You are on page 1of 3

‫ابن سبأ اليھودي مؤسس فرقة الرافضة‬

‫ﺑﺴﻢ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﺮﺣﻤﻦ ﺍﻟﺮﺣﻴﻢ‬


‫منذ بزوغ شمس الرسالة المحمدية ‪ ،‬ومن أول يوم كتبت فيه صفحة التاريخ الجديد ‪ ،‬التاريخ اإلسالمي‬
‫المشرق ‪ ،‬احترق قلوب الكفار وأفئدة المشركين ‪ ،‬وبخاصة اليھود في الجزيرة العربية وفى البالد‬
‫العربية المجاورة لھا ‪ ،‬والمجوس في إيران ‪ ،‬والھندوس في شبه القارة الھندية الباكستانية ‪ ،‬فبدأوا‬
‫يكيدون لإلسالم كيدا ‪ ،‬ويمكرون بالمسلمين مكرا ‪ ،‬قاصدين أن يسدوا سيل ھذا النور‪ ،‬ويطفئوا ھذه‬
‫ﷲ بِأ َ ْف َوا ِھ ِھ ْم‬
‫الدعوة النيرة ‪ ،‬فيأبى ﷲ إال أن يتم نوره ‪ ،‬كما قال في كتابه المجيد ‪] :‬يُ ِريدُونَ لِيُ ْطفِئُوا نُو َر ﱠ ِ‬
‫ﷲُ ُمتِ ﱡم نُو ِر ِه َولَ ْو َك ِرهَ ا ْل َكافِ ُرونَ [ سورة الصف ‪.‬‬
‫َو ﱠ‬

‫ولكنھم مع ھزيماتھم وانكساراتھم لم يتفلل حقدھم وضغينتھم ‪ ،‬فمازالوا داسين ‪ ،‬كائدين‪ .‬و أول من دس‬
‫دسﱠه ھم أبناء اليھودية البغيضة ‪ ،‬المردودة ‪ ،‬بعد طلوع فجر اإلسالم ‪ ،‬دسوا في الشريعة اإلسالمية باسم‬
‫اإلسالم ‪ ،‬حتى يسھل صرف أبناء المسلمين الجھلة عن عقائد اإلسالم ‪ ،‬ومعتقداتھم الصحيحة ‪ ،‬الصافية‬
‫‪ ،‬وكان على رأس ھؤالء المكرة المنافقين ‪ ،‬المتظاھرين باإلسالم ‪ ،‬والمبطنين الكفر أشد الكفر‪ ،‬والنفاق ‪،‬‬
‫والباغين عليه ‪ ،‬عبد ﷲ بن سبأ اليھودي ‪ ،‬الخبيث ‪ - ،‬الذي أراد مزاحمة اإلسالم ‪ ،‬ومخالفته ‪ ،‬والحيلولة‬
‫دونه ‪ ،‬وقطع الطريق عليه بعد دخول الجزيرة العربية بأكملھا في حوزة اإلسالم وقت النبي صلى ﷲ‬
‫عليه وسلم ‪ ،‬وبعد ما انتشر اإلسالم في آفاق األرض وأطرافھا ‪ ،‬واكتسح مملكة الروم من جانب ‪،‬‬
‫وسلطنة الفرس من جھة أخرى ‪ ،‬وبلغت فتوحاته من أقصى افريقيا إلى أقصى آسيا ‪ ،‬وبدأت تخنق راياته‬
‫ت‬
‫صالِ َحا ِ‬ ‫ﷲُ الﱠ ِذينَ آ َمنُوا ِم ْن ُك ْم َو َع ِملُوا ال ﱠ‬
‫على سواحل أوربا وأبوابھا ‪ ،‬وتحقق قول ﷲ عز وجل ‪َ ] :‬و َع َد ﱠ‬
‫ضى لَ ُھ ْم َولَيُبَ ﱢدلَنﱠ ُھ ْم‬ ‫ست َْخلَفَ الﱠ ِذينَ ِمنْ قَ ْبلِ ِھ ْم َولَيُ َم ﱢكنَنﱠ لَ ُھ ْم ِدينَ ُھ ْم الﱠ ِذي ْ‬
‫ارتَ َ‬ ‫ست َْخلِفَنﱠ ُھم فِي ْاألَ ْر ِ‬
‫ض َك َما ا ْ‬ ‫لَيَ ْ‬
‫َ‬
‫ِمنْ بَ ْع ِد َخ ْوفِ ِھ ْم أ ْمنًا[ سورة النور‪.‬‬

