Professional Documents
Culture Documents
دكار
************** سبيل ال ّ
*************
والعتبار بما يمّر بالنسان و ينقضي له من
العمار
**************************************
تأليف:
المام شيخ السلم قطب الدعوة والرشاد
عبد الله بن علوي بن محمد بن أحمد الحداد
الحسيني الحضرمي الشافعي
رحمه الله تعالى
)1044-1132هـ(
سّريَ عنه، سّر رسول الله صلى الله عليه وسلم بذلك ،و ُ
ف ُ
وذلك كله لما جبله الله عليه ،وحققه به ،من الرحمة
والشفقة على العالمين ،والحرص البالغ على نصحهم،
وقبولهم للحق والهدى لن الله سبحانه وتعالى أرسله
رحمة لهم ،ووصفه بذلك في كتابه فقال تعالى ] :لقد
جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص
عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم [ التوبة.9/128:
وقد كان صلى الله عليه وسلم يشتد عليه إباؤهم وردهم
للحق و الهدى ،يشير إلى ذلك قوله تعالى ] :فلعّلك باخع
نفسك على آثارهم إن لم يؤمنوا بهذا الحديث أسفا ً [
الكهف 18/6:أي مهلك نفسك .
ثم إن العمر هو :المدة المتمادية من الزمان ،كما قال
تعالى ] :قل لو شاء الله ما تلوته عليكم و ل أدراكم به
فقد لبثت فيكم عمرا ً من قبله أفل تعقلون [ يونس:
.10/16وكان ذلك العمر أربعين سنة ،من حين مولده
صلى الله عليه وسلم ،إلى حين بعثه الله رسول ً وهو
مقيم مع قومه بمكة المشرفة.
وقد استحسنا أن نقسم مدة النسان هذه المتطاولة،
المتباعدة الطرفين ،إلى خمسة أعمار ،مع أن للنسان
في كل من هذه العمار أحوال ً وأطوارا ً ليست له في
العمر الخر ،وله فيها نشأة مختلفة ،فيما يعلم وفيما ل
يعلم كما قال تعالى ] :وننشئكم فيما ل تعلمون [ الواقعة:
.56/61مع أنه بحقيقته التي هي حقيقته هو هو ،ليست
هي غيره ،وإن اختلفت به الحوال ،وتعاقبت عليه
الطوار ،وله شعور بنفسه ،و بما يجري عليه من خير
وشر ،وثواب وعقاب.
) (1/11
وقد خطر لنا وضع هذا التأليف من مدة ،ثم خطر لنا
تأخيره إلى أن تمضي الثالثة والستون من العمر ،التي
هي مدة عمر رسول الله صلى الله عليه وسلم ،على
الصحيح كما ورد في ذلك .وقيل ستون سنة .وقيل
خمس وستون سنة.
وقد مضت هذه المدة من السنين .وهي الن في السابعة
والستين ،وقد مضت أشهر منها فنسأل الله خير ذلك
وبركته ،وحسن ختامه ونعوذ بالله من شره وفتنته وسوء
عواقبه؛ فإنه خير مسؤول وأكرم مأمول .
ونسأله سبحانه ونبتهل إليه ،أن يحيينا ما كانت الحياة خيرا ً
لنا ،ويتوفانا ما كانت الوفاة خيرا ً لنا.
م إنا نسألكم ل تقدمنا لعذاب ،ول تؤخرنا لفتنة ،الله ّ الله ّ
خير الحياة وخير الوفاة ،وخير ما بين ذلك ،ونعوذ بك من
شر الحياة وشر الوفاة ،وشّر ما بين ذلك ،أحينا حياة
ب بقاءه ،وتوَّفنا وفاة الشهداء ، السعداء ،حياة من تح ّ
ب لقاءه .
وفاة من تح ّ
واختم لنا بالحسنى والحسان في لطف وعافية ،وأحبابنا
ومحبينا ،وأوليائنا فيك ،والمسلمين ،يا أرحم الراحمين،
آمين.
