You are on page 1of 1

‫سلسلة الغّريد‬

‫روضة البؤساء‬
‫‪2‬‬

‫ضا‬
‫وألدي أي ً‬

‫‪ ....‬إني نادم يا رباه ويا ليت ندمي ينجيني من عقابك ‪ ،‬ثم صمت قليلً وكأن شيًئا قطع عليه تندماته وحسراته‬
‫ل مخيف ‪ :‬ارحموني يا أبناء أخي ‪ .....‬ارحموني يرحمكم الرب ‪ ..‬ل نوم ‪ ..‬ل راحة ‪ ..‬ل‬ ‫على ما فعله بأخيه‪ ،‬ثم نادى بصوت عا ٍ‬
‫مكسب ‪ ...‬ل خسارة ‪ ..‬كل شيء بل طعم!‬
‫كم أحيا حياة تعسة منذ أن ظلمتكم أنتم وأمكم زوجة أخي نعم ‪ ..‬ووضع يديه بين كفيه وانتحب من البكاء‪ ،‬وأخذ يجلد نفسه بكلمات‬
‫مرة‪ ":‬ولكنني إن نجوت من عقابي لما أحدثته بأخي فلن أنجو بفعلتي بأبنائه اليتامى وهم صغار في أحضان أم ضعيفة هزيلة‬
‫تركتهم بعد أن طردتهم صغاًرا يتلمظون شفاهم من فرط الجوع وتمتلئ أعينهم دمًعا من الحرمان‪ ،‬طردتهم بل مال يعينهم ول‬
‫أب يحميهم كانوا صغاًرا ل تقوى أعوادهم اللينة على مقاومة عواصف الزمن الباردة ول تقوى على تجنب تقلبات الدهر‪.‬‬
‫ل‪.‬‬
‫أفقدتهم المال وهو لهم حق معلوم كنت أراه في أعينهم الدامعة ) يا عماه هذا ظلم (‪ ،‬عرضتهم للشقاء والبؤس وهو ليسوا له أه ً‬
‫خي يدعونني للحتفال معهم بنبوغهم وتفوقهم العلمي بل ويعرفونني على أهل زوجاتهم على أنني أبوهم !!‬ ‫وها هم الن يا أُ َ‬

‫حا‬
‫فيا رباه عفًوا ‪...‬وصف ً‬
‫مهما كبر الذنب فعفوك يا إلهي أعظم‬
‫جا من المسجد‬
‫ثم جفف دمعه وأخذ يقاوم هرمه حتى انتصب واتجه نحو الباب خار ً‬
‫ولكنه نسي مسبحته ‪ ،‬فسارعت وأعطيتها له‬
‫فابتسم بمرارة وقال‪ :‬أتدري ما المسبحة يا بني ؟‬
‫فنظرت إليه في اسغراب‬
‫قالت المسبحة التي نسيتها هم أبنائي!‬
‫حتى أبنائي أنساهم!!‬

You might also like