بن شيمان فقال سعنا وأطعنا ونن لن
حارب أمي الؤمني حرب ولن سال سلم إن كفيت يا جارية قومك بقومك فذاك وإن
أحببت أن ننصرك نصرناك وقام وجوه الناس فتكلموا بثل ذلك فلم يأذن لحد منهم أن يسي
معه ومضى نو بن تيم خطبة زياد فقام زياد ف الزد فقال يا معشر الزد إن هؤلء كانو
أمس سلما فأصبحوا اليوم حربا وإنكم كنتم حربا فأصبحتم سلما وإن وال ما اخترتكم إل
على التجربة ول أقمت فيكم إل على المل فما رضيتم أن أجرتون حت نصبتم ل منبا
وسريرا وجعلتم ل شرطا وأعوانا ومناديا وجعة فما فقدت بضرتكم شيئا إل هذا الدرهم ل
أجبيه اليوم فإن ل أجبه اليوم أجبه غدا إن شاء ال واعلموا أن حربكم اليوم معاوية أيسر
عليكم ف الدنيا والدين من حربكم أمس عليا وقد قدم عليكم جارية بن قدامة وإنا أرسله
علي ليصدع أمر قومه وال ما هو بالمي الطاع ولو أدرك أمله ف قومه لرجع إل أمي الؤمني
ولكان ل تبعا وأنتم الامة العظمى والمرة الامية فقدموه إل قومه فإن اضطر إل نصركم
فسيوا إليه إن رأيتم ذلك
221
جهرة خطب العرب
خطبة أب صبة شيمان فقام أبو صبة شيمان فقال يا زياد إن وال لو شهدت
قومي يوم المل رجوت أل يقاتلوا عليا وقد مضى المر با فيه وهو يوم بيوم وأمر بأمر وال
إل الزاء بالحسان أسرع منه إل الزاء بالسئ والتوبة مع الق والعفو مع الندم ولو كانت
هذه فتنه لدعونا القوم إل إبطال الدماء واستئناف المور ولكنها جاعة دماؤها حرام
وجروحها قصاص ونن معك نب ما أحببت فعجب زياد من كلمه وقال ما أظن ف الناس
مثل هذا خطبة صبة بن شيمان ث قام صبة ابنه فقال إنا وال ما أصبنا بصيبة ف دين ول دنيا
كما أصبنا أمس يوم المل وإنا لنرجو اليوم أن يحص ذلك بطاعة ال وطاعة أمي الؤمني
وأما أنت يا زياد فوال ما أدركت أملك فينا ول أدركنا أملنا فيك دون ردك إل دارك ونن
رادوك إليها غدا إن شاء ال تعال فإذا فعلنا فل يكن أحد أول بك منا فإنك إل تفعل ل تأت
ما يشبهك وإنا وال ناف من حرب علي ف الخرة ما ل ناف من حرب معاوية ف الدنيا
فقدم هواك وأخر هوانا فنحن معك وطوعك
خطبة خنفر المان ث قام خنفر المان فقال أيها المي إنك لو رضيت منا با
ترضىبه من غينا ل نرض ذلك لنفسنا سر بنا إل القوم إن شئت واي ال ما لقينا يوما قط
إل اكتفينا بعفونا دون جهدنا ما كان أمس أما جارية فإنه كلم قومه فلم ييبوه وخرج إليه
منهم أوباش فناوشوه بعد أن شتموه فأرسل إل زياد والزد يستصرخهم فسارت الزد بزياد
وخرج إليهم ابن الضرمي وعلى خيله عبد ال بن حازم السلمي فاقتتلوا ساعة فما لبثوا بن
تيم أن هزموهم وحصروا ابن الضرمي ف إحدى دور البصرة ف عدة من أصحابه وحرق
جارية الدار عليهم فهلك ابن الضرمى ف سبعي رجل وسارت الزد بزياد حت أوطنوه قصر
المارة ومعه بيت الال وقالوا له هل بقي علينا من جوارك شئ قال ل فانصرفوا عنه وكتب
زياد بذلك إل أمي الؤمني عليه السلم صعصعة بن صوحان ومعاوية أرسل علي كرم ال
وجهه إل معاوية بالشام كتابا صحبة صعصعة بن صوحان فسار به حت أتى دمشق فأتى باب
معاوية فقال لذنه استأذن لرسول أمي الؤمني علي بن أب طالب وبالباب جاعة من بن أمية
222
جهرة خطب العرب
فأخذته النعال واليدي لقوله أمي الؤمني وكثرت عليه اللبة فاتصل ذلك بعاوية فأذن له
فدخل عليه
فقال السلم عليك بابن أب سفيان هذا كتاب أمي الؤمني فقال معاوية أما إنه لو
كانت الرسل تقتل ف جاهلية أو إسلم لقتلتك ث اعترضه معاوية ف الكلم وأراد أن يستخبه
ليعرف طبعا أو تكلفا فقال له من الرجل فقال من نزار قال وما كان نزار قال كان إذا غزا
انكمش وإذا لقي افترش وإذا انصرف احترش قال فمن أي أولده أنت قال من ربيعة قال وما
كان ربيعة قال كان يطيل النجاد ويعول العباد ويضرب ببقاع الرض العماد قال فمن أي
أولده أنت قال من جديلة قال وما كان جديلة قال كان ف الرب سيفا قاطعا وف الكرمات
غيثا نافعا وف اللقاء لبا ساطعا قال فمن أي أولده أنت قال من عبد القيس قال وما كان عبد
القيس قال كان حسنا أبيض وهابا يقدم لضيفه ما وجد ول يسأل عما فقد كثي الرق طيب
العرق يقوم للناس مقام الغيث من السماء قال ويك يابن صوحان فما تركت لذا الي من
قريش مدا ول فخرا قال بلى وال يابن أب سفيان تركت لم مال يصلح إل لم تركت لم
الحر والبيض والصفر والسرير والنب واللك إل الحشر ففرح معاوية وظن أن كلمه
يشتمل على قريش كلها قال صدقت بابن صوحان إن ذلك لكذلك فعرف صعصعة ما أراد
فقال ليس لك ول لقومك ف ذلك إصدار ول إيراد بعدت عن أنف الرعى وعلوت عن عذب
الاء قال ول ذلك ويلك يا بن صوحان فقال الويل لهل النار
ذلك لبن هاشم قال قم فأخرجوه فقال صعصعة الوعد بين وبينك ل الوعيد من
أراد الحاجزة يقبل الناجزة فقال معاوية لشئ ما سوده قومه وددت أن من صلبه ث التفت إل
بن أمية فقال هكذا فلتكن الرجال صورة أخرى وروى أبو علي القال هذا الب ف المال
بصورة أخرى قال دخل صعصعة بن صوحان على معاوية أول ما دخل عليه وقد كان يبلغ
معاوية عنه فقال معاوية من الرجل فقال رجل من نزار قال وما نزار قال كان إذا غزا انوش
وإذا انصرف انكمش وإذا لقي افترش قال فمن أي ولده أنت قال من ربيعة قال وما ربيعة قال
223
جهرة خطب العرب
كان يغزو باليل ويغي بالليل ويود بالنيل قال فمن أي ولده أنت قال من أمهر قال وما أمهر
قال كان إذا طلب أفضى وإذا أدرك أرضى وإذا آب أنضى قال فمن أي ولده انت قال من
جديلة قال وما جديلة قال كان يطيل النجاد ويعد الياد وييد اللد قال فمن أي ولده أنت
قال من دعمى قال وما دعمى قال كان نارا ساطعا وشرا قاطعا وخيا نافعا قال فمن أي ولده
أنت قال من أفصى
قال وما أفصى قال كان ينل القارات ويكثر الغارات ويمى الارات قال فمن أي
ولده أنت قال من عبد القيس قال وما عبد القيس قال أبطال ذادة جحاجحة سادة صناديد
قادة قال فمن أي ولده أنت قال من أفصى قال وما أفصى قال كانت رماحهم مشرعة
وقدورهم مترعة وجفانم مفرغة قال فمن أي ولده أنت قال من لكيز قال وما لكيز قال كان
يباشر القتال ويعانق البطال ويبدد الموال قال فمن أي ولده أنت قال من عجل قال وما
عجل قال الليوث الضراغمة اللوك القماقمة القروم القشاعمة قال فمن أي ولده أنت قال من
كعب قال وما كعب قال كان يسعر الرب وييد الضرب ويكشف الكرب قال فمن أي
ولده أنت قال من مالك قال وما مالك قال هو المام للهمام والقمقام للقمقام فقال معاوية ما
تركت لذا الي من قريش شيئا قال بل تركت أكثره وأحبه قال وما هو قال تركت لم الوبر
والدر والبيض والصفر والصفا والشعر والقبة والفخر والسرير والنب واللك إل الحشر قال
أما وال لقد كان يسوءن أن أراك أسيا قال وأنا وال لقد كان يسوءن أن أراك أميا ث خرج
فبعث إليه فرد ووصله وأكرمه
وروى السعودي ف مروج الذهب قال قال معاوية يوما وعنده صعصعة وكان قدم
عليه بكتاب علي وعنده وجوه الناس الرض ل وأنا خليفة ال فما آخذ من مال ال فهو ل
وما تركت منه كان جائزا ل فقال صعصعة ننيك نفسك مال يكون جهل معاوى ل تأث
فقال معاوية يا صعصعة تعلمت الكلم قال العلم بالتعلم ومن ل يعلم يهل قال معاوية ما
أحوجك إل أن أذيقك وبال أمرك قال ليس ذلك بيدك ذلك بيد الذي ل يؤخر نفسا إذا جاء
224
جهرة خطب العرب
أجلها قال ومن يول بين وبينك قال الذي يول بي الرء وقلبه قال معاوية اتسع بطنك
للكلم كما اتسع بطن البعي للشعي قال اتسع بطن من ل يشبع ودعا عليه من ل يمع
تتمة ف الكم من كلم أب بكر الصديق رضي ال عنه إن ال قرن وعده بوعيده
ليكون العبد راغبا راهبا ليست مع العزاء مصيبة الوت أهون ما بعده وأشد ما قبله ثلث من
كن فيه كن عليه البغي والنكث والكر ذل قوم أسندوا أمرهم إل امرأة ل يكونن قولك لغوا
ف عفو ول عقوبة إذا فاتك خي فأدركه وإن أدركك شر فاسبقه إن عليك من ال عيونا تراك
احرص على الوت توهب لك الياة قاله لالد بن الوليد حي بعثه إل أهل الردة رحم ال امرأ
أعان أخاه بنفسه أطوع الناس ل أشدهم بغضا لعصيته إن ال يرى من باطنك ما يرى من
ظاهرك إن أول الناس بال أشدهم توليا له ل تعل سرك مع علنيتك فيمرج أمرك خي
الصلتي لك أبغضها إليك صنائع العروف تقي مصارع السوء ومن كلم عمر بن الطاب
رضي ال عنه من كتم سره كان اليار ف يده أشقى الولة من شقيت به رعيته اتقوا من
تبغضه قلوبكم أعقل الناس أعذرهم للناس ل تؤجل عمل يومك لغدك من ل يعرف الشر كان
جديرا أن يقع فيه ما المر صرفا بأذهب للعقول من الطمع قلما أدبر شئ فأقبل مر ذوي
القرابات أن يتزاوروا ول يتجاوروا غمض عن الدنيا عينك وول عنها قلبك وإياك أن تلكك
كما أهلكت من كان قبلك فقد رأيت مصارعها
وعاينت سوء آثارها على أهلها وكيف عرى من كست وجاع من أطعمت ومات
من أحيت احتفظ من النعمة احتفاظك من الصيبة فوال لي أخوفها عندي عليك أن
تستدرجك وتدعك الدنيا أمل مترم وأجل منتقص وبلغ إل دار غيها وسي إل الوت ليس
فيه تعريج فرحم ال امرأ فكر ف أمره ونصح لنفسه وراقب ربه واستقال ذنبه إياكم والبطنة
فإنا مكسلة عن الصلة مفسدة للجوف مؤدية إل السقم رحم ال امرأ أهدى إل عيوب أفلح
من حفظ من الطمع والغضب والوى نفسه ومن كلم عثمان رضي ال عنه ما يزع ال
بالسلطان أكثر ما يزع بالقرآن يكفيك من الاسد أنه يغتم وقت سرورك أنتم إل إمام فعال
225
جهرة خطب العرب
أحوج منكم إل إمام قوال قاله يوم صعد النب فأرتج عليه ومن كلم ابن عباس رضي ال عنه
صاحب العروف ل يقع فإن وقع وجد متكا الرمان خي من المتنان ملك أمركم الدين
وزينتكم العلم وحصون أعراضكم الدب وعزكم اللم وحليتكم الوفاء القرابة تقطع
والعروف يكفر ول ير كالودة ل تار سفيها ول حليما فإن السفيه يوذيك والليم يقليك
واعمل عمل من يعلم أنه مزى بالسنات مأخوذ بالسيئات ومن كلم ابن مسعود رضي ال
عنه ما الدخان على النار بأدل من الصاحب على الصاحب الدنيا كلها غموم فما كان منها ف
سرور فهو ربح
ومن كلم الغية ابن شعبة إن العرفة لتنفع عند الكلب العقور والمل الصئول
فكيف بالرجل الكري ومن كلم أب الدرداء السودد اصطناع العشية واحتمال الريرة
والشرف كف الذى وبذل الندى والغن قلة التمن والفقر شره النفس ومن كلم أب ذر إن
لك ف مالك شريكي الدثان والوارث فإن قدرت أل تكون أخس الشركاء حظا فافعل
سقطت هذه الطب سهوا ف أثناء الطبع فأوردناها ف آخر الزء وها هي ذي
خطب الوفود بي يدي عمر بن الطاب لاقدمت الوفود على عمر بن الطاب رضي ال عنه
قام هلل بن بشر فقال خطبة هلل بن بشر يا أمي الؤمني إنا غرة من خلفنا من قومنا وسادة
من وراءنا من أهل مصرنا وإنك إن تصرفنا بالزيادة ف أعطياتنا والفرائض لعيالتنا يزدد بذلك
الشريف تأميل وتكن لم أبا وصول وإن تكن مع ما نت به من وسائلك وندل به من أسبابك
كالدل ل يل ول يرتل نرجع بأنوف مصلومة وجدود
عائرة فمحنا وأهالينا بسجل مترع من سجالك الترعة خطبة زيد بن جبلة وقام
زيد بن جبلة فقال يا أمي الؤمني سود الشريف وأكرم السيب وازرع عندنا من أياديك ما
تسد به الصاصة وتطرد به الفاقة فإنا بقف من الرض يابس الكناف مقشعر الذروة ل متجر
ول زرع وإنا من العرب اليوم إذ أتيناك برأى ومسمع خطبة الحنف بن قيس فقام الحنف
فقال يا أمي الؤمينن إن مفاتيح الي بيد ال والرص قائد الرمان فاتق ال فيما ل يغن عنك
226
جهرة خطب العرب
يوم القيامة قيل ول قال واجعل بينك وبي رعيتك من العدل والنصاف شيئا يكفيك وفادة
الوفود واستماحة المتاح فإن كل امرئ يمع ف وعائه إل القل من سعى أن تقتحمه العي
فل يوفد إليك
خطبة الحنف بن قيس بي يدي عمر بن الطاب قدم الحنف بن قيس التميمي
على عمر بن الطاب رضي ال عنه ف أهل البصرة وأهل الكوفة فتكلموا عنده ف أنفسهم وما
ينوب كل واحد منهم وتكلم الحنف فقال يا أمي الؤمني إن مفاتيح الي بيد ال وقد أتتك
وفود أهل العراق وإن إخواننا من أهل الكوفة والشام ومصر نزلوا منازل المم الالية واللوك
البابرة ومنازل كسرى وقيصر وبن الصفر فهم من الياه العذبة والنان الخصبة ف مثل
حولء السلى وحدقة البعي الغاسقة تأتيهم ثارهم غضة قبل أن تتغي وإنا معشر أهل البصرة
نزلنا ارضا سبخة هشاشة زعقة نشاشة طرف ف فلة وطرف ف ملح أجاج جانب منها منابت
القصب وجانب سبخة نشاشة ل يف ترابا ول ينبت مرعاها تأتينا منافعها ف مثل مرئ
النعامة يرج الرجل الضعيف منا يستعذب الاء من فرسخي وترج الرأة بثل ذلك ترنق ولدها
ترنيق العن تاف عليه العدو والسبع دارنا فعمة ووظيفتنا ضيقة وعددنا كثي وأشرافنا قليل
وأهل البلء فينا كثي ودرهنا كبي وقفيزنا صغي وقد وسع ال علينا وزادنا
ف أرضنا فوسع علينا يا أمي الؤمني وزدنا وظيفة توظف علينا ونعيش با فإل ترفع
خسيستنا وتنعش ركيستنا وتب فاقتنا وتزد ف عيالنا عيال وف رجالنا رجال وتصفر درهنا
وتكب قفيزنا وتأمر لنا بفر نر نستعذب به الاء هلكنا قال عمر هذا وال السيد هذا وال
السيد قال الحنف فما زلت أسعها بعدها
الباب الثالث الطب والوصايا ف العصر الموي الطب خطب بن هاشم
وشيعتهم وما يتصل با خطبة السن بن علي بعد وفاة أبيه خطب السن بن علي رضي ال
عنهما بعد وفاة أبيه فنعاه فقال لقد قتلتم الليلة رجل ف ليلة فيها نزل القرآن وفيها رفع عيسى
227
جهرة خطب العرب
بن مري عليه السلم وفيها قتل يوشع بن نون فت موسى عليهما السلم وال ما سبقه أحد
كان
قبله ول يدركه أحد يكون بعده وال إن كان رسول ال ليبعثه ف السرية وجبيل
عن يينه وميكائيل عن يساره وال ما ترك صفراء ول بيضاء إل سبعمائة درهم من عطائه أراد
أن يبتاع با خادما لهله ث خنقته العبة فبكي وبكى الناس معه ث قال أيها الناس من عرفن
فقد عرفن ومن ل يعرفن فأنا السن بن ممد رسول ال وآله أنا ابن البشي أنا ابن النذير أنا
ابن الداعي إل ال بإذنه والسراج الني أنا من أهل البيت الذين أذهب ال عنهم الرجس
وطهرهم تطهيا والذين افترض ال مودتم ف كتابه إذ يقول ومن يقترف حسنة نزد له فيها
حسنا فاقتراف السنة مودتنا أهل البيت فلما انتهي إل هذا الوضع من الطبة قام عبيد ال بن
العباس بي يديه فدعا الناس إل بيعته فاستجابوا وقالوا ما أحبه إلينا وأحقه باللفة فبايعوه ث
نزل من النب
تعبئه اليوش لقتال معاوية سار معاوية بيوشه قاصدا إل العراق وبلغ السن خبه
ومسيه نوه فأمر بالتهيؤ للمسي ونادى النادى الصلة جامعة فأقبل الناس يثوبون ويتمعون
فخرج السن وصعد النب فحمد ال وأثن عليه ث قال خطبة السن بن علي ف الث على
الهاد أما بعد فإن ال كتب الهاد على خلقه وساه كرها ث قال لهل الهاد من الؤمني
اصبوا إن ال مع الصابرين فلستم أيها الناس نائلي ما تبون إل بالصب على ما تكرهون بلغن
أن معاوية بلغه أنا كنا أزمعنا علي السي إليه فتحرك لذلك اخرجوا رحكم ال إل معسكركم
بالنخيلة حت ننظر وتنظروا ونرى وتروا وإنه ف كلمه ليتخوف خذلن الناس له فسكتوا فما
تكلم منهم أحد ول أجابه برف فلما رأى ذلك عدي بن حات قام فقال مقال عدي بن حات
أنا ابن حات سبحان ال ما أقبح هذا القام ل تيبون إمامكم وابن بنت نبيكم أين خطباء مصر
الذين ألسنتهم كالخاريق ف الدعة فإذا جد الد
228
جهرة خطب العرب
فرواغون كالثعالب أما تافون مقت ال ول عيبها وعارها ث استقبل السن بوجهه
فقال أصاب ال بك الراشد وجنبك الكاره ووفقك لا تمد وروده وصدوره قد سعنا مقالتك
وانتهينا إل أمرك وسعنا لك وأطعناك فيما قلت وما رأيت وهذا وجهي إل معسكري فمن
أحب أن يوافين فليواف ث مضى لوجهه إل النخيلة وقام ثلثة آخرون من أصحاب السن
فأنبوا الناس ولموهم وحرضوهم وكلموا السن بثل كلم عدي بن حات فقال لم صدقتم
رحكم ال ما زلت أعرفكم بصدق النية والوفاء والقبول والودة الصحيحة فجزاكم ال خيا ث
نزل وخرج الناس فعسكروا ونشطوا للخروج وسار السن ف عسكر عظيم وعدة حسنة
خطبة السن وقد جنح إل مصالة معاوية ث نزل السن ساباط فلما أصبح نادي ف الناس
الصلة جامعة فاجتمعوا فصعد النب فخطبهم فقال المد ل كلما حده حامد وأشهد أن ل
إله إل ال كلما شهد له شاهد وأشهد أن ممدا رسول ال أرسله بالق وأتنه على الوحي
وآله أما بعد فوال إن لرجو أن أكون قد أصبحت بمد ال ومنه وأنا أنصح خلقه للقه وما
أصبحت متمل علي مسلم ضغينة ول مريدا له بسوء ول غائلة أل وإن ما تكرهون ف الماعة
خي لكم ما تبون ف الفرقة أل وإن ناظر لكم خيا من نظركم
لنفسكم فل تالفوا أمري ول تردوا على رأيي غفر ال ل ولكم وأرشدن وإياكم
لا فيه مبته ورضاه إن شاء ال ث نزل فنظر الناس بعضهم إل بعض وقالوا ما ترونه يريد با قال
قالوا نظنه يريد أن يصال معاوية ويكل المر إليه كفر وال الرجل ث شدوا على فسطاطه
فانبوه حت أخذوا مصله من تته وشد عليه بعضهم فنع مطرفه عن عاتقه فبقي جالسا
متقلدا سيفها بغي رداء فدعا بفرسه فركبه وأحدق به طوائف من خاصته وشيعته ومنعوا منه
من أرده ولموه وضعفوه لا تكلم فلما مر ف مظلم ساباط قام إليه رجل من بن أسد يقال له
جراح بن سنان وبيده معول فأخذ بلجام فرسه وقال ال أكب يا حسن أشرك أبوك ث أشركت
أنت وطعنه بالعول فوقعت ف فخده فشقته حت بلغت أربيته وسقط السن إل الرض بعد أن
ضرب الذي طعنه بسيف كان بيده واعتنقه فخرا جيعا إل الرض خطبته يبر مصالته لعاوية
229
جهرة خطب العرب
لا رأى السن رضي ال عنه تفرق المر عنه بعث إل معاوية يطلب الصلح فبعث معاوية إليه
رسولي قدما عليه بالدائن فأعطياه ما أراد وصالاه على أن يأخذ من بيت مال الكوفة خسة
آلف ألف ف أشياء اشترطها ث قام السن ف أهل العراق فقال يأهل العراق إنه سخي بنفسي
عنكم ثلث قتلكم أب وطعنكم إياي وانابكم متاعي
خطبته ف الصلح بينه وبي معاوية وقدم معاوية الكوفة لنفاذ الصلح بينه وبي
السن سنة ه وكان عمرو ابن العاص حي اجتمعوا بالكوفة قد كلم معاوية وأمره أن يأمر
السن أن يقوم ويطب الناس فكره ذلك معاوية وقال ما تريد إل أن أخطب الناس فقال
عمرو لكن أريد أن يبدوا عيه للناس فلم يزل عمرو بعاوية حت أطاعه فخرج معاوية فخطب
الناس ث نادى السن فقال قم يا حسن فكلم الناس فتشهد ف بديهة أمر ل يرو فيه ث قال أما
بعد أيها الناس فإن ال قد هدى أولكم بأولنا وحقن دمائكم بآخرنا وكانت ل ف رقابكم بيعة
تاربون من حاربت وكسالون من سالت وقد سالت معاوية وبايعته فبايعوه وإن لذا المر
مدة والدنيا دول وإن ال تعال قال لنبيه وإن أدري لعله فتنة لكم ومتاع إل حي وأشار إل
معاوية فلما قالا قال معاوية اجلس فلم يزل ضرما على عمرو وقال هذا من رأيك ولق
السن بالدينة خطبة له بعد الصلح روى الدائن قال سأل معاوية السن بن علي رضي ال
عنه بعد الصلح أن يطب الناس فامتنع فناشده أن يفعل فوضع له كرسي فجلس عليه ث قال
المد ل الذي توحد ف ملكه وتفرد ف ربوبيته يؤتى اللك من يشاء وينعه عمن
يشاء والمد ل أكرم بنا مؤمنكم وأخرج من الشرك أولكم وحقن دماء آخركم فبلؤنا
عندكم قديا وحديثا أحسن البلء إن شكرت أو كفرت أيها الناس إن رب على كان أعلم بعلى
حي قبضه إليه ولقد اختصه بفضل ل تعتدوا مثله ول تدوا مثل سابقته فهيهات هيهات طالا
قلبتم له المور حت أعله ال عليكم وهو صاحبكم وعدوكم ف بدر وأخواتا جرعكم رنقا
وسقاكم ث علقا وأذل رقابكم وأشرقكم بريقكم فلستم بلومي على بغضه واي ال ل ترى أمة
ممد خفضا ما كانت سادتم وقادتم بن أمية ولقد وجه ال إليكم فتنة لن تصدروا عنها حت
230
جهرة خطب العرب
تلكوا لطاعتكم طواغيتكم وانضوائكم إل شياطينكم فعند ال أحتسب ما مضى وما ينتظر من
سوء دعتكم وحيف حكمكم ث قال يأهل الكوفة لقد فارقكم بالمس سهم من مرامى ال
صائب علي أعداء ال نكال على فجار قريش ل يزل آخذا بناجرها جاثا على أنفاسها ليس
باللومة ف أمر ال ول بالسروقة لال ال ول بالفروقة ف حرب أعداء ال أعطى الكتاب خواته
وعزائمه دعاه فأجابه وقاده فاتبعه ل تأخذه ف ال لومة لئم فصلوات ال عليه ورحته ث نزل
فقال معاوية أخطأ عجل أو كاد وأصاب متثبت أو كاد ماذا أردت من خطبة السن
خطبة لعاوية ف أهل الكوفة وروى الدائن قال خرج على معاوية قوم من الوارج
بعد دخوله الكوفة وصلح السن رضى ال عنه فأرسل معاوية إل السن يسأله أن يرج
فيقاتل الوارج فقال السن سبحان ال تركت قتالك وهو ل حلل لصلح المة وألفتهم
أفتران أقاتل معك فخطب معاوية أهل الكوفة فقال يأهل الكوفة أتران قاتلتكم على الصلة
والزكاة والج وقد علمت أنكم تصلون وتزكون وتجون ولكن قاتلتكم لتأمر عليكم وعلى
رقابكم وقد آتان ال ذلك وأنتم كارهون أل إن كل مال أو دم أصيب ف هذه الفتنة فمطلول
وكل شرط شرطته فتحت قدمى هاتي ول يصلح الناس إل ثلث إخراج العطاء عند مله
وإقفال النود لوقتها وغزو العدو ف داره فإنه إن ل تغزوهم غزوكم ث نزل رد السن بن على
على معاوية حي نال منه ومن أبيه وخطب معاوية بالكوفة حي دخلها والسن والسي
رضى ال عنهما جالسان تت النب فذكر عليا عليه السلم فنال منه ث نال من السن فقام
السي ليد عليه فأخذه السن بيده فأجلسه ث قام فقال أيها الذاكر عليا أنا السن وأب على
وأنت معاوية وأبوك صخر وأمى فاطمة وأمك هند وجدي رسول ال وجدك عتبة بن ربيعة
وجدتى خدية وجدتك قتيلة فلعن ال أخلنا ذكرا وألمنا حسبا وشرنا قديا
وحديثا وأقدمنا كفرا ونفاقا فقال طوائف من أهل السجد آمي خطبة سليمان بن صرد ف
استنكار الصلح وذكروا أنه لا تت البيعة لعاوية بالعراق وانصرف راجعا إل الشأم أتى
سليمان ابن صرد وكان غائبا عن الكوفة وكان سيد أهل العراق ورأسهم فدخل على السن
231
جهرة خطب العرب
فقال السلم عليك يا مذل الؤمني فقال وعليك السلم اجلس ل أبوك فجلس سليمان ث قال
أما بعد فإن تعجبنا ل ينقضي من بيعتك معاوية ومعك مائة ألف مقاتل من أهل العراق وكلهم
يأخذ العطاء مع مثلهم من أبنائهم ومواليهم سوي شيعتك من أهل البصرة وأهل الجاز ث ل
تأخذ لنفسك بقية ف العهد ول حظا من القضية فلو كنت إذ فعلت ما فعلت وأعطاك ما
أعطاك بينك وبينه من العهد واليثاق كنت كتبت عليك بذلك كتابا وأشهدت عليه شهودا من
أهل الشرق والغرب أن هذا المر لك من بعده كان المي علينا أيسر ولكنه أعطاك هذا
فرضيت به من قوله ث قال وزعم على رءوس الناس ما قد سعت إن كنت شرطت لقوم
شروطا ووعدتم عدات ومنيتهم أمان إرادة إطفاء نار الرب ومداراة لذه الفتنة إذ جع ال لنا
كلمتنا وألفتنا فإن كل ما هنالك تت قدمي هاتي ووال ما عن بذلك إل نقض ما بينك وبينه
فأعد الرب جذعة وأذن ل أشخص إل الكوفة
فأخرج عامله منها وأظهر فيها خلعه وانبذ إليه على سواء إن ال ل يهدى كيد
الائني ث سكت فتكلم كل من حضر ملسه بثل مقالته وكلهم يقول ابعث سليمان ابن صرد
وابعثنا معه ث القنا إذا علمت أنا قد أشخصنا عامله وأظهرنا خلعه خطبة السن يرد على
مستنكري الصلح فتكلم السن فحمد ال ث قال أما بعد فإنكم شيعتنا وأهل مودتنا ومن نعرفه
بالنصيحة والستقامة لنا وقد فهمت ما ذكرت ولو كنت بالزم ف أمر الدنيا وللدنيا أعمل
وأنصب ما كان معاوية بأبأس من وأشد شكيمة ولكان رأي غي ما رأيتم لكن أشهد ال
وإياكم أن ل أرد با رأيتم إل حقن دمائكم وإصلح ذات بينكم فاتقوا ال وارضوا بقضاء ال
وسلموا لمر ال والزموا بيوتكم وكفوا أيديكم حت يستريح بر أو يستراح من فاجر مع أن
أب كان يدثن أن معاوية سيلي المر فوال لو سرنا إليه بالبال والشجر ما شككت أنه
سيظهر إن ال ل معقب لكمه ول راد لقضائه وأما قولك يا مذل الؤمني فوال لن تذلوا
وتعافوا أحب إل من أن تعزوا وتقتلوا فإن رد ال علينا حقنا ف عافية قبلنا وسألنا ال العون
232
جهرة خطب العرب
على أمره وإن صرفه عنا رضينا وسألنا ال أن يبارك ف صرفه عنا فليكن كل رجل منكم حلسا
من أحلس بيته
ما دام معاوية حيا فإن يهلك ونن وأنتم أحياء سألنا ال العزية على رشدنا
والعونة على أمرنا وأن ل يكلنا إل أنفسنا فإن ال مع الذين اتقوا والذين هم مسنون خطبة له
ف عهد خلفته ومن خطبه رضى ال عنه ف أيامه ف بعض مقاماته أنه قال نن حزب ال
الفلحون وعترة رسول ال القربون وأهل بيته الطاهرون الطيبون وأحد الثقلي اللذين خلفهما
رسول ال والثان كتاب ال فيه تفصيل كل شئ ل يأتيه الباطل من بي يديه ول من خلفه
والعول عليه ف كل شئ ل يطئنا تأويله بل نتيقن حقائقه فأطيعونا فإطاعتنا مفروضة إذ كانت
بطاعة ال والرسول وأول المر مقرونة فإن تنازعتم ف شئ فردوه إل ال والرسول ولو ردوه
إل الرسول وإل أول المر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم وأحذركم الصغاء لتاف
الشيطان إنه لكم عدو مبي فتكونون كأوليائه الذين قال لم ل غالب لكم اليوم من الناس وإن
جار لكم فلما تراءت الفئتان نكص على عقبيه وقال إن برئ منكم إن
أرى مال ترون فتلقون للرماح أزرا وللسيوف جزرا وللعمد حظا وللسهام غرضا
ث ل ينفع نفسا إيانا ل تكن آمنت من قبل أو كسبت ف إيانا خيا خطبة أخرى له ومن
خطبه رضى ال عنه اعلموا أن اللم زين والوقار مودة والصلة نعمة والكثار صلف والعجلة
سفه والسفه ضعف والقلق ورطة ومالسة أهل الدناءة شي ومالطة أهل الفسوق ريبة
ماصمة ومهاجاة بي السن بن على وبي عمرو بن العاص والوليد بن عقبة وعتبة
بن أب سفيان والغية بن شعبة بضرة معاوية قال ابن أب الديد روى الزبي بن بكار ف
كتاب الفاخرات قال اجتمع عند معاوية عمرو بن العاص والوليد بن عقبة بن أب معيط وعتبة
بن أب سفيان والغية بن شعبة وقد كان بلغهم عن السن بن على عليه السلم قوارص وبلغه
عنهم مثل ذلك فقالوا يا أمي الؤمني إن السن قد أحيا أباه وذكره وقال فصدق وأمر فأطيع
وخفقت له النعال وإن ذلك لرافعه إل ما هو أعظم منه ول يزال يبلغنا عنه ما يسوءنا قال
233
جهرة خطب العرب
معاوية فما تريدون قالوا ابعث إليه فليحضر لنسبه ونسب أباه ونعيه ونوبه ونبه أن أباه قتل
عثمان ونقرره بذلك ول يستطيع أن يغي علينا شيئا من ذلك قال معاوية إن ل أرى ذلك ول
أفعله قالوا عزمنا عليك يا أمي الؤمني لتفعلن فقال ويكم ل تفعلوا فوال ما رأيته قط جالسا
عندى إل خفت مقامه وعيبه ل قالوا ابعث إليه على كل حال قال إن بعثت إليه لنصفنه
منكم فقال عمرو بن العاص أتشى أن يأتى باطله على حقنا أو يرب قوله على قولنا قال
معاوية أما إن إن بعثت إليه لمرنه أن يتكلم بلسانه كله قالوا مره بذلك قال أما إذا عصيتمون
وبعثتم إليه وأبيتم إل ذلك فل ترضوا له
ف القول واعلموا أنم أهل بيت ل يعيبهم العائب ول يلصق بم العار ولكن اقذفوه
بجره تقولون له إن أباك قتل عثمان وكره خلفة اللفاء من قبله فبعث إليه معاوية فجاءه
رسوله فقال إن أمي الؤمني يدعوك قال من عنده فسماهم فقال السن عليه السلم مالم خر
عليهم السقف من فوقهم وأتاهم العذاب من حيث ل يشعرون ث قال يا جارية ابغين ثياب
اللهم إن أعوذ بك من شرورهم وأدرأ بك ف نورهم وأستعي بك عليهم فاكفينهم كيف
شئت وأن شئت بول منك وقوة يا أرحم الراحي ث قام فلما دخل على معاوية أعظمه
وأكرمه وأجلسه إل جانبه وقد ارتاد القوم وخطروا خطران الفحول بغيا ف أنفسهم وعلوا ث
قال يا أبا ممد إن هؤلء بعثوا إليك وعصون فقال السن عليه السلم سبحان ال الدار دارك
والذن فيها إليك وال إن كنت أجبتهم إل ما أرادوا وما ف أنفسهم إن لستحي لك من
الفحش وإن كانوا غلبوك على رأيك إن لستحيي لك من الضعف فأيهما تقر وأيهما تنكر أما
إن لو علمت بكانم جئت معى بثلهم من بن عبد الطلب ومال أن أكون مستوحشا منك أو
منهم إن ول ال وهو يتول الصالي فقال معاوية يا هذا إن كرهت أن أدعوك ولكن هؤلء
حلون على ذلك مع كراهت له وإن لك منهم النصف ومن وإنا دعوناك لنقررك أن عثمان
قتل مظلوما وأن أباك قتله فاستمع منهم ث أجبهم ول تنعك وحدتك واجتماعهم أن تتكلم
بكل لسانك فتكلم عمرو بن العاص
234
جهرة خطب العرب
مقال عمرو بن العاص فحمد ال وصلى على رسوله ث ذكر عليا عليه السلم فلم
يترك شيئا يعيبه به إل قاله وقال إنه شتم أبا بكر وكره خلفته وامتنع من بيعته ث بايعه مكرها
وشرك ف دم عمر وقتل عثمان ظلما وادعى من اللفة ما ليس له ث ذكر الفتنة يعيه با
وأضاف إليه مساوى وقال إنكم يا بن عبد الطلب ل يكن ال ليعطيكم اللك على قتلكم
اللفاء واستحللكم ما حرم ال من الدماء وحرصكم على اللك وإتيانكم ما ل يل ث إنك يا
حسن تدث نفسك أن اللفة صائرة إليك وليس عندك عقل ذلك ول لبه كيف ترى ال
سبحانه سلبك عقلك وتركك أحق قريش يسخر منك ويهزأ بك وذلك لسوء عمل أبيك
وإنا دعوناك لنسبك وأباك فأما أبوك فقد تفرد ال به وكفانا أمره وأما أنت فإنك ف أيدينا
نتار فيك الصال ولو قتلناك ما كان علينا إث من ال ول عيب من الناس فهل تستطيع أن ترد
علينا وتكذبنا فإن كنت ترى أنا كذبنا ف شئ فاردده علينا فيما قلنا وإل فاعلم أنك وأباك
ظالان مقال الوليد بن عقبة بن أب معيط ث تكلم الوليد بن عقبة بن أب معيط فقال يا بن
هاشم إنكم كنتم أخوال عثمان فنعم الولد كان لكم فعرف حقكم وكنتم أصهاره فنعم الصهر
كان لكم يكرمكم فكنتم أول من حسده فقتله أبوك ظلما ل عذر له ول حجة فكيف ترون
ال طلب بدمه وأنزلكم منلتكم وال إن بن أمية خي لبن هاشم من بن هاشم لبن أمية وإن
معاوية خي لك من نفسك
مقال عتبة بن أب سفيان ث تكلم عتبة بن أب سفيان فقال يا حسن كان أبوك شر
قريش لقريش لسفكه لدمائها وقطعه لرحامها طويل السيف واللسان يقتل الى ويعيب اليت
وإنك من قتل عثمان ونن قاتلوك به وأما رجاؤك اللفة فلست ف زندها قادحا ول ف
ميزانا راجحا وإنكم يا بن هاشم قتلتم عثمان وإن ف الق أن نقتلك وأخاك به فأما أبوك فقد
كفانا ال أمره وأقاد منه وأما أنت فوال ما علينا لو قتلناك بعثمان إث ول عدوان مقال الغية
بن شعبة ث تكلم الغية بن شعبة فشتم عليا وقال وال ما أعيبه ف قضية يون ول ف حكم
ييل ولكنه قتل عثمان ث سكتوا رد السن بن على عليهم فتكلم السن بن على عليه السلم
235
جهرة خطب العرب
فحمد ال وأثن عليه وصلى على رسوله وآله ث قال أما بعد يا معاوية فما هؤلء شتمون
ولكنك شتمتن فحشا ألفته وسوء رأى عرفت به وخلقا سيئا ثبت عليه وبغيا علينا عداوة منك
لحمد وأهله ولكن اسع يا معاوية واسعوا فلقولن فيك وفيهم ما هو دون ما فيكم أنشدكم
ال أيها الرهط أتعلمون أن الذى شتمتموه منذ اليوم صلى القبلتي كلتيهما وأنت يا معاوية
بما كافر تراها ضللة وتعبد اللت والعزى غواية وأنشدكم ال هل تعلمون أنه
بايع البيعتي كلتيهما بيعة الفتح وبيعة الرضوان وأنت يا معاوية بإحداها كافر وبالخرى
ناكث وأنشدكم ال هل تعلمون أنه أول الناس إيانا وأنك يا معاوية وأباك من الؤلفة قلوبم
تسرون الكفر وتظهرون السلم وتستمالون بالموال وأنشدكم ال ألستم أنه كان صاحب
راية رسول ال وآله يوم بدر وأن راية الشركي كانت مع معاوية ومع أبيه ث لقيكم يوم أحد
ويوم الحزاب ومعه راية رسول ال وآله ومعك ومع أبيك راية الشرك وف كل ذلك يفتح ال
له ويفلج حجته وينصر دعوته ويصدق حديثه ورسول ال وآله ف تلك الواطن كلها عنه راض
وعليك وعلى أبيك ساخط وأنشدك ال يا معاوية أتذكر يوما جاء أبوك على جل أحر وأنت
تسوقه وأخوك عتبة هذا يقوده فرآكم رسول ال وآله فقال اللهم العن الراكب والقائد والسائق
أتنسي يا معاوية الشعر الذى كتبته إل أبيك لا هم أن يسلم تنهاه عن ذلك يا صخر ل تسلمن
يوما فتفضحنا بعد الذين ببدر أصبحوا مزقا خال وعمى وعم الم ثالثهم وحنظل الي قد
أهدى لنا الرقا
ل تركنن إل أمر تكلفنا والراقصات به ف مكة الرقا فالوت أهون من قول العداة
لقد حاد ابن حرب عن العزى إذا فرقا وال لا أخفيت من أمرك أكب ما أبديت وأنشدكم ال
أيها الرهط أتعلمون أن عليا حرم الشهوات على نفسه بي أصحاب رسول ال وآله فأنزل فيه
يا أيها الذين آمنوا ل ترموا طيبات ما أحل ال لكم وأن رسول ال وآله بعث أكابر أصحابه
إل بن قريظة فنلوا من حصنهم فهزموا فبعث عليا بالراية فاستنلم على حكم ال وحكم
236
جهرة خطب العرب
رسوله وفعل ف خيب مثلها ث قال يا معاوية أظنك ل تعلم أن أعلم ما دعا به عليك رسول ال
وآله لا أراد أن يكتب كتابا إل بن جذية فبعث إليك ونمك إل أن توت وأنتم أيها الرهط
نشدتكم ال أل تعلمون أن رسول ال وآله لعن أبا سفيان ف سبعة مواطن ل
تستطيعون ردها أولا يوم لقي رسول ال وآله خارجا من مكة إل الطائف يدعو ثقيفا إل
الدين فوقع به وسبه وسفهه وشتمه وكذبه وتوعده وهم أن يبطش به فلعنه ال ورسوله
وصرف عنه والثانية يوم العي إذ عرض لا رسول ال وآله وهي جائية من الشام فطردها أبو
سفيان وساحل با فلم يظفر السلمون با ولعنه رسول ال وآله ودعا عليه فكانت وقعة بدر
لجلها والثالثة يوم أحد حيث وقف تت البل ورسول ال وآله ف أعله وهو ينادى أعل
هبل مرارا فلعنه رسول ال وآله عشر مرات ولعنه السلمون والرابعة يوم جاء بالحزاب
وغطفان واليهود فلعنه رسول ال وآله وابتهل والامسة يوم جاء أبو سفيان ف قريش فصدوا
رسول ال وآله عن السجد والدى معكوفا أن يبلغ مله ذلك يوم الديبية فلعن رسول ال
وآله أبا سفيان ولعن القادة والتباع وقال ملعونون كلهم وليس فيهم من يؤمن فقيل يا رسول
ال أفما يرجى السلم لحد منهم فكيف باللعنة فقال ل تصيب اللعنة أحدا من التباع وأما
القادة فل يفلح منهم أحد والسادسة يوم المل الحر والسابعة يوم وقفوا لرسول ال وآله ف
العقبة ليستنفروا ناقته وكانوا اثن عشر رجل منهم أبو سفيان فهذا لك يا معاوية وأما أنت يا
بن العاص فإن أمرك مشترك وضعتك أمك مهول من عهر
وسفاح فتحا كم فيك أربعة من قريش فغلب عليك جزارها ألمهم حسبا وأخبثهم
منصبا ث قام أبوك فقال أنا شان ممد البتر فأنزل ال فيه ما أنزل وقاتلت رسول ال وآله ف
جيع الشاهد وهجوته وآذيته بكة وكدته كيدك كله وكنت من أشد الناس له تكذيبا وعداوة
ث خرجت تريد النجاشى مع أصحاب السفينة لتأتى بعفر وأصحابه إل أهل مكة فلما أخطأك
ما رجوت ورجعك ال خائبا وأكذبك واشيا جعلت حسدك علي صاحبك عمارة بن الوليد
237
جهرة خطب العرب
فوشيت به إل النجاشى حسدا لا ارتكب من حليلته ففضحك ال وفضح صاحبك فأنت عدو
بن هاشم
ف الاهلية والسلم ث إنك تعلم وكل هؤلء الرهط يعلمون أنك هجوت رسول
ال وآله بسبعي بيتا من الشعر فقال رسول ال وآله اللهم إن ل أقول الشعر ول ينبغي ل
اللهم العنه بكل حرف ألف لعنة فعليك إذن من ال ما ل يصى من اللعن وأما ما ذكرت من
أمر عثمان فأنت سعرت عليه الدنيا نارا ث لقت بفلسطي فلما أتاك قتله قلت أنا أبو عبد ال
إذا نكأت قرحة أدميتها ث حبست نفسك إل معاوية وبعت دينك بدنياه فلسنا نلومك على
بغض ول نعاتبك على ود وبال ما نصرت عثمان حيا ول غضبت له مقتول ويك يا بن
العاص ألست القائل ف بن هاشم لا خرجت من مكة إل النجاشى تقول ابنت أين هذا الرحيل
وما السي من بستنكر
فقلت ذرين فإن امرؤ أريد النجاشى ف جعفر لكويه عنده كية أقيم با نوة
الصعر وشأن أحد من بينهم وأقولم فيه بالنكر وأجرى إل عتبة جاهدا ولو كان كالذهب
الحر ول أنثن عن بن هاشم وما اسطعت ف الغيب والحضر فإن قبل العتب من له وإل
لويت له مشفرى فهذا جوابك هل سعته وأما أنت يا وليد فوال ما ألومك على بغض على
وقد جلدك ثاني ف المر وقتل أباك بي يدى رسول ال وآله صبا وأنت الذى ساه ال
الفاسق
وسى عليا الؤمن حيث تفاخرتا فقلت له اسكت يا على فأنا أشجع منك جنانا
وأطول منك لسانا فقال لك على اسكت يا وليد فأنا مؤمن وأنت فاسق فأنزل ال تعال ف
موافقة قوله أفمن كان مؤمنا كمن كان فاسقا ل يستوون ث أنزل فيك على موافقة قوله أيضا
إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا ويك يا وليد مهما نسيت فل تنس قول الشاعر فيك وفيه أنزل
ال والكتاب عزيز ف على وف الوليد قرانا فتبوأ الوليد إذ ذاك فسقا وعلى مبوأ إيانا ليس من
كان مؤمنا عمرك ال كمن كان فاسقا خوانا سوف يدعى الوليد بعد قليل وعلى إل الساب
238
جهرة خطب العرب
عيانا فعلى يزى بذاك جنانا ووليد يزى بذاك هوانا رب جد لعقبة بن أبان لبس ف بلدنا
تبانا
وما أنت وقريش إنا أنت علج من أهل صفورية وأقسم بال لنت أكب ف اليلد
وأسن من تدعى إليه وأما أنت يا عتبة فوال ما أنت بصيف فأجيبك ول عاقل فأحاورك
وأعاتبك وما عندك خي يرجى ول شر يتقى وما عقلك وعقل أمتك إل سواء وما يضر عليا
لو سببته علي رؤوس الشهاد وأما وعيدك إياى بالقتل فهل قتلت اللحيان إذ وجدته على
فراشك أما تستحي من قول نصر بن حجاج فيك يا للرجال وحادث الزمان ولسبة تزى أبا
سفيان نبئت عتبة خانه ف عرسه جنس لئيم الصل من ليان وبعد هذا ما أربأ بنفسى عن
ذكره لفحشه فكيف ياف أحد سيفك ول تقتل فاضحك وكيف ألومك على بغض علي وقد
قتل خالك الوليد مبارزة يوم بدر وشرك حزة ف قتل جدك عتبة وأوحدك من أخيك حنظلة
ف مقام واحد وأما أنت يا مغية فلم تكن بليق أن تقع ف هذا وشبهه وإنا مثلك مثل
البعوضة إذ قالت للنخلة استمسكى فإن طائرة عنك فقالت النخلة وهل علمت بك واقعة على
فأعلم بك طائرة عن وال ما نشعر بعداوتك إيانا ول اغتممنا إذ علمنا با ول يشق علينا
كلمك وإن حد ال ف الزنا لثابت عليك ولقد درأ عمر عنك حقا ال سائله عنه ولقد سألت
رسول ال وآله هل ينظر الرجل إل الرأة يريد أن يتزوجها فقال ل بأس بذلك يا مغية ما ل
ينو الزنا لعلمه بأنك زان وأما
فخركم علينا بالمارة فإن ال تعال يقول وإذا أردنا أن نلك قرية أمرنا مترفيها
ففسقوا فيها فحق عليها القول فدمرناها تدميا ث قام السن فنفض ثوبه فانصرف فتعلق عمرو
بن العاص بثوبه وقال يا أمي الؤمني قد شهدت قوله ف وقذفه أمى بالزنا وأنا مطالب له بد
القذف فقال معاوية خل عنه ل جزاك ال خيا فتركه فقال معاوية قد أنبأتكم أنه من ل تطاق
عارضته ونيتكم أن تسبوه فعصيتمون وال ما قام حت أظلم على البيت قوموا عن فلقد
فضحكم ال وأخزاكم بترككم الزم وعدولكم عن رأى الناصح الشفق وال الستعان رثاء
239
جهرة خطب العرب
ممد بن النفية لخيه السن لا مات السن بن على رضي ال عنهما أدخله قبه السي
وممد بن النفية وعبد ال بن عباس رضى ال عنهم ث وقف ممد على قبه وقد اغرورقت
عيناه وقال رحك ال يا أبا ممد فلئن عزت حياتك لقد هدت وفاتك ولنعم الروح روح
تضمنه بدنك ولنعم السد جسد تضمنه كفنك ولنعم الكفن كفن تضمنه لدك وكيف ل
تكون كذلك وأنت سليل الدى وخامس أصحاب الكساء وخلف
أهل التقوى وجدك النب الصطفى وأبوك علي الرتضى وأمك فاطمة الزهراء
وعمك جعفر الطيار ف جنة الأوى وغذتك أكف الق وربيت ف حجر السلم
ورضعت ثدى اليان فطبت حيا وميتا فلئن كانت النفس غي طيبة لفراقك إنا غي شاكة أن
قد خي لك وإنك وأخاك لسيدا شباب أهل النة فعليك أبا ممد منا السلم
مقتل السي بن على رضى ال عنه تأبيه عن بيعة يزيد وخروجه إل مكة لا ول
اللفة يزيد بن معاوية ف هلل رجب سنة ه كتب إل أمي الدينة الوليد بن عتبة بن أب
سفيان أن يأخذ السي وعبد ال بن الزبي وعبد ال بن عمر بالبيعة أخذا شديدا ليست فيه
رخصة فبعث الوليد إل السي رضي ال عنه ونعى له معاوية ودعاه ال البيعة فقال السي إن
مثلى ل يعطى بيعته سرا ول أراك تتزئ با من سرا دون أن تظهرها على رءوس الناس علنية
فإذا خرجت إل الناس فدعوتم إل البيعة دعوتنا مع الناس فكان أمرا واحدا فقال له الوليد
وكان يب العافية فانصرف على اسم ال حت تأتينا مع جاعة الناس فلما كان من الغد بعث
الرجال إل السي عند الساء فقال أصبحوا ث ترون ونرى فكفوا عنه تلك الليلة ول يلحوا
عليه فخرج السي من تت ليلته ليومي بقيا من رجب سنة ه ومعه بنوه وإخوته وبنو أخيه
وجل أهل بيته إل ممد بن النفية فإنه قال له
نصيحة ممد بن النفية للحسي رضى ال عنهما يا أخى أنت أحب الناس إل
وأعزهم على ولست أدخر النصيحة لحد من اللق أحق با منك تنح بتبعتك عن يزيد بن
معاوية وعن المصار ما استطعت ث ابعث رسلك إل الناس فادعهم إل نفسك فإن بايعوا لك
240
جهرة خطب العرب
حدت ال على ذلك وإن أجع الناس على غيك ل ينقض ال بذلك دينك ول عقلك ول
يذهب به مروءتك ول فضلك إن أخاف أن تدخل مصرا من هذه المصار وتأتى جاعة من
الناس فيختلفوا بينهم فمنهم طائفة معك وأخرى عليك فيقتتلوا فتكون لول السنة فإذا خي
هذه المة كلها نفسا وأبا وأما أضيعها دما وأذلا أهل قال له السي فإن ذاهب يا أخى قال
فانزل مكة فإن اطمأنت بك الدار فسبيل ذلك وإن نبت بك لقت بالرمال وشعف البال
وخرجت من بلد إل بلد حت تنظر إلم يصي أمر الناس وتعرف عند ذلك الرأى فإنك أصوب
ما يكون رأيا وأحزمه عمل حت تستقبل المور استقبال ول تكون المور عليك أبدا أشكل
منها حي تستدبرها استدبارا قال يا أخى قد نصحت فأشفقت فأرجو أن يكون رأيك سديدا
موفقا وسار إل مكة فأتاه أهل الكوفة ورسلهم إنا قد حبسنا أنفسنا عليك ولسنا نضر المعة
مع الوال فأقدم علينا وكان النعمان بن بشي النصارى على الكوفة
بعثه مسلم بن عقيل إل الكوفة فبعث السي إل ابن عمه مسلم بن عقيل فقال له
سر إل الكوفة فانظر ما كتبوا به إل فإن كان حقا خرجنا إليهم فخرج مسلم إل الكوفة ونزل
دار الختار بن أب عبيد وأقبلت الشيعة تتلف إليه فقرأ عليهم كتاب السي فأخذوا يبكون
خطبة عابس بن أب شبيب الشاكرى فقام عابس بن أب شبيب الشاكرى فحمد
ال وأثن عليه ث قال أما بعد فإن ل أخبك عن الناس ول أعلم ما ف أن فسهم وما أغرك
منهم وال أحدثك عما أنا موطن نفسى عليه وال لجيبنكم إذا دعوت ولقاتلن معكم عدوكم
ولضربن بسيفى دونكم حت ألقى ال ل أريد بذلك إل ما عند ال فقام حبيب بن مظاهر
الفقعسى فقال رحك ال قد قضيت ما ف نفسك بواجز من قولك ث قال وأنا وال الذى ل
إله إل هو على مثل ما هذا عليه وقال غيها مثل قولما فبلغ ذلك النعمان بن بشي فخرج
فصعد النب فحمد ال وأثن عليه ث قال خطبة النعمان بن بشي أما بعد فاتقوا ال عباد ال ول
تسارعوا إل الفتنة والفرقة فإن فيهما يهلك الرجال وتسفك الدماء وتغصب الموال وكان
حليما ناسكا يب العافية قال إن ل أقاتل من ل يقاتلن ول أثب على من ل يثب على ول
241
جهرة خطب العرب
أشاتكم ول أترش بكم ول آخذ بالقرفة ول الظنة ول التهمة ولكنكم إن أبديتم صفحتكم ل
ونكثتم بيعتكم وخالفتم إمامكم فوال الذى ل إله غيه لضربنكم بسيفى ما ثبت قائمه ف
يدى ولو ل يكن ل منكم ناصر أما إن أرجو أن يكون من يعرف الق منكم أكثر من يرديه
الباطل فقام إليه عبد ال بن مسلم بن سعيد الضرمى حليف بن أمية فقال
إنه ل يصلح ما ترى إل الغشم إن هذا الذى أنت عليه فيما بينك وبي عدوك رأى
الستضعفي فقال أن أكون من الستضعفي ف طاعة ال أحب إل من أن أكون من العزين ف
معصية ال ث نزل وكتب عبد ال بن مسلم وغيه إل يزيد أن يبعث إل الكوفة رجل قويا غي
النعمان فبعث إل عبيد ال بن زياد وكان على البصرة وضم إليه الكوفة فسار إليها فلما نزل
القصر نودى الصلة جامعة فاجتمع الناس فخرج إليهم خطبة عبيد ال بن زياد فحمد ال وأثن
عليه ث قال أما بعد فإن أمي الؤمني أصلحه ال ولن مصركم وثغركم وأمرن بإنصاف
مظلومكم وإعطاء مرومكم وبالحسان إل سامعكم ومطيعكم وبالشدة على مريبكم
وعاصيكم وأنا متبع فيكم أمره ومنفذ فيكم عهده فأنا لحسنكم ومطيعكم كالوالد الب
وسوطي وسيفى على من ترك أمرى وخالف عهدى فليبق امرؤ على نفسه الصدق ينبئ عنك
ل الوعيد ث نزل فأخذ العرفاء والناس أخذا شديدا وبلغ ذلك مسلم بن عقيل فخرج من دار
الختار حت انتهى إل دار هانئ بن عروة الرادى لئذا به ونى خبه إل ابن زياد فبعث إل
هانئ فجاءه فأمره أن يأتيه بسلم فقال ل وال ل أجيئك به أبدا أنا أجيئك بضيفى تقتله وطال
بينهما اللجاج ف ذلك فضربه ابن زياد بالقضيب فلم يزل يضرب أنفه وجبينه وخده حت
كسر أنفه وسيل الدماء على ثيابه ونثر لم خديه وجبينه على ليته حت كسر القضيب ث أمر
ببسه
خطبة أخرى له ولا ضرب عبيد ال هانئا وحبسه خشى أن يثب الناس به فخرج
فصعد النب ومعه أشراف الناس وشرطه وحشمه فحمد ال وأثن عليه ث قال أما بعد أيها
الناس فاعتصموا بطاعة ال وطاعة أئمتكم ول تتلفوا ول تفرقوا فتهلكوا وتذلوا وتقتلوا وتفوا
242
جهرة خطب العرب
وترموا إن أخاك من صدقك وقد أعذر من أنذر وبلغ مسلم بن عقيل خب ضرب هانئ
وحبسه فأمر أن ينادى ف أصحابه وكان قد بايعه من أهل الكوفة ثانية عشر ألفا وأقبل نو
القصر فتحرز فيه ابن زياد وغلق البواب وبعث إل الشراف فجمعهم إليه ث قال أشرفوا على
الناس فمنوا أهل الطاعة الزيادة والكرامة وخوفوا أهل العصية الرمان والعقوبة وأعلموهم
فصول النود من الشأم إليهم خطبة كثي بن شهاب فتكلم كثي بن شهاب أول الناس فقال
أيها الناس القوا بأهاليكم ول تعجلوا الشر ول تعرضوا أنفسكم للقتل فإن هذه جنود أمي
الؤمني يزيد قد أقبلت وقد أعطى ال المي عهدا لئن تمتم على حربه ول تنصرفوا من
عشيتكم أن يرم ذريتكم العطاء ويفرق مقاتلتكم ف مغازى أهل الشأم على غي طمع وأن
يأخذ البئ بالسقيم والشاهد بالغائب حت ل يبقى له فيكم بقية من أهل العصية إل أذاقها
وبال ما جرت أيديها
وتكلم الشراف بنحو من كلم هذا فلما سع الناس مقالتهم أخذوا يتفرقون
وينصرفون عن ابن عقيل حت أمسى وما معه إل ثلثون نفسا فخرج متوجها نو أبواب كندة
فبلغ البواب ومعه منهم عشرة ث خرج من الباب وإذا ليس معه إنسان فمضى على وجهه ف
أزقة الكوفة حت انتهى إل باب عجوز فسألا أن تؤويه فآوته ف دارها خطبة عبيد ال بن زياد
ولا انفضت جوع ابن عقيل خرج عبيد ال بن زياد إل السجد وأمر فنودى أل برئت الذمة
من رجل صلى العتمة إل ف السجد فلم يكن إل ساعة حت امتل من الناس فصلى بم ث قام
فحمد ال وأثن عليه ث قال أما بعد فإن ابن عقيل السفيه الاهل قد أتى ما قد رأيتم من
اللف والشقاق فبئت ذمة ال من رجل وجدناه ف داره ومن جاء به فله ديته اتقوا ال عباد
ال والزموا طاعتكم وبيعتكم ول تعلوا على أنفسكم سبيل يا حصي بن ني ثكلتك أمك إن
صاح باب سكة من سكك الكوفة أو خرج هذا الرجل ول تأتن به وقد سلطتك على دور
أهل الكوفة فابعث مراصدة على أفواه السكك وأصبح غدا واستب الدور وجس خللا حت
تأتين بذا الرجل ث نزل وأصبح ابن تلك العجوز الت آوت مسلما فدل على مكانه فبعث ابن
243
جهرة خطب العرب
زياد ممد بن الشعث ف ستي أو سبعي رجل فأتى به وأمر به فاصعد إل أعلى القصر
وضرب
عنقه فهوى رأسه إل الرض وأتبع جسده رأسه ث أمر بانئ بن عروة فأخرج إل
السوق فضربت عنقه وكان مسلم حيث تول إل دار هانئ كتب إل السي إن قد بايعن
من أهل الكوفة ثانية عشر ألفا فعجل القبال حي يأتيك كتاب فإن الناس كلهم معك ليس
لم ف آل معاوية رأى ول هوى فسار السي من مكة ف من ذي الجة سنة ه متوجها إل
الكوفة وهو ل يعلم بال مسلم
خروج السي إل الكوفة نصيحة ابن عباس له ولا أجع السي بن على رضى ال
عنه السي إل الكوفة أتاه عبد ال بن عباس فقال يا بن عم إنك قد أرجف الناس أنك سائر إل
العراق فبي ل ما أنت صانع قال إن قد أجعت السي ف أحد يومى هذين إن شاء ال تعال
فقال له ابن عباس فإن أعيذك بال من ذلك أخبن رحك ال أتسي إل قوم قد قتلوا أميهم
وضبطوا بلدهم ونفوا عدوهم فإن كانوا قد فعلوا ذلك فسر إليهم وإن كانوا إنا دعوك إليهم
وأميهم عليهم قاهر لم وعماله تب بلدهم فإنم إنا دعوك إل الرب والقتال ول آمن
عليك أن يغروك ويكذبوك ويالفوك ويذلوك وأن يستنفروا إليك فيكونوا أشد الناس عليك
فقال له حسي وإن أستخي ال وأنظر ما يكون فخرج ابن عباس من عنده وأتاه ابن الزبي
فحدثه ساعة ث قال ما أدري ما تركنا هؤلء القوم وكفنا عنهم ونن أبناء الهاجرين وولة
هذا المر دونم خبن ما تريد أن تصنع فقال السي وال لقد حدثت نفسى بإتيان الكوفة
ولقد كتب إل شيعت با وأشراف أهلها وأستخي ال فقال له ابن الزبي أما لو كان ل با مثل
شيعتك ما عدلت با ث إنه خشى أن يتهمه فقال أما إنك لو أقمت بالجاز ث أردت هذا
المر ها هنا ما خولف عليك إن شاء ال ث قام فخرج من عنده فقال السي ها إن هذا ليس
شيء يؤتاه من الدنيا أحب إليه من أن
244
جهرة خطب العرب
أخرج من الجاز إل العراق وقد علم أنه ليس له من المر معى شئ وأن الناس ل
يعدلوه ب فود أن خرجت منها لتخلو له فلما كان من العشى أو من الغد أتى السي عبد ال
بن العباس فقال يا بن عم إن أتصب ول أصب إن أتوف عليك ف هذه الوجه اللك
والستئصال إن أهل العراق قوم غدر فل تقربنهم أقم بذا البلد فإنك سيد أهل الجاز فإن
كان أهل العراق يريدونك كما زعموا فاكتب إليهم فلينفوا عدوهم ث اقدم عليهم فإن أبيت
إل أن ترج فسر إل اليمن فإن با حصونا وشعابا وهى أرض عريضة طويلة ولبيك با شيعة
وأنت عن الناس ف عزلة فتكتب إل الناس وترسل وتبث دعاتك فإن أرجو أن يأتيك عند
ذلك الذى تب ف عافية فقال له السي يا بن عم إن وال لعلم أنك ناصح مشفق ولكن
قد أزمعت وأجعت على السي فقال له ابن عباس فإن كنت سائرا فل تسر بنسائك وصبيتك
فوال إن لائف أن تقتل كما قتل عثمان ونساؤه وولده ينظرون إليه ث قال ابن عباس لقد
أقررت عي ابن الزبي بتخليتك إياه والجاز والروج منها وهو اليوم ل ينظر إليه أحد معك
وال الذى ل إله إل هو لو أعلم أنك إذا أخذت بشعرك وناصيتك حت يتمع على وعليك
الناس أطعتن لفعلت ذلك ث خرج ابن عباس من عنده فمر بعبد ال بن الزبي فقال قرت عينك
يا بن الزبي ث قال
يا لك من قبة بعمر خل لك الو فبيضى واصفرى ونقرى ما شئت أن تنقرى
هذا حسي يرج إل العراق وعليك بالجاز نصيحة أب بكر بن عبد الرحن الخزومى له
ودخل أبو بكر عمر بن عبد الرحن بن الارث بن هشام على السي رضى ال عنه فقال يا
بن عم إن الرحم يظائرن عليك ول أدرى كيف أنا ف النصيحة لك فقال يا أبا بكر ما أنت
من يستغش فقال أبو بكر كان أبوك أشد بأسا والناس له أرجى ومنه أسع وعليه أجع فسار
إل معاوية والناس متمعون عليه إل أهل الشأم وهو أعز منه فخذلوه وتثاقلوا عنه حرصا على
الدنيا وضنا با فجرعوه الغيظ وخالفوه حت صار إل ما صار إليه من كرامة ال ورضوانه ث
صنعوا بأخيك بعد أبيك ما صنعوا وقد شهدت ذلك كله ورأيته ث
245
جهرة خطب العرب
أنت تريد أن تسي إل الذين عدوا على أبيك وأخيك تقاتل بم أهل الشأم وأهل
العراق ومن هو أعد منك وأقوى والناس منه أخوف وله أرجى فلو بلغهم مسيك إليهم
لستطغوا الناس بالموال وهم عبيد الدنيا فيقاتلك من قد وعدك أن ينصرك ويذلك من أنت
أحب إليه من ينصره فاذكر ال ف نفسك فقال السي جزاك ال خيا يا بن عم فقد أجهدك
رأيك ومهما يقض ال يكن فقال وعند ال نتسب أبا عبد ال خطبة عبيد ال بن زياد ولا نى
إل عبيد ال بن زياد خب الكتاب الذى كتبه السي رضى ال عنه إل أشراف البصرة
يستنصرهم صعد النب فحمد ال وأثن عليه ث قال أما بعد فوال ما تقرن ب الصعبة ول يقعقع
ل بالشنان وإن لنكل لن عادان وسم لن حاربن انصف القارة من راماها يأهل البصرة إن
أمي الؤمني ولن الكوفة وأنا غاد إليها الغداة وقد استخلفت عليكم عثمان بن زياد بن أب
سفيان وإياكم واللف والرجاف فو الذي ل إله غيه لئن بلغن عن رجل منكم خلف
لقتلنه وعريفه ووليه ولخذن الدن بالقصى حت تستمعوا ل ول يكون فيكم مالف ول
مشاق أنا ابن زياد أشبهته من بي من وطئ الصى ول ينتزعن شبه خال ول ابن عم
خطبة للحسي رضى ال عنه ولا بلغ عبيد ال بن زياد أمي الكوفة إقبال السي
بعث الصي بن ني التميمى فأمره أن ينل القادسية وأن يضع السال وقدم الر بن يزيد
التميمي بي يديه ف ألف فارس من القادسية فيستقبل حسينا وكان السي قد سبقه إل ذى
حسم ونزل به فسار إليه الر حت وقف هو وخيله مقابله ف حر الظهية وحضرت صلة
الظهر فخرج السي فحمد ال وأثن عليه ث قال أيها الناس إنا معذرة إل ال عز وجل
وإليكم إن ل آتكم حت أتتن كتبكم وقدمت على رسلكم أن اقدم علينا فإنه ليس لنا إمام لعل
ال يمعنا بك على الدى فإن كنتم على ذلك فقد جئتكم فإن تعطون ما أطمئن إليه من
عهودكم ومواثيقكم أقدم مصركم وإن ل تفعلوا وكنتم لقدمى كارهي انصرفت عنكم إل
الكان الذى أقبلت منه إليكم فسكتوا عنه ث أقيمت الصلة فقال السي للحر أتريد أن تصلى
بأصحابك قال ل بل تصلى أنت ونصلى بصلتك فصلى بم السي خطبة أخرى له فلما كان
246
جهرة خطب العرب
وقت العصر أمر السي أن يتهيئوا للرحيل ث إنه خرج فأمر مناديه فنادى بالعصر وصلى ث
سلم وانصرف إل القوم بوجهه فحمد ال وأثن عليه ث قال أما بعد أيها الناس فإنكم إن تتقوا
وتعرفوا الق لهله يكن أرضي ل
ونن أهل البيت أول بولية هذا المر عليكم من هؤلء الدعي ما ليس لم
والسائرين فيكم بالور والعدوان وإن أنتم كرهتمونا وجهلتم حقنا وكان رأيكم غي ما أتتن
كتبكم وقدمت به على رسلكم انصرفت عنكم فقال له الر إنا وال ما ندرى ما هذه الكتب
الت تذكر فأخرج له السي خرجي ملوئي صحفا فنشرها بي أيديهم ث سار السي ف
أصحابه والر يسايره خطبة أخري له وقام السي رضى ال عنه بذى حسم فحمد ال وأثن
عليه ث قال إنه قد نزل من المر ما قد ترون وإن الدنيا قد تغيت وتنكرت وأدبر معروفها
واستمرت جدا فلم يبق منها إل صبابة كصبابة الناء وخسيس عيش كالرعى الوبيل أل ترون
أن الق ل يعمل به وأن الباطل ل يتناهى عنه ليغب الؤمن ف لقاء ال مقا فإن ل أرى الوت
إل شهادة ول الياة مع الظالي إل برما خطبة زهي بن القي البجلى فقام زهي بن القي
البجلى فقال لصحابه تكلمون أم أتكلم قالوا ل بل تكلم فحمد ال وأثن عليه ث قال
قد سعنا هداك ال يا بن رسول ال مقالتك وال لو كانت الدنيا لنا باقية وكنا فيها
ملدين إل أن فراقها ف نصرك ومواساتك لثرنا الروج معك على القامة فيها فدعا له
السي ث قال له خيا خطبة للحسي أيضا وخطب السي أصحابه وأصحاب الر بالبيضة
فحمد ال واثن عليه ث قال أيها الناس إن رسول ال قال من رأى سلطانا جائرا مستحل لرم
ال ناكثا لعهد ال مالفا لسنة رسول ال يعمل ف عباد ال بالث والعدوان فلم يغي عليه بفعل
ول قول كان حقا على ال أن يدخله مدخله أل وإن هؤلء قد لزموا طاعة الشيطان وتركوا
طاعة الرحن وأظهروا الفساد وعطلوا الدود واستأثروا بالفيء وأحلوا حرام ال وحرموا
حلله وأنا أحق من غي وقد أتتن كتبكم وقدمت على رسلكم ببيعتكم أنكم ل تسلمون ول
تذلون فإن تمتم علي بيعتكم تصيبوا رشدكم وأنا السي بن علي وابن فاطمة بنت رسول
247
جهرة خطب العرب
ال نفسي مع أنفسكم وأهلي مع أهليكم فلكم ف أسوة وإن ل تفعلوا ونقضتم عهدكم
وخلعتم بيعت من أعناقكم فلعمري ما هي لكم بنكر لقد فعلتموها بأب وأخي وابن عمي
مسلم والغرور من اغتربكم فحظكم أخطأت ونصيبكم ضيعتم ومن نكث فإنا ينكث على
نفسه وسيغن ال عنكم والسلم عليكم ورحة ال وبركاته
خطبته ليلة قتله وسي إليه ابن زياد عمر بن سعد بن أب وقاص ف أربعة آلف
فعدل السي إل كربلء وكانت بينهما مقابلت غي مدية فنهض عمر إليه عشية الميس من
الحرم سنة ه فجمع السي أصحابه عند قرب الساء فقال أثن على ال تبارك وتعال أحسن
الثناء وأحده على السراء والضراء اللهم إن أحدك على أن أكرمتنا بالنبوة وعلمتنا القرآن
وفقهتنا ف الدين وجعلت لنا أساعا وأبصارا وأفئدة ول تعلنا من الشركي أما بعد فإن ل
أعلم أصحابا أول ول خيا من أصحاب ول أهل بيت أبر ول أوصل من أهل بيت فجزاكم ال
عن جيعا خيا أل وإن أظن يومنا من هؤلء العداء غدا أل وإن قد رأيت لكم فانطلقوا
جيعا ف حل ليس عليكم من ذمام هذا الليل قد غشيكم فاتذوه جل ث ليأخذ كل رجل
منكم بيد رجل من أهل بيت ث تفرقوا ف سوادكم ومدائنكم حت يفرج ال فإن القوم إنا
يطلبونن ولو قد أصابون لوا عن طلب غيي
رد أهل بيته عليه فقال له أهل بيته ل نفعل لنبقى بعدك ل أرانا ال ذلك أبدا فقال
السي يا بن عقيل حسبكم من القتل بسلم اذهبوا قد أذنت لكم قالوا فما يقول الناس
يقولون إنا تركنا شيخنا وسيدنا وبن عمومتنا خي العمام ول نرم معهم بسهم ول نطعن
معهم برمح ول نضرب معهم بسيف ول ندري ما صنعوا ل وال ل نفعل ولكن تفديك
أنفسنا وأموالنا وأهلونا ونقاتل معك حت نرد موردك فقبح ال العيش بعدك رد أصحابه وقام
إليه مسلم بن عوسجة السدى فقال أنن نلي عنك ولا نعذر إل ال ف أداء حقك أما وال
حت أكسر ف صدورهم رمي وأضربم بسيفي ما ثبت قائمه ف يدي ول أفارقك ولو ل يكن
معي سلح أقاتلهم به لقذفتهم بالجارة دونك حت أموت معك وقال سعد بن عبد ال
248
جهرة خطب العرب
النفي وال ل نليك حت يعلم ال أنا قد حفظنا غيبة رسول ال فيك وال لو علمت أن أقتل
ث أحيا ث أحرق حيا ث أذر يفعل ذلك ب سبعي مرة ما فارقتك حت ألقي حامي دونك
فكيف ل أفعل ذلك وإنا هي قتلة واحدة ث هي الكرامة الت ل انقضاء لا أبدا وقال زهي بن
القي وال لوددت أن قتلت ث نشرت ث قتلت حت أقتل كذا ألف قتلة وأن ال يدفع بذلك
القتل عن نفسك وعن أنفس هؤلء الفتية من أهل بيتك
وتكلم جاعة أصحابه بكلم يشبه بعضه بعضا ف وجه واحد فقالوا وال ل
نفارقك ولكن أنفسنا لك الفداء نقيك بنحورنا وجباهنا وأيدينا فإذا نن قتلنا كنا وفينا وقضينا
ما علينا خطبته غداة يوم قتله وخطب السي غداة اليوم الذي استشهد فيه فحمد ال وأثن
عليه ث قال يا عباد ال اتقوا ال وكونوا من الدنيا على حذر فإن الدنيا لو بقيت على أحد أو
بقي عليها أحد لكانت النبياء أحق بالبقاء وأول بالرضاء وأرضى بالقضاء غي أن ال تعال
خلق الدنيا للفناء فجديدها بال ونعيمها مضمحل وسرورها مكفهر والنل تلعة والدار قلعة
فتزودوا فإن خي الزاد التقوى واتقوا ال لعلكم تعلمون دعاؤه وقد صبحته اليل ولا صبحته
اليل رفع يديه فقال اللهم أنت ثقت ف كل كرب ورجائي ف كل شدة وأنت ل ف كل أمر
نزل ب ثقة وعدة كم من هم يضعف فيه الفؤاد وتقل فيه اليلة ويذل فيه الصديق ويشمت
فيه العدو أنزلته بك وشكوته إليك رغبة من إليك عمن سواك ففرجته وكشفته فأنت ول كل
نعمة وصاحب كل حسنة ومنتهى كل رغبة
خطبته وقد دنا منه القوم ولا دنا منه القوم دعا براحلته فركبها ث نادى بأعلى
صوته أيها الناس اسعوا قول ول تعجلون حت أعظكم با لق لكم علي وحت أعتذر إليكم
من مقدمي عليكم فإن قبلتم عذري وصدقتم قول وأعطيتمون النصف كنتم بذلك أسعد ول
يكن لكم على سبيل وإن ل تقبلوا من العذر ول تعطوا النصف من أنفسكم فأجعوا أمركم
وشركاءكم ث ل يكن أمركم عليكم غمة ث اقضوا إل ول تنظرون إن وليي ال الذي نزل
الكتاب وهو يتول الصالي فلما سع أخواته كلمه هذا صحن وبكي وبكى بناته فارتفعت
249
جهرة خطب العرب
أصواتن فأرسل إليهن أخاه العباس بن على وعليا ابنه وقال لما اسكتاهن فلعمري ليكثرن
بكاؤهن خطبة أخرى فلما سكت حد ال وأثن عليه وذكر ال با هو أهله وصلى على ممد
وعلى ملئكته وأنبيائه ث قال أما بعد فانسبون فانظروا من أنا ث ارجعوا إل أنفسكم وعاتبوها
فانظروا هل يل لكم قتلى وانتهاك حرمت ألست ابن بنت نبيكم وابن وصيه وابن عمه وأول
الؤمني بال والصدق لرسوله با جاء به من عند ال أو ليس حزة سيد الشهداء عم أب أو
ليس جعفر الشهيد الطيار ذو الناحي عمى أو ل يبلغكم قول مستفيض فيكم أن رسول ال
قال ل ولخى
هذان سيدا شباب أهل النة فإن صدقتمون با أقول وهو الق وال ما تعمدت
كذبا مذ علمت أن ال يقت عليه أهله ويضر به من اختلقه وإن كذبتمون فإن فيكم من إن
سألتموه عن ذلك أخبكم سلوا جابر بن عبد ال النصارى أو أبا سعيد الدرى أو سهل بن
سعد الساعدى أو زيد بن أرقم أو أنس بن مالك يبوكم أنم سعوا هذه القالة من رسول ال
ل ولخى أفما ف هذا حاجز لكم عن سفك دمى ث قال فإن كنتم ف شك من هذا القول
أفتشكون أثرا ما أن ابن بنت نبيكم فوال ما بي الشرق والغرب ابن بنت نب غيى منكم ول
من غيكم أنا ابن بنت نبيكم خاصة أخبون أتطلبونن بقتيل منكم قتلته أو مال لكم استهلكته
أو بقصاص من جراحة فأخذوا ل يكلمونه فنادى يا شبث بن ربعى ويا حجار بن أبر ويا
قيس بن الشعث ويا يزيد بن الارث أل تكتبوا ل أن قد أينعت الثمار واخضر الناب
وطمت المام وإنا تقدم على جند لك مند فأقبل قالوا ل نفعل فقال سبحان ال بلى وال لقد
فعلتم ث قال أيها الناس إذ كرهتمون فدعون أنصرف عنكم إل مأمن من الرض فقال له
قيس بن الشعث أو ل تنل على حكم بن عمك فإنم لن يروك إل ما تب ولن يصل إليك
منهم مكروه فقال له السي أنت أخو أخيك أتريد أن يطلبك بنو هاشم بأكثر من دم مسلم
بن عقيل ل وال ل أعطيهم بيدى إعطاء الذليل ول أقر إقرار العبيد عباد ال إن عذت برب
250
جهرة خطب العرب
وربكم أن ترجون أعوذ برب وربكم من كل متكب ل يؤمن بيوم الساب فأقبلوا يزحفون
نوه
خطبة زهي بن القي فلما زحفوا قبله خرج إليهم زهي بن القي على فرس له
ذنوب شاك ف السلح فقال يأهل الكوفة نذار لكم من عذاب ال نذار إن حقا على السلم
نصيحة أخيه السلم ونن حت الن إخوة وعلى دين واحد وملة واحدة ما ل يقع بيننا وبينكم
السيف وأنتم للنصيحة منا أهل فإذا وقع السيف انقطعت العصمة وكنا أمة وأنتم أمة إن ال قد
ابتلنا وإياكم بذرية نبيه ممد لينظر ما نن وأنتم عاملون إنا ندعوكم إل نصرهم وخذلن
الطاغية عبيد ال بن زياد فإنكم ل تدركون منهما إل بسوء عمر سلطانما كله ليسملن
أعينكم ويقطعان أيديكم وأرجلكم ويثلن بكم ويرفعانكم على جذوع النخل ويقتلن
أماثلكم وقراءكم أمثال حجر بن عدى وأصحابه وهانئ بن عروة وأشباهه
فسبوه وأثنوا على عبيد ال بن زياد ودعوا له وقالوا وال ل نبح حت نقتل
صاحبك ومن معه أو نبعث به وبأصحابه إل المي عبيد ال سلما فقال لم عباد ال إن ولد
فاطمة رضوان ال عليها أحق بالود والنصر من ابن سية فإن ل تنصروهم فأعيذكم بال أن
تقتلوهم فخلوا بي هذا الرجل وبي ابن عمه يزيد بن معاوية فلعمرى إن يزيد ليضى من
طاعتكم بدون قتل السي فرماه شر بن ذى الوشن بسهم وقال اسكت أسكت ال نأمتك
أبرمتنا بكثرة كلمك فقال له زهي يا بن البوال على عقبيه ما إياك أخاطب إنا أنت بيمة وال
ما أظنك تكم من كتاب ال آيتي فأبشر بالزى يوم القيامة والعذاب الليم فقال له شر إن
ال قاتلك وصاحبك عن ساعة قال أفبالوت توفن فوال للموت معه أحب إل من اللد
معكم ث أقبل على الناس رافعا صوته فقال عباد ال ل يغرنكم من دينكم هذا اللف الاف
وأشباهه فوال ل تنال شفاعة ممد قوما هراقوا دماء ذريته وأهل بيته وقتلوا من نصرهم وذب
عن حريهم فناداه رجل فقال له إن أبا عبد ال يقول أقبل فلعمرى لئن كان مؤمن آل فرعون
نصح لقومه وأبلغ ف الدعاء لقد نصحت لؤلء وأبلغت لو نفع النصح والبلغ
251
جهرة خطب العرب
خطبة الر بن يزيد ولا زحف عمر بن سعد قال له الر بن يزيد أصلحك ال
مقاتل أنت هذا الرجل قال إى وال قتال أيسره أن تسقط الرءوس وتطيح اليدى قال أفما
لكم ف واحدة من الصال الت عرض عليكم رضا قال عمر أما وال لو كان المر إل لفعلت
ولكن أميك قد أب ذلك ث ضرب الر فرسه ولق بالسي عليه السلم واناز إليه واستقدم
أمام أصحابه ث قال أيها القوم أل تقبلون من حسي خصلة من هذه الصال الت عرض عليكم
فيعافيكم ال من حربه وقتاله قالوا هذا المي عمر بن سعد فكلمه فكلمه بثل ما كلمه به من
قبل وبثل ما كلم به أصحابه فقال عمر قد حرصت لو وجدت إل ذلك سبيل فعلت فقال
يأهل الكوفة لمكم البل والعب إذ دعوتوه حت إذا أتاكم أسلمتموه وزعمتم أنكم قاتلو
أنفسكم دونه ث عدوت عليه لتقتلوه أمسكتم بنفسه وأخذت بكظمه وأحطتم به من كل جانب
فمنعتموه التوجه ف بلد ال العريضة حت يأمن ويأمن أهل بيته وأصبح ف أيديكم كالسي ل
يلك لنفسه نفعا ول يدفع ضرا وحلتوه ونساءه وأصيبيته وأصحابه عن ماء الفرات الارى
الذي يشربه اليهودى والجوسى والنصران وترغ فيه خنازير السواد وكلبه وها
هم قد صرعهم العطش بئسما خلفتم ممدا ف ذريته ل أسقاكم ال يوم الظمأ إن ل تتوبوا
وتنعوا عما أنتم عليه من يومكم هذا ف ساعتكم هذه ث نشب القتال بي الفريقي واستمات
أصحاب السي ف القتال حت فنوا وقتل السي رضوان ال عليه قتله سنان بن أنس وكان
قتله بالطف يوم عاشوراء سنة ه وأمر ابن سعد أصحابه أن يوطئوا خيلهم السي فوطئوه
بيلهم ث حل النساء ورأسه إل يزيد بن معاوية بدمشق
طلب التوابي بدم السي رضى ال عنه وف سنة خس وستي تركت الشيعة
بالكوفة واتعدوا الجتماع بالنخيلة للمسي إل أهل الشام للطلب بدم السي بن على رضى
ال عنهما وذلك أنم بعد مقتله تلقوا بالتلوم والتندم ورأوا أنم قد أخطئوا خطأ كبيا
بدعائهم إياه إل النصرة وتركهم إجابته ومقتله إل جانبهم ل ينصروه ورأوا أنه ل يغسل
عارهم والث عنهم ف مقتله إل بقتل من قتله أو القتل فيه وتابوا ما فرط منهم ف ذلك فسموا
252
جهرة خطب العرب
التوابي وفزعوا بالكوفة إل خسة نفر من رءوس الشيعة إل سليمان بن صرد الزاعى وكانت
له صحبة مع النب وال السيب بن نبة الفزارى وإل عبد ال بن سعد ابن نفيل الزدى وال
عبد ال بن وال التيمى وإل رفاعة بن شداد البجلى ث إن هؤلء النفر اجتمعوا ف منل سليمان
بن صرد ومعهم أناس من الشيعة وخيارهم ووجوههم فبدأ السيب بن نبة بالكلم فتكلم
خطبة السيب بن نبة الفزارى فحمد ال وأثن عليه وصلى على نبيه ث قال أما بعد فإنا قد
ابتلينا بطول العمر والتعرض لنواع الفت فنرغب إل ربنا أل يعلنا من يقول له غدا أو ل
نعمركم ما يتذكر فيه من تذكر وجاءكم النذير فإن أمي الؤمني قال العمر الذى أعذر ال فيه
إل ابن آدم ستون سنة وليس فينا رجل إل وقد بلغه وقد كنا مغرمي بتزكية أنفسنا وتقريظ
شيعتنا حت
بل ال أخيارنا فوجدنا كاذبي ف موطني من مواطن ابن ابنة نبينا وقد بلغتنا قبل
ذلك كتبه وقدمت علينا رسله وأعذر إلينا يسألنا نصره عودا وبدءا وعلنية وسرا فبخلنا عنه
بأنفسنا حت قتل إل جانبنا ل نن نصرناه بأيدينا ول جادلنا عنه بألسنتنا ول قويناه بأموالنا ول
طلبنا له النصرة إل عشائرنا فما عذرنا إل ربنا وعند لقاء نبينا وقد قتل فينا ولده وحبيبه وذريته
ونسله ل وال ل عذر دون أن تقتلوا قاتله والوالي عليه أو تقتلوا ف طلب ذلك فعسى ربنا أن
يرضى عنا عند ذلك وما أنا بعد لقائه لعقوبته بآمن أيها القوم ولوا عليكم رجل منكم فإنه ل
بد لكم من أمي تفزعون إليه وراية تفون با أقول قول هذا وأستغفر ال ل ولكم فبدر القوم
رفاعة بن شداد بعد السيب الكلم خطبة رفاعة بن شداد فحمد ال وأثن عليه وصلى على
النب ث قال أما بعد فإن ال قد هداك لصوب القول ودعوت إل أرشد المور بدأت بمد ال
والثناء عليه والصلة على نبيه ودعوت إل جهاد الفاسقي وإل التوبة من الذنب العظيم
فمسموع منك مستجاب لك مقبول قولك قلت ولو أمركم رجل منكم تفزعون إليه وتفون
برايته وذلك رأى قد رأينا مثل الذى رأيت فإن تكن أنت ذلك الرجل تكن عندنا مرضيا وفينا
متنصحا وف جاعتنا مبا وإن رأيت ورأى أصحابنا ذلك ولينا هذا المر شيخ الشيعة صاحب
253
جهرة خطب العرب
رسول ال وذا السابقة والقدم سليمان بن صرد الحمود ف بأسه ودينه والوثوق بزمه أقول
قول هذا وأستغفر ال ل ولكم
ث تكلم عبد ال بن وال وعبد ال بن سعد فحمدا ربما وأثنيا عليه وتكلما بنحو
من كلم رفاعة بن شداد فذكرا السيب بن نبة لفضله وذكرا سليمان ابن صرد بسابقته
ورضاها بتوليته فقال السيب بن نبة أصبتم ووفقتم وأنا أرى مثل الذى رأيتم فولوا أمركم
سليمان بن صرد خطبة سليمان بن صرد قال حيد بن مسلم وال إن لشاهد بذا اليوم يوم
ولوا سليمان بن صرد وإنا يومئذ لكثر من مائة رجل من فرسان الشيعة ووجوههم ف داره
قال فتكلم سليمان فشدد وما زال يردد ذلك القول ف كل جعة حت حفظته بدأ فقال أثن
على ال خيا وأحد آلءه وبلءه وأشهد أن ل إله إل ال وأن ممدا رسول ال أما بعد فإن
وال لائف أل يكون أخرنا إل هذا الدهر الذى نكدت فيه العيشة وعظمت فيه الرزية وشل
فيه الور أول الفضل من هذه الشيعة لا هو خي إنا كنا ند أعناقنا إل قدوم آل نبينا وننيهم
النصر ونثهم على القدوم فلما قدموا ونينا وعجزنا وأدهنا وتربصنا وانتظرنا ما يكون حت قتل
فينا ولدينا ولد نبينا وسللته وعصارته وبضعة من لمه ودمه إذ جعل يستصرخ ويسأل النصف
فل يعطاه اتذه الفاسقون غرضا للنبل ودرية للرماح حت أقصدوه وعدوا عليه فسلبوه أل
انضوا فقد سخط ربكم ول ترجعوا إل اللئل والبناء حت يرضى ال وال ما أظنه راضيا
دون أن تناجزوا من قتله أو تبيوا أل ل تابوا
الوت فوال ما هابه امرؤ قط إل ذل كونوا كالول من بن إسرائيل إذ قال لم
نبيهم إنكم ظلمتم أنفسكم باتاذكم العجل فتوبوا إل بارئكم فاقتلوا أنفسكم ذلكم خي لكم
عند بارئكم فما فعل القوم جثوا على الركب وال ومدوا العناق ورضوا بالقضاء حت حي
علموا أنه ل ينجيهم من عظيم الذنب إل الصب على القتل فكيف بكم لو قد دعيتم إل مثل ما
دعى القوم إليه اشحذوا السيوف وركبوا السنة وأعدوا لم ما استطعتم من قوة ومن رباط
اليل حت تدعوا وتستنفروا خطبة خالد بن سعد بن نفيل فقام خالد بن سعد بن نفيل فقال
254
جهرة خطب العرب
أما أنا فوال لو أعلم أن قتلي نفسي يرجن من ذنب ويرضي عن رب لقتلتها ولكن هذا أمر به
قوم كانوا قبلنا ونينا عنه فأشهد ال ومن حضر من السلمي أن كل ما أصبحت أملكه سوى
سلحي الذي أقاتل به عدوي صدقة على السلمي أقويهم به على قتال القاسطي وقام أبو
العتمر حنش بن ربيعة الكنان فقال وأنا أشهدكم على مثل ذلك فقال سليمان بن صرد
حسبكم من أراد من هذا شيئا فليأت باله عبد ال بن وال التيمى تيم بكر بن وائل فإذا اجتمع
عنده كل ما تريدون إخراجه من أموالكم جهزنا به ذوي اللة والسكنة من أشياعكم
خطبة سعد بن حذيفة بن اليمان وكتب سليمان بن صرد إل سعد بن حذيفة بن
اليمان بالدائن كتابا يستنهض فيه هم إخوانه هنالك ويدعوهم أن يدوا ويستعدوا وضرب لم
غرة ربيع الخر سنة أجل يلقونه فيه والنخيلة موطنا يوافونه إليه فبعث سعد إل من كان
بالدائن من الشيعة فقرأ عليهم كتاب سليمان بن صرد ث إنه حد ال وأثن عليه ث قال أما بعد
فإنكم قد كنتم ممعي مزمعي على نصر السي وقتال عدوه فلم يفجأكم أول من قتله وال
مثيبكم على حسن النية وما أجعتم عليه من النصر أحسن الثوبة وقد بعث إليكم إخوانكم
يستنجدونكم ويستمدونكم ويدعونكم إل الق وإل ما ترجون لكم به عند ال أفضل الجر
والظ فماذا ترون وماذا تقولون فقال القوم بأجعهم نيبهم ونقاتل معهم ورأينا ف ذلك مثل
رأيهم خطبة عبد ال بن النظل الطائي فقام عبد ال بن النظل الطائي فحمد ال وأثن عليه ث
قال أما بعد فإنا قد أجبنا إخواننا إل ما دعونا إليه وقد رأينا مثل الذي قد رأوا فسرحن إليهم
ف اليل فقال له رويدا ل تعجل استعدوا للعدو وأعدوا له الرب ث نسي وتسيون وكتب
سعد إل ابن صرد بإجابة دعوته وأنم ف انتظار أمره
خطبة عبيد ال بن عبد ال الري وحدث رجل من مزينة قال ما رأيت من هذه
المة أحدا كان أبلغ من عبيد ال بن عبد ال الري ف منطق ول عظة وكان من دعاة أهل
الصر زمان سليمان ابن صرد وكان إذا اجتمعت إليه جاعة من الناس فوعظهم بدأ بمد ال
والثناء عليه والصلة على رسول ال ث يقول أما بعد فإن ال اصطفي ممدا على خلقه بنبوته
255
جهرة خطب العرب
وخصه بالفضل كله وأعزكم باتباعه وأكرمكم باليان به فحقن به دماءكم السفوكة وآمن به
سبلكم الخوفة وكنتم على شفا حفرة من النار فأنقذكم منها كذلك يبي ال لكم آياته لعلكم
تتدون فهل خلق ربكم ف الولي والخرين أعظم حقا على هذه المة من نبيها وهل ذرية
أحد من النبيي والرسلي أو غيهم أعظم حقا علي هذه المة من ذرية رسولا ل وال ما كان
ول يكون ل أنتم أل تروا ويبلغكم ما اجترم إل ابن بنت نبيكم أما رأيتم إل انتهاك القوم
حرمته واستضعافهم وحدته وترميلهم إياه بالدم وترارهوه على الرض ل يراقبوا فيه ربم ول
قرابته من الرسول اتذوه للنبل غرضا وغادروه للضباع جزرا فلله عينا من رأى مثله ول
حسي بن علي ماذا غادروا به ذا صدق وصب وذا أمانة وندة وحزم ابن أول السلمي إسلما
وابن بنت رسول رب العالي قلت حاته وكثرت عداته حوله فقتله عدوه وخذله وليه فويل
للقاتل وملمة للخاذل إن ال ل يعل لقاتله حجة ول لاذله معذرة إل أن يناصح ل ف التوبة
فيجاهد القاتلي وينابذ القاسطي فعسى ال عند ذلك أن يقبل التوبة ويقيل العثرة
إنا ندعوكم إل كتاب ال وسنة نبيه والطلب بدماء أهل بيته وإل جهاد الحلي
والارقي فإن قتلنا فما عند ال خي للبرار وإن ظهرنا رددنا هذا المر إل أهل بيت نبينا قال
وكان يعيد هذا الكلم علينا ف كل يوم حت حفظه عامتنا وكان الشيعة بالكوفة منذ قتل
السي رضي ال عنه سنة ه يدون ف جع آلة الرب والستعداد للقتال ودعاء الناس ف السر
من الشيعة وغيها إل الطلب بدمه حت كثر تبعهم وكان الناس إل اتباعهم بعد هلك يزيد بن
معاوية ف ربيع الول سنة ه أسرع منهم قبل ذلك وقدم الختار بن أب عبيد الثقفي الكوفة ف
النصف من رمضان سنة وقد اجتمعت رءوس الشيعة ووجوهها مع سليمان بن صرد فليس
يعدلونه به فكان الختار إذا دعاهم إل نفسه وإل الطلب بدم السي قالت له الشيعة هذا
سليمان ابن صرد شيخ الشيعة قد انقادوا له واجتمعوا عليه فأخذ يقول للشيعة إن قد جئتكم
من قبل الهدي ممد بن علي ابن النفية مؤتنا مأمونا منتجبا ووزيرا فما زال بم حت انشعبت
إليه طائفة تعظمه وتيبه وتنتظر أمره وعظم الشيعة مع سليمان بن صرد وقدم عبد ال بن يزيد
256
جهرة خطب العرب
النصاري من قبل عبد ال بن الزبي أميا علي الكوفة علي حربا وثغرها وقدم معه إبراهيم بن
ممد بن طلحة بن عبيد ال التيمى أميا على خراجها وذلك بعد مقدم الختار بثمانية أيام
وكان سليمان بن صرد وأصحابه يريدون أن يثبوا بالكوفة ونى إل عبد ال بن يزيد اعتزام
الشيعة الروج فخرج حت صعد النب ث قام ف الناس
خطبة عبد ال بن يزيد النصاري فحمد ال وأثن عليه ث قال أما بعد فقد بلغن أن
طائفة من أهل هذا الصر أرادوا أن يرجوا علينا فسألت عن الذي دعاهم إل ذلك ما هو فقيل
ل زعموا أنم يطلبون بدم السي بن علي فرحم ال هؤلء القوم قد وال دللت على أماكنهم
وأمرت بأخذهم وقيل ابدأهم قبل أن يبدءوك فأبيت ذلك فقلت إن قاتلون قاتلتهم وإن
تركون ل أطلبهم وعلم يقاتلونن فوال ما أنا قتلت حسينا ول أنا من قاتله ولقد أصبت بقتله
رحة ال عليه فإن هؤلء القوم آمنون فليخرجوا ولينتشروا ظاهرين ليسيوا إل من قاتل
السي فقد أقبل إليهم وانا لم على قاتله ظهي هذا ابن زياد قاتل السي وقاتل خياركم
وأماثلكم قد توجه إليكم عهد العاهد به على مسية ليلة من جسر منبج فقتاله والستعداد له
أول وأرشد من أن تعلوا بأسكم بينكم فيقتل بعضكم بعضا ويسفك بعضكم دماء بعض
فيلقاكم ذلك العدو غدا وقد رققتم وتلك وال أمنية عدوكم وإنه قد أقبل إليكم أعدى خلق
ال لكم من ول عليكم هو وأبوه سبع سني ل يقلعان عن قتل أهل العفاف والدين هو الذي
قتلكم ومن قبله أتيتم والذي
قتل من تثأرون بدمه قد جاءكم فاستقبلوه بدكم وشوكتكم واجعلوها به ول
تعلوها بأنفسكم إن ل آلكم نصحا جع ال لنا كلمتنا وأصلح لنا أئمتنا خطبة إبراهيم بن
ممد بن طلحة فقال إبراهيم بن ممد بن طلحة أيها الناس ل يغرنكم من السيف والغشم مقالة
هذا الداهن الوادع وال لئن خرج علينا خارج لنقتلنه ولئن استيقنا أن قوما يريدون الروج
علينا لنأخذن الوالد بولده والولود بوالده ولنأخذن الميم بالميم والعريف با ف عرافته حت
يدينوا للحق ويذلوا للطاعة رد السيب بن نبة فوثب إليه السيب بن نبة فقطع عليه منطقه ث
257
جهرة خطب العرب
قال يا بن الناكثي أنت تددنا بسيفك وغشمك أنت وال أذل من ذلك إنا ل نلومك على
بغضنا وقد قتلنا أباك وجدك وال إن لرجو أن ل يرجك ال من بي ظهران أهل الصر حت
يثلثوا بك جدك وأباك وأما أنت أيها المي فقد
قلت قول سديدا إن وال لظن من يريد هذا المر مستنصحا لك وقابل قولك
فقال إبراهيم بن ممد بن طلحة إي وال ليقتلن وقد أدهن ث أعلن رد عبد ال بن وال التيمي
فقام إليه عبد ال بن وال التيمي فقال ما اعتراضك يا أخا بن تيم بن مرة فيما بيننا وبي أمينا
فوال ما أنت علينا بأمي ول لك علينا سلطان إنا أنت أمي الزية فأقبل على خراجك فلعمر
ال لئن كنت مفسدا ما أفسد أمر هذه المة إل والدك وجدك الناكثان فكانت بما اليدان
وكانت عليهما دائرة السوء ث أقبل السيب بن نبة وعبد ال بن وال على عبد ال بن يزيد
فقال أما رأيك أيها المي فوال إنا لنرجو أن تكون به عند العامة ممودا وأن تكون عند الذي
عنيت واعتريت مقبول ث نزل عبد ال بن يزيد ودخل فلما استهل هلل ربيع الخر سنة
شخص سليمان بن صرد ف وجوه أصحابه وقد كان وعد أصحابه عامة للخروج ف تلك
الليلة للمعسكر بالنخيلة وأقام با ثلثا يبعث ثقاته من أصحابه إل من تلف عنه يذكرهم ال
وما أعطوه من أنفسهم فقام إليه السيب ابن نبة فقال رحك ال إنه ل ينفعك الكاره ول
يقاتل معك إل من أخرجته
النية فل تنتظرن أحدا واكمش ف أمرك قال فإنك وال لنعما رأيت فقام سليمان بن
صرد ف الناس متوكئا على قوس له عربية فقال خطبة سليمان بن صرد أيها الناس من كان إنا
أخرجته إرادة وجه ال وثواب الخرة فذلك منا ونن منه فرحة ال عليه حيا وميتا ومن كان
إنا يريد الدنيا وحرثها فوال ما نأت فيئا نستفيئه ول غنيمة نغنمها ما خل رضوان ال رب
العالي وما معنا من ذهب ول فضة ول خز ول حرير وما هو إل سيوفنا ف عواتقنا ورماحنا
ف أكفنا وزاد قدر البلغة إل لقاء عدونا فمن كان غي هذا ينوي فل يصحبنا خطبة صخي بن
حذيفة بن هلل فقام صخي بن حذيفة بن هلل بن مالك الزن فقال آتاك ال رشدك ولقاك
258
جهرة خطب العرب
حجتك وال الذي ل إله غيه ما لنا خي ف صحبة من الدنيا هته ونيته أيها الناس إنا أخرجتنا
التوبة من ذنبنا والطلب بدم ابن ابنة نبينا ليس معنا دينار ول درهم إنا نقدم على حد السيوف
وأطراف الرماح فتنادى الناس من كل جانب إنا ل نطلب الدنيا وليس لا خرجنا ما أشار به
عبد ال بن سعد وكان الرأي بادئ المر أن يسيوا إل عبيد ال بن زياد فقال له عبد ال بن
سعد وعنده رءوس أصحابه جلوس حوله
إن قد رأيت رأيا إن يكن صوابا فال وفق وإن يكن ليس بصواب فمن قبلي فإن
ما آلوكم ونفسي نصحا خطأ كان أم صوابا إنا خرجنا نطلب بدم السي وقتلة السي
كلهم بالكوفة منهم عمر بن سعد بن أب وقاص ورءوس الرباع وأشراف القبائل فأن نذهب
ها هنا وندع القتال والوتار فقال سليمان بن صرد فماذا ترون فقالوا وال لقد جاء برأي وإن
ما ذكر لكما ذكر وال ما نلقى من قتلة السي إن نن مضينا نو الشأم غي ابن زياد وما
طلبتنا إل ها هنا بالصر رأي ابن صرد فقال سليمان بن صرد لكن أنا ما أرى ذلك لكم إن
الذي قتل صاحبكم وعب النود إليه وقال ل أمان له عندي دون أن يستسلم فأمضي فيه
حكمي هذا الفاسق ابن الفاسق ابن مرجانة عبيد ال بن زياد فسيوا إل عدوكم على اسم ال
فإن يظهركم ال عليه رجونا أن يكون من بعده أهون شوكة منه ورجونا أن يدين لكم من
وراءكم من أهل مصركم ف عافية فتنظرون إل كل من شرك ف دم السي فتقاتلونه ول
تغشموا وإن تستشهدوا فإنا قاتلتم الحلي وما عند ال خي للبرار والصديقي إن لحب أن
تعلوا حدكم وشوكتكم بأول الحلي القاسطي وال
لو قاتلتم غدا أهل مصركم ما عدم رجل أن يرى رجل قد قتل أخاه وأباه وحيمه
أو رجل ل يكن يريد قتله فاستخيوا ال وسيوا فتهيأ الناس للشخوص وبلغ عبد ال بن يزيد
وإبراهيم بن ممد بن طلحة خروج ابن صرد وأصحابه فرأيا أن يأتياهم فخرجا إليهم ف جاعة
من أصحابما فلما انتهيا إل ابن صرد دخل عليه خطبة عبد ال بن يزيد فحمد ال عبد بن
يزيد وأثن عليه ث قال إن السلم أخو السلم ل يونه ول يغشه وأنتم إخواننا وأهل بلدنا
259
جهرة خطب العرب
وأحب أهل مصر خلقه ال إلينا فل تفجعونا بأنفسكم ول تستبدوا علينا برأيكم ول تنقصوا
عددنا بروجكم من جاعتنا أقيموا معنا حت نتيسر ونتهيأ فإذا علمنا أن عدونا قد شارف بلدنا
خرجنا إليهم بماعتنا فقاتلناهم وتكلم إبراهيم بن ممد بنحو من هذا الكلم خطبة سليمان بن
صرد فحمد ال وأثن عليه ث قال لما إن قد علمت أنكما قد مضتما ف النصيحة واجتهدتا
ف الشورة فنحن بال وله وقد خرجنا لمر ونن نسأل ال العزية على الرشد والتسديد
لصوبه ول ترانا إ ل شاخصي إن شاء ال ذلك فقال عبد ال بن يزيد فاقيموا حت نعب معكم
جيشا كثيفا فتلقوا عدوكم
بكثف وجع وحد فقال له سليمان تنصرفون ونرى فيما بيننا وسيأتيكم إن شاء ال
رأي وانصرف عبد ال بن يزيد وإبراهيم بن ممد إل الكوفة وأجع القوم على الشخوص
واستقبال ابن زياد خطبة أخرى له ث إن سليمان بن صرد قام ف الناس خطيبا فحمد ال وأثن
عليه ث قال أما بعد أيها الناس فإن ال قد علم ما تنوون وما خرجتم تطلبون وإن للدنيا تارا
وللخرة تارا فأما تاجر الخرة فساع إليها متنصب بتطلبا ل يشتري با ثنا ل يرى إل قائما
وقاعدا وراكعا وساجدا ل يطلب ذهبا ول فضة ول دينا ول لذة وأما تاجر الدنيا فمكب
عليها راتع فيها ل يبتغي با بدل فعليكم يرحكم ال ف وجهكم هذا بطول الصلة ف جوف
الليل وبذكر ال كثيا على كل حال وتقربوا إل ال جل ذكره بكل خي قد رت عليه حت
تلقوا هذا العدو والحل القاسط فتجاهدوه فإنكم لن تتوسلوا إل ربكم بشيء هو أعظم عنده
ثوابا من الهاد والصلة فإن الهاد سنام العمل جعلنا ال وإياكم من العباد الصالي
الجاهدين الصابرين على اللواء وإنا مدلون الليلة من منلنا هذا إن شاء ال فأدلوا فأدل
عشية المعة لمس مضي من ربيع الخر سنة للهجرة وما زال يسي حت انتهى إل عي
الوردة فنل ف غربيها
خطبة أخرى وأقبل أهل الشأم ف عساكرهم حت كانوا منها على مسية يوم وليلة
قال عبد ال ابن غزية فقام فينا سليمان فحمد ال فأطال وأثن عليه فأطنب ث ذكر السماء
260
جهرة خطب العرب
والرض والبال والبحار وما فيهن من اليات وذكر آلء ال ونعمه وذكر الدنيا فزهد فيها
وذكر الخرة فرغب فيها فذكر من هذا ما ل أحصه ول أقدر على حفظه ث قال أما بعد فقد
أتاكم ال بعدوكم الذي دأبتم ف السي إليه آناء الليل والنهار تريدون فيما تظهرون التوبة
النصوح ولقاء ال معذرين فقد جاءوكم بل جئتموهم أنتم ف دارهم وحيزهم فإذا لقيتموهم
فاصدقوهم واصبوا إن ال مع الصابرين ول يوليهم امرؤ دبره إل متحرفا لقتال أو متحيزا إل
فئة ل تقتلوا مدبرا ول تهزوا على جريح ول تقتلوا أسيا من أهل دعوتكم إل أن يقاتلكم بعد
أن تأسروه أو يكون من قتلة إخواننا بالطف رحة ال عليهم فإن هذه كانت سية أمي الؤمني
علي بن أب طالب ف أهل هذه الدعوة ودارت رحى الرب بينهم وبي جيوش عبيد ال بن
زياد واستشهد ف العركة سليمان بن صرد بعد أن قتل من القوم مقتلة عظيمة وقتل أيضا من
رءوس أصحابه السيب بن نبة وعبد ال بن سعد بن نفيل وعبد ال بن وال فلما رأى من بقي
من التوابي أن ل طاقة لم بن بإزائهم من أهل الشأم انازوا عنهم وارتلوا وعليهم
رفاعة بن شداد البجلي وكان ذلك ف ربيع الخر سنة ه خطبة عبد اللك بن مروان وأتى عبد
اللك بن مروان ببشارة الفتح فصعد النب فحمد ال وأثن عليه ث قال أما بعد فإن ال قد أهلك
من رءوس أهل العراق ملقح فتنة ورأس ضللة سليمان بن صرد أل وإن السيوف تركت رأس
السيب بن نبة خذاريف أل وقد قتل من رءوسهم رأسي عظيمي ضالي مضلي عبد ال بن
سعد أخا الزد وعبد ال بن وال أخا بكر بن وائل فلم يبق بعد هؤلء أحد عنده دفاع ول
امتناع
طلب الختار بن أب عبيد الثقفي بدم السي رضي ال عنه خطبته حي قدم
الكوفة وقدم الختار بن أب عبيد الثقفي الكوفة ف النصف من رمضان سنة ه فأتاه بعض
الشيعة ليل فساءلم عن أمر الناس وعن حال الشيعة فقالوا له إن الشيعة قد اجتمعت لسليمان
بن صرد الزاعي وإنه لن يلبث إل يسيا حت يرج فحمد ال وأثن عليه وصلى على النب ث
قال
261
جهرة خطب العرب
أما بعد فإن الهدي بن الوصي ممد بن علي بعثن إليكم أمينا ووزيرا ومنتجبا
وأميا وأمرن بقتال اللحدين والطلب بدماء أهل بيته والدفع عن الضعفاء واقبل يبعث إل
الشيعة فيقول لم إن قد جئتكم من قبل ول المر ومعدن الفضل ووصي الوصي والمام
الهدي بأمر فيه الشفاء وكشف الغطاء وقتل العداء وتام النعماء إن سليمان بن صرد يرحنا
ال وإياه إنا هو عشمة من العشم وحفش بال ليس بذي تربة للمور ول له علم بالروب إنا
يريد أن يرجكم فيقتل نفسه ويقتلكم إن إنا أعمل على مثال قد مثل ل وأمر قد بي ل فيه
عز وليكم وقتل عدوكم وشفاء صدوركم فاسعوا من قول وأطيعوا أمري ث أبشروا وتباشروا
فإن لكم بكل ما تأملون خي زعيم فما زال بذا القول ونوه حت استمال طائفة من الشيعة
وعظمهم يومئذ مع سليمان بن صرد فلما خرج ابن صرد نو الزيرة خاف عبد ال بن يزيد
النصارى أمي الكوفة من قبل ابن الزبي أن يثب الختار عليه فزجه ف السجن ما كان يردده
على زائريه ف سجنه وكان يردد على زائريه ف سجنه هذا القول أما ورب البحار والنخيل
والشجار والهامة والقفار واللئكة البرار
والصطفي الخيار لقتلن كل جبار بكل لدن خطار ومهند بتار ف جوع من
النصار ليسوا بيل أغمار ول بعزل أشرار حت إذا أقمت عمود الدين ورأيت شعب صدع
السلمي وشفيت غليل صدور الؤمني وأدركت بثأر النبيي ل يكب على زوال الدنيا ول
أحفل بالوت إذا أتى ث خلى عبد ال بن يزيد سبيله بشفاعة عبد ال بن عمر فيه واختلفت إليه
الشيعة بعد خروجه من السجن واجتمعت عليه واتفق رأيها علي الرضا به ول يزل أصحابه
يكثرون وأمره يقوى ويشتد حت عزل ابن الزبي عبد ال بن يزيد عن الكوفة وول عليها عبد
ال بن مطيع العدوى خطبة عبد ال بن مطيع العدوى حي قدم الكوفة وقدم عبد ال بن مطيع
العدوى الكوفة لمس بقي من رمضان سنة فصعد النب فحمد ال وأثن عليه وقال أما بعد
فإن أمي الؤمني عبد ال بن الزبي بعثن على مصركم وثغوركم وأمرن بباية فيئكم وأن ل
أحل فضل فيئكم عنكم إل برضا منكم ووصية عمر بن الطاب الت أوصى با عند وفاته
262
جهرة خطب العرب
وبسية عثمان بن عفان الت سار با ف السلمي فاتقوا ال واستقيموا ول تتلفوا وخذوا على
أيدي سفهائكم وإل تفعلوا
فلوموا أنفسكم ول تلومون فوال لوقعن بالسقيم العاصي ولقيمن دارأ الصعر
الرتاب رد السائب بن مالك الشعرى عليه فقام إليه السائب بن مالك الشعري وهو من
رءوس أصحاب الختار فقال أما أمر ابن الزبي إياك أل تمل فضل فيئنا عنا إل برضانا فإنا
نشهدك أنا ل نرضى أن تمل فضل فيئنا عنا وأن ل يقسم إل فينا وأن ل يسار فينا إل بسية
علي بن أب طالب الت سار با ف بلدنا هذه حت هلك رحة ال عليه ول حاجة لنا ف سية
عثمان ف فيئنا ول ف أنفسنا فإنا إنا كانت أثرة وهوى ول ف سية عمر بن الطاب ف فيئنا
وإن كانت أهون السيتي علينا ضرا وقد كان ل يألو الناس خيا فقال يزيد بن أنس السدى
صدق السائب بن مالك وبر رأينا مثل رأيه وقولنا مثل قوله فقال ابن مطيع نسي فيكم بكل
سية أحببتموها وهويتموها ث نزل فقال يزيد بن أنس ذهبت بفضلها يا سائب ل يعدمك
السلمون
خطبة عبد الرحن بن شريح وبعث الختار إل أصحابه فأخذ يمعهم ف الدور
حوله وأراد أن يثب بالكوفة ف الحرم فجاء رجل منهم يقال له عبد الرحن بن شريح فلقي
جاعة من إخوانه واجتمعوا ف منل أحدهم فحمد ال وأثن عليه ث قال أما بعد فإن الختار
يريد أن يرج بنا وقد بايعناه ول ندري أرسله إلينا ابن النفية أم ل فانضوا بنا إل ابن النفية
فلنخبه با قدم علينا به وبا دعانا إليه فإن رخص لنا ف اتباعه اتبعناه وإن نانا عنه اجتنبناه
فوال ما ينبغي أن يكون شيء من أمر الدنيا آثر عندنا من سلمة ديننا فقالوا له أرشدك ال فقد
أصبت ووفقت اخرج بنا إذا شئت فأجع رأيهم على أن يرجوا إليه فلما قدموا عليه بدأ عبد
الرحن بن شريح فتكلم خطبة أخرى له فحمد ال وأثن عليه ث قال أما بعد فإنكم أهل بيت
خصكم ال بالفضيلة وشرفكم بالنبوة وعظم حقكم علي هذه المة فل يهل حقكم على هذه
المة فل يهل حقكم إل مغبون الرأي مسوس النصيب قد أصبتم بسي رحة ال عليه
263
جهرة خطب العرب
عظمت مصيبة ما قد خصكم با فقد عم با السلمون وقد قدم علينا الختار بن أب عبيد يزعم
لنا أنه قد جاءنا من تلقائكم وقد دعانا إل كتاب ال وسنة نبيه والطلب بدماء أهل البيت
والدفع عن الضعفاء فبايعناه على ذلك ث إنا رأينا أن نأتيك فنذكر لك ما دعانا إليه وندبنا له
فإن أمرتنا باتباعه اتبعناه وإن نيتنا عنه اجتنبناه
ث تكلموا واحدا واحدا بنحو ما تكلم به صاحبهم وهو يسمع حت إذا فرغوا
خطبة ممد بن النفية حد ال وأثن عليه وصلى على النب ث قال أما بعد فأما ما ذكرت ما
خصصنا ال به من فضل فإن ال يؤتيه من يشاء وال ذو الفضل العظيم فلله المد وأما ما
ذكرت من مصيبتنا بسي فإن ذلك كان ف الذكر الكيم وهي ملحمة كتبت عليه وكرامة
أهداها ال له رفع با كان منها درجات قوم عنده ووضع با آخرين وكان أمر ال مفعول
وكان أمر ال قدرا مقدورا وأما ما ذكرت من دعاء من دعاكم إل الطلب بدمائنا فوال لوددت
أن ال انتصر لنا من عدونا بن شاء من خلقه أقول قول هذا وأستغفر ال ل ولكم فخرجوا
من عنده وهم يقولون قد أذن لنا قد قال لوددت أن ال انتصر لنا من عدونا بن شاء من خلقه
ولو كره لقال ل تفعلوا خطبة الختار وبلغ الختار مرجهم فشق ذلك عليه وخشي أن يأتوه
بأمر يذل الشيعة عنه فكان يقول إن نفيا منكم ارتابوا وتيوا وخابوا فإن هم أصابوا أقبلوا
وأنابوا وإن هم
كبوا وهابوا واعترضوا وانابوا فقد ثبوا وحابوا وأقبل القوم فدخلوا على الختار
فقال لم ما وراءكم قد فتنتم وارتبتم فقالوا له قد أمرنا بنصرتك فقال ال أكب أنا أبو إسحق
اجعوا إل الشيعة فجمع له منهم من كان منه قريبا فقال يا معشر الشيعة إن نفرا منكم أحبوا
أن يعلموا مصداق ما جئت به فرحلوا إل إمام الدى والنجيب الرتضي ابن خي من طشي
ومشي حاشا النب الجتب فسألوه عما قدمت به عليكم فنبأهم أن وزيره وظهيه ورسوله
وخليله وأمركم باتباعي وطاعت فيما دعوتكم إليه من قتال الحلي والطلب بدماء أهل بي
نبيكم الصطفي خطبة عبد الرحن بن شريح فقام عبد الرحن بن شريح فحمد ال وأثن عليه
264
جهرة خطب العرب
ث قال أما بعد يا معشر الشيعة فإنا قد كنا أحببنا أن نستثبت لنفسنا خاصة ولميع إخواننا
عامة فقدمنا علي الهدى بن علي فسألناه عن حربنا هذه وعما دعانا إليه الختار فيها فأمرنا
بظاهرته وموازرته وإجابته إل ما دعانا إليه فأقبلنا طيبة أنفسنا
منشرحة صدورنا قد أذهب ال منها الشك والغل والريب واستقامت لنا بصيتنا
ف قتالنا عدونا فليبلغ ذلك شاهدكم غائبكم واستعدوا وتأهبوا ث جلس وقاموا رجل فرجل
فتكلموا بنحو من كلمه فاستجمعت له الشيعة وحدبت عليه خطبة الختار ف دار إبراهيم بن
الشتر ومضى الختار ف بضعة عشر رجل من وجوه أصحابه إل دار إبراهيم بن الشتر يدعوه
أن يناصره فاستأذن عليه فأذن له وألقى لصحابه وسائد فجلسوا عليها وجلس الختار معه
على فراشه فقال الختار المد ل وأشهد أن ل إله إل ال و أما بعد فإن هذا كتاب إليك من
الهدي ممد بن أمي الؤمني الوصي وهو خي أهل الرض اليوم وابن خي أهل الرض كلها
قبل اليوم بعد أنبياء ال ورسله وهو يسألك أن تنصرنا وتوازرنا فإن فعلت اغتبطت وإن ل
تفعل فهذا الكتاب حجة عليك وسيغن ال الهدي ممدا وأولياءه عنك فبايعه إبراهيم
وجعل الختار وأصحابه يديرون أمورهم حت اجتمع رأيهم على أن يرجوا ليلة
الميس لربع عشرة من ربيع الول سنة فثاروا بالكوفة ونشب القتال بينهم وبي جند ابن
مطيع خطبة يزيد بن أنس السدى ولا حلت خيل ابن مطيع على أصحاب الختار خطبهم
يزيد بن أنس السدي مرضا فقال يا معشر الشيعة قد كنتم تقتلون وتقطع أيديكم وأرجلكم
وتسمل أعينكم وترفعون على جذوع النخل ف حب أهل بيت نبيكم وأنتم مقيمون ف بيوتكم
وطاعة عدوكم فما ظنكم بؤلء القوم إن ظهروا عليكم اليوم إذن وال ل يدعون منكم عينا
تطرف وليقتلنكم صبا ولترون منهم ف أولدكم وأزواجكم وأموالكم ما الوت خي منه وال
ل ينجيكم منه إل الصدق والصب والطعن الصائب ف أعينهم والضرب الدراك على هامهم
فتيسروا للشدة وتيئوا للحملة فإذا حركت رايت مرتي فاحلوا خطبة عبد ال بن مطيع وحل
265
جهرة خطب العرب
أصحاب الختار على جند ابن مطيع فكشفوهم وهزموهم فخرج ابن مطيع فقام ف الناس
فحمد ال وأثن عليه ث قال
أيها الناس إن من أعجب العجب عجزكم عن عصبة منكم قليل عددها خبيث
دينها ضالة مضلة اخرجوا إليهم فامنعوا منهم حريكم وقاتلوهم عن مصركم وامنعوا منهم
فيئكم وإل ليشاركنكم ف فيئكم من ل حق له فيه وال لقد بلغن أن فيهم خسمائة رجل من
مرريكم عليهم أمي منهم وإنا ذهاب عزكم وسلطانكم وتغي دينكم حي يكثرون ث نزل
تريض ابن الشتر أصحابه واستنفر ابن مطيع الناس لقتال الختار وصده وأقبل ابراهيم بن
الشتر ف أصحابه فقال لم قربوا خيولكم بعضها إل بعض ث امشوا إليهم مصلتي السيوف
ول يهولنكم أن يقال جاءكم شبث بن ربعي وآل عتيبة بن النهاس وآل الشعث وآل يزيد بن
الارث وآل فلن فسمي بيوتات من بيوتات أهل الكوفة ث قال إن هؤلء لو قد وجدوا بم
حر السيوف قد انصفقوا عن ابن مطيع انصفاق العزي عن الذئب ث قال لصحابه شدوا
عليهم فدا لكم عمي وخال فما لبثهم أن هزمهم فركب بعضهم بعضا ومضي بأصحابه ف
آثارهم حت دخلوا السوق والسجد وحصروا ابن مطيع ثلثا خطبة ابن مطيع وهو مصور
فلما اشتد الصار علي ابن مطيع وأصحابه أشار عليه شبث بن ربعي أن يرج من القصر ل
يشعر به أحد حت ينل منل بالكوفة عند من يستنصحه ويثق به ول يعلم بكانه إل أن يرج
فيلحق بصاحبه ابن الزبي
وف مساء اليوم الثالث دعا ابن مطيع أصحابه فذكر ال با هو أهله وصلى على
نبيه وقال أما بعد فقد علمت الذين صنعوا هذا منكم من هم وقد علمت إنا هم أراذلكم
وسفهاؤكم وطغامكم وأخساؤكم ما عدا الرجل أو الرجلي وأن أشرافكم وأهل الفضل منكم
ل يزالوا سامعي مطيعي مناصحي وأنا مبلغ ذلك صاحب ومعلمه طاعتكم وجهادكم عدوه
حت كان ال الغالب على أمره وقد كان من رأيكم وما أشرت به على ما قد علمتم وقد رأيت
أن أخرج الساعة فقال له شبث جزاك ال من أمي خيا فقد وال عففت عن أموالنا وأكرمت
266
جهرة خطب العرب
أشرافنا ونصحت لصاحبك وقضيت الذي عليك وال ما كنا لنفارقك أبدا إل ونن منك ف
إذن فقال جزاكم ال خيا ث خرج وخلي القصر وفتح أصحابه الباب فقالوا يا بن الشتر
آمنون نن قال أنتم آمنون فخرجوا فبايعوا الختار خطبة الختار بعد هرب ابن مطيع وجاء
الختار حت دخل القصر فبات به وأصبح أشراف الناس ف السجد وعلى باب القصر وخرج
الختار فصعد النب فحمد ال وأثن عليه فقال أحد ل الذي وعد وليه النصر وعدوه السر
وجعله فيه إل آخر الدهر وعدا مفعول وقضاء مقضيا وقد خاب من افترى أيها الناس إنه
رفعت لنا راية ومدت لنا غاية فقيل لنا ف الراية أن ارفعوها ول تضعوها وف الغاية أن اجروا
إليها ول تعدوها فسمعنا دعوة الداعي ومقالة الواعي فكم من ناعى وناعية لقتلي
ف الواعية وبعدا لن طغى وأدبر وعصى وكذب وتول أل فأدخلوا أيها الناس
فبايعوا بيعة هدى فل والذي جعل السماء سقفا مكفوفا والرض فجاجا سبل ما بايعتم بعد
بيعة علي بن أب طالب وآل علي أهدى منها ث نزل ودخل عليه أشراف الناس فبسط يده
وابتدره الناس فبايعوه وجعل يقول تبايعونن على كتاب ال وسنة نبيه والطلب بدماء أهل
البيت وجهاد الحلي والدفع عن الضعفاء وقتال من قاتلنا وسلم من سالنا والوفاء ببيعتنا ل
نقيلكم ول نستقيلكم فإذا قال الرجل نعم بايعه ث وثب الختار بن كان بالكوفة من قتلة
السي رضي ال عنه والشايعي على قتله فقتل من قدر عليه منهم وهرب من الكوفة بعضهم
فلم يقدر عليه وكان من قتلهم عمر بن سعد بن أب وقاص وابنه وبعث برأسيهما إل ممد بن
النفية خطبة الختار وقد استنصره ابن النفية ولا كتب ممد بن النفية رضي ال عنه إل
الختار يعلمه با ناله هو ومن معه من ابن الزبي من سجنهم وتوعدهم بالقتل والتحريق بالنار
إن ل يبايعوا له نادى الختار ف الناس وقرأ عليهم الكتاب وقال
هذا كتاب مهديكم وصريح أهل بيت نبيكم وقد تركوا مظورا عليهم كما يظر
علي الغنم ينتظرون القتل والتحريق بالنار ف آناء الليل وتارات النهار ولست أبا إسحاق إن ل
267
جهرة خطب العرب
أنصرهم نصرا مؤزرا وإن ل أسرب إليهم اليل ف إثر اليل كالسيل يتلوه السيل حت يل بابن
الكاهلية الويل
خطبته وقد شيع ابن الشتر لقتال عبيد ال بن زياد وخرج يشيع إبراهيم بن الشتر
حي شخص لقتال عبيد ال بن زياد فقال للناس
إن استقمتم فبنصر ال وإن حصتم حيصة فإن أجد ف مكم الكتاب وف اليقي
والصواب أن ال مؤيدكم بلئكة غضاب تأت ف صور المام دوين السحاب خطبته وقد سار
إليه مصعب بن الزبي ولا بلغ الختار مسي مصعب بن الزبي إليه من البصرة قام ف أصحابه
فحمد ال وأثن عليه ث قال يأهل الكوفة يأهل الدين وأعوان الق وأنصار الضعيف وشيعة
الرسول وآل الرسول إن فراركم الذين بغوا عليكم أتوا أشباههم من الفاسقي فاستغووهم
عليكم ليمصح الق وينتعش الباطل ويقتل أولياء ال وال لو تلكون ما عبد ال ف الرض إل
بالفري على ال واللعن لهل بيت نبيه
انتدبوا مع أحر بن شيط فإنكم لو قد لقيتموهم لقد قتلتموهم إن شاء ال قتل عاد
وإرم وتزاحف الندان وانزم أصحاب الختار وقتل ف رمضان سنة
خطبة ممد بن النفية يرد على عبد ال بن الزبي وقد تنقص المام خطب ابن
الزبي فنال من المام علي كرم ال وجهه فبلغ ذلك ابنه ممد ابن النفية رضي ال عنه فأقبل
حت وضع له كرسي قدامه فعله وقال يا معشر قريش شاهت الوجوه أينتقص علي وأنتم
حضور إن عليا كان سهما صادقا أحد مرامي ال على أعدائه يقتلهم لكفرهم ويهوعهم
مآكلهم فثقل عليهم فرموه بصرفة الباطيل وإنا معشر له على نج من أمره بنو السبة من
النصار فإن تكن لنا اليام دولة ننثر عظامهم ونسر
عن أجسادهم والبدان يومئذ بالية وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون فعاد
ابن الزبي إل خطبته وقال عذرت بن الفواطم يتكلمون فما بال بن النفية فقال ممد يا بن أم
رومان ومال ل أتكلم أليست فاطمة بنت ممد حليلة أب وأم إخوت أو ليست فاطمة بنت
268
جهرة خطب العرب
أسد بن هاشم جدت أو ليست فاطمة بنت عمرو بن عائذ جدة أب أما وال لول خدية بنت
خويلد ما تركت ف بن أسد عظما إل هشمته وإن نالتن فيه الصائب صبت عبد ال بن
عباس ومعاوية ودخل عبد ال بن عباس على معاوية وعنده وجوه قريش فلما سلم وجلس قال
له معاوية إن أريد أن أسألك عن مسائل قال سل عما بدا لك قال ما تقول ف أب بكر قال
رحم ال أبا بكر كان وال للقرآن تاليا وعن النكر ناهيا وبذنبه عارفا ومن ال خائفا وعن
الشبهات زاجرا وبالعروف آمرا وبالليل قائما وبالنهار صائما فاق أصحابه ورعا وكفافا
وسادهم زهدا وعفافا فغضب ال على من أبغضه وطعن عليه قال معاوية إيها يا بن عباس فما
تقول ف عمر بن الطاب قال رحم ال أبا حفص عمر كان وال حليف السلم
ومأوي اليتام ومنتهى الحسان ومل اليان وكهف الضعفاء ومعقل النفاء قام
بق ال عز وجل صابرا متسبا حت أوضح الدين وفتح البلد وأمن العباد فأعقب ال على من
ينقصه اللعنة إل يوم الدين قال فما تقول ف عثمان قال رحم ال أبا عمرو كان وال أكرم
العدة وأفضل البرة هجادا بالسحار كثي الدموع عند ذكر النار ناضا عند كل مكرمة
سباقا إل كل منحة حييا أبيا وفيا صاحب جيش العسرة وخت رسول ال وآله فأعقب ال
على من يلعنه لعنة اللعني إل يوم الدين قال فما تقول ف علي قال رضي ال عن أب السن
كان وال علم الدى وكهف التقى وممل الجا وبر الندى وطود النهى وكهف العل للورى
داعيا إل الحجة متمسكا بالعروة الوثقى خي من آمن واتقى وأفضل من تقمص وارتدى وأبر
من انتعل وسعى وأفصح من تنفس وقرا وأكثر من شهد النجوى سوى النبياء والنب الصطفي
صاحب القبلتي فهل يوازيه أحد وأبو السبطي فهل يقارنه بشر وزوج خي النسوان فهل يفوقه
قاطن بلد للسود قتال وف الروب ختال ل تر عين مثله ولن ترى فعلى من انتقصه
لعنة ال والعباد إل يوم التناد قال إيها يا بن عباس لقد أكثرت ف ابن عمك قال
فما تقول ف أبيك العباس قال رحم ال العباس أبا الفضل كان صنو نب ال وقرة عي صفي
ال سيد العمام له أخلق آبائه الجواد وأحلم أجداده الماد تباعدت السباب ف فضيلته
269
جهرة خطب العرب
صاحب البيت والسقاية والشاعر والتلوة ول ل يكون كذلك وقد ساسه أكرم من دب فقال
معاوية يا بن عباس أنا أعلم أنك كلمان أهل بيتك قال ول ل أكون كذلك وقد قال رسول
ال اللهم فقهه ف الدين وعلمه التأويل ث قال ابن عباس بعد هذا الكلم يا معاوية إن ال جل
ثناؤه وتقدست أساؤه خص ممدا بصحابة آثروه على النفس والموال وبذلوا النفوس دونه
ف كل حال ووصفهم ال ف كتابه فقال رحاء بينهم تراهم ركعا سجدا يبتغون فضل من ال
ورضوانا سيماهم ف وجوههم من أثر السجود قاموا بعال الدين وناصحوا الجتهاد للمسلمي
حت تذبت طرقه وقويت أسبابه وظهرت آلء ال واستقر دينه ووضحت أعلمه وأذل ال بم
الشرك وأزال روحه وما دعائمه وصارت كلمة ال هي العليا وكلمة الذين كفروا السفلى
فصلوات ال ورحته وبركاته على تلك النفوس الزاكية والرواح الطاهرة العالية فقد كانوا ف
الياة ل أولياء وكانوا بعد الوت أحياء أصحاء رحلوا إل الخرة قبل أن يصلوا إليها وخرجوا
من الدنيا وهم بعد فيها فقطع عليه معاوية الكلم وقال إيها ابن عباس حديثا ف غي هذا
عبد ال بن عباس ومعاوية أيضا اجتمعت قريش الشام والجاز عند معاوية وفيهم
عبد ال بن عباس وكان جريئا على معاوية حقارا له فبلغه عنه بعض ما غمه فقال معاوية مقال
معاوية رحم ال أبا سفيان والعباس كانا صفيي دون الناس فحفظت اليت ف الي والي ف
اليت استعملك علي يا بن عباس علي البصرة واستعمل عبيد ال أخاك على اليمن واستعمل
أخاك علي الدينة فلما كان من المر ما كان هنأتكم ما ف أيديكم ول أكشفكم عما وعت
غرائركم وقلت آخذ اليوم وأعطي غدا مثله وعلمت أن بدء اللؤم يضر بعاقبة الكرم ولو شئت
لخذت بلقيمكم وقيأتكم ما أكلتم ل يزال يبلغن عنكم ما تبك له البل وذنوبكم إلينا أكثر
من ذنوبنا إليكم خذلتم عثمان بالدينة وقتلتم أنصاره يوم المل وحاربتمون بصفي ولعمري
لبنو تيم وعدي أعظم ذنوبا منا إليكم إذ صرفوا عنكم هذا المر وسنوا فيكم هذه السنة فحت
مت أغضي الفون على القذى وأسحب الذيول على الذى وأقول لعل ال وعسى ما تقول يا
بن عباس
270
جهرة خطب العرب
مقال ابن عباس فتكلم ابن عباس فقال رحم ال أبانا وأباك كانا صفيي متفاوضي
ل يكن لب من مال إل ما فضل لبيك وكان أبوك كذلك لب ولكن من هنأ أباك بإخاء أب
أكثر من هنأ أب بإخاء أبيك نصر أب أباك ف الاهلية وحقن دمه ف السلم وأما استعمال
علي إيانا فلنفسه دون هواه وقد استعملت أنت رجال لواك ل لنفسك منهم ابن الضرمى
علي البصرة فقتل وبسر بن أرطاة على اليمن فخان وحبيب بن مرة على الجاز فرد والضحاك
بن قيس الفهرى على الكوفة فحصب ولو طلبت ما عندنا وقينا أعراضنا وليس الذي يبلغك
عنا بأعظم من الذي يبلغنا عنك ولو وضع أصغر ذنوبكم إلينا على مائة حسنة لحقها ولو
وضع أدن عذرنا إليكم على مائة سيئة لسها وأما خذلنا عثمان فلو لزمنا نصره لنصرناه وأما
قتلنا أنصاره يوم المل فعلى خروجهم ما دخلوا فيه وأما حربنا إياك بصفي فعلى تركك الق
وادعائك الباطل وإما إغراؤك إيانا بتيم وعدى فلو اردناها ما غلبونا عليها وسكت عبد ال بن
عباس ومعاوية أيضا مقال معاوية لبن عباس أقبل معاوية يوما على ابن عباس فقال لو وليتمونا
ما أتيتم إلينا ما أتينا إليكم من الترحيب والتقريب وإعطائكم الزيل وإكرامكم على القليل
وصبي على ما صبت عليه منكم إن ل أريد أمرا إل أظمأت
صدره ول آت معروفا إل صغرت خطره وأعطيكم العطية فيها قضاء حقوقكم
فتأخذونا متكارهي عليها تقولون قد نقص الق دون المل فأي أمل بعد ألف ألف أعطيها
الرجل منكم ث أكون أسر بإعطائها منه بأخذها وال لئن اندعت لكم ف مال وذللت لكم ف
عرضي أرى انداعي كرما وذل حلما ولو وليتمونا رضينا منكم بالنتصاف ول نسألكم
أموالكم لعلمنا بالكم وحالنا ويكون أبغضها إلينا أحبها إليكم أن نعفيكم مقال ابن عباس
فقال ابن عباس لو ولينا أحسنا الواساة وامتننا بالثرة ث ل نغشم الي ول نشتم اليت فلستم
بأجود منا أكفا ول أكرم أنفسا ول أصون لعراض الروءة ونن وال أعطي للخرة منكم
للدنيا وأعطي ف الق منكم ف الباطل وأعطي على التقوى منكم على الوى والقسم بالسوية
والعدل ف الرعية يأتيان على الن والمل ما أرضاكم منا بالكفاف فلو رضيتم منا ل نرض
271
جهرة خطب العرب
بأنفسنا به لكم والكفاف رضا من ل حق له فل تبخلونا حت تسألونا ول تلفظونا حت
تذوقونا
عبد ال بن عباس ومعاوية أيضا مقال معاوية لبن هاشم اجتمع بنو هاشم عند
معاوية فأقبل عليهم فقال يا بن هاشم وال إن خيي لكم لمنوح وإن باب لكم لفتوح فل
يقطع خيي عنكم علة ول يوصد باب دونكم مسألة ولا نظرت ف أمري وأمركم رأيت أمرا
متلفا إنكم لترون أنكم أحق با ف يدي من وإذا أعطيتكم عطية فيها قضاء حقكم قلتم أعطانا
دون حقنا وقصر بنا عن قدرنا فصرت كالسلوب والسلوب ل حد له وهذا مع إنصاف
قائلكم وإسعاف سائلكم مقال ابن عباس فأقبل عليه ابن عباس فقال وال ما منحتنا شيئا حت
سألناه ول فتحت لنا بابا حت قرعناه ولئن قطعت عنا خيك ل أوسع منك ولئن أغلقت دوننا
بابك لنكفن أنفسنا عنك وأما هذا الال فليس لك منه إل ما لرجل من السلمي ولنا ف كتاب
ال حقان حق ف الغنيمة وحق ف الفيء فالغنيمة ما غلبنا عليه والفيء ما اجتبيناه ولول حقنا
ف هذا الال ل يأتك منا زائرا يمله خف ول حافر أكفاك أم أزيدك قال كفان فإنك ل تعز
ول تشج
عبد ال بن عباس ومعاوية أيضا مقال معاوية وقال يوما معاوية وعنده ابن عباس
إذا جاءت بنو هاشم بقديها وحديثها وجاءت بنو أمية بأحلمها وسياستها وبنو أسد بن عبد
العزى بوافدها ودياتا وبنو عبد الدار بجابتها ولوائها وبنو مزوم بأموالا وأفعالا وبنو تيم
بصديقها وجوادها وبنو عدي بفاروقها ومتفكرها وبنو سهم بآرائها ودهائها وبنو جح
بشرفها وأنوفها وبنو عامر بن لؤى بفارسها وقريعها فمن ذا يمل مضمارها ويري إل غايتها
ما تقول يا بن عباس
مقال ابن عباس قال أقول ليس حى يفخرون بأمر إل وإل جنبهم من يشركهم إل
قريشا فإنم يفخرون بالنبوة الت ل يشاركون فيها ول يساوون با ول يدفعون عنها وأشهد أن
ال ل يعل ممدا من قريش إل وقريش خي البية ول يعله ف بن عبد الطلب إل وهم خي
272
جهرة خطب العرب
بن هاشم يريد أن يفخر عليكم إل با تفخرون به إن بنا فتح المر وبنا يتم ولك ملك معجل
ولنا ملك مؤجل فإن يكن ملككم قبل ملكنا فليس بعد ملكنا ملك لنا أهل العاقبة والعاقبة
للمتقي عبد ال بن عباس ومعاوية أيضا لا بلغ معاوية نعي السن بن علي رضي ال عنه أظهر
الفرح والسرور حت سجد وسجد من كان معه فبلغ ذلك عبد ال بن عباس وكان بالشام
يومئذ فدخل على معاوية فلما جلس قال معاوية يا بن عباس هلك السن بن علي ول يظهر
حزنا فقال ابن عباس نعم هلك إنا ل وإنا إليه راجعون ترجيعا مكررا وقد بلغن الذي أظهرت
من الفرح والسرور لوفاته أما وال ما سد جسده حفرتك ول زاد نقصان أجله ف عمرك ولقد
مات وهو خي منك ولئن أصبنا به لقد أصبنا بن كان خيا منه جده رسول ال فجب ال
مصيبته وخلف علينا من بعده أحسن اللفة فقال له معاوية كم كانت سنه قال مولده أشهر
من أن تتعرف سنه قال أحسبه ترك أولدا صغارا قال كلنا كان صغيا فكب ولئن اختار ال
لب ممد
ما عنده وقبضه إل رحته لقد أبقي ال أبا عبد ال يعن السي وف مثله اللف
الصال ث شهق وبكي وبكى من حضر ف الجلس وبكى معاوية عبد ال بن عباس وعتبة بن
أب سفيان قال عتبة بن أب سفيان لبن عباس ما منع أمي الؤمني أن يبعثك مكان أب موسى
يوم الكمي قال منعه وال من ذلك حاجز القدر وقصر الدة ومنة البتلء أما وال لو بعثن
مكانه لعترضت له ف مدارج نفسه ناقضا لا أبرم ومبما لا نقض أسف إذا طار وأطي إذا
أسف ولكن مضى قدر وبقي أسف ومع يومنا غد والخرة خي لمي الؤمني من الول
ماصمة بي عبد ال بن عباس وبي معاوية وأصحابه قال ابن أب الديد روى
الدائن قال وفد عبد ال بن عباس على معاوية مرة فقال معاوية لبنه يزيد ولزياد بن سية
وعتبة بن أب سفيان ومروان بن الكم وعمرو بن العاص والغية بن شعبة وسعيد بن العاص
وعبد الرحن بن أم الكم إنه قد طال العهد بعبد ال بن عباس وما كان شجر بيننا وبينه وبي
ابن عمه ولقد كان نصبه للتحكيم فدفع عنه فحركوه على الكلم لنبلغ حقيقة صفته ونقف
273
جهرة خطب العرب
على كنه معرفته ونعرف ما صرف عنا من شبا حده ووورى عنا من دهاء رأيه فربا وصف
الرء بغي ما هو فيه وأعطى من النعت والسم مال يستحقه ث أرسل إل عبد ال بن عباس
فلما دخل واستقر به الجلس ابتدأه ابن أب سفيان فقال يا بن عباس ما منع عليا أن يوجه بك
حكما جواب ابن عباس فقال أما وال لو فعل لقرن عمرا بصعبة من البل يوجع كتفه مراسها
ولذهلت عقله وأجرضته بريقه وقدحت ف سويداء قلبه فلم يبم أمرا
ول ينفض ترابا إل كنت منه برأى ومسمع فإن نكثه أرمت قواه وإن أرمه فصمت
عراه بغرب مقول ل يفل حده وأصالة رأي كمتاح الجل ل وزر منه أصدع به أديه وأفل به
شبا حده وأشحذ به عزائم العتن وأزيح به شبه الشاكي مقال عمرو بن العاص فقال عمرو بن
العاص هذا وال يا أمي الؤمني نوم أول الشر وأفول آخر الي وف حسمه قطع مادته فبادره
بالملة وانتهز منه الفرصة واردع بالتنكيل به غيه وشرد به من خلفه جواب ابن عباس فقال
ابن عباس يا بن النابغة ضل وال عقلك وسفه حلمك ونطق الشيطان على لسانك هل توليت
ذلك بنفسك يوم صفي حي دعيت نزال وتكافح البطال وكثرت الراح وتقصفت الرماح
وبرزت إل أمي الؤمني مصاول فأنكفأ نوك بالسيف حامل فلما رأيت الكواثر من الوت
أعددت حيلة السلمة
قبل لقائه والنكفاء عنه بعد إجابة دعائه فمنحته رجاء النجاة عورتك وكشفت له
خوف بأسه سوءتك حذرا أن يصطلمك بسطوته أو يلتهمك بملته ث أشرت على معاوية
كالناصح له ببارزته وحسنت له التعرض لكافحته رجاء أن تكتفي مئونته وتعدم صورته فعلم
غل صدرك وما اننت عليه من النفاق أضلعك وعرف مقر سهمك ف غرضك فاكفف غرب
لسانك واقمع عوراء لفظك فإنك بي أسد خادر وبر زاخر إن تبزت للسد افترسك وإن
عمت ف البحر قمسك مقال مروان بن الكم فقال مروان بن الكم يا بن عباس إنك
لتصرف بنابك وتورى نارك كأنك ترجو الغلبة وتؤمل العاقبة ولول حلم أمي الؤمني عنكم
274
جهرة خطب العرب
لتناولكم بأقصر أنامله فأوردكم منهل بعيدا صدره ولعمري لئن سطا بكم ليأخذن بعض حقه
منكم ولئن عفا عن جرائركم لقديا ما نسب إل ذلك
جواب ابن عباس فقال ابن عباس وإنك لتقول ذلك يا عدو ال وطريد رسول ال
والباح دمه والداخل بي عثمان ورعيته با حلهم على قطع أوداجه وركوب أثباجه أما وال
لو طلب معاوية ثأره لخذك به ولو نظر ف أمر عثمان لوجدك أوله وآخره وأما قولك ل إنك
لتصرف بنابك وتورى نارك فسل معاوية
وعمرا يباك ليلة الرير كيف ثباتنا للمثلت واستخفافنا بالعضلت وصدق
جلدنا عند الصاولة وصبنا على اللواء والطاولة ومصافحتنا بباهنا السيوف الرهفة
ومباشرتنا بنحورنا حد السنة هل خنا عن كرائم تلك الواقف أم ل نبذل مهجنا للمتالف
وليس لك إذ ذاك فيها مقام ممود ول يوم مشهود ول أثر معدود وإنما شهدا ما لو شهدت
لقلقك فاربع على ظليعك ول تتعرض لا ليس لك فإنك كالغروز ف صفد ل يهبط برجل ول
يرقأ بيد مقال زياد فقال زياد يا بن عباس إن لعلم ما منع حسنا وحسينا من الوفود معك
على أمي الؤمني إل ما سولت لما أنفسهما وغرها به من هو عند البأساء يسلمهما واي ال
لو وليتهما لدأبا ف الرحلة إل أمي الؤمني أنفسهما ولقل بكانما لبثهما جواب ابن عباس
فقال ابن عباس إذن وال يقصر دونما باعك ويضيق بما ذراعك ولو رمت ذلك لوجدت من
دونما فئة صدقا صبا على البلء ل ييمون عن اللقاء
فلعركوك بكلكلهم ووطئوك بناسهم وأوجروك مشق رماحهم وشفار سيوفهم
ووخز أسنتهم حت تشهد بسوء ما أتيت وتتبي ضياع الزم فيما جنيت فحذار حذار من سوء
النية فإنا ترد المنية وتكون سببا لفساد هذين اليي بعد صلحهما وسعيا ف اختلفهما بعد
ائتلفهما حيث ل يضرها إبساسك ول يغن عنهما إيناسك مقال عبد الرحن بن أم الكم
قال عبد الرحن بن أم الكم ل در ابن ملجم فقد بلغ المل وأمن الوجل وأحد الشفرة وألن
الهرة وأدرك الثأر ونفي العار وفاز بالنلة العليا ورقى الدرجة القصوى جواب ابن عباس فقال
275
جهرة خطب العرب
ابن عباس أما وال لقد كرع كأس حتفه بيده وعجل ال إل النار بروحه ولو أبدي لمي
الؤمني صفحته لالطه الفحل القطم والسيف الذم وللعقه صابا وسقاه ساما وألقه بالوليد
وعتبة وحنظلة فكلهم كان أشد منه شكيمة
وأمضي عزية ففرى بالسيف هامهم ورملهم بدمائهم وقري الذئاب أشلءهم
وفرق بينهم وبي أحبائهم أولئك حصب جهنم هم لا واردون فهل تس منهم من أحد أو
تسمع لم ركزا ول غرو إن ختل ول وصمة إن قتل فإنا لكما قال دريد بن الصمة فإنا للحم
السيف غي مكره ونلحمه طورا وليس بذي نكر يغار علينا واترين فيشتفى بنا إن أصبنا أو نغي
على وتر مقال الغية بن شعبة فقال الغية بن شعبة أما وال لقد أشرت على علي بالنصيحة
فآثر رأيه ومضي على غلوائه فكانت العاقبة عليه ل له وإن لحسب أن خلفه يقتدون بنهجه
جواب ابن عباس فقال ابن عباس كان وال أمي الؤمني عليه السلم أعلم بوجوه الرأي
ومعاقد الزم وتصريف المور من أن يقبل مشورتك فيما ني ال عنه وعنف عليه قال سبحانه
وتعال
ل تد قوما يؤمنون بال واليوم الخر يوادون من حاد ال ورسوله ولو كانوا
آباءهم أو أبناءهم أو إخوانم أو عشيتم ولقد وقفك على ذكر مبي وآية متلوة قوله تعال
وما كنت متخذ الضلي عضدا وهل كان يسوغ له أن يكم ف دماء السلمي وفء الؤمني
من ليس بأمون عنده ول موثوق به ف نفسه هيهات هيهات هو أعلم بفرض ال وسنة رسوله
أن يبطن خلف ما يظهر إل للتفية ولت حي تقية مع وضوح الق وثبوت النان وكثرة
النصار يضي كالسيف الصلت ف أمر ال مؤثرا لطاعة ربه والتقوى على آراء أهل الدنيا
مقال يزيد بن معاوية فقال يزيد بن معاوية يا بن عباس إنك لتنطق بلسان طلق ينبئ عن مكنون
قلب حرق فاطو على ما أنت عليه كشحا فقد ما ضوء حقنا ظلمة باطلكم
جواب ابن عباس فقال ابن عباس مهل يزيد فوال ما صفت القلوب لكم منذ
تكدرت بالعداوة عليكم ول دنت بالحبة إليكم مذ نأت بالبغضاء عنكم ول رضيت اليوم
276
جهرة خطب العرب
منكم ما سخطت بالمس من أفعالكم وإن تدل اليام نستقض ما شذ عنا ونسترجع ما ابتز
منا كيل بكيل ووزنا بوزن وإن تكن الخرى فكفي بال وليا لنا ووكيل على العتدين علينا
مقال معاوية فقال معاوية إن ف نفسي منكم لزازات يا بن هاشم وإن لليق أن أدرك فيكم
الثأر وأنفي العار فإن دماءنا قبلكم وظلمتنا فيكم جواب ابن عباس فقال ابن عباس وال إن
رمت ذلك يا معاوية لتثين عليك أسدا مدرة وأفاعي مطرقة ل يفثؤها كثرة السلح ول
تعضها نكاية الراح يضعون أسيافهم علي عواتقهم
يضربون قدما قدما من ناوأهم يهون عليهم نباح الكلب وعواء الذئاب ل يفاتون
بوتر ول يسبقون إل كري ذكر وقد وطنوا علي الوت أنفسهم وست بم إل العلياء همهم
كما قالت الزدية قوم إذا شهدوا الياج فل ضرب ينهنههم ول زجر وكأنم آساد غينة قد
غرثت وبل متونا القطر فلتكونن منهم بيث أعددت ليلة الرير للهرب فرسك وكان أكب