) (1/12
******************
******************
**** الُعمُر الوّ ُ
ل ****
******************
******************
) (1/15
******************
******************
**** ****
******************
******************
) (1/16
الُعمُر الوّ ُ
ل
دعلمَ .وأو َ م عَل َي ْهِ ال َ
س َ خلق الله آد َ َ حين َ ن ِ م َْوهوَ ِ
مال ل ال ّ
ش َ ل الَيمين َوأهْ َ صلبه المَبارك .أهْ َ الذرِّية في ُ
سَتين
دين اليمنيين المّقد َ َ ن الي َ َم َ
ضَتين ِ
ل الَقب َم أه ْ ُ
وَهُ ْ
وقد استخرج الله هذه الذرية من ظهر آدم ،بعد أن أودعها
فيه ،حين أخرجهم دفعة واحدة ،لخذ الميثاق عليهم،
بالقرار بالوحدانية والربوبية ،وذلك بنعمان :واد قريب من
عرفات ،كما ورد ذلك في قوله تعالى ] :وإذ أخذ ربك من
بني آدم من ظهورهم ذريتهم و أشهدهم على أنفسهم
ألست برّبكم قالوا بلى شهدنا أن تقولوا يوم القيامة إنا
كنا عن هذا غافلين[ العراف 7/172:والية التي تليها.
وفي الخبر أو الثر :أنه سبحانه لما أخذ عليهم ذلك
الميثاق ،كتب عليهم به كتابًا ،وألقمه الحجر السود .وذلك
معنى قول المستلم للحجر ،عند الطواف بالبيت العتيق:
اللهم إيمانا ً بك ،ووفاًء بعهدك ،وتصديقا ً بكتابك .
ول شك أن ذلك يقتضي أن للذرية ،وجودا ً سمعا ً ونطقًا،
ولكنه في مرتبة أخرى من مراتب الوجود ،ليست هذه
المرتبة من الوجود الدنيوي.
) (1/17
******************
******************
**** الُعمُر الثاني ****
******************
******************
) (1/27
******************
******************
**** ****
******************
******************
) (1/28
الُعمُر الّثاني
ضِع
مه بالوَ ْسان من َبطن أ ّ خروج الن َ حين ُ
ن ِم ْ
َوهوَ ِ
موت. دنَيا بال َ
ن ال ّ
م َ
خروجهِ ِ
حين ُ إلى ِ
وهذا هو أوسط العمار و مقصودها ،وفيه مدة التكليف
بالمر و النهي اللهين اللذين عليهما يترتب الثواب و
العقاب و النعيم المؤبد ،في جوار الله عز وجل ،أو
العذاب المخلد والبعد عن الله عز وجل .
والناس مختلفون في هذا العمر اختلفا ً كثيرا ً ،من حيث
المدة بالطول و القصر من حيثيات أخر ،ولهذا العمر
مقدمة تشبه البرزخ الخروي ،الذي تظهر فيه جمل أمور
الخرة ،التي يقع بها التفضيل بعد البعث ،ويبقى فيه
شئ من معاني أمور الدنيا التي كانت مع النسان قبل
موته .
وهذه المقدمة التي ذكرناها لهذا العمر ،هي مدة الحمل ،
لنه يظهر فيه شئ من معاني أمور الدنيا التي تظهر على
النسان ،بعد خروجه من بطن أمه ،ويبقى فيه شئ من
معاني النسان في الصلب و الرحام ،التي كان ينتقل
فيها من قبل ظهوره في بطن أمه بالحمل .
وقد ذكر الله هذا المر ،أعني الحمل وما فيه من تلك
المظاهر و الطوار في
) (1/29
وعلى الب والولي إذا بلغ الطفل ،أن يجددا عليه التذكير
بعلوم اليمان ،وعلم المر والنهي ،إن كان قد سبق عليه
منهم التعريف لذلك ،والتذكير به قبل البلوغ فإن هذا
الذي صار إليه طور آخر .وله فيه شأن آخر .
