Professional Documents
Culture Documents
باب المحمدين
قال عبد الغافر الفارسي في "تاريخ نيسابور المسمى بالسياق" :أستاذ كامل ،إمام في الدب والنحو والمعاني،
وبرز على أقرانه ومن تقدمه باستخراج المعاني ،وشرح البيات والمثال :قرأ على الستاذ أبي بكر الخوارزمي
وأبي العلء صاعد وغيرهما ،وتصدر لقراء النحو والصرف والتفسير ،ولم يحدث لشتغاله بغيره ل لعدم
سماعه .وله في الصول يد على طريقة أهل العدل .شرح الحماسة ،وديوان المتنبي ،والصلح ،وأمثال أبي
قال ابن الفرضي في "تاريخ الندلس" :كان عالمًا بالعربية ،واللغة ،حافظًا للخبار والثار واليام والمشاهد
والتواريخ .أخذ عن أبي علي البغدادي وغيره ،وولى أحكام الشرطة ،وكان مكينًا عند المستنصر ،وألف ومات
قال أبو القاسم التجيبي في رحلته :شيخ جليل ،له المعرفة التامة بالعربية ،والمشاركة في غيرها .ولد يوم الثنين
عاشر ذي القعدة سنة سبع وستمائة ،وسمع أباه ،ومحمد بن يحيى بن هشام النصاري النحوي وخلقا ،وأجاز له
1
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
عبد ال بن سليمان بن حوط ال؛ وهو آخر من روى عنه .وقرأ النحو على والده وابن هشام المذكور ،ولزمه
وانتفع به .مات بتونس ليلة الجمعة مستهل جمادى الولى سنة ستمائة وسبع وتسعين.
قال عبد الغافر في "السياق" :فاضل ،متدين ،حسن العقيدة؛ صنف في اللغة كتبًا ،منها "الهداية" ،و"الغنية"؛
وكان ماهرًا فيها .سمع الحديث من شيخ السلم الصابوني ،وناصر الدين المروزي.
- 5محمد بن إبراهيم الجذامي الغرناطي بن الحاج ،أبو عبد ال ،يعرف بالفنقل
قال ابن الزبير في "الصلة" :كان أستاذًا مقرئًا ،فقيهًا عارفًا بالنحو واللغة والدب وعلم الكلم .روى عن ابن
الباذش وغالب بن عطية ،وولى القضاء بجيان وغيرها ،روى عنه عبد الرحيم بن الفرس .مات بمرسية بعد سنة
أربعين وخمسمائة.
قال ابن الخطيب :كان من أهل التفنن والمعرفة والمامة في صناعة العربية ،انتفع به أهل بلده وغيرهم .أجمع
على فضله ودينه .مشهور في قطره ،قرأ على أبي العباس بن عبد النور وانتفع به ،وخلفه بعد موته في التدريس.
قال ياقوت في "معجم الدباء" :كان نحويًا ضابطًا جيد الحظ ،أخذ عن المازني ،وقرأ على الصمعي كتاب
"المثال" له ،وكان يقول :من زعم أنه قرأه عليه غيري فقد كذب وكان عالمًا بالنجوم ،وله فيها قصيدة.
2
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
- 8محمد بن إبراهيم بن الحسين بن محمد بن دادا الجرباذقاني؛ أبو جعفر
قال ياقوت :نحوي لغوي أديب فقيه شافعي فرضي ،محدث كاتب زاهد عالم نبيل ،أثنى عليه أحمد بن صالح بن
شافع ،وقال :صنف كتبًا في الفرائض وغيرها ،ولو عاش لكان صدر الفاق .قيل :مات في حادي عشر ذي الحجة
كذا ذكره الحاكم في "تاريخ نيسابور" ،وقال :سمع إسحاق بن إبراهيم ويزيد بن صالح الفراء .روى عنه أبو
العباس بن هارون.
كذا قال ابن حجر ،ورأيت بخطه" :ابن أبي بكر الشطنوفي" ،الشيخ شمس الدين النحوي .ولد بعد الخمسين وسبعمائة ،وقدم
القاهرة شابًا واشتغل بالفقه ،ومهر في العربية ،وتصدر بالجامع الطولوني في القراءات ،وفي الحديث بالشيخونية ،وانتفع
به الطلبة ،وسمع الحديث وحدث ،ولم يرزق السناد العالي ،وكان كثير التواضع ،مشكور السيرة.
مات ليلة الثنين سادس عشر ربيع الول سنة اثنتين وثلثين وثمانمائة .أخذ عنه النحو جماعة ،منهم شيخنا
المام النحوي تقي الدين الشمسي؛ وحدثنا عنه خلق ،منهم شيخنا قاضي القضاة علم الدين البلقيني وغيره.
قال ابن الزبير :كان من أهل المعرفة والتصرف في علم العربية والدب واللغة ،مشاركًا في غير ذلك ،بارع
المعروف بالمصنوع
3
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
قال ابن الفرضي :أخذ عن أبي علي البغدادي -وكان من ثقاة أصحابه -وكان الغالب عليه علم اللغة ،لم يكن له
في غيرها من العلوم حظ ،وكان يوصف بالضبط وحسن النقل .ولد سنة تسع عشرة وستمائة ،ومات ليلة الثلثاء
الفازازي ،وناظر فقهاء غرناطة ورحل إلى إشبيلية ،وأخذ عن شيوخها ،وولى الحكام بمالقة والقضاء بغرناطة،
قال الحاكم :كان من الدباء المنقرين ،علمة في النساب وعلوم القرآن ،نزل نيسابور مدة ،وكثر النتفاع به.
وسمع ابن درستويه وابن دريد وأقرانهما .وجاءنا نعيه من فارس سنة أربع وخمسين وثلثمائة.
- 15محمد بن إبراهيم بن أبي القاسم بن عنان الميدومي ،أبو عبد ال شرف الدين
كان عارفًا بالقراءات والنحو والحديث ،سليم الباطن ،على سمت السلف ،ذا صلح وخير.
قال الذهبي :وكان خصيصًا بالحافظ المنذري ،ولي خزانة كتب الكاملية ثم طلب لمشيختها فامتنع ،ثم وليها إلى أن
مات ليلة الجمعة سابع صفر سنة ثلث وثمانين وستمائة .وكانت جنازته حافلة .ومولده بالقاهرة سنة إحدى
عشرة ،وسمع الحديث من ابن رواح وابن الجميزي .وحدث عنه القطب الحلبي ،وابن الظاهري ،والبدر الفارقي.
4
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
قال لسان الدين بن الخطيب في "تاريخ غرناطة" :كان وحيد عصره في حفظ مذهب مالك ،وفي عقد الوثائق
عللها ،عارفًا بالنحو واللغة والدب والكتابة والشعر والتاريخ ،كثير البشاشة والنقباض ،طيب النفس جميل
العشرة ،شديد التواضع ،صبورًا على المطالعة ،سهل اللفاظ في تعليمه .أخذ عن والده وأبي الحسن الدباج
وغيرهما .وأقرأ بجامع غرناطة مدة .ومات برندة يوم الجمعة مستهل شوال سنة ثمان وستين وستمائة.
- 17محمد بن إبراهيم بن محمد بن أبي نصر المام ،أبو عبد ال بهاء الدين بن
ولد في سلخ جمادى الخرة سنة سبع وعشرين وستمائة ،وأخذ العربية عن الجمال بن عمرون ،والقراءات عن الكمال
الضرير ،وسمع الحديث من ابن اللتي وابن يعيش وأبي القاسم بن رواحة وابن خليل وطائفة ،ودخل مصر ،وأخذ عن بقايا
شيوخها ،ثم جلس للفادة ،وتخرج به جماعة من الئمة وفضلء الدب .وكان من الذكياء ،وله خبرة بالمنطق وإقليدس
وكتب الخط المنسوب .وهو مشهور بالدين والصدق والعدالة ،مع إطراح الكلفة وصغر العمامة ،حسن الخلق ،فيه ظرف
النحاة وانبساطهم ،وله صورة كبيرة في صدور الناس .وكان بعض القضاة إذا انفرد بشهادة حكمه فيها وثوقًا بدينه .وكان
معروفًا بحل المشكلت والمعضلت ،وله أوراد من العبادة والتلوة والذكر والصلة ،ثقة حجة ،يسعى في مصالح الناس،
واقتنى كتبًا نفيسة ،ولم يتزوج ،ولم يأكل العنب قط ،قال :لني أحبه فآثرت أن يكون نصيبي في الجنة؛ ولما كملت
المنصورية بين القصرين فوض إليه تدريس التفسير بها.
قال أبو حيان -وهو من تلمذته :كان هو والشيخ محيي الدين المازوني شيخي الديار المصرية ،ولم ألق أحدًا
أكثر سماعًا منه لكتب الدب ،وتفرد بسماع صحاح الجوهري ،وكان ل يأكل شيئًا وحده ،وينهي عن الخوض في
العقائد .ولي تدريس التفسير بالجامع الطولوني ،ولم يصف شيئًا إل أمله شرحًا لكتاب "المقرب" .مات يوم
غيره.
5
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
قال الصلح الصفدي :كان من العلماء العاملين والفقهاء الفضلء الدباء ،قرأ النحو على ابن أبي الربيع،
واختصر "شرح اليضاح :له ،وسمع من المجد بن دقيق العيد ،وقرأ عليه بمدينة قوص .ومات بها سنة خمس
وتسعين وستمائة.
- 20محمد بن إبراهيم بن محمد بن علي بن رفاعة كمال الدين ،أبو الفتوح القوصي
ولد بها في سنة أربعين وخمسمائة ،وتوفي سنة ست وتسعين وخمسمائة .وكان علمًا متفننًا في الفقه والصلين،
والنحو واللغة والتفسير وتقلد القضاء بالعمال القوصية عدة سنين .ذكره المقريزي "في المقفى".
ابن شق الليل
قال الصفدي :كان فقيهًا مالكيًا نحويًا لغويًا حافظًا ،يعرف الرجال والعلل ،مليح الخط ،حسن الفضيلة ،جيد
المشاركة في الفنون ،كثير التصانيف؛ وله شعر .مات سنة خمس وخمسين وأربعمائة.
قال قاضي القضاة تاج الدين بن السبكي في "طبقاته الشافعية" :كان فقيهًا نحويًا متفننًا مواظبًا على طلب العلم
جميع نهاره وغالب ليله ،يستفرغ فيه قواه ،ويدع من أجله طعامه وشرابه .وكان ضريرًا فل يفتر عن الطلب إل
إذا لم يجد من يطالع له .مولده بعد السبعمائة .وأخذ عن العلمة القونوي وغيره ،وتأدب بالشيخ زكي الدين بن
القونع ،وأعاد بقية الشافعي ،ثم دخل دمشق ودرس بالمسرورية .ثم تركها للشيخ تقي الدين السبكي ،لنه رأى في
6
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
شرط وافقها ،أن يكون المدرس عالمًا بالخلف.
مات فجأة يوم الحد ثالث عشر جمادى الخرة سنة سبعمائة واثنتين وخمسين .ومن شعره:
وأصله من باجة ،ذكره الصفدي ،ومن نظمه -وأمره أن يكتب على قبره:
قال الذهبي :روى عن عبد ال بن ذكوان ،وعنه أبو القاسم الطبراني ،وآخرون.
قال ياقوت :له كتاب "الصلح واليضاح" في النحو .مات بعد الخمسين والثلثمائة.
قال شيخ السلم ابن حجر في "إنباء الغمر" :ولد قبل الربعين وسبعمائة .وكان إمامًا في العربية ،تفقه بابن
مفلح حتى برع ،وأفتى ،وسمع الحديث من جماعة؛ مع الفقه والصيانة والذكاء وحسن اليراد .مات في شوال سنة
7
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
كذا ذكر ياقوت وقال وغيره :محمد بن إسحاق.
قال الخطيب في "تاريخ بغداد" :كان من أهل الدب ،حسن التصنيف ،مليح التأليف ،إخباريًا .أخذ عن ثعلب والمبرد،
وروى عن عبد ال بن أسعد الوراق وطبقته ،وروت عنه منية جارية أم المعتمد ،وكان نحويًا معلمًا لكتب العامة.
وله من التصانيف" :الجامع" في النحو ،المختصر فيه ،المقصور والممدود ،المذكر والمؤنث ،الفرق ،خلق
النسان ،خلق الفرس ،المثلث ،الحنين إلى الوطان ،الزاهر في النوار والزهر ،وغير ذلك .ومن نظمه:
قال الزبيدي :وليس هذا بالقديم الذي له ]في[ العروض والمعمى ]كتاب[ .قال الخطيب :يحفظ المذهب البصري
والكوفي في النحو ،لنه أخذ عن المبرد وثعلب؛ وكان أبو بكر بن مجاهد ،يقول :إنه أنحى منهما.
وكان ابن النباري يقول :خلط المذهبين فلم يضبط منهما شيئًا.
قال أبو حيان التوحيدي :ما رأيت مجلسًا أكثر فائدة ،وأجمع لصناف العلوم والتحف والنتف من مجلسه .وكان
يجتمع على بابه نحو مائة رأس من الدواب للرؤساء والشراف الذين يقصدونه ،وكان إقباله على صاحب المرقعة
ومن تصانيفه :المهذب في النحو ،غلط أدب الكاتب ،اللمات ،البرهان ،غريب الحديث ،معاني القرآن ،علل
النحو ،مصابيح الكتاب ،ما اختلف فيه البصريون والكوفيون ،وغير ذلك.
قال الخطيب :مات لثمان خلون من ذي القعدة سنة تسع وتسعين ومائتين.
قال ياقوت :هذا ل شك سهو؛ ففي تاريخ أبي غالب همام بن الفضل بن المهذب المغربي؛ إنه مات سنة عشرين
وثلثمائة.
8
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
- 29محمد بن أحمد بن الزهر بن طلحة بن نوح الزهري اللغوي الديب الهروي
ولد سنة اثنتين وثمانين ومائتين .وأخذ عن الربيع بن سليمان ،ونفطويه ،وابن السراج .وأدرك ابن دريد ولم يرو
الغريبين.
وله من التصانيف :التهذيب في اللغة ،تفسير ألفاظ مختصر المزنى ،التقريب في التفسير ،شرح شعر أبي تمام،
الدوات ،وغير ذلك .وكان عارفًا بالحديث ،عالي السناد ،ثخين الورع .مات في ربيع سنة سبعين وثلثمائة.
- 30محمد بن أحمد بن بصخان بدر الدين ،أبو عبد ال بن السراج الدمشقي المقرئ
النحوي
قال الصفدي :ولد سنة ستمائة وثمان وستين ،وقرأ على الرضى بن دبوقا ،والجمال الفاضلي ،والدمياطي،
والشرف الفزاري ،ولزمه .وأقبل على العربية ،وأحكمها .وسمع الحديث من الفاروثي وغيره ،وتصدى بدمشق
لقراء القرآن والنحو ،وقصده الطلبة ،وظهرت قصائده ،وبهرت معارفه ،وبعد صيته .ثم إنه أقرأ لبي عمرو
بإدغام "الحمير لتركبوها" ،ورآه سائغًا في العربية ،والتزم إخراجه من القصيد .وصمم على ذلك ،فقام عليه ابن
الزملكاني وغيره ،وطلبه ابن صصري وروجه فصمم ،فمنع من القراء بذلك ،فتألم وامتنع من القراء جملة .ثم
أقرأ بالجامع ،وجلس للفادة ،وازدحم عليه الطلبة ،ثم ولي مشيخة التربة الصالحية بعد المجد التونسي بحكم أنه
أقرأ أهل دمشق ،ولم يطلب جهة مع كمال أهليته .وكان حسن البزة والعمة ،منور الشيبة ،طيب النغمة جيد الداء،
وكان يدخل الحمام وعلى رأسه لباد ،فإذا اغتسل رفعه وإذا فرغ أعاده؛ فأورثه ضعفًا في البصر.
ودخل يومًا هو والنجم القحفازي دربًا في ظروف زيت ،فعثر في أحدها ،فقال النجم :تعسنا في ظرف المكان؛
فقال ابن بصخان :لنك تمشي بل تمييز ،فقال :إذا ذا حال نحس.
9
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
أجاز للصلح الصفدي ،ومات في خامس ذي الحجة سنة سبعمائة وثلث وأربعين.
ومن شعره:
- 31محمد بن أحمد بن أبي بكر بن يحيى بن عبد الرحمن القرشي ،أبو عبد ال
التلمساني
ل ونزاهة.
قال ابن الخطيب في "تاريخ غرناطة" :كان مشارًا إليه؛ اجتهادًا ودءوبًا وحفظًا وعناية واطلعًا ونق ً
يقوم أثم القيام على العربية والفقه والتفسير ،ويحفظ الحديث والخبار ،والتاريخ والداب ،ويشارك مشاركة
فاضلة في الصلين والجدل والمنطق ،ويكتب ويشعر ،مصيبًا غرض الجادة ،ويتكلم في طريق الصوفية ،ويعتني
بالتدوين فيها؛ شرق وحج ،ولقي الجلء ،وعاد إلى بلده ،فأقرأ وانقطع إلى خدمة العلم ،وتقدم عند السلطان أبي
عنان ،فوله قضاء الجماعة بفاس ،فأنفذ الحق وألن الكلمة ،وخفض الجناح ،وأحبته الخاصة والعامة .أخذ العلم
عن جماعة منهم عبد المهيمن بن محمد الحضرني النحوي ،وبمصر عن أبي حيان ،والشمس الصفهاني ،وابن
اللبان ،وابن عدلن ،وبمكة عن الرضى إمام المقام ،وبدمشق عن الشمس ابن قيم الجوزية ،وصنف في الفقه
والتصوف.
قال ابن الخطيب :اتصل بنا نعيه في المحرم -وأراه مات في الحجة من العام قبله -سنة تسع وخمسين وسبعمائة.
ومن شعره:
10
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
قال السلفي في "معجم السفر" :كان مشهورًا بالدب والنحو ،وكان يحضر عند شيخنا أبي محمد بن السراج،
وقال ياقوت :قرأ على ابن فضال وغيره ،وسمع وروى .وأخذ عنه ابن الخشاب ،وبه تخرج .ومات بعد سنة عشر
وخمسمائة.
- 33محمد بن أحمد بن حمدان بن علي بن عبد ال بن سنان ،أبو عمر بن أبي جعفر
الحيري النيسابوري
كان مقرئًا نحويًا محدثًا زاهدًا .أقام فراش المسجد نيفًا وثلثين سنة .سمع وروي مات سنة ثلثمائة وثمان
قال ابن الفرضي :كان عالمًا باللغة ،بليغًا لسنًا ،حافظًا للخبار والنساب .سمع قاسم بن أصبغ ،وابن أيمن .وكان
ولد في جمادى الولى سنة خمسين وثلثمائة ،ومات يوم الثلثاء لثمان بقين من شوال سنة ثمانين وثلثمائة.
ل ،قدم بغداد وقرأ على ابن الخشاب ،وابن الشجري .وصحب
قال ياقوت :كان نحويًا لغويًا فطنًا شاعرًا مترس ً
الوزير ابن هبيرة ،وسمع الحديث من أبي جعفر الثقفي .ومات سنة تسع وسبعين وخمسمائة.
11
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
قال ابن الزبير :خطب بجامع مرسية ،وأقرأ بها القرآن والعربية ،وكان حسن القراءة ،جيد التلوة ،عذب اللقاء.
قاضي القضاة ذو الفنون شهاب الدين ،أبو عبد ال بن قاضي القضاة شمس الدين الخويي الشافعي
ولد بدمشق في شوال -وقيل :في رجب -سنة ست وعشرين وستمائة ،واشتغل في صغره ،فتميز وبرع في الفقه والنحو
والتفسير والصلين والمعاني والبيان والفرائض والحساب والخلف والهندسة ،وسمع من السخاوي وابن اللتي وابن
المقرئ ،وابن الصلح ،وأجاز له خلق من أصبهان وبغداد ومصر والشام ،خرج له التقي السعردي معجمًا ،والمزي
أربعين حديثًا ،ولزم الشتغال ودرس وهو شاب ،وكان على كثرة علومه من الذكياء الموصوفين والنظار المنصفين،
وبه انتفع ابن الفركاح وابن الوكيل وابن الزملكاني ،وقال :لو لم يقدر ال أن ابن الخويي يجيء إلى دمشق ما جاءنا فاضل.
وكان ذا فضل كامل ،وذهن ثاقب ،وعقل وافر ،يبحث بتؤدة وسكينة ،صحيح العتقاد ،حسن الخلق ،حلو المجالسة ،دينًا
متصوفًا ،يحب أرباب الفضيلة.
حدث عنه المزي ،وقال :كان أحد الئمة الفضلء في فنون من العلم والبرزالي والختني وأبو حيان والبدر الفارقي.
وصنف كتابًا كبيرًا على عشرين علمًا؛ وشرح الفصول لبن معطر في النحو ،ونظم الفصيح لثعلب ،وكفاية المتحفظ،
وعلوم ابن الصلح ،وتوضيح ابن مالك .وشرح من أول الملخص للقابسي خمسة عشر حديثًا في مجلد؛ وله المطلب
السني في إمامة العمى.
ولي قضاء القدس ،ثم المحلة والبهنسا ،ثم حلب ،ثم عاد إلى المحلة ،ثم القضاء الكبر بالديار المصرية ،ثم نقل
إلى قضاء الشام ،فأقام عليه إلى أن مات يوم الخميس لخمس وعشرين خلت من رمضان سنة ثلث وتسعين
وحكة الشهاب محمود الحلبي قال :حججت أنا وإياه ،فلما كنا بالموقف ذكرنا حديث "من ذكرني في نفسه ،فقال
ابن الخويي :ليت شهري هل ذكرنا بالمل العلى! وإذا بمناد على كتاب ل ندري ما هو! فقلت للخويي :ننظر في
ومن شعره:
أنيل ابن داود من المال والـمـلـك وهبني ملكت الرض طرا ً ونلت مـا
برغمي إلى الهوال في منزل ضنك ألست أخليه وأمـسـى مـسـلـمـا ً
12
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
وله:
قال ابن الفرضي :كان شيخًا ،صالحًا ،نحويًا ،أديبًا ،شاعرًا .أصله من إشبيلية .سمع من سعيد بن جابر موطأ
يحيى بن يحيى ،وكامل المبرد .ومات بإلبيرة سنة تسع وسبعين وثلثمائة.
الشيخ الديب البارع جلل الدين أبو عبد ال المعروف بابن خطيب داريا النصاري الخزرجي السعدي
وصنف في العربية ،وكانت أجل علمه ،مع مشاركة جيدة في العلوم النقلية والعقلية ،وشرح ألفية ابن مالك ،سبك
النظم مع الشرح ،وله كتاب الليث والضرغام في اللغة ،رتبه على الحروف ،وكان مفرط الذكاء ،جميل
ومن شعره:
13
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
قال ابن النجار ،ثم الصفدي :ولد بمالقة وطاف الندلس ،وحصل طرفًا صالحًا من الدب ،ثم أتى مصر ،وسمع
بها الحديث ،ودخل الجزيرة والشام ،ولقي الفضلء ،ثم أتى بغداد ،وسمع من ابن كليب وتوجه إلى أصبهان،
وسمع من أبي جعفر الصيدلني ،ثم بلد الجبل ،وسكن الكرج ،وانتقل إلى بروجرد ،وأقام يقرئ الدب .أخذ عنه
ابن النجار.
وصنف "البيان والتبيين في أنساب المحدثين" ،و"البيان فيما أبهم من السماء في القرآن"" ،وشرح اليضاح" في
النحو في خمسة عشر مجلدًا ،و"شرح المقامات" ،وكتاب "شرح المقامات" ،وكتاب "شرح اليميني" ،في مجلد.
قال ياقوت :أحد الئمة المعروفين ،جامع أشتات العلوم ،قرن بين الدراية والفهم والرواية ،وشدة العناية ،صاحب
نحو ولغة وحديث وأخبار ودين وصلح ،وإليه كانت الرحلة في زمانه ،وهو عين وقته وأوانه .وكان مع ذلك ثقة
ضابطًا محررًا حافظًا ،أخذ عن أبي الحسين بن دينار الكاتب ،وابن كردان وغيرهما ،وكان مكثرًا ،حسن
مولده سنة ثمانين وثلثمائة ،ومات بواسط خامس عشر رجب سنة اثنتين وستين وأربعمائة.
وله:
وأن عزم اصطباري عاد معلول لما رأيت سلوى غير مـتـجـه
ليقضي الله أمرا ً كان مفعـول دخلت بالرغم مني تحت طاعتكـم
وله:
في فضل علم ول حزم ول جلد إن قدم الحظ قوما ً ما لهـم قـدم
14
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
تقدم الثور فيها رتـبة السـد فهكذا الفلك العلوي أنـجـمـه
قال ابن الفرضي :كان نحويًا لغويًا شاعرًا مطبوعًا .مات سنة ثلثمائة.
- 43محمد بن أحمد بن طاهر بن أحمد ،أبو منصور خازن دار الكتب القديمة بالكرخ
ل ،وخطه عمدة ،سمع على أبي المحسن التنوخي وغيره ،وكان فقيهًا
قال ابن الجوزي :كان نحويًا أديبًا فاض ً
شيعيًا.
قال ابن السمعاني :سئل عن مولده ،فقال سنة ثمان عشرة وأربعمائة .وسئل مرة أخرى ،فقال :سنة عشر .ومات
والخدب :الرجل ،بكسر الخاء المعجمة وفتح الدال المهملة وتشديد الموحدة قال ابن الزبير :نحوي مشهور حافظ
بارع ،اشتهر بتدريس الكتاب فما دونه ،وله على الكتاب طرر مدونة مشهورة ،اعتمدها تلميذه ابن خروف في
وكان يرحل إليه في العربية ،موصوفًا فيها بالحذق والنبل ،صاحب اختيارات وآراء ،أخذ الكتاب عن ابن الرماك،
وابن الخضر؛ وكان يقرئ بفاس ،ويتعانى الخياطة ،وكان من حذاق النحويين ،وأئمة المتأخرين ،أجل من أخذ
عنه ابن خروف ومصعب الخشني وعبد الحق بن خليل السكوني ،وأطنبوا في الثناء عليه .مات في عشر الثمانين
وخمسمائة.
15
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
قال الصفدي :كان عالمًا أديبًا مؤرخًا لغويًا ،له في اللغة كتاب مفيد ،وكتاب التشبيهات ،وكتاب الشفاء في الطب.
- 46محمد بن أحمد بن عبد ال بن هشام ،أبو عبد ال الفهري الذهبي ويعرف باين
الشواش
قال البار :أخذ النحو عن الجزولي ،وسمع من أبي عبد ال بن الفرس ،وغيره .وجلس للقراء والتحديث،
ودرس النحو واللغة ،وحمل الناس عنه ،وكان إمامًا متواضعًا بارع الخط .مات سنة تسع عشرة وستمائة.
قال البار :كان مقرئًا متصدرًا نحويًا لغويًا محققًا .أخذ القراءات عن أبي الحسن بن هذيل ،والعربية عن أبي
- 48محمد بن أحمد بن عبد الهادي بن عبد الحميد بن عبد الهادي بن يوسف بن
قال الذهبي :الفقيه البارع المقرئ المجود النحوي المحدث الحافظ الحاذق ذو الفنون.
وقال ابن الحجر :أحد الذكياء ،ولد في رجب سنة خمس وسبعمائة ،وسمع الحديث من التقي سليمان ،والمطعم،
وتفقه بابن مسلم ،وتردد على ابن تيمية ،ومهر في الحديث والفقه والصول والعربية وغيرها.
قال الصفدي :لو عاش لكان إمامًا ،كنت إذا لقيته سألته عن مسائل أدبية وفوائد عربية فينحدر كالسيل .وكنت أراه
وقال ابن كثير :كان حافظًا علمة ناقدًا حصل من العلوم ما ل يبلغه الشيوخ الكبار ،وبرع في الفنون ،وكان جب ً
ل
16
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
في العلل والطرق والرجال ،وحسن الفهم جدًا ،صحيح الذهن.
وقال المزي :ما لقيته إل واستفدت منه .درس بالصدرية والضيائية ،وصنف شرحًا على التسهيل في مجلدين .وله
مناقشات مع أبي حيان في اعتراضاته على ابن مالك .والحكام في الفقه ،والرد على السبكي في مسألة الزيارة،
والكلم على أحاديث مختصر ابن الحاجب ،والمحرر في اختصار اللمام ،وتراجم الحفاظ.
ومات في جمادى الولى سنة أربع وأربعين وسبعمائة ،وكثر التأسف عليه ،وحضر جنازته من ل يحصى.
- 49محمد بن أحمد بن ظاهر بن عبد ال المام ،أبو عبد ال البالسي المقرئ إمام
مسجد السبعة
قال الحافظ ابن حجر في "الدرر" :تل على الشرف الفزاري ،ولزمه ،وتصدر للقراء فتخرج به جماعة .وكان محققًا
ل خيرًا صالحًا حسن السمت .وله شعر ونظم في العربية.
للقراءة ،عاق ً
مات في شوال من سنة ثلث عشرة وسبعمائة في عشر الثمانين.
- 50محمد بن أحمد بن عبد ال بن محمود بن أبي نوح ،أبو الحسين اللخمي النحوي
كذا ذكره الحافظ المنذري في "تاريخ من دخل مصر" ،وقال :حدث عن عمر بن محمد بن الحسين بن عمر بن
- 51محمد بن أحمد -وقيل محمد -بن عبد ال البصري النحوي المعروف بالمفجع
قال ياقوت :كان من كبار النحاة ،شاعرًا مفلقًا ،شيعيًا ،وبينه وبين ابن دريد مهاجاة.
صنف كتاب "الترجمان" في الشعر ومعانيه" .المنفذ في اليمان" :يشبه الملحن لبن دريد" ،عرائس المجالس"،
17
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
- 52محمد بن أحمد بن عثمان بن عمر التونسي العلمة ،أبو عبد ال الوانوغي
نزيل الحرمين
كان عالمًا بالتفسير والصلين والعربية والفرائض والحساب والجبر والمقابلة والمنطق ،ومعرفته بالفقه دون
غيره.
ولد سنة تسع وخمسين وسبعمائة بتونس ونشأ بها ،وسمع من مسندها أبي الحسن بن أبي العباس البطرني خاتمة
أصحاب ابن الزبير بالجازة ،وسمع أيضًا من ابن عرفة ،وأخذ عنه الفقه والتفسير والصلين ،والمنطق ،وعن
الولي ابن خلدون الحساب والهندسة ،والصلين والمنطق والنحو عن أبي العباس البصار.
ن به.
وكان شديد الذكاء ،سريع الفهم ،حسن اليراد للتدريس والفتوى ،وإذا رأى شيئًا وعاه وقدره وإن لم يعت ِ
جلل البلقيني ،فأجاب عنه فرد ما قاله البلقيني .وقال :وقلت على السئلة وأجوبتها ،ولم أقف على الرد ،وذكرت
وكان يعاب عليه إطلق لسانه في العلماء ،ومراعاة السائلين في الفتاء .أجاز لغير واحد على شيوخنا المكيين.
ومات بمكة المشرفة في سحر يوم الجمعة ،التاسع عشر من شهر ربيع الخر سنة تسع عشرة وثمانمائة.
ولد في جمادى الولى سنة ستين وسبعمائة -كذا قال حافظ العصر ابن حجر -ورأيت بخط صاحبنا النجم بن
وانتقل إلى مصر سنة ثمان وسبعين وسبعمائة ،فاشتغل بها كثيرًا في عدة فنون.
وكان نابغة الطلبة في شبيبته ،واشتهر أمره ،وبعد صيته ،وبرع في فنون المعقول والعربية والمعاني والبيان
18
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
والصلين ،وصنف فيها وفي الفقه ،وعاش دهرًا في بؤس بحيث إنه كان ينام على قشر القصب ،ثم تحرك له
الحظ فتولى تدريس المالكية بمدرسة جمال الدين الستادار ،ثم مشيخة تربة الملك الناصر ،ثم تدريس البرقوقية،
وتدريس الشيخونية وناب في الحكم عن ابن عمه ،ثم تولى القضاء بالديار المصرية سنة ثلث وعشرين
وثمانمائة ،فأقام فيه عشرين سنة متوالية لم يعزل منه ،ورافقه من القضاة خمسة من الشافعية :الجلل البلقيني،
والولي بن العراقي ،وشيخنا قاضي القضاة علم الدين البلقيني ،وابن حجر والهروي .ومن الحنفية :ابن الديري،
وولده ،والتفهنني ،والعيني .ومن الحنابلة :ابن مغنى والمحب البغدادي ،والعز المقدسي .وكان سمع الحديث من
ن به.
التقي البغدادي وغيره ،ولم يعت ِ
ومن تصانيفه" :المغني" في الفقه ،و"شفاء الغليل في شرح مختصر الشيخ خليل" ،و"شرح ابن الحاجب
الفرعي" .و"حاشيته على المواقف" للعضد ،و"نكت على الطوالع" للبيضاوي ،ومقدمة في أصول الدين.
أخذ عنه جماعة من أهل العصر ،منهم شيخنا المام الشمني ،وقاضي القضاة محيي الدين المالكي قاضي مكة.
ومات بالقولنج يوم الخميس ثاني عشر رمضان سنة اثنتين وأربعين وثمانمائة .وأمطرت السماء بعد دفنه مطرًا
قال الزبيدي :كان عالمًا نحويًا لغويًا ثقة .مات بمصر سنة تسع وأربعين وثلثمائة.
- 55محمد بن أحمد بن علي بن جابر الندلسي الهواري المالكي ،أبو عبد ال
العمى النحوي
ولد سنة ثمان وتسعين وستمائة ،وقرأ القرآن والنحو على محمد بن يعيش ،والفقه على محمد بن سعيد الرندي،
19
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
ثم رحل إلى الديار المصرية صحبة أحمد بن يوسف الرعيني ،وهذان هما المشهوران بالعمى والبصير؛ فكان
ابن جابر يؤلف وينظم ،والرعيني يكتب ،ولم يزال هكذا على طول عمرهما .وسمعا بمصر من أبي حيان ،ودخل
الشام ،وسمعا الحديث من المزي والجزري ،وابن كلميار ،ثم قطنا حلب ،وحدثا بها عن المزي بصحيح البخاري،
ثم إلبيرة إلى أن اتفق أن ابن جابر تزوج ،فوقع بينه وبين رفيقه تهاجر ،فتهاجرا .وسمع منهما البرهان الحبي.
وكتب ابن فضل ال في المسالك عن ابن جابر شيئًا من شعره ،ومات قبله بدهر؛ وذكر أنه حرص على أن يجتمع
به فلم يتفق ذلك .وذكره الصلح الصفدي في تاريخه ،ومات قبله بكثير.
ومن تصانيف ابن جابر" :شرح اللفية لبن مالك"؛ وهو كتاب مفيد يعتني بالعراب للبيات ،وهو جليل جدًا،
نافع للمبتدئين ،وله نظم الفصيح" ،ونظم كفاية المتحفظ" ،و"الحلة السيراء في مدح خير الورى" ،وهي بديعية،
ونظمها عال؛ لكنه أخل فيها يذكر أنواع من البديع كثيرة جدًا.
وأخبرني في بعض أدباء صفد ،قدم علينا القاهرة ،أنه رأى له شرحًا على ألفية ابن معط ،في ثلث مجلدات ،ولم
أقف عليه.
ورفيقه أبو جعفر أحمد بن يوسف بن مالك الرعيني الندلسي الغرناطي .أديب ماهر؛ ولد بعد السبعمائة ،وكان من
حاله ما سبق في ترجمة رفيقه؛ وكان مقتدرًا على النظم والنثر ،عارفًا بالبديع وفنونه ،دينًا حسن الخلق ،حلو
المحاضرة ،شرح بديعية رفيقه .ومات قبله بسنة ،في رمضان سنة تسع وسبعين وسبعمائة؛ وأجاز لمن أدرك
حياته.
ل بارعًا ،وكان
قال ابن حجر :اشتغل قديمًا ببلده وبغيرها ،وأقام بإسنا مدة ،ثم بمكة والمدينة وكان عالمًا عام ً
العفيف اليافعي يعظمه جدًا .شرح مختصر مسلم ،واللفية ،واختصر الشفا.
20
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
- 57محمد بن أحمد بن علي بن قاسم بن الحسن المذحجي الملتماسي ،أبو عبد ال
قال في "تاريخ غرناطة" :كان من سراة بلده وأعيانهم ،أستاذًا مفتيًا مقرئًا ،كاتبًا بليغًا ،عارفًا بالقراءات ،بصيرًا
بالعربية ،ثقة ضابطًا حريصًا على العلم ،استفادة وإفادة ،ل يأنف عن أخذه من أقرانه ومن دونه ،وكثير العناية
بالكتب.
أخذ عن أبي عبد ال الطنجالي ،وابن الزيات ،والوادباشي ،وانتفع به أهل بلده والغرباء.
ولد ببلش سنة ثمان وثمانين وستمائة ،ومات بها عاشر شعبان سنة أربع وثلثين وسبعمائة.
كذا ذكره ياقوت ،وقال :مات ليلة الربعاء سابع عشرين ربيع الخر سنة تسع وأربعين وأربعمائة.
وذكره المنذري وقال :روى عن الحسين بن عمر بن أبي الحوص ،وعن الحافظ عبد الغني بن سعيد.
قال ياقوت :إمام عالم جيد الضبط؛ صحيح الخط معتمد عليه ،معتبر .أخذ عن السيرافي ،والرماني ،والفارسي
و]تلك[ الطبقة.
قال ابن الزبير في "تاريخ الندلس" :كان لغويًا أديبًا كاتبًا شاعرًا عارفًا بالتاريخ والخبار ،ألف دواوين في اللغة
والشعر والخبار والتاريخ .روى عنه القاضي عبد المنعم بن عبد الرحمن وأبو القاسم البراق.
21
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
- 61محمد بن أحمد بن عمر بن أحمد بن أبي شاكر بن عبد ال مجد الدين ،أبو عبد
ل ،وأديبًا شاعرًا ،له النظم والمعرفة بالنحو واللغة ،ودرس بدمشق ،وقدم مصر ،وحدث بها عن كريمة ابنة
كان فقيهًا فاض ً
عبد الوهاب ،وأبي الحسن علي بن محمد السخاوي ،وسمع بإربل وبغداد ،وروى عنه الحافظ الدمياطي.
ولد بإربل في ثاني صفر سنة اثنتين وستمائة ،ومات بدمشق ليلة الجمعة لثنتي عشرة خلت من ربيع الول في سنة ست
وسبعين وستمائة.
ومن شعره:
دون الورى؛ أنت العليم بقرحه قلبي وطرفي ذا يسيل دمًا ،وذا
تعديل كل منهما في جرحـه وهما بحبك شاهـدان وإنـمـا
أورده المقريزي في "المقفى".
كان قيمًا في العربية مشاركًا في الصلين ،أخذ القراءات عن أبي الحسن بن أبي العنبس ،وقرأ على ابن الزبير
وابن رشيد وغيرهما؛ وجرت له محنة مع بعض الوزراء فأخرجه إلى إفريقية.
ل ،لزم إقراء القرآن والحديث والعربية والدب إلى أن مات .أخذ
ل فقيهًا فاض ً
قال ابن الزبير :كان شيخًا جلي ً
القراءات عن مروان بن مسرة وأبي بكر بن مسعود وغيرهما ،وأجاز له أبو الوليد بن الدباغ ،وابن العربي ،وابن
هذيل.
22
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
وكان من أحسن الناس نغمة بالقرآن ،وأحسنهم خلقًا وخلقا وأكرمهم عشرة وصلة للرحم ،وأمشاهم في حوائج
روى عنه الملصي وأبو يحيى بن هانئ وآخرهم أبو يحيى بن عبد الرحيم.
مولده سنة سبعة وخمسمائة ،ومات يوم الربعاء الخامس عشر من شهر رجب سنة تسعين ،وحمل على الكف،
وفجع به الناس.
- 64محمد بن أحمد بن محمد بن محمد بن عبد ال بن محمد الشريف ،أبو عبد ال
قال في "تاريخ غرناطة" :كان هذا الفاضل جملة من جمل الكمال ،رحلة الوقت في التبريز بعلوم اللسان ،حائز
الفضائل في ميادينها ،عربية غزيرة الحفظ ،مقنعة الشمائل مستجرة الحفظ ،أصيلة التجويد ،برية عن النوك
والغفلة ،مرهفة باللغة والغريب والخبر والتاريخ والبيان وصناعة البديع وميزان العروض وعلم القافية ،وتقدمًا
في الحكام ،وتدريسًا للفقه ،بارع التصنيف غزير الحفظ ،حاضر الذكر ،فصيح اللسان.
قرأ القرآن على أبيه ،والعربية على أبي عبد ال بن هانئ ،وانتفع به ،وروى عن أبي عبد ال بن رشيد ،وولي
ديوان النشاء بغرناطة ،ثم القضاء والخطابة بها ،فصدع بالحق والمهابة ،ثم عزل عن القضاء بل زلة ،فتصدى
للقراء وتدريس الفقه والعربية ،ثم ولي قضاء وادي آش ،ثم أعيد قضاء غرناطة؛ واستمر إلى أن مات.
وله تصانيف بارعة ،منها" :تقييد جليل على التسهيل" ،و"شرح بديع قارب التمام" ،و"شرح مقصورة ابن
مولده بسبتة في سادس ربيع الخر سنة سبع وتسعين وستمائة ،ومات بغرناطة في أوائل شعبان سنة ستين
وسبعمائة.
ومن شعره:
23
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
صبر ول لي عن هواه براح كم قلت للرشا الذي ما عنه لي
إل انثنيت ودمعي السـفـاح ما لح خالك والسواد شعـاره
بن معاوية بن محمد بن عثمان بن عتبة بن عنبسة بن أبي سفيان صخر بن حرب
قال ابن السمعاني :أوحد عصره ،وفريد دهره ،في معرفة اللغة والنساب وغير ذلك؛ وأورد له من شعره بما
عجز عنه الوائل من معان لم يسبق إليها ،وأليق ما وصف به قول أبي العلء المعري:
أحمد البانياسي ،وخلق ،وروى عنه جماعة ،وصنف كتبًا منها "المختلف والمؤتلف"" ،طبقات العلم"" ،تاريخ
أبيورد"" ،تاريخ تسا" ،وغير ذلك؛ وله في اللغة مصنفات لم يسبق إليها.
وترجمه السلفي في جزء مفرد ،وذكر أنه فوض إليه أشراف الممالك كلها ،وأحضر عند السلطان أبي شجاع
محمد بن ملك شاه بشخصه ،وهو على سرير ملكه ،فارتعد ووقع ميتًا ،وذلك يوم الخميس بين الظهر والعصر
24
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
قال ياقوت :أديب فاضل ،شاعر من أهل نيسابور .قدم بغداد ،فأخذ عن أصحاب الفارسي كعلي بن عيسى
وقال الحاكم :كان غزير الحفظ ،مات سنة إحدى وعشرين وأربعمائة.
ومن شعره:
وقال ابن الخطيب :كان مبرزًا في علوم اللسان نحوًا ولغة وأدبًا ،متقدمًا في الكتابة والفصاحة ،جامعًا فنونًا من
الفضائل والمعارف.
أخذ عن أبي الحسن بن الباذش ،وأبي علي الغساني ،وكان مع معارفه الجمة وخصاله الحميدة عنده غفلة .روى
مات بغرناطة ليلة السبت الثامن والعشرين من جمادى الخرة سنة أربعين وخمسمائة.
- 68محمد بن أحمد بن محمد بن رضوان بن أرقم النميري الوادي آشي ،أبو خالد
قال ابن الخطيب :كان متضلعًا من العربية قارضًا للشعر ،مشاركًا في الفرائض والحساب ،جم التحصيل ،كثير
الجتهاد ،صدرًا في أهل الحساب والمعارف والمروءات ،جميل الخلق ،مليح البزة .خرج عن بلده في الفتنة
فقطن سبتة ،ولزم ابن أبي الربيع .وأخذ عنه العربية والدب ،وكمل عليه كتاب سيبويه وغيره ،وانتفع به كثيرًا،
25
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
ورجع إلى الندلس ،فأخذ عن ابن الزبير.
ولي القضاء على حداثة سنه وأقرأ ببلده ،مات قاضيًا ببسطة في يوم الخميس الرابع والعشرين من ذي القعدة ،سنة
قرأ القرآن على بعض أصحاب ابن هذيل ،ونظم قصيدة في القراءات على مثال قصيدة الشاطبي ،صرح فيها
بأسماء القراء.
- 70محمد بن أحمد بن محمد بن سعيد بن أيمن السعدي الغرناطي ،أبو عبد ال
قال ابن الزبير :كان من أهل المعرفة بإقراء القراءات والعربية والفرائض ،أخذ عن ابن الباذش وغيره ،وأقرأ
ل.
وقال ابن الخطيب :كان متقدمًا في إقراء القرآن ،مبرزًا في العربية ،فرضيًا ماهرًا أديبًا فاض ً
26
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
قال الجندي في "تاريخ اليمن" :أتقن النحو والقراءات واللغة والفقه والحديث باليمن .ثم ارتحل إلى مكة فازداد
بها علمًا ،لنه لم يترك أحدًا ممن لديه فضيلة إل أخذ عنه .ولزم ابن أبي الصيف الفقيه اليمني ،وأجازه ،ثم عاد
إلى بلده فقصده الطلبة ،وبنى مدرسة ببلده ذي يعمر ،ووقف عليها كتبه وأرضه .وكان مع كماله في العلم ذا عبادة
وورع وزهد صنف "المستعذب في شرح غريب المهذب" ،و"أربعين في لفظ الربعين" ،و"وأربعين في أذكار
-جمال الدين ،أبو بكر الوائلي البكري الندلسي المعروف بالشريشي المالكي النحوي
قال الذهبي :ولد بشريش سنة إحدى وستمائة ،وتفقه وبرع في المذهب ،وأتقن العربية والصول والتفسير ،وتفنن
في العلوم ،وطاف البلد ،وسمع الحديث ببغداد من القطيعي وابن روزبه وابن اللتي وابن ياسمين بنت البيطار،
وخلق .وبدمشق من ابن الشيرازي ،وبإربل من الفخر الربلي ،وبحلب من ابن يعيش .وجمع ودرس وأفتى،
وعني بالحديث ،وقال الشعر ،ودرس بالرباط الناصري والنورية وغيرهما ،ودخل مصر ودرس بالفاضلية ،ثم
القدس ،ثم عاد دمشق ،وطلب لقضائها فامتنع .تخرج به جميع ،منهم ولده كمال الدين ،وروى عنه ولده ،وابن
العطار ،وابن تيمية ،والمزي ،والبرزالي ،والذهبي ،والقطب الحلبي ،وابن الخباز .ومدحه العلم السخاوي
بقصيدة.
27
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
مات في يوم الثنين الرابع والعشرين من رجب سنة خمس وثمانين وستمائة بدمشق.
ومن شعره:
بالسراط
قال ابن الزبير :كان مقرئًا محدثًا ،ونحويًا أديبًا ضابطًا من أهل الفضل والدين ،أستاذًا ورعًا ،روى عن أبي
القاسم عبد الرحمن بن محمد بن غالب السراط ،وعنه أبو القاسم بن الطيلسان.
- 74محمد بن أحمد بن محمد بن فرج بن شقرال اللخمي الشرفي الصل ،أبو عبد
قال في "تاريخ غرناطة" :كان قيمًا على النحو والقراءات واللغة مجدًا في ذلك ،محكمًا لما يأخذ فيه منه ،مشاركًا
أخذ القراءة عن أبي الحسن بن أبي العيش ،وبه تفقه ،وقرأ على ابن الزبير وغيره.
وكان حسن التذهيب والتجليد حظي عند الوزير المحروق ورتب له معلومًا ،وجعله ناظرًا لخزانة الكتب
السلطانية ،ثم وقع بينهما ،فاعتقله ثم أخرجه إلى إفريقية ،فلما مات الوزير رجع إلى الندلس ،فمات بالطريق
28
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
- 75محمد بن أحمد بن محمد بن محمد بن أبي بكر بن مرزوق ،أبو عبد ال
ولد سنة إحدى عشرة وسبعمائة ،وتقدم في بلده ،وتمهر في العربية والصول والدب.
وسمع من منصور المشدالي وإبراهيم بن عبد الرفيع ،ورحل إلى المشرق في كنف وحشمة ،وسمع بمكة من
عيسى الحجي ،وبمصر من أبي حيان وأبي الفتح اليعمري والجلل القزويني ،والبدر الفارقي ،والتقي السبكي،
والقطب الحلبي ،وابن عدلن ،وابن القماح ،وابن غالي الدمياطي ،والتاج التبريزي ،والصفهاني ،والبرهان
الحكري ،والسفاقسي ،والبرهان بن الفركاح ،وخلئق .واعتنى بذلك ،فبلغت شيوخه ألفي شيخ .وكتب خطًا حسنًا
قال في "تاريخ غرناطة" :وكان مليح الترسل ،حسن اللقاء ،كثير التودد ،ممزوج الدعابة بالوقار ،والفكاهة
بمصاحبته ،فانتهبت أمواله ،وأقطعت رباعه ،واصطفيت أم أولده ،وتمادى به العتقال إلى أن وجد الفرصة
قال ابن حجر :فوصل إلى تونس ،فأكرم إكرامًا عظيمًا ،وفوضت إليه الخطابة بجامع السلطان وتدريس أكثر
المدارس ،ثم قدم القاهرة ،فأكرمه الشرف شعبان ،ودرس بالشيخونية والصرغتمشية والنجمية ،وكان حسن
فمحاسن اليام تومئ :هيت لك يا يوسفا ً حزت الجمال بأسـره
29
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
فيقال فيه :إذا مليك أو ملك ! أنت الذي صعدت به أوصافـه
قال ياقوت :نحوي لغوي ،أديب ،مصنف .سكن مصر وتولى ديوان الترتيب ،وعزل عنه ،ثم ولي ديوان
مات يوم الجمعة خامس جمادى الخرة سنة ثلث وثلثين وأربعمائة.
قال ياقوت :أصله من سمرقند ،وقدم بغداد ،وكان يخلط نحو البصريين بالكوفيين ،وناظر الزجاج .أخذ عنه
الزجاجي والفارسي.
وكان حميد الخلق ،طيب العشرة .صنف "معاني القرآن"" ،النحو الكبير"" ،المقنع في النحو" ،و"الموجز" فيه.
- 79محمد بن أحمد بن وهبة ال بن تغلب الفزاري -بكسر الفاء ثم زاي ساكنة ثم
قدم بغداد ،وقرأ القرآن والنحو والدب على أحمد بن الخشاب ،وصحبه وسمع أبا الفضل بن ناصر وابن
الشهرزوري وابن الحصين ،وكان عالمًا بالنحو والقراءات ،كيسًا وقورًا ،انقطع في بيته وقصده الناس للقراءة.
30
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
كذا ذكره التجيبي في رحلته ،وقال :له المدخل إلى تقويم اللسان ،وتعليم البيان.
وقال ابن البار :يكنى أبا عبد ال ،أدب بالعربية ،وكان قائمًا عليها وعلى اللغات والداب مع حظ من النظم
ضعيف.
وله تآليف مفيدة استعملها الناس؛ منها "كتاب الفصول" ،و"المجمل في شرح أبيات الجمل"" ،ونكت على شرح
أبيات سيبويه للعلم"" ،ولحن العامة"" ،وشرح الفصيح"" ،وشرح مقصورة ابن دريد".
روى عنه أبو عبد ال بن الغار تآليفه .وكان حيًا سنة سبع وخمسين وخمسمائة.
قال ابن دحية في "المطرب من أشعار أهل المغرب" :قال اللغويون :الخال يأتي على اثني عشر معنى .الخال أخو
الم ،الخال موضع ،والخال من الزمان الماضي ،والخال اللواء ،والخال الخيلء ،والخال الشامة ،والخالي العزب
-ويقال المنفرد -والخالي قاطع الخلء ،والخال الجبان ،والخال ضرب من البرود ،والخال السحاب ،وسيف خال
أي قاطع .وقد نظم الفقيه الستاذ النحوي الكبير أبو عبد ال محمد بن هشام اللخمي السبتي فقال:
تروح وتغدو في برود من الخال أقوم لخالي وهو يوما ً بـذي خـال
بربة خال ل يزن بها الـخـالـي أما ظفرت كفاك في العصر الخالي
إلى منزل بالخال خلو من الخـال تمر كمر الخـال يرتـج ردفـهـا
يؤم إليها من صحيح ومـن خـال أقامت لهل الخال خال ً فكـلـهـم
قال ابن الزبير :كان مقرئًا للقرآن والدب ،كاتبًا شاعرًا .أخذ القرآن والعربية والدب عن أبي القاسم بن دحمان،
وأبي زيد السهيلي .وروى عنهما ،وعن ابن خروف وغيرهم ممن صمنه برنامجه.
31
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
وروى عنه عبد ال بن أيوب الجياني ،ومحمد بن إبراهيم بن القرشية.
وألف في الداب ،وسكن آخر عمره فيجاطة .وكان حيًا سنة سبع وستمائة.
صاحب أبي بكر بن السراج .روى عن ابن دريد وغيره .قاله ياقوت.
من أهل الكوفة .أحد أصحاب الكسائي .حدث عن الصمعي ،وقدم بغداد وسمع منه أبو عمرو الدوري المقرئ.
قال ثعلب :وكان حاذقًا بإلقاء العربية .مات سنة مائتين وثلث وأربعين.
قال ياقوت :أحد شيوخ النحاة ومشهوريهم .صحب الزجاج وأخذ عنه .وله شعر متوسط ،وكان شديد الحب لشرب النبيذ،
وأكثر مقامه بالبصرة .وبها توفي بين الخمسين والثلثمائة.
ورثاه أبو الحسن بن بشر المدي بقوله:
أصبح ترب العلوم في الترب يا عين أذري الدموع وانسكبي
قال ياقوت :كان لغويًا أديبًا ،له في الرياضيات والنجوم اليد الطولى ،ولما صنف القانون المسعودي أجازه
32
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
وكان جليل المقدار ،خصيصًا عند الملوك ،مكبًا على تحصيل العلوم ،منصبًا على التصنيف ،ل يكاد يفارق يده
دخل عليه بعض أصحابه ،وهو يجود بنفسه ،فقال له في تلك الحال :كيف قلت لي يومًا حساب الجدات الفاسدة؟
فقال :أفي هذه الحال ! قال :يا هذا ،أودع الدنيا وأنا عالم بها ،أليس خيرًا من أن أخليها وأنا جاهل بها ! قال:
وله من التصانيف الدبية" :شرح شعر أبي تمام" ،لم يتم" ،التعلل بإحالة الوهم في معاني نظم أولي الفضل"،
قال ياقوت :وأما تصانيفه في النجوم والهيئة والمنطق والحكمة فإنها تفوت الحصر ،ورأيت فهرستها في وقف
ومن شعره:
قال ياقوت :واسع العلم ،راجح المعرفة باللغة وأخبار العرب وأشعارها ،وما عرفت له شيخًا ينسب إليه ،ول
تلميذًا يعول عليه غير الحسن بن أحمد العرابي المعروف بالسود؛ فإن روايته في كتبه كلها عن أبي الندى هذا.
قال :وأنا أرى أن هذا الرجل خرج من البادية ،واقتبس علومه من العرب الذين سكنوا الخيم؛ وفي آثار تروى عنه
33
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
ولد سنة تسع عشرة وسبعمائة ،وبرع في الفقه والصول والنحو ،وشارك في الحديث .وكان ذكيًا ملزمًا
للشتغال ،دينًا.
توفي بالقاهرة يوم الحد ثالث عشر جمادى الخرة سنة ستين وسبعمائة بعدما أفتى وأفاد.
ل ،نحويًا شاعرًا؛ وكان يستعمل اللغة والغريب في شعره ،فيأتي بنشيد غير لذيذ في السماع.
كان أديبًا فاض ً
ومات يوم السبت سادس عشر شعبان سنة ثمان وستين وثلثمائة ،وصلى عليه القاضي مالك بن سعيد الفارقي.
قال الزبيدي :أخذ عن الزجاج ،وله كتاب في النحو سماه "العيون والنكت" .وقال ياقوت :نزل أنطاكية ،ثم صار
إلى مصر ،وكان شيخ أهل الدب ،وله تقدم في المنطق وعلوم الوائل ،وله المغنى في النحو ،والموقظ ،والتلقين.
34
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
قال ابن الفرضي :كان عالمًا بالنحو واللغة والشعر والعروض ،شاعرًا .سمع من محمد بن عمر بن لبابة ،وعبيد
الداخل إلى الندلس ،قاضي الجماعة بقرطبة أبو بكر .قال ابن الفرضي :كان حافظًا للفقه ،بصيرًا بالختلف،
عالمًا بالحديث ،ضابطًا متصرفًا في علم النحو واللغة ،حسن الخطابة والبلغة ،لين الكلمة ،متواضعًا.
نزيل مكة .قال القاضي :كان ذا فضل في العربية ومتعلقاتها وغير ذلك ،كثير التصدي للشتغال والفادة والنظر؛ وأظنه
أخذ العربية عن صهره إمام الحنفية شمس الدين المعيد ،وناب عنه في المامة بمكة سنين ،ودخل الهند ،وعاد لمكة ،وجمع
شيئًا في فضائلها وفضائل الكعبة ،وفيه دين وخير ،وسكون وانجماع عن الناس.
مات بها في يوم الخميس سلخ ربيع الول سنة سبع وعشرين وثمانمائة ،وهو في سن الستين ظنًا.
الحلبي النحوي
قال الحافظ ابن حجر :قرأ على العلء البابي ،والزين الباريتي ،وبرع في النحو والفرائض ،وشارك في الفنون،
وشغل الطلبة ،وأفتى ودرس ،وكان دينًا عفيفًا ،ولي قضاء ملطية ،وعاد إلى حلب ،فعدم في كائنة تمرلنك سنة
ثلث وثمانمائة.
35
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
قال ياقوت :كان لغويًا أديبًا شاعرًا فقيهًا ،تفقه على قاضي الحرمين أبي الحسين ،وعقد له مجلس الملء سنة
كان عالمًا باللغة .سمع أباه وأبا الحسن عبد الرحمن بن محمد الداودي وغيرهما ،روى عنه الناس ،وولي
مات سنة سبع وثلثين وخمسمائة .نقلته من خط الشيخ تاج الدين أحمد بن عبد القادر بن مكتوم النحوي.
قال الزبيدي :كان الغاية في علم العربية والحساب والمنطق ،دقيق النظر ،لطيف الستخراج ،ولم يكن أحد من
وقال ابن الفرضي :كان عالمًا بالنحو والحساب ،دقيق النظر ،مثيرًا للمعاني ،مولدًا للبحاث .سمع محمد بن
ومات لعشر خلون من ذي الحجة سنة إحدى وثلثين وثلثمائة عن ثمانين سنة.
- 98محمد بن إسماعيل أبو عبد ال ،يعرف بحمدون النحوي ،ويلقب بالنعجة
قال الزبيدي :كان مقدمًا بعد المهري في اللغة والنحو ،وكان يقال :إنه أعلم بالنحو خاصة من المهري ،لنه كان
يحفظ كتاب سيبويه .وله كتب في النحو ،وأوضاع في اللغة .وكان في العربية والغريب والنحو الغاية التي ل
بعدها.
36
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
- 99محمد بن أبي السود البلشي ،أبو عبد ال
قال ابن الفرضي :كان حافظًا للغة ،بصيرًا بالعربية ،متقدمًا فيها .سمع من محمد بن فطيسي وغيره .وروى
قال ابن الفرضي :كان متفننًا في العلوم ،بصيرًا بالنحو واللغة والغريب والحساب والفرائض ومعاني الشعر.
سمع محمد بن عمر بن لبابة ومحمد بن عبد الملك بن أيمن .وبمكة من أبي سعيد بن العرابي .ولزم الزهد
والعبادة.
مولى الوليد بن عبد الملك الخليفة القرطبي .قال ابن الفرضي :كان عالمًا بالحديث ،حافظًا للرأي ،بصيرًا بالنحو
ولد ليلة الربعاء رابع ربيع الول سنة خمس وخمسين ومائتين ،ومات سنة ست وثلثمائة.
37
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
قال ابن الزبير :أستاذ نحوي أديب ،أخذ عن العلم وتأدب به ،ولزمه ،وسكن تلمسان ،وأقرأ بها العربية والدب
إلى أن مات بها ،وألف وقيد ،وروى عنه أبو بكر بن معاذ اللخمي ،وأبو العباس بن الصقر.
قال ابن الفرضي :كان بصيرًا بالنحو ،حافظًا للفقه ،جيد الضبط ،حسن الخط ،أديبًا حليمًا ،وافر المروءة.
مات رابع ذي الحجة سنة خمس وثمانين وثلثمائة ،وله ثمان وأربعون سنة.
قال ابن الزبير :أستاذ نحوي ،أديب فرضي .روى عنه أبو الحسن بن رشيق وأبو عبد ال.
ومن شعره:
قال ابن الفرضي :كان عالمًا باللغة ،حافظًا لها ،بصيرًا بالنحو والشعر .روى عن أحمد بن خالد ،وأحمد بن بشر
البلنسي النحوي
38
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
كان من الراسخين في العلم ،بارعًا في العربية والفقه والفتاء .قال ابن الزبير :أستاذ أوحد ،عالم جليل ،فقيه
بلنسية ،متقدمها في وقته ،وزعيم مقرئيها ومشاوريها؛ من جلة شيوخ علمائها ،ومجلسه مجلس فنون من العربية
والفقه والداب وغير ذلك؛ مع جللة وحسن سمت ووقار ،وسكينة وسنة وفضل .أخذ القراءات عن أبي هذيل،
وروى عنه .وعن أبي الحسن بن النعمة ،وأبي عبد ال ابن سعادة ،وغيرهم .وروى عنه أبو العباس بن فرتون
وكان يعقد الوثائق ،ولم يخرج عن بلده إلى أن مات في شوال سنة ثمانية وستمائة .ومولده سنة ثلثين وخمسمائة.
ل ،متكلمًا معتزليًا ،عالمًا بالتفسير وغيره من صنوف العلم ،وصار عالم
ل جد ً
كان نحويًا كاتبًا بليغًا ،مترس ً
أصبهان وفارس.
له "جامع التأويل لمحكم التنزيل" ،أربعة عشر مجلدًا ،على مذهب المعتزلة ،والناسخ والمنسوخ ،وكتاب في
مولده سنة أربع وخمسين ومائتين ،ومات سنة اثنتين وعشرين وثلثمائة.
ومن شعره:
يفرج عني أو يجدد لي صبرا وقد كنت أرجو أنه حين يلتحـي
تحول لي البلوى بواحدة عشرا فلما التحى واسود عارض وجهه
- 108محمد بن بركات بن هلل بن عبد الواحد السعيدي النحوي ،أبو عبد ال
قال ياقوت :عالي المحل في النحو واللغة والدب ،أحد فضلء المصريين ،وأعيانهم المبرزين .أخذ النحو
والدب عن ابن بابشاذ فأتقنه ،وله معرفة بالخبار والشعار وتصانيف في النحو وغيره.
وله "الناسخ والمنسوخ"؛ سماه "اليجاز في معرفة ما في القرآن من منسوخ وناسخ" ،ألفه للفضل بن أمير
39
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
الجيوش ،وخطط مصر.
عشرين وخمسمائة .وقال المنذري في تاريخه :روى عن عبد الباقي بن فارس المقرئ ،وأبي القاسم سعد بن علي
الزنجاني ،والقاضي أبي عبد ال محمد بن سلمة القضاعي ،وأبي الحسن علي بن مندة القمي اللغوي ،وأبي عبد
ال محمد المعروف بالزكي النحوي ،والعلء بن أبي الفتح عثمان بن جني ،وأبي الحسن طاهر بن بابشاذ
سمعت أبا الميمون عبد الوهاب بن أبي الفضل المالكي يقول :سمعت السعيد أبا المكارم هبة ال بن صدقة
المعروف بابن أبي الرداد ،يقول :وقف ابن بركات النحوي للفضل شاهنشاه أمير الجيوش وهو راكب في
الطريق فأنشده:
بحر العلم ،ابن بركات النحوي .فقال له الفضل :أنت شيخ معروف ،وفضلك موصوف؛ وقد حملنا عنك الوقوف.
وأمر له بشيء.
وقال السلفي :سمعت الشيخ أبا عبد ال محمد بن بركات بن هلل السعيدي اللغوي يقول :كنت سمعت قول علي
بن الجهم:
منه:
40
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
كثرت على إيجازه غراؤه لسن عليم بالخطاب وفصله
والشكل نور فتحته سماؤه فكأن روضا ً ناضرا ً ما خطه
- 109محمد بن أبي بكر بن علي بن يوسف الذوري الصل المكي المولد والدار،
ولد في سنة ستين وسبعمائة بمكة ،وسمع بها على قاضي الديار المصرية عز الدين بن جماعة جانبًا من منسكه
الكبير ،وسمع على غيره الكثير ،ومهر في العربية متعلقاتها ،وله معرفة بالدب ،ونظم ونثر ،ومن نظمه قصيدة
مفيدة ،سماها :مساعد الطلب ،في الكشف عن قواعد العراب؛ ضمنها ما ذكره المام جمال الدين بن هشام في
تأليفه "مغني اللبيب"" ،قواعد العراب في معاني الحروف وما لغيره في المعنى" ،وله عليها شرح.
وقد أخذ العربية عن جماعة منهم نحوي مكة الشيخ أبو العباس أحمد بن محمد بن عبد المعطي المالكي؛ وأخذ
الفقه والصلين عن الشيخ جمال الدين السيوطي ،وله عناية بالفقه ،وجمع شيئًا في طبقات الفقهاء الشافعية ونظم
توفي يوم السبت خامس شهر رجب سنة سبع وعشرين وثمانمائة بمكة.
- 110محمد بن أبي بكر بن أحمد بن عمر الذوالي اليمني الزبيدي ،أبو عبد ال
المعروف بالزوكي
حسن الخلق ،سليم الصدر ،مشهورًا بالخير والصلح ،ذكر أنه رأى النبي )ص.ع( في المنام ،وقال له ما معناه:
وقال الخزرجي في "طبقات أهل اليمن" :كان فقيهًا عالمًا صالحًا عارفًا بالفقه والحديث والتفسير واللغة والنحو
41
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
والعروض .قرأ النحو على ابن بصيبص ،وانتهت إليه رياسة الدب بعده.
ولد في سابع صفر سنة إحدى وتسعين وستمائة ،وقرأ العربية على المجد التونسي وابن أبي الفتح البعلي ،والفقه
والفرائض على ابن تيمية ،والصلين عليه وعلى الصفى الهندي ،وسمع الحديث من التقي سليمان ،وأبي بكر بن
وصنف وناظر ،واجتهد ،وصار من الئمة الكبار في التفسير والحديث والفروع والصلين والعربية.
وله من التصانيف" :زاد المعاد"" ،مفتاح دار السعادة"" ،تهذيب سنن أبي داود"" ،سفر الهجرتين"" ،رفع اليدين
في الصلة"" ،إعلم الموقعين عن رب العالمين"" ،الكافية الشافية"" ،نظم الرسالة الحلبية في الطريقة
المحمدية"" ،تفسير الفاتحة"" ،تفسير أسماء القرآن"" ،الروح"" ،بيان الستدلل على بطلن محلل السباق
والنضال"" ،جلء الفهام في حكمة الصلة والسلم على خير النام"" ،معاني الدوات والحروف"" ،بدائع
الستاذ العلمة المتفنن عز الدين بن المسند ،شرف الدين بن قاضي القضاة ،عز الدين أبي عمرو بن قاضي
القضاة بدر الدين بن الشيخ المسلك برهان الدين .الحموي الصل ،الشافعي الصولي ،المتكلم الجدلي النظار،
النحوي اللغوي البياني الخلفي .أستاذ الزمان ،وفخر الوان ،الجامع لشتات جميع العلوم.
42
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
له في كل فن بالجـمـيع وكان من العلوم بحيث يقضي
وقفت له على كراسة سماها" :ضوء الشمس في أحوال النفس" ،ترجم فيها نفسه ،فذكر فيها أن مولده بينبع سنة تسع
وخمسين وسبعمائة .وحفظ القرآن في شهر؛ كل يوم حزبين ،واشتغل بالعلوم على كبر ،وأخذ عن السراج الهندي،
والضياء القرمي ،والمحب ناظر الجيش ،والركن القومي ،والعلء السيرامي ،وجار ال ،والخطابي ،وابن خلدون،
والحلوي ،ويوسف الندرومي ،والتاج السبكي ،وأخيه البهاء ،والسراج البلقيني ،والعلء بن صغير الطبيب ،وغيرهم.
وأتقن العلوم ،وبرع في سائر الفنون؛ حتى صار المشار إليه في الديار المصرية في فنون المعقول ،والمفاخر به علماء
العجم في كل فن ،والعيال عليه.
وأقرأ وتخرج به طبقات من الخلق ،وكان أعجوبة زمانه في التقرير؛ وليس له في التأليف حظ؛ مع كثرة مؤلفاته
التي جاوزت اللف ،فإن له على كل كتاب أقرأه التأليف والتأليفين والثلثة؛ وأكثره ما بين شرح مطول ومتوسط
وكان قد سمع الحديث على جده ،والبياني ،والقلنسي ،ولعرضي .وأجاز له أهل عصره ،مصرًا وشامًا ،وكان
ينظم شعرًا عجيبًا ،غالبه بل وزن؛ وكان منجمعًا عن بني الدنيا ،تاركًا للتعرض للمناسب ،بارًا بأصحابه ،مبالغًا
في إكرامهم ،يأتي في مواضع التنزه ،ويمشي بين العوام ،ويقف على حلق المشاقفين ،ونحوهم؛ ولم يحج ولم
يتزوج ،وكان ل يحدث إل توضأ ،ول يترك أحدًا يستغيب عنده؛ مع محبة المزاح والفكاهة ،واستحسان النادرة.
وحضر عند الملك المؤيد شيخ في المجلس الذي عقد للشمس بن عطاء ال الهروي ،فلم يتكلم؛ مع سؤالهم له،
وسأله السلطان عن شيء من مؤلفاته في فنون الرمح والفروسية ،فأنكر أن يكون له شيء من ذلك.
وحصل له في دولته سوق .وكان يعرف علومًا عديدة؛ منها الفقه ،والتفسير ،والحديث ،والصلن ،والجدل
والخلف ،والنحو والصرف ،والمعاني والبيان والبديع ،والمنطق والهيئة والحكمة ،والزيج ،والطب ،والفروسية،
والرمح والنشاب والدبوس ،والثقاف والرمل ،وصناعة النفط ،والكيمياء ،وفنون أخر.
وعنه أنه قال :أعرف ثلثين علمًا ل يعرف أهل عصري أسماءها .وقال في رسالته ضوء الشمس :سبب ما فتح
وقد علقت أسماء مصنفاته في نحو كراسين ،ومن عيونها في الصل :شرح جمع الجوامع؛ نكت عليه ،ثلث نكت
على مختصر ابن الحاجب ،حاشية على رفع ابن الحاجب ،حاشية على شرح منهاج البيضاوي للسنوي ،حاشية
على شرحه للعبري ،حاشية على شرحه للجاريري ،حاشية على متن المنهاج مختصرة ،حاشية على العضد.
وفي النحو :حاشية على اللفية لبن الناظم ،حاشية على التوضيح لبن هشام ،حاشية على المغني له ،ثلثة
43
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
شروح على القواعد الكبرى له ،ثلث نكت عليها ،ثلثة شروح على القواعد الصغرى له ،ثلث نكت عليها،
إعانة النسان على إحكام اللسان ،حاشية على اللفية ،حاشية على شرح الشافية للجاربردي ،مختصر التسهيل
المسمى بالقوانين.
وفي المعاني والبيان :مختصر التلخيص ،حاشية على شرحه للسبكي ،ثلث حواش على المطول ،حاشية على
المختصر.
وفي الفقه :نكت على المهمات ،نكت على الروضة ،شرح التبريزي.
وفي الحديث :شرح علوم الحديث لبن الصلح ،وتخريج أحاديث الرافعي ،وثلثة شروح على منظومة ابن فرج
في الحديث ،وشرح المنهل الروي في علوم الحديث لجد والده ،والقصد التمام في أحكام الحمام.
والنوار في الطب ،وشرحان عليه ،ونكت على فصول أبقراط ،والجامع في الطب.
وله فلق الصبح في أحكام الرمح ،وأوثق السباب في الرمي بالنشاب ،والمنية في علوم الفروسية ،والسوس في
صناعة الدبوس.
أخذ عنه جمع جم ،فيهم الشيخ ركن الدين عمر بن قديد ،والكمال بن الهمام والشمس القاباتي والمحب القصرائي،
وحافظا العصر :ابن حجر وشيخنا قاضي القضاة علم الدين البلقيني ،وخلئق .وروى لنا عنه الجم الغفير.
وكان ينهي أصحابه في الطاعون عن دخول الحمام ،ولما ارتفع الطاعون أو كاد ،دخل الحماد وتصرف في أشياء
ومات في جمادى الخرة سنة تسع عشرة وثمانمائة ،واشتد أسف الناس عليه ،ولم يخلف بعده مثله.
- 113محمد بن أبي بكر بن عمر بن أبي بكر بن محمد بن سليمان بن جعفر القرشي
المخزومي السكندراني بدر الدين المعروف بابن الدماميني المالكي النحوي الديب
44
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
ولد بالسكندرية سنة ثلث وستين وسبعمائة ،وتفقه وعانى الداب ،ففاق في النحو والنظم والنثر والخط ومعرفة
الشروط ،وشارك في الفقه وغيره ،وناب في الحكم ،ودرس بعدة مدارس ،وتقدم ومهر ،واشتهر ذكره ،وتصدر
بالجامع الزهر لقراء النحو ،ثم رجع إلى السكندرية ،واستمر يقرئ بها ،ويحكم ويتكسب بالتجارة ثم قدم
القاهرة ،وعين للقضاء فلم يتفق له ،ودخل دمشق سنة ثمانمائة ،وحج منها ،وعاد إلى بلده ،وتولى خطابة الجامع،
وترك نيابة الحكم ،وأقبل على الشتغال ،ثم اشتغل بأمور الدنيا فعانى الحياكة ،وصار له دولب متسع ،فاحترقت
داره ،وصار عليه مال كثير ،ففر إلى الصعيد فتبعه غرماؤه وأحضروه معانًا إلى القاهرة ،فقام معه الشيخ تقي
الدين بن حجة ،وكاتب السر ناصر الدين البارزي ،حتى صلحت حاله ،ثم حج سنة تسع عشرة ،ودخل اليمن سنة
عشرين ،ودرس بجامع زبيد نحو سنة فلم يرج له بها أمر ،فركب البحر إلى الهند ،فحصل له إقبال كبير ،وأخذوا
عنه وعظموه وحصل له دنيا عريضة ،فبغته الجل ببلد كلبرجا من الهند ،في شعبان سنة سبع وثلثين وثمانمائة
وله من التصانيف :تحفة الغريب في حاشية مغني اللبيب ،وشرح البخاري ،وشرح التسهيل ،وشرح الخزرجية،
وجواهر البحور في العروض ،والفواكه البدرية ،من نظمه ،ومقاطع الشرب ،ونزول الغيث؛ وهو حاشية على
الغيث المنسجم في شرح لمية العجم للصفدي ،وعين الحياة؛ مختصر حياة الحيوان للدميري ،وغير ذلك.
ومن شعره:
45
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
قتلتنا عيونـهـا الـفـتـانة منذ عانت صناعة الجبن خود
كم قتيل بهذه الـجـبـانة ! ل تقل لي :كم مات فيها قتيل؟
وقال ياقوت :له كتاب في اللغة سماه المنتهى؛ منقول من الصحاح ،وزاد فيه أشياء قليلة ،وأغرب في ترتيبه .ذكر
قال ابن الزبير :أستاذ نحوي أديب ،روى عن أبي العباس بن مقدام وغيره ،وعنه ابن أبي الحوص ،ولد في سنة
قال ابن الزبير :أستاذ مقرئ نحوي جليل ،روى عن خلف بن يوسف بن البرش النحوي ،وعبد الحق بن عطية ،ومحمد
بن مسعود بن أبي الركب ،ومحمد بن فرج القيسي ،وخلئق.
وأخذ عن ابن أبي الركب كتاب سيبويه ،والقراءات عن ابن هذيل ،وابن فرج المذكور.
ل ،ونحويًا معروفًا بإقراء الكتاب والتقدم فيه ،موصوفًا بفضل وورع ودين .روى عنه ابن حوط ال ،وأبو وكان مقرئًا جلي ً
علي الرندي ،والجم الغفير.
وله :شرح اليضاح ،شرح الجمل.
ولد سنة ثلث عشرة وخمسمائة ،ومات بمرسية في شوال سنة تسع وثمانين وخمسمائة.
وقال أبو عمر بن عات في ريحانة التنفس في علماء الندلس :إمام عربية ،وذو همة أبية ،رفيع العماد ،عالي السمك ،لخلقه
46
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
عنبر كالمسك ،ولتواضعه ينتهي أهل النسك ،فتاؤه رهيب ،وقاصده يلقاه بالبشر والترحيب ،فكل فضل إليه مأواه ،وهو قد
ق لهل الدب شيخ سواه ،إليه مآم الطلبة في إيضاح مبهم الكتب وفتح أقفالها.حواه ،ولم يب َ
وقال فيه ابن أحمد بن حميد :وأسقط خلقًا؛ ولم يؤرخ وفاته.
وقال ابن الخطيب في "تاريخ غرناطة" :كان صدرًا في متقني القرآن ،مبرزًا في النحو ،إمامًا معتمدًا عليه،
بارع الدب ،وافر الحظ من البلغة والتصرف البديع في الكتابة ورواية الحديث؛ نسبه أبو محمد القرطبي أمويًا
من صريحهم.
مات يوم السبت لثلث عشرة بقين من جمادى الخرة من السنة السابعة ]بعد الثمانين والخمسمائة[.
قال ياقوت :ولد بالكوفة سنة ثلث وثلثمائة -وقيل سنة إحدى عشرة -وقدم بغداد ،وحدث عن ابن دريد
قال ياقوت :كان حافظًا نحويًا بليغًا ،صنف الستدراك لما أغفله الخليل ،البهجة؛ على نمط كامل المبرد.
وقال توحيدي :كان قدوة في النحو والدب ،مع حداثة سنه ،ولم أر مثله.
وقال الخطيب :سكن بغداد ،وحدث عن أبي جعفر بن قيس ،وعنه أبو الحسن المحاملي.
مات سنة إحدى وسبعين وثلثمائة ،وتأسف عليه السيرافي تأسفًا شديدًا.
47
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
قال ياقوت :أحد أئمة اللغة المشهورين ،والعلم في هذا الشأن المذكورين ،صنف ديوان الدب في عشرة
مجلدات ضخام .أخذ كتاب الفارابي وزاد عليه في أبوابه ،وأبرزه في أبهى أثوابه ،فصار أولى به منه ،لنه هذبه،
قال الصفدي وغيره :شيخ اللغة في المغرب ،كان إمامًا علمة ،قيمًا بعلوم العربية ،مهيبًا عند الملوك والعلماء،
صنف الجامع في اللغة ،ضرائر الشعر ،إعراب الدريدية ،الضاد والظاء ،العشرات في اللغة ،ما أخذ على
صهر المبرد على ابنته .كان نحويًا أديبًا شاعرًا .روى عن أبي هفان النحوي ،وعنه أبو الفرج الصبهاني،
ومن شعره:
قال الخطيب في "تاريخ بغداد" :هو من أهل المخزم ،حدث عن الحسن بن عرفة ،وعنه الدار قطني.
- 123محمد بن أبي جعفر الستاذ أبو الفضل المنذري الهروي اللغوي الديب
48
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
أخذ العربية عن ثعلب والمبرد .وله عدة مصنفات :منها نظم الجمان ،والملتقط ،والفاخر ،والشامل.
- 124محمد بن جلل بن أحمد بن يوسف شمس الدين بن الشيخ جلل الدين التباني
الحنفي
قال ابن حجر :ولد في حدود سبعين وسبعمائة .وأخذ عن أبيه وغيره ،ومهر في العربية والمعاني ،وأفاد ودرس،
ثم اتصل بالملك المؤيد شيخًا ،وهو نائب الشام ،فقرره في نظر الجامع الموي ،وعدة وظائف ،فباشرها مباشرة
غير مرضية ،ثم ظفر به الناصر ،فأهانه وصادره ،فلما قدم المؤيد القاهرة عظم قدره ،ونزل له القاضي جلل
كان من جملة أهل الدب ،ومن أهل الحفظ والمعرفة والتقدم في ذلك.
وروى عن أحمد بن صارم الباجي كثيرًا من كتب الدب .أخذ عنه أبو الحسن علي بن أحمد المقرئ بغرناطة سنة
قال ياقوت :من علماء بغداد باللغة والشعر والخبار والنساب ،ثقة مؤدب ،ول يعرف أبوه؛ وحبيب أمه.
49
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
روى كتب ابن الكلبي وقطرب؛ وكانت أمه مولة لمحمد بن العباس الهاشمي.
وقال ابن النديم :محمد بن حبيب بن أمية بن عمرو ،روى عن ابن العرابي ،وأبي عبيدة ،وأبي اليقظان .أكثر
قال المرزباني :وكان يغير على كتب الناس فيدعيها ،ويسقط أسماءهم .وقال بعضهم :هو ولد ملعنة.
وكان حافظًا صدوقًا ،وكان يعقوب أعلم منه ،وكان هو أحفظ للنساب والخبار.
وله من التصانيف :النسب ،والمثال على أفعل ويسمى المنمق ،غريب الحديث ،النواء ،المشجر ،الموشى،
المختلف والمؤتلف في أسماء القبائل ،طبقات الشعراء ،نقائض جرير والفرزدق ،تاريخ الخلفاء ،كنى الشعراء،
مقاتل الفرسان ،أنساب الشعراء ،الخيل ،النبات ،ممن استجيبت دعوته ،ألقاب القبائل كلها ،شعر لبيد ،شعر
- 127محمد بن حجاج بن إبراهيم الحضرمي ،أبو عبد ال وأبو بكر الوزير المعروف
نزيل مكة النحوي الولي العارف بال تعالى ،ذو الكرامات الشهيرة.
قال الفاسي :ولد في سنة ثمان عشرة وستمائة ،وحج وسمع ابن مسدي ،وعاد إلى السكندرية ،ثم إلى مكة ،ثم إلى
عدن ،وأقرأ بها النحو ،وعاد إلى مكة ،فأقام بها إلى أن مات .وكان قرأ النحو على الشلوبين ،وكان يحفظ كتاب
سيبويه ،وله تقييد على جمل الزجاجي ،وكان من الصالحين الولياء العالمين الزهاد ،وله كرامات ،وكان يطوف
مات -كما قال الفاسي -ليلة الخميس ثالث رمضان سنة ست وسبعمائة.
50
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
أحد أعيان حلب ،والمشهورين بعلم الدب ،له أرجوزة في مخارج الحروف .قرأ عليه أحمد بن هبة ال الحراني
النحوي ،ومات بدمشق سنة ثمانين -أو إحدى أو اثنتين وثمانين -وخمسمائة .قاله ياقوت.
ومن شعره:
ل ،وأديبًا شاعرًا ،أدب أولد المأمون ،ووله مظالم الجزيرة ،وقنسرين ،والعواصم
قال ياقوت :كان نحويًا فاض ً
والثغور سنة خمس عشرة ومائتين ،ثم زاده بعد ذلك مظالم الموصل ،وأرمينية ،ووله المعتصم مظالم الرقة سنة
ومن شعره:
بن حنتم بن حمامي بن واسع بن وهب ابن سلمة بن حنتم بن حاضر بن حنتم بن ظالم بن حاضر بن أسد بن
عدي بن مالك بن فهم بن غنم بن دوس بن عدنان بن عبد ال بن زهير -ويقال زهران -ابن كعب بن الحارث
51
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
بن عبد ال بن مالك بن نضر بن الزد بن الغوث بن نبت بن مالك بن زيد بن كهلن بن سبأ بن يشجب بن يعرب
مولده بالبصرة سنة ثلث وعشرين ومائتين ،وقرأ على علمائها ،ثم صار إلى عمان فأقام بها إلى أن مات.
روى عن عبد الرحمن بن أخي الصمعي ،وأبي حاتم السجستاني ،وأبي الفضل الرياشي .وكان رأس أهل هذا العلم.
روى عنه خلق؛ منهم أبو سعيد السيرافي ،والمرزباني ،وأبو الفرج الصبهاني .وله شعر كثير ،وروى من أخبار العرب
وأشعارها ما لم يروه كثير من أهل العلم.
وقال أبو الطيب اللغوي في "مراتب النحويين" عند ذكره ابن دريد :هو الذي انتهت إليه لغة البصريين ،وكان أحفظ الناس،
وأوسعهم علمًا ،وأقدرهم على الشعر ،وما ازدحم العلم والشعر في صدر أحد ازدحامهما في صدر خلف الحمر وابن
دريد ،وتصدر ابن دريد في العلم ستين سنة.
وكان يقال :ابن دريد أشعر العلماء وأعلم الشعراء.
قال الخطيب البغدادي :كان واسع الحفظ جدًا ،تقرأ عليه دواوين العرب كلها أو أكثرها ،فيسابق إلى إتمامها ويحفظها.
وسئل عنه الدار قطني فقال :تكلموا فيه.
وقال ابن شاهين :كنا ندخل على ابن دريد فنستحي لما نرى من العيدان المعلقة ،والشراب المصفى موضوع.
وقال الخطيب :جاءه سائل فلم يكن عنده غير دن نبيذ ،فأعطاه له ،فأنكر عليه غلمه ،فقال :لم يكن عندنا غيره،
ن{ ]آل عمران ،[92 :فما تم اليوم حتى أهدى إليه عشرة
ن تنالوا البر حّتى ُتنفقوا مّما ُتحّبو َ
وتل قوله تعالىَ} :ل ْ
وقال الزهري :وممن ألف الكتب في زماننا فرمى بافتعال العربية وتوليد اللفاظ أبو بكر بن دريد .وقد سألت
عنه إبراهيم بن عرفة ،فلم يعبأ به ،ولم يوثقه في روايته ،وألفيته على كبر سنه سكران ل يكاد يفتر عن ذلك.
وقال غيره :أملى ابن دريد الجمهرة في فارس ،ثم أملها بالبصرة وببغداد من حفظه؛ فلذلك تختلف النسخ،
والنسخة المعول عليها هي الخيرة .وآخر ما صح نسخة عبيد ال بن أحمد فهي حجة ،لنه كتبها من عدة نسخ،
وقرأها عليه.
وله من التصانيف :الجمهرة في اللغة ،المالي ،المجتني ،اشتقاق أسماء القبائل ،الملحن ،المقتبس ،المقصور
والممدود ،الوشاح ،الخيل الكبير ،الخيل الصغير ،النواء ،السلح ،غريب القرآن )لم يتم( ،فعلت وأفعلت ،أدب
الكاتب ،المطر ،رواد العرب ،السرج واللجام ،تقويم اللسان )لم يبيض( ،المقصورة )مدح بها المير أبا العباس
52
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
قال بعضهم :أملى ابن دريد الجمهرة من حفظه سنة سبع وتسعين ومائتين ،فما استعان عليها بالنظر في شيء من
قال :وكفى عجبًا أن يتمكن الرجل من علم كل التمكن ،ثم ل يسلم من ذلك من اللسن؛ حتى قيل فيه:
ويكثر الخطأ ،وابن دريد صابر عليه؛ فتعجب أهل المجلس ،فقال رجل منهم :ل تعجبوا؛ إن في وجهه غفران
ذنوبه؛ فسمعها ابن دريد ،فلما أراد أن يقرأ ،قال :هات يا من ليس في وجهه غفران ذنوبه ،فعجبوا من صحة
53
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
قال ابن خالويه في شرح المقصورة :كان ببغداد عباد بن عمرو بن الجليس بن جابر بن دريد بن مذكور بن
وارث الكرماني ]ابن الثاني منهما[ صاحب اللغة ،وكان يطعن على ابن دريد ،وينقض عليه الجمهرة ،فجاء غلم
لبن دريد ،فجلس بحذائه في الجامع ،ونقض على الكرماني جميع ما نقضه على ابن دريد ،فقال :اكتبوا :بسم ال
الرحمن الرحيم؛ قال أبو بكر بن دريد أعزه ال تعالى :عنت الفرس إذا حبسته بعنانه ،فإن حبسته بمقوده فليس
بمعن ،قال الكرماني الجاهل :أخطأ ابن دريد ،لنه إن كان من عنت فيجب أن يكون معنونًا ،وإن كان من أعنت
فيجب أن يكون معنا ،وأخطأ لكذا وكذا ،فوقف شاعر على الحلقة فقال اكتبوا:
وقال ابن خالويه في الشرح المذكور :حضرت ابن دريد ،وقد ناول أبو الفوارس غلمه طاقة نرجس ،فقال :يا بني
فلما عله قال للباطـل :ابـعـد صبا ما صبا حتى عل الشيب رأسه
فائدة :ابتدأ ابن دريد مقصورته ،بقوله:
طرة صبح تحت أذيال الدجى إما ترى رأسي حاكي لـونـه
فاستغنى بذكر الشرط في قوله" :إما" ،وتاء الخطاب في قوله" :ترى" عن تقدم ذكر المخاطب ،لدللة المذكور
على المحذوف ،وقد تكلف الكمال ابن النباري نظم أبيات جعلها مطلعًا لها ،فقال:
54
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
أما ترى ..إلى آخره قال محمد بن المعلي الزدي في كتاب الترقيص :أرى أن دريدًا ،من قولهم :رجل أدرد،
قال الخطيب البغدادي :كان عالمًا بالعربية أديبًا ثقة .حدث عن ابن العرابي ،وعنه نفطويه.
وصنف "كتاب الدواهي"" ،الشباه"" ،المثال"" ،فعل وأفعل"" ،ما اتفق لفظه واختلف معناه".
وقال ياقوت :كان غزير العلم ،واسع الفهم ،جيد الرواية ،حسن الدراية.
وذكره الزبيدي في طبقة المبرد وثعلب ،وقال :كان يورق بالجرة ،وكان قليل الحظ من الناس ،وجمع دواوين
قال السلفي :هو من أهل الدب والتصرف في علوم العرب ،وكان شعره قويًا ،وهو على سرعة الجابة جريئًا،
وربما غلط وهو نحوي لغوي ،وكان على الطلق مرضي الخلق .ووجدت به أنسًا مدة حياته إلى حين وفاته؛
وحين مات أنا صليت عليه ،وحضر في جنازته خلق عظيم ،وكان مشرف البيمارستان بالثغر ،ومتولي الكتب
المحبسة في الجامع ،وله فيه حلقة لقراء الدب .ذكره المقريزي في المقفى.
55
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
- 134محمد بن الحسن بن أبي سارة الرؤاسي النيلي النحوي ،أبو جعفر ابن أخي
معاذ الهراء
سمي الرؤاسي لنه كان كبير الرأس؛ وهو أول من وضع من الكوفيين كتابًا في النحو ،وهو أستاذ الكسائي
ل صالحًا.
والفراء .وكان رج ً
وقال :بعث الخليل إلي يطلب كتابي ،فبعثته إليه ،فقرأه ،فكل ما في كتاب سيبويه" :وقال الكوفي كذا" ،فإنما عنى
وقال المبرد :ما عرف الرؤاسي بالبصرة .وقد زعم بعض الناس أنه صنف كتابًا في النحو ،فدخل البصرة
ليعرضه على أصحابنا ،فلم يلتفت إليه ،ولم يجسر على إظهاره لما سمع كلمهم.
وقال ابن درستويه :زعم جماعة من البصريين أن الكوفي الذي ذكره الخفش في آخر المسائل ويرد عليه ،هو
الرؤاسي.
وله من الكتب :الفيصل ،معاني القرآن ،التصغير ،الوقف والبتداء الكبير ،الوقف والبتداء الصغير.
وذكره أبو عمرو الداني في "طبقات القراء" ،وقال :روى الحروف عن أبي عمرو ،وهو معدود في المقلين عنه،
وسمع العمش؛ وهو من جملة الكوفيين .وله اختيارات في القراءة تروى .سمع الحروف منه خلد بن خالد
وقال الزبيدي :كان أستاذ أهل الكوفة في النحو ،أخذ عن عيسى بن عمر .وله كتاب الفراد والجمع.
- 135محمد بن الحسن بن سباع بن أبي بكر المصري ثم الدمشقي ،أبو عبد ال
56
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
قال ابن حجر :ولد في صفر سنة خمس وأربعين وستمائة ،وتعانى الداب ،وصنف شرح الدريدية ،وشرح
الملحمة ،ومختصر الصحاح ،والمقامة الشهابية وشرحها .وسمع الحديث من إسماعيل بن أبي اليسر.
وقال الحافظ الذهبي :برع في النظم والنثر ،وكان فيه ود وتواضع ،وكان له حانوت بالصاغة ،وكان يقرأ فيه .وله
ومن شعره:
صاحب طبقات النحويين .قال ابن الفرضي :كان واحد عصره في علم النحو ،وحفظ اللغة.
وأخذ العربية عن أبي علي القالي ،وأبي عبد ال الرباحي ،وأدب ولد المستنصر بال ،وولى قضاء قرطبة.
وصنف "مختصر العين"" ،وأبنية سيبويه"" ،الموضح"" ،وما يلحن فيه عوام الندلس"" ،وطبقات النحويين".
قلت :وهو مجلد لطيف ،رأيته بمكة المشرفة ،وطالعته على هذه الطبقات .وله كتاب الرد على ابن مسرة وأهل
مقالته ،سماه هتك ستور الملحدين .مات يوم الخميس مستهل جمادى الخرة سنة تسع وسبعين وثلثمائة.
روى عنه ابنه أبو الوليد محمد وإبراهيم بن محمد الفليلي وغيرهما.
57
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
والزبيدي نسبة إلى زبيد بن صعب بن سعد العشيرة؛ رهط عمرو بن معدي كرب.
ومن شعره:
إذا كان مقصورا ً على قصر النفس وليس ثياب المرء تغـنـي قـلمة
أبا مسلم طول القعود على
وليس يفيد العلم والحلم والـحـجـى
الكرسي
قال في "تاريخ غرناطة" :كان صاحب قدم في العربية ،إمامًا في اللغة والخبار ،شاعرًا مجيدًا ،حافظًا للتفسير
كاتبًا ،بقية من بقايا أهل الدب؛ ذا نباهة وصدق ،ومروءة وكرم وطيب نفس ،وحسن عشرة ،وسرعة إدراك؛ مع
الدين المتين ،والتواضع والوقار .أقام طول عمره على المطالعة والتدريس والقراءة ،لم يشغله عنها شيء على
كبر سنه ،ولزم خاله أبا عبد ال بن سودة وتأدب عليه ،وقرأ بغرناطة على الستاذ أبي محمد القرطبي وأبي علي
الرندي وغيرهما.
مات ليلة الحد ثاني ذي الحجة سنة تسع وستين وستمائة عن نيف وسبعين سنة.
قال الحاكم :من أكابر الشيوخ الثقات ،كان مقدمًا في معرفة الدب ،ومعاني القرآن؛ وكان أبو خزيمة إذا شك في
شيء من اللغة ل يرجع فيها إل إليه .سمع أحمد بن يوسف السلمي ،وعلي بن الحسن الهللي وخلقًا.
وروى عنه أبو خزيمة وغيره .وكان كثير الحديث ،صحيح الصول.
58
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
نزيل دمشق .قال ابن حجر في "الدرر الكامنة في أعيان المائة الثامنة" :كان من أئمة المالكية ،وشيوخ العربية،
"شرح التسهيل" ،وشرع في شرح مختصر ابن الحاجبي الفرعي .وانتفع به الطلبة ،وولي مشيخة النجيبية.
أحد العلم المشاهير المكثرين؛ قال الخطيب :روى عن أبي عمر الزاهد أخبارًا في مجالس الدب.
قال ياقوت] :قلت أنا :وأدرك ابن دريد وأخذ عنه[ ،وكان من حذاق أهل اللغة والدب ،شديد العارضة ،مبغضًا
قال الثعالبي في اليتيمة :حسن التصرف في الشعر ،يجمع بين البلغة في النثر ،والبراعة في النظم.
وله مع أبي الطيب المتنبي مخاطبة أقذعه فيها .وله من التصانيف :حلية المحاضرة في صناعة الشعر ،الموضحة
في مساوئ المتنبي ،تقريع الهلباجة في صنعة الشعر سر الصناعة فيه .الحالي والعاطل فيه ،المجاز فيه أيضًا،
مختصر العربية .كتاب في اللغة لم يتم ،الشراب ،البراعة ،منتزع الخبار ومطبوع الشعار ،الرسالة الحاتمية؛
شرح فيها ما دار بينه وبين المتنبي وأظهر فيها سرقاته ،وغير ذلك.
وله في الثريا:
إلى أن بدا للصبح في الليل عسكر وليل أقمنا فيه نعـمـل كـأسـنـا
مـدّنـُر
على حلة زرقاء جـيب ُ ونجم الثريا في السـمـاء كـأنـه
قال أبو علي محمد بن الحسن المظفر الحاتمي اللغوي الكاتب في الرسالة الملقبة بتقريع الهلباجة :كلفني
59
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
فإنه أرادني على فك صدورها ،وإبدالها بألفاظ تنتظم مع أعجازها في وصف الليل ونجومه ،فتناولت القلم
ل خاطري:
وكتبت معج ً
انتهى.
- 141محمد بن الحسن بن يعقوب بن الحسن بن الحسين بن محمد بن سليمان بن عبيد ال بن مقسم ،أبو
قال ياقوت :ولد سنة خمس وستين ومائتين ،وسمع أبا مسلم الكجي وثعلبا ،ويحيى بن محمد بن صاعد ،وروى
عنه ابن شاذانه وابن زرقويه .وكان ثقة من أعرف الناس بالقراءات ،وأحفظهم لنحو الكوفيين ،ولم يكن فيه عيب
نجّيا{ ]يوسف ،[80 :قال :بالباء ،وشاع أمره ،فأحضر إلى السلطان واستنابه ،فأذعن بالتوبة ،وكتب محضرًا
بتوبته .وقيل :إنه لم ينزع عنها ،وكان يقرأ بها إلى أن مات.
وروى الخطيب عن بعضهم قال :رأيت في النوم أني أصلي مع الناس وابن مقسم يصلي مستدبرًا لقبلة ،فأولته
وله من التصانيف" :النوار في تفسير القرآن"" ،المدخل إلى علم الشعر"" ،الحتجاج في القراءات"" ،كتاب في
النحو كبير"" ،المقصور والممدود"" ،المذكر والمؤنث"" ،الوقف والبتداء"" ،المصاحف"" ،عدد التمام"،
"أخبار نفسه"" ،مجالسات ثعلب"" ،مفرداته"" ،الموضح"" ،الرد على المعتزلة"" ،النتصار لقراء المصار"،
60
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
مات لثمان خلون من ربيع الخر سنة أربع وخمسين وثلثمائة .وقيل :سنة ثلث وخمسين وثلثمائة.
وقال الداني :عالم بالعربية ،حافظ للغة ،حسن التصنيف ،مشهور بالضبط والتقان ،إل أنه سلك مسلك ابن شنبوذ،
فاختار حروفًا خالف فيها أئمة العامة ،وكان يذهب إلى أن كل قراءة توافق خط المصحف فالقراءة بها جائزة ،وإن
قال الداني :مشهور جليل ثقة ضابط ،أخذ القراءة على الحسن بن علي الشحام وعلي بن الحسن الكسائي التميمي.
وقال ياقوت في معجم البلدان :هو نحوي شاعر ،سمعه أبو عبد ال الحميدي.
ومن شعره:
61
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
ل ،عارفًا ،غلب عليه فن النحو .وعنه أخذ جماعة .درس في
قال الجندي في "تاريخ اليمن" :كان فقيهًا فاض ً
وقال الخزرجي في "طبقات أهل اليمن" :صنف الغاية والمثال في العروض؛ وهو جليل مفيد.
قال ابن حجر في كتابه "إنباء الغمر بأبناء العمر" :كان عالمًا بالعربية ،ماهرًا فيها ،حسن التعليم لها ،عارفًا بعدة
فنون ،انتفع به جماعة .وكان يعلم بالجرة ،ويقرئ كل بيت من اللفية بدرهم؛ وله في ذلك وقائع عجيبة تنبئ عن
ونشأ له ولد يقال له شمس الدين محمد ،فاشتغل كثيرًا ومهر ،وتعانى النظم والخط الحسن .ومات شابًا سنة مات
- 146محمد بن الحسن بن يوسف بن الحسن بن حبيش بفتح الحاء المهملة ،وكسر الباء الموحدة ،اللخمي
الندلسي المرسي المقيم بتونس ،أبو بكر ،الستاذ الديب الراوية النحوي
ولد في جمادى الولى سنة خمس عشرة وستمائة ،وسمع من أبي الحسن بن قطوال وغيره .وكان إمامًا في
الداب ،وله تآليف ،وانقطع في آخر عمره إلى العبادة ،وأجاز لبي حيان؛ ومات بتونس .نقلته من خط ابن مكتوم.
بابن السراج
قال الخطيب :كان أحد الحفاظ بعلم النحو وحروف القرآن ومذاهب القراء يشار إليه في ذلك .سمع أبا الفضل
62
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
وله مصنف في القراءات.
ولد يوم الحد في أحد الربيعين سنة ثلث وسبعين وثلثمائة ،ومات ليلة الجمعة الثامن والعشرين من ذي الحجة
- 148محمد بن الحسين بن علي الجفني البغدادي المعروف بابن الدباغ ،أبو الفرج
النحوي اللغوي
وأبي منصور الجواليقي ،وتصدر لقراء النحو واللغة مدة ،وله رسائل ،وشعره مدون.
وخرج من بغداد إلى الموصل ،ثم عاد إليها ،فمات بها في سلخ رجب سنة أربع وثمانين وخمسمائة.
ومن شعره:
خيال ً بعيدا ً عهده بـالـمـراقـد خيال سرى فازداد مني لذي الدجى
من السقم خاف من عيون العوائد عجبت له أنـى رآنـي وأنـنـي
ولم يدر ملقى رحلنا بالفـراقـد ولول أنيني ما اهتدى لمضاجعـي
كان مقيمًا بمصر ،صنف أخبار النحويين ،ومضاهاة ،أمثال كليلة ودمنة.
63
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
الثاية :هي مأوى البل والغنم.
روى اليمني هذا عن أبي القاسم جعفر بن علي النحوي وأبي جعفر أحمد بن محمد بن سلمة الطحاوي وجماعة ،روى
عنه أبو الحسن أحمد بن محمد العتيقي ،وعلي بن بقاء ،وأبو ذر عبد بن أحمد الهروي .وقال فيه :صحيح السماع ،حسن
الصول ،والقاضي أبو عبد ال القضاعي ،في آخرين.
قال ياقوت :أخذ عن خاله علم العربية ،وطوف الفاق ،ورجع إلى الوطن وكان خاله أوفده على الصاحب بن
عباد جهة الري ،فارتضاه ،وأكرم مثواه .ثم تقرب أبو الحسن ،ولقي الناس في انتقاله ،وورد خراسان ،ونزل
بنيسابور دفعات ،وأملى بها من الدب والنحو ما سارت به الركبان ،وآل أمره إلى أن وزر للمير شاذ
غرشيستان ،ثم اختص بالمير إسماعيل بن سبكتكين بغزنة ،ووزر له ،ثم عاد إلى نيسابور ،ثم توجه إلى مكة،
وجاور بها ،ثم عاد إلى غزنة ،ورجع إلى نيسابور ،ثم انتقل إلى إسفراين ،ثم استوطن جرجان إلى أن مات ،وقرأ
ولبن عباد إليه مكاتبات مدونة ،وله تصانيف في الهجاء ،وكتاب الشعر.
قال ياقوت :مشهور في أهل الدب ،وله خط مرغوب فيه .قرأ على الفضل بن الحباب الجمحي.
64
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
قال ابن الزبير :أستاذ مقرئ للقرآن والعربية ،روى عنه الحافظ أبو عبد ال بن الفخار ،وأخذ عنه القراءات،
وغير ذلك.
كان مقدمًا في النحو ،وله شعر ومناقضات مع أبي يعلي حمزة بن محمد المهلبي.
ومن شعره:
مع النيل من دمعي لبنيهم دم وركب تنادوا للصلة وقد جرى
لديه صعيدا ً طيبا ً فتيمـمـوا فلم يجدوا ماء طهورا ً فيممـوا
قال في "تاريخ بلخ" :صاحب النحو والعربية ،كان معروفًا بالدب ،سكن خارج باب الهند.
65
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
ل عارفًا بأصول الدين ،روى
قال ابن الزبير :كان نحويًا لغويًا ،مقرئًا ،إمامًا في علم العربية ،وإقراء الكتاب ،جلي ً
عن أبي مروان وابن سراج ،وأبي الوليد الباجي ،وخلف بن يوسف البرش .واستوطن فاس ،وأخذ الناس بها
وقال في "تاريخ غرناطة" :كان متقدمًا في النحو ،حافظًا للغة ،متحققًا بعلم الكلم وأصول الفقه ،حاضر الذكر
لقوال أهل تلك العلوم ،جيد النظر ،متوقد الذهن ،ذكي القلب ،فصيح اللسان ،ولي أحكام فاس ،وأفتى بها ودرس
بها العربية.
روى عن جماعة؛ منهم عبد الدائم بن مرزوق القيرواني وأبو إسحاق بن قرقول ،والقاسم بن دحمان.
مات بفاس وقيل بتلمسان سنة ثمان وثلثين وخمسمائة ،ذكر في جمع الجوامع في أفعال المقاربة.
قال ياقوت :أديب فاضل ،مصنف .له الفتح على أبي الفتح ،والتجني على ابن جنى؛ يرد فيهما على ابن جني في
وذكره الشيخ مجد الدين الشيرازي في كتابه البلغة في أئمة اللغة؛ وهو كتاب لطيف؛ لكن سماه حمد بن محمد،
وقال :نحوي لغوي ،له الفتح على أبي الفتح ،والتجني على ابن جني.
وقال الثعالبي :هو من أهل أصبهان المقيمين بالري ،المتقدمين في الفضل ،المبرزين في النظم والنثر.
66
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
قلت :هذا الشعر يؤيده أن اسمه حمد.
قال ابن الفرضي :أصله من مورور ،وسكن إشبيلية ،وعنى بتقييد الفقه وحفظه وروى عن قاسم بن أصبغ وأحمد
العلمة شمس الدين بن الفنري -بفتح الفاء والنون وبالراء المهملة -نسبة إلى صنعة الفنيار؛ سمعته من
قال ابن حجر :كان عارفًا بالعربية والمعاني والقراءات ،كثير المشاركة في الفنون.
ولد في صفر سنة إحدى وخمسين وسبعمائة ،وأخذ عن العلمة علء الدين السود شارح المغني ،والجمال محمد
بن محمد بن محمد القصرائي ،ولزم الشتغال ،ورحل إلى مصر ،وأخذ عن الشيخ أكمل الدين وغيره ،ثم رجع
إلى الروم ،فولى قضاء برصاء ،وارتفع قدره عند بني عثمان جدًا ،واشتهر ذكره ،وشارع فضله .وكان حسن
السمت ،كثير الفضل والفضال؛ غير أنه يعاب بنحلة ابن عربي ،وبإقراء الفصوص؛ ولما دخل القاهرة لم
يتظاهر بشيء من ذلك ،واجتمع به فضلء العصر؛ وذاكروه وباحثوه ،وشهدوا له بالفضيلة -ثم رجع ،وكان قد
أثرى .وصنف في الصول كتابًا أقام في عمله ثلثين سنة ،وأقرأ العضد نحو العشرين مرة.
قلت :لزمه شيخنا العلمة محيي الدين الكافيجي ،وكان يبالغ في الثناء عليه جدًا.
67
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
- 160محمد بن حميد بن حيدرة بن الحسين بن الرقط ،أبو الحسين الحسيني
النحوي
قرأ على ابن بركات بمصر النحو واللغة ،وعلى الشريف المهندس باليمن كتاب المجسطي ،وعلى القاضي
قال محمد بن شاكر :رحلت إليه بأسوان ،وقرأت عليه القرآن الكريم وشيئًا من الدب.
- 161محمد بن حيوية بن المؤمل النحوي الوكيل ،أبو بكر بن أبي روضة الكرجي
قال ياقوت :روى عن إبراهيم بن الحسين ومحمد بن المغيرة السكري ،من أهل همذان ،وعنه كامل بن أحمد
النحوي ،وأبو الحسن بن الصباح ،وأبو سعد عبد الرحمن بن محمد الدريسي السمرقندي الحافظ وقال :ل أعتمد
سئل عنه سنه ،فقال :مائة واثنتا عشرة سنة .ومات سنة ثلث وسبعين وثلثمائة.
مولى لبني الغلب .سمع من أبي جعفر النحاس مصنفاته ،وأخذ القراءة عرضًا عن المظفر بن أحمد بن حمدان.
وقال المنذري :روى عن أبي بكر محمد بن بدر القاضي ،ومروان بن عبد الملك بن بحر بن شاذان ،وأحمد بن
مروان المالكي .وعنه يوسف بن أبي حبيب بن محمد ،وخرج عنه في شرح الشهاب له.
68
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
- 163محمد بن خطاب الندلسي ،أبو عبد ال النحوي الزدي
قال الحميدي :كان من الدباء المشهورين ،والنحاة المذكورين ،يختلف إليه في علم العربية أولد الكابر وذوي
قال الحميدي :كان من النحويين المتصدرين ،والعلماء المشهورين ،والشعراء المجودين ،رأيته بدانية بعد
الربعين وأربعمائة.
قال الذهبي :أخذ عن ابن سيده ،وبرع في اللغة والنحو ،وشعره مدون.
ومن شعره:
المقرئ النحوي
قال الصفدي :كان عارفًا بالقراءات والعربية ،متقدمًا فيهما ،من كبار أصحاب شريح.
وقال ابن الزبير :أخذ القراءات عن شريح ،وروى عنه وعن أبي مروان الباجي ،وكان له شأن في منصبه وحسن هديه
وانقباضه عن أهل الدنيا ،وإقباله على ما يعنيه.
69
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
شرح الشعار الستة ،وفصيح ثعلب ،وله أجوبة على مسائل قرآنية ونحوية أجاب بها أهل طنجة .روى عنه أبو
والصواب في اسم أبيه وجده ما أوردته .وذكره الصفدي هكذا :محمد بن خلف بن محمد بن عبد ال بن صاف؛
وهذا خطأ ،قلد فيه أبا العباس بن فرتون ،نبه عليه ابن الزبير في الصلة.
قال ابن الزبير :من بيت علم ودين ،كان عارفًا بالفقه والحديث والنحو واللغة والدب والشعر والكتابة والطب،
مع كرم خلق ،وحسن عشرة وبشاشة .روى عن أبي محمد بن عتاب وأبي بحر السدي .وذكره أصبغ بن أبي
العباس في أدباء مالقة ،قال :وكان من جملة الكتاب والدباء والشعراء والبلغاء؛ وأطنب في الثناء عليه .وصنع
مقامة حسنة في أهل بلده .وانتقل إلى مالقة ،ثم انصرف إلى بلده .وكان طبيبًا ،وشعره جيد جزل.
ولد سنة اثنتين وتسعين وأربعمائة ،ومات ليلة الثلثاء ثالث جمادى الولى سنة ثلث وسبعين وخمسمائة.
قال ابن مكتوم :ذو فنون ،حسن المذاكرة ،وكان أحد المتصدرين في جامع عمرو لقراء الفقه والدب ،وأحد
قلت :هو الجد العلى لشيخنا المام تقي الدين الشمني .ورأيت تأليفًا سماه.
70
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
- 168محمد بن خير بن عمر بن خليفة أبو بكر الموي اللمتوني الشبيلي الحافظ
النحوي المقرئ
قال الصفدي :كان حافظًا مقرئًا نحويًا لغويًا متقنًا أديبًا ،واسع المعرفة ،تصدر للقراء.
وقال ابن الزبير :أحد المقرئين المحدثين المشهورين بحسن الضبط وإتقان التقييد ،مع معرفته بالعربية واللغة
والدب والغريب ،أغنى الناس بإكثار الرواية حتى أخذ عن كثير من نظرائه .أخذ عن أبي بكر بن العربي وأبي
القاسم بن الرماك وأبي الوليد بن طريف ،وأبي بحر السدي ،وأبي القاسم بن بقي ،وعبد الحق بن عطية،
والقاضي عياض ،وابن هذيل ،وخلئق .واعتنى وقيد ،وأتقن وكتب كثيرًا ،وأقرأ بإشبيلية وقرطبة ،وخطب
بجامعها العظم ،وأم به .روى عنه أبو الخطاب بن واجب ،وأبو علي الزندي.
مولده في أواخر رمضان سنة اثنتين وخمسمائة ،ومات في السابع عشر من ربيع الول سنة خمس وسبعين
وخمسمائة.
قال ابن الزبير :روى عنه أبو القاسم بن الطيلسان ،وذكره فقال :نحوي أديب سري.
71
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
قال ابن سعيد في كتابه "المغرب في حلي المغرب" :من أهل المائة السادسة ،من حسنات بياسة في علم العربية،
ومن شعره:
قال الكمال الدفوي في "البدر المسافر" :كان نحويًا أديبًا شاعرًا ،أخذ النحو عن أبي عمرو بن الحاجب ،وكان
خياطًا بالمحلة ،صينًا مترفعًا عن أبناء الدنيا ،ل يتردد إليهم .كتب عنه الشيخ أبو حيان ،وذكره في النضار.
مولده بالقاهرة سنة ثمان وخمسين وستمائة .ومات بالمحلة سنة سبعمائة.
72
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
- 172محمد بن رضوان بن محمد بن أحمد بن محمد بن إبراهيم بن أرقم النميري
بالعربية واللغة ،إمامًا في ذلك ،مشاركًا في علوم من حساب وهيئة وهندسة ،إلى سراوة وفضل .وتواضع ودين،
حسن التقييد ،لخطه رونق .ولي قضاء بلده وبرشانة ،فحمدت سيرته .أخذ القراءات عن جودي بن عبد الرحمن،
وألف مختصر الغريب المصنف ،وكتابًا في أحوال الخيل ،وشجرة في النساب ،ورسالة في السطرلب ،وغير
ذلك.
مات ليلة سابع عشر ربيع الخر سنة سبع وخمسين وستمائة.
قال الزبيدي بعد ذكر طبقة المازني :ثم برع بعد هذه الطبقة محمد بن يزيد المبرد ،وأبو يعلي بن أبي زرعة.
ولد يوم دخول صاحب الزنج البصيرة ،وذلك في سنة سبع وخمسين ومائتين.
وقال الفارسي في القصريات :كان أبو يعلي أحذق من المبرد ،وإنما قل عنه لنه عوجل.
من موالي بني هاشم .قال الجاحظ :كان نحويًا عالمًا باللغة والشعر ،نسابًا كثير السماع من المفضل بن محمد
الضبي ،راوية للشعار ،حسن الحفظ لها ،ولم يكن أحد من الكوفيين أشبه رواية برواية البصريين منه .وكان
73
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
قال ثعلب :شاهدت ابن العرابي ،وكان يحضر مجلسه زهاء مائة إنسان ،كل يسأله أو يقرأ عليه ويجيب من غير
كتاب .قال :ولزمته بضع عشرة سنة ،ما رأيت بيده كتابًا فقط ،وما أشك في أنه أملى على الناس ما يحمل على
أجمال ،ولم ير أحد في علم الشعر واللغة كان أغزر منه ،وأدرك الناس ،وقرأ على القاسم بن معن ،واتسع في
العلم جدًا.
وقال غيره :كان ممن وسم بالتعليم ،وكان يأخذ كل شهر ألف درهم ،فينفقها على إخوانه وأهله ،وكان شيخًا جميل
الخلق ،وكان قد تماسك في آخر أيامه بعد سوء حاله .وكان المفضل الضبي زوج أمه.
وقال محمد بن حبيب :سألت أبا عبد ال بن العرابي في مجلس واحد عن بضع عشرة مسألة من شعر الطرماح،
يقول في كلها :ل أدري ولم أسمع ،أفأحدس لك برأيي! وحدث ثعلب ،قال :سمعت ابن العرابي يقول :من ل قبول
عليه فل حياة لدبه .وقال :ما رأيت قومًا أكذب على اللغة من قوم يزعمون أن القرآن مخلوق.
واغتاب رجل عنده بعض العلماء ،فقال له :لو لم تقل فينا ما قلت عندنا؛ ل تجلس إلينا.
بوثاب ،أي ل يثبت على ندمائه ،وبسآر أي ل يفضل في القدخ سؤره ،وقد رويا جميعًا .فأمر له الواثق بعشرة
آلف درهم.
وله من الكتب :النوادر ،النواء ،صفة المحل ،صفة الدرع ،الخيل ،مدح القبائل ،معاني الشعر .تفسير المثال،
النبات ،اللفاظ ،نسب الخيل ،نوادر الزبيريين ،نوادر بني فقعس ،النبت والبقل.
مات بسر من رأي سنة ثلثين -وقيل :سنة إحدى وثلثين -ومائتين ،وقيل :سنة ثلث وثلثين ومائتين .ومولده
ليلة مات أبو حنيفة لحدى عشرة خلت من جمادى الخرة سنة خمسين ومائة.
قال الزبيدي في طبقاته :حدثنا أحمد بن سعيد ،حدثنا أبو جعفر أحمد بن محمد الطحاوي ،حدثنا أحمد بن أبي
عمران ،قال :كنت عند أبي أيوب أحمد بن محمد بن شجاع ،فبعث غلمه إلى أبي عبد ال بن العرابي يسأله
المجيء إليه ،فعاد إليه الغلم ،فقال :قد سألته عن ذلك فقال لي :عندي قوم من العراب ،فإذا قضيت أربي معهم
74
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
أتيت؛ قال الغلم :وما رأيت عنده أحدًا إل أني رأيت بين يديه كتبًا ينظر فيها ،فينظر في هذا مرة ،وفي هذا مرة.
ثم ما شعرنا حتى جاء؛ فقال له أبو أيوب :قال لي الغلم :إنه ما رأى عندك أحدًا ،وقد قلت له :أنا مع قوم من
مولى المام عبد الرحمن بن الحكم .ذكره الزبيدي في الطبقة السادسة من نحاة الندلس ،وقال :كان عالمًا
قال ابن يونس :قدم مصر ،وكتبت عنه؛ روى عن إبراهيم بن يعقوب السعدي الجوزجاني ،وسمع منه أبو القاسم
وقال مسلمة بن قاسم :هو من أرض أذربيجان ،نزل مصر فاستوطنها ،وكان كثير العلم ،متفننًا في الدب واللغة
والشعر ،وكان ثقة أمينًا ،وفوض إليه أبو عبيد القاضي قطعة من الحباس؛ حتى مات.
- 177محمد بن زيد بن مسلمة النحوي ،أبو الحسن المعروف بابن أبي الشملين
قال ياقوت :ل أعرف من حاله إل ما قرأته في كتاب "أدب المريض والعائد" لبي شجاع البسطامي .قال :كتب
أبو محمد بن علي بن سمعون النرسي الحافظ بخطه -وأذن لنا في روايته عنه :أنبأنا محمد بن علي بن عبد
75
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
الرحمن ،أنشدنا أبو الحسن محمد بن زيد بن مسلمة النحوي ،قال :أنشدنا أبو علي الفارسي والسيرافي ،قال:
أنشدنا أبو بكر بن السراج ،قال :عدنا أبا الحسن بن الرومي في مرضه ،فأنشدنا لنفسه:
ل شاعرًا ،صاحب نحو ولغة؛ مع علم بالجدل ونظر فيه؛ وكان معتزليًا.
قال الزبيدي :كان مترس ً
وقال الشيخ مجد الدين الشيرازي في "البلغة" :لغوي نحوي ،جدلي ،شاعر ،معتزلي.
الحموي الشافعي
قاضيها الصولي المام العالم ذو الفنون .ولد بحماة ،لليلتين مضتا من شوال سنة أربع وستمائة ،وسمع من
البرزالي ،وبرع في العلوم الشرعية والعقلية ،ودرس وأفتى ،واشتهر ذكره؛ وبعد صيته ،وتخرج به جماعة.
ويقال :إنه كان يشتغل في نحو ثلثين علمًا ،وكان غاية في الذكاء ،وكانت له معرفة بالتاريخ.
ومن مصنفاته :شرح الموجز في المنطق للخونجي ،ومختصر الربعين ،ومختصر المجسطي ،ومختصر كتاب
الغاني ،وكتاب مفرج الكروب في دولة بني أيوب ،وشرح الجمل في المنطق للخونجي أيضًا ،وكتاب هداية
اللباب في المنطق ،وشرح قصيدة ابن الحاجب في العروض ،وكتاب التاريخ الصالح ،ومختصر المفردات لبن
البيطار.
قدم القاهرة في صحبة الملك المظفر في المحرم سنة تسعين وستمائة ،وسمع الناس عليه ،وممن سمع منه أثير
الدين أبو حيان ،وقال عنه :وهو من بقايا من رأيناه من أهل العلم ،الذي ختمت به المائة السابعة.
وقال الشيخ قطب الدين عبد الكريم الحلبي في حقه :المام العالم ذو الفنون ،فخر العلوم ،كان مفردًا في علم
76
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
وتوفي بحماه يوم الجمعة الثاني والعشرين من شوال سنة سبع وتسعين وستمائة عن ثلث وتسعين سنة.
ومن شعره ما كتب به إلى الملك المنصور صاحب حماه ،وكانت عادته في صفر أن يقطع الرواتب والجامكيات
كلها:
في فلك العلياء يعلو النجما يا سيدا ً ل زال نجم سـعـده
فلم يكن في صفر محرمـا إحسانك الغمـر ربـيع دائم
أورده المقريزي في المقفى.
قيل له ذلك لعظم رأسه؛ وهو أول من وضع نحو الكوفيين ،ذكر ذلك ثعلب.
قال المرزباني :كان أحدث أصحاب المبرد سنا ،مع ذكاء وفطنة ،وكان المبرد يقربه ،فقرأ عليه كتاب سيبويه،
ثم اشتغل بالموسيقى ،فسئل عن مسألة بحضرة الزجاج ،فأخطأ في جوابها ،فوبخه الزجاج ،وقال :مثلك يخطئ في
هذه المسألة! وال لو كنت في منزلي ضربتك ،ولكن المجلس ل يحتمل ذلك ،وما زلنا نشبهك في الذكاء بالحسن
بن رجاء ،فقال :قد ضربتني يا أبا إسحاق ،وكان علم الموسيقى قد شغلني .ثم رجع إلى الكتاب ،ونظر في دقائق
مسائله ،وعول على مسائل الخفش والكوفيين ،وخالف أصول البصريين في مسائل كثيرة.
ويقال :ما زال النحو مجنونًا حتى عقله ابن السراج بأصوله.
أخذ عنه أبو القاسم الزجاجي والسيرافي والفارسي والرماني ،ولم تطل مدته ،ومات شابًا في ذي الحجة ست
عشرة وثلثمائة.
وله من الكتب :الصول الكبير ،جمل الصول ،الموجز ،شرح سيبويه .الشتقاق لم يتم ،احتجاج القراء ،الشعر
77
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
والشعراء ،الجمل ،الرياح والهواء والنار ،الخط والهجاء .المواصلت والمذاكرات في الخبار.
فانقطعت عنه لتمكني من الكتاب ،فقلت في نفسي بعد مدة :إذا عدت إلى فارس ،وسئلت عن إتمامه ،فإن قلت :نعم
كذبت ،وإن قلت :ل ،بطلت الرواية والرحلة؛ فدعتني الضرورة أن حملت إليه رزمة ،فلما بصر بي من بعيد
أنشد:
إذا تجدد حزني هون الماضـي كم قد تجرعت من غيظ ومن حزن
حتى رجعت بقلب ساخط راض وكم غضبت وما باليتم غضـبـي
وحكى الرماني قال :ذكر كتابه الصول بحضرته ،فقال قائل :هو أحسن من المقتضب ،فقال ابن السراج :ل تقل
هكذا ،وأنشد:
بسعدي شفيت النفس قبل التندم ولو قبل مبكاها بكيت صـبـابة
بكاها فقلت الفضل للمتـقـدم ولكن بكت قبلي فهيج لي البكـا
قال ياقوت :ولد سنة إحدى وستين ومائة ،وروى عن عبد ال بن إدريس وأبي معاوية الضرير ،وعنه محمد بن
وكان ثقة ،وكان يقرأ بقراءة حمزة ،ثم اختار لنفسه ،ففسد عليه الفرع والصل؛ إل أنه كان نحويًا.
وقال بعضهم :أخذ ابن سعدان القراءات عن أهل مكة والمدينة والشام والكوفة والبصرة ،ونظر في الختلف،
ومات يوم عيد الضحى سنة إحدى وثلثين ومائتين .وله ولد يقال له إبراهيم من أهل العلم.
قلت :كان ابن سعدان من النحاة الكوفيين ،صرح به الشيخ أ]و حيان في مواضع من شرح التسهيل.
وقال الداني في طبقات القراء :أخذ القراءة عرضًا عن سليم بن عيسى عن حمزة ،وعن يحيى بن المبارك اليزيدي
78
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
عن أبي عمرو ،وعن إسحاق بن محمد المسيبي عن نافع ،وعن معلي بن منصور عن أبي بكر بن عاصم .روى
قال ياقوت :شيخ جليل ،عالم حسن العشرة ،أخذ النحو عن أبيه ،ولقي الزمخشري وقرأ عليه تلميذه البقالي.
وله :شرح المفصل ،شرح النمودج ،تهذيب مقدمة الدب ،القانون الصلحي في أودية النواحي .فلك الدب،
ومولده في المحرم سنة سبع عشرة وخمسمائة .وعثر بعتبة بابه فسقط على وجهه ،ووهن عظمه وهنا أداه إلى
الموت؛ وذلك في يوم الحد ثامن عشر صفر ،سنة تسع وستمائة.
بالباء الموحدة .قال ياقوت :من قلعة رباح من أعمال طليطلة بالندلس.
أبو الوليد الحنفي المعروف بابن الجنان -بتشديد النون وفتح الجيم -كذا ذكره الحافظ زين الدين البيوري
في معجمه
79
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
قي ،فمالي وحانة الخمـار أنا سكران من مـدامة أشـوا
فلهذا تـمـيل لـلخـبـار وأظن الغصون تهوى سليمـي
قال ابن حجر :نشأ بكازرون ،وكانوا يذكرون أنه من ذرية أبي علي الدقاق ،وأنه ولد سنة سبعمائة وخمس
وثلثين ،وأن المزي أجاز له ،واشتغل بكازرون على أبيه ،وبرع في العربية ،وشارك في الفقه وغيره مشاركة
قال ابن البار في "أعتاب الكتاب" له :كان يعرف بالصمعي لعنايته بالدب وحفظ اللغة ،وهو أول من رأس
أهل بيته ،وجل بالكتابة وأورثها عقبه ،وسبب اتصاله بالسلطان أن المير عبد الرحمن بن الحكم عثرت به دابته
ل:
وهو في غزاة ،فأنشد متمث ً
أحد يقف عليه غير محمد بن سعيد هذا ،فقال :أصلح ال المير! أول البيت:
80
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
وما ل نرى مما يقي الله أكثر نرى الشيء مما نتقي فنهابـه
فاستخدمه.
قال ياقوت :كان أبو إسحاق الزجاج معجبًا به ،وكان في النحو ذا قدم سابقة ،اجتمع يومًا مع أبي علي عند أبي
بكر بن شقير ،فقال لبي علي :في أي شيء تنظر يا فتى؟ فقال :في التصريف ،فجعل يلقي عليه من المسائل على
مذهب البصريين والكوفيين حتى ضجر ،فهرب أبو علي منه إلى النوم ،فقال :إني أريد النوم ،فقال :هربت يا
وكان ذكيًا فهمًا :له في الشعر رتبة عالية ،إمامًا في استخراج المعمى والعروض ،قال له الزجاج يومًا -وقد سأله
عن أشياء من العروض :يا أبا جعفر ،لو رآك الخليل لفرح بك.
كان من جلة الدباء ،وفحول الشعراء ،وله كتب مؤلفة .مات سنة ثمان عشرة وخمسمائة.
من أهل النيل .قال ابن النجار :قدم بغداد ،وقرأ على ابن الخشاب ،وأبي البركات النباري ،وأبي محمد
الجواليقي .وسمع الحديث من أبي بكر بن النقور ،وأبي الوقت الصوفي ،وأبي الفضل بن ناصر .وسكن الشام،
81
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
- 192محمد بن سلم بن عبيد ال بن سالم الجمحي
مولى محمد بن زياد ،مولى قدامة بن مظعون الجمحي .ذكره الزبيدي في الطبقة الخامسة من اللغويين
البصريين ،وقال :توفي سنة إحدى وثلثين ومائتين بالبصرة .له غريب القرآن.
قال ياقوت :أحد أدباء عصرنا ،وأعيان أولى الفضل بمصرنا ،تجمعت فيه أشتات الفضائل ،وقد أخذ من كل فن
من العلم بنصيب وافر ،وهو من بيت المارة ،وكانت له اليد الباسطة في حل إقليدس وعلم الهندسة ،مع
بالنرد حتى احتاج إلى الوراقة ،فكان يورق بأجرة ،بخطه المليح الصحيح المعتبر ،فكتب كثيرًا من الكتب ،حتى
ذكر للمام الناصر ،فوله حاجب الحجاب ،فلم يزل إلى أن مات في ربيع الخر سنة عشرين وستمائة ،ومولده في
82
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
كذا وصفه ابن الفرضي ،وقال :كان ذا فضل وعبادة ،وأدب بالنحو ،وكان مقرئًا ،قرأ القرآن على ابن الرفاء.
- 196محمد بن سليمان النحوي ،أبو عبد ال المعروف بابن أخت غانم الندلسي
قال ابن عات في "الريحانة" :كان من أحفظ أهل زمانه للنحو ،لسيما كتب أبي زيد والصمعي ،قائمًا على
المعونة لعبد الوهاب والفادة ،حافظًا لكلم الطباء وأحوال الديانات على مذهب الشعري ،روى عن خاله غانم
النحوي الديب ،وسمع الصحيحين على الذللي ،وسنن أبي داود على أبي الوليد الوقشي.
سمع عليه أبو الوليد بن خيرة ،وسكن المرية ،فقيل له :ما صيرك إلى المرية وتركت خالك مع براعته؟ فقال :إنه
كان يقول :رئيس غرناطة غير مأمون على الدماء ،فكن أنت بالمرية ،فإن قتلني بقيت أنت ،وأنت في أول فتوتك؛
فأعطاني من كتبه جملة ،وأقمت بها .حدثني عنه أبو عبد ال بن عبادة النصاري .انتهى.
قال ابن حجر في "الدرر الكامنة" :ثقة ،مهر ،وشرح الحاوي ،واللفية .وله بالعربية مؤلفات في القراءات.
ولي قضاء المدينة ،ثم القدس ،ثم ناب في عدة جهات من أعمال الديار المصرية.
ولد سنة ثمان وثمانين وسبعمائة ،واشتغل بالعلم أول ما بلغ ،ورحل إلى بلد العجم والتتر ،ولقي العلماء
الجلء ،فأخذ عن الشمس الفنري ،والبرهان حيدرة ،والشيخ واجد ،وابن فرشته سارح المجمع ،وحافظ الدين
الزازي .ودخل إلى القاهرة أيام الشرف برسباي ،فظهرت فضائله ،وولي المشيخة بتربة الشرف المذكور،
83
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
وأخذ عنه الفضلء والعيان ،ثم ولي مشيخة الشيخونية لما رغب عنها ابن الهمام .وكان الشيخ إمامًا كبيرًا في
المعقولت كلها :الكلم ،وأصول اللغة ،والنحو والتصريف والعراب ،والمعاني والبيان ،والجدل والمنطق
والفلسفة ،والهيئة؛ بحيث ل يشق أحد غباره في شيء من هذه العلوم ،وله اليد الحسنة في الفقه والتفسير
وأما تصانيفه في العلوم العقلية فل تحصى ،بحيث إني سألته أن يسمي لي جميعها لكتبها في ترجمته ،فقال :ل
أقدر على ذلك .قال :ولي مؤلفات كثيرة أنسيتها فل أعرف الن أسماءها.
وأكثر تآليف الشيخ مختصرات ،وأحلها وأنفعها على الطلق شرح قواعد العراب ،وشرح كلمتي الشهادة ،وله
مختصر في علوم الحديث ،ومختصر في علوم التفسير يسمى التيسير ،قدره ثلثة كراريس ،وكان يقول :إنه ابتدع
هذا العلم ولم يسبق إليه ،وذلك لن الشيخ لم يقف على البرهان للزركشي ،ول على مواقع العلوم للجلل البلقيني.
وكان الشيخ رحمه ال صحيح العقيدة في الديانات ،حسن العتقاد في الصوفية ،محبًا لهل الحديث ،كارهًا لهل
البدع ،كثير التعبد على كبر سنه ،كثير الصدقة والبذل ،ل يبقى على شيء ،سليم الفطرة ،صافي القلب ،كثير
الحتمال لعدائه ،صبورًا على الذى ،واسع العلم جدًا .لزمته أربع عشرة سنة ،فما جئته من مرة إل وسمعت منه
من التحقيقات والعجائب ما لم أسمعه قبل ذلك ،قال لي يومًا :أعرب" :زيد قائم" ،فقلت :قد صرنا في مقام
الصغار ،ونسأل عن هذا! فقال لي :في "زيد قائم" مائة وثلثة عشر بحثًا ،فقلت :ل أقوم من هذا المجلس حتى
أستفيدها ،فأخرج لي تذكرته فكتبتها منها .وما كنت أعد الشيخ إل والدًا بعد والدي ،لكثرة ما له علي من الشفقة
والفادة ،وكان يذكر أن بينه وبين والدي صداقة تامة ،وأن والدي كان منصفًا له ،بخلف أكثر أهل مصر.
توفي الشيخ شهيدًا بالسهال ليلة الجمعة رابع جمادى الولى سنة تسع وسبعين وثمانمائة .وقال الشهاب
المنصوري برثيه:
84
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
رأيتها من نجيع الدمع في لـجـج فلو رأيت الفتاوى وهـي بـاكـية
لستنشقوا من ثناها أطـيب الرج ولو سرت بثناه عنـه ريح صـبـا ً
أبطاله فتوارت في دجى الرهـج يا وحشة العلم من فيه إذا اعتركـت
عنا ورتبته فـي أرفـع الـدرج لم يلحقوا شأو علم من خصـائصـه
قد طالما كان يقرينا ويقرئنا=في حالتيه بوجه منه مبتهج
من سندس بيد الغفران منتسج سقيا ً له وكسا الله نور سـنـا ً
ل ،كاتبًا مجيدًا ،عارفًا بالنحو واللغة والتاريخ والعروض .بارع الدب،
قال في "تاريخ غرناطة" :كان شيخًا جلي ً
رائق الشعر ،سيال القريحة ،سريع البديهة ،ذاكرًا ليام السلف ،طيب المحاضرة ،مليح الشيبة ،حسن الهيئة ،مع
قرأ بغرناطة على أبي محمد عبد الرحيم بن الفرس وغيره ،وبمالقة علي السهيلي ،وبجيان على ابن يربوع،
وبإشبيلية علي أبي الحسن بن زرقون وغيرهم .وله مكاتبات ومراجعات بارعة.
وأسر أولده بأخرة ،فمات أسفًا في حدود سنة سبع وثلثين وستمائة.
قال ابن الزبير :كان يقرئ القرآن والعربية والدب ،أخذ عنه القراءات محمد بن إبراهيم بن أبي زمنين ،والدب
وقال في "تاريخ غرناطة" :كان مقرئًا مجودًا نحويًا أديبًا ،متصدرًا بمطخشارش .لقراء ما كان عنده .روى عن
85
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
ذكره الزبيدي في "طبقات النحويين" ،فقال :كان عالمًا بالعربية يتقعر في كلمه ويتشادق؛ وفعل ذلك يومًا
بحضرة أبي الغلب أمير أطرابلس ،فقال له :أكان أبوك يتكلم بمثل هذا الكلم؟ فقال :نعم ،أعز ال المير وأمية،
]يريد :وأمي أيضًا كانت تتكلم بمثل هذا[ ،فقال أبو الغلب ،ما ينكر أن يخرج بغيض من بغيضين! وكان يقرض
الشعر.
النحوي
قال ابن عساكر :قدم دمشق سنة أربع وخمسين وخمسمائة ،وأقام بها مدة ،وكان يقرئ النحو ،وكان شديد
الوسواس في الوضوء؛ حتى إنه يمكث أيامًا ل يصلي لنه لم يتهيأ له الوضوء على الوجه الذي يريده .وخرج
إلى بغداد ،ومات بها سنة تسع عشرة وستمائة .ومولده سنة اثنتي عشرة وخمسمائة.
وله من التصانيف :كتاب التحصيل ،عين الذهب من معدن جوهر الدب في علم مجازات العرب.
وحكي ابن النجار عنه أنه قال :قال العلماء :ليست هيبة الشيخ لشيبته ول لسنه ول لشخصه ،ولكن لكمال عقله،
والعقل هو المهيب؛ ولو رأيت شخصًا جمع جميع الخصال وعدم العقل لما هبته.
من قرية بكور ،أبو بكر ،وقيل :أبو عبد ال .قال ابن الزبير :كان فقيهًا أديبًا مقرئًا ،عارفًا بالعربية والدب عن
أهل الدين والفضل .روى عن أبي عبد الرحمن مساعد ابن أحمد وغيره ،وخطب بجامع جيان ،ثم رجع إلى
86
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
- 204محمد بن طلحة بن محمد بن عبد الملك بن خلف بن أحمد الموي الشبيلي،
قال ابن الزبير :كان إمامًا في صناعة العربية ،نظارًا عارفًا بعلم الكلم وغير ذلك .تأدب بالستاذ أبي إسحاق بن
ملكون ،وزعيم وقته بإقراء الكتاب جابر بن محمد بن ناصر الحضرمي ،وأبي بكر بن صاف ،وأخذ عنه
القراءات ،وأجاز له هو وأبو بكر بن مالك الشريشي وجماعة ،درس العربية والداب بإشبيلية أكثر من خمسين
ولد ببابرة منتصف صفر سنة خمس وأربعين وخمسمائة ،ومات بإشبيلية منتصف صفر سنة ثمان عشرة
وستمائة.
وذكره صاحب "المغرب" ،فقال :شعره رقيق خارج عن شعر النحاة ،كقوله:
وللورق تغريد وقد خفق النهـر إلى أي يوم بعده يرفع الـخـمـر
وفوق متون الرض أودية خضر وقد صقلت كف الغزالة أفقـهـا
عليها ولول ذاك ما بسم الزهـر وكم قد بكت عين السماء بدمعهـا
وقوله:
قال ياقوت :هو من النحويين المعتزلة ،أحد تلميذ أبي علي الفارسي .أملي عليه المسائل القصريات ،وبه سميت.
قال :وسمعت في المفاوضة أنه لما كان حدثًا كان الفارسي يتعشقه ،ويخصه بالطرف ،ويحرص على الملء عليه
87
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
- 206محمد بن ظفر بن محمد بن أحمد ،أبو الحسن بن أبي منصور العلوي
الحسيني
قال الحاكم :السيد العالم النجيب ،درس الدب والفقه والنحو والكلم ،وتقدم في أنواع من العلوم ،وسمع الحديث
قال ابن الزبير :أستاذ مقرئ نحوي أديب ،أقرأ بالمرية ،ثم استدعي إلى سبتة ،فأقرأ بها إلى أن انتقل إلى تونس
وكان من أهل العربية والدب والمشاركة في غير ذلك ،مشارًا إليه بالنباهة والتصرف فيما يحاوله من العلم.
]وهو محمد بن عاصم النحوي المعروف بالعاصمي من أهل قرطبة ،يكنى أبا عبد ال .روى عن أبي عبد ال
محمد بن يحيى الرباحي ،وأبي علي البغدادي وغيرهما ،وكان من كبار العلماء وأدبائهم ،وكانت الدراية أغلب
وذكره الحميدي ،وقال :نحوي مشهور ،إمام في العربية ذكره لنا أبو محمد علي بن أحمد ،وقال :كان ل يقصر
88
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
عن أصحاب محمد بن يزيد المبرد.
قال ابن الفرضي :توفي سنة اثنتين وثمانين وثلثمائة ،ذكره ابن بشكوال في الصلة[.
قال أبو نعيم في "تاريخ أصبهان" :كان يجري في مجالسه فنون العلم والحديث والفقه والنحو والغريب
والشعر .حدث عن أبيه وأبي داود ،وعنه أبو بكر بن أبي داود السجستاني.
- 210محمد بن العباس بن محمد بن أبي محمد بن يحيى اليزيدي أبو عبد ال
قال ابن خلكان :كان إمامًا في النحو والدب ،ونقل النوادر وأخبار العرب ،حدث عن عمه عبيد ال ،وعن أبي
وقال الخطيب :كان راوية للخبار والداب ،مصدقًا في حديثه ،روى عنه أبو بكر الصولي في آخرين .واستدعي
وله من الكتب :مختصر النحو ،الخيل ،مناقب ابن العباس ،أخبار اليزيديين ،كما في ابن خلكان .مات في جمادى
وقال غيره :في جمادى الولى سنة عشر ،عن اثنتين وثمانين وثلثة أشهر.
- 211محمد بن العباس أبو بكر الخوارزمي ،ابن أخت محمد بن جرير الطبري
89
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
قال الحاكم :كان واحد عصره في حفظ اللغة والشعر ،وكانت قريحته تقصر عن حفظه ،استوطن نيسابور،
وسمع من أبي علي إسماعيل بن محمد الصفار ،وأقرانه .ومات في رمضان سنة ثلث وثمانين وثلثمائة.
وقال ياقوت :صاحب الشعار والرسائل ،مولده ومنشؤه بخوارزم ،وكان أصله من طبرستان فلقب بالطبرخزمي.
ومولده سنة ثلث وعشرين وثلثمائة ،وخرج من وطنه في حداثته ،وطوف البلد ،ولقي سيف الدولة بن حمدان
وخدمه ،وورد بخاري ،وصحب الوزير أبا علي البلعمي فلم يحمده وهجاه ،وبنيسابور اتصل بالمر الميكالي
ومدحه ،وقصد سجستان ،ومدح واليها طاهر بن محمد ،ثم هجاه فحبسه ،ثم خلص وسار إلى غرشستان ،فاتفق له
مع واليها ما اتفق له مع والي سجستان ،وفارقه هاجيًا له ،وعاد إلى نيسابور فقصد حضرة الصاحب ،فربحت
تجارته.
وأوفده الصاحب بكتاب إلى عضد الدولة فكان سبب انتعاشه ،ثم عاد إلى نيسابور ،واستوطنها ،ودرس أهلها عليه
الدب.
ومن شعره:
قال الكمال الدفوي في "الطالع السعيد في تاريخ الصعيد" :فقيه فاضل مقرئ ،محدث نحوي .قرأ القراءات على
الزكي بن خميس والسراج الدرندي ،والنحو على أبي الطيب محمد بن إبراهيم السبتي .وكان صالحًا دينًا يقرأ
صحيحًا فصيحًا.
90
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
ذكره الزبيدي في الطبقة الثانية من اللغويين الكوفيين ،وقال :توفي بالكوفة سنة سبع ومائتين.
قال ابن حجر :مهر في الفرائض والعربية ،وأفتى ودرس ،وسمع من التقي سليمان والحجاز .وكان عارفًا
بالحساب ،حسن الخلق ،تام الخلق ،فيه دين ومروءة ،ولطف وسلمة باطن .وذكر لقضاء الحنابلة فلم يتم له ذلك.
– 214
ويلقب بجراب
ل عن "اللقاب" لبي القاسم بن سراقة الشاطبي الندلسي :كان كذابًا ،خرج من
قال الشيخ تاج الدين بن مكتوم نق ً
الري إلى طبرستان ،فأقام بها وعاد إلى الري ،وذكر أنه ولد سنة مات أبو زرعة .وحدث عن ابن وهب ،وكان قد
مات قبل أبي زرعة بأربع عشرة سنة ،وكان يروي عن أبي حاتم.