هك سلمة حشاشة نفسك ولول طغام من أهل الشأم وقوك بأنفسهم وبذلوا دونك مهجهم
حت إذا ذاقوا وخز الشفار وأيقنوا بلول الدمار رفعوا الصاحف مستجيين با وعائذين
بعصمتها لكنت شلوا مطروحا بالعراء تسفي عليك رياحها ويعتورك ذئابا وما أقول هذا أريد
صرفك عن عزيتك ول إزالتك عن معقود نيتك لكن الرحم الت تعطف عليك والواصر الت
توجب صرف النصيحة إليك فقال معاوية ل درك يا بن عباس ما تكشف اليام منك إل عن
سيف صقيل ورأي أصيل وبال لو ل يلد هاشم غيك لا نقص عددهم ولو ل يكن لهلك
سواك لكان ال قد كثرهم ث نض فقام ابن عباس وانصرف
عبد ال بن عباس وعمرو بن العاص قام عمرو بن العاص ف موسم من مواسم
العرب فأطري معاوية بن أب سفيان وبن أمية وتناول بن هاشم وذكر مشاهده بصفي
واجتمعت قريش فأقبل عبد ال ابن عباس على عمرو فقال مقال ابن عباس يا عمرو إنك بعت
دينك من معاوية وأعطيته ما بيدك ومناك ما بيد غيه فكان الذي أخذ منك أكثر من الذي
أعطاك والذي أخذت منه دون الذي أعطيته وكل راض با أخذ وأعطى فلما صارت مصر ف
277
جهرة خطب العرب
يدك كدرها عليك بالعزل والتنغيص حت لو كانت نفسك ف يدك ألقيتها إليه وذكرت يومك
مع أب موسى
فل أراك فخرت إل بالغدر ول مننت إل بالفجور والغش وذكرت مشاهدك
بصفي فوال ما ثقلت علينا يومئذ وطأتك ول نكتنا فيها حربك ولقد كشفت فيها عورتك
وإن كنت فيها لطويل اللسان قصي السنان آخر اليل إذا أقبلت وأولا إذا أدبرت لك يدان يد
ل تبسطها إل خي وأخرى ل تقبضها عن شر ولسان غرور ووجهان وجه موحش ووجه
مؤنس ولعمري إن من باع دينه بدنيا غيه لرى أن يطول حزنه على ما باع واشترى لك بيان
وفيك خطل ولك رأى وفيك نكد ولك قدر وفيك حسد وأصغر عيب فيك أعظم عيب ف
غيك رد ابن العاص فأجابه عمرو بن العاص وال ما ف قريش أثقل على مسألة ول أمر جوابا
منك ولو استطعت أل أجيبك لفعلت غي أن ل أبع دين من معاوية ولكن بعث ال نفسي ول
أنس نصيب من الدنيا وأما ما أخذت من معاوية وأعطيته فإنه ل تعلم العوان المرة وأما ما أت
إل معاوية ف مصر فإن ذلك ل يغين له وأما خفة وطأتى عليكم بصفي فلما استثقلتم حيات
واستبطأت وفات وأما الب فقد علمت قريش أن أول من يبارز وآخر من ينازل وأما طول
لسان فإن كما قال هشام بن الوليد لعثمان ابن عفان رضي ال عنه
لسان طويل فاحترس من شذاته عليك وسيفي من لسان أطول وأما وجهاي
ولساناي فإن ألقي كل ذي قدر بقدره وأرمي كل نابح بجره فمن عرف قدره كفان نفسه
ومن جهل قدره كفيته نفسي ولعمري ما لحد من قريش مثل قدرك ما خل معاوية فما
ينفعن ذلك عندك وأنشأ عمرو يقول بن هاشم مال أراكم كأنكم ب اليوم جهال وليس بكم
جهل أل تعلموا أن جسور على الوغى سريع إل الداعي إذا كثر القتل وأول من يدعو نزال
طبيعة جبلت عليها والطباع هو البل وإن فصلت المر بعد اشتباهه بدومة إذا أعيا على
الكم الفصل وأن ل أعيا بأمر أريده وأن إذا عجت بكار كم فحل عبد ال بن عباس وعمرو
بن العاص أيضا حج عمرو بن العاص فمر بعبد ال بن عباس فحسده مكانه وما رأى من هيبة
278
جهرة خطب العرب
الناس له وموقعه من قلوبم فقال له يا بن عباس مالك إذا رأيتن وليتن القصرة وكان بي
عينيك دبرة وإذا كنت ف مل من الناس كنت
الوهاة المزة فقال ابن عباس لنك من اللئام الفجرة وقريش الكرام البرة ل
ينطقون بباطل جهلوه ول يكتمون حقا علموه وهم أعظم الناس أحلما وأرفع الناس أعلما
دخلت ف قريش ولست منها فأنت الساقط بي فراشي ل ف بن هاشم رحلك ول ف بن عبد
شس راحلتك فأنت الثيم الزنيم الضال الضل حلك معاوية على رقاب الناس فأنت تسطو
بلمه وتسمو بكرمه فقال عمرو أما وال إن لسرور بك فهل ينفعن عندك قال ابن عباس
حيث مال الق ملنا وحيث سلك قصدنا عمرو بن العاص وابن عباس قال عمرو بن العاص
لعبد ال بن عباس إن هذا المر الذي نن وأنتم فيه ليس بأول أمر قاده البلء وقد بلغ المر منا
ومنكم ما ترى وما أبقت لنا هذه الرب حياء ول صبا ولسنا نقول ليت الرب عادت ولكنا
نقول ليتها ل تكن كانت فانظر فيما بقي بغي ما مضى فإنك رأس هذا المر بعد علي وإنا هو
أمي مطاع ومأمور مطيع ومشاور مأمون وأنت هو مفاخرة عبد ال بن الزبي وعبد ال بن
عباس تزوج عبد ال بن الزبي أم عمرو بنت منظور بن زبان الفزارية فلما دخل با قال لا تلك
الليلة أتدرين من معك ف حجلتك قالت نعم عبد ال بن الزبي بن
العوام بن خويلد بن أسد بن عبد العزى قال ليس غي هذا قالت فما الذي تريد قال
معك من أصبح ف قريش بنلة الرأس من السد ل بل بنلة العيني من الرأس قالت أما وال
لو أن بعض بن عبد مناف حضرك لقال لك خلف قولك فغضب وقال الطعام والشراب علي
حرام حت أحضرك الاشيي وغيهم من بن عبد مناف فل يستطيعون لذلك إنكارا قالت إن
أطعتن ل تفعل وأنت أعلم وشأنك فخرج إل السجد فرأى حلقة فيها قوم من قريش منهم
عبد ال بن العباس وعبد ال ابن الصي بن الارث بن عبد الطلب بن عبد مناف فقال لم
ابن الزبي أحب أن تنطلقوا معي إل منل فقام القوم بأجعهم حت وقفوا على باب بيته فقال
ابن الزبي يا هذه اطرحي عليك سترك فلما أخذوا مالسهم دعا بالائدة فتغدى القوم فلما
279
جهرة خطب العرب
فرغوا قال لم إنا جعتكم لديث ردته علي صاحبة الستر وزعمت أنه لو كان بعض بن عبد
مناف حضرن لا أقر ل با قلت وقد حضرت جيعا وأنت يا بن عباس ما تقول إن أخبتا أن
معها ف خدرها من أصبح ف قريش بنلة الرأس من السد ل بل بنلة العيني من الرأس
فردت علي مقالت فقال ابن عباس أراك قصدت قصدي فإن شئت أن أقول قلت وإن شئت أن
أكف كففت قال بل قل وما عسى أن تقول ألست تعلم أن أب الزبي حواري رسول ال وأن
أمي أساء بنت أب بكر الصديق ذات النطاقي
وأن عمت خدية سيدة نساء العالي وأن صفية عمة رسول ال جدت وأن عائشة
أم الؤمني خالت فهل تستطيع لذا إنكارا قال ابن عباس ل ولقد ذكرت شرفا شريفا وفخرا
فاخرا غي أنك تفاخر من بفخره فخرت وبفضله سوت قال وكيف ذلك قال لنك ل تذكر
فخرا إل برسول ال وآله وأنا أول بالفخر به منك قال ابن الزبي لو شئت لفخرت عليك با
كان قبل النبوة قال ابن عباس قد أنصف القارة من راماها نشدتكم ال أيها الاضرون أعبد
الطلب أشرف أم خويلد ف قريش قالوا عبد الطلب قال أفهاشم كان أشرف فيها أم أسد قالوا
بل هاشم قال أفعبد مناف أشرف أم عبد العزى قالوا عبد مناف فقال ابن عباس تنافرن يا بن
الزبي وقد قضي عليك رسول ال ل قول هازل
ولو غينا يا بن الزبي فخرته ولكنما ساميت شس الصائل قضى لنا رسول ال
وآله بالفضل ف قوله ما افترقت فرقتان إل كنت ف خيها فقد فارقناك من بعد قصي بن
كلب أفنحن ف فرقة الي أم ل إن قلت نعم خصمت وإن قلت ل كفرت فضحك بعض
القوم فقال ابن الزبي أما وال لول ترمك بطعامنا يا بن عباس لعرقت جبينك قبل أن تقوم
من ملسك قال ابن عباس ول أبباطل فالباطل ل يغلب الق أم بق فالق ل يشى من الباطل
فقالت الرأة من وراء الستر إن وال لقد نيته عن هذا الجلس فأب إل ما ترون فقال ابن عباس
مه أيتها الرأة اقنعي ببعلك فما أعظم الطر وما أكرم الب فأخذ القوم بيد ابن عباس وكان قد
عمي فقالوا انض أيها الرجل فقد أفحمته غي مرة فنهض وقال أل يا قومنا ارتلوا وسيوا فلو
280
جهرة خطب العرب
ترك القطا لغفا وناما فقال ابن الزبي يا صاحب القطا أقبل علي فما كنت لتدعن حت أقول
واي ال لقد عرف القوام أن سابق غي مسبوق وابن صواري وصديق متبجح ف الشرف
النيق خي من طليق وابن طليق فقال ابن عباس رسغت
برتك فلم تبق شيئا هذا الكلم مردود من امرئ حسود فإن كنت سابقا فإل من
سبقت وإن كنت فاخرا فبمن فخرت وإن كنت أدركت هذا الفخر بأسرتك دون أسرتنا
فالفخر لك علينا وإن كنت إنا أدركته بأسرتنا فالفخر لنا عليك والكثكث ف فمك ويديك
وأما ما ذكرت من الطليق فوال لقد ابتلي فصب وأنعم عليه فشكر وإن كان وال لوفيا كريا
غي ناقض بيعة بعد توكيدها ول مسلم كتيبة بعد التأمر عليها فقال ابن الزبي أتعي الزبي بالب
وال إنك لتعلم منه خلف ذلك قال ابن عباس وال إن ل أعلم إل أنه فر وما كر وحارب
فما صب وبايع فما تم وقطع الرحم وأنكر الفضل ورام ما ليس له بأهل وأدرك منها بعض ما
كان يرتي وقصر عن جري الكرام وبلدا وما كان إل كالجي أمامه عتاق فجاراه العتاق
فأجهدا فقال ابن الزبي ل يبق يا بن هاشم غي الشاتة والضاربة فقال عبد ال بن الصي
ابن الرث أقمناه عنك يا بن الزبي وتأب إل منازعته وال لو نازعته من ساعتك
إل انقضاء عمرك ما كنت إل كالسغب الظمآن يفتح فاه يستزيد من الريح فل يشبع من
سغب ول يروى من عطش فقل إن شئت أو فدع وانصرف القوم ابن عباس وابن الزبي ف
ملس مروان بن الكم وكان يوضع إل جانب سرير مروان بن الكم وهو يومئذ أمي الدينة
سرير آخر أصغر من سريره فيجلس عليه عبد ال بن عباس إذا دخل وتوضع الوسائد فيما
سوى ذلك فأذن مروان يوما للناس وإذا سرير آخر قد أحدث تاه سرير مروان فأقبل ابن
عباس فجلس على سريره وجاء عبد ال بن الزبي فجلس علي السرير الحدث وسكت مروان
والقوم فإذا يد ابن الزبي تتحرك فعلم أنه يريد أن ينطق ث نطق فقال مقال ابن الزبي إن ناسا
يزعمون أن بيعة أب بكر كانت غلطا وفلتة ومغالبة أل إن شأن أب بكر أعظم من أن يقال فيه
هذا ويزعمون أنه لول ما وقع لكان المر لم وفيهم وال ما كان من أصحاب ممد أحد
281
جهرة خطب العرب
أثبت إيانا ول أعظم سابقة من أب بكر فمن قال غي ذلك فعليه لعنة ال فأين هم حي عقد
أبو بكر لعمر فلم يكن إل ما قال ث ألقى عمر حظهم ف حظوظ وجدهم ف جدود فقسمت
تلك الظوظ
فأخر ال سهمهم وأدحض جدهم وول المر عليهم من كان أحق به منهم
فخرجوا عليه خروج اللصوص على التاجر خارجا من القرية فأصابوا منه غرة فقتلوه ث قتلهم
ال به كل قتلة وصاروا مطرودين تت بطون الكواكب مقال ابن عباس فقال ابن عباس على
رسلك أيها القائل ف أب بكر وعمر واللفة أما وال ما نال ول نال أحد منهما شيئا إل
وصاحبنا خي من نال وما أنكرنا تقدم من تقدم لعيب عبناه عليه ولو تقدم صاحبنا لكان أهل
وفوق الهل ولول أنك إنا تذكر حظ غيك وشرف امرئ سواك لكلمتك ولكن ما أنت وما
ل حظ لك فيه اقتصر علي حظك ودع تيما لتيم وعديا لعدي وأمية لمية ولو كلمن تيمي أو
عدوي أو أموي لكلمته وأخبته خب حاضر عن حاضر ل خب غائب عن غائب ولكن ما أنت
وما ليس عليك فإن يكن ف أسد بن عبد العزى شيء فهو لك أما وال لنحن أقرب بك عهدا
وأبيض بك يدا وأوفر عندك نعمة من أمسيت تظن أنك تصول به علينا وما أخلق ثوب صفية
بعد وال الستعان على ما تصفون خطبة عبد ال بن عباس يرد على عبد ال بن الزبي وقد
عاب بن هاشم لا كاشف عبد ال بن الزبي بن هاشم وأظهر بغضهم وعابم وهم با هم به
ف أمرهم ول يذكر رسول ال وآله ف خطبه ل يوم المعة ول غيها
عاتبه على ذلك قوم من خاصته وتشاءموا بذلك منه وخافوا عاقبته فقال وال ما
تركت ذلك علنية إل وأنا أقوله سرا وأكثر منه لكن رأيت بن هاشم إذا سعوا ذكره اشرأبوا
واحرت ألوانم وطالت رقابم وال ما كنت لت لم سرورا وأنا أقدر عليه وال لقد همت
أن احظر لم حظية ث أضرمها عليهم نارا فإن ل أقتل منهم إل آثا كفارا سحارا ل أناهم ال
ول بارك عليهم بيت سوء ل أول لم ول آخر وال ما ترك نب ال فيهم خيا استفرغ نب ال
صدقهم فهم أكذب الناس فقام إليه ممد بن سعد بن أب وقاص فقال وفقك ال يا أمي
282
جهرة خطب العرب
الؤمني أنا أول من أعانك ف أمرهم فقام عبد ال بن صفوان بن أمية المحي فقال وال ما
قلت صوابا ول همت برشد أرهط رسول ال وآله تعيب وإياهم تقتل والعرب حولك وال لو
قتلت عدتم أهل بيت من الترك مسلمي ما سوغه ال لك وال لو ل ينصرهم الناس منك
لنصرهم ال بنصره فقال اجلس أبا صفوان فلست بناموس فبلغ الب عبد ال بن العباس فخرج
مغضبا ومعه ابنه حت أتى السجد فقصد قصد النب فحمد ال وأثن عليه وصلى على رسول
ال وآله ث قال أيها الناس إن ابن الزبي يزعم أن ل أول لرسول ال وآله ول آخر فيا عجبا كل
العجب لفترائه وتكذبه وال إن أول من أخذ اليلف
وحى عيات قريش لاشم وإن أول من سقى بكة عذبا وجعل باب الكعبة
ذهبا لعبد الطلب وال لقد نشأت ناشئتنا مع ناشئة قريش وإن كنا لقالتهم إذا قالوا
وخطباءهم إذا خطبوا وما عد مد كمجد أولنا ول كان ف قريش مد لغينا لنا ف كفر
ماحق ودين فاسق وضلة وضللة ف عشواء عمياء حت اختار ال تعال لا نورا وبعث لا
سراجا فانتجبه طيبا من طيبي ل يسب بسبة ول يبغى عليه غائلة فكان أحدنا وولدنا وعمنا
وابن عمنا ث إن أسبق السابقي إليه منا وابن عمنا ث تله ف السبق أهلنا ولمتنا واحدا بعد
واحد ث إن لي الناس بعده أكرمهم أدبا وأشرفهم حسبا وأقربم منه رحا واعجبا كل
العجب لبن الزبي يعيب بن هاشم وإنا شرف هو وأبوه وجده بصاهرتم أما وال إنه
لصلوب قريش ومت كان العوام بن خويلد يطمع ف صفية بنت عبد الطلب قيل للبغل من
أبوك يا بغل فقال خال الفرس ث نزل خطبة ابن الزبي ينتقص ابن عباس وخطب ابن الزبي
بكة على النب وابن عباس جالس مع الناس تت النب فقال إن ها هنا رجل قد أعمى ال قلبه
كما أعمى بصره يزعم أن متعة النساء حلل من
ال ورسوله ويفت ف القملة والنملة وقد احتمل بيت مال البصرة بالمس وترك
السلمي با يرتضخون النوى وكيف ألومه ف ذلك وقد قاتل أم الؤمني وحواري رسول ال
ومن وقاه بيده
283
جهرة خطب العرب
رد ابن عباس عليه فقال ابن عباس لقائده سعيد بن جبي مول بن أسد بن خزية
وكان ابن عباس قد كف بصره استقبل ب وجه ابن الزبي وارفع من صدري فاستقبل به قائده
وجه ابن الزبي وأقام قامته فحسر عن ذراعيه ث قال يا بن الزبي قد أنصف القارة من راماها إنا
إذا مافئة نلقاها نرد أولها على أخراها حت تصي حرضا دعواها يا بن الزبي أما العمى فإن ال
تعال يقول فإنا ل تعمى البصار ولكن تعمى القلوب الت ف الصدور وأما فتياي ف القملة
والنملة فإن فيها حكمي ل تعلمهما أنت ول أصحابك وأما حلى الال فإنه كان مال جبيناه
فأعطينا كل ذى حق حقه وبقيت بقية هي دون حقنا ف كتاب ال فأخذناها بقنا وأما التعة
فسل أمك أساء إذا نزلت عن بردى عوسجة وأما قتالنا أم الؤمني فبنا سيت أم الؤمني ل بك
ول بأبيك فانطلق أبوك وخالك إل حجاب مده ال عليها فهتكاه عنها ث اتذاها فتنة يقاتلن
دونا وصانا حلئلهما ف بيوتما فما أنصفا ال ول ممدا من أنفسهما أن أبرزا زوجة نبيه
وصانا حلئلهما وأما قتالنا إياكم فإنا لقيناكم زحفا فإن كنا كفارا فقد كفرت بفراركم منا
وإن كنا مؤمني فقد كفرت بقتالكم إيانا واي ال لول مكان صفية فيكم ومكان خدية فينا لا
تركت لبن أسد بن عبد العزى عظما إل كسرته
فلما عاد ابن الزبي إل أمه سألا عن بردى عوسجة فقالت أل أنك عن ابن عباس
وعن بن هاشم فإنم كعم الواب إذا بدهوا فقال بلى وعصيتك فقالت يا بن احذر هذا
العمى الذي ما أطاقته النس والن واعلم أن عنده فضائح قريش ومازيها بأسرها فإياك وإياه
آخر الدهر ورواية صاحب العقد أن ابن عباس قال لعكرمة أقم وجهي نوه يا عكرمة ث قال
إن يأخذ ال من عين نورها ففي فؤادي وعقلي منهما نور وأما قولك يا بن الزبي إن قاتلت
أم الؤمني فأنت أخرجتها وأبوك وخالك وبنا سيت أم الؤمني فكنا لا خي بني فتجاوز ال
عنها وقاتلت أنت وأبوك عليا فإن كان على مؤمنا فقد ضللتم بقتالكم الؤمني وإن كان كافرا
فقد بؤت بسخط من ال بفراركم من الزحف وأما التعة فإن سعت علي بن أب طالب يقول
سعت رسول ال رخص فيها فأفتيت با ث ث سعته ينهى عنها فنهيت عنها
284
جهرة خطب العرب
وأول ممر سطع ف التعة ممر آل الزبي عبد ال بن جعفر التوف سنة ه وعمرو بن
العاص قال ابن أب الديد روى الدائن قال بينا معاوية يوما جالسا وعنده عمرو بن العاص إذ
قال الذن قد جاء عبد ال ابن جعفر بن أب طالب فقال عمرو وال لسوأنه اليوم فقال معاوية
ل تفعل يا أبا عبد ال فإنك ل تنتصف منه ولعلك أن تظهر لنا من منقبته ما هو خفي عنا وما
ل نب أن نعلمه منه وغشيهم عبد ال بن جعفر فأدناه معاوية وقربه فمال عمرو إل بعض
جلساء معاوية فنال من علي عليه السلم جهارا غي ساتر له وثلبه ثلبا قبيحا فامتقع لون عبد
ال واعتراه أفكل حت أرعدت خصائله ث نزل عن السرير كالفنيق فقال عمرو مه يا أبا جعفر
فقال له عبد ال مه ل أم لك ث قال أظن اللم دل على قومي وقد يتجهل الرجل الليم
ث حسر عن ذراعيه وقال يا معاوية حتام نتجرع غيظك وإل كم الصب على
مكروه قولك وسيئ أدبك وذميم أخلقك هبلتك البول أما يزجرك ذمام الجالسة عن القذع
لليسك إذا ل تكن لك حرمة من دينك تنهاك عما ل يوز لك وال لو عطفتك أواصر
الرحام أو حاميت على سهمك من السلم ما أرعيت بن الماء التك والعبيد السك أعراض
قومك وما يهل موضع الصفوة إل أهل الفوة وإنك لتعرف وشائج قريش وصفوة غرائزها
فل يدعونك تصويب ما فرط من خطئك ف سفك دماء السلمي وماربة أمي الؤمني إل
التمادي فيما قد وضح لك الصواب ف خلفه فاقصد لنهج الق فقد طال عمهك عن سبيل
الرشد وخبطك ف ديور ظلمة الغي فإن أبيت أن ل تتابعنا ف قبح اختيارك لنفسك فأعفنا عن
سوء القالة فينا إذا ضمنا وإياك الندي وشأنك وما تريد إذا خلوت وال حسيبك فوال لول ما
جعل ال لنا ف يديك لا أتيناك ث قال إن كلفتن ما ل أطق ساءك ما ستر من من خلق
فقال معاوية يا أبا جعفر نغي الطأ أقسمت عليك لتجلسن لعن ال من أخرج
ضب صدرك من وجاره ممول لك ما قلت ولك عندنا ما أملت فلو ل يكن متدك ومنصبك
لكان خلقك وخلقك شافعي لك إلينا وأنت ابن ذي الناحي وسيد بن هاشم فقال عبد ال
كل بل سيد بن هاشم حسن وحسي ل ينازعهما ف ذلك أحد فقال أبا جعفر أقسمت عليك
285
جهرة خطب العرب
لا ذكرت حاجة لك إل قضيتها كائنة ما كانت ولو ذهبت بميع ما أملك فقال أما ف هذا ف
الجلس فل ث انصرف فأتبعه معاوية يصره فقال وال لكأنه رسول ال وآله مشيه وخلقه
وخلقه وإنه لن مشكاته لوددت أنه أخي بنفيس ما أملك ث التفت إل عمرو فقال أبا عبد ال
ما تراه منعه من الكلم معك قال ما ل خفاء به عنك قال أظنك تقول إنه هاب جوابك ل
وال ولكنه ازدراك واستحقرك ول يرك للكلم أهل أما رأيت إقباله علي دونك ذاهبا بنفسه
عنك فقال عمرو فهل لك أن تسمع ما أعددته لوابه قال معاوية أرغب إليك أبا عبد ال
فلت حي جواب فيما يرى اليوم ونض معاوية وتفرق الناس السن بن علي وعمرو بن
العاص ووفد السن بن على رضي ال عنه على معاوية فقال عمرو بن العاص لعاوية يا أمي
الؤمني إن السن رجل افه فلو حلته على النب فتكلم وسع الناس كلمه عابوه وسقط من
عيونم ففعل فصعد على النب وتكلم فأحسن ث قال أيها الناس لو
طلبتم ابنا لنبيكم ما بي جابرس إل جابلق ل تدوه غيي وغي أخي وإن أدري
لعله فتنة لكم ومتاع إل حي فساء ذلك عمرا وأراد أن يقطع كلمه فقال له أبا ممد هل
تنعت الرطب فقال أجل تلقحه الشمال وترجه النوب وينضجه برد الليل بر النهار قال أبا
ممد هل تنعت الراءة قال نعم تبعد المشي ف الرض الصحصح حت تتوارى من القوم ول
تستقبل القبلة ول تستدبرها ول تستنج بالروثة ول العظم ول تبل ف الاء الراكد وأخذ ف
كلمه السن بن علي ومروان بن الكم بينما معاوية بن أب سفيان جالس ف أصحابه إذ قيل
له السن بالباب فقال معاوية إن دخل أفسد علينا ما نن فيه فقال له مروان بن الكم ائذن له
فإن أسأله ما ليس عنده فيه جواب قال معاوية ل تفعل فإنم قوم قد ألموا الكلم وأذن له
فلما دخل وجلس قال له مروان أسرع الشيب إل شاربك يا حسن ويقال إن ذلك من الرق
فقال السن ليس كما بلغك ولكنا معشر بن هاشم أفواهنا عذبة
شفاهها فنساؤنا يقبلن علينا بأنفاسهن وقبلهن وأنتم معشر بن أمية فيكم بر شديد
فنساؤكم يصرفن أفواههن وأنفاسهن عنكم إل أصداغكم فإنا يشيب منكم موضع العذار من
286
جهرة خطب العرب
أجل ذلك قال مروان إن فيكم يا بن هاشم خصلة سوء قال وما هي قال الغلمة قال أجل
نزعت الغلمة من نسائنا ووضعت ف رجالنا ونزعت الغلمة من رجالكم ووضعت ف نسائكم
فما قام لموية إل هاشي فغضب معاوية وقال قد كنت أخبتكم فأبيتم حت سعتم ما أظلم
عليكم بيتكم وأفسد عليكم ملسكم عقيل بن أب طالب ومعاوية وكان عقيل بن أب طالب
قد خرج ال معاوية مغاضبا لخيه المام علي كرم ال وجهه فأكرمه معاوية وقربه إليه وقضى
حوائجه وقضى عنه دينه ث قال له ف بعض اليام وال إن عليا غي حافظ لك قطع قرابتك وما
وصلك ول اصطنعك قال له عقيل وال لقد اجزل العطية وأعظمها ووصل القرابة وحفظها
وحسن ظنه بال إذ ساء به ظنك وحفظ أمانته وأصلح رعيته إذ خنتم وأفسدت وجرت فاكفف
ل أبا لك فإنه عما تقول بعزل وقال له معاوية يوما أبا يزيد أنا لك خي من أخيك علي قال
صدقت إن
أخي آثر دينه على دنياه وأنت آثرت دنياك على دينك فأنت خي ل من أخي
وأخي خي لنفسه منك وقال له مرة أنت معنا يا أبا يزيد قال ويوم بدر قد كنت معكم وقال
له يوما إن عليا قد قطعك ووصلتك ول يرضين منك إل أن تلعنه على على النب قال أفعل
فأصعد فصعد ث قال بعد أن حد ال وأثن عليه أيها الناس إن أمي الؤمني معاوية أمرن أن
ألعن علي بن أب طالب فالعنوه فعليه لعنة ال واللئكة والناس أجعي ث نزل فقال له معاوية
إنك ل تبي أبا يزيد من لعنت بين وبينه قال وال ل زدت حرفا ول نقصت آخر والكلم إل
نية التكلم ودخل عقيل على معاوية وقد كف بصره فأجلسه على سريره ث قال له أنتم معشر
بن هاشم تصابون ف أبصاركم قال وأنتم معشر بن أمية تصابون ف بصائركم وقال له يوما ما
أبي الشبق ف رجالكم يا بن هاشم قال لكنه ف نسائكم أبي يا بن أمية وقال معاوية يوما يا
أهل الشأم هل سعتم قول ال تبارك وتعال ف كتابه تبت يدا أب لب وتب قالوا نعم قال فإن
أبا لب عمه فقال عقيل فهل سعتم قول ال عز وجل وامرأته حالة الطب قالوا نعم قال فإنا
عمته ث
287
جهرة خطب العرب
قال يا معاوية إذا دخلت النار فاعدل ذات اليسار فإنك ستجد عمي أبا لب
مفترشا عمتك حالة الطب فانظر أيهما خي وقال له معاوية يوما وال إن فيكم لصلة ما
تعجبن يا بن هاشم قال وما هي قال لي فيكم قال لي ماذا قال هو ذاك قال إيانا تعي يا
معاوية أجل وال إن فينا للينا من غي ضعف وعزا من غي جبوت وأما أنتم يا بن أمية فإن
لينكم غدر وعزكم كفر قال معاوية ما كل هذا أردنا يا أبا يزيد وقال معاوية لعقيل ل جفوتنا
يا أبا يزيد فأنشأ يقول إن امرؤ من التكرم شيمة إذا صاحب يوما على الون أضمرا ث قال واي
ال يا معاوية لئن كانت الدنيا مهدتك مهادها وأظلتك بذافي أهلها ومدت عليك أطناب
سلطانا ما ذاك بالذي يزيدك من رغبة ول تشعا لرهبة قال معاوية لقد نعتها أبا يزيد نعتا
هش لا قلب وإن لرجو أن يكون ال تبارك وتعال ما ردان برداء ملكها وحبان بفضيلة
عيشها إل لكرامة ادخرها ل وقد كان داود خليفة وسليمان ملكا وإنا هو الثال يتذى عليه
والمور أشباه واي ال يا أبا يزيد لقد أصبحت علينا كريا وإلينا حبيبا وما أصبحت أضمر لك
إساءة
خطبة السيدة أم كلثوم بنت علي ف أهل الكوفة بعد مقتل السي عليهم السلم لا
قتل السي بن علي عليهما السلم وأدخل النسوة من كربلء إل الكوفة جعلت نساؤها
يلتدمن ويهتكن اليوب عليه فرفع على بن السي عليهما السلم رأسه وقال بصوت ضئيل
وقد نل من الرض يا أهل الكوفة إنكم تبكون علينا فمن قتلنا غيكم وأومأت أم كلثوم بنت
علي عليهما السلم إل الناس أن اسكتوا فلما سكنت النفاس وهدأت الجراس قالت ابدأ
بمد ال والصلة والسلم على أبيه أما بعد يأهل الكوفة يأهل التر والذل ل فل رقأت
العبة ول هدأت الرنة إنا مثلكم كمثل الت نقضت غزلا من بعد قوة أنكاثا تتخذون أيانكم
دخل بينكم أل وهل فيكم إل الصلف والشنف وملق الماء وغمز العداء وهل أنتم
إل كمرعى على دمنة وكفضة على ملحوذه أل ساء ما قدمت أنفسكم أن سخط
ال عليكم وف العذاب أنتم خالدون أتبكون إي وال فابكوا وإنكم وال أحرياء بالبكاء فابكوا
288
جهرة خطب العرب
كثيا واضحكوا قليل فلقد فزت بعارها وشنارها ولن ترحضوها بغسل بعدها أبدا وأن
ترحضون قتل سليل خات النبوة ومعدن الرسالة وسيد شبان أهل النة ومنار مجتكم ومدره
حجتكم ومفرخ نازلتكم فتعسا ونكسا لقد خاب السعي وخسرت الصفقة وبؤت بغضب من
ال وضربت عليكم الذلة والسكنة لقد جئتم شيئا إدا تكاد السموات يتفطرن منه وتنشق
الرض وتر البال هدا أتدرون أي كبد لرسول ال فريتم وأي كرية له أبرزت وأي دم له
سفكتم لقد جئتم با شوهاء خرقاء شرها طلع الرض والسماء أفعجبتم أن قطرت السماء
دما ولعذاب الخرة أخزى وهم ل ينصرون فل يستخفنكم الهل فإنه ل تفزه البادرة ول
ياف عليه فوت الثار كل إن ربك لنا ولم لبالرصاد ث
ولت عنهم فظل الناس حيارى وقد ردوا أيديهم إل أفواههم وقال شيخ كبي من
بن جعفي وقد اخضلت ليته من دموع عينيه كهولم خي الكهول ونسلهم إذا عد نسل ل
يبور ول يزى خطبة السيدة زينب بنت علي عليهما السلم بي يدي يزيد ولا وجه عبيد ال
بن زياد آل السي عليه السلم إل يزيد بدمشق ومثلوا بي يديه أمر برأس السي فأبرز ف
طست فجعل ينكت ثناياه بقضيب ف يده وهو يقول من أبيات ليت أشياخي ببدر شهدوا
جزع الزرج من وقع السل لهلوا واستهلوا فرحا ث قالوا يا يزيد ل تشل فجزيناهم ببدر
مثلها وأقمنا ميل بدر فاعتدل فقالت زينب بنت علي عليهما السلم صدق ال ورسوله يا يزيد
ث كان عاقبة الذين أساءوا السوءى أن كذبوا بآيات ال وكانوا با يستهزئون أظننت يا يزيد
أنه حي أخذ علينا بأطراف الرض وأكناف السماء فأصبحنا نساق كما يساق
السارى أن بنا هوانا على ال وبك عليه كرامة وأن هذا لعظيم خطرك فشمخت
بأنفك ونظرت ف عطفيك جذلن فرحا حي رأيت الدنيا مستوسقة لك والمور متسقة عليك
وقد أمهلت ونفست وهو قول ال تبارك وتعال ول يسب الذين كفروا أنا نلي لم خي
لنفسهم إنا نلي لم ليزدادوا إثا ولم عذاب مهي أمن العدل يا بن الطلقاء تديرك نساءك
وإماءك وسوقك بنات رسول ال قد هتكت ستورهن وأصحلت صوتن مكتئبات تدي بن
289
جهرة خطب العرب
الباعر ويدو بن العادي من بلد إل بلد ل يراقب ول يؤوين يتشوفهن القريب والبعيد ليس
معهن ول من رجالن وكيف يستبطأ ف بغضتنا من نظر إلينا بالشنف والشنآن والحن
والضغان أتقول ليت أشياخي ببدر شهدوا غي متأث ول مستعظم وأنت تنكت ثنايا أب عبد
ال بخصرتك ول ل تكون كذلك وقد نكأت القرحة واستأصلت الشأفة بإهراقك دماء ذرية
رسول ال ونوم
الرض من آل عبد الطلب ولتردن على ال وشيكا موردهم ولتودن أنك عميت
وبكمت وأنك ل تقل فاستهلوا وأهلوا فرحا اللهم خذ بقنا وانتقم لنا من ظلمنا وال ما فريت
إل ف جلدك ول حززت إل ف لمك وسترد على رسول ال برغمك وعترته ولمته ف
حظية القدس يوم يمع ال شلهم ملمومي من الشعث وهو قول ال تبارك وتعال ول تسب
الذين قتلوا ف سبيل ال أمواتا بل أحياء عند ربم يرزقون وسيعلم من بوأك ومكنك من رقاب
الؤمني إذا كان الكم ل والصم ممد وجوارحك شاهدة عليك فبئس للظالي بدل أيكم
شر مكانا وأضعف جندا مع أن وال يا عدو ال وابن عدوه أستصغر قدرك وأستعظم تقريعك
غي أن العيون عبى والصدور حرى وما يزي ذلك أو يغن عنا وقد قتل السي عليه السلم
وحزب الشيطان يقربنا إل حزب السفهاء ليعطوهم أموال ال على انتهاك مارم ال فهذه
اليدي تنطف من دمائنا وهذه الفواه تتحلب من لومنا وتلك الثث الزواكى يعتامها عسلن
الفلوات فلئن اتذتنا مغنما لتتخذن مغرما حي ل تد إل ما قدمت يداك تستصرخ يا بن
مرجانة ويستصرخ بك وتتعاوى وأتباعك
عند اليزان وقد وجدت أفضل زاد زودك معاوية فتلك ذرية ممد فوال ما اتقيت
غي ال ول شكواي إل إل ال فكد كيدك واسع سعيك وناصب جهدك فوال ل يرحض
عنك عار ما أتبت إلينا أبدا والمد ل الذي ختم بالسعادة والغفرة لسادات شبان النان
فأوجب لم النة اسأل ال أن يرفع لم الدرجات وأن يوجب لم الزيد من فضله فإنه ول
قدير رثاء السي لخية السن عليهما السلم وقال السي بن علي عند قب أخيه السن
290
جهرة خطب العرب
عليهما السلم رحك ال أبا ممد إن كنت لتناصر الق مظانه وتؤثر ال عند تداحض الباطل
ف مواطن التقية بسن الروية وتستشف جليل معاظم الدنيا بعي لا حاقرة وتفيض عليها يدا
طاهرة الطراف نقية السرة وتردع بادرة غرب أعدائك بأيسر الئونة عليك ول غرو وأنت
ابن سللة النبوة ورضيع لبان الكمة فإل روح وريان وجنة نعيم أعظم ال لنا ولكم الجر
عليه ووهب لنا ولكم السلوة وحسن السى عنه
عبد ال بن هاشم بن عتبة وعمرو بن العاص ف ملس معاوية روى السعودى ف
مروج الذهب قال لا قتل علي كرم ال وجهه كان ف نفس معاوية من يوم صفي على هاشم
ابن عتبة بن أب وقاص الرقال وولده عبد ال بن هاشم إحن فلما استعمل معاوية زيادا على
العراق كتب إليه أما بعد فانظر عبد ال بن هاشم بن عتبة فشد يده إل عنقه ث ابعث به إل
فحمله زياد من البصرة مقيدا مغلول إل دمشق وقد كان زياد طرقه بالليل ف منله بالبصرة
فدخل إل معاوية وعنده عمرو بن العاص فقال معاوية لعمرو بن العاص هل تعرف هذا قال ل
قال هذا الذي يقول أبوه يوم صفي إن شريت النفس لا اعتل وأكثر اللوم وما أقل أعور يبغي
أهله مل قد عال الياة حت مل ل بد أن يفل أو يفل يتلهم بذي الكعوب تل ل خي عندي
ف كري ول
فقال عمرو متمثل وقد ينبت الرعى على دمن الثرى وتبقى حزازات النفوس كما
هيا دونك يا أمي الؤمني الضب الضب فاشخب أوداجه على أسباجه ول ترده إل أهل العراق
فإنه ل يصب على النفاق وهم أهل غدر وشقاق وحزب إبليس ليوم هيجانه وإن له هوى
سيوديه ورأيا سيطغيه وبطانة ستقويه وجزاء سيئة سيئة مثلها
فقال عبد ال يا عمرو إن أقتل فرجل أسلمه قومه وأدركه يومه أفل كان هذا منك
إذ تيد عن القتال ونن ندعوك إل النال وأنت تلوذ بشمال النطاف وعقائق الرصاف كالمة
السوداء والنعجة القوداء ل تدفع يد لمس فقال عمرو أما وال لقد وقعت ف لاذم شدقم
للقران ذي لبد ول أحسبك منفلتا من ماليب أمي الؤمني فقال عبد ال أما وال يا بن العاص
291
جهرة خطب العرب
إنك لبطر ف الرخاء جبان عند اللقاء غشوم إذا وليت هياب إذا لقيت تدر كما يهدر العود
النكوس القيد بي مري الشول ل يستعجل ف الدة ول يرتي ف الشدة أفل كان هذا منك إذ
غمرك أقوام ل يعنفوا صغارا ول يزقوا كبارا لم أيد شداد وألسنة حداد
يدعمون العوج ويذهبون الرج يكثرون القليل ويشفون الغليل ويعزون الذليل
فقال عمرو أما وال لقد رأيت أباك يومئذ تفق أحشاؤه وتبق أمعاؤه وتضطرب أصلؤه كأنا
انطبق عليه ضمد فقال عبد ال يا عمرو إنا قد بلوناك ومقالتك فوجدنا لسانك كذوبا غادرا
خلوت بأقوام ل يعرفونك وجند ل يسأمونك ولو رمت النطق ف غي أهل الشأم لحظ إليه
عقلك ولتلجلج لسانك ولضطرب فخذاك اضطراب القعود الذي أثقله حله فقال معاوية إيها
عنكما وأمر بإطلق عبد ال فقال عمرو لعاوية أمرتك أمرا حازما فعصيتن وكان من التوفيق
قتل ابن هاشم أليس أبوه يا معاوية الذي أعان عليا يوم حز الغلصم فلم ينثن حت جرت من
دمائنا بصفي أمثال البحور الضارم وهذا ابنه والرء يشبه سنخه ويوشك أن تقرع به سن نادم
فقال عبد ال ييبه معاوي إن الرء عمرا أبت له ضغينة صدر غشها غي نائم يرى
لك قتلي يا بن هند وإنا يرى ما يرى عمرو ملوك العاجم على أنم ل يقتلون أسيهم إذا
منعت منه عهود السال وقد كان منا يوم صفي نعرة عليك جناها هاشم وابن هاشم قضى ما
انقضى منها وليس الذي مضى ول ما جرى إل كأضغاث حال فإن تعف عن تعف عن ذي
قرابة وإن تر قتلي تستحل مارمي فقال معاوية أرى العفو عن عليا قريش وسيلة إل ال ف
اليوم العصيب القماطر ولست أرى قتل العداة ابن هاشم بإدراك ثأري ف لؤى وعامر بل العفو
عنه بعد ما بان جرمه وزلت به إحدى الدود العوائر فكان أبوه يوم صفي جرة علينا فأردته
رماح نابر
عبد ال بن هاشم ف ملس معاوية وحضر عبد ال بن هاشم ذات يوم ملس
معاوية فقال معاوية من يبن عن الود والنجدة والروءة فقال عبد ال يا أمي الؤمني أما
الود فابتذال الال والعطية قبل السؤال وأما النجدة فالراءة على القدام والصب عند ازورار
292
جهرة خطب العرب
القدام وأما الروءة فالصلح ف الدين والصلح للحال والحاماة عن الار قيس بن سعد بن
عبادة ومعاوية ودخل قيس بن سعد بن عبادة بعد وفاة علي ووقوع الصلح ف جاعة من
النصار على معاوية فقال لم معاوية مقال معاوية يا معشر النصار ب تطلبون ما قبلي فوال
لقد كنتم قليل معي كثيا مع علي ولقد فللتم حدي يوم صفي حت رأيت النايا تلظي ف
أسنتكم وهجوتون ف أسلف بأشد من وقع السنة حت إذا أقام ال منا ما حاولتم ميله قلتم
ارع فينا وصية رسول ال هيهات يأب القي الغدرة
رد قيس بن سعد فقال قيس نطلب ما قبلك بالسلم الكاف به ال ل با نت به
إليك من الحزاب وأما عداوتنا لك فلو شئت كففتها عنك وأما هجاؤنا إياك فقول يزول
باطله ويثبت حقه وأما استقامة المر فعلى كره كان منا وأما فلنا حدك يوم صفي فإنا كنا مع
رجل نرى طاعته ل طاعة وأما وصية رسول ال بنا فمن آمن به رعاها بعده وأما قولك يأب
القي الغدرة فليس دون ال يد تجزك منا يا معاوية فقال معاوية يوه ارفعوا حوائجكم معاوية
وصعصعة بن صوحان وعبد ال بن الكواء روى السعودي ف مروج الذهب قال حبس معاوية
صعصعة بن صوحان العبدى وعبد ال بن الكواء اليشكري ورجال من أصحاب علي مع
رجال من قريش فدخل عليهم معاوية يوما فقال نشدتكم بال إل ما قلتم حقا وصدقا أي
اللفاء رأيتمون فقال ابن الكواء لول أنك عزمت علينا ما قلنا لنك جبار عنيد ل تراقب ال
ف قتل الخيار ولكنا نقول إنك ما علمنا واسع الدنيا ضيق الخرة قريب الثرى بعيد الرعى
تعل الظلمات نورا والنور ظلمات فقال معاوية إن ال أكرم هذا المر
بأهل الشام الذابي عن بيضته التاركي لحارمه ول يكونوا كأمثال أهل العراق
النتهكي لحارم ال والحلي ما حرم ال والحرمي ما أحل ال فقال عبد ال ابن الكواء يا بن
أب سفيان إن لكل كلم جوابا ونن ناف جبوتك فإن كنت تطلق ألسنتنا ذببنا عن أهل
العراق بألسنة حداد ل يأخذها ف ال لومة لئم وإل فإنا صابرون حت يكم ال ويضعنا علي
فرجه قال وال ل يطاق لك لسان ث تكلم صعصعة فقال تكلمت يا بن أب سفيان فأبلغت ول
293
جهرة خطب العرب
تقصر عما أردت وليس المر علي ما ذكرت أن يكون الليفة من ملك الناس قهرا ودانم
كبا واستول بأسباب الباطل كذبا ومكرا أما وال مالك ف يوم بدر مضرب ول مرمي وما
كنت فيه إل كما قال القائل ل حلي ول سيي ولقد كنت أنت وأبوك ف العي والنفي من
أجلب علي رسول ال وإنا أنت طليق ابن طليق أطلقكما رسول ال فأن تصلح اللفة لطليق
فقال معاوية لول أن أرجع إل قول أب طالب حيث يقول قابلت جهلهم حلما ومغفرة والعفو
عن قدرة ضرب من الكرم لقتلتكم صعصعة بن صوحان ومعاوية ودخل صعصعة بن صوحان
علي معاوية فقال له يا بن صوحان أنت ذو معرفة بالعرب وحالا فأخبن عن أهل البصرة
وإياك والمل علي قوم لقوم قال البصرة واسطة العرب ومنتهى الشرف والسودد وهم أهل
الطط ف أول الدهر وآخره وقد دارت بم سروات العرب كدوران الرحى علي قطبها قال
فأخبن عن أهل الكوفة قال قبة السلم وذروة الكلم ومصان ذوي العلم إل أن با أجلفا
تنع ذوي المر الطاعة وترجهم عن الماعة وتلك أخلق ذوي اليئة والقناعة قال فأخبن
عن أهل الجاز قال أسرع الناس إل قتنة وأضعفهم عنها وأقلهم غناء فيها غي أن لم ثباتا
بالدين وتسكا بعروة اليقي يتبعون الئمة البرار ويلعون الفسقة الفجار فقال معاوية من
البرة والفسقة فقال يا بن أب سفيان ترك الداع من كشف القناع علي وأصحابه من الئمة
البرار وأنت وأصحابك من أولئك ث أحب معاوية أن يضي صعصعة ف كلمه بعد أن بان
فيه الغضب فقال أخبن عن القبة المراء ف ديار مضر قال
قابلت جهلهم حلما ومغفرة والعفو عن قدرة ضرب من الكرم لقتلتكم صعصعة
بن صوحان ومعاوية ودخل صعصعة بن صوحان على معاوية فقال له يا بن صوحان أنت ذو
معرفة بالعرب وبالا فأخبن عن أهل البصرة وإياك والمل على قوم لقوم قال البصرة واسطة
العرب ومنتهى الشرف والسودد وهم أهل الطط ف أول الدهر وآخره وقد دارت بم
سروات العرب كدوران الرحى على قطبها قال فأخبن عن أهل الكوفة قال قبة السلم
وذروة الكلم ومصان ذوي العلم إل أن با أجلفا تنع ذوي المر الطاعة وترجهم عن
294
جهرة خطب العرب
الماعة وتلك أخلق ذوي اليئة والقناعة قال فأخبن عن أهل الجاز قال أسرع الناس إل
قتنه وأضعفهم عنها وأقلهم غناء فيها غي أن لم ثباتا ف الدين وتسكا بعروة اليقي يتبعون
الئمة البرار ويلعون الفسقة الفجار فقال معاوية من البرة والفسقة فقال يا بن أب سفيان
ترك الداع من كشف القناع علي وأصحابه من الئمة البرار وأنت وأصحابك من أولئك ث
أحب معاوية أن يضي صعصعة ف كلمه بعد أن بان فيه الغضب فقال أخبن عن القبة
المراء ف ديار مضر قال
أسد مضر بسلء بي غيلي إذا أرسلتما افترست وإذا تركتها احترست فقال معاوية
هنالك يا بن صوحان العز الراسي فهل ف قومك مثل هذا قال هذا لهله دونك يا بن أب
سفيان ومن أحب قوما حشر معهم قال فأخبن عن ديار ربيعة ول يستخفنك الهل وسابقة
المية بالتعصب لقومك قال وال ما أنا عنهم براض ولكن أقول فيهم وعليهم هم وال أعلم
الليل وأذناب ف الدين واليل لن تغلب رايتها إذا رشحت خوارج الدين برازخ اليقي من
نصروه فلج ومن خذلوه زل قال فأخبن عن مضر قال كنانة العرب ومعدن العز والسب
يقذف البحر با آذيه والب رديه ث أمسك معاوية فقال له صعصعة سل يا معاوية وإل أخبتك
با تيد عنه قال وما ذاك يا بن صوحان قال أهل الشأم قال فأخبن عنهم قال أطوع الناس
لخلوق وأعصاهم للخالق عصاة البار وخلفة الشرار فعليهم الدمار ولم سوء الدار فقال
معاوية وال
يا بن صوحان إنك لامل مديتك منذ أزمان إل أن حلم ابن أب سفيان يرد عنك
فقال صعصعة بل أمر ال وقدرته إن أمر ال كان قدرا مقدورا صعصعة بن صوحان وعبد ال
بن عباس وروى السعودى ف مروج الذهب أيضا قال عن مصقلة بن هبية الشيبان قال
سعت صعصعة بن صوحان وقد سأله ابن عباس ما السودد فيكم فقال إطعام الطعام ولي
الكلم وبذل النوال وكف الرء نفسه عن السؤال والتودد للصغي والكبي وأن يكون الناس
عندك شرعا قال فما الروءة قال أخوان اجتمعا فإن لقيا قهرا وإن كان حارسهما قليل
295
جهرة خطب العرب
وصاحبهما جليل متاجان إل صيانة مع نزاهة وديانة قال فهل تفظ ف ذلك شعرا قال نعم أما
سعت قول مرة بن ذهل بن شيبان حيث يقول إن السيادة والروءة علقا حيث السماء من
السماك العزل وإذا تقابل مريان لغاية عثر الجي وأسلمته الرجل ويي الصريح مع العتاق
معودا قرب الياد فلم يئه الفكل
ف أبيات فقال له ابن عباس لو أن رجل ضرب آباط إبله مشرفا ومغريا لفائدة هذه
البيات ما عنفته إنا منك يا بن صوحان لعلى علم وحلم واستنباط ما قد عفا من أخبار العرب
فمن الليم فيكم قال من ملك غضبه فلم يفعل وسعي إليه بق أو باطل فلم يقبل ووجد قاتل
أبيه وأخيه فصفح ول يقتل ذلك الليم يا بن عباس قال فهل تد ذلك فيكم كثيا قال ول
قليل وإنا وضعت لك أقواما ل تدهم إل خاشعي راهبي ل مريدين ينيلون ول ينالون فأما
الخرون فإنم سبق جهلهم حلمهم ول يبال أحدهم إذا ظفر ببغيته حي الفيظة من كان بعد
أن يدرك زعمه ويقضي بغيته ولو وتره أبوه لقتل أباه أو أخوه لقتل أخاه أما سعت إل قول
ريان بن عمر بن ريان وذلك أن عمرا أباه قتله مالك بن كومة فأقام ريان زمانا ث غزا مالكا
فأتاه ف مائت فارس صباحا وهو ف أربعي بيتا فقتله وقتل أصحابه وقتل عمه فيمن قتل ويقال
بل كان أخاه وذلك أنه كان جاورهم فقيل لريان ف ذلك قتلت صاحبنا فقال فلو أمي ثقفت
بيث كانوا لبل ثيابا علق صبيب ولو كانت أمية أخت عمرو بذا الاء ظل لا نيب شهرت
السيف ف الدني من ول تعطف أواصرنا قلوب فقال ابن عباس فمن الفارس فيكم حد ل
حدا أسعه منك فإنك تضع الشياء مواضعها يا بن صوحان قال الفارس من قصر أجله ف
نفسه وضغم علي أمله بضرسه وكانت الرب أهون عليه من أمسه ذلك الفارس إذا وقدت
الروب
واشتدت بالنفس الكروب وتداعوا للنال وتزاحفوا للقتال وتالسوا الهج
واقتحموا بالسيوف اللجج قال أحسنت وال يا بن صوحان إنك لسليل أقوام كرام خطباء
فصحاء ما ورثت هذا عن كللة زدن قال نعم الفارس كثي الذر مدير النظر يلتفت بقلبه ول
296
جهرة خطب العرب
يدير خرزات صلبه قال أحسنت وال يا بن صوحان الوصف فهل ف مثل هذه الصفة من شعر
قال نعم لزهي بن جناب الكلب يرثي ابنه عمرا حيث يقول فارس تكل الصحابة منه بسام ير
مر الريق ل تراه لدى الوغى ف مال يغفل الصرب ل ول ف مضيق من يراه يله ف الرب
يوما أنه أخرق مضل الطريق ف أبيات فقال له ابن عباس فأين أخواك منك يا بن صوحان
صفهما لعرف ورثكم قال أما زيد فكما قال أخو غن
فت ل يبال أن يكون بوجهه إذا نال خلت الكرام شحوب إذا ما تراءاه الرجال
تفظوا فلم ينطقوا العوراء وهو قريب حليف الندى يدعو الندي فيجيبه قريبا ويدعوه الندى
فيجيب يبيت الندى يا أم عمرو ضجيعه إذا ل يكن ف النقيات حلوب كأن بيوت الي ما ل
يكن با بسابس ما يلفى بن غريب ف أبيات كان وال يا بن عباس عظيم الروءة شريف
الخوة جليل الطر بعيد الثر كميش العروة أليف الندوة سليم جوانح الصدر قليل وساوس
الدهر ذاكرا ل طرف النهار وزلفا من الليل الوع والشبع عنده سيان ل ينافس ف الدنيا وأقل
أصحابه من ينافس فيها يطيل السكوت ويفظ الكلم وإن نطق نطق بعقام يهرب منه الدعار
الشرار ويألفه الحرار الخيار قال ابن عباس ما ظنك برجل من أهل النة رحم ال زيدا فأين
كان عبد ال منه قال كان عبد ال سيدا شجاعا مؤلفا مطاعا خيه وساع وشره
دفاع قلب النحيزة أحوذي الغريزة ل ينهنهه منهنه عما أراده ول يركب من المر
إل عتاده سام عدا وباذل قرى صعب القادة جزل الرفادة أخو إخوان وفت فتيان وهو كما قال
البجي عامر بن سنان سام عدا بالنيل يقتل من رمى وبالسيف والرمح الرد ين يشعب مهيب
مفيد للنوال معود بفعل الندى والكرمات مرب ف أبيات فقال له ابن عباس أنت يا بن
صوحان باقر علم العرب صعصعة بن صوحان ورجل من بن فزارة ووقف رجل من بن فزارة
على صعصعة فأسعه كلما منه بسطت لسانك يا بن صوحان على الناس فتهيبوك أما لئن
شئت لكونن لك لصاقا فل تنطق إل جددت لسانك بأذرب من ظبة السيف بعضب قوي
ولسان علي ث ل يكون لك ف ذلك حل ول ترحال فقال صعصعة لو أجد
297
جهرة خطب العرب
غرضا منك لرميت بل أرى شبحا ول إخال مثال إل كسراب بقيعة يسبه الظمآن
ماء حت إذا جاءه ل يده شيئا أما لو كنت كفئا لرميت حصائلك بأذرب من ذلق السنان
ولرشقتك بنبال تردعك عن النضال ولطمتك بطام يزم منك موضع الزمام فاتصل الكلم
بابن عباس فاستضحك من الفزارى وقال أما لو كلف أخو فزارة نفسه نقل الصخور من جبل
شام إل الضاب لكان أهون عليه من منازعة أخي عبد القيس خاب أبوه ما أجهله يستجهل
أخا عبد القيس وقواه الريرة ث تثل صبت عليه ول تنصب من أمم إن الشقاء على الشقي
مصبوب رجل من آل صوحان يبه عبد اللك بن مروان وهو يطب وخطب عبد اللك بن
مروان فلما بلغ الغلظة قام إليه رجل من آل صوحان فقال مهل مهل يا بن مروان تأمرون ول
تأترون وتنهون ول تنهون وتعظون
ول تتعظون أفنقتدي بسيتكم ف أنفسكم أم نطيع أمركم بألسنتكم فإن قلتم
اقتدوا بسيتنا فأن وكيف وما الجة وما الصي من ال أنقتدي بسية الظلمة الفسقة الورة
الونة الذين اتذوا مال ال دول وعبيده خول وإن قلتم اسعوا نصيحتنا وأطيعوا أمرنا فكيف
ينصح لغيه من يغش نفسه أم كيف تب الطاعة لن ل تثبت عند ال عدالته وإن قلتم خذوا
الكمة من حيث وجدتوها واقبلوا العظة من سعتموها فعلم وليناكم أمرنا وحكمناكم ف
دمائنا وأموالنا أما علمتم أن فينا من هو أنطق منكم باللغات وأفصح بالعظات فتخلوا عنها
وأطلقوا عقالا وخلوا سبيلها ينتدب إليها آل رسول ال الذين شردتوهم ف البلد ومزقتموهم
ف كل واد بل تثبت ف أيديكم لنقضاء الدة وبلوغ الهلة وعظم الحنة إن لكل قائم قدرا ل
يعدوه ويوما ل يطوه وكتابا بعده يتلوه ل يغادر صغية ول كبية إل أحصاها وسيعلم الذين
ظلموا أي منقلب ينقلبون ث التمس الرجل فلم يوجد وصف عقيل بن أب طالب لل صوحان
قال معاوية لعقيل بن أب طالب ميز ل أصحاب علي وابدأ بآل صوحان فإنم ماريق الكلم
قال
298
جهرة خطب العرب
أما صعصعة فعظيم الشان عضب اللسان قائد فرسان قاتل أقران يرتق ما فتق ويفتق
ما رتق قليل النظي وأما زيد وعبد ال فإنما نران جاريان يصب فيهما اللجان ويغاث بما
البلدان رجل جد ل لعب معه وأما بنو صوحان فكما قال الشاعر إذا نزل العدو فإن عندي
أسودا تلس السد النفوسا وصية ممد الباقر لعمر بن عبد العزيز دخل أبو جعفر ممد الباقر
بن علي زين العابدين بن السي عليهم السلم على عمر بن عبد العزيز رضي ال عنه فقال يا
أبا جعفر أوصن قال أوصيك أن تتخذ صغي السلمي ولدا وأوسطهم أخا وكبيهم أبا فارحم
ولدك وصل أخاك وبر أباك وإذا صنعت معروفا فربه
خطب الزبييي وما يتصل با خطب عبد ال بن الزبي قتل سنة ه عبد ال بن الزبي
ومعاوية دخل السي بن علي رضي ال عنه يوما على معاوية ومعه مول له يقال له ذكوان
وعند معاوية جاعة من قريش فيهم ابن الزبي فرحب معاوية بالسي وأجلسه على سريره
وقال ترى هذا القاعد يعن ابن الزبي فإنه ليدركه السد لبن عبد مناف فقال ابن الزبي لعاوية
قد عرفنا فضل السي وقرابته من رسول ال لكن إن شئت أعلمتك فضل الزبي على أبيك أب
سفيان فعلت فتكلم ذكوان مول السي بن علي فقال
مقال ذكوان يا بن الزبي إن مولي ما ينعه من الكلم إل أن يكون طلق اللسان
رابط النان فإن نطق نطق بعلم وإن صمت صمت بلم غي أنه كف الكلم وسبق إل السنام
فأقرت بفضله الكرام وأنا الذي أقول فيم الكلم لسابق ف غاية والناس بي مقصر ومبلد إن
الذي يري ليدرك شأوه ينمي لغي مسود ومسدد بل كيف يدرك نور بدر ساطع خي النام
وفرع آل ممد فقال معاوية صدق قولك يا ذكوان أكثر ال ف موال الكرام مثلك فقال ابن
الزبي إن أبا عبد ال سكت وتكلم موله ولو تكلم لجبناه أو لكففنا عن جوابه إجلل له ول
جواب لذا العبد قال ذكوان هذا العبد خي منك قال رسول ال مول القوم منهم فأنا مول
رسول ال وأنت ابن العوام بن خويلد فنحن أكرم ولء وأحسن فعل قال ابن الزبي إن لست
أجيب هذا فهات ما عندك مقال معاوية فقال معاوية قاتلك ال يا بن الزبي ما أعياك وأبغاك
299
جهرة خطب العرب
أتفخر بي يدي أمي الؤمني وأب عبد ال إنك أنت التعدي لطورك الذي ل تعرف قدرك
فقس شبك بفترك
ث تعرف كيف تقع بي عراني بن عبد مناف أما وال لئن دفعت ف بور بن
هاشم وبن عبد شس لتقطعنك بأمواجها ث لتوهي بك ف أجاجها فما بقاؤك ف البحور إذا
غمرتك وف المواج إذا برتك هنالك تعرف نفسك وتندم على ما كان من جرأتك وتسي
ما أصبحت إليه من أمان وقد حيل بي العي والنوان فأطرق ابن الزبي مليا ث رفع رأسه
فالتفت إل من حوله ث قال مقال ابن الزبي أسألكم بال أتعلمون أن أب حواري رسول ال
وأن أباه أبا سفيان حارب رسول ال وأن أمي أساء بنت أب بكر الصديق
وأمه هند آكلة الكباد وجدي الصديق وجده الشدوخ ببدر ورأس الكفر وعمت
خدية ذات الطر والسب وعمته أم جيل حالة الطب وجدت صفية وجدته حامة وزوج
عمت خي ولد آدم ممد وزوج عمته شر ولد آدم أبو لب سيصلى نارا ذات لب وخالت
عائشة أم الؤمني وخالته أشقي الشقي وأنا عبد ال وهو معاوية
مقال معاوية فقال له معاوية ويك يا بن الزبي كيف تصف نفسك با وصفتها
وال مالك ف القدي من رياسة ول ف الديث من سياسة ولقد قدناك وسدناك قديا وحديثا
ل تستطيع لذلك إنكارا ول عنه فرارا وإن هؤلء الضور ليعلمون أن قريشا قد اجتمعت يوم
الفجار على رياسة حرب بن أمية وأن أباك وأسرتك تت رايته راضون بإمارته غي منكرين
لفضله ول طامعي ف عزله إن أمر أطاعوا وإن قال أنصتوا فأنزل فينا القيادة وعز الولية حت
بعث ال عز وجل ممدا
فانتخبه من خي خلقه من أسرت ل أسرتك وبن أب ل بن أبيك فجحدته قريش
أشد الحود وأنكرته أشد النكار وجاهدته أشد الهاد إل من عصم ال من قريش فما ساد
قريشا وقادهم إل أبو سفيان بن حرب فكانت الفئتان تلتقيان ورئيس الدى منا ورئيس
الضللة منا فمهديكم تت راية مهدينا وضالكم تت راية ضالنا فنحن الرباب وأنتم الذناب
300
جهرة خطب العرب
حت خلص ال أبا سفيان بن حرب بفضله من عظيم شركه وعصمه بالسلم من عبادة
الصنام فكان ف الاهلية عظيما شأنه وف السلم معروفا مكانه ولقد أعطي يوم الفتح ما ل
يعط أحد من آبائك وإن منادي رسول ال نادى من دخل السجد فهو آمن ومن دخل دار أب
سفيان فهو آمن وكانت داره حرما ل دارك ول دار أبيك وأما هند فكانت امرأة من قريش ف
الاهلية عظيمة الطر وف السلم كرية الب وأما جدك الصديق فبتصديق عبد مناف سي
صديقا ل بتصديق عبد العزى وأما ما ذكرت من جدي الشدوخ ببدر فلعمري لقد دعا إل
الباز هو وأخوه وابنه فلو برزت إليه أنت وأبوك ما بارزوكم ول رأوكم لم أكفاء كما قد
طلب ذلك غيكم فلم يقبلوهم حت برز إليهم أكفاؤهم من بن أبيهم فقضي ال مناياهم
بأيديهم فنحن قتلنا ونن قتلنا وما أنت وذاك وأما عمتك أم الؤمني فبنا شرفت وسيت أم
الؤمني وخالتك عائشة مثل ذلك وأما صفية فهي أدنتك من الظل ولول هي لكنت ضاحيا
وأما ما ذكرت من ابن عمك وخال أبيك سيد الشهداء فكذلك كانوا رحهم ال وفخرهم
وإرثهم ل دونك ول فخر لك فيهم ول إرث بينك وبينهم
وأما قولك أنا عبد ال وهو معاوية فقد علمت قريش أينا أجود ف الزم وأحزم ف
القدم وأمنع للحرم ل وال ما أراك منتهيا حت تروم من بن عبد مناف ما رام أبوك فقد
طالعهم الذحول وقدم إليهم اليول وخدعتم أم الؤمني ول تراقبوا رسول ال إذ مددت على
نسائكم السجوف وأبرزت زوجته للحتوف ومقارعة السيوف فلما التقى المعان نكص أبوك
هاربا فلم ينجه ذلك أن طحنه أبو السي بكلكله طحن الصيد بأيدي العبيد وأما أنت فأفلت
بعد أن خشتك براثينه ونالتك ماليبه واي ال ليقومنك بنو عبد مناف بثقافها أو لتصبحن منها
صباح أبيك بوادي السباع وما كان أبوك الدهن حده ولكنه كما قال الشاعر تناول سرحان
فريسة ضيغم فقضقضه بالكف منه وحطما عبد ال بن الزبي ومعاوية أيضا دخل عبد ال بن
الزبيعلى معاوية فقال يا أمي الؤمني ل تدعن مروان يرمي جاهي قريش بشاقصه ويضرب
صفاتم بعوله أما وال لول مكانك لكان أخف على رقابنا من فراشة وأقل
301
جهرة خطب العرب
ف أنفسنا من خشاشة وأي ال لئن ملك أعنة خيل تنقاد له لتركب منه طبقا تافه
فقال معاوية إن يطلب مروان هذا المر فقد طمع فيه من هو دونه وإن يتركه يتركه لن فوقه
وما أراكم بنتهي حت يبعث ال عليكم من ل يعطف عليكم بقرابة ول يذكركم عند ملمة
يسومكم خسفا ويسوقكم عسفا فقال ابن الزبي إذن وال يطلق عقال الرب بكتائب تور
كرجل الراد حافاتا السل لا دوي كدوي الريح تتبع غطريفا من قريش ل تكن أمه راعية
ثلة فقال معاوية أنا ابن هند أطلقت عقال الرب فأكلت ذروة السنام وشربت عنفوان الكرع
وليس للكل بعدي إل الفلذة ول للشارب إل الرنق فسكت ابن الزبي عبد ال بن الزبي
ومعاوية وعمرو بن العاص قدم عبد ال بن الزبي على معاوية وافدا فرحب به وأدناه حت
أجلسه على سريره ث قال حاجتك أبا خبيب فسأله أشياء ث قال له سل غي ما سألت قال نعم
الهاجرون والنصار ترد عليهم فيئهم وتفظ وصية نب ال فيهم تقبل
من مسنهم وتتجاوز عن مسيئهم فقال معاوية هيهات هيهات ل وال ما تأمن
النعجة الذئب وقد أكل أليتها فقال ابن الزبي مهل يا معاوية فإن الشاة لتدر للحالب وإن الدية
ف يده وإن الرجل الريب ليصانع ولده الذي خرج من صلبه وما تدور الرحاء إل بقطبها ول
تصلح القوس إل بعجبها فقال يا أبا خبيب لقد أجررت الطروقة قبل هباب الفحل هيهات
وهي ل تصطك ليائها اصطكاك القروم السوامى فقال ابن الزبي العطن بعد العل والعل بعد
النهل ول بد للرحاء من الثفال ث نض ابن الزبي فلما كان العشاء أخذت قريش مالسها
وخرج معاوية على بن أمية فوجد عمرو بن العاص فيهم فقال ويكم يا بن أمية أفيكم من
يكفين ابن الزبي فقال عمرو أنا أكفيكه يا أمي الؤمني قال ما أظنك تفعل قال بلى وال
لربدن وجهه ولخرسن لسانه ولردنه ألي من خيلة فقال دونك فاعرض له إذا دخل فدخل
ابن الزبي وكان قد بلغه كلم معاوية وعمرو فجلس نصب عين عمرو فتحدثوا ساعة ث قال
عمرو وإن لنار ما يطاق اصطلؤها لدي كلم معضل متفاقم فأطرق ابن الزبي ساعة ينكت
ف الرض ث رفع رأسه وقال
302
جهرة خطب العرب
وإن لبحر ما يسامى عبابه مت يلق بري حر نارك تمد فقال عمرو وال يا بن
الزبي إنك ما علمت لتجلبب جلبيب الفتنة متأزر بوصائل التيه تتعاطى الذرى الشاهقة
والعال الباسقة وما أنت من قريش ف لباب جوهرها ول مؤنق حسبها فقال ابن الزبي أما ما
ذكرت من تعاطي الذرى فإنه طال ب إليها وسا مال يطول بك مثله أنف حي وقلب ذكي
وصارم مشرف ف تليد فارع وطريف مانع إذ قعد بك انتفاخ سحرك ووجيب قلبك وأما ما
ذكرت مع أن لست من قريش ف لباب جوهرها ومؤنق حسبها فقد حضرتن وإياك الكفاء
العالون ب وبك فاجعلهم بين وبينك فقال القوم قد أنصفك يا عمرو قال قد فعلت فقال ابن
الزبي أما إذا أمكنن ال منك فلربدن وجهك ولخرسن لسانك ولترجعن ف هذه الليلة وكأن
الذي بي منكبيك مشدود إل عروق أخدعيك ث قال أقسمت عليكم يا معاشر قريش أنا
أفضل ف دين السلم أم عمرو فقالوا اللهم أنت قال فأب أفضل أم أبوه قالوا أبوك حواري
رسول ال وآله وابن عمته قال فأمي أفضل أم أمه قالوا أمك أساء بنت أب بكر الصديق وذات
النطاقي قال فعمت أفضل أم عمته قالوا عمتك سلمى بنة العوام صاحبة رسول ال وآله أفضل
من عمته قال فخالت أفضل أم خالته قالوا خالتك عائشة أم الؤمني قال فجدت أفضل أم جدته
قالوا جدتك صفية بنت عبد الطلب عمة رسول ال وآله قال فجدي أفضل أم جده قالوا جدك
أبو بكر الليفة بعد رسول ال وآله فقال قضت الغطارف من قريش بيننا فاصب لفضل
خصامها وقضائها
وإذا جريت فل تار مبزا بذ الياد على احتفال جرائها أما وال يا بن العاص لو
أن الذي أمرك بذا واجهن بثله لقصرت إليه من سامي بصره ولتركته يتلجلج لسانه وتضطرم
النار ف جوفه ولقد استعان منك بغي واف ولأ إل غي كاف ث قام فخرج خطبة ابن الزبي
لا قتل السي عليه السلم لا قتل السي عليه السلم قام عبد ال بن الزبي ف أهل مكة
وعظم مقتله وعاب على أهل الكوفة خاصة ولم أهل العراق عامة فقال بعد أن حد ال وأثن
عليه وصلى على ممد إن أهل العراق غدر فجر إل قليل وإن أهل الكوفة شرار أهل العراق
303
جهرة خطب العرب
وإنم دعوا حسينا لينصروه ويولوه عليهم فلما قدم عليهم ثاروا إليه فقالوا له إما أن تضع يدك
ف أيدينا فنبعث بك إل ابن زياد بن سية سلما فيمضي فيك حكمه وإما أن تارب فرأى وال
أنه هو وأصحابه قليل ف كثي وإن كان ال عز وجل ل يطلع على الغيب أحدا أنه مقتول
ولكنه اختار اليتة الكرية على الياة الذميمة فرحم ال حسينا وأخزى قاتل حسي لعمري لقد
كان من خلفهم إياه وعصيانم ما كان ف مثله واعظ وناه عنهم ولكنه ما حم نازل وإذا أراد
ال أمرا لن يدفع أفبعد السي نطمئن إل هؤلء القوم ونصدق قولم ونقبل لم عهدا ل ول
نراهم لذلك أهل أما وال لقد قتلوه طويل بالليل قيامه كثيا ف النهار
صيامه أحق با هم فيه منهم وأول به ف الدين والفضل أما وال ما كان يبدل
بالقرآن الغناء ول بالبكاء من خشية ال الداء ول بالصيام شرب الرام ول بالجالس ف حلق
الذكر الركض ف تطلب الصيد يعرض بيزيد فسوف يلقون غيا فثار إليه أصحابه فقالوا له أيها
الرجل أظهر بيعتك فإنه ل يبق أحد إذ هلك حسي ينازعك هذا المر وقد كان يبايع الناس
سرا ويظهر أنه عائذ بالبيت مناظرة ابن الزبي للخوارج اجتمعت الوارج حي ثار عبد ال بن
الزبي بكة سنة وسار إليه مسلم ابن عقبة الري ف جيش من أهل الشأم بعد أن غزا الدينة
وكان منه ف وقعة الرة ما كان فقال لم نافع بن الزرق اخرجوا بنا نأت البيت ونلق هذا
الرجل فإن يكن على رأينا جاهدنا معه العدو وإن يكن على غي رأينا دافعنا عن البيت ما
استطعنا ونظرنا بعد ذلك ف أمورنا فخرجوا حت قدموا على عبد ال بن الزبي فسر بقدمهم
ونبأهم أنه على رأيهم وأعطاهم الرضا من غي توقف ول تفتيش فقاتلوا معه حت مات يزيد بن
معاوية وانصرف أهل الشأم عن مكة ث إن القوم لقي بعضهم بعضا فقالوا إن هذا الذي صنعتم
أمس بغي رأي ول صواب من المر تقاتلون مع رجل ل تدرون لعله ليس على رأيكم إنا كان
أمس يقاتلكم هو وأبوه ينادي يا لثارات عثمان ندخل إليه فننظر ما عنده فإن قدم أبا بكر
وعمر وبرئ من عثمان وعلي وكفر أباه وطلحة بايعناه وإن تكن الخرى ظهر لنا
ما عنده فتشاغلنا با يدي علينا فدخلوا على ابن الزبي وهو مبتذل وأصحابه متفرقون عنه
304
جهرة خطب العرب
فقالوا إنا جئناك لتخبنا رأيك فإن كنت على الصواب بايعناك وإن كنت على غيه دعوناك
إل الق ما تقول ف الشيخي قال خيا قالوا فما تقول ف عثمان الذي أحى المى وآوى
الطريد وأظهر لهل مصر شيئا وكتب بلفه وأوطأ آل أب معيط رقاب الناس وآثرهم بفئ
السلمي وف الذي بعده الذي حكم ف دين ال الرجال وأقام على ذلك غي تائب ول نادم
وف أبيك وصاحبه وقد بايعا عليا وهو إمام عادل مرضي ل يظهر منه كفر ث نكثا بعرض من
أعراض الدنيا وأخرجا عائشة تقاتل وقد أمرها ال وصواحبها أن يقرن ف بيوتن وكان لك ف
ذلك ما يدعوك إل التوبة فإن أنت قلت كما نقول فلك الزلفى عند ال والنصر على أيدينا
ونسأل ال لك التوفيق وإن أبيت إل نصر رأيك الول وتصويب أبيك وصاحبه والتحقيق
بعثمان والتول ف السني الست الت أحلت دمه ونقضت أحكامه وأفسدت إمامته خذلك ال
وانتصر منك بأيدينا فقال ابن الزبي إن ال أمر وله العزة والقدرة ف ماطبة أكفر
الكافرين وأعت العتاة بأرأف من هذا القول فقال لوسى وأخيه ولخيه صلى ال عليهما إل
اذهبا إل فرعون إنه طغي فقول له قول لينا لعله يتذكر أو يشى وقال رسول ال ل تؤذوا
الحياء بسب الوتى فنهى عن سب أب جهل من أجل عكرمة ابنه وأبو جهل عدو ال وعدو
الرسول والقيم على الشرك والاد ف الحاربة والتبغض إل رسول ال قبل الجرة والحارب
له بعدها وكفى بالشرك ذنبا وقد كان يغنيكم عن هذا القول الذي سيتم فيه طلحة وأب أن
تقولوا أتبأ من الظالي فإن كانا منهم دخل ف غمار السلمي وإن ل يكونا منهم ل تفظون
بسب أب وصاحبه وأنتم تعلمون أن ال عز وجل قال للمؤمن ف أبويه وإن جاهداك على أن
تشرك ب ما ليس لك به علم فل تطعهما وصاحبهما ف الدنيا معروفا وقال جل ثناؤه وقولوا
للناس حسنا وهذا الذي دعوت إليه أمر له ما بعده وليس يقنعكم إل التوقيف والتصريح
ولعمري إن ذلك لحرى بقطع الجج وأوضح لنهاج الق وأول أن يعرف كل صاحبه من
عدوه فروحوا إل من عشيتكم هذه اكشف لكم ما أنا عليه إن شاء ال تعال فلما كان العشي
راحوا إليه فخرج إليهم وقد لبس سلحه فلما رأي ذلك ندة قال هذا خروج منابذ لكم
305
جهرة خطب العرب
فجلس على رفيع من الرض فحمد ال وأثن عليه وصلى على نبيه ث ذكر أبا بكر وعمر
أحسن ذكر ث ذكر عثمان ف السني الوائل من خلفته ث وصلهن بالسني الت أنكروا سيته
فيها فجعلها كالاضية وخب أنه
آوى الكم بن أب العاص بإذن رسول ال وذكر المى وما كان فيه من الصلح
وأن القوم استعتبوه من أمور وكان له أن يفعلها أول مصيبا ث أعتبهم بعد ذلك مسنا وأن أهل
مصر لا أتوه بكتاب ذكروا أنه منه بعد أن ضمن لم العتب ث كتب لم ذلك الكتاب بقتلهم
فدفعوا الكتاب إليه حلف بال أنه ل يكتبه ول يأمر به وقد أمر ال عز وجل بقبول اليمي من
ليس له مثل سابقته مع ما اجتمع له من صهر رسول ال ومكانه من المامة وأن بيعة الرضوان
تت الشجرة إنا كانت بسببه وعثمان الرجل الذي لزمته يي لو حلف عليها للف على حق
فافتداها بائة ألف ول يلف وقد قال رسول ال من حلف بال فليصدق ومن حلف له بال
فليض فعثمان أمي الؤمني كصاحبيه وأنا ول وليه وعدو عدوه وأب وصاحبه صاحبا رسول
ال ورسول ال يقول عن ال عز وجل يوم أحد لا قطعت إصبع طلحة سبقته إل النة وقال
أوجب طلحة وكان الصديق إذا ذكر يوم أحد قال ذاك يوم كله أو جله لطلحة والزبي حواري
رسول ال وصفوته وقد ذكر أنما ف النة فقال جل وعز لقد رضي ال عن الؤمني إذ
يبايعونك تت الشجرة وما أخبنا بعد أنه سخط عليهم فإن يكن ما سعوا فيه حقا فأهل ذلك
هم وإن يكن زلة ففي عفو ال تحيصها وفيما وفقهم له من السابقة مع نبيهم ومهما ذكرتوها
فقد بدأت بأمكم عائشة رضي ال عنها فإن أب آب
أن تكون له أما نبذ اسم اليان عنه وقد قال ال جل ذكره وقوله الق النب أول
بالؤمني من أنفسهم وأزواجه أمهاتم فنظر بعضهم إل بعض ث انصرفوا عنه أبو صخر الذل
وعبد ال بن الزبي وروى أبو الفرج الصفهان قال لا ظهر ابن الزبي بالجاز وغلب عليها
بعد موت يزيد بن معاوية وتشاغل بنو أمية بالرب بينهم ف مرج راهط وغيه دخل عليه أبو
صخر الذل ف هذيل وقد جاءوه ليقبضوا عطاءهم وكان عارفا بواه ف بن أمية فمنعه عطاءه
306
جهرة خطب العرب
فقال علم تنعن حقا ل وأنا امرؤ مسلم ما أحدثت ف السلم حدثا ول أخرجت من طاعة
يدا قال عليك بن أمية فاطلب عندهم عطاءك قال إدن أجدهم سباطا أكفهم سحة أنفسهم
بذلء لموالم وهابي لجتديهم كرية أعراقهم شريفة أصولم زاكية فروعهم قريبا من رسول
ال نسبهم وسببهم ليسوا إذا نسبوا بأذناب ول وشائظ ول أتباع ول هم ف قريش كفقعة
القاع لم السودد ف الاهلية واللك ف السلم ل كمن ل يعد ف عيها ول نفيها ول حكم
آباؤه ف نقيها ول قطميها ليس
من أحلفها الطيبي ول من سادتا الطعمي ول من جودائها الوهابي ول من
هاشها النتخبي ول عبد شسها السودين وكيف نقاتل الرءوس بالذناب وأين النصل من
الفن والسنان من الزج والذناب من القدامى وكيف يفضل الشحيح على الواد والسوقة على
اللك والامع بل على الطعم فضل فغضب ابن الزبي حت ارتعدت فرائصه وعرق جبينه
واهتز من قرنه إل قدمه وامتقع لونه ث قال له يا بن البوالة على عقبيها ويا جلف يا جاهل أما
وال لول الرمات الثلث حرمة السلم وحرمة الرم وحرمة الشهر الرام لخذت الذي فيه
عيناك ث أمر به إل سجن عارم فحبس به مدة ث استوهبته هذيل ومن له من قريش خئولة ف
هذيل فأطلقه بعد سنة واقسم أل يعطيه عطاء مع السلمي أبدا فلما ول عبد اللك أمر له با
فاته من العطاء ومثله صلة من ماله وكساه وحله خطبته وقد قدم عليه وفد العراق قدم وفد من
العراق على عبد ال بن الزبي فأتوه ف السجد الرام ف يوم جعة فسلموا عليه فسألم عن
مصعب أخيه وعن سيته فيهم فقالوا أحسن الناس سية
وأقضاه بق وأعدله ف حكم فصلى عبد ال بالناس المعة ث صعد النب فحمد ال
وأثن عليه ث قال قد جربون ث جربون من غلوتي ومن الئي حت إذا شابوا وشيبون خلوا
عنان ث سيبون أيها الناس إن قد سألت هذا الوفد من أهل العراق عن عاملهم مصعب بن
الزبي فأحسنوا الثناء عليه وذكروا عنه ما أحب أل إن مصعبا أطب القلوب حت ما تعدل به
والهواء حت ما تول عنه واستمال اللسن بثنائها والقلوب بنصحها والنفوس بحبتها فهو
307
جهرة خطب العرب
الحبوب ف خاصته الحمود ف عامته با أطلق ال به لسانه من الي وبسط يده من البذل ث
نزل خطبته لا بلغه قتل مصعب لا قتل عبد اللك بن مروان مصعب بن الزبي سنة ه وانتهى
خب مقتله إل عبد ال بن الزبي أضرب عن ذكره أياما حت تدث به إماء مكة ف الطريق ث
صعد النب فجلس عليه مليا ل يتكلم والكآبة على وجهه وجبينه يرشح عرقا فقال رجل من
قريش لرجل إل جانبه ماله ل يتكلم أتراه يهاب النطق فوال إنه للبيب الطباء قال لعله يريد
أن يذكر مقتل مصعب سيد العرب فيشتد ذلك عليه وغي ملوم ث تكلم فقال المد ل الذي
له اللق والمر وملك الدنيا والخرة يؤت اللك من يشاء وينع اللك من يشاء ويعز من يشاء
ويذل من يشاء أما بعد فإنه ل يعز ال
من كان الباطل معه وإن كان معه النام طرا ول يذل من كان الق معه وإن كان
مفردا ضعيفا أل وإنه قد أتانا خب من العراق بلد الغدر والشقاق فساءنا وسرنا أتانا أن مصعبا
قتل رحة ال عليه ومغفرته فأما الذي أحزننا من ذلك فإن لفراق الميم لذعة ولوعة يدها
حيمه عند الصيبة ث يرعوى من بعد ذو الرأي والدين إل جيل الصب وكري العزاء وأما الذي
سرنا منه فإنا قد علمنا أن قتله شهادة له وأنه عز وجل جاعل لنا وله ف ذلك الية إن شاء ال
تعال أسلمه الطغام الصم الذان أهل العراق إسلم النعم الخطمة وباعوه بأقل من الثمن الذي
كانوا يأخذون منه فإن يقتل فقد قتل أبوه وعمه وأخوه وكانوا اليار الصالي إنا وال ل
نوت حتف آنافنا ولكن قعصا بالرماح
وموتا تت ظلل السيوف وليس كما يوت بنو مروان وال ما قتل منهم رجل ف
زحف ف جاهلية ول إسلم قط أل وإنا الدنيا عارية من اللك القهار الذي ل يزول سلطانه
ول يبيد ملكه فإن تقبل الدنيا علي ل آخذها أخذ الشر البطر وإن تدبر عن ل أبك عليها
بكاء الرق الهي أقول قول هذا وأستغفر ال ل ولكم ث نزل خطبة أخرى له وقال الاحظ
لا جاءه قتل أخيه مصعب قام خطيبا بعد خطبته الول فقال إن مصعبا قدم أيره وأخر خيه
وتشاغل بنكاح فلنة وفلنة وترك حلبة أهل الشأم حت غشيته ف داره ولئن هلك مصعب إن
308
جهرة خطب العرب
ف آل الزبي خلفا منه خطبته وقد بلغه قتل عمرو الشدق وروي الاحظ أيضا أنه لا بلغه قتل
عبد اللك بن مروان عمرو بن سعيد الشدق قام خطيبا فقال
إن أبا ذبان قتل لطيم الشيطان كذلك نول بعض الظالي بعضا با كانوا يكسبون
عبد ال بن الزبي وأمه أساء بنت أب بكر دخل ابن الزبي على أمه أساء بنت أب بكر ف اليوم
الذي قتل فيه وقد رأى من الناس ما رأى من خذلنم فقال يا أمه خذلن الناس حت ولدي
وأهلي فلم يبق معي إل اليسي من ليس عنده من الدفع أكثر من صب ساعة والقوم يعطونن ما
أردت من الدنيا فما رأيك فقالت أنت وال يا بن أعلم بنفسك إن كنت تعلم أنك على حق
وإليه تدعو فامض له فقد قتل عليه أصحابك ول تكن من رقبتك يتلعب با غلمان بن أمية
وإن كنت إنا أردت الدنيا فبئس العبد أنت أهلكت نفسك وأهلكت من قتل معك وإن قلت
كنت على حق فلما وهن أصحاب ضعفت فهذا ليس فعل الحرار ول أهل الدين وكم
خلودك ف الدنيا القتل أحسن وال لضربة بالسيف ف عز أحب إل من ضربة بسوط ف ذل
قال إن أخاف إن قتلون أن يثلوا ب قالت يا بن إن الشاة ل يضرها سلخها بعد ذبها فدنا
منها وقبل رأسها وقال هذا وال رأيي والذي قمت به داعيا إل يومي هذا
ما ركنت إل الدنيا ول أحببت الياة فيها وما دعان إل الروج إل الغضب ل أن
تستحل حرمه ولكنن أحببت أن أعلم رأيك فزدتن بصية مع بصيت فانظري يا أمه فإن
مقتول من يومي هذا فل يشتد حزنك وسلمي لمر ال فإن ابنك ل يتعمد إتيان منكر ول
عمل بفاحشة ول ير ف حكم ال ول يغدر ف أمان ول يتعمد ظلم مسلم ول معاهد ول
يبلغن ظلم عن عمال فرضيت به بل أنكرته ول يكن شيء آثر عندي من رضا رب اللهم إن
ل أقول هذا تزكية من لنفسي أنت أعلم ب ولكن أقوله تعزية لمي لتسلو عن فقالت أمه إن
لرجو من ال أن يكون عزائي فيك حسنا إن تقدمتن وإن تقدمتك ففي نفسي حرج حت
أنظر إلم يصي أمرك قال يا أمه جزاك ال خيا فل تدعي الدعاء ل قبل وبعد فقالت ل أدعه
أبدا فمن قتل على باطل فقد قتلت على حق ث قالت اللهم أرحم طول ذلك القيام ف الليل
309
جهرة خطب العرب
الطويل وذلك النحيب والظمأ ف هواجر الدينة ومكة وبره بأبيه وب اللهم قد سلمته لمرك فيه
ورضيت با قضيت فأثبن ف عبد ال ثواب الصابرين الشاكرين ث ودعها وخرج خطبته يوم
قتله وخرج من عندها فصعد النب فحمد ال وأثن عليه ث قال أيها الناس إن الوت قد تغشاكم
سحابه وأحدق بكم ربابه واجتمع بعد تفرق وارجحن بعد تشق ورجس نوكم رعده وهو
مفرغ عليكم ودقه
وقائد إليكم البليا تتبعها النايا فاجعلوا السيوف لا غرضا واستعينوا عليها بالصب
وتثل بأبيات ث اقتحم يقاتل وهو يقول قد جد أصحابك ضرب العناق وقامت الرب لا
على ساق خطبة أخرى وروي الطبي قال لا كان يوم الثلثاء صبيحة سبع عشرة من جادى
الول سنة ه وقد أخذ الجاج على ابن الزبي بالبواب صلى بأصحابه الفجر ث قام فحمد ال
وأثن عليه ث قال يا آل الزبي لو طبتم ل نفسا عن أنفسكم كنا أهل بيت من العرب اصطلمنا
ف ال ل تصبنا زباء بتة أما بعد يا آل الزبي فل يرعكم وقع السيوف فإن ل أحضر موطنا قط
إل أرتثثت فيه من القتل وما أجد من دواء جراحها أشد ما أجد من أل وقعها صونوا سيوفكم
كما تصونون وجوهكم ل أعلم امرأ كسر سيفه واستبقى نفسه فإن الرجل إذا ذهب سلحه
فهو كالرأة أعزل غضوا أبصاركم عن البارقة وليشغل كل امرئ قرنه ول يلهينكم السؤال عن
ول تقولن أين عبد ال بن الزبي أل من كان سائل عن فإن ف الرعيل الول أب لبن سلمى
أنه غي خالد ملقي النايا أي صرف تيما
فلست ببتاع الياة بسبة ول مرتق من خشية الوت سلما احلوا على بركة ال ث
قاتل حت أثخن بالراحات وقتل خطبة مصعب بن الزبي بعث عبد ال بن الزبي أخاه مصعبا
واليا على البصرة سنة ه فصعد النب فحمد ال وأثن عليه ث قال بسم ال الرحن الرحيم طسم
تلك آيات الكتاب البي نتلو عليك من نبأ موسى وفرعون بالق لقوم يؤمنون إن فرعون عل
ف الرض وجعل أهلها شيعا يستضعف طائفة منهم يذبح أبنائهم ويستحيي نساءهم إنه كان
من الفسدين وأشار بيده نو الشام ونريد أن نن على الذين استضعفوا ف الرض ونعلهم
310
جهرة خطب العرب
أئمة ونعلهم الوارثي وأشار بيده نو الجاز ونكن لم ف الرض ونري فرعون وهامان
وجنودها منهم ما كانوا يذرون وأشار بيده نو العراق
خطب المويي خطباء البيت الموي خطب معاوية توف سنة ه خطبته بالدينة عام
الماعة قدم معاوية الدينة عام الماعة سنة ه فتلقاه رجال قريش فقالوا المد ل الذي أعز
نصرك وأعلى كعبك فما رد عليهم شيئا حت صعد النب فحمد ال وأثن عليه ث قال أما بعد
فإن وال ما وليتها بحبة علمتها منكم ول مسرة بوليت ولكن جالدتكم بسيفي هذا مالدة
ولقد رضت لكم نفسي على عمل ابن أب قحافة وأردتا على عمل عمر فنفرت من ذلك
نفارا شديدا وأردتا علي سنيات عثمان فأبت علي فسلكت با طريقا ل ولكم فيه منفعة
مؤاكلة حسنة ومشاربة جيلة فإن ل تدون خيكم فإن خي لكم ولية وال ل أحل السيف
على من ل سيف له وإن ل يكن منكم إل ما يستشفي به القائل بلسانه فقد جعلت ذلك له
دبر أذن
وتت قدمي وإن ل تدون أقوم بقكم كله فاقبلوا من بعضه فإن أتاكم من خي
فاقبلوه فإن السيل إذا جاد يثرى وإذ قل أغن وإياكم والفتنة فإنا تفسد العيشة وتكدر النعمة
ث نزل خطبة أخرى له بالدينة وخطب فحمد ال وأثن عليه ث صلى على النب ث قال أما بعد
أيها الناس إنا قدمنا عليكم وإنا قدمنا على صديق مستبشر أو على عدو مستتر وناس بي ذلك
ينظرون وينتظرون فإن أعطوا منها رضوا وإن ل يعطوا منها إذا هم يسخطون ولست واسعا
كل الناس فإن كانت ممدة فل بد من مذمة فلوما هونا إذا ذكر غفر وإياكم والت إن أخفيت
أوبقت وإن ذكرت أوثقت ث نزل خطبة له بالدينة وصعد منب الدينة فحمد ال واثن عليه ث
قال يأهل الدينة إن لست أحب أن تكونوا خلقا كخلق العراق يعيبون الشيء وهم فيه كل
امرئ منهم شيعة نفسه فاقبلونا با فينا فإن ما وراءنا شر لكم وإن معروف زماننا هذا منكر
زمان قد مضى ومنكر زماننا معروف زمان ل يأت ولو قد أتى فالرتق خي من الفتق وف كل
بلغ ول مقام على الرزية
311
جهرة خطب العرب
خطبته حي ول الغية بن شعبة الكوفة ولا ول معاوية الغية بن شعبة الكوفة ف
جادى سنة ه دعاه فحمد ال وأثن عليه ث قال أما بعد فإن لذي اللم قبل اليوم ما تقرع
العصا وقد قال التلمس لذي اللم قبل اليوم ما تقرع العصا وما علم النسان إل ليعلما وقد
يزي الكيم بغي التعليم وقد أردت إيصاءك بأشياء كثية فأنا تاركها اعتمادا على بصرك با
يرضين ويسعد سلطان وتصلح به رعيت ولست تاركا إيصاءك بصلة ل تتحم عن شتم علي
وذمه والترحم على عثمان والستغفار له والعيب على أصحاب علي والقصاء لم وترك
الستماع منهم وبإطراء شيعة عثمان رضوان ال عليه والدناء لم والستماع منهم فقال الغية
قد جربت وجربت وعملت قبلك لغيك فلم يذمم ب دفع ول رفع ول وضع فستبلو فتحمد أو
تذم قال بل نمد إن شاء ال
خطبة له ف يوم صائف وخطب المعة ف يوم صائف شديد الر فحمد ال وأثن
عليه وصلى على رسوله ث قال إن ال عز وجل خلقكم فلم ينسكم ووعظكم فلم يهملكم
فقال يا أيها الذين آمنوا اتقوا ال حق تقاته ول توتن إل وأنتم مسلمون قوموا إل صلتكم
آخر خطبة له صعد النب ممد ال وأثن عليه ث قبض على ليته وقال أيها الناس إن من زرع
قد استحصد وقد طالت عليكم إمرت حت مللتكم ومللتمون وتنيت فراقكم وتنيتم فراقي وإنه
ل يأتيكم بعدي إل من هو شر من كما ل يأتكم قبلي إل من كان خيا من وإنه من أحب
لقاء ال أحب ال لقاءه اللهم إن قد أحببت لقاءك فأحبب لقائي ث نزل فما صعد النب حت
مات خطبته وقد حضرته الوفاة ولا حضرت معاوية الوفاة قال لول له من بالباب قال نفر من
قريش يتباشرون بوتك قال ويك ول قال ل أدري قال فوال ما لم بعدي إل الذي يسوءهم
وأذن للناس فدخلوا فحمد ال وأثن عليه وأوجز ث قال
أيها الناس إنا قد أصبحنا ف دهر عنود وزمن شديد يعد فيه الحسن مسيئا ويزداد
فيه الظال عتوا ل ننتفع با علمناه ول نسأل عما جهلناه ول نتخوف قارعة حت تل بنا فالناس
على أربعة أصناف منهم من ل ينعه من الفساد ف الرض إل مهانة نفسه وكلل حده
312
جهرة خطب العرب
ونضيض وفره ومنهم الصلت لسيفه الجلب بيله ورجله العلن بشره قد أشرط نفسه وأوبق
دينه لطام ينتهره أو مقنب يقوده أو منب يفرعه ولبئس التجر أن تراها لنفسك ثنا وما لك
عند ال عوضا ومنهم من يطلب الدنيا بعمل الخرة ول يطلب الخرة بعمل الدنيا قد طامن
من شخصه وقارب من خطوه وشر من ثوبه وزخرف نفسه للمانة واتذ ستر ال ذريعة
للمعصية ومنهم من قد أقعده عن طلب اللك ضئولة نفسه وانقطاع سببه فقصرت به الال عن
أمله قتحلى باسم القناعة وتزين بلباس الزهاد وليس من ذلك ف مراح ول مغدى وبقي رجال
غض أبصارهم ذكر الرجع وأراق دموعهم خوف الحشر فهم بي شريد نافر وخائف منقمع
وساكت مكعوم وداع ملص وموجع ثكلن قد أخلتهم التقية وشلتهم الذلة فهم بر أجاج
أفواههم ضامزة وقلوبم قرحة قد وعظوا حت ملوا وقهروا حت ذلوا وقتلوا
حت قلوا فلتكن الدنيا ف أعينكم أصغر من حثالة القرظ وقراضة اللمي واتعظوا
بن كان قبلكم قبل أن يتعظ بكم من بعدكم فارفضوها ذميمة فإنا قد رفضت من كان
أشغف با منكم وصيته لبنه يزيد لا حضرت معاوية الوفاة ويزيد غائب دعا معاوية مسلم بن
عقبة الرى والضحاك بن قيس الفهري فقال أبلغا عن يزيد وقول له يا بن إن قد كفيتك الشد
والترحال ووطأت لك المور وذللت لك العداء وأخضعت لك رقاب العرب وجعت لك ما
ل يمعه أحد فانظر أهل الجاز فإنم أصلك وعترتك فمن أتاك منهم فأكرمه ومن قعد عنك
فتعهده وانظر أهل العراق فإن سألوك أن تعزل عنهم كل يوم عامل فافعل فإن عزل عامل
أهون عليك من سل مائة ألف سيف ث ل تدري علم أنت عليه منهم ث انظر أهل الشأم
فاجعلهم الشعار دون الدثار فإن رابك من عدوك ريب فارمهم بم فإن
أظفرك ال بم فاردد أهل الشأم إل بلدهم ول يقيموا ف غي بلدهم فيتأدبوا بغي
أدبم وإن لست أخاف عليك أن ينازعك هذا المر إل أربعة نفر من قريش السي بن علي
وعبد ال بن عمر وعبد ال بن الزبي وعبد الرحن بن أب بكر فأما عبد ال بن عمر فرجل قد
وقذه الورع وإذا ل يبق أحد غيه بايعك وأما السي بن علي فإنه رجل خفيف وأرجو أن
313
جهرة خطب العرب
يكفيكه ال بن قتل أباه وخذل أخاه ول أظن أهل العراق تاركيه حت يرجوه فإن خرج
وظفرت به فاصفح عنه فإن له رحا ماسة وحقا عظيما وقرابة من ممد صلوات ال عليه
وسلمه وأما ابن أب بكر فإن رأى أصحابه صنعوا شيئا صنع مثلهم ليست له هة إل ف النساء
واللهو وأما ابن الزبي فإنه خب ضب فإن ظفرت به فقطعه إربا إربا أو قال وأما الذي يثم
لك جثوم السد ويراوغك مراوغة الثعلب فإن أمكنته فرصة وثب فذاك ابن الزبي فإن هو
وثب عليك فظفرت به فقطعه إربا إربا واحقن دماء قومك ما استطعت
خطب يزيد بن معاوية توف سنة ه خطبته بعد موت معاوية المد ل الذي ما شاء
صنع من شاء أعطى ومن شاء منع ومن شاء خفض ومن شاء رفع إن أمي الؤمني كان حبل
من حبال ال مده ما شاء أن يده ث قطعه حي أراد أن يقطعه وكان دون من قبله وخيا من
يأت بعده ول أزكيه عند ربه وقد صار إليه فإن يعف فبحته وإن يعاقبه فبذنبه وقد وليت بعده
المر ولست أعتذر من جهل ول أشتغل بطلب علم وعلى رسلكم إذا كره ال شيئا غيه وإذا
أحب شيئا يسره خطبة أخرى له المد ل أحده وأستعينه وأومن به وأتوكل عليه ونعوذ بال
من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهد ال فل مضل له ومن يضلل فل هادي له وأشهد
أن ل إله إل ال وحده ل شريك له وأن ممدا عبده ورسوله اصطفاه لوحيه واختاره لرسالته
بكتاب فصله وفضله وأعزه وأكرمه ونصره وحفظه ضرب فيه المثال وحلل فيه اللل وحرم
فيه الرام وشرع فيه الدين إعذارا وإنذارا لئل يكون
للناس على ال حجة بعد الرسل ويكون بلغا لقوم عابدين أوصيكم عباد ال
بتقوى ال العظيم الذي ابتدأ المور بعلمه وإليه يصي معادها وانقطاع مدتا وتصرم دارها ث
إن أحذركم الدنيا فإنا حلوة خضرة حفت بالشهوات وراقت بالقليل وأينعت بالفان وتببت
بالعاجل ل يدوم نعيمها ول تؤمن فجيعتها أكالة غوالة غرارة ل تبقي على حال ول يبقى لا
حال لن تعدو الدنيا إذا تناهت إل أمنية أهل الرغبة فيها والرضا با أن تكون كما قال ال عز
وجل واضرب لم مثل الياة الدنيا كماء أنزلناه من السماء فاختلط به نبات الرض فاصبح
314
جهرة خطب العرب
هشيما تذروه الرياح وكان ال على كل شيء مقتدرا نسأل ال ربنا وإلنا وخالقنا ومولنا أن
يعلنا وإياكم من فزع يومئذ آمني إن أحسن الديث وأبلغ الوعظة كتاب ال يقول ال وإذا
قرئ القرآن فاستمعوا له وأنصتوا لعلكم ترحون أعوذ بال من الشيطان الرجيم بسم ال
الرحن الرحيم لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالؤمني
رءوف رحيم فإن تولوا فقل حسب ال ل إله إل هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم
خطبة معاوية بن يزيد توف سنة أمر معاوية بن يزيد بن معاوية بعد وليته فنودي بالشأم الصلة
جامعة فحمد ال وأثن عليه ث قال أما بعد فإن قد نظرت ف أمركم فضعفت عنه فابتغيت
لكم رجل مثل عمر ابن الطاب رحة ال عليه حي فزع إليه أبو بكر فلم أجده فابتغيت لكم
ستة ف الشورى
مثل ستة عمر فلم أجدها فأنتم أول بأمركم فاختاروا له من أحببتم فما كنت
لتزودها ميتا وما استمتعت با حيا ث دخل منله ول يرج إل الناس وتغيب حت مات وصية
مروان بن الكم لبنه عبد العزيز ولا انصرف مروان بن الكم من مصر إل الشام استعمل
عبد العزيز ابنه على مصر وقال له حي ودعه أرسل حكيما ول توصه أي بن انظر إل عمالك
فإن كان لم عندك حق غدوة فل تؤخره إل عشية وإن كان لم عشية فل تؤخره إل غدوة
وأعطهم حقوقهم عند ملها تستوجب بذلك الطاعة منهم وإياك أن يظهر لرعيتك منك كذب
فإنم إن ظهر لم منك كذب ل يصدقوك ف الق واستشر جلساءك وأهل العلم فإن ل يستب
لك فاكتب إل يأتك رأيي فيه إن شاء ال تعال وإن كان بك غضب على أحد من رعيتك فل
تؤاخذه به عند سورة الغضب واحبس عنه عقوبتك حت يسكن غضبك ث يكون منك ما
يكون وأنت ساكن الغضب منطفئ المرة فإن أول من جعل السجن كان حليما ذا أناة ث
انظر إل أهل السب والدين والروءة فليكونوا أصحابك وجلساءك ث اعرف منازلم منك
على غيهم على غي استرسال ول انقباض أقول هذا واستخلف ال عليك
315
جهرة خطب العرب
خطب عبد اللك بن مروان توف سنة ه خطبته بكة خطب بكة فقال ف خطبته
أيها الناس إن وال ما أنا بالليفة الستضعف يريد عثمان بن عفان ول بالليفة الداهن يريد
معاوية بن أب سفيان ول بالليفة الأفون يريد يزيد بن معاوية فمن قال برأسه كذا قلنا له
بسيفنا كذا ث نزل خطبة له موجزة وخطب على النب فقال أيها الناس إن ال حد حدودا
وفرض فروضا فما زلتم تزدادون ف الذنب ونزداد ف العقوبة حت اجتمعنا نن وأنتم عند
السيف
خطبته حي قتل عمر الشدق بن سعيد بن العاص ارموا بأبصاركم نو أهل
العصية واجعلوا سلفكم لن غب منكم عظة ول تكونوا أغفال من حسن العتبار فتنل بكم
جائمة السطوات وتوس خللكم بوادر النقمات وتطأ رقابكم بثقلها العقوبة فتجعلكم هدا
رفاتا وتشتمل عليكم بطون الرض أمواتا فإياي من قول قائل ورشقة جاهل فإنا بين وبينكم
أن أسع النغوة فأصمم تصميم السام الطرور وأصول صيال النق الوتور وإنا هي الصافحة
والكافحة بظبات السيوف وأسنة الرماح والعاودة لكم بسوء الصباح فتاب تائب وهدل
خائب والتوب مقبول والحسان مبذول
لن عرف رشده وأبصر حظه فانظروا لنفسكم وأقبلوا على حظوظكم وليكن أهل
الطاعة يدا على أهل الهل من سفهائكم واستديوا النعمة الت ابتدأتكم برغيد عيشها ونفيس
زينتها فإنكم من ذلك بي فضيلتي عاجل الفض والدعة وآجل الزاء والثوبة عصمكم ال
من الشيطان وفتنته ونزغه وأمدكم بسن معونته وحفظه انضوا رحكم ال إل قبض
أعطياتكم غي مقطوعة عنكم ول مكدرة عليكم خطبته لا دخل الكوفة بعد قتل مصعب بن
الزبي لا قتل عبد اللك مصعب بن الزبي سنة ه دخل الكوفة فصعد النب فحمد ال وأثن عليه
وصلى على النب ث قال أيها الناس إن الرب صعبة مرة وإن السلم أمن ومسرة وقد زبنتنا
الرب وزبناها فعرفناها وألفناها فنحن بنوها وهي أمنا أيها الناس فاستقيموا على سبل الدى
ودعوا الهواء الردية وتنبوا فراق جاعات السلمي ول تكلفونا أعمال الهاجرين الولي
316
جهرة خطب العرب
وأنتم ل تعملون أعمالم ول أظنكم تزدادون بعد الوعظة إل شرا ولن نزداد بعد العذار إليكم
والجة عليكم إل عقوبة فمن شاء منكم أن يعود بعد لثلها فليعد فإنا مثلي ومثلكم كما قال
قيس بن رفاعة النصاري من يصل نارى يبل ذنب ول ترة يصل بنار كري غي غدار أنا النذير
لكم من ماهرة كي ل ألم على ني وإنذار
فإن عصيتم مقال اليوم فاعترفوا أن سوف تلقون خزيا ظاهر العار لترجعن أحاديثا
ملعنة لو القيم ولو الدل السارى من كان ف نفسه حوجاء يطلبها عندي فإن له رهن
بإصحار أقيم عوجته إن كان ذا عوج كما يقوم قدح النبعة الباري وصاحب الوتر ليس الدهر
مدركه عندي وإن لدراك بأوتار خطبته عام حجه وحج عبد اللك ف بعض أعوامه فأمر الناس
بالعطاء فخرجت بدرة مكتوب عليها من الصدقة فأب أهل الدينة قبولا وقالوا إنا كان عطاؤنا
من الفيء فقال عبد اللك وهو على النب يا معشر قريش مثلنا ومثلكم أن أخوين ف الاهلية
خرجا مسافرين فنل ف ظل شجرة تت صفاة فلما دنا الرواح خرجت إليهما من تت
الصفاة حية تمل دينارا فألقته إليهما فقال إن هذا لن كن فأقاما عليها ثلثة أيام كل يوم
ترج إليهما دينارا فقال أحدها لصاحبه إل مت ننتظر هذه الية أل نقتلها ونفر هذا الكن
فنأخذه فنهاه أخوه وقال ما تدري لعلك تعطب ول تدرك الال فأب عليه
وأخذ فأسا معه ورصد الية حت خرجت فضربا ضربة جرحت رأسها ول تقتلها
فثارت الية فقتلته ورجعت إل جحرها فقام أخوه فدفنه وأقام حت إذا كان من الغد خرجت
الية معصوبا رأسها ليس معها شيء فقال لا يا هذه إن وال ما رضيت ما أصابك ولقد نيت
أخي عن ذلك فهل لك أن نعل ال بيننا أن ل تضرين ول أضرك وترجعي إل ما كنت عليه
قالت الية ل قال ول ذلك قالت إن لعلم أن نفسك ل تطيب ل أبدا وأنت ترى قب أخيك
ونفسي ل تطيب لك أبدا وأنا أذكر هذه الشجة وأنشدهم شعر النابغة فقالت أرى قبا تراه
مقابلي وضربة فأس فوق رأسي فاغره فيا معشر قريش وليكم عمر بن الطاب فكان فظا
غليظا مضيقا عليكم فسمعتم له وأطعتم ث وليكم عثمان فكان سهل فعدوت عليه فقتلتموه
317
جهرة خطب العرب
وبعثنا عليكم مسلما يوم الرة فقتلناكم فنحن نعلم يا معشر قريش أنكم ل تبوننا أبدا وأنتم
تذكرون يوم الرة ونن ل نبكم أبدا ونن نذكر قتل عثمان خطبته وقد علم بروج ابن
الشعث ولا ورد إليه كتاب الجاج ينبئه بروج ابن الشعث خرج إل الناس فقام فيهم
فحمد ال وأثن عليه ث قال
إن أهل العراق طال عليهم عمري فاستعجلوا قدري اللهم سلط عليهم سيوف أهل
الشأم حت يبلغوا رضاك فإذا بلغوا رضاك ل ياوزوا إل سخطك ث نزل وصيته لبعض أمرائه
وأوصى عبد اللك أميا سيه إل أرض الروم فقال أنت تاجر ال لعباده فكن كالضارب
الكيس الذي إن وجد ربا أتر وإل تفظ برأس الال ول تطلب الغنيمة حت ترز السلمة
وكن من احتيالك على عدوك أشد حذرا من احتيال عدوك عليك وصيته للشعب وروى
السعودي ف مروج الذهب قال ولا أفضى المر إل عبد اللك بن مروان تاقت نفسه إل
مادثة الرجال والشراف ف أخبار الناس فلم يد من يصلح لنادمته غي الشعب فلما حل إليه
ونادمه قال له يا شعب ل تساعدن على ما قبح ول ترد على الطأ ف ملسي ول تكلفن
جواب التشميت والتهنئة ول جواب السؤال والتعزية ودع عنك كيف أصبح المي وكيف
أمسى وكلمن بقدر ما استطعمك واجعل بدل الدح ل صواب الستماع من واعلم أن
صواب الستماع أكثر من صواب القول وإذا سعتن أتدث فل يفوتنك منه شيء وأرن
فهمك من طرفك وسعك ول تهد نفسك ف نظر
صواب ول تستدع بذلك الزيادة ف كلمي فإن أسوأ الناس حال من استكد اللوك
بالباطل وإن أسوأ الناس حال منهم من استخف بقهم واعلم يا شعب أن أقل من هذا يذهب
بسالف الحسان ويسقط حق الرمة فإن الصمت ف موضعه ربا كان أبلغ من النطق ف
موضعه وعند إصابته وفرصته وصيته لخيه عبد العزيز بن مروان وأوصى عبد اللك بن مروان
أخاه عبد العزيز حي وله مصر فقال ابسط بشرك وألن كنفك وآثر الرفق ف المور فإنه أبلغ
بك وانظر حاجبك فليكن من خي أهلك فإنه وجهك ولسانك ول يقفن أحد ببابك إل
318
جهرة خطب العرب
أعلمك مكانه لتكون أنت الذي تأذن له أو ترده وإذا خرجت إل ملسك فابدأ بالسلم يأنسوا
بك وتثبت ف قلوبم مبتك وإذا انتهى إليك مشكل فاستظهر عليه بالشاورة فإنا تفتح مغاليق
المور وإذا سخطت على أحد فأخر عقوبته فإنك على العقوبة بعد التوقف عنه أقدر منك
على ردها بعد إمضائها وصيته لولده عند وفاته نظر عبد اللك إل ابنه الوليد وهو يبكي عليه
عند رأسه فقال يا هذا أحني المامة إذا أنا مت فشمر واتزر والبس جلد نر وضع سيفك
علي عاتقك فمن أبدى ذات نفسه لك فاضرب عنقه ومن سكت مات بدائه
ث أقبل عبد اللك يذم الدنيا فقال إن طويلك لقصي وإن كثيك لقليل وإن كنا
منك لفي غرور ث أقبل على جيع ولده فقال أوصيكم بتقوى ال فإنا عصمة باقية وجنة واقية
فالتقوى خي زاد وأفضل ف العاد وهي أحصن كهف وليعطف الكبي منكم على الصغي
وليعرف الصغي حق الكبي مع سلمة الصدور والخذ بميل المور وإياكم والبغي والتحاسد
فيهما هلك اللوك الاضون وذوو العز الكي يا بن أخوكم مسلمة نابكم الذي تفرون عنه
ومنكم الذي تستجنون به اصدروا عن رأيه وأكرموا الجاج فإنه الذي وطأ لكم هذا المر
كونوا أولدا أبرارا وف الروب أحرارا وللمعروف منارا وعليكم السلم خطبة للوليد بن عبد
اللك بعد دفن أبيه توف سنة ه لا رجع الوليد من دفن عبد اللك ل يدخل منله حت دخل
السجد ونادى ف الناس الصلة جامعة فصعد النب فحمد ال وأثن عليه ث قال أيها الناس إنه
ل مؤخر لا قدم ال ول مقدم لا أخر ال وقد كان من قضاء ال وسابق علمه وما كتب على
أنبيائه وحلة عرشه من الوت موت ول هذه المة ونن نرجو أن يصي إل منازل البرار
للذي كان عليه من الشدة على الريب واللي على أهل الفضل والدين مع ما أقام من منار
السلم وأعلمه وحج هذا البيت وغزو هذه الثغور وشن الغارات على أعداء ال فلم يكن
فيها عاجزا ول وانيا ول مفرطا فعليكم أيها الناس بالطاعة ولزوم الماعة فإن الشيطان مع الفذ
وهو من الماعة أبعد واعلموا أنه من أبدى لنا ذات نفسه ضربنا الذي فيه عيناه ومن سكت
مات بدائه ث نزل
319
جهرة خطب العرب
خطبة لسليمان بن عبد اللك توف سنة ه المد ل أل إن الدنيا دار غرور ومنل
باطل تضحك باكيا وتبكي ضاحكا وتيف آمنا وتؤمن خائفا وتفقر مثريا وتثري مقترا ميالة
غرارة لعابة بأهلها عباد ال فاتذوا كتاب ال إماما وارتضوا به حكما واجعلوه لكم قائدا فإنه
ناسخ لا كان قبله ول ينسخه كتاب بعده واعلموا عباد ال أن هذا القرآن يلو كيد الشيطان
كما يلو ضوء الصبح إذا تنفس ظلم الليل إذا عسعس
خطب عمر بن عبد العزيز توف سنة ه أول خطبه قال العتب أول خطبة خطبها
عمر بن عبد العزيز رحه ال قوله أيها الناس أصلحوا سرائركم تصلح لكم علنيتكم وأصلحوا
آخرتكم تصلح دنياكم وإن امرأ ليس بينه وبي آدم أب حي لعرق ف الوت خطبة له بالدينة
وف سنة ه ول الوليد عمر بن عبد العزيز الدينة فلما قدمها صلى الظهر ودعا عشرة من
فقهائها فدخلوا عليه فجلسوا فحمد ال وأثن عليه با هو أهله ث قال إن إنا دعوتكم لمر
تؤجرون عليه وتكونون فيه أعوانا على الق ما أريد أن أقطع أمرا إل برأيكم أو برأي من
حضر منكم فإن رأيتم أحدا يتعدى أو بلغكم عن عامل ل ظلمة فأحرج ال على من بلغه
ذلك إل بلغن فخرجوا يزونه خيا
خطبة أخرى وروى السعودي ف مروج الذهب أنه لا أفضى إليه المر كان أول
خطبة خطب الناس با أن قال أيها الناس إنا نن من أصول قد مضت فروعها فما بقاء فرع
بعد أصله وإنا الناس ف هذه الدنيا أغراض تنتضل فيهم النايا وهم فيها نصب الصائب مع كل
جرعة شرق وف كل أكلة غصص ل ينالون نعمة إل بفراق أخرى ول يعمر معمر منكم يوما
من عمره إل بدم آخر من أجله وأورد القال ف المال هذه الطبة بصورة أطول وهي ما
الزع ما ل بد منه وما الطمع فيما ل يرجى وما اليلة فيما سيزول وإنا الشئ من أصله فقد
مضت قبلنا أصول نن فروعها فما بقاء فرع بعد أصله إنا الناس ف الدنيا أغراض تنتضل فيهم
النايا وهم فيها نب للمصائب مع كل جرعة شرق وف كل أكلة غصص ل ينالون نعمة إل
بفراق أخرى ول يعمر معمر يوما من عمره إل بدم آخر من أجله وأنتم أعوان التوف على
320
جهرة خطب العرب
أنفسكم فأين الهرب ما هو كائن وإنا نتقلب ف قدرة الطالب فما أصغر الصيبة اليوم مع
عظيم الفائدة غدا وأكب خيبة الائب فيه والسلم
خطبة أخرى وروى أنه لا دفن سليمان بن عبد اللك وخرج من قبه سع للرض
رجة فقال ما هذه فقيل هذه مراكب اللفة يا أمي الؤمني قربت إليك لتركبها فقال مال ولا
نوها عن قربوا إل بغلت فقربت إليه فركبها وجاءه صاحب الشرطة يسي بي يديه بالربة
فقال تنح عن مال ولك إنا إنا رجل من السلمي فسار وسار معه الناس حت دخل السجد
فصعد النب واجتمع إليه الناس فقال أيها الناس إن قد ابتليت بذا المر عن غي رأي كان من
فيه ول طلبة له ول مشورة من السلمي وإن قد خلعت ما ف أعناقكم من بيعت فاختاروا
لنفسكم فصاح الناس صيحة واحدة قد اخترناك يا أمي الؤمني ورضينا بك فل أمرك باليمن
والبكة فلما رأى الصوات قد هدأت ورضي به الناس جيعا حد ال وأثن عليه وصلى على
النب وقال أوصيكم بتقوى ال فإن تقوى ال خلف من كل شيء وليس من تقوى ال عز
وجل خلف واعملوا لخرتكم فإنه من عمل لخرته كفاه ال تبارك وتعال أمر دنياه وأصلحوا
سرائركم يصلح ال الكري علنيتكم وأكثروا ذكر الوت وأحسنوا الستعداد قبل أن ينل بكم
فإنه هادم اللذات وإن من ل يذكر من آبائه فيما بينه وبي آدم عليه السلم أبا حيا لعرق ف
الوت وإن هذه المة ل تتلف ف ربا عز وجل ول ف نبيها ول ف كتابا وإنا اختلفوا ف
الدينار والدرهم وإن وال ل أعطي أحدا باطل ول أمنع أحدا حقا إن لست
بازن ولكن أضع حيث أمرت أيها الناس إنه قد كان قبلي ولة تترون مودتم
بأن تدفعوا بذلك ظلمهم عنكم أل ل طاعة لخلوق ف معصية الالق من أطاع ال وجبت
طاعته ومن عصى ال فل طاعة له أطيعون ما أطعت ال فيكم فإذا عصيت ال فل طاعة ل
عليكم أقول قول هذا وأستغفر ال العظيم ل ولكم خطبة أخرى وروى أنه لا ول اللفة
صعد النب وكان أول خطبة خطبها حد ال وأثن عليه ث قال يا أيها الناس من صحبنا
فليصحبنا بمس وإل فل يقربنا يرفع إلينا حاجة من ل يستطيع رفعها ويعيننا على الي ويدلنا
321
جهرة خطب العرب
من الي على ما ل نتدي إليه ول يغتابن عندنا الرعية ول يعترض فيما ل يعنيه فانقشع عنه
الشعراء والطباء وثبت الفقهاء والزهاد وقالوا ما يسعنا أن نفارق هذا الرجل حت يالف قوله
فعله خطبة أخرى وصعد النب فحمد ال وأثن عليه ث قال أما بعد أيها الناس إنه ليس بعد
نبيكم نب وليس بعد الكتاب الذي أنزل عليه كتاب فما أحل ال على لسان نبيه فهو حلل
إل يوم القيامة
وما حرم ال على لسان نبيه فهو حرام إل يوم القيامة أل إن لست بقاض ولكن
منفذ ل ولست ببتدع ولكن متبع أل إنه ليس لحد أن يطاع ف معصية ال عز وجل أل إن
لست بيكم وإنا أنا رجل منكم غي أن ال جعلن أثقلكم حل يأيها الناس إن أفضل العبادة
أداء الفرائض واجتناب الحارم أقول قول هذا وأستغفر ال العظيم ل ولكم خطبة أخرى
وخطب فقال أيها الناس إنكم ميتون ث إنكم مبعوثون ث إنكم ماسبون فلعمري لئن كنتم
صادقي لقد قصرت ولئن كنتم كاذبي لقد هلكتم يأيها الناس إنه من يقدر له رزق برأس جبل
أو بضيض أرض يأته فأجلوا ف الطلب خطبة أخرى وخطب فقال إن الدنيا ليست بدار قرار
دار كتب ال عليها الفناء وكتب على أهلها منها الظعن فكم عامر موثق عما قليل يرب وكم
مقيم مغتبط عما قليل يظعن فأحسنوا رحكم ال منها الرحلة بأحسن ما يضركم من النقلة
وتزودوا فإن خي الزاد التقوى إنا الدنيا كفئ ظلل قلص فذهب بينا ابن آدم ف الدنيا منافس
وبا قرير عي
إذ دعاه ال بقدره ورماه بيوم حتفه فسلبه آثاره ودياره ودنياه وصي لقوم آخرين
مصانعه ومغناه إن الدنيا ل تسر بقدر ما تضر إنا تسر قليل وتر حزنا طويل خطبة له يوم عيد
وخطب يوم عيد فحمد ال وأثن عليه ث تل ثلث آيات من كتاب ال عز وجل ث قال يأيها
الناس إن وجدت هذا القلب ل يعب عنه إل اللسان ولعمري وإن لعمري من لقا لوددت أنه
ليس من الناس عبد ابتلي بسعة إل نظر قطيعا من ماله يعله ف الفقراء والساكي واليتامى
والرامل بدأت أنا بنفسي وأهل بيت ث كان الناس بعد ث كان آخر كلمة تكلم با حي نزل
322
جهرة خطب العرب
لول سنة أحييتها أو بدعة أمتها ل أبال أن ل أبقى ف الدنيا إل فواقا خطبة له وخطب فقال أما
بعد أيها الناس فل يطولن عليكم المد ول يبعدن عنكم يوم القيامة فإن من زافت به منيته فقد
قامت قيامته ل يستعتب من سيئ ول يزيد ف حسن
أل ل سلمة لمرئ ف خلف السنة ول طاعة لخلوق ف معصية ال أل وإنكم
تعدون الارب من ظلم إمامه عاصيا أل وإن أولها بالعصية المام الظال أل وإن أعال أمرا ل
يعي عليه إل ال فقد فن عليه الكبي وكب عليه الصغي وفصح عليه العجمي وهاجر عليه
العراب حت حسبوه دينا ل يرون الق غيه ث قال إنه لبيب إل أن أوفر أموالكم وأعراضكم
إل بقها ول قوة إل بال خطبة أخرى وصعد ذات يوم النب فحمد ال وأثن عليه ث قال أيها
الناس إنا يراد الطبيب للوجع الشديد أل فل وجع أشد من الهل ول داء أخبث من الذنوب
ول خوف أخوف من الوت ث نزل خطبة أخرى وصعد النب فحمد ال وأثن عليه ث قال أما
بعد فإن هؤلء القوم قد كانوا أعطونا عطايا وال ما كان لم أن يعطوناها وما كان لنا أن
نقبلها وإن ذلك قد صار إل ليس علي فيه دون ال ماسب أل وإن قد رددتا وبدأت بنفسي
وأهل بيت اقرأ يا مزاحم وكان موله وقد جئ قبل ذلك بسفط فيه تلك الكتب فقرأ مزاحم
كتابا منها ث ناوله
عمر وهو قاعد على النب وف يده جلم فجعل يقصه واستأنف مزاحم كتابا آخر
فقرأه ث دفعه إل عمر فقصه فما زال حت نودي بصلة الظهر خطبة له وكان يطب فيقول
أيها الناس من أل بذنب فليستغفر ال عز وجل وليتب فإن عاد فليستغفر وليتب فإن عاد
فليستغفر وليتب فإنا هي خطايا مطوقة ف أعناق الرجال وإن اللك كل اللك الصرار عليها
خطبة له وخطب الناس بعد أن جعهم فقال إن ل أجعكم لمر أحدثته ولكن نظرت ف أمر
معادكم وما أنتم إليه صائرون فوجدت الصدق به أحق والكذب به هالكا ث نزل خطبة له
وخطب فقال أيها الناس ل تستصغروا الذنوب والتمسوا تحيص ما سلف منها بالتوبة منها إن
السنات يذهب السيئات ذلك ذكرى للذاكرين وقال عز وجل والذين
323
جهرة خطب العرب
إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا ال فاستغفروا لذنوبم ومن يغفر الذنوب
إل ال ول يصروا على ما فعلوا وهم يعلمون خطبة له وخطب فقال إن لكل سفر زادا ل مالة
فتزودوا لسفركم من الدنيا إل الخرة وكونوا كمن عاين ما أعد ال له من ثوابه وعقابه
فرغبوا ورهبوا ول يطولن عليكم المد فتقسو قلوبكم وتنقادوا لعدوكم فإنه وال ما بسط أمل
من ل يدري لعله ل يصبح بعد إمسائه ول يسي بعد إصباحه وربا كانت بي ذلك خطفات
النايا فكم رأينا ورأيتم من كان بالدنيا مغترا فأصبح ف حبائل خطوبا ومناياها أسيا وإنا
تقرعي من وثق بالنجاة من عذاب ال وإنا يفرح من أمن من أهوال يوم القيامة فأما من ل
يبأ من كلم إل أصابه جارح من ناحية أخرى فكيف يفرح أعوذ بال أن آمركم با أني عنه
نفسي فتخسر صفقت وتظهر عورت وتبدو مسكنت ف يوم يبدو فيه الغن والفقي والوازين
منصوبة والوارح ناطقة فلقد عنيتم بأمر لو عنيت به النجوم لنكدرت ولو عنيت به البال
لذابت أو الرض لنفطرت أما تعلمون أنه ليس بي النة والنار منلة وأنكم صائرون إل
إحداها
وروي أنه قال من وصل أخاه بنصيحة له ف دينه ونظر له ف صلح دنياه فقد
أحسن صلته وأدى واجب حقه فاتقوا ال فإنا نصيحة لكم ف دينكم فاقبلوها وموعظة منجية
ف العواقب فالزموها الرزق مقسوم فلن يعدو الؤمن ما قسم له فأجلوا ف الطلب فإن ف
القنوع سعة وبلغة وكفافا إن أجل الدنيا ف أعناقكم وجهنم أمامكم وما ترون ذاهب وما
مضى فكأن ل يكن وكل أموات عن قريب وقد رأيتم حالت اليت وهو يسوق وبعد فراغه
وقد ذاق الوت والقوم حوله يقولون قد فرغ رحه ال وعاينتم تعجيل إخراجه وقسمة تراثه
ووجهه مفقود وذكره منسي وبابه مهجور كأن ل يالط إخوان الفاظ ول يعمر الديار فاتقوا
هول يوم ل يقر فيه مثقال ذرة ف الوازين خطبة له وقال من عمل على غي علم كان ما
يفسد أكثر ما يصلح ومن ل يعد كلمه من عمله كثرت ذنوبه والرضا قليل ومعول الؤمن
324
جهرة خطب العرب
الصب وما أنعم ال على عبد نعمة ث انتزعها منه فأعاضه ما انتزع منه الصب إل كان ما أعاضه
خيا ما انتزع منه ث قرأ هذه الية إنا يوف الصابرون أجرهم بغي حساب
خطبة له وحدث شبيب بن شيبة عن أب عبد اللك قال كنت من حرس اللفاء
قبل عمر فكنا نقوم لم ونبدؤهم بالسلم فخرج علينا عمر بن عبد العزيز رضي ال عنه ف يوم
عيد وعليه قميص كتان وعمامة على قلنسوة لطئة فمثلنا بي يديه وسلمنا عليه فقال مه أنتم
جاعة وأنا واحد السلم علي والرد عليكم وسلم فرددنا وقربت له دابته فأعرض عنها ومشي
ومشينا حت صعد النب فحمد ال وأثن عليه وصلى على النب ث قال وددت أن أغنياء الناس
اجتمعوا فردوا على فقرائهم حت نستوي نن بم وأكون أنا أولم ث قال مال وللدنيا أم مال
ولا وتكلم فأرق حت بكى الناس جيعا يينا وشال ث قطع كلمه ونزل فدنا منه رجاء بن
حيوة فقال له يا أمي الؤمني كلمت الناس با أرق قلوبم وأبكاهم ث قطعته أحوج ما كانوا
إليه فقال يا رجاء إن أكره الباهاة آخر خطبة له وخطب بناصره خطبة ل يطب بعدها حت
مات رحه ال تعال فحمد ال وأثن عليه ث قال أيها الناس إنكم ل تلقوا عبثا ول تتركوا
سدى وإن لكم معادا يكم ال فيه بينكم فخاب وخسر من خرج من رحة ال الت وسعت
كل شيء وحرم النة الت عرضها السموات والرض واعلموا أن المان غدا لن خاف ربه
وباع قليل بكثي
وفانيا بباق أل ترون أنكم ف أسلب الالكي وسيخلفها من بعدكم الباقون
كذلك حت تردوا إل خي الوارثي ث أنتم ف كل يوم تشيعون غاديا ورائحا إل ال قد قضى
نبه وبلغ أجله ث تغيبونه ف صدع من الرض ث تدعونه غي موسد ول مهد قد خلع السباب
وفارق الحباب وواجه الساب مرتنا بعمله غنيا عما ترك فقيا إل ما قدم واي ال إن لقول
لكم هذه القالة وما أعلم عند أحد منكم من الذنوب أكثر ما عندي فأستغفر ال ل ولكم وما
تبلغنا عن أحد منكم حاجة يتسع لا ما عندنا إل سددناها ول أحد منكم إل وددت أن يده
مع يدي ولمت الذين يلونن حت يستوي عيشنا وعيشكم واي ال إن لو أردت غي هذا من
325
جهرة خطب العرب
عيش أو غضارة لكان اللسان من ناطقا ذلول عالا بأسبابه لكنه مضى من ال كتاب ناطق
وسنة عادلة دل فيها على طاعته وني فيها عن معصيته ث بكى فتلقى دموع عينيه بطرف ردائه
ث نزل فلم ير على تلك العواد حت قبضه ال خطبة أخري وروي أن آخر خطبة خطبها رحه
ال حد ال وأثن عليه ث قال أيها الناس القوا ببلدكم فإن أنساكم عندي وأذكركم ببلدكم
أل وإن قد استعملت عليكم رجال ل أقول هم خياركم ولكنهم خي من هم شر منهم أل
فمن ظلمه عامله بظلمة فل إذن له علي أل وإن نعت نفسي وأهل بيت هذا
الال فإن ضننت به عليكم إن إذن لضني وال لول أن أنعش سنة أو أسي بق ما
أحببت أن أعيش فواقا كلمه ف مرضه الذي مات فيه ودخل عليه مسلمة بن عبد اللك ف
الرضة الت مات فيها فقال له يا أمي الؤمني إنك فطمت أفواه ولدك عن هذا الال وتركتهم
عالة ول بد من شيء يصلحهم فلو أوصيت بم إل أو إل نظرائك من أهل بيتك لكفيتك
مئونتهم إن شاء ال فقال عمر أجلسون فأجلسوه فقال المد ل أبال توفن يا مسلمة أما ما
ذكرت من أن فطمت أفواه ولدي عن هذا الال وتركتهم عالة فإن ل أمنعهم حقا هو لم ول
أعطهم حقا هو لغيهم وأما ما سألت من الوصاة إليك أو إل نظرائك من أهل بيت فإن
وصيت بم إل ال الذي نزل الكتاب وهو يتول الصالي وإنا بنو عمر أحد رجلي رجل
اتقى ال فجعل ال له من أمره يسرا ورزقه من حيث ل يتسب ورجل غي وفجر فل يكون
عمر أول من أعانه على ارتكابه ادعوا ل بن فدعوهم وهم يومئذ اثنا عشر غلما فجعل يصعد
بصره فيهم ويصوبه حت اغرورقت عيناه بالدمع ث قال بنفسي فتية تركتهم ول مال لم يا بن
إن قد تركتكم من ال بي إنكم ل ترون على مسلم ول معاهد إل ولكم عليه حق واجب إن
شاء ال يا بن ميلت رأيي بي أن تفتقروا ف الدنيا وبي أن يدخل أبوكم النار فكان
أن تفتقروا إل آخر البد خيا من دخول أبيكم يوما واحدا ف النار قوموا يا بن
عصمكم ال ورزقكم قالوا فما احتاج أحد من أولد عمر ول افتقر مناظرة عمر بن عبد العزيز
للخوارج خرج سنة مائة بالزيرة شوذب الارجي واسه بسطام من بن يشكر فكتب إليه
326
جهرة خطب العرب
عمر بن عبد العزيز بلغن أنك خرجت غضبا ل ولرسوله ولست أول بذلك من فهلم إل
أناظرك فإن كان الق بأيدينا دخلت فيما دخل فيه الناس وإن كان ف يدك نظرنا ف أمرك
فكتب بسطام إل عمر قد أنصفت وقد بعثت إليك رجلي يدارسانك ويناظرانك وأرسل إل
عمر مول لبن شيبان حبشيا اسه عاصم ورجل من بن يشكر فقدما على عمر بناصرة فأخب
بكانما فقال فتشوها ل يكن معهما حديد وأدخلوها فلما دخل قال السلم عليك ث جلسا
فقال لما عمر أخبان ما الذي أخرجكم مرجكم هذا وما نقمتم علينا فقال عاصم ما نقمنا
سيتك إنك لتتحرى العدل والحسان فأخبنا عن قيامك بذا المر أعن رضا من الناس
ومشورة أم ابتززت أمرهم فقال عمر ما سألتهم الولية عليهم ول غلبتهم عليها وعهد إل رجل
كان قبلي فقمت ول ينكره علي أحد ول يكرهه غيكم وأنتم ترون الرضا بكل من عدل
وأنصف من كان من الناس فاتركون ذلك الرجل فإن خالفت الق ورغبت عنه فل طاعة ل
عليكم فقال بيننا وبينك أمر إن أنت أعطيتناه فنحن منك وأنت منا وإن منعتناه فلست منا
ولسنا منك فقال عمر وما هو قال رأيناك خالفت أعمال أهل بيتك وسيتها مظال وسلكت
غي سبيلهم فإن زعمت أنك على هدى وهم على ضلل فالعنهم وتبأ منهم فهذا الذي يمع
بيننا وبينك أو يفرق فتكلم عمر فحمد ال وأثن عليه ث قال
إن قد علمت أنكم ل ترجوا مرجكم هذا لطلب دنيا ومتاعها ولكنكم أردت
الخرة فأخطأت سبيلها إن ال عز وجل ل يبعث رسوله لعانا وقال إبراهيم فمن تبعن فإنه من
ومن عصان فإنك غفور رحيم وقال ال عز وجل أولئك الذين هدى ال فبهداهم اقتده وقد
سيت أعمالم ظلما وكفى بذلك ذما ونقصا وليس لعن أهل الذنوب فريضة ل بد منها فإن
قلتم إنا فريضة فأخبن مت لعنت فرعون قال ما أذكر مت لعنته قال أفيسعك أن ل تلعن
فرعون وهو أخبث اللق وشرهم ول يسعن أن ل ألعن أهل بيت وهم مصلون صائمون قال
أما هم كفار بظلمهم قال ل لن رسول ال دعا الناس إل اليان فكان من أقر به وبشرائعه
قبل منه فإن أحدث حدثا أقيم عليه الد فقال الارجي إن رسول ال دعا الناس إل توحيد ال
327
جهرة خطب العرب
والقرار با نزل من عنده قال عمر فليس أحد منهم يقول ل أعمل بسنة رسول ال ولكن
القوم أسرفوا على أنفسهم على علم منهم أنه مرم عليهم ولكن غلب عليهم الشقاء قال عاصم
فأبرأ من خالف عملك ورد أحكامهم قال عمر أخبان عن أب بكر وعمر أليسا من
أسلفكما ومن تتوليان وتشهدان لما بالنجاة قال اللهم نعم قال فهل علمتما أن أبا بكر حي
قبض رسول ال فارتدت العرب قاتلهم فسفك الدماء وأخذ الموال وسب الذراري قال نعم
قال فهل علمتم أن عمر قام بعد أب بكر فرد تلك السبايا إل عشائرها بفدية قال نعم قال فهل
برئ عمر من أب بكر أو تبءون أنتم من أحد منهما قال ل قال فأخبان عن أهل النهروان
أليسوا من صالي أسلفكم ومن تشهدون لم بالنجاة قال بلي قال فهل تعلمون أن أهل
الكوفة حي خرجوا كفوا أيديهم فلم يسفكوا دما ول ييفوا آمنا ول يأخذوا مال قال نعم قال
فهل علمتم أن أهل البصرة حي خرجوا مع مسعر بن فديك استعرضوا الناس يقتلونم ولقوا
عبد ال بن خباب
ابن الرت صاحب رسول ال فقتلوه وقتلوا جاريته ث صبحوا حيا من أحياء
العرب فاستعرضوهم فقتلوا الرجال والنساء والطفال حت جعلوا يلقون الصبيان ف قدور
القط وهي تفور قال قد كان ذلك قال فهل برئ أهل البصرة من أهل الكوفة وأهل الكوفة
من أهل البصرة قال ل قال فهل تبءون أنتم من إحدى الطائفتي قال ل قال أرأيتم الدين
واحدا أم اثني قال بل واحدا قال فهل يسعكم فيه شيء يعجز عن قال ل قال فكيف وسعكم
أن توليتم أبا بكر وعمر وتول أحدها صاحبه وتوليتم أهل البصرة وأهل الكوفة وتول بعضهم
بعضا وقد اختلفوا ف أعظم الشياء ف الدماء والفروج والموال ول يسعن فيما زعمتم إل
لعن أهل بيت والتبؤ منهم ويكم إنكم قوم جهال أردت أمرا فأخطأتوه فأنتم تردون على
الناس ما قبل منهم رسول ال ويأمن عندكم من خاف عنده وياف عندكم من أمن عنده قال
ما نن كذلك قال عمر بل سوف تقرون بذلك الن هل تعلمون أن رسول ال بعث إل الناس
وهم عبدة أوثان فدعاهم إل خلع الوثان وشهادة أن ل إله إل ال وأن ممدا رسول ال فمن
328
جهرة خطب العرب
فعل ذلك حقن دمه وأحرز ماله ووجبت حرمته وكانت له أسوة السلمي قال نعم قال أفلستم
أنتم تلقون من يلع الوثان ويشهد أن ل إله إل ال وأن ممدا رسول ال فتستحلون دمه
وماله وتلقون من ترك ذلك وأباه من اليهود والنصارى وسائر الديان فيأمن عندكم وترمون
دمه فقال اليشكرى أرأيت رجل ول قوما وأموالم فعدل فيها ث صيها بعده إل رجل غي
مأمون أتراه أدى الق الذي يلزمه ل عز وجل أو تراه قد سلم قال عمر ل قال أفتسلم هذا
المر إل يزيد من بعدك وأنت تعرف أنه ل يقوم فيه بالق قال إنا وله غيي
والسلمون أول با يكون منهم فيه بعدي قال أفترى ذلك من صنع من وله حقا
فبكى عمر وقال أنظران ثلثا فخرجا من عنده ث عادا إليه فقال عاصم أشهد أنك على حق
فقال عمر لليشكري ما تقول أنت قال ما أحسن ما وصفت ولكن ل أفتات على السلمي
بأمر أعرض عليهم ما قلت وأعلم حجتهم فأما عاصم فأقام عند عمر فأمر له عمر بالعطاء
فتوف بعد خسة عشر يوما فكان عمر يقول أهلكن أمر يزيد وخصمت فيه فأستغفر ال
فخاف بنو أمية أن يرج ما بأيديهم من الموال وأن يلع يزيد من ولية العهد فوضعوا على
عمر من سقاه سا فلم يلبث بعد ذلك إل ثلثا حت مرض ومات تأبينه ابنه عبد اللك ولا دفن
عمر بن عبد العزيز ابنه عبد اللك وسوى عليه قبه بالرض وجعلوا على قبه خشبتي من
زيتون إحداها عند رأسه والخرى عند رجليه استوى عمر قائما وأحاط به الناس فقال رحك
ال يا بن فقد كنت برا بأبيك وال ما زلت مذ وهبك ال ل بك مسرورا ول وال ما كنت
قط أشد سرورا بك ول أرجي لظي من ال فيك منذ وضعتك ف الوضع الذي صيك ال إليه
فغفر ال لك ذنبك وجازاك بأحسن عملك وتاوز عن سيئاتك ورحم ال كل شافع يشفع
لك بي من شاهد أو غائب رضينا بقضاء ال وسلمنا لمره والمد ل رب العالي
خطبة يزيد بن الوليد حي قتل الوليد بن يزيد حد ال وأثن عليه ث قال أيها الناس
وال ما خرجت أشرا ول بطرا ول حرصا على الدنيا ول رغبة ف اللك وما ب إطراء نفسي
وإن لظلوم لا إن ل يرحن ال ولكن خرجت غضبا ل ودينه داعيا إل ال وإل سنة نبيه لا
329
جهرة خطب العرب
هدمت معال الدى وأطفئ نور أهل التقوى وظهر البار العنيد الستحل لكل حرمة والراكب
لكل بدعة الكافر بيوم الساب وإنه لبن عمي ف النسب وكفيئي ف السب فلما رأيت ذلك
استخرت ال ف أمره وسألته أل يكلن إل نفسي ودعوت إل ذلك من أجابن من أهل وليت
حت أراح ال منه العباد وطهر منه البلد بوله وقوته ل بول وقوت أيها الناس إن لكم علي
أل أضع حجرا على حجر ول لبنة على لبنة ول أكري نرا ول أكن مال ول أعطيه زوجا ول
ولدا ول أنقله من بلد إل
بلد حت أسد فقر ذلك البلد وخصاصة أهله فإن فضل فضل نقلته إل البلد الذي
يليه ول أجركم ف بعوثكم فأفتنكم وأفت أهليكم ول أغلق باب دونكم فيأكل قويكم
ضعيفكم ول أحل على أهل جزيتكم ما أجليهم به عن بلدهم وأقطع به نسلهم ولكم علي
إدرار العطاء ف كل سنة والرزق ف كل شهر حت يستوي بكم الال فيكون أفضلكم
كأدناكم فإن أنا وفيت لكم فعليكم السمع والطاعة وحسن الؤازرة والكاتفة وإن ل أف لكم
فعليكم أن تلعون إل أن تستتبيبون فإن أنا تبت قبلتم من وإن عرفتم أحدا يقوم مقامي من
يعرف بالصلح يعطيكم من نفسه مثل الذي أعطيتكم فأردت أن تبايعوه فأنا أول من بايعه
ودخل ف طاعته أيها الناس إنه ل طاعة لخلوق ف معصية الالق ول وفاء له بنقض عهد إنا
الطاعة طاعة ال فأطيعوه بطاعة ال ما أطاع فإذا عصى ال ودعا إل العصية فهو أهل أن
يعصى ويقتل أقول قول هذا وأستغفر ال العظيم ل ولكم وصية يزيد بن معاوية لسلم بن زياد
حي وله لا ول يزيد بن معاوية سلم بن زياد بن أبيه على خراسان قال له إن أباك كفى أخاه
يعن معاوية عظيما وقد استكفيتك صغيا فل تتكلن على عذر من لك فقد اتكلت على كفاية
منك وإياك من قبل أن أقول إياي منك فإن الظن إذا أخلف منك أخلف من فيك وأنت ف
أدن حظك فاطلب أقصاه وقد أتعبك أبوك فل ترين نفسك وكن لنفسك تكن لك واذكر ف
يومك أحاديث غدك تسعد إن شاء ال تعال
330
جهرة خطب العرب
خطب عتبة بن أب سفيان توف سنة ه خطبة له ف تدد أهل مصر بلغ عتبة بن أب
سفيان عن أهل مصر شيء فأغضبه فقام فيهم فقال بعد أن حد ال وأثن عليه يأهل مصر
إياكم أن تكونوا للسيف حصيدا فإن ل فيكم ذبيحا لعثمان أرجو أن يولين نسكه إن ال
جعكم بأمي الؤمني بعد الفرقة فأعطى كل ذي حق حقه وكان وال أذكركم إذا ذكر بطة
وأصفحكم بعد القدرة عن حقه نعمة من ال فيكم ونعمة منه عليكم وقد بلغنا عنكم نم قول
أظهره تقدم عفو منا فل تصيوا إل وحشة الباطل بعد أنس الق بإحياء الفتنة وإماتة السنن
فأطأكم ل وطأة ل رمق معها حت تنكروا من ما كنتم تعرفون وتستخشنوا ما كنتم تستلينون
وأنا أشهد عليكم الذي يعلم خائنة العي وما تفي الصدور
خطبة له ف تقريعهم وتددهم وخطب أيضا وقد بلغه عن أهل مصر أمور فقال يا
حاملي ألم أنوف ركبت بي أعي إنا قلمت أظفاري عنكم ليلي مسي إياكم وسألتكم
صلحكم لكم إذ كان فسادكم راجعا عليكم فأما إذا أبيتم إل الطعن على المراء والعتب
على السلف واللفاء فوال لقطعن بطون السياط على ظهوركم فإن حسمت مستشري
دائكم وإل فالسيف من ورائكم فكم من عظة لنا قد صمت عنها آذانكم وزجرة منا قد متها
قلوبكم ولست أبل عليكم بالعقوبة إذا جدت علينا بالعصية ول مؤيسا لكم من الراجعة إل
السن إن صرت إل الت هي أبر وأتقى خطبة له فيهم وقد أرجفوا بوت معاوية واحتبست
كتب معاوية حت أرجف أهل مصر بوته ث ورد كتابه بسلمته فصعد عتبة النب والكتاب ف
يده فقال يأهل مصر قد طالت معاتبتنا إياكم بأطراف الرماح وظبات السيوف حت صرنا
شجى ف لواتكم ما تسيغنا حلوقكم وأقذاء ف أعينكم ما تطرف عليها جفونكم أفحي
اشتدت عري الق عليكم عقدا واسترخت عقد الباطل منكم حل أرجفتم بالليفة وأردت
توهي السلطان وخضتم الق إل الباطل وأقدم عهدكم به
حديث فاربوا أنفسكم إذ خسرت دينكم فهذا كتاب أمي الؤمني بالب السار عنه
والعهد القريب منه واعلموا أن سلطاننا على أبدانكم دون قلوبكم فأصلحوا لنا ما ظهر نكلكم
331
جهرة خطب العرب
إل ال فيما بطن وأظهروا خيا وأن أسررت شرا فإنكم حاصدون ما أنتم زارعون وعلى ال
نتوكل وبه نستعي خطبته فيهم وقد منعوا الراج وخطبهم وكانوا قد منعوا الراج فقال يأهل
مصر قد كنتم تعتذرون لبعض النع منكم ببعض الور عليكم فقد وليكم من يقول ويفعل
ويفعل ويقول فإن رددت ترادكم بيده وإن استصعبتم ترادكم بسيفه ث رجا ف الخرة ما أمل
ف الول إن البيعة متتابعة فلنا عليكم السمع والطاعة ولكم علينا العدل فأينا غدر فل ذمة له
عند صاحبه وال ما انطلقت با ألسنتنا حت عقدت عليها قلوبنا ول طلبناها منكم حت بذلناها
لكم ناجزا بناجز ومن حذر كمن بشر فنادوه سعا وطاعة فناداهم عدل عدل خطبته فيهم إذ
طعنوا علي الولة وقدم كتاب معاوية إل عتبة بصر أن قبلك قوما يطعنون على الولة ويعيبون
السلف فخطبهم فقال يأهل مصر خف على ألسنتكم مدح الق ول تفعلونه وذم الباطل وأنتم
تأتونه كالمار يمل أسفارا أثقله حلها ول ينفعه علمها واي ال ل أداوي
أدوائكم بالسيف ما صلحتم على السوط ول أبلغ السوط ما كفتن الدرة ول أبطئ عن الول
ما ل تسرعوا إل الخرى فالزموا ما أمركم ال به تستوجبوا ما فرض ال لكم علينا وإياكم
وقال ويقول قبل أن يقال فعل ويفعل وكونوا خي قوس سهما بذا اليوم الذي ما قبله عقاب
ول بعده عتاب خطبته بكة وحج عتبة سنة إحدي وأربعي والناس قريب عهدهم بالفتنة
فصلى بكة المعة ث قال أيها الناس إنا قد ولينا هذا القام الذي يضاعف فيه للمحسن الجر
وعلى السيء فيه الوزر ونن على طريق ما قصدنا له فل تدوا العناق إل غينا فإنا تنقطع
من دوننا ورب متمن حتفه ف أمنيته فاقبلونا ما قبلنا العافية فيكم وقبلناها منكم وإياكم ولوا
فإن لوا قد أتعبت من كان قبلكم ولن تريح من بعدكم وأنا أسأل ال أن يعي كل على كل
فصاح به أعراب أيها الليفة فقال لست به ول تبعد فقال يا أخاه فقال سعت فقل فقال تال
لن تسنوا وقد أسأنا خي من أن تسيئوا وقد أحسنا فإن كان الحسان لكم دوننا فما أحقكم
باستتمامه وإن كان منا فما أولكم بكافأتنا رجل من بن عامر بن صعصعة يلقاكم بالعمومة
332
جهرة خطب العرب
ويقرب إليكم بالئولة وقد كثر عياله ووطئه زمانه وبه فقر وفيه أجر وعنده شكر فقال عتبة
أستغفر ال
منكم وأستعينه عليكم وقد أمرنا لك بغناك فليت إسراعنا إليك يقوم بإبطائنا عنك
خطبته ف علته الت مات فيها ولا اشتكى شكاته الت مات فيها تامل إل النب فقال يأهل
مصر ل غن عن الرب ول مهرب من ذنب إنه قد تقدمت من إليكم عقوبات كنت أرجو