وهو إن كان قد بلغ وصار مكلفا ً ومخاطبا ً بأمر الله ،فهو
محتاج مع ذلك إلى زيادة الحث منهما ،والتذكير والتعريف
بما ذكر ،وبما في معناه من المور التي قد توجهت
عليه ،من وجوب الفرائض ،من الصلوات والصيام ،
وترك المحارم ،من الزنا واللواط ،وشرب الخمر ،وأكل
أموال الناس بالباطل ،من الربا والغصب والخيانة ،وغير
ذلك .
وإن كانت هذه الشياء مما يلزم البالغ العاقل طلب علمها
بنفسه ،إن لم يكن قد علمها من قبل البلوغ فإنه بقي
على الباء والولياء ،أن يحثوه ويحرضوه على علم ذلك
وعلى العمل به تذكيرا ونصيحة إما على الوجوب وإما
على الندب المتأكد يختلف ذلك باختلف أحوال الباء
وأحوال الولد .
فإذا بلغ الطفل فقد دخل ببلوغه في أول طور الشباب
من العمر ،وهو منه حال نشاط وإقبال القوة ،وأقمنها
وأجدرها باكتساب الحسنات ،والعمل بالصالحات ،
وإجتناب السيئات والعمال المنكرات ،لما فيه من توافر
النشاط واستكمال القوة وإقبال العمر ،ولكنه شأن
مخطر وحال
) (1/35
مخوف ،الغالب فيه على كثير من الشباب أو أكثرهم
الميل إلى الشهوات
الدنيوية ،واليثار للذات العاجلة والتكاسل عن الطاعات
والخيرات ،والعمال الصالحات .
ويعّز من الشباب وجود المستقيم على الطاعة ،الراغب
في العمال الصالحة ،التارك لشهوات الدنيا ولذاتها
الفانية .
ب ل صبوة ولذلك ورد في الحديث :عجب رّبك من شا ّ
له.
وعد ّ رسول الله صلى الله عليه وسلم في السبعة اللذين
ل إل ظّله ،شابا ً نشأ في
يظلهم الله في ظله يوم ل ظ ّ
عبادة الله .
وروي عن الله أنه قال :أيها الشاب التارك شهوته من
أجلي ،أنت عندي كبعض ملئكتي ،فيتعين على الشاب ،
ويتأكد غاية التأكد أن يتحفظ على شبابه أن يوقعه في
سخط الله وأليم عقابه ،وليجعله وسيلة له وسلما ً ،
موصل ً إلى نيل رضوان الله وعظيم ثوابه ،وليمتثل وصية
رسول الله صلى الله عليه وسلم فإنه أشفق علينا وأرحم
بنا من أنفسنا وآبائنا وأمهاتنا ،حيث يقول )) :اغتنم خمسا ً
قبل خمس :شبابك قبل هرمك ،وصحتك قبل سقمك ،
وفراغك قبل شغلك ،وغناك قبل فقرك ،وحياتك قبل
موتك (( .
وقال صلوات الله عليه )) :ل تزول قدما عبد ،أي من
موقف القيامة ،حتى يسئل عن خمس :عن عمره فيما
أفناه ؟ وعن شبابه فيما أبله ؟ وعن ماله من أين اكتسبه
؟ وفيما أنفقه ؟(( الحديث .
) (1/36
قال عّز من قائل ] :كل من عليها فان ويبقى وجه ربك ذو
الجلل والكرام [ .
وقال تعالى ] :كل شيء هالك إل وجهه له الحكم وإليه
ترجعون [
وقال تعالى ] :كل نفس ذائقة الموت وإنما توفون
أجوركم يوم القيامة فمن زحزح عن النار وأدخل الجنة
فقد فاز ،وما الحياة الدنيا إل متاع الغرور[
***
) (1/59
***
) (1/61
) (1/62
******************
******************
**** الُعمُر الّثالث ****
******************
******************
) (1/63
******************
******************
**** ****
******************
******************
) (1/64
ثالُعمُر الّثال ِ ُ
موت،دنَيا بال َ
ن ال ّ
م َ
سان ِ
خروج الن َ ن حين ُ َوهوَ م ْ
صور . من َقبرهِ بالّنفخ في ال ّ ث ِحين ُيبعَ ُ إلى ِ
خ إلى وهذا هو البرزخ ،قال الله تعالى] :ومن ورائهم ب َْرَز ٌ
يوم ُيبعثون[ .
فإذا مات العبد المسلم ،وتحقق موته فينبغي الخذ في
تجهيزه إلى قبره ،بغسله وتكفينه ،والصلة عليه ،وينبغي
أن يراعى في ذلك التباع والخذ بما ورد في السنة
النبوية .
وينبغي أن يعلم بموته أهله وأقاربه وجيرانه وأصحابه ،
حموا عليه ،ويشهدوا وأهل الخير والصلح ،ليدعوا له ويتر ّ
الصلة على جنازته .
ويستحب لمن بلغه موت أخيه المسلم ،أن يقول بعد
م اجعل كتابه في عليين ،واكتبه عندك السترجاع :الله ّ
من المحسنين ،واخلفه في أهله في الغابرين ،واغفر لنا
ب العالمين . وله يا ر ّ
ويدعو له ويثني عليه بالخير ،فقد قال عليه الصلة و
السلم )) :اذكروا محاسن موتاكم ،وك ُّفوا عن
مساويهم ((
) (1/65
ومن السادة آل أبي علوي ،من كان يجلس عند قبر سيدنا
الفقيه المقدم ،الجلوس الطويل ،وهو في حّر الشمس،
بحيث لو عصرت ثيابه من كثرة العرق لخرج منها ،وهو ل
يشعر بذلك من كثرة الستغراق في الدعاء ،نقل ذلك عن
الشيخ عبد الله بن علوي وغيره .
ب؛ بل هو
ح ّ
مست َ َ
سح بالقبور ،والتقبيل لها فغير ُ
م ّ
وأما الت ّ َ
مكروه ،وأشد ّ كراهة منه الطواف بها .
وذكر بعضهم :أنه إذا لم يمكن للزائر الوقوف تجاه وجه
الميت ،كان الوقوف جهة رأسه أولى ،وزعم أن الميت
يشعر بالواقف تجاه وجهه ،أكثر من شعوره به إذا وقف
في جهة رأسه أو غيرها .والله اعلم .
واعلم أن أعمال الحياء تعرض على الموتى ،من أهليهم
وأقاربهم ،فإن رأوا خيرا ً فرحوا به واستبشروا ،ودعوا لهم
بالتثبيت والستقامة .وإن رأوا غير ذلك حزنوا وساءهم ما
رأوه ،ودعوا لهم بالهداية والتوفيق للخير والعمل الصالح .
وقد قال عليه الصلة والسلم )) :إن أعمالكم تعرض
على أقاربكم و عشائركم من الموات فإن كان خيرًا؛
استبشروا وإن كان غير ذلك؛
) (1/74
***
) (1/75
***
) (1/79
) (1/80
******************
******************
**** الُعمُر الّرابع ****
******************
******************
) (1/81
******************
******************
**** ****
******************
******************
) (1/82
ع
الُعمُر الّراب ُ
من قَْبره للب َعْ ِ
ث سان ِ
خروج الن َ
حين ُ ن ِم ْ
َوهوَ ِ
ة،
دخول أهل الجن ّةِ في الجن ّ ِ حين ُ شور ،إلى ِ َوالن ّ ُ
دخول أهل الّنار في الّنار وَ ُ
وذلك أنه يأمر الله عز وجل إسرافيل عليه السلم أن
ينفخ في الصور النفخة الثانية .قال الله تعالى ] :وَن ُِف َ
خ
ن[. سُلو َ م َين ِ ث إ َِلى َرب ّهِ ْ دا ِ ج َن اْل َ ْ م َ هم ّ ذا ُ صورِ فَإ ِ َ ِفي ال ّ
وقال تعالى ] :ثم نفخ فيه أخرى فإذا هم قيام ينظرون [.