كذا قال في "المغرب" .وقال ابن الفرضي :محمد بن عبد السلم ،وقال :هو عالم جليل ،كان نحويًا لغويًا
شاعرًا ،زاهدًا ،رحل ولقي أبا حاتم السجستاني ،وجاء إلى الندلس بعلم كثير.
زاد ابن الفرضي :كان الغالب عليه حفظ اللغة ،ورواية الحديث ،ولم يكن عنده كثير علم بالفقه ،رحل فحج،
ودخل البصرة ،وسمع من محمد بن بشار ،وابن بنت أزهر السمان ،ودخل بغداد ومصر ،وأخذ الكثير من كتب
اللغة عن الصمعي رواية ،ولقي الرياشي والزبادي وأبا حاتم ،وأدخل الندلس الكثير من الحديث واللغة
والشعر الجاهلي .وكان فصيح اللسان ،صارمًا أنوفًا ،منقبضًا عن السلطين ،طلب للقضاء فأبى.
ومات يوم السبت لربع بقين من رمضان سنة ست وثمانين ومائتين عن ثمان وستين سنة :ومن شعره:
91
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
إذا كان من بعد الفـراق تـلق كأن لم يكن بين ولـم تـك فـرقة
ولم تمر كف الشوق ماء مآقـي كأن لم تؤرق بالعراقين مقـلـتـي
بذات اللوى مـن رامة وبـراق ولم أزر العراب في خبت أرضهم
من أهل التفنن في المعارف والتقدم في الداب والبلغة .وله حظ جيد من الفقه والحديث.
مات سنة خمس عشرة وخمسمائة .ذكره ابن بشكوال في زوائده على الصلة.
قال ابن الزبير :كان من أهل المعرفة والنحو والدب ،بارعًا في النظم والنثر ،ذاكرًا للغريب .أخذ عن أبي
الحسن بن سيده ،وسكن بلنسية ،وأقرأ بها مدة ،وبدانية ،وانتقل أخيرًا إلى المرية ،وأقرأ بها إلى أن مات بها سنة
وكان مشكور الشمائل وبينه وبين معاصره أبي محمد بن السيد منازعات وأهوال ،ألف فيها كل واحد منهما ردًا
على صاحبه ،روى عنه أبو عبد ال محمد بن أحمد بن مطرف التطليلي المقرئ ،وقال فيه :الستاذ الشاعر
الكفيف.
92
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
ل ،أستاذًا في العربية والدب والعروض ،من أهل الفضل
من سكان حصن بلش .قال ابن الزبير :كان شيخًا جلي ً
أقرأ بالحصن ،ثم انتقل إلى مالقة ،ومنها أصله .روى عنه أبو عمر بن سالم.
قال ابن الفرضي :أخذ عن أبيه ،ورحل إلى المشرق ،فلقي أبا حاتم ،والرياشي ،وغيرهما.
قال ابن النجار :ذكره أبو الكرم المبارك بن فاخر النحوي في مشيخته ،وذكر أنه روى الجمهرة عن أبي الحسن
محمد بن يحيى الزعفراني عن الحسن بن بشر المدي ،وعن أبي على الفارسي ،وأنه حدث بالجازة عن أبي
قال ابن النجار :كان ختن أبي سعيد السيرافي على ابنته ،قرأ القرآن بالروايات على أبي بكر محمد بن الحسن بن
مقسم ،وروى عنه .قرأ عليه أبو علي الهوازي ،وروى عنه .وله من الكتب :علل النحو ،وشرح مختصر
مات يوم الحد رابع جمادى الولى سنة إحدى وثمانين وثلثمائة.
93
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
- 224محمد بن عبد ال بن عبد ال بن مالك العلمة جمال الدين ،أبو عبد ال الطائي
نزيل دمشق ،إمام النحاة وحافظ اللغة .قال الذهبي :ولد سنة ستمائة ،أو إحدى وستمائة ،وسمع بدمشق من
السخاوي والحسن بن الصباح وجماعة .وأخذ العربية عن غير واحد ،وجالس بحلب ابن عمرون وغيره،
وتصدر بها لقراء العربية وصرف همته إلى إتقان لسان العرب؛ حتى بلغ فيه الغاية ،وحاز قصب السبق،
وكان إمامًا في القراءات وعللها .وأما اللغة فكان إليه المنتهى في الكثار من نقل غريبها ،والطلع على
وحشيها .وأما النحو والتصريف فكان فيهما بحرًا ل يجارى ،وحبرًا ل يبارى .وأما أشعار العرب التي يستشهد
بها على اللغة والنحو فكانت الئمة العلم يتحيرون فيه ،ويتعجبون من أين يأتي بها! وكان نظم الشعر سه ً
ل
عليه :رجزه وطويله وبسيطه وغير ذلك؛ هذا مع ما هو عليه من الدين المتين ،وصدق اللهجة ،وكثرة النوافل،
أقام بدمشق مدة يصنف ويشتغل ،وتصدر بالتربة العادلية وبالجامع المعمور ،وتخرج به جماعة كثيرة ،وصنف
تصانيف مشهورة ،وروى عنه ابنه المام بدر الدين والشمس بن أبي الفتح البعلي ،والبدر بن جماعة ،والعلء بن
وقال أبو حيان :بحثت عن شيوخه فلم أجد له شيخًا مشهورًا يعتمد عليه ،ويرجع في حل المشكلت إليه؛ إل أن
بعض تلمذته ذكر أنه قال :قرأت على ثابت بن حيان بجيان ،وجلست في حلقة أبي علي الشلو بين نحوًا من ثلثة
عشر يومًا؛ ولم يكن ثابت بن حيان من الئمة النحويين ،وإنما كان من أئمة المقرئين.
قال :وكان ابن مالك ل يحتمل المباحثة ،ول يثبت للمناقشة ،لنه أخذ هذا العلم بالنظر فيه بخاصة نفسه ،هذا مع
قلت :وله شيخ جليل وهو ابن يعيش الحلبي ذكر ابن إياز في أوائل شرح التصريف أنه أخذ عنه.
94
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
وأما تصانيفه فرأيت في تذكرة الشيخ تاج الدين بن مكتوم أن بعضهم نظمها في أبيات ،قال الشيخ تاج الدين :وقد
أهمل أشياء أخر من مؤلفاته ،فذيلت عليها .وها أنا أورد نظمها مبينًا:
95
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
وقد رأيت له غير ما ذكر في هذه البيات كتابًا سماه نظم الفوائد ،وهو ضوابط وفوائد منظومة ،ليست على
روي واحد.
ورأيت في بعض المجاميع الموقوفة بخزانة محمود فتاوى له في العربية ،جمعها له بعض طلبته ،وقد نقلها في
وله مجموع يسمى الفوائد في النحو ،وهو الذي لخص منه التسهيل؛ ذكره شيخنا قاضي القضاة محيي الدين عبد
القادر بن أبي القاسم المالكي نحوي مكة في أول شرح التسهيل له وقال :اللف واللم في تسهيل الفوائد للعهد،
أشار بها إلى الكتاب المذكور .قال :وإياه عني سعد الدين بن العربي بقوله:
ورأيت بخط الذهبي في "مختصر طبقات النحاة" للقفطي في ترجمة الجزولي أن ابن مالك شرح الجزولية .ومن
أغرب ما رأيته في شرح الشواهد لقاضي القضاة العلمة بدر الدين محمود العيني ،قال في شواهد المبتدأ:
شرح الخلصة ليس بمعروف ،والظاهر أنه سهو .ثم رأيت في تاريخ السلم للذهبي أيضًا قال في ترجمته :وله
الخلصة ،وشرحها ،وال أعلم .قال :وله سبك المنظوم وفك المختوم ،وقد وقفت عليه.
وقال الصلح الصفدي :له المقدمة السدية ،وضعها باسم ولده تقي الدين السدي.
96
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
وأما شرح التسهيل فقد وصل فيه إلى باب مصادر الفعل الثلثي وكمل عليه ولده إلى باب..
ل عند شهاب الدين أبي بكر بن يعقوب الشافعي تلميذه ،فلما مات
وذكر الصلح الصفدي أنه كمله .وكان كام ً
المصنف ظن أنهم يجلسونه مكانه ،فلما خرجت عنه الوظيفة تألم لذلك ،فأخذ الشرح معه ،وتوجه لليمن غضبًا
على أهل دمشق ،وبقي الشرح مخرومًا بين أظهر الناس في هذه البلد.
وقال الصلح الصفدي :وأخبرني الشهاب محمود أن ابن مالك جلس يومًا ،وذكر ما انفرد به صاحب المحكم عن
الزهري في اللغة ،قال :هذا أمر معجز لنه يريد أن ينقل الكتابين.
قال :وأخبرني أنه كان إذا صلى في العادلية -وكان إمامها -يشيعه قاضي القضاة شمس الدين بن خلكان إلى بيته
تعظيما له.
وكان أمة في الطلع على الحديث ،فكان أكثر ما يستشهد بالقرآن ،فإن لم يكن فيه شاهد عدل إلى الحديث ،فإن لم
يكن فيه شاهد عدل إلى أشعار العرب .وكان كثير العبادة ،كثير النوافل ،حسن السمت ،كامل العقل ،وانفرد عن
المغاربة بشيئين :الكرم ومذهب المام الشافعي .وكان يقول عن الشيخ جمال الدين بن الحاجب :إنه أخذ نحوه من
صاحب المفصل ،وصاحب المفصل نحوي صغير .قال :وناهيك بمن يقول هذا في حق الزمخشري! وكان الشيخ
ركن الدين بن القوبع يقول :إن ابن مالك ما خلى للنحو حرمة.
توفي ابن مالك ثاني عشر شعبان سنة اثنتين وسبعين وستمائة ،ورثاه شرف الدين الحصني بقوله:
97
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
راب يا مفهما ً لكل مـقـال يا لسان العراب يا جامع الع
ر وفي نقل مسندات العوالي يا فريد الزمان في النظم والنث
علموا ما بثثت عند الـزوال كم علوم بثثتـهـا فـي أنـاس
قال الصلح الصفدي :ما رأيت مرثية في نحوي أحسن من هذه المرثية.
قال الصلح الصفدي في تاريخه :أنشدني أبو حيان ،قال :أنشدني علي بن منصور بن زيد بن أبي القاسم
من "حسن" ،وضم الميم من "الحزم" ،وكسر الباء من "مذهب" ،وفتح الفاء من "ملهوف" ،ونصب الهمز من
وتفسيره أن "إل" فعل أمر ،و"ابن :مفعول ،و"عن" بمعنى "أن" أبدلت الهمزة عينا ،و"وحسن" فعل ماض ،و"ذا
مذهب" حال ،و"مواصل" فاعل ،و"إ" أمر ،و"ذا الملهوف" مفعول ،و"عطاء" مفعول ثان ،و"حسن" منادى،
98
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
همز ايم وايمن فافتح واكسر أو أم
أو قل م أو من بالتثليث قد شـكـل
قل
إليه في قسم تبـلـغ بـه المـل وأيمن اختم به واللـه كـل أضـف
وقال البهاء بن النحاس يرثيه:
شارح التنبيه.
قال ابن الزبير :كان من أهل الخط البارع ،والمعارف الجمة ،من الفقه والحديث والنحو والدب وغير ذلك.
ومات في صلة الصبح يوم السبت الحادي -وقيل السادس -والعشرين من صفر ،سنة اثنتين وثلثين وخمسمائة.
- 227محمد بن عبد ال بن عبد الرحمن بن محمد بن أبي ذؤيب ،أبو عبد ال اليمني
الشامي
99
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
ل ،عارفًا بالفقه والنحو والدب ،شاعرًا مجودًا .نظم
قال الخزرجي في "طبقات أهل اليمن" :كان فقيهًا فاض ً
- 228محمد بن عبد ال بن عبد العزيز بن عمر ،أبو عبد ال محيي الدين بن أبي
نسبة إلى قبيلة من البربر ،السكندراني ،الملقب بحافي رأسه لنه أقام مدة مكشوف الرأس :وقيل كان وسط
رأسه حفرة كبيرة ،وقيل :رآه رئيس بالثغر فأعطاه ثيابًا جددًا ،فقال :هذا لبدني ورأسي حاف! فلزمه ذلك.
ولد بتاهرت بظاهر تلمسان سنة ست وستمائة ،وتصدر للعربية زمانًا ،وكان من أئمتها ،أخذها عن عبد المنعم
بن صالح التيمي وعبد الرحمن بن الزيات تلميذ محمد بن قاسم بن قنداس صاحب الجزولي .وأخذها أيضًا عن
نحوي الثغر عبد العزيز بن مخلوف السكندري .وتخرج به جماعة كثيرون ،وسمع من ابن رواج وأبي القاسم
قال الذهبي :وقال ابن فضل في "المسالك" :ذكره شيخنا أبو حيان ،وقال :كان شيخ أهل السكندرية في النحو،
تخرج به أهلها ،ول أعلمه صنف شيئًا فيه .سمع عليه البدر الفارقي الدريدية ،وأجاز له.
ومات في شهر رمضان سنة ثلث وتسعين وستمائة .وقال أبو حيان :سنة إحدى.
وله:
- 229محمد بن عبد ال بن عبد العظيم بن أرقم النميري الوادي آشي ،أبو عامر
قال في "تاريخ غرناطة" :كان أحد شيوخ بلده ،مشاركًا في فنون من فقه وأدب وعربية ،وهي أغلب الفنون
عليه ،مطرحًا مخشوشنًا ،مليح الدعابة ،كثير التواضع ،بيته معمور بالعلماء أولى الصالة والتعيين ،تصدر ببلده
للفتيا والتدريس والسماع .وكان قرأ على أبي العباس بن عبد النور وابن خالد أرقم .وروى عنه ابن الزبير ،وأبو
100
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
بكر بن عبيد وغيرهما .وله شعر.
من أهل مورور قال الزبيدي :كان دقيق النظر في العربية ،بصيرًا في العروض ،حاذقًا بعلم الحساب.
مات شابًا ،ابن اثنتين وعشرين ،وذلك سنة ثمان وثلثين وثلثمائة.
قال الزبيدي ،وابن الفرضي :سمع من أبيه ،ورحل إلى المشرق ،فدخل البصيرة ،ولقي بها أبا حاتم السجستاني
والرياشي وجماعة من أهل الحديث ورواة الخبار والشعار وأصحاب اللغة والمعاني ،وأدخل الندلس علمًا
كثيرًا من الشعر والعربية والخبر ،وعنه أخذ أهل الندلس الشعار المشروحة.
ومن شعره:
وقيل :اسمه أحمد .قال ياقوت :كان حسن النظر في علل النحو ،وكان يؤدب ولد سعيد بن قتيبة الباهلي ،وكان
من أعيان أصحاب الفراء ،وأخذ عنه ثعلب ،حكي عنه قال :وجه إلى إسحاق بن إبراهيم المصعبي يومًا،
فأحضرني ولم أدر ما السبب! فلما قربت من مجلسه ،تلقاني ميمون بن إبراهيم كاتبه على الرسائل ،وهو على
غاية الهلع والجزع ،فقال لي بصوت خفي :إنه إسحاق! ومر غير متلبث حتى رجع إلى مجلس إسحاق ،فراعني
101
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
ذلك ،فلما مثلت بين يديه ،قال لي :كيف يقال :وهذا المال مال ،أو وهذا المال ماًل؟ قال :فعلمت ما أراد ميمون،
فقلت :الوجه "مال" ويجوز "ماًل" ،فأقبل إسحاق على ميمون يغلطه فقال :الزم الوجه في كتبك ،ودعنا من
يجوز ويجوز ،ورمى بكتاب كان في يده ،فسألت عن الخبر ،فإذا ميمون قد كتب إلى المأمون وهو ببلد الروم
عن إسحاق ،وذكر ماًل حمله إليه" :وهذا المال ماًل" ،فخط المأمون على الموضع من الكتاب ،ووقع بخطه
على الحاشية" :تخاطبني بلحن!" ،فقامت القيامة على إسحاق ،فكان ميمون بعد ذلك يقول :ل أدري كيف أشكر
وحكي عن أحمد بن إسحاق بن بهلول أنه دخل هو وأخوه بغداد ،فدار على الحلق يوم الجمعة ،فوقف على رجل
يتلهب ذكاء ،ويجيب عن كل ما يسأل عنه من مسائل الدب والقرآن ،فقلنا :من هذا؟ قالوا :ثعلب ،فبينا نحن كذلك،
إذ ورد شيخ يتوكأ على عصا ،فقال لهل الحلقة :أفرجوا للشيخ ،فأفرجوا له حتى جلس إلى جانبه .ثم إن سائ ً
ل
سأل ثعلبًا عن مسألة فقال :قال الرؤاسي فيها كذا ،وقال الكسائي كذا ،وقال الفراء كذا ،وقال هشام كذا ،وقلت أنا
كذا ،فقال له الشيخ :ل تراني أعتقد فيها إل جوابك؛ فالحمد ل الذي بلغني فيك هذه المنزلة .فقلنا :من هذا الشيخ؟
وكان ابن قادم يعلم المعتز قبل الخلفة ،فلما ولي بعث إليه ،فقيل :أجب أمير المؤمنين ،فقال :أليس هو ببغداد؟
يعني المستعين ،فقالوا :ل ،وقد ولي المعتز .وكان قد حقد عليه بطريق تأديبه له ،فخشي من بادرته ،فقال لعياله،
عليكم السلم .فخرج .ولم يرجع إليهم؛ وذلك في سنة إحدى وخمسين ومائتين.
قال ابن الفرضي :كان حافظًا للمسائل ،عارفًا بعقد الوثائق ،بصيرًا بالنحو ،ورعًا في الفتيا.
102
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
قال الحاكم في "أدباء أهل نيسابور" :سمع عبد ال بن المبارك ،وجرير بن عبد الحميد .روى عنه محمد بن عبد
الوهاب.
من أهل قرطبة :أبو الحسن ،يعرف بابن الحاج .أحد الستاذين العارفين المتفننين ،والفقهاء المتواضعين .روى
عن أبي محمد بن حوط ال وأبي القاسم بن بقي وجماعة ،وبالجازة عن ابن مضاء وأبي عبد ال بن نوح ،وجمع
وذاكر أبا سليمان بن حوط ال وأبا الحسن بن الشريك ،وأبا القاسم بن الطيب .روى عنه أبو بكر بن حبيش.
وصنف نزهة اللباب في محاسن الداب ،المقاصد الكافية في علم لسان العرب.
وكان آية في التواضع ،إذا فرغ من القراء نهض مسرعًا ،فقدم للحاضرين نعالهم.
مولده سنة أربع وسبعين وخمسمائة ،ومات سنة إحدى وأربعين وستمائة.
قال الداني :أصبهاني سكن مصر ،ضابط مشهور ،ثقة مأمون ،عالم بالعربية ،بصير بالمعاني ،حسن التصنيف؛
صاحب سنة ،أخذ القراءة غرضًا عن ابن مجاهد وأبي بكر النقاش وجماعة ،وأخذ عنه غير واحد من شيوخنا،
مات بمصر يوم الربعاء سابع عشرين شعبان سنة ستين وثلثمائة.
- 237محمد بن عبد ال بن محمد بن ظفر المكي الصقلي حجة الدين ،أبو جعفر
النحوي اللغوي
103
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
ولد بمكة ،ثم قدم مصر في صباه ،وقصد بلد إفريقية ،وأقام بالمهدية مدة ،وشاهد بها حروبًا من الفرنج ،وأخذت
من المسلمين وهو هناك ،ثم انتقل إلى صقلية ،ثم إلى مصر ،ثم قدم حلب ،وأقام بمدرسة ابن أبي عصرون.
ل،
وصنف بها تفسيرًا كبيرًا ،ثم جرت فتنة بين الشيعة والسنة ،فنهبت كتبه فيها نهب ،فقصد حماة ،فصادف قبو ً
أعلم باللغة من النحو ،وأقام بحماة إلى أن مات بها سنة خمس وستين وخمسمائة.
وله من الكتب :ينبوع الحياة في التفسير ،التفسير الكبير ،الشتراك اللغوي ،الستنباط المعنوي ،سلوان المطاع،
القواعد والبيان في النحو ،الرد على الحريري في درة الغواص ،أساليب الغاية في أحكام آية ،المطول في شرح
المقامات ،التنقيب على ما في المقامات من الغريب ،ملح اللغة فيما اتفق لفظه واختلف معناه على حروف المعجم،
خبر البشر بخير البشر ،نجباء البناء ،معاتبة الجريء على معاقبة البريء ،إكسير كيمياء التفسير ،أرجوزة في
ومن شعره:
- 238محمد بن عبد ال بن محمد بن لب ،أبو عبد ال محب الدين بن الصائغ الموي
المري
قال في "تاريخ غرناطة" :أقرأ النحو بالقاهرة إلى أن صار يقال له أبو عبد ال النحوي ،وكان قرأ على أبي
محبًا للطلب ،دؤوبًا عليه ،وتعانى الضرب بالعود فنبغ فيه .ومات في رمضان سنة خمسين وسبعمائة.
104
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
وقال ابن حجر في الدرر :كان ماهرًا في العربية واللغة ،قيمًا بالعروض ،ينظم نظمًا وسطًا.
- 239محمد بن عبد ال بن محمد بن سلم ،مولى حمير ،أبو بكر المعروف بالملطي
قال ابن يونس في "تاريخ مصر" :كان نحويًا يعلم أولد الملوك النحو ،حدث عن إبراهيم بن مرزوق ،وبكار بن
قتيبة ،وغيرهما.
مات يوم السبت لربع وعشرين خلت من ربيع الخر سنة ثلث وثلثمائة.
ل ،عارفًا بالنحو واللغة ،مليح الخط ،صحيح النقل ،يورق بالجرة .قرأ على ثعلب،
قال ياقوت :كان عالمًا فاض ً
وخلط المذهبين.
وله من الكتب :الموجز في النحو ،وكتاب فيه لم يتم ،الجامع في اللغة ،ذكر فيه ما أغفله الخليل في العين ،وما
قال محمد بن إسحاق النديم في الفهرست :كان مضطلعًا بعلم اللغة والنحو.
- 241محمد بن عبد ال بن محمد بن أبي الفضل المرسي ،أبو عبد ال العلمة شرف الدين النحوي الديب
105
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
قال ياقوت :أحد أدباء عصرنا ،ومن أخذ من النحو .والشعر بأوفر نصيب ،وضرب فيه بالسهم المصيب،
وخرج التخاريج ،وتكلم على المفصل للزمخشري ،وأخذ عليه عدة مواضع؛ بلغني أنها سبعون موضعًا ،أقام
على خطئها البرهان ،واستدل على سقمها بالبيان .وله عدة تصانيف.
رحل إلى خراسان ،ووصل إلى مرو الشاهجان ،ولقي المشايخ ،وقدم بغداد ،وأقام بحلب ودمشق ،ورأيته
بالموصل ،ثم حج ورجع إلى دمشق ،ثم عاد إلى المدينة ،فأقام على القراء ،ثم انتقل إلى مصر -وأنا بها -سنة
أخبرني أن مولده سنة سبعين وخمسمائة ،وأنه قرأ القرآن على ابن غلبون وغيره ،والنحو على أبي الحسن
علي بن يوسف بن شريك الداني والطيب بن محمد بن الطيب النحوي والشلوبيني والتاج الكندي ،والصول
على إبراهيم بن دقماق والعميدي ،والخلف على معين الدين الجاجرمي ،وسمع الحديث الكثير بواسط من ابن
عبد السميع ،ومن ابن الماندائي ومشيخته ،وبهمذان من جماعة ،وبنيسابور صحيح مسلم من المؤيد الطوسي،
وجزءًا من ابن نجيد ،ومن منصور بن عبد المنعم الفراوي وزينب الشعرية ،وبهراة من ابن روح الهروي،
ل ضريرًا ،يحل بعض ]مشكلت[ إقليدس ،ويحفظ صحيح مسلم مجردًا عن السند.
وكان نبي ً
صنف الضوابط النحوية في علم العربية ،والملء على المفصل ،وتفسير القرآن ،قصد فيه ارتباط الي بعضها
ببعض ،وكتابًا في أصول الفقه والدين ،وكتابًا في البديع والبلغة :انتهى كلم ياقوت ملخصًا.
وقال ابن النجار في "تاريخ بغداد" :هو من الئمة الفضلء في فنون العلم والحديث والقراءات والفقه
والخلف والصلين والنحو واللغة ،وله قريحة حسنة ،وذهن ثاقب ،وتدقيق في المعاني ،ومصنفات في جميع
ما ذكرنا ،وله النظم والنثر الحسن ،وكان زاهدًا متورعًا ،حسن الطريقة ،كثير العبادة ،ما رأيت في فنه مثله،
انتهى.
وقال الفاسي في "تاريخ مكة" :له تصانيف ،منها التفسير الكبير يزيد على عشرين جزءًا ،والوسط عشرة،
والصغير ثلثة ،ومختصر مسلم ،والكافي في النحو في غاية الحسن .وله التعاليق الرائقة في كل فن.
106
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
قال :وهو الشيخ المام العالم الزاهد ،فخر الزمان ،علم العلماء ،زين الرؤساء ،إمام النظار ،رئيس المتكلمين،
ل من صغره إلى
أحد علماء الزمان ،المتصرف أحسن التصريف في كل فن أصله من مرسية ،لم يزل مشتغ ً
كبره .وله المباحث العجيبة ،والتصانيف الغريبة ،وجمع القطار في رحلته ،ارتحل إلى غرب بلده ثم الندلس،
ثم الديار المصرية والشام والعراقيين والعجم ،وناظر وقرأ وأقرأ ،واستفاد وأفاد ،ولم يزل يقرئ ويدرس حيث
حل ،ويقر له بعلمه وفضله في كل محل ،وجاور بمكة كثيرًا .سمع منه الحفاظ والعيان من العلماء ،وبالغوا في
الثناء عليه ،وآخر من روى عنه أيوب الكحال بالسماع ،وأحمد بن علي الجزري بالجازة ،وذكره القطب اليونيني
قلت :لكن ذكره التاج السبكي في "طبقات الشافعية" ،وذكره الحافظ شرف الدين الدمياطي في معجمه ،وترجمه
بالنحو والدب والفقه والحديث والتفسير والزهد .وذكر أن مولده في ذي الحجة سنة تسع وستين وخمسمائة،
ومات متوجهًا إلى دمشق بين العريش والزعقا ،يوم الثنين خامس عشر ربيع الول سنة خمس وخمسين
وستمائة.
وقال الذهبي :سمع الموطأ بالمغرب بعلو من الحافظ أبي محمد عبد ال بن محمد بن عبيد ال الحجري ،وسمع من
ومن شعره:
داعي المنون وما اهتممت بزاد قالوا محمد قد كبرت وقد أتـى
عند القدوم مـجـيئه بـالـزاد قلت :الكريم من القبيح لضيفـه
عبود
107
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
قال أبو حيان في "النضار" :وهم يسمون عبد ال عبودًا ،ومحمدًا ،حمودًا.
وهو من مكناسة الزيتون ،كان نحويًا مفسرًا لغويًا .روى عن أبي إسحاق الكمال وأبي جعفر بن فرتون الحافظين،
وأجاز لبي الحسين اليسر بن عبد ال الغرناطي .أسندنا حديثه في الطبقات الكبرى.
قال في "تاريخ غرناطة" :استوطن مراكش ،وكان عالمًا بالقراءات ،ذاكرًا للتفسير ،حافظًا للفقه واللغة والدب،
شاعرًا محسنًا ،كاتبًا بليغًا ،مبرزًا في النحو ،جميل العشرة ،حسن الخلق ،متواضعًا ،فكه المحاضرة ،ظريف
الدعابة .روى عن أبي بكر بن العربي ،وشريح ،وأبي الحسن بن الباذش ،وأبي الوليد بن رشد؛ ولزمه عشر
سنين.
روى عنه أبو البقاء يعيش بن القديم ،وأبو زكريا بالمرجيقي وغيرهما.
ودخل غرناطة .وألف شرحين على الجمل ،كثيرًا ،وصغيرًا" ،وشرح أبيات اليضاح للفارسي"" ،وشرح
كان يحضر مجلس عبد المؤمن مع جملة العلماء ،ويبدي ما عنده من المعارف؛ إلى أن أنشد في المجلس أبياتًا كان
كان يتردد عليه؛ على أنه كان في المرتبة العليا من الطهارة والعفاف.
مات بمراكش يوم الثلثاء لثنتي عشرة ليلة بقيت من جمادى الخرة سنة سبع وستين وخمسمائة وقد قارب
السبعين.
108
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
قال ابن الفرضي :كان حافظًا للرأي ،معتنيًا بالثار ،جامعًا للسنن ،متصرفًا في علم العراب ومعاني الشعر،
شاعرًا مطبوعًا.
ولد سنة خمسين وسبعمائة ،وكان أوحد عصره في تحقيق النحو ،سمعت شيخنا قاضي القضاة علم الدين البلقيني
يقول :كان والدي يقول :هو أنحى من أبيه .قرأ على والده وغيره ،وسمع الحديث على الميدومي والقلنسي،
وأجاز له التقي السبكي ،والعز ابن جماعة ،والبهاء بن عقيل ،والجمال السنوي وغيرهم .روى عنه الحافظ بن
حجر.
ل ،أديبًا لغويًا ،تفقه على القفال ،وبرع في الفقه واشتهر بالنحو واللغة والدب،
قال ياقوت :كان فقيهًا فاض ً
وصنف فيها.
قال السمعاني ]في كتاب مرو[ :وكان من أصحاب الرأي ،فصار من أصحاب الحديث لحصبة المام أبي بكر
القفال .سمع الحديث منه ،ومن أبي نصر المحمودي .روى عنه القاضي أبو منصور السمعاني ،وكان إذا دخل في
داره يقرأ عليه الفقهاء الدب ،والباب مردود ،فإذا جاز عليه القفال راكبًا ،سمع صوت حافر فرسه على الرض،
فقام إلى داخل الدار ،لئل يسمع الصوت ]والصوت[ تعظيمًا للستاذ.
ومن شعره:
109
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
فما بينهمـا شـكـل تنافى المال والعـقـل
جس ل يحويهما فصل هما كالـورد والـنـر
ومال حيث ل عقـل كعقل حـيث ل مـال
قال ياقوت :صاحب التصانيف الحسنة ،أحد أصحاب ابن عباد ،وكان من أهل أصبهان وخطبًا بالري.
قال ابن عباد :وفاز بالعلم من أهل أصبهان ثلثة :حائك ،وحلج ،وإسكاف ،فالحائك أبو علي المرزوقي ،والحلج
وصنف "غلط كتاب العين"" ،الغرة" ،تتضمن شيئًا من غلط أهل الدب" ،مبادئ اللغة"" ،شواهد سيبويه"" ،نقد
الشعر"" ،درة التنزيل وغرة التأويل في اليات المتشابهة"" ،لطف التدبير في سياسات الملوك".
قال ابن الزبير :أستاذ نحوي جليل ،أظنه من الجزيرة الخضراء .روى عن النحوي المقرئ سليمان بن عبد ال
التجيبي.
قال ابن الزبير :أقرأ النحو والدب بسبتة ،وكان أحد فحول شعراء وقته وأدبائهم ،حدث عن أبي بكر المرستاني
ومن شعره:
110
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
وقال ابن مكتوم :هو ضرير ،مات في المائة السادسة.
قال ابن الفرضي :كان عالمًا بالقرآن ،بصيرًا بالعربية ،ذا حظ من الزهد ،رحل وقرأ القرآن على عثمان بن
نحوي من أصحاب أبي زرع النحوي ،كان يقري النحو بفارس .نقلته من خط ابن مكتوم وما قبله.
قال ابن حجر :أخذ العربية عن العتابي ،وتفنن حتى صار أجمع أهل دمشق للعلوم ،فأفتى ودرس ،وشغل
أنه تصدر بالجامع ،وناب في عدة مدارس ،وكان شديد التعصب للشعرية ،كثير المعاداة للحنابلة.
صنف "مختصر إعراب السفاقسي" ،و"مختصر المهمات للسنوي"" ،ومختصر قواعد العلئي"" ،وشرح
111
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
- 254محمد بن عبد البر بن يحيى بن علي بن تمام بهاء الدين ،أبو البقاء السبكي
قال ابن حجر :شيخ السلم وبهاؤه ،ومصباح أفق الحكم وضياؤه ،وشمس الشريعة وبدرها ،وحبر العلوم
وبحرها؛ كان إمامًا في المذهب ،طرازًا لردائه المذهب ،رأسًا لذوي الرياسة والرتب ،حجة في التفسير واللغة
والنحو والدب ،قدوة في الصول والفروع ،رحلة لرباب السجود والركوع ،مشهورًا في البلد والمصار،
سالكًا طريق من سلف من سالفة العصار .درس وأفاد ،وهدى بفتاويه سبيل الرشاد .وباشر القضاء بمصر
والشام.
وقال الذهبي في المعجم المختصر :إمام متبحر ،مناظر بصير بالعلم ،محكم العربية ،مع الدين والتصوف.
وقال ابن حجر :كان إمامًا نظارًا ،إمام لعلوم شتى ،صنف قطعة من مختصر المذهب ،وقطعة من شرح الحاوي،
وقال ابن حجر :ولد سنة ثمن وسبعمائة .وتفقه على القطب السنباطي ،والمجد الزنكلوني ،والعلمة القونوي،
والزين الكتناني .وأخذ عن قريبه تقي الدين السبكي ،وأبي الحسن النحوي والد ابن الملقن ،والجلل القزويني.
ولزم أبا حيان .وسمع من ست الوزراء ،والحجار ،والختني ،والواني ،وغيرهم .وحدث ،وخرج له ابن أيبك
شهرًا واحدًا ،ثم ولي قضاء طرابلس ،ثم رجع إلى القاهرة ،فولي قضاء العسكر ووكالة بيت المال ،والقضاء
الكبير بعد ابن جماعة ،ثم قضاء دمشق .وكان الشيخ جمال الدين السنوي يقدمه ويفضله على أهل عصره.
وقال غيره :كان إمامًا في العلوم ،عارفًا بالجدل ،يؤدي درسه بتؤدة ولطافة ،وللفقه من فيه حلوة وطلوة؛ وهو
أنظر من رأيناه؛ غير أنه كان إذا اتجه عليه البحث تظهر الكراهة في وجهه .وكان يغض من كثير من العلماء،
لسيما من أهل عصره ،وكان يبخل بالوظائف على مستحقيها ،ويخص بها أولده ،وكان يقول :أقرأت الكتاب بعد
وحكى الشيخ بدر الدين الطنبذي أنه قال :أعرف عشرين علمًا لم يسألني عنها بالقاهرة أحد.
112
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
وروى عنه ابنه بدر الدين وأبو حامد بن ظهيرة؛ وقال في معجمه :لم يجتمع لحد من معاصريه ما اجتمع له في
فنون العلم ،مع الذكاء المفرط ،والذهن السليم ،ودقة النظر ،وحسن البحث ،وقطع الخصوم .أقر له بذلك الموافق
والمخالف.
مات بدمشق يوم الثلثاء ثالث عشر بيع الخر سنة سبع وسبعين وسبعمائة ،ولم يخلف بعده مثله.
ومن شعره:
من نحاة تونس .كذا ذكره أبو حيان في "الرتشاف" :ونقلنا عنه في جمع الجوامع في "كم".
من أهل المرية ،قال ابن الزبير :كان أحد الساتيذ النحاة الدباء الجلة ،وأظنه روى عن أبيه الديب أبي زيد.
روى عنه أبو العباس الندرشي ،وأبو القاسم بن حبيش ،سمع عليه ولم يجز له.
113
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
ولد ليلة الجمعة لثلث بقين من ذي الحجة سنة سبع وتسعين وأربعمائة .وقيل سنة ثمان ،ومات في آخر جمادى
وله:
- 258محمد بن عبد الرحمن بن خلف النصاري ،أبو عبد ال يعرف بابن القفال،
قال ابن الزبير :أستاذ نحوي خطيب ،مقرئ فاضل .روى عنه المقرئ أبو بكر بن حسنون .قرأ عليه كثيرًا،
- 259محمد بن عبد الرحمن بن عبد العزيز بن خليفة بن أبي العافية الزدي ،أبو
بكر الكتندي
كاتبًا مجيدًا ،شاعرًا مكثرًا ،مطبوعًا منطويًا ،على جملة محاسن ،مع أخلق سوية .أصله من كتندة بمرسية،
وانتقل إلى غرناطة ،وسكن بها وبمالقة ،وأخذ عن أهلها ،واعتنوا به لعلمه وأدبه وفضله .سمع أبي بكر بن
العربي ،وأبي الوليد بن الدباغ ،وأبي بكر بن مسعود الخشني .وروى عنه ابنا حوط ال .وله شعر مدون.
ولد سنة ست وخمسين وخمسمائة ،ومات بغرناطة سنة ثلث وثمانين وخمسمائة.
ومن شعره:
114
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
- 260محمد بن عبد الرحمن بن علي بن أبي الحسن الزمردي الشيخ شمس الدين
قال ابن حجر :ولد قبل سنة عشر وسبعمائة ،واشتغل بالعلم ،وبرع في اللغة والنحو والفقه ،وأخذ عن الشهاب بن
المرحل وأبي حيان ،والقونوي ،والفخر الزيلعي ،وسمع الحديث من الدبوسي ،والحجار ،وأبي الفتح اليعمري.
البادرة ،دمث الخلق .ولي قضاء العسكر وإفتاء دار العدل ،ودرس بالجامع الطولوني وغيره.
وله من التصانيف" :شرح المشارق في الحديث"" ،شرح ألفية بن مالك" ،في غاية الحسن والجمع والختصار،
"الغمز على الكنز"" ،التذكرة" ،عدة مجلدات في النحو" ،المباني في المعاني"" ،الثمر الجني في الدب السني"،
"المنهج القويم في القرآن العظيم"" ،نتائج الفكار"" ،الرقم على البردة"" ،الوضع الباهر في رفع أفعل الظاهر"،
"اختراع الفهوم لجتماع العلوم"" ،روض الفهام في أقسام الستفهام" ،وغير ذلك .وله حاشية على المغني لبن
هشام ،وصل فيها إلى أثناء الباء الموحدة ،وافتتحها بقوله :الحمد ل الذي ل مغني سواه.
أخذ عن العلمة عز الدين محمد بن أبي بكر بن جماعة ،وروى عنه الجمال بن ظهيرة ،وعبد الرحمن بن عمر
ومات في خامس عشر شعبان سنة ست وسبعين وسبعمائة ،وخلف ثروة واسعة.
قال الشيخ علء الدين علي بن عبد القادر المقريزي :رأيته في النوم بعد موته ،فسألته :ما فعل ال بك؟ فأنشد:
على سواك وخف من مكر جبار ل تفخرن بما أوتـيت مـن نـعـم
ما أسرع الكسر في الدنيا لفخار ! فأنت في الصل بالفخار مشتـبـه
بن علي بن إبراهيم بن علي بن أحمد بن دلف بن أبي دلف العجلي أبو المعالي
115
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
قاضي القضاة جلل الدين القزوني الشافعي العلمة
قال ابن حجر :ولد سنة ست وستين وستمائة ،واشتغل وتفقه ،حتى ولي قضاء ناحية بالروم ،وله دون
العشرين .ثم قدم دمشق ،واشتغل بالفنون ،وأتقن الصول والعربية والمعاني والبيان ،وأخذ عن اليكي وغيره،
وسمع الحديث من العز الفاروثي وغيره ،وخرج له البرزالي جزءًا حدث به .وكان فهمًا ذكيًا ،فصيحًا مفوهًا،
حسن اليراد ،جميل الذات والهيئة والمكارم ،جميل المحاضرة ،حسن الملتقى ،جوادًا ،حلو العبارة ،حاد الذهن،
منصفًا في البحث؛ مع الذكاء والذوق في الدب وحسن الخط وناب عن ابن صصري ،ثم عزله ،ثم ولي خطابة
جامع دمشق ،ثم طلبه الناصر ،وقضى دينًا كان عليه ،ووله قاضيًا بالشام ،ثم طلبه إلى مصر ،ووله قضاءها
بعد صرف ابن جماعة ،فصرف أموال الوقاف على الفقراء والمحتاجين ،وعظم أمره جدًا .وكان للفقراء ذخرًا
وملجأ ،ثم أعيد إلى قضاء دمشق بسبب أولده ،وخصوصًا ابنه عبد ال؛ فإنه أسرف في اللهو والرشوة ،ففرح
وكان مليح الصورة ،فصيح العبارة ،كبير الذقن ،موطأ الكناف ،جم الفضيلة محب الدب لحاضريه ،ويستحضر
ويقال :إنه لم يوجد لحد من القضاة منزلة عند سلطان تركي نظير منزلته ،وله في ذلك وقائع.
وله من التصانيف :تلخيص المفتاح في المعاني والبيان؛ وهو من أجل المختصرات فيه ،وقد ملكته بخطه الحسن
المليح ،ونظمته في أرجوزة .وله :إيضاح التلخيص ،والسور المرجاني من شعر الرجاني.
116
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
قال عبد الغافر في "السياق" :شيخ مشهور من أهل الفضل ،وله قدم في الطب والفروسية وأدب السلح؛ كان
بارع وقته ،لشتماله على فنون العلم .سمع الحديث وأدرك السانيد العالية في الدب وغيره .وحدث عن أبي أحمد
وجرت بينه وبين أبي جعفر الزوزني محاورات أدت إلى وحشته ،فهجاه بسببها ،وجعله غرضًا ،ورماه بما برأه
ال منه.
قال في "تاريخ الصعيد" :قرأ القرآن على أبي الربيع البوتيجي صاحب الكمال الضرير ،وتصدر للقراء ،وأخذ
عنه جماعات :ثم استوطن مصر ،واشتغل بالنحو ،واختصر الملحة نظمًا.
قال ياقوت :من أهل الفضل والدب والدين والورع ،ورد بغداد ،ثم الشام ،وحصل له سوق نافقة ،وقبول تام عند
الصلح بن أيوب ،وأقبلت عليه الدنيا فحصل كتبًا لم تحصل لغيره ،ووقفها بخانقاه السميساطي.
وقال غيره :فقيه محدث ،صوفي ،جوال ،عالم باللغة ،أديب .سمع بخراسان من أبي شجاع البسطامي وغيره،
وله من التصانيف" :شرح المقامات" في مجلدين روى عنه الحافظ أبو الحسن المقدسي.
117
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
مولده ليلة الثلثاء أول ربيع الخر سنة اثنتين وعشرين وخمسمائة ،ومات بدمشق ليلة السبت تاسع عشرين من
قال الداني في "طبقات القراء" :كان من أعلم الناس بالنحو والعربية ،أخذ القراءة عن عيسى بن عمر الكوفي،
وروى الحروف عن إسماعيل القسط وشبل بن عباد .وروى عنه الحروف أحمد بن نصر النيسابوري المقرئ،
- 267محمد بن عبد الرؤوف بن محمد بن عبد الحميد الزدي ولء القرطبي ،أبو
قال ابن الفرضي :كان عالمًا باللغة والغريب والخبار والتاريخ ،كاتبًا بليغًا سمع من أحمد بن بشر بن الغبس،
وألف كتابًا في شعراء الندلس بلغ فيه ،الغاية ،وكان يطعن عليه في دينه.
118
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
قال ابن الفرضي :كان الغالب عليه حفظ اللغة ورواية الحديث ،ثقة مأمونا ،ولم يكن عنده كبير علم بالفقه ،رحل
فحج ،ودخل البصرة ،فسمع من بندار وغيره من أهل الحديث ،ولقي بها أبا حاتم السجستاني والعباس بن الفرج،
والرياشي ،أبا إسحاق الزبادي؛ فأخذ عنهم كثيرًا من كتب اللغة رواية عن الصمعي وغيره.
ودخل بغداد ،فسمع بها من غير واحد ،وأدخل الندلس كثيرًا من حديث الئمة ،وكثيرًا من كتب اللغة والشعر
الجاهلي .وكان صارمًا أنوفًا ،منقبضًا عن السلطين؛ طلب للقضاء فأبى ،وقال :أبيت كما أبت السموات
مات يوم السبت لربع بقين من رمضان سنة ست وثمانين ومائتين ،وهو ابن ثمان وستين سنة.
وقال الزبيدي :له تآليف في شرح الحديث فيه من الغريب علم كبير ،وكان خيرًا دينًا.
ل ،نحويًا لغويًا ،مقرئًا أديبًا ،روى عن ابن بشكوال وغيره .أقرأ بإشبيلية،
ل جلي ً
قال ابن الزبير :كان أستاذًا فاض ً
القدر ،كريم الطبع ،حسيب الصل ،نبيه البيت ،حسن النظم والنثر.
119
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
قال يحيى بن مندة في "تاريخ أصبهان" :هو حسن الدب ،أحد وجوه العلم ،عالم باللغة والنحو ،حدث عن ابن
قال في "الريحانة" :شيخ مسن ،نحوي لغوي محدث .روى عن العلم الشنتمري ،وأبي علي الغساني وأبي
- 272محمد بن عبد القوي بن بدران شمس الدين ،أبو عبد ال المقدسي المرداوي
الحنبلي النحوي
قال الصفدي :ولد سنة ثلثين وستمائة ،وتفقه على الشيخ شمس الدين بن أبي عمر ،وقرأ العربية على الشيخ
جمال الدين بن مالك وغيره ،وبرع في العربية واللغة ،ودرس وأفتى ،وصنف .أخذ عنه القاضيان :شمس الدين
- 273محمد بن عبد الماجد العجيمي النحوي ،المتفنن .الشيخ شمس الدين ،سبط
قال ابن حجر :أخذ عن خاله الشيخ محب الدين ،ومهر في الفقه والصول والعربية .وكان كثير الدب ،فائقًا في
مات في العشرين من شعبان سنة اثنتين وعشرين وثمانمائة ،وكانت جنازته حافلة.
120
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
- 274محمد بن عبد القوي بن عبد ال بن علي عماد الدين ،أبو عبد ال النصاري
وقيل المدلجي .المذاهبي والنحوي؛ الملقب بالخفش المعروف بابن القضائي الكاتب
ولد بالشارع خارج القاهرة سنة ثلث وثلثين وستمائة ،وتصدر بالجامع الظافري ،وكان موجودًا سنة سبع
وستين وستمائة.
ومن شعره -وقد طلب منه نجم الدين العمى المدلجي النحوي ورقًا ،فلم يرسله له لعذر ،فسير إليه هذه البيات:
- 275محمد بن عبد الملك بن موسى بن عبد الملك بن وليد الندلسي المعروف بابن
أبي جمرة
قال ابن الزبير :كان من أهل القرآن والحديث والفقه ،والمعرفة باللغات ،والعراب والداب والحساب ،وغلب
عليه النزواء والعبادة وحب الوحدة والفرار عن الناس .أخذ عن أبيه وغيره ،وعمر حتى بلغ ثمانين سنة ،وكف
بصره.
121
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
قال المنذري :أحد أئمة العربية والمبرزين فيها ،قرأ عليه ابن بري.
وصنف تلقيح اللباب في عوامل العراب ،وكتابًا في العروض ،وغير ذلك .وحدث عن أبي القاسم عبد الرحمن
بن محمد النفطي .حدثنا عنه أبو الحسن علي بن عبد ال القرشي.
قال ياقوت :من الفضلء الكبراء ،علمة في العراب واللغة والحساب ومعرفة اليام والنساب والنجوم .دخل
خوارزم مع عدة من الدباء والشعراء حين ضاق عليهم المر بخراسان؛ وأنشد بها:
قال في "تاريخ غرناطة" :كان من صدور الحفاظ ،لم يستظهر أحد في زمانه من اللغة ما استظهره؛ آية تتلى
ل يضرب؛ قائمًا على كتاب سيبويه يسرده بلفظه ،صدوق اللهجة ،سليم الصدر ،تام الرجولية ،عابدًا صالحًا،
ومثا ً
كثير القرب والوراد .قرأ كثيرًا على أبي القاسم بن الشاطر ولزمه .وانتفع به.
وقال إسحاق الغافقي :وكان مشاركًا في الصول ،ملزمًا للسنة ،يعرب أبدًا كلمه ،طبقة في الشطرنج.
- 279محمد بن عبد الواحد بن أبي هاشم ،أبو عمر الزاهد المطرز اللغوي غلم
ثعلب
122
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
ولد سنة إحدى وستين ومائتين.
قال التنوخي :لم أر قط أحفظ منه ،أملى من حفظه ثلثين ألف ورقة ،ولسعة حفظه نسب إلى الكذب.
وقال ابن برهان :لم يتكلم في العربية أحد من الولين والخرين أعلم منه.
وقال الخطيب :كان أهل اللغة يطعنون عليه ،ويقولون :لو طار طائر في الجو قال :حدثنا ثعلب ،عن ابن
العرابي ،ويذكر في ذلك سببًا .وأما أهل الحديث فيصدقونه ويوثقونه؛ قال :وولى معز الدولة شرطة بغداد
مملوكًا يقال له خواجا ،فبلغ أبا عمر وهو على الياقوتة ،فقال :اكتبوا" :ياقوتة خوجا ،الخواج في اللغة الجوع" ،ثم
فرع عليه بابًا ،فاستعظم الناس من كذبه وتتبعوه ،فقال ]لي[ أبو علي الحاتمي :أخرجنا في أمالي الحامض ،عن
قال :وكان يؤدب ولد القاضي أبي عمر محمد بن يوسف ،فأملى عليه يومًا نحو ثلثين مسألة في اللغة ،وذكر
وحضر ابن دريد ،وابن النباري ،وابن مقسم عند القاضي ،فعرض عليهم تلك المسائل ،فما عرفوا منها شيئًا،
وأنكروا الشعر ،فقال ]لهم[ القاضي :ما تقولون فيها؟ فقال ابن النباري :أنا مشغول بتصنيف مشكل القرآن ،ول
أقول شيئًا.
وقال ابن مقسم كذلك ،وقال :أنا مشغول بالقراءات .وقال ابن دريد :هذه المسائل من مصنوعات أبي عمر ،ول
أصل لها في اللغة؛ فبلغه ذلك ،فاجتمع بالقاضي وسأله ]إحضار[ دواوين جماعة من ]قدماء[ الشعراء ،سماهم،
ففتح القاضي خزانته ،وأخرج له تلك الدواوين ،فلم يزل أبو عمر يعمد إلى كل مسألة ،ويخرج لها شاهدًا من كلم
العرب ،ويعرضه على القاضي ،حتى استوفاها ،ثم قال :وهذان البيتان أنشدهما ثعلب بحضرة القاضي ،وكتبهما
القاضي بخطه على ظهر الكتاب الفلني ،فأحضر الكتاب فوجد البيتين على ظهره بخطه كما قال .فبلغ ابن دريد
وكان الشراف والكتاب يحضرون عنده ليسمعوا منه ،فجمع جزءًا من فضل معاوية ،فكان ل يدع أحدًا يقرأ عليه
شيئًا حتى يبتدئ بقراءة ذلك الجزء ،وكان إبراهيم بن أيوب بن ماشي ينفذ إليه كفايته وقتًا بعد الوقت ،فقطع عنه
ذلك مدة؛ ثم أنفذ جملة رسمه ،وكتب إليه يعتذر من تأخيره ،فرده ،وأمر أن يكتب على رقعته :أكرمتنا فملكتنا،
123
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
وأعرضت عّنا فأرحتنا.
وله من التصانيف :اليواقيت ،شرح الفصيح ،فائت الفصيح ،غريب مسند أحمد ،المرجان ،الموشح ،تفسير أسماء
الشعراء ،فائت الجمهرة ،فائت العين ،ما أنكره العراب على أبي عبيدة ،المداخل ،وغير ذلك.
ولد بقرب سنة تسعين وسبعمائة ،وتفقه بالسراج قارئ الهداية ،ولزمه في الصول وغيرها ،وانتفع به
وبالقاضي محب الدين بن الشحنة لما قدم القاهرة سنة ثلث عشرة ،ولزمه ،ورجع معه إلى حلب ،وأقام عنده إلى
أن مات .وأخذ العربية عن الجمال الحميدي ،والصول وغيره عن السنباطي ،والحديث عن أبي زرعة بن
العراقي ،والتصوف عن الخوافي ،والقراءات عن الزراتيتي ،وسمع الحديث على الجمال الحنبلي والشمس
الشامي .وأجاز له المراغي وابن ظهيرة ورقية المدنية ،وتقدم على أقرانه ،وبرع في العلوم ،وتصدى لنشر العلم،
فانتفع به خلق .وكان علمة في الفقه والصول والنحو والتصريف والمعاني والبيان والتصوف والموسيقى
وقال البرهان النباسي من أقرانه :لو طلبت حجج الدين ما كان في بلدنا من يقوم بها غيره.
وكان يأتيه الوارد كما يأتي الصوفية إل أنه يقلع عنه بسرعة لجل مخالطته للناس ،أخبرني بعض الصوفية من
124
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
أصحابه أنه كان عنده في بيته الذي بمصر ،فأتاه الوارد فقام مسرعًا ،قال الحاكي :وأخذ بيدي يجرني ،وهو يعدو
في مشيته ،وأنا أجري معه إلى أن وقف على المراكب ،فقال :ما لكم واقفين هاهنا؟ فقالوا :أوقفتنا الريح وما هو
باختيارنا ،فقال :هو الذي يسيركم ،وهو الذي يوقفكم قالوا :نعم ،قال الحاكي :ثم أقلع عنه الوارد ،فقال لي :لعلي
شققت عليك؟ قال :فقلت :إي وال ،وانقطع قلبي من الجري .فقال :ل تأخذ علي فإني لم أشعر بشيء مما فعلته.
وكان الشيخ يلزم لبس الطيلسان كما هو السنة ،ويرخيه كثيرًا على وجهه وقت حضور الشيخونية ،وكان يخفف
الحضور جدًا ،ويخفف صلته ،كما هو شأن البدال ،فقد نقلوا أن صلة البدال خفيفة ،وكان الشيخ أفتى برهة من
وولي من الوظائف تدريس الفقه بالمنصورية وبقبة الصالح ،وبالشرفية التي بقرب المشهد النفيسي ،ثم نزل عنها
لشيخنا الشيخ سيف الدين الحنفي تلميذه ،لما قرر الشرف برسباي شيخنا في مدرسته عوضًا عن العلء الرومي،
ثم رغب عنها واستقر بعد ذلك في مشيخة الشيخونية ،فباشرها مدة أحسن مباشرة ،غير ملتفت إلى أحد من
الكابر وأرباب الدولة ،ثم رغب عنها لما جاور بالحرمين ،واستقر بعده شيخنا العلمة محيي الدين الكافيجي.
وكان حسن اللقاء والسمت والبشر والبزة ،طيب النغمة ،مع الوقار والهيبة ،والتواضع المفرط والنصاف
وله تصانيف ،منها :شرح الهداية ،سماه فتح القدير للعاجز الفقير ،وصل فيه إلى أثناء الوكالة ،والتحرير في
أصول الفقه ،والمسامرة في أصول الدين ،وكراسة في إعراب سبحان ال وبحمده سبحان ال العظيم .وله مختصر
125
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
فاتحة أجفانـهـا ل تـطـرف كأنمـا زهـر الـرياض أعـين
فإنها من الـنـجـوم ألـطـف فل تشبه بالنـجـوم لـطـفـهـا
فإنه عند الـكـمـال يكـسـف ول تقس بالبدر وجـه شـيخـنـا
سيف صقيل في الحقوق مرهف بحر خضم في العـلـوم زاخـر
فهو أبو حـنـيفة والحـنـف سل عنه في العلم وفي الحلم معـا ً
ول أخو عجب ول مستنـكـف ل ثانيا ً عطفا ً ول مسـتـكـبـرا ً
ول يهز جانـبـيه الـصـلـف ل يطرف الكبـر لـه شـمـائل
على الذي كان عليه الـسـلـف فهو من الخير وأنواع الـتـقـى
لصدق الناس وبـر الـحـلـف فلو حلفـت أنـه شـيخ الـهـدى
ثمارها والناس منها تـقـطـف يا دوحة العلم التي قـد أينـعـت
يا رحمة به البـلء يكـشـف يا سـيدا ً بـه النـام تـقـتـدي
ألفتها دهرا ً ونعم الـمـألـف قد كان لي بالخانـقـاه خـلـوة
لحالة أثر فـيهـا الـتـلـف فقدتها وإن لي مـن بـعـدهـا
وليس لي في الدهر بيت يعرف ومن عجيب أن أكون شـاعـرا ً
في شرف ل يعتـريه شـرف ل زلت محروس الجناب راقـيا ً
ولد قبيل سنة سبعين وسبعمائة ،وقدم القاهرة ،فاشتغل ومهر في الفقه والعربية والحساب والعروض وغير ذلك.
وتصدر بالجامع الزهر تبرعًا ،ودرس وأفتى مدة ،وأقرأ وخطب ،وناب في الجمالية عن حفيد الشيخ ولي الدين
العراقي ،ثم انتزعها منه الشيخ شمس الدين البرماوي .وأصابه فالج أبطل نصفه ،واستمر به موعوكًا ،إلى أن
مات ليلة الحد حادي عشر ربيع الول سنة اثنتين وثلثين وثمانمائة.
من أهل الجزيرة .قال ابن الفرضي :كان عالمًا باللغة والعراب والشعر ،فقيهًا حافظًا للمسائل والرأي ،بصيرًا
126
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
- 283محمد بن عبيد ال بن أحمد بن محمد بن هشام بن عبد الرحمن بن غالب بن
ل ،روى عن أبي عبد ال النفري وابن الطراوة .وأخذ عنه وعن
قال ابن الزبير :كان أستاذًا مقرئًا ،نحويًا فاض ً
أبي الحسن الصفار وجماعة ،وروى عنه ابنا حوط ال وابن يربوع.
قال ياقوت :قدم بغداد وواسط ،وقرأ الدب على أبي غالب بن بشران وغيره ،والفقه على القاضي أبي الطيب
والشيخ أبي إسحاق الشيرازي والماوردي .وسمع بالهواز من الحسين الخوزي ،وبالبصرة من الفضل القضباني
وعبيد ال الرقي والحسن بن رجاء وابن الدهان النحويين .وروى عن الماوردي كتبه كلها .وكان حافظًا للفقه،
وسمع في مرضه يقول :ما أخشى أن ال يحاسبني أنني أخذت شيئًا من وقف أو مال يتيم.
قال ابن رشيد في رحلته :أستاذ مقرئ ،أديب نحوي بارع ،نزل سبتة .له نظم.
127
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
قال ياقوت :لغوي نحوي ،صحب السيرافي ،والفارسي وروى عنه كتابه الحجة ،وسمعه منه ابن بشران
النحوي.
وقال ابن النجار :قرأ النحو على ابن خالويه ،وروى عنه ،وكان شاعرًا مجيدًا.
وارتد روض الحمد وحفا ناعما أضحى الرجاء لبرق جودك شلئما
ودعوتها لك مذ مدحتك خادمـا سميت نفسي إذ رجوتك واثـقـا ً
عقدت على من الخطوب تمائما فمتى أقوم بشكر نعمتك الـتـي
يعلو وآنف حاسديك رواغـمـا ل زال جدك للعدو مـزاحـمـا ً
له من التصانيف :المختصر في النحو ،غريب القرآن ،المقصور والممدود ،المذكر والمؤنث ،الهجاء .خلق
بزائين معجمتين؛ كما ذكره الدار قطني وابن ماكول وغيرهما ،وقيل :الثانية مهملة؛ نسبة لبني عزرة؛ ورد بأن القياس فيه
ل متواضعًا ،أخذ عن أبي بكر بن النباري ،وصنف غريب القرآن المشهور فجوده؛ العزري ل العزيري .كان أديبًا فاض ً
يقال :إنه صنفه في خمس عشرة سنة ،وكان يقرؤه على شيخه ابن النباري ويصلح فيه مواضع؛ رواه عنه ابن حسنون
وغيره .مات سنة ثلثين وثلثمائة.
وقال ابن النجار في ترجمته :كان عبدًا صالحًا ،روى عنه غريب القرآن أبو عبد ال عبيد ال بن محمد بن محمد
بن حمدان المعروف بابن بطة العكبري ،وأبو عمرو عثمان بن أحمد بن سمعان الوزان ،وأبو أحمد عبد ال بن
حسنون المقرئ وغيرهم .قال :والصحيح في اسم أبيه عزير ،آخره راء؛ هكذا رأيته بخط ابن ناصر الحافظ؛
وذكر أنه شاهده بخط يده وبخط غير واحد من الذين كتبوا كتباه عنه وكانوا متقنين.
128
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
وذكر لي شيخنا أبو محمد بن الخضر أنه رأى نسخة لغريب القرآن ،بخط مصنفه ،وفي آخرها "وكتب محمد بن
كذا وصفه أبو نعيم في "تاريخ أصبهان" ،وقال :صاحب عربية ،من أهل جرواءان .حدث عن محمد بن بكير
صنف كتابًا في التصريف ،وشرح ديوان المتنبي .وله الرسائل .والبلغة والبراعة في النظم والنثر.
قال ابن النجار :كان إمامًا في النحو ومعرفة العربية ،متصدرًا لقراء الناس ،ويكتب خطًا مليحًا صحيحًا .قرأ
النحو على أبي السعادات بن الشجري ،واللغة على أبي منصور الجواليقي ،وسمع الحديث من جده لمه أبي
العباس أحمد بن الحسين بن قريش ،وأبي القاسم هبة ال بن الحصين ،وأبي بكر محمد بن عبد الباقي النصاري
سمع منه القاضي أبو المحاسن عمر بن علي بن الخضر القرشي ،وأبو المفاخر محمد بن محفوظ الجرباذقاني،
129
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
ولد في ربيع الول سنة أربع وثمانين وأربعمائة .مات في يوم الثلثاء خامس عشر جمادى الولى سنة ست
وخمسين وخمسمائة.
- 292محمد بن علي بن أحمد الحلي النحوي ،أبو عبد ال يعرف بابن حميدة
قال ياقوت :كانت له معرفة جيدة بالنحو واللغة .وقرأ على ابن الخشاب ،ولزمه حتى برع.
وصنف كتبًا ،منها :شرح أبيات الجمل ]لبي بكر بن السراج[ ،وشرح اللمع ]لبن جني[ ،وشرح المقامات
]الحريرية[ ،وكتاب في التصريف ،والروضة في النحو ،والدوات ]في النحو[ ،والفرق بين الضاد والطاء.
قال ابن النجار :وأنشدني ياقوت الحموي بحلب ،قال :أنشدني أبو الحسن علي بن نصر بن هارون الحلي ،أنشدني
- 293محمد بن علي بن أحمد الخولني ،أبو عبد ال يعرف بابن الفخار وباللبيري،
النحوي
ل
قال في "تاريخ غرناطة" :أستاذ الجماعة ،وعلم الصناعة ،وسيبويه العصر ،وآخر الطبقة من أهل هذا الفن .كان فاض ً
تقيًا متعبدًا ،عاكفًا على العلم ،ملزمًا للتدريس ،إمام الئمة من غير مدافع ،مبرزًا أمام أعلم البصريين من النحاة ،منتشر
الذكر ،بعيد الصيت ،عظيم الشهرة ،مستبحر الحفظ ،يتفجر بالعربية تفجر البحر ،ويسترسل استرسال القطر؛ قد خالطت
لحمه ودمه ،ل يشكل عليه منها مشكل ،ول يعوزه توجيه ،ول تشذ عنه حجة .جدد بالندلس ما كان قد درس من العربية،
من لدن وفاة أبي علي الشلوبين.
وكانت له مشاركة في غير العربية ،من قراءة وفقه وعروض وتفسير .وتقدم خطيبًا بالمسجد الجامع العظم ،ودرس
بالنصرية ،وقل في الندلس من لم يأخذ عنه من الطلبة .واستعمل في السفارة إلى العدوة مع مثله من الفقهاء؛ فكانت له
حيث حل الشهرة ،وعليه الزدحام.
130
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
درس وأقرأ ،وكان وقورًا مفرط الطول ،نحيفًا سريع الخطو ،قليل اللتفات والتعريج ،جامعًا بين الحرص
ومات بغرناطة ليلة الثنين ثاني عشر رجب سنة أربع وخمسين وسبعمائة .وكانت جنازته حافلة.
- 294محمد بن علي بن أحمد الربلي الموصلي بدر الدين ،أبو المعالي بن الخطيب
الشافعي النحوي
قال في "الدرر" :ولد سنة ست وثمانين وستمائة ،وكان ذكيًا سريع الحفظ ،شرح الكافية ،والشافية ،وله حواش
كلفت بها شوقا ً وهمت بها وجدا وقد شاع عني حب ليلى وأننـي
ولكنها في حسنها جازت الحدا ووالله ما حبي لهـا جـاز حـده
ولد بطريق رامهرمز ،وأخذ عن المبرد ،وأكثر بعده عن الزجاج .وكان قيمًا بالنحو؛ أخذ عنه الفارسي
والسيرافي .وكان ضنينًا عنه ،ل يقرئ كتاب سيبويه إل بمائة دينار ،فقصده أبو هاشم الجبائي ،فقال له :قد عرفت
الرسم؟ قال :نعم؛ ولكن أسألك النظرة ،وأحمل لك شيئًا يساوي أضعاف القدر الذي تلتمسه ،فتدعه عنك إلى أن
حسنة مغشاة بالدم ،محلة فملها حجرة وقفلها ،وختمها ،وحملها في منديل ،حتى وضعها بين يديه .فلما رأى
منظرها وثقلها لم يشك في حقيقة ما ذكره ،فوضعها عنده ،وأخذ عليه ،فما مضت مدة حتى ختم الكتاب ،فقال له:
احمل ما لي قبلك ،فقال :أنفذ معي غلمك حتى أدفع إليه ،فأنقذه معه ،فجاء إلى منزله وكتب إليه رقعة فيها :قد
تعذر على حضور المال ،وأرهقني السفر ،وقد أبحتك التصرف في الزنفيلجة ،وهذا خطى حجة بذلك .وخرج أبو
هاشم لوقته إلى البصرة ،ومنها إلى بغداد ،فلما وقف مبرمان على الرقعة ،استدعى بالزنفيلجة ،فإذا فيها حجارة،
131
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
فقال :سخر منا أبو هاشم ،ل حياه ال! واحتال على ما لم يتم لغيره قط.
وكان مبرمان مع علمه ساقط المروءة ،سخيفًا إذا أراد أن يمضي إلى بعد ،طرح نفسه في طبق حمال ،وشده
بحبل ،وربما كان معه نبق أو غيره ،فيأكل ويرمي الناس بالنوى ،يتعمد رؤوسهم ،وربما بال على رأس الحمال،
ولبعضهم يهجوه:
وله من التصانيف :شرح كتاب سيبويه؛ لم يتم ،شرح شواهده ،شرح كتاب الخفش ،النحو المجموع على العلل،
- 296محمد بن علي بن أبي بكر بن عبد الملك بن عبد العزيز اللخمي أبو بكر بن
قال ابن الزبير :كاتب بارع ،اختصر الغريب المصنف فأتقن فيه وأبدع ،وسماه حلية الديب.
روى عن أبيه وغيره .وكان جليل القدر ،بيته بيت علم وأدب ورواية وكتابة .روى عنه أبو عمرو بن خليل وأخوه
132
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
حتى يقال ارعوى عن حبه وسل سأهجر العلم ل يغضا ً ول كـسـل ًَ
كي ل يمثل شوقي حيثما مـثـل ول أمر ببـيت فـيه مـسـكـتـه
فلست عن غير ذاك العذب معتزل إذا ظمئت وكان العذب ممتـنـعـا ً
فإن نفسي مما تكـره الـنـهـل إذا طردت قصيا ً عن حـياضـكـم
فاليوم عندي زعيم القوم من جهل قد كان عندي زعيم القوم عالمـهـم
إل يزيد انتقاصا ً كلـمـا كـمـل ما إن رأيت الذي يزداد مـعـرفة
إن الجواد على العـلت مـا وأل وآية الصدق في قوله وتجربـتـي
قال ابن الزبير :كان أستاذًا فقيهًا نحويًا ،روى عنه أبو الحجاج الشريشي.
قال ابن الفرضي :كان بصيرًا بالنحو واللغة ،فصيحًا بليغًا ،طويل اللسان .سمع أبا يعقوب الباوردي ،وقاسم بن
مات يوم السبت لست خلون من صفر سنة اثنتين وسبعين وثلثمائة.
حدث عن أبي ذر عبد بن أحمد الهروي ويوسف بن يعقوب بن خرزاذ النجيرمي وأبي سهل محمد بن علي
الهروي اللغوي وصالح بن رشدين المصري وأبي سعد أحمد بن محمد الماليني ،وعنه أبو القاسم علي بن جعفر
قال ابن دحية في "المطرب" :صقلية بفتح الصاد والقاف ،قاله النحوي الكبير ،أبو بكر محمد بن علي بن الحسن
بن البر التميمي؛ هكذا عربتها العرب ،واسمها باللسان الرومي سيكه :بكسر السين وفتح الكاف وسكون الهاء،
وكيليه :بكسر الكاف واللم وتشديد الياء وسكون الهاء ،وتفسير هاتين "التين والزيتون" ،وإلى ذا المعنى أشار
الديب البارع أبو علي الحسن بن رشيق؛ حين مدح صقلية ،بقوله:
133
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
فيه سواها من البلدان والنمس أخت المدينة في اسم ل يشاركها
قلد إذا شئت أهل العلم أو فقس وعظم الله معنى لفظها قسـمـا ً
قوله" :وعظم ال معنى لفظها قسمًا" ،يريد قوله تبارك وتعالى} :والتين والزيتون{.
وكان فتح صقلية في سنة اثنتي عشرة ومائتين ،ثم صرفت إلى النصارى سنة خمس وخمسين وأربعمائة.
- 300محمد بن علي بن الحسين ،أبو طالب النحوي المعروف بابن المعين غلم
ثعلب
حدث عن أبي العيناء .روى عنه أبو بكر مكرم بن أحمد في كتاب الرغائب من جمعه.
مات يوم الثلثاء لثلث خلون من المحرم سنة ثمان وثلثمائة .ذكره ابن النجار.
قال المنذري :حكى عنه السلفي أنه سمعه يقول :رأيت من أراد رمي عصفور على شجرة من قوس البندق ،فلما
رماه طار العصفور من مكانه ،وجاء عصفور آخر فقعد مكانه؛ فوقعت البندقة فيه وسقط؛ فتعجبت من حصول
- 302محمد بن علي بن الخصر بن هارون الغساني المالقي ،أبو عبد ال يعرف بابن
عسكر
قال ابن عبد الملك :كان نحويًا ماهرًا مقرئًا ،مجودًا ،متوقد الذهن ،متفننًا في جملة معارف؛ ذا خط صالح ،من
رواة الحديث ،تاريخيًا حافظًا ،فقيهًا مشاورًا ،دربًا بالفتوى ،متين الدين ،تام المروءة ،معظمًا عند الخاصة
والعامة ،حسن الخلق والعشرة ،رحب الصدر ،مسارعًا إلى قضاء حوائج الناس ،شديد الحتمال ،محسنًا لمن أساء
إليه ،نفاعًا بماله وجاهه ،متقدمًا في عقد الوثائق ،بصيرًا بمعانيها ،سريع القلم والبديهة في إنشاء النظم والنثر مع
البلغة.
134
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
روى عن أبي سليمان بن حوط ال وأخيه ،وأبي علي الزندي ،والقاضي عياض ،وأجاز له إبراهيم الخشوعي
وغيره ،وأجاز لبن البار وغيره ،وولي قضاء مالقة بعد امتناع ،واستعفى فلم يجب وسار أحسن سيرة .وكان
وصنف المشرع الروي في الزيادة على غريبي الهروي ،وصلة العلم للسهيلي ،والسلو عن ذهاب البصر،
وأربعين حديثًا التزم فيها موافقة اسم شيخة الصحابي ،ولم يسبق إلى ذلك .ولد قريبًا من سنة أربع وثمانين
وخمسمائة .ومات يوم الربعاء لربع خلون من جمادى الخرة سنة ست وثلثين وستمائة؛ وله:
- 303محمد بن علي بن شعيب بن بركة فخر الدين ،أبو شجاع بن الدهان الديب
الحاسب
قال الصفدي :كانت له يد طولى في علم النحو؛ وهو أول من وضع الفرائض على شكل المنبر ،وله غريب
وقال ابن النجار :كانت له معرفة تامة بالدب وعلم الحساب والرياضات ،وله في ذلك مصنفات ،وله أشعار
135
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
- 304محمد بن علي بن شهر أشوب ،أبو جعفر السروري المازندراني رشيد الدين
الشيعي
قال الصفدي :كان متقدمًا في علم القرآن والغريب والنحو ،واسع العلم ،كثير العبادة والخشوع.
ألف الفصول في النحو ،أسباب نزول القرآن ،متشابه القرآن ،مناقب أبي طالب ،المكفوف ،المائدة والفائدة في
النوادر والفرائد.
قال في "تاريخ غرناطة" :كان إمامًا في الكتابة والداب واللغة والعراب والتاريخ والفرائض والحساب
والبرهان ،عارفًا بالسجلت والتوثيق ،أربى على المتقدمين والفحول في نظم الشعر وحفظه ،حافظاً مبرزًا ،درس
الحديث ،وحفظ الحكام لعبد الحق واختصر الكتاب وأزال عنه العتزال ،لم يفتر قط من قراءة أو درس أو نسخ
أو مطالعة ليله ونهاره ،ولم يكن في وقته مثله .وله شعر كثير مدون.
قال ابن المستوفي في "تاريخ إربل" :إمام عالم بالنحو والفقه ،له كتب مصنفة ،شرح المقامات ،وكان أخذها عن
مؤلفها.
ل،
وله :الذخيرة لهل البصيرة ،والبيان لشرح الكلمات ،المنتظم في سلوك الدوات ،لم يذكر فيه من النحو طائ ً
ومسائل المتحان ،ذكر فيه العويص من النحو .وله فصول وعظ ورسائل.
136
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
أقام بإربل ،ورحل إلى بلد العجم ومات في خفتيان ،وحمل فدفن بالبوازيح.
وكان سمع من محمد بن الحسين البرصي وسمع منه أبو المظفر بن طاهر الخزاعي .قال -أعني أبو المظفر:
وحدثني في ذي الحجة سنة ست وخمسمائة أنه سمع تفسير الكلبي ،عن ابن عباس ،على أبي علي القطيعي.
ل عن ابن النجار :قدم بغداد صبيًا ،وتفقه على الغزالي والكيا ،وبرع وتميز ،وقرأ
وقال الصلح الصفدي نق ً
المقامات على الحريري وشرحها ،وكان إمامًا مناظرًا ،وله كتاب عيون الشعر ،والفرق بين الراء والغين.
ومن شعره:
- 307محمد بن علي بن عبد الواحد بن يحيى بن عبد الرحيم الدكالي المصري ،أبو
أمامة بن النقاش
قال في "الدرر" :ولد في نصف رجب سنة عشرين -وقال العراقي :سنة ثلث ،وابن رافع سنة خمس وعشرين
-وسبعمائة .وأخذ القراءات عن البرهان الرشيدي ،والعربية عن أبي حيان وغيره ،وتقدم في الفنون ،وحفظ
الحاوي ،وكان يقول :إنه أول من حفظه بالقاهرة؛ وصنف شرح التسهيل ،وشرح اللفية ،وشرح العمدة ،وتخرج
وقال ابن كثير :كان فقيهًا نحويًا شاعرًا واعظًا ،له يد طولى في فنون ،وقدرة على السجع .وكان يقول :الناس
137
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
وقال الصفدي :قدم دمشق فأكرمه السبكي وعظمه ،وصحب المراء ،ثم صحب الناصر حسنًا إلى أن أبعده عنه
الهرماس بسبب أنه أفتى فتيا يخالف مذهب الشافعي ،فشنع عليه الهرماس ،وعقد له مجلس بالصالحية بحضرة
قال :ومات في ربيع الول سنة ثلث وستين وسبعمائة عن تسع وثلثين.
قال الدفوي في "البدر السافر" :كان إمامًا في اللغة ،أديبًا شاعرًا ،دخل بغداد ،وسمع بها من الزاغوني ،وتأدب
روى عنه المنذري ،وقال في تاريخه :شاعر مفلق ،وأديب بارع؛ له تصانيف حسنة .وله في ثامن شوال سنة تسع
وأربعين وخمسمائة بالحلة المزيدية ،ومات يوم الربعاء في العشرين من ذي القعدة سنة اثنتين وأربعين وستمائة
وأنشدني لنفسه:
138
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
فعفت وأصبح مظلما ً أفقه سفت الرياح على معالمـه
بعد النبيه وفرقت فرقـه وغدت معطلة مـحـابـره
يذوي فيلبث بعده ورقه ! ونسوا روايته وهل غصـن
ل ،كامل المعرفة بالدب ،حسن الطريقة ،متدينًا متواضعًا؛ وله مصنفات
وقال ابن النجار :كان نحويًا فاض ً
كثيرة.
ذكر لي أنه قرأ الدب على فرسان الحلي ،وابن الخشاب ،وابن القصار ،وابن النباري ،وابن الدباغ ،وابن عبيد،
والبندنيجي ،وابن أيوب ،وابن حميدة ،وأبي الحسن ابن الزاهد ببغداد ،وعلي الكندي بدمشق.
وله من الكتب :كتاب حروف القرآن ،كتاب أمثال القرآن ،كتاب قد ،كتاب يحيى ،كتاب الكلب ،كتاب استواء
الحكم والقاضي ،والرد على الوزير المغربي ،كتاب المؤانسة في المقايسة ،كتاب لزوم الخمس ،كتاب المخلص
الديواني في علم الدب والحساب ،كتاب المقصورة ،كتاب المطاول في الرد على المعري في مواضع سها فيها،
كتاب أسطرلب الشعر ،كتاب شرح التحيات ل ،كتاب صفات القبلة مجملة ومفصلة ،كتاب الربعين
والساميات ،كتاب الديوان المعمور في مدح الصاحب ،كتاب الجمع بين الخوات والحض على المحافظة بين
المسببات ،رسالة من أهل الخلص والمودة ،إلى الناكثين من أهل العذر والردة.
قال ابن النجار :وسمعته يقول :لما توفي أبو عثمان الفقيه الشارعي بالقاهرة لقيني بعض الشعرية فذكره بما يذكر
الشعرية الحنابلة ،ونبهاني على الصلة عليه ،فإني تلك الليلة نائم ،إذ رأيت اثنتين فأنشداني:
قال ياقوت :أحد حسنات الري وعلمائها العيان ،جيد المعرفة باللغة ،باقعة الوقت ،وفرد الدهر ،وبحر العلم،
وروضة الدب ،تصانيفه سائرة في الفاق .كان من ندماء الصاحب بن عباد ثم استوحش منه.
وصنف أبنية الفعال ،وشرح الفصيح ،والشامل في اللغة؛ قرئ عليه في سنة ست عشرة وأربعمائة.
قال ابن منده :قدم أصبهان ،فتكلم فيه من قبل مذهبه ،وقرأ عليه مسند الروياني بسماعه من جعفر بن فناكي،
139
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
وابتلى بحب غلم ،يقال له البركاني ،فاتفق أن الغلم حج ،فلم يجد بدًا من مرافقته؛ فلما أحرم :قال :اللهم لبيك،
اللهم لبيك ،والبركاني ساقني إليك! وابتلى بفراقه ،وبرح به ،فكتب إليه:
وقال ابن النجار :من أهل الري ،سكن أصبهان ،كان إمامًا في اللغة ،وله مصنفات حسنة في الدب ،وهو من
ومن تصانيفه :انتهاز الفرص في تفسير المقلوب من كلم العرب ،قرأه عليه عبد الواحد بن برهان ،ورواه عنه.
- 310محمد بن علي بن عمر بن يحيى الغساني ،أبو عبد ال يعرف بابن العربي
قال في "تاريخ غرناطة" :كان من أهل العلم والدين والفضل ،له عناية بالعربية والقراءات ،مكبًا عليهما ،طلق
الوجه كثير الحياء والخشوع .أخذ عن أبي جعفر بن الزبير وابن الفخار ،وبفاس عن الستاذ أبي عبد ال بن
آجروم الصنهاجي ،وجال أكثر بلد الندلس ،وتصدر للقراء .وكان صالحًا حسن التعليم ،تخرج به جمع
كثيرون.
ومات في المحرم سنة ثمان وأربعين وسبعمائة ،ومولده سنة اثنتين وثمانين وستمائة.
بالشلوبين الصغير
مذكور في "جمع الجوامع" .قال ابن البركاني :من النبهاء الفضلء ،أخذ العربية والقراءات عن عبد ال بن أبي
صالح ،ولزم ابن عصفور مدة إقامته بمالقة ،وأقرأ ببلده القرآن والعربية .وكان بارع الخط منقبضاً عن الناس،
كثير التعفف ،متحققًا بأشياء جليلة ،مقتصدًا في شؤونه كلها ،ل يقرئ إل من له جهة تحترم غير محترف بذلك،
140
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
شرح أبيات سيبويه شرحًا مفيدًا ،وكمل شرح شيخه ابن عصفور علي الجزولية ،وانتفع به طائفة.
الركشي المولد والمنشأ ،المالقي الستيطان ،الشريشي الشتغال .قال في "تاريخ غرناطة" :كان متفننًا عالمًا
بالفقه والعربية والقراءات والدب والحديث ،خيرًا صالحًا ،شديد النقباض ،ورعًا ،سليم الباطن ،كثير العكوف
على العلم ،قليل الرياء والتصنع ،عظيم الصبر .خرج من بلده أركش حين استولى عليها العدو ،فاستوطن شريش.
وقرأ بها العربية والدب على أبي الحسن علي بن إبراهيم السكوني وغيره ،ولحق بالجزيرة الخضراء لما استولى
العدو على شريش ،فأخذ بها عن أبي عبد ال بن خميس وغيره .ثم أخذ عن أبي الحسين بن أبي الربيع وغيره
بسبتة ،والبذي وابن الصائغ بغرناطة ،ثم استوطن مالقة ،وسمع بها على أبي عمر بن حوط ال ،وتصدر للقراء
بها ،فكان يدرس من صلة الصبح إلى الزوال ،ويقرأ القرآن ،ويفتي النساء بالمسجد إلى بعد العصر ،ويأتي
الجامع العظم بعد المغرب فيفتي إلى العشاء الخرة ،ول يقبل من أحد شيئًا ،ووقعت له مشاحنات مع فقهاء بلده
وله من التصانيف :تفسير الفاتحة ،شرح الرسالة ،شرح المختصر ،شرح مشكلت سيبويه ،شرح قوانين
الجزولية ،الرد على من نسب الخير ب "ل" إلى سيبويه ،التوجيه السمى في حذف التنوين من حديث أسماء
وله بعد الثلثين وستمائة ،ومات بمالقة سنة ثلث وعشرين وسبعمائة.
وله:
141
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
- 313محمد بن علي بن محمد بن الحسين بن مهرايزد النحوي المعلم الصبهاني،
أبو مسلم
صنف التفسير ،وكان عارفًا بالنحو ،غاليًا في العتزال؛ وهو آخر من حدث عن ابن المقرئ.
- 314محمد بن علي بن محمد بن سالم النصاري الجياني ،أبو بكر يعرف بابن سالم
وبابن الخياط
قال ابن الزبير :قرأ ببلده ،ورحل إلى إشبيلية ،ولزم بها الشلو بين مدة ،واستقر بغرناطة يقرأ النحو إلى أن مات
في حدود الربعين وستمائة .وكان من أهل الدين والفضل .من بيت عفة وطهارة ،وانتفع به من قرأ عليه.
- 315محمد بن علي بن محمد بن صالح بن عبد ال ،أبو عبد ال السلمي الدمشقي
المطرز
صاحب المقدمة المطرزية المشهورة في النحو .قال المنذري في تاريخ مصر :كان نحويًا مقرئًا ،أديبًا .سمع من تمام
الرازي ،وأبي محمد بن أبي نصر ،ومكي بن محمد ،وأبي أسامة محمد الهروي ،ومنصور بن رامش ،وأبي الفرج محمد
بن عبيد ال بن محمد الجرجوشي ،وسعيد بن عفير بن أحمد بن فطيس ،وأبي الحسن علي بن إبراهيم بن سعيد الحوفي
النحوي بمصر .وأبي القاسم حمزة بن عبد ال بن الحسين الطرابلسي .روى عنه أبو بكر بن الخطيب .مات يوم الحد
مستهل ربيع الول سنة ست وخمسين وأربعمائة بدمشق.
142
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
- 316محمد بن علي بن محمد بن عبد الملك الموي الغرناطي ،من أهل إقليم الشر؛
قال ابن الزبير :أستاذ أديب ،شاعر مطبوع من أهل المعرفة بالعربية والدب ،موصوف بالذكاء وجودة القريحة.
المشهور .أخذ النحو عن أبي جعفر النحاس ،والقراءة عن أبي غانم المظفر بن أحمد بن حمدان .وكان من أهل
قال الداني :انفرد بالمامة في دهره في قراءة نافع ورواية ورش؛ مع سعة علمه ،وبراعة فهمه ،وصدق لهجته،
ولد سنة خمس وثلثمائة ،وقيل :سنة ثلث ،وقيل :سنة أربع ،في صفر؛ وهو أصح .ومات يوم الخميس سابع
143
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
ولد بنفطة من قرى توزر ،عام ستة وثلثين وخمسمائة ،وقدم مصر .وكان صالحًا ،له سمت حسن ،يعرف
العربية ،وانتفع بجده الشيخ الصالح أبي الحسن محمد الغساني النفطي .وتخرج به.
- 319محمد بن علي بن محمد أبي الربيع بن عبيد ال بن أبي الربيع ،أبو عمر
ولد ليلة السابع والعشرين من شهر رمضان سنة سبع عشرة وستمائة بإشبيلية ،وقدم مصر ،وسمع الكثير بدمشق
ل.
وغيرها؛ وكان إمامًا عالمًا ،ونحويًا فاض ً
كتب عنه أبو محمد الدمياطي ،والقطب عبد الكريم ،ولم يذكر وفاته.
ولد سنة اثنتين وثلثمائة؛ وتوفي سنة ثمان وثمانين وثلثمائة .قال القراب ،عن الماليني :كتبنا عنه.
نزيل مصر كان نحويًا ،وله رياسة المؤذنين بجامع مصر ،وكتب صحاح الجوهري بخطه وله تآليف في النحو.
144
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
وحدث عن أبي عبيد أحمد بن محمد الهروي اللغوي ،روى عنه أبو بكر محمد بن الحسن التميمي اللغوي.
توفي في يوم الحد ثالث عشر المحرم ،سنة ثلث وثلثين وأربعمائة.
بابن الفراد
ولد بتونس سنة أربع وأربعين وستمائة ،وأخذ بها عن أبيه أبي الحسن علي ،وأبي عبد ال محمد بن عبد الجبار
السوسي وأبي محمد عبد ال بن عبد الرحمن بن برطلة ،وغيره .وحج فلقي ابن المنير ،وعاد فأقرأ العربية بتونس
مع الدب ،وكان مقدمًا فيهما ،مشاركًا في الفقه والصول ،إمامًا في علم الوثائق.
قال في "تاريخ غرناطة" :قائم على العربية والبيان ،ذاكر لكثير من المسائل ،حافظ متقن ،حسن اللقاء ،عفيف
النشأة ،مكب على العلم ،مع زمانة أصابت يمناه ،لزم ابن الفخار ،ومهر في العربية.
قال ابن حجر في "الدرر" :كان عارفًا بالعربية ،وافر الديانة ،جيد النظم والكتابة.
145
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
- 325محمد بن علي بن موسى بن عبد الرحمن ،أبو بكر النصاري الشيخ أمين
الدين المحلي
قال الذهبي :أحد أئمة النحو بالقاهرة ،تصدر لقرائه ،وانتفع به الناس .وله شعر حسن ،وتصانيف حسنة ،منها
أرجوزة في العروض.
قال في "تاريخ غرناطة" :أصله من إشبيلية ،وكان إمامًا في العربية مبرزًا مقدمًا ،حافظًا للقوال ،مستحضرًا
للحجج ،ل يشق في ذلك غباره ،ريان في الدب ،بارع الخط ،مشاركًا في الصلين ،قائمًا على القراءات ،حسن
المجالسة ،رائق المحاضرة ،فائق الترسل ،متوسط النظم ،كثير الجتهاد والعكوف ،مليح الخلق ،ظاهر الخشوع،
قريب الدمعة ،كثير القناعة ،شامخ النف على أهل الرياسة ،حافظًا للمروءة ،صائنًا لماء وجهه؛ بيته شهير
الحسب والجللة.
قرأ على أبي إسحاق الغافقي ،وأبي بكر بن عبيدة النحوي ،وأبي عبد ال بن حريث.
وله من التصانيف :شرح التسهيل جليل ،الغرة الطالعة ،في شعر المائة السابعة ،لحن العامة ،أرجوزة في
الفرائض.
مات بجبل الفتح والعدو محاصره ،أصابه حجر المنجنيق في رأسه؛ وذلك في أواخر ذي القعدة سنة ثلث وثلثين
وسبعمائة.
ومن شعره:
146
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
المعروف بالشامي ،لن أباه قدم الشام وحج .قال الكمال الدفوي في "البدر السافر" :ولد بغرناطة سنة إحدى
وسبعين وستمائة ،وكان أديبًا فقيهًا نحويًا ،مشاركًا في فنون ،شاعرًا ،يناظر في الفقه على مذهب مالك والشافعي،
ويقرأ العربية .قرأ بالسبع على أبي جعفر بن الزبير ،والفخر التوزوري .وسمع الموطأ من أبي محمد بن هارون
وغيره .وسمع منه البرزالي وغيره ،وجاور بالحرمين ،وشرح الجمل ،وكانت له دنيا يتحير فيها.
مات بالمدينة يوم الثنين سادس صفر سنة خمس عشرة وسبعمائة.
ومن شعره:
شهرة ل نسبًا
قال أبو حيان في "النضار" :كان بمراكش في زمن ابن أبي الربيع يدرس كتاب سيبويه والفقه والحديث ،ويميل
إلى الجتهاد ،وله مشاركة في الصول والكلم والمنطق والحساب ،ويغلب عليه البحث ل الحفظ.
روى عن الحافظ أبي الحسن بن القطان وغيره .وأخذ النحو عن يحيى بن راجل شارح الجزولية ،وقرأ عليه
جماعة ،أجلهم أبو عبد ال الصنهاجي وأبو إسحاق العطار شارح الجزولية.
الشاطبي اللغوي
قال الذهبي :ولد ببلنسية ،سنة إحدى وستمائة .وروى عن أبي الحسن بن المقير والبهاء بن الجميزي .وكان عالي
السناد في القرآن ،وكان إمام عصره في اللغة ،تصدر بالقاهرة ،وأخذ عنه الناس ،وروى عنه أبو حيان والمزي
والقطب الحلبي وآخرون .وكان يقول :أعرف اللغة على قسمين :قسم أعرف معناها وشاهدها ،وقسم أعرف كيف
147
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
أنطق بها فقط.
مات بالقاهرة يوم الجمعة ،الثاني والعشرين من جمادى الولى ،سنة أربع وثمانين وستمائة.
وله حواش على الصحاح .وكان معظمًا مقبول الشفاعة عند القضاة ،وفيه لطافة ،وله خط جيد.
قال ابن النجار :كان أحد النحاة المشهورين بمعرفة الدب واللغة ،روى عن أبي سعيد السيرافي وأبي الفتح
المراغي .روى عنه أبو نصر عبد الكريم بن محمد الشيرازي في فوائده.
148
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
قال ياقوت :ولد في رمضان سنة اثنتين وسبعين وثلثمائة ،وأخذ عن صاحب الغريبين ،ورواه عنه وعن أبي
يعقوب النجيرمي ،وأبي أسامة جنادة النحوي ،رئيس المؤذنين بجامع عمرو.
مات بمصر يوم الحد ثالث المحرم سنة ثلث وثلثين وأربعمائة.
قال في "البدر السافر" :كانت له شهرة بمراكش ،وكان يقرأ كتاب سيبويه وغيره ،ومن أحفظ الناس للكامل
وله:
المشهور .صاحب التصانيف .قرأ على والده وبرع ،وكمل حاشية أبيه على المتوسط ،وشرح الرشاد في النحو
للتفتازاني.
149
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
ل ،وله المختصر في النحو ،شرح شواهد
قال ياقوت :قرأ على الزجاج ،وكان عالمًا أديبًا ،أقام بالموصل طوي ً
الكتاب.
ولد سنة أربع وثمانين وثلثمائة .أخذ عن الرماني وغيره ،وصنف المرشد في النحو المسموع من كلم العرب.
قاله ياقوت.
قال المنذري :كان عارفًا بالنحو ،بارعًا فيه ،ماهرًا ،سمع من السلفي .مات سنة اثنتين وستين وخمسمائة بمصر.
قال ابن الزبير :من أهل سبتة ،وجلة طلبتها ،ومتقدمي أستاذيها .برع في الدب والعربية ،وأقرأها عمره ،مع
الفقه ،وكان يعظ الناس ،فصيحًا مفوهًا لسنًا ،ولي قضاء سبتة آخر عمره.
وكان أخذ الكتاب عن ابن مرزوق ،وله نظم حسن وتواضع ،وخلق حسن .مات في حدود سنة ستين وستمائة.
- 339محمد بن عمر بن خلف الهمداني الغرناطي اللبيري الصل ،أبو بكر .يعرف
بابن قيلل
قال في "تاريخ غرناطة" :كان عارفًَا بالفقه والدب والنحو واللغة والطب ،شاعرًا مطبوعًا ،كريم الخلق ،حسن
ومات ليلة الثلثاء ثالث جمادى الولى سنة ثلث وسبعين وخمسمائة ،عن إحدى وثمانين سنة.
150
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
- 340محمد بن عمر بن عبد العزيز بن إبراهيم بن عيسى بن مزاحم المعروف بابن
والقوطية نسب إلى القوط ،وهم ينسبون إلى قوط بن حام بن نوح؛ كانوا بالندلس قبل السلم أيام إبراهيم.
قال ابن الفرضي :أصله من إشبيلية ،وكان إمامًا في اللغة والعربية ،حافظًا لهما ،مقدمًا فيهما على أهل عصره ،ل
يشق غباره ،ول يلحق شأوه ،سمع من ابن الغبس ،وقاسم بن أصبغ ،وأبي الوليد العرج ،وخلئق .وكان حافظًا
لخبار الندلس ،ولم يكن ضابطًا للحديث ول للفقه ،ول له أصول يرجع إليها .وطال عمره فسمع منه طبقة بعد
طبقة.
وصنف" :تصانيف الفعال"" ،المقصور والممدود"" ،تاريخ الندلس"" ،شرح رسالة أدب الكتاب".
مات يوم الثلثاء لسبع بقين من ربيع الول سنة سبع وستين وثلثمائة ،ودفن يوم الربعاء وقت صلة العصر
وله في الربيع:
وفيه ستر على الفتاك إن فتكوا من منزل يعجب النساك خلوتـه
بأخوين النحوي
151
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
قال في "الدرر" :كان فقيهًا أصوليًا ،نحويًا ،كاتبًا بارعًا ،وحيدًا فريدًا ،أتقن علمي اللسان ،وشارك في الفنون،
وولي قضاء بغداد ،وكان فيه بر للفقراء ،وشفقة على الضعفاء ،وتؤدة وحلم ومروءة ،إل أنه يقال :لم يكن من
قضاة العدل.
قال ابن الزبير :كان مدرسًا للنحو والدب ،ذا علم بالصول والعتقاد ،طيب النفس ،ذا دعابة .سمع من أبي
الوليد الباجي وأبي الليث السمرقندي ،ورحل وجال .أخذ عنه القاضي عياض.
حسن بن محمد بن عمر بن رشيد الفهري السبتي أبو عبد ال محب الدين .يعرف بابن
رشيد
قال في "تاريخ غرناطة" :كان متضلعًا بالعربية واللغة والعروض ،فريد دهره عدالة وجللة ،وحفظًا وأدبًا،
وسمتًا وهديًا ،كثير السماع ،عالي السناد ،صحيح النقل ،تام العناية بصناعة الحديث ،قيمًا عليها ،بصيرًا بها،
محققًا فيها ،ذاكرًا للرجال ،فقيهًا ،أصيل النظر ،ذاكرًا للتفسير ،ريان من الدب ،حافظًا للخبار والتواريخ،
مشاركًا في الصلين ،عارفًا بالقراءات ،عظيم الوقار والسكينة ،بارع الخط ،حسن الخلق ،كثير التواضع ،رقيق
قرأ على ابن أبي الربيع وحازم القرطاجني ،ورحل فأخذ بمصر والشام والحرمين عن جماعة؛ منهم الشرف
الدمياطي ،وأبو اليمن عن عساكر ،والقطب العسقلني وغيرهم مما ضمنه رحلته التي سماها "ملء العيبة ،فيما
جمع بطول الغيبة ،في الرحلة إلى مكة وطيبة" ،وهي ست مجلدات ،مشتملة على فنون.
152
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
وأقرأ بغرناطة فنونًا من العلم ،وولي المامة والخطابة بجامعها العظم.
مولده سنة سبع وخمسين وستمائة بسبتة ،ومات بفاس في المحرم سنة إحدى وعشرين وسبعمائة.
وقال الصلح الصفدي :له مصنفات ،منها" :تلخيص القوانين" في النحو" ،وشرح التجنيس لحازم" ،و"وحكم
الستعارة"" ،وإفادة النصيح في رواية الصحيح" ،وإيضاح المذاهب فيمن يطلق عليه اسم الصاحب"" ،وجزء في
وله:
فيا سعد جدي قد ظفرت بمقصدي هنيئا ً لعيني أن رأت عين أحـمـد
فيا عجبا ً زاد الظما عند مـوردي وقبلتها أشفي الغلـيل فـزاد بـي
وله في مزدلفة:
عبد ال
قال ابن الخطيب :كان قائمًا على صناعة العربية والصلين ،عالي الطبقة ،في الشعر نسيج وحده؛ زهدًا وهمة،
كتب بتلمسان عن ملوكها ،ثم فر منهم خوفًا لبعض ما يجري بأبوابهم ،ثم قدم غرناطة ،فتلقاه الوزير أبو عبد ال
بن الحكم ،وأكرمه جدًا ،فلما قتل الوزير قتل هو أيضًا بعد نهب ماله؛ وذلك يوم عيد الفطر سنة ثمان وسبعمائة.
اللغوي
153
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
قال ابن النجار :كان أحد النحاة الدباء المشهورين بحفظ اللغة ،وإتقان العربية .قرأ عليه الخطيب التبريزي
الدب ،وكان مشهورًا بالصلح والديانة ،زاهدًا ،ورعًا ،سمع الحديث من أبي علي بن شاذان ،وأبي القاسم
مات يوم السبت ثامن عشرين محرم سنة اثنتين وخمسين وأربعمائة.
ومن شعره:
قال الذهبي :كان إمامًا صالحًا ،زاهدًا ،مجودًا للقراءات ،عارفًا بوجوهها ،بصيرًا بمذهب مالك ،حاذقًا ،بفنون
ولد بالندلس ،ونشأ بفاس ،وحج وسمع بمكة من عبد المنعم الفراوي ،وبمصر من البوصيري ،والرتاحي ،وأبي
القاسم بن فيرة الشاطبي ،ولزمه مدة ،وقرأ عليه القراءات ،وجلس بعد موته مكانه .وأقرأ القرآن والحديث،
روى عنه الزكي المنذري وسبطه زيادة ،وهو آخر من روى عنه.
مات بمصر مستهل صفر سنة إحدى وثلثين وستمائة ،ودفن بالقرافة ،ومولده سنة تسع وستين وخمسمائة.
154
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
قال ابن الزبير :أستاذ مجيد في إقراء القرآن والعربية والدب ،شاعر كاتب ،حج وعرف بالخير ،وله ثروة
المريدين بالندلس.
سمع ابن دريد ،وروى عنه أبو عبد ال الحاكم ،وكان علمة في النساب وعلوم القرآن.
بن عبيد بن إدريس بن عبد ال بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب ،الشريف
أبو عبد ال شرف الدين الحسيني المعروف بالكركي وبابن الدللت ،الفقيه المالكي
ولد بفاس سنة سبع وعشرين وستمائة تخمينًا ،وقدم القاهرة ،ودرس بالمدرسة الطبيرسية ،وأعاد بالمدرسة
المجاورة لجامع عمرو بن العاص ،وولي قضاء الكرك .وكان إمامًا علمة ،صاحب فنون ،يفتي في المذهبين،
- 350محمد بن عمر بن يوسف بن عمر بن نعيم المام الزاهد العلمة أبو عبد ال
ولد سنة ثمان وخمسين -أو سبع وخمسين -وخمسمائة ،وأقام بالمدينة النبوية؛ حتى مات بها ليلة مستهل صفر
سنة إحدى وثلثين وستمائة .أخذ القراءات عن المام أبي القاسم ،وسمع منه ،ومن جماعة من شيوخ مصر؛ منهم
155
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
أبو القاسم هبة ال بن علي بن مسعود البوصيري ،وأبو عبد ال محمد بن أحمد بن حامد الرتاحي ،وأبو الحسن
علي بن أحمد الحديثي .وسمع بمكة من أبي المعالي عبد المنعم بن أبي البركات عبد ال بن محمد الفراوي ،وسمع
بالسكندرية من الحاكم أبي عبد ال محمد بن عبد الرحمن بن محمد بن منصور الحضرمي ،وأبي القاسم عبد
- 351محمد بن عمار بن محمد بن أحمد المالكي لنحوي الشيخ المام العلمة شمس
ولد -كما كتبه بخطه -يوم السبت العشرين من جمادى الخرة سنة ثمان وستين وسبعمائة ،واشتغل قديمًا ،ولقي المشايخ،
وتفقه بابن عرفة ،وسمع الحديث من التنوخي والسويداوي ،والتاج ابن الفصيح وأضرابهم .وكان صاحب فنون ،حسن
المحاضرة ،محبًا للصالحين ،ولي تدريس المسلمية بمصر سنة ثلث وثمانمائة؛ فتوزع فيها بأن شرط واقفها أن يكون
المدرس في حدود الربعين ،فأثبت محضرًا بأن سنه حينئذ خمس وأربعون ،فيكون مولده على هذا سنة ثمان وخمسين.
وله مجاميع كثيرة ،وشرح التسهيل؛ سماه جلب الموائد ،والمغني لبن هشام؛ سماه الكافي الغني ،في ثمان مجلدات،
وألفية الحديث ،والعمدة .واختصر كثيرًا من المطولت.
وحصل له عرق جذام ،ثم استحكم به ،فمات ليلة السبت رابع عشرين ذي الحجة ،سنة أربع وأربعين وثمانمائة.
قال في "الدرر" :ولد سنة سبعمائة ،وتفقه ،وولي التدريس بمدينة الفيوم مدة طويلة .وكان ماهرًا في الفقه
قال الشهاب بن عبد الوارث البكري المالكي :كان بيني وبينه وقفة ،فرأيت النبي )ص.ع( في المنام ،فقال لي:
156
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
- 353محمد بن عياض ،أبو عبد ال اللبلي
قال في "المغرب" :كان نحويًا أديبًا ،تصدر للقراء بقرطبة ،وله المقامة المشهور بالدوحية.
ومن شعره:
من البحر ل يبدي لها الوصل ساحل تقـاذفـت اليام بـي وسـط لـجة
ويجمعنا غصنين غـضـا وذابـل ً لعل الرضا بيدي من العين نـظـرة
كان رأسًا في العربية والقراءات ،وروى الحديث .ومات سنة ثلث وخمسين -وقيل :وأربعين -ومائتين.
المكي دارًا ،الفقيه المفتي الفرضي النحوي اللغوي الصولي جمال الدين أبو محمد
وصنف " المقتضب في الفقه"" ،ونظم التنبيه" للشيخ أبي إسحاق الشيرازي ،وشرحه في أربعة مجلدات ،قرأ
عليه الرضى بن خليل العسقلني كتابه المقتضب ،ومات بالمدينة الشريفة سنة أربع وسبعين وستمائة.
قال في "الدرر" :مهر في العربية ،وشغل الناس بها ،وكان كثير المطالعة والمذاكرة .وله أرجوزة في
التصريف ،وكتب شيئًا على منهاج النووي ،وله سماع من عبد الرحيم بن أبي اليسر وغيره؛ وكان كثير العبادة،
157
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
حسن البشر ،جيد التعليم ،درس وأفتى ،وولي الخانقاه الشهابية ،وله أسئلة في العربية؛ سأل عنها الشيخ تقي الدين
السبكي فأجابه.
قلت :وقفت على هذه السئلة وأجوبتها وذكرتها في الطبقات الكبرى في ترجمة السبكي.
أخذ عن السيرافي.
أخذ عن الزجاج كتاب فعلت وأفعلت ،وعنه علي بن محمد بن الحسن الحربي.
- 360محمد بن عيسى الرعيني ،يعرف بابن صاحب الحباس ،أبو عبد ال ،والد
قال ابن بشكوال في زيادته على "الصلى" :كان من أهل العلم والدب واللغة ،روى عن أبي عيسى الليثي ،وابن
158
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
- 361محمد بن عيسى الخزرجي المالقي المالكي أبو بكر
ثقة صدوقًا ،وله يد في الدب والمعقول .كان ابن التلمساني يقرأ عليه النحو ،وهو يقرأ عليه المعقول ،فيبكر إليه
ابن التلمساني ،فيقرأ عليه ،ثم يقول :يقرأ سيدنا درسه ،فيقول :ل حتى أروح إلى بيتك .وجاءت إله امرأة ،فقالت
له :أسر ابني وطلب منه من يقعد موضعه ويطلقونه ،فقال :بعد غد أحضري ،فحضرت وابنها معها ،فبكى وقال:
مات بمصر ليلة الثامن والعشرين من ربيع الول سنة إحدى وخمسين وستمائة.
من أهل شذونة .ذكره الزبيدي في الطبقة الخامسة من نحاة الندلس ،وقال :كان من أهل العلم باللغة والقرض
للشعر.
- 363محمد بن فتح
من أهل وادي الحجارة .قال ابن الفرضي :نبيل ،حافظ للنحو والغريب فصيح؛ شاعر سمع من أبي سعيد بن
العرابي ،وقيل :هو الذي ألف له كتاب الخلص وعلم الباطن ،وهو القائل:
159
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
- 365محمد بن أبي الفتح بن أبي الفضل البعلي الحنبلي العلمة الفقيه النحوي
ولد سنة خمس وأربعين وستمائة ،وقرأ النحو على ابن مالك ،وبرع فيه ولزمه ،وتخرج به جماعة ،وأتقن
بالنحو ،متعبدًا متواضعًا ،حسن الشمائل ،جيد الخبرة بألفاظ الحديث ،ريض الخلق ،تاركًا للتكلف مدمنًا
ومات بالقاهرة في المارستان في المحرم سنة تسع وسبعمائة .أسندنا حديثه في الطبقات الكبرى.
- 366محمد -ويقال عبد ال -بن أبي الفتح بن أحمد بن علي بن أحمد بن علي بن
أمامة بن السيد
بفتح السين المهملة وبالنون المفتوحة -أبو المفاخر الواسطي المقرئ النحوي ،أخو أبي العباس أحمد بن أبي
الفتح .وكان له اسمان :عبد ال ومحمد ،فتارة يكتب بخطه أحدهما ،وتارة يجمعهما ،وتارة يقتصر على كنيته.
روى عن أبي العباس أحمد بن علي بن سعيد ،وأبي بكر عبد ال بن الباقلني ،وأبي الحسن علي بن محمد بن
باكر الواسطي .وكان يقرأ بالجامع الزهر من القاهرة ،وكان من أعيان القراء ،عارفًا بالنحو .توفي ليلة الثالث
160
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
قال في "المغرب" :من أهل المائة السابعة ،شاعر مجيد إمام في النحو واللغة ،وكان جده قاضي المرية المشهور
بالعلم والزهد.
ومن شعره:
- 368محمد بن فرج بن جعفر بن خلف بن أبي سمرة القيسي أبو عبد ال يعرف
بالثغري
قال ابن الزبير :كان عارفًا بالنحو والقراءات والدب ،روى عن أبي القاسم بن البرش وغيره ،وعنه أبو عبد
قال الزهري في مقدمة كتابه :صاحب "كتاب العتقاب" .قدم هراة مستفيدًا من شمر اللغوي ،فكتب عنه شيئًا
كثيرًا ،وأملى بهراة من العتقاب أجزاء ،ثم عاد إلى نيسابور ،وأملى بها باقية .قال :وقد نظرت فيه فاستحسنته،
161
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
قال ياقوت :أخذ عن سلمة بن عاصم صاحب الفراء .وقال الداني :أخذ القراءة عن أبي عمرو الدوري وله عنه
نسخة .روى عنه الحروف أحمد بن جعفر بن عبيد ال بن المنادي ومحمد بن الحسن النقاش وأبو مزاحم الخاقاني،
وغيرهم.
- 371محمد بن أبي الفرج بن فرج بن أبي القاسم ،أبو عبد ال المالكي الكتاني
كان عالمًا بالنحو واللغة وسائر فنون الدب؛ أصله من صقلية بالمغرب ،وورد إلى بغداد وخراسان وغزنة،
وجال في تلك البلد حتى وصل إلى الهند؛ وجرت له مخاصمات مع جماعة من الئمة آلت إلى طعنه فيهم ،وبسط
لسانه بما ل يليق بهم ،وحضر مرة إملء محمد بن منصور السمعاني ،فأملى المجلس ،فأخذ عليه الذكي شيئًا،
وقال :ليس كما تقول؛ بل هو كذا ،فقال السمعاني :اكتبوا كما قال ،فهو أعرف به .فغيروا تلك الكلمة ،وكتبوا كما
قال الذكي ،فبعد ساعة قال :يا سيدي أنا سهوت والصواب ما أمليت ،فقال :غيروه ،واجعلوه كما كان ،ففعلوا .فلما
فرغ من الملء وقام الذكي قال السمعاني :ظن المغربي أني أنازعه في الكلم؛ حتى يبسط لسانه في كما بسطه
مولده بصقلية سنة سبع وعشرين وأربعمائة ،ومات بأصبهان سنة ست عشرة وخمسمائة.
قال السلفي :وكان قرأ اللغة على محمد بن يونس ،والنحو على أبي علي الحيولي ،ولم يخرج من المغرب إل وهو
إمام في الفقه والنحو؛ غير أنه يتتبع عثرات الشيوخ ،فدعوا عليه فلم يفلح .انتهى.
162
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
قال ابن منده :هو صاحب صلة واجتهاد ،يرجع في النحو واللغة إلى معرفة تامة ،حسن الوجه ،جميل الطريقة،
من أهل الموصل ،قدم بغداد .وحدث بها عن الجاحظ برسالة له رواها عنه أبو الفرج أحمد بن محمد بن محمد
بن الصامت.
قال ابن النجار :بغدادي على مذهب أبي حنيفة ،من أهل العربية على مذهب الكوفيين ،فصيح اللسان ،واسع
ولد سنة ثلث وخمسين وثلثمائة ،وقدم الندلس تاجرًا سنة اثنتين وعشرين وأربعمائة.
163
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
قال الحاكم في "تاريخ نيسابور" :أديب نحوي صاحب أخبار وحكايات وحفظ لشعار المتقدمين ،رحال في طلب
الحديث ،طال مكثه في العراق ،تولى الحكم في مواضع أحدها طوس؛ وكان من أكثر الناس فائدة ،وأحسنهم
عشرة.
قال ابن المستوفي في "تاريخ إربل" :قرأ النحو على أبي البقاء العكبري ،وصعد إلى الموصل ،فقرأ على مكي
بن ريان ،وأقام بإربل معلمًا ،ثم ترك التعليم ،واتصل بخدمة بعض المراء ،فنقل عنه أشياء قبيحة من شرب
وغيره؛ فعاد إلى الموصل في رجب سنة ثمان وستمائة .وكان غاليًا في التشيع ،إماميًا تاركًا للصلة.
قطني :فأعظمت أن يحمل عن مثله في فضله وجللته وهم ،وهبته أن أوقفه عليه ،فلما فرغ تقدمت إليه ،وذكرت
له ذلك ،وانصرفت .ثم حضرت المجلس التي فقال للمستملي :عرف الجماعة أنا صحفنا السم الفلني لما أملينا
كذا في المجلس الماضي ،ونبهنا ذلك الشاب على الصواب ،وهو كذا؛ وعرف ذلك الشاب أنا رجعنا إلى الصل،
164
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
وقال أبو الحسن العروضي :اجتمعت أنا وأبو بكر بن النباري عند الراضي بال على الطعام -وكان الطباخ قد
عرف ما يأكل -فكان يطبخ له قليلة يابسة ،قال :فأكلنا نحن ألوان الطعام وأطايبه ،وهو يعالج تلك القليلة ،قم فرغنا
وأتينا بحلواء ،وقمنا وملنا إلى الخيش فنام بين الخيشين ،ونمنا نحن في خيشين ولم يشرب ماء إلى العصر ،فلما
كان العصر قال :يا غلم ،الوظيفة :فجاءه بماء من الحب وترك الماء المزمل بالثلج ،فغاظني ذلك ،فصحت ،فأمر
الراضي بإحضاري ،وقال :ما قصتك؟ فأخبرته ،وقلت :هذا يا أمير المؤمنين يحتاج أن يحال بينه وبين تدبير
نفسه؛ لنه يقتلها ،ول يحسن عشرتها ،فضحك ،وقال :يا أبا بكر ،لم تفعل هذا؟ قال :أبقى على حفظي ،قلت له :قد
قال :وسألته يومًا جارية للراضي عن شيء في تعبر الرؤيا ،فقال :أنا حاقن؛ ثم مضى من يومه ،فحفظ كتاب
الكرماني ،وجاء من الغد وقد صار معبرًا للرؤيا ،وكان يأخذ الرطب فيشمه ،ويقول :إنك لطيب؛ ولكن أطيب منك
ولما مرض مرض الموت ،أكل كل شيء كان يشتهي؛ وقال :هي علة الموت.
قال الخطيب :ورأى يومًا بالسوق جارية حسناء ،فوقعت في قلبه ،فذكرها للراضي ،فاشتراها وحملها إليه ،فقال
لها :اعتزلي إلى الستبراء ،قال :وكنت أطلب مسألة ،فاشتغل قلبي ،فقلت للخادم :خذها وامض بها ،فليس قدرها
أن تشغل قلبي عن علمي؛ فأخذها الغلم ،فقالت له :دعني أكلمه بحرفين ،فقالت له :أنت رجل لك محل وعقل،
وإذا أخرجتني ولم تبين ذنبي ،ظن الناس في ظنًا قبيحًا ،فقال لها :مالك عندي ذنب غير أنك شغلتني عن علمي،
فقالت :هذا سهل ،فبلغ الراضي ،فقال :ل ينبغي أن يكون العلم في قلب أحد أحلى منه في صدر هذا الرجل.
قال الزبيدي :وكان شحيحًا ،وما أكل له أحد شيئًا قط ،وكان ذا يسار وحال واسعة ،ولم يكن له عيال.
ووقف عليه رجل يومًا ،فقال له :أجمع أهل سبع فراسخ على شيء ،فأعطني درهمًا حتى أفارق الجماع ،فقال له:
ما هذا الجماع؟ فقال :على أنك بخيل ،فضحك ولم يعطه شيئًا.
وأملى كتبًا كثيرة؛ منها غريب الحديث ،الهاءات .الضداد المشكل ،المذكر والمؤنث ،الزاهر ،أدب الكاتب،
المقصور والممدود ،الواضح في النحو ،الموضح فيه ،الهجاء ،اللمات ،شرح شعر العشى ،شرح شعر النابغة،
165
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
ولد يوم الحد لحدى عشرة ليلة خلت من رجب سنة إحدى وسبعين ومائتين ،ومات ليلة النحر من ذي الحجة سنة
ومن شعره:
هو المسك ما بين الصلبة والـفـهـر إذا زيد شـرا ً زاد صـبـرا ً كـأنـمــا
على السحق والحر اصطبارا ً على
لن فـتـيت الـمـسـك يزداد طـيبـه
الضر
بالشيري النحوي
كذا ذكره الذهبي .وقال :ولد سنة سبع وخمسين وخمسمائة ،وأخذ العربية عن الجزولي وغيره ،وأقرأها مدة،
قال ابن البار :وأجاز له ،ومات أول المحرم سنة ثلث وأربعين وستمائة.
قال ياقوت :كان إمامًا في الدب ،وحجة في لسان العرب ،أخذ اللغة والعراب عن الزمخشري وجلس بعده مكانه ،وسمع
الحديث منه ومن غيره .وكان جم الفوائد ،حسن العتقاد ،كريم النفس ،نزيه العرض ،غير خائض فيما ل يعنيه ،له يد في
الترسل ونقد الشعر.
وله من التصانيف" :التنزيل"" ،تقويم اللسان" ،في النحو" ،العجاب في العراب"" ،البداية في المعاني
مات في سلخ جمادى الخرة سنة اثنتين وستين وخمسمائة عن نيف وسبعين سنة.
- 383محمد بن أبي القاسم بن عبد ال السكسكي ،يعرف بابن المعلم ،أبو عبد ال
166
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
ل ،لكن غلب عليه الدب.
قال الخزرجي في "تاريخ اليمن" :كان فقيهًا فاض ً
شرح المقامات شرحًا جيدًا ،ولم أقف على تاريخه موته .انتهى.
قال الزبيدي :كان عالمًا بالعربية ،ويميل إلى مذهب الكوفيين ،ذا سمت ووقار.
قال في "الدرر" :كان أبوه مملوكًا لبعض التجار ،واشتغل هو ففاق في النحو والتصريف والمعاني والقراءات
وله قصيدة على وزن الشاطبية ،ولحق ياقوت المستعصمي وكتب عليه ،وجود طريقته وكتب عليه أهل ماردين،
وتوفي قريبًا من سنة أربعين وستمائة .وهو أحد أصحاب الشيخ أبي الحسن بن الصباغ.
ومن كلمه :اشتغالك بوقت لم يأت تضييع للوقت الذي أنت فيه.
167
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
ل ،تفرد في بلده بعلو الراية وكمال الدراية ،حمل عن شريح بن محمد
قال ابن الزبير :كان نحويًا لغويًا أديبًا جلي ً
وجعفر بن بمكي وجماعة ،وأخذ عنه الناس كثيرًا ،وحدث عنه ابن حوط ال .وكان معتمدًا في اللغات والداب.
- 388محمد بن مت النحوي
كذا ذكره البلخي في "تاريخ بلخ" وروى بسنده إليه أنه قال :كل شيء ليس فيه الروح؛ إن شئت ذكره ،وإن شئت
فأنث.
المغربل النحوي
ولد سنة سبع وتسعين وستمائة ،وسمع من الشرف الفزاري وغيره ،ومهر في العربية والفقه .وحدث عنه الجمال
بن ظهيرة.
ذكره في "الدرر".
168
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
حدث عن أبي بكر محمد بن القاسم النباري ،وأبي بكر أحمد بن العباس بن عبد ال بن عثمان صاحب ثعلب،
روى عنه ختنه إبراهيم بن علي السكوني ،وأبي بكر مكرم بن أحمد بن محمد بن مكرم .كان حيًا سنة تسع
النحوي
قال ابن عساكر :كان عارفًا بالنحو وعلوم القرآن ،تخرج به جماعة.
ومن شعره:
قال ابن الزبير :أقرأ القرآن والعربية ،وأخذ عنه الناس مات بعيد سنة عشرين وستمائة .وقال ابن مكتوم :كان
ذكره الزبيدي في الطبقة الخامسة من نحاة الندلس ،وقال :كان من أهل العلم بالعربية واللغة والكلم في معاني
الشعر.
169
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
- 395محمد بن محمد بن أحمد تاج الدين السفراييني
قال ابن النجار :كان من النحاة الفضلء ،والدباء النبلء ،وله أشعار حسنة .قدم بغداد ،وروى قصيدة دعبل التي
أولها:
وله:
- 397محمد بن أحمد بن إدريس بن مالك بن عبد الواحد من أهل اصطبونة ،يكنى أبا
170
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
كان رحمه ال تعالى إمامًا في العربية والعروض ،وكان يقطره علمًا من أعلم الفضل والعلم واليثار فيه،
ل.
والمشاركة ،شهيرًا علمًا وعم ً
ل ،وألف في العروض ،وتاريخ بلده ،وألف تأليفًا حسنًا في ترجيل الشمس
وألف في الفرائض رجزًا سه ً
ومتوسطات الفجر ،ومعرفة الوقات بالقدام ،وله أرجوزة في شرح ملحن ابن دريد ،وله شرح الفصيح وغير
ذلك.
قرأ على الستاذ أبي الحسن بن أبي الربيع ،وأبي القاسم الحصار الضرير ،وعلى الستاذ أبي جعفر بن الزبير
ل ،جالس ابن كردان ،وسمع منه ،وجالس أبا الحسين بن دينار وغيره؛ وكان حسن
قال ياقوت :كان نحويًا فاض ً
قال في "تاريخ غرناطة" :قيم على القراءات والنحو والدب ،جيد الشعر والكتابة ،طاهر الذيل ،مهذب الخلق،
وألف نظم الفصيح عاريًا عن الحشو على تقعير فيه ،وأرجوزة في علم الكلم ،وكتابًا في الربا.
171
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
قال ابن النجار :من ولد دينار بن عبد ال الراوي عن أنس .سمع كثيرًا ،وقرأ بالروايات ،وعرف الدب معرفة
حسنة؛ وحدث بالموفقيات للزبير بن بكار عن أبي عبد ال الكاتب ،سمعها منه عيسى القابسي .كتب عنه الخطيب
البغدادي في المذاكرة .ومات يوم الثنين ثالث ذي القعدة سنة ثلث وخمسين وأربعمائة.
النحوي
قال السلفي :كان من أعيان الرؤساء ،وفضلء الدباء ،لم يتعرض للحديث لتشاغله بالدب تارة ،وبالتصريف
أخرى .قرأ الدب على الحسن بن عبد العزيز التونسي ،وجالس أبا غالب بن بشران ،وسمع منه كثيرًا.
قال ابن النجار :قرأ الدب على أبي محمد بن الخشاب ،ثم لزم شيخنا أبا الحسن بن الزاهد النحوي ،وقرأ عليه
ل متدينًا ،حسن
كثيرًا؛ وكان يتردد إلى دور أبناء الدنيا يعلم أولدهم النحو ،ويرتزق من ذلك؛ وكان عالمًا فاض ً
ولد في رمضان سنة تسع وأربعين وخمسمائة ،ومات يوم الحد سابع عشرين ربيع الول سنة ثمان عشرة
وستمائة.
ظلما وقد فديته مـن ظـالـم لم جفا من كنت آمل وصـلـه
ولبستها من خفية في الخاتـم أخفيت زرقة ملبسي من حاسدي
172
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
- 403محمد بن محمد بن خضر بن شمري بن أبي العدل بن جراح بن مازن بن
جراح بن عروة بن عدي بن هشام بن حاتم بن هشام بن عجلن بن عقيل بن مرة بن
عقيل بن هشام بن عروة بن الزبير بن العوام القرشي السدي العلمة شمس الدين
العيزري
ولد بالقدس في العشر الواخر من ربيع الول سنة أربع وعشرين وسبعمائة ،وأخذ الفقه عن التقي أحمد العطار،
وابن عدلن ،ومحيي الدين الزنكلوني ولد شارح التنبيه ،والقراءات عن الشيخ تقي الدين الغرب والبرهان
الحكري .ثم ارتحل إلى غزة سنة تسع وأربعين ،فأقام بها إلى سنة أربع وخمسين ،ودخل دمشق فأخذ بها عن ابن
كثير والحسباني العماد وابن قيم الجوزية وابن شيخ الجبل وغيرهم ،وأذن له بالفتاء ،وأقام على نشر العلم بغزة
إلى أن قدم القطب التحتاني القدس ،فرحل إليه وأخذ عنه وأجازه ،أخذ عن السراج الهندي والسراج البلقيني،
والتاج السبكي ،وشرع في التصنيف .فألف الظهري على فقه الشرح الكبير ،وسلح الحتجاج في الذب عن
المنهاج ،والغياث في تفصيل الميراث ،وأدب الفتوى ،والنتظام في أحوال المام ،وغرائب السير ورغائب الفكر
في علوم الحديث ،وتهذيب الخلق بذكر مسائل الخلف والتفاق ،وتحبير الظواهر في تحرير الجواهر ،في
أجوبة الجواهر للسنوي ،وأخلق الخيار في مهمات الذكار ،والكوكب المشرق في المنطق .ومصباح الزمان
في المعاني والبيان ،وشرحه ،وسلسال الضرب في كلم العرب في النحو ،وشأن فتيا دار العدل ،وأسنى المقاصد
في تحرير القواعد ،واستيفاء الحقوق بمسألة المخلف والمسبوق ،ودقائق الثار في مختصر مشارق النوار،
والبروق اللوامع فيما أورد على جمع الجوامع -وذكر أنه بعث به إلى الشيخ تاج الدين مصنفه ،وهو في صلب
وليته ،فأثنى عليه وأجاب عنه -وتشنيف المسامع في شرح جمع الجوامع ،وتوضيح مختصر ابن الحاجب،
وبلغة ذوي الخصاصة في حل الخلصة لبن مالك ،ووسائل النصاف في علم الخلف ،والمناهل الصافية في
لخصت ذلك من خطة من مجموع له ،قال ابن حجر :ومات في نصف الحجة سنة ثمان وثمانمائة.
173
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
- 404محمد بن محمد بن خليفة ،أبو سعيد الصوفي
قال عبد الغافر في "السياق" :رجل فاضل ،سديد الطريقة ،مرضى السيرة .قرأ على أبي الحسن الغزالي ،وأخذ
عنه القراءة ،ومهر في العربية ،واشتغل بالتذكير والوعظ على طريق القوم ،وسافر مرارًا ،ورأى القبول لحسن
سيرته.
قال ابن البار :أصله من سرقسطة ،وتعلم كثيرًا ،فبرع في العربية وعلمها ،واعتنى بتقييد الثار ،وكان شاعرًا
مجيدًا ،بصيرًا بصناعة الحديث ،متقدمًا في العربية وعلم اللسان ،وأجاز له أبو محمد بن الفوارس ،وأبو ذر بن
ولد في صفر سنة ثلث وستين وخمسمائة ،ومات في ربيع الول سنة عشر وستمائة.
قرأ على أبي سعيد السيرافي ،وألف كتابًا في الوقف والبتداء ،جوده ،وحدث به .سمعه منه أحمد بن الفرج بن
مات يوم الجمعة لليلتين بقيتا من ذي الحجة سنة أربع وثلثين وثلثمائة.
174
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
أحد الئمة .كذا ذكره الذهبي ،وقال :أخذ النحو عن الجمال بن مالك ،وكان من كبار أصحابه ،ثم عنى بالحديث
أتم عناية ،وسمع علي بن عبد الدائم ،وبمصر من العز الحراني وخلق ،وخرج وكتب كثيرًا .وكان حسن البزة،
مات في عنفوان الشبيبة يوم الخميس في سادس عشر جمادى الولى سنة اثنتين وثمانين وستمائة ،ورئي في النوم
فقيل :ما فعل ال بك؟ قال كل خير ،نحن نفترش السندس ،رزقكم ال ما رزقنا.
وقال ابن مكتوم :إمام في اللغة والنحو ،مولده ليلة السبت ثالث محرم سنة خمسين وستمائة.
- 408محمد بن محمد بن عبد ال بن مالك المام بدر الدين المام جمال الدين الطائي
قال الصفدي :كان إمامًا فهمًا ذكيًا ،حاد الخاطر ،إمامًا في النحو والمعاني والبيان والبديع والعروض والمنطق،
أخذ عن والده ،ووقع بينه وبينه صورة؛ فسكن لجلها بعلبك ،فقرأ عليه بها جماعة ،منهم بدر الدين بن زيد ،فلما
مات والده طلب إلى دمشق ،وولي وظيفة والده ،وتصدى للشتغال والتصنيف ،وكان اللعب يغلب عليه ،وعشرة
من ل يصلح ،وكان إمامًا في مواد النظم ،من النحو والمعاني والبيان والبديع ،ولم يقدر على نظم بيت واحد
بخلف والده.
وله من التصانيف" :شرح ألفية والده"" ،شرح كافيته"" ،شرح لميته"" ،تكملة شرح التسهيل" ،لم يتمه،
"المصباح في اختصار المفتاح" ،في المعاني" ،روض الذهان" فيه" ،شرح الملحة"" ،شرح الحاجبية"" ،مقدمة
مات بالقولنج بدمشق يوم الحد ثامن المحرم سنة ست وثمانين وستمائة ،وتأسف الناس عليه.
175
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
- 409محمد بن عبد ال بن محمد بن علي بن حماد بن ثابت الواسطي البغدادي
قال ابن حجر :ولد في رجب سنة اثنتين وثلثين وسبعمائة ،وبرع في الفقه والدب والعربية والمعاني والبيان.
وشارك في الفنون ،وانتهت إليه رياسة المذهب هناك .وسمع من السراج القزويني ،وأجاز له الميدومي وغيره,.
وكان عند أهل بلده شيخ الحديث في الدنيا ،وكان فهمه جيدًا مفرط الكرم ،دينًا حسن الشكل والخلق .حدث بمكة
والمدينة والشام ،وصنف شرح المصابيح ،شرح منهاج البيضاوي .شرح الغاية القصوى.
قال ياقوت :كان من نوادر الزمان وعجائبه ،وأفراد الدهر وغرائبه ،أفضل زمانه في النظم والنثر ،وأعلم الناس
بدقائق كلم العرب ،وأسرار النحو والدب ،طار في الفاق صيته ،وسار في القاليم ذكره ،وكان ينشئ في حالة
له من التصانيف" :حدائق السحر في دقائق الشعر" ،أشعاره ،رسائله بالعربي ،رسائله بالفارسي ،وغير ذلك.
176
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
- 411محمد بن محمد بن عبد الرحمن بن يوسف بن عبد الرحمن بن عبد الجليل
الجعفري التونسي ،أبو عبد ال ركن الدين القوبع .بفتح القاف فيما اشتهر على
قال الصفدي :ولد بتونس في رمضان سنة أربع وستين وستمائة ،وقرأ النحو على يحيى بن الفرج بن زيتون،
والصول على محمد بن عبد الرحمن قاضي تونس ،وقدم سنة تسعين ،فسمع بدمشق من ابن القواس وأبي الفضل
بن عساكر وجماعة ،ودرس بالمنكوتمرية ،وأعاد بالناصرية وغيرها ،ودرس الطب ،بالمارستان؛ وكان يتوقد
ذكاء ،ومهر في الفنون ،حتى إذا صار يتحدث في شيء من العلوم تكلم في دقائقه وغوامضه ،حتى يقول القائل:
إنه أفنى عمره في ذلك .وكان الشيخ تقي الدين السبكي يقول :ما أعرف أحدًا مثله .وقال ابن سيد الناس :لما قدم
قعد في سوق الكتب ،والشيخ بهاء الدين بن النحاس هناك ،ومع المنادى ديوان ابن هانئ؛ فنظر فيه ابن القوبع،
فترنم بقوله:
وله:
177
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
- 412محمد بن محمد بن عبد الكريم بن رضوان بن عبد العزيز البعلي المولد،
ولد سنة تسع وتسعين وستمائة ،وسمع الحديث من القطب اليونيني ،وشمس الدين محمد بن أبي الفتح الحنبلي،
والمزي ،والذهبي ،وغيرهم .وتفقه بالشرف البارزي ،والبدر التبريزي قاضي بعلبك ،وجماعة ،وأخذ العربية عن
وصنف" :غاية الحسان في قوله تعالى} :إن ال يأمر بالعدل والحسان{؛ "وبهجة المجالس"" ،ورونق
المجالس" ،خمس مجلدات ،يتضمن الكلم على آيات وغيرها ،ولوامع النوار نظم مطالع النوار لبن قرقول،
ونظم منهاج الفقه للنووي ،والدر المنتظم في نظم أسرار الكلم؛ وهو نظم فقه اللغة للثعالبي.
وكان إمامًا في الفقه واللغة والعربية ،ماهرًا في النظم والنثر إنشاء وخطبًا ،يكتب الخط المليح .وتوفي بطرابلس
الشام سنة أربع وسبعين وسبعمائة عن خمس وسبعين سنة ذكره المقريزي في المقفى.
- 413محمد بن محمد بن عبد الغفور بن غالب بن عبد الرحمن بن عبد الغفور بن
الفقيه الصولي ،المام الفاضل الكامل ،يعرف بابن عبد الغفور .كذا ذكره التجيبي في رحلته ،وقال :إمام نبيل،
وشيخ جليل ،مقدم في القراءات ،عارف بالصلين ،متكلم ماهر ،حاذق بالعربية ،ذاكر للغة ،موصوف بالدين،
وعنده انقباض عن الناس ،وبعد عن خلطتهم ،والدراية أغلب عليه من الرواية ،ومع ذلك تفرد ببعض مسموعاته،
سمع من الحافظ محمد بن خلفون وغيره ،وأخذ النحو عن أبي الربيع ،والقراءات عن أبي العباس بن النيار
178
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
وغيره ،والصول عن أبي عبد ال الجندي.
قال أبو حامد بن ظهيرة في معجمه :إمام علمة ،ولد بتونس ست عشرة وسبعمائة ،وقرأ بالروايات على أبي
عبد ال محمد بن حسن بن سلمة وغيره ،وبرع في الصول ،والفروع ،والعربية ،والمعاني ،والبيان ،والقراءات،
والفرائض والحساب .وسمع من ابن عبد السلم الهواري الموطأ ،وأخذ عنه الفقه والصول ،ومن الوادي آشي
الصحيحين ،وكان رأسًا في العبادة والزهد والورع ،ملزمًا للشغل بالعلم .رحل إليه الناس وانتفعوا به ،ولم يكن
وكانت وفاته ليلة الخميس الرابع والعشرين من جمادى الخرة سنة ثلث وثمانين ،ولم يخلف بعده مثله.
شمس الدين
قال ابن حجر :أخذ العربية والقراءات عن أبي حيان وغيره ،وسمع من اليافعي والشيخ خليل المالكي ،وحدث،
وكان عارفًا باللغة والعربية ،بارعًا فيهما ،كثير المحفوظ للشعر ،لسيما الشواهد ،قوى المشاركة في فنون الدب
ورأيت في طبقات الفقهاء لبعض الشاميين .تفرد على رأس الثمانمائة خمسة علماء بخمسة علوم :البلقيني بالفقه،
والعراقي بالحديث ،والغماري هذا بالنحو ،والشيرازي صاحب القاموس باللغة ،ول أستحضر الخامس.
مات الغماري في شعبان سنة اثنتين وثمانين ،ومولده في ذي القعدة سنة عشرين وسبعمائة وحدثنا عنه غير واحد.
179
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
قال الجندي في "تاريخ اليمن" :كان ماهرًا في النحو واللغة والتفسير والوعظ ،صوفيا .أقام بمكة أربع عشرة سنة،
وصنف ،فجمع الغرائب ،واختصر أسد الغابة ،وقدم اليمن ،وكان حنفيًا ،فتحول شافعيًا.
وقال :رأيت القيامة والناس يدخلون الجنة .فعبرت زمرة ،فحدثني شخص ،وقال :يدخل الشافعية قبل أصحاب
- 417محمد بن محمد بن أبي علي بن أبي سعيد بن عمرون الشيخ جمال الدين ،أبو
قال الذهبي :ولد سنة ست وتسعين وخمسمائة تقريبًا ،وسمع من ابن طبرزد ،وأخذ النحو عن ابن يعيش وغيره،
وبرع به ،وتصدر لقرائه ،وتخرج به جماعة ،وجالس ابن مالك ،وأخذ عنه البهاء بن النحاس ،وروى عنه
الدين الحنفي
ولد تقريبًا على رأس ثمانمائة ،وأخذ عن السراج قارئ الهداية ،والزين التفهني .ولزم العلمة كمال الدين بن
الهمام وانتفع به ،وبرع في الفقه والصول والنحو وغير ذلك؛ وكان شيخه ابن الهمام ،يقول عنه :هو محقق
الديار المصرية ،مع ما هو عليه من سلوك طريق السلف والعبادة والخير ،وعدم التردد إلى أبناء الدنيا،
والنقباض عنهم .لزم التدريس ،ولم يفت ،واستنابه ابن الهمام في مشيخة الشيخونية لم حج أول مرة ،وولي
180
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
مشيخة مدرسة زين الدين الستادار ،ثم تركها ،ودرس التفسير بالمنصورية ،والفقه بالشرفية العتيقة.
وسئل تدريس الحديث في مدرسة العيني لما رتبت فيها الدروس في سنة سبعين ،فامتنع مع اللحاح عليه .وله
حاشية مطولة على توضيح ابن هشام؛ وال تعالى يديم النفع به.
مات يوم الثلثاء ثاني عشرين ذي القعدة سنة إحدى وثمانين وثمانمائة.
من أهل البصرة قال ابن النجار :قرأ بها الدب على أبي عبد ال الحسين بن علي النمري صاحب أبي رياش،
وسمع من أبي عبد ال محمد بن المعلي بن عبد ال الزدي وأبي عبد ال العرابي ،وقرأ على أبي علي الحسن بن
أحمد بن عبد الغفار الفارسي ،وبرع في النحو والدب ،وسكن واسط مدة ،وأقرأ بها الدب ،وروى بها كثيرًا،
روى عنه من أهلها أبو الجوائز الحسن بن علي بن ناري الكاتب ،وأبو الحسن محمد بن علي بن أبي الصقر.
وقدم في آخر عمره إلى بغداد ،وأقام بها إلى حين وفاته .وحدث بها ،سمع منه الحسين بن علي بن أيوب وابناه
وكان من أئمة النحاة المشهورين بالفضل والنبل ،قال فيه أبو نصر بن ماكول :شيخنا وأستاذنا ،سمع خلقًا كثيرًا،
وأجاز لي ،وكان إمامًا في حل المترجم ،ولم أر شيخًا من أهل الدب يجري مجراه.
وقال غيره :لقي أبا علي الفارسي ،وأخذ عن ابن جني وأضرابه ،وأخذ عنه أبو سعد ابن الموصليا المنشئ
ولزمه.
مات يوم السبت سادس عشر ذي الحجة سنة ثمان وثلثين وأربعمائة عن إحدى وتسعين سنة.
وله:
181
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
- 421محمد بن محمد بن القاسم بن أحمد بن خذيو الخسيكثي ،أبو الوفاء المعروف
ل ،صالحًا عارفًا بالدب والتواريخ حسن الشعر .مات في آخر ذي
قال السلفي :كان إمامًا في اللغة ،أديبًا فاض ً
ولد بغرناطة سنة نيف وثمانين وسبعمائة ،واشتغل بالفقه والصول والعربية ،ومهر فيها ،واشتهر بها .وسمع
من أبي بكر بن عبد ال بن أبي عامر ،وأجاز له جماعة ،ودخل القاهرة سنة خمس وعشرين وثمانمائة ،وحج،
وله نظم ،وشرح اللفية والجرومية ،حدث عن ابن فهد وغيره ،وأضر بآخرة .ومات سابع عشرين ذي الحجة
- 423محمد بن محمد بن محمد بليش العبدري الغرناطي النحوي ،أبو عبد ال
ل منقبضًا ،متضلعًا بالعربية ،عاكفًا عمره على تحقيق اللغة ،له في العربية
قال في "تاريخ غرناطة" :كان فاض ً
باع مديد ،مشاركًا في الطب ،أثرى من التكسب بالكتب .وسكن سبتة مدة ،ورجع وأقرأ بغرناطة ،وكان قرأ على
182
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
ولد في سابع عشر رمضان سنة سبع عشرة وستمائة ،وتل على أبي جعفر الفحام وأخذ العربية عنه وعن أبي
قال ابن حجر :تقدم في الفرائض والعربية ،وسمع من ابن أميلة وغيره .روى عنه عبد الوهاب الحلبي .ومات
نصر النيسابوري
قال ياقوت :كان مبرزًا في القراءات وعلوم الحديث ،ذا حظ وافر من العربية واللغة ،وله شعر صالح؛ سمع
الحديث من أصحاب الصم وغيرهم ،ورحل ،وتخرج به جماعة ،وأملى بنيسابور ،وأخذ الدب عن أبي العلء
المعري وغيره.
ولد سنة أربع وأربعمائة ،ومات في جمادى الولى سنة تسع وثمانين وأربعمائة.
الجيش
قال في "تاريخ غرناطة" :كان من صدور المقرئين ،قائمًا بالعربية ،إمامًا في الفرائض والحساب ،مشاركًا في
183
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
أقرأ بمالقة ،وشرع في تقييد على التسهيل في غاية الستيفاء ،فلم يكمله.
ومات في ربيع الخر سنة خمسين وسبعمائة بعد أن تصدق بمال جم ،ووقف كتبه.
- 428محمد بن محمد بن نمير الشيخ شمس الدين بن السراج يكنى أبا بكر
قال الحافظ ابن حجر :قرأ على نور الدين الكفتي وعلى المكين السمر وغيرهما ،وعني بالقراءات ،وكتب الخط
المنسوب ،وحدث عن شامية بنت البكري وغيرها ،وتصدر للقراء والتكتيب ،وانتفع الناس به.
قال ياقوت :كان عارفًا بالدب ،شديد العناية بالعروض ،وله شعر كثير .سمع ابن نبهان وغيره ،وقرأ على أبي
منصور الجواليقي.
وله مصنف في العروض ،وتصانيف أدبية ،وديوان شعر؛ وتغير ذهنه بآخره.
ولد سنة أربع وتسعين وأربعمائة ،ومات يوم الحد مستهل رمضان سنة ست وسبعين وخمسمائة.
وله:
غدا نجمها عند الزعيم خطائطا إذا عجفت آمالنا عند معـشـر
فبلغت الحيص بيص ،فقال :كل شيء في الدنيا يزيد لحنًا ،إن تكلمت بصادين انقلبت الدنيا؛ وهذا ما يقول له أحد
شيئًا.
184
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
ل ،عالمًا بالنحو واللغة والعروض وقول الشعر مشهورًا بذلك ،سمع الحديث من
وقال ابن النجار :كان أديبًا فاض ً
أبي عبد ال الحسين بن علي بن أحمد بن اليسري وابن الحسين المبارك بن عبد الجبار الصيرفي وأبي علي محمد
بن سعد بن نبهان ،وأبي العباس أحمد بن الحسين بن قريش وغيرهم .روى لنا عنه عبد العزيز بن الخضر وأبو
وذكره العماد الكاتب في الخريدة ،فقال :أبو العز ،علمة الزمان في الدب والنحو متبحر في علم الشعر ،قادر
على نظمه ،له خاطر كالماء الجاري يقدر على نظم ما شاء في ساعة واحدة ،ديوانه مشتمل على خمسة عشر
مجلدًا؛ وهو واسع العبارة ،كثير النظم ،غزير العلم ،ذكي الفهم.
ومن شعره:
قال ياقوت :أخذ النحو عن أبي الفضل بن جهور وغيره ،وصحب الشيوخ ،وكتب النحو ،وشرح الكلم.
وله:
185
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
فإنني للرقيب شـاكـر من كان ذم الرقيب يومـا ً
إل ووجه الحبيب حاضر لم أر وجه الرقيب وقتـا ً
مات سنة ثمان عشرة وستمائة.
قال ابن الزبير :أخذ عن أبي الحسن بن الشريك النحوي وغيره وأقرأ العربية والدب إلى أن مات في حدود سنة
أربعين وستمائة.
يعرف بنسبته ،قال في "تاريخ غرناطة" :كان أستاذًا حافظًا للقرآن ،يقوم على العربية قيام تحقيق ،ويستظهر
الشواهد من كلم العرب وأشعارها وكتاب ال ،بعيد القرين في ذلك ،آخذًا في الدب ،حافظًا للناشيد والمطولت،
واعظًا بليغًا .قرأ على ابن الفخار وتأدب به ،ولزمه ،وله شعر.