يومئذ الجر فيها وأنا أخاف اليوم الوزر منها فليتن ل أكون اخترت دنياي على معادي
فأصلحتم بفسادي وأنا أستغفر ال منكم وأتوب إليه فيكم فقد خفت ما كنت أرجو نفعا عليه
ورجوت ما كنت أخاف اغتيال به وقد شقي من هلك بي رحة ال وعفوه والسلم عليكم
سلم من ل ترونه عائدا إليكم فلم يعد وصيته لؤدب ولده وقال لعبد الصمد مؤدب ولده
ليكن أول ما تبدأ به من إصلح بن إصلح نفسك فإن أعينهم معقودة بعينك فالسن عندهم
ما استحسنت والقبيح عندهم ما استقبحت وعلمهم كتاب ال ول تكرههم عليه فيملوه ول
تتركهم منه فيهجروه ث روهم من الشعر أعفه ومن الديث أشرفه ول ترجهم من علم إل
غيه حت يكموه فإن ازدحام الكلم ف السمع مضلة للفهم وتددهم ب وأدبم دون وكن
لم كالطبيب الذي ل يعجل بالدواء قبل معرفة الداء وجنبهم مادثة النساء وروهم سي
الكماء واستزدن
بزيادتك إياهم أزدك وإياك أن تتكل على عذر من لك فقد اتكلت على كفاية
منك وزد ف تأديبهم أزدك ف بري إن شاء ال تعال وصية سعيد بن العاص لبنيه لا ولد لسعيد
بن العاص ابنه عمرو وترعرع تفرس فيه النجابة وكان يفضله على ولده فجمع بنيه وكانوا
يومئذ أكثر من خسة عشر رجل ول يدع عمرا معهم وقال يا بن قد عرفتم خبة الوالد بولده
وإن أخاكم عمرا لذو هة واعدة يسمو جده ويبعد صيته وتشتد شكيمته وإن آمركم أن نزل
ب من الوت ما ل ميص عنه أن تظاهروه وتوازروه وتعزروه فإنكم إن فعلتم ذلك يتألف بكم
333
جهرة خطب العرب
الكرام ويسأ عنكم اللئام ويلبسكم عز ل تنهجه اليام فقالوا جيعا إنك تؤثره علينا وتابيه
دوننا فقال سأريكم ما ستره
البغي عنكم وصرفهم ث أمهلهم حت ظن أن قد ذهلوا عما كان وراهق عمرو
البلوغ واستدعاهم دون عمرو فلما حضروا قال يا بن أل تروا إل أخيكم عمرو فإنه ل يزال
يلحف ف مسألت مال فأحش عيله لصغره وأحسبه بالشيء دون الشيء من مال إل أن
استثبت أن أمه باغيته على ذلك فزجرتا فلم تكفف وهذا مرجه الن من عندي جاء يسألن
الصمصامة كأن ل ولد ل غيه وقد عزمت على أن أقسم مال فيكم دونه لتعلم أمه من يكيد
فقالوا كلهم يا أبانا هذا عملك بإيثارك له علينا واختصاصك إياه دوننا فقال يا بن وال ما
آثرته دونكم بشيء من مال قط ول كان ما قلته لكم إل اختلفا تساهلت فيه لا أملته من
صلح أمركم ث قال لم ادخلوا الخدع فدخلوا الخدع ث أرسل إل عمرو فأحضره فلما
حضر قال
يا بن إن عليك حدب مشفق لصغر سنك ونفاسة إخوتك على مكانك من وإن
ل آمن بغتة الجل ول كن ادخرته لك دون إخوتك وهأنا مطلعك عليه فاكتم أمره فقال يا
أبت طال عمرك وعل أمرك إن لرجو أن يسن ال عنك الدفاع ويطيل بك المتاع فأما ما
ذكرته من شأن الكن فما يعجبن أن أقطع دون إخوتى أمرا وأزرع ف صدورهم غمرا فقال
انصرف يا بن فداك أبوك فوال ما ل من كن ولكن أردت أن أبلو رأيك ف إخوتك وبن
أبيك فانطلق عمرو وخرج إخوته من الخدع فاعتذروا إل أبيهم وأعطوه موثقهم على اتباع
مشورته
خطب عمرو بن سعيد الشدق قتل سنة ه خطبة له بالدينة قدم عمرو بن سعيد بن
العاص الشدق الدينة أميا فخرج إل منب رسول ال فقعد عليه وغمض عينيه وعليه جبة خز
قرمز ومطرف خزقرمز وعمامة خزقرمز فجعل أهل الدينة ينظرون إل ثيابه إعجابا با ففتح
عينيه فإذا الناس ينظرون إليه فقال ما بالكم ياأهل الدينة ترفعون إل أبصاركم كأنكم تريدون
334
جهرة خطب العرب
أن تضربونا بسيوفكم أغركم أنكم فعلتم ما فعلتم فعفونا عنكم أما إنه لو أثبتم بالول ما
كانت الثانية أغركم أنكم قتلتم عثمان فوافقتم ثائرنا منا رفيقا قد فن غضبه وبقي حلمه
اغتنموا أنفسكم فقد وال ملكناكم بالشباب القتبل البعيد المل الطويل
الجل حي فرغ من الصغر ودخل ف الكب حليم حديد لي شديد رقيق كثيف
رفيق عنيف حي اشتد عظمه واعتدل جسمه ورمى الدهر ببصره واستقبله بأشره فهو إن عض
نس وإن سطا فرس ل يقلقل له الصى ول تقرع له العصا ول يشي السمهى فما بقي بعد
ذلك إل ثلث سني وثانية أشهر حت قصمه ال خطبة له بكة واستعمل سعيد بن العاص وهو
وال على الدينة ابنه عمرو بن سعيد واليا على مكة فلما قدم ل يلقه قرشي ول أموي إل أن
يكون الارث بن نوفل فلما لقيه قال له يا حار ما الذي منع قومك أن يلقون كما لقيتن قال
ما منعهم من ذلك إل ما استقبلتن به وال ما كنيتن ول أتمت اسي وإنا أناك عن التشذر
على أكفائك فإن ذلك ل يرفعك عليهم ول يضعهم لك قال وال ما أسأت الوعظة ول
أتمك على النصيحة وإن الذي رأيت من للق فلما دخل مكة قام على النب فحمد ال وأثن
عليه ث قال أما بعد معشر أهل مكة فإنا سكناها غبطة وخرجنا عنها رغبة ولذلك كنا إذا
رفعت لنا اللهوة بعد اللهوة أخذنا أسناها ونزلنا أعلها ث شرج أمر
بي أمرين فقتلنا وقتلنا فوال ما نزعنا ول نزع عنا حت شرب الدم دما وأكل
اللحم لما وقرع العظم عظما فول رسول ال برسالة ال إياه واختياره له ث ول أبو بكر
لسابقته وفضله ث ول عمر ث أجيلت قداح نزعن من شعاب جولة سعة ففاز بظيها أصلها
وأعتقها فكنا بعض قداحها ث شرج أمر بي أمرين فقتلنا وقتلنا فوال ما نزعنا ول نزع عنا
حت شرب الدم دما وأكل اللحم لما وقرع العظم عظما وعاد الرام حلل وأسكت كل
ذي حس عن ضرب مهند عركا عركا وعسفا عسفا وخزا ونسا حت طابوا عن حقنا نفسا
وال ما أعطوه عن هوادة ول رضوا فيه بالقضاء أصبحوا يقولون حقنا غلبنا عليه فجزيناه هذا
بذا وهذا ف هذا يأهل مكة أنفسكم أنفسكم وسفهاءكم سفهاءكم فإن معي سوطا نكال
335
جهرة خطب العرب
وسيفا وبال وكل منصوب على أهله ث نزل ملحاة الوليد بن عقبة معه ف ملس معاوية
تلحى الوليد بن عقبة وعمرو بن سعيد بن العاص ف ملس معاوية فتكلم الوليد فقال له عمرو
كذبت أو كذبت فقال له الوليد اسكت يا طليق اللسان منوع الياء ويا ألم أهل بيته
فلعمري لقد بلغ بك البخل الغاية الشائنة الذلة لهلها فساءت خلئقك لبخلك فمنعت
القوق ولزمت العقوق فأنت غي مشيد البنيان ول رفيع الكان فقال له عمرو وال إن قريشا
لتعلم أن غي حلو الذاقة ول لذيذ
اللكة وإن لكالشجا ف اللق ولقد علمت أن ساكن الليل داهية النهار ل أتبع
الفياء ول أنتمي إل غي أب ول يهل حسب حام لقائق الذمار غي هيوب عند الوعيد ول
خائف رعديد فلم تعي بالبخل وقد جبلت عليه فلعمري لقد أورثتك الضرورة لؤما والبخل
فحشا فقطعت رحك وجرت ف قضيتك وأضعت حق من وليت أمره فلست ترجي للعظائم
ول تعرف بالكارم ول تستعف عن الحارم ل تقدر علي التوقي ول يكم منك التدبي فأفحم
الوليد فقال معاوية وساءه ذلك كفا ل أبا لكما ل يرتفع بكما القول إل ما ل نريد ث أنشأ
عمرو يقول وليد إذا ما كنت ف القوم جالسا فكن ساكنا منك الوقار على بال ول يبدرن
الدهر من فيك منطق بل نظر قد كان منك وإغفال خطبته حي غلب على دمشق ولا غلب
على دمشق صعد النب فحمد ال وأثن عليه ث قال أيها الناس إنه ل يقم أحد من قريش قبلي
على هذا النب إل زعم أن له جنة ونارا يدخل النة من أطاعه والنار من عصاه وإن أخبكم
أن النة والنار بيد ال وأنه ليس إل من ذلك شيء غي أن لكم علي حسن الؤاساة والعطية
خالد بن يزيد وعبد اللك بن مروان روي أن عبد ال بن يزيد بن معاوية جاء إل
أخيه خالد بن يزيد ف أيام عبد اللك فقال لقد همت اليوم يا أخي أن أفتك بالوليد بن عبد
اللك فقال له خالد بئس وال ما همت به ف ابن أمي الؤمني وول عهد السلمي فما ذاك
قال إن خيلي مرت به فعبث با وأصغرن فقال له خالد أنا أكفيك فدخل على عبد اللك
والوليد عنده فقال يا أمي الؤمني إن الوليد ابن أمي الؤمني وول عهد السلمي مرت به خيل
336
جهرة خطب العرب
ابن عمه عبد ال بن يزيد فعبث با وأصغره وكان عبد اللك مطرقا فرفع رأسه وقال إن اللوك
إذا دخلوا قرية أفسدوها وجعلوا أعزة أهلها أذلة وكذلك يفعلون فقال خالد وإذا أردنا أن
نلك قرية أمرنا مترفيها ففسقوا فيها فحق عليها القول فدمرناها تدميا فقال عبد اللك أف عبد
ال تكلمن وال لقد دخل أمس علي فما أقام لسانه لنا فقال خالد أفعلى الوليد تعول يا أمي
الؤمني قال عبد اللك إن كان الوليد يلحن فإن أخاه سليمان فقال خالد وإن كان عبد ال
يلحن فإن أخاه خالد فالتفت الوليد إل خالد وقال له اسكت ويك يا خالد فوال ما تعد ف
العي ول ف النفي فقال خالد اسع يا أمي الؤمني ث التفت إل الوليد فقال له ويك فمن
صاحب العي والنفي غي جدي أب سفيان صاحب العي وجدي عتبة صاحب النفي ولكن لو
قلت غنيمات وحبيلت والطائف ورحم ال عثمان لقلنا صدقت
خالد بن عبد ال بن أسيد وعبد اللك بن مروان جلس يوما عبد اللك بن مروان
وعند رأسه خالد بن عبد ال بن أسيد وعند رجليه أمية بن عبد ال بن أسيد وأدخلت عليه
الموال الت جاءت من قبل الجاج حت وضعت بي يديه فقال هذا وال التوفي وهذه المانة
ل ما فعل هذا وأشار إل خالد استعملته على العراق فاستعمل كل ملط فاسق فأدوا إليه
العشرة واحدا وأدى إل من العشرة واحدا واستعملت هذا على خراسان وأشار إل أمية
فأهدى إل برذوني حطمي فإن استعملتكم ضيعتم وإن عزلتكم قلتم استخف بنا وقطع
أرحامنا فقال خالد بن عبد ال استعملتن على العراق وأهله رجلن سامع مطيع مناصح وعدو
مبغض مكاشح فأما السامع الطيع الناصح فإنا جزيناه ليزداد ودا إل وده وأما البغض الكاشح
فإنا داريناه ضغنه وسللنا حقده وكثرنا لك الودة ف صدور رعيتك وإن هذا جب الموال
وزرع لك البغضاء ف قلوب الرجال فيوشك أن تنبت البغضاء فل أموال ول رجال فلما خرج
ابن الشعث قال عبد اللك هذا وال ما قال خالد
نصيحة لعمرو بن عتبة بن أب سفيان ورأى عمرو بن عتبة بن أب سفيان رجل
يشتم رجل وآخر يسمع منه فقال للمستمع نزه سعك عن استماع النا كما تنه لسانك عن
337
جهرة خطب العرب
الكلم به فإن السامع شريك القائل وإنا نظر إل شر ما ف وعائه فأفرغه ف وعائك ولو ردت
كلمة جاهل ف فيه لسعد رادها كما شقى قائلها تأديب معاوية للسائه أذن معاوية للحنف
بن قيس وقد واف معاوية ممد بن الشعث فقدمه عليه فوجد من ذلك ممد بن الشعث
وأذن له فدخل فجلس بي معاوية والحنف فقال معاوية إنا وال ما أذنا له قبلك إل ليجلس
إلينا دونك وما رأيت أحدا يرفع نفسه فوق قدرها إل من ذلة يدها وقد فعلت فعل من أحس
من نفسه ذل وضعة وإنا كما نلك أموركم نلك تأديبكم فأريدوا منا ما نريده منكم فإنه أبقى
لكم وإل قصرناكم كرها فكان أشد عليكم وأعنف بكم كلم معاوية وقد سقطت ثنيتاه ولا
سقطت ثنيتا معاوية لف وجهه بعمامة ث خرج إل الناس فقال لئن ابتليت لقد ابتلي الصالون
قبلي وإن لرجو أن أكون منهم ولئن
عوقبت لقد عوقب الاطئون قبلي وما آمن أن أكون منهم ولئن سقط عضوان من
لا بقي أكثر ولو أتى على نفسي لا كان ل عليه خيار تبارك وتعال فرحم ال عبدا دعا
بالعافية فوال لئن كان عتب علي بعض خاصتكم لقد كنت حدبا على عامتكم تقريع عبد
اللك بن مروان لحد عماله وروى الاحظ قال قال أبو السن كان عبد اللك بن مروان
شديد اليقظة كثي التعاهد لولته فبلغه أن عامل من عماله قبل هدية فأمر بإشخاصه إليه فلما
دخل عليه قال أقبلت هدية منذ وليتك قال يا أمي الؤمني بلدك عامرة وخراجك موفور
ورعيتك على أفضل حال قال أجب فيما سألتك عنه أقبلت هدية منذ وليتك قال نعم قال لئن
كنت قبلت ول تعوض إنك للئيم ولئن أنلت مهديك ل من مالك أو استكفيته ما ل يكن
يستكفاه إنك لائر خائن ولئن كان مذهبك أن تعوض الهدي إليك من مالك وقبلت ما
أتمك به عند من استكفاك وبسط لسان عائبك وأطمع فيك أهل عملك إنك لاهل وما
فيمن أتى أمرا ل يل فيه من دناءة أو خيانة أو جهل مصطنع نياه عن عمله
طلب معاوية البيعة ليزيد لا كانت سنة ثلث وخسي أظهر معاوية عهدا مفتعل
فقرأه على الناس فيه عقد الولية ليزيد بعده فلم يزل يروض الناس لبيعته سبع سني ويشاور
338
جهرة خطب العرب
ويعطي القارب ويدان الباعد حت استوثق له من أكثر الناس فقال لعبد ال بن الزبي ما ترى
ف بيعة يزيد قال يا أمي الؤمني إن أناديك ول أناجيك إن أخاك من صدقك فانظر قبل أن
تتقدم وتفكر قبل أن تندم فإن النظر قبل التقدم والتفكر قبل التندم فضحك معاوية وقال ثعلب
رواغ تعلمت السجاعة عند الكب ف دون ما سجعت به على ابن أخيك ما يكفيك ث التفت
إل الحنف بن قيس فقال ما ترى ف بيعة يزيد قال نافكم إن صدقناكم وناف ال إن كذبنا
فلما كانت سنة خس وخسي كتب معاوية إل سائر المصار أن يفدوا عليه فوفد عليه من
كل مصر قوم وكان فيمن وفد عليه من الدينة ممد بن عمرو بن حزم فخل به معاوية وقال له
ما ترى ف بيعة يزيد فقال يا أمي الؤمني ما أصبح اليوم على الرض أحد هو أحب إل رشدا
من نفسك سوى نفسي وإن يزيد أصبح غنيا ف الال وسطا ف السب وإن ال سائل كل راع
عن رعيته فاتق ال
وانظر من تول أمر أمة ممد فأخذ معاوية بر حت تنفس الصعداء وذلك ف يوم
شات ث قال يا ممد إنك امرؤ ناصح قلت برأيك ول يكن عليك إل ذاك قال معاوية إنه ل
يبق إل ابن وأبناؤهم فابن أحب إل من أبنائهم اخرج عن ث دعا الضحاك بن قيس الفهرى
فقال له إذا جلست على النب وفرغت من بعض موعظت وكلمي فاستأذن للقيام فإذا أذنت
لك فاحد ال تعال واذكر يزيد وقل فيه الذي يق له من حسن الثناء عليه ث ادعن إل توليته
من بعدي فإن قد رأيت وأجعت على توليته فأسأل ال ف ذلك وف غيه الية وحسن
القضاء ث دعا عبد الرحن بن عثمان الثقفي وعبد ال بن مسعدة الفزاري وثور بن معن
السلمي وعبد ال بن عصام الشعرى فأمرهم أن يقوموا إذا فرغ الضحاك وأن يصدقوا قوله
ويدعوه إل يزيد وجلس معاوية ف أصحابه وأذن للوفود فدخلوا عليه فخطبهم فلما فرغ من
بعض موعظته وهؤلء النفر ف الجلس قد قعدوا للكلم قام الضحاك بن قيس فاستأذن فأذن له
خطبة الضحاك بن قيس الفهري فحمد ال وأثن عليه ث قال أصلح ال أمي الؤمني وأمتع به
339
جهرة خطب العرب
إنا قد بلونا الماعة واللفة فوجدناها أحقن للدماء وآمن للسبل وخيا ف العاقبة والجلة ول
خي لنا أن نترك سدى
واليام عوج رواجع والنفس يغدى عليها ويراح وال يقول كل يوم هو ف شأن
ولسنا ندري ما يتلف به العصران وأنت يا أمي الؤمني ميت كما مات من كان قبلك من
أنبياء ال وخلفائه نسأل ال تعال بك التاع وقد رأينا من دعة يزيد ابن أمي الؤمني وحسن
مذهبه وقصد سيته وين نقيبته مع ما قسم ال له من الحبة ف السلمي والشبه بأمي الؤمني
ف عقله وسياسته وشيمته الرضية ما دعانا إل الرضا به ف أمورنا والقنوع به ف الولية علينا
فليوله أمي الؤمني أكرمه ال عهده وليجعله لنا ملجأ ومفزعا بعده نأوي إليه إن كان كون
فإنه ليس أحد أحق با منه فاعزم على ذلك عزم ال لك ف رشدك ووفقك ف أمورنا خطبة
عبد الرحن بن عثمان الثقفي ث قام عبد الرحن بن عثمان الثقفي فحمد ال وأثن عليه ث قال
أصلح ال أمي الؤمني إنا قد أصبحنا ف زمان متلفة أهواؤه قد احدودبت علينا سيساؤه
واقطوطبت علينا أدواؤه وأناخت علينا أنباؤه ونن نشي
عليك بالرشاد وندعوك إل السداد وأنت يا أمي الؤمني أحسننا نظرا وأثبتنا بصرا
ويزيد ابن أمي الؤمني قد عرفنا سيته وبلونا علنيته ورضينا وليته وزادنا بذلك انبساطا وبه
اغتباطا مع ما منحه ال من الشبه بأمي الؤمني والحبة ف السلمي فاعزم على ذلك ول تضق
به ذرعا فال تعال يقيم به الود ويردع به اللد ويؤمن به السبل ويمع به الشمل ويعظم به
الجر ويسن به الذخر ث جلس خطبة ثور بن معن السلمي فقام ثور بن معن السلمي فحمد
ال وأثن عليه ث قال أصلح ال أمي الؤمني إنا قد أصبحنا ف زمان صاحبه مشاغب وظله
ذاهب مكتوب علينا فيه الشقاء والسعادة وأنت يا أمي الؤمني ميت نسأل ال بك التاع ويزيد
ابن أمي الؤمني أقدمنا شرفا وأبذلنا عرفا وقد دعانا إل الرضا به والقنوع بوليته والرص عليه
والختيار له ما قد عرفنا من صدق لسانه ووفائه وحسن بلئه فاجعله لنا بعدك خلفا فإنه
أوسعنا كنفا وأقدمنا سلفا وهو رتق لا فتق وزمام لا شعث ونكال لن فارق ونافق وسلم لن
340
جهرة خطب العرب
واظب وحافظ للحق أسأل ال لمي الؤمني أفضل البقاء والسعادة والية فيما أراد والتوطن
ف البلد وصلح أمر جيع العباد ث جلس
خطبة عبد ال بن عصام الشعرى فقام عبد ال بن عصام فحمد ال وأثن عليه ث
قال أصلح ال أمي الؤمني وأمتع به إنا قد أصبحنا ف دنيا منقضية وأهواء منجذمة ناف
حدها وننتظر جدها شديد منحدرها كثي وعرها شامة مراقبها ثابتة مراتبها صعبة مراكبها
فالوت يا أمي الؤمني وراءك ووراء العباد ل يلد ف الدنيا أحد ول يبقى لنا أمد وأنت يا أمي
الؤمني مسئول عن رعيتك ومأخوذ بوليتك وأنت أنظر الماعة وأعلى عينا بسن الرأي
لهل الطاعة وقد هديت ليزيد ف أكمل المور وأفضلها رأيا وأجعها رضا فاقطع بيزيد قالة
الكلم ونوة البطل وشعث النافق واكبت به الباذخ العادي فإن ذلك أل للشعث وأسهل
للوعث فاعزم على ذلك ول تترامى بك الظنون خطبة عبد ال بن مسعدة الفزاري ث قام عبد
ال بن مسعدة الفزاري فحمد ال وأثن عليه ث قال أصلح ال أمي الؤمني وأمتع به إن ال قد
آثرك بلفته واختصك بكرامته وجعلك عصمة لوليائه وذا نكاية لعدائه فأصبحت بأنعمه
جذل
ولا حلك متمل يكشف ال تعال بك العمى ويهدي بك العدا ويزيد ابن أمي
الؤمني أحسن الناس برعيتك رأفة وأحقهم باللفة بعدك قد ساس المور وأحكمته الدهور
ليس بالصغي الفهيه ول بالكبي السفيه قد احتجن الكارم وارتي لمل العظائم وأشد الناس ف
العدو نكاية وأحسنهم صنعا ف الولية وأنت أغن بأمرك وأحفظ لوصيتك وأحرز لنفسك
أسأل ال لمي الؤمني العافية ف غي جهد والنعمة ف غي تغيي خطبة عمرو بن سعيد الشدق
فقال معاوية لعمرو بن سعيد الشدق قم يا أبا أمية فقام فحمد ال وأثن عليه ث قال أما بعد
فإن يزيد بن معاوية أمل تأملونه وأجل تأمنونه طويل الباع رحب الذراع إن استضفتم إل
حلمه وسعكم وإن احتجتم إل رأيه أرشدكم وإن افتقرت إل ذات يده أغناكم جذع قارح
سوبق فسبق وموجد فمجد وقورع ففاز سهمه فهو خلف أمي الؤمني ول خلف منه فقال له
341
جهرة خطب العرب
معاوية اجلس أبا أمية فلقد أوسعت وأحسنت فقال معاوية أوكلكم قد أجع على هذا رأيه
فقالوا كلنا قد أجع
رأيه على ما ذكرنا قال فأين الحنف فأجابه قال أل تتكلم فقام الحنف خطبة
الحنف بن قيس فحمد ال وأثن عليه ث قال أصلح ال أمي الؤمني إن الناس قد أمسوا ف
منكر زمان قد سلف ومعروف زمان مؤتنف ويزيد ابن أمي الؤمني نعم اللف فإن توله
عهدك فعن غي كب مفن أو مرض مضن وقد حلبت الدهور وجربت المور فاعرف من تسند
إليه عهدك ومن توليه المر من بعدك واعص رأي من يأمرك ول يقدر لك ويشي عليك ول
ينظر لك وأنت أنظر للجماعة وأعلم باستقامة الطاعة مع أن أهل الجاز وأهل العراق ل
يرضون بذا ول يبايعون ليزيد ما كان السن حيا خطبة الضحاك بن قيس فغضب الضحاك بن
قيس فقام الثانية فحمد ال وأثن عليه ث قال أصلح ال أمي الؤمني إن أهل النفاق من أهل
العراق مروءتم ف أنفسهم الشقاق وألفتهم ف دينهم الفراق يرون الق على أهوائهم كأنا
ينظرون
بأقفائهم اختالوا جهل وبطرا ل يرقبون من ال راقبة ول يافون وبال عاقبة اتذوا
إبليس لم ربا واتذهم إبليس حزبا فمن يقاربوه ل يسروه ومن يفارقوه ل يضروه فادفع رأيهم
يا أمي الؤمني ف نورهم وكلمهم ف صدورهم ما للحسن وذوي السن ف سلطان ال
الذي استخلف به معاوية ف أرضه هيهات ل تورث اللفة عن كللة ول يجب غي الذكر
العصبة فوطنوا أنفسكم يأهل العراق على الناصحة لمامكم وكاتب نبيكم وصهره يسلم لكم
العاجل وتربوا من الجل خطبة الحنف بن قيس ث قام الحنف بن قيس فحمد ال وأثن
عليه ث قال يا أمي الؤمني إنا قد فررنا عنك قريشا فوجدناك أكرمها زندا وأشدها عقدا
وأوفاها عهدا وقد علمت أنك ل تفتح العراق عنوة ول تظهر عليها قعصا ولكنك أعطيت
السن بن علي من عهود ال ما قد علمت ليكون له المر من بعدك فإن تف فأنت أهل الوفاء
وإن تغدر تعلم وال أن وراء السن خيول جيادا وأذرعا شدادا وسيوفا حدادا إن تدن له شبا
342
جهرة خطب العرب
من غدر تد وراءه باعا من نصر وإنك تعلم أن أهل العراق ما أحبوك منذ أبغضوك ول
أبغضوا عليا وحسنا منذ أحبوها وما نزل عليهم ف ذلك خب من السماء وإن السيوف الت
شهروها عليك مع علي يوم صفي لعلى عواتقهم والقلوب الت أبغضوك با لبي جوانهم واي
ال إن السن لحب إل أهل العراق من علي
خطبة عبد الرحن بن عثمان الثقفي ث قام عبد الرحن بن عثمان الثقفي فحمد ال
وأثن عليه ث قال أصلح ال أمي الؤمني إن رأي الناس متلف وكثي منهم منحرف ل يدعون
أحدا إل رشاد ول ييبون داعيا إل سداد مانبون لرأي اللفاء مالفون لم ف السنة والقضاء
وقد وقفت ليزيد ف أحسن القضية وأرضاها لمل الرعية فإذا خار ال لك فاعزم ث اقطع قالة
الكلم فإن يزيد أعظمنا حلما وعلما وأوسعنا كنفا وخينا سلفا قد أحكمته التجارب
وقصدت به سبل الذاهب فل يصرفنك عن بيعته صارف ول يقفن بك دونا واقف من هو
شاسع عاص ينوص للفتنة كل مناص لسانه ملتو وف صدره داء دوي إن قال فشر قائل وإن
سكت فداء غائل قد عرفنا من هم أولئك وما هم عليه لك من الجانبة للتوفيق والتكلف
للتفريق فاجل ببيعته عنا الغمة واجع به شل المة ول تد عنه إذ هديت له ول تنبش عنه إذ
وفقت له فإن ذلك الرأي لنا ولك والق علينا وعليك أسأل ال العون وحسن العاقبة لنا ولك
بنه خطبة معاوية فقام معاوية فقال أيها الناس إن لبليس من الناس إخوانا وخلنا بم يستعد
وإياهم يستعي وعلى ألسنتهم ينطق إن رجوا طمعا أو جفوا وإن استغن عنهم أرجفوا
ث يلقحون الفت بالفجور ويشققون لا حطب النفاق عيابون مرتابون إن لووا
عروة أمر حنفوا وإن دعوا إل غي أسرفوا وليسوا أولئك بنتهي ول بقلعي ول متعظي حت
تصيبهم صواعق خزي وبيل وتل بم قوارع أمر جليل تتث أصولم كاجتثاث أصول الفقع
فأول لولك ث أول فإنا قد قدمنا وأنذرنا إن أغن التقدم شيئا أو نفع النذر خطبة يزيد بن
القنع ث قام يزيد بن القنع فقال أمي الؤمني هذا وأشار إل معاوية فإن هلك فهذا وأشار إل
يزيد فمن أب فهذا وأشار إل سيفه فقال معاوية اجلس فإنك سيد الطباء خطبة الحنف ث
343
جهرة خطب العرب
تكلم الحنف بن قيس فقال يا أمي الؤمني أنت أعلمنا بيزيد ف ليله وناره وسره وعلنيته
ومدخله ومرجه فإن كنت تعلمه ل رضا ولذه المة فل تشاور الناس فيه وإن كنت تعلم
منه غي ذلك فل تزوده الدنيا وأنت صائر إل الخرة فإنه ليس لك من الخرة إل
ما طاب واعلم أنه ل حجة لك عند ال إن قدمت يزيد على السن والسي وأنت تعلم من
ها وإل ما ها وإنا علينا أن نقول سعنا وأطعنا غفرانك ربنا وإليك الصي قال صاحب العقد
فتفرق الناس ول يذكروا إل كلم الحنف ث بايع الناس ليزيد بن معاوية فقال رجل وقد دعي
إل البيعة اللهم إن أعوذ بك من شر معاوية فقال له معاوية تعوذ من شر نفسك فإنه أشد
عليك وبايع فقال إن أبايع وأنا كاره للبيعة فقال له معاوية بايع أيها الرجل فإن ال يقول
فعسى أن تكرهوا شيئا ويعل ال فيه خيا كثيا أما ابن قتيبة فيقول قالوا فاستخار ال معاوية
وأعرض عن ذكر البيعة حت قدم الدينة سنة خسي فتلقاه الناس فلما استقر ف منله أرسل إل
عبد ال بن عباس وعبد ال بن جعفر بن أب طالب وعبد ال بن عمر وعبد ال بن الزبي وأمر
حاجبه أل يأذن لحد من الناس حت يرج هؤلء النفر فلما جلسوا تكلم معاوية فقال خطبة
معاوية المد ل الذي أمرنا بمده ووعدنا عليه ثوابه نمده كثيا كما أنعم علينا كثيا وأشهد
أن ل إله إل ال وحده ل شريك له وأن ممدا عبده ورسوله أما بعد فإن قد كب سن ووهن
عظمي وقرب أجلي وأوشكت أن أدعى فأجيب وقد رأيت أن أستخلف عليكم بعدي يزيد
ورأيته لكم رضا وأنتم عبادلة قريش وخيارها وأبناء خيارها ول ينعن أن أحضر حسنا وحسينا
إل أنما أولد أبيهما على حسن رأيي فيهما وشديد مبت لما فردوا على أمي الؤمني خيا
يرحكم ال
خطبة عبد ال بن عباس فتكلم عبد ال بن عباس فقال المد ل الذي ألمنا أن
نمده واستوجب علينا الشكر على آلئه وحسن بلئه وأشهد أن ل إله إل ال وحده ل
شريك له وأن ممدا عبده ورسوله وآل ممد أما بعد فإنك قد تكلمت فأنصتنا وقلت فسمعنا
وإن ال جل ثناؤه وتقدست أساؤه اختار ممد لرسالته واختاره لوحيه وشرفه على خلقه
344
جهرة خطب العرب
فأشرف الناس من تشرف به وأولهم بالمر أخصهم به وإنا علي المة التسليم لنبيها إذ
اختاره ال لا فإنه إنا اختار ممدا بعلمه وهو العليم البي وأستغفر ال ل ولكم خطبة عبد ال
بن جعفر فقام عبد ال بن جعفر فقال المد ل أهل المد ومنتهاه نمده علي إلامنا حده
ونرغب إليه ف تأدية حقه وأشهد أن ل إله إل ال واحدا صمدا ل يتخذ صاحبة ول ولدا وأن
ممدا عبده ورسوله أما بعد فإن هذه اللفة إن أخذ فيها بالقرآن ف أولو الرحام بعضهم
أول ببعض ف كتاب ال وإن أخذ فيها بسنة رسول ال فأولو رسول ال وإن أخذ بسنة
الشيخي أب بكر وعمر فأي الناس أفضل وأكمل وأحق بذا المر من آل الرسول واي ال لو
ولوه بعد نبيهم لوضعوا المر موضعه لقه وصدقه ولطيع ال وعصي الشيطان وما اختلف ف
المة سيفان فاتق ال يا معاوية فإنك قد صرت راعيا ونن رعية فانظر لرعيتك فإنك مسئول
عنها غدا
وأما ما ذكرت من ابن عمي وتركك أن تضرها فوال ما أصبت الق ول يوز
لك ذلك إل بما وإنك لتعلم أنما معدن العلم والكرم فقل أودع وأستغفر ال ل ولكم خطبة
عبد ال بن الزبي فتكلم عبد ال بن الزبي فقال المد ل الذي عرفنا دينه وأكرمنا برسوله
أحده على ما أبلى وأول وأشهد أن ل إله إل ال وأن ممدا عبده ورسوله أما بعد فإن هذه
اللفة لقريش خاصة تتناولا بآثرها السنية وأفعالا الرضية مع شرف الباء وكرم البناء فاتق
ال يا معاوية وأنصف من نفسك فإن هذا عبد ال بن عباس ابن عم رسول ال وهذا عبد ال
بن جعفر ذي الناحي ابن عم رسول ال وأنا عبد ال بن الزبي ابن عمة رسول ال وعلي
خلف حسنا وحسينا وأنت تعلم من ها وما ها فاتق ال يا معاوية وأنت الاكم بيننا وبي
نفسك خطبة عبد ال بن عمر التوف سنة ه فتكلم عبد ال بن عمر فقال المد ل الذي
أكرمنا بدينه وشرفنا بنبيه أما بعد فإن هذه اللفة ليست برقلية ول قيصرية ول كسروية
يتوارثها البناء عن الباء ولو كان كذلك كنت القائم با بعد أب فوال ما أدخلن مع الستة
من أصحاب الشورى إل على أن اللفة ليست شرطا مشروطا وإنا هي ف قريش خاصة لن
345
جهرة خطب العرب
كان لا أهل من ارتضاه السلمون لنفسهم من كان أتقى وأرضى فإن كنت تريد الفتيان من
قريش فلعمري إن يزيد من فتيانا واعلم أنه ل يغنين عنك من ال شيئا
خطبة معاوية فتكلم معاوية فقال قد قلت وقلتم وإنه قد ذهبت الباء وبقيت البناء
فابن أحب إل من أبنائهم مع أن ابن إن قاولتموه وجد مقال وإنا كان هذا المر لبن عبد
مناف لنم أهل رسول ال فلما مضي رسول ال ول الناس أبا بكر وعمر من غي معدن اللك
ول اللفة غي أنما سارا بسية جيلة ث رجع اللك إل بن عبد مناف فل يزال فيهم إل يوم
القيامة وقد أخرجك ال يا بن الزبي وأنت يا بن عمر منها فأما ابنا عمي هذان فليسا بارجي
من الرأي إن شاء ال ث أمر بالرحلة وأعرض عن ذكر البيعة ليزيد ول يقطع عنهم شيئا من
صلتم وأعطياتم ث انصرف راجعا إل الشأم وسكت عن البيعة فلم يعرض لا إل سنة إحدى
وخسي قال ابن قتيبة ث ل يلبث معاوية بعد وفاة السن رحه ال سنة إل يسيا حت بايع
ليزيد بالشأم وكتب ببيعته إل الفاق وكان عامله على الدينة مروان بن الكم فكتب إليه
بذلك وأمره أن يمع من قبله من قريش وغيهم من أهل الدينة ث يبايعوا ليزيد فلما قرأ كتاب
معاوية أب من ذلك وأبته قريش وكتب إل معاوية إن قومك قد أبوا إجابتك إل بيعتك ابنك
فأرن رأيك فكتب إليه يأمره أن يعتزل عمله ويبه أنه قد ول الدينة سعيد بن العاص فخرج
مروان مغاضبا ف أهل بيته وأخواله من بن كنانة حت أتى دمشق ودخل على معاوية فسلم
عليه باللفة ث قال
خطبة مروان بن الكم إن ال عظيم خطره ل يقدر قادر قدره خلق من خلقه عبادا
جعلهم لدعائم دينه أوتادا هم رقباؤه على البلد وخلفاؤه على العباد أسفر بم الظلم وألف بم
الدين وشدد بم اليقي ومنح بم الظفر ووضع بم من استكب فكان من قبلك من خلفائنا
يعرفون ذلك ف سالف زمامنا وكنا نكون لم على الطاعة إخوانا وعلى من خالف عنها أعوانا
يشد بنا العضد ويقام بنا الود ونستشار ف القضية ونستأمر ف أمر الرعية وقد أصبحنا اليوم ف
أمور مستحية ذات وجوه مستديرة تفتح بأزمة الضلل وتلس بأسوأ الرحال يؤكل جزورها
346
جهرة خطب العرب
وتتق أحلبا فما لنا ل نستأمر ف رضاعها ونن فطامها وأولد فطامها وأي ال لول عهود
مؤكدة ومواثيق معقدة لقمت أود وليها فأقم المر يا بن أب سفيان واعدل عن تأميك
الصبيان واعلم أن لك ف قومك نظراء وأن لم على مناوأتك وزراء فغضب معاوية من كلمه
غضبا شديدا ث كظم غيظه بلمه وأخذ بيد مروان ث قال
خطبة معاوية إن ال قد جعل لكل شيء أصل وجعل لكل خي أهل ث جعلك ف
الكرم من متدا والعزيز من والدا اخترت من قروم قادة ث استللت سيد سادة فأنت ابن ينابيع
الكرم فمرحبا بك وأهل من ابن عم ذكرت خلفاء مفقودين شهداء صديقي كانوا كما نعت
وكنت لم كما ذكرت وقد أصبحنا ف أمور مستحية ذات وجوه مستديرة وبك وال يا بن
العم نرجو استقامة أودها وذلولة صعوبتها وسفور ظلمتها حت يتطأطأ جسيمها ويركب بك
عظيمها فأنت نظي أمي الؤمني وعدته ف كل شديدة وعضده والثان بعد ول عهده فقد
وليتك قومك وأعظمت ف الراج سهمك وأنا ميز وفدك ومسن رفدك وعلي أمي الؤمني
غناك والنول عند رضاك مروان وعبد الرحن بن أب بكر وروي أن مروان لا ورد عليه كتاب
معاوية قرأه على أهل الدينة وقال إن أمي الؤمني قد كب سنه ودق عظمه وقد خاف أن يأتيه
أمر ال تعال فيدع الناس كالغنم ل راعي لا وقد أحب أن يعلم علما ويقيم إماما فقالوا وفق
ال أمي الؤمني وسدده ليفعل فكتب بذلك إل معاوية فكتب إليه أن سم يزيد
فقرأ الكتاب عليهم وسي يزيد وخطبهم فحضهم على الطاعة وحذرهم الفتنة
ودعاهم إل بيعة يزيد وقال سنة أب بكر الادية الهدية فقام عبد الرحن بن أب بكر فقال
كذبت وال يا مروان وكذب معاوية معك إن أبا بكر ترك الهل والعشية وبايع لرجل من
بن عدي رضي دينه وأمانته واختاره لمة ممد ل يكون ذلك ل تدثوا علينا سنة الروم كلما
مات هرقل قام مكانه هرقل فقال مروان أيها الناس إن هذا التكلم هو الذي أنزل ال فيه
والذي قال لوالديه أف لكما أتعدانن أن أخرج وقد خلت القرون من قبلي فقال له عبد
الرحن
347
جهرة خطب العرب
يا بن الزرقاء أفينا تتأول القرآن وتكلم السي بن علي وعبد ال بن الزبي وعبد ال
بن عمر وأنكروا بيعة يزيد وتفرق الناس فكتب مروان إل معاوية بذلك قال ابن قتيبة فقدم
معاوية الدينة حاجا ث أرسل إل السي بن علي وعبد ال ابن عباس فحضرا وابتدأ معاوية
فقال خطبة معاوية أما بعد فالمد ل ول النعم ومنل النقم وأشهد أن ل إله إل ال التعال
عما يقول اللحدون علوا كبيا وأن ممدا عبده الختص البعوث إل الن والنس كافة
لينذرهم بقرآن ل يأتيه الباطل من بي يديه ول من خلفه تنيل من حكيم حيد فأدى عن ال
وصدع بأمره وصب على الذى ف جنبه حت أوضح دين ال وأعز أولياءه وقمع الشركي
وظهر أمر ال وهم كارهون فمضي صلوات ال عليه وقد ترك من الدنيا ما بذل له واختار
منها الترك لا سخر له زهادة واختيارا ل وأنفة واقتدارا على الصب وبغيا لا يدوم ويبقى وهذه
صفة رسول ال ث خلفه رجلن مفوظان وثالث مشكوك وبي ذلك خوض طالا عالناه
مشاهدة
ومكافحة ومعاينة وساعا وما أعلم منه فوق ما تعلمان وقد كان من أمر يزيد ما
سبقتم إليه وإل تويزه وقد علم ال ما أحاول به من أمر الرعية من سد اللل ول الصدع
بولية يزيد با أيقظ العي وأحد الفعل هذا معناى ف يزيد وفيكما فضل القرابة وحظوة العلم
وكمال الروءة وقد أصبت من ذلك عند يزيد على الناظرة والقابلة ما أعيان مثله عندكما
وعند غيكما مع علمه بالسنة وقراءة القرآن واللم الذي يرجح بالصم الصلب وقد علمتما
أن الرسول الحفوظ بعصمة الرسالة قدم على الصديق والفاروق ومن دونما من أكابر
الصحابة وأوائل الهاجرين يوم غزوة ذات السلسل من ل يقارب القوم ول يعاندهم برتبة ف
قرابة موصولة ول سنة مذكورة فقادهم الرجل بأمره وجع بم صلتم وحفظ عليهم فيئهم
وقال ول يقل معه وف رسول ال أسوة حسنة فمهل بن عبد الطلب فإنا وأنتم شعبا نفع وجد
وما زلت أرجو النصاف ف اجتماعكما فما يقول القائل إل بفضل قولكما فردا على ذي
رحم مستعتب ما يمد به البصية ف عتابكما وأستغفر ال ل ولكما فتيسر ابن عباس للكلم
348
جهرة خطب العرب
ونصب يده للمخاطبة فأشار إليه السي وقال على رسلك فأنا الراد ونصيب ف التهمة أوفر
فأمسك ابن عباس فقام السي
خطبة السي فحمد ال وصلي علي الرسول ث قال أما بعد يا معاوية فلن يؤدي
القائل وأن أطنب ف صفة الرسول من جيع جزءا قد فهمت ما ألبست به اللف بعد رسول
ال من إياز الصفة والتنكب عن استبلغ البيعة وهيهات هيهات يا معاوية فضح الصبح فحمة
الدجى وبرت الشمس أنوار السرج ولقد فضلت حت أفرطت واستأثرت حت أجحفت
ومنعت حت بلت وجرت حت جاوزت ما بذلت لذي حق من أت حقه بنصيب حت أخذ
الشيطان حظه الوفر ونصيبه الكمل وفهمت ما ذكرته عن يزيد من اكتماله وسياسته لمة
ممد تريد أن توهم الناس ف يزيد كأنك تصف مجوبا أو تنعت غائبا أو تب عما كان ما
احتويته بعلم خاص وقد دل يزيد من نفسه على موقع رأيه فخذ ليزيد فيما أخذ به من استقرائه
الكلب التهارشة عند التحارش والمام السبق لترابن والقينات ذوات العازف وضروب
اللهي تده ناصرا ودع عنك ما تاول فما أغناك أن تلقي ال بوزر هذا اللق بأكثر ما أنت
لقيه فوال ما برحت تقدم باطل ف جور وحنقا ف ظلم حت ملت السقية وما بينك وبي
الوت إل غمضة فتقدم على عمل مفوظ ف يوم مشهود ولت حي مناص ورأيتك عرضت
بنا بعد هذا المر ومنعتنا عن آبائنا تراثا ولقد لعمر ال أورثنا الرسول عليه الصلة والسلم
ولدة وجئت لنا با حججتم به القائم عند موت الرسول علية الصلة والسلم
فأذعن للحجة بذلك ورده اليان إل النصف فركبتم العاليل وفعلتم الفاعيل وقلتم كان
ويكون حت أتاك المر يا معاوية من طريق كان قصدها لغيك فهناك فاعتبوا يا أول البصار
وذكرت قيادة الرجل القوم بعهد رسول ال وتأميه له وقد كان ذلك ولعمرو بن العاص يومئذ
فضيلة بصحبة الرسول وبيعته له وما صار لعمرو يومئذ حت أنف القوم إمرته وكرهوا تقديه
وعدوا عليه أفعاله فقال ل جرم معشر الهاجرين ل يعمل عليكم بعد اليوم غيي فكيف يتج
بالنسوخ من فعل الرسول ف أوكد الحوال وأولها بالجتمع عليه من الصواب أم كيف
349
جهرة خطب العرب
صاحبت بصاحب تابعا وحولك من ل يؤمن ف صحبته ول يعتمد ف دينه وقرابته وتتخاطهم
إل مسرف مفتون تريد أن تلبس الناس شبهة يسعد با الباقي ف دنياه وتشقى با ف آخرتك
إن هذا لو السران البي وأستغفر ال ل ولكم فنظر معاوية إل ابن عباس فقال ما هذا يا بن
عباس ولا عندك أدهى وأمر فقال ابن عباس لعمر ال إنا لذرية رسول ال عليه الصلة
والسلم وأحد أصحاب الكساء ومن البيت الطهر فاله عما تريد فإن لك ف الناس مقنعا حت
يكم ال بأمره وهو خي الاكمي فقال معاوية أعود اللم التحلم وخية التحلم عن الهل
انصرفا ف حفظ ال ث أرسل معاوية إل عبد الرحن بن أب بكر وإل عبد ال بن عمر وإل
عبد ال ابن الزبي فجلسوا
خطبة معاوية فحمد ال وأثن عليه معاوية ث قال يا عبد ال بن عمر قد كنت
تدثنا أنك ل تب أن تبيت ليلة وليس ف عنقك بيعة جاعة وأن لك الدنيا وما فيها وأن
أحذرك أن تشق عصا السلمي وتسعى ف تفريق ملئهم وأن تسفك دمائهم وإن أمر يزيد قد
كان قضاء من القضاء وليس للعباد خية من أمرهم وقد وكد الناس بيعتهم ف أعناقهم وأعطوا
على ذلك عهودهم مواثيقهم ث سكت خطبة عبد ال بن عمر فتكلم عبد ال بن عمر فحمد
ال وأثن عليه ث قال أما بعد يا معاوية لقد كان قبلك خلفاء وكان لم بنون ليس ابنك بي
من أبنائهم فلم يروا ف أبنائهم ما رأيت ف ابنك فلم يابوا ف هذا المر أحدا ولكن اختاروا
لذه المة حيث علموهم وأنت تذرن أن أشق عصا السلمي وأفرق ملهم وأسفك دماءهم
ول أكن لفعل ذلك إن شاء ال ولكن إن استقام الناس فسأدخل ف صال ما تدخل فيه أمة
ممد فقال معاوية يرحك ال ليس عندك خلف ث قال معاوية لعبد الرحن ابن أب بكر نو
ما قاله لعبد ال بن عمر فقال له عبد الرحن إنك وال لوددنا أن نكلك إل ال فيما جسرت
عليه من أمر يزيد والذي نفسي بيده لتجعلنها شورى أو لعيدنا جذعة ث قام ليخرج فتعلق
معاوية بطرف ردائه ث قال على رسلك
350
جهرة خطب العرب
اللهم اكفنيه با شئت ل تظهرن لهل الشأم فإن أخشى عليك منهم ث قال لبن
الزبي نو ما قاله لبن عمر ث قال له أنت ثعلب رواغ كلما خرجت من جحر انحرت ف
آخر أنت ألبت هذين الرجلي وأخرجتهما إل ما خرجا إليه فقال ابن الزبي أتريد أن تبايع
ليزيد أرأيت إن بايعناه أيكما نطيع أنطيعك أم نطيعه إن كنت مللت اللفة فاخرج منها وبايع
ليزيد فنحن نبايعه فكثر كلمه وكلم ابن الزبي حت قال له معاوية ف بعض كلمه وال ما
أراك إل قاتل نفسك ولكأن بك قد تبطت ف البالة ث أمرهم بالنصراف واحتجب عن
الناس ثلثة أيام ل يرج ث خرج فأمر النادي أن ينادي ف الناس أن يتمعوا لمر جامع
فاجتمع الناس ف السجد وقعد هؤلء حول النب خطبة معاوية فحمد ال وأثن عليه ث ذكر
يزيد وفضله وقراءته للقرآن ث قال يأهل الدينة لقد همت ببيعة يزيد وما تركت قرية ول مدرة
إل بعثت إليها ببيعته فبايع الناس جيعا وسلموا وأخرت الدينة بيعته وقلت بيضته وأصله ومن
ل أخافهم عليه وكان الذين أبوا البيعة منهم من كان أجدر أن يصله ووال لو علمت مكان
أحد هو خي للمسلمي من يزيد لبايعت له فقام السي فقال وال لقد تركت من هو خي منه
أبا وأما ونفسا فقال معاوية كأنك تريد نفسك فقال السي نعم أصلحك ال فقال معاوية
إذن أخبك أما قولك خي منه أما فلعمري أمك خي من أمه ولو ل يكن إل أنا امرأة من
قريش لكان نساء قريش أفضلهن فكيف وهي ابنة رسول ال
ث فاطمة ف دينها وسابقتها فأمك لعمر ال خي من أمه وأما أبوك فقد حاكم أباه
إل ال فقضى لبيه على أبيك فقال السي حسبك جهلك آثرت العاجل على الجل فقال
معاوية وأما ما ذكرت من أنك خي من يزيد نفسا فيزيد وال خي لمة ممد منك فقال
السي هذا هو الفك والزور يزيد شارب المر ومشتري اللهو خي من فقال معاوية مهل
عن شتم ابن عمك فإنك لو ذكرت عنده بسوء ل يشتمك ث التفت معاوية إل الناس وقال
أيها الناس قد علمتم أن رسول ال قبض ول يستخلف أحدا فرأى السلمون أن يستخلفوا أبا
بكر وكانت بيعته بيعة هدى فعمل بكتاب ال وسنة نبيه فلما حضرته الوفاة رأى أن يستخلف
351
جهرة خطب العرب
عمر فعمل عمر بكتاب ال وسنة نبيه فلما حضرته الوفاة رأي أن يعلها شورى بي ستة نفر
اختارهم من السلمي فصنع أبو بكر ما ل يصنه رسول ال وصنع عمر ما ل يصنعه أبو بكر
كل ذلك يصنعونه نظرا للمسلمي فلذلك رأيت أن أبايع ليزيد لا وقع الناس فيه من الختلف
ونظرا لم بعي النصاف وروي من طريق آخر أن معاوية لا خرج إل الدينة ودنا منها استقبله
أهلها فيهم عبد ال بن عمر وعبد ال بن الزبي والسي بن علي وعبد الرحن بن أب بكر
فأقبل على عبد الرحن بن أب بكر فسبه وقال ل مرحبا بك ول أهل فلما دخل السي عليه
قال ل مرحبا بك ول أهل بدنة يترقرق دمها وال مهريقه فلما دخل ابن الزبي قال ل مرحبا
بك ول أهل ضب تلعة مدخل رأسه تت ذنبه فلما دخل عبد ال بن عمر قال ل مرحبا بك
ول أهل وسبه فقال
إن لست بأهل لذه القالة قال بلى ولا هو شر منها فدخل معاوية الدينة وأقام با
وخرج هؤلء الرهط معتمرين فلما كان وقت الج خرج معاوية حاجا فأقبل بعضهم على
بعض فقالوا لعله قد ندم فأقبلوا يستقبلونه فلما دخل ابن عمر قال مرحبا بصاحب رسول ال
وابن الفاروق هاتوا لب عبد الرحن دابة وقال لبن أب بكر مرحبا بشيخ قريش وسيدها وابن
الصديق هاتوا له دابة وقال لبن الزبي مرحبا يا بن حواري رسول ال وابن عمته هاتوا له دابه
وقال للحسي مرحبا يابن رسول ال وسيد شباب السلمي قربوا لب عبد ال دابة وجعلت
ألطافه تدخل عليهم ظاهرة يراها الناس ويسن إذنم وشفاعتهم وحلهم على الدواب وخرج
حت أتى مكة فقضي حجه ولا أراد الشخوص أمر بأثقاله فقدمت وأمر بالنب فقرب من الكعبة
ث أرسل إليهم فاجتمعوا وقال بعضهم لبعض من يكلمه فأقبلوا على السي فأب فقالوا لبن
الزبي هات فأنت صاحبنا قال على أن تعطون عهد ال أن ل أقول شيئا إل تابعتمون عليه
قالوا لك ذلك فأخذ عهودهم رجل رجل فدخلوا عليه فرحب بم وقال قد علمتم نظري لكم
وتعطفي عليكم وصلت أرحامكم ويزيد أخوكم وابن عمكم وإنا أردت أن أقدمه باسم
اللفة وتكونوا أنتم تأمرون وتنهون فسكتوا فقال أجيبون فسكتوا فقال أجيبون فسكتوا فقال
352
جهرة خطب العرب
لبن الزبي هات فأنت صاحبهم قال خطبة عبد ال بن الزبي نيك بي إحدى ثلث أيها
أخذت فهي لك رغبة وفيها خيار إن شئت فاصنع فينا ما صنعه رسول ال قبضه ال ول
يستخلف أحدا فرأى
السلمون أن يستخلفوا أبا بكر فدع هذا المر حت يتار الناس لنفسهم وإن
شئت فما صنع أبو بكر عهد إل رجل من قاصية قريش وترك من ولده ومن رهطه الدني من
كان لا أهل وإن شئت فما صنع عمر جعلها شورى ف ستة نفر من قريش يتارون رجل
منهم وترك ولده وأهل بيته وفيهم من لو وليها لكان لا أهل فقال معاوية هل غي هذا قال ل
ث قال للخرين ما عندكم قالوا نن على ما قال ابن الزبي فقال معاوية إن أتقدم إليكم وقد
أعذر من أنذر إن قائم فقائل مقالة فإياكم أن تعترضوا على حت أتها فإن صدقت فعلي
صدقي وإن كذبت فعلي كذب وأقسم بال لئن رد على رجل منكم كلمة ف مقامي هذا ل
ترجع إليه كلمته حت يضرب رأسه فل ينظر امرؤ منكم إل إل نفسه ول يبقى إل عليها وأمر
أن يقوم على رأس كل رجل منهم رجلن بسيفيهما فإن تكلم بكلمة يرد با عليه قوله قتله
وخرج وأخرجهم معه حت رقي النب وحف به أهل الشأم واجتمع الناس فقام خطيبا فقال
خطبة معاوية قال بعد حد ال والثناء عليه إنا وجدنا أحاديث الناس ذات عوار قالوا إن حسينا
وابن أب بكر وابن عمر وابن الزبي ل يبايعوا ليزيد وهؤلء الرهط سادة السلمي وخيارهم ل
نبم أمرا دونم ول نقضي أمرا إل عن مشورتم وإن دعوتم فوجدتم سامعي مطيعي فبايعوا
وسلموا وأطاعوا فقال أهل الشأم وما يعظم من أمر هؤلء ايذن لنا فنضرب أعناقهم ل نرضي
حت يبايعوا علنية فقال معاوية سبحان ال ما أسرع الناس إل قريش بالشر
وأحلي دماءهم عندهم أنصتوا فل أسع هذه القالة من أحد ودعا الناس إل البيعة
فبايعوا ث قربت رواحله فركب ومضي فقال الناس للحسي وأصحابه قلتم ل نبايع فلما دعيتم
وأرضيتم بايعتم قالوا ل نفعل قالوا بلي قد فعلتم وبايعتم أفل أنكرت قالوا خفنا القتل وكادكم
بنا وكادنا بكم
353
جهرة خطب العرب
تنئة وتعزية خطبة عبد ال بن هام السلول لا توف معاوية واستخلف يزيد ابنه سنة
اجتمع الناس على بابه ول يقدروا على المع بي تنئة وتعزية حت أتى عبد ال بن هام
السلول فدخل عليه فقال يا أمي الؤمني آجرك ال على الرزية وبارك لك ف العطية وأعانك
على الرعية فلقد رزئت عظيما وأعطيت جسيما فاشكر ال على ما أعطيت واصب له على ما
رزيت فقد فقدت خليفة ال ومنحت خلفة ال ففارقت جليل ووهبت جزيل إذ قضي معاوية
نبه فغفر ال ذنبه ووليت الرياسة فأعطيت السياسة فأوردك ال موارد السرور ووفقك لصال
المور وأنشد فاصب يزيد فقد فارقت ذاثقة واشكر حباء الذي باللك أصفاكا ل رزء أصبح ف
القوام نعلمه كما رزئت ول عقب كعقباكا أصبحت وال أمر الناس كلهم فأنت ترعاهم وال
يرعاكا وف معاوية الباقي لنا خلف إذا نعيت ول نسمع بنعاكا وعبد ال بن هام هو أول من
فتح الباب ف المع بي تنئة وتعزية فوله الناس كما روي من غي وجه
خطبة عطاء بن أب صيفي الثقفي وروي السعودى أن يزيد بعد موت أبيه أذن
للناس فدخلوا عليه ل يدرون أيهنئونه أو يعزونه فقام عطاء بن أب صيفي فقال السلم عليك يا
أمي الؤمني ورحة ال وبركاته أصبحت وقد رزئت خليفة ال وأعطيت خلفة ال ومنحت
هبة ال وقد قضي معاوية نبه فغفر ال له ذنبه وأعطيت بعده الرياسة ووليت السياسة
فاحتسب عند ال أعظم الرزية واحده على أفضل العطية خطبة عبد ال بن مازن ث قام عبد
ال بن مازن فقال السلم عليك يا أمي الؤمني رزئت خي الباء وسيت خي الساء ومنحت
أفضل الشياء فهنأك ال بالعطية وأعانك على الرعية فقد أصبحت قريش مفجوعة ببعد
ساستها مسرورة با أحسن ال إليها من اللفة بك والعقب من بعده ث أنشأ يقول ال أعطاك
الت ل فوقها وقد أراد اللحدون عوقها عنك فيأب ال إل سوقها إليك حت قلدوك طوقها ث
قام عبد ال بن هام فخطب خطبته السالفة
خطبة غيلن بن مسلمة الثقفي وروي الاحظ أنه لا توف عبد اللك وجلس ابنه
الوليد دخل عليه الناس وهم ل يدرون أيهنئونه أم يعزونه فاقبل غيلن بن مسلمة الثقفي فسلم
354
جهرة خطب العرب
عليه ث قال يا أمي الؤمني أصبحت قد رزئت خي الباء وسيت خي الساء وأعطيت أفضل
الشياء فعظم ال لك على الرزية الصب وأعطاك ف ذلك نوافل الجر وأعانك على حسن
الولية والشكر ث قضي عبد اللك بي القضية وأنزله بأشرف النازل الرضية وأعانك من بعده
على الرعية
خطب ولة المويي وقوادهم خطب زياد بن أبيه التوف سنة خطبته بفارس وقد
كتب إليه معاوية يتهدده كان المام علي عليه السلم ول زيادا فارس أو بعض اعمال فارس
فضبطها ضبطا صالا وجب خراجها وحاها فلما قتل المام بقي زياد ف عمله وخاف معاوية
جانبه وعلم صعوبة ناحيته واشفق من مالته السن بن علي عليه السلم فكتب إليه يتهدده
فغضب زياد غضبا شديدا وجع الناس وصعد النب فحمد ال ث قال العجب من ابن آكلة
الكباد وقاتلة أسد ال ومظهر اللف ومسر النفاق ورئيس الحزاب ومن أنفق ماله ف إطفاء
نور ال كتب إل يرعد ويبق
عن سحابة جفل ل ماء فيها وعما قليل تصيها الرياح قزعا والذي يدلن على
ضعفه تدده قبل القدرة أفمن إشفاق على تنذر وتعذر كل ولكن ذهب إل غي مذهب وقعقع
لن روي بي صواعق تامة كيف أرهبه وبين وبينه ابن بنت رسول ال وآله وابن ابن عمه ف
مائة ألف من الهاجرين والنصار وال لو أذن ل فيه أو ندبن إليه لرينه الكواكب نارا
ولسعطنه ماء الردل دونه الكلم اليوم والمع غدا والشورة بعد ذلك إن شاء ال ث نزل
خطبته وقد بعث معاوية إليه الغية بن شعبة يستقدمه وكتب إل معاوية يرد عليه ردا شديد
اللهجة فغم ذلك معاوية وأحزنه وأوفد إليه الغية بن شعبة بكتاب يتلطف به فيه ويستدنيه منه
ويستلحقه بنسب أبيه
أب سفيان وجعل الغية يترفق به وينصح له أن يصل حبله ببله ول يقطع رحه
فتريث زياد يومي أو ثلثة يروي ف أمره ث جع الناس فصعد النب فحمد ال وأثن عليه ث قال
أيها الناس ادفعوا البلء ما اندفع عنكم وارغبوا إل ال ف دوام العافية لكم فقد نظرت ف أمور
355
جهرة خطب العرب
الناس منذ قتل عثمان وفكرت فيهم فوجدتم كالضاحي ف كل عيد يذبون ولقد أفن هذان
اليومان يوم المل وصفي ما ينيف على مائة ألف كلهم يزعم أنه طالب حق وتابع إمام وعلى
بصية من أمره فإن كان المر هكذا فالقاتل والقتول ف النة كل ليس كذلك ولكن أشكل
المر والتبس على القوم وإن لائف أن يرجع المر كما بدا فكيف لمرئ بسلمة دينه وقد
نظرت ف أمر الناس فوجدت أحد العاقبتي العافية وسأعمل ف أموركم ما تمدون عاقبته
ومغبته فقد حدت طاعتكم إن شاء ال ث نزل وكتب إل معاوية يستوثق منه فأعطاه معاوية
جيع ما سأله وكتب إليه بط يده ما وثق به فدخل إليه الشام فقربه وأدناه وأقره على وليته ث
استعمله على العراق
خطبته وقد استلحقه معاوية ولا أراد معاوية استلحاق زياد وقد قدم عليه الشأم
جع الناس وصعد النب وأصعد زيادا معه فأجلسه بي يديه على الرقاة الت تت مرقاته وحد
ال وأثن عليه ث قال أيها الناس إن قد عرفت نسبنا أهل البيت ف زياد فمن كان عنده شهادة
فليقم با فقام ناس فشهدوا أنه ابن أب سفيان وأنم سعوا ما أقر به قبل موته فلما انقضي كلم
معاوية ومناشدته قام زياد وأنصت الناس فحمد ال وأثن عليه ث قال
أيها الناس هذا أمر ل أشهد أوله ول علم ل بآخره وقد قال أمي الؤمني ما بلغكم
وشهدت الشهود با سعتم فالمد ل الذي رفع منا ما وضع الناس وحفظ منا ما ضيعوا فأما
عبيد فإنا هو والد مبور أو ربيب مشكور ث نزل خطبته حي ول البصرة وهي البتراء وقدم
زياد البصرة غرة جادى الول سنة ه واليا لعاوية بن أب سفيان وضم إليه خراسان وسجستان
والفسق بالبصرة كثي فاش ظاهر فخطب خطبة بتراء ل يمد ال فيها وقيل بل قال المد ل
على إفضاله وإحسانه ونسأله الزيد من نعمه وإكرامه اللهم كما زدتنا نعما فألمنا شكرا أما
بعد فإن الهالة الهلء والضللة العمياء والغي الوف بأهله على النار ما فيه سفهاؤكم
ويشتمل عليه حلماؤكم من المور العظام ينبت فيها الصغي ول يتحاشى عنها الكبي كأنكم
ل تقرءوا كتاب ال ول تسمعوا
356
جهرة خطب العرب
ما أعد ال من الثواب الكبي لهل طاعته والعذاب الليم لهل معصيته ف الزمن
السرمدي الذي ل يزول أتكونون كمن طرفت عينيه الدنيا وسدت مسامعه الشهوات واختار
الفانية على الباقية ول تذكرون أنكم أحدثتم ف السلم الدث الذي ل تسبقوا إليه من
ترككم الضعيف يقهر ويؤخذ ماله هذه الواخي النصوبة والضعيفة السلوبة ف النهار البصر
والعدد غي قليل أل يكن منكم ناة تنع الغواة عن دل الليل وغارة النهار قربتم القرابة وباعدت
الدين تعتذرون بغي العذر وتغضون على الختلس كل امرئ منكم يذب عن سفيهه صنيع من
ل ياف عاقبة ول يرجو معادا ما أنتم باللماء ولقد اتبعتم السفهاء فلم يزل بكم ما ترون من
قيامكم دونه حت انتهكوا حرم السلم ث أطرقوا وراءكم كنوسا ف مكانس الريب حرام على
الطعام والشراب حت أسويها بالرض هدما وإحراقا إل رأيت آخر هذا المر ل يصلح إل با
صلح به أوله لي ف غي ضعف
وشدة ف غي عنف وإن أقسم بال لخذن الول بالول والقيم بالظاعن والقبل
بالدبر والطيع بالعاصي والصحيح منكم ف نفسه بالسقيم حت يلقي الرجل منكم أخاه فيقول
انج سعد فقد هلك سعيد أو تستقيم ل قناتكم إن كذبة النب بلقاء مشهورة فإذا تعلقتم علي
بكذبة فقد حلت لكم معصيت فإذا سعتموها من فاغتمزوها ف واعلموا أن عندي أمثالا من
نقب منكم عليه فأنا ضامن لا ذهب منه فإياي ودل الليل فإن ل أوت بدل إل سفكت دمه
وقد أجلتكم ف ذلك بقدار ما يأت الب الكوفة ويرجع إليكم وإياي ودعوى الاهلية فإن ل
أجد أحدا دعا با إل قطعت لسانه وقد أحدثتم أحداثا ل تكن وقد أحدثنا لكل ذنب عقوبة
فمن غرق قوما غرقناه ومن أحرق قوما أحرقناه ومن نقب
بيتا نقبنا عن قلبه ومن نبش قبا دفناه حيا فيه فكفوا عن أيديكم وألسنتكم أكفف
عنكم يدي ولسان ول تظهر من أحد منكم ريبة بلف ما عليه عامتكم إل ضربت عنقه وقد
كانت بين وبي أقوام إحن فجعلت ذلك دبر أذن وتت قدمي فمن كان منكم مسنا فليزدد
إحسانا ومن كان منكم مسيئا فلينع عن إساءته إن لو علمت أن أحدكم قد قتله السل من
357
جهرة خطب العرب
بغضي ل أكشف له قناعا ول أهتك له سترا حت يبدي ل صفحته فإذا فعل ذلك ل أناظره
فاستأنفوا أموركم وأعينوا على أنفسكم فرب مبتئس بقدومنا سيسر ومسرور بقدومنا سيبتئس
أيها الناس إنا أصبحنا لكم ساسة وعنكم ذادة نسوسكم بسلطان ال الذي أعطانا ونذود
عنكم بفيء ال الذي خولنا فلنا عليكم السمع والطاعة فيما أحببنا ولكم علينا العدل فيما ولينا
فاستوجبوا عدلنا وفيئنا بناصحتكم لنا واعلموا أن مهما قصرت عنه فلن أقصر عن ثلث
لست متجبا عن طالب حاجة منكم ولو أتان طارقا بليل ول حابسا عطاء ول رزقا عن إبانه
ول ممرا لكم بعثا فادعوا ال بالصلح لئمتكم فإنم ساستكم الؤدبون لكم وكهفكم الذي
إليه تأوون ومت يصلحوا تصلحوا ول تشربوا قلوبكم بغضهم فيشتد لذلك غيظكم ويطول له
حزنكم ول تدركوا له حاجتكم مع أنه لو استجيب لكم فيهم لكان شرا لكم أسأل ال أن
يعي كل على كل وإذا رأيتمون أنفذ فيكم المر فأنفذوه على
أذلله واي ال إن ل فيكم لصرعى كثية فليحذر كل امرئ منكم أن يكون من
صرعاى فقام إليه عبد ال بن الهتم فقال أشهد أيها المي لقد أوتيت الكمة وفصل الطاب
فقال له كذبت ذاك نب ال داود صلوات ال عليه فقام الحنف ابن قيس فقال إنا الثناء بعد
البلء والمد بعد العطاء وإنا لن نثن حت نبتلي فقال له زياد صدقت فقام أبو بلل مرداس ابن
أدية وهو يهمس ويقول أنبأنا ال بغي ما قلت قال ال تعال وإبراهيم الذي وف أل تزر وازرة
وزر أخرى وأن ليس للنسان إل ما سعى وأنت تزعم أنك تأخذ البيء بالسقيم والطيع
بالعاصي والقبل بالدبر فسمعها زياد فقال إنا ل نبلغ ما نريد فيك وف أصحابك حت نوض
إليكم الباطل خوضا خطبته بالكوفة وقد ضمت إليه ولا مات الغية بن شعبة أمي الكوفة سنة
ه ضم معاوية الكوفة إل زياد فكان أول من جع له الكوفة والبصرة فاستخلف على البصرة
وشخص إل الكوفة فأتاها فصعد النب فحمد ال وأثن عليه ث قال إن هذا المر أتان وأنا
بالبصرة فأردت أن أشخص إليكم ف ألفي من شرطة
358
جهرة خطب العرب
البصرة ث ذكرت أنكم أهل حق وأن حقكم طالا دفع الباطل فأتيتكم ف أهل بيت
فالمد ل الذي رفع من ما وضع الناس وحفظ من ما ضيعوا حت فرغ من الطبة خطبة
أخرى له بالكوفة وروى الطبي أيضا قال فجمعت الكوفة والبصرة لزياد بن أب سفيان فأقبل
حت دخل القصر بالكوفة ث صعد النب فحمد ال وأثن عليه ث قال أما بعد فإنا قد جربنا
وجربنا وسسنا وساسنا السائسون فوجدنا هذا المر ل يصلح آخره إل با صلح أوله بالطاعة
اللينة الشبه سرها بعلنيتها وغيب أهلها بشاهدهم وقلوبم بألسنتهم ووجدنا الناس ل
يصلحهم إل لي ف غي ضعف وشدة ف غي عنف وإن وال ل أقوم فيكم بأمر إل أمضيته
على أذلله وليس من كذبة الشاهد عليها من ال والناس أكب من كذبة إمام على النب ث ذكر
عثمان وأصحابه فقرظهم وذكر قتلته ولعنهم خطبته بالكوفة يتهدد الشيعة وكان زياد قد ول
الكوفة عمرو بن الريث ورجع إل البصرة فبلغه أن حجر بن عدي يتمع إليه شيعة علي
ويظهرون لعن معاوية والباءة منه وأنم
حصبوا عمرو بن الريث فشخص إل الكوفة حت دخلها فأت القصر ث خرج
فصعد النب وعليه قباء سندس ومطرف خز أخضر قد فرق شعره وحجر جالس ف السجد
حوله أصحابه أكثر ما كانوا فحمد ال وأثن عليه ث قال أما بعد فإن غب البغي والغي وخيم
إن هؤلء جعا فأشروا وأمنون فاجترءوا علي واي ال لئن ل تستقيموا لداوينكم بدوائكم
وقال ما أنا بشيء إن ل أمنع باحة الكوفة من حجر وأدعه نكال لن بعده ويل أمك يا حجر
سقط العشاء بك على سرحان خطبة أخرى له وخطب زياد فقال استوصوا بثلثة منكم خيا
الشريف والعال والشيخ فوال ل يأتين شيخ بشاب قد استخف به إل أوجعته ول يأتين عال
باهل استخف به إل نكلت به ول يأتين شريف بوضيع استخف به إل انتقمت له منه خطبة
أخرى وخطب على النب فقال أيها الناس ل ينعنكم سوء ما تعلمون منا أن تنتفعوا بأحسن ما
تسمعون منا فإن الشاعر يقول
359
جهرة خطب العرب
اعمل بقول وإن قصرت ف عملي ينفعك قول ول يضررك تقصيي وصية زياد
وروى الاحظ عن عمرو بن عبيد أنه قال كتب عبد اللك بن مروان وصية لزياد بيده وأمر
الناس بفظها وتدبر معانيها وهي إن ال عز وجل جعل لعباده عقول عاقبهم با على معصيته
وأثابم با على طاعته فالناس بي مسن بنعمة ال عليه ومسيء بذلن ال إياه ول النعمة على
الحسن والجة على السيء فما أول من تت عليه النعمة ف نفسه ورأى العبة ف غيه بأن
يضع الدنيا بيث وضعها ال فيعطي ما عليه منها ول يتكثر با ليس له منها فإن الدنيا دار فناء
ول سبيل إل بقائها ول بد من لقاء ال فأحذركم ال الذي حذركم نفسه وأوصيكم بتعجيل
ما أخرته العجزة قبل أن تصيوا إل الدار الت صاروا إليها فل تقدرون على توبة وليس لكم
منها أوبة وأنا أستخلف ال عليكم وأستخلفه منكم قال الاحظ وقد روى هذا الكلم عن
الجاج وزياد أحق به منه ما كان يقوله لن وله عمل وكان زياد إذا ول رجل عمل قال له
خذ عهدك وسر إل عملك واعلم أنك مصروف رأس سنتك وأنك تصي إل أربع خلل
فاختر لنفسك إنا إن وجدناك أمينا ضعيفا استبدلنا بك لضعفك وسلمتك من معرتنا أمانتك
وإن وجدناك قويا خائنا استهنا بقوتك وأوجعنا ظهرك
وثقلنا غرمك وإن جعت علينا الرمي جعنا عليك الضرتي وإن وجدناك أمينا
قويا ف عملك زدنا ف عملك ورفعنا ذكرك وكثرنا مالك وأوطأنا عقبك خطبة الضحاك بن
قيس الفهري بالكوفة قتل سنة ه وخطب الضحاك بن قيس الفهري على منب الكوفة وقد كان
بلغه أن قوما من أهلها يشتمون عثمان ويبءون منه فقال بلغن أن رجال منكم ضلل يشتمون
أئمة الدى ويعيبون أسلفنا الصالي أما والذي ليس له ند ول شريك لئن ل تنتهوا عما يبلغن
عنكم لضعن فيكم سيف زياد ث ل تدونن ضعيف السورة ول كليل الشفرة أما إن
لصاحبكم الذي أغرت على بلدكم فكنت أول من غزاها ف السلم وشرب من ماء الثعلبية
ومن شاطئ الفرات أعاقب من شئت وأعفو عمن شئت لقد ذعرت الخدرات ف
خدورهن وإن كانت الرأة ليبكي ابنها فل ترهبه ول تسكته إل بذكر اسي فاتقوا ال يأهل
360
جهرة خطب العرب
العراق أنا الضحاك بن قيس أنا أبو أنيس أنا قاتل عمرو ابن عميس فقام إليه عبد الرحن بن
عبيد فقال صدق المي وأحسن القول ما أعرفنا وال با ذكرت ولقد لقيناك بغرب تدمر
فوجدناك شجاعا مربا صبورا ث جلس وقال أيفخر علينا با صنع ببلدنا أول ما قدم واي ال
لذكرنه أبغض مواطنه إليه فسكت الضحاك قليل وكأنه خزي واستحيا ث قال نعم كان ذلك
اليوم بأخرة بكلم ثقيل ث نزل خطبته عند موت معاوية ولا مات معاوية سنة ه خرج الضحاك
بن قيس الفهري وكان صاحب شرطته حت صعد النب وأكفان معاوية على يديه تلوح فحمد
ال وأثن عليه ث قال إن معاوية كان عمود العرب وحد العرب قطع ال عز وجل به الفتنة
وملكه على العباد وفتح به البلد أل إنه قد مات فهذه أكفانه فنحن مدرجوه فيها ومدخلوه
قبه وملون بينه وبي عمله ث هو ف البزخ إل يوم القيامة فمن كان منكم يريد أن يشهده
فليحصر عند الول
خطبة النعمان بن بشي بالكوفة قتل سنة ه خطب النعمان بن بشي على منب الكوفة
فقال يأهل الكوفة إن وال ما وجدت مثلي ومثلكم إل الضبع والثعلب أتيا الضب ف جحره
فقال أبا السل قال أجبتكما قال جئناك نتصم قال ف بيته يؤتى الكم قالت الضبع فتحت
عين قال فعل النساء فعلت قالت فلقطت ترة قال حلوا اجتنيت قالت فاختطفها ثعالة قال
لنفسه بغى الي قالت فلطمته لطمة قال حقا قضيت قالت فلطمن أخرى قال كان حرا فانتصر
قالت فاقض الن بيننا قال حدث حديثي امرأة فإن ل تفهم فأربعة
خطبة عبيد ال بن زياد بن أبيه بي يدي معاوية قتل سنة ه قدم عبيد ال بن زياد
على معاوية بعد هلك زياد فجعل يتصدى منه بلوة ليسب من رأيه ما كره أن يشرك ف علمه
فاستأذن عليه بعد انصداع الطلب واشتغال الاصة وافتراق العامة وهو يوم معاوية الذي كان
يلو فيه بنفسه ففطن معاوية لا أراد فبعث إل ابنه يزيد وإل مروان بن الكم وإل سعيد بن
العاص وعبد الرحن ابن الكم وعمرو بن العاص فلما أخذوا مالسهم أذن له فسلم ووقف
واجا يتصفح وجوه القوم ث قال صريح العقوق مكاتة الدني ل خي ف اختصاص وإن وفر
361
جهرة خطب العرب
أحد ال إليكم على اللء وأستعينه على اللواء وأستهديه من عمى مهد وأستعينه على عدو
مرصد وأشهد أن ل إله إل ال النقذ بالمي الصادق من شفا جرف هار ومن بد غار
وصلوات ال على الزكى نب الرحة ونذير المة وقائد الدى أما بعد يا أمي الؤمني فقد
عسف بنا ظن فرع وفذع صدع حت طمع السحيق وبئس الرفيق ودب الوشاة بوت زياد
فكلهم مستحقر
للعداوة وقد قلص الزرة وشر عن عطافه ليقول مضى زياد با استلحق به ودل
على الناة من مستلحقه فليت أمي الؤمني سلم ف دعته وأسلم زيادا ف ضيعته فكان ترب
عامته وأحد رعيته فل تشخص إليه عي ناظر ول إصبع مشي ول تندلق عليه ألسن كلمته حيا
ونبشته ميتا فإن تكن يا أمي الؤمني حابيت زيادا بأول رفات ودعوة أموات فقد حاباك زياد
بد هصور وعزم جسور حت لنت شكائم الشرس وذلت صعبة الشوس وبذل لك يا أمي
الؤمني يينه ويساره تأخذ بما النيع وتقهر بما البديع حت مضى وال يغفر له فإن يكن أخذ
بق أنزله منازل القربي فإن لنا بعده ما كان له بدالة الرحم وقرابة الميم فما لنا يا أمي
الؤمني نشي الضراء ونشتف النضار ولك من خينا أكمله وعليك من حوبنا أثقله وقد شهد
القوم وما ساءن قربم ليقروا حقا ويردوا باطل فإن للحق منارا واضحا وسبيل قصدا فقل يا
أمي
الؤمني بأي أمريك شئت فما نأزر إل غي جحرنا ول نستكثر بغي حقنا وأستغفر
ال ل ولكم رد معاوية على ابن زياد فنظر معاوية ف وجوه القوم كالتعجب فتصفحهم
بلحظه رجل رجل وهو مبتسم ث اته تلقاءه وعقد حبوته وحسر عن يده وجعل يومئ با ث
قال معاوية المد ل على ما نن فيه فكل خي منه وأشهد أن ل إله إل ال فكل شيء خاضع
له وأن ممدا عبده ورسوله دل على نفسه با بان عن عجز اللق أن يأتوا بثله فهو خات النبيي
ومصدق الرسلي وحجة رب العالي صلوات ال عليه وبركاته أما بعد فرب خي مستور وشر
مذكور وما هو إل السهم الخيب لن طار به والظ الرغب لن فاز به فيهما التفاضل وفيهما
362
جهرة خطب العرب
التغابن وقد صفقت يداي ف أبيك صفقة ذي اللة من رواضع الفصلن عامل اصطناعي له
بالكفر لا أوليته فما رميت به إل انتصل ول انتضيته إل غلق جفنه ولزت لسعته ول قلت إل
عاند ول قمت إل قعد حت اخترمه الوت وقد أوقع بتره ودل على حقده وقد كنت رأيت ف
أبيك رأيا حضره الطل والتبس به الزلل فأخذ من بظ الغفلة وما أبرئ نفسي إن النفس
لمارة بالسوء
فما برحت هنات أبيك تطب ف حبل القطيعة حت انتكث البم وانل عقد الوداد
فيا لا توبة تؤتنف من حوبة أورثت ندما أسع با الاتف وشاعت للشامت فليهنأ الواشم ما به
احتقر وأراك تمد من أبيك جدا وجسورا ها أوفيا به على شرف التقحم وغبط النعمة
فدعهما فقد أذكرتنا منه ما زهدنا فيك من بعده وبما مشيت الضراء واشتففت النضار
فاذهب إليك فأنت نل الدغل ونثر النفل والجر شر مقال يزيد بن معاوية فقال يزيد يا أمي
الؤمني إن للشاهد غي حكم الغائب وقد حضرك زياد وله مواطن معدودة بي ل يفسدها
التظن ول تغيها التهم وأهلوه أهلوك التحقوا بك وتوسطوا شأنك فسافرت به الركبان
وسعت به أهل البلدان حت اعتقده الاهل وشك فيه العال فل تتحجر يا أمي الؤمني ما قد
اتسع وكثرت فيه الشهادات وأعانك عليه قوم آخرون فانرف معاوية إل من معه فقال هذا
وقذ نفسه ببيعته وطعن ف إمرته يعلم ذلك كما أعلمه يا للرجال من آل أب سفيان لقد
حكموا وبذهم يزيد وحده
ث نظر إل عبيد ال فقال يا بن أخي إن لعرف بك من أبيك وكأن بك ف غمرة
ل يطوها السابح فالزم ابن عمك فإن لا قال حقا فخرجوا ولزم عبيد ال يزيد يرد ملسه
ويطأ عقبه أياما حت رمى به معاوية إل البصرة واليا عليها وصية الهلب بن أب صفرة لبنائه
عند موته روى الطبي قال لا كان الهلب بن أب صفرة بزاغول من مرو الروذ من خراسان
أصابته الشوصة وقوم يقولون الشوكة فدعا حبيبا ومن حضره من ولده ودعا بسهام فحزمت
وقال أترونكم كاسريها متمعة قالوا ل قال أفترونكم كاسريها متفرقة قالوا نعم قال فهكذا
363
جهرة خطب العرب
الماعة فأوصيكم بتقوى ال وصلة الرحم فإن صلة الرحم تنسئ ف الجل وتثري الال وتكثر
العدد وأناكم عن القطيعة فإن القطيعة تعقب النار وتورث الذلة والقلة تباذلوا وتواصلوا تابوا
وأجعوا أمركم ول تتلفوا وتباروا تتمع أموركم إن بن الم يتلفون فكيف ببن العلت
وعليكم بالطاعة والماعة ولتكن فعالكم أفضل من قولكم فإن أحب للرجل أن يكون لعمله
فضل على لسانه واتقوا الواب وزلة اللسان فإن الرجل تزل قدمه فينتعش من زلته ويزل لسانه
فيهلك اعرفوا لن يغشاكم حقه فكفي بغدو
الرجل ورواحه إليكم تذكرة له وآثروا الود على البخل وأحبوا العرب واصطنعوا
العرب فإن الرجل من العرب تعده العدة فيموت دونك فكيف الصنيعة عنده وعليكم ف
الرب بالناة والكيدة فإنا أنفع ف الرب من الشجاعة وإذا كان اللقاء نزل القضاء فإن أخذ
رجل بالزم فظهر على عدوه قيل أتى المر من وجهه ث ظفر فحمد وإن ل يظفر بعد الناة
قيل ما فرط ول ضيع ولكن القضاء غالب وعليكم بقراءة القرآن وتعليم السنن وأدب الصالي
وإياكم والفة وكثرة الكلم ف مالسكم وقد استخلفت عليكم يزيد وجعلت حبيبا على الند
حت يقدم بم على يزيد فل تالفوا يزيد فقال له الفضل لو ل تقدمه لقدمناه وعهد إل ولده
يزيد فكان من جلة ما قال له يا بن استعقل الاجب واستظرف الكاتب فإن حاجب الرجل
وجهه وكاتبه لسانه وكان يقول لبنيه يا بن أحسن ثيابكم ما كان على غيكم ومن كلماته
الأثورة قوله الياة خي من الوت والثناء السن خي من الياة ولو أعطيت ما ل يعطه لحد
لحببت أن تكون ل أذن أسع با ما يقال ف غدا إذا مت وقوله عجبت لن يشتري العبيد باله
ول يشتري الحرار بإفضاله
خطب الجاج بن يوسف الثقفي التوف سنة ه خطبته بكة بعد مقتل ابن الزبي
سنة ه لا قتل الجاج عبد ال بن الزبي ارتت مكة بالبكاء فصعد النب فقال أل إن ابن الزبي
كان من أحبار هذه المة حت رغب ف اللفة ونازع فيها وخلع طاعة ال واستكن برم ال
ولو كان شيء مانعا للعصاة لنع آدم حرمة النة لن ال تعال خلقه بيده وأسجد له ملئكته
364
جهرة خطب العرب
وأباحه جنته فلما عصاه أخرجه منها بطيئته وآدم على ال أكرم من ابن الزبي والنة أعظم
حرمة من الكعبة خطبته بعد قتل ابن الزبي وصعد الجاج بعد قتله ابن الزبي متلثما فحط
اللثام عنه ث قال موج ليل التطم وانلى بضوء صبحه يأهل الجاز كيف رأيتمون أل أكشف
ظلمة الور وطخية الباطل بنور الق وال لقد وطئكم الجاج وطأة مشفق وعطفة رحم
ووصل قرابة فإياكم أن تزلوا عن سنن أقمناكم عليه
فأقطع عنكم ما وصلته لكم بالصارم البتار وأقيم من أودكم ما يقيم الثقف من أود
القناة بالنار ث نزل وهو يقول أخو الرب إن عضت به الرب عضها وإن شرت عن ساقها
الرب شرا خطبته حي ول العراق سنة ه حدث عبد اللك بن عمي الليثي قال بينا نن ف
السجد الامع بالكوفة وأهل الكوفة يومئذ ذوو حال حسنة يرج الرجل منهم ف العشرة
والعشرين من مواليه إذ أتى آت فقال هذا الجاج قد قدم أميا على العراق فإذا به قد دخل
السجد معتما بعمامة قد غطي با أكثر وجهه متقلدا سيفا متنكبا قوسا يؤم النب فقام الناس
نوه حت صعد النب فمكث ساعة ل يتكلم فقال الناس بعضهم لبعض قبح ال بن أمية حيث
تستعمل مثل هذا على العراق حت قال عمي بن ضابئ البجي أل أحصبه لكم فقالوا أمهل
حت ننظر فلما رأى عيون الناس إليه حسر اللثام عن فيه ونض فقال أنا ابن جل وطلع الثنايا
مت أضع العمامة تعرفون
ث قال يأهل الكوفة أما وال إن لحل الشر بمله وأحذوه بنعله وأجزيه بثله وإن
لري أبصارا طامة وأعناقا متطاولة ورءوسا قد أينعت وحان قطافها وإن لصاحبها وكأن
أنظر إل الدماء بي العمائم واللحى تترقرق ث قال هذا أوان الشد فاشتدي زي قد لفها الليل
بسواق حطم ليس براعي إبل ول غنم ول بزار على ظهر وضم ث قال قد لفها الليل بعصلب
أروع خراج من الدوي مهاجر ليس بأعراب ث قال قد شرت عن ساقها فشدوا وجدت
الرب بكم فجدوا والقوس فيها وتر عرد مثل ذراع البكر أو أشد ل بد ما ليس منه بد
365
جهرة خطب العرب
إن وال يأهل العراق ومعدن الشقاق والنفاق ومساوي الخلق ما يقعقع ل
بالشنان ول يغمز جانب كتغماز التي ولقد فررت عن ذكاء وفتشت عن تربة وجريت إل
الغاية القصوى وإن أمي الؤمني أطال ال بقاءه نثر كنانته بي يديه فعجم عيدانا فوجدن
أمرها عودا وأصلبها مكسرا فرماكم ب لنكم طالا أوضعتم ف الفت واضطجعتم ف مراقد
الضلل وسننتم سنن الغي أما وال للونكم لو العصا ولقرعنكم قرع الروءة ولعصبنكم
عصب السلمة ولضربنكم ضرب غرائب البل فإنكم لكأهل قرية كانت آمنة مطمئنة يأتيها
رزقها رغدا من كل مكان فكفرت بأنعم ال فأذاقها ال لباس الوع والوف با كانوا
يصنعون وإن وال ل أعد إل وفيت ول أهم إل أمضيت ول أخلق إل فريت فإياي وهذه
الشفعاء والزرافات والماعات وقال وقيل وما تقول وفيم أنتم وذاك
أما وال لتستقيمن على طريق الق أو لدعن لكل رجل منكم شغل ف جسده
وإن أمي الؤمني أمرن بإعطائكم أعطياتكم وأن أوجهكم لحاربة عدوكم مع الهلب بن أب
صفرة وإن أقسم بال ل أجد رجل تلف بعد أخذ عطائه بثلثة أيام إل سفكت دمه وأنبت
ماله وهدمت منله خطبته وقد سع تكبيا ف السوق فلما كان اليوم الثالث خرج من القصر
فسمع تكبيا ف السوق فراعه ذلك فصعد النب فحمد ال وأثن عليه وصلى على نبيه ث قال
يأهل العراق يأهل الشقاق والنفاق ومساوئ الخلق وبن اللكيعة وعبيد العصا وأولد الماء
والفقع بالقرقر إن سعت تكبيا ل يراد ال به وإنا يراد به الشيطان أل إنا عجاجة تتها
قصف وإنا مثلي ومثلكم ما قال عمرو بن براق المذان وكنت إذا قوم غزون غزوتم فهل أنا
ف ذايا لمدان ظال
مت تمع القلب الذكي وصارما وأنفا حيا تتنبك الظال أما وال ل تقرع عصا
عصا إل جعلتها كأمس الدابر خطبته وقد قدم البصرة وخطب لا قدم البصرة يتهدد أهل
العراق ويتوعدهم فقال أيها الناس من أعياه داؤه فعندي دواؤه ومن استطال أجله فعلي أن
أعجله ومن ثقل عليه رأسه وضعت عنه ثقله ومن استطال ماضي عمره قصرت عليه باقيه إن
366
جهرة خطب العرب
للشيطان طيفا وللسلطان سيفا فمن سقمت سريرته صحت عقوبته ومن وضعه ذنبه رفعه صلبه
ومن ل تسعه العافية ل تضق عنه اللكة ومن سبقته بادرة فمه سبق بدنه بسفك دمه إن أنذر
ث ل أنظر وأحذر ث ل أعذر وأتوعد ث ل أعفو إنا أفسدكم ترنيق ولتكم ومن استرخى لببه
ساء أدبه إن الزم والعزم سلبان سوطي وأبدلن به سيفي فقائمه ف يدي وناده ف عنقي
وذبابه قلدة لن عصان وال ل آمر أحدكم أن يرج من باب من أبواب السجد فيخرج من
الباب الذي يليه إل ضربت عنقه
خطبته بعد وقعة دير الماجم وخطب أهل العراق بعد وقعة دير الماجم فقال
يأهل العراق إن الشيطان قد استبطنكم فخالط اللحم والدم والعصب والسامع والطراف
والعضاء والشغاف ث أفضي إل الخاخ والصماخ ث ارتفع فعشش ث باض وفرخ فحشاكم
نفاقا وشقاقا وأشعركم خلفا اتذتوه دليل تتبعونه وقائدا تطيعونه ومؤامرا تستشيونه فكيف
تنفعكم تربة أو تعظكم وقعة أو يجزكم إسلم أو ينفعكم بيان ألستم أصحاب بالهواز
حيث رمتم الكر وسعيتم بالغدر واستجمعتم للكفر وظننتم أن ال يذل دينه
وخلفته وأنا أرميكم بطرف وأنتم تتسللون لواذا وتنهزمون سراعا ث يوم الزاوية وما يوم الزاوية
با كان فشلكم وتنازعكم وتاذلكم وبراءة ال منكم ونكوص وليكم عنكم إذ وليتم كالبل
الشوارد إل اوطانا النوازع إل أعطانا ل يسأل الرء عن أخيه ول يلوي الشيخ على بنيه حت
عضكم السلح وقصمتكم الرماح ث يوم دير الماجم وما يوم دير الماجم با كانت العارك
واللحم بضرب يزيل الام عن مقيله ويذهل الليل عن خليله يأهل العراق والكفرات بعد
الفجرات والغدرات بعد الترات والزوات بعد النوات إن بعثتكم إل ثغوركم غللتم وخنتم
وإن أمنتم أرجفتم وإن خفتم نافقتم ل تذكرون حسنة ول تشكرون نعمة هل استخفكم
ناكث أو استغواكم غاو أو استنصركم ظال أو استعضدكم خالع إل تبعتموه وآويتموه
ونصرتوه وزكيتموه يأهل العراق هل شغب شاغب أو نعب ناعب أو زفر زافر إل كنتم أتباعه
وأنصاره يأهل العراق أل تنهكم الواعظ أل تزجركم الوقائع ث التفت إل أهل الشأم وهم
367
جهرة خطب العرب
حول النب فقال يأهل الشام إنا أنا لكم كالظليم الرامح عن فراخه ينفي عنها الدر ويباعد
عنها الجر ويكنها
من الطر ويميها من الضباب ويرسها من الذئاب يأهل الشام أنتم النة والرداء
وأنتم العدة والذاء خطبة أخرى له ف أهل الكوفة وأهل الشأم وخطب فقال يأهل الكوفة إن
الفتنة تلقح بالنجوى وتنتج بالشكوى وتصد بالسيف أما وال إن أبغضتمون ل تضرون وأن
أحببتمون ل تنفعون وما أنا بالستوحش لعدواتكم ول الستريح إل مودتكم زعمتم أن ساحر
وقد قال ال تعال ول يفلح الساحر وقد أفلحت وزعمتم أن أعلم السم الكب فلم تقاتلون
من يعلم ما ل تعلمون ث التفت إل أهل الشأم فقال لزواجكم أطيب من السك ولبناؤكم
آنس بالقلب من الولد وما أنتم إل كما قال أخو بن ذبيان إذا حاولت ف أسد فجورا فإن
لست منك ولست من هم درعي الت استلمت فيها إل يوم النسار وهم من ث قال بل أنتم
يأهل الشأم كما قال ال سبحانه ولقد سبقت كلمتنا لعبادنا الرسلي إنم لم النصورون وإن
جندنا لم الغالبون ث نزل خطبة له بالبصرة وخطب بالبصرة فقال قال ال تعال فاتقوا ال ما
استطعتم فهذه ل وفيها مثوبة وقال
واسعوا وأطيعوا وهذه لعبد ال وخليفة ال وحبيب ال عبد اللك بن مروان أما
وال لو أمرت الناس أن يأخذوا ف باب واحد فأخذوا ف باب غيه لكانت دماؤهم ل حلل
من ال ولو قتل ربيعة ومصر لكان ل حلل عذيرى من أهل هذه المياء يرمي أحدهم
بالجر إل السماء ويقول يكون إل أن يقع هذا خي وال لجعلنهم كالرسم الدائر وكالمس
الغابر عذيرى من عبد هذيل يقرأ القرآن كأنه رجز العراب أما وال لو أدركته لضربت عنقه
يعن عبد ال بن مسعود عذيرى من سليمان بن داود يقول لربه رب أغفر ل وهب ل ملكا ل
ينبغي لحد من بعدي كان وال فيما علمت عبدا حسودا بيل خطبة أخرى له بالبصرة حد
ال وأثن عليه ث قال إن ال كفانا مئونة الدنيا وأمرنا بطلب الخرة فليته كفانا مئونة الخرة
وأمرنا بطلب الدنيا مال أرى علماءكم يذهبون وجهالكم ل يتعلمون وشراركم ل يتوبون
368
جهرة خطب العرب
مال أراكم ترصون على ما كفيتم وتضيعون ما به أمرت إن العلم يوشك أن يرفع ورفعه
ذهاب العلماء أل وإن أعلم بشراركم من البيطار بالفرس الذين ل يقرءون القرآن إل هجرا
ول يأتون الصلة إل دبرا أل وإن الدنيا عرض حاضر يأكل منها الب والفاجر أل وإن الخرة
أجل مستأخر يكم فيها ملك قادر
أل فاعملوا وأنتم من ال على حذر واعلموا أنكم ملقوه ليجزي الذين أساءوا با
عملوا ويزي الذين أحسنوا بالسن أل وإن الي كله بذافيه ف النة أل وإن الشر كله
بذافيه ف النار أل وإن من يعمل مثقال ذرة خيا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره وأستغفر
ال ل ولكم خطبته ف أهل العراق يصارحهم بالكراهة وخطب أهل العراق فقال يأهل العراق
إن ل أجد دواء أدوي لدائكم من هذه الغازي والبعوث لول طيب ليلة الياب وفرحة القفل
فإنا تعقب راحة وإن ل أريد أن أرى الفرح عندكم ول الراحة بكم وما أراكم إل كارهي
لقالت وأنا وال لرؤيتكم أكره ولول ما أريد من تنفيذ طاعة أمي الؤمني فيكم ما حلت
نفسي مقاساتكم والصب على النظر إليكم وال أسأل حسن العون عليكم ث نزل خطبة أخرى
وخطب أهل العراق فقال يأهل العراق بلغن انكم تروون عن نبيكم أنه قال من ملك على
عشر رقاب من السلمي جيء به يوم القيامة مغلولة يداه إل عنقه حت يفكه العدل أو يوبقه
الور واي ال إن لحب إل أن أحشر مع أب بكر وعمر مغلول من أن أحشر معكم مطلقا
خطبته لا مات عبد اللك بن مروان ولا مات عبد اللك بن مروان قام فحمد ال
وأثن عليه ث قال أيها الناس إن ال تبارك وتعال نعي نبيكم إل نفسه فقال إنك ميت وإنم
ميتون وقال وما ممد إل رسول قد خلت من قبله الرسل أفإن مات أو قتل انقلبتم على
أعقابكم فمات رسول ال ومات اللفاء الراشدون الهتدون الهديون منهم أبو بكر ث عمر ث
عثمان الشهيد الظلوم ث تبعهم معاوية ث وليكم البازل الذكر الذي جربته المور وأحكمته
التجارب مع الفقه وقراءة القرآن والروءة الظاهرة واللي لهل الق والوطء لهل الزيغ فكان
رابعا من الولة الهديي الراشدين فاختار ال له ما عنده وألقه بم وعهد إل شبهه ف العقل
369
جهرة خطب العرب
والروءة والزم واللد والقيام بأمر ال وخلفته فاسعوا له وأطيعوه أيها الناس إياكم والزيغ فإن
الزيغ ل ييق إل بأهله ورأيتم سيت فيكم وعرفت خلفكم وطيبتم على معرفت بكم ولو
علمت أن أحدا أقوى عليكم من أو أعرف بكم ما وليتكم فإياي وإياكم من تكلم قتلناه ومن
سكت مات بدائه غما ث نزل خطبته حي أراد الج وأراد الجاج أن يج فاستخلف ممدا
ولده على أهل العراق ث خطب فقال يأهل العراق يأهل الشقاق والنفاق إن أريد الج وقد
استخلفت عليكم ابن ممدا هذا وما كنتم له بأهل وأوصيته فيكم بلف ما أوصى به رسول
ال
ف النصار إن رسول ال أوصى أن يقبل من مسنهم وأن يتجاوز عن مسيئهم وإن
أمرته أل يقبل من مسنكم ول يتجاوز عن مسيئكم أل وإنكم ستقولون بعدي مقالة ما ينعكم
من إظهارها إل مافت أل وإنكم ستقولون بعدي ل أحسن ال له الصحابة أل وإن معجل
لكم الجابة ل أحسن ال اللفة عليكم ث نزل خطبته لا أصيب بولده ممد وأخيه ممد ف
يوم واحد قال صاحب العقد فلما كان غداة المعة مات ممد بن الجاج فلما كان بالعشى
أتاه بريد من اليمن بوفاة ممد أخيه ففرح أهل العراق وقالوا انقطع ظهر الجاج وهيض
جناحه فخرج فصعد النب ث خطب الناس فقال أيها الناس ممدان ف يوم واحد أما وال ما
كنت أحب أنما معي ف الياة الدنيا لا أرجو من ثواب ال لما ف الخرة واي ال ليوشكن
الباقي من ومنكم أن يفن والديد أن يبلي والي من ومنكم أن يوت وأن تدال الرض منا
كما أدلنا منها فتأكل من لومنا وتشرب من دمائنا كما مشينا على ظهرها وأكلنا من ثارها
وشربنا من مائها ث نكون كما قال ال تعال ونفخ ف الصور فإذا هم من الجداث إل ربم
ينسلون ث تثل بذين البيتي
عزائي نب ال من كل ميت وحسب ثواب ال من كل هالك إذا ما لقيت ال عن
راضيا فإن سرور النفس فيما هنالك خطبته وقد أرجف أهل العراق بوته ومرض الجاج
ففرح أهل العراق وأرجفوا بوته فلما بلغه تامل حت صعد النب فقال إن طائفة من أهل
370
جهرة خطب العرب
العراق أهل الشقاق والنفاق نزغ الشيطان بينهم فقالوا مات الجاج ومات الجاج فمه وهل
يرجو الجاج الي إل بعد الوت وال ما يسرن أل أموت وأن ل الدنيا وما فيها وما رأيت
ال رضي بالتخليد إل لهون خلقه عليه إبليس قال أنظرن إل يوم يبعثون قال إنك من
النظرين ولقد دعا ال العبد الصال فقال رب اغفر ل وهب ل ملكا ل ينبغي لحد من بعدي
فأعطاه ذلك إل البقاء فما عسى أن يكون أيها الرجل وكلكم ذلك الرجل كأن وال بكل
حي منكم ميتا وبكل رطب يابسا ونقل ف ثياب أكفانه إل ثلثة أذرع طول ف ذراع عرضا
وأكلت الرض لمه ومصت صديده وانصرف البيب من ولده يقسم البيث من ماله إن
الذين يعقلون يعلمون ما أقول ث نزل
خطبه الوعظية وخطب الجاج يوما فقال أيها الناس قد أصبحتم ف أجل منقوص
وعمل مفوظ رب دائب مضيع وساع لغيه والوت ف أعناقكم والنار بي أيديكم والنة
أمامكم خذوا من أنفسكم لنفسكم ومن غناكم لفقركم وما ف أيديكم لا بي أيديكم فكأن
ما قد مضي من الدنيا ل يكن وكأن الموات ل يكونوا أحياء وكل ما ترونه فإنه ذاهب هذه
شس عاد وثود وقرون كثية بي ذلك هذه الشمس الت طلعت على التبابعة والكاسرة
وخزائنهم السائرة بي أيديهم وقصورهم الشيدة ث طلعت على قبورهم أين اللوك الولون أين
البابرة التكبون الحاسب ال والصراط منصوب وجهنم تزفر وتتوقد وأهل النة ينعمون ف
روضة يبون جعلنا ال وإياكم من الذين إذا ذكروا بآيات ربم ل يروا عليها صما وعميانا
فكان السن البصري رحه ال يقول أل تعجبون من هذا الفاجر يرقى عتبات النب فيتكلم
بكلم النبياء وينل فيفتك فتك البارين يوافق ال ف قوله ويالفه ف فعله
وقال مالك بن دينار غدوت إل المعة فجلست قريبا من النب فصعد الجاج ث
قال امرؤ حاسب نفسه امرؤ راقب ربه امرؤ زور عمله امرؤ فكر فيما يقرؤه غدا ف صحيفته
ويراه ف ميزانه امرؤ كان عند هه آمرا وعند هواه زاجرا امرؤ أخذ بعنان قلبه كما يأخذ
الرجل بطام جله فإن قاده إل حق تبعه وإن قاده إل معصية ال كفه إننا وال ما خلقنا للفناء
371
جهرة خطب العرب
وإنا خلقنا للبقاء وإنا ننتقل من دار إل دار وخطب يوما فقال أيها الناس اقدعوا هذه النفس
فإنا أسأل شيء إذا أعطيت وأعصى شيء إذا سئلت فرحم ال امرأ جعل لنفسه خطاما وزماما
فقادها بطامها إل طاعة ال وعطفها بزمامها عن مصية ال فإن رأيت الصب عن مارم ال
أيسر من الصب على عذاب ال
وخطب فقال اللهم أرن الغي غيا فأجتنبه وأرن الدى هدى فأتبعه ول تكلن إل
نفسي فأضل ضلل بعيدا وال ما أحب أن ما مضي من الدنيا ل بعمامت هذه ولا بقي منها
أشبه با مضى من الاء بالاء ومن كلمه إن امرأ أتت عليه ساعة من عمره ل يذكر فيها ربه
ويستغفر ربه من ذنبه ويفكر ف معاده لدير أن يطول حزنه ويتضاعف أسفه إن ال كتب
على الدنيا الفناء وعلى الخرة البقاء فل بقاء لا كتب عليه الفناء ول فناء لا كتب عليه البقاء
فل يغرنكم شاهد الدنيا عن غائب الخرة وأقهروا طول المل بقصر الجل
خطب قتيبة بن مسلم الباهلى قتل سنة ه خطبته يث على الهاد وقد تيأ لغزو
طخارستان قدم قتيبة بن مسلم الباهلي خراسان واليا عليها من قبل الجاج سنة فلما تيأ لغزو
أخرون و شومان وها من بلد طخارستان خطب الناس وحثهم على الهاد فقال إن ال
أحلكم هذا الحل ليعز دينه ويذب بكم عن الرمات ويزيد بكم الال استفاضة والعدو وقما
ووعد نبيه النصر بديث صادق وكتاب ناطق فقال هو الذي أرسل رسوله بالدى ودين الق
ليظهره على الدين كله ولو كره الشركون ووعد الجاهدين ف سبيله أحسن الثواب وأعظم
الذخر عنده فقال ذلك بأنم ل يصيبهم ظمأ ول نصب ول ممصة ف سبيل ال ول يطئون
موطئا يغيظ الكفار ول ينالون من عدو نيل إل كتب لم به عمل صال إن ال ل يضيع أجر
الحسني ول ينفقون نفقة صغية ول كبية ول يقطعون واديا إل كتب لم ليجزيهم ال
أحسن ما كانوا يعملون ث أخب عمن قتل ف سبيله أنه حي مرزوق فقال ول تسب الذين
قتلوا ف سبيل ال أمواتا بل أحياء عند ربم يرزقون فتنجزوا موعود ربكم ووطنوا
أنفسكم على أقصي أثر وأمضي أل وإياكم والوين خطبته وقد تيأ لغزو بلد السغد ولا صال
372
جهرة خطب العرب
قتيبة أهل خوارزم وسار إل السعد سنة ه خطب الناس فقال إن ال قد فتح لكم هذه البلدة ف
وقت الغزو فيه مكن وهذه السغد شاغرة برجلها قد نقضوا العهد الذي كان بيننا ومنعونا ما
كنا صالنا عليه طرخون وصنعوا به ما بلغكم وقال ال تعال فمن نكث فإنا ينكث على
نفسه فسيوا على بركة ال فإن أرجو أن يكون خوارزم والسغد كالنضي وقريظة وقال ال
تعال وأخرى ل تقدروا عليها قد أحاط ال با
خطبته وقد سارت إليه جيوش الشاش وفرغانة وأت قتيبة السغد فحصرها شهرا
وخاف اهلها طول الصار فكتبوا إل ملك الشاش وفرغانة إنا نن دونكم فيما بينكم وبي
العرب فإن وصل إلينا كنتم أضعف وأذل فمهما كان عندكم من قوة فابذلوها فجمعوا
جوعهم وولوا عليهم ابنا لاقان وساروا وقد أجعوا أن يبيتوا عسكر قتيبة وني ذلك إليه
فانتخب أهل النجدة والبأس ووجوه الناس وخطبهم فقال إن عدوكم قد رأوا بلء ال عندكم
وتأييده إياكم ف مزاحفتكم ومكاثرتكم كل ذلك يفلجكم ال عليهم فأجعوا على أن يتالوا
غرتكم وبياتكم واختاروا دهاقينهم وملوكهم وأنتم دهاقي العرب وفرسانم وقد
فضلكم ال بدينه فأبلوا ل بلء حسنا تستوجبون به الثواب مع الذب عن
أحسابكم خطبه حي دعا إل خلع سليمان بن عبد اللك وقام براسان حي خلع سليمان بن
عبد اللك ودعا الناس إل خلعه فقال للناس إن قد جعتكم من عي التمر وفيض البحر
فضممت الخ إل أخيه والولد إل أبيه وقسمت بينكم فيئكم وأجريت عليكم أعطياتكم غي
مكدرة ول مؤخرة وقد جربتم الولة قبلي أتاكم أمية فكتب إل أمي الؤمني إن خراج
خراسان ل يقوم بطبخي ث جاءكم أبو سعيد فدوم بكم ثلث سني ل تدرون أف طاعة أنتم
أم ف معصية ل يب فيئا ول ينكأ عدوا ث جاءكم بنوه بعده يزيد فحل تباري إليه النساء وإنا
خليفتكم يزيد بن ثروان هبنقة القيسى فلم يبه أحد فغضب فقال
ل أعز ال من نصرت وال لو اجتمعتم على عن ما كسرت قرنا يأهل السافلة ول
أقول أهل العالية يا أوباش الصدقة جعتكم كما تمع إبل الصدقة من كل أوب يا معشر بكر
373
جهرة خطب العرب
بن وائل يأهل النفخ والكذب والبخل بأي يوميكم تفخرون بيوم حربكم أم بيوم سلمكم فوال
لنا أعز منكم يا أصحاب مسيلمة يا بن ذميم ول أقول تيم بأهل الور والقصف والغدر
كنتم تسمون الغدر ف الاهلية كيسان يا أصحاب سجاح يا معشر عبد القيس القساة تبدلتم
بأبر النخل أعنة اليل يا معشر الزد تبدلتم بقلوس السفن أعنة اليل والصن إن هذا لبدعة ف
السلم والعراب وما العراب لعنة ال على العراب يا كناسة الصرين جعتكم من منابت
الشيح والقيصوم
ومنابت القلقل تركبون البقر والمر ف جزيرة ابن كاوان حت إذا جعتكم كما
يمع قزع الريف قلتم كيت وكيت أما وال إن لبن أبيه وأخو أخيه أما وال لعصبنكم
عصب السلمة إن حول الصليان الزمزمة يأهل خراسان هل تدرون من وليكم وليكم يزيد بن
ثروان كأن بأمي مزجاء وحكم قد جاءكم فغلبكم على فيئكم وأطللكم إن ها هنا نارا
ارموها أرم معكم ارموا غرضكم القصى قد استخلف عليكم أبو نافع ذو الودعات إن الشأم
أب مكفور حت مت ينبطح أهل الشأم بأفنيتكم وظلل دياركم يأهل خراسان انسبون تدون
عراقي الم عراقي الب عراقي الولد عراقي الوى والرأي والدين وقد أصبحتم اليوم فيما ترون
من المن والعافية قد فتح ال لكم البلد وآمن سبلكم فالظعينة ترج من مرو إل بلخ بغي
جوار فاحدوا ال على النعمة وسلوه الشكر والزيد ث نزل وورد كلم قتيبة ف هذا الصدد ف
العقد الفريد والبيان والتبيي ف ثلث خطب هذا نصها
قام براسان حي خلع سليمان بن عبد اللك فصعد النب فحمد ال وأثن عليه ث
قال أتدرون من تبايعون إنا تبايعون يزيد بن ثروان يعن هبنقة القيسى كأن بأمي مزجاء
وحكم قد أتاكم يكم ف أموالكم ودمائكم وفروجكم وأبشاركم ث قال العراب وما
العراب لعنة ال على العراب جعتكم كما يمع قزع الريف من منابت الشيح والقيصوم
ومنابت القلقل وجزيرة ابن كاوان تركبون البقر وتأكلون البيد فحملتكم على اليل
وألبستكم السلح حت منع ال بكم البلد وأفاء بكم الفيء قالوا مرنا بأمرك قال غروا غيي
374
جهرة خطب العرب
وخطب مرة أخرى فقال يأهل العراق ألست أعلم الناس بكم أما هذا الي من أهل العالية
فنعم الصدقة وأما هذا الي من بكر بن وائل فعلجة بظراء ل تمع رجليها وأما هذا الي عبد
القيس فما ضرب العي بذنبه وأما هذا الي من الزد فعلوج خلق ال وأنباطه واي ال لو
ملكت أمر الناس لنقشت أيديهم وأما هذا الي من تيم فإنم كانوا يسمون الغدر ف الاهلية
كيسان
وخطب مرة أخري فقال يأهل خراسان قد جربتم الولة قبلي أتاكم أمية فكان
كاسه أمية الرأي وأمية الدين فكتب إل خليفته إن خراج خراسان وسجستان لو كان ف
مطبخه ل يكفه ث أتاكم بعده أبو سعيد فدوخ بكم البلد ل تدرون أف طاعة ال أنتم أم ف
معصيته ث ل يب فيئا ول ينكأ عدوا ث أتاكم بنوه بعده مثل أطباء الكلبة منهم ابن الرحة
حصان يضرب ف عانة ولقد كان أبوه يافه على أمهات أولده ث أصبحتم وقد فتح ال
عليكم البلد وأمن لكم السبل حت إن الظعينة لتخرج من مرو إل سرقند ف غي جوار
كلمات حكيمة لقتيبة بن مسلم وخرجت خارجة براسان فقيل لقتيبة بن مسلم لو
وجهت إليهم وكيع بن أب سود قال وكان وكيع رجل عظيم الكب ف أنفه خنوانة وف رأسه
نعرة وإنا أنفه ف أسلوب ومن عظم كبه اشتد عجبه ومن أعجب برأيه ل يشاور كفيا ول
يؤامر نصيحا ومن تفرد بالنظر ل يكمل له الصواب ومن تبجح بالنفراد وفخر بالستبداد كان
من الصواب بعيدا ومن الذلن قريبا والطأ مع الماعة خي من الصواب مع الفرقة وإن
كانت الماعة ل تطئ والفرقة ل تصيب ومن تكب على عدوه حقره وإذا حقره تاون بأمره
ومن تاون بصمه ووثق بفضل قونه قل احتراسه ومن قل احتراسه كثر عثاره وما رأيت عظيم
الكب صاحب حرب إل كان منكوبا فل وال حت يكون عدوه عنده وخصمه فيما تغلب
عليه أسع من فرس وأبصر من عقاب وأهدي من قطاة وأحذر من عقعق وأشد
إقداما من السد وأوثب من الفهد وأحقد من جل وأروغ من ثعلب وأغدر من ذئب وأسخى
من لفظة وأشح من صب وأجع من ذرة وأحرس من كلب وأصب من ضب فإن النفس تسمح
375
جهرة خطب العرب
من العناية على قدر الاجة وتتحفظ على قدر الوف وتطلب على قدر الطمع وتطمع على
قدر السبب ومن كلماته البليغة قوله حي قدم خراسان من كان ف يديه شيء من مال عبد ال
بن خازم فلينبذه وإن كان ف فيه فليلفظه وإن كان ف صدره فلينفثه فعجب الناس من حسن
ما فصل وقسم
خطبة طارق بن زياد ف فتح الندلس لا دانت بلد الغرب لوسى بن نصي وكان
واليا عليها من قبل الوليد بن عبد اللك طمح بصره إل فتح بلد الندلس فبعث موله طارق
بن زياد على جيش جله من الببر سنة ه فعب بم البحر وني خبه إل لذريق ملك القوط
فأقبل لحاربته بيش جرار وخاف طارق أن يستحوذ الرعب على جنده لقلتهم فأحرق السفن
الت أفلتهم حت يقطع من قلوبم كل أمل ف العودة وقام فيهم فحمد ال وأثن عليه با هو أهله
ث حثهم على الهاد ورغبهم ف الشهادة فقال أيها الناس أين الفر البحر من ورائكم والعدو
أمامكم وليس لكم وال إل الصدق والصب واعلموا أنكم ف هذه الزيرة أضيع من اليتام ف
مآدب اللئام وقد استقبلكم عدوكم بيشه وأسلحته وأقواته موفورة وأنتم ل وزر لكم إل
سيوفكم ول أقوات إل ما تستخلصونه من أيدي عدوكم وإن امتدت بكم اليام على
افتقاركم ول تنجزوا لكم أمرا ذهبت ريكم وتعوضت القلوب من رعبها منكم الرأة عليكم
فادفعوا عن أنفسكم خذلن هذه العاقبة من أمركم بناجزة هذا الطاغية فقد ألقت به إليكم
مدينته الصينة وإن انتهاز الفرصة فيه لمكن إن سحتم لنفسكم بالوت وإن ل أحذركم أمرا
أنا عنه بنجوة
ول حلتكم على خطة أرخص متاع فيها النفوس أربأ فيها بنفسي واعلموا أنكم إن
صبت على الشق قليل استمتعتم بالرفه اللذ طويل فل ترغبوا بأنفسكم عن نفسي فيما
حظكم فيه أوفر من حظي وقد بلغكم ما أنشأت هذه الزيرة من الور السان من بنات
اليونان الرافلت ف الدر والرجان واللل النسوجة بالعقيان القصورات ف قصور اللوك ذوي
التيجان وقد انتخبكم الوليد بن عبد اللك أمي الؤمني من البطال عزبانا ورضيكم للوك هذه
376
جهرة خطب العرب
الزيرة أصهارا وأختانا ثقة منه بارتياحكم للطعان وإساحكم بجالدة البطال والفرسان
ليكون حظه منكم ثواب ال على إعلء كلمته وإظهار دينه بذه الزيرة وليكون مغنمها
خالصا لكم من دونه ومن دون الؤمني سواكم وال تعال ول إنادكم على ما يكون لكم
ذكرا ف الدارين واعلموا أن أول ميب إل ما دعوتكم إليه وأن عند ملتقى المعي حامل
بنفسي على طاغية القوم لذريق فقاتله إن شاء ال فاحلوا معي فإن هلكت بعده فقد كفيتم
أمره ولن يعوزكم بطل عاقل تسندون أموركم إليه وإن هلكت قبل وصول إليه فاخلفون ف
عزيت هذه وأحلوا بأنفسكم عليه واكتفوا الهم من فتح هذه الزيرة بقتله فإنم بعده يذلون
نص آخر لطبة طارق وروي ابن قتيبة هذه الطبة ف المامة والسياسة بصورة
أخري قال لا بلغ طارقا دنو لذريق قام ف أصحابه فحمد ال ث حض الناس على الهاد
ورغبهم ف الشهادة وبسط لم ف آمالم ث قال أيها الناس أين الفر البحر من وراءكم والعدو
أمامكم فليس ث وال إل الصدق والصب فإنما ل يغلبان وها جندان منصوران ول تضر معهما
قلة ول تنفع مع الور والكسل والفشل والختلف والعجب كثرة أيها الناس ما فعلت من
شيء فافعلوا مثله إن حلت فاحلوا وإن وقفت فقفوا ث كونوا كهيئة رجل واحد ف القتال أل
وإن عامد إل طاغيتهم بيث ل أتيبه حت أخالطه وأقتل دونه فإن قتلت فل تنوا ول تزنوا
ول تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريكم وتولوا الدبر لعدوكم فتبددوا بي قتيل وأسي وإياكم
إياكم أن ترضوا بالدنية ول تعطوا بأيديكم وارغبوا فيما عجل لكم من الكرامة والراحة من
الهنة والذلة وما قد حل لكم من ثواب الشهادة فإنكم إن تفلوا وال معكم ومعيذكم تبوءوا
بالسران البي وسوء الديث غدا بي من عرفكم من السلمي وهأنذا حامل حت أغشاه
فاحلوا بملت خطبة عثمان بن حيان الرى بالدينة وول الوليد بن عبد اللك عثمان بن حيان
الرى الدينة سنة ه وقد خطب على النب فقال بعد حد ال أيها الناس إنا وجدناكم أهل غش
لمي الؤمني ف قدي الدهر وحديثه
377
جهرة خطب العرب
وقد ضوي إليكم من يزيد كم خبال أهل العراق هم أهل الشقاق والنفاق هم وال
عش النفاق وبيضته الت تفلقت عنه وال ما جربت عراقيا قط إل وجدت أفضلهم عند نفسه
الذي يقول ف آل أب طالب ما يقول وما هم لم بشيعة وإنم لعداء ولغيهم ولكن لا يريد
ال من سفك دماءهم فإن وال ل أوت بأحد آوي أحدا منهم أو أكراه منل أو أنزله إل
هدمت منله وأنزلت به ما هو أهله ث إن البلدان لا مصرها عمر بن الطاب وهو متهد على
ما يصلح رعيته جعل ير عليه من يريد الهاد فيستشيه الشأم أحب إليك أم العراق فيقول
الشأم أحب إل إن رأيت العراق داء عضال وبا فرخ الشيطان وال لقد أعضلوا ب وإن
لران سأفرقهم ف البلدان ث أقول لو فرقتهم لفسدوا من دخلوا عليه بدل وحجاج وكيف
ول وسرعة وجيف ف الفتنة فإذا خبوا عند السيوف ل يب منهم طائل ل يصلحوا على
عثمان فلقي منهم المرين وكانوا أول الناس فتق هذا الفتق العظيم ونقضوا عرا السلم عروة
عروة وأنغلوا البلدان وال إن لتقرب إل ال بكل ما أفعل بم لا أعرف من رأيهم ومذاهبهم
ث وليهم أمي الؤمني معاوية فدامهم فلم يصلحوا عليه ووليهم رجل الناس جلدا
فبسط عليهم السيف وأخافهم فاستقاموا له أحبوا أو كرهوا وذلك أنه خبهم
وعرفهم أيها الناس إنا وال ما رأينا شعارا قط مثل المن ول رأينا حلسا قط شرا من الوف
فالزموا الطاعة فإن عندي يأهل الدينة خبة من اللف وال ما أنتم بأصحاب قتال فكونوا من
أحلس بيوتكم وعضوا على النواجذ فإن قد بعثت ف مالسكم من يسمع فيبلغن عنكم إنكم
ف فضول كلم غيه ألزم لكم فدعوا عيب الولة فإن المر إنا ينقض شيئا شيئا حت تكون
الفتنة وإن الفتنة من البلء والفت تذهب بالدين وبالال والولد وصية يزيد بن الهلب لبنه ملد
قتل سنة ه ولا ول يزيد بن الهلب خراسان ف عهد سليمان بن عبد اللك فتح جرجان
وطبستان سنة وقد أوصى ابنه ملد حي استخلفه على جرجان فقال يا بن إن قد استخلفتك
على هذه البلد فانظر هذا الي من اليمن فكن لم كما قال الشاعر إذا كنت مرتاد الرجال
378
جهرة خطب العرب
لنفعهم فرش واصطنع عند الذين بم ترمي وانظر هذا الي من ربيعة فإنم شيعتك وأنصارك
فاقض حقوقهم وانظر هذا
الي من تيم فامطرهم ول تزه لم ول تدنم فيطمعوا ول تقصهم فيقطعوا وانظر
هذا الي من قيس فإنم أكفاء قومك ف الاهلية ومناصفوهم النابر ف السلم ورضاهم منك
البشر يا بن إن لبيك صنائع فل تفسدها فإنه كفى بالرء نقصا أن يهدم ما بن أبوه وإياك
والدماء فإنا ل بقية معها وإياك وشتم العراض فإن الر ل يرضيه عن عرضه عوض وإياك
وضرب البشار فإنه عار باق ووتر مطلوب واستعمل على النجدة والفضل دون الوى ول
تعزل إل عن عجز أو خيانة ول ينعك من اصطناع الرجل أن يكون غيك قد سبقك إليه
فإنك إنا تصطنع الرجال لفضلها وليكن صنيعك عند من يكافئك عنه احل الناس على أحسن
أدبك يكفوك أنفسهم وإذا كتبت كتابا فأكثر النظر فيه وليكن رسولك فيما بين وبينك من
يفقه عن وعنك فإن كتاب الرجل موضع عقله ورسوله موضع سره وأستودعك ال فل بد
للمودع أن يسكت وللمشيع أن يرجع وما عف من النطق وقل من الطيئة أحب إل أبيك
وكذلك سلك هذا السلك الحمود
نصيحة عمر بن هبية لبعض نبيه وقال عمر بن هبية يؤدب بعض بنيه ل تكونن
أول مشي وإياك والوى والرأي الفطي وتنب ارتال الكلم ول تشر على مستبد ول على
وغد ول على متلون ول على لوج وخف ال ف موافقة هوى الستشي فإن التماس موافقته
لؤم وسوء الستماع منه خيانة وقال من كثر كلمه كثر سقطه ومن ساء خلقه قل صديقه
خطب خالد بن عبد ال القسري توف سنة ه خطبته بكة يدعو إل الطاعة ولزوم
الماعة خطب خالد بن عبد ال القسري بكة فقال يأيها الناس إنكم بأعظم بلد ال حرمة
وهي الت اختار ال من البلدان فوضع با بيته ث كتب على عباده حجه من استطاع إليه سبيل
أيها الناس فعليكم بالطاعة ولزوم الماعة وإياكم والشبهات فإن وال ما أوت بأحد يطعن
على إمامه إل صلبته ف الرم إن ال جعل اللفة منه بالوضع الذي جعلها فسلموا وأطيعوا
379
جهرة خطب العرب
ول تقولوا كيت وكيت إنه ل رأي فيما كتب به الليفة أو رآه إل إمضاؤه واعلموا أنه بلغن
أن قوما من أهل اللف يقدمون عليكم ويقيمون ف بلدكم فإياكم أن تنلوا أحدا من
تعلمون أنه زائغ عن الماعة فإن ل أجد أحدا منهم ف منل أحد منكم إل هدمت منله
فانظروا من تنلون ف منازلكم وعليكم بالماعة والطاعة فإن الفرقة هو البلء العظيم وسع
يوما يقول وال لو أعلم أن هذه الوحش الت تأمن ف الرم لو نطقت
ل نقر بالطاعة لخرجتها من الرم إنه ل يسكن حرم ال وأمنه مالف للجماعة
زار عليهم خطبة أخرى يشيد فيها بفضل الوليد ومن غلوه أنه خطب على منب مكة فقال أيها
الناس أيهما أعظم أخليفة الرجل على أهله أم رسوله إليهم وال لو ل تعلموا فضل الليفة إل
أن إبراهيم خليل الرحن استسقي ربه فسقاه ملحا أجاجا واستسقاه الليفة فسقاه عذبا فراتا
يعن بئرا حفرها الوليد بن عبد اللك بالثنيتي ثنية طوي وثنية الجون فكان ينقل ماؤها فيوضع
ف حوض من أدم إل جنب زمزم ليعرف فضله على زمزم خطبته بكة ف الجاج وصعد
خالد النب ف يوم جعة وهو على مكة فذكر الجاج فحمد طاعته وأثن عليه خيا فلما كان
ف المعة الثانية ورد عليه كتاب سليمان بن عبد اللك يأمره فيه بشتم الجاج ونشر عيوبه
وإظهار الباءة منه فصعد النب فحمد ال وأثن عليه ث قال إن إبليس كان ملكا من اللئكة
وكان يظهر من طاعة ال ما كانت اللئكة ترى له به فضل وكان ال قد علم من غشه وخبثه
ما خفي على ملئكته
فلما أراد ال فضيحته أمره بالسجود لدم فظهر لم ما كان يفيه عنهم فلعنوه وإن
الجاج كان يظهر من طاعة أمي الؤمني ما كنا نرى له به فضل وكان ال قد أطلع أمي
الؤمني من غشه وخبثه على ما خفي علينا فلما أراد ال فضيحته أجرى ذلك على يدي أمي
الؤمني فلعنه فالعنوه لعنه ال ث نزل خطبة له ف الث على مكارم الخلق وقام على النب
بواسط فحمد ال و صلى على نبيه ث قال أيها الناس نافسوا ف الكارم وسارعوا إل الغان
واشتروا المد بالود ول تكسبوا بالطل ذما ول تعتدوا بالعروف ما ل تعجلوه ومهما يكن
380
جهرة خطب العرب
لحد منكم عند أحد نعمة فلم يبلغ شكرها فال أحسن لا جزاء وأجزل عليها عطاء واعلموا
أن حوائج الناس إليكم نعمة من ال عليكم فل تلوا النعم فتحولوها نقما واعلموا أن أفضل
الال ما أكسب أجرا وأورث ذكرا ولو رأيتم العروف رجل رأيتموه حسنا جيل يسر
الناظرين ولو رأيتم البخل رجل رأيتموه مشوها قبيحا تنفر عنه القلوب وتغضي عنه البصار
أيها الناس إن أجود الناس من أعطى من ل يرجوه وأعظم الناس عفوا من عفا عن قدرة
وأوصل الناس من وصل من قطعه ومن ل يطب حرثه ل يزك نبته والصول عن مغارسها تنمو
وبأصولا تسمو أقول قول هذا وأستغفر ال ل ولكم
خطبة له يوم عيد خطب فذكر ال وجلله ث قال كنت كذلك ما شئت أن تكون
ل يعلم كيف أنت إل أنت ث ارتأيت أن تلق اللق فماذا جئت به من عجائب صنعك
والكبي والصغي من خلقك والظاهر والباطن من ذرك من صنوف أفواجه وأفراده وأزواجه
كيف أدمت قوائم الذرة والبعوضة إل ما هو أعظم من ذلك من الشباح الت امتزجت
بالرواح قوله وقد سقطت جرادة على ثوبه وكان خالد إذا تكلم يظن الناس أنه يصنع الكلم
لعذوبة لفظه وبلغة منطقه فبينا هو يطب يوما إذ سقطت جرادة على ثوبه فقال سبحان من
الرادة من خلقه أدمج قوائمها وطوقها جناحها ووشى جلدها وسلطها على ما هو أعظم منها
خطبة يوسف بن عمر الثقفي قتل سنة ه قام خطيبا فقال اتقوا ال عباد ال فكم من مؤمل أمل
ل يبلغه وجامع مال ل يأكله ومانع عما سوف يتركه ولعله من باطل جعه ومن حق منعه
أصابه حراما وأورثه
عدوا فاحتمل إصره وباء بوزره وورد على ربه آسفا لهفا قد خسر الدنيا والخرة
ذلك هو السران البي خطبة يوسف بن عمر ولا قتل يوسف بن عمر زيد بن علي سنة ه
أقبل حت دخل الكوفة فصعد النب فقال يأهل الدرة البيثة إن وال ما تقرن ب الصعبة ول
يقعقع ل بالشنان ول أخوف بالذئب هيهات حبيت بالساعد الشد أبشروا يأهل الكوفة
بالصغار والوان ل عطاء لكم عندنا ول رزق ولقد همت أن أخرب بلدكم ودوركم
381
جهرة خطب العرب
وأحرمكم أموالكم أما وال ما علوت منبي إل أسعتكم ما تكرهون عليه فإنكم أهل بغي
وخلف ما منكم إل من حارب ال ورسوله إل حكيم بن شريك الحارب ولقد سألت أمي
الؤمني أن يأذن ل فيكم ولو أذن لقتلت مقاتلتكم وسبيت ذراريكم
خطب الفت والحداث فتنة الدينة ووقعة الرة خطبة عبد ال بن حنظلة النصاري
وقد علم بقدوم جيش الشأم إل الدينة قتل سنة ه لا كره أهل الدينة خلفة يزيد بن معاوية
وبايعوا عبد ال بن حنظلة النصاري على خلعه ووثبوا على من كان بالدينة من بن أمية
وحصروهم وأخافوهم وجه إليهم يزيد جيشا من أهل الشأم بقيادة مسلم بن عقبة الرى ونى
إليهم خب مقدمه عليهم فجمعهم عبد ال بن حنظلة فقال تبايعونن على الوت وإل فل حاجة
ف بيعتكم فبايعوه على الوت ث صعد النب فحمد ال وأثن عليه ث قال أيها الناس إنا خرجتم
غضبا لدينكم فأبلوا إل ال بلء حسنا ليوجب لكم به النة ومغفرته ويل بكم رضوانه
واستعدوا بأحسن عدتكم وتأهبوا بأكمل أهبتكم فقد أخبت بأن القوم نزلوا بذي خشب
ومعهم مروان بن الكم وال إن شاء مهلكه بنقضه العهد واليثاق عند منب رسول ال
فتصايح الناس وجعلوا ينالون منه ويسبونه فقال لم إن الشتم ليس بشيء نصدقهم
اللقاء وال ما صدق قوم قط إل نصروا ث رفع يديه إل السماء وقال اللهم إنا بك واثقون
وعليك متوكلون وإليك ألئنا ظهورنا ث نزل خطبة مسلم بن عقبة يؤنب أهل الشأم وأقبل
مسلم بيشه إل الدينة فحاصرها من جهة الرة ودعا أهلها إل الطاعة ومراجعة الق وأجلهم
ثلثا فلم يذعنوا لقوله ونشبت الرب بي الفريقي وحلت خيل ابن حنظلة على أهل الشأم
فانكشفوا وقتل صاحب رايتهم فأخذ مسلم الراية ونادى يأهل الشأم أهذا القتال قتال قوم
يريدون أن يدفعوا به عن دينهم وأن يعزوا به نصر إمامهم قبح ال قتالكم منذ اليوم ما أوجعه
لقلب وأغيظه لنفسي أما وال ما جزاؤكم عليه إل أن ترموا العطاء وأن تمروا ف أقاصي
الثغور شدوا مع هذه الراية ترح ال وجوهكم إن ل تعتبوا خطبة مسلم يرضهم ث إن خيل
382
جهرة خطب العرب
مسلم ورجاله أقبلت نو ابن حنظلة ورجاله حت دنوا منه وأخذ مسلم يسي ف أهل الشأم
ويرضهم ويقول يأهل الشأم إنكم لستم بأفضل العرب ف أحسابا و ل أنسابا ول أكثرها
عددا ول أوسعها بلدا ول يصصكم ال بالذي خصكم به من النصر على عدوكم
وحسن النلة عند أئمتكم إل بطاعتكم واستقامتكم وإن هؤلء القوم وأشباههم من العرب
غيوا فغي ال بم فتموا على أحسن ما كنتم عليه من الطاعة يتمم ال لكم أحسن ما ينيلكم
من النصر والفلج خطبة ابن حنظلة يرض أصحابه وقام عبد ال بن حنظلة ف أصحابه حي
رآهم قد أقبلوا يشون تت راياتم فقال يا هؤلء إن عدوكم قد أصابوا وجه القتال الذي كان
ينبغي أن تقاتلوهم به وإن قد ظننت أل تلبثوا إل ساعة حت يفصل ال بينكم وبينهم إما لكم
وإما عليكم أما إنكم أهل البصية ودار الجرة وال ما أظن ربكم أصبح عن أهل بلد من
بلدان السلمي بأرضى منه عنكم ول على أهل بلد من بلدان العرب بأسخط منه على هؤلء
القوم الذين يقاتلونكم إن لكل امرئ منكم ميتة هو ميت با وال ما من ميتة بأفضل من ميتة
الشهادة وقد ساقها ال إليكم فاغتنموها فوال ما كلما أردتوها وجدتوها ودارت الدائرة على
أهل الدينة وقتل ابن حنظلة فيمن قتل ودخل مسلم الدينة وكانت وقعة الرة ف ذي الجة
سنة ه
اضطراب المر بعد موت يزيد خطبة عبيد ال بن زياد بن أبيه قام عبيد ال بن زياد
بن أبيه خطيبا بعد موت يزيد بن معاوية وهو يومئذ أمي العراق فحمد ال وأثن عليه ث قال
يأهل البصرة انسبون فوال ما مهاجر أب إل إليكم وما مولدي إل فيكم وما أنا إل رجل
منكم ولقد وليتكم وما أحصي ديوان مقاتلتكم إل سبعي ألف مقاتل ولقد أحصي اليوم ديوان
مقاتلتكم ثاني ألفا وما أحصي ديوان عمالكم إل تسعي ألفا ولقد أحصي اليوم مائة وأربعي
ألفا وما تركت لكم ذا ظنة أخافه عليكم إل وهو ف سجنكم هذا وإن أمي الؤمني يزيد بن
معاوية قد توف وقد اختلف أهل الشأم وأنتم اليوم أكثر الناس عددا وأعرضه فناء وأغناه عن
الناس وأوسعه بلدا فاختاروا لنفسكم رجل ترتضونه لدينكم وجاعتكم ياهد عدوكم
383
جهرة خطب العرب
وينصف مظلومكم من ظالكم ويكف سفهاءكم ويب لكم فيئكم ويقسمه فيما بينكم فأنا
أول راض من رضيتموه وتابع فإن اجتمع أهل الشأم على رجل ترتضونه دخلتم فيما دخل فيه
السلمون وإن كرهتم ذلك كنتم على جديلتكم
حت تعطوا حاجتكم فما بكم إل أحد من أهل البلدان حاجة وما يستغن الناس
عنكم فقامت خطباء أهل البصرة فقالوا قد سعنا مقالتك أيها المي وإنا وال ما نعلم أحدا
أقوى عليها منك فهلم فلنبايعك فقال ل حاجة ل ف ذلك فاختاروا لنفسكم فأبوا عليه وأب
عليهم حت كرروا ذلك عليه ثلث مرات فلما أبوا بسط يده فبايعوه فلما خرجوا من عنده
جعلوا يسحون أكفهم باليطان وباب الدار ويقولون ظن ابن مرجانة أنا نوليه أمرنا ف الفرقة
وأقام عبيد ال أميا غي كثي حت جعل سلطانه يضعف ويأمر بالمر فل يقضى ويري الرأي
فيد عليه ويأمر ببس الخطئ فيحال بي أعوانه وبينه خطبة أخرى له وبلغه أن سلمة بن
ذؤيب يدعو الناس إل ابن الزبي فأمر فنودي الصلة جامعة فتجمع الناس فأنشأ عبيد ال يقص
أول أمره وأمرهم وما قد كان دعاهم إل من يرتضونه فيبايعه معهم وقال وإنكم أبيتم غيي
وإنه بلغن أنكم مسحتم أكفكم باليطان وباب الدار وقلتم ما قلتم وإن آمر بالمر فل ينفذ
ويرد علي رأيي وتول القبائل بي أعوان وطلبت ث هذا سلمة بن ذؤيب يدعو إل اللف
عليكم إرادة أن يفرق جاعتكم ويضرب بعضكم جباه بعض بالسيف فقال الحنف بن قيس
والناس جيعا نن نأتيك بسلمة فأتوه فإذا جعه قد كثف وإذا الفتق قد اتسع على الراتق وامتنع
عليهم فقعدوا عن ابن زياد فلم يأتوه
وروي أنه قال ف خطبته يأهل البصرة وال لقد لبسنا الز وليمنة واللي من الثياب
حت لقد أجنا ذلك وأجته جلودنا فما بنا إل أن نعقبا الديد يأهل البصرة وال لو اجتمعتم
علي ذنب عي لتكسروه ما كسرتوه خطبة عمرو بن حريث ولا بايع أهل البصرة عبيد ال بن
زياد وكان خليفته على الكوفة عمرو ابن حريث بعث وافدين من قبله إل الكوفة عمرو بن
مسمع وسعد بن القرحاء التميمي ليعلم أهل الكوفة ما صنع أهل البصرة ويسألنم البيعة لبن
384
جهرة خطب العرب
زياد حت يصطلح الناس فجمع الناس عمرو بن حريث فحمد ال وأثن عليه ث قال إن هذين
الرجلي قد أتياكم من قبل أميكم يدعوانكم إل أمر يمع ال به كلمتكم ويصلح به ذات
بينكم فاسعوا منهما واقبلوا عنهما فإنما برشد ما أتياكم خطبة عمرو بن مسمع فقام عمرو
بن مسمع فحمد ال وأثن عليه وذكر أهل البصرة واجتماع رأيهم على تأمي عبيد ال بن زياد
حت يري الناس رأيهم فيمن يولون عليهم وقال قد جئناكم لنجمع أمرنا وأمركم فيكون أمينا
وأميكم واحدا فإنا الكوفة من البصرة والبصرة من الكوفة
وقام ابن القرحاء فتكلم نوا من كلم صاحبه فقام يزيد بن الارث الشيبان
فحصبهما أول الناس ث حصبهما الناس بعد ث قال أنن نبايع لبن مرجانة ل ول كرامة ورجع
الوفد إل البصرة فأعلم الناس الب فقالوا أهل الكوفة يلعونه وأنتم تولونه وتبايعونه فوثب به
الناس فاستجار بسعود بن عمرو الزدي فأجاره ومنعه ث خرج إل الشأم ف خفارة رجال من
الزد وبكر بن وائل خطبة الحنف بن قيس واستخلف ابن زياد مسعود بن عمرو الزدي
على البصره فقالت بنو تيم وقيس ل نول إل رجل ترضاه جاعتنا فقال مسعود قد استخلفن
فل أدع ذلك أبدا وبينما هو على النب يبايع من أتاه إذ رماه رجل من الوارج فقتله فخرجت
الزد إل الوارج فقتلوا منهم وجرحوا وطردوهم عن البصرة وجاءهم الناس فقالوا لم
تعلمون أن بن تيم يزعمون أنم قتلوا مسعود بن عمرو فبعثت الزد تسأل عن ذلك فإذا أناس
منهم يقولونه فاجتمعت الزد عند ذلك وازدلفوا إل بن تيم وخرجت مع بن تيم قيس
وخرج مع الزد بكر بن وائل فالتقى القوم واقتتلوا أشد القتال فقتل من الفريقي قتلى كثية
فقالت لم بنو تيم ال ال يا معشر الزد ف دمائنا ودمائكم بيننا وبينكم القرآن ومن شئتم من
أهل السلم فإن كانت لكم علينا بينة أنا قتلنا صاحبكم فاختاروا أفضل رجل فينا فاقتلوه
بصاحبكم وإن ل تكن لكم بينة فإنا نلف بال ما قتلنا ول أمرنا ول نعلم لصاحبكم قاتل وإن
ل تريدوا ذلك فنحن ندي صاحبكم بائة ألف درهم فاصطلحوا فأتاهم الحنف ابن قيس فقال
يا معشر الزد أنتم جيتنا ف الدار وإخوتنا عند القتال وقد أتيناكم
385
جهرة خطب العرب
ف رحالكم لطفاء حشيشتكم وسل سخيمتكم ولكم الكم مرسل فقولوا على
احلمنا وأموالنا فإنه ل يتعاظمنا ذهاب شيء من أموالنا كان فيه صلح بيننا فقالوا أتدون
صاحبنا عشر ديات قال هي لكم فانصرف الناس واصطلحوا وروى الاحظ وابن عبد ربه
هذه الطبة بصورة أخرى وها هي ذي قال بعد حد ال والثناء عليه يا معشر الزد وربيعة أنتم
إخواننا ف الدين وشركاؤنا ف الصهر وأشقاؤنا ف النسب وجياننا ف الدار ويدنا على العدو
وال لزد البصرة أحب إلينا من تيم الكوفة ولزد الكوفة أحب إلينا من تيم الشأم فإن
استشرف شنآنكم وأب حسد صدوركم ففي أموالنا وسعة أحلمنا لنا ولكم سعة
خطبة روح بن زنباع الذامي بالدينة لا نى هلك يزيد بن معاوية إل الصي بن
ني وهو على حرب ابن الزبي
بكة انصرف بيشه إل الشأم فلما صاروا إل الدينة جعل أهلها بتفون بم
ويتوعدونم ويذكرون قتلهم بالرة فلما أكثروا من ذلك وخافوا الفتنة وهيجها صعد روح
بن زنباع الذامي على منب رسول ال وكان ف ذلك اليش فقال يأهل الدينة ما هذا اليعاد
الذي توعدوننا إنا وال ما دعوناكم إل كلب لبايعة رجل منهم ول إل رجل من بلقي ول
إل رجل من لم أو جذام أو غيهم من العرب ولكن دعوناكم إل هذا الي من قريش يعن
بن أمية ث إل طاعة يزيد بن معاوية وعلى طاعته قاتلناكم فإيانا توعدون أما وال إنا لبناء
الطعن والطاعون وفضلت الوت والنون فما شئتم ومضي القوم إل الشأم
خطبته يؤيد مبايعة مروان بن الكم باللفة ولا اجتمع الرأي على البيعة لروان بن
الكم قام روح بن زنباع فحمد ال وأثن عليه ث قال أيها الناس إنكم تذكرون عبد ال بن
عمر بن الطاب وصحبته من رسول ال وقدمه ف السلم وهو كما تذكرون ولكن ابن عمر
رجل ضعيف وليس بصاحب أمة ممد الضعيف وأما ما يذكر الناس من عبد ال ابن الزبي
ويدعون إليه من أمره فهو وال كما يذكرون إنه لبن الزبي حواري رسول ال وابن أساء بنت
أب بكر الصديق ذات النطاقي وهو بعد كما تذكرون ف قدمه وفضله ولكن ابن الزبي منافق
386
جهرة خطب العرب
قد خلع خليفتي يزيد وابنه معاوية بن يزيد وسفك الدماء وشق عصا السلمي وليس صاحب
أمر أمة ممد النافق وأما مروان بن الكم فوال ما كان ف السلم صدع قط إل كان مروان
من يشعب ذلك الصدع وهو الذي قاتل عن أمي الؤمني عثمان بن عفان يوم الدار والذي
قاتل علي بن أب طالب يوم المل وإنا نرى للناس أن يبايعوا الكبي ويستشبوا الصغي يعن
بالكبي مروان بن الكم وبالصغي خالد بن يزيد بن معاوية فأجع رأي الناس على البيعة لروان
ث لالد بن يزيد من بعده ث لعمرو بن سعيد بن العاص من بعد خالد
خطبة الغضبان بن القبعثري يض على قتل الجاج لا هلك بشر بن مروان وول
الجاج العراق بلغ ذلك أهل العراق فقام الغضبان بن القبعثري للشيبان بالسجد الامع
بالكوفة خطيبا فحمد ال وأثن عليه ث قال يأهل العراق ويأهل الكوفة إن عبد اللك قد ول
عليكم من ل يقبل من مسنكم ول يتجاوز عن مسيئكم الظلوم الغشوم الجاج أل وإن لكم
من عبد اللك منلة با كان منكم من خذلن مصعب وقتله فاعترضوا هذا البيث ف الطريق
فاقتلوه فإن ذلك ل يعد منكم خلعا فإنه مت يعل على مت منبكم وصدر سريركم وقاعة
قصركم ث قتلتموه عد خلعا فأطيعون وتغدوا به قبل أن يتعشى بكم فقال له أهل الكوفة
جبنت يا غضبان بل ننتظر سيته فإن رأينا منكرا غيناه قال ستعلمون فلما قدم الجاج الكوفة
بلغته مقالته فأمر به فأقام ف حبسه ثلث سني
خطبة مطرف بن الغية بن شعبة وقدم مطرف بن الغية بن شعبة الدائن فصعد
النب فحمد ال وأثن عليه ث قال أيها الناس إن المي الجاج أصلحه ال قد ولن عليكم
وأمرن بالكم بالق والعدل ف السية فإن عملت با أمرن به فأنا أسعد الناس وإن ل أفعل
فنفسي أو بقت وحظ نفسي ضيعت أل إن جالس لكم العصرين فارفعوا إل حوائجكم
وأشيوا على با يصلحكم ويصلح بلدكم فإن لن آلوكم خيا ما استطعت ث نزل خطبة
مطرف بن الغية بن شعبة وف سنة ه خرج الطرف بن الغية بن شعبة على الجاج وخلع
عبد اللك بن مروان وكان الجاج قد استعمله على الدائن وجع إليه رءوس أصحابه فذكر
387
جهرة خطب العرب
ال با هو أهله وصلى على رسوله ث قال لم أما بعد فإن ال كتب الهاد على خلقه وأمر
بالعدل والحسان وقال فيما أنزل علينا وتعاونوا علي الب والتقوى ول تعاونوا علي الث
والعدوان واتقوا ال إن ال شديد العقاب وإن أشهد ال أن قد خلعت عبد اللك بن مروان
والجاج بن يوسف فمن أحب منكم صحبت وكان على مثل رأيي فليتابعن فإن له السوة
وحسن الصحبة ومن أب فليذهب حيث شاء فإن لست أحب أن يتبعن من ليست له نية ف
جهاد أهل الور أدعوكم إل كتاب ال وسنة نبيه وإل قتال الظلمة فإذا جع ال لنا أمرنا كان
هذا المر شورى بي السلمي يرتضون لنفسهم من أحبوا
خطبة سعيد بن الجالد خرج الزل بن سعيد ف طلب الوارج الشبيبية وأقبل حت
انتهى إل النهروان فأدركوه فلزم عسكره وخندق عليه وجاء إليه سعيد بن الجالد حت دخل
عسكر أهل الكوفة أميا فقام فيهم خطيبا فحمد ال وأثن عليه ث قال يأهل الكوفة إنكم قد
عجزت ووهنتم وأغضبتم عليكم أميكم أنتم ف طلب هذه العاريب العجف منذ شهرين وهم
قد خربوا بلدكم وكسروا خراجكم وأنتم حاذرون ف جوف هذه النادق ل تزايلونا إل أن
يبلغكم أنم قد ارتلوا عنكم ونزلوا بلدا سوى بلدكم اخرجوا على اسم ال إليهم فخرج
واخرج الناس معه
فتنة ابن الشعث جهز الجاج عشرين ألف رجل من أهل الكوفة وعشرين ألف
رجل من أهل البصرة لحاربة رتبيل ملك الترك وبعث عليهم عبد الرحن بن ممد بن الشعث
ابن قيس الكندي فخرج بم حت قدم سجستان سنة ه فجمع أهلها حي قدمها وخطبهم فقال
خطبة ابن الشعث بسجستان صعد النب فحمد ال وأثن عليه ث قال أيها الناس إن المي
الجاج ولن ثغركم وأمرن بهاد عدوكم الذي استباح بلدكم وأباد خياركم فإياكم أن
يتخلف منكم رجل فيحل بنفسه العقوبة اخرجوا إل معسكركم فعسكروا به مع الناس خطبته
يعرض على الند رأي الجاج فلما حاز من أرض رتبيل أرضا عظيمة ومل يديه من الغنائم
388
جهرة خطب العرب
والسلب حبس الناس عن الوغول ف أرضه وقال نكتفي با أصبناه العام من بلدهم حت
نبيها ونعرفها ويترئ السلمون على طرقها ث نتعاطى ف العام القبل ما وراءها ث ل نزل
ننتقصهم ف كل عام طائفة من أرضهم ث ل نزايل بلدهم حت يهلكهم ال وكتب
إل الجاج بذلك فورد عليه كتاب الجاج يضعف رأيه ويأمره بالوغول ف أرضهم ويتهدده
بالعزل إن ل يفعل فدعا ابن الشعث الناس إليه فحمد ال وأثن عليه ث قال أيها الناس إن لكم
ناصح ولصلحكم مب ولكم ف كل ما ييط بكم نفعه ناظر وقد كان من رأيي فيما بينكم
وبي عدوكم رأي استشرت فيه ذوي أحلمكم وأول التجربة للحرب منكم فرضوه لكم رأيا
ورأوه لكم ف العاجل والجل صلحا وقد كتبت إل أميكم الجاج فجاءن منه كتاب
