You are on page 1of 15

‫حقوق وواجبات أفراد السرة ونظام القيم‬

‫الخاص بها في ضوء السلم‬

‫المقدمة‬

‫‪..‬الحمد ال رب العالمين‪ ،‬والصلة والسلم على من ل نبي بعده‪ ،‬وبعد‬

‫إن من ينظر في حال النسان يجد أن ال عز وجل لم يخلق الخلق عبثا ولم يتركهم سدا‪ ،‬إنما خلقهم ليعبدوه ويحموا الدين وينصروه‪.‬‬
‫ومن تأمل في حال النسان وجد أنه ل يمكن أن يعيش النسان فردا في الحياة‪ ،‬لن النسان اجتماعي بطبعه‪ ،‬لبد أن يحتك بالناس‪.‬‬
‫فل بد للرجل من زوجة وأولد‪ ،‬ول بد للمرأة من زوج وأولد‪ .‬ولهذا كان نشؤ السرة مصاحبا لوجود آدم أبو البشر ‪ .1‬السرة‬

‫زرزور‪ ،‬عدنان وآخرون‪ .‬نظام السرة في السلم‪ .‬ط ‪.2‬الكويت‪ :‬مكتبة الفلح‪1986 .‬م‪ .‬ص ‪.11‬‬ ‫‪1‬‬
‫هي النواة الصغيرة للمجتمع ‪ ،‬فصلح الفرد من صلح السرة و صلح المجتمع بأسره من صلح السرة‪ ،‬فمنها يخرج القائد‬
‫المقدام‪ ،‬والطبيب الماهر‪ ،‬والمهندس البارع وبسببها يستمر النوع البشري على الرض‪.2‬‬

‫ولقد اعتنى السلم بالسرة ووضع لها نظام متكامل ودقيق يكفل تماسكها وسلمتها من الفتن والخلفات‪ ،‬ويعينها على أداء رسالتها‬
‫الخطيرة في إعداد الجيل الجديد وتربيته على القيم الفاضلة‪ .‬وهو نظام واسع يعرف كل فرد من أفراد السرة بحقوقه ويحمله واجباته‬
‫التي ينبغي أن يقوم بها لتبقى السرة شامخة يسودها المحبة والوئام‪ .3‬و من تتبع أحكام السلم في تنظيم السرة يجد أن القرآن الكريم‬
‫والسنة النبوية جاءا بتفصيل دقيق وشامل للسرة‪ ،‬حيث فصل كل جزيئات نظام السرة في الزواج والخطبة والحقوق الزوجية‬
‫وأحكام الرضاع والحضانة‪.‬‬

‫وقد كان تشريع السلم للزواج نقطة البدء في تكوين تلك النواة الصغيرة‪ ،‬فالزواج نعمة من نعم ال على عباده‪ ،‬بل هو سنة ال في‬
‫ساًء‬
‫جاًل َكِثيًرا َوِن َ‬
‫ث ِمْنُهَما ِر َ‬
‫جَها َوَب ّ‬
‫ق ِمْنَها َزْو َ‬
‫خَل َ‬
‫حَدٍة َو َ‬
‫س َوا ِ‬
‫ن َنْف ٍ‬
‫خَلَقُكْم ِم ْ‬
‫س اّتُقوا َرّبُكُم اّلِذي َ‬‫خلقه‪ ،‬كما قال ال تعالى ‪َ ‬يا َأّيَها الّنا ُ‬
‫عَلْيُكْم َرِقيًبا ‪)‬النساء‪ .(1:‬فالزواج أحسن وسيلة لتكثير النسل والذرية‪ ،‬والنبي ‪‬‬ ‫ن َ‬ ‫ل َكا َ‬ ‫ن ا َّ‬
‫حاَم ِإ ّ‬
‫ن ِبِه َواَْلْر َ‬
‫ساَءُلو َ‬
‫ل اّلِذي َت َ‬
‫َواّتُقوا ا َّ‬
‫حثنا على ذلك فقال" تزوجوا الودود الولود‪ ،‬فإني مكاثر بكم يوم القيامة" رواه ابن حبان والبهيقي‪ .‬فالزواج يؤدي إلى تقوية أواصر المحبة‬
‫وتوثيق العلقات بين أبناء المجتمع المسلم‪ ،‬وإنه بالزواج تتقارب السر وتتعارف‪ ،‬وتسود المجتمع روابط المحبة والقربى فيصبح‬
‫المجتمع متماسكا قويا كأنه أسرة واحدة‪ ،‬ويصدق فيه قول النبي ‪ "‬مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد‬
‫الواحد‪ ،‬إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى" رواه مسلم‪ .‬والزواج أقوم طريقة لشباع الغرائز ‪ ،‬فهو يحفظ‬
‫للعراض حرمتها و يصونها من أن تقع فيما حرم عليها‪ .‬ولو بقى الرجل والمرأة دون هذا الميثاق الغليظ‪ ،‬لفسد المجتمع وانتشرت‬
‫فيه المحرمات‪ .4‬ومع هذا فاليوم بدأت تنتشر بين الشباب المسلم فكرة العزوف عن الزواج‪ ،‬ونجد أيضا من الرهبان والقساوسة من‬
‫حرم الزواج حتى أصبحت هناك و للسف دولة بأكملها بل أطفال وهي دولة الفاتيكان في روما‪ .‬ولكن ماذا كانت النتيجة ؟؟ حوالي‬
‫ثمانين بالمائة من سكانها يمارسون الزنا‪ .5‬إذا ما ابتدعوه أولئك لم ينفعهم‪ ،‬ولن ينفعهم إل منهج السلم في الزواج وفي تنظيمه لحياة‬
‫السرة‪.‬‬

‫والزواج عقد شرعي محترم‪ ،‬ينبغي على الرجل أن يعظمه كما ينبغي على المرأة أن تعظمه‪ .‬فالحياة الزوجية من وجهة نظر السلم‬
‫هي حياة منضبطة‪ ،‬تحكمها آداب وقواعد أخلقية‪ ،‬وتحدد علقتها تعاليم شريعية‪ ،‬فهي ليست حياة ل مسؤولة يتصرف فيها أفراد‬
‫السرة بما يحلو لهم من تصرفات‪.‬‬

‫ومن هنا جاء إصراري على كتابة هذه الورقة البحثية‪ ،‬لنتتبع معا كيف عنى ديننا الحنيف في بيان كل ما يتصل بتكوين تلك النواة‬
‫الصغيرة من الحكام والواجبات‪ .‬وسأتناول في هذه الورقة البحثية بيان نظام القيم الخاص بالسرة وحقوق وواجبات كل فرد من‬
‫أفرادها‪.‬‬

‫نظام القيم الخاص بالسرة ‪:‬‬

‫تقوم السرة المسلمة على مجموعة من السس والقيم التي تحكمها وتنظم سير الحياة فيها‪ ،‬كما تميزها عن غيرها من السر‪،‬‬
‫وتستمد هذه القيم من القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة وسيرة الرسول ‪ ‬والصحابة والتابعين رضوان ال عليهم وأهمها‪:‬‬

‫تقوى ال‬ ‫‪-1‬‬

‫‪ 2‬الثبيتي‪ ،‬عبد الباري‪ .‬السرة في السلم‪1422 .‬ه‪ .‬تاريخ الستيراد ‪ 5‬ابريل‪2009 ،‬م من‬
‫?‪http://alminbar.al-islam.com/Default.aspx‬‬
‫‪Action=SpeachDetails&mediaItURL=4393&subsubID‬‬
‫‪ 3‬الصابوني‪ ،‬عبد الرحمن‪ .‬نظام السرة وحل مشكلتها في ضوء السلم‪ .‬ط ‪ .1‬دمشق‪ :‬دار الفكر‪2001 .‬م‪ .‬ص ‪12‬‬
‫‪ 4‬العمري‪ ،‬عبدالكريم بن صنيتان‪ .‬منهج السلم في بناء السرة‪ ،‬المدينة المنورة‪ :‬دار المآثر للنشر والتوزيع‪2006 .‬م‪ .‬ص‬
‫ص ‪.17-13‬‬
‫‪ 5‬المطوع‪ ،‬جاسم‪ .‬دولة بل أطفال‪ .‬تاريخ الستيراد ‪ 5‬ابريل‪2009 ،‬م من‬
‫بقلم‪http://www.e-happyfamily.com/index.jsp?inc=31&id=1210&type=9&name=%‬‬
‫‪20‬المطوع‬
‫جيياًل َكِثييًرا‬
‫ث مِْنُهَمييا ِر َ‬
‫جَها َوَب ّ‬
‫ق ِمْنَها َزْو َ‬
‫خَل َ‬
‫حَدٍة َو َ‬
‫ن َنْفسٍ َوا ِ‬
‫خَلَقُكْم ِم ْ‬ ‫قال تعالى في كتابه العزيز‪َ ‬يا َأّيَها الّنا ُ‬
‫س اّتُقوا َرّبُكْم اّلِذي َ‬
‫عَلْيُكْم َرِقيًبا‪ )‬سورة النساء‪ .(1 :‬فهذا نداء رباني بققأن تققوم العلقققة‬
‫ن َ‬
‫ل َكا َ‬
‫ن ا َّ‬
‫حاَم ِإ ّ‬
‫ن ِبِه َواَلْر َ‬
‫ساءلو َ‬
‫ل اّلِذي َت َ‬
‫ساًء َواّتُقوا ا َّ‬
‫َوِن َ‬
‫بين الزوجين على أسس التقوى‪ .‬فإن في تقوى ال سر سعادة السرة‪ ،‬فهي القادرة على حل أكبر الخلفققات وأعقققد المشققكلت‪.‬‬
‫وتقوى ال أي أن تجعل ال بينك وبين زوجتك وبين أمك وأبيك وأبنائك‪ ،‬وأن تعاشر زوجتك بققالمعروف‪ .6‬فقققد قققال ال ق تعققالى‬
‫ف‪)‬سورة النساء‪ .(19 :‬ومن حسن الخلق وطيب المعشر أن ل يتصيد كل من الزوجين أخطاء الخر‪ ،‬بل‬
‫ن ِباْلَمْعُرو ِ‬
‫شُروُه ّ‬ ‫‪َ‬و َ‬
‫عا ِ‬
‫يصفح ويعفو ويتغاضى عنها‪ .‬والرسول ‪ ‬ضرب أروع المثلة في ذلك‪ ،‬فلم يكن يتتبع الزلت في بيته إل إذا كققانت فققي أمققر‬
‫من أمور الخرة‪ .‬فأنه ‪ ‬أتى مرة إلى بيت عائشة رضي ال عنهققا فققي ليلتهققا‪ ،‬فوضققع نعليققه ونققزع ردائه ثققم اضققطجع علققى‬
‫فراشه‪ ،‬فلما ظن أن عائشة قد رقدت‪ ،‬قام من فراشه رويدا رويدا‪ ،‬ثم لبس رداءه ونعليه و خرج من البيت بهدوء ‪ .‬عائشة لم تكن‬
‫نائمة‪ ،‬فلما رأت ذلك دخلتها غيرة النساء من شدة محبتها للنبي ‪ ،‬فقامت عائشة ولبست درعها و خمارها‪ ،‬و انطلقت في أثره‬
‫دون أن يشعر بها‪ .‬انطلق الرسول ‪ ‬في ظلمة الليل حتى وقف على مقبرة البقيققع‪ .‬أخققذ ‪ ‬ينظققر إلققى قبققور أصققحابه‪ ،‬الققذين‬
‫عاشوا معه مجاهدين‪ ،‬وماتوا شهداء صالحين‪ ،‬ثم رفع يديه فدعا لهم‪ ،‬وأخذ ينظققر إلققى القبققور‪ ،‬ثققم رفققع يققديه ثانيققة فققدعا لهققم‪.‬‬
‫وأطال القيام و أطالت عائشة الوقوف‪ .‬ثم التفت ‪ ‬وراءه راجعا‪ .‬فلما رأت عائشة ذلك‪ ،‬التفتققت وراءهققا ومشققت‪ ،‬فأسققرع ‪‬‬
‫في مشققيه‪ ،‬فأسققرعت‪ ،‬فأحضقّر_ أي جققرى مسققرعا_ فأحضققرت وجققرت‪ ،‬حققتى سققبقته إلققى الققبيت فققدخلت‪ ،‬ونزعققت درعهققا‬
‫وخمارها‪ ،‬وأقبلت إلى فراشها فاضطجعت عليه‪ ،‬كهيئة النائمة‪ ،‬ونفسها يتردد فققي صققدرها‪ .‬فققدخل ‪ ‬الققبيت‪ ،‬وقققال‪ :‬مالققك يققا‬
‫عائش‪ ..‬حشيا رابية؟! قالت‪ :‬لشيء! قال‪ :‬لتخبريني‪ ،‬أو ليخبرني اللطيف الخبير‪ ..‬فأخبرته بالخبر‪ .‬فقال ‪ :‬أنققت الققذي رأيتققه‬
‫أمامي؟ قالت‪ :‬نعم‪ ..‬فدفعها النبي في صدرها دفعة‪ ،‬ثم قال‪ :‬أظننت أن يحيف ال عليك ورسوله‪ ..‬فقققالت عائشققة‪ :‬يققا رسققول الق‬
‫استغفر لي‪ ،‬فاستغفر لها‪ ،‬ثم قال ‪ :‬يا عائشة إن جبريل أتاني ولم يكن يدخل عليك وقد وضعت ثيابققك‪ .‬فنققاداني‪ ،‬فققأخفى منققك‬
‫فأجبته وأخفيته منك‪ ،‬وظننت أنك قد رقدت‪ ،‬فكرهت أن أوقظك‪ ،‬وخشيت أن تستوحشي‪ ..‬فأمرني أن آتققي أهققل البقيققع فأسققتغفر‬
‫لهم رواه النسائي بسند جيد‪ ..‬نعم‪ ،‬انظر كيف كان النبي صلى ال عليه وسلم ل يكبر الخطققاء‪ ،‬بققل كققان يتراضققى عققن أخطققاء أهلققه‪.‬‬
‫فعلى الزوج أن يتقي ال في زوجته‪ ،‬فإن رأى خطأها‪ ،‬تذكر صوابها‪ .‬وإذا شاهد سوءها تذكر حسنها‪ ..‬ويتغاضى عمققا يكرهققه‬
‫من خلقها‪ ،‬وما ل يرضققاه مققن تعاملهققا‪ .7‬فوصققيتي إلققى الزواج أن يتقققوا ال ق فققي أمهققات الجيققال وأمهققات القققادة والزعمققاء‬
‫والشهداء‪ ،‬رحمة وحنانًا ورقة ‪ ،‬كما قال ‪ ‬يوم الحققج الكققبر يققوم أعلققن حققوق المققرأة‪ " :‬الق الق فقي النسققاء‪ ،‬فققإنهن عققوان‬
‫عندكم"‪.8‬‬