- 434محمد بن محمد بنم داود الصنهاجي أبو عبد ال النحوي المشهور بابن آجروم
بفتح الهمزة الممدودة ،وضم الجيم والراء المشددة ،ومعناه بلغة البربر "الفقير الصوفي" ،صاحب المقدمة
المشهورة بالجرومية ،وصفه شراح مقدمته كالمكودي والراعي وغيرهما بالمامة في النحو ،والبركة والصلح،
ولم أقف له على ترجمة ،إل أني رأيت في "تاريخ غرناطة" في ترجمة محمد بن علي بن عمر الغساني النحوي
أنه قرأ بفاس على هذا الرجل ،ووصفه -أعني هذا الرجل -بالستاذ ،والغساني مولده كما تقدم سنة اثنتين
وهنا شيء آخر؛ وهو أنا استفدنا من مقدمته أنه على مذهب الكوفيين في النحو لنه عبر بالخفض ،وهو عبارتهم،
186
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
وقال :المر مجزوم وهو ظاهر في أنه معرب وهو رأيهم؛ وذكر في الجوازم كيفما والجزم بها رأيهم وأنكره
البصريون ،فتفطن.
ثم رأيت بخط ابن مكتوم في تذكرته ،فقال :محمد بن محمد الصنهاجي أبو عبد ال من أه فاس ،يعرف بأكروم،
نحوي مقرئ ،وله معلومات من فرائض وحساب وأدب بارع ،وله مصنفات وأراجيز في القراءات وغيرها ،وهو
مقيم بفاس ،يفيد أهلها من معلوماته المذكورة؛ والغالب عليه معرفة النحو والقراءات؛ وهو إلى الن حي ،وذلك
قال الحلوي في شرحه للجرومية :وكان مولد مؤلف الجرومية عام اثنتين وسبعين وستمائة ،وكانت وفاته سنة
ثلث وعشرين وسبعمائة في شهر صفر الخير ،ودفن داخل باب الجديد بمدينة فاس ببلد المغرب .انتهى.
قال ابن النجار :بغدادي ،كان من أعيان الدباء ،وخطه مشهور بالصحة ،مرغوب فيه ،روى عن ثعلب .روى
ولد سنة بضع عشرة وسبعمائة ،وأخذ عن أبي حيان والصفهاني ،وسمع الحديث من الدلصي وابن عبد الهادي ،وقرره
شيخه في مشيخة مدرسته ،وعظم عنده جدًا وعند من بعده بحيث كان الظاهر برقوق يجيء إلى شباك الشيخونية فيكلمة
وهو راكب وينتظره حتى يخرج فيركب معه.
ل ،ذا فنون ،وافر العقل ،قوي النفس ،عظيم الهيئة ،مهيبًا ،عرض عليه القضاء مرارًا فامتنع.وكان علمة ،فاض ً
وله من التصانيف" :التفسير"" ،شرح المشارق"" ،شرح مختصر ابن الحاجب"" ،شرح عقيدة الطوسي"" ،شرح الهداية
في الفقه"" ،شرح ألفية ابن معط في النحو"" ،شرح المنار"" ،شرح البزدوي"" ،شرح التلخيص في المعاني".
قال ابن حجر :وما علمته حدث بشيء من مسموعاته.
مات ليلة الجمعة تاسع عشر سنة ست وثمانين وسبعمائة ،وحضر جنازته السلطان فمن دونه ،ودفن بالشيخونية.
ذكرت في الطبقات الكبرى كثيرًا من فوائده.
187
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
- 437محمد بن محمود بن محمد بن عبد الكافي العلمة شمس الدين الصفهاني
قال الذهبي :ولد بأصفهان سنة ست عشر وستمائة ،وقدم الشام بعد الخمسين ،فناظر الفقهاء ،واشتهرت فضائله،
وسمع بحلب من طفربل المحسني وغيره ،وانتهت إليه الرياسة في معرفة أصول الفقه ،وله معرفة جيدة بالنحو
صنف وأقرأ ،وولي قضاء منبج ،ثم دخل مصر ،وولي قضاء قوص ثم الكرك ،ثم رجع إلى مصر ،وولي تدريس
الصاحبية وتدريس الشافعي ،ومشهد الحسين ،وتخرج به خلق ،ورجع إليه ،ورحل إليه الطلبة ،حدث عنه
البرزالي وغيره.
وله :شرح المحصول ،والفوائد في الصلين ،والخلف ،والمنطق ،وغير ذلك ،مات بالقاهرة في العشرين من
قلت :ولنا أصفهاني آخر مشهور ،وهو صاحب التفسير ،اسمه محمود ،سيأتي إن شاء ال تعالى.
قال الفاسي في تاريخ مكة :كان جيد المعرفة بالنحو والتصريف ،ومتعلقاتهما ،وله مشاركة حسنة في الفقه ،وحظ
سمع من العفيف المطري ،واليافعي ،ودرس بالمسجد الحرام ،وأن بالقام الحنفي به ،ومات يوم الثلثاء آخر
ل.
جمادى الخرة سنة ثلث عشرة وثمانمائة ،وكان أضر ثم عولج فأبصر قلي ً
188
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
إمام منقلي بكا .قال ابن حجر :كان عارفًا بالفقه والصول والعربية والنظم ،أخذ عن البهاء الخميمي وأبي البقاء
السبكي ،وتصدر.
قال ياقوت :كان بليغًا عالمًا بمجاري اللغة .تصدر عنه الكتب الكبار ،وكان أحد التراجمة ،ينقل الكتب الفارسية
إلى العربية.
ل من كتب الفرس ،وله بضعة عشر كتابًا في الوصاف ،منها وصف الفارس والفرس،
وله أكثر من خمسين نق ً
قال في "تاريخ غرناطة" :كان متحققًا بالعربية ،حافظًا للغة ،ضابطًا لها ،بارع الدب ،قام العناية بشأن الرواية،
قال ابن الفرضي :كان نحويًا لغويًا ،شاعرًا ،متصرفًا في العلوم والداب ،واشتغل عن الفتيا بالعبادة والزهد،
189
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
- 443محمد بن مزيد بن محمود بن منصور بن راشد ،أبو بكر الخزاعي المعروف
وسماه بعضهم :محمد بن أحمد بن مزيد ،قال الخطيب في تاريخ بغداد :حدث عن المبرد ،وكان مستمليه،
والزبير بن بكار ،وجماعة .وروى عنه أبو الفرج الصبهاني ،والمعافى بن زكريا ،وأبو بكر بن شاذان ،والدار
وقال غيره :كان كذابًا قبيح الكذب ،صنف الهرج والمرج في أخبار المستعين والمعتز ،وأخبار عقلء المجانين.
وله:
لزم سيبويه ،وكان يدلج إليه ،فإذا خرج رآه على بابه ،فقال له :ما أنت إل قطرب ليل! فلقب به.
وأخذ عن عيسى بن عمر ،وكان يرى رأي المعتزلة النظامية ،فأخذ عن النظام مذهبه ،واتصل بأبي ُدلف العجلي،
قال ابن السكيت :كتبت عنه قمطرًا ،ثم تبينت أنه يكذب في اللغة فلم أذكر عنه شيئًا.
وله من التصانيف :المثلث ،النوادر ،الصفات ،الصوات ،العلل في النحو ،الضداد ،الهمز ،خلق النسان ،خلق
الفرس ،إعراب القرآن ،المصنف الغريب في اللغة ،مجاز القرآن ،وغير ذلك .مات سنة ست ومائتين.
ومن شعره:
190
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
- 445محمد بن مسعود بن خلصة بن فرج بن مجاهد بن أبي الخصال الغافقي
النحوي الديب الكاتب البارع الفقيه المحدث الجليل ذو الوزارتين ،أبو عبد ال
قال ابن الزبير :كان من أهل المعرفة والحجة والتقان لصناعة الحديث ،والمعرفة برجاله ،والتقييد لغريبه،
ومعرفة اللغة والدب ،والنسب والتاريخ ،متقدمًا في ذلك كله ،وأما الكتابة والنظم فهو إمامها المتفق عليه،
والمتحاكم فيهما إليه؛ لم يكن في عصره مثله؛ مع فضل ودين وورع ،أصله من فرغليط ،وسكن قرطبة
وغرناطة ،وروى عن أبي الحسن بن الباذش والغساني وخلق ،وعنه ابن بشكوال وابن مضاء وغيرهما.
وله كتب وشعر ،وتآليف أدبية مشهورة .قتل شهيدًا بقرطبة ،قتله رجال ابن غانية يوم الحد ثالث عشر ذي الحجة
سنة أربعين وخمسمائة ،ومولده سنة خمس وستين وأربعمائة .وكان آخر رجال الندلس علمًا وفهمًا وذكاء وتفننًا
في العلوم.
ومن شعره:
أغرت بنفسي الهوى وما عرفت يا حبـذا لـيلة لـنـا سـلـفـت
نرجسة من بنفسج قـطـفـت دارت بظلمائها الـمـدام فـكـم
- 446محمد بن مسعود أبو بكر الخشني الندلسي الجياني النحوي يعرف بابن أبي
الركب
ل ،نحويًا لغويًا عارفًا دينًا ،روى عن أبي علي الصدفي وأبي الحسين بن سراج،
وقال ابن الزبير :كان أستاذًا جلي ً
وأخذ النحو عن ابن أبي العافية ،وكان من أجل أصحابه ،وشرح كتاب سيبويه ،وأقرأ ببلده ،ورحل إليه الناس
لتقدمه في الكتاب في وقته وانتقل آخر عمره إلى غرناطة فأقرأ بها.
وولي الصلة والخطبة إلى أن مات في النصف الول من ربيع الول سنة أربع وأربعين وخمسمائة.
191
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
روى عنه ابنه مصعب التي وغيره.
ومن شعره:
قال ياقوت :له تصانيف في الدب مرغوب فيها ،وشعر متداول ،ورسائل مدونة ،فائق في الفقه والفرائض
والحساب والمساحة.
قال ابن الفرضي :كان نحويًا شاعرًا خطيبًا أدب بالعربية ،وخطب وقضي بيابة ،ثم عزل .وسمع من قاسم بن
هكذا سماه أبو حيان :وقال ابن هشام :ابن الذكي؛ صاحب كتاب البديع .أكثر أبو حيان من النقل عنه ،وذكره ابن
هشام في المغني ،وقال :إنه خالف فيه أقوال النحويين .وله ذكر في جمع الجوامع ،ولم أعرف شيئًا من أحواله.
192
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
قال الذهبي :ولد في صفر سنة اثنتين وستين وستمائة ،وبرع في الفقه والعربية ،وتصدر لقرائهما ،وتخرج به
فضلء ،وسمع من الفخر وطبقته ،وأجاز له النجيب ،وخرجت له مشيخة عن نحو أربعمائة شيخ ،ولم يزل قانعًا
راضيًا ،وليس له سوى الضيائية ،ولباسه لباس النساك ،ولم يزاحم على وظيفة ول غيرها ،وكان مرتزقًا من
الخياطة ،فلما مات التقي سليمان عين للقضاء ،فأثنى عليه عند السلطان ،فوله فتوقف ،فلمه ابن تيمية على ذلك،
فأجاب بشرط أل يركب بغلة ،ول يحضر الموكب ،فأجيب واستقر ،فباشره أحسن مباشرة ،وعمر الوقاف ،وكان
ينزل من الصالحية ماشيًا ،وربما ركب مكاريًا ،ومئزره سجادته ،ودواة الحكم من زجاج ،واتخذ فرجية ،مقتصدة،
ل ،وشهد له أهل العلم والدين بأنه من قضاء العدل ،وكان ذا أوراد وعبادات ،وحج مرات ،فمات
وكبر العمامة قلي ً
في آخرها بالمدينة ثالث عشر ذي القعدة ،سنة ست وعشرين وسبعمائة ،ودفن بالبقيع.
قال ابن مكتوم :عارف بالنحو واللغة وكان ينتحل مذهب الكرامية -فيما قيل -ودخل عليه الفخر الرازي ،فعتب
ل:
عليه لنقطاعه عنه ،فاعتذر مرتج ً
لتفريق إرث كان ذو الحرص جامعه دع الحرص وانظر في تمتع قـانـع
إلى عنكبوت تلزم البيت قـانـعـه وشاهد ذبابا ً ساقها الحرص طـعـمة
الحنفي النحوي
193
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
قال أبو حيان في "النضار" :كان عالمًا بالعربية ،أخذنا عنه ،وكان يعرف التركية والفارسية إفرادًا وتركيبًا.
وله قصيدة في العربية ،استوعب فيها الحاجبية ،وقصيدة في قواعد لسان الترك ،ونظم كثير في فنون.
قال ابن حجر :ونظم القدوري فجوده ،ودرس الحسامية في الفقه ،وتولى الحسبة بغزة .وكان متواضعًا كثير
ولد سنة إحدى وثلثين وستمائة ،مات سنة ثلث عشرة وسبعمائة.
قال في "تاريخ بلخ" :له علم في الدب والنحو والقرآن والتعبير ،شيخ زاهد صموت ،لقيته سنة سبع وعشرين
وخمسمائة.
كان إمامًا في العلوم العقلية والنقلية .وله التصانيف المشهورة" ،كشرح المصابيح"" ،وشرح المختصر"،
قال ياقوت :الزدي النحوي اللغوي أبو عبد ال .وقال :روى عن المفضل بن سهل ،وأبي كثير العرابي ،وابن
لنكك ،والصولي ،وعن ابن دريد إجازة .وشرح ديوان تميم بن أبي مقيل.
194
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
قال في "المغرب" :من أهل المائة السادسة من علماء مالقة المشهورين ،متفنن في علوم شتى إل أن الغلب
- 457محمد بن مكرم بن علي -وقيلرضوان -بن أحمد بن أبي القاسم بن حقة بن
صاحب "لسان العرب" في اللغة ،الذي جمع فيه بين التهذيب والمحكم والصحاح وحواشيه والجمهرة والنهاية.
ولد في المحرم سنة ثلثين وستمائة ،وسمع من ابن المقير وغيره ،وجمع ،وعمر ،وحدث .واختصر كثيرًا من
كتب الدب المطولة كالغاني والعقد والذخيرة ومفردات ابن البيطار .ونقل أن مختصراته خمسمائة مجلد ،وخدم
عنه السبكي والذهبي .وقال :تفرد في العوالي؛ وكان عارفًا بالنحو واللغة والتاريخ والكتابة ،واختصر تاريخ
ومن نظمه:
يروي عن خاله الفقيه أبي علي سند بن عنان المالكي .وألف في النحو كتابًا سماه "عمد الكامل في ضبط
العوامل" وحدث عن السلفى .روى عنه أبو محمد عبد الوهاب بن رواح وأبو منصور ظافر بن طاهر بن سحيم.
195
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
- 459محمد بن مناذر مولى صبير بن يربوع بن حنظلة بن مالك بن زيد مناة بن
تميم أبو عبد ال .وقيل أبو جعفر وقيل أبو ذريح
قال ياقوت :شاعر فصيح متقدم في العلم باللغة ،إمام فيها أخذ عنه كثير ،وكان في أول أمره ناسكًا ثم ترك ذلك،
وهجا الناس فوعظته المعتزلة فلم يّتعظ ،فزجروه فهجاهم ،وتهتك حتى نفي عن البصرة إلى الحجاز ،فمات هناك
سنة ثمان وتسعين ومائة .وكان قارئًا تروى عنه حروف تفرد بها .وصحب الخليل وأبا عبيدة ،وأخذ عنهما اللغة
والدب ،وله معرفة بالحديث ،روى عن سفيان بن عيينة والثورى وجماعة .وقال له أبو العتاهية يومًا :كيف أنت
في الشعر؟ فقال :أقول في الليلة عشرة أبيات إلى خمسة عشر ،فقال أبو العتاهية :لو شئت أن أقول في الليلة ألف
يعرض به :أينصرف جبل أم ل؟ فقال له :قد عرفت ما أردت يا ابن الزانية! فانصرف وأعد شهودًا ،ثم جاءه
وأعاد السؤال ،وعرف يونس ما أراد ،فقال له :الجواب ما سمعته أمس.
قال الجاحظ :كان ابن مناذر مولى سليمان القهرماني ،وسليمان مولى عبيد ال بن أبي بكرة ،وعبيد ال مولى
رسول ال صلى ال عليه وسلم ،فهو مولى مولى مولى ،ثم ادعى أبو بكرة أنه ثقفي ،وادعى سليمان أنه تميمي،
وادعى ابن مناذر أنه من بني صبيرة بن يربوع ،فهو دعي مولى دعي مولى دعي ،وهذا مما لم يجتمع في غيره.
196
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
قد بغداد في صباه ،وقرأ الدب ،ولزم مصدق بن شبيب حتى برع في النحو واللغة ،وقرأ الفرائض والحساب،
وقال الشعر ومدح الناصر ،فعرف واشتهر ،ورتب كاتبًا في ديوان التركات مدة ،ثم ولى نظره ،ثم ولى الصدرية
شعبان سنة ست عشر وستمائة .وكان كاتبًا بليغًا ،مليح الخط ،غزير الفضل ،متواضعًا ،مليح الصورة ،طيب
الخلق.
كذا ذكره في "تاريخ بلح" :وقال :روى عن أبي الوليد الطيالسي ،ومحمد بن كثير .مات سنة اثنتين وثمانين
ومائتين.
- 462محمد بن موسى بن عبد العزيز الكندي المصري أبو بكر وقيل أبو عمران بن
قال ياقوت :كان عارفًا بالنحو والمعاني والقراءة والغريب والعراب والحكام وعلوم الحديث والرواية ،واعتنى
بالنحو والغريب حتى لقب بسيبويه لذلك ،وله معرفة بأخبار الناس والنوادر والشعار والفقه على مذهب الشافعي،
جالس ابن الحداد الفقيه الشافعي ،وتتلمذ له ،وسمع من أبي عبد الرحمن النسائي .وأبي جعفر الطحاوي .وكان
يتكلم في الزهد وأحوال الصالحين ،عفيفًا متنسكًا ويظهر العتزال ،اجتمعت في أدوات الدباء والفقهاء والصلحاء
والعباد والمتأدبين ،وبلغ بذلك مبلغًا جالس به الملوك ،وكان يظهر الكلم في السواق في العتزال ،فيحتمل لما
هو عليه ،ولحقته السوداء فاختلط ،ثم زادت عليه الوسوسة ،وواصلته السوداء إلى أن مات في صفر سنة ثمان
وخمسين وثلثمائة بمصر ،وولد سنة أربع وثمانين ومائتين .ومن شعره:
197
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
- 463محمد بم موسى بن عمران الزامي النحوي ،أبو جعفر
قال الثعالبي :هو من أفراد الدباء والشعراء بخراسان عامة ،وحسنات نيسابور خاصة ،سابق في ميادين
الفضل ،راجح في موازين العقل ،ترقت حاله من التأديب إلى التصفح في ديوان الرسائل ببخارى ،وبعد صيته.
وله شعر كعدد الشعر ،غلب عليه الجناس ،حتى كان يذهب بهاؤه .فمن ذلك قوله:
والمعاني والبيان ،والمنطق والحقيقة .أخذ الفقه والحديث عن أبيه ،واللغة عن أحمد بن بصيص ،وكان حنفيًا
فانتقل شافعيًا ،فكان يفتي في المذهبين ،وكان شهمًا يقظًا فصيحًا ،شاعرًا مقلقًا ،ذكيًا جوادًا ،وجيهًا نبيهًا لبيبًا .وله
مصنفات ،منها الرد على النحاة ،البديع السمى في ماهية الخمر ،السر الملحوظ في حقيقة اللوح المحفوظ،
أرجوزة في المنطق ،العروض .مات بزبيد ليلة الجمعة مستهل شوال سنة تسعين وسبعمائة .ومن شعره:
قال الزبيدي وابن الفرضي :كان متصرفًا في علم الدب والخبر ،رحل إلى المشرق ،ولقي بمصر أبا جعفر
الدينوي ،وأخذ عنه كتاب سيبويه رواية .وله كتب مؤلفة ،منها :كتبا "طبقات الكتاب" ،وكتاب "شواهد الحكم".
مات في رجب سنة تسع وثلثمائة .سمع بقيسارية من عمرو بن ثور مسند الفريابي.
198
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
قال ابن الزبير :أستاذ نحوي مقرئ فاضل .روى عن ابن الطراوة وغيره .وكان من مشاهير الستاذيين الجلة.
قال ابن يونس :قدم على مصر ،وكان من أهل العلم باللغة وتفسير القرآن ،ظاهريًا يرمي بالقدر ،ولى قضاء
قال الصفدي :قال أبو حيان :قرأ كتاب سيبويه على ابن أبي الربيع ،وبرع فيه ،وأقرأ النحو بفاس ،وكان فاض ً
ل
نزيهًا وقورًا ،مهيبًا .مات سنة خمس وثمانين وستمائة وسنة نحو من خمس وعشرين سنة.
قال الفاسي :عالم بالنحو واسع الرواية ثقة ،شامي سكن مكة ،وسمع من ابن علية ،والزبير بن بكار ،روى عنه
أبو بكر القرشي وغيره .مات سنة تسع عشرة وثلثمائة بمكة.
199
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
كذا ذكره الذهبي ،وقال :استملى على ابن الخباز كتاب التوجيه في العربية .ومات في شوال سنة ثمانين وستمائة
قال ياقوت :كان مشهورًا بالدب ،ومن شعره في غلم نقص من شعره:
قال ابن حجر :لزم الجمال بن هشام والعتابي ،ومهر في العربية ،وأحسن الخط ،وسمع على أسماء بنت
قال ابن الفرضي :كان عالمًا باللغة والنحو ،حافظًا للخبار والشعار ،خطيبًا بليغًا ،متقدمًا في معرفة لسان العرب .مات
قريبًا من سنة خمس وأربعين وثلثمائة.
- 475محمد بن هبة ال بن أبي الحسن محمد بن عبد ال بن العباس أبو الحسن بن
الوراق النحوي
200
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
شيخ العربية ببغداد .قال السمعاني :تفرد بعلم النحو ،وانتهى إليه علم العربية في زمانه ،وكانت له في القراءات
وعلوم القرآن باع طويل ،وكان مأمونًا صدوقًا ،متحريًا ذا سلمة وصلح ووقار وسكينة ،استدعاه القائم بأمر ال
لتعليم أولده ،وكان ضريرًا ،فلما وصل إلى الباب الذي فيه الخليفة ،قال له الخادم :وصلت فقبل الرض ،فلم يفعل
وقال :السلم عليك ورحمة ال يا أمير المؤمنين ،وجلس ،فقال القائم :وعليك السلم يا أبا الحسن ادن مني ،فدناه
فسأله عن قوله:
قال ابن النجار :وهو سبط أبي سعيد السيرافي ،كان احد أئمة النحاة الفضلء ،سمع أبا على الحسن بن أحمد بن
شاذان ،وأبا القاسم عبد الملك بن محمد بن بشران ،وأبا الحسين محمد بن عبد الواحد بن رزمة البزاز ،وحدث
باليسير.
سمع منه أبو بكر بن الخاضبة ،وأبو نصر هبة ال بن علي المحلى ،وأبو الحسن علي ابن هبة ال بن عبد السلم.
وروى عنه أبو زكريا التبريزي ،وأبو الخير المبارك بن الحسين الغسال المقرئ ،وأبو البركات بن السقطي،
وذكره في معجم شيوخه فقال :انتهى إليه علم العربية ،وكان قيمًا بالنحو والتصريف والبنية ،وكان طبقة في
عصره في علوم القرآن والدب ،ثقة صدوقًا ،متحريًا مأمونًا ،حجة من بيوت العلم والدب .قرأ على علي بن
عيسى الربعي وعلى غيره من علماء عصره ،وجده أبو الحسن كان ختن أبي سعيد السيرافي .ولد في سنة ثمان
وتسعين وثلثمائة ،ومات يوم الجمعة العشرين من رمضان سنة سبعين وأربعمائة ،وصلى عليه الشيخ أبو إسحاق
الشيرازي.
من أعيان الكوفة ومن علمائها بالنحو واللغة وفنون الدب .قدم بغداد واختص بعبد ال ابن المعتز ،وعمل له
رسالة فيما أنكرته العرب على أبي القاسم بن سلم ووافقته فيه .وأدب أولد محمد بن يزداد وزير المأمون .وله
كتاب فيما يستعمله الكاتب .قلت :وقد تقدم صعودًا محمد بن القاسم ،وما أظنه إل هذا.
201
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
- 477محمد بن هشام بن عوف التميمي ،أبو محلم الشيباني السعدي اللغوي
قال ابن النجار :ذكر أبو احمد العسكري :أنه كان إمامًا في اللغة والعربية وعلم الشعر وأيام الناس ،وأصله في
الهواز ،ورحل في طلب الحديث مرارًا إلى مكة والكوفة والبصرة ،وسمع من سفيان بن عيينة ووكيع وجرير بن
عبد الحميد ومحمد بن فضيل بن غزوان وغيرهم ،وقصد البادية لطلب العربية ،وأقام بها مدة .روى عنه جماعة
وقال المرزباني :أخبرني محمد بن يحيى ،حدثنا الحسين بن يحيى ،قال :رأى الواثق بال في منامه كأنه يسأل ال
فسل الجلساء عن ذلك ،فلم يعرفوا حقيقته ،فوجه ،إلى أبي محلم فأحضره ،فسأله عن الرؤيا والمرت ،فقال أبو
محلم .المرت من الرض :القفر الذي ل نبت فيه ،فالمعنى على هذا :ل يهلك على ال إل من قلبه خال من اليمان
ويصبح ذو علم بها وهو جاهل ومرت مرورات يحار بها القطا
فضحك أبو محلم ثم قال للذي أنشده :ربما بعد الشيء عن النسان وهو أقرب إليه مما في كمه ،وال ل تربح حتى أنشدك،
فأنشد للعرب مائة بيت معروف لشاعر معروف ،في كل بيت منها ذكر المرت ،فأمر له الواثق بألف دينار ،وأراده
لمجالسته ،فأبى أبو محلم.
وقال المرزباني :روى عن المغيرة بن محمد المهلبي ،قال :دخل أبو محلم على المنتصر ،وما رأيت أحدًا قد أحفظ منه لكل
شيء من الشعر وأيام الناس ،فقيل له :حدث أمير المؤمنين :فقال هذه أخذة إن جرى الحديث تحدثت ،فقال المنتصر لزيد
أخي هلل :تعالى فاجلس ،فجلس جانبه فتحدث وأبو محلم إلى أن أمرنا بالنصراف.
وقال المرزباني :حدثني أحمد بن محمد العروضي :قال :حكى عن أبي محلم أنه قال :لما قدمت مكة ،لزمت ابن
عيينة ،فلم أكن أفارق مجلسه ،فقال لي يومًا :يا فتى ،أراك حسن الملزمة والستماع ،ول أراك تحظى من ذاك
بشيء ،قلت :وكيف؟ قال :لني ل أراك تكتب شيئًا مما يمر ،قلت :إني أحفظه ،قال :كل ما حدثت به حفظته؟ قلت:
نعم ،فأخذ دفتر إنسان بين يديه ،وقال :أعد على ما حدثت به اليوم ،فأعدته ،فلما خرمت منه حرفًا ،فأخذ مجسًا
آخر من مجلسه فأمررته عليه ،فقال :حدثنا الزهري ،عن عكرمة ،قال :قال ابن عباس :يقال :إنه يولد في كل
سبعين سنة من يحفظ كل شيء ،قال :وضرب بيده على جنبي ،وقال :أراك صاحب السبعين.
202
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
قال محمد بن اسحق النديم :أبو محلم اسمه محمد بن سعد ،ويقال :ابن هشام بن عوف ،وكان يتسمى محمدًا
واحمد ،وأعرابي ،أعلم الناس بالشعر واللغة ،وكان شاعرًا يهاجي أحمد بن إبراهيم الكاتب ،وشعر أبي محلم دون
وقال ابن السكيت :أصل أبي محلم من الفرس ،ومولده بفارس, ،وإنما انتسبت إلى بني سعد .وله من الكتب :كتاب
ولد سنة حج المنصور ،ومات سنة خمس وأربعين .وقيل ثمان وأربعين ومائتين .وهو قائل:
قال ابن الفرضي :كان بصيرًا بالحديث ،حافظًا للقفه ،ذا حظ من علم النحو واللغة والشعر .مات يوم الحد أول
وبادر التوب قبل الفوت والندم خذ من شبابك قبل الموت والهرم
وراقب الله واحذر زلة القـدم واعلم بأنك مجزي ومرتـهـن
إل الرجاء وعفو الله ذي الكرم فليس بعد حلول الموت معتـبة
- 479محمد بن ولد
هكذا اشتهر ،وغنما هو الوليد التميمي النحوي أبو الحسين :قال ياقوت :أخذ بمصر عن علي الدينوري ختن
ثعلب ،ثم رحل عن العراق ،وأخذ عن المبرد وثعلب ،وكان جيد الخط والضبط ،وبه عرج ،وغلب عليه الشيب،
وتزوج الدينوري أمه .وله كتاب في النحو سماه المنمق ،لم يصنع فيه شيئًا.
وكان المبرد ل يمكن أحدًا من نسخ كتاب سيبويه من عنده ،فكلم ابن ولد المبرد في ذلك على شيء سماه له،
فأجابه ،فأكمل نسخه "وأبى أن يعطيه شيئًا حتى يقراه عليه فغضب" ،فاطلع المبرد على ذلك ،فسعى به إلى بعض
203
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
خدم السلطان ليعاقبه على ذلك ،فالتجأ ابن ولد إلى صاحب خراج بغداد -وكان يؤدب ولده -فأجاره منه ،ثم ألح
على المبرد حتى أقرأه الكتاب .مات سنة ثمان وتسعين ومائتين بمصر ،وقد بلغ الخمسين.
- 480محمد بن أبي الوفا بن أحمد بن طاهر العمري ،أبر عبد ال يعرف بابن
القبيضي
قال في "تاريخ إربل" :أخذ النحو والقراءة عن مكي بن زبان ،وسمع الحديث من نصر ال الواسطي ،وقرأ عليه
وستمائة .ومن كلمه :النسان معذور فيما ل بد له منه ،وإذا سكت ذو الحاجة فمن ينطق بها عنه! ومن شعره:
قال ابن الفرضي :كان أحفظ أهل زمانه للمسائل على مذهب مالك ،بصيرًا بالعربية والحساب ،صنف الخصال
من الفقه وغيره .مات ليلة الحد ثاني عشر رمضان إحدى وثمانين وثلثمائة.
بن ثابت النصاري الخزرجي الغرناطي أبو عبد ال .يعرف بالجلء-بالجحيم
منقبضًا عن الناس ،تل على جده وأبي على الغساني ،وروى عن أبي بكر بن عطية وغيره ،وأجاز له ابن خروف
وأبو ذر الخشني وعبد المنعم بن الفرس وخلق ،وروى عنه أبو علي بن أبي الحوص .مولده بغرناطة في ذي
القعدة سنة تسع وسبعين وأربعمائة ،ومات بها في المحرم سنة ست وثلثين وخمسمائة.
204
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
- 483محمد بن يحيى بن احمد بن خليل السكوني ،أبو الفضل
قال ابن مكتوم في تذكرته :روى عن أبيه أبي بكر ،ولزم الشلوبين ،وبلغ في علم العربية الغاية ،وغلبت عليه
هكذا وصفه ابن الزبير ،وقال :روى عنه أبو عبد ال بن نوح الستاذ.
مهر في العربية والدب ،وبلغ الغية من البلغة والكتابة ،ولقى أبا العلء بن زهر وأخذ عنه الطلب ،وبعد
وصيته في ذلك مع المشاركة في عدة علوم .كان رئيسًا معظمًا له مصنف في الحماسة ،وآخر في ذكر ملوك
- 486محمد بن يحيى بن رضى الهمداني المالقي ،أبو عبد ال يعرف بحفيد رضى
قال الزبير :أقرأ القرآن والعربية ببلده إلى حين وفاته ،وكان من أهل العفاف والفضل .روى عن أبي على
قال ابن الفرضي :أصله من جيان وكان علمه الغالب عليه علم العربية ،وكان فيها إمامًا كبيرًا ،ل يقصر عن
أكابر أصحاب المبرد ،جيد النظر ،دقيق الستنباط ،حاذقًا بالقياس ،صادقًا صالحًا ذكيًا ،فقيهًا شاعرًا ،مشهورًا.
205
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
أخذ عن ابن العرابي والنحاس وابن ولد ،وأدب المغيرة بن الناصر لدين ال ،وكان يعرف بالقلفاظ أيضًا،
ويزعم أنه من ولد يزيد بن المهلب .مات في رمضان سنة ثلث وخمسين وثلثمائة .وله:
- 488محمد بن يحيى بن عبد العزيز المعروف بابن الخزاز القرطبي ،أبو عبد ال
سمع ابن الغبس وجماعه ،وولى الصلة بقرطبة ،والقضاء بطليطلة وباجة ،وأحكام الشرطة ،وأقعد في آخر
عمره فلزم داره نحو سبعة أعوام ،وسمع منه الناس كثيرًا .مات يوم الحد لسبع خلون من شوال سنة تسع وتسعين
وثلثمائة.
قال ياقوت :كان له معرفة بالنحو واللغة والدب ،صحب الوزير ابن هبيرة مدة ،وقرأ عليه ،وكان صبورًا على الفقر ل
يشكو حاله.
قال ابن الجوزي :حدثني الوزير ابن هبيرة قال :جلست مع الزبيدي من بكرة إلى قرب الظهر ،وهو يلوك شيئًا في فمه،
فسألته ،فقال :لم يكن لي شيء ،فأخذت نواة أتعلل بها .وكان يحكي عنه أنه على مذهب السالمية ،ويقول :إن الموات يأكلون
ويشربون في القبر ،وإن العاصي ل يلم ،لنه بقدر ال تبارك وتعالى .وكان يقول :قل الحق وإن كان مرًا .ودخل على
الوزير الزينبي وعليه خلعة الوزارة ،والناس يهنئونه ،فقال :هذا يوم عزاء ل هناء ،فقيل :أيهنأ على لبس الحرير.
وحكى عنه ،قال :خرجت إلى المدينة على الوحدة ،فآواني الليل إلى جبل ،فصعدت عليه ،وناديت :اللهم غني
الليلة ضيفك ،ثم نزلت فتواريت عند صخرة ،فسمعت مناديًا ينادي :مرحبًا "بك" يا ضيف ال! إنك مع طلوع
الشمس تمر على قوم على بئر يأكلون خبزًا وتمرًا ،فإذا دعوك فأجب ،فهذه ضيافتك ،فلما كان من الغد سرت،
فلما كان من طلوع الشمس لحت لي أهداف بئر ،فوجدت عندها قومًا يأكلون خبزًا وتمرًا ،فدعوني إلى الكل
فأجبت .وله من التصانيف :منار القتضاء ،ومنهاج القتفاء ،الرد على ابن الخشاب ،العروض ،المقدمة في
206
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
النحو ،الحساب ،القوافي ،تعليل من قرأ "ونحن عصبًة" بالنصب .مات في ربيع الخر سنة خمس وخمسين
وخمسمائة.
روى عنه أبي بكر الطرطوشي ،وأبي عبد ال الرازي ،وأبي الحسن علي بن محمد الليثي ،وأبي عبد ال بن
كاتب النشاء السلطاني بتونس ،باهر في النحو ،كان حيا سنة عشرين وسبعمائة .ذكره ابن مكتوم.
ذكره الزبيدي في الطبقة الخامسة من نحاة الندلس ،وقال :كان بارعًا في علم العربية ،حافظًا لها ،مقدمًا فيها.
- 493محمد بن يحيى بن علي بن مفرج النصاري المالقي ،أبو عبد ال يعرف بابن
مفرج
قال الزبير :أقرأ القرآن والعربية ،وروى عن أبي جعفر الفحام ،وأخذ عنه القراءة ،وجلس للناس بالجامع الكبير
بعد أبي عبد ال الطنجالي يسيرًا ،ثم أدركته منيته في حدود سنة سبع وخمسين وستمائة على نحو أربعين سنة.
207
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
قال الخطيب :من أهل البصرة سكن ببغداد ،وكان من أهل الدب والعلم بالقرآن واللغة ،شاعرًا مجيدًا مدح
الرشيد ،وأدب المأمون .وهو كثير الشعر ،متفنن في الداب ،من أهل بيت علم وأدب .ذكر منهم جماعة في هذا
قال في "تاريخ غرناطة" :كان من صدور العلماء ،وأعلم الفضل معرفة وتفننًا ونزاهة وسذاجة ،عارفًا
بالحكام والقراءات ،مبرزًا في الحديث ،تاريخًا وإسنادًا ،حافظًا للنساب والسماء والكنى ،قائمًا على العربية،
مشاركًا في الصول والفروع واللغة والفرائض والحساب ،أصيل النظر ،منصفًا ،مخفوض الجناح ،حسن الخلق،
عطوفًا على الطلبة ،محبًا للعلم والعلماء .أخذ القراءات والعربية والفقه والحديث والدب عن الستاذ أبي محمد بن
أبي السداد الباهلي وابن الزبير وابن رشيد وغيرهم ،وأجاز له جماعة من سبتة وإفريقية والمشرق ،منهم الشرف
الدمياطي والبرقوهي .وولى الخطابة والقضاء بغرناطة ،فصدع بالحق ،وتصدر لنشر العلم بها ،فأقرأ العربية
والفقه والقرآن والصول والفرائض والحساب ،وعقد مجلس الحديث شرحًا وسماعًا .مولده في ذي الحجة سنة
أربع وسبعين وستمائة .ووقف في مصاف المسلمين يوم المناحة الكبرى بظاهر طريف ،فكبت به بغلته ،فمات
منها وذلك الثنين سابع جمادى الولى سنة إحدى وأربعين وسبعمائة.
قال ابن الزبير :إمام في العربية ،ذاكرًا للغات والداب ،متكلم أصولي ،فقيه متقن ،حافظ ماهر ،عالم عامل،
زاهد ورع فاضل ،حسن القراء ،جيد العبارة ،متين الدين ،شديد الورع ،متواضع جليل ،من أجل من لقيته
وأجمعه لفنون المعارف ،وكان الحفظ أغلب عليه ،سريع القلم إذا كتب أو أقيد .أخذ العربية والدب عن ابن
خروف ومصعب وغيرهما ،وأقرأ العربية وغيرها بفاس .وكان يقول :ما سمعت شيئًا من نكت العلم إل قيدته،
208
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
وما قيدت شيئًا إل حفظته ،وما حفظت شيئًا فنسيته ،وكان على حال من الزهد والورع والتقشف ،يبغض أن يشار
إليه في علم أو دين ،مع مكانته فيهما .دخل الندلس وإشبيلية ،وكان ل يرى الجازة ،وكان يسأله ال تعالى
الشهادة ،فدخل العدو مرسية فقاتل ،حتى قتل شهيدًا .وذلك سنة إحدى وخمسين وستمائة.
- 497محمد بن يحيى بن مزاحم أبو عبد ال وأبو بكر الخزرجي المغربي المقرئ
أصله من أشونة :قدم مصر ،ولقي أبا عبد ال القضاعي ،وأكثر من الرواية ،وكان نهاية في علم العربية ،وألف
كتاب الناهج للقراءات بأشهر الروايات ،وحدث .توفي بمدينة بطليوس سنة إحدى وخمسمائة .أورده المقريزي في
المقفى.
قال الفاسي :بحر في العربية ،وتحقيق مسائلها ،صالح زاهد ،ورع فاضل ،مفتن ،وكان ابتلى بالوسوسة فتعب
كثيرًا .جاور بمكة سنين ،وسمع بها من الجمال السيوطي وغيره .ومات بها سنة سبع وثمانين وسبعمائة.
الخزرجي الندلسي
من أهل الجزيرة الخضراء ،ويعرف بابن البرذعي .كان رأسًا في العربية ،عاكفًا على التعليم ،أخذها عن ابن
خروف ومصعب الرندي والقراءات عن أبيه ،وأخذ عنه الشلوبين .وصنف :فصل المقال في أبنية الفعل ،المسائل
النخب ،والفصاح بفوائد اليضاح ،القتراح في تلخيص اليضاح ،شرحه ،غرر الصباح في شرح أبيات
اليضاح ،النقض على الممتع ،لبن عصفور .وله نظم ونثر وتصرف في الدب .ولد سنة خمس وسبعين
وخمسمائة ،ومات بتونس ليلة ألحد رابع عشر جمادى الخرة سنة ست وأربعين وستمائة.
209
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
- 500محمد بن يحيى بن وهب بن عبد المهيمن القرطبي أبو بكر
قال ابن الفرضي :عني بالعربية واللغة وفنون الدب ،وكان علم النحو أغلب عليه ،مع تجويد القرآن .سمع من
محمد بن معاوية القرشي وغيره وبمكة من أبي عبد ال البلخي ،وبمصر من أبي بكر الدفوي ،وانصرف إلى
الندلس فلزم النقباض وحدث بيسير ،وكان ثقة حسن الحظ والضبط .مات في صفر سنة أربع وثمانين وثلثمائة.
أحد تلميذ علي بن عيسى الربعي ،وكان الربعي يثني عليه ويصفه .ولقي الفارسي فقرأ عليه الكتاب ،فقال له:
ن عني يا أبا الحسن ،فقال :إن استغنيت عن الفهم لم استغن عن الفخر .وسئل عن مسائل في باب النائب
أنت مستغ ٍ
عن الفاعل فوضحها ،ثم قال :ما نفعي شيء قط من النحو سوى هذا الباب ،فإني كتبت في رقعة إلى عامل
البصرة أبي الحسن بن كامل أن يوقع إلى من جملة المساحة بجريبين فكتب :يترك له من عرض المرفوع في ذكر
المساحة ووقف وقفة ،ولم يدر كيف العراب ،هل :هو جريبان أو جريبين؟ فكتب ثلثة أجربة ،فتبركت بهذا
الباب فقط.
قال ابن الفرضي :كان حافظًا للغة ،بصيرًا بالعربية متقدمًا فيهما ،مات سنة ثلث وأربعين وثلثمائة .وقال في
تاريخ غرناطة :كان لغويًا شاعرًا من الفقهاء المشاورين ،ولى الصلة بغرناطة ،وعزل ،وسرد الصوم عن نذر
210
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
إمام العربية ببغداد في زمانه ،أخذ عن المازني وأبى حاتم السجستاني ،وروى عنه إسماعيل الصفار ونفطويه
ل لسيما في صباه.
والصولي .وكان فصيحًا بليغًا مفوهًا ،ثقة ،أخباريًا علمة ،صاحب نوادر وظرافة ،وكان جمي ً
قال السيرافي في طبقات النحاة البصريين وهو من ثمالة قبيلة من الزد ،وفيه يقول عبد الصمد بن العدل:
ولما صنف المازني كتاب اللف واللم ،سأل المبرد عن دقيقه وعويصه ،فأجابه بأحسن جواب ،فقال له :قم فأنت
وله من التصانيف :معاني القرآن ،الكامل المقتضب ،الروضة ،المقصور والممدود ،الشتقاق ،القوافي،إعراب
القرآن ،نسب عدنان وقحطان ،الرد على سيبويه ،شرح شواهد الكتاب ،ضرورة الشعر ،العروض ،ما اتفق لفظه
قال السيرافي :وكان بينه وبين ثعلب من المنافرة ما ل خفاء به ،وأكثر أهل التحصيل يفضلونه .ولشتهار
211
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
وعد بالمبرد أو ثعـلـب أيا طالب العلم ل تجهلـن
فل تك كالجمل الجرب تجد عند هذين علم الـورى
بهذين بالمشرق والمغرب علوم الخلئق مـقـرونة
قال السيرافي :مولده سنة عشر ومائتين .ومات سنة خمس وثمانين ومائتين ببغداد ،ودفن بمقابر الكوفة .ومن
شعره:
من ولد يزيد بن معاوية .قال الصفدي :كان متضلعًا بعلوم كثيرة ،مقدمًا في النحو واللغة ،هاجى نصرًا الخبز
أرزي بالبصرة ،فزاد عليه نصر في الفحش .مات سنة أربع وعشرين وثلثمائة.
- 505محمد بن يعقوب بن إلياس الدمشقي المام بدر الدين المعروف بابن النحوية
قال الذهبي :ولد سنة تسع وخمسين وستمائة ،وأخذ عن الجمال بن واصل ،والنجم البارزي ،وكان بحماة ،ثم
تحول إلى دمشق ،وأخذ عن النجم القحفازي ،وكان رأسًا في العربية والمعاني والبيان ،خيرًا كيسًا ،وقورًا مقتصدًا
في أموره.
وقال الصفدي :له يد طولى في الدب ،اختصر المصباح لبدر الدين بن مالك في المعاني ،فسماه بضوء المصباح،
وشرحه .وشرح ألفية ابن معطي .وقيل :عن الجلل القزويني اجتمع به في العادلية بدمشق ،فسأله عن قول أبي
النجم "كله لم أصنع" ،في تقديم حرف السالب وتأخيره ،فما أجاب بشيء.
قال الصفدي :وقد تكلم على هذا كلمًا جيدًا في شرح كتابه ،والسبب في ذلك أن كل من وضع مصنفًا ل يلزمه أن
يستحضر الكلم عليه حتى يطلب منه لنه حالة التصنيف يراجع الكتب المدونة ،ويطالع ،فيحرر الكلم ،ثم يشذ
212
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
عنه.
قال ابن حجر :أو يكون السبب غير ذلك ،أي كون المجلس ل يحتمل الجواب ونحوه .مات في صفر سنة ثمان
عشرة وسبعمائة.
صاحب "القاموس" .قال ابن حجر :كان يرفع نسبه إلى الشيخ أبي إسحاق الشيرازي "صاحب التنبيه" ،ويذكر
"أن" بعد إبراهيم ،عمر بن أحمد بن محمود بن إدريس بن فضل ال بن الشيخ أبي إسحاق .وكان الناس يطعنون
في ذلك مستندين إلى أن الشيخ "أبا إسحاق" لم يعقب .ثم ارتقى فادعى بعد أن ولى قضاء اليمن أنه من ذرية أبي
بكر الصديق رضي ال عنه "وزاد إلى أن رأيت بخطه لبعض نوابه في بعض كتبه :محمد الصديقي".
قال ابن حجر :ولم يكن مدفوعًا عن معرفة ،إل أن النفس تأبى قبول ذلك .ولد سنة تسع وعشرين وسبعمائة
بكارزين ،وتفقه ببلده ،وسمع بها من محمد بن يوسف الزرندي المدني الصحيح ،ونظر في اللغة ،فكانت جل
قصده في التحصيل ،فمهر فيها إلى أن بهر وفاق ،ودخل الشام ،فسمع بها من ابن الخيار وابن القيم والتقى السبكي
والفرضي وابن نباتة ،والشيخ خليل المالكي ،وخلق .وظهرت فضائله ،وكثر الخذون عنه ،ثم دخل القاهرة،
وجال البلد ،ودخل الروم ،فأكرمه ملكها بابزيدخان بن عثمان ،وحصل له منه دنيا طائلة ،ومن تمرلنك ،ثم دخل
الهند ثم زبيد ،فتلقاه ملكها الشرف إسماعيل بالقبول ،وقرره في قضائها ،وبالغ في إكرامه ،وتزوج بابنة الشيخ،
وصنف له كتابًا وأهداه له على أطباق ،فملها له فضة .ولم يقدر أن دخل بلدًا إل وأكرمه متوليه.
وكان يقول :ما كنت أنام حتى أحفظ مائتي سطر .ول يسافر إل وصحبته عدة أحمال من الكتب ،ويخرج أكثرها
في كل منزلة فيها ويعيدها إذا رحل ،وكان إذا أملق باعها.
وله من التصانيف :القاموس المحيط في اللغة .اللمع العلم العجاب ،الجامع بين المحكم والعباب ،لم يكمل .فتح
الباري بالسيح الفسيح الجاري ،في شرح صحيح البخاري .قال ابن حجر :مله بغرائب النقول .ولما اشتهرت
213
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
مقالة ابن عربي باليمن ،صار يدخل منها فيه ،فشانه ،ولم يكن متهمًا بالمقالة المذكورة إل أنه كان يحب المداراة.
قلت :وقد أخذ ابن حجر منه اسمه وسمى به شرح البخاري تأليفه.
ومن تصانيف الشيخ مجد الدين :تسهيل الوصول إلى الحاديث الزائدة على جامع الصول ،الصعاد إلى رتبة
الجتهاد ،الوجيز في لطائف الكتاب العزيز ،تحبيز الموشين فيما يقال بالسين والشين ،الروض المسلوف ،فيما له
اسمان إلى ألوف ،شرح الفاتحة ،المتفق وضعًا المختلف صعقًا ،طبقات الحنفية ،البلغة في تاريخ أئمة اللغة ،لطيف
رأيته بمكة ،من تسمى بإسماعيل ،أسماء النكاح ،أسماء الليث ،أسماء الخندريس ،أسماء الغادة ،مقصود ذوي
اللباب في علم العراب ،شرح خطبة الكشاف ،شرح عمدة الحكام ،وأشياء كثيرة .مات ليلة العشرين من شوال
قلت :روى لنا عنه غير واحد ،وسئل بالروم عن قول علي رضي ال عنه لكاتبه" :الصق روانفك بالحبوب ،وخذ
المزبر بشناترك ،واجعل حندورتيك إلى قيهلي ،حتى ل أنغي نغية إل أودعها حماطة جلجلنك" ،ما معناه؟ فقال:
الزق عضرطك بالصلة وخذ المصطر بأباخسك ،واجعل جحمتيك إلى أثعباني ،حتى ل أنبس نبسة إل وعيتها في
لمظة رباطك .فتعجب الحاضرون من سرعة الجواب بما هو أبدع وأغرب من السؤال.
قلت :الروانف :المقعدة ،الجبوب :الرض .المزبر :القلم .الشناتر :الصابع .الحندورتان :الحدقتان .قيهلى ،أي
ومن شعره:
نزيل نيسابور؟ قال الحاكم .كان من أقران أبي عمر الزاهد وابن درستويه ،أخذ عن ثعلب والمبرد .وكان من
صدوق اللهجة ،من أعيان الدباء ،صحب السلطين ،ثم ترك صحبتهم ،ودرس كتب الدب ،وسمع الحديث من
بشر بن موسى السدي وغيره .وكان ينشع عن البحتري .مات في ربيع الخر سنة ثلث وأربعين وثلثمائة.
214
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
- 508محمد بن يوسف بن احمد بن عبد الدائم الحلبي محب الدين ناظر الجيش
قال ابن حجر :ولد سنة سبع وتسعين وتسعمائة ،واشتغل ببلده ،ثم قدم القاهرة ،ولزم أبا حيان والجلل
القزويني والتاج التبريزي وغيرهم .وتل بالسبع على التقى الصائغ ،ومهر في العربية وغيرها ،ودرس فيها وفي
الحاوي ،وسمع الحديث من الحجار ووزيره ،وجماعة وحدث وأفاد ،وخرج له الياسوفي مشيخة ،ودرس
بالمنصورية في التفسير ،وكان له في الحساب يد طولى ،ثم ولى نظر الجيش وغيره ،ورفع قدره .وكان على
الهمة ،نافذ الكلمة ،كثير البذل والجود .ومن العجائب انه مع فرط كرمه وبذله اللف في غاية البخل على الطعام،
حتى كان يقول :إذا رأيت شخصًا يأكل طعامي أظن أنه يضربني بسكين .وبالجملة كان من محاسن الدنيا ،مع
أبي حيان .ومات في ثاني عشر ذي الحجة سنة ثمان وسبعين وسبعمائة.
- 509محمد بن يوسف بن احمد الهاشمي اللوشي الصل المالقي أبو عبد ال .يعرف
بالطنجالي
قال ابن الزبير :محدث فاضل ،نحوي ورع ،زاهد ،لزم ابن عطية ،وانتفع به ،وتخلق بكثير من خلقه ،وأبا
الحسن الغافقي .وسمع أيضًا من أبي علي الزندي وأبي القاسم بن الطيلسان وجماعة ،وكان يحترف صناعة
التوثيق ،من أبدع أهل زمانه ،ومن أهل الفضل والدين ،ل يأكل إل من كسبه ،أو مما يعلم أصله ،ويجيب إلى
وجلس بعد موت شيخه أبي محمد الباهلي في قبلة الجامع الكبير بمقابلة يتكلم على صحيح البخاري .ومات سنة
- 510محمد بن يوسف بن حبيش-بفتح الهاء -أبو بكر الديب العالم البارع النحوي
215
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
من شيوخ أبي حيان .كان حيًا بتونس سنة تسع وسبعين وستمائة .ومن شعره:
قال ابن الزبير :جمع علمًا جمًا ،ورواية فسيحة ،وتفننًا في المعارف ،وكان بصيرًا الخشوع في الصلة ،ل يفتر
عنها دائمًا له حظ من الصوم ،روى عن أبي بكر بن العربي وأبي الوليد بن رشد ،ورحل فأجار له السلفي وغيره.
وعاد وحدث ،وأقرأ وخطب .سمع منه أبو الحسن بن هذيل ،وكان فكهًا ظريفًا جميل الصحبة والمعاشرة سخيًا،
قال ابن عات :ما رأت عيني أجمل منه ،ول سمعت خطيبًا أفصح منه .ألف الشجرة ،لم يسبق إلى مثله .مات سنة
خمس وثلثين ،كذا قال الزبير .وقال ابن عات في الريحانة :وستين وخمسمائة ،وشهد جنازته جم غفير ،وبكى
عليه الناس.
216
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
المعروف بابن الحصالة ،أبو بكر الديب البارع النحوي .كذا ذكره ابن مكتوم في تذكرته ،وقال :من شعره ما
الشافعي النحوي
قال في "الدرر" :كان عالمًا بالفقه والصول والنحو والمنطق والدب والرياضيات .ولد في حدود سنة ثلثين
وستمائة ،وقدم الديار المصرية ،فسكن قوص وقرأ على الصفهاني ،وأتقن الفنون ،ثم قدم القاهرة فأعاد
بالصاحبية ،ودرس بالشريفية والمعزية ،وسمع من أبي المعالي البرقوهي وغيره ،وانتصب للقراء فقرأ عليه
المسلمون واليهود والنصارى ،وولى خطابة الجامع الطولوني ،وقرأ عليه التقى السبكى ،وروى عنه .وكان حسن
الصورة ،مليح الشكل ،حلو العبارة ،كريم الخلق ،ساعيًا في حوائج الناس .وله شرح ألفية ابن مالك ،شرح
التحصيل ،شرح منهاج البيضاوي ،خطب وديوان شعر ،وغير ذلك .مات في ذي القعدة سنة إحدى عشرة
وسبعمائة.
قال ابن الزبير :كان لغويًا أديبًا شاعرًا ،وكان معتمدًا في الدب ،فردًا متقدمًا في ذلك في وقته ،روى عن أبي
علي الصدفي وأبي محمد بن السيد وابن الباذش وابن الخضر ،واخذ عنه أبو العباس بن مضاء .قال :وعليه
اعتمدت في تفسير كامل المبرد لرسوخه في اللغة والعربية .وله المقامات اللزومية الشهيرة ،وشعره كثير .مات
بقرطبة يوم الثلثاء الحادي والعشرين من جمادى الولى سنة ثمان وثلثين وخمسمائة .ومن شعره:
217
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
والصب غير الوصل ل يشفيه لما ظفرت بليلة من وصـلـه
وظللت أشرب ماءها من فيه أنضجت وردة خده بتنفـسـي
صاحب شرح البخاري :المام العلمة في الفقه والحديث والتفسير والصلين والمعاني والعربية .قال ابنه في
"ذيل المسالك" :ولد يوم الخميس سادس عشرين جمادى الخرة سنة سبع عشرة وسبعمائة ،وقرأ على والده بهاء
الدين ،ثم انتقل إلى كرمان ،وأخذ عنه العضد وغيره .ومهر وفاق أقرانه ،وفضل غالب أهل زمانه ،ثم دخل
دمشق ،ومصر وقرأ بها البخاري على نصر الدين الفارقي ،وسمع من جماعة ،وحج ورجع إلى بغداد،
واستوطنها .وكان تام الخلق ،فيه بشاشة وتواضع للفقراء وأهل العلم ،غير مكترث بأهل الدنيا ،ول يلتفت إليهم،
يأتي إليه السلطين في بيته ،ويسألونه الدعاء والنصيحة .وله من التصانيف :شرح البخاري ،شرح المواقف،
شرح مختصر ابن الحاجب ،سماه السبعة السيارة ،شرح الفوائد الغياثية في المعاني والبيان ،شرح الجواهر،
أنموذج الكشاف ،حاشية على تفسير البيضاوي ،وصل فيها إلى سورة يوسف ،رسالة في مسألة الكحل .مات بكرة
يوم الخميس سادس عشر المحرم سنة ست وثمانين وسبعمائة بطريق الحج فنقل على بغداد ودفن بقبر أعده
- 516محمد بن يوسف بن علي بن يوسف بن حيان المام أثير الدين ،أبو حيان
نحوي عصره ولغويه ومفسره ومحدثه ومقرئه ومؤرخه وأديبه .ولد بمطخشارش ،مدينة من حضرة غرناطة في آخر
شوال سنة أربع وخمسين وستمائة ،وأخذ القراءات عن أبي جعفر بن الطباع والعربية عن أبي الحسن البذي وأبي جعفر
بن الزبير وابن أبي الحوص وانب الصائغ وأبي جعفر اللبلبي ،وبمصر عن البهاء ابن النحاس وجماعة .وتقدم في النحو،
وأقرأ في حياة شيوخه بالمغرب ،وسمع الحديث بالندلس وإفريقية والسكندرية ومصر والحجاز من نحو أربعمائة
وخمسين شيخًا ،منهم أبو الحسين بن ربيع وابن أبي الحوص والرضى والشاطبي والقطب والقسطلني والعز الحراني،
وأجاز له خلق من المغرب والمشرق ،منهم الشرف الدمياطي ،والتقى به دقيق العيد والتقى ابن رزين ،وأبو اليمن ابن
عساكر ،وأكب على طلب الحديث وأتقنه وبرع فيه ،وفي التفسير ،والعربية ،والقراءات ،والدب ،والتاريخ ،واشتهر اسمه،
وطار صيته ،وأخذ عنه أكابر عصره ،وتقدموا في حياته كالشيخ تقي الدين السبكي ،وولديه والجمال السنوي ،وابن قاسم،
وابن عقيل ،والسمين وناظر الجيش ،والسفاقسي ،وابن مكتوم ،وخلئق.
218
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
قال الصفدي :لم أره قط إل يسمع أو يشتغل ،أو يكتب أو ينظر في كتاب ،وكان ثبتًا قيمًا عارفًا باللغة ،وأما النحو
والتصريف فهو المام المطلق فيهما ،خدم هذا الفن أكثر عمره ،حتى صار ل يدركه أحد في أقطار الرض فيهما
غيره .وله اليد الطولى في التفسير والحديث ،وتراجم الناس ومعرفة طبقاتهم ،خصوصًا المغاربة ،واقرأ الناس
قديمًا وحديثًا ،وألحق الصغار بالكبار ،وصارت تلمذته أئمة وأشياخًا في حياته والتزم أل يقرئ أحدًا إل في كتاب
وكان سبب رحلته عن غرناطة أنه حملته حدة الشبيبة على التعريض للستاذ أبي جعفر بن الطباع ،وقد وقعت
بينه وبين أستاذه أبي جعفر بن الزبير وقعة ،فنال منه وتصدى لتأليف في الرد عليه وتكذيب روايته ،فرفع أمره
إلى السلطان ،فأمر بإحضاره وتنكيله فاختفى ،ثم ركب البحر ،ولحق بالمشرق.
قلت :ورأيت في كتابه النضار الذي ألفه ذكر مبدئه واشتغاله وشيوخه ورحلته أن مما قوي عزمه على الرحلة عن
غرناطة أن بعض العلماء بالمنطق والفلسفة والرياضي والطبيعي قال للسلطان .إني قد كبرت وأخاف أن أموت،
فأرى أن ترتب لي طلبة أعلمهم هذه العلوم ،لينفعوا السلطان من بعدي .قال أبو حيان :فأشير إلى أن أكون من
أولئك ،ويرتب لي راتب جيد وكسا وإحسان ،فتمعنت ورحلت مخافة أن أكره على ذلك.
قال الصفدي :وقرا على العلم العراقي ،وحضر مجلس الصبهاني ،وتمذهب للشافعي وكان أبو البقاء يقول :إن لم
يزل ظاهرًا.
قال ابن حجر :كان أبو حيان يقول :محال أن يرجع عن مذهب الظاهر من علق بذهنه.
قال الدفوي :وكان يفخر بالبخل كما يفخر الناس بالكرم ،وكان ثبتًا صدوقًا حجة سالم العقيدة من البدع الفلسفية
والعتزال والتجسيم ،ومال إلى مذهب أهل الظاهر وإلى محبة علي بن أبي طالب ،كثير الخشوع والبكاء عند
ل حسن النغمة ،مليح الوجه ،ظاهر اللون ،مشربًا بحمرة ،منور الشيبة ،كبير
قراءة القرآن .وكان شيخًا طوا ً
اللحية ،مسترسل الشعر .وكان يعظم ابن تيمية ،ثم وقع بينه وبينه في مسألة نقل فيها أبو حيان شيئًا عن سيبويه
فقال ابن تيمية :وسيبويه كان نبي النحو! لقد أخطأ سيبويه في ثلثين موضعًا من كتابه ،فأعرض عنه ورماه في
قال الصفدي :وكان له إقبال على الطلبة الذكياء ،وعنده تعظيم لهم ،وهو الذي جسر الناس على مصنفات ابن
219
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
مالك ورغبهم في قراءتها ،وشرح لهم غامضها ،وخاض بهم لججها .وكان يقول عن مقدمة ابن الحاجب :هذه نحو
الفقهاء .تولى تدريس التفسير بالمنصورية ،والقراء بجامع القمر ،وكانت عبارته ،لكنه في غير القرآن يعقد
وله من التصانيف :البحر المحيط في التفسير ،النهر مختصره ،إتحاف الريب .بما في القرآن من الغريب ،التذييل
والتكميل في شرح التسهيل ،مطول الرتشاف ومختصره مجلدان-ولم يؤلف في العربية أعظم من هذين الكتابين،
ول اجمع ول أحصى للخلف والحوال ،وعليهما اعتمدت في كتابي جمع الجوامع نفع ال تعالى به -التنخيل
الملخص من شرح التسهيل للمصنف وابنه بدر الدين ،السفار الملخص من شرح سيبويه للصفار ،التجريد
لحكام كتاب سيبويه ،التذكرة في العربية أربع مجلدات كبار ،وقفت عليها وانتقيت منها كثيرًا ،التقريب ،مختصر
المقرب ،التدريب في شرحه ،المبدع في التصريف ،غاية الحسان في النحو ،شرح الشذا في مسألة كذا ،اللمحة،
والشذرة ،كلهما في النحو ،الرتضاء في الضاد والظاء ،عقد الللى في القراءات على وزن الشاطبية وقافيتها،
الحلل الحالية في أسانيد القرآن العالية ،نحاة الندلس ،البيات الوافية في علم القافية ،منطق الخرس في لسان
الفرس ،الدراك للسان التراك ،زهو الملك في نحو الترك ،الوهاج في اختصار المنهاج ،للنووي ،وغير ذلك.
ومما لم يكمل :شرح اللفية ،نهاية الغراب في التصريف والعراب ،أرجوزة ،خلصة التبيان في المعاني
والبيان ،أرجوزة ،نور الغبش في لسان الحبش ،مجاني الهصر في تواريخ أهل العصر.
ومن شعره:
فل أذهب الرحمن عني العاديا عداي لهم فضل عـلـي ومـنة
وهم نافسوني فاكتسبت المعاليا هم بحثوا عن زلتي فاجتنبتـهـا
ومنه:
220
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
مات في ثامن عشرين صفر سنة خمس وأربعين وسبعمائة.
221
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
وخصه من ربه رحمة=تورده في حشره الكوثرا تكرر في جمع الجوامع.
الصبري بلدًا ،قاضي تعز .كان ذا فضل في الفقه والنحو واللغة والحديث والتفسير والقراءات السبع والفرائض،
درس بالغرابية ثم المظفرية الكبرى ،وكان كثير الصلح والورع والعبادة ،ساعيًا في قضاء حوائج الناس .حج في
سنة اثنتين وأربعين وسبعمائة ،مع الملك المجاهد صاحب اليمن ،فتوفي في آخر يوم عرفة من هذه السنة شهيدًا
- 518محمد بن يوسف بن عمر بن علي بن منيرة الكفرطابي النحوي ،أبو عبد ال
نزيل شيراز .قال ياقوت :سمع الحديث على أبي السمح الحنبلي .وصنف بحر النحو ،نقض فيه مسائل كثيرة
على أصول النحويين ،ونقد الشعر ،وغريب القرآن .ومات في رمضان سنة ثلث وخمسين ومائة.
قال في "تاريخ إربل" :ولد بالبحرين لن أباه كان تاجرًا كثير السفر إليها يجلب اللؤلؤ ،وأقام إلى أن ترعرع،
فخرج إلى إربل ،وهو على هيئة الجفاة من العرب ،وكان غمامًا في علم العربية ،مقدمًا مفتنًا في أنواع الشعر،
معظمًا ،اشتغل بشيء من علوم الوائل ،فحل إقليدس ،وأراد حل المجسطي فحل قطعة منه ،ثم رأى أن ثمرة هذا
العلم مر جناها ،وعاقبته مذموم أولها وآخرها ،فنبذه وراء ظهره مجانبًا ،ونكتب عن ذكره جانبًا.
وكان حسن الظن بال ،وأكب على علم النحو فبلغ منه الغاية ،وجاوز النهاية ،وصار فيه آية ،ولم يكن أخذه عن
إمام ،إنما كان يحل مشكله بنفسه ،ويراجع في غامضه صادق حسه ،حتى جرى بينه وبين عمر ابن الشحنة
مناظرة ،فظهر موفق الدين هذا ،فلم يكن لبن الشحنة قرار إل أن قال :أنت صحفي ،فلحق موفق الدين مكي بن
222
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
ريان ،فقرأ عليه أصول ابن السراج ،وكثيرًا من كتاب سيبويه ،ولم يفعل ذلك حاجة به إلى إفهام ،وإنما أراد أن
ينتمي على عاداتهم في ذلك إلى إمام ،وكان مكي كثيرًا ما يراجعه في المسائل المشكلة ،والمواضع المعضلة،
وكان أول أمره تعلم بشهرزور على إنسان أعمى رافعًا شيئًا من النحو ،وداوم مطالعة الكتب النحوية ،إلى أن
صار إمامًا فيه ،وكان أعلم الناس بالعروض والقوافي ،وأحذقهم بنقد الشعر ،وأعرفهم بجيده من رديه ،وله طبع
صحيح في معرفة الغاني ومختلف لحونها ،وكان لما سافر إلى بغداد لينتمي إلى شيخ لما جرى مع ابن الشحنة
ما جرى ،أخذ معه جملة لينفقها على النحو ،فلم يجد من يرضيه ،فأنفقها على تعلم الضرب بالعود ،فأتقنه بمدة
يسيرة ،وعالج عينيه لنها كانت ل تزال مريضه ،فلم تصلح ،وصادقه ببغداد خلق كثير لدماثة أخلقه ولطافته.
واختصر العمدة لبن رشيق في صناعة الشعر ،والمفضليات فلم يكملها .وله غير ذلك .مرض بالسل .ومات ليلة
ثالث ربيع الخر سنة خمس وثمانين وخمسمائة .ومن شعره في أمير إربل وقد رأى الهلل:
فمن نظر يرنو ومن نظر يغضي تقابلتما فاستجمع الحسـن كـلـه
سناه وهذا للمظالم فـي الرض هللن هـذا لـلـظـلم يزيلـه
عبد ال
قال الداني :أخذ القراءة عن عبد الجبار بن أحمد ،وكان حافظًا ضابطًا ،معه نصيب من العربية والفرائض
والحساب .ولد سنة تسع وسبعين وثلثمائة ،ومات بمصر سنة سبع وأربعمائة.
قال الزبير :كان من أهل المعرفة بالنحو والدب ،سمع على داود بن مزيد ،وعليه كان جل قراءته-وعلى أبي
223
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
- 522محمد بن يوسف الشيخ شمس الدين القونوي الحنفي
قال ابن الكرماني في "ذيل المسالك" :المام العالم الزاهد الوحد الكبير ،بقية السلف .كان غمامًا في علوم،
لسيما علم المعاني والبيان ،شيخ الحنيفة في عصره ،أقبل آخر عمره على الحديث ولم يشتغل بغيره .وله
اختيارات تخالف المذهب لجل الحديث ،وكان صالحًا دينًا زاهدًا ،ل يقبل شيئًا ول وظيفة ،وله وجاهة وحرمة
عند السلطين والقضاة والنواب ،ويقصدونه ويعظمونه ،ول يلتفت إليهم بل يوبخهم بالقول والفعل ،ويخاطبهم
بأسوأ خطاب يكتب إلى النواب :إلى فلن المكاس أو الظالم ،أو نحو ذلك من العبارات الشنيعة ،وهم يمتثلون أمره
ول يخالفونه .وكان الشيخ تقي الدين السبكي يبالغ في تعظيمه ،ويقول :ل أعلم اليوم مثله في الدين والعلم ،وكان
يعاني الفروسية وآلت القتال ،ول يخرج من بيته لجماعة ول لجمعة ،وغزا وبنى برجًا على الساحل .ومات
مطعونًا يوم الثلثاء خامس جمادى الخرة سنة ثمان وثمانين وسبعمائة.
ل دّينا خيرًا مرجوعًا إلى فتواه ،عالمًا بالنحو والدب ،تفقه على أبي محمد
قال ابن السمعاني :كان فقيهًا فاض ً
الزيادي ،وسمع أبا الفتيان عمر بن سعدوية الحافظ .ومات في رمضان سنة سبع وأربعين وخمسمائة.
قال ابن الزبير :كان أستاذًا بمالقة ،مقرئًا للقرآن ،عارفًا بالنحو والدب ،جم المعارف ،كثير الداب ،مجتهدًا
فصيحًا ،لسنًا ،ذا عناية بأصول الدين ،ناقدًا في ذلك .روى عنه أبو عمرو بن سالم .بكر يومًا لصلة الجمعة بجامع
224
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
قال ابن حجر :أحد الفضلء ،قدم القاهرة ،وأقرأ الكشاف والعضد ،وانتفع به الطلبة .مات في صفر مطعونًا سنة
قال ابن حجر :كان في أول عمره حائكًا ،ثم تعانى الشتعال ،فمهر في العربية ،وأخذ عن ابن جابر وغيره،
وسكن دمشق ،وتصدر بالجامع ،وكان حسن المحاضرة ،ولم يكن محمودًا في الشهادة .مات في ذي القعدة سنة
قاضي القضاة عطاؤك الطوفان إن كان للمولى ندى فـلنـت يا
قسما ً لنت السر والبـرهـان أو كان سر لللـه بـخـلـقـه
فقال :على ماذا سكنت ياء "قاضي"؟ فقال :على حد:
قال ابن حجر :كان شعلة نار في الذكاء ،كثير الستحضار ،حسن الفهم ،عارفًا بعدة علوم خصوصًا العربية ،أقام
بحماة مدة وولى قضاءها ،ثم توجه إلى الروم فأقام بها ،وأقبل عليه الناس .مات ببرصا في شعبان سنة أربعين
وثمانمائة.
قال ياقوت :أحد فرسان النحو المعلمين ،ورجاله الحفاظ السابقين ،وله شعر صالح.
225
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
قال ياقوت :عرف كتاب سيبويه ،وأحكم مسائل الخفش ،ثم خرج إلى العراق ،فهابه علماء النحو ،وانقبضوا عن
مناظرته ،منهم الزجاج وابن كيسان .وحضر يومًا مجلس النحويين ببغداد ،فسئل عن مسألة -وابن كيسان حاضر
ل لبن كيسان ،فقال له :يا أبا محمد ،أجب ،فوال أنت أحقنا بالنتصاب.
-فانقبض عن الجابة إجل ً
باب الحمدين
أخذ عن أبي علي القالي وغيره .وكان عالمًا إمامًا في اللغة والعربية ،حاذقًا أديبًا ،سريع الكتابة ،ويعرف
وصنف :العالم في اللغة مائة مجلد ،مرتبًا على الجناس؛ بدأ فيه بالفلك وختم بالذرة ،وشرح كتاب الخفش ،وغير
ذلك.
قال ياقوت :ذكره أبو جعفر العلوي في مصنفي المامية ،وقال :هو شيخ أهل اللغة ووجههم ،وأستاذ أبي العباس
وله مصنفات؛ منها كتاب أسماء الجبال والمياه والودية ،كتاب شعر العجير السلوي ،كتاب شعر ثابت قطنة.
226
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
- 532أحمد بن إبراهيم بن الزبير بن محمد بن إبراهيم بن الزبير بن الحسن بن
الحسين الثقفي العاصمي الجياني المولد ،الغرناطي المنشأ ،الستاذ أبو جعفر
ل ،ناقدًا ،نحويًا ،أصوليًا ،أديبًا ،فصيحًا ،مفوهًا ،حسن الخط ،مقرئاً
قال تلميذه أبو حيان في "النضار" :كان محدثًا جلي ً
مفسرًا مؤرخًا .أقرأ القرآن والنحو والحديث بمالقة وغرناطة وغيرهما؛ وكان كثير النصاف ،ناصحًا في القراء ،خرج
من مالقة ومن طلبته أربعة يقرؤون كتاب سيبويه؛ ثم عرض له أن السلطان تغير عليه ،فجعل سجنه داره ،وأذن له في
حضور الجمعة ،فلما مات شيوخ غرناطة ،وشغر البلد عن عالم رضي عليه ،وقعد بالجامع يفيد الناس.
وولي الخطابة والمامة بالجامع الكبير ،وقضاء النكحة ،وتخرج عليه جماعة ،وبه أبقى ال ما بأيدي الطلبة من العربية
وغيرها.
وكان محدث الندلس بل المغرب في زمانه ،خيرًا ،صالحًا ،كثير الصدقة ،معظمًا عند الخاصة والعامة ،متحريًا ،أماراً
بالمعروف ،نهاء عن المنكر ،ل ينقل قدمه إلى أحد ،جرت له في ذلك أمور مع الملوك صبر فيها ،ونطق بالحق بحيث أدى
إلى التضييق عليه ،وحبسه.
روى عن أبي الخطاب بن خليل ،وعبد الرحمن بن الفرس ،وابن فرتون ،وأجاز له من المشرق أبو اليمن بن
عساكر وغيره.
صنف تعليقًا على كتاب سيبويه ،والذيل على صلة ابن بشكوال.
ولد سنة سبع وعشرين وستمائة ،ومات يوم الثلثاء ثامن ربيع الول سنة ثمان وسبعمائة.
ومن شعره:
الدين النحوي
قال الذهبي وغيره :برع في النحو ،وتصدر لقرائه مدة ،وكان أخذ عن المجد الربلي ،وتل على السخاوي
وغيره ،وسمع منه ومن عبد الدائم وابن أبي اليسر وخلق ،وكان كثير التواضع والخشوع والزهد ،فصيحًا مفوهًا
خطيبًا ،بليغًا ،حسن التودد ،ومعرفته بالرجال متوسطة .أخذ عنه النجم القحفازي ،وولي خطابة الجامع الموي
227
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
ومشيخة دار الحديث الظاهرية.
مولده في رمضان سنة ثلثين وستمائة .ومات ليلة العشرين من شوال سنة خمس وسبعمائة.
روى عن أبي سعد بن غنائم الحموي الضرير ،وعن أبي إسحاق الغرناطي الربعين له ،رواها عنه أبو عبد ال
بن يخلف.
- 535محمد بن إبراهيم بن أبي عاصم اللؤلؤي ،أبو بكر القيرواني النحوي اللغوي
قال الزبيدي :من العلماء النقاد في العربية والغريب والحفظ لذلك ،والقيام بشرح أكثر دواوين العرب ،لزم أبا
محمد المكفوف وأخذ عنه .ألف كتابًا في الظاء والضاد .وكان شاعرًا ،ثم ترك الشعر وأقبل على الحديث والفقه.
جعفر
كان مقرئًا مجودًا ،نحويًا ماهرًا معنيًا بالعربية ،فقيهًا حافظًا ،روى عن السهيلي ،ولزم عبد المنعم بن الفرس،
وولى قضاء قيجاطة فأحسن السيرة .مات سنة تسع وثمانين وخمسمائة .ذكره ابن الزبير.
نسبة إلى العسالق عرب .قال ابن الهدل في "تاريخ اليمن" :كان فقيهًا نحويًا ،لغويًا مفسرًا محدثًا ،وله معرفة
تامة بالرجال والتواريخ ،ويد قوية في أصول الدين ،تفقه بأبيه وغيره ،ولم يكن يخاف في ال لومة لئم ،في إنكار
228
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
ما ينكره الشرع ،لزم التدريس وإسماع الحديث والعكوف على العلم ،وعليه نور وهيبة .وأضر بآخره ،ومات
قال الذهبي :بقية العلم ،كان غمامًا فقيهًا محققًا ،متقنًا للمذهب والصول والعربية والنظر ،حاد الذهن ،سريع
الفهم ،يكتب الخط المنسوب ،ناب في الحكم عن الخويي ،وكان من طبقته في الفضائل ،وولى تدريس الشامية
الكبرى ،ودار الحديث النورية ،وخابة الجامع الموي ،وسمع من ابن الصلح والسخاوي ،وجماعة ،وتفقه على
الشيخ عز الدين بن عبد السلم ،وتخرج به جماعة من الئمة ،وانتهت إليه رياسة المذهب بعد التاج الفركاح،
وجمع بين طريقي الرازي والمدي في الصول في مصنف .وكان متواضعًا كيسًا ،حسن الخلق ،طويل الروح
على التعليم ،يخطب من إنشائه .مولده سنة ثنتين وعشرين وستمائة ،ومات في رمضان سنة أربع وسبعين
وستمائة وله:
قال في "تاريخ غرناطة" :طالب عفيف مجتهد ،مولع بفن العربية ،مشارك في الفرائض والدب ،يحسب الكمال
النساني مقصورًا عليه .أخذ عن ابن الفخار ،وانتفع به ،وعقد حلقات للطلبة بالجامع العظم ما بين معيد ومفيد.
ولد سنة عشرين وسبعمائة ،ومات بالطاعون يوم الجمعة حادي عشرين جمادى الولى سنة خمسين وسبعمائة.
كان أديب بلده .كتب عن السلفى بساوة ،وروى عن الصباح بن منصور الشاركي.
229
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
قال ياقوت :كان مفتيًا في الفقه حنفيًا ،تام العلم باللغة ،حسن القيام بالنحو على مذهب الكوفيين ،وله مؤلف فيه،
حافظًا للشعر والخبار والسير ،شاعرًا خطيبًا ،لسنًا ورعًا .ولى القضاء بالنبار ،ثم بمدينة المنصور عشرين
سنة ،ثم صرف ،ثم أريد إلى العود فامتنع ،وقال :أحب أن يكون بين الصرف والقبر فرجة ،ول أنزل من القلنسوة
إلى الحفرة ،فقيل له :فابذل شيئًا حتى يرد العمل إلى ابنك ،فقال :ما كنت لتحملها حيًا وميتًا .وقال في ذلك:
حسن المعرفة بمذهب أهل العراق ،ولكن غلب عليه الدب .وكان ثبتًا في الحديث ،ثقة مأمونًا ،وكان متفننًا في
علوم شتى ،وكان لبيه إسحاق مسند كبير حسن ،وحمل الناس عنه وعن أبيه وجده ،وحدث حديثًا كثيرًا .روى
عنه الدار قطني وابن شاهين والمخلص وجماعة .ولد بالنبار سنة إحدى وثلثين ومائتين .ومات لحدى عشرة
ذكره الزبيدي في "نحاة مصر" ،وقال :مات سنة إحدى وثلثين وثلثمائة.
230
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
قال الزبيدي :كان غاية في النحو واللغة ،شاعرًا مجيدًا من أصحاب أبي الوليد المهري .صنف في النحو
ذكره الزبيدي في الطبقة الثالثة من نحاة الندلس .وقال :كان فقيهًا نحويًا لغويًا من ساكني قرمونة ،أخذ عن أبي
ل متقدمًا في المعرفة بلسان العرب ،لغة ونحوًا ،أخذ عن أبي عبد ال
حرشن .وقال ابن عبد الملك :كان فقيهًا جلي ً
بن نافع.
قال ياقوت :له معرفة جيدة بالنحو واللغة والدب ،قرأ على الحريري صاحب المقامات ،وتفقه بواسط على
مذهب الشافعي ،وسمع من أبي الفضل بن ناصر وغيره .وولى قضاءها وقضاء الكوفة ،ثم عزل وقدم بغداد.
ومات بها في جمادى الخرة سنة ثنتين وخمسين وخمسمائة .وولى إعادة النظامية ومولده في ذي الحجة سنة ست
بابن الغبس
قال ابن الفرضي :كان متقدمًا في معرفة لسان العرب ،والبصر بلغاتها ،متفردًا في ذلك مشاورًا في الحكام،
ويذهب في فتياه إلى مذهب الشافعي ،ويميل إلى النظر والحجة .سمع ابن وضاح والخشنى.
ل إلى الحديث.
وقال الزبيدي :كان حافظًا للغة والعربية ،كثير الرواية ،فقيهًا على مذهب الشافعي ،ومائ ً
231
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
- 547أحمد بن بكر بن أحمد بن بقية العيدي ،أبو طالب
أحد أئمة النحاة المشهورين ،قال ياقوت :كان نحويًا لغويًا ،قيمًا بالقياس ،قرأ على السيرافي والرماني،
والفارسي ،وروى عن أبي عمر الزاهد ،وعنه القاضي أبو الطيب الطبري.
وله شرح اليضاح ،شرح كتاب الجرمي ،اختل عقله في آخر عمره.
- 548أحمد بن أبي بكر بن عوام بهاء الدين ،أبو العباس السواني السكندري
قال الدفوي :قرأ القرآن على الدلصي ،والفقه على العلم العراقي ،،والصلين على الشمس الصبهاني ،والنحو
على البهاء بين النحاس وحيي الدين حافي رأسه .وروى عن الدمياطي وابن دقيق العيد ،واخذ التصوف عن أبي
العباس المرسي ،وتصدر لقراء العربية بالسكندرية ،وولى نظر الحباس بها .وصنف في الفقه والعربية ،وله
نظم ونثر .ولد بالسكندرية سنة أربع وستين وستمائة ،ومات بالقاهرة في شوال سنة عشرين وسبعمائة ،وأمه بنت
قال الخزرجي :كان فقيهًا ماهرًا حافظًا ،عارفًا ،صنف في التفسير والحديث واللغة ،ودرس بالمدرسة الشرقية،
ثم المؤيدية بتعز ،وانتفع به الناس .مولده سنة إحدى وأربعين وستمائة .ومات لعشر بقين من جمادى الخرة سنة
- 550أحمد بن أبي بكر بن أبي محمد الخاوراني النحوي الديب ،أبو الفضل يلقب
232
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
قال ياقوت :شاب فاضل ،بارع قيم بعلم النحو ،محترق بالذكاء .صنف شرح المفصل ،وكتابين صغيرين في
النحو ،وشرع في أشياء لم تتم .مات سنة عشرين وستمائة عن نحو ثلثين سنة.
- 551أحمد بن جعفر بن احمد بن يحيى بن فتوح بن أيوب بن خصيب القيسي السرقسطي القيجاطي ،أبو
العباس
قال ابن عبد الملك :كان مقرئًا مجودًا ،متقدمًا في حسن الداء ،متحققًا بالعربية ،ماهرًا فيها ،ذا حظ من رواية
الحديث وقرض الشعر .روى عن يونس بن مغيث وعنه أبو الحسن الستجي وغيره .مات سنة خمس وثلثين
وخمسمائة .وله:
الحسين البغدادي
قال الداني :مقرئ جليل ،غاية في الضبط والتقان ،فصيح اللسان ،عالم بالثار ،نهاية في علم العربية ،صاحب
سنة ،ثقة مأمون .سمع جده وعبد ال بن أحمد بن حنبل ،وأخذ القراءة عن عبيد ال بن محمد بن أبي محمد اليزيدي
والفضل بن مخلد الدقاق وأبي أيوب الضبي وغيرهم .وعنه أحمد بن نصر الشذاني وعبد الواحد بن عمر،
ختن ثعلب .أحد المبرزين ،أخذ عن المازني كتاب سيبويه بالبصرة ،وعن المبرد ،وكان يخرج من منزل ثعلب
وهو جالس على باب داره فيتخطى ثعلب وطلبته ،ويتوجه إلى المبرد ليقرأ عليه ،فيعاتبه فل يلتفت إليه .ودخل
233
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
مصر ،فلما دخل إليها الخفش الصغير عاد إلى بغداد ،فلما رجع إليها الخفش عاد إلى مصر .وصنف :المهذب
صاحب الصمعي ،وقيل :إنه كان ابن أخته .روى عنه كتبه وعن أبي عبيدة وأبي زيد ،وأقام ببغداد ،ثم أقدمه
الخصيب بن سالم إلى أصبهان ،فأقام بها إلى سنة عشرين ومائتين وعاد .وصنف :النبات والشجر ،أبيات
المعاني ،اللبأ واللبن ،البل ،الخيل ،الطير ،الجراد ،الزرع والنخل ،اشتقاق السماء ،ما يلحن فيه العامة .قال
من كبار النحاة والدباء بالندلس ،درس النحو والدب كثيرًا ،وكان شاعرًا كاتبًا بليغًا ،روى ابن الطراوة ومحمد
بن سليمان ،ابن أخت غانم ،وعنه أبو عبد ال بن الفخار وغيره ،ونالته وحشة من القاضي أبي محمد الوحيدي
لمور تفرقت عليه ،اضطرته إلى التحول من مالقة إلى قرطبة ،ثم بعد أربعة أعوام استمال جانب الوحيدي حتى
لن له ،وخاطبه بالعود إلى وطنه ،فرجع مكرمًا إلى أن ولى القضاء أبو الحكم بن حسون ،فاختص به ،ثم سار
إلى مراكش فأدب بني عبد المؤمن ،فسما قدره ،وعظم صيته .ومات بها بعد الستين وخمسمائة بيسير .وليس هذا
باللص ،وإن استويا في السم والكنية والنسب ،فإن هذا متقدم الوفاة ،نبه عليه ابن البار ،وسيأتي ذاك في محله.
بغدادي في طبقة ابن السراج ،روى كتب الواقدي عن احمد بن عبيد بن ناصح .روى عنه أبو بكر بن شاذان.
وألف مختصرًا في النحو ،المذكر والمؤنث ،المقصور والممدود .ورأيت في طبقات ابن مسعر أن الكتاب الذي
ينسب للخيل ويسمى المحلى له .مات في صفر سنة سبع عشرة وثلثمائة.
234
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
- 557أحمد بن الحسن بن علي الكلعي البلشي المالقي ،أبو جعفر بن الزيات
قال الذهبي :كان له باع مديد في النحو وأخلق كريمة ،ذا فنون وتواضع ومروءة .وقال في تاريخ غرناطة :كان
جليل القدر ،عظيم الوقار ،كثير العبادة ،مخفوض الجناح ،صبورًا على الفادة ،أخذ العلم عن أبي علي بن أبي
الحوص وأبي جعفر بن الطباع وابن الضائع وابن أبي الربيع .وصنف :رصف نفائس الللى ،وصف عرائس
المعالي في النحو ،قاعدة البيان وضابطة اللسان في العربية ،لذة السمع في القراءات السبع ،شرف المهارق في
اختصار المشارق .وغير ذلك .مولده ببلش سنة خمسين وستمائة ،ومات بها يوم الربعاء سابع عشر شوال سنة
ومن جمع الخصال اللف سادا يقال خصال أهل العلـم ألـف
مذاهبه فقد جمع الـفـسـادا ويجمعها الصلح فمن تـعـدى
قال ياقوت :كان إمامًا جامعًا في كل فن عالمًا بالدب والنحو والعروض وسائر العلوم ،لسيما الحساب ،فلم ينشأ
بالمشرق والمغرب أعلم به منه ،ولذلك لقب الفلكي .مات في ذي القعدة سنة أربع وثمانين وثلثمائة عن خمس
وثمانين سنة.
أخذ عن القاضي ناصر الدين البيضاوي .وصنف شرح منهاجه ،شرح الحاوي في الفقه ،لم يكمل ،شرح الشافية
لبن الحاجب ،شرح الكشاف .ومات في رمضان سنة ست وأربعين وسبعمائة بتبريز.
235
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
وكان أستاذًا بارعًا علمة زمانه في النحو واللغة والفقه والعروض والفرائض .وله المصنفات المفيدة ،منها
النهاية في النحو ،شرح ألفية ابن معط .مات بالموصل عاشر رجب سنة سبع وثلثين وستمائة .تكرر ذكره في
"جمع الجوامع".
قال ابن العديم في "تاريخ حلب" :أديب فاضل شاعر ،له معرفة بالنحو واللغة ،قدم حلب أيام سيف الدولة ،وأملى
بها أمالي وفوائد ،روى فيها عن أبي بكر بن النباري وابن دريد ونفطويه وغيرهم ،وروى عنه أبو بكر البقال.
وقال الخطيب :هو شيخ ثقة حدث ببغداد ودخل الموصل سنة إحدى وسبعين وثلثمائة.
كذا ذكره ابن العديم ،وقال :قرأ على موسى بن جرير الرقى النحوي ،وقرأ عليه بحلب أبو الطيب عبد المنعم بن
قال ياقوت :كان عالمًا باللغة جدًا ،استقدمه طاهر بن عبد ال بن طاهر من بغداد إلى خراسان ،وأقام بنيسابور ،وأملى بها
المعاني والنوادر .ولقي أبا عمرو الشيباني وابن العرابي .وخرج على أبي عبيد ال الحديث جملة مما غلط فيه ،وعرضه
على عبد ال بن عبد الغفار-وكان أحد الدباء -فكأنه لم يرضه ،فقال لبي سعيد :ناولني يدك ،فناوله ،فوضع الشيخ في كفه
متاعه ،وقال اكتحل بهذا يا أبا سعيد حتى تبصر ،فكأنك ل تبصر!.
وتأدب بالعراب الذين أقدمهم بن طاهر كأبي العميثل وعوسجة ،حتى صار إمامًا في الدب .وكان شمر وأبو الهيثم
يوثقانه .وصنف الرد على أبي عبيد ال في غريب الحديث والغريب المصنف وكتاب البيات ،وغير ذلك .وعنه أنه قال:
ل ،وعرض عليه شعر الكميت وأنا حاضر ،فحفظته بعرضه، ل أص ً كنت أعرض على ابن العرابي أصول الشعر أص ً
وحفظت النكت التي أفاد فيها ،فقال لي ابن العرابي يومًا :لم تعرض على شعر الكميت فيما عرضت! فقلت :عرضه
عليك فلن فحفظته بعرضه ،وحفظت ما أفدت فيه من الفوائد .وجعلت انشده ،وأذكر له من تلك الفوائد .فعجب.
وعن العرابي انه قال لبعض أهل خراسان :بلغني أن أبا سعيد يروي عني أشياء كثيرة ،فل تقبلوا منه غير شعر
العجاج ورؤبة ،فإنه عرض ديوانهما علي ،وصححه .كذا نقل هاتين الحكايتين ياقوت ،وبينهما تناف.
236
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
- 564أحمد بن أبي الخير بن منصور بن أبي الخير الشماخي السعدي الشهاب ،أبو
العباس
ل عالمًا عارفًا محققًا ،مفسرًا نحويًا لغويًا فقيهًا ،ورعًا .انتهت إليه الرياسة في علم
قال الخزرجي :كان إمامًا جلي ً
الحديث بعد أبيه ،وكانت الرحلة إليه من الفاق ،أخذ عن أبيه وغيره ،وأخذ عنه كافة علماء اليمن ،وظهرت له
كرامات .مولده يوم الربعاء تاسع عشر سنة خمس وخمسين ستمائة .مات يوم الثلثاء خامس عشر صفر أو ربيع
كان نحيًا لغويًا مع الهندسة والحساب ،راوية ثقة ورعًا زاهدًا ،أخذ عن البصريين والكوفيين ،وأكثر عن ابن
السكيت .صنف :كتاب الباء ،لحن العامة ،الشعر والشعراء ،النواء ،النبات،لم يؤلف في معناه مثله ،تفسير
القرآن ،إصلح المنطق ،الفصاحة ،الجبر والمقابلة ،البلدان ،الرد على لغزة .وغير ذلك ،وكان من نوادر الرجال،
ممن جمع بين بيان آداب العرب وحكم الفلسفة .مات في جمادى الولى سنة إحدى -أو اثنتين -وثمانين .وقيل سنة
تسعين ومائتين.
كان متقدمًا في المعرفة بالنحو والدب والطب والحفظ للغة والذكر للدب ،مشاركًا في غير ذلك ،له حظ من
قرض الشعر .شرح أدب الكاتب والمقامات .ومات بباغة سبع -وقيل ثمان -وتسعين وخمسمائة ،عن سبعين عامًا.
237
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
قال ابن الزبير :كان محدثًا راوية ،فقيهًا خطيبًا ،بليغًا شاعرًا مطبوعًا ،متصرفًا في علوم القرآن والحديث ،حافظًا
ل ،من أهل العلم والعمل .روى عن شيوخ بلده .ومات في حدود سنة تسعين وأربعمائة ,وقال ابن عبد
للغة ،فاض ً
ولد سنة سبع وستين وسبعمائة ،واشتغل ،وبرع في الفقه والنحو والفرائض والحساب والهيئة والهندسة ،وأقرأ
وصنف ،وانتفع به الناس ،وانفرد بعلوم .مات ليلة السبت عاشر ذي القعدة سنة خمسين وثمانمائة.
قال ياقوت :أظنه ممن أخذ النحو عن أصحاب أبي علي الفارسي.
الكسائي
قال ابن عبد الملك :كان مقرئًا مجودًا ،راوية للحديث ،متحققًا بالعربية ،تصدر لقراء القرآن وإسماع الحديث
وتدريس النحو والداب .روى عن مصعب بن أبي الركب وداود بن يزيد السعدي وابن بشكوال ،وخلق .وأجاز
لبي الحسن الرعيني .مولده عام إحدى وخمسين وخمسمائة .ومات نحو الست والعشرين وستمائة.
قال الذهبي :ماهر في العربية ،محقق فيها ،فقير زاهد ،مجرد ،تصدر للشتغال بدمشق .ومات في شوال سنة
238
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
- 572أحمد بن سريس أبو السميدع
قال الزبيدي :كان ذا علم بالعربية واللغة والخبار ،من أصحاب حمدون النعجة ،وتلمذته.
من أهل أصبهان ،أحد المشاهير .قال ياقوت :له مصنفات ،منها كتاب الحلي والشيات ،وكتاب المنطق ،وكتاب
الهجاء ،وكتاب في الرسائل ،سماه البلغاء ،وكتاب الختيار من الرسائل ،لم يسبق إلى مثلها .وله القاهر عمل
الخراج بأصبهان ،ثم صرف في شوال سنة أربع وعشرين وثلثمائة ومن شعره قطعة على أربع قواف كلما
ل ،مجتهدًا
قال في "تاريخ غرناطة" :كان مقرئًا كثير التقان ،حسن التلوة ،عارفًا بالعربية والفقه ،صالحًا فاض ً
في العبادة ،ناصحًا في التعليم ،مثابرًا عليه .قرأ على ابن الزبير وغيره ،وروى عن أبي عبد ال بن أبي عامر
الشعري ،وأبي محمد ابن هارون القرطبي .ومات بغرناطة يوم السبت ثامن عشر ذي القعدة سنة اثنتي عشرة
وسبعمائة.
239
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
قال الصفدي :شيخ العربية بدمشق في زمانه ،أخذ عن أبي حيان وأبي جعفر بن الزيات ،وكان منجمعًا عن
الناس حضر يومًا عند الشيخ تقي الدين السبكي بعد إمساك المير تنكر بخمس سنين ،فذكر إمساكه ،فقال :وتنكر
أمسك؟ فقيل هل :نعم ،وجاء بعده ثلثة نواب أو أربعة ،فقال :ما علمت بشيء من هذا ،فعجبوا منه ومن انجماعه
وانقباضه .وكان بارعًا في النحو ،مشاركًا في الفضائل ،تل على الصانع ،وشرح التسهيل ،واختصر تهذيب
الكمال ،وشرع في تفسير الكبير .مولده بعد التسعين وستمائة .ومات بعلة السهال في ذي القعدة سنة خمسين
وسبعمائة.
قال ياقوت :من أهل الدب :له من الكتب كتاب ما قالته العرب وكثر في أفواه العامة.
قال أبو عبد الملك :كان مقرئًا نحويًا ،تصدر لقراء القرآن وتعليم العربية كثيرًا بسرقسطة ،روى عنه أبو الحكم
قال ابن الفرضي :كان نحويًا لغويًا ضابطًا للكتب ،سمع من قاسم بن أصبغ وغيره.
قال السلفي :له معرفة باللغة والنحو وعلوم القرآن ،وكان حسن اليراد ،واعظًا ،كثير الحفظ ،جال في مدن
خوزستان.
240
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
- 580أحمد بن سن
ذكره الزبيدي في الطبقة الثالثة من نحاة الندلس ،وقال :كان ذا علم بالعربية والفرائض ،وكان من كورة
مورور.
ل قيمًا بجميع العلوم القديمة والحديثة،ك في مصنفاته طريقة الفلسفة ،إل انه بأهل الدب
قال ياقوت :كان فاض ً
أشبه ،أفرد أخباره بالتأليف أبو سهل أحمد بن عبيد ال .ولبي زيد مصنفات :منها كتاب أسماء ال تعالى وصفاته،
كتاب أقسام العلوم ،كتاب النحو والتصريف ،كتاب المختصر في الفقه ،كتاب نظم القرآن ،كتاب قوارع القرآن،
كتاب وأغلق من غريب القرآن ،كتاب صناعة الشعر ،كتاب فضل صناعة الكتابة ،كتاب فضيلة علم الخبار،
كتاب أسامي الشياء ،كتاب السماء والكنى واللقاب ،كتاب عصمة النبياء ،كتاب في أن سورة الحمد تنوب عن
جميع القرآن ،كتاب النوادر في فنون شتى ،كتاب المصادر ،كتاب البحث عن التأويلت ،كتاب تفسير الفاتحة
والحرف المقطعة في أوائل السور ،كتاب فضل مكة على سائر البقاع ،كتاب فضائل بلخ .وغير ذلك .مات ليلة
قال ابن عبد الملك :كان نحويًا ماهرًا في علم العربية ،ملزمًا للسكون ،وقورًا وحسن السمت .مات بعد التسعين
والربعمائة.
الذاهب على أن للكلمة قسمًا رابعًا ،وسماه الخالفة .قرأ عليه أبو جعفر بن الزبير.
241
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
- 584أحمد بن صارم النحوي الباجي ،أبو عمر
قال ابن بشكوال في زوائده على الصلة :كان من أهل المعرفة والضبط والتقان عنى بالدب واللغة ،أخذ عن
أبي نصر مروان بن موسى المجريطي ،وأخذ عنه الناس .نقلته من خط ابن مكتوم في تذكرته ،وقال :نقلته من
خط شيخنا أبي حيان ،وهو نقله من الزيادة التي زادها أبو القاسم بن بشكوال بأخرة من عمره على كتاب الصلة
من جمعه.
قال ابن عبد الملك :كان حافظًا للغة ماهرًا في العربية .من أهل الذكاء والمعرفة بالقراءات والحديث ،موصوفًا بالصلح
والفضل ،روى عن أبي القاسم أحمد بن محمد بن بقى ،وعنه أبو عبد ال بن إبراهيم بن حزب ال الفاسي.
من أهل النهروان .حكى عن أبي عمر الزاهد ،روى عنه محمد بن بكران .ذكره ابن النجار.
كان من أهل الدب والشعر ،روى شعر المعري عنه ،وله عليه شرح ،وله مع الحصري مناقضات ،ودخل
- 588أحمد بن طلحة بن محمد بن عبد الملك الموي الشبيلي اليابري ،أبو العباس
أخو الستاذ أبي بكر محمد بن طلحة السابق .قال ابن عبد الملك :كان نحويًا ماهرًا بارعًا أدبيًا عروضيًا لغويًا،
يغلب عليه الدب ،حسن الخلق ،وطئ الكناف ،أخذ عن أخيه ،وكان معيدًا في حلقته ،وروى عن أبي الخطاب بن
242
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
- 589أحمد بن عباس ،أبو العباس المساميري الربعي الشافعي
ل في دنياه.
قال الخزرجي :كان فقيهاً كبير القدر متفننًا نحويًا ،لغويًا ،غلب عليه فن الدب ،شاعرًا فصيحًا متقل ً
مولى الحكم المستنصر .روى عن أبي بكر بن هذيل وغيره ،وعنه أبو مروان الطنبي ،وكان نحويًا لغويًا
عروضياً شاعرًا .مات سنة ثلث وعشرين وأربعمائة ،ذكره ابن بشكوال وياقوت.
قال ابن عبد الملك :كان نحويًا ماهرًا مقرئًا ،مجودًا ،فقيهًا ،حافظًا ،محدثًا ،ضابطًا أديبًا شاعرًا ،كاتبًا بارعًا،
محسنًا ،متين الدين مروعًا ،سريع الغيرة ،كثير البكاء ،معرضًا عن الدنيا ،ل يفوه بما يتعلق بها ،ول يضحك إل
تبسمًا ،نادرًا ثم يعقبه بالبكاء والستغفار ،مقتصدًا في مطعنه وملبسه ،بلغ من الورع رتبة لم يزاحم عليها .روى
عن الشلوبين وابن عطية وابن حوط ال ،وأجاز له من المشرق ابن الصلح ،وجمع ،وروى عنه ابن الزبير وابن
ورحل للحج سنة تسع وأربعين وستمائة ،فلما دخل مصر عظم صيته بها ،وعرف فضله عن أهلها ،فمرض بها،
ل فلم يقبله.
وعاد سلطانها ،فلم يأذن له ،فألح عليه فأذن له ،وعرض عليه ما ً
ومات قبل أن يحج يوم الثلثاء لثمان بقين من ربيع الول سنة اثنتين وخمسين وستمائة .وشهد جنازته السلطان
فمن دونه .ومولده بمالقة سنة سبع وستمائة .قلت :كان معاصرًا لزاهد عصره الشيخ محيي الدين النووي،
243
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
فاقصد فل مطلب يبقى ول نـاس مطالب الناس في دنـياك أجـنـاس
فما على ذي تقي من دهره بـاس وارض القناعة مال ً والتقى حسـبـا ً
بطن الثرى تتساوى الرجل والراس وإن علتك رءوس وازدرتك فـفـي
فقيه نحوي أصولي مدرس ،بارع في الطب ،درس بمدرسة فروخشاه .ومات سنة أربع وتسعين وستمائة .قال
الصفدي.
قال ابن مكتوم :كان بحلب يقرئ القرآن والنحو والفقه ،وتولى الخطابة بها ،روى عنه السخاوي قصيدة
من معرة النعمان من الشام .غزير الفضل ،شائع الذكر ،وافر العلم ،غاية في الفهم عالمًا في اللغة ،حاذقاً بالنحو ،جيد
الشعر ،جزل الكلم ،شهرته تغني عن صفته.
وأما حافظته فحكى التبريزي أنه كان بين يديه يقرأ عليه شيئًا من مصنفاته ،قال :وكنت أقمت عنده سنين ،ولم أر
أحدًا من أهل بلدي .فدخل المسجد بعض جيراننا ،فعرفته ،فتغيرت من الفرح ،فقال لي أبو العلء :أيش أصابك؟
قلت :إني رأيت جارًا لنا بعد أن لم ألق أحدًا من أهل بلدي سنين ،فقال لي :قم فكلمه ،فقمت وكلمته بلسان الذرية
شيئًا ،كثيرًا إلى أن سألت عن كل ما أردت ،ثم عدت .فقال :أي لسان هذا؟ فقلت :لسان أذربيجان ،فقال لي :ما
عرفت اللسان ول فهمته ،غير أني حفظت ما قلتما ،ثم أعاد على اللفظ بعينه ،من غير أن ينقص أو يزيد .فعجبت
ولد يوم الجمعة عند الغروب لثلث بقين من ربيع الول سنة ثلث وستين وثلثمائة وجدر من السنة الثالثة من
244
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
عمره ،فعمى منه .وكان يقول :ل أعرف من اللوان إل الحمر ،لني ألبست في الجدري ثوبًا مصبوغًا بالعصفر،
ل أعقل غي ذلك .وقال الشاعر وهو ابن إحدى -أو اثنتي -عشرة سنة.
وأخذ النحو واللغة عن أبيه ومحمد بن سعد النحوي بحبل ،وحدث عن أبيه وجده .وهو من بيت علم ورياسة،
ورحل على بغداد ،فسمع من عبد السلم بن الحسين البصري ,وقرأ عليه بها التبريزي وابن فورجة وأبو القاسم
التنوخي ،وخلق.
ودخل على أبي القاسم المرتضى فعثر برجل ،فقال :من هذا الكلب؟ فقال أبو العلء :الكلب من ل يعرف للكلب
ل كثيرًا،
سبعين اسمًا ،فسمعه المرتضى ،فأدناه واختبره ،فوجده عالمًا مشبعًا بالفطنة والذكاء ،فأقبل عليه إقبا ً
وكان يتعصب للمتنبي ،ويفضله ،وكان المرتضى يتعصب عليه ،فجرى ذكره يومًا فتنقصه المرتضى ،فقال
بصره بالعمى.
قال ياقوت :وكان متهمًا في دينه ،يرى رأي البراهمة ،ل يرى أكل البراهمة ،ل يرى أكل اللحم ،ول يؤمن بالبعث
وقال الصفدي :كان قد رحل إلى طرابلس ،وكان بها خزانة كتب موقوفة ،فاخذ منها ما اخذ من العلم ،واجتاز
باللذقية ،ونزل ديرًا كان به راهب له علم بأقاويل الفلسفة ،فسمع كلمه ،فحصل له بذلك شكوك .وشعره في هذا
وقد اختلف العلماء في شأنه ،أما الذهبي فحكم بزندقته .وقال السلفي :أظنه تاب وأناب.
وقال ابن العديم في كتابه :دفع التجري على أبي العلء المعري :كان يرميه أهل الحسد بالتعضيل ،ويعملون على
245
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
لسانه الشعار ،ويضمنونها أقاويل الملحدة ،قصدًا لهلكه.
وقد نقل عنه أشعار تتضمن صحة عقيدته ،وأن ما ينسب إليه كذب ،كقوله:
شواهد الجمل لم يتم ،ظهير العضدي في النحو ،شرح بعض كتاب سيبويه ،مثقال النظم في العروض ،سقط الزند،
من نظمه ،ضوء السقط ،الحقير النافع في النحو ،لزوم ما ل يلزم ،وأشياء كثيرة .مات ليلة الجمعة ثالث -وقيل
ثاني وقيل ثالث -عشر ربيع الول سنة تسع وأربعين وأربعمائة وأوصى أن يكتب على قبره:
- 595أحمد بن عبد ال بن عامر بن عبد العظيم المعافري الداني ،أبو العباس ،وأبو
جعفر
قال ابن عبد الملك :كان من أهل العلم بالنحو والحفظ للغات ،أديبًا ماهرًا روى عن عمه أبي زيد وأبي الحجاج بن أيوب،
وعنه أبو زكريا بن شيديويه .وولى الصلة والخطبة بجامع بلده .ومات سنة أربعين وخمسمائة زاحم السبعين.
الحنفي
أقرأ النحو والعروض بحلب .قال الصفدي :رأيته بها سنة ثلث وعشرين وسبعمائة .وله نظم تخميس لمية
العجم.
246
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
- 597أحمد بن عبد ال بن عبد الرحيم بن سعيد بن أبي زرعة الزهري مولهم ،أبو
بكر البرقي
أحد الرواة للغة والشعر يروي المغازي عن عبد الملك بن هشام ،روى عنه محمد بن حبيب في النسب وقال:
قال الصفدي :كان من أئمة العربية المنتصبين لقرائها بمصر .مات سنة تسع وتسعين وستمائة عن نيف
وسبعين.
- 599أحمد بن عبد ال بن عمر بن معط الجزائري ،أبو العباس عرف بابن المام،
ونعت بالشرف
قال في النضار :نحوي محدث فاضل ،رحل إلى المشرق ،وأخذ عن ابن اللتي وابن بنت الجميزي ،وسبط
السلفي وأقرانهم .وكان حسن الصورة ،لطيف المزاج ،بارع الخط .مولده سنة عشر وستمائة.
كان إمامًا عالمًا بالفقه مالكيًا بالمعقولت والنحو واللغة والدب والطب متبحرًا في التريخ والخبار ،بصيرًا
بالحديث رواية ،مكثرًا ،ثبتًا حجة ،غزير المحاسن ،ناظمًا ناثرًا ،ثاني بديع الزمان .روى عن الشلوبين ،وأخذ عنه
247
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
النحو وعن أبي الخطاب بن واجب وأبي عمر بن عات وجماعة .سمع منه ابن البار ،وبالغ في الثناء عليه،
وتولى القضاء ،وكتب لبعض أمراء إفريقية .مولده في رمضان سنة اثنتين وثمانين وخمسمائة ،ومات بتونس ليلة
ل ،بارعًا ،محدثًا ،نحويًا ،لغويًا ،جامعًا لشتات الفضائل .ولى القضاء أربعين
قال الخزرجي :كان فقيهًا ،فاض ً
قال ابن الزبير :أخذ عن السهيلي علم العربية وغيره ،وكان من جملة أصحابه ومتقدميهم ،بارع الخط ،سهل
الخلق ،كريم النفس ،كثير التواضع ،متين الديانة .مات سنة عشر وستمائة.
قال ابن الزبير :أستاذ نحوي أديب ،روى عن ابن حوط ال وأبي الخطاب ابن واجب.
- 604أحمد بن عبد ال بن يحيى بن يحيى بن يحيى ابن كثير -بفتح الكاف -بن
وسلس -بفتح الواو وسكون المهملة وآخر مهملة -لبن شملل -بفتح المعجمة واللم
الولى وسكون الميم -بن منقايا -بفتح الميم وسكون النون وبالقاف والتحتانية -
248
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
قال ابن عبد الملك :كان من أهل العناية في العلم ،ذا تقدم في اللغة وحسن الشعر ،روى عن عم أبيه عبد ال بن
قال ياقوت :من تلميذ عبد القاهر الجرجاني .له شرح اللمع.
قال ابن حجر :أحد الفضلء الذكياء .أخذ عن ابن كثير ،ومهر في العربية والصول ،ولزم القراء والشتغال
في الفنون .مات عن ثلثين سنة بالطاعون ،في رمضان سنة تسع وثمانمائة.
من ولد معبد بن العباس بن عبد المطلب .ذكره الزبيدي في نحاة الكوفيين ،وقال :كان بارعًا.
وقال ياقوت :أحد من اشتهر بالنحو وعلم العربية من الكوفيين ،وجه من وجوه أصحاب ثعلب .مات ليلة الربعاء
- 608أحمد بن عبد الجليل بن عبد ال ،أبو العباس التدميري الصل المروي
قال ابن عبد الملك :كان مقدمًا في صنعة العراب ،ضابطًا للغات ،حافظًا للداب ،ذا حظ من قرض الشعر .روى عن أبي
الحجاج بن يبقي بن يسعون ،وابن وضاح وعبد الحق بن عطية.
وصنف :التوطئة في النحو ،شرح الفصيح ،شرح أبيات الجمل ،مختصره ،شرح شواهد الغريب للعزيزي،
249
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
- 609أحمد بن عبد الحق بن محمد بن عبد الحق الجدلي المالقي ،أبو جعفر يعرف
قال في "تاريخ غرناطة" :من صدور أهل العلم ،مضطلع بصناعة العربية ،حائز قصب السبق فيهان عارف
بالفروع والحكام ،مشارك في الصول والدب والطب ،قائم على القراءات ،إمام في التوثقة ،تصدر للقراء
ببلده ،وقضى ببلش وغيرها ،فحسنت سيرته .قرأ على أبي عبيد ال بن بكر ولزمه ،على أبي محمد بن أيوب
وأبي القاسم بن درهم ،وروى عن أبي عبد ال الطنجالي وغيره .مولده ثامن شوال سنة ثمان وتسعين وستمائة.
ومات يوم الجمعة سابع عشر رجب سنة خمس وستين وسبعمائة.
قال ابن عبد الملك :كان مبرزًا في علم العربية ،روى عن عباد بن سرحان ،وعنه أحمد ابن مضاء .وكان أحد
- 611أحمد بن عبد الرحمن بن عبد ال بن هشام شهاب الدين بن تقي الدين العلمة
واشتغل كثيرًا ،وأخذ عن العز بن جماعة والشيخ يحيى السيرامي وابن عمته العجيمي ،وفاق في العربية
وغيرها ،وأخذ عن العلمة البخاري ،فقال له العجيمي :لم تستفد منه أكثر مما عندك ،فقال له :أليس صرنا فيه
على يقين! .وله حاشية على التوضيح لجده .مات بدمشق في رابع جمادى الخرة سنة خمس وثمانين وثمانمائة.
250
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
قال ابن العديم :عاصر ابن خالويه ،وكان يدرس العربية واللغة ،قرأ بحلب على ابن خالويه الجمهرة ،وروى
عن أحمد بن عبيد ال بن شقير النحوي .وعنه الحافظ أبو سعد السمان وغيره .كان حيًا ثلث عشرة وأربعمائة.
قال ابن الزبير :أحد من ختمت به المائة السادسة من أفراد العلماء ،أخذ عن ابن الرماك كتاب سيبويه تفهما،
وسمع عليه وعلى غيره من الكتب النحوية واللغوية والدبية ما ل يحصى ،وكان له تقدم في علم العربية ،واعتناء
وآراء فيها ،ومذاهب مخالفة لهلها .روى عن عبد الحق بن عطية ،والقاضي عياض وخلئق ،وعنه ابنا حوط ال
وأبو الحسن الغافقي ،وولى قضاء فاس وغيرها ،فأحسن السيرة ،وعدل فعظم قدره ،وصار رحلة في الرواية،
وعمدة في الدراية.
وقال ابن عبد الملك :كان مقرئًا مجودًا ،محدثًا مكثرًا ،قديم السماع ،واسع الرواية ،عارفًا بالصول والكلم
والطب والحساب والهندسة ،ثاقب الذهن ،متوقد الذكاء ،شاعرًا بارعًا ،كاتبًا.
صنف في المشرق في النحو ،الرد على النحويين ،تنزيه القرآن عما ل يليق بالبيان ،وناقضه في هذا التأليف ابن
خروف بكتاب سماه :تنزيه أئمة النحو ،عما نسب إليهم من الخطأ والسهو ،ولما بلغه ذلك قال :نحن ل نبالي
بالكباش النطاحة ،وتعارضنا أبناء الخرقان! .مولده بقرطبة سنة ثلث عشرة وخمسمائة .ومات بإشبيلية سابع
عشري جمادى الولى -وقيل ثاني عشر جمادى الخرة -سنة ثنتين وتسعين .وله ذكر في جمع الجوامع.
قال ابن الكثير في "الكامل" :كان عالمًا متبحرًا في علوم كثيرة :الخلف والفقه والصلين والفرائض والحساب
والنحو والهيئة والمنطق وغير ذلك ،مع الزهد ولبس الخشن .جاور بمكة ومات بها في صفر سنة خمس وثمانين
وخمسمائة.
251
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
- 615أحمد بن عبد الرحمن أبو بكر الخولني القيرواني النحوي الفقيه شيخ
المالمكية بالقيروان
كان حافظًا للمذهب ،أديبًا نحويًا -تفقه بابن أبي زيد .ومات سنة ثنتين وثلثين وأربعمائة.
ل ،حسن المعرفة بالنحو ،قرأ على التبريزي ،ولزمه حتى برع.قال ابن النجار :كان أديبًا فاض ً
ويقال :إن ابن الخشاب كان يمضي إلى منزله ،ويسأله عن مسائل في النحو ،ويبحث معه فيها.
قرأ عليه ابن الزاهد ،وسمع على كبر من أبي الفضل بن ناصر ،وحدث .والرواية عنه قليلة .مات في حدود
خمسين وخمسمائة.
العباس
قال ابن الزبير :كان أستاذًا نحويًا ،لغويًا أديبًا ،راوية .روى عن أبي علي الغساني ،وعنه على ابن الزرقالة،
- 618أحمد بن عبد العزيز بن الفرج أبو علي القرطبي النحوي صاحب القالي
كان متقد الذهن ،وفيه غفلة زائدة ،ولكنه حافظ ثبت ،بصير بالعربية ،وهو مؤدب الملك المظفر بن أبي عامر.
العباس
252
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
سكن بلنسية .قال ابن عبد الملك :كان متحققًا بالعربية ،بارعًا في الدب ،شاعرًا محسنًا ،أخذ العربية والداب
عن أبي عبد ال بن خلصة ،وأبي محمد بن السيد البطليوسي ،وجال في بلد الندلس .وكان أنيق الوراقة بديعها،
معروفًا بالتقان والضبط ،يتنافس في خطه ،وكان مضعفًا .ولد قبل سنة خمسمائة ،وقتل صبرًا بإشبيلية سنة ثنتين
وسبعين وخمسمائة.
قال ابن عبد الملك :كان من جملة المقرئين وكبار أسانيد النحويين ،شاعرًا محسنًا ،كاتبًا بليغًا ،متقدمًا في
العروض وفك المعمى ،روى عن خلف بن البرش وأبي علي الغساني ومحمد بن سليمان ،ابن أخت غانم ،وعنه
وصنف :شرح شواهد اليضاح .فأرجوزة في النحو ،شرحها .أرجوزة في الغريب .أرجوزة القراءات .أرجوزة
في الخط .وغير ذلك .كان حيًا سنة ثلث وخمسين وخمسمائة.
قال ابن حجر :قرأ على الشريف الجرجاني شرح المصباح ،فاتفق أنه كان يقرئ في بيته ،فسقط بهم إلى طبقة
سفلى ،فلم يصب أحدًا منهم شيء ،وخرجوا فسقط السقف الذي كان فوقهم .وكان حسن التقرير ،قليل التكلفة ،كثير
الورع ،عارفًا بالتصوف .ومات في خامس عشر رمضان سنة تسع وثلثين وثمانمائة.
253
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
- 622أحمد بن عبد القادر بن احمد بن مكتوم بن أحمد بن محمد بن سليم بن محمد
قال في "الدرر" :ولد في آخر ذي الحجة سنة ثنتين وثمانين وستمائة ،وأخذ النحو عن البهاء بن النحاس ،ولزم
ل ،وأخذ عن السروجي وغيره ،وتقدم في الفقه والنحو واللغة ،ودرس وناب في الحكم ،وكان
أبا حيان دهرًا طوي ً
سمع من الدمياطي اتفاقًا قبل أبن يطلب ،ثم أقبل على سماع الحديث ونسخ ألجزاء فأكثر عن أصحاب النجيب
كبرت أناس هم إلى العيب أقرب وعاب سماعي للحديث بعـيد مـا
يروح ويغدو سالمـا ً يتـطـلـب وقالوا غمام في عـلـوم كـثـيرة
غدوت لجهل منهـم أتـعـجـب فقلت مجيبا ً عن مقالـتـهـم وقـد
إذا استدرك النسان ما فات من
فللحزم يعزى ل إلى الجهل ينسب
عل
والرواية عنه عزيزة ،وقد سمع منه ابن رافع .وذكره في معجمه.
وله تصانيف حسان ،منها الجمع بين العباب والمحكم في اللغة ،شرح الهداية الفقه ،الجمع المتناه ،في أخبار
اللغويين والنحاة ،عشر مجلدات ،وكأنه مات عنها مسودة فتفرقت شذر مذر .وهذا المر هو أعظم باعث لي على
اختصار طبقاتي الكبرى في هذا المختصر ،فإن تلك لما نرومه فيها يحتاج إلى دهر طويل من الوقوف على
الغرائب والمناظرات وإسناد الحاديث والخبار ،وإن كنا حصلنا من ذلك بحمد ال الجم الغفير ،لكن ل نخلو كل
يوم من الوقوف على فائدة جديدة ،والطلع على ما لم نكن اطلعنا عليه ،فليزم من السراع بتبييضها إما إتلف
النسخ على أصحابها ،أو إخلؤها من الزوائد .ومن تصانيفه :شرح كافية ابن الحاجب ،شرح شافيته ،شرح
الفصيح ،الدر اللقيط من البحر المحيط ،مجلدات ،قصره عن مباحث أبي حيان مع ابن عطية والزمخشري.
التذكرة ثلث مجلدات ،سماها قيد الوابد ،وقفت عليها بخطة في المحمودية ،أعادنا ال إلى النتفاع منها كما كنا
قريبًا بمحمد وآله .توفي الشيخ تاج الدين في الطاعون العام في رمضان سنة تسع وأربعين وسبعمائة .وكتب إليه
بعض الفضلء:
تسنم مجدا ً قـدره ذروة الـعـل أيا تاج دين اللـه والوحـد الـذي
مدى السبق حلل ً لما قد تشكـل وجامع أشتات الفـضـائل حـاويا ً
254
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
أبى حاله التسال إل تسـلـسـل وبحر علوم في رياض مـكـارم
وأوصافك العلم طاولن يذبـل لعلك والحسان مـنـك سـجـية
يعود على الموصول نظما ً مسهل ً تعدد لي نظما ً مواضع حـذف مـا
وعش دائم القبال ترفل في الحل وأكثر من اليضاح واعذر مقصرا ً
فأجابه الشيخ تاج الدين ،ومن خطه نقلت:
إذا راح شعر الناس في البيد مشكل أل أيها المولى المحـلـى قـريضـه
عليها من التنميق ما سمج الحـلـى وجالى أبكار المـعـانـي عـرائسـا ً
ومستخرج اللفاظ تخلب كالـطـل ومستنتج الفكار تشرق كالضـحـى
وجانى من ثمر الفضائل مـا حـل وغارس من غرس المكارم مثـمـرا ً
ووصفك في الفاق ما زال أفضـل كتبت إلى المملوك نظما ً بـمـدحـه
ومن عجب أن يسأل البحر جـدول! وأرسلت تبغى نظـمـه لـمـسـائل
وتمثيل ما ألوى وإيضاح مـا جـل فلم يسع المملـوك إل امـتـثـالـه
ومن بذل المجهود جهـدا ً فـمـا أل ولم يأل جهدا ً في اجـتـلب شـريدة
وشول إلى بحر وسجعا ً لـذي مـل فقلت وقد أهديت فجرا ً إلى ضـحـى
فطالع تجد ما قد نظمت مفـصـل إذا عائد الموصـول حـاول حـذفـه
فأثبت وأما الحذف فاتركه واحلـل فما كان مرفوعا ً ولـم يك مـبـتـدا ً
وفي وصل أي صلة ل حذف مسهل وإن كان مرفوعـا ً ومـبـتـدا ً غـدا
فقيل بتجـويز لـحـذف وقـيل ل بشرط بـنـا أي ومـا إن اعـربـت
وطالت فإن لم يصلح العجز موصل وإن يك ذا صدرا ً لوصـلة غـيرهـا
أجيز على قول ضعيف وأجـمـل فدونك فاحذفه وإن لم تـطـل فـقـد
وأحسن مرفوعا ً لدى نقل مـن تـل وشاهد ذا فاقرأ تماما ً عـلـى الـذي
بميم كجاء اللـذ ومـا هـو ذو ول وأثبته محصورا ً كذا إن نـفـتـه مـا
عليه ومنع الحذف في عكسه
وفي حذفه خلف لدى عطـف غـيره
انجلى
متصل فاحذفه تظفـر بـالعـتـل وما كان مفعول ً لغير ظـنـت هـو
يعد غيره فالحذف ليس مـسـهـل ويشرط فـي ذا عـودة وحـده فـإن
يكنها فل تحذف وقد جا مـقـلـل وهذا إذا الموصـل لـم يك أل فـإن
ومعناه نصب كان بالحذف أسـهـل وما كان خفضا ً بالضـافة لـفـظـه
وفعل فلم يحذفه أعنى السـمـوءل وخافضه إن ناب عن خرف مصـدر
فإن كان مجرورا ً بحذف قد اعمـل كقولك تتلو فاقض ما أنت قـاض أو
إذا ما استوى الحرفان يا حاوي العل وموصله أضحى كذلـك فـاحـذفـن
فديتك حرف العائد الحصر قد تـل وأعنى به لفظا ً ومعنـى ولـم يكـن
غدا فاعل ً فاسمع مقالي مـمـثـل ولم يك أيضا ً قـد أقـيم مـقـام مـا
تساويهما في اللفظ منـفـردا ً فـل ويشرب مما تشـربـون وغـن غـدا
وله من المواضع التي يبتدأ فيها بالنكرة:
255
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
خصوص وتـعـمـيم أفـادا وأثـرا ومرجعها لثنين منهـا فـقـل هـمـا
عن النفي واستفهامـه قـد تـأخـرا فأولها الموصوف والوصـف والـذي
أضيف وما قد عم أوجـا مـنـكـرا كذاك اسم الستفهام والشـرط والـذي
أعندك دينار فـكـن مـتـبـصـرا ً كقـولـك دينـار لـدى لـقـــائل
لن وكذا ما كان في الحصر قد جرى كذا كم لخبـار ومـا لـيس قـابـل ً
له سوغ التفـضـيل أن يتـنـكـرا وما جاء دعاء أو غـدا عـامـل ً ومـا
ولول وما كالفعل أوجا مـصـغـرا وما بعد واو الحال جاء وفـا الـجـزا
وما كان معطوفا ً على ما تـنـكـرا وما أن تتلو في جـواب الـذي نـفـى
سؤال بأم والهمز فأخبـر بـالـقـرا وساغ ومخصوصا ً غـدا وجـواب ذي
وما نحو ما أنحاه في القر لتخـبـرا وما قدمت أخـبـاره وهـي جـمـلة
عن الظرف والمجرور أيضا ً مؤخرا كذا وما ولى لم ابـتـداء ومـا غـدا
إذا لفجأة فاجرها تـحـو جـوهـرا وما كان في معنى التعـجـب أو تـل
- 623أحمد بن عبد اللطيف بن أبي بكر بن عمر الشرجي الزبيدي شهاب الدين
قال ابن حجر :اشتغل كثيرًا ،ومهر في العربية ،ودرس بصرحية زبيد .مات سنة اثنتي عشرة وثمانمائة عن
أربعين سنة.
كان من أعيان بلده ،ووزرائه ،سريًا فقيهًا ،مقدمًا في اللغة والنحو والفقه مشاركًا في غير ذلك .أخذ عن أبي
محمد بن سمحون وابن الخضر ،ثم انقطع إلى البادية ،ومات بغرناطة سنة ثلث وأربعين وخمسمائة .كذا ابن
الزبير وابن الخطيب في موضع ،وقال في موضع آخر وستمائة ،وقد وصل التسعين.
- 625أحمد بن عبد الملك بن موسى بن موسى بن عبد الملك بن وليد ،أبو جعفر -
256
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
كان محدثًا راوية ،فقيهًا ماهرًا في علم العربية والتاريخ ،روى عن أبيه وتفقه عليه ،ولزم أبي بكر الخشني وأبا
الوليد الباجي ،وسمع من لفظ ابن بطال شرح البخاري له ،ولقى ابن عبد البر وابن حزم ،وأجاز له أبو عمر
الداني ،وعمر متمتعًا بحواسه .روى عنه ابنه القاضي أبو بكر .مات يوم الجمعة رابع عشر رمضان سنة ثلث
وثلثين وخمسمائة ،وكفن في ثياب صلى فيها أربعين سنة ،ذكره ابن الزبير وغيره.
بالرحلة في طلب العلم ،وروى عن ابن البار وابن فرتون ،وأبو الحسن الرعيني ،وتصدر لقراء اللغة والدب
والعربية والعروض .وله ثلثة شروح على المقامات :شرح اليضاح ،وشرح عروض الشعر ،وعلل القوافي،
شرح الجمل ،مختصر نوادر القالي ،وغير ذلك .مات بشريش في ذي الحجة سنة تسع عشرة وستمائة.
قال في "تاريخ غرناطة" :كان قيمًا على العربية ،إذ كانت جل بضاعته ،يشارك في المنطق والعروض وقرض
الشعر.
وقال في النضار :كان عالمًا بالنحو ،وكان ل يقرأ كتاب سيبويه ،فكان أصحابنا إذا ذكر يقولون :هل يقرأ كتاب
وكان ضيق الحال فدخل المرية ،فوجدها صفرًا ممن يشتغل بالنحو ،فأقام بها يشغل الناس فيه ،فحسنت حاله،
وأنجب عليه أبو الحسن بن أبي العيش ،وكان قرأ النحو على أبي المفرج المالقي وتل على أبي الحجاج بن
ريحانة .وكان شديد البله ،طبخ قدرًا فوجدها تعوز الملح ،فوضع فيها ملحًا غير مطحون ،ثم ذاقها قبل أن ينحل
الملح ،فزادها حتى صارت زعاقًا .صنف شرح الجزولية ،شرح مقرب ابن هشام الفهري ،وصل فيه إلى باب
257
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
همزة الوصل ،رصف المباني في الحروف والمعاني ،من أعظم ما صنف .ويدل على تقدمه في العربية .وله تقييد
على الجمل وغير ذلك .مات يوم الثلثاء سابع عشرين ربيع الخر سنة ثنتين وسبعمائة.
قال في "الدرر" :كان عارفًا بالفقه والصلين والعربية ،مصنفًا في البحث ،ولى تدريس مدرسة إطفيح ،واعتزل
قال ابن عبد الملك :كان قائمًا على الداب ،وكتب النحو واللغة والشعار ،كاتبًا شاعرًا ،كتب عن بعض
الوزراء ،وأحرقه القنيبطور -لعنه ال -لما تغلب على بلنسية سنة ثمان وثمانين وقيل سنة تسعين واربعمائة.
- 630أحمد بن عبد الوهاب بن يونس القرطبي أبو عمر المعروف بابن صلى ال
قال ابن الفرضي :كان حافظًا للفقه ،عالمًا بالختلف ،ذكيًا ،بصيرًا بالحجاج ،حسن المنظر ،وكان يميل إلى
مذهب المام الشافعي رحمه ال ،وكان له حظ وافر من العربية واللغة وكان ينسب إلى العتزال .مات سنة تسع
وستين وثلثمائة.
قال ابن عساكر :روى عن أبي عمر الزاهد وابن دريد ،وابن فارس ،وحدث عن أبي الهيثم خلف الدوري وحامد
بن شعيب البلخي ومحمد بن سليمان الباغندي ،وعنه تمام ابن محمد الرازي وغيره.
258
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
- 632أحمد بن عبيد بن ناصح بن بلنجر ،أبو جعفر النحوي الكوفي الديلمي الصل
قال ياقوت :حدث عن الصمعي والواقدي وعنه القاسم النباري .وكان من أئمة العربية ،وأدب ولد المتوكل
النصراف قال للخادم :احمله .فضربه بغير ذنب ،فكتب بذلك إلى المتوكل ،فأحضره فقال له :لم فعلت هذا
بالمعتز؟ قال :بلغني ما عزم عليه أمير المؤمنين ،فحططت منزلته ليعرف هذا المقدار ،فل يعجل بزوال نعمة
أحد ،وأخرت غداءه ليهرف الجوع إذا شكى إليه ،وضربته لغير ذنب ليعرف مقدار الظلم ،فل يعجل على أحد.
قال ابن عدى :كان أبو عصيدة يحدث بمناكير مع انه من أهل الصدق.
وصنف :عيون الخبار والشعار ،المقصور والممدود ،المذكر والمؤنث ،وغير ذلك .مات سنة ثمان -وقيل ثلث
-وسبعين ومائتين.
- 633أحمد بن عتيق بن الحسن بن زياد بن حرج البلنسي المروي الصل أبو جعفر
قال ابن عبد الملك :كان ماهرًا في العربية ،وافر الحظ في الدب ،له نظم يسير جيد ،متحققًا بأصول الفقه ،وأعلم
أهل زمانه بالعلوم القديمة ،ثاقب الذهن ،متوقد الخاطر ،غواصًا على دقائق المعاني ،تل بالسبع على ابن مضاء
وأبي عبد ال بن حميد وجماعة ،وأجاز له أبو الطاهر بن عوف ،وروى عنه ابنه عتيق وأبو جعفر بن عيشون،
وورد مراكش ،باستدعاء المنصور ،فحظي عنده ،وجلت منزلته ،وكان المرجوع إليه في الفتوى .مولده سنة أربع
259
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
- 634أحمد بن عثمان بن إبراهيم بن مصطفى بن سليمان المارديني الصل
قال في "الدرر" :ولد بالقاهرة ليلة السبت ،الخامس والعشرين من ذي الحجة سنة إحدى وثمانين وستمائة،
واشتغل بانواع العلوم ،ودرس وأفتى ،وناب في الحكم .وصنف في الفقه والصلين والحديث والعربية والعروض
والمنطق والهيئة ،وغالبها لم يكمل ،وسمع من الدمياطي وابن الصواف والحجار ،وحدث .ومات في أوائل جمادى
ومن تصانيفه :تعليقه على المحصل للمام فخر الدين الرازي ،وشرح على المنتخب للباجي ،وثلث تعاليق على
الخلصة في الفقه ،وشرح الجامع الكبير في الفقه ،وشرح الهداية ،ومصنفات في الفرئض ،وتعليقه على مقدمة
ابن الحاجب ،وكتاب أحكام الرمي والسبق ،والمحلل ،وكتاب البحاث الجلية على مسألة ابن تيمية ،وشرح
الشمسية في المنطق ،وشرح التبصرة في الهيئة للخرقي .ذكر ذلك المقريزي في المقفى في ترجمته.
قال الخزرجي :كان وحيد دهره في النحو واللغة والعروض ،عالمًا متقنًا ،متفننًا لوذعيًا ،حسن السيرة ،سهل
الخلق ،مبارك التدريس .أخذ النحو عن جماعة ،وأخذ عن أهل عصره ،وإليه انتهت الرياسة في النحو ،ورحل
إليه الناس من أقطار اليمن .وألف شرح مقدمة ابن باب شاذ شرحًا جيدًا ،لم يتم ،ومنظومة في القوافي،
والعروض ،وغير ذلك .وكان بحرًا ل ساحل له .مات يوم الحد حادي عشرين شعبان سنة ثمان وستين
وسبعمائة.
260
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
قال ابن عبد الملك :كان محدثًا فقيهًا نحويًا .متقدمًا في ذلك كله ،مشهورًا بالورع والزهد والفضل ،معظمًا عند
الخاصة والعامة .اخذ العربية عن الشلوبين والدباج ،وروى عن أبي بكر بن سيد الناس وغيره .مولده سنة سبع
وستمائة ،ومات بتونس يوم الجمعة لعشر بقين من محرم سنة ثمان وسبعين وستمائة.
وسماه ابن الزبير :أحمد بن محمد بن عثمان .قال ابن عبد الملك :وهو غلط ،وقال :كان مقرئًا متقنًا ،ضابطًا ثقة
أديبًا لغويًا ذا مشاركة في فنون ،طبيبًا ماهرًا حسن المجالسة ،روى عن سهل بن مالك ،وأبي القاسم أحمد بن عبد
الودود ،وأجاز له ابن عيشون وغلبون وروى عنه ابن الزبير .مات بغرناطة سنة ست -وقيل ثمان -وخمسين
قال الصفدي :ولد سنة خمس وعشرين وستمائة ،وكان إمام الجامع الزهر ،متصدرًا في النحو بجامع القمر.
وله:
تبكي وتضحك أنت إذ تولى الندى ما قسمت بالغيث العطايا منـك إذ
ماء تفيض لنا يمينك عسـجـدا وإذا أفاض على الـبـرية جـوده
وقال ابن مكتوم :نحوي ،له أرجوزة في الضاد والظاء.
قال الصفدي :له معرفة تامة بالنحو واللغة ،مدح القائم بأمر ال وبينه.
261
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
قال ياقوت :كان صاحب لغة ،يتعاطى التأديب ،ويقول الشعر الجيد ،وكان من أصحاب لغذة ،ثم صار من ندماء
السجستاني ،فأعجب بها ،فأعجب بها ،وقال :يا أهل البصرة ،غلبكم أهل أصبهان ،وأول القصيدة:
إبراهيم بن الحسن المعروف بابن الزبير الغساني المصري أبو الحسين المعروف
بالرشيد السواني
قال ياقوت :كان كاتبًا شاعرًا ،فقيهًا نحويًا لغويًا عروضيًا ،مؤرخًا مهندسًا منطقيًا ،عارفًا بالطب والموسيقى
ل في فنون كثيرة ،وهو من بيت كبير بالصعيد .وله تآليف نظم ونثر،
والنجوم ،ومتفننًا .وكان من أفراد الدهر فض ً
ومنها :منية اللمعي وبلغة المدعي ،يشتمل على علوم كثيرة ،وجنان الجنان وروضة الذهان في شعراء مصر،
وشفاه اللغة في سمت القبلة .ولى النظر بثغر السكندرية ،والدواوين السلطانية بمصر ،ثم سافر إلى اليمن ،وتقلد
262
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
قضاءها ،وتلقب بقاضي قضاة اليمن ،وداعي دعاة الزمن ،ثم سمت نفسه إلى رتبة الخلفة ،فأجابه قوم إليها،
ل إلى قوص ،وسجن بها .ثم ورد كتاب الصالح بن زريك بإطلقه
ونقشت له السكة ،ثم قبض عليه ،وأنقذ مكب ً
والحسان إليه ،ولما دخل أسد الدين شيركوه إلى البلد ،مال إليه وكاتبه ،فاتصل ذلك بوزير العاضد ،فتطلبه إلى
أن ظفر به ،وأشهره وصلبه ،وذلك يوم محرم سنة ثلث وستين وخمسمائة .وكان قبيح المنظر ،أسود ،مر بشابة
صبيحة الوجه ،ظريفة ،فنظرت إليه نظر مطمع ،وأومأت إليه بطرفها ،فتبعها ،فدخلت دارًا ،وأشارت إليه،
فدخل ،فنادت طفلة كأنها فلقة قمر ،وقالت هل :إن رجعت تبولين في الفراش تركت سيدنا القاضي يأكلك ،ثم
ل.
التفتت إليه وقالت :ل أعدمني ال فضل سيدنا القاضي ،أدام ال عزه فخرج خج ً
وقتال ابن الزبير :عارف بالداب والعراب ،إمام نحوي متقدم ،راوية مكثر ،أخذ عن أبيه وأكثر الرواية عنه،
وشاركه في كثير من شيوخه .وروى أيضًا عن أبي علي الغساني ،وأبي علي الصدفي .وكان عارفاً بالسانيد،
نقاذًا لها ،ألف القناع في القراءات ،لم يؤلف مثاله .مولده في ربيع الول سنة إحدى وتسعين وأربعمائة ،ومات
الماردي
قال ابن عبد الملك :كان متحققًا بالفقه والعربية ،درسهما بغرناطة ،مشاركًا في غيرهما .أخذ النحو عن الدباج
والشلوبين ،وتل على أبي الحسين محمد بن عياش بن عظيمة ،وروى عن أبي الحسن الشاري وغيره ،وكان
263
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
يتصرف بالتجارة ،وكان اشتغاله بالعلم كثيرًا .مولده في ذي القعدة سنة سبع وثمانين وخمسمائة ،وكان حيًا سنة
عن ابن الطلع وابن الخضر .وعنه ابن خير وغيره ،وجال في طلب العلم غالب الندلس ،وقضى بأركش،
فخمدت سيرته ،ولزم القراء ،وأخذ الناس عنه .مات سنة خمس -وقيل اثنتين -وأربعين وخمسمائة.
فائدة :تقل ابن مالك في شرح التسهيل أن ابن أفلح ألحق بظن وأخوتها -في نصب المفعولين -كأن ،قال ابن حيان:
ول أدري من ابن أفلح! انتهى .ولعله هذا ،وهذا فإني لم أقف بعد التطلع والفحص على نحوي آبائه من يسمى أفلح
غير هذا ،فإن كان إياه فهو في جمع الجوامع في باب ظن .ثم وجدت بعد ذلك خلف بن أفلح ،وسيأتي في باب
قال في "الدرر" :تقدم في العربية والقراءات والفرائض وغيرها ،وشغل الناس كثيرًا ،وكان له صيت في
العراق .ثم قدم دمشق فأكرمه نائبها ،وكان كثير التودد ،لطيف المحاضرة ،سمع من ابن الدواليي وصالح بن
الصباغ ،وأجاز له إسحاق بن الطبال ،ونظم المنار ،والفرائض السراجية ،وقصيدة في القراءات .مات في سنة
264
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
قال في "الدرر" :كان أبوه خوليًا ،وباشر هو صناعة أبيه ثم اشتغل على النجم الصفوني ،فبرع في مدة قريبة،
ومهر في الفقه والنحو والصول ،ودرس وأفتى .ومات بمرض السل سنة سبع وثلثين وسبعمائة.
قال الحاكم :سمع أبا معاذ الفضل بن خالد النحوي وحفص بن عبد ال السلمي ،وروى عنه محمد بن عبد الوهاب
قال ابن عبد الملك :كان من الفقهاء الحفاظ ،ذا معرفة تامة باللسان العربي ،كثير التقييد مكبًا على الطلب ،عفيفًا
مبرزًا في عقد الشروط .روى عنه ابن أخته إسماعيل بن إبراهيم بن الديب ،وكان يؤم ببعض مساجد إشبيلية،
فضيق عليه أبو حفص بن عمر في أيام قضائه بها وصرفه عن المامة ،فرحل إلى مراكش ،فتعرف بأبي القاسم
بن مثنى ،فأقبل عليه الناس واستأدبه لولده ،فأقام نحو عام ،ثم رغب في العود إلى وطنه ،فأصحبه ابن مثنى كتابًا
إلى أبي حفص ،يتضمن الوصاية به والعتناء بحاله ،فرد عليه المامة ،ثم تولى حسبة السوق ،فشكرن سيرته.
قال ابن عبد الملك :كان نحويًا ماهرًا ،أدب بالنحو زمانًا ،أخذ عن أبيه أبي بكر وأبي الحسب بن سيده ،وروى
عنه أبو عمر زياد بن الصفار .وكان بشاطبة حيًا سنة ثنتين وخمسمائة.
- 650أحمد بن علي بن أبي زنبور المام الديب أبو الرضا النيلي اللغوي المصري
الشاعر
265
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
كذا ذكره الذهبي ،وقال :قرأ على يحيى بن سعدون القرطبي ،وتأدب على سعيد بن الدهان ،ومدح الصلح بن
أيوب بقصيدة طويلة ،فوصله عليها بخمسمائة دينار .وكان من غلوة الرافضة .عمر دهرًا ،ومات بالموصل سنة
الملقب سمكة
قال ابن حجر :كان بارعًا في الفقه و العربية و القراءات ،وكان السنوي يعظمه ،وهو من أكابر تلمذته .سمع
من الميدومي وغيره ،وكان خيرًا متواضعًا .مات في المحرم سنة تسع وسبعين وسبعمائة.
- 653أحمد بن علي بن عبد الكافي بن تمام السبكي العلمة بهاء الدين أبو حامد بن
ولد بع المغرب ليلة العشرين من جمادى الخرة سنة تسع عشرة وسبعمائة ،وحضر على الحجاز ،وسمع من
يونس الدبوسي والواني والبدر بن جماعة والمزي وجماعة .وكان اسمه تمامًا فغيره أحمد ،لنه كان يتخيل ممن
سمع من الحديث أنه إنما اخذ عنه لجل اسمه ،ليجعله في حرف التاء .وأخذ العلم عن أبيه ،وٌاصبهاني وابن
القماح وأبي حيان ،وتل على التقى الصائغ ،وأنجب وبرع وهو شاب .وكانت له اليد الطولى في اللسان العربي
والمعاني والبيان ،وأسرع إليه الشيب فاتقى وهو في حدود العشرين ،وتولى تدريس المنصورية والهكارية
والسيفية والميعاد بالجامع الطولوني وغيرها من وظائف أبيه لما أخذ قضاء الشام ،ثم ولى تدريس الشافعي
266
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
وجامع الحاكم والشيخونية أول ما بنيت وقضاء الشام سنة عوضًا عن أخيه ،ولم يصنع ذلك إل حفظًا للوظيفة على
أخيه .ثم ولى قضاء وإفتاء دار العدل ،ثم خطابة الجامع الطولوني ،فلم يكن يتهنأ بها ،لن بعض المراء كان
يصلي هناك ،فل تعجبه خطبته ،فباشره لمن يستنبت ،فكان ل يخطب إل إذا غاب ،ثم ولى تدريس التفسير بالجامع
الطولوني بعد السنوي ،فاجتمعت له هذه الوظائف المعظمة .وكان غالب المصريين يخدمونه لكثرة عطائه،
وكانت له دربة عظيمة في السعي حتى يبلغ أغراضه ،وجرت له في ذلك خطوب ،وفي الغالب ينتصر .وكان أبوه
وذاك عند علـي غـاية المـل دروس أحمد خير من دروس علي
وقال أيضًا:
وفي النقد كالبريز أخلص في السبك أبو حامد في العلـم أمـثـال أنـجـم
وثانيهم الطوسي والثالث السبـكـي فأولهـم مـن إسـفـرائين نـشـؤه
وأرسل إلى والده من مصر بحثًا يتعلق بالعربية ،فأجابه عنه ،فرد جواب أبيه بكراسة ،فلما وقف أبوه على الرد
كتب كتابًا ،صدره بقوله :وقفت على جوابك أيها الولد الذي هو أعظم من الوالد .وقد ذكرنا من فوائده وأبحاثه في
صنف :عروس الفراح في شرح تلخيص المفتاح ،أبان فيه عن سعة دائرته في الفن ،وشرع في شرح مطول عن
الحاوي ،وشرح مطول على مختصر ابن الحاجب ،وكمل قطعة على شرح المنهاج لبيه .وله نظم الفائق .توفي
ليلة الخميس سابع عشرين رجب سنة ثلث وسبعين وسبعمائة بمكة.