يعجزن ويضعفن ويأمرن بتعجيل الوغول بكم ف أرض العدو وهي البلد الت هلك إخوانكم
فيها بالمس وإنا أنا رجل منكم أمضى إذا مضيتم وآب إذا أبيتم فثار إليه الناس فقالوا ل بل
نأب علي عدو ال ول نسمع له ول نطيع خطبة عامر بن واثلة الكنان فقام عامر بن واثلة
الكنان وكان أول متكلم يومئذ وكان شاعرا خطيبا فقال بعد أن حد ال وأثن عليه أما بعد
فإن الجاج وال ما يري بكم إل ما رأى القائل الول إذ قال لخيه احل عبدك على الفرس
فإن هلك هلك وإن نا فلك إن الجاج وال ما يبال أن ياطر بكم فيقحمكم بلدا كثية
اللهوب وللصوب فإن ظفرت فغنمتم
أكل البلد وحاز الال وكان ذلك زيادة ف سلطانه وإن ظفر عدوكم كنتم أنتم
العداء البغضاء الذين ل يبال عنتهم ول يبقي عليهم اخلعوا عدو ال الجاج وبايعوا عبد
الرحن فإن أشهدكم أن أول خالع فنادى الناس من كل جانب فعلنا فعلنا قد خلعنا عدو ال
خطبة عبد الؤمن بن شبث بن ربعي وقام عبد الؤمن بن شبث بن ربعي التميمي ثانيا فقال
عباد ال إنكم إن أطعتم الجاج جعل هذه البلد بلدكم ما بقيتم وجركم تمي فرعون
النود فإنه بلغن أنه أول من جر البعوث ولن تعاينوا الحبة فيما أرى أو يوت أكثركم بايعوا
أميكم وانصرفوا إل عدوكم فانفوه عن بلدكم فوثب الناس إل عبد الرحن فبايعوه خطبة
389
جهرة خطب العرب
ابن الشعث بالربد ولا كانت الرب بينه وبي الجاج بالربد خطب الناس فقال أيها الناس
إنه ل يبق من عدوكم إل كما يبقى من ذنب الوزغة تضرب به يينا وشال فما تلبث إل أن
توت
خطبته حي أراد عبد اللك أن يترضى أهل العراق ولا نزل ابن الشعث بدير
الماجم واجتمع أهل الكوفة وأهل البصرة وأهل الثغور والسال بدير الماجم والقراء من
أهل الصرين واجتمعوا جيعا على حرب الجاج جعهم عليه بغضهم وكراهيتهم له وهم إذ
ذاك مائة ألف مقاتل من يأخذ العطاء ومعهم مثلهم من مواليهم واشتد القتال بي الفريقي
بعث عبد اللك بن مروان ابنه عبد ال وأخاه ممدا وأمرها أن يعرضا على أهل العراق نزع
الجاج عنهم وأن يري عليهم أعطياتم كما تري على أهل الشأم وأن ينل ابن الشعث أي
بلد من العراق شاء يكون عليه واليا ما دام حيا وكان عبد اللك واليا فعرضا ذلك على أهل
العراق فقالوا نرجع العشية فاجتمعوا عند ابن الشعث فلم يبق قائد ول رأس قوم ول فارس إل
أتاه فحمد ال ابن الشعث وأثن عليه ث قال أما بعد فقد أعطيتم أمرا انازكم اليوم إياه فرصة
ول آمن أن يكون على ذي الرأي غدا حسرة وإنكم اليوم على النصف وإن كانوا اعتدوا
بالزاوية فأنتم تعتدون عليهم بيوم تستر فاقبلوا ما عرضوا عليكم وأنتم أعزاء أقوياء والقوم لكم
هائبون وأنتم لم منتقصون فل وال ل زلتم عليهم أجرئاء ول زلتم عندهم أعزاء إن أنتم قبلتم
أبدا ما بقيتم فوثب الناس من كل جانب فقالوا إن ال قد أهلكهم فأصبحوا ف الزل والضنك
والجاعة والقلة والذلة ونن ذوو العدد الكثي والسعر الرفيع والادة القريبة ل وال ل نقبل
فأعادوا خلع عبد اللك ثانية وكان ما كان ما أسلفنا لك ذكره
عامر الشعب والجاج وكان عامر الشعب من خرج مع ابن الشعث فلما أت
الجاج بأسرى الماجم أت فيهم بالشعب موثقا وكان قد تقدم كتاب عبد اللك بن مروان
إل الجاج ف أسرى الماجم أن يعرضهم على السيف فمن أقر منهم بالكفر ف خروجهم
علينا فيخلي سبيله ومن زعم أنه مؤمن فيضرب عنقه قال الشعب فلما جئت باب القصر لقين
390
جهرة خطب العرب
يزيد بن أب مسلم كاتبه فقال إنا ل يا شعب لا بي دفتيك من العلم وليس اليوم بيوم شفاعة
قلت له فما الخرج قال بؤ للمي بالشرك والنفاق على نفسك وبالرى أن تنجو ث لقين ممد
بن الجاج فقال ل مثل مقالة يزيد فلما دخلت علي الجاج قال ل وأنت يا شعب من ألب
علينا مع ابن الشعث اشهد على نفسك بالكفر قلت أصلح ال المي نبا بنا النل واجدب بنا
الناب واستحلسنا الوف واكتحلنا السهر وضيق السلك وخبطتنا فتنة ل نكن فيها بررة
أتقياء ول فجرة أقوياء قال صدقت وال ما بررت بروجكم علينا ول قويتم خلوا سبيل الشيخ
أيوب بن القرية والجاج وكان الجاج قد بعث أيوب بن القرية رسول إل ابن الشعث حي
خلع الطاعة بسجستان فلما دخل عليه قال له لتقومن خطيبا ولتخلعن عبد اللك
ولتسب الجاج أو لضربن عنقك قال أيها المي إنا أنا رسول قال هو ما أقول
لك فقام وخطب وخلع عبد اللك وشتم الجاج وأقام هنالك فلما انصرف ابن الشعث
مهزوما كتب الجاج إل عماله بالري وأصبهان وما يليهما يأمرهم أل ير بم أحد من قبل
ابن الشعث إل بعثوا به أسيا إليه وأخذ ابن القرية فيمن أخذ فلما أدخل على الجاج قال
أخبن عما أسألك قال سلن عما شئت قال أخبن عن أهل العراق قال أعلم الناس بق
وباطل قال فأهل الجاز قال أسرع الناس إل فتنة وأعجزهم فيها قال فأهل الشأم قال أطوع
الناس للفائهم قال فأهل مصر قال عبيد لن غلب قال فأهل البحرين قال نبط استعربوا قال
فأهل عمان قال عرب استنبطوا قال فأهل الوصل قال أشجع فرسان وأقتل للقران قال فأهل
اليمن قال أهل سع وطاعة ولزوم للجماعة قال فأهل اليمامة قال أهل جفاء واختلف أهواء
وأصب عند اللقاء قال فأهل فارس قال أهل بأس شديد وشر عتيد وريف كبي وقرى يسي قال
أخبن عن العرب قال سلن قال قريش قال أعظمها أحلما وأكرمها مقاما قال فبنو عامر بن
صعصعة قال أطولا رماحا وأكرمها صباحا قال فبنو سليم قال أعظمها مالس وأكرمها مابس
قال فثقيف قال أكرمها جدودا وأكثرها وفودا قال فبنو زبيد قال ألزمها للرايات وأدركها
391
جهرة خطب العرب
للترات قال فقضاعة قال أعظمها أخطارا وأكرمها نارا وأبعدها آثارا قال فالنصار قال أثبتها
مقاما وأحسنها إسلما وأكرمها أياما قال فتميم قال أظهرها جلدا وأثراها عددا
قال فبكر بن وائل قال أثبتها صفوفا وأحدها سيوفا قال فعبد القيس قال أسبقها إل
الغايات وأصبها تت الرايات قال فبنو أسد قال أهل عدد وجلد وعسر ونكد قال فلخم قال
ملوك وفيهم نوك قال فجذام قال يوقدون الرب ويسعرونا ويلقحونا ث يرونا قال فبنو
الارث قال رعاة للقدي وحاة عن الري قال فعك قال ليوث جاهدة ف قلوب فاسدة قال
فتغلب قال يصدقون إذا لقوا ضربا ويسعرون للعداء حربا قال فغسان قال أكرم العرب
أحسابا وأثبتها أنسابا قال فأي العرب ف الاهلية كانت أمنع من أن تضام قال قريش كانوا
أهل رهوة ل يستطاع ارتقاؤها وهضبة ل يرام انتزاؤها ف بلدة حي ال ذمارها ومنع جارها
قال فأخبن عن مآثر العرب ف الاهلية قال كانت العرب تقول حي أرباب اللك وكندة
لباب اللوك ومذحج أهل الطعان وهدان أحلس اليل والزد آساد الناس قال فأخبن عن
الرضي قال سلن قال الند قال برها در وجبلها ياقوت وشجرها عود وورقها عطر وأهلها
طغام كقطع المام قال فخراسان قال ماؤها جامد وعدوها جاحد قال فعمان قال حرها
شديد وصيدها عتيد قال فالبحرين قال كناسة بي الصرين قال فاليمن قال أصل العرب وأهل
البيوتات والسب قال فمكة قال رجالا علماء جفاة ونساؤها كساة عراة قال فالدينة قال
رسخ العلم فيها وظهر منها قال فالبصرة قال شتاؤها جليد
وحرها شديد وماؤها ملح وحربا صلح قال فالكوفة قال ارتفعت عن حر البحر
وسفلت عن برد الشأم فطاب ليلها وكثر خيها قال فواسط قال جنة بي حاة وكنة قال وما
حاتا وما كنتها قال البصرة والكوفة يسدانا وما ضرها ودجلة والزاب يتجاريان بإفاضة الي
عليها قال فالشأم قال عروس بي نسوة جلوس قال ثكلتك أمك يا بن القرية لول اتباعك لهل
العراق وقد كنت أناك عنهم أن تتبعهم فتأخذ من نفاقهم ث دعا بالسيف وأومأ إل السياف
أن أمسك فقال ابن القرية ثلث كلمات أصلح ال المي كأنن ركب وقوف يكن مثل
392
جهرة خطب العرب
بعدى قال هات قال لكل جواد كبوة ولكل صارم نبوة ولكل حليم هفوة قال الجاج ليس
هذا وقت الزاح يا غلم أوجب جرحه فضرب عنقه وقيل إنه لا أراد قتله قال له العرب تزعم
أن لكل شيء آفة قال صدقت العرب أصلح ال المي قال فما آفة اللم قال الغضب قال فما
آفة العقل قال العجب قال فما آفة العلم قال النسيان قال فما آفة السخاء قال الن عند البلء
قال فما آفة الكرام قال ماورة اللئام قال فما آفة الشجاعة قال البغي قال فما آفة العبادة قال
الفترة قال فما آفة الذهن قال حديث النفس قال فما آفة الديث قال الكذب قال فما آفة الال
قال سوء التدبي قال فما آفة الكامل من الرجال قال العدم قال فما آفة الجاج بن يوسف قال
أصلح ال المي ل آفة لن كرم حسبه وطاب نسبه وزكا فرعه قال امتلت شقاقا وأظهرت
نفاقا اضربوا عنقه فلما رآه قتيل ندم وكان قتله سنة ه
وف رواية أخرى أنه لا دخل على الجاج قال له يا بن القرية ما أعددت لذا
الوقف قال أصلح ال المي ثلثة حروف كأنن ركب وقوف دنيا وآخرة ومعروف قال
اخرج ما قلت قال أفعل أما الدنيا فمال حاضر يأكل منه الب والفاجر وأما الخرة فميزان
عادل ومشهد ليس فيه باطل وأما العروف فإن كان على اعترفت وإن كان ل اغترفت قال أما
ل فاعترف بالسيف إذا وقع بك قال أصلح ال المي أقلن عثرت وأسغن ريقي فإنه ل بد
للجواد من كبوة وللسيف من نبوة وللحليم من هفوة قال كل وال حت أوردك جهنم ألست
القائل برستقاباذ تغدوا الدي قبل أن يتعشاكم قال فأرحن فإن أجد حرها قال قدمه يا
حرسي فاضرب عنقه فلما نظر إليه يتشحط ف دمه قال لو كنا تركنا ابن القرية حت نسمع من
كلمه ث أمر به فأخرج فرمي به كلمة لبن القرية وقال ابن القرية الناس ثلثة عاقل وأحق
وفاجر فالعاقل الدين شريعته واللم طبيعته والرأي السن سجيته إن سئل أجاب وإن نطق
أصاب وإن سع العلم وعى وإن حدث روي وأما الحق فإن تكلم عجل وإن حدث وهل
وإن استنل عن رأيه نزل فإن حل على القبيح حل وأما الفاجر فإن أئتمنته خانك وإن حدثته
393
جهرة خطب العرب
شانك وإن وثقت به ل يرعك وإن استكتم ل يكتم وإن علم ل يعلم وإن حدث ل يفهم وإن
فقه ل يفقه
فتنة يزيد بن الهلب أيوب بن سليمان بن عبد اللك يسأل عمه الوليد أن يؤمن
يزيد بن الهلب لا فر يزيد بن الهلب من سجن الجاج وعذابه سنة ه ف خلفة الوليد ابن
عبد اللك نزل على أخيه سليمان متعوذا به وكتب سليمان إل الوليد يطلب له المان فكتب
إليه يقسم أنه ل يؤمنه حت يبعث به إليه فأرسل ابنه أيوب معه وكتب معه كتابا فلما دخل به
على عمه قال يا أمي الؤمني نفسي فداؤك ل تفر ذمة أب وأنت أحق من منعها
ول تقطع منا رجاء من رجا السلمة ف جوارنا لكاننا منك ول تذل من رجا العز
ف النقطاع إلينا لعزنا بك خطبة يزيد بي يدي الوليد وتكلم يزيد فحمد ال وأثن عليه وصلي
علي نبيه ث قال يا أمي الؤمني إن بلءكم عندنا أحسن البلء فمن ينس ذلك فلسنا بناسيه
ومن يكفر فلسنا كافريه وقد كان من بلئنا أهل البيت ف طاعتكم والطعن ف أعي أعدائكم
ف الواطن العظام ف الشارق والغارب ما إن النة علينا فيها عظيمة فأمنه الوليد وكف عنه
خطبة ملد بن يزيد بن الهلب بي يدي عمر بن عبد العزيز ولا حبس عمر بن عبد العزيز يزيد
بن الهلب أقبل ابنه ملد من خراسان ودخل على الليفة فحمد ال وأثن عليه ث قال
إن ال يا أمي الؤمني صنع لذه المة بوليتك عليها فل نكن أشقى الناس بوليتك
علم تبس هذا الشيخ أنا أتمل ما عليه فصالن على ما إياه تسأل فقال عمر ل إل أن تمل
جيع ما نسأله إياه فقال يا أمي الؤمني إن كانت لك بينة فخذ با وإن ل تكن بينة فصدق
مقالة يزيد وإل فاستخلفه فإن ل يفعل فصاله فقال له عمر ما أجد إل أخذه بميع الال
خطبة يزيد بن الهلب يرض أصحابه على القتال وقد سي يزيد بن عبد اللك
العباس بن الوليد بن عبد اللك ومسلمة بن عبد اللك لقتاله قام ف أصحابه فحرضهم ورغبهم
ف القتال فكان فيما قال إن هؤلء القوم لن يردهم عن غيهم إل الطعن ف عيونم والضرب
بالشرفية على هامهم ث قال إنه قد ذكر ل أن هذه الرادة الصفراء يعن مسلمة بن عبد اللك
394
جهرة خطب العرب
وعاقر ناقة ثود يعن العباس بن الوليد وكان العباس أزرق أحر كانت أمة رومية وال لقد كان
سليمان أراد أن ينفيه حت كلمته فيه فأقره على نسبه فبلغن أنه ليس ههما إل التماسي ف
الرض وال لو جاءوا بأهل الرض جيعا وليس إل أنا ما برحت العرصة حت تكون ل أولم
قالوا ناف أن تعنينا
كما عنانا عبد الرحن بن ممد قال إن عبد الرحن فضح الذمار وفضح حسبه
وهل كان يعدو أجله ث نزل خطبة أخرى له ورويت له خطبة أخرى ف هذا الغرض وهاكها
عن خالد بن صفوان قال خطبنا يزيد بن الهلب بواسط حد ال وأثن عليه وصلى على النب ث
قال أيها الناس إن أسع قول الرعاع قد جاء العباس قد جاء مسلمة قد جاء أهل الشأم وما
أهل الشأم إل تسعة أسياف منها سبعة معي واثنان علي وما مسلمة إل جرادة صفراء وأما
العباس فنسطوس بن نسطوس أتاكم ف برابرة وصقالبة وجرامقة وجراجة وأقباط وأنباط
وأخلط من الناس إنا أقبل إليكم الفلحون والوباش كأشلء اللحم وال ما لقوا قط حدا
كحدكم ول حديدا كحديدكم أعيون سواعدكم ساعة من نار تصفقون با خراطيمهم فإنا
هي غدوة أو روحة حت يكم ال بيننا وهو خي الاكمي
خطبة أخرى له وقال مقاتل سعت يزيد بن الهلب يطب بواسط فقال يأهل
العراق يأهل السبق والسباق ومكارم الخلق إن أهل الشام ف أفواههم لقمة دسة قد رتبت
لا الشداق وقدموا لا على ساق وهم غي تاركيها لكم بالراء والدال فالبسوا لم جلود
النمور خطبة السن البصري يثبط الناس عن يزيد بن الهلب وكان مروان بن الهلب وهو
بالبصرة يث الناس على حرب أهل الشأم ويسرحهم إل يزيد وكان السن البصري يثبط
الناس عنه وكان يقول ف تلك اليام أيها الناس الزموا رحالكم وكفوا أيديكم واتقوا ال
مولكم ول يقتل بعضكم بعضا على دنيا زائلة وطمع فيها يسي ليس لهلها بباق وليس ال
عنهم فيما اكتسبوا براض إنه ل يكن فتنة إل كان أكثر أهلها الطباء والشعراء والسفهاء وأهل
التيه واليلء وليس يسلم منها إل الجهول الفي والعروف التقي فمن كان منكم خفيا فليلزم
395
جهرة خطب العرب
الق وليحبس نفسه عما يتنازع الناس فيه من الدنيا فكفاه وال بعرفة ال إياه بالي شرفا
وكفى له به من الدنيا خلفا ومن كان منكم معروفا شريفا فترك ما يتنافس فيه نظراؤه من
الدنيا إرادة ال بذلك فواها لذا ما أسعده وأرشده وأعظم أجره وأهدى سبيله فهذا غدا يعن
يوم القيامة القرير عينا الكري عند ال مآبا
خطبة مروان بن الهلب فلما بلغ ذلك مروان بن الهلب قام خطيبا كما يقوم فأمر
الناس بالد والحتشاد ث قال لم قد بلغن أن هذا الشيخ الضال الرائي ول يسمه يثبط الناس
وال لو أن جاره نزع من خص داره قصبة لظل يرعف أنفه أينكر علينا وعلى أهل مصرنا أن
نطلب خينا وأن ننكر مظلمتنا أما وال ليكفن عن ذكرنا وعن جعه إلينا سقاط البلة وعلوج
فرات البصرة قوما ليسوا من أنفسنا ول من جرت عليه النعمة من أحد منا أو لني عليه
مبدا خشنا فلما بلغ ذلك السن قال وال ما أكره أن يكرمن ال بوانه فقال ناس من
أصحابه لو أرادك ث شئت لنعناك فقال لم قد خالفتكم إذن إل ما نيتكم عنه آمركم أل يقتل
بعضكم بعضا مع غيي وأدعوكم إل أن يقتل بعضكم بعضا دون فبلغ ذلك مروان بن الهلب
فاشتد عليهم وأخافهم وطلبهم حت تفرقوا ول يدع السن كلمه ذلك وكف عنه مروان
خطب الحنف بن قيس التميمي الحنف ومعاوية كان الحنف بن قيس قد شهد
مع المام علي كرم ال وجهه وقعة صفي فلما استقر المر لعاوية دخل عليه يوما فقال له
معاوية وال يا أحنف ما أذكر يوم صفي إل كانت حزازة ف قلب إل يوم القيامة فقال له
الحنف يا أمي الؤمني ل ترد المور على أعقابا أما وال إن القلوب الت أبغضناك با لبي
جواننا والسيوف الت قاتلناك با على عواتقنا ولئن مددت بشب من غدر لنمدن باعا من ختر
ولئن شئت لتستصفي كدر قلوبنا بصفو حلمك قال معاوية فإن أفعل ث قام وخرج وكانت
أخت معاوية من وراء حجاب تسمع كلمه فقالت يا أمي الؤمني من هذا الذي يتهدد
ويتوعد قال هذا الذي إذا غضب غضب لغضبه مائة ألف من بن تيم ل يدرون فيم غضب
396
جهرة خطب العرب
الحنف ومعاوية أيضا جلس معاوية يوما وعنده وجوه الناس وفيهم الحنف
فدخل رجل من أهل الشأم فقام خطيبا فكان آخر كلمه أن لعن عليا رضي ال عنه فأطرق
الناس وتكلم الحنف فقال يا أمي الؤمني إن هذا القائل ما قال آنفا لو علم أن رضاك ف لعن
الرسلي للعنهم فاتق ال ودع عليا فقد لقي ال وأفرد ف حفرته وخل بعمله وكان وال ما
علمنا البز بشقه الطاهر ف خلقه اليمون النقيبة العظيم الصيبة قال معاوية يا أحنف لقد
أغضيت العي على القذى وقلت بغي ما ترى واي ال لتصعدن النب فلتلعننه طائعا أو كارها
فقال الحنف إن تعفن فهو خي وإن تبن على ذلك فوال ل تري به شفتاي فقال معاوية
قم فاصعد فقال معاوية قم فاصعد قال أما وال لنصفنك ف القول والفعل قال معاوية وما
أنت قائل إن أنصفتن قال أصعد فأحد ال وأثن عليه وأصلي على نبيه ث أقول أيها الناس إن
معاوية أمرن أن ألعن عليا أل وإن عليا ومعاوية اختلفا واقتتل وادعى كل واحد أنه مبغي عليه
وعلى فئته فإذا دعوت فأمنوا رحكم ال ث أقول اللهم العن أنت وملئكتك وأنبياؤك وجيع
خلقك الباغي منهما على صاحبه والفئة الباغية على البغي عليها اللهم العنهم لعنا كبيا أمنوا
رحكم ال يا معاوية ل أزيد على هذا ول أنقص منه حرفا ولو كان فيه هاب نفسي فقال
معاوية إذن نعفيك يا أبا بر
قوله ف مدح الولد ودخل الحنف على معاوية ويزيد بب يديه وهو ينظر إليه
إعجابا به فقال يا أبا بر ما تقول ف الولد فعلم ما أراد فقال يا أمي الؤمني هم عماد ظهورنا
وثر قلوبنا وقرة أعيننا بم نصول على أعدائنا وهم اللف منا لن بعدنا فكن لم أرضا ذليلة
وساء ظليلة إن سألوك فأعطهم وإن استعتبوك فأعتبهم ل تنعهم رفدك فيملوا قربك ويكرهوا
حياتك ويستبطئوا وفاتك فقال ل درك يا أبا بر هم كما وصفت شفاعته لدى مصعب بن
الزبي وأتى مصعب بن الزبي يكلمه ف قوم حبسهم فقال أصلح ال المي إن كانوا حبسوا ف
باطل فالق يرجهم وإن كانوا حبسوا ف حق فالعفو يسعهم فخلهم نصيحته لقومه وقال
397
جهرة خطب العرب
براسان يا بن تيم تابوا تتمع كلمتكم وتباذلوا تعتدل أموركم وابدءوا بهاد بطونكم
وفروجكم يصلح لكم دينكم ول تغلوا يسلم لكم جهادكم
خطبته ف قوم كانوا عنده وحدث رجل من بن تيم قال حضرت ملس الحنف
بن قيس وعنده قوم متمعون ف أمر لم فحمد ال وأثن عليه ث قال إن الكرم ينع الرم ما
أقرب النقمة من أهل البغي ل خي ف لذة تعقب ندما لن يهلك من قصد ولن يفتقر من زهد
رب هزل قد عاد جدا من أمن الزمان خانه ومن تعظم عليه أهانه دعوا الزاح فإنه يؤرث
الضغائن وخي القول ما صدقه الفعل احتملوا لن أدل عليكم واقبلوا عذر من اعتذر إليكم أطع
أخاك وإن عصاك وصله وإن جفاك أنصف من نفسك قبل أن ينتصف منك وإياكم ومشاورة
النساء واعلم أن كفر النعمة لؤم وصحبة الاهل شؤم ومن الكرم الوفاء بالذمم ما أقبح القطيعة
بعد الصلة والفاء بعد اللطف والعداوة بعد الود ل تكونن على الساءة أقوى منك على
الحسان ول إل البخل أسرع منك إل البذل واعلم أن لك من دنياك ما أصلحت به مثواك
فأنفق ف حق ول تكونن خازنا لغيك وإذا كان الغدر ف الناس موجودا فالثقة بكل أحد عجز
اعرف الق لن عرفه لك واعلم أن قطيعة الاهل تعدل صلة العاقل
كلمات حكيمة للحنف قال ف ثلث خصال ما أقولن إل ليعتب معتب ما دخلت
بي اثني قط حت يدخلن بينهما ول أتيت باب أحد من هؤلء يعن اللوك ما ل أدع إليه وما
حللت حبوتى إل ما يقوم الناس إليه وقال أل أدلكم على الحمدة بل مرزئة اللق السجيح
والكف عن القبيح أل أخبكم بأدوإ الداء اللق الدن واللسان البذي وقال ما خان شريف ول
كذب عاقل ول اغتاب مؤمن وقال ما ادخرت الباء للبناء ول أبقت الوتى للحياء أفضل
من اصطناع معروف عند ذوي الحساب والداب وقال كثرة الضحك تذهب اليبة وكثرة
الزاح تذهب الروءة ومن لزم شيئا عرف به وسع رجل يقول ما أبال أمدحت أم ذمت فقال
له لقد استرحت من حيث تعب الكرام وقال جنبوا ملسنا ذكر الطعام والنساء فإن لبغض
الرجل يكون وصافا لفرجه وبطنه وإن الروءة أن يترك الرجل الطعام وهو يشتهيه وكان يقول
398
جهرة خطب العرب
إذا عجب الناس من حلمه إن لجد ما تدون ولكن صبور وكان يقول وجدت اللم أنصر
ل من الرجال وقال الكذوب ل حيلة له والسود ل راحة له والبخيل ل مروءة له واللول ل
وفاء له ول يسود سيئ الخلق ومن الروءة إذا كان الرجل بيل أن يكتم ذلك ويتجمل
وقال أربع من كن فيه كان كامل ومن تعلق بصلة منهن كان من صالي قومه دين يرشده أو
عقل يسدده أو حسب يصونه أو حياء يقناه وقال الؤمن بي أربع مؤمن يسده ومنافق يبغضه
وكافر ياهده
وشيطان يفتنه وأربع ليس أقل منهن اليقي والعدل ودرهم حلل وأخ ف ال وقال
لن أدعى من بعيد أحب إل من أن أقصى من قريب وكان يقول إياك وصدر الجلس وإن
صدرك صاحبه فإنه ملس قلعة وقال من ل يصب على كلمة سع كلمات وقال رب غيظ
ترعته مافة ما هو أشد منه وقال من كثر كلمه كثر سقطه ومن طال صمته كثرت سلمته
وقال ثلث ل أناة فيهن عندي قيل وما هن يا أبا بر قال البادرة بالعمل الصال وإخراج ميتك
وأن تنكح الكفء أيك وكان يقول لفعى تكك ف ناحية بيت أحب إل من أي رددت عنها
كفئا صفية بنت هشام النقرية تؤبن الحنف وروي أنه لا حلت جنازة الحنف ودل ف قبه
أقبلت ابنة عمه صفية بنت هشام النقرية على نيب لا متصرة فوقفت على قبه فقالت ل
درك من من ف جنن ومدرج ف كفن إنا ل وإنا إليه راجعون
نسأل ال الذي فجعنا بوتك وابتلنا بفقدك أن يوسع لك ف قبك وأن يغفر لك
يوم حشرك وأن يعل سبيل الي سبيلك ودليل الرشاد دليلك ث أقبلت بوجهها على الناس
فقالت معشر الناس إن أولياء ال ف بلده شهود على عباده وإنا قائلون حقا ومثنون صدقا
وهو أهل لسن الثناء وطيب الدعاء أما والذي كنت من أجله ف عدة ومن الضمار إل غاية
ومن الياة إل ناية الذي رفع عملك عند انقضاء أجلك لقد عشت حيدا مودودا ولقد مت
فقيدا سعيدا وإن كنت لعظيم السلم فاضل اللم صحيح الدي منيع الري واري الزناد رفيع
399
جهرة خطب العرب
العماد وإن كنت ف الحافل لشريفا وعلى الرامل لعطوفا وف العشية مسودا وإل اللفاء
موفدا ولقد كانوا لقولك مستمعي ولرأيك متبعي ث انصرفت
خطب الوفود وما ألقي بضرة اللفاء والمراء والرؤساء الوافدون على معاوية
وفود الحنف بن قيس والنمر بن قطبة على معاوية دخل الحنف بن قيس على معاوية وافدا
لهل البصرة ودخل معه النمر بن قطبة وعلى النمر عباءة قطوانية وعلى الحنف مدرعة صوف
وشلة فلما مثل بي يدي معاوية اقتحمتهما عينه فقال النمر يا أمي الؤمني إن العباءة ل
تكلمك وإنا يكلمك من فيها فأومأ إليه فجلس ث أقبل على الحنف فقال ث مه فقال يا أمي
الؤمني أهل البصرة عدد يسي وعظم كسي مع تتابع من الحول واتصال من الذحول فالكثر
فيها قد أطرق والقل قد أملق وبلغ منه الخنق فإن رأى أمي الؤمني أن ينعش الفقي ويب
الكسي ويسهل العسي ويصفح عن الذحول ويداوي الحول ويأمر بالعطاء ليكشف البلء
ويزيل اللواء وإن السيد من يعم ول يص ومن يدعو الفلى ول يدعو النقري إن أحسن إليه
شكر
وإن أسيء إليه غفر ث يكون من وراء ذلك لرعيته عمادا يدفع عنهم اللمات
ويكشف عنهم العضلت فقال له معاوية ها هنا يا أبا بر ث تل ولتعرفنهم ف لن القول وفد
أهل العراق على معاوية وفيهم الحنف ولا قدم وفد أهل العراق على معاوية وفيهم الحنف
خرج الذن فقال إن أمي الؤمني يعزم عليكم أل يتكلم أحد إل لنفسه فلما وصلوا إليه قال
الحنف لول عزمة أمي الؤمني لخبته أن دافة دفت ونازلة نزلت ونائبة نابت ونابتة نبتت
وكلهم بم حاجة إل معروف أمي الؤمني وبره فقال حسبك يا أبا بر فقد كفيت الغائب
والشاهد وفد أهل العراق على معاوية ومعهم زياد وفيهم الحنف وفد أهل العراق على معاوية
ومعهم زياد بن أبيه وفيهم الحنف بن قيس فقال زياد خطبة زياد يا أمي الؤمني أشخصت
إليك أقواما الرغبة وأقعد عنك آخرين العذر فقد جعل ال تعال ف سعة فضلك ما يب به
التخلف ويكافأ به الشاخص
400
جهرة خطب العرب
خطبة معاوية فقال معاوية مرحبا بكم يا معشر العرب أما وال لئن فرقت بينكم
الدعوة لقد جعتكم الرحم إن ال اختاركم من الناس ليختارنا منكم ث حفظ عليكم نسبكم
بأن تي لكم بلدا يتاز عليها النازل حت صفاكم من المم كما تصفى الفضة البيضاء من
خبثها فصونوا أخلقكم ول تدنسوا أنسابكم وأعراضكم فإن السن منكم أحسن لقربكم منه
والقبيح منكم أقبح لبعدكم عنه خطبة الحنف بن قيس فقال الحنف وال يا أمي الؤمني ما
نعدم منكم قائل جزيل ورأيا أصيل ووعدا جيل وإن أخاك زيادا لتبع آثارك فينا فنستمتع ال
بالمي والأمور فإنكم كما قال زهي فإنه ألقي على الداحي فصول القول وما يك من خي
أتوه فإنا توارثه آباء آبائهم قبل وهل ينبت الطى إل وشيجه وتغرس إل ف منابتها النخل وفد
العراق على معاوية وفيهم دغفل النسابة قدم وفد العراق على معاوية وفيهم دغفل فقال له
معاوية يا دغفل أخبن عن ابن نزار ربيعة ومضر أيهما كان أعز جاهلية وعالية فقال يا أمي
الؤمني مضر بن نزار كان أعز جاهلية وعالية قال معاوية وأي مضر كان أعز قال
بنو النضر بن كنانة كانوا أكثر العرب أمادا وأرفعهم عمادا وأعظمهم رمادا قال
فأي بن كنانة كان بعدهم أعز قال بنو مالك بن كنانة كانوا يعلمون من ساماهم ويكفون من
ناواهم ويصدقون من عاداهم قال فمن بعدهم قال بنو الرث بن عبد مناة بن كنانة كانوا أعز
بنيه وأمنعهم وأجودهم وأنفعهم قال ث من بعدهم قال بنو بكر بن عبد مناة وكان بأسهم
مرهوبا وعدوهم منكوبا وثأرهم مطلوبا قال فأخبن عن مالك بن عبد مناة بن كنانة وعن
مرة وعامر ابن عبد مناة قال كانو أشرافا كراما وليس للقوم أكفاء ول نظراء قال فأخبن عن
بن أسد قال كانوا يطعمون السديف ويكرمون الضيوف ويضربون ف الزحوف قال فأخبن
عن هذيل قال كانوا قليل أكياس أهل منعة وبأس ينتصفون من الناس قال فأخبن عن بن ضبة
قال كانوا جرة من جرات العرب الربع ل يصطلي بنارهم ول يفاتون بثارهم قال فأخبن
عن مزينة قال كانوا ف الاهلية أهل منعة وف السلم أهل دعة قال فأخبن عن تيم قال
كانوا أعز العرب قديا وأكثرها عظيما وأمنعها حريا قال فأخبن عن قيس قال كانوا ل
401
جهرة خطب العرب
يفرحون إذا أديلوا ول يزعون إذا ابتلوا ول يبخلون إذا سئلوا قال فأخبن عن أشرافهم ف
الاهلية قال غطفان بن سعد وعامر بن صعصعة وسليم بن منصور فأما غطفان فكانوا كراما
سادة وللخمبس
قادة وعن البيض ذادة وأما بنو عامر فكثي سادتم مشية سطوتم ظاهرة ندتم
وأما بنو سليم فكانوا يدركون الثار وينعون الار ويعظمون النار قال فأخبن عن قومك بكر
بن وائل واصدقن قال كانوا أهل عز قاهر وشرف ظاهر ومد فاخر قال فأخبن عن إخوتم
تغلب قال كانوا أسودا ترهب وساما ل تقرب وأبطال ل تكذب قال فأخبن كم أديلوا
عليكم ف قتلكم كليبا قال أربعي سنة ل ننتصف منهم ف موطن نلقاهم فيه حت كان يوم
التحاليق يوم الرث بن عباد بعد قتلة ابنه بي وكان أرسله ف الصلح بي القوم فقتله مهلهل
وقال بؤ بشسع نعل كليب فقال الغلم إن رضيت بذا بنو بكر رضيت فبلغ الرث فقال نعم
القتيل قتيل إن أصلح ال به بي بكر وتغلب وباء بكليب فقيل له إنا قال مهلهل ما قال الكلمة
فتشمر الرث للحرب وأمرنا بلق رءوسنا أجعي وهو يوم التحاليق وله خب طويل وقال قربا
مربط النعامة من لقحت حرب وائل عن حيال ل أكن من جناتا علم ال وإن برها اليوم
صال قربا مربط النعامة من إن بيع الكرام بالشسع غال فأدلنا عليهم يومئذ فلم نزل منهم
متنعي إل يومنا هذا قال فمن ذهب يذكر ذلك اليوم قال الرث بن عباد أسر مهلهل ف ذلك
اليوم وقال له دلن على مهلهل بن ربيعة قال مال إن دللتك عليه قال أطلقك قال على الوفاء
قال نعم قال له أنا مهلهل قال ويك دلن على كفء كري قال امرؤ القيس
وأشار بيده إليه عن قرب فأطلقه الرث وانطلق إل امرئ القيس فقتله وبكر كلها
صبت وأبلت فحسن بلؤها إل ما كان من ابن ليم حذيفة وعجل ويشكر ابن بكر فإن
سعد بن مالك بن ضبيعة جد طرفة بن العبد هجاهم ف ذلك اليوم فقال إن ليما عجزت
كلها أن يرفدون فارسا واحدا ويشكر العام على خترهاة ل يسمع الناس لم حامدا وقال فيهم
أيضا يا بؤس للحرب الت وضعت أراهط فاستراحوا إنا وإخوتنا غدا كثمود حجر يوم طاحوا
402
جهرة خطب العرب
بالشرفية ل نفر ول نباح ولن تباحوا من صد عن نيانا فأنا ابن قيس ل براح فقال معاوية
أنت وال يا دغفل أعلم الناس قاطبة بأخبار العرب
دغفل وجاعة من النصار ووقف جاعة من النصار على دغفل بعد ما كف
فسلموا عليه فقال من القوم قالوا سادة اليمن فقال أمن أهل مدها القدي وشرفها العميم كندة
قالوا ل قال فأنتم الطوال قصبا المحصون نسبا بنو عبد الدان قالوا ل قال فأنتم أقودها
للزحوف وأخرقها للصفوف وأضربا بالسيوف رهط عمرو بن معد يكرب قالوا ل قال فأنتم
أحضرها قراء وأطيبها فناء وأشدها لقاء رهط حات بن عبد ال قالوا ل قال فأنتم الغارسون
للنخل والطعمون ف الحل والقائلون بالعدل النصار قالوا نعم وفد أهل العراق على معاوية
وفيهم صعصعة بن صوحان قال عبد اللك بن مروان يوما للسائه خبون عن حي من أحياء
العرب فيهم أشد الناس وأسخى الناس وأخطب الناس وأطوع الناس ف قومه وأحلم الناس
وأحضرهم جوابا قالوا يا أمي الؤمني ما نعرف هذه القبيلة ولكن ينبغي لا أن تكون ف قريش
قال ل قالوا ففي حي وملوكها قال ل قالوا ففي مضر قال ل قال مصقلة ابن رقية العبدى فهي
إذن ف ربيعة ونن هم قال نعم قال جلساؤه ما نعرف هذا ف عبد القيس إل أن تبنا به يا
أمي الؤمني قال نعم أما أشد الناس فحكيم بن جبل كان مع علي بن أب طالب رضي ال عنه
فقطعت ساقه فضمها إليه حت مر به الذي قطعها فرماه با فجدله عن دابته ث جثا
إليه فقتله واتكأ عليه فمر به الناس فقالوا له يا حكيم من قطع ساقك قال وسادي هذا وأنشأ
يقول يا ساق ل تراعي إن معي ذراعي أحي با كراعي وأما أسخى الناس فعبد ال بن سوار
استعمله معاوية على السند فسار إليها ف أربعة آلف من الند وكانت توقد معه نار حيثما
سار فيطعم الناس فبينما هو ذات يوم إذ أبصر نارا فقال ما هذه قالوا أصلح ال المي اعتل
بعض أصحابنا فاشتهي خبيصا فعملنا له فأمر خبازه أل يطعم الناس إل البيص حت صاحوا
وقالوا أصلح ال المي ردنا إل البز واللحم فسمي مطعم البيص وأما أطوع الناس ف قومه
فالارود بن بشر بن العلء فإنه لا قبض رسول ال وارتدت العرب خطب قومه فقال أيها
403
جهرة خطب العرب
الناس إن كان ممد قد مات فإن ال حي ل يوت فاستمسكوا بدينكم فمن ذهب له ف هذه
الردة دينار أو درهم أو بعي أو شاة فله على مثله فما خالفه منهم رجل وأما أحضر الناس
جوابا فصعصعة بن صوحان دخل على معاوية ف وفد أهل العراق فقال معاوية مرحبا بكم
يأهل العراق قدمتم أرض ال القدسة منها النشر وإليها الحشر قدمتم على خي أمي يب
كبيكم ويرحم صغيكم ولو أن الناس كلهم ولد أب سفيان لكانوا حلماء عقلء فأشار الناس
إل صعصعة فقام فحمد ال وأثن عليه وصلى على النب ث قال
أما قولك يا معاوية إنا قدمنا الرض القدسة فلعمري ما الرض تقدس الناس ول
يقدس الناس إل أعمالم وأما قولك منها النشر وإليها الحشر فلعمري ما ينفع قربا ول يضر
بعدها مؤمنا وأما قولك لو أن الناس كلهم ولد أب سفيان لكانوا حلماء عقلء فقد ولدهم
خي من أب سفيان آدم صلوات ال عليه فمنهم الليم والسفيه والاهل والعال وأما أحلم
الناس فإن ولد عبد القيس قدموا على النب بصدقاتم وفيهم الشج ففرقها رسول ال وهو أول
عطاء فرقه ف أصحابه ث قال يا أشج ادن من فدنا منه فقال إن فيك خلتي يبهما ال الناة
واللم وكفى برسول ال شاهدا ويقال إن الشج ل يغضب قط وفود العرب ومعاوية عن
عمرو بن عتبة بن أب سفيان قال عقمت النساء أن يلدن مثل عمي شهدته يوما وقد قدمت
عليه وفود العرب فقضي حوائجهم وأحسن جوائزهم فلما دخلوا عليه ليشكروه سبقهم إل
الشكر فقال لم جزاكم ال يا معشر العرب عن قريش أفضل الزاء بتقدمكم إياهم ف الرب
وتقديكم لم ف السلم وحقنكم دماءهم بسفكها منكم أما وال ل يؤثر عليكم غيكم منهم
حازم كري ول يرغب عنكم منهم إل عاجز لئيم شجرة قامت على ساق فتفرع أعلها
واجتمع أصلها عضد ال من عضدها فيالا كلمة لو اجتمعت وأيد لو ائتلفت ولكن كيف
بإصلح ما يريد ال إفساده
وفود عبد العزيز بن زرارة على معاوية وفد عبد العزيز بن زرارة على معاوية وهو
سيد أهل الكوفة فلما أذن له وقف بي يديه وقال يا أمي الؤمني ل أزل أهز ذوائب الرحال
404
جهرة خطب العرب
إليك إذ ل أجد معول إل عليك أمتطي الليل بعد النهار وأسم الجاهل بالثار يقودن إليك
أمل وتسوقن بلوى والجتهد يعذر وإذ بلغتك فقطن فقال معاوية احطط عن راحلتك رحلها
وروي الاحظ هذا القول بصورة أخري فقال ولا وصل عبد العزيز بن زرارة إل معاوية قال
يا أمي الؤمني ل أزل أستدل بالعروف عليك وأمتطي النهار إليك فإذا ألوي ب الليل فقبض
البصر وعفي الثر أقام بدن وسافر أملي والنفس تلوم والجتهاد يعذر وإذ بلغتك فقطن
وخرج عبد العزيز بن زرارة مع يزيد بن معاوية إل الصائفة فهلك هناك فكتب يزيد إل أبيه
معاوية بذلك فقال معاوية لزرارة أتان اليوم نعي سيد شباب العرب قال زرارة يا أمي الؤمني
هو ابن أو ابنك قال بل ابنك قال للموت ما تلد الوالدة
وفود زيد بن منية على معاوية قدم زيد بن منية على معاوية من البصرة وهو أخو
يعلى بن منية صاحب جل عائشة ومتول تلك الروب ورأس أهل البصرة وكان عتبة بن أب
سفيان قد تزوج ابنة يعلي بن منية فلما دخل على معاوية شكا إليه دينا لزمه فقال يا كعب
أعطه ثلثي ألفا فلما ول قال وليوم المل ثلثي ألفا أخري ث قال له الق بصهرك يعن عتبة
وكان يومئذ عامل مصر فقدم عليه مصر فقال إن سرت إليك شهرين أخوض فيهما التالف
ألبس أردية الليل مرة وأخوض ف لج السراب أخرى موقرا من حسن الظن بك وهاربا من
دهر فطم ودين لزم بعد غن جدعنا به أنوف الاسدين فلم أجد إل إليك مهربا وعليك معول
فقال عتبة مرحبا بك وأهل إن الدهر أعاركم غن وخلطكم بنا ث استرد ما أمكنه أخذه وقد
أبقي لكم منا مال ضيقة معه وأنا واضع يدي ويدك بيد ال فأعطاه ستي ألفا كما أعطاه
معاوية
وفود ضرار بن حزة الصدائي على معاوية دخل ضرار بن حزة الصدائي وكان من
خواص على كرم ال وجهه على معاوية وافدا فقال له يا ضرار صف ل عليا قال أعفن يا أمي
الؤمني قال لتصفنه قال أما إذ ل بد من وصفه فكان وال بعيد الدى شديد القوى يقول فصل
ويكم عدل يتفجر العلم من جوانبه وتنطق الكمة من نواحيه يستوحش من الدنيا وزهرتا
405
جهرة خطب العرب
ويستأنس بالليل ووحشته وكان وال غزير العبة طويل الفكرة يقلب كفه وياطب نفسه
يعجبه من اللباس ما قصر ومن الطعام ما خشن كان فينا كأحدنا ييبنا إذا سألناه وينبئنا إذا
استنبأناه ونن مع تقريبه إيانا وقربه منا ل نكاد نكلمه ليبته ول نبتدئه لعظمته يعظم أهل الدين
ويب الساكي ل يطمع القوي ف باطله ول ييئس الضعيف من عدله وأشهد لقد رأيته ف
بعض مواقفه وقد أرضى الليل سدوله وغارت نومه وقد مثل ف مرابه قابضا على ليته
يتململ تلمل السليم ويبكي بكاء الزين ويقول يا دنيا غرى غيي أل تعرضت أم إل
تشوقت هيهات هيهات قد باينتك ثلثا ل رجعة فيها فعمرك قصي وخطرك حقي آه من قلة
الزاد وبعد السفر ووحشة الطريق فبكي معاوية وقال رحم ال أبا السن فلقد كان كذلك
فكيف حزنك عليه يا ضرار قال حزن من ذبح واحدها ف حجرها
الوافدات على معاوية وفود سودة بنت عمارة على معاوية وفدت سودة بنت
عمارة بن الشتر المدانية على معاوية بن أب سفيان فاستأذنت عليه فأذن لا فلما دخلت عليه
سلمت فقال لا كيف أنت يا بنة الشتر قالت بي يا أمي الؤمني قال لا أنت القائلة لخيك
يوم صفي شر كفعل أبيك يا بن عمارة يوم الطعان وملتقى القران وانصر عليا والسي
ورهطه واقصد لند وابنها يهوان إن المام أخو النب ممد علم الدي ومنارة اليان فقد
اليوش وسر أمام لوائه قدما بأبيض صارم وسنان قالت أي وال ما مثلي من رغب عن الق
أو اعتذر بالكذب قال لا فما حلك على ذلك قالت حب علي عليه السلم واتباع الق قال
فوال ما أري عليك من أثر علي شيئا قالت أنشدك ال يا أمي الؤمني وإعادة ما مضي
وتذكار ما قد نسي قال هيهات ما مثل مقام أخيك ينسى وما لقيت من أحد ما لقيت من
قومك وأخيك قالت صدقت وال يا أمي الؤمني ما كان أخي خفي القام ذليل الكان ولكن
كما قالت النساء وإن صخرا لتأت الداة به كأنه علم ف رأسه نار
قال صدقت لقد كان كذلك فقالت مات الرأس وبتر الذنب وبال أسأل أمي
الؤمني إعفائي ما استعفيت منه قال قد فعلت فقول حاجتك قالت يا أمي الؤمني إنك
406
جهرة خطب العرب
أصبحت للناس سيدا ولمورهم متقلدا وال سائلك عن أمرنا وما افترض عليك من حقنا ول
تزال تقدم علينا من ينهض بعزك ويبسط سلطانك فيحصدنا حصاد السنبل ويدوسنا دياس
البقر ويسومنا السيسة ويسلبنا الليلة هذا ابن أرطاة قدم بلدي وقتل رجال وأخذ مال ولول
الطاعة لكان فينا عز ومنعة فإما عزلته عنا فشكرناك وإما ل فعرفناك فقال معاوية إياي تددين
بقومك وال لقد همت أن أحلك على قتب أشرس فأردك إليه ينفذ فيك حكمه فأطرقت
تبكي ث أنشأت تقول صلي الله على روح تضمنه قب فأصبح فيه العدل مدفونا قد حالف
الق ل يبغي به ثنا فصار بالق واليان مقرونا قال ومن ذلك قالت علي بن أب طالب رحه
ال تعال قال وما صنع بك حت صار عندك كذلك قالت أتيته يوما ف رجل وله صدقاتنا
فكان بيننا وبينه ما بي الغث والسمي فوجدته قائما يصلي فانفتل من الصلة ث قال برأفة
وتعطف ألك حاجة فأخبته خب الرجل فبكى ث رفع يديه إل السماء فقال اللهم
إنك أنت الشاهد علي وعليهم إن ل آمرهم بظلم خلقك ول ترك حقك ث أخرج من جيبه
قطعة من جراب فكتب فيها بسم ال الرحن الرحيم قد جاءتكم بينة من ربكم فأوفوا الكيل
واليزان بالقسط ول تبخسوا الناس أشياءهم ول تعثوا ف الرض مفسدين بقية ال خي لكم إن
كنتم مؤمني وما أنا عليكم بفيظ إذا أتاك كتاب هذا فاحتفظ با ف يدك من عملنا حت يأت
من يقبضه منك والسلم فأخذته منه وال ما خزمه بزام ول ختمه بتام فقرأته فقال معاوية
اكتبوا لا بالنصاف لا والعدل عليها فقالت أل خاصة أم لقومي عامة قال وما أنت وغيك
قالت هي وال إذن الفحشاء واللؤم إن ل يكن عدل شامل وإل يسعن ما يسع قومي قال
هيهات لظكم ابن أب طالب الرأة على السلطان فبطيئا ما تفطمون وغركم قوله فلو كنت
بوابا على باب جنة لقلت لمدان ادخلوا بسلم وقوله ناديت هدان والبواب مغلقة ومثل
هدان سن فتحه الباب كالندوان ل تفلل مضاربه وجه جيل وقلب غي وجاب اكتبوا لا
ولقومها
407
جهرة خطب العرب
وفود أم سنان بنت خيثمة على معاوية حبس مروان بن الكم وهو وال الدينة ف
خلفة معاوية غلما من بن ليث ف جناية جناها فأتته جدة الغلم وهي أم سنان بنت خيثمة
الذحجية فكلمته ف الغلم فأغلظ لا مروان فخرجت إل معاوية فدخلت عليه فانتسبت
فعرفها فقال لا مرحبا بك يا بنة خيثمة ما أقدمك أرضنا وقد عهدتك تشتميننا وتضي علينا
عدونا قالت إن لبن عبد مناف أخلقا طاهرة وأعلما ظاهرة وأحلما وافرة ل يهلون بعد
علم ول يسفهون بعد حلم ول ينتقمون بعد عفو وإن أول الناس باتباع ما سن آباؤه لنت
قال صدقت نن كذلك فكيف قولك عزب الرقاد فمقلت ل ترقد والليل يصدر بالموم ويورد
يا آل مذحج ل مقام فشمروا إن العدو لل أحد يقصد هذا علي كاللل تفه وسط السماء
من الكواكب أسعد خي اللئق وابن عم ممد إن يهدكم بالنور منه تتدوا ما زال مذ شهد
الروب مظفرا والنصر فوق لوائه ما يفقد قالت قد كان ذلك يا أمي الؤمني وأرجو أن تكون
لنا خلفا بعده فقال رجل من جلسائه كيف يا أمي الؤمني وهي القائلة إما هلكت أبا السي
فلم تزل بالق تعرف هاديا مهديا فاذهب عليك صلة ربك ما دعت فوق الغصون حامة
قمريا
قد كنت بعد ممد خلفا كما أوصي إليك بنا فكنت وفيا واليوم ل خلف يؤمل
بعده هيهات نأمل بعده إنسيا قالت يا أمي الؤمني لسان نطق وقول صدق ولئن تقق فيك ما
ظنناه لظك الوفر وال ما أورثك الشنآن ف قلوب السلمي إل هؤلء فأدحض مقالتهم
وأبعد منلتهم فإنك إن فعلت ذلك تزدد من ال قربا ومن الؤمني حبا قال وإنك لتقولي ذلك
قالت يا سبحان ال وال ما مثلك من مدح بباطل ول اعتذر إليه بكذب وإنك لتعلم ذلك من
رأينا وضمي قلوبنا كان وال علي أحب إلينا منك وأنت أحب إلينا من غيك قال من قالت
من مروان ابن الكم وسعيد بن العاص قال وب استحققت ذلك عندك قالت بسعة حلمك
وكري عفوك قال وإنما يطمعان ف ذلك قالت ها وال لك من الرأي علي مثل ما كنت عليه
لعثمان بن عفان رحه ال تعال قال وال لقد قاربت فما حاجتك قالت يا أمي الؤمني إن
408
جهرة خطب العرب
مروان تبنك بالدينة تبنك من ل يريد منهما الباح ل يكم بعدل ول يقضي بسنة يتتبع عثرات
السلمي ويكشف عورات الؤمني حبس ابن إبن فأتيته فقال كيت وكيت فألقمته أخشن من
الجر وألعقته أمر من الصب ث رجعت إل نفسي باللئمة وقلت ل ل أصرف ذلك إل من هو
أول بالعفو منه فأتيتك يا أمي الؤمني لتكون ف أمري ناظرا وعليه معديا قال صدقت ل
أسألك عن ذنبه ول عن القيام بجته اكتبوا لا بإطلقه قالت يا أمي الؤمني وأن ل بالرجعة
وقد نفذ زادي وكلت راحلت فأمر لا براحلة موطأة وخسة آلف درهم وفود بكارة الللية
علي معاوية استأذنت بكارة الللية علي معاوية بن أب سفيان فأذن لا وهو يومئذ بالدينة
فدخلت عليه وكانت امرأة قد أسنت وعشي بصرها وضعفت قوتا ترعش بي خادمي لا
فسلمت وجلست فرد عليها معاوية السلم وقال كيف أنت يا خالة فقالت بي يا أمي الؤمني
قال غيك الدهر قالت كذلك هو ذو غي من عاش كب ومن مات قب قال عمرو بن العاص
هي وال القائلة يا زيد دونك فاحتقر من دارنا سيفا حساما ف التراب دفينا قد كنت أذخره
ليوم كريهة فاليوم أبرزه الزمان مصونا قال مروان وهي وال القائلة يا أمي الؤمني أتري ابن
هند للخلفة مالكا هيهات ذاك وإن أراد بعيد منتك نفسك باللء ضللة أغراك عمرو للشقا
وسعيد قال سعيد بن العاص هي وال القائلة قد كنت أطمع أن أموت ول أري فوق النابر من
أمية خاطبا فال أخر مدتى فتطاولت حت رأيت من الزمان عجائبا ف كل يوم للزمان خطيبهم
بي الميع لل أحد عائبا ث سكت القوم فقالت بكارة نبحتن كلبك يا أمي الؤمني
واعتورتن فقصر مجن وكثر عجب وعشي بصري وأنا وال قائلة ما قالوا ل أدفع ذلك
بتكذيب وما خفي عليك من أكثر فامض لشأنك فل خي ف العيش بعد
وفود بكارة الللية على معاوية استأذنت بكارة الللية على معاوية بن أب سفيان
فأذن لا وهو يومئذ بالدينة فدخلت عليه وكانت امرأة قد أسنت وعشي بصرها وضعفت
قوتا ترعش بي خادمي لا فسلمت وجلست فرد عليها معاوية السلم وقال كيف أنت يا
خالة فقالت بي يا أمي الؤمني قال غيك الدهر قالت كذلك هو ذو غي من عاش كب ومن
409
جهرة خطب العرب
مات قب قال عمرو بن العاص هي وال القائلة يا أمي الؤمني يا زيد دونك فاحتقر من دارنا
سيفا حساما ف التراب دفينا قد كنت أذخره ليوم كريهة فاليوم أبرزه الزمان مصونا قال مروان
وهي وال القائلة يا أمي الؤمني أترى ابن هند للخلفة مالكا هيهات ذاك وإن أراد بعيد منتك
نفسك ف اللء باللء ضللة أغراك عمرو للشقا وسعيد قال سعيد بن العاص هي وال
القائلة قد كنت أطمع أن أموت ول أري فوق النابر من أمية خاطبا فال أخر مدتى فتطاولت
حت رأيت من الزمان عجائبا ف كل يوم للزمان خطيبهم بي الميع لل أحد عائبا ث سكت
القوم فقالت بكارة نبحتن كلبك يا أمي الؤمني واعتورتن فقصر مجن وكثر عجب وعشى
بصري وأنا وال قائلة ما قالوا ل أدفع ذلك بتكذيب وما خفي عليك من أكثر فامض لشأنك
فل خي ف العيش بعد
أمي الؤمني فضحك معاوية وقال ليس ينعنا ذلك من برك اذكري حاجتك قالت
أما الن فل وقيل إنه قد قضي حوائجها وردها إل بلدها وفود أروى بنت الارث بن عبد
الطلب على معاوية دخلت أروى بنت الارث بن عبد الطلب على معاوية وهي عجوز كبي
فلما رآها معاوية قال مرحبا بك وأهل يا عمة فكيف كنت بعدنا فقالت يا بن أخي لقد
كفرت يد النعمة وأسأت لبن عمك الصحبة وتسميت بغي اسك وأخذت غي حقك من غي
بلء كان منك ول من آبائك ول سابقة ف السلم ولقد كفرت با جاء به ممد فأتعس ال
منكم الدود وأضرع منكم الدود ورد الق إل أهله ولو كره الشركون وكانت كلمتنا هي
العليا ونبينا هو النصور فوليتم علينا من بعده وتتجون بقرابتكم من رسول ال أقرب إليه
منكم وأول بذا المر فكنا فيكم بنلة بن إسرائيل ف آل فرعون وكان علي بن أب طالب
رحه ال بعد نبينا بنلة هرون من موسى فغايتنا النة وغايتكم النار فقال لا عمرو بن العاص
كفي أيتها العجوز الضالة وأقصري من قولك وغضي
من طرفك قالت ومن أنت ل أم لك قال عمرو بن العاص قالت يا بن اللخناء
النابغة تتكلم وأمك كانت أشهر امرأة تغن بكة وآخذهن لجرة اربع على ظلعك واعن بشأن
410
جهرة خطب العرب
نفسك فوال ما أنت من قريش ف اللباب من حسبها ول كري منصبها ولقد ادعاك خسة نفر
من قريش كلهم يزعم أنه أبوك فسئلت أمك عنهم فقالت كلهم أتان فانظروا أشبههم به
فألقوه به فغلب عليك شبه العاص ابن وائل فلحقت به ولقد رأيت أمك أيام من بكة مع
كل عبد عاهر فأت بم فإنك بم أشبه فقال مروان كفى أيتها العجوز وأقصري لا جئت له
ساخ بصرك مع ذهاب عقلك فل توز شهادتك فقالت وأنت أيضا يا بن الزرقاء تتكلم فوال
لنت إل سفيان بن الارث بن كلدة أشبه منك بالكم وإنك لشبهه ف زرقة عينيك وحرة
شعرك مع قصر قامته وظاهر دمامته ولقد رأيت الكم ماد القامة ظاهر المة سبط الشعر وما
بينكما قرابة إل كقرابة الفرس الضامر من التان القرب فاسأل أمك تبك بشأن أبيك إن
صدقت ث التفتت إل معاوية فقالت وال ما جرأ على هؤلء غيك وإن أمك للقائلة يوم أحد
ف قتل حزة رحة ال عليه نن جزيناكم بيوم بدر والرب بعد الرب ذات سعر ما كان عن
عتبة ل من صب أب وعمي وأخي وصهري
شفيت وحشي غليل صدري شفيت نفسي وقضيت نذري فشكر وحشي علي
دهري حت ترم أعظمي ف قبي فأجبتها يا بنت جبار عظيم الكفر خزيت ف بدر وغي بدر
صبحك ال قبيل الفجر بالاشيي الطوال الزهر بكل قطاع حسام يفري حزة ليثي وعلي
صقري فقال معاوية لروان وعمرو ويلكما أنتماء ضتمان لا وأسعتمان ما أكره ث قال لا يا
عمة اقصدي قصد حاجتك ودعي عنك أساطي النساء قالت تأمر ل بألفي دينار وألفي دينار
وألفي دينار قال ما تصنعي يا عمة بألفي دينار قالت أشتري با عينا خرخارة ف أرض خوارة
تكون لولد الارث بن عبد الطلب قال نعم الوضع وضعتها فما تصنعي بألفي دينار قالت
أزوج با فتيان عبد الطلب من أكفائهم قال نعم الوضع وضعتها فما تصنعي بألفي دينار
قالت أستعي با على عسر الدينة وزيارة بيت ال الرام قال نعم الوضع وضعتها هي لك نعم
وكرامة ث قال أما وال لو كان علي ما أمر لك با قالت صدقت إن عليا أدى المانة وعمل
بأمر ال وأخذ به وأنت ضيعت أمانتك وخنت ال ف ماله فأعطيت مال ال من ل يستحقه
411
جهرة خطب العرب
وقد فرض ال ف كتابه القوق لهلها وبينها فلم تأخذ با ودعانا أي علي إل أخذ حقنا الذي
فرض
ال لنا فشغل بربك عن وضع المور مواضعها وما سألتك من مالك شيئا فتمن به
إنا سألتك من حقنا ول نرى أخذ شيء غي حقنا أتذكر عليا فض ال فاك وأجهد بلءك ث
عل بكاؤها وجعلت تندب عليا فأمر لا بستة آلف دينار وقال لا يا عمة أنفقي هذه فيما
تبي فإذا احتجت فاكتب إل ابن أخيك يسن صفدك ومعونتك إن شاء ال أم الباء بنت
صفوان ومعاوية استأذنت أم الباء بنت صفوان على معاوية فأذن لا فدخلت عليه وعليها ثلثة
دروع برود تسحبها ذراعا قد لثت على رأسها كورا كالنسف فسلمت وجلست فقال لا
معاوية كيف أنت يا بنة صفوان قالت بي يا أمي الؤمني قال كيف حالك قالت ضعفت بعد
جلد وكسلت بعد نشاط قال شتان بينك اليوم وحي تقولي يا زيد دونك صارما ذا رونق
عضب الهزة ليس بالوار أسرج جوادك مسرعا ومشمرا للحرب غي معرد لفرار أجب المام
وذب تت لوائه والق العدو بصارم بتار يا ليتن أصبحت لست قعيدة فأذب عنه عساكر
الفجار قالت قد كان ذلك ومثلك من عفا وال تعال يقول عفا ال عما سلف ومن عاد
فينتقم ال منه قال هيهات أما وال لو عاد لعدت ولكنه
اخترم منك قالت أجل وال إن لعلى بينة من رب وهدى من أمري قال كيف كان
قولك حي قتل قالت أنسيته قال بعض جلسائه هو وال حي تقول يا للرجال لعظم هول
مصيبة فدحت فليس مصابا بالائل الشمس كاسفة لفقد إمامنا خي اللئق والمام العادل يا
خي من ركب الطى ومن مشى فوق التراب لحتف أو ناعل حاشا النب لقد هددت قواءنا
فالق أصبح خاضعا للباطل فقال معاوية قاتلك ال فما تركت مقال لقائل اذكري حاجتك
قالت أما الن فل وقامت فعثرت فقالت تعس شانئ علي فقال زعمت أن ل قالت هو كما
علمت فلما كان من الغد بعث إليها بائزة وقال إذا ضيعت اللم فمن يفظه دارمية الجونية
ومعاوية وحج معاوية سنيه من سنينه فسأل عن امرأة من بن كنانة كانت تنل بالجون يقال
412
جهرة خطب العرب
لا دارمية الجونية وكانت سوداء كثية اللحم فأخب بسلمتها فبعث إليها فجيء با فقال ما
حالك يا بنة حام فقالت لست لام إن عبتن إنا أنا امرأة من بن كنانة ثت من بن أبيك قال
صدقت أتدرين ل بعثت إليك قالت ل يعلم الغيب إل ال قال بعثت إليك لسألك علم
أحببت عليا وأبغضتن وواليته وعاديتن قالت أوتعفين يا أمي الؤمني قال ل أعفيك
قالت أما إذا أبيت فإن أحببت عليا على عدله ف الرعية وقسمه بالسوية وأبغضتك
على قتال من هو أول منك بالمر وطلبتك ما ليس لك بق وواليت عليا على ما عقد له
رسول ال من الولء وعلى حبه الساكي وإعظامه لهل الدين وعاديتك على سفكك الدماء
وشقك العصا وجورك ف القضاء وحكمك بالوى قال فلذلك انتفخ بطنك وعظم ثدياك
وربت عجيزتك قالت يا هذا بند وال كان يضرب الثل ف ذلك لب قال معاوية يا هذه
أربعي فإنا ل نقل إل خيا إنه إذا انتفخ بطن الرأة ت خلق ولدها وإذا عظم ثدياها تروى
رضيعها وإذا عظمت عجيزتا رزن ملسها فرجعت وسكنت فقال لا يا هذه هل رأيت عليا
قالت إى وال لقد رأيته قال فكيف رأيته قالت رأيته وال ل يفتنه اللك الذي فتنك ول تشغله
النعمة الت شغلتك قال فهل سعت كلمه قالت نعم وال فكان يلو القلوب من العمى كما
يلو الزيت الطست من الصدأ قال صدقت فهل لك من حاجة قالت أو تفعل إذا سألتك قال
نعم قالت تعطين مائة ناقة حراء فيها فحلها وراعيها قال تصنعي با ماذا قالت أغذو بألبانا
الصغار وأستحيي با الكبار وأكتسب با الكارم وأصلح با بي العشائر قال فإن أعطيتك ذلك
فهل أحل عندك مل علي بن أب طالب قالت ماء ول كصداء
ومرعى ول كالسعدان وفت ول كمالك سبحان ال أو دونه فأنشأ معاوية يقول
إذا ل أعد باللم من عليكم فمن ذا الذي بعدي يؤمل للحلم خذيها هنيئا واذكري فعل ماجد
جزاك على حرب العداوة بالسلم ث قال أما وال لو كان علي حيا ما أعطاك منها شيئا قالت
ل وال ول وبرة واحدة من مال السلمي شداد بن أوس ومعاوية وأمر معاوية شداد بن أوس
الطائي أن يتنقص عليا فقام فقال المد ل الذي افترض طاعته على عباده وجعل رضاه عند
413
جهرة خطب العرب
أهل التقوى آثر من رضا خلقه على ذلك مضى أولم وعليه يضي آخرهم أيها الناس إن
الخرة وعد صادق يكم فيها ملك قادر وإن الدنيا عرض حاضر يأكل منها الب والفاجر وإن
السامع الطيع ل ل حجة عليه وإن السامع العاصي ل ل حجة له وإن ال إذا أراد بالعباد
صلحا عمل عليهم صلحاؤهم وقضى بينهم فقهاؤهم وملك الال سحاؤهم وإذا أراد بم شرا
عمل عليهم سفهاؤهم وقضى فيهم جهلؤهم
وملك الال بلؤهم وإن من صلح الولة أن يصلح قرناؤها ونصح لك يا معاوية
من أسخطك بالق وغشك من أرضاك بالباطل قال اجلس رحك ال قد أمرنا لك بال قال
إن كان من مالك الذي تعهدت جعه مافة تبعته فأصبته حلل وأنفقته إفضال فنعم وإن كان
ما شاركك فيه السلمون فاحتجنته دونم فأصبته افتراقا وأنفقته إسرافا فإن ال يقول ف كتابه
إن البذرين كانوا إخوان الشياطي وروي أن معاوية قال له يا شداد أنا أفضل أم علي وأينا
أحب إليك فقال علي أقدم هجرة وأكثر مع رسول ال إل الي سابقة وأشجع منك قلبا
وأسلم منك نفسا وأما الب فقد مضى علي فأنت اليوم عند الناس أرجى منه معاوية ورجل
من أهل سبأ وقال لعاوية لرجل من أهل سبأ ما كان أجهل قومك حي ملكوا عليهم امرأة
فقال بل قومك أجهل قالوا حي دعاهم رسول ال إل الق وأراهم البينات اللهم إن كان هذا
هو الق من عندك فأمطر علينا حجارة من السماء أو ائتنا بعذاب أليم أل قالوا اللهم إن كان
هذا هو الق من عندك فاهدنا له
حديث معاوية مع عبد ال بن عبد الجر بن عبد الدان سأل معاوية بعد الستقامة
عبد ال بن عبد الجر بن عبد الدان فقال له كيف علمك بقومك قال كعلمي بنفسي قال ما
تقول ف مراد قال مدركو الوتار وحاة الذمار ومرزوا الطار قال فما تقول ف النخع قال
مانعو السرب ومسعرو الرب وكاشفو الكرب قال وما تقول ف بن الرث ابن كعب قال
فراجو اللكاك وفرسان العراك ولزاز الضحاك تراك تراك قال فما تقول ف سعد العشية قال
مانعو الضيم وبانو الري وشافو الغيم قال ما تقول ف جعفي قال فرسان الصباح ومعلمو الرماح
414
جهرة خطب العرب
ومبارزو الرياح قال ما تقول ف بن زبيد قال كماة أناد سادات أماد وقر عند الذياد صب عند
الطراد قال ما تقول ف جنب قال كفاة ينعون عن الري ويفرجون عن الكظيم قال فما تقول
ف صداء قال سام العداء
ومساعي اليجاء قال فما تقول ف رهاء قال ينهنهون عادية الفوارس ويردون الوت
ورد الوامس قال أنت أعلم بقومك حديث اليار بن أوف النهدي مع معاوية دخل اليار بن
أوف النهدي على معاوية فقال له يا خيار كيف تدك وما صنع بك الدهر فقال يا أمي الؤمني
صدع الدهر قنات وأثكلن لدات وأوهى عمادى وشيب سوادى وأسرع ف تلدي ولقد عشت
زمنا أصب الكعاب وأسر الصحاب وأجيد الضراب فبان ذلك عن ودنا الوت من وأنشأ
يقول غبت زمانا يرهب القرن جانب كأن شتيم باسل القلب خادر ياف عدوي صولت
ويهابن ويكرمن قرن وجاري الجاور وتصب الكعاب لت وشائلي كأن غصن ناعم النبت
ناضر فبان شباب واعترتن رثية كأن قناة أطرتا الآطر أدب إذا رمت القيام كأنن لدي الشي
قرم قيده متقاصر وقصر الفت شيب وموت كلها له سائق يسعى بذاك وناظر وكيف يلذ
العش من ليس زائل رهي أمور ليس فيها مصادر
فقال معاوية أحسنت القول واعلم أن لا مصادر فنسأل ال أن يعلنا من الصادرين
بي فقد أوردنا أنفسنا موارد نرغب إل ال أن يصدرنا عنها وهو راض حديث عرابة بن أوس
بن حارثة مع معاوية قال معاوية لعرابة بن أوس بن حارثة النصاري بأي شيء سدت قومك
يا عرابة قال أخبك يا معاوية بأن كنت لم كما كان حات لقومه قال وكيف كان فأنشدته
وأصبحت ف أمر العشية كلها كذي اللم يرضي ما يقول ويعرف وذاك لن ل أعادي
سراتم ول عن أخي ضرائهم أتنكف وإن لعطي سائلي ولربا أكلف ما ل أستطيع فأكلف
وإن لذموم إذا قيل حات نبا نبوة إن الكري يعنف ووال إن لعفو عن سفيههم وأحلم عن
جاهلهم وأسعي ف حوائجهم وأعطي سائلهم فمن فعل فعلي فهو مثلي ومن فعل أحسن من
فعلي فهو أفضل من ومن قصر عن فعلي فأنا خي منه فقال معاوية لقد صدق الشماخ حيث
415
جهرة خطب العرب
يقول فيك رأيت عرابة الوسي يسمو إل اليات منقطع القرين إذا ما راية رفعت لجد تلقاها
عرابة باليمي
سعيد بن عثمان بن عفان ومعاوية دخل سعيد بن عثمان بن عفان رضي ال عنه
على معاوية وابنه يزيد إل جانبه فقال له ائتمنك أب واصطنعك حت بلغك باصطناعه إياك
الدى الذي ل يارى والغاية الت ل تسامى فما جازيت أب بآلئه حت قدمت هذا علي
وجعلت له المر دون وأومأ إل يزيد وال لب خي من أبيه وأمي خي من أمه ولنا خي منه
فقال معاوية أما ما ذكرت يا بن أخي من تواتر آلئكم علي وتظاهر نعمائكم لدي فقد كان
ذلك ووجب علي الكافأة والجازاة وكان شكري إياه أن طلبت بدمه حت كابدت أهوال
البلء وغشيت عساكر النايا إل أن شفيت حزازات الصدور وتلت تلك المور ولست
لنفسي باللئم ف التشمي ول الزاري عليها ف التقصي وذكرت أن أباك خي من أب هذا
وأشار بيده إل يزيد فصدقت لعمر ال لعثمان خي من معاوية أكرم كريا وأفضل قديا وأقرب
إل ممد رحا وذكرت أن أمك خي من أمه فلعمري إن امرأة من قريش خي من امرأة من بن
كلب وذكرت أنك خي من يزيد فوال يا بن أخي ما يسرن أن الغوطة عليها رجال مثل يزيد
فقال له يزيد مه يا أمي الؤمني ابن أخيك استعمل الدالة عليك واستعتبك لنفسه واستزاد منك
فزده وأجل له ف ردك واحل على نفسك ووله خراسان بشفاعت وأعنه بال يظهر به موروثه
فوله معاوية خراسان وأجازه بائة ألف درهم فكان ذلك أعجب ما ظهر من حلم يزيد
مصقلة بن هبية ومعاوية مرض معاوية مرضا شديدا فأرجف به مصقلة بن هبية
وساعده قوم على ذلك ث تاثل وهم ف إرجافهم فحمل زياد مصقلة إل معاوية وكتب إليه أنه
يمع مراقا من مراق العراق فيجفون بأمي الؤمني وقد حلته إليه ليى رأيه فيه فقدم مصقلة
وجلس معاوية للناس فلما دخل عليه قال ادن من فدنا منه فأخذ بيده فجذبه فسقط مصقلة
فقال معاوية أبقى الوادث من خليلك مثل جندلة الراجم صلبا إذا خار الرجال أبل متنع
الشكائم قد رامن العداء قبلك فامتنعت من الظال فقال مصقلة يا أمي الؤمني قد أبقى ال
416
جهرة خطب العرب
منك ما هو أعظم من ذلك بطشا وحلما راجحا وكل ومرعى لوليائك وسا ناقعا لعدائك
كانت الاهلية فكان أبوك سيد الشركي وأصبح الناس مسلمي وأنت أمي الؤمني وقام
فوصله معاوية وأذن له ف النصراف إل الكوفة فقيل له كيف تركت معاوية فقال زعمتم أنه
كب وضعف وال لقد غمزن غمزة كاد يطمن وجذبن جذبة كاد يكسر عضوا من روح بن
زنباع ومعاوية وول معاوية روح بن زنباع فعتب عليه ف جناية فكتب إليه بالقدوم فلما قدم
أمر بضربه بالسياط فلما أقيم ليضرب قال نشدتك ال يا أمي الؤمني أن تدم من ركنا أنت
بنيته أو أن تضع من خسيسة أنت رفعتها أو تشمت ب عدوا أنت
وقمته وأسألك بال إل أت حلمك وعفوك دون إفساد صنائعك فقال معاوية إذا
ال سن أمرا عقد أمر تيسرا خلوا سبيله ماصمة أب السود الدؤل وامرأته بي يدي زياد بن
أبيه جرى بي أب السود الدؤل وبي امرأته كلم ف ابن كان لا منه وأراد أخذه منها فسار
إل زياد وهو وال البصرة فقالت الرأة أصلح ال المي هذا ابن كان بطن وعاءه وحجري
فناءه وثديي سقاءه أكلؤه إذا نام وأحفظه إذا قام فلم أزل بذلك سبعة أعوام حت إذا استوف
فصاله وكملت خصاله واستوكعت أوصاله وأملت نفعه ورجوت دفعه أراد أن يأخذه من
كرها فآدن أيها المي فقد رام قهري وأراد قسري فقال أبو السود أصلحك ال هذا ابن
حلته قبل أن تمله ووضعته قبل أن تضعه وأنا أقوم عليه ف أدبه وأنظر ف أوده وأمنحه علمي
وألمه حلمي حت يكمل عقله ويستحكم فتله فقالت الرأة صدق أصلحك ال حله خفا
وحلته ثقل ووضعه شهوة ووضعته كرها فقال له زياد اردد على الرأة ولدها فهي أحق به
منك ودعن من سجعك أو قال إنا امرأة عاقلة يا أبا السود فادفع ابنها إليها فأخلق أن تسن
أدبه
صورة أخرى وروى أحد بن أب طاهر طيفور هذا الب بصورة أطول وهاكها قال
أبو ممد القشيي كان أبو السود الدؤل من أكب الناس عند معاوية بن أب سفيان وأقربم
ملسا وكان ل ينطق إل بعقل ول يتكلم إل بعد فهم فبينا هو ذات يوم جالس وعنده وجوه
417
جهرة خطب العرب
قريش وأشراف العرب إذ أقبلت امرأة أب السود الدؤل حت حاذت معاوية وقالت السلم
عليك يا أمي الؤمني ورحة ال وبركاته إن ال جعلك خليفة ف البلد ورقيبا على العباد
يستسقي بك الطر ويستنبت بك الشجر وتؤلف بك الهواء ويأمن بك الائف ويردع بك
الانف فأنت الليفة الصطفى والمام الرتضى فاسأل ال لك النعمة ف غي تغبي والعافية من
غي تعذير قد ألأن إليك يا أمي الؤمني أمر ضاق علي فيه النهج وتفاقم علي منه الخرج
لمر كرهت عاره لا خشيت إظهاره فلينصفن أمي الؤمني من الصم فإن أعوذ بعقوته من
العار الوبيل والمر الليل الذي يشتد على الرائر ذوات البعول الجائر فقال لا معاوية ومن
بعلك هذا الذي تصفي من أمره النكر ومن فعله الشهر فقالت هو أبو السود الدؤل فالتفت
إليه فقال يا أبا السود ما تقول هذه الرأة فقال أبو السود هي تقول من الق بعضا ولن
يستطيع أحد عليها نقصا أما ما ذكرت من طلقها فهو حق وأنا مب أمي الؤمني عنه بالصدق
وال يا أمي الؤمني ما طلقتها عن ريبة
ظهرت ول لي هفوة حضرت ولكن كرهت شائلها فقطعت عن حبائلها فقال
معاوية وأي شائلها يا أبا السود كرهت قال يا أمي الؤمني إنك مهيجها علي بواب عتيد
ولسان شديد فقال معاوية ل بد لك من ماورتا فاردد عليها قولا عند مراجعتها فقال أبو
السود يا أمي الؤمني إنا كثية الصخب دائمة الذرب مهينة للهل مؤذية للبعل مسيئة إل
الار مظهرة للعار إن رأت خيا كتمته وإن رأت شرا أذاعته فقالت وال لول مكان أمي
الؤمني وحضور من حضره من السلمي لرددت عليك بوادر كلمك بنوافذ أقرع با كل
سهامك وإن كان ل يمل بالرأة الرة أن تشتم بعل ول أن تظهر لحد جهل فقال معاوية
عزمت عليك لا أجبته فقالت يا أمي الؤمني ما علمته إل سئول جهول ملحا بيل إن قال
فشر قائل وإن سكت فذو دغائل ليث حي يأمن وثعلب حي ياف شحيح حي يضاف إن
ذكر الود القمع لا يعرف من قصر رشاته ولؤم آبائه ضيفه جائع وجاره ضائع ل يفظ جارا
418
جهرة خطب العرب
ول يمي ذمارا ول يدرك ثارا أكرم الناس عليه من أهانه وأهونم عليه من أكرمه فقال معاوية
سبحان ال لا تأت به هذه الرأة من السجع فقال
أبو السود أصلح ال أمي الؤمني إنا مطلقة ومن أكثر كلما من مطلقة فقال لا
معاوية إذا كان رواحا فتعال أفصل بينك وبينه بالقضاء فلما كان الرواح جاءت ومعها ابنها
قد احتضنته فلما رآها أبو السود قام إليها لينتزع ابنه منها فقال له معاوية يا أبا السود ل
تعجل الرأة أن تنطق بجتها قال يا أمي الؤمني أنا أحق بمل ابن منها فقال له معاوية يا أبا
السود دعها تقل فقال يا أمي الؤمني حلته قبل أن تمله ووضعته قبل أن تضعه فقالت صدق
وال يا أمي الؤمني حله خفا وحلته ثقل ووضعه شهوة ووضعته كرها إن بطن لوعاؤه وإن
ثديي لسقاؤه وإن حجري لفناؤه فقال معاوية سبحان ال لا تأتي به فقال أبو السود إنا
تقول البيات من الشعر فتجيدها فقال معاوية إنا قد غلبتك ف الكلم فتكلف لا أبياتا لعلك
تغلبها فأنشأ أبو السود يقول مرحبا بالت تور علينا ث سهل بالامل الحمول أغلقت بابا
علي وقالت إن خي النساء ذات البعول شغلت نفسها علي فراغا هل سعتم بالفارغ الشغول
فأجابته وهي تقول ليس من قال بالصواب وبالق كمن جار عن منار السبيل كان ثديي
سقاءه حي يضحي ث حجري فناؤه بالصيل لست أبغي بواحدي يابن حرب بدل ما علمته
والليل فأجابا معاوية ليس من غداه حينا صغيا وسقاه من ثديه بذول
هي أول به وأقرب رحا من أبيه بالوحي والتنيل أمه ما حنت عليه وقامت هي
أول بمل هذا الضئيل فقضي لا معاوية عليه واحتملت ابنها وانصرفت وفد أهل البصرة إل
عبد ال بن الزبي لا قدم الحنف ف وجوه أهل البصرة إل عبد ال بن الزبي تكلم أبو حاضر
السيدي وكان خطيبا جيل فقال له عبد ال بن الزبي اسكت فوال لوددت أن ل بكل عشرة
من أهل العراق رجل من أهل الشأم صرف الدينار بالدرهم قال يا أمي الؤمني إن لنا ولك
مثل أفتأذن ف ذكره قال نعم قال مثلنا ومثلك ومثل أهل الشأم قول العشى حيث يقول
علقتها عرضا وعلقت رجل غيي وعلق أخرى غيها الرجل أحبك أهل العراق وأحببت أهل
419
جهرة خطب العرب
الشأم وأحب أهل الشأم عبد اللك ابن مروان كلم خطيب الزد بي يدي عبد اللك بن
مروان بعث الجاج خطباء من الحاس إل عبد اللك بن مروان فتكلموا فلما انتهى الكلم
إل خطيب الزد قام فقال قد علمت العرب أنا حي فعال ولسنا بي مقال وأنا نزي بفعلنا
عند أحسن
قولم إن السيوف لتعرف أكفنا وإن الوت ليستعذب أرواحنا وقد علمت الرب
الزبون أنا نقرع جاحها ونلب صراها ث جلس سؤال عبد اللك للعجاج وما أجاب به ودخل
العجاج على عبد اللك بن مروان فقال يا عجاج بلغن أنك ل تقدر على الجاء فقال يا أمي
الؤمني من قدر على تشييد البنية أمكنه إخراب الخبية قال فما ينعك من ذلك قال إن لنا
عزا ينعنا من أن نظلم وإن لنا حلما ينعنا من أن نظلم فعلم الجاء فقال لكلماتك أشعر من
شعرك فأن لك عز ينعك من أن تظلم قال الدب البارع والفهم الناصع قال فما اللم الذي
ينعك من أن تظلم قال الدب الستظرف والطبع التالد قال يا عجاج لقد أصبحت حكيما قال
وما ينعن وأنا بي أمي الؤمني وفود الجاج بإبراهيم بن ممد بن طلحة على عبد اللك بن
مروان لا ول الجاج بن يوسف الرمي بعد قتله ابن الزبي استخص إبراهيم بن ممد ابن
طلحة فقربه وعظم منلته فلم تزل تلك حاله عنده حت خرج إل عبد اللك بن مروان فخرج
معه معادل ل يقصر له ف بر وإعظام حت حضر به عبد اللك فلما
دخل عليه ل يبدأ بشيء بعد السلم إل أن قال له قدمت عليك أمي الؤمني برجل
الجاز ل أدع له با نظيا ف الفضل والدب والروءة وحسن الذهب مع قرابة الرحم
ووجوب الق وعظم قدر البوة وما بلوت منه ف الطاعة والنصيحة وحسن الؤازرة وهو
إبراهيم بن ممد بن طلحة وقد أحضرته بابك ليسهل عليه إذنك وتعرف له ما عرفتك فقال
أذكرتنا رحا قريبة وحقا واجبا يا غلم ائذن لبراهيم بن ممد بن طلحة فلما دخل عليه أدناه
عبد اللك حت أجلسه على فراشه ث قال له يا بن طلحة إن أبا ممد الجاج ذكرنا ما ل نزل
نعرفك به من الفضل والدب والروءة وحسن الذهب مع قرابة الرحم ووجوب الق وعظم
420
جهرة خطب العرب
قدر البوة وما بله منك ف الطاعة والنصيحة وحسن الؤازرة فل تدعن حاجة ف خاصة
نفسك وعامتك إل ذكرتا فقال يا أمي الؤمني إن أول الوائج وأحق ما قدم بي يدي المور
ما كان ل فيه رضا ولق نبيه أداء ولك فيه ولماعة السلمي نصيحة وعندي نصيحة ل أجد
بدا من ذكرها ول أقدر على ذلك إل وأنا خال فأخلن يا أمي الؤمني ترد عليك نصيحت قال
أدون أب ممد قال نعم دون أب ممد قال عبد اللك للحجاج قم فلما خطرف الستر أقبل
على إبراهيم فقال يا بن طلحة قل نصيحتك قال بال يا أمي الؤمني لقد عهدت إل الجاج
ف تغطرسه وتعجرفه وبعده من الق وقربه من الباطل فوليته الرمي وها ما ها وبما من بما
من الهاجرين والنصار والوال الخيار يسومهم السف ويكم فيهم بغي السنة بعد الذي
كان من سفك دمائهم وما انتهك من حرمهم ويطؤهم بطغام أهل الشام ورعاع ل روية لم
ف إقامة حق ول ف إزاحة باطل ث تظن أن ذلك ينجيك من عذاب ال فكيف بك إذا جاثاك
ممد غدا للخصومة بي يدي ال تعال أما وال إنك لن تنجو هناك إل بجة تضمن لك
النجاة فاربع على نفسك أودع وكان عبد اللك متكئا فاستوى جالسا وقال
كذبت ومنت فيما جئت به ولقد ظن بك الجاج ظنا ل نده فيك وقد يظن الي بغي أهله
قم فأنت الائن الاسد قال فقمت وال ما أبصر شيئا فلما خطرف الستر لقن لحق فقال
للحاجب امنع هذا من الروج وأذن للحجاج فدخل فلبث مليا ول أشك أنما ف امري ث
خرج الذن ل فدخلت فلما كشف ل الستر إذا أنا بالجاج خارج فاعتنقن وقبل ما بي
عين وقال أما إذا جزى ال التواخي خيا بفضل تواصلهما فجزاك ال عن أفضل الزاء فوال
لئن سلمت لك لرفعن ناظريك ولعلي كعبك ولتبعن الرجال غبار قدميك قال فقلت ف
نفسي إنه ليسخر ب فلما وصلت إل عبد اللك أدنان حت أدنان ملسي الول ث قال يا بن
طلحة هل أعلمت الجاج با جري أو شاركك أحد ف نصيحتك فقلت ل وال ول أعلم
أحدا أظهر يدا عندي من الجاج ولو كنت مابيا أحدا بدين لكان هو ولكن آثرت ال
ورسوله والسلمي قال قد علمت أنك ل ترد الدنيا ولو أردتا لكانت لك ف الجاج ولكن
421
جهرة خطب العرب
أردت ال والدار الخرة وقد عزلته عن الرمي لا كرهت من وليته عليهما وأعلمته أنك
استنلتن له عنهما استقلل لما ووليته العراقي وما هنالك من المور الت ل يدحضها إل مثله
وإنا قلت له ذلك ليؤدي ما يلزمه من ذمامك فإنك غي ذام لصحبته مع يدك عنده فخرجت
مع الجاج وأكرمن أضعاف إكرامه
قدوم الجاج مع أشراف الصرين على عبد اللك لا فرغ الجاج من دير
الماجم وقدم على عبد اللك ومعه أشراف أهل الصرين البصرة والكوفة أدخلهم عليه فبينما
هم عنده إذ تذاكروا البلدان فقال ممد بن ابن عمي بن عطارد أصلح ال المي إن الكوفة
أرض ارتفعت عن البصرة وحرها وغمقها وسفلت عن الشأم ووبائها وجاورها الفرات فعذب
ماؤها وطاب ثرها فقال خالد بن صفوان الهتمي أصلح ال المي نن أوسع منهم برية
وأسرع منهم ف السرية وأكثر منهم قندا وعاجا وساجا وناسا ماؤنا صفو وخينا عفو ل يرج
من عندنا إل قائد وسائق وناعق فقال الجاج أصلح ال أمي الؤمني إن بالبلدين خبي وقد
وطئتهما جيعا فقال له قل فأنت عندنا مصدق فقال أما البصرة فعجوز شطاء دفراء براء
أوتيت من كل حلي وزينة وأما الكوفة فشابة حسناء جيلة ل حلي لا ول زينة فقال عبد
اللك فضلت الكوفة على البصرة وروى الاحظ قال قال خالد بن صفوان وسئل عن الكوفة
والبصرة نن منابتنا قصب وأنارنا عجب وساؤنا رطب وأرضنا ذهب
وقال الحنف نن أبعد منكم سرية وأعظم منكم ترية وأكثر منكم ذرية وأغذى
منكم برية وقال أبو بكر الذل نن أكثر منكم ساجا وعاجا وديباجا وخراجا ونرا عجاجا
وفود مالك بن بشي على الجاج بقتل الزارقة لا هزم الهلب بن أب صفرة قطري بن
الفجاءة صاحب الزارقة بعث إل مالك بن بشي فقال له إن موفدك إل الجاج فسر فإنا هو
رجل مثلك وبعث إليه بائزة فردها وقال إنا الائزة بعد الستحقاق وتوجه فلما دخل على
الجاج قال له ما اسك قال مالك بن بشي قال ملك وبشارة كيف تركت الهلب قال أدرك
ما أمل وأمن من خاف قال كيف هو لنده قال والد رءوف قال فكيف رضاهم عنه قال
422
جهرة خطب العرب
وسعهم بالفضل وأقنعهم بالعدل قال فكيف تصنعون إذا لقيتم عدوكم قال نلقاهم بدنا فنطمع
فيهم ويلقوننا بدهم فيطمعون فينا قال كذلك الد إذا لقي الد قال فما حال قطري قال
كادنا ببعض ما كدناه قال فما منعكم من اتباعه قال رأينا القام من ورائه خيا من اتباعه قال
فأخبن عن ولد الهلب قال أعباء القتال بالليل حاة السرح بالنهار قال أيهم أفضل قال ذلك
إل أبيهم قال لتقولن قال هم كحلقة مضروبة ل يعرف طرفاها قال أقسمت عليك هل روأت
ف هذا الكلم قال ما أطلع ال على غيبه أحدا فقال الجاج للسائه هذا وال الكلم الطبوع
ل الكلم الصنوع
وفود كعب الشقرى على الجاج أوفد الهلب بن أب صفرة كعب بن معدان
الشقري ومعه مرة بن تليد الزدي إل الجاج بعد هزية الزارقة وقتل أميهم عبد ربه
الصغي فلما دخل عليه بدر كعب فأنشده قصيدته الت مطلعها يا حفص إن عدان عنكم
السفر وقد سرت فأذى عين السهر فقال له الجاج أشاعر أم خطيب قال كلها ث أقبل عليه
فقال له أخبن عن بن الهلب قال الغية فارسهم وسيدهم نار ذاكية وصعدة عالية وكفى
بيزيد فارسا شجاعا ليث غاب وبر جم عباب وجوادهم وسخيهم قبيصة ليث الغار وحامى
الذمار ول يستحي الشجاع أن يفر من مدرك فكيف ل يفر من الوت الاضر والسد الادر
وعبد اللك سم ناقع وسيف قاطع وحبيب الوت الزعاف إنا هو طود شامخ وفخر باذخ وأبو
عينية البطل المام والسيف السام وكفاك بالفضل ندة ليث هدار وبر موار وممد ليث
غاب وحسام ضراب قال فكيف كانوا فيكم قال كانوا حاة السرح نارا فإذا أليلوا ففرسان
البيات قال فأيهم كان أند قال كانوا كاللقة الفرغة ل يدرى أين طرفها قال فكيف كان
لكم الهلب وكنتم له قال كان لنا منه شفقة الوالد وله منا بر الولد قال فكيف جاعة الناس
قال على أحسن حال أدركوا ما رجوا وأمنوا ما خافوا وأرضاهم العدل وأغناهم النفل قال
فكيف كنتم أنتم وعدوكم قال كنا إذا أخذنا عفونا وإذا أخذوا يئسنا منهم
423
جهرة خطب العرب
وإذا اجتهدوا واجتهدنا طمعنا فيهم فقال الجاج إن العاقبة للمتقي قال كيف
أفلتكم قطري قال كدناه ببعض ما كادنا به فصرنا منه إل الذي نب قال فهل اتبعتموه قال
كان الد عندنا آثر من الفل قال أكنت أعددت ل هذا الواب قال ل يعلم الغيب إل ال
فقال هكذا تكون وال الرجال الهلب كان أعلم بك حيث وجهك وأمر له بعشرة آلف
درهم وحله على فرس وأوفده على عبد اللك بن مروان فأمر له بعشرة آلف أخرى سليك
بن سلكة والجاج دخل على الجاج سليك بن سلكة فقال أصلح ال المي أعرن سعك
واغضض عن بصرك واكفف عن حزبك فإن سعت خطأ أو زلل فدونك والعقوبة فقال قل
فقال عصى عاص من عرض العشية فحلق على اسي وهدمت داري وحرمت عطائي قال
هيهات أما سعت قول الشاعر جانيك من ين عليك وربا تعدي الصحاح مبارك الرب
ولرب مأخوذ بذنب عشية ونا القارف صاحب الذنب
قال أصلح ال المي سعت ال قال غي هذا قال وما ذاك قال قال يأيها العزيز إن
له أبا شيخا كبيا فخذ أحدنا مكانه إنا نراك من الحسني قال معاذ ال أن نأخذ إل من
وجدنا متاعنا عنده إنا إذا لظالون قال الجاج علي بيزيد بن أب مسلم فأت به فمثل بي يديه
فقال فكك لذا عن اسه واصكك له بعطائه وابن له منله ومر مناديا ينادي ف الناس صدق
ال وكذب الشاعر جامع الحارب والجاج شكا الجاج سوء طاعة أهل العراق وتنقم
مذهبهم وتسخط طريقتهم فقال له جامع الحارب وكان شيخا صالا خطيبا لسفا أما إنم لو
أحبوك لطاعوك على أنم ما شنئوك لنسبك ول لبلدك ول لذات نفسك فدع ما يبعدهم منك
إل ما يقربم إليك والتمس العافية من دونك تعطها من فوقك وليكن إيقاعك بعد وعيدك
ووعيدك بعد وعدك قال الجاج إن وال ما أرى أن أرد بن اللكيعة إل طاعت إل بالسيف
فقال أيها المي إن السيف إذا لقى السيف ذهب اليار فقال الجاج اليار يومئذ ل قال
أجل ولكن ل تدري لن يعله ال فغضب الجاج وقال يا هناه إنك من مارب فقال جامع
وللحرب سينا وكان ماربا إذا ما القنا أمسى من الطعن أحرا
424
جهرة خطب العرب
فقال الجاج وال لممت أن أخلع لسانك فأضرب به وجهك فقال جامع إن
صدقناك أغضبناك وإن غششناك أغضبنا ال فغضب المي أهون علينا من غضب ال قال أجل
وسكن وشغل الجاج ببعض المر فانسل جامع فمر بي صفوف خيل الشأم حت جاوز إل
خيل أهل العراق وكان الجاج ل يلطهم فأبصر كبكبة فيها جاعة من بكر العراق وتيم
العراق وأزد العراق وقيس العراق فلما رأوه أشرأبوا إليه وبلغهم خروجه فقالوا له ما عندك
دافع ال لنا عن نفسك فقال ويكم عموه باللع كما يعمكم بالعداوة ودعوا التعادي ما
عاداكم فإذا ظفرت به تراجعتم وتعاقبتم أيها التميمي هو أعدى لك من الزدي وأيها القيسي
هو أعدى لك من التغلب وهل ظفر بن ناوأه منكم إل بن بقي معه منكم وهرب جامع من
فوره ذلك إل الشأم فاستجار بزفر بن الارث ليلى الخيلية والجاج عن مول لعنبسه بن
سعيد بن العاصى قال كنت أدخل مع عنبسة بن سعيد بن العاصى إذا دخل على الجاج
فدخل يوما فدخلت إليهما وليس عند الجاج أحد إل عنبسة فأقعدن فجيء بالجاج بطبق
فيه رطب فأخذ الادم منه شيئا فجاءن به ث جيء بطبق آخر حت كثرت الطباق وجعل ل
يأتون بشيء إل جاءن منه بشيء حت ظننت أن ما بي يدي أكثر ما عندها ث جاء الاجب
فقال امرأة بالباب فقال له الجاج أدخلها فدخلت فلما رآها الجاج طأطأ رأسه حت ظننت
أن ذقنه قد أصاب الرض فجاءت حت قعدت
بي يديه فنظرت فإذا امرأة قد أسنت حسنة اللق ومعها جاريتان لا وإذا هي ليلى
الخيلية فسألا الجاج عن نسبها فانتسبت له فقال لا يا ليلى ما أتى بك فقالت إخلف
النجوم وقلة الغيوم وكلب البد وشدة الهد وكنت لنا بعد ال الرفد فقال لا صفي لنا
الفجاج فقالت الفجاج مغبة والرض مقشعرة والبك معتل وذو العيال متل والالك للقل
والناس مسنتون رحة ال يرجون أصابتنا سنون محفة مبلطة ل تدع لنا هبعا ول ربعا ول
عافطة ول نافطة أذهبت الموال ومزقت الرجال وأهلكت العيال ث قالت إن قلت ف المي
قول قال هات فأنشأت تقول أحجاج ل يفلل سلحك إنا النايا بكف ال حيث تراها
425
جهرة خطب العرب
أحجاج ل تعطى العصاة مناهم ول ال يعطي للعصاة مناها إذا هبط الجاج أرضا مريضة تتبع
أقصى دائها فشفاها شفاها من الداء العضال الذي با غلم إذا هز القناة سقاها سقاها فرواها
بشرب سجاله دماء رجال حيث مال حشاها
إذا سع الجاج رز كتيبة أعد لا قبل النول قراها أعد لا مسمومة فارسية بأيدي
رجال يلبون صراها فما ولد البكار والعون مثله ببحر ول أرض يف ثراها قال فلما قالت
هذا البيت قال الجاج قاتلها ال وال ما أصاب صفت شاعر مذ دخلت العراق غيها ث
التفت إل عنبسة بن سعيد فقال وال إن لعد للمر عسى أن ل يكون أبدا ث التفت إليها
فقال حسبك قالت إن قد قلت أكثر من هذا قال حسبك ويك حسبك ث قال يا غلم اذهب
إل فلن فقل له اقطع لسانا فذهب با فقال له يقول لك المي اقطه لسانا فأمر بإحضار
الجام فالتفتت إليه فقالت ثكلتك أمك أما سعت ما قال إنا أمرك أن تقطع لسان بالصلة
فبعث إليه يستثبته فاستشاط الجاج غضبا وهم بقطع لسانه وقال ارددها فلما دخلت عليه
قالت كاد وأمانة ال يقطع مقول ث أنشأت تقول حجاج أنت الذي ما فوقه أحد إل الليفة
والستغفر الصمد حجاج أنت شهاب الرب إن لقحت وأنت للناس نور ف الدجي يقد ث
أقبل الجاج على جلسائه فقال اتدرون من هذه قالوا ل وال أيها المي إل نا ل نر قط أفصح
لسانا ول أحسن ماورة ول أملح أوجها ول أرصن شعرا منها فقال هذه ليلى الخيلية الت
مات توبة الفاجي من حبها ث التفت إليها فقال أنشدينا يا ليلى بعض ما قال فيك توبة قالت
نعم أيها المي هو الذي يقول وهل تبكي ليلى إذا مت مرت قبلها وقام على قبى النساء
النوائح
كما لو أصاب الوت ليلى بكيتها وجاد لا دمع من العي سافح وأغبط من ليلى با
ل أناله بلى كل ما قرت به العي طائح ولو أن ليلى الخيلية سلمت علي ودون جندل
وصفائح لسلمت تسليم البشاشة أو زقا إليها صدى من جانب القب صائح فقال زيدينا من
شعره يا ليلى قالت هو الذي يقول حامة بطن الواد بي ترني سقاك من الغر الغوادي مطيها
426
جهرة خطب العرب
أبين لنا ل زال ريشك ناعما ول زلت ف خضراء غض نضيها وكنت إذا ما زرت ليلى
تبقعت فقد رابن منها الغداة سفورها وقد رابن منها صدود رأيته وإعراضها عن حاجت
وبسورها وأشرف بالقور اليفاع لعلن أرى نار ليلى أو يران بصيها يقول رجال ل يضيك
نأيها بلى كل ما شف النفوس يضيها بلى قد يضي العي أن تكثر البكا وينع منها نومها
وسرورها وقد زعمت ليلى بأن فاجر لنفسي تقاها أو عليها فجورها فقال الجاج يا ليلي ما
الذي رابه من سفورك فقالت أيها المي كان يلم ب كثيا فأرسل إل يوما إن آتيك وفطن
الي فأرصدوا له فلما أتان سفرت عن وجهي فعلم أن ذلك لشر فلم يزد على التسليم
والرجوع فقال ل درك
فهل رأيت منه شيئا تكرهينه فقالت ل وال الذي أسأله أن يصلحك إنه قال مرة
قول ظننت أنه قد خضع لبعض المر فأنشأت أقول وذي حاجة قلنا له ل تبح با فليس إليها
ما حييت سبيل لنا صاحب ل ينبغي أن نونه وأنت لخرى صاحب وخليل فل وال الذي
أسأله أن يصلحك ما رأيت منه شيئا حت فرق الوت بين وبينه قال ث مه قالت ث ل يلبث أن
خرج ف غزاة له فأوصى ابن عم له إذا أتيت الاضر من بن عبادة فناد بأعلى صوتك عفا ال
عنها هل أبيت ليلة من الدهر ل يسري إل خيالا وأنا أقول وعنه عفا رب وأحسن حاله فعزت
علينا حاجة ل ينالا قال ث مه قالت ث ل يلبث أن مات فأتانا نعيه فقال أنشدينا بعض مراثيك
فيه فأنشدت لتبك العذارى من خفاجة نسوة باء شئون العبة التحدر قال لا فأنشدينا
فأنشدته كأن فت الفتيان توبة ل ينخ قلئص يفحصن الصى بالكراكر فلما فرغت من
القصيدة قال مصن الفقعسي وكان من جلساء الجاج
من الذي تقول هذه هذا فيه فوال إن لظنها كاذبة فنظرت إليه ث قالت أيها المي
إن هذا القائل لو رأى توبة لسره أن ل تكون ف داره عذراء إل وهي حامل منه فقال الجاج
هذا وأبيك الواب وقد كنت عنه غنيا ث قال لا سلي يا ليلى تعطى قالت أعط فمثلك أعطى
فأحسن قال لك عشرون قالت زد فمثلك زاد فأجل قال لك أربعون قالت زد فمثلك زاد
427
جهرة خطب العرب
فأكمل قال لك ثانون قالت زد فمثلك زاد فتمم قال لك مائة واعلمي أنا غنم قالت معاذ ال
أيها المي أنت أجود جودا وأمد مدا وأورى زندا من أن تعلها غنما قال فما هي ويك يا
ليلى قالت مائة من البل برعاتا فأمر لا با ث قال ألك حاجة بعدها قالت تدفع إل النابغة
العدي قال قد فعلت وقد كانت تجوه ويهجوها فبلغ النابغة ذلك فخرج هاربا عائذا بعبد
اللك فاتبعته إل الشأم فهرب إل قتيبة بن مسلم براسان فاتبعته على البيد بكتاب الجاج
إل قتيبة فماتت بقومس ويقال بلوان الغضبان بن القبعثري والجاج ورد علي الجاج كتاب
من عبد اللك يأمره أن يبعث إليه بثلثي جارية عشرا من النجائب وعشرا من قعد النكاح
وعشرا من ذوات الحلم فلما نظر إل الكتاب ل يدر ما وصفه من الواري فعرضه على
أصحابه فلم يعرفوه فقال له بعضهم أصلح ال المي ينبغي أن يعرف هذا من كان ف أوليته
بدويا فله معرفة أهل البدو ث غزا فله معرفة أهل الغزو ث شرب الشراب فله بذاء أهل الشراب
قال وأين هذا قيل ف حبسك قال ومن هو قيل الغضبان الشيبان فأحضر
فلما مثل بي يديه قال أنت القائل لهل الكوفة يتغدون ب قبل أن أتعشى بم قال
أصلح ال المي ما نفعت من قالا ول ضرت من قيلت فيه قال إن أمي الؤمني كتب إل كتابا
ل أدر ما فيه فهل عندك شيء منه قال يقرأ علي فقرئ عليه فقال هذا بي قال وما هو قال أما
النجيبة من النساء فالت عظمت هامتها وطال عنقها وبعد ما بي منكبيها وثدييها واتسعت
راحتها وننت ركبتها فهذه إذا جاءت بالولد جاءت به كالليث وأما قعد النكاح فهن ذوات
العجاز منكسرات الثدي كثيات اللحم يقرب بعضهن من بعض فأولئك يشني القرم ويروين
الظمآن وأما ذوات الحلم فبنات خس وثلثي إل الربعي قال الجاج أخبن بشر النساء
قال أصلح ال المي شرهن الصغية النقبة الديدة الركبة السريعة الوثبة الواسطة ف نساء الي
الت إذا غضبت غضب لا مائة وإذا سعت كلمة قالت ل وال ل أنتهي حت أقرها قرارها الت
ف بطنها جارية ويتبعها جارية وف حجرها جارية قال الجاج على هذه لعنة ال ث قال ويك
فأخبن بي النساء قال خيهن القريبة القامة من السماء الكثية الخذ من الرض الودود
428
جهرة خطب العرب
الولود الت ف بطنها غلم وف حجرها غلم ويتبعها غلم قال ويك فأخبن بشر الرجال قال
شرهم السنوط الربوط الحمود ف حرم الي الذي إذا سقط لحداهن دلو ف بئر انط عليه
حت يرجه
فهن زينه الي ويقلن عاف ال فلنا قال على هذا لعنة ال فأخبن بي الرجال قال
خيهم الذي يقول فيه الشماخ التغلب فت ليس بالراضي بأدن معيشة ول ف بيوت الي
بالتول فت يل الشيزى ويروي سنانه ويضرب ف رأس الكمى الدجج فقال له حسبك كم
حبسنا عطاءك قال ثلث سني فأمر له با وخلى سبيله ابن القرية يعدد مساوئ الزاح وقال
الجاج بن يوسف لبن القرية ما زالت الكماء تكره الزاح وتنهى عنه فقال الزاح من أدن
منلته إل أقصاها عشرة أبواب الزاح أوله فرح وآخره ترح الزاح نقائض السفهاء كالشعر
نقائض الشعراء والزاح يوغر صدر الصديق وينفر الرفيق والزاح يبدي السرائر لنه يظهر العاير
والزاح يسقط الروءة ويبدي النا ل ير الزاح خيا وكثيا ما جر شرا الغالب بالزاح واتر
والغلوب به ثائر والزاح يلب الشتم صغيه والرب كبيه وليس بعد الرب إل عفو بعد
قدرة فقال الجاج حسبك الوت خي من عفو معه قدرة
يزيد بن أب مسلم وسليمان بن عبد اللك لا ول سليمان بن عبد اللك أتى بيزيد
بن أب مسلم مول الجاج ف جامعة وكان رجل دميما تقتحمه العي فلما رآه سليمان قال
لعن ال امرأ أجرك رسنك وول مثلك فقال يا أمي الؤمني إنك رأيتن والمر عن مدبر ولو
رأيتن والمر علي مقبل لستعظمت من أمري ما استصغرت ولستجللت ما استحقرت فقال
له سليمان أين ترى الجاج أيهوي ف النار أم قد استقر ف قعرها فقال يا أمي الؤمني ل تقل
هذا إن الجاج قمع لكم العداء ووطأ لكم النابر وزرع لكم اليبة ف قلوب الناس وبعد فإنه
يأت يوم القيامة عن يي أبيك وشال أخيك الوليد فضعه من النار حيث شئت فصاح سليمان
اخرج إل لعنة ال ث التفت إل جلسائه فقال قبحه ال ما كان أحسن ترتيبه لنفسه ولصاحبه
ولقد أحسن الكافأة أطلقوا سبيله
429
جهرة خطب العرب
وفود العراق على سليمان بن عبد اللك وقدمت وفود العراق على سليمان بن عبد
اللك بعدما استخلف فأمرهم بشتم الجاج فقاموا يشتمونه فقال بعضهم إن عدو ال الجاج
كان عبدا زبابا قنور بن قنور ل نسب له ف العرب قال سليمان أي شتم هذا إن عدو ال
الجاج كتب إل إنا أنت نقطة من مداد فإن رأيت ف ما رأى أبوك وأخوك كنت
لك كما كنت لما وإل فأنا الجاج وأنت النقطة فإن شئت موتك وإن شئت أثبتك فالعنوه
لعنه ال فأقبل الناس يلعنونه فقام ابن أب بردة بن أب موسى الشعري فقال يا أمي الؤمني إنا
نبك عن عدو ال بعلم قال هات قال كان عدو ال يتزين تزين الومسة ويصعد النب فيتكلم
بكلم الخيار فإذا نزل عمل عمل الفراعنة وأكذب ف حديثه من الدجال فقال سليمان لرجاء
بن حيوة هذا وأبيك الشتم ل ما تأت به السفلة كلم أب حازم لسليمان بن عبد اللك حج
سليمان بن عبد اللك فلما قدم الدينة للزيارة بعث إل أب حازم العرج وعنده ابن شهاب
فلما دخل قال تكلم يا أبا حازم قال فيم أتكلم يا أمي الؤمني قال ف الخرج من هذا المر
قال يسي إن أنت فعلته قال وما ذاك قال ل تأخذ الشياء إل من حلها ول تضعها إل ف أهلها
قال ومن يقوى على ذلك قال من قلده ال من أمر الرعية ما قلدك قال أعطن أبا حازم قال
اعلم أن هذا المر ل يصر إليك إل بوت من كان قبلك وهو خارج من يديك بثل ما صار
إليك قال يا أبا حازم أشر علي قال إنا أنت سوق فما نفق عندك حل إليك من خي أو شر
فاختر أيهما شئت قال مالك ل تأتينا قال وما أصنع بإتيانك يا أمي الؤمني إن أدنيتن فتنتن
وإن اقصيتن أخزيتن وليس عندك ما أرجوك له ول عندي
ما أخافك عليه قال فارفع إلينا حاجتك قال قد رفعتها إل من هو أقدر منك عليها
فما أعطان منها قبلت وما منعن منها رضيت أبو حازم وسليمان بن عبد اللك أيضا ودخل
عليه أبو حازم العرج فقال يا أبا حازم ما لنا نكره الوت فقال لنكم عمرت دنياكم وأخربتم
آخرتكم فأنتم تكرهون النقلة من العمران إل الراب قال فأخبن كيف القدوم على ال قال
أما الحسن فكالغائب يأتى أهله مسرورا وأما السيء فكالعبد البق يأتى موله مزونا قال فأي
430
جهرة خطب العرب
العمال أفضل قال أداء الفرائض مع اجتناب الحارم قال فأى القول أعدل قال كلمة حق عند
من تاف وترجو قال فأى الناس أعقل قال من عمل بطاعة ال قال فأى الناس أجهل قال من
باع آخرته بدنيا غيه قال عظن وأوجز قال يا أمي الؤمني نزه ربك وعظمه أن يراك حيث
ناك أو يفقدك حيث أمرك فبكى سليمان بكاء شديدا فقال له بعض جلسائه أسرفت ويك
على أمي الؤمني فقال له أبو حازم اسكت فإن ال عز وجل أخذ اليثاق على العلماء ليبيننه
للناس ول يكتمونه ث خرج فلما صار إل منله بعث إليه سليمان بال فرده وقال للرسول قل
له وال يا أمي الؤمني ما أرضاه لك فكيف أرضاه لنفسي
وفد أهل الجاز عند عمر بن عبد العزيز لا استخلف عمر بن عبد العزيز رضي ال
عنه قدم عليه وفود أهل كل بلد فتقدم إليه وفد أهل الجاز فاشرأب منهم غلم للكلم فقال
عمر مهل يا غلم ليتكلم من هو أسن منك فقال الغلم مهل يا أمي الؤمني إنا الرء بأصغريه
قلبه ولسانه فإذا منح ال العبد لسانا لفظا وقلبا حافظا فقد استجاد له اللية ولو كان التقدم
بالسن لكان ف هذه المة من هو أحق بجلسك منك فقال عمر صدقت تكلم فهذا السحر
اللل فقال يا أمي الؤمني نن وفد التهنئة ل وفد الرزئة قدمنا إليك من بلدنا نمد ال الذي
من بك علينا ل يرجنا إليك رغبة ول رهبة لنا قد أمنا ف أيامك ما خفنا وأدركنا ما طلبنا
فقال عظنا يا غلم وأوجز قال نعم يا أمي الؤمني إن أناسا غرهم حلم ال عنهم وطول أملهم
وحسن ثناء الناس عليهم فل يغرنك حلم ال عنك وطول أملك وحسن ثناء الناس عليك فنل
قدمك فنظر عمر ف سن الغلم فإذا هو قد أتت عليه بضع عشرة سنة فأنشأ عمر يقول تعلم
فليس الرء يولد عالا وليس أخو علم كمن هو جاهل وإن كبي القوم ل علم عنده صغي إذا
التفت عليه الحافل
خالد بن صفوان يعزي عمر بن عبد العزيز ويهنئه وعزى خالد بن صفوان عمر بن
عبد العزيز وهنأه باللفة فقال المد ل الذي من على اللق بك والمد ل الذي جعل
موتكم رحة وخلفتكم عصمة ومصائبكم أسوة وجعلكم قدوة خطبة عبد ال بن الهتم دخل
431
جهرة خطب العرب
عبد ال بن الهتم على عمر بن عبد العزيز رحه ال تعال مع العامة فلم يفجأ عمر إل وهو
ماثل بي يديه يتكلم فحمد ال وأثن عليه ث قال أما بعد فإن ال خلق اللق غنيا عن طاعتهم
آمنا من معصيتهم والناس يومئذ ف النازل والرأي متلفون والعرب بشر تلك النازل أهل الوتر
وأهل الدر تتاز دونم طيبات الدنيا ورفاغة عيشتها ميتهم ف النار وحبهم أعمى مع ما ل
يصى من الرغوب عنه والزهود فيه فلما أراد ال أن ينشر فيهم رحته بعث إليهم رسول منهم
عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالؤمني رءوف رحيم فلم ينعهم ذلك أن جرحوه ف
جسمه ولقبوه ف اسه ومعه كتاب من ال ل يرحل إل بأمره ول ينل إل بإذنه واضطروه إل
بطن غار فلما أمر بالعزية أسفر لمر ال لونه فأفلج ال حجته وأعلى كلمته وأظهر دعوته
ففارق الدنيا نقيا تقيا ث قام بعده أبو بكر رضي ال تعال عنه فسلك سنته وأخذ سبيله
وارتدت العرب فلم يقبل منهم بعد رسول ال إل الذي كان قابل منهم
فانتضى السيوف من أغمادها وأوقد النيان من شعلها ث ركب بأهل الق أهل
الباطل فلم يبح يفصل أوصالم ويسقى الرض دماءهم حت أدخلهم ف الذي خرجوا منه
وقررهم بالذي نفروا منه وقد كان أصاب من مال ال بكرا يرتوي عليه وحبشية ترضع ولدا له
فرأى ذلك غصة عند موته ف حلقه فأدى ذلك إل الليفة من بعده وبرئ إليهم منه وفارق
الدنيا نقيا تقيا على منهاج صاحبه رضي ال تعال عنه ث قام من بعده عمر بن الطاب رضي
ال عنه تعال فمصر المصار وخلط الشدة باللي فحسر عن ذراعيه وشر عن ساقيه وأعد
للمور أقرانا وللحرب آلتها فلما أصابه قن الغية بن شعبة أمر ابن عباس يسأل الناس هل
يثبتون قاتله فلما قيل له قن الغية استهل بمد ال أن ل يكون أصابه ذو حق ف الفيء
فيستحل دمه با استحل من حقه وقد كان أصاب من مال ال بضعا وثاني ألفا فكسر با
رباعه وكره با كفالة أهله وولده فأدى ذلك إل الليفة من بعده وفارق الدنيا نقيا تقيا على
منهاج صاحبه رضي ال تعال عنهما ث إنا وال ما اجتمعنا بعدها إل على ظلع ث إنك يا عمر
ابن الدنيا ولدتك ملوكها وألقمتك ثديها فلما وليتها ألقيتها حيث ألقاها ال فالمد ل الذي
432
جهرة خطب العرب
جل بك حوبتها وكشف بك كربتها امض ول تلتفت فإنه ل يذل على الق شيء ول يعز
على الباطل شيء أقول قول هذا وأستغفر ال ل ولكم وللمؤمني والؤمنات ولا أن قال ث إنا
وال ما اجتمعنا بعدها إل على ظلع سكت الناس كلهم إل هشاما فإنه قال كذبت
مقام ممد بن كعب القرظي بي يدي عمر بن عبد العزيز قام ممد بن كعب
القرظي بي يدي عمر بن عبد العزيز فقال إنا الدنيا سوق من السواق فمنها خرج الناس با
ينفعهم وبا يضرهم وكم من قوم قد غرهم مثل الذي أصبحنا فيه حت أتاهم الوت فاستوعبهم
فخرجوا من الدنيا مرملي ل يأخذوا لا أحبوا من الخرة عدة ول لا كرهوا جنة واقتسم ما
جعوا من ل يمدهم وصاروا إل من ل يعذرهم فانظر الذي تب أن يكون معك إذا قدمت
فقدمه بي يديك حت ترج إليه وانظر الذي تكره أن يكون معك إذا قدمت فابتغ به البدل
حيث يوز البدل ول تذهب إل سلعة قد بارت على غيك ترجو جوازها عندك يا أمي
الؤمني افتح البواب وسهل الجاب وانصر الظلوم ورد الظال وفد أهل الجاز على هشام
بن عبد اللك وفد أهل الجاز من قريش على هشام بن عبد اللك بن مروان وفيهم ممد ابن
أب الهم بن حذيفة العدوي وكان أعظمهم قدرا وأكبهم سنا وأفضلهم رأيا وحلما فقام
متوكئا على عصا فقال أصلح ال أمي الؤمني إن خطباء قريش قد قالت فيك فأطنبت وأثنت
عليك فأحسنت ووال ما بلغ قائلهم قدرك ول أحصى مثنيهم فضلك أفتأذن ل ف الكلم قال
تكلم قال أفأوجز أم أطنب قال بل أوجز قال تولك ال أمي الؤمني
بالسن وزينك بالتقوى وجع لك خي الخرة والول إن ل حوائج أفأذكرها قال
هاتا قال كبت سن وضعفت قواي واشتدت حاجت فإن رأى أمي الؤمني أن يب كسري
وينفي فقري قال يا بن أب الهم وما الذي يب كسرك وينفى فقرك قال ألف دينار وألف
دينار وألف دينار فأطرق هاشم طويل ث قال هيهات يا بن أب الهم بيت الال ل يتمل ما
سألت فقال أما إن المر لواحد ولكن ال آثرك لجلسك فإن تعطنا فحقنا أديت وإن تنعنا
نسأل الذي بيده ما حويت إن ال جعل العطاء مبة والنع مبغضة ولن أحبك أحب إل من أن
433
جهرة خطب العرب
أبغضك قال فألف دينار لاذا قال أقضي با دينا قد حم قضاؤه وفدحن حله وأرهقن أهله قال
نعم السلك أسلكتها دينا قضيت وأمانة أديت وألف دينار لاذا قال أزوج با من أدرك من
ولدي فأشد بم عضدي ويكثر بم عددي قال ول بأس أغضضت طرفا وحصنت فرجا
وأمرت نسل وألف دينار لاذا قال أشتري با أرضا يعيش با ولدي وأستعي بفضلها على
نوائب دهري وتكون ذخرا لن بعدي قال ول بأس أردت ذخرا ورجوت أجرا ووصلت رحا
قد أمرنا لك با سألت قال فالحمود ال على ذلك وجزاك ال يا أمي الؤمني والرحم خيا
وخرج فقال هشام تال ما رأيت رجل ألطف ف سؤال ول أرفق ف مقال من هذا هكذا
فليكن القرشي وإنا لنعرف الق إذا نزل ونكره السراف والبخل وما نعطي تبذيرا ول ننع
تقتيا وما نن إل خزان ال ف بلده وأمناؤه على عباده فإن أذن أعطينا وإذا منع أبينا ولو كان
كل قائل يصدق وكل سائل يستحق ما جبهنا قائل ول رددنا سائل فنسأل الذي بيده ما
استحفظنا أن يريه على أيدينا فإنه يبسط الرزق لن يشاء
ويقدر إنه كان بعباده خبيا بصيا فقالوا يا أمي الؤمني لقد تكلمت فأبلغت وما
بلغ ف كلمه ما قصصت فقال إنه مبتدي وليس البتدى كالقتدى مقام خالد بن صفوان بي
يدي هشام قال خالد بن صفوان وفدت على هشام فوجدته قد بدأ يشرب الدهن وذلك ف
عام باكر وسيه وتتابع وليه وأخذت الرض زخرفها فهي كالزراب البثوثة والقباطي النشورة
وثراها كالكافور لو وضعت به بضعة ل تترب وقد ضربت له سراداقات حب بعث با إليه
يوسف بن عمر من اليمن تتلل كالعقيان فأرسل إل فدخلت عليه ول أزل واقفا ث نظر إل
كالستنطق ل فقلت يا أمي الؤمني أت ال عليك نعمه ودفع عنك نقمه وجعل ما قلدك من
هذا المر رشدا وعاقبة ما يئول إليه حدا وأخلصه لك بالتقى وكثره لك بالنما ول كدر عليك
منه ما صفا ول خالط سروره بالردى فلقد أصبحت للمؤمني ثقة ومستراحا إليك يقصدون ف
مظالهم ويفزعون ف أمورهم هذا مقام زين ال به ذكري وأطاب به شرى نشري إذا أران
434
جهرة خطب العرب
وجه أمي الؤمني ول أرى لقامي هذا شيئا هو افضل من أن أنبه أمي الؤمني لفضل نعمة ال
عليه ليحمد ال على ما أعطاه
ول شيء أحضر من حديث سلف للك من ملوك العجم وإن أذن ل فيه حدثته به
قال هات قلت كان رجل من ملوك العاجم جع له فتاء السن وصحة الطباع وسعة اللك
وكثرة الال وذلك بالورنق فأشرف يوما فنظر ما حوله فقال لن حضره هل علمتم أحدا أوت
مثل الذي أوتيت فقال رجل من بقايا حلة الجة إن أذنت ل تكلمت فقال قل فقال أرأيت
ما جع لك أشيء هو لك ل يزل ول يزول أم هو شيء كان لن قبلك زال عنه وصار إليك
وكذلك يزول عنك قال ل بل شيء كان لن قبلي فزال عنه وصار إل وكذلك يزول عن قال
فسررت بشيء تذهب لذته وتبقى تبعته تكون فيه قليل وترتن به طويل فبكى وقال أين
الهرب قال إل أحد أمرين إما أن تقيم ف ملكك فتعمل فيه بطاعة ربك وإما أن تلقي عليك
أمساحا ث تلحق ببل تعبد فيه ربك حت يأت عليك أجلك قال فمال إذا أنا فعلت ذلك قال
حياة ل توت وشباب ل يهرم وصحة ل تسقم وملك جديد ل يبلى قال فإن كان السحر
فاقرع علي باب فإن متار أحد الرأيي فإن اخترت ما أنا فيه كنت وزيرا ل يعصى وإن اخترت
فلوات الرض وقفر البلد كنت رفيقا ل يالف فقرع عليه عند السحر بابه فإذا هو قد وضع
تاجه وخلع أطماره ولبس أمساحه وتيأ للسياحة فلزما وال البل حت أتاها أجلهما وأنشده
قول عدي بن زيد وتفكر رب الورنق إذا أصبح يوما وللهدي تفكي سره حاله وكثرة ما
يلك والبحر معرضا والسدير فارعوى قلبه فقال وما غبطة حي إل المات يصي فبكى هشام
وقام ودخل فقال ل حاجبه لقد كسبت نفسك شرا دعاك أمي الؤمني
لتحدثه وتلهيه وقد عرفت علته فما زدت على أن نعيت إليه نفسه فأقمت أياما
أتوقع الشر ث أتان حاجبه فقال قد أمر لك بائزة وأذن لك ف النصراف خالد بن صفوان
يصف جريرا والفرزدق والخطل قال هشام بن عبد اللك لشيبة بن عقال وعنده جرير
والفرزدق والخطل وهو يومئذ أمي أل تبن عن هؤلء الذين قد مزقوا أعراضهم وهتكوا
435
جهرة خطب العرب
أستارهم وأغروا بي عشائرهم ف غي خي ول بر ول نفع أيهم أشعر فقال شيبة أما جرير
فيغرف من بر وأما الفرزدق فينحت من صخر وأما الخطل فيجيد الدح والفخر فقال هشام
ما فسرت لنا شيئا نصله فقال ما عندي غي ما قلت فقال لالد بن صفوان صفهم لنا يا بن
الهتم فقال أما أعظمهم فخرا وأبعدهم ذكرا وأحسنهم عذرا وأسيهم مثل وأقلهم غزل
وأحلهم علل الطامي إذا زخر والامي إذا زأر والسامي إذا خطر الذي إن هدر قال وإن
خطر صال الفصيح اللسان الطويل العنان فالفرزدق وأما أحسنهم نعتا وأمدحهم بيتا وأقلهم
فوتا الذي إن هجا وضع وإن مدح رفع فالخطل وأما أغزرهم برا وأرقهم شعرا وأهتكهم
لعدوه سترا الغر البلق الذي إن طلب ل يسبق وإن طلب ل يلحق فجرير وكلهم ذكي الفؤاد
رفيع العماد واري الزناد فقال له مسلمة بن عبد اللك ما سعنا بثلك يا خالد ف الولي ول
رأينا ف الخرين وأشهد أنك أحسنهم وصفا وألينهم عطفا وأعفهم مقال وأكرمهم فعال فقال
خالد أت ال عليكم نعمه وأجزل لديكم قسمه وآنس بكم الغربه
وفرج بكم الكربة وأنت وال ما علمت أيها المي كري الغراس عال بالناس جواد
ف الحل بسام ف البذل حليم عند الطيش ف ذروة قريش ولباب عبد شس ويومك خي من
أمس فضحك هشام وقال ما رأيت كتخلصك يا بن صفوان ف مدح هؤلء ووصفهم حت
أرضيتهم جيعا وسلمت منهم خالد بن صفوان وبلل بن أب بردة قال أبو النذر هشام بن
ممد السائب الكلب كان بلل بن أب بردة جلدا حي ابتلي أحضره يوسف بن عمر ف قيوده
لبعض المر وهم بالية فقام خالد بن صفوان فقال ليوسف أيها المي إن عدو ال بلل
ضربن وحبسن ول أفارق جاعة ول خلعت يدا من طاعة ث التفت إل بلل فقال المد ل
الذي أزال سلطانك وهد أركانك وأزال جالك وغي حالك فوال لقد كنت شديد الجاب
مستخفا بالشريف مظهرا للعصبية فقال بلل يا خالد إنا استطلت علي بثلث هن معك على
المي مقبل عليك وهو عن معرض وأنت مطلق وأنا مأسور وأنت ف طينتك وأنا غريب
فأفحمه وكان سبب ضرب بلل خالدا ف وليته أن بلل مر بالد ف موكب عظيم فقال
436
جهرة خطب العرب
خالد سحابة صيف عن قليل تقشع فسمعه بلل فقال وال لتقشع أو يصيبك منها شؤبوب
برد وأمر بضربه وحبسه
خطبة الكميت بن زيد بي يدي هشام يستعطفه روي صاحب العقد قال كان
الكميت بن زيد السدى يدح بن هاشم ويعرض ببن أمية فطلبه هشام فهرب منه عشرين
سنة ل يستقر به القرار من خوف هشام وكان مسلمة بن عبد اللك له على هشام حاجة ف
كل يوم يقضيها له ول يرده فيها فلما خرج مسلمة يوما إل بعض صيوده أتى الناس يسلمون
عليه وأتاه الكميت بن زيد فيمن أت فقال السلم عليك ورحة ال وبركاته أما بعد قف
بالديار وقوف زائر وتأن إنك غي صاغر حت انتهى إل قوله يا مسلم بن أب الوليد ليت إن
شئت ناشر علقت حبال من حبال ذمة الار الجاور فالن صرت إل أمية والمور إل الصاير
والن كنت به الصيب كمهتد بالمس حائر فقال مسلمة سبحان ال من هذا الندكي
اللحاب الذي أقبل من أخريات الناس فبدأ بالسلم ث أما بعد ث الشعر قيل له هذا الكميت
بن زيد فأعجب به لفصاحته وبلغته فسأله مسلمة عن خبه وما كان فيه طول غيبته فذكر له
سخط أمي الؤمني عليه فضمن له مسلمة أمانه وتوجه به حت أدخله على هشام وهشام ل
يعرفه فقال الكميت السلم عليك يا أمي الؤمني ورحة ال وبركاته
المد ل قال هشام نعم المد ل ما هذا قال الكميت مبتدئ المد ومبتدعه الذي
خص بالمد نفسه وأمر به ملئكته جعله فاتة كتابه ومنتهى شكره وكلم أهل جنته أحده
حد من علم يقينا وأبصر مستبينا وأشهد له با شهد به لنفسه قائما بالقسط وحده ل شريك
له وأشهد أن ممدا عبده العرب ورسوله المي أرسله والناس ف هفوات حية ومدلمات
ظلمة عند استمرار أبة الضلل فبلغ عن ال ما أمر به ونصح لمته وجاهد ف سبيله وعبد ربه
حت أتاه اليقي ث إن يا أمي الؤمني تت ف حية وحرت ف سكرة ادلم ب خطرها وأهاب
ب داعيها وأجابن غاويها فاقطوطيت إل الضللة وتسكعت ف الظلمة والهالة جائرا عن الق
قائل بغي صدق فهذا مقام العائذ ومنطق التائب ومبصر الدى بعد طول العمى يا أمي الؤمني
437
جهرة خطب العرب
كم من عاثر أفلتم عثرته ومترم عفوت عن جرمه فقال له هشام وأيقن أنه الكميت ويك من
سن لك الغواية وأهاب بك ف العماية قال الذي أخرج أب آدم من النة فنسي ول يد له
عزما وأمي الؤمني كريح رحة أثارت سحابا متفرقا فلفقت بعضه إل بعض حت التحم
فاستحكم هدر رعده وتللؤ برقه فنل الرض فرويت واخضلت
واخضرت وأسقيت فروي ظمآنا وامتل عطشانا فكذلك نعدك أنت يا أمي
الؤمني أضاء ال بك الظلمة الداجية بعد العموس فيها وحقن بك دماء قوم أشعر خوفك
قلوبم فهم يبكون لا يعلمون من حزمك وبصيتك وقد علموا أنك الرب وابن الرب إذا
احرت الدق وعضت الغافي بالام عز بأسك واستربط جأشك مسعار هتان وكاف بصي
بالعداء مغري اليل بالنكراء مستغن برأيه عن رأي ذوي اللباب برأي أريب وحلم مصيب
فأطال ال لمي الؤمني البقاء وتم عليه النعماء ودفع به العداء فرضي عنه هشام وأمر له
بائزة وروي صاحب الغان خطبة الكميت فقال
حد ال وأثن عليه وصلى على نبيه ث قال أما بعد فإن كنت أتدهدي ف غمرة
وأعوم ف بر غواية أخن على خطلها واستفزن وهلها فتحيت ف الضللة وتسكعت ف
الهالة مهرعا عن الق جائرا عن القصد أقول الباطل ضلل وأفوه بالبهتان وبال وهذا مقام
العائذ مبصر الدى ورافض العماية فاغسل عن يا أمي الؤمني الوبة بالتوبة واصفح عن الزلة
واعف عن الرمة ث قال كم قال قائلكم لعالك عند عثرته لعاثر وغفرت لذوي الذنوب من
الكابر والصاغر
أبن أمية إنكم أهل الوسائل والوامر ثقت لكل ملمة وعشيت دون العشائر أنتم
معادن للخلفة كابرا من بعد كابر بالتسعة التتابعي خلئفا وبي عاشر وإل القيامة ل تزال
لشافع منكم وواتر ث قطع النشاد وعاد إل خطبته فقال إغضاء أمي الؤمني وساحته
وصباحته ومناط النتجعي ببله من ل تل حبوته لساءة الذنبي فضل عن استشاطة غضبه
بهل الاهلي فقال له ويلك يا كميت من زين لك الغواية ودلك ف العماية قال الذي أخرج
438
جهرة خطب العرب
أبانا من النة وأنساه العهد فلم يد له عزما فرضي عنه وأمر له بائزة ماصمة عدي بن أرطاة
لمرأته عند شريح القاضي دخل عدي بن أرطاة على شريح القاضي ياصم امرأة له فقال
السلم عليكم قال وعليكم قال استمع من قال قل أسع قال إن رجل من أهل الشأم قال من
مكان سحيق قال وإن قدمت إل بلدكم هذا قال خي مقدم قال وإن تزوجت امرأة قال
بالرفاء والبني قال وإنا ولدت غلما قال ليهنك الفارس قال وقد كنت شرطت لا صداقها
قال الشرط أملك قال
وقد أردت الروج با إل بلدي قال الرجل أحق بأهله قال فاقض بيننا قال قد
فعلت قال فعلي من حكمت قال علي ابن أمك قال بشهادة من قال بشهادة ابن أخت خالتك
كلمة لعمرو بن عتبة بن أب سفيان وقد تشاح بنو هاشم وبنو أمية ف مياث بينهم عن سفيان
بن عمرو بن عتبة بن أب سفيان قال وقع مياث بي بن هاشم وبي بن أمية تشاحوا فيه
وتضايقوا فلما تفرقوا أقبل علينا أبونا عمرو فقال يا بن إن لقريش درجا نزل عنها أقدام
الرجال وأفعال تشع لا رقاب الموال وغايات تقصر عنها الياد السومة وألسنا تكل عنها
الشفار الشحوذة ولو اختلفت الدنيا ما تزينت إل بم ولو كانت لم ضاقت بسعة أخلقهم ث
إنه ليخيل إل أن منهم ناسا تلقوا بأخلق العوام فصار لم رفق ف اللؤم وخرق ف الرص
ولو أمكنهم لقاسوا الطي ف أرزاقها إن خافوا مكروها تعجلوا له الفقر وإن عجلت لم نعمة
أخروا عليها الشكر أولئك أنضاء الفكر وعجزة حلة الشكر
خطبة دينار وكان ساك بن عبيد العبسى ف حصار ناوند سنة ه أسر رجل من
أهلها يسمى دينار فأتى حذيفة بن اليمان فصاله على الراج فنسبت إليه ماه وكان يواصل
ساكا ويهدي له ويواف الكوفة كلما كان عمله إل عامل الكوفة فقدم الكوفة ف إمارة معاوية
فقام ف الناس بالكوفة فقال يا معشر أهل الكوفة أنتم أول ما مررت بنا كنتم خي الناس فعمرت
بذلك زمان عمر وعثمان ث تغيت وفشت فيكم خصال أربع بل وخب وغدر وضيق ول
يكن فيكم واحدة منهن فرمقتكم فإذا ذلك ف مولديكم فعلمت من أين أتيتم فإذا الب من
439
جهرة خطب العرب
قبل النبط والبخل من قبل فارس والغدر من قبل خراسان والضيق من قبل الهواز رجل يدح
خالد بن عبد ال القسري وقال رجل لالد بن عبد ال القسري وال إنك لتبذل ما جل وتب
ما انفل وتكثر ما قل ففضلك بديع ورأيك جيع تفظ ما شذ وتؤلف ما ند
خطب الوارج وما يتصل با خطبة حيان بن ظبيان السلمي روي ابن جرير
الطبي ف تاريه قال كان حيان بن ظبيان السلمي يرى رأي الوارج وكان من ارتث يوم
النهروان فعفا عنه علي عليه السلم ف الربعمائة الذين كان عفا عنهم من الرتثي يوم النهر
فكان ف أهله وعشيته فلبث شهرا أو نوه ث إنه خرج إل الري ف رجال كانوا يرون ذلك
الرأي فلم يزالوا مقيمي بالري حت بلغهم قتل علي كرم ال وجهه فدعا أصحابه أولئك
وكانوا بضعة عشر رجل فأتوه فحمد ال وأثن عليه ث قال أيها الخوان من السلمي إنه قد
بلغن أن أخاكم ابن ملجم أخا مراد قعد لقتل علي بن أب طالب عند أغباش الصبح مقابل
السدة الت ف السجد مسجد الماعة فلم يبح راكدا ينتظر خروجه حت خرج عليه حي أقام
القيم الصلة صلة الصبح فشد عليه فضرب رأسه بالسيف فلم يبق إل ليلتي حت مات فقال
سال بن ربيعة العبسى ل يقطع ال يينا علت قذاله بالسيف فأخذ القوم يمدون ال على قتله
عليه السلم ورضي ال عنه ول رضي عنهم ول رحهم ث إن حيان بن ظبيان قال لصحابه
إنه وال ما يبقي على الدهر باق وما يلبث الليال واليام والسنون والشهور على
ابن آدم حت تذيقه الوت فيفارق الخوان الصالي ويدع الدنيا الت ل يبكي عليها إل العجزة
ول تزل ضارة لن كانت له ها وشجنا فانصرفوا بنا رحكم ال إل مصرنا فلنأت إخواننا
فلندعهم إل المر بالعروف والنهي عن النكر وإل جهاد الحزاب فإنه ل عذر لنا ف القعود
وولتنا ظلمة وسنة الدى متروكة وثأرنا الذين قتلوا إخواننا ف الجالس آمنون فإن يظفرنا ال
بم نعمد بعد إل الت هي أهدى وأرضى وأقوم ويشفى ال بذلك صدور قوم مؤمني وإن
نقتل فإن ف مفارقة الظالي راحة لنا ولنا بأسلفنا أسوة فقالوا له كلنا قائل ما ذكرت وحامد
440
جهرة خطب العرب
رأيك الذي رأيت فرد بنا الصر فإنا معك راضون بداك وأمرك فخرج وخرجوا معه مقبلي
إل الكوفة حت نزلا فلم يزل با حت قدم معاوية وبعث الغية بن شعبة واليا على الكوفة
ائتمار الوارج ث إن الوارج ف أيام الغية فزعوا إل ثلثة نفر منهم الستورد بن
علقة التيمي وحيان بن ظبيان السلمي ومعاذ بن جوين بن حصي الطائي فاجتمعوا ف منل
حيان بن ظبيان فتشاوروا فيمن يولون عليهم فقال لم الستورد مقال الستورد بن علقة يأيها
السلمون والؤمنون أراكم ال ما تبون وعزل عنكم ما تكرهون ولوا عليكم من أحببتم
فوالذي يعلم خائنة العي وما تفي الصدور ما أبال من كان الوال علي منكم وما شرف
الدنيا نريد وما إل البقاء فيها من سبيل وما نريد إل اللود ف دار اللود مقال حيان بن ظبيان
فقال حيان بن ظبيان أما أنا فل حاجة ل فيها وأنا بك وبكل امرئ من إخوان راض فانظروا
من شئتم منكم فسموه فأنا أول من يبايعه
مقال معاذ بن جوين فقال لم معاذ بن جوين إذا قلتما أنتما هذا وأنتما سيدا
السلمي وذوا أنسابم ف صلحكما ودينكما وقدركما فمن يرأس السلمي وليس كلكم
يصلح لذا المر وإنا ينبغى أن بلى على السلمي إذا كانوا سواء ف الفضل أبصرهم بالرب
وأفقههم ف الدين وأشدهم اضطلعا با حل وأنتما بمد ال من يرتضى لذا المر فليتوله
أحدكما قال فتوله أنت فقد رضيناك فأنت والمد ل الكامل ف دينك ورأيك فقال لما أنتما
أسن من فليتوله أحدكما فقال حينئذ جاعة من حضر قد رضينا بكم أيها الثلثة فولوا أيكم
أحببتم وكانت خاتة ذلك النقاش أن بايعوا الستورد واتعدوا أن يتجهزوا ويتيسروا ويستعدوا
ث يرجوا هلل شعبان سنة ه خطبة الغية بن شعبة أمي الكوفة يذر أهلها من إيواء الوارج
ونصرتم وني إل الغية بن شعبة أن الوارج خارجة عليه فقام ف الناس فحمد ال وأثن عليه
ث قال أما بعد فقد علمتم أيها الناس أن ل أزل أحب لماعتكم العافية وأكف عنكم الذى
وإن وال لقد خشيت أن يكون ذلك أدب سوء لسفهائكم فأما اللماء التقياء فل واي ال
لقد خشيت أن ل أجد بدا من أن يعصب الليم التقي بذنب
441
جهرة خطب العرب
السفيه الاهل فكفوا أيها الناس سفهاءكم قبل أن يشمل البلء عوامكم وقد ذكر
ل أن رجال منكم يريدون أن يظهروا ف الصر بالشقاق واللف واي ال ل يرجون ف حي
من أحياء العرب ف هذا الصر إل أبدتم وجعلتهم نكال لن بعدهم فنظر قوم لنفسهم قبل
الندم فقد قمت هذا القام إرادة الجة والعذار ث نزل وبعث إل رؤساء الناس فدعاهم ث قال
لم إنه قد كان من المر ما قد علمتم وقد قلت ما قد سعتم فليكفن كل امرئ من الرؤساء
قومه وإل فوالذي ل إله غيه لتولن عما كنتم تعرفون إل ما تنكرون وعما تبون إل ما
تكرهون فل يلم لئم إل نفسه وقد أعذر من أنذر فخرجت الرؤساء إل عشائرهم فناشدوهم
ال والسلم إل دلوهم على من يرون أنه يريد أن يهيج فتنة أو يفارق جاعة وجاء صعصعة بن
صوحان فقام ف عبد القيس فقال خطبة صعصعة بن صوحان يا معشر عباد ال إن ال وله
المد كثيا لا قسم الفضل بي السلمي خصكم منه بأحسن القسم فأجبتم إل دين ال الذي
اختاره ال لنفسه وارتضاه للئكته ورسله ث أقمتم عليه حت قبض ال رسوله ث اختلف الناس
بعده فثبتت طائفة وارتدت طائفة وأدهنت طائفة وتربصت طائفة فلزمتم دين ال إيانا به
وبرسوله وقاتلتم الرتدين حت قام الدين وأهلك ال الظالي فلم يزل ال يزيدكم بذلك خيا ف
كل شيء وعلى كل حال حت اختلفت المة بينها فقالت طائفة نريد طلحة والزبي وعائشة
وقالت طائفة نريد أهل الغرب وقالت
طائفة نريد عبد ال بن وهب الراسب راسب الزد وقلتم أنتم ل نريد إل أهل
البيت الذين ابتدأنا ال من قبلهم بالكرامة تسديدا من ال لكم وتوفيقا فلم تزالوا على الق
لزمي له آخذين به حت أهلك ال بكم وبن كان على مثل هداكم ورأيكم الناكثي يوم
المل والارقي يوم النهر وسكت عن ذكر أهل الشأم لن السلطان كان حينئذ سلطانم ول
قوم أعدي ل ولكم ولهل بيت نبيكم ولماعة السلمي من هذه الارقة الاطئة الذين فارقوا
إمامنا واستحلوا دماءنا وشهدوا علينا بالكفر فإياكم أن تؤووهم ف دوركم أو تكتموا عليهم
فإنه ليس ينبغي لي من أحياء العرب أن يكون أعدي لذه الارقة منكم وقد وال ذكر ل أن
442
جهرة خطب العرب
بعضهم ف جانب من الي وأنا باحث عن ذلك وسائل فإن كان حكي ل ذلك حقا تقربت
إل ال تعال بدمائهم فإن دمائهم حلل ث قال يا معشر عبد القيس إن ولتنا هؤلء هم أعرف
شيء بكم وبرأيكم فل تعلوا لم عليكم سبيل فإنم أسرع شيء إليكم وإل أمثالكم وأقبل
أصحاب الستورد يأتونه فليس منهم رجل إل يبه با قام به الغية بن شعبة ف الناس وبا
جاءهم رؤساؤهم وقاموا فيهم وقالوا له اخرج بنا فوال ما نأمن أن نؤخذ ف عشائرنا فخرج
بم من الكوفة ووجه الغية لقتالم معقل بن قيس الرياحى فلما علم الستورد بسي معقل إليه
جع أصحابه
خطبة الستورد فحمد ال وأثن عليه ث قال أما بعد فإن هذا الرف معقل بن قيس
قد وجه إليكم وهو من السبئية المترين الكاذبي وهو ل ولكم عدو فأشيوا علي برأيكم فقال
له بعضهم وال ما خرجنا نريد إل ال وجهاد من عادى ال وقد جاءونا فأين نذهب عنهم بل
نقيم حت يكم ال بيننا وبينهم وهو خي الاكمي وقالت طائفة أخرى بل نعتزل ونتنحى
ندعو الناس ونتج عليهم بالدعاء فقال يا معشر السلمي إن وال ما خرجت ألتمس الدنيا ول
ذكرها ول فخرها ول البقاء وما أحب أنا ل بذافيها وأضعاف ما يتنافس فيه منها بقبال
نعلى وما خرجت إل التماس الشهادة وأن يهدين ال إل الكرامة بوان بعض أهل الضللة
وإن قد نظرت فيما استشرتكم فيه فرأيت أن ل أقيم لم حت يقدموا علي وهم حامون
متوافرون ولكن رأيت أن أسي حت أمعن فإنم إذا بلغهم ذلك خرجوا ف طلبنا فتقطعوا
وتبددوا فعلى تلك الال ينبغى لنا قتالم فاخرجوا بنا على اسم ال عز وجل
فخرجوا فمضوا على شاطئ دجلة فعبوه ومضوا ف أرض جوخى حت بلغوا الذار
فأقاموا فيها وأقبل معقل بن قيس فأقام بالدائن ثلثا ث جع أصحابه فقال خطبة معقل بن قيس
إن هؤلء الارقة الضلل إنا خرجوا فذهبوا على وجوههم إرادة أن تتعجلوا ف آثارهم
فتتقطعوا وتتبددوا ول تلحقوا بم إل وقد تعبتم ونصبتم وإنه ليس شيء يدخل عليكم من ذلك
إل وقد يدخل عليهم مثله فخرج ف آثارهم حت لقهم بالذار مقيمي ودارت بينهما رحى
443
جهرة خطب العرب
الرب بشدة ودعا الستورد معقل للمبارزة فتبارزا وطعنه الستورد حت خرج سنان الرمح من
ظهره وضربه معقل بالسيف حت خالط سيفه أم الدماغ فوقع ميتا وقتل معقل وشد أصحابه
على الوارج فما لبثوهم أن قتلوهم كلمات حكيمة للمستورد إل كان الستورد يقول إذا
أفضيت بسري إل صديقي فأفشاه ل أله لن كنت أول بفظه ويقول ل تفش إل أحد سرا
وإن كان ملصا إل على جهة الشاورة ويقول كن أحرص على حفظ سر صاحبك منك على
حقن دمك ويقول أول ما يدل عليه عائب الناس معرفته بالعيوب ول يعيب إل معيب ويقول
الال غي باق عليك فاشتر من المد ما يبقى عليك ويقول بذل الال ف حقه استدعاء للمزيد
من الواد وكان يكثر أن يقول لو ملكت الرض بذافيها ث دعيت إل أن أستفيد با خطيئة
ما فعلت
حذف
ائتمار الوارج ثانية خطبة حيان بن ظبيان فلما كانت سنة ه جع حيان بن ظبيان
السلمي أصحابه إليه ث إنه حد ال وأثن عليه ث قال لم أما بعد فإن ال عز وجل كتب علينا
الهاد فمنا من قضي نبه ومنا من ينتظر وأولئك البرار الفائزون بفضلهم ومن يكن منا من
ينتظر فهو من سلفنا القاضي نبهم السابقي بإحسان فمن كان منكم يريد ال وثوابه فليسلك
سبيل أصحابه وإخوانه يؤته ال ثواب الدنيا وحسن ثواب الخرة وال مع الحسني خطبة
معاذ بن جوين قال معاذ بن جوين الطائى يأهل السلم إنا وال لو علمنا أنا إذا تركنا جهاد
الظلمة وإنكار الور كان لنا به عند ال عذر لكان تركه أيسر علينا وأخف من ركوبه ولكنا
قد علمنا واستيقنا أنه ل عذر لنا وقد جعل لنا القلوب والساع حت ننكر الظلم ونغي الور
وناهد الظالي ث قال ابسط يدك نبايعك فبايعه وبايعه القوم فضربوا على يد حيان فبايعوه
وذلك ف إمارة عبد الرحن بن عبد ال بن عثمان الثقفى
ث أن القوم اجتمعوا بعد ذلك بأيام إل منل معاذ بن جوين فقال لم حيان عباد
ال أشيوا برأيكم أين تأمرونن أن أخرج فقال معاذ إن أري أن تسي بنا إل حلوان حت ننلا
444
جهرة خطب العرب
فإنا كورة بي السهل والبل وبي الصر والثغر يعن بالثغر الري فمن كان يرى رأينا من أهل