‫الرحمة والود والسكن‬ ‫‪-2‬‬

‫ت ّلَقْوٍم‬
‫لَيا ٍ‬
‫ك َ‬
‫ن ِفي َذلِ َ‬
‫حَمًة ِإ ّ‬
‫جَعَل َبْيَنُكم ّمَوّدًة َوَر ْ‬
‫سُكُنوا ِإَلْيَها َو َ‬
‫جا ّلَت ْ‬
‫سُكْم َأْزَوا ً‬
‫ن َأنُف ِ‬
‫ق َلُكم ّم ْ‬
‫خَل َ‬
‫ن َ‬ ‫قال تعالى‪َ :‬وِم ْ‬
‫ن آَياِتِه َأ ْ‬
‫ن‪ )ّ ‬الروم‪ .(21:‬فهنا نجد أن العلقة الزوجية تعني في السلم السكينة النفسية والمودة والرحمة‪ .‬إذا العلقة ليست‬
‫َيتََفّكُرو َ‬

‫خالد‪ ،‬عمرو‪ .‬تقوى الله‪ ..‬سر سعادة السرة‪2008 .‬م‪ .‬تاريخ الستيراد ‪ 6‬ابريل‪2009 ،‬م من‬ ‫‪6‬‬

‫‪http://www.amrkhaled.net/articles/articles3155.html#Scene_1‬‬
‫العريفي‪ ،‬محمد بن عبد الرحمن‪ .‬استمتع بحياتك‪ .‬رياض‪ :‬دار الحميد للنشر‪1427 .‬ه‪ .‬ص ‪.190‬‬ ‫‪7‬‬

‫القرني‪ ،‬عائض‪ .‬بيت أسس على تقوى‪2005 .‬م‪ .‬تاريخ الستيراد ‪ 6‬ابريل‪2009 ،‬م من‬ ‫‪8‬‬

‫‪http://www.algarne.com/publish/article_218.shtml‬‬
‫علقة تعاقدية‪ ،‬بل هي مشاركة بين طرفين يؤدي كل منهما واجبه تجاه الخر في رحمة ومودة‪ .9‬فإن المودة والرحمة تؤدي‬
‫إلى تماسك السرة والحترام المتبادل بين الزوجين والتعاون في حل جميع المشكلت‪ .10‬ولهذا فإن السلم ركز كثيرا على‬
‫حُموهم"‪،‬‬ ‫حّبه لولده " وقال ‪ ":‬أ ِ‬
‫حّبوا الصبيان وار َ‬ ‫شّدة ُ‬
‫ل َليرحم الّرجل ِل ِ‬ ‫هذه النقطة‪ .‬والرسول ‪ ‬قال‪ِ " :‬إ ّ‬
‫ن ال عّز وج ّ‬
‫لن المحبة والرحمة عاملن أساسيان في توثيق العلقات بين أفراد السرة‪ .11‬وكان الرسول ‪ ‬يهتم بزوجاته‪ ،‬فكان ُيحسن‬
‫طف ويتودد إليهم ويعمل على إدخال البهجة والسرور إلى قلوبهن‪ .‬فإذا تأملنا تعامل النبي مع أمنا‪ -‬أم‬
‫إليهم ويرأف بهم ويتل ّ‬
‫المؤمنين‪ -‬عائشة رضي ال عنها‪ ،‬بل أيضا في تعامله مع بقية نسائه لنجدن في ذلك عجبا‪ .‬فأم المؤمنين صفية بنت حيي‪،‬‬
‫أبوها حيي بن الخطب رأس من رؤوس اليهود‪ ،‬فقد كان من أكثر الذين يجمعون الناس ضد النبي صلى ال عليه وسلم‪ .‬بعدما‬
‫قتل‪ ،‬تزوج النبي صلى ال عليه وسلم صفية‪ ،‬وأول ما جاءت تركب البعير‪ ،‬جاء الرسول ‪ ‬ونصب لها ركبته لتصعد عليه‪،‬‬
‫ومن أدبها رضي ال عنها وضعت ركبتها على ركبت النبي ثم ركبت على البعير‪ .‬انظر إلى هذا التعامل الرائع منه ‪.‬‬
‫والرسول ‪ ‬لم يكن يضرب أحد من زوجاته أبدا‪ .‬فتقول عائشة رضي ال عنها " ما ضرب رسول ال ‪ ‬شيئا قط بيده‪ ،‬ول‬
‫امرأة‪ ،‬ول خادما‪ ،‬إل أن يجاهد في سبيل ال"‪ ،‬ثم قالت" وما نيل منه شيء قط‪ ،‬فينتقم من صاحبه‪ ،‬إل أن ينتهك شيء من‬
‫محارم ال‪ ،‬فينتقم ل عز وجل" رواه المسلم‪ .‬وتقول عائشة رضي ال عنها كان النبي ‪ ‬إذا شربت من ا ِ‬
‫لناء أخذه‪ ،‬فوضع فمه‬
‫في موضع فمها وشرب‪ .‬لماذا فعل ذلك؟ كان باستطاعته أن يشرب من أي موضع ‪ ،‬لكن كان هذا تلطف منه ‪ .‬وتقول أيضا‬
‫عائشة رضي ال عنها "خرجت مع رسول ال ‪ ‬في بعض أسفاره‪ ،‬وأنا جارية لم أحمل اللحم ولم أبدن‪ ،‬فقال للناس‪ :‬اقدموا‬
‫فتقدموا‪ ،‬ثم قال لي ‪ :‬تعالي حتى أسابقك فسبقته‪ ،‬فسكت عني حتى إذا حملت اللحم وبدنت خرجت معه في بعض أسفاره‪ ،‬فقال‬
‫للناس‪ :‬تقدموا فتقدموا‪ ،‬ثم قال لي ‪ :‬تعالي أسابقك فسبقني‪ ،‬فجعل يضحك وهو يقول هذا بتلك"‪ .‬لحظ الرسول ‪ ‬يقول هذا‬
‫الكلم وهو راجع من سفر‪ .‬أي لشك أنه سيتعب تعبا شديدا‪ ،‬لكن مع هذا يمازح زوجته ويلعبها‪ .‬وهذا الذي كان يفعله النبي‬
‫‪ ‬مع زوجاته كان بل شك يدفع الملل عن الحياة الزوجية‪ .‬وفيه دللة أن الرجل أيضا مسؤول مسؤولية كبيرة في هذا‬
‫الجانب فل يصح أن نلقي اللوم كله على المرأة ونجعلها المسؤول الول والخير عن حال الملل التي تعتري الحياة الزوجية‬
‫وإنما الثنان شريكان وعلى كل منهما مسؤولية التجديد بالمودة والرحمة‪.‬‬

‫الحب والحنان‬ ‫‪-3‬‬

‫السلم يعتبر السرة المكان الذي يجب أن تنمو فيها العواطف والحاسيس‪ ،‬فيجد الطفال فيه المحبة والرحمة‪ ،‬ويجد الزوج‬
‫فيه الحنان وتجد الزوجة المحبة والعطف‪.‬فالعلقة الصحيحة بين الرجل والمرأة هي علقة المحبة والحنان ‪ ،‬أن يحب كل واحد‬
‫منهما الخر‪ ،‬أن يحن كل منهما إلى الخر‪ .‬والحب المتبادل يجب أن يكون بين الزوجين من الناحية‪ ،‬وبينهما وبين الولد من‬
‫ناحية أخرى‪ .‬المحبة والحنان ينبغي أن يمل قلب كل فرد من أفراد السرة ‪ ،‬حتى يكون سراجا يضيء له دروب الحياة ‪،‬‬
‫ونبراسا لمسيرته نحو السعادة والستقرار‪ .‬فالمحبة هو العامل الفعال الذي يدفع كل فرد من أفراد السرة إلى أن يتحمل‬
‫مسؤولياته و ينجز مهماته برحابة صدر‪ .‬وإذا عدنا لبيت النبوة‪ ،‬نجد أن الرسول ‪ ‬كان محب لزوجاته ‪ .12‬ولعلى أجمل‬
‫قصة حب في التاريخ ‪ ،‬ل قصة قيس وليلى ول عنترة وعبلة ‪ ،‬بل قصة حب نبينا ‪ ‬للسيدة خديجة رضي ال عنها‪ ،‬فهي‬

‫الخطيب‪ ،‬معتز‪" .‬السرة" بين الحداثة الغربية‪ ..‬والرؤية السلمية‪2002 .‬م‪ .‬تاريخ الستيراد ‪ 6‬ابريل‪2009 ،‬م من‬ ‫‪9‬‬

