Professional Documents
Culture Documents
ولكنھم مع ھزيماتھم وانكساراتھم لم يتفلل حقدھم وضغينتھم ،فمازالوا داسين ،كائدين .و أول من دس
دسﱠه ھم أبناء اليھودية البغيضة ،المردودة ،بعد طلوع فجر اإلسالم ،دسوا في الشريعة اإلسالمية باسم
اإلسالم ،حتى يسھل صرف أبناء المسلمين الجھلة عن عقائد اإلسالم ،ومعتقداتھم الصحيحة ،الصافية
،وكان على رأس ھؤالء المكرة المنافقين ،المتظاھرين باإلسالم ،والمبطنين الكفر أشد الكفر ،والنفاق ،
والباغين عليه ،عبد ﷲ بن سبأ اليھودي ،الخبيث - ،الذي أراد مزاحمة اإلسالم ،ومخالفته ،والحيلولة
دونه ،وقطع الطريق عليه بعد دخول الجزيرة العربية بأكملھا في حوزة اإلسالم وقت النبي صلى ﷲ
عليه وسلم ،وبعد ما انتشر اإلسالم في آفاق األرض وأطرافھا ،واكتسح مملكة الروم من جانب ،
وسلطنة الفرس من جھة أخرى ،وبلغت فتوحاته من أقصى افريقيا إلى أقصى آسيا ،وبدأت تخنق راياته
ت
صالِ َحا ِ ﷲُ الﱠ ِذينَ آ َمنُوا ِم ْن ُك ْم َو َع ِملُوا ال ﱠ
على سواحل أوربا وأبوابھا ،وتحقق قول ﷲ عز وجل َ ] :و َع َد ﱠ
ضى لَ ُھ ْم َولَيُبَ ﱢدلَنﱠ ُھ ْم ست َْخلَفَ الﱠ ِذينَ ِمنْ قَ ْبلِ ِھ ْم َولَيُ َم ﱢكنَنﱠ لَ ُھ ْم ِدينَ ُھ ْم الﱠ ِذي ْ
ارتَ َ ست َْخلِفَنﱠ ُھم فِي ْاألَ ْر ِ
ض َك َما ا ْ لَيَ ْ
َ
ِمنْ بَ ْع ِد َخ ْوفِ ِھ ْم أ ْمنًا[ سورة النور.
فأراد ابن سبأ ھذا مزاحمة ھـذا الدين بالنفاق والتظاھر باإلسالم ،ألنه عرف ھو وذووه أنه ال يمكن
محاربته وجھا لوجه ،وال الوقوف في سبيله جيشا لجيش ،ومعركة بعد معركة ،فإن أسالفھم بني
قريظة ،وبني النضير ،وبني قينقاع جربوا ھذا فما رجعوا إال خاسرين ،ومنكوبين ،فخطط ھو ويھود
صنعاء خطة أرسل إثرھا ھو ورفقته إلى المدينة ،مدينة النبي صلى ﷲ عليه وسلم ،وعاصمة الخالفة ،
في عصر كان يحكم فيه صھر رسول ﷲ ،وصاحبه ،ورضيه ،ذو النورين ،عثمان بن عفان )رضي
ﷲ عنه( فبدءوا يبسطون حبائلھم ،ويمدون أشواكھم ،منتظرين الفرص المواطئة ،ومترقبين المواقع
المالئمة ،وجعلوا عليا ترسا لھم يتولونه ،ويتشيعون يه ،ويتظاھرون بحبه ووالئه ) ،وعلي منھم بريء
( ويبثون في نفوس المسلمين سموم الفتنة والفساد ،محرضيھم على خليفة رسول ﷲ ،عثمان الغني -
رضي ﷲ عنه -الذي ساعد اإلسالم والمسلمين بماله إلى مالم يساعدھم أحد ،حتى قال له الرسول
الناطق بالوحي عليه السالم حين تجھيزه جيش العسرة "ما ضر عثمان ،ما عمل بعد اليوم" )رواه أحمد
والترمذي ( ،وبشره بالجنة مرات ،ومرات ،وأخبره بالخالفة والشھادة.