الصر والثغر والبل والسواد لق بنا رد حيان بن ظبيان فقال له حيان عدوك معاجلك قبل
اجتماع الناس إليك لعمري ل يتركونكم حت يتمعوا إليكم لكن قد رأيت أن أخرج معكم
ف جانب الكوفة والسبخة أو زرارة والية ث نقاتلهم حت نلحق بربنا فإن وال لقد علمت
أنكم ل تقدرون وأنتم دون الائة رجل أن تزموا عدوكم ول ان يشتد نكايتكم فيهم ولكن
مت علم ال أنكم قد أجهدت أنفسكم ف جهاد عدوه وعدوكم كان لكم به العذر وخرجتم
من الث قالوا رأينا ورأيك مقال عتريس بن عرقوب فقال لم عتريس بن عرقوب ولكن ل
أرى رأي جاعتكم فانظروا ف رأي لكم إن ل إخالكم تهلون معرفت بالرب وتربت
للمور فقالوا له أجل أنت كما ذكرت فما رأيك قال ما أرى أن ترجوا على الناس بالصر
إنكم قليل ف كثي وال ما تزيدون على أن ترزوهم أنفسكم وتقروا أعينهم بقتلكم وليس
هكذا تكون الكايدة إذا آثرت أن ترجوا على قومكم فكيدوا عدوكم
ما يضرهم قالوا فما الرأي قال تسيون إل الكورة الت أشار بنولا معاذ ابن جوين
يعن حلوان أو تسيون بنا إل عي التمر فنقيم با فإذا سع بنا إخواننا أتونا من كل جانب
وأوب رد حيان فقال له حيان إنك وال لو سرت بنا أنت وجيع أصحابك نو أحد هذين
الوجهي ما اطمأننتم به حت يلحق بكم خيول أهل الصر فأن تشفون أنفسكم فوال ما
عدتكم بالكثية الت ينبغي أن تطمعوا معها بالنصر ف الدنيا على الظالي العتدين فاخرجوا
بانب من مصركم هذا فقاتلوا عن أمر ال من خالف طاعة ال ول تربصوا ول تنتظروا فإنكم
إنا تبادرون بذلك إل النة وترجون أنفسكم بذلك من الفتنة قالوا أما إذا كان ل بد لنا فإنا
لن نالفك فاخرج حيث أحببت خطبة حيان ث إن أصحاب حيان بن ظبيان اجتمعوا إليه فقال
لم يا قوم إن ال قد جعكم لي وعلى خي وال الذي ل إله غيه ما سررت بشيء قط ف
الدنيا بعد ما أسلمت سروري لخرجي هذا على الظلمة الثة فوال ما أحب أن الدنيا
بذافيها ل وأن ال حرمن ف مرجي هذا الشهادة وإن قد رأيت أن نرج حت ننل جانب
445
جهرة خطب العرب
دار جرير فإذا خرج إليكم الحزاب ناجزتوهم فقال عتريس بن عرقوب أما أن نقاتلهم ف
جوف الصر فإنه يقاتلنا الرجال
وتصعد النساء والصبيان والماء فيموننا بالجارة فقال لم رجل منهم انزلوا بنا
إذن من وراء الصر السر وهو موضع زرارة وإنا بنيت زرارة بعد ذلك إل أبياتا يسية كانت
منها قبل ذلك فقال لم معاذ بن جوين ل بل سيوا بنا فلننل بانقيا فما أسرع ما يأتيكم
عدوكم فإذا كان ذلك استقبلنا القوم بوجوهنا وجعلنا البيوت ف ظهورها فقاتلناهم من وجه
واحد فخرجوا فبعث إليهم جيش فقتلوا جيعا خطبة مسلم بن عبيس حي خرج لقتال الزارقة
لا ملك نافع بن الزرق زعيم الزارقة بلد الهواز وفشا عماله ف السواد ارتاع لذلك أهل
البصرة فاجتمعوا إل الحنف بن قيس فشكوا ذلك إليه وقالوا ليس بيننا وبي العدو إل ليلتان
وسيتم ما ترى فقال الحنف إن فعلهم ف مصركم إن ظفروا به كفعلهم ف سوادكم فجدوا
ف جهاد عدوكم فاجتمع إليه عشرة آلف فأتى عبد ال بن الرث بن نوفل أمي البصرة فسأله
أن يؤمر عليهم فاختار لم مسلم بن عبيس وكان دينا شجاعا فأمره عليهم وشيعه
فلما نفذ من جسر البصرة أقبل على الناس فقال إن ما خرجت لمتيار ذهب ول
فضة وإن لحارب قوما إن ظفرت بم فما وراءهم إل سيوفهم ورماحهم فمن كان شأنه
الهاد فلينهض ومن أحب الياة فليجع فلما صاروا بدولب خرج إليهم نافع فاقتتلوا قتال
شديدا وقتل ف العركة ابن عبيس وابن الزرق سنة ه
خطب الهلب أب صفرة خطبته ف حث جنده على قتال الزارقة وكان الهلب بن
أب صفرة وهو علي قتال الزارقة يأمر أصحابه بالتحرز ويوفهم البيات وإن بعد منهم العدو
ويقول احذروا أن تكادوا كما تكيدون ول تقولوا هزمنا وغلبنا فإن القوم خائفون وجلون
والضرورة تفتح باب اليلة ث قام فيهم خطيبا فقال يأيها الناس إنكم قد عرفتم مذهب هؤلء
الوارج وأنم إن قدروا عليكم فتنوكم ف دينكم وسفكوا دماءكم فقاتلوهم على ما قاتل عليه
446
جهرة خطب العرب
أولم علي بن أب طالب صلوات ال عليه فقد لقيهم قبلكم الصابر الحتسب مسلم بن عبيس
والعجل الفرط عثمان بن عبيد ال والعصى الخالف
حارثة بن بدر فقتلوا جيعا وقتلوا فألفوهم بد وحد فإنا هم مهنتكم وعبيدكم
وعار عليكم ونقص ف أحسابكم وأديانكم أن يغلبكم هؤلء على فيئكم ويطئوا حريكم
خطبة أخرى له ف جنده وخطب أصحابه وقد مال الوارج بأجعهم على العسكر وانزم
الناس بسولف فقال وال ما بكم من قلة وما ذهب عنكم إل أهل الب والضعف والطمع
والطبع فإن يسسكم قرح فقد مس القوم قرح مثله فسيوا إل عدوكم على بركة ال نص
آخر وروي الطبي خطبة الهلب ف أصحابه يوم هزموا فقال ث إن الوارج شدت على الناس
بأجعها شدة منكرة فأجفل الناس وانصابوا منهزمي ل تلوي أم على ولد حت بلغ البصرة
هزية الناس وخافوا السباء وأسرع الهلب حت سبقهم إل مكان يفاع ف جانب عن سنن
النهزمي ث إنه نادى الناس إل إل عباد ال فثاب إليه جاعة من قومه فاجتمع إليه منهم نو
من ثلثة آلف فلما نظر إل من قد اجتمع رضي جاعتهم فحمد ال وأثن عليه ث قال
أما بعد فإن ال ربا يكل المع الكثي إل أنفسهم فيهزمون وينل النصر على
المع اليسي فيظهرون ولعمري ما بكم الن من قلة إن لماعتكم لراض وإنكم لنتم أهل
الصب وفرسان أهل الصر وما أحب أن أحدا من انزم معكم فإنم لو كانوا فيكم ما زادوكم
إل خبال عزمت على كل امرئ منكم لا أخذ عشرة أحجار ث امشوا بنا نو عسكرهم فإنم
الن آمنون وقد خرجت خيلهم ف طلب إخوانكم فوال إن لرجو أل ترجع إليهم خيلهم
حت تستبيحوا عسكرهم وتقتلوا أميهم خطبته ف جنده وقد استخلف عليهم ابنه الغية ولا
كتب إليه مصعب بن الزبي أن أقدم علي واستخلف ابنك الغية جع الناس فقال لم إن قد
استخلفت عليكم الغية وهو أبو صغيكم رقة ورحة وابن كبيكم طاعة وبرا وتبجيل وأخو
مثله مواساة ومناصحة فلتحسن له طاعتكم وليلن له جانبكم فوال ما أردت صوابا قط إل
سبقتن إليه ث مضي إل مصعب
447
جهرة خطب العرب
خطبة الزبي بن علي ف الزارقة وكان نافع بن الزرق قبل قتله استخلف عبيد ال
بن بشي بن الاحوز السليطي وقتل ابن الاحوز يوم سلمى وسلبى فاجتمعت الوارج بأرجان
فبايعوا الزبي بن علي السليطي فرأى فيهم انكسارا شديدا وضعفا بينا فقال لم اجتمعوا فحمد
ال وأثن عليه وصلى على ممد ث أقبل عليهم فقال إن البلء للمؤمني تحيص وأجر وهو
على الكافرين عقوبة وخزي وإن يصب منكم أمي الؤمني فما صار إليه خي ما خلف وقد
أصبتم منهم مسلم ابن عبيس وربيعا الجذم والجاج بن باب وحارثة بن بدر وأشجبتم
الهلب وقتلتم أخاه العارك وال يقول لخوانكم من الؤمني إن يسسكم قرح فقد مس القوم
قرح مثله وتلك اليام نداولا بي الناس فيوم سلي كان لكم بلء وتحيصا ويوم سولف كان
لم عقوبة ونكال فل تغلب على الشكر ف حينه والصب ف وقته وثقوا بأنكم الستخلفون ف
الرض والعاقبة للمتقي
خطبة عتاب بن ورقاء الرياحى وقد طال عليه الصار وانط الزبي بن علي على
اصفهان فحصر با عتاب بن ورقاء الرياحي سبعة أشهر وعتاب ياربه ف بعضهن فلما طال به
الصار وأصابه الهد الشديد دعا أصحابه فحمد ال وأثن عليه ث قال أما بعد أيها الناس ما
تنتظرون وقد أصابكم من الهد ما قد ترون فوال إن بقي مع هذا الصار إل أن يوت
أحدكم على فراشه فيجئ أخوه فيدفنه إن استطاع وبالرى أن يضعف عن ذلك ث يوت هو
فل يد من يدفنه ول يصلي عليه فاتقوا ال فوال ما أنتم بالقليل الذين تون شوكتهم على
عدوهم وإن فيكم لفرسان أهل الصر وإنكم لصلحاء من أنتم منه ولقد حاربتموهم مرارا
فانتصفتم منهم اخرجوا بنا إل هؤلء القوم وبكم حياة وقوة قبل أن ل يستطيع رجل منكم أن
يشي إل عدوه من الهد وقبل أن ل يستطيع رجل أن منكم يتنع من امرأة لو جاءته فقاتل
رجل عن نفسه وصب وصدق فوال إن لرجو إن صدقتموهم أن يظفركم ال بم وأن
يظهركم عليهم فلما أصبح الغد صلى بم الصبح ث خرج إل الوارج وهم غارون فلم
يشعروا بم حت غشوهم فقاتلوهم بد ل ير الوارج منهم مثله فعقروا منهم خلقا وقتلوا
448
جهرة خطب العرب
رئيسهم الزبي بن علي وانزمت الوارج ث أدار الوارج أمرهم بينهم فولوا عليهم قطري بن
الفجاءة الازن وبايعوه
نصيحة عرهم العدوي لالد بن عبد ال ولا بعث خالد بن عبد ال بن خالد بن
أسيد أخاه عبد العزيز لقتال الزارقة قام إليه عرهم أخو بن العدوية فقال أصلح ال المي إن
هذا الي من تيم تئط بقريش منهم رحم داسة ماسة وإن الزارقة ذؤبان العرب وسباعها
وليس صاحبهم إل الباكر الناكر الحرب الجرب الذي أرضعته الرب بلبانا وجرسته
وضرسته وذلك أخو الزد الهلب بن أب صفرة وال إن غثك أحب إلينا من سينه ولكن
أخاف عدوات الدهر وغدره وليس الجرب كمن ل يعلم ول الناصح الشفق كالغاش التهم
قال له خالد اسكت ما أنت وذا وقد هزمت الزارقة عبد العزيز وأحدوا امرأته وفر عنها
خطبة قطري بن الفجاءة وصعد قطري بن الفجاءة منب الزارقة فحمد ال وأثن
عليه ث قال أما بعد فإن أحذركم الدنيا فإنا حلوة خضرة حفت بالشهوات وراقت بالقليل
وتببت بالعاجلة وحليت بالمال وتزينت بالغرور ل تدوم حبتا ول تؤمن فجعتها غرارة
ضرارة خوانة غدارة وحائلة زائلة ونافدة بائدة أكالة غوالة بدالة نقالة ل تعدو إذا هي تناهت
إل أمنية أهل الرغبة فيها والرضا عنها أن تكون كما قال ال تعال كماء أنزلناه من
السماء فاختلط به نبات الرض فأصبح هشيما تذروه الرياح وكان ال على كل
شيء مقتدرا مع أن أمرا ل يكن منها ف حبة إل أعقبته بعدها عبة ول يلق من سرائها بطنا
إل منحته من ضرائها ظهرا ول تطله غيثة رخاء إل هطلت عليه مزنة بلء وحري إذا أصبحت
له منتصرة أن تسي له خاذلة متنكرة وإن جانب منها اعذوذب واحلول أمر عليه منها جانب
وأوب وإن آتت أمرا من غضارتا ورفاهتها نعما أرهقته من نوائبها تعبا ول يس امرؤ منها ف
جناح أمن إل أصبح منها على قوادم خوف غرارة غرور ما فيها فانية فان ما عليها ل خي ف
شيء من زادها إل التقوى من أقل منها استكثر ما يؤمنه ومن استكثر منه استكثر ما يوبقه
449
جهرة خطب العرب
ويطيل حزنه ويبكي عينيه كم واثق با قد فجعته وذي طمأنينة إليها قد صرعته وذي اختيال
فيها قد خدعته وكم من
ذي أبة فيها قد صيته حقيا وذي نوة قد ردته ذليل وكم من ذي تاج قد كبته
لليدين والفم سلطانا دول وعيشها رنق وعذبا أجاج وحلوها صب وغذاؤها سام وأسبابا
رمام وقطاعها سلع حبها بعرض موت وصحيحها بعرض سقم ومنيعها بعرض اهتضام مليكها
مسلوب وعزيزها مغلوب وسليمها منكوب وجامعها مروب مع أن وراء ذلك سكرات الوت
وهول الطلع والوقوف بي يدي الكم العدل ليجزي الذين أصابوا با عملوا ويزي الذين
أحسنوا بالسن ألستم ف مساكن من كان أطول منكم أعمارا وأوضح منكم آثارا وأعد
عديدا وأكثف جنودا وأعتد عتادا وأطول عمادا تعبدوا للدنيا أي تعبد وآثروها أي إيثار
وظعنوا عنها بالكره والصغار فهل بلغكم أن الدنيا سحت لم نفسا بفدية أو أغنت عنهم فيما
قد اهلكتهم بطب بل قد أرهقتهم بالفوادح وضعضعتهم بالنوائب وعقرتم بالصائب وقد
رأيتم تنكرها
لن دان لا وأخلد إليها حي ظعنوا عنها لفراق البد إل آخر السند هل زودتم إل
السغب وأحلتهم إل الضنك أو نورت لم إل الظلمة أو أعقبتهم إل الندامة أفهذه تؤثرون أم
على هذه ترصون أم إليها تطمئنون يقول ال جل ذكره من كان يريد الياة الدنيا وزينتها
نوف إليهم أعمالم فيها وهم فيها ل يبخسون أولئك الذين ليس لم ف الخرة إل النار وحبط
ما صنعوا فيها وباطل ما كانوا يعملون فبئست الدار لن ل يتهمها ول يكن فيها على وجل
منها فاعلموا وأنتم تعلمون أنكم تاركوها ل بد فإنا هي كما وصفها ال باللعب واللهو وقد
قال ال تعال أتبنون بكل ريع آية تعبثون وتتخذون مصانع لعلكم تلدون وإذا بطشتم بطشتم
جبارين واتعظوا فيها بالذين قالوا من أشد منا قوة حلوا إل قبورهم فل يدعون ركبانا وأنزلوا
الجداث فل يدعون ضيفانا وجعل لم من الصريح أكنان ومن التراب أكفان ومن الرفات
جيان فهم حية ل ييبون داعيا ول ينعون ضيما ول يبالون مندبة إن أخصبوا ل يفرحوا وإن
450
جهرة خطب العرب
قحطوا ل يقنطوا جع وهم آحاد وجية وهم أبعاد متناءون ل يزورون ول يزارون حلماء قد
ذهبت أضغانم وجهلء
قد ماتت أحقادهم ل يشى فجعهم ول يرجى دفعهم وكما قال ال تعال فتلك
مساكنهم ل تسكن من بعدهم إل قليل وكنا نن الوارثي استبدلوا بظهر الرض بطنا وبالسعة
ضيقا وبالهل غربة وبالنور ظلمة ففارقوها كما دخلوها حفاة عراة فرادى غي أن ظعنوا
بأعمالم إل الياة الدائمة وإل خلود البد يقول ال تعال كما بدأنا أول خلق نعيده وعدا
علينا إنا كنا فاعلي فاحذروا ما حذركم ال وانتفعوا بواعظه واعتصموا ببله عصمنا ال
وإياكم بطاعته ورزقنا وإياكم أداء حقه خطبة عبد ربه الصغي ولا دبت عقارب اللف بي
الزارقة ولعبت بم يد الشقاق خلعوا قطري ابن الفجاءة وولوا عبد ربه الصغي فانفصل إل
عبد ربه أكثر من الشطر ونشبت الرب بينه وبي الهلب فأجلت الوقعة عنه قتيل وقد جع
أصحابه ف الليلة الت قتل فيها ف صبيحتها فقال يا معشر الهاجرين إن قطريا وعبيدة هربا
طلب البقاء ول سبيل إليه فالقوا عدوكم فإن غلبوكم على الياة فل يغلبنكم على الوت فتلقوا
الرماح بنحوركم والسيوف بوجوهكم وهبوا أنفسكم ل ف الدنيا يهبها لكم ف الخرة
خطبة صال بن مسرح وروى الطبي ف تاريه قال كان صال بن مسرح يرى
رأي الصفرية وكان رجل ناسكا مبتا مصفر الوجه صاحب عبادة وكان بدارا وأرض الوصل
والزيرة له أصحاب يقرئهم القرآن ويفقههم ويقص عليهم وكان قصصه المد ل الذي خلق
السموات والرض وجعل الظلمات والنور ث الذين كفروا بربم يعدلون اللهم إنا ل نعدل بك
ول نفد إل إليك ول نعبد إل إياك لك اللق والمر ومنك النفع والضر وإليك الصي ونشهد
أن ممدا عبدك الذي اصطفيته ورسولك الذي اخترته وارتضيته لتبليغ رسالتك ونصيحة
عبادك ونشهد أنه قد بلغ الرسالة ونصح للمة ودعا إل الق وقام بالقسط ونصر الدين
وجاهد الشركي حت توفاه ال أوصيكم بتقوى ال والزهد ف الدنيا والرغبة ف الخرة وكثرة
ذكر الوت وفراق الفاسقي وحب الؤمني فإن الزهادة ف الدنيا ترغب العبد فيما عند ال
451
جهرة خطب العرب
وتفرغ بدنه لطاعة ال وإن كثرة ذكر الوت تيف العبد من ربه حت يأر إليه
ويستكي له وإن فراق الفاسقي حق على الؤمني قال ال ف كتابه ول تصل على أحد منهم
مات أبدا ول تقم على قبه إنم كفروا بال ورسوله وماتوا وهم فاسقون وإن حب الؤمني
للسبب الذي ينال به كرامة ال ورحته وجنته جعلنا ال وإياكم من الصادقي الصابرين أل أن
من نعمة ال علي الؤمني أن بعث فيهم رسول من أنفسهم فعلمهم الكتاب والكمة وزكاهم
وطهرهم وفقههم ف دينهم وكان بالؤمني رءوفا رحيما حت قبضه ال صلوات ال عليه ث
ول المر من بعده التقي الصديق على الرضا من السلمي فاقتدى بديه واست بسنته حت لق
بال رحه ال واستخلف عمر فوله ال أمر هذه الرعية فعمل بكتاب ال وأحيا سنة رسول ال
ول ينق ف الق على جرته ول يف ف ال لومة لئم حت لق به رحة ال عليه وول من
بعده عثمان فاستأثر بالفيء وعطل الدود وجار ف الكم واستذل الؤمن وعزر الحرم فسار
إليه السلمون فقتلوه فبئ ال منه ورسوله وصال الؤمني وول أمر الناس من بعده علي ابن
أب طالب فلم ينشب أن حكم ف أمر ال الرجال وشك ف أهل الضلل وركن وأدهن فنحن
من علي وأشياعه براء فتيسروا رحكم ال لهاد هذه الحزاب التحزبة وأئمة الضلل الظلمة
وللخروج من دار الفناء إل دار البقاء واللحاق بإخواننا الؤمني الوقني الذين باعوا الدنيا
بالخرة وأنفقوا أموالم التماس رضوان ال ف العاقبة ول تزعوا من القتل ف ال فإن القتل
أيسر من الوت والوت نازل بكم غي ما ترجم الظنون فمفرق بينكم وبي آبائكم وأبنائكم
وحلئلكم ودنياكم
وإن اشتد لذلك كرهكم وجزعكم أل فبيعوا ال أنفسكم طائعي وأموالكم تدخلوا
النة آمني وتعانقوا الور العي جعلنا ال وإياكم من الشاكرين الذاكرين الذين يهدون بالق
وبه يعدلون خطبة أخرى له وروى الطبي أيضا قال بينا أصحاب صال يتلفون إليه إذ قال
لم ذات يوم ما أدري ما تنتظرون وحت مت أنتم مقيمون هذا الور قد فشا وهذا العدل قد
عفا ول تزداد هذه الولة على الناس إل غلوا وعتوا وتباعدا عن الق وجرأة على الرب
452
جهرة خطب العرب
فاستعدوا وابعثوا إل إخوانكم الذين يريدون من إنكار الباطل والدعاء إل الق مثل الذي
تريدون فيأتوكم فنلتقي وننظر فيما نن صانعون وف أي وقت إن خرجنا نن خارجون خطبة
أخرى وقال لصحابه ليلة خرج اتقوا ال عباد ال ول تعجلوا إل قتال أحد من الناس إل أن
يكونوا قوما يريدونكم وينصبون لكم فإنكم إنا خرجتم غضبا ل حيث انتهكت مارمه وعثي
ف الرض فسفكت الدماء بغي حلها وأخذت الموال بغي حقها فل تعيبوا على قوم أعمال ث
تعملوا با فإن كل ما أنتم عاملون
أنتم عنه مسئولون وإن عظمكم رجاله وهذه دواب لحمد بن مروان ف هذا
الرستاق فابدءوا با فشدوا عليها فاحلوا أرجلكم وتقووا با على عدوكم خطبة زائدة بن
قدامة وخلف على رياسة الوارج الصفرية بعد مقتل صال بن مسرح أحد أصحابه وهو
شبيب بن يزيد الشيبان فكتب الجاج لقتاله الكتائب وكان أميها ف بعض الوقعات زائدة
بن قدامة وجاء شبيب حت وقف مقابل القوم فخرج زائدة يسي بي اليمنة واليسرة يرض
الناس ويقول عباد ال إنكم الطيبون الكثيون وقد نزل بكم البيثون القليلون فاصبوا جعلت
لكم الفداء إنما حلتان أو ثلث ث هو النصر ليس دونه شيء أل ترونم وال ل يكونون مائت
رجل إنا هم أكلة رأس وهم السراق الراق إنا جاءوكم ليهريقوا دماءكم ويأخذوا فيئكم فل
يكونوا على أخذه أقوي منكم على منعه وهم قليل وأنتم كثي وهم أهل فرقة وأنتم أهل جاعة
غضوا البصار واستقبلوهم بالسنة ول تملوا عليهم حت آمركم فما برح يقاتلهم مقبل غي
مدبر حت قتل خطبة الجاج بن يوسف ولا هزم شبيب اليش الذي كان الجاج وجهه إليه
مع عبد الرحن بن ممد ابن الشعث أقبل نو الدائن وبلغ ذلك الجاج فقام ف الناس فحمد
ال وأثن عليه ث قال
أيها الناس وال لتقاتلن عن بلدكم وعن فيئكم أو لبعثن إل قوم هم أطوع وأسع
وأصب على اللواء والغيظ منكم فيقاتلون عدوكم ويأكلون فيئكم يعن جند الشأم فقام إليه
الناس من كل جانب فقالوا نن نقاتلهم ونعتب المي فليندبنا المي إليهم فإنا حيث سره
453
جهرة خطب العرب
خطبة أخرى للحجاج وبعث الجاج إل عتاب بن ورقاء ليأتيه وكان مع الهلب ووجهه ف
جيش لقتال شبيب وخطب الناس حي وجهه فقال يأهل الكوفة اخرجوا مع عتاب بن ورقاء
بأجعكم ل أرخص لحد من الناس ف القامة إل رجل قد وليناه من أعمالنا أل إن للصابر
الجاهد الكرامة والثرة أل وإن للناكل الارب الوان والفوة والذي ل إله غيه لئن فعلتم ف
هذا الوطن كفعلكم ف الواطن الت كانت لولينكم كنفا خشنا ولعركنكم بكلكل ثقيل ث
نزل خطبة شبيب بن يزيد الشيبان وعرض شبيب أصحابه بالدائن فكانوا ألف رجل فخطبهم
فحمد ال وأثن عليه ث قال يا معشر السلمي إن ال قد كان ينصركم عليهم وأنتم مائة
ومائتان وأكثر من ذلك قليل وأنقص منه قليل وأنتم اليوم مئون ومئون أل إن مصلي الظهر ث
سائر بكم إن شاء ال
خطبة عتاب بن ورقاء ولا تواقف الفريقان للقتال جعل عتاب يسي فيما بي اليمنة
إل اليسرة ير بأهل راية راية فيحثهم على تقوي ال ويأمرهم بالصب ويقص عليهم قصصا
كثيا منه قوله يأهل السلم إن أعظم الناس نصيبا ف النة الشهداء وليس ال لحد من خلقه
بأحد منه للصابرين أل ترون أنه يقول واصبوا إن ال مع الصابرين فمن حد ال فعله فما
أعظم درجته وليس ال لحد أمقت منه لهل البغي أل ترون أن عدوكم هذا يستعرض
السلمي بسيفه ل يرون إل أن ذلك لم قربة عند ال فهم شرار أهل الرض وكلب أهل النار
فلم يبه أحد فقال أين القصاص يقصون على الناس ويرضونم فلم يتكلم أحد فقال أين من
يروي شعر عنترة فيحرك الناس فلم يبه أحد ول رد عليه كلمة فقال إنا ل وال لكأن بكم
وقد فررت عن عتاب بن ورقاء وتركتموه تسفى ف استه الريح وحل عليه شبيب فتفرق عنه
كثي من أصحابه وخذلوه وثبت ف عصابة قليلة صبت معه وقاتل حت قتل خطبة الجاج ولا
رأى الجاج عجز أهل الكوفة عن قتال شبيب ف مواطن كثية ف كلها يقتل أمراءهم ويفل
جنودهم كتب إل عبد اللك يستمده فبعث إليه سفيان بن البرد الكلب ف أربعة آلف
وحبيب بن عبد الرحن الكمى من مذحج ف ألفي ودخل فيمن معهما من أهل الشأم الكوفة
454
جهرة خطب العرب
فشدوا للحجاج ظهره فاستغن بما عن أهل الكوفة فقام على منبها فحمد ال وأثن عليه ث
قال
أما بعد يأهل الكوفة فل أعز ال من أراد بكم العز ول نصر من أراد بكم النصر
اخرجوا عنا ول تشهدوا معنا قتال عدونا القوا بالية فانزلوا مع اليهود والنصارى ول تقاتلوا
معنا إل من كان لنا عامل ومن ل يكن شهد قتال عتاب ابن ورقاء خطبة عبد ال بن ييي
الباضى لا استول عبد ال بن يى الكندي على بلد اليمن سنة خطب الناس فحمد ال جل
وعز وأثن عليه وصلى على نبيه ووعظ وذكر وحذر ث قال إنا ندعوكم إل كتاب ال تعال
وسنة نبيه وإجابة من دعا إليهما السلم ديننا وممد نبينا والكعبة قبلتنا والقرآن إمامنا رضينا
باللل حلل ل نبغي به بديل ول نشتري به ثنا قليل وحرمنا الرام ونبذناه وراء ظهورنا ول
حول
ول قوة إل بال وإل ال الشتكى وعليه العول من زن فهو كافر ومن سرق فهو
كافر ومن شرب المر فهو كافر ومن شك ف أنه كافر فهو كافر ندعوكم إل فرائض بينات
وآيات مكمات وآثار مقتدى با ونشهد أن ال صادق فيما وعد عدل فيما حكم وندعو إل
توحيد الرب واليقي بالوعيد والوعد وأداء الفرائض والمر بالعروف والنهي عن النكر
والولية لهل ولية ال والعداوة لعداء ال أيها الناس إن من رحة ال أن جعل ف كل فترة
بقايا من أهل العلم يدعون من ضل عن الدى ويصبون على الل ف جنب ال تعال يقتلون
على الق ف سالف الدهور شهداء فما نسيهم ربم وما كان ربك نسيا أوصيكم بتقوى ال
وحسن القيام على ما وكلكم ال بالقيام به فأبلوا ل بلء حسنا ف أمره وذكره أقول قول هذا
وأستغفر ال ل ولكم
خطب أب حزة الشاري خطبته حي دخل الدينة ولا دخل أبو حزة الدينة سنة
رقي النب فحمد ال وأثن عليه وقال يأهل الدينة سألناكم عن ولتكم هؤلء فأسأت لعمر ال
455
جهرة خطب العرب
فيهم القول قلتم وال ما فيهم الذي يعلم أخذوا الال من غي حله فوضعوه ف غي حقه وجاروا
ف الكم فحكموا بغي ما أنزل ال واستأثروا بفيئنا فجعلوه دولة بي الغنياء
منهم وجعلوا مقاسنا وحقوقنا ف مهور النساء وفروج الماء فقلنا لكم تعالوا نن
وأنتم إل هؤلء الذين ظلمونا وظلموكم وجاروا ف الكم فحكموا بغي ما أنزل ال نناشدهم
ال أن يتنحوا عنا وعنكم ليختار السلمون لنفسهم فقلتم ل يفعلون فقلنا لكم تعالوا نن
وأنتم نقاتلهم فإن نظهر نن وأنتم نأت بن يقيم فينا وفيكم كتاب ال وسنة نبيه ممد فقلتم ل
نقوى على ذلك فقلنا لكم فخلوا بيننا وبينهم فإن نظفر نعدل ف أحكامكم ونملكم على سنة
نبيكم ونقسم فيئكم بينكم فأبيتم وقاتلتمونا دونم فقاتلناكم وقتلناهم فأبعدكم ال وأسحقكم
خطبة أخرى له وروي انه لا دخل الدينة قام فخطب فقال ف خطبته يأهل الدينة مررت بكم
ف زمن الحول هشام بن عبد اللك وقد أصابتكم عاهة بثماركم وكتبتم إليه تسألونه أن يضع
خراجكم عنكم فكتب إليكم بوضعه عن قوم من ذوي اليسار منكم فزاد الغن غن وزاد الفقي
فقرا فقلتم جزاك ال خيا فل جزاكم ال خيا ول جزاه خيا
خطبته وقد بلغه أن أهل الدينة يعيبون صحابه وبلغ أبا حزة أن أهل الدينة يعيبون
أصحابه لداثة أسنانم وخفة أحلمهم فصعد النب وعليه كساء غليظ وهو متنكب قوسا
عربية فحمد ال وأثن عليه وصلى على نبيه وآله ث قال يأهل الدينة قد بلغتن مقالتكم
لصحاب ولول معرفت بضعف رأيكم وقلة عقولكم لحسنت أدبكم ويكم إن رسول ال
أنزل عليه الكتاب وبي له فيه السنن وشرع له فيه الشرائع وبي له فيه ما يأت وما يذر فلم
يكن يتقدم إل بأمر ال ول يجم إل عن أمر ال حت قبضه ال إليه وقد أدي الذي عليه وعلم
السلمي معال دينهم ول يدعهم من أمرهم ف شبهة وول أبا بكر صلتم فوله السلمون أمر
دنياهم حي وله رسول ال أمر دينهم فعمل بالكتاب والسنة وقاتل أهل الردة وشر ف أمر ال
حت قبضه ال إليه والمة عنه راضون رحة ال عليه ومغفرته ث ول بعده عمر بن الطاب
فسار بسية صاحبه وعمل بالكتاب والسنة وجند الجناد ومصر المصار وجب الفيء وفرض
456
جهرة خطب العرب
العطية وشر عن ساقه وحسر عن ذراعه وجلد ف المر ثاني وجع الناس ف شهر رمضان
وغزا العدو ف بلدهم وفتح الدائن والصون حت قبضه ال إليه والمة عنه راضون رحة ال
عليه ورضوانه ومغفرته ث ول من بعده عثمان بن عفان فسار ست سني بسية صاحبيه وكان
دونما ث سار ف الست الواخر با أحبط به الوائل واضطرب حبل الدين بعدها فطلبها كل
امرئ
لنفسه وأسر كل رجل منهم سريرة أبداها ال عنه حق مضوا على ذلك ث ول
علي بن أب طالب فلم يبلغ من الق قصدا ول يرفع له منارا ث مضى لسبيله ث ول معاوية بن
أب سفيان لعي رسول ال وابن لعينه وجلف من العراب وبقية من الحزاب مؤلف طليق
فسفك الدم الرام واتذ عباد ال خول ومال ال دول وبغى دينه عوجا ودغل وأحل الفرج
الرام وعمل با يشتهيه حت مضى لسبيله فالعنوه لعنه ال ث ول بعده ابنه يزيد يزيد المور
ويزيد الصقور ويزيد الفهود ويزيد الصيود ويزيد القرود
الفاسق ف بطنه الأبون ف فرجه فخالف القرآن واتبع الكهان ونادم القرد وعمل با
يشتهيه حت مضى على ذلك لعنه ال وفعل به وفعل ث ول مروان بن الكم طريد لعي رسول
ال وآله وابن لعينه فاسق ف بطنه وفرجه فالعنوه والعنوا أباءه ث تداولا بنو مروان بعده أهل
بيت اللعنة طرداء رسول ال وآله وقوم من الطلقاء ليسوا من الهاجرين والنصار ول التابعي
بإحسان فأكلوا مال ال أكل ولعبوا بدين ال لعبا واتذوا عباد ال عبيدا يورث ذلك الكب
منهم الصغر فيا لا أمة ما أضيعها وأضعفها والمد ل رب العالي ث مضوا على ذلك من
سيئ أعمالم واستخفافهم بكتاب ال تعال قد نبذوه وراء ظهورهم لعنهم ال فالعنوهم كما
يستحقون وقد ول منهم عمر بن عبد العزيز فبلغ ول يكد وعجز عن الذي أظهره حت مضى
لسبيله ول يذكره بي ول شر ث ول يزيد بن عبد اللك غلم ضعيف سفيه غي مأمون على
شيء من أمور السلمي ل يبلغ أشده ول يؤنس رشده وقد قال ال عز وجل فإن آنستم
457
جهرة خطب العرب
منهم رشدا فادفعوا إليهم أموالم فأمر أمة ممد ف أحكامها وفروجها ودمائها
أعظم عند ال من مال اليتيم وإن كان عند ال عظيما غلم مأبون ف بطنه وفرجه يشرب
الرام ويأكل الرام ويلبس الرام يلبس بردتي قد حيكتا له وقومتا على أهلهما بألف دينار
وأكثر وأقل قد أخذت من غي حلها وصرفت ف غي وجهها بعد أن ضربت فيها البشار
وحلقت فيها الشعار وهتكت فيها الستار واستحل ما ل يل ال لعبد صال ول لنب مرسل
ث يلس حبابة عن يينه وسلمة عن شاله تغنيانه بزامي الشيطان ويشرب المر الصراح
الحرمة نصا بعينها حت إذا أخذت منه مأخذها وخالطت روحه ولمه ودمه وغلبت سورتا
على عقله مزق حلنيه ث التفت إليهما فقال أتأذنان ل أن أطي نعم فطر إل لعنة ال وحريق
ناره وأليم عذابه طر إل حيث ل يردك ال
ث ذكر بن أمية وأعمالم وسيهم فقال أصابوا إمرة ضائعة وقوما طعاما جهال ل
يقومون ل بق ول يفرقون بي الضللة والدى ويرون أن بن أمية أرباب لم فملكوا المر
وتسلطوا فيه تسلط ربوبية بطشهم بطش البابرة يكمون بالوى ويقتلون على الغضب
ويأخذون بالظنة ويعطلون الدود بالشفاعات ويأمنون الونة ويقصون ذوي المانة ويأخذون
الفريضة من غي موضعها ويضعونا ف غي أهلها وقد بي ال أهلها فجعلهم ثانية أصناف
فقال إنا الصدقات للفقراء والساكي والعاملي عليها والؤلفة قلوبم وف الرقاب والغارمي
وف سبيل ال وابن السبيل فأقبل صنف تاسع ليس منها فأخذ كلها تلكم الفرقة
الاكمة بغي ما أنزل ال فالعنوهم لعنهم ال وأما إخواننا من هذه الشيعة وليسوا بإخواننا ف
الدين لكن سعت ال عز وجل قال ف كتابه يأيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى
وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا فإنا فرقة تظاهرت بكتاب ال وأعلنت الفرية على ال ل
يرجعون إل نظر نافذ ف القرآن ول عقل بالغ ف الفقه ول تفتيش عن حقيقة الصواب قد
قلدوا أمورهم أهواءهم وجعلوا دينهم العصبية لزب لزموه وأطاعوه ف جيع ما يقوله لم غيا
كان أو رشدا ضللة أو هدى ينتظرون الدول ف رجعة الوتى ويؤمنون بالبعث قبل الساعة
458
جهرة خطب العرب
ويدعون علم الغيب لخلوق ل يعلم أحدهم ما ف بيته بل ل يعلم ما ينطوي عليه ثوبه أو يويه
جسمه ينقمون العاصي على أهلها ويعملون إذا ولوا با يصرون على الفتنة ول يعرفون الخرج
منها جفاة ف دينهم
قليلة عقولم قد قلدوا أهل بيت من العرب دينهم وزعموا أن موالتم لم تغنيهم
عن العمال الصالة وتنجيهم من عقاب العمال السيئة قاتلهم ال أنل يؤفكون فأي هؤلء
الفرق يأهل الدينة تتبعون أم بأي مذاهبهم تقتدون وقد بلغن أنكم تنتقصون أصحاب قلتم هم
شباب أحداث وأعراب جفاة ويكم يأهل الدينة وهل كان أصحاب رسول ال وآله
الذكورون ف الي إل شبابا أحداثا أما وال إن لعال بتتابعكم فيما يضركم ف معادكم ولول
اشتغال بغيكم عنكم ما تركت الخذ فوق أيديكم شباب وال مكتهلون ف شبابم غضيضة
عن الشر أعينهم ثقيلة عن الباطل أرجلهم أنضاء عبادة وأطلح سهر باعوا أنفسا توت غدا
بأنفس ل توت أبدا قد نظر ال إليهم ف جوف الليل منحنية أصلبم على أجزاء القرآن كلما
مر أحدهم بآية من ذكر النة بكى شوقا إليها وإذا مر بآية من ذكر النار شهق شهقة كأن
زفي جهنم بي أذنيه قد أكلت الرض ركبهم وأيديهم وأنوفهم وجباههم ووصلوا كلل الليل
بكلل النهار مصفرة ألوانم ناحلة أجسامهم من طول القيام وكثرة الصيام مستقلون لذلك ف
جنب ال موفون بعهد ال منجزون لوعد ال حت إذا رأوا سهام العدو وقد فوقت ورماحهم
وقد أشرعت وسيوفهم وقد انتضيت وبرفت الكتيبة ورعدت بصواعق الوت استخفوا بوعيد
الكتيبة لوعيد ال ول يستخفوا بوعيد ال لوعيد
الكتيبة ولقوا شبا السنة وشائك السهام وظبات السيوف بنحورهم ووجوهم
وصدورهم فمضى الشاب منهم قدما حت اختلفت رجله على عنق فرسه واختضبت ماسن
وجهه بالدماء وعفر جبينه بالثرى وانطت عليه طي السماء وترقته سباع الرض فطوب لم
وحسن مآب فكم من عي ف منقار طائر طالا بكى با صاحبها ف جوف الليل من خوف ال
وكم من يد قد أبينت عن ساعدها طالا اعتمد عليها صاحبها راكعا وساجدا وكم من وجه
459
جهرة خطب العرب
رقيق وجبي عتيق قد فلق بعمد الديد ث بكى وقال آه آه على فراق الخوان رحة ال على
تلك البدان وأدخل أرواحهم النان خطبة أخرى ورقي النب فحمد ال وأثن عليه ث قال
أوصيكم بتقوى ال وطاعته والعمل بكتابه وسنة نبيه وصلة الرحم وتعظيم ما صغرت البابرة
من حق ال وتصغي ما عظمت من الباطل وإماتة ما أحيوا من الور وإحياء ما أماتوا من
القوق وأن يطاع ال ويعصى العباد ف طاعته فالطاعة ل ولهل طاعة ال ول طاعة لخلوق
ف معصية الالق ندعو إل كتاب ال وسنة نبيه والقسم بالسوية والعدل ف الرعية ووضع
الخاس ف مواضعها الت أمر ال با تعلمون يأهل الدينة أنا ل نرج من ديارنا وأموالنا أشرا
ول بطرا ول عبثا ول لوا ول لدولة ملك نريد أن نوض فيه ول لثأر قدي نيل منا
ولكنا لا رأينا مصابيح الق قد أطفئت ومعال العدل قد عطلت وكثر الدعاء ف الدين وعمل
بالوى وعنف القائل بالق وقتل القائم بالقسط ضاقت علينا الرض با رحبت وسعنا داعيا
يدعو إل طاعة الرحن وحكم القرآن فأجبنا داعي ال ومن ل يب داعي ال فليس بعجز ف
الرض فأقبلنا من قبائل شت النفر منا على بعي واحد عليه زادهم وأنفسهم يتعاورون لافا
واحدا قليلون مستضعفون ف الرض فآوانا ال وأيدنا بنصره وأصبحنا وال جيعا بنعمته إخوانا
وعلى الدين أعوانا ث لقينا رجالكم بقديد فدعوناهم إل طاعة الرحن وحكم القرآن ودعونا
إل طاعة الشيطان وحكم مروان وآل مروان فشتان لعمر ال ما بي الغي والرشد ث أقبلوا
يهرعون ويزفون قد ضرب الشيطان برانه وغلت بدمائهم مراجله وصدق عليهم إبليس ظنه
وأقبل أنصار ال عصائب وكتائب بكل مهند ذي رونق فدارت رحانا واستدارت رحاهم
بضرب يرتاب منه البطلون وأنتم يأهل الدينة إن تنصروا مروان وآل مروان يسحتكم ال
بعذاب من عنده أو بأيدينا ويشف صدور قوم مؤمني يأهل الدينة إن أولكم خي أول
وآخركم شر آخر يأهل الدينة الناس منا ونن منهم إل مشركا عابد وثن أو كافرا من أهل
الكتاب أو إماما جائرا أو شادا على عضده يأهل الدينة من زعم أن ال تعال كلف نفسا فوق
طاقتها أو سألا ما ل يؤتا فهو ل عدو ولنا حرب
460
جهرة خطب العرب
خطبة له ف سب أهل الدينة وتقريعهم وخطب الدينة فحمد ال وأثن عليه ث قال
يأهل الدينة مال رأيت رسم الدين فيكم باقيا وآثاره دارسة ل تقبلون عظته ول تفقهون من
أهله حجة قد بليت فيكم حدته وانطمست عنكم سنته ترون معروفه منكرا والنكر من غيه
معروفا إذا انكشفت لكم العب وأوضحت لكم النذر عميت عنها أبصاركم وصمت عنها
أساعكم ساهي ف غمرة لهي ف غفلة تنبسط قلوبكم للباطل إذا نشر وتنقبض عن الق إذا
ذكر مستوحشة من العلم مستأنسة بالهل كلما وقعت عليها موعظة زادتا عن الق نفورا
تملون قلوبا ف صدوركم كالجارة أو أشد قسوة من الجارة أو ل تلن لكتاب ال الذي لو
أنزل على جبل لرأيته خاشعا متصدعا من خشية ال يأهل الدينة ما تغن عنكم صحة أبدانكم
إذا سقمت قلوبكم إن ال قد جعل لكل شئ سببا غالبا ينقاد له ويطيع أمره وجعل القلوب
غالبة على البدان فإذا مالت القلوب ميل كانت البدان لا تبعا وإن القلوب ل تلي أهلها إل
بصحتها ول يصححها إل العرفة بال وقوة النية ونفاذ البصية ولو استشعرت تقوى ال
قلوبكم لستعملت ف طاعة ال أبدانكم يأهل الدينة داركم دار الجرة ومثوى رسول ال لا
نبت به داره وضاق به قراره وآذاه العداء وتهمت له فنقله ال إليكم بل إل قوم لعمري ل
يكونوا أمثالكم متوازرين مع الق على الباطل متارين الجل على العاجل يصبون للصراء
رجاء ثوابا فنصروا ال وجاهدوا ف سبيله وآووا رسول ال ونصروه واتبعوا النور
الذي أنزل معه وآثروا ال على أنفسهم ولو كان بم خصاصة قال ال تعال
لمثالم ولن اهتدي بداهم ومن يوق شح نفسه فأولئك هم الفلحون وأنتم أبناؤهم ومن بقي
من خلفهم تتركون أن تقتدوا بم أو تأخذوا بسنتهم عمي القلوب صم الذان اتبعتم الوى
فأرداكم عن الدى وأسهاكم فل مواعظ القرآن تزجركم فتزدجرون ول تعظكم فتعتبون ول
توقظكم فتستيقظون لبئس اللف أنتم من قوم مضوا قبلكم ما سرت بسيتم ول حفظتم
وصيتهم ول احتذيتم مثالم لو شقت عنهم قبورهم فعرضت عليهم أعمالكم لعجبوا كيف
صرف العذاب عنكم وجاء ف رواية العقد الفريد يأهل الدينة أولكم خي أول وآخركم شر
461
جهرة خطب العرب
آخر إنكم أطعتم قراءكم وفقهاءكم فاختانوكم عن كتاب غي ذي عوج بتأويل الاهلي
وانتحال البطلي فأصبحتم عن الق نائبي أمواتا غي أحياء وما تشعرون يأهل الدينة يا أبناء
الهاجرين والنصار والذين اتبعوهم بإحسان ما أصح أصلكم وأسقم فرعكم كان آباؤكم أهل
اليقي وأهل العرفة بالدين والبصائر النافذة والقلوب الواعية وأنتم أهل الضللة والهالة
استعبدتكم الدنيا فأذلتكم والمان فأضلتكم فتح ال لكم باب الدين فسددتوه وأغلق عنكم
باب الدنيا ففتحتموه سراع إل الفتنة بطاء عن السنة عمي عن البهان صم عن العرفان عبيد
الطمع حلفاء الزع نعم ما ورثكم آباؤكم لو حفظتموه وبئس ما تورثون أبناءكم أن تسكوا
به نصر ال آباءكم على الق وخذلكم على الباطل كان عدد آبائكم قليل طيبا وعددكم كثي
خبيث اتبعتم الوى فأرداكم واللهو فأسهاكم ومواعظ القرآن تزجركم فل
تزدجرون وتعبكم فل تعتبون خطبة أخرى وخطب فقال أما بعد فإنك ف ناشئ فتنة وقائد
ضللة قد طال جثومها واشتد عليك غمومها وتلونت مصايد عدو ال فيها وما نصب من
الشرك لهل الغفلة عما ف عواقبها فلن يهد عمودها ولن ينل أوتادها إل الذي بيده ملك
الشياء وهو ال الرحن الرحيم أل وإن ل بقايا من عباده ل يتحيوا ف ظلمها ول يشايعوا
أهلها على شبهها مصابيح النور ف افواههم تزهو وألسنتهم بجج الكتاب تنطق ركبوا منهج
السبيل وقاموا على العلم العظم هم خصماء الشيطان الرجيم بم يصلح ال البلد ويدفع عن
العباد فطوب لم وللمستصبحي بنورهم وأسأل ال أن يعلنا منهم
خطبته حي خرج من الدينة وخطب حي خرج من الدينة لقتال جيش مروان
فقال يأهل الدينة إنا خارجون لرب مروان فإن نظهر نعدل ف أحكامكم ونملكم على سنة
نبيكم ونقسم بينكم فيئكم وإن يكن ما تنون لنا فسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون
عمران بن حطان والجاج ولا ظفر الجاج بعمران بن حطان الشاري قال اضربوا عنق ابن
الفاجرة فقال عمران لبئس ما أدبك أهلك يا حجاج كيف أنت أن أجيبك بثل ما لقيتن به
أبعد الوت منلة أصانعك عليها فأطرق الجاج استحياء وقال خلوا عنه فخرج إل أصحابه
462
جهرة خطب العرب
فقالوا وال ما أطلقك إل ال فارجع إل حربه معنا فقال هيهات غل يدا مطلقها وأسر رقبة
معتقها
الطب الوعظية والوصايا خطبة سحبان بن زفر الوائلى توف سنة ه خطب فقال إن
الدنيا دار بلغ والخرة دار قرار أيها الناس فخذوا من دار مركم لدار مقركم ول تتكوا
أستاركم عند من ل تفى عليه أسراركم وأخرجوا من الدنيا قلوبكم قبل أن ترج منها
أبدانكم ففيها حييتم ولغيها خلقتم إن الرجل إذا هلك قال الناس ما ترك وقالت اللئكة ما
قدم ل قدموا بعضا يكون لكم ول تلفوا كل يكون عليكم
خطبة معاوية وخطب معاوية بدمشق فقال أيها الناس سافروا بأبصاركم ف كر
الديدين ث ارجعوها كليلة عن بلوغ المل فإن الاضي عظة للباقي ول تعلوا الغرور سبيل
العجز عن الد فتنقطع حجتكم ف موقف ال سائلكم فيه وماسبكم فيما أسلفتم أيها الناس
أمس شاهد فاحذروه واليوم مؤدب فاعرفوه وغدا رسول فأكرموه خطبة عبد اللك بن مروان
وخطب عبد اللك بن مروان فقال أيها الناس اعملوا ل رغبة ورهبة فإنكم نبات نعمته
وحصيد نقمته ول تغرس لكم المال إل ما تتنيه الجال وأقلوا الرغبة فيما يورث العطب
فكل ما تزرعه العاجلة تقلعه الجلة واحذروا الديدين فهما يكران عليكم إن عقب من بقى
لوق بن مضي وعلى أثر من سلف يضي من خلف فتزودوا فإن خي الزاد التقوى
خطبة لعمر بن عبد العزيز قال أبو العباس البد حدثت ف بعض السانيد أن عمر
بن عبد العزيز قال ف خطبة له أيها الناس إنا الدنيا أمل مترم وأجل منتقص وبلغ إل دار
غيها وسي إل الوت ليس فيه تعريج فرحم ال امرأ فكر ف أمره ونصح لنفسه وراقب ربه
واستقال ذنبه ونور قلبه أيها الناس إن أباكم قد أخرج من النة بذنب واحد وإن ربكم وعد
على التوبة فليكن أحدكم من ذنبه على وجل ومن ربه على أمل
كلم السن البصري التوف سنة ه خطبة له قال السن البصري رحه ال يا بن
آدم بع دنياك بآخرتك تربهما جيعا ول تبع آخرتك بدنياك فتخسرها جيعا يا بن آدم إذا
463
جهرة خطب العرب
رأيت الناس ف الي فنافسهم فيه وإذا رأيتهم ف الشر فل تغبطهم عليه الثواء ها هنا قليل
والبقاء هناك طويل أمتكم آخر المم وأنتم آخر أمتكم وقد أسرع بياركم فماذا تنتظرون
العاينة فكأن قد هيهات هيهات ذهبت الدنيا باليها وبقيت العمال قلئد ف أعناق بن آدم
فيا لا موعظة لو وافقت من القلوب حياة أما إنه وال ل أمة بعد أمتكم ول نب بعد نبيكم ول
كتاب بعد كتابكم أنتم تسوقون الناس والساعة تسوقكم وإنا ينتظر بأولكم أن يلحقه آخركم
من رأي ممدا فقد رآه غاديا ورائحا ل يضع لبنة على لبنة ول قصبة على قصبة رفع له علم
فشمر إليه فالوحاء الوحاء
والنجاء النجاء علم تعرجون أتيتم ورب الكعبة قد أسرع بياركم وأنتم كل يوم
ترذلون فماذا تنتظرون إن ال تبارك وتعال بعث ممدا عليه الصلة والسلم على علم منه
اختاره لنفسه وبعثه برسالته وأنزل عليه كتابه وكان صفوته من خلقه ورسوله إل عباده ث
وضعه من الدنيا موضعا ينظر إليه أهل الرض وآتاه منها قوتا وبلغة ث قال لقد كان لكم ف
رسول ال أسوة حسنة فرغب أقوام عن عيشه وسخطوا ما رضي له ربه فأبعدهم ال
وأسحقهم يا بن آدم طإ الرض بقدمك فإنا عن قليل قبك واعلم أنك ل تزل ف هدم عمرك
منذ سقطت من بطن أمك رحم ال رجل نظر فتفكر وتفكر فاعتب وأبصر فصب فقد أبصر
أقوام ول يصبوا فذهب الزع بقلوبم ول يدركوا ما طلبوا ول يرجعوا إل ما فارقوا يا بن
آدم اذكر قوله وكل إنسان ألزمناه طائره ف عنقه ونرج له يوم القيامة كتابا يلقاه منشورا اقرأ
كتابك كفى بنفسك اليوم عليك حسيبا عدل وال عليك من جعلك حسيب نفسك خذوا
صفا الدنيا وذروا كدرها فليس الصفو ما عاد كدرا ول الكدر ما عاد صفوا دعوا ما يريبكم
إل ما ل يريبكم ظهر الفاء وقلت العلماء وعفت السنة وشاعت البدعة لقد صحبت أقواما ما
كانت صحبتهم إل قرة العي وجلء الصدور ولقد رأيت أقواما كانوا من حسناتم أن ترد
عليهم أشفق منكم من سيئاتكم أن تعذبوا عليها وكانوا فيما أحل ال لم من الدنيا أزهد
منكم فيما حرم ال عليكم منها ما ل أسع حسيسا ول أرى
464
جهرة خطب العرب
أنيسا ذهب الناس وبقي النسناس لو تكاشفتم ما تدافنتم تاديتم الطباق ول تادوا
النصائح قال ابن الطاب رحم ال امرأ أهدي إلينا مساوينا أعدوا الواب فإنكم مسئولون
الؤمن من ل يأخذ دينه عن رأيه ولكنه أخذه من قبل ربه إن هذا الق قد جهد أهله وحال
بينهم وبي شهواتم وما يصب عليه إل من عرف فضله ورجا عاقبته فمن حد الدنيا ذم الخرة
وليس يكره لقاء ال إل مقيم على سخطه يا بن آدم اليان ليس بالتحلي ول بالتمن ولكنه ما
وقر ف القلوب وصدقه العمل خطبة أخرى وكان إذا قرأ ألاكم التكاثر قال عم ألاكم عن دار
اللود وجنة ل تبيد هذا وال فضح القوم وهتك الستر وأبدى العوار تنفق مثل دينك ف
شهواتك سرفا وتنع ف حق ال درها ستعلم يا لكع الناس ثلثة مؤمن وكافر ومنافق فأما
الؤمن فقد ألمه الوف وقومه ذكر العرض وأما الكافر فقد قمعه السيف وشرده الوف
فأدعن بالزية وسح بالضريبة وأما النافق ففي الجرات والطرقات يسرون غي ما يعلنون
ويضمرون غي ما يظهرون فاعتبوا إنكارهم ربم بأعمالم البيثة ويلك قتلت وليه ث تتمن
عليه جنته
خطبة أخرى وكان يقول رحم ال رجل خل بكتاب ال فعرض عليه نفسه فإن
وافقه حد ربه وسأله الزيادة من فضله وإن خالفه أعتب وأناب وراجع من قريب رحم ال
رجل وعظ أخاه وأهله فقال يأهلى صلتكم صلتكم زكاتكم زكاتكم جيانكم جيانكم
إخوانكم إخوانكم مساكينكم مساكينكم لعل ال يرحكم فإن ال تبارك وتعال أثن على عبد
من عباده فقال وكان يأمر أهله بالصلة والزكاة وكان عند ربه مرضيا يا بن آدم كيف تكون
مسلما ول يسلم منك جارك وكيف تكون مؤمنا ول يأمنك الناس خطبة أخرى وكان يقول
ل يستحق أحد حقيقة اليان حت ل يعيب الناس بعيب هو فيه ول يأمر بإصلح عيوبم حت
يبدأ بإصلح ذلك من نفسه فإنه إذا فعل ذلك ل يصلح عيبا إل وجد ف نفسه عيبا آخر ينبغي
له أن يصلحه فإذا فعل ذلك شغل باصة نفسه عن عيب غيه وإنك ناظر إل عملك بوزن
465
جهرة خطب العرب
خيه وشره فل تقرن شيئا من الي وإن صغر فإنك إذا رأيته سرك مكانه ول تقرن شيئا من
الشر وإن صغر فإنك إذا رأيته ساءك مكانه
خطبة أخرى وكان يقول رحم ال عبدا كسب طيبا وأنفق قصدا وقدم فضل
وجهوا هذه الفضول حيث وجهها ال وضعوها حيث أمر ال فإن من كان قبلكم كانوا
يأخذون من الدنيا بلغهم ويؤثرون بالفضل أل إن هذا الوت قد أضر بالدنيا ففضحها فل
وال ما وجد ذو لب فيها فرحا فإياكم وهذه السبل التفرقة الت جاعها الضللة وميعادها النار
أدركت من صدر هذه المة قوما كانوا إذا جنهم الليل فقيام على أطرافهم يفترشون خدودهم
تري دموعهم على خدودهم يناجون مولهم ف فكاك رقابم إذا عملوا السنة سرتم وسألوا
ال أن يتقبلها منهم وإذا عملوا سيئة ساءتم وسألوا ال أن يغفرها لم يا بن آدم إن كان ل
يغنيك ما يكفيك فليس ها هنا شىء يغنيك وإن كان يغنيك ما يكفيك فالقليل من الدنيا
يكفيك يا بن آدم ل تعمل شيئا من الق رياء ول تتركه حياء خطبة أخرى وكان يقول إن
العلماء كانوا قد استغنوا بعلمهم عن أهل الدنيا وكانوا يقضون بعلمهم على أهل الدنيا ما ل
يقضي أهل الدنيا بدنياهم فيها وكان أهل الدنيا يبذلون دنياهم لهل العلم رغبة ف علمهم
فأصبح اليوم أهل العلم يبذلون علمهم لهل الدنيا رغبة ف دنياهم فرغب أهل الدنيا بدنياهم
عنهم وزهدوا ف علمهم لا رأوا من سوء موضعه عندهم وكان يقول ل أذهب إل من يوارى
غن غناه ويبدي ل فقره ويغلق دون بابه وينعن ما عنده وأدع من يفتح ل بابه
ويبدي ل غناه ويدعون إل ما عنده خطبة أخرى وكان يقول يا بن آدم ل غن بك عن
نصيبك من الدنيا وأنت إل نصيبك من الخرة أفقر مؤمن مهتم وعلج اغتم وأعراب ل فقه له
ومنافق مكذب ودنياوي مترف نعق بم ناعق فاتبعوه فراش نار وذبان طمع والذي نفس
السن بيده ما أصبح ف هذه القرية مؤمن إل أصبح مهموما حزينا وليس لؤمن راحة دون لقاء
ال الناس ما داموا ف عافية مستورون فإذا نزل بلء صاروا إل حقائقهم فصار الؤمن إل إيانه
والنافق إل نفاقه أي قوم إن نعمة ال عليكم أفضل من أعمالكم فسارعوا إل ربكم فإنه ليس
466
جهرة خطب العرب
لؤمن راحة دون النة ول يزال العبد بي ما كان له واعظ من نفسه وكانت الحاسبة من هه
خطبة أخرى وقال ف يوم فطر وقد رأى الناس وهيئاتم إن ال تبارك وتعال جعل رمضان
مضمارا للقه يستبقون فيه بطاعته إل مرضاته فسبق أقوام ففازوا وتلف آخرون فخابوا
فالعجب من الضاحك اللعب ف اليوم الذي يفوز فيه الحسنون ويسر فيه البطلون أما وال
أن لو كشف الغطاء لشغل مسن بإحسانه ومسيء بإساءته عن ترجيل شعر أو تديد ثوب
مقام السن البصري عند عمر بن هبية لا ول عمر بن هبية الفزارى العراق
وذلك ف أيام يزيد بن عبد اللك استدعى السن البصري وممد بن سيين والشعب سنة
ثلث ومائة فقال لم إن يزيد خليفة ال استخلفه على عباده وأحد عليهم اليثاق بطاعته وأخذ
عهدنا بالسمع والطاعة وقد ولن ما ترون فيكتب إل بالمر من أمره أعرف ف تنفيذه اللكة
فأخاف إن أطعته غضب ال وإن عصيته ل آمن سطوته فما ترون فقال ابن سيين والشعب
قول فيه تقية وكان ابن هبية ل يستشفي دون أن يسمع قول السن فقال قل ما عندك يا أبا
سعيد فقال يا بن هبية خف ال ف يزيد ول تف يزيد ف ال إن ال ينعك من يزيد وإن يزيد
ل ينعك من ال وأوشك أن يبعث إليك ملكا فيزيلك عن سريرك ويرجك من سعة قصرك
إل ضيق قبك ث ل ينجيك إل عملك يا بن هبية إن تعص ال فإنا جعل ال هذا السلطان
ناصرا لدين ال وعباده فل تركب دين ال وعباده بسلطان ال فإنه ل طاعة لخلوق ف معصية
الالق وف رواية أخرى قال أقول وال إنه يوشك أن ينل بك ملك من ملئكة ال فظ غليظ
ل يعصي ال ما أمره فيخرجك من سعة قصرك إل ضيق قبك فل يغن عنك ابن عبد اللك
شيئا وإن لرجو أن ال عز وجل سيعصمك من يزيد وإن يزيد ل ينعك من ال فاتق ال أيها
المي فإنك ل تأمن أن ينظر ال إليك وأنت على أقبح ما تكون عليه من طاعة يزيد نظرة
يقتك با فيغلق عنك باب الرحة واعلم أن أخوفك ما خوفك ال سبحانه حي يقول ذلك
لن خاف مقامي وخاف وعيد وإذا كنت مع ال عز وجل ف طاعته كفاك بوائق يزيد وإن
كنت مع يزيد على معصية ال وكلك ال إل يزيد حي ل يغن عنك شيئا
467
جهرة خطب العرب
فبكي عمر بن هبية بكاء شديدا ث أجازهم وأضعف جائزة السن فقال الشعب
لبن سيين سفسفنا له فسفسف لنا مقام السن عند النضر بن عمرو وأحضر النضر بن عمرو
وكان واليا على البصرة السن البصري يوما فقال يا أبا سعيد إن ال عز وجل خلق الدنيا وما
فيها من رياشها وبجتها وزينتها لعباده وقال عز وجل كلوا واشربوا ول تسرفوا إنه ل يب
السرفي وقال عز من قائل قل من حرم زينة ال الت أخرج لعباده والطيبات من الرزق قل هي
للذين آمنوا ف الياة الدنيا فقال السن أيها الرجل اتق ال ف نفسك وإياك والمان الت
ترجحت فيها فتهلك إن أحدا ل يعط خيا من خي الدنيا ول من خي الخرة بأمنيته وإنا هي
داران من عمل ف هذه أدرك تلك ونال ف هذه ما قدر له منها ومن أهل نفسه خسرها جيعا
إن ال سبحانه اختار ممدا لنفسه وبعثه برسالته ورحته وجعله رسول إل كافة خلقه وأنزل
عليه كتابا مهيمنا وحد له ف الدنيا حدودا وجعل له فيها أجل ث قال عز وجل لقد كان لكم
ف رسول ال أسوة حسنة وأمرنا أن نأخذ بأمره ونتدي بديه وأن نسلك طريقته ونعمل بسنته
فما بلغنا إليه فبفضله ورحته وما قصرنا عنه فعلينا أن نستعي ونستغفر فذلك باب مرجنا فأما
المان فل خي فيها ول ف أحد من أهلها
فقال النضر وال يا أبا سعيد إنا على ما فينا لنحب ربنا فقال السن لقد قال ذلك
قوم على عهد رسول ال فأنزل ال تعال عليه قل إن كنتم تبون ال فاتبعون يببكم ال فجعل
سبحانه اتباعه علما للمحبة وأكذب من خالف ذلك فاتق ال أيها الرجل ف نفسك واي ال
لقد رأيت أقواما كانوا قبلك ف مكانك يعلون النابر وتتز لم الراكب ويرون الذيول بطرا
ورياء الناس يبنون الدر ويؤثرون الثر ويتنافسون ف الثياب أخرجوا من سلطانم وسلبوا ما
جعوا من دنياهم وقدموا على ربم ونزلوا على أعمالم فالويل لم يوم التغابن ويا ويهم يوم
يفر الرء من أخيه وأمه وأبيه وصاحبته وبنيه لكل امرئ منهم يومئذ شأن يغنيه مقام آخر له
عند النضر ودخل عليه يوما آخر فقال أيها المي أيدك ال إن أخاك من نصحك ف دينك
وبصرك عيوبك وهداك إل مراشدك وإن عدوك من غرك ومناك أيها المي اتق ال فإنك
468
جهرة خطب العرب
أصبحت مالفا للقوم ف الدى والسية والعلنية والسريرة وأنت مع ذلك تتمن المان
وترجح ف طلب العذر والناس أصلحك ال طالبان فطالب دنيا وطالب آخرة واي ال لقد
أدرك طالب الخرة واستراح وتعب الخر واخترم
فاحذر أيها المي أن تشقى بطلب الفان وترك الباقي فتكون من النادمي واعلم أن
حكيما قال أين اللوك الت عن حظها غفلت حت سقاها بكأس الوت ساقيها نعوذ بال من
الور بعد الكور ومن الضللة بعد الدي لقد حدثت أيها المي عن بعض الصالي أنه كان
يقول كفي بالرء خيانة أن يكون للخونة أمينا وعلى أعمالم معينا مقال السن حي رأى دار
الجاج الت بناها بواسط وروي أن الجاج بن دارا بواسط وأحضر السن لياها فلما دخلها
قال المد ل إن اللوك ليون لنفسهم عزا وإنا لنرى فيهم كل يوم عبا يعمد أحدهم إل
قصر فيشيده وإل فرش فينجده وإل ملبس ومراكب فيحسنها ث يف به ذباب طمع وفراش
نار وأصحاب سوء فيقول انظروا ما صنعت فقد رأينا أيها الغرور فكان ماذا يا أفسق الفاسقي
أما أهل السموات فقد مقتوك وأما أهل الرض فقد لعنوك بنيت دار الفناء وخربت دار البقاء
وغررت ف دار الغرور لتذل ف دار البور ث خرج وهو يقول إن ال سبحانه أخذ عهده على
العلماء ليبينه للناس ول يكتمونه وبلغ الجاج ما قال فاشتد غضبه وجع أهل الشأم فقال يأهل
الشأم أيشتمن عبد من عبيد أهل البصرة وأنتم حضور فل تنكرون ث أمر بإحضاره فجاء وهو
يرك شفتيه با ل يسمع حت دخل على الجاج فقال يا أبا سعيد أما كان لمارت عليك حق
حي قلت ما قلت فقال يرحك ال أيها المي إن من خوفك حت
تبلغ أمنك أرفق بك وأحب فيك من أمنك حت تبلغ الوف وما أردت الذي سبق
إل وهك والمران بيدك العفو والعقوبة فافعل الول بك وعلى ال فتوكل وهو حسبنا ونعم
الوكيل فاستحيا الجاج منه واعتذر إليه وأكرمه وحياه وف رواية أخرى فلما دخل قال له
الجاج ها هنا فأجلسه قريبا منه وقال ما تقول ف علي وعثمان قال أقول قول من هو خي
من عند من هو شر منك قال فرعون لوسى فما بال القرون الول قال علمها عند رب ف
469
جهرة خطب العرب
كتاب ل يضل رب ول ينسى علم علي وعثمان عند ال قال أنت سيد العلماء يا أبا سعيد
ودعا بغالية وعلف با ليته فلما خرج تبعه الاجب فقال له ما الذي كنت قلت حي دخلت
عليه قال قلت يا عدت عند كربت ويا صاحب عند شدت ويا ول نعمت ويا إلي وإله آبائي
إبراهيم وإسحق ويعقوب ارزقن مودته واصرف عن أذاه ففعل رب عز وجل صفة المام
العادل لا ول عمر بن عبد العزيز اللفة كتب إل السن أن يكتب إليه بصفة المام العادل
فكتب إليه السن رحه ال اعلم يا أمي الؤمني أن ال جعل المام العادل قوام كل مائل
وقصد كل جائر وصلح كل فاسد وقوة كل ضعيف ونصفة كل مظلوم ومفزع كل ملهوف
والمام العادل يا أمي الؤمني كالراعي الشفيق على إبله الرفيق الذي يرتاد
لا أطيب الرعى ويذودها عن مراتع اللكة ويميها من السباع ويكنفها من أذى
الر والقر والمام العدل يا أمي الؤمني كالب الان على ولده يسعى لم صغارا ويعلمهم
كبارا يكتسب لم ف حياته ويدخر لم بعد ماته والمام العدل يا أمي الؤمني كالم الشفيقة
البة الرفيقة بولدها حلته كرها ووضعته كرها وربته طفل تسهر بسهره وتسكن بسكونه
ترضعه تارة وتفطمه أخرى وتفرح بعافيته وتغتم بشكايته والمام العادل يا أمي الؤمني وصي
اليتامى وخازن الساكي يرب صغيهم ويون كبيهم والمام العدل يا أمي الؤمني كالقلب
بي الوانح تصلح الوانح بصلحه وتفسد بفساده والمام العدل يا أمي الؤمني هو القائم بي
ال وبي عباده يسمع كلم ال ويسمعهم وينظر إل ال ويريهم وينقاد إل ال ويقودهم فل
تكن يا أمي الؤمني فيما ملكك ال كعبد ائتمنه سيده واستحفظه ماله وعياله فبدد الال وشرد
العيال فأفقر أهله وفرق ماله واعلم يا أمي الؤمني أن ال أنزل الدود ليزجر با عن البائث
والفواحش فكيف إذا أتاها من يليها وأن ال أنزل القصاص حياة لعباده فكيف إذا قتلهم من
يقتص لم واذكر يا أمي الؤمني الوت وما بعده وقلة أشياعك عنده وأنصارك عليه فتزود له
ولا بعده من الفزع الكب واعلم يا أمي الؤمني أن لك منل غي منلك الذي أنت فيه يطول
فيه ثواؤك ويفارقك أحباؤك يسلمونك ف قعره فريدا وحيدا فتزود له ما يصحبك يوم يفر الرء
470
جهرة خطب العرب
من أخيه وأمه وأبيه وصاحبته وبنيه واذكر يا أمي الؤمني إذا بعثر ما ف القبور وحصل ما ف
الصدور فالسرار ظاهرة والكتاب ل يغادر صغية ول كبية إل أحصاها فالن يا أمي الؤمني
وأنت ف مهل قبل حلول الجل وانقطاع المل ل تكم يا أمي الؤمني ف عباد
ال بكم الاهلي ول تسلك بم سبيل الظالي ول تسلط الستكبين على
الستضعفي فإنم ل يرقبون ف مؤمن إل ول ذمة فتبوء بأوزارك وأوزار مع أوزارك وتمل
أثقالك وأثقال مع أثقالك ول يغرنك الذين يتنعمون با فيه بؤسك ويأكلون الطيبات ف
دنياهم بإذهاب طيباتك ف آخرتك ل تنظر إل قدرتك اليوم ولكن انظر إل قدرتك غدا وأنت
مأسور ف حبائل الوت وموقوف بي يدي ال ف ممع من اللئكة والنبيي والرسلي وقد
عنت الوجوه للحي القيوم إن يا أمي الؤمني وإن ل أبلغ بعظت ما بلغه أولو النهى من قبلي
فلم آلك شفقة ونصحا فأنزل كتاب إليك كمداوي حبيبه يسقيه الدوية الكريهة لا يرجو له ف
ذلك من العافية والصحة والسلم عليك يا أمي الؤمني ورحة ال وبركاته موعظته لعمر بن
عبد العزيز وكتب إليه عمر بن عبد العزيز رحهما ال اكتب إل يا أبا سعيد بوعظة فأوجز
فكتب إليه أما بعد يا أمي الؤمني فكأن الذي كان ل يكن وكأن الذي هو كائن قد نزل
واعلم يا أمي الؤمني أن الصب وإن أذاقك تعجيل مرارته فلنعم ما أعقبك من طيب حلوته
وحسن عاقبته وأن الوى وإن أذاقك طعم حلوته فلبئس ما أعقبك من مرارته وسوء عاقبته
واعلم يا أمي الؤمني أن الفائز من حرص على السلمة ف دار القامة وفاز بالرحة فأدخل
النة
موعظته لعمر بن عبد العزيز أيضا وكتب إليه عمر بن عبد العزيز اكتب إل يا أبا
سعيد بذم الدنيا فكتب إليه أما بعد يا أمي الؤمني فإن الدنيا دار ظعن وانتقال وليست بدار
إقامة على حال وإنا أنزل إليها آدم عقوبة فاحذرها فإن الراغب فيها تارك والغن فيها فقي
والسعيد من أهلها من ل يتعرض لا إنا إذا اختبها اللبيب الاذق وجدها تذل من أعزها
وتفرق من جعها فهي كالسم يأكله من ل يعرفه ويرغب فيه من يهله وفيه وال حتفه فكن
471
جهرة خطب العرب
فيها يا أمي الؤمني كالداوي جراحه يتمي قليل مافة ما يكره طويل الصب على لوائها أيسر
من احتمال بلئها واللبيب من حذرها ول يغتر بزينتها فإنا غدارة ختالة خداعة قد تعرضت
بآمالا وتزينت لطابا فهي كالعروس العيون إليها ناظرة والقلوب عليها والة وهي والذي
بعث ممدا بالق لزواجها قاتلة فاتق يا أمي الؤمني صرعتها واحذر عثرتا فالرخاء فيها
موصول بالشدة والبلء والبقاء مؤد إل اللكة والفناء واعلم يا أمي الؤمني أن أمانيها كاذبة
وآمالا باطلة وصفوها كدر وعيشها نكد وتاركها موفق والتمسك با هالك غرق والفطن
اللبيب من خاف ما خوفه ال وحذر ما حذره وقدر من دار الفناء إل دار البقاء فعند الوت
يأتيه اليقي الدنيا وال يا أمي الؤمني دار عقوبة لا يمع من ل عقل له وبا يغتر من ل علم
عنده والازم اللبيب من كان فيها كالداوي جراحه يصب على مرارة الدواء لا يرجو من
العافية وياف من سوء عاقبة الدار والدنيا واي ال يا أمي الؤمني حلم والخرة
يقظة والتوسط بينهما الوت والعباد ف أضغاث أحلم وإن قائل لك يا أمي الؤمني ما قال
الكيم فإن تنج منها تنج من ذي عظيمة وإل فإن ل إخالك ناجيا ولا وصل كتابه إل عمر
بكى وانتحب حت رحه من كان عنده وقال يرحم ال السن فإنه ل يزال يوقظنا من الرقدة
وينبهنا من الغفلة ول هو من مشفق ما أنصحه وواعظ ما أصدقه وأفصحه كلمات حكيمة
للحسن البصري وقال احذر من نقل إليك حديث غيك فإنه سينقل إل غيك حديثك أيها
الناس إنكم ل تنالون ما تبون إل بترك ما تشتهون ول تدركون ما تأملون إل بالصب على ما
تكرهون الصب صبان صب عند الصيبة وصب عن العصية فمن قدر على ذلك فقد نال افضل
الصبين أفضل الهاد جهاد الوى ل تكن من يمع علم العلماء وحكم الكماء ويري ف
الق مرى السفهاء من خاف ال أخاف ال سبحانه منه كل شيء ومن خاف الناس أخافه ال
من كل شيء لول ثلثة ما طأطأ ابن آدم رأسه الوت والرض والفقر وإنه بعد ذلك لوثاب
احذروا العابد الاهل والعال الفاسق فإن فيهما فتنة لكل مفتون ترك الطيئة أهون من معالة
التوبة ل تكن شاة الراعي أعقل منك تزجرها الصيحة وتطردها الشارة الؤمن تلقاه الزمان بعد
472
جهرة خطب العرب
الزمان بأمر ووجه واحد ونصيحة واحدة وإنا يتبدل النافق ليستأكل كل قوم الؤمن صدق
قوله فعله وسره علنيته ومشهده مغيبه ل يزال العبد بي ما كان له واعظ من نفسه وكانت
الفكرة من عمله
والذكر من شأنه والحاسبة من هته ول يزال بشر ما استعمل التسويف واتبع
الوى وأكثر الغفلة ورجح ف المان الق مر ل يصب عليه إل من عرف حسن العاقبة ومن
رجا الثواب خاف العقاب حادثوا هذه القلوب فإنا سريعة الدثور واقدعوا هذه النفوس فإنا
طلعة وإنكم إل تزعوها تنع بكم إل شر غاية يا بن آدم نارك ضيفك فأحسن إليه فإنك إن
أحسنت إليه ارتل يمدك وإن أسأت إليه ارتل يذمك وكذلك ليلك إنا أنت أيها النسان
عدد فإذا مضى لك يوم فقد مضى بعضك وقيل له يا أبا سعيد من أشد الناس صراخا يوم
القيامة فقال رجل رزق نعمة فاستعان با على معصية ال وكان يقول لو قمت الليل حت
ينحن ظهرك وصمت النهار حت يسقم جسمك ل ينفعك ذلك إل بورع صادق وسع رجل
يكثر الكلم فقال يا بن أخي أمسك عليك لسانك فقد قيل ما شيء أحق بسجن من لسان
وكان يقول لو ل يكن من شؤم الشراب إل أنه جاء إل أحب خلق ال إل ال فأفسده لكان
ينبغي للعاقل أن يتركه يعن العقل ويقول ما أطال أحد المل إل أساء العمل وما أساء العمل
إل ذل وقال يا عجبا لقوم قد أمروا بالزاد وأوذنوا بالرحيل وأقام أولم على آخرهم فليت
شعري ما الذي ينتظرون وقال اجعل الدنيا كالقنطرة توز عليها ول تعمرها وقال ليس
العجب من عطب كيف عطب إنا العجب من نا كيف نا وقال من أخلق الؤمن قوة ف
دين وحرص على العلم وقناعة ف فقر ورحة للمجهود وإعطاء ف حق وبر ف استقامة وفقه ف
يقي وكسب ف حلل
خطبة واصل بن عطاء النوعة الراء المد ل القدي بل غاية والباقي بل ناية الذي
عل ف دنوه ودنا ف علوه فل يويه زمان ول ييط به مكان ول يئوده حفظ ما خلق ول يلقه
على مثال سبق بل أنشأه ابتداعا وعدله اصطناعا فأحسن كل شيء خلقه وتم مشيئته وأوضح
473
جهرة خطب العرب
حكمته فدل على ألوهيته فسبحانه ل معقب لكمه ول دافع لقضائه تواضع كل شيء لعظمته
وذل كل شيء لسلطانه ووسع كل شيء فضله ل يعزب عنه مثقال حبة وهو السميع العليم
وأشهد أن ل إله إل ال وحده إلا تقدست أساؤه وعظمت آلؤه وعل عن صفات كل ملوق
وتنه عن شبيه كل مصنوع فل تبلغه الوهام ول تيط به العقول ول الفهام يعصى فيحلم
ويدعى فيسمع ويقبل التوبة من عباده ويعفو عن السيئات ويعلم ما تفعلون وأشهد شهادة حق
وقول صدق بإخلص نية وصحة طويلة أن ممد بن عبد ال عبده ونبيه وخالصته وصفيه ابتعثه
إل خلقه بالبينة والدى ودين الق فبلغ مألكته ونصح لمته وجاهد ف سبيل ال ل تأخذه ف
الق لومة لئم ول يصده عنه زعم زاعم ماضيا على سنته موفيا على قصده حت أتاه اليقي
فصلى ال على ممد وعلى آل ممد
أفضل وأزكى وأت وأنى وأجل وأعلى صلة صلها على صفوة أنبيائه وخالصة
ملئكته وأضعاف ذلك إنه حيد ميد أوصيكم عباد ال مع نفسي بتقوى ال والعمل بطاعته
والجانبة لعصيته وأحضكم على ما يدينكم منه ويزلفكم لديه فإن تقوى ال أفضل زاد وأحسن
عاقبة ف معاد ول تلهينكم الياة الدنيا بزينتها وخدعها وفواتن لذاتا وشهوات أمالا فإنا متاع
قليل ومدة إل حي وكل شيء منها يزول فكم عاينتم من أعاجيبها وكم نصبت لكم من
حبائلها وأهلكت من جنح إليها واعتمد عليها أذاقتهم حلوا ومزجت لم سا أين اللوك الذين
بنوا الدائن وشيدوا الصانع وأوثقوا البواب وكاثفوا الجاب وأعدوا الياد وملكوا البلد
واستخدموا التلد قبضتهم بحملها وطحنتهم بكلكلها وعضتهم بأنيابا وعاضتهم من السعة
ضيقا ومن العزة ذل ومن الياة فناء فسكنوا اللحود وأكلهم الدود وأصبحوا ل ترى إل
مساكنهم ول تد إل معالهم ول تس منهم من أحد ول تسمع لم نبسا فتزودوا عافاكم ال
فإن أفضل الزاد التقوى واتقوا ال يا أول اللباب لعلكم تفلحون جعلنا ال وإياكم من ينتفع
بواعظه ويعمل لظه وسعادته ومن يستمع القول فيتبع أحسنه أولئك الذين هداهم ال وأولئك
هم أولوا اللباب إن أحسن قصص الؤمني وأبلغ مواعظ التقي كتاب ال الزكية آياته
474
جهرة خطب العرب
الواضحة بيناته فإذا تلي عليكم فأنصتوا له واسعوا لعلكم تفلحون أعوذ بال القوي من
الشيطان الغوي إن ال هو السميع العليم قل هو ال أحد ال الصمد ل يلد ول يولد ول يكن
له كفوا أحد ث قال
نفعنا ال وإياكم بالكتاب الكيم والوحي البي وأعادنا وإياكم من العذاب الليم
وأدخلنا وإياكم جنات النعيم وصية عبد اللك بن مروان لبن أمية وقال عبد اللك بن مروان يا
بن أمية ابذلوا نداكم وكفوا أذاكم واعفوا إذا قدرت ول تبخلوا إذا سئلتم فإن خي الال ما أفاد
حدا أو نفى ذما ول يقولن أحدكم ابدأ بن تعول فإنا الناس عيال ال قد تكفل ال بأرزاقهم
فمن وسع أخلف ال عليه ومن ضيق ضيق ال عليه وصية عبد اللك بن شداد لبنه لا حضرت
عبد ال بن شداد الوفاة دعا ابنا له يقال له ممد فقال يا بن إن أرى داعى الوت ل يقلع
وأرى من مضي ل يرجع ومن بقي فإليه ينع وإن موصيك بوصية فاحفظها عليك بتقوى ال
العظيم وليكن أول المور بك شكر ال وحسن النية ف السر والعلنية فإن الشكور يزداد
والتقوى خي زاد وكن كما قال الطيئة ولست أرى السعادة جع مال ولكن التقي هو السعيد
وتقوى ال خي الزاد ذخرا وعند ال للتقى مزيد وما ل بد أن يأت قريب ولكن الذي يضي
بعيد
ث قال أي بن ل تزهدن ف معروف فإن الدهر ذو صروف واليام ذات نوائب
على الشاهد والغائب فكم من راغب أصبح مطلوبا ما لديه واعلم أن الزمان ذو ألوان ومن
يصحب الزمان ير الوان وكن أي بن كما قال أبو السود الدؤل وعد من الرحن فضل
ونعمة عليك إذا ما جاء للعرف طالب وإن امرأ ل يرتى الي عنده يكن هينا ثقل على من
يصاحب فل تنعن ذا حاجة جاء طالبا فإنك ل تدري مت أنت راغب رأيت التوا هذا الزمان
بأهله وبينهم فيه تكون النوائب ث قال أي بن كن جوادا بالال ف موضع الق بيل بالسرار
عن جيع اللق فإن أحد جود الرء النفاق ف وجه الب وإن أحد بل الر الضن بكتوم السر
وكن كما قال قيس بن الطيم النصاري أجود بكنون التلد وإنن بسرك عمن سالن لضني
475
جهرة خطب العرب
إذا جاوز الثني سر فإنه بنث وتكثي الديث قمي وعندي له يوما إذا ما ائتمنن مكان
بسوداء الفؤاد مكي ث قال أي بن وإن غلبت يوما على الال فل تدع اليلة على حال فإن
الكري يتال والدن عيال وكن أحسن ما تكون ف الظاهر حال أقل
ما تكون ف الباطن مال فإن الكري من كرمت طبيعته وظهرت عند النفاد نعمته
وكن كما قال ابن خذاق العبدى وجدت أب قد أورثه أبوه خلل قد تعد من العال فأكرم ما
تكون على نفسي إذا ما قل ف الزمات مال فتحسن سيت وأصون عرضي ويمل عند أهل
الرأي حال وإن نلت الغن ل أغل فيه ول أخصص بفوت الوال ث قال أي بن وإن سعت
كلمة من حاسد فكن كأنك لست بالشاهد فإنك إن أمضيتها حيالا رجع العيب على من قالا
وكان يقال الريب العاقل هو الفطن التغافل وكن كما قال حات الطائي وما من شيمت شتم
ابن عمي وما أنا ملف من يرتين وكلمة حاسد ف غي جرم سعت فقلت مري فانقذين
فعابوها على ول تسؤن ول يعرق لا يوما جبين وذو اللوني يلقان طليقا وليس إذا تغيب
يأتلين سعت بعيبه فصفحت عنه مافظة على حسب ودين ث قال أي بن ل تؤاخ امرأ حت
تعاشره وتتفقد موارده ومصادره فإذا استطعت العشرة ورضيت البة فواخه على إقالة العثرة
والواساة ف العسرة وكن كما قال القنع الكندي أبل الرجال إذا أردت إخاءهم وتوسم فعالم
وتفقد
فإذا ظفرت بذى اللبابة والتقى فبه اليدين قرير عي فاشدد وإذا رأيت ول مالة زلة
فعلى أخيك بفضل حلمك فاردد ث قال أي بن إذا أحببت فل تفرط وإذا أبغضت فل تشطط
فإنه قد كان يقال أحبب حبيبك هونا ما عسى أن يكون بغيضك يوما ما وأبغض بغيضك هونا
ما عسى أن يكون حبيبك يوما ما وكن كما قال هدبة بن الشرم العذري وكن معقل للحلم
واصفح عن النا فإنك راء ما حييت وسامع وأحبب إذا أحببت حبا مقاربا فإنك ل تدري مت
أنت نازع وأبغض إذا أبغضت بغضا مقاربا فإنك ل تدري مت أنت راجع وعليك بصحبة
الخيار وصدق الديث وإياك وصحبة الشرار فإنه عار وكن كما قال الشاعر اصحب
476
جهرة خطب العرب
الخيار وارغب فيهم رب من صاحبته مثل الرب ودع الناس فل تشتمهم وإذا شاتت فاشتم
ذا حسب إن من شات وغدا كالذي يشتري الصفر بأعيان الذهب واصدق الناس إذا حدثتهم
ودع الناس فمن شاء كذب
وصية أساء بن خارجة لبنته زوج أساء بن خارجة الفزاري بنته هندا من الجاج
بن يوسف فلما كانت ليلة أراد البناء با قال لا أساء يا بنية إن المهات يؤدبن البنات وإن
أمك هلكت وأنت صغية فعليك بأطيب الطيب الاء وأحسن السن الكحل وإياك وكثرة
العاتبة فإنا قطيعة للود وإياك والغية فإنا مفتاح الطلق وكون لزوجك أمة يكن لك عبدا
واعلمي أن القائل لمك خذي العفو من تستديي مودت ول تنطقي ف سورت حي أغضب
ول تنقرين نقرة الدف مرة فإنك ل تدرين كيف الغيب فإن وجدت الب ف الصدر والذى
إجتمعا ل يلبث الب يذهب رجل ينصح لشام بن عبد اللك وخرج الزهري يوما من عند
هشام بن عبد اللك فقال ما رأيت كاليوم ول سعت كأربع كلمات تكلم بن رجل عند
هشام دخل عليه فقال يا أمي الؤمني احفظ عن أربع كلمات فيهن صلح ملكك واستقامة
رعيتك قال وما هن قال ل تعد عدة ل تثق من نفسك بإنازها ول يغرنك الرتقى وإن كان
سهل إذا كان النحدر وعرا واعلم أن للعمال جزاء فاتق العواقب وأن للمور بغتات فكن
على حذر قال عيسي بن دأب فحدثت بذا الديث الهدي وف يده لقمة قد رفعها إل فيه
فأمسكها وقال ويك أعد علي فقلت يا أمي الؤمني أسغ لقمتك فقال حديثك
أعجب إل وصية عبد الميد بن يى الكاتب للكتاب كتب عبد الميد بن يى الكاتب
رسالة إل الكتاب يوصيهم فيها قال أما بعد حفظكم ال يأهل صناعة الكتابة وحاطكم
ووثقكم وأرشدكم فإن ال عز وجل جعل الناس بعد النبياء والرسلي صلوات ال عليهم
أجعي ومن بعد اللوك الكرمي أصنافا وإن كانوا ف القيقة سواء وصرفهم ف صنوف
الصناعات وضروب الحاولت إل أسباب معايشهم وأبواب أرزاقهم فجعلكم معشر الكتاب
ف أشرف الهات أهل الدب والروءة والعلم والرواية بكم تنتظم للخلفة ماسنها وتستقيم
477
جهرة خطب العرب
أمورها وبنصائحكم يصلح ال للخلق سلطانم وتعمر بلدهم ل يستغن اللك عنكم ول يوجد
كاف إل منكم فموقعكم من اللوك موقع أساعهم الت با يسمعون وأبصارهم الت با يبصرون
وألسنتهم الت با ينطقون وأيديهم الت با يبطشون فأمتعكم ال با خصكم من فضل صناعتكم
ول نزع عنكم ما أضفاه من النعمة عليكم وليس أحد أحوج إل اجتماع خلل الي الحمودة
وخصال الفضل الذكورة العدودة منكم أيها الكتاب إذا كنتم على ما يأت ف هذا الكتاب من
صفتكم فإن الكاتب يتاج من نفسه ويتاج منه صاحبه الذي يثق به ف مهمات أموره أن
يكون حليما ف موضع اللم فهيما ف موضع الكم مقداما ف موضع القدام مجاما ف
موضع الحجام مؤثرا للعفاف والعدل والنصاف كتوما للسرار وفيا عند
الشدائد عالا با يأت من النوازل يضع المور مواضعها والطوارق أماكنها قد نظر
ف كل فن من فنون العلم فأحكمته فإن ل يكمه أخذ منه بقدار يكتفي به يعرف بغريزة عقله
وحسن أدبه وفضل تربته ما يرد عليه قبل وروده وعاقبة ما يصدر عنه قبل صدوره فبعد لكل
أمر عدته وعتاده ويهيئ لكل وجه هيئته وعادته قتنافسوا يا معشر الكتاب ف صنوف الداب
وتفقهوا ف الدين وابدءوا بعلم كتاب ال عز وجل والفرائض ث العربية فإنا ثقاف ألسنتكم ث
أجيدوا الط فإنه حلية كتبكم وارووا الشعار واعرفوا غريبها ومعانيها وأيام العرب والعجم
وأحاديثها وسيها فإن ذلك معي لكم على ما تسمو إليه همكم ول تضيعوا النظر ف الساب
فإنه قوام كتاب الراج وارغبوا بأنفسكم عن الطامع سنيها ودنيها وسفساف المور وماقرها
فإنا مدلة للرقاب مفسدة للكتاب ونزهوا صناعتكم عن الدناءات واربئوا بأنفسكم عن السعاية
والنميمة وما فيه أهل الهالت وإياكم والكب والصلف والعظمة فإنا عداوة متلبة من غي
إحنة وتابوا ف ال عز وجل ف صناعتكم وتواصوا عليها بالذي هو أليق بأهل الفضل والعدل
والنبل من سلفكم وإن نبا الزمان برجل منكم فاعطفوا عليه وواسوه حت يرجع إليه حاله
ويثوب إليه أمره وإن أقعد أحدكم الكب عن مكبه ولقاء إخوانه فزوروه وعظموه وشاوروه
واستظهروا بفضل تربته وقدم معرفته وليكن الرجل منكم على من اصطنعه واستظهر به ليوم
478
جهرة خطب العرب
حاجته إليه أحفظ منه على ولده وأخيه فإن عرضت ف الشغل ممدة فل يضيفها إل إل
صاحبه وإن عرضت مذمة فليحملها
هو من دونه وليحذر السقطة والزلة واللل عند تغي الال فإن العيب إليكم معشر
الكتاب أسرع منه إل القراء وهو لكم أفسد منه لا فقد علمتم أن الرجل منكم إذا صحبه
الرجل يبذل له من نفسه ما يب له عليه من حقه فواجب عليه أن يعتقد له من وفائه وشكره
واحتماله وصبه ونصيحته وكتمان سره وتدبي أمره ما هو جزاء لقه ويصدق ذلك بفعاله
عند الاجة إليه والضطرار إل ما لديه فاستشعروا ذلكم وفقكم ال من أنفسكم ف حالة
الرخاء والشدة والرمان والواساة والحسان والسراء والضراء فنعمت الشيمة هذه لن وسم
با من أهل هذه الصناعة الشريفة فإذا ول الرجل منكم أو صي إليه من أمر خلق ال وعياله
أمر فلياقب ال عز وجل وليؤثر طاعته وليكن على الضعيف رفيقا وللمظلوم منصفا فإن اللق
عيال ال وأحبهم إليه أرفقهم بعياله ث ليكن بالعدل حاكما وللشراف مكرما وللفيء موفرا
وللبلد عامرا وللرعية متألفا وعن إيذائهم متخيفا وليكن ف ملسه متواضعا حليما وف
سجلت خراجه واستقضاء حقوقه رفيقا وإذا صحب أحدكم رجل فليختب خلئقه فإذا عرف
حسنها وقبيحها أعانه على ما يوافقه من السن واحتال لصرفه عما يهواه من القبيح بألطف
حيلة وأجل وسيلة وقد علمتم أن سائس البهيمة إذا كان بصيا بسياستها التمس معرفة
أخلقها فإن كانت رموحا ل يهجها إذا ركبها وإن كانت شبوبا اتقاها من قبل يديها وإن
خاف منها شرودا توقاها من ناحية رأسها وإن كانت حرونا قمع برفق هواها ف طريقها فإن
استمرت غطفها يسيا فيسلس له قيادها وف هذا الوصف من السياسة دلئل لن ساس الناس
وعاملهم وخدمهم وداخلهم والكاتب بفضل أدبه وشريف صنعته ولطيف حيلته ومعاملته لن
ياوره
من الناس ويناظره ويفهم عنه أو ياف سطوته أول بالرفق بصاحبه ومداراته وتقوي
وده من سائس البهيمة الت ل تي جوابا ول تعرف صوابا ول تفهم خطابا إل بقدر ما يصيها
479
جهرة خطب العرب
إليه صاحبها الراكب عليها أل فأمعنوا رحكم ال ف النظر وأعملوا فيه ما أمكنكم من الروية
والفكر تأمنوا بإذن ال من صحبتموه النوة والستثقال والفوة ويصي منكم إل الوافقة
وتصيوا منه إل الؤاخاة والشفقة إن شاء ال تعال ول ياوزن الرجل منكم ف هيئة ملسه
وملبسه ومركبه ومطعمه ومشربه وبنائه وخدمه وغي ذلك من فنون أمره قدر حقه فإنكم مع
ما فضلكم ال به من شرف صنعتكم خدمة ل تملون ف خدمتكم على التقصي وحفظة ل
تتمل منكم أفعال التضييع والتبذير واستعينوا على عفافكم بالقصد ف كل ما ذكرته لكم
وقصصته عليكم واحذروا متالف السرف وسوء عاقبة الترف فإنما يعقبان الفقر ويذلن
الرقاب ويفضحان أهلهما ول سيما الكتاب وأرباب الداب وللمور أشباه وبعضها دليل على
بعض فاستدلوا علي مؤتنف أعمالكم با سبقت إليه تربتكم ث اسلكوا من مسالك التدبي
أوضحها مجة وأصدقها حجة وأحدها عاقبة واعلموا أن للتدبي آفة متلفة وهي الوصف
الشاغل لصاحبه عن إنفاذ عمله ورؤيته فليقصد الرجل منكم ف ملسه قصد الكاف من منطقه
وليوجز ف ابتدائه وجوابه وليأخذ بجامع حججه فإن ذلك مصلحة لفعله ومدفعة للتشاغل عن
إكثاره
وليضرع إل ال ف صلة توفيقه وإمداده بتسديده مافة وقوعه ف الغلط الضر ببدنه
وعقله وأدبه فإنه إن ظن منكم ظان أو قال قائل إن الذي برز من جيل صنعته وقوة حركته إنا
هو بفضل حيلته وحسن تدبيه فقد تعرض بظنه أو مقالته إل أن يكله ال عز وجل إل نفسه
فيصي منها إل غي كاف وذلك على من تأمله غي خاف ول يقل أحد منكم إنه أبصر بالمور
وأحل لعبء التدبي من مرافقه ف صناعته ومصاحبه ف خدمته فإن أعقل الرجلي عند ذوي
اللباب من رمي بالعجب وراء ظهره ورأى أن صاحبه أعقل منه وأحد ف طريقته وعلى كل
واحد من الفريقي أن يعرف فضل نعم ال جل ثناؤه من غي اغترار برأيه ول تزكية لنفسه ول
تكاثر على أخيه أو نظيه وصاحبه وعشيه وحد ال واجب على الميع وذلك بالتواضع
لعظمته والتذلل لعزته والتحدث بنعمته وأنا أقول ف كتاب هذا ما سبق به الثل من يلزم
480
جهرة خطب العرب
النصيحة يلزمه العمل وهو جوهر هذا الكتاب وغرة كلمه بعد الذي فيه من ذكر ال عز وجل
فلذلك جعلته آخره وتمته به تولنا ال وإياكم يا معشر الطلبة والكتبة با يتول به من سبق
علمه بإسعاده وإرشاده فإن ذلك إليه وبيده والسلم عليكم ورحة ال وبركاته
الصراع بي الموية والعباسية خطبة قحطبة بن شبيب الطائي لا دخل أبو مسلم
الراسان زعيم الدعوة العباسية مدينة مرو سنة ه هرب منها نصر بن سيار أمي خراسان من
قبل مروان بن ممد الموي ث سار إل نباته ابن حنظلة عامل جرجان فوجه أبو مسلم قحطبة
بن شبيب ف جيش لقتاله وقدم قحطبة فنل بإزاء نباتة وأهل الشأم ف عدة ل ير الناس مثلها
فلما رآهم أهل خراسان هابوهم حت تكلموا بذلك وأظهروه وبلغ قحطبة فقام فيهم خطيبا
فقال يأهل خراسان هذه البلد كانت لبائكم الولي وكانوا ينصرون على عدوهم لعدلم
وحسن سيتم حت بدلوا وظلموا فسخط ال عز وجل عليهم فانتزع سلطانم وسلط عليهم
أذل أمة كانت ف الرض عندهم فغلبوهم على بلدهم واستنكحوا نساءهم واسترقوا أولدهم
فكانوا بذلك يكمون بالعدل ويوفون بالعهد وينصرون
الظلوم ث بدلوا وغيوا وجاروا ف الكم وأخافوا أهل الب والتقوى من عترة
رسول ال فسلطكم عليهم لينتقم منهم بكم ليكونوا أشد عقوبة لنكم طلبتموهم بالثأر وقد
عهد إل المام أنكم تلقونم ف مثل هذه العدة فينصركم ال عز وجل عليهم فتهزمونم
وتقتلونم وقد قرئ على قحطبة كتاب أب مسلم من أل مسلم إل قحطبة بسم ال الرحن
الرحيم أما بعد فناهض عدوك فإن ال عز وجل ناصرك فإذا ظهرت عليهم فأثخن ف القتل
فالتقوا ف مستهل ذي الجة سنة ه ف يوم المعة فقال قحطبة خطبة أخرى له يأهل خراسان
إن هذا يوم قد فضله ال تبارك وتعال على سائر اليام والعمل فيه مضاعف وهذا شهر عظيم
فيه عيد من أعظم أعيادكم عند ال عز وجل وقد أخبنا المام أنكم تنصرون ف هذا اليوم من
هذا الشهر على عدوكم فالقوه بد واحتساب فإن ال مع الصابرين ث ناهضهم فاقتتلوا وصب
481
جهرة خطب العرب
بعضهم لبعض فانزم أهل الشام وقتل منهم عشرة آلف وقتل نباتة وبعث قحطبة برأسه ورأس
ابنه حية إل أب مسلم
استدراك على الزء الول سقطت هذه الطبة سهوا ف أثناء الطبع فأوردناها هنا
خطبة السيدة عائشة حي أنبئت بقتل عثمان كانت السيدة عائشة خرجت إل مكة للحج
وعثمان مصور ث خرجت من مكة تريد الدينة فلما كانت بسرف أنبئت بقتل عثمان
فانصرفت إل مكة فقصدت الجر فسترت فيه واجتمع إليها الناس فقالت أيها الناس إن
الغوغاء من أهل المصار وأهل الياه وعبيد أهل الدينة اجتمعوا على هذا الرجل القتول ظلما
بالمس ونقموا عليه استعمال من حدثت سنه وقد استعمل أمثالم قبله ومواضع من المى
حاها لم فتابعهم ونزع لم عنها فلما ل يدوا حجة ول عذرا بادروا بالعدوان فسفكوا الدم
الرام واستحلوا البلد الرام والشهر الرام وأخذوا الال الرام وال لصبع من عثمان خي من
طباق الرض أمثالم وال لو أن الذي اعتدوا به عليه كان ذنبا للص منه كما يلص الذهب
من خبثه أو الثوب من درنه إذ ماصوه كما ياص الثوب بالاء انتهي الزء الثان ويليه الزء
الثالث وأوله الباب الرابع ف خطب ووصايا العصر العباسي الول
الباب الرابع الطب والوصايا ف العصر العباسي الول خطبة أب العباس السفاح
وقد بويع باللفة توف سنة ه صعد أبو العباس السفاح النب حي بويع له باللفة فقام ف
أعله وصعد عمه داود بن علي فقام دونه وتكلم أبو العباس فقال المد ل الذي اصطفى
السلم لنفسه تكرمة وشرفه وعظمه واختاره لنا وأيده بنا وجعلنا أهله وكهفه وحصنه والقوام
به والذابي عنه والناصرين له وألزمنا كلمة التقوى وجعلنا أحق با وأهلها وخصنا برحم
رسول ال
وقرابته وأنشأنا من آبائه وأنبتنا من شجرته واشتقنا من نبعته جعله من أنفسنا عزيزا
عليه ما عنتنا حريصا علينا بالؤمني رءوفا رحيما ووضعنا من السلم وأهله بالوضع الرفيع
وأنزل بذلك على أهل السلم كتابا يتلى عليهم فقال عز من قائل فيما أنزل من مكم القران
482
جهرة خطب العرب
إنا يريد ال ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيا وقال قل ل أسألكم عليه أجرا
إل الودة ف القرب وقال وأنذر عشيتك القربي وقال ما أفاء ال على رسوله من أهل القرى
فلله وللرسول ولذى القرب واليتامى وقال واعلموا أنا غنمتم من شيء فأن ل خسه وللرسول
ولذى القرب واليتامى فأعلمهم جل ثناؤه فضلنا وأوجب عليهم حقنا ومودتنا وأجزل من
الفىء والغنيمة نصيبنا تكرمة لنا وفضل علينا وال ذو الفضل العظيم وزعمت السبئية الضلل
أن غينا أحق بالرياسة واللفة منا فشاهت وجوههم ب ول أيها الناس وبنا هدى ال الناس
بعد ضللتهم وبصرهم بعد جهالتهم وأنقذهم بعد هلكتهم وأظهر بنا الق وأدحض بنا الباطل
وأصلح بنا منهم ما كان فاسدا ورفع بنا السيسة وأت بنا النقيصة وجع الفرقة حت عاد الناس
بعد العداوة أهل تعاطف وبر ومواساة ف دينهم ودنياهم وإخوانا على سرر متقابلي ف آخرتم
فتح ال ذلك منة ومنحة لحمد فلما قبضه ال إليه قام بذلك المر من بعده أصحابه وأمرهم
شورى بينهم فحووا مواريث المم فعدلوا فيها
ووضعوها مواضعها وأعطوها أهلها وخرجوا خاصا منها ث وثب بنو حرب
ومروان فابتزوها وتداولوها بينهم فجاروا فيها واستأثروا با وظلموا أهلها فأملى ال لم حينا
حت آسفوه فلما آسفوه انتقم منهم بأيدينا ورد علينا حقنا وتدارك بنا أمتنا وول نصرنا والقيام
بأمرنا ليمن بنا على الذين استضعفوا ف الرض وختم بنا كما افتتح بنا وإن لرجو أل يأتيكم
الور من حيث أتاكم الي ول الفساد من حيث جاءكم الصلح وما توفيقنا أهل البيت إل
بال يأهل الكوفة أنتم مل مبتنا ومنل مودتنا أنتم الذين ل تتغيوا عن ذلك ول يثنكم عن
ذلك تامل أهل الور عليكم حت أدركتم زماننا وأتاكم ال بدولتنا فأنتم أسعد الناس بنا
وأكرمهم علينا وقد زدتكم ف أعطياتكم مائة درهم فاستعدوا فأنا السفاح البيح والثائر البي
وكان موعوكا فاشتد به الوعك فجلس على النب وصعد داود بن علي فقام دونه على مراقي
النب فقال خطبة داود بن علي المد ل شكرا شكرا شكرا الذي أهلك عدونا وأصار إلينا
مياثنا من نبينا ممد أيها الناس الن أقشعت حنادس الدنيا وانكشف
483
جهرة خطب العرب
غطاؤها وأشرقت أرضها وساؤها وطلعت الشمس من مطلعها وبزغ القمر من
مبزغه وأخذ القوس باريها وعاد السهم إل النعة ورجع الق إل نصابه ف أهل بيت نبيكم
أهل الرأفة والرحة بكم والعطف عليكم أيها الناس إنا وال ما خرجنا ف طلب هذا المر لنكثر
لينا ول عقيانا ول نفر نرا ول نبن قصرا وإنا أخرجنا النفة من ابتزازهم حقنا والغضب
لبن عمنا وما كرثنا من أموركم وبظنا من شئونكم ولقد كانت أموركم ترمضنا ونن على
فرشنا ويشتد علينا سوء سية بن أمية فيكم وخرقهم بكم واستذللم لكم واستئثارهم بفيئكم
وصدقاتكم ومغانكم عليكم لكم ذمة ال تبارك وتعال وذمة رسوله وذمة العباس رحه ال أن
نكم فيكم با أنزل ال ونعمل فيكم بكتاب ال ونسي ف العامة منكم والاصة بسية رسول
ال تبا تبا لبن حرب بن أمية وبن مروان آثروا ف مدتم وعصرهم العاجلة على الجلة والدار
الفانية على الدار الباقية فركبوا الثام وظلموا النام وانتهكوا الحارم وغشوا الرائم وجاروا ف
سيتم ف العباد وسنتهم ف البلد الت با استلذوا تسربل الوزار وتلبب الصار ومرحوا ف
أعنة العاصي وركضوا ف ميادين الغي جهل باستدراج ال وأمنا لكر ال فأتاهم بأس ال بياتا
وهم نائمون فأصبحوا أحاديث ومزقوا كل مزق فبعدا للقوم الظالي وأدالنا ال من مروان وقد
غره بال الغرور أرسل لعدو ال ف عنانه حت عثر ف فضل خطامه فظن عدو ال أن لن نقدر
عليه فنادى حزبه وجع مكايده ورمى بكتائبه فوجد أمامه ووراءه وعن يينه وشاله من مكر
ال وبأسه
ونقمته ما أمات باطله ومق ضلله وجعل دائرة السوء به وأحيا شرفنا وعزنا ورد
إلينا حقنا وإرثنا أيها الناس إن أمي الؤمني نصره ال نصرا عزيزا إنا عاد إل النب بعد الصلة
أنه كره أن يلط بكلم المعة غيه وإنا قطعه عن استتمام الكلم بعد أن اسحنفر فيه شدة
الوعك وادعوا ال لمي الؤمني بالعافية فقد أبدلكم ال بروان عدو الرحن وخليفة الشيطان
التبع للسفلة الذين أفسدوا ف الرض بعد إصلحها بإبدال الدين وانتهاك حري السلمي
الشاب التكهل التمهل القتدي بسلفه البرار الخيار الذين أصلحوا الرض بعد فسادها بعال
484
جهرة خطب العرب
الدى ومناهج التقوى فعج الناس له بالدعاء ث قال يأهل الكوفة إنا وال ما زلنا مظلومي
مقهورين على حقنا حت أتاح ال لنا شيعتنا أهل خراسان فأحيا بم حقنا وأفلج بم حجتنا
وأظهر بم دولتنا وأراكم ال ما كنتم به تنتظرون وإليه تتشوفون فأظهر فيكم الليفة من هاشم
وبيض به وجوهكم وأدالكم على أهل الشأم ونقل إليكم السلطان وعز السلم ومن عليكم
بإمام منحه العدالة وأعطاه حسن اليالة فخذوا ما آتاكم ال بشكر والزموا طاعتنا ول تدعوا
عن أنفسكم فإن المر أمركم فإن لكل أهل بيت مصرا وإنكم مصرنا أل وإنه ما صعد منبكم
هذا خليفة بعد رسول ال إل أمي الؤمني علي بن أب طالب وأمي الؤمني عبد ال بن ممد
وأشار بيده إل أب العباس فأعلموا أن هذا المر فينا ليس بارج منا حت نسلمه إل عيسى بن
مري صلى ال عليه والمد ل رب العالي على ما أبلنا وأولنا
خطبة داود بن علي وقد أرتج على السفاح وروى أنه لا قام أبو العباس ف أول
خلفته على النب قام بوجه كورقة الصحف فاستحيا فلم يتكلم فنهض داود بن علي حت
صعد النب فقال النصور فقلت ف نفسي شيخنا وكبينا ويدعو إل نفسه فل يتلف عليه اثنان
فانتضيت سيفي وغطيته بثوب وقلت إن فعل ناجزته فلما رقى عتبا استقبل الناس بوجهه دون
أب العباس ث قال أيها الناس إن أمي الؤمني يكره أن يتقدم قوله فعله ولثر الفعال أجدى
عليكم من تشقيق القال وحسبكم بكتاب ال متثل فيكم وابن عم رسول ال خليفة عليكم
وال قسما برا ل أريد به إل ال ما قام هذا القام أحد بعد رسول ال أحق به من علي بن أب
طالب وأمي الؤمني هذا فليظن ظانكم وليهمس هامسكم قال أبو جعفر ث نزل وشت سيفى
خطبة أخرى له وروى السيد الرتضى ف أماليه قال أراد أبو العباس السفاح يوما أن يتكلم بأمر
من المور بعد ما أفضت اللفة إليه وكان فيه حياء مفرط فأرتج عليه فقال داود بن علي بعد
أن حد ال وأثن عليه أيها الناس إن أمي الؤمني الذى قلده ال سياسة رعيته عقل من لسانه
عند ما يعهد من بيانه ولكل مرتق بر حت تنفسه العادات فأبشروا بنعمة ال ف
صلح دينكم ورغد عيشكم خطبة أخرى للسفاح بالكوفة وخطب السفاح ف المعة الثانية
485
جهرة خطب العرب
بالكوفة فقال يأيها الذين امنوا أوفوا بالعقود وال لأعدكم شيئا إل وفيت بالوعد والوعيد
ولعملن اللي حت ل تنفع إل الشدة ولغمدن السيف إل ف إقامة حد أو بلوغ حق
ولعكينكم حت أرى العطية ضياعا إن أهل بيت اللعنة والشجرة اللعونة ف القران لكم أعداء
ل يرجعون معكم من حالة إل إل ماهو أشد منها ول يلى عليكم منهم وال إل تنيت من كان
قبله وإن كان ل خي ف جيعهم منعوكم الصلة ف أوقاتا وطالبوكم بأدائها ف غي وقتها
وأخذوا القبل بالدبر والار بالار وسلطوا شراركم على خياركم فقد مق ال جورهم وأزهق
باطلهم بأهل بيت نبيكم فما نؤخر لكم عطاء ول نضيع لحد منكم حقا ول نمركم ف بعث
ول ناطر بكم ف قتال ول نبذلكم دون أنفسنا وال على ما نقول وكيل بالوفاء والجتهاد
وعليكم بالسمع والطاعة ث نزل خطبة السفاح بالشام حي قتل مروان ولا قتل مروان بن ممد
اخر خلفاء بن أمية خطب السفاح فقال أل تر إل الذين بدلوا نعمة ال كفرا وأحلوا قومهم
دار البوار جهنم
يصلونا وبئس القرار نكص بكم يأهل الشأم آل حرب وآل مروان يتسكعون بكم
الظلم ويتهورون بكم مداحض الزلق يطئون بكم حرم ال وحرم رسوله ماذا يقول زعماؤكم
غدا يقولون ربنا هؤلء أضلونا فآتم عذابا ضعفا من النار إذن يقول ال عز وجل لكل ضعف
ولكن ل تعلمون أما أمي الؤمني فقد أئتنف بكم التوبة واغتفر لكم الزلة وبسط لكم القالة
وعاد بفضله على نقصكم وبلمه على جهلكم فليفرخ روعكم ولتطمئن به داركم وليقطع
مصارع أوائلكم فتلك بيوتم خاوية با ظلموا خطبة عيسى بن علي حي قتل مروان وخطب
عيسى بن علي عم السفاح لا قتل مروان فقال المد ل الذى ل يفوته من طلب ول يعجزه
من هرب خدعت وال الشقر نفسه إذ ظن أن ال مهله ويأب ال إل أن يتم نوره ولو كره
الكافرون فحت مت وإل مت أما وال لقد كرهتهم العيدان الت افترعوها وأمسكت السماء
درها والرض ريعها وقحل الضرع وجفز الفنيق وأسل
486
جهرة خطب العرب
جلباب الدين وأبطلت الدود وأهدرت الدماء وكان ربك بالرصاد فدمدم عليهم
ربم بذنبهم فسواها ول ياف عقباها وملكنا ال أمركم عباد ال لينظر كيف تعملون فالشكر
الشكر فإنه من دواعي الزيد أعاذنا ال وإياكم من مضلت الهواء وبغتات الفت فإنا نن به
وله خطبة داود بن علي بكة وخطب داود بن على الناس بكة ف أول موسم ملكه بنو العباس
فقال شكرا شكرا إنا وال ماخرجنا لنحفر فيكم نرا ول لنبن فيكم قصرا أظن عدو ال أن لن
نقدر عليه أن روخي له من خطامه حت عثر ف فضل زمامه فالن حيث أخذ القوس باريها
وعادت النبل إل النعة ورجع اللك ف نصابه من أهل بيت النبوة والرحة وال لقد كنا نتوجع
لكم ونن ف فرشنا أمن السود والحر لكم ذمة ال لكم ذمة رسول ال لكم ذمة العباس ل
ورب هذه البنية وأومأ بيده إل الكعبة ل نيج منكم أحدا
خطبته بالدينة قال أيها الناس حتام يهتف بكم صريكم أما ان لراقدكم أن يهب
من نومه كل بل ران على قلوبم ما كانوا يكسبون أغركم المهال حت حسبتموه الهال
هيهات منكم وكيف بكم والسوط كفى والسيف مشهر حت يبيد قبيلة فقبيلة ويعض كل
مثقف بالام ويقمن ربات الدور حواسرا يسحن عرض ذوائب اليتام خطبة أخرى له
وخطب فقال أحرز لسان رأسه اتعظ امرؤ بغيه اعتب عاقل قبل أن يعتب به فأمسك الفضل من
قوله وقدم الفضل من عمله ث أخذ بقائم سيفه فقال إن بكم داء هذا دواؤه وأنا زعيم لكم
بشفائه وما بعد الوعيد إل اليقاع
خطبته وقد بلغه أن قوما أظهروا شكاة بن العباس وبلغه أن قوما أظهروا شكاة بن
العباس فافترع النب وحد ال وأثن عليه ث قال أغدرا يأهل التر والتبديل أل يردعكم الفتح
البي عن الوض ف ذم أمي الؤمني كل وال حت تملوا أوزاركم وأوزار الذين كانوا من
قبلكم كيف قامت شفاهكم بالشكوى لمي الؤمني بعد أن حانت آجالكم فأرجأها وانبعثت
دماؤكم فحقنها الن يا منابت الدمن مشيتم الضراء ودببتم المر أما وممد والعباس إن عدت
لثل ما بدأت لحصدنكم بظبات السيوف ث يغن ربنا عنكم ونستبدل غيكم ث ل يكونوا
487
جهرة خطب العرب
أمثالكم مهل يا روايا الرجاف وأبناء النفاق عن الوض فيما كفيتم والتخطى إل ما حذرت
قبل أن تتلف نفوس ويقل عدد ويذل عز وما أنتم وتلك أل تدوا ما وعد ربكم حقا من
إيراث الستضعفي مشارق الرض ومغاربا بلى والجر والجر ولكنه حسد مضمر وحسك
ف الصدور فرغما للمعاطس وبعدا للقوم الظالي
خطبته وقد أرتج عليه وخطب داود بن على فحمد ال جل وعز وأثن عليه وصلى
علىالنب فلما قال أما بعد امتنع عليه الكلم ث قال أما بعد فقد يد العسر ويعسر الوسر ويفل
الديد ويقطع الكليل وإنا الكلم بعد الفحام كالشراق بعد الظلم وقد يعزب البيان ويعقم
الصواب وإنا اللسان مضغة من النسان يفتر بفتوره إذا نكل ويثوب بانبساطه إذا ارتل أل
وإننا ل ننطق بطرا ول نسكت حصرا بل نسكت معتبين وننطق مرشدين ونن بعد أمراء
القول فينا وشجت أعراقه وعلينا عطفت أغصانه ولنا تدلت ثرته فنتخي منه ما احلول
وعذب ونطرح منه ما املول وخبث ومن بعد مقامنا هذا مقام وبعد أيامنا أيام يعرف فيها
فضل البيان وفصل الطاب وال أفضل مستعان ث نزل
خطبة صال بن علي وخطب صال بن على عم السفاح فقال يا أعضاد النفاق
وعبد الضللة أغركم لي أساسي وطول إيناسي حت ظن جاهلكم أن ذلك لفلول حد وفتور
جد وخور قناة كذبت الظنون إنا العترة بعضها من بعض فإذ قد استوليتم العافية فعندي فطام
وفكاك وسيف يقد الام وإن أقول أغركم أن بأكرم شيمة رفيق وأن بالفواحش أخرق ومثلى
إذا ل يز أحسن سعيه تكلم نعماه بفيها فتنطق لعمري لقد فاحشتن فغلبتن هنيئا مريئا أنت
بالفحش أرفق خطبة سديف بن ميمون وروى صاحب العقد قال لا قدم الغمر بن يزيد بن
عبد اللك على أب العباس السفاح ف ثاني رجل من
بن أمية وضعت لم الكراسي ووضعت لم نارق وأجلسوا عليها وأجلس الغمر
مع نفسه ف الصلى ث أذن لشيعته فدخلوا ودخل فيهم سديف بن ميمون وكان متوشحا سيفا
متنكبا قوسا وكان طويل ادم فقام خطيبا فحمد ال وأثن عليه ث قال أيزعم الضلل با
488
جهرة خطب العرب
حبطت أعمالم أن غي ال ممد أول باللفة فلم وب أيها الناس لكم الفضل بالصحابة دون
حق ذوى القرابة الشركاء ف النسب الكفاء ف السب الاصة ف الياة الوفاة عند الوفاة مع
ضربم على الدين جاهلكم وإطعامهم ف الول جائعكم فكم قصم ال بم من جبار باغ
وفاسق ظال ل يسمع بثل العباس ل تضع له أمة بواجب حق أبو رسول ال بعد أبيه وجلدة
مابي عينيه أمينه ليلة العقبة ورسوله إل أهل مكة وحاميه يوم حني ل يرد له رأيا وليالف له
قسما إنكم وال معاشر قريش ما اخترت لنفسكم من حيث ما اختاره ال لكم تيمى مرة
وعدوى مرة وكنتم بي ظهران قوم قد اثروا العاجل على الجل والفان على الباقى وجعلوا
الصدقات ف الشهوات والفىء ف اللذات والغناء والغان
ف الحارم إذا ذكروا بال ل يذكروا وإذا قدموا بالق أدبروا فذلك زمانم وبذلك
كان يعمل شيطانم خطبة أب مسلم الراسان وروى ابن أب الديد قال وخطب أبو مسلم
بالدينة ف السنة الت حج فيها ف خلفة السفاح فقال المد ل الذي حد نفسه واختار
السلم دينا لعباده ث أوحى إل ممد رسول ال وآله من ذلك ما أوحى واختاره من خلقه
نفسه من أنفسهم وبيته من بيوتم ث أنزل عليه ف كتابه الناطق الذي حفظه بعلمه وأشهد
ملئكته على حقه قوله إنا يريد ال ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيا ث
جعل الق بعد ممد وآله ف أهل بيته فصب من صب منهم بعد وفاة رسول ال وآله على
اللواء والشدة وأغضى على الستبداد والثرة ث إن قوما من أهل بيت الرسول وآله جاهدوا
على ملة نبيه وسنته بعد عصر من الزمان من عمل بطاعة الشيطان وعداوة الرحن بي ظهران
قوم اثروا العاجل على الجل والفان على الباقى إن رتق جور فتقوه أو فتق حق رتقوه أهل
خور وماخور وطنابي ومزامي إن ذكروال يذكروا أو قدموا إل الق أدبروا وجعلوا الصدقات
ف الشبهات والغان ف الحارم والفئ ف الغي هكذا كان زمانم وبه كان يعمل سلطانم
وزعمو أن غي آل ممد أول بالمر منهم فلم وب أيها الناس ألكم الفضل بالصحابة دون ذوى
القرابة الشركاء
489
جهرة خطب العرب
ف النسب والورثة ف السلب مع ضربم على الدين جاهلكم وإطعامهم ف الدب
جائعكم وال ما اخترت من حيث اختار ال لنفسه ساعة قط وما زلتم بعد نبيه تتارون تيميا
مرة وعدويا مرة وأمويا مرة وأسديا مرة وسفيانيا مرة ومروانيا مرة حت جاءكم من ل تعرفون
اسه ول بيته يضربكم بسيفه فأعطيتموها عنوة وأنتم صاغرون أل إن ال ممد أئمة الدى
ومنار سبيل التقى القاده الذادة السادة بنو عم رسول ال ومنل جبيل بالتنيل كم قصم ال
بم من جبار طاغ وفاسق باغ شيد ال بم الدى وجلى بم العمى ل يسمع بثل
العباس وكيف ل تضع له المم لواجب حق الرمة أبو رسول ال بعد أبيه وإحدى يديه
وجلدة بي عينيه أمينه يوم العقبة وناصره بكة ورسوله إل أهلها وحاميه يوم حني عند ملتقى
الفئتي ل يالف له رسا ول يعصى له حكما الشافع يوم نيق العقاب إل رسول ال وآله ف
الحزاب ها إن ف هذا أيها الناس لعبة لول البصار خالد بن صفوان وأخوال السفاح روى
الاحظ قال كان خالد بن صفوان الهتمى من سار أب العباس السفاح وأهل النلة عنده
ففخر عليه ناس من بلحارث وأكثروا ف القول فقال أبو العباس ل ل تتكلم يا خالد فقال
أخوال أمي الؤمني وعصبته قال فأنتم أعمام أمي الؤمني وعصبته قال خالد وما عسى أن
أقول لقوم كانوا بي ناسج برد ودابغ جلد
وسائس قرد وراكب عرد دل عليهم هدهد وغرقتهم فأرة وملكتهم امرأة وروى
الصرى ف زهر الداب قال دخل خالد بن صفوان على أب العباس السفاح وعنده أخواله من
بن الارث ابن كعب فقال ما تقول ف أخوال فقال هم هامة الشرف وعرني الكرم وغرس
الود إن فيهم خصال ما اجتمعت ف غيهم من قومهم لنم أطوالم لما وأكرم شيما
وأطيبهم طعما وأوفاهم ذما وأبعدهم هما المرة ف الرب والرفد ف الدب والرأس ف كل
خطب وغيهم بنلة العجب فقال وصفت أبا صفوان فأحسنت فزاد أخواله ف الفخر فغضب
أبو العباس
490
جهرة خطب العرب
لعمامه فقال افخر يا خالد على أخوال أمي الؤمني قال وأنت من أعمامه قال
كيف أفاخر قوما بي ناسج برد وسائس قرد ودابغ جلد وراكب عرد دل عليهم هدهد
وغرقهم جرذ وملكتهم امرأة فأشرق وجه أب العباس خالد بن صفوان ورجل من بن عبد
الدار وفاخر خالد بن صفوان رجل من بن عبد الدار الذين يسكنون اليمامة فقال له العبدرى
من أنت قال أنا خالد بن صفوان بن الهتم فقال له العبدرى أنت خالد كمن هو خالد ف
النار وأنت ابن صفوان وقال ال تعال كمثل صفوان عليه تراب وأنت ابن الهتم والصحيح
خي من الهتم فقال له خالد ابن صفوان يا أخا بن عبد الدار أتتكلم وقد هشمتك هاشم
وأمتك بنو أمية وخزمتك بنو مزوم وجحتك بنو جح فأنت عبد دارهم تفتح إذا دخلوا وتغلق
إذا خرجوا فقام العبدرى مموما
خالد بن صفوان يرثى صديقا له وقال الاحظ قيل لرجل أراه خالد بن صفوان
مات صديق لك فقال رحة ال عليه لقد كان يل العي جال والذن بيانا ولقد كان يرجى
فل يشى ويغشى فل يغشى ويعطى فل يعطى قليل لدى الشر حضوره سليما للصديق ضميه
خالد بن صفوان يدح رجل خالد رجل فقالكان وال بديع النطق دلق الرأة جزل اللفاظ
عرب اللسان ثابت العقدة رقيق الواشى خفيف الشفتي بليل الريق رحب الشرف قليل
الركات خفى الشارات حلو الشمائل حسن الطلوة حييا جريئا قئول صموتا يفل الز
ويصيب الفاصل ل يكن بالعذر ف منطقه ول بالزمن ف مروءته ول بالرق ف خليقته متبوعا
غي تابع كأنه علم ف رأسه نار كلمات بليغة لالد بن صفوان وقال خالد بن صفوان لبعض
الولة قدمت فأعطيت كل بقسطه من وجهك
وكرامتك حت كأنك من كل أحد وحت كأنك لست من أحد وقال شبيب بن
شيية لالد بن صفوان من أحب إخوانك إليك قال من سد خللى وغفر زللى وقبل عللى
وذكر شبيب عنده مرة فقال ليس له صديق ف السر ول عدو ف العلنية قال الاحظ وهذا
كلم ليس يعرف قدره إل الراسخون ف هذه الصناعة وقال خالد ما النسان لول اللسان إل
491
جهرة خطب العرب
صورة مثلة أو بيمة مهملة وقال اتقوا مانيق الضعفاء يريد الدعاء وذكر الزاح بضرة خالد بن
صفوان فقال ينشق أحدكم أخاه مثل الردل يفرغ عليه مثل الرجل ويرميه بثل الندل ث
يقول إنا كنت أمزح عمارة بن حزة والسفاح وقال عمارة بن حزة لب العباس السفاح وقد
أمر له بواز ونفيسة وكسوة وصلة وأدنية ملسه وصلك ال يا أمي الؤمني وبرك فوال لئن
أردنا شكرك على كنه صلتك إن الشكر ليقصر عن نعمتك كما قصرنا عن منلتك ث إن ال
تعال جعل لك فضل علينا بالتقصي منا ول ترمنا الزيادة منك لنقص شكرنا
خطب أب جعفر النصور توف سنة ه خطبته بكة خطب أبو جعفر النصور بكة
فقال أيها الناس إنا أنا سلطان ال ف أرضه أسوسكم بتوفيقه وتسديده وتأييده وحارسه على
ماله أعمل فيه بشيئته وإرادته وأعطيه بإذنه فقد جعلن ال عليه قفل إن شاء أن يفتحن فتحن
لعطائكم وقسم أرزاقكم فإن شاء أن يقفلن عليها أقفلن فارغبوا إل ال وسلوه ف هذا اليوم
الشريف الذي وهب لكم من فضله ما أعلمكم به إذ يقول اليوم أكملت لكم دينكم وأتمت
عليكم نعمت ورضيت لكم السلم دينا أن يوفقن للرشاد والصواب وأن يلهمن الرأفة بكم
والحسان إليكم أقول قول هذا وأستغفر ال ل ولكم خطبته بكة بعد بناء بغداد وحج بعد
بناء بغداد فقام خطيبا بكة فكان ما حفظ من كلمه ولقد كتبنا ف الزبور من بعد الذكر أن
الرض يرثها عبادى الصالون أمر مبم وقول عدل وقضاء فصل والمد ل الذى أفلج حجته
وبعدا للقوم الظالي
الذين اتذوا الكعبة غرضا والفىء إرثا وجعلوا القران عضي لقد حاق بم ماكانوا
به يستهزئون فكم ترى من بئر معطلة وقصر مشيد أمهلهم ال حت بدلوا السنة واضطهدوا
العترة وعندوا واعتدوا واستكبوا وخاب كل جبار عنيد ث أخذهم فهل تس منهم من أحد
أو تسمع لم ركزا خطبته بدينة السلم وخطب بدينة السلم بغداد فقال يا عباد ال ل تظالوا
فإنا مظلمة يوم القيامة وال لول يد خاطئة وظلم ظال لشيت بي أظهركم ف أسواقكم ولو
علمت مكان من هو أحق بذا المر من لتيته حت أدفعه إليه خطبته وقد أخذ عبد ال بن
492
جهرة خطب العرب
حسن وأهل بيته ولا أخذ عبد ال بن حسن وإخوته والنفر الذين كانوا معه من أهل بيته صعد
النب فحمد ال وأثن عليه ث صلى على النب ث قال
يأهل خراسان أنتم شيعتنا وأنصارنا وأهل دولتنا ولو بايعتم غينا ل تبايعوا من هو
خي منا وإن أهل بيت هؤلء من ولد على بن أب طالب تركناهم وال الذي يل إله إل هو
واللفة فلم نعرض لم فيها بقليل ول كثي فقام فيها على ابن أب طالب فتلطخ وحكم عليه
الكمي فافترقت عنه المة واختلفت عليه الكلمة ث وثبت عليه شيعته وأنصاره وأصحابه
وبطانته وثقاته فقتلوه ث قام من بعده السن بن على فوال ما كان فيها برجل قد عرضت عليه
الموال فقبلها فدس إليه معاوية إن أجعلك ول عهدى من بعدى فخدعه فانسلخ له ما كان
فيه وسلمه إليه فأقبل علىالنساء يتزوج ف كل يوم واحدة فيطلقها غدا فلم يزل على ذلك
حت مات على فراشه ث قام من بعده السي بن على فخدعه أهل العراق وأهل الكوفة أهل
الشقاق والنفاق والغراق ف الفت أهل هذه الدرة السوداء وأشار إل الكوفة فوال ما هي
برب فأحاربا ول سلم فأسالها فرق ال بين وبينها فخذلوه وأسلموه حت قتل ث قام من
بعده زيد بن علي فخدعه أهل الكوفة وغروه فلما أخرجوه وأظهروه أسلموه وقد كان أتى
ممد بن على فناشده ف الروج وسأله أل يقبل أقاويل أهل الكوفة وقال له إنا ند ف بعض
علمنا أن بعض أهل بيتنا يصلب بالكوفة وأنا أخاف أن تكون ذلك الصلوب وناشده عمي
داود بن علي وحذره غدر أهل الكوفة فلم يقبل وت على خروجه فقتل وصلب بالكناسة ث
وثب علينا بنو أمية فأماتوا شرفنا وأذهبوا عزنا وال ما كانت لم عندنا ترة يطلبونا وما كان
ذلك كله إل فيهم وبسبب خروجهم عليهم فنفونا من البلد فصرنا مرة بالطائف ومرة بالشام
ومرة بالشراة حت ابتعثكم ال لنا شيعة
وأنصارا فأحيا شرفنا وعزنا بكم أهل خراسان ودمغ بقكم أهل الباطل وأظهر
حقنا وأصار إلينا مياثنا عن نبينا فقر الق مقره وأظهر مناره وأعز أنصاره وقطع دابر القوم
الذين ظلموا والمد ل رب العالي فلما استقرت المور فينا على قرارها من فضل ال فيها
493
جهرة خطب العرب
وحكمه العادل لنا وثبوا علينا ظلما وحسدا منهم لنا وبغيا لا فضلنا ال به عليهم وأكرمنا به
من خلفته ومياث نبيه جهل على وجبنا عن عدوهم لبئست اللتان الهل والب فإن وال
يأهل خراسان ما أتيت من هذا المر ما أتيت بهالة بلغن عنهم بعض السقم والتعرم وقد
دسست لم رجال فقلت قم يا فلن قم يا فلن فخذ معك من الال كذا وحذوت لم مثال
يعملون عليه فخرجوا حت أتوهم بالدينة فدسوا إليهم تلك الموال فوال ما بقي منهم شيخ
ول شاب ول صغي ول كبي إل بايعهم بيعة استحللت با دماءهم وأموالم وحلت ل عند
ذلك بنقضهم بيعت وطلبهم الفتنة والتماسهم الروج على فل يرون أن أتيت ذلك على غي
يقي ث نزل وهو يتلو على درج النب هذه الية وحيل بينهم وبي ما يشتهون كما فعل
بأشياعهم من قبل إنم كانوا ف شك مريب خطبته حي خروج ممد وإبراهيم ابن عبد ال بن
السن ولا خرج ممد وإبراهيم ابنا عبد ال شن النصور عليه درعه وتقلد سيفه وصعد النب
فحمد ال وأثن عليه ث قال مال أكفكف عن سعد وتشتمن ولو شتمت بن سعد لقد سكنوا
جهل علينا وجبنا عن عدوهم لبئست اللتان الهل والب أما وال لقد عجزوا
عما قمنا به فما عضدوا الكاف وما شكروا النعم فإذا حاولوا أشرب رنقا على غصص وأبيت
منهم على مضض كل وال ل أصل ذا رحم حلول قطيعتها ولئن ل يرض بالعفو ليطلب مال
يوجد عندى فليبق ذو نفس على نفسه قبل أن تضى فل يبكى عليه خطبته وقد قتل أبا مسلم
الراسان وخطب بالدائن عند قتل أب مسلم الراسان فقال أيها الناس ل ترجوا من أنس
الطاعة إل وحشة العصية ول تسروا غش الئمة فإنه ل يسر أحد قط منكرة إل ظهرت ف
آثار يده وفلتات لسانه وصفحات وجهه وأبداها ال لمامه بإعزاز دينه وإعلء حقه إنا لن
نبخسكم حقوقكم ولن نبخس الدين حقه عليكم إنه من نازعنا عروة هذا القميص أجزرناه
خب هذا الغمد وإن أبا مسلم بايعنا وبايع الناس لنا على أنه من نكث بنا فقد أباح دمه ث
نكث بنا فحكمنا عليه لنفسنا حكمه على غيه لنا ول تنعنا رعاية الق له من إقامة الق
عليه
494
جهرة خطب العرب
خطبة أخرى وخطب فقال أيها الناس ل تنفروا أطراف النعمة بقلة الشكر فتحل
بكم النقمة ول تستروا غش الئمة فإن أحدا ل يستر منكرا إل ظهر ف فلتات لسانه
وصفحات وجهه وطوالع نظره وإنا ل نهل حقوقكم ما عرفتم حقنا ول ننسى الحسان
إليكم ما ذكرت فضلنا ومن نازعنا هذا القميص أوطأنا أم رأسه خبء هذا الغمد والسلم قوله
وقد قوطع ف خطبته وخطب يوم المعة فقال المد ل أحده واستعينه وأومن به وأتوكل
عليه وأشهد أن ل إله إل ال وحده ل شريك له أيها الناس اتقوا ال فقام إليه رجل فقال
أذكرك من ذكرتنا به يا أمي الؤمني فقطع الطبة ث قال سعا سعا لن فهم عن ال وذكر به
وأعوذ بال أن أكون جبارا عنيدا وأن تأخذن العزة بالث لقد ضللت إذن وما أنا من الهتدين
وأنت أيها القائل فوال ما أردت با وجه ال ولكنك حاولت أن يقال قام فقال فعوقب فصب
وأهون با ويلك لو همت فاهتبلها إذ غفرت وإياك وأياكم معشر الناس أختها فإن الكمة
علينا نزلت ومن عندنا فصلت فردوا المر إل أهله توردوه موارده وتصدروه مصادره ث عاد
ف خطبته فكأنه يقرؤها من كفه فقال وأشهد أن ممدا عبده ورسوله
النصور يصف خلفاء بن أمية واجتمع عند النصور أيام خلفته جاعة من ولد أبيه
منهم عيسى بن موسى والعباس بن ممد وغيها فتذاكروا خلفاء بن أمية والسبب الذى به
سلبوا عزهم فقال النصور كان عبد اللك جبارا ل يبال ما صنع وكان الوليد لانا منونا
وكان سليمان هته بطنه وفرجه وكان عمر أعور بي عميان وكان هشام رجل القوم ول يزل
بنو أمية ضابطي لا مهد لم من السلطان يوطونه ويصونونه ويفظونه ويرسون ما وهب ال
لم منه مع تسنمهم معال المور ورفضهم أدانيها حت أفضى أمرهم إل أحداث مترفي من
أبنائهم فغمطوا النعمة ول يشكروا العافية وأساءوا الرعاية فابتدأت النقمة منهم باستدراج ال
إياهم امني مكره مطرحي صيانة اللفة مستخفي بق الرياسة ضعيفي عن رسوم السياسة
فسلبهم ال العزة وألبسهم الذلة وأزال عنهم النعمة النصور يصف عبد الرحن الداخل وقال
النصور يوما لصحابه أخبون عن صقر قريش من هو قالوا أمي الؤمني الذى راض اللك
495
جهرة خطب العرب
وسكن الزلزل وحسم الدواء وأباد العداء قال ما صنعتم شيئا قالوا فمعاوية قال ول هذا
قالوا فعبد اللك بن مروان قال ل هذا قالوا فمن يا أمي الؤمني قال عبد الرحن بن معاوية
الذى عب
البحر وقطع القفر ودخل بلدا أعجميا مفردا فمصر المصار وجند الجناد ودون
الدواوين وأقام ملكا بعد انقطاعه بسن تدبيه وشدة شكيمته إن معاوية نض بركب حله
عليه عمر وعثمان وذلل لصعبه وعبد اللك ببيعة تقدم له عقدها وأمي الؤمني بطلب غيه
واجتماع شيعته وعبد الرحن منفرد بنفسه مؤيد برأيه مستصحب لعزمه وصايا النصور لبنه
الهدى وصية له قال النصور لبنه الهدى يا بن ل تبم أمرا حت تفكر فيه فإن فكرة العاقل
مراته تريه حسناتوسيئاته واعلم أن الليفة ل يصلحه إى التقوى والسلطان ل يصلحه إى
الطاعة والرعية ل يصلحها إى العدل وأول الناس بالعفو أقدرهم على العقوبة وأنقص الناس
عقل من ظلم من هو دونه وصية أخرى له ووصاه فقال له إنىلم أدع شيئا إل قد تقدمت
إليك فيه وسأوصيك بصال وال ما أظنك تفعل واحدة منها وكان له سفط فيه دفاتر علمه
وعليه قفل ل يأمن على فتحه ومفتاحه أحدا يصر مفتاحه ف كم قميصه فقال للمهدى انظر
هذا السفط فاحتفظ به فإن فيه علم ابائك ما كان وما هو كائن إلىيوم القيامة فإن أحزنك
أمر فانظر ف الدفتر الكب فإن أصبت فيه ما تريد وإل فالثان والثالث حت بلغ سبعة فإن ثقل
عليك فالكراسة الصغية فإنك واجد فيها ما تريد وما أظنك تفعل وانظر هذه الدينة فإياك أن
تستبدل با فإنا بيتك وعزك قد جعت لك فيها من الموال ما إن كسر عليك الراج عشر
سني كان عندك كفاية لرزاق الند والنفقات وعطاء الذرية ومصلحة الثغور فاحتفظ با
فإنك ل تزال عزيزا ما دام
وصايا النصور لبنه الهدى وصية له قال النصور لبنه الهدي يا بن ل تبم أمرا
حت تفكر فيه فإن فكرة العاقل مرآته تريه حسناته وسيئاته واعلم أن الليفة ل يصلحه إل
التقوى والسلطان ل يصلحه إل الطاعة والرعية ل يصلحها إل العدل وأول الناس بالعفو
496
جهرة خطب العرب
أقدرهم على العقوبة وأنقص الناس عقل من ظلم من هو دونه وصية أخرى له ووصاه فقال له
إنىلم أدع شيئا إل قد تقدمت إليك فيه وسأوصيك بصال وال ما أظنك تفعل واحدة منها
وكان له سفط فيه دفاتر علمه وعليه قفل ل يأمن على فتحه ومفتاحه أحدا يصر مفتاحه ف
كم قميصه فقال للمهدى انظر هذا السفط فاحتفظ به فإن فيه علم ابائك ما كان وما هو
كائن إل يوم القيامة فإن أحزنك أمر فانظر ف الدفتر الكب فإن أصبت فيه ما تريد وإل فالثان
والثالث حت بلغ سبعة فإن ثقل عليك فالكراسة الصغية فإنك واجد فيها ما تريد وما أظنك
تفعل وانظر هذه الدينة فإياك أن تستبدل با فإنا بيتك وعزك قد جعت لك فيها من الموال
ما إن كسر عليك الراج عشر سني كان عندك كفاية لرزاق الند والنفقات وعطاء الذرية
ومصلحة الثغور فاحتفظ با فإنك ل تزال عزيزا ما دام
بيت مالك عامرا وما أظنك تفعل وأوصيك بأهل بيتك أن تظهر كرامتهم
وتقدمهم وتكثر الحسان إليهم وتعظم أمرهم وتوطىء الناس أعقابم وتوليهم النابر فإن عزك
عزهم وذكرهم لك وما أظنك تفعل وانظر مواليك فأحسن إليهم وقربم واستكثر منهم فإنم
مادتك لشدة إن نزلت بك وما أظنك تفعل وأوصيك بأهل خراسان خيا فإنم أنصارك
وشيعتك الذين بذلوا أموالم ف دولتك ودماءهم دونك ومن ل ترج مبتك من قلوبم أن
تسن إليهم وتتجاوز عن مسيئهم وتكافئهم على ما كان منهم وتلف من مات منهم ف أهله
وولده وما أظنك تفعل وإياك أن تبن مدينة الشرقية فإنك ل تتم بناءها وما أظنك تفعل وإياك
أن تستعي برجل من بن سليم وأظنك ستفعل وإياك أن تدخل النساء ف مشورتك ف أمرك
وأظنك ستفعل وصية أخرى له ووصى الهدى أيضا فقال اتق ال فيما أعهد إليك من أمور
السلمي بعدى يعل لك فيما كربك وحزنك مرجا ويرزقك السلمة وحسن العاقبة من
حيث ل تتسب احفظ يا بن ممدا ف أمته يفظ ال عليك أمورك وإياك والدم الرام فإنه
حوب عند ال عظيم وعار ف الدنيا لزم مقيم والزم اللل فإن فيه ثوابك ف الجل
وصلحك ف العاجل وأقم الدود ول تعتد فيها فتبور فإن ال لو علم أن شيئا أصلح لدينه
497
جهرة خطب العرب
وأزجر عن معاصيه من الدود لمربه ف كتابه واعلم أنه من شدة غضب ال لسلطانه أمر ف
كتابه بتضعيف العذاب والعقاب على من سعى ف الرض فسادا مع ما ذخر له عنده من
العذاب العظيم فقال
إنا جزاء الذين ياربون ال ورسوله ويسعون ف الرض فسادا أن يقتلوا أو يصلبوا
أو تقطع أيديهم وأرجلهم من خلف أو ينفوا من الرض ذلك لم خزى ف الدنيا ولم ف
الخرة عذاب عظيم فالسلطان يا بن حبل ال التي وعروته الوثقى ودين ال القيم فاحفظه
وحطه وحصنه وذب عنه وأوقع باللحدين فيه واقمع الارقي منه واقتل الارجي عنه بالعقاب
لم والثلت بم ول تاوز ما أمر ال به ف مكم القران واحكم بالعدل ول تشطط فإن ذلك
أقطع للشغب وأحسم للعدو وأنع ف الدواء وعف عن الفىء فليس بك إليه حاجة مع ما
أخلفه لك وافتتح عملك بصلة الرحم وبر القرابة وإياك والثرة والتبذير لموال الرعية واشحن
الثغور واضبط الطراف وأمن السبل وخص الواسطة ووسع العاش وسكن العامة وأدخل
الرافق عليهم واصرف الكاره عنهم وأعد الموال واخزنا وإياك والتبذير فإن النوائب غي
مأمونة والوادث غي مضمونة وهى من شيم الزمان وأعد الرجال والكراع والند ما
استطعت وإياك وتأخي عمل اليوم إل غد فتتدارك عليك المور وتضيع جد ف إحكام المور
النازلت لوقاتا أول فأول واجتهد وشر فيها وأعدد رجال بالليل لعرفة ما يكون بالنهار
ورجال بالنهار لعرفة ما يكون بالليل وباشر المور بنفسك ول تضجر ول تكسل ول تفشل
واستعمل حسن الظن بربك وأسىء الظن بعمالك وكتابك وخذ نفسك بالتيقظ وتفقد من
يبيت علىبابك وسهل إذنك للناس وانظر ف أمر الناع إليك ووكل بم عينا غي نائمة ونفسا
غي لهية ول تنم فإن أباك ل ينم منذ ول اللفة ول دخل عينه غمض إل وقلبه مستيقظ هذه
وصيت إليك وال خليفت عليك
خطبة النفس الزكية حي خرج على النصور لا خرج ممد بن عبد ال بن السن
بن السن بن على بن أب طالب اللقب بالنفس الزكية على النصور قام على منب الدينة فحمد
498
جهرة خطب العرب
ال وأثن عليه ث قال أيها الناس إنه قد كان من أمر هذا الطاغية أب جعفر من بنائه القبة
الضراء الت بناها معاندة ل ف ملكه وتصغيه الكعبة الرام وإنا أخذ ال فرعون حي قال أنا
ربكم العلى وإن أحق الناس بالقيام ف هذا الدين أبناء الهاجرين الولي والنصار الواسي
اللهم إنم قد أحلوا حرامك وحرموا حللك وعملوا بغي كتابك وغيوا عهد نبيك وامنوا من
أخفت وأخافوا من آمنت فأحصهم عددا واقتلهم بددا ول تبق على الرض منهم أحدا
وصية عبد ال بن السن بن السن بن على لبنه ممد أو إبراهيم ووصى عبد ال
بن السن بن السن بن علي بن أب طالب ابنه ممدا النفس الزكية أو إبراهيم فقال أي بن إن
مؤد حق ال ف تأديبك فأد إل حق ال ف الستماع من أي بن كف الذى وارفض البذا
واستعن على الكلم بطول الفكر ف الواطن الت تدعوك فيها نفسك إل الكلم فإن للقول
ساعات يضر فيها الطأ ول ينفع فيها الصواب واحذر مشورة الاهل وإن كان ناصحا كما
تذر مشورة العاقل إذا كان غاشا لنه يرديك بشورته واعلم يابن أن رأيك إذا احتجت إليه
وجدته نائما ووجدت هواك يقظان فإياك أن تستبد برأيك فإنه حينئذ هواك ول تفعل فعل إل
وأنت على يقي أن عاقبته ل ترديك وأن نتيجته ل تن عليك قول عبد ال بن السن وقد قتل
ابنه ممد ولا قتل النصور ابنه ممدا وكان عبد ال ف السجن بعث برأسه إليه مع الربيع
حاجبه فوضع بي يديه فقال رحك ال أبا القاسم فقد كنت من الذين يوفون بعهد ال ول
ينقضون اليثاق والذين يصلون ما أمر ال به أن يوصل ويشون ربم ويافون سوء الساب ث
تثل
فت كان يميه عن الذل سيفه ويكفيه سوءات المور اجتنابا ث التفت إل الربيع
فقال له قل لصاحبك قد مضى من بؤسنا مدة ومن نعيمك مثلها والوعد ال تعال قال الربيع
فما رأيت النصور قط أكثر انكسارا منه حي أبلغته الرسالة امرأة ممد بن عبد ال والنصور
ولا قتل النصور ممد بن عبد ال اعترضته امرأة معها صبيان فقالت يا أمي الؤمني أنا امرأة
ممد بن عبد ال وهذان ابناه أيتمهما سيفك وأضرعهما خونك فناشدتك ال يا أمي الؤمني
499
جهرة خطب العرب
أن تصعر لما خدك فينأى عنهما رفدك أو لتعطفك عليهما شوابك النسب وأواصر الرحم
فالتفت إل الربيع فقال اردد عليهما ضياع أبيهما ث قال كذا وال أحب أن تكون نساء بن
هاشم جعفر الصادق والنصور وكان أهل الدينة لا ظهر ممد بن عبد ال أجعوا على حرب
النصور ونصر ممد فلما ظفر النصور أحضر جعفرا الصادق بن ممد الباقر فقال له قد رأيت
إطباق أهل الدينة على حرب وقد رأيت أن أبعث إليهم من يعور ويمر نلهم فقال له جعفر يا
أمي الؤمني إن سليمان أعطى فشكر وإن أيوب ابتلى فصب
وإن يوسف قدر فغفر فاقتد بأيهم شئت وقد جعلك ال من نسل الذين يعفون
ويصفحون فقال أبو جعفر إن أحدا ل يعلمنا اللم ول يعرفنا العلم وإنا قلت همت ول ترن
فعلت وإنك لتعلم أن قدرت عليهم تنعن من الساءة إليهم وروى صاحب العقد قال لا حج
النصور مر بالدينة فقال للربيع الاجب علي بعفر بن ممد قتلن ال إن ل أقتله فمطل به ث
أل عليه فحضر فلما كشف الستر بينه وبينه ومثل بي يديه هس جعفر بشفتيه ث تقرب وسلم
فقال ل سلم ال عليك يا عدو ال تعمل على الغوائل ف ملكى قتلن ال إن ل أقتلك قال يا
أمي الؤمني إن سليمان صلى ال على ممدوعليه أعطى فشكر وإن أيوب ابتلى فصب وإن
يوسف ظلم فغفر وأنت على إرث منهم وأحق من تأسى بم فنكس أبو جعفر رأسه مليا
وجعفر واقف ث رفع رأسه وقال إل أبا عبد ال فأنت القريب القرابة وذو الرحم الواشجة