‫‪http://www.islamonline.net/arabic/contemporary/2002/11/article02.shtml‬‬
‫‪ 10‬بطانية‪ ،‬نور‪ ،‬زليخا أمين‪ .‬منهج تربية الطفل في السلم‪ .‬ط ‪ .1‬عمان‪ :‬عالم الكتب الحديث للنشر والتوزيع‪2006 .‬م‪.‬‬
‫ص‪6‬‬
‫‪ 11‬خصائص السرة المسلمة‪ .‬تاريخ الستيراد ‪ 6‬ابريل‪2009 ،‬م من ?‪http://www.al-shia.org/html/ara/osre/‬‬
‫‪mod=dinieh&id=12‬‬
‫‪ 12‬مرجع سابق‬
‫قصة حب عجيبة ‪ ،‬فلم يعرف معها زوجة أخرى‪ .‬فقد كانت له الم الحانية والب العطوف والرفيقة والحبيبة‪ .‬فبعد موتها بسنه‬
‫تأتي امرأة للنبي وتقول له‪ :‬يا رسول ال أل تتزوج؟ لديك سبعه عيال ودعوة هائلة تقوم بها‪ ،‬فل بد من الزواج‪ .‬فيبكي النبي‬
‫ويقول‪" :‬وهل بعد خديجه أحد؟" ولول أمر ال لمحمد عليه السلم بالزوجات التي جاءت بعد ذلك لما تزوج أبدا‪ .‬وهذا الحب‬
‫الطاهر صاحب الرسول ‪ ‬حتى بعد وفاتها‪ ،‬فقد كان ‪ ‬يثني عليها ويستغفر لها ويذبح الشاة ثم يبعثها لصديقاتها‪ .‬ولذلك‬
‫جاء في الحديث عن عائشة –رضي ال عنها ‪ -‬وقد غارت من كثرة ذكر النبي ‪ ‬لخديجة وثنائه عليها فقالت " ما تذكر من‬
‫عجوز قد أبدلك ال خيرا منها ؟ فغضب الرسول ‪ ‬وقال‪ :‬ل وال ما أبدلني ال خيرا منها‪ ،‬آمنت بي حين كذبني الناس‪،‬‬
‫وواستني بمالها حين حرمني الناس ‪،‬رزقني الولد منها ولم يرزقنيه من غيرها "‪ .‬لكن هذا لم يمنعه من حب باقي زوجاته‬
‫وبالخص عائشة رضي ال عنها‪ .‬فعندما سئل النبي ‪ ‬من أحب النساء إليه قال‪ " :‬عائشة"‪ .‬وقد كان ‪ ‬يدلل عائشة رضي‬
‫ال عنها فيناديها بعائش‪ .‬و كانت السيدة خديجة رضي ال عنها أروع نموذج للمرأة الحنونة‪ .‬فموقفها الرائع مع الرسول ‪‬‬
‫عند نزول الوحي كان دليل على ذلك‪ .‬فلقد استقبلته بحنان وعطف ‪ ،‬وكانت كلماتها هي سبب زوال الروع عن النبي ‪. 13‬‬

‫العدل والحسان‬ ‫‪-4‬‬

‫ظُكْم َلَعّلُكْم َتَذّكُرو َ‬


‫ن‬ ‫ي َيِع ُ‬
‫شاِء َواْلُمْنَكِر َواْلَبْغ ِ‬
‫ح َ‬
‫ن اْلَف ْ‬
‫عِ‬‫ن َوِإيَتاِء ِذي اْلُقْرَبى َوَيْنَهى َ‬
‫سا ِ‬
‫ح َ‬
‫ل َيْأُمُر ِباْلَعْدِل َواْل ْ‬ ‫قال تعالى‪ِ  :‬إ ّ‬
‫ن ا َّ‬
‫‪) ‬النحل‪ .(90 :‬إن ال تعالى في الية السابقة قرن بين العدل والحسان لما بينهما من علقة متلزمة‪ ،‬فلبد أن يكون مع‬
‫العدل إحسان‪ .‬وقد طلب ال تعالى أن نقوم بهما على أكمل وجه‪ .14‬فعلى الزوج أن يعدل بين زوجاته‪ ،‬ويعطي كل واحدة‬
‫حوا‬
‫طوا ِفي اْلَيَتاَمى َفاْنِك ُ‬
‫سُ‬‫خْفُتْم َأّل ُتْق ِ‬ ‫منهن حقها المشروع ‪ ،‬من النفقة والسكن والطعام واللباس‪ ،‬فقد قال تعالى ‪َ  :‬وِإ ْ‬
‫ن ِ‬
‫حَدًة ‪) ‬النساء‪ .(3:‬والب مطالب بالعدل بين أبنائه ‪،‬‬
‫خْفُتْم َأّل َتْعِدُلوا َفَوا ِ‬
‫ن ِ‬
‫ع َفِإ ْ‬
‫ث َوُرَبا َ‬
‫ل َ‬
‫ساِء َمْثَنى َوُث َ‬
‫ن الّن َ‬
‫ب َلُكْم ِم َ‬
‫طا َ‬
‫َما َ‬
‫في التربية والتعليم‪ ،‬والصحة‪ ،‬والمنع والعطاء‪ ،‬وأل يفضل أحدا على آخر وقد جاء في حديث النعمان بن بشير أنه جاء‬
‫يطلب من النبي ‪ ‬أن يشهد على أعطية أعطاها لولده فقال عليه السلم‪ " :‬أعطيت كل ولدك؟ قال‪ :‬ل‪ ،‬قال‪ :‬ل تشهدني على‬
‫جور‪ ،‬اتقوا ال واعدلوا بين أولدكم"‪ .‬وكان الرسول ‪ ‬يعدل بين زوجاته فل يفضل إحداهن على الخرى ويقول ‪ ":‬اللهم‬
‫هذا قسمي فيما أملك فل تلمني فيما تملك ول أملك"‪ .‬وكان ‪ ‬كما قالت عائشة ‪ -‬رضي ال عنها ‪ ": -‬ل يف ّ‬
‫ضل بعضنا على‬
‫بعض في القسم من مكثه عندنا‪ ،‬وكان قل يوم يأتي إل وهو يطوف علينا جميًعا فيدنو من كل امرأة من غير مسيس حتى يبلغ‬
‫إلى التي هو يومها فيبيت عندها" ‪ .‬ولقد بلغ به الحال في عدله ‪ ‬أنه لم يفرط فيه حتى في مرضه‪ ،‬حيث كان يطاف به‬
‫عليهن في بيوتهن كل واحدة في نوبتها‪ ،‬قالت أم المؤمنين عائشة ‪ -‬رضي ال عنها " لما ثقل النبي ‪ ،‬واشتد به وجعه‬
‫استأذن أزواجه في أن يمرض في بيتي فأذن له"‪ .‬أما الحسان فهو مع العدل كما قلنا أمران متلزمان‪ ،‬لكنه أعلى مرتبة من‬
‫ساًنا‪‬‬
‫ح َ‬
‫ن ِإ ْ‬
‫ك َأّل َتْعُبُدوا ِإّل ِإّياُه َوِبالَواِلَدْي ِ‬ ‫العدل‪ .‬وقد قرن ال تعالى الحسان إلى الوالدين بعبادته فقال‪َ :‬وَق َ‬
‫ضى َرّب َ‬
‫)السراء‪ .(23:‬فالمسلم يجب أن يكون دائم الحسان إلى والديه‪ ،‬يطيعهما ويقوم بحقهما ويبتعد عن الساءة إليهما‪ .‬وينبغي‬
‫على الزوج أن يحسن معاملة زوجته وكذلك على الزوجة أن تحسن معاملة زوجها‪ .‬والذي ينظر في سيرة النبي ‪ ‬ليرى‬
‫العجب من إحسان النبي لزوجاته وقيامه بمصالحهن وصبره عليهن وتغاضيه عن أخطائهن‪ .‬فلم يكن بساما مع الناس‬
‫عبوسا مع أهل بيته‪ ،‬كما يفعل بعض الزواج‪ .‬فإذا رأيته مع زملئه ل تجد ألطف منه‪ ،‬ضحاكا بساما جميل المعشر بشوش‬

‫المطوع‪ ،‬جاسم‪ .‬زوجات الرسول و واقعنا المعاصر‪2008 .‬م‪ .‬تاريخ الستيراد ‪ 8‬ابريل‪2009 ،‬م من‬ ‫‪13‬‬

‫‪http://www.osrty.com/main/?c=69&a=7241‬‬
‫العدل والحسان في السلم‪1426 .‬ه‪ .‬تاريخ الستيراد ‪ 8‬ابريل‪2009 ،‬م من‬ ‫‪14‬‬

‫?‪http://www.olamaa-yemen.net/olamaa/index.php‬‬
‫‪ola=shabalh&baner=shabalh.jpg&o=b7&id=4‬‬
‫الوجه‪ ،‬لكن إذا دخل بيته تجده عابس الوجه‪ ،‬ضيق الصدر‪ ،‬سيئ الخلق‪ .‬أما الرسول ‪ ‬فهو الذي قال‪" :‬خيُركم خيُركم‬
‫لهله وأنا خيركم لهلي"أخرجه الترمزي‪ .‬ولما سأل رجل عائشة رضي ال عنها‪ :‬هل كان رسول ال ‪ ‬يعمل في بيته؟ قالت ‪:‬‬
‫نعم ‪ ،‬كان رسول ال ‪ ‬يخصف نعله ‪ ،‬ويخيط ثوبه ‪ ،‬ويعمل في بيته كما يعمل أحدكم في بيته"رواه أحمد‪ .‬إذا من يريد أن‬
‫يقتدي بالرسول ‪ ‬فليحسن إلى زوجته‪ ،‬فخيركم خيركم لهله ‪ ..‬لوالديه ‪ ..‬لزوجه ‪ ..‬بل وحتى لطفاله‪ .‬فقد أوصى الرسول‬
‫‪ ‬الب بالحسان إلى بناته‪ ،‬فقال‪ ":‬من عال جارتين حتى تبلغا‪ ،‬جاء يوم القيامة أنا وهو وضم أصابعه"‪.15‬‬

‫الشورى‬ ‫‪-5‬‬

‫اتخذ السلم من الشورى مبدأ في الحياة‪ ،‬فقد طالب القرآن الحاكم بالمشورة وطلب من المة التشاور و كما جعل‬
‫عَلْيِهَما ‪‬‬
‫ح َ‬
‫جَنا َ‬
‫ل ُ‬
‫شاُوٍر َف َ‬
‫ض ّمْنُهَما َوَت َ‬
‫عن َتَرا ٍ‬
‫صاًل َ‬ ‫الشورى أساس للحياة الزوجية‪ ،‬يقول تعالى‪َ :‬فِإ ْ‬
‫ن َأَراَدا ِف َ‬
‫)الطلق‪ .(7 :‬فإذا كان هذا التشاور والتفاهم حق المطلقة‪ ،‬فكيف بحق الزوجة القائمة في البيت على رعاية جميع‬
‫الشؤون‪ .‬وإذا كان ذلك التشاور بالنسبة لفطام الرضيع وهو من المور الهينة‪ ،‬فكيف بالمور العظيمة كالتشاور في‬
‫زواج البناء‪ .‬إذا البيت المسلم يجب أن يقوم على الشورى والتراضي والتفاهم ‪ ،‬فكل فرد من أفرادها له الحق في إبداء‬
‫رأيه‪ .‬فالشورى قاعدة أساسية ل يمكن للسرة المسلمة أن تغفل عنها‪ ،‬أما الستبداد بالرأي‪ ،‬وعدم إعطاء قيمة لي فرد‬
‫من السرة فقد يؤدي إلى انهيار البيت المسلم‪ .16‬وخير من يقتدى به في ذلك رسول ال ‪ ،‬يوم أن دخل على أم سلمة‬
‫غاضبًا مما فعل أصحابه يوم الحديبية حيث أمرهم بالحلق والتحلل فكأنهم تحرجوا وتباطؤوا‪ ،‬فأشارت عليه أم سلمة أن‬
‫يحلق هو حتى يحلقوا‪ ،‬فأخذ الرسول ‪ ‬بمشورتها‪ ،‬فما كان إل أن بادروا إلى امتثال أمره ‪ .‬وقال تعالى ‪َ  :‬يا‬
‫ن ُتِرْد َ‬
‫ن‬ ‫ل × َوِإن ُكنُت ّ‬
‫جِمي ً‬
‫حا َ‬
‫سَرا ً‬
‫ن َ‬
‫حُك ّ‬
‫سّر ْ‬
‫ن َوُأ َ‬
‫ن ُأَمّتْعُك ّ‬
‫حَياَة الّدْنَيا َوِزيَنَتَها َفَتَعاَلْي َ‬
‫ن اْل َ‬
‫ن ُتِرْد َ‬
‫ك ِإن ُكنُت ّ‬
‫جَ‬‫ي ُقل َّلْزَوا ِ‬
‫َأّيَها الّنِب ّ‬
‫ظيًما‪) ‬الحزاب‪ .(28،29 :‬في هذه اليات أمر من ال‬
‫عِ‬‫جًرا َ‬
‫ن َأ ْ‬
‫ت ِمنُك ّ‬
‫سَنا ِ‬
‫ح ِ‬
‫عّد ِلْلُم ْ‬
‫ل َأ َ‬
‫ن ا َّ‬
‫خَرَة َفِإ ّ‬
‫لِ‬‫سوَلُه َوالّداَر ا ْ‬
‫ل َوَر ُ‬
‫ا َّ‬
‫سبحانه لرسوله ‪ ‬بأن يخير نساءه بين أن يطلقهن فيذهبن إلى غيره ممن يحصل لهن عنده الحياة الدنيا و زينتها و‬
‫بين الصبر على ما عنده من ضيق الحال‪ .‬فشاورهن الرسول ‪ ‬وخيرهن فاخترن رضي ال عنهن ال تعالى و رسوله‬
‫‪ ‬والدار الخرة ‪ ،‬فجمع ال لهن بعد ذلك بين خير الدنيا وسعادة الخرة‪.17‬‬