وصب قضى وجدا ً ومال حال عهده فداكم فؤاد حان لـلـبـعـد فـقـده
وطرف قريح طال في الليل سهده وقلب جـريح بـالـغـرام مـتـيم
فأجابه الشيخ أبو حيان بقوله:
لما حاز من علم به بان رشـده أبو حامد على الـنـاس حـمـده
يلوح على أفق المعارف سعـده غذى علوم لم يزل منذ نـشـئتـه
ذكاء ومن شمس الظهيرة وقـده ذكى كأنه قد جاحم النار ذهـنـه
زمان اغتذى بالعى والجهل ضده ومن حاز في سن البلوغ فضـائل ً
267
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
- 654أحمد بن علي بن أبي غالب مجد الدين أبو العباس الربلي النحوي الحنبلي
نزيل دمشق
قال الذهبي :كان غمامًا في الفقه والعربية ،بصيرًا بحل المعضل ،أخذ عنه الشرف الفزازي ،وحدث عن محمد
بن هبة ال بن المكوم .ومات منتصف صفر سنة سبع وخمسين وستمائة.
قال ياقوت :أحد العلماء بهذا الشأن ،المعروفين المشهورين به .صنف كتابًا في النحو ،وآخر في القوافي .ومات
قال ابن عبد الملك :كان نحويًا ماهرًا ،درس النحو وقتًا ،روى عن أبي الطراوة.
أبو العباس
المعروف باللص ،لكثرة سرقته أشعار الناس .وسماه ابن الزبير أحمد بن محمد بن علي ،وبعضهم أحمد بن علي
بن عبد الملك.والصحيح -كما قال ابن عبد الملك -الول .وكان مقرئًا محدثًا متحققًا بعلوم اللسان نحوًا ولغة وأدبًا،
السدي ،وعن الشلوبين .وشعره مدون ،ومن أعجب ما وقع له في السرقة أن واليًا قدم إشبيلية فانتدب أدباؤها
لمدحه ،قال :فطمعت تلك الليلة أن يسمح خاطري بشيء فلم يسمح ،فنظرت في معلقاتي ،فإذا قصيد لبي العباس
العمى مكتوب عليه" :لم ينشد" فأدغمت فيه اسم الوالي ،فلما أصبحنا وأنشد الناس أنشدت تلك القصيدة ،فقام
268
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
شخص وأخرج القصيدة من كمه ،وقد صنع فيها ما صنعت ،ووقع له ما وقع ،فضحك الوالي من ذلك ،وكثر
العجب من التوارد على السرقة .وكان يستصحب معه كسرة خبز ل يفارقها ،ويقول :إنه قيل لي في النوم :ل
تموت إل عطشان .قال :فأنا أخاف من ذلك ،فإذا أصابني العطش دفعتها إلى سقاء فسقاني ،فاتفق أنه مات وحيدًا
في منزله ،ول يبعد أن يكون مات عطشًا .وكانت وفاته سنة سبع -أو ثمان -وسبعين وسبعمائة ،ومولده في صفر
والتقدم في النظم والنثر ،ختم كتاب سيبويه مرتين على أبي القاسم بن الرماك .اخبرني أن مولده سنة سبع
قال ابن عبد الملك :كان مقرئًا مجودًا متحققًا بعلم العربية ،رحل إلى الشرق ،ولقى أبا الفضل الهمذاني وغيره،
وتصدر بالفيوم لقراء القرىن والعربية ،وصنف شرح الشاطبية وغيره ،ومات في نحو الربعين وستمائة.
بالفحام
ل ،أخذ القراءات والنحو والداب واللغة عن أبي عبد ال بن نوح ،وأجاز
قال ابن الزبير :كان نحويًا مقرئًا فاض ً
له أبو بكر بن صاف وابن زرقون ،وأقرأ بمالقة القرآن والعربية ،وكان إذا صلى بكى وتضرع ،ويقول في
سجوده :اللهم يسر على الموت وما بعد الموت ،فمات فجأة في جمادى الولى سنة خمس وأربعين وستمائة -وقال
269
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
ل ،بارع الوراقة ،مؤثرًا للخلوة والنفراد ،روى عن ابن أبي الحوص وابن
قال :وكان راوية للحديث ،ثقة عد ً
قال ابن عبد الملك :كان مقرئًا نحويًا ماهرًا ،روى عن عبد الرحيم بن قاسم الحجازي.
بكاف بآخره للتصغير بلغة الفارسية ،قال السمعاني :كان غمامًا في النحو واللغة والقراءة والتفسير ،صنف
التفاسير النافعة في ذلك ،وانتشرت عنه في البلد ،وظهر له أصحاب نجباء ،وتخرج به خلق .وكان ملزمًا لبيته،
ل يخرج إل في أوقات الصلة ،ول يزور أحدًا سمع أبا الحسن الصندلي وأبا نصر بن صاعد .مولده في حدود
سنة سبعين وأربعمائة ،ومات سلخ رمضان سنة أربع وأربعين وخمسمائة.
وقال ياقوت :قرأ الصحاح على الميداني وحفظه عن ظهر قلب .وصنف :المحيط بلغات القرآن ،ينابيع اللغة ،تاج
المصادر.
- 662أحمد بن علي بن محمد أبو عبد ال الرماني النحوي المعروف بابن الشرابي
قال ابن عساكر :سمع عبد الوهاب بن حسن الكلبي وحدث بالصلح لبن السكيت عن أبي جعفر الجرجاني،
روى عنه أبو نصر بن طلب الخطيب ،ومات يوم الجمعة ثالث ربيع الول سنة خمس عشرة وأربعمائة.
شارح كافية ابن الحاجب .لم أقف له على ترجمة ،إل أن هذا الشرح مشهور بأيدي الناس ،لطيف ،ذكر فيه أنه
270
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
- 664أحمد بن علي بن مسعود بن عبد ال المعروف بابن السقاء
ل حسن المعرفة بالنحو ،كيسًا .قرأ على ابن الخشاب ،وسمع من أبي الوقت ،وجمع
قال الصفدي :كان أديبًا فاض ً
مجموعًا كثيرًا ،ولم يكن محمود السيرة .ومات سنة ثلث عشرة ستمائة.
مصنف "المراح في التصريف" ،مختصر وجيز مشهور بأيدي الناس ،لم أقف له على ترجمة.
- 666أحمد بن علي بن معقل أبو العباس الزدي المهلبي الحمصي العز الديب
قال الذهبي :ولد سنة سبع وستين وخمسمائة .ورحل إلى العراق ،وأخذ الرفض عن جماعة بالحلة والنحو ببغداد
عن أبي البقاء العكبري ،وبدمشق من أبي اليمن الكندي ،وبرع في العربية والعروض ،وصنف فيهما ،وقال
الشعر الرائق .ونظم اليضاح والتكملة للفارسي فأجاد ،واتصل بالملك المجد فحظي عنده ،وعاش به رافضة تلك
الناحية .وكان وافر العقل ،غاليًا في التشيع ،دينًا متزهدًا .مات في الخامس والعشرين من ربيع الول سنة أربع
وأربعين وستمائة.
روى عنه الشرف الدمياطي ،وترجمه العز بن جماعة في طبقات الشعراء بما ذكرناه .وله من قصيدة:
271
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
- 668أحمد بن علي بن هبة ال بن الحسن بن علي الزوال -وأصله الزول فغيروه،
ومعناه الرجل الشجاع -ابن محمد بن يعقوب بن الحسين بن عبد ال المأمون بن
قال ياقوت :قرأ اللغة والنحو على أبي منصور الجواليقي ،وكتب الخط المليح ،وولى القضاء ،فلما تولى
المستنجد حبس القضاة وهو منهم ،فأقام في الحبس إحدى عشرة سنة ،فكتب فيه ثمانين مجلدًا .وشرح الفصيح،
وجمع كتابًا سماه أسرار الحروف .ثم ولما ولى المستضيء أفرج عن المحبوسين ،وأعاد عليهم مرتباتهم .مولده
ل ،حسن الخط كتب الكثير ،وعنى بالنظم أتم عناية ،وكان حيًا سنة خمس
قال ابن عبد الملك :كان نحويًا أديبًا ،نبي ً
وثلثين وستمائة.
- 670أحمد بن علي القاشاني اللغوي يعرف بابن بلوة ،وقيل بابن لوة ،أبو العباس
وما حبرت كفي بما في المحابر إذا مت فانعيني إلى العلم والنهى
إذا أظلمت بالقوم طرق البصائر فإني من قوم بهم يضح الـهـدى
272
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
- 672أحمد بلن عمر بن علي بن شيبة السدي البيبغاني ،أبو الفضل
قال السلفي :كان من أهل الفضل والدين ،مقدمًا في الفرائض والعربية ،وله شعر حسن ،وترسل جيد ،ولم أر
أكثر حياء منه ،روى عن أبي القاسم خلف بن محمد الحسين الطرابلسي.
كان أستاذًا فقيهًا ،نحويًا مقرئًا .أقرأ القرآن والعربية والدب كثيرًا ،روى عن ابن الحجاج وابن يسعون وأبي
- 674أحمد بن عمر بن يوسف بن علي الحلبي شهاب الدين يعرف بابن كاتب
الخزانة
رأيت بخط صاحبنا ابن فهد :ولد في شعبان سنة ثلث وسبعين وسبعمائة ،وأخذ العربية والعروض عن العز
الحاضري ،ومهر في العربية والعروض ،حتى لم يكن في حلب من يدانيه فيهما ،وأجاز له ابن خلدون والقطب
الحلبي ،وباشر التوقيع والكتابة بالخزانة ببلده .ومات في تاسع المحرم سنة أربعين وثمانمائة.
قال ياقوت :روى محمد بن المعلي الزدي ،عن أبي بشر ،عن أبي المفرج النصاري ،عن ابن السكيت.
والخافش من النحاة أحد عشر ،كما سيأتي ذكرهم في الخاتمة ،وهذا أولهم ،وليس من الثلثة المشهورين.
قال ياقوت :كان نحويًا لغويًا ،أصله من الشام ،وتأدب بالعراق ،وقدم مصر فأكرمه إسحاق بن عبد القدوس،
273
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
وأخرجه إلى طبرية ،فأدب ولده ،وله أشعار كثيرة في آل البيت.
وقال الذهبي :روى عن وطيع وزيد بن الحباب ،وصنف غريب الموطأ .وذكره ابن حبان في الثقات ،ومات قبل
الخمسين ومائتين.
كان مقدمًا في القراءات والعربية ،أصله في المهدية ،ودخل الندلس ،وصنف كتبًا مفيدة ،منها التفسير .ومات
قال ابن الزبير :أقرأ العربية والدب ببلده ،وكان أستاذًا أديبًا ،بارعًا في الخط ،روى عن السهيلي وأبي القاسم بن
قال ابن الزبير :أديب بارع من أعيان إشبيلية ،وبيته بيت علم ودين ،وله تصرف في الدب واللغة ،ومشاركة في
كان نحويًا على طريقة الكوفيين .سمع أباه وعلي بن إبراهيم بن سلمة القطان ،وقرأ عليه البديع الهمذاني .وكان مقيماً
بهمذان فحمل منها إلى الري ليقرأ عليه أبو طالب بن فخر الدولة ،فسكنها .وكان شافعيًا ،فتحول مالكيًا ،وقال :أخذتني
الحمية لهذا المام أن يخلو مثل هذا البلد عن مذهبه .وكان الصاحب بن عباد يتتلمذ له ،ويقول :شيخنا ممن رزق حسن
التصنيف .وكان كريمًا جوادًا ،ربما سئل فيهب ثيابه وفرش بيته.
صنف :المجمل في اللغة ،فقه اللغة ،مقدمة في النحو ،وذم الخطأ في الشعر ،فتاوى فقيه العرب ،التباع
والمزاوجة ،اختلف النحويين ،النتصار لثعلب ،الليل والنهار ،خلق النسان ،تفسير أسماء النبي صلى ال عليه
274
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
وسلم وكتاب حلية الفقهاء ،ومسائل في اللغة يغالى بها الفقهاء .ومنه اقتبس الحريري صاحب المقامات ذلك
السلوب ،ووضع المسائل الفقهية في المقامة الحربية ،وهي في مائة مسألة ،وغير ذلك.
قال الذهبي :مات سنة خمس وتسعين وثلثمائة بالري ،وهو أصح ما قيل قبل وفاته .ومن شعره:
قال ياقوت :كان يلقب بساسي دوير .روى عن ثعلب والمبرد وابن دريد وأبي الحسن السكري وجماعة .وروى
قال :كان بالبصرة ،فاستأذنا على أبي خليفة ،وعنده جماعة من الهاشميين يتغذون ،فحجبني البواب ،فكتبت في
وتتحف الغر من أولد عبـاس أبا خليفة تجفـو مـن لـه أدب
شيئًا ،وتأذن لي في جملة الناس ما كان قدر رغيف لو سمحت به
فلما وصلت إليه قال :علي بالهمذاني صاحب الشعر ،فأدخلت عليه ،فقدم إلى طبقًا من رطب ،وأجلسني معه.
القاضي
275
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
قال الخطيب :أحد أصحاب ابن جرير ،وكان عالمًا بالحكام وعلوم القرآن والنحو والشعر والتاريخ وأصحاب
الحديث" ،وله مصنفات في أكثر من ذلك" .تقلد قضاء الكوفة ،وروى عن أبي قلبة الرقاشي وغيره ،وعنه الدار
ل ،ربما حدث من حفظه بما ليس من كتابه ،وأهلكه العجب ،فاختار لنفسه
قطني .وسئل عنه فقال :كان متساه ً
مذهبًا .وصنف غريب الق آن ،القراءات ،التاريخ ،أخبار القضاة ،الشعراء ،وغير ذلك .مولده سنة ستين ومائتين.
قال ياقوت :شاعر مشهور الشعر ،لسيما شعره في أسلم بن أحمد بن سعيد قاضي الجماعة ،وقد كلفه به،
وفارقه ،صبره ،واشتهرت حاله حتى اختفى أسلم ،وترك الخروج من منزله .ومات ابن كليب سنة ست وعشرين
- 684أحمد بن المبارك بن نوفل المام تقي الدين أبو العباس النصيبي الخرفي
بضم الخاء المعجمة وسكون الراء ثم فاء .قال الذهبي ،كان إمامًا عالمًا ،قدم الموصل ،وقرأ بها العربية على
عمر بن أحمد السفني .بكسر السين .وسمع الصحيح من محمد بن محمد سرايا ،عن أبي الوقت ،وبرع في العلم
وقرأ القراءات على ابن حرمية البواريجي ،وسكن سنجار ،ودرس بها مذهب الشافعي ،وقرأ عليه المظفر
والصالح ابنا صاحب الموصل ،ثم نقل إلى الجزيرة ،وحج وعاد .وصنف كتابًا في الحكام ،وكتابًا في العروض،
وآخر في الخطب ،وله منظومة في الفرائض ومنظومة أخرى في المسائل الملقبات ،وشرح الدريدية ،وشرح
الملحة ،وغير ذلك .وكان له القبول التام .مات في رجب سنة أربع وستين وستمائة.
276
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
- 685أحمد بن محمد بن إبراهيم بن يحيى بن إبراهيم بن يحيى بن خلصة الكتامي
القرطبي الحميري المشهور بالوزغي -وكان يكره ذلك -أبو العباس وأبو جعفر
وكان مقدمًا في القراءات مبرزًا في العربية والدب مشاركًا في غير ذلك ،راوية مكثرًا ثقة ذا حظ من قرض
الشعر .أخذ القراءات عن عياش بن فرج الزدي والنحو والدب عن أبي بكر بن سمحون ،ولزم أبا الحجاج بن
إسماعيل المرادي ،روى الحديث عن ابن بشكوال وغيره .وعنه أبو القاسم بن الطيلسان وخلق ،وأقرأ القرآن
ل ،وخطب به أعوامًا .روى الحديث ،وتخرج به خلق ،ورحل إليه الناس ،وكان
وعلوم اللسان بجامع قرطبة طوي ً
ورعًا زاهدًا ،فصيحًا ،مدح الملوك ،ثم نزع عن ذلك ،واستغفر ال .مولده في حدود سنة ست وعشرين
وخمسمائة ،ومات يوم الربعاء لعشر بقين من صفر سنة عشر وستمائة .ذكره ابن الزبير.
صاحب التفسير ،والعرائس في قصص النبياء .كان إمامًا كبيرًا ،حافظًا للغة ،بارعًا في العربية ،روى عن أبي
طاهر بن خزيمة وأبي محمد المخلدي ،أخذ عنه الواحدي .ومات في المحرم سنة سبع وعشرين وأربعمائة .ذكره
ابن السمعاني.
قال الخزرجي :كان فقيهًا فرضيًا ،حسابيًا لغويًا ،نحويًا ثبتًا ،دينًا نسابة صنف في فنون ،وله اللباب في الداب،
277
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
قال ابن حجر :أقرأ العربية ،وانتفع به جماعة ،وناب في الحكم ،ودرس بأماكن ،وكان وقورًا ساكنًا ،قليل الكلم،
كثير الفضل ،وألف في النحو ،وسمع منه صاحبنا ابن فهد ،وقال :سمع من السويداوي والحراني وابن الشحنة
وغيرهم .ومات ليلة الجمعة ثامن عشرى جمادى الولى سنة ثمان وأربعين وثمانمائة وقد جاوز الثمانين.
وصنف :المثال ،السامي والسامي ،النموذج في النحو ،المصادر ،نزهة الكرف في علم الصرف ،شرح
ووقف الزمخشري على كتابه المثال ،فحسده عليه ،فزاد في لفظه )الميداني( نونًا قبل الميم ،فصار )النميداني(
ومعناه بالفارسي :الذي ل يعرف شيئًا ،فعمد إلى بعض كتب الزمخشري ،فجعل الميم نونًا فصار )الزنخشري(
ومعناه بائع زوجته .قرأ عليه أئمة .ومات يوم الربعاء الخامس والعشرين من شهر رمضان سنة ثمان عشرة
وخمسمائة.
قال ابن عبد الملك :كان نحويًا ،حاذقًا أديبًا ،كاتبًا محسنًا روى عن أبي الحسن الرعيني والشلوبين ،وغيرهما.
القلبيري
278
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
- 692أحمد بن محمد بن أحمد بن سلمة بن شرام أبو بكر الغساني النحوي
أحد النحاة المشهورين بالشام ،سمع أبا بكر الخرائطي ،وأبا الحسن الصيدلني ،وجماعة .وصحب الزجاجي،
وأخذ عنه ،وكان جيد الخط والضبط ،روى عنه رشأ ابن نظيف .ومات يوم الثلثاء عاشر شعبان سنة سبع
وثمانين وثلثمائة.
قال ابن جماعة :كان أحد أعيان الشافعية في الفقه والصول والعربية والدب ،سمع من النجيب وخلق ،ورحل
إلى مصر والسكندرية ،ودرس بالشامية البرانية ،والنصرية .وولى مشيخة دار الحديث الشرفية والصالحية .ولد
بسنجار سنة ثلث وخمسين وستمائة ،ومات متوجهًا إلى الحجاز ليلة الثنين سلخ شوال سنة ثمان عشرة
قال الخطيب :قدم بغداد ،وسمع الدار قطني .وولى القضاء بعكبرا ،وكان شافعيًا أشعريًا ،ذا حظ من العربية
والدب ،صدوقًا .حدث يسيرًا .مولده -ظنا -سنة ثمان وخمسين وثلثمائة ،ومات في ثامن عشرة ربيع الول سنة
279
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
كان صالحًا عفيفًا .أدب عن الرؤساء ،وسمع من قاسم بن أصبغ والخشنى .ومات يوم الجمعة إحدى عشرة خلت
قال ابن عبد الملك :كان أحد كبار المقرئين المجودين .وجلة الدباء النحويين ،مع الفضل التام والدين المتين،
والورع والزهد ،تل بالسبع على أبي إسحاق بن علي بن طلحة وأبي بكر بن خير وأبي الحسين عبيد ال بن محمد
بن اللحياني وأبي محمد بن أحمد مرجوال ،وأخذ عن بعضهم غير ذلك ،والحديث وغيره عن أبي بكر بن الجد
وأبي عبيد السكسكي وأبي الحسن الزهري وأبي عبد ال المجاهد .وتأدب في العربية وما في معناها بأبي الحسن
بن ملكون وأبي بكر بن خشرم .وروى عنه ابنه أبو عمر وأبو علي الشلوبين وأبو القاسم بن الطيلسان ،وغيرهم.
قال ابن عبد الملك :كان نحويًا ماهرًا ،ذاكرًا للداب ،ضابطًا للغات ،درس ذلك ببلده مدة ،ثم استوطن تونس،
وأقرأ بها إلى أن مات .وروى عن أبي الربيع بن سالم ،وأجاز له من المشرق النجيب الحراني والتاج القسطلني.
- 698أحمد بن محمد بن أحمد الزدي أبو العباس الشبيلي يعرف بابن الحجاج
قرأ على الشلوبين وأمثاله .وله كتاب سيبويه إملء ،ومصنف في المامة ،وفي علوم القوافي ،ومختصر
خصائص ابن جنى ،ومصنف في حكم السماع ،ومختصر المستصفى .وله حواش في مشكلتخ وعلى سر
الصناعة ،وعلى اليضاح ،ونقود على الصحاح ،وإيرادات على المقرب .وكان يقول :إذا مت يفعل ابن عصفور
في كتاب سيبويه ما شاء .مات سنة سبع وأربعين وستمائة .ذكره الشيخ مجد الدين في البلغة .وقال ابن عبد الملك:
280
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
كان متحققًا بالعربية ،حافظًا للغات ،مقدمًا في العروض ،روى عن الدباج .ومات سنة إحدى وخمسين .وقال في
البدر المسافر :برع في لسان العرب حتى لم يبق فيه من يفوقه أو يدانيه وله ذكر في جمع الجوامع.
قال ابن عبد الملك :كان من جلة أهل بلده وأعيانهم ،متقدمًا في تجويد القرآن والعربية والرواية للحديث ،تل على
أبي العباس الندرشي ،وأخذ كتاب سيبويه عن أبي بحر بن جامع وأبي محمد القاسم بن دحمان ،وروى عن أبيه
والسهيلي وابن بشكوال .وعنه ابن الطيلسان ،وتصدر ببلده للفادة .مولده سنة أربع وأربعين وخمسمائة ،ومات
- 700أحمد بن محمد بن أحمد بن محمد بن خلف تاج الدين أبو العباس بن أبي عبد
ال بن أبي العباس البكري من بكر بن أوائل ،الشريشي الصرفي المام العارف العلمة
ولد سنة ثلث وثمانين وخمسمائة ،وتفي ليلة العاشر من شهر ربيع الخر سنة أربعين وستمائة بأعمال الفيوم،
ودفن بها .وله كتاب توحيد الرسالة ،ورسالة التوجيه في أصول الدين ،وكتاب أسرار أصول الدين ،وكتاب أسرار
الرسالة ،وكتاب أسنى المواهب ،وكتاب شرح المفصل في النحو ،وكتاب شرح الجزولية في النحو ،وكتاب
صحبة المشايخ ،وكتاب أنوار السراية وسراية النوار .نظم ،وكتاب عوارف الهدى وهدى العوارف ،وكتاب في
قال ابن عبد الملك :كان عالمًا بالنحو واللغة والدب .وله شرح الغريب المصنف ،وشرح الصلح لبن
السكيت ،أفاد بذلك كله وأحسن ما شاء ،وزاد ألفاظًا في الغريب .وكان يقرئ العربية والداب ،وعليه قرأ المظفر
281
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
عبد الملك ،ونسب إليه ابن خلصة النحوي شرح أدب الكاتب المسمى بالقتضاب ،وذكر أن ابن السيد البطليوسي
قال في "تاريخ غرناطة" :كان من أهل الفضل والظرف ،عارفًا بالعربية ،مشاركًا في الفقه ،متدربًا في
الحكام.قرأ على أبي الحسن الفيجاطي وابن الفخار ،وولى قضاء أرحبة سنة إحدى وسبعمائة .ومات سنة أربع
وأربعين.
- 703أحمد بن محمد بن إسماعيل بن يونس المرادي يعرف بابن النحاس ،أبو جعفر
النحوي ،المصري
من أهل الفضل الشائع ،والعلم الذائع ،رحل إلى بغداد ،وأخذ عن الخفش الصغر ،والمبرد ،ونفطويه ،والزجاج،
وعاد إلى مصر ،وسمع بها النسائي وغيره .وصنف كتبًا كثيرة ،منها إعراب القرآن ،الكافي في العربية ،المقنع
في اختلف البصريين والكوفيين ،شرح المعلقات ،شرح المفضليات ،شرح أبيات الكتاب ،الشتقاق ،أدب الكاتب،
وغير ذلك .وقلمه أحسن م لسانه ،وكان ل ينكر أن يسأل أهل النظر ويناقشهم عما أشكل عليه في تصانيفه .وكان
لئيم النفس ،شديد التقتير على نفسه ،وحبب إلى الناس الخذ عنه ،وانتفع به خلق .وجلس على درج المقياس بالنيل
يقطع شيئًا من الشعر ،فسمعه جاهل ،فقال :هذا يسحر النيل حتى ل يزيد ،فدفعه برجله ،وذلك في ذي الحجة سنة
ثمان وثلثين وثلثمائة .وذكره الداني في طبقات القراءة ،فقال :روى الحروف عن أبي الحسن بن شنبوذ وأبي
بكر الدجواني وأبي بكر بن يوسف ،وسمع الحسن بن عليب وبكر بن سهل .قال عبد الرحمن بن أحمد بن يونس:
كان عالمًا بالنحو ،صادقًا ،وكتب الحديث ،وخرج إلى العراق ،ولى أصحاب المبرد.
282
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
قال ابن الزبير :كان يدرس ببلده الفقه والعربية والدب ،مع مشاركته في غير ذلك سمع أبا عبد ال بن حميد
ل ،سرى الخلق ،له صيت كبير .ولد بمرسية سنة خمسين وخمسمائة ،ومات شهيدًا مقب ً
ل وغيره ،وكان فاض ً
على العدو غير مدبر ،في الثاني والعشرين من رجب سنة ثنتين وعشرين وستمائة .وقيل :سنة إحدى وعشرين.
ومن شعره:
وما على بزهـدي فـيهـم درك زهدت في الخلق طرا بعد تجـربة
حرص إلى براو ملك لمن ملكوا إني ل عجب من قـوم يقـودهـم
وفي خزائن رب العزة اشتـكـوا أو أن يذلوا لمخلوق على طـمـع
لقد أصابوا بها المرغوب لو سلكوا أما وحقك لـو دانـوا بـمـعـرفة
بما عليها وأنت المالك الـمـلـك من ذا تمد إليه اليد في الـطـلـب
قال ابن عبد الملك :كان متحققًا بالنحو ،حافظًا للغة ،ذا نباهة في بلده وجللة .قد درس النحو على عيسى بن عبد
العزيز الجزولي ،وله إجازة من أبي محمد بن محمد الحجري .أخذ عنه ما كان عنده .ومات سنة خمسين وستمائة.
قال الصفدي :سمع ابن عبد الدائم ،وقرأ على ابن النبيه الراشدي والبهاء بن النحاس ،وبرع في النحو
والقراءات ،واشتهر بهما على تخبيط عنده .أخذ الصول عن القرافي ،وكان ذا زاهد .شرح الشاطبية ،والرائية.
مولده سنة تسع وأربعين وستمائة ومات سنة ثمان وعشرين وسبعمائة .ومن شعره:
- 707أحمد بن محمد بن جعفر بن مختار النحوي ،أبو علي الواسطي ،بن أخي أبي
283
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
قال ياقوت :أخذ النحو عن أبي غالب بن بشران ،وكان منزله مألفًا لهل العلم ،وكان من الشهود المعدلين ،وله طاحون
بواسط ،دخلوا عسكر العاجم مرة ونبهوا قطعة من واسط ،ونهبوا داره ،فدخل معه بعض أصحابه إليهم يستعطفهم أن
يردوا إليه بعض ما اخذوا له ،فلم يرضوا ،فخرج وهو يقول:
مجر عوالينا ومجرى السوابق تذكرت ما بين العذيب وبـارق
والتفت إلى صاحبه ،وقال :ما العامل في الظرف في هذا البيت؟ فقال له :ما أشغلك ما أنت فيه عن النحو ،فقال:
من ذرية بني حزم المذحجيين ،من قبل أبيه ،ومن ذرية أبي محمد اليزيدي الظاهري من قبل أمه .ذكره ابن عبد
الملك ،وقال :كان أديبًا ماهرًا في علوم اللسان على الطلق ،متحققًا بالعربية ،أخذها عن أبي القاسم بن الرماك،
وكان يسميه زقيق النحو ،لكثرة مباحثته إياه وحدة أسئلته التي يوردها عليه .وروى عن أبي بكر بن طاهر وأبي
الحسن شريج .وعنه أبو الحسن ابن عتيق بن مؤمن وأبو محمد أحمد بن جمهور وأبو المجد هذيل .وكان متوقد
الخاطر ،سريع البديهة في نظم الشعر ،مكثرًا فيه فيما شاء من فنونه ،شديد حركة الناظر ،حتى سمى عليه أنه
يريد الثورة بدعوى المدهي ،فامتحن بذلك ،وأجاز البحر إلى العدوة ،وأول الفتنة بين اللمتونيين والموحدين ،فكان
يتطور تارة جنديًا ،وأخرى كاتبًا ،إلى غير ذلك .وله تصانيف ،منها :رسالة الصئول على الباغي والجهول،
والزوائغ والدوامغ ،تابع فيه أبا بكر بن العربي في كتابه المسمى بالدواهي والنواهي في الرد على أبي محمد بن
حزم.
من أهل أصبهان ،كان غاية في الذكاء والفطنة وحسن التصنيف وإقامة الحجج وحسن الختيار ،وتصانيفه ل
مزيد على حسنها .قرأ على أبي علي الفارسي ،ودخل عليه الصاحب بن عباد ،فلم يقم له ،فلما ولى الوزارة جفاه.
صنف :شرح الحماسة ،شرح الفصيح ،شرح لمفضليات ،شرح أشعار هذيل ،شرح الموجز ،وغيرها .ومات في
284
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
- 710أحمد بن محمد بن خلف المعافري الغرناطي ،أبو جعفر يعرف بابن خلف،
وبابن خديجة
قال ابن الزبير :أقرأ العربية والفقه ببلده ،وكان حسن التعليم ،كثير الدعابة ،سمع من أبي القاسم بن سمحون
وأبي جعفر بن شراحبيل وجماعة ،وأجاز له أبو محمد القرطبي .ومات سنة ثمان وأربعين وستمائة ،وله نحو
سبعين سنة.
من أهل بلنسية .قال في "المغرب" :فيلسوف الندلس وعالمها ،جمع الطب والنحو واللغة والقراءات والفقه
ونظر في علوم الوائل ،فبرع فيها أتم براعة ،وكان من أحسن الناس خلقًا وخلقًا .أخذ عن أبي القاسم بن حبيش
وأبي عبد ال بن نوح .وله من التصانيف شرح كتاب مسلم وغيره .ولد ببلنسية سنة أربع وخمسين وخمسمائة،
من أهل المرية .قال ابن الزبير :أقرأ النحو واللغة والداب بلده مدة ،ثم سكن تونس ،وأخذ بالندلس عن جماعة،
وأجاز له من المشرق التاج القسطلني والنجيب الحراني وأبو القاسم بن بنين .مات في حدود سنة خمس وستين
وستمائة.
285
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
- 714أحمد بن محمد بن صامت ،أبو جعفر
قال ابن عبد الملك :كان متقدمًا في المعرفة بالعربية ،ماهرًا في صنعة الحساب ،وقد أدب بهما دهرًا ،كاتبًا
ل ،تل بالسبع على ابن هذيل ،وروى عن أبي القاسم بن حبيش .مات بعد التسعين وخمسمائة.
فاض ً
قال في "البلغة" :سكن مصر ،وشرح الفصول لبن معط ،وكان سيء الخلق ،ومات سنة تسع وثمانين وستمائة .وذكره ابن
مكتوم ،فأسقط "عامرًا" وكناه أبا طلحة ،وقال :معدود في أصحاب الشلوبين ،سألت عنه أبا حيان ،فقال :كان في خلقه حدة،
ويسير انحراف .أقام بمصر مدة ثم بالشام ،ثم بحلب ،ثم عاد إلى القاهرة ،وولى العادة بالمدرسة القطبية وبالزاوية التي
بجامع عمرو بن العاص .وكان أمثل في النحو من البهاء بن النحاس ،مقتر الرزق ،ضيق الحال.
قال ابن عبد الملك :كان من أئمة أهل القرآن ،مع المعرفة الكاملة بالنحو البراعة في فهم أغراض أهله ،متحققًا
بكتاب سيبويه ،مع مشاركة في الحديث ،تل على أبي القاسم ابن ورد وغيره ،وروى عن ابن يسعون وأبي
الحجاج القضاعي وعبد الحق بن عطية وابن أخت غانم ،وخلق .وعنه أبو الخطاب بن دحية وأبو سليمان بن حوط
ال وابن يربوع ،وكان ل يرى بالجازة ،ثم رجع وحدث بها ،ودرس النحو والداب واللغات كثيرًا ،وانقطع إلى
قال ابن عبد الملك :كان فقيهًا عارفًا ،بارع الدب ،بليغ الكتابة .أقرأ ببلده العربية والداب كثيرًا ،وروى عن
286
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
- 718أحمد بن محمد بن عبد ال بن مصعب الجمال أبو العباس
قال في "تاريخ أصبهان" أحد العلماء والفقهاء "مفت" يرجع إلى العلم بالشروط والمساحة والنحو وفنون العلم.
كتب بالعراق وخراسان ،وروى عن عبد الرحمن بن بشر بن الحكم ،وقطن بن إبراهيم .مات بطريق الحج سنة
قال ياقوت :له شرح كتاب مبرمان ،وشرح العيون ،وشرح التلقين ،فرغ منه في رجب سنة تسع وستين
وثلثمائة .وادعى عليه رجل شيئًا فقال :ماله عندي حق ،فقال القاضي :من هذا؟ فقال ابن هارون النحوي ،فقال
قال عبد الغافر :هو شيخ أهل الدب في عصره ،حدث عن الصم وأبي منصور الزهري والطبقة .وتخرج به
وقال الثعالبي :إمام في الدب ،جاز السبعين في خدمة الكتب ،وانفق عمره على مطالعة العلوم ،وتدريس مؤدبي
نيسابور .ولد سنة أربع وثلثين وثلثمائة ،ومات بعد سنة ست عشرة وأربعمائة.
- 721أحمد بن محمد بن عبد ال الديب اللغوي العلمة أبو عمرو الزردي ،بفتح
287
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
قال الحاكم :كان أوحد هذه الديار في عصره بلغة وبراعة وتقدمًا في معرفة الصول والدب ،وكان رج ً
ل
ضعيف البنية ،مسقامًا ،يركب حمارًا ضعيفًا ،فإذا تكلم تحير العلماء في براعته .سمع الحديث الكثير من ابن
عوانة السفراييني ،وغيره .ومات في شعبان سنة ثمان وثلثين وثلثمائة .قال الحاكم :سمعته يقول :العلم علمان:
من ولد معبد بن العباس بن عبد المطلب .أحد من اشتهر بالنحو والعربية من الكوفيين ،ووجه من وجوه أصحاب
ثعلب الكبار .مات ليلة الربعاء لثمان بقين من صفر سنة ثنتين وتسعين ومائتين .قاله ياقوت.
- 723أحمد بن محمد بن عبد ال المعافري القرطبي ،أبو جعفر وأبو العباس يعرف
بابن قادم
قال ابن عبد الملك :كان مقرئًا أديبًا نحويًا ،متقدمًا بارعًا في ذلك كله ،جليل القدر ،تصدر للتدريس .وله نظم.
قال في "الدرر" :اشتغل ومهر في الفقه والعربية ،وسمع من يحيى بن محمد الصنهاجي وغيره ،ورحل إلى
دمشق ،فأخذ عن الذهبي ،ودرس الحديث بالصرغتمشية بعد عزل مغلطاي ،وولى قضاء السكندرية .ومات في
العباس
288
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
قال ابن عبد الملك :كان من جلة النحاة وحذاقهم ،ذا حظ صالح من رواية الحديث ،حافظًا للفقه ،زاهدًا ورعًا،
ل .تصدر لتعليم العربية واللغات عمره كله ،وأسمع الحديث .أخذ العربيية عن عاصم بن أيوب البطليوسي
فاض ً
وأبي الحسن بن أفلح العلنبق وأبي جعفر بن خطاب الماوردي .وروى عن ميمون بن ياسين اللمتوني ،وعنه أبو
بكر ابن خير .مات ليلة الربعاء سلخ جمادى الخرة سنة ثنتين وأربعين وخمسمائة عن نحو ثمانين سنة.
- 726أحمد بن محمد بن عبد الرحمن الباشاني ،صاحب الغريبين أبو عبيد الهروي
وله أيضًا كتاب ولة هراة .قال ياقوت :قرأ على أبي سليمان الخطابي وأبي منصور الزهري ،وروى عنه عبد
الواحد المليجي وأبو بكر الردستاني .ومات في شهر رجب سنة إحدى وأربعمائة.
- 727أحمد بن محمد بن عبد ربه بن حبيب بن حدير بن سالم مولى هشام بن عبد
قال ابن الفرضي :عالم الندلس بالخبار والشعار وأديبها وشاعرها ،كتب الناس تصنيفه وشعره ،سمع من بقى
بن مخلد وابن وضاح والخشني .مات يوم الحد لثنتي عشرة بقيت من جمادى الولى سنة ثمان وعشرين وثلثمائة
- 728أحمد بن محمد بن عبد المعطي بن أحمد بن عبد المعطي بن مكي بن طراد بن
اشتغل كثيرًا ومهر في العربية ،وشارك في الفقه وأخذ عن أبي حيان وغيره ،وانتقع به أهل مكة في العربية،
وكان عارفًا بمذهب المالكية ،سافر إلى الغرب ،ولقى جماعة ،وانتصب لقراء العربية والعروض ،وكان بارعًا
289
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
ثقة ثبتًا .وله تآليف ونظم كثير ،وسمع عثمان بن الصفى وغيره ،وكان حسن الخلق ،مواظبًا على العبادة ،أخذ
عنه بمكة المرجاني وابن ظهيرة وغيرهما .وحدثتنا عن بالسماع شيختنا أم هانئ بنت الهوريني ،وجد شيخنا
نحوي مكة قاضي القضاة محيي الدين عبد القادر بن أبي القاسم.مولده سنة تسع وسبعمائة ،ومات في المحرم سنة
ثمان وثمانمائة.
قال ابن الفرضي :كان بصيرًا بالعراب ،حافظًا للغة والرأي والحكام ،فقيهًا شاعرًا ،متقدمًا مشاورًا في
الحكام ،سمع من قاسم بن أصبغ وأحمد بن خالد ومحمد بن عمر بن لبابة .ومات يوم الثلثاء بقين من ذي القعدة
قال ابن حجر :قدم القاهرة بعد أن حكم بالقرم ثلثين سنة ،وناب في الحكم ،وولى إفتاء دار العدل ،ودرس
بالجامع الزهر وغيره ،وجمع شرحًا على البخاري ،وكان يرمي بالهنات ،ولما ولى التدريس قال :لذكرن لكم ما
ل فاتفق أنه وقع منه شيء ،فبادر جماعة ،فتعصبوا عليه ،وكفروه ،فبدار إلى السراج
لم تسمعوا ،فعمل درسًا حاف ً
الهندي ،فادعى عليه عنده وحكم بإسلمه ،فاتفق أنه بعد ذلك حضر درس السراج الهندي ،ووقع من السراج شيء
فبادر الركن ،وقال :هذا كفر ،فضحك السراج حتى استلقى ،وقال :ياش يخ ركن الدين ،تكفر من حكم بإسلمك!
فأخجله .مات سنة ثلث وثمانين وسبعمائة .ومن فوائده ما نقله عنه الشيخ عز الدين بن جماعة تلميذه ،أنه قال:
شرف العلم في ستة أوجه :موضوعه ،وغايته ،ومسائله ،ووثوق براهنه ،وشدة الحاجة إليه ،وخساسة مقابله.
290
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
ااا اااااا :ااا اا ااااا اااااااا اااااا اااااا
قال ابن الزبير :كان فقيهًا أديبًا ،ضابطًا للغة ،عارفًا بها .روى عن شيوخ بلده .ومات في عشر الستين
وأربعمائة.
قال ابن عبد الملك :كان بارع الدب ،ماهرًا في العربية ،من جلة الفقهاء ،كاتبًا مجيدًا ،مطبوعًا ،ذا حظ فائق ،ونظم ونثر،
روى عن خلف بن الربش .مولده بغرناطة سنة ثمان وستين وأربعمائة ،ومات بفاس سنة سبع وثلثين وخمسمائة.
قال في "السياق" :إماما في النحو والتصريف ،قدم نيسابور وأقام بها ،وأفاد واستفاد ،وكانت له مقالت مع
الئمة ،ورسم في المناظرة في النحو والدب ،وسمعت الئمة كلمه في دقائق النحو ،وتبحره فيه ،سمع صحيح
ثابت بن حيان الكلعي ،وعنه أبو إسحاق بن الزبير ،ودرس العربية والدب ببلده مدة ،وأقرأ القرآن ،وأسمع
الحديث ،وشرح المرطأ ،ورحل للحج فسقط بالسكندرية في بعض الشوارع ،فمات سنة سبع وعشرين وستمائة.
291
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
- 736أحمد بن محمد بن القاسم بن أحمد خذيو الخسيكتي أبو رشاد ،الملقب بذي
الفضائل
ل بارعًا ،له الباع الطويل في النحو واللغة ،واليد الباسطة في النظم والنثر ،أخذ عنه
قال ياقوت :كان أديبًا فاض ً
وله زوائد شرح سقط الزند ،والتاريخ ،وكتاب في قولهم" :كذب عليك كذا".
وله في حدود سنة ستين وأربعمائة ،ومات بمرو فجأة ليلة الحد ثامن جمادى الولى ،وقيل ليلة الثنين لربع بقين
أبو بكر
ل ،عارفًا بالفرائض والعربية ،له شرح اللفية ،سمع من أبي عبد ال الوادي
قال في "الدرر" :كان أديبًا فاض ً
آشي وعيره .وأجاز له ابن رشيد والبدر بن جماعة والحجار ،وولي قضاء غرناطة.
قال ابن مكتوم :نحوي ،أخذ عن أبي الحسن بن الباذش ،وسمع منه السلفي.
292
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
- 739أحمد بن محمد بن محمد بن حسن بن علي بن يحيى بن محمد بن خلف ال بن
خليفة شيخنا المام تقي الدين أبو العباس ابن العلمة كمال الدين بن العلمة أبي عبد
هو المالكي والده ،وجده الفقيه المفسر ،المحدث الصولي المتكلم النحوي البياني المحقق .إمام النحاة في زمانه،
وشيخ العلماء في أوانه ،شهد بنشر علومه العاكف والبادي ،وارتوى من بحار فهومه الظمآن والصادي.
أما التفسير فهو بحره المحيط ،وكشاف دقائقه بلفظه الوجيز الفائق على الوسيط والبسيط.
وأما الحديث فالرحلة في الرواية والدراية إليه ،والمعول في حل كل مشكلته وفتح مقفلته عليه.
وأما الفقه فلو رآه النعمان لنعم به عينًا ،أو رام أحد مناظرته لنشد:
وأما الصول فالبرهان ل يقوم عنده بحجة ،وصاحب المنهاج ل يهتدي معه إلى محجة.
ل.
ل ،أو يونس لنس بدرسه وشفى منه غلي ً
وأما النحو فلو أدركه الخليل لتخذه خلي ً
وأما المعاني فالمصباح ،ل يظهر له نور عند هذا الصباح ،وماذا يفعل المفتاح ،مع من ألقت إليه المقاليد أبطال
هو البدر ل بل دون طلعته البـدر هو البحر ل بل دون ما علمه البحـر
هو الدر ل بل دون منطقـه الـدر هو النجم ل بل دونه النـجـم رتـبة
هو العالم المشهور في العصر والذي به بين أرباب النهى افتخر العصر
هو الكامل الوصاف في العلم والتقى فطاب به في كل ما قطر الذكـر
بأوصافه نظم القصائد والـنـثـر محاسنه جلت عن الحصر وازدهـى
ولد بالسكندرية في رمضان سنة إحدى وثمانمائة ،وقدم القاهرة مع والده ،وكان من علماء المالكية ،فتل على
الزراتيتي ،وأخذ النحو عن الشمس الشطنوفي ،ولزم القاضي شمس الدين البساطي ،وانتفع به في الصلين
والمعاني والبيان ،وأخذ عن الشيخ يحيى السيرامي ،وبه تفقه وعن العلء البخاري ،وأخذ الحديث عن الشيخ ولي
الدين العراقي ،وبرع في الفنون ،واعتنى به والده في صغره ،فأسمعه الكثير على التقي الزبيري والجمال الحنبلي
293
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
والصدر البشيطي ،والشيخ ولي الدين وغيرهم .وأجاز له السراج البلقيني والزين العراقي والجمال بن ظهيرة،
وخرج له صاحبنا الشيخ شمس الدين السخاوي مشيخة حدث بها وبغيرها ،وخرجت له جزءًا فيه الحديث المسلسل
وهو إمام علمة مفتن ،منقطع القرين ،سريع الدراك .أقرأ التفسير والحديث والفقه والعربية والمعاني والبيان
وغيرها ،وانتفع به الجم الغفير ،وازحموا عليه ،وافتخروا بالخذ عنه ،مع الخير والعفة ،والتواضع والشهامة
وحسن الشكل والبهة والنجماع عن بني الدنيا .أقام بالجمالية مدة ،ثم ولى المشيخة والخطابة بتربة قايتباي
الجركسي بقرب الجبل ،ومشيخة مدرسة اللل ،وطلب لقضاء الحنفية بالقاهرة سنة ثمان وستين فامتنع .وصنف:
شرح المغنى لبن هشام ،حاشية على الشفاء ،شرح مختصر الوقاية في الفقه ،شرح نظم النخبة في الحديث لوالده.
وله نظم حسن-أنشدني منه ما قاله حين تولى الظاهر ططر ،ونوه أنه إن مات أفسد التراك:
عليه في الحديث عدة أجزاء ،وحضر عليه في الولى ولدي ضياء الدين محمد أشياء ذكرتها في معجمي ،وكتب
لي تقريظًا على شرح اللفية وجمع الجوامع تأليفي .وقلت أمدحه:
من قديم ومنذ قد كان طفـل لذا بمن كان بالفضـائل أهـل
ومكانا ً على السماك وأعلـى وبمن حاز سؤددا وارتـفـاعـا
وزكا في القديم فرعا ً وأصل عالم العصر من عل في حديث
كنز العلم يوليك طل ووبـل علم الرشد ذخر أهل المعانـي
وكسا الدهر منه تاجا ً محلـى جمل الله منه طلـعة عـصـر
وتبوا مـن الـهـداية نـزل قد ترقى من العلـوم مـحـل
ز بقدح من العلوم معـلـى نال في العز ذروة المجد وامتا
وكساه بالبتـهـاج وحـلـى توج الفقه حين ألف شـرحـا ً
كل حتى اكتسى ضياء وجلى جل عن مثله فكم أوضح المش
أو رآه الخلـيل وافـاه خـل لو رآه النعمان أنـعـم عـينـا
صيل والحق أنه الفرد فضل وسمه في النام أفعل في التف
وضياء كالبدر حين تجـلـى ذو محل مثل الـهـلل عـلء
تا ً قديم البناء في المجد كـل أغرب الوصف منه أن له بـي
294
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
ل كمال ً فـإنـه نـال أهـل من يكن أصله الكمال فـإن نـا
ض لجين وفي التقوم أغلـى ذو بنان يمطرن درا علـى أر
ن مـن حـبـاه وأولــى! ولسن كأنه لـفـظ سـحـبـا
س يخون الخليل عهـدا ً وإل ليس فيه عيب سوى أنـه لـي
لك في المجد والمكارم مثـل ما طلبنا لعلـمـنـا أنـه مـا
لك والحزن في الجللة سهل فدم الدهر في ارتفاع قد أضحى
وبك الله ضم للعلـم شـمـل جمع الله فـيك كـل جـمـيل
وأنشدني شاعر العصر الشهاب المنصوري لنفسه فيه:
ال قرب العشاء ليلة الحد سابع وعشرين ذي الحجة سنة ثنتين وسبعين وثمانمائة ،ودفن يوم الحد وصلى عليه
الخلق ،وفجعوا به .وقلت أرثيه-وهي من غرر القصائد التي ل نظير لها:
295
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
آياته حـين يتـلـوهـا ويعـتـبـر وفي الكتاب وفـي آياتـه ظـهـرت
وما عسى تبلغ البيات والسـطـر! محقق كـامـل اللت مـجـتـهـد
آثارها وشذا فياحـهـا الـعـطـر وفي الحاديث آيات قـد انـتـشـرت
حله بالـدر أبـحـاث لـه غـرر قد توج الفقه بالشرح المـفـيد وقـد
أصحابه الشيخ دامت فوقـه الـدرر أنعم بنعمان عينـا حـين يذكـر فـي
لدى الصول وما في اليوم مفتخـر يسطو بسيف على الرازي مفتـخـرا ً
مغنى اللبيب إذا أعيت به الـفـكـر كلمه في علوم العرب أجمـعـهـا
يحكيه في النسجام القطر والنـهـر والنظم في الرتبة العليا فـضـيلـتـه
علما وقول وفعل ما بـه حـصـر على هدى القدمين الغر منـهـجـه
يشينـه ل ول فـي شـأنـه غـير نقى عرض تـقـي الـدين ل دنـس
فرده خائبـا ً زهـدا ً بـه حـصـر سعى إليه قضاء العصر يخـطـبـه
أكابر العصر إن طالوا وإن فخـروا له مـكـارم أخـلق يسـود بـهـا
لوافديه وإن قـلـوا وإن كـثـروا وجود حاتم يجـري مـن أنـامـلـه
إجماع كل الورى والنص والنظـر له فصاحة سحـبـان وشـاهـدهـا
كل المحاسن والحسان ما فـجـروا لو يحلف الخلق بالـرحـمـن أن لـه
ومن فوائده ما لـيس ينـحـصـر عم الورى منه عـلـم مـا لـه مـدد
بالخذ عنه لعـلـياه ومـفـتـخـر وكل أعيان أهل العصر مـنـتـفـع
عن غـيره لـهـم ورد ول صـدر المنهل العذب حقا لـلـورود فـمـا
ول عفا لك ربع زانـه الـخـفـر شيخ الشيوخ ول أوحشت من سـكـن
ما العالمون بأمـوات وإن قـبـروا حياتك الحـق فـي الـدارين ثـابـتة
أو نافعا لفتى قد مسـه الـضـررً قطعت عمرك إما نـاشـرا ً لـهـدى
محرم وهم من فـهـمـه صـفـر على سواك ربيع الـعـلـم رونـقـه
من مستظل ومن دان له الـثـمـر غرست دوحة علم لـلـورى فـهـم
أو حل معضلة طارت بها الشـرر وكم قصدت إلى إيضـاح مـشـكـلة
نزاع من حاسب يحصى ويختـبـر ولم تشنـك وليات الـقـضـاء فـل
فل يخاف ،ونعم العمر والـعـمـر ومن يكن عمره التقوى بضـاعـتـه
سوى الذي لك عند الـلـه مـدخـر حزت العلى في الورى علما ً ومنقـبة
ورحمة وصـفـاء مـا بـه كـدر أبشر بـروح وريحـان ودار رضـا
كما بها يشهد الـتـنـزيل والثـر أبشر وبشراك صدق مـا بـهـا ريب
إن الثناء على هـذا لـمـعـتـبـر يثنى عليك جميع الخـلـق قـاطـبة
كمثل موت تقـى الـدين مـدكـر يذكر الموت قرب النـتـقـال ومـا
والله أعظم من يرجى وينـتـظـر فالله يخلفه فـي نـسـلـه كـرمـا ً
للقلب بعد هداة الدين مصـطـبـر والله يقضي بإسراع اللحـوق فـمـا
وما به لـلـهـدى عـون ول وزر دهر عجيب يصم السمـع مـنـكـره
وللشرة فيه الـنـار تـسـتـعـر وكل وقت يرى الخيار قـد ذهـبـوا
يرى لهم خلف كل ول نـظـر حبر فحبر إمام بـعـد آخـر ل
ضل الورى فلهم في غيهم سكر إذا نجوم الهدى والرشد قد افلـت
ل شمسها وأبو إسحاق والقمـر هم الولى تشرق الدنيا ببهجتهـا
تترى فعما قليل يذهـب الثـر وإن تكن أعين السـلم ذاهـبة
296
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
- 740أحمد بن محمد بن سعيد بن عبد ال النصاري ،أبو العباس ،وقيل أبو عبد
ال ،الخروبي
ل ،نحويًا لغويًا أديبًا .روى عن أبي الوليد بن رشد وأبي القاسم
من أهل وادي آش ،قال ابن الزبير :كان فقيهًا جلي ً
بن الحصار المقرئ وأبي عبد ال بن أبي العافية وأبي عبد ال المازري وغيرهم ،وخطب بجامع وادي آش ،روى
عنه أبو ذر الخشني وغيره ،وكان حيًا سنة ثمان وخمسين وخمسمائة.
قال ابن عبد الملك :كان مقرئًا يغلب عليه حفظ اللغة والداب ،حسن القيام على التفسير ،محدثًا راوية مكثرًا عارفًا
بالصول والكلم .له نظم يسير .مات في جمادى الولى سنة ثنتين وستين وخمسمائة عن ثلثين سنة.
- 741أحمد بن محمد بن محمد بن علي الصبحي الندلسي الشيخ شهاب الدين أبو
قال ابن حبيب :عالم حاز أفنان الفنون الدبية وفاضل ملك زمام العربية.
وقال ابن حجر :اشتغل في بلده ثم قدم فلزم أبا حيان كثيرًا ،واشتهر به وبرع في زمانه وتحول إلى الشام ،فعظم
ينسب للزبير بن العوام .قال ابن حجر :مهر وفاق القران في العربية ،وولى قضاء بلده ،ثم قدمك القاهرة
وظهرت فضائله ،وولى قضاء المالكية بها فباشره بعفة ونزاهة ،وناب عنه البدر الدماميني ،وقال فيه من أبيات:
297
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
ل متوددًا موسعًا عليه في المال ،سليم الصدر ،طاهر الذيل ،قليل الكلم ،لم يؤِذ أحدًا بقول ول فعل،
وكان عاق ً
وعاشر الناس بجميل فأحبوه .شرح التسهيل ومختصر ابن الحاجب .ومات في أول رمضان سنة إحدى وثمانمائة.
قال ابن عبد الملك :كان من كبار الستاذين ،مقرئًا ،متقدمًا ،نحويًا ،محققًا ،محدثًا ،حافظًا ،مشهور الفضل .من
أهل الزهد والورع والتواضع ،يتعاطى نظم شعر ساقط .أخذ القراءات عن أبي القاسم بن الشراط ،وروى عن أبي
محمد بن حوط ال وابن مضاء وأبي الحين بن نخبة بالسماع ولم يجيزوا له ،وأقرأ القرآن والنحو ،وأسمع الحديث
بقرطبة ،ثم خرج عند تغلب العدو عليها إلى إشبيلية ،وولى القضاء والخطابة بها .وألف :تسديد اللسان في النحو،
والجمع بين الصحيحين ،وغير ذلك .ركب البحر إلى سبتة ،فأسر هو أهله وحمل إلى منورقة -بالنون -ففداه أهلها،
فمكث ثلثة أيام ،ومات ،وقيل :مات على ظهر البحر قبل الوصول بهم إلى منورقة وذلك سنة ثلث وأربعين
قال الدفوي :كان من الفقهاء الفاضل والعلماء المتعبدين والصلحاء المتورعين ،اشتغل بقوص والقاهرة ،وأقرأ
الصول والنحو وسمع من البدر بن جماعة .وصنف :البحر المحيط في شرح الوسيط ،الجواهر ،شرح كافية ابن
الحاجب ،شرح السماء الحسنى .ولى الحكم بقمول وإخميم وأسيوط وغيرها ثم الحسبة وناب في الحكم بها
ودرس في الفخرية .مولده سنة ثلث وخمسين وستمائة .ومات يوم الحد ثامن رجب سنة سبع وعشرين
وسبعمائة.
298
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
- 745أحمد بن محمد بن منصور بن أبي القاسم بن مختار بن أبي بكر الجذامي
كان إمامًا في النحو والدب والصول والتفسير ،وله يد طولى في علم البيان والنشاء ،وسمع من أبيه وابن
دواج ،ومنه أبو حيان وغيره ،وخطب بالسكندرية ،ودرس بالجامع الجيوشي وغيره ،وناب بالحكم بها ،ثم اشتغل
بالقضاء ،ثم صرف وصودر ،ثم أعيد إليه .وسئل عنه ابن دقيق العيد فقال :ما يقف في البحث على حد ،وسأله ابن
الرد على ألحياء فخاصمته أمه ،وقال له :فرغت من مضاربة الحياء ،وشرعت في مضاربة الموات! فتركه.
مولده ثالث ذي القعدة سنة عشرين وستمائة ،ومات -قيل -مسمومًا يوم الجمعة مستهل ربيع الول سنة ثلث
وثمانين وستمائة.
ل في العربية ،مشاركًا في الفنون .نظم في النحو لمية آذن فيها بعلو قدره في الفن،
قال ابن حجر :كان فاض ً
وشرحها شرحًا مفيدًا ،وصنف في فضل ل إله إل ال .ومات في ثامن عشرة شوال سنة تسع وثمانمائة.
أبو بكر
299
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
قال ابن الفرضي :ولد بالندلس في ذي الحجة سنة أربع وسبعين مائتين ،وسمع من أحمد بن خالد وقاسم بن
اصبغ وغيرهما .وكان أديبًا شاعرًا كثير الرواية ،حافظًا للخبار .وله مؤلفات كثيرة في أخبار الندلس .مات ثاني
قال الذهبي :له تصانيف ويد طولى في العربية ،ونظم ونثر .مات سنة خمس وسبعين وستمائة.
قال ياقوت :أخذ عن أبي الحسن الربعي ،وهو من أقران أبي يعلى بن السراج.
قال الزبيدي وابن الفرضي :مال إلى النحو ،فغلب عليه وأدب به ،وكان مهابًا ل يقدم عليه ول عنده .سمع من
- 751أحمد بن محمد بن ولد ،وهو الوليد بن محمد النحوي ،هو ووالده وجده ،أبو
العباس
قال الزبيدي :كان بصيرًا بالنحو ،أستاذًا وكان شيخه الزجاج يفضله على أبي جعفر النحاس ،ول يزال يثنى عليه
عند كل من قدم من مصر إلى بغداد ،ويقول لهم :لي عندكم تلميذ من صفته كذا وكذا ،فيقال له :أبو جعفر النحاس؟
300
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
فيقول :بل أبو العباس بن ولد .صنف المقصور والممدود ،انتصار سيبويه على المبرد .مات سنة ثنتين وثلثين
وثلثمائة.
- 752أحمد بن محمد بن يحيى بن المبارك اليزيدي العدوي أبو جعفر النحوي هو
وأبوه وجده
قال الزبيدي :هو امثل أهل بيته في العلم ،كان راوية شاعرًا متفننًا في العلوم.
وقال ابن عساكر :كان من ندماء المأمون ،وقدم دمشق ،وتوجه غازيًا للروم ،سمع جده أبا زيد النصاري ،وكان
مقرئًا ،روى عنه أخواه عبيد ال والفضل ،ومات قبيل سنة ستين ومائتين .وله بيت يجمع حروف المعجم وهو:
قال الخطيب :حدث ببغداد عن نصير بن يوسف وهاشم بن عبد العزيز ،صاحب الكسائي .وصنف :غريب
وقال غيره :كان بصيرًا بالعربية ،حاذقًا بالنحو ،مؤدبًا في دار الوزير ابن الفرات.
- 754أحمد بن محمد بن يزيد السدي الحبكري العكاشي الكفيف جياني الصل ،أبو
قال في "تاريخ غرناطة" :كان فقيهًا متكلمًا ،نحويًا .أجاز لبن الطيلسان سنة ثلث وعشرين وستمائة.
301
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
سكن بغداد ،روى عن الفراء وعن نصير بن يوسف ،وعنه بكار بن أحمد بن بنان .ذكره الداني.
قال ياقوت :سافر تاجرًا إلى اليمن ،واجتمع بأبي العيدي بعدن ،ثم قدم السكندرية .ثم القاهرة .وصنف كتابًا في
النحو.
قال الصفدي :ولد بتكريت ،ونشأ بها ،وقدم بغداد ،وتفقه على مذهب الشافعي ،وقرا النحو واللغة على أبي
منصور الجواليقي ،وولى حسبة بغداد سنة سبع وثلثين وخمسمائة ،وحسنت سيرته .وله نظم ومصنفات .ومن
شعره:
قال السمعاني :إمام الدب بخراسان في عصره بل مدافعة ،شهد له أبو عمر الزاهد ومشايخ العراق بالتقدم،
ودخل بغداد ،فعجب أهلها من تقدمه في معرفة اللغة .سمع الحديث من أبي عبد ال البوشنجي ،وعنه أبو عبد ال
الحاكم .وصنف :تكملة متاب العين ،شرح ابيات أدب الكاتب ،كتاب التفصلة .ومات في رجب سنة ثمان وأربعين
وثلثمائة.
302
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
روى عن عبد الرحمن بن حمدان الجلب ،وعنه أبو عبد ال المام .قاله ياقوت.
مقيم بمصر ،له المختصر في النحو ،شرح علل النحو .قاله ياقوت.
من أهل تونس .قال الزبيدي :كان عروضيًا نحويًا ،وله أشعار حسان.
- 763أحمد بن محمد ،أبو العباس الموصلي النحوي يعرف بالخفش ،وهو ثاني
الخفشين
ل ،عارفًا بمذهب الشافعي ،قرأ عليه ابن جني ،وأقام ببغداد،
قال ابن النجار :كان إمامًا في النحو ،فقيهًا فاض ً
وكانت له حلقة بجامع المنصور قريبة من حلقة أبي حامد السفراييني .وله كتاب في تعليل القراءات السبع.
قال في "الدرر" :اشتغل ومهر وتميز غي العربية عند أبي حيان ثم قطن حماه ،وخطب بجامع الدهشة ،وكان
صنف المصباح المنير في غريب الشرح الكبير .توفي سنة نيف وسبعين وسبعمائة.
303
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
- 765أحمد بن محمد الطنبذي بدر الدين
قال ابن حجر :أحد الفضلء المهرة ،كان عارفًا بالفنون ،ماهرًا في الفقه والعربية ،فصيح العبارة .أخذ عن
العجيمي
قال ابن حجر :كان بارعًا نحويًا ،فقيهًا متفننًا في علوم كثيرة ،معروفًا بالذكاء ،وحسن التصور ،وجودة الفهم،
ولى الحسبة مرارًا ،ونظر الجوالي ،ودرس بعدة مدارس ،وولى مشيخة الشيخونية .مولده سنة سبع وسبعين
وسبعمائة ،ومات بالطاعون يوم السبت رابع عشر رجب سنة ثلث وثلثين وثمانمائة.
- 767أحمد بن المبارك بن نوفل المام تقي الدين ،أبو العباس النصيبيني الخرفي
وخرفة بضم المعجمة ثم راء ساكنة ثم فاء مفتوحة ،من قرى نصيبين .كان إمامًا عالمًا فقيهًا نحويًا .مقرئًا يشغل
الناس بالموصل وسنجار ،ودرس بهما مذهب الشافعي .وله مصنفات كثيرة ،منها شرح الدريدية ،وشرح الملحة،
وكتاب خطب ،وكتاب في العروض ،وكتاب في الحكام ،وانتقل بالخرة إلى الجزيرة فتوفي بها في رجب سنة
أربع وستين وستمائة .أورده الشيخ تاج الدين السبكي في الطبقات الكبرى.
عرفا ً وليث لدى الهيجاء ضرغام غيث وليث فغيث حين تـسـألـه
يحيا النام به في الجدب إن
جودا ً ويشقى به يوم الوغى الهام
سخطوا
304
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
- 769أحمد بن مطرف بن إسحاق القاضي ،أبو الفتح المصري اللغوي
قال ياقوت :كان في أيام الحاكم ،وله تواليف في الدب ،منها متاب كبير في اللغة ،ورسالة في الضاد والظاء.
ل ،له مصنفات في اللغة والدب وديوان الشعر ،ولى قضاء دمياط ،وأجاز لبي عبد
قال ياقوت :كان أديبًا فاض ً
ال الصوري الحافظ .مولده سنة نيف وعشرين وثلثمائة ومات سنة ثلث عشرة وأربعمائة .ومن شعره:
بالقليشي النحوي
أخذ العربية والدب عن أبي محمد البطليوسي ،وسمع الحديث من أبيه وابن العربي ،وأبي الوليد بن الدباغ
ل متضلعًا من الدب
ورحل وحج ،وجاور ،وسمع من الكروخي ،وحدث ،وكان عالمًا بالحديث واللغة والعربية عاق ً
والورع والمعرفة بعلوم شتى ،والزهد والقبال على العبادة والعروض عن الدنيا وأهلها .صنف شرح السماء
الحسنى ،شرح الباقيات الصالحات ،النجم من كلم سيد العرب والعجم ،وغير ذلك .قال ابن البار :مات بقوص
في عشر الخمسين وخمسمائة ،وقد نيف على الستين .وجزم الصفدي بأنه مات سنة خمسين .وقال السلفي
روى عن يحيى بن أبي بكير وعبد الرزاق ،وعنه حاتم ووثقه ،وروى القراءة عن الكسائي ،وهو من المكثرين
305
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
- 773أحمد بن منصور اللحجي
ل نحويًا زاهدًا.
قال في "تاريخ بلخ" :كان رج ً
نقل عنه أبو حيان في "الرتشاف" ،وقال :له أرجوزة في النحو ،منها:
قال في "تاريخ بلخ" :كان أديبًا نحويًا ،مات مبطونًا سنة خمس عشرة وثلثمائة.
المقرئ
قال ابن الزبير :أخذ العربية عن المروحي ،والقراءات عن عقيل ،ومهر فيهما ،وأقرأ العربية ببلده بحضور
شيخه ثم خرج على فاس ،فأقرأ بها القرآن والعربية إلى أ مات.
قال ابن حجر :عنى بالفقه والعربية ،وقال النظم فأجاد ،واخذ العلم عن الكرماني والضياء القرمي وجماعة.
وكان يتوقد ذكاء .وقال الفاسي :أخذ النحو عن ابن عبد المعطي ،وحصل علمًا جمًا ،ولول معالجة المنية له
لبهرت فضائله .له مختصر المهمات ،مختصر الملحة وشرحها .وكان له حلقة اشتغال بالمسجد الحرام ،ومات في
306
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
- 778أحمد بن موسى الرازي
قال الزبيدي ،وكذا المجد في البلغة :نحوي لغوي ،بليغ غزير الرواية .له تاريخ الندلس .مات سنة أربع وأربعين
قال الداني :مشهور بالضبط والتقان ،عالم بالقراءة ،بصير بالعربية .اخذ عن أبي بكر ابن مجاهد ،وأبي الحسين
بن المنادي ،وأبي الحسن ابن شنبوذ ونفطويه وغيرهم .مات بالبصرة بعد سنة سبعين وثلثمائة.
- 781أحمد بن نقيم
ذكره الزبيدي في الطبقة الثالثة من نحاة الندلس ،وقال :كان ذا علم بالعربية مقدمًا في صناعة الشعر ،وله حظ
قال ياقوت :نحوي مقرئ ،فاضل ،إمام ،شاعر .له حلقة بجامع حلب يقرأ بها العلم والقرآن ،وله ثروة .ولد سنة
إحدى وستين وخمسمائة ،وأخذ النحو عن أبي السخاء فتيان الحلبي وأبي الرجاء محمد بن حرب .وقال الذهبي:
307
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
روى عن أبيه ويحيى الثقفي ،وعنه المجد بن العديم وسنقر القضائي ،وكان بصيرًا باللغة والعربية .مات في سابع
قال ياقوت :كان له اختصاص عظيم بابن الخشاب ل يفارقه ،فحصل منه علمًا جمًا ،وصارت له يد باسطة في
العربية واللغة ،وكان كيسًا مطبوعًا ،خفيف الروح ،حسن الفكاهة ،سمع من عبد الوهاب النماطي وابن الماندائي،
وكان من فقهاء النظامية .مات ثالث عشر رجب سنة إحدى عشرة وستمائة ،عن نيف وثمانين.
قال الصفدي :سكن مصر ،وحدث بها عن المبرد .روى عنه عبد ال بن يحيى بن سعيد المصري الشاعر.
- 785أحمد بن يحيى بن احمد بن زيد بن ناقد المسيكي ،أبو العباس .من أهل الكوفة
قال الصفدي :كانت له يد في النحو ،أقراه بالكوفة ،وصنف فيه ،وتخرج به جماعة ،وحدث بها ،وببغداد عن أبيه
وأبي البقاء الحبال ،وكان حسن الطريقة ،صدوقًا .ولد سنة سبع وسبعين وأربعمائة ،ومات سنة تسع وخمسين
وخمسمائة.
308
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
ل في الجامع ،روى عن أبي الحسن نظيف ابن عبد ال المقرئ ،وعنه
قال ابن عساكر :سكن دمشق ،وكان وكي ً
عبد العزيز بن احمد الكناني ،وكان ثقة .مات سنة خمس عشرة وأربعمائة .أسندنا حديثه في الطبقات الكبرى.
- 787أحمد بن يحيى بن يسار الشيباني مولهم البغدادي المام ،أبو العباس ثعلب
إمام الكوفيين في النحو واللغة .ولد سنة مائتين ،وابتدأ النظر في العربية والشعر واللغة سنة ست عشرة ،وحفظ
كتب الفراء فلم يشذ منها حرف ،وعنى بالنحو أكثر من غيره ،فلما أتقنه أكب على الشعر والمعاني والغريب.
ولزم ابن العرابي بضع عشرة سنة ،وسمع من محمد بن سلم الجمحي وعلى بن المغيرة الثرم ،وسلمة بن
عاصم وعبيد ال بن عمر القواريري وخلق ،وروى عنه محمد بن العباس اليزيدي والخفش الصغر ونفطويه
وأبو عمر الزاهد وجمع .قال بعضهم :إنما فضل أبو العباس أهل عصره بالحفظ للعلوم التي تضيق عنها الصدر.
قال ثعلب :كنت أصير إلى الرياشي لسمع منه ،فقال لي يومًا وقد قرئ عليه:
على التباع .فاستحيا وأمسك .وقال :وكان محمد بن عبد ال بن طاهر يكتب ألف درهم واحدة ،بالهاء ،فإذا مر به
ألف درهم واحد أصلحه واحدة ،وكان كتابه يهابون أن يكلموه في ذلك ،فقال لي يومًا :أتدري لم عمل الفراء كتاب
الهاء؟ قلت ل .قال :لعبد ال أبي ،بأمر طاهر جدي ،قلت :إنه قد عمل له كتبًا منها المذكر والمؤنث ،قال وما فيه؟
قلت :مثل ألف درهم واحد ،ول يجوز واحدة ،فتنتبه وأقلع .قال أبو الطيب اللغوي :كان ثعلب يعتمد على ابن
العرابي في اللغة وعلى سلمة ابن عاصم في النحو ،ويروي عن ابن نجدة كتب أبي زيد وعن الثرم وأبي عبيدة.
وعن أبي نصر كتب الصمعي ،وعن عمرو بن أبي عمرو كتب أبيه .وكان ثقة متقنًا يستغني بشهرته عن نعته،
وكان ضيق النفقة مقترًا على نفسه ،وكان بينه وبين المبرد منافرات ،فقيل هل :قد هجاك ،فقال :بماذا؟ فقيل:
بقوله:
309
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
فصنت عنه النفس والعرضا يشتمني عبد نبي مـسـمـع
من ذا يعض الكلب إن عضا ولم أجبه لحـتـقـاري بـه
وقال أبو بكر بن مجاهد :قال لي ثعلب :يا أبا بكر ،اشتغل أصحاب القرآن بالقرآن ففازوا ،وأصحاب الحديث
بالحديث ففازوا ،وأصحاب الفقه بالفقه ففازوا ،واشتغلت أنا بزيد وعمرو ،فليت شعري ماذا يكون حالي!
فانصرفت من عنده فرأيت النبي صلى ال عليه وسلم تلك الليلة فقال لي :أقرئ أبا العباس من ي السلم ،وقال له:
قال لي أبو علي الزاهد :سئل ثعلب عن شيء فقال :ل أدري ،فقيل له :أتقول :ل أدري ،وإليك تضرب أكباد البل
من كل بلد! فقال :لو كان لمك بعدد ما ل أدري بعر .لستغنت.
صنف :المصون في النحو ،اختلف النحويين ،معاني القرآن ،معاني الشعر ،القراءات ،التصغير ،الوقت
والبتداء ،الهجاء ،المالي ،غريب القرآن ،الفصيح -وقيل هو للحسن بن داود الرقي ،وقيل :ليعقوب ابن السكيت-
وله أشياء أخر .وثقل سمعه بآخره ،ثم صم ،فانصرف يوم الجمعة من الجامع بعد العصر وإذا بدواب من ورائه،
فلم يسمع صوت حافرها ،فصدمته فسقط على رأسه في هوة من الطريق ،فلم يقدر على القيام ،فحمل إلى منزله.
ومات منه ليوم السبت لعشر خلون -وقيل :لثلث عشرة بقيت -من جمادى الولى سنة إحدى وتسعين ومائتين،
وخلف كتبًا تساوي جملة وألفي دينار وواحدًا وعشرين ألف درهم ،ودكاكين تساوي ثلثة دينار ،فرد ماله على
ومات أحمد أنحى العجم والعرب مات ابن يحيى فماتت دولة الدب
فلم يمت ذكره في الناس والكتب فإن تولى أبو العباس مفـتـقـدا ً
وذكره الداني في "طبقات القراءة" فقال :روى القراءة عن سلمة بن عاصم عن أبي الحارث ،عن الكسائي عن
الفراء ،وله كتاب حسن فيه .روى القارئ عنه ابن مجاهد وابن النباري وغيرهما.
310
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
أحد الئمة ،روى عن عبد ال بن وهب وشعيب بن الليث وأصبغ بن الفرج وجماعة .وروى عنه النسائي ،وقال:
ثقة ،والحسين بن يعقوب المصري ،وأبو بكر بن أبي داود وآخرون .ولد سنة إحدى وسبعين ومائة ،وكان من أهل
زمانه بالشعر والدب والغريب وأيام الناس ،وصحب الشافعي وتفقه به -فيما ذكره -بعضهم ،أي يستأجر
الراضي للزرع ويعمل للفلحة ،فانكسر بعض الخراج فحبسه أحمد بن محمد بن المدبر على ما انكسر عليه،
فمات في السجن بمصر .واقتصر الحافظ ابن حجر على سنة خمس وستين .قال زكريا الساجي عنه :ما شرب
- 789أحمد بن يزيد بن عبد الرحمن بن أحمد بن محمد القرطبي أبو القاسم بن أبي
قال ابن الزبير :كانت له غمامة في اللغة وعلم العربية ،روى عن أبيه وجده ،وأبي بكر بن سمحون ،وعنه ابن
حوط ال وأبو الخطاب بن خليل ،وخلق .وكان قاضي الخلفة المنصورية وكاتبها ،ويميل إلى الظاهر .أطيب
الناس نفسًا وخلقًا ،وسلفه سلف علم .ألف كتابًا في اليات المتشابهات .مولده يوم السبت ثاني عشر ذي القعدة سنة
سبع وثلثين وخمسمائة ،ومات بقرطبة يوم الجمعة خامس عشر رمضان سنة خمس وعشرين وستمائة.
- 790أحمد بن أبي يزيد بن محمد السراي الحنفي الشهير بمولنا زاده الشيخ شهاب
ولد في عاشوراء سنة أربع وخمسين وسبعمائة ،واشتغل فأتقن كثيرًا من العلوم وتقدم في التدريس والفادة وهو
دون العشرين ،ورحل من بلده ،فلم يدخل بلدًا إل ويعظمه أهلها ،لتقدمه في الفنون لسيما فقه الحنفية ودقائق
العربية والمعاني ،وكانت له اليد الطولى في النظم والنثر ،ثم سلك طريق الصوفية ،فبرع فيها وحج وجاور،
ورجع ودرس الحديث بالبرقوقية أول ما فتحت ،وولى تدريس الصرغتمشية .ثم عن بعض الحسدة دس إليه سمًا،
311
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
- 791أحمد بن يعقوب النطاكي يعرف بابن التائب أبو الطيب
قال الداني :إمام في القراءات ،ضابط ثقة ،بصير بالعربية ،أخذ القراءات عن أبي المغيرة عبيد ال بن صدقة،
وأحمد بن حفص الخشاب وجماعة ،وسمع أبا أمية بن إبراهيم الطرسوسي وجماعة .وله كتاب حسن في القراءات
نزيل نيسابور :قال الحاكم :سمع ابن منده وأقرانه ،ومات سنة نيف وأربعين وثلثمائة .قلت :تقدم في المحمديين
محمد بن يعقوب بن ناصح الصبهاني النحوي ووفاته هكذا فل أدري هما واحد أم ل؟ وقد ذكرهما اثنين الحاكم
أخذ النحو عن الفضل بن الحباب ومحمد بن العباس اليزيدي ،وروى عن عمر بن أيوب السقطي ،وعنه أبو
قال ابن حجر :ولد سنة بضع وسبعين وسبعمائة ،وتعانى العربية ،فمهر في النحو واشتهر به وأقرأه ،وشرع في
312
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
قال ابن الفرضي :كان حافظًا للنحو ،مشاركًا في فنون ،عروضيًا نحويًا ،مدفقًا شاعرًا .وقال الزبيدي :كان أعلم
قال الذهبي :برع في العربية والقراءات والتفسير ،وقرا على والده والسخاوي ،وكان عديم النظر زهدًا وصلحًا
ل وصدقًا ،يزوره السلطان فمن دونه فل يعبأ بهم ول يقوم لهم ،ول يقبل لهم شيئًا ،وله كشف وكرامات،
وتبت ً
وأضر قبل موته بعشر سنين .وله التفسير الكبير ،والصغير ،جود في العراب ،وحرر أنواع الوقوف ،وأرسل
منه نسخة إلى مكة والمدينة والقدس .قلت :وعليه اعتمد الشيخ جلل الدين المحلى في تفسيره ،واعتمدت عليه أنا
في تكملته مع الوجيز وتفسير البيضاوي وابن كثير .مات الكواشي بالموصل في جمادى الخرة سنة ثمانين
وستمائة.
- 797أحمد بن يوسف بن عبد الدائم بن محمد الحلبي شهاب الدين المقرئ النحوي
قال في "الدرر الكامنة" :تعاني النحو فمهر فيه ،ولزم أبا حيان إلى أن فاق أقرانه ،وأخذ القراءات عن التقى
الصائغ ،ومهر فيها ،وسمع الحديث من يونس الدبوسي ،وولى تدريس القراءات بجامع ابن طولون ،والعادة
بالشافعي ،ونظر الوقاف ،وناب في الحكم .وله تفسير القرآن ،والعراب ،ألفه في حياة شيخه أبي حيان ،وناقشه
فيه كثيرًا ،وشرح التسهيل ،وشرح الشاطبية ،وغير ذلك .وقال السنوي في طبقات الشافعية :كان فقيهًا بارعًا في
النحو والقراءات ويتكلم في الصول أديبًا .مات في جمادى الخرة سنة ست وخمسين وسبعمائة.
313
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
قال ابن الفرضي :كان متصرفًا في علم اللغة والنحو ،شاعرًا مطبوعًا ،وله رحلة .مات بوشقة سنة ثمان وتسعين
- 799أحمد بن يوسف بن علي بن يوسف الفهري اللبلي بسكون الموحدة بين لمين
أحد مشاهير أصحاب الشلوبين ،أخذ عنه وعن الدباج وابن إسحاق البطليوسي والعلم ،وسمع الحديث من ابن
خروف وأبي القاسم بن رحمون وأبي عبيد ال بن أبي الفضل المرسي والمنذري وجماعة بمصر ودمشق
والمغرب ،وأخذ المعقولت عن الشمس الخسروشاهي ،وطوف ،وروى عنه الوادي آشي وأبو حيان وابن رشيد.
وصنف :شرحين على الفصيح ،البغية في اللغة ،مستقبلت الفعال ،وله كتاب في التصريف ضاهى به الممتع.
مولده بلبلة سنة ثلث وعشرين وستمائة ،ومات بتونس في المحرم سنة إحدى وتسعين.
- 800أحمد بن يوسف بن مالك الغرناطي ،أبو جعفر الندلسي رفيق محمد بن جابر
العمى
شارح اللفية ،وهما المشهوران بالعمى والبصير ،وتقدمت ترجمة العمى وشيء من ترجمة رفيقه هذا .وقال
في الدرر :تعاني الداب ،وقدم القاهرة ،ولقى أبا حيان وغيره ،وسمع من المزي وغيره بدمشق ،وأقام بحلب نحو
ثلثين سنة ،وكان عارفًا بالنحو وفنون اللسان ،مقتدرًا على النظم والنثر ،دينًا ،حسن الخلق ،كثير التواليف في
العربية وغيرها .شرح بديعية رفيقه ،وأجاز لبي حامد بن ظهيرة .مولده بعد السبعمائة ،ومات منتصف رمضان
314
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
قال في "تاريخ غرناطة" :كان متحققًا العربية والدب ،موصوفًا بالذكاء وحسن الحفظ .أخذ عن أبي سليمان بن
حرف الهمزة
حاجًا ،فاجتمع إليه أهل العلم وقرءوا عليه الحديث والدب ،وجرى بينه وبين أبي منصور الجواليقي منافرة في
شيء ،فقال له :أنت ل تحسن أن تنسب نفسك ،فإن الجواليقي نسبته إلى الجمع ،ول ينسب إلى الجمع بلفظه .مات
مولى بني جرير بن عباد .قال ياقوت :كان قارئًا فقيهًا لغويًا إماميًا ثقة ،عظيم المنزلة ،جليل القدر ،روى عن
علي بن الحسين وأبي جعفر وأبي عبد ال عليهم السلم .وسمع من العرب ،وصنف غريب القرآن وغيره .وقال
الداني :هو ربعي كوفي نحوي يكنى أبا أميمة ،أخذ القراءة عن عاصم بن أبي النجود وطلحة بن مصرف وسليمان
العمش ،وهو احد الثلثة الذين ختموا عليه القرآن ،وسمع الحكم عن عتيبة وأبا إسحاق الهمذاني ،وفضيل بن
عمرو وعطية العوفي ،وسمع منه شعبة وابن عيينة وحماد بن زيد وهارون بن موسى .مات سنة إحدى وأربعين
ومائة.
315
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
- 804أبان بن عثمان بن سعيد بن البشر بن غالب بن فيض اللخمي ،أبو الوليد
الشذوني
قال ابن الفرضي :كان نحويًا لغويًا ،لطيف النظر ،جيد الستنباط ،بصيرًا بالحجة متصرفًا في دقيق العلوم .سمع
من قاسم بن أصبغ ،ومحمد بن عبد الملك بن أيمن .وله نظم حسن ،وكان ينسب إلى اعتقاد مذهب ابن مسرة .مات
قال في "البلغة" :أخذ عنه أبو عبيدة وغيره ،وله عدة تصانيف.
شيخ النحاة والقراء بسبتة .قال الذهبي :ولد بإشبيلية سنة إحدى وأربعين وستمائة وحمل صغيرًا إلى سبتة ،وقرأ
بالروايات على أبي بكر بن شبلون ،وقرأ على ابن أبي الربيع وتقدم في العربية ،وساد أهل المغرب فيها ،وسمع
الحديث من محمد بن جرير صاحب ابن أبي حمزة ،ومن أبي عبد ال الزدي .وله شرح الجمل وغيره .مات سنة
عشر وسبعمائة.
قال ابن الفرضي :كان حافظًا للمسائل ،عالمًا بالعربية واللغة ،فصيحًا ضابطًا ،سمع الحديث من قاسم بن أصبغ
واحمد بن زياد وطائفة .مات في ربيع الخر سنة تسع وسبعين وثلثمائة.
316
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
قدم همذان وحضر مجلسه الدباء والنحاة ،وكان له محل في الدب.
قال ياقوت :أحد أهل الفضل والدب .سكن بغداد ،وصحب أبا عمر الزاهد ،وكتب عنه الياقوتة ،ولقى أكابر
العلماء ،منهم ابن درستويه .وكان صحيح النقل ،جيد الخط والضبط ،ولم يصنف شيئًا غير جمعه لشعر أبي
نواس.
إسحاق
قال ابن رشيد في رحلته :شيخ الشيوخ ،وبقية أهل الرسوخ ،الفقيه النحوي ،المام العالم المفتن ،ذو التصانيف
الكثيرة ،والمعارف الغزيرة .أخذ علماء إفريقية عنه العربية والبيان والصلين والجدل والمنطق ،وألف في كل
ذلك ،غير أنه لم يخرج تصانيفه من المسودة ،ولم يخرجها غيره لرداءة خطه ودقته ،منها كيفية السباحة في
بحري البلغة والفصاحة ،إيضاح غوامض اليضاح ،المنهج المعرب في الرد على المقرب ،الغراب في ضبط
عوامل العراب ،تقضي الواجب في الرد على ابن الحاجب ،إيجاز البرهان في إعجاز القرآن ،وغير ذلك .وكان
جليل القدر ،لكنه عديم الذكر ،وله حظ من النظم .أخذ عن أبي عبد ال الرندي النحوي وأبي العباس بن جزي
وجماعة.
- 811إبراهيم بن أحمد بن يحيى ،أبو إسحاق البهاري -بفتح الباء الموحدة -النحوي
قال ابن مكتوم :له في النحو :المنخل ،نقل عنه أبو حيان في أفعال المقاربة في شرح التسهيل ،ول نعرفه إل من
جهته .قلت :نقل عنه الرتشاف في عدة مواضع .والمنخل المذكور شرح على الجمل كما ذكر في آخر الرتشاف.
317
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
- 812إبراهيم بن إدريس بن حفص ،أبو إسحاق النحوي
غلم أبي محمد قاسم بن بشار النباري .حدث عن أستاذه ،روى عنه أبو الحسن محمد بن احمد بن القاسم بن
روى القراءة عن حمزة ،وهو معدود في المكثرين عنه ،وله عنه مشيخة .ذكره الداني.
قال ياقوت :ولد سنة ثمان وتسعين ومائة ،وسمع أبا نعيم الفضل بن دكين وأحمد بن حنبل وعثمان بن أبي شيبة
وعبيد ال القواريري ،وخلقًا .وروى عنه موسى بن هارون الحافظ ويحيى بن صاعد وأبو بكر بن أبي داود
والحسين المحاملي وأبو بكر النباري وأبو عمر الزاهد وخلق .وكان إمامًا في العلم ،ورأسًا في الزهد ،عارفًا
بالفقه ،بصيرًا بالحكام ،حافظًا للحديث .مميزًا للعلة ،قيمًا بالدب ،جماعًا للغة .صنف كتبًا ،منها غريب الحديث.
حدث أبو عمر الزاهد ،قال :سمعت ثعلبًا مرارًا يقول :ما فقدت إبراهيم الحربي من مجلس لغة أو نحو خمسين
سنة.
318
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
قال الدار قطني :كان إبراهيم الحربي إمامًا يقاس باحمد بن حنبل في زهده وعلمه وورعه ،وهو غمام مصنف،
عالم لكل شيء ،بارع في كل علم ،صدوق ثقة .وعنه أنه قال :ما أنشدت شيئًا من الشعر قط إل قرأت بعده "قل
هو ال أحد" ،ثلث مرات .مات ببغداد في ذي الحجة سنة خمس وثمانين ومائتين.
قال ياقوت :له أدب وحفظ ولغة وتصانيف ،ومن مشهورها كفاية المتحفظ ،والنواء.
وهو ابن أخي الحسن بن إسحاق بن أبي عباد النحوي .قال ياقوت :من أعيان النحويين باليمن ،وله تصنيفان في
النحو مختصران ،سمى أحدهما التلقين ،والخر يعرف بمختصر إبراهيم ،وكان متأخرًا ،بعد الخمسمائة.
وقيل :القيسي اليمامي .قال التنوخي في "نشوار المحاضرة" :كان من حفاظ اللغة ،ومن رواة الدب.
وقال الثعالبي في "اليتيمة" :كان باقعة في حفظ أيام العرب وأنسابها وأشعارها ،غاية بل آية في هذ دواوينها،
قال ياقوت :مات -فيما ذكره أبو غالب همام بن الفضل بن مهذب المغربي في تاريخه -في سنة تسع وأربعين
319
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
- 819إبراهيم بن الحسين بن عاصم بن محمد التميمي الندلسي
قال ابن الزبير :أستاذ لغوي :شاعر أديب ،روى عن جده عاصم ،وعنه ابن أخته أبو علي بن الزرقالة .ومات
شارح الكافية.
من أصحاب ثعلب ،روى عن ثعلب ،وروى عنه أبو بكر بن مكرم في كتاب الرغائب ،من جمعه .وقال :كان
قال في "تاريخ بلخ" :كان عالمًا فقيهًا مفسرًا نحويًا ،شاعرًا .مات سنة ست وخمسين ومائتين.
- 823إبراهيم بن زهير بن إبراهيم التجيبي الغرناطي ،أبو إسحاق يعرف بابن زهير
قال في "تاريخ غرناطة" :كان من أهل المعرفة بالفقه والعربية والصول ،مشاركًا في غير ذلك ،ولى قضاء
320
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
- 825إبراهيم بن السري بن سهل ،أبو إسحاق الزجاج
قال الخطيب :كان من أهل الفضل والدين ،حسن العتقاد ،جميل المذهب .كان يخرط الزجاج ،ثم مال إلى النحو،
فلزم المبرد .وكان يعلم بالجرة ،قال :فقال لي :ما صنعتك؟ قلت :أخرط الزجاج ،وكسبي كل يوم درهم ونصف،
وأريد أن تبالغ في تعليمي ،وأنا أعطيك كل يوم درهمًا ،وأشرط لك أن أعطيك إياه أبدًا ،حتى يفرق الموت بيننا.
قال :فلزمته ،كنت أخدمه في أموره مع ذلك ،فنصحني في العلم ،حتى استقللت ،فجاءه كتاب له من بعض بني
مارقة ،يلتمسون معلمًا نحويًا لولدهم ،فقلت له :أسمني لهم ،فأسماني ،فخرجت ،فكنت أعلمهم وأنفذ له في كل
شهر ثلثين درهمًا وأنفله ما أقدر عليه ،فطلب منه عبيد ال بن سليمان مؤدبًا لبنه القاسم ،فقال له :ل أعرف لك
ل زجاجًا عند بني فلن ،فكتب إليه عبيد ال ،فاستنزلهم عنى وأحضرت ،وأسلم القاسم إلى ،وكنت أعطي
إل رج ً
المبرد الدرهم كل يوم إلى أن مات ول أخليه من التفقد ،وكنت أقول للقاسم :إن بلغت مبلغ أبيك وولين الوزارة ما
تصنع بي؟ فيقول لي :ما أحببت ،فأقول له :تعطيني عشرين ألف دينار -وكانت غاية أمنيتي -فما مضت إل سنون
حتى ولى القاسم الوزارة ،وأنا على ملزمتي له ،وصرت نديمه ،فدعتني نفسي إلى إذكاره بالوعد ،ثم هبته ،فلما
كان من يوم الثالث من وزارته ،قال لي :يا أبا إسحاق ،لم أرك أذكرتني بالنذر ،فقلت :عولت على رعاية الوزير
أيده ال تعالى ،وانه ل يحتاج إلى إذكار بنذر عليه من أمر خادم واجب الحق ،فقال لي :إنه المعتضد! ولوله ما
تعاظمني دفع ذلك إليه دفعة ،ولكني أخاف أن يصير لي معه حديث ،فاسمح بأخذه متفرقًا ،فقلت :أفعل ،فقال:
اجلس للنار وخذ رقاعهم في الحوائج الكبار ،واستعجل عليها ،ول تمتنع من مسألتي في شيء إلى أن يحصل لك
القدر ،قال :ففعلت ذلك ،وكنت أعرض عليه كل يوم رقاعًا ،فيوقع لي فيها ،وربما قال لي :كم ضمن لك على هذا؟
فأقول :كذا وكذا ،فيقول لي :غبنت ،هذا يساوي كذا وكذا ،ارجع فاستزد ،فأراجع القوم وأماكسهم ،فيزيدونني حتى
أبلغ الحد الذي رسمه ،فحصلت على عشرين ألف دينار وأكثر في مديدة .فقال لي بعد شهور :حصل مال؟ فقلت:
ل ،وجعل يسألني في كل شهر :هل حصل؟ فأقول :ل ،خوفًا من انقطاع الكسب ،إلى أن سألني يوماً فاستحييت من
الكذب المتصل ،فقلت :قد حصل ببركة الوزير ،فقال :فرجت وال عني ،فقد كنت مشغول القلب ،ثم وقع لي بثلثة
آلف دينار صلة ،فأخذتها ،فلما كان من الغد جئته ،ولم أعرض عليه شيئًا ،فقال :هات ما معك ،فقلت :ما أخذت
321
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
من أحد رقعة ،لن النذر وقع الوفاءبه ،ولم أدر كيف أقع من الوزير! فقال :سبحان ال ،أتراني أقطع عنك شيئًا قد
صار لك عادة ،وعرفك به الناس وصار لك عندهم جاه! ول يعلم سبب انقطاعه ،فيظنوا أن ذلك لضعف جاهك
عندي ،اعرض على وخذ بل حساب ،فقبلت يده ،وكنت أعرض عليه الرقاع إلى أن مات.
وكان بين الزجاج ورجل من أهل العلم يسمى مسيندشر ،فاتصل حتى خرج معه إلى حد الشتم إليه مسيند:
وله من التصانيف :معاني القرآن ،الشتقاق ،خلق النسان ،فعلت وأفعلت ،مختصر النحو ،خلق الفرس ،شرح
أبيات سيبويه ،القوافي ،العروض ،النوادر ،تفسير جامع المنطق ،وغير ذلك.
مؤدب المؤيد .كان ذا منزلة عنده ،ذكره المرزباني ،وقال :كان أبو الحسن العنزي ،كثير الرواية عنه .قاله
ياقوت.
قال ياقوت :كان ضريرًا ،قدم واسط ،فتلقن القرآن من عبد الغفار الحصيني ثم أتى بغداد ،فصحب السيرافي،
وقرأ عليه شرحه على الكتاب ،وسمع منه كتب اللغة والدواوين ،وعاد إلى واسط ،فجلس بالجامع صدرًا يقرئ
الناس ،ثم نزل الزيدية ،وهناك تكون الرافضة والعلويون ،فنسب إلى مذهبهم ،ومقت وجفاه الناس ،ومات سنة
إحدى عشرة وأربعمائة ،ولم يخرج من جنازته إل رجلن مع غروب الشمس ،وهما :أبو الفتح ابن مختار النحوي
322
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
وأبو غالب بن بشران .قال أبو الفتح :وما صدقنا أن نسلم خوف أن نقتل ،والعجب أن هذا الرجل مع ما هو عليه
من الفضل كانت هذه حاله ،ومات بعد وفاته بيوم رجل من حشو العامة ،فأغلق البلد لجله ،ولم يوصل جنازته من
كثرة الزحام.
قال أبو غالب محمد بن محمد بن سهل بن بشران النحوي :أنشدني أبو إسحاق الرفاعي لنفسه ،وما رأيت قط أعلم
منه:
قال ياقوت :كان نحويًا لغويًا راوية .قرأ على سيبويه كتابه ولم يتمه ،وروى عن أبي عبيدة والصمعي ،وكان
صنف :النقط والشكل ،المثال ،شرح نكت سيبويه ،تنميق الخبار ،أسماء السحاب والرياح والمطار .ومات سنة
كذا وصفه في "المغرب" ،وقال :من أهل المائة السابعة .كتب إلى ابن زهر بشعر فلم يرضه ،وكتب له" :وما
يا من دعاني نحو العز والشرف لبيك لبـيك ألـفـا ً غـير واحـدة
ما كنت دونك إلى الشمي في
والماء في حجر والدر في صدف
سحب
323
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
- 830إبراهيم بن عبد ال بن محمد بن جسنس النجيرمي ،أبو إسحاق النحوي
اللغوي
كذا ذكره ياقوت ،وقال :خذ عنه أبو الحسين المهلبي وجنادة اللغوي وجماعات بمصر.
ودخل الفضل بن العباس يومًا على كافور الخشيدي وأبو إسحاق عنده ،فقال له :أداك ال أيام سيدنا بخفض اليام
الحكري
قال في "الدرر" :اعتني بالعربية والقراءات ،وأخذ عن البهاء بن النحاس ،وتل على التقى الصائغ وابن الكفتى،
ولزم درس أبي حيان ،واخذ عنه الناس .وكان حسن التعليم ،وسمع الحديث من الدمياطي والبرقوهي :مولده
سنة نيف وسبعين وستمائة ،ومات في الطاعون العام في ذي القعدة سنة تسع وأربعين وسبعمائة.
وهو غير الذي قبله ،قال في "الدرر" :كان عارفًا بالعربية؛ شرح اللفية ،ولى قضاء المدينة ،ناب في الحكم
324
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
- 833إبراهيم بن عبد ال بن عمر الصنهاجي المالكي النحوي برهان الدين ،أبو
إسحاق
قال في "الدرر" :ولد سنة ثمان عشرة وسبعمائة ،واخذ عن القاضي صدر الدين المالكي ولزمه ،وتخرج به.
وكان عالمًا بالفقه والصلين والعربية ،حسن المحاضرة ،فصيح العبارة .سمع من الوادي آشي ،روى عنه أبو
ومات فجأة بعد أن خرج من الحمام في تاسع عشر ربيع الول سنة ست وتسعين وسبعمائة.
قال ابن الزبير :كان إمامًا في حفظ اللغات وعلمها؛ لم يكن في وقته بالمغرب من يضاهيه أو يقاربه في ذلك،
- 836إبراهيم بن خلف القيسي المعروف بابن النشا الوادي آشي ،أبو إسحاق
قال ابن الزبير :كان من أهل الفقه والدب والعربية والتاريخ ،وله نظم ونثر؛ روى عن أبي الحسن بن الباذش
وابن السيد وابن يسعون وغيرهم .واختصر شرح الشهاب لبن وحش ،والعقد لبن عبد ره.
325
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
وقال في "تاريخ غرناطة" :كان فقيهًا أديبًا لغويًا تاريخًا ،مات في حدود السبعمائة وقد وصل الثمانين .روى عنه
أبو الحسن عمر الوادي آشى ،ورأى قبل موته هاتفًا ينشده في النوم:
قال ياقوت :حكي عنه أبو العباس أحمد بن محمد اليامي في كتاب القوافي ،وهو من طبقة ابن درستوية وعلى بن
سليمان الخفش.
قال ابن حجر :دخل بلد العجم ،واخذ عن الشريف الجرجاني وغيره؛ وأقام بمكة وكان حسن الخلق ،كثير البشر
بالطلبة ،انتفعا به كثيرًا في فنون عدة ،وحلها المعاني والبيان ،وكان يقررها تقريرًا واضحًا.
326
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
قال في "تاريخ غرناطة" :كان مقرئًا مجودًا نحويًا أديبًا سريًا ،كريم النفس ،جميل الخلق ،حسن الخلق ،معدودًا
في أهل العلم والعمل؛ ذا عناية بالتفسير ،خطيبًا فصيحًا ،تل بالسبع على ثابت الكلعي ،وتأدب عبد ال بن
قال ابن الفوضى :كان راويًا للحديث ،حافظًا للغة ،بصيرًا بالشعر؛ مطبوعًا فيه .سمع من احمد بن بشران
الغبش وجمع ،وسكن بادية بقرب اشبيلية إلى أن مات سنة ثنتين وستين وثلثمائة.
قال الزبيدي ،ثم ياقوت :كان إمامًا في النحو واللغة والعروض غير مدافع؛ مع قلة إدعاء ،وخفض جناح .وانتهى
من العلم إلى ما لعله لم يبلغه أحد قبله؛ وأما من في زمانه فل يشك فيه ،وكان يحفظ العين وغريب أبى عبيد
المصنف وإصلح ابن السكيت وكتاب سبيويه وغير ذلك؛ ويميل إلى مذهب البصريين؛ مع إتقانه مذهب
الكوفيين.
قال عبد ال المكفوف النحوي :لو قال إنه أعلم من المبرد وثعلب لصدقه من وقف على علمه .وكان يستخرج من
النحوي الدمشقي
قال ياقوت :له كتاب في النحو قدر اللمع .وحدث عن أبي الحسن الشرابي .وعنه الخطيب ،وقال :كان صدوقًا.
327
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
وقال ابن عساكر :فيه نظر؛ فقد كان يذكر أن عنده تعليقة أبي السود الدؤلي التي ألقاها إليه علي بن أبي طالب
رضي ال عنه؛ وكان كثيرًا ما يعد بها أصحابه -لسيما أصحاب الحديث -ول يفي ،إلى أن كتبها عنه بعض
تلميذه؛ وإذا به ركب عليها إسنادًا ل حقيقة له اعتبر فوجد موضوعًا مركبًا بعض رجاله أقدم ممن روى عنه؛
وجعلها نحو عشرة أوراق؛ وهي في أمالي الزجاجي نحو عشرة أسطر؛ ولم يكن الخطيب علم بذلك؛ فلذا وثقه.
ل زاهدًا
قال ابن الزبير :كان معلمًا لكتاب ال تعالى ،مقرئًا للعربية والدب ،شاعرًا أديبًا ،جيد الكتابة ،فاض ً
مات في العشر الوسط من رجب سنة ثمان عشرة وستمائة ،وتفجع الناس على فقده.
قال الخزوجي كان فقيهًا نبيهًا نحويًا لغويًا ،عارفًا بالحساب ،غمامًا في المواقيت؛ وهو
قال ياقوت :كان من العيان في اللغة والنحو ،قيمًا بالكتابة وقرض الشعر؛ أخذ عن الفارسي والسيرافي ،وورد
بخاري فبجل ،فأخذ عنه أبناء رؤسائها ،ولى التفصح بديوان الرسائل ،وصنف وأملى ،وشرح كتاب الجرمي،
328
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
ولقبه ببغداد تقي الدين ،وبغيرها برهان الدين .وكان يقال له أيضًا :ابن السراج.
وكان يكتب بخطه "السلفي" ،بفتح السين ،نسبة إلى طريق السلف.
قال الذهبي :هو شيخ الخليل ،له التصانيف في القراءات والحديث والصول والعربية والتاريخ؛ منها شرح
سمع من محمد بن سالم المنبجي وإبراهيم بن خليل وابن النجاري وغيرهم .ورحل إلى بغداد ،وأجاز له يوسف بن
خليلي ،وتل على الوجوهي ،وقرأ التعجيز على مؤلفه ،وسكن دمشق مدة ،ثم ولى مشيخة الخليل .وكان منور
إمام في النحو؛ فاضل ،قرأ الفقه على ابن الوردي والبارزي ،وانتفع في النحو بابن الوردي .تصدر بالجامع
الكبير بحلب ،وجلس مع الشهود ،وعمل بأخرة موقع درج؛ وأقبل آخر عمره على الفقه .وله نظم يسير حسن .أخذ
ومات بحلب ليلة الثنين سابع عشرة رمضان سنة ثنتين وسبعين وسبعمائة.
بابن المناصف
329
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
شيخ العربية ،وواحد زمانه بإفريقية ،أملى على قول سيبويه" :هذا باب علم ما الكلم بالعربية" ،عشرين كراسًا،
ولى قضاء دانية وغيرها؛ روى عنه القاضي أبو القاسم بن ربيع.
مات سنة سبع وعشرين وستمائة .قال ابن البار .وقال الذهبي :سنة إحدى وعشرين.
قال ابن الزبير :من أهل جزيرة شقر ،له تآليف لغوية ،وشعر سلس مات لربع بقين من شوال سنة ثلث وثلثين
قال ابن الزبير :أستاذ نحوي ،روى عن أبيه ،وابن عبد البر وأبي الحسن بن سيده.
كذا ذكره الحاكم ،وقال :سمع ابن دريد .وقدم نيسابور سنة خمس وسبعين وثلثمائة.
ويعرف بالعلم ،وليس بالعلم المشهور؛ فذاك اسمه يوسف .أديب شاعر؛ أخذ النحو عن الستاذ هذيل ،وبرع فيه .قرأ
عليه أبو الحسن علي بن سعيد.
وصنف تصانيف ،منها الجمع بين الصحاح للجوهري والغريب المصنف ،وتاريخ بطليوس.
وكان صعب الخلق يطير الذباب فيغضب؛ وأما من تبسم من أدنى حركاته ،فل بد أن يضرب.
ومن شعره:
330
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
- 854إبراهيم بن قطن المهري القيرواني ،أخو عبد الملك
قال الزبيدي :قرأ النحو قبل أخيه ،وكان يرى رأى الخوارج الباضية ،وسبب قراءة أخيه النحو أنه أخذ له كتابا
ينظر فيه ،فنهره إبراهيم ،وقال :مالك ولهذا ! فغضب ،واشتغل به ،وعرف واشتهر عند الناس ،ولم يكن يعرف
إبراهيم إل القليل.
قاله ياقوت.
قال ابن القرضى :كان حافظًا للغة والنحو ،فصيحًا بليغًا ،شاعرًا سمع من محمد بن عمر بن لبابة وغيره.
ومات في حدود سنة ثمان وعشرين وثلثمائة ،عن ثلث وستين سنة.
بن أحمد بن حزب ال بن عامر بن سعد الخير بن عياش -وهو أبو عيشون -بن
محمود الداخل إلى الندلس بن عنبسة بن حارثة بن العباس بن مرداس السلمى ،ابن
331
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
ل ورعًا ،زاهدًا ،من جله
قال ابن الزبير :كان أديبًا نحويًا قارئًا متقنًا ،ذاكرا للتاريخ ،له حظ وافر من الفقه ،فاض ً
الناس وفضلئهم ،لزم الدباج والشلوبين في العربية والدب سنين ،وأخذ القراءة عن الدباج ،وأقرا بسبته القرآن
والعربية ،وروى عن أبي القاسم بن الطيلسان وأبي جعفر الفحام وخلق ،ورحل وحج ،وأخذ عن النجيب الحراني
وخلئق.
ومات بمصر في المحرم سنة إحدى وستين وستمائة ،عن نحو خمسين سنة.
قال في " تاريخ غرناطة" :كان فقيهًا حافظًا ،ذاكرًا للغات والدب ،نحويًا ماهرًا ،درس ذلك كله أول أمره ،ثم
غلب عليه التصوف فشهر به ،وبّذ أهل زمانه ،وصنف فيه تصانيف ،وكان خاتمة رجال الندلس وشيخ أهل
المجاهدات وأرباب المعاملت ،مشهور الكرامات ،صادق الخلص .وكان أخذ القراءة على أبي عبد ال
الحضرمي والنحو واللغة عن ابن بربوع ،والحديث عن سليمان بن حوط ال ،وحج وجاور ،وروى عنه أبو جعفر
بن الزبير.
مولده سنة ثنتين -أو ثلث -وستين وخمسمائة بجيان ،ومات بغرناطة في شعبان سنة تسع وخمسين وستمائة.
قال في "تاريخ غرناطة" :أصله من جزيرة طريف؛ وكان مقرئًا للقرآن ،مبرزًا فيه مدرسًا للعربية والفقه ،آخذًا
في الدب ،متكلمًا في التفسير ،ثبنًا محققًا ،نسيج وحده حياء وصدقه وإيثارًا .رحل من جزيرة طريف لما تغلب
عليها العدو إلى سبتة ،فقرأ بها على أبي إسحاق الغافقي المذيوني وأبي القاسم بن رزقون الضرير ،ثم استوطن
غرناطة ،وأخذ عن أبي جعفر بن الزبير ،وأقرأ بها بعده فنونًا من العلم بإشارة منه ،وولى المامة والخطابة
بجامعها ،وألقى ال عليه من القبول والتعظيم ما لم يعهد مثله ،وكان صادعًا بالحق ،غيورًا على الدين ،كثير
332
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
الخشوع ،ساعيًا في حوائج الناس ،مبتلي بوسواس في وضوئه .وله كرامات.
مولده في حدود سنة سبع وسبعين وستمائة ،ومات يوم السبت سابع المحرم سنة ست وعشرين وسبعمائة ،وقبره
ومن شعره:
جدوى علوم المرء نهج القوم اعمل بعلمك تؤت حكمة إنمـا
يعمل به فكأنـه لـم يعـلـم وإذا الفتى قد نال علما ً ثـم لـم
صاحب "إعراب القرآن" .قال في "الدرر" :ولد في حدود سنة سبع وتسعين وستمائة ،وسمع ببجاية من شيخها ناصر
الدين ،ثم حج واخذ عن أبي حيان بالقاهرة وقدم دمشق فسمع من المزي وزينب بنت الكمال وخلق ،ومهر في الفضائل.
مات في ثامن عشر ذي القعدة سنة ثنتين وأربعين وسبعمائة.
قال ياقوت :فاضل ،شاعر ،كاتب ،حسن المحاورة ،كريم الصحبة ،سمع الحديث الكثير في أسفاره ،وصنف في
- 862إبراهيم بن محمد بن أبي عباد إسحاق اليمنى النحوي الديب ،أبو إسحاق
قال ياقوت :من أعيان النحويين باليمن ،وصنف في النحو مختصرين ،وكان متأخرًا بعد الخمسمائة.
وقال الخزرجي :كان إمامًا في علم النحو ،بارعًا فيه ،مجودًا.ارتحل الناس إليه وإلى عمه الحسن للشتغال بالنحو.
وله مختصر سيبويه ،والتلقين في النحو .وكان موجودًا في أوائل المائة الخامسة.
333
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
- 863إبراهيم بن محمد بن زكريا بن مفرج بن يحي بن زياد بن عبد ال بن خالد ابن
سعد بن أبي وقاص القرشي الزهرى أبو القاسم المعروف بابن الفليلي -بالفاء
قال ياقوت :كان عالمًا بالنحو واللغة ،بّذ أهل زمانه في اللسان العربي والضبط لغريب اللغة ،وألفاظ الشعار.
يتكلم في البلغة ونقد الشعر ،غيورًا على ما يحمل من ذلك الفن ،كثير الحسد فيه ،راكبًا رأسه في الخطأ البين،
حدث عن أبي الزبيدي .وله شرح ديوان المتنبي ،ولم يصنف غيره ،واتهم في دينه مع جملة الطباء أيام هشام
وكانت ولدته في شوال سنة ثنتين وخمسين وثلثمائة .وتوفي يوم السبت ثالث عشر ذي القعدة سنة إحدى
وأربعين وأربعمائة.
قال ياقوت :كتبت وصحح ،ونظر وحقق وروى وصنف كتبًا حسنة ،منها كتاب الخليل ،كتاب حروف القرآن.
قال السلفي فيما نقل عن خطه :كان من أهل الدب والنحو ،إمام بمكة مدة ،وقدم السكندرية سنة ثمان وأربعين
وخمسمائة؛ وذكر أنه قرأ النحو على أبي الركب النحوي المشهور وغيره .وكان ظاهر الصلح ،مبغضًا للرفضة.
334
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
قال ابن حجر :ولد سنة خمس عشرة وسبعمائة ،وأخذ الفقه عن المجد السنكومي والتاج التبريزي والسنوى،
والعربية عن ابن هشام النحوي الحنبلي ،ومهر في الفقه والصلين والعربية ،وسمع من الحجار والواني،
والدبوسي والختني وآخرين .ودرس وأفتى ،وناب في الحكم في القاهرة ،وصنف مختصر شرح "بانت سعاد"
واستوطن في مكة من سنة ست وسبعين إلى أن مات في ثامن رجب سنة تسعين وسبعمائة.
قال ابن حجر أخذ عن الشهاب بن المرحل والجمال بن هشام وغيرهما ،ومهر في العربية وشغل الناس فيها؛
صفرة العتكي الزدي الواسطي أبو عبد ال الملقب نفوطيه .لشبهه بالنفط لدمامته
قال ياقوت :وقد جعله ابن بسام بضم الطاء وتسكين الواو وفتح الياء ،فقال:
المجالسة ،صادقًا فيما يرويه ،حافظًا للقرآن ،فقيهًا على مذهب داود الظاهري رأسًا فيه؛ مسندًا للحديث ،حافظًا
للسير وأيام الناس والتواريخ والوفيات ،ذل مروءة وظرف .جلس للقراء أكثر من خمسين سنة ،وكان يبتدئ في
335
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
مجلسه بالقرآن على رواية عاصم ،ثم يقرئ الكتب ،وكان يقول :سائر العلوم إذا مت ،هنا من يقوم بها ،وأما
الشعر ،فإذا مات على الحقيقة .وقال :من أعرب على بيتا لجرير ل أعرف فأنا عبده.
قال الزبيدي :وكان غير مكترث بإصلح نفسه ،يفرط به الصنان فل يعيره ،حضر مجلس وزير المقتدر فتأذى
هو وجلساؤه بكثرة صنانه؛ فقال يا غلم ،احضر لنا مرتكا فجاء به فبدأ الوزير بنفسه فتمرتك؛ وأداره على
جلسائه؛ وفطنوا لما أراد بنفطوية؛ فقال نفطويه :ل حاجة لب به ،فراجعه فأبى ،فاحتد الوزير ،وقال :يا عاض
بظر أمه إنما تمرتكنا كلنا لجلك؛ قم ل أقام ل أقام ال لك وزنا! أبعده عني إلى حيث ل أتأذى به.
وكان بينه وبين محمد بن داود الظاهري مودة أكيدة ،فلما مات ابن داود حزن عليه ،وانقطع ل يظهر للناس ،ثم
ظهر ،فقيل له في ذلك :فقال :إن ابن داود قال لي يومًا :أقل ما يجب على الصديق أن يحزن على صديقه سنة
ل بقول لبيد:
كاملة ،عم ً
ومن يبك حول ً كامل ً فقد اعتذر إلى الحول ثم اسم السلم عليكما
فحزن عليه كما شرط.
لكان ذاك الوحى سخطا ً عليه لو أنزل النحو على نفطـويه
مستأهل للصفع في أخدعيه وشاعر يدعى بنصف اسمـه
وصير الباقي صراخا ً علـيه أحرقه الله بنصـف اسـمـه
صنف :إعراب القرآن إعراب القرآن ،المقنع في النحو ،المثال ،المصادر ،أمثال القرآن ،الرد على القائل بخلق
مولده سنة أربع وأربعين ومائتين ومات يوم الربع ثاني عشر ربيع الول سنة ثلث وعشرين وثلثمائة.
ذكره الدانى في "طبقات القراء" ،وقال :أخذ القراءة عرضًا عن أبي عون محمد بن عمر بن عون الوسطى
وشعيب بن أيوب الصريفينى ،وعنه محمد بن أحمد الشنبوذي ،وذكر وفاته كما تقدم ،وقال :في خامس صفر.
ومن شعره:
336
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
هل أقمت ولو على جمر الغضى تشكو الفراق وأنت تزمـع رحـلة
فعسى يرد لك النوى ما قد مضى فالن عد للصبر أو مت حـسـرة
ل نحويًا ،صالحًا زاهدًا الجزولية تفهمًا على مؤلفها ،وروى عن أبي عبد ال بن واجب،
قال ابن الزبير :كان فاض ً
وقال الذهبي :قرأ النحو والقرآن ،ولم يدخل الحمام أربعين سنة ومات سنة خمس وثلثين وخمسمائة.
قال ياقوت :له معرفة حسنة بالنحو واللغة والداب ،وحفظ من قرض الشعر جيد من مثله .سافر إلى الشام
ومصر ،فأقام بها مدة ،ثم رجع إلى وطنه بالكوفة إلى أن مات في شوال سنة ست وستين وأربعمائة عن ست
وستين سنة.
أخذ القراءة عرضًا عن أحمد بن سهل الشناني ،وعن محمد بن أحمد الشنبوذي ذكره الداني.
337
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
- 872إبراهيم بن محمد بن منذر بن سعيد بن ملكون الحضرمي الشبيلي ،أبو
إسحاق
قال ابن الزبير :أستاذ نحوى جليل .روى عن أبي الحسن شريح وأبي مروان بن محمد ،وأجاز له القاسمبن بقى ،روى عنه
ابن حوط ال وابن حروف والشلوبين.
وألف شرح الحماسة ،النكت على تبصره الصيمرى ،وغير ذلك.
قال ياقوت :كان متقدمًا في النحو على مذهب البصريين واللغة .وأخذ عن المازني والمبرد ،ولى قضاء الشام،
وذكره ابن الثير في "النساب"؛ فسمى والده حميدًا ،وقال :روى عن أبي حاتم ،وعنه أبو القاسم الطبراني .وقال:
قال ابن جماعة :له معرفة تامة بالنحو واللغة ،ويتوقد ذكاء ،ويكتب الخط الحسن،بالمغربي والمشرقي .وكان
ل أديبًا ،وشاعرًا ،مهتمًا بسوء العقيدة ،قم علينا من المغرب سنة أربع وعشرين وسبعمائة ،وبلغنا أنه مات
فاض ً
لنه كان حينئذ ببغداد نحوى آخر معروف بالوجيه الكبير ،وهو المبارك.
قال ياقوت :كان من أهل الرصافة ]ببغداد ،كان[ عجبًا في الذكاء وسرعة الحفظ] ،وكان قد[ حفظ ]كتاب[ سيبويه
338
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
وغيره ،واخذ عن مصدق بن شيب ،وكان اعلم منه ،وأصفى ذهنًا.
مات شابًا عن نيف وثلثين سنة في يوم الثلثاء عاشر جمادي الولى سنة تسعين وخمسمائة ولو كاش لكان آية
] من اليات[ .قال ابن النجار :احترق من كثرة الحفظ والكد ،وأصابه السل.
ل نحويًا ،سمع على الخطيب أبي الرضا محمد بن سليمان السيوطي سنة ثنتين وستمائة.
قال الدفوى :كان فاض ً
ل فقيهًا نحويًا ذكي الفطرة قرأ الفقه على البهاء الفقطي والصول على الشمس الصبهاني ،والنحو
كان فاض ً
وصنف :مختصر الوسيط ،مختصر الوجيز ،شرح المنتخب ،شرح الفقيه ابن مالك ،نثر اللفية.
وولى القضاء بأسيوط وأخميم وقوص ،وغيرها .وكان حسن السيرة ،جميل الطريقة ،صحيح العقيدة .ولما سافر
بعض الكابر إلى قوص ،طلب منه أن يعطيه شيئًا من مال اليتام من الزكاة فلم يعطه ،وقال :العادة أن يفرق على
الفقراء؛ فلما عاد ذلك الكبير إلى القاهرة بالغ من القاضي بدر الدين بن جماعة في صرفه ،فلم يوافق ،ثم صرف
بعد ذلك ،وأقام بالقاهرة ،واطلع بعنقه طلوع توفي منه سنة إحدى وعشرين وسبعمائة.
قال ابن الفرضي :كان عالمًا بالغريب والنحو والشعر ،فقيهًا متفننًا.
339
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
قال السنوى في "طبقاته" :كان عالمًا بالنحو والتفسير والفقه والطب والقراءات ،خيرًا متوددًا ،كريمًا مع الفاقة،
وقال في "الدرر" :اخذ القراءات عن التقي الصائغ ،والفقه عن العلم العراقي ،والنحو عن البهاء بن النحاس،
والمنطق عن السيف البغدادي ،وسمع من الدمياطي والبرقوهي .وأخذ عنه العيان كالحاف أبي الفضل العراقي،
وذكر عنه فضائل وكرامات ،وولى خطابه جامع أمير حسين ،وعرض عليه قضاء المدينة فامتنع ،وكان مؤثرًا
للخمول.
مولده سنة ثلث وسبعين وستمائة ،ومات بالطاعون سنة تسع وأربعين وسبعمائة.
- 880إبراهيم بن يحي بن المبارك البزيدي أبو إسحاق بن أبي محمد النحوي بن
النحوي.
قال ابن عساكر :كان عالمًا بالدب شاعرًا مجيدًا ،نادم الخلفاء ،وقدم إلى دمشق في صحبة المأمون؛ وكان سمع أباه أبا زيد
والصمعي ،روى عنه أخوه إسماعيل وابنا أخيه احمد وعبيد ال بن محمد.
وقال الخطيب :بصري سكن بغداد ،وكان ذا قدر وفضل وحظ وافر من الدب.
وصنف :ما اتفق لفظه واختلف معناه؛ ابتدأ فيه وهو ابن سبع عشرة ،ولم يزل يعمل فيه إلى أن أتت عليه سون سنة ،وبه
يفتخر الزيديون .وله مصادر القرآن ،النقط والشكل المقصور والممدود ،وغير ذلك.
وحضر مرة عند المأمون وعنده يحي بن أكثم وهم على الشراب ،فقال له يحي يمازحه :ما بال المعلمين
بالصبيان؟ فرفع إبراهيم رأسه ،فإذا المأمون يحرض على العبث به ،فغاظه ذلك ،وقال :أمير المؤمنين أعلم خلق
ال بهذا ،فإن أبى أدبه .فقام المأمون من مجلسه مغضبًا ،ورفعت الملهي ،فأقبل يحي على إبراهيم ،وقال :أتدري
ما خرج من رأسك؟ إني لرى هذه الكلمة سببًا لنقراضكم يا آل اليزيدي ،قال إبراهيم :فزال عني السكر ،وكتبت
للمأمون:
ولو لم يكن ذنب لما عرف الـعـفـو أنا المذنب الخطاء والـعـفـو واسـع
كرهت وما إن يستوي السكر سكرت فأبدت منى الكأس بعـض
والصحو مـا
في أبيات أخر .فرضي عنه وعفا عنه ،ووقع على ظهر أبياته:
340
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
مات إبراهيم سنة خمس وعشرين ومائتين .قاله ابن الجوزى.
- 881إبراهيم بن يحي بن أبي حفاظ مهدي المام ،أبو إسحاق المكناس لنحوي
كذا ذكره الذهبي .وقال أحد الفضلء والرحالين :ولد سنة ستمائة ،وسمع من أبي الحسين بن رزوقون وطائفة
بإشبيلية ،ورحل إلى الشام والعراق ،أخذ عنه الدمياطى ،وله شعر وفضائل.
قاضي إشبيلية .قال ابن الزبير :كان يدرس بإشبيلي كتب المالكية ،وكتاب سيبويه ،متقدمًا في المعلمين؛ من أذكى
الناس ذهنًا ،وأدقهم نظرًا ،مع دين وورع وحسبن روى عنه حفيده الحافظ أبو العباس بن خلل.
قال ياقوت :ذكر في "كتاب أصبهان" ،فقال :كان أحد علماء اللغة ،وممن جال ببلدان العراق ،يجمع اللغة
- 884أخثاء النحوي
قال ياقوت :هو لقب؛ ول أعرف اسمه ،ونقل عنه مبرمان في نكت سيبويه ،وقال :كان أحد من رأينا من
النحويين الذين صحت لهم القراءة على المازني ،وكان موصوفًا في أول نظره بالبراعة ،مسلمًا له استغراق
341
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
- 885أخطل بن رفدة الجذامي ،أبو القاسم
من أهل ريه .قال ابن الفرضي :عنه بالرأي والحديث ،وكان له حظ من العربية وراوية الشعر.
قال ابن الزبير :نحوى أديب مقرئ ،روى عن أبي جعفر بن يحيى القرطبي ،وسكن سبته وأقرا بها؛ وكان
- 887إدريس بن ميثم
ذكره الزبيدي في الطبقة السادسة من نحاة الندلس ،وقال :كان نحويًا دقيق النظر؛ عالمًا بالمنطق والطب
من نحاه سجستان وشعرائها ،كذا ذكره ياقوت ،وقال :أورد له في الوشاح:
لمن ودعتني وهي ل تملك العـبـرا أبى النـأي إل أن يجـدد لـي ذكـرا
أراك تسلى أو تطيق لنـا هـجـرا وقالت رعاك الله ما خـلـت أنـنـي
تغيبها عنا وإن قـصـرت شـهـرا ً وكانت ترى فرط الـعـلقة سـاعة
على فرقة الحباب أن نظهر الصبرا وتجزع من وشك الفراق فمـا لـنـا
قال الصفدي :شعر منحط ،لكنه منسجم.
342
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
قال ابن الفرضي :كان أديبًا شاعرًا خطيبًا .مات سنة اثنتين وتسعين وثلثمائة.
صاحب ديوان الدب ،وخال أبي نصر الجوهري ،قال القفطي :كان ممن ترامى به الغتراب إلى أرض اليمن ،وسكن
زبيد ،وبها صنف كتابه المذكور ،ومات قبل أن يروي عنه ،قريبًا من سنة خمسين وثلثمائة ،وقيل :في حدود السبعين.
وقال ياقوت :رأيت نسخة من هذا الكتاب بخط الجوهري؛ وقد ذكر فيها أنه قرأها على أبي إبراهيم بفاراب .وقال الحاكم:
قرأت بعضه على يوسف بن محمد بن إبراهيم الفرغاني ،قال :قرأته على أبي الحسن بن علي بن سعيد الزاميني ،قال:
قرأته على مؤلفه أبي إبراهيم؛ فهذا يبطل قول القفطي أنه لم يرو عنه.
وله إيضاح شرح أدب الكاتب ،وبيان العراب.
البخاري
قال ياقوت :كان أحد أفراد الزمان في علم العربية ،والمعرفة بدقائقها الخفية ،فقيهًا .ورد إلى بغداد ،وروى بها،
وقال الخطيب :حدث عن نصر بن احمد بن إسماعيل الكشاني ،وعنه الحسن بن علي المذهب؛ وكان حسن الشعر.
صنف :المدخل إلى كتاب سيبويه ،المدخل الصغير في النحو ،الرد على حمزة في حدوث التصحيف .مات
343
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
قال في "اللغة"" :أخذ عن نافع بن سعيد بن مجدولة.
ل في النحو والقراءات والفقه ،ودرس بحماه ،وخطب بقلعتها؛ وكان له حلقة اشتغال.
قال الذهبي :كان فاض ً
وله:
لمت يا أهل هذا الحي من زمني لول مواعيد آمـال أعـيش بـهـا
يجري بوعد الماني مطلق الرسن وإنما طـرف أمـال بـه مـرح
قال ابن الفرضي :كان حافظًا للخبر ،متصرفًا في علم اللغة والنحو والشعر والطب ،شاعرًا مطبوعًا ،مترس ً
ل
بليغًا؛ مع مشاركته في حفظ الرأي وعقد الشروط ،لم ألق في إستجة آدب منه ومن ابن عمه أبي القاسم.
قال الخزرجي :كان فقيهًا كبيرًا متفننًا عارفًا بالفقه والنحو والقراءات.
344
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
قال الزهري :وكان يعرف بأبي عمرو الحمر؛ وليس من شيبان ،بل أدب أولدًا منهم فنسب إليهم؛ كما نسب
قال الخطيب :كان أبو عمر رواية أهل بغداد ،واسع العلم باللغة والشعر ،ثقة في الحديث ،كثير السماع ،نبي ً
ل
ومعروف؛ والذي قصر به عند العامة من أهل العلم أنه كان مشتهرًا بالنبيذ وشربه ،وكان معه من السماع والعلم
عشرة أضعاف ما كان مع أبي عبيدة ،لزمه المام أحمد بن حنبل ،وروى عنه.
وصنف :كتاب الجيم ،النوادر ،الخليل ،غريب المصنف ،غريب الحديث ،النوادر الكبير ،أشعار القبائل ،خلق
النسان قال أبو الطيب اللغوي :وأما كتاب الجيم فل رواية به لن أبا عمرو بخل به على الناس ،فلم يقرأه أحد
عليه.
ورأيت في تذكره الشيخ تاج الدين بن مكتوم ،قال :سئل بعضهم :لم سمى كتاب الجيم؟ فقال :لن أوله حرف
قال :فاستحسنا ذلك؛ ثم وقفنا على نسخة من الجيم ،فلم نجده مبدوءًا بالجيم.
مات أبو عمرو سنة ست -أو خمس ومائتين ،وقيل سنة ثلث عشرة ،وقد بلغ مائة سنة وعشر سنين ،وقيل:
وثمان عشرة.
- 898إسحاق البغوي
كذا ذكره في" :تاريخ بلخ" وقال :يروى عنه انه أنشد هذين البيتين:
345
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
وليس الذي يروى من الكتب
بغير سماع انتحال ً من الصـحـف
علـمـه
وروح كي يلقى النحارير في حرف كمن لقى الخبار فـي كـل بـلـدة
ومن شعره:
وخمسمائة.
قال الصفدي :كانت له معرفة تامة بالنحو والدب؛ أخذ النحو عن ابن الخشاب وأبي البركات النباري ،واللغة
عن ابن العصار ،وتصدر بعده بجامع القصر للقراء ومات سنة تسع وثمانين وخمسمائة.
وله:
346
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
لك فـيه بـبـنـيه وإذا عـلـقـت آمـا
قيل ماذا بـنـبـيه حرت في قصدك حتى
-903أسعد بن هبة ال بن إبراهيم ،أبو المظفر النحوي الديب الحنفي المعروف بابن الخيزراني البغدادي
قال الصفدي :قرأ على أبي موهوب الجواليقي ،وسمع من البناء ،وجماعة.
من قرى نسف .النحوي العروضي؛ كذا رأيته بخط ابن مكتوم.
قال الجندي :كان عالمًا باللغة ،صنفيها القصيدة المشهورة بقيد الوابد ،وله أشعار وترسلت حسنة.
قال في "الدرر" :اعتنى بالعلم ،وفاق في العربية والقراءات ،وقال الشعر الحسن ،وتصدر بجامع ابن طولون،
وقال الصفدي :هو رفيق أبي حيان ،تفقه على مذهب أبي حنيفة ،وجمع كراسه في حديث" :الطهور ماؤه ميتته".
قال السلفي -فيما نقل عن خطه :من أهل اللغة والفضل الوافر ،قرأ على يعقوب ابن خرزاذ النجيرمي ونظرائه
347
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
- 908إسماعيل بن إسحاق بن إسماعيل بن حماد بن زيد بن درهم ،أبو إسحاق الزدي
انتهى إليه العلم بالنحو واللغة في أوانه .سمع من محمد بن عبد ال النصاري ومسدد بن مسرهد وعلى بن
وولى قضاء جانبي بغداد في خلفة المتوكل ،ولم يعزله أحد من الحلفاء غير المعتدي ،فإنه نقم على أخيه حماد،
فضربه -أعني حمادا -بالسياط :وعزل إسماعيل إلى أن ولى المعتمد فأعاده ،ولم يزل إلى أن مات وبقيت بعده
وكان ابن مجاهد يقول القاضي إسماعيل اعلم بالتصرفيف مني .ولد سنة مائتين ،ومات فجأة سنة اثنتين
وثمانين ،قيل إنه لبس سواده ليخرج إلى الحكم ،ولبس أحد خفيه وأراد أن يلبس الخرى فمات.
- 909إسماعيل بن أبي بكر بن عبد ال بن محمد اليمني الحسيني المام شرف الدين بن المقرئ
صاحب عنوان الشرف؛ عالم البلد اليمنية .قال ابن حجر :ولد سنة خمس وستين وسبعمائة ،ومهر في الفقه والعربية
والدب ،وولى إمرة بعض البلد ،وكان يتشوق لولية القضاء فلم يتفق له.
وقال الخزرجى في تاريخ اليمن؛ وهو -أعني الخزرجي -متقدم الوفاة عليه بكثير :سمع على الفقيه جمال الدين الريمي،
وأخذ النحو عن محمد بن زكري وعبد اللطيف الشجي ،وكان له فقه وتحقيق ،وبحث وتدقيق ،درس بالمجاهدية بتعز
والنظامية بزبيد ،فأقاد وأجاد ،وانتشر ذكره في أقطار البلد ،ولم يزل السلطان يلحظه بعين الكرام ،والجللة والعظام,
وكان غاية في الذكاء والفهم.
صنف عنوان الشرف ،كتابًا بديع الوصف مجموعه في الفقه ،وفيه أربعة علوم غيره خمس كراريس في كامل الشامي.
قلت :وقد عملت كتابًا على هذا النمط في كراسة في يوم واحد وأنا بمكة المشرفة ،وسميته النفحة المسكية
والتحفة المكية ،جعلت مجموعه في النحو ،وفيه عروض ومعان وبديع وتاريخ.
وللشيخ شرف الدين أيضًا :مختصر الروضة سماه الروض وجرده من الخلف ،مختصر الحاوي ،مسألة الماء
مات -كما ذكره الحافظ ابن حجر -سنة سبع وثلثين وثمانمائة .ومن شعر:
348
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
من ادمعي بعد التي ولت لم أستطع إنها التي أنهلت
هوى وإعراض ول صبر لي=مع التي هي الصل في علتي
قال الذهبي :القاضي العالم جمال الدين أبو إسحاق السامري النحوي .حدث عن أبى بكر بن الخازن ،ولع نظم
جيد .كتب عنه الفوضى والقلنسي .مات ببغداد في أحد الربيعين سنة خمس وثمانين وستمائة.
وقال شيخنا قاضى القضاة عز الدين الحنبلي :كان حنبليا مات في جمادى الولى.
وقال ابن رافع في "ذيل تاريخ بغداد" :سمع منه أب بكر أحمد بن علي القلنسي وأجاز لبي العباس أحمد بن
محمد الكازروني ،وقال :حدث من مسموعه بكتاب حدائق الفكار؛ قال :أنبأنا عبد الملك بن قبين ،أنبأنا أبو الفتح
ل متبحرًا ،له النظم الرائق ،مولده بسامرًا ليلة عاشوراء سنة سبع عشرة
وقال الفرضي :كان عالمًا إمامًا فاض ً
وستمائه.
وقال ابن الفوطي :له تصانيف في القراءات والدب ،وتردد إلى بغداد ،وكتب في الجازات.
شمس الئمة .كان جامعًا لفنون الداب ،وله تصانيف ،منها كتاب في اللغة ،وكتب سمط الثريا في معاني غريب
ذكره ياقوت.
349
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
- 912إسماعيل بن الحسين بن محمد بن احمد بن محمد بن عزيز بن الحسين بن
محمد بن الحسين بن علي بن محمد بن جعفر الصادق بن محمد الباقر ابن علي زين
العابدين بن الحسين بن علي بن أبي طالب؛ المام عزيز الدين أبو طالب
قال ياقوت :كان اعلم الناس بالنحو واللغة والفقه والشعر والصول والنساب والنجوم؛ حسن الخلق ،كريم
الطبع؛ محبا للغرباء ،تفرد بمرو لقراء العلوم على اختلفها؛ وهو مع سعة علمه متواضع حسن الخلق ،ل يرد
غريب إل عليه ،ول يستفيد مستفيد إل منهن حسن السيرة في القضاء ،اجتمعت به فوجدته كما قيل:
مولده ليلة الثنين ثاني عشرة جمادى الخرة سنة اثنتين وسبعين وخمسمائة.
قال ياقوت :كان من أعاجيب الزمان ،ذكاء وفطنة وعلمًا .وأصله من فاراب من بلد الترك ،وكان غمامًا في
اللغة والدب ،وخطه يضرب به المثل؛ ل يكاد يفرق بينه وبين خط ابن مقلة ،وهو مع ذلك من فرسان الكلم
والصول.
وكان يؤثر السفر على الخطر ،ويطوف الفاق] ،واستوطن الغربة على ساق[ .ودخل العراق فقرأ العربية على
أبى على الفارسي والسيرافي ،وسافر إلى الحجاز ،وشافه باللغة العرب العاربة ،وطوف بلد ربيعة ومضر ،ثم
عاد إلى خراسان ،ونزل الدامغان عند أبي الحسين بن علي ،أحد أعيان الكتاب والفضلء ،ثم أقام بنيسابور ملزمًا
للتدريس والتأليف ،وتعلم الخط ،وكتابة المصاحف والدفاتر حتى مضى لسبيله ،عن آثار جميله.
وصنف كتابًا في العروض ،ومقدمة في النحو،والصحاح في اللغة ،وهو الكتاب الذي بأيدي الناس اليوم ،وعليه
اعتمادهم ،أحسن تصنيفه ،وجود تأليفه ،وفيه يقول إسماعيل بن ]محمد بن[ عبدوس النيسابورى:
350
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
صنف قبل الصحاح في الدب وهذا كتاب الصحـاح سـيدمـا
فرق في غيره من الكـتـب ويشمل أبوابـه ويجـمـع مـا
هذا مع تصحيف فيه في مواضيع عدة تتبعها عليه المحقوق.
وقيل :عن سببه أنه لما صنفه سمع عليه إلى باب الضاد المعجمة ،وعرض له وسوسة ،فتنقل إلى الجامع القديم
بنيسابور ،فصعد سطحه ،فقال :أيها الناس ،إني قد عملت في الدنيا شيئًا لم أسبق إليه ،فسأعمل للخرة أمرًا لم
اسبق إليه ،وضم إلى جنبيه مصراعى بابن وتأبطهما بجبل وصعد مكانًا ،وزعم انه يطير ،فوقع فمات .وبقى سائر
الكتاب مودة غير منقح ول مبيض ،فبيضه تلميذه إبراهيم بن صالح الوراق ،فغلط فيه في مواضيع.
قال ياقوت :وقد بحثت عن مولده وفاته بحثًا شافيًا ،فلم أقف عليهما ،وقد رأيت نسخة بالصحاح عند الملك المعظم
وقال ابن فضل اله في المسالك :مات سنة ثلث وتسعين وثلثمائة ،وقيل :في حدود الربعمائة انتهى.
ومن شعره:
المقرئ
قال ابن خلكان :كان إمامًا في علوم الداب ،متقنًا لفن القراءات ،صنف العنوان في القراءات واختصر الحجة
للفارسي ،وانتفع بعه الناس ،ومات يوم الحد مستهل المحرم سنة خمس وخمسين وأربعمائة.
وقال ياقوت :هو صاحب على بن إبراهيم الحوفي .صنف إعراب القرآن ،تسع مجلدات.
الديب الضرير ،والد مصنف المحكم .اخذ عن أبي بكر الزبيدي ،وكان من النجاة ومن أهل المعرفة والذكاء.
351
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
- 916إسماعيل بن ظافر بن عبد ال العقيلي ،أبو الطاهر المقرئ النحوي
من سادات المصريين وعلمائهم ونبلئهن كان عالمًا بالقراءات والعربية ،مع دين متين ،وزهد ورع ،وصلح.
ولد سنة أربع وخمسين وخمسمائة ،ومات في الثاني والعشرين من رجب سنة ثلث وعشرين وستمائة.
قال السلفي :من بيت الرياسة والكتابة ،فاضل في الدب والنحو ،بارع في الترسل؛ سمع معنا الحديث على
شيوخنا.
ولد في ذي القعدة سنة أربع وعشرين وثلثمائة ،واخذ الدب عن ابن فارس وابن العميد ،وسمع من أبيه وجماعة ،وكان
نادرة عصره ،وأعجوبة دهره في الفضائل والمكارم ،حدث وقعد للملء ،وحضر الناس الكثير عنده بحيث كان له ستة
مستلمين ،وكان في الصغر إذا أراد المضي إلى المسجد ليقرأ تعطيه والدته جينارًا في كل يوم ودرهما؛ وتقول له :تصدق
بهذا على أول فقير تلقاه؛ فكان هذا دأبه في شبابه إلى أن كبر ،وصار يقول للفراش كل ليلة اطرح تحت المطرح ديناراً
ودرهما -لئل ينساه فبقى على هذا مدة؛ ثم إن الفراش نسى ليلة من الليالي أن يطرح له الدرهم والدينار ،فانتبه وصلى،
وقلب المطرح ليأخذ الدرهم والدينار ،ففقدهما ،فتطير من ذلك؛ وظن انه لقرب أجله ،فقال للفراشين :خذوا كل ما هنا من
الفراش ،وأعطوه لول فقير تلقونه ،حتى يكون كفارة لتأخير هذا فلقوا أعمى هاشميًا يتكئ على يد امرأة ،فقالوا :تقبل هذا،
فقال :ما هو ؟ فقالوا :مطرح ديباج ومخاد ديباج ،فأغمى عليه؛ فأعلما الصاحب بأمره ،فأحضره ورش عليه ماء ،فلما أفاق
سأله ،فقال :اسألوا هذه المرأة إن لم تصدقوني ،فقالوا له اشرح ،فقال أنا رجل شريف ،لي ابنه من هذه المرأة ،خطبها رجل
فزوجناه،ولى سنتان ،آخذ القدر الذي يفضل عن قوتنا أشترى لها به جهازًا .فما كان البارحة ،قالت أمها :اشتهيت لها
مطرح ديباج ومخاد ديباج ،فقلت :من أين لي ذلك! وجرى بيني وبينها خصومة ،إلى أن سألتها أن تأخذ بيدي ،وتخرجني
حتى أمضى على وجهي؛ فلما قال لي هؤلء هذا الكلم ،حق لي أن يغشى على ! فقال :ل يكون الديباج إل مع ما يليق به؛
ثم اشترى له جهازًا يليق بذلك المطرح ،واحضر زوج الصبية ،ودفع إليه بضاعة سنية.
ولى الصاحب الوزارة ثماني عشرة سنة وشهرًا لمؤيد الدولة بن ركن الدين بن بويه وأخيه فخر الدولة؛ وهو
أول من سمى الصاحب من الوزراء ،لنه صحب مؤيد الدولة من الصبا ،وسماه الصاحب ،فغلب عليه هذا اللقب.
ولم يعظم وزيرًا مخدومه ما عظمه فخر الدولة ،ولم يجتمع بحضرة احد من العلماء والشعراء والكابر ما اجتمع
352
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
بحضرته.
وعنه أنه قال :مدحت بمائة ألف قصيدة عربية وفارسية ،ما سرني شاعر كما سرني أبو سعيد الرستمي
الصبهاني بقوله:
وأما أبو حيان التوحيدي فإنه أملي في ذمة وذم ابن العميد مجلدة ،سماها ثلب الوزيرين ،لنقص حظ ناله منه،
وللصاحب من التصانيف :المحيط باللغة عشر مجلدات ،رسائله ،الكشف عن مساوئ المتنبي ،جوهره الجمهرة،
مات ليلة الجمعة الرابع والعشرين من صفر سنة خمس وثمانين وثلثمائة ،وأغلقت له مدينة الري ،واجتمع الناس
على باب قصره ينتظرون جنازته ،فلما خرج نعشه صاح الناس بأجمعهم صيحة واحدة ،وقبلوا الرض ،ثم نقل
ومن شعره:
في السر يستدعيه ليفوض إليه وزارته؛ فكان من جملة أعذاره إليه أنه يحتاج كتبه خاصة أربعمائة جمل
- 919إسماعيل بن عثمان بن محمد العلمة رشيد الدين أبو الفضل القرشي التيماني
قال الذهبي :ولد سنة ثلث وعشرين وستمائة .تل بالسبع على السخاوي ،وهو آخر أصحابه .وسمع من الزبيدين
353
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
عمر دهرًا ،وتغير ذهنه قبل موته بسنتين؛ وسمع منه ابن حبيب.