السليم الناحية القليل الغائلة ث صافحه بيمينه وعانقه بشماله وأجلسه معه على فراشه وانرف
له عن بعضه وأقبل عليه بوجهه يادثه ويسائله ث قال يا ربيع عجل لب عبد ال كسوته
وجائزته وإذنه
صفح النصور عن سفيان بن معاوية بن يزيد بن الهلب ولا داهن سفيان بن معاوية
بن يزيد بن الهلب ف شأن إبراهيم بن عبد ال وصار إل النصور أمر الربيع بلع سواده
والوقوف به على رءوس اليمانية ف القصورة يوم المعة ث قال قل لم يقول لكم أمي الؤمني
قد عرفتم ما كان من إحسان إليه وحسن بلئى وقدي نعمت عليه والذى حاول من الفتنة
500
جهرة خطب العرب
ورام من البغى وأراد من شق العصا ومعاونة العداء وإراقة الدماء وإنه قد استحق بذا من فعله
أليم العقاب وعظيم العذاب وقد رأى أمي الؤمني إتام بلئه الميل لديه ورب نعمائه السابقة
عنده لا يتعرفه أمي الؤمني من حسن عائدة ال عليه وما يؤمله من الي العاجل والجل عند
العفو عمن ظلم والصفح عمن أساء وقد وهب أمي الؤمني مسيئهم لحسنهم وغادرهم
لوفيهم استعطاف أهل الشام أبا جعفر النصور ولا انزم عبد ال بن على من الشأم قدم على
النصور وفد منهم فقام عدة منهم فتكلموا ث قام الارث بن عبد الرحن الغفارى فقال يا أمي
الؤمني
إنا لسنا وفد مباهاة وإنا نن وفد توبة وإنا ابتلينا بفتنة استخفت كرينا واستفزت
حليمنا ونن با قدمنا معترفون وما سلف منا معتذرون فإن تعاقبنا فبما أجرمنا وإن تعف عنا
فبفضلك علينا فاصفح عنا إذ ملكت وامنن إذ قدرت وأحسن إذ ظفرت فطالا أحسنت إل
من أساء منا فقال النصور قد فعلت ث قال للحرسى هذا خطيبهم وأمر برد ضياعه عليه
بالغوطة استعطاف أهل الشام أبا جعفر النصور أيضا وقال عثمان بن خزي للمنصور حي عفا
عن أهل الشأم ف إجلبم مع عبد ال بن علي عمه يا أمي الؤمني لقد أعطيت فشكرت
وابتليت فصبت وقدرت فعفوت وقال اخر يا أمي الؤمني النتقام عدل والتجاوز فضل
والتفضل قد جاوز حد النصف فنحن نعيذ أمي الؤمني بال أن يرضى لنفسه بأوكس النصيبي
دون أن يبلغ أرفع الدرجتي وقال اخر من انتقم فقد شفى غيظ نفسه وأخذ أقصى حقه وإذا
انتقمت فقد انتقصت وإذا عفوت تطولت ومن أخذ حقه وشفى غيظه ل يب شكره ول
يذكر ف العالي فضله وكظم الغيظ حلم واللم صب والتشفى طرف من العجز ومن رضى أل
يكون بي حاله وبي حال الظال إل ستر رقيق
وحجاب ضعيف ل يزم ف تفضيل اللم وف الستيثاق من ترك دواعي الظلم ول
تر أهل النهى والنسوبي إل الجا والتقى مدحوا الكام بشدة العقاب وقد ذكروهم بسن
الصفح وبكثرة الغتفار وشدة التغافل وبعد فالعاقب مستعد لعداوة أولياء الذنب والعاف
501
جهرة خطب العرب
مستدع لشكرهم امن من مكافأتم أيام قدرتم ولن يثن عليك باتساع الصدر خي من يثن
عليك بضيق الصدر على أن إقالتك عثرة عباد ال موجب لقالتك عثرتك من رب عباد ال
وعفوك عنهم موصول بعفو ال عنك وعقابك لم موصول بعقاب ال لك قال ال عز وجل
خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الاهلي أبو جعفر النصور والربيع وقال سعيد بن مسلم
بن قتيبة دعا النصور بالربيع فقال سلن ما تريد فقد سكت حت نطقت وخففت حت ثقلت
وقللت حت أكثرت فقال وال يا أمي الؤمني ما أرهب بلك ول أستقصر عمرك ول أستصغر
فضلك ول أغتنم مالك وإن يومى بفضلك على أحسن من أمسى وغدك ف تأميلى أحسن من
يومي ولو جاز أن يشكرك مثلي بغي الدمة والناصحة لا سبقن لذلك أحد قال صدقت
علمي بذا منك أحلك هذا الحل فسلن ما شئت قال أسألك أن تقرب عبدك الفضل وتؤثره
وتبه قال يا ربيع إن الب ليس بال يوهب
ول رتبة تبذل وإنا تؤكده السباب قال فاجعل ل طريقا إليه بالتفضل عليه قال
صدقت وقد وصلته بألف درهم ول أصل با أحدا غي عمومت لتعلم ماله عندى فيكون منه ما
يستدعى به مبت قال فكيف سألت له الحبة يا ربيع قال لنا مفتاح كل خي ومغلق كل شر
تستر با عندك عيوبه وتصي حسنات ذنوبه قال صدقت مقام عمرو بن عبيد بي يدى النصور
دخل عمرو بن عبيد على النصور بعد ما بايع للمهدى فقال له يا أبا عثمان هذا ابن أمي
الؤمني وول عهد السلمي فقال له عمرو يا أمي الؤمني أراك قد وطدت له المور وهي
تصي إليه وأنت عنه مسئول فاستعب النصور وقال له عظن يا عمرو قال يا أمي الؤمني إن ال
أعطاك الدنيا بأسرها فاشتر نفسك منها ببعضها وإن هذا الذي ف يديك لو بقى ف يد غيك ل
يصل إليك فاحذر ليلة تخض عن يوم ل ليلة بعده فوجم أبو جعفر من قوله فقال له الربيع يا
عمرو غممت أمي الؤمني فقال عمرو إن هذا صحبك عشرين سنة ل ير لك عليه أن
ينصحك يوما واحدا وما عمل وراء بابك بشيء من كتاب ال ول سنة نبيه قال أبو جعفر فما
502
جهرة خطب العرب
أصنع قد قلت لك خاتى ف يدك فتعال وأصحابك فاكفن قال عمرو ادعنا بعدلك تسخ
أنفسنا بعونك ببابك ألف مظلمة اردد منها شيئا نعلم أنك صادق
مقام رجل من الزهاد بي يدى النصور بينما النصور يطوف ليل إذ سع قائل يقول
اللهم إن أشكو إليك ظهور البغى والفساد ف الرض وما يول بي الق وأهله من الطمع
فخرج النصور فجلس ناحية من السجد وأرسل إل الرجل يدعوه فصلى الرجل ركعتي
واستلم الركن وأقبل مع الرسول فسلم عليه باللفة فقال النصور ما الذي سعتك تذكر من
ظهور البغى والفساد ف الرض وما الذي يول بي الق وأهله من الطمع فوال لقد حشوت
مسامعى ما أرمضن قال يا أمي الؤمني إن أمنتن على نفسي أنبأتك بالمور من أصولا وإل
احتجزت منك واقتصرت على نفسى ففيها ل شاغل فقال أنت امن على نفسك فقل فقال يا
أمي الؤمني إن الذى دخله الطمع حت حال بينه ما بي ظهر من البغى والفساد لنت قال
ويك وكيف يدخلن الطمع والصفراء بوالبيضاء ف فبضت واللو والامض عندى قال وهل
دخل أحدا من الطمع ما دخلك إن ال تبارك وتعال استرعاك السلمي وأموالم فأغفلت
أمورهم واهتممت بمع أموالم وجعلت بينك وبينهم حجابا من الص والجر وأبوابا من
الديد وحجبة معهم السلح ث سجنت نفسك فيها عنهم وبعثت عمالك ف جباية الموال
وجعها وقويتهم بالرجال والسلح والكراع وأمرت بأل يدخل عليك من الناس إل فلن
وفلن نفر سيتهم ول تأمر بإيصال الظلوم ول اللهوف ول الائع العارى ول الضعيف الفقي
ول أحد إل وله ف هذا الال حق فلما راك هؤلء النفر الذين استخلصتهم لنفسك واثرتم على
رعيتك وأمرت أل يجبوا عنك تب الموال وتمعها ول تقسمها قالوا هذا
قد خان ال فما بالنا لنونه وقد سجن لنا نفسه فأتروا بأل يصل إليك من علم
أخبار الناس شيء إل ما أرادوا ول يرج لك عامل فيخالف أمرهم إل قصبوه عندك ونفوه
حت تسقط منلته ويصغر قدره فلما انتشر ذلك عنك وعنهم أعظمهم الناس وهابوهم فكان
أول من صانعهم عمالك بالدايا والموال ليقووا با على ظلم رعيتك ث فعل ذلك ذوو القدرة
503
جهرة خطب العرب
والثروة من رعيتك لينالوا به ظلم من دونم فامتلت بلد ال بالطمع بغيا وفسادا وصار هؤلء
القوم شر كاءك ف سلطانك وأنت غافل فإن جاء متظلم حيل بينه وبي دخول مدينتك فإن
أراد رفع قصته إليك عند ظهورك وجدك قد نيت عن ذلك وأوقفت للناس رجل ينظر ف
مظالهم فإن جاءك ذلك الرجل فبلغ بطانتك خبه سألوا صاحب الظال أل يرفع مظلمته إليك
فإن التظلم منه له بم حرمة فأجابم خوفا منهم فل يزال الظلوم يتلف إليه ويلوذ به ويشكو
ويستغيث وهو يدفعه ويعتل عليه فإذا أجهد وأحرج وظهرت صرخ بي يديك فضرب ضربا
مبحا ليكون نكال لغيه وأنت تنظر فل تنكر فما بقاء السلم على هذا وقد كنت يا أمي
الؤمني أسافر إل الصي فقدمتها مرة وقد أصيب ملكها بسمعه فبكى يوما بكاء شديدا فحثه
جلساؤه على الصب فقال أما إن لست أبكى للبلية النازلة ب ولكن أبكي لظلوم بالباب
يصرخ ول أسع صوته ث قال أما إذا ذهب سعى فإن بصرى ل يذهب نادوا ف الناس أل يلبس
ثوبا أحر متظلم ث كان يركب الفيل طرف ناره وينظر هل يرى مظلوما فهذا يا أمي الؤمني
مشرك بال غلبت رأفته بالشركي شح نفسه وأنت مؤمن بال ث من أهل بيت نبيه ل تغلب
رأفتك بالسلمي على شح نفسك فإن كنت إنا تمع الال لولدك فقد أراك ال عبا ف الطفل
يسقط من بطن أمه
وما له على الرض مال وما من مال إل ودونه يد شحيحة تويه فما يزال ال
يلطف بذلك الطفل حت تعظم رغبة الناس إليه ولست بالذى تعطى بل ال يعطى من يشاء ما
شاء وإن قلت إنا أجع الال لتشديد السلطان فقد أراك ال عبا ف بن أمية ما أغن عنهم ما
جعوامن الذهب والفضة وأعدوا من الرجال والسلح والكراع حت أراد ال بم ما أراد وإن
قلت إنا أجع لطلب غاية هي أجسم من الغاية الت أنا فيها فوال ما فوق ما أنت فيه إل منلة
ل تدرك إل بلف ما أنت عليه يا أمي الؤمني هل تعاقب من عصاك بأشد من القتل قال
النصور ل قال فكيف تصنع باللك الذى خولك ملك الدنيا وهو ل يعاقب من عصاه بالقتل
ولكن باللود ف العذاب الليم قد رأى ما قد عقد عليه قلبك وعملته جوارحك ونظر إليه
504
جهرة خطب العرب
بصرك واجترحته يداك ومشت إليه رجلك هل يغن عنك ما شححت عليه من ملك الدنيا إذا
انتزعه من يدك ودعاك إل الساب فبكى النصور وقال يا ليتن ل أخلق ويك فكيف أحتال
لنفسي قال يا أمي الؤمني إن للناس أعلما يفزعون إليهم ف دينهم ويرضون بم فاجعلهم
بطانتك يرشدوك وشاورهم ف أمرك يسددوك قال قد بعثت إليهم فهربوا من قال خافوا أن
تملهم على طريقتك ولكن افتح بابك وسهل حجابك وانصر الظلوم واقمع الظال وخذ
الفىء والصدقات ما خل وطاب واقسمه بالق والعدل على أهله وأنا الضامن عنهم أن يأتوك
ويسعدوك على صلح المة وجاء الؤذنون فسلموا عليه فصلى وعاد إل ملسه وطلب الرجل
فلم يوجد
مقام الوزاعي بي يدي النصور قال الوزاعى دخلت على النصور فقال ل ما
الذى بطأ بك عن قلت يا أمي الؤمني وما الذى تريد من فقال القتباس منك قلت انظر ما
تقول فإن مكحول حدثن عن عطية بن بشي أن رسول ال قال من بلغه عن ال نصيحة ف
دينه فهى رحة من ال سيقت إليه فإن قبلها من ال بشكر وإل كانت حجة من ال عليه ليزداد
إثا وليزداد عليه غضبا وإن بلغه شيء من الق فرضى فله الرضا وإن سخط فله السخط ومن
كرهه فقد كره ال لن ال هو الق البي فل تهلن قال وكيف أجهل قال تسمع ول تعمل با
تسمع قال الوزاعى فسل على الربيع السيف وقال تقول لمي الؤمني هذا فانتهره النصور
وقال أمسك ث كلمه الوزاعى وكان ف كلمه أن قال إنك قد أصبحت من هذه اللفة
بالذى أصبحت به وال سائلك عن صغيها وكبيها وفتيلها ونقيها ولقد حدثن عروة بن
روي أن رسول ال قال ما من راع يبيت غاشا لرعيته إل حرم ال عليه رائحة النة فحقيق
على الوال أن يكون لرعيته ناظرا ولا استطاع من عوراتم ساترا وبالقسط
فيما بينهم قائما ل يتخوف مسنهم منه رهقا ول مسيئهم عدوانا فقد كانت بيد
رسول ال جريدة يستاك با ويردع عنه النافقي فأتاه جبيل فقال يا ممد ما هذه الريدة
بيدك اقذفها ل تل قلوبم رعبا فكيف من سفك دماءهم وشقق أبشارهم وأنب أموالم يا
505
جهرة خطب العرب
أمي الؤمني إن الغفور له ما تقدم من ذنبه وما تأخر دعا إل القصاص من نفسه بدش خدشه
أعرابيا ل يتعمده فهبط جبيل فقال يا ممد إن ال ل يبعثك جبارا تكسر قرون أمتك واعلم
أن كل ما ف يدك ل يعدل شربة من شراب النة ول ثره من ثارها قال رسول ال لقاب
قوس أحدكم من النة أو قذة خي له من الدنيا بأسرها إن الدنيا تنقطع ويزول نعيمها ولو بقى
اللك لن قبلك ل يصل إليك يا أمي الؤمني ولو أن ثوبا من ثياب أهل النار علق بي السماء
والرض لذاهم فكيف من يتقمصه ولو أن ذنوبا من صديد أهل النار صب على ماء الرض
لجنه فكيف بن يتجرعه ولو أن حلقة من سلسل جهنم وضعت على جبل لذاب فكيف من
سلك فيها ويرد فضلها على عاتقه وقد قال عمر بن الطاب ل يقوم أمر الناس إل حصيف
العقدة بعيد الغرة ل يطلع الناس منه على عورة ول ينق ف الق على جرة ول تأخذه ف ال
لومة لئم واعلم أن السلطان أربعة أمي يظلف نفسه وعماله فذلك له أجر الجاهد ف سبيل
ال وصلته سبعون ألف صلة ويد ال بالرحة على رأسه ترفرف وأمي رتع ورتع عماله فذاك
يمل أثقاله وأثقال مع أثقاله وأمي يظلف نفسه
ويرتع عماله فذاك الذى باع اخرته بدنيا غيه وأمي يرتع ويظلف عماله فذاك شر
الكياس واعلم يا أمي الؤمني أنك قد ابتليت بأمر عظيم عرض على السموات والرض
والبال فأبي أن يملنه وأشفقن منه وقد جاء عن جدك ف تفسي قول ال عز وجل ل يغادر
صغية ول كبية إل أحصاها أن الصغية التبسم والكبية الضحك وقال فما ظنكم بالكلم
وما عملته اليدى فأعيذك بال أن ييل إليك أن قرابتك برسول ال تنفع مع الخالفة لمره فقد
قال رسول ال يا صفية عمة ممد ويا فاطمة بنت ممد استوهبا أنفسكما من ال إن ل أغن
عنكما من ال شيئا وكان جدك الكب سأل رسول ال إمارة فقال أي عم نفس تييها خي
لك من إمارة ل تصيها نظرا لعمه وشفقة عليه أن يلي فيجور عن سنته جناح بعوضة فل
يستطيع له نفعا ول عنه دفعا هذه نصيحت إن قبلتها فلنفسك عملت وإن رددتا فنفسك
نست وال الوفق للخي والعي عليه قال بلى نقبلها ونشكر عليها وبال نستعي نصيحة يزيد
506
جهرة خطب العرب
بن عمر بن هبية للمنصور ودخل يزيد بن عمر بن هبية على أمي الؤمني النصور فقال يا
أمي الؤمني توسع توسعا قرشيا ول تضق ضيقا حجازيا ويروى أنه دخل يوما فقال له النصور
حدثنا فقال يا أمي الؤمني
إن سلطانكم حديث وإمارتكم جديدة فأذيقوا الناس حلوة عدلا وجنبوهم مرارة
جورها فوال يا أمي الؤمني لقد مضت لك النصيحة ث نض فنهض معه سبعمائة من قيس
فأتأره النصور بصره ث قال ل يعز ملك يكون فيه مثل هذا معن بن زائدة والنصور ودخل
معن بن زائدة الشيبان على أب جعفر النصور وقد أسن فقارب ف خطوه فقال له النصور لقد
كبت سنك يا معن قال ف طاعتك يا أمي الؤمني قال وإنك للد قال على أعدائك يا أمي
الؤمني قال وإن فيك لبقية قال هي لك يا أمي الؤمني قال فأي الدولتي أحب إليك هذه أم
دولة بن أمية قال ذلك إليك يا أمي الؤمني إن زاد برك على برهم كانت دولتك أحب إل
معن بن زائدة وأحد زواره ودخل رجل على معن بن زائدة فقال ما هذه الغيبة فقال أيها المي
ما غاب عن العي من يذكره القلب وما زال شوقي إل المي شديدا وهو دون
ما يب له وذكرى له كثيا وهو دون قدره ولكن جفوة الجاب وقلة بشر
الغلمان منعان من الكثار فأمر بتسهيل حجابه وأجزل صلته النصور وأحد العراب ودخل
أعراب علىالنصور فتكلم فأعجب بكلمه فقال له سل حاجتك فقال يبقيك ال ويزيد ف
سلطانك فقال سل حاجتك فليس ف كل وقت تؤمر بذاك قال ول يا أمي الؤمني فوال ما
أستقصر عمرك ول أخاف بلك ولأغتنم مالك وإن سؤالك لشرف وإن عطاءك لزين وما
بامرىء بذل وجهه إليك نقص ول شي فأحسن جائزته وأكرمه أعرابية تعزى النصور وتنئه
وروى القلقشندى قال تعرضت أعرابية للمنصور ف طريق مكة بعد وفاة أب العباس السفاح
فقالت يا أمي الؤمني احتسب الصب وقدم الشكر فقد أجزل ال لك الثواب ف الالي وأعظم
عليك النة ف الادثي سلبك خليفة ال وأفادك خلفة ال فسلم فيما سلبك واشكر فيما
منحك وتاوز ال عن أمي الؤمني وخار لك فيما ملكك من أمر الدنيا والدين
507
جهرة خطب العرب
وروى الاحظ قال عزت امرأة النصور عن أب العباس مقدمه من مكة قالت أعظم
ال أجرك فل مصيبة أجل من مصيبتك ول عوض أعظم من خلفتك خطبة ممد بن سليمان
يوم المعة وكان ل يغيها المد ل أحده وأستعينه وأستغفره وأومن به وأتوكل عليه وأشهد
أن ل إله إل ال وحده ل شريك له وأشهد أن ممدا عبده ورسوله أرسله بالدى ودين الق
ليظهره على الدين كله ولو كره الشركون من يعتصم بال ورسوله فقد اعتصم بالعروة الوثقى
وسعد ف الول والخرة ومن يعص ال ورسوله فقد ضل ضلل بعيدا وخسر خسرانا مبينا
أسأل ال أن يعلنا وإياكم من يطيعه ويطيع رسوله ويتبع رضوانه ويتجنب سخطه فإنا نن له
وبه أوصيكم عباد ال بتقوى ال وأحثكم على طاعة ال وأرضى لكم ما عند ال فإن تقوى ال
أفضل ما تاث الناس عليه وتداعوا إليه وتواصوا به فاتقوا ال ما استطعتم ول توتن إل وأنتم
مسلمون وصية مسلم بن قتيبة وقال مسلم بن قتيبة ل تطلب حاجتك إل واحد من ثلثة ل
تطلبها إل الكذاب فإنه يقربا وهى بعيدة ويبعدها وهى قريبة ول تطلبها إل الحق
فإنه يريد أن ينفعك وهو يضرك ول تطلبها إل رجل له عند قوم مأكلة فإنه يعل
حاجتك وقاء لاجته خطبة الهدى توف سنة ه المد ل الذى ارتضى المد لنفسه ورضى به
من خلقه أحده على الئه وأمده لبلئه وأستعينه وأومن به وأتوكل راض بقضائه وصابر لبلئه
وأشهد أن ل إله إل ال وحده ل شريك له وأن ممدا عبده الصطفى ونبيه الجتب ورسوله إل
خلقه وأمينه على وحيه أرسله بعد انقطاع الرجاء وطموس العلم واقتراب من الساعة إل أمة
جاهلية متلفة أمية أهل عداوة وتضاغن وفرقة وتباين قد استهوتم شياطينهم وغلب عليهم
قرناؤهم فاستشعروا الردى وسلكوا العمى يبشر من أطاعه بالنة وكري ثوابا ويندر من عصاه
بالنار وأليم عقابا ليهلك من هلك عن بينة وييا من حى عن بينة وإن ال لسميع عليم
أوصيكم عباد ال بتقوى ال فإن القتصار عليها سلمة والترك لا ندامة وأحثكم على إجلل
عظمته وتوقي كبيائه وقدرته والنتهاء إل ما يقرب من رحته وينجى من سخطه وينال به ما
لديه من كري الثواب وجزيل الاب فاجتنبوا ما خوفكم ال من شديد العقاب وأليم العذاب
508
جهرة خطب العرب
ووعيد الساب يوم توقفون بي يدى البار وتعرضون فيه على النار يوم ل تكلم نفس إل
بإذنه فمنهم شقى وسعيد يوم يفر الرء من أخيه وأمه وأبيه وصاحبته وبنيه لكل امرىء
منهم يومئذ شأن يغنيه يوم ل تزى نفس عن نفس شيئا ول يقبل منها عدل ول
تنفعها شفاعة ول هم ينصرون يوم ل يزى والد عن ولده ول مولود هو جاز عن والده شيئا
إن وعد ال حق فل تغرنكم الياة الدنيا ول يغرنكم بال الغرور فإن الدنيا دار غرور وبلء
وشرور واضمحلل وزوال وتقلب وانتقال قد أفنت من كان قبلكم وهى عائدة عليكم وعلى
من بعدكم من ركن إليها صرعته ومن وثق با خانته ومن أملها كذبته ومن رجاها خذلته
عزها ذل وغناها فقر والسعيد من تركها والشقى فيها من اثرها والغبون فيها من باع حظه من
دار اخرته با فال ال عباد ال والتوبة مقبولة والرحة مبسوطة وبادروا بالعمال الزكية ف هذه
اليام الالية قبل أن يؤخذ بالكظم وتندموا فل تنالون الندم ف يوم حسرة وتأسف وكآبة
وتلهف يوم ليس كاليام وموقف ضنك القام إن أحسن الديث وأبلغ الوعظة كتاب ال
يقول ال تبارك وتعال وإذا قرىء القران فاستمعوا له وأنصتوا لعلكم ترحون أعوذ بال من
الشيطان الرجيم بسم ال الرحن الرحيم ألاكم التكاثر حت زرت القابر إل اخر السورة
أوصيكم عباد ال با أوصاكم ال به وأناكم عما ناكم عنه وأرضى لكم طاعة ال وأستغفر
ال ل ولكم
مشاورة الهدى لهل بيته ف حرب خراسان روى ابن عبد ربه قال هذا ما تراجع
فيه الهدى ووزراؤه وما دار بينهم من تدبي الرأى ف حرب خراسان أيام تاملت عليهم
العمال وأعنفت فحملتهم الدالة وما تقدم لم من الكانة على أن نكثوا بيعتهم ونقضوا موثقهم
وطردوا العمال والتووا با عليهم من الراج وحل الهدى ما يب من مصلحتهم ويكره من
عنتهم على أن أقال عثرتم واغتفر زلتهم واحتمل دالتهم تطول بالفضل واتساعا بالعفو وأخذا
بالجة ورفقا بالسياسة ولذلك ل يزل مذ حله ال أعباء اللفة وقلده أمور الرعية رفيقا بدار
سلطانه بصيا بأهل زمانه باسطا للمعدلة ف رعيته تسكن إل كنفه وتأنس بعفوه وتثق بلمه
509
جهرة خطب العرب
فإذا وقعت القضية اللزمة والقوق الواجبة فليس عنده هوادة ول إغضاء ول مداهنة أثرة
للحق وقياما بالعدل وأخذا بالزم فدعا أهل خراسان الغترار بلمه والثقة بعفوه أن كسروا
الراج وطردوا العمال وسألوا ما ليس لم من الق ث خلطوا احتجاجا باعتذار وخصومة
بإقرار وتنصل باعتلل فلما انتهى ذلك إل الهدى خرج إل ملس خلئه وبعث إل نفر من
لمته ووزرائه فأعلمهم الال واستنصحهم للرعية ث أمر الوال بالبتداء وقال للعباس بن ممد
أى عم تعقب قولنا وكن حكما بيننا وأرسل إل ولديه
موسى وهرون فأحضرها المر وشاركهما ف الرأى وأمر ممد بن الليث بفظ
مراجعتهم وإثبات مقالتهم ف كتاب مقال سلم صاحب الظال فقال سلم صاحب الظال
أيها الهدى إن ف كل أمر غاية ولكل قوم صناعة استفرغت رأيهم واستغرقت أشغالم
واستنفدت أعمارهم وذهبوا با وذهبت بم وعرفوا با وعرفت بم ولذه المور الت جعلتنا
فيها غاية وطلبت معونتنا عليها أقوام من أبناء الرب وساسة المور وقادة النود وفرسان
الزاهز وإخوان التجارب وأبطال الوقائع الذين رشحتهم سجالا وفيأتم ظللا وعضتهم
شدائدها وقرمتهم نواجذها فلو عجمت ما قبلهم وكشفت ما عندهم لوجدت نظائر تؤيد
أمرك وتارب توافق نظرك وأحاديث تقوى قلبك فأما نن معاشر عمالك وأصحاب دواوينك
فحسن بنا وكثي منا أن نقوم بثقل ما حلتنا من عملك واستودعتنا من أمانتك وشغلتنا به من
إمضاء عدلك وإنفاذ حكمك وإظهار حقك فأجابه الهدى إن ف كل قوم حكمة ولكل زمان
سياسة وف كل حال تدبي يبطل الخر الول ونن أعلم بزماننا وتدبي سلطاننا قال نعم أيها
الهدي أنت متسع الرأي وثيق العقدة قوي النة بليغ الفطنة معصوم النية مضور الروية مؤيد
البديهة موفق العزية معان بالظفر مهدي إل الي إن همت ففي عزمك مواقع الظن وإن
اجتمعت صدع فعلك
ملتبس الشك فاعزم يهد ال إل الصواب قلبك وقل ينطق ال بالق لسانك فإن
جنودك جة وخزائنك عامرة ونفسك سخية وأمرك نافذ فأجابه الهدي الشاورة والناظرة بابا
510
جهرة خطب العرب
رحة ومفتاحا بركة ل يهلك عليهما رأي ول يتفبل معهما حزم فأشيوا برأيكم وقولوا با
يضركم فإن من ورائكم وتوفيق ال من وراء ذلك مقال الربيع بن يونس وقال الربيع أيها
الهدى إن تصاريف وجوه الرأي كثية وإن الشارة ببعض معاريض القول يسية ولكن
خراسان أرض بعيدة السافة متراخية الشقة متفارقة السبل فإذا ارتأيت من مكم التدبي ومبم
التقدير ولباب الصواب رأيا قد أحكمه نظرك وقلبه تدبيك فليس وراءه مذهب طاعن ول دونه
معلق لصومة عائب ث خبت البد به وانطوت الرسل عليه كان بالرى أن ل يصل إليهم
مكمه إل وقد حدث منهم ماينقضه فما أيسر أن ترجع إليك الرسل وترد عليك الكتب بقائق
أخبارهم وشوارد آثارهم ومصادر أمورهم فتحدث رأيا غيه وتبتدع تدبيا سواه وقد انفرجت
اللق وتللت العقد واسترخى القاب وامتد الزمان ث لعلم موقع الخرة كمصدر الول
ولكن الرأي أيها الهدى وفقك ال أن تصرف إجالة النظر وتقليب الفكر فيما جعتنا له
واستشرتنا فيه من التدبي لربم واليل ف أمرهم إل الطلب لرجل ذى دين فاضل وعقل
كامل وورع
واسع ليس موصوفا بوى ف سواك ول متهما ف أثرة عليك ول ظنينا على دخلة
مكروهة ول منسوبا إل بدعة مذورة فيقدح ف ملكك ويريض المور لغيك ث تستند إليه
أمورهم وتفوض إليه حربم وتأمره ف عهدك ووصيتك إياه بلزوم أمرك ما لزمه الزم وخلف
نيك إذا خالفه الرأى عند استحالة المور واشتداد الحوال الت ينقض أمر الغائب عنها ويثبت
رأي الشاهد لا فإنه إذا فعل ذلك فواثب أمرهم من قريب وسقط عنه ما يأت من بعيد تت
اليلة وقويت الكيدة ونفذ العمل وأحد النظر إن شاء ال مقال الفضل بن العباس قال الفضل
بن العباس أيها الهدي إن ول المور وسائس الروب ربا نى جنوده وفرق أمواله ف غي ما
ضيق أمر حزبه ول ضغطة حال اضطرته فيقعد عند الاجة إليها وبعد التفرقة لا عديا منها
فاقدا لا ل يثق بقوة ول يصول بعدة ول يفزع إل ثقة فالرأي لك أيها الهدي وفقك ال أن
تعفي خزائنك من النفاق للموال وجنودك من مكابدة السفار ومقارعة الخطار وتغرير
511
جهرة خطب العرب
القتال ول تسرع للقوم ف الجابة إل ما يطلبون والعطاء لا يسألون فيفسد عليك أدبم
وترىء من رعيتك غيهم ولكن اغزهم باليلة وقاتلهم بالكيدة وصارعهم باللي وخاتلهم
بالرفق وأبرق لم بالقول وأرعد نوهم بالفعل وابعث البعوث
وجند النود وكتب الكتائب واعقد اللوية وانصب الرايات وأظهر أنك موجه
إليهم اليوش مع أحنق قوادك عليهم وأسوئهم أثرا فيهم ث ادسس الرسل وابثث الكتب وضع
بعضهم على طمع من وعدك وبعضا على خوف من وعيدك وأوقد بذلك وأشباهه نيان
التحاسد فيهم واغرس أشجار التنافس بينهم حت تل القلوب من الوحشة وتنطوي الصدور
على البغضة ويدخل كل من كل الذر واليبة فإن مرام الظفر بالغيلة والقتال باليلة والناصبة
بالكتب والكايدة بالرسل والقارعة بالكلم اللطيف الدخل ف القلوب القوى الوقع من
النفوس العقود بالجج الوصول باليل البن على اللي الذى يستميل القلوب ويسترق العقول
والراء ويستميل الهواء ويستدعى الواتاة أنفذ من القتال بظبات السيوف وأسنة الرماح كما
أن الوال الذي يستنل طاعة رعيته باليل ويفرق كلمة عدوه بالكايدة أحكم عمل وألطف
منظرا وأحسن سياسة من الذى ل ينال ذلك إل بالقتال والتلف للموال والتغرير والطار
وليعلم الهدى أنه إن وجه لقتالم رجل ل يسر لقتالم إل بنود كثيفة ترج عن حال شديدة
وتقدم على أسفار ضيقة وأموال متفرقة وقود غششة إن ائتمنهم استنفدوا ماله وإن استنصحهم
كانوا عليه ل له قال الهدي هذا رأى قد أسفر نوره وأبرق ضوءه وتثل صوابه للعيون ويسد
حقه ف القلوب ولكن فوق كل ذي علم عليم ث نظر إل ابنه على فقال ما تقول
مقال على بن الهدى قال علي بن الهدى أيها الهدى إن أهل خراسان ل يلعوا
عن طاعتك ول ينصبوا من دونك أحدا يقدح ف تغيي ملكك ويريض المور لفساد دولتك
ولو فعلوا لكان الطب أيسر والشأن أصغر والال أدل لن ال مع حقه الذى ل يذله وعند
موعده الذي ل يلفه ولكنهم قوم من رعيتك وطائفة من شيعتك الذين جعلك ال عليهم واليا
وجعل العدل بينك وبينهم حاكما طلبوا حقا وسألوا إنصافا فإن أجبت إل دعوتم ونفست
512
جهرة خطب العرب
عنهم قبل أن يتلحم منهم حال ويدث من عندهم فتق أطعت أمر الرب وأطفأت نائرة
الرب ووفرت خزائن الال وطرحت تغرير القتال وحل الناس ممل ذلك على طبيعة جودك
وسجية حلمك وإسجاح خليقتك ومعدلة نظرك فأمنت أن تنسب إل ضعف وأن يكون ذلك
فيما بقى دربة وإن منعتهم ما طلبوا ول تبهم إل ما سألوا اعتدلت بك وبم الال وساويتهم
ف ميدان الطاب فما أرب الهدى أن يعمد إل طائفة من رعيته مقرين بملكته مذعني
بطاعته ل يرجون أنفسهم عن قدرته ول يبئونا من عبوديته فيملكهم أنفسهم ويلع نفسه
عنهم ويقف على اليل معهم ث يازيهم السوء ف حد القارعة ومضمار الخاطرة أيريد
الهدى وفقه ال الموال فلعمرى ل ينالا ول يظفر با إل بإنفاق أكثر منها ما يطلب منهم
وأضعاف ما يدعى قبلهم ولو نالا فحملت إليه ووضعت برائطها بي يديه
ث تاف لم عنها وطال عليهم با لكان إليه ما ينسب وبه يعرف من الود الذى
طبعه ال عليه وجعل قرة عينه ونمة نفسه فيه فإن قال الهدي هذا رأي مستقيم سديد ف أهل
الراج الذين شكوا ظلم عمالنا وتامل ولتنا فأما النود الذين نقضوا مواثيق العهود وأنطقوا
لسان الرجاف وفتحوا باب العصية وكسروا قيد الفتنة فقد ينبغى لم أن أجعلهم نكال
لغيهم عظة لسواهم فيعلم الهدى أنه لو أتى بم مغلولي ف الديد مقرني ف الصفاد ث
اتسع لقن دمائهم عفوه ولقالة عثرتم صفحة واستبقاهم لا هم فيه من حربه أو لن بإزائهم
من عدوه لا كان بدعا من رأيه ول مستنكرا من نظره لقد علمت العرب أنه أعظم اللفاء
واللوك عفوا وأشدها وقعا وأصدقها صولة وأنه ليتعاظمه عفو وليتكاءده صفح وإن عظم
الذنب وجل الطب فالرأى للمهدى وفقه ال تعال أن يل عقدة الغيظ بالرجاء لسن ثواب
ال ف العفو عنهم وأن يذكر أول حالتم وضيعة عيالتم برا بم وتوسعا لم فإنم إخوان
دولته وأركان دعوته وأساس حقه الذين بعزتم يصول وبجتهم يقول وإنا مثلهم فيما دخلوا
فيه من مساخطه وتعرضوا له من معاصيه وانطووا فيه عن إجابته ومثله ف قلة ما غي ذلك من
رأيه فيهم أو نقل من حاله لم أو تغي من نعمته بم كمثل رجلي أخوين متناصرين متوازرين
513
جهرة خطب العرب
أصاب أحدها خبل عارض ولو حادث فنهض إل أخيه بالذى وتامل عليه بالكروه فلم يزدد
أخوه إل رقة له ولطفا به واحتيال لداواة مرضه ومراجعة حاله عطفا عليه وبرا به ومرحة له
فقال الهدى أما على فقد نوى ست الليان وفض القلوب ف أهل خراسان ولكل
نبإ مستقر فقال ما ترى يا أبا ممد يعن موسى ابنه الادى مقال موسى بن الهدى فقال موسى
أيها الهدى ل تسكن إل حلوة ما يرى من القول على ألسنتهم وأنت ترى الدماء تسيل من
خلل فعلهم الال من القوم ينادى بضمرة شر وخفية حقد قد جعلوا العاذير عليها سترا
واتذوا العلل من دوناحجابا رجاء أن يدافعوا اليام بالتأخي والمور بالتطويل فيكسروا حيل
الهدى فيهم ويفنوا جنوده عنهم حت يتلحم أمرهم وتتلحق مادتم وتستفحل حربم
وتستمر المور بم والهدى من قولم ف حال غرة ولباس أمنة قد فتر لا وأنس با وسكن
إليها ولول ما اجتمعت به قلوبم وبردت عليه جلودهم من الناصبة بالقتال والضمار للقراع
عن داعية ضلل أو شيطان فساد لرهبوا عواقب أخبار الولة وغب بكون المور فليشدد
الهدى وفقه ال أزره لم ويكتب كتائبه نوهم وليضع المر على أشد ما يضره فيهم وليوقن
أنه ل يعطيهم خطة يريد با صلحهم إل كانت دربة إل فسادهم وقوة على معصيتهم وداعية
إل عودتم وسببا لفساد من بضرته من النود ومن ببابه من الوفود الذين إن أقرهم وتلك
العادة وأجراهم على ذلك الرب ل يبح ف فتق حادث وخلف حاضر ل يصلح عليه دين
ول تستقيم به دنيا وإن طلب نغييه بعد استحكام العادة واستمرار الدربة ل يصل
إل ذلك إل بالعقوبة الفرطة والئونة الشديدة والرأى للمهدى وفقه ال أن ل يقيل
عثرتم ول يقبل معذرتم حت تطأهم اليوش وتأخذهم السيوف ويستحر بم القتل ويدق
بم الوت وييط بم البلء ويطبق عليهم الذل فإن فعل الهدى بم ذلك كان مقطعة لكل
عادة سوء فيهم وهزية لكل بادرة شر منهم واحتمال الهدى ف مئونة غزوتم هذه تضع عنه
غزوات كثية ونفقات عظيمة فقال الهدى قد قال القوم فاحكم يا أبا الفضل مقال العباس بن
ممد فقال العباس بن ممد أيها الهدى أما الوال فأخذوا بفروع الرأى وسلكوا جنبات
514
جهرة خطب العرب
الصواب وتعدوا أمورا قصر بنظرهم عنها أنه ل تأت تاربم عليها وأما الفضل فأشار بالموال
أل تنفق والنود أل تفرق وبأن ل يعطى القوم ما طلبوا ول يبذل لم ما سألوا وجاء بأمر بي
ذلك استصغارا لمرهم واستهانة بربم وإنا يهيج جسيمات المور صغارها وأما على فأشار
باللي وإفراط الرفق وإذا جرد الوال لن غمط أمره وسفه حقه اللي بتا والي مضا ل
يلطهما بشدة تعطف القلوب عن لينه ول بشر يبسهم إل خيه فقد ملكهم اللع لعذرهم
ووسع لم الفرجة لثن أعناقهم فإن أجابوا دعوته وقبلوا لينه من غي حوف اضطرهم ول شدة
فنوة ف رءوسهم يستدعون با البلء إل أنفسهم ويستصرخون با رأى الهدى فيهم وإن ل
يقبلوا دعوته ويسرعوا لجابته باللي الحض والي الصراح فذلك ما عليه الظن بم والرأى
فيهم وما قد يشبه أن يكون من مثلهم لن ال تعال خلق النة وجعل فيها
من النعيم القيم واللك الكبي مال يطر على قلب بشر ول تدركه الفكر ول
تعلمه نفس ث دعا الناس إليها ورغبهم فيها فلول أنه خلق نارا جعلها لم رحة يسوقهم با إل
النة لا أجابوا ول قبلوا وأما موسى فأشار بأن يعصبوا بشدة ل لي فيها وأن يرموا بشر ل
خي معه وإذا أضمر الوال لن فارق طاعته وخالف جاعته الوف مفردا والشر مردا وليس
معهما طمع ول لي يثنيهم اشتدت المور بم وانقطعت الال منهم إل أحد أمرين إما أن
تدخلهم المية من الشدة والنفة من الذلة والمتعاض من القهر فيدعوهم ذلك إل التمادى ف
اللف والستبسال ف القتال والستسلم للموت وإما أن ينقادوا بالكره ويذعنوا بالقهر على
بغضة لزمة وعداوة باقية تورث النفاق وتعقب الشقاق فإذا أمكنتهم فرصة أو ثابت لم قدرة
أو قويت لم حال عاد أمرهم إل أصعب وأغلظ وأشد ما كان وقال ف قول أب الفضل أيها
الهدي أكفى دليل وأوضح برهان وأبي خب بأن قد أجع رأيه وحزم نظره على الرشاد ببعثة
اليوش إليهم وتوجيه البعوث نوهم مع إعطائهم ما سألوا من الق وإجابتهم إل ما سألوه من
العدل قال الهدى ذلك رأي مقال هرون بن الهدي قال هرون خلطت الشدة أيها الهدي
515
جهرة خطب العرب
باللي فصارت الشدة أمر فطام لا تكره وعاد اللي أهدى قائد إل ما تب ولكن أرى غي
ذلك قال الهدي لقد قلت قول بديعا وخالفت فيه أهل بيتك جيعا والرء
مؤتن با قال وظني با ادعى حت يأتى ببينة عادلة وحجة ظاهرة فاخرج عماقلت
قال هرون أيها الهدى إن الرب خدعة والعاجم قوم مكرة وربا اعتدلت الال بم واتفقت
الهواء منهم فكان باطن ما يسرون على ظاهر ما يعلنون وربا افترقت الالن وخالف القلب
اللسان فانطوى القلب على مجوبة تبطن واستسر بدخولة ل تعلن والطبيب الرفيق بطبه
البصي بأمره العال بقدم يده وموضع ميسمه ل يتعجل بالدواء حت يقع على معرفة الداء
فالرأى للمهدى وفقه ال أن يفر باطن أمرهم فر السنة ويخض ظاهر حالم مض السقاء
بتابعة الكتب ومظاهرة الرسل وموالة العيون حت تتك حجب عيونم وتكشف أغطية
أمورهم فإن انفرجت الال وأفضت المور به إل تغيي حال أو داعية ضلل اشتملت الهواء
عليه وانقاد الرجال إليه وامتدت العناق نوه بدين يعتقدونه وإث يستحلونه عصبهم بشدة ل
لي فيها ورماهم بعقوبة لعفو معها وإن انفرجت العيون واهتصرت الستور ورفعت الجب
والال فيهم مريعة والمور بم معتدلة ف أرزاق يطلبونا وأعمال ينكرونا وظلمات يدعونا
وحقوق يسألونا باتة سابقتهم ودالة مناصحتهم فالرأى للمهدي وفقه ال أن يتسع لم با
طلبوا ويتجاف لم عما كرهوا ويشعب من أمرهم ما صدعوا ويرتق من فتقهم ما قطعوا ويول
عليهم من أحبوا ويداوى بذلك مرض قلوبم وفساد أمورهم فإنا الهدى وأمته وسواد أهل
ملكته بنلة الطبيب الرفيق والوالد الشفيق والراعى الجرب الذى يتال لرابض غنمه وضوال
رعيته حت يبىء الريضة من داء علتها ويرد الصحيحة إل أنس جاعتها ث إن خراسان باصة
الذين لم دالة ممولة وماتة مقبولة ووسيلة معروفة وحقوق واجبة لنم أيدي
دولته وسيوف دعوته وأنصار حقه وأعوان عدله فليس من شأن الهدى الضطغان عليهم ول
الؤاخذة لم ول التوعر بم ول الكافأة بإساءتم لن مبادرة حسم المور ضعيفة قبل أن تقوى
وماولة قطع الصول ضئيلة قبل أن تغلظ أحزم ف الرأى وأصح ف التدبي من التأخي لا
516
جهرة خطب العرب
والتهاون با حت يلتئم قليلها بكثيها وتتمع أطرافها إل جهورها قال الهدى ما زال هرون
يقع وقع اليا حت خرج خروج القدح من الاء وانسل انسلل السيف فيما ادعى فدعوا ما
سبق موسى فيه أنه هو الرأى وثن بعده هرون ولكن من لعنة اليل وسياسة الرب وقيادة
الناس إن أمعن بم اللجاج وأفرطت بم الدالة مقال صال بن على قال صال لسنا نبلغ أيها
الهدى بدوام البحث وطول الفكر أدن فراسة رأيك وبعض لظات نظرك وليس ينفض عنك
من بيوتات العرب ورجالت العجم ذو دين فاضل ورأى كامل وتدبي قوى تقلده حربك
وتستودعه جندك من يتمل المانة العظيمة ويضطلع بالعباء الثقيلة وأنت بمد ال ميمون
النقيبة مبارك العزية مبور التجارب ممود العواقب معصوم العزم فليس يقع اختيارك ول يقف
نظرك على أحد توليه أمرك وتسند إليه ثغرك إل أراك ال ما تب وجع لك منه ما تريد
قال الهدى إن لرجو ذلك لقدي عادة ال فيه وحسن معونته عليه ولكن أحب
الوافقة على الرأى والعتبار للمشاورة ف المر الهم مقال ممد بن الليث قال ممد بن الليث
أهل خراسان أيها الهدى قوم ذوو عزة ومنعة وشياطي خدعة زروع المية فيهم نابتة
وملبس النفة عليهم ظاهرة فالروية عنهم عازبة والعجلة فيهم حاضرة تسبق سيولم مطرهم
وسيوفهم عذلم لنم بي سفلة ل يعدو مبلغ عقولم منظر عيونم وبي رؤساء ل يلجمون إل
بشدة ول يفطمون إل بالر وإن ول الهدى عليهم وضيعا ل تنقد له العظماء وإن ول أمرهم
شريفا تامل على الضعفاء وإن أخر الهدى أمرهم ودافع حربم حت يصيب لنفسه من حشمه
ومواليه أو بن عمه أو بن أبيه ناصحا يتفق عليه أمرهم وثقة تتمع له أملؤهم بل أنفة تلزمهم
ول حية تدخلهم ول مصيبة تنفرهم تنفست اليام بم وتراخت الال بأمرهم فدخل بذلك
من الفساد الكبي والضياع العظيم مال يتلفاه صاحب هذه الصفة وإن جد ول يستصلحه وإن
جهد إل بعد دهر طويل وشر كبي وليس الهدى وفقه ال فاطما عاداتم ول قارعا صفاتم
بثل أحد رجلي ل ثالث لما ول عدل ف ذلك بما أحدها لسان ناطق موصول بسمعك ويد
517
جهرة خطب العرب
مثلة لعينك وصخرة ل تزعزع وبمة ل تثن وبازل ل يفزعه صوت اللجل نقى العرض نزيه
النفس جليل الطر اتضعت الدنيا عن قدره وسا نو الخرة
بمته وجعل الغرض القصى لعينه نصبا والغرض الدن لقدمه موطئا فليس يقبل
عمل وليتعدى أمل وهو رأس مواليك وأنصح بن أبيك رجل قد غذى بلطيف كرامتك
ونبت ف ظل دولتك ونشأ على قوائم أدبك فإن قلدته أمرهم وحلته ثقلهم وأسندت إليه
ثغرهم كان قفل فتحه أمرك وبابا أغلقه نيك فجعل العدل عليه وعليهم أميا والنصاف بينه
وبينهم حاكما وإذا أحكم النصفة وملك العدلة فأعطاهم مالم وأخذ منهم ما عليهم غرس
لك ف الذى بي صدورهم وأسكن لك ف السويداء داخل قلوبم طاعة راسخة العروق باسقة
الفروع متماثلة ف حواشي عوامهم متمكنة من قلوب خواصهم فل يبقى فيهم ريب إل نفوه
ول يلزمهم حق إل أدوه وهذا أحدها والخر عود من غيضتك ونبعة من أرومتك فت السن
كهل اللم راجح العقل ممود الصرامة مأمون اللف يرد فيهم سيفه ويبسط عليهم خيه
بقدر ما يستحقون وعلى حسب ما يستوجبون وهو فلن أيها الهدى فسلطه أعزك ال عليهم
ووجهه باليوش إليهم ول تنعك ضراعة سنة وحداثة مولده فإن اللم والثقة مع الداثة خي
من الشك والهل مع الكهولة وإنا أحداثكم أهل البيت فيما طبعكم ال عليه واختصكم به
من مكارم الخلق ومامد الفعال وماسن المور وصواب التدبي وصرامة النفس كفراخ
عتاق الطي الحكمة لخذ الصيد بل تدريب والعارفة لوجوه النفع بل تأديب فاللم والعلم
والعزم والزم والود والتودة والرفق ثابت ف صدوركم مزروع ف قلوبكم مستحكم لكم
متكامل عندكم بطبائع لزمة وغرائز ثابتة
مقال معاوية بن عبد ال قال معاوية بن عبد ال أفتاء أهل بيتك أيها الهدى ف
اللم على ما ذكر وأهل خراسان ف حال عز على ما وصف ولكن إن ول الهدى عليهم
رجل ليس بقدي الذكر ف النود ول بنبيه الصوت ف الروب ول بطويل التجربة للمور ول
بعروف السياسة للجيوش واليبة ف العداء دخل ذلك أمران عظيمان وخطران مهولن
518
جهرة خطب العرب
أحدها أن العداء يغتمزونا منه ويتقرونا فيه ويترئون با عليه ف النهوض به والقارعة له
واللف عليه قبل ما حي الختبار لمره والتكشف لاله والعلم بطباعة والمر الخر أن
النود الت يقود واليوش الت يسوس إذا ل يتبوا منه البأس والنجدة ول يعرفوه بالصوت
واليبة انكسرت شجاعتهم وماتت ندتم واستأخرت طاعتهم إل حي اختبارهم ووقوع
معرفتهم وربا وقع البوار قبل الختبار وبباب الهدى وفقه ال رجل مهيب نبيه حنيك صيت له
نسب زاك وصوت عال قد قاد اليوش وساس الروب وتألف أهل خراسان واجتمعوا عليه
بالقة ووثقوا به كل الثقة فلو وله الهدى أمرهم لكفاه ال شرهم قال الهدى جانبت قصد
الرمية وأبيت إل عصبية إذ رأى الدث من أهل بيتنا كرأى عشرة حلماء من غينا ولكن أين
تركتم ول العهد قالوا ل ينعنا من ذكره إل كونه شبيه جده ونسيج وحده ومن الدين وأهله
بيث يقصر القول عن أدن فضله ولكن وجدنا ال عز وجل حجب عن
خلقه وستر دون عباده علم ما تتلف به اليام ومعرفة ما ترى عليه القادير من
حوادث المور وريب النون الخترمة لوال القرون ومواضي اللوك فكرهنا شسوعه عن ملة
اللك ودار السلطان ومقر المامة والولية وموضع الدائن والزائن ومستقر النود ومعدن
الود وممع الموال الت جعلها ال قطبا لدار اللك ومصيدة لقلوب الناس ومثابة لخوان
الطمع وثوار الفت ودواعى البدع وفرسان الضلل وأبناء الوت وقلنا إن وجه الهدي ول
عهده فحدث ف جيوشه وجنوده ما قد حدث بنود الرسل من قبله ل يستطع الهدي أن
يعقبهم بغيه إل أن ينهض إليهم بنفسه وهذا خطر عظيم وهول شديد إن تنفست اليام بقامه
واستدارت الال بإمامه حت يقع عوض ل يستغن عنه أو يدث أمر ل بد منه صار ما بعده ما
هو أعظم هول وأجل خطرا له تبعا وبه متصل مقال الهدي قال الهدي الطب أيسر ما
تذهبون إليه وعلى غي ما تصفون المر عليه نن أهل البيت نرى من أسباب القضايا ومواقع
المور على سابق من العلم ومتوم من المر قد أنبأت به الكتب وتنبأت عليه الرسل وقد
تناهى ذلك بأجعه إلينا وتكامل بذافيه عندنا فبه ندبر وعلى ال نتوكل إنه ل بد لول عهدي
519
جهرة خطب العرب
وول عهد عقب بعدي أن يقود إل خراسان البعوث ويتوجه نوها بالنود أما الول فإنه يقدم
إليهم رسله ويعمل فيهم حيله ث يرج نشيطا إليهم حنقا
عليهم يريد أن ل يدع أحدا من إخوان الفت ودواعى البدع وفرسان الضلل إل
توطأه بر القتل وألبسه قناع القهر وقلده طوق الذل ول أحدا من الذين عملوا ف قص جناح
الفتنة وإخاد نار البدعة ونصرة ولة الق إل أجرى عليهم دي فضله وجداول نله فإذا خرج
مزمعا به ممعا عليه ل يسر إل قليل حت يأتيه أن قد عملت حيله وكدحت كتبه ونفذت
مكايده فهدأت نافرة القلوب ووقعت طائرة الهواء واجتمع عليه الختلفون بالرضا فيميل نظرا
لم وبرا بم وتعطفا عليهم إل عدو قد أخاف سبيلهم وقطع طريقهم ومنع حجاجهم بيت ال
الرام وسلب تارهم رزق ال اللل وأما الخر فإنه يوجه إليهم ث تعتقد له الجة عليهم
بإعطاء ما يطلبون وبذل ما يسألون فإذا سحت الفرق بقراباتا له وجنح أهل النواحى بأعناقهم
نوه فأصغت إليه الفئدة واجتمعت له الكلمة وقدمت عليه الوفود قصد لول ناحية بعت
بطاعتها وألقت بأزمتها فألبسها جناح نعمته وأنزلا ظل كرامته وخصها بعظيم حبائه ث عم
الماعة بالعدلة وتعطف عليهم بالرحة فل تبقى فيهم ناحية دانية ول فرقة قاصية إل دخلت
عليها بركته ووصلت إليها منفعته فأغن فقيها وجب كسيها ورفع وضيعها وزاد رفيعها ما
خل ناحيتي ناحية يغلب عليها الشقاء وتستميلهم الهواء فتستخف بدعوته وتبطئ عن إجابته
وتتثاقل عن حقه فتكون أخر من يبعث وأبطأ من يوجه فيصطلى عليها موجدة ويبتغى لا علة
ل يلبث يد بق يلزمهم وأمر يب عليهم فتستلحمهم اليوش وتأكلهم السيوف ويستحر بم
القتل وييط بم المر ويفنيهم التتبع حت يرب البلد ويوت الولد وناحية ل يبسط لم أمانا
ول يقبل لم عهدا ول يعل لم ذمة لنم أول من فتح باب الفرقة
وتدرع جلباب الفتنة وربض ف شق العصا ولكنه يقتل أعلمهم ويأسر قوادهم
ويطلب هرابم ف لج البحار وقلل البال وحيل الودية وبطون الرض تقتيل وتغليل
وتنكيل حت يدع الدنيا خرابا والنساء أيامي وهذا أمر ل نعرف له ف كتبنا وقتا ول نصحح
520
جهرة خطب العرب
منه غي ما قلنا تفسيا وأما موسى ول عهدي فهذا أوان توجهه إل خراسان وحلوله برجان
وما قضى ال له من الشخوص إليها والقام فيها خي للمسلمي مغبة وله بإذن ال عاقبة من
القام بيث يغمر ف لج بورنا ومدافع سيولنا ومامع أمواجنا فيتصاغر عظيم فضله ويتذاءب
مشرق نوره ويتقلل كثي ما هو كائن منه فمن يصحبه من الوزراء ويتار له من الناس مقال
ممد بن الليث قال ممد بن الليث أيها الهدي إن ول عهدك أصبح لمتك وأهل ملتك علما
قد تئنت نوه أعناقها ومدت سته أبصارها وقد كان لقرب داره منك ومل جواره لك عطل
الال غفل المر واسع العذر فأما إذا انفرد بنفسه وخل بنظره وصار إل تدبيه فإن من شأن
العامة أن تتفقد مارج رأيه وتستنصت لواقع اثاره وتسأل عن حوادث أحواله ف بره ومرحته
وإقساطه ومعدلته وتدبيه وسياسته ووزرائه وأصحابه ث يكون ما سبق إليهم أغلب الشياء
عليهم وأملك المور بم وألزمها لقلوبم وأشدها استمالة لرأيهم وعطفا لهوائهم فل يفتأ
الهدى وفقه ال ناظرا له فيما يقوى عمد ملكته ويسدد أركان وليته
ويستجمع رضا أمته بأمر هو أزين لاله وأظهر لماله وأفضل مغبة لمره وأجل
موقعا ف قلوب رعيته وأحد حال ف نفوس أهل ملته ول أدفع مع ذلك باستجماع الهواء له
وأبلغ ف استعطاف القلوب عليه من مرحة تظهر من فعله ومعدله تنتشر عن أثره ومبة للخي
وأهله وأن يتار الهدى وفقه ال من خيار أهل كل بلدة وفقهاء أهل كل مصر أقواما تسكن
العامة إليهم إذا ذكروا وتأنس الرعية بم إذا وصفوا ث تسهل لم عمارة سبل الحسان وفتح
باب العروف كما قد كان فتح له وسهل عليه قال الهدي صدقت ونصحت ث بعث ف ابنه
موسى فقال مقال الهدي أي بن إنك قد أصبحت لسمت وجوه العامة نصبا ولثن أعطاف
الرعية غاية فحسنتك شاملة وإساءتك نائية وأمرك ظاهر فعليك بتقوى ال وطاعته فاحتمل
سخط الناس فيهما ول تطلب رضاهم بلفهما فإن ال عز وجل كافيك من أسخطه عليك
إيثارك رضاه وليس بكافيك من يسخطه عليك إيثارك رضا من سواه ث اعلم أن ل تعال ف
كل زمان فترة من رسله وبقايا من صفوة خلقه وخبايا لنصرة حقه يدد حبل السلم
521
جهرة خطب العرب
بدعواهم ويشيد أركان الدين بنصرتم ويتخذ لولياء دينه أنصارا وعلى إقامة عدله أعوانا
يسدون اللل ويقيمون اليل ويدفعون عن الرض الفساد وإن أهل خراسان أصبحوا أيدى
دولتنا وسيوف دعوتنا الذين نستدفع الكاره بطاعتهم ونستصرف نزول العظائم بناصحتهم
وندافع ريب الزمان بعزائمهم ونراحم ركن الدهر ببصائرهم وهم عماد الرض إذا أرجف
كنفها وخوف العداء إذا برزت صفحتها وحصون الرعية إذا تضايقت الال با قد مضت لم
وقائع صادقات ومواطن صالات أخدت نيان
الفت وقسمت دواعى البدع وأذلت رقاب البارين ول ينفكوا كذلك ماجروا مع
ريح دولتنا وأقاموا ف ظل دعوتنا واعتصموا ببل طاعتنا الت أعز ال با ذلتهم ورفع با
ضعتهم وجعلهم با أربابا ف أقطار الرض وملوكا على رقاب العالي بعد لباس الذل وقناع
الوف وإطباق البلء ومالفة السى وجهد البأس والضر فظاهر عليهم لباس كرامتك وأنزلم
ف حدائق نعمتك ث اعرف لم حق طاعتهم ووسيلة دالتهم وماتة سابقتهم وحرمة مناصحتهم
بالحسان إليهم والتوسعة عليهم والثابة لحسنهم والقالة لسيئهم أي بن ث عليك العامة
فاستدع رضاها بالعدل عليها واستجلب مودتا بالنصاف لا وتسن بذلك لربك وتوثق به ف
عي رعيتك واجعل عمال العذر وولة الجج مقدمة بي يدى عملك ونصفة منك لرعيتك
وذلك أن تأمر قاضي كل بلد وخيار أهل كل مصر أن يتاروا لنفسهم رجل توليه أمرهم
وتعل العدل حاكما بينه وبينهم فإن أحسن حدت وإن أساء عذرت هؤلء عمال العذر وولة
الجج فل يسقطن عليك ما ف ذلك إذا انتشر ف الفاق وسبق إل الساع من انعقاد ألسنة
الرجفي وكبت قلوب الاسدين وإطفاء نيان الروب وسلمة عواقب المور ول ينفكن ف
ظل كرامتك نازل وبعرا حبلك متعلقا رجلن أحدها كرية من كرائم رجالت العرب
وأعلم بيوتات الشرف له أدب فاضل وحلم راجح ودين صحيح والخر له دين غي مغموز
وموضع غي مدخول بصي بتقليب الكلم وتصريف الرأى وأناء العرب ووضع الكتب عال
بالت الروب وتصاريف الطوب يضع ادابا نافعة وآثارا باقية من ماسنك وتسي أمرك
522
جهرة خطب العرب
وتلية ذكرك فتستشيه ف حربك وتدخله ف أمرك فرجل أصبته كذلك فهو يأوي إل ملت
ويرعى ف خضرة جنان ول تدع أن تتار لك من فقهاء البلدان وخيار المصار أقواما يكونون
جيانك وسارك وأهل
مشاورتك فيما تورد وأصحاب مناظرتك فيما تصدر فسر على بركة ال أصحبك
ال من عونه وتوفيقه دليل يهدى إل الصواب قلبك وهاديا ينطق بالي لسانك وكتب ف
شهر ربيع الخر سنة سبعي ومائة ببغداد ابن عتبة يعزى الهدى ويهنئه لا توف النصور دخل
ابن عتبة مع الطباء على الهدى فسلم فقال اجر ال أمي الؤمني على أمي الؤمني قبله وبارك
ال لمي الؤمني فيما خلفه له أمي الؤمني بعده فما مصيبة أعظم من فقد أمي الؤمني ول
عقب أفضل من وراثه مقام أمي الؤمني فاقبل يا أمي الؤمني من ال أفضل العطية واحتسب
عند ال أفضل الرزية يعقوب بن داود يستعطف الهدى لا سخط الهدى على وزيره يعقوب
بن داود أحضره فقال يا يعقوب قال لبيك يا أمي الؤمني تلبية مكروب لوجدتك شرق
بغصتك قال
أل أرفع قدرك وأنت خامل وأسي ذكرك وأنت هامل وألبسك من نعم ال تعال
ونعمى ما ل أجد عندك طاقة لمله ول قياما بشكره فكيف رأيت ال تعال أظهر عليك ورد
كيدك إليك قال يا أمي الؤمني إن كنت قلت هذا بتيقن وعلم فإن معترف وإن كان بسعاية
الباغي ونائم العاندين فأنت أعلم بأكثرها وأنا عائذ بكرمك وعميم شرفك فقال لول النث
ف دمك للبستك قميصا لتشد عليه أزرارا ث أمر به إل السجن فتول وهو يقول الوفاء يا
أمي الؤمني كرم والودة رحم وما على العفو ندم وأنت بالعفو جدير وبالحاسن خليق فأقام
ف السجن إل أن أخرجه الرشيد رجل من أهل خراسان يطب بضرة الهدي وقدم على
الهدى رجل من أهل خراسان فقال أطال ال بقاء أمي الؤمني إنا قوم نأينا عن العرب وشغلتنا
الروب عن الطب وأمي الؤمني يعلم طاعتنا وما فيه مصلحتنا فيكتفي منا باليسي عن الكثي
ويقتصر على ما ف الضمي دون التفسي فقال الهدي أنت أخطب من سعته
523
جهرة خطب العرب
مقام صال بن عبد الليل بي يدي الهدي دخل صال بن عبد الليل على الهدى
فسأله أن يأذن له ف الكلم فقال تكلم فقال إنه لا سهل علينا ما توعر على غينا من الوصول
إليك قمنا مقام الداء عنهم وعن رسول ال بإظهار ما ف أعناقنا من فريضة المر والنهى عن
انقطاع عذر الكتمان ول سيما حي اتسمت بيسم التواضع ووعدت ال وحلة كتابه إيثار
الق على ما سواه فجمعنا وإياك مشهد من مشاهد التمحيص ليتم مؤدينا على موعود الداء
عنهم وقابلنا على موعود القبول أو يزيدنا تحيص ال إيانا ف اختلف السر والعلنية ويلينا
حلية الكذابي فقد كان أصحاب رسول ال يقولون من حجب ال عنه العلم عذبه على الهل
وأشد منه عذابا من أقبل إليه العلم وأدبر عنه ومن أهدى ال إليه علما فلم يعمل به فقد رغب
عن هدية ال وقصر با فاقبل ما أهدى ال إليك من ألسنتنا قبول تقيق وعمل ل قبول سعة
ورياء فإنه ل يعدمك منا إعلم لا تهل أو مواطأة على ما تعلم أو تذكي لك من غفلة فقد
وطن ال عز وجل نبيه عليه الصلة والسلم على نزولا تعزية عما فات وتصينا من التمادى
ودللة على الخرج فقال وإما ينغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بال إنه سيع عليم فأطلع ال
على قلبك با ينور ال به القلوب من إيثار الق ومنابذة الهواء فإنك إن ل تفعل ذلك ير أثرك
وأثر ال عليك فيه ول حول ولقوة إل بال
عظة شبيب بن شيبة للمهدى وقال شبيب بن شيبة للمهدى يا أمي الؤمني إن ال
إذ قسم القسام ف الدنيا جعل لك أسناها وأعلها فل ترض لنفسك من الخرة إل مثل
مارضى لك به من الدنيا فأوصيك بتقوى ال فعليكم نزلت ومنكم أخذت وإليكم ترد خطبته
ف تعزية الهدى بابنته لا ماتت البانوقة بنت الهدى جزع عليها جزعا ل يسمع بثله فجلس
للناس يعزونه وأمر أل يجب عنه أحد فأكثر الناس ف التعازى واجتهدوا ف البلغة وف الناس
من ينتقد هذا عليهم من أهل العلم والدب فأجعوا على أنم ل يسمعوا تعزيه أوجز ول أبلغ
من تعزية شبيب بن شيبة فإنه قال أعطاك ال يا أمي الؤمني على ما رزئت أجرا وأعقبك صبا
ول أجهد ال بلءك بنقمة ول نزع منك نعمة ثواب ال خي لك منها ورحة ال خي لا منك
524
جهرة خطب العرب
وأحق ماصب عليه مال سبيل إل رده خطبة اخرى له ف مدح الليفة قيل لبعض اللفاء إن
شبيب بن شيبة يستعمل الكلم ويستعد له فلو أمرته أن يصعد النب فجأة لرجوت أن يفتضح
فأمر رسول فأخذ بيده إل السجد فلم يفارقه حت صعد النب فحمد ال وأثن عليه وصلى
على النب حق الصلة عليه ث قال
أل إن لمي الؤمني أشباها أربعة السد الادر والبحر الزاخر والقمر الباهر والربيع
الناضر فأما السد الادر فأشبه منه صولته ومضاءه وأما البحر الزاخر فأشبه منه جوده وعطاءه
وأما القمر الباهر فأشبه منه نوره وضياءه وأما الربيع الناضر فأشبه منه حسنه وباءه ث نزل
وأنشأ يقول وموقف مثل حد السيف قمت به أحى الذمار وترمين به الدق فما زلقت وما
ألقيت كاذبة إذا الرجال على أمثاله زلقوا كلمات لشبيب بن شيبة وقال شبيب اطلب الدب
فإنه دليل على الروءة وزيادة ف العقل وصاحب ف الغربة وصلة ف الجلس وقال للمهدى يوما
أراك ال ف بنيك ما أرى أباك فيك وأرى ال بنيك فيك ما أراك ف أبيك وخرج من دار
اللفة يوما فقال له قائل كيف رأيت الناس قال رأيت الداحل راجيا والارج راضيا خطبة
يوسف بن القاسم بن صبيح الكاتب يوم ول الرشيد اللفة روى الطبى قال لا كانت الليلة
الت توف فيها موسى الادى أخرج هرثة ابن أعي هرون الرشيد ليل فأقعده للخلفة فدعا
هرون يي بن خالد بن برمك
وكان مبوسا وقد كان عزم موسى على قتله وقتل هرون الرشيد ف تلك الليلة
فحضر يي وتقلد الوزارة ووجه إل يوسف بن القاسم بن صبيح الكاتب فأحضره وأمره
بإنشاء الكتب فلما كان غداة تلك الليلة وحضر القواد قام يوسف ابن القاسم فحمد ال وأثن
عليه وصلى على ممد ث قال إن ال بنة ولطفه من عليكم معاشر أهل بيت نبيه بيت اللفة
ومعدن الرسالة وإياكم أهل الطاعة من أنصار الدولة وأعوان الدعوة من نعمه الت ل تصى
بالعدد ول تنقضى مدى البد وأياديه التامة أن جع ألفتكم وأعلى أمركم وشد عضدكم
وأوهن عدوكم وأظهر كلمة الق وكنتم أول با وأهلها فأعزكم ال وكان ال قويا عزيزا
525
جهرة خطب العرب
فكنتم أنصار دين ال الرتضى والذابي بسيفه النتضى عن أهل بيت نبيه اوبكم استنقذهم من
أيدى الظلمة أئمة الور والناقضي عهد ال والسافكي الدم الرام والكلي الفىء والستأثرين
به فاذكروا ما أعطاكم ال من هذه النعمة واحذروا أن تغيوا فيغي بكم وإن ال جل وعز
استأثر بليفته موسى الادى المام فقبضه إليه وول بعده رشيدا مرضيا أمي الؤمني بكم رءوفا
رحيما من مسنكم قبول وعلى مسيئكم بالعفو عطوفا وهو أمتعه ال بالنعمة وحفظ له ما
استرعاه إياه من أمر المة وتوله با تول به أولياءه وأهل طاعته يعدكم من نفسه الرأفة بكم
والرحة لكم وقسم أعطياتكم فيكم عند استحقاقكم ويبذل لكم من الائزة ما أفاء ال على
اللفاء ما ف بيوت الال ما ينوب عن رزق كذا وكذا شهرا غي مقاض لكم بذلك فيما
تستقبلون من أعطياتكم وحامل باقى ذلك للدفع عن حريكم وما لعله أن يدث ف النواحى
والقطار من
العصاة الارقي إل بيوت الموال حت تعود الموال إل جامها وكثرتا والال الت
كانت عليها فاحدوا ال وجددوا شكرا يوجب لكم الزيد من إحسانه إليكم با جدد لكم من
رأى أمي الؤمني وتفضل به عليكم أيده ال بطاعته وارغبوا إل ال له ف البقاء ولكم به ف
إدامة النعماء لعلكم ترحون وأعطوا صفقة أيانكم وقوموا إل بيعتكم حاطكم ال وحاط
عليكم وأصلح بكم وعلى أيديكم وتولكم ولية عباده الصالي خطبة هرون الرشيد توف
سنة ه المد ل نمده على نعمه ونستعينه على طاعته ونستنصره على أعدائه ونؤمن به حقا
ونتوكل عليه مفوضي إليه وأشهد أن ل إله إل ال وحده ل شريك له وأشهد أن ممدا عبده
ورسوله بعثه على فترة من الرسل ودروس من العلم وإدبار من الدنيا وإقبال من الخرة بشيا
بالنعيم القيم ونذيرا بي يدى عذاب أليم فبلغ الرسالة ونصح المة وجاهد ف ال فأدى عن ال
وعده ووعيده حت أتاه اليقي فعلى النب من ال صلة ورحة وسلم أوصيكم عباد ال بتقوى
ال فإن ف التقوى تكفي السيئات وتضعيف السنات وفوزا بالنة وناة من النار وأحذركم
يوما تشخص فيه البصار وتعلن فيه السرار يوم البعث ويوم التغابن ويوم التلق ويوم التناد
526
جهرة خطب العرب
يوم ل يستعتب من سيئة ول يزداد من حسنة يوم الزفة إذ القلوب لدى الناجر كاظمي ما
للظالي من حيم ول شفيع يطاع يعلم خائنة العي
وما تفى الصدور واتقوا يوما ترجعون فيه إل ال ث توف كل نفس ما كسبت
وهم ل يظلمون عباد ال إنكم ل تلقوا عبثا ولن تتركوا سدى حصنوا إيانكم بالمانة
ودينكم بالورع وصلتكم بالزكاة فقد جاء ف الب أن النب قال ل إيان لن ل أمانة له ول
دين لن ل عهد له ول صلة لن ل زكاة له إنكم سفر متازون وأنتم عن قريب تنقلون من دار
فناء إل دار بقاء فسارعوا إل الغفرة بالتوبة وإل الرحة بالتقوى وإل الدى بالمانة فإن ال
تعال ذكره أوجب رحته للمتقي ومغفرته للتائبي وهداه للمنيبي قال ال عز وجل وقوله الق
ورحت وسعت كل شيء فسأكتبها للذين يتقون ويؤتون الزكاة وقال وإن لغفار لن تاب
وامن وعمل صالا ث اهتدى وإياكم والمان فقد غرت وأردت وأوبقت كثيا حت أكذبتهم
مناياهم فتناوشوا التوبة من مكان بعيد وحيل بينهم وبي ما يشتهون فأخبكم ربكم عن
الثلث فيهم وصرف اليات وضرب المثال فرغب بالوعد وقدم إليكم الوعيد وقد رأيتم
وقائعهم بالقرون الوال جيل فجيل وعهدت الباء والبناء والحبة والعشائر باحتطاف الوت
إياهم من بيوتكم ومن بي أطهركم ل تدفعون عنهم ول تولون دونم فزالت عنهم الدنيا
وانقطعت بم السباب فأسلمتهم إل أعمالم عند الواقف والساب والعقاب ليجزى الذين
أساءوا با عملوا ويزى الذين أحسنوا بالسن إن أحسن الديث وأبلغ الوعظة كتاب ال
يقول ال عز وجل وإذا قرئ القران فاستمعوا له وأنصتوا لعلكم ترحون أعوذ بال من الشيطان
الرجيم إنه هو السميع العليم بسم ال الرحن الرحيم قل هو ال أحد
ال الصمد ل يلد ول يولد ول يكن له كفوا أحد آمركم با أمركم ال به وأناكم
عما ناكم عنه وأستغفر ال ل ولكم وصية الرشيد لؤدب ولده المي ووصى الرشيد مؤدب
ولده المي فقال يأحر إن أمي الؤمني قد دفع إليك مهجة نفسه وثرة قلبه فصي يدك عليه
مبسوطة وطاعته لك واجبة فكن له بيث وضعك أمي الؤمني أقرئه القرآن وعرفه الخبار
527
جهرة خطب العرب
وروه الشعار وعلمه السنن وبصره بواقع الكلم وبدئه وامنعه من الضحك إل ف أوقاته
وخذه بتعظيم مشايخ بن هاشم إذا دخلوا عليه ورفع مالس القواد إذا حضروا ملسه ول ترن
بك ساعة إل وأنت مغتنم فائدة تفيده إياها من غي أن تزنه فتميت ذهنه ول تعن ف مسامته
فيستحلى الفراغ ويألفه وقومه ما استطعت بالقرب واللينة فإن أباها فعليك بالشدة والغلظة
خطبة لعفر بن يي البمكى قتل سنة ه وهاجت العصبية بالشأم بي أهلها ف عهد الرشيد
سنة ه وتفاقم أمرها فاغتم لذلك الرشيد وعقد لعفر بن يي على الشأم وقال له إما أن ترج
أنت أو أخرج أنا فقال له جعفر بل أقيك بنفسى فشخص ف جلة القواد والكراع والسلح
فأتاهم فأصلح بينهم وقتل زواقيلهم والتلصصة منهم ول يدع با رما ول فرسا فعادوا إل
المن والطمأنينة وأطفأ تلك النائرة
فلما قدم على الرشيد دخل عليه فقبل يديه ورجليه ث مثل بي يديه فقال المد ل
يا أمي الؤمني الذي أنس وحشت وأجاب دعوت ورحم تضرعي وأنسأ ف أجلي حت أران
وجه سيدي وأكرمن بقربه وامت على بتقبيل يده وردن إل خدمته فوال إن كنت لذكر
غيبت عنه ومرجى والقادير الت أزعجتن فأعلم أنا كانت بعاص لقتن وخطايا أحاطت ب
ولو طال مقامي عنك يا أمي الؤمني جعلن ال فذاك لفت أن يذهب عقلي إشفاقا على
قربك وأسفا على فراقك وأن يعجل ب عن إذنك الشتياق إل رؤيتك والمد ل الذى
عصمن ف حال الغيبة وأمتعن بالعافية وعرفن الجابة ومسكن بالطاعة وحال بين وبي
استعمال العصية فلم أشخص إل عن رأيك ول أقدم إل عن إذنك وأمرك ول يتر من أجل
دونك وال يا أمي الؤمني فل أعظم من اليمي بال لقد عاينت ما لو تعرض ل الدنيا كلها
لخترت عليها قربك ولا رأيتها عوضا من القام معك ث قال له بعقب هذا الكلم ف هذا
القام إن ال يا أمي الؤمني ل يزل يبليك ف خلفتك بقدر ما يعلم من نيتك ويريك ف
رعيتك غاية أمنيتك فيصلح لك جاعتهم ويمع ألفتهم ويلم شعثهم حفظا لك فيهم ورحة
لم وإنا هذا للتمسك بطاعتك والعتصام ببل مرضاتك وال الحمود على ذلك وهو
528
جهرة خطب العرب
مستحقه وفارقت يا أمي الؤمني أهل كور الشأم وهم منقادون لمرك نادمون على ما فرط
من معصيتهم لك متمسكون ببلك نازلون على حكمك طالبون لعفوك واثقون بلمك
مؤملون فضلك امنون بادرتك حالم ف ائتلفهم كحالم كانت ف اختلفهم وحالم ف
ألفتهم كحالم
كانت ف امتناعهم وعفو أمي الؤمني عنهم وتغمده لم سابق لعذرتم وصلة أمي
الؤمني لم وعطفه عليهم متقدم عنده لسألتهم واي ال يا أمي الؤمني لئن كنت قد شخصت
عنهم وقد أحد ال شرارهم وأطفأ نارهم ونفى مراقهم وأصلح دهاءهم وأولن الميل فيهم
ورزقن النتصار منهم فما ذلك كله إل ببكتك وينك وريك ودوام دولتك السعيدة اليمونة
الدائمة وتوفهم منك ورجائهم لك وال يا أمي الؤمني ما تقدمت إليهم إل بوصيتك وما
عاملتهم إل بأمرك ول سرت فيهم إل على حد ما مثلته ل ورسته ووقفتن عليه ووال ما
انقادوا إل لدعوتك وتوحد ال بالصنع لك وتوفهم من سطوتك وما كان الذي كان من وإن
كنت قد بذلت جهدى وبلغت مهودى قاضيا بعض حقك على بل ما ازدادت نعمتك على
عظما إل ازددت عن شكرك عجزا وضعفا وما خلق ال أحدا من رعيتك أبعد من أن يطمع
نفسه ف قضاء حقك من وما ذلك إل أن أكون باذل مهجتىفي طاعتك وكل ما يقرب إل
موافقتك ولكن أعرف من أياديك عندي ما ل أعرف مثلها عند غيى فكيف بشكرى وقد
أصبحت واحد أهل دهري فيما صنعته ف وب أم كيف بشكري وإنا أقوي على شكرك
بإكرامك إياي وكيف بشكري ولو جعل ال شكري ف إحصاء ما أو ليتن ل يأت على ذلك
عدي وكيف بشكري وأنت كهفى دون كل كهف ل وكيف بشكري وأنت ل ترضي ل ما
أرضاه ل وكيف بشكري وأنت تدد من نعمتك عندي ما يستغرق كل ما سلف عندك ل أم
كيف بشكري وأنت تنسين ما تقدم من إحسانك إل با تدده ل أم كيف بشكري وأنت
تقدمن بطولك على جيع أكفائى أم كيف بشكري وأنت ول أم كيف بشكرى
وأنت الكرم ل وأنا أسأل ال الذى رزقن ذلك منك من غي استحقاق له إذ كان الشكر
529
جهرة خطب العرب
مقصرا عن بلوغ تأدية بعضه بل دون شقص من عشر عشية أن يتول مكافأتك عن با هو
أوسع له وأقدر عليه وأن يقضي عن حقك وجليل منتك فإن ذلك بيده وهو القادر عليه
استعطاف أم جعفر بن يي للرشيد روى صاحب العقد قال كانت أم جعفر بن يي وهي
فاطمة بنت ممد بن السي بن قحطبة أرضعت الرشيد مع جعفر لنه كان رب ف حجرها
وغذى برسلها لن أمه ماتت عن مهده فكان الرشيد يشاورها مظهرا لكرامها والتبك برأيها
وكان ال وهو ف كفالتها أن ل يجبها ول استشفعته لحد إل شفعها والت عليه أم جعفر أن
ل دخلت عليه إل مأذونا لا ول شفعت لحد مقترف ذنبا فكم أسي فكت ومبهم عنده
فتحت ومستغلق منه فرجت واحتجب الرشيد بعد قدومه فطلبت الذن عليه من دار الباقونة
ومتت بوسائلها إليه فلم يأذن لا ول أمر بشيء فيها فلما طال ذلك با خرجت كاشفة وجهها
واضعة لثامها متفية ف مشيها حت صارت بباب قصر الرشيد فدخل عبد اللك بن الفضل
الاجب
فقال ظئر أمي الؤمني بالباب ف حالة تقلب شانة الاسد إل شفقة أم الواحد
فقال الرشيد ويك يا عبد اللك أو ساعية قال نعم يا أمي الؤمني حافية قال أدخلها يا عبد
اللك فرب كبد غذتا وكربة فرجتها وعورة سترتا فدخلت فلما نظر الرشيد إليها داخلة
متفية قام متفيا حت تلقاها بي عمد الجلس وأكب على تقبيل رأسها ومواضع ثدييها ث
أجلسها معه فقالت يا أمي الؤمني أيعدو علينا الزمان ويفونا خوفا لك العوان ويردك بنا
البهتان وقد ربيتك ف حجرى وأخذت برضاعك المان من عدوي ودهري فقال لا وما ذلك
يا أم الرشيد قالت ظئرك يي وأبوك بعد أبيك ول أصفه بأكثر ما عرفه به أمي الؤمني من
نصيحته وإشفاقه عليه وتعرضه للحتف ف شأن موسى أخيه قال لا يا أم الرشيد أمر سبق
وقضاء حم وغضب من ال نفذ قالت يا أمي الؤمني يحو ال ما يشاء ويثبت وعنده أم
الكتاب قال صدقت فهذا ما ل يحه ال فقالت الغيب مجوب عن النبيي فكيف عنك يا أمي
الؤمني فأطرق الرشيد مليا ث قال
530
جهرة خطب العرب
وإذا النية أنشبت أظفارها ألفيت كل تيمة ل تنفع فقالت بغي روية ما أنا ليحي
بتميمة يا أمي الؤمني وقد قال الول وإذا افتقرت إل الذخائر ل تد دخرا يكون كصال
العمال هذا بعد قول ال عز وجل والكاظمي الغيظ والعافي عن الناس وال يب الحسني
فأطرق هرون مليا ث قال يا أم الرشيد أقول إذا انصرفت نفسي عن الشيء ل تكد إليه بوجه
آخر الدهر تقبل فقالت يا أمي الؤمني وأقول ستقطع ف الدنيا إذا ما قطعتن يينك فانظر أي
كف تبدل قال هرون رضيت قالت فهبه ل يا أمي الؤمني فقد قال رسول ال من ترك شيئا
ل ل يوجده ال لفقده فأكب هرون مليا ث رفع رأسه يقول ل المر من قبل ومن بعد قالت يا
أمي الؤمني ويومئذ يفرح الؤمنون بنصر ال ينصر من يشاء وهو العزيز الرحيم واذكر يا أمي
الؤمني أليتك ما استشفعت إل شفعتن قال واذكري يا أم الرشيد أليتك أن ل شفعت لقترف
ذنبا فلما رأته صرح بنعها ولذ عن مطلبها أخرجت حقا من زمردة خضراء فوضعته بي يديه
فقال الرشيد ما هذا ففتحت عنه قفل من ذهب فأخرجت منه خفضته وذوائبه وثناياه قد
غمست جيع ذلك ف السك فقالت يا أمي الؤمني أستشفع إليك وأستعي بال عليك
وبا صار معي من كري جسدك وطيب جوارحك ليحي عبدك فأخذ هرون ذلك
فلثمه ث استعب وبكى بكاء شديدا وبكى أهل الجلس ومر البشي إل يي وهو ل يظن إل أن
البكاء رحة له ورجوع عنه فلما أفاق رمى جيع ذلك ف الق وقال لا لسن ما حفظت
الوديعة قالت وأهل للمكافأة أنت يا أمي الؤمني فسكت وأقفل الق ودفعه إليها وقال إن ال
يأمركم أن تودوا المانات إل أهلها قالت وال يقول وإذا حكمتم بي الناس أن تكموا
بالعدل ويقول وأوفوا بعهد ال إذا عاهدت ث قال وما ذلك يا أم الرشيد قالت أو ما أقسمت
ل به أل تجبن ول تتهنن قال أحب يا أم الرشيد أن نشتريه مكمة فيه قالت أنصفت يا أمي
الؤمني وقد فعلت غي مستقيلة لك ول راجعة عنك قال بكم قالت برضاك عمن ل يسخطك
قال يا أم الرشيد أما ل عليك من الق مثل الذي لم قالت بلي يا أمي الؤمني أنت أعز على
وهم أحب إل قال فتحكمي ف تنية بغيهم قالت بلي قد وهبتكه وجعلتك ف حل منه
531
جهرة خطب العرب
وقامت عنه وبقى مبهوتا ما يي لفظه خطبة يزيد بن مزيد الشيبان لا رضي الرشيد عن يزيد
بن مزيد أذن له بالدخول عليه فلما مثل بي يديه قال يا أمي الؤمني المد ل الذى سهل ل
سبيل الكرامة بلقائك ورد علي
النعمة بوجه الرضا منك وكشف عن ضبابة الكرب بإفضالك وجزاك ال يا أمي
الؤمني ف حال سخطك جزاء الحسني الراقبي وف حال رضاك جزاء النعمي المتني
التطولي فقد جعلك ال وله المد تثبت ترجا عند الغضب وتت تطول بالنعم وتستبقى
العروف عند الصنائع تفضل بالعفو خطبة عبد اللك بن صال توف سنة ه أعوذ بال السميع
العليم من الشيطان الرجيم أفل يتدبرون القران أم على قلوب أقفالا يأهل الشأم إن ال وصف
إخوانكم ف الدين وأشباهكم ف الجسام فحذرهم نبيه ممدا فقال وإذا رأيتهم تعجبك
أجسامهم وإن يقولوا تسمع لقولم كأنم خشب مسندة يسبون كل صيحة عليهم هم العدو
فاحذرهم قاتلهم ال أن يؤفكون فقاتلكم ال أن تصرفون جثث ماثلة وقلوب طائرة تشبون
الفت وتولون الدبر إل عن حرم ال فإنه دريئتكم وحرم رسوله فإنه مغزاكم أما وحرمة النبوة
واللفة لتنفرن خفافا وثقال أو لوسعنكم إرغاما ونكال
عبد اللك بن صال يعزي الرشيد ويهنئه ودخل عبد اللك بن صال دار الرشيد
فقال له الاجب إن أمي الؤمني قد أصيب الليلة بابن له وولد له اخر فلما دخل عليه قال
سرك ال يا أمي الؤمني فيما ساءك ول سياءك فيما سرك وجعل هذه بذه مثوبة على الصب
وجزاء على الشكر غضب الرشيد على عبد اللك بن صال ونصب له ابنه عبد الرحن وكاتبه
قمامة فسعيا به إل الرشيد وقال له إنه يطلب اللفة ويطمع فيها فأخذه وحبسه عند الفضل
بن الربيع وذكروا أنه أدخل على الرشيد حي سخط عليه فقال له الرشيد أكفرا بالنعمة
وجحودا لليل النة والتكرمة فقال يا أمي الؤمني لقد بؤت إذن بالندم وتعرضت لستحلل
النقم وما ذاك إل بغى حاسد نافسن فيك مودة القرابة وتقدي الولية إنك يا أمي الؤمني
خليفة رسول ال ف أمته وأمينه على عترته لك عليها فرض الطاعة وأداء النصيحة ولا عليك
532
جهرة خطب العرب
العدل ف حكمها والتثبت ف حادثها والغفران لذنوبا فقال له الرشيد أتضع ل من لسانك
وترفع ل من جنانك هذا ماكاتبك قمامة يب بغلك وفساد نيتك فاسع كلمه فقال عبد اللك
أعطاك ما ليس ف عقده ولعله ل يقدر أن يعضهن ول يبهتن با ل يعرفه من وأحضر قمامة
فقال له الرشيد تكلم غي هائب ول خائف قال أقول إنه عازم على الغدر بك واللف عليك
فقال عبد اللك أهو كذاك يا قمامة قال قمامة نعم لقد أردت ختل أمي الؤمني
فقال عبد اللك وكيف ل يكذب علي من خلفي وهو يبهتن ف وجهي فقال له الرشيد وهذا
ابنك عبد الرحن يبن بعتوك وفساد نيتك ولو أردت أن أحتج عليك بجة ل أجد أعدل من
هذين لك فبم تدفعهما عنك فقال عبد اللك هو مأمور أو عاق مبور فإن كان مأمورا
فمعذور وإن كان عاقا ففاجر كفور أخب ال عز وجل بعدواته وحذر منه بقوله إن من
أزواجكم وأولدكم عدوا لكم فاحذروهم فنهض الرشيد وهو يقول أما أمرك فقد وضح
ولكن ل أعجل حت أعلم الذى يرضى ال فيك فإنه الكم بين وبينك فقال عبد اللك
رضيت بال حكما وبأمي الؤمني حاكما فإن أعلم أنه يؤثر كتاب ال على هواه وأمر ال
على رضاه فلما كان بعد ذلك جلس ملسا اخر فسلم لا دخل فلم يرد عليه فقال عبد اللك
ليس هذا يوما أحتج فيه ول أجاذب منازعا وخصما قال ول قال لن أوله جرى على غي
السنة فأنا أخاف اخره قال وما ذاك قال ل ترد على السلم أنصف نصفة العوام قال السلم
عليكم اقتداء بالسنة وإيثارا للعدل واستعمال للتحية ث التفت نو سليمان بن أب جعفر فقال
وهو ياطب بكلمه عبد اللك أريد حياته ويريد قتلى عذيرك من خليلك من مراد ث قال أما
وال لكأن أنظر إل شؤبوبا قد هع وعارضها قد لع
وكأن بالوعيد قد أورى نارا تسطع فأقلع عن براجم بل معاصم ورءوس بل
غاصم فمهل مهل فب وال سهل لكم الوعر وصفا لكم الكدر وألقت إليكم المور أثناء
أزمتها فنذار لكم نذار قبل حلول داهية خبوط باليد لبوط بالرجل فقال عبد اللك اتق ال يا
أمي الؤمني فيما ولك وف رعيته الت استرعاك ول تعل الكفر مكان الشكر ول العقاب
533
جهرة خطب العرب
موضع الثواب فقد تلت النصيحة ومضت لك الطاعة وشددت أواخى ملكك بأثقل من
ركن يلملم وتركت عدوك مشتغل فال ال ف ذي رحك أن تقطعه بعد أن بللته بظن أفصح
الكتاب ل بعضهه أو ببغى باغ ينهس اللحم ويالغ الدم فقد وال سهلت لك الوعور وذللت
المور وجعت على طاعتك القلوب ف الصدور فكم من ليل تام فيك كابدته ومقام ضيق
لك قمته كنت فيه كما قال أخو بن جعفر بن كلب ومقام ضيق فرجته ببنان ولسان وجدل
لو يقوم الفيل أو فياله زل عن مثل مقامي وزحل فقال له الرشيد أما وال لول البقاء على بن
هاشم لضربت عنقك
ول يزل عبد اللك مبوسا حت توف الرشيد فأطلقه ممد المي وعقد له على
الشام قوله بعد خروجه من السجن ولا خرج من السجن وذكر الرشيد وفعله به قال وال إن
اللك لشيء مانويته ول تنيته ول نصبت له ول أردته ولو أردته لكان إل أسرع من الاء إل
الدور ومن النار إل يبس العرفج وإن لأخوذ با ل أجن ومسئول عما ل أعرف ولكنه حي
رآن للملك قمينا وللخلفة خطيا ورأى ل يدا تنالا إذا مدت وتبلغها إذا بسطت ونفسا
تكمل لصالا وتستحقها بفعالا وإن كنت ل أختر تلك الصال ول أصطنع تلك الفعال ول
أترشح لا ف السر ول أشرت إليها ف الهر وراها تن إل حني الوالدة الوالة وتيل إل ميل
اللوك وخاف أن ترغب إل خي مرغب وتنع إل أخصب منع عاقبن عقاب من سهر ف
طلبها وجهد ف التماسها فإن كان إنا حبسن على أن أصلح لا وتصلح ل وأليق با وتليق ب
فليس ذلك بذنب جنيته فأتوب منه ول تطاولت له فأحط نفسي عنه وإن زعم أنه لصرف
لعقابه ول ناة من عذابه إل بأن أخرج له من جد العلم واللم والزم فكما ل يستطيع
الضياع أن يكون مصلحا كذلك ل يستطيع العاقل أن يكون جاهل
وسواء عليه أعاقبن على علمي وحلمي أم عاقبن على نسب وسن وسواء عليه
عاقبن على جال أم عاقبن على مبة الناس ل ولو أردتا لعجلته عن التفكي وشغلته عن
التدبي ولا كان فيها من الطب إل اليسي وصية عبد اللك بن صال لبنه أوصى عبد اللك بن
534
جهرة خطب العرب
صال ابنا له فقال أى بن احلم فإن من حلم ساد ومن تفهم ازداد والق أهل الي فإن لقاءهم
عمارة للقلوب ول تمح بك مطية اللجاج وفيك من أعتبك والصاحب الناسب لك والصب
على الكروه يعصم القلب الزاح يورث الضغائن وحسن التدبي مع الكفاف خي من الكثي مع
السراف والقتصاد يثمر القليل والسراف يبي الكثي ونعم الظ القناعة وشر ماصحب الرء
السد وما كل عورة تصاب وربا أبصر العمي رشده وأخطأ البصي قصده واليأس خي من
الطلب إل الناس والعفة مع الرفة خي من الغن مع الفجور ارفق ف الطلب وأجل ف
الكسب فإنه رب طلب قد جر إل حرب ليس كل طالب بنجح ول كل ملح بحتاج
والغبون من غب نصيبه من ال عاتب من رجوت عتباه وفاكه من أمنت بلواه لتكن مضحاكا
من غي عجب ول مشاء إل غي أرب ومن نأى عن الق أضاق مذهبه ومن اقتصر على حاله
كان أنعم لباله ل يكبن عليك ظلم من ظلمك فإنه إنا سعى ف مضرته ونفعك وعود نفسك
السماح وتي لا من كل خلق أحسنه فإن الي عادة والشر لاجة والصدود اية القت والتعلل
اية البخل ومن الفقه كتمان السر ولقاح العرفة
دراسة العلم وطول التجارب زيادة ف العقل والقناعة راحة البدان والشرف
التقوى والبلغة معرفة رتق الكلم وفتقه بالعقل تستخرج الكمة وباللم يستخرج غور العقل
ومن شر ف المور ركب البحور شر القول ما نقض بعضه بعضا ومن سعى بالنميمة حذره
البعيد ومقته القريب من أطال النظر بإرادة تامة أدرك الغاية ومن توان ف نفسه ضاع من
أسرف ف المور انتشرت عليه ومن اقتصد اجتمعت له واللجاجة تورث الضياع للمور غب
الدب أحد من ابتدائه مبادرة الفهم تورث النسيان سوء الستماع يعقب العي ل تدث من ل
يقبل بوجهه عليك ول تنصت لن ل ينمى بديثه إليك البلدة للرجل هجنة قل مالك إل
استأثر وقل عاجز إل تأخر الحجام عن المور يورث العجز والقدام عليها يورث اجتلب
الظ سوء الطعمة يفسد العرض ويلق الوجه ويحق الدين اليبة قرين الرمان والسارة قرين
الظفر وفيك من أنصفك وأخوك من عاتبك وشريكك من وف لك وصفيك من اثرك أعدى
535
جهرة خطب العرب
العداء العقوق اتباع الشهوة يورث الندامة وفوت الفرصة يورث السرة جيع أركان الدب
التأن للرفق أكرم نفسك عن كل دنية وإن ساقتك إل الرغائب فإنك ل تد با تبذل من
دينك ونفسك عوضا ل تساعد النساء فيمللنك واستبق من نفسك بقية فإنن أن يرين أنك ذو
اقتدار خي من أن يطلعن منك على انكسار ل تلك الرأة الشفاعة لغيها فتميل من شفعت لا
عليك معها أى بن إن قد احترت لك الوصية ومضتك النصيحة وأديت الق إل ال ف
تأديبك فل تغفلن الخذ بأحسنها والعمل با وال موفقك
وصية أخرى له عن يزيد بن عقال قال وصى عبد اللك بن صال ابنه وهو أمي
سرية ونن ببلد الروم فقال له أنت تاجر ال لعباده فكن كالضارب الكيس الذى إن وجد
ربا تر وإل احتفظ برأس الال ول تطلب الغنيمة حت توز السلمة وكن من اجتيالك على
عدوك أشد خوفا من احتيال عدوك عليك كلمات حكيمة لبن السماك وقال ممد بن صبح
العروف بابن السماك خي الخوان أقلهم مصانعة ف النصيحة وخي العمال أحلها عاقبة
وخي الثناء ما كان على أفواه الخيار وأشرف السلطان مال يالطه البطر وأغن الغنياء من ل
يكن للحرص أسيا وخي الخوان من ل ياصم وخي الخلق أعونا على الورع وإنا يتب
ذل الرجال عند الفاقة والاجة ابن السماك والرشيد وذكر ممد بن هرون عن أبيه قال
حضرت الرشيد وقال له الفضل بن الربيع يا أمي الؤمني قد أحضرت ابن السماك كما أمرتن
قال أدخله فدخل فقال له
عظن قال يا أمي الؤمني اتق ال وحده ل شريك له واعلم أنك واقف غدا بي
يدى ال ربك ث مصروف إل إحدى منلتي ل ثالثة لما جنة أو نار فبكى هرون حت
اخضلت ليته فأقبل الفضل على ابن السماك فقال سبحان ال وهل يتخال أحدا شك ف أن
أمي الؤمني مصروف إل النة إن شاء ال لقيامه بق ال وعدله ف عباده وفضله فلم يفل
بذلك ابن السماك من قوله ول يلتفت إليه وأقبل على أمي الؤمني فقال يا أمي الؤمني إن هذا
يعن الفضل بن الربيع ليس وال معك ول عندك ف ذلك اليوم فاتق ال وانظر لنفسك فبكى
536
جهرة خطب العرب
هرون حت أشفقنا عليه وأفحم الفضل بن الربيع فلم ينطق برف حت خرجنا قال ودخل ابن
السماك على الرشيد يوما فبينا هو عنده إذ استسقى ماء فأتى بقلة من ماء فلما أهوى با إل
فيه ليشربا قال له ابن السماك على رسلك يا أمي الؤمني بقرابتك من رسول ال لو منعت
هذه الشربة بكم كنت تشريها قال بنصف ملكي قال اشرب هنأك ال فلما شربا قال له
أسألك بقرابتك من رسول ال لو منعت خروجها من بدنك باذا كنت تشتريها قال بميع
ملكى قال ابن السماك إن ملكا قيمته شربة ماء لدير أل ينافس فيه فبكى هرون فأشار الفضل
بن الربيع إل ابن السماك بالنصراف فانصرف
الفتنة بي المي والأمون وفد المي إل الأمون لا عزم ممد المي على خلع
أخيه عبد ال الأمون من ولية العهد كتب إليه كتابا يستقدمه ويبب أن يكون بقربه وكان
الأمون على خراسان ودفع الكتاب إل العباس بن موسى وإل عيسى بن جعفر وإل ممد بن
عيسى بن نيك وإل صال صاحب الصلى وأمرهم أن يتوجهوا به إل الأمون وأل يدعوا
وجها من اللي والرفق إل بلغوه وسهلوا المر عليه وذلك سنة ه فتوجهوا بكتابه فلما وصلوا
إل الأمون أذن لم فدفعوا إليه الكتاب ث تكلم العباس بن موسى خطبة العباس بن موسى حد
ال وأثن عليه ث قال أيها المي إن أخاك قد تمل من اللفة ثقل عظيما ومن النظر ف أمور
الناس عبئا جليل وقد صدقت نيته ف الي فأعوزه الوزراء والعوان والكفاة علىالعدل وقليل
ما يأنس بأهل بيته وأنت أخوه
وشقيقه وقد فزع إليك ف أموره وأملك للموازرة والكانفة ولسنا نستبطئك ف بره
اتاما لنصرك له ول نضك على طاعة توفا للفك عليه وف قدومك عليه أنس عظيم
وصلح لدولته وسلطانه فأجب أيها المي دعوة أخيك وآثر طاعته وأعنه على ما استعانك
عليه ف أمره فإن ف ذلك قضاء الق وصلة الرحم وصلح الدولة وعز اللفة عزم ال للمي
على الرشد ف أموره وجعل له الية والصلح ف عواقب رأيه خطبة عيسى بن جعفر وتكلم
عيسى بن جعفر بن أب جعفر فقال إن الكثار على المي ال ال ف القول خرق والقتصار ف
537
جهرة خطب العرب
تعريفه ما يب من حق أمي الؤمني تقصي وقد غاب المي أكرمه ال عن أمي الؤمني ول
يستغن عن قربه من شهد غيه من أهل بيته ول يد عنده غن ول يد منه خلفا ول عوضا
والمي أول من بر أخاه وأطاع إمامه فليعمل المي فيما كتب به إليه أمي الؤمني با هو
أرضى وأقرب من موافقة أمي الؤمني ومبته فإن القدوم عليه فضل وحظ عظيم والبطاء عنه
وكف ف الدين وضرر ومكروه على السلمي خطبة ممد بن عيسى بن نيك وتكلم ممد بن
عيسى بن نيك فقال أيها المي إنا ل نزيدك بالكثار والتطويل فيما أنت عليه من العرفة بق
أمي الؤمني ول نشحذ نيتك بالساطي والطب فيما يلزمك من النظر والعناية
بأمور السلمي وقد أعوز أمي الؤمني الكفاة والنصحاء بضرته وتناولك فزعا
إليك ف العونة والتقوية له على أمره فإن تب أمي الؤمني فما دعاك إليه فنعمة عظيمة يتلف
با رعيتك وأهل بيتك وإن تقعد يغن ال أمي الؤمني عنك ولن يضعه ذلك ما هو عليه من
الب بك والعتماد على طاعتك ونصيحتك خطبة صال صاحب الصلى وتكلم صال صاحب
الصلى فقال أيها المي إن اللفة ثقيلة والعوان قليل ومن يكيد هذه الدولة وينطوى على
غشها والعاندة لوليائها من أهل اللف والعصية كثي وأنت أخو أمي الؤمني وشقيقه
وصلح المور وفسادها راجع عليك وعليه إذ أنت ول عهده والشارك ف سلطانه ووليته
وقد تناولك أمي الؤمني بكتابه ووثق بعاونتك على ما استعانك عليه من أموره وف إجابتك
إياه إل القدوم عليه صلح عظيم ف اللفة وأنس وسكون لهل اللة والذمة وفق ال المي ف
أموره وقضى له بالذى هو أحب إليه وانفع له خطبة الأمون فحمد ال الأمون وأثن عليه ث
قال قد عرفتمون من حق أمي الؤمني أكرمه ال مال أنكره ودعوتون من الوازرة والعونة إل
ما أوثره ول أدفعه وأنا لطاعة أمي الؤمني مقدم والسارعة إل ماسره ووافقه حريص وف
الروية تبيان الرأى وف إعمال الرأى نصح العتزام والمر الذى دعان إليه أمي الؤمني أمر ل
أتأخر عنه تتبطا ومدافعة ول أتقدم عليه
538
جهرة خطب العرب
اعتسافا وعجلة وأنا ف ثغر من ثغور السلمي كلب عدوه شديد شوكته وإن
أهلت أمره ل امن دخول الضرر والكروه على النود والرعية وإن أقمت عليه ل امن فوت ما
أحب من معونة أمي الؤمني وموازرته وإيثار طاعته فانصرفوا حت أنظر ف أمري ويصح الرأى
فيما أعتزم عليه من مسيى إن شاء ال ث بعث معهم بكتاب إلىالمي يسأله أن يعفيه من
الشخوص إليه وأن يقره على عمله إذ يرى أن ذلك أعظم غناء على السلمي وصية السيدة
زبيدة لعلي بن عيسى بن ماهان ونى الشر بي الخوين واستطار شرره وبعث المي جيشا
كثيفا بقيادة علي بن عيسى بن ماهان لرب الأمون وأعد الأمون للقائه جيشا بقيادة طاهر بن
السي فلما أراد على الشخوص إل خراسان ركب إل باب السيدة زبيدة والدة المي
فودعها فقالت له يا علي إن أمي الؤمني وإن كان ولدى إليه تناهت شفقت وعليه تكامل
حذرى فإن على عبد ال منعطفه مشفقة لا يدث عليه من مكروه وأذى وإنا ابن ملك نافس
أخاه ف سلطانه وغاراه على ما ف يده والكري يؤكل لمه وييته غيه فاعرف لعبد ال حق
والده وأخوته ول تبهه بالكلم فإنك لست نظيه ول تقتسره اقتسار العبيد ول ترهنه بقيد ول
غل ول تنع منه جارية ول خادما ول تعنف عليه ف السي ول تساوره ف السي ول تركب
قبله
ول تستقل على دابتك حت تأخذ بركابه وإن شتمك فاحتمل منه وإن سفه عليك
فل تراده ث دفعت إليه قيدا من فضة وقالت إن صار ف يدك فقيده بذا القيد فقال لا سأقبل
أمرك وأعمل ف ذلك بطاعتك وصية المي لبن ماهان وخرج علي بن عيسى بن ماهان من
بغداد ف من شعبان سنة ه وخرج معه المي يشيعه وأقبل يوصيه فقال امنع جندك من العبث
بالرعية والغارة على أهل القرى وقطع الشجر وانتهاك النساء وول الرى يي بن علي واضمم
إليه جندا كثيفا ومره ليدفع إل جنده أرزاقهم ما يىء من خراجها وول كل كورة ترحل
عنها رجل من أصحابك ومن خرج إليك من جند أهل خراسان ووجوهها فأظهر إكرامه
وأحسن جائزته ول تعاقب أخا بأخيه وضع عن أهل خراسان ربع الراج ول تأمن أحدا رماك
539
جهرة خطب العرب
بسهم أو طعن ف أصحابك برمح ول تأذن لعبد ال ف القام أكثر من ثلثة أيام من اليوم الذى
تظهر فيه عليه فإذا أشخصته فليكن مع أوثق أصحابك عندك فإن غره الشيطان فناصبك
فاحرص على أن تأسره أسرا وإن هرب منك إل بعض كور خراسان فتول إليه السي بنفسك
أفهمت كل ما أوصيك به قال نعم أصاح ال أمي الؤمني قال سر على بركة ال وعونه
استهانة ابن ماهان بأمر طاهر بن السي وخرج ابن ماهان فلما جاز حلوان لقيته
القوافل من خراسان فكان يسألا عن الخبار فيقال له إن طاهرا مقيم بالرى يعرض أصحابه
ويرم الته فيضحك ث يقول وما طاهر فوال ما هو إل شوكة من أغصان أو شرارة من ناري
وما مثل طاهر يتول على اليوش ويلقى الروب ث التفت إل أصحابه فقال وال ما بينكم
وبي أن ينقصف انقصاف الشجر من الريح العاصف إل أن يبلغه عبورنا عقبة هذان فإن
السخال ل تقوى على نطاح الكباش والثعالب ل صب لا على لقاء السد فإن يقم طاهر
بوضعه يكن أول معرض لظبات السيوف وأسنة الرماح وسار حت صار ف أول بلد الرى
وأتاه صاحب مقدمته وقال لو كنت أبقى ال المي أذ كيت العيون وبعثت الطلئع وارتدت
موضعا تعسكر فيه وتتخذ خندقا لصحابك يأمنون به كان ذلك أبلغ ف الرأى وآنس للجند
قال ل ليس مثل طاهر يستعد له بالكايد والتحفظ إن حال طاهر تئول إل أحد أمرين إما أن
يتحصن بالرى فيبهته أهلها فيكفونا مئونته أويليها ويدبر راجعا لو قربت خيولنا وعساكرنا
منه وأتاه يي بن على فقال اجع متفرق العسكر واحذر على جندك البيات ول تسرح اليل
إل ومعها كثف من القوم فإن العساكر ل تساس بالتوان
والروب ل تدبر بالغترار والثقة أن تترز ول تقل الحارب ل طاهر فالشرارة
الفية ربا صارت ضراما والثلمة من السيل ربا اغتر با وتون فصارت برا عظيما وقد قربت
عساكرنا من طاهر فلو كان رأيه الرب ل يتأخر إل يومه هذا قال اسكت فإن طاهرا ليس ف
هذا الوضع الذى ترى وإنا يتحفظ الرجال إذا لقيت أقرانا وتستعد إذا كان الناوى لا
أكفاءها ونظراءها حزم طاهر وقوة عزمه وعسكر طاهر على خسة فراسخ من الري وأتاه
540
جهرة خطب العرب
ممد بن العلء فقال أيها المي إن جندك قد هابوا هذا اليش وامتلت قلوبم خوفا ورعبا منه
فلو أقمت بكانك ودافعت القتال إل أن يشامهم أصحابك ويأنسوا بم ويعرفوا وجه الأخذ
ف قتالم فقال ل إن ل أوت من قلة تربة وحزم إن أصحاب قليل والقوم عظيم سوادهم كثي
عددهم فإن دافعت القتال وأخرت الناجزة ل امن أن يطلعوا على قلتنا وعورتنا وأن يستميلوا
من معى برغبة أو رهبة فينفر عن أكثر أصحاب ويذلن أهل الفاظ والصب ولكن ألف
الرجال بالرجال وألم اليل باليل وأعتمد على الطاعة والوفاء وأصب صب متسب للخي
حريص على الفوز بفضل الشهادة فإن
يرزق ال الظفر والفلج فذلك الذي نريد ونرجو وإن تكن الخرى فلست أول من
قاتل فقتل وما عند ال أجزل وأفضل طاهر يشد عزية جنده وكتب طاهر بن السي كتائبه
وكردس كراديسه وسوى صفوفه وجعل ير بقائد قائد وجاعة جاعة فيقول يا أولياء ال وأهل
الوفاء والشكر إنكم لستم كهؤلء الذين ترون من أهل النكث والغدر إن هؤلء ضيعوا ما
حفظتم وصغروا ما عظمتم ونكثوا اليان الت رعيتم وإنا يطلبون الباطل ويقاتلون على الغدر
والهل أصحاب سلب ونب فلو قد غضضتم البصار وأثبتم القدام قد أنز ال وعده وفتح
عليكم أبواب عزه ونصره فجالدوا طواغيت الفتنة ويعاسيب النار عن دينكم ودافعوا بقكم
باطلهم فإنا هى ساعة واحدة حت يكم ال بينكم وهو خي الاكمي ونشب القتال بي
الفريقي ودارت الدائرة على جيش ابن ماهان وقتل ووجه المي بعد ذلك لرب طاهر جيشا
بقيادة عبد الرحن بن جبلة فهزم وقتل أيضا
وصف الفضل بن الربيع غفلة المي وندب أسد بن يزيد بن مزيد لقتال طاهر
وبعث الفضل بن الربيع بعد مقتل عبد الرحن بن جبلة إل أسد بن يزيد بن مزيد قال فأتيته
فلما دخلت عليه وجدته قاعدا ف صحن داره وف يده رقعة قد قرأها واحرت عيناه واشتد
غضبه وهو يقول ينام نوم الظربان وينتبه انتباه الذئب هته بطنه ولذته فرجه ليفكر ف زوال
نعمته ول يروى ف إمضاء رأي ول مكيدة قد ألاه كأسه وشغله قدحه فهو يرى ف لوه
541
جهرة خطب العرب
واليام تسرع ف هلكه قد شر عبد ال له عن ساقه وفوق له أصيب أسهمه يرميه على بعد
الدار بالتف النافذ والوت القاصد قد عب له النايا على متون اليل وناط له البلء ف أسنة
الرماح وشفار السيوف ث استرجع وتثل بأبيات للبعيث ث التفت إل فقال يا أبا الارث إنا
وإياك لنجرى إل غاية إن قصرنا عنها ذمنا وإن اجتهدنا ف بلوغها انقطعنا وإنا نن شعب من
أصل إن قوى قوينا وإن ضعف ضعفنا إن هذا قد ألقى بيده إلقاء المة الو كفاء يشاور النساء
ويعتمد على الرؤيا وقد أمكن أهل اللهو والسارة من سعه فهم يعدونه الظفر وينونه عقب
اليام
واللك أسرع إليه من السيل إل قيعان الرمل وقد خشيت وال أن تلك بلكه
ونعطب بعطبه وأنت فارس العرب وابن فارسها وقد فزع إليك ف لقاء هذا الرجل طاهر
وأطمعه فيما قبلك أمران أما أحدها فصدق طاعتك وفضل نصيحتك والثان ين نقيبتك وشدة
بأسك وقد أمرن بإزاحة علتك وبسط يدك فيما أحببت غي أن القتصاد رأس النصيحة
ومفتاح اليمن والبكة فأنز حوائجك وعجل البادرة إل عدوك فإن أرجو أن يوليك ال
شرف الفتح ويلم بك شعث هذه اللفة والدولة فأجاب بالسمع والطاعة غي أنه طلب
مطالب ل ترق ف عي المي فغضب عليه وأمر بسجنه وصية المي لحد بن مزيد ث ندب
عمة أحد بن مزيد فلما أراد الشخوص دخل على المي فقال أوصن أكرم ال أمي الؤمني
فقال أوصيك بصال عدة إياك والبغى فإنه عقال النصر ول تقدم رجل إل باستخارة ول
تشهر سيفا إل بعد إعذار ومهما قدرت عليه باللي فل تتعده إل الرق والشره وأحسن
صحابة من معك من الند وطالعن بأخبارك ف كل يوم ولتاطر بنفسك ف طلب الزلفة
عندى ول تستقها فيما توف رجوعه علي وكن لعبد ال أخا مصافيا وقرينا برا وأحسن
مامعته وصحبته ومعاشرته ول تذله إن استنصرك ول تبطىء عنه إذا استصرخك ولتكن
أيديكما واحدة وكلمتكما متفقة
542
جهرة خطب العرب
وتوجه أحد بن مزيد ف عشرين ألفا من العراب وعبد ال بن حيد بن قحطبة ف
عشرين ألفا من البناء حت نزل خانقي قريبا من حلوان ول يزل طاهر يتال ف وقوع
الختلف والشغب بينهم حت اختلفوا وانتقض أمرهم وقاتل بعضهم بعضا فأخلوا خانقي
ورجعوا عنها دون أن يلقوا طاهرا مقال عبد اللك بن صال للمي وكان عبد اللك بن صال
يشكر للمي تلية سبيله ويوجب بذلك على نفسه طاعته ونصيحته فلما قوى طاهر واستعلى
أمره وهزم من هزم من قواد المي وجيوشه دخل عبد اللك على المي فقال يا أمي الؤمني
إن أرى الناس قد طمعوا فيك وأهل العسكرين قد اعتمدوا ذلك وقد بذلت ساحتك فإن
تمت على أمرك أفسدتم وأبطرتم وإن كففت أمرك عن العطاء والبذل أسخطتهم وأغضبتهم
وليس تلك النود بالمساك ول يبقى ثبوت الموال على النفاق والسرف ومع هذا فإن
جندك قد رعبتهم الزائم ونكتهم وأضعفتهم الرب والوقائع وامتلت قلوبم هبية لعدوهم
ونكول عن لقائهم ومناهضتهم فإن سيتم إل طاهر غلب بقليل من معه كثيهم وهزم بقوة
نيته ضعف نصائحهم ونياتم وأهل الشأم قوم قد ضرستهم الروب وأدبتهم الشدائد وجلهم
منقاد إل مسارع إل طاعت فإن وجهن أمي الؤمني اتذت له منهم جندا يعظم نكايتهم ف
عدوه ويؤيد ال بم أولياءه وأهل طاعته فقال المي فإن موليك أمرهم ومقويك با سألت من
مال وعدة فعجل
الشخوص إل ما هنالك فاعمل عمل يظهر أثره ويمد بركته برأيك ونظرك فيه إن
شاء ال فوله الشام والزيرة الشغب ف جيش عبد اللك بن صال وسار عبد اللك بن صال
فلما قدم الرقة كتب إل رؤساء أجناد الشأم ووجوه الزيرة فلم يبق أحد من يرجى ويذكر
بأسه وغناؤه إل وعده وبسط له ف أمله وأمنيته فقدموا عليه رئيسا بعد رئيس وجاعة بعد
جاعة فكان ل يدخل عليه أحد إل أجازه وخلع عليه وحله فأتاه أهل الشأم الزواقيل
والعراب من كل فج واجتمعوا عنده حت كثروا بيد أنه شبت نار الفتنة بي جند أهل
خراسان وبي الزواقيل وأفضى المر إل تلحهم واقتتالم ث قام رجل من أهل حص فقال
543
جهرة خطب العرب
يأهل حص الرب أهون من العطب والوت أهون من الذل إنكم بعدت عن بلدكم وخرجتم
من أقاليمكم ترجون الكثرة بعد القلة والعزة بعد الذلة أل وف الشر وقعتم وإل حومة الوت
أنتم إن النايا ف شوارب السودة وقلنسهم النفي النفي قبل أن ينقطع السبيل وينل المر
الليل ويفوت الطلب ويعسر الذهب ويبعد العمل ويقترب الجل وقام رجل من كلب فقال
يا معشر كلب إنا الراية السوداء وال ماولت ولعدلت ول ذل
نصرها ول ضعف وليها وإنكم لتعرفون مواقع سيوف أهل خراسان ف رقابكم
واثار أسنتهم ف صدوركم اعتزلوا الشر قبل أن يعظم وتطوه قبل أن يضطرم شأمكم داركم
داركم الوت الفلسطين خي من العيش الزرى أل وإن راجع فمن أراد النصراف فلينصرف
معى ث سار وسار معه عامة أهل الشأم وأقبلت الزواقيل حت أضرموا ما كان جع من
العلف بالنار وكان ذلك ف سنة ه خطبة السي بن على بن عيسى بن ماهان يدعو إل
خلع المي ومات عبد اللك بن صال بالرقة وكان معه السي بن على بن عيسى بن ماهان
فأقفل الند من الزيرة إلىبغداد فتلقاه أهلها بالتكرمة والتعظيم وضربوا له القباب واستقبله
القواد والرؤساء والشراف ث اجتمع إليه الناس فقام فيهم فقال يا معشر البناء إن خلفة ال ل
تاوز بالبطر ونعمة ل تستصحب بالتجب والتكب وإن ممدا يريد أن يوتغ أديانكم وينكث
بيعتكم ويفرق جعكم وينقل عزكم إل غيكم وهو صاحب الزواقيل بالمس وبال إن طالت
به مدة وراجعه من أمره قوة ليجعن وبال ذلك عليكم وليعرفن ضرره ومكروهه ف دولتكم
ودعوتكم فاقطعوا أثره قبل أن يقطع آثاركم وضعوا عزه قبل أن يضع عزكم فوال ل ينصره
منكم ناصر إل خذل ول ينعه مانع إل قتل وما عند ال لحد هوادة ول يراقب على
الستخفاف بعهوده والنث بأيانه وخلع السي بن على ممدا المي وحبسه وأخذ البيعة
لعبد ال الأمون
خطبة ممد بن أب خالد ف فض الناس عن اتباع السي بن على بن عيسى فلما
أصبح الناس من الغد طلبوا من السي بن علي الرزاق وماج الناس بعضهم ف بعض وقام
544
جهرة خطب العرب
ممد بن أب خالد فقال أيها الناس وال ما أدري بأي سبب يتأمر السي بن علي علينا ويتول
هذا المر دوننا ما هو بأكبنا سنا ول أكرمنا حسبا ول أعظمنا منلة وإن فينا من ل يرضى
بالدنية ول يقاد بالخادعة وإن أولكم نقض عهده وأظهر التغيي عليه والنكار لفعله فمن كان
رأيه رأيي فليعتزل معى إطلق المي من سجنه ورده إل ملس اللفة وقام أسد الرب فقال
يا معشر الربية هذا يوم له ما بعده إنكم قد نتم وطال نومكم وتأخرت فقدم عليكم غيكم
وقد ذهب أقوام بذكر خلع ممد وأسره فاذهبوا بذكر فكه وإطلقه فأقبل شيخ كبي من أبناء
الكفاية على فرس فصاح بالناس اسكتوا فسكتوا فقال أيها الناس هل تعتدون على ممد بقطع
منه لرزاقكم قالوا ل قال فهل قصر بأحد منكم أو من رؤسائكم وكبائكم قالوا ما علمنا قال
فهل عزل أحدا من قوادكم قالوا معاذ ال أن يكون فعل ذلك قال فما بالكم خذلتموه وأعنتم
عدوه على اضطهاده وأسره أما وال ما قتل قوم خليفتهم قط إل سلط ال عليهم السيف القاتل
والتف الارف انضوا إل خليفتكم وادفعوا عنه وقاتلوا من أراد خلعه والفتك به
فنهضوا معه وقاتلوا السي بن على وأصحابه قتال شديدا وأكثروا ف أصحابه
الراح وأسروا السي ودخل أسد الرب على ممد فكسر قيوده وأقعده ف ملس اللفة
وأتى المي بالسي بن على فلمه على خلفه وقال له أل أقدم أباك على الناس وأوله أعنة
اليل وأمل يده من الموال وأشرف أقداركم ف أهل خراسان وأرفع منازلكم على غيكم من
القواد قال بلى قال فما الذي استحققت به منك أن تلع طاعت وتؤلب الناس علي وتندبم إل
قتال قال الثقة بعفو أمي الؤمني وحسن الظن بصفحه وتفضله قال فإن أمي الؤمني قد فعل
ذلك بك وولك الطلب بثأرك ومن قتل من أهل بيتك ث دعا له بلعة فجعلها عليه وحله على
مراكب وأمره بالسي إل حلوان وخرج السي فهرب ف نفر من خدمه ومواليه فنادى ممد
ف الناس فركبوا ف طلبه فأدركوه وقتلوه خطبة داود بن عيسى يدعو إل خلع المي وقام
داود بن عيسى وإل مكة والدينة وكان خطيبا فصيحا جهي الصوت يدعو إل خلع المي
ومبايعة الأمون فقال
545
جهرة خطب العرب
المد ل مالك اللك يؤتى اللك من يشاء وينع اللك من يشاء ويعز من يشاء
ويذل من يشاء بيده الي وهو على كل شيء قدير وأشهد أن ل إله إل ال وحده ل شريك له
قائما بالقسط ل إله إل هو العزيز الكيم وأشهد أن ممدا عبده ورسوله أرسله بالدين وختم
به النبيي وجعله رحة للعالي صلى ال عليه ف الولي والخرين أما بعد يأهل مكة فأنتم
الصل والفرع والعشية والسرة والشركاء ف النعمة إل بلدكم يفد وفد ال وإل قبلتكم يأت
السلمون وقد علمتم ما اخذ عليكم الرشيد هرون رحه ال عليه وصلته حي بايع لبنيه ممد
وعبد ال بي أظهركم من العهد واليثاق لتنصرن الظلوم منهما على الظال والبغى عليه على
الباغى والغدور به على الغادر أل وقد علمتم وعلمنا أن ممد بن هرون قد بدأ بالظلم والبغى
والغدر وخالف الشروط الت أعطاها من نفسه ف بطن البيت الرام وقد حل لنا ولكم خلعه
من اللفة وتصييها إل الظلوم البغى عليه الغدور به أل وإن أشهدكم أن قد خلعت ممد
بن هرون من اللفة كما خلعت قلنسوتى هذه من رأسى وخلع قلنسوته عن رأسه فرمى با
إل بعض الدم تته وكانت من برود حبة مسلسلة حراء وأتى بقلنسوة سوداء هاشية فلبسها
ث قال قد بايعت لعبد ال الأمون أمي الؤمني باللفة أل فقوموا إل البيعة لليفتكم فصعد
جاعة من الوجوه إليه إل النب رجل فرجل فبايعه لعبد ال الأمون باللفة وخلع ممدا
خطبة المي وقد تول المر عنه ولا رأى المي المر قد تول عنه وأنصاره
يتسللون فيخرجون إل طاهر أمر بإحضار كل من كان معه ف الدينة من القواد والند
فأشرف عليهم وقال المد ل الذي يرفع ويضع ويعطي وينع ويقبض ويبسط وإليه الصي
أحده على نوائب الزمان وخذلن العوان وتشتت الرجال وذهاب الموال وحلول النوائب
وتوفد الصائب حدا يدخر ل به أجزل الزاء ويرفدن أحسن العزاء وأشهد أن ل إله إل ال
وحده ل شريك له كما شهد لنفسه وشهدت له ملئكته وأن ممدا عبده المي ورسوله إل
السلمي آمي رب العالي أما بعد يا معشر البناء وأهل السبق إل الدى فقد علمتم غفلت
كانت أيام الفضل بن الربيع وزير على ومشي فمادت به اليام با لزمن به من الندامة ف
546
جهرة خطب العرب
الاصة والعامة إل أن نبهتمون فانتبهت واستعنتمون ف جيع ما كرهتم من نفسي وفيكم
فبذلت لكم ماحواه ملكى ونالته مقدرتى ما جعته وورثته عن آبائى فقودت من ل يز
واستكفيت من ل يكف واجتهدت علم ال ف طلب رضاكم بكل ما قدرت عليه واجتهدت
علم ال ف مساءتى ف كل يوم ماقدرت عليه من ذلك توجيهي إليكم على بن عيسى شيخكم
وكبيكم وأهل الرأفة بكم والتحنن عليكم فكان منكم ما يطول ذكره فغفرت الذنب
وأحسنت واحتملت وعزيت نفسى عند معرفت بشذوذ الظفر وحرصى على مقامكم مسلحة
بلوان مع ابن كبي صاحب دعوتكم ومن على يدي أبيه كان فخركم وبه تت طاعتكم
عبد ال بن حيد بن قحطبة فصرت من التألب عليه إل مال طاقة له به ول صب
عليه يقودكم رجل منكم وأنتم عشرون ألفا إل عامي وعلى سيدكم متوثبي مع سعيد الفرد
سامعي له مطيعي ث وثبتم مع السي على فخلعتمون وشتمتمون وانتهبتمون وحبستمون
وقيدتون وأشياء منعتمون من ذكرها حقد قلوبكم وتلكى طاعتكم أكب وأكثر فالمد ل
حد من أسلم لمره ورضى بقدره والسلم وكانت عاقبة أمره أن قتل سنة ه وحل رأسه إل
الأمون براسان استعطاف الفضل بن الربيع للمأمون وقال الأمون للفضل بن الربيع لا ظفر به
يا فضل أكان من حقى عليك وحق آبائى ونعمهم عند أبيك وعندك أن تثلبن وتسبن وترض
على دمي أتب أن أفعل بك ما فعلته ب فقال يا أمي الؤمني إن عذرى يقدك إذا كان
واضحا جيل فكيف إذا حفته العيوب وقبحته الذنوب فل يضيق عن من عفوك ما وسع غيي
منك فأنت كما قال الشاعر فيك صفوح عن الجرام حت كأنه من العفو ل يعرف من الناس
مرما وليس ببال أن يكون به الذى إذا ما الذى ل يغش بالكره مسلما
خطبة طاهر بن السي ببغداد بعد مقتل المي ودخل طاهر بن السي بغداد يوم
المعة بعد قتل المي فصلى بالناس وخطبهم خطبة بليغة وقد حضره من بن هاشم والقواد
وغيهم جاعة كثية قال المد ل مالك اللك يؤتى اللك من يشاء وينع اللك من يشاء
ويعز من يشاء ويذل من يشاء بيده الي وهو على كل شيء قدير ل يصلح عمل الفسدين ول
547
جهرة خطب العرب
يهدى كيد الائني إن ظهور غلبتنا ل يكن من أيدينا ول كيدنا بل اختار ال للخلفة إذ
جعلها عمادا لدينه وقواما لعباده وضبط الطراف وسد الثغور وإعداد العدة وجع الفىء وإنقاذ
الكم ونشر العدل وإحياء السنة بعد إذبال البطالت والتلذذ بريق الشهوات والخلد إل الدنيا
مستحسن لداعى غرورها متلب درة نعمها ألف لزهرة روضتها كلف برونق بجتها وقد
رأيتم من وفاء موعود ال عز وجل لن بغى عليه وما أحل به من بأسه ونقمته لا نكب عن
عهده وارتكب معصيته وخالف أمره وغيه ناهية وعظته مؤدبة فتمسكوا بدقائق عصم الطاعة
واسلكوا مناحى سبيل الماعة واحذروا مصارع أهل اللف والعصية الذين قدحوا زناد
الفتنة وصدعوا شعب اللفة فأعقبهم ال خسار الدنيا والخرة
خطب الأمون توف سنة ه خطبته وقد ورد عليه نعى الرشيد خطب الناس برو
حي ورد عيه نعى الرشيد فقال إن ثرة الصب الجر وثرة الزع الوزر والتسليم لمر ال عز
وجل فائدة جليلة وتارة مربة فالوت حوض مورود وكأس مشروب وقد أتى على خليفتكم
ما أتى على نبيكم فإنا ل وإنا إليه راجعون فما كان إل عبدا دعي فأجاب وأمر فأطاع وقد
سد أمي الؤمني ثلمه وقام مقامه وف أعناقكم من العهد ما قد عرفتم فأحسنوا العزاء على
إمامكم الاضى واغتبطوا بالنعماء والوفاء ف خليفتكم الباقي بأهل الدنيا الوت نازل والجل
طالب وأمس واعظ واليوم مغتنم وغد منتظر خطبته وقد سلم الناس عليه باللفه ولا بلغه
براسان قتل أخيه وأقبل الناس للتسليم عليه باللفة صعد النب فحمد ال وأثن عليه وصلى
على نبيه ث قال أيها الناس إن جعلت ل على نفسي إن استرعان أموركم أن أطيعه فيكم ول
أسفك دما عمدا ل تله حدوده وتسفكه فرائضه ول اخذ لحد مال ول أثاثا ول نلة ترم
على ول أحكم بواى ف غضب ول رضاي إل ما كان
ف ال وله جعلت كله ل عهدا مؤكدا وميثاقا مشددا إن أف رغبة ف زيادته إياى
ف نعمت ورهبة من مسألته أياى عن حقه وخلقه فإن غيت أو بدلت كنت للغي مستأهل
وللنكال معرضا وأعوذ بال من سخطه وأرغب إليه ف العونة على طاعته وأن يول بين وبي
548
جهرة خطب العرب
معصيته خطبته يوم المعه المد ل مستخلص المد لنفسه ومستوجبه علىخلقه أحده
وأستعينه وأومن به وأتوكل عليه وأشهد أن ل إله إل ال وحده ل شريك له وأشهد أن ممدا
عبده ورسوله أرسله بالدى ودين الق ليظهره على الدين كله ولو كره الشركون أوصيكم
عباد ال بتقوى ال وحده والعمل لا عنده والتنجز لوعده والوف لوعيده فإنه ل يسلم إل من
اتقاه ورجاه وعمل له وأرضاه فاتقوا ال عباد ال وبادروا اجالكم بأعمالكم وابتاعوا ما يبقى
با يزول عنكم وترحلوا فقد جد بكم واستعدوا للموت فقد أظلكم وكونوا قوما صيح بم
فانتبهوا وعلموا أن الدنيا ليست لم بدار فاستبدلوا فإن ال ل يلقكم عبثا ول يترككم سدى
وما بي أحدكم وبي النة والنار إل الوت أن ينل به وإن غاية تنقصها اللحظة وتدمها
الساعة الواحدة لديرة بقصر الدة وإن غائبا يدوه الديدان الليل والنهار لرى بسرعة الوبة
وإن قادما يل بالفوز أو بالشقوة لستحق لفضل العدة فاتقى عبد ربه ونصح نفسه وقدم توبته
وغلب شهوته فإن أجله مستور عنه وأمله خادع له والشيطان موكل به يزين له العصية
ليكبها وينيه التوبة ليسوفها حت تجم عليه منيته أغفل ما يكون عنها فيالا حسرة على ذي
غفلة أن يكون عمره عليه حجة أو تؤديه أيامه إل شقوة نسأل ال أن يعلنا وإياكم من ل
تبطره نعمة
ول تقصر به عن طاعته غفلة ول تل به بعد الوت فزعة إنه سيع الدعاء وبيده
الي وإنه فعال لايريد خطبته يوم الضحى قال بعد التكبي والتحميد إن يومكم هذا يوم أبان
ال فضله وأوجب تشريفه وعظم حرمته ووفق له من خلقه صفوته وابتلى فيه خليله وفدى فيه
من الذبح نبيه وجعله خات اليام العلومات من العشر ومتقدم اليام العدودات من النفر يوم
حرام من أيام عظام ف شهر حرام يوم الج الكب يوم دعا ال إل مشهده ونزل القرآن
بتعظيمه قال ال جل وعز وأذن ف الناس بالج يأتوك رجال وعلى كل ضامر يأتي من كل
فج عميق ليشهدوا منافع لم ويذكروا اسم ال ف أيام معلومات على ما رزقهم من بيمة
النعام فكلوا منها وأطعموا البائس الفقي ث ليقضوا تفثهم وليوفوا نذورهم وليطوفوا بالبيت
549
جهرة خطب العرب
العتيق ذلك ومن يعظم حرمات ال فهو خي له عند ربه وأحلت لكم النعام إل ما يتلى عليكم
فاجتنبوا الرجس من الوثان واجتنبوا قول الزور فتقربوا إل ال ف هذا اليوم بذبائحكم
وعظموا شعائر ال واجعلوها من طيب أموالكم وبصحة التقوى من قلوبكم فإنه يقول لن ينال
ال لومها ول دماؤها ولكن يناله التقوى منكم ث التكبي والتحميد والصلة على النب
والوصية
بالتقوى ث قال بعد ذكر النة والنار عظم قدر الدارين وارتفع جزاء العملي
وطالت مدة الفريقي ال ال فوال إنه الد ل اللعب وإنه الق ل الكذب وما هو إل الوت
والبعث واليزان والساب والقصاص والصراط ث العقاب والثواب فمن نا يومئذ فقد فاز ومن
هوى يومئذ فقد خاب الي كله ف النة والشر كله ف النار خطبته يوم الفطر قال بعد التكبي
والتحميد إن يومكم هذا يوم عيد وسنة وابتهال ورغبة يوم ختم ال به صيام شهر رمضان
وافتتح به حج بيته الرام فجعله خاتة الشهر وأول أيام شهور الج وجعله معقبا لفروض
صومكم ومتنفل قيامكم أحل فيه الطعام لكم وحرم فيه الصيام عليكم فاطلبوا إل ال
حوائجكم واستغفروه لتفريطكم فإنه يقال ل كبي مع استغفار ول صغي مع إصرار ث التكبي
والتحميد وذكر النب والوصية بالتقوى ث قال فاتقوا ال عباد ال وبادروا المر الذى اعتدل فيه
يقينكم ول يتضر الشك فيه أحدا منكم وهو الوت الكتوب عليكم فإنه ل تستقال بعده عثرة
ول تظر قبله توبة واعلموا أنه ل شيء قبله إل دونه ول شيء بعده إل فوقه ول يعي على
جزعه وعلزه وكربه وليعي على القب وظلمته وضيقه ووحشته وهول مطلعه ومسألة ملئكته
إل العمل الصال الذى أمر ال به فمن زلت عند الوت قدمه فقد ظهرت ندامته وفاتته استقالته
ودعا من الرجعة إل مال ياب إليه وبذل من الفدية مال يقبل منه فال ال عباد ال وكونوا
قوما سألوا الرجعة فأعطوها إذ منعها الذين طلبوها
فإنه ليس يتمن التقدمون قبلكم إل هذا الهل البسوط لكم واحذروا ما حذركم
ال واتقوا اليوم الذى يمعكم ال فيه لوضع موازينكم ونشر صحفكم الافظة لعمالكم
550
جهرة خطب العرب
فلينظر عبد ما يضع ف ميزانه ما يثقل به وما يل ف صحيفته الافظة لا عليه وله فقد حكى ال
لكم ما قال الفرطون عندها إذ طال إعراضهم عنها قال ووضع الكتاب فترى الجرمي
مشفقي ما فيه ويقولون يا ويلتنا ما لذا الكتاب ل يغادر صغية ولكبية إل أحصاها
ووجدوا ما عملوا حاضرا ول يظلم ربك أحدا وقال ونضع الوازين القسط ليوم القيامة فل
تظلم نفس شيئا وإن كان مثقال حبة من خردل أتينا با وكفى بنا حاسبي ولست أناكم عن
الدنيا بأعظم ما نتكم الدنيا عن نفسها فإن كل ما با ينهى عنها وكل ما فيها يدعو إل غيها
وأعظم ما رأته أعينكم من عجائبها ذم كتاب ال لا ونى ال عنها فإنه يقول فل تغرنكم
الياة الدنيا ول يغرنكم بال الغرور وقال إنا الياة الدنيا لعب ولو اليه فانتفعوا بعرفتكم با
وبإخبار ال عنها واعلموا أن قومامن عباد ال أدركتهم عصمة ال فحذروا مصارعها وجانبوا
خدائعها وآثروا طاعة ال فيها فأدركوا النة با تركوا منها خطبة ابن طباطبا العلوى وخطب
ممد بن إبراهيم بن إسعيل بن إبراهيم طباطبا بن السن بن السن بن على بن أب طالب حي
انتهب قائد جيوشه أبو السرايا السرى ابن منصور قصر العباس بن موسى بن عيسى فقال
أما بعد فإنه ليزال يبلغن أن القائل منكم يقول إن بن العباس فء لنا ونوض ف
دمائهم ونرتع ف أموالم ويقبل قولنا فيهم وتصدق دعوانا عليهم حكم بل علم وعزم بل روية
عجبا لن يطلق بذلك لسانه ويدث به نفسه أبكتاب ال تعال حكم أم لسنة نبيه اتبع أف ميلي
معه طمع أم بسط يدى له بالود أمل هيهات فازذو الق با نوى وأخطأ ذو الباطل با تن
حق كل ذى حق ف يده وكل مدع على حجته ويل لن اغتصب حقا وادعى باطل أفلح من
رضى بكم ال وخاف من أرغم الق أنفه العدل أول بالثرة وإن رغم الاهلون حق لن أمر
بالعروف أن يتنب النكر ومن سلك سبيل العدل أن يصبعلىمرارة الق كل نفس تسمو إل
هتها ونعم الصاحب القناعة أيها الناس إن أكرم العبادة الورع وأفضل الزاد التقوى واعملوا ف
دنياكم وتزودوا لخرتكم اتقوا ال حق تقاته ول توتن إل وأنتم مسلمون وإياكم والعصبية
وحية الاهلية فإنما يحقان الدين ويورثان النفاق ول تعاونوا على الث والعدوان يصلح لكم
551
جهرة خطب العرب
دينكم وتسن القالة فيكم الق أبلج والسبيل منهج والباطل للج والناس متلفون ولكل ف
الق سعة من حاربنا حاربناه
ومن سالنا سالناه والناس جيعا آمنون إل رجل نصب لنا نفسه وأعان علينا باله
ولو شئت أن أقول ورجل قال فينا يتناول من أعراضنا لقلت وكفى حسب كل امرئ ما
يصنعه وسيكفى الظالون استعطاف إبراهيم بن الهدي الأمون لا ظفر الأمون بعمه إبراهيم بن
الهدى أمر بإدخاله عليه فجىء بإبراهيم يجل ف قيوده فقال السلم عليك يا أمي الؤمني
ورحة ال وبركاته فقال له الأمون ل سلم ال عليك ول حفظك ول رعاك ول كلك يا
إبراهيم فقال له إبراهيم على رسلك يا أمي الؤمني ول الثأر مكم ف القصاص والعفو أقرب
للتقوى ومن مد له الغترار ف المل هجمت به الناة على التلف وقد أصبح ذنب فوق كل
ذنب كما أن عفوك فوق كل عفو فإن تعاقب فبحقك وإن تعف فبفضلك ث قال ذنب إليك
عظيم وأنت أعظم منه فخذ بقك أو ل فاصفح بفضلك عنه إن ل أكن ف فعال من الكرام
فكنه فأطرق الأمون مليا ث رفع رأسه فقال أن شاورت أبا إسحق والعباس
ف قتلك فأشارا على به قال فما قلت لما يا أمي الؤمني قال قلت لما بدأنا له
بإحسان ونن نستأمره فيه فإن غي فال يغي ما به قال أما أن يكونا قد نصحاك ف عظم قدر
اللك وما جرت عليه عادة السياسة فقد فعل ولكن أبيت أن تستجلب النصر إل من حيث
عودك ال ث استعب باكيا فقال له الأمون ما يبكيك قال جذل إذ كان ذنب إل من هذه صفته
ف النعام ث قال يا أمي الؤمني إنه وإن كان جرمى يبلغ سفك دمى فحلم أمي الؤمني
وتفضله يبلغانن عفوه ول بعدها شفاعة القرار بالذنب وحرمة الب بعد الب قال الأمون
القدرة تذهب الفيظة والندم توبة وعفو ال بينهما وهو أكب ما ياول يا إبراهيم لقد حببت
إل العفو حت خفت أن ل أوجر عليه أما لو علم الناس ما لنا ف العفو من اللذة لتقربوا إلينا
بالنايات ل تثريب عليك يغفر ال لك ولو ل يكن ف حق نسبك ما يبلغ الصفح عن زلتك
لبلغك ما أملت حسن توصلك ولطيف تنصلك ث أمر برد ماله وضياعه فقال رددت مال ول
552
جهرة خطب العرب
تبخل على به وقبل ردك مال قد حقنت دمى فأبت منك وما كافأتا بيد ها الياتان من وفر
ومن عدم وقام علمك ب فاحتج عندك ل مقام شاهد عدل غي متهم فلو بذلت دمي أبغي
رضاك به والال حت أسل النعل من قدمي ما كان ذاك سوى عارية رجعت إليك لو ل تبها
كنت ل تلم
إبراهيم بن الهدى وبتيشوع الطبيب تنازع إبراهيم بن الهدى هو وبتيشوع
الطبيب بي يدى أحد بن داود القاضى ف ملس الكم ف عقار بناحية السواد فرزى عليه ابن
الهدى وأغلظ له بي يدى أحد بن داود فأحفظه ذلك فقال يا إبراهيم إذا نازعت أحدا ف
ملس الكم فل أعلمن أنك رفعت عليه صوتا ول أشرت بيد وليكن قصدك أما وطريقك
نجا وريك ساكنة وكلمك معتدل ووف مالس الكومة حقوقها من التوقي والتعظيم
والستكانة والتوجه إل الواجب فإن ذلك أشبه بك وأشكل لذهبك ف متدك وعظيم خطرك
ول تعجل فرب عجلة تب ريثا وال يعصمك من الزلل وخطل القول والعمل ويتم نعمته
عليك كما أتها على أبويك من قبل إن ربك حكيم عليم قال إبراهيم أصلحك ال أمرت
بسداد وحضضت على رشاد ولست بعائد إل ما يثلم مروءتى عندك ويسقطن من عينك
ويرجن من مقدار الواجب إل العتذار فهأنا معتذر إليك من هذه البادرة اعتذار مقر بذنبه
باخع برمه فإن الغضب ل يزال يستفزن بواده فيدن مثلك بلمه وتلك عادة ال عندنا منك
وحسبنا ال ونعم الوكيل وقد وهبت حقى من هذا العقار لبختيشوع فليت ذلك اليوم يعول
بأرش الناية ول يتلف مال أفاد موعظة وبال التوفيق
استعطاف إسحاق بن العباس الأمون وقال الأمون لسحاق بن العباس ل تسبن
أغفلت إجلبك مع ابن الهدى وتأييدك لرأيه وإيقادك لناره قال يا أمي الؤمني ولرحى أمس
من أرحامهم وقد قال لم كما قال يوسف لخوته ل تثريب عليكم اليوم يغفر ال لكم وهو
أرحم الراحي وأنت يا أمي الؤمني أحق وارث لذه النة ومتثل للل العفو والفضل قال
هيهات تلك أجرام جاهلية عفا عنها السلم وجرمك جرم ف إسلمك وف دار خلفتك قال
553
جهرة خطب العرب
يا أمي الؤمني فوال للمسلم أحق بإقالة العثرة وغفران الزلة من الكافر هذا كتاب ال بين
وبينك يقول ال تعال وسارعوا إل مغفرة من ربكم وجنة عرضها السموات والرض أعدت
للمتقي الذين ينفقون ف السراء والضراء والكاظمي الغيظ والعافي عن الناس وال يب
الحسني فهى للناس يا أمي الؤمني سنة دخل فيها السلم والكافر والشريف والشروف قال
صدقت اجلس وريت بك زنادي ول برحت أرى من أهلك أمثالك أحد وجوه بغداد يدح
الامون حي دخلها لا دخل الأمون بغداد تلقاه وجوه أهلها فقال له رجل منهم يا أمي الؤمني
بارك ال لك ف مقدمك وزاد ف نعمتك وشكرك عن رعيتك تقدمت من قبلك وأتعبت من
بعدك وآيست أن يعاين مثلك أما فيما مضى فل نعرفه
وأما فيما بقى فل نرجوه فنحن جيعا ندعو لك ونثن عليك خصب لنا جنابك
وعذب ثوابك وحسنت نظرتك وكرمت مقدرتك جبت الفقي وفككت السي فإنك يا أمي
الؤمني كما قال الول ما زلت ف البذل والنوال وإطلق لعان برمه غلق حت تن الباء أنم
عندك أسرى ف القيد واللق أحد أهل الكوفة يدح الأمون وقدم وفد من الكوفة إل بغداد
فوقفوا للمأمون فأعرض عنهم فقال شيخ منهم يا أمي الؤمني يدك أحق يد بتقبيل لعلوها ف
الكارم وبعدها من الاث وأنت يوسفى العفو ف قلة التثريب من أرادك بسوء جعله ال حصيد
سيفك وطريد خوفك وذليل دولتك فقال يا عمرو نعم الطيب خطيبهم اقض حوائجهم ممد
بن عبد اللك بن صال بي يدي الأمون ودخل ممد بن عبد اللك بن صال على الأمون حي
قبض ضياعهم فقال يا أمي الؤمني ممد بن عبد اللك بي يديك ربيب دولتك وسليل نعمتك
وغصن من أغصان دوحتك أتأذن ف الكلم قال نعم قال أستمنح ال حياطة ديننا ودنيانا
ورعاية أدنانا وأقصانا ببقائك ونسأله أن يزيد ف عمرك من أعمارنا وف أثرك من آثارنا ويقيك
الذى بأساعنا وأبصارنا هذا مقام العائذ بفضلك الارب إل كنفك وظلك الفقي إل رحتك
وعدلك ث تكلم ف حاجته فقضاها
554
جهرة خطب العرب
السن بن سهل يدح الأمون وقال السن بن سهل يوما للمأمون المد ل يا أمي
الؤمني على جزيل ما آتاك وسن ما أعطاك إذ قسم لك اللفة ووهب لك معها الجة
ومكنك بالسلطان وحله لك بالعدل وأيدك بالظفر وشفعه لك بالعفو وأوجب لك السعادة
وقرنا بالسيادة فمن فسح له ف مثل عطية ال لك أم من ألبسه ال تعال من زينة الواهب ما
ألبسك أم من ترادفت نعمة ال تعال عليه ترادفها عليك أم هل حاولا أحد وارتبطها بثل
ماولتك أم أى حاجة بقيت لرعيتك ل يدوها عندك أم أى قيم للسلم انتهى إل عنايتك
ودرجتك تعال ال تعال ما أعظم ما خص القرن الذى أنت ناصره وسبحان ال أى نعمة
طبقت الرض بك إن أدى شكرها إل بارئها والنعم على العباد با إن ال تعال خلق السماء
ف فلكها ضياء يستني با جيع اللئق فكل جوهر زها حسنه ونوره فهل لبسته زينته إل با
اتصل به من نورك وكذلك كل ول من أوليائك سعد بأفعاله ف دولتك وحسنت صنائعه عند
رعيتك فإنا نالا با أيدته من رأيك وتدبيك وأسعدته من حسنك وتقويك يي بن أكثم يدح
الأمون وقال الأمون ليحي بن أكثم صف ل حال عند الناس فقال يا أمي الؤمني قد انقادت
لك المور بأزمتها وملكتك المة فضول
أعنتها بالرغبة إليك والحبة لك والرفق منك والعياذ بك بعدلك فيهم ومنك عليهم
حت لقد أنيستهم سلفك وآيستهم من خلفك فالمد ل الذي جعنا بك بعد التقاطع ورفعنا
ف دولتك بعد التواضع فقال يا يي أتبيا أم ارتال قال قلت وهل يتنع فيك وصف أو يتعذر
على مادحك قول أو يفحم فيك شاعر أو يتلجلج فيك خطيب أحد بن هاشم والأمون أذنب
رجل من بن هاشم ذنبا فعنفه الأمون فقال يا أمي الؤمني من كانت له مثل دالت ولبس ثوب
حرمت ومت بثل قرابت غفر له فوق زلت فأعجب الأمون كلمه وصفح عنه رجل يتظلم إل
الأمون وتظلم رجل إل الأمون من عامل له فقال يا أمي الؤمني ما ترك ل فضة إل فضها ول
ذهبا إل ذهب به ول غلة إل غلها ول ضيعة إل أضاعها ول علقا إل علقه ول عرضا إل
555
جهرة خطب العرب
عرض له ول ماشية إل امتشها ول جليل إل أجله ول دقيقا إل دقه فعجب من فصاحته
وقضى حاجته
عمرو بن سعيد والأمون وقال عمرو بن سعيد بن سلم كانت على نوبة أنوبا ف
حرس الأمون فكنت ف نوبت ليلة فخرج متفقدا من حضر فعرفته ول يعرفن فقال من أنت
قلت عمرو عمرك ال ابن سعيد أسعدك ال ابن سلم سلمك ال فقال أنت تكلؤن منذ الليلة