وطفقت ھذه الفئة تنشر في المسلمين عقائد تنافي عقائد اإلسالم ،من أصلھا ،وأصولھا ،وال تتفق مع دين
محمد صلى ﷲ عليه وسلم في شيء .
ومن ھناك ويومئذ كونت طائفة وفرقة في المسلمين لإلضرار باإلسالم ،والدس في تعاليمه ،والنقمة
عليه ،واالنتقام منه ،وسمت نفسھا ) الشيعة لعلي ( وال عالقة لھا به ،وقد تبرأ منھم ،وعذبھم أشد
العذاب في حياته ،وأبغضھم بنوه وأوالده من بعده ،ولعنوھم ،وأبعدوھم عنھم ،ولكن خفيت الحقيقة مع
امتداد الزمن ،وغابت عن المسلمين ،وفازت اليھودية بعدما وافقتھا المجوسية من ناحية ،والھندوسية
من ناحية أخرى ،فازت في مقاصدھا الخبيثة ،ومطامعھا الرذيلة ،وھي إبعاد أمة محمد صلى ﷲ عليه
وسلم عن رسالته التي جاء بھا من ﷲ عز وجل ،ونشر العقائد اليھودية والمجوسية وأفكارھما النجسة
بينھم باسم العقائد اإلسالمية )ونتيجة ذلك ال يعتقد الشيعة بالقرآن الموجود ،ويظنونه محرفا ومغيرا فيه(.
وقد اعترف بھذا كبار الشيعة ومؤرخوھم ،فھذا ھوالكشي )ھو أبو عمرو بن عمر بن عبد العزيز الكشي
-من علماء القرن الرابع للشيعة ،وذكروا أن داره كانت مرتعا للشيعة ( كبير علماء التراجم المتقدمين -
عندھم -الذي قالوا فيه :إنه ثقة ،عين ،بصير باألخبار والرجال ،كثير العلم ،حسن االعتقاد ،مستقيم ا
لمذھب .
والذي قالوا في كتابه في التراجم :أھم الكتب في الرجال ھي أربعة كتب ،عليھا المعول ،وھي األصول
األربعة في ھذا الباب ،وأھمھا ،وأقدمھا ،ھو"معرفة الناقلين عن األئمة الصادقين المعروف برجال
الكشي )انظر مقدمة "الرجال"(
يقول ذلك الكشي في ھذا الكتاب :وذكر بعض أھل العلم أن عبد ﷲ بن سبأ كان يھوديا فأسلم ،ووالى
عليا عليه السالم ،وكان يقول وھو على يھوديته في يوشع بن نون وصى موسى بالغلو ،فقال في إسالمه
بعد وفاة رسول ﷲ صلى ﷲ عليه وسلم في علي مثل ذلك ،وكان أول من أشھر القول بفرض إمامة علي
،وأظھر البراءة من أعدائه وكاشف مخالفيه ،وكفرھم ،ومن ھنا قال من خالف الشيعة ،إن التشيع ،
والرفض ،مأخوذ من اليھودية ) "رجال الكشي " ص 101ط مؤسسة األعلمى بكربالء العراق (.
ونقل المامقاني ،إمام الجرح والتعديل ،مثل ھذا عن الكشي في كتابه " تنقيح المقال " ) "تنقيح المقال "
للمامقاني ،ص 184ج 2ط طھران ( .
ويقول النوبختي الذي يقول فيه الرجالي الشيعي الشھير النجاشي :الحسن بن موسى أبو محمد النوبختي
،المتكلم ،المبرز على نظرائه في زمانه ،قبل الثالثمائة وبعد .انظر " الفھرست للنجاشي" ص 47ط
1317ه. سنة الھند
النوبختي :ھو أبو محمد الحسن بن موسى النوبختي من أعالم القرن الثالث للھجرة -عندھم -وورد
ترجمته فى جميع كتب الجرح والتعديل عند الشيعة ،وكل منھم وثقه وأثنى عليه .
وقال الطوسى :أبو محمد ،متكلم ،فيلسوف ،وكان إماميا )شيعيا( حسن االعتقاد ثقة . . .وھو من معالم
العلماء ) فھرست الطوسي" ص 98ط الھند 1835م (.
ويقول نور ﷲ التستري :الحسن بن موسى من أكابر ھذه الطائفة وعلماء ھذه الساللة ،وكان متكلما،
فيلسوفا ،إمامي االعتقاد .انظر "مجالس المؤمنين للتستري ص 77ط إيران نقال عن مقدمة الكتاب .
يقول ھذا النوبختي في كتابه "فرق الشيعة" :عبد ﷲ بن سبأ كان ممن أظھر الطعن على أبى بكر،
وعمر ،وعثمان ،والصحابة ،وتبرأ منھم ،وقال إن عليا عليه السالم أمره بذلك ،فأخذه علي ،فسأله
عن قوله ھذا ،فأقر به ،فأمر بقتله فصاح الناس إليه ،يا أمير المؤمنين ! ! أتقتل رجال يدعو إلى حبكم ،
أھل البيت ،وإلى واليتكم ،والبراءة من أعدائكم ،فسيره )علي ( إلى المدائن )عاصمة فارس آنذاك ( ،
)انظر أخي المسلم كيف كان حب علي رضي ﷲ تعالى عنه ألصحاب رسول ﷲ صلى ﷲ عليه وسلم ،
ورفقائه الثالثة -الصديق والفاروق وذي النورين حتى أراد أن يقتل من يطعن فيھم !!(.
وحكى جماعة من أھل العلم من أصحاب علي عليه السالم ،إن عبد ﷲ بن سبأ كان يھوديا فأسلم ،ووالى
عليا عليه السالم ،وكان يقول وھو على يھوديته في يوشع بن نون بعد موسى عليه السالم بھذه المقالة ،
فقال في إسالمه بعد وفاة النبي صلى ﷲ عليه وسلم في علي عليه السالم بمثل ذلك ،وھو أول من أشھر
القول بفرض إمامة علي عليه السالم ،وأظھر البراءة من أعدائه ،وكاشف مخالفيه ،فمن ھناك قال من
خالف الشيعة أن أصل الرفض مأخوذ من اليھودية .
ولما بلغ عبد ﷲ بن سبأ نعي علي بالمدائن ،قال للذي نعاه :كذبت لو جئتنا بدماغه في سبعين صرة ،
وأقمت على قتله سبعين عدال ،لعلمنا أنه لم يمت ،ولم يقتل ،وال يموت حتى يملك األرض " .انظر
"فرق الشيعة" للنوبختي ص 43و 44ط المطبعة الحيدرية بالنجف ،العراق ،سنة 1379ه 1959 -م.
وذكر مثل ھذا مؤرخ شيعي في )روضة الصفا( " أن عبد ﷲ بن سبأ توجه إلى مصر حينما علم أن
مخالفيه )عثمان بن عفان ( كثيرون ھناك ،فتظاھر بالعلم والتقوى ،حتى افتتن الناس به ،وبعد رسوخه
فوصي رسول ﷲ وخليفته ليس إالﱡ فيھم بدأ يروج مذھبه ومسلكه ،ومنه ،إن لكل نبي وصيا وخليفته ،
عليا المتحلي بالعلم ،والفتوى ،والمتزين بالكرم ،والشجاعة ،والمتصف باألمانة ،والتقي ،وقال :إن
األمة ظلمت عليا ،وغصبت حقه ،حق الخالفة ،والوالية ،ويلزم اآلن على الجميع مناصرته ومعاضدته
،وخلع طاعة عثمان وبيعته ،فتأثر كثير من المصريين بأقواله وآرائه ،وخرجوا على الخليفة عثمان ".
انظر تاريخ شيعي"روضة الصفا" في اللغة الفارسية ص 292ج 2ط إيران .
===================================================
نقال عن كتاب :الشيعة والسنة )ص (20- 15إلحسان إلھي ظھير -رحمه ﷲ .بتصرف بسيط.