‫حقوق وواجبات أفراد السرة ‪:‬‬

‫على المرء أن يدرك أن للزواج تبعات‪ ،‬فلبد أن يتحمل تبعاته‪ .‬فالنسان عندما يبدأ بأي مرحلة جديدة في حياته‪ ،‬ل بد أن تكون لهذه‬
‫المرحلة تبعات‪ .‬فإذا سجل في الجامعة‪ ،‬فل بد أن يتحمل التبعات التي تتبع ذلك من حضور المحاضرات والكتابة مع المدرسين إلى‬
‫غير ذلك من واجبات ل بد أن ينضبط بها‪ .‬كذلك الذي يتزوج‪ ،‬لبد أن يتحمل تبعات ذلك من العناية بالزوجة والولد واستئجار‬
‫المنزل أو شراؤه والطعام لهم والنفاق عليهم ومعالجة مريضهن‪ .‬كذلك الزوجة فما دامت وافقت أن تتزوج معنى ذلك أنها وافقت‬
‫أن تخدم زوجها‪ ،‬وافقت أن تحمل منه وتطيعه إلى آخره من تبعات‪ .‬وقال تعالى‪  :‬ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف‪) ‬البقرة‪:‬‬
‫‪ (228‬أي كل حق للزوج يقابله حق للزوجة وكل واجب عليه يقابله واجب عليها‪ .18‬والتشريع السلمي وضع أحكاما شرعية تبين‬
‫‪ 15‬العريفي‪ ،‬محمد بن عبد الرحمن‪ .‬مرجع سابق‪ .‬ص ‪.26‬‬
‫‪ 16‬رضا‪ ،‬أكرم‪ .‬الشورى في البيت المسلم‪2008 .‬م‪ .‬تاريخ الستيراد ‪ 8‬ابريل‪2009 ،‬م من‬
‫‪http://www.osrty.com/main/?c=233&a=7377‬‬
‫‪ 17‬مرجع سابق‬
‫الخطاب القرآني أصلح دليل للسرة السعيدة‪2007 .‬م‪ .‬تاريخ الستيراد ‪ 8‬ابريل‪2009 ،‬م من‬ ‫‪18‬‬

‫‪http://www.islamweb.net/ver2/archive/readArt.php?lang=A&id=139379%20-%2056k‬‬
‫ما لكل من الزوجيين من حقوق وما عليه من واجبات‪ .‬فقد حدد القرآن الكريم ذالك‪ ،‬وقد تولت السنة النبوية تفصيل هذه الحقوق‬
‫والواجبات‪ .‬وسأبين في هذه الورقة الحقوق الزوجية وحقوق وواجبات الولد‪.‬‬

‫‪ -1‬الحقوق الزوجية‬

‫والحقوق الزوجية ثلث‪ :‬حق الزوجة على زوجها‪ ،‬وحق الزوج على زوجته‪ ،‬وحقوق مشتركة بينهما‪.‬‬

‫أما حق الزوجة على زوجها‪:‬‬

‫المهر‬ ‫‪-1‬‬

‫حَلًة ‪) ‬النساء‪.(4 :‬‬


‫ن ِن ْ‬
‫صُدَقاِتِه ّ‬ ‫فيجب على الزوج في عقد النكاح أن يدفع قدرًا من المال للزوجة لقوله تعالى‪َ  :‬وآُتوْا الّن َ‬
‫ساء َ‬
‫سا َفُكُلوُه‬
‫يٍء ّمْنُه َنْف ً‬
‫ش ْ‬
‫عن َ‬
‫ن َلُكْم َ‬ ‫ول يجوز للزوج أو لغيره أن يأخذ من مهرها شيئًا إل برضاها‪ .‬فقد قال تعالى ‪َ :‬فِإن ِ‬
‫طْب َ‬
‫َهِنيًئا ّمِريًئا‪) ‬النساء‪ .(4 :‬والمهر فرضه ال تعالى للمرأة تطييبًا لخاطرها‪ ،‬وتأليفا لقلبها‪ ،‬ورمزًا لكرامها وإعزازها‪.19‬‬

‫النفقة‬ ‫‪-2‬‬

‫النفقة هي توفير ما يحتاج إليه الولد والزوجة من طعام ومسكن وكسوة ‪ ،‬لقوله تعالى‪َ  :‬و َ‬
‫عَلى اْلَمْوُلوِد َلُه ِرْزُقُه ّ‬
‫ن‬
‫جِدُكْم‪ ) ‬الطلق‪ .(6 :‬وعلى‬
‫ن ُو ْ‬
‫سَكْنُتْم ِم ْ‬
‫ث َ‬
‫حْي ُ‬
‫ن َ‬
‫ن ِم ْ‬ ‫ف‪) ‬البقرة‪ .20(233 :‬وقوله تعالى‪َ :‬أ ْ‬
‫سِكُنوُه ّ‬ ‫ن ِباْلَمْعُرو ِ‬
‫سَوُتُه ّ‬
‫َوِك ْ‬
‫سَعِتِه‬
‫سَعٍة ّمن َ‬ ‫الزوج أن ينفق على قدر حاله من غنى أو فقر ‪ ،‬فل يتكلف ما ل يطيق ‪ ،‬لقول تعالى‪ِ :‬لُينِف ْ‬
‫ق ُذو َ‬
‫ل ‪) ‬الطلق‪ .21(7:‬وتستحق المرأة هذه النفقة ما دامت تشاطر زوجها مسؤولية‬
‫ق ِمّما آَتاُه ا ُّ‬
‫عَلْيِه ِرْزُقُه َفْلُينِف ْ‬
‫َوَمن ُقِدَر َ‬
‫تربية الولد ورعايتهم ‪ ،‬سواء كانت مسلمة أم غير مسلمة‪ ،‬فقيرة أم غنية‪ .22‬وعلى الرغم من أن النفقة حق الزوجة‪،‬‬
‫فإن الزوج يؤجر عليها‪ ،‬فقد قال ‪ ":‬دينار أنفقته في سبيل ال‪ ،‬ودينار أنفقته في رقبة‪ ،‬ودينار تصدقت به على‬
‫المسكين‪ ،‬ودينار أنفقته على أهلك‪ ،‬أعظمها أجرا الذي أنفقته على أهلك"رواه مسلم‪ .‬وقال الرسول ‪ ‬لهند بنت عتبة‬
‫ح أبي سفيان عليها وعلى ولدها‪" :‬خذي ما يكفيك وولدك بالمعروف"رواه البخاري والمسلم‪ .‬أي تستطيع‬
‫شّ‬
‫عندما جاءت تشكو ُ‬
‫الزوجة أخذ شيء من مال زوجها إذا كان شحيحا‪ ،‬لكن دون إسراف أو تبذير‪.23‬‬

‫عدم الضرار بالزوجة‬ ‫‪-3‬‬

‫ف َول‬
‫ن ِبَمْعُرو ٍ‬
‫حوُه ّ‬
‫سّر ُ‬
‫ف َأْو َ‬
‫ن ِبَمْعُرو ٍ‬
‫سُكوُه ّ‬
‫فمن حق الزوجة أن ل يؤذها زوجها بكلمة أو فعل‪ ،‬فقد قال تعالى‪َ ‬فَأْم ِ‬
‫سُه ‪) ‬البقرة‪ .(231:‬وإن كان إيقاع الذى على الجانب محرما‪،‬‬
‫ظَلَم َنْف َ‬
‫ك َفَقْد َ‬
‫ن َيْفَعْل َذِل َ‬
‫ضَرارًا ِلَتْعَتُدوا َوَم ْ‬
‫ن ِ‬
‫سُكوُه ّ‬
‫تُْم ِ‬
‫رواه ابن‬ ‫فالولى أن يكون محرما على الزوجة‪ .‬فعن عبادة بن الصامت أن الرسول ال ‪ ‬قضى‪ " :‬أن ل ضرر ول ضرار "‬
‫ماجه‪.‬‬

‫‪ 19‬محمد‪ ،‬عبد السلم‪.‬العلقات السرية في السلم‪ .‬ط ‪ .2‬الكويت‪ :‬مكتبة الفلح‪1987 .‬م‪ .‬ص ‪.162‬‬
‫‪ 20‬خصائص النظرة السلمية للسرة‪ .‬تاريخ الستيراد ‪ 8‬ابريل‪2009 ،‬م من‬
‫‪http://www.islamtoday.net/toislam/15/15.1.cfm‬‬
‫‪ 21‬العمري‪ ،‬عبدالكريم بن صنيتان‪ .‬مرجع سابق‪.‬ص ‪.88‬‬
‫‪ 22‬الصابوني‪ ،‬عبد الرحمن‪.‬مرجع سابق‪ .‬ص ‪.103‬‬
‫‪ 23‬العمري‪ ،‬عبدالكريم بن صنيتان‪2006 .‬م ‪ .‬مرجع سابق‪ .‬ص ‪.89‬‬
‫وقايتها من النار‬ ‫‪-4‬‬

‫سُكْم َوَأْهِليُكْم َناًرا ‪)‬التحريم‪ .(6 :‬ووقاية الهل من النار تحصل بتعليمهم أمور‬ ‫قال تعالى‪َ  :‬يا َأّيَها اّلِذي َ‬
‫ن آَمُنوا ُقوا َأنُف َ‬
‫دينهم من وضوء وصلة وطهارة‪ ،‬وأمرهم بالمعروف ونهيهم عن المنكر‪ .24‬فبعض النساء لها خمس سنين في بيت زوجها‬
‫ل تعرف كيف تغتسل‪ ,‬ولم يأتي زوجها يوم من اليام ليعلمها ذلك‪ ،‬لكنه لو دخل يومًا من اليام وزوجته لم تطبخ الطعام‪،‬‬
‫ت؟‪ .‬ولو الب اشترى لولده ثوبا جديدا وأمره أن‬
‫لحرك الدنيا من أجل أنها لم تطبخ له‪ .‬ومع ذلك تجده ل يسألها‪ :‬هل صلي ِ‬
‫يحافظ عليه‪ ،‬ثم جاء ابنه وقد افسد ثوبه‪ ،‬لغضب وخلق مشكلة كبيرة من ذلك‪ ،‬لكن لو وجد ابنه نائما ولم يصلي الفجر هل‬
‫سيغضب هذا الغضب؟ اعتقد أن المر أسهل من ذلك بكثير‪ ،‬لنه يهمه من أمره ما ل يهمه من أمر ال ‪-‬والعياذ بال‪. -‬‬