‫فأراد ابن سبأ ھذا مزاحمة ھـذا الدين بالنفاق والتظاھر باإلسالم ‪ ،‬ألنه عرف ھو وذووه أنه ال يمكن‬
‫محاربته وجھا لوجه ‪ ،‬وال الوقوف في سبيله جيشا لجيش ‪ ،‬ومعركة بعد معركة ‪ ،‬فإن أسالفھم بني‬
‫قريظة‪ ،‬وبني النضير‪ ،‬وبني قينقاع جربوا ھذا فما رجعوا إال خاسرين ‪ ،‬ومنكوبين ‪ ،‬فخطط ھو ويھود‬
‫صنعاء خطة أرسل إثرھا ھو ورفقته إلى المدينة‪ ،‬مدينة النبي صلى ﷲ عليه وسلم ‪ ،‬وعاصمة الخالفة ‪،‬‬
‫في عصر كان يحكم فيه صھر رسول ﷲ ‪ ،‬وصاحبه ‪ ،‬ورضيه ‪ ،‬ذو النورين ‪ ،‬عثمان بن عفان )رضي‬
‫ﷲ عنه( فبدءوا يبسطون حبائلھم ‪ ،‬ويمدون أشواكھم ‪ ،‬منتظرين الفرص المواطئة ‪ ،‬ومترقبين المواقع‬
‫المالئمة ‪ ،‬وجعلوا عليا ترسا لھم يتولونه ‪ ،‬ويتشيعون يه ‪ ،‬ويتظاھرون بحبه ووالئه ‪) ،‬وعلي منھم بريء‬
‫( ويبثون في نفوس المسلمين سموم الفتنة والفساد‪ ،‬محرضيھم على خليفة رسول ﷲ ‪ ،‬عثمان الغني ‪-‬‬
‫رضي ﷲ عنه ‪ -‬الذي ساعد اإلسالم والمسلمين بماله إلى مالم يساعدھم أحد ‪ ،‬حتى قال له الرسول‬
‫الناطق بالوحي عليه السالم حين تجھيزه جيش العسرة "ما ضر عثمان ‪ ،‬ما عمل بعد اليوم" )رواه أحمد‬
‫والترمذي ( ‪ ،‬وبشره بالجنة مرات ‪ ،‬ومرات‪ ،‬وأخبره بالخالفة والشھادة‪.‬‬

‫وطفقت ھذه الفئة تنشر في المسلمين عقائد تنافي عقائد اإلسالم ‪ ،‬من أصلھا‪ ،‬وأصولھا‪ ،‬وال تتفق مع دين‬
‫محمد صلى ﷲ عليه وسلم في شيء ‪.‬‬

‫ومن ھناك ويومئذ كونت طائفة وفرقة في المسلمين لإلضرار باإلسالم ‪ ،‬والدس في تعاليمه ‪ ،‬والنقمة‬
‫عليه ‪ ،‬واالنتقام منه ‪ ،‬وسمت نفسھا ) الشيعة لعلي ( وال عالقة لھا به ‪ ،‬وقد تبرأ منھم ‪ ،‬وعذبھم أشد‬
‫العذاب في حياته ‪ ،‬وأبغضھم بنوه وأوالده من بعده ‪ ،‬ولعنوھم ‪ ،‬وأبعدوھم عنھم ‪ ،‬ولكن خفيت الحقيقة مع‬
‫امتداد الزمن ‪ ،‬وغابت عن المسلمين ‪ ،‬وفازت اليھودية بعدما وافقتھا المجوسية من ناحية‪ ،‬والھندوسية‬
‫من ناحية أخرى ‪ ،‬فازت في مقاصدھا الخبيثة ‪ ،‬ومطامعھا الرذيلة‪ ،‬وھي إبعاد أمة محمد صلى ﷲ عليه‬
‫وسلم عن رسالته التي جاء بھا من ﷲ عز وجل ‪ ،‬ونشر العقائد اليھودية والمجوسية وأفكارھما النجسة‬
‫بينھم باسم العقائد اإلسالمية )ونتيجة ذلك ال يعتقد الشيعة بالقرآن الموجود‪ ،‬ويظنونه محرفا ومغيرا فيه(‪.‬‬