قلت ال يكلؤك قبلي وهو خي حافظا وهو أرحم الراحي فقال الأمون إن أخاك الصدق من
يسعى معك ومن يضر نفسه لينفعك ومن إذا صرف الزمان صدعك بدد شل نفسه ليجمعك
السن بن رجاء والأمون دخل الأمون بعض الدواوين فرأى غلما جيل على أذنه قلم فقال
من أنت يا غلم فقال أنا يا أمي الؤمني الناشىء ف دولتك التقلب ف نعمتك الؤمل لدمتك
خادمك وابن خادمك السن بن رجاء فقال أحسنت يا غلم وبالحسان ف البديهة تفاضلت
العقول وأمر برفع مرتبته سعيد بن مسلم والأمون وقال سعيد بن مسلم بن قتيبة للمأمون لول
أشكر ال تعال إل على حسن ما أبلن من أمي الؤمني من قصده إل بديثه وإشارته إل
بطرفه لقد كان ف ذلك أعظم الرفعة وأرفع ما توجبه الرمه
فقال يفعل أمي الؤمني ذلك لن أمي الؤمني يد عندك من حسن الفهام إذا
حدثت وحسن الفهم إذا حدثت مال يده عند أحد من مضى ول يظن أنه يد عنه أحد من
بقى فإنك لتستقصي حديثي وتقف عند مقاطع كلمى وتب با كنت أغفلته منه أبو زهان
يعظ سعيد بن مسلم وقال سعيد بن مسلم كنت واليا بأرمينية فغب أبو زهان العلن على باب
أياما فلما وصل إل مثل بي يدى قائما بي السماطي وقال وال إن لعرف أقواما لو علموا
أن سف التراب يقيم من أود أصلبم لعلوه مسكة لزما فيهم إيثارا للتنه عن عيش رقيق
الواشى أما وال إن لبعيد الوثبة بطىء العطفة إنه وال ما يثنين عليك إل مثل ما يصرفن
عنك ولن أكون مقل مقربا أحب إل من أن أكون مكثرا مبعدا وال ما نسأل عمل ل
نضبطه ول مال إل نن أكثر منه وهذا المر الذى صار إليك ف يديك كان ف يد غيك
556
جهرة خطب العرب
فأمسوا وال حديثا إن خيا فخي وإن شرا فشر فتحبب إل عباد ال بسن البشر ولي الانب
فإن حب عباد ال موصول بب ال وبغضهم موصول ببغض ال لنم شهداء ال على خلقه
ورقباؤه على من اعوج عن سبيله وصية طاهر بن السي لبنه عبد ال لا وله الأمون الرقة
ومصر وما بينهما سنة ه بسم ال الرحن الرحيم أما بعد فعليك بتقوى ال وحده ل شريك له
وخشيته ومراقبته ومزايلة سخطه وحفظ رعيتك والزم ما ألبسك ال من العافية
بالذكر لعادك وما أنت صائر إليه وموقوف عليه ومسئول عنه والعمل ف ذلك كله با
يعصمك ال وينجيك يوم القيامة من عذابه وأليم عقابه فإن ال قد أحسن إليك وأوجب عليك
الرأفة بن استرعاك أمرهم من عباده وألزمك العدل عليهم والقيام بقه وحدوده فيهم والذب
عنهم والدفع عن حريهم وبيضتهم والقن لدمائهم والمن لسبيلهم وإدخال الراحة عليهم ف
معايشهم ومؤاخذك با فرض عليك من ذلك وموقفك عليه ومسائلك عنه ومثيبك عليه با
قدمت وأخرت ففرغ لذلك فكرك وعقلك وبصرك ورؤيتك ول يذهلك عنه ذاهل ول
يشغلك عنه شاغل فإنه رأس أمرك وملك شأنك وأول مايوفقك ال به لرشدك وليكن أول ما
تلزم به نفسك وتنسب إليه فعالك الواظبة على ما افترض ال عليك من الصلوات المس
والماعة عليها بالناس قبلك ف مواقيتها على سننها ف إسباغ الوضوء لا وافتتاح ذكر ال فيها
وترتل ف قراءتك وتكن ف ركوعك وسجودك وتشهدك ولتصدق فيها لربك نيتك واحضض
عليها جاعة من معك وتت يدك وادأب عليها فإنا كما قال ال تأمر بالعروف وتنهى عن
الفحشاء والنكر ث أتبع ذلك الخذ بسنن رسول ال والثابرة على خلئقه واقتفاء آثار السلف
الصال من بعده وإذا ورد عليك أمر فاستعن عليه باستخارة ال وتقواه ولزوم ما أنزل ال ف
كتابه من أمره ونيه وحلله وحرامه وائتمام ما جاءت به الثار عن النب ث قم فيه با يق ل
عليك
ول تل عن العدل فيما أحببت أو كرهت لقريب من الناس أو بعيد وآثر الفقه
وأهله والدين وحلته وكتاب ال والعاملي به فإن أفضل ما تزين به الرء الفقه ف دين ال
557
جهرة خطب العرب
والطلب له والث عليه والعرفة با يتقرب به إل ال فإنه الدليل على الي كله والقائد له
والمر به والناهى عن العاصى والوبقات كلها وبا مع توفيق ال تزداد العباد معرفة بال عز
وجل وإجلل له ودركا للدرجات العل ف العاد مع ماف ظهوره للناس من التوقي لمرك
واليبة لسلطانك والنسة بك والثقة بعدلك وعليك بالقتصاد ف المور كلها فليس شيء أبي
نفعا ول أحضر أمنا ول أجع فضل من القصد والقصد داعية إل الرشد والرشد دليل على
التوفيق والتوفيق قائد إل السعادة وقوام الدين والسنن الادية بالقتصاد فآثره ف دنياك كلها ول
تقصر ف طلب الخرة والجر والعمال الصالة والسنن العروفة ومعال الرشد فل غاية
للستكثار من الب والسعى له إذا كان يطلب به وجه ال ومرضاته ومرافقة أوليائه ف دار
كرامته واعلم أن القصد ف شأن الدنيا يورث العز ويصن من الذنوب وإنك لن توط نفسك
ومن يليك ول تستصلح أمورك بأفضل منه فأته واهتد به تتم أمورك وتزد مقدرتك وتصلح
خاصتك وعامتك وأحسن الظن بال عز وجل تستقم لك رعيتك والتمس الوسيلة إليه ف
المور كلها تستدم به النعمة عليك ول تتهمن أحدا من الناس فيما توليه من عملك قبل أن
تكشف أمره فإن إيقاع التهم بالبآء والظنون السيئة بم مأث واجعل من شأنك حسن الظن
بأصحابك واطرد عنك سوء الظن بم وارفضه فيهم يعينك ذلك على اصطناعهم ورياضتهم
ول يدن عدو ال الشيطان ف أمرك مفخرا فإنه إنا يكتفي بالقليل من وهنك فيدخل عليك
من الغم ف سوء الظن ما ينغصك لذاذة عيشك واعلم أنك
تد بسن الظن قوة وراحة وتكفى به ما أحببت كفايته من أمورك وتدعو به الناس
إل مبتك والستقامة ف المور كلها لك ول ينعك حسن الظن بأصحابك والرأفة برعيتك أن
تستعمل السألة والبحث عن أمورك والباشرة لمور الولياء والياطة للرعية والنظر فيما
يقيمها ويصلحها بل لتكن الباشرة لمور الولياء والياطة للرعية والنظر ف حوائجهم وحل
مثوناتم اثر عندك ما سوى ذلك فإنه أقوم للدين وأحيا للسنة وأخلص نيتك ف جيع هذا
وتفرد بتقوي نفسك تفرد من يعلم أنه مسئول عما صنع ومزى با أحسن ومأخذو با أساء
558
جهرة خطب العرب
فإن ال جعل الدين حرزا وعزا ورفع من اتبعه وعززه فاسلك بن تسوسه وترعاه نج الدين
وطريقة الدى وأقم حدود ال ف أصحاب الرائم على قدر منازلم وما استحقوه ول تعطل
ذلك ول تاون به ول تؤخر عقوبة أهل العقوبة فإن ف تفريطك ف ذلك لا يفسد عليك حسن
ظنك واعزم على أمرك ف ذلك بالسنن العروفة وجانب الشبه والبدعات يسلم لك دينك وتقم
لك مروءتك وإذا عاهدت عهدا فف به وإذا وعدت الي فأنزه واقبل السنة وادفع با
وأغمض عن عيب كل ذى عيب من رعيتك واشدد لسانك عن قول الكذب والزور وأبغض
أهله وأقص أهل النميمة فإن أول فساد أمرك ف عاجل المور وآجلها تقريب الكذوب والرأة
على الكذب لن الكذب رأس الآث والزور والنميمة خاتتها لن النميمة ل يسلم صاحبها
وقائلها ل يسلم له صاحب ول يستقيم لطيعها أمر وأحب أهل الصدق والصلح وأعز
الشراف بالق وواصل الضعفاء وصل الرحم وابتغ بذلك وجه ال وعزة أمره والتمس فيه
ثوابه والدار الخرة واجتنب سوء الهواء والور واصرف عنهما رأيك وأظهر براءتك من
ذلك لرعيتك وأنعم بالعدل ف سياستهم وقم بالق فيهم وبالعرفة الت تنتهى بك إل سبيل
الدى واملك نفسك عند الغضب وآثر
الوقار واللم وإياك والدة والطيش والغروز فيما أنت بسبيله وإياك أن تقول إن
مسلط أفعل ما أشاء فإن ذلك سريع بك إل نقص الرأي وقلة اليقي بال وحده ل شريك له
وأخلص ل النية فيه واليقي به واعلم أن اللك ل يعطيه من يشاء وينعه من يشاء ولن تد
تغي النعمة وحلول النقمة إل أحد أسرع منه إل حلة النعمة من أصحاب السلطان والبسوط
لم ف الدولة إذا كفروا بنعم ال وإحسانه واستطالوا با آتاهم ال من فضله ودع عنك شره
نفسك ولتكن ذخائرك وكنوزك الت تدخر وتكن الب والتقوى والعدلة واستصلح الرعية
وعمارة بلدهم والتفقد لمورهم والفظ لدهائهم والغاثة للهوفهم واعلم أن الموال إذا
كثرت وذخرت ف الزائن ل تثمر وإذا كانت ف إصلح الرعية وإعطاء حقوقهم وكف الئونة
عنهم نت وربت وصلحت به العامة وتزينت به الولة وطاب به الزمان واعتقد فيه العز والنعة
559
جهرة خطب العرب
فليكن كن خزائنك تفريق الموال ف عمارة السلم وأهله ووفر منه على أولياء أمي الؤمني
قبلك حقوقهم وأوف رعيتك من ذلك حصصهم وتعهد ما يصلح أمورهم ومعايشهم فإنك إذا
فعلت ذلك قرت النعمة عليك واستوجبت الزيد من ال وكنت بذلك على جباية خراجك
وجع أموال رعيتك وعملك أقدر وكان المع لا شلهم من عدلك وإحسانك أساس لطاعتهم
وأطيب نفسا لكل ما أردت فاجهد نفسك فيما حددت لك ف هذا الباب ولتعظم حسبتك
فيه فإنا يبقى من الال ما أنفق ف سبيل حقه واعرف للشاكرين شكرهم وأثبهم عليه وإياك أن
تنسيك الدنيا وغرورها هول الخرة فتتهاون با يق عليك فإن التهاون يوجب التفريط
والتفريط يورث البوار وليكن عملك ل وفيه تبارك وتعال وارج الثواب فإن ال قد أسبغ
عليك نعمته ف الدنيا وأظهر لديك فضله فاعتصم بالشكر وعليه فاعتمد يزدك ال خيا
وإحسانا فإن ال يثيب بقدر شكر الشاكرين
وسية الحسني وقضى الق فيما حل من النعم وألبس من العافية والكرامة ول
تقرن ذنبا ول تالئن حاسدا ول ترحن فاجرا ول تصلن كفورا ول تداهنن عدوا ول تصدقن
ناما ول تأمنن غدارا ول توالي فاسقا ولتتبعن غاويا ول تمدن مرائيا ولتقرن إنسانا ول
تردن سائل فقيا ول تيب باطل ول تلحظن مضحكا ول تلفن وعدا ول تزهون فخرا ول
تظهرن غضبا ول تأتي بذخا ول تشي مرحا ول تركب سفها ول تفرطن ف طلب الخرة
ول ترفع للنمام عينا ول تغمضن عن الظال رهبة منه أو مافة ول تطلب ثواب الخرة بالدنيا
وأكثر مشاورة الفقهاء واستعمل نفسك باللم وخذ عن أهل التجارب وذوي العقل والرأى
والكمة ول تدخلن ف مشورتك أهل الدقة والبخل ول تسمعن لم قول فإن ضررهم أكثر
من منفعتهم وليس شيء أسرع فسادا لا استقبلت ف أمر رعيتك من الشح واعلم أنك إذا
كنت حريصا كنت كثي الخذ قليل العطية وإذا كنت كذلك ل يستقم لك أمرك إل قليل فإن
رعيتك إنا تعتقد على مبتك بالكف عن أموالم وترك الور عنهم ويدوم صفاء أوليائك لك
بالفضال عليهم وحسن العطية لم فاجتنب الشح واعلم أنه أول ما عصى به النسان ربه وأن
560
جهرة خطب العرب
العاصى بنلة خزى وهو قول ال عز وجل ومن يوق شح نفسه فأولئك هم الفلحون فسهل
طريق الود بالق واجعل للمسلمي كلهم من نيتك حظا ونصيبا وأيقن أن الود من أفضل
أعمال العباد فأعدده لنفسك خلقا وارض به عمل ومذهبا وتفقد أمور الند ف دواوينهم
ومكاتبهم وأدرر عليهم أرزاقهم ووسع عليهم ف معايشهم ليذهب بذلك ال فاقتهم ويقوم لك
أمرهم ويزيد به قلوبم ف طاعتك وأمرك خلوصا وانشراحا وحسب ذى سلطان
من السعادة أن يكون على جنده ورعيته رحة ف عدله وحيطته وإنصافه وعنايته
وشفقته وبره وتوسعته فزايل مكروه أحد البابي باستشعار تكملة الباب الخر ولزوم العمل به
تلق إن شاء ال ناحا وصلحا وفلحا واعلم أن القضاء من ال بالكان الذى ليس به شيء من
المور لنه ميزان ال الذى يعتدل عليه الحوال ف الرض وبإقامة العدل ف القضاء والعمل
تصلح الرعية وتأمن السبل وينتصف الظلوم ويأخذ الناس حقوقهم وتسن العيشة ويؤدى حق
الطاعة ويرزق ال العافية والسلمة ويقوم الدين وتري السنن والشرائع وعلى ماريها يتنجز
الق والعدل ف القضاء واشتد ف أمر ال وتورع عن النطف وامض لقامة الدود وأقلل
العجلة وابعد من الضجر والقلق واقنع بالقسم ولتسكن ريك ويقر جدك وانتفع بتجربتك
وانتبه ف صمتك واسدد ف منطقك وأنصف الصم وقف عند الشبهة وأبلغ ف الجة ول
يأخذك ف أحد من رعيتك ماباة ول ماماة ول لوم لئم وتثبت وتأن وراقب وانظر وتدبر
وتفكر واعتب وتواضع لربك وارأف بميع الرعية وسلط الق على نفسك ول تسرعن إل
سفك دم فإن الدماء من ال بكان عظيم انتهاكا له بغي حقها وانظر هذا الراج الذى قد
استقامت عليه الرعية وجعله ال للسلم عزا ورفعة ولهله سعة ومنعة ولعدوه وعدوهم كبتا
وغيظا ولهل الكفر من معاديهم ذل وصغارا فوزعه بي أصحابه بالق والعدل والتسوية
والعموم فيه ول ترفعن منه شيئا عن شريف لشرفه ول عن غن لغناه ول عن كاتب لك ول
أحد من خاصتك ول تأخذن منه فوق الحتمال له ول تكلفن أمرا فيه شطط واحل الناس
كلهم على مر الق فإن ذلك أجع للفتهم
561
جهرة خطب العرب
وألزم لرضا العامة واعلم أنك جعلت بوليتك خازنا وحافظا وراعيا وإنا سى أهل
عملك رعيتك لنك راعيهم وقيمهم تأخذ منها ما أعطوك من عفوهم ومقدرتم وتنفقه ف
قوام أمرهم وصلحهم وتقوي أودهم فاستعمل عليهم ف كور عملك ذوي الرأي والتدبي
والتجربة والبة بالعمل والعلم بالسياسة والعفاف ووسع عليهم ف الرزق فإن ذلك من
القوق اللزمة لك فيما تقلدت وأسند إليك ول يشغلنك عنه شاغل ول يصرفنك عنه
صارف فإنك مت آثرته وقمت فيه بالواجب استدعيت به زيادة النعمة من ربك وحسن
الحدوثة ف عملك واحترزت النصحة من رعيتك وأعنت على الصلح فدرت اليات ببلدك
وفشت العمارة بناحيتك وظهر الصب ف كورك فكثر خراجك وتوفرت أموالك وقويت
بذلك على ارتباط جندك وإرضاء العامة بإفاضة العطاء فيهم من نفسك وكنت ممود السياسة
مرضى العدل ف ذلك عند عدوك وكنت ف أمورك كلها ذا عدل وقوة وآلة وعدة فنافس ف
هذا ول تقدم عليه شيئا تمد مغبة أمرك إن شاء ال واجعل ف كل كورة من عملك أمينا
يبك أخبار عمالك ويكتب إليك بسيتم وأعمالم حت كأنك مع كل عامل ف عمله معاين
لمره كله وإن أردت أن تأمره بأمر فانظر ف عواقب ما أردت من ذلك فإن رأيت السلمة فيه
والعافية ورجوت فيه حسن الدفاع والنصح والصنع فأمضه وإل فتوقف عنه وراجع أهل البصر
والعلم ث خذ فيه عدته فإنه ربا نظر الرجل ف أمر من أمره قد واتاه على ما يهوى فقواه ذلك
وأعجبه وإن ل ينظر ف عواقبه أهلكه ونقض عليه أمره فاستعمل الزم ف كل ما أردت
وباشره بعد عون ال بالقوة وأكثر استخارة ربك ف جيع أمورك وافرغ من عمل يومك ول
تؤخره لغدك وأكثر مباشرته بنفسك فإن لغد أمورا وحوادث تلهيك عن عمل يومك الذى
أخرت واعلم أن اليوم إذا مضى ذهب با فيه فإذا أخرت عمله
اجتمع عليك أمر يومي فشغلك ذلك حت تعرض عنه فإذا أمضيت لكل يوم عمله
أرحت نفسك وبدنك وأحكمت أمور سلطانك وانظر أحرار الناس وذوي الشرف منهم ث
استيقن صفاء طويتهم وتذيب مودتم لك ومظاهرتم بالنصح والخالصة على أمرك
562
جهرة خطب العرب
فاستخلصهم وأحسن إليهم وتعاهد أهل البيوتات من دخلت عليهم الاجة فاحتمل مئونتهم
وأصلح حالم حت ل يدوا للتهم مسا وأفرد نفسك بالنظر ف أمور الفقراء والساكي ومن
ل يقدر على رفع مظلمته إليك والحتقر الذي ل علم له بطلب حقه فاسأل عنه أحفى مسألة
ووكل بأمثاله أهل الصلح من رعيتك ومرهم برفع حوائجهم وحالتم إليك لتنظر فيها با
يصلح ال به أمرهم وتعاهد ذوي البأساء ويتاماهم وأراملهم واجعل لم أرزاقا من بيت الال
اقتداء بأمي الؤمني أعزه ال ف العطف عليهم والصلة لم ليصلح ال بذلك عيشهم ويرزقك به
بركة وزيادة وأجر للضراء من بيت الال وقدم حلة القرآن منهم والافظي لكثره ف الراية
على غيهم وانصب لرضى السلمي دورا تؤويهم وقواما يرفقون بم وأطباء يعالون أسقامهم
وأسعفهم بشهواتم مال يؤد ذلك إل سرف ف بيت الال واعلم أن الناس إذا أعطوا حقوقهم
وأفضل أمانيهم ل يرضهم ذلك ول تطب أنفسهم دون رفع حوائجهم إل ولتم طمعا ف نيل
الزيادة وفضل الرفق منهم وربا برم التصفح لمور الناس لكثرة ما يرد عليه ويشغل فكره
وذهنه منها ما يناله به مؤنة ومشقة وليس من يرغب ف العدل ويعرف ماسن أموره ف العاجل
وفضل ثواب الجل كالذى يستقبل مايقربه إل ال ويلتمس رحته به وأكثر الذن للناس عليك
وأبرز لم وجهك وسكن لم أحراسك واخفض لم جناحك وأظهر لم بشرك ولن لم ف
السألة والنطق واعطف عليهم بودك وفضلك وإذا أعطيت فأعط بسماحة وطيب نفس
والتمس الصنيعة والجر غي مكدر ول منان
فإن العطية على ذلك تارة مربة إن شاء ال واعتب با ترى من أمور الدنيا ومن
مضى من قبلك من أهل السلطان والرياسة ف القرون الالية والمم البائدة ث اعتصم ف
أحوالك كلها بأمر ال والوقوف عند مبته والعمل بشريعته وسنته وإقامة دينه وكتابه واجتنب
ما فارق ذلك وخالفه ودعا إل سخط ال واعرف ما تمع عمالك من الموال وما ينفقون
منها ول تمع حراما ول تنفق إسرافا وأكثر مالسة العلماء ومشاورتم ومالطتهم وليكن
هواك اتباع السنن وإقامتها وإيثار مكارم المور ومعاليها وليكن أكرم دخلئك وخاصتك
563
جهرة خطب العرب
عليك من إذا رأى عيبا فيك ل ينعه هيبتك من إناء ذلك إليك ف سر وإعلمك ما فيه من
النقص فإن أولئك أنصح أوليائك ومظاهريك لك وانظر عمالك الذين بضرتك وكتابك
فوقت لكل رجل منهم ف كل يوم وقتا يدخل عليك فيه بكتبه ومؤامرته وما عنده من حوائج
عمالك وأمر كورك ورعيتك ث فرغ لا يورده عليك من ذلك سعك وبصرك وفهمك وعقلك
وكرر النظر إليه والتدبي له فما كان موافقا للحزم والق فأمضه واستخر ال فيه وما كان
مالفا لذلك فاصرفه إل التثبيت فيه والسألة عنه ول تنن علىرعيتك ول على غيهم بعروف
تأتيه إليهم ول تقبل من أحد منهم إل الوفاء والستقامة والعون ف أمور أمي الؤمني ول
تضعن العروف إل على ذلك وتفهم كتاب إليك وأكثر النظر فيه والعمل به واستعن بال على
جيع أمورك واستخره فإن ال مع الصلح وأهله وليكن أعظم سيتك وأفضل رعيتك ما كان
ل رضا ولدينه نظاما ولهله عزا وتكينا وللذمة واللة عدل وصلحا وأنا أسأل ال أن يصلح
عونك وتوفيقك ورشدك وكلءتك وأن ينل عليك فضله ورحته بتمام فضله عليك وكرامته
لك حت يعلك أفضل أمثالك نصيبا وأوفرهم حظا وأسناهم ذكرا وأمرا وأن يهلك عدوك
ومن ناوأك وبغى عليك ويرزقك من
رعيتك العافية ويجز الشيطان عنك ووساوسه حت يستعلى أمرك بالعز والقوة
والتوفيق إنه قريب ميب وكروا أن طاهرا لا عهد إل ابنه عبد ال هذا العهد تنازعه الناس
وكتبوه وتدارسوه وشاع أمره حت بلغ الأمون فدعا به وقرئ عليه فقال ما بقى أبو الطيب
يعن طاهرا شيئا من أمر الدين والدنيا والتدبي والرأى والسياسة وإصلح اللك والرعية وحفظ
البيضة وطاعة اللفاء وتقوي اللفة إل وقد أحكمه وأوصى به وتقدم وأمر أن يكتب بذلك
إل جيع العمال ف نواحى العمال خطبة عبد ال بن طاهر خطب عبد ال بن طاهر الناس
وقد تيسر لقتال الوارج فقال إنكم فئة ال الجاهدون عن حقه الذابون عن دينه الذائدون عن
مارمة الداعون إل ما أمر به من العتصام ببله والطاعة لولة أمره الذين جعلهم رعاة الدين
ونظام السلمي فاستنجزوا موعود ال ونصره بجاهدة عدوه وأهل معصيته الذين أشرو وتردوا
564
جهرة خطب العرب
وشقوا العصا وفارقوا الماعة ومرقوا من الدين وسعوا ف الرض فسادا فإنه يقول تبارك
وتعال إن تنصروا ال ينصركم
حذف
ويثبت أقدامكم فليكن الصب معقلكم الذي إليه تلجئون وعدتكم الت با
تستظهرون فإنه الوزر النيع الذى دلكم ال عليه والنة الصينة الت أمركم ال بلباسها غضوا
أبصاركم واخفتوا أصواتكم ف مصافكم وامضوا قدما على بصائركم فارغي إل ذكر ال
والستعانة به كما أمركم ال فإنه يقول إذا لقيتم فئة فاثبتوا واذكروا ال كثيا لعلكم تفلحون
أيدكم ال بعز الصب ووليكم بالياطة والنصر العباس بن الأمون والعتصم التوف سنة ه قال
العباس بن الأمون لا أفضت اللفة إل العتصم دخلت فقال هذا ملس كنت أكره الناس
للوسى فيه فقلت يا أمي الؤمني أنت تعفو عما تيقنته فكيف تعاقب على ما توهته فقال لو
أردت عقابك لتركت عتابك استعطاف تيم بن جيل للمعتصم كان تيم بن جيل السدوسى
قد خرج بشاطىء الفرات واجتمع إليه كثي من العراب فعظم أمره وبعد ذكره فكتب
العتصم إل مالك بن طوق ف النهوض إليه فبدد جعه فظفر به فحمله موثقا إل العتصم قال
أحد بن أب داود ما رأينا رجل عاين الوت فما هاله ول أذهله عما كان يب عليه أن يفعله
إل تيم بن جيل فإنه أوف به الرسول باب أميالؤمني العتصم ف يوم الوكب حي يلس
للعامة ودخل عليه فلما مثل بي يديه دعا بالنطع والسيف فأحضرا فجعل تيم بن جيل ينظر
إليهما ول يقول شيئا وجعل العتصم يصعد النظر فيه ويصونه وكان جسما
وسيما ورأى أن يستنطقه لينظر أين جنانه ولسانه من منظره فقال يا تيم إن كان
لك عذر فأت به أو حجة فأدل با فقال أما إذ قد أذن ل أمي الؤمني فإن أقول المد ل
الذي أحسن كل شيء خلقه وبدأ خلق النسان من طي ث جعل نسله من سللة من ماء مهي
جب بك صدع الدين ول بك شعث السلمي وأوضح بك سبل الق وأخد بك شهاب
الباطل يا أمي الؤمني إن الذنوب ترس اللسنة الفصيحة وتعي الفئدة الصحيحة ولقد
565
جهرة خطب العرب
عظمت الريرة وانقطعت الجة وكب الذنب وساء الظن ول يبق إل عفوك أو انتقامك
وأرجو أن يكون أقربما من وأسرعهما إل أولها بامتنانك وأشبههما بلفتك ث أنشأ يقول
أرى الوت بي السيف والنطع كامنا يلحظن من حيثما أتلفت وأكب ظن أنك اليوم قاتلي
وأي أمرئ ما قضى ال يفلت ومن ذا الذي يدل بعذر وحجة وسيف النايا بي عينيه مصلت
يعز على الوس بن تغلب موقف يسل على السيف فيه وأسكت وما جزعي من أن أموت
وإنن لعلم أن الوت شيء موقت ولكن خلفي صبية قد تركتهم وأكبادهم من حسرة تتفتت
كأن أراهم حي أنعى إليهم وقد خشوا تلك الوجوه وصوتوا فإن عشت عاشوا خافضي
بغبطة أذود الردى عنهم وإن مت موتوا فكم قائل ل يبعد ال روحه وآخر جذلن يسر
ويشمت
حذف وسيما ورأى أن يستنطقه لينظر أين جنانه ولسانه من منظره فقال يا تيم إن
كان لك عذر فأت به أو حجة فأدل با فقال أما إذ قد أذن ل أمي الؤمني فإن أقول المد
ل الذى أحسن كل شيء خلقه وبدأ خلق النسان من طي ث جعل نسله من سللة من ماء
مهي جب بك صدع الدين ول بك شعث السلمي وأوضح بك سبل الق وأخد بك شهاب
الباطل يا أمي الؤمني إن الذنوب ترس اللسنة الفصيحة وتعي الفئدة الصحيحة ولقد
عظمت الريرة وانقطعت الجة وكب الذنب وساء الظن ول يبق إل عفوك أو انتقامك
وأرجو أن يكون أقربما من وأسرعهما إل أولها بامتنانك وأشبههما بلفتك ث أنشأ يقول
أرى الوت بي السيف والنطع كامنا يلحظن من حيثما أتلفت وأكب ظن أنك اليوم قاتلى
وأى امرىء ما قضى ال يفلت ومن ذا الذى يدل بعذر وحجة وسيف النايا بي عينيه مصلت
يعز على الوس بن تغلب موقف يسل على السيف فيه وأسكت وما جزعى من أن أموت
وإنن لعلم أن الوت شيء موقت ولكن خلفى صبية قد تركتهم وأكبادهم من حسرة تتفتت
كأن أراهم حي أنعى إليهم وقد خشوا تلك الوجوه وصوتوا فإن عشت عاشوا خافضي
566
جهرة خطب العرب
بغبطة أذود الردى عنهم وإن مت موتوا فكم قائل ل يبعد ال روحه واخر خذلن يسر
ويشمت
فتبسم العتصم وقال كاد وال يا تيم أن يسبق السيف العذل أذهب فقد غفرت
لك الصبوة ووهبتك للصبية ث أمر بفك قيوده وخلع عليه وعقد له بشاطئ الفرات بي يدى
سليمان بن وهب وزير الهتدى بال ولا ول الهتدى بال بن الواثق بن العتصم سليمان بن
وهب وزارته قام إليه رجل من ذوى حرمته فقال أعز ال الوزير أنا خادمك الؤمل لدولتك
السعيد بأيامك النطوي القلب على ودك النشور اللسان بحك الرتن بشكر نعمتك أحد بن
أب داود والواثق التوف سنة ه دخل أحد بن أب داود علىالواثق فقال ما زال اليوم قوم ف
ثلبك ونقصك فقال يا أمي الؤمني لكل امرىء منهم ما اكتسب من الث والذى تول كبه
منهم له عذاب عظيم وال ول جزائه وعقاب أمي الؤمني من ورائه
وما ذل يا أمي الؤمني من أنت ناصره وما صاق من كنت جارا له فما قلت لم يا
أمي الؤمني قال قلت يا أبا عبد ال وسعى إل بعيب عزة معشر جعل الله حدودهن نعالا ابن
أب داود والواثق أيضا وقال الواثق يوما لبن أب داود تضجرا بكثرة حوائجه قد أخليت بيوت
الموال بطلباتك للمذين بك والتوسلي إليك فقال يا أمي الؤمني نتائج شكرها متصلة بك
وذخائرها موصولة لك ومال من ذلك إل عشق اتصال اللسن بلود الدح فقال وال ل
منعناك ما يزيد ف عشقك ويقوي ف هتك فينا ولنا وأمر فأخرج له خسة وثلثي ألف درهم
ابن أب داود وابن الزيات وكان بي القاضي أحد بن أب داود وبي الوزير ممد بن عبد اللك
الزيات منافسة وشحناء حت منع الوزير شخصا كان يصحب القاضي ويتص بقضاء حوائجه
من الترداد إليه فبلغ ذلك القاضى فجاء إل الوزير فقال له وال ما أجيئك متكثرا بك من قلة
ول متعززا بك من ذلة ولكن أمي الؤمني رتبك مرتبة أوجبت لقاءك فإن لقيناك فله وإن
تأخرنا عنك فلك
567
جهرة خطب العرب
الاحظ وابن أب داود وكان الاحظ متصا بحمد بن عبد اللك الزيات منحرفا
عن أحد بن أب داود فلما نكب ابن الزيات حل الاحظ مقيدا من البصرة وف عنقه سلسلة
وعليه قميص سل فلما دخل على القاضى أحد قال له وال ما أعلمك إل متناسيا للنعمة
كفورا للصنيعة معدنا للمساويء وما فتنتن باستصلحى لك ولكن اليام ل تصلح منك لفساد
طويتك ورداءة دخيلتك وسوء اختيارك وغالب طباعك فقال الاحظ خفض عليك أيدك ال
فوال لن يكون لك المر على خي من أن يكون ل عليك ولن أسىء وتسن أحسن ف
الحدوثة عليك من أن أحسن وتسىء ولن تعفو عن ف حال قدرتك أجل بك من النتقام
من فقال أحد وال ما علمتك إل كثي تزويق الكلم فحل عنه الغل والقيد وأحسن إليه
وصدره ف الجلس
أبو العيناء وابن أب داود وقال أبو العيناء لبن أب داود إن قوما من أهل البصرة
قدموا إل سر من رأى يدا على فقال يد ال فوق أيديهم فقلت إن لم مكرا فقال ول ييق
الكر السيء إل بأهله فقلت إنم كثي قال كم من فئة قليلة غلبت فئة كثية بإذن ال وال مع
الصابرين ت الزء الثالث ويليه ذيل المهره
الباب الول ف خطب الندلسيي والغاربة خطبة عبد الرحن الداخل التوف سنة ه
يوم حربه مع يوسف الفهري صاحب الندلس لا اشتد الكرب بي يدي عبد الرحن الداخل
يوم حربه مع يوسف الفهري صاحب الندلس ورأى شدة مقاساة أصحابه قال هذا اليوم هو
أس ما يبن عليه إما ذل الدهر وإما عز الدهر فاصبوا ساعة فيما ل تشتهون تربوا با بقية
أعماركم فيما تشتهون ولا أنى أصحابه على أصحاب الفهري بالقتل يوم هزيتهم على قرطبة
قال
ل تستأصلوا شأفة أعداء ترجون صداقتهم واستبقوهم لشد عداوة منهم يشي إل
استبقائهم ليستعان بم على أعداء الدين عبد الرحن الداخل ورجل من جند قنسرين ولا أذعن
يوسف صاحب الندلس لعبد الرحن واستقر ملكه استحضر الوفود إلىقرطبة فانثالوا عليه
568
جهرة خطب العرب
ووال القعود لم ف قصره عدة أيام ف مالس يكلم فيها رؤساءهم ووجوههم بكلم سرهم
وطيب نفوسهم وف بعض مالسهم هذه مثل بي يديه رجل من جند قنسرين يستجديه فقال له
يابن اللئف الراشدين والسادة الكرمي إليك فررت وبك عذت من زمن ظلوم ودهر غشوم
قلل الال وكثر العيال وشعث الال فصي إل نداك الال وأنت ول المد والجد والرجو
للرفد فقال له عبد الرحن مسرعا قد سعنا مقالتك وقضينا حاجتك وأمرنا بعونك على دهرك
على كرهنا لسوء مقامك فل تعودن ول سواك لثله من إراقة ماء وجهك بتصريح السألة
واللاف ف الطلبة وإذا أل بك خطب أو حزبك أمر فارفعه إلينا ف رقعة ل تعدوك كيما
نستر عليك خلتك ونكف شات العدو عنك بعد رفعك لا إل مالكك ومالكنا عز وجهه
بإخلص الدعاء وبصدق النية
وأمر له بائزة حسنة وخرج الناس يتعجبون من حسن منطقه وبراعة أدبه وكف
فيما بعد ذوو الاجات عن مقابلته با شفاها ف ملسه عبد الرحن الداخل ورجل من جنده
يهنئه بفتح سرقسطة ولا فتح عبد الرحن الداخل سرقسطة وحصل ف يده ثائرها السي
النصارى وانتهى نصره فيها إل غاية أمله أقبل خواصه يهنئونه فجرى بينهم أحد من ل يؤبه به
من الند فهنأه بصوت عال فقال له عبد الرحن وال لول أن هذا اليوم يوم أسبغ على فيه
النعمة من هو فوقي فأوجب على ذلك أن أنعم فيه على من هو دون لصليتك ما تعرضت له
من سوء النكال من تكون حت تقبل مهنئا رافعا صوتك غي متلجلج ول متهيب لكان المارة
ول عارف بقيمتها حت كأنك تاطب أباك أو أخاك وإن جهلك ليحملك على العود لثلها
فل تد مثل هذا الشافع ف مثلها من عقوبة فقال ولعل فتوحات المي يقترن اتصالا باتصال
جهلى وذنوب فتشفع ل مت أتيت بثل هذه الزلة ل أعدمنيه ال تعال فتهلل وجه المي وقال
ليس هذا باعتذار جاهل ث قال نونا على أنفسكم إذا ل تدوا من ينبهنا عليها ورفع مرتبته
وزاد ف عطائه تاديب عبد الرحن الوسط لبنه النذر كان النذر ابن المي عبد الرحن
569
جهرة خطب العرب
الوسط سيء اللق ف أول أمره كثي الصغاء إل أقوال الوشاة مفرط القلق ما يقال ف جانبه
معاقبا على ذلك من يقدر على معاقبته
مكثر التشكى من ل يقدر عليه لوالده المي عبد الرحن فطال ذلك على المي
فأمر ثقة من ثقاته أن يبن ببل منقطع عن العمران بناء يسكن فيه ابنه وأل يدع أحدا من
أصحابه يزوره فلما استقر النذر ف ذلك الكان وبقي وحده ونظر إل ما سلبه من اللك ضجر
وقال للثقة عسى أن يصلن غلمان وأصحاب آنس بم فقال له إن المي أمر أل يصلك أحد
وأن تبقى وحدك لتستريح ما يرفع لك أصحابك من الوشاية فعلم أن المي قصد بذلك منته
وتأديبه فكتب إليه يشكو استيحاشه بكانه فلما وقف المي على رقعته وعلم أن الدب بلغ به
حقه استدعاه فقال له وصلت رقعتك تشكو ما أصابك من توحش النفراد ف ذلك الوضع
وترغب أن تأنس بولك وعبيدك وأصحابك وإن كان لك ذنب يترتب عليه أن تطول سكناك
ف ذلك الكان وما فعلت ذلك عقابا لك وإنا رأيناك تكثر الضجر والتشكى من القال والقيل
فأردنا راحتك بأن نجب عنك ساع كلم من يرفع لك وينم حت تستريح منهم فقال له
ساع ما كنت أضجر منه أخف على من التوحد والتوحش والتخلي ما أنا فيه من الرفاهية
والمر والنهي فقال له فإذ قد عرفت وتأدبت فارجع إل ما اعتدته وعول على أن تسمع كأنك
ل تسمع وترى كأنك ل تر وقد قال النب لو تكاشفتم ما تدافنتم واعلم أنك أقرب الناس إل
وأحبهم ف وبعد هذا فما يلو صدرك ف وقت من الوقات عن إنكار على وسخط لا أفعله
ف جانبك أو جانب غيك
ما لو أطلعن ال تعال عليه لساءن لكن المد ل الذى حفظ ما بي القلوب بستر
بعضها عن بعض فيما يول فيها وإنك لذو هة ومطمح ومن يكن هكذا يصب ويغض ويمل
ويبدل بالعقاب الثواب ويصب العداء من قبيل الصحاب ويصي من الشخص على ما يسوء
فقد يرى منه بعد ذلك ما يسر ولقد يف على اليوم من قاسيت من فعله وقوله ما لو قطعتم
عضوا عضوا لا ارتكبوه من ما شفيت منهم غيظى ولكن رأيت الغضاء والحتمال لسيما
570
جهرة خطب العرب
عند القتدار أول ونظرت إل جيع من حول من يسن ويسئ فوجدت القلوب متقاربة
بعضها من بعض ونظرت إل السيء يعود مسنا والحسن يعود مسيئا وصرت أندم على من
سبق له من عقاب ول أندم على من سبق له من ثواب فالزم يا بن معال المور وإن جاعها
ف التغاضي ومن ل يتغاض ل يسلم له صاحب ول يقرب منه جانب ول ينال ما تترقى إليه
هته ول يظفر بأمله ول يد معينا حي يتاج إليه فقبل النذر يده وانصرف ول يزل يأخذ
نفسه با أوصاه والده حت تلق باللق الميل وبلغ ما أوصاه به أبوه ورفع قدره عبد الرحن
الوسط وابنه النذر أيضا وقال له أبوه يوما إن فيك لتيها مفرطا فقال له حق لفرع أنت أصله
أن يعلو فقال له يا بن إن العيون تج التياه والقلوب تنفر عنه فقال يا أب ل من العز والنسب
وعلو الكان والسلطان ما يل عن ذلك وإن ل أر العيون إل مقبلة علي ول الساع إل
مصغية إل وإن لذا السلطان رونقا يريقه التبذل وعلوا يفضه النبساط ول يصونه ويشرفه إل
التيه والنقباض وإن هؤلء النذال
لم ميزان يسبون به الرجل منا فإن رأوه راجحا عرفوا له قدر رجاحته وإن رأوه
ناقصا عاملوه بنقصه وصيوا تواضعه صغرا وتفضه خسة فقال له أبوه ل أنت فابق وما رأيت
يعقوب بن عبد الرحن الوسط وأحد خدامه ومدح بعض الشعراء يعقوب بن عبد الرحن
الوةسطك فأمر له بال جزيل فلما كان مثل ذلك الوقت جاءه بدح آخر فقال أحد خدام
يعقوب هذا اللئيم له دين عندنا يقتضيه فقال المي يا هذا إن كان ال تعال خلقك مبول على
كره رب الصنائع فاجر على ما جبلت عليه ف نفسك ول تكن كالجرب يعدى غيه وإن
هذا رجل قصدنا قبل فكان منا ما أشر به وحله على العودة وقد ظن فينا خيا فل تيب ظنه
والديث أبدا يفظ القدي وقد جاءنا على جهة التهنئة بالعمر ونن نسأل ال تعال أن يطيل
عمرنا حت يكثر ترداده ويدي نعمنا حت ند ما ننعم به عليه ويفظ علينا مروءتنا حت يعيننا
علىالتجمل معه ول يبلينا بليس مثلك يقبض أيدينا عن إسداء اليادى وأمر للشاعر با كان
أمر له به قبل وأوصاه بالعود عند حلول ذلك الوان ما دام العمر
571
جهرة خطب العرب
وفاء الوزير ابن غان لصديقه الوزير هاشم بن عبد العزيز واعتذاره عنه لدى المي
ممد بن عبد الرحن الوسط كان الوزير الوليد بن عبد الرحن بن غان صديقا للوزير هاشم
بن عبد العزيز ثابتا على مودته فلما قضى ال على هاشم بالسر أجرى السلطان ممد بن عبد
الرحن الموي ذكره ف جاعة من خدامه والوليد حاضر فنسبه إل الطيش والعجلة والستبداد
برأيه فلم يكن فيهم من اعتذر عنه غي الوليد فقال أصلح ال تعال المي إنه ل يكن على
هاشم التخي ف المور ول الروج عن القدور بل قد استعمل جهده واستفرغ نصحه وقضى
حق القدام ول يكن ملك النصر بيده فخذله من وثق به ونكل عنه من كان معه فلم يزحزح
قدمه عن موطن حفاظه حت ملك مقبل غي مدبر مبليا غي فشل فجوزى خيا عن نفسه
وسلطانه فإنه ل طريق للملم عليه وليس عليه ما جنته الرب الغشوم وأيضا فإنه ما قصد أن
يود بنفسه إل رضا للمي واجتنابا لسخطه فإذا كان ما اعتمد فيه الرضا جالب التقصي فذلك
معدود ف سوء الظ فأعجب المي كلمه وشكر له وفاءه وأقصر عن تفنيد هاشم وسعى ف
تليصه
خطبة منذر بن سعيد البلوطي التوف سنة ه ف الحتفال بقدوم رسل ملك الروم
روى الؤرخون أن الليفة عبد الرحن الناصر لدين ال بلغ من عزة اللك ورفعة السلطان
بالندلس أن كانت ملوك الروم والفرنة تزدلف إليه تطلب مهادنته وتدي إليه أنفس الذخائر
ومن جلتهم قسطنطي بن ليون صاحب القسطنطينية فقد رغب ف موادعته وبعث إليه سنة ه
وفدا من قبله بدية له فتأهب الناصر لورودهم واحتفل بقدومهم احتفال رائعا أحب أن يقوم
فيه الطباء والشعراء بي يديه لتذكر جللة ملكه وعظيم سلطانه ونصف ما تيأ من توطيد
اللفة ف دولته وتقدم إل المي الكم ابنه وول عهده بإعداد من يقوم بذلك من الطباء
فأمر الكم صنيعة الفقيه ممد بن عبد الب بالتأهب لذلك وكان يدعى من القدرة على تأليف
الكلم ما ليس ف وسع غيه وحضر الجلس السلطان فلما قام ياول التكلم بره هول القام
وأبة اللفة فلم يهتد إل لفظة بل غشى عليه وسقط إل الرض فقيل لب على القال
572
جهرة خطب العرب
صاحب المال وهو حينئذ ضيف الليفة الوافد عليه من العراق قم فارقع هذا الوهى فقام
فحمد ال وأثن عليه با هو أهله وصلى على نبيه ث انقطع به القول فوقف ساكتا متفكرا
ف كلم يدخل به إل ذكر ما أريد منه فلما رأى ذلك منذر بن سعيد البلوطى
وكان من حضر ف زمرة الفقهاء قام من ذاته بدرجة من مرقاته فوصل افتتاح أب على لول
خطبته بكلم كان يسحه سحا كأنا كان يفظه قبل ذلك بدة فقال أما بعد حد ال والثناء
عليه والتعداد للئه والشكر لنعمائه والصلة والسلم على ممد صفيه وخات أنبيائه فإن لكل
حادثة مقاما ولكل مقام مقال وليس بعد الق إل الضلل وإن قد قمت ف مقام كري بي
يدي ملك عظيم فأصغوا إل معشر الل بأساعكم وأتقنوا عن بأفئدتكم إن من الق أن يقال
للمحق صدقت وللمبطل كذبت وإن الليل تعال ف سائه وتقدس ف صفاته وأسائه أمر
كليمة موسى صلى ال على نبينا وعليه وعلى جيع أنبيائه أن يذكر قومه بأيام ال جل وعز
عندهم وفيه وف رسول ال أسوة حسنة وإن أذكركم بأيام ال عندكم وتلفية لكم بلفة أمي
الؤمني الت لت شعثكم وأمنت سربكم ورفعت قوتكم بعد أن كنتم قليل فكثركم
ومستضعفي فقواكم ومستذلي فنصركم وله ال رعايتكم وأسند إليه إمامتكم أيام ضربت
الفتنة سرادقها على الفاق وأحاطت بكم شعل النفاق حت صرت ف مثل حدقة البعي من ضيق
الال ونكد العيش والتغيي فاستبدلتم بلفته من الشدة الرخاء وانتقلتم بيمن سياسته إل تهيد
كنف العافية بعد استيطان البلء أنشدكم بال معاشر الل أل تكن الدماء مسفوكة فحقنها
والسبل موفة فأمنها
والموال منتهبة فأحرزها وحصنها أل تكن البلد خرابا فعمرها وثغور السلمي
مهتضمة فحماها ونصرها فاذكروا الء ال عليكم بلفته وتلفيه جع كلمتكم بعد افتراقها
بإمامته حت أذهب ال عنكم غيظكم وشفى صدوركم وصرت يدا على عدوكم بعد أن كان
بأسكم بينكم فأنشدكم ال أل تكن خلفته قفل الفتنة بعد إنطلقها من عقالا أل يتلف
صلح المور بنفسه بعد اضطراب أحوالا ول يكل ذلك إل القواد والجناد حت باشره
573
جهرة خطب العرب
بالقوة والهجة والولد واعتزل النسوان وهجر الوطان ورفض الدعة وهي مبوبة وترك
الركون إل الراحة وهى مطلوبة بطوية صحيحة وعزية صرية وبصية ثابته نافذة ثاقبة وريح
هابة غالبة ونصرة من ال واقعة واجبة وسلطان قاهر وجد ظاهر وسيف منصور تت عدل
مشهور متحمل للنصب مستقل لا ناله ف جانب ال من التعب حت لنت الحوال بعد شدتا
وانكسرت شوكة الفتنة عند حدتا ول يبق لا غارب إل جبه ول نم لهلها قرن إل جده
فأصبحتم بنعمة ال إخوانا وبلم أمي الؤمني لشعثكم على أعدائه أعوانا حت تواترت لديكم
الفتوحات وفتح ال عليكم بلفته أبواب اليات والبكات وصارت وفود الروم وافدة عليه
وعليكم وآمال القصي والدني مستخدمة إليه وإليكم يأتون من كل فج عميق وبلد سحيق
لخذ حبل بينه وبينكم جلة وتفصيل ليقضى ال أمرا كان مفعول ولن يلف ال وعده ولذا
المر ما بعده وتلك أسباب ظاهرة بادية تدل على أحوال باطنة خافية دليلها قائم وجفنها غي
نائم وعد ال الذين آمنوا منكم وعملوا الصالات ليستخلفنهم
ف الرض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكنن لم دينهم الذى ارتضى لم
وليبدلنهم من بعد خوفهم أمنا وليس ف تصديق ما وعد ال ارتياب ولكل نبإ مستقر ولكل
أجل كتاب فاحدوا ال أيهاالناس على الئه واسألوه الزيد من نعمائه فقد أصبحتم بي خلفة
أمي الؤمني أيده ال بالعصمة والسداد وألمه خالص التوفيق إل سبيل الرشاد أحسن الناس
حال وأنعمهم بال وأعزهم قرارا وأمنعهم دارا وأكثفهم جعا وأجلهم صنعا ل تاجون ول
تذادون وأنتم بمد ال على أعدائكم ظاهرون فاستعينوا علي صلح أحوالكم بالناصحة
لمامكم والتزام الطاعة لليفتكم وابن عم نبيكم فإن من نزع يده من الطاعة وسعى ف تفريق
الماعة ومرق من الدين فقد خسر الدنيا والخرة ذلك هو السران البي وقد علمتم أن ف
التعلق بعصمتها والتمسك بعروتا حفظ الموال وحقن الدماء وصلح الاصة والدهاء وأن
بدوام الطاعة تقام الدود وتوف العهود وبا وصلت الرحام ووضحت الحكام وبا سد ال
اللل وأمن السبل ووطأ الكناف ورفع الختلف وبا طاب لكم القرار واطمأنت بكم الدار
574
جهرة خطب العرب
فاعتصموا با أمركم ال بالعتصام به فإنه تبارك وتعال يقول وأطيعوا ال وأطيعوا الرسول
وأول المر منكم وقد علمتم ما أحاط بكم ف جزيرتكم هذه من ضروب الشركي وصنوف
اللحدين الساعي ف شق عصاكم وتفريق ملئكم الخذين ف ماذلة دينكم وهتك حريكم
وتوهي دعوة نبيكم صلوات ال وسلمه عليه وعلى جيع النبيي والرسلي أقول قول هذا
وأختم بالمد ل رب العالي مستغفرا ل الغفور والرحيم فهو خي الغافرين
وخرج الناس يتحدثون عن حسن مقامه وثبات جنانه وبلغة لسانه وكان الناصر
أشدهم تعجبا منه فوله الصلة والطابة ف السجد الامع بالزهراء ث توف ممد بن عيسى
القاضى فوله قضاء الماعة بقرطبة وأقره على الصلة بالزهراء خطبة أخرى له وخطب منذر
بن سعيد يوما وأراد التواضع فكان من فصول خطبته أن قال حت مت وإل مت أعظ ول أتعظ
وأزجر ول انزجر أدل الطريق إل الستدلي وأبقى مقيما مع الائرين كل إن هذا لو البلء
البي إن هي إل فتنتك تضل با من تشاء وتدي من تشاء أنت ولينا فاغفر لنا وارحنا وأنت
خي الغافرين اللهم فرغن لا خلقتن له ول تشغلن با تكفلت ل به ول ترمن وأنا أسألك ول
تعذبن وأنا استغفرك يا أرحم الراحي أحد حساد الرمادي الشاعر والنصور بن أب عامر
التوف سنة ه وقال النصور بن أب عامر العافري يوما لب عمر يوسف الرمادي الشاعر
كيف ترى حالك معي فقال فوق قدري ودون قدرك فأطرق النصور كالغضبان
فانسل الرمادي وخرج وقد ندم على ما بدر منه وجعل يقول أخطأت ل وال ما يفلح مع
اللوك من يعاملهم بالق ما كان ضرن لو قلت له إن بلغت السماء وتنطقت بالوزاء وأنشد
مت يأت هذا الوت ل يلف حاجة لنفسى إل قد قضيت قضاءها وكان ف الجلس من يسده
على مكانه من النصور فوجد فرصة فقال وصل ال لولنا الظفر والسعد إن هذا الصنف
صنف زور وهذيان ل يشكرون نعمة ول يرعون إل ول ذمة كلب من غلب وأصحاب من
أخصب وأعداء من أجدب وحسبك منهم أن ال جل جلله يقول فيهم والشعراء يتبعهم
الغاوون أل تر أنم ف كل واد يهيمون وأنم يقولون مال يفعلون والبتعاد منهم أول من
575
جهرة خطب العرب
القتراب وقد قيل فيهم ما ظنك بقوم الصدق يستحسن إل منهم فرفع النصور رأسه وكان
مامي أهل الدب والشعر وقد اسود وجهه وظهر فيه الغضب الفرط ث قال ما بال أقوام
يشيون ف شيء ل يستشاروا فيه ويسيئون الدب بالكم فيما ل يدرون أيرضي أم يسخط
وأنت أيها البتعث للشر دون أن يبعث قد علمنا غرضك ف أهل الدب والشعر عامة وحسدك
لم لن الناس كما قال القائل
من رأى الناس له فضل عليهم حسدوه وعرفنا غرضك ف هذا الرجل خاصة ولسنا
إن شاء ال نبلغ أحدا غرضه ف أحد ولو بلغناكم بلغنا ف جانبكم وإنك ضربت ف حديد بارد
وأخطأت وجه الصواب فزدت بذلك احتقارا وصغارا وإن ما أطرقت من كلم الرمادى
إنكارا عليه بل رأيت كلما يل عن القدار الليلة وتعجبت من تديه له بسرعه واستنباطه له
على قلة من الحسان الغامر مال يستنبطه غيه بالكثي وال لو حكمته ف بيوت الموال لرأيت
أنا ل ترجح ما تكلم به قلبه ذرة وإياكم أن يعود أحد منكم إل الكلم ف شخص قبل أن
يؤخذ معه فيه ول تكموا علينا ف أوليائنا ولو أبصرت منا التغي عليهم فإننا ل نتغي عليهم
بغضا لم وانرافا عنهم بل تأديبا وإنكارا فإنا من نريد إبعاده ل نظهر له التغي بل ننبذه مرة
واحدة فإن التغي إنا يكون لن يراد استبقاؤه ولو كنت مائل السمع لكل أحد منكم ف صاحبه
لتفرقتم ف أيدي سبا وجونبت أنا مانبة الجرب وإن قد أطلعتكم على ماف ضميى فل
تعدلوا عن مرضاتى فتجنبوا سخطي با جنيتموه على أنفسكم ث أمر أن يرد الرمادى وقال له
أعد على كلمك فارتاع فقال المر على خلف ما قدرت الثواب أول بكلمك من العقاب
فسكن لتأنيسه وأعاد ما تكلم به فقال النصور بلغنا أن النعمان بن النذر حشا فم النابغة بالدر
لكلم
استملحه منه وقد أمرنا لك با ل يقصر عن ذلك ما هو أنوه وأحسن عائدة وكتب
له بال وخلع وموضع يعيش منه ث رد رأسه إل التكلم ف شأن الرمادي وقد كان يغوص ف
الرض لو وجد لشدة ما حل به ما رأى وسع وقال والعجب من قوم يقولون البتعاد من
576
جهرة خطب العرب
الشعراء أول من القتراب نعم ذلك لن ليس له مفاخر يريد تليدها ول أياد يرغب ف نشرها
فأين الذين قيل فيهم على مكثريهم رزق من يعتريهم وعند القلي السماحة والبذل وأين الذى
قيل فيه إنا الدنيا أبو دلف بي مبداه ومتضره فإذا ول أبو دلف ولت الدنيا على أثره أما كان
ف الاهلية والسلم أكرم من قيل فيه هذا القول بلى ولكن صحبة الشعراء والحسان إليهم
أحيت غابر ذكراهم وخصتهم بفاخر عصرهم وغيهم ل تلد المداح مآثرهم فدثر ذكرهم
ودرس فخرهم
ابن اللبانة الشاعر وعز الدولة بن العتصم بن صمادح لا مات العتصم بن صمادح
ملك الرية ركب البحر ابنه وول عهده الواثق عز الدولة وفارق اللك كما أوصاه والده
العتصم قال أبو بكر بن اللبانة الشاعر ما علمت حقيقة جدور الدهر حت اجتمعت ببجاية مع
عز الدولة بن العتصم فإن رأيت منه خي من يتمع به كأنه ل يلقه ال تعال إل للملك
والرياسة وإحياء الفضائل ونظرت إل هته تنم من تت خوله كما ينم فرند السيف وكرمه
من تت الصدأ مع حفظه لفنون الدب والتواريخ وحسن استماعه وإساعه ورقة طباعه ولطافة
ذهنه ولقد ذكرته لحد من صحبته من الدباء ف ذلك الكان ووصفته بذه الصفات فتشوق
إل الجتماع به ورغب إل ف أن أستأذنه ف ذلك فلما أعلمت عز الدولة قال يا أبا بكر إنك
لتعلم أنا اليوم ف خول وضيق ل يتسع لنا معهما وليمل بنا الجتماع مع أحد لسيما مع
ذى أدب ونباهة يلقانا بعي الرحة ويزورنا بنة التفضل ف زيارتنا ونكابد من ألفاظ توجعه
وألاظ تفجعه ما يدد لنا ها قد بلى ويي كمدا قد فن وما لنا قدرة على أن نود عليه با
يرضى عن هنا فدعنا كأننا ف قب نتدرع لسهام الدهر بدرع الصب وأما أنت فقد أختلطت بنا
اختلط اللحم بالدم وامتزجت امتزاج الاء بالمر فكأنا ل نكشف حالنا لسوانا ول أظهرنا ما
بنا لغينا فل نمل غيك بملك
قال ابن اللبانة فمل وال سعى بلغة ل تصدر إل عن سداد ونفس أبية متمكنة من
أعنة البيان وانصرفت متمثل لسان الفت نصف ونصف فؤاده فلم يبق إل صورة اللحم والدم
577
جهرة خطب العرب
وكائن ترى من صامت لك معجب زيادته أو نقصه ف التكلم دفاع ابن الفخار عن القاضي
الوحيدى بضرة ابن تاشفي لا تألب بنو حسون على القاضي أب ممد عبد ال الوحيدي
قاضي مالقة انبي للدفاع عنه العال الصول أبو عبد ال بن الفخار فقصد إل حضرة المامة
مراكش وقام ف ملس أمي السلمي يوسف بن تاشفي وقد غص بأربابه فقال إنه لقام كري
نبدأ فيه بمد ال على الدنو منه ونصلي على خية أنبيائه ممد الادى إل الصراط الستقيم
وعلى آله وصحابته نوم الليل البهيم أما بعد فإنا نمد ال الذى اصطفاك للمؤمني أميا
وجعلك للدين النيفى نصيا وظهيا ونفزع إليك ما دهنا ف حاك ونبث إليك ما لقنا من
الضيم ونن تت ظل علك ويأب ال أن يدهم من إحتمى بأمي السلمي ويصاب بضيم من
أدرع بصنه الصي شكوى قمت با بي يديك ف حق أمرك الذي عضده مؤيده لتسمع منها
ما تتبه برأيك وتنقذه وإن قاضيك ابن الوحيدي الذي قدمته ف مالقة للحكام ورضيت
بعدله فيمن با من الاصة والعوام ول يزل يدل على حسن اختيارك بسن سيته
ويرضى ال تعال ويرضى الناس بظاهره وسريرته ما علمنا عليه من سوء ول درينا له موقف
خزى ول يزل جاريا على ما يرضى ال تعال ويرضيك ويرضينا إل أن تعرضت بنو حسون
للطعن ف أحكامه والد من أعلمه ول يعلموا أن اهتضام القدم راجع على القدم بل جحوا
ف لاجهم فعموا وصموا وفعلوا وأمضوا ما به هوا وإل السحب يرفع الكف من قد جف عنه
مسيل عي ونر فمل سعه بلغه أعقبت نصره ونصر صاحبه موعظة ابن أب رندقة الطرطوشي
التوف سنة ه للفضل بن أمي اليوش دخل ابن أب رندقة الطرطوشى مرة على الفضل بن أمي
اليوش فوعظه وقال له إن المر الذي أصبحت فيه من اللك إنا صار إليك بوت من كان
قبلك وهو خارج عن يدك بثل ما صار إليك فاتق ال فيما خولك من هذه المة فإن ال عز
وجل سائلك عن النقي والقطمي والفتيل واعلم أن ال عز وجل آت سليمان بن داود
ملك الدنيا بذافيها فسخر له النس والن والشياطي والطي والوحوش والبهائم
وسخر له الريح تري بأمره رخاء حيث أصاب ورفع عنه حساب ذلك أجع فقال عز من
578
جهرة خطب العرب
قائل لذا عطاؤنا فامنن أو أمسك بغي حساب فما عد ذلك نعمة كما عددتوها ول حسبها
كرامة كما حسبتموها بل خاف أن يكون استدراجا من ال عز وجل فقال هذا من فضل رب
ليبلون أأشكر أم أكفر فافتح الباب وسهل الجاب وانصر الظلوم خطبة ابن تومرت مؤسس
دولة الوحدين التوف سنة ه استدعى ممد بن عبد ال بن تومرت مؤسس دولة الوحدين
أصحابه قبل موته بأيام يسية وقد أراد أن يستخلف عليهم عبد الؤمن بن على فلما حضروا
بي يديه قام
فحمد ال وأثن عليه با هو أهله وصلي على ممد نبيه ث أنشأ يترضي عن اللفاء
الراشدين رضوان ال عليهم ويذكر ما كانوا عليه من الثبات ف دينهم والعزية ف أمرهم وأن
أحدهم كان ل تأخذه ف ال لومة لئم وذكر من حد عمر رضي ال عنه ابنه ف المر
وتصميمه على الق ف أشباه لذه الفصول ث قال فانقرضت هذه العصابة نضر ال وجوهها
وشكر لا سعيها وجزاها خيا عن أمة نبيها وخبطت الناس فتنة تركت الليم حيان والعال
متجاهل مداهنا فلم ينتفع العلماء بعلمهم بل قصدوا به اللوك واجتلبوا به الدنيا وأمالوا وجوه
الناس إليهم ف أشباه لذا القول إل هلم جرا ث إن ال سبحانه وله المد من عليكم أيتها
الطائفة بتأييده وخصكم من بي أهل هذا العصر بقيقة توحيده وقيض لكم من ألفاكم ضلل
ل تتدون وعميا ل تبصرون لتعرفون معروفا ول تنكرون منكرا قد فشت فيكم البدع
واستهوتكم الباطيل وزين لكم الشيطان أضاليل وترهات أنزه لسان عن النطق با وأربأ
بلفظى عن ذكرها فهداكم ال به بعد الضللة وبصركم بعد العمى وجعكم بعد الفرقة
وأعزكم بعد الذلة ورفع عنكم سلطان هؤلء الارقي وسيورثكم أرضهم وديارهم ذلك با
كسبته أيديهم واضمرته قلوبم وما ربك بظلم للعبيد
فجددوا ال سبحانه خالص نياتكم وأروه من الشكر قول وفعل ما يزكي به
سعيكم ويتقبل أعمالكم وينشر أمركم واحذروا الفرقة واختلف الكلمة وشتات الراء
وكونوا يدا واحدة على عدوكم فإنكم إن فعلتم ذلك هابكم الناس وأسرعوا إل طاعتكم
579
جهرة خطب العرب
وكثر أتباعكم وأظهر ال الق على أيديكم وإل تفعلوا شلكم الذل وعمكم الصغار
واحتقرتكم العامة فتخطفكم الاصة وعليكم ف جيع أموركم بزج الرأفة بالغلظة واللي
بالعنف واعلموا مع هذا أنه ل يصلح أمر آخر هذه المة إل على الذي صلح عليه أمر أولا
وقد اخترنا لكم رجل منكم وجعلناه أميا عليكم هذا بعد أن بلوناه ف جيع أحواله من ليله
وناره ومدخله ومرجه واختبنا سريرته وعلنيته فرأيناه ف ذلك كله ثبتا ف دينه متبصرا ف
أمره وإن لرجو أن ل يلف الظن فيه وهذا الشار إليه هو عبد الؤمن فاسعوا له وأطيعوا ما
دام سامعا مطيعا لربه فان بدل أو نكص على عقبه أو ارتاب ف أمره ففي الوحدين أعزهم ال
بركة وخي كثي والمر أمر ال يقلده من شاء من عباده فبايع القوم عبد الؤمن ودعا لم ابن
تومرت
مقال لسان الدين بن الطيب التوف سنة ه ف الض على الهاد وقال لسان الدين
بن الطيب ف الض على الهاد أيها الناس رحكم ال تعال إخوانكم السلمون بالندلس قد
دهم العدو قصمه ال تعال ساحتهم ورام الكفر خذله ال تعال استباحتهم وزحفت أحزاب
الطواغيت إليهم ومد الصليب ذراعيه عليهم وأيديكم بعزة ال تعال أقوى وأنتم الؤمنون أهل
الب والتقوى وهودينكم فانصروه وجواركم القريب فل تفروه وسبيل الرشد قد وضح
فلتبصروه الهاد الهاد فقد تعي الار الار فقد قرر الشرع حقه وبي ال ال ف السلم ال
ال ف أمة ممد عليه الصلة والسلم ال ال ف الساجد العمورة بذكر ال ال ال ف وطن
الهاد ف سبيل ال قد استغاث بكم الدين فأغيثوه قد تأكد عهد ال وحاشاكم أن تنكثوه
أعينوا إخوانكم با أمكن من العانة أعانكم ال تعال عند الشدائد جددوا عوائد الي يصل
ال تعال
لكم جيل العوائد صلوا رحم الكلمة واسوا بأنفسكم وأموالكم تلك الطوائف
السلمة كتاب ال بي أيديكم وألسنة اليات تناديكم وسنة رسول ال قائمة فيكم وال
سبحانه يقول فيه يأيها الذين امنوا هل أدلكم على تارة تنجيكم وما صح عنه قوله من اغبت
580
جهرة خطب العرب
قدماه ف سبيل ال حرمهما ال على النار ل يتمع غبار ف سبيل ال ودخان جهنم من جهز
غازيا ف سبيل ال فقد غزا أدركوا رمق الدين قبل أن يفوت بادروا عليل السلم قبل أن
يوت احفظوا وجوهكم مع ال تعال يوم يسألكم عن عباده جاهدوا ف ال باللسن والقوال
حق جهاده ماذا يكون جوابكم لنبيكم وطريق هذا العذر غي مهد إن قال ل فرطتمو ف أمت
وتركتموهم للعدو العتدى تال لو أن العقوبة ل تف لكفى اليا من وجه ذاك السيد اللهم
اعطف علينا قلوب العباد اللهم بث لنا المية ف البلد اللهم دافع عن الري والضعيف
والولد اللهم انصرنا على أعدائك بأحبابك وأوليائك يا خيالناصرين اللهم أفرغ علينا صبا
وثبت أقدامنا وانصرنا على القوم الكافرين و وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيا ما خاطب
به لسان الدين تربة السلطان الكبي أب السن الرين وحاطب لسان الدين بن الطيب تربة
السلطان الكبي أب السن الرين لا قصدها عقب ما شرع ف جواره فقال السلم عليك ث
السلم أيها الول المام الذي عرف فضله السلم وأوجبت حقه العلماء العلم وخفقت بعز
نصره العلم وتنافست ف أنفاذ أمره
ونيه السيوف والقلم السلم عليك أيها الول الذي قسم زمانه بي حكم فصل
وإمضاء نصل وإحراز خصل وعبادة قامت من اليقي على أصل السلم عليك يا مقرر
الصدقات الارية ومشبع البطون الائعة وكاسى الظهور العارية وقادح زناد العزائم الوارية
ومكتب الكتائب الغازية ف سبيل ال تعال والسرايا السارية السلم عليك يا حجة الصب
والتسليم ومتلقى أمر ال تعال باللق الرضى والقلب السليم ومفوض المر ف الشدائد إل
السميع العليم ومعمل البنان الطاهر ف اكتتاب الذكر الكيم كرم ال تعال تربتك وقدسها
وطيب روحك الزكية وآنسها فلقد كنت للدهر جال وللسلم ثال وللمستجي ميا
وللمظلوم وليا ونصيا لقد كنت للمحارب صدرا وف الواكب بدرا وللمواهب برا
وعلىالعباد والبلد ظل ظليل وسترا لقد فرعت أعلم عزك الثنايا وأجزلت هتك للوك
الرض الدايا كأنك ل تعرض النود ول تنشر البنود ول تبسط العدل الحدود ول توجد
581
جهرة خطب العرب
الود ول تزين الركع السجود فتوسدت الثرى وأطلت الكرى وشربت الكأس الت يشربا
الورىوأصبحت ضارع الد كليل الد سالكا سنن الب والد ل تد بعد انصرام أجلك إل
صال عملك ول صحبت لقبك إل رابح ترك وما أسلفت من رضاك وصبك فنسأل ال
تعال أن يؤنس اغترابك ويود بسحاب الرحة ترابك وينفعك بصدق اليقي ويعلك من
الئمة التقي ويعلى درجتك ف عليي ويعلك مع الذين أنعم ال عليهم من النبيي والصديقي
وليهنك أن صب ال تعال ملكك من بعدك إل ني سعدك وبارق رعدك ومنجز
وعدك أرضى ولدك وريانة خلدك وشقة نفسك والسرحة الباركة من غرسك ونور شسك
وموصل عملك الب إل رمسك فقد ظهر عليه أثر دعواتك ف خلواتك وأعقاب صلواتك
فكلمتك والنة ل تعال باقية وحسنتك إل مل القبول راقية يرعى بك الوسيلة ويتمم مقاصدك
الميلة أعانه ال تعال ببكة رضاك على ما قلده وعمر بتقواه يومه وغده وأبعد ف السعد أمده
وأطلق بالي يده وجعل اللئكة أنصاره والقدار عدده وإثنيي أيها الول الكري الب الرحيم لا
اشتران وراشن وبران وتعبدن بإحسانه واستعمل ف استخلصى خط بنانه ووصية لسانه ل
أجد مكافأة إل التقرب إليك وإليه برثائك وإغراء لسان بتخليد عليائك وتعفي الوجنة ف
حرمك والشادة بعد المات بجدك وكرمك ففتحت الباب ف هذا الغرض إل القيام بقك
الفترض الذى لوله لتصلت الغفلة عن أدائه وتادت فما يبست اللسن ول كادت متحيزا
بالسبق إل أداء هذا الق بادئا بزيارة قبك الذى هو رحلة الغرب ما نوبته من رحلة الشرق
وما أعرضت عنه فأقطعه أثر مواقع الستحسان وقد جع بي الشكر والتنويه والحسان وال
سبحانه يعله عمل مقبول ويبلغ فيه من القبول مأمول ويتغمد من ضاجعته من سلفك الكرام
بالغفرة الصيبة والتحيات الطيبة فنعم اللوك الكبار واللفاء البرار والئمة الخيار الذين
كرمت منهم السي وحسنت الخبار وسعد بعزماتم الهادية الؤمنون وشقى الكفار وصلوات
ال تعال عودا وبدءا على الرسول الذي اصطفاه واختاره فهو الصطفى الختار وعلى آله
وأصحابه الذين هم السادة البرار وسلم تسليما
582
جهرة خطب العرب
وصية لسان الدين بن الطيب لولده المد ل الذى ل يروعه المام الرقوب إذا
شيم نمه الثقوب ول يبغته الجل الكتوب ول يفجؤه الفراق العتوب ملهم الدى الذى
تطمئن به القلوب وموضح السبيل الطلوب وجاعل النصيحة الصرية من قسم الوجوب
لسيما للول الحبوب والولد النسوب القائل ف الكتاب العجز السلوب أم كنتم شهداء إذ
حضر يعقوب ووصى با إبراهيم بنيه ويعقوب والصلة والسلم على سيدنا ومولنا ممد
رسوله أكرم من زرت على نوره جيوب الغيوب وأشرف من خلعت عليه حال الهابة
والعصمة فل تقتحمه العيون ول تصمه العيوب والرضا عن اله وأصحابه الثابرين على لسان
الستقامة بالوى الغلوب والمل السلوب والقتداء الوصل إل الرغوب والعز والمن من
اللغوب وبعد فإن لا علن الشيب بقمته وقادن الكب برمته واد كرت الشباب
بعد أمته أسفت لا أضعت وندمت بعد الفطام على ما رضعت وتأكد وجوب
نصحى لن لزمن رعيه وتعلق بعين سعيه وأملت أن تتعدى إل ثرة استقامته وأنا رهي فوات
وف برزخ أموات ويأمن العثور ف الطريق الت اقتضت عثاري إن سلك وعسى أل يكون ذلك
علي آثاري فقلت أخاطب الثلثة الولد وثرات اللد بعد الضراعة إل ال تعال ف توفيقهم
وإيضاح طريقهم وجع تفريقهم وأن ين على منهم بسن اللف والتلف من قبل التلف وأن
يرزق خلفهم التمسك بدى السلف فهو ول ذلك والادي إل خي السالك اعلموا هداكم
ال تعال الذي بأنواره تتدي الضلل وبرضاه ترفع الغلل وبالتماس قربه يصل الكمال إذا
ذهب الال وأخلفت المال وتبأت من يينها الشمال أن مودعكم وإن سالن الردي
ومفارقكم وإن طال الدى وما عدا ما بدا فكيف وأدوات السفر تمع ومنادي الرحيل يسمع
ول أقل للحبيب الودع من وصية متضر وعجالة مقتصر ورتيمة تعقد ف خنصر ونصيحة
تكون نشيدة واع مبصر تتكفل لكم بسن العواقب من بعدى وتوضح لكم من الشفقة والنو
قصدي حسبما تضمن وعد ال من قبل وعدي فهي أربكم الذي ل يتغي وقفه ول ينالكم
الكروه ما رف عليكم سقفه وكأن بشبابكم قد شاخ وبراحلكم قد أناخ وبناشطكم قد
583
جهرة خطب العرب
كسل واستبدل الصاب من العسل ونصول الشيب تروع بأسل ل بل السام من كل حدب قد
نسل والعاد
اللحد ول تسل فبالمس كنتم فراخ حجر واليوم أبناء عسكر مر وغدا شيوخ
مضيعة وهجر والقبور فاغرة والنفوس عن الألوفات صاغرة والدنيا بأهلها ساخرة والول
تعقبها الخرة والازم من ل يتعظ به ف أمر وقال بيدى ل بيد عمرو فاقتنوها من وصية ومرام
ف النصح قصية خصوا با أولدكم إذا عقلوا ليجدوا زادها إذا انتقلوا وحسب وحسبكم ال
الذي ل يلق اللق هل ولكن ليبلوهم أيهم أحسن عمل ول رضي الدنيا منل ول لطف بن
أصبح عن فئة الي منعزل ولتلقنوا تلقينا وتعلموا علما يقينا أنكم لن تدوا بعد أن أنفرد بذنب
ويفترش التراب جنب ويسح انسكاب وترول عن الصلي ركاب أحرص من على سعادة إليكم
تلب أو غاية كمال بسببكم ترتاد وتطلب حت ل يكون ف الدين والدنيا أورف منكم ظل
ول أشرف مل ول أغبط نل وعل وأقل ما يوجب ذلك عليكم أن تصيخوا إل قول الذان
وتستلمحوا
صبح نصحى فقد بان وسأعيد عليكم وصية لقمان أعوذ بال من الشيطان الرجيم
وإذ قال لقمان لبنه وهو يعظه يا بن ل تشرك بال إن الشرك لظلم عظيم يا بن أقم الصلة
وأمر بالعروف وانه عن النكر واصب على ما أصابك إن ذلك من عزم المور ول تصعر خدك
للناس ول تش ف الرض مرحا إن ال ل يب كل متال فخور واقصد ف مشيك واغضض
من صوتك إن أنكر الصوات لصوت المي وأعيد وصية خليل ال وإسرائيله حكم ما تضمنه
حكم تنيله يا بن إن ال اصطفى لكم الدين فل توتن إل وأنتم مسلمون والدين الذى ارتضاه
واصطفاه وأكمله ووفاه وقرره مصطفاه من قبل أن يتوفاه إذا أعمل فيه انتقاد فهو عمل
واعتقاد وكلها مقرر ومستمد من عقل أو نقل مرر والعقل متقدم وبناؤه مع رفض أخيه
متهدم فال واحد أحد فرد صمد ليس له والد ولولد تنه عن الزمان والكان وسبق وجوده
وجود الكوان خالق اللق وما يعملون الذى ل يسأل عن شيء وهم يسألون الى العليم
584
جهرة خطب العرب
الدبر القدير ليس كمثله شيء وهو السميع البصي أرسل الرسل رحة لتدعو الناس إل النجاة
من الشقاء وتوجه الجة ف مصيهم إل دار البقاء مؤيدة بالعجزات الت ل تتصف أنوارها
بالختفاء ول يوز على تواترها دعوى النتفاء ث ختم ديوانم بنب ملتنا الرعية المل الشاهدة
على اللل فتلخصت الطاعة وتعينت المرة الطاعة ول يبق بعده إل ارتقاب الساعة ث إن ال
تعال قبضه إذ كان بشرا وترك دينه يضم من المة نشرا فمن تبعه لق به ومن تركه نوط عنه
ف منسبه وكانت ناته على قدر سببه روى عنه عليه الصلة والسلم
أنه قال تركت فيكم ما إن تسكتم به ل تضلوا بعدي كتاب ال وسنت فعضوا
عليهما بالنواجذ فاعملوا يا بن بوصية من ناصح جاهد ومشفق شفقة والد واستشعروا حبه
الذى توافرت دواعيه وعوامر اشد هديه فيافوز واعيه وصلوا السبب بسببه وآمنوا بكل ما جاء
به ممل أو مفصل على حسبه وأوجبوا التجلة لصحبه الذين اختارهم ال تعال لصحبته
واجعلوا مبتكم إياهم من توابع مبته واشلوهم بالتوقي وفضلوا منهم أول الفضل الشهي
وتبءوا من العصبية الت ل يدعكم إليها داع ولتع التشاجر بينهم أذن واع فهو عنوان السداد
وعلمة سلمة العتقاد ث اسحبوا فضل تعظيمهم على فقهاء اللة وأئمتها اللة فهم صقلة
نصولم وفروع ناشئة من أصولم وورثتهم وورثة رسولم واعلموا أنن قطعت ف البحث
زمان وجعلت النظر شان منذ بران ال تعال وأنشان مع نبل يعترف به الشان وإدراك يسلمه
العقل النسان فلم أجد خابط ورق ول مصبب عرق ول نازع خطام ول متكلف فطام ول
مقتحم بر طام إل وغايته الت يقصدها قد نضلتها الشريعة وسبقتها وفرعت ثنيتها وارتقتها
فعليكم بالتزام جادتا السابلة ومصاحبة رفقتها الكاملة والهتداء بأقمارها غي الفلة وال تعال
يقول وهو أصدق القائلي ومن يبتغ غي السلم دينا فلن يقبل منه وهو ف الخرة من
الاسرين وقد علت شرائعه وراع الشكوك رائعة فل تستنلكم الدنيا عن الدين وابذلوا دونه
النفوس فعل الهتدين فلن ينفع متاع بعد اللود ف النار أبد البدين ول يضر مفقود مع الفوز
بالسعادة وال أصدق الواعدين ومتاع الياة الدنيا أخس ما ورث الولد عن الوالدين اللهم قد
585
جهرة خطب العرب
بلغت فأنت خي الشاهدين فاحذروا العاطب الت توجب ف الشقاء اللود وتستدعي شوه
الوجوه ونضج اللود واستعيذوا برضا ال من سخطه واربئوا بنفوسكم عن غمطه وارفعوا
آمالكم عن القنوع بغرور قد خدع
أسلفكم ول تمدوا على جيفة العرض الزائل ائتلفكم واقنعوا منه با تيسر ول
تأسوا على مافات وتعذر فإنا هي دجنة ينسخها الصباح وصفقة يتعاقبها السار أو الرباح
ودونكم عقيدة اليان فشدوا بالنواجذ عليها وكفكفوا الشبه أن تدنو إليها واعلموا أن
الخلل بشيء من ذلك خرق ل يرفؤه عمل وكل ما سوى الراعي هل وما بعد الرأس ف
صلح السم أمل وتسكوا بكتاب ال تعال حفظا وتلوة واجعلوا حله على حل التكليف
علوة وتفكروا ف آياته ومعانيه وامتثلوا أوامره ونواهيه ول تتأولوه ول تغلوا فيه واشربوا
قلوبكم حب من أنزل على قلبه وأكثروا من بواعث حبه وصونوا شعائر ال صون الحترم
واحفظوا القواعد الت ينبن عليها السلم حت ل ينخرم ال ال ف الصلة ذريعة التجلة
وخاصة اللة وحاقنة الدم وغن الستأجر الستخدم وأم العبادة وحافظة اسم الراقبة لعال الغيب
والشهادة والناهية عن الفحشاء والنكر إن عرض الشيطان عرضها ووطأ للنفس المارة ساءها
وأرضها والوسيلة إل بل الوانح ببود الذكر وإيصال تفة ال إل مريض الفكر وضامنة
حسن العشره من الار وداعية للمسالة من الفجار والواسة بسمة السلمة والشاهدة للعبد
برفع اللمة وغسول الطبع إذا شانه طبع والي الذى كل ما سواه له تبع فاصبوا النفس على
وظائفها بي بدء وإعادة فالي عادة ول تفضلوا عليها الشغال البدنية وتؤثروا على العلية
الدنية فإن أوقاتا العينة بالنفلت تنبس والفلك با من أجلكم ل يبس وإذا قورنت بالشواغل
فلها الاه الصيل والكم الذي ل يغيه الغدو ول الصيل والوظائف بعد أدائها ل تفوت وأين
حق من يوت من حق الي الذي ل يوت وأحكموا أوضاعها إذا أقمتموها وأتبعوها النوافل
ما أطقتموها فبالتقان تفاضلت العمال وبالراعاة
586
جهرة خطب العرب
استحقت الكمال ول شكر مع الهال ول ربح مع إضاعة رأس الال وذلك
أحرى بإقامة الفرض وأدعى إل مساعدة البعض البعض والطهارة الت هي ف تصيلها سبب
موصل وشرط لشروطه مصل فاستوفوها والعضاء نظفوها ومياهها بغي أوصافها الميدة فل
تصفوها والجول والغرر فأطيلوها والنيات ف كل ذلك فل تملوها فالبناء بأساسه والسيف
براسه واعلموا أن هذه الوظيفة من صلة وطهور وذكر مهور وغي مهور تستغرق الوقات
وتنازع شت الواطر الفترقات فل يضبطها إل من ضبط نفسه بعقال واستعاض صدأه بصقال
وإن تراخى قهقر الباع وسرقته الطباع وكان لا سواها أضيع فشمل الضياع والزكاة أختها
البيبة ولدتا القريبة مفتاح السعادة بالعرض الزائل وشكران السئول على الضد من درجة
السائل وحق ال تعال ف مال من أغناه لن أجهده ف العاش وعناه من غي استحقاق ملء يده
وإخلء يد أخيه ول علة إل القدر الذى يفيه وما ل ينله حظ ال تعال فل خي فيه فاسحوا
بتفريقها للحاضر لخراجها ف اختيار عرضها ونتاجها واستحيوا من ال تعال أن تبخلوا عليه
ببعض مابذل وخالفوا الشيطان كلما عذل واذكروا خروجكم إل الوجود ل تلكون ول
تدرون أين تسلكون فوهب وأقدر وأورد بفضله
وأصدر ليتب بكرمه الوسائل أو يقيم الجج والدلئل فابتغوا إليه الوسيلة بالة
واغتنمو رضاه ببعض نواله وصيام رمضان عبادة السر القربة إل ال زلفى المحوضة لن يعلم
السر وأخفى مؤكدة بصيام الوارح عن الثام والقيام بب القيام والجتهاد وإيثار السهاد على
الهاد وإن وسع العتكاف فهو من سننه الرعية ولواحقه الشرعية فبذلك تسن الوجوه وتصل
من الرقة على ما ترجوه وتذهب قسوة الطباع ويتد ف ميدان الوسائل الباع والج مع
الستطاعة الركن الواجب والفرض على العي ل يجبه الاجب وقد بي رسول ال قدره فيما
فرض عن ربه وسنه وقال ليس له جزاء عنه ال إل النه ويلحق بذلك الهاد ف سبيل ال
تعال إن كانت لكم قوة عليه وغن لديه فكونوا من يسمع نفيه ويطيعه وإن عجزت فاعينوا
من يستطيعه هذه عمد السلم وفروضه ونقود مهره وعروضه فحافظوا عليها تعيشوا مبورين
587
جهرة خطب العرب
وعلى من يناويكم ظاهرين وتلقوا ال ل مبدلي ول مغيين ول تضيعوا حقوق ال فتهلكوا مع
الاسرين واعلموا أن بالعلم تستعمل وظائف هذه اللقاب وتلى ماسنها من بعد النتقاب
فعليكم بالعلم النافع دليل بي يدي السامع فالعلم مفتاح هذا الباب والوصل إل اللباب وال
عز وجل يقول قل هل يستوي الذين يعلمون والذين ل يعلمون إنا يتذكر اولو اللباب والعلم
وسيلة النفوس الشريفة إل الطالب النيفة وشرطه الشية ل تعال واليفة وخاصة الل العلى
وصفة ال ف كتبه الت تتلى والسبيل ف الخرة إل السعادة وف الدنيا إل النحلة عادة والذخر
الذي قليله يشفع وكثيه ينفع ل يغلبه الغاصب ول يسلبه العدو الناصب ول يبتزه الدهر إذا
نال ول يستأثر به البحر إذا هال من ل ينله فهو ذليل وإن كثرت آماله
وقليل وإن جم ماله وإن كان وقته قد فات اكتسابكم وتطى حسابكم فالتمسوه
لبنيكم واستدركوا منه ما خرج عن أيديكم وأحلوهم على جعه ودرسه واجعلوا طباعهم ثرى
لغرسه واستسهلوا ما ينالم من تعب من جراه وسهر يهجر له الفن كراه تعقدوا لم ولية عز
ل تعزل وتلوهم مثابة رفعة ل يط فارعها ول يستنل واختاروا العلوم الت يتعقبها الوقت فل
ينالا ف غيه القت وخي العلوم علوم الشريعة وما نم بنابتها الريعة من علوم لسان ل
تستغرق العمار فصولا ول يضايق ثرات العاد حصولا فإنا هي آلت لغي وأسباب إل خي
منها وخي فمن كان قابل للزدياد وألفى فهمه ذا انقياد فيلخص تويد القرآن بتقديه ث حفظ
الديث ومعرفة صحيحه من سقيمه ث الشروع ف أصول الفقه فهو العلم العظيم النة الهدي
كنوز الكتاب والسنة ث السائل النقولة عن العلماء اللة والتدرج ف طرق النظر بصحيح
الدلة وهذه هي الغاية القصوى ف اللة ومن قصر إدراكه عن هذا الرمى وتقاعد عن الت هي
أسى فليو الديث بعد تويد الكتاب وإحكامه وليقرأ السائل الفقهية على مذهب إمامه
وإياكم والعلوم القدية والفنون الهجورة الذميمة فأكثرها ل يفيد إل تشكيكا ورأيا ركيكا ول
يثمر ف العاجلة إل اقتحام العيون وتطريق الظنون وتطويق الحتقار وسة الصغار وخول
588
جهرة خطب العرب
القدار والسف من بعد البدار وجادة الشريعة أعرق ف العتدال وأوفق من قطع العمر ف
الدال هذا ابن رشد قاضي الصر ومفتيه
وملتمس الرشد وموليه عادت عليه بالسخطة الشنيعة وهو إمام الشريعة فل سبيل
إل اقتحامها والتورط ف ازدحامها ول تلطوا جامكم بامها إل ما كان من حساب ومساحة
وما يعود بدوى فلحة وعلج يرجع على النفس والسم براحة وما سوى ذلك فمحجور
وضرم مسجور ومقوت مهجور وأمروا بالعروف أمرا رفيقا وانوا عن النكر نيا حريا
بالعتدال حقيقا واغبطوا من كان من سنة الغفلة مفيقا واجتنبوا ما تنهون عنه حت ل تسلكوا
منه طريقا وأطيعوا أمر من وله ال تعال من أموركم أمرا ول تقربوا من الفتنة جرا ول
تداخلوا ف اللف زيدا ول عمرا وعليكم بالصدق فهو شعار الؤمني وأهم ما أضرى عليه
آلباء آلسنة البني وأكرم منسوب إل مذهبه ومن أكثر من شيء عرف به وإياكم والكذب
فهو العورة الت ل توارى والسوءة الت ل يرتاب ف عارها ول يتمارى وأقل عقوبات الكذاب
بي يدى ما أعد ال له من العذاب أن ل يقبل صدقة إذا صدق ول يعول عليه إن كان بالق
نطق وعليكم بالمانة فاليانة لوم وف وجه الديانة كلوم ومن الشريعة الت ل يعذر بهلها أداء
المانات إل أهلها وحافظوا على الشمة والصيانة ول تزوا من أقرضكم دين اليانة ول
توجدوا للغدر قبول ول تقروا عليه طبعا مبول وأوفوا بالعهد إن العهد كان مسئول ول
تستأثروا بكن ول خزن ول تذهبوا لغي مناصحة السلمي ف سهل ول حزن ول تبخسوا
الناس أشياءهم ف كيل أو وزن وال ال أن تعينوا ف سفك الدماء ولو بالشارة أو الكلم أو
ما يرجع إل وظيفة القلم واعلموا أن النسان ف فسحة متدة
وسبل ال تعال غي منسدة مال ينبذ إل ال تعال بأمانه ويس الدم الرام بيد أو
لسانه قال ال تعال ف كتابه الذى هدى به سننا قويا وجلى من الهل والضلل ليل بيما
ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها وغضب ال عليه ولعنه وأعد له عذابا عظيما
واجتناب الزنا وما تعلق به من أخلق من كرمت طباعه وامتد ف سبيل السعادة باعه لو ل
589
جهرة خطب العرب
تتلق نور ال الذى ل يهد شعاعه فاللل ل تضق عن الشهوات أنواعه ول عدم إقناعه ومن
غلبت غرائز جهله فلينظر هل يب أن يزن بأهله وال قد أعد للزان عذابا وبيل وقال ول
تقربوا الزنا إنه كان فاحشة ومقتا وساء سبيل والمر أم الكبائر ومفتاح الرائم والرائر
واللهو ل يعله ال ف الياة شرطا والحرم قد أغن عنه باللل الذى سوغ وأعطى وقد
تركها ف الاهلية أقوام ل يرضوا لعقولم بالفساد ول لنفوسهم بالضرة ف مرضاة الجساد
وال تعال قد جعلها رجسا مرما علىالعباد وقرنا بالنصاب والزلم ف مباينة السداد ول
تقربوا الربا فإنه من مناهي الدين وال تعال يقول وذروا مابقى من الربا إن كنتم مؤمني وقال
فإن ل تفعلوا فأذنوا برب من ال ورسوله ف الكتاب البي ول تأكلوا مال أحد بغي حق
يبيحه وانزعوا الطعم عن ذلك حت تذهب ريه والتمسوا اللل يسعى فيه أحدكم على قدمه
ول يكل خياره إل الثقة من خدمه ول تلجئوا إل التشابه إل عند عدمه فهو ف السلوك إل ال
تعال أصل مشروط والحافظ عليه مغبوط وإياكم والظلم فالظال مقوت بكل لسان
ماهر ال تعال بصريح العصيان والظلم ظلمات يوم القيامة كما ورد ف الصحاح
السان والنميمة فساد وشتات ليبقى عليه متات وف الديث ل يدخل النة قتات واطرحوا
السد فما ساد حسود وإياكم والغيبة فباب الي معها مسدود والبخل فما رئى البخيل وهو
مودود وإياكم وما يعتذر منه فمواقع الزى ل تستقال عثراتا ومظنات الفضائح ل تؤمن
غمراتا وتفقدوا أنفسكم مع الساعات وأفشوا السلم ف الطرقات والماعات ورقوا على
ذوي الزمانات والعاهات وتاجروا مع ال بالصدقة يربكم ف البضاعات وعولوا عليه وحده ف
الشدائد واذكروا الساكي إذا نصبتم الوائد وتقربوا إليه باليسي من ماله واعلموا أن اللق
عيال ال وأحب اللق إليه الحتاط لعياله وارعوا حقوق الار واذكروا ما ورد ف ذلك من
الثار وتعاهدوا أول الرحام والوشائج البادية اللتحام واحذروا شهادة الزور فإنا تقطع
الظهر وتفسد السر والهر والرشا فإنا تط القدار وتستدعي الذلة والصغار ول تساموا ف
لعبة قمر ول تشاركوا أهل البطالة ف أمر وصونوا الواعيد من الخلف واليان من حنث
590
جهرة خطب العرب
الوغاد والجلف وحقوق ال تعال من الزدراء والعتساف ول تلهجوا بالمال العجاف
ول تكلفوا بالكهانة والرجاف واجعلوا العمر بي معاش ومعاد وخصوصية وابتعاد واعلموا أن
ال سبحانه بالرصاد وأن اللق بي زرع وحصاد وأقلوا بغي الالة الباقية الموم واحذروا
القواطع عن السعادة كما تذر السموم واعلموا أن الي أو الشر ف الدنيا مال أن يدوم
وقابلوا بالصب أذية الؤذين ول تعارضوا مقالت الظالي فال لن بغي عليه خي الناصرين ول
تستعظموا
حوادث اليام كلما نزلت ول تضجوا للمراض إذا أعضلت فكل منقرض حقي
وكل منقض وإن طال قصي وانتظروا الفرج وانتشقوا من جناب ال تعال الرج وأوسعوا
بالرجاء الوانح واجنحوا إل الوف من ال تعال فطوب لعبد إليه جانح وتضرعوا إل ال
تعال بالدعاء والئوا إليه ف البأساء والضراء وقابلوا نعم ال تعال بالشكر الذي يقيد به الشارد
ويعذب الوارد وأسهموا منها للمساكي وأفضلوا عليهم وعينوا الظوظ منها لديهم فمن الثار
يا عائشة أحسن جوار نعم ال فإنا قلما زالت عن قوم فعادت إليهم ول تطغوا ف النعم
وتقصروا عن شكرها وتغلبكم الهالة بسكرها وتتوهوا أن سعيكم جلبها وجدكم حلبها فال
خي الرازقي والعاقبة للمتقي ول فعل إل ال إذا نظر بعي اليقي وال ال ل تنسوا الفضل
بينكم ول تذهبوا بذهابه زينكم وليلتزم كل منكم لخيه ما يشتد به تواخيه با أمكنه من
إخلص وبر ومراعاة ف علنية وسر وللنسان مزية ل تهل وحق ل يهمل وأظهروا التعاضد
والتناصر وصلوا التعاهد والتزاور ترغموا بذلك العداء وتستكثروا الوداء ول تتنافسوا ف
الظوظ السخيفة ول تتهارشوا تارش السباع على اليفة واعلموا أن العروف يكدر بالمتنان
وطاعة النساء شر ما أفسد بي الخوان فإذا أسديتم معروفا فل تذكروه وإذا برز قبيح فاستروه
وإذا أعظم النساء أمرا فاحقروه وال ال ل تنسوا مقارضة سجلي وبروا أهل مودت من أجلي
ومن رزق منكم مال بذا الوطن القلق الهاد الذي ل يصلح لغي الهاد فل يستهلكه أجع ف
العقار فيصبح عرضة للمذلة والحتقار وساعيا لنفسه إن تغلب العدو على بلده
591
جهرة خطب العرب
ف الفتضاح والفتقار ومعوقا عن النتقال أمام النوب الثقال وإذا كان رزق العبد
على الول فالجال ف الطلب أول وازهدوا جهدكم ف مصاحبة أهل الدنيا فخيها ل يقوم
بشرها ونفعها ل يقوم بضرها وأعقاب من تقدم شاهدة والتواريخ لذه الدعوى عاضدة ومن
بلى با منكم فليستظهر بسعة الحتمال والتقلل من الال وليحذر معاداة الرجال ومزلت
الدلل وفساد اليال ومداخلة العيال وإفشاء السر وسكر الغترار فإنه دأب الغر وليصن
الديانة ويؤثر الصمت ويلزم المانة ويسر من رضا ال على أوضح الطرق ومهما اشتبه عليه
أمران قصد أقربما إل الق وليقف ف التماس أسباب اللل دون الكمال غي النقصان
والزعازع تسال اللدن اللطيف من الغصان وإياكم وطلب الوليات رغبة واستجلبا
واستظهارا على الطوب وغلبا فذلك ضرر بالروءات والقدار داع إل الفضيحة والعار ومن
امتحن با منكم اختيارا أو جب عليه إكراها وإيثارا فليتلق وظائفها بسعة صدره ويبذل من
الي فيها ما يشهد أن قدرها دون قدره فالوليات فتنة ومنة وأسر وإحنة وهى بي إخطاء
سعادة وإخلل بعبادة وتوقع عزل وإدالة بإزاء بيع جد بزل ومزلة قدم واستتباع ندم ومآل
العمر كله موت ومعاد واقتراب من ال وابتعاد جعلكم ال من نفعه بالتبصي والتنبيه ومن
لينقطع بسببه عمل أبيه هذه أسعدكم ال وصيت الت أصدرتا وتارت الت لربكم أدرتا
فتلقوها بالقبول لنصحها والهتداء بضوء صبحها وبقدر ما أمضيتم من فروعها واستغشيتم من
دروعها اقتنيتم من الناقب الفاخرة وحصلتم على سعادة الدنيا والخرة وبقدر ما أضعتم للئها
النفيسة القيم استكثرت من بواعث الندم ومهما سئمتم إطالتها واستغزرت مقالتها فاعلموا أن
تقوىال فذلكة الساب وضابط هذا الباب كان ال خليفت عليكم ف كل حال فالدنيا
مناخ ارتال وتأميل القامة فرض مال فالوعد لللتقاء دار البقاء جعل ال من وراء
خطته النجاة ونفق بضائعها الزجاة بلطائفه الرتاة والسلم عليكم من حبيبكم الودع وال
سبحانه يلئمه حيث شاء من شل متصدع والدكم ممد بن عبد ال بن الطيب ورحة ال
وبركاته خطبة وعظية له وصدر عنه على لسان واعظ المد ل الول الميد البدئ العيد
592
جهرة خطب العرب
البعيد ف قربه من العبيد القريب ف بعده وهو أقرب من حبل الوريد مي ربوع العارفي
بتحيات حياة التوحيد ومفن نفوس الزاهدين بكنوز احتقار الفتقار إل العرض الزهيد وملص
خواطر الحققي من سجون دجون التقييد إل فسح التجريد نمده وله المد النتظمة درره ف
سلوك الدوام وسوط التأييد حد من نزه أحكام وحدانيته وأعلم فردانيته عن مرابط التقييد
ومابط الطبع البليد ونشكره شكر من افتتح بشكره أبواب الزيد ونشهد أنه ال الذى ل إله إل
هو شهادة نتخطى با معال اللق إل حضرة الق على كبد التفريد ونشهد أن ممدا عبده
ورسوله قلدة اليد الجيد وهلل العيد وفذلكة الساب وبيت القصيد الخصوص بنشور
الدلل وإقطاع الكمال بي مقام الراد ومقام الريد الذي جعله السبب الوصل ف ناة الناجي
وسعادة السعيد وخاطب اللئق على لسانه الصادق بجت الوعد والوعيد فكان ما أوحي به
إليه وأنزل اللك به عليه من الذكر الميد ليأخذ
بالجز والطواق من العذاب الشديد ولقد خلقنا النسان ونعلم ما توسوس به
نفسه ونن أقرب إليه من حبل الوريد إذ يتلقى التلقيان عن اليمي وعن الشمال قعيد ما يلفظ
من قول إل لديه رقيب عتيد وجاءت سكرة الوت بالق ذلك ما كنت منه تيد ونفخ ف
الصور ذلك يوم الوعيد وجاءت كل نفس معها سائق وشهيد لقد كنت ف غفلة من هذا
فكشفنا عنك غطاءك فبصرك اليوم حديد وعلى آله صلة تقوم ببعض حقه الكيد وتسرى إل
تربته الزكية من ظهور الواجد الائية على البيد قعدت لتذكي ولو كنت منصفا لذكرت
نفسي فهي أحوج للذكرى إذا ل يكن من لنفسي واعظ فياليت شعري كيف أفعل ف
الخرى آه أي وعظ بعد وعظ ال تعال يا أحبابنا يسمع وف ماذا وقد تبي الرشد من الغى
يطمع من يعطي وينع إذا ل تقم الصنيعة فماذا نصنع أجعنا بقلوبنا يا من يفرق ويمع ولي
حديدها بنار خشيتك فقد استعاذ نبيك من قلب ل يشع ومن عي ل تدمع اعلموا رحكم ال
أن الكمة ضالة الؤمن يأخذها من القوال والحوال ومن الماد واليوان وما أمله اللوان
فإن الق نور ل يضره أن صدر من الامل ول يقصر بحموله احتقار الامل وأنتم تدرون
593
جهرة خطب العرب
أنكم ف أطوار سفر ل تستقر لا دون الغاية رحلة ول تتأتى معها إقامة ول مهلة من الصلب
إل الرحام إل الوجود إل القبور إل النشور إل إحدى دارى البقاء أف ال شك فلو أبصرت
مسافرا ف البية يبن ويفرش ويهد ويعرش أل تكونوا تضحكون من جهله وتعجبون من
ركاكة عقله ووال ما أموالكم ول أولدكم وشواغلكم عن ال الت فيها اجتهادكم إل بقاء
سفر ف قفر أو إعراس
ف ليلة نفر كأنكم با مطرحة تعب فيها الواشى وتنبو العيون عن خبها التلشى
إنا أموالكم وأولدكم فتنة وال عنده أجر عظيم ما بعد القيل إل الرحيل ول بعد الرحيل إل
النل الكري أو النل الوبيل وإنكم تستقبلون أهوال سكرات الوت بواكر حسابا وعتب
أبوابا فلو كشف الغطاء عن ذرة منها لذهلت العقول وطاشت اللباب وما كل حقيقة
يشرحها الكلم يأيها الناس إن وعد ال حق فل تغرنكم الياة الدنيا ول يغرنكم بال الغرور
أفل أعددت لذه الورطة حيلة وأظهرت للهتمام با ميلة اتعويل على عفوه مع القاطعة وهو
القائل ف مقام التهديد إن عذاب لشديد أأمنا من مكره مع النابذة ول يأمن مكر ال إل القوم
الاسرون أطمعا ف رحته مع الخالفة وهو يقول فسأكتبها للذين يتقون أمشاقة ومعاندة ومن
يشاقق ال فإن ال شديد العقاب أشكا ف ال فتعالوا نعيد الساب ونقرر العقد ونتصف
بدعوة الق أو غيها من اليوم يفقد عقد العقائد عند التساهل بالوعيد فالعامي يدمي الصبع
الوجعة والعارف يضمد لا مبدأ العصب هكذا هكذا يكون التعامي هكذا هكذا يكون الغرور
يا حسرة على العباد ما يأتيهم من رسول إل كانوا به يستهزئون وما عدا ما بدا ورسولكم
الريص عليكم الرءوف الرحيم يقول لكم الكيس من دان نفسه وعمل لا بعد الوت والحق
من أتبع نفسه هواها وتن على ال المان فعلم بعد هذا العول وماذا يتأول اتقوا ال تعال ف
نفوسكم وانصحوها واغتنموا فرص الياة وارتوها أن تقول نفس يا حسرتا على ما فرطت
ف جنب ال وإن كنت لن الساخرين وتنادى أخرى هل إل مرد من سبيل
وتستغيث أخرى يا ليتنا نرد فنعمل غي الذى كنا نعمل وتقول أخرى رب ارجعون فرحم ال
594
جهرة خطب العرب
من نظر لنفسه قبل غروب شسه وقدم لغده من أمسه وعلم أن الياة تر إل الوت والغفلة
تقود إل الفوت والصحة مركب الل والشبيبة سفينة تقطع إل ساحل الرم وإن شاء قال بعد
الطبة إخوان ما هذا التوان والكلف بالوجود الفان عن الدائم الباقي والدهر يقطع المان
وهادم اللذات قد شرع ف نقض البان أل معتب ف عال هذه العان أل مرتل عن مغابن هذه
الغان أل أذن تصغى إل سيعة أحدثها بالصدق ما صنع الوت مددت لكم صوتى فأواه حسرة
على ما بدا منكم فلم يسمع الصوت هو القدر الت على كل أمة فتوبوا سراعا قبل أن يقع
الفوت يا كلفا با ل يدوم يا مفتونا بغرور الوجود العدوم يا صريع جدار الجل الهدوم يا
مشتغل ببنيان الطرق قد ظهر الناخ وقرب القدوم يا غريقا ف بار المل ما عساك تعوم يا
معلل الطعام والشراب ولع السراب ل بد أن تجر الشروب وتترك الطعوم دخل سارق
الجل بيت عمرك فسلب النشاط وأنت تنظر وطوى البساط وأنت تكرب واقتلع جواهر
الوارح وقد وقع بك النهب ول يبق إل أن يعل الوسادة على أنفك ويقعد لو خفف الوجد
عن دعوت طالب ثاري كل إنا كلمة هو قائلها كيف التراخي والفوت مع النفاس ينتظر
كيف المان وهاجم الوت ل يبقى ول يذر كيف الركون إل الطمع الفاضح وقد
صح الب من فكر ف كرب المار تنغصت عنده لذة النبيذ من أحس بلفظ الريق فوق
جداره ل يصغ بصوته لنغمة العود من تيقن بذل العزلة هان عليه ترك الولية ماقام خيك يا
زمان بشره أول لنا ما قل منك وما كفى أوحى ال سبحانه إل موسى صلوات ال وسلمه
عليه أن ضع يدك على مت ثور فبعدد ما حاذته من شعره تعيش سني فقال يا رب وبعد ذلك
قال توت قال يا رب فالن رأى المر يفضي إل آخر فصي آخره أول إذا شعرت نفسك
باليل إل شيء فاعرض عليها غصة فراقه ليهلك من هلك عن بينه ويي من حى عن بينة
فالفروح به هو الحزون عليه أين الحباب مروا فياليت شعرى أين استقروا استكانوا وال
واضطروا واستغاثوا من سبقك بأوليائهم ففروا وليتهم إذ ل ينفعوا ما ضروا فالنازل من بعدهم
خالية خاوية والعروش ذابلة ذاوية والعظام من بعد التفاصل متشابة متساوية والساكن تندب
595
جهرة خطب العرب
ف أطللا الذئاب العاوية صحت بالربع فلم يستجيبوا ليت شعري أين يضي الغريب وبنب
الدار قب جديد منه يستسقي الكان الديب غاض قلب فيه عند التماحي قلت هذا القب فيه
البيب ل تسل عن رجعت كيف كانت إن يوم البي يوم عصيب
باقتراب الوت عللت نفسي بعد إلفي كل آت قريب أين العمر الالد أين الولد
أين الوالد أين الطارف أين التالد أين الجادل أين الجالد هل تس منهم من أحد أو تسمع لم
ركزا وجوه علهن الثرى وصحائف تفض وأعمال على ال تعرض بث الزهاد والعباد
والعارفون والوتاد والنبياء الذين يهدى بم العباد عن سبب الشقاء الذى ل سعادة بعده فلم
يدوا إل البعد عن ال تعال وسببه حب الدنيا لن تتمع أمت على ضللة هجرت حبائب من
أجل ليلى فما لىبعد ليلى من حبيب وماذا أرتى من وصل ليلي ستجزي بالقطيعة عن قريب
وقالوا ما أورد النفس الوارد وفتح عليها باب التف إل المل كلما قومتها مثاقف الدود فتح
لا أركان الرخص كلما عقدت صوم العزية أهداها طرف الغرور ف أطباق حت وإذا ولكن
وربا فأفرط القلب ف تقليبها حت أفطر ما أوبق النفس إل المل وهو غرور ما عليه عمل
يفرض منه الشخص وها ماله حال ول ماض ول مستقبل ما فوق وجه الرض نفس حية إل
قد انقض عليها الجل لو أنم من غيها قد كونوا لمتل السهل بم والبل ما ث إل لقم قد
هيئت للموت وهو الكل الستعجل والوعد حق والورى ف غفلة قد خودعوا بعاجل وضللوا
أين الذين شيدوا واغترسوا ومهدوا وافترشوا وظللوا
أين ذوو الراحات زادت حسرة إذ جنبوا إل الثرى وانتقلوا ل تدفع الحباب عنهم
غي أن بكوا على فراقهم وأعولوا ال ف نفسك أول من له ذخرت نصحا وعتابا يقبل ل
تتركنها ف عمى وحية عن هول ما بي يديها تغفل مقر لا الفان وحاول زهدها وشوقها إل
الذى تستقبل وفد إل ال با مضطرة حت ترى السي عليها يسهل هو الفناء والبقاء بعده وال
عن حكمته ل يسأل يا قرة العي ويا حسرتا يوم يوف الناس ما قد عملوا يا طرد الخالفة إنكم
مدركون فاستبقوا باب التوبة فإن رب تلك الدار يي ول يار عليه فإذا أمنتم فاذكروا ال
596
جهرة خطب العرب
كما هداكم يا طفيلية المة دسوا أنفسكم بزمر التائبي وقد دعوا إل ال دعوة البيب فإن ل
يكن أكل فل أقل من طيب الوليمة قال بعض العارفي إذا عقد التائبون الصلح مع ال تعال
انتشرت رعايا الطاعة ف عمالة العمال وأشرقت الرض بنور ربا ووضع الكتاب معان هذا
الجلس وال نسيم سحر إذا استنشقه ممور الغفلة أفاق سعوط هذا الوعظ ينقض إن شاء ال
زكمة البطالة إن الذي أنزل الداء أنزل الدواء إكسي هذا الكتاب يلقب بكمة جابر القلوب
النكسرة عي من كان له قلب
إنا يستجيب الذين يسمعون والوتى يبعثهم ال إلي دلنا من حية يضل فيها إل إن
هديت الدليل وأجرنا من غمرة وكيف إل بإغاثتك السبيل نفوس صدئ من مر الزمان منها
الصقيل ونبا بنوبا عن الق القيل وآذان أنضها القول الثقيل وعثرات ل يقبلها إل أنت يا
مقيل العثرات يا مقيل أنت حسبنا ونعم الوكيل وصية موسى بن سعيد العنسي لبنه قال أبو
السن على بن موسى بن ممد بن عبد اللك بن سعيد العنسي لا أردت النهوض من ثغر
السكندرية إل القاهرة أول وصول إل السكندرية رأى أب أن يكتب ل وصية أجعلها إماما
ف الغربة فبقى فيها أياما إل أن كتتها عنه وهي هذه أودعك الرحن ف غربتك مرتقبا رحاه
ف أوبتك
وما اختيارى كان طوع النوى لكنن أجرى على بغيتك فل تطل حبل النوى إنن
وال أشتاق إل طلعتك من كان مفتونا بأبنائه فإنن أمعنت ف خيتك فاختصر التوديع أخذا
فما ل ناظر يقوى على فرقتك واجعل وصاتى نصب عي ول تبح مدى اليام من فكرتك
خلصة العمر الت حنكت ف ساعة زفت إل فطنتك فللتجاريب أمور إذا طالعتها تشحذ من
غفلتك فل تنم عن وعيها ساعة فإنا عون إل يقظتك وكل ما كابدته ف النوى إياك أن يكسر
من هتك فليس يدرى أصل ذى غربة وإنا تعرف من شيمتك وكل مايفضى لعذر فل تعله
ف الغربة من إربتك ول تالس من فشا جهله واقصد لن يرغب ف صنعتك ول تادل أبدا
حاسدا فإنه أدعى إل هيبتك وامش الوين مظهرا عفه وابغ رضا العي عن هيئتك أفش
597
جهرة خطب العرب
التحيات إل أهلها ونبه الناس على رتبتك وانطق بيث العى مستقبح واصمت بيث الي ف
سكتتك ول تزل متمعا طالبا من دهرك الفرصة ف وثبتك وكلما أبصرتا أمكنت ثب واثقا
بال ف مكنتك ول على رزقك من بابه واقصد له ما عشت ف بكرتك
وايأس من الود لدى حاسد ضد ونافسه على خطتك ووفر الهد فمن قصده
قصدك ل تعتبه ف بغضتك ووف كل حقه ولتكن تكسر عند الفخر من حدتك ول تكن تقر
ذا رتبة فإنه انفع ف غربتك وحيثما خيمت فاقصد إل صحبة من ترجوه ف نصرتك وللرزايا
وثبة مالا إل الذى تذخر من عدتك ول تقل أسلم ل وحدت فقد تقاسي الذل ف وحدتك
والتزم الحوال وزنا ول ترجع إل ما قام ف شهوتك ولتجعل العقل مكا وخذ كل با يظهر
ف نقدتك واعتب الناس بألفاضهم واصحب أخا يرغب ف صحبتك بعد اختبار منك يقضى با
يسن ف الخذ من خلطتك كم من صديق مظهر نصحه وفكره وقف على عثرتك إياك أن
تقربه إنه عون مع الدهر علىكربتك واقنع إذا ما ل تد مطمعا واطمع إذا أنعشت من
عسرتك وان نو النبت قد زاره غب الندى واسم إل قدرتك وإن نبا دهر فوطن له جأشك
وانظره إل مدتك فكل ذى أمر له دولة فوف ما وافاك ف دولتك ول تضيع زمنا مكنا تذكاره
يذكى لظى حسرتك والشر مهما اسطعت ل تأته فإنه حوز على مهجتك
يا بن الذي ل ناصح له مثلي ول منصوح ل مثله قد قدمت لك ف هذا النظم ما
إن أخطرته باطرك ف كل أوان رجوت لك حسن العاقبة إن شاء ال تعال وإن أخف منه
للحفظ وأعلق بالفكر وأحق بالتقدم قول الول يزين الغريب إذا ما اغترب ثلث فمنهن حسن
الدب وثانية حسن أخلقه وثالثة إجتناب الريب وإذا اعتبت هذه الثلثة ولزمتها ف الغربة
رأيتها جامعة نافعة ل يلحقك إن شاء ال مع استعمالا ندم ول يفارقك بر ول كرم ول در
القائل يعد رفيع القوم من كان عاقل وإن ل يكن ف قومه بسيب إذا حل أرضا عاش فيها
بعقله وما عاقل ف بلدة بغريب وما قصر القائل حيث قال واصب على خلق من تعاشره وداره
فاللبيب من دارى واتذ الناس كلهم سكنا ومثل الرض كلها دارا وأصغ يا بن إل البيت
598
جهرة خطب العرب
الذي هو يتيمة الدهر وسلم الكرم والصب ولو أن أوطان الديار نبت بكم لسكنتم الخلق
والدابا إذ حسن اللق أكرم نزيل والدب أرحب منل ولتكن كما قال بعضهم ف أديب
متغرب وكان كلما طرأ على ملك فكأنه معه ولد وإليه قصد غي مستريب بدهره ول منكر
شيئا من أمره وإذا دعاك قلبك إل صحبة من أخذ بجامع هواه فاجعل التكلف له سلما وهب
ف روض أخلقه هبوب النسيم وحل بطرفه حلول الوسن وأنزل بقلبه نزول السرة حت يتمكن
لك وداده ويلص فيك اعتقاده وطهر من الوقوع فيه لسانك وأغلق سعك ول ترخص
ف جانبه لسود لك منه يريد إبعادك عنه لنفعته أو حسود له يغار لتجمله
بصحبتك ومع هذا فل تغتر بطول صحبته ولتتمهد بدوام رقدته فقد ينبهه الزمان ويغي منه
القلب واللسان ولذا قيل إذا أحببت فأحبب هونا ما ففى المكن أن ينقلب الصديق عدوا
والعدو صديقا وإنا العاقل من جعل عقله معيارا وكان كالرآة يلقى كل وجه بثاله وجعل
نصب ناظره قول أب الطيب ولا صار ود الناس خبا جزيت على ابتسام بابتسام وف أمثال
العامة من سبقك بيوم فقد سبقك بعقل فاحتذ بأمثلة من جرب واستمع إل ما خلد الاضون
بعد جهدهم وتعبهم من القوال فإنا خلصة عمرهم وزبدة تاربم ول تتكل على عقلك فإن
النظر فيما تعب فيه الناس طول أعمارهم وابتاعوه غاليا بتجاربم يربك ويقع عليك رخيصا
وإن رأيت من له مروءة وعقل وتربة فاستفد منه ول تضيع قوله ول فعله فإن فيما تلقاه
تلقيحا لعقلك وحثا لك واهتداء وإياك أن تعمل بذا البيت ف كل موضع والر يدع بالكلم
الطيب فقد قال أحدهم ما قيل أضر من هذا البيت على أهل التجمل وليس كل ما تسمع من
أقوال الشعراء يسن بك أن تتبعه حت تتدبره فإن كان موافقا لعقلك مصلحا لالك فراع
ذلك عندك وإل قانبذه نبذ النواة فليس لكل أحد يتبسم ول كل شخص يكلم ول الود ما
يعم به ول حسن الظن وطيب النفس ما يعامل به كل أحد ول در القائل ومال ل أوف البية
قسطها على قدر ما يعطي وعقلي ميزان وإياك أن تعطي من نفسك إل بقدر فل تعامل الدون
بعاملة الكفء ول
599
جهرة خطب العرب
الكفء بعاملة العلى ول تضيع عمرك فيمن يعاملك بالطامع ويثيبك على
مصلحة حاضرة عاجلة بغائبة اجلة واسع قول الول وبع آجل منك بالعاجل وأقلل من زيارة
الناس ما استطعت ول تفهم بالملة ولكن يكون ذلك بيث ل يلحق منه ملل ول ضجر ول
جفاء ولتقل أيضا أقعد ف كسر بيت ول أرى أحدا وأستريح من الناس فإن ذلك كسل داع
إل الذل والهانة وإذا علم عدو لك أو صديق منك ذلك عاملك بسبه فازدراك الصديق
وجسر عليك العدو وإياك أن يغرك صاحب عن أن تدخر غيه للزمان وتطيعه ف عداوة سواه
ففي المكن أن يتغي عليك فتطلب إعانة غيه أو استغناء عنه فل تد ذخية قدمتها وكان هو
ف أوسع حال وأعلي رأي با دبره بيلته ف انقطاعك عن غيه فلو اتفق لك أن تصحب من
كل صناعة ورياسة من يكون لك عدة لكان ذلك أول وأصوب وسلن فإن خبي طال وال ما
صحبت الشخص أكثر عمري ل أعتمد على سواه ول أعتد إل إياه منخدعا بسرابه موثوقا ف
حبائل خطابه إل أن ل يصل ل منه غي العض على البنان وقول لو كان ولو كان ول
يملنك أيضا هذا القول أن تظنه ف كل أحد وتعجل الكافأة وليكن حسن الظن بقدار ما
والفطن ل تفى عليه مايل الحوال وف الوجوه دللت وعلمات وأصغ إل القائل ليس ذا
وجه من يضيف ول يقرى ول يدفع الذى عن حري فمن يكن له وجه مثل هذا الوجه فول
وجهك عنه قبلة ترضاها ولتحرص جهدك على أن ل تصحب أو تدم إل رب حشمة ونعمة
ومن نشأ ف رفاهية ومروءة فإنك تنام معه ف مهاد العافية وإن الياد على أعراقها ترى وأهل
الحساب
والروءات يتركون منافعهم مت كانت عليهم فيها وصمة وقد قيل ف ملس عبد
اللك ابن مروان أشرب مصعب المر فقال عبد اللك وهو عدو له مارب له على اللك لو
علم مصعب أن الاء يفسد مروءته ما شربه والفضل ما شهدت به العداء يا بن وقد علمت
أن الدنيا دار مفارقة وتغي وقد قيل اصحب من شئت فإنك مفارقه فمت فارقت أحدا فعلي
حسن ف القول والفعل فإنك ل تدرى هل أنت راجع إليه فلذلك قال الول ولا مضى سلم
600
جهرة خطب العرب
بكيت على سلم وإياك والبيت السائر وكنت إذا حللت بدار قوم رحلت بزية وتركت عارا
واحرص على ما جع قول القائل ثلثة تبقى لك الود ف صدر أخيك أن تبدأه بالسلم وتوسع
له ف الجلس وتدعوه بأحب الساء إليه واحذر كل ما بينه لك القائل كل ما تغرسه تنيه إل
إبن آدم فإنك إذا غرسته يقلعك وقول الخر ابن آدم يتمسكن حت يتمكن وقول الخر ابن
آدم ذئب مع الضعف أسد مع القوة وإياك أن تثبت على صحبة أحد قبل أن تطيل اختباره
فيحكى أن ابن القفع خطب من الليل صحبته فجاوبه إن الصحبة رق ول أضع رقى ف يدك
حت أعرف كيف ملكتك وأستمل من عي من تعاشره وتفقد ف فلتات اللسن وصفحات
الوجه ول يملك الياء على السكوت عما يضرك أن ل تبينه فإن الكلم سلح السلم
وبالني يعرف أل الرح واجعل لكل أمر أخذت فيه غاية تعلها ناية لك
واكد ما أوصيك به أن تطرح الفكار وتسلم للقدار واقبل من الدهر ما أتاك به
من قر عينا بعيشه نفعه إذ الفكار تلب الموم وتضاعف الغموم وملزمة القطوب عنوان
الصائب والطوب يستريب به الصاحب ويشمت العدو الجانب ول تضر بالوساوس إل
نفسك لنك تنصر با الدهر عليك ول در القائل إذا ما كنت للحزان عونا عليك مع الزمان
فمن تلوم مع أنه ل يرد عليك الفائت الزن ول يرعوى بطول عتبك الزمن ولقد شاهدت
بغرناطة شخصا قد ألفته الموم وعشقته الغموم من صغره إل كبه ل تراه أبدا خليا من فكره
حت لقب بصدر الم ومن أعجب ما رأيته منه أنه يتنكد ف الشدة ول يتعلل بأن يكون بعدها
فرج ويتنكد ف الرخاء خوفا من أن ل يدوم وينشد توقع زوال إذا قيل ث وينشد وعند التناهي
يقصر التطاول وله من الكايات ف هذا الشأن عجائب ومثل هذا عمره مسور ير ضياعا
ومت رفعك الزمان إل قوم يذمون من العلم ما تسنه حسدا لك وقصدا لتصغي قدرك عندك
وتزهيدا لك فيه فل يملك ذلك على أن تزهد ف علمك وتر كن إل العلم الذي مدحوه
فتكون مثل الغراب الذى أعجبه مشي الجلة فرام أن يتعلمه فصعب عليه ث أراد أن يرجع إل
601
جهرة خطب العرب
مشيه فنسيه فبقي مبل الشي كما قيل إن الغراب وكان يشي مشية فيما مضى من سالف
الجيال حسد القطا وأراد يشي مشيها فأصابه ضرب من العقال
فأضل مشيته وأخطأ مشيها فلذاك سوه أبا مرقال ول يفسد خاطرك من جعل يذم
الزمان وأهله ويقول ما بقى ف الدنيا كري ول فاضل ول مكان يرتاح فيه فإن الذين تراهم
على هذه الصفة أكثر ما يكونون من صحبه الرمان واستحقت طلعته للهوان وأبرموا على
الناس بالسؤال فمقتوهم وعجزوا عن طلب المور من وجوهها فاستراحوا إل الوقوع ف
الناس وإقامة العذار لنفسهم بقطع أسبابم وتعذير أمورهم ول تزل هذين البيتي من فكرك
لن إذا ما نلت عزا فأخو العز يلي فإذا نابك دهر فكما كنت تكون وقول الخر ته وارتفع إن
قيل أقتر وانفض إن قيل أثرى كالغصن يسفل ما اكتسي ثرا ويعلو ما تعرى ول قول الخر
الي يبقى وإن طال الزمان به والشر أخبث ما أوعيت من زاد واعتقد ف الناس ما قاله القائل
ومن يلق خيا يمد الناس أمره ومن يفو ل يعدم على الغى لئما وقريب منه قول القائل بقدر
الصعود يكون البوط فإياك والرتب العاليه وكن ف مكان إذا ما سقطت تقوم ورجلك ف
عافية وتفظ با تضمنه قول الخر
ومن دعا الناس إل ذمة ذموه بالق وبالباطل ول در القائل ما كل ما فوق البسيطة
كافيا فإذا قنعت فكل شيء كاف والمثال يضربا لذي اللب الكيم وذو البصر يشى على
الصراط الستقيم والفطن يقنع بالقليل ويستدل باليسي وال سبحانه خليفت عليك ل رب سواه
خطبة ابن الزيات النوعة اللف توف سنة ه وخطب أحد بن السن بن على بن الزيات خطبة
ألغيت الف من حروفها على كثرة ترددها ف الكلم وهي حدت رب جل من كري ممود
وشكرته عز من عظيم معبود ونزهته عن جهل كل ملحد كفور وقدسته عن قول كل مفسد
غرور كبي لو تقوم ف فهم لد قدير لو تصور ف رسم لد لو عرته فكرة تصور لتصور ولو
حدته فكرة لتقدر ولو فهمت له كيفية لبطل قدمه ولو علمت له كيفية لصل عدمه ولو حصر
602
جهرة خطب العرب
ف ظرف لقطع بتجسمه ولو قهره وصف لصدع بتقسمه ولو فرض له شبح لرهقه كيف عظيم
من غي تركيب قطر عليم من
غي ترتيب فكر موجود من غي شيء يسكه معبود من غي وهم يدركه كري من
غي عوض يلحقه حكيم من غي عرض يلحقه قوي من غي سبب يمعه على من غي سبب
يرفعه لو وجد له جنس لعورض ف قيوميته ولو ثبت له حس لنوزع ف ديوميته ومنها تقدس
وعز فعله وتنه عز اسه وفضله جل قاهر قدرته وعز باهر عزته وعظمت صفته وكثرت منته
فتق ورتق وصور وخلق وقطع ووصل ونصر وخذل حدته حد من عرف ربه ورهب ذنبه
وصفت حقيقة يقينه قلبه وزكت بصية دينه لبه ربط سلك سلوكه وشد وهدم صرح عتوه
وهد وحرس معقل عقله وحد وطرد غرور غرته ورذله علم علم تقيق فنحا نوه نقر له عز
وجل بثبوت ربوبيته وقدمه ونعتقد صدور كل جوهر وعرض عن جوده وكرمه ونشهد بتبليغ
ممد رسوله وخي خلقه ونعلن بنهوضه ف تبيي فرضه وتبليغ شرعه ضرب قبة شرعه فنسخت
كل شرع وجدد عزيته فقمع عدوه خي قمع قوم كل مقوم بقوي سنته وكري هديه وبي
لقومه كيف يركنون ففازوا بقصده وسديد سعيه بشر مطيعه فظفر برحته وحذر عاصيه فشقى
بنقمته وبعد فقد نصحتكم لو كنتم تعقلون وهديتكم لو كنتم تعلمون بصرت لو كنتم تبصرون
وذكرت لو كنتم تذكرون ظهرت لكم حقيقة نشركم
وبرزت لكم حقيقة حشركم فكم تركضون ف طلق غفلتكم وتغفلون عن يوم
بعثكم وللموت عليكم سيف مسلول وحكم عزم غي معلول فكيف بكم يوم يؤخذ كل بذنبه
ويب بميع كسبه ويفرق بينه وبي صحبه ويعدم نصرة حزبه ويشتغل بمه وكربه عن صديقه
وتربه وتنشر له رقعة وتعي له بقعة فربح عبد نظر وهو ف مهل لنفسه وترسل ف رضى عمل
جنة للول رمسه وكسر صنم شهوته ليقر ف ببوحة قدسه ومنها فتنبه ويك من سنتك
ونومك وتفكر فيمن هلك من صحبتك وقومك هتف بم من تعلم وشب عليهم منه حرق
مظلم فخربت بصيحته ربوعهم وتفرقت لوله جوعهم وذل عزيزهم وخسئ رفيعهم وصم
603
جهرة خطب العرب
سيعهم فخرج كل منهم عن قصره ورمى غي موسد ف قبه فهم بي سعيد ف روضة مقرب
وبي شقى ف حفرة معذب فنستوهب منه عز وجل عصمة من كل خطيئة وخصوصية تقى
من كل نفس جريئة خطبة القاضي عياض الت ضمنها سور القرآن وخطب القاضي أبو الفضل
عياض خطبة ضمنها سور القرآن فقال المد ل الذي فتتح بالمد كلمه وبي ف سورة
البقرة أحكامه ومد
ف ال عمران والنساء مائدة النعام ليتم إنعامه وجعل ف العراف أنفال توبة يونس
وألر كتاب أحكمت اياته بجاورة يوسف الصديق ف دار الكرامة وسبح الرعد بمده وجعل
النار بردا وسلما على إبراهيم ليؤمن أهل الجر أنه إذا أتى أمر ال سبحانه فل كهف ول
ملجأ إل إليه ول يظلمون قلمة وجعل ف حروف كهيعص سرا مكنونا قدم بسببه طه على
سائر النبياء ليظهر إجلله وإعظامه وأوضح المر حت حج الؤمنون بنور الفرقان والشعراء
صاروا كالنمل ذل وصغارا لعظمته وظهرت قصص العنكبوت فآمن به الروم وأيقنوا أنه كلم
الي القيوم نزل به الروح المي على زين من واف يوم القيامة وأوضح لقمان الكمة بالمر
بالسجود لرب الحزاب فسبا فاطر السموات أهل الطاغوت وأكسبهم ذل وخزيا وحسرة
وندامة وأمد يس بتأييد الصافات فصاد الزمر يوم بدره وأوقع بم ما أوقع صناديدهم ف القليب
مكدوس ومكبوب حي شالت بم النعامة وغفر غافر الذنب وقابل التوب للبدريي رضي ال
عنهم ما تقدم وما تأخر حي فصلت كلمات ال فذل من حقت عليه كلمة العذاب وأيس من
السلمة ذلك بأن أمرهم شورى بينهم وشغلهم زخرف الخرة عن دخان الدنيا فجثوا أمام
الحقاف بقتال أعداء ممد يينه وشاله وخلفه وأمامه فأعطوا الفتح وبوئوا حجرات النان
وحي تلواق والقرآن الجيد وتدبروا جواب قسم الذاريات والطور لح لم نم القيقة وانشق
لم قمر اليقي فنافروا السآمة ذلك بأنم أمنهم الرحن إذا وقعت الواقعة
واعترف بالضعف لم الديد وهزم الجادلون وأخرجوا من ديارهم لول الشر
يربون بيوتم بأيديهم وأيدى الؤمني حي نافروا السلمة أحده حد من امتحنته صفوف
604
جهرة خطب العرب
الموع ف نفق التغابن فطلق الرمات حي اعتب اللك وعامه وقد سع صريف القلم وكأنه
بالاقة والعارج يينه وشاله وخلفه وأمامه وقد ناح نوح الن فتزمل وتدثر فرقا من يوم القيامة
وأنس برسلت النبأ فنع العبوس من تت كور العمامة وظهر له بالنفطار التطفيف فانشقت
بروج الطارق بتسبيح اللك العلى وغشيته الشهامة فورب الفجر والبلد والشمس والليل
والضحى لقد انشرحت صدور التقي حي تلوا سورة التي وعلق اليان بقلوبم فكل على
قدر مقامه يبي ول يكونوا بنفكي دهرهم ليله وناره وصيامه وقيامه إذا ذكروا الزلزلة ركبوا
العاديات ليطفئوا نور القارعة ول يلههم التكاثر حي تلوا سورة العصر والمزة وتثلوا
بأصحاب الفيل فليعبدوا رب هذا البيت الذي أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف أرأيتهم
كيف جعلوا على رءوسهم من الكور عمامة فالكوثر مكتوب لم والكافرون خذلوا وهم
نصروا وعدل بم عن لب الطامة وبسورة الخلص قروا وسعدوا وبرب الفلق والناس
استعاذوا فأعيذوا من كل حزن وهم وغم وندامة وأشهد أن ل إله إل ال وحده ل شريك له
وأشهد أن ممدا عبده ورسوله شهادة تنال با منازل الكرامة صلى ال تعال عليه وعلى اله
وأصحابه ما غردت ف اليك حامة
خطبة سعيد بن أحد القرى الت ضمنها سور القرآن وخطب سعيد بن أحد
القري خطبة على هذا النمط نصها المد ل الذي افتتح بفاتة الكتاب سورة البقرة ليصطفى
من آل عمران رجال ونساء وفضلهم تفضيل ومد مائدة إنعامه ورزقه ليعرف أعراف أنفال
كرمه حقه على أهل التوبة وجعل ليونس ف بطن الوت سبيل ونى هودا من كربه وحزنه
كما خلص يوسف من جبه وسجنه وسبح الرعد بمده وينه واتذ ال إبراهيم خليل الذي
جعل ف حجر الجر من النحل شرابا نوع باختلف ألوانه وأوحى إليه بفى لطفه سبحانه
واتذ منه كهفا قد شيد بنيانه وأرسل روحه إل مري فتمثل لا تثيل وفضل طه على جيع
النبياء فأتى بالج والكتاب الكنون حيث دعا إل السلم قد أفلح الؤمنون إذ جعل نور
الفرقان دليل وصدق ممدا الذى عجزت الشعراء ف صدق نعته وشهدت النمل بصدق بعثه
605
جهرة خطب العرب
وبي قصص النبياء ف مدة مكثه ونسج العنكبوت عليه ف الغار سترا مسدول وملئت قلوب
الروم رعبا من هيبته وتعلم لقمان الكمة من حكمته وهدى أهل السجدة لليان بدعوته
وهزم الحزاب وسباهم وأخذهم أخذا وبيل فلقبه فاطر السموات والرض بيس كما نفذ
حكمه ف الصافات وبي ص صدقه بإظهار العجزات وفرق زمر الشركي وصب على أقوالم
وهجرهم هجرا جيل فغفر له غافر الذنب ما تقدم من ذنبه وما تأخر وفصلت رقاب الشركي
إذ ل يكن أمرهم شورى بينهم وزخرف منار السلم وخفى دخان الشرك وخرت الشركون
جاثية كما أنذر أهل الحقاف فل يهتدون سبيل وأذل الذين كفروا بشدة القتال
وجاء الفتح للمؤمني والنصر العزيز وحجر الجرات الريز وبق القدرة قتل
الراصون تقتيل كلم موسى على جبل الطور فارتقى نم ممد فاقتربت بطاعته مبادئ السرور
وأوقع الرحن واقعة الصبح على بساط النور فتعجب الديد من قوته وكثرة الجادلة ف أمته
إل أن أعيد ف الشر بأحسن مقيل امتحنه ف صف النبياء وصلى بم إماما وف تلك المعة
ملئت قلوب النافقي من التغابن خسرا وإرغاما فطلق وحرم تبارك الذي أعطاه اللك وعلم
بالقلم ورتل القرآن ترتيل وعن علم الاقة كم سأل سائل فسأل اليان ودعا به نوح فنجاه ال
تعال من الطوفان وأتت إليه طائفة الن يستمعون القران فأنزل عليه يأيها الزمل قم الليل إل
قليل فكم من مدثر يوم القيامة شفقة على النسان إذا أرسل مرسلت الدمع فعم يتساءلون
أهل الكتاب وما تقبل من نازعات الشركي إذا عبس عليهم مالك وتولهم بالعذاب وكورت
الشمس وانفطرت السماء وكانت البال كثيبا مهيل فويل للمطففي إذا انشقت السماء
بالغمام وطويت ذات البوج وطرق طارق الصور بالنفخ للقيام وعز اسم ربك العلى لغاشية
الفجر فيومئذ ل بلد ول شس ول ليل طويل فطوب للمصلي الضحى عند انشراح صدورهم
إذا عاينوا التي والزيتون وأشجار النة فسجدوا باقرأ اسم ربك الذى خلق هذا النعيم الكب
لهل هذه الدار ما أحيوا ليلة القدر وتبتلوا تبتيل ول يكن للذين كفروا من أهل الكتاب من
أهل الزلزلة من صديق ول حيم وتسوقهم كالعاديات إل سواء الحيم وزلزلت بم قارعه
606
جهرة خطب العرب
العقاب وقيل لم ألاكم التكاثر هذا عصر العقاب الليم وحشر المزة وأصحاب الفيل إل
النار فل يظلمون فتيل وقالت قريش ما أمنتم من هول الشر أرأيت الذي يكذب بالدين كيف
طرد عن الكوثر وسيق الكافرون إل النار وجاء نصر ال والفتح فتبت يدا أب لب
إذ ل يد إل سورة الخلص سبيل فنعوذ برب الفلق من شر ما خلق ونعوذ برب الناس ملك
الناس إله الناس من شر الوسواس الناس الذى فسق ونتوب إليه ونتوكل عليه وكفى بال
وكيل خطبة الكفعمى الت ضمنها سور القرآن أيضا وخطب الكفعمي خطبة على هذا النمط
أيضا نصها المد ل الذى شرف النب العرب بالسبع الثان وخواتيم البقرة من بي النام
وفضل ال عمران على الرجال والنساء با وهب لم من مائدة النعام ومنحهم بأعراف النفال
وكتب لم براءة من الثام وأشهد أن ل إله إل ال وحده ل شريك له الذي نى يونس وهودا
ويوسف من قومهم برعد النتقام وغذى إبراهيم ف الجر بلعاب النحل ذات السرار فضاهى
كهف مري عليه السلم وأشهد أن ممدا عبده ورسوله الذى هو طه النبياء وحج الؤمني
ونور فرقان اللك العلم فالشعراء والنمل بفضله تب ولقصص العنكبوت الروم تذكر ولقمان
ف سجدته يشكر والحزاب كأيادي سبا تقهر وفاطر يس لصافاته ينصر وصاد مقلة زمرة تنظر
العلم فال حم بقتال فتحه ف حجرات قافه قد ظهرت وذاريات طوره ونمه وقمره قد
عطرت وبالرحن واقعة حديده يوم الجادلة قد نصرت وأبصار معانديه ف الشر يوم المتحان
حسرت وصف جعته فائز إذ أجساد النافقي بالتغابن استعرت وله الطلق والتحري ومقام
اللك والقلم فناهيك به من
مقام وف الاقة أعلى ال له العارج نوح الطهر وخصه من بي النس والن بيأيها
الزمل ويأيها الدثر وشفعه ف القيامه إذا دموع النسان مرسلت كالاء التفجر ووجهه عند
نبإ النازعات وقد عبس الوجه كاللل التنور ويوم التكوير والنفطار وهلك الطففي
وانشقاق ذات البوج بشفاعته غي متضجر وقد حرست لولده السماء بالطارق العلى وتت
غاشية العذاب إل الفجر على الردة اللئام فهو البلد المي وشس الليل والضحى الخصوص
607
جهرة خطب العرب
بانشراح الصدر والفضل بالتي والزيتون الستخرج من أمشاج العلق الطاهر العلي القدر
شجاع البية يوم الزلزال إذ عاديات القارعة تدوس أهل التكاثر ومشركي العصر أهلك ال به
المزة وأصحاب الفيل إذ مكروا بقريش ول يتواصوا بالق ول يتواصوا بالصب الخصوص
بالدين النيفي والكوثر السلسال والؤيد على أهل الحد بالنصر صلى ال عليه وعلى آله
وأصحابه ما تبت يدا معاديه ونعم بالتوحيد مواليه وما أفصح فلق الصبح بي الناس وامتد
الظلم
الباب الثان ف خطب ووصايا مهول عصرها أو قائلها خطبة أب بكر بن عبد ال
بالدينة لا ول أبو بكر بن عبد ال الدينة وطال مكثه عليها كان يبلغه عن قوم من أهلها أنم
ينالون من أصحاب رسول ال وإسعاف من اخرين لم على ذلك فأمر أهل البيوتات ووجوه
الناس ف يوم جعة أن يقربوا من النب فلما فرغ من خطبة المعة قال أيها الناس إن قائل قول
فمن وعاه وأداه فعلى ال جزاؤه ومن ل يعه فل
يعد من ذمامها إن قصرت عن تفصيله فلن تعجزوا عن تصيله فأرعوه أبصاركم
وأوعوه أساعكم وأشعروه قلوبكم فالوعظة حياة والؤمنون إخوة وعلى ال قصد السبيل ولو
شاء لداكم أجعي فأتوا الدى تتدوا واجتنبوا الغي ترشدوا وتوبوا إل ال جيعا أيها الؤمنون
لعلكم تفلحون وال جل ثناؤه وتقدست أساؤه أمركم بالماعة ورضيها لكم وناكم عن
الفرقة وسخطها منكم ف اتقوا ال حق تقاته ول توتن إل وأنتم مسلمون واعتصموا ببل ال
جيعا ول تفرقوا واذكروا نعمة ال عليكم إذ كنتم أعداء فألف بي قلوبكم فأصبحتم بنعمته
إخوانا وكنتم على شفا حفرة من النار فأنقذكم منها جعلنا ال وإياكم من تبع رضوانه وتنب
سخطه فإنا نن به وله وإن ال بعث ممدا بالدين واختاره على العالي واختار له أصحابا
على الق ووزراء دون اللق اختصهم به وانتخبهم له فصدقوه ونصروه وعزروه ووقروه فلم
يقدموا إل بأمره ول يجموا إل عن رأيه وكانوا أعوانه بعهده وخلفاءه من بعده فوصفهم
فأحسن صفتهم وذكرهم فأثن عليهم فقال وقوله الق ممد رسول ال والذين امنوا معه
608
جهرة خطب العرب
أشداء على الكفار رحاء بينهم تراهم ركعا سجدا يبتغون فضل من ال ورضوانا سيماهم ف
وجوههم من أثر السجود ذلك مثلهم ف التوراة ومثلهم ف النيل كزرع أخرج شطأه
فآزره فاستغلظ فاستوى على سوقه يعجب الزراع ليغيظ بم الكفار وعد ال الذين
آمنوا وعملوا الصالات منهم مغفرة وأجرا عظيما فمن غاظه كفر وخاب وفجر وخسر وقال
ال عز وجل للفقراء الهاجرين الذين أخرجوا من ديارهم وأموالم يبتغون فضل من ال
ورضوانا وينصرون ال رسوله أولئك هم الصادقون والذين تبوءوا الدار واليان من قبلهم
يبون من هاجر إليهم ول يدون ف صدورهم حاجة ما أوتوا ويؤثرون على أنفسهم ولو كان
بم خصاصة ومن يوق شح نفسه فأولئك هم الفلحون والذين جاءوا من بعدهم يقولون ربنا
اغفر لنا ولخواننا الذين سبقونا باليان ول تعل ف قلوبنا غل للذين آمنوا ربنا إنك رءوف
رحيم فمن خالف شريطة ال عليه لم وأمره إياه فيهم فل حق له ف الفىء ول سهم له ف
السلم ف أي كثية من القرآن فمرقت مارقة من الدين وفارقوا السلمي وجعلوهم عضي
وتشعبوا أحزابا أشابات وأوشابا فخالفوا كتاب ال فيهم وثناءه عليهم وآذوا رسول ال فيهم
فخابوا وخسروا الدنيا والخرة ذلك هو السران البي أفمن كان على بينة من ربه كمن زين
له سوء عمله واتبعوا أهواءهم مال أرى عيونا خزرا ورقابا صعرا وبطونا برا شجال يسيغه
الاء وداء ل يشرب فيه الدواء أفنضرب عنكم الذكر صفحا أن كنتم قوما مسرفي كل وال
بل هو الناء والطلء حت يظهر العذر ويبوح السر ويضح الغيب
ويسوس النب فإنكم ل تلقوا عبثا ول تتركوا سدى ويكم إن لست أتاويا أعلم
ول بدويا أفهم قد حلبتكم أشطرا وقلبتكم أبطنا وأظهرا فعرفت أناءكم وأهواءكم وعلمت أن
قوما أظهروا السلم بألسنتهم وأسروا الكفر ف قلوبم فضربوا بعض أصحاب رسول ال
ببعض وولدوا الروايات فيهم وضربوا المثال ووجدوا على ذلك من أهل الهل من أبنائهم
أعوانا يأذنون لم ويصغون إليهم مهل مهل قبل وقوع القوارع وطول الروائع هذا لذا ومع
هذا فلست أعتنش ائبا ول تائبا عفا ال عما سلف ومن عاد فينتقم ال منه وال عزيز ذو انتقام
609
جهرة خطب العرب
فأسروا خيا وأظهروه واجهروا به وأخلصوه فطالا مشيتم القهقرى ناكصي وليعلم من أدبر
وأصر أنا موعظة بي يدى نقمة ولست أدعوكم إل أهواء تتبع ول إل رأى يبتدع إنا
أدعوكم إل الطريقة الثلى الت فيها خي الخرة والول فمن أجاب فإل رشده ومن عمى فعن
قصده فهلم إل الشرائع الدائع ول تولوا عن سبيل الؤمني ول تستبدلوا
الذي هو أدن بالذي هو خي بئس للظالي بدل إياكم وبنيات الطريق فعندها
الترنيق والرهق وعليكم بالادة فهي أسد وأورد ودعوا المان فقد أردت من كان قبلكم
وليس للنسان إل ما سعى ول الخرة والول و ل تفتروا على ال كذبا فيسحتكم بعذاب
وقد خاب من افترى ربنا ل تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحة إنك أنت
الوهاب وصية أعمى من الزد لشاب يقوده عن هشام بن ممد بن السائب عن أبيه قال رأيت
ببيشة رجل من أزد السراة أعمى يقوده شاب جيل وهو يقول له يا سى ل يغرنك أن فسح
الشباب خطوك وخلى سربك وأرفه وردك فكأنك بالكب قد أرب ظوفك وأثقل أوقك وأوهن
طوقك وأتعب سوقك فهدجت بعد الملجة ودججت بعد الدعلجة فخذ من أيام الترفيه ليام
النزعاج ومن ساعات الهملة لساعة
العجال يابن أخي إن اغترارك بالشباب كالتذاذك بسمادير الحلم ث تنقشع فل
تتمسك منها إل بالسرة عليها ث تعرى راحلة الصبا وتشرب سلوة عن الوي واعلم أن أغن
الناس يوم الفقر من قدم ذخية وأشدهم اغتباطا يوم السرة من أحسن سريرة وصية رجل
لخر وقد أراد سفرا عن عبد الرحن عن عمه قال سعت رجل يوصي آخر وأراد سفرا فقال
آثر بعملك معادك ول تدع لشهوتك رشادك وليكن عقلك وزيرك الذى يدعوك إل الدى
ويعصمك من الردى الم هواك عن الفواحش وأطلقه ف الكارم فإنك تب بذلك سلفك
وتشيد شرفك وصية رجل لبنه وقد أراد التزوج وقال بعضهم لولده وقد أراد التزوج يا بن ل
تتخذها حنانة ول أنانة ول منانة ول عشبة الدار
610
جهرة خطب العرب
ول كبة القفا وصية بعض العلماء لبنه وأوصى بعض العلماء ابنه فقال أوصيك
بتقوى ال وليسعك بيتك واملك عليك لسانك وابك على خطيئتك وصية لبعض الكماء
وقال بعض الكماء ل يكونن منكم الحدث ول ينصت له والداخل ف سر اثني ل يدخله
ول آتى الدعوة ل يدع إليها ول الالس الجلس ل يستحقه ول الطالب الفضل من أيدى
اللئام ول التعرض للخي من عند عدوه ول التحمق ف الدالة وصية أخرى وقال بعض الكماء
إياك والعجلة فإن العرب كانت تكنيها أم الندامة لن صاحبها يقول قبل أن يعلم وييب قبل
أن يفهم ويعزم قبل أن يفكر ويقطع قبل أن يقدر ويمد قبل أن يرب ويذم قبل أن يب ولن
يصحب هذه الصفة أحد إل صحب الندامة واعتزل السلمة
وصية أخري وقال ابن دريد أوصى بعض الكماء رجل فقال امرك بجاهدة هواك
فإنه يقال إن الوى مفتاح السيئات وخصيم السنات وكل أهوائك لك عدو وأهواها هوى
يكتمك ف نفسه وأعداها هوى يثل لك الث ف صورة التقوى ولن تفصل بي هذه الصوم
إذا تناظرت لديك إل بزم ل يشوبه وهن وصدق ل يطمع فيه تكذيب ومضاء ل يقاربه التثبط
وصب ل يغتاله جزع ونية ل يتقسمها التضييع عظة لبعض الكماء عن الصمعى قال بلغن أن
بعض الكماء كان يقول إن لعظكم وإن لكثي الذنوب مسرف على نفسى غي حامد لا
ول حاملها على الكروه ف طاعة ال عز وجل قد بلوتا فلم أجد لا شكرا ف الرخاء ول صبا
على البلء ولو أن الرء ل يعظ أخاه حت يكم أمر نفسه لترك المر بالي والنهى عن النكر
ولكن مادثة الخوان حياة للقلوب وجلء للنفوس وتذكي من النسيان واعلموا أن الدنيا
سرورها أحزان وإقبالا إدبار وآخر حياتا الوت فكم من مستقبل يوما ل يستكمله ومنتظر
غدا ل يبلغه ولو تنظرون إل الجل ومسيه لبغضتم المل وغروره
نصيحة لبعض الكماء وحذر بعض الكماء صديقا له صحبه رجل فقال احذر
فلنا فإنه كثي السألة حسن البحث لطيف الستدراح يفظ أول كلمك على اخره ويعتب ما
أخرت با قدمت فل تظهرن له الخافة فيى أنك قد ترزت واعلم أن من يقظة الفطنة إظهار
611
جهرة خطب العرب
الغفلة مع شدة الذر فباثه مباثة المن وتفظ منه تفظ الائف فإن البحث يظهر الفى الباطن
ويبدى الستكن الكامن كلمات شت لبعض الكماء عن الصمعى قالقال بعض الكماء من
كانت فيه سبع خصال ل يعدم سبعا من كانوادا ل يعدم الشرف ومن كان ذا وفاء ل يعدم
القة ومن كان صدوقا ل يعدم القبول ومن كان شكورا ل يعده الزيادة ومن كانذا رعاية
للحقوق ل يعدم السؤدد ومن كان منصفا ل يعدم العافية ومن كان متواضعا ل يعدم الكرامة
وقيل لبعض الكماء كيف ترى الدهر قال يلق البدان ويدد المال ويقرب الجالقيل له فما
حال أهله قال من ظفر به نصب ومن فاته حزن قيل فأى الصحاب أبر قال العمل الصال قيل
فأيهم أضر قال النفس والوى قيل ففيم الخرج قال ف قطع الراحة وبذل الجهود وأخب عبد
الرحن عنعمهقال سعت رجل يقول السد ما حق السنات والزهو جالب لقت ال ومقت
الصالي والعجب صارف عن الزدياد من العلم داع إل التخمط والهل والبخل أذم
الخلق وأجلبها لسوء الحدوثة وقال قال بعض العرب أول الناس بالفضل أعودهم بفضله
وأعون الشياء على تذكية العقل التعلم وأدل الشياء علىعقل العاقل حسن التدبي وقال
الصمعى العرب تقول ل ثناء مع الكب ول صديق لذى السد ول شرف لسيء الدب قال
وكان يقال شر خصال اللوك الب عن العداء والقسوة على الضعفاء والبخل عند العطاء
وقال أبو على القال وأملى علينا أبو عبد ال قال من كلم العرب ووصاياها جالس أهل العلم
فإن جهلت علموك وإن زللت قوموك وإن أخطأت ل يفندوك وإن صحبت زانوك وإن غبت
تفقدوك ول تالس أهل الهل فإنك إن جهلت عنفوك وإن زللت ل يقوموك وإن أخطأت ل
يثبتوك رجل من العرب والجاج سأل الجاج رجل من العرب عن عشيته قال أى عشيتك
أفضل قال أتقاهم ال بالرغبة ف الخرة والزهد ف الدنيا قال فأيهم أسود قال أرزنم حلما
حي يستجهل وأسخاهم حي يسأل قال فأيهم أدهى قال من كنتم سره
وأخب عبد الرحن عن عمه قال سعت رجل يقول السد ما حق السنات والزهو
جالب لقت ال ومقت الصالي والعجب صارف عن الزدياد من العلم داع إل التخمط
612
جهرة خطب العرب
والهل والبخل أذم الخلق وأجلبها لسوء الحدوثة وقال قال بعض العرب أول الناس
بالفضل أعودهم بفضله وأعون الشياء على تذكية العقل التعلم وأدل الشياء علىعقل العاقل
حسن التدبي وقال الصمعى العرب تقول ل ثناء مع الكب ول صديق لذى السد ول شرف
لسيء الدب قال وكان يقال شر خصال اللوك الب عن العداء والقسوة على الضعفاء
والبخل عند العطاء وقال أبو على القال وأملى علينا أبو عبد ال قال من كلم العرب
ووصاياها جالس أهل العلم فإن جهلت علموك وإن زللت قوموك وإن أخطأت ل يفندوك
وإن صحبت زانوك وإن غبت تفقدوك ول تالس أهل الهل فإنك إن جهلت عنفوك وإن
زللت ل يقوموك وإن أخطأت ل يثبتوك رجل من العرب والجاج سأل الجاج رجل من
العرب عن عشيته قال أي عشيتك أفضل قال أتقاهم ال بالرغبة ف الخرة والزهد ف الدنيا
قال فأيهم أسود قال أرزنم حلما حي يستجهل وأسخاهم حي يسأل قال فأيهم أدهى قال
من كتم سره
من أحب مافة أن يشاره يوما قال فأيهم أكيس قال من يصلح ماله ويقتصد ف
معيشته قال فأيهم أرفق قال من يعطي بشر وجهه أصدقاءه ويتلطف ف مسألته ويتعاهد حقوق
إخوانه ف إجابة دعواتم وعيادة مرضاهم والتسليم عليهم والشي مع جنائزهم والنصح لم
بالغيب قال فأيهم أفطن قال من عرف مايوافق الرجال من الديث حي يالسهم قال فأيهم
أصلب قال من اشتدت عارضته ف اليقي وحزم ف التوكل ومنع جاره من الظلم أحد الوافدين
على عمر بن عبد العزيز ووفد وافد على عمر بن عبد العزيز رحه ال فقال له كيف تركت
الناس فقال تركت غنيهم موفورا وفقيهم مبورا وظالهم مقهورا ومظلومهم منصورا فقال
المد ل لو ل تتم واحدة من هذه الصال إل بعضو من أعضائى لكان يسيا كاتب وأمي
ودخل بعض الكتاب على أمي بعد نكبة نابته فرأى من المي بعض الزدراء فقال له ل يضعن
عندك خول النبوة وزوال الثروة فإن السيف العتيق إذا مسه كثي الصدإ استغن بقليل اللء
613
جهرة خطب العرب
حت يعود حده ويظهر فرنده ول أصف نفسي عجبا لكن شكرا قال أنا أشرف ولد آدم ول
فخر فجهر بالشكر وترك الستطالة بالكب
وصف اللباجة من أمثال العرب أعجز من هلباجة وهو النئوم الكسلن العطل
الاف وقد سار ف وصف اللباجة فصل لبعض العراب التفصحي وفصل آخر لبعض
الضريي فأما وصف العراب فقد سئل ابن أب كبشة بن القبعثرى عنه فقال اللباجة الضعيف
العاجز الخرق الحق اللف الكسلن الساقط ل معن فيه ول غناء عنده ول كفاية معه ول
عمل لديه وأما وصف الضرى فإن بعض بلغاء المصار سئل عن اللباجة فقال هو الذي ل
يرعوي لعذل العاذل ول يصغي إل وعظ الواعظ ينظر بعي حسود ويعرض إعراض حقود إن
سأل ألف وإن سئل سوف وإن حدث حلف وإن وعد أخلف وإن زجر عنف وإن قدر
عسف وإن احتمل أسف وإن استغن بطر وإن افتقر قنط وإن فرح أشر وإن حزن يئس وإن
ضحك زأر وإن بكى جأر وإن حكم جار وإن قدمته تأخر وإن أخرته تقدم وإن أعطاك من
عليك وإن أعطيته ل يشكرك وإن أسررت إليه خانك وإن أسر إليك اتمك وإن صار فوقك
قهرك وإن صار دونك حسدك وإن وثقت به خانك وإن انبسطت إليه شانك وإن أكرمته
أهانك وإن غاب عنه الصديق سله وإن حضره قله وإن فاته ل يبه وإن أمسك عنه ل يبدأه
وإن بدأ بالود هجر وإن بدأ بالب جفا وإن تكلم فضحه العي وإن عمل قصر به
الهل وإن اؤتن غدر وإن أجار أخفر وإن عاهد نكث وإن حلف حنث ل يصدر
عنه المل إل بيبة ول يضطر إليه حر إل بحنة قال خلف الحر سألت أعرابيا عن اللباجة
فقال هو الحق الضخم الفدم الكول الذي والذي ث جعل يلقان بعد ذلك ويزيد ف التفسي
كل مرة شيئا ث قال ل بعد حي وأراد الروج هو الذي جع كل شر بعض البلغاء يصف
رجل ووصف بعض البلغاء رجل فقال إنه بسيط الكف رحب الصدر موطأ الكناف سهل
اللق كري الطباع غيث مغوث وبر زخور ضحوك السن بشي الوجه بادي القبول غي عبوس
يستقبلك بطلقة ويييك يبشر ويستدبرك بكرم غيث وجيل بشر تبهجك طلقته ويرضيك
614
جهرة خطب العرب
بشره ضحاك على مائدته عبد لضيفانه غي ملحظ لكيله بطي من العقل خيص من الهل
راجح اللم ثاقب الرأي طيب اللق مصن الضريبة معطاء غي سآل كاس من كل مكرمة عار
من كل ملمة إن سئل بذل وإن قال فعل
خس جوار من العرب يصفن خيل آبائهن عن ابن الكلب عن أبيه قال اجتمع خس
جوار من العرب فقلن هلممن نصف خيل آبائنا فقالت الول فرس أب وردة وما وردة ذات
كفل مزحلق ومت أخلق وجوف أخوق ونفس مروح وعي طروح ورجل ضروح ويد سبوح
بداهتها إهذاب وعقبها غلب وقالت الثانية فرس أب اللعاب وما اللعاب غبية سحاب
واضطرام غاب مترص الوصال أشم القذال ملحك الحال فارسه ميد وصيده عتيد إن أقبل
فظب معاج وإن أدبر فظليم هداج وإن أحضر فعلج هراج وقالت الثالثة فرس أب حذمة وما
حذمة إن أقبلت فقناة مقومة وإن أدبرت فأثفبة
ململمة وإن أعرضت فذئبة معجرمة أرساغها مترصة وفصوصها محصة جريها
انثرار وتقريبها انكدار وقالت الرابعة فرس أب خيفق وما خيفق ذات ناهق معرق وشدق
أشدق وأدي ملق لا خلق أشدف ودسيع منفنف وتليل مسيف وثابة زلوج خيفانة رهوج
تقريبها إهاج وحضرها ارتعاج وقالت الامسة فرس أب هذلول وما هذلول طريده مبول
وطالبه مشكول رقيق اللغم أمي العاقم عبل الحزم مد مرجم منف الارك أشم
السنابك مدول الصائل سبط الفلئل غوج التليل صلصال الصهيل أديه صاف
وسبيبه ضاف وعفوه كاف رجل من العرب يصف مطرا عن عبد الرحن عن عمه قال سئل
رجل من العرب عن مطر كان بعد جدب فقال نشأ حل سدا متقاذف الحضان ممومى
الركان لاع القراب مكفهر الرباب تن رعوده حني اضطراب وتزمر زمرة الليوث
الغضاب لبوارقه التهاب ولرواعده اضطراب فجاحفت صدوره الشعاف وركبت أعجازه
القفاف ث ألقى أعباءه وحط أثقاله فتألق وأصمت وانبجس وانبعق ث أثجم فانطلق فغادر النهاء
مترعة والغيطان مرعة حباء للبلد ورزقا للعباد
615
جهرة خطب العرب
الباب الثالث ف نثر العراب قولم ف الوعظ والتوصية مقام أعراب بي يدى
سليمان بن عبد اللك قام أعراب بي يدى سليمان بن عبد اللك فقال إن مكلمك يا أمي
الؤمني بكلم فيه بعض الغلظة فاحتمله إن كرهته فإن وراءه ما تبه إن قبلته قال هات يا
أعراب إنا نود بسعة الحتمال على من ل نرجو نصحه ول نأمن غشه وأرجو أن تكون
الناصح جيبا الأمون غيبا قال يا أمي الؤمني أما إذ أمنت بادرة غضبك فإن سأطلق لسان با
خرست عنه اللسن من عظتك تأدية لق ال وحق إمامتك إنه قد اكتنفك رجال أساءوا
الختيار لنفسهم فابتاعوا دنياك بدينهم ورضاك بسخط ربم خافوك ف ال ول يافوا ال
فيك فهم حرب للخرة سلم للدنيا فل تأمنهم على ما ائتمنك ال عليه فإنم ل يألونك خبال
والمانة تضييعا والمة عسفا وخسفا وأنت مسئول عما اجترحوا وليسوا مسئولي عما
آجترحت فل تصلح دنياهم بفساد آخرتك فإن أخسر الناس صفقة يوم القيامة وأعظمهم غبنا
من باع آخرته بدنيا غيه
قال سليمان أما أنت يا أعراب فقد سللت لسانك وهو أقطع سيفيك فقال أجل يا
أمي الؤمني لك ل عليك أعراب يعظ هشام بن عبد اللك ودخل أعراب على هشام بن عبد
اللك فقال له عظن يا أعراب فقال كفى بالقرآن واعظا أعوذ بال السميع العليم من الشيطان
الرجيم بسم ال الرحن الرحيم ويل للمطففي الذين إذا اكتالوا على الناس يستوفون وإذا
كالوهم أو وزنوهم يسرون أل يظن أولئك أنم مبعوثون ليوم عظيم يوم يقوم الناس لرب
العالي ث قال يا أمي الؤمني هذا جزاء من يطفف ف الكيل واليزان فما ظنك بن أخذه كله
خطبة أعراب وول جعفر بن سليمان أعرابيا بعض مياههم فخطبهم يوم المعة فقال المد ل
رب العالي والعاقبة للمتقي وصلى ال علىسيدناممد خات النبيي أما بعد فإن الدنيا دار بلغ
والخرة دار قرار فخذوا لقركم من مركم ول تتكوا أستاركم عند من ل تفى عليه
أسراركم وأخرجوا من الدنيا قلوبكم
616
جهرة خطب العرب
قبل أن ترج منها ابدانكم ففيها حييتم ولغيها خلقتم اليوم عمل بل حساب وغدا
حساب بل عمل إن الرجل إذا هلك قال الناس ما ترك وقالت اللئكة ما قدم فلله اباؤكم
قدموا بعضا يكون لكم قرضا ول تلفوا كل يكون عليكم كل أقول قول هذا وأستغفر ال
العظيم ل ولكم والحمود ال والصلى عليه ممد والدعو له الليفة ث إمامكم جعفربن
سليمان قوموا إل صلتكم خطبة أخرى وخطب أعراب فقال المد ل الميد الستحمد
وصلى ال على النب ممد أما بعد فإن التعمق ف ارتال الطب لمكن والكلم ل ينثن حت
ينثن عنه وال تبارك وتعال ل يدرك واصف كنه صفته ول يبلغ خطيب منتهى مدحته له
المد كما مدح نفسه فانضوا إل صلتكم ث نزل فصلى خطبة أخرى وخطب أعراب قومه
فقال المد ل وصلى ال علىالنب الصطفى وعلى جيع النبياء ما أقبح بثلى أن ينهى عن أمر
ويرتكبه ويأمر بشيء ويتنبه وقد قال الول ودع مالت صاحبه عليه فذم أن يلومك من تلوم
ألمنا ال وإياكم تقواه والعمل برضاه أعرابية توصي ابنها وقد أراد السفر قال أبان بن تغلب
وكان عابدا من عباد أهل البصرة توف سنة ه شهدت أعرابية وهي توصي ولدا لا يريد سفرا
وهي تقول له
أي بن اجلس أمنحك وصيت وبال توفيقك فإن الوصية أجدى عليك من كثي
عقلك أى بن إياك والنميمة فإنا تزرع الضغينة وتفرق بي الحبي وإياك والتعرض للعيوب
فتتخذ غرضا وخليق أن ل يثبت الغرض على كثرة السهام وقلما اعتورت السهام غرضا إل
كلمته حت يهى ما اشتد من قوته وإياك والود بدينك والبخل بالك وإذا هززت فاهزز كريا
يلي لزتك ول تزز اللئيم فإنه صخرة ل يتفجر ماؤها ومثل لنفسك مثال ما استحسنت من
غيك فاعمل به وما استقبحت من غيك فاجتنبه فإن الرء ل يرى عيب نفسه ومن كانت
مودته بشره وخالف ذلك منه فعله كان صديقه منه على مثل الريح ف تصرفها ث أمسكت
فدنوت منها فقلت بال يا أعرابية إل زدته ف الوصية فقالت أوقد أعجبك كلم العرب يا
عراقي قلت نعم قالت والغذر أقبح ما تعامل به الناس بينهم ومن جع اللم والسخاء فقد أجاد
617
جهرة خطب العرب
اللة ريطتها وسربالا أعرابية توصي ابنها وقالت أعرابية لبنها يا بن إن سؤالك الناس ما ف
أيديهم من أشد الفتقار إليهم ومن افتقرت إليه هنت عليه ولتزال تفظ وتكرم حت تسأل
وترغب فإذا ألت عليك الاجة ولزمك سوء الال فاجعل سؤالك إل من إليه حاجة السائل
والسئول فإنه يعطى السائل
أعراب يوصى ابنه ووصى أعراب ابنه فقال ابذل الودة الصادقة تستفد إخوانا وتتخذ
أعوانا فإن العداوة موجودة عتيدة والصداقة مستعرزة بعيدة جنب كرامتك اللئام فإنم إن
أحسنت إليهم ل يشكروا وإن نزلت شديدة ل يصبوا أعراب ينصح لبنه عن عبد الرحن عن
عمه قال سعت أعرابيا يقول لبنه ل يغرنك ما ترى من خفض العيش ولي الرياش ولكن
فانظر إل سوء الظعن وسوء النقلب أعراب ينصح لبنه وقال سعت أعرابيا يقول لبنه كن
للعاقل الدبر أرجى منك للحق القبل ث أنشد عدوك ذو اللم أبقى عليك وأرعى من الوامق
الحق أعراب ينصح لخيه ونصح أعراب لخيه فقال اعلم أن الناصح لك الشفق عليك من
طالع لك ما وراء العواقب برؤيته ونظره ومثل لك الحوال الخوفة عليك وخلط الوعر
بالسهل من كلمه ومشورته ليكون خوفك كفاء رجائك وشكرك إزاء النعمة عليك وأن
الغاش لك
والاطب عليك من مد لك ف الغترار ووطأ لك مهاد الظلم تابعا لرضاتك منقادا
لواك أعراب يعظ أخاه ووعظ أعراب أخا له أفسد ماله ف الشراب فقال ل الدهر يعظك ول
اليام تنذرك ول الشيب يزجرك والساعات تصى عليك والنفاس تعد منك والنايا تقاد إليك
أحب المور إليك أعودها بالضرة عليك أعراب يعظ صاحبه وقال أعراب لصاحبه وال لئن
هلجت إل الباطل إنك لقطوف عن الق ولئن أبطأت ليسرعن بك وقد خسر أقوام وهم
يظنون أنم رابون فل تغرنك الدنيا فإن الخرة من ورائك أعراب يعظ أخاه وقال أعراب
لخيه يا أخى أنت طالب ومطلوب يطلبك مال تفوته وتطلب ما قد كفيته فكأن ما غاب
عنك قد كشف لك وما أنت فيه قد نقلت عنه فامهد لنفسك وأعد ذلك وخذ ف جهازك
618
جهرة خطب العرب
أعراب يعظ رجل وقال أعراب لرجل أي أخي إن يسار النفس أفضل من يسار الال
فإن ل ترزق غن فل ترم تقوى فرب شبعان من النعم عريان من الكرم واعلم أن الؤمن على
خي ترحب به الرض وتستبشر به السماء ولن يساء إليه ف بطنها وقد أحسن على ظهرها
أعراب يعظ رجل وقال الصمعي سعت أعرابيا يعظ رجل وهو يقول ويك إن فلنا وإن
ضحك إليك فإنه يضحك منك ولئن أظهر الشفقة عليك إن عقاربه لتسرى إليك فإن ل
تتخذه عدوا ف علنيتك فل تعله صديقا ف سريرتك أعراب يعظ رجل وسع أعراب رجل
يقع ف السلطان فقال إنك غفل ل تسمك التجارب وف النصح لسع العقارب كأن بالضاحك
إليك وهوباك عليك كلم أعراب لبن عمه وشاور أعراب ابن عم له فأشار عليه برأي فقال قد
قلت بايقول به الناصح الشفيق الذى يلط حلو كلمه بره وحزنه بسهله ويرك الشفاق منه
ما هو ساكن من غيه وقد وعيت النصح منه وقبلته إذ كان مصدره من عند من ل شك ف
مودته وصاف غيبه وما زلت بمد ال إل الي منهجا واضحا وطريقا مهيعا
كلمات حكيمة للعراب قيل لعرابىمالك ل تشرب النبيذ قال لثلث خلل فيه
لنه متلف للمال مذهب للعقل مسقط للمروءة وقال أعراب الدراهم مياسم تسم حدا وذما
فمن حبسها كان لا ومن أنفقها كانت له وما كل من أعطي مال أعطي حدا ول كل عدي
ذميم وقال أعراب لخ له يا أخي إن مالك إن ل يكن لك كنت له وإن ل تفنه أفناك فكله قبل
أن يأكلك وقال أعراب إن الوفق من ترك أرفق الالت به لصلحها لدينه نظرا لنفسه إذا ل
تنظر نفسه لا وقال أعراب إن ال ملف ما أتلف الناس والدهر متلف ما أخلفوا وكم من ميتة
عليها طلب الياة وكم من حياة سببها التعرض للموت وقال أعراب إن المال قطعت أعناق
الرجال كالسراب غر من راه وأخلف من رجاه وقال أعراب لصاحب له أصحب من يتناسى
معروفه عليك ويتذكر حقوقك عليه وقال أعراب ل تسأل من يفر من أن تسأله ولكن سل من
أمرك أن تسأله وهو ال تعال وقال أعراب ما بقاء عمر نقطعه الساعات وسلمة بدن معرض
619
جهرة خطب العرب
للفات ولقد عجبت من الؤمن كيف يكره الوت وهو ينقله إل الثواب الذي أحيا له ليله
وأظمأ له ناره
وذكر أهل السلطان عند أعراب فقال أما وال لئن عزوا ف الدنيا بالور لقد ذلوا
ف الخرة بالعدل ولقد رضوا بقليل فان عوضا عن كثي باق وإنا تزل القدم حيث ل ينفع
الندم وقال أعراب من كانت مطيته الليل والنهار سارا به وإن ل يسر وبلغا به وإن ل يبلغ وقال
أعراب الزهادة ف الدنيا مفتاح الرغبة ف الخرة والزهادة ف الخرة مفتاح الرغبة ف الدنيا
وقيل لعراب وقد مرض إنك توت قال وإذا مت فإل أين يذهب ب قالوا إل ال تعال قال
فما كراهت أن يذهب ب إل من ل أو الي إل منه وقال أعراب من خاف الوت بادر الوت
ومن ل ينح النفس عن الشهوات أسرعت به إل اللكات والنة والنار أمامك وقال أعراب
خي لك من الياة ما إذا فقدته أبغضت له الياة وشر من الوت ما إذا نزل بك أحببت له
الوت وقيل لعراب من أحق الناس بالرحة قال الكري يسلط عليه اللئيم والعاقل يسلط عليه
الاهل وقيل له أى الداعي أحق بالجابة قال الظلوم وقيل له فأي الناس أغن عن الناس قال
من أفرد ال باجته وقال الصمعى سعت أعرابيا يقول إذا أشكل عليك أمران فانظر أيهما
أقرب من هواك فخالفه فإن أكثر ما يكون الطأ مع متابعة الوى وقال أعراب الشر عاجله
لذيذ وآجله وخيم
وقال أعراب من ولد الي أنتج له فراخا تطي بأجنحة السرور ومن غرس الشر
أنبت له نباتا مرا مذاقه وقضبانه الغيظ وثرته الندم وقال أعراب من كساه الياء ثوبه حفى على
الناس عيبه وقال بئس الزاد التعدى على العباد وقال التلطف باليلة أنفع من الوسيلة وقال من
ثقل على صديقه خف على عدوه ومن أسرع إل الناس با يكرهون قالوا فيه مال يعلمون
وقال أعراب أعجز الناس من قصر ف طلب الخوان وأعجز منه من ضيع من ظفر به منهم
وقال أعراب لبنه ل يسرك أن تغلب بالشر فإن الغالب بالشر هو الغلوب وقال أعراب لخ له
قد نيتك أن تريق ماء وجهك عند من ل ماء ف وجهه فإن حظك من عطيته السؤال وقال
620
جهرة خطب العرب
أعراب إن حب الي خي وإن عجزت عنه القدرة وبغض الشر خي وإن فعلت أكثره وقال
أعراب وال لول أن الروءة تقيل مملها شديدة مؤنتها ما ترك اللئام للكرام شيئا واحتضر
أعراب فقال له بنوه عظنا يا أبت فقال عاشروا الناس معاشرة إن غبتم حنوا إليكم وإن متم
بكوا عليكم ودخل أعراب على بعض اللوك ف شلة شعر فلما رآه أعرض عنه فقال له إن
الشملة ل تكلمك وإنا يكلمك من هو فيها وقال أعراب رب رجل سره منشور على لسانه
وآخر قد التحف عليه قلبه التحاف الناح على الواف
وقيل لعراب كيف كتمانك للسر قال ما جوف له إل قب ومر أعرابيان برجل
صلبه بعض اللفاء فقال أحدها أنبتته الطاعة وحصدته العصية وقال الخر من طلق الدنيا
فالخرة صاحبته ومن فارق الق فالذع راحلته وقال أعراب إذا أردت أن تعرف وفاء الرجل
ودوام عهده فانظر إل حنينه إل أوطانه وشوقه إل إخوانه وبكائه على ما مضى من زمانه
وقال أعراب إذا كان الرأى عند من ل يقبل منه والسلح عند من ل يستعمله والال عند من ل
ينفقه ضاعت المور وقال أعراب إن الدنيا تنطق بغي لسان فتخب عما يكون با قد كان وقال
الصمعى سعت أعرابيا يقول غفلنا ول يغفل الدهر عنا فلم نتعظ بغينا حت وعظ غينا بنا
فقد أدركت السعادة من تنبه وأدركت الشقاوة من غفل وكفى بالتجربة واعظا وقال أعراب
لرجل اشكر للمنعم عليك وأنعم علي الشاكر لك تستوجب من ربك زيادته ومن أخيك
مناصحته وتذاكر قوم صلة الرحم وأعراب جالس فقال منسأة ف العمر مرضاة للرب مبة ف
الهل وقال أعراب ل أعرف ضرا أوصل إل نياط القلب من الاجة إل من ل تثق بإسعافه ول
تأمن رده وأكلم الصائب فقد خليل ل عوض منه وقيل لعراب أي شيء أمتع فقال مازحة
الحب ومادثة الصديق وأمان تقطع با أيامك
وقال أعراب من ل يرض عن صديقه إل بإيثاره على نفسه دام سخطه ومن عاتب
على كل ذنب كثر عدوه ومن ل يؤاخ من الخوان إل من ل عيب فيه قل صديقه عن عبد
الرحن عن عمه قال قلت لعراب ما تقول ف الراء قال ما عسى أن أقول ف شيء يفسد
621
جهرة خطب العرب
الصداقة القدية ويل العقدة الوثيقة أقل ما فيه أن يكون دربة للمغالبة والغالبة من أمت أسباب
الفتنة عن عبد الرحن عن عمه قال سعت أعرابيا يقول ل يوجد العجول ممودا ول الغضوب
مسرورا ول اللول ذا إخوان ول الر حريصا ول الشره غنيا وقال سعت أعرابيا يقول صن
عقلك باللم ومروءتك بالعفاف وندتك بتجانبة اليلء وخلتك بالجال ف الطلب وقال
سعت أعرابيا يقول أقبح أعمال القتدرين النتقام وما استنبط الصواب بثل الشاورة ول
حصلت النعم بثل الواساة ول اكتسبت البغضاء بثل الكب وقال أعراب خي الخوان من ينيل
عرفا أو يدفع ضرا عن عبد الرحن عن عمه قال سعت أعرابيا يقول العاقل حقيق أن يسخى
بنفسه عن الدنيا لعلمه أن ل ينال أحد فيها شيئا إل قل إمتاعه به أو كثر عناؤه فيه واشتدت
مرزئته عليه عند فراقه وعظمت التبعة فيه بعده وقال أعراب خصلتان من الكرم إنصاف الناس
من نفسك ومواساة الخوان
وقال أعراب ما غبنت قط حت يغب قومي قيل وكيف ذلك قال ل أفعل شيئا حت
أشاورهم وقال أعراب لرجل مطله ف حاجة إن مثل الظفر بالاجة تعجيل اليأس منها إذا عسر
قضاؤها وإن الطلب وإن قل أعظم قدرا من الاجة وإن عظمت والطل من غي عسر آفة الود
وقال أعراب وعد الكري نقد وتعجيل ووعد اللئيم مطل وتعليل وقال أعراب اعتذار من منع
أجل من وعد مطول وقال أعراب عود لسانك الي تسلم من أهل الشر وقال أعراب خرجت
ليلة حي اندرت أيدى النجوم وشالت أرجلها فما زلت أصدع الليل حت انصدع الفجر فإذا
بارية كأناعلم فجعلت أغازلا فقالت يا هذا أمالك ناه من كرم إن ل يكن لك زاجر من
عقل قال وال ما يران إل الكواكب قالت فأين مكوكها أجوبة العراب ماوبة أعراب
للحجاج خرج الجاج ذات يوم فأصحر وحضر غداؤه فقال اطلبوا من يتغدي معي فطلبوا
فإذا أعراب ف شلة فأتى به فقال السلم عليكم قال هلم أيها العراب قال قد دعان من هو
أكرم منك فأجبته قال ومن هو قال دعان
622
جهرة خطب العرب
ال رب إل الصوم فأنا صائم قال وصوم ف مثل هذا اليوم الار قال صمت ليوم
هو أحر منه قال فأفطر اليوم وصم غدا قال ويضمن ل المي أن أعيش إل غد قال ليس ذاك
إليه قال فكيف تسألن عاجل باجل ليس إليه سبيل قال إنه طعام طيب قال وال ماطيبه خبازك
ول طباخك قال فمن طيبه قال العافية قال الجاج تال إن رأيت كاليوم أخرجوه عن مساءلة
الجاج أعرابيا فصيحا وقال الجاج لعراب كلمه فوجده فصيحا كيف تركت الناس وراءك
فقال تركتهم أصلح ال المي حي تفرقوا ف الغيطان واخدوا النيان وتشكت النساء وعرض
الشاء ومات الكلب فقال الجاج للسائه أخصبا نعت أم جدبا قالوا بل جدبا قال بل خصبا
قوله تفرقوا ف الغيطان معناه أنا أعشبت فإبلهم وغنمهم ترعى وأخدوا النيان معناه استغنوا
باللب عن أن يشتووا لوم إبلهم وغنمهم ويأكلوها وتشكت النساء أعضادهن من كثرة ما
يخضن اللبان وعرض الشاء است من كثرة العشب والرعى ومات الكلب ل تت أغنامهم
وإبلهم فيأكل جيفها ماوبة أعراب لعبد اللك بن مروان ودخل أعراب على عبد اللك بن
مروان فقال له يا أعراب صف المر فقال شول إذا شجت وف الكأس مزة لا ف عظام
الشاربي دبيب
تريك القذى من دونا وهي دونه لوجه أخيها ف الناء قطوب فقال ويك يا
أعراب لقد اتمك عندي حسن صفتك لا قال يا أمي الؤمني واتمك عندي معرفتك بسن
صفت لا ماوبة أعراب لالد بن عبد ال القسرى وخطب خالد بن عبد ال القسري فقال
يأهل البادية ما أخشن بلدكم وأغلظ معاشكم وأجفى أخلقكم ل تشهدون جعة ول
تالسون عالا فقام إليه رجل منهم دميم فقال أما ما ذكرت من خشونة بلدنا وغلظ طعامنا
فهو كذلك ولكنكم معشر أهل الضر فيكم ثلث خصال هي شر من كل ما ذكرت قال له
خالد وما هي قال تنقبون الدور وتنبشون القبور وتنكحون الذكور قال قبحك ال وقبح ما
جئت به أجوبة شت وقدم أعراب إل السلطان فقال له قل الق وإل أوجعتك ضربا قال له
وأنت فاعمل به فوال ما أوعدك ال على تركه أعظم ما توعدن به ونظر عثمان إل أعراب ف
623
جهرة خطب العرب
شلة غائر العيني مشرف الاجبي ناتىء البهة فقال له أين ربك قال بالرصاد وقيل لعراب
إنك تسن الشارة قال ذلك عنوان نعمة ال عندى
وقيل لعراب كيف أنت ف دينك قال أخرقه بالعاصي وأرقعه بالستغفار وسئل
أعراب عن القدر فقال الناظر ف قدر ال كالناظر ف عي الشمس يعرف ضوءها ول يقف على
حدودها وسئل اخر عن القدر فقال علم اختصمت فيه العقول وتقاول فيه الختلفون وحق
علينا أن يرد إلينا ما التبس علينا من حكمه إل ماسبق علينا من علمه وقيل لعراب من أبلغ
الناس قال أحسنهم لفظا وأسرعهم بديهة وقيل لعراب مالك ل تطيل الجاء قال يكفيك من
القلدة ما أحاط بالعنق وقال معاوية لعرابية هل من قرى قالت نعم قال وما هو قالت خبز
خي ولب فطي وماء ني وقيل لعراب فيم كنتم قال كنا بي قدر تفور وكأس تدور وحديث
ل يور وقيل لعراب ما أعددت للبد قال شدة الرعدة وقرفصاء القعدة وذرب العدة وقيل
لعراب ما لك من الولد قال قليل خبيث قيل له ما معناه قال إنه ل أقل من واحد ول أخبث
من أنثى وقيل لعراب وقد أدخل ناقته ف السوق ليبيعها صف لنا ناقتك قال
ما طلبت عليها قط إل أدركت ول طلبت إل فت وقيل له فلم تبيعها قال لقول
الشاعر وقد ترج الاجات يا أم عامر كرائم من رب بن ضني وقيل لعراب ما عندكم ف
البادية طبيب قال حر الوحش ل تتاج إل بيطار وقيل لشريح القاضي هل كلمك أحد قط
فلم تطق له جوابا قال ما أعلمه إل أن يكون أعرابيا خاصم عندي وهو يشي بيديه فقلت له
أمسك فإن لسانك أطول من يدك قال أسامري أنت ل تس وقيل لعراب أي اللوان أحسن
قال قصور بيض ف حدائق خضر وقيل لخر أي اللوان أحسن قال بيضة ف روضة عن غب
سارية والشمس مكبدة
وخطب أعراب إل قوم فقالوا ما تبذل من الصداق وارتفع السجف فرأى شيئا
كرهه فقال وال ما عندي وإن لكره أن يكون علي دين وقيل لعرابية مات ابنها ما أحسن
عزاءك عن ابنك قالت إن مصيبته امنتن من الصائب بعده وقال ممد بن حرب اللل قلت
624
جهرة خطب العرب
لعراب إن لك لواد قال وإن لك من قلب لرائدا وقال الصمعي رأيت أعرابيا أمامه شاء فقلت
لن هذه الشاء قال هي ل عندي قولم ف الستمناح والستجداء أعراب يتدي عتبة بن أب
سفيان اعترض أعراب لعتبة بن أب سفيان وهو على مكة فقال أيها الليفة فقال لست به ول
تبعد قال يا أخاه قال أسعت فقل قال شيخ من بن عامر يتقرب إليك بالعمومة ويتص
بالئولة ويشكو إليك كثرة العيال ووطأة الزمان وشدة فقر وترادف ضر وعندك ما يسعه
ويصرف عنه بؤسه قال أستغفر ال منك وأستعينه عليك قد أمرت لك بغناك فليت إسراعنا
إليك يقوم بإبطائنا عنك
أعراب يتدي عمر بن عبد العزيز وأتى أعراب عمر بن عبد العزيز فقال رجل من
أهل البادية ساقته إليك الاجة وبلغت به الغاية وال سائلك عن مقامي غدا فقال عمر وال ما
سعت كلمة أبلغ من قائل ول أوعظ لقول له منها خطبة أعراب بي يدى هشام بن عبد اللك
وكانت العراب تنتجع هشام بن عبد اللك بالطب كل عام فتقدم إليهم الاجب يأمرهم
يالياز فقام أعراب فحمد ال وأثن عليه ث قال يا أمي الؤمني إن ال تبارك وتعال جعل
العطاء مبة والنع مبغضة فلن نبك خي من أن نبغضك فأعطاه وأجزل له مقام أعراب بي
يدي هشام وقام أعراب بي يدي هشام فقال يا أمي الؤمني أتت على الناس ثلث سني أما
الول فلحت اللحم وأما الثانية فأكلت الشحم وأما الثالثة فهاضت العظم وعندكم فضول
أموال فإن كانت ل فاقسموها بي عباده وإن كانت لم ففيم تظر عنهم وإن كانت لكم
فتصدقوا عليهم با إن ال يزى التصدقي قال هشام هل من حاجة غي هذه يا أعراب قال ما
ضربت إليك أكباد البل أدرع الجي وأخوض الدجى لاص دون عام فأمر هشام بال فقسم
بي الناس وأمر
للعراب بال فقال أكل السلمي له مثل هذا قالوا ل ول يقوم بذلك بيت مال
السلمي قال فل حاجة ل فيما يبعث لئمة الناس على أمي الؤمني أعراب يستجدي عبيد ال
بن زياد وقال العتب وقف أعراب بباب عبيد ال بن زياد فقال يأهل الغضارة حقب السحاب
625
جهرة خطب العرب
وانقشع الرباب واستأسدت الذئاب وردم الثمد وقل الفد ومات الولد وكنت كثي العفاة
صخب السقاة عظيم الدلة لتصال الزمان وغفل الدثان حي حلل وعدد ومال فتفرقتا أيدي
سبا بي فقد البناء والباء وكنت حسن الشارة خصيب الدارة سليم الارة وكان ملي حي
وقومي أسي وعزى جدا
قضى ال ول رجعان لا قضى بسواف الال وشتات الرجال وتغي الال فأعينوا من
شخصه شاهده ولسانه وافده وفقره سائقه وقائده أعرابية تستجدى عبد ال بن أب بكرة
ودخلت أعرابية على عبد ال بن أب بكرة بالبصرة فوقفت بي السماطي فقالت أصلح ال
المي وأمتنع به حدرتنا إليك سنة اشتد بلؤها وانكشف غطاؤها أقود صبية صغارا وآخرين
كبارا ف بلدة شاسعة تفضنا خافضة وترفعنا رافعة للمات من الدهر برين عظمى وأذهب
لمي وتركنن والة أدور بالضيض وقد ضاق ب البلد العريض فسألت ف أحياء العرب من
الكاملة فضائله العطي سائله الكفىنائله فدللت عليك أصلحك ال تعال وأنا امرأة من هوازن
قد مات الوالد وغاب الرافد وأنت بعد ال غياثى ومنتهى أملي فافعل ب إحدى ثلث خصال
إما أن تردن إل بلدي أو تسن صفدي أو تقيم أودي فقال بل أجعهن لك فلم يزل يرى
عليها كما يرى على عياله حت ماتت وروى صاحب العقد قال قال الصمعي وقفت أعرابية
على عبد الرحن بن أب بكر الصديق رضى ال تعال عنهما فقالت إن أتيت من أرض شاسعة
تفضن خافضة وترفعن رافعة ف بوادي
برين لمي وهضن عظمي وتركنن والة قد ضاق ب البلد بعد الهل والولد وكثرة
من العدد ل قرابة تؤوين ول عشية تمين فسألت أحياء العرب من الرتي سيبه الأمون عيبه
الكثي نائله الكفي سائله فدللت عليك وأنا امرأة من هوازن فقدت الولد والوالد فاصنع ف
أمري واحدة من ثلث إما أن تسن صفدي وإما أن تقيم أودي وإما أن تردن إل بلدي قال
بل أجعهن لك ففعل ذلك با أعراب يستجدي خالد بن عبد ال القسري ودخل أعراب على
خالد بن عبد ال القسري فقال أصلح ال المي شيخ كبي حدته إليك بارية العظام ومؤرثة
626
جهرة خطب العرب
السقام ومطولة العوام فذهبت أمواله وذعذعت آباله وتغيت أحواله فإن رأي المي أن يبه
بفضله وينعشه بسجله ويرده إل أهله فقال كل ذلك وأمر له بعشرة الف درهم أعراب
يستجدي معن بن زائدة وقدم أعراب من بن كنانة على معن بن زائدة وهو باليمن فقال إن
وال ما أعرف سببا بعد السلم والرحم أقوي من رحلة مثلي من أهل السن والسب إليك
من بلده بل سبب ول وسيلة إل دعاءك إل الكارم ورغبتك ف العروف فإن رأيت أن تضعن
من نفسك بيث وضعت نفسي من رجائك فافعل فوصله وأحسن إليه
خطبة العراب السائل ف السجد الرام عن أب زيد قال بينا أنا ف السجد الرام
إذ وقف علينا أعراب فقال يا مسلمون إن المد ل والصلة على نبيه إن امرؤ من أهل هذا
اللطاط الشرقى الواصى أسياف تامة عكفت على سنون مش فاجتبت الذري وهشمت
العري وجشت النجم وأعجت البهم وهت الشحم والتحبت اللحم وأحجنت العظم
وغادرت التراب مورا والاء غورا والناس أوزاعا والنبط قعاعا والضهل جزاعا والقام جعجاعا
يصبحنا الاوي ويطرقنا العاوي فخرجت ل أتلفع بوصيدة ول أتفوت هبيدة فالبخصات وقعة
والركبات زلعة والطراف قفعة والسم مسلهم والنظر مدرهم أعشو فأغطش وأضحي
فأخفش أسهل ظالعا وأحزن راكعا فهل من آمر
بي أو داع بي وقاكم ال سطوة القادر وملكة الكاهر وسوء الوارد وفضوح
الصادر قال فأعطيته دينارا وكتبت كلمه واستفسرته ما ل أعرفه خطبة العراب السائل ف
السجد الامع بالبصرة وروى الاحظ قال قال أبو السن سعت أعرابيا ف السجد الامع
بالبصرة بعد العصر سنة ثلث وخسي ومائة وهو يقول أما بعد فإنا أبناء سبيل وأنضاء طريق
وفل سنة تصدقوا علينا فإنه ل قليل من الجر ول غن عن ال ول عمل بعد الوت أما وال إنا
لنقوم هذا القام وف الصدر حزازة وف القلب غصة صورة أخرى وروى أبو علي القال هذه
الطبة بصورة أخرى وهاكها عن يونس قال وقف أعراب ف السجد الامع ف البصرة فقال
قل النيل ونقص الكيل وعجفت اليل وال ما أصبحنا ننفخ ف وضح وما لنا ف الديوان وشة
627
جهرة خطب العرب
وإنا لعيال جربة فهل من معي أعانه ال يعي ابن سبيل ونضو طريق وفل سنة فل قليل من
الجر ول غن عن ال ول عمل بعد الوت
صورة أخرى ورواها صاحب العقد فقال وقف أعراب على حلقة يونس فقال
المد ل وأعوذ بال أن ذكر به وأنساه إنا أناس قدمنا الدينة ثلثون رجل ل ندفن ميتا ول
نتحول من منل وإن كرهناه فرحم ال عبدا تصدق على ابن سبيل ونضو طريق وفل سنة فإنه
ل قليل من الجر ول غن عن ال ول عمل بعد الوت يقول ال عز وجل من ذا الذي يقرض
ال قرضا حسنا إن ال ل يستقرض من عوز ولكن ليبلو خيار عباده أعراب يستجدي وقال
الدائن سعت أعرابيا يسأل وهو يقول رحم ال امرأ ل تج أذناه كلمي وقدم لنفسه معاذه من
سوء مقامي فإن البلد مدبة والدار مضيعة والال سيئة والياء زاجر ينهي عن كلمكم
والعدم عاذر يملن على إخباركم والدعاء إحدي الصدقتي فرحم ال امرأ أمر بي أو دعا بي
فقال له بعض القوم من الرجل فقال من ل تنفعكم معرفته ول تضركم جهالته ذل الكتساب
ينع من عز النتساب أعراب يستجدي وقال الصمعي أصابت العراب أعوام جدبة وشدة
وجهد فدخلت طائفة منهم البصرة وبي يديهم أعراب وهو يقول أيها الناس إخوانكم ف الدين
وشركاؤكم ف السلم عابرو سبيل
وأفلل بؤس وصرعى جدب تتابعت علينا سنون ثلثة غبت النعم وأهلكت النعم
فأكلنا مابقى من جلودها فوق عظامها فلم نزل نعلل بذلك أنفسنا ونن بالغيث قلوبنا حت
عاد منا عظاما وعاد إشراقنا ظلما وأقبلنا إليكم يصرعنا الوعر ويكننا السهل وهذه آثار
مصائبنا لئحة ف ساتنا فرحم ال متصدقا من كثي ومواسيا من قليل فلقد عظمت الاجة
وكسف البال وبلغ الجهود وال يزى التصدقي أعراب يستجدي وقال الصمعي كنت ف
حلقة بالبصرة إذ وقف علينا أعراب سائل فقال أيها الناس إن الفقر يهتك الجاب ويبز
الكعاب وقد حلتنا سنو الصائب ونكبات الدهور على مركبها الوعر فواسوا أبا أيتام ونضو
زمان وطريد فاقة وطريح هلكة رحكم ال أعراب يستجدى وقال الصمعي وقف أعراب علينا
628
جهرة خطب العرب
فقال يا قوم تتابعت علينا سنون بتغي وانتقاص فما تركت لنا هبعا ول ربعا ول عافطة ول
نافطة ول ثاغية ول راغبة فأماتت الزرع وقتلت الضرع وعندكم من مال ال فضل نعمة
فأعينون من عطية ما آتاكم ال وارحوا أبا أيتام ونضو زمان فلقد خلفت أقواما يرضون ول
يكفنون ميتهم ول ينتقلون من منل وإن كرهوه ولقد مشيت حت انتعلت الدماء وجعت حت
أكلت الثرى
أعرابية تستجدي وقال الصمعي وقفت أعرابية فقالت يا قوم سنة جردت وأيد
جدت وحال جهدت فهل من فاعل لي وآمر بي رحم ال من رحم فأقرض من ل يظلم
أعراب يستجدي ووقف أعراب بقوم فقال أشكو إليكم أيها الل زمانا كلح ف وجهه وأناخ
على بكلكله بعد نعمة من الال وثروة من الآل وغبطة من الال اعتورتن جدائده بنبل مصائبه
عن قسى نوائبه فما تركا ل ثاغيه اجتدي ضرعها ول راغية أرتي نفعها فهل فيكم من معي
على صرفه أو معد على حتفه فرد القوم عليه ول ينيلوه شيئا فأنشأ يقول قد ضاع من يأكل
من أمثالكم جودا وليس الود من فعالكم ل بارك ال لكم ف مالكم ول أزاح السوء عن
عيالكم فالفقر خي من صلح حالكم أعراب يستجدي وسع عدي بن حات رجل من
العراب وهو يقول يا قوم تصدقوا على شيخ معيل وعابر سبيل شهد له ظاهره وسع شكواه
خالقه بدنه مطلوب وثوبه مسلوب فقال له من أنت قال رجل من بن سعد ف دية
لزمتن قال فكم هى قال مائة بعي قال دونكما ف بطن الوادي أعراب يستجدي ووقف أعراب
على قوم فقال إنا رحكم ال أبناء سبيل وأنضاء طريق وقاسية رحم ال امرأ أعطي من سعة
وواسي من كفاف فأعطاه رجل درها فقال آجرك ال من غي أن يبتليك أعراب يستجدي
ووقف أعراب بقوم فقال يا قوم تتابعت علينا سنون جاد شداد ل يكن للسماء فيها رجع ول
للرض فيها صدع فنضب العد ونشف الوشل وأمل الصب وكلح الدب وشف الال
وكسف البال وشظف العاش وذهب الرياش وطرحتن اليام إليكم غريب الدار فأت الحل
ليس ل مال أرجع إليه ول عشية ألق با فرحم ال امرأ رحم اغتراب وجعل العروف جواب
629
جهرة خطب العرب
أعرابية تستجدي وخرج الهدى يطوف بعد هدأة من الليل فسمع أعرابية من
جانب السجد وهي تقول قوم متظلمون نبت عنهم العيون وفدحتهم الديون وعضتهم السنون
بادت رجالم وذهبت أموالم وكثر عيالم أبناء سبيل وأنضاء طريق وصية ال ووصية ال
ورسوله فهل من امرىء يي كله ال ف سفره وخلفه ف أهله فأمر نصيا الادم فدفع إليها
خسمائة درهم أعراب يستجدي ووقف أعراب ف شهر رمضان على قوم فقال يا قوم لقد
ختمت هذه الفريضة على أفواهنا من صبح أمس ومعي بنتان ل وال ما علمتهما تللتا بلل
فهل رجل كري يرحم اليوم مقامنا ويرد حشاشتنا منعه ال أن يقوم مقامه فإنه مقام ذل وعار
وصغار فافترق القوم ول يعطوه شيئا فالتفت إليهم حت تأملهم جيعا ث قال أشد وال على من
سوء حال وفاقت توهي فيكم الواساة انتعلوا الطريق لصحبكم ال
أعراب يستجدي وقام أعراب ليسأل فقال أين الوجوه الصباح والعقول الصحاح
واللسن الفصاح والنساب الصراح والكارم الرياح والصدور الفساح تعيذن من مقامي هذا
أعراب يستجدي ودعا أعراب ف طريق مكة فقال هل من عائد بفضل أو مواس من كفاف
فأمسك عنه فقال اللهم ل تكلنا إل أنفسنا فنعجز ول إل الناس فنضيع أعراب يستجدي وقف
أعراب فسأل قوما فقالوا له عليك بالصيارفة قال هناك وال قرارة اللؤم أعراب يستجدي وسأل
أعراب ناسا فقال جعل ال حظكم ف الي ول جعل حظ السائل منكم عذرة صادقة أعراب
يستجدي وسأل أعراب فقال له صب من جوف الدار بورك فيك فقال قبح ال هذا الفم لقد
تعلم الشر صغيا
أعراب يستجدي ووقف أعراب على قوم فمنعوه فقال اللهم اشغلنا بذكرك وأعذنا
من سخطك وأولنا إل عفوك فقد ضن خلقك برزقك فل تشغلنا با عندهم عن طلب ما
عندك وآتنا من الدنيا القنعان وإن كان كثيها يسخطك فل خي فيما يسخطك أعراب
يستجدي وقال أبو السن وقف علينا أعراب فقال أخ ف كتاب ال وجار ف بلد ال وطالب
خي من رزق ال فهل فيكم من مواس ف ال وسأل أعراب رجل فاعتل عليه فقال إن كنت
630
جهرة خطب العرب
كاذبا فجعلك ال صادقا أعراب يسأل رجل حاجة له أتى أعراب رجل ل تكن بينه وبينه حرمة
ف حاجة له فقال إن امتطيت إليك الرجاء وسرت على المل ووفدت بالشكر وتوسلت
بسن الظن فحقق المل وأحسن الثوبة وأكرم القصد وأت الود وعجل الراد
قولم ف بكاء الوت أعرابية تبكي ابنها وحجت أعرابية ومعها ابن لا فأصيبت به
فلما دفن قامت على قبه وهي وجعة فقالت وال يا بن لقد غذوتك رضيعا وفقدتك سريعا
وكأنه ل يكن بي الالي مدة ألتذ بعيشك فيها فأصبحت بعد النضارة والغضارة ورونق الياة
والتنسم ف طيب روائحها تت أطباق الثرى جسدا هامدا ورفاتا سحيقا وصعيدا جرزا أى بن
لقد سحبت الدنيا عليك أذيال الفنا وأسكنتك دارالبلي ورمتن بعدك نكبة الردي أي بن لقد
أسفر ل عن وجه الدنيا صباح داج ظلمه ث قالت أي رب ومنك العدل ومن خلقك الور
وهبته ل قرة عي فلم تتعن به كثيا بل سلبتنيه وشيكا ث أمرتن بالصب ووعدتن عليه الجر
فصدقت وعدك ورضيت قضاءك فرحم ال من ترحم على من استودعته الردم ووسدته الثري
اللهم ارحم غربته وأنس وحشته واستر عورته يوم تنكشف النات والسوءات
فلما أرادت الرجوع إل أهلها وقفت على قبه فقالت أى بن إن قد تزودت
لسفرى فليت شعرى ما زادك لبعد طريقك ويوم معادك اللهم إن أسألك له الرضا برضاي عنه
ث قالت استودعتك من استودعنيك ف أحشائي جنينا واثكل الوالدات ما أمض حرارة قلوبن
وأقلق مضاجعهن وأطول ليلهن وأقصر نارهن وأقل أنسهن وأشد وحشتهن وأبعدهن من
السرور وأقربن من الحزان فلم تزل تقول هذا ونوه حت أبكت كل من سعها وحدت ال
عز وجل واسترجعت وصلت ركعات عند قبه وانطلقت حديث امرأة سكنت البادية قريبا من
قبور أهلها وروى أبو علي القال عن عبد الرحن عن عمه قال دفعت يوما ف تلمسى بالبادية
إل واد خلء ل أنيس به إل بيت معتن بفنائه أعن وقد ظمئت فيممته فسلمت فإذا عجوز قد
برزت كأنا نعامة راخم فقلت هل من ماء فقالت أو لب فقلت ما كانت بغيت إل الاء فإذا
يسر ال اللب فإن إليه فقي فقامت إل قعب فأفرغت فيه ماء ونظفت غسله ث جاءت إل
631
جهرة خطب العرب
العن فتغيتن حت احتلبت قراب ملء القعب ث أفرغت عليه ماء حت رغا وطفت ثالته كأنا
غمامة بيضاء ث ناولتن إياه فشربت حت تببت ريا واطمأننت فقلت
إن أراك معتنة ف هذا الوادي الوحش واللة منك قريب فلو انضممت إل جنابم
فأنست بم فقالت يابن أخي إن لتس بالوحشة وأستريح إل الوحدة ويطمئن قلب إل هذا
الوادى الوحش فأتذكر من عهدت فكأن أخاطب أعيانم وأتراءى أشباحهم وتتخيل ل أندية
رجالم وملعب ولدانم ومندي أموالم وال يابن أخي لقد رأيت هذا الوادي بشع اللديدين
بأهل أدواح وقباب ونعم كالضاب وخيل كالذئاب وفتيان كالرماح يبارون الرياح ويمون
الصباح فأحال عليهم اللء قما بغرفة فأصبحت الثار دارسة والحال طامسة وكذلك سية
الدهر فيمن وثق به ث قالت ارم بعينك ف هذا الل التباطن فنظرت فإذا قبور نو أربعي أو
خسي فقالت أل ترى تلك الجداث قلت نعم قالت ما انطوت إل على أخ أو ابن أخ أو عم
أو ابن عم فأصبحوا قد ألأت عليهم الرض وأنا أترقب ما غالم انصرف راشدا رحك ال
حديث امرأة مات ابنها بي يديها عن عبد الرحن عن عمه قال دخلت على امرأة من العرب
بأعلى الرض ف خباء لا وبي يديها بن لا قد نزل به الوت فقامت إليه فأغمضته وعصبته
وسجته ث قالت
يابن أخي قلت ما تشائي قالت ما أحق من ألبس النعمة وأطيلت له النظرة أن ل
يدع التوثق من نفسه قبل حل عقدته واللول بعقوته والحالة بينه وبي نفسه قال وما يقطر
من عينها قطرة صبا واحتسابا ث نظرت إليه فقالت وال ما كان مالك لبطنك ول أمرك
لعرسك ث أنشدت تقول رحيب الذراع بالت ل تشينه وإن كانت الفحشاء ضاق با ذرعا
قولم ف الشكوى أعراب يشكو حاله عن عبد الرحن عن عمه قال قدم علينا البصرة رجل من
أهل البادية شيخ كبي فقصدته فوجدته يضب ليته فقال ما حاجتك فقلت بلغن ما خصك
ال به فجئتك أقتبس من علمك فقال أتيتن وأنا أخضب وإن الضاب لن علمات الكب
وطال وال ما غدوت على صيد الوحوش ومشيت أمام اليوش واختلت بالرداء وهؤت
632
جهرة خطب العرب
بالنساء وقريت الضيف وأرويت السيف وشربت الراح ونادمت الحجاح فاليوم قد حنان
الكب وضعف من البصر وجاء بعد الصفو الكدر ث قبض على ليته وأنشأ يقول شيب تغيبه
كيما تغر به كبيعك الثوب مطويا على حرق قد كنت كالغصن ترتاح الرياح له فصرت عودا
بل ماء ول ورق
صبا على الدهر إن الدهر ذو غي وأهله منه بي الصفو والرنق كلمات شت ف
الشكوى قيل لعرابية أصيبت بابنها ما أحسن عزاءك قالت إن فقدي إياه أمنن كل فقد سواه
وإن مصيبت به هونت على الصائب بعده ث انشأت تقول من شاء بعدك فليمت فعليك كنت
أحاذر ليت النازل والديار حفائر ومقابر وقيل لعراب كيف حزنك على ولدك قال ما ترك
هم الغداء والعشاء ل حزنا وقيل لعراب ما أنل جسمك قال سوء الغذاء وجدوبة الرعى
واختلف الموم ف صدري ث أنشأ يقول الم مال تضه لسبيله داء تضمنه الضلوع عظيم
ولربا استيأست ث أقول ل إن الذى ضمن النجاح كري وقيل لعراب قد أخذ به السن كيف
أصبحت قال أصبحت تقيدن الشعرة وأعثر ف البعرة قد أقام الدهر صعري بعد أن أقمت
صعره
وقال أعراب لقد كنت أنكر البيضاء فصرت أنكر السوداء فيا خي مبدول ويا شر
بدل وذكر أعراب منل باد أهله فقال منل وال رحلت عنه ربات الدور وأقامت فيه رواحل
القدور وقد اكتسى بالنبات كأنا ألبس اللل وكان أهله يعفون فيه اثار الرياح وأصبحت
الريح تعفو آثارهم فالعهد قريب واللتقى بعيد وذكر أعراب قوما تغيت أحوالم فقال أعي
وال كحلت بالعبة بعد البة وأنفس لبست الزن بعد السرور وذكر أعراب قوما تغيت
حالم فقال كانوا وال ف عيش رقيق الواشى فطواه الدهر بعد سعة حت لبسوا أيديهم من
القر ول أر صاحبا أغر من الدنيا ول ظالا أغشم من الوت ومن عصف عليه الليل والنهار
أردياه ومن وكل به الوت أفناه ووقف أعراب على دار قد باد أهلها فقال دار وال معتصرة
للدموع حطت با السحاب أثقالا وجرت با الرياح أذيالا
633
جهرة خطب العرب
وذكر أعراب رجل تغيت حاله فقال طويت صحيفته وذهب رزقه فالبلء مسرع
إليه والعيش عنه قابض كفيه وذكر أعراب رجل ضاق عيشه سعة فقال كان وال ف ظل عيش
مدود فقدحت عليه من الدهر زند غي كابية وذكر أعراب مصيبة نالته فقال مصيبة وال
تركت سود الرءوس بيضا وبيض الوجوه سودا وهونت الصائب بعدها وذكر أعراب قطيعة
بعض إخوانه فقال صفرت عياب الود بين وبينه بعد امتلئها وأقفرت وجوه كانت بائها فأدبر
ما كان مقبل وأقبل ما كان مدبرا وقيل لعراب ما أذهب شبابك قال من طال أمده وكثر
ولده ودف عدده وذهب جلده ذهب شبابه وسئل أعراب عن سفر أكدي فيه فقال ما غنمنا
إل ما قصرنا ف صلتنا فأما ما أكلته الواجر ولقيته منا الباعر فأمر استخففناه لا أملناه
وقالت امرأة من العراب أصبحنا ما يرقد لنا فرس وما ينام لنا حرس وقال أعراب
مضي لنا سلف أهل تواصل اعتقدوا مننا واتذوا اليادى ذخية لن بعدهم يرون اصطناع
العروف عليهم فرضا لزما وإظهار الب واجبا ث جاء الزمان ببني اتذوا منهم بضاعة وبرهم
مرابة وأياديهم تارة واصطناع العروف مقارضة كنقد خذ من وهات وقيل لعراب ف
مرضه ما تشتكى قال تام العدة وانقضاء الدة ونظر أعراب إل رجل يشكو ما هو فيه من
الضيق والضر فقال يا هذا أتشكو من يرحك إل من ل يرحك ووصف أعراب الدنيا فقال
هي رنقة الشارب جة الصائب ل تتعك الدهر بصاحب وقال أعراب حسبك من فساد الدنيا
أنك ترى أسنمة توضع وأخفافا ترفع والي يطلب عند غي أهله والفقي قد حل غي مله
وقيل لعراب كيف ابنك وكان به عاقا قال عذاب ل يقاومه الصب وفائدة ل يب
فيها الشكر فليتن قد استودعته القب عن الصمعي قال قيل لعراب قدم الضرة ما أقدمك قال
الي الذى يغطى العي وأصيب أعراب بابن له فقال وقد قيل له اصب أعلي ال أتلد أم ف
مصيبت أتبلد وال للجزع من أمره أحب إل الن من الصب لن الزع استكانة والصب قساوة
ولئن ل أجزع من النقص ل أفرح بالزيد وقيل لعراب ل ل تضرب ف الرض فقال ينعن من
ذلك طفل بارك ولص سانك ث إن لست بعد ذلك واثقا بنجح طلبت ول معتقدا قضاء
634
جهرة خطب العرب
حاجت ول راجيا عطف قرابت لن أقدم على قوم أطغاهم الشيطان واستمالم السلطان
وساعدهم الزمان وأسكرهم حداثة السنان وقال بعض العراب نالنا وسى وخلفه ول
فالرض كأنا وشى
عبقري ث أتتنا غيوم جراد بناجل حواد فخربت البلد وأهلكت العباد فسبحان من
يهلك القوى الكول بالضعيف الأكول قولم ف العتاب والعتذار عاتب أعراب أباه فقال يا
أبت إن عظيم حقك على ل يذهب صغي حقي عليك والذى تت به إل أمت مثله إليك
ولست أزعم أنا سواء ولكن أقول ل يل لك العتداء وقال أعراب لصديق استبطأه فلمه
كانت ب إليك زلة ينعن من ذكرها ما أملت من تاوزك عنها وليس أعتذر إليك منها إل
بالقلع عنها وقال اخر لبن عم له وال ما أعرف تقصيا فأقلع ول ذنبا فأعتب ولست أقول
إنك كذبت ول إنن أذنبت وقال اخر لبن عم له سأتطى ذنبك إل عذرك وإن كنت من
أحدها على يقي ومن الخر على شك ولكن ليتم العروف من إليك وتقوم الجة ل عليك
وعذلت أعرابية أباها ف الود وإتلف ماله فقالت حبس الال أنفع للعيال من بذل الوجه ف
السؤال فقد قل النوال وكثر البخال وقد أتلفت
الطارف والتلد وبقيت تطلب ما ف أيدي العباد ومن ل يفظ ما ينفعه أو شك أن
يسعي فيما يضره قولم ف الدح دخل أعراب على بعض اللوك فقال رأيتن فيما أتعاطي من
مدحك كالخب عن ضوء النهار الباهر والقمر الزاهر الذى ل يفي على الناظر وأيقنت أن
حيث انتهي ب القول منسوب إل العجز مقصر عن الغاية فانصرفت عن الثناء عليك إل
الدعاء لك ووكلت الخبار عنك إل علم الناس بك وأثن أعراب على رجل فقال إن خيك
لسريح وإن منعك لريح وإن رفدك لربيح عن عبد الرحن عن عمه قال سعت أعرابيا من بن
كلب يذكر رجل فقال كان وال الفهم منه ذا أذني والواب ذا لساني ل أر أحدا كان
أرتق للل رأي منه ول أبعد مسافة روية ومراد طرف إنا يرمي بمته حيث أشار إليه الكرم
وما زال وال يتحسى مرارة أخلق الخوان ويسقيهم عذوبة أخلقه وقال سعت أعرابيا ذكر
635
جهرة خطب العرب
رجل فقال كان وال للخاء وصول وللمال بذول وكان الوفاء بما عليه كفيل ومن فاضله
كان مفضول
ووصف أعراب رجل فقال ذاك وال من ينفع سلمه ويتواصف حلمه ول بستمرآ
ظلمه إن قال فعل وإن ول عدل وذكر أعراب قوما فقال أدبتهم الكمة وأحكمتهم التجارب
ول تغررهم السلمة النطوية على اللكة وجانبوا التسويف الذى به قطع الناس مسافة آجالم
فذلت ألسنتهم بالوعد وانبسطت أيديهم بالناز فأحسنوا القال وشفعوه بالفعال عن عبد
الرحن عن عمه قال وصفت أعرابية زوجها بكارم الخلق عند أمها فقالت يا أمه من نشر
ثوب الثناء فقد أدي واجب الزاء وف كتمان الشكر جحود لا وجب من الق ودخول ف
كفر النعم فقالت لا أمها أي بنية أطبت الثناء وقمت بالزاء ول تدعي للذم موضعا إن
وجدت من عقل ل يعجل بذم ول ثناء إل بعد اختبار فقالت يا أمه ما مدحت حت اختبت
ول وصفت حت عرفت ووصف بعض العراب أميا فقال إذا أوعد أخر وإذا وعد عجل
وعيده عفو ووعده إباز ونعت أعراب رجل فقال كأن اللسن والقلوب ريضت له فما تنعقد
إل على وده ول تنطق إل بمده
وذكر رجل عند أعراب فوقع فيه قوم فقال أما وال إنه لكلكم للمأدوم وأعطاكم
للمغروم وأكسبكم للمعدوم وأعطفكم على الحروم وأعطى رجل أعرابيا فأكثر له فقال له
العراب إن كنت جاوزت قدري عند نفسي فقد بلغت أملي فيك ومدح أعراب رجل فقال
كان وال يعن ف طلب الكارم غي ضال ف معارج طرقها ول متشاغل عنها بغيها ودخل
أعراب على رجل من الولة فقال أصلح ال المي اجعلن زماما من أزمتك يربا العداء فإن
مسعر حرب وركاب نب شديد على العداء لي على الصدقاء منطوي الصيلة قليل الثميلة
غرار النوم قد غذتن الرب بأفاويقها وحلبت الدهر أشطره ول تنعك من الدمامه فإن من
تتها شهامة
636
جهرة خطب العرب
ومدح أعراب رجل فقال ذاك وال فسيح الدب مستحكم السبب من أي أقطاره
أتيته تثن عليه بكرم فعال وحسن مقال ومدح أعراب رجل فقال كان وال يغسل من العار
وجوها مسودة ويفتح من الرأى عيونا منسدة وذكر أعراب قوما عبادا فقال تركوا وال النعيم
ليتنعموا لم عبات متدافقة وزفرات متتابعة ل تراهم إل ف وجه وجيه عند ال وذكر أعراب
قوما فقال ما رأيت أسرع إل داع بليل على فرس حسيب وجل نيب ث ل ينتظر الول
السابق الخر اللحق وذكر أعراب قوما فقال جعلوا أموالم مناديل أعراضهم فالي بم زائد
والعروف لم شاهد يعطونا بطيبة أنفسهم إذا طلبت إليهم ويباشرون العروف بإشراق الوجوه
إذا بغى لديهم وذكر أعراب قوما فقال وال ما أنالوا شيئا بأطراف أناملهم إل وطئناه بأخاص
أقدامنا وإن أقصي ههم لدن فعالنا
وذكر أعراب أميا فقال إذا ول ل يطابق بي جفونه وأرسل العيون على عيونه فهو
غائب عنهم شاهد معهم فالحسن راج والسىء خائف وذكر أعراب رجل بباعة النطق فقال
كان وال بارع النطق جزل اللفاظ عرب اللسان فصيح البيان رقيق حواشى الكلم بليل الريق
قليل الركات ساكن الشارات وذكر أعراب رجل فقال رأيت له حلما وأناة يدثك الديث
على مقاطعه وينشد الشعر على مدارجه فل تسمع له لنا ول إحالة وذكر أعراب قوما فقال
الت سيوفهم أل تقضى دينا عليهم ول تضيع حقا لم فما أخذ منهم مردود إليهم وما أخذوا
متروك لم ومدح أعراب رجل فقال ما رأيت عينا قط أخرق لظلمة الليل من عينه ولظة أشبه
بلهيب النار من لظته له هزة كهزة السيف إذا طرب وجرأة كجرأة الليث إذا غضب ومدح
أعراب رجل فقال كانت ظلمة ليله كضوء ناره امرا بارتياد وناهيا عن فساد لبيب السوء غي
منقاد
وذكر أعراب رجل فقال اشترى وال عرضه من الذي فلو كانت الدنيا له فأنفقها
لرأي بعدها عليه حقوقا وكان منهاجا للمور الشكلة إذا تناجز الناس باللئمة وذكر أعراب
رجل فقال يفوق الكلمة على العن فتمرق مروق السهم من الرمية فما أصاب قتل وما أخطأ
637
جهرة خطب العرب
أشوى وما غطغط له سهم منذ ترك لسانه ف فيه وذكر أعراب أخاه فقال كان وال ركوبا
للهوال غي ألوف للحجال إذا أرعد لقوم من غي قر يهي نفسا كرية على قومها غي مبقية
لغد ما ف يومها ومدح أعراب رجل فقال كان وال من شجر ل يلف ثره ومن بر ل ياف
كدره وذكر أعراب رجل فقال ذاك وال فت رماه ال بالي ناشئا فأحسن لبسه وزين به نفسه
ومدح أعراب رجل فقال يصم أذنيه عن استماع النا ويرس لسانه عن التكلم به
فهو الاء الشريب والصقع الطيب وذكر أعراب رجل فقال ذاك رجل سبق إل معروفه قبل
طلب إليه فالعرض وافر والوجه بائه وما أستقل بنعمة إل أقفلن بأخري وذكر أعراب رجل
فقال ذاك رضيع الود والفطوم به عقيم عن الفحشاء معتصم بالتقوى إذا حذفت اللسن عن
الرأى حذف بالصواب كما يذف الرنب فإن طالت الغاية ول يكن من دونا ناية تثل أمام
القوم سابقا وذكر أعراب رجل فقال إن جليسه لطيب عشرته أطرب من البل على الداء
وتهل على الغناء وذكر أعراب رجل فقال كان له علم ل يالطه جهل وصدق ل يشوبه
كذب كأنه الوبل عند الحل وذكر أعراب رجل فقال ما رأيت أعشق للمعروف منه وما
رأيت النكر أبغض لخذ بغضه له
وقدم أعراب البادية وقد نال من بن برمك فقيل له كيف رأيتهم قال رأيتهم وقد
أنست بم النعمة كأنا من ثيابم وذكر أعراب رجل فقال ما زال يبن الجد ويشتري المد
حت بلغ منه الهد ودخل أعراب على بعض اللوك فقال إن جهل أن يقول الادح بلف ما
يعرف من المدوح وإن وال ما رأيت أعشق للمكارم ف زمان اللؤم منك وأنشد مال أري
أبوابم مهجورة وكأن بابك ممع السواق حابوك أم هابوك أم شاموا الندى بيديك فاجتمعوا
من الفاق إن رأيتك للمكارم عاشقا والكرمات قليلة الشاق وضل أعراب الطريق ليل فلما
طلع القمر اهتدي فرفع رأسه إليه فقال ما أدري ما أقول أأقول رفعك ال فقد رفعك أم أقول
نورك ال فقد نورك أم أقول حسنك ال فقد حسنك أم أقول عمرك ال فقد عمرك ولكن
638
جهرة خطب العرب
أقول جعلن ال فداك وذكر أعراب قومه فقال كانوا وال إذا اصطفوا تت القتام خطرت بينهم
السهام بوفود المام وإذا تصافحوا بالسيوف فغرت النايا أفواهها فرب
يوم عارم قد أحسنوا أدبه وحرب عبوس قد ضاحكتها أسنتهم وخطب شئز قد
ذللوا مناكبه ويوم عماس قد كشفوا ظلمته بالصب حت ينجلي إنا كانوا البحر الذي ل ينكش
غماره ول ينهنه تياره ووصف أعراب رجل فقال هو أطهر من الاء وأرق طباعا من الواء
وأمضى من السيل وأهدى من النجم ووصف أعراب قومه فقال ليوث حرب وليوث جدب إن
قاتلوا أبلوا وإن بذلوا أفنوا وقال الصمعي سعت أعرابيا يقول إذا ثبتت الصول ف القلوب
نطقت اللسنة بالفروع وال يعلم أن قلب لك شاكر ولسان ذاكر ومال أن يظهر الود
الستقيم من الفؤاد السقيم وسئل أعراب عن قومه فقال يقتلون الفقر عند شدة القر وأرواح
الشتاء وهبوب الربياء بأسنمة الزور ومترعات القدور تسن وجوههم عند طلب العروف
وتعبس عند لعان السيوف
ووصف أعراب قوما فقال لم جود كرام اتسعت أحوالا وبأس ليوث تتبعها أشبالا
وهم ملوك آنفسحت آمالا وفخر صميم آباد شرفت أحوالا قولم ف الذم وذكر أعراب قوما
فقال أولئك سلخت أقفاؤهم بالجاء ودبغت وجوههم باللؤم لباسهم ف الدنيا اللمة وزادهم
إل الخرة الندامة وذكر أعراب قوما فقال لم بيوت تدخل حبوا إل غي نارق ول وسائد
فصح اللسن برد السائل جعاد الكف عن النائل وقال أعراب لقد صغر فلنا ف عين عظم
الدنيا ف عينه وكأنا يري السائل إذا أتاه ملك الوت إذا راه وسئل أعراب عن رجل فقال ما
ظنكم بسكي ل يفيق يتهم الصديق ويعصي الشفيق ليكون ف موضع إل حرمت فيه الصلة
ولو أفلتت كلمه سوء ل تضر إل إليه ولو نزلت لعنة من السماء ل تقع إل عليه
وذكر أعراب رجل فقال إن فلنا ليعدى بإثه من تسمى باسه ولئن خيبن فلرب
باقية قد ضاعت ف طلب رجل كري وذكر أعراب رجل فقال تغدوإليه مراكب الضللة فترجع
من عنده ببذور الثام معدم ما تب مكثر ما تكره وصاحب السوء قطعة من النار وقال أعراب
639
جهرة خطب العرب
لرجل أنت وال من إذا سأل ألف وإذا سئل سوف وإذا حدث حلف وإذا وعد أخلف تنظر
نظر حسود وتعرض إعراض حقود وسافر أعراب إل رجل فحرمه فقال لا سئل عن سفره ما
ربنا ف سفرنا إل ما قصرنا من صلتنا فأما الذي لقينا من الواجر ولقيت منا الباعر فعقوبة
لنا فيما أفسدنا من حسن ظننا ث أنشأ يقول رجعنا سالي كما خرجنا وما خابت سرية سالينا
وذكر أعراب رجل فقال كان إذا ران قرب من حاجب حاجبا فأقول له ل تقبح وجهك إل
قبحه فوال ما أتيتك لطمع راغبا ول لوف راهبا وذم أعراب رجل فقال عبد الفعال حر القال
عظيم الرواق دنء الخلق الدهر يرفعه ونفسه تضعه وقال أعراب دخلت البصرة فرأيت ثياب
أحرار على أجساد عبيد إقبال
حظهم إدبار حظ الكرام شجر أصوله عند فروعه شغلهم عن العروف رغبتهم ف
النكر وذكر أعراب رجل فقال ذاك سم الجالس أعيا ما يكون عند جلسائه أبلغ ما يكون عند
نفسه وذكر أعراب رجل فقال ذلك من يداوي عقله من الهل أحوج منه إل من يداوي عقله
من الرض إنه ل مرض أوجع من قلة عقل وذكر أعراب رجل ل يدرك بثأره فقال كيف يدرك
بثأره من ف صدره من البلغم حشو مرقعة لو دقت بوجهه الجارة لرضها ولو خل بالكعبة
لسرقها وذكر أعراب رجل فقال تسهر وال زوجته جوعا إذا سهر الناس شبعا ث ل ياف مع
ذلك عاجل عار ول اجل نار كالبهيمة أكلت ما جعت ونكحت ما وجدت وسع أعراب
رجل يزعق فقال ويك إنا يستجاب لؤمن أو مظلوم ولست بواحد منهما وأراك يف عليك
ثقل الذنوب فيحسن عندك مقابح العيوب
وذكر أعراب رجل بضعف فقال سيء الروية قليل التقية كثي السعاية ضعيف
النكاية وذكر أعراب رجل فقال عليه كل يوم من فعله شاهد بفسقه وشهادات الفعال أعدل
من شهادات الرجال وذكر أعراب رجل بذلة فقال عاش خامل ومات موتورا وقال أعراب
لرجل شريف البيت دن المة ما أحوجك أن يكون عرضك لن يصونه فتكون فوق ما أنت
دونه وذكر أعراب رجل فقال إن حدثته يسابقك إل ذلك الديث وإن سكت عنه أخذ ف
640
جهرة خطب العرب
الترهات وذكر أعراب رجل راكبا هواه فقال وال لو أقصد إل ما يهواه من الطرق إل الياه
أفقره ذلك أو أغناه وقال أعراب ليت فلنا أقالن من حسن ظن به فأختم بصواب إذ بدأت
بطأ ولكن من ل تكمه التجارب أسرع بالدح إل من يستوجب الذم وبالذم إل من
يستوجب الدح
وقال أعراب لرجل هل أنت إل أنت ل تغي ولو كنت من حديد ممي ووضعت
على عي ل تذب وقال أعراب لخيه قد كنت نيتك أن تدنس عرضك بعرض فلن وأعلمك
أنه سي الال مهرول العروف من الرزوقي فجأة قصي عمر الغن طويل عمر الفقر وقال
أعراب ل ترك ال ما ف سلمي ناقة حلتن إليك وللداعي عليها أحق بالدعاء عليه إذ كلفها
السي إليك وذكر أعراب رجل فقال ل يؤنس جارا ول يؤهل دارا ول يبعث نارا وذكر أعراب
امرأة قبيحة فقال ترخي ذيلها على عرقوب نعامة وتسدل خارها على وجه كالعالة وقال
أعراب لمرأة وال إنك لشرفة الذني جاحظة العيني ذات خلق متضائل يعجبك الباطل إن
شبعت بطرت وإن جعت صخبت وإن رأيت حسنا دفنته وإن رأيت سيئا أذعته تكرمي من
حقرك وتقرين من أكرمك
وسأل أعراب رجل فحرمه فقال له أخوه نزلت وال بواد غي مطور وأتيت رجل
بك غي مسرور فلم تدرك ما سألت ول نلت ما أملت فارتل بندم أو أقم على عدم ودخلت
أعرابية على حدونة بنت الهدي فلما خرجت سئلت فقالت وال لقد رأيتها فما رأيت طائل
كأن بطنها قربة كأن ثديها دبة كأن استها رفعة كأن وجهها وجه ديك قد نفش عفريته يقاتل
ديكا وذم أعراب رجل فقال أفسد اخرته بصلح دنياه ففارق ما أصلح غي راجع إليه وقدم
على ما أفسد غي منتقل عنه ولو صدق رجل نفسه ما كذبته ولو ألقى زمامه أوطأه راحلته
قال الصمعي سعت أعرابية تقول لرجل تاصمه وال لو صور الهل لظلم معه النهار ولو
صور العقل لضاء معه الليل وإنك من أفضلهما لعدم فخف ال واعلم أن من ورائك حكما
641
جهرة خطب العرب
ل يتاج الدعي عنده إل إحضار بينة وقال أعراب يعيب قوما هم أقل الناس ذنوبا إل أعدائهم
وأكثرهم جرما إل أصدقائهم يصومون عن العروف ويفطرون على الفحشاء
ووصف أعراب رجل فقال صغي القدر قصي الشب ضيق الصدر لئيم النجر عظيم
الكب كثي الفخر وذكر أعراب أميا فقال يقضي بالعشوة ويطيل النشوة ويقبل الرشوه وسع
عمر بن الطاب رضى ال تعال عنه أعرابيا يقول اللهم اغفر لم أوف قال ومن أم أوف قال
امرأت وإنا لمقاء مرغامة أكول قامة ل تبقي لا حامة غي أنا حسناء فل تفرك وأم غلمان
فل تترك عن عبد الرحن عن عمه قال سعت امرأة من العرب تاصم زوجها وهي تقول وال
إن شربك لشتفاف وإن ضجعتك لنعاف وإن شلتك للتفاف وإنك لتشبع ليلة تضاف
وتنام ليلة تاف فقال لا وال إنك لكرواء الساقي قعواء الفخذين مقاء الرفغي مفاضة
الكشحي ضيفك جائع وشرك شائع
عن عبد الرحن عن عمه قال مر أعراب برجل يكن أبا الغمر وكان ضخما جسيما
وكان بوابا لبعض اللوك فقال أعن الفقي السي فقال ما ألف سائلكم وأكثر جائعكم أراحنا
ال منكم فقال له العراب لو فرق قوت جسمك ف جسوم عشرة منا لكفانا طعامك ف يوم
شهرا وإنك لعظيم السرطة شديد الضرطة لو ذرى ببقتك بيدر لكفته ريح الربياء قولم ف
الغزل سئل أعراب عن امرأة فقال هي أرق من الواء وأطيب من الاء وأحسن من النعماء وأبعد
من السماء وذكر أعراب امرأة فقال لا جلد من لؤلؤ مع رائحة السك وف كل عضو منها
شس طالعة وذكر أعراب مرأة فقال كاد الغزال أن يكونا لول ما ت منها وما نقص منه وذكر
أعراب نسوة خرجن متنهات فقال وجوه كالدناني وأعناق كأعناق اليعافي وأوساط كأوساط
الزنابي أقبلن إلينا بجول تفق وأوشحة تعلق وكم أسي لن وكم مطلق
ووصف أعراب امرأة حسناء فقال تبسم عن خش اللثات كأقاحي النبات فالسعيد
من ذاقه والشقى من راقه وذكر أعراب امرأة فقال هي السقم الذي ل برء منه والبء الذى
لسقم معه وهي أقرب من الشا وأبعد من السما ووصف أعراب امرأة فقال بيضاء جعدة ل
642
جهرة خطب العرب
يس الثوب منها إل مشاشة كتفيها وحلمة ثدييها ورضفى ركبتيها ورانفت أليتيها وأنشد أبت
الروادف والثدى لقمصها مس البطون وأن تس ظهورا وإذا الرياح مع العشى تناوحت نبهن
حاسدة وهجن غيورا وذكر أعراب امرأة فقال تلك شس باهت با الرض شس سائها وليس
ل شفيع ف اقتضائها وإن نفسي لكتوم لدائها ولكنها تفيض عند امتلئها وقال أعراب ف امرأة
ودعها للمسي وال ما رأيت دمعة ترقرق من
عي بإثد على ديباجة خد أحسن من عبة أمطرتا عينها فأعشت با قلب وقال
أعراب إن ل قلبا مروعا وعينا دموعا فماذا يصنع كل واحد منهما بصاحبه مع أن داءها
دواؤها وسقمهما شفاؤها وقال أعراب ما أشد جولة الرأي عند الوي وفطام النفس عن
الصبا ولقد تقطعت كبدي لوم العاذلي للعاشقي قرطة ف اذانم ولو عات الب نيان ف
أبدانم مع دموع علىالغان كغروب السوان وذكر أعراب امرأة فقال لقد نعمت عي نظرت
إليها وشقي قلب تفجع عليها ولقد كنت أزورها عند أهلها فيحب ب طرفها ويتجهمن
لسانا قيل له فما بلغ من حبك لا قال إن ذاكر لا وبين وبينها عدوة الطائر فأجد لذكرها
ريح السك وقال أعراب الوي هوان ولكن غلط باسه وإنا يعرف من يقول من أبكته النازل
والطلول وذكر أعراب امرأة فقال إن لسان لذكرها لذلول وإن حبها لقلب لقتول وإن قصي
الليل با ليطول
ووصف أعراب نساء ببلغة وجال فقال كلمهن أقتل من النبل وأوقع بالقلب من
الوبل بالحل فروعهن أحسن من فروع النخل وقال أعراب دخلت البصرة فرأيت أعينا دعجا
وحواجب زجا يستحب الثياب ويسلب اللباب وذكر أعراب نساء فقال ظعائن ف سوالفهن
طول غي قبيحات العطول إذا مشي أسبلن الذيول وإن ركب أثقلن المول وقال أعراب لقد
رأيت بالبصرة برودا كأنا صبغت بأنوار الربيع فهي تروع واللبس لا أروع وقال أعراب
شيعنا الي وفيهم أدوية السقام فقرأن بالدق السلم وخرست اللسن عن الكلم وسئلت
أعرابية عن الوى فقالت لمتع الوى بلكه ول ملي
643
جهرة خطب العرب
بسلطانه وقبض ال يده وأوهن عضده فإنه جائر ل ينصف ف حكم أعمى ل ينطق
بعدل ول يقصر ف ظلم ول يرعوى لذم ول ينقاد لق ول يبقى على عقل وفهم لو ملك
الوى وأطيع لرد المور على أدبارها والدنيا على أعقابا وسئل أعراب عن الوى فقال هو داء
تداوى به النفوس الصحاح وتسل منه الرواح وهو سقم مكتتم وحيم مضطرم فالقلوب له
منضجة والعيون ساكبة ووصف أعراب امرأة يبها فقال هي زينة الضور وباب من أبواب
السرور ولذكرها ف الغيب والبعد عن الرقيب أشهى إلينا من كل ولد ونسيب وبا عرف
فضل الور العي واشتيق با إليهن يوم الدين ووصف أعراب نساء فقال يلتثمن على السبائك
ويتشحن علىالنيازك ويأتزرن على العوانك ويرتفقن على الرائك ويتهادين على الدرانك
ابتسامهن وميض عن وليع كالغريض وهن إل الصبا صور وعن النا نور
قولم ف الوصف أعراب يصف مطرا عن عبد الرحن عن عمه قال سئل أعراب عن
مطر فقال استقل سد مع إنتشار الطفل فشصا واحزأل ث اكفهرت أرجاؤه واحومت أرحاؤه
وابذعرت فوارقه وتضاحكت بوارقه واستطار وادقة وارتتقت جوبه وارتعن هيدبه وحشكت
أخلفه واستقلت أرادفه وانتشرت أكنافه فالرعد مرتس والبق متلس والاء منبجس فأترع
الغدر وانتبث الوجر وخلط الوعال بالجال وقرن الصيان بالرئال
فللودية هدير وللشراج خرير وللتلع زفي وحط النبع والعتم من القلل الشم إل
القيعان الصحم فلم يبق ف القلل إل معصم مرنتم أو داحض مرجم وذلك من فضل رب
العالي على عباده الذنبي أعراب يصف مطرا عن الصمعي قال سعت أعرابيا من غن يذكر
مطرا أصاب بلدهم ف غب جدب فقال تدارك ربك خلقه وقد كلبت المال وتقاصرت
المال وعكف الياس وكظمت النفاس وأصبح الاشي مصرما والترب معدما وجفيت اللئل
وامتهنت العقائل فأنشأ سحابا ركاما كنهورا سجاما بروقه متألقة ورعوده متقعقعة فسح
ساجيا راكدا ثلثا غي ذي فواق ث أمر ربك الشمال فطحرت ركامه وفرقت جهامه فانقشع
ممودا وقد أحيا
644
جهرة خطب العرب
وأغن وجاد فأروى والمد ل الذي لتكت نعمه ول تنفد قسمه ول ييب سائله
ول ينر نائله أعراب يصف مطرا عن الصمعي قال سألت أعرابيا من بن عامر بن صعصعة
عن مطر صاب بلدهم فقال نشأ عارضا فطلع ناهضا ث ابتسم وامضا فأعس ف القطار
فأسجاها وامتد ف الفاق فغطاها ث ارتز فهمهم ث دوى فأظلم فأرك ودث وبغش وطش قم
قطقط فأفرط ث دي فأغمط ث ركد فأشجم ث وبل فسجم وجاد فأنعم فقمس الربا وأفرط
الزب سبعا تباعا ما يريد انقشاعا حت إذا ارتوت الزون وتضحضحت التون ساقه ربك إل
حيث شاء كما جلبه من حيث شاء
ثلثة غلمة من العراب يصفون مطرا عن الصمعي قال مررت بغلمة من العراب
يتماقلون ف غدير فقلت لم أيكم يصف ل الغيث وأعطيه درها فخرجوا إل فقالوا كلنا وهم
ثلثة فقلت لم صفوا فأيكم ارتضيت وصفه أعطيته الدرهم فقال أحدهم عن لنا عارض قصرا
تسوقه الصبا وتدوه النوب يبو حبوالمتنك حت إذا ازلمت صدوره وانتحلت خصوره
ورجع هديره وصعق زئيه واستقل نشاصه وتلم خصاصه وارتعج ارتعاصه وأوفدت سقابه
وامتدت أطنابه تدارك ودقة وتألق برقة وحفزت تواليه وانسفحت عزاليه فغادر الثرى عمدا
والعزاز ثئدا والث عقدا والضحاضح متواصية والشعاب متداعية
وقال الخر تراءت الخايل من القطار تن حني العشار وتترامي بشهب النار
قواعدها متلحكة وبواسقها متضاحكة وأرجاؤها متقاذفة وأعجازها مترادفة وأرحاؤها
متراصفة فوصلت الغرب بالشرق والوبل بالودق سحا دراكا متتابعا لكاكا فضحضحت
الفاجف وأنرت الصفاصف وحوضت الصالف ث أقلعت ممودة الثار مرموقة اليار فقال
الثالث وال ما خلته بلغ خسا فقال هلم الدرهم أصفه لك فقلت ل أو تقول كما قال قال
لبذنما وصفا ولوقفنهما رصفا فقلت هات ل أبوك فقال بينما الاضر بي الباس والبلس
قد غمرهم الشفاق رهبة الملق وقد جفت النواء ورفرف البلء واستول القنوط على
645
جهرة خطب العرب
القلوب وكثر الستغفار من الذنوب ارتاح ربك لعباده فأنشأ سحابا مستهجرا كنهورا
معنونكا ملولكا ث استقل واخزأل فصار كالسماء دون السماء
وكالرض الدحوة ف لوح الواء فأحسب السهول وأتأق الجول وأحيا الرجاء
وأمات الضراء وذلك من فضل رب العالي قال فمل وال اليفع صدري فأعطيت كل واحد
درها وكتبت كلمهم أعراب يصف مطرا عن الصمعي قال سألت أعرابيا عن مطر صابم
بعد جدب فقال ارتاح لنا ربك بعد ما استول على الظنون وخامر القلب القنوط فأنشأ بنوء
البهة قزعة كالفرض من قبل العي فاحزألت عند ترجل النهار لزميم السرار حت إذا نضت
ف الفق طالعة أمر مسخرها النوب فتنسمت لا فانتشرت أحضانا واحومت أركانا وبسق
عنانا واكفهرت رحاها وانبعجت كلها وذمرت أخراها أولها ث استطارت عقائقها
وتقعقعت صواعقها ث ارثعنت جوانبها وتداعت سواكبها ودرت حوالبها فكانت الرض طبقا
سح فهضب وعم فأحسب فعل القيعان وضحضح
الغيطان وجوخ الضواج وأترع الشراج فالمد ل الذى جعل كفاء إساءتنا
إحسانا وجزاء ظلمنا غفرانا أعراب يصف مطرا عن عبد الرحن عن عمه قال سعت أعرابيا من
بن عامر بن لوى بن صعصعة يصف مطرا فقال نشأ عند القصر بنوء الغفر حبيا عارضا
ضاحكا وامضا فكل ول ما كان حت شجيت به أقطار الواء واحتجبت به السماء ث أطرق
فاكفهر وتراكم فادلم وبسق فازلم ث حدت به الريح فحن فالبق مرتعج والرعد متبوج
والرج متبعج فأثجم ثلثا متحيا هثهاثا أخلفه حاشكة ودفعه متواشكة وسوامه متعاركة ث
ودع منجما وأقلع متهما ممود البلء مترع النهاء مشكور النعماء بطول ذي الكبياء
أعراب يصف مطرا عن أب عبيدة قال خرج النعمان ف بعض أيامه ف عقب ساء
فلقي أعرابيا على ناقة فأمر فأت به قال كيف تركت الرض وراءك فقال فيح رحاب منها
السهول ومنها الصعاب منشوطة بيالا حاملة لثقالا قال إنا سألتك عن السماء قال مطلة
مستقلة على غي سقاب ول أطناب يتلف عصراها ويتعاقب سراجاها قال ليس عن هذا
646
جهرة خطب العرب
أسألك قال فسل ما بدا لك قال هل صاب الرض غيث قال نعم أغمطت السماء فيأرضنا
ثلثا رهوا فثرت وأرزغت ورسغت ث خرجت من أرض قومى اقرؤها فإذا هى متواصية
لخطيطة بينها حت هبطت بعشار فتداعي السحاب من القطار فجاءنا بالسيل الرار فعفا
الثار ومل الفار وقور عال الشجار فأحجر الضار ومنع السفار ث أقلع عن نفع وإضرار
فلما اتلبت ل القيعان ووضحت السبل ف الغيطان وفات العنان من أقطار العنان فلم أجد
وزرا إل الغيان ففات وجار الضبع فغادرت السهول
كالبحار تتلطم بالتيار والزون متلفعة بالغثاء والوحوش مقذوفة على الرجاء فما
زلت أطأ السماء وأخوض الاء حت وطئت أرضكم أعراب يصف مطرا عن أب عبيدة قال
وقف أعراب على قوم من الاج فقال يا قومي بدا شأن والذي الفجن إل مسألتكم إن الغيث
كان قد قوى عنا ن تكرفأ السحاب وشصا الرباب وادلم سيقه فارتس ريقه وقلنا هذا عام
باكر الوسي ممود السمي ث هبت له الشمال فاحزألت طخاريره وتفزع كرفئه متباشرا ث
تتابع لعان البق حيث تشيمه البصار وتده النظار ومرت النوب ماءه فقوض الي مزلئمي
نوه فسرحنا الال فيه وكان وخا وخيما فأساف الال وأضف الال فرحم ال امرأ جاد بي أو
دل علىخي أعراب يصف مطرا عن عبد الرحن عن عمه قال قال أبو ميب وكان أعرابيا من
بن ربيعة بن مالك لقد رأيتنا ف أرض
عجفاء وزمان أعجف وشجر أعسم ف قف غليظ فبينما نن كذلك إذ أنشأ ال
تعال من السماء غيثا مستكفا نشؤه مسبلة عزاليه ضخاما قطره جودا صوبه زاكيا أنزله ال
تعال رزقا لنا فعيش به أموالنا ووصل به طرقنا وأصابنا وإنا لبنوطة بعيدة الرجاء فاهرمع
مطرها حت رأيتنا وما نرى غي السماء والاء وضهوات الطلح وضرب السيل النجاف ومل
الودية فزعبها فما لبثنا إل عشرا حت رأيتها روضة تندي أعراب يصف مطرا ودخل أعراب
على سليمان بن عبد اللك فقال أصابتك ساء ف وجهك يا أعراب قال نعم يا أمي الؤمني غي
أنا سحاء طحناء وطفاء كأن هواديها الدلء مرجحنة النواحي موصولة بالكام تكاد تس هام
647
جهرة خطب العرب
الرجال كثي زجلها قاصف رعدها خاطف برقها حثيث ودقها بطىء مسيها مثعنجر قطرها
مظلم نوؤها قد لئت الوحش إل أوطانا تبحث عن أصولا بأظلفها متجمعة بعد شتاتا فلول
اعتصامنا يا أمي الؤمني
بعضاه الشجر وتعلقنا بقنن البال لكنا جفاء ف بعض الودية ولقم الطريق فأطال
ال للمة بقاءك ونسألا ف أجلك ببكتك وعاد ال بك علىرعيتك وصلى ال وسلم على
سيدنا ممد فقال سليمان لعمر أبيك لئن كانت بديهة لقد أحسنت وإن كانت مبة لقد
أجدت قال بل مبة مهدورة يا أمي الؤمني قال يا غلم أعطه فوال لصدقه أعجب إلينا من
صفته أعرابية تصف مطرا عن الصمعي قال كان شيخ من العراب ف خبائه وابنه له بالفناء إذ
سع رعدا فقال ما ترين يا بنية قالت أراها حواء قرحاء كأنا أقراب أتان قمراء ث سع راعدة
أخرى فقال كيف ترينها قالت أراها جة الترجاف متساقطة الكناف تتألق بالبق الولف قال
هلمى الغرفة انتئى نؤيا أعرابية تصف مطرا عن الصمعي قال كان أعراب ضرير تقوده ابنته
وهي ترعي غنيمات لا فرأت سحابا فقالت يا أبت جاءتك السماء فقال كيف ترينها قالت
كأنا فرس دهاء تر جللا قال ارعى غنيماتك فرعت مليا ث قالت يا أبت جاءتك السماء
قال كيف ترينها قالت كأنا عي جل طريف قال ارعى
غنيماتك فرعت مليا ث قالت يا أبت جاءتك السماء قال كيف ترينها قالت
سطحت وابيضت قال أدخلى غنيماتك قال فجاءت السماء بشيء شطأ الزرع وأينع وخضر
ونضر أعراب يصف أرضا ووصف أعراب أرضا أحدها فقال خلع شيحها وأبقل رمثها
وخضب عرفجها واتسق نبتها واخضرت قريانا وأخوصت بطنانا وأحلست أكمامها واعتم
نبت جراثيمها وأجرت بقلتها وذرقتها وخبازتا واحورت خواصر إبلها وشكرت حلوبتها
وسنت قتوبتها وعمد ثراها وعقدت تناهيها وأماهت ثارها ووثق الناس بصائرتا
رائد يصف أرضا جدبة قال أبو الجيب وصف رائد أرضا جدبة فقال اغبت
جادتا وذرع مرتعها وقضم شجرها ورقت كرشها وخور عظمها والتقى سرحاها وتيز أهلها
648
جهرة خطب العرب
ودخل قلوبم الوهل وأموالم الزل رائد يصف أرضا عن ممد بن كناسة قال أخبن بعض
فصحاء أعراب طيء قال بعث قوم رائدا فقالوا ما وراءك قال عشب وتعاشيب وكمأة متفرقة
شيب تقلعها بأخفافها النيب قالوا ل تصنع شيئا هذا كذب فأرسلوا اخر فقالوا ما وراءك قال
عشب تأد مأدمول وعهد متدارك جعد كأفخاذ نساء بن سعد تشبع منه النيب وهى تعد
رائد يصف أرضا وبعث رجل أولده يرتادون ف خصب فقال أحدهم رأيت بقل
وماء غيل يسيل سيل وخوصه تيل ميل يسبها الرائد ليل وقال الثان رأيت دية على دية ف
عهدها غي قدية وكل تشبع منه الناب قبل الفطيمة وروى هذا الوصف عن ابن الكلب بصورة
أخرى قال خطب هند بنة الس اليادية ثلثة نفر من قومها وارتضت أنسابم وجالم
وأرادت أن تسب عقولم فقالت لم إن أريد أن ترتادوا إل مرعي فلما أتوها قالت لحدهم ما
رأيت قال رأيت بقل وبقيل وماء غدقا سيل يسبه الاهل ليل قالت أمرعت قال الخر رأيت
دية بعد دية على عهاد غي قدية فالناب تشبع قبل الفطيمة قال الثالث رأيت غيثا ثعدا معدا
متراكما جعدا كأفخاذ نساء بن سعد تشبع منه النيب وهي تعد أعراب يصف أرضه وماله عن
أب عمر وبن العلء قال لقيت أعرابيا بكة فقلت له من أنت قال أسدى قلت ومن أيهم قال
ندى قلت من أي البلد قال من عمان
قلت فأن لك هذه الفصاحة قال إنا سكنا قطرا ل نسمع فيه ناجخة التيار قلت
صف ل أرضك قال سيف أفيح وفضاء صحصح وجبل صردح ورمل أصبح قلت فما مالك
قال النخل قلت فأين أنت من البل قال إن النخل حلها غذاء وسعفها ضياء وجذعها بناء
وكربا صلء وليفها رشاء وخوصها وعاء وقروها إناء أعراب يصف بلدا وذكر أعراب بلدا
فقال بلد كالترس ما تشى فيه الرياح إل عابرات سبيل ول ير فيه السفر إل بأدل دليل وقال
أعراب مررت ببلد ألقى به الصيف بقاعه فأظهر غديرا يقصر الطرف عن أرجائه وقد نفت
الريح القذى عن مائه فكأنه سلسل درع ذات فضول وسئل أعراب عن مسافة ما بي بلدين
649
جهرة خطب العرب
فقال عمر ليلة وأدي يوم وقال آخر سواد ليلة أو بياض يوم وقال آخر إن السافر ومتاعه لعلي
قلت إل ما وقى ال
أعراب يصف أشد البد سئل أعراب فقيل له ما أشد البد قال ريح جربياء ف طل
عماء غب ساء أعراب يصف إبل وقال سعت أعرابيا يصف إبل فقال إنا لعظام الناجر سباط
الشافر كوم بازر نكد خناجر أجوافها رغاب وأعطانا رحاب تنع من البهم وتبذل للجمم
أعراب يصف ناقة ووصف أعراب ناقة فقال إذا إكحالت عينها وأللت أذنا وسجح خدها
وهدل مشفرها واستدارت ججمتها فهي الكرية
أعراب يصف خيل وقال الصمعي سعت أعرابيا يقول خرجت علينا خيل
مستطية النفغ كأن هواديها أعلم وآذانا أطراف أقلم وفرسانا أسود آجام أعراب يصف
خيل وذكر أعراب خيل فقال وال ما اندرت ف واد إل ملت بطنه ول ركبت بطن جبل إل
أسهلت حزنه أعراب يصف خيل عن عبد الرحن عن عمه قال سعت أعرابيا يصف خيل فقال
سباط الصائل ظماء الفاصل شداد الباجل قب الياطل كرام النواجل أعراب يصف فرسا
ووصف بعض العراب فرسا فقال قد انتهي ضموره وذبل فريره وظهر حصيه وتفلقت
غروره واسترخت شاكلته يقبل بزور السد ويدبر بعجز الذئب
إعراب يصف خاتا وقال أعراب يصف خاتا شف تقدير حلقته ودور كرسي فضته
وأحكم تركيبه وأتقن تدبيه فبه يتم اللك وينفذ المر ويكرم الكتاب ويشرف الكتوب إليه
أعراب يصف أطيب الطعام وقال عبد اللك لعراب ما أطيب الطعام فقال بكرة سنمة معتبطة
غي ضمنة ف قدور رذمة بشفار خذمة ف غداة شبمة فقال عبد اللك وأبيك لقد أطيبت
أعراب يصف السويق وعاب رجل السويق بضرة أعراب فقال ل تعبه فإنه عدة السافر وطعام
العجلن وغذاء البكر وبلغة الريض ويسرو فؤاد الزين ويرد من نفس الحدود وجيد ف
التسمي ومنعوت ف الطب وقفاره يلو
650
جهرة خطب العرب
البلغم وملتوته يصفي الدم وإن شئت كان شرابا وإن شئت كان طعاما وإن شئت
فثريدا وإن شئت فخبيصا أعراب يصف المال وقيل لعراب ما المال قال طول القامة
وضخم الامة ورحب الشدق وبعد الصوت وسئل اخر ما المال قال غثور العيني وإشراف
الاجبي ورحب الشدقي أبو الخش يصف ابنه وسأل جعفر بن سليمان أبا الخش عن ابنه
الخش وكان جزع عليه جزعا شديدا قال صف ل الخش فقال كان أشدق خرطمانيا سائل
لعابه كأنا ينظر من قلتي كأن ترقوته بوان أو خالفة كأن منكبه كركرة جل ثقال فقأ ال
عين إن كنت رأيت قبله أو بعده مثله أعراب يصف بنيه عن عبد الرحن عن عمه قال قلت
لعراب بمى الربذة ألك بنون قال نعم وخالقهم ل تقم عن مثلهم منجبة فقلت صفهم ل
فقال جهم وماجهم
ينضى الوهم ويصد الدهم ويفري الصفوف ويعل السيوف قلت ث من قال
غشمشم وما غشمشم ماله مقسم وقرنه مرجم جذل حكاك ومدره لكاك قلت ث من قال
عشرب وما عشرب ليث مرب وسام مقشب ذكره باهر وخصمه عاثر وفناؤه رحاب وداعيه
ماب قلت صف ل نفسك فقال ليث أبو ريابل ركاب معاضل عساف ماهل حال أعباء
ناض ببزلء أعراب يصف أخويه عن العتب قال أخبن أعراب عن إخوة ثلثة قال قلت
لحدهم أخبن عن أخيك زيد فقال أزيد إنيه وال ما رأيت أحدا أسكن فورا ول أبعد غورا
ول اخذ لذنب حجة قد تقدم رأسها من زيد فقلت أخبن عن أخيك زائد قال كان وال
شديد العقدة لي العطفة ما يرضيه أقل ما يسخطه فقلت فأخبن عن نفسك فقال وال إن
أفضل ما ف لعرفت بفضلهما وإن مع ذلك لغي منتشر الرأي ول مذول العزم
قولم ف الدعاء دعاء أعراب قال أبو حات أملى علينا أعراب يقال له مرثد اللهم
اغفر ل واللد بارد والنفس رطبة واللسان منطلق والصحف منشورة والقلم جارية والتوبة
مقبولة والنفس مرية والتضرع مرجو قبل آن الفراق وحشك النفس وعلز الصدر وتزيل
الوصال ونصول الشعر واحتياف التراب وقبل أن ل أقدر على استغفارك حي يفن العمل
651
جهرة خطب العرب
ويضر الجل وينقطع المل أعن علي الوت وكربته وعلى القب وغمته وعلى اليزان وخفته
وعلى الصراط وزلته وعلى يوم القيامة وروعته اغفر ل مغفرة عزما ل تغادر ذنبا ول تدع
كربا اغفرل جيع ما افترضت على ول أؤده إليك اغفر ل جيع ما تبت إليك منه ث عدت فيه
يا رب تظاهرت على منك النعم وتداركت عندك من الذنوب فلك المد على النعم الت
تظاهرت وأستغفرك للذنوب الت تداركت وأمسيت عن عذاب غنيا وأصبحت إل رحتك
فقيا
اللهم إن أسألك ناح المل عند انقطاع الجل اللهم اجعل خي عملي ما ول
أجلي اللهم اجعلن من الذين إذا أعطيتهم شكروا وإذا ابتليتهم صبوا وإذا أذكرتم ذكروا
واجعل ل قلبا توابا أوابا ل فاجرا ول مرتابا اجعلن من الذين إذا أحسنوا ازدادوا وإذا أساءوا
استغفروا اللهم ل تقق على العذاب ول تقطع ب السباب واحفظن ف كل ما تيط به
شفقت وتأت من ورائه سبحت وتعجز عنه قوتى أدعوك دعاء ضعيف عمله متظاهرة ذنوبه
ضني على نفسه دعاء من بدنه ضعيف ومنته عاجزة قد إنتهت عدته وخلقت جدته وت ظمؤه
اللهم ل تيبن وأنا أرجوك ول تعذبن وأنا أدعوك والمد ل على طول النسيئة وحسن التباعة
وتشنج العروق وإساغة الريق وتأخر الشدائد والمد ل على حلمه بعد علمه وعلى عفوه بعد
قدرته والمد ل الذي ل يودى قتيله ول ييب سوله ول يرد رسوله اللهم إن أعوذ بك من
الفقر إل إليك ومن الذل إل لك وأعوذ بك أن أقول زورا أو أغشي فجورا أو أكون بك
مغرورا وأعوذ بك من شاتة العداء وعضال الداء وخيبة الرجاء وزوال النعمة
دعاء أعراب ودعا أعراب وهو يطوف بالكعبة فقال إلي من أول بالتقصي والزلل
من وأنت خلقتن ومن أول بالعفو منك عن وعلمك ب ماض وقضاؤك ب ميط أطعتك
بقوتك والنة لك وعصيتك بعلمك فأسألك يا إلي بوجوب رحتك وانقطاع حجت وافتقاري
إليك وغناك عن أن تغفر ل وترحن إلي ل أحسن حت أعطيتن فتجاوز عن الذنوب الت
كتبت على اللهم إنا أطعناك ف أحب الشياء إليك شهادة أن ل إله إل أنت وحدك ل شريك
652
جهرة خطب العرب
لك ول نعصك ف أبغض الشياء إليك الشرك بك فاغفر ل ما بي ذلك اللهم إنك انس
الؤنسي لوليائك وأحضرهم للمتوكلي عليك إلي أنت شاهدهم وغائبهم والطلع على
ضمائرهم وسرى لك مكشوف وأنا إليك ملهوف إذا أوحشتن الغربة انسن ذكرك وإذا
أكبت على الغموم لأت إل الستجارة بك علما بأن أزمة المور كلها بيدك ومصدرها عن
قضائك فأقللن إليك مغفورا ل معصوما بطاعتك بقية عمري يا أرحم الراحي دعاء أعراب
وقال الصمعي حججت فرأيت أعرابيا يطوف بالكعبة ويقول يا خي موفود سعي إليه الوفد
قد ضعفت قوت وذهبت منت وأتيت إليك بذنوب ل تغسلها النار ول تملها البحار أستجي
برضاك من سخطك وبعفوك من عقوبتك ث التفت فقال أيها الشفقون ارحوا من شلته
الطايا
وغمرته البليا ارحوا من قطع البلد وخلف ما ملك من التلد ارحوا من وبته
الذنوب وظهرت منه العيوب ارحوا أسي ضر وطريد فقر أسألكم بالذى أعملتم الرغبة إليه إل
ما سألتم ال أن يهب ل عظيم جرمى ث وضع ف حلقه بالباب خده وقال ضرع خدى لك
وذل مقامى بي يديك ث أنشأ يقول عظيم الذنب مكروب من اليات مسلوب وقد أصبحت
ذا فقر وما عندك مطلوب دعاء أعراب وسع أعراب بعرفات عشية عرفة وهو يقول اللهم إن
هذه عشية من عشايا مبتك وأحد أيام زلفتك يأمل فيها من لأ إليك من خلقك أن ل يشرك
بك شيئا بكل لسان فيها يدعي ولكل خي فيها يرجى أتتك العصاة من البلد السحيق ودعتك
العناة من شعب الضيق رجاء مال خلف له من وعدك ولانقطاع له من جزيل عطائك أبدت
لك وجوهها الصونة صابرة على وهج السمائم وبرد الليال ترجو بذلك رضوانك يا غفار
يامستزادا من نعمه ومستعاذا من نقمه ارحم صوت حزين دعاك بزفي وشهيق ث بسط كلتا
يديه إل السماء وقال اللهم إن كنت بسطت يدى إليك داعيا
فطالا كفيتن ساهيا بنعمتك الت تظاهرت على عند الغفلة فل أبأس با عند التوبة
لتقطع رجائي منك لا قدمت من اقتراف آثامك وإن كنت ل أصل إليك إل بك فهب ل يا
653
جهرة خطب العرب
رب الصلح ف الولد والمن ف البلد والعافية ف السد وعافن من شر السد ومن شر الدهر
النكد دعاء أعراب ودعا أعراب فقال يا عماد من ل عماد له وياركن من لركن له ويا مي
الضعفي ويا منقذ اللكى ويا عظيم الرجاء أنت الذى سبح لك سواد الليل وبياض النهار
وضوء القمر وشعاع الشمس وحفيف الشجر ودوي الاء يا مسن يا ممل يا مفضل ل أسألك
الي بيهم عندك ولكن أسألك برحتك فاجعل العافية ل شعارا ودثارا وجنة دون كل بلء
دعاء أعراب وقال الصمعي سعت أعرابيا ف فلة من الرض وهو يقول ف دعائه اللهم إن
استغفارى إياك مع كثرة ذنوب للؤم وإن تركي الستغفار مع معرفت بسعة رحتك لعجز إلى
كم تببت إل بنعمتك وأنت غن عن وكم أتبغض إليك بذنوب وأنا فقي إليك سبحان من إذا
توعد عفا وإذا وعد وف
دعاه أعراب قال وسعت أعرابيا يقول ف دعائه اللهم إن ذنوب إليك ل تضرك وإن
رحتك إياي ل تنقصك فاغفر ل مال يضرك وهب ل مال ينقصك دعاء أعراب وقال سعت
أعرابيا وهو يقول ف دعائه اللهم إن أسألك عمل الائفي وخوف العاملي حت أتنعم بترك
النعيم طمعا فيما وعدت وخوفا ما أوعدت اللهم أعذن من سطواتك وأجرن من نقماتك
سبقت ل ذنوب وأنت تغفر لن يوب إليك بك أتوسل ومنك إليك أفر دعاء أعراب وقال
سعت أعرابيا يقول اللهم إن قوما امنوا بك بألسنتهم ليحقنوا دماءهم فأدركوا ما أملوا وقد
امنا بك بقلوبنا لتجينا من عذابك فأدرك منا ما أملناه دعاء أعراب قال ورأيت أعرابيا متعلقا
بأستار الكعبة رافعا يديه إل السماء وهو يقول رب أتراك معذبنا وتوحيدك ف قلوبنا وما
إخالك تفعل ولئن فعلت لتجمعنا مع قوم طالا أبغضناهم لك
دعاء اعراب وقال سعت أعرابيا يقول ف صلته المد ل حدا ل يبلى جديده ول
يصى عديده ول يبلغ حدوده اللهم اجعل الوت خي غائب ننتظره واجعل القب خي بيت
نعمره واجعل ما بعده خيا لنا منه اللهم إن عين قد اغرورقتا دموعا من خشيتك فاغفر الزلة
وعد بلمك على جهل من ل يرج غيك دعاء أعراب وقال رأيت أعرابيا أخذ بلقت باب
654
جهرة خطب العرب
الكعبة وهو يقول سائلك عند بابك ذهبت أيامه وبقيت اثامه وانقطعت شهوته وبقيت تباعته
فارض عنه وإن ل ترض عنه فاعف عنه غي راض دعاء أعراب قال ودعا أعراب عند الكعبة
فقال اللهم إنه ل شرف إل بفعال ول فعال إل بال فأعطن ما أستعي به على شرف الدنيا
والخرة دعاء أعراب عن طاوس قال بينا أنا بكة إذ دفعت إل الجاج بن يوسف فثن ل
وسادا فجلست فبينا نن نتحدث إذ سعت صوت أعراب ف الوادي رافعا صوته بالتلبية
فقال الجاج على باللب فأتى به فقال من الرجل قال من أفناء الناس قال ليس عن
هذا سألتك قال نعم سألتن قال من أي البلدان أنت قال من أهل اليمن قال له الجاج فكيف
خلفت ممد بن يوسف يعن أخاه وكان عامله على اليمن قال خلفته عظيما جسيما خراجا
ول جا قال ليس عن هذا سألتك قال نعم سألتن قال كيف خلفت سيته ف الناس قال خلفته
ظلوما غشوما عاصيا للخالق مطيعا للمخلوق فازور من ذلك الجاج وقال ما أقدمك لذا
وقد تعلم مكانته من فقال له العراب أفتراه بكانة منك أعز من بكانت من ال تبارك وتعال
وأنا وافد بيته وقاضي دينه ومصدق نبيه فوجم لا الجاج ول ير له جوابا حت خرج الرجل
بل إذن قال طاوس فتبعته حت أتى اللتزم فتعلق بأستار الكعبة فقال بك أعوذ وإليك ألوذ
فاجعل ل ف اللهف إل جوارك والرضا بضمانك مندوحة عن منع الباخلي وغن عما ف
أيدى الستأثرين اللهم عد بفرجك القريب ومعروفك القدي وعادتك السنة قال طاوس ث
اختفى ف الناس فألفيته بعرفات قائما علىقدميه وهو يقول اللهم إن كنت ل تقبل حجي
ونصب وتعب فل ترمن أجر الصاب على مصيبته فل أعلم مصيبة أعظم من ورد حوضك
وانصرف مروما من وجه رغبتك
دعاء أعراب وقال الصمعي رأيت أعرابيا يطوف بالكعبة وهو يقول إلي عجت
إليك الصوات بضروب من اللغات يسألونك الاجات وحاجت إليك إلي أن تذكرن على
طول البكاء إذا نسين أهل الدنيا اللهم هب ل حقك وأرض عن خلقك اللهم ل تعين ف
طلب مال تقدره ل وما قدرته ل فيسره ل دعاء أعراب قال ودعت أعرابية لبن لا وجهته إل
655
جهرة خطب العرب
حاجة فقالت كان ال صاحبك ف أمرك وخليفتك ف أهلك وول نح طلبتك امض مصاحبا
مكلوءا ل أشت ال بك عدوا ول أرى مبيك فيك سوءا دعاء أعراب وقال الصمعي خرجت
أعرابية إل من فقطع با الطريق فقالت يا رب أعطيت وأخذت وأنعمت وسلبت وكل ذلك
منك عدل وفضل والذى عظم على اللئق أمرك لبسطت لسان بسألة أحد غيك ول بذلت
رغبت إل إليك ياقرة أعي السائلي أغنن بود منك أتبحبح ف فراديس
نعمته وأتقلب ف رواق نضرته أحلن من الرجلة وأغنن من العيلة واسدل على
سترك الذى ل ترقه الرماح ول تزيله الرياح إنك سيع الدعاء أدعية شت ومات ابن لعراب
فقال اللهم إن وهبت له ما قصر فيه بري فهب ل ما قصر فيه من طاعتك فإنك أجود وأكرم
ووقف أعراب ف بعض الواسم فقال اللهم إن لك على حقوقا فتصدق با على وللناس تبعات
قبلى فتحملها عن وقد أوجبت لكل ضيف قرى وأنا ضيفك الليلة فاجعل قراى فيها النة
وقال سفيان بن عيينة سعت أعرابيا يقول عشية عرفة اللهم ل ترمن خي ما عندك لشر ما
عندي وإن ل تتقبل تعي ونصي فل ترمن أجر الصاب على مصيبته وقال الصمعي سعت
أعرابيا يقول لرجل أطعمك ال الذي أطعمتن له فقد أحييتن بقتل جوعي ودفعت عن سوء
ظن فحفظك ال على كل جنب وفرج عنك كل كرب وغفر لك كل ذنب
عن الصمعي قال رأيت أعرابيا يصلي وهو يقول أسألك الغفية والناقة الغزيرة
والشرف ف العشية فإنا عليك يسيه عن عبد الرحن عن عمه قال سعت أعرابيا يدعو لرجل
فقال جنبك ال المرين وكفاك شر الجوفي وأذاقك البدين ودعا أعراب فقال اللهم إن
أسألك البقاء والنماء وطيب التاء وحط العداء ورفع الولياء وقال أعراب اللهم ل تنلن ماء
سوء فأكون امرأ سوء وقال أعراب اللهم قن عثرات الكرام ووهب رجل لعراب شيئا فقال
جعل ال للمعروف إليك سبيل وللخي عليك دليل وجعل عندك رفدا جزيل وأبقاك بقاء
طويل وأبلك بلء جيل وقال الصمعى سعت أعرابيا يدعو وهو يقول اللهم ارزقن مال
أكبت به العداء وبني أصول بم على القوياء
656
جهرة خطب العرب
ودعت أعرابية على رجل فقالت أمكن ال منك عدوا حسودا وفجع بك صديقا
ودودا وسلط عليك ها يضنيك وجارا يؤذيك ودعا أعراب فقال أعوذ بك من الفواقر والبواقر
ومن جار السوء ف دار القامة والظعن وما ينكس رأس الرء ويغرى به لئام الناس وقال أعراب
أعوذ بك من سقم وعداوة ذى رحم ودعواه ومن فاجر وجدواه وعمل ل ترضاه ودعت
أعرابية لرجل فقالت كبت ال كل عدو لك إل نفسك ودعا أعراب فقال اللهم هب ل حقك
وأرض عن خلقك وقال أعراب اللهم إنك أمرتنا أن نعفو عمن ظلمنا وقد ظلمنا أنفسنا فاعف
عنا وقال أعراب منحكم ال منحة ليست بداء ول نكداء ول ذات داء وقال أعراب اللهم إنك
حبست عنا قطر السماء فذاب الشحم وذهب اللحم ورق العظم فارحم أني النة وحني
الانة اللهم ارحم تيها ف مراتعها وأنينها ف مرابضها
وحج أعراب فقال اللهم إن كان رزقي ف السماء فأنزله وإن كان ف الرض
فأخرجه وإن كان نائيا فقربه وإن كان قريبا فيسره ومات ولد لرجل من العراب فصلي عليه
فقال اللهم إن كنت تعلم أنه كري الدين سهل الدين فاغفر له وإل فل وقالت أعرابية لرجل
رماك ال بليلة ل أخت لا أي ل تعيش بعدها ودعا أعراب فقال اللهم إن أعوذ بك أن افتقر
ف غناك أو أضل ف هداك أو أذل ف عزك أو أضام ف سلطانك أو اضطهد والمر إليك وقال
الصمعي سعت أعرابية تقول اللهم ارزقن عمل الائفي وخوف العاملي حت أنعم بترك
التنعم رجاء لا وعدت وخوفا ما أوعدت وقال اخر اللهم من أراد بنا سوءا فأحطه به كإحاطة
القلئد بأعناق الولئد وأرسخه على هامته كرسوخ السجيل على هام أصحاب الفيل
نوادر وملح لبعض العراب غزا أعراب مع النب فقيل له ما رأيت مع رسول ال ف
غزاتك هذه قال وضع عنا نصف الصلة وأرجو ف الغزاة الخرى أن يضع النصف الباقي
ودخل أعراب السجد والنب جالس فقام يصلي فلما فرغ قال اللهم ارحن وممدا ول ترحم
معنا أحدا فقال النب عليه الصلة والسلم لقد تجرت واسعا يا أعراب وخرج الجاج متصيدا
بالدينة فوقف على أعراب يرعى إبل له فقال له يا أعراب كيف رأيت سية أميكم الجاج
657
جهرة خطب العرب
قال له العراب غشوم ظلوم ل حياة ال فقال فلم ل شكوتوه إل أمي الؤمني عبد اللك قال
فأظلم وأغشم فبينا هو كذلك إذا أحاطت به اليل فأومأ الجاج إل العراب فأخذ وحل
فلما صار معه قال من هذا قالوا له الجاج فحرك دابته حت صار بالقرب منه ث ناداه يا
حجاج قال ما تشاء يا أعراب قال السر الذى بين وبينك أحب أن يكون مكتوما فضحك
الجاج وأمر بتخلية سبيله وخرج أبو العباس السفاح متنها بالنبار فأمعن ف نزهته وانتبذ من
أصحابه فواف خباء لعراب فقال له العراب من الرجل قال من كنانة قال من أي كنانة قال
من أبغض كنانة إل كنانة قال فأنت إذن من قريش قال
نعم قال فمن أي قريش قال من أبغض قريش إل قريش قال فأنت إذن من ولد عبد
الطلب قال نعم قال فمن أي ولد عبد الطلب قال من أبغض ولد عبد الطلب إل ولد عبد
الطلب قال فأنت إذن أمي الؤمني السلم عليك يا أمي الؤمني ووثب إليه فاستحسن ما رأي
منه وأمر له بائزة وول يوسف بن عمر الثقفي صاحب العراق أعرابيا على عمل له فأصاب
عليه خيانة فعزله فلما قدم عليه قال له يا عدو ال أكلت مال ال قال العراب فمال من آكل
إذا ل آكل مال ال لقد راودت إبليس أن يعطين فلسا واحدا فما فعل فضحك منه وخلى
سبيله وأخذ الجاج أعرابيا لصا بالدينة فأمر بضربه فلما قرعه بسوط قال يا رب شكرا حت
ضربه سبعمائة سوط فلقيه أشعب فقال له تدرى له ضربك الجاج سبعمائة سوط قال لاذا
قال لكثرة شكرك إن ال تعال يقول لئن شكرت لزيدنكم قال وهذا ف القرآن قال نعم فقال
العراب يا رب ل شكرا فل تزدن أسأت ف شكرى فاعف عن باعد ثواب الشاكرين من
ونزل عبد ال بن جعفر إل خيمة أعرابية ولا دجاجة وقد دجنت عندها فذبتها وجاءت با
إليه فقالت يا أبا جعفر هذه دجاجة ل كنت أدجنها وأعلفها من قوت وألسها ف آناء الليل
فكأنا ألس بنت زلت عن كبدي فنذرت ال أن
أدفنها ف أكرم بقعة تكون فلم أجد تلك البقعة الباركة إل بطنك فأردت أن أدفنها
فيه فضحك عبد ال بن جعفر وأمر لا بسمائة درهم وسع أعراب وهو يقول ف الطواف
658
جهرة خطب العرب
اللهم اغفر لمي فقيل له مالك ل تذكر أباك قال أب رجل يتال لنفسه وأما أمي فبائسة
ضعيفة وقال أبو زيد رأيت أعرابيا كآن أنفه كوز من عظمه فرآنا نضحك منه فقال ما
يضحككم فوال لقد كنت ف قوم ما كنت فيهم إل أفطس وجىء بأعراب إل السلطان ومعه
كتاب قد كتب فيه قصته وهو يقول هاؤم اقرءوا كتابيه فقيل له يقال هذا يوم القيامه قال هذا
وال شر من يوم القيامة إن يوم القيامة يؤت بسنات وسيئات وأنتم جئتم بسيئات وتركتم
حسنات واشترى أعراب غلما فقيل للبائع هل فيه من عيب قال ل إل أنه يبول ف الفراش قال
هذا ليس بعيب إن وجد فراشا فليبل فيه ومر أعراب بقوم وهو ينشد ابنا له فقالوا له صفة قال
كأنه دنيني قالوا ل نره ث ل يلبث القوم أن أقبل العراب وعلى عنقه جعل فقالوا هذا الذي
قلت فيه دنيني قال القرنب ف عي أمها حسناء
وقيل لعراب ما ينعك أن تغزو قال وال إن ل بغض الوت على فراشي فكيف أن
أمضي إليه ركضا وخرج أعراب إل الج مع أصحاب له فلما كان ببعض الطريق راجعا يريد
أهله لقيه ابن عم له فسأله عن أهله ومنله فقال اعلم أنك لا خرجت وكانت لك ثلثة أيام
وقع ف بيتك الريق فرفع العراب يديه إل السماء وقال ما أحسن هذا يا رب تأمرنا بعمارة
بيتك أنت وترب بيوتنا وخرجت أعرابية إل الج فلما كانت ف بعض الطريق عطبت
راحلتها فرفعت يديها إل السماء وقالت يا رب أخرجتن من بيت إل بيتك فل بيت ول بيتك
وعرضت السجون بعد هلك الجاج فوجدوا فيها ثلثة وثلثي ألفا ل يب على واحد منهم
قتل ول صلب وفيهم أعراب أخذ يبول ف أصل مدينة واسط فكان فيمن أطلق فأنشأ يقول إذا
ما خرجنا من مدينة واسط خرينا وبلنا ل ناف عقابا ونظر أعراب إل قوم يلتمسون هلل
شهر رمضان فقال وال لئن آثرتوه لتمسكن منه بذناب عيش أغب ونظر أعراب إل رجل سي
فقال أرى عليك قطيفة من نسج أضراسك
وقال أعراب اللهم إن أسألك ميتة كميتة أب خارجة أكل بذجا وشرب مشعل
ونام ف الشمس فمات دفان شبعان ريان وقيل لب الخش العراب أيسرك أنك خليفة وأن
659
جهرة خطب العرب
أمتك حرة قال ل وال ما يسرن قيل له ول قال لنا كانت تذهب المة وتضيع المة وحضر
أعراب سفرة سليمان بن عبد اللك فجعل ير إل ما بي يديه فقال له الاجب ما يليك فكل يا
أعراب فقال من أجدب انتجع فشق ذلك على سليمان وقال للحاجب إذا خرج عنا فل يعد
إلينا وشهد بعد هذا سفرته أعراب اخر فمر إل ما بي يديه أيضا فقال له الاجب ما يليك
فكل يا عراب قال من أخصب تي فأعجب ذلك سليمان فقربه وأكرمه وقضى حوائجه
وحضر أعراب سفرة سليمان بن عبد اللك فلما أتى بالفالوذج جعل يسرع فيه فقال سليمان
أتدري ما تأكل يا أعراب فقال بلى يا أمي الؤمني إن لجد ريقا هنيئا ومزدردا لينا وأظنه
الصراط الستقيم الذى ذكره ال ف كتابه فضحك سليمان وقال أزيدك منه يا أعراب فإنم
يذكرون أنه يزيد ف الدماغ قال كذبوك يا أمي الؤمني لو كان كذلك لكان رأسك مثل رأس
البغل وحضر سفرة سليمان أعراب فنظر إل شعرة ف لقمة العراب فقال أري
شعرة ف لقمتك يا أعراب قال وإنك لتراعين مراعاة من يبصر الشعرة ف لقمت
وال ل واكلتك أبدا فقال استرها يا أعراب فإنا زلة ول أعود لثلها وقال الصمعى قلت
لعراب أتمز إسرائيل قال إن إذن لرجل سوء قلت له أفتجر فلسطي قال إن إذا لقوى وسع
أعراب إماما يقرأ ول تنكحوا الشركي حت يؤمنوا قرأها بفتح التاء فقال ول إن امنوا أيضا ل
ننكحهم فقيل له إنه يلحن وليس هكذا يقرأ فقال أخروه قبحه ال ل تعلوه إماما فإنه يل ما
حرم ال وخطب أعراب فلما أعجله بعض المر عن التصدير بالتحميد والستفتاح بالتمجيد
قال أما بعد بغي ملل لذكر ال ول إيثار غيه عليه فإنا نقول كذا ونسأل كذا فرارا من أن
تكون خطبته بتراء وشوهاء ودفعوا إلىأعرابية علكا لتمضغه فلم تفعل فقيل لا ف ذلك فقالت
ما فيه إل تعب الضراس وخيبة النجرة
وقيل لعراب عند من تب أن يكون طعامك قال عند أم صب راضع أو ابن سبيل
شاسع أو كبي جائع أو ذي رحم قاطع وقال أعراب لول ثلث هن عيش الدهر الاء والنوم وأم
عمرو لا خشيت من مضيق القب وسع أعراب رجل يقرأ سورة براءة فقال ينبغى أن يكون هذا
660
جهرة خطب العرب
اخر القران قيل له ول قال رأيت عهدوا تنبذ وسع أعراب رجل يقرأ وحلناه على ذات ألواح
ودسر ترى بأعيننا جزاء لن كان كفر قالا بفتح الكاف فقال العراب ل يكون فقرأها عليه
بضم الكاف وكسر الفاء فقال العراب يكون
الباب الرابع ف خطب النكاح خطبة قريش ف الاهلية روى الاحظ قال كانت
خطبة قريش ف الاهلية يعن خطبة النساء باسك اللهم لك ذكرت فلنة وفلن با مشغوف
باسك اللهم لك ما سألت ولنا ما أعطيت خطبة النب ف زواج السيدة فاطمة المد ل
الحمود بنعمته العبود بقدرته الرهوب من عذابه الرغوب فيما عنده النافذ أمره ف سائه
وأرضه الذى خلق اللق بقدرته وميزهم بأحكامه وأعزهم بدينه وأكرمهم بنبيه ممد ث إن ال
تعال جعل الصاهرة نسبا لحقاوأمرا مفترضا ووشج به الرحام وألزمه النام قال تبارك اسه
وتعال ذكره
وهو الذى خلق من الاء بشرا فجعله نسبا وصهرا وكان ربك قديرا فأمر ال يرى
إل قضائه ولكل قضاء قدر ولكل قدر أجل يحو ال ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب ث إن
رب أمرن أن أزوج فاطمة من على بن أب طالب وقد زوجتها إياه علي أربعمائة مثقال فضة
إن رضى بذلك على خطبة المام على كرم ال وجهه وخطب المام على كرم ال وجهه
حي تزوج بالسيدة فاطمة رضي ال عنها فقال المد ل الذي قرب من حامديه ودنا من
سائليه ووعد بالنة من يتقيه وقطع بالنار عدد من يعصيه أحده بميع مامده وأياديه وأشكره
شكر من يعلم أنه خالقه وباريه ومصوره ومنشيه وميته ومييه ومقربه ومنجيه ومثيبه ومازيه
وأشهد أن ل إله إل ال شهادة تبلغه وترضيه وأن ممدا عبده ورسوله صلة تزلفه وتدنيه
وتعزه وتعليه وتشرفه وتتبيه أما بعد فإن اجتماعنا ما قدره ال تعال ورضيه والنكاح ما أمر
ال به وأذن فيه وهذا ممد قد زوجن فاطمة ابنته على صداق أربعمائة درهم وثاني درها
ورضيت به فاسألوه وكفى بال شهيدا خطبة عتبة بن أب سفيان خطب عثمان بن عنبسة بن
أب سفيان إل عتبه بن أب سفيان ابنته فأقعده على فخذه وكان حدثا فقال أقرب قريب خطب
661
جهرة خطب العرب
أحب حبيب ل أستطيع له ردا ول أجد من إسعافه بدا قد زوجتكها وأنت أعز علي منها وهي
ألصق بقلب منك فأكرمها يعذب
على لسان ذكرك ولتنها فيصغر عندى قدرك وقد قربتك مع قربك فل تبعد قلب
من قلبك خطبة شبيب بن شيبة وقال العتب زوج شبيب بن شيبة ابنه بنت سوار القاضي فقلنا
اليوم يعب عبابه فلما اجتمعوا تكلم فقال المد ل وصلى ال على رسول ال أما بعد فإن
العرفة منا ومنكم بنا وبكم تنعنا من الكثار وإن فلنا ذكر فلنة خطبة السن البصري وكان
السن البصري يقول ف خطبة النكاح بعد المد والثناء عليه أما بعد فإن ال جع بذا النكاح
الرحام النقطعة والنساب التفرقة وجعل ذلك ف سنة مندينه ومنهاج واضح من أمره وقد
خطب إليكم فلن وعليه من ال نعمة وهو يبذل من الصداق كذا فاستخيوا ال وردوا خيا
يرحكم ال خطبة ابن الفقي وقال العتب حضرت ابن الفقي خطب على نفسه امرأة من باهلة
فقال وما حسن أن يدح الرء نفسه ولكن أخلقا تذم وتدح وإن فلنة ذكرت ل
خطبة عمر بن عبد العزيز وقال عبد اللك بن مروان لعمر بن عبد العزيز قد
زوجك أمي الؤمني ابنته فاطمة قال جزاك ال يا أمي الؤمني خيا فقد أجزلت العطية
وكفيت السألة خطبة أخرى له وحدث ممد بن عبيد ال القرشي عن أب القدام قال كانت
قريش تستحسن من الاطب الطالة ومن الخطوب إليه التقصي فشهدت ممد بن الوليد بن
عتبة بن أب سفيان خطب إل عمر بن عبد العزيز أخته أم عمر بنت عبد العزيز فتكلم ممد بن
عبد الوليد بكلم جاز الفظ فقال عمر المد ل ذي الكبياء وصلى ال على ممد خات
النبياء أما بعد فإن الرغبة منك دعتك إلينا والرغبة فيك أجابتك منا وقد أحسن بك ظنا من
أودعك كريته واختارك ول يتر عليك وقد زوجتكها على كتاب ال إمساك بعروف أو
تسريح بإحسان خطبة بلل وخطب بلل إل قوم من خثعم لنفسه ولخيه فحمد ال وأثن
عليه ث قال أنا بلل وهذا أخي كنا ضالي فهدانا ال عبدين فأعتقنا ال فقيين فأغنانا ال فإن
تزوجونا فالمد ل وإن تردونا فالستعان ال
662
جهرة خطب العرب
خطبة خالد بن صفوان وزوج خالد بن صفوان موله من أمته فقال له العبد لو
دعوت الناس وخطبت قال ادعهم أنت فدعاهم العبد فلما اجتمعوا تكلم خالد بن صفوان
فقال أما بعد فإن ال أعظم وأجل من أن يذكر ف نكاح هذين الكلبي وأنا أشهدكم أن
زوجت هذه الزانية من هذا ابن الزانية خطبة أعراب وخطب الفضل الرقاشي إل قوم من بن
تيم فخطب لنفسه فلما فرغ قام أعراب منهم فقال توسلت برمة وأوليت بق واستندت إل
خي ودعوت إل سنة ففرضك مقبول وما سألت مبذول وحاجتك مقضية إن شاء ال تعال
قال الفضل لو كان العراب حد ال ف أول كلمه وصلى على النب لفصحن يومئذ خطبة
الأمون وقال يي بن أكثم أراد الأمون أن يزوج ابنته من علي بن موسى الرضا فقال يا يي
تكلم فأجللته أن أقول أنكحت فقلت يا أمي الؤمني أنت الاكم الكب والمام العظم وأنت
أول بالكلم فقال المد ل الذى تصاغرت المور بشيئته ول إله إل هو إقرارا بربوبيته وصلى
ال على ممد عند ذكره أما بعد فإن ال قد جعل النكاح دينا ورضيه حكما وأنزله وحيا
ليكون سبب الناسبة أل وإن قد زوجت ابنة الأمون من علي بن موسى
وأمهرتا أربعمائة درهم اقتداء بسنة رسول ال وانتهاء إل ما درج إليه السلف
والمد ل رب العالي وخطب رجل إل قوم فأتى بن يطب له فاستفتح بمد ال وأطال
وصلى على النب عليه الصلة والسلم وأطال ث ذكر البدء وخلق السموات والرض واقتص
ذكر القرون حت ضجر من حضر والتفت إل الاطب فقال ما اسك أعزك ال فقال وال قد
أنسيت اسى من طول خطبتك وهى طالق إن تزوجتها بذه الطبة فضحك القوم وعقدوا ف
ملس اخر الباب الامس ف خطب من أرتج عليهم ونوادر طريفة لبعض الطباء روى الاحظ
قال صعد عثمان بن عفان رضى ال تعال عنه النب فأرتج عليه فقال إن أبا بكر وعمر كانا
يعدان لذا القام مقال وأنتم إل إمام عادل أحوج منكم إل إمام خطيب وروى ابن عبد ربه
قال أول خطبة خطبها عثمانب عفان أرتج عليه فقال أيها الناس إن أول كل مركب صعب
وإن أعش تأتكم الطب على وجههاوسيجعل ال بعد عسر يسرا إن شاء ال ولا قدم يزيد بن
663
جهرة خطب العرب
أب سفيان الشأم واليا عليها لب بكر خطب الناس فأرتج عليه فعاد إل المد ل ث أرتج عليه
فعاد إل المد ل ث أرتج عليه فقال يأهل الشأم عسى ال أن يعل من بعد عسر يسرا ومن
بعد عى بيانا
الباب الامس ف خطب من أرتج عليهم ونوادر طريفة لبعض الطباء روي
الاحظ قال صعد عثمان بن عفان رضى ال تعال عنه النب فأرتج عليه فقال إن أبا بكر وعمر
كانا يعدان لذا القام مقال وأنتم إل إمام عادل أحوج منكم إل إمام خطيب وروي ابن عبد
ربه قال أول خطبة خطبها عثمان بن عفان أرتج عليه فقال أيها الناس إن أول كل مركب
صعب وإن أعش تأتكم الطب على وجههاوسيجعل ال بعد عسر يسرا إن شاء ال ولا قدم
يزيد بن أب سفيان الشأم واليا عليها لب بكر خطب الناس فأرتج عليه فعاد إل المد ل ث
أرتج عليه فعاد إل المد ل ث أرتج عليه فقال يأهل الشأم عسى ال أن يعل من بعد عسر
يسرا ومن بعد عي بيانا
وأنتم إل إمام فاعل أحوج منكم إل إمام قائل ث نزل فبلغ ذلك عمرو بن العاص
فاستحسنه وكان يزيد بن الهلب ول ثابت قطنة بعض قرى خراسان فلما صعد النب يوم
المعة قال المد ل ث أرتج عليه فنل وهو يقول فإل أكن فيكم خطيبا فإنن بسيفي إذا وجد
الوغي لطيب فقيل له لوقلتها فوق النب لكنت أخطب الناس وخطب معاوية بن أب سفيان لا
ول فحصر فقال أيها الناس إن كنت أعددت مقال أقومبه فيكم فحجبت عنه فإن ال يول
بي الرء وقلبه كماقال ف كتابه وأنتم إل لمام عدل أحوج منكم إل إمام خطيب وإن امركم
با أمر ال به ورسوله وأناكم عما ناكم ال عنه ورسوله وأستغفر ال ل ولكم وصعد خالد
بن عبد ال القسري يوما النب بالبصرة ليخطب فأرتج عليه فقال
أيها الناس أما بعد فإن هذا الكلم يئ أحيانا ويعزب أحيانا فيسيح عند ميئه سيبه
ويعز عند عزوبه طلبه ولربا كوبر فأب وعول فنأى فالتأت لجيه خي من التعاطي لبيه وتركه
عند تنكره أفضل من طلبه عند تعذره وقد يتلج من الرىء جنانه وينقطع من الذرب لسانه
664
جهرة خطب العرب
فل يبطره ذلك ول يكسره وسأعود فأقول إن شاء ال ث نزل فما رئى حصر أبلغ منه وصعد
أبو العنبس منبا من منابر الطائف فحمد ال وأثن عليه ث قال أما بعد فأرتج عليه فقال
أتدرون ما أريد أن أقول لكم قالوا ل قال فما ينفعن ما أريد أن أقول لكم ث نزل فلما كان ف
المعة الثانية وصعد النب وقال أما بعد أرتج عليه فقال أتدرون ما أريد أن أقول لكم قالوا نعم
قال فما حاجتكم إل أن أقول لكم ما علمتم ث نزل فلما كانت المعة الثالثة قال أما بعد
فأرتج عليه قال أتدرون ما أريد أن أقول لكم قالوا بعضنا يدري وبعضنا ل يدري قال فليخب
الذى يدري منكم الذى ل يدري ث نزل وول اليمامة رجل من بن هاشم يعرف بالدندان
فلما صعد النب أرتج عليه فقال
حيا ال هذه الوجوه وجعلن فداءها إن قد أمرت طائفى بالليل أن ل يرى أحدا إل
أتان به وإن كنت أنا هو ث نزل وخطب عبد ال بن عامر بالبصرة ف يوم أضحى فأرتج عليه
فمكث ساعة ث قال وال ل أجع عليكم عيا ولؤما من أخذ شاة من السوق فهى له وثنها
على قال الاحظ ولا حصر عبد ال بن عامر على منب البصرة شق ذلك عليه فقال له زياد أيها
المي إنك إن أقمت عامة من ترى أصابه أكثر ما أصابك وكان سعيد بن بدل الكلب على
قنسرين فوثب عليه زفر بن الارث فأخرجه منها وبايع لبن الزبي فلما قعد زفر على النب قال
المد ل الذى أقعدن مقعد الغادر الفاجر وحصر فضحك الناس من قوله وصعد عدي بن
أرطاة النب فلما رأى جاعة الناس حصر فقال المد ل الذى يطعم هؤلء ويسقيهم وصعد
روح بن حات النب فلما راهم شفنوا أبصارهم وفتحوا أساعهم نوه
حصر فقال نكسوا رءوسكم وغضوا أبصاركم فإن النب مركب صعب وإذا يسر
ال فتح قفل تيسر وكان عبد ربه اليشكري عامل لعيسى بن موسى على الدائن فصعد النب
فحمد ال وأرتج عليه فسكت ث قال وال إن لكون ف بيت فتجىء على لسان ألف كلمة
فإذا قمت على أعوادكم هذه جاء الشيطان فمحاها من صدري ولقد كنت وما ف اليام يوم
أحب إل من يوم المعة فصرت وما ف اليام يوم أبغض إل من يوم المعة وما ذلك إل
665
جهرة خطب العرب
لطبتكم هذه وأرتج على معن بن زائدة فضرب النب برجله ث قال فت حروب ل فت منابر
وحدث عيسى بن عمر قال خطب أمي مرة فانقطع فخجل فبعث إل قوم من القبائل عابوا
ذلك ولفهم وفيهم يربوعى جلد فقال اخطبوا فقام واحد فمر ف الطبة حت إذا بلغ أما بعد
قال أما بعد أما بعد ول يدر مايقول ث قال فإن امرأت طالق ثلثا ل أرد أن أجع اليوم فمنعتن
وخطب آخر فلما بلغ أما بعد بقى ونظر فإذا إنسان ينظر إليه فقال لعنك ال ترى ما أنا فيه
وتلمحن ببصرك أيضا وقال أحدهم رأيت القراقر من السفن تري بين وبي الناس وصعد
اليبوعي فخطب فقال أما بعد فوال ما أدرى ما أقول ول فيم أقمتمون أقول ماذا
فقال بعضهم قل ف الزيت فقال الزيت مبارك فكلوا منه وادهنوا قال فهو قول
الشطار اليوم إذا قيل ل فعلت ذا فقل ف شأن الزيت وف حال الزيت وروى الاحظ أنه قيل
لرجل من الوجوه قم فاصعد النب وتكلم فلما صعد حصر وقال المد ل الذى يرزق هؤلء
وبقى ساكتا فأنزلوه وصعد اخر فلما استوي قائما وقابل بوجهه وجوه الناس وقعت عينه على
صلعة رجل فقال اللهم العن هذه الصلعة وقيل لوازع اليشكرى قم فاصعد النب وتكلم فلما
رأي جع الناس قال لول أن امرأت لعنها ال حلتن على إتيان المعة اليوم ما جعت وأنا
أشهدكم أنا من طالق ثلثا ودعى أيوب بن القرية لكلم فاحتبس القول عليه فقال قد طال
السمر وسقط القمر واشتد الطر فماذا ينتظر فأجابه فت من عبد القيس فقال قد طال الرق
وسقط الشفق وكثر اللثق فلينطق من نطق
وجاء ف أمال السيد الرتضى روى أن بعض خلفاء بن العباس وأظنه الرشيد صعد
النب ليخطب فسقطت على وجهه ذبابة فطردها فرجعت فحصر وأرتج عليه فقال أعوذ بال
السميع العليم يأيها الناس ضرب مثل فاستمعوا له إن الذين تدعون من دون ال لن يلقوا ذبابا
ولو اجتمعوا له وإن يسلبهم الذباب شيئا ل يستنقذوه منه ضعف الطالب والطلوب ث نزل
فاستحسن ذلك منه وروى أن رجل صعد النب أيام يزيد بن معاوية وكان واليا علىقوم فقال
لم أيها الناس إن إن ل أكن فارسا طبا بذا القرآن فإن معي من أشعار العرب ما أرجو أن
666
جهرة خطب العرب
يكون خلفا منه وما أساء القائل أخو الباجم حيث قال وما عاجلت الطي يدني للفت رشادا
ول من ريثهن ييب ورب أمور ل تضيك ضية وللقلب من مشاتن وجيب ول خي فيمن ل
يوطن نفسه على نائبات الدهر حي تنوب وف الشك تفريط وف الزم قوة ويطى الفت ف
حدسه ويصيب فقال رجل من كلب إن هذا النب ل ينصب للشعر بل ليحمد ال تعال
ويصلى على النب واله عليهم الصلة والسلم وللقرآن فقال أما لو أنشدتكم شعر
رجل من كلب لسركم فكتب إل يزيد بذلك فعزله وقال قد كنت أراك جاهل أحق ول
أحسب أن المق يبلغ بك إل هذا البلغ فقال له أحق من من ولن وخطب عتاب بن ورقاء
فحث على الهاد فقال هذا كما قال ال تعال ف كتابه كتب القتل والقتال علينا وعلى
الغانيات جر الذيول وخطب يوما فقال هذا كما قال ال تبارك وتعال إنا يتفاضل الناس
بأعمالم وكل ما هو ات قريب قالوا له إن هذا ليس من كتاب ال ما ظننت إل أنه من كتاب
ال وخطب وكيع بن أب سود براسان فقال إن ال خلق السموات والرض ف ستة أشهر
فقيل له إنا ستة أيام فقال وأبيك لقد قلتها وإن لستقلها وصعد النب فقال إن ربيعة ل تزل
غضابا على ال مذ بعث نبيه من مضر
أل وإن ربيعة قوم كشف فإذا رأيتموهم فاطعنوا اليل ف مناخرها فإن فرسا ل
يطعن ف منخره إل كان أشد على فارسه من عدوه وضربت بنو مازن التات بن يزيد
الجاشعى فجاءت جاعة منهم فيهم غالب أبو الفرزدق فقال يا قوم كونوا كما قال ال ل
يعجز القوم إذا تعاونوا وخطب عدى بن زياد اليادى فقال أقول لكم كما قال العبد الصال
لقومه ما أريكم إل ما أرى وما أهديكم إل سبيل الرشاد قالوا له ليس هذا من قول عبد صال
إنا هو من قول فرعون قال من قاله فقد أحسن وروى الطبى أن عبد ال بن الزبي كان ول
أخاه عبيدة على الدينة ث نزعه عنها وكان سبب عزله إياه أنه خطب الناس فقال لم قد رأيتم
ما صنع بقوم ف ناقة قيمتها خسمائة درهم فسمي مقوم الناقة وبلغ ذلك ابن الزبي فقال إن
هذا لو التكلف وروى الاحظ وابن عبد ربه هذا الب فقال خطب وال اليمامة فقال إن ال
667
جهرة خطب العرب
ل يقار عباده على العاصى وقد أهلك ال أمة عظيمة ف ناقة ما كانت تساوي مائت درهم
فسمي مقوم ناقة ال
وخطب فبيصة وهو خليفة أبيه على خراسان وأتاه كتابه فقال هذا كتاب المي
وهو وال أهل لن أطيعه وهو أب وأكب من ودعي مصعب بن حيان ليخطب ف نكاح
فحصر فقال لقنوا موتاكم شهادة أن ل إله إل ال فقالت أم الارية عجل ال موتك ألذا
دعوناك وخطب أمي الؤمني الوال وهكذا لقبه خطبة نكاح فحصر فقال اللهم إنا نمدك
ونستعينك ول نشرك بك وخطب قتيبة بن مسلم على منب خراسان فسقط القضيب من يده
فتفاءل له عدوه بالشر واغتم صديقه فعرف ذلك قتيبة فأخذه وقال ليس المر على ماظن
العدو وخاف الصديق ولكنه كما قال الشاعر فألقت عصاها واستقر با النوى كما قر عينا
بالياب السافر وتكلم صعصعة عند معاوية فعرق فقال معاوية برك القول فقال صعصعة إن
الياد نضاحة بالاء وشخص يزيد بن عمر بن هبية إل هشام بن عبد اللك فتكلم فقال هشام
ما مات من خلف مثل هذا فقال البرش الكلب ليس هناك أما تراه يرشح جبينه لضيق صدره
قال يزيد ما لذلك رشح ولكن للوسك ف هذا الوضع
وقال عبيد ال بن زياد نعم الشيء المارة لول قعقعة البيد والتشرف للخطب
وقيل لعبد اللك بن مروان عجل عليك الشيب يا أمي الؤمني فقال كيف ل يعجل على وأنا
أعرض عقلي على الناس ف كل جعة مرة أو مرتي أو قال شيبن صعود النابر والوف من
اللحن
بدء الطب وختامها قال ابن قتيبة ف عيون الخبار تتبعت خطب رسول ال
فوجدت أوائل أكثرها المد ل نمده ونستعينه ونؤمن به ونتوكل عليه ونستغفره ونتوب إليه
ونعوذ بال من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده ال فل مضل له ومن يضلل فل
هادى له وأشهد أن ل إله إل ال وحده ل شريك له ووجدت ف بعضها أوصيكم عباد ال
بتقوى ال وأحثكم على طاعته ووجدت كل خطبة مفتاحها المد إل خطبة العيد فإن
668
جهرة خطب العرب
مفتاحها التكبي وروى ابن عبد ربه ف العقد قال وكان آخر كلم أب بكر الذى إذا تكلم به
عرف أنه قد فرغ من خطبته اللهم اجعل خي زمان آخره وخي عملي خواته وخي أيامى يوم
ألقاك وكان اخر كلم عمر الذى إذا تكلم به عرف أنه فرغ من خطبته اللهم ل تدعن ف
غمرة ول تأخذن على غرة ول تعلن من الغافلي وكان عبد اللك بن مروان يقول ف اخر
خطبته اللهم إن ذنوب قد عظمت وجلت أن تصي وهى صغية ف جنب عفوك فاعف عن ت
بمد ال
669