ل ب ََلى ن ك ََفُروا َأن ّلن ي ُب ْعَُثوا قُ ْ ذي َ م ال ّ ِ وقال تعالى َ ] :زعَ َ
ك عََلى الل ّ ِ
ه م وَذ َل ِ َ مل ْت ُ ْ
ما عَ ِ ن بِ َ م ل َت ُن َب ّؤُ ّ ن ثُ ّ وََرّبي ل َت ُب ْعَث ُ ّ
سيٌر [ . يَ ِ
م َول ب َعْث ُك ُ ْ ّ خل ُْقك ُ ْ
ن
حد َةٍ إ ِ ّ س َوا ِ م إ ِل ك َن َْف ٍ ما َ وقال تعالىّ ] :
صيٌر[ ميعٌ ب َ ِ س ِه َ الل ّ َ
َ
م ي ُِعيد ُهُ خل ْقَ ث ُ ّ ه ال ْ َ ف ي ُب ْدِئُ الل ّ ُ م ي ََرْوا ك َي ْ َ وقال تعالى ] :أوَل َ ْ
ض َفانظ ُُروا َْ سيٌر * قُ ْ ك عََلى الل ّهِ ي َ ِ ن ذ َل ِ َ
روا ِفي الْر ِ َ ُ سيل ِ
َ
إِ ّ
ه عََلى ن الل ّ َ خَرةَ إ ِ ّ شأةَ اْل ِ ئ الن ّ ْ ش ُ ه ُين ِ م الل ّ ُ خل ْقَ ث ُ ّ ف ب َد َأ ال ْ َ ك َي ْ َ
ديٌر [ . يٍء قَ ِ ْ ل َ
ش كُ ّ
َ وقال تعالى ] :ذ َل َ َ
موَْتى ي ال ْ َ ح ِ ه يُ ْ حقّ وَأن ّ ُ ه هُوَ ال ْ َ ن الل ّ َ ك ب ِأ ّ ِ
َ ه عََلى ك ُ ّ َ
ب ِفيَها ة ل َري ْ َ ة آت ِي َ ٌ ساعَ َ ن ال ّ ديٌر * وَأ ّ يٍء قَ ِ ش ْ ل َ وَأن ّ ُ
ن ِفي ال ُْقُبورِ [ . َ
م ْ ث َ ه ي َب ْعَ ُ ن الل ّ َ وَأ ّ
) (1/83
ة فَإ ِ َ
ذا شع َ ًخا ِ ض َ َ
ك ت ََرى الْر َ ن آَيات ِهِ أ َن ّ َ م ْ وقال تعالى ] :وَ ِ
ي ح م َ ل ها
َ يا ح َ أ ذي ّ لا ن إ ت بر و ت ز ت ْ ه ا َ ء ما ْ ل ا ها يَ لَ ع نا ْ ل ز َ
أن
ِ ْ ُ َ ْ ِ ّ ِ ْ َ َ َ ْ ّ َ َ َ ْ َ َ
ديٌر[ . يٍء قَ ِ ش ْ ل َ ه عََلى ك ُ ّ موَْتى إ ِن ّ ُ ال ْ َ
وقال تعالى ] :وضرب لنا مثل ً ونسي خلقه قال من يحيى
العظام وهي رميم قل يحييها الذي أنشأها أول مرة وهو
بكل خلق عليم [ .
وعن أبي رزين العقيلي رضي الله عنه قال :قلت :يا
رسول الله كيف يعيد الله الخلق ،وما آية ذلك في
خلقه ؟ قال :أو ما مررت بوادي قومك جدبا ،ثم مررت
به يهتز خضرا ً ؟ قال :نعم .قال :فتلك آيته في خلقه .
وذكر القرطبي رحمه الله في كتاب التذكرة ،في حديث
طويل ،عن أبي هريرة رضي الله عنه ،قال :حدثنا رسول
الله صلى الله عليه وسلم ،ونحن في طائفة من أصحابه
ل ثناؤه ،وتقدست وساق الحديث بطوله ،إلى قوله ج ّ
أسماؤه )) :لله الواحد القهار ،يوم تبدل الرض غير
الرض والسموات(( فيبسطها بسطًا ،ثم يمدها مد الديم
العكاظي ،ل ترى فيه عوجا ً ول أمتا ً .
ثم يزجر الله الخلق زجرة واحدة ،فإذا هم في الرض
المبدلة ،في مثل ما كانوا فيه من الول .من كان في
بطنها كان في بطنها ،ومن كان على ظهرها كان على
ظهرها .
) (1/84
وعن أنس رضي الله عنه قال :سألت رسول الله صلى
الله عليه وسلم أن يشفع لي يوم القيامة ،فقال :أنا فاعل
ذلك إن شاء الله .قال :فأين أطلبك؟ قال :أول ما
تطلبني عند الصراط ،قال :فإن لم ألقك على الصراط ؟
قال :اطلبني عند الميزان ،قلت :فإن لم ألقك عند
الميزان ؟ قال فاطلبني عند الحوض ،فإني ل أخطىء هذه
الثلثة المواضع .
واعلم أن من أشد الشياء وأشقها في موقف يوم القيامة
:ظلم العباد ،فإنه الظلم الذي ليتركه الله ،وفي
الحديث :الظلم ثلثة :ظلم ل يغفره الله ،وهو الشرك،
وظلم ل يتركه الله ،وهو ظلم الناس بعضهم لبعض .
وظلم ل يعبأ الله به ،وهو ظلم العبد لنفسه فيما بينه وبين
ربه .
وقال صلى الله عليه وسلم :أتدرون من المفلس من
أمتي؟ فقالوا :المفلس فينا من ل درهم له ول متاع،
فقال عليه السلم :المفلس من أمتي من يأتي يوم
القيامة بصلة وزكاة وصيام ،ويأتي وقد شتم هذا ،وقذف
هذا ،وأكل مال هذا ،وسفك دم هذا ،وضرب هذا ،فيعطي
هذا من حسناته ،وهذا من حسناته ،فإن فنيت حسناته،
ت عليه،ح ْ ضي ما عليه أ ُ ِ
خذ َ من خطاياهم ،فط ُرِ َ قبل أن َيق ِ
ح في النار. م ط ُرِ َ
ث ّ
) (1/100
***
) (1/102
مر
خاِتمة هذا العُ ْ
َ
ه
صل ب ِ
دمَ ،وتت ّ ِ في أشَياء تتعَّلق ب َ
ما َتق ّ
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم )) :من نّفس عن
مسلم كربة من كرب الدنيا نّفس الله عنه كربة من كرب
يوم القيامة ،ومن ستر مسلما ً ستره الله في الدنيا
والخرة (( .الحديث .
وقال صلى الله عليه وسلم )) :لكل نبي دعوة مستجابة
قد دعا بها ،وإني اختبأت دعوتي شفاعة لمتي ،وهي
نائلة إن شاء الله من مات ل يشرك بالله شيئا ً (( .
وقال صلى الله عليه وسلم )) :إن شئتم أنبأتكم بأول ما
يقول الله تعالى للمؤمنين يوم القيامة ،وبأول ما يقولون
له .قالوا :نعم يا رسول الله ،قال :يقول الله تعالى
للمؤمنين :هل أحببتم لقائي ؟ فيقولون :نعم يا ربنا .قال
:وما حملكم على ذلك؟ فيقولون :رجاء عفوك ورحمتك
ورضوانك .فيقول :فإني قد أوجبت لكم رحمتي (( .