‫صيانتها‬ ‫‪-5‬‬

‫من أبرز حقوق الزوجة وواجبات الزوج أن يصون كرامتها‪ ،‬ويحفظها من كل مققا يخققدش شققرفها أو يققدنس عرضققه ‪ ،‬لن‬
‫الزوجة أعظم كنز يكنقزه الرجل‪ ,‬فل يليق به أن يعرضها‪ ،‬ويجعلها سلعة تلتهمها العين‪ .25‬وكان من أشققد الصققحابة غيققرة‬
‫سعد – رضي ال عنه – حتى قال فيه ‪" :‬أتعجبون من غيققرة سقعد‪ ،‬لنقا َأ ْ‬
‫غَيقُر منقه والق أغيققر منقي" رواه مسققلم‪ .‬فقالغيرة‬
‫مطلوبة‪ ،‬لكن يجب أن تكون في حدود معقولة‪ ،‬فليست الغيرة تعني سققوء الظققن بققالمرأة والتفققتيش عنهققا‪ 26.‬فعققن جققابر بققن‬
‫عنبرة – رضي ال عنه ‪ -‬قال‪ :‬قال رسول ال ‪ " :‬إن من الغيرة غيره يبغضها ال وهي غيرة الرجل على أهله من غيققر‬
‫ريبة"‪.‬‬

‫كما أن للزوجة حقا على زوجها‪ ،‬فللزوج حق على زوجته ومنها‪:‬‬

‫الطاعة بالمعروف‬ ‫‪-1‬‬

‫على المرأة أن تطيع زوجها فيما يأمرها به من غير معصية ال لنه ل طاعة لمخلوق في معصية الخالق‪ .27‬وقد قال تعققالى‬
‫ب‪) ‬النساء‪ ، (34:‬فل تكون المرأة صالحة إل إذا كانت مطيعة لزوجها‪ .28‬وقال رسققول القق‬
‫ت ِلْلَغْي ِ‬
‫ظا ٌ‬
‫حاِف َ‬
‫ت َ‬
‫ت َقاِنَتا ٌ‬
‫حا ُ‬ ‫‪َ‬فال ّ‬
‫صاِل َ‬
‫‪ "‬لو كنت آمرا أحدا يسجد لغير ال‪ ،‬لمرت المرأة أن تسجد لزوجها‪ ،‬والذي نفس محمد بيده‪ ،‬ل تؤدي المرأة حققق ربهققا‬
‫حتى تؤدي حق زوجها كله‪ ،‬حتى لو سألها نفسها وهي على قتب لم تمنعه" رواه أحمد وابن حبان‪ .‬وإن لطاعة الزوج منزلققة عاليققة‬
‫عند ال سبحانه وتعالى ما يجعلها تذكر مع الفرائض‪ ،‬فقد قال رسول ال ‪ ":‬إذا صلت المرأة خمسها‪ ،‬وصققامت شققهرها‪،‬‬
‫وحفظت فرجها‪ ،‬وأطاعت زوجها‪ ،‬قيل لها ادخلي الجنة من أي أبواب الجنة شئت"‪ .‬أي إن طاعة الزوج هي الطريققق إلققى‬
‫الجنة مع الصيام والصلة‪ .‬وعلى المرأة طاعة الزوج إذا دعاها للفراش‪ ،‬فقد قال رسول ‪" : ‬إذا دعا الرجل امرأتققه إلققى‬
‫الفراش فأبت‪ ،‬فبات غضبان عليها‪ ،‬لعنتها الملئكة حتى تصبح " متفق عليه‪ .‬ومن طاعة الزوج إراحته إذا دخل‪ ،‬والبتسام في‬
‫وجهه‪ ،‬وحفظه بظهر الغيب‪ ،‬والسكوت حينما يتكلم‪ ،‬وتربية أبنائه على السلم‪ ،‬وعدم مخالفته فيما يأمر‪.29‬‬

‫مرجع سابق‬ ‫‪24‬‬

‫محمد‪ ،‬عبد السلم‪ .‬مرجع سابق‪.‬ص ‪.172‬‬ ‫‪25‬‬

‫محمد‪ ،‬عبد السلم‪.‬العلقات السرية في السلم‪ .‬ط ‪ .2‬الكويت‪ :‬مكتبة الفلح‪1987 .‬م‪ .‬ص ‪172‬‬ ‫‪26‬‬

‫مرجع سابق‪ .‬ص ‪180‬‬ ‫‪27‬‬

‫‪28‬‬
‫العمري‪ ،‬عبدالكريم بن صنيتان‪ .‬مرجع سابق‪ .‬ص ‪.77‬‬
‫القرني‪ ،‬عائض‪ .‬مرجع سابق‬ ‫‪29‬‬
‫صيانة عرضه وماله‬ ‫‪-2‬‬

‫فالمرأة في بيت زوجها مسترعاة على ما فيه‪ ،‬وأثمن ما في بيت الرجل زوجته وماله وأولده‪ .‬إذا هي أمانة بيد المرأة يجب‬
‫عليها حفظها ورعايتها‪ ،‬فستسأل عنها يوم القيامة‪ ،‬لقول النبي ‪" :‬والمرأة راعية في بيت زوجها‪ ،‬ومسئولة عن رعيتها"‪.‬‬
‫وقال رسول ال ‪ " :‬وإذا غاب عنها حفظته في نفسها وماله "‪ .‬فعلى المرأة أن تقوم بالعمال التي ترضي زوجها وهو‬
‫غائب‪ ،‬ول تسمح لنفسها أن تنتهز فرصة غيابه لتذهب إلى مكان ل يرضى لها الذهاب إليه‪ .‬فمثل إذا كان زوجها ل يحب‬
‫أن تزور صديقة معينة‪ ،‬فيجب على الزوجة في أثناء غياب زوجها أن ل تزور هذه الصديقة‪ .‬وعلى الزوجة أن ل تتصرف‬
‫في شي من ماله إل بإذنه ول تدخل أحدا بيته إل بإذنه‪.30‬‬

‫حق التأديب‬ ‫‪-3‬‬

‫شوَزُه ّ‬
‫ن‬ ‫ن ُن ُ‬
‫خاُفو َ‬
‫فللزوج حق تأديب زوجته إذا قصرت في أداء حقوقه التي أوجبها الشرع عليها ‪ ،‬لقول ال تعالى‪َ ‬واللِتي َت َ‬
‫عِلّيا َكِبيرًا‪) ‬النساء‪.(34 :‬‬
‫ن َ‬
‫ل َكا َ‬
‫ن ا َّ‬
‫ل ِإ ّ‬
‫سِبي ً‬
‫ن َ‬
‫عَلْيِه ّ‬
‫طْعَنُكْم َفل َتْبُغوا َ‬
‫ن َأ َ‬
‫ن َفِإ ْ‬
‫ضِرُبوُه ّ‬
‫جِع َوا ْ‬
‫ضا ِ‬
‫ن ِفي اْلَم َ‬
‫جُروُه ّ‬
‫ن َواْه ُ‬
‫ظوُه ّ‬
‫فَِع ُ‬
‫والتأديب يمر بثلثة مراحل‪ ،‬أول الوعظ ويكون بتذكيرها بما أوجب ال عليها من حسن المعشر‪ .‬وإن لم ينفع ذلك انتقل إلى‬
‫المرحلة الثانية وهي الهجر في المضاجع‪ ،‬ويكون بأن يعتزلها في المضجع فل يبيت معها‪ .‬ثم ينتقل إلى المرحلة الخير‬
‫وهي الضرب إذا لم ينفع مع الزوجة وعظا وهجرها في المضجع‪ .‬والضرب يجب أن يكون غير مبرح فالمقصود منه‬
‫الصلح‪.31‬‬

‫أما الحقوق المشتركة بين الزوجين‪:‬‬

‫حق الستمتاع‬ ‫‪-1‬‬

‫عَلى‬
‫ن × ِإّل َ‬
‫ظو َ‬
‫حاِف ُ‬
‫جِهْم َ‬
‫ن ُهْم ِلُفُرو ِ‬
‫فلكل من الزوجين حق الستمتاع بالخر على النحو المقرر شرعًا‪ ،‬لقوله تعالى‪َ ‬واّلِذي َ‬
‫ن‪) ‬المؤمنين‪ .(6-5:‬فيحل للزوج من زوجته ما يحل لها منه‪ ،‬ويحرم على‬
‫غْيُر َمُلوِمي َ‬
‫ت َأْيَماُنُهْم َفِإّنُهْم َ‬
‫جِهْم َأْو َما َمَلَك ْ‬
‫َأْزَوا ِ‬
‫جَعْلَنا َلُهْم‬
‫ك َو َ‬
‫ل ِمنْ َقْبِل َ‬
‫سً‬ ‫أحدهما أن يحرم الخر هذا الحق إل إذا وجد مانع شرعي‪ .32‬يقول سبحانه وتعالي‪َ :‬وَلَقْد َأْر َ‬
‫سْلَنا ُر ُ‬
‫َأزَْواجًا َوُذّرّية‪) ‬الرعد‪ :‬الية ‪ .(38‬فإن اتصال الرجل بالمرأة في السلم أمر شريف وليس كما ادعاه أعداء السلم من أنه‬
‫لجل الشهوة الجامحة‪ ،‬بل الحكمة هي إعمار الرض بوجود الذرية الذين يحملون الرسالة ‪ ،‬وإخراج جيل عظيم من الزهاد‬
‫والعباد والقادة‪.33‬‬

‫المعاشرة بالمعروف‬ ‫‪-2‬‬

‫‪ 30‬محمد‪ ،‬عبد السلم‪ .‬مرجع سابق‪ .‬ص ‪.182‬‬


‫‪ 31‬خصائص النظرة السلمية للسرة‪ .‬تاريخ الستيراد ‪ 8‬ابريل‪2009 ،‬م من‬
‫‪http://www.islamtoday.net/toislam/15/15.1.cfm‬‬
‫‪ 32‬محمد‪ ،‬عبد السلم‪ .‬مرجع سابق‪ .‬ص ‪142‬‬
‫‪ 33‬القرني‪ ،‬عائض‪ .‬مرجع سابق‪.‬‬
‫جا‬
‫سُكْم َأْزَوا ً‬
‫ن َأنفُ ِ‬
‫ق َلُكم ّم ْ‬
‫خَل َ‬
‫ن َ‬ ‫ينبغي على الزوجين أن يعاشر كل منهما الخر بالمعروف‪ ،‬لقول تعالى‪َ  :‬وِم ْ‬
‫ن آَياِتِه َأ ْ‬
‫ن‪) ‬الروم‪ .(21:‬ولن تكون المودة والرحمة إل‬
‫ت ّلَقْوٍم َيَتَفّكُرو َ‬
‫لَيا ٍ‬
‫ك َ‬
‫ن ِفي َذِل َ‬
‫حَمًة ِإ ّ‬
‫جَعَل َبْيَنُكم ّمَوّدًة َوَر ْ‬
‫سُكُنوا ِإَلْيَها َو َ‬
‫ّلتَ ْ‬
‫بالمعاشرة الحسنة‪ ،‬فيبتعد كل منهما عما يزعج صاحبه و يسعى إلى ما يسعده‪ .34‬وقد أمر ال تعالى الزوج أن يعاشر زوجته‬
‫خْيرًا َكِثيرًا‪) ‬النساء‪:‬‬
‫ل ِفيِه َ‬
‫جَعَل ا ّ‬
‫شْيئًا َوَي ْ‬
‫سى َأن َتْكَرُهوْا َ‬
‫ن َفَع َ‬
‫ف َفِإن َكِرْهُتُموُه ّ‬
‫ن ِباْلَمْعُرو ِ‬
‫شُروُه ّ‬
‫عا ِ‬
‫بالمعروف‪ ،‬حيث يقول‪ ‬وَ َ‬
‫‪ .(19‬ومن حسن عشرة الزوج للزوجة أن يلطفها ويداعبها ول يغلظ عليها بالكلم‪ ،‬بل يتحمل أذاها ويصبر على ما قد يبدر‬
‫منها‪ .35‬ومن حسن عشرة الزوجة للزوج أن تبتسم في وجه‪ ،‬وتتزين له‪ ،‬وتظهر أمامه بالمنظر الذي يعجبه‪ . 36‬وأن ل تحمله‬
‫ما ل يطيق وتحسن لمه وتطيعه في كل ما يأمر به‪ ،‬ما لم يكن معصية ل‪ .37‬ومن ينظر إلى تعامل الرسول ‪ ‬مع زوجاته‪،‬‬
‫يرى أنه ‪ ‬كان من أحسن الناس عشرة لزوجاته‪ .‬فقد قالت عائشة رضي ال عنها" وال لقد رأيت ‪ ‬يقوم على باب‬
‫حجرتي ‪ ،‬والحبشة يلعبون بالحراب ‪ ،‬ورسول ال ‪ ‬يسترني بردائه لنظر إلى لعبهم من بين أذنه وعاتقه ‪ ،‬ثم يقوم من‬
‫أجلي حتى أكون أنا التي أنصرف " رواه أحمد‪ .‬و في رواية أنها ظلت تسند رأسها على ساعده‪ ،‬و الحبيب يسألها ‪ :‬أفرغت ؟‬
‫أشبعت ؟ وهي تقول ‪ :‬ل ‪ .‬فتقول ‪ :‬و لقد مللت و إنما أردت أن أنظر مكانتي عنده!! انظر كيف كان الرسول يتلطف مع نسائه‬
‫ويحسن معاشرتهم‪ .‬وروي أن في يوم من اليام اختلف رجل مع زوجته ‪ ،‬فذهب الرجل إلى عمر بن خطاب يشتكيها‪ ،‬فلما‬
‫وصل ‪ ،‬سمع زوجة عمر تصرخ به‪ .‬فترك الباب ومضى‪ .‬عمر أحس بصوت عند الباب ‪ ،‬فخرج ونادى الرجل ‪ :‬ما خبرك؟‬
‫قال‪ :‬يا أمير المؤمنين‪ ..‬جئت أشتكي إليك امرأتي فسمعت امرأتك تصرخ بك!! فقال عمر‪ :‬يا رجل إنها امرأتي ‪ ،‬حليلة‬
‫فراشي‪ ،‬صانعة طعامي‪ ،‬وغاسلة ثيابي‪ ،‬أفل أصبر منها على بعض السوء‪.38‬‬

‫حق الرث‬ ‫‪-3‬‬

‫من حق كل من الزوجين أن يرث الخر إذا مات قبله‪ ،‬مادامت الزوجية قائمة إلى حين وفاة أحد الزوجين‪ ،‬وما لم يكن ثم مانع‬
‫ن َوَلٌد‬
‫ن َلُه ّ‬
‫ن َوَلٌد َفِإن َكا َ‬
‫جُكْم ِإن ّلْم َيُكن ّلُه ّ‬
‫ك َأْزَوا ُ‬
‫ف َما َتَر َ‬ ‫من موانع الميراث كالختلف في الدين‪ .39‬وقد قال تعالى‪َ‬وَلُكْم ِن ْ‬
‫ص ُ‬
‫ن َلُكْم َوَلٌد َفَلُه ّ‬
‫ن‬ ‫ن الّرُبُع ِمّما َتَرْكُتْم ِإن ّلْم َيُكن ّلُكْم َوَلٌد َفِإن َكا َ‬
‫ن َوَلُه ّ‬
‫ن ِبَها َأْو َدْي ٍ‬
‫صي َ‬
‫صّيٍة ُيو ِ‬
‫ن ِمن َبْعِد َو ِ‬
‫َفَلُكُم الّرُبُع ِمّما َتَرْك َ‬
‫ن‪ ) ‬النساء‪(12 :‬‬
‫ن ِبَها َأْو َدْي ٍ‬
‫صو َ‬
‫صّيٍة ُتو ُ‬
‫ن ِمّما َتَرْكُتم ّمن َبْعِد َو ِ‬
‫الثُّم ُ‬

‫‪ -2‬حقوق وواجبات الولد‬

‫إن من أعظم النعم التي يهبها ال تبارك وتعالي للعبد أن يرزقه الذرية الصالحة ‪ ،‬فحينها يسعد في الحياة الدنيا وفي الخرة‪.‬‬
‫ل‪) ‬سورة‬
‫خْيٌر َأَم ً‬
‫ك َثَواًبا َو َ‬
‫عنَد َرّب َ‬
‫خْيٌر ِ‬
‫ت َ‬
‫حا ُ‬
‫صاِل َ‬
‫ت ال ّ‬
‫حَياِة الّدْنَيا َواْلَباِقَيا ُ‬
‫ن ِزيَنُة اْل َ‬
‫فالبناء زينة الحياة الدنيا لقوله تعالى‪ ‬اْلَماُل َواْلَبُنو َ‬
‫الكهف‪ .(46 :‬ولما كان البناء زينة الحياة الدنيا‪ ،‬فقد رتب ال عز وجل حقوقا على الباء وأمر برعايتهم وبتربيتهم التربية‬
‫الصالحة‪ .40‬ولن الوالدين هما سبب وجود البناء في الحياة الدنيا‪ ،‬فقد كان للبناء واجبات كثيرة تجاههم ‪ ،‬وسأبين أهم الحقوق‬
‫وأعظم الواجبات‪.‬‬

‫محمد‪ ،‬عبد السلم‪ .‬مرجع سابق‪ .‬ص ‪.150‬‬ ‫‪34‬‬

‫الحسني‪ ،‬محمد العلوي‪ .‬آداب السلم في بناء السرة‪ .‬د ن‪ .‬د ت‪ .‬ص ‪.10‬‬ ‫‪35‬‬

‫العمري‪ ،‬عبدالكريم بن صنيتان‪ .‬مرجع سابق‪ .‬ص ‪.82‬‬ ‫‪36‬‬

‫الحسني‪ ،‬محمد العلوي‪ .‬مرجع سابق‪ .‬ص ‪.13 -11‬‬ ‫‪37‬‬

‫العريفي‪ ،‬عبد الرحمن‪ .‬مرجع سابق‪ .‬ص ‪.85‬‬ ‫‪38‬‬

‫العمري‪ ،‬عبدالكريم بن صنيتان‪ .‬مرجع سابق‪ ،‬ص ص ‪.150-148‬‬ ‫‪39‬‬

‫زرزور‪ ،‬عدنان وآخرون‪ .‬مرجع سابق‪ .‬ص ‪.149‬‬ ‫‪40‬‬


‫حقوق البناء‬ ‫‪-1‬‬

‫حديثي سيكون عن الباء ومسؤولياتهم‪ .‬فإنها مسؤولية عظيمة ألقاها ال عز وجل على عواتقهم ‪ ،‬يوم يقول سبحانه لقائد البيت‬
‫ن الَّ َما‬
‫صو َ‬
‫شَداٌد ل َيْع ُ‬
‫ظ ِ‬
‫غل ٌ‬
‫عَلْيَها َملِئَكٌة ِ‬
‫جاَرُة َ‬
‫حَ‬‫س َواْل ِ‬
‫سُكْم َوَأْهِليُكْم َنارًا َوُقوُدَها الّنا ُ‬ ‫المسلم ‪َ ‬يا َأّيَها اّلِذي َ‬
‫ن آَمُنوا ُقوا َأْنُف َ‬
‫ن‪) ‬التحريم‪ .(6:‬ويقول رسوله ‪ "‬إن ال سائل كل راع عما استرعاة أحفظ أم ضيع؟ حتى يسأل‬
‫ن َما ُيْؤَمُرو َ‬
‫َأَمَرُهْم َوَيْفَعُلو َ‬
‫الرجل عن أهل بيته" رواه النسائي‪ .‬ومن أهم مسؤولياته‪:‬‬

‫اختيار الزوجة الصالحة‬ ‫‪-1‬‬

‫من حق الطفل على أبيه أن يحسن اختيار أمه لن يتوقف على ذلك حسن تربية الطفل ورعايته‪ .41‬فكما قيل‪:‬‬

‫أعددت شعبًا طيب العراق‬ ‫الم مدرسة إذا أعددتقققها‬

‫بالري أورق أيما إيققراق‬ ‫الم نبت إن تعاهده الحيققا‬

‫فعلى الرجل أن يظفر بذات الدين والخلق‪ ،‬التي تعمل بكتاب ال وسنة رسوله صلى الق عليققه وسققلم و تقققوم بكامققل واجبهققا‬
‫نحو زوجها وأولدها‪ ،‬لقول رسول ل ‪ ‬في الحديث الصحيح ‪ " :‬تنكح المرأة لربعة لمالهققا ولجمالهققا واحسققبها ولققدينها‪،‬‬
‫فاظفر بذات الدين تربت يداك"‪ .42‬فالدين هو أهم شيء في المرأة‪ ،‬ونحن نؤمن أن الجمال مطلققوب‪ ،‬وأن الحسققب مرغققوب‪،‬‬
‫وكذلك المال‪ ،‬لكن كل هذا يأتي تبعا للدين‪ .‬فأهل فارس يتزوجون للجمققال‪ ،‬واليهققود يققتزوجون للنسققب‪ ،‬أمققا أمققة محمققد ‪‬‬
‫فيتزوجون للدين والخلق‪ ،‬لن الم إذا كانت صالحة تقية نشأ أولدها حفظة لكتاب ال أخيارا أبرارا سعداء‪.43‬‬

‫ثبوت النسب‬ ‫‪-2‬‬

‫أهم حق للولد على أبيهم هو ثبوت نسبهم منه لنهم أعظم ثمرات الزواج‪ .44‬وقد حرم ال على الباء أن ينكروا بنوة أبنائهم‪،‬‬
‫أو يدعوا بنوة غيرهم ‪ ،‬و حذر الرسول ‪ ‬من يقدم على ذلك‪ ،‬حيث قال‪ " :‬أينما رجل جحد ولده وهو ينظر إليه‪ ،‬احتجب ال‬
‫‪45‬‬
‫منه وفضحه على رؤوس الخلئق"‬

‫اختيار السم الحسن‬ ‫‪-3‬‬

‫الصابوني‪ ،‬عبد الرحمن‪ .‬مرجع سابق‪ .‬ص ‪.170‬‬ ‫‪41‬‬

‫آل صالح‪ ،‬هند‪ .‬تنشئة الطفل في السلم‪ .‬د ن‪ .‬د ت‪ .‬ص ‪.8‬‬ ‫‪42‬‬

‫القرني‪ ،‬عائض‪ .‬مرجع سابق‪.‬‬ ‫‪43‬‬

‫الصابوني‪ ،‬عبد الرحمن‪ .‬مرجع سابق ‪ .‬ص ‪.176‬‬ ‫‪44‬‬

‫خصائص النظرة السلمية للسرة‪ .‬مرجع سابق‪.‬‬ ‫‪45‬‬


‫فعلى المربي أن يحسن اختيار أسماء أبنائه‪ ،‬فينتقي السماء الطيبة البديعة الحسنة‪ ،‬لتكون عنوانا لهققم يققوم القيامققة ويققدعون‬
‫بها يوم العرض الكبر‪ .46‬فقد قال رسول ال ‪ " :‬أحسنوا أسققماءكم وأسققماء أبنققائكم فققإنكم تققدعون يققوم القيامققة بأسققمائكم‬
‫وأسماء آبائكم"‪ .‬والرسول ‪ ‬بين لنا أحب السماء إلى ال‪ ،‬حيث قال " أحب السماء إلى ال عبد ال وعبد الرحمن"‪ ،‬لما‬
‫في هذه السماء من معاني العبودية له سبحانه‪ .47‬كما حثنا الرسول ‪ ‬على التسمية بأسماء النبياء والرسل عليهققم الصققلة‬
‫والسلم‪ ،‬وقد قال‪ " :‬تسموا باسمي"متفق عليه‪ ،‬وسمى ابنه باسم إبراهيم ‪ .48‬وعلى المربي أن يجتنققب تسققمية أبنققاءه بأسققماء‬
‫ال الخاصة به كالحد والصمد ‪ ،‬والسماء التي فيها عبودية لغير ال كعبد النبي‪ .‬وعليه أيضا أن يجنققب ابنققه السققماء الققتي‬
‫فيها تميع وتشبه وغرام‪ .49‬فليكن للطفل اسقما جميل‪ ،‬اسقما إسقلميا عربيقا ‪ ،‬ل اسقما فيقه أنوثقة و تقدليع وتقدليل‪ ،‬ول اسقما‬
‫مستوردا من الخواجات و أبناء الوثنية‪.50‬‬

‫الرضاع‬ ‫‪-4‬‬

‫ضيْع َ‬
‫ن‬ ‫الرضاع حق للطفل‪ ،‬لبد من تحقيقه ليعيققش ‪ ،‬ولقققد ذكققر الق تعققالى الرضققاعة فققي القققرآن فقققال‪ :‬وَاْلَواِليَدا ُ‬
‫ت ُيْر ِ‬
‫عَة‪) ‬البقرة‪ .(233 :‬وإذا لم يجد الطفل الحليب في صدر أمه يسند إلى امرأة‬
‫ضا َ‬
‫ن ُيِتّم الّر َ‬
‫ن َأَراَد َأ ْ‬
‫ن ِلَم ْ‬
‫ن َكاِمَلْي ِ‬
‫حْوَلْي ِ‬
‫ن َ‬
‫َأْولَدُه ّ‬
‫أخرى‪ .51‬وعلى الب أن يحسن اختيار المرضعة ‪ ،‬فل ترضققعه كققافرة ول فققاجرة ول سققيئة التصققرف‪ ،‬فققإن لبنهققا سققوف‬
‫يكون له أثر في عقل الطفل وتوجهه‪ .‬وكثيرا من السر في مجتمعنا من يسند الطفل إلى غير أمققه ‪ ،‬ولققو كققانت الم قققادرة‬
‫على الرضاعة‪ ،‬فينشأ الطفل مبتور الحنان والصلة مع أمه ‪ ،‬فل تجده ذاك الطفل الذي ينشققأ علققى العطققف والنققس بقققرب‬
‫أمه‪.52‬‬

‫الحضانة‬ ‫‪-5‬‬

‫حضانة الطفل تعني تربيته والهتمام بجميع شؤونه‪ ،‬والم هي المسؤولة عن القيام بهذه الوظيفة لنها أرفق وأشفق الناس‬
‫وارحمهم به‪ .‬فإن الحرمان من المومة قد يؤدي إلى التأخر في نواحي النمو المختلفة ‪ .‬وفي حال وقوع الخلفات‬
‫الزوجية‪ ،‬الم هي الحق بحضانة الطفل حتى سن السابعة‪ ،‬حيث يستطيع الطفل في هذا السن أن يقرر بقاءه مع أمه أم‬
‫أبيه‪ .‬فعن عبدال بن عمرو رضي ال عنهما أن امرأة قالت‪ :‬يا رسول‪ ،‬إن ابني هذا كان بطني له وعاء وثدي له سقاء‬
‫وحجري له حواء‪ ،‬وإن أباه طلقني‪ ،‬وأراد أن ينزعه مني؟ فقال لها رسول ال ‪ " :‬أنت أحق به ما لم تتزوجي"‪.53‬‬

‫حسن التربية‬ ‫‪-6‬‬

‫آل صالح‪ ،‬هند‪ .‬مرجع سابق‪ .‬ص ‪.36‬‬ ‫‪46‬‬

‫الصابوني‪ ،‬عبد الرحمن‪ .‬مرجع سابق‪ .‬ص ‪.174‬‬ ‫‪47‬‬

‫العمري‪ ،‬عبدالكريم بن صنيتان‪ .‬مرجع سابق‪ .‬ص ‪.46‬‬ ‫‪48‬‬

‫آل صالح‪ ،‬هند‪ .‬مرجع سابق‪ .‬ص ‪.36‬‬ ‫‪49‬‬

‫القرني‪ ،‬عائض‪ .‬مرجع سابق‪.‬‬ ‫‪50‬‬

‫آل صالح‪ ،‬هند‪ .‬مرجع سابق‪ .‬ص ‪42‬‬ ‫‪51‬‬

‫القرني‪ ،‬عائض‪ .‬مرجع سابق‪.‬‬ ‫‪52‬‬

‫آل صالح‪ ،‬هند‪ .‬مرجع سابق‪ .‬ص ص ‪.50 -46‬‬ ‫‪53‬‬


‫ومن حق البناء أن يحسن الباء تربيتهم ؛ لن الطفل ل يميز بين الضار والنافع ‪ ،‬ومهمة الوالدين أن يرشدانه ويوجهققانه‪،‬‬
‫ليشب على حب الخير‪ ،‬وبغض الشر‪ .54‬فالمربي ينبغي أن يربي أبنائه على تقوى ال ‪ ،‬ويزرع في قلوبهم شققجرة اليمققان‪،‬‬
‫وينور طريقهم بالقرآن‪ .‬يقول سعد بن أبي وقاص‪ ":‬كنا نعلم أولدنا مغازي رسول ال ‪ ،‬كما نعلمهم السورة من القققرآن‬
‫الكريم"‪ .55‬فيجب على الب أن يحرص على تحفيظ ولده كتاب ال منذ الصغر‪ ،‬ليكبر وققد حفقظ وفهقم فقي ديقن الق ونقال‬
‫الجر العظيم‪ .‬وكذلك يجب أن يختار الصحبة الصالحة له ‪ ،‬ول يتركه يتخير من شاء من زملئه الققذين قققد يكونققون مققن‬
‫أهل الضلل والفساد‪ .56‬وينبغي كذلك على المربي أن يأمر أطفاله بالقيام بالعبادات‪ ،‬فإذا بلغ الطفل السابعة يؤمره بالصلة‬
‫و يصطحبه معه إلى المسجد ليعتاد على ذلك‪ .‬فلن يعرف بعقده طريقق السقجن ول الحبقس ‪ ،‬ولقن يعقرف طريقق المققاهي‬
‫اللهية ول المنتزهات اللغية‪ .‬وإذا بلغ العاشرة استخدم معه الضرب ‪ ،‬فقد قال رسول ال ‪ " :‬مققروا أولدكققم بالصققلة‬
‫لسبع‪ ،‬واضربوهم عليها لعشر‪ ،‬وفرقوا بينهم في المضاجع"‪ 57.‬وعلى الب أن يكون خير قدوة لبنه‪ ،‬فلم يفشققل البققاء فققي‬
‫سيُكْم َوَأْنُتيْم َتْتُلييو َ‬
‫ن‬ ‫ن َأْنُف َ‬
‫سيْو َ‬ ‫تربية أبنائهم إل يوم أن ربوهم بالقول وتركوا الفعل‪ ،‬فقد قال تعالى‪‬تقأمرون الّنييا َ‬
‫س ِبيياْلِبّر َوَتْن َ‬
‫ن‪) ‬البقرة‪ .(44 :‬فكثيرا من الباء يريد من ابنه أن يكون صادقا بالقول‪ ،‬لكنققه كققاذب‪ ،‬ويريققد مققن ابنققه أن‬
‫ب َأَفل َتْعِقُلو َ‬
‫اْلِكَتا َ‬
‫يكون مصليًا محافظًا على الصلوات الخمس ‪ ،‬ولكنه ل يعرف طريق المسجد‪.58‬‬

‫واجبات البناء‬ ‫‪-2‬‬

‫ك َأّل‬
‫ضى َرّب َ‬
‫لقد أوجب ال على البناء بر آبائهم وطاعتهم‪ ،‬وجعله من أفضل العمال عنده بعد التوحيد‪ ،‬فقال تعالى ‪َ‬وَق َ‬
‫ف َول َتْنَهْرُهَما َوُقْل َلُهَما َقْوًل َكِريمًا‬
‫حُدُهَما َأْو ِكلُهَما َفل َتُقْل َلُهَما ُأ ّ‬
‫ك اْلِكَبَر َأ َ‬
‫عْنَد َ‬
‫ن ِ‬
‫سانًا ِإّما َيْبُلَغ ّ‬
‫ح َ‬
‫ن ِإ ْ‬
‫َتْعُبُدوا ِإّل ِإّياُه َوِباْلَواِلَدْي ِ‬
‫صِغيرًا‪ ) ‬السراء‪ .(24 ،23 :‬فكلمة "أف" على صغر‬
‫حْمُهَما َكَما َرّبَياِني َ‬
‫ب اْر َ‬
‫حَمِة َوُقْل َر ّ‬
‫ن الّر ْ‬
‫ح الّذّل ِم َ‬
‫جَنا َ‬
‫ض َلُهَما َ‬
‫خِف ْ‬
‫َوا ْ‬
‫جاَهَدا َ‬
‫ك‬ ‫ن َ‬
‫حروفها ل يجوز أن تقال للوالدين‪ .‬وأمر سبحانه بصحبتهما بالمعروف حتى لو لم يكونا مسلمين‪ ،‬لقوله تعالى‪َ ‬وِإ ْ‬
‫حْبُهَما ِفي الّدْنَيا َمْعُروًفا ‪ ) ‬لقمان‪ .(15 :‬وإن بر الوالدين أعظم من‬
‫صا ِ‬
‫طْعُهَما َو َ‬
‫ل ُت ِ‬
‫عْلٌم َف َ‬
‫ك ِبِه ِ‬
‫س َل َ‬
‫ك ِبي َما َلْي َ‬
‫شِر َ‬
‫ن ُت ْ‬
‫عََلى َأ ْ‬
‫الجهاد في سبيل ال‪ ،‬فعن أبو هريرة رضي ال عنه قال ‪ :‬جاء رجل إلى النبي ‪ ‬يستأذنه في الجهاد فقال ‪ " :‬أحي والداك ؟"‬
‫قال ‪ :‬نعم ‪ .‬قال ‪ ":‬ففيهما فجاهد " رواه البخاري‪ .‬وجعل رسول ال ‪ ‬أكبر الذنوب بعد الشرك بال عقوق الوالدين‪ ،‬حيث قال‬
‫‪" :‬أل أنبئكم بأكبر الكبائر؟ قالوا‪ :‬بلى‪ ،‬يا رسول ال‪ .‬قال‪ :‬الشرك بال‪ ،‬وعقوق الوالدين‪ .‬وكان متكئًا فجلس فقال‪ :‬وشهادة‬
‫الزور‪ ،‬وشهادة الزور‪ .‬فما زال يكررها حتى قلنا‪ :‬ليته سكت"‪ .‬ويكون بر الوالدين بحسن رعايتهما‪ ،‬وخدمتهما‪ ،‬والقيام على‬
‫أمرهما‪ ،‬وشكرهما والدعاء لهما والتواضع لهما إلى حد الذل‪ .59‬وحق الم على أولدها أعظم من حق الب‪ ،‬فقد روى‬
‫البخاري ومسلم أن رجل جاء إلى رسول ال ‪ ‬فقال‪":‬يا رسول ال من أحق الناس بحسن صحابتي‪ ،‬قال‪ :‬أمك‪ ،‬قال‪ :‬ثم من؟‬
‫قال‪ :‬أمك‪ ،‬قال‪ :‬ثم من؟ قال‪ :‬أبوك"‪ .‬فالم لها ثلثة أرباع الحق‪ ،‬فهي التي حملت وأرضعت وأدفأت‪ .‬وعلني أذكر هنا قصة‬
‫الرجل الذي حمل أمه على كتفه و أخذ يطوف بها حول الكعبة فرءاه ابن عمر بن خطاب ‪ ‬فقال الرجل‪ :‬يا ابن عمر أتراني‬
‫جازيتها؟ فقال له ‪ :‬ل‪ ،‬ول بطلقة واحدة من طلقاتها‪.60‬فالم هي التي سهرت لننام‪ ،‬وجاعت لنشبع‪ ،‬وظمئت لتروينا‪ ،‬فجزى‬
‫ال أمهاتنا خير الجزاء‪ ،‬وسقاهم ال من حوض النبي ‪ ‬شربة ماء‪ ،‬فل يظمؤون بعدها أبدًا‪.‬‬