قال ابن الزبير :كان فقيهًا أديبًا نحويًا .روى عن الوليد هشام بن أحمد.
أحد المتصدرين بالجامع العتيق .من أهل المعرفة والتحقيق ،صحبه ابن القطاع وانتسب إليه ،واشتهر به وسمع
قال ياقوت ثم الصفدي :قدم بغداد ،وقرا على ابن الخشاب وأبي البركات النباري وحبشي الواسطي ،اللغة على
الجواليقي .وبرع وفضل ،وانشأ الخطب والرسائل ،وصنف في القراءات وغيرها .وكان زاهدًا حسن الطريقة
متورعًا.
وله:
354
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
من الدباء الفضلء ،له معرفة بالنحو والعروض والشعر وغير ذلك .وكان أبوه مقرئًا يعرف بعمر البناء.
ولد سنة إحدى وخمسين وخمسمائة ،ومات في المحرم سنة ست وستمائة بمصر.
ومن شعره:
قال الذهبي :كان فقيهًا نحويًا ،كثير الفضائل ،من بيت مشهور ،درس وأقرأ بجامع حماه ،وله شعر جيد.
ولد سنة ثنتين وستمائة ،ومات في جمادى الخرة سنة تسع وخمسين.
- 925إسماعيل بن القاسم بن عيدون بعين مهملة وياء آخر الحروف ساكنة ثم ذال
معجمه بعدها واو ساكنة ثم نون -ابن هارون بن عيسى بن محمد بن سليمان ،مولى
الخليفة عبد الملك بن مروان ،أبو البغدادي المعروف بالقالي -بالقاف -نسبة إلى قالى
قال الزبيدي :كان اعلم الناس بنحو البصريين ،وأحفظ أهل زمانه للغة ،وأوراهم للشعر الجاهلي ،وأحفظهم له.
ولد سنة ثمان وثمانين ومائتين بديار بكر ،وقدم بغداد سنة ثلث وثلثمائة ،فقرًا النحو والعربية والدب على ابن
درستويه والزجاج والخفش الصغير ونفطويه وابن دريد وابن السراج وابن النباري وابن أبي الزهر وابن شقير
وسمع الحديث من أبي بكر بن أبي داود السجستانى والحسين بن إسماعيل المحاملي وأبى بكر بن مجاهد ويحيى
بن محمد بن صاعد وأبي القاسم ابن بنت منيع البغوي وأبي يعلى وخرج من بغداد سنة ثمان وعشرين وثلثمائة،
فدخل قرطبة سنة ثلثين ،فأكرمه صاحبها إكرامًا جزيل .وقرأ عليه الناس كتب اللغة والخبار.
355
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
وصنف بها :المالي ،النوادر ،المقصور والممدود ،شرح المعلقات ،البل ،الخيل ،البارع في اللغة ،لم يتم ،مقاتل
روى عنه أبو بكر الزبيدي .ومات بقرطبة ليلة السبت لسبع خلون من جمادى الول -وقبل الخرة -سنة ستة
وخمسين.
النحوي
ل أديبًا شاعرًا ،قال في حقه الوزير بن المسلمة :ل أرى في النحو مفتوح العين إل هذا
قال الصفدي :كان فاض ً
قال في "الدرر" :ولد في رجب سنة ثنتين وأربعين وستمائة ،وكان عالمًا بالعربية والقراءات درس بعده مدارس
قال ياقوت ثم الذهبي :علمة بالنحو واللغة ،ثقة أمين ،صحب المبرد صحبة اشتهر بها ،وروى الكثير ،وأدركه
356
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
ولد سنة سبع وأربعين ومائتين ،ومات سنة إحدى وأربعين وثلثمائة.
ومن شعره:
وإن غبت حول ً ل أرى منكم رسل إذا زرتكم لقيت أهل ً ومـرحـبـا
وقد كنت زوارا ً فما لنا نقـلـى! وإن جئت لم أعدم أل قد جفـوتـنـا
بل الضيم أن أرضى بذا منكم فعل أفي الحق أن أرضى بذلك منـكـم
لمن ل يرى يوما ً علي له فضـل ولكنني أعطى صـفـاء مـودتـي
قال العفيف المطري في ذيل طبقات القراء :برع في القراءات والعربية والصول ،وكان شيخ القراء
ل مشهورًا يحسن القراءة .انتفع به جماعة ،اخذ القراءات عن الشطنوفي والتقى الصائغ ،والعربية
بالفاضلية ،فاض ً
قال ياقوت :انفق ماله على الدب ،وتقدم فيه ،وبرع في النحو واللغة والعروض ،وأخذ عن الجوهري صاحب
الصحاح ،واختص بالمير أبي الفضل الميكالي ،ومدحه بشعر كثير ،ثم زهد واعرض عن الدنيا.
الصبهاني
357
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
تلقب بجوزي -معناه طائر صغير -شيخ الحافظ ،غمام في التفسير والحديث واللغة .سمع من عبد الوهاب بن
منده وأبي نصر الزينبي وأبي بكر بن خلف الشيرازي حدث عنه أبو سعد السمعاني .ومات بأصبهان سنة ست
وخمسمائة.
قال في "الدرر" :ولد سنة ثمان وسبعمائة بغرناطة ،وأخذ عن جماعة من أهل بلده ،كأبي القاسم بن جزي ،ثم قدم القاهرة،
وذاكر أبا حيان ثم قدم الشام ،وأقام بحماة ،واشتهر بالمهارة في العربية ،وولى قضاء المالكية بحماة ،وهو أول مالكي ولى
القضاء بها ،قم قضاء الشام ،ثم أعيد إلى حماة ،ثم دخل مصر ،فأقام يسيرًا.
وشرح تلقين أبي البقاء في النحو ،وقطعة من التسهيل.
وكان يحفظ من الشواهد كثيرًا جدًا ،ولم يكن في المالكية بالشام مثله في سعة علومه.
وبالغ ابن كثير في الثناء عليه؛ قال :وكان كثير العبادة وفي لسانه لثغة في حروف متعددة ولم يكن فيه ما يعاب إل
انه استناب ولده ،وكان سيئ السيرة جدًا .وكان يحفظ الموطأ ،ويرويه عناب ،جزي .روى عنه ابن عشائر
والجمال خطيب المنصورية وجماعة ومات في ربيع الخر سنة إحدى وسبعين وسبعمائة.
358
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
لن روى عن أبي على الصدفي ،وعنه أخوه أبو محمد
قال في "تاريخ غرناطة" :كان نحويًا أديبًا ،شاعرًا نبي ً
ومن شعره:
قال ياقوت :كان إمام أهل الدب بعد أبيه أبي منصور بالعراق ،واختص بتأديب أولد الخلفاء .وكان له معرفة
حسنة باللغة والدب ،مليح الخط ،جيد الضبط .وكانت له حلقة بجامع القصر ،فيها الدب كل جمعة ،سمع منه ابن
روى أن أبا الحسن جعفر بن محمد بن فطيراء ناظر واسط والبصرة وما بينهما من تلك النواحي دخل يومًا إلى
بعض الوزراء في أيام المستضي بال ،فرأى في مجلسه الذي كان يجلس فيه أبا محمد بن الجواليقي هذا ،فلم
يعرفه وهابه ،فجلس بين يدي الوزير ،وكان ابن فطيراء معروفا بالمزاح ،فقال للوزير :يا مولنا ،من هذا الذي قد
جلس في مجلس؟فقال :هذا الشيخ المام أبو محمد بن الجواليقي ،فقال :وأي أرباب المناصب هو؟ قال :ليس هو
من أرباب المناب ،هذا المام الذي يصلي بأمير المؤمنين ،فقام مبادرًا ،واخذ بيده وأزاحه عن موضعه ،وجلس
فيه ،وقال له :أيها الشيخ ينبغي أن تتشامخ على إمام الوزير ومن دون ،فتجلس فوقهم ،لنك أعلى منه منزلة ،فأما
علي أنا وأنا ناظر البصرة واسط وما بينهما فل! فما تمالك أهل المجلس من الضحك أن يمسكوه.
مولد الشيخ أبي محمد في شعبان سنة اثنتي عشرة وخمسمائة ،ومات في شوال سنة خمس وسبعين.
قال ياقوت كان احد الدباء الرواة الفضلء ،شاعرًا مصنفًا ،صنف طبقات الشعراء.
359
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
ذكره الشيخ مجد الدين في "البلغة" ،فقال :كان مقدمًا في علم العربية غاية في علوم النجوم.
قال الدانى :روى كتاب التمام لنافع بن أبي القارئ عن أحمد بن محمد المديني عن ابن شنيثة عن نافع .روى عنه
مولة أبي المطرف عبد ال بن غلبون .سكنت بلنسية ،وأخذت النحو واللغة عن مولها؛ لكن فاقته في ذلك،
قرأ عليها أبو داود بن نجاح ،واتت بدانية بعد سيدها في حدود الخمسين وأربعمائة.
قال ابن الزبير :كان من أهل العلم باللغة والبصر في الشعر ،وأكثر في الغزل والمدح ثم تورع وتزهد وولى
360
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
- 942أضحى بن عبد الرحمن بن علي بن عمر أضحى الهمداني الغرناطي ،أبو
حسن
قال في "تاريخ غرناطة" :كان فقيهًا نبيها ذكيًا أديبًا شاعرًا ،عند معرفة بالفقه والدب والنحو واللغة ،ولى قضاء باغة
وغيرها ،وقرأ على داود بن يزيد السعدي.
مولده سنة اثنتين وخمسين وخمسمائة ،ومات عشرة ذي القعدة سنة ست وثمانين وخمسمائة.
معدود في نحاة القيروان ،قال الزبيدي :كان عالمًا باللغة والشعر ،حافظًا للقريض ،شاعرًا اخذ عنه المهري
جزءًا من النحو واللغة والشعر ،وكان أبو علي الحسن بن سعيد البصرى كاتب المهالبة يكرمه أيام وليتهم
إفريقية ،فلما ولى ابن الغلب طرح أبا مالك لهجاء جده الطرماح بن تيميم.
- 944أمير كاتب بن أمير عمر بن أمير غازي أبو حنيفة قوام الدين التقانى الحنفي
وقيل :اسمه لطف ال .تعالى ابن حبيب :كان رأسًا في مذهب أبي حنيفة بارعًا في اللغة العربية.
وقال ابن كثير :ولد بإتقان في ليلة السبت تاسع عشر شوال سنة خمس وثمانين وستمائة ،واشتغل ببلده ومهر
وتقدم إلى أن شرح الخسيكثى وقدم دمشق سنة عشرين وسبعمائة ودرس وناظر ،وظهرت فضائله.
قال ابن حجر :ودخل مصر ،ثم رجع فدخل بغداد ،وولى قضاءها ،ثم قدم ثانيًا سنة سبع وأربعين ولى بها تدريس
دار الحديث الظاهرية بعد وفاة الذهبي وتدريس الكنحية ،ثم نزل عنهما وتكلم في رفع اليدين عد الركون ،وأدعى
بطلن الصلة به ،وصنف فيه مصنفًا فرد عليه الشيخ تقي الدين السبكي وغيره .ثم دخل مصر سنة إحدى
وخمسين ،فأقبل عله صرغتمش ،وعظم عنده جدًا ،فجعله شيخ مدرسته التي بناها ،وذلك في جمادي الولى سنة
سبع وخمسين ،واختار لحضور الدرس طالعًا ،فحضر والقمر في السنبلة والزهرة في الوج ،وأقبل عليه
ل عظيمًا وقر أنه لم يعيش بعد ذلك سوى سنة وشيء .وكان شديد التعاظم ،متعصبًا لنفسه جدًا،
صرغتمش إقبا ً
361
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
معاديًا للشافعية ،يتمنى تلفهم .واجتهد في ذلك بالشام فما أفاد ،وأمر صرغتمش أن يقصر مدرسته على الحنفية.
وشرح الهداية ،وحدث بالموطأ رواية محمد بن الحسن بإسناد نازل جدًا .وذاكرة القضي عز الدين بن جماعة أن
بينه وبين الزمخشري اثنين ،فأنكر ذلك ،وقال :أنا أسن منك وبيني وبينه أربعة أو خمسة.
وكان أحد الدهاة ،اخذ عنه الشيخ محب الدين بن الوحدية ،ومات في حادي عشر شوال سنة ثمان وخمسين
وسبعمائة.
- 945أيوب ببن سليمان بن صالح بن هاشم بن غريب بن عبد الجبار بن محمد بن
أصله من جيان .قال الزبيدي وابن الفرضي :كان غمامًا في مذهب مالك ،دارت عليه الفتيا في وقته ،وكان
متصرفًا في علم النحو والشعر والعروض ،منسوبًا إلى البلغة وطول القلم ،روى عن العتبى وأبي زيد ،وولى
من أهل سرقسطة ،يعرف بالذهن ،عالم بالعراب موصوف بالعدالة .ذكره الندلسي في اللقاب.
وذكره الزبيدي في الطبقة السادسة من نحاة الندلس ،قال :وكان ذا علم بالعربية.
362
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
حرف الباء
هكذا ذكره ابن النجار وقال :روى عنه أبو بكر بن كامل.
قارئ المدينة .روى عن موسى بن عقبة ،وعنه ابن المنذر وابن أبي فديك ويحيى بن محمد ابن قيس.
قال أبو زرعة :ل بأس به ،ذكره الداني وقال :ل أدري على من قرأ!.
والد المحدث عبد ال بن بكر .قال ياقوت في معجمه :ذكره الزبيدي وغيره في النحويين .أخذ عن أبي إسحاق ،وقال له
شيخه يومًا :غني ل ألحن في شيء ،فقال له تلحن ،فقال :خذ على كلمة ،فقال :هذه واحدة ،قل كلمة .وقربت منه سنورة؛
فقال له :إخسى؛ قال له أخطأت قل :إخسئي.
وروينا في "تاريخ ابن عساكر" ،عن ولده عبد ال قال :دخل أبي على أبي عيسى بن جعفر بن المنصور أمير
البصرة ،فعزاه بطفل مات له؛ ودخل بعده شيب المنقري ،فقال :بلغنا أن الطفل ل يزال محبنظئًا على باب الجنة
يشفع لبويه ،فقال له أبي :يا أبا معمر ،دع الظاء والزم الطاء .هكذا في هذه الرواية؛ وفي معجم ياقوت أنه قال:
بالطاء مهموزًا فقال له :غنما هو غير مهموز؛ فقال شبيب :أتقول لي هذه وما بين لبتيها أفصح مني!فقال أبي:
وها خطأ ثان ،من أين للبصرة لبة ،اللبة الحجارة السود ،والبصرة ذات الحجارة البيض.
قال الزبيدي وابن الفرضي :كان ذا علم بالعربية والعروض والحساب ،وله تآليف في النحو.
363
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
- 952بكر بن عبد ال الكلعي القرطبي أبو محمد ،يعرف بابن القملة
ذكره الزبيدي الطبعة الثالثة من نحاه الندلس ،وقال :كان من ذوي العلم والدب والمعرفة بالشعر.
وقال ابن الفرضي :كان مؤدبًا لولد الخلفاء في النحو والشعر ،وسمع من يي بن يحيى وغيره ،وروى عنه أبنه
محمد.
- 953بكر بن محمد بن بقية -وقيل ابن عدى -بن حبيب المام أبو عثمان المازني
مازن بني شيبان ،ابن ذهل -وقيل :مولى بني سدود .نزل بني مازن فنسب إليهم ،وهو بصري روى عن أبي
عبيدة والصمعي وأبي زيد ،وعنه المبرد والفضل بن محمد اليزيدي وجماعة .وكان إمامًا في العربية متسعًا في
الرواية ،يقول بالرجاء ،وكان ل يناظره أحد إل قطعة لقدرته على الكلم ،وقد ناظر الخفش في أشياء كثيرة
فقطعه ،وقال المبرد :لم يكن بعد سيبويه اعلم بالنحو من أبي عثمان .واخذ عن الخفش ،وقيل :لم يأخذ عنه إنما
وحك عنه ،قال كنت عند أبي عبيدة فسأله رجل :كيف تقول :عنيت بالمر؟ قال :كما قلت :عنيت ]بالمر[ ،قال:
ك فكيف المر منه؟ قال :فلغط وقال :اعن بالمر ،فأومت إلى الرجل أن ليس كما قال :فرآني أبو عبيدة ،فأمهلني
ل ،ثم قال :ما تصنع عندي؟ قلت :ما يصنع غيري ،قال :لست كغيرك ،ل تجلس إلي ،قلت :ولم؟ قال :لني
قلي ً
ل ثم
رأيتك مع إنسان خوزي سرق مني قطيفة .فانصرفت وتحملت عليه بإخوانه ،فلما جئته قال :أدب نفسك أو ً
تعلم الدب.
وحكى المبرد أن يهوديًا بذل للمازني مائه دينار ليقرئه كتاب سيبويه ،فامتنع من ذلك؛ فقيل له :لم امتنعت مع
حاجتك وعائلتك؟ فقال :إن في كتاب سيبويه كذا وكذا آية من القرآن ،فكرهت أن أقرأ لهل الذمة ،فلم يمض ذلك
إل مديدة ،حتى طلبه الواثق ،وأخلف ال عليه أضعاف ما تركه ل ،وذلك أن جاري غنت بحضرته:
364
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
فرد التوزي عليها نصب "رجل" ظانا أنه خبر "إن" فقالت :ل أقبل هذا ول غيه وقد قرأته كذا على اعلم الناس
بالبصرة أبى عثمان المازني؛ فاحضر من سر من رأى ،قال :فلما دخلت على الخليفة ،قال لي :ممن الرجل؟ قلت:
من بني مازن ،قال :مازن تميم أم شيبان؟ قلت مازن شيبان ،فقال لي :با اسمك؟ يريد ما اسمك .وهو لغة قومنا،
يبدلون الميم باء وعكسه؛ فكرهت أن أقول" :مكر" مواجهة له بالمكر :فقلت :بكر بن محمد ،فأعجبه ذلك ،وقال
لي :اجلس ،فاطبئن ،أي اطمئن ،فجلست ،فسألني عن البيت ،فقلت :صوابه "رحل" ،فقال :ولم؟ فقلت :إن
"مصابكم" مصدر بمعنى "إصابتكم" .فأخذ التوزي في معارضتي ،فقلت ،هو بمنزلة قولك :إن ضربك زيدًا ظلم،
فالجل مفعول "مصابكم" وظلم الخبر ،والدليل عليه أن الكلم معلق إلى أن تقول" :ظلم" فيتم ،فقال التوزي:
حسبي ،وفهم .واستحسنه الواثق.وقال :من خلفت وراءك؟ قلتك خلفت أخيه لصغر مني ،أقيمها مقام الولد :فما
قالت لك حين خرجت؟ قال :طافت حولي؛ وهي تبكي؛ وقالت :أقول لك يا أخي كما قالت بنت العشى لبيها:
والشعراء فيهم هوج ،والنحاة فيهم ثقل ،وفي رواة الخبار الظرف كله ،واللم هو الفقه.
وله من التصانيف :كتاب في القرآن ،علل النحو ،تفاسير كتاب سيبويه ،وا تلحن فيه العامة ،اللف واللم،
وكلها لطاف ،فغنه كان يقول :من أراد أن يصنف كتابًا كبيرًا في النحو بعد كتاب سيبويه فليستح!.
مات في سنة تسع أو ثمان وأربعين ومائتين ،كذا قال الخطيب البغدادي ،وقال غير سنة ثلثين.
ومن شعره:
365
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
- 954بكر الكناني
ذكره الزبيدي في الطبقة السادسة من نحاة الندلس ،وكان من أعلم العلماء باللغة شاعرًا مجيدًا.
ل عارفًا بالنحو والغريب وأشعار الناس؛ وتلقيت بالفريد .وله شعر حسن مليح،
قال في "تاريخ بلخ" :لقيته فاض ً
والتفسير ،ورعًا زاهدًا صالحًا عابدًا متواضعًا حسن السيرة ،قانعًا باليسير ،كثير الصيام والقيام ،وجيهًا عند
ولد ليلة الخامس من رجب سنة خمس وسبعين وستمائة ،وتفقه بجماعة من أهل تعز؛ منهم الصبحي صاحب
ومات ليلة الثلثاء عاشر ربيع الخر سنة أربع عشرة وسبعمائة.
366
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
- 958أبو بكر بن أبي الزهر
- 959أبو بكر بن إسحاق بن خالد الكختاوي زين الدين المعروف بالشيخ باكير
شيخ الشيخونية العلمة المفنن .قال ابن حجر :ولدفي حدود السبعين وسبعمائة ،وكان إمامًا عالمًا بارعًا متقنًا في
علوم ،وتفرد بالمعاني والبيان ،وفي لسانه لكنه ،مع سكون وعقل زائد وحسن شكل وشبيه منوره وجللة عند
الخاص والعام.
ولى قضاء حلب ،فحمدت سيرته ،وأفتى ودرس بها ،واستدعاه الملك الشرف برسباي إلى مصر فوله مشيخة
الشيخونية بحكم وفاة البدر القدسي ،وانتفع به جماعة ،وسعى عليه الشيخ علء الدين الرومي في المشيخة فلم
يجب.
مات ليلة الربعاء ثالث عشر جمادى الولى سنة سبع وأربعين وثمانمائة.
وأنشد صاحبنا الشيخ شهاب الدين المنصوري المعروف بالهائم يمدحه لما نازعه الرومي وانتصر عليه:
إل بنصر أبي بكر على الـرومـي ما أصبح الدين في عز وتـعـظـين
عمت فما عاقل منها بـمـحـروم إن المـام أبـا بـكـر فـضـائلـه
على على بـتـفـضـيل وتـقـديم والحق أن أبا بـكـر سـمـا وعـل
وهل يقاس لديك البـاز بـالـبـوم! فكم تقـاس يا رومـي عـالـمـنـا
وكيف تطلب موجودا ً بـمـعـدوم! طلبت رتبتـه بـالـعـلـم مـدعـيا ً
عيش ومعلومها من خير معـلـوم ألـم تـكـن ذا بـالشـرفـية فـي
ألفوك أهل لـتـدريس وتـعـلـيم فأخرجوك بجهل كـان مـنـك ومـا
وصدك الناس حتى صرت تضرب
الرض وإقـلـيم فـإقــلـــيم
في
ول تكن ظالما ً في زي مـظـلـوم فاقعد ول تعد طورا ً منك تـعـرفـه
367
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
ذكره الزبيدي في الطبعة الخامسة من نحاة الندلس ،وقال :كان معروفًا بالنحو والشعر .ومات بإشبيلية.
قال ابن الزبير :أستاذ نحوي أديب شاعر بليغ ،عارف بالحساب ،أخذ عن ابن الطراوة وغيره ،وروى عنه أبو القاسم بن
بقى وغيره.
مات بقرطبة سنة أربع وستين وخمسمائة.
ومن نظمه:
قال في "الدرر" :سمع من الحجار ،وقرأ بالروايات ،ومهر في النحو ،وولى تدريس الظاهرية البرانية ومشيخة
قال الذهبي :لغوى شاعر أديب فصيح متقعر في حديثه ،كتب الدب على الشرف الربلي ،وأجاز له ابن اللتي
- 964أبو بكر بن محمد المزاعي البجلي نسبة إلى بجيلة بن عك ،الشافعي ،أبو
العتيق
قال الخزرجي :كان فقيهًا نبيهًا ذكيًا لوذعيًا عارفًا بالفقه والنحو واللغة ،أخذ النحو عن ابن بصيبص؛ وكان بارعًا
في فنونه كلها ،وكان ينقل كثيرًا من أشعار العرب ومن المقامات .وله سؤالت عجيبة في الفقه ،وكان مفرطًا في
368
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
الذكاء .تفقه به جماعة مناهل زبيد وغيرهم .قال :وهو شيخي الذي انتفعت به في فن الدب.
مات يوم الجمعة سابع عشر رمضان سنة إحدى وستين وسبعمائة.
- 965أبو بكر بن علي بن موسى الهاملي ،أبو العتيق سراج الدين الحنفي
العلم ،معظمًا عند الناس ،أخذ عن جماعة ،وتفقه به جمع ،وانتهت إليه رياسة الفتيا .وكان شاعرًا فصيحًا بليغًا ،لو
أراد ان يكون كلمه كله شعرًا لفعل .وله منظومة في الفقه .درس بالمنصورية بزبيد .ومات سنة تسع وستين
وسبعمائة.
واختص به ،ثم طرده لدلل تكرر منه في حقه من تعز إلى زبيد ،فمات بها في جمادى الخرة سنة سبع وستين
وستمائة.
وكان أهل زبيد ينسبونه إلى سرقة الشعر ،ويقولون :إذا حوسب الشعراء يوم القيامة يؤتى بابن دعاس ،فيقول :هذا
البيت لفلن؛ وهذا الصدر لفلن ،وهذا العجز لفلن ،فيخرج بريئًا.
369
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
-967أبو بكر بن عمر بن علي بن سالم المام رضي الدين القسنطيني النحوي
الشافعي
قال الصلح الصفدي :ولد سنة سبع وستمائة ،ونشأ بالقدس ،واخذ العربية عن ابن معط وابن الحاجب ،وتزوج
سمع الحديث من ابن عوف الزهري وجماعة ،وكان له معرفة تامة بالفقه ومشاركة في الحديث ،صالحًا خيرًا
متواضعاً ساكنًا ناسكًا .سمع من جماعة كثيرة ،وأضر بآخر عمره ،ومات سنة خمس وتسعين وستمائة.
قلت :اخذ عنه أبو حيان ،ومدحه بقصيدة طويلة ،وذكر في النضار انه قرأ كتاب سيبويه على ابن الفضل المرسى.
- 968أبو بكر بن محمد بن قاسم المرسى الشيخ مجد الدين التونسي النحوي
المقرئ
قال الحافظ ابن حجر :ولد بتونس تقريبًا سنة ست وخمسين وستمائة ،واشتغل ببلده ،وتعانى القراءات ،ثم دخل القاهرة،
ث دمشق ،وجلس بجامعها فلقراء ،ثم اشتهر وشاع فضله ،وولى مشيخة القرار بأماكن ،وتدريس النحو بالناصرية،
وصار شيخ القراء والعربية بالبلد.
وسئل الشيخ شمس الدين اليكي عن ابن الوكيل والزملكاني :أيهما أذكى؟ فقال :هاهنا شاب مغربي أذكى منهما -وأشار
إليه.
وصحب مرة الباجربقى ثم ظهر له انحلله ،فتبرأ منه ،وبادر إلى القاضي المالكي فجدد إسلمه ،وتاب.
وكان مرض الطريقة ،يحب النقطاع والخلوة ،وسمع من الفخر بن البخاري ،وانتفى له الذهبي منها جزءا حدث
به ،وقوى نفسه مرة على كزاي نائب الشام في واقعة ،فأهانه وضربه إلى أن مات تحت الضرب في ذي العقدة
370
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
ل ظن عارفًا متفننًا ،له في النحو اليد الطولى ،ولى القضاء ببيت حسين -بلد
قال الخزرجى :كان فقيهًا فاض ً
باليمن -ثم عزل نفسه ،فأجبر على العود ،فعاد ثم عزل نفسه بعد أيام .وكان مشهورًا في فضائله بالدين والورع
قال ابن حجر :أخذ عن ابن عبد المعطى وغيره ،فبرع في العربية .وكان شافعيًا.
- 971أبو بكر بن ناصر الدين محمد بن سابق الدين أبي بكر بن فخر الدين عثمان
ابن ناصر الدين محمد بن سيف الدين خضر بن نجم الدين أيوب بن ناصر الدين محمد
ابن الشيخ العارف بال تعالى همام الدين ،الهمام الخضيرمي السيوطي الشافعي
والدي العلمة ذو الفنون كمال الدين أبو المناقب .ولد في أوائل القرن بسيوط ،واشتغل بها ،ثم قدم القاهرة بعد
عشرين وثمانمائة؛ ولزم شيوخ العصر ،ودأب إلى أن برع في الفقه والصلين والقراءات والحساب والنحو
والتصريف والمعاني والبيان والمنطق وغير ذلك .ولزم التدريس والفتاء ،وكان له في النشاء يد طولى ،وكتب
الخط المنسوب :وصنف حاشية على شرح اللفية لبن المصنف ،حافلة في مجلدين ،وكتابًا في القراءات ،وحاشية
على العضد ،وتعليقًا على الرشاد لبن المقرئ ،وحاشية على أدب القضاء للغزى ،ورسالة في إعراب قول
المنهاج" :وما ضبب بذهب أو فضة ضبة كبيرة" ،وكتاب في صناعة التوقيع ،وغير ذلك.
أخبرني بعض أصحابه أن الظاهر جقمق عينه مرة لقضاء القضاة بالديار المصرية ،وأرسل يقول للخليفة
المستكفى بال :قل لصاحبك يطلع نوليه ،فأرسل الخليفة قاصدًا إلى الوالد يخبره بذلك ،فامتنع .قال الحاكي :فكلمته
371
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
ومن نجباء تلمذته الشيخ فخر الدين المقسى وقاضي مكة برهان الدين بن ظهيرة ،وقاضيها ور الدين بن أبي
اليمن وقاضي المالكية محيى الدين بن تقي ،والعلمة محب الدين بن مصيفح ،في آخرين .مات ليلة الثنين خامس
ل صالحًا مباركًا.
قرأ النحو على الشلوبين ،وكان نحويًا بارعًا ،ورج ً
صنف :شرح سيبويه ،شرح إيضاح الفارسي ،شرح لمع ابن جني ،وينسب إليه الكتاب المجهول في الفقه على
مذهب مالك ،فإنه وجد في كتبه بخط صغير منسوب ،فيرون أنه من تصنيفه .ويقال :غنه صنف شرح اليضاح
واللمع لصدر الدين وتقي الدين ،ابني القاضي تاج الدين ابن بنت الغر ،لنه كان منقطعًا إليهم ،وعليه قرأوا
مات بالقاهرة في يوم السبت الثاني من رمضان سنة سبع وخمسين وستمائة.
قال الصلح الصفدي :كان من تلمذة الشيخ جمال الدين بن مالك ،وقد جود العربية ،وظن أنه يلي مكان ابن
وتوجه إلى اليمن غضبًا على أهل دمشق ،وبقى الشرح مخرومًا بين أظهر الناس في هذه البلد.
وقال ابن حجر :كان ماهرًا في العلوم حتى كان يلقى ثلثين درسًا في ثلثين علمًا .وصنف تصانيف مفيدة ،وكان
ضيق العيش بدمشق ،حسن الخلق ،كثير المروءة والتواضع ،مطرح الكلفة ،غير مزاحم على المناصب ،أعطاه
بعض التجار ألف درهم ،فسافر معه إلى اليمن ،فحصل له قبول من ملكها ،وأقبل عليه أهل اليمن ،وحصل له بها
مال كثير.
372
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
ل باليمن سنة ثلث وسبعمائة.
قال الصفدي :ومات كه ً
ورأى بعض الخيار في خامس عشر ربيع الخر سنة سبع وتسعين وستمائة أن منارة مسجد الشاعر بزبيد
فمات أبو بكر بعده ،ودفن في الموضع الذي رأى الرجل أن المنارة غابت فيه.
من أهل النحو واللغة ،روى عن أبي عبد ال النحوي ،عن ثابت بن أبي ثابت اللغوي.
كذا ذكره ابن مكتوم عن خط السلفي .وقال :رأيته عندي بخط قديم مكتوب سنة إحدى وعشرين وثلثمائة .واطنه
أندلسيًا .انتهى.
يروى عن الحسن بن عثمان بن زياد ،وعنه محمد بن الحسن النقاش .كذا رأيته بخط ابن مكتوم.
ذكره أبو حيان في النضار ،فقال :كان عالمًا بالدب والنحو ،ونظر في كلم الحكماء فكان يشبه بابن سينا ،ذكره
373
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
وقال الرضى الشاطبي :دخل ابن الصائغ يومًا إلى جامع غرناطة ،وبه نحوى حوله شاب يقرءون ،فقالوا
مستهزئين :ما يحسن الفقيه من العلوم ،وما يحملن وما يقول؟ فقال لهم :أجمل اثني عشر ألف دينار؛ وها هي تحت
إبطي -واخرج لهم اثنتي عشرة ياقوته تساوي كل واحدة ألف دينار -وأما الذي أحسنه فاثنا عشر علمًا ،أحسنها
علم العربية الذي تبحثون فيه؛ وأما الذي أقول :فأنتم كذا وكذا ،وجعل يسبهم.
ما كان ساكنها بها بمـخـلـد حان الرحيل فودع الدار الـتـي
عبد بباب الجود أصبح يجتـدى واضرع إلى الملك الجواد وقل له
دينا ً سوى دين النبي مـحـمـد لم يرض إل الله مـعـبـودا ً ول
صاحب شرح الحاجبية المشهور ،وهو ممزوج مختصر متداول بين الناس ،سماه الموشح ول اعرف من
- 979بندار بن عبد الحميد ،أبو عمرو الكرخي الصبهاني يعرف بابن لرة
قال ياقوت :كان متقدمًا في علم اللغة ورواية الشعر ،وكان استوطن الكرخ ،ثم العراق ،فظهر هناك فضله؛ اخذ
عن القاسم بن سلم وعنه ابن كيسان ،وكان يحفظ سبعمائة قصيدة ،أول قصيدة "بانت سعاد" ذكره الزبيدي عن
وقال المبرد :لما قدمت سامراء في أيام المتوكل آخيت بها بندار بن لرة ،وكان واحد زمانه في رواية دواوين
شعراء العرب حتى كان ل يشذ عن حفظه من شعر شعراء الجاهلية والسلم إل القليل ،وأصبح الناس معرفة
باللغة ،كان كل أسبوع يدخل على المتوكل ،فيجمع بينه وبين النحويين ،ثم توصل حتى وصفني للمتوكل ،فأمره
بإحضاري مجلسهن وكان المتوكل تعجبه الخبار والنساب ،ويروى صدرًا منها ،ويمتحت من يراه بما يقع فيها
من الغريب ،فلما دنوت من طرف بساطه ،استدناني حتى صرت إلى جانب بندار ،فأقبل علينا ،وقال :يا ابن لرة،
ويا ابن يزيد ،ما معنى هذه الحرف التي جاءت في هذا الخبر :ركبت الدجوجى وأمامي قبيلة ،فنزلت ثم سريت
374
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
الصباح ،فمررت وليس أمامي إل نحيم فرفضت أمامي؛ فمنحت النحوص والمسحل والتدمرية ،ثم عطفت ورائي
قلوب ،فلم أزل به حتى أذقته الحمام ،ثم رجعت ورائي ،فلم أزل أمارس العصف في قبلة ،فحمل علي وحملت
قال المبرد :فبقيت متحيرًا ،فبدر قال :يا أمير المؤمنين ،إن في هذا نظرًا وروية ،فقال :قد أجلتكما بياض يومي،
فانصرفا وباكرا في غدًا ،فخرجنا من عنده ،وأقبل بندار علي ،وقال :إن ساعدك الجد ظفرت بهذا الخبر ،فاطلب
فإني طالبه ،فانقلبت إلى منزلي ،وقلبت الدفاتر ظهرًا لبطن ،حتى وقفت على هذا الخبر في أثناء أخبار العراب
فتحفظته ،وباكرت أنا وبندار ،وصحبناه ،فبدأت ورويت الخبر ،ثم فسرت ألفاظه ،فالتفت إلى بندار ،وقال :ابن
يزيد فوق ما وصفتم ،ثم أمر الحاجب أن يسهل إذني عليه ،فصار ذلك أصل غناي ،وكان بندار سببه.
بفتح النون والراء وكسر الجيم ،نسبة إلى نجيرم ،محله بالبصرة .نحوى رواية في طبقة أبيه .مات بمصر لسبع
حرف التاء
- 982تاج بن محمود الصفهندي العجمي نزيل حلب ،الشيخ تاج الدين النحوي قال
ابن حجر قدم من بل العجم حاجًا ،ثم رجع فسكت حلب ،وأقرأ بها النحو ،ثم أقبلت عليه
375
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
الطلبة ،فلم يكن يتفرغ لغير الشتغال؛ فكان يقرئ من صلة الصبح إلى العصر ،ويفتى
من العصر إلى الغروب ،ولم يكن له حظ ،ول يتطلع إلى شيء من أمور الدنيا ،وأسر
مع اللتكية ،فاسننقذ إلى بلده مكرمًا .أخذ عنه غالب أهل حلب ،وانتفعوا به.
- 983تمام بن غالب بن عمر يعرف بابن التيان -بفتح المثناة من فوق ،وتشديد
صنف تلقيح العين في اللغة لم يؤلف مثله اختصارًا وإكثارًا؛ وسأله المير أبو الجيش أيام غلبته بألف دينار
أندلسية على أن يزيد في ترجمة هذا الكتاب " مما ألفه تمام بن غالب برسم أبي الجيش" ،فرد الدنانير ولم يفعل،
وقال :وال لو بذل لي ملء الدنيا ما فعلت ول استجزت الكذب ،فإني لم اجمعه له خاصة ،كلن لكل طالب عامة.
قال الحميدي :فأعجب هذا الرئيس وعلوها ،وأعجب لنفس هذا العالم ونزاهتها!.
وقال ابن بشكوال في الصلة :كان بقية شيوخ اللغة الضابطين لحروفها الحاذقين بمقايسها.
الطرابلسي النحوي
376
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
ل شاعرًا ،يتهم بقلة الدين والميل إلى مذهب الوائل.
ولد بأطرابلس وسكن دمشق .كان أديبًا فاض ً
ومن شعره:
- 985أبو توبة
ذكره الزبيدي في الطبقة الثانية من اللغويين الكوفيين قال :وكان مولى لعمر بن سعيد بن سلم.
حرف الثاء
قال الذهبي :كان من كبار النحاة ،شيعيًا .صنف كتابًا في تعليل قراءة عاصم ،تولى خزانة الكتب بحلب لسيف
الدولة ،فقال السماعيلية :هذا يفسد الدعوة؛ لنه صنف كتابًا في كشف عوراهم ،وابتداء دعوتهم ،فحمل إلى
377
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
قال ابن الفرضي :كان عالمًا مفننًا ،بصيرًا بالحديث والفقه والنحو والغريب والشعر؛ سمع بالندلس من الخشني
واستقصى ببلدهن ومات في رمضان سنة ثلث عشرة وثلثمائة عن خمس وتسعين سنة ،ومولده سنة سبع عشرة
ومائتين.
شيخ فاضل من أهل السكندرية ،ويعرف بالكريوني .سمع من السلفي وغيره ،وله معرفة بالعربية ،وشعر جيد.
ولد سنة ثلث وخمسين وخمسمائة ،ومات في جمادي الولى سنة خمس وعشرين وستمائة بالسكندرية وتغير
بآخره.
ومن شعره:
- 989ثابت بن أبي ثابت عبد العزيز اللغوي ،أبو محمد وراق أبي عبيد
قال ياقوت :من علماء اللغة ،له كتاب خلق النسان ،روى عن أب عبيد القاسم بن سلم وأبي نصر بن حاتم
وجماعة ،وروى عنه ابنه عبد العزيز وداود صاحب ابن السكيت.
وقال الداني :نحوى ،روى القراءة عنه الحسين بن ميان ،وله كتب كثيرة في اللغة.
قال ياقوت ثم الصدفي :كان من كبار الكوفيين ،امثل أصحاب أبي عبيد بن سلم.
وصنف :مختصر العربية ،خلق النسان ،الفرق ،خلق الفرس ،الزجر والدعاء ،الوحوش ،العروض.
378
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
وقيل :اسم أبيه سعيد ،وقيل :محمد.
الغرناطي
والعربية والدب كثيرًا ،وروى عن ابن بشكوال ،وبالجازة عن السلفي ،وعنه بالجازة أبو القاسم بن الطيلسان
قلت :اخذ عنه الجمال بن مالك ،وسبق في ترجمته عن أبي حيان انه قال :إن ثابتًا هذا لم يكن من أئمة النحويين،
وقال ابن بشكوال :كان قيمًا بعلم المنطق ،شرح جمل الزجاجى ،وروى عن ابن جني وعلى بن عيسى الربعي.
وقتله باديس أمير صنهاجة؛ لتهمة لحقته عنده في القيام عليه مع ابن عمه في المحرم سنة إحدى وثلثين
***
379
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
حرف الجيم
قال الزبيدي وابن الفرضي :كان عالمًا بالعربية والشعر وضروب الداب ،مشهورًا بالفضل ،متدينًا .أدب أولد
قال الزبيدي :وأخوه عبد الرحمن ،كان أيضًا عالمًا باللغة والشعر والدب ،دعاه هشام ابن عبدا لعزيز إلى تأديب
أولده فامتنع.
قال ابن حجر في الدرر :ولد في عاشر شوال سنة سبع وستين وستمائة ،وقرا على خاله أبي المكارم ،وقرأ
المفصل على أبي عاصم السفندري ،واشتغل ببلده ،ومهر وقدم القاهرة فسمع من الدمياطي ،ولى مشيخة
الجاولية التي بالكبش ،وباشر الفتاء والتدريس بأماكن؛ وكان يعرف العربية جيدًا وله شعر حسن.
وقال الفاسي :قدم مكة ،وقرا الصحيح على التوزي ،وتكلم على أماكن فيه من جهة العربية ،ودرس بالقدس،
مات بالقاهرة في أول النصف الثاني من المحرم سنة إحدى وأربعين وسبعمائة.
380
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
قال ابن الوليد الزبير :أستاذ نحوي مقرئ جليل ،أخذ القراءات والحديث على أبي الحسن شريح بن محمد،
والنحو والدب عن أبي القاسم ابن الرماك .روى عنه الشلوبين وابنا حوط ال ،ووصفاه بالعلم والجللة .وكان
قال ابن الزبير :نحوى مقرئ ،أقرأ بجامع غرناطة ،روى عن السلفي وأبي الوليد بن رشد وابن البرس ،وعنه
كان علمة في العربية والصول وغير ذلك .قرأ على العلمة سعد الدين التفتازاني ،وروى عن القوام التقاني،
قال ابن الزبير :كان أديبًا حاذقًا بعلم العربية واللغة والشعر ،اخذ ذلك عن أبي عبد ال بن المحتسب ،وكان دينًا
ل على كل ما يعنيه.
ل ،مقب ً
فاض ً
- 999جعفر بن أحمد بن أبي الحسن بن عبد الجليل أبو الفضل اللخمي السكندراني
ولد سنة خمس وسبعين وخمسمائة في شوال ،ومات في رابع عشر شوال سنة ثلث عشر وستمائة.
381
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
- 1000جعفر بن أحمد بن الحسين بن أحمد المعروف بالسّراج -بتشديد الراء -أبو
قال ابن عساكر :كان عالي الطبقة في الحديث والقراءة والنحو واللغو والعروض .ولد سنة سبع عشرة -أو أول
سنة ثمان عشرة -وأربعمائة ببغداد ،ودخل مكة والشام ومصر ،وعاد وسمع أبا علي بن شاذان وأبا القاسم
التنوخي وجماعة .روى عنه السلفي ،وقال :في شيوخه كثرة .وخرج له الخطيب البغدادي في خمسة أجزاء
معروفة.
وله :نظم التنبيه في الفقه ،نظم المناسك ،مصارع العشاق ،زهد السودان.
توفي ليلة الحد حادي عشر صفر سنة خمسمائة ،وقيل إحدى وخمسمائة ،وقيل ثنتين وخمسمائة.
- 1001جعفر بن أحمد بن عبد الملك بن مروان الشبيلي اللغوي ،أبو مروان يعرف
بابن الغاسلة
قال ياقوت :كان بارعًا في الدب واللغة ومعاني الشعر ،ذا حظ في السنة .روى عن الزبيدي وغيره.
ولد سنة أربع وخمسين وثلثمائة ،ومات سنة ثمان وثلثين وأربعمائة.
قال الذهبي :كان مقرئًا نحويًا ،قرأ على عبد الحميد بن صالح البرجمي ،وروى عنه وعن حفص بن عمر المكى.
382
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
قال السمعاني :كان عارفًا بالنحو واللغة ،شاعرًا يمدح الكابر رفدهم ،وكان في رأسه دعاوي عريضة ،ل يرى
أحدًا من العالم فوقه .دخل خراسان ثم بغداد ثم واسط ،ثم خرج منها في سنة نيف وثلثين وخمسمائة ول أدرى ما
فعل ال به!.
ومن شعره:
قال ابن بشكوال -فيما زاده على الصلة :كان جلة الدباء وكبار الشعراء ،وله تآليف حسان في المثال والخبار
والداب والشعار .اخذ عن أبيه وأبي عبد ال بن المرابط وأبي الوليد الوقشي ،وطال عمره ،فأخذ عنه الناس.
روى عن أبيه محمد بن مكي ،ولزم أبا مروان عبد ال بن سراج الحافظ ،واختص به ،وانتفع بصحبته ،وأجاز
له أبو علي الغساني ،واخذ عن أبي القاسم خلف بن رزق المام؛ وكان عالمًا بالداب واللغات ،ذاكرًا لهما ،معتنيًا
بما قيده منهما ،ضابطًا لذلك ،وعنى بهما العناية التامة ،وجمع من ذلك كتبًا كثيرة .وهو من بيت علم ونباهة،
وفضل وجللة.
وسئل عن مولده فقال :بعد الخمسين والربعمائة بيسير .وتوفي يوم الخميس لتسع بقين من محرم سنة خمس
وقال الصفدي :له اليد الطولى الباسطة في علم اللسان .توفي سنة خمس وثلثين وخمسمائة.
383
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
- 1006جعفر بن محمد بن عبد الخالق بن عبد السلم ،أبو الفضل بن أبي عبد ال
النحوي
التصدر بالجامع العتيق .انتفع به جماعة .مات يوم الربعاء ثاني عشر صفر سنة خمس عشرة وستمائة.
كتب الناس عنه شيئًا من اللغة وغريب الحديث .ومات ثالث شعبان سنة تسع وثمانين ومائتين .قاله الصفدي.
كذا وصفه ياقوت ،وقال :روى عنه ابن شاذان .مات في شوال سنة أربع وأربعين وثلثمائة.
ل أريبًا.
قال ياقوت :كان أيضًا أديبًا فاض ً
بكسر الفوقانية والزاي وقبلها وبعدها تحتانية ساكنة :المعروف بالتباني لنزوله بالتبانة .ظاهر القاهرة جلل الدين ويقال
اسمه رسول قاله الحافظ ابن حجر في الدرر.
قال :وقدم القاهرة قبل الخمسين ،وسمع البخاري من العلء التركماني ،واخذ عنه وعن القوام التقاني ،والعربية عن ابن
عقيل وابن أم قاسم وابن هشام والقوام والتقاني ،وبرع في الفنون؛ مع الدين والخير.
وصنف :المنظومة في الفقه ،شرحها ،شرح المشارق ،شرح المنار .شرح التلخيص ،منع تعدد الجمعة ،مختصر
وكان حسن العقيدة ،شديدًا على اللحادية والمبتدعة محبًا في السنة ،انتهت إليه رياسة الحنفية في زمانه ،وعرض
عليه القضاء مرارًا فأصر على المتناع ،وقال :هذا يحتاج إلى دربة ومعرفة اصطلح ،ول يكفي فيه التساع في
384
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
العلم ،ودرس بالصرغتمشية واللجيهية.
ومات بالقاهرة في ثالث عشر رجب سنة ثلث وتسعين وسبعمائة عن بضع وستين سنة.
قال ياقوت :عظيم القدر ،شائع الذكر ،عارف باللغة ،أخذ عن الزهري ،وغيره ،وروى عن أبي أحمد العسكري
كتبه؛ أخذها عنه بمصر أبو سهل الهروي .وكان يقرأ بجامع المقياس فتوقف النيل في بعض السنين ،فقيل للحاكم:
إن جنادة رجل مشئوم يقعد في المقياس ويلقى النحو ،ويعزم على النيل ،فلذلك لم يزد .وكان الحاكم مشهورًا سيء
السيرة فأمر بقتله ،فقتل رحمه ال في ثالث عشر ذي الحجة سنة تسع وتسعي وثلثمائة.
]حضر مجلس الصاحب إسماعيل بن عباد بشيراز ،وهو أشعث الزي ذو أطمار رثة وسخة فجلس قريبًا من
ل -فلما بصر به قطب ،وقال :قم يا كلب من هاهنا! فقال له جنادة :الكلب هو الذي ل
الصاحب -وكان مشغو ً
يعرف للكب ثلثمائة اسم ،فمد عند ذلك الصاحب يده ،وقال :قم إلى هاهنا ،فما يجب أن يكون مكانك حيث جلست.
وقدم مصر وصحب الحافظ عبد العزيز بن سعيد وأبا إسحاق علي بن سليمان المقرئ النحوي ،وكانوا يجتمعون
في دار العلم بالقاهرة ،وتجرى بينهم مباحثات ومذكرات فقتل الحاكم جنادة وأبا علي رحمهما ال واستتر عبد
الغني[.
قال ياقوت :كان رواية علمة بالغريب والشعر ،يقارب الحمر والصمعي ،ومدحه ابن مناذر بقوله:
- 1013جوان النحوي
385
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
قال ابن مكتوم :بصري ،وروى عن الخليل وعن محمد بن سلم الجمحي.
قال ابن الزبير :أستاذ في العربية والدب ،شاعر مجيد ،خير فاضل عفيف حيي.
قال في "تاريخ غرناطة" :كان نحويًا عارفًا ،درس العربية وأدب بها أولد الخلفاء ،وظهر على من تقدمه.
وقال الزبيدي :رحل إلى المشرق ،واخذ عن الرياشي والفراء والكسائي ،وهو أول من ادخل كتابه إلى الندلس،
- 1016جوية بن عائذ وقيل ابن عاتك ،وقيل ابن أبي إياس ،وقيل ابن عبد الواحد
كذا ذكره ابن عساكر ،وقال :قدم على معاوية ،فقال له :يا جوية ،ما القرابة؟ قال :المودة ،قال :فما السرور؟ قال
حرف الحاء
386
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
- 1017حاجر بن حسين بن خلف المعافري من أهل الجزيرة الخضراء .أبو عمر
قال ابن الزبير :كان نحويًا مقرئًا شاعرًا خطيبًا ،ذا حظ من الصول ،من أحسن الناس خلقًا ،حمل عن السهيلي.
شيخ البلغة والدب .قال أبو حيان :هو أوحد زمانه في النظم والنثر والنحو واللغة والعروض وعلم البيان؛ روى عن
جماعة يقاربون ألفًا ،وعنه أبو حيان ،وابن رشيد وذكره في رحلته ،فقال :حبر البلغاء ،وبحر الدباء ،ذو اختيارات فائقة،
واختراعات رائعة ،ل نعلم أحدًا ممن لقيناه جمع من علم اللسان ما جمع ،ول أحكم من معاقد علم البيان ما أحكم؛ من
منقول ومبتدع .وأما البلغة فهو بحرها العذب ،والمتفرد بحمل رايتها ،أميرًا في الشرق والغرب.
وأما حفظ لغات العرب وأشعارها وأخبارها ،فهو حماد راويتها ،وحمال أوراقها .يجمع إلى ذلك جودة التصنيف
صنف :سراج البلغاء في البلغة ،كتابًا في القوافي ،قصيدة في النحو على حرف الميم ،ذكر منها ابن هشام في
المغني أبياتًا في المسألة الزنبورية وقد ذكرناها في الطبقات الكبرى مع أبيات أخر.
مولده سنة ثمان وستمائة ،ومات ليلة السبت رابع عشر رمضان سنة أربع وثمانين وستمائة.
ومن شعره:
أستاذ أهل الكوفة في العربية ،أخذ عن عيسى بن عمر .وله كتاب جامع في الفراد والجمع له .قاله الزبيدي في
طبقاته.
387
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
- 1020حيان بن هلل النحوي
ل أعرف من حاله إل ما رأيت في تذكرة ابن مكتوم عن السلفي ،ينسبه إلى بكار بن قتيبة ،قال :ما رأيت نحويًا
من أهل واسط ،قرأ القرآن الكريم ،واشتغل بشيء من الدب ،ثم قدم بغداد واستوطنها إلى أن مات ،وأخذ بها
عن ابن الشجري ،ولزمه حتى برع في النحو ،وبلغ فيه الغاية.
وسمع شيئًا من الحديث ،وكثيرًا من كتب الدب ودواوين العرب من أبي الفضل بن ناصر وأبي بكر بن عبد
الباقي .وحدث باليسير ،وتخرج به جماعة؛ منهم مصدق بن شبيب النحوي ،وكان كثير الثناء عليه .وكان متمكنًا
من علم النحو ،قيمًا به وبغوامضه ،مع حسن طريقة وديانة ،ولم يكن يهتدي إلى الطريق بغير قائد كما يهتدي
العميان حتى سرقت كتبه ،سرقها الذي يأتيه في كل ليلة وهو قريب من منزله.
مات يوم الثلثاء سادس عشر ذي القعدة سنة خمس وستين وخمسمائة.
سمع أبا السود الدؤلي ،وعنه طلب إعراب القرآن أربعين سنة ذكره الداني.
ذكره الزبيدي في الطبقة الثالثة من نحاة الندلس ،قال :وكان من أهل العربية واللغة.
وقال الشيخ مجد الدين في البلغة :أديب لغوي بارع ،شديد التعصب للقحطانية ،دارت بينه وبين أحمد بن نعيم
388
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
- 1024الحسن بن إبراهيم بن الحسن المعروف بابن عياش الخزاعي يلقب بقريعات
من أهل الجزيرة الخضراء .أبو علي :قال ابن الزبير :أستاذ نحوي جليل ،أخذ الكتاب عن السهيلي ،وروى عن
ابن ملكون وعنه أبو الحسن الغافقي ،وكان حسن العبارة في إلقائه ،سهل اللقاء ،فاعتقد ناس أنه أعرف بالعربية
من أبي علي الرندي ،فمالوا إليه ،وتركوا الرندي ،فكان ذلك سبب خروج الرندي من سبتة إلى مالقة.
قال في "تاريخ غرناطة" :كان أديبًا فقيهًا ،نحويًا ،أخذ عن ابن خميس وأبي الحسن الفيجاطي.
النحوي
قال القفطي في "تاريخ النحاة" :رحل فسمع بالسكندرية من ابن المشرف النماطي ،ثم حج ،وورد بغداد
والعراق وخراسان ،وأقام بنيسابور إلى حين وفاته ،ووقف كتبه بها .وكان حافظًا للحديث ،قيمًا باللغة والنحو،
محققًا ضابطًا ،ورعًا صدوقًا ،دينًا وقورًا ،ساكنًا على قانون السلف.
ولد سنة ثلث وسبعين وأربعمائة ،ومات سنة نيف وعشرين وخمسمائة.
الهمذاني
389
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
قال القفطي :كان إمامًا في النحو واللغة وعلوم القرآن والحديث والدب والزهد وحسن الطريقة والتمسك بالسنن .قرأ
القرآن بالروايات ببغداد على البارع الحسين الدباس ،وبواسط وأصفهان ،وسمع من أبي علي الحداد وأبي القاسم بن بيان
وجماعة ،وبخراسان عن أبي عبد ال الفراوي ،وحدث وسمع منه الكبار والحفاظ ،وانقطع إلى إقراء القرآن والحديث إلى
آخر عمره ،وكان بارعًا على حفاظ عصره في النساب والتواريخ والرجال.
وله تصانيف في أنواع من العلوم .وكان يحفظ الجمهرة ،وكان عفيفًا ل يتردد إلى أحد ،ول يقبل مدرسة ول
رباطًا ،وإنما كان يقرئ في داره ،وشاع ذكره في الفاق ،وعظمت منزلته عند الخاص والعام ،فما كان يمر على
أحد إل قام ودعا له ،حتى الصبيان واليهود؛ وكانت السنة شعاره ،ول يمس الحديث إل متوضئًا.
ولد يوم السبت رابع عشر ذي الحجة سنة ثمان وثمانين وأربعمائة بهمذان ،وتوفي ليلة الخميس رابع عشر جمادى
قال القفطي ،وابن النجار :ذكره عبد الواحد بن برهان ،فقال :كان يحسن الكتاب ،ولم يقرأ إل القليل على
المتأخرين ،وكان في التصريف ناقصًا ،وفي فهم الكتاب صحفيًا ،لنه لم يقرؤه ،وتلمذ به جماعة ،ولم يتخرجوا
الخير.
وله :كتاب الترجمان في النحو ،غيث التصريف ،وكتاب لطيف في اللف واللم.
قال القفطي وابن النجار :قرأ بالروايات على أبي الحسن الحمامي ،وتفقه على القاضي أبي يعلى الفراء ،وسمع
الحديث من هلل الحفار وخلق ،وصنف في الفنون مائة وخمسين تصنيفًا ،قال :وكانت تصانيفه تدل على قلة فهم.
حدث بالكثير ،وروى عنه ابنه أبو غالب أحمد وأبو العز بن كادش وغيرهما.
وقيل :كان من أصحاب الحديث ،وأخذ كتب سميه الحسن بن أحمد بن عبد ال النيسابوري ،فكان ابن البناء يكشط
390
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
ل،
ولما صنف الخطيب البغدادي تاريخه قال ابن البناء :ذكرني الخطيب بالصدق أو بالكذب؟ قالوا :ما ذكرك أص ً
وكانت له حلقة بجامع القصر ،وأخرى بجامع المنصور ،واحدة للفتوى والخرى للحديث.
وله شرح إيضاح الفارسي ،قال القفطي وابن النجار :إذا تأملت كلمه فيه بأن لك من رداءته وسوء تصرفه أنه ل
يحسن العربية.
مولده سنة ست وتسعين وثلثمائة ،وتوفي ليلة السبت خامس رجب سنة إحدى وسبعين وأربعمائة.
الفارسي
المشهور ،واحد زمانه في علم العربية .أخذ عن الزجاج وابن السراج ومبرمان ،وطوف بلد الشام ،وقال كثير
من تلمذته إنه أعلم من المبرد .وبرع من طلبته جماعة كابن جني وعلي بن عيسى الربعي .وكان متهمًا
بالعتزال.
وتقدم عند عضد الدولة؛ وله صنف اليضاح في النحو ،والتكملة في التصريف .ويقال :إنه لم عمل اليضاح
استقصره ،وقال :ما زدت على ما أعرف شيئًا ،وإنما يصلح هذا للصبيان ،فمضى وصنف التكملة ،فلما وقف
وكان معه يومًا في الميدان ،فقال له :بم ينتصب المستثنى؟ فقال :بتقدير "أستثنى" ،فقال له :لم قدرت "أستثنى"
فنصبت؟ هل قدرت "امتنع زيد" فرفعت! فقال :هذا جواب ميداني ،فإذا رجعت قلت الجواب الصحيح.
والذي اختاره أبو علي في اليضاح أنه بالفعل المقدم بتقوية إل.
قلت :والمسألة فيها سبعة أقوال حكيتها في جمع الجوامع من غير ترجيح؛ وأنا أميل إلى القول الذي ذكره أبو علي
ل ،وقد أشرت إليه في جمع الجوامع في الكلم على "غير" فتفطن له.
أو ً
ولما خرج عضد الدولة لقتال ابن عمه دخل عليه أبو علي ،فقال له :ما رأيك في صحبتنا؟ فقال له :أنا من رجال
391
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
الدعاء ل من رجال اللقاء ،فخار ال للملك في عزيمته ،وأنجح قصده في نهضته ،وجعل العافية رداءه ،والظفر
"متفاعلن" ينقل إلى "مستفعلن" إذا خبن ،فلو خرم لتعرض إلى البتداء بالساكن ،فكما ل يجوز البتداء بالساكن
ل يجوز التعرض له؛ والخرم حذف الحرف الول من البيت ،والخبن تسكين ثانيه.
ومن تصانيفه :الحجة ،التذكرة ،أبيات العراب ،تعليقة على كتاب سيبويه ،المسائل الحلبية ،البغدادية ،القصرية،
البصرية ،الشيرازية ،العسكرية ،الكرمانية -وقد وقعت على غالب هذه المسائل -المقصور والممدود ،الغفال؛
توفي ببغداد سنة سبع وسبعين وثلثمائة .ولم يقل شعرًا إل ثلثة أبيات ،وهي هذه:
قال الخزرجي :هو الوحد في عصره ،الفاضل على من سبقه ،المبرز على من لحقه؛ لم يولد في اليمن مثله
علمًا وفهمًا ،ولسانًا وشعرًا ،ورواية وفكرًا ،وإحاطة بعلوم العرب؛ من النحو واللغة والغريب والشعر واليام
والنساب والسير والمناقب والمثالب؛ مع علوم العجم من النجوم والمساحة والهندسة والفلك.
ولد بصنعاء ،ونشأ بها ،ثم ارتحل وجاور بمكة ،وعاد فنزل صعدة ،وهاجى شعراءها ،فنسبوه إلى أنه هجا النبي
)ص.ع( فسجن.
وله تصانيف في علوم؛ منها الكليل في النساب ،الحيوان ،القوس ،اليام ،وغير ذلك .وله ديوان شعر ستة
مجلدات.
392
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
- 1032الحسن بن أحمد ،أبو محمد العرابي المعروف بالغندجاني السود اللغوي
النسابة
قال ياقوت :كان علمة نسابة ،عارفًا بأيام العرب وأشعارها وأحوالها ،مستنده فيما يرويه عن محمد بن أحمد
وكان أبو يعلى بن الهبارية الشاعر يعيره بذلك ،ويقول :ليت شعري ،من هذا السود الذي قد تصدى للرد على
العلماء والخذ على القدماء! بماذا نصحح قوله ،ونبطل قول الوائل ،ول تعويل له في الراوية إل على أبي الندى!
قال ياقوت :ولعمري إن المر كما قال ]أبو يعلى[؛ فإن هذا يقول :أخطأ ابن العرابي في أن هذا الشعر لفلن إنما
باب السخرية والتهكم وضرب المثال ،وكان يتعاطى تسويد لونه بالقطران ،ويقعد في الشمس ليتحقق تلقيبه
وله من التصانيف :الرد على السيرافي في شرح أبيات الكتاب ،الرد عليه في شرح أبيات الصلح ،الرد على
أبي علي في التذكرة ،الرد على ابن العرابي في النوادر ،أسماء الماكن ،الخيل على حروف المعجم ،وغير
ذلك.
قال ياقوت :رأيت في بعض تصانيفه أنه صنفه في شهور سنة اثنتي عشرة وأربعمائة ،وقرئ عليه سنة ثمان
وعشرين وأربعمائة.
قاله ياقوت.
393
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
- 1034الحسن بن إسحاق ،أبو محمد اليمني ،يعرف بابن أبي عباد ،وهي كنية أبيه
قال الخزرجي :إمام النحاة في قطر اليمن ،وإليه كانت الرحلة في علم النحو إلى ابن أخيه إبراهيم .وكان الحسن
ل مشهورًا.
هذا فاض ً
وصنف مختصرًا في النحو يدل على فضله ومعرفته ،وفيه بركة ظاهرة يقال :إن سببها أنه ألفه تجاه الكعبة ،وكان
كان موجودًا في أوائل الخامسة .وقال ياقوت :توفي قريبًا من تسعين وخمسمائة.
ومن شعره:
قال ياقوت :كان نحويًا إمامًا لغويًا ،شاعرًا مليح النظم ،كثير التجنيس؛ كان مقدمًا في أيام نظام الملك بعد أن
قبض عليه ،وأساء إليه ،فإنه كان مستوليًا على آمد وأعمالها ،مستبدًا باستيفاء أموالها ،فخلص ،قم دعاه أهل
ميافارقين إلى أن يؤمروه عليهم ،فأمسك ،وصلب سنة سبع وثمانين وأربعمائة.
صاحب كتاب "الموازنة بين الطائيين" .كان حسن الفهم ،جيد الرواية والدراية .أخذ عن الخفش والزجاج
وله شعر حسن وحفظ .وصنف :المختلف والمؤتلف في أسماء الشعراء ،فعلت وأفعلت؛ لم يصنف مثله ،فرق ما
بين الخاص والمشترك من معاني الشعر ،الموازنة بين أبي تمام والبحتري ،ما في عيار الشعر لبن طباطبا من
394
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
الخطأ ،تفضيل شعر امرئ القيس على شعر الجاهليين ،نثر المنظوم ،شدة حاجة النسان إلى أن يعرف نفسه ،تبين
غلط قدامة بن جعفر في نقد الشعر ،معاني البحتري ،كتاب في أن الشاعرين ل تتفق خواطرهما ،الرد على ابن
عمار فيما خطأ فيه أبا تمام ،الضداد ،ديوان شعره ،وغير ذلك.
هكذا وصفه أبو نعيم في "تاريخ أصبهان" ،وقال :حدث عن عبد الواحد بن غياث وأبي مروان العثماني .انتهى.
أبو علي
قال ابن مكتوم في تذكرته :له كتاب في النحو سماه المذهب؛ ذكر فيه أنه قرأ النحو على أبي الحسن مكي بن
395
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
الراوية الثقة المكثر؛ كذا ذكره ياقوت :وقال :سمع يحيى بن معين وأبا حاتم السجستاني والرياشي وخلقًا .وأخذ
عنه محمد بن عبد الملك التاريخي ،وكان ثقة صدوقًا يقرأ القرآن ،وانتشر عنه من كتب الدب ما لم ينتشر عن
أحد من نظائره ،وكان إذا جمع جمعًا فهو الغاية في الستيعاب والكثرة.
وصنف :النقائض ،النبات ،الوحوش ،المناهل والقرى ،البيات السائرة ،السيرة .وجمع شعر جماعة من الشعراء؛
منهم امرؤ القيس ،والنابغة الذبياني .والجعدي ،وزهير ،ولبيد ،وغيرهم .وعمل من أشعار القبائل شعر بني هذيل،
وبني شيبان ،وبني يربوع ،وبني ضبة ،والزد ،وبني نهشل ،وغيره.
مولده سنة اثنتي عشرة ومائتين ،ومات سنة خمس وسبعين ومائتين .وقال الزبيدي :سنة تسعين.
نسبة إلى النعمانية ،قرية بين بغداد وواسط وإلى جده النعمان بن المنذر؛ المام أبو علي الظهيري .ويقال له الفارسي لنه
تفقه بشيراز.
قال ياقوت :كان مبرزًا في النحو واللغة والعروض والقوافي والشعر والخبار ،عالمًا بتفسير القرآن والفقه والخلف
والكلم والحساب والمنطق والهيئة والطب ،قارئًا بالعشر الشواذ ،حنفيًا ،عالمًا باللغة العبرانية ويناظر أهلها ،يحفظ في كل
فن كتابًا.
دخل الشام ،وأقام بالقدس مدة ،فاجتاز به العزيز بن الصلح بن أيوب ،فرآه عند الصخرة يدرس ،فسأل عنه
فعرف منزلته في العلم فأحضره ،ورغبه في المصير معه إلى مصر ليقمع به الشهاب الطوسي ،فورد معه،
وأجرى له كل شهر ستين دينارًا ،ومائة رطل خبز وخروفًا وشمعة ،كل يوم ،ومال إليه الناس ،وقرر العزيز
المناظرة بينه وبين الطوسي ،وعزم الظهير على أنه يسلك معه مسلكًا في المغالطة لن الطوسي كان قليل
المحفوظ إل أنه كان جريئًا مقدامًا ،فركب العزيز يوم العيد ،وركب معه الطوسي والظهير ،فقال الظهير للعزيز
في أثناء الكلم :أنت يا مولنا من أهل الجنة ،فوجد الطوسي السبيل في مقتله ،فقال له :وما يدريك أنه من أهل
الجنة؟ وكيف تزكي على ال! ومن أخبرك بهذا! ما أنت إل كما زعموا أن فأرة وقعت في دن خمر فشربت
فسكرت ،فقالت :أين القطاط؟ فلح لها هر ،فقالت :ل تؤاخذ السكارى بما يقولون .وأنت شربت من خمر دن هذا
الملك فسكرت ،فصرت تقول خاليًا :أين العلماء؟ فأبلس الظهير ،ولم يحر جوابًا ،وانصرف وقد انكسرت حرمته
عند العزيز ،وشاعت هذه الحكاية بين العام ،وصارت تحكي في السواق والمحافل؛ فكان مآل أمره أن انضوى
396
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
إلى مدرسة المير السدي يدرس بها مذهب أبي حنيفة ،إلى أن مات يوم الجمعة سلخ ذي القعدة سنة ثمان
وله من التصانيف :تفسير كبير ،وشرح الجمع بين الصحيحين للحميدي ،تنبيه البارعين على المنخوت من كلم
قال ياقوت :قرأ على القاسم بن أحمد الخياط قراءة عاصم ،وكان حاذقًا بالنحو لفاظًا بالقرآن ،صاحب ألحان.
وقال الداني :مضطلع بعلم العربية ،مشهور ثقة ،انتهت إليه المامة في القراءة بالكوفة.
صاحب العمدة في صناعة الشعر ،والنموذج في شعراء القيروان ،والشذوذ في اللغة ،يذكر فيه كل كلمة جاءت
قال ياقوت :كان شاعرًا نحويًا لغويًا أدبيًا حاذقًا عروضيًا ،كثير التصنيف ،حسن التأليف .تأدب على محمد بن
وكان أبوه روميًا ،وبينه وبين ابن شرف الديب مناقضات .وله في الرد عليه تصانيف ،منها ساجور الكلب.
ولد بالمحمدية سنة تسعين وثلثمائة ،ومات بالقيروان سنة ست وخمسين وأربعمائة.
ومن شعره:
397
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
إل إذا مـس بـإضـرار في الناس من ل يرتجى نفعه
إل إذا أحـرق بـالـنـار كالعود ل يطمع في طيبـه
- 1044الحسن بن صافي بن عبد ال بن نزار بن أبي الحسن أبو نزار الملقب بملك
النحاة
قال القفطي :كان والده مولى حسين الرموي التاجر ،وولد هو بشارع دار الرقيق ببغداد ،ثم انتقل إلى الجانب الشرقي.
وتفقه للشافعي على أحمد الشنهي ،وقرأ الصول على ابن برهان والخلف على أسعد الميهني ،والنحو على الفصيحي
حتى برع فيه .ودرس النحو في الجامع .ثم سافر إلى خراسان وكرمان وغزنة ،وعاد إلى الشام واستوطن دمشق إلى أن
مات.
وكان من أئمة النحاة ،غزير الفضل ،متفننًا في العلوم.
وفي معجم ياقوت :كان صحيح العتقاد ،كريم النفس ،مطبوعًا ،متناسب الحوال ،يحكم على أهل التميز بحكم ملكه ،فيقبل
ول يستثقل ،فيقول :هل سيبويه إل من رعيتي وحاشيتي! ولو عاش ابن جني لم يسعه إل حمل غاشيتي.
ومن ظريف ما يحكي عنه أنه كان يستخف بالعلماء؛ فكان إذا ذكر واحد منهم ،قال :كلب من الكلب ،فقال له رجل :أنت
إذا لست ملك النحاة ،بل ملك الكلب! فاستشاط غضبًا ،وقال :أخرجوا هذا الفضولي .وكان يغضب على من لم يسمه بملك
النحاة.
صنف :الحاوي في النحو ،العمدة فيه ،المقتصد في التصريف ،العروض ،التذكرة السفرية ،الحاكم في الفقه ،المقامات،
ديوان شعره ،وغير ذلك.
وله عشر مسائل استشكلها في العربية؛ سماها المسائل العشر المتعبات إلى الحشر ،ذكرناها في الطبقات
مات بدمشق يوم الثلثاء تاسع شوال سنة ثمان وستين وخمسمائة ،ومولده سنة تسع وثمانين وأربعمائة.
ورئي في النوم ،فقيل له :ما فعل ال بك؟ قال :أنشدته قصيدة ما في الجنة مثلها وهي:
ومن شعره:
398
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
- 1045الحسن بن عبد ال بن سعيد بن إسحاق بن زيد بن حكيم العسكري ،أبو حامد
اللغوي العلمة
قال السلفي :كان من الئمة المذكورين في التصريف في أنواع العلوم والتبحر في فنون الفهوم .سمع ببغداد
والبصرة وأصبهان وغيرها من أبي القاسم البغوي وأبي بكر بن دريد ونفطويه وغيرهم ،وأكثر وبالغ في الكتابة،
واشتهر في الفاق بالدراية والتقان ،وانتهت إليه رياسة التحديث والملء للداب والتدريس بقطر خوزستان،
ورحل إليه الجلء ،روى عنه أبو نعسم الصبهاني وأبو سعد الماليني.
وصنف :صناعة الشعراء ،التصحيف ،الحكم والمثال ،راحة الرواح ،وكتاب المختلف والمؤتلف ،وكتابًا في
ولد أبو أحمد العسكري يوم الخميس لست عشرة ليلة خلت من شوال سنة ثلث وتسعين ومائتين ،وتوفي يوم
العسكري
صاحب الصناعتين .قال السلفي :هو تلميذ أبي أحمد العسكري الذي قبله ،توافقا في السم واسم الب والنسبة.
وكان موصوفًا بالعلم والفقه ،والغالب عليه الدب والشعر ،وكان يتبرز احترازًا من الطمع والدناءة .روى عنه أبو
وقال ياقوت :ذكر بعضهم أنه ابن أخت أبي أحمد العسكري السابق.
وله من التصانيف :كتاب صناعتي النظم والنثر ،مفيد جدًا ،التلخيص في اللغة ،جمهرة المثال ،شرح الحماسة،
من احتكم من الخلفاء إلى القضاة ،لحن الخاصة ،الوائل ،نوادر الواحد والجمع ،تفسير القرآن ،الدرهم والدينار،
399
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
قال ياقوت :ولم يبلغني شيء في وفاته إل أنه فرغ من إملء "الوائل" يوم الربعاء لعشر خلت من شعبان سنة
ومن شعره:
قال ياقوت :كان أبوه مجوسيًا اسمه بهزاد ،فسماه أبو سعيد عبد ال .وكان أبو سعيد يدرس ببغداد علوم القرآن
والنحو واللغة والفقه والفرائض .قرأ القرآن على أبي بكر بن مجاهد واللغة على ابن دريد ،وقرأهما عليه النحو.
وأخذ هو النحو عن ابن السراج ومبرمان ،وأخذا عنه القرآن والحساب .وولي القضاء ببغداد.
وقال أبو حيان التوحيدي في تقريظ الجاحظ :أبو سعيد السيرافي شيخ الشيوخ ،وإمام الئمة ،معرفة بالنحو والفقه
واللغة والشعر والعروض والقوافي والقرآن والفرائض والحديث والكلم والحساب والهندسة .أفتى في جامع
الرصافة خمسين سنة على مذهب أبي حنيفة ،فما وجد له خطأ ،ول عثر له على زلة ،وقضى ببغداد .هذا مع الثقة
وقال في محاضرات العلماء :شيخ الدهر ،وقريع العصر ،العديم المثل ،المفقود الشكل .ما رأيت أحفظ منه
لجوامع الزهد نظمًا ونثرًا ،وكان دينًا ورعًا تقيًا ،زاهدًا عابدًا خاشعًا ،له دأب بالنهار من القرآن والخشوع ،وورد
بالليل من القيام والخضوع ،ما قرئ عليه شيء قط فيه ذكر الموت والبعث ونحوه إل بكي وجزع ،ونغص عليه
يومه وليلته ،وامتنع عن الكل والشرب؛ وما رأيت أحدًا من المشايخ كان أذكر بحال الشباب ،وأكثر تأسفًا على
ذهابه منه .وكان إذا رأى أحدًا من أقرانه عاجله الشيب تسلى به.
400
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
وقال في المتناع :هو أجمع لشمل العلم ،وأنظم لمذاهب العرب ،وأدخل في كل باب ،وأخرج من كل طريق،
وألزم للجادة الوسطى في الخلق والدين ،وأروى للحديث ،وأقضى في الحكام ،وأفقه في الفتوى .كتب إليه ملوك
عدة كتبًا مصدرة بتعظيمه ،تسأله فيها عن مسائل في الفقه والعربية واللغة .وكان حسن الخط ،طلب أن يقرر في
ديوان النشاء فامتنع ،وقال :هذا أمر يحتاج إلى دربة وأنا عار منها ،وسياسة وأنا غريب فيها.
وقال الخطيب :كان زاهدًا ورعًا ،لم يأخذ على الحكم أجرًا؛ إنما كان يأكل من كسب يمينه ،فكان ل يخرج إلى
مجلسه ،حتى ينسخ عشر ورقات بعشرة دراهم ،تكون بقدر مؤنته وكان أبو علي وأصحابه يحسدونه كثيرًا.
مولده بسيراف قبل السبعين ومائتين ،وفيها ابتدأ طلب العلم ،وخرج إلى عمان وتفقه بها ،وأقام بالعسكر مدة ،ثم
ببغداد ،إلى أن مات بها في خلفة الطائع يوم الثنين ثاني رجب سنة ثمان وستين وثلثمائة.
وله من التصانيف :شرح كتاب سيبويه ،لم يسبق إلى مثله وحسده عليه أبو علي الفارسي وغيره من معاصريه،
شرح الدريدية ،ألفات القطع والوصل ،القناع في النحو لم يتم فأتمه ولده يوسف .وكان يقول :وضع والدي النحو
في المزابل بالقناع -يعني أنه سهلة جدًا فل يحتاج إلى مفسر -شواهد سيبويه ،المدخل إلى كتاب سيبويه ،الوقف
والبتداء ،صنعة الشعر والبلغة ،أخبار النحاة البصريين ،وقفت عليه وهو كراسة كبيرة.
بضم اللم وسكون ]الكاف وفتح[ الذال المعجمة .ويقال لغذة بالغين .قال ياقوت :قدم بغداد ،وكان إمامًا في النحو
واللغة ،جيد المعرفة بفنون الدب ،حسن القيام في القياس .أخذ عن الباهلي صاحب الصمعي والكرماني صاحب
الخفش ،وكان يحضر مجلس الزجاج ويكتب عنه ثم خالفه ،وقعد عنه ،وجعل ينقض عليه ما يمليه ،وكان بينه
401
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
وبين أبي حنيفة الدينوري مناقضات ،وكان في طبقته ،ولم يكن له في آخر أيامه نظير بالعراق.
وله من التصانيف :النوادر ،خلق النسان ،نقض علل النحو ،خلق الفرس ،مختصر في النحو ،الهشاشة والبشاشة،
التسمية ،الرد على ابن قتيبة في غريب الحديث ،الرد على أبي عبيد ،وغير ذلك.
ومن شعره:
قال ابن الزبير :كان من أهل التقدم في النحو والدب والخط وذوي البيوت المعروفة بالعلم والدين ،روى عن
أبي الحسن ابن الباذش وأبي الوليد بن رشد ،وأجاز له الطرطوشي ،ولي القضاء ببلده.
ومات في جمادى الولى سنة اثنتين وستين وخمسمائة .ومولده سنة ست وتسعين وأربعمائة .وكانت جنازته
حافلة.
ل حاذقًا ،ثابت الذهن ،وقاد الفكر ،ولد ليلة الثلثاء لتسع بقين من رجب سنة
قال ابن عبد الملك :كان نحويًا نبي ً
اثنتين وعشرين وستمائة ،وأخذ عن أبي العلء إدريس القرطبي وابن عصفور وغيرهما.
وقال ابن مكتوم في تذكرته :هو الشيخ المام البارع النحوي ،له تصانيف ،منها :المفيد في أوزان الرجز
402
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
والقصيد ،والغراب في أسرار الحركات في العراب.
قال ابن الزبير :أستاذ نحوي مقرئ أديب ،أخذ القراءات عن أبي جعفر بن الحصار ،وروى عنه وعن وغيره،
ومات ببلده سنة خمس وثلثين وستمائة أو نحوها .وقال غيره :سنة ثلث وثلثين.
- 1052الحسن بن عبد الرحيم بن علي بن زيد ،أبو علي النصيبيني الفقيه النحوي
خطيب نصيبين .كذا ذكره الشرف الدمياطي في معجمه ،وقال :مات سنة خمسين وستمائة؛ ومن نظمه:
المراغي النحوي
403
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
- 1054الحسن بن علي بن بركة بن عبيدة -بفتح العين -أبو محمد النحوي المقرئ
الفرضي
ل نحويًا لغويًا قارئًا فرضيًا .قرأ القرآن على الشريف أبي البركات عمر
من أهل الكرخ .قال القفطي :كان فاض ً
بن إبراهيم العلوي ،والدب على ابن الشجري ،ولزمه حتى برع في الدب ،وصار من النحاة المشهورين.
وتصدر مدة طويلة للقراء ،وحدث عن أبي بكر بن عبد الباقي وغيره ،وكانت له يد حسنة في الفرائض وقسمة
مات يوم الخميس خامس عشري شوال؛ سنة اثنتين وثمانين وخمسمائة.
فقيه مقرئ ،حدث ببغداد عن أبي بكر بن المقرئ الصبهاني ،وروى عنه أبو نصر الشيرازي في فوائده.
قال ابن الزبير :كان من أهل العربية والدب ،أستاذًا متقدمًا في ذلك على أهل بلده في وقته ،مع مشاركة في
فنون أخر.
أخذ العربية عن الستاذ أبي الحسن الزيتوني ،وروى عن أبي القاسم بن سمحون وغيره ،وأجاز له من المشرق
وقال ابن عبد الملك :كان مبرزًا في العربية ،عارفًا بالقراءات ،ضابطًا محققًا ،ذا حظ من الصول ،أديبًا شاعرًا،
404
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
أقرأ بغرناطة إلى أن مات من جمادى الخرة سنة ثلث وعشرين وستمائة عن نحو خمسين سنة.
- 1057الحسن بن علي بن عمر -ويقال ابن عمار -أبو محمد التيمي يعرف بابن
المصحح
كذا ذكره ابن عساكر في "تاريخ دمشق" ،وقال :سمع أبا بكر القطان وغيره ،وروى عنه عبد العزيز الكناني
مات يوم الخميس لسبع بقين من رجب سنة أربع -وقيل ثلث -وأربعين وأربعمائة.
ذكره القاضي عياض في "الغنيمة" في أسماء شيوخه ،فقال :شيخ بلدنا في النحو ،مشهور بالصلح ،سمع من
الفقهاء :حجاج بن المأمون وابن سعدون ومروان بن عبد الملك والقاضي ابن سهل وأبي محمد بن أبي قحافة،
وأخذ عن أبي تمام القطيبي وغيره بالندلس ،ودرس عمره النحو ببلدنا ،وأخذ عنه جماعة أصحابنا وجماعة من
شيوخنا.
توفي رحمه ال تعالى تاسع ذي الحجة سنة إحدى وخمسمائة ،درست عليه كثيرًا من كتب النحو والدب .انتهى.
البخاري الصل
ل عالمًا باللغة والدب والطب وعلوم الوائل المهجورة ،وكان ينصر مذهبهم ،ويميل
قال ياقوت :كان فاض ً
إليهم ،شيخًا كبيرًا محترمًا ،يأخذ بأطراف من العلوم ،وغلب عليه اسم الطب ،وله في كل نوع تصنيف مأثور،
وتأليف بين أهل مرو مشهور .وله دكان يقعد فيه للتطيب ،ويؤذي الناس ويشتمهم إذا سئل عن شيء من المداواة،
405
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
وكان اشتغل بالفقه والحديث في ابتداء عمره ،ثم أعرض عنه ،وكان يسمع الحديث على كبر سنه ،ويشتغل به
تسترًا وإظهارًا للرغبة في العلوم الشرعية ،وال تعالى أعلم بالعقيدة الباطنة.
وله تصانيف؛ منها العروض مشجر ،نسب أبي طالب ،وغير ذلك.
مولده بمرو سنة خمس وستين وأربعمائة ،وقبض عليه الغز لما تغلبوا على مرو فيمن قبضوا فجعل يشتمهم وهم
يحثون التراب في فمه ،حتى مات في العشر الوسط من رجب سنة ثمان وأربعين وخمسمائة.
نزيل مكة .قال ابن حجر :كان عالمًا بالمعقولت ،ثم دخل اليمن ،ودرس ببعض المدارس ،وأخذ عن التفتازاني.
وصنف ربيع الجنان في المعاني والبيان؛ مع الدين والخير والزهد .مات سنة ست عشرة وثمانمائة.
قال ياقوت :أحد الكتاب المتصرفين في خدمة الديوان ،كان فيه فضل وأدب بارع ،وعربية وتصرف في فنونها،
ويكتب خطًا على طريق ابن مقلة .صحب ابن الخشاب وقرأ عليه ،وعلق عنه تعاليق تنبئ عن يد باسطة في هذا
وصنف في الدب تصانيف حسنة ،وتنقل في الوليات .حج وجاور ،ثم أقام بحلب مدة ثم بمصر إلى أن مات في
406
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
- 1063الحسن بن علي بن محمد بن محمد بن عبد العزيز الطائي
من أهل مرسية ،يكنى أبا بكر ،ويعرف بالفقيه الشاعر ،لغلبة الشعر عليه .روى عن أبي عبد ال بن عتاب وأبي
عمران القطان وأبي محمد بن المأمون وأبي بكر بن صاحب الحباس وأبي العباس العذري وابن بدر وابن مغيث
وتوفي في رمضان سنة ثمان وتسعين وأربعمائة ،ومولده سنة اثنتي عشرة وأربعمائة.
قال ابن الزبير :كان عارفًا بالقراءات والنحو والدب ،قرأ على ابن كوثر ،وتفقه بأبي جعفر بن قيلل ،وروى
عن ابن عطية ،وخطب بجامع غرناطة ،وكان مشاورًا بها .ذا فضل ودين.
ولد سنة تسع وثمانين وأربعمائة ،ومات في شوال سنة ثمان وخمسين وخمسمائة.
بدوي راوية ،نزل بالبصرة .منسوب إلى حرماز بن مالك بن عمرو بن تميم.
كذا وصفه ابن عساكر ،وقال :روى عن أبي القاسم الزجاج وغيره ،وعنه أبو بكر بن الطيان .مات بمكة بعد أن
407
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
قال ياقوت :إمام فاضل ،تخرج به جماعة وافرة العدد .مات لثلث بقين من جمادى الولى سنة تسع وخمسين
وثلثمائة.
قال ابن مكتوم :إمام عالم ورع زاهد ،عالم باللغة والنحو ،ذو كرامات.
مات يوم الثنين ثامن عشر ربيع الول سنة اثنتين وأربعين وثلثمائة.
- 1069الحسن بن أبي الفتح بن أبي النجم بن وزير ،أبو محمد الواسطي النحوي
قال القفطي :سكن بغداد ،وقرأ الدب على إسماعيل الجواليقي وأبي الحسن بن القصار ،وسمع الكثير من أبي
الطريقة ،كاتبًا مجيدًا متدينًا لطيف الخلق ،متواضعًا .كتب كثيرًا من كتب الدب .ولما توفي مصدق بن شبيب
النحوي ولي مكانه برباط الشيخ صدقة ،وتصدر لقراء الدب إلى أن مات .مولده في ثامن عشري رجب سنة
ست وخمسين وخمسمائة ،ومات بخليض حاجًا في ثالث عشري ذي الحجة سنة عشرين وستمائة.
المعروف بابن أم قاسم ،وهي جدته أم أبيه ،واسمها زهراء ،وكانت أول ما جاءت من العرب ،عرفت بالشيخة،
فكانت شهرته تابعة لشهرتها ،ذكر ذلك العفيف المطري في ذيل طبقات القراء .قال :وأخذ العربية عن أبي عبد ال
الطنجي والسراج الدمنهوري وأبي زكرياء الغماري وأبي حيان ،والفقه عن الشرف المقيلي المالكي ،والصول
عن الشيخ شمس الدين بن اللبان ،وأتقن العربية والقراءات على المجد إسماعيل الششتري ،وصنف وتفنن ،وأجاد.
وله :شرح التسهيل ،شرح المفصل ،شرح اللفية ،الجني الداني في حروف المعاني.
408
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
قلت :وشرح الستعاذة والبسملة ،كراس ملكته بخطه ،وكان تقيًا صالحًا.
قال ياقوت :كان لغويًا نحويًا ،لزم مجلس الصاحب بن عباد ،وصنف المبسوط في اللغة.
الفقيه الحنفي
ل عالمًا أمينًا متدينًا ،صالحًا حسن الطريقة ،له معرفة تامة بالنحو،
قال ابن النجار في "تاريخ بغداد" :كان فاض ً
وكتب بخطه كثيرًا ،وكانت أوقاته محفوظة .سمع أبا الوقت وجماعة ،وعمر ،وحدث بالكثير.
وقال الذهبي :حدث ببغداد ومكة ،وكان حنبليًا ،ثم تحول شافعيًا ،ثم استقر حنفيًا.
مولده سنة ثلث وأربعين وخمسمائة ،ومات يوم السبت لليلة بقيت من ربيع الول سنة تسع وعشرين وستمائة.
ل عارفًا باللغة ،شاعرًا ،حسن المعرفة بالدب ،حدث عنه أبو سعد السمعاني
قال القفطي :قدم بغداد ،وكان فاض ً
وغيره.
ومن شعره:
بعد الشباب الذي ولى ولم يعـد لله در حبيب دار فـي خـلـدي
فودي نور ونار الشيب لم تقـد أيام كان لريعان الشباب عـلـى
في حلبة اللهو بين الغي والرشد وللغني والصبا خيل ركضت بها
409
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
- 1074الحسن بن محمد بن أحمد بن نجا الربلي النحوي عز الدين الضرير
الفيلسوف الرافضي
قال الذهبي :كان بارعًا في العربية والدب ،رأسًا في علوم الوائل ،وكان في منزله بدمشق يقرئ المسلمين
وأهل الكتاب والفلسفة؛ وله حرمة وافرة ،إل أنه كان رافضيًا تارك الصلة ،قذرًا قبيح الشكل ،ول يتوقى
النجاسات ،ابتلي مع العمى بقروح وطلوعات؛ وله شعر خبيث الهجو .وكان ذكيًا جيد الذهن ،حسن المحاضرة،
جيد النظم .ولما قدم القاضي شمس الدين بن خلكان ذهب إليه فلم يحتفل به ،فتركه القاضي وأهمله .روى عنه
وتوفي في ربيع الخر سنة ستين وستمائة ،ولما قرب خروج الروح تل } :أل يعلم من خلق وهو اللطيف
ومن شعره:
قال عبد الغافر في "السياق" :كان إمام عصره في القراءات وعلومها ،نحويًا أديبًا ،عارفًا بالمغازي والسير
والقصص ،وكان يدرس لهل التحقيق ،ويعظ العوام ،وله التفسير المشهور؛ وانتشر عنه بنيسابور العلم الكثير،
وقال السمعاني في النساب :كان كرامي المذهب ،ثم تحول شافعيًا ،وكان يفيد أهل البلد مجانًا ،وإذا قصده غريب
طمع في ماله إن كان ذا ثروة ،وإن كان فقيرًا أدخله إلى بستانه وأمره بنزع الماء من البئر للبستان بقدر طاقته
410
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
حتى يفيده ،ومن خواص تلميذه أبو الحسن الثعلبي.
الدين أبو الفضائل الصغاني -بفتح الصاد المهملة وتخفيف الغين المعجمة ،ويقال
قال الذهبي :ولد بمدينة لهور سنة سبع وسبعين وخمسمائة ،ونشأ بغزنة ،ودخل بغداد سنة خمس عشرة ،وذهب
منها بالرياسة الشريفة إلى صاحب الهند ،فبقي مدة ،وحج ودخل اليمن ،ثم عاد إلى بغداد ثم إلى الهند ثم إلى بغداد،
وسمع من النظام المرغيناني .وكان إليه المنتهى في اللغة ،وكان يقول لصحابه :احفظوا غريب أبي عبيد ،فمن
حفظه ملك ألف دينار ،فإني حفظته ،فملكتها ،وأشرت على بعض أصحابي بحفظه فحفظه وملكها.
وله من التصانيف :مجمع البحرين في اللغة ،التكملة على الصحاح ،العباب ،وصل فيه إلى فصل بكم؛ وفيه قيل:
النوار في الحديث ،شرح البخاري ،مجلد ،در السحابة في وفيات الصحابة ،العروض .شرح أبيات المفصل،
قال الدمياطي :وكان معه مولود وقد حكم فيه بموته في وقته ،فكان يترقب ذلك اليوم ،فحضر ذلك اليوم وهو
معافى فعمل لصحابه طعامًا شكران ذلك ،وفارقناه وعديت إلى الشط ،فلقيني شخص أخبرني بموته ،فقلت له:
الساعة فارقته ،فقال :والساعة وقع الحمام يخبر بموته فجأة ،وذلك سنة خمس وستمائة.
ومن شعره:
يا فاتح الباب المنيع المرتـج يا راحم الطفل الرضيع المزعج
411
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
فأنا الفقير المستكين المرتجى إن كان غيري مبلسا ً مستـيئسـا ً
فأنا المليح المستجير المرتجى أو كان غيري آمنا ً في سـربـه
يا من يقرب كل ناء مرتجـى انتاطت الراحات عني وانتـأت
قصب الذريرة أو دواء المرتج أنت الذي فيه شفاء السـقـم ل
أسندنا حديثه في الطبقات الكبرى ،وذكرنا ما عزز به بيتي الحريري ،وذكر في جمع الجوامع في باب كان.
قال ابن عبد الملك ،سكن مراكش ،وكان مقرئًا نحويًا ،تصدر لقراء ذلك ،وروى عن أبي بكر بن خير .وكان
قال ابن الزبير :فاره من جلة الدباء وذوي النباهة .أقرأ العربية والدب واللغة ،وكان له تصرف في العلوم
ومن شعره:
الدين
قال ابن رافع في "ذيل تاريخ بغداد" :قدم مراغة ،واشتغل على مولنا نصير الدين ،وكان يتوقد ذكاء وفطنة،
وكان المولى قطب الدين حينئذ في ممالك الروم ،فقدمه النصير ،وصار رئيس الصحاب بمراغة ،وكان يجيد
درس الحكمة .وكتب الحواشي على التجريد وغيره ،وكتب لولده النصير شرحًا على قواعد العقائد ،ولما توجه
النصير إلى بغداد سنة اثنتين وسبعين وستمائة لزمه ،فلما مات النصير في هذه السنة صعد إلى الموصل
412
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
واستوطنها .ودرس بالمدرسة النورية بها ،وفوض إليه النظر في أوقافها .وشرح مقدمة ابن الحاجب بثلثة
شروح؛ أشهرها المتوسط .وتكلم في أصول الفقه ،وأخذ على السيف المدي ،ثم فوض إليه تدريس الشافعية
وذكره السنوي في طبقات الشافعية :وقال :شرح الحاجبية ،ومات سنة ثمان عشرة.
وقال الصفدي :كان شديد التواضع ،يقوم لكل أحد حتى السقاء ،شديد الحلم ،وافر الجللة عند التتار .شرح
مختصر ابن الحاجب الصلي .والشافية في التصريف ،وعاش بضعًا وسبعين سنة.
بكسر الطاء .المام المشهور العلمة في المعقول والعربية والمعاني والبيان .قال ابن حجر :كان آية في
ل على نشر العلم ،متواضعًا حسن المعتقد ،شديد الرد على الفلسفة
استخراج الدقائق من القرآن والسنن ،مقب ً
والمبتدعة ،مظهرًا فضائحهم ،مع استيلئهم حينئذ ،شديد الحب ل ورسوله ،كثير الحياء ،ملزمًا لشغال الطلبة
في العلوم السلمية بغير طمع ،بل يخدمهم ويعينهم ،ويعير الكتب النفيسة لهل بلده وغيرهم؛ من يعرف ومن ل
يعرف ،محبًا لمن عرف منه تعظيم الشريعة .وكان ذا ثروة من الرث والتجارة ،فلم يزل ينفقه في وجوه
صنف :شرح الكشاف ،التفسير ،التبيان في المعاني والبيان ،وشرحه ،شرح المشكاة.
وكان يشتغل في التفسير من بكرة إلى الظهر ومن ثم إلى العصر في الحديث إلى يوم مات؛ فإنه فرغ من وظيفة
التفسير وتوجه إلى مجلس الحديث ،فصلى النافلة ،وجلس ينتظر القامة للفريضة ،فقضى نحبه ،متوجهًا إلى
القبلة ،وذلك يوم الثلثاء ثالث عشري شعبان سنة ثلث وأربعين وسبعمائة.
قلت :ذكر في شرحه على الكشاف أنه أخذ على أبي حفص السهروردي ،وأنه قبيل الشروع في هذا الشرح رأى
413
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
قال القفطي :سكن بغداد ،وقرأ الدب على مصدق بن شبيب ،وكتب الصحاح بخطه ،ومدح الناصر لدين ال
المعاني ،مليح اليراد ساكنًا ،جميل الهيئة ،طيب الخلق ،متوددًا طريفًا.
مات ليلة الجمعة خامس صفر سنة إحدى وستمائة ،وجاوز الربعين بقليل.
قال ياقوت :له ديوان العرب ،وميدان الدب في اللغة ،عشرة مجلدات .قرئ عليه في شعبان سنة سبع وثلثين
وأربعمائة.
- 1083الحسن بن محمد بن علي بن رجاء ،أبو محمد اللغوي المعروف بابن الدهان
قال ابن النجار والقفطي :أحد الئمة النحاة المشهورين بالفضل والتقدم ،وكان متبحرًا في اللغة ،ويتكلم في الفقه
والصول ،قرأ بالروايات ،ودرس الفقه على مذهب أهل العراق ،والكلم على مذهب المعتزلة ،وأخذ العربية عن
الربعي ويوسف بن السيرافي والرماني ،وسمع الحديث من أبي الحسين بن بشران وأخيه أبي القاسم ،وحدث
باليسير .أخذ عنه الخطيب التبريزي وغيره .وكان يلقب كل من قرأ عليه ،ويتعاطى الترسل والنشاء ،وكان بذ
الهيئة ،شديد الفقر ،سيء الحال ،يجلس في الحلقة وعليه ثوب ل يستر عورته.
مات يوم الثنين ثالث جمادى الولى سنة سبع وأربعين وأربعمائة.
قال عبد الغافر :أديب نحوي ،فرضي صوفي ،جم الفوائد ،دائم العبادة والصوم والتهجد ،يقال إنه من البدال.
حدث عن ابن المقرئ بنيسابور بمسند أبي يعلى .ومات ببلده سنة تسع وأربعين وأربعمائة.
ومن شعره:
414
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
حفـظ ويأبـى كـل آب الـعـلـم يأتـي كـل ذي
د وليس يصعد في الروابي كالماء ينزل فـي الـوهـا
- 1085الحسن بن محمد بن علي النصاري المالقي الموري الصل ،أبو علي يعرف
بابن كسكري
قال ابن عبد الملك :كان متقدمًا في حفظ اللغات والداب ،مبرزًا في النحو ،شاعرًا مجيدًا ،حسن الخلق ،كريم
النفس.
قال ابن الزبير :كان من شيوخ العلم ،عارفًا باللغات والعراب ،برع في ذلك أهل زمانه .وكان يؤثر الخمول على
الظهور ،معدودًا في أهل الفضل والدين ،روى عن أبي بكر الكتندي ،وعنه أبو عمر بن سالم وغيره .ومات بعد
الستمائة.
ومن شعره:
أخذ ببلده عن أبي بكر بن موسى بن الفرات كثيرًا وعن غيره من الشيوخ ،وكان مقدمًا في علم الفقه والدب
والشعر ،وقد أسند عنه أبو علي الغساني في غير موضع من كتبه.
قال في البلغة :أستاذ نحوي لغوي ،له شرح أدب الكاتب .أفاد الناس علومًا جمة.
قال ياقوت :طلب العلم بالقيروان ،واعتنى به على محمد بن حفص النحوي القزاز ،وكان محبًا له ،فبلغ به النهاية
في الدب وعلم الخبر والنسب ،وله في ذلك تأليف مشهور .وكان خبيرًا باللغة ،شاعرًا مقدمًا ،قوي الكلم ،يتكلف
415
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
بعض التكلف ،وكان عبد الكريم بن إبراهيم النهشلي يروي له ما ل يروى لحد من الشعراء ،سئل عن أشعر أهل
له تفسير على القرآن سماه "غرائب القرآن ورغائب الفرقان" ،وهو من أهل قم -كذا ذكر في خطبة تفسير -
المشهور بالنظام العرج .صاحب شرح الشافية في التصريف وهو ممزوج مشهور متداول .لم أقف له على
ترجمة.
قال ياقوت :أديب نبيل ،شاعر مصنف ،مؤدب أهل خوارزم في عصره ومخرجهم وشاعرهم ومقدمهم .أخذ عنه
الزمخشري .وله تهذيب ديوان الدب ،تهذيب إصلح المنق ،الذيل على تتمة اليتيمة ،ديوان شعره ،وغير ذلك.
النحوي
شيخ العربية في وقته ببغداد .قال ابن النجار والقفطي :قدم بغداد في صباه ،وقرأ النحو على أبي البقاء العكبري
ومصدق الواسطي وأبي الحسن بابويه ،واللغة على أبي محمد بن المأمون ،والفقه على يوسف بن إسماعيل
الدامغاني الحنفي والنصير الطوسي ،وقرأ الكلم والحكمة ،وبرع في هذا العلوم ،وصار المشار إليه ،المعتد على
ما يقوله أو ينقله .وسمع الحديث من أبي الفرج بن كليب وجماعة؛ وكتب بخطه كثيرًا ،وانتهت إليه الرياسة في
علم النحو والتوحيد فيه وبلوغ مرتبة المتقدمين .وكان له همة عالية وحرص شديد على العلم وتحصيل الفوائد ،مع
416
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
علو سنه ،وضعف بصره .وله فهم ثاقب ،وذكاء حاذق ،وإدراك للمعاني الدقيقة ،مع كثرة محفوظه ،وحسن
مولده سنة ثمان وستين وخمسمائة ،ومات يوم السبت خامس عشري جمادى الولى سنة سبع وثلثين وستمائة.
علي النحوي
ل،
قال ابن البار في "الحلة السيراء في أخبار المراء" :كان يجمع إلى شرف بيته علمًا واسعًا ،وأدبًا كام ً
بصيرًا باللغة ،ناقدًا في النحو ،عالمًا بأيام العرب وأخبارها ووقائها وأشعارها ،من بيت قيادة وإمارة.
- 1092الحسن بن الوليد بن نصر ،أبو بكر القرطبي المعروف بابن العريف النحوي
قال ابن الفرضي :كان نحويًا مقدمًا فقيهًا في المسائل ،حافظًا للرأي ،خرج إلى مصر ورأس فيها .ومات سنة
قلت :وصنع لولد أبي عامر المنصور مسألة فيها من العربية مائتا ألف وجه واثنان وسبعون ألف وجه وثمانية
وستون وجهًا.
قرأ على ابن عصفور ،وأقرأ النحو بباجة .كان حيًا سنة عشرين وسبعمائة.
قرأ على ابن العطار ،وأقرأ النحو بتونس .كان حيًا سنة عشرين وسبعمائة .ذكرهما ابن مكتوم في تذكرته.
417
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
- 1095أبو الحسن البوراني النحوي
ذكره في نحاة المعتزلة ،ووصف بالتدقيق في مسائل الكتاب ]لسيبويه[ ،وكان من طبقة أبي علي الفارسي .قاله
ياقوت.
العرب ،صاحب مفاكهة وأخبار ومحاضرة ،ومعرفة جيدة ،باللغة .سمع من الخشوعي وأبي اليمن الكندي
وجماعة.
وقال الذهبي :عني عناية وافرة بالدب ،وحفظ ديوان المتنبي ،وخطب ابن نباتة والمقامات .وكان يعرف هذه
والدمياطي.
مولده في يوم الثنين سابع عشر ربيع الول سنة ثمان وستين وخمسمائة وتوفي يوم الجمعة ثاني ذي القعدة -
قال الصفدي :كان من كبار أئمة العربية ،سمع على أبي بكر بن ريدة ،وأفنى عمره في التعلم والتعليم ،وله
تصانيف في الدب .روى عنه سبطه أبو الفتح محمد بن علي بن إبراهيم النطنزي.
418
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
ومات في جمادى الخرة سنة تسع وتسعين وأربعمائة .وقال ابن جماعة :في المحرم سنة سبع.
ومن شعره:
كذا ذكره ياقوت ،وقال ] :ل أعلم من أمره شيئًا ،و[ من شعره:
إمام اللغة والعربية وغيرهما من العلوم الدبية ،دخل بغداد طالبًا للعلم سنة أربع عشرة وثلثمائة ،وقرأ القرآن
على ابن مجاهد ،والنحو والدب على ابن دريد ونفطويه وأبي بكر بن النباري وأبي عمر الزاهد ،وسمع الحديث
من محمد بن مخلد العطار وغيره ،وأملى الحديث بجامع المدينة ،وروى عنه المعافى بن زكريا وآخرون.
ثم سكن حلب واختص بسيف الدولة بن حمدان وأولده ،وهناك انتشر عليه علمه وروايته ،وله مع المتنبي
مناظرات.
وكان أحد أفراد الدهر في كل قسم من أقسام العلم والدب؛ وكانت الرحلة إليه من الفاق ،وقال له رجل :أريد أن
أتعلم من العربية ما أقيم به لساني ،فقال :أنا منذ خمسين سنة أتعلم النحو ،ما تعلمت ما أقيم به لساني .توفي بحلب
قال الداني في طبقاته :عالم بالعربية ،حافظ للغة ،بصير بالقراءة ،ثقة مشهور .روى عنه غير واحد من شيوخنا:
419
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
عبد المنعم بن عبيد ال والحسن بن سليمان وغيرهما .وكان شافعيًا.
ومن شعره:
فل خير فيمن صدرته المجالس إذا لم يكن صدر المجالس سـيدا ً
فقلت له من أجل أنك فـارس وكم قائل مالي رأيتك راجـل ً !
ومنه:
الدريدية ،المقصور والممدود ،اللفات ،المذكر والمؤنث ،كتاب ليس -يقول فيه :ليس في كلم العرب كذا إل كذا؛
وعمل عليه بعضهم كتابًا سماه كتاب الميس ،بل استدرك عليه أشياء -كتاب اشتقاق خالويه ،البديع في القراءات
وهذه فائدة رأيت أل أخلي منها هذا الكتاب ،رأيت في تاريخ حلب لبن العديم بخطه ،قال :رأيت في جزء من
أمالي ابن خالويه :سأل سيف الدولة جماعة من العلماء بحضرته ذات ليلة :هل تعرفون اسمًا ممدودًا ،وجمعه
مقصور؟ فقالوا :ل ،فقال لبن خالويه :ما تقول أنت؟ قلت :أنا أعرف اسمين ،قال :ما هما؟ قلت :ل أقول لك إل
بألف درهم ،لئل تؤخذ بل شكر ،وهما صحراء وصحارى ،وعذراء وعذارى ،فلما كان بعد شهر أصبت حرفين
آخرين ،ذكرهما الجرمي في كتاب التنبيه؛ وهما صلفاء وصلفى -وهي الرض الغليظة -وخبراء وخبارى -
وهي أرض فيها ندوة -ثم بعد عشرين سنة وجدت حرفًا خامسًا ذكره ابن دريد في الجمهرة ،وهي سبتاء وسباتى،
ذكره يحيى بن الحسن بن البطريق في "رجال الشيعة" ،قال :وكان أديبًا نحويًا عارفًا خبيرًا بالقراءات ،كثير
420
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
وله رواية عن أحمد بن عيسى بن رشدين ،روى عنه محمد بن أحمد بن شهربان وابن رستم الطبري في كتابه:
ذكره شيخ شيوخنا الحافظ ابن حجر في لسان الميزان فيما زاده على الذهبي.
النحوي
صنف :المسالك والممالك ،عجائب اليمن ،جزيرة العرب ،وأسماء بلدها وأوديتها ،وغير ذلك.
- 1103الحسين بن بدر بن إياز بن عبد ال ،أبو محمد العلمة جمال الدين
كذا ساق نسبه ابن رافع في "تاريخ بغداد" ،وقال :كان أوحد زمانه في النحو والتصريف.
قرأ على التاج الرموي ،وقرأ عليه التاج بن السباك ،وسمع من ابن القبيطي جزءًا ولم يحدث به ،وأجاز له
مات ليلة الخميس ثالث عشري ذي الحجة سنة إحدى وثمانين وستمائة.
421
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
وقال الشرف الدمياطي :رأيته شابًا في زي أولد الجناد ،يقرأ النحو على سعد بن أحمد البياني.
وقال ابن مكتوم :لم أطلع له على غوامض في النحو .وله شرح الضروري لبن مالك ،شرح فصول ابن معط.
قال في "الدرر" :ولد سنة أربع وخمسين وستمائة ،واشتغل بالعلم ،خصوصًا العربية ،وانتفع به الناس ،وجمع
تفسيرًا في عشر مجلدات ،وحدث عن الدمياطي .ومات في ذي الحجة سنة إحدى وأربعين وسبعمائة.
قال السلفي في "معجم السفر" :كانت له حلقة في جامع عمرو لقراء القرآن والنحو وكان ضريرًا .وله نظم.
قال القفطي :كان إمامًا في اللغة والدب ،قدم بغداد ،وسمع أبا طالب بن غيلن ،وأبا يعلى الفراء ،وجماعة.
ودخل الشام وأصبهان فأقام بها ،إلى أن مات ليلة الخميس خامس ربيع الخر سنة أربع وأربعين وأربعمائة .ومن
شعره:
قال الصفدي :نحوي فقيه ،مشارك في الحديث ،من كبار الصوفية بخانقاه السميساطي .مات سنة خمس وتسعين
وستمائة.
422
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
- 1108الحسين بن حسون المصري ،أبو عبد ال عماد الدين المعروف باللغوي
قال في "البدر المسافر" :تصدر بجامع مصر لقراء العربية والدبيات؛ وكان حسن الخلق ،لطيف
المحاضرة ،حسن النظم والنثر ،كتب عنه المنذري من نظمه .ولد بسخا في المحرم سنة أربع وستين وخمسمائة،
وقال ابن مكتوم :في يوم الخميس خامس صفر سنة ست وثلثين .ومن شعره:
أبي جعفر ،وأخذ عنه القراءات ولزمه ،وعن داود بن يزيد السعدي وابن عمه عبد ال بن الحسين السعدي
النحويين ،وعنه أبو علي الرندي وابنا حوط ال .ولد سنة ست وخمسمائة ،وكان حيًا سنة ثلث وتسعين.
قال :وذكره ابن فرتون فسماه الحسن ،ووصفه بالقاضي ،ووهم فيهما وتصحف عليه القلعي بالقاضي؛ فإنه
- 1110الحسين عبد عبد الحميد بن عبد الرحمن بن الحسين ،أبو عبد الرحمن
النيسابوري
قال الحاكم :أديب نحوي ،سمع من أحمد بن محمد بن بلل وأقرانه بنيسابور ،وبالعراق أبا عمر الزاهد،
423
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
وبأصبهان عبد ال بن جعفر .وانصرف إلى خراسان .مات في رجب سنة سبع وستين وثلثمائة.
علي بن أبي الحوص القرشي الفهري الغرناطي الموطن البلنسي الصل الجياني
كان من فقهاء المحدثين القراء النحاة الدباء ،أخذ القراءات عن ابن الكواب ولزمه ،وعن الدباج
وغيرهما ،ولزم في العربية والدب الشلوبين ،واعتنى بالرواية ،فأخذ عن ابن بقي وأبي الربيع وأبي سالم
وأبي القاسم وأبي الطيلسان وأبي الحسن الغافقي ،وجمع جم ،وأقرأ القرآن والعربية والدب بغرناطة مدة،
ثم انتقل إلى مالقة لغرض عن له بغرناطة ،فلم يقض ،فأنف من ذلك ،فأقرأ يسيرًا ،ثم انقبض عن القراء،
واتقصر على الخطبة ،واستمر على ذلك بضعًا وعشرين سنة ،ثم جرت فتنة ،ففر إلى غرناطة ،فولى قضاء
المرية ثم بسطة ثم مالقة ،فحمدت سيرته ،وكان من أهل الضبط والتقان في الرواية ومعرفة السانيد ،نقادًا
ذاكرًا للرجال ،متفننًا في معارف ،آخذًا بحظ من كل علم ،حافظًا للتفسير والحديث ،ذاكرًا للدب واللغات
والتواريخ ،شديد العناية بالعلم ،مكبًا على تحصيله وإفادته ،حريصًا على نفع الطلبة.
ألف في القراءات ،وله برنامج ومسلسلت ،وأربعون سمعها منه أبو حيان .مولده سنة ثلث وستمائة،
ومات بغرناطة في الرابع عشر من جمادى الولى سنة تسع وسبعين وستمائة .كذا قال ابن الزبير :وقال ابن
عبد الملك :سنة ثمانين ،ومنهما لخصت هذه الترجمة .وفي كلم ابن الزبير :تحامل عليه كثير.
وقال أبو حيان في النضار :كان فيه بعض ترفع وتعتب على الدنيا حيث قدم من هو دونه ،وكان ل يحكم
برأي ابن القاسم بل بما يرى أنه صواب .وله شرح المستصفي ،وشرح الجمل .ومن شعره:
424
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
فطاشت ول حم الحمام فـراغـوا رأيت بنيها ما رمتهم سـهـامـهـا
فعندي عـنـهـا راحة وفـراغ فعجت إلى دار البقاء بـهـمـتـي
سمع الحديث ،وروى وبرع ،وروى عنه الحافظ أبو القاسم بن عساكر .ومات سنة اثنتين وثلثين
قال ابن النجار ،ثم القفطي :حدث بكتاب الحجة للفارسي عن أبي الحسن الربعي عنه ،وقرأ على ابن
كذا ذكره الخطيب ،وقال :حدث عن محمد بن أيوب الرازي ،وعنه أحمد بن محمد الجرجاني.
النحوي
ل قرأ على أبيه .ذكره أبو الكرم المبارك بن فاخر في جملة شيوخة الذين
قال ابن النجار :كان نحويًا فاض ً
كذا ذكره ابن النجار ،ثم الصفدي ،وقال :مدح عضد الدولة أبا شجاع .وشعره رث ،منه:
425
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
فمدامعه سكب همـل أخذت بفؤاد متـيمـهـا
فبكى درا ً لهم الرجـل طلعت سحرا ً وبدت قمرا ً
في أبيات أخر.
صاحب التصانيف ،له شعر ،وكان أديبًا لغويًا ،صنف أسماء الفضة والذهب ،معاني الحماسة ،الخيل،
كان عالمًا فقيهًا نحويًا جدليًا ،أخذ عن عبد الجليل بن عبد الكريم صاحب الهداية وغيره في الدرر ،وهو
أول من شرح الهداية .وله شرح المفصل ،ذكر في أوله أنه قرأه على حافظ الدين البخاري سنة ست وسبعين
قال ابن الفرضي ] :أصله من نكور ،وسكن إشبيلية[ كان مؤدبًا بالقرآن ،وله بصر بالعربية والنحو
قال ابن الزبير :كان من أهل المعرفة بالنحو واللغة والدب وذوي النباهة ،روى عن أبي جعفر بن الباذش
426
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
المعروف بالخالع
قال الصفدي :كان من كبار النحاة .أخذ عن الفارسي والسيرافي ،ويقال :إنه من ذرية معاوية .وكان من
الشعراء.
صنف المثال ،تخيلت العرب ،شرح شعر أبي تمام ،صناعة الشعر ،الودية والجبال والرمال ،وغير ذلك.
قال ابن عساكر :كان في وقته نحوي البلد ،وله حال واسعة ،ومذهبه حسن في السنة ،حج فدخل على رجل
يقرئ ،فأبى أن يأخذ عليه فقال له :إن كنت تقرئ ل فخذ علي ،وإن كنت تقرئ للدنيا فمعي ما أعطيك ،فأذن
له ،فلما قرأ الفاتحة فسرها له ،وذكر ما فيها من العراب ،فقام الشيخ عن مكانه ،وجلس بين يديه ،وقال:
أنت أحق مني بهذا الموضع .حدث عن يوسف الميانجي ،وعنه أبو زكريا عبد الرحيم البخاري الحافظ.
قال ابن النجار ثم الصفدي :كان نحويًا لغويًا مقرئًا ،حسن المعرفة بضيوف الداب ،أقرأ القرآن .وهو من
روى عنه ابن عساكر وابن الجوزي ،وقال :قرأ القرآن على أبي علي بن البناء وغيره ،وسمع من القاضي
مولده سنة ثلث وأربعين وأربعمائة ،ومات يوم الثلثاء سابع عشري جمادى الخرة سنة أربع وعشرين
427
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
وخمسمائة.
قال ابن الفرضي :كان متصرفًا في العربية والغريب والشعر ،له حظ من حفظ الرأي وعقد الشروط،
شاعرًا صالحًا .سمع من قاسم بن أصبغ وغيره ،وبمكة من ابن العرابي وغيره وحدث .وفيه غفلة.
ولد سنة ست وتسعين ومائتين ،ومات يوم السبت لثلث خلون من ذي الحجة سنة اثنتين وسبعين وثلثمائة.
وتعمر ،بفتح المثناة من فوق وسكون المهملة وفتح الميم ،قبيلة من البربر.
قال أبو حيان في "النضار" :نحوي أديب متفنن ،إمام ،ويعرف بالخماش ،أخذ العربية والدب عن أبي عبد
ال محمد بن علي المحلي ،وحدث عن الحافظ أبي العباس العزفي وغيره .أجاز لي سنة خمس وسبعين
وستمائة .انتهى.
كذا ذكره ابن عساكر ،وقال :له شعر .مات سنة اثنتين وتسعين وثلثمائة.
قال الزبيدي :كان إمامًا في اللغة والعلم بالشعر .مات سنة ثلث وأربعين وثلثمائة.
قال في "المغرب" :له كتاب السبب في حصر لغات العرب .ومن شعره:
428
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
أكثر أبو حيان في التذكرة من النقل عنه ،وذكره الشيخ مجد الدين في البلغة ،فقال :له كتاب ثمار الصناعة في
النحو.
قلت :نقل عنه ابن مكتوم في تذكرته أنه قال :فيه علل النحو المشهورة ،أربع وعشرون علة :علة سماع ،علة
تشبيه ،علة استغناء ،علة استثقال ،علة فرق ،علة توكيد ،علة تعويض ،علة نظير ،علة نقيض ،علة حمل على
المعنى ،علة مشاكلة ،علة معادلة ،علة قرب ومجاورة ،علة وجوب ،علة جواز ،علة تغليب ،علة اختصار ،علة
تخفيف ،علة دللة حال ،علة أصل ،علة تحليل ،علة إشعار ،علة تضاد ،علة أولى ،وقد بينتها مشروحة ممثلة في
ل لذلك من كلم ابن مكتوم وأبي حيان وغيرهما .وللجليس هذا ذكر في جمع
تذكرتي ،ثم في الطبقات الكبرى ،ناق ً
الجوامع.
بفتح الشين المعجمة والفاء الخفيفة وبعد اللف مثلثة .له تواليف في العربية .كان ببغداد قبل الخمسين وستمائة.
الديب الشاعر
قال في "البدر السافر" :تصدر لقراء العربية في الموصل ،وتقرب عند ملكها ،ثم تغير عليه ،فسافر إلى صلح
الدين وخدم ابنه بحلب ،فرتب له راتبًا على القراء إلى أن مات .ومن شعره:
429
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
لجل ذبح أو لفطـار يبتهج الناس بأعـيادهـم
للثم من أهوى بل عار وإنما عظم سروري بها
لنها غاية أوطـاري أرقبها حول ً إلى قابـل
منسوب إلى قرية تعرف بالنورية من قرى الحلة السيفية ،من سقي الفرات ،نبه عليه ابن الدبيثي في ترجمته من
"تاريخ بغداد".
قال الصفدي :سكن بغداد ،وكان يقرئ النحو واللغة والقراءات ،متفننًا ،فقيهًا شافعيًا ،عفيفًا صينًا ،كثير العبادة،
ومات في يوم الربعاء ثامن عشر رجب سنة اثنتين وستين وخمسمائة.
أخو الحسن السابق .قال ابن الفرضي :كان نحويًا عارفًا بالعربية متقدمًا فيها .أخذ عن ابن القوطية وغيره،
ورحل إلى المشرق ،وسمع من أبي طاهر الذهلي وابن رشيق ،وأقام بمصر أعوامًا ،ثم عاد إلى الندلس ،فأدب
أولد المنصور محمد بن أبي عامر ،وكان شاعرًا ،وله حظ من الكلم .مات بطليطلة في رجب سنة تسعين
وثلثمائة.
وقال الحميدي في تاريخ الندلس .إمام في العربية ،أستاذ في الداب ،مقدم في الشعر ،وله في الداب مؤلفات،
وله كتاب في النحو اعترض فيه على أبي جعفر أحمد بن محمد النحاس في مسائل ذكرها في كتابه الكافي.
كان في أيام المنصور أبي عامر محمد بن أبي عامر ،وممن يحضر مجالسه ،واجتماعاته مع أبي العلء صاعد
بن الحسن اللغوي مشهورة ،أخبرني أبو محمد علي بن أحمد ،قال :أخبرني أبو خالد بن الرأس بن المنصور؛ أن
أبا عامر صاحب الندلس جيء إليه بوردة في مجلس من مجالس أنسه أول ظهور الورد ،فقال في الوقت أبو
430
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
فغطت بأكمامها رأسهـا كعذراء أبصرها مبصـر
فاستحسن المنصور ما جاء به ،وتابعه الحاضرون ،فحسده أبو القاسم بن العريف -وكان حاضرًا -فقال :هي
للعباس بن الحنف ،فناكره صاعد ،فقام ابن العريف إلى منزله ،ووضع أبياتًا وأثبتها في دفتر ،وأتى بها قبل
نزيل تلمسان .قال في "تاريخ غرناطة" :كان شريفًا ظريفًا ،شاعرًا أديبًا لوذعيًا ،مهذبًا ،له معرفة بالعربية،
ومشاركة في الصول والفروع ،حج ودخل غرناطة ،وولي القضاء ببلد مختلفة ثم قضاء الجماعة بتلمسان.
ولد سنة ثلث وستين وستمائة ،ومات يوم الثنين سابع عشري شوال سنة ثلث وخمسين وسبعمائة.
والعروض ومعاني الشعر وعلم العدد ،لم يكن بإستجة أحد قبله ول بعده مثله .سمع من عبيد ال بن يحيى وغيره
ومن إسماعيل بن إسحاق الحافظ .مات في عشر ذي الحجة سنة أربع وثلثين وثلثمائة عن ست وخمسين سنة.
431
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
قال ياقوت :من أئمة اللغة والدب وأهل بيت جللة ووزارة ،له كتاب ربيعة وعقيل .واستوزره المستظهر عبد
الرحمن بن هشام.
قال أبو حيان في "النضار" :كان لغويًا أديبًا مجيدًا ،حسن الخط ،رأيته بغرناطة ،وبها توفي قبل خروجي منها،
وكان في كنف ملكها ابن الحمر ،ورحل قديمًا إلى تونس ،ومدح ملكها .انتهى.
قال ابن الفرضي :كان له بصر بالنحو والغريب ،سمع من عبيد ال بن يحيى بن يحيى وغيره .مات سنة ثلث -
ال
قال أبو نعيم في "تاريخ أصبهان" :صاحب أدب وغريب ،تفقه على مذهب الكوفيين ،وروى عن محمد بن حميد
وغيره .وكان كثير الحديث ثقة .مات سنة خمس وتسعين ومائتين .أسندنا حديثه في الطبقات الكبرى.
432
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
قال في "تاريخ غرناطة" :كان نحويًا فصيحًا بليغًا شاعرًا مجيدًا أديبًا ،شديد الحزم ،ماضي العزم ،ذا صولة،
حسن التدبير في سلطانه ،مبسوط اليد ،شجاع النفس ،عظيم العفو ،أراد أهل قرطبة خلعه ،فأظهره ال عليهم،
وغزا وأسر ،وفتح الحصون ،ومات لربع بقين من ذي الحجة سنة ست وثمانين ] [......عن اثنتين وخمسين.
ومن شعره:
قال ابن عبد الملك :كان نحويًا أديبًا عارفًا بهما ،كاتبًا محسنًا .كتب عن بعض الولة ،ودعى بذي الوزارتين،
وسكن سرقسطة وغرناطة ،ودرس بهما النحو والدب .وله :تلخيص الفصوص في العروض ،ورسائل تدل على
إمكانه من الدب.
مات بميافارقين في رجب سنة اثنتين وثلثين وستمائة ،وقد جاوز الستين بكثير .ومن شعره:
من ولد زيد بن الخطاب ،أخي عمر رضي ال عنه .قال السلفي :ذكر الجم الغفير أن اسمه "حمد" بفتح الحاء،
433
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
وقال السمعاني :سئل عن اسمه ،فقال :هو حمد؛ لكن الناس كتبوه أحمد ،فتركته عليه .وقال الثعالبي في اليتيمة:
وقال السمعاني :كان حجة صدوقًا ،رحل إلى العراق والحجاز وجال خراسان ،وخرج إلى ما وراء النهر ،وتفقه
بالقفال الشاشي ،وغيره .وأخذ الدب عن أبي عمر الزاهد وإسماعيل الصفار ،وألف في فنون .وروى عنه أبو
وله من التصانيف :غريب الحديث ،وشرح البخاري ،شرح أبي داود ،العزلة ،وغير ذلك.
مولده في رجب سنة تسع عشرة وثلثمائة ،ومات ببست سنة ثمان وثمانين .وقيل :يوم السبت سادس ربيع الخر
سنة ست وثمانين .ووقع في المنتظم لبن الجوزي :سنة تسع وأربعين ،وهو غلط.
- 1144حمد بن فورجة
قال الحاكم :حدث عن النضر بن أبي عاصم ،وعفان بن مسلم .وعنه ابن خزيمة وأبو عمرو المستملي.
قال السلفي فيما نقل عن خطه :من أهل اللغة والضبط والخط الحسن.
434
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
ل ،عارفًا بوجوه القراءات ،وبالنحو والدب.
قال ابن الزبير :كان أستاذًا مقرئًا ،جلي ً
أخذ عن عياش بن خلف وسليمان بن نجاح .وأجاز له أبو علي الغساني والصدفي .وإليه نسب مسجد حمزة
المام المشهور ،إمام الحديث ،وشيخ أهل البصرة في العربية ،ذكره السيرافي في نحاة البصريين ،فقال :ل أعلن
وسئل يونس :أيكما أسن ،أنت أو حماد؟ فقال :حماد ،ومنه تعلمت العربية .وقال الجرمي :ما رأيت أفصح منه.
وكان سيبويه يستملي عليه يومًا ،فقال :قال رسول ال )ص.ع(" :ما أحد من أصحابي إل وقد أخذت عليه ليس أبا
الدرداء" ،فقال سيبويه" :ليس أبو الدرداء" ،فقال حماد :لحنت يا سيبويه ،فقال :ل جرم؛ لطلبن علمًا ل تلحنني
وذكره الزبيدي في طبقات النحويين ،وقال :أحمد بن سلمة :كان حماد بن سلمة يمر بالحسن البصري في الجامع
وقال الذهبي :كان إمامًا رأسًا في العربية فصيحًا بليغًا ،كبير القدر ،صاحب سنة ،شديدًا على المبتدعة ،زاهدًا
حجة ،روى له مسلم والربعة .وتوفي سنة سبع وستين ومائة ،فقال بعضهم:
- 1150حنون بن إسحاق -وقيل ابن الحكم -بن حنون اليعمري البذي ،أبو الحسن
435
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
قال ابن الزبير :أستاذ نحوي ،أخذ عن ابن الخضر .وقال ابن عبد الملك :كان مبرزًا في علم العربية ،حافظًا
للغات ،ذاكرًا للداب ،حسن الخط ،جيد الضبط ،تصدر لتدريس ما عنده.
كان علمة بالمعاني والبيان والعربية ،أخذ عن التفتازاني ،وشرح اليضاح للقزويني شرحًا ممزوجًا ،وقدم
الروم وأقرأ .ومات بعد العشرين وثمانمائة .أخذ عنه شيخنا العلمة محيي الدين الكافيجي ،وذكره لنا هو وغيره.
قال ابن عبد الملك :كان نحويًا لغويًا أديبًا شاعرًا ،يشارك في الكتابة ،حسن الخط ،متقن الضبط ،تل بالسبع على
أبي الحسن بن النعمة ،وتأدب بأبي الحسن بن إبراهيم بن سعد الخير ،وروى عن ابن أبي الحسن بن نجبة .وناظر
عنده في كتاب سيبويه ،وانتصب للقراء بجامع بلنسية .ومات سنة تسع وستمائة.
تم بحمد ال الجزء الول من كتاب بغية الوعاة في طبقات اللغويين والنحاة ويليه الجزء الثاني وأوله :باب الخاء
حرف الخاء
436
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
قال الشيخ مجد الدين في "البلغة" :لغوي ،نحوي ،راوية ،نسابة .له تصانيف ،منها أشعار القبائل .وذكره
- 1154خزعل -بفتح الخاء المعجمة والعين المهملة وسكون الزاي -ابن عسكر
ابن خليل العلمة تقي الدين أبو محمد الشناني النحوي اللغوي المقرئ
قال الصفي خليل المراغي في مشيخته :هو أحد القراء المعروفين ،والفضلء المشهورين؛ عالم ببالغة والنحو،
دخل بغداد وقرأ بها على أبي البركات بن النباري أكثر مصنفاته وعاد فقطع عليه الطريق ،وأخذت كتبه ،فأقام
بالقدس يقرئ القرآن والعربية زمانًا ،وانتفع به الناس ،ثم ذهب إلى دمشق وسكنها إلى أن مات .وذكر أنه سمع من
السلفي بلدانياته ،وحدث بها بقوله ،ولم يظفر بسماعه ،ول نعلم إل خيرًا.
مات في الثالث والعشرين من رجل سنة ثلث وعشرين وستمائة .وذكر الصفدي أنه أقعد في آخر عمره.
وقال الحافظ الرشيد العطار :سألناه أن ينشدنا شيئًا من نظمه ،فقال بديها:
من أهل الحلة المزيدية ،قال ابن النجار :يقال :إنه أول من انتشر عنه النحو بتلك البلد ،وتخرج به جماعة .وله
شعر.
- 1156خشاف الكوفي
437
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
- 1157خصيب الكلبي الموروري
قال الزبيدي وابن عبد الملك :كان نحويا لغويا .وله مصنف في اللغة على نحو مصنف أبي عبيد القاسم بن سلم،
وكان أشياخ مورور يذكرون أن الفرانق كان يأتي من قرطبة من قبل أميرها إليه ،فيستفتيه في الكلمة من اللغة
والمسألة من العربية التي تحدث عندهم ،فيجيبه عنها .ذكره الزبيدي في الطبقة الثانية من نحاة الندلس.
وسكون الواو وبعدها مثلثة -أبو العباس الفارقي الجزري النحوي الضرير
قال ياقوت في معجم البلدان :ولد بالجزيرة ،ونشأ بميافارقين ،وأصله من توماثا .وكان عالمًا بالنحو مقرئًا
فاضل ،أديبا عارفا ،حسن الشعر ،كثير المحفوظ .قرأ اللغة على ابن الجواليقي على ابن الشجري ،والفقه على
وله محفوظات كثيرة ،منها المجمل ،وشعر الهذليين ،وشعر رؤية وذي الرمة .لقيته بمرو وسرخس ونيسابور في
سنة أربع وأربعين وخمسمائة،وسألته عن مولده ،فقال :سنة خمس وخمسمائة .وأنشدنا لنفسه:
وقد ذاب من شوق إليك سرادها كتبت وقد أودى بمقلتي الـبـكـا
وحقـكـم إل وذاك سـوادهـا فما وردت لي نحوكـم رسـالة
كان نحويًا فقيهًا حافظًا مقرئًا ،موصوفًا بالنزاهة ،فاضل حاذقا .أخذ عن علي بن الباذش وغيره ،وروى عنه أبو
عبد ال النمري الحافظ .وأقرأ العربية وغيرها ،وأخذ عنه الناس كثيرًا.
ومات في حياة شيخه ابن الباذش سابع عشر شوال سنة ثنتين وعشرين وخمسمائة.ذكر ذلك ابن الزبير وابن عبد
الملك.
438
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
- 1160خطاب بن مسلمة بن محمد بن سعيد بن بتري بن إسماعيل بن سليمان بن
قال ابن الفرضي :كان بصيرًا بالنحو والغريب ،حافظا للرأي ،نبيل مجاب الدعوة ،زاهدًا من البدال .سمع من
أحمد بن مسعود الزنبري النحوي وأبي جعفر النحاس وابن الورد ،وبمكة من ابن العرابي.
مات يوم الجمعة لثنتي عشرة بقيت من شوال سنة ثنتين وسبعين وثلثمائة .ومولده سنة أربع وتسعين ومائتين.
قال ابن عبد الملك :كان من جلة النحاة ومحققيهم والمتقدمين في المعرفة بعلوم اللسان على الطلق .روى عن
أبي عبد ال بن الفخار وأبي عمر أحمد بن الوليد وهلل بن عريب ،وروى عنه ابناه :عبد ال وعمر ،وأبو الحزم
الحسن بن محمد بن غليم ،وتصدر لقراء العربية طويل ،وصنف فيها.واختصر الزاهر لبن النباري .وله حظ
من قرض الشعر .مات بعد الخمسين والربعمائة .قلت :وهو صاحب "كتاب الترشيح"؛ ينقل عنه أبو حيان وابن
هشام كثيرًا.
مولى بلل بن أبي بردة .كان راوية ثقة ،علمة ،يسلك مسلك الصمعي وطريقه ،حتى قيل :هو معلم الصمعي،
وهو والصمعي فتقا المعاني ،وأوضحا المذاهب ،وبينا المعالم .وكان الخفش يقول :لم يدرك أحدًا أعلم بالشعر
وقال أبو الطيب :كان خلف يصنع الشعر وينسبه إلى العرب :فل يعرف ،ثم نسك وكان يختم القرآن كل ليلة ،وبذل
ل عظيما على أن يتكلم في بيت شعر شكوًا فيه ،فبى ذلك .وصنف جبال العرب وما قيل فيها
له بعض الملوك ما ً
من الشعر ،وله ديوان شعر حمله عنه أبو نواس ،ومات في حدود الثمانين والمائة.
439
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
- 1163خلف بن أفلح ،أبو القاسم الطرطوشي
مولى بني ميسر .قال ابن الزبير :مقرئ نحوي ،أخذ القراءات على أبي عمرو الداني الحافظ .روى عنه أبو
له نفيل
قال ابن الفرضي :كان نحويًا لغويًا ،شاعرًا .كتب عن أبي علي البغدادي وغيره.وكان حسن الخط ،ولى قضاء
شذونة والجزيرة ،ومات بقرطبة ليلة الثنين ،سلخ ذي القعدة سنة ثمان وتسعين وثلثمائة.
النحوي
كذا ذكره في "المغرب"" ،والخريدة" ،وقال :كان مقدم الشعراء في أيام الفضل بن أمير الجيوش .ومن شعره:
قال الصفدي :كان له معرفة بالنحو واللغة .وقال الذهبي :كان له باع مديد في الترسل والنظم ،مع التقوى
والخير.
وقال في الدرر :قرأ على الدباج القراءات ،وكتب سيبويه ،وروى بالجازة عن النجيب وغيره ،وكتب لمير
440
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
سبتة ،وحدث وحج مرتين.
ولد سنة خمس عشرة وستمائة ،ومات في المدينة في أوائل سنة أربع وسمبعمائة .وله:
وهو ثالث الخفشين من النحاة .قال ابن عبد الملك :كان ماهرًا في العروض ،وكان لملزمته النسخ ربما أشكل
عليه بعض اللفاظ فأنف من الجهل ،وسمت همته إلى تعلم العربية ،فقرأها وهو في عشر الربعين ،وبرع فيها
حتى أقرأها .وكان حسن التفهيم والتلقين ،وراقًا محسنًا ضابطًا ،روى عنه ابن عزيز .ومات بعد الستين
وأربعمائة.
كان مقرئًا نحويًا حافظًا للحديث ،حاذقا به غزير الرواية ،مقتفيًا آثار الصالحين؛ روى عن أبي طالب مكي وأبي
وصنف شرح مشكل الجمل للزجاجي .ومات عقب ذي الحجة سنة أربع وثلثين وأربعمائة .ذكره ابن الزبير وابن
قال الزبيدي :كان صاحب نحو ولغة ،ولد سنة مائتين وخمس عشرة ،وتوفى سنة تسعين ومائتين.
441
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
ل نحويًا حاذقًا ،حسن التقييد ،ضابطًا متقنًا ،روى عن العلم الشنتمري وأبي
ٍقال ابن عبد الملك :كان مقرئًا جمي ً
النحوي
قال في "الريحانة" :كان إماما في العربية واللغة ،له حظ من الفرائض؛ يستظهر كتاب سيبويه وأدب الكتاب
والمقتضب والكامل ،روى عن أبي على الغساني وأبي الربيع الضرير .يعرف بالبريطل وابن الباذش وعاصم
الدب ،وعنه الوليد بن خيرة القرطبي ،وبه تدرب في اللسان ،وتخرج .وكان من أهل الزهد والنقطاع إلى ال
تبارك وتعالى ،قانعًا باليسير؛ ل يدخل في ولية ،ول يقبل على إقراء في جامع ول إمامة ،ودعي إلى القضاء
مات بقرطبة في ذي القعدة سنة خمسمائة وثنتين وثلثين .ومن شعره يرثى جميل غرق:
قد أطفأ الماء سراج الجمال الحمد لله علـى كـل حـال
قد يطفئ الزيت ضياء الذبال أطفأه ما كان مـحـبـا لـه
وله:
ولم يثبت رجال الغرب لي شرفا لو لم يكن لي آباء أسـود بـهـم
لكان في سيبويه الفخر لي وكفي ولم أنل عند ملك العصر منـزلة
وكل مختلف في مثل ذا وقـفـا فكيف علم ومجد قد جمعتـهـمـا
صاحب العربية والعروض .قال السيرافي :كان الغاية في استخراج مسائل النحو وتصحيح القياس فيه؛ وهو أول
من استخرج العروض ،وحضر أشعار العرب بها ،وعمل أول كتاب العين المعروف المشهور الذي به يتهيأ
ضبط اللغة .وكان من الزهاد في الدنيا ،والمنقطعين إلى العلم؛ ويروى عنه أنه قال :إن لم تكن هذه الطائفة أولياء
فليس ل ولي.
442
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
ووجه إليه سليمان بن علي من الهواز -وكان واليها -يلتمس منه الشخوص إليه وتأديب أولده ،فأخرج الخليل
إلى رسوله خبزًا يابسًا وقال :ما عندي غيره ،وما دمت أجده فل حاجة لي في سليمان ،فقال الرسول :فماذا أبلغه
وفي غنى غير أني لست ذا مال أبلغ سليمان أني عنك في سـعة
يموت هزل ول يبقى على حال سخى بنفسي أنـي ل أرى أحـدا ً
وكان يقول الشعر ،فمنه:
أو كنت تجهل ما أقول عذلتكا لو كنت تعلم ما أقول عذرتنـي
وعلمت أنك جاهل فعذرتكـا لكن جهلت مقالتي فعذلتـنـي
ومنه:
وقال غيره :روى عن أيوب وعاصم الحول وغيرهما ،وأخذ عنه سيبويه والصمعي والنضر بن شميل؛ وكان
خيرًا متواضعًا ،ذا زهد وعفاف ،يقال :إنه دعا بمكة أن يرزقه ال تعالى علمًا لم يسبق له،فرجع وفتح عليه
بالعروض.
وكانت له معرفة باليقاع والنظم ،وهو الذي أحدث له علم العروض ،فإنهما متقاربان في المأخذ.
وقال النضر بن شميل :أقام الخليل في خص بالبصرة ل يقدر على فلسين وتلمذته يكسبون بعلمه الموال.
وكان آية في الذكاء ،وكان الناس يقولون :لم يكن في العربية بعد الصحابة أذكى منه وكان يحج سنة ،ويغزو سنة.
ويقال :إنه كان عند رجل دواء لظلمة العين ينتفع به الناس ،فمات واحتاج الناس إليه ،فقال الخليل :أله نسخة
معروفة ،قالوا :ل ،قال :فهل له آنية كان يعمله فيها؟ قالوا :نعم ،قل :جيئوني بها ،فجاءوه ،فجعل يشم الناء،
ويخرج نوعًا نوعًا ،حتى أخرج خمسة عشر نوعًا ،ثم سئل عن جمعها ومقدارها ،فعرف ذلك ،فعمله وأعطاه
الناس فانتفعوا به؛ ثم وجدت النسخة في كتب الرجل ،فوجدوا الخلط ستة عشر خلطا ،كما ذكر الخليل لم يفته
منها إل خلط واحد .وهو أول من جمع حروف المعجم في بيت واحد وهو:
443
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
صف خلق خود كمثل الشمس إذ
يحظى الضجيع بها نجـلء مـعـطـار
بزغت
ومن كلمه :ثلثة تنسيني المصائب :مر الليالي ،والمرأة الحسناء ،ومحادثات الرجال.
والفراهيدي نسبة إلى فراهيد بن مالك بن فهم بن عبد ال بن مالك بن مضر بن الزد ويقال له أيضًا :فرهودي،
وهو واحد الفراهيد .وأبوه أول من سمى أحمد بعد النبي صلى ال عليه وسلم.
اختلف الناس في نسبته إلى الخليل ،فقال أبو الطيب اللغوي :ليس له ،وإنما هو لليث ابن نصر بن سيار ،وقيل:
عمل الخليل من قطعة من أوله إلى كتاب العين ،وكمله الليث ،لن أوله ل يناسب آخره ،وهذا قد تقدم في قول
السيرافي.
وقيل :بل أكمله ،وإنه بدأه بسياق مخارج الحروف ،ثم بإحصاء أبنية الشخاس وأمثلة أحداث السماء ،فذكر أن
مبلغ عدد أبنية كلم العرب المستعمل والمهمل على مراتبها الربع من الثنائي والثلثي والرباعي والخماسي من
غير تكرير اثنا عشر ألف ألف الربع من الثنائي والثلثي والرباعي والخماسي من يغر تكرير اثنا عشر لف ألف
وثلثمائة ألف وخمسة عشر ألف وأربعمائة واثنا عشر ،الثنائي سبعمائة وستة وخمسون ،والثلثي تسعة عشر ألفا
وستمائة وخمسون ،والرباعي أربعمائة ألف وأحد وتسعون ألفا وأربعمائة ،والخماسي أحد عشر ألف ألف
وسبعمائة وثلثة وتسعون ألفا وأربعمائة ،والخماسي أحد عشر ألف ألف وسبعمائة وثلثة وتسعون ألفا وستمائة.
ذكر ذلك حمزة الصبهاني في كتاب الموازنة فيما تنقله عنه المؤرخون .وهذا صريح في إنه أكمله.
وقال ابن المعتز :كان الخليل منقطعًا إلى الليث فيما صنفه وخصه به ،فحظي عنده جدًا ،ووقع عنده موقعًا عظيما،
ووهب له مائة ألف ،وأقبل على حفظه وملزمته ،فحفظ منه النصف ،واتفق أنه اشترى جارية نفيسة ،فغارت ابنة
عمه ،وقالت :وال لغيظنه ،وإن غظته في المال ل يبالي ،ولكني أراه مكبا ليله ونهاره على هذا الكتاب ،وال
لفجعنه به .فأحرقته ،فلما علم اشتد أسفه ،ولم يكن عند غيره منه نسخة .وكان الخليل قد مات ،فأملى النصف من
حفظه ،وجمع علماء عصره ،وأمرهم أن يكملوه على نمطه ،وقال لهم :مثلوا واجتهدوا ،فعملوا هذا التصنيف الذي
444
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
بأيدي الناس.
وللخليل من التصانيف غير العين :كتاب النعم ،الجمل ،العروض ،الشواهد ،النقط والشكل ،كتاب فائت العين،
كتاب اليقاع.
توفى الخليل سنة خمس وسبعين ومائة ،وقيل :سنة سبعين ،وقيل ستين ،وله أربع وسبعون سنة .وسبب موته أنه
قال :أريد أن أعمل نوعًا من الحساب ،تمضي به الجارية إلى القاضي فل يمكنه أن يظلمها ،فدخل المسجد وهو
ورئى في النوم فقيل له :ما صنع ال بك؟ فقال :أرأيت ما كنا فيه! لم يكن شيئًا ،وما وجدت أفضل من سبحان
من أهل لبلة أبو الحسن ،وأبو محمد .قال ابن الزبير وابن عبد الملك وغيرهما :كان من ذوي البيوت العلمية،
فقيهًا حافظًا مقرئًا ،متقنًا نحويًا ماهرًا ورعًا ،فاضل ،بارعًا في نظمه ونثره ،زاهدًا ،تل على ابن الخضر،
وروى عنه وتأدب به وبابن أبي العافية .وهو من بيت علم ودين وفقه ،سواء في ذلك رجالهم ونساؤهم وخدمهم.
أقرأ بلبلة القرآن والنحو واللغة والحديث ،وأم بجامعها .وكان يؤثر الخمول ،وطلب للقضاء ففر ،فوجه إليه
فارسان فأدركاه ،فدفع إليهما دراهم ووعدهما بجزيل الجر إن تركاه ،ففعل ،ونجا بنفسه .وطلب مرة أخرى
وكان من كبار من جمع ال له العلم والعمل ،وله أملك ورثها قنع بها ،وربما استعان بكتب الوثيقة على طريقة ل
وروى عن ابنه الحافظ أبو العباس .ومات بلبلة ثاني رمضان سنة سبع وخمسين وخمسمائة ،وقد ناهز الثمانين.
445
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
قال الحاكم :سع عبد ال بن المبارك ،وروى عنه محمد بن عبد الوهاب.
- 1175خميس بن علي بن أحمد بن علي بن الحسن أبو الكرم الواسطي الحوزي -
كذا وصفه ياقوت في عدة مواضع من معجمه ،وقال :له أمثال .روى عنه السلفي.
وقال الصفدي :جمع بين حفظ القرآن وعلمه ،والحديث وحفظه ومعرفة رجاله ،وانتهت إليه الرياسة وقته بواسط.
حرف الدال
قال ابن عبد الملك :كان نحويا ماهرًا ،درس العربية ببلده زمانًا ،وكانت له مشاركة حسنة في غير ذلك من
المعارف.
روى عن أبي بكر بن خير وأبى عبد ال بن أحمد البقاعي وأبى القاسم السهيلي .مات ببلده قبل ستمائة.
قرأت بخط الشيخ كمال الدين والد شيخنا الشمني :من الئمة الراسخين ،تفقه على مذهب مالك ،فنون عديدة،
وتصانيف مفيدة .صحب الشيخ تاج الدين بن عطاه ال ،وأخذ عنه طريق التصوف ،وكان يتكلم على طريق القوم.
446
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
صنف :مختصر التلقين للقاضي عبد الوهاب في الفقه ،مختصر الجمل للزجاجي ،بديع .وله كتاب في المعاني
كذا ذكره ابن يونس في "تاريخ مصر" ،وقال :قدم مصر ومات بها سنة ثلث وثمانين ومائتين .وذكره الزبيدي
النباري الكوفي
قال الخطيب :كان نحويًا لغويًا ،حسن العلم بالعروض واستخراج المعمى ،فصيحًا ،كثير الحفظ للنحو واللغة
وله الشعر الجيد ،أخذ عن ابن السكيت وثعلب ،وسمع من جده إسحاق وعمر بن شبة ،وعنه ابن الزرق وجماعة.
وله كتاب في النحو على مذهب الكوفي ،وآخر في خلق النسان ،وغير ذلك .مات بالنبار سنة ست عشرة
من أهل قلعة يحصب .قال ابن الزبير :بقية النحاة بالندلس .الستاذ الفاضل ،الورع الزاهد ،صدر النحويين في
روى عن ابن الباذش وأخذ عنه ،ولزمه إلى أنا مات ،وكان أجل أصحابه ،وتصدر للقراء في حياته ،وكان يجله
ويؤثره بطائفة من طلبته،وكتب له إجازة طنانة ،وصفه فيها بالتحقيق وجللة المرتبة في العربية ،وقد ذكرنا
447
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
ل من كتب
وكان يقرئ العربية والدب واللغة ،ويستفتح مجلسه بأم القرآن تبركا ،ويسمع الحديث في رمضان بد ً
الشعار.
وكان غزير الدمعة ،كثير الخشية عند قراءة القرآن والحديث ،وكان يأكل الشعير ،ولم يأكل لحمًا من الفتنة الولى
لجل المغانم والمكاسب .انتقل من غرناطة إلى باغة من أجل أن السلطان دعاه لقراء بنيه ،فقال :وال ل أهنت
العلم ،ول مشيت به إلى الديار ،ثم انتقل إلى قرطبة ،وكان يسأل ال تعالى الموت بها ،فمات بها سنة ثلث
وسبعين وخمسمائة .ومولده بعد الثمانين وأربعمائة بيسير .وكان آخر النحاة بغرناطة والزهاد بها ،روى عنه ابن
خروف وغيره.
قال ابن الزبير :مقرئ نحوي .روى عن النحوي أبي مروان بن مجير البكري ،وأخذ عنه القراءات ،وحدث عنه
حرف الذال
- 1182ذو الفقار بن محمد بن أشرف بن محمد ،أبو جعفر العلوي الحسيني الشافعي
قال الذهبي :نحوي سمع ببغداد من الكاشغري وابن الخازن ،ودرس بالمستنصرية .ولد سنة ثلث وعشرين
حرف الراء
448
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
- 1183ربيع أبي الحسين عبد الرحمن بن أحمد الشعري القرطبي ،أبو سليمان
قال ابن الزبير وابن عبد الملك :كان حافظا للغة ،ذاكرا للداب ،محدثًا مكثرًا صالحًا نزهًا ضابطًا عن أبيه وابن
بشكوال ،وتل على أبي القاسم بن محمد بن الشراط ،وتأدب بأبي غالب بن أبي القاسم الشراط ،وولى قضاء
قرطبة.
وكان وجيها ببلده ،من ذوي البيوت الشهيرة الفضل .ولد في ذي القعدة سنة تسع وتسعين وخمسمائة ،ومات
له شرح مقصورة ابن دريد ،رأيت خطه عليها في جمادى الولى سنة ثنتين وثمانين وستمائة.
- 1185ربيعة بن الحسن بن علي بن عبد ال بن يحيى بن نزار اليمنى الحضرمي الذماري ،أبو نزار
قال الخزرجي :كان إمامًا عالمًا ،حافظا عارفًا باللغة ،أديبًا أريبا شاعرا ،حسن الخط ،دينا ورعًا كثير التلوة
ولد سنة خمس وعشرين وخمسمائة ،ومات في ثاني عشر جمادى الخرة سنة تسع وستمائة.
ذكره السبكي في "طبقات الشافعية" :وقال :سمع عن السلفي وخلق ،وعنه المنذري وابن خليل وجماعة .أنشد له
449
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
قال في "تاريخ غرناطة" :كان من أهل المعرفة بالنحو والدب والفقه ،وكان النحو يغلب عليه .مات بعد
الربعين وخمسمائة.
قال ابن مكتوم :قال أبو حيان :كانت له اليد الطولي في النحو واللغة والدب.
صاحب "شرح الكافية" لبن الحاجب ،الذي لم يؤلف عليها -بل ول في غالب كتب النحو -مثلها ،جمعًا
وتحقيقًا ،وحسن تعليل .وقد أكب الناس عليه ،وتداولوه واعتمده شيوخ هذا العصر فمن قبلهم ،في مصنفاتهم
ودروسهم ،وله فيه أبحاث كثيرة مع النحاة ،واختيارات جمة ،ومذاهب ينفرد بها؛ ولقبه نجم الئمة ،ولم أقف على
اسمه ول على شيء من ترجمته؛ إل أنه فرغ من تأليف هذا الشرح سنة ثلث وثمانين وستمائة.
وأخبرني صاحبنا المؤرخ شمس الدين بن عزم بمكة ،أن وفاته سنة أربع وثمانين ،أو ست الشك منى .وله شرح
على الشافية.
ذكره الزبيدي في طبقات النحاة والشيخ مجد الدين في البلغة فقال :كان كاتب أبي عبيدة ،وأوثق الناس عنه ،سمع
منه المازني.
- 1190روح بن أحمد بن يوسف الجذامي ،أبو زرعة القرطبي المعروف بابن هود
450
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
ل تام المروءة ،تأدب بابن الشراط أبي
ل صينًا ،عد ً
كان عارفًا بالفقه ،مبرزًا في النحو ،ريان من الدب ،فاض ً
ومات في تاسع عشري ربيع الول سنة عشرين وستمائة عن خمس وستين .ذكره ابن الزبير.
حرف الزاي
قال ابن حجر :كان عالمًا بالعربية والمنطق والكشاف ،وله اقتدار على حل المشكلت من هذه العلوم .قدم من
بلده إلى حلب ،ثم القاهرة ،وولى مشيخة الشيخونية ،فأقام مدة طويلة إلى أن ضعف فطال ضعفه ،فشنع عليه
الكمال بن العديم ،أنه خرف ،ووثب على الوظيفة واستقر فيها بالجاه ،فتألم وهو وولده محمود .ومات عن قرب
ذكره الزبيدي والشيخ مجد الدين ،فقال :لغوي .لم نقف على اسمه.
ل ،قد أتقن العربية ،واطلع على غوامض المعاني الدبية ،ونظم
صاحب تونس .قال الصفدي :كان فقيهًا فاض ً
الشعر ،وأتى فيه بالسحر ،ووزر لبن عمه المستنصر مدة ،ثم ملك سنة ثمانين وستمائة ،ثم خلع ،ثم حج سنة
ثماني عشرة وسبعمائة .واجتمع بالتقي بن تيمية ،ورجع إلى تونس ،وقد مات صاحبها ،فملكوه ،ولقب القائم بأمر
ال ،فوثب عليه قرابته أبو بكر ،فرفض الملك .وسار إلى السكندرية ،وأقام بها إلى أن مات في المحرم سنة سبع
451
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
- 1194زنبور بن يعسوب الحضرمي ،أبو شبوة
قال ابن مكتوم في تذكرته :نحوي من أصحاب ابن الطراوة ،له كلم مع الحسن بن الباذش في مسألة نحوية،
نقضها عليه .أفادني ذلك شيخنا أبو حيان ،ولم يعرف من حاله إل ما ذكرته.
- 1195زنجي بن مثنى
ذكره الزبيدي والشيخ مجد الدين فقال :كان عالمًا باللغة والعربية ،ومؤدبا لكثير من رجال السلطان.
- 1196زيد بن الحسن بن زيد بن الحسن بن زيد بن الحسن بن سعيد بن عصمة بن حمير بن الحارث ذي
رعين الصغر ،المام تاج الدين أبو اليمن الكندي النحوي اللغوي المقرئ المحدث الحافظ
ولد ببغداد سنة عشرين وخمسمائة ،وحفظ القرآن وهو ابن سبع سنين ،وأكمل القراءات العشر وهو ابن عشر.
وكان أعلى الرض إسنادًا في القراءات ،قال الذهب :ل أعلم أحدًا من الئمة عاش بعد ما قرأ القرآن ثلثا وثمانين
سنة غيره.
وقرأ العربية على أبي محمد سبط أبي منصور الخياط وابن الشجري وابن الخشاب ،واللغة على موهوب
الجواليقي ،وسمع الحديث من أبي بكر بن عبد الباقي ،وخلئق .وخرج له أبو القاسم بن عساكر مشيخة في أربعة
أجزاء.
وقدم دمشق ،ونال الحشمة الوافرة والتقدم ،وازدحم عليه الطلبة .وكان حنبلّيا فصار حنفّيا ،وتقدم في مذهب أبي
وكان صحيح السماع ،ثقة في النقل ،ظريفًا في العشرة ،طيب المزاج ،قرأ عليه جماعة ،وآخر من روى عنه
واستوزره فروخ شاه ،ثم اتصل بأخيه تقي الدين صاحب حماة ،واختص به ،وكثرت أمواله ،وكتب الخط
المنسوب ،وقرأ عليه المعظم عيسى شيئًا كثيرًا من النحو ،ككتاب سيبويه واليضاح.
452
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
وله :خزانة كتب بالجامع الموي ،فيها كل نفيس .وله حواش على ديوان المتنبي ،وحواش على خطب ابن نباتة،
توفى يوم الثنين سادس شوال سنة ثلث عشرة وستمائة ،وانقطع بموته إسناد عظيم .وفي يقول تلميذه الشيخ علم
وغاره :مغرى .وآره .مريح .والقاره :القارح .وطاره :طارح :والفاره؛ من صفات البغل والحمار ول يوصف به
453
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
الفرس.
حضر التاج الكندي في ثالث عشر رجب سنة خمس وستمائة عند الوزير وحضر ابن دحية ،فأورد ابن دحية
حديث الشفاعة ،فلما وصل إلى قول الخليل عليه الصلة والسلم" :إنما كنت خليل من وراء وراء" فتح ابن دحية
الهمزتين ،فقال الكندي" :وراء وراء"؛ بضم الهمزتين ،فعسر ذلك على ابن دحية .وصنف في المسألة كتابا سماه
الصارم الهندي في الرد على الكندي ،وبلغ ذلك الكندي ،فعمل مصنف سماه نتف اللحية من ابن دحية .وورد على
الكندي سؤال في الفرق بين "طلقتك إن دخلت الدار" ،وبين "إن دخلت الدار طلقتك"؛ فألف في الجواب عنه
مؤلفًا ،فرد عليه معين الدين محمد بن علي ابن غالب الجزري وسماه العتراض المبدي بوهم التاج الكندي.
ذكره الشيخ مجد الدين في "البلغة" ،فقال :لغوي أديب ،رتب أبواب كتاب الخفش.
وقال الزبيدي وابن عبد الملك :كان ذا حظ من العربية واللغة ،ويقرض الشعر ،وهو الذي جمع البواب في كتاب
الخفش ،وكانت مفرقة ،فاقتدى به الناس .سمع من عبيد ال بن يحيى .ومات في صفر سنة ثلثمائة.
شرح اليضاح ،وحماسة بي تمام ،وأقرأ النحو بحلب ،وروى بها اليضاح عن أبي الحسين ابن أخت الفارسي
قرأ علي الشريف أبي البركات عمر بن إبراهيم الكوفي ،وسمع منه أبو الحسن علي ابن طاهر النحوي وغيره.
وسكن دمشق ،وأقرأ بها ،ومات بطرابلس في ذي الحجة -وقيل ذي القعدة -سنة سبع وستين وأربعمائة.
454
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
بفتح الميم وسكون الراء وفتح الزاي وتشديد الكاف .قال الصفدي :كان نحويًا شاعرًا أديبًا رافضيًا .وله يرثى
الحسين:
لما جاءنا بعد الحسين غـمـام فلول بكاء المزن حزنا ً لفـقـده
لما انجاب من بعد الحسين ظلم ولو لم يشق الليل جلبابـه أسـى
كذا ذكره ابن فضل ال في نحاة المغرب من المسالك ،ولم يذكر اسمه ،ول أباه ،قال :برع في النحو والدب،
ورحل من الندلس ،وحج وقدم دمشق ووطنها ،ونزل على بني السريجي وامتدحهم .وله نظم ونثر.
حرف السين
كذا ذكره الصفدي ،وقال :له مقدمة في النحو ،توفى بالقدس سنة سبع وثمانين وأربعمائة.
قرأ عليه ياقوت ،وله معرفة بالدب ،وتفرد بالعروض .له أرجوزة في النحو ،وكتاب في العروض ،وكتاب في
وسمع صحيح مسلم من المؤيد الطوسي .وكان حسن الخلق ،محبوبًا للناس .مات في يوم الحد خامس ذي
455
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
قال في "المغرب" :من نحاة مالقة المشهورين ،كان يقرأ فيها العربية .وله شعر.
له كتاب "مختصر في شرح عويص المقامات" قرئ عليه في ربيع الول سنة إحدى وأربعين وخمسمائة .ذكره
ابن مكتوم.
النحوي ابن النحوي .قال في الريحانة :هو عالم الندلس في وقته ،صحب أباه نحو أربعين سنة ،واقتصر في
الرواية عليه ،وكان من أعلم الناس بالتصريف والشتقاق ،وله حظ وافر من الفرائض ،وكان من أكمل عصره
مروءة ،وأكثرهم صيانة ،وأوسعهم مال ،وأعظمهم جاهًا ومهابة ،تجتمع إليه الربعون والخمسون من مهرة
النحاة كابن الباذش وابن البرش ،وكانوا إليه مفتقرين ،لوقوفه على مواد النحو وأشعار العرب ولغاتها وأخبارها.
- 1206سرج الغول
قال الدار قطني :رجل من أهل مصر ،عالم باللغة يعرف بلقبه .قال الربيع بن سليمان كان ل يقول أحد شيئًا من
456
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
وكان الشافعي يقول :يا ربيع ،ادع لي سرجًا فيأتي به فيذاكره ويناظره ،ثم يقوم سرج الغول ،ويقول :يا بيع نحتاج
النحوي المالكي
روى عنه الشرف الدمياطي ،وقال :رأيته ببغداد يقرئ النحو .وممن قرأ عليه ابن إياز ،وكان الدمياطي ببغداد
قلت :ونقل عنه تلميذه ابن إياز في شرح الفصول في مواضع عديدة ،وسماه سعد الدين ،وذكره أنه شرح
قال الصفدي :كان تاجرًا يسافر إلى الشام ومصر والعراق وخراسان .وسكن بغداد ،وجالس أبا منصور
الجواليقي ،وأخذ عنه ،وكان يعرف النحو جيدًا .وله نظم ونثر .توفى سنة ثمانين وخمسمائة .وتور :قرية على باب
وسورة الهم تمحو سيرة الجـذل جاءت تسائل عن ليلى فقلت لـهـا
إن بنت طال وإن واصلت لم يطل ليلى بكفك فاغنى عن سؤالك لـي
ل ،كريم العشرة،
- 1209سعد بن خلف بن سعيد القرطبي ،أبو الحسن :قال ابن عبد الملك :كان قرئًا فاض ً
تل بالسبع على أبي القاسم بن النحاس وأبي الصبغ بن خيرة ،وسمع أبا بكر بن العربي وأبا على الغساني وأبا
محمد بن عتاب وشريحًا وأبا الوليد بن رشد .روى عنه أبو على القرطبي .مات سنة ثنتين وأربعين وخمسمائة في
457
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
محرم أو ربيع الول.
عليه الشيخ ركن الدين عمر بن قديد وغيره ،ونقل عنه أبحاثًا في تعاليقه .وله تصانيف ،منها شرح القصارى في
التصريف وغيره.
ل بمدرسة رسلن بالمنشية ،قتله اللصوص بسكين في بطنه ،في حدود سنة أربع عشرة وثمانمائة.
مات قتي ً
وأنجب ولده الشيخ شمس الدين محمد ،فكان له معرفة حسنة بالفقه والنحو والتصريف وغيرها ،وكتب الخط
المنسوب ،وولى الخزانة مكان والده ،فحفظها أحسن حفظ .وكان رجلً صالحًا ،كثير النقباض عن الناس،
والنجماع عنهم .صحبته سنين فلم أر عليه ما يكره .ولم يتزوج .قرأ على الشيخ عمر بن قديد والشيخ عبد السلم
البغدادي وغيرهما ،وقرأ عليه جماعة ،وكتبوا انتفعوا به ،وأخذت عنه في أول الطلب ومات يوم الثنين ،العشرين
من شعبان سنة سبع وستين وثمانمائة .ولم يكن مشرط الكتاب فذكرته هنا استطرادًا.
يعرف بسعد الرابية ،بموضع كان يعلم فيه النحو ،أخذ عن أبي السود الدؤلي ،وكان مزاحًا مضحكًا ،اختلف بنو
راسب والطفاوة إلى زياد بن أبيه في مولود ،فقال سعد :أيها المير ،يلقى هذا المولود في الماء فإن رسب فهو من
راسب وإن طفا فهو من طفاوة ،فأخذ زياد نعله ،وقال :ألم أنهك عن هذا الهزل في مجلسي!.
وكان عبيد ال بن زياد يستظرفه ويقربه ،فأبطأ عن صلته شهرًا ،فقال عبيد ال يومًا :ما أحوجني إلى وصفاء لهم
حلوة وقدود ذوي رشاقة ،يقومون على رأسي ،فقال سعد :حاجتك عندي أيها المير؛ وعمد إلى أصلح من قدر
عليه من الغلمان الذين عنده في المكتب ،فألبسهم ثياب الوصفاء ،وأتى بهم عبيد ال فاشتراهم وغالى بهم ،ومضى
458
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
سعد واختفى عند بعض أصحابه ،فلما جاء الليل بكى الصبيان ،فقال لهم عبيد ال :ما تريدون؟ قالوا :نريد بيتنا،
فقال :وأين بيتكم؟ قالوا؟ في موضع كذا وكذا ،وأنا ابن فلن وهذا ابن فلن .ففطن عبيد ال أنها حيلة وسخرية،
فوضع عليه الرصد ،فلما جيء به قال :ما حملك على ما فعلت؟ قال :أبطأت على صلتك! فضحك منه ،وترك له
المال.
قال الصفدي :أحد العلم ،كان المام متفننًا ،وكان يذم التقليد ،ويقول :هو من نقص العقول ودناءة الهمم.
له توضيح المشكل في القراءات ،المقالت في الصول ،المالي ،الرد على الملحدين ،الستيعاب ،وغير ذلك.
وذكر -أعني الصفدي -بعد هذا بأوراق ،نحويًا آخر باسم هذا وكنيته ونسبته وتصانيفه بعينها .وأظنهما واحدًا،
قال ابن النجار :كانت بضاعته في الدب قوية ،ومعرفته بالشعر جيدة ،يجمع اللغة والنحو والقوافي والعروض؛
وشرح ديوان المتنبي ،ومات سنة خمس وثمانين وثلثمائة .ومن شعره:
459
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
- 1214سعد ال بن غنائم بن علي بن ثابت -وقيل قانت -أبو سعيد الحموي
قرأ القرآن على الشيخ أبي الصبغ عبد= العزيز بن الطحان ،ومهر في العربية ،وصنف فيها التبصرة وغيرها،
قال ابن العديم :وأجاز لي ،ومات ببعلبك سنة أربع سنة أربع عشرة وستمائة ،وكذا وقع في تاريخ الصفدي الكبير.
وقال في أعيان العصر -وتبعه الحافظ ابن حجر في الدرر :سنة عشر وسبعمائة ،وبينهما بون عظيم .وعلى القول
الول ل يصح ذكره في أعيان العصر ،لنه ليس من معاصريه ،ول في الدرر ،لنه ليس من أعيان المائة الثامنة.
قال الخطيب :ذكره ابن النباري في رواة العلم والدب من البغداديين ،وكان يروي عن أبي عبيدة شيئًا من كتبه.
وصنف :خلق النسان ،المثال ،الوحوش ،المناهل ،الرضين والمياه ،وغير ذلك.
ذكره الزبيدي في الطبقة الخامسة من نحاة الندلس ،وقال :كان ذا علم بالعربية واللغة.
من رية .قال ابن الفرضي :كان عالمًا بالفرائض واختلف الناس فيها؛ مع العلم باللغة والشعر ،ضابطًا حسن
ل ،لم يتزوج ول تسرى ول اشتغل بشيء من الدنيا .سمع الخشني وابن وضاح.
التقييد ،ورعًا زاهدًا متقل ً
460
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
قال ابن عبد الملك :كان متقدمًا في علم العربية والدب ،حسن المشاركة في الفقه ،حسن الخلق .روى عنه القاسم
بن دحمان ،وقضى بلبلة ،وله مسألة في نفي الزكاة عن التين ،ناظر فيها أبا القاسم بن منظور قاضي إشبيلية.
قال الخزرجي :كان عارفًا بالفقه والنحو واللغة والقراءات ،ولد سنة ثمان عشرة وخمسمائة ،وأخذ عن العمراني
صنف السمى في السماء ،اشتقه من كتاب أبيه "السامي في السامي" ،وغرائب اللغة ،ونحو الفقهاء .مات
كذا ذكره "تاريخ إربل" ،وقال :كان يستظهر بعض كتاب سيبويه ،وكان كاتبًا ،روى الطباع ،حسنت حاله عند
المير أبى الفضائل لؤلؤ ،ثم نقم عليه ،وأخذ جميع ماله وكتبه ،وضربه ضربًا شديدًا ،وذلك في شوال سنة عشر
وستمائة.
وورد إربل في محرم سند أربع عشرة ،وسافر ولم أشعر به .وذكره ابن فضل ال في نحاة الندلس من المسالك
461
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
المام المشهور .كان إمامًا نحويًا ،صاحب تصانيف أدبية ولغوية ،وغلبت عليه اللغة والنوادر والغريب ،روى
عن أبي عمرو بن العلء ورؤية بن العجاج وعمرو بن عبيد وأبي حاتم السجستاني وأبي عبيد القاسم بن سلم
وجده ثابت ،شهد أحدًا والمشاهد بعدها ،وهو أحد الستة الذين جمعوا القرآن في عهد رسول ال ص.
قال السيرافي :كان أبو زيد يقول :كلما قال سيبويه" :أخبرني الثقة" ،فأنا أخبرته به.
وقيل :كان الصمعي يحفظ ثلث اللغة وأبو زيد ثلثي اللغة والخليل بن أحمد نصف اللغة ،وعمرو بن كركرة
وقال المازني :رأيت الصمعي وقد جاء إلى حلقة أبي زيد ،فقبل رأسه ،وجلس بين يديه ،وقال :أنت سيدنا
ومن تصانيف أبي زيد :لغات القرآن ،التثليث ،القوس والترس ،المياه ،خلق النسان ،البل والشاء ،حيلة ومحالة،
إيمان عثمان ،اللمات ،الجمع والتثنية ،قراءة أبي عمرو ،اللغات .المطر ،النبات والشجر ،النوادر ،اللبن ،بيوتات
العرب ،تخفيف الهمز الواحد ،الجود والبخل ،المقتضب ،الغرائز ،الوحوش ،فعلت وأفعلت ،غريب السماء،
توفى سنة خمس عشرة ومائتين .وقيل أربع عشرة ،وقيل ست عشرة ،عن ثلث وتسعين سنة بالبصرة.
قال ابن عبد الملك :كان نحويًا أديبًا ،حسن التصريف في النظم والنثر ،مشاركا في الفقه والحديث والرجال ،ذا
462
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
أخذ عن الدباج والشلوبين وابن عصفور ،وروى عنهم ،وأجاز له من المشرق التاج القسطلني وخلق ،وروى
استولى على منرقة -بضم النون وسكون الراء -فضبطها أحسن ضبط ،وسار فيها أحسن سيرة ،فهابه النصارى،
ولد ليلة السبت سادس جمادى الخرة سنة إحدى وستمائة ،ومات يوم السبت لثلث بقين من رمضان سنة ثمانين
وستمائة.
قال ابن العديم :أديب فاضل ،عارف بالعربية .له مصنفات ،منها تقسيمات العوامل وعللها ،وتفسير المسائل
قرأ على الربعي وسمع بحلب من ابن خالويه .قتل في الموكب عند بستان الخندق بالقاهرة بعد المغرب يوم
قال الحاكم :كان عالمًا بالحديث والعربية إل أنه كان ل يبذل نفسه للناس ،سمع عبد ال بن عوف وطبقته ،وسكن
خراسان ،ثم قدم بغداد زمن المأمون ،فحدث بها .روى عنه ابن العرابي.
نزيل إشبيلية .قال الصفدي :كان إمامًا في معرفة كتاب سيبويه ،بارعًا في اللغة والشعر ،أخباريًا .توفى سنة تسع
وعشرين وأربعمائة.
463
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
قال ابن عبد الملك :كان نحويًا ماهرًا ،عروضيًا ،أديبًا شاعرًا ،له تأليف في العروض ،ومسائل من كتاب سيبويه
ناظر فيها.
قال عبد الغافر :كان أديبًا نحويًا ،فقيهًا شاعرًا طبيبًا ،ألف في الطب مؤلفات ،ومات فجأة سنة عشرين
اللغوي القرطبي
يعرف بلحية الزبل .كان بارعًا في الدب ،مقدمًا في اللغة ،له عناية بالفقه والحديث ،وكان من أصحاب القالي.
له الرد على صاعد اللغوي ،وروى عن قاسم بن أصبغن وعنه ابن عبد البر.
مدرس الشبلية .قال الصفدي :كان إمامًا مفتيًا ،مدرسًا بصيرًا بالمذهب ،جيد العربية ،متين الديانة ،شديد الورع،
كتب عنه ابن الخباز وابن البرزالي ،وله شعر .ومات سنة أربع وثمانين وستمائة.
464
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
قال ابن الفرضي :كان نحويًا بليغًا شاعرًا ،سمع من عبد الملك بن حبيب ،وأدب بعض أولد الخلفاء.
- 1232سعيد بن فتحون بن مكرم -بضم الميم وسكون الكاف وفتح الراء -التجيبي
القرطبي النحوي
أخو محمد بن فتحون السابق .أبو عثمان .قال ابن عبد الملك :كان متمكنًا من علوم اللسان ،وألف في العروض
ل ،وله حظ من علوم الفلسفة ،وامتحن من قبل المنصور بن أبي عامر ،فسجن ثم أطلق،
مختصرًا ومطو ً
من أهل المائة الثالثة .قال صاحب "المغرب" :أديب فاضل ،عالم باللغة والشعر ،حفظ أربعة آلف أرجوزة
للعرب ،يضرب به المثل في الفصاحة ،كثير التقعر في كلمه .حج ودخل بغداد ،وروى الحديث والفقه ،وأقام
بمصر مدة.
وذكره الزبيدي في الطبقة الثانية من نحاة الندلس ،وقال :من أهل الرواية للشعر والحفظ للغة.
ذكره الزبيدي في "نحاة القيروان" ،وقال :كان يقال :إنه أعلم من المهري بالقرآن ،وحدود النحو ،وكان المهري
أوسع منه رواية ،وأعلم باللغة والشعر ،وكان كثير الوقار ،قليل الكلم ،وكان ينسب من أجل ذلك إلى الكبر ،وكان
ل عن أن يضحك.
ل يبتسم في مجلسه ،فض ً
465
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
كان من أعيان النحاة المشهورين بالفضل ومعرفة العربية .سمع الحديث من أبي القاسم هبة ال محمد بن
وصنف :شرح اليضاح في أربعين مجلدة ،شرح اللمع لبن جني في عدة مجلدات ،الدروس في النحو ،الرياضة
في النكت النحوية ،الفصول في النحو ،الدروس في العروض ،المختصر في القوافي ،الضاد والظاء ،تفسير
القرآن ،الضداد ،العقود في المقصور والممدود ،النكت والشارات على ألسنة الحيوانات ،إزالة المرء في الغين
والراء ،تفسير الفاتحة ،تفسير سورة الخلص ،شرح بيت من شعر ابن رزيك ،عشرون كراسة ،ديوان شعر،
رسائل.
ولد ليلة الجمعة حادي عشري رجب سنة أربع -وقيل ثلث -وتسعين وأربعمائة ،وتوفى بالموصل ليلة عيد
ومن شعره:
عثمان
للسان العرب ،وأحكم كتاب سيبويه قراءة وتفقهًا ،ونظر في الطريقة الدبية والنظم والنثر .وله بصر بالتوثيق؛
466
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
نشأ على الطهارة والرضا والتواضع وحسن الخلق إلى أن مات في حدود الستين وستمائة ،ومولده سنة ثنتين
وعشرين وستمائة.
يستغيب ،فإن لم يسمع نهيه قام من المجلس ،وكان شيخ الخانقاه السامرية.
رحل من المغرب إلى القاهرة سنة عشرين وسبعمائة ،وسمع بها من جماعة ،وأخذ عن أبي حيان ،وتحول إلى
دمشق ،وتصدر بها لقراء العربية إلى أن مات في سادس شوال سنة إحدى وسبعين.
قال الصفدي :كان عارفًا باللغة والدب ،أشعريًا .مات سنة اثنتي عشرة وخمسمائة.
سنان بن خزاعة بن جني الزدي ،أبو طالب الشاعر المعروف بالوحيدي البغدادي
شرح ديوان المتنبي ،وكانت بضاعته في الدب قوية ،ومعرفته بالشعر جيدة ،يجمع اللغة والنحو والقوافي
والعروض ،متقدمًا في ذلك كله .ورد على المتنبي في عدة مواضع أخطأ فيها ،وقدم مصر ومدح بها بني حمدان.
وعمر زيادة على ثمانين سنة ،وتوفى سنة خمس وثمانين وثلثمائة.
ومن شعره:
467
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
- 1240سعيد بن محمد المعافري اللغوي من أهل قرطبة ،يكنى أبا عثمان ،ويعرف
بابن الحداد
أخذ عن أبي بكر بن القوطية ،وهو الذي بسط كتابه في الفعال وزاد فيه.
وتوفى بعد الربعمائة شهيدا في بعض الوقائع ذكره ابن بشكوال في الصلة.
قال الزبيدي :كان أستاذًا في غير ما فن ،عالمًا بالعربية واللغة ،وكان الجدل أغلب الفنون عليه ،وكان دقيق
وله كتب كثيرة ،منها توضيح المشكل في القرآن ،وكتاب المالي ،وكتاب عصمة النبيين ،وغير ذلك.
قال ابن عبد الملك :كان مغربيًا نحويًا ،للقراء وتعليم العربية ،أخذ عن أبي الحسن النطاكي النحوي ،وأكثر
عليه من قراءة نافع ،فقال له :أنت نافع وسينفع ال بك .فكان كما قال.
قال في "تاريخ غرناطة" :عنى بعلم اللغة والعراب وحفظ غريبي أبي عبيد وابن قتيبة ،ثم تطلع لواجب
الرياسة وصحبة السلطان؛ فخرج عن طبقته ،ثم انقبض وعكف على العلم.
468
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
وهو أحد الخافش الثلثة المشهورين ورابع الخافش المذكورين في هذا الكتاب ،كان مولى بني مجاشع بن دارم من أهل
بلخ .سكن البصرة ،وكان أجلع ل تنطبق شفتاه على لسانه .قرأ النحو على سيبويه ،وكان أسن منه،ولم يأخذ عن الخليل،
وكان معتزلياً حدث عن الكلبي والنخعي وهشام بن عروة ،وروى عنه أبو حاتم السجستاني ،ودخل بغداد وأقام مدة ،وروى
وصنف بها.
قال :ولما ناظر سيبويه الكسائي ورجع وجه إلى فعرفني خبره ومضى إلى الهواز وودعني ،فوردت بغداد فرأيت مسجد
الكسائي ،فصليت خلفه الغداة ،فلما انفتل من صلته وقعد وبين يديه الفراء والحمر وابن سعدان ،سلمت عليه ،وسألته عن
مائة مسألة ،فأجاب بجوابات خطأته في جميعها ،فأراد أصحابه الوثوب علي ،فمنعهم عني ولم يقطعني ما رأيتهم عليه مما
كنت فيه .ولما فرغت قال لي :بال أنت أبو الحسن سعيد بن مسعدة! فقلت :نعم ،فقام إلي وعانقني ،وأجلسني إلى جنبه ،ثم
قال :لي أولد أحب أن يتأدبوا بك ،ويتخرجوا عليك ،وتكون معي غير مفارق لي ،فأجبته إلى ذلك ،فلما اتصلت اليام
بالجتماع ،سألني أن أؤلف له كتابًا في معاني القرآن ،فألفت كتابًا في المعاني ،فجعله أمامه ،وعمل عليه كتابًا في المعاني،
وعمل الفراء كتابًا في ذلك عليهما ،وقرأ على الكسائي كتاب سيبويه سرًا ،ووهب له سبعين دينارًا.
وقال المبرد :احفظ من أخذ عن سيبويه الخفش ،ثم الناشي ،ثم قطرب.
قال :وكان الخفش أعلم الناس بالكلم ،وأحذقهم بالجدل.
صنف الوساط في النحو ،معاني القرآن ،المقاييس في النحو ،الشتقاق ،المسائل ،الكبير الصغير،
ومات سنة عشر -وقيل :سنة خمس عشرة ،وقيل إحدى وعشرين -ومائتين.
قال القفطي :قرأ النحو على أبي الرجاء بن حرب ،ودخل إلى دمشق ،واجتمع بالتاج الكندي ،وتصدر
يدخل في دنيات المور ،ويعامل المعاملت المخالفة للشرع ،إلى أن حصل منها جملة ،ولم ينتفع بها،
وخلفها لولده.
مات يوم الثنين ثامن شهر رجب سنة ثمان وعشرين وستمائة.
469
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
شارح الحاجبية ،لم أقف له على ترجمة ،وشرحه هذا كبير ،جعله شرحًا للمتن والشرح الذي عليه
قال ابن عبد الملك :كان من أهل المعرفة التامة بعلوم اللسان على تفاريقها ،حسن الوراقة ،ذا حظ صالح
- 1249سفيان بن عبد الرحمن بن محمد بن عبد الرحمن البلنسي ،أبو بحر ابن
المرينة
قال ابن عبد الملك :كان نحويًا ماهرًا تاريخيًا حافظًا زاهدًا ،شديد العناية بالتقييد والضبط .ثقة.
ولد ببلنسية سنة أربع وتسعين وخمسمائة ،ومات بتونس سنة خمسين وستمائة.
أخو أبي عمرو بن العلء قال الزبيدي والقفطي :كان من النحويين وأصحاب القراءات ،قائمًا بعلم النسب،
470
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
وغيره.
قال الذهبي :كان من كبار أئمة العربية ،أقرأ جماعة بمصر ،ومات في صفر سنة ثمانين وستمائة ،وقد
ناهز الثمانين.
قال ابن مكتوم :كان من أجل تلمذة الجمال بن مالك وأكبرهم ،وكان يجلس للشهادة بالمقسم ،ويقرئ به
النحو .وكان صالحًا ،سليم الصدر ،حسن الخلق ،على طريقة شيخه ابن مالك في عدم احتمال من ينازعه
وكان ابن مالك يعظمه جدًا ،ويثنى عليه ،ويصفه بالفضل .وقرأ جماعة تصريف ابن الحاجب على الضياء
صالح الفارقي ،فحضرته الوفاة ،فأوصاهم أن يكملوه على البهاء هذا ،وقال :هو بقية المشايخ.
من أهل العلم والورع ومجانبة أهل الزيغ والبدع ،كان عالمًا بفنون الدب .حدث عن أبي طاوس المقرئ،
عن طراد الزينبي ،عن أهل الحفار من جزئه المشهور .وله شرح المقامات.
كذا وجدت هذه الترجمة في كراسة عتيقه ل أدري من أي كتاب هي ،ثم رأيت في طبقات القفطي وتاريخ
471
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
ابن النجار فقال :من أهل النبار ،سكن مصر ،وكانت له حلقة بجامع عمرو يقرئ بها القرآن والنحو.
ولد في صفر سنة ثلث وخمسمائة ،ومات بمصر في أواخر ذي الحجة سنة تسعين.
قل ابن النجار :له مصنفات في النحو ،منها التذكرة عشرة مجلدات ،وكتاب ما تلحن فيه العامة في زمانه،
وقدم بغداد سنة ست وعشرين وخمسمائة ،وكتب عنه أبو محمد بن الخشاب .وقرأ الدب بمصر على أبي
ومن شعره:
صاحب المرتضى أبي القاسم الموسوي .قال الصفدي :قرأ عليه أبو الكرم المبارك بن فاخر النحوي ،ومات في
قال الصفدي :لم يكن مثله أحد في النكار على القدرية .قال ابن مغيث :ل بأس به.
وقال أبو حاتم :صدوق .روى له الترمذي والنسائي .ومات سنة إحدى وسبعين ومائة.
472
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
-سلم الجبجلي :بكسر الجيم الولى وفتح الثانية بينهما باء موحدة ساكنة .قال في النضار :رأيته يقرئ النحو
-سلمان -بسكون اللم -بن عامر ،أبو القاسم النحوي :من أهل المائة الخامسة ،كذا ذكره في المغرب ،وقال:
جزيل فلم يترك على الرض معدما تتـبـع آثـار الـعـفـاة بـنــائل
وكل بليغ ينثني عنه مـفـحـمـا فكـل مـديح فـيه دون فـعـالـه
كأنهم حلوا الحـطـيم وزمـزمـا ترى زمر الراجين في عـقـر داره
-سلمان بن عبد ال بن محمد الفتى الحلواني ،أبو عبد ال بن أبي طالب النحوي :من أهل النهروان .قال ابن
النجار والقفطي :قدم بغداد ،وقرأ بها النحو على الثمانيني وغيره ،واللغة على الحسن بن الدهان وغيره .وبرع في
النحو ،وكان إمامًا فيه ،وفي اللغة .وسمع الحديث من القاضي أبي الطيب الطبري وغيره .وجال في العراق ،نشر
وصنف :التفسير على القراءات ،القانون في اللغة عشر مجلدات ،لم يصنف مثله ،شرح اليضاح ،شرح ديوان
توفى في ثاني عشر صفر سنة ثلث -وقيل أربع -وتسعين وأربعمائة.
ومن شعره:
أخذ عن الفراء ،وكان ثقة عالمًا حافظًا .صنف :معاني القرآن ،غريب الحديث ،المسلوك في النحو ،وهو والد
473
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
- 1261سلمة بن النجم بن محمد= بن عبد الرحمن الديب النحوي البخاري
يلقب سلمويه :قال ابن سراقة في "اللقاب" :روى عن هلل بن العلء وأبي حاتم الرازي وأبي قرصانة محمد
بن عبد الوهاب العسقلني ،روى عنه أبو صالح الخيام ومات سنة ثلث وثلثمائة.
- 1262سلمويه
وقال ابن الزبير :أخذ العربية على ابن الرماك وعبد السلم بن المؤذن ،وتل على شريح ،وسمع على أبي بكر بن
- 1265سليمان بن بنين بن خلف تقي الدين ،أبو عبد الغني المصري الدقيقي
النحوي
قال الذهبي :لزم ابن بري مدة في النحو ،وسمع منه ،وصنف في العروض والنحو والرقائق ،روى عنه
474
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
ومن تصانيفه :لباب اللباب في شرح أبيات الكتاب ،الوضاح في شرح أبيات اليضاح إغراب العمل في شرح
أبيات الجمل ،منتهى الدب في مبتدأ كلم العرب ،الدرة الدبية في نصرة العربية ،فرائد الداب وقواعد
العراب ،آلت الجهاد وأدوات الصافنات الجياد ،التنبيه على الفرق والتشبيه ،الروض الريض في أوزان
القريض ،الحكام الشوافي في أحكام القوافي ،أنوار الزهار في معاني الشعار ،معاني التبر في محاسن الشعر،
تحبير الفكار في تحرير الشعار ،المجمل الكافي في خلل القوافي ،الفلك السرائر في انفكاك الدوائر ،مكارم
الخلق لطيب العراق ،إنجاز المحامد في إنجاز المواعد ،الديم الوايلية في الشين العادلية ،اتفاق المباني وافتراق
المعاني ،إعجاز اليجاز في المعاني واللغاز ،البسط في أحكام الخط ،الدرر الفردية في الغرر الطردية ،بذل
الستطاعة في الكرم والشجاعة ،فضائل البذل على العسر ،ورذائل البخل مع اليسر ،دلئل الذكار على فضائل
الشعار ،عنوان السلوان ،الشامل في فضائل الكامل ،الكواكب الدرية في المناقب الصدرية ،محض النصائح
ومحض القرائح ،سلوان الجلد ،عند فقدان الولد ،كمال المزية في احتمال الرزية ،القوال العربية في المثال
قال اليغموري في تذكرته بعد سردها :هذا آخر ما وجد من تصانيفه بخط وجيه الدين الصبان ،وقد نقله من خطه
الشريف الدريسي أبو عبد ال بن محمد بن عبد العزيز ،وقد أجاز رواية جميع هذه الكتب في ربيع الول سنة
عشرة وستمائة للقاضي ضياء الدين أبي الحسين محمد بن إسماعيل بن أبي الحجاج المقدسي.
- 1266سليمان بن أبي حرب علم الدين ،أبو الربيع الكفري الفارقي الحنفي
بالسبع ،وأنشدنا كثيرًا لنفسه؛ فلما قدم الديب شهاب الدين الفزاري أنشدنا لنفسه ما أنشدناه علم الدين.
475
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
وقال ابن مكتوم :كانت فيه حدة أخلق وتحامل في البحث ،وجرأة في الكلم بحث يومًا مع أعور ،فقال له :متى
زدت على قلعت عينك الخرى؛ فإذا قلعت عيني بها صرت أنت أعمى وأنا أعور .وكان ضيق الرزق ،مطعونًا
عليه في دينه.
بضم الموحدة والطاء المهملة وسكون الراء وتشديد اللم .قال ابن عبد الملك :كان نحويًا محققًا ورعًا فهمًا،
ومات يوم الربعاء ثاني عشر شعبان سنة إحدى وثلثين وخمسمائة عن اثنتين وثمانين سنة.
- 1268سليمان بن عبد اله التجيبي الخضراوين أبو الربيع الخشيني -بالياء -
اللغوي النحوي
ل.
ل فاض ً
قال ابن عبد الملك :كان من أئمة التجويد للقرآن ،ذا حظ وافر من النحو ورواية الحديث ،عد ً
روى عن خلف بن البرش وغيره .وأجاز لبني حوط ال سنة ثلث وثمانين وخمسمائة.
قال الذهبي :كان عرافًا بالقراءات والنحو والتفسير ،سمع ابن بري ،وأقرأ ،ودرس بالمدرسة الصالحية ،وكان
476
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
- 1270سليمان بن عبد القوي بن عبد الكريم نجم الدين الطوفي الحنبلي
بذلك ،وجد بخطه هجو في الشيخين ،ففوض أمره إلى بعض القضاة ،وشهد عليه بالرفض ،فضرب ونفى إلى
ولزم الشتغال وقراءة الحديث .وله من التصانيف :مختصر الروضة في الصول ،شرحها ،مختصر الترمذي،
شرح المقامات ،شرح الربعين النووية ،شرح التبريزي في مذهب الشافعي ،غزالة النكار في مسألة كاد.
وقال في الدرر :سمع الحديث من التقى سليمان وغيره ،وقرأ العربية على محمد بن الحسين الموصلي .وكان
قوى الحافظة ،شديد الذكاء ،مقتصدا في لباسه وأحواله متقلل من الدنيا ،ولم تكن له يد في الحديث .ذكره ابن
مات في رجب سنة عشر وسبعمائة -ويخط ابن مكتوم -سنة إحدى عشرة.
قال :وهو منسوب إلى طوفي قرية من أعمال بغداد ،ذكره لي من لفظه.
قال ابن حجر في معجمه :كان ماهرًا في العربية والصول والفقه والداب .ولد سنة بضع وثلثين وسبعمائة.
وأسمع على الميدومي وأجاز له القلنسي ،وجمع ومهر في العلوم ،ودرس أفتى ،وكتب الخط الحسن ،ولي قضاء
سرياقوس ،وحصلت له غفلة ،استحكمت في آخر عمره ،وتغير قبل موته قليل.
477
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
والد الخفش الصغير أبي الحسن علي .روى عن أبي الحسن الطوسي صاحب ابن العرابي ،وروى عنه ولده.
قال الجندي :هو شيخ اللغة ،وصدر الشريعة ،وجمال الخطباء ،وتاج الدباء ،وله شعر رائق.
وقال الخزرجي :كان أحد الئمة المشهورين ،والعلماء المذكورين ،محققًا مذكورًا .ولى القضاء الكبر من صنعاء
إلى عدن.
قال الخطيب :كان أوحد المذكورين من العلماء بنحو الكوفيين ،وأخذ النحو عن ثعلب ،وجلس موضعه ،وخلفه
بعد موته .وروى عنه أبو عمر الزاهد وغلم نطويه ،وكان دينا صالحًا ،أوحد الناس في البيان والمعرفة بالعربية
واللغة والشعر ،وكان قد أخذ عن البصريين أيضًا ،وخلط النحويين .وكان يتعصب على البصريين ،وإنما قيل :له
الدب عن إبراهيم بن عجيل ،وانتهت إليه الرياسة في بلده؛ وكان على الطريق
المرضي.
478
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
مات سنة نيف وتسعين وستمائة ،وله مائة وخمس سنين.
كان من كبار النحاة .سكن مصر ،ودرس بالفيوم ،وحكم بها ،وأقرأ الكتاب إقراء جيدًا ،واختص بالملك الكامل.
ولد في جمادى الولى سنة ثمان وسبعين وخمسمائة ،ومات بالفيوم في ثامن عشري المحرم سنة خمسين
بفتح الطاء والراء المهملتين .قال ابن عبد الملك :كان نحويًا ماهرًا ،أديبًا بارعًا ،يقرض الشعر وينشئ الرسائل.
سمع على العلم كتاب سيبويه وعلى عبد الملك بن سراج ،وروى عن أبي الوليد الباجي وغيره ،وعنه السهيلي
والقاضي عياض وخلئق .وله آراء في النحو تفرد بها ،وخالف فيها جمهور النحاة .وعلى الجملة كان مبرزًا في
علوم اللسان نحوًا ولغة وأدبًا ،لول ارتكابه لتلك الراء ،فمن متن عليه بالمامة والتقدم في الصناعة كأبي بكر بن
سمحون ،فإنه كان يغلو في الثناء عليه ،ويقول :ما يجوز على الصراط أعرف منه بالنحو ،ومن غامز يجهله
وينسبه إلى العجاب بنفسه ،كابن خروف .تجول كثيرًا في بلد الندلس.
وألف :الترشيح في النحو وهو مختصر ،المقدمات على كتاب سيبويه ،مقالة في السم والمسمى.
مدوا إليه جميعا ً كف مقـتـض إذا رأوا جمل يأتي علـى بـعـد
وإن رأوا رشوة أفتوك بالرخص أو جئتهم فارغا ً لزوك في قـرن
479
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
قال ابن عبد الملك :كان ذا حظ من علوم اللسان ،وله شرح أدب الكاتب ،وله رحلة إلى المشرق ،لقى فيها
أبا جعفر النحاس وأبا سعيد السيرافي وأبا القاسم الزجاجي .وروى عنهم .وروى عنه ابنه أبو علي الحسن
الحاسب.
قال ابن عبد الملك :كان من أعلم أهل وقته بالنحو وأحفظهم للغريب ،يكاد يملي الغريب المصنف لبي
عبيد وغيره من حفظه ،حسن القيام على الحديث ،خيرًا ورعًا ،منفردًا عن الهل .مات قريبًا من التسعين
وثلثمائة.
قال الخطيب :سمع النضر بن شميل والصمعي وجماعة ،ورحل في العلم إلى العراق والحجاز ومصر
واليمن ،وقدم بغداد ،وروى عنه مسلم بن الحجاج وغيره ،وكان ثقة.
وقال الصفدي :كان محدثًا حافظًا فصيحًا نحويًا ،سنة ثمان وخمسين .انتهى.
ولد بسمهود سنة ثمان وخمسين وستمائة ،وبرع في الفقه والنحو والقراءات والعروض والفرائض
ونظم أرجوزة في العروض .وكان جيد الحفظ ،حسن الفهم ،كثير العبادة والتقشف.
ومن شعره:
480
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
تعجب وصف منكوره وانف
لما في كلم العرب تـسـعة أوجـه
واشرط
وجاءت للستفهام والكف
وصلها وزد واستعملـت مـصـدرية
فاضبـط
ذكره المقريزي في "المقفى".
الربيع
صنف :الرياض الدبية ،كتابًا جيدًا وهو ابن ثمان عشرة سنة ،ولما ظهرت السبوت في زبيد ،وعمل فيها
المنكر ،هاجر منها جماعة إلى الحبشة هو أحدهم؛ فمات هناك سنة ثنتين وخمسين وستمائة.
قال ابن عبد الملك :كان محدثًا فقيهًا ،ذا معرفة بالنحو واللغة ،درسها أحيانًا ،روى عنه أبو بكر بن عزيز.
وصنف في الحديث.
وخرج من طليطلة لما تغلب الروم عليها فسكن إشبيلية حتى مات سنة إحدى وخمسمائة.
481
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
ذكره الزبيدي في الطبقة الثالثة من نحاة الندلس ،وقال :كان من أهل العلم باللغة والنحو.
يعرف بالعطار
ل ذكيًا ،عالما
ل زاهدًا ،عاق ً
من إستجة؛ نسبه في البربر ويوالي بني أمية .قال ابن الفرضي :كان فاض ً
بمعاني القرآن والحديث ،بصيرًا بالمذاهب ،حافظًا للعراب والحساب ،مع الحديث ولزوم العبادة
والنقباض.
ولد سنة تسع وتسعين ومائتين ،وتوفى يوم الربعاء لست خلون من رجب سنة سبع وثمانين وثلثمائة.
قال ابن عبد الملك :كان من أعيان مصره وأفاضل عصره ،تفننًا في العلوم ،وبراعة في المنثور والمنظوم،
ل ثقة ،ثبتًا ،مجودًا للقرآن ،متقدمًا في العربية ،وافر النصيب من الفقه والصول ،كاتبًا،
محدثًا ضابطًا ،عد ً
روى عن خاله أبي عبد ال بن عروس وأبي الحسن بن كوثر والسهيلي وأبي العباس ابن مضاء وغيرهم،
روى عنه ابن أبي الحوص وابن البار ،وجمع وامتحن ببغي بعض حسدته عليه ،فغرب عن وطنه إلى
مرسية ،ثم أطلق إلى بلده .وكان معظما عند الخاصة والعامة .صنف في العربية كتابًا مفيدًا على ترتيب
ولد سنة تسع وخمسين وخمسمائة ،ومات بغرناطة في ذي القعدة سنة تسع وثلثين وستمائة.
وله:
482
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
من ساكني البصرة .كان إمامًا في علوم القرآن واللغة والشعر ،قرأ كتاب سيبويه على الخفش مرتين ،وروى
عن أبي عبيد وأبي زيد والصمعي وعمرو بن كركرة وروح بن عبادة .وعنه ابن دريد وغيره.
ودخل بغداد ،فسئل عن قوله تعالى] :قوا َأنفسكم[ )التحريم :من الية ،(6ما يقال منه للواحد؟ فقال :ق ،فقال:
فالثنين؟ فقال :قيا ،قال :فالجمع؟ قال :قوا ،قال :فاجمع لي الثلثة ،قال :ق ،قيا ،قوا .قال :وفي ناحية المسجد
رجل جالس معه قماش ،فقال لواحد :احتفظ بثيابي حتى أجيء ،ومضى إلى صاحب الشرطة ،وقال :إني ظفرت
بقوم زنادقة يقرءون القرآن على صياح الديك ،فما شعرنا حتى هجم علينا العوان والشرطة ،فأخذونا وأحضرونا
مجلس صاحب الشرطة ،فسألنا فتقدمت إليه وأعلمته بالخبر ،وقد اجتمع خلق من خلق ال،ينظرون ما يكون،
فعنفني وعذلني ،وقال :مثلك يطلق لسانه عند العامة بمثل هذا! وعمد إلى أصحابي فضربهم عشرة عشرة ،وقال:
ل تعودوا إلى مثل هذا ،فعاد أبو حاتم إلى البصرة سريعًا ،ولم يقم ببغداد ،ولم يأخذ عنه أهلها.
وكان أعلم الناس بالعروض واستخراج المعمى ،وكان يعد من الشعراء المتوسطين ،وكان يعنى باللغة ،وترك
النحو بعد اعتنائه به؛ حتى كأنه نسيه ،ولم يكن حاذقًا فيه ،وكان إذا اجتمع بالمازني في دار عيسى بن جعفر
وكان جماعا للكتب يتجر فيها ،ذكره ابن حبان في الثقات ،وروى له النسائي في سننه والبزار في مسنده.
صنف :إعراب القرآن ،لحن العامة ،المقصور والممدود ،القراءات ،الوحوش ،الطير ،النحلة ،الفصاحة ،الهجاء،
توفى سنة خمسين -أو خمس وخمسين ،أو أربع وخمسين ،أو ثمان وأربعين -ومائتين ،وقد قارب التسعين.
وكان المبرد يحضر خلقته ،ويلزم القراءة عليه وهو غلم وسيم ،فقال فيه أبو حاتم أبياتا منها:
483
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
يل ولموا من افتتن أبرزوا وجهك الجـم
ستروا وجهك الحسن لو أرادوا صيانـتـي
مؤدب سيف الدولة بن حمدان .له شعر وفضل ،وكتاب في المذكر والمؤنث .ذكره الصفدي.
- 1290سوار بن طارق
ذكره الزبيدي في الطبقة الولى من نحاة الندلس ،وقال.أدب أولد الخليفة هشام بن عبد الرحمن.
قال القفطي :أعرابي فصيح أخذ عنه أبو عبيدة فمن دونه.
حرف الشين
سمع أبا عاصم النبيل ،والصمعي ،روى عنه محمد بن عبد الوهاب العبدي .قاله الحاكم.
المقرئ
شيخ المقرئين المتصدرين في زمنه -ومن إليه الرحلة في هذا الشأن -القائمين بعلوم القرآن ،والستقلل بالنحو
والعربية.
484
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
وله سماع في الحديث من أبيه ،ومن أبي محمد بن خزرج وأبي عبد ال بن منظور وخاله بي عبد ال الخولني
وغيرهم.
وأبوه ]أبو[ عبد ال .أحد الئمة المقرئين أيضًا في وقته .وله تصانيف بديعة في القرآن ،وإليه كانت الرحلة في
وقته .ثم خلفه ابنه أ]و الحسن هذا في ذلك .فأقرأ عمره ،وتفاخر الناس بالخذ عنه ،وتقلد خطبة إشبيلية نحوًا من
خمسين سنة.
مولده سنة إحدى وخمسين وأربعمائة ،وتوفى سنة تسع وثلثين وخمسمائة .ذكره القاضي عياض في شيوخه.
عبد ال
من أشونة .قال ابن الفرضي :كان فاضل عالما من أهل النظر في الفقه واللغة .مات سنة ثمان وثلثين
قال ابن عبد الملك :كان من مجودي القرآن ،متقدمًا في العربية ،ذاكرًا للداب .روى عن عبد ال بن طلحة
وغيره ،وأجاز له أبو الوليد الباجي وأبو عمرو الداني وجمع ،وعنه أبو بكر بن خير وأبو بكر بن صاف،
وجماعة.
وصنف في القراءات وما يتعلق بها .مات عاشر -وقيل حادي عشر -جمادى الولى سن ثمان وثلثين
وخمسمائة.
- 1296شعيب بن محمد بن جعفر بن محمد التونسي النحوي رضى الدين أبو مدين
485
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
قال في "الدرر" :كان أحد أذكياء العالم .ولد في شعبان سنة سبع وعشرين وسبعمائة ،وأخذ عن ابن عبد السلم
وغيره .وكان علمة في الفقه والنحو واللغة والفرائض والحساب والمنطق ،جيد القريحة ،وافر الفضل ،أتقن
قدم القاهرة سنة سبع وخمسين وسبعمائة ،ثم وطن حماة ومات بها سنة سبعين.
قال ابن عبد الملك :كان من أهل العلم والفهم والعدالة والثقة ،بصيرًا بالعربية حافظًا للغات .أقرأ أهل بلده دهرًا
رحل إلى العراق ،وأخذ عن ابن العرابي والفراء والصمعي وأبو حاتم وسلمة بن عاصم وغيرهم ،وكتب
الحديث ،وألف كتابًا كبيرًا في اللغة ،ابتدأه بحرف الجيم .وكان ضنينًا به ،لم ينسخ في حياته ففقد بعد موته إل
وقال غيره :كان كتابه الجيم في غاية الكمال ،أودعه تفسير القرآن وغريب الحديث .وله أيضًا غريب الحديث،
قال الزبيدي :كان من أهل العلم بالعربية واللغة ،شاعرًا مفلقًا ،رحل من قرطبة إلى المشرق ،ولقي أكابر أهل
الحديث ،واستوطن مصر ،وروى عن عبد ال بن وهب ونظرائه ،وتوفى هناك .وذكره.
486
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
- 1300شمس بن عطاء ال بن محمد بن محمود بن حمد بن فضل ال الرازي
ولد بهراة سنة سبع وستين وسبعمائة ،وكان إمامًا بارعًا في فنون من العلوم؛ كالعربية والمعاني والبيان ،ويذاكر
بالداب .قدم القاهرة في أيام قاضي القضاة جلل الدين البلقيني ،وادعى أنه يحفظ اثني عشر ألف حديث ،فطلب
منه أن يملي عليهم اثني عشر حديثًا متباينة السانيد ،فلم يقدر.
قال الحافظ ابن حجر :وكان مع علمه كثير المجازفة ،ثم ولى قضاء الشافعية الكبر بالقاهرة فأساء فيه السيرة،
وعمل في ذلك شيخ السلم ابن حجر أبياتًا ،وألقاها في مجلس الملك المؤيد من غير أن يشعر بها ،واتهم بها
يفصح
487
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
قال الدفوي :كان قيمًا بالعربية ،وله فيها تصانيف ،حسن العبارة ،لم ير قط ضاحكا ول هازل ،وكان ملوك
مصر يعظمونه ويرفعون قدره؛ مع كثرة طعنه فيهم ،وعدم مبالته بهم.
سمع من السلفي ،وحدث ،وكان ينكر على الشيخ عبد الرحيم القناوي ،فدعا عليها أن يخمل ذكره.
حرف الصاد
وقال ابن مكتوم :كان مقدمًا في علم اللغة ومعرفة العويص ،وكان أحضر الناس شاهدًا ،وأرواهم لكلمة غريبة،
وإنما خطه عند أهل الدب ما غلب عليه من حب الشراب والبطالة وإيثار السخف والفكاهة ،فلم يثقوا بنقله ،ول
استكثروا منه.
وكان من متقدمي ندامى المنثور بن أبي عامر ،ونال منه دنيا عريضة ،إل أنه كان متلفًا ل يبقى على شيء.
وقال ابن النجار :صحب السيرافي والفارسي والخطابي ،وروى عنهم, ،أصله من الموصل ودخل الندلس ،وكان
عالمًا باللغة والداب والخبار ،سريع الجواب عما يسأل عنه ،طيب العشرة ،حلو الفكاهة.
وقال الصفدي :كان يتهم في نقله بالكذب ،فلذا رفض الناس كتابه ،ولما تحقق المنصور كذبه في النقل رمى بكتابه
488
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
قمر الفؤاد بفاتن النظـر ومهفهف أبهى من القمر
فأخذتها منه على غـرر خالسته تفـاح وجـنـتـه
ل قطع في ثمر ول كثر فأخافني قوم فقلت لهـم:
مات بصقلية سنة سبع عشرة وأربعمائة ،وكان المنصور قد أثابه على كتاب الفصوص خمسة آلف دينار.
قال الصلح الصفدي في تذكرته :وحضر صاعد يومًا مجلس الموفق مجاهد بن عبد ال العامري ،أمير البلد،
وكان في المجلس أديب أعمى ،يقال له بشار ،فقال بشار للموفق :دعني أعبث به ،فقال له :ل تتعرض له ،فإن
سريع الجواب ،فأبى إل مشاكلته ،فقال :يا أبا العلء ،قال :لبيك! قال :ما لجر نفل في كلم العرب؟ فعرف أبو
ل حتى ل
العلء أنه وضع ذلك ،فقال :هو الذي يفعل بنساء العميان ول يفعل بغيرهم ،ول يكون الجر نفل جر نف ً
قال البرزالي :ولد بميافارقين ليلة التاسع والعشرين من المحرم سنة خمس عشرة وستمائة ،وقرأ القراءات،
مولى جرم بن زبان؛ من قبائل اليمن ،وكان يلقب بالكلب ،وبالنباح لصياح حال مناظرة أبي زيد.
قال الخطيب :كان فقيهًا عالمًا بالنحو واللغة ،دينًا ورعًا حسن المذهب ،صحيح العتقاد قدم بغداد ،وأخذ ]النحو[
ل في الحديث والخبار،
عن الخفش ويونس ،واللغة عن الصمعي وأبي عبيدة ،وحدث عنه المبرد .وكان جلي ً
489
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
وله من التصانيف :التنبيه ،وكتاب السير؛ عجيب ،وكتاب البنية ،وكتاب العروض ،ومختصر في النحو ،وغريب
قال ابن عبد الملك :كان عارفًا بالقراءات ،ماهرًا في العربية ،ذا حظ صالح من الشعر ،متقدمًا في علم الكلم.
روى عن ابن الطراوة ،وأخذ عن أبي عبد ال المازري .روى عنه ابنا حوط ال.
قال الدفوي :ذكره الصاحب أبو الحسن القفطي في تاريخ النحاة ،فقال :أصله من بعض قرى مصر ،وعانى
صنعة لنماط ،وأخذ عن مشايخ ابن بري .وكان النحو على خاطره طريًا ،كثير المطالعة لكتب النحو ،على غاية
حج واجتاز بقفط ،فرغبه أهلها في المقام عندهم ،وضمن له الخطيب أبو الحسن القفطي كفايته ،فأقام عنده نحو
خمسين سنة .وانتفع ببركته كل من صحبه وحصل له آخر عمره فالج منع منه بعض النطق .مات عن سن عالية
كذا ذكره ابن رافع في ذيله ،وقال :روى عن الرضي والصاغاني والموفق الكواشي.
ل زاهدًا ،ورعًا .طلب لتدريس المستنصرية فامتنع ،وله أدب وشعر وتصرف ،وألقى الكشاف
وكان فقيهًا فاض ً
490
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
وكان جمال بلده وإمامها في أنواع من العلوم .ولد في ربيع الول سنة تسع وثلثين وستمائة ،وأجاز لي سنة ثلث
وعشرين وسبعمائة.
وذكره الصفدي في باب العين ،فسماه عبد ال بن جعفر ،وذكره هذه الترجمة بعينها ،وقد التبس عليه اسمه باسم
أبيه.
- 1309صالح بن علي بن زيدان بن أحمد أبو محمد بن أبي التقي الموي المكي
اللغوي
سمع من الرتاحي والسلفي ،وجماعة من المصريين ،ولزم أبا محمد بن بري مدة ،حتى برع في الفقه ،وكتب
بخطه الكثير .وكان مفيد مصر في زمانه .روى عنه المنذري والزكي البرزالي وغيرهما.
ومات في سادس شوال سنة أربع عشرة وستمائة .ذكره المقريزي في المقفى.
التقى بن المعلم
قال ابن عبد الملك :كان من أهل الجتهاد في طلب العلم والعتناء التام بالرواية والتصرف الحسن ،في النحو
ومات يوم الربعاء لست بقين من ربيع الخر سنة خمس وعشرين وستمائة .ورآه ولده في النوم ،فقال له :هل
نظمت شيئًا قط؟ فقال :نعم ،وأنشده بيتين ،وقال :هما مكتوبان على ظهر كتاب سيبويه ،فنظر فرآهما كذلك،
وهما :
491
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
- 1311صالح بن عمر بن أبي بكر بن إسماعيل البريهي السكسكي الشافعي ،أبو
عبد ال
قال الخزرجي :كان فقيهًا فاضل ،وإمامًا كامل ،عارفًا بالفقه والنحو واللغة والفرائض والجبر والمقابلة.
ومولده سنة خمس وثلثين وستمائة ،ومات ليلة الجمعة ثالث عشر شوال سنة أربع عشرة وسبعمائة.
من قرى مرو .وكان عارفًا بالنحو واللغة .كذا رأيت بخط ابن مكتوم.
حرف الضاد
492
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
منسوب إلى امرئ القيس بن مالك .قال الصفدي :نزل بغداد ،وله معرفة بالنحو واللغة ،وله شعر.
ومن شعره:
التاجر في الحرير .قال الشيخ مجد الدين في البلغة :هو من اللغويين .وذكره الزبيدي في طبقاته .وقال غيره :ولد
وسمع من جعفر الصادق وبهز بن حكيم وابن جريج والوزاعي وابن أبي عروة وخلقًا .وروى عنه البخاري.
وكان حافظًا ثبتًا ،وفيه مزاح وكيس ،رأى أبا حنيفة يومًا يفتى ،وقد اجتمع الناس عليه وآذوه ،فقال :ما هنا أحد
يأتيني بشرطي! فتقدم إليه فقال :يا أبا حنيفة ،تريد شرطيًا ،فقال نعم :فقال :اقرأ على هذه الحاديث التي معي ،فلما
قرأها قام عنه ،فقال :أين الشرطي؟ فقال :إنما قلت" :تريد" ،ولم أقل لك :أجئ به! فقال:انظروا ،أنا احتال للناس
العفيفي
493
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
العلمة المتفنن ،أحد العلماء الكابر .كان إمامًا بالتفسير والعربية ،والمعاني والبيان ،والفقه والصلين ،ملزمًا
تفقه في بلده ،وأخذ عن أبيه والعضد والبدر التستري والخلخالي .وتقدم في العلم قديمًا ،حتى كان الشيخ سعد
الدين التفتازاني أحد من قرأ عليه ،وحج قديمًا ،فسمع من العفيف المطري .وكان يقول :أنا حنفي الصول ،شافعي
الفروع ،وكان يستحضر المذهبين ،ويفتى فيهما ،ويحل الكشاف والحاوي حل إليه المنتهى؛ حتى يظن أنه
يحفظهما ،ويحس إلى الطلبة بجاهه وماله؛ مع الدين المتني ،والتواضع الزائد ،والعظمة ،وكثرة الخير وعدم
الشر.
ولما قدم للقاهرة استقر في تدريس الشافعية بالشيخونية ومشيخة البيبرسية ،وكان اسمه عبيد ال ،فكان ل يرضى
وكانت لحيته طويلة بحيث تصل إلى قدميه ،ول ينام إل وهي في كيس ،وإذا ركب تتفرق فرقتين ،وكان عوام
مصر إذا رأوه يقولون :سبحان الخالق! فكان يقول :عوام مصر مؤمنون حقا لنهم يستدلون بالصنعة على
الصانع.
أخذ عنه الشيخ عز الدين بن جماعة والشيخ ولي الدين العراقي وخلق ،وروى عنه البرهان الحلبي وغيره.
ومات في ذي الحجة سنة ثمان وسبعمائة .ذكر ذلك ابن حجر وغيره.
م مجدا ً إلى سـبـيل الـسـواء قل لرب الندى ومن طلب العـل
ل فما تهتدي بغـير الـضـياء إن أردت الخلص من ظلمة الجه
فأجابه:
خلت لمع السراب بـركة مـاء قل لمن يطلب الـهـداية مـنـي
كيف يبغى الهدى من اسم الضياء ليس عندي من الضـياء شـعـاع
فائدة رأيت أن أطرز بها هذا الكتاب :وقع في كلم الشيخ ضياء الدين هذا السابق نقله عنه آنفًا إطلق "الصانع"
على ال تعالى؛ وهو جار في ألسنة المتكلمين؛ وانتقد عليهم بأنه لم يرد إطلقه على ال تبارك وتعالى ،وأسماؤه
توقيفية .وأجاب التقي السبكي بأنه قرئ شاذا "صنعه ال" بصيغة الماضي ،فمن اكتفى في إطلق السماء بورود
494
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
الفعل اكتفى بمثل ذلك.
وأجاب غيره بأنه مأخوذ من قوله] :صنع ال[ )النمل :من الية (88؛ ويتوقف أيضًا على القول بالكتفاء بورود
المصدر.
وأقول :إني لعجب للعلماء سلفًا وخلفا من المحدثين والمحققين ،ممن وقف على هذا النتقاد وقول القائل :إنه لم
يرد ،وتسليمهم له ذلك ،ولم يستحضروه وهو وارد في حديث صحيح.كتب إلى مسند الدنيا أبو عبد ال محمد بن
مقبل الحلبي ،عن الصلح ،ابن أبي عمر ،عن أبي الحسن بن البخاري ،عن عبد الرحيم بن عبد الرحمن الشعري:
أخبرنا محمد بن الفضل الفراوي ،أخبرنا الحافظ أبو بكر أحمد بن الحسين البيهقي ،أخبرنا أبو الحسن محمد بن
أبي المعروف ،أخبرنا أبو سهل السفراييني ،أخبرنا أبو جعفر الحذاء ،حدثنا على بن المديني ،حدثنا مروان بن
معاوية الفزاري ،حدثنا أبو مالك ،عن ربعي بن حراش ،عن حذيفة ،رضي ال عنه ،قال رسول ال صلى ال
عليه وسلم" :إن ال صانع كل صانع وصنعته"،هذا حديث صحيح ،أخرجه الحاكم عن أبي النضر محمد بن محمد
بن يوسف الفقيه ،عن عثمان بن سعيد الدارمي ،عن علي بن المديني به ،وقال :على شرط الشيخين ،ولم ينتقده
وقال الحاكم :حدثنا أبو بكر بن أبي الهيثم ،حدثنا الفربري ،سمعت محمد بن إسماعيل ،يقول :أما أفعال العباد
مخلوقة فقد حدثنا على بن عبد ال ،حدثنا مروان بن معاوية ،عن ربعي؛ فذكره بلفظ "إن ال يصنع كل صانع
وصنعته" ،والعجب من السبكي كيف لم يستحضره ،وعدل إلى جواب ل يسلم له! مع حفظه،حتى قال ولده :إنه
قال الزبيدي ،وابن الفرضي :كان عالمًا بالعربية والشعر،حافظًا ليام العرب ومشاهدها.
حرف الطاء
495
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
- 1319طالب بن عثمان الزدي النحوي المقرئ المؤدب ،أبو أحمد
قال الخطيب :سمع من أبي بكر بن النباري والقاضي المحاملي؛ وكان ثقة .ولد في شوال سنة تسع عشرة
أخذ عن ابن النباري .وله مختصر في النحو ،وكتاب عيون الخبار وفنون الشعار.
أخذ النحو عن الكسائي ،وصنف كتابا في حدود الحروف العوامل والفعال واختلف معانيها .قاله الزبيدي.
قال ابن عبد البر :كان من أهل الضبط والتقان والمعرفة بالعربية والحفظ للغريب؛ وقد علم ذلك وأدب به ،روى
عن أبي عبد ال بن علي بن أبي عبد ال بن علي بن أبي الحسين القرطبي القاضي بالثغر.
أحد الئمة في هذا الشأن ،والعلم في فنون العربية وفصاحة اللسان .ورد العراق تاجرًا في اللؤلؤ ،وأخذ عن
علمائها ،ورجع إلى مصر ،واستخدم في ديوان الرسائل ،متأمل يتأمل ما يخرج من الديوان من النشاء ويصلح
ما يراه من الخطأ في الهجاء أو في النحو أو في اللغة .وكانت له حلقة اشتغال بجامع مصر ،ثم تزهد وانقطع،
وسببه أنه كان جالسًا ويأكل فجاءه سنور ،فكان إذا ألقى إليه شيئًا ل يأكله ويجمله ويمضي ،وكثر ذلك منه ،فتبعه
496
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
يومًا لينظر أين يذهب بما يطعمه ،فإذا هو يحمله إلى موضع مظلم فيه سنورة عمياء ،فيلقيه لها فتأكله ،فعجب
وقال :إن الذي سخر هذا لهذه ليجيئها بقوتها قادر على أن يغنيني عن هذا العالم .فلزم منارة الجامع بمصر،
وخرج بعض الليالي منها ،والليل مقمر ،وفي عينه بقية من النوم؛ فسقط منها إلى سطح الجامع ،فمات وذلك في
عشية اليوم الثالث من رجب سنة تسع وستين -وقيل :أربع وخمسين -وأربعمائة.
ومن تصانيفه :شرح جمل الزجاجي ،المحتسب في النحو ،شرح النخبة ،تعليق في النحو يقارب خمسة عشر
قال الصفدي :كان شاعرًا وله معرفة بالنحو واللغة والعروض؛ ولم يمدح أحدًا لبتغاء جائزة .مات سنة ثمانين
وأربعمائة.
روى عنه أبو عبد الرحمن السلمي مقتطعات من الشعر في مجموعاته وأماليه.
أستاذ نحوي؛ روى عن أبي محمد بن السيد ،واختص به ،وكان من كبار تلميذه ،وكان من أهل الذكاء والنبل
والفهم ،تصدر لتدريس العربية والداب ،وألف .مات بدانية بعد الربعين وخمسمائة .ذكره ابن الزبير وابن عبد
الملك.
497
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
- 1327طاهر بن عبد العزيز بن عبد ال الرعيني القرطبي ،أبو الحسن
قال ابن الفرضي :كان علم اللغة والخبر أغلب عليه ،ولم يك له بالحديث ول بالفقه كبير علم ،سمع الخشني وبقي
بن مخلد وغيرهما ،ورحل إلى المشرق واليمن ،وكان ضابطا .مات يوم الجمعة في جمادى الولى سنة خمس
وثلثمائة.
- 1328طراد بن علي بن عبد العزيز السلمي الدمشقي ،أبو فراس :نقلت من خط ابن مكتوم ،قال :كان بديعًا في
كان نحويًا ماهرًا ،مقرئًا ،متقنًا ،عروضيًا ،حاذقا ،ذا حظ وافرمن الدب ،عرفًا بطريق الرواية وتواريخ الرجال
وأحوالهم ،اعتنى بباب الرواية ،فأخذ عن جمع جم؛ منهم أبو ،والدباج والشلوبين؛ وأبو القاسم بن الطيلسان .وأجاز
له من المشرق أبو البقاء العكبري وخلق ،وانتصب للقراء وتدريس العربية.
ومعظم شيوخه أحياء ،وحمل عنه العلم ،واستجيز وهو ابن عشرين سنة ،ولم يزل عاكفًا على العلوم ،صابرًا على
شدة الفقر وقلة ذات اليد ،وخرج له معجمًا .وله خطب وشعر.
مولده في جمادى الولى سنة إحدى وستمائة .ومات بإشبيلية سنة ثنتين -أو ثلث ،أو أربع ،أو خمس -وأربعين
وستمائة.
وبالثاني جزم ابن عبد الملك؛ والترجمة ملخصة من كلمه وكلم ابن الزبير.
498
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
قال ياقوت :كان فاضل عارفًا باللغة والدب والشعر ،ورد بغداد وخراسان ،وكاتبه الحريري صاحب المقامات.
قال الصفدي :كان مملوكًا اسمه سنجر؛ فغير اسمه .وكان متقنًا للعربية والقراءة .قرأ على البرهان الجعبري
وغيره ،وقرأ عليه جماعة في الفقه والصول والنحو والقرآن ،وكان يراعى العراب في كلمه.
مات بحب سنة خمس وعشرين وسبعمائة ،وقد نيف على الستين.
قال الذهبي :ولد بعد الستين وستمائة ،وتصدر للشتغال بحلب زمانا ،وكان عنده كياسة ومكارم.
قال الصفدي :هو الشيخ المام العالم الفقيه النحوي ،أقدم من بلده إلى إلبيرة ،فاشتراه بعض المراء بها ،وعلمه
الخط والقرآن ،وتقدم عنده ،وأعتقه ،فقدم دمشق فتفقه بها ،واشتغل بالنحو واللغة والعروض والدب والصلين،
حتى فاق أقرانه .وكان حسن المذاكرة ،ليف المعاشرة ،كثير التلوة والصلة بالليل.
صنف :الطرفة ،جمع فيها بين اللفية والحاجبية ،وزاد عليها ،وهي تسعمائة بيت وشرحها .وكان ابن عبد الهادي
ولد تقريبا سنة ثمانين وستمائة ،ومات في الطاعون العام سنة تسع وأربعين وسبعمائة.
ومن شعره:
499
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
- 1334الطيب بن محمد بن الطيب هارون بن الطيب الكناني المرسي ،أبو القاسم
النحو
من بيت علم مشهور .كان متقدمًا في طلبه ،متفننًا ،يتعاطى درجة الجتهاد ،وأجاز له السهيلي وابن مضاء وابن
بشكوال .وولى قضاء مرسية ،وأخذ عنه النحو أبو عبد ال ابن أبي الفضل المرسي .مات سنة ثمان عشرة
حرف الظاء
أول من أسس النحو على ما ذكرناه في مقدمة الطبقات الكبرى ،وذكرنا فيها الخلف في أول من وضعه وفي
سببه ،فليراجع .ووقع في اسمه ونسبه خلف كثير ذكرناه أيضًا في الطبقات.
روى عن عمر وعلى وابن عباس وأبي ذر وغيرهم .وعنه ابنه ويحيى بن يعمر.
وصحب علي بن أبي طالب ،وشهد معه صفين ،وقدم على معاوية فأكره وأعظم جائزته ،وولى قضاء البصرة.
جميعها ،معدود في التابعين ،والفقهاء ،والمحدثين ،والشعراء ،والشراف ،والفرسان ،والمراء ،والدهاة ،والنحاة،
500
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
والحاضري الجواب ،والشيعة ،والبخلء ،والصلع الشراف ،والبخر الشراف.
حرف العين
قال في "البلغة" :إمام في اللغة ،روى عن أبي عمرو السفاقسي وغيره ،وشرح المعلقات ،ومات سنة أربع
وتسعين وأربعمائة.
- 1337عالي بن عثمان بن جني البغدادي ،أبو سعد بن أبي الفتح النحوي ابن
النحوي
كان مثل أبيه،نحويًا أديبًا ،حسن الخط ،جيد الضبط ،روى عن أبيه وعيسى بن علي الوزير ،وعنه أبو نصر بن
ماكول ،وخلق.
وذكره الزبيدي في الطبقة الرابعة من نحاة القيروان ،وقال :كان شاعرًا بصيرًا باللغة.
501
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
من أهل سر من رأى .كان نحويًا لغويًا أخباريًا .روى عن ابن العرابي ،وعنه القاسم ابن محمد بن بشار
النباري ،وصعودا .وكان أعلم الناس بأشعار العرب وأرواهم لها وأخلقه شرسة.
قاله الصفدي :كان فقيهًا شافعيًا ،يتكلم في الخلف ،ويعرف القراءات والنحو معرفة تامة.
سمع من علي بن المحسن التنوخي وغيره .وحدث باليسير .ومات سنة ست وثمانين وأربعمائة.
قال ابن الزبير :من علية أعيانها .أخذ كتاب سيبويه عن ابن الخضر ،وأحكمه ،ومهر في فهم أغراضه
وغوامضه ،فكان من أجل أصحاب ابن الخضر ،حتى قال فيه ابن ملكون ،وهو من أقرانه :من قرأ كتاب سيبويه
وكان شيخه ابن الخضر يصفه بالتقدم في علم العربية ،ويقول :لو أدرك العلم لفرح به وأقر له.
ثم غلب على أبي عامر النزواء والنقباض؛ حتى لزم جاره،وقطع مداخلة الناس جملة ،فقطعوه.
وقال بعض معاصريه :لقد فقد علم العربية بانقباضه وألح عليه أبو بكر بن القابلة النحوي في قراءة الكتاب
فأجاب ،وأقرأه إياه والكامل للمبرد؛ حتى ختمهما ،ثم عاد إلى انقباضه ،ولم يقرأه بعد ،فلما ابتدأت الفتنة بين
المرابطين قصد لبلة ،فأخرج منها ،وقتل ظلمًا من غير تلبس بشيء من أمرها ،وذلك في عشر الخمسين
وخمسمائة.
502
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
- 1342عباد -بضم العين وتخفيف الباء -بن علي بن صالح بن عبد المنعم بن
مشهور باسمه .ولد في جمادى الولى سنة سبع وسبعين وسبعمائة ،ومهر في الفقه والصلين ،والعربية .وسمع
الحديث من التنوخي والسويداوي والحلوي وغيرهم -وصار رأس المالكية ،وعين للقضاء بعد موت البساطي،
فامتنع فألح عليه ،فتغيب إلى أن وليه غيره .وولى تدريس الشرفية والشيخونية والظاهرية ،وانقطع في آخر
عمره إلى ال تعالى ،وأعرض عن الجتماع بالناس ،وامتنع من الفتاء وانتفع به جماعة.
وسمع منه صاحبنا النجم بن فهد وغيره .مات في رمضان -وقيل شوال -سنة ست وأربعين وثمانمائة.
من أهل مصر .مات في جمادى الولى سنة ثلث وخمسين وثلثمائة.
من أصحاب الفارسي والسيرافي .معدود من طبقة أبي الفتح بن جني .مات سنة إحدى وأربعمائة.
الديب
من أهل الفضل والدب والنظم ،روى عنه الرشيد العطار .ومن شعره:
503
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
لعل الذي تخشاه ليس يكون فخفف عن القلب الهموم مسليا ً
فما شدة إل وسوف تهـون وكن واثقا ً بالله في كل حـالة
قرأ على المازني النحو ،وقرأ عليه المازني اللغة .قال المبرد :سمعت المازني يقول :قرأ الرياشي علي كتاب
سيبويه ،فاستفدت منه أكثر مما استفاد مني ،يعني أنه أفادني لغته وشعره ،وأفاد هو النحو -قال :وكان إذا كان
وقال السيرافي :وكان عالمًا باللغة والشعر ،وكثير الرواية عن الصمعي ،وأخذ عن المبرد وابن دريد.
ورياش رجل من جذام ،كان أبو عبدًا ،فنسب إليه .انتهى .ووثقه الخطيب.
وصنف: :تاب الخيل ،كتاب البل ،ما اختلفت أسماؤه من كلم العرب ،وغير ذلك.
قتله الزنج بالبصرة بالسياف ،وكان قائما يصلي الضحى في مسجده ،سنة سبعت وخمسين ومائتين ،ولم يدفن إل
وله:
ذكره الزبيدي في الطبقة الثالثة من نحاة الندلس ،وقال :كان متصرفًا في ضروب من العراب.
قال القفطي :روى عن عبد ال بن محمد اليزيدي ،وعنه الصاحب بن عباد ،وكان رقيقًا يتعاطى المنادمة .وله
504
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
- 1349عباس بن ناصح ،أبو المعلى الجزيري الندلسي الثقفي
قال الزبيدي وابن الفرضي :كان من أهل العلم بالعربية واللغة والشعر المجودين ،وله حظ في الفقه والرواية.
ولي قضاء بلده وشذونة ،وكان رحل مع أبيه إلى مصر ،وتردد في الحجاز طالبا للغة العرب ،ولقى الصمعي
وغيره بالعراق ،واجتمع بأبي نواس ،وأذعن له بالفضل على نفسه ،وانصرف إلى الندلس ،ومات بعد سنة ثلثين
ومائتين.
ومن شعره:
كمدة الدهـر واليام تـفـنـيهـا ما خير مدة عيش المرء لو جعلـت
وابتع نجاتك بالدنـيا ومـا فـيهـا فارغب بنفسك أن ترضي بغير رضا ً
قال ابن عبد الملك :كان مقرئًا نحويًا ،روى عن أبي علي الصدفي وغيره.
قال الخزرجي :كان فقيهًا نحويًا ،عارفًا لغويًا ،محققًا مدققًا ،شرح الكافي للصغار في النحو ،وسماه الدرر،
قال ابن عبد الملك :كان نحويًا متحققًا بالعربية ،ذا حظ من الرواية .مات في ذي الحجة سنة سبع وعشرين
وخمسمائة.
505
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
قال القفطي :كان متمكنًا من علم العربية ،ويكتب الخط الحسن .تفقه على الشيخ أبي إسحاق الشيرازي ،وبرع في
الفرائض والحساب ،وصنف فيهما ،وشرح الحماسة ،وديوان البحتري ،وعدة دواوين ،وسمع الحديث من أبي
وكان مرضى الطريقة دينًا صدوقًا .روى عنه سبطه أبو الفضل بن ناصر ،وذكر أنه كان يكتب يومًا وهو مستند،
فوضع القلم من يده ،وقال :إن هذا موت مهنأ طيب ،ثم مات وذلك يوم الثلثاء ثاني عشري ذي الحجة سنة ست
وسبعين وأربعمائة.
النحوي
قال القفطي :كان أعلم أهل زمانه بالنحو ،حتى يقال :إنه كان في درجة الفارسي ،وكانت له معرفة بالحديث
والتفسير واللغة والمنطق والفلسفة والحساب والهندسة ،وما من علم من العلوم إل وكانت له فيه يد حسنة.
قرأ الدب علي أبي منصور الجواليقي وغيره ،والحساب والهندسة على أبي بكر بن عبد الباقي النصاري،
والفرائض علي أبي بكر المزرقي ،وسمع الحديث من أبي الغنائم النرسي وأبي القاسم بن الحصين ،وأبي العز بن
كادش وجماعة ؛ ولم يزل يقرأ حتى عل على أقرانه ،وقرأ العالي والنازل ،وكان يكتب خطًا مليحًا ،وحصل كتبًا
كثيرة جدًا ،وقرأ عليه الناس ،وانفعوا به ،وتخرج به جماعة .وروى كثيرًا من الحديث.
سمع منه أبو سعد السمعاني وأبو أحمد بن سكينة ،وأبو محمد بن الخضر ،وكان ثقة في الحديث ،صدوقًا نبيل
بالشطرنج مع العوام على قارعة الطريق ،ويقف في الشوارع على حلق المشعبذين واللعبين بالقرود والدباب،
كثير المزاح واللعب ،طيب الخلق ،سأله شخص وعنده جماعة من الحنابلة :أعندك كتاب الجبال؟ فقال :يا أبله؛
أما تراهم حولي! وسأله آخر عن القفا؛ يمد أو يقصر؟ فقال له :يمد ثم يقصر.
506
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
وإنما يأتي الصبا الصبي أطربا ً وأنت قـنـسـري
ى" ،فقال :هذا عندك في المكتب؛ وأما عند=نا فل ،فاستحى المعلم وقام.
ى الصب ّ
فقال" :وإنما يأتي الصب ّ
وكان يتعمم بالعمامة ،فتبقى مدة على حالها حتى تسود مما يلي رأسه ،وتتقطع من الوسخ ،وترمى عليها الطيور
ذرقها؛ ولم يتزوج ول تسرى؛ وكان إذا حضر سوق الكتب وأراد شراء كتاب غافل الناس وقطع منه ورقة؛
وقال :إنه مقطوع؛ ليأخذه بثمن بخس؛ وإذا استعار من أحد كتابًا وطالبه به؛ قال :دخل بين الكتب فل أقدر عليه.
صنف :شرح الجمل للجرجاني ،شرح اللمع لبن جني ،لم يتم ،الرد على ابن بابشاذ في شرح الجمل .الرد على
التبريزي في تهذيب الصلح ،شرح مقدمة الوزير ابن هبيرة في النحو؛ يقال :إنه وصله عليها بألف دينار ،الرد
توفي عشية الجمعة ثالث رمضان سنة سبع وستين وخمسمائة ،ووقف كتبه على أهل العلم ،ورئي بعد موته بمدة
في النوم على هيئة حسنة فقيل له :ما فعل ال بك؟ قال :غفر لي ،قيل :ودخلت الجنة؟ قال :نعم إل أن ال أعرض
عني؛ قيل :وأعرض عنك؟ قال :نعم؛ وعن كثير من العلماء ممن ل يعمل.
بسر وذو الوجهين للسر مظهر وذي أوجه لكنـه غـير بـائح
فتفهمها ما دمت بالعين تنظـر تناجيك بالسرار أسرار وجهـه
وله في الشمعة:
قال الخزرجي :كان فقيهًا فاضل ،عارفًا بالفقه والقراءات والنحو واللغة.
507
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
وكان من النحاة اللغويين الدباء ،راوية أهل البصرة.
روى عن الصمعي؛ وعنه يموت بن المزرع وغيره .وكان مقترًا ضيق الحال؛ شرابًا للنبيذ.
أخذ عن أبي جعفر بن الباذش ،ومات بقرطبة في عشر الثمانين وخمسمائة ،وقد قارب ثمانين سنة.
صنف :شرح ديوان المتنبي :شرح الحماسة ،شرح أبيات أمثال أبي عبيد ،واشتهر بالتأديب.
قال ابن عبد الملك :كان ذاكرًا للقراءات ،ريان من الدب ،متحققًا بالعربية ،له حظ صالح من الحديث.
مولده في شوال سنة ثنتين وسبعمائة ،ومات سنة خمس وأربعين وسبعمائة .قاله الصفدي.
508
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
- 1361عبد ال بن أحمد بن علي بن قرشي الحجري القرطبي ،أبو الوليد
قال ابن عبد الملك :كان ماهرًا في العربية والداب ،مبرزًا في ضبط اللغات ،قعد لقرائها ،وله حظ من النظم
والنثر ،روى عن جده لمه أبي الحسن بن النعمة وأبي الوليد بن الدباغ؛ وعنه أبو عبد ال بن سعادة النحوي،
قال ابن عبد الملك :كان حافظًا للحديث ،ذاكرًا لرجاله ،لغويًا حافظًا ،فقيهًا مشاورًا ،روى عن ابن العربي،
ومات يوم الثلثاء حادي عشر ربيع الخر سنة ست وأربعين وخمسمائة.
آخر الورعين بالندلس ،مقتصدًا في لباسه ،روى عن أبي محمد القرطبي وأكثر عنه ،وعن السهيلي ،وحج،
وأجاز له من المشرق الحسن الجواليقي وأبو الحسن بن البناء وخلق ،وروى عنه بالجازة ابن الزبري وابن أبي
الحوص وغيرهما.
وكان شديد الورع ،ل يأكل ممن يتحقق طيب كسبه ،ولسيما بعد حدوث الفتن؛ فإنه قطع أكل اللحم ،وكان يختم
ولد في سنة ثلث وسبعين وخمسمائة ،ومات يوم السبت خامس جمادى الخرة سنة ثمان وأربعين وستمائة.
509
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
- 1364عبد ال بن أحمد النصاري القرموني المعروف بابن الخرش النحوي ،أبو
جعفر
قال الصفدي :أديب فاضل .نحوي ،أخذ عن البذي؛ وقرأ عليه أبو حيان؛ وكان له اعتناء بالتفسير.
ومن شعره:
اللغوي
شاع ذكره ،واشتهر ،ولم يكن في الديار المصرية مثله .قرأ كتاب سيبويه على محمد بن عبد الملك الشنتريني،
وتصدر للقراء بجامع عمرو؛ وكان مع علمه وغزارة فهمه ذا غفلة؛ يحكى عنه حكايات عجيبة؛ منها أنه جل في
كمه عنبًا ،فجعل يعبث به ويحدث شخصا معه؛ حتى نقط على رجليه ،فقال لرفيقه :تحس المطر؟ قال :ل ،قال:
فما هذا الذي ينقط علي؟ فقال له :هذا من العنب ،فخجل ومضى.
وكان قيمًا بالنحو واللغة والشواهد ،ثقة .قرأ علي الجزولي ،وأجاز لهل عصره ،وكان له تصفح في ديوان
النشاء.
وصنف :اللباب في الرد علي ابن الخشاب في رده على الحريري في درة الغواص ،الرد على الحريري في درة
الغواص ،حواش على الصحاح ،قال الصفدي :لم يكملها ،بل وصل إلى "وقش" ،وهو ربع الكتاب؛ فأكملها الشيخ
مات في ليلة السبت السابعة والعشرين من شوال سنة ثنتين وثمانين وخمسمائة.
510
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
أسندنا حديثه في الطبقات الكبرى؛ وذكر في جمع الجوامع.
]كانت ولدة ابن بري بمصر في الخامس من شهر رجب سنة تسع وتسعين وأربعمائة[.
قال القفطي :كان من أهل العلم باللغة والشعر ،ثقة أمينًا ،إمامًا صدوقًا .قرأ على أبي عمرو الدوري بقراءة
الكسائي.
بن إسماعيل بن علي الشافعي النحوي تاج الدين السكندري السواني الصل
ولد بدمنهور سنة أربع وخمسين وستمائة ،ومهر في العربية ،وأخذها عن حافي رأسه ،ودرسها بالسكندرية،
وسمع الحديث ،وصحب الشيخ أبا العباس المرسي ،وكان خيرًا ،تذكر عنه كرامات.
النحوي
نزيل إشبيلية ،كان نحويًا حافظًا لكتب الدب ،علم الناس النحو بقرطبة ،ومات سنة تسع وخمسمائة.
ذكره الصفدي.
511
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
- 1369عبد ال بن الجبير -بكسر الجيم والباء الموحدة -ابن عثمان بن عيسى ابن
قال ابن الزبير :من أعيان ذوي الشرف والجللة .كان أديبًا بارعًا في الدب ،عارفًا بالنحو الداب واللغات،
كاتبًا بليغًا ،شاعرًا مطبوعًا ،لسنًا مفوهًا .أخذ عن أشياخ غرناطة ،وبمالقة عن غانم الديب ،وبقرطبة عن ابن
سراج ،وكان مال في شبيبته إلى الجندية لشهامته وعزة نفسه ،فكان في عسكر المأمون بن عباد وحظي عنده،
ومن شعره:
أحد من اشتهر وعل قدره ،وكثر علمه .جيد التصنيف ،صحب المبرد ،ولقي ابن قتيبة ،وأخذ عن الدار قطني وغيره .وكان
شديد النتصار للبصريين في النحو واللغة ،وثقه ابن منده وغيره ،وضعفه هبة ال الللكائي ،وقال بلغني أنه قيل له :حدث
عن عباس الدوري حديثًا ونعطيك درهما ،ففعل ،ولم يكن سمعه منه.
قال الخطيب :وهذا باطل؛ لنه كان أرفع قدرًا من أن يكذب.
ولد سنة ثمان وخمسين ومائتين ،ومات سنة سبع وأربعين وثلثمائة.
وصنف :الرشاد في النحو ،شرح الفصيح ،الرد على المفصل في الرد على الخليل ،غريب الحديث ،المقصور
512
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
كذا وصفه ابن الفرضي ،وقال :كان مؤدبًا بالعربية .مات في رمضان سنة أربع وثلثين وثلثمائة.
وقال الزبيدي :كان من أهل العلم بالنحو ،دقيق النظر فيه؛ يعرف بجنين.
القراءات والعربية ،وأخذها أيضًا عن ابن عروس وابن كوثر وابن الفخار .وأجاز له من المشرق الخشوعي
وغيره.
وقعد للقراء بمالقة؛ وله نحو عشرين سنة ،ورحل إلى غرناطة وأشبيلية وغيرها ،وعاد إلى بلده ،ولزم القراء
وخطب بجامعها؛ ورحل إليه الناس واعتمدوه ،ونافر أبا عامر بن حسون أيام وليته مالقة ،وأنكر كثيرًا من
أعماله؛ فكان سببًا لتأخره عن الخطابة ،وسعى فيها ابن حسون ووليها ،وجرى بينه وبين أبي علي الرندي
وله تصانيف في الروض والقراءات ،روى عنه أبو القاسم بن الطيلسان وغيره.
ولد يوم الثنين ثاني عشرين ذي القعدة سنة ست وخمسين وخمسمائة ،ومات يوم لسبت سابع ربيع الخر سنة
ومن شعره:
513
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
يعرف بابن الديب .ابن عم داود السابق قال ابن الزبير :كان أستاذًا نحويًا ،من أهل المعرفة التامة بالعربية
والدب ،فذ الناس في ذلك في وقته،يحفظ كتاب سيبويه كحفظه للقرآن ،عارفًا مع ذلك بالقراءات والفقه ،مشاركا
في علوم.
وسمى بعضهم أباه عليا ،وهو غلط مشى عليه في تاريخ غرناطة.
- 1374عبد ال بن حسن بن عشير العبدري اليابسي النحوي ،أبو محمد قال السلفي
في "معجم السفر" كان مصدرًا في جامع السكندرية لقراء الناس القرآن والنحو،
الحنبلي
فاضل أديب ،عالم بالنحو على مذهب الكوفيين ،ألف في النحو على مذهبهم ،دخل الندلس ،وحمل أهلها عنه.
صاحب العراب .قال القفطي :أصله من عكبرا ،وقرأ بالروايات على أبي الحسن البطائحي ،وتفقه بالقاضي
أبي يعلى الفراء ،ولزمه حتى برع في المذهب والخلف والصول وقرأ العربية على يحيى بن نجاح وابن
الخشاب ،حتى حاز قصب السبق ،وصار فيها من الرؤساء المتقدمين ،وقصده الناس من القطار ،وأقرأ النحو
واللغة والمذهب والخلف والفرائض والحساب ،وسمع الحديث من أبي الفتح بن البطي وأبي زرعة المقدسي
514
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
وخلق؛ وكان ثقة صدوقا غزير الفضل كامل الوصاف ،كثير المحفوظ دينًا ،حسن الخلق متواضعًا ،وله تردد
إلى الرؤساء لتعليم الدب .أضر في صباه بالجدري ،فكان إذا أراد التصنيف أحضرت إليه مصنفات ذلك
الفن،وقرئت عليه فإذا حصل ما يريده في خاطر أمله ،وكان ل تمضي عليه ساعة من ليل أو نهار إل في العلم؛
سأله جماعة من الشافعية أن ينتقل إلى مذهب الشافعي ،ويعطوه تدريس النحو بالنظامية ،فقال :لو أقمتموني
صنف :إعراب القرآن ،إعراب الحديث ،إعراب الشواذ ،التفسير ،التعليق في الخلف ،الملقح في الجدل ،الناهض
البلغة التلخيص ،والثلثة في الفرائض ،شرح الفصيح ،شرح الحماسة ،شرح المقامات ،شرح خطب ابن نباتة،
شرح اليضاح والتكملة ،شرح للمع ،لباب الكتاب ،شرح أبيات الكتاب ،إيضاح المفصل ،اللباب في علل البناء
والعراب ،الترصيف في التصريف ،الشارة ،التلخيص ،التلقين ،التهذيب ،والربعة في النحو ،ترتيب إصلح
ولد في أوائل سنة ثمان وثلثين وخمسمائة ببغداد ،ومات ليلة الحد ثامن ربيع الخر سنة ست عشرة وستمائة.
مروزي الصل .نشأ ببغداد ،وسكن سمرقند .ومات بها .روى عن أبي الطيب المتنبي من شعره ،ذكره أبو سعد
من أهل المائة الخامسة .كذا ذكره صاحب المغرب ،وقال :ذكره في النموذج.
ومن شعره:
515
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
ول عن الناس والحاجات أسألها ل أستكين إلى الداب أعذلـهـا
بين السماك وبين النسر منزلها ولي أخ من بني الداب همتـه
لكنها اقتربت ممن يؤمـلـهـا فلو أرادت علوا ً فوق ذا لعلـت
كان فاضل دينًا حنبلي المذهب ،وساع الرواية قديم الطلب ،وكان عالمًا بالعربية على مذهب الكوفيين .وله تأليف
في النحو على مذهبهم سماه البتداء ،وله كتاب مختصر من علم أبي حنيفة رحمه ال في سبعة أجزاء ،سماه
المغنى ،وكان ممتعًا بذهنه وجميع جوارحه .مولده سنة ثمان وأربعين وثلثمائة .ذكره ابن بشكوال في الصلة.
قال القفطي :كان إمامًا في اللغة والنحو ،أقرأ في زمان أبي محمد المكفوف ،وكان معجبًا بعلمه ،شديد الفتخار
يتجاوز الحد في ذلك ،ول يحضر مجلسًا إل افتخر فيه؛ ويسرف في ذلك حتى يمل وينسب إلى السخف.
قال الصفدي :كان من فرسان النحو واللغة والشعر ،لزم السيرافي والفارسي والقالي.
وكان مغرى بكلم الجاحظ؛ وكان يقول :رضيت في الجنة بكتب الجاحظ عوضًا عن نعيمها.
ذكره الزبيدي في نحاة الكوفيين ،وقال :قال أبو بكر بن النباري :كان مسحل يروى عن علي بن المبارك
الحمر أربعين ألف بيت شاهدًا في النحو .قال :وسمعت ثعلبًا يقول :ما ندمت على شيء كندمي على ترك سماع
516
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
- 1383عبد ال بن رستم
مشهور بكنية والده ،أحد الئمة في القراءات والعربية .أخذ القرآن عن يحيى بن يعمر ونصر بن عاصم ،وروى
عن أبيه عن جده ،عن علي وتناظر هو وأبو عمرو بن العلء .وهو الذي مد للقياس ،وشرح العلل.
قال السيرافي :وكان أشد تجريدًا للقياس ،وأبو عمرو أوسع علمًا بكلم العرب ولغاتها.
قال :وسئل عنه يونس ،فقال :هو والنحو سواء؛ أي هو الغاية فيه.
قال :وكان يطعن عل العرب ،ويعيب الفرزدق وينسبه إلى اللحن ،فهجاه بقوله:
ولكن عبد الله مولى المواليا فلو كان عبد الله مولى هجوته
فقال له :لحنت؛ ينبغي أن تقول" :مولى موال" ،وكان مولى آل الحضرمي وهم حلفاء لبني عبد شمس .انتهى.
ذكره الزبيدي في الطبقة الثالثة من اللغويين الكوفيين ،وقال :روى عنه أبو عبيد وغيره.
ل فرضيا
قال ابن النجار ،والقفطي :قدم بغداد أيام العميد الكندري ووطنها حتى مات .وكان نحويًا أديبًا فاض ً
حاسبًا ،بليغًا كاتبًا ،ظريفًا شاعرًا حسن المعرفة باللغة .حدث عن أبي يحيى خالد بن الحسين البهري الديب؛
517
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
صنف :خلق النسان على حروف المعجم ،ورجمة العفريت ،رد فيه على المعري ،وأشياء في فنون.
ومن شعره:
قال السلفي في "معجم السفر" :فاضل في النحو ،وكانت له حلقة في جامع عمرو للقراء.
ومن شعره:
عساك على الهول العظيم بها بقوى تزود وما زاد اللبيب سوى التقـوى
فمن لم يعمر بالتقى جدثًا له=فمنزله في خلده منزل أقوى
ال الحارثي الندي ،بضم الهمزة وسكون النون وبالدال المهملة ،الحافظ أبو محمد
وحوط ال ،قال ابن عبد الملك :بفتح الحاء وسكون الواو؛ وكأنه مصدر حاط يحوط مضافا إلى ال تعالى ،قال:
وذكر شيخنا أبو الحكم أن أصله حوطله مصغر "حوت" مؤنث على لغة شرق الندلس ،فإنهم يفتحون أول الكلمة
من نحو الحوت والعود ،وينطلقون بالتاء طاء ،ويلحقون آخر المصغر لما مشددة مفتوحة في المؤنث ،مضمومة
في المذكر ،وهاء ساكنة ،فيقولون في حوت :حوطلة وحوطلة .قال ابن عبد الملك :ويأبى هذا كتابه الفاضل إياه،
سلفا عن خلف.
قال في النضار :كان عبد ال هذا فقيهًا جليل أصوليا نحويًا أديبًا شاعرا كاتبًا ،ورعًا ،دينًا ،حافظًا ثبتًا ،مشهورا
بالفضل والعقل ،معظما عند الملوك ،بارع الخط ،يكتب بيده اليسرى لتعذر اليمنى ،ولم يكن يخرجها من ثوبه ،ولم
518
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
يعرف أحد عذرها ،يميل إلى الجتهاد ويغلب عليه طريقة الظاهر .تردد في أقطار الندلس ،هو وأخوه سليمان،
وسمعا في عدة بلد ،وحصل من السماع مال يحصل لحد من أهل المغرب .وولى عبد ال قضاء إشبيلية وقرطبة
مولده بأندة يوم الربعاء في رجب سنة تسع وأربعين وخمسمائة ،ومات بغرناطة يوم الخميس ثاني ربيع الول
وربما صغر فقيل :دريود .قال السلفي :معروف بالنحو والدب ،وكان أعمى ،شرح كتاب الكسائي ،وله شعر
كثير ،منه:
قال الزبيدي وابن الفرضي :كان من أهل العلم باللغة ،متفننًا في علم الدب ،وله رحلة إلى المشرق؛ سمع فيها
من الحسن بن عرفة ،ولقي أبا حاتم ولرياشي وغيرهما ،روى عنه محمد بن جنادة الشبيلي ،ومات في جمادى
519
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
- 1391عبد ال بن سيد أمير اللخمي الشلبي ،أبو محمد
قال ابن عبد الملك :كان إمامًا في النحو ،حافظًا للغة ،ذا حظ صالح من الطب ،روى عن ابن الرماك ،وعنه
يعيش بن القديم.
وذكره ابن الزبير فقال :كان نحويًا لغويًا ،له مشاركة في الطب.
- 1392عبد ال بن شعيب
من أشونة .قال ابن الفرضي :كان أديبًا له بصر باللغة والعربية ،وخط حسن ،وسماع صالح .سمع من أبي علي
كان من أعلم الناس بالعربية ،سمع أباه وعمره بن شعيب وعكرمة ،ووثقوه ،روى له الجماعة.
قال في "البلغة" :نحوي أصولي فقيه ،روى عن أبي الوليد الباجي ،وقرأ عليه الزمخشري بمكة كتاب سيبويه،
520
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
قال الصفدي :قرأ على الفارسي ،وخرج معه إلى فارس وأصبهان ،وكان والده من كبار أهل الحديث ببغداد.
قال ابن الزبير :كان فقيهًا أديبًا لغويًا نحويًا ،سمع أخاه أبا عبد ال ،وأقرأ العربية بالمربية إلى أنا مات بعد سنة
أربعمائة.
قال الزبيد :كان نحويًا قياسيًا ،سرى الخلق ،له أشعار حسنة ،وأصله من الندلس.
قال ابن حجر :عنى بالفقه والعربية والحديث ،ودرس وأفاد ،وأخذ العربية عن العتابي ،ومهر فيها،ومات سنة
الهاشمي العقيلي الهمذاني الصل ،ثم البالسي المصري ،قاضي القضاة بهاء الدين بن
عقيل الشافعي
نحوي الديار المصرية .قال ابن حجر والصفدي :ولد يوم الجمعة تاسع المحرم سنة ثمان وتسعين وستمائة ،وأخذ
القراءات عن التقى الصائغ والفقه عن الزين الكتاني ،ولزم العلء القونوي في الفقه والصلين والخلف
والعربية والمعاني والتفسير والعروض ،وبه تخرج وانتفع؛ ثم لزم الجلل القزويني وأبا حيان ،وتفنن في العلوم.
وسمع من الحجار ووزيرة وحسن بن عمر الكردي والشرف ابن الصابوني والواني وغيرهم ،وناب في الحكم
521
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
عن القزويني بالحسينية وعن العز ابن جماعة بالقاهرة ،فسار سيرة حسنة ،ثم عزل لواقع وقع منه في حق
القاضي موفق الدين الحنبلي في بحث ،فتعصب صرغتمش له ،فولى القضاء الكبر ،وعزل ابن جماعة؛ فلما
أمسك صرغتمش عزل ،وأعيد ابن جماعة؛ فكانت وليته ثمانين يوما .وكان قوى النفس ،يتيه على أرباب الدولة
وهم يخضعون له،ويعظمونه .ودرس بالقطبية والخشابية والجامع الناصري بالقلعة ،والتفسير بالجامع الطولوني
قال السنوي في طبقاته :وكان إمامًا في العربية والبيان ،ويتكلم في الصول والفقه كلمًا حسنًا؛ وكان غير
محمود التصرفات المالية ،حاد الخلق ،جوادًا مهيبًا ،ل يتردد إلى أحد.
ولما تولى جاءه ابن جماعة فهنأه ثم راح هو إليه بعد ذلك ،وجلس بين يديه ،وقال :أنا نائبك ،وعرف الناس في
وقال غيره :ما أنصف الشيخ جمال الدين السنوي ابن عقيل ،وفي كلمه تحامل عليه ،لن ابن عقيل كان ل
ولبن عقيل تصانيف :منها التفسير ،وصل فيه إلى آخر سورة آل عمران ،ومختصر الشرح الكبير،والجامع
النفيس في الفقه،جامع للخلف والوهام الواقعة للنووي وابن الرقعة وغيرهما ،مبسوط جدًا ،لم يتم ،والمساعد في
ل ،وعلى اللفية شرحًا أمله على أولده قاضي القضاة جلل الدين القزويني ،وقد
شرح التسهيل وأملي عليه مث ً
قرأ عليه شيخ السلم سراج الدين البلقيني ،وتزوج بابنته فأولدها قاضي القضاة جلل الدين ،وأخاه بدر الدين.
روى عنه سبطه جلل الدين والجمال بن ظهيرة والشيخ ولى الدين العراقي.
ومات بالقاهرة ليلة الربعاء ثالث عشري ربيع الول سنة تسع وستين وسبعمائة ،ودفن بالقرب من المام
الشافعي.
ومن شعره:
522
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
- 1400عبد ال بن عبد الرحمن بن محمد النصاري الندلسي ،أن محمد اللغوي
من أهل بسطة .شيخ فاضل ،والغلب عليه معرفة اللغة ،قرأها على أبي محمد بن زيدان المكي اللغوي.
وصنف كتابا سماه ري الظمآن في متشابه القرآن .مات ليلة النصف من ربيع الخر ،سنة أربع وثلثين وستمائة.
كان يؤدب ولد المهتدي ،وسكن مصر ،وحدث بها عن أحمد بن جعفر الدينوري ،روى عنه يعقوب بن يوسف
النجيرمي.
قال الصفدي :كان إمامًا لغويًا إخباريًا ،متفننًا ،أميرًا بساحل كورة لبلة ،وكان ل يصحو من الخمر أبدًا.
صنف :شرح نوادر القالي ،شرح أمثال أبي عبيد ،اشتقاق السماء ،معجم ما استعجم من البلد والمواضع ،وجمع
كتابا في أعلم نبوة نبينا صلى ال عليه وسلم أخذه الناس عنه.
ذكره الصفدي.
523
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
له "التبصرة" في النحو؛ كتاب جليل أكثر ما يشتغل به أهل المغرب ،ذكره الصفدي.
قلت :أكثر أبو حيان من النقل عنه .وله ذكر في جمع الجوامع.
قال الذهبي :شيخ فاضل ،لغوي أديب ،سمع الكثير من يوسف بن خليل وغيره.
قال ابن النجار :كان إماما كبيرًا في المذهب الخلف والحديث والنحو واللغة ،مع حسن الصورة،ولطف
الخلق ،وكمال التواضع ،وغزارة العقل ،والورع والزهد وحسن الخط وسرعة القلم ،على النظم والنثر
سمع ابن الخضر وجماعة ،وولى خطابة سمرقند ،وحدث بأربعين حديثًا ،جمعها عن شيوخه بما وراء النهر.
ولد في رجب سنة إحدى وخمسين وخمسمائة ،وقتله التتار سنة ست عشرة وستمائة.
- 1407عبد ال بن عمر بن محمد بن علي ،أبو الخير قاضي القضاة ناصر الدين
البيضاوي
كان إمامًا علمة ،عارفًا بالفقه والتفسير والصلين والعربية والمنطق ،نظارًا صالحًا متعبدًا شافعيًا.
صنف :مختصر الكشاف ،المنهاج في الصول؛ شرحه أيضًا ،شرح مختصر ابن الحاجب في الصول ،شرح
المنتخب في الصول للمام فخر الدين ،شرح المطالع في المنطق ،اليضاح في أصول الدين ،الغاية القصوى في
524
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
مات سنة خمس وثمانين وستمائة بتبريز .كذا ذكره الصفدي.
الحافظ النحوي الفقيه الديب .قال السمعاني :بحر ل ينزف في الحديث والفقه والدب والنحو ،سمع الكثير
بالندلس والعراق وخراسان ،وحج وجاور ،وأقام ببغداد وبلخ ونيسابور مدة ،وكان ولي القضاء بالندلس.
مولده سنة أربع وثمانين وأربعمائة ،ومات بهراة في شعبان -وقيل :شوال -سنة ثمان وأربعين وخمسمائة.
ومن شعره:
قال الزبيدي وابن الفرضي :كان عالمًا بالعربية والغريب والشعر ،بصيرًا بقراءة نافع ،سمع أباه ،ومنه ثابت بن
حزم السرقسطي.
525
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
ل ورعًا ،أخذ عن ابن الطراوة وغيره ،ودرس اللغة والغربية والقرآن
ل فاض ًُ
كان لغويًا نحويًا ماهرًا ،جلي ً
بمالقة ،وخطب بجامعها ،وكان متفننًا فيالعلوم ،روى عنه ابنه أبو الحسن وابن الفخار.
ومات في ذي الحجة سنة ستين وخمسمائة ،وسماه ابن عبد الملك بن عبد ال بن عبد الرحمن بن فائز ،فخالف
ل ،زاهدًا متفننًا ،فصيحًا لسنًا ،الغلب عليه حفظ الحديث والدب والنحو ،عارفًا
قال في تاريخها :كان فقيهًا جلي ً
بالتفسير ،شاعرًا مطبوعًا ،فذًا في وقته ،غريب الجود ،طرفًا في الخير والزهد والورع ،له في كل علم سهم ،وله
وروى عن أبي عمر بن عبد البر ومكي بن أبي طالب وأبي الوليد الباجي :ومات يوم الثنين لعشر خلون من
رمضان سنة سبع وثمانين وأربعمائة عن نيف وثمانين ودفن من الغد ،وكان ل يوم مشهود ،حشر إليه الناس
ل ونساء.
رجا ً
قاله الزبيدي.
526
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
من أهل واسط .كان إمام الجامع الزهر بالقاهرة ،وكان من أعيان القراء ،عارفًا بالنحو.
مات ليلة الثالث عشر من جمادى الخرة سنة أربع وتسعين وخمسمائة.
قال الصفدي :أحد رجال اللغة والعربية ،المطابيع في أجناس القريض ،العالمين بالوزان والعاريض.
ومن شعره:
إن الكريم أحق باسم الجوهـر غلط الذي سمى الحجرة جوهرا ً
والمرء جوهرة جميل المحضر إن الجواهر قد علمت صوامـت
- 1415عبد ال بن محمد بن إبراهيم بن عاصم بن مسلمة بن كعب بن حباب بن علقمة بن سيف بن مسلم الثقفي
القرطبي :قال ابن الفرضي :كان حافظًا للمسائل متقدمًا فيها ،وكان مع بصره بالفقه بصيرًا باللغة والشعر ،متفننا
في العلوم .سمع من أبي الطاهر أحمد بن عمرو بن السرح وغيره ،وحدث عنه محمد بن عبد الملك بن أيمن.
قال ابن حجر :كان بارعًا في الصول والعربية .درس بالسدية بحلب ،وكان أحد أئمة المعقول ،حسن الشيبة،
يتشيع.
527
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
قال ابن حجر :ولد سنة ثمان وسبعمائة ،وكان ماهرًا في العربية ،سمع من وزيرة والحجار ،وحدث بالصحيح،
قال الصفدي :كان محققًا للنحو واللغة والبلغة وقول الشعر .جيد الخط ،مليح الضبط ،أدرك المتنبي.
قال ابن النجار :وكان له معرفة حسنة بالنحو ،يتردد إلى بيوت الناس للتعليم ،وكان عسرًا في الرواية ،مبغضًا
لهل هذا الشأن ،ولم تكن سيرته مرضية .مات سنة ستمائة.
من إستجة .قال ابن الفرضي :كان بصيرًا بالعربية ،سمع من محمد بن عمر بن لبابة وأحمد بن خالد .مات سنة
528
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
أخذ عن المبرد وثعلب في النحو ،وخلط المذهبين .وكان معلما في دار الوزير أبي الحسن علي بن عيسى بن
الجراح.
صنف :المختصر في النحو ،المقصور والممدود ،معاني القرآن ،المذكر والمؤنث ،وغير ذلك.
مات يوم الثلثاء لليلة بقيت من ربيع الول سنة خمس وعشرين وثلثمائة.
بفتح الموحدة والطاء المهملة وضم التحتانية وسكون اللم والواو .نزيل بلنسية ،كان عالمًا باللغات والداب،
متبحرًا فيهما .انتصب لقراء علوم النحو ،واجتمع إليه الناس ،وله يد في العلوم القديمة ،ذكره في "قلئد العقيان"
وبالغ في وصفه؛ وكان لبن الحاج صاحب قرطبة ثلثة أولد من أجمل الناس صورة :عزون ورحمون
صنف :شرح أدب الكاتب ،شرح الموطأ ،شرح سقط الزند ،شرح ديوان المتنبي ،إصلح الخلل الواقع في
الجمل،الحلل في شرح أبيات الجمل ،المثلث ،المسائل المنثورة في النحو ،كتاب سبب اختلف الفقهاء ،وغير ذلك.
ولد سنة أربع وأربعين وأربعمائة ،ومات في رجب سنة إحدى وعشرين وخمسمائة ببلنسية.
ومن شعره:
قال الصفدي :له يد باسطة في النحو واللغة والدب .مات سنة ثلث وخمسمائة.
529
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
- 1425عبد ال بن محمد عبد ال بن بدرون الجزيري
قال ابن الفرضي :كان بليغًا بصيرًا باللغة والعراب ،من أهل الزهد والورع ،لقي محمد بن سحنون وجماعة
قال الصفدي :كان لغويًا شاعرًا مفلقًا ،مليح الكتابة ،قليل الحظ ،نسخ الكثير بالجرة .ومات سنة سبع عشرة
- 1428عبد ال بن محمد بن عبد ال القاضي المام معين الدين ،أبو محمد النكزاوي
المقرئ النحوي
كذا ذكره الذهبي ،وقال :ولد بالسكندرية سنة أربع عشرة وستمائة ،وقرأ بها القراءات على ابن عيسى
والصفراوي :وصنف فيها ،واشتهر :ومات فجأة سنة ثلث وثمانين وستمائة.
530
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
قال ابن البار :أخذ العربية عن الستاذ عبدون ،ومهر في فنون العربية ،وأجاز له من السكندرية أبو الطاهر
- 1430عبد ال بن محمد بن عبد الغفار بليغ الدين ،أبو محمد القسطنطيني النحوي
العروضي
كذا ذكره الصفدي ،وقال :كان موجودًا في عشر الستمائة .وله قصيدة خالية ،ذكرناها في الطبقات الكبرى،
ومطلعها:
أبو محمد
قال الخزرجي :كان متفننا في العلوم ،عارفًا بالحديث والتفسير والفقه ،والنحو واللغة والتصوف ،ورعًا صالحًا،
زاهدًا عابدًا صوفيًا ،له كرامات ،سهل الخلق ،مبارك التدريس ،عظيم الصبر على الطلبة ،كثير الحج.
أبو محمد
قال الصفدي :كان يختم كتاب سيبويه في كل خمسة عشر يومًا ،وألف كتبًا؛ منها تفقيه الطالبين ،والرشاد إلى
إصابة الصواب.
531
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
روى عن الحسن بن رشيق ،وأجاز له المنذر بن المنذر ،وحدث عنه أبو عبد ال بن شق الليل ،وقال :قدم علينا
طليلطلة مجاهدًا،وكان من أهل العلم بالعربية واللغة ،متحققا بهما،بارعا فيهما ،مع وقار مجلس ،ونزاهة نفس.
وكان قد شرع في شرح كتاب الواضح للزبيد ،وبلغ فيه نحو النصف ،وتوفى على إكماله .وله كلم على أصول
النحو ومعرفة بالحديث ،ورواية له ،ومشاركة في الفقه ،وكلم في العتقاد .وكان من أهل الحفظ والذكاء .ذكره
قال الصفدي :لزم ابن الخشاب ،وكانت له معرفة بالنحو والدب والشعر ،مليح الخط ،جيد الضبط.
ومن شعره:
قال ابن الزبير :كان أديبًا نحويًا ،فقيهًا مشاركا في علوم .أقرأ الفقه والنحو ببلده.
ومات قبل استيلء العدو على بلنسية ،وكان استيلؤه عليها سنة خمس وثلثين وستمائة.
المحدث الحافظ .نزيل قرطبة .روى عن تميم بن محمد القيرواني وأبي جعفر بن عون ال ،وعنه القاضي أبو
عمر بن سميق.
وصنف :الرد علي ابن مسرة .ومات بها سنة أربعمائة ،أو قبلها بسنة.
532
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
- 1436عبد ال بن محمد بن هارون بن محمد بن عبد العزيز بن إسماعيل الطائي
نزيل تونس .ولد سنة ثلث وستمائة .وأخذ النحو عن الدباج والشلوبين ،ولزم خال أمه عصام بن خلصة ،وقرأ
القرآن على جده لمه محمد بن قادم المقافري ،وسمع من أبي القاسم بن بقي وغيره.
وهو من بيت علم وجللة ،برع في النحو واللغة وسائر علوم الداب والتواريخ .وله نظم ونثر كثير.
وكان شديد التشيع ،اختلط قبل موته قليل .وانفرد بعلو السناد ،وروى عنه أبو حيان والوادي آشي وجماعة.
بفتح المثناة وتشديد الواو المفتوحة وبالزاي .أبو محمد ،مولى قريش ،من أكابر أئمة اللغة.
قال السيرافي :قرأ على الجرمي كتاب سيبويه ،وكان أعلم من الرياشي والمازني وأكثرهم رواية عن أبي عبيدة،
533
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
قال الخطيب :كان عارفًا بعلم الدب ،بصيرًا بالنحو ،أخذ عن الخفش ،وقدم بغداد .فحدث بها ،وكان ثقة.
وقال الحكم :سمع من غندر ويحيى بن سعيد وغيرهما ،ومات في جمادى الخرة سنة ست وثلثين ومائتين.
كذا ذكره ابن عساكر ،وقال :الغالب على شعره السخف واللفاظ الغريبة.
المكفوف
كان عالما بالعربية والغريب ،والشعر ،وتفسير أيام العرب وأخبارها .وكانت الرحلة إليه من جميع
إفريقية ،لنه كان أعلم خلق ال بالنحو واللغة والشعر والخبار .له كتاب في العروض.
534
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
مات سنة ثمان وثلثمائة.
النحوي
روى عن أبي عبيد كتب ،وسمع أبا غسان وغيره ،وروى عنه ابن خزيمة.
الكاتب .نزيل بغداد ،قال الخطيب :كان رأسًا في العربية واللغة والخبار وأيام الناس ،ثقة دينًا فاضل.
ولي قضاء الدينور ،وحدث عن إسحاق بن راهويه وأبي حاتم السجستاني ،وعنه ابنه القاضي أحمد وابن
درستويه.
وقال الدار قطني :كان يميل إلى التشبيه واستبعد؛ فإن له مؤلفًا في الرد على المشبهة.
وقال الذهبي :ما علمت أحدا اتهم القتيبي في نقله ،مع أن الخطيب قد وثقه ،وما أعلم المة أجمعت إل على
صنف :إعراب القرآن ،معاني القرآن ،غريب القرآن ،مختلف الحديث ،جامع النحو ،الخيل ،ديوان الكتاب،
خلق النسان ،دلئل النبوة ،النواء ،مشكل القرآن ،غريب الحديث ،إصلح غلط أبي عبيد ،جامع النحو
535
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
الصغير ،المسائل والجوبة ،القلم ،الجوابات الحاضرة ،طبقات الشعراء ،الرد على القائل بخلق القرآن،
وأشياء أخر.
ولد سنة ثلث عشرة ومائتين؛ واتفق أنه أكل هريسة فأصابه حرارة فبقي إلى الظهر ،ثم اضطرب ساعة ثم
قدم بغداد وأقام بها ،وولى تدريس العربية بالنظامية ،وحدث قليل عن أبي العباس ابن يعيش ،وكان من
ذكره الزبيدي في الطبقة الخامسة من نحاة الندلس ،وقال :كان عالمًا بالنحو والشعر والحساب والعروض،
حافظًا للفقه.
مولى رسول ال ص .ذكره الزبيدي في الطبقة الثانية من نحاة الندلس ،وقال :كان عالمًا اللغة والعربية،
536
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
بالهزيع
قال الدفوي :قرأ النحو وتصدر لقرائه مدة ،وتولى عدة وليات،وسمع الحديث ،وحدث.
مولده بقوص سنة ستمائة ،ومات بمصر سلخ ربيع الول سنة خمس وسبعين.
قال ابن الفرضي :كان علمًا باللغة والنحو ،أديبًا عاقل ،حافظًا للمشاهد واليام ،ذا مروءة وافرة.سمع قاسم
بن أصبغ.
قال في "تاريخ غرناطة" :نظر في اللغة والعراب والشعر ،وأحكم من ذلك ما لم يحكمه أحد في عصره.
وله في الشعر الختراع الذي لم يتقدمه إليه أحد ،مع الفضل والدين والخير والزهد والتواضع .ولي بقرطبة
كان مبرزًا في العربية مشاركا في الفقه والشعر ،وفيه تواضع وطيب أخلق ،أقرأ النحو بشاطبة زمانا،
537
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
ومن شعره:
قال في "تاريخ غرناطة" :كان من أفضل أهل زمانه وأعلمهم ،والغلب عليه اللغة والشعر؛ وله في اختراع لم
ل.
يسبق إلى مثله ،ولي الشرطة العليا ،ففاق من تقدمه ورعًا وعد ً
- 1454عبد ال بن أبي عامر يحيى بن عبد الرحمن بن أحمد بن عبد الرحمن بن
قال ابن الزبير :كان أديبًا كاتبًا ،نحويًا شاعرًا ،فقيهًا أصوليًا ،مشاركا في علوم ،محبا في القراءة ،وطيئًا عند
المناظرة ،متناصفًا سنيًا ،أشعري النسب والمذهب ،مصممًا على طريق الشعري ،ملتزمًا للمذهب المالكي ،من
بقايا الناس وجلتهم ،ومن آخر طلبة الندلس المشاركين ،الجلة المصممين على مذاهب أهل السنة ،المنافرين
لمذاهب الفلسفة والمبتدعة وأهل الزيغ ،أخذ عن أبيه أبي عامر وتفقه به ،وعن الخطيب المقرئ الديب أبي
جعفر بن يحيى الحميري وتل عليه وتأدب به ،وعن ابن خروف وأراه قرأ عليه كتاب سيبويه تفقها ،وروى مع
هؤلء عن أبي القاسم بن بقي وأبي محمد بن حوط ال وأبي الحسن علي بن أحمد بن علي الغافقي .وولي القضاء
538
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
بشريش ورندة ومالقة ،وخطب بجامعها ،ثم ولي قضاء الجماعة بغرناطة ،وعقد بها مجلسًا للقراء ،وانتفع به
طلبتها ،واستمر على ذلك نحو سبعة أعوام ،ومات في السابع عشر من شوال سنة ست وستين وستمائة ،ولم
قال :وكان قد أجاز لي قديمًا ،ثم حرت عنده في الصول ،وقرأت وسمعت.
قال أبو حيان فيم النضار :ومن شيوخه أبو بكر بن طلحة النحوي والحافظ أبو بكر ابن خلفون وأبو ذر مصعب بن
ل بارعًا.
الديب الشاعر اللغوي المترسل .هو من أهل الحريم الطاهري ،وهي محلة ببغداد ،كان فاض ً
له مصنفات كثيرة حسنة مقيدة ،منها مجموع سماه ملح الممالحة ،وكتاب الجمان في تشبيهات القرآن .وله مقامات
أدبية مشهورة ،واختصر الغاني في مجلد واحد ،وشرح كتاب الفصيح ،وله ديوان شعر كبير ،وله ديوان رسائل.
ومن شعره:
بعد موته أنه وجد يده اليسرى مضمومة ،فاجتهد حتى فتحها،فوجد فيها كتابة بعضها على بعض ،فتمهل حتى
وناقيا بنون ،وبعد اللف قاف مكسورة ثم تحتية مفتوحة بعد اللف .ذكره ابن خلكان.
539
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
قال في "تاريخ غرناطة" :كان فقيهًا حافظًا للمسائل ،متقدمًا في معرفة النحو والدب ،روى عن أبي بكر بن
المعدل
قال الحسيني :ولد في أول ذي القعدة سنة اثنتين وتسعين وخمسمائة ،وسمع من أبي العباس أحمد بن محمد
قال في "الدرر" :ولد في ذي العقدة سنة ثمان وسبعمائة ،ولزم الشهاب عبد اللطيف بن المرحل ،وتل علي ابن
السراج ،وسمع على أبي حيان ديوان زهير بن أبي سلمى ،ولم يلزمه ول قرأ عليه ،وحضر دروس التاج
التبريزي ،وقرأ على التاج الفاكهاني شرح الشارة له إل الورقة الخيرة ،وتفقه للشافعي ثم تحنبل ،فحفظ مختصر
الخرقي في دون أربعة أشهر .وذلك قبل موته بخمس سنين،وأتقن العربية ففاق القران بل الشيوخ ،وحدث عن
ابن جماعة بالشاطبية ،وتخرج به جماعة من أهل مصر وغيرهم] ،وله تعليق على ألفية ابن مالك ومغنى اللبيب
عن كتب العاريب ،اشتهر في حياته ،وأقبل الناس عليه[ ،وتصدر لنفع الطالبين ،وانفرد بالفوائد الغريبة
والمباحث الدقيقة والستدراكات العجيبة والتحقيق البارع والطلع المفرط والقتدار على التصرف في الكلم،
والملكة التيكان يتمكن من التعبير بها عن مقصوده بما يريد ،مسهبًا وموجزًا ،مع التواضع والبر والشفقة ودماثة
540
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
قال ]لنا[ ابن خلدون :مازلنا ونحن بالمغرب نسمع أنه ظهر بمصر عالم بالعربية ،يقال له بان هشام ،أنحى من
سيبويه.
صنف :مغنى اللبيب عن كتب العاريب؛ اشتهر في حياته وأقبل الناس عليه -وقد كتبت عليه حاشية وشرحًا
لشواهد -التوضيح على اللفية؛ مجلد ،رفع الخصاصة عن قراء الخلصة ،أربع مجلدات ،عمدة الطالب في
تحقيق تصريف ابن الحاجب ،مجلدان ،التحصيل والتفصيل لكتاب التذييل والتكميل ،عدة مجلدات ،شرح التسهيل،
مسودة ،شرح الشواهد الكبرى ،الصغرى ،القواعد الكبرى ،الصغرى ،شذور الذهب ،شرحه -وقد كتبت عليه
حاشية لما قرئ على -قطر الندى ،شرحه ،الجامع الكبير ،الجامع الصغير ،شرح اللمحة لبي حيان ،شرح بانت
سعاد ،شرح البردة ،التذكرة ،خمسة عشر مجلدًا ،المسائل السفرية في النحو ،وغير ذلك ،وله عدة حواش على
ومن شعره:
541
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
بضم النون وسكون القاف وبالراء .ومعناه :صانع الفضة .صاحب شرح اللب ،وشرح اللباب ،وشرح الشافية في
لم أقف له على ترجمة ،إل أنه ذكر في شرح الشافية أنه ألفه للمير الجائي وهو قريب من الثمانمائة ،ثم وقفت
على شرح التلخيص ممزوج ،ذكر فيه أنه ألفه للمير منكلي بغا.
كذا ذكره ابن الزبير ،وقال :حمل عن ابن يسعون وأبي عبد ال بن الحاج التجيبي ،قرأ عليه علم العربية أبو
الحسن بن جبير.
شيخ من أهل النحو ،نقل عنه أبو حيان في الرتشاف ،وذكره هكذا.
قال الحميدي :من أهل الدب واللغة ،لزم أبا علي القالي حتى نسب إليه لطول ملزمته له وانتفاعه به.
أخبرني أبو محمد علي بن أحمد ،أنبأنا غير واحد من أصحابنا عن أبي عبد ال الفهري اللغوي ،قال :دعاني يومًا
رجل من إخواني إلى حضور عرس له ]أيام الشبيبة والطلب[ فحضرت مع جماعة من أهل الدب ،وفيهم ابن
مقسم الرامي -وكان صاحب نوادر -فقال :يا معشر أهل العراب واللغة والداب ،ويا أصحاب أبي علي
البغدادي ،أريد أن أسألكم عن مسألة ،حتى أرى مقدار علمكم وسعة جمعكم ،فقلنا له :هات ،فقال :ما تسمى الدويبة
السوداء التي تكون في الباقلء عند أهل اللغة العلماء؟ فأفكرنا ،ثم قلنا له :ما نعرف ،فقال :سبحان ال! هذا وأنتم
الضابطون للناس لغتهم بزعمكم! فقلنا له :أفدنا ،فقال :هذه تسمى البيقران ،فعددتها فائدة ،فبينا نحن بعد مدة عند
أبي علي إذ سألنا عن هذه المسألة بعينها ،فأسرعت الجابة ثقة بما جرى ]فقلت :تسمى البيقران[ ،فقال :من أين
542
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
تقول هذا؟ فأخبرته ،فقال :إنا ل! رجعت تأخذ اللغة عن أهل الرمي! وجعل يؤنبني ثم قال :هي الدنقس والدقنس،
قال ابن الفرضي :كان حافظًا للرأي ،مشاركا في علم النحو واللغة ،زاهدًا مشاورًا في الحكام .سمع من يحيى
ذكره الصفدي.
أبو طالب
قال ابن عبد الملك :كان نحويًا متقنًا ،ضابطًا ،درس العربية ،وروى عن ابن أبي العالية.
543
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
- 1467عبد الجبار بن محمد بن علي ،أبو طالب المعافري اللغوي
قال الصفدي :قدم مصر ،واقرأ بها العربية وببغداد ،وانتفع به خلق ،وهو شيخ ابن بري.
قال ابن عبد الملك :كان نحويًا حاذقًا ،أديبًا بارعًا ،مقرئًا مجودًا ،دينا فاضل متقدمًا في ذلك كله ،متصدرًا للفادة
س.
بمرسية زمانًا ،روى عن أبي عبد ال مالك بن عامر القيسي ،وعنه أبو محمد عبد المؤمن بن الفر ٍ
وقال ابن الزبير :ذكره القاضي أبو محمد عبد المنعم بن محمد بن عبد الرحيم ،فقال :قرأت عليه ،وناظرته في
من أعيان غزنة .صنف :الهداية في النحو ،لباب التصريف ،معاني الحروف ،مؤنس النسان ومذهب الحزان.
ذكره الصفدي.
- 1470عبد الجليل بن محمد بن عبد الجليل النصاري القرطبي ،أبو محمد الملكي
قال ابن عبد الملك :كان متقدما في صناعة العربية ،وله فيها مسائل تدل على بصيرة بها ،وتبريزه في معرفتها.
وروى عن ابن بشكوال وابن الفخار ،وأقرأ بوادياش القرآن والعربية ،ثم تحول إلى مراكش ،وولي قضاء
544
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
الجزيرة الخضراء ودكالة .وروى عنه أبو الربيع بن سالم.
- 1471عبد الحق بن غالب بن عبد الرحيم -وقيل عبد الرحمن -بن غالب بن تمام
صاحب التفسير ،الغمام أبو محمد الحافظ القاضي .قال ابن الزبير :كان فقيها جليل ،عارفا بالحكام والحديث
والتفسير ،نحويا لغويا أديبا .بارعا شاعرا مفيدا ،ضابطا سنيا ،فاضل من بيت علم وجللة ،غاية في توقد الذهن
وحسن الفهم وجللة التصريف ،روى عن أبيه الحافظ أبي بكر وأبي علي الغساني والصفدي ،وعنه ابن مضاء
وأبو القاسم بن حبيش وجماعة ،وولي قضاء المرية ،يتوخى الحق والعدل.
وألف :تفسير القرآن العظيم -وهو أصدق شاهد له بإمامته في العربية وغيرها -وخرج له برنامجا.
ولد سنة إحدى وثمانين وأربعمائة ،وتوفي بلورقة في خامس عشري رمضان سنة ثنتين -وقيل إحدى ،وقيل ست
-وأربعين وخمسمائة.
وذكره في "قلئد العقيان" ،ووصفه بالبراعة في الدب ،والنظم والنثر ،والنظم والنثر ،وأورد له في الفحم:
محمد
قال ابن الزبير :أخذ القراءات بجيان عن أبي عبد ال بن يربوع ،وبأشبيلية لما رحل إليها عن أبي الحسن بن
زرقون ،وقرأ العربية على الشلوبين وابن الدباج ،ورجع إلى بلده ،فأقرأ بها القرآن والعربية ،وان يوصف بنباهة
545
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
وتصرف؛ غل أنه كان أشد الناس تخليطا في أسانيد القراءات وغيرها ،وأقلهم معرفة بها ،مع القدام في ذلك على
ما ل يحسن.
- 1473عبد الحميد بن عبد المجيد ،أو الخطاب الخفش الكبر مولى قيس بن ثعلبة
أحد الخافشة الثلثة المشهورين ،وسادس الخافش الحد عشر المذكورين في هذه الطبقات .كان إماما في
العربية قديما ،لقي العراب وأخذ عنهم ،وعن أبي عمرو بن العلء وطبقته .أخذ عنه سيبويه والكسائي ويونس
وأبو عبيدة ،وكان دينا ورعا ثقة ،وهو أول من فسر الشعر تحت كل بيت ،وما كان الناس يعرفون ذلك قبله ،وإنما
- 1474عبد الخالق بن صالح بن علي بن زيدان -بالمهملة -بن أحمد بن مفرج بن
قال الذهبي :برع في العربية واللغة ،وكتب الكثير بخطه ،وكان مفيد القاهرة في وقته ،سمع من السلفي وغيره،
ومنه المنذري والبرزالي ،ولزم ابن بري مدة ،ومات بمصر سادس شوال سنة أربع عشرة وستمائة ،ودفن بسفح
المقطم.
نحوي قديم .روى عنه أبو جعفر محمد بن حكم السرقسطي وأكثر أو حيان في الرتشاف من النقل عنه ،وذكر
546
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
- 1476عبد الرحمن بن أحمد بن الحسن بن بندار ،أبو الفضل العجلي الرازي
ومن شعره:
- 1477عبد الرحمن بن أحمد بن عبد الغفار القاضي عضد الدين اليجي العلمة
قال في "الدرر" :كان إماما في المعقول ،قائما بالصول والمعاني والعربية ،مشاركا في الفنون ،كريم النفس،
ولد بعد السبعمائة .وأخذ عن مشايخ عصره ،ولزم الشيخ زين الدين الهنكي تلميذ البيضاوي وغيره ،وولى قضاء
الممالك ،وأنجب تلمذة عظاما اشتهروا في الفاق؛ منهم الشيخ شمس الدين الكرماني والتفتازاني والضياء
القرمي.
وصنف :شرح مختصر ابن الحاجب ،والمواقف ،والفوائد الغياثية في المعاني والبيان ،ورسالة في الوضع.
وجرت له محن مع صاحب كرمان ،فحبسه بالقلعة ،فمات مسجونا سنة ست وخمسين وسبعمائة.
ذكرنا في الطبقات الكبرى ما كتبه لمستفتي أهل عصره ،فيما وقع في الكشاف في قوله تعالى] :فأتوا يسورؤ من
مثله[ )البقرة :من الية ،(23وما كتبه الجار بردى عليه ،وما كتبه هو على جواب الجاربردي ،وأطلنا الكلم في
ذلك.
547
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
نزيل القاهرة .قال في "الدرر" :ولد سنة إحدى -أو اثنتين أو ثلث -وسبعمائة ،وتل بالسبع على التقي الصائغ،
وأخذ النحو عن أبي حيان ،ونظم غاية الحسان له ،وعرضها عليه فأعجبته ،وقرظها .وشرح الشاطبية .وتصدر
للقراء مدة ،وسمع البخاري على الحجار ووزيرة .وصحيح مسلم على الشريف الموسوي ،وتفرد بالسماع من
حسن ابن عبد الكريم سبط زيادة .أجاز للبرهان الحلبي وشيخنا مسند الدنيا أبي عبد ال بن مقبل الحلبي .ومات في
قاضي السكندرية .يعرف بالبخر؛ سمع من أبيه وأبي بكر الطرطوشي؛ وكان متفننا عالما ،فاضل ،غزير الفقه
صاحب الجمل ،منسوب إلى شيخه إبراهيم الزجاج .أصله من صيمر ،ونزل بغداد ،ولزم الزجاج حتى برع في
النحو ،ثم سكن طبرية ،وأملي وحدث بدمشق عن الزجاج ونفطويه وابن دريد وأبي بكر بن النباري والخفش
الصغير وغيرهم .روى عنه أحمد ابن شرام النحوي وأبو محمد بن أبي نصر.
وصنف :الجمل في النحو بمكة -وكان إذا فرغ من باب منه طاف أسبوعا -اليضاح ،الكافي ،كلهما في النحو،
شرح كتاب اللف واللم للمازني ،شرح خطبة أدب الكاتب ،اللمات ،المخترع في القوافي ،المالي ،وقفت
عليهما.
توفى بطبرية في رجب سنة تسع وثلثين وثلثمائة -وقيل في ذي الحجة منها ،وقيل في رمضان سنة أربعين.
أسندنا حديثه في الطبقات الكبرى ،وذكرها فيها جملة من فوائده وفتاويه النحوية .وتكرر في جمع الجوامع.
548
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
- 1481عبد الرحمن بن إسماعيل بن إبراهيم بن عثمان المام ذو الفنون شهاب
لشامة كبيرة كانت على حاجبه اليسر .ولد سنة تسع وتسعين وخمسمائة بدمشق ،وقرأ القراءات على العالم
السخاوي ،وسمع بالسكندرية من عيسى بن عبد العزيز وغيره ،واعتنى بالحديث ،وأتقن الفقه ،ودرس وأفتى،
وبرع في العربية ،وولى مشيخة دار الحديث الشرفية والقراء بالتربة الشرفية ،وكان متواضعا مطرحا
وصنف :نظم المفصل للزمخشري ،مقدمة في النحو ،البسملة ،مفردات القراء ،الباعث على إنكار الحوادث،
ودخل عليه اثنان في صورة مستفتيين ،فضرباه ضربا مبرحا كاد يتلف منه ،ول يدري به أحد ول أغاثه ،فقال:
وله:
549
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
قال ابن البار :أخذ عن عبد الولي بن المناصف وغيره ،ولقي بمكة أبا حفص الميانشي ،وبمصر أبا القاسم بن
- 1484عبد الرحمن بن أسيد -بضم الهمزة وفتح السين -الهمداني الغرناطي ،أبو
زيد
قال في "تاريخ غرناطة" :كان فقيها عارفا بضروب الداب واللغات ،ذاكرا ليام العرب ،عارفا برجالها
وفرسانها ،كاتبا بارعا في الكتابة ،قدر من اللزوم على ما أعجز غيره ،ولزمه حتى صار له طبعا .وكان ينشئ
- 1485عبد الرحمن بن أيوب بن تمام ،أبو القاسم النصاري المالقي النحوي اللغوي
قال ابن عبد الملك :كان من جلة النحويين وحذاقهم ،لغويا حافظا ،حسن المشاركة في الفقه والحديث ،روى عنه
جماعة ،منهم شريح وأبو جعفر البطروجي وأبو القاسم بن ورد وابن عطية وأبو بكر بن أبي ركب وأبو الوليد بن
الدباغ.
أجاز لبني حوط ال ،وروى عنه أيضا أبو الحسن بن الشريك .واستوطن دانية مدة يدرس بها العربية واللغة
وغير ذلك ،ثم عاد إلى مالقة ،فمات بها في العشر الول من شوال ،سنة إحدى وثمانين وخمسمائة ،وقد أربى على
الثمانين.
من رية .قال ابن الفرضي :كان بصيرا بالعربية ،فقيها حافظا للمسائل ،عالما بالفرائض.
550
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
- 1487عبد الرحمن بن دحمان بن عبد الرحمن بن القاسم بن دحمان النصاري
قال ابن الزبير :كان مقرئا للقرآن ،نحويا أديبا سريا ،فاضل ذا دعابة وبسط خلق .روى عن أبيه وعمه
قال في "الدرر" :تفقه ومهر في الفقه والعربية والحديث ،وتقدم حتى صار عين الحنابلة في زمانه ببغداد ،سمع
من فضل بن الجبلي والمجد ابن تيمية ،وقرأ عليه ابن الدقوقي.
محتسب دنيسر .له اليد الطولى في العربية والعروض ،حبسه الملك المنصور صاحب ماردين ،فمات في السجن
ذكره الصفدي.
551
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
قال ابن الزبير :كان من أهل المعرفة بالعربية والدب ،ومن أشياخ الفقهاء الفضلء المشهورين .سكن مالقة،
وأقرأ بها.
- 1491عبد الرحمن بن عبد العلى بن سمعون ،أبو عدنان مولى موسى بن عبد ال
كان عالما باللغة ،وراوية لبي البيداء الرياحي .بصري شاعر .صنف في اللغة وغريب الحديث .ذكره القفطي.
رضوان بن فتوح المام أبو زيد وأبو القاسم السهيلي الخثعمي الندلسي المالقي
الحافظ
قال ابن الزبير :كان عالما بالعربية واللغة والقراءات ،بارعا في ذلك ،جامعا بين الرواية والدراية ،نحويا
متقدما ،أديبا ،عالما بالتفسير وصناعة الحديث ،حافظا للرجال والنساب ،عارفا بعلم الكلم والصول ،حافظا
للتاريخ ،واسع المعرفة ،غزير العلم ،نبيها ذكيا ،صاحب اختراعات واستنباطات .تصدر لقراء والتدريس ،وبعد
صيته ،وروى عن ابن العربي وأبي طاهر وابن الطراوة ،وعنه الرندي وابنا حوط ال وأبو الحسن الغافقي
وخلق ،وكف بصره وهو ابن سبع عشرة سنة واستدعى إلى مراكش ،وحظي بها ،ودخل غرناطة.
وصنف :الروض النف في شرح السيرة ،شرح الجمل ،لم يتم ،التعريف والعلم بما في القرآن من السماء
توفي ليلة الخميس خامس عشري شوال سنة إحدى وثمانين وخمسمائة.
ومن شعره:
552
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
أنت المعد لكـل مـا يتـوقـع يا من يرى ما في الضمير ويسمع
يا من إليه المشتكي والـفـزع يا من يرج للـشـدائد كـلـهـا
امنن فإن الخير عندك أجـمـع يا من خزائن رزقه في قول كـن
فبالفتقار إليك ربـي أضـرع ما لي سوى فقري إلـيك وسـيلة
فلئن رددت فأي بـاب أقـرع! ما لي سوى قرعي لبابـك حـيلة
إن كان فضلك عن فقيرك يمنع! ومن الذي أدعو وأهتف باسـمـه
الفضل أجزل والمواهب أوسع حاشا لمجدك أن تقنـط عـاصـيا
رأيت بخط القاضي عز الدين بن جماعة :وجد بخط الشيخ محيي الدين النواوي ما نصه" :ما قرأ أحد هذه
وقال ابن الزبير :كان لغويا فصيحا ،معتنيا بالعلم ،روى عن أبي القاسم عبد الرحمن ابن عبد ال بن خالد.
- 1495عبد الرحمن بن عبد السلم بن أحمد الغساني الغرناطي ،أبو القاسم يلقب
بالدد
وكان قرئا نحويا أديبا ،فقيها عفيفا ،منقبضا كثير الصون ،عارفا بوجوه القراءات وبإقراء العربية ،تصدر
لقرائهما ببلده ،وولى بها الصلة والخطبة ،وكان يوثق .أخذ القراءات والنحو عن أبي عبد ال بن عروس،
ولزمه كثيرا وانتفع به ،وروى عنه وعن أبي سليمان السعدي ،وعنه أبو عبد ال الطراز.
مولده سنة أربع وثلثين وخمسمائة ،ومات في سادس عشري ربيع الخر سنة تسع عشرة وستمائة .كذا قال ابن
553
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
الزبير.
وقال ابن عبد الملك :في ربيع الول سنة ثمان عشرة.
الوزير الحافظ اللغوي أبو يحيى بن القاضي النحوي أبي محمد الخزرجي الندلسي
أحد العلم .قال ابن الزبير :أخذ عن أبيه فأكثر ،وعن أبي الحسن بن كوثر وأبي عبيد ال الحجري وجماعة،
وأجاز له من المشرق الرتاحي والبوصيري .وكأنه ذاكرا لما يقع في السناد من مشكل السماء ،وحدث كثيرا.
وصنف كتابا في غريب القرآن ،وكانت في غفلة قصرت به عن قضاء بلده وخطبته ،حتى استحكمت به بآخره.
وأبوه وجده وجد أبيه أئمة أجلء .أجاز لبي عمر بن حوط ال،وروى عنه ابن البار وابن فرتون وابن أبي
مولده سنة أربع وسبعين وخمسمائة ،ومات سنة ثلث وستين وستمائة.
قال الخزرجي :كان فقيها فاضل ،عارفا بالنحو والعروض ،وله خلق حسن ،درس بعدن مدة ،وكان كثير الحج.
صاحب "شرح اللفية" ،و"شرح الجرومية" ،ويعرف بالمطرزي ،لم أقف له على ترجمة ،لكن أخبرني المؤرخ
شمس الدين بن عزم أنه وقف على ما يدل أنه كان قريبا من الثمانمائة.
554
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
- 1499عبد الرحمن بن علي بن عبد الرحمن بن علي بن هاشم قاضي القضاة زين
قال الحافظ ابن حجر :لزم الشتغال ،فمهر في الفقه والعربية والمعاني ،وجاد خطه ،واشتهر اسمه،وناب في
الحكم ،ثم ولى تدريس الصرغتمشية ومشيخة الشيخونية ،ثم قضاء الحنفية ،فباشره حسنة .وكان حسن العشرة،
كثير العصبية لصحابه ،عارفا بأمور الدنيا ،ثم صرف بالعيني ،ثم أعيد ثم صرف ،ومات -قيل -مسموما في
قلت :قرأ عل شيخنا سيف الدين الحنفي وغيره ،وكان مشهورا بإتقان المغنى من الصول وتحقيقه.
قال ابن الفرضي :كان عالما بالعربية ،حافظا للغة ،بليغا موثقا ،سمع بقرطبة من قاسم بن أصبغ واب أبي دليم.
القاضي النحوي
قال ابن الزبير :كان من أهل المعرفة بالعربية وصناعة التوثيق ،معتدل الخلق ،سالم الصدر ،عدل فاضل .روى
عن أبيه القاضي أبي الحسن صاحب الوثائق وأبي إسحاق ابن ملكون ،وأخذ عن أبي الوليد بن رشد كتابه النهاية،
وأقرأ ببلده.
روى عنه القاضيان ،أو بالخطاب بن خليل وأبو عبد ال بن عياض .وكان ممن رحل إليه إلى سبتة ،وأخذ عنه
555
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
وقال ابن عبد الملك :كان متفننا في المعارف ،مقرئا مجودا ،نحويا ماهرا ،فقيها حافظا ،متحققا بذلك كله ،تصدر
لقرائه والفادة.
قرأ على شيوخ إفريقية .وألف بدعة الخاطر ومتعة الناظر في المكاتبات الجارية نظما ونثرا وكان يسكن
المهدية.
- 1503عبد الرحمن بن القاسم بن يوسف بن محمد المغيلي ،أبو القاسم يعرف بابن
السراج
قال ابن الزبير :كان من أهل العربية ،معروفا في أهلها ومقرئيها ،أصله من مدينة فاس ،وأحسب معظم قراءته
كانت بسبتة ،وأقام بها كثيرًا ،وانتقل إلى غرناطة وسكنها ،وأقرأ بها العربية واللغة والدب ،وكان يحمل عن أبي
محمد بن عبد ال وأبي القاسم بن حبيش وأبي عبد ال بن حميد وأبي عبد ال بن الفخار وأبي ذر بن أبي ركب
وغيرهم.
روى عنه أبو القاسم بن الطيلسان ،وقال :مات سنة تسع عشرة وستمائة.
الحافظ ،أبو القاسم بن حبيش النصاري الندلسي المرسي؛ نزيل مرسية ،وحبيش
حاله
556
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
قال الصفدي :برع في النحو ،وولي القضاء بجزيرة شقر ثم بمرسية عن سن عالية؛ وكان الناس يهلكون من
- 1505عبد الرحمن بن محمد بن عبد الرحمن الستاذ ،أبو القاسم ابن رحمون
المصمودي النحوي
قال ابن الزبير :أخذ العربية عن ابن خروف ،وكان ذا لسن وفصاحة ،وكان يقرأ كتاب سيبويه ،وله صيت
كان أستاذا في العربية ،مدققا بكتاب سيبويه ،أخذ عن ابن الطراوة وابن الخضر؛ ومات كهل سنة إحدى
وأربعين وخمسمائة.
- 1507عبد الرحمن بن محمد بن عبيد ال بن أبي سعيد المام ،أبو البركات كمال
المفنن الزاهد لورع؛ قدم في صباه ،وقرأ الفقه عل سعيد بن الرزاز حتى برع ،وحصل طرفا صالحا من
الخلف ،وصار معيدا للنظامية ،وكان يعقد مجلس الوعظ ،ثم قرأ الدب على أبي منصور الجواليقي ،ولزم ابن
الشجري حتى برع ،وصار من المشار إليهم في النحو ،وتخرج به جماعة ،وسمع بالنبار من أبيه وببغداد من
عبد الوهاب النماطي ،وحدث باليسير؛ لكن روى الكثير من كتب الدب ومن مصنفاته.
557
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
وكان إماما ثقة صدوقا ،فقيها مناظرا ،غزير العلم ،ورعا زاهدا عابدا ،تقيا عفيفا ،ل يقبل من أحد شيئا ،خشن
العيش والمآكل ،لم يتلبس من الدنيا بشي ،ودخل الندلس ،فذكره ابن الزبير في الصلة.
وله المؤلفات المشهورة ،منها النصاف في مسائل الخلف بين البصريين والكوفيين ،الغراب في جدل
العراب ،ميزان العربية ،حواشي اليضاح ،مسألة دخول الشرط على الشرط ،نزهة اللباء في طبقات الدباء،
تصرفات لو؛ حلية العربية ،الضداد ،النوادر ،تاريخ النبار ،هداية الذاهب في معرفة المذاهب ،بداية الهداية،
الداعي إلى السلم في علم الكلم ،النور اللئح في اعتقاد السلف الصالح ،اللباب المختصر ،منثور العقود في
تجريد الحدود ،التنقيح في مسلك الترجيح ،الجمل في علم الجدل ،الختصار في الكلم عل ألفاظ تدور بين النظار،
نجدة السؤال في عمدة السؤال ،عقود العراب ،منثور الفوائد ،مفتاح المذاكرة ،كتاب كل وكلتا ،كتاب كيف،
كتاب اللف واللم ،كتاب في يعفون ،لمع الدلة ،شفاء السائل في بيان رتبة الفاعل ،الوجيز في التصريف ،البيان
في جمع أفعل أخف الوزان ،المرتجل في إبطال تعريف الجمل ،جلء الوهام وجلء الفهام في متعلق الظرف
في قوله تعالى] :أحل لكم ليلة الصيام[ )البقرة :من الية ،(187غريب إعراب القرآن ،ربتة النسانية في المسائل
الخراسانية ،مقترح السائل في "ويل أمه" ،الزهرة في اللغة ،السمى في شرح السما ،كتاب حيص بيص ،حلية
العقود في الفرق بين المقصور والممدود ،ديوان اللغة ،زينة الفضلء في الفرق بين الضاد والظاء ،البلغة في
الفرق بين المذكر والمؤنث ،فعلت وفعلت ،اللفاظ الجارية على لسان الجارية ،قبسة الديب في أسماء الذيب،
الفائق في أسماء المائق ،البلغة في أساليب اللغة ،قبسة الطالب في شرح خطبة أدب الكاتب ،تفسير غريب
المقامات الحريرية ،شرح ديوان المتنبي ،شرح الحماسة ،شرح السبع الطوال ،شرح مقصورة ابن دريد،
المقبوض في العروض ،شرحه ،الموجز في القوافي ،اللمعة في صنعة الشعر ،الجوهرة في نسب النبي صلى ال
عليه وسلم وأصحابه العشرة ،نكت المجالس في الوعظ ،أصول الفصول في التصوف ،التفريد في كلمة التوحيد.
توفي ليلة الجمعة تاسع شعبان سنة سبع وسبعين وخمسمائة ودفن بباب أبرز بتربة الشيخ أبي إسحاق الشيرازي.
ومن شعره:
558
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
للسقم فيها ولللم إسراع وصار كلي قلوبا فيك دامية
فإن نطقت فكلمي فيك ألسنة=وإن سمعت فكلي فيك أسماع
وكان أصلخ أصم؛ يومي إليه بالشفاه فيفهم؛ وكان الشعر أغلب أدواته ،رحل فلقي بمكة أبا الخطيب الفارسي
- 1509عبد الرحمن بن محمد بن علي المالقي ،أبو المطرف يعرف بابن السكان.
قال ابن الفرضي :كان متفننا في علم المسائل واللغة العربية والشعر ،سمع من قاسم ابن أصبغ وغيره.
ومات يوم الربعاء ،لربع عشرة خلت من محرم سنة خمس وثمانين وثلثمائة.
- 1510عبد الرحمن بن محمد بن محمد بن عزيز بن يزيد الحاكم ،أبو سعيد بن
دوست
قال الصفدي :أحد أعيان الئمة بخراسان في العربية ،سمع الدواوين وحصلها وأقرأ الناس الدب والنحو ،وكان
زاهدا عارفا فاضل .أخذ اللغة عن الجوهري؛ وهو أوجه أصحابه ،وأخذ عنه الواحدي اللغة.
مات سنة إحدى وثلثين وأربعمائة؛ وكان أطروشا يقرأ عل ذوي مجلسه بنفسه.
559
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
- 1511عبد الرحمن بن محمد بن محمد بن يحيى الشيخ زين السندبيسي ،بفتح
المهملة والدال وسكون النون قبلها؛ وكسر الموحدة بعدها ثم ياء تحتانية ساكنة ثم
ولد سنة ثمان وثمانين وسبعمائة تقريبا ،واشتغل وبرع في الفنون لسيما في العربية؛ وكان أخذها عن الزين
الفارسكوري ،والحديث عن الشيخ ولي الدين العراقي ،وسمع من أبي الحلوي وابن الشحنة والسويداوي
الشتغال ،حسن الديانة كثير التواضع .أقرأ الناس وقتا ،وحدث ودرس الحديث بجامع الحاكم ،سمع منه صاحبنا
ومات ليلة الحد سابع عشر صفر سنة ثنتين وخمسين وثمانمائة.
قال ابن الزبير :كان عارفا بضروب الداب واللغات ،ذاكرا ليام العرب وفرسانها ،كاتبا بارع الكتابة ،جيد
النظم حلو الغراض ،ينشئ الرسائل اللزومية ،وبلغ في اللزوم مبلغا أعجز فيه غيره .قرأ وتأدب عل أشياخ
مرسية وغيرها.
مات بمراكش عند قدومه إليها صحبة أبي سعيد بن أبي عبد المؤمن ،آخر سنة إحدى وتسعين وخمسمائة.
وقال ابن عبد الملك :روى عن أبي عبد ال بن سعادة ،وعنه أبو القاسم الملحي ،وكان شديد العناية بالداب ،حتى
رأس في الكتاب ،وأحسن المشاركة في قرض الشعر ،وله مقامات في أغراض شتى ،وكتب عن أبي عبد ال بن
560
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
سمع من أبي بكر بن المهندس ،ومنه عبد ال بن الحسن الديباجي ،ذكره ابن عساكر.
من إستجة .قال ابن الفرضي :رحل فلقي مالك بن أنس وسفيان بن عيينة ونظرائهما من الئمة ،ولقى الصمعي
وأبا زيد النصاري وغيرهما من رواة الغريب ،وداخل العرب فتردد في مجالها ،ورجع إلى الندلس ،وكان
حافظا للفقه والقراءات والتفسير ،وله كتاب في تفسير القرآن ،وكان إذا قدم قرطبة لم يفت كبراؤها حتى يرحل
عنها.
وذكره الزبيدي في الطبقة الولى من نحاة الندلس؛ وقال :هو أول من جمع الفقه في الدين وعلم العربية
بالندلس ،وذكر مثل ما تقدم عن ابن الفرضي .قال :وكان العبادة أغلب عليه من العمال.
- 1515عبد الرحمن بن ناجر ابن منيع الفيضي المقدسي المصري الديب ،أبو
القاسم
ينعت بالسديد؛ كان من الفضلء وأغيان الدباء بمصر؛ قرأ العربية على ابن بري ،وأبي الحسن البياري،
وروى عنهما وعن أبي القاسم البوصيري ،ويحكى عنه أنه قال :يستخرج من تفسير أبي الحكم بن برجان ما
ولد سنة سبع وثلثين وخمسمائة بمصر؛ ومات ببلبيس في سنة ].[......
قال الزبيدي :كان من أول من وضع العربية ،وكان من أعلم الناس بالنحو وأنساب قريش.
وروى أن مالكا اختلف إليه في علم لم يبثه للناس ،يرون أن ذلك ] من علم[ أصول الدين وما يرد به مقالة أهل
الزيغ والضللة.
561
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
- 1517عبد الرحمن بن يخلفتن -بفتح الياء واللم وسكون الخاء المعجمة والفاء -
نزيل تلمسان :قال الذهبي :كان شاعرا محسنا ،بليغا ،فصيحا فقيها ،متكلما لغويا ،كاتبا .روى عن أبي القاسم
السهيلي وأبي الوليد بن بقي وابن الفخار وطبقتهم ،وكتب للمراء زمانا ،وكان شديدا عل المبتدعة ،مال إلى
التصوف.
مولده بعد الخمسين وخمسمائة ،ومات بمراكش في ذي القعدة سنة سبع وعشرين وستمائة.
ومن شعره:
- 1518عبد الرحيم بن أبي بكر مجد الدين الجزري الفقيه النحوي الصوفي
قال الذهبي :كان من كبار النحاة ،وله حلقة اشتغال؛ وفيه عشرة وانطباع ،فابتلى بحب شاب ،وقويت عليه
السوداء ،فألقى نفسه من السح ،فمات في يوم الجمعة ثاني عشر رمضان سنة ثمان وتسعين وستمائة.
جمال الدين أبو محمد السنوي الفقيه الشافعي الصولي النحوي العروضي
قال في "الدرر" ولد في العشر الخير من ذي الحجة سنة أربع وسبعمائة بأسنا ،وقدم القاهرة سنة إحدى
وعشرين ،وقد حفظ التنبيه ،فأخذ العربية عن أبي الحسن النحوي والد ابن الملقن وأبي حيان وغيرهما ،وكتب له
أبو حيان :بحث على الشيخ فلن كتاب التسهيل ،ثم قال :له .لم أشيخ أحدا في سنك ،وذكر هو في كتابه الكوكب
أنه كان ل يعرف إل بالنحو في أول أمره ،حتى أقرأ وله نحو العشرين سنة.
وأخذ عن القطب السنباطي والجلل القزويني والقونوي والتقي السبكي والمجد السنكلومي والبدر التستري
562
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
وغيرهم ،وبرع في الفقه والصلين والعربية ،وانتهت إليه رياسة الشافعية ،وصضار المشار إليه بالديار
المصرية .ودرس وأفتى ،وازدحمت عليه الطلبة ،وانتفعوا به وكثرت تلمذته؛ وكانت أوقاته محفوظة مستوعبة
للشغال والتصنيف .وكان ناصحا في التعليم ،مع البر والدين والتواضع والتودد ،يقرب الضعيف المستهان،
ويحرص على إيصال الفائدة للبليد ،ويذكر عنده المبتدئ الفائدة المطروقة ،فيصغى إليه كأنه لم يسمعها ،جبرا
وكان سمع الحديث من الدبوسي وعبد المحسن الصابوني وجماعة ،وحدث بالقليل.
روى عنه الجمال ابن ظهيرة والحافظ أبو الفضل العراقي ،وأفرد له ترجمة في كراسة ،ودرس بالمالكية
والقبغاوية والفاضلية والتفسير بالجامع الطولوني ،وولى الحسبة ووكالة بيت المال ،ثم عزل نفسه من الحسبة
لكلم وقع بينه وبين الوزير ابن قزينة سنة ثنتين وستين .واستقر عوضه البرهان الخنائي ،ثم عزل نفسه من
الوكالة.
وتصانيفه في الفقه مشهورة ،كالمهمات على الروضة ،وشرح الرافعي ،والهداية إلى أوهام الكفاية ،والجواهر،
وشرح منهاج الفقه ،وصل فيه إلى المساقاة ،وأحكام الخنائي ،والفروق ،والجامع ،والشباه والنظائر ،واللفاظ،
وغير ذلك.
وله في الصول :شرح منهاج البيضاوي ،والزيادات عليه ،والتمهيد في تنزيل الفروع على الصول.
وفي النحو :الكواكب الدرية في تنزيل الفروع الفقهية على القواعد النحوية ،وشرح اللفية ،ولم يكمل .وشرح
توفي ليلة الحد ،ثامن عشري جمادى الولى سنة اثنتين وسبعين وسبعمائة ،وله سبع وستون سنة ونصف،
يعرف بالمهر :قال في "تاريخ غرناطة" :كان فقيها ،جليل القدر ،رفيع الذكر ،عارفا بالنحو واللغة والدب،
باهر الكتابة ،رائق الشعر ،سريع البديهة ،جاريا على أخلق الملوك في مركبه وملبسه وزيه .أخذ عن صهره عبد
563
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
المنعم بن عبد الرحيم وغيره ،وتفقه ومهر في العقليات والعلوم القديمة ،وتل على ابن عروس ،وأخذ النحو عن
ابن مسعدة ،وكان من نبهاء وقته ،ثم دعا إلى نفسه فأجابه الجم الغفير ،ودعوه بالخليفة ،وحيوه بتحية الملك،
فأحاطت به جيوش الناصر ،وهو في جيش عظيم ،فقطع رأسه ،وعلق على بات مراكش ،وذلك سنة إحدى
- 1521عبد الرحيم بن علي -وقيل ابن فخر -بن هبة ال السنائي الصوفي النحوي
الديب
قال الدفوي :كان نحويا شاعرا متعبدا ،دينا فاضل .نظم كتابا في النحو سماه المفيد؛ ومات بإسنا في حادي
خطيب بمبان .قال في "الطالع السعيد" :كان فاضل نحويا أديبا شاعرا ،قرأ النحو والدب على الشمس الرومي،
وكان خفيفا لطيف الروح منطرحًا ،وأصله من إسنا ولد بأسوان ،ونشأ بها ،وأقام ببمبان.
الخطيب بها .قال في "الطالع السعيد" :كان فقيها شافعيا أديبا شاعرا ،نحويا .رحل إلى دمشق ،واجتمع بالشيخ
محيي الدين النووي ،وحفظ منهاجه ،وقرأ الفقه على الذكي عبد ال السمرباني ،وأقام بالقاهرة مدة ،وكان ظريفا
لطيفا ،خفيف الروح ،جاريا على مذهب أهل الدب في حب الشراب والشباب والطرب ،وكان ضيق الخلق ،قليل
564
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
ومات بسمهود يوم الثلثاء الثاني والعشرين من جمادى الخرة سنة عشرين وسبعمائة وقد جاوز السبعين.
ومن شعره:
قال ابن الزبير :أقرأ القرآن والعربية والحساب بمرسية ،وخطب بجامعها مدة ،وله أرجوزة عارض بها ابن
سيده ،وتأليف في القراءات ،وكان فاضل كثير السلم على من لقي من صغير أو كبير.
قال ابن رشيق :شاعر مولع بالطباق والتجنيس والقوافي العويصة ،والغلب عليه علم الشرائع والقرآن ،وعنده
ويلقب بالواجكا
كان عالما باللغة والداب والقرآن ،صدوقا أديبا سخيا ،قرأ عل الفارسي والسيرافي ،وسمع محمد بن إسحاق
- 1527عبد السلم بن عبد الرحمن بن عبد السلم بن عبد الرحمن بن أبي الرجال
565
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
وهو مخفف من أبي الرجال .ذكره في "البلغة" ،فقال :إمام في اللغة والنحو.
وقال غيره :أخذ اللغة والعربية عن ابن ملكون ،ولزمه كثيرا ،وكان من أحفظ أهل زمانه في اللغة ،مسلما له
النحوي ابن النحوي :ولد بالبصرة سنة خمس وعشرين وستمائة ،وسمع ابن القميرة ،وعنه ابن رشيد وذكره في
رحلته.
ومن شعره:
- 1530عبد الصمد بن أحمد بن عبد القادر العطفني الحنبلي ،أبو الخير مجد الدين
قال ابن فضل ال كان شيخ السلم ،غماما عالما فاضل سيدا ،ورعا زاهدا ،عابدا قل
أن ترى العيون مثله ،أجمعت الطوائف على أنه إمام وقته في القرآن ومعرفة اللغة
وإنشاء الخطب.
566
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
ولد ببغداد في المحرم سنة ثلث وتسعين وخمسمائة ،وقرأ القرآن على جماعة والنحو على أبي البقاء العكبري
والمبارك الواسطي ،وتفقه وسمع الحديث ،وحدث ومدحه الصرصري ،وله كرامات ومكاشفات.
مات يوم الخميس سابع عشر ربيع الول سنة ست وسبعين وستمائة ،ولم يخلق بعده مثله ،واقتسم العوام خشب
- 1532عبد الصمد بن محمد بن حيوية البخاري ،أو محمد الديب :قال الحاكم :أديب حافظ ،نحوي ،كان من
أعيان الرجال ،سمع ببلده سهل بن السري ،وبمرو ،وقدم نيسابور ،ثم العراق والشام ومصر وجمع الحديث
كان نحويا عروضيا ،راوية للداب ،ذا حظ من اللغة ،أدب بالنحو عند مواليه ،ثم بالقصر بعض الوصفاء.
قرأ على ابن الخشاب ،وأقام بواسط يقرئ أهلها النحو ويفيدهم إلى أن مات بواسط ،في ربيع الول سنة ست
وسبعين وخمسمائة.
567
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
- 1535عبد الظاهر بن نشوان بن عبد الظاهر بن نجدة السعدي المصري الروحي،
وقال الذهبي :رشيد الدين الجذامي .من ذرية روح بن زنباع ،قرأ القراءات على أبي الجود ،وسمع من الرتاحي
وكان مقرئ الديار المصرية ،وكان وجيها عند الخاصة والعامة .روى عنه الدمياطي والحفاظ ،ومات بالقاهرة
يوم الربعاء سابع عشر جماد الولى سنة تسع وأربعين وستمائة.
وقال الصفدي :له شرح العنوان ،وشرح بعض المفصل ،وغير ذلك .وهو والد القاضي الكاتب المنشئ محيى
قال ابن خلكان :كان أحد العلماء بالعربية واللغة ،مشارا إليه فيهما .رحل من الندلس ،واستوطن مصر ،وقرأ
اللغة على صاعد البغدادي ،ويوسف النجيرمي ،ودخل بغداد واستفاد وأفاد.
ومات بمصر يوم الربعاء لست بقين من جمادى الولى سنة سبع وعشرين وأربعمائة.
ومن شعره:
- 1537عبد العزيز بن أحمد النحوي أبو الصبغ ،يعرف بالخفش الندلسي ،سابع
الخفشين
568
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
روى عنه ابن عبد البر ،وكان حيا سنة تسع وثمانين وثلثمائة.
النحوي المقرئ
ذكره الصفدي.
بن عبد الرحمن بن معاوية بن هشام بن الخليفة عبد الملك بن مروان ،أبو الصبغ
القرطبي
بانتحال مذهب ابن مسرة .سمع قاسم بن أصبغ وغيره ،وحدث .ولد في شوال سنة عشر وثلثمائة ،ومات ليلة
السبت لثنتي عشرة ليلة بقيت من المحرم سنة سبع وثمانين وثلثمائة.
قال ابن عبد الملك :كان نحويا معلما بالعربية ،من أهل العناية بطلب العلم والنقطاع إليه ،شاعرا محسنا ،مع
النقباض والعراض عن التكسب ،روى عن أبي مروان بن سراج وعنه أبو القاسم بن بقى ،وجماعة.
569
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
قال ابن رشيق :شاعر مفلق ،له من سائر العلوم حظوظ وافرة أغلبها عليه علم النحو والقراءات وما يتعلق بها؛
قال ابن رافع :شرح اللفية والنموذج ،قرأ عليه أبو الحسن بن السباك.
قلت :هو المشهور بابن القواس .شرح ألفية بابن معط؛ وكافية ابن الحاجب.
- 1543عبد العزيز بن سحنون بن علي برهان الدين،أبو محمد الغماري النحوي العدل :قال الذهبي :ولد سنة
وتصدر بجامع مصر لقراء العربية ،وانتفع الناس به .روى عنه المنذري .ومات في ثامن عشر ذي الحجة سنة
- 1544عبد العزيز بن أبي سهل الخشني الضرير :قال ابن رشيق :كان مشهورا بالنحو واللغة جدا مفتقرا إليه
فيهما ،بصيرا بغيرهما من العلوم ،ولم ير قط ضرير أطيب منه نفسا ،ول أكثر منه حياء ،مع دين وعفة.
وكان شاعرا مطبوعا ،يسلك طريق أبي العتاهية في سهولة الطبع ولطف التركيب؛ ول غناء لحد من الشعراء
ومن شعره:
ولكنني أزداد وصل على الهجر ولست كمن يجري على الهجر مثله
إذا نلت يوما من لقائك في عمري وما ضرني إتلف عمري كـلـه
من أصحاب أبي علي الفارسي .وكان معتزليًا .صحب عضد الدولة.
ذكره الصفدي.
570
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
- 1546عبد العزيز بن عبد ال الرومي القيسري النحوي
قال ابن حجر :كان ماهرا في العربية ،قدم دمشق ،وولي مشيخة السميساطية ،فلم يتمكن من مباشرتها لضعفه.
- 1547عبد العزيز بن عبد الرحمن بن حسين بن مهذب ،أبو العلء النحوي اللغوي :أخذ اللغة عن أبي الحسين
المهلبي اللغوي ،وصنف كتابا كبيرا في اللغة ،وقرأ على أبي محمد الحسن بن علي بن عبد الرحمن المنداشي
النحوي بمصر.
ومن شعره:
ول لعشق ظباء العجم والعرب وما طربت لمشروب ألـذ بـه
غنى فأبذله في عصـبة الدب لكن طريت إلى دهر أنـال بـه
أورده المقريزي في المقفى.
- 1548عبد العزيز بن علي بن عبد العزيز بن زيدان السماني القرطبي النحوي نزيل
قال الصفدي :كان من أهل اللغة والحديث والفقه والتاريخ والنحو والخبار وأسماء الرجال ،متصرفا في فنون
571
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
- 1549عبد العزيز بن محمد بن أحمد بن مسلم الشيرازي النحوي الديب
قدم بغداد ،وروى عن القشيري .وكان من أفراد الدهر وأعيانه ،متفننا نحويا ،لغويا فقيها ،متكلما مترسل شاعرا،
كذا ذكره البيوردي في معجمه ،وقال :ولد بدمشق يوم الربعاء ثاني عشري جمادى الولى سنة ست وثمانين
وقال الحسيني :كان أحد الفضلء المعروفين وذوي الدب المشهورين ،جامعا لفنون من العلم ،أخذ عن أبي اليمن
قال ابن الزبير :كان نحويا عارفا بأبيات المعاني ،أديبا ذكيا.
وقال ابن عبد الملك :كان ماهرا في علم العربية ،ولي الحكام والحسبة بمرسية ،ومات بها سنة ثمانين وخمسمائة.
قال الرافعي في "تاريخ قزوين" :هو أحد الفاضل الذين لقيناهم بأصبهان ،كامل في علوم العربية ،وله الشعر
السائر والطبع القويم ،وصنف شروحا للكتب المتداولة في العربية ،وورد قزوين مع الصدور الخجندية سنة إحدى
572
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
وثمانين وخمسمائة.
المقرئ
قال الصفدي :قرأ العربية على العالم السخاوي ،وعلق عليه أشياء كثيرة؛ وكان فيه مروءة وكرم ،وقيام مع
الصحاب.
وسبق بقية نسبه في ترجمة جده أحمد .قاضي القضاة محيي الدين .نحوي مكة العلمة ،المفنن؛ أما التفسير فإنه
كشاف خفياته ،وأما الحديث فإليه الرحلة في رواياته ودراياته ،وأما الفقه فإنه مالك زمامه وناصب أعلمه؛ وأما
النحو فإنه محيي ما درس من رسومه ،ومبدي ما أبهم من معلومه ،وإذا ضل طالبوه عن محجته اهتدوا إليها
بنجومه ،ورثه ل عن كللة ،وقام به أتم قيام فلو رآه سيبويه لقر له ل محالة .وأما آدابه ومحاضراته فحدث عن
البحر ول حرج ،وأما مجالساته فأبهى من الروض النف إذا تفتح زهره وأرج .وأما زهده في قضاياه فقد سارت
573
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
به الركبان ،وأما غير ذلك من محاسنه فكثير يقصر عن سردها اللسان والبنان ،فهو في العلم بحر ،وفي الرشد
ولد في ثاني عشر ربيع الخر سنة أربع عشرة وثمانمائة بمكة،ونشأ بها صينا خيرا ،وسمع بها من التقى الفاسي
وأبي الحسن بن سلمة وجماعة ،وأجازت له عائشة بنت عبد الهادي وابن الكويك وعبد القادر الرموي والبدر
الدماميني وخلق .تفقه على جماعة ،وأجازه البساطي بالفتاء والتدريس ،وأخذ عنه العربية وبرع فيها وفي الفقه،
وكتب الخط المنسوب ،وتصدر بمكة للفتاء وتدريس الفقه والتفسير والعربية وغير ذلك .وهو إمام علمة بارع
في هذه العلوم الثلثة ،ليس بعد شيخي الكافيجي والشمني أنحى منه مطلقا.ويتكلم في الصول كلما حسنا ،حسن
المحاضرة جدا ،كثير الحفظ للداب والنوادر ،والشعار والخبار ،وتراجم الناس وأحوالهم ،فصيح العبارة جدا،
طلق اللسان ،قادر على التعبير عن مراده بأحسن عبارة وأعذبها وأفصحها ،ل تمل مجالسته ،كثير العبادة
والصلة والقراءة والتواضع ومحبة أهل الفضل والرغبة في مجالستهم ،ولم ينصفني في مكة أحد غيره ،ولم
أتردد فيها إلى غيره ،ولم أجالس بها سواه .وكتب على شرحي الذي على اللفية تقريظا بليغا ،وكان قد دخل
القاهرة واجتمع بفضلئها ،وولى قضاء المالكية بمكة بعد موت أبي عبد ال النويري في ربيع الول سنة ثلث
وأربعين ،فباشره بعفة ونزاهة ،وعزل وأعيد مرارا ،ثم أضر بآخره ،فأشار بأن يولي تلميذه ظهيرة ابن أبي حامد
بن ظهيرة ،ثم قد أن ظهيرة المذكور توفي في أواخر سنة ثمان وستين ،وقد لقاضي القضاة محيي الدين فأبصر،
فأعيد إلى الولية ،واستمر إلى الن حفظه ال تعالى وأطال عمره طويل ،وأدامه على رباع المسلمين ظل ظليل.
وله تصانيف ،منها :هداية السبيل في شرح التسهيل؛ يعتني بضبط ألفاظه وتفسيرها خصوصًا ما يتعلق باللغة ،لم
يتم حاشية على التوضيح ،حاشية على شرح اللفية للمكودي ،وغيرها .وقد قلت في شرحه:
574
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
- 1556عبد القاهر بن طاهر بن محمد البغدادي ،أبو منصور
قال عبد الغافر :أستاذ كامل ،ذو فنون ،فقيه أصولي أديب شاعر نحوي ماهر في الحساب ،عارف بالعروض.
ورد نيسابور ،وتفقه على أهل العلم والحديث ،وكان ذا ثروة فأنفق ماله على العلم حتى افتقر ،ولم يكسب بعلمه
ل .صنف في العلوم ،وأربى على أقرانه في الفنون ،ودرس سبعة عشر علمًا .وأملى الحديث ،وكان كثير
ما ً
المعروف بالوأواء
قال الصفدي :أصله من بزاعة ونشأ بحلب ،وتردد إلى دمشق ،وأقرأ بها النحو ،وكان حاذقًا فيه .شرح ديوان
ومن شعره:
- 1558عبد القاهر بن عبد الرحمن الجرجاني النحوي المام المشهور ،أبو بكر
أخذ النحو عن ابن أخت الفارسي ،ولم يأخذ عن غيره لنه لم يخرج عن بلده؛ وكان من كبار أئمة العربية
والبيان ،شافعيًا ،أشعريًا .صنف المغني في شرح اليضاح ،المقتصد في شرحه ،إعجاز القرآن الكبير والصغير،
ومن شعره:
575
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
ومل إلى الجهل ميل هانم كبر على العلم يا خلـيلـي
فالسعد في طالع البهـائم وعش حمارا ً تعش سعـيدا ً
- 1559عبد اللطيف بن يوسف بن محمد بن علي بن أبي سعد ،أبو محمد بن الشيخ
نحوي لغوي متكلم ،طبيب خبير بالفلسفة ،ولد ببغداد سنة سبع وخمسين وخمسمائة ،وسمع من ابن البطي وأبي
زرعة المقدسي وشهدة ،وخلق ،وروى عنه الزكيان :المنذري والبرزالي ،وابن النجار وغيرهم .وله تصانيف
كثيرة في اللغة والطب والتاريخ وغير ذلك ،وكانت إقامته بحلب ،وسافر منها ليحج على درب العراق ،فدخل
- 1560عبد الكريم بن عطايا بن عبد الكريم بن علي بن محمد ،أبو الفضل أمين
الشيخ الصالح الفاضل العدل السكندراني ،نزيل قرافة مصر الكبرى .سمع من أبي العباس بن الحطية ،وكان
عارفا بالعربية واللغة والشعر ،وصنف كتابا في شرح أبيات الجمل في النحو ،وكتابا في زيارة قبور الصالحين
بقرافتي مصر ،وحدث فسمع منه جماعة .توفي في شهر رمضان سنة اثنتي عشرة وستمائة.
ومن شعره:
576
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
- 1561عبد اللطيف بن أبي بكر بن أحمد بن عمر اليماني الشرجي -بالجيم -الزبيدي
كان أحد الئمة العربية نظم مقدمة ابن بابشاذ ،وشرح ملحة العراب ،وله مقدمة في علم النحو .مات سنة اثنتين
وثمانمائة.
- 1562عبد القاهر بن فرج -وقيل مفرج -بن هذيل القزاري الغرناطي ،أبو محمد
كان نحويًا أديبًا فقيهًُا ،كاتبًا مجيدًا شاعرًا ،جيد القريحة ،من أهل النباهة والذكاء ،روى عن مشايخ وقته ،ومات
- 1563عبد الملك بن أحمد بن عبد الملك بن شهيد الوزير ،أبو مروان القرطبي
قال الصفدي :كان إمامًا في اللغة والخبار ،روى عن قاسم بن أصبغ ،وصنف تاريخًا كبيرًا ،وصحب المنصور
أبا عامر.
- 1564عبد الملك بن أحمد= بن أبي يداس الصنهاجي الجياني ،أبو مروان الخطيب
قال ابن عبد الملك :كان شاعرًا نحويًا لغويًا ،أديبًا ذاكرًا للداب ،راوية للخبار ،ذا حظ من قرض الشعر ،تل
ببلده على أبي بكر بن أبي ركب ،وتأدب به في النحو والدب ،واختص به ،وأخذ بالمرية عن أبي إسحاق بن
صالح وابن يسعون وجماعة،وروى عنه أبو الحسن بن أحمد الشعوري وأبو عبد ال بن سعادة ،وأبو عمر ونصر
بن بشير.
577
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
خرج من بلده بعد أربعين وخمسمائة ،فنزل شاطبة ،وتصدر بها لقراء القرآن وتدريس العربية ،ثم تحول إلى
شقورة وأقرأ بها ،وخطب بجامعها إلى أن مات بها في جمادى الخرة سنة ستين وخمسمائة.
- 1565عبد الملك بن أبي بكر التجيبي اللورقي ،أو مروان يعرف بابن الفراء
كان نحويا أستاذا مقرئا ،تصدر لقراء ذلك ببلده ،وروى عن أبي الحسن علي بن سعيد اليحصبي وشريح ،وعنه
وقال ابن الفرضي :كان نحويًا عروضيا شاعرا ،حافظا للخبار والنساب والشعار ،منصرفا في فنون العلم،
حافظا للفقه ،ولم يكن له علم بالحديث ،ول يعرف صحيحه من سقيمه.
روى عن عبد الملك بن الماجشون وأصبغ بن الفرج ،وعنه بقي بن مخلد وابن وضاح.
صنف :الواضحة ،إعراب القرآن ،غريب الحديث ،تفسير الموطأ ،طبقات الفقهاء ،وغير ذلك.
مات سنة ثمان -وقيل تسع -وثلثين ومائتين ،عن أربع وستين سنة.
578
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
بالنون ،وطينة من أعمال أفريقية .قال الصفدي :إمام في اللغة ،له رواية وسماع ،رحل
إلى المشرق ،وحدث عن إبراهيم بن الفليلي ،وهو من بيت جللة ورياسة ،ومن أهل
النحوي
إمام أهل قرطبة .قال في "الريحانة" :برع في علم اللسان ،وارتقى ذروته ،واعتلى
درجته ،عكف على كتاب سيبويه ثمانية عشر عاما ً ل يعرف سواه ،ثم درس الجمهرة
فاستظهرها ،واستدرك الوهام على المؤلفين ،وطال عمره؛ مع البحث والتنقير ،وكان
وقال في المغرب :أديب فاضل ،شاعر ،عالم باللغة ،وهو من ذرية سراج بن قرة الكلبي
وقال الصفدي :كان إمام اللغة ،وقور المجلس ،ل يجسر أحد على الكلم به مهابة له،
روى عن جماعة.
قال في المغرب :ورثاه أبو عبد الله محمد بن محمد بن الناصر الناصري بقوله:
قال ابن الفرضي :كان متصرفًا في الفقه والعربية ،من العلماء الحكماء الفضلء الحفاظ ،استخرج من الواضحة
وكتب ابن المواز ما لم يكن في المدونة ول المستخرجة ،حج ورجع إلى الندلس ،ثم انصرف إلى مصر والشام،
579
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
- 1570عبد الملك بن طريف الندلسي ،أبو مروان النحوي اللغوي
أخذ عن أبي بكر بن القوطية ،وكان حسن التصرف في اللغة ،وله كتاب حسن في الفعال ،وهو كبير بأيدي
مروان
قال ابن الزبير :كان أستاذًا جليل ،ذكيا فائقان عارفا بالنحو والدب واللغة ،من أعظم الناس حياء ،وأتمهم ورعا،
روى عن داود بن يزيد السعدي ،ولزمه وعول عليه ،وانتفع به ،وأخذ العلم عن غيره ،وقرأ عليه كثير من أهل
بلده ،وانتفعوا به .ومات شهيدًا .خرج قاصدًا لصلة الصبح بالجامع ،فقتل في الطريق سنة ثمان وستين وخمسمائة
وقال في تاريخ غرناطة :وهو ابن ثمان وخمسين سنة؛ وهو أقرب.
وصنف :المحيط في اللغة ،المنتخب من تفسير الرماني ،الصفات والدوات التي يبتدئ بها الحداث .مات سنة
- 1573عبد الملك بن علي بن أبي المنى بن عبد الملك بن عبد ال البابي الحلي
580
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
ولد في حدود سنة ست وستين وسبعمائة.
قال الحافظ ابن حجر :تقدم في العربية والقرآن ،وشغل الناس كثيرا ،وأخذ عنه جمع جم .انتهى.
ورأيت بخط صاحبنا المحدث شمس الدين السخاوي :تل بالسبع على العز الحاضري ،وتخرج به ،وأخذ عنه
النحو وغيره ،وأخذ الفقه على الشرف النصاري ،وسمع على ابن صديق الصحيح ،وناب في الخطابة والمامة
بالجامع الموي بحلب ،وجلس للقراء بها ،وانتفع به الناس ،وكان إمامًا عالمًا بالعربية والقراءات ،متقدمًا فيهما،
ل بارعًا ،خيرًا دينًا ،صالحًا ،منجمعًا عن الناس ،قليل الرغبة في مخالطتهم ،عفيفا ل يقبل من أحد شيئا ،جمع
فاض ً
ومات في جمادى الخرة سنة تسع وثلثين وثمانمائة ،وكانت جنازته حافلة.
- 1574عبد الملك بن قريب بن عبد الملك بن علي بن أصمع بن مظهر بن رياح بن
عمرو بن عبد شمس بن أعيا بن سعد بن عبد بن غنم بن قتيبة بن معن بن مالك بن
أعصر بن سعد بن قيس بن عيلن بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان الباهلي أو
أحد أئمة اللغة والغريب والخبار والملح والنوادر ،روى عن أبي عمرو بن العلء وقرة بن خالد ونافع بن أبي
قال عمر بن شبة :سمعته يقول :حفظت ستة عشر ألف أرجوزة.
وقال الشافعي :ما عبر أحد عن العرب بمثل عبارة الصمعي .قال ابن معين :ولممم يكممن ممممن يكممذب ،وكممان مممن
وقمممممال أبمممممو داود :صمممممدوق؛ وكمممممان يتقمممممي أن يفسمممممر الحمممممديث ،كمممممما يتقمممممي أن يفسمممممر القمممممرآن.
581
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
وتنمممممماظر هممممممو وسمممممميبويه :فقممممممال يممممممونس :الحممممممق مممممممع سمممممميبويه ،وهممممممذا يغلبممممممه بلسممممممانه.
وكان من أهل السنة ،ول يفتى إل فينا أجمع عليمه علممماء اللغممة ،ويقممف عممما ينفممردون عنمه؛ ول يجيممز إل أفصممح
اللغمممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممات.
وعنه أنه قال :حضرت أنا وأبو عبيدة عند الفضل بن الربيع ،فقال لي :كم كتابك فممي الخيممل؟ فقلممت :مجلممد واحممد،
فسأل أبا عبيد عن كتابه فقال :خمسون مجلدًا ،فقال له :قم إلى هذا الفرس ،وأمسك عضوًا عضوًا منه وسمه ،فقال:
لست بيطارًا ،وإنما هذا شيء أخذته عمن العممرب ،فقمال :قمم يمما أصممعي ،وافعمل ذلمك ،فقمممت وأمسمكت ناصميته،
وجعلت أذكر عضوًا عضوًا ،وأضع يدي عليه ،وأنشد ما قالته العرب إلممى أن بلغممت حممافره ،فقممال :خممذه ،فأخممذت
صنف :غريب القرآن ،خلق النسان ،الجنمماس ،النممواء ،الهمممز ،المقصممور والممممدود ،الصممفات ،خلممق الفممرس،
البل ،الخيل ،الشاء ،الميسر والقداح ،المثل ،فعل وأفعل ،الشتقاق ،ما اتفق لفظه واختلممف معنمماه ،كتمماب الفممرق،
كتاب الخبية ،كتاب الوحوش ،كتاب الضداد ،كتاب اللفاظ ،كتاب السمملح ،كتمماب اللغممات ،كتمماب ميمماه العممرب،
كتاب النوادر ،كتاب أصممول الكلم ،كتمماب القلممب والبممدال ،كتمماب جزيممرة العممرب ،كتمماب معمماني الشممعر ،كتمماب
المصادر ،كتاب الراجيز ،كتاب النخلة ،كتاب النبات ،كتاب نوادر العراب ،وغير ذلك .ولم تبيض لحيته إل لممما
وممممممات سمممممنة سمممممت عشمممممرة -وقيمممممل خممممممس عشمممممرة -وممممممائتين ،عمممممن ثممممممان وثممممممانين سمممممنة.
من الناس؟ قيل الفتى جعفر إذا قيل :من للندى والمعمل
ولكن بن جعفر جموهمر وما إن مدحت فتى قمبملمه
582
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
أخو إبراهيم السابق؛ كان أحفظ أهل الدب بالمغرب ،وشيخ أهل اللغة والنحو والرواة ببلده ،شاعرا خطيبا بليغا،
وصممممممنف :اشممممممتقاق السممممممماء .وروى عممممممن يممممممونس المقممممممرئ ،وعنممممممه يحيممممممى بممممممن خشمممممميش.
- 1576عبد الملك بن فهد بن بطال القيسي البطليوسي ،أبو مروان يعرف بابن أبي
قممممممال ابممممممن الفرضممممممي :كممممممان بصمممممميرا باللغممممممة والعممممممراب ،مطبوعمممممما فممممممي قممممممول الشممممممعر.
ل ،روى عن ابن الطراوة وابن أخت غممانم ،وروى عنممه أبممو عبممد الم بممن
قال ابن الزبير :كان مقرئًا نحويًا فاض ً
وقال ابن عبد الملك :كان من أهل المعرفة بالقراءات والدب ،ودرس ذلك طممويل ،وشممهر بالنبممل والفضممل ،روى
ذكره الزبيدي في الطبقة الثالثة من "نحاة الندلس" ،وقال :رحل إلى قرطبة وسكنها ،وأخذ عن ابن أبي حرشن.
- 1579عبد الملك بن مسلمة بن عبد الملك الوشقي البلنسي ،أبو مروان يعرف بابن
الصقيل
583
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
قال ابن الزبير :كان أستاذًا نحويًا جليل .روى عن أبي محمد بن السيد ،وتأدب به ،وروى عنه أبممو عمممر يوسممف
- 1580عبد الملك بن نصر بن عبد الملك بن عتيق بن مكي شرف الدين ،أبو طاهر
قال الذهبي :اشتهر باللغة والنحو ،وبرع في الدب ،وانتفع به .سمع من الحممافظ أبممي الحسممن ،ومنممه البيمموردي.
ولد بالسكندرية رابع عشر صفر سنة تسع وسبعين وخمسمائة ،ومات بمصر رابع عشممر ربيممع الول سممنة ثنممتين
وستمائة.
- 1581عبد الملك بن هشام بن أيوب الحميري المعافري -وقيل الذهلي -أبو محمد
البصري النحوي
نزيل مصر ،مهذب السيرة النبوية ،سمعها من زياد البكائي صاحب ابن إسحاق ،ونقحهمما ،وحممذف مممن أشممعارها
جملمممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممة.
وثقه أبو سعيد بن يونس ،وتوفي سنة ثماني عشرة -وقيل :ثلث عشر -ومائتين وله :السيرة ،شرح ممما وقممع فممي
- 1582عبد المنعم بن صالح بن أحمد بن محمد ،أبو محمد القرشي التيمي المكي
584
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
قال الذهبي :لزم ابن بري في النحو مدة حتى أحكم الفن ،وسمع من حماد الحراني ،وكان علمة ديار مصر أدباً
مولده في يوم الثلثاء سادس عشري شعبان سنة سبع وأربعين وخمسمائة ،ومات في ليلة السبت الثالث والعشمرين
- 1583عبد المنعم بن محمد بن عبد الرحيم الخزرجي يعرف بابن الفرس الغرناطي
وقال غيره :سمع أباه وجده ،وتفقه من كتب أصول الدين والفقه ،وبرع .وألف كتابًا في أحكام القممرآن ،واضممطرب
ولهك
قال في "تاريخ غرناطة" :كان خاتمة الصدور ذاتًا وسلفًا وجللة ،له القدح المعلى في علممم العربيممة ،والمشمماركة
الحسنة في الصلين ،والمامة فممي الحممديث ،والتممبريز فممي الدب والتاريممخ واللغممات والعممروض؛ كممثير الجتهمماد
والملزمة والتفنن والمطالعة ،مقصورًا على الفادة والستفادة ،إل أن تولى كتابة النشاء فلم يفضل من أوقاته ممما
يسع الشغال .واستمر موصوفًا بالنزاهة والصدق .رفيع لرتبة ،متصل الجتهاد والتقييد ،يغلب عليممه ضممجر يكمماد
يخممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممل بممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممه.
585
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
قرأ علي أبي جعفر بن الزبيممر وأبممي بكممر بممن عبيممدة وجماعممة ،وروى عممن ابممن رشمميد وابممن أبممي الربيممع وخلممف
القبثوري وخلق ،وأجاز له مالك بن المرحل وأبو الفتح بن سيد الناس ووالده أبو عمر ،ومممن المشممرق البرقمموهي
وابن عبد الهادي وخليل المراغي وأبو حيممان والممدمياطي وسممت الفقهمماء بنممت الواسممطي وخلممق .وروى عنممه ابممن
ممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممرزوق.
مولممده بسممبتة سممنة سممت وسممبعين وسممتمائة ،ومممات بتممونس فممي الطمماعون العممام سممنة تسممع وأربعيممن وسممبعمائة.
وله:
ل إمامًا في النحو ،حتى كان يسمى سيبويه زمانه،وكان معلمًا لدريس الحيوصي،
قال الخزرجي :كان فقيهًا فاض ً
فلما صار الملك إليه استوزره ،وكان يتبرك برأيه ،ول يكاد يفعل أمرًا دونه ،وكان غالب أحواله النظر فممي قممراءة
قممال ابممن الزبيممر :كممان مممن أهممل المعرفممة بممالنحو والدب واللغممة والشممعر والقممراء ،جيممد النظممم والنممثر.
أخذ عن أبيه وأبي الحسن بن الباذش وغيرهما ،وقعد للقراء بجامع غرناطة ،ثم اختلت حاله ،وساء انتحاله،وأخلد
إلمممممممى الراحمممممممة والبطالمممممممة ،إلمممممممى أن تممممممموفى فمممممممي حمممممممدود سمممممممنة خمسمممممممين وخمسممممممممائة.
586
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
ومن أضحى نزيها عن مثميل أرب المجد والشرف الصميل
وحاز سوابق الشرف الثميل وأربى في السمو على الثمريا
يغاث الناس في الزمن المحيل ومن جمدوى يديه إذا يرجمى
سطوت على شقاشقة الفحول إذا ازدحم الكلم لدى ممقمال
ول نهج الصواب إلى مقمول فلم يصدع سواك بفض حمكمم
محمد
الضبط ،حسن اللقاء والتعليم .أخذ العربية عن أبي الحسن الخشني وعلي بن محمد بن علممي بممن يوسممف الكنمماني،
والقمممممممراءات عمممممممن أبمممممممي عبمممممممد الممممممم الطمممممممائي ،وسممممممممع علمممممممي أبمممممممي الحسمممممممن الغمممممممافقي.
مولده في حدود سنة ثلثين وستمائة ،ومات في رمضان سنة ثمان وثمانين وستمائة.
- 1588عبد الواحد بن إبراهيم بن أحمد بن أبي بكر بن عبد الوهاب الفوى ثم المكي
قال ابن حجر :ولد في جمممادى الخمرة سمنة ثمممانين وسمبعمائة ،وسمممع علمي النشمماوري والميمموطي وغيرهمما،
ورحل إلمى القمماهرة ،ومهممر فممي العربيمة ،وقممرأ الصممول والمعمماني والفقمه .ونعممم الرجممل كممان ممروءة وصميانة.
مات يوم الجمعة رابع عشري شعبان سنة ثمان وثلثين وثمانمائة ،وكثر السف عليه.
- 1589عبد الواحد بن أحمد بن أبي القاسم بن محمد بن داود بن أبي حاتم ،أبو عمر
قممممممممال الصممممممممفدي :مممممممممن أهممممممممل الدب والحممممممممديث ،أخممممممممذ عممممممممن صمممممممماحب الغريممممممممبين.
وصنف :الرد عل أبي عبيد في غريب القرآن ،الروضة ،فيها ألف حديث صممحيح ،وألممف غريممب ،وألممف حكايممة،
587
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
وألممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممف بيممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممت شممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممعر.
قال الزبيدي وابن الفرضي :كان من أهل العلم بالنحو ،وأدب به ،وألف فيه .مات سنة تسع ومائتين.
- 1591عبد الواحد بن عبد الكريم بن خلف كمال الدين ،أبو المكارم بن خطيب زملكا
- 1592عبد الواحد بن عبدون بن عبد الواحد بن الريان بن سراج الدين المري ،أبو
محمد
قال في "تاريخ غرناطة" :كان بصيرًا باللغة والوثائق ،حسن الخط ،جزل اللفظ ،أخذ عن بقي بن مخلد ،ودرس،
المام الوحد؛ قال في "البلغة" :له التصانيف الجليلة ،منها مراتب النحويين ،لطيف التباع ،البدال ،شجر الدر،
وكممممممممان بينممممممممه وبيممممممممن ابممممممممن خممممممممالويه منافسممممممممة .مممممممممات بعممممممممد الخمسممممممممين وثلثمممممممممائة.
وقال الصفدي :أحد العلماء المبرزين المتفننين بعلمي اللغة والعربية ،أخذ عن أبي عمر الزاهممد ومحمممد بممن يحيممى
الصولي .وأصله من عسكر مكرم .قدم حلب ،وأقام بها إلى أن قتل في دخول الدمستق حلب سنة إحدى وخمسين.
588
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
- 1594عبد الواحد بن علي بن عمر بن إسحاق بن إبراهيم بن برهان بفتح الباء -
صاحب العربية واللغة والتواريخ وأيام العرب ،قرأ على عبد السلم البصري وأبي الحسن السمسمي .وكمان أول
أمره منجما فصار نحويًا ،وكان حنبليًا فصار حنفيًا ،وكانت في أخلقه شراسة على من يقرأ عليه ،ولم يكممن يلبممس
سمممممممراويل ول علمممممممى رأسمممممممه غطممممممماء ،وسممممممممع ممممممممن ابمممممممن بطمممممممة كمممممممثيرًا وممممممممن غيمممممممره.
وكان زاهدًا؛ عرف الناس منه ذلك ،وإل كانوا رموه بالحجارة لهيئته ،وكان يتكبر علممى أولد الغنيمماء ،وإذا رأى
الطالب غريبًا أقبل عليه؛ وكان متعصبًا لبي حنيفة ،محترمًا بين أصحابه ،ولما ورد الوزير عميد الدين إلى بغداد
ل فلم يقبله ،فأعطاه مصحفًا بخط ابن البممواب وعكممازة حملممت إليممه مممن
استحضره فأعجبه كلمه ،فعرض عليه ما ً
الروم مليحة فأخذهما ،فقال له أبو علي بن الوليد المتكلم :أنت تحفظ القممرآن وبيممدك عصمًا تتوكممأ عليهمما ،فلممم تأخممذ
شيئًا فيه شبهة؟ فنهض ابن برهان في الحال إلى قاضي القضاة ابن الدامغاني ،وقال له :لقد كدت أهلك حتى نبهنممي
أبو علي بن الوليد وهو أصغر سنا مني ،وأريد أن تعيد هذه العكازة والمصحف على عميد الممدين ،فممما يصممحباني.
فأخذهما وأعدهما إليه .وكان مع ذلك يحب المليممح مشمماهدة ،ويحضممره أولد المممراء والرؤسمماء فيقبلهممم بحضممرة
- 1595عبد الواحد بن عمر بن محمد بن أبممي هاشممم ،أبممو طمماهر البغممدادي المقممرئ النحمموي :أحممد العلم .قممال
القفطي :قرأ كتاب سيبويه على ابن درتسويه ولم يرى بعد ابن مجاهممد فممي القممراءات مثلممه ،وخممالف أصممحابه فممي
وقال غيره :قرأ القراءات على ابن مجاهد ،وقرأ عليه خلق ،وكان ينتحل في النحو مذهب الكمموفيين ،وكممان بارعمًا
قال الخطيب :وكان ثقة أمينًا مات سنة تسع وأربعين وثلثمائة في شوال.
589
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
- 1596عبد الواحد بن محمد بن علي بن أبي السداد الموي المالقي ،أبو محمد
شهر بالبائع
قال ابن الخطيب في "تاريخ غرناطة" :كان أسممتاذًا حفل ،متفننمًا مضممطلعًا إماممًا فممي القممراءات وعلمموم القممرآن،
حائزًا قصب السبق إتقانًا وأداء ومعرفة ،ورواية وتحقيقًا ،ماهرًا في صناعة النحو ،فقيهًا أصمموليًا ،حسممن التعليممم،
مستمر القراءة ،نسيج التحليق ،نافعًا منجبمًا ،بعيممد المممدى ،منقطممع القريممن ،فممي المدين المممتين ،والصملح وسمكون
النفس ،ولين الجانب والتواضع وحسن الخلق ،ووسامة الصورة ،مقسوم الزمنة على العلمم وأهلمه،كمثير الخشمموع
والخضوع ،قريب الدمعة .أقرأ عمره ،وخطب بالمسجد العظم من مالقة وأخذ عنه الكثير ،وقرأ على أبممي جعفممر
بن الزبير وأبن أبي الحوص ،وسمع على أبي عمممر عبممد الرحمممن بمن حمموط الم وأبممي جعفممر أحمممد بممن يوسممف
الطنجالي الهاشمي وخلق .وشرح التيسير في القراءات ،وله غير ذلك في القراءات والفقه .مات بمالقة خممامس ذي
القعممدة سممنة خمممس وسممبعمائة .وكممان الحفممل فممي جنممازته عظيممم ،وحملممه الطلبممة وأهممل العلممم علممى رءوسممهم.
قال الصفدي :وكان يعشق صبيًا وضئ الوجه بحلب؛ فكان إذا غاضبه مضى إلى رجل آخر يخدمه مثل ما يخدمه،
فإذا رأى ذلك عبد الودود ل يملك صبره ،ويسعى في رضاه بكل طريق؛ فغضب مرة وذهب إلى ذلك الرجل ،فمر
عبد الودود فرآه ،فخر مغشيًا عليه في وسط الطريق ،وسقطت عمامته ،فبادر الصبي ورفعه من الطين حتى أفاق،
590
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
- 1598عبد الوهاب بن إبراهيم بن عبد الوهاب ،ابن أبي المعالي الخزرجي
الزنجاني
صاحب شرح الهادي المشهور .أكثر الجاربردي من النقل عنه في شرح الشافية ،وقفمت عليممه بخطمه،وذكمر فمي
آخره أنه فرغ منه ببغداد في العشرين من ذي الحجة سنة أربع وخمسممين وسممتمائة .ومتممن الهممادي لممه أيضمًا ،ولممه
حضر من البادية إلى بغداد ،وأخذ النحو والقرآن عن الكسائي ،وروى عن علممي بمن المبممارك أربعيمن ألمف بيمت
وليس شباب بان عنك يؤوب أل ليس من هذا الشباب طبيب
عليه لمحزون الفؤاد كمئيب لعمري لقد بان المشيب وإنني
قال في "الدرر" :ولد قبل الثلثين وسبعمائة ،ومهر في الفقه والعربية والقممراءات والدب ،ودرس وولممى قضمماء
حممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممماة.
وكان مشكور السيرة ،ماهرًا في الفقه والدب ،ونظم قصيدة رائية من الطويل ألف بيت ،ضمنها غممرائب المسممائل
591
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
قال الصفدي :برع في الفقه والصول والنحو ،وكان متدينًا جباهًا في البحث ،حضر عنده القرافي فتكلمم وأطمال،
درس بالجامع العتيق ،وولي القضاء بمصر والوجه البحري ،ومات سنة خمس وثمانين وستمائة.
كذا ذكره الصفدي ،وقال :ولد سنة أربعين وستمائة ،وسمع من حبيبة الحرانية ،وأجاز له ابممن الجميممزي ،وسمممع
- 1603عبد الوهاب بن محمد بن ذؤيب الشيخ كمال الدين ابن قاضي شهبة الشافعي
النحوي
قالبن فضل ال :أخذ الفقه عن التاج الفزاري والنحو عن أخيه شرف الدين وغيره ،وبرع فيهممما؛ واقتصممر مممن
الفقه والعربية ،وكانت الرغبة في أخذ النحو عنه أكممثر؛ وكممان بممه أشممهر ،ول يفممتي تورعمًا ،وكممان حسممن التفهيممم
والخلق ،لين الجانب ،معظما في الصدور .طلبه ابن صصرى لينوب عنه فامتنع ،وكان عنده وسواس.
ذكره الزبيدي في الطبقة السادسة من نحاة الندلس ،وقال :كان بصيرًا بالعربية ،حاذقًا فيها ،وله حظ مممن قممرض
الشعر.
592
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
- 1605عبد الوهاب بن محمد بن عبد الوهاب بن عباس بن ناصح
من أهل الجزيرة .قال ابن الفرضي :كان متصرفًا في اللغة والعراب ،حافظًا للرأي والمسائل ،مطبوعًا في قول
الشممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممعر.
كان عارفًا بالدب واللغة :صنف :مختصرا في النحو والتصريف ،وعقود المرجان في شمواهد الكشمف والبيمان،
إمام أهل النحو في زمانه ،ولد في رمضان سنة تسع وتسعين وخمسمممائة ،وقممرأ النحممو علممى الممدباج والشمملوبين،
وأذن له أن يتصدر إشغاله ،وصار يرسل إليه الطلبة الصغار ،ويحصل له منهم ما يكفيممه؛ فممإنه كممان ل شمميء لممه.
وأخممممذ القممممراءات عممممن محمممممد بممممن أبممممي هممممارون الممممتيمي ،وسمممممع مممممن القاسممممم بممممن بقممممى وغيممممره.
وجاء إلى سبتة لما استولى الفرنج على إشبيلية ،وأقرأ بها النحو دهره .ولممم يكممن فممي طلبممة الشمملوبين أنجممب منممه.
أخمذ عنمه محممد بمن عبيمدة الشمبيلي وإبراهيمم الغمافقي وخلمق ،وروى عنمه جماعمة؛ منهمم بالجمازة أبمو حيمان.
وصنف :شرح اليضاح ،الملخص ،القوانين -كلهما في النحو ،-شرح سيبويه ،شرح الجمممل؛ عشممرة مجلممدات،
مممممات سممممنة ثمممممان وثمممممانين وسممممتمائة ،وخلفممممه فممممي حلقتممممه تلميممممذه أبممممو إسممممحاق بممممن أحمممممد الغممممافقي.
593
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
- 1608عبد ال بن أحمد بن محمد ،أبو الفتح النحوي المعروف بجخجخ
بجيممم ثممم خمماء ثممم جيممم ثممم خمماء .قممال يمماقوت :سمممع البغمموي وابممن دريممد ،وكممان ثقممة صممحيح الكتابممة.
كممان أعممور؛ فمماعتلت عينممه الصممحيحة حممتى أشممرف منهمما علممى العمممى ،فأنشممد بيممتين ل أسممتطيع ذكرهممما.
وله:
قاضي القضاة بشيراز .أخذ عن الفارسي .وصنف صناعة العراب ،عيون العراب.
سكن بغداد ،وكان من العلماء بالنحو والدب واللغة والفرائض ،صدوقًا .أخذ عن الربعممي والمعممري؛ ولممه كتمماب
فممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممي القمممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممموافي.
594
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
ل ،تصمممممدر بمراكمممممش للقمممممراء.
ل جممممموا ً
قمممممال الصمممممفدي :أحكمممممم العربيمممممة ،وكمممممان شممممماعرًا فاضممممم ً
وصنف :النتصار لسيبويه على المبرد ،ومسائل سألها أبا عبد ال البصري في إعجاز القرآن ،وغير ذلك.
قال ياقوت :من أهل الموصل ،قدم بغداد وقرأ على شيوخها ،وسمع من أبمي عبيمد الم المرزبماني ،وأخمذ الدب
عن الفارسي ولرماني والسيرافي ،وكان ذكيًا حاذقًا ،جيد الخط ،صممحيح الضممبط ،عارفمًا بممالقراءات والعربيممة ،أم
لعضد الدولة؛ وكان يلثغ بالراء غينا ،فقال له الفارسي :ضع ذبابة القلم تحممت لسممانك لتممدفعه بهمما ،وأكممثر مممع ذلممك
صنف :تفسير القرآن -وذكر في بسم ال الرحمن الرحيم مائة وعشرين وجها -الموضح في العممروض ،المفصممح
مات يوم الثلثاء لربع بقين من رجب سنة سبع وثمانين وثلثمائة.
- 1615عبيد ال بن محمد بن جعفر بن محمد الزدي ،أبو القاسم النحوي روى عن
ابن قتيبة وابن أبي الدنيا .وعنه المعافى بن زكرياء وغيره .وضعف.
595
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
- 1616عبيد ال ب محمد بن عبيد ال بن عبد الرحمن بن عبد ال بن إبراهيم بن
قال ابن عبد الملك :كان متقدمًا في العربية ،أديبًا بارعًا ،مجودًا متقنًا للقراءات ،حسن الكلم في المواعظ والدب
والزهمممد ،نظمممما ونمممثرًا ،كمممثير التلوة لكتممماب الممم تعمممالى ،شمممديد العنايمممة بلقممماء الشممميوخ ،رائق الخمممط.
وقال ابن الزبير :كان عارفًا بالدب والعربية ،بارع الكتابة والخط ،ماهرًا في الطب ،قرأ على أبيه القرآن والدب
والطب ،والقراءات على أبي بكر بن عياش بن فرج الزدي ،وبحرف نافع علي أبي بكر بن صاف وأبي عبمد الم
مالمممممك بمممممن هلل وأخيمممممه عبمممممد الممممم بمممممن هلل ومغيمممممث بمممممن يمممممونس الصمممممغار ،وأجمممممازوا لمممممه.
روى عنممممممممممه أبممممممممممو القاسممممممممممم بممممممممممن الطيلسممممممممممان؛ وكممممممممممان آبمممممممممماؤه كلهممممممممممم أطبمممممممممماء.
ولد سنة ثمان وعشرين وخمسمائة ،ومات بباغة يوم الثلثاء ،ودفن يوم الربعاء من ربيع الخر سنة ثنتي عشممرة
وستمائة.
].[.....
قال ابن الزبير :كان من الكتاب ،ومن أهل المعرفة بالداب والعممراب واللغممات ،أخممذ عمن شمميوخ غرناطممة ،ثممم
رحممل إلممى إشممبيلية فأخممذ بهمما عممن الخضممر ،ومممات سممنة ثمممان وثلثيممن وخمسمممائة ،وقممد قممارب تسممعين سممنة.
وسماه عبيد ال كما ذكره ابن الزبير بن عبد الملك وابن الخطيب في موضع وهممو الصممواب .وسممماه -أعنممى ابممن
الخطيب -في موضع آخر من تاريخ غرناطة "عبد ال" وهو وهم.
596
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
قال ياقوت :أوحد زمانه في النحو ورواية الشعر ،أتقن كتاب سيبويه ومسائل الخفش وحدود الفممراء ،وتقممدم فممي
الخبار وسائر الداب على كل من تفرد بفن منها .يحفظ الدواوين ،ويتصرف في كتاب النحو تصرفًا قويًا ،قدم لممه
يومًا أبو الفضل بن العميد نعله فاستسرف من ذلك ،فقال أبو الفضل :أألم على تعظيم رجل ما قرأ عليممه شمميئا مممن
الطبائع للجاحظ إل عرف ديوان قائله ،وقرأ القصيدة من أولها إلى آخرها حتى ينتهي إليه! وله تأليفان فممي النحممو:
- 1621عبيد -مصغر غير مضاف -بن مسعدة المعروف بابن أبي الجليد ،أبو
نحوي أهل المدينة ،ذكره ياقوت؛ قال :وكان أبوه أعربيًا بدويًا علمة ،روى عنه الضحاك بن عثمان.
قال في "البلغة" :كان من ذوي الفصاحة والبراعة في اللغة ،مطبوع القول ،فائق الشممعر .سممكن إشممبيلية ،واسمممه
كنيته.
قال في "تاريخ غرناطة" :شيخ جليل القدر ،رفيع الذكر ،أخذ النحو والدب عن ناهض بن إدريس وأبي عبد المم
597
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
القول؛ مع نزاهة وشرف نفس وعلو همة ،وانقباض وصون وطيب مجالسة ،يذكر التاريخ ويحفظ الشعر .اسممتعان
به المتوكل في أمور غرناطة ،وأشركه في تدبيرها ،فقتل مستهل رمضان سنة خمس وثلثين وستمائة.
ذكره الزبيدي في الطبقة السادسة من نحاة الندلس ،وقال :كان عالما بالعربية والحساب شاعرًا ،ولممه تممآليف فممي
النحو.
من أحذق أهل الدب وأعلمهم بالنحو والتصريف ،وعلمه بالتصريف أقوى وأكمل من علمه بممالنحو ،وسممببه أنممه
كان يقرأ النحو بجامع الموصل ،فمر به أبو علي الفارسي ،فسأله عن مسألة في التصريف ،فقصممر فيهمما ،فقممال لممه
أبو علي :زببت قبل أن تحصرم ،فلزمه من يومئذ مدة أربعين سنة ،واعتنى بالتصريف؛ ولما مات أبو علي تصدر
ابمممن جنمممي مكمممانه ببغمممداد ،وأخمممذ عنمممه الثممممانيني وعبمممد السممملم البصمممري وأبمممو الحسمممن السمسممممي.
قال في دمية القصر :وليس لحد من أئمة الدب في فتح المقلت ،وشرح المشكلت ماله؛ سيما في علم العراب،
]فقد وقع منها على ثمرة الغراب[ .وكان يحضر عند المتنبي ويناظره في شيء من النحو مممن غيممر أن يقممرأ عليممه
شمميئًا مممن شممعره ،أنفممة وإكبممارًا لنفسممه ،وكممان المتنممبي يقممول فيممه :هممذا رجممل ل يعممرف قممدره كممثير مممن النمماس.
صنف :الخصائص في النحو ،سر الصناعة ،شرح تصريف المازني ،شممرح مسممتغلق الحماسممة ،شممرح المقصممور
والممدود ،شرحان على ديوان المتنبي ،اللمع في النحو ،ذا القد ،جمعه من كل شيخه الفارسممي ،المممذكر والممؤنث،
محاسممممممن العربيممممممة ،المحتسممممممب فممممممي إعممممممراب الشممممممواذ ،شممممممرح الفصمممممميح ،وغيممممممر ذلممممممك.
مولده قبل الثلثين وثلثمائة ،ومات لليلتين بقيتا من صفر سنة اثنتين وتسعين وثلثمائة .تكرر في جمع الجوامع.
598
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
أخو أبي الخطاب بن دحية .قال ابن البار :سمع من ابن بشممكوال وأبممي بكممر بممن خيممر وجماعممة ،وحممج ،وحممدث
ل يحدث
قال الذهبي :ودرس بالكاملية ،وكان من الئمة ،لكنه أولع بالتقعير في كلمه ورسائله فمقت ،وكان متساه ً
من غير أصل ،ويسيء الدب في درسه على العلماء .قال ابن مسدى :وأربى على أخيه بكثرة السماع ،كممما أربممى
مات في ثالث عشر جمادى الولى سنة أربع وثلثين وستمائة عن ثمان وثمانين سنة.
التينملي المولد .معين الدين أبو عمر المالكي المقرئ النحوي اللغوي الديب الشاعر
كذا ذكره في "البدر السافر" ،وقال :سمع بالمغرب ومصر ودمشق ،وحدث عن أبي نصر بن الشيرازي ،وكتممب
ولممد فممي إحممدى الجمممادين سممنة خمممس وسممتمائة ،ومممات بمصممر فممي سمملخ ربيممع الول سممنة خمممس وثمممانين.
ومن شعره:
كذا وصفه التجيبي في رحلته .سمع من أبي الحسن بن المفضل المقدسي ،ومنه أبو العباس البطرني.
- 1630عثمان بن شن الموروري
599
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
- 1631عثمان بن عبد ال بن علق بن طعان -بالتشديد ،-أبو عمر المدلجي
النحوي الشافعي
كذا ذكره الذهبي ،وقل :ولد بعد العشرين وستمائة ،وسمع من ابن المقير وابن الجميزي ،ومات في سادس شمموال
قال السلفي :كان من أهل العلم بمكان؛ نحوا ولغة .قرأ القرآن على ابن الفحام وغيممره .ولممه تممآليف فممي القممراءات
والنحو والعروض ،وصارت له حلقة للقراء بجامع عمرو ،روى عن أبي صادق وابن بركات وآخرين.
- 1633عثمان بن عمر بن أبي بكر بن يونس العلمة جمال الدين أبو عمرو بن
الحاجب الكردي الدويني الصل السنائي المولد ،المقرئ النحوي المالكي الصولي
ولمممممممد بعمممممممد سمممممممنة سمممممممبعين -أو إحمممممممدى وسمممممممبعين -وخمسممممممممائة بإسمممممممنا ممممممممن الصمممممممعيد.
قال الذهبي :وكان أبوه جنديًا كرديًا للمير عز الدين الصلحي ،فاشتغل أبمو عمممرو فمي صممغره بالقمماهرة ،وحفممظ
القرآن ،وأخذ بعض القراءات عن الشاطبي وسمع منه اليسير ،وقرأ بالسبع على أبي الجود ،وسمع من البوصيري
وجماعة ،وتفقه علي أبي منصور البياري وغيره ،وتأدب على الشاطبي وابن البناء ،ولممزم الشممتغال حممتى بممرع
في الصول والعربية ،وكان من أذكياء العالم .ثم قدم دمشق ،ودرس بجامعها في زاوية المالكية ،وأكممب الفضمملء
وصنف في الفقه مختصرًا ،وفي الصول مختصرًا ،وآخر أكبر منه سماه المنتهي ،وفي النحممو :الكافيممة وشممرحها
ونظمها ،الوافية وشرحها ،وفي التصريف :الشافية وشرحها ،وفي العروض قصمميدة ،وفممي نظمممه قلقممة ،وشممرح
600
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
المفصل بشرح سماه اليضاح .وله المالي في النحو مجلد ضخم في غاية التحقيممق ،بعضممها علممى آيممات وبعضممها
على مواضع من المفصل ومواضع من كافيته وأشياء نثرية .ومصنفاته في غايممة الحسممن ،وقممد خممالف النحمماة مممن
مواضع ،وأورد عليهم إشكالت وإلزامات مفحمة يعسر الجواب عنها .وكان فقيهمًا منمماظرا مفتيمًا مممبرزًا فممي عمدة
علوم ،متبحرًا ثقة دينًا ،ورعًا متواضعًا ،مطرحا للتكليف ،ثم دخل مصر هممو والشمميخ عممز الممدين بممن عبممد السمملم
قال ابن خلطان :كان من أحسن خلممق الم ذهنمما ،وجمماءني مممرارا بسممبب أداء شممهادات ،وسممألته عمن مواضممع فممي
انتقل إلى السكندرية ليقيم بها فلم تطل مدته ومات بها في ضحى نهار الخميمس سمادس عشمري شموال سممنة سمت
وأربعيمممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممن وسمممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممتمائة.
حدث عنه المنممذري والممدمياطي ،وبالجممازة العممماد البالسممي ويمونس ،وأخممذ العربيممة عمن الرضممى القسممطنطيني،
أبو الفتح
ي لغويًا إخباريًا ،مؤرخًا شارا عروضيًا ،وكممان يخلممط المممذهبين ،وكممان خليعمما
قال ياقوت :كان عالما إمامًا ،نحو ً
ماجنا شرابا للخمر ،منهمكا في اللذات ،أقام بدمشق برهة ،ثم انتقل إلى مصر لمما فتحمت ،فحظممي بهمما؛ وربمت لمه
الصلح بن أيوب على جامع راتبا يقرئ به النحو والقراءات .وكان أخذ النحو عن أبي نممزار وسممعيد بممن الممدهان،
وكان يتطيلس ول يدير الطيلسان على عنقه بل يرسله ،وكان يلبس في الصيف الثياب الكثيرة ،ويختفي في الشتاء،
فكان يقال له :أنت من حشرات الرض .ويدخل الحمام وعلممى رأسممه مبطنممة ،ل يرفعهمما إل إذا سممكت الممماء علممى
وحضر عنده مغن فغناه صوتا أطربه ،فبكى هو وبكى المغنممي ،فقممال لممه :أممما أنمما فبكيممت مممن الطممرب ،فممما الممذي
601
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
أبكاك؟ فقال المغني :تذكرت والي ،فإنه كان إذا سمع هذا الصوت بكى ،فقال له البلطي :فأنت وال إذن ابممن أخممي،
وخرج ،فاشهد على نفسه جماعة من عدول مصر بأنه ابن أخيه ،ول وارث له سواه ،ولم يممزل يعممرف بممابن أخممي
البلطمممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممي.
وصنف :النير في العربية ،العروض الكبير ،العروض الصغير ،علم أشكال الخط ،أخبار المتنبي ،وغير ذلك ،وله
مات في آخر صفر سنة تسع وتسعين وخمسمائة ،ومكث في بيته ثلثة أيام ل يعلم بموته أحد.
قال الزبيدي وابن الفرضي :رحل إلى المشرق ،فلقي جماعة من رواة الغريب وأصحاب النحو والمعمماني ،وأخممذ
عمممن محممممد بمممن زيممماد العرابمممي وغيمممره ،وقمممرأ علمممي أبمممي تممممام ديممموان شمممعره ،وأدخلمممه النمممدلس.
مات سنة ثلث وسبعين ومائتين ،وقد بلغ تسعا وتسعين سنة.
قال في "تاريخ غرناطة" :من بيت معمور بالنباهة؛ كان صدرًا في علممماء بلممده ،أسممتاذًا ممتعمًا ،مممن أهممل النظممر
والجتهاد والتحقيق ،ثاقب الممذهن ،أصمميل البحممث ،مضممطلعًا بالمشممكلت ،بممرز فممي الفقممه والعربيممة ،إلممى أصممول
وقراءات وطب ومنطق .قرأ علي عبد ال ابن الفخار ،ولزم أبمما محمممد بممن السممداد البمماهلي ،وأقممرأ ببلممده متحرفمًا
وولي القضاء ببلش ومالقة ،ومات بها يوم الثلثاء خامس عشري ذي الحجة سنة خمس وثلثيممن وسممبعمائة .ولممم
602
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
- 1637أبو عثمان الشنانداني
اللغوي الراوية البصري .كان واسع الرواية ،روى عنه ابن دريد .قال القفطي.
- 1638عثيم النحوي
ذكره ياقوت.
- 1641عطاء
- 1642عطيفة الغزي
قال في "الدرر" :كان شيخًا وقورًا،عارفًا بالقرآن والعربية ،أقام بمصر مدة ،ثم تحول إلى حلب ثم دمشق.
603
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
- 1643عافى بن سعيد المكفوف ،أبو عبد ال
مولى بني سيد ذكره الزبيدي في الطبقة السادسة من نحاة الندلس ،وقال :كان حافظًا للعربية ،وله حممظ فممي علممم
الحساب.
اللغمموي النسممابة .كممذا ذكممره فممي البلغممة ،وقممال :جمماوز المممائة ،ومممات بقرطبممة سممنة سممبع عشممرة وثلثمممائة.
وقال الزبيدي وابن الفرضي :يكنى أبا الحزم ،كان حافظًا للغة وأخبار العرب ووقائعها ،ومشاهد النممبي صمملى ال م
قال الحافظ ابن حجر :كان من كبار العلماء في المعقولت ،وإليه المنتهي في علم المعاني والبيان ،قدم مممن البلد
الشرقية بعد أن درس في تلك البلد ،فأقام بماردين ثم حلب ،ثم بلغ الملك الظاهر برقوق خممبره فاسممتدعاه ،وقممرره
شيخًا في مدرسته التي أنشأها بين القصرين ،وأفاد الناس في علوم عديدة ،وكممان متمموددًا إلممى النمماس ،محسممنًا إلممى
مات في ثالث جمادى الولى سنة تسع وسبعمائة ،وقد جاوز السبعين ،وكانت جنازته حافلة.
وقممال القفطممي :قممديم العهممد ،يعممرف اللغممة ،كممان يتقعممر فممي كلمممه ،ويعتمممد الحوشممي مممن الكلم والغريممب.
604
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
قال ابن جني :ومر يومًا على عبدين حبشي وصقلبي ،فإذا الحبشي قممد ضممرب بالصممقلبي الرض ،فأدخممل ركبممتيه
في بطنه وأصابعه في عينيه وعض أذنيه وضربه بعصا فشجه وأسال دمه ،فقال الصقلبي لبي علقمة :اشممهد لممي،
فمضوا إلى المير ،فقال له المير ،بم شهد؟ فقال :أصلح ال المير! بينا أنا أسير على كودني ،إذ مممررت بهممذين
العبدين ،فرأيت هذا السحم قد مال على هذا البقع ،فحطأه عل فدفد ،ثم ضغطه برضفتيه في أحشائه ،حتى ظننت
أنه تدعج جوفه ،وجعل يبلح بشناتره في حجمتيه يكاد يفقؤهما ،وقبض عمل صمنارتيه بميرممه ،وكماد يحمذهما ،ثمم
عله بمنسأة كانت معه فعفجه بها ،وهذا أثر الجريان عليه بينًا .فقال لمير :وال ما فهمت مما قلت شيئا ،فقمال أبمو
علقمة :قد فهمناك إن فهمت ،وأعلمناك إن علمت ،وأديت إليك ما علمت ،وممما أبممو علقمممة :قممد فهمنمماك إن فهمممت،
وأعلمناك إن علمت ،وأديت إليك ما علمت ،وما أقدر أن أتكلم بالفارسية .فجهد المير في كشف الكلم حتى ضاق
صدره ،ثم كشف المير رأسه ،وقال للصقلبي :شجنى خمسًا وأعفني من شهادة هذا.وروى ابن المرزبان في كتاب
الثقلء ،بسنده أنه القائل :مالي أراكم تكأكأتم على كما تتكأكئون على ذي جنممة ،افرنقعمموا عنممي .وكممذا حكاهمما عنممه
الزمخشمممممممري فمممممممي تفسممممممميره فمممممممي سمممممممورة سمممممممبأ ،وسمممممممتأتي عمممممممن عيسمممممممى بمممممممن عممممممممر.
قال ابن مكتوم :له تفسمير مختصمر ،سمماه تفسمير التفسمير ،فمرغ منمه بحلمب فمي رمضمان سمنة اثنمتين وسمبعين
القوصي النحوي
كذا ذكره الدفوي ،وقال :قرأ النحو على شيث القفطي في سنة خمس وثمانين وخمسمائة.
605
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
مممممن قريممممة شممممبرا مممممن حمممموف بلممممبيس .أخممممذ عممممن أبممممي بكممممر الدفمممموي ،وكممممان نحويمممما قممممارئًا.
صمممممممنف :البرهمممممممان فمممممممي تفسمممممممير القمممممممرآن ،علممممممموم القمممممممرآن ،الموضمممممممح فمممممممي النحمممممممو.
أبو الحسن
الكاتب النحوي الديب .قال في "البدر السافر" :كان ذا فنون من العلم ،مع نباهة وفهم ،كتب في ديمموان النشمماء،
مولده في ربيع الول سنة ثنتين وستين وخمسمائة ،ومات في ربيع الول سنة ست وأربعين وستمائة.
قال في "تاريخ غرناطة" :آية ال فمي الحفمظ وثقموب المذهن والنجابمة فمي الفنمون ،وفصماحة اللقماء ،إماممًا فمي
العربية ،ل يشق فيها غباره ،خطا وبحثا وتوجيهًا واطلعا وعثورًا على سقطات العلم ،ذاكممرًا للغممات والداب،
قائمًا على التفسير ،مقصودا للفتيا عاقدًا للوثيقة ،ينظم وينثر ،سليم الصدر ،أبي النفس ،كثير المشمماركة .قممرأ علممي
أبي عبد ال بن الفخار وأبي عمرو بن منظور ،سكن سل ،واقرأ بها اللغة والتفسير والعربية وناظر بها ونوه به.
قال في "المسالك" :ذكممره أبمو حيممان فممي مجمماني العصممر ،وقممال :همو أسممتاذ تممونس ،يقممرأ عليمه النحممو والدب.
ومن شعره:
606
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
1653علي بن أحمد بن إسماعيل بن أحمد بن إبراهيم بن محمد بن مهدي الفوي ثم
قال الحافظ ابن حجر :مهر في العربية والحديث ،وسمع بالشام والعراق ومصر وغيرها مممن ابممن شمماهد الجيممش
وأبي حيان والميدومي وغيرهم .وأجاز له الحجار والرضى الطممبري ،وسممع منممه أبمو حاممد بمن ظهيممرة ،ودرس
بمدرسة إسماعيل بن زكريا ببغداد؛ واتفق وهو ببلد العجم أن شخصًا حدثه ،بحديث عن آخر عنممه ،فقممال لممه :أنمما
الفوى ،فاسمعه منى يعلو سندك .وكان عارفًا بالعربية وغيرها ،أقام بالمدينة النبوية ،ودرس بهمما ،ومممات بالقمماهرة
- 1654علي بن أحمد بن بكري -وقيل علي -بن عمر بن أحمد بن عبد الباقي بن
ل عارفماً
خازن كتب النظامية .قال ياقوت :قرأ النحو على ابن الشممجري وأبممي منصممور الجممواليقي ،وكممان فاضم ً
خطيب فقط .قال القفطي :ما رأيت أكمل منه أدبًا ،ول أغمزر فضمل وذكماء ،اشمتغل علمي صمالح بمن عمادي فمي
كذا ذكره البيوردي ،وقال :أنشدني لنفسه قصية يرثى بها ابن عبد السلم ،مطلعها:
607
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
وعليك نقاد بها وبصمير أمد الحياة كما علمت قصير
وله إلى دار البقاء مصير عجبًا لمغتر بمدار فمنمائه
- 1657علي بن أحمد بن خلف بن محمد النصاري الغرناطي المام ،أبو الحسن بن
الباذش
قال في "تاريخ غرناطة" :أوحد في زمانه إتقانا ومعرفة وتفردا بعلم العربية ومشاركة في غيرها .حسممن الخممط،
كبير الفضل ،مشاركا في الحديث ،عالما بأسماء رجاله ونقلته ،مممع الممدين والفضممل والزهممد والنقبمماض عممن أهممل
المممدنيا .قمممرأ علمممى نعمممم الخلمممف وغيمممره ،وحمممدث عمممن القاضمممي عيممماض وغيمممره ،وأم بجمممامع غرناطمممة.
وصنف :شرح كتاب سيبويه ،المقتضب ،شرح أصول ابن السراج ،شرح اليضاح ،شممرح الجمممل ،شممرح الكممافي
للنحمممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممماس.
مولممده سممنة أربممع وأربعيممن وأربعمممائة ،ومممات بغرناطممة ليلممة الثنيممن ثممالث عشممر المحممرم سممنة ثمممان وعشممرين
وله:
وقيل :اسم أبيه محمد ،وقيل :إسماعيل .كان حافظًا ،لم يكن في زمممانه أعلممم منممه بممالنحو واللغممة والشممعار وأيممام
العمممرب ومممما يتعلمممق بهممما ،متممموفرًا علمممى علممموم الحكممممة ،روى عمممن أبيمممه وصممماعد بمممن الحسمممن البغمممدادي.
قال أبو عمر الطلمنكي :دخلت مرسية ،فتشبث بي أهلها ليسمعوا على "غريب المصنف" ،فقلت لهم :انظممروا مممن
يقممرأ لكممم ،فممأتوا برجممل أعمممى يعممرف بممابن سمميده ،فقممرأه علممى مممن أولممه إلممى آخممره مممن حفظممه؛ فعجبممت منممه.
608
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
صنف :المحكم والمحيط العظم في اللغة ،شرح إصلح المنطق ،شممرح الحماسممة ،شممرح كتمماب الخفممش ،وغيممر
ذلمممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممك.
- 1659علي بن أحمد بن عبد العزيز أبو الحسن النصاري الندلسي الميورقي بابن
طنيز
قمال الصمفدي :كمان مقمدمًا فمي النحمو ،سممع ابمن عبمد المدائم وغمانم بمن الوليمد المخزوممي وحمج ،وقمدم بغمداد.
وله:
- 1660علي بن أحمد بن محمد بن سالم بن علي موفق الدين الزبيدي المكي يعرف
بابن سالم
قال الحافظ ابن حجر :عنى بالعلم ،وبرع في الفقه والعربية ،ورحل إلى مصر والشام ،وتحول إلممى مكممة ثممم عمماد
إلمممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممى زبيمممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممد.
وقال الفاسي :أخذ النحو عن ابن عبد المعطمي ،والفقمه عمن الجممال الميموطي ،وسممع ممن الصمامت بمن المحمب
وغيره ،وكان بصيرًا بالعربية والعروض والفقه والفرائض والحساب؛ درس بمكة في عدة مممدارس ،ثممم عمماد إلممى
مولده بزبيد في جمادى الخرة سنة سبع وأربعين وسبعمائة ،ومات بها في ذي القعدة سنة ثماني عشرة وثمانمائة.
609
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
- 1661علي بن أحمد بن عبد ال النصاري الندلسي ثم المصري نور الدين ،أبو
الحسن
والمممممد الشممممميخ سمممممراج المممممدين بمممممن الملقمممممن ،والملقمممممن همممممو زوج والمممممدته بعمممممد أبيمممممه همممممذا.
قال ابن حجر :كان أبو الحسن هذا عالممًا بممالنحو ،وأصممله مممن النممدلس ،رحممل منهمما إلممى التكممرور ،وأقممرأ أهلهمما
القمممرآن ،فحصمممل لمممه ممممال ثمممم قمممدم القممماهرة ،وأخمممذ عنمممه جماعمممة؛ منهمممم الشممميخ جممممال المممدين السمممنوي.
قال في "السياق" :إمام مصنف مفسر ،نحوي ،أستاذ عصمره ،وواحمد دهمره ،أنفمق شمبابه فمي التحصميل؛ فممأتقن
الصول على الئمة ،وطاف على أعلم المة ،فتتلمذ لبي الفضل العروضممي ،وقممرأ علممي أبممي الحسممن الضممرير
القهندري النحوي ،وسافر في طلب الفوائد ،ولزم مجالس الثعالبي في تحصيل التفسير ،وأدرك أصحاب الصممم،
وقعد للتدريس والفادة سممنين ،وتخممرج بممه طائفممة مممن الئمممة ،وكممان نظممام الملممك يكرمممه ويعظمممه ،وكممان حقيقمما
بممالحترام والعظممام؛ لممول ممما كممان فيممه مممن إزرائه عممل الئمممة المتقممدمين ،وبسممط اللسممان فيهممم بممما ل يليممق.
صنف :البسيط والوسيط والوجيز في التفسير ،أسباب النزول ،شرح ديوان المتنبي ،الغراب فممي علممم العممراب،
وغيممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممر ذلممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممك.
610
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
قممال الممذهبي :أخممذ العربيممة عممن أبممي معقممل الحمصممي؛ ولممه شممعر جيممد؛ وكممان فيممه ديممن وشممرف نفممس.
قال في "السياق" :إمام في النحو وما يتعلق به من العلل ،وإليه الفتوى فيممه .مقممرئ زاهممد عامممل ،لزم أبمما نصممر
الرامشي ،حتى تخرج به ،وزاد عليه في الفقه والقراءات ،ولممزم طريممق التصمموف والزهممد حممتى كممان يقصممد مممن
البلد ،وقلما كان يخرج من بيته إل في الجنائز ،وصنف في النحو والقراءات تصانيف مفيممدة ،واختممل بممآخره ،ثممم
قممال الخزرجممي :أحممد علممماء العصممر المجممودين ،وأحممد السممادة المجتهممدين؛ كممان عارفمًا بممالفقه والنحممو واللغممة
أخذ الفقه عن أبي زيد محمد بن عبمد الرحممن السمراج ،والنحمو عمن ابمن بصمميص ،وشمرح كممافي الصممردفي فمي
الفممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممرائض.
قال ابن رشيق :عالم باللغة ،شاعر متسع القافية ،سالم الطبع.
611
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
كذا ذكره ابن دحية في "المطرب" وقال :أنشدني:
ذكره الزبيدي في الطبقة السابعة من اللغويين البصريين ،وقال :أصله من فارس؛ وإليه صارت كتب ابن دريد.
كان إمامًا في النحو واللغة ورواية الخبار وتفسير الشعار ،أخذ عن أبي إسحاق النجيرمممي ،وأخممذ عنممه يوسممف
النجيرممممي وابنمممه بهمممزاد وخلمممق ،وكمممان لمممه اختصممماص بمممالمعز والعزيمممز؛ وقيمممل :إنمممه كمممان لقيطممما.
ومن شعره:
من قرى نيسابور ،قال في "السياق" :الديب البارع ،صاحب النظممم والنشممر الجمماريين فممي سمملك السلسممة ،قممرأ
اللغة علممى يعقمموب بممن أحمممد الديممب وأحكمهمما ،ومممات فممي ثممالث عشممر رمضممان سممنة ثلث عشممرة وخمسمممائة.
612
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
وقممممممال فممممممي "الوشمممممماح" :هممممممو الملقممممممب بشمممممميخ الفاضممممممل ،أعجوبممممممة زمممممممانه ،وآيممممممة أقرانممممممه.
قال الصفدي :فقيه شافعي نحوي ،أخذه التتار من بعقوبا صغيرًا ،واشتغل وتميز وسكن الروم ،وولى مشيخة دار
الحممممديث بهمممما وهممممو شمممماب ثممممم تزهممممد ،وفممممارق الممممروم وأقممممام بدمشممممق للفممممادة .وكممممان خيممممرًا دينممممًا.
ي ،شاعرًا ذكيًا ،مشهور الصالة ،مذكورًا بالعدالة ،وكان من أئمة العلماء .أقرأ النحممو
قال الذهبي :كان أديبًا نحو ً
وتلبمممممس بخدممممممة السممممملطان ،ثمممممم كمممممف فمممممي آخمممممر عممممممره .وحمممممدث عمممممن السممممملفي وغيمممممره.
مولده سنة أربع وخمسين وخمسمائة ،ومات بالقاهرة في خامس ذي الحجة سنة اثنتين وثلثين وستمائة.
613
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
ولد بقونية من بلد الروم سنة ثمان وستين وستمائة ،وقدم دمشق سنة ثلث وتسممعين ،فممدرس بالقباليممة ،ثممم قممدم
سمع من أبي الفضل بن عساكر والبرقوهي والدمياطي وغيرهم ،ولزم الشمس اليكي ،وتقدم في معرفة التفسير
والفقه والصول والتصوف ،وكان محكما للعربية ،قوى الكتابة ،له يد طولى في الدب ،أقممام ثلثيممن سممنة يصمملي
الصبح جماعة ثم يقرأ إلى الظهر ،ثم يصليها ،ويأكل شيئًا في بيته ،ثم يذهب إلى عيادة مريممض أو زيممارة أو تهنئة
أو نحمممممو ذلمممممك ،ثمممممم يرجمممممع وقمممممت حضمممممور الفانكممممماه ،ويشمممممتغل بالمممممذكر إلمممممى آخمممممر النهمممممار.
وولممممممممى تممممممممدريس الشممممممممريفية ،وتخممممممممرج بممممممممه جماعممممممممة فممممممممي أنممممممممواع مممممممممن العلمممممممموم.
قال السنوي :وكان أجمع من رأيناه للعلوم خصوصًا العقلية واللغوية ،ل يشار فيها إل إليه،وكان قليل المثممل مممن
عقلء الرجممال ،صممالحًا كممثير النصمماف ،طمماهر اللسممان ،مهيب مًا وقممورًا .وكممان الناصممر يعظمممه ويثنممي عليممه.
ولي قضاء الشام فباشره بعفة وصلف ،ولم يغير عمامته الصوفية .خرج له الذهبي جزءا حدث به ،وسمعه منه أبو
إسحاق التنوخي ،ولما استقر في القضاء أخرج من وسطه كيسمًا فيممه ألممف دينممار بحضممرة الفخممر المصممري وابممن
جملممممة ،وقممممال :هممممذه حضممممرت معممممي مممممن القمممماهرة ،ثممممم طلممممب القالممممة مممممن القضمممماء فلممممم يجممممب.
صنف :شرح الحاوي ،مختصر منهاج الحليمي ،التصرف في التصوف ،وفيه يقول ابن الوردي:
النمممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممماس عليممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممه.
قال في "الدرر" :أحكم العربية ،وشارك في الفقه والحمديث وتعمانى العلموم ،وأكمثر الشمتغال ،وأخمذ عمن النجمم
القحفازي .وكان حفظة ذكيًا إلى الغاية ،فكان يدخل في العلوم بالصدر ،ويجب أن يعرف كممل شمميء ،ويسممرع إلممى
614
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
الجممواب إذا سممئل ،فممإن لممم يوافممق الصممواب تحيممل علممى نصممر ممما قممال بكممل طريممق .ولممم يكممن لممه حممظ.
من أهل شرق الندلس .أبو الحسن .قال ابن الزبير :أستاذ مقرئ نحوي ،أخذ القراءات عن أبي عبد ال بن حميممد
النحوي ،وروى عنه وعن غيره ،وروى عنه أبو عبد ال بن أبي الفتح العبدري.
قال في "الدرر" :خذ عن الجمالين :ابن هشام والسنوي ،وسمع من الميدومي وابن عبد الهممادي ،وبممرع وتميممز،
ولممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممم يحممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممدث.
- 1679علي بن أبي بكر بن محمد بن علي بن شداد الحميري ،أبو الحسن موفق
الدين
قال الخزرجي :كان فقيهًا عالمًا ،نحويًا لغويًا ،مقرئًا محدثًا ،عارفًا محققًا في فنونه ،انتهت إليه الرياسة فممي قطممر
615
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
قال الصفدي :كان والده من موالي العزيز بن نظام الملممك ،وولممد هممو ببغممداد فممي ربيممع الول سممنة ثلث وسممتين
وخمسمائة ،فقرأ القرآن وجوده،والنحو على الوجيه أبي بكر الواسطي ،ثم سافر إلى الشام ،وصحب التاج الكندي،
وذكره ابن المستوفى في "تاريخ إربل" فقال :ورد إربل غير مرة .وألف كتابا في العروض ومات بدمشق في يمموم
وله في مختار:
من شأني الزور في فعلي ول علمي مالي أزور شيبي بالخمضماب ومما
فليس يكتم بالمحمنماء والمكمتمم إذا بدا سر شيب فمي عمذار فمتمى
وله:
قال الصفدي :ولد سنة خمس وسبعين وستمائة ،وقرأ النحو على أبي حيان ،والصول على العلء القونوي،
والفقه على الفخر بن التركماني والسروجي ،وأتقن النحو وتقدم في المذهب والصول ،وشرح الجامع الكبير،
ورتب صحيح ابن حبان على البواب ،وسمع من الدمياطي وغيره ،وما أظنه حدث .وكان جيد الفهم ،حسن
- 1682علي بن ثروان بن الحسن الكندي أبو الحسن ابن عم التاج ابن اليمن الكندي
616
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
قال في "الخريدة" :أصله من الخابور ،ورأيته بدمشق مشهودًا له بالفضممل ،مشممهورًا ،بالمعرفممة ،موثوقمًا بقمموله،
وكممان أديبمما فاضممل أريبمًا قممد أتقممن اللغممة ،وقممرأ الدب علممى أبممي منصممور الجممواليقي وغيممره ،ولممه شممعر كممثير.
- 1683علي بن جابر بن علي المام أبو الحسن الدباج -بفتح المهملة وتشديد
قال ابن الزبير :كان نحويًا أديبًا مقرئًا جليل ،قرأ النحو على ابن خروف وأبمي ذر بمن أبمي ركمب والقمرآن علمى
أبمممممي بكمممممر بمممممن صممممماف ونجبمممممة ،وتصمممممدر لقمممممراء النحمممممو والقمممممرآن نحمممممو وخمسمممممين سمممممنة.
روى عنه ابن أبي الحوص وغيره ،وهاله نطق النواقيس وخرس الذان لما دخل الروم إشبيلية ،فلم يممزل يتأسممف
ويضممممطرب إلممممى أن مممممات فممممي الحممممادي والعشممممرين ومممممن شممممعبان سممممنة سممممتة وأربعيممممن وسممممتمائة.
ومن شعره:
بن عبد ال بن عباد بن محارم بن سعد بن حزام بن سعد بن مالك بن سعد ابن زيد مناة
قال ياقوت :كان إمام وقتمه بمصممر فمي علمم العربيمة ،وفنمون الدب ،قمرأ علمي أبمي بكمر الصممقلي ،وروى عنمه
الصمممممممحاح للجممممممموهري ،وأقمممممممام بالقممممممماهرة يعلمممممممم ولمممممممد الفضمممممممل بمممممممن أميمممممممر الجيممممممموش.
617
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
قال الصفدي :وكان نقاد المصريين ينسبونه إلى التساهل في الرواية ،وذلك أنه لما قدم مصر سألوه عن الصممحاح،
فممذكر أنممه لممم يصممل إليهممم ،ثممم لممما رأى اشممتغالهم بممه ركممب لهممم إسممنادا وأخممذه النمماس عنممه مقلممدين لممه.
صنف :الفعال ،أبنية السماء ،حواشي الصحاح ،تاريخ صقلية ،الدرة الخطيرة في شعراء الجزيرة ،وغيممر ذلممك.
ولد في العاشر من صفر سنة ثلث وثلثين وأربعمائة ،ومات في صفر سنة خمس عشممرة -وقيممل أربممع عشممرة -
وله:
قال الحاكم :كان من أعيان الدباء ومن أهل العلم ،علقت عنه من كلمه ،ولم أعرفه بالرواية.
قال ابن السمعاني :برع في الفقه ،وكان عارفًا باللغة والشعر ،تفقه على الشيخ أبي إسحاق الشيرازي ،وسمع مممن
ومممممممات بمممممممرو فجممممممأة وهممممممو ممممممماش سممممممنة سممممممت عشممممممرة -أو خمممممممس عشممممممرة -وخمسمممممممائة.
وله:
618
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
بالباب نواب وحجاب لست بآت باب ملك له
ل يغلق الدهر له باب وإنما آتى المليك المذي
ذكره الزبيدي في الطبقة الرابعة من نحاة القيروان وقال :كان يؤدب أولد السلطين ،وكان حافظًا للشعار.
قال ياقوت :أحد رجال اللغة المعدودين،والعلممماء بهمما المممبرزين ،وكممان مضممطلعًا ينقممد الشممعر ومعممانيه ،ناهضمما
الدمشقي المعروف بجمال الئمة ابن الماسح الفقيه الشافعي الفرضي النحوي
قممال الممذهبي :كممان مممن كبممار علممماء دمشممق ،معتمممدا عليممه ،تفقممه علممى نصممر الم المصيصممي وغيممره ،ودرس
بالمجاهديممممة ،وأعمممماد بالمينيممممة ،وكممممان لممممه حلقممممة كممممبيرة بالجممممامع لقممممراء القممممرآن والفقممممه والنحممممو.
ل عارفًا بالفقه والصول والخلف والنحو ،حافظًا للغة ،وله الخط البديع على طريقممة ابممن
قال الذهبي :كان فاض ً
البواب ،حسن الخلق ،متواضعًا ،تفقه على يوسف الدمشقي ،وأخذ الصول عن أبي الحسن بن البنوسي ،وسمع
ومن شعره ما كتب به إلى بعض أصحابه ،وقد ارتعشت يداه وتغير خطه:
619
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
صبر الرائق من خطي كذا طول سقمي والذي يعتادنمي
منك لي نفس ووقيت الذى كل شيء هدر ما سلمممت
الديب الشاعر
قال ياقوت :من أهل الحلة المزيدية ،قدم بغداد ،وبها تأدب وتوجه إلممى الموصممل والشممام ،وأظنممه قممرأ علممى ملممك
النحاة أبي نزار ،اجتمعت به فرأيته كثير الحتقار للمتقدمين .قال :وما رأيت الناس مجمعين على استحسممان كتماب
إل استعملت فكري في إنشاء ممما أدحضممه؛ ولممم يممأت أحمد ممن المتقمدمين بمما يرضميني إل ابمن نبمماته فمي خطبممه،
لمممه ممممن التصمممانيف :شمممرح المقاممممات أنمممس الجليمممس فمممي التجنيمممس ،الحماسمممة ،شمممرح اللممممع ،وغيمممر ذلمممك.
قال ياقوت :وسألته لم سميت بشميم؟ فقال :إني أقمت مدة آكل الطين لتنشيف الرطوبة ،فكنت أبقى أيامًا ل أتغمموط،
فإذا تغوطت ،كان يشبه البندقة من الطيممن ،فكنممت أقممول لمممن أنبسممط إليممه :شمممه،فممإنه ل رائحممة لممه ،فلقبممت بممذلك.
قال :ثم أنشدني لنفسه أبياتا في الخمر فاستحسنتها فغضب ،وقممال :ويلممك! ممما عنممدك غيممر الستحسممان! قلممب :فممما
أصنع يا مولنا؟ قال :هكذا ،وقام فجعل يرقص ويصفق إلى أن تعب ،ثم جلس ،وقال :بليت ببهائم ل يعرفون الممدر
مممممممممن البعممممممممر! فاعتممممممممذرت إليممممممممه بممممممممأني احممممممممترمت مجلسممممممممه عممممممممن فعممممممممل ذلممممممممك.
ممممممممات بالموصمممممممل فمممممممي ربيمممممممع الخمممممممر سمممممممنة إحمممممممدى وسمممممممتمائة عمممممممن سمممممممن عاليمممممممة.
وله في الجناس:
620
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
قال الزبيدي :كان نحويًا من ذوي النظر والتدقيق في المعاني ،وكان قليل الحفظ لصول النحو؛ فإذا حفظ الصل
تكلمممممممممم عليمممممممممه ،فأحسمممممممممن وجمممممممممود فمممممممممي التعليمممممممممق ودقمممممممممق القمممممممممول مممممممممما شممممممممماء.
سكانه أو كان مازلت أعمممره أبكى على الربع قد أقوى كأني من
لم ألقه هاجري يومًا فأهمجمره ل تلحني في بكائيه فمسماكمنمه
- 1694علي بن الحسن الهنائي المعروف بكراع النمل -بضم الكاف -أبو الحسن
النحوي اللغوي
قمممممممال يممممممماقوت :ممممممممن أهمممممممل مصمممممممر أخمممممممذ عمممممممن البصمممممممريين ،وكمممممممان نحويمممممممًا كوفيمممممممًا.
صنف :المنضد في اللغة .مختصره ،المجهد ،مختصره ،أمثلة غريب اللغة ،المصحف المنظممم .رأيممت خطممه علممى
- 1695علي بن الحسن -وقيل ابن المبارك وبه جزم الخطيب -المعروف بالحمر
621
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
وقال ياقوت :كان رجل من الجند من رجال النوبة على باب الرشيد ،وكان يحب العربية ،ول يقدر يجالس
الكسائي إل في أيام غير نويته ،وكان يرصده في طريقه إلى الرشيد كل يوم؛ فإذا أقبل تلقاء ،وأخذ بركابه وماشاه،
وسأله المسألة بعد المسألة إلى أن يبلغ الكسائي إلى الستر ،فيرجع الحمر إلى مكانه ،فإذا خرج الكسائي فعل به
ذلك ،حتى قوي وتمكن؛ وكان فطنًا حريصًا ،فلما أصاب الكسائي الوضح ،كره الرشيد ،ملزمته أولده ،فأمر أن
يختار لهم من ينوب عنه ممن يرضاه ،وقال له :إنك كبرت ولسنا نقطع راتبك؛ فدافعهم خوفًا أن يأتيهم برجل
يغلب على موضعه؛ إلى أن ضيق المر عليه وشدد ،وقيل له :إن لم تأت برجل من أصحابك ،اخترنا نحن لهم من
يصلح؛ وكان بلغه أن سيبويه يريد الشخوص إلى بغداد والخفش ،فقلق لذلك ،وعزم على أن يدخل عليهم من ل
يخشى غائلته فقال للحمر :هل فيك خير؟ قال :نعم ،قال :قد عزمت على أن أستخلفك على أولد الرشيد ،فقال
الحمر :لعلي ل أفي بما يحتاجون إليه! فقال الكسائي :إنما يحتاجون كل يوم إلى مسألتين في النحو ،وبيتين من
معاني الشعر ،وأحرف من اللغة ،وأنا ألقنك كل يوم قبل أن تأتيهم فتحفظه ،وتعلمهم ،فقال :نعم .فقال لهم :قد
وجدت من أرضاه،وإنما أخرت ذلك حتى وجدته -وسما لهم -فقالوا له :إنما اخترت رجل من رجال النوبة ،ولم
تأب بأحد متقدم في العلم ،فقال :ما أعرف في أصحابي أحدًا مثله في الفهم والصيانة ،ولست أرضى لكم غيره.
فأدخل الحمر إلى الدار ،وفرش له البيت الذي يعلم فيه بفرش حسن -وكان الخلفاء إذا أدخلوا مؤدبا إلى أولدهم
فجلس أول يوم أمروا بعد قيامه بحمل كل ما في المجلس إلى منزله -فلما أراد الحمر النصراف ،دعى له
بحمالين ،فقال الحمر :وال ما يسع بيتي هذا ،وما لنا إل غرفة ضيقة ،وإنما يصلح هذا لمن له دار وأهل ،فأمر
بشراء دار له ،وجارية وغلم ودابة ،وأقيم له راتب فجعل يختلف إلى الكسائي كل عشية ،فيتلقن ما يحتاج فيه
أولد الرشيد ،ويغدو عليهم فيلقنهم ،ويأتيهم الكسائي في الشهر مرة أو مرتين ،فيعرضون عليه بحضرة الرشيد ما
علمهم الحمر ،فيرضاه ،فلم يزل الحمر كذلك حتى صار نحويًا ،وجلت حاله ،وعرف بالدب حتى قدم على
وقال ثعلب :كان الحمر يحفظ أربعين ألف شاهد في النحو ،وكان مقدمًا على أفراد في حياة الكسائي ،وأملي
الحمر شواهد النحو ،فأراد الفراء أن يتممها فلم يجتمع له الناس كما اجتمعوا للحمر ،فقطع.
وقال محمد بن الجهم :كنا نأتي الحمر ،فيدخل قصرًا من قصور الملوك ،فيه فرش الشتاء في وقته وفرش
622
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
الصيف في وقته ،ويخرج علينا ،وعليه ثياب الملوك ينفخ منها رائحة المسك والبخور ،ويلقانا بوجه طلق ،وبشر
حسن ،ثم ينصرف إلى الفراء فيخرج إلينا معبسًا قد اشتمل بكسائه ،فيجلس لنا على بابه ،ونجلس على التراب بين
ومات بطريق الحج سنة أربع وتسعين ومائة .وحيث أطلق في جمع الجوامع فهو هو.
قال ابن الزبير :كان بارعًا في معارفه ،جليل في علومه ،قرأ كتاب سيبويه على أبي بكر بن طاهر ،وأقرأ
العربية والصول وغير ذلك ،وولي قضاءها ،وروى عن ابن مضاء وعبد الحق صاحب الحكام ،وعنه القاضي
بالجامع
قال البيهقي في "الوشاح" :هو في النحو والعراب كعبة لها أفاضل العصر سدنة ،وللفضل بعد خفائه أسوة
حسنة .بعث إلى خراسان في سنة خمس وثلثين وخمسمائة ببيت الفرزدق:
623
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
بها أسدا ً إذ كان سيفا ً أميرها وليست خراسان الذي كان خالد
وكتب كل فاضل لهذا البيت شرحًا ،فاستدرك هذا على أبي النسوى وعبد القاهر ،وله هذه الرتبة.
صنف :شرح الجمل ،الجواهر ،المجمل ،الستدراك على أبي علي ،البيان في شواهد القرآن ،علل القراءات :له:
الفقيه الصولي النحوي المعروف بابن شيخ العوينة ،وهو جده علي .كان منقطعًا بزاوية بالموصل والماء بعيد
منها ،فرأى رؤيا فحفر في الزاوية ،فنبع منها عين لطيفة ،فسمى بذلك.
قال في "الدرر" :ولد زين الدين هذا بالموصل سنة إحدى وثمانين وستمائة ،وقرأ القراءات على الواسطي
الضرير ،والفقه والصول على السيد ركن الدين الستراباذي ،والنحو على الشمس المعيد والشمس بن فضل ال
الحجري التبريزي ومهذب الدين النحوي ببغداد ،وسمع بعض جامع الصول على التاج بن بلد حي النحوي،
وأجاز له وحج ،وقدم دمشق فأخذ عن فضلئها ،وسمع من المزي وزينب بنت الكمال.
صنف :شرح المفتاح ،شرح التسهيل ،مختصر شرح ابن الحاجب ،شرح البديع لبن الساعاتي ،نظم الحاوي
الصغير.
جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بنم علي بن أبي طالب نقيب العلويين أبو القاسم
624
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
قال ياقوت :قال أبو جعفر الطوسي :مجمع على فضله ،توحد في علوم كثيرة ،مثل الكلم والفقه وأصول الفقه
وله تصانيف :منها الغرر ،والذخيرة في الصول ،والذريعة في أصول الفقه ،وكتاب الشيب وكالشباب ،وكتاب
تتبع أبيات المعاني التي تكلم عليها ابن جني ،وكتاب النقض على ابن جني في الحكاية والمحكي ،وكتاب البرق،
أقام بمصر منقطعًا إلى الوزير أبي الفضل بن خنزابة ،وممن أخذ عنه عبد السلم بن الحسين البصري اللغوي.
ذكره ياقوت.
من ولد بهمن بن فيروز .مولى بني أسد ،إمام الكوفيين في النحو واللغة ،وأحد القراء السبعة المشهورين ،وسمى
وهو من أهل الكوفة ،واستوطن بغداد ،وقرأ على حمزة ،ثم اختار لنفسه قراءة وسمع من سليمان بن أرقم ،وأبي
بكر بن عياش.
قال الخطيب :وتعلم النحو على كبر؛ وسببه أنه جاء إلى قوم وقد أعيا ،فقال :عييت ،فقالوا له :تجالسنا وأنت تلحن!
قال :وكيف لحنت؟ قالوا :إن كنت أردت من انقطاع الحيلة فقل :عييت ،وإن أردت من التعب فقك أعييت؛ فأنف
من هذه الكلمة ،وقام من فوره ،وسأل عمن يعلم النحو ،فأرشد إلى معاذ الهراء ،فلزمه حتى أنفد ما عنده ،ثم خرج
إلى البصرة ،فلقي الخليل ،وجلس في حلقته ،فقال له رجل من العراب :تركت أسد الكوفة وتميمًا وعندهما
الفصاحة ،وجئت إلى البصرة! فقال للخليل :من أين أخذت علمك هذا؟ فقال :من بوادي الحجاز ونجد وتهامة،
625
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
فخرج ورجع؛ وقد أنفد خمس عشرة قنينة حبرًا في الكتابة عن العرب ،سوى ما حفظ ،فقدم البصرة فوجد الخليل
قد مات وفي موضعه يونس ،فجرت بينهما مسائل أقر له فيها يونس .وصدره في موضعه.
وقال ابن العرابي :كان الكسائي أعلم الناس ،ضابطًا عالمًا بالعربية ،قارئًا صدوقًا ،إل أنه كان يديم شرب النبيذ،
ويأتي الغلمان.
وقال ابن العرابي :كان الكسائي أعلم الناس ،ضابطًا عالمًا بالعربية ،قارئًا صدوقًا ،إل أنه كان يديم شرب النبيذ،
ويأتي الغلمان.
وأدب ولد الرشيد ،وجرى بينه وبين أبي يوسف القاضي مجالس حكيناها في الطبقات الكبرى.
وعن الفراء ،قال :قال لي رجل :ما اختلفك إلى الكسائي وأنت مثله في النحو! فأعجبتني نفسي ،فأتيته فناظرته
وعنه أيضًا ،قال :مات الكسائي وهو ل يحسن حد "نعم" و"بئس" و"أن" المفتوحة والحكاية؛ قال :ولم يكن
وعن الصمعي :أخذ الكسائي اللغة عن أعراب من الحطمة ينزلون بقطربل ،فلما ناظر سيبويه استشهد بلغتهم
بذلك النحو.
صنف :معاني القرآن ،مختصرًا في النحو ،القراءات ،النوادر :الكبير ،الوسط ،الصغر ،العدد ،الهجاء،
626
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
ومات بالري هو ومحمد بن الحسن في يوم واحد ،وكان خرجا مع الرشيد ،فقال :دفنت الفقه والنحو في يوم واحد،
وذلك سنة ثنتين -أو ثلث ،وقيل تسع -وثمانين ومائة ،وقيل :ثنتين وتسعين.
ومن شعره:
قال ياقوت :أحد العلم الئمة في الدب وأعيان أهل اللغة الفضلء المعروفين ،له ردود على جماعة من أئمة
صنف :الرد على أبي زياد الكلبي ،الرد على أبي عمرو الشيباني في نوادره ،الرد على أبي عبيد في المصنف،
الرد على ابن السكيت في الصلح ،الرد على ثعلب في الفصيح ،الرد على ابن ولد في المقصور والممدود،
- 1704علي بن خليفة بن علي النحوي يعرف بابن المنقى أبو الحسن الموصلي
ل ،تأدب عليه أكثر أهل عصره ،وكان زاهدًا ورعًا مقدامًا ،ذا سورة وغضب.
قال ياقوت :كان إمامًا فاض ً
- 1705علي بن داود بن يحيى بن كامل بن يحيى بن جبارة الشيخ نجم الدين أبو
627
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
قال الصفدي :شيخ أهل دمشق في عصره ،خصوصًا في العربية .قرأ عليه أهل دمشق ،وانتفعوا به.
ولد في جمادى الولى سنة ثمان وستين وستمائة ،وقرأ النحو على العلء بن المطرز ،والفقه على الشمس
الحريري ،والصول على البدر بن جماعة ،والعربية على الشرف الفزاري والمجد التونسي ،والمعاني والبيان
على البدر ابن النحوية ،والميقات على البدر ابن دانيال .وسمع الحديث على النجم الشعراوي والبرهان ابن
الدرجي.
قال :ولم أصنف شيئًا لمؤاخذتي للمصنفين؛ فكرهت أن أجعل نفسي غرضًا لمن يأخذ علي ،غير أني جمعت
منسكًا للحج.
وله النظم والنثر والكتابة المنسوبة .ولى تدريس الركنية ،ثم نزل عنها ورعًا ،وخطب بجامع تنكر.
ومن شعره:
قال ياقوت :قرأ النحو على ابن وحشي صاحب ابن جني؛ وأخذ عنه زيد بن مرزكة الموصلي.
وله في قواد:
قال ابن حجر :ول في جمادى سنة إحدى وربعين وسبعمائة ،وبرع في فنون؛ من حديث وفقه ونحو وتاريخ
وأدب ،وسمع منم اليافعي والشيخ خليل وابن كثير ،وجال في البلد ،وسكن الشام؛ وكان يستحضر الحديث
والرجال ،ويذاكر من كتاب سيبويه ،ويميل إلى مذهب ابن حزم ،ثم اختفى من الصعيد لفتنة ،ثم قدم القاهرة .وكان
628
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
شهمًا قوى النفس؛ له معرفة بأحوال الناس على اختلف طبقاتهم.
أحد أصحاب ابن جني ،وله خط مضبوط معقد .قال ياقوت :وجدت بخطه ما كتبه سنة إحدى عشرة وأربعمائة.
قال الخزرجي :كان فقيهًا فاضل نحويًا لغويًا ،درس بالنجمية ،واستدعاه المظفر إلى تعز ليقرى ولده الشرف
النحو ،فانتقل إليها ،وأقام بها يقرئ النحو وغيره إلى أن مات.
أحد الثلثة المشهورين ،وتاسع الخفشين المذكورين هنا .قرأ على ثعلب والمبرد واليزيدي وأبي العيناء.
قال المرزباني :ولم يكن بالمتسع في الرواية للخبار والعلم بالنحو ،وما علمته صنف شيئًا ،ول قال شعرًا .وكان
إذا سئل عن مسائل النحو ضجر كثيرًا ،وانتهر من يواصل مساءلته ويتابعها.
وقال ياقوت :بل له تصانيف ذكرها ابن النديم في الفهرست وهي :شرح سيبويه ،النواء ،التثنية ،الجمع ،المهذب
وكان ابن الرومي يهجوه كثيرًا .قدم مصر سنة سبع وثمانين ومائتين ،وخرج إلى حلب سنة ثلثمائة ،وكان ضيق
الحال ،فسأل ابن مقلة أن يكلم الوزير علي بن عيسى في أمره ،فكلمه ،فانتهره الوزير انتهارًا شديدًا ،وأجابه
بغلظة في مجلس حافل؛ فشق على ابن مقلة ذلك ،وانتهت الحال بالخفش إلى أن أكل الثلجم النئ ،فقبض على قلبه
فمات فجأة ببغداد في شعبان سنة خمس عشرة وثلثمائة .ويقال :ست عشرة ،وقد قارب الثمانين.
629
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
قال ياقوت :كان وجوه أهل اليمن وأعيانهم ،علمًا ونحوًا وشعرًا.
قال عبد الغافر :عالم زاهد ،دين عابد ،مقرئ ،نشأ في طلب العلم ،وتبحر في العربية ،وكان من تلمذة الواحدي.
مات ليلة الجمعة ثالث عشري ذي القعدة سنة إحدى وتسعين وأربعمائة.
- 1713علي بن سيف بن علي بن سليمان اللواتي البياري -بالموحدة والتحتانية -المصري النحوي
قال ابن حجر :ولد سنة نيف وخمسين وسبعمائة ،وأخذ عن العنابي وغيره ،ومهر في العربية ،وشغل الناس
بدمشق ،وسمع من الكمال ابن حبيب وابن أميلة ،وفاق في حفظ اللغة؛ وأكثر من مطالعة كتب الدب ،فصار
يستحضر كثيرًا .وكان عارفًا بأيام الناس حسن الخط ،كثير النجماع ،ولي خزانة الكتب بالسميساطية وحصل
كتبًا كثيرة ،فنهبت في فتنة اللنك ،ولم يتزوج ،ودخل القاهرة ،وولى تدريس الشافعية ومشيخة البيبرسية ،ثم انتزعا
منه وعوض تريس الشيخونية .جمع جزءا في الرد على أبي حيان في تعصباته على ابن مالك ،وحدث ،ومات
نزيل حلب .قال في "الدرر" :عالم جليل القدر ،يسر القلب ،ويشرح الصدر؛ كان عارفًا بالفقه والتفسير
والصول والعربية ،كثير النجماع ،مقبل على شأنه دينا كثير العبادة ،انتفع به الطلبة.
630
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
- 1715علي بن طاهر بن جعفر ،أبو الحسن السلمي النحوي
كان ثقة دينًا .سمع أبا عبد ال بن سلوان وأبا نصر أحمد بن علي الكفرطابي وجماعة ،وروى عنه غيث بن
ولد سنة إحدى وثلثين وأربعمائة ،ومات في حادي عشري ربيع الول سنة خمسمائة.
- 1716علي بن طلحة بن كردان النحوي ،أبو القاسم ويعرف بابن السحناتي؛ لقبه
به أعداؤه
قال ياقوت :قرأ على الفارسي والروماني ،وكان الواسطيون يفضلونه على ابن جني والربعي؛ وكان متصوفا
متنزهًا .قرأ عليه أبو الفتح محمد بن مختار وأبو غالب بن بشران .وصنف إعراب القرآن ثم غسله قبل موته.
المعروف بسيبويه
كذا رأيته بخط ابن مكتوم ،وقال :مولده بعد الستمائة ،ومات بالقاهرة يوم الخميس منتصف ربيع الول سنة سبع
وستين.
ومن شعره:
يا من هواه ضمير غير منفصل عذبت قلبي بهجر منك متـصـل
فما عولك من عطف إلى بدل! مازال غير تأكيد صـدودك لـي
631
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
- 1718علي بن عبد ال بن أبي الحسن الردبيلي التبريزي
الشيخ تاج الدين .قرأ النحو على السيد ركن الدين الستراباذي والركن الحديثي ،والصول على القطب
الشيرازي ،والبيان على النظام الطوسي ،والفقه على السراج حمزة الردبيلي ،والخلف على العلء بن النعمان
الخوارزمي .وسمع الحديث من الواني والختني والدبوسي ،وأدرك البيضاوي؛ ولم يأخذ عنه ،ودخل بغداد
ومصر ،ودرس وأفتى ،وناظر .وأقرأ الحاوي في شهر واحد سبع مرات .وكان عديم النظير في عصره ،أحد
الئمة الجامعين لنواع العلوم ،عالمًا كبيرًا مشهورًا في الفقه والمعقول والعربية والحساب وغير ذلك ،ولم يكن له
خبرة بالحديث .وكان من خيار العلماء دينًا ومروءة ،فانتفع به الناس؛ كالبرهان الرشيدي والمحب ناظر الجيش.
وكان في لسانه عجمة .ولى تدريس الحسامية ،وحدث وصنف في أنواع العلوم.
وصم في آخر عمره ،مات في سابع عشر رمضان سنة ست وأربعين وسبعمائة.
- 1719علي بن عبد ال بن خلف بن محمد بن عبد الرحمن بن عبد الملك المام أبو
من كتاب النحاة .تصدر للقرآن والفقه والنحو والرواية ،وانتفع به الناس وتخرج به خلق.
ذكره الزبيدي في الطبقة الرابعة من اللغويين الكوفيين ،وقال :كان من أعلم أصحاب أبي عبيد.
632
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
- 1721علي بن عبد ال بن فرج الغساني أبو الحسن الزيتوني
قال في "تاريخ غرناطة" :كان من أهل المعرفة بإقراء كتاب ال تعالى وعلم العربية؛ حفظ سيبويه.
وكان عنده حظ من الفقه ،وقعد للقراء مدة ،ثم اشتغل بصناعة التوثيق إلى أن مات في الرابع من ربيع الخر
-علي بن عبد بن محمد بن علي بن رمان الرماني التونسي أبو الحسن :الستاذ المقرئ النحوي .هكذا قال ابن
رشيد في رحلته ،وقال :كان أحد مقرئي تونس في العربية .أخذ عن ابن عصفور ،وأجاز لنا بعد انصرافنا من
تونس.
-علي بن عبد ال بن المبارك الوهراني ،أبو بكر :النحوي المفسر خطيب داريا .إمام فاضل ،صنف تفسيرًا.
-علي بن عبد ال بن موسى بن طاهر الغفاري السرقسطي ،أبو الحسن البرجي :قال ابن الزبير :كان عارفًا
بالنحو واللغة والدب ،بارع الخط ،حسن الوراقة ،جيد الشعر ،ذا رواية ودراية؛ روى عن أبي علي الصدفي
روى عنه غالب بن محمد وهشام العوفي ،ومات بوادي آش في حدود الربعين وخمسمائة .وقال ابن عبد الملك:
كان لغويًا أديبًا ذا حظ صالح من رواية الدب .أقرأ ببلده في حياة شيخه ابن الوراق ،وروى عن أبي محمد بن
السيد وأبي علي بن سكرة ،وروى عنه أبو مروان بن الصيقلي ويحيى بن إبراهيم التغلبي.
وتجول في أقطار الندلس ،واستقر بأخرة في وادي آش ،وأقرأ بها ،وذبح بها سنة خمس أو ست وثلثين
وخمسمائة.
-علي بن عبد ال الشاوري ،أبو الحسن موفق الدين الشافعي :قال الخزرجي :كان فقيهًا نبيهًا عارفًا متفننًا محققا
ولد بعد سنة ست وثلثين وسبعمائة ،وأخذ القراءات عن محمد بن سنينة ولزمه ،والنحو عن ابن بصيبص حتى
633
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
برع فيه ،ثم اشتغل في الفقه على جماعة ،ودرس بالسابقية مدة ،ثم تركها وأقام يقرئ الناس في بيته ،وانتهت إليه
رياسة الفتوى بزبيد ،وانتشر ذكره ،وأخذ عنه جمع جم؛ وكان متواضعًا لطيفًا طلب للقضاء فامتنع امتناعًا شديدًا،
مات يوم الحد تاسع عشري صفر سنة ثمان وسبعين سبعمائة.
-علي بن عبد الجبار بن سلمة بن عيذون الهذلي اللغوي ،أبو الحسن :قال السلفي في "معجم السفر" :كان إمامًا
في اللغة ،حافظًا لها حتى إنه لو قيل :لم يكن في زمانه ألفى منه لما استبعد؛ وكانت له قدرة على نظم الشعر .أخذ
مولده يوم عيد النحر سنة ثلث وعشرين وأربعمائة ،ومات في آخر ذي الحجة سنة تسع عشرة وخمسمائة
بالسكندرية.
كان مقدمًا في العربية واللغة ،دينًا ذكيًا ،ثقة ثبتًا .أخذ عن العلم ،وعنه جماعة ،منهم القاضي عياض ،وقال في
ترجمته حيث أورده في شيوخه :أخذ عنه الناس قديمًا وحديثًا ،وسمعوا منه الداب ،وضبطوها عليه ،قال :وكان
أكثر أخذه عن أبي الحجاج العلم ،وسمع من الحافظ أبي علي الغساني ،وكان متصاونًا دينًا ،وأجاز لي جميع
تآليفه من ذلك شرح الحماسة ،وشرح شعر حبيب ،وغير ذلك من تآليفه.
توفي بإشبيلية ليلة الخميس التاسع عشر من شهر رجب سنة أربع عشرة وخمسمائة.
سمع أبا عبد ال المحاملي ،ومنه الحافظ أبو نصر السجزي ،وذكره ياقوت ،فقال :من أهل الدب واللغة.
634
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
وليس هو المشهور ،قال في "المغرب" :روى عنه الرشيد بن الزبير السواني.
ومن شعره:
- 1730علي بن عبد الرحيم بن الحسن بن عبد الملك السلمي الرقي مهذب الدين ابن
العصار -بالعين
ولد سنة ثمان وخمسمائة ،وورد بغداد وأخذ عن أبي منصور الجواليقي ولزمه ،وسمع من أبي الوقت وأحمد بن
كادش ،ودخل مصر؛ فاجتمع بابن بري .وكان تاجرًا موسرًا ممسكًا ،عارفًا بديوان المتنبي ،وانتهت إليه الرياسة
في النحو واللغة ،وكان في اللغة أمثل منه في النحو .تخرج به أبو البقاء العكبري وجماعة.
قال ياقوت :ول أعرف له مصنفًا ول شعرًا .مات يوم السبت بعد صلة الظهر ثالث محرم سنة ست وسبعين
وخمسمائة.
- 1731علي بن عبد الصمد بن محمد بن مفرج أبو الحسن المعروف بابن الرماح
قال الذهبي :من أعيان النحاة وأكابر الراء .قرأ العربية على يحيى بن عبد ال النحوي والقراءات على أبي
الجيوش بن عساكر بن علي وغياث بن فارس اللخمي ،وسمع من أبي طاهر السلفي وغيره ،وتصدر بالقاهرة مدة
فقراء النحو والقراءات ،وقرأ عليه خلق؛ وكان مقبل على خويصته ،اتصل بخدمة السلطان مدة فلم يتغير عن
طريقته ،وكان حسن السمت ،جيد القراء ،روى عنه الزكي المنذري والبرقوهي ،وأجاز للتقي سليمان.
مولده بالقاهرة سنة سبع وخمسين وخمسمائة ،ومات بها يوم السبت ثاني عشري جمادى الولى سنة ثلث
وثلثين وستمائة.
635
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
- 1732علي بن عبد الغني القروي الحصري الندلسي ،أبو الحسن
كان من أهل العلم بالقراءات والنحو ،شاعرًا مشهورًا ضريرًا ،دخل الندلس بعد الخمسين وأربعمائة ،ومدح
ملوكها فغفل عنه بعضهم إلى أن حفزه الرحيل فدخل عليه فأنشده:
الطب والنجوم ،معتزليًا ،ونسب إلى رفض ،فرفع إلى حاكم وعزر واستتيب.
وكان صوفيًا بخانقاه السميساطية ،فأخرج منها وأنزل بخانقاه خاتون ،فاستمر إلى أن مات سنة ثمان وثمانين
بن يحيى بن عمر بن عثمان بن علي بن مسوار بن سوار ابن سليم السبكي تقي الدين
أبو الحسن الفقيه الشافعي المفسر الحافظ الصولي النحوي اللغوي المقرئ البياني
ولد مستهل صر سنة ثلث وثمانين وستمائة ،وقرأ القراءات على التقى الصائغ والتفسير على العلم العراقي
والفقه على ابن الرفعة ،والصول على العلء الباجي ،والنحو على أبي حيان ،والحديث على الشرف الدمياطي،
ورحل وسمع من أبي الحسن ابن الصواف وأبي جعفر الموازيني ،وأجاز له الرشيد بن أبي القاسم وإسماعيل بن
636
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
وبرع في الفنون ،وتخرج به خلق في أنواع العلوم ،وناظر ،وأقر له الفضلء ،وولى قضاء الشام بعد الجلل
القزويني ،فباشره بعفة ونزاهة ،وغير ملتفت إلى الكابر والملوك ،ولم يعارضه أحد من نواب الشام إل قصمه ال
تعالى .وولى مشيخة دار الحديث الشرقية والشامية البرانية والمسرورية وغيرها؛ وكان محققًا مدققًا نظارًا
جدليًا ،بارعًا في العلوم ،له في الفقه وغيره الستنباطات الجليلة ،والدقائق اللطيفة ،والقواعد المحررة التي لم
من تحقيق وتحرير لقاعدة ،واستنباط وتدقيق ،منها تفسير القرآن ،شرح المنهاج في الفقه ،نيل العل في العطف ب
"ل" ،القتناص في الفرق بين الحصر والختصاص ،التعظيم والمنة في إعراب قوله تعالى] :لتؤمنن به
ولتنصرنه[ )آل عمران :من الية ،(81كشف القناع في إفادة "لول" المتناع ،من أقسطوا ومن غلوا في حكم
نقول لو ،الرفدة في معنى وحدة ،كل وما عليه تدل ،وبيان الربط في اعتراض الشرط على الشرط ،والتهدي إلى
توفى بمصر بعد أن قدم إليها ،وسأل أن يولي القضاء مكانه ولده تاج الدين فأجيب إلى ذلك.
أسندنا حديثه في الطبقات الكبرى ،وذكرنا فيها من فوائده النحوي والبيانية نحو خمسة كراريس.
ومن نظمه:
637
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
سمع علي بن إبراهيم القطان ،وكان إمامًا في شأنه ،أخذ عنه خلق .ومات سنة ثمان وتسعين وثلثمائة.
قال ياقوت :أحد الئمة العلماء في هذا الشأن ،أخذ عن الفارسي والرماني والسيرافي .تخرج به خلق كثيرون
ولد سنة خمس وأربعين وثلثمائة ،ومات في صفر سنة خمس عشرة وأربعمائة.
- 1737علي بن عبيد ال بن عبد الغفار ،أو الحسن السمسمي -يقال السمساني -
اللغوي النحوي
كان جيد المعرفة بفنون العربية واللغة ،صحيح الخط ،ثقة متطيرًا ،قرأ على الفارسي والسيرافي ،ومات سنة
- 1738علي بن عدلن بن حماد بن علي المام عفيف الدين ،أبو الحسن الموصلي
النحوي المترجم
قال الذهبي :ولد سنة ثلث وثمانين وخمسمائة ،وأخذ النحو عن أبي البقاء وغيره ،وسمع ابن الخضر وابن
منينا وخلقًا ،وأجاز له أبو اليمن الكندي ،روى عنه الدمياطي والختني وابن الظاهري ،وأقرأ النحو زمانًا .وكان
علمة في الدب من أذكياء بني آدم ،وانفرد بحل المترجم واللغاز ،وله فيه تصانيف.
638
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
قال ياقوت :كان نحويًا لغويًا عروضيًا ،فقيهًا مفسرًا مذكرًا ،قرأ الدب على الشيخ أبي على الضرير
النيسابوري ،ورحل إلى بخاري ،فتفقه على مشايخها ،وكان يعظ في الجامع ،ويحفظ اللغات الغريبة والشعار
العويصة.
صنف :شماريخ الدرر في تفسير القرآن ،وكتب في آخره لما فرغ منه:
ولد سنة تسع وأربعمائة ،وقدم بغداد ،واستوطنها ،وقرأ النحو على البارع وغيره ،والقرآن على أبي العز
القلنسي ،وسمع من أحمد بن الحسن بن البناء وأحمد بن عبد الجبار الصيرفي ،وأقرأ الناس ،وحدث.
وكان إمامًا كبيرًا في القراءات وعللها ،عارفًا بالنحو جيدًا ،ثقة صدوقًا ،حسن الطريقة.
- 1741علي بن علي أبو الحسن البرقي الشاعر النحوي :مات في ربيع الول سنة ثنتين وعشرين وخمسمائة،
ذكره ياقوت.
- 1742علي بن عمر بن إبراهيم بن عبد ال الكناني الفيجاطي ،أبو الحسن :قال في "تاريخ غرناطة" :أوحد
زمانه علمًا وخلقًا وتواضعًا وتفننًا ،صله من بسطة؛ واستدعى إلى غرناطة سنة ثنتي عشرة وسبعمائة فقعد
بالجامع العظم يقرئ فنونًا من العلم؛ من قراءات وفقه وعربية وأدب ،وولي الخطابة .ومات في القضاء بها.
وكان حسن السيرة ،عظيم النفع ،قصده الناس ،وأخذوا عنه .وكان أديبًا لوذعيُا ،فكهًا حلوا ،قرأ على أبيه وأبي
عبد ال بن مساعد الغساني وأبي جعفر الصباغ وابن الصائغ والبذي وأبي علي بن أبي الحوص وغيرهم .وله
639
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
مولده عام خمسين وستمائة ،ومات بغرناطة ضحى يوم السبت السابع والعشرين من ذي الحجة سنة ثلثين
وسبعمائة ،ودفن من الغد ،وكان الحفل في جنازته عظيما؛ حضرها السلطان فمن دون.
- 1743علي بن عيسى بن علي بن عبد ال أبو الحسن الرماني وكان يعرف أيضًا
بالخشيدي وبالوراق
وهو بالرماني أشهر؛ كان إمامًا في العربية ،علمة في الدب في طبقة الفارسي والسيرافي ،معتزليًا.
ولد سنة ست وسبعين ومائتين ،وأخذ عن الزجاج وابن السراج وابن دريد.
قال أبو حيان التوحيدي :لم ير مثله قط علمًا بالنحو وغزارة بالكلم ،وبصرًا بالمقالت ،واستخراجاً للعويص،
وإيضاحًا للمشكل ،مع تأله وتنزه ودين وفصاحة ،وعفاف ونظافة؛ وكان يمزج النحو بالمنطق ،حتى قال
الفارسي :إن كان النحو ما يقوله الرماني فليس معنا منه شيء؛ وإن كان النحو ما نقوله نحن فليس معه منه شيء.
قلت :النحو ما يقوله الفارسي؛ ومتى عهد الناس أن النحو يمزج بالمنطق! وهذه مؤلفات الخليل وسيبويه
صنف الرماني :التفسير ،الحدود الكبر ،الصغر ،شرح أصول ابن السراج ،شرح موجزه ،شرح سيبويه ،شرح
مختصر الجرمي ،شرح اللف واللم للمازني ،شرح المقتضب ،شرح الصفات ،معاني الحروف ،وغير ذلك.
أحد أئمة النحويين وحذاقهم الجيدي النظر ،الدقيقي الفهم والقياس .أخذ عن السيرافي ،ورحل على شيراز ،فلزم
الفارسي عشر سنين حتى قال له :ما بقي شيء تحتاج إليه ،ولو سرت من المشرق إلى المغرب لم تجد أعرف
640
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
قال ياقوت :قال ابن الخشاب :جريت أبا منصور الجواليقي في أمر الربعي ففضله ،وقال :كان يحفظ الكثير من
أشعار العرب مما لم يكن غيره يقوم به ،غل أن جنونه لم يكن يدعه يتمكن من أحد في الخذ عنه.
وقال التبريزي :قلت لبن برهان :كيف تركت الربعي وأخذت عن أصحابه مع إدراكك له؟ فقال له؟ فقال لي :كان
وكان مبتلى بقتل الكلب ،سأل يومًا أولد الكابر الذين يحضرون مجلسه أن يمضوا معه إلى كلواذي ،فظنوا أن
ل وخرجوا وخرج ماشيًا ومعه كساء وعصا إلى كلب هناك ،فغدا نحوه ،والكلب يثب عليه
له حاجة ،فركبوا خيو ً
تارة ،ويهرب منه أخرى حتى أعياه وعاونوه حتى أمسكوه ،وعض الكلب بأسنانه عضا شديدًا ،وقال :هذا عضني
وكان عالمًا قيما بالنحو ،سريع الحفظ ،يحفظ التسهيل ،تصدر لقراء العربية بحلب ،ثم دخل مصر والسكندرية
-1764علي بن عيسى أبو الحسن الصائغ الرامهرمزي النحوي غلم ابن شاهين
النحوي
كان واسع الدب ،عالمًا بالنحو واللغة ،مليح الشعر ،صالحًا معتقدًا.
641
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
- 1747علي بن فضال بن علي بن غالب المجاشعي القيرواني أبو الحسن ويعرف
كان إمامًا في النحو واللغة والتصريف والتفسير والسير ،رحل إلى البلد ،وأقام بغزنة مدة ،وصادف بها قبول،
ورجع إلى العراق،وأقرأ ببغداد مدة النحو واللغة ،وحدث بها عن جماعة من شيوخ المغرب.
قال هبة ال السقطي :كتبت عنه أحاديث فعرضتها على بعض المحدثين فأنكرها ،وقال :أسانيدها مركبة على
متون موضوعة ،فاجتمع به جماعة من المحدثين وأنكروا عليه ،فاعتذر ،وقال :وهمت فيها.
قال عبد الغافر :ورد ابن فضالة نيسابور ،فاجتمعت به ،فوجدته بحرًا في علمه ،ما عهدت في البلديين ول في
صنف :برهان العميدي في التفسير عشرون مجلدًا ،الكسير في علم التفسير ،إكسير الذهب في النحو ،العوامل
والهوامل ،شرح عنوان الدب ،شرح معاني الحروف ،العروض ،شجرة الذهب في معرفة أئمة الدب.
ومن شعره:
كان أستاذًا مقدمًا ،روى عن إسحاق بن مسلم؛ وكان ابن جرير يحثه على قصد العراق لعلمه بأنه يقبل هناك فوق
قبول غيره.
642
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
- 1749علي بن أبي القاسم بن علي بن أبي القاسم بن يسن أبو الحسن النحوي
الشيباني الربلي
كذا ذكره ابن المستوفى في "تاريخ إربل" ،قال :وكان عنده فضل ومعرفة بنحو وفقه وعروض ،ل يحاشي
أخذ على سيبويه عدة مواضع ،وناقض المتنبي وأبا تمام في أبيات.
مات يوم السبت تاسع عشر رمضان سنة إحدى وعشرين وستمائة.
النحوي الديب الشاعر .كذا ذكره الحاكم وقال :سمع من محمد بن يحيى الذهلي ومنه العباس بن محمد الدوري.
خطب برأس عين ،وسكن دمشق ،وشرح الجمل ،وألف مفردات القراءات.
643
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
قال ابن مكتوم :قرأ على الشلوبين ،وأقرأ العربية والدب إلى أن مات في حدود أربعين وستمائة.
- 1754علي بن المبارك بن علي بن المبارك بن عبد الباقين أبو الحسن البغدادي المعروف بابن الزاهدة النحوي:
كانت أمة واعظة ،اسمها أمة السلم .قرأ على ابن الشجري ،وبرع في النحو واللغة ،قال الشعر ،وكان حسن
الخلق ،متواضعًا .سمع أبا الوقت عبد الول وعبد ال بن الخشاب وغيرهما ،ولم يحدث بل روى شيئا من كتب
وله:
- 1756علي بن المبارك -وقيل :ابن حازم -أبو الحسن اللحياني :من بني لحيان بن هذيل بن مدركة .وقيل:
سمى به لعظم لحيته .أخذ عن الكسائي وأبي زيد وأبي عمرو الشيباني والصمعي وأبي عبيدة ،وعمدته على
- 1757علي بن المبارك الدمشقي كمال الدين أبو الحسن المعروف بابن العمى
644
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
كذا ذكره في السياق ،وقال :شيخ فاضل ،قرأ عليه الواحدي ،وتخرج به الئمة ،وكان من أبرع زمانه ،سمع من
قال الصفدي :كان متبحرًا في اللغة والداب ،حافظًا لشعار العرب وأيامها .شاعر بلنسية في وقته ،اعترف له
قال في "تاريخ غرناطة" :كان مفسرًا نحويًا ،مجودًا ضابطا ،ماهرًا فاضل .أقرأ القرآن في بلده ،ودرس فيه
العربية.
وروى بغرناطة عن أبي الحسن بن الباذش ولزمه واختص به ،وروى عنه أبو جعفر ابن الباذش.
ومات عصر يوم الربعاء لليلتين بقيتا من شعبان سنة ست وعشرين وخمسمائة ،ودفن من الغد.
- 1761علي بن محمد بن أبي الفهم داود بن إبراهيم التنوخي ،أبو القاسم القاضي
قال ياقوت :كان في النحو وحفظ الحكام وعلم الهيئة والعروض قدوة ،وكان يحفظ من اللغة والنحو شيئًا
عظيمًا ،ويحفظ للطائيين سبعمائة قصيدة سوى ما يحفظ لغيرهما من الجاهليين والمخضرمين والمحدثين ،وكان
645
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
وقال الثعالبي :من أهل الدب والعلم وأفراد الكرم وحسن الشيم؛ بصير بعلم النجوم ،تقلد قضاء الهواز وواسط
والكوفة وكورة سابور وحمص وعدة من الثغور الشامية ،وكان رؤساء العراق يميلون إليه جدًا ،وكان ينادم
الوزير المهلبي ،مطرحًا للحشمة ،منبسطًا في الخلعة هو وجملة قضاة ،فإذا أصبحوا عادوا إلى التوقر وأبهة
مولده بأنطاكية في ذي الحجة سنة ثمان وسبعين ومائتين ،ومات بالبصرة في ربيع الول سنة ثنتين وأربعين
وثلثمائة.
ومن شعره:
حوائج صغيرهم وكبيرهم ،ومقبول القول ،مقضى الرب عند الرؤساء .سكن سبتة مدة كبيرة ،وأقرأ بها ،وقرأ
حينئذ عليه القاضي عياض القرآن الكريم برواية ابن عامر؛ ثم انتقل إلى غرناطة ،ولقيه بها القاضي عياض
أيضًا ،وقرأ عليه بعض كتابه في مخارج الحروف ،وحاز رياسة القراء بها ورياسة جامعها ،ثم ولى صلته
وكان قد صحب القاضي أبا الوليد الوقشي ،وأخذ عنه وعن أبي المطرف بن سلمة وأبي مروان بن سراج وابنه
أبي الحسين ،وسمع من الصدفي والجياني ،وقرأ القرآن العظيم على الغانمي ،وسمع غيرهم من الشيوخ؛ وكان له
نظر في العلو القديمة ،وتفنن في المعارف .من أهل الضبط والتقان ،وكان ظريفًا حلوًا.
قال القاضي عياض :أنشدني أبو سعد محمد بن محمد الزعيمي البغدادي:
646
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
ذكره عياض في شيوخه.
قال الذهبي :روى عن أبي عبد ال بن حميد وأبي القاسم بن حبيش ،وأقرأ القرآن والعربية .وكان مرضى
قال ابن الزبير :كان من أهل الحفظ للغة والدب ،قرأ على داود بن يزيد السعدي وأبي عبد ال بن عروس وأبي
وقال في تاريخ غرناطة :فقيه من أهل الطلب والنبل والذكاء والحفظ للغة والدب والعربية والشعار.
قال في "تاريخ غرناطة" :كان متبحرًا في الدب والتاريخ ،مشاركا في التصوف ،حامل راية المنظوم والمنثور،
متوقد الذهن ،صاحب مجاهدة وعبادة على طريقة مثلى من النقباض والنزهة والتقشف ،شيخ طلبة الندلس
رواية وتحقيقًا.
مولده في جمادى الولى سنة ثلث وسبعين وستمائة ،ومات ليلة الربعاء ثالث عشري شوال ،سنة تسع وأربعين
647
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
- 1766علي بن محمد بن السيد البطليوسي
أخو عبد ال السابق .كان هذا يعرف بالخيطال ،وكان مقدمًا في علم اللغة وحفظها وضبطها ،روى عن أبي بكر
بن الغراب ،وأخذ عنه أخوه عبد ال كثيرًا من كتب الدب ومات معتقل بقلعة رباح سنة ثمان وثمانين وأربعمائة.
قال الصفدي :أحد الئمة الكبار ،أديب عظيم ،حافظ لصول اللغة ،عديم النظير في زمانه ،ورع عفيف ،كثير
التلوة.
بالحاء المهملة ،نسبة إلى نوع من التمر يسمى التوحيد .وقال شيخ السلم ابن حجر :يحتمل أن يكون إلى
التوحيد الذي هو الدين؛ فإن المعتزلة يسمون أنفسهم أهل العدل والتوحيد .شيرازي الصل؛ نيسابوري.
قال ياقوت :كان متفننًا في جميع العلوم من النحو واللغة والشعر والدب والفقه والكلم ،معتزليا يسلك في تصانيفه
مسلك الجاحظ ،شيخ الصوفية ،فيلسوف الدباء أديب الفلسفة ،إمام البلغاء ،سخيف اللسان ،قليل الرضا عند
الساءة إليه والحسان ،فرد الدنيا الذي ل نظير له ذكاء وفطنة ،وفصاحة ومكنة ،حفظة .واسع الرواية والدراية،
يتشكى من زمانه ،ويبكي في تصانيفه على حرمانه؛ أقام ببغداد مدة ومضى إلى الري ،وصحب أبا الفضل بن
وصنف :الرد على ابن جني في شعر المتنبي ،المحاضرات والمناظرات ،المتاع والمؤانسة في مجلدين ،الحنين
إلى الوطان ،تقريظ الجاحظ ،والبصائر والذخائر ،وكتاب الصديق والصداقة في مجلد .وكتاب المقابسات في
مجلد ،وكتاب مثالب الوزيرين :أبي الفضل بن العميد والصاحب ابن عباد -وبالغ في التعصب عليهما وما
أنصفهما ،وهذا الكتاب من الكتب المحدودة ما ملكه أحد إل وتعكست أحواله -وغير ذلك.
أحرق كتبه في آخر عمره لقلة جدواها وضنًا بها على من ل يعرف مقدارها ،فعذله القاضي أبو سهل على ذلك،
648
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
فكتب إليه معتذرًا كتابا طويل سقناه في الطبقات الكبرى.
قلت :فعل النسخ الموجودة الن من تصانيفه كتبت عنه في حياته وخرجت عنه قبل حرقها.
وذكره السنوي في طبقات الشافعية ،وقال :قرأ على أبي حامد المروروذي.
وقال الذهبي :كان سيء العقيدة ،كذابا قليل الدين والورع عن القذف والمجاهدة بالبهتان والقدح في الشريعة.
وقال ابن الجوزي :زنادقة السلم ثلثة :ابن الراوندي والتوحيدي وأبو العلء المعري؛ وشرهم على السلم
وذكره ابن السبكي في الطبقات الكبرى ،وقال :تفقه على القاضي أبي حامد المروروذي ،وسمع الحديث من أبي
بكر بن اليافعي وأبي سعيد السيرافي وجعفر الخلدي -ولعله أخذ عنه التصوف -وغيرهم.
روى عنه علي بن يوسف القامي ومحمد بن منصور بن خلكان ونصر بن عبد العزيز الفارسي ومحمد بن إبراهيم
بن فارس الشيرازي .وسمع منه أبو سعيد عبد الرحمن بن ممجه الصبهاني بشيراز في سنة أربعمائة .ثم قال:
والحامل للذهبي على الوقيعة فيه مع ما يبطنه من بغض الصوفية هذان الكلمان -يعني كلم ابن الجوزي
والصاحب الكفاة.
قال ابن السبكي :ولم يثبت عندي إلى الن من حال أبي حيان ما يوجب الوقيعة وفيه ،ووقفت على كثير من كلمه
فلم أجد فيه إل أنه قوي النفس مزدريا بأهل عصره ول يوجب هذا أن ينال هذا النيل منه .قال :وسئل الشيخ المام
- 1769علي بن محمد بن عبد الصمد المام علم الدين ،أبو الحسن السخاوي
649
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
قال ابن فضل ال :كان إمامًا علمة ،مقرئًا محققًا مجودًا ،بصيرًا بالقراءات وعللها وإمامًا في النحو واللغة
والتفسير ،عارفا بالقه وأصوله ،طويل الباع في الدب ،مع التواضع والدين والمودة وحسن الخلق ،من أفراد
العالم وأذكياء بني آدم ،مليح المجاورة ،حلو النادرة ،حاد القريحة ،مطرح التكليف.
أخذ عن الشابي والتاج الكندي ،ولم يسند عنه القراءات ،فقيل :إن الشاطبي قال له :إذا مضيت إلى الشام فاقرأ على
الكندي ،ول ترو عنه .وقيل :إنه رآه في النوم فنهاه أن يقرأ بغير ما أقره.
وسمع من السلفي وابن طبرزد وجماعة ،وتصدر للقراء بجامع دمشق ،وازدحم عليه الطلبة ،ولم يكن له شغل إل
العلم.
قال ابن خلكان :رأيته مرارًا راكبًا بهيمة إلى الجبل ،وحوله اثنان وثلثة يقرءون عليه في أماكن مختلفة دفعة
واحدة ،وهو يرد على الجميع ،وكان أقعد بالعربية والقراءات من الكندي.
وله من التصانيف :شرحان على المفصل ،سفر السعادة سفير الفادة جليل ،شرح أحاجي الزمخشري النحوية -
من أجل الكتب في موضوعه ،والتزم أن يعقب كل أحجيتين للزمخشري بلغزين من نظمه -شرح الشاطبية ،شرح
الرائية ،الكوكب الوقاد في أصول الدين -وضعت عليه شرحًا لطيفًا -وله غير ذلك ،ونظمه في الطبقة العليا.
مولده سنة ثمان أو تسع وخمسين وخمسمائة ،ومات بدمشق ليلة الحد ثاني عشر جمادى الخرة سنة ثلث
وأربعين وستمائة.
ومن ألغازه:
من قال وهو يجد فيما يخبـر ماذا تقـول أكـاذب أم صـادق
أخوي أيضا ً من يحيض ويطهر رجلن أختي منهما وكذاك فـي
حل وليس عليهما من ينـكـر وكذا غلما زوجتي تنـاكـحـا
ومنها:
650
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
وكان لبد مـنـه ما اسم أنيب عن اسم
جواب يلزم عنـه وأين شرط أنـي ل
عن السكون أبنـه وأين ناب سـكـون
ومنها:
قال ابن الزبير :أستاذ جليل ،أديب ،كان فريدا في الدب واللغة والنسب وأخبار العرب ،اخذ عن القاضي أبي
بكر بن العربي.
651
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
يعرف بالميورقي .قال ابن الزبير :أقرأ بمرسية النحو والفقه؛ وكان يفسر القرآن كل جمعة ،أخذ عن صهره أبي
عبد ال بن مقاتل الشاطبي ،وأبي الحسن بن فتح ،وتفقه به ،وأجاز له أبو الربيع بن سالم ،وكان من أهل الصون
- 1773علي بن محمد بن عبيد بن الزبير السدي ،أبو الحسن المعروف بابن الكوفي
كان نحويًا من أجل أصحاب ثعلب ،وله الخط المشهور بالصحة والضبط ،وكان جماعًا للكتب ،ثقة ،صادقًا في
مولده سنة أربع وخمسين ومائتين ،ومات في ذي العقدة سنة ثمان وأربعين وثلثمائة.
ذكره ياقوت.
يلقب حجة الفاضل وفخر المشايخ ،قال ياقوت :سيد الدباء ،وقدوة مشايخ الفضل ،المحيط ،بأسرار الدب،
والمطلع على غوامض كلم العرب .قرأ على الزمخشري فصار أكبر أصحابه ،وأوفرهم حظًا من غرائب آدابه،
ل يشق غباره في الخط واللفظ ،ول يسمح عذاره في كثرة السماع والحفظ.
سمع الحديث من الزمخشري وغيره ،وكان ولوعا بالسماع كتوبا ،وجعل في آخر عمر أيامه مقصورة على نشر
العلم وإفادته لطالبيه ،وفزع الناس إليه في حل المشكلت وشرح المعضلت ،وهو مع العلم الغزير والفضل
652
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
الكثير علم في الدين ،والصلح المتين ،وآية في الزهد ،معتزلي.
قال الذهبي :كان عارفًا بالقراءات والعربية ،قرأ على الكمال الضرير ،وروى بالجازة عن ابن رواج وابن
قال ابن الزبير :كان أديبًا شاعرًا حافظًا للداب ،عارفًا بالنحو ،ذاكرًا للغة .روى عن ابن الفخار وأبي جعفر بن
الحسن
قال ابن الزبير :كان ممن برع في النحو والدب ،والتزم الكتابة ،وشهر بها ،روى عن أبي الحسين بن الخضر
مولده سنة سبع وستين وأربعمائة ،ومات سنة تسع وثلثين وخمسمائة.
653
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
قال العيني في "تاريخه" :عالم بلد الشرق؛ كان علمة دهره ،وكانت بينه وبين الشيخ سعد الدين مباحثات
ومحاورات في مجلس تمرلنك ،وله تصانيف مفيدة ،منها شرح المواقف للعضد ،وشرح التجريد للنصير
الطوسي ،ويقال إن مصنفاته زادت على خمسين مصنفا .مات سنة أربع عشرة وثمانمائة.
ومن مصنفاته :شرح القسم الثالث من المفتاح ،وحاشية المطول ،وحاشية المختصر ،وحاشية الكشاف؛ لم يتم ،وله
وأفادني صحبنا المؤرخ شمس الدين بن عزم أن مولد الشريف بجرجان سنة أربع وسبعمائة ،وأنه توفى بشيراز
قرأ النحو على عبد القاهر الجرجاني ،وقرأ عليه ملك النحاة ،ودرس النحو بالنظامية بعد الخطيب التبريزي ثم
اتهم بالتشيع ،فقيل له في ذلك ،فقال :ل أجحد ،أنا متشيع من المفرق إلى القدم ،فأخرج ورتب مكانه أبو منصور
الجواليقي ،فكان يقصده التلمذة للقراءة عليه ،فيقول لهم :منزلي الن بالكراء ،والخبز بالشراء ،وأنتم تدخرون؛
مات يوم الربعاء ثالث عشر ذي الحجة سنة ست عشرة وخمسمائة ببغداد.
654
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
متلف والرجل البخيل سيان عندي ذو الغنـى ال
عني فطاب لي المقبـل ونفقيت باليأس المـنـى
خفت مؤونته خـلـيل والناس كلـهـم لـمـن
كان أحد الفضلء من أصحاب أبي بكر بن مقسم؛ روى عنه أمالي ثعلب سنة ست عشرة وأربعمائة.
قال ابن حجر :كان عارفًا بالنحو ببلد اليمن .مات في صفر سنة إحدى وتسعين وسبعمائة.
الدمشقي النحوي
قال في "الدرر" :ولد في رمضان سنة خمس وأربعين وستمائة ،وقرأ النحو على ابن مالك ومسمع من ابن عبد
الدائم وابن أبي اليسر؛ وكان عارفًا بالعربية والحساب ،ماهرًا في الشروط ،ذا مروءة وسكون.
قال ياقوت :كان ممن يشار إليه في النحو والدب .درس النحو ببغداد بعد وفاة أبي القاسم الرقي.
655
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
قال في "تاريخ غرناطة" :كان نحويًا ذاكرًا للخلف في النحو ،من أحفظ أهل وقته لخلفهم .من أهل المعرفة
أقرأ بمالقة ،وقرأ عليه ابن الزبير ،ثم انتقل إلى غرناطة فأقرأ بها إلى أن مات سنة ثمانين وستمائة.
وقال أبو حيان في النضار :كان أحفظ من رأيناه بعلم العربية ،وكان يقرئ كتاب سيبويه فما دونه ،وكان في غاية
الفقر على إمامته في العلم .ولى إمامة جامع القيسارية ،فارتفق بمعلومه .قلت يومًا للفقيه أبي إسحاق إبراهيم بن
قال ياقوت :كان عارفًا بالنحو واللغة ،حسن الفهم ،جيد النقل ،حريصًا على تصحيح الكتب ،لم يضع قط في
طرسه إل ما وعاه قلبه وفهمه لبه ،وكان يجيد قول الشعر ،وكان نصيريًا .وله تصانيف.
وقال ابن النجار :قرأ النحو على ابن الخشب ،واللغة على ابن العصار ،وتفقه على مذهب الشيعة ،وبرع فيه
ودرسه ،وكان متدينًا مصليًا بالليل ،سخيًا ذا مروءة ،ثم سافر إلى مدينة النبي صلى ال عليه وسلم ،وأقام بها،
وصار كاتبًا لميرها ،ثم قدم الشام ،ومدح السلطان صلح الدين.
ومن شعره:
656
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
نزيل بغداد ،الفقيه الحنبلي النحوي الكاتب الزاهد .كذا ذكره الحافظ الدمياطي في معجمه؛ وأسند عنه حديثًا ،ولم
النحوي المفنن
علمة الوقت .ولد سنة تسع وسبعين وسبعمائة ،وأخذ عن أبيه وعمه والشيخ سعد الدين التفتازاني ،ورحل إلى
القطار ،وأخذ عن علماء عصره ،حتى برع في المعقول والمنقول والمفهوم والمنظوم واللغة والعربية ،وصار
إمام ،عصره ،ودخل الهند فعظم عند ملوكها إلى الغاية ،لما شاهدوا من غرير علمه وزهده وورعه ،ثم قدم مكة،
فأقرأ بها ،ودخل مصر ،وتصدر للقراء بها ،فأخذ عنه غالب أهلها؛ منهم الجلل المحلى والقاياتي ،ونال عظمة
بالقاهرة مع عدم تردده إلى أحد ،ثم توجه إلى الشام ،فسار إليها بعد أن أسأل السلطان في القامة فلم يقبل.
ومات في خامس رمضان سنة إحدى وأربعين وثمانمائة ،ولم يخلف بعده مثله ،لما اشتمل عليه من العلم والورع
والزهد والتحري.
قال الدفوي وغيره :كان عالمًا نحويًا ،أديبًا فقيهًا ،روى عنه ابن بري وجماعة ،وولى قضاء الصعيد؛ وهو من
وقال في "الجنان" :من الرؤساء القضاة ذوي النباهة ،كان متصرفًا في العلوم الكثيرة.
وحكى عنه قال :أردت النظم في والي عيذاب ،فأقمت إلى السحر فلم يساعدني القول ،وأجرى ال القلم ،فكتبت:
أدنى من الناس عطفا ً خالق الناس قالوا تعطف قلوب الناس قلت لهم
657
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
جدوى أتيتهم سعيا ً على الـراس ولو علمت بسعي أو بمسـألـتـي
كمزجر الكلب يرعى غفلة الناس لكن مثلي في ساحات مـثـلـهـم
قبضتها عن بني الدنيا على الياس وكيف أبسط كفى بالسـؤال وقـد
من استلمي كف ابر والقاسـي تسليم أمري إلى الرحمن أمثل لـي
قال :فقنعت نفسي ،وما أقمت إل ثلثة أيام؛ وورد كتاب من والي عيذاب بتوليتي.
أبو المكارم تاج الدين بن أبي جعفر بن أبي عبد ال بن الوزير أبي المعالي
قال الصفدي :كان قيمًا بالنحو واللغة ،كاتبًا بليغًا ،حسن الخط ،بارعا في الدب .سمع من محمد بن عمر بن
سافر إلى الشام ،واتصل بالملوك ،وتولى المناصب .ومات سنة إحدى وستين وخمسمائة.
- 1790علي بن محمد بن أبي يحيى بن محمد بنم علي بن محمد بن مسعدة بن سعيد
قال في "تاريخ غرناطة" :كان له خط بارع ،ومعرفة بالنحو واللغة ،قرأ على أبيه ولزمه ،وانتفع به .ومات ولم
يعقب.
658
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
وهو عاشر الخفشين .قرأ الفصيح على علي بن عميرة بالبصرة عن أبي بكر بن مقسم عن ثعلب.
ومن شعره:
قال في "الخريدة" :ما أحسن هذين البيتين؛ فقد أغرب في هذا البتكار لول تكرير "الخد" كقوله" :أمدحه
أمدحه" ،وإن كان هذا بسماعه ميت الحسن ينعش ،وخلى القلب يدهش.
عارف بالمذاهب الربعة والصلين والعربية والتفسير والتصوف؛ وكان يذكر الناس يومي الخميس والجمعة.
أقام في تفسير آية واحدة ،وهي] :إنهم فتية آمنوا بربهم وزدناهم هدى[ )الكهف :من الية (13سنة كاملة.
الندلسي النحوي
حضر من إشبيلية ،وكان إمامًا في العربية ،محققًا مدققًا ،ماهرًا مشاركا في الصول .أخذ النحو عن ابن طاهر
المعروف بالخدب ،وكان في خلقه زعارة ،ولم يتزوج قط ،وكان يسكن الخانات.
أقرأ النحو بعدة بلد ،وأقام بحلب مدة واختل في آخر عمره حتى مشى في السواق عريان ،بادي العورة ،وله
659
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
ل ،فمات سنة تسع وستمائة -وقيل خمس وقيل عشر .وقال ياقوت :سنة ست -بإشبيلية عن خمس
ووقع في جب لي ً
وثمانين سنة.
وقال الشيخ أثير الدين أبو حيان :مات بحلب ،وأنشد له في الكأس:
بابن الضائع
بالضاد المعجمة والعين المهملة .قال ابن الزبير :بلغ الغاية في فن النحو ولزم الشلوبين ،وفاق أصحابه
بأسرهم؛ وله في مشكلت الكتاب عجائب ،وقرأ ببلده أيضًا الصلين؛ وكان متقدمًا في هذه العلوم الثلثة؛ وأما
العربية والكلم فلم يكن في وقته من يقاربه فيهما ،وأما فهمه وتصرفه في كتاب سيبويه فما أراه سبقه إلى ذلك
أحد.
أملي على إيضاح الفارسي ،ورد اعتراضات ابن الطراوة على الفارسي واعتراضاته على سبيويه ،واعتراضات
وكان بالجملة إمامًا في هذا كله ل يجاري ،ورد على ابن عصفور معظم اختياراته ،وكان إذا أخذ في فن أتى
بالعجائب.
وقال في النضار :له شرح الجمل ،شرح كتاب سيبويه ،جمع فيه بين شرحي السيرافي وابن خروف باختصار
حسن.
660
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
مات في خمس وعشرين ربيع الخر سنة ثمانين وستمائة ،وقد قارب السبعين.
صاحب الزهية في الحروف ،وله أيضًا الذخائر في النحو ،كان عالمًا بالنحو إمامًا في الدب ،جيد القياس،
ذكره ياقوت.
قال ياقوت :سمع منه أبو القاسم علي بن المحسن التنوخي ،وأظنه في أيام سيف الدولة ابن حمدان .وله كتاب في
العروض.
661
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
قال ابن حجر :ولد بعد الستين وسبعمائة ،وبرع في النحو والفرائض ،وتصدى لنفع الناس ،وتصدر بأماكن،
وكانت دروسه فائقة ،وكان يتوقد ذكاء ،ولو عمر لفاق القران.
قال ابن الزبير :أستاذ نحوي ،قرأ عليه نجبة بن يحيى كتاب سيبويه في حدود سنة ثلثين وخمسمائة.
- 1802علي بن مسعود بن محمود بن الحكم الفرخان القاضي كمال الدين أبو سعد
صاحب "المستوفى في النحو" ،أكثر أبو حيان من النقل عنه؛ وسماه هكذا ابن مكتوم في تذكرته.
- 1803علي بن معالي العلمة شيخ النحو ابن البلقلني الحلي المتكلم الحنفي ثم
الشافعي
كذا ذكره الذهبي ،وقال :من فضلء زمانه ببغداد ،وله نظم.
قال في "تاريخ إربل" :كان مقرئًا حسنًا ،عنده نحو وشيء من لغة ،قرأ بواسط على أبي بكر عبد ال بن منصور
الباقلني وهبة ال بن علي بن هشام ،وسمع بها بمن أبي طالب محمد بن علي الكناني ،وحدث ببغداد وإربل،
وكان فقيرًا.
مات بكرة يوم لسبت ثاني رمضان سنة تسع وستمائة ،ومولده سنة ثمان وأربعين وخمسمائة.
662
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
- 1805علي بن المغيرة ،أبو الحسن الثرم
قال الخطيب :صاحب النحو والغريب واللغة ،سمع أبا عبيدة والصمعي ،ومنه الزبير بن بكار وابن مكرم.
- 1806علي بن منصور بن طالب الحلبي ،أبو الحسن يعرف بالقارح ويلقب دوخلة
قال ياقوت :كان شيخًا قيمًا بالنحو ،حافظًا لقطعة كبيرة ،من اللغة والشعار ،راوية للخبار ،خدم أبا على
الفارسي ولزمه ،وقرأ عليه جميع كتبه ،وكانت معيشته من التعليم بالشام ومصر.
ولد بحلب سنة إحدى وخمسين وثلثمائة ،وكان حيًا سنة إحدى وعشرين وأربعمائة.
وله:
قال ياقوت :عالم فاضل ،لغوي فقيه ،كاتب مقيم بالنظامية ،قرأ على ابن العصار وأبي البركات النباري
وغيرهما ،وتفقه على مذهب الشافعي بالنظامية ،ول أعلم له في زمانه نظيرًا في علم اللغة ،فإنه حدثني أنه كان
في صباه يكتب كل يوم نصف كراس من المجمل ويحفظه ،ويقرؤه على عبد الرحيم بن العصار حتى أنهى
الكتاب حفظًا وكتابة ،وحفظ إصلح المنطق ،وحفظ غير ذلك من كتب اللغة والنحو والفقه ،وطالع أكثر كتب
الدب ،وهو حفظة لكثير من الخبار والشعار ،ممتع المحاضرة إل أنه ل يتصدى للقراء ،ولو جلس له لحيا
663
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
مولده سنة سبع وأربعين وخمسمائة.
وله:
فعاود القلب سكر كان منه صـحـا لمن غزال بأعلـى رامة سـمـحـا
جمح وغرته في الجنح ضوء ضحى مقـسـم بـين أضـداد فـطـرتـه
النحوي المتكلم
قال ياقوت :أحد الرواة العلماء النحويين الشعراء .كان أديبًا ظريفًا حافظًا شاعرًا ،عارفًا بكتاب العين خاصة،
أدب هارون المنجم ،واتصل بين يدي المعتضد ،وروى عن أبيه والجاحظ وديك الجن ،وعنه أبو علي الكوكبي.
وصنف :الخصال ،وهو مجموع يشتمل على أخبار وحكمة وأشعار وأمثال ،وله العياد والنواريز.
وقال السلفي :أخذ الكلم على أبي الحسن الشعري ،وروى عنه سعيد بن هاشم الطبراني وغيره.
ولد سنة ست وخمسين وسبعمائة ،واشتغل بالعلوم وتفنن ،ودخل بلد العجم ،وأخذ عن التفتازاني والشريف
الجرجاني والكبار إلى أن برع ،وتصدر للقراء ،وكان عالمًا متحققًا ،عارفًا بالجدل ،إمامًا في المعقول ،بارعًا في
علوم كثيرة .دخل القاهرة سنة ثمان وعشرين وثمانمائة ،فقرر شيخًا بالشرفية الجديدة ،ثم أخرج منها سنة تسع
وعشرين ،وحج ودخل الروم ،ثم رجع إلى القاهرة سنة أربع وثلثين ،وحضر مجلس الحديث بالقلعة ،فوقعت منه
فلتات لسان ثم اعتذر عنها ،ورام من السلطان أمرًا فلم ينهل ،فرجع إلى الروم في البحر في السنة المذكورة ،ثم
عاد سنة تسع وثلثين ،وحضر مجلس الحديث ،وجرى على سننه في الحدة والشراسة والستخفاف بعلماء مصر،
664
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
ورام مشيخة الشيخونية فلم ينلها ،فاتفق أن جرى كلم في مجلس السلطان ،فحط على شيخها الشيخ باكير وكفره،
ويقال إنهم تخيروا له أقل القضاة رتبة ودينا ،وأكثرهم جهل وجرمًا ،ثم عقد له مجلس عند السلطان وأصلحوا
بينهما ،وضعف مدة ،ثم سارت العافية ،فسقط من سريره ،فأبطل وركه ،فانقطع مدة إلى أن مات يوم الحد
من ذرية عمار بن ياسر الصحابي رضي ال تعالى عنه .قل "البدر السافر" :جال في المغرب ،وجاب في
وألف :المشرق في أخبار المشرق ،والمغرب في أخبار المغرب -وقد اطلعت على هذا التأليف -والمرقص
والمطرب ،والعزة الطالعة في شعراء المائة السابعة ،والدب الغض ،وريحانة الدب .وغير ذلك.
مولده بغرناطة ليلة عيد الفطر سنة عشر وستمائة ،ومات حادي عشر شعبان سنة ثلث وسبعين.
ومن شعره:
الحضرمي الشبيلي
665
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
حامل لواء العربية في زمانه بالندلس .قال ابن الزبير :أخذ عن الدباج والشلوبين ،ولزمه مدة ،ثم كانت بينهما
منافرة ومقاطعة ،وتصدر للشتغال مدة بعدة بلد ،وجال بالندلس ،وأقبل عليه الطلبية ،وكان أصبر الناس على
المطالعة؛ ل يمل من ذلك؛ ولم يكن عنده ما يؤخذ عنه غير النحو؛ ول تأهل لغير ذلك.
قال الصفدي :ولم يكن عنده ورع ،وجلس في مجلس شراب فلم يزل يرجم بالنارنج إلى أن مات في رابع عشري
وصنف :الممتع في التصريف -كان أبو حيان ل يفارقه -المقرب -شرحه لم يتم -شرح الجزولية ،مختصر
المحتسب ،ثلثة شروح على الجمل ،شرح الشعار السنة .وغير ذلك.
وله:
كذا ذكره ياقوت ،وقال :أحد الدباء .رأيت له بخطه كتبًا أدبية نحوية ولغوية ،حسنة الخط والضبط .قرئ عليه
666
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
قال ياقوت :له فضل وافر ،ومعرفة تامة باللغة والدب ،وخط وبلغه ،وله شعر مليح رائق ،ويد باسطة في
الكتاب والرسائل ،سكن إسفرايين ،وأقام بغداد مدة ورحل إلى حران.
وله:
قال الصفدي :كان من أصحاب الخليل في العربية ورفقاء سيبويه .روى له الجماعة.
قال الخطيب :حدث كثيرًا عن الخفش الصغير ،وعنه عبد السلم بن الحسين البصري ،وكان ثقة جميل المر.
ولد سنة تسعين ومائتين ،ومات في جمادى الخرة سنة إحدى وسبعين وثلثمائة.
قال ياقوت :كان فاضل أديبًا ،كثير الستعمال لعويص اللغة ،كاتبًا في ديوان المأمون وغيره من الخلفاء ،حتى
قل المأمون :أنا أتكلم مع الناس كلهم على سجيتي إل على بن الهيثم فإني أتحفظ إذا كلمته ،لنه يغرق في الغراب.
ودخل مرة سوق الدواب فقل له النخاس :هل من حاجة؟ قال :نعم] ،الحاجة إناختنا بعقوتك[ .أردت فرسًا قد انتهى
صدره ،وتقلقلت عروقه ،يشير بأذنيه ،ويتعاهدني بطرف عينيه ،ويتشرف برأسه .ويعقد عنقه ،ويخطر بذنبه،
ويناقل برجليه .حسن القميص ،جيد الفصوص ،وثيق القصب ،تام العصب ،كأنه موج لجة ،أو سيل حدور .فقال
667
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
له النخاس :هكذا كان فرسه ص.
إسحاق بن محمد بن ربيعة بن الحارث ،أبو الحسن القفطي ،يعرف بالقاضي الكرم
صاحب "تاريخ النحاة" ،قال ياقوت :ولد في ربيع سنة ثمان وستين وخمسمائة بقفط ،وكان جم الفضل ،كثير
النبل ،إذا تكلم في فن من الفنون كالنحو واللغة والقراءات والفقه والحديث والصول والمنطق والرياضة والنجوم
والهندسة والتاريخ والجرح والتعديل قام به أحسن قيام .وكان سمح الكف ،طلق الوجه.
صنف :إصلح الخلل الواقع في الصحاح للجوهري ،الضاد والظاء ،تاريخ النحاة ،تاريخ مصر ،المحلي في
قال في "تاريخ غرناطة" :كان بارعًا في الكتابة والدب والنحو واللغة ،وعنده معرفة بالفقه وعقد الشروط،
تولى خطة القضاء ،تولى خطه القضاء ،وأظهر الزهد والعدل ،ومات على خير عمل.
كذا ذكره الدفوي ،وقال :قرأ القراءات على التقي يعقوب بن بدران الجرايدي ،والنحو على الضياء صالح بن
إبراهيم الفارقي إمام جامع الحاكم ،وسمع من النجيب ،وتولى تدريس التفسير بالجامع الطولوني ،وتصدر للقراء
668
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
مات بالقاهرة يوم السبت تاسع عشر ذي الحجة سنة ثلث عشرة وسبعمائة.
وقال ابن مكتوم :كان رئيس المقرئين بالديار المصرية ،ومعدودا في المشايخ من النحاة وله اليد الطولي في علم
التفسير ،وعلق فيه تعليقًا .وله كتاب في مناقب الشيخ عبد القادر الكيلني .مولده في شوال سنة سبع وأربعين
وستمائة.
من أهل دانية ،واستوطن مرسية .أبو الحسن ،يعرف بابن الشريك الضرير .قال ابن الزبير :كان أديبًا نحويًا
مقرئًا للقرآن.
وقال ابن البار :كان في صباه نجارًا فلما أضر أقبل على العلم؛ فأخذا القراءات عن أبي إسحاق بن محارب،
والعربية عن أبي القاسم بن تمام ،وسمع من أبي عبد ال بن حميد وأبي القاسم بن حبيش ،واقرأ العربية
والقراءات ،وبلغ في الذكاء والتفهيم الغاية ،واستفاد بتعليم العربية مالً جزيل.
ولد سنة خمس وخمسين وخمسمائة ،ومات في رجب سنة تسع عشرة وستمائة.
قال في "تاريخ غرناطة" :فهمه مصيب ،وسهمه في العربية فاز بأوفر نصيب ،وشعره كثير أنيق ،ونثره محرز
بحلية التنميق.
- 1822علي بن الحضرمي
من أهل الساحل .قال الزبيدي :كان نحويًا شاعرًا أديبًا ،وكان بقربه رجل يراسله بالمسائل في النحو ،فكتب إليه
على:
في النحو منك أبا إسحاق قد صنعا لما أتاني كتـاب واضـح حـسـن
ولست في النحو ممن يبتغي الشنعا كيما تغلطني فيه وتـفـحـمـنـي
669
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
حلما ً ولم أك عنه ممسكا فـزعـا أمسكت خوف مزاء لست تحمـلـه
قال الزبيدي :من تلميذ أبي محمد المكفوف ،طال عمره وقد أدرك جال سحنون وأخذ عنهم.
نزيل مصر .قال الجندي :كان فقيهًا نبيها ،عارفًا بارعًا ،نحويًا لغويًا فرضيًا ،شاعرًا فصيحا بليغ؛ مولده لبضع
عشرة وخمسمائة.
من أئمة النحو واللغة والفقه والحديث .ولد سنة ثنتين وأربعين وأربعمائة ،وأخذ النحو عن زيد بن علي الفارسي،
وعنه ابن الشجري ،قال السمعاني :وكان خشن العيش ،صابرًا على الفقر ،قانعا باليسير زيديًا جارودي المذب.
سمع الخطيب البغدادي وابن النقور ،ومنه الحافظ ابن عساكر وغيره.
قال يوسف بن مقلد :قرأ عليه جزءا فمر بي ذكر عائشة فترضيت عنها ،فقال :أتدعو لعدو علي! فقلت :حاشا
وحج مع أبي طالب الهرماس فصرح له بالقول بالقدر وخلق القرآن ،فشق على أبي طالب ،وقال :إن الئمة على
غير ذلك ،فقال له :إن أهل الحق يعرفون بالحق ،ول يعرف الحق بأهله.
قال السنوي :كان إمامًا بارعا في الفقه والنحو والحساب والصول ،محققًا دينا ورعًا يحب السماع ويحضره.
وقال في "الدرر" :درس بالفاضلية والكهارية والظاهرية ،وقرأ النحو بالجامع القمر ،وانتفع به ولده كمال الدين
670
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
صاحب المختصرات وجماعة .وحدث عن الدمياطي ،وله مشكلت الوسيط.
- 1827عمر بن أحمد بن أبي بكر بن أحمد بن مهران العراقي النحوي مجد الدين
قال في "تاريخ إربل" :برع في علم النحو ،وتخرج بمكي بن ريان ،وتصدر بعده لقرائه؛ وله ذكاء وفكرة
حسنة ،وكان في لسانه حبسة عظيمة ،وعنده ثقل في كلمه ل يكاد يبين ،أراد مناظرة محمود بن الرملة فلم يجبه
وقال الذهبي :صار أنحى أهل عصره ،وأتقن العروض والنحو واللغة والشعر ،وكان مفرط الذكاء ،ويدري
مذهب الشافعي ،تخرج به أئمة ،ومات يوم عيد الفطر سنة ثلث عشرة وستمائة.
قال الذهبي :كانت له يد طولي في التفسير والبيان والبديع واللغة ،انتهت إليه رياسة الدب ،واشتغل عليه خلق
من الفضلء؛ وقد وزر وتقدم في دول ،وأفتى وناظر ،وبرع في البراعة والبلغة والنظم والنثر .وكان حلو
المحاضرة ،مليح النادرة ،يشارك في الصول والطب ،وله في النحو مقدمتان .سمع من عبد العزيز بن باقا وابن
الزبيدي وجماعة .ودرس بالناصرية مدة ،وبالظاهرية وانقطع بها وخنق فيها ،وأخذ ذهبه في رابع المحرم سنة
- 1829عمر بن أبي بكر بن عسر بن عبد الحميد المغربي البصراوي النحوي زين
الدين
671
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
قال ابن حجر :قدم دمشق ،فاشتغل بالفقه والعربية والقراءات ،وفاق في النحو وشغل الناس ،وكان قانعًا باليسير،
قال ياقوت :كان نحويًا أخباريًا ،راوية ناسبا ،عمل له الفراء معاني القرآن ،وصنف كتاب اليام في الغزوات.
قال ياقوت :إمام فاضل أديب ،كامل .أخذ عن ابن جني ،وكان خواص الناس في ذلك الوقت يقرءون على ابن
برهان وعوامهم يقرءون على الثمانيني .روى عنه الشريف يحيى بن طباطبا وغيره.
وهو من "ثمانين" بلفظ العدد؛ بليدة بالموصل ،أول قرية بنيت بعد ال وفان ،بناها الثمانون الذين خرجوا من
يلقب رومي .قال ياقوت :أحد أعيان أهل الدب ،المختصين بمعرفة علم الشعر والقوافي والعروض.
672
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
من أعيان العلماء ،ومشاهير الفضلء .متقنًا لعلم الحديث وما يتعلق به ،عارفًا بالنحو واللغة وأيام العرب
وله بنى الكامل دار الحديث الكاملية بالقاهرة وجعله شيخها .حدث عنه ابن الصلح وغيره.
ومات ليلة رابع عشر ربيع الول سنة ثلث وثلثين وستمائة.
كذا ذكره في البلغة ،وقال :من تصانيفه تثقيف اللسان ،دال على غزارة علمه وكثر حفظه ،ولي قضاء تونس
وله:
قال الخزرجي :كان فقيهًا نبيهًا ،متفننًا ،عارفًا بالفقه والنحو والفرائض ،انتفع به كثير؛ ودرس بالمظفرية بتعز،
- 1836عمر بن شبة بن عبيدة بن ريطة ،أبو زيد البصري النميري مولهم النحوي
واسم أبيه زيد ،وإنما قيل له شبيه ،لن أمة كانت ترقصه وتقول:
وصنف :كتاب النحو ،ومن كان يلحن من النحويين ،الستعانة بالشعر وما جاء من اللغات ،الشعر والشعراء،
673
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
طبقات الشعراء ،وغير ذلك.
كان حنبليًا ،ثم تحول شافعيًا أشعريًا ،وبرع في النحو واللغة ،وكان ذكيًا ألمعيا ،ذا فكرة جيدة ،من أظرف الشباب
سمع من أبي الفتح بن شاتيل وأبي الفرج بن كليب ،وتولى الشراف على كتب النظامية.
وقال ابن النجار :ورأيته في المنام بعد موته بخمسة عشرة يومًا وهو فرحان ،فقلت له :ما فعل ال بكل؟ فقال :الن
خرجت من الحبس.
قال ابن حجر :كان عارفًا بالصول والعربية ،وأقام بمكة فوق أربعين سنة فأفاد الناس هذه العلوم.
أخذ الفقه عن مجد الدين القشيري ،والشيخ عز الدين بن عبد السلم ،وقرأ على أفضل الدين الخونجي ،وولي
قضاء أسوان.
ومات بقوص سنة ثنتين وتسعين وستمائة ،وولد سنة اثنتي عشرة وستمائة.
674
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
وكان ]فقيهًا مفننًا معتبرًا نحويًا[ ،أديبًا شاعرًا كريمًا جوادًا.
- 1840عمر بن عبد المجيد الرندي بضم الراء وسكون النون ،أبو علي الستاذ
النحوي.
قال ابن الفرضي :كان له حظ من العربية والشعر والغريب ،رحل وسمع بالعراق من ابن درستويه وأبي بكر بن
النحوي
كذا ذكره ابن فضل ال في نحاة المغرب من المسالك ،وقال :تفرد بفضله .واللزب قبيلة .قدم هذا الرجل مصر
675
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
قال في "الوشاح" :هو إمام في النحو والدب ،ل يشق غباره ،ومع ذلك فقد تحلى بالورع ونزاهة النفس.
وقال السمعاني :أحد أئمة الدب ،وله باع طويل في النحو والشعر .قدم بغداد ،وصحب الئمة ،وقرأ الدب على
أبي المظفر البيوردي ،ورجع وعاد ثانيًا ،وذاكر الفضلء ،وكان حسن السيرة .صنف تفسيرًا لو تم لم يوجد مثله.
سمع من عبد الرحمن الدوني سنن والنسائي ،وكتبت عنه .ومات في رابع عشر ربيع الخر سنة خمسين
قال ياقوت :مغربي ،له كتاب المر والنهي ،ويعرف بكتاب المكتفي.
النحوي
وقال في "الدرر" :أخذ عن ابن المنير وغيره ،ومهر في العربية والفنون ،وتفقه لمالك ،وسمع من عتيق العمري
وابن طرخان.
وصنف :شرح العمدة ،شرح الربعين النووية ،الشارة في النحو ،وغير ذلك .مات بالثغر سنة إحدى وثلثين
وسبعمائة.
وقرأ بخط الشيخ كما الدين والد شيخنا الشمني سنة أربع في سابع جمادى الولى قال :وله شرح مقدمته التي في
النحو ،وسمع من التقى بن دقيق العيد والبدر بن جماعة وأجاز لعبد الوهاب القروي.
قال ابن مكتوم :له مختصر في النحو سماه حاوي الفوائد الديبة.
676
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
? -عمر بن عيسى بن إسماعيل المعروف بالهروي ،أبو الخطاب الفقيه الغمام الحنفي
النحوي
والعروض .إمام أهل عصره في النحو ،وله عدة مصنفات فيه وفي غيره.
قاف في "الدرر" :كان فاضل في الفرائض والعربية ،تفقه على البارزي ،وبرع وأفتى ،ودرس بأماكن ،وأخذ
عن الفضلء ،وكتب المنسوب ،وسمع من الحجار وغيره ،وكان يقرر قواعد للنحو مفيدة.
كان علمة ،بارعا فاضل ،عالمًا بالصول والنحو والتصريف وغيرها ،لزم الشيخ الدين بن جماعة ،وأخذ عنه
عدة فنون ،وتصدر للقراء ،وتخرج به جماعة .وله حواش وتعاليق وفوائد ،وكان منقطعًا عن أبناء الدنيا ،طارحًا
اللغوي
677
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
قال الصفدي :حمل عن أبي محمد البطليوسي الكثير ،وصنف المثلث -عشرة أجزاء ضخمة ،دل على تبحره
نزيل مكة .قال الفاسي :كان عالمًا بالفقه والصول والعربية ،مع حلم وأدب ،وعقل راجح ،وحسن خلق .جاوز
بالمدينة ،وحج سنة ثمان وخمسين وسبعمائة ،فسقط إلى الرض فيبست أعضاؤه ،وبطلت حركته،وحمل إلى مكة،
- 1852عمر بن محمد بن الحسن الفأزي سراج الدين ،أبو حفص بن بدر الدين ابن
- 1853عمر بن محمد بن علي بن فتوح سراج الدين ،أبو حفص الغزي الدمنهوري
قال الحافظ أبو الفضل العراقي :برع في النحو والقراءات والحديث والفقه ،وكان جامعًا للعلوم ،أخذ العربية عن
الشريف محمد بن علي الحسني الشاذلي ،والقراءات عن التقي الصائغ ،والصول عن العلء القونوي ،والمعاني
عن الجلل القزويني ،والفقه عن النور البكري .وسمع من الحجار والشريف الموسوي ،ودرس وأفتى ،وحدث
وقال الفاسي :هذا وهم ،بل مات في يوم الثلثاء ثالث عشر ربيع الول سنة ثنتين وخمسين ،ومولده بعد الثمانين
وستمائة.
678
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
- 1854عمر بن محمد بن علي بن أبي نصر المعروف بابن الشحنة الموصلي ،أبو
حفص
قال في "تاريخ إربل" :عالم بالنحو واللغة ،أخذ عن علماء بغداد كابن النباري وابن العصار .وورد إربل،
وقرأ بمستعمل القراءات وشواذها .وكان خبيث اللسان ،هجاء لكل من صحبه ،سيء العقيدة ،كثير الستهزاء
بالمور الدينية ،والتخليط لوباش الناس ،متهمًا على شرب الخمر .ولما ولى أبو الحارث أرسلن الموصل أحسن
إليه ووله بعض أعماله ،فنق له أنه هجاه ،فلم يصدق لعدم الموجب ،ثم أحضره وسأله ،فأنكر فضربه بالدرة
فسقطت من عمامته ورقة فيها الهجو الذي نقل عنه ،فشهره وحلق لحيته وحبسه إلى أن مات سنة ست وستمائة.
وله:
أتاك في خير وقت خير منعوت ورد أنيق يروق العين منـظـره
للئا نثرت في صحن ياقـوت كأنما الطل في أوراقه سـحـرا ً
المعروف بالشلوبين
بفتح المعجمة واللم وسكون الواو وكسر الموحدة وبعدها تحتانية ونون ،وربما زيد بعدها ياء النسبة ،ومعناه
قال ابن الزبير :كان إمام عصره في العربية بل مدافع ،آخر أئمة هذا الشأن بالمشرق والمغرب ،ذا معرفة بنقد
الشعر وغيره ،بارعًا في التعليم ،ناصحًا ،أبقى ال به ما بأيدي أهل المغرب من العربية .لزم أبا بكر محمد بن
679
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
خلف بن صاف حتى أحكم الفن ،وأخذ عن ابن ملكون وغيره ،واقرأ نحو ستين سنة ،وعل صيته ،واشتهر ذكره،
وبرع من طلبته جلة ،وقلما تأدب بالندلس أحد من أهل وقتنا إل وقرأ عليه ،واستند ولو بواسطة إليه.
روى عن السهيلي وابن بشكوال وغيرهما ،وأجاز له السلفي وغيره ،وأخذ عنه ابن أبي الحوص ،وابن فرتون
وجماعة .وصنف تعليقًا على كتاب سيبويه ،وشرحين على الجزولية ،وله كتاب في النحو سماه التوطئة.
وكان فيه غفلة ،قعد يومًا إلى جانب نهر وبيده كراسه يطالع فيها ،فوقع كراس في الماء فغرقه بآخر .مولده سنة
ثنتين وستين وخمسمائة ،ومات في العشر الخير من صفر سنة خمس وأربعين وستمائة.
وله:
لمحمد البيدق.
قال الصفدي :كان إمامًا في الفقه والصول والخلف والكلم وعلم العربية ،وكتب خطا مليحًا ،وله نظم ونثر،
قدم بغداد شابًا ،وصحب الشهاب السهروردي .وعرض عليه تدريس التنيبة ،فلم يجب ،ثم ولى تدريس
المستنصرية .وقدمه في الزهد والحقيقة متمكنة ،وكان كثير العبادة ،دائم الخلوة ،مجردًا من أسباب الدنيا؛ مع
680
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
قال ياقوت :له غريب الحديث؛ كبير لم يتم ،والفرج بعد الشدة ،وهو أول من صنف في ذلك .وقلده المقتدر رياسة
في حياة أبيه ،فخلع عليه وركب معه الخلق ،فكان الناس يثلبونه ويتعجبون من وليته،فقال بعضهم لخر :ما ترى
كثرة تعجب الناس من تقلد هذا الصبي مع فضله وجللته وعلمه! فقال :ل تعجب من هذا ،فلعهدي وقد ركبت مع
أبيه أبي عمر يوم خلع عليه ،والناس يتعجبون من تقلده أضعاف هذا العجب ،حتى خفنا أن يثبوا علينا ،وهو أبو
عمر وقدره في الفضل والنبل معروف ،ولكن الناس يسرعون إلى العجب مما لم يألفوه.
وقال غيره :كان عارفًا بفنون العلم والفرائض والحساب واللغة والنحو والشعر والحديث.
- 1859عمر بن مظفر بن عمر بن محمد بن أبي الفوارس المام زين الدين بن
كان إمامًا بارعًا في الفقه والنحو والدب ،مفننًا في العلم ،ونظمه في الذروة العليا والطبقة القصوى ،وله فضائل
مشهورة .قرأ على الشرف البارزي وغيره .وصنف :البهجة في نظم الحاوي الصغير ،شرح ألفية بن مالك ،ضوء
الدرة على ألفية ابن معطي ،اللباب فيعلم العراب ،قصيدة شرحها ،مختصر الملحة نظمًا ،تذكرة الغريب في
النحو نظمًا ،شرحها ،المسائل الملقبة في الفرائض ،منطق الطير في التصوف ،أرجوزة في تعبير المنام ،أرجوزة
وله مقامة في الطاعون العام ،واتفق أنه مات بأخرة في سابع عشر ذي الحجة سنة تسع وأربعين وسبعمائة،
والرواية عنه غزيرة ،وقد حدث عنه أبو اليسر بن الصائغ الدمشقي .روى لنا عنه -أعني عن أبي اليسر -جماعة
بالجازة.
681
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
وله:
كذا ذكره ابن مكتوم في تذكرته ،نقل عن خط السلفي ،وقال :قرأ عليه النحو أكثر أهل السكندرية ،وكان قرأ
على ابن معلي قاضي سوسة ،ومات بالسكندرية قبل دخولي إليها بقليل.
وقال التاج في طبقاته :قرأته عليه حسن بن جعفر صاحب المذهب كتاب سيبويه ،سنة ثمان وتسعين وأربعمائة،
ذكره الزبيدي في الطبقة الثالثة من اللغويين الكوفيين ،وقال :توفي سنة إحدى وثلثين ومائتين.
682
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
من أهل البصر ،أحد شيوخ المعتزلة .له كتاب البيان والتبيين ،وكتاب الحيوان،وكتاب "العرجان والبرصان
والقرعان".
قال ابن الزبير :كان متقدمًا في علم العربية والداب واللغة ،وإليه المنتهي في القراءات بعد شيخه شريح .أخذ
العربية عن ابن الخضر ،وكان من الزهاد الخيار ،ومعتمدًا عليه علمًا ودينًا ،أخذ عن عالم كثير ،ورحل إليه
الناس.
قال ابن عبد الملك :وروى عن أبي بكر بن العربي ،وولي القضاء والخطابة ببلده ،واستشهد سنة تسع وأربعين
وخمسمائة.
ويقال :أبو الحسن .مولى بني الحارث بن كعب ،ثم مولى آل الربيع بن زياد الحارثي ،ولقب سيبويه ،ومعناه
رائحة التفاح؛ فقيل :كانت أمه ترقصه بذلك في صغره -وقيل :كان من يلقاه ل يزال يشم منه رائحة الطيب،
فسمى بذلك .وقيل :كان يعتاد شم التفاح .وقيل :لقب بذلك للطافته؛ لن التفاح من أطيب الفواكه.
كان أصله من البيضاء من أرض فارس ،ونشأ بالبصرة ،وأخذ عن الخليل ويونس وأبي الخطاب الخفش وعيسى
وقال أبو عبيدة :قيل ليونس بعد موت سيبويه :إن سيبويه صنف كتابًا في ألف ورقة من علم الخليل ،فقال :ومتى
سمع سيبويه هذا كله من الخليل! جيئوني بكتابه؛ فلما رآه قال :يجب أن يكون صدق فيما حكاه عن الخليل ،كما
وقال الزهري :كان سيبويه علمة ،حسن التصنيف ،جالس الخليل وأخذ عنه ،وما علمت أحدًا سمع منه كتابه
683
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
]هذا[ ،لنه اختصر ،وقد نظرت في كتابه ،فرأيت فيه علمًا جما.
وكان المبرد يقول لمن أراد أن يقرأ عليه كتاب سيبويه :هل ركبت البحر !تعظيمًا واستصعابًا لما فيه.
وقال بعضهم :كنت عند الخليل ،فأقبل سيبويه ،فقال :مرحبًا بزائر ل يمل ،قال :وما سمعت الخليل يقولها لغيره.
وقال الجرمي :في كتاب سيبويه ألف وخمسون بيتًا ،سألته عنها فعرف ألفًا ،ولم يعرف خمسين.
وللزمخشري فيه:
العقرب أشد لسعة من الزنبور؛ فإذا هو هي؛ أو هو إياها؟ فقال سيبويه :فإذا هو هي ،ول يجوز النصب ،فقال
الكسائي :أخطأت ،العرب ترفع ذلك وتنصبه ،وجعل يورد عليه أمثلة؛ من ذلك :خرجت فإذا زيد قائم أو قائمًا،
وسيبويه يمنع النصب ،فقال يحيى :قد اختلفتما ،وأنتما رئيسا بلديكما ،فمن يحكم بينكما؟ فقال الكسائي :هذه العرب
ببابك قد وفدوا عليك؛ وهم فصحاء الناس؛ فاسألهم ،فقال يحيى :أنصفت ،وأحضروا فسئلوا ،فاتبعوا الكسائي،
فاستكان سيبويه ،وقال :أيها الوزير ،سألتك إل ما أمرتهم أن ينطقوا بذلك؛ فإن ألسنتهم ل تجري عليه؛ وكانوا إنما
ل ،فإن
قالوا :الصواب ما قاله هذا الشيخ؛ فقال الكسائي ليحيى :أصلح ال الوزير! إنه قد وفد إليك من بلده مؤم ً
رأيت أل ترده خائبًا! فأمر له بعشرة آلف درهم؛ فخرج إلى فارس.
وقد أطلنا الكلم في هذه المناظرة في الطبقات الكبرى؛ وذكرنا مناظرة وقعت للكسائي مع اليزيدي؛ وظلم فيها
ولم تطل مدة سيبويه بعد ذلك ،ومات بالبيضاء ،وقيل :بشيراز ،وقيل :غما بالذرب سنة ثمانين ومائة .قال
وقيل :مات بالبصرة سنة إحدى وستين ،وقيل :سنة ثمان وثمانين.
684
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
وقال ابن الجوزي :مات بساوة سنة أربع وتسعين.
أحد القراء السبعة المشهورين ،اختلف في اسمه على أحد وعشرين قول -1 :اسمه كنيته -2 ،زبان ،وهو
الصح -3 ،جبر -4 ،جنيد -5 ،جزء-6 ،حماد-7 ،حميد-8 ،خير-9 ،ربان براء مهملة-10 ،عيبة -11 ،عثمان،
-12عريان-13 ،عقبة-14 ،عمار-15 ،عيار -16 ،عيينة -17 ،فائد -18 ،قبيصة-19 ،محبوب-20 ،محمد-21 ،
يحيى.
كان إمام أهل البصرة في القراءات والنحو واللغة ،أخذ عن جماعة من التابعين وقرأ القرآن على سعيد بن جبير
قال أبو عبيدة :أبو عمرو أعلم الناس بالقراءات والعربية وأيام العرب والشعر ،وكانت دفاتره ملء بيته إلى
وكان من أشراف العرب ووجهائها ،مدحه الفرزدق ،وثقه يحيى بن معين وغيره.
وقال الذهبي :قليل الرواية للحديث ،وهو صدوق حجة في القراءات؛ وكان نقش خاتمه:
وقال سفيان بن عيينة :رأيت النبي صلى ال عليه وسلم ،في النوم ،فقلت :يا رسول ال ،قد اختلفت على القراءات
685
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
مات سنة أربع -وقيل تسع -وخمسين ومائة.
مولى بني سعد .قال ياقوت :كان تعلم بالبادي ،وورق بالحضرة ،ويقال :إنه كان يحفظ لغات العرب.
وقال أبو الطيب اللغوي :كان ابن مناذر يقول :كان الصمعي يجيب في ثلث اللغة ،وأبو عبيدة في نصفها ،وأبو
زيد في ثلثها ،وأبو مالك فيها كلها؛ وإنما عنى توسعهم في الرواية الفتيا؛ لن الصمعي كان يضيق ول يجوز إل
أصح اللغات] ،ويلج في ذلك ول يمحك[ ومع ذلك ل يجيب في القرآن والحديث.
قال ابن الزبير :كان مفسرًا حافظًا أديبًا نحويًا ،أقرأ العربية بغرناطة؛ وكان أخذها -فيما أظن -عن ابن
خروف ،وروى عن أبي القاسم بن سمحون وأبي عبد ال بن الفخار المالكي ،وعنه ابن فرتون.
قال في "السياق"ك شيخ فاضل ،نحوي كبير ،كثير الحفظ ،قدم نيسابور ،وأفاد واستفاد ،وطاف البلد ،ولقي
686
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
ذكره في البلغة ،فقال :فقيه لغوي.
أخذ النحو عن أبي السود الدؤلي ،ولم يكن فيمن أخذ عنه النحو أبرع منه .وروى الشعار ،وظرف وفصح،
وروى شعر جرير والفرزدق؛ وكان لزياد ابن أبيه فيلة ينفق عليها كل يوم عشرة دراهم ،فقال معدان :ادفعوها
إلى؛ وأكفيكم المؤنة ،وأعطيكم عشرة دراهم كل يوم ،فدفعوها إليه ،فأثرى وبنى قصرًا ،فلذا قيل :معدان الفيل،
أخذ عنه الناس كثيرًا من اللغة والنحو والشعر ،وكانت المهالبة تؤثره وتكرمه.
القاسم
687
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
ل ،روى في رحلته عن الحريري ،وأخذ عنه مقاماته؛
ل فاض ً
كذا ذكره ابن الزبير ،وقا :كان أستاذًا أديبًا ،جلي ً
وأكثر عنه الناس ،واعتمدوه ،روى عنه ابن بشكوال وأبو الحسن بن الباذش ،ومات في حدود سنة أربعين
وخمسمائة.
كذا ذكره الدفوي ،وقال :سمع من أبي عبد ال محمد بن عمر القرطبي ،ومنه الحسن ابن عبد الرحيم القنائي،
- 1875عيسى بن إبراهيم بن محمد الماردي مجد الدين ،أبو الحسن النحوي الشاعر
كذا ذكره في "الدرر" ،وقال :تفقه على أحمد بن سندك ،ومهر ،واختصر المعالم للرازي.
ل،
- 1876عيسى بن إبراهيم الربعي اللغوي ،أبو محمد :أخو إسماعيل السابق .قال الخزرجي :كان فقيهًا فاض ً
وقال الجندي :كان رأس الطبقة في اللغة ،وعليه المعول في اليمن .أخذ عنه زيد بن الحسن الفارسي ،ومات ببلده
من أهل الجزيرة .قال ابن الفرضي :كان بصيرًا باللغة والنحو ،وعلم الفرائض ،مقدمًا فيه .رحل إلى المشرق.
روى عن سعيد بن أبي عروبة ،وعنه محمد بن المثنى ،وآخرون .مات في حدود المائتين.
688
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
- 1879عيسى بن عبد العزيز بن عيسى بن عبد الواحد بن سليمان اللخمي
ولد في رابع رمضان سنة خمسين وخمسمائة ،وروى الحديث فيما كتبه بخطه في استدعاء عن ألف وخمسمائة
شيخ.
ومن تصانيفه :المنية في علم العربية ،اللحمة المعنية واللمعة المغنية في النحو ،الرسالة البارعة في الفعال
المضارعة ،الزهرة اللئحة في كيفية قراءة الفاتحة ،بيان مشتبه القرآن ،الفهام في أقسام الستفهام ،الثريا
المضية من كلم سيد البرية ،الرقائق والحقائق ،التبيين فيمن يكنى أبا القاسم من المقربين ،السفار في فضيلة
الشعار ،الحالة في شرح المالة ،الشهادة بفضل الشهادة ،النقاوة المهذبة للرواية المنتخبة من جميع القراءات
وصحيح الروايات ،الفصل في الفصل بين ألف الصل والقطع والوصل ،تيسير التيسير ،العناية بهاء الكناية،
الخبار بصحيح الخبار ،الزهار في المختار من الشعار ،التسديد في مراتب التشديد ،المنزلة العليا في تعبير
الرؤيا ،حجة المقتدي ومحجة والمبتدى في القراءات ،الهتداء في الوقف والبتداء ،التعزية لهل المعصية،
الهتمام بمعرفة خط المصحف المام ،التحرير في إذهاب ما في الراءات من التكرير ،المراد في كيفية النطق
بالضاد ،نظرة السريع ،النتقاء من مشهور القراءات ،المنتقى من غريب الطرق والروايات ،التذكرة المختصرة
في القراءات العشرة ،ملجأ الملجأ ومنجى المكره والملجأ ،الريق إلى التجويد والتحقيق ،النالة في شرح الرسالة
في الفقه ،نهاية الختصار في مذاهب أئمة المصار ،الوسائل في الرسائل ،الفادات في الجازات ،المنال في
الجواب عن السؤال ،الخلف فيما في خط المصاحف من الختلف ،الدال على الفرق بين التاء والدال ،غرائب
القراءات وشواذ الروايات ،جمع المفترق ومنع المنطلق ،الجامع الكبر والبحر الزخر ،جامع الحفاظ في اختلف
قال اليغموري في تذكرته بعد سردها :نقلها من خط وجيه الدين بن بركات بن ظافر ابن عساكر الصبان؛ وقد
689
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
- 1880عيسى بن عبد العزيز بن يللبخت بن عيسى بن يوماريلي البربري المراكشي
وجزوله بطن من البربر؛ لزم ابن بري بمصر لما حج وعاد فتصدر للقراء بالمرية وغيرها ،وأخذ عنه العربية
جماعة منهم الشلوبين وابن معط ،وكان إمامًا فيها ل يشق غباره ،مع جودة التفهيم وحسن العبارة ،وولي خطابة
مراكش.
شرح أصول ابن السراج ،وله المقدمة المشهورة ،وهي حواش على الجمل للزجاجي .وقال بعضهم :ليس فيها
آخر من روى عنه بالجازة أبو عمر بن حوط ال .ومات سنة سبع وستمائة.
قال الصلح الصفدي في شرح لمية العجم :أنشدني الشهاب محمود ،قال :أنشدني لنفسه الشيخ مجد الدين بن
وسكون اللم الثانية وفتح الباء الموحدة وسكون الخاء المعجمة وبعدها تاء مثناة من فوقها ،وهو اسم بربري معناه
ذو الحظ .ويوماريلي ،بضم الياء آخر الحروف وسكون الواو وفتح الميم وبعد اللف راء مهملة مكسورة ثم ياء
واليزدكتني ،بفتح الياء آخر الحروف ،وسكون الزاي وفتح الدال المهملة وسكون الكاف ،وفتح التاء المثناة من
فوقها ثم نون ،نسبة إلى فخذ من جزولة ،والجزولي بضم الجيم والزاي وسكون الواو ثم لم ،نسبة إلى جزولة،
ويقال :بالكاف بدل الجيم ،وهي بطن من البربر ضبطه هكذا الشيخ تقي الدين المقريزي في ترجمة الجزولي من
كتابه المقفي.
690
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
مولى خالد بن الوليد ،نزل في ثقيف ،فنسب إليهم .إمام في النحو والربية ولقراءة ،مشهور ،أخذ عن أبي عمرو
بن العلء وعبد اله بن أبي إسحاق ،وروى عن الحسن البصري والعجاج بن رؤبة وجماعة ،وعنه الصمعي
وغيره.
وكان يتقعر في كلمه؛ حكى عنه الجوهري في الصحاح وغيره أنه سقط عن حمار ،فاجتمع إليه الناس ،فقال:
واتهمه عمر بن هبيرة بوديعة ،فضربه نحو ألف سوط ،فجعل يقول :وال إن كانت إل أثيابا في أسيفاط ،قبضها
عشاروك.
كذا ذكره الصفدي ،وقال :كان من القراء المجودين؛ له معرفة جيدة بالنحو .قرأ القرآن على أبي الحسن
ل صالحًا.
الحمامي ،وسمع من أبي الحسين بن بشران ،وحدث باليسير ،وكان رج ً
691
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
أخذ عن المفضل بن سلمة ،وروى وصنف كتاب القياس على أصول النحو.
صنف :المعونة في النحو ،شرحها ،تبيين الغموض في العروض .وله كتاب في اللغة مجلدان ،وديوان شعر .مات
قال ابن مسدي في معجمه :كان عارفًا بكتاب سيبويه ،أديبًا شاعرًا .مولده سنة تسعين وخمسمائة ،وأنشدني
لنفسه:
كأس الـسـهـاد نـعـل مـنـه ونـنـهـــل يا رب لـيل قـد تـــعـــاطـــين بـــه
والـزهـر زهـر والـمـجـــرة جـــدول وكـأنـمـا أفـق الـسـمــاء خـــمـــيلة
عيينة بن عبد الرحمن المهلبي ،أبو
1886
المنهال اللغوي:
قال الحكم :صاحب العربية ،تلميذ الخليل ،أدب عبد ال بن طاهر ،وورد معه نيسابور ،ومات بها.
حرف الغين
- 1887الغازي بن قيس
ذكره الزبيدي في الطبقة الولى من نحاة الندلس ،وقال :كان ملتزمًا للتأديب بقرطبة ثم رحل إلى المشرق،
وشهد تأليف مالك الموطأ ،وهو أول من أدخله الندلس ،وقرأ على نافع بن أبي نعيم ،وهو أول من أدخل قراءته؛
692
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
وكان خليفة الندلس عبد الرحمن بن معاوية يجله ويعظمه ،وكان يأتيه في منزله ،ويصله ،وعرض عليه القضاء
فأبى ،وأدرك من رجال اللغة الصمعي ونظراءه .توفي سنة تسع وتسعين ومائة.
].[....
- 1889غالب بن عبد الرحمن بن محمد بن غالب النصاري القرطبي ،أبو بكر وأبو
قال ابن عبد الملك :كان من جلة المقرئين ونبلء المحدثين ومهرة النحويين ،حافظا لغة ،ذاكرا للداب ،مع
الفضل والزهد التام وحسن المحاضرة ،تل على أبيه وغيره ،وسمع من ابن بشكوال وابن مضاء ،وروى عنه ابن
أخته أبو القاسم بن الطيلسان ،وله شعر ل بأس به؛ وأقرأ كثيرًا في حياة أبيه وبعده ،وأسمع الحديث ،ودرس
العربية والداب.
ولد ليلة الثلثاء ثاني عشر جمادى الخرة سنة تسع وخمسين وخمسمائة ومات ليلة السبت سادس ربيع الخر سنة
ستمائة.
المخزومي
قال في "الريحانة" :كان أحد أفراد أهل الدب والمحققين به ،وكان من أهل الندلس يعدون الدباء في ذلك
الوقت ثلثة :أبو مروان بن سراج بقرطبة ،والعلم بإشبيلية ،وغانم هذا بمالقة ،لكن زاد غانم عليهما بالفقه
ومن شعره:
693
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
سم الخياط مجال للمحبـين صير فؤادك للمحبوب منزلة
فقلما تسع الدنيا بغـيضـين ول تسامح بغيضا ً في معاشرة
وله:
شيخ القراء بديار مصر ،كذا ذكره ابن فضل ال ،وقال :قرأ القراءات على الشريف أبي الفتوح الخطيب ،ومسع
من عبد ال بن رفاعة ،وقرأ عليه خلق؛ منهم العلم السخاوي .ورحل إليه الناس ،وكان دينًا فاضل بارعا في
ولد سنة ثمان عشرة وخمسمائة ،ومات في سابع عشر رمضان سنة خمسين وستمائة.
قال الخزرجي :كان فقيهًا بارعا ،محققًا عارفًا بالفقه والنحو واللغة والمعاني والبيان والعروض والقوافي؛ أخذ
وولي القضاء بها وتدريس العفيفية ،ثم نقله المجاهد إلى تعز لتدريس مدرسته ،فاستمر بها إلى أن مات سنة تسع
حرف الفاء
694
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
من أهل مصر .شافعي أشعري العتقاد ،فاضل نحوي عروضي أديب؛ له كتاب في العروض.
ولد بالجزيرة الخضراء في رجب سنة ثمان -وقيل أربع -وثمانين وخمسمائة .وسمع على الجزولي مقدمته.
وكان فقيهًا فال شافعيًا أصوليا نحويًا ،عارفًا بالعروض والحكمة والمنطق.
صنف :نظم المفصل للزمخشري ،نظم سيرة ابن هشام ،نظم إشارات ابن سينا ،وله منظومة في العروض.
دخل بغداد ودمشق وحماة ،واشتغل على السيف المدي ،ودرس بالنظامية ،ومدرسة المشطوب .وفوض إليه أمر
ومات بها يوم الحد رابع جمادى الولى سنة ثلث وستين وستمائة.
قال ابن الزبير :أستاذ نحوي أديب من معاصري ابن الطراوة ،روى عنه القاسم بن دحمان.
ذكره القفطي ،وقال :من عوام حلب ،قرأ شيئًا من النحو على مشايخ بلده ،وفهم أوائله ،وعدم في زمنه من يعرف
هذا الشأن بسبب خراب حلب بنزول الفرنج عليها في سنة ثمان عشرة وخمسمائة ،وظلت بعد ذلك برهة ل عالم
بها ،فأخذ عنه الناس النحو بمقدار ما عنده .ومن تلمذته الشيخ موفق الدين بن يعيش.
695
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
- 1897فتيان بن علي بن فتيان بن ثمال السدي المعروف بالشاغوري
ومن شعره:
قال في "تاريخ غرناطة" :كان عارفًا بالعربية واللغة ،مبرزًا في التفسير ،قائمًا على القراءات ،مشاركا في
الصلين والفرائض والدب ،جيد الخط والنظم والنثر ،قعد للتدريس ببلده على وفور الشيوخ ،وولى الخطابة
قرأ على أبي الحسن القيجاطي العربية على أبي عبد ال بن الفخار ،وروى عن محمد ابن جابر الوادي آشي.
قال ابن حجر :وصنف كتابا في الباء الموحدة ،وأخذ عنه شيخنا بالجازة قاسم بن علي المالقي .ومات سنة ثلث
قال ابن الزبير :كان متقدمًا في الصول والفقه نحويًا عارفًا ،أخذ بفاس كتاب سيبويه عن ابن خروف تفقها.
وأقرأ بإشبيلية هذه العلوم ،وتفقه به جماعة ،ولم يكن عنده كثير رواية .ما بها قبل سنة ثلثين وستمائة.
الدين
696
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
قال ابن حجر :قرأ على العضد ،وحدث عنه بتصانيفه ،وصنف في الصول والعربية ،ونظم وعلق ،وتقدم في
العلوم العقلية.
قال ياقوت :أخذ القراءات عن الكسائي ،وله اختيارات في حروف يسيرة ،وكان يعرف بالنحوي.
قال في "السياق" :لبيب كامل من أفاضل عصره وأفراد دهره ،حسن النظم والنثر ،متين الفضل.
قرأ على عبد القاهر ،وسمع من أبي نصر بن رامش وأبي القاسم النوقاني ،ورد نيسابور.
وصنف :البيان في علم القرآن ،وعروق الذهب من أشعار العرب ،وسلوة الغرباء.
وله:
ذكره الزبيدي في الطبقة السادسة من اللغويين البصريين وقال :كان من أجلء أصحاب الحديث .روى عن
الطيالسي وغيره ،وولي قضاء البصرة .أخبرني أبو علي القالي ،قال :كان أبو خليفة من علم اللغة والشعر بمكان
عال ،وكان أهل الحديث يأتونه يقرءون عليه ،فإذا أتاه أهل اللغة تحول إليهم ،وترك أهل الحديث وقال :هؤلء
غثاء.
697
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
مولى باهلة .روى عن عبد ال بن المبارك وداود بن أبي هند ،وعنه محمد بن شقيق والزهري ،وأكثر عنه في
اليمامي
قال في "السياق" :حضر نيسابور ،وسمع الحديث من أشياخنا كأبي بكر محمد بن يحيى المزكي ،ومات سنة
قال الزبير :أستاذ نحوي لغوي ،أديب شاعر فاضل ،أخذ عن أهل جهته ،روى عنه أبو عبد ال محمد بن الحسن
كان واسع العلم ،غزير الفضل إمامًا في اللغة ،وإليه كانت الرحلة في زمانه .أخذ عن الحريري والخطيب
التبريزي.
ومن شعره:
698
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
إل إذا أحـرق بـالـنـار كالعود ل تطمع في ريحـه
كان أحد النحاة النبلء ،والرواة العلماء ،أخذ عنه جم غفير ،وسيأتي جده في باب الياء إن شاء ال تعالى.
العلمة أحد أذكياء العالم؛ اشتغل بالمرب ،وقدم في حياة والده ،وأقرأ بمصر وغيرها ،وأبان عن تفنن في العلوم
فقهًا وأصول وكلمًا ونحوًا وغير ذلك ،وأخذ عنه غالب طلبة العصر.
كذا ذكره ابن الزبير ،وقال :أخذ القراءات عن أبي بكر بن عتيق بن علي بن خلف البي ،وروى عنه وعن أبي
محمد بن حوط ال وغيرهما ،وأقرأ القرآن والنحو والدب بطليطلة إلى أن مات بها قبيل سنة خمسين وستمائة.
وقال ابن عبد الملك :كان مقرئًا مجودًا محققًا بالعربية ،ذا حظ صالح من الدب ،وله تعليق حسن على جمل
ساسان الكبر
699
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
أحد العلماء بالعربية ولدب .وكان فاضل نحويًا شيعيًا ،له مشاركة في عدة فنون ،وله في العربية أبحاث حسنة
وأقوال .نقل عنه ابن هشام الخضراوي في الفصاح أشياء ،وكان كامل العقل ،غزير الفضل ،حسن السياسة،
الحزم ،له في الدب يد متمكنه ،ويقول الشعر الجيد .تولى ملك فارس ،ثم ملكط الموصل وبلد الجزيرة ،ودانت
له العباد والبلد ،وهو أول من خطب له على المنابر بعد الخليفة ،وأول من لقب في السلم "شاهنشاه".
وله صنف أبو علي الفارسي اليضاح والتكملة؛ وهو الذي أظهر قبر علي بن أبي طالب بالكوفة ،وبنى عليه
المشهد ،ويحكى أنه أمر أبا على النديم بملزمته ،وأفرد له دارًا عنده ،فقال :ما أقدر على القامة لني كثير
الكل ،فأمر أن يرتب له كل يوم مائدتان ،وألزمه أن يحفظ من شعره ليغنيه،فأتى يومًا بطعام بات وتغير ،فمر به
صديق ،فقال له :كيف حالك؟ فقال :كيف حال من يأكل من هذا! وأشار إلى الطعام ،ويحفظ من هذا -وأشار إلى
شعر عضد الدولة؛ فبلغ ذلك عضد الدولة ،فأمر بضربه عشرين سوطا ،فلما ضرب قام ونفض ثيابه ،وقال :أكثر
ال خيركم؛ فبلغ ذلك عضد الدولة ،فأمر بضربه مائة سوط عدلية -والعدلية :أن يضرب زيادة على المائة
عشرين لئل يكون منها شيء غير مؤلم فتكون تلك العشرون معدلة -ففعل به ذلك ،فلما قام من الضرب قال :ما
عسىٍأن أقول فيكم! صلتكم المائة سبعون ،وعقوبتكم المائة مائة وعشرون! فبلغ عضد الدولة فقال :دعوه يقل ما
إلى الكوفة ،وعاش ثمانية وأربعين سنة .ولما احتضر لم يطق إل بتلوة] :ما أغنى عني ماليه هلك عني سلطانية[
)الحافة.(29:
700
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
ذكره الزبيدي في "طبقات النحويين" ،وقال :كان تلميذًا لبي بكر بن الخياط.
وذكره القفطي فقال :نحوي بصري ،قرأ على الزجاج كتاب سيبويه مرتين ،وكان فيه بله وتغفل قال له الزجاج -
وقد قرأ عليه كتاب سيبويه دفعة ثانية :يا أيا الفهد ،أنت في الدفعة الولى أحسن منك حال في الثانية.
حرف القاف
اللورقي النحوي
قال ياقوت :إمام في العربية ،عالم بالقراءات ،اشتغل في صباه بالندلس ،وأتعب نفسه حتى بلغ من العلم مناه،
قرأ القرآن والنحو على أبي الحسن بن الشريك ومحمد بن نوح الغافقي ،وبدمشق على التاج الكندي ،وسمع عليه
أكثر من مسموعاته ،وببغداد على أبي البقاء العكبري وأبي محمد بن الخضر.
قال الذهبي :ما كان إل ذكيًا ،فيا ليته ترك الشتغال بعلوم الوائل ،فما هي إل مرض في الدين ،أو هلك ،فقل من
نجا منها.
قال :وسمع ببغداد من ابن الخضر ،وولي مشيخة التربة العادلية ،وكان له حلقة اشتغال وكان مليح الشكل ،إمامًا
مهيبًا متفننًا.
701
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
صنف :شرح المفصل في أربعة مجلدات ،شرح الجزولية ،شرح الشاطبية.
مولده سنة خمس وسبعين وخمسمائة ،ومات في سابع رجب سنة إحجى وستين وستمائة بدمشق.
قال السيرافي :كان في أيام المبرد جماعة نظروا في كتاب سيبويه ،ولم يكن لهم نباهة منهم أبو ذكوان ،وكان
- 1915قاسم بن أصبغ بن محمد بن يوسف بن ناصح بن عطاء البياني القرطبي ،أبو محمد
ل في النحو والغريب
مولى الوليد بن عبد الملك بن مروان .قال ابن الفرضي :كان بصيرًا بالحديث والرجال ،نبي ً
والشعر ،سمع من بقي بن مخلد والخشني وابن وضاح ،ورحل فسمع عليه ،وببغداد من ثعلب والمبرد وابن قتيبة
وخلئق ،وانصرف إلى الندلس بعلم كثير ،وطال عمره ،ورحل إليه الناس ،وألحق الصغار بالكبار ،وكان
يشاور في الحكام.
ولد يوم الثنين العشرين من ذي الحجة سن سبع وأربعين ومائتين ،ومات ليلة السبت لربع عشرة خلت من
جمادى الولى سنة أربعين وثلثمائة ،وكان تغير ذهنه في ذي الحجة سنة سبع وثلثين.
وكانت الرحلة إليه بالندلس ،وفي المشرق إلى أبي سعيد بن العرابي ،وكانا متكافئين في السن.
وقال غيره :صنف كتاب أحكام القرآن ،كتاب الخمر ،غرائب مالك ،الناسخ والمنسوخ ،النساب ،وغير ذلك.
ل صالحا.
قال ابن الفرضي :مال إلى النحو فغلب عليه ،وكان حافظًا للرأي والمسائل ،فاض ً
702
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
- 1917قاسم بن ثابت بن حزم بن عبد الرحمن بن مطرف بن سليمان بن يحيى ،أبو
قال ابن الفرضي :عنى بالحديث واللغة هو وأبوه ،فأدخل الندلس علمًا كثيرًا ،ويقال :إنه أول من أدخل إليها
كتاب العين .وسمع في رحلته من النسائي والبزار وغيرهما .وكان قاسمم علمًا بالحديث والفقه ،متقدمًا في النحو
والغريب والشعر ،ورعًا ناسكًا زاهدًا خيرًا ،مجاب الدعوة ،طلب للقضاء فامتنع من ذلك ،فأراد أبوه إكراهه عليه،
فسأله الستخارة ثلثة أيام؛ فمات في هذه الثلثة ،فيروون أنه عاد على نفسه بالموت .قال ابن الفرضي :وهذا
وألف الدلئل في شرح الحديث بلغ فيه الغاية من التقان ،ومات قبل إكماله فأكمله أبوه بعده ،وكانت وفاته سنة
قال ياقوت :صدر الفاضل حقًا ،وأوحد الدهر في علم العربية صدقًا ،ذو الخاطر الوقاد ،والطبع المنقاد؛ برع في
علم الدب ،وفاق في نظم الشعر ،ونثر الخطب؛ فهو إنسان عين الزمان ،وغرة جبهة هذا الوان .ولد تاسع شعبان
سنة خمس وخمسين وخمسمائة؛ وكان حنفيًا سنيًا ،ذا بهجة سنية وأخلق هنية ،وبشر طلق ،ولسان ذلق.
صنف :التجمير في شرح المفصل بسيط ،السبيكة في شرحه ،المجمرة في شرحه صغير ،شرح سقط الزند ،شرح
المقامات ،شرح النموذج ،السر في العراب ،شرح البنية ،الزوايا والخبايا في النحو ،المحصل في البيان،
703
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
وغير ذلك.
ومن شعره:
كان أبوه مملوكًا روميًا ،وكان أبو عبيد إمام أهل عصره في كل فن من العلم ،أخذ عن أبي زيد وأبي عبيدة
والصمعي وأبي محمد اليزيدي وابن العرابي والكسائي والفراء وغيرهم؛ وروى الناس من كتبه نيفًا وعشرين
كتابًا.
وقال أبو الطيب :مصنف حسن التأليف إل أنه قليل الرواية ،يقتطع من اللغة علومًا افتن بها ،وكتابه الغريب
المصنف اعتمد فيه على كتاب رجل من بني هاشم ،جمعه لنفسه .وأخذ كتب الصمعي قبوب ما فيها ،وأضاف
إليها شيئًا من علم أبي زيد وروايات عن الكوفيين ،وكذا كتابه في غريب الحديث وغريب القرآن انتزعهما من
غريب أبي عبيدة ،وكان مع هذا ثقة ورعًا ل بأس به ،ول نعلمه سمع من أبي زيد شيئًا ،وكان ناقص العلم
بالعراب.
الرواية ،صحيح النقل ،سمع منه يحيى بن معين وغيره.د وله من التصانيف :الغريب المصنف .غريب القرآن،
غريب الحديث ،معاني القرآن ،المقصور والممدود ،القراءات ،المذكر والمؤنث ،المثال السائرة ،وغير ذلك.
مات بمكة سنة ثلث -أو أربع -وعشرين ومائتين عن سبع وستين سنة ،وقيل :سنة ثلثين.
وفي طبقات النحاة للزبيدي :قيل لبي عبيد :إن فلنًا يقول :أخطأ أبو عبيد في مائتي حرف من الغريب المصنف،
فحلم أبو عبيد ولم يقع في الرجل بشي ،وقال :في المصنف كذا وكذا ألف حرف ،فلو لم أخطئ إل في هذا القدر
اليسير ما هذا بكثير ،ولعل صاحبنا هذا لو بدا لنا فناظرناه في هذه المائتين -بزعمه -لوجدنا لها مخرجا.
قال الزبيدي :عددت ما تضمنه الكتاب من اللفاظ فألفيت فيه سبعة عشر ألف حرف ،وسبعمائة وسبعين حرفا.
704
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
- 1921قاسم بن حماد بن ذي النون العتقي القرطبي ،أبو بكر
قال ابن الفرضي :كان أديبًا مشاركا في علم النحو واللغة ،ورواية الشعر.
الريي
قال ابن الفرضي :كان عالمًا بالحديث ،فقيهًا بصيرًا بالنحو والغريب والشعر ضابطا.
مات ليلة الحد ثاني عشر جمادى الولى سنة سبع وأربعين وثلثمائة.
قال في "المغرب" :قال فيه ابن دحية :صاحب لواء العربية ،ومن ذوي النساب السرية ،كانت سكناه بغرناطة،
705
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
قال ابن دحية في "المطرب" :من شعراء أهل المغرب ،صاحب لواء العربية ،ومن ذوي النساب السرية ،لقيته
بمالقة فسمعت عليه وأجاز لي ولخي ،وأخبرني أن مولده سنة خمس وثمانين وأربعمائة ببلنسية ،وقرأ القرآن
على أبي عبد ال المعزاوي والعربية على ابن الطراوة -واختص به -ولقي أبا عبد ال محمد بن سليمان
المشهور بابن أم غانم وآخرين ،وأجاز له أبو بحر سفيان بن العاصي والفقيه أبو الحسن بن مغيث وأبو الفضل
جعفر بن محمد بن يوسف ،حفيد العلم النحوي أبي الحجاج الشنتمري وغيرهم ،وقرأ عليه شيخنا أبو القاسم
السهيلي .وكان إمامًا في العربية ،وله في الشعر والقريض لسان طويل وباع عريض وأكثر من الحديث والفقه،
وانفرد في آخى عمره لقراء القرآن والجتهاد في العبادة ،مع أنه لم يعرف له قط في شبيبته صبوة ،ول اتخذ
مات بمالقة يوم الثنين الثاني من ذي القعدة سنة خمس وسبعين وخمسمائة وله اثنتان وتسعون سنة.
قال الخزرجي في "طبقات أهل اليمن" :كان فقيهًا بارعا في النحو بصنعاء ،وكان غالب إقامته فيها ،ثم نزل
اليمن ،فاتصل بكاتب الدرج ابن عبد الحميد ،فجعله نائبه في تدريس النحو بالمؤيدية بتعز ،ثم لما صار القضاء
الكبر إلى الوجيه الظفاري -وكان صاحبه -ارتفع قدره ،وانتشر ذكره؛ ثم لما صار القضاء الكبر إلى ابن
الديب عزله عن التدريس بالمؤيدية ،فاستخرج خطا من السلطان باستمراره مدرسا في التابكية ،فاستمر إلى سن
أربع وعشرين وسبعمائة ،ثم سافر إلى بلده صنعاء سنة ثمان وعشرين فمات بها.
ل نحويًا ،ولي قضاء عدن ومات بها ليلة الخميس ثاني عشر ذي القعدة سنة ثلث
قال الخزرجي :كان فقيهًا فاض ً
وسبعمائة.
706
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
قال في "البلغة" :صحب الشلوبين وابن عصفور ،وشرح كتاب سيبويه شرحًا حسنًا يقال إنه أحسن شروحه ،يزد
ولد في حدود سنة ست وأربعين وأربعمائة ،وقرأ على الفضل القصباني ،وكان غاية في الذكاء ولفطنة
وكفاه شاهدا المقامات التي أبر بها على الوائل ،وأعجز الواخر.
قال البندجيهي :كان سبب وضعها أن أبا زيد السروجي ورد البصرة -وكان شيخا شحاذًا بليغًا فصيحًا -فوقف في
مسجد بني حرام ،فسلم ثم سأل الناس والمسجد غاص بالفضلء ،فأعجبهم فصاحته وحسن صيغة كلمه ،وذكره
أسر الروم ولده ،كما ذكر في المقامة الحرامية .قال الحريري :فاجتمع عندي عشية ذلك اليوم فضلء البصرة،
فحكيت لهم ما شاهدت من ذلك السائل ،فحكى كل واحد منهم أنه سمع من هذا السائل في مسجده في معنى آخر
فصل أحسن مما سمعت ،وكان يغير في كل مسجد زيه وشكله ،ويظهر في فنون الحيلة فضله ،فتعبوا منه،
فأنشأت المقامة الحرامية ،ثم بنيت عليها سائر المقامات ،وكانت أول شيء صنعته.
وذكر ابن الجوزي بعد هذا الكلم أنه عرض الحرامية على الوزير أنوشروان ،فاستحسنها ،وأمره أن يضيف
وقال ياقوت :بلغني أنه لما صنع الحرامية أصعد إلى بغداد فدخل إلى السلطان ومجلسه غاص بذوي الفضل ،وقد
بلغهم وروده إل أنهم لم يعرفوا فضله فقال له بعض الكتاب :أي شيء تتعانى من صناعة الكتابة حتى نباحثك فيه؟
فأخذ بيده قلما وقال :كال ما يتعلق بهذا -وأشار إلى القلم -فقيل له :هذه دعوى عظيمة ،فقال :امتحنوا تخبروا.
فساءله كل واحد عما يعتقد خبره الوزير أنوشروان ،فأدخله إليه ،وأكرمه ،فتحادثا يومًا حتى انتهى الحديث إلى
ذكر أبي زيد السروجي ،فأورد المقامة الحرامية التي علمها فيه فاستحسنها أنوشروان ،جدًا ،وقال :ينبغي أن
707
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
تضاف هذه إلى أمثالها ،فقال :أفعل مع رجوعي إلى البصرة وتجمع خاطري بها ،ثم انحدر إلى البصرة ،فصنع
أربعين مقامة ثم أصعد إلى بغداد وعرضها على أنوشروان ،فاستحسنها وتداولها الناس ،فاتهمه من يحسده ،وقال:
ليست هذه عمله ،لنها ل تناسب رسائله ،وقالوا :هذه من صناعة رجل كان استضاف به ،ومات عنده ،فادعاها،
فإن كان صادقًا فليصنع مقامة أخرى ،فقال :سأصنع ،وجلس في منزله ببغداد أربعين ليلة ،فلم يتهيأ له ترتيب
كلمتين ،وسود كثيرا من الكاغد ،فلم يصنع شيئًا ،فعاد إلى البصرة ،والناس يقعون فيه ،فما غاب إل مديدة حتى
عمل عشر مقامات ،وأضافها إليها وأصعد إلى بغداد؛ فحينئذ بان فضله ،وعلموا انه من عمله.
وكان مولده ببلد قريب من البصرة يقال له المشان ،وكان قذرًا دميمًا مبتلى بنتف لحيته فقال بعضهم:
معتر ،والسغب المعتر موضع الحاجة ،ولول أني كتبت بخطى إلى هذا اليوم على سبعمائة نسخة قرئت علي
لغيرته كذلك.
وللزمخشري في المقامات:
708
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
وقد ذكر أنهما أمنا من أن يعززا ،وأكثر الناس بتعزيزهما بما ذكرناه في الطبقات الكبرى.
وقد نظمت أنا في مقاماتي بيتين ،ول أظن أن لهما ثالثا وهما:
قال ابن يونس في "تاريخ مصر" :كان عالمًا بالنحو واللغة ،حمل عنه ،ومات في ذي الحجة سنة سبعين
ومائتين.
- 1930القاسم بن فيرة بن أبي القاسم خلف بن أحمد الرعيني الشاطبي المقرئ النحوي الضرير
وفيرة اسم أعجمي ،يقال :تفسيره "حديد" .كان إماما فاضل في النحو والقراءات والتفسير والحديث ،علمة
نبيل ،محققا ذكيًا واسع المحفوظ ،بارعا في القراءات ،أستاذًا في العربية ،حافظًا للحديث ،شافعيًا ،صالحًا صدوقًا،
ظهرت عليه كرامات الصالحين ،كسماع الذان وقت الزوال بجامع مصر من غير مؤذن ،ول يسمع ذلك إل
أخذ القراءات عن ابن هذيل وغيره ،وسمع من السلفي وأخذ عنه السخاوي ،وكان يجلس إليه من ل يعرفه فل
صنف :القصيدة المشهورة في القراءات ،والرائية في الرسم ،وقد عم النفع بهما وسارت بهما الركبان ،وكان ل
ينطق إل الضرورة ،ول يقرأ إل على طهارة ،ويعتل العلة الشديدة فل يشتكي ول يتأوه.
ولد سنة ثمان وثلثين وخمسمائة ،ومات يوم الحد ثامن عشري جمادى الولى سنة تسعين وخمسمائة.
ومن شعره.
709
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
ولد سنة خمسين وخمسمائة ،وكان أديبا فاضل ،نحويًا لغويًا .قرأ النحو على مصدق ابن شبيب ،واللغة على
عميد الرؤساء هبة ال بن أيوب ،وسمع على جماعة ،ثم انتقل إلى حلب ،فأقام بها يفيد النحو واللغة وفنون العلم
إلى أن مات ليلة الخميس ثامن ربيع الول سنة ست وعشرين وستمائة.
وصنف :شرح اللمع ،شرح التصريف الملوكي ،شرح المقامات على حروف المعجم؛ شرح على ترتيبها ،شرح
قال الصفدي :كان مع معرفته بالقراءات والعربية متقدمًا في صناعة الحديث .ولد سنة خمس وسبعين
وخمسمائة ،وروى عن جده لمه أبي القاسم بن غالب الشراط وأبي العباس بن مقدام وأبي محمد بن عبد الحق
الخزرجي ،وأجاز له عبد المنعم بن الفرس وأبو القاسم بن سمحون ،وتصدر للقراء والسماع.
وله من التصانيف :ما ورد من المر في شرب الخمر ،بيان المنن على قارئ الكتاب والسنن ،والجواهر
المفصلت في المسلسلت ،وغرائب أخبار المسندين ومناقب آثار المهتدين ،وأخبار صلحاء الندلس.
خرج من قرطبة لما أن أخذها الفرنج ،ونزل بمالقة ،وولى خطابتها إلى أن مات سنة ثنتين وأربعين وستمائة.
كان محدثًا أخباريًا ،عارفًا بالدب والغريب ،ثقة ،صاحب عربية ،أخذ عن سلمة بن عاصم وأبي عكرمة
الضبي.
وصنف :خلق النسان ،خلق الفرس ،المثال ،المقصور والممدود ،المذكر والمؤنث ،غريب الحديث ،شرح السبع
الطول.
710
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
مات غرة ذي القعدة سنة أربع وثلثمائة .وقيل :في صفر سنة خمس.
وله:
قال الزبيدي وابن الفرضي :كان عالمًا بالنحو واللغة ،حافظًا ليام العرب ،متقدمًا في علم العروض والنحو ،أخذ
قال في "تاريخ أصبهان" :كان رأسًا في النحو والعربية ،روى عن سهل بن عثمان ،وسمع منه محمد بن حيان.
قال ياقوت :لقي ببغداد أصحاب أبي علي ،وتنقل في البلد ،واستوطن مصر ،وقرأ عليه أهلها وتخرج به ابن
باب شاذ.
711
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
- 1938القاسم بن محمد الديمرتي ،أبو محمد الصبهاني النحوي اللغوي.
قال ياقوت :روى عن إبراهيم ابن متويه الصبهاني ،ومحمد بن سهل بن الصباح ،وانتصب للقراء أربعين
سنة.
وصنف :تقويم اللسنة ،تفسير الحماسة ،غريب الحديث ،البانة ،تهذيب الطبع في نوادر اللغة ،وغير ذلك.
قال ياقوت :كان من علماء الكوفة بالعربية واللغة والفقه والحديث والشعر والخبار ،ومن الزهاد الثقات ،ومن لم
يكن له بالكوفة في عصره نظير ،وكان حنفيًا .ولي قضاء الكوفة فلم يرتزق عليه شيئًا ،وكان من الثبات في النقل
والفقه واللغة ،من أشد الناس افتنانًا في الداب كلها ،يناظر في كل فن أهله؛ جالس أبا حنيفة ،وحدث عن عاصم
الحول وغيره ،وعنه أبو نعيم الفضل بن دكين وآخرون ،وأخرج له أبو داود والنسائي ،ووثقه أبو حاتم.
- 1940أبو القاسم بن نصر بن فخر الدولة يحيى الدمشقي الحنفي فخر الدين
مولده سنة تسع وعشرين وتسمائة ،ومات في ذي الحجة سنة ثمان وسبعمائة.
712
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
- 1941قاسم بن نصير بن وقاص بن عيثور بن سليم الشذوني ،أبو محمد يعرف
قال ابن الفرضي :كان نحويًا لغويًا شاعرًا متقدما ،فقيهًا حافظا للرأي ،سابقا في عمره عن الدنيا ،وصار في هيئة
أحد نحاة أشبيلية وأدبائها وظرفائها الخالعين للعذار ،تصدر بها ومات بعد خمسمائة .ذكره القفطي.
نحوي متصدر ،أدرك هذا العلم ،كالسيرافي والرماني والفارسي ،وأخذ عنهم وأفاد .مات يوم الخميس لخمس
قال في "البلغة" :أحد نحاة الكوفة ،أخذ عن الكسائي ،وصحبه وصار إماما.
713
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
ذكره الزبيدي في "نحاة الكوفة" ،وقال :وقع كاتب المهدي" :قرى عربية" فنون "قرى" فأنكره شبيب بن شيبة،
فسئل قتيبة هذا ،فقال :إن أريد قرى الحجاز فل تنون؛ لنها ل تنصرف ،أو قرى السواد نونت لنها تنصرف.
قال ابن حجر :كان عارفًا بالمعقولت ،وكان ينبز بالتشيع ،أقرأ بالجامع الزهر.
حرف الكاف
جعفر
قال الحاكم :من أوثق أصحابنا عند الخذ والداء ،وآدبهم في قراءة الحديث ،وأقومهم للفاظه.
714
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
كذا ذكره الفيومي في تاريخه ،وقال :اشتغل بالدب وبرع فيه.
قال ياقوت :من أهل حران ،أقام بالبادية ،ودخل الحضرة أيام القاسم بن عبيد ال بن سليمان ومدحه ،وكان عالمًا
بالشعر وخلط المذهبين .وصنف جامع النحو ،الراكة ،وكان عالمًا ما يلحن فيه العامة.
قال ابن عبد الملك:كان مقرئًا نحويًا ،روى عن أبي القاسم عبد الرحمن بن خلف بن عيينة.
قال أبو الطيب :قال الصمعي :كيسان ثقة غير متزيد ،أخذ عن الخليل .وقال أبو عبيدة :كان يخرج معنا
إلى العراب فينشدوننا فيكتب في ألواحه غير ما ينشدوننا ،وينقل منها إلى الدفاتر غير ما فيها ،ثم يحفظ من
وكان مزاحًا ،قرأ عليه صبي ،فمر ببيت فيه العيس ،فقال :هو البل ]البيض التي يخلط بياضها حمرة[،
فقال :ما البل؟ قال :الجمال ،قال :وما الجمال؟ فقام على أربع ورغا في المسجد ،وقال :الذي تراه طويل
715
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
الرقبة ،وهو يقول :بوع.
وحبس يومًا فشفع فيه أبو عبيدة فأمر بإخراجه ،فسأل :ما السبب؟ فذكر له ،فقال :أمه زانية إن خرج إحبيس
- 1955بنت الكنيزي
قال ياقوت :كانت حسنة المعرفة بالنحو واللغة ،ولها تصانيف فيهما ،وكان لها أخ في غاية الجهل،
اختصمت معه في ميراث أبيها ،وطال النزاع في مجلس الحكم ،فاغتاظ الحاكم من تفيهقها وحوشي كلمها
وسقط أخيها وعاميته ،فقالت :أغاظ سيدنا ما رأى مني ومن هذا الخ أصلحه ال؟ قال :كل ولكن جردي
الدعوى ،فإنه أقرب لليجاز ،فقالت له :أيد ال الشيخ! في ذمته اثنان وعشرون دينارًا مطيعية سلمية ،فقال
له :ما الذي تقول؟ فقال :ما لها عندي اثنان ،وسكت وأراد أن يقول مثل ما قالت ،فلم يقدر ،فقال :بال يا
سيدي كيف قالت ،فقد وال صدعتنا! فقال له :فضولك ،قل كما تحسن ،وضحك أهل المجلس واندفعت
حرف اللم
قال ابن عبد الملك :أخذ النحو عن ابن النعمة ،وكان متحققًا به ،إمامًا فيه ،درسه كثيرًا ،وروى عنه معظم
716
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
قال في "المغرب" :من أهل المائة السابعة ،نظر في الفقه ثم مال إلى العربية ،فبلغ منها إلى غاية ،نبيهة،
وله:
فياهل تراه بعـد ذلـك يكـر بدا ألف التعريف في طرس خده
له بعد ما حياك مسك وعنبـر وهل كان كافورا ً فهل أنا تـارك
وهل أحسن الثواب إل المشهر وما خير روض ل يرف نباتـه
قال الصفدي :كانت نحوية كاتبة شاعرة ،بصيرة بالحساب والعروض ،حاذقة ،ماتت سنة أربع وتسعين
وثلثمائة.
وقال في "النضار" :جارية الخليفة الحكم بن عبد الرحمن؛ كانت تكتب الخط الجيد ،نحوية شاعرة
عروضية ،بصيرة بالحساب ،مشاركة في العلم ،لم يكن في قصرها أنبل منها.
- 1959لؤلؤ بن أحمد بن عبد ال ،أبو الدر الدمشقي المقرئ الفقيه الحنفي
النحوي الضرير
كذا ذكره الدمياطي في معجمه ،وقال :ولد بدمشق في عشر ذي الحجة سنة ستمائة ،ومات بالقاهرة يوم
بسمع من البهاء ابن عساكر وأبي القاسم الحرستاني والكندي وغيرهم ،وولي العادة بالمدرسة السيوفية من
717
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
- 1960الليث بن المظفر
هكذا سماه الزهري ،وقال في "البلغة" :الليث بن نصر بن يسار الخراساني .وقال غيره :الليث بن رافع
فيه.
وقال أبو الطيب :هو مصنف العين ،وقد مر في ترجمة الخليل شيء مما يتلق به.
وقال غيره :هو صاحب العربية ،روى عنه قتيبة بن سعيد ،وعنه أنه قال :ما تركت شيئًا من فنون العلم إل
قال ابن المعتز :كان من أكتب الناس في زمانه بارعًا في الدب بصيرًا بالشعر والغريب والنحو ،وكان كاتبًا
للبرامكة.
حرف الميم
- 1961مالك بن عبد الرحمن بن علي بن عبد الرحمن بن الفرج ،أبو الحكم بن
كان ذكرًا للداب واللغة ،شاعرًا رقيقًا مطبوعًا سريع البديهة ،حسن الكتابة ،والشعر أغلب عليه .أخذ عن
الشلوبين والدباج ،وأجاز له أبو القاسم بن بقى ،تحرف بصناعة التوثيق ،وولي القضاء جهات غرناطة ،وله نظن
فصيح في ثعلب وغيره .ووقع بينه وبين ابن أبي الربيع في مسألة "كان ماذا" ،فنظم مالك:
قال أبو حيان :وألسن الشعراء حداد؛ وإل فل نسبة بين أبي الربيع وابن المرحل ،فإن ابن أبي الربيع مل الرض
718
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
نحوًا.
ومن شعره:
قال في "الريحانة" :إمام في علم اللسان ،يقف على كتاب سيبويه ،وكتب أبي علي ،أخذ عنه أبو الوليد بن خيرة
القرطبي.
كان إمامًا في الحديث ،ماهرًا في فنون الدب من النحو اللغة والعروض والقوافي ،وعلم البيان ،وأشعار العرب
وأخبارها وأمثالها ،بارعًا في علم الديوان وحسابه ،وضبط قوانينه ،رئيسًا جليل القدر ،كثير التواضع .قرأ القرآن
والدب على محمد بن يوسف البحراني ومكي بن ريان ،وسمع من ابن طبرزذ وحنبل بن عبد ال وخلق.
وكتب العالي والنازل ،وولي نظر الديوان بإربل ونزح عنها بعد استيلء التتار عليها إلى الموصل ،وكان كثير
صنف :شرح ديوان المتنبي وأبي تمام ،عشرة مجلدات ،إثبات المحصل في نسبة أبيات المفصل ،تاريخ إربل،
مولده سنة أربع وستين وخمسمائة ،ومات سنة سبع وثلثين وستمائة أجاز لبي نصر ابن الشيرازي.
719
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
أخو الحسين البارع الدباس لمه .ولد سنة ثمان وأربعين وأربعمائة ،وكان قيمًا بالنحو عارفًا باللغة ،قرأ النحو
قال ياقوت :وجدت مولده كما تقدم بخط السمعاني ،فإن صح ل يصح أخذه عن ابن برهان ،فإنه مات سنة ست
المبارك عن مولده ،فقال :سنة إحدى وثلثين" فإن صحت هذه الرواية صح أخذه عن ابن برهان .وسمع الحديث
من القاضي أبي الطيب الطبري وغيره .وجرحه الناس ورموه بالكذب والتزوير وادعاء سماع ما لم يسمعه
والتساهل إذا أخذ خطه على كتاب ،ويقصد بذلك احتلب الطلب؛ لن النفوس تميل إلى هذا الباب.
وكان يقوم لطلبته ،ويكرمهم ،وكان الخطيب التبريزي ينكر ذلك عليه ،وينشد:
ومن شعره:
النحوي الضرير
قال ياقوت :من أهل واسط ،قدم بغداد فأقام بها ،وقرأ على ابن الخشاب ،ولزم ابن الكمال النباري ،وسمع منه
تصانيفه ،وسمه الحديث من طاهر المقدسي ،وتولى تدريس النحو بالنظامية سنين؛ فتخرج عليه جماعة؛ منهم
سالم بن أبي الصقر وعبد اللطيف بن يوسف البغدادي .وكان قليل الحظ من التلمذة ،يتخرجون به ول ينسبون
إليه.
720
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
وكان جيد القريحة ،حاد الذهن ،متضلعًا في علوم كثيرة ،إمامًا في النحو واللغة والتصريف والعروض ومعاني
الشعار والتفسير والعراب وتعليل القراءات ،عارفًا بالفقه والطب والنجوم وعلوم الوائل ،وله النظم والنثر
الحسن .حسن التعليم ،طويل الروح ،كثير الحتمال للتلمذة ،واسع الصدر ،لم يغضب قط من شيء ،وشاع ذلك
حتى بلغ بعض الخلفاء ،فجهد على أن يغضبه فلم يقدر .وكان حنبليًا ،ثم تحول حنفيًا ،ثم لما درس النحو بالنظامية
صار شافعيًا ،لنه شرط الواقف ،فقال فيه تلميذه أبو البركات نحمد بن أبي الفرج التكريتي:
وإن كان ل تجدي إليه الرسـائل أل مبلغ عني الـوجـيه رسـالة
وذلك لما أعوزتـك الـمـآكـل تمذهبت للنعمان بعد ابن حنـبـل
ولكن لن تهوى الذي منه حاصل وما اخترت رأى الشافـعـي ديانة
إلى مالك فافطن لما أنـا قـائل وعمل قليل أنـت لشـك صـائر
قلت :هكذا تكون التلمذة ،يتخرجون بأشياخهم ثم يهجونهم! ل قوة إل بال.
ولد ابن الدهان سنة اثنتين -وقيل أربع وثلثين -وخمسمائة ،ومات في سادس عشر شعبان سنة ثنتي عشرة
وستمائة.
من مشاهير العلماء ،وأكابر النبلء ،وأوحد الفضلء .ولد سنة أربع وأربعين وخمسمائة بالجزيرة ،وانتقل إلى
الموصل؛ وأخذ النحو عن ابن الدهان ويحيى بن سعدون القرطبي ،وسمع الحديث متأخرًا من عبد الوهاب بن
سكينة وغيره ،وتنقل في الوليات ،وكتب في النشاء ،ثم عرض له مرض كف يديه ورجليه ،ومنعه الكتابة؛
فانقطع في بيته ،يغشاه الكابر والعلماء ،فجاءه مغربي؛ فالتزم أنه يداويه ول يأخذ أجرة إل بعد برئه ،وأخذ في
معالجته بدهن صنعه ،ولنت رجله ،وأشرف على البرء ،فأرضى المغربي بشيء وصرفه ،فلمه أخوه عز
الدين ،فقال :أنا كنت في راحة مما كنت فيه من صحبة هؤلء القوم والتزام أخطارهم ،وقد سكنت روحي إلى
النقطاع والدعة ،فإذا طرأت لهم أمور ضرورية جاءوني بأنفسهم ،ليأخذوا رأيي.
وله من التصانيف :النهاية في غريب الحديث ،جامع الصول في أحاديث الرسول ،البديع في النحو ،الباهر في
721
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
الفروق في النحو ،تهذيب فصول ابن الدهان ،النصاف بين الثعلبي وصاحب الكشاف ،شرح مسند الشافعي،
البنين والبنات والباء والمهات والذواء والذوات ،وقفت عليه ولخصت منه الكنى في كراسة.
كذا ذكره في "الدرر" ،وقال :ولد سنة ثلث وأربعين وستمائة ،وسمع من أبي الفضل علي بن عبد الرزاق،
ولد في رمضان سنة ثنتين وستين وسبعمائة بعنتاب ،ونشأ بها وتفقه ،واشتغل بالفقه وبرع ومهر ،وانتفع في
النحو وأصول الفقه والمعاني وغيرها بالعلمة جبريل بن صالح البغدادي ،وأخذ عن الجمال يوسف الملطي
والعلء السيرافي ،ودخل معه القاهرة وسمع مسند أبي حنيفة للحارثي على الشرف ابن الكويك ،وولي نظر
الحسبة بالقاهرة مرارًا ،ثم نظر الحباس ،ثم قضاء الحنفية بها ،ودرس الحديث بالمؤيدية ،وتقدم عند الملك
الشرف برسباي؛ وكان إمامًا عالمًا علمة عارفًا بالعربية والتصريف وغيرهما ،حافظًا للغة؛ كثير الستعمال
لحواشيها ،سريع الكتابة .عمر مدرسة بقرب الجامع الزهر ،ووقف بها كتبه.
وله مصنفات كثيرة ،منها :شرح البخاري ،شرح الشواهد الكبير والصغير ،شرح معاني الثار ،شرح الكنز،
شرح المجمع ،شرح عروض الساري ،طبقات الحنفية ،طبقات الشعراء ،مختصر تاريخ ابن عساكر ،شرح
الهداية في الفقه ،شرح درر البحار ،سيرة الملك المؤيد -منظومة ،وقد جرد شيخ السلم ابن حجر منها البيات
722
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
الركيكة ،والتي بل وزن ،فبلغت نحو أربعمائة بيت في كتاب ،وسماه :قذى العين ،من نظم غراب البين ،وكان
بينهما منافسة.
ومن قول شيخ السلم فيه لما وقعت منارة المؤيد ،وكان العيني شيخ الحديث بها:
قال ياقوت :كان يلقب فريد العصر ،وكان وحيد دهره مدة ،وانتفع في علم اللغة والنحو والطب ،يضرب به المثل
في أنواع الفضائل .أقام بخوارزم مدة ،وانتفع الناس بعلومه .ومكارم أخلقه ،وأخذوا عنه علمًا كثيرًا ،وتخرج
عليه جماعة من الكابر في اللغة والنحو؛ منهم الزمخشري؛ وهو الذي أدخل إلى خوارزم مذهب المعتزلة ونشره
قال ياقوت :ولست أعرف له مع نباهة قدره وشياع ذكره مصنفًا مذكورًا ،ول تأليفًا مأثورًا ،إل كتابا يشتمل على
- 1970محمود بن الحسن بن علي بن الحسن ،أبو الثناء أبو المجد يعرف بابن
الرملة النحوي
قال في "تاريخ إربل" :أخذ النحو عن ابن المنقى وسعيد بن الدهان ،وكان صدر الجامع بإربل ،يقرئ النحو
والقرآن ،وكان كثير العصبية للمويين ،يسلك في أشعاره التكلف ،وأخذ في اختصار مكي بن ريان ،فتعجب
723
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
بإبطاله.
قال ياقوت :كان عالمًا بارعًا مفسرًا لغويًا ،فقيهًا متفننًا فصيحا .له تصانيف ادعى فيها العجاز ،منها خلق
النسان ،جمل الغرائب في تفسير الحديث ،إيجاز البيان في معاني القرآن ،وغير ذلك.
من شعره:
ولي إله العالمـين ومـا تـدري فل تحقرن خلقا ً من الناس عـلـه
كما خفيت عن علمهم ليلة القدر فذو القدر عند الله خاف عن الورى
قال ابن يونس في "تاريخ مصر" :كان نحويًا مجودًا ،روى عن أبي زرعة المؤذن وعبد الملك بن هشام مغازي
ابن إسحاق.
قال ياقوت :هو تاج القراء ،وأحد العلماء الفهماء النبلء ،صاحب التصانيف والفضل .كان عجبًا في دقة الفهم
وحسن الستنباط ،لم يفارق وطنه ول رحل ،وكان في حدود الخمسمائة ،وتوفي بعدها.
صنف :لباب التفسير ،اليجاز في النحو -اختصره من اليضاح -النظامي في النحو اختصره من اللمع ،الفادة
وله:
724
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
ووزن الفعل فالسباب تسع وعجمة ثم تركـيب وعـدل
- 1974محمود بن عابد بن حسين بن محمد بن علي تاج الدين ،أبو الثناء التميمي
قال الذهبي :ولد بصرخد سنة ثمان وتسعين وخمسمائة ،وكان فقيهًا فاضل نحويًا بارعًا شاعرًا ،محسنًا زاهدًا
متعففًا خيرًا متواضعا ،قانعًا كبير القدر ،دمث الخلق وافر الحرمة ،كتب عن الدمياطي وغيره.
ومات ليلة الخميس خامس عشري ربيع الخر سنة أربع وسبعين وستمائة.
ولد في شعبان سنة أر بع وتسعين وستمائة ،واشتغل ببلده ،ومهر وتميز ،وتقدم في الفنون ،وقدم دمشق فبهرت
وشغل الطلبة ودرس بعد ابن الزملكاني بالرواحية ،ثم قدم القاهرة ،وبنى له قوصون الخانقاه القرافة ،وربته شيخا
بها.
قال السنوي :كان بارعا في العقليات ،صحيح العتقاد ،محبًا لهل الصلح ،طارحا لتكلف ،وكان يمتنع كثيرًا
من الكل لئل يحتاج إلى الشرب ،فيحتاج إلى دخول الخلء ،فيضيع عليه الزمان.
صنف تفسيرًا كبيرًا ،شرح كافية ابن الحاجب ،شرح مختصر أصول ابن الحاجب ،شرح منهاج البيضاوي
وطوالعه ،شرح بداع ابن الساعاتي ،شرح الساوية في العروض ،وغير ذلك.
725
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
قال ياقوت :كان من أفضل الناس في عصره في علم اللغة والداب ،لكنه تخطى إلى علم الفلسفة ،فصار مفتونًا
بها بي المسلمين ،وكان سكوتًا سكوتًا وقورًا ،يطالع الفقه ويناظر في المسائل الخلف أحيانا.
سمع الحديث من أبي نصر القشيري وغيره ،وأملي طرفا من الحديث وشرحه بلفظ حسن ،ومعان ل بأس بها.
وكان الزمخشري يدعوه الجاحظ الثاني لكثرة حفظه وفصاحة لفظه .أقام مدة بخوارزم في خدمة خوارزم شاه
مكرمًا ،ثم ارتحل إلى مرو ،فذبح بها نفسه بيده في أوائل سنة إحدى وعشرين وخمسمائة ،ووجد بخطه رقعة فيها:
ذكره ابن المستوفى في "تاريخ إربل" في ترجمة أبي نصر الزجاجي ،وقال :هو رجل صالح فقيه نحوي،
كان واسع العلم ،كثير الفضل ،غاية في الذكاء وجودة القريحة ،متفننًا في كل علم ،معتزليًا قويًا في مذهبه،
مجاهرًا به حنفيًا.
ولد في رجب سنة سبع وتسعين وأربعمائة ،وورد بغداد غير مرة ،وأخذ الدب عن أبي الحسن علي بن المظفر
النيسابوري وأبي مضر الصبهاني ،وسمع من أبي سعد الفاني ،وشيخ السلم أبي منصور الحارثي وجماعة،
وجاور بمكة ،وتلقب بجار ال وفخر خوارزم أيضًا .وكتب إليه الحافظ السلفي يستجيزه؛ وأصابه خراج في رجله
ل من خشب ،وكان إذا مشى ألقى عليها ثيابه الطوال فيظن من يراه أنه أعرج.
فقطعها ،وصنع عوضها رج ً
وله من التصانيف :الكشاف في التفسير ،الفائق في غريب الحديث ،المفصل في النحو ،المقامات ،المستقصى في
المثال ،ربيع البرار ،أطواق الذهب ،صميم العربية ،شرح أبيات الكتاب ،النموذج في النحو ،الرائض في
الفرائض ،شرح بعض مشكلت المفصل ،الكلم النوابغ ،القسطاس ،في العروض ،الحاجي النحوية ،وغير ذلك.
726
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
مات يوم عرفة سنة ثمان وثلثين وخمسمائة.
وله:
وليس فيها لعمري مثل كشافـي إن التفاسير في الدنـيا بـل عـدد
فالجهل كالداء والكشاف كالشافي إن كتب تبغي الهدى فالزم قراءته
قال ابن حجر :قدم من بلده وهو كبير ،فأقام بالشام مدة ،وشغل الناس وأفاد؛ وتخرج به جماعة .ثم أقدمه
صرغتمش بعد موت التقاني ،فوله مدرسته ،وكان غاية في العلوم العقلية والصول والعربية والطب ،مع التودد
قال الخزرجي :كان فقيهًا عارفًا محققًا ،وله يد طولي في الصول والمعاني والبيان والنحو والمنطق .ألف
قدم زبيد فأخذ عنه أهله ثم حج وعاد إليها؛ وألف كتابا في الجهاد وأهداه إلى الشرف فأثابه خمسمائة أخرى.
قال ابن حجر :نشأ ببلده واشتغل وتفقه ،ومهر في المعاني والعربية ،وقدم القاهرة ،فنزل الصرغتمشية مملقا،
فكان يخدم الطلبة ،ثم أقرأ مماليك بعض المراء فسعى له في الحسبة فوليها ،ثم ولي قضاء العسكر ،وأضيف
727
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
ل جامعًا له بسط اللسان محفوظا من السلطان مستكثرا من أنواع الملذ والترف.
وكان فاض ً
تمييزًا له عن قطب آخر -كان ساكنا معه بأعلى المدرسة الظاهرية .كان أحد أئمة المعقول ،أخذ عن العضد
وغيره ،وقدم دمشق وشرح الخاوي والمطالع والرشادات ،وكتب على الكشاف حاشية ،وشرح الشمسية في
المنطق.
وكان لطيف العبارة ،سأل السبكي عن حديث" :كل مولود يولد على الفطرة" ،فأجابه السبكي ،فنقض هو ذلك
الجواب أو بالغ في التحقيق ،فأجابه السبكي ،وأطلق لسانه فيه ،ونسبه إلى عدم فهم مقاصد الشرع والوقوف مع
وسبق في ترجمة السيد عن شيخنا الكافيجي أنه قال :السيد والقطب التحتاني لم يذوقا علم العربية ،بل كان
حكيمين.
قال ابن حجر :ولد سنة نيف وتسعين وسبعمائة ،واشتغل وتفقه ،ولزم العز ابن جماعة وغيره من الئمة،
مات ليلة الثلثاء خامس المحرم سنة ست وعشرين وثمانمائة ،ولم يبلغ الثلثين.
العلمة
728
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
ولد بشيراز سنة أربع وثلثين وستمائة ،وكان أبوه طبيبًا بها ،فقرأ عليه وعلى عمه والزكي الركشاوي والشمس
الكتبي ،ثم سافر إلى النصير الطوسي ،فقرأ عليه وبرع ،ثم دخل الروم فأكرمه صاحبها ،وولي قضاء سيواس
وملطية ،وقدم الشام ثم سكن تبريز ،وأقرأ بها العلوم العقلية ،وحدث بجامع الصول عن الصدر القونوي عن
يعقوب الهمذاني عن المصنف ،وكان يخالط الملوك ،متحرزًا ،ظريفًا ،مزاحًا ،ل يحمل همًا ،ول يغير زي
الصوفية ،وكان يجيد العلم ،ومن أذكياء العالم ،يخضع للفقهاء ،ويلزم الصلة في الجماعة؛ وإذ صنف كتابًا صام
وله :شرح المختصر لبن الحاجب ،وشرح المفتاح ،وشرح كلمات ابن سينا ،وغرة التاج في الحكمة ،وشرح
العلمة
ولد بشيراز سنة أربع وثلثين وستمائة ،وكان أبوه طبيبًا بها ،فقرأ عليه وعلى عمه والزكي الركشاوي والشمس
الكتبي ،ثم سافر إلى النصير الطوسي ،فقرأ عليه وبرع ،ثم دخل الروم فأكرمه صاحبها ،وولي قضاء سيواس
وملطية ،وقدم الشام ثم سكن تبريز ،وأقرأ بها العلوم العقلية ،وحدث بجامع الصول عن الصدر القونوي عن
يعقوب الهمذاني عن المصنف ،وكان يخالط الملوك ،متحرًز ظريفًا ،مزاحًا ،ل يحمل همًا ،ول يغير زي
الصوفية ،وكان يجيد لعب الشطرنج ويديمه ،ويتقن الشعبذة ،ويضرب بالرباب ،وكان من بحور العلم ،ومن أذكيا
العالم ،يخضع للفقهاء ،ويلزم الصلة في الجماعة؛ وإذا صنف كتابًا صام ولزم السهر ،ومسودته مبيضة.
وله :شرح المختصر لبن الحاجب ،وشرح المفتاح ،وشرح كلمات ابن سينا ،وغرة التاج في الحكمة ،وشرح
729
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
- 1985محمود بن أبي المعالي الخواري تاج الدين اللغوي
قال في "الوشاح" :له بيت في القضاء والحكومة والرياسة قديم ،وفي الدب الجزل بل حلم أديم ،اختلف إلى
وصنف :ضالة الديب في الجمع بين الصحاح والتهذيب ،انتقد فيه على الجوهري في مواضع ،وله شعر من حلة
الشباب مسروق ومن طينة الدب الجزل مخلوق ،حرسه ال تعالى وأبقاه؛ فإنه لم يبق من أفاضل نيسابور سواه.
من شعره:
- 1987أبو المدور
له المفيد في النحو ،وكتاب في الضاد والظاء .وبينه وبين أبو العلء المعري مكاتبة.
730
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
قال ابن الزبير :أقرأ القرآن والعربية والدب .وكان أخذ عن ابن خير وابن عياض الشلبي وعمر ،وقرأ عليه
مستحسنة.
أحد أصحاب الخليل المتقدمين في النحو ،المبرزين .قال ياقوت :سمعت بعض النحويين ،ينسب إليه هذا البيت:
صنف :التفسير ،شرح الحماسة ،صيقل اللباب في الصول ،التوابع واللوامع في الصول ،التذكر؛ أربعة
مجلدات ،إعلق الملويين وأخلق الخوين ،مجلدان ،التنقيح في أصول الفقه ،نفثة المصدور ،أشعاره ،مجلد.
وله:
731
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
- 1993مسعود بن عمر بن عبد ال الشيخ سعد الدين التفتازاني
المام العلمة .عالم بالنحو والتصريف والمعاني والبيان والصلين والمنطق وغيرها ،شافعي.
قال ابن حجر :ولد سنة ثنتي عشرة وسبعمائة ،وأخذ عن القطب والعضد ،وتقدم في الفنون ،واشتهر ذكره ،وطار
وله :شرح العضد ،شرح التلخيص -مطول ،وآخر مختصر -شرح القسم الثالث من المفتاح ،التلويح على التنقيح
في أصول الفقه ،شرح العقائد ،المقاصد في الكلم ،شرحه ،شرح الشمسية في المنطق ،شرح تصريف العزى،
نزيل دمشق .قال ابن حجر :قدم إلى حلب ،وقد حصل طرفًا صالحًا من العربية ،وقدم دمشق ،فأخذ عن العناني
والصلح الصفدي وابن كثير ،وتقدم في العربية وفاق في حسن التعليم؛ حتى كان يشارط عليه إلى أمد معلوم
بمبلغ معلوم ،وكان يكتب خطًا حسنًا ،وينظم جيدًا ،وتعانى الشهادة ،ولم يحمد فيها ،وكان مزاحًا ،قليل التصون.
مات في تاسع شعبان سنة خمس عشرة وثمانمائة وهو في عشر الثمانين.
قال ابن الزبير :أستاذ نحوي لغوي ،روى عن أبي محمد بن السيد؛ وكان من أحفظ أهل زمانه بأخبار العرب
وسيرها وأنسابها ،عمر كثيرًا فقرأ عليه الباء والبناء ،وكان أهل شلب يتبركون بالقراءة عليه لفضله.
732
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
- 1996مسعود بن محمد بن محمد بن سهل قوام الدين ،أبو محمد بن برهان الدين
قال في "الدرر" :ولد سنة أربع وستين وستمائة ،واشتغل في تلك لبلد ومهر في الفقه والصول والعربية .وكان
نظارًا بحاثًا ،وقد دمشق فظهرت فضائله ،ثم قدم القاهرة وشغل الناس بالعلم ،وكان ماهرًا في الصول والفقه
والعربية والنظم ،فصيح العبارة ]أقام بسطح الجامع الزهر مدة[ أخذ عنه البرزالي وابن رافع.
كان من أئمة النحو المتقدمين ،أخذ النحو عن خاله عبد ال بن أبي إسحاق ،وكان صائنًا لنفسه ،ثم صار في آخر
عمره مؤدبًا لجعفر بن أبي جعفر المنصور ،ومضى معه إلى الموصل ،وأقام بها حتى مات ،فصار علم أهل
الموصل من قبله.
قال ياقوت :صحب الشيخ صدقة الواعظ وهو صبي ،وقرأ عليه القرآن وشيئًا من النحو ،وقدم بغداد ،فقرأ على
ابن الخشاب وحبشي وأبي الحسن بن العطار والكمال النباري ،وطلب الدب حتى برز فيه؛ وسمع الحديث،
وتخرج به جماعة من أهل الدب ،ولم يكن في العبارة بذلك ،وإنما كان رجل صالحًا ،فكان يستفاد ببركته.
ولد سنة خمس وثلثين وخمسمائة ،ومات في ليلة الثنين الثالث والعشرين من ربيع الول سنة خمس وستمائة.
733
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
- 1999مصعب بن محمد بن مسعود الخشني الندلسي الجياني ،أبو ذر بن أبي
الركب
وقال ابن الزبير :كان أحد الئمة المتقنين ،وأحد المعتمدين في الفقه والدب ،إمامًا في العربية ،ذا سمت ووقار
واعتنى وقيد ،وروى عن ابن قوقل وابن بشكوال وعبد الحق الشبيلي ،وأجاز له السلفي ،وأقرأ ببلده وغيرها.
وولي قضاء بلده ،ولم يكن في وقته أتم وقارا ،ول أحسن سمتا منه ،واتفق الشيوخ على أنه لم يكن في وقته أضبط
منه ول أتقن في جميع علومه حفظًا وقلما ،وكان نقادًا للشعر ،مطلق العنان في معرف أخبار العرب وأيامها
وأشعارها ولغاتها ،متقدمًا في كل ذلك ،وفي إقراء الكتاب ومعرفة أغراضه وغوامضه.
قال الحاكم :كان أوحد عصره بنيسابور في النحو والدب ،سمع من إسحاق بن إبراهيم الحنظلي ،ومنه ولده
إبراهيم وغيره.
مات يوم الربعاء ،ودفن يوم الخميس ثالث ذي الحجة سنة سبع وتسعين ومائتين.
- 2001مطرف بن عبد الرحيم بن إبراهيم بن محمد بن قيس مولى عبد الرحمن بن
734
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
قال ابن الفرضي :كان بصيرًا بالنحو واللغة والشعر ،شاعرا.
قال ابن الفرضي :كان متصرفًا في علم العراب والغريب ،ورواية الشعر وحفظ الخبار.
وألف كتابا في فقهاء إلبيرة ،وآخر في شعرائها ،وكتابا في أنساب العرب النازلين بها وأخبارهم.
ومات بقرطبة فحمل إلى بلده ،فدفن سنة ست -أو سبع -وخمسين وثلثمائة.
العمى الديب النحوي العروضي .ولد الخمس بقين من جمادى الولى سنة أربع وأربعين وخمسمائة بمصر،
ومات بها يوم السبت تاسع المحرم سنة ثلث وعشرين وستمائة ،ودفن بسفح المقطم.
ومن شعره:
735
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
ع ول أرى ذات الـــمـــســـمـــى أهـوى بــجـــارحة الـــســـمـــا
روى عنه إسماعيل بن محمد بن سعيد بن خلف الموي السرقسطي؛ وتوفي إسماعيل سنة خمس وثمانين
- 2007معاذ بن مسلم الهراء ،أبو مسلم وقيل أبو علي .مولى محمد بن كعب القرظي ،وعم محمد بن أبي
ولد أيام عبد الملك بن مروان ،وكان أبو مسلم مؤدب عبد الملك بن مروان قد نظر في النحو ،فلما أحدث ]الناس[
حتى تعاطوا كلم الزنج والروم قد كان أخذهم في النحو يعجبني
كأنه زجل الغربـان والـبـوم لما سمعت كلما ً لست أفهـمـه
من التقحم في تلك الجـراثـيم تركت نحوهم والله يعصمـنـي
فأجاب معاذ هذا:
تقول من "تؤزهم أزًا" .يا فاعل أفعل؟ فقال له البيات السابقة .ذكر ذلك كله الزبيدي.
736
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
قلت :ومن هنا لمحت أن أول من وضع التصريف معاذ هذا ،وقد وقع في شرح القواعد لشيخنا الكافيجي أن أول
من وضعه معاذ بن جبل ،وهو خطأ بل شك ،وقد سألته عنه فلم يجبني بشي.
وكان معاذ شيعيًا .مات سنة سبع وثمانين ومائة ،وقيل :سنة تسعين ببغداد ،وكان يشد أسنانه بالذهب من طول ما
عمر ،ومات أولده وأولد أولده وهو باق؛ حتى قال فيه الشاعر:
مات سنة سبع وثمانين ،وقيل :سنة تسعين ومائة ،وقد عاش مائة وخمسين سنة ،وقال فيه محمد بن مناذر:
النحو ،وروى الحديث عن جعفر الصادق وعطاء بن السائب ،وروى عنه عبد الرحمن المحاربي والحسن بن
الحسين الكوفي؛ وكان يبيع الثياب الهروية ،فلذلك قيل له :الهراء.
ومن شعره:
يعرف بإطرارة
كان عالمًا بالنحو واللغة والفقه على مذهب محمد بن جرير ،والخبار والشعار ،ثبتًا ثقة ،ولي القضاء بباب
الطاق.
737
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
وصنف :كتاب الجليس والنيس ،والتفسير الكبير .ونصر مذهب ابن جرير ،وأحياه ونوه به ،وحامى عليه.
قال التوحيدي :رأيته وقد نام مستدبر الشمس في جامع الرصافة في يوم شات ،وبه من أثر الفقر والبؤس والضر
أمر عظيم ،مع عزارة علمه واتساع أدبه وفضله المشهور ،ومعرفته بصنوف العلوم؛ خاصة علم الثار والخبار
وير العرب وأيامها ،فقلت له :مهل أيها الشيخ وصبرًا فإنك بعي ال ومرأى منه ومسمع ،وما جمع ال لحد شرف
العلم وعز المال ،فقال :مال بد منه من الدنيا فليس منه بد ،ثم قال:
قال ياقوت :كان فقيهًا نحويًا ؛ وذكر عن أبي عمرو بن العلء قال :كنت آتي أبا نوفل أنا وشعبة بن الحجاج؛
فكان شعبة يسأله عن الثار ،وأسأله أنا عن النحو والشعر ،فلم يعلم شعبة شيئًا مما أسأل عنه ،ول أعلم أنا شيئًا
- 2010معد بن نصر ال بن رجب شمس الدين ،أبو النداء بن أبي الفتح الجزري
738
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
مولى بني تيم :تيم قريش ،رهط أبو بكر الصديق .أخذ عن يونس وأبي عمرو .وهو أول من صنف غريب
الحديث.
أخذ عنه أبو عبيد وأبو حاتم والمازني والصرم وعمر بن شبة.
وكان أعلم من الصمعي وأبي زيد بالنساب واليام؛ وكأن أبو نواس يتعلم منه ويصفه ويذم الصمعي ،سئل عن
الصمعي ،فقال :بلبل في قفص ،وعن أبي عبيدة فقال :أديم طوى على علم.
وقال بعضهم :كانت الطلبة إذا أتوا مجلس الصمعي اشتروا البعر في سوق الدر ،وإذا أبوا مجلس أبي عبيدة
اشتروا الدر في سوق البعر ،لن الصمعي كان حسن النشاء والزخرفة قليل الفائدة ،وأبا عبيدة بضد ذلك.
وقال يزيد بن مرة :ما كان أبو عبيدة يفتش عن علم من العلوم إل كان من يفتشه عنه يظن أنه ل يحسن غيره ،ول
قال الجاحظ في حقه :لم يكن في الرض خارجي أعلم بجميع العلوم منه.
وقال له رجل :يا أبا عبيدة ،قد ذكرت الناس وطعنت في أنسابهم ،فبال إل عرفتني من أبوك ،وما أصله؟ فقال:
قال أبو حاتم :وكان مع علمه إذا قرأ البيت لم يقم إعرابه ،وينشده مختلف العروض.
صنف :المجاز في غريب القرآن ،المثال في غريب الحديث ،المثالب ،أيام العرب ،معالي القرآن ،طبقات
الفرسان ،نقائض جرير والفرزدق ،الخيل ،البل ،السيف ،اللغات ،المصادر ،خلق النسان ،فعل وأفعل ،ما تلحن
739
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
- 2012مفرج بن مالك النحوي القرطبي المعروف بالبغل ،أبو الحسن
قال الزبيدي وابن الفرضي :كان نحويًا لغويًا ،عالمًا بمعاني الشعر ،ينسب إلى الصلح والعفاف والفضل ،روى
قال ابن الزبير :أستاذ نحوي لغوي ،روى عن عاصم بن أيوب ،ولزمه مدة طويلة ،وعن غيره.
وسكن إشبيلية ،وروى عنه عبد الوهاب بن عبد الصمد والصدفي وأبو القاسم بن البزار الوادي آشي.
أخذ عن أبيه ،وقد سبق ذكره؛ وعن ابن السيكت وثعلب ،وخالف طريقة أبيه.
قال أبو الطيب :رد أشياء من كتاب العين ،أكثرها غير مردود ،واختار في اللغة والنحو اختيارات غيرها المختار.
صنف :معاني القرآن ،البارع في اللغة ،الشتقاق ،آلة الكتابة ،المدخل إلى علم النحو ،الفاخر في لحن العامة،
النحوي
740
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
دخل بغداد ،وأخذ عن علي بن عيسى الربعي ومحمد بن أشرس النحوي وعلي بن عبد ال الدقيقي .وسمع والده
وأبا عمر بن مهدي ،وحدث بدمشق ،وناب في القضاء بها ،وولي قضاء بعلبك ،وقرأ الفقه على القدوري
والصيمري.
وكان معتزليًا شيعيًا ،يضع من الشافعي .وصنف كتابًا في الرد عليه ،وتاريخًا للنحاة ،وقفت عليه.
صاحب المصنفات .كان في أوائل المائة الخامسة .له :مفردات القرآن ،وأفانين البلغة ،والمحاضرات ،وقفت
على الثلثة؛ وقد كان في ظني أن الراغب معتزلي ،حتى رأيت بخط الشيخ بدر الدين الزركشي على ظهر نسخة
من القواعد الصغرى لبن عبد السلم ما نصه" :ذكر المام فخر الدين الرازي في تأسيس التقديس في الصول
أن أبا القاسم الراغب من أئمة السنة" .وقرنه بالغزالي ،قال :وهي فائدة حسنة ،فإن كثيرًا من الناس يظنون أنه
متعزلي.
- 2017المفضل بن محمد بن معلى الضبي النحوي الديب أبو العباس ،وقيل أبو عبد
الرحمن
كان عالمًا بالنحو والشعر والغريب وأيام الناس؛ وكان يكتب المصاحف ويقفها في المساجد تكفيرًا لما كتبه بيده
قال ياقوت :لم أقف من خبره على شيء سوى أنى وجدت في مجموع ما صورته :سمع أعرابي أبا مكنون
النحوي يقول في دعائه :اللهم ربنا وإلهنا ومولنا ،صل على نبينا ،اللهم ومن أرادنا بسوء فأحط ذلك السوء به
741
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
كإحاطة القلئد على ترائب الولئد ،ثم أرسخه على هامته كرسوخ السجيل على أصحاب الفيل ،اللهم اسقنا غيثًا
ل ،وحيًا سحا سفوحًا طبقًا غدقًا ،ودقًا مثعنجرًا .فقال العرابي :يا خليفة نوح ،الطوفان ورب
مغيثًا مريعًا مجل ً
- 2019مكي بن أبي طالب حموش بن محمد بن مختار ،أبو محمد القيسي النحوي
المقرئ
صاحب العراب .ولد في شعبان سنة خمس وخمسين وثلثمائة ،وأصله من القيروان ،وسكن قرطبة ،وسمع
بمكة ومصر من أبي الطيب عبد المنعم بن غلبون ،وقرأ عليه القرآن؛ وكان من أهل التبحر في علوم القرآن
والعربية ،حسن الفهم والخلق ،جيد الدين والعقل ