‫مقدمة عامة‬

‫المقدمة العامة‪:‬‬
‫يعتبر التسيير طريقة للتنسيق يبين الموارد التي يعتمد عليها اقتصاد أي بلد كان لنجاح مؤسساته‬
‫فإن انتهاج التسيير" بفعالية في أي منشأة سيؤدي" بها في التطور" ‪.‬‬
‫غير أن هذا العلم يبقى ضعيفا عند الدول النامية ويختلف أداؤه من دولة ألخرى في الدول المتقدمة‪.‬‬
‫إن التنمية االقتصادية واالج تماعية تقوم على مدى كفاءة و قوة تطبيق أنظمة التسيير و مراقبتها حيث‬
‫يقول في هذا الصدد ‪ ": 1 " "PETER DROCHER‬ال توجد دول غير نامية وإ نما توجد دول غير‬
‫مسيرة" ‪.‬‬
‫وفي ظل سياسة االنفتاح االقتصادي" التي جاءت بآليات جديدة لإلقصاد" مثل تنشيط سوق المال‬
‫واالستثمار" فكان ال يؤمن إحداث إصالحات هيكلية للتخلص من هذا الشكل حيث توصل االقتصاديين إلى‬
‫إضافة وظائف" إدارية في تسيير المؤسسات وفي" وظيفة الرقابة والتي تهتم بمراقبة التسيير في المؤسسة ‪.‬‬
‫وبالنظر" إلى التدهور الذي لحق بالمؤسسات الجزائرية الذي كان سببه كبر حجمها مما أدى إلى‬
‫تعدد المسؤوليات" وتشابكها" و اعتمادها على الدولة في تغطية التكاليف وهذا ما عقد عملية تسييرها مما‬
‫أدى إلى االهتمام والعناية بالوظيفة الرقابية وبالتالي" أصبح من الضروري استعمال األدوات الرقابية لتقيم‬
‫المؤسسات ‪.‬‬
‫ومن بين هذا الوسائل" تجد نظام المحاسبة التحليلية والتحليل المالي و لوحة القيادة وهي أدوات‬
‫هامة في اإلدارة الحديثة التي تهتم بتطبيق المبادئ واألسس المحاسبية والمالية و تقييم و مراقبة األداء‬
‫لتسجيل وترتيب المعطيات الداخلية والخارجية المرتبطة بالمؤسسة و تحسين ظروف العمل و السهر على‬
‫تطبيق الكفاءة و الفعالية و الرشادة التي تسموا بها اإلدارة في انتهاج سبل أفضل للوصول إلى األهداف‬
‫المسطرة ومعرفة النقائص الموجودة وبالتالي اتخاذ القرارات المناسبة‪.‬‬
‫ومنه نقول أن التحليل المالي والمحاسبة التحليلية يعتبران وسيلة ضرورية لمراقبة التسيير في‬
‫المؤسسة اإلنتاجية‪.‬‬
‫و مما سبق نتوصل إلى طرح اإلشكالية التالية ‪:‬‬
‫" هل يمكن اعتبار لوحة القيادة كأداة فعالة التخاذ القرارات داخل المؤسسة االقتصادية "‬
‫وللتعمق" أكثر في هذا الموضوع" نطرح األسئلة الفرعية التالية‪:‬‬
‫‪ -‬ماذا نقصد بمراقبة التسيير؟وفيما" تتمثل أهميتها بالنسبة للمؤسسة؟‪.‬‬
‫‪ -‬ما عالقة لوحة القيادة بمراقبة التسيير؟‪.‬‬
‫‪ -‬ما هي شروط" نجاح التصميم الجيد للوحة القيادة؟‪.‬‬
‫‪ -‬ما عالقة لوحة القيادة بتنظيم" المؤسسة؟‪.‬‬
‫*دوافع اختيار البحث ‪:‬‬
‫‪1‬‬
‫‪- PETER DROCHER « Horvard Busimvess review « NOV.DEC 1969.P84 ‬‬
 ‫مقدمة عامة‬

‫يعود سبب اختيارنا" لهذا البحث إلى األهمية التي يكتسيها" من معلومات ومعطيات سمحت باختيار"‬
‫موضوع" مراقبة التسيير و لوحة القيادة كأداة من أدواته الحديثة نوجزها فيما يلي‪:‬‬
‫الرغبة الشخصية للتعرف" و اإلحاطة بهذا الموضوع" نظرا لألهمية التي يحضى بها ‪.‬‬ ‫‪-1‬‬
‫الصلة المباشرة بين هذا الموضوع" والتخصص العلمي الذي ندرسه‪.‬‬ ‫‪-2‬‬
‫نظرا لألهمية التي تكتسيها مراقبة التسيير هذا ما دفعنا إلى معرفة وفهم حيثيات هذا الموضوع‬ ‫‪-3‬‬
‫ومعالجة ومدى" تأثيره في المؤسسة اإلنتاجية ‪.‬‬
‫قلة المعلومات و عدم اهتمام الباحثين في مجال مراقبة التسيير بأداة لوحة القيادة ورغبتنا في إثراء‬ ‫‪-4‬‬
‫الرصيد" العلمي‪.‬‬
‫* أهمية الدراسة ‪:‬‬
‫تكمن أهمية بحثنا في مدى معرفة فعالية مراقبة التسيير في المؤسسة اإلنتاجية خاصة في المرحلة‬
‫التي يمر بها االقتصاد" الجزائري‪.‬‬
‫* المنهج المستخدم‪:‬‬
‫إن المنهج الذي اعتمدنا عليه في بحثنا هذا هو المنهج التحليلي الغالب في هذا الموضوع وعمومه‬
‫تكون معالجة هذا الموضوع" وفقا للتقسيم المنهجي العلمي التالي‪:‬‬
‫الفصل األول‪ :‬مدخل لمراقبة التسيير" في المؤسسة‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬لوحة القيادة كأداة حديثة لمراقبة التسيير‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫الفصل التطبيقي‪ :‬دراسة حالة المؤسسة الوطنية لألشغال البترولية الكبرى "‪."ENGTP‬‬ ‫‪‬‬
‫الفصل التطبيقي‪ :‬خصصناه للتعريف بالمؤسسة موضوع الدراسة ومدى تطبيق" نظام‬ ‫‪‬‬
‫مراقبة التسيير عن طريق" االعتماد على لوحة القيادة‪.‬‬