‫محمد‪ ،‬عبد السلم‪ .‬مرجع سابق‪ .‬ص ‪.277‬‬ ‫‪54‬‬

‫آل صالح‪ ،‬هند‪ .‬مرجع سابق‪ .‬ص ‪.155‬‬ ‫‪55‬‬

‫القرني‪ ،‬عائض‪ .‬مرجع سابق‪.‬‬ ‫‪56‬‬

‫آل صالح‪ ،‬هند‪ .‬مرجع سابق‪ .‬ص ‪.156‬‬ ‫‪57‬‬

‫القرني‪ ،‬عائض‪ .‬مرجع سابق‪.‬‬ ‫‪58‬‬

‫محمد‪ ،‬عبد السلم‪ .‬مرجع سابق‪ .‬ص ص ‪.287 -285‬‬ ‫‪59‬‬

‫القرني‪ ،‬عائض‪ .‬مرجع سابق‪.‬‬ ‫‪60‬‬


‫الخاتمة‬

‫قدر السلم السرة وضرورتها في حياة النسان ‪ ،‬فوضع الدعائم القوية لبنائها وتنظيمها كي تؤدي رسالتها الخطيرة في الحفاظ على‬
‫النوع البشري وصيانة المجتمع من الفساد وإعداد الجيل الجديد وتربيته على القيم السلمية‪ .‬وتجلى ذلك التقدير والهتمام في بيان‬
‫كل ما يتعلق بأحكامها بتفصيل دقيق وشامل في القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة‪ .‬فقد تكلم عن قوامها الول وهو الزواج ‪ ،‬فذكر‬
‫أحكامه‪ ،‬وحقوق وواجبات كل من الزوجين‪ ،‬والثار المترتبة عليه من رضاع وحضانة وفطام‪ .‬وجعله ضرورة اجتماعية لبناء‬
‫الحياة‪ ،‬وتكوين السر‪ .‬فإنه حصانة وابتهاج‪ ،‬وسكن وأنس وانشراح ‪ ،‬فبه تتعارف القبائل‪ ،‬وتقوى الواصر ‪ ،‬وفيه الراحة النفسية‪،‬‬
‫والتعاون على أعباء الحياة الجتماعية‪ ،‬ويكفيه أنه آية من آيات ال التي تدعونا إلى التفكر في بديع خلقه وجميل صنعه‪ ،‬فقد قال‬
‫ن‪.61‬‬
‫ت ِلقَْوٍم َيَتَفّكُرو َ‬
‫ليا ٍ‬
‫ك َ‬
‫ن ِفي َذِل َ‬
‫حَمًة ِإ ّ‬
‫جَعَل َبْيَنُكْم َمَوّدًة َوَر ْ‬
‫سُكُنوا ِإَلْيَها َو َ‬
‫سُكْم َأْزَواجًا ِلَت ْ‬
‫ن َأْنُف ِ‬
‫ق َلُكْم ِم ْ‬
‫خَل َ‬
‫ن َ‬ ‫تعالى ‪َ :‬وِم ْ‬
‫ن آَياِتِه َأ ْ‬
‫وفي هذه الورقة البحثية تطرقت إلى بيان نظام القيم الخاص بالسرة فبينت أهم السس السلمية التي يجب أن تقوم عليها السرة‪،‬‬
‫ومنها‪ :‬تقوى ال‪ ،‬والسكن والمودة والرحمة‪ ،‬والحب والحنان‪ ،‬والحسان والعدل‪ ،‬والشورى‪ .‬و بينت كذلك حقوق وواجبات أفراد‬
‫السرة‪ ،‬وقد صنفتها إلى حقوق زوجية وحقوق وواجبات البناء‪ .‬وذكرت بعض من قصص رسول ال ‪ ‬مع أهل بيته‪ ،‬كيف عليه‬
‫الصلة والسلم كان يتعامل معهم وكيف كانوا يتعاملون معه ‪ ،‬ليكون سلوكهم منهاج لنا فنبني بيوت سعيدة كبيته عليه الصلة‬
‫والسلم‪ .‬فإذا أردنا الطمأنينة والراحة والسكينة في بيوتنا‪ ،‬فلنقتدي به ‪ .‬فلن نجد على مر العصور أسرة أسعد من أسرته‪ ،‬ول بيتا‬
‫خير من بيته‪ .‬وأذكركم بأن ل يخلو بيت من الكدر والضيق‪ ،‬فل بد أن يقع في البيت خلفات‪ ،‬فنحن بشر‪ ،‬فحتى في بيت الرسول‬
‫‪ ‬وقع خلف‪ ،‬ولعل حكمة ال تعالى في ذلك أن يذكر المرء بنقصان نعيم الدنيا وكمال نعيم الخرة‪.‬‬

‫وأسأل ال العلي العظيم أن ينفع بهذا الجهد القليل‪ ،‬وأن يجعله خالصا لوجه الكريم ‪ ،‬وان يجمعنا عند حوض نبينا المصطفى ‪‬‬
‫نشرب منه شربة هنيئة ل نظمأ بعدها أبدا‪ .‬وصلى ال على نبينا محمد وعلى آله و صحبه أجمعين‪.‬‬

‫المصادر ‪:‬‬
‫‪ 61‬السديس‪ ،‬عبد الرحمن‪ .‬عقبات في طريق الزواج‪1422 .‬هـ‪ .‬تاريخ الستيراد ‪ 9‬ابريل‪2009 ،‬م من‬
‫?‪http://alminbar.al-islam.com/Default.aspx‬‬
‫‪Action=SpeachDetails&mediaItURL=4361&subsubID=0‬‬
‫القرآن الكريم‬

‫السنة النبوية‬

‫الثبيتي‪ ،‬عبد الباري‪ .‬السرة في السلم‪1422 .‬ه‪ .‬تاريخ الستيراد ‪ 5‬ابريل‪2009 ،‬م من‬
‫‪http://alminbar.al-islam.com/Default.aspx?Action=SpeachDetails&mediaItURL=4393&subsubID‬‬

‫الحسني‪ ،‬محمد العلوي‪ .‬آداب السلم في بناء السرة‪ .‬د ن‪ .‬د ت‪.‬‬

‫الخطاب القرآني أصلح دليل للسرة السعيدة‪2007 .‬م‪ .‬تاريخ الستيراد ‪ 8‬ابريل‪2009 ،‬م من‬
‫‪http://www.islamweb.net/ver2/archive/readArt.php?lang=A&id=139379%20-%2056k‬‬

‫الخطيب‪ ،‬معتز‪" .‬السرة" بين الحداثة الغربية‪ ..‬والرؤية السلمية‪2002 .‬م‪ .‬تاريخ الستيراد ‪ 6‬ابريل‪2009 ،‬م من‬
‫‪http://www.islamonline.net/arabic/contemporary/2002/11/article02.shtml‬‬

‫آل صالح‪ ،‬هند‪ .‬تنشئة الطفل في السلم‪ .‬د ن‪ .‬د ت‪.‬‬

‫السديس‪ ،‬عبد الرحمن‪ .‬عقبات في طريق الزواج‪1422 .‬ه‪ .‬تاريخ الستيراد ‪ 9‬ابريل‪2009 ،‬م من‬
‫=‪http://alminbar.al-islam.com/Default.aspx?Action=SpeachDetails&mediaItURL=4361&subsubID‬‬

‫الصابوني‪ ،‬عبد الرحمن‪ .‬نظام السرة وحل مشكلتها في ضوء السلم‪ .‬ط ‪ .1‬دمشق‪ :‬دار الفكر‪2001 .‬م‪.‬‬

‫العدل والحسان في السلم‪1426 .‬ه‪ .‬تاريخ الستيراد ‪ 8‬ابريل‪2009 ،‬م من‬


‫‪http://www.olamaa-yemen.net/olamaa/index.php?ola=shabalh&baner=shabalh.jpg&o=b7&id=4‬‬

‫العريفي‪ ،‬محمد بن عبد الرحمن‪ .‬استمتع بحياتك‪ .‬رياض‪ :‬دار الحميد للنشر‪1427 .‬ه‪.‬‬

‫العمري‪ ،‬عبدالكريم بن صنيتان‪ .‬منهج السلم في بناء السرة‪ ،‬المدينة المنورة‪ :‬دار المآثر للنشر والتوزيع‪2006 .‬م‪.‬‬

‫القرني‪ ،‬عائض‪ .‬بيت أسس على تقوى‪2005 .‬م‪ .‬تاريخ الستيراد ‪6‬ابريل‪2009 ،‬م من‬
‫‪http://www.algarne.com/publish/article_218.shtml‬‬

‫المطوع‪ ،‬جاسم‪ .‬دولة بل أطفال‪ .‬تاريخ الستيراد ‪ 5‬ابريل‪2009 ،‬م من‬


‫بقلم‪20%‬المطوع=‪http://www.e-happyfamily.com/index.jsp?inc=31&id=1210&type=9&name‬‬

‫المطوع‪ ،‬جاسم‪ .‬زوجات الرسول و واقعنا المعاصر‪2008 .‬م‪ .‬تاريخ الستيراد ‪ 8‬ابريل‪2009 ،‬م من ?‪http://www.osrty.com/main/‬‬
‫‪c=69&a=7241‬‬

‫بطانية‪ ،‬نور‪ ،‬زليخا أمين‪ .‬منهج تربية الطفل في السلم‪ .‬ط ‪ .1‬عمان‪ :‬عالم الكتب الحديث للنشر والتوزيع‪2006 .‬م‪.‬‬

‫خالد‪ ،‬عمرو‪ .‬تقوى ال‪ ..‬سر سعادة السرة‪2008 .‬م‪ .‬تاريخ الستيراد ‪ 6‬ابريل‪2009 ،‬م من‬
‫‪http://www.amrkhaled.net/articles/articles3155.html#Scene_1‬‬

‫خصائص السرة المسلمة‪ .‬تاريخ الستيراد ‪ 6‬ابريل‪2009 ،‬م من ‪http://www.al-shia.org/html/ara/osre/?mod=dinieh&id=12‬‬

‫خصائص النظرة السلمية للسرة‪ .‬تاريخ الستيراد ‪ 8‬ابريل‪2009 ،‬م من ‪http://www.islamtoday.net/toislam/15/15.1.cfm‬‬

‫رضا‪ ،‬أكرم‪ .‬الشورى في البيت المسلم‪2008 .‬م‪ .‬تاريخ الستيراد ‪ 8‬ابريل‪2009 ،‬م من‬
‫‪http://www.osrty.com/main/?c=233&a=7377‬‬

‫زرزور‪ ،‬عدنان وآخرون‪ .‬نظام السرة في السلم‪ .‬ط ‪.2‬الكويت‪ :‬مكتبة الفلح‪.‬‬

‫محمد‪ ،‬عبد السلم‪ .‬العلقات السرية في السلم‪ .‬ط ‪ .2‬الكويت‪ :‬مكتبة الفلح‪1987 .‬م‪.‬‬

You might also like