‫وقد اعترف بھذا كبار الشيعة ومؤرخوھم ‪ ،‬فھذا ھوالكشي )ھو أبو عمرو بن عمر بن عبد العزيز الكشي‬
‫‪ -‬من علماء القرن الرابع للشيعة ‪ ،‬وذكروا أن داره كانت مرتعا للشيعة ( كبير علماء التراجم المتقدمين ‪-‬‬
‫عندھم ‪-‬الذي قالوا فيه ‪ :‬إنه ثقة‪ ،‬عين ‪ ،‬بصير باألخبار والرجال ‪ ،‬كثير العلم ‪ ،‬حسن االعتقاد ‪ ،‬مستقيم ا‬
‫لمذھب ‪.‬‬

‫والذي قالوا في كتابه في التراجم ‪ :‬أھم الكتب في الرجال ھي أربعة كتب ‪ ،‬عليھا المعول ‪ ،‬وھي األصول‬
‫األربعة في ھذا الباب ‪ ،‬وأھمھا ‪ ،‬وأقدمھا ‪ ،‬ھو"معرفة الناقلين عن األئمة الصادقين المعروف برجال‬
‫الكشي )انظر مقدمة "الرجال"(‬

‫يقول ذلك الكشي في ھذا الكتاب ‪ :‬وذكر بعض أھل العلم أن عبد ﷲ بن سبأ كان يھوديا فأسلم ‪ ،‬ووالى‬
‫عليا عليه السالم ‪ ،‬وكان يقول وھو على يھوديته في يوشع بن نون وصى موسى بالغلو‪ ،‬فقال في إسالمه‬
‫بعد وفاة رسول ﷲ صلى ﷲ عليه وسلم في علي مثل ذلك ‪ ،‬وكان أول من أشھر القول بفرض إمامة علي‬
‫‪ ،‬وأظھر البراءة من أعدائه وكاشف مخالفيه ‪ ،‬وكفرھم ‪ ،‬ومن ھنا قال من خالف الشيعة ‪ ،‬إن التشيع ‪،‬‬
‫والرفض ‪ ،‬مأخوذ من اليھودية ) "رجال الكشي " ص ‪ 101‬ط مؤسسة األعلمى بكربالء العراق (‪.‬‬

‫ونقل المامقاني ‪ ،‬إمام الجرح والتعديل ‪ ،‬مثل ھذا عن الكشي في كتابه " تنقيح المقال " ) "تنقيح المقال "‬
‫للمامقاني ‪ ،‬ص ‪ 184‬ج ‪ 2‬ط طھران ( ‪.‬‬

‫ويقول النوبختي الذي يقول فيه الرجالي الشيعي الشھير النجاشي ‪ :‬الحسن بن موسى أبو محمد النوبختي‬
‫‪ ،‬المتكلم ‪ ،‬المبرز على نظرائه في زمانه ‪ ،‬قبل الثالثمائة وبعد ‪ .‬انظر " الفھرست للنجاشي" ص ‪ 47‬ط‬
‫‪1317‬ه‪.‬‬ ‫سنة‬ ‫الھند‬
‫النوبختي ‪ :‬ھو أبو محمد الحسن بن موسى النوبختي من أعالم القرن الثالث للھجرة ‪ -‬عندھم ‪ -‬وورد‬
‫ترجمته فى جميع كتب الجرح والتعديل عند الشيعة‪ ،‬وكل منھم وثقه وأثنى عليه ‪.‬‬

‫وقال الطوسى ‪ :‬أبو محمد‪ ،‬متكلم ‪ ،‬فيلسوف ‪ ،‬وكان إماميا )شيعيا( حسن االعتقاد ثقة ‪ . . .‬وھو من معالم‬
‫العلماء ) فھرست الطوسي" ص ‪ 98‬ط الھند ‪1835‬م (‪.‬‬

‫ويقول نور ﷲ التستري ‪ :‬الحسن بن موسى من أكابر ھذه الطائفة وعلماء ھذه الساللة‪ ،‬وكان متكلما‪،‬‬
‫فيلسوفا‪ ،‬إمامي االعتقاد‪ .‬انظر "مجالس المؤمنين للتستري ص ‪ 77‬ط إيران نقال عن مقدمة الكتاب ‪.‬‬

‫يقول ھذا النوبختي في كتابه "فرق الشيعة" ‪ :‬عبد ﷲ بن سبأ كان ممن أظھر الطعن على أبى بكر‪،‬‬
‫وعمر‪ ،‬وعثمان ‪ ،‬والصحابة ‪ ،‬وتبرأ منھم ‪ ،‬وقال إن عليا عليه السالم أمره بذلك ‪ ،‬فأخذه علي ‪ ،‬فسأله‬
‫عن قوله ھذا ‪ ،‬فأقر به ‪ ،‬فأمر بقتله فصاح الناس إليه ‪ ،‬يا أمير المؤمنين ! ! أتقتل رجال يدعو إلى حبكم ‪،‬‬
‫أھل البيت ‪ ،‬وإلى واليتكم ‪ ،‬والبراءة من أعدائكم ‪ ،‬فسيره )علي ( إلى المدائن )عاصمة فارس آنذاك ( ‪،‬‬
‫)انظر أخي المسلم كيف كان حب علي رضي ﷲ تعالى عنه ألصحاب رسول ﷲ صلى ﷲ عليه وسلم ‪،‬‬
‫ورفقائه الثالثة ‪ -‬الصديق والفاروق وذي النورين حتى أراد أن يقتل من يطعن فيھم !!(‪.‬‬
‫وحكى جماعة من أھل العلم من أصحاب علي عليه السالم ‪ ،‬إن عبد ﷲ بن سبأ كان يھوديا فأسلم ‪ ،‬ووالى‬
‫عليا عليه السالم ‪ ،‬وكان يقول وھو على يھوديته في يوشع بن نون بعد موسى عليه السالم بھذه المقالة ‪،‬‬
‫فقال في إسالمه بعد وفاة النبي صلى ﷲ عليه وسلم في علي عليه السالم بمثل ذلك ‪ ،‬وھو أول من أشھر‬
‫القول بفرض إمامة علي عليه السالم ‪ ،‬وأظھر البراءة من أعدائه ‪ ،‬وكاشف مخالفيه ‪ ،‬فمن ھناك قال من‬
‫خالف الشيعة أن أصل الرفض مأخوذ من اليھودية ‪.‬‬

‫ولما بلغ عبد ﷲ بن سبأ نعي علي بالمدائن ‪ ،‬قال للذي نعاه ‪ :‬كذبت لو جئتنا بدماغه في سبعين صرة ‪،‬‬
‫وأقمت على قتله سبعين عدال‪ ،‬لعلمنا أنه لم يمت ‪ ،‬ولم يقتل ‪ ،‬وال يموت حتى يملك األرض "‪ .‬انظر‬
‫"فرق الشيعة" للنوبختي ص ‪ 43‬و‪ 44‬ط المطبعة الحيدرية بالنجف ‪ ،‬العراق ‪ ،‬سنة ‪1379‬ه ‪1959 -‬م‪.‬‬

‫وذكر مثل ھذا مؤرخ شيعي في )روضة الصفا( " أن عبد ﷲ بن سبأ توجه إلى مصر حينما علم أن‬
‫مخالفيه )عثمان بن عفان ( كثيرون ھناك ‪ ،‬فتظاھر بالعلم والتقوى‪ ،‬حتى افتتن الناس به ‪ ،‬وبعد رسوخه‬
‫فوصي رسول ﷲ وخليفته ليس إال‬‫ﱡ‬ ‫فيھم بدأ يروج مذھبه ومسلكه ‪ ،‬ومنه ‪ ،‬إن لكل نبي وصيا وخليفته ‪،‬‬
‫عليا المتحلي بالعلم ‪ ،‬والفتوى‪ ،‬والمتزين بالكرم ‪ ،‬والشجاعة ‪ ،‬والمتصف باألمانة ‪ ،‬والتقي ‪ ،‬وقال ‪ :‬إن‬
‫األمة ظلمت عليا‪ ،‬وغصبت حقه ‪ ،‬حق الخالفة‪ ،‬والوالية‪ ،‬ويلزم اآلن على الجميع مناصرته ومعاضدته‬
‫‪ ،‬وخلع طاعة عثمان وبيعته ‪ ،‬فتأثر كثير من المصريين بأقواله وآرائه ‪ ،‬وخرجوا على الخليفة عثمان "‪.‬‬
‫انظر تاريخ شيعي"روضة الصفا" في اللغة الفارسية ص ‪ 292‬ج ‪ 2‬ط إيران ‪.‬‬

‫===================================================‬

‫نقال عن كتاب ‪ :‬الشيعة والسنة )ص‪ (20- 15‬إلحسان إلھي ظھير ‪ -‬رحمه ﷲ‪ .‬بتصرف بسيط‪.‬‬

‫‪ ‬‬

You might also like