وقال صلى الله عليه وسلم )) :لما خلق الله الجنة ،أرسل
جبريل إلى الجنة ،فقال :انظر إليها وإلى ما أعددت فيها
فجاءها ونظر إليها وإلى ما أعد الله فيها لهلها ،قال :
فرجع إليه ،وقال :فوعزتك ل يسمع بها أحد إل دخلها،
فأمر بها فحفت بالمكاره ،فقال :فارجع إليها ،
) (1/103
***
) (1/105
) (1/106
******************
******************
**** الُعمُر الخامس ****
******************
******************
) (1/107
******************
******************
**** ****
******************
******************
) (1/108
س
م ُ
الُعمُر الخا ِ
هل الّنارِ في الّناِر، دخول أ ْ حين ُ ن ِ م َْوهوَ ِ
ة ،إلى الب َدِ
جن ّ ِ
هل الجّنة في ال َ دخول أ ْ وَ ُ
اّلذي ل َ غاَية له وَل َ ن َِهاَية
وهذا العمر أطول العمار مطلقًا ،وهو أحسن العمار
وأطيبها ،وخيرها وأنعمها في حق أهل الجنة ،وأشر
العمار وأنكدها وأتعبها وأشقاها في حق أهل النار.
ونبدأ في هذا العمر ،بذكر النار وأهلها ،لن عليها ورود
المؤمنين المتقين قبل دخولهم إلى الجنة.
قال الله تعالى ] :وإن منكم إل واردها كان على ربك
حتما ً مقضيا ً ،ثم ننجي الذين اتقوا ونذر الظالمين فيها
جثيا ً [ .
وقال تعالى ] :يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم
نارا ً وقودها الناس والحجارة عليها ملئكة غلظ شداد ل
يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون [ .
وقال تعالى ] :سأصليه سقر ،وما أدراك ما سقر ل تبقي
ول تذر [ .
وقال تعالى ] :فأنذرتكم نارا ً تلظى .ل يصلها إل الشقى
الذي كذب وتولى [ .
) (1/109
***
) (1/115
س وَقَب ْ َ
ل م ِ ل ط ُُلوِع ال ّ
ش ْ مدِ َرب ّ َ
ك قَب ْ َ ح ْ
ح بِ َ
سب ّ ْ
ثم قرأ ] :وَ َ
غُُروب َِها [ .ويعني بالصلتين :صلة الصبح وصلة العصر .
وعن أبي رزين العقيلي قال :قلت :يا رسول الله أكلنا
نرى الله مخليا ً به يوم القيامة؟ قال :نعم .قلت :وما آية
ذلك في خلقه؟ قال يا أبا رزين أليس كلكم يرى القمر
ليلة البدر مخليا ً به ؟ قلت :بلى .قال :فالله أعظم ،إنما
هو خلق من خلق الله عز وجل ،يعني القمر .
ن أهل الجنة إذا دخلوها، وقال عليه الصلة والسلم :إ ّ
نزلوا فيها بفضل أعمالهم ،ثم يؤذن لهم في مقدار يوم
الجمعة من أيام الدنيا ،فيزورون رّبهم ،ويبرز لهم عرشه،
ويتبدى لهم في روضة من رياض الجنة ،فتوضع لهم منابر
من نور ،ومنابر من لؤلؤ ،ومنابر من ياقوت ،ومنابر من
زبرجد ،ومنابر من ذهب ومنابر من فضة .ويجلس أدناهم
_ وما فيهم أدنى _ على كثبان المسك والكافور وما يرون
أصحاب الكراسي بأفضل منهم مجلسًا.
قال أبو هريرة :يا رسول الله هل نرى رّبنا؟ قال :نعم،
هل تمارون في رؤية الشمس والقمر ؟ قلنا :ل .قال :
كذلك ل تمارون في رؤية رّبكم ،ول يبقى في ذلك
المجلس أحد إل حاضره الله محضرة ،حتى يقول للرجل
منهم :يا فلن ابن فلن ،أتذكر يوم قلت كذا و كذا ،
فيذكره بعض عثراته في
) (1/123
دكار ((:
فهرس كتاب )) سبيل ال ّ
المقدمة
العمر الول
خاتمة هذا العمر
العمر الثاني
خاتمة هذا العمر
العمر الثالث
خاتمة هذا العمر
العمر الرابع
خاتمة هذا العمر
العمر الخامس
ذكر الجنة ونعيمها
خاتمة هذا العمر
ذكر شيء مما ورد في سعة رحمة الله
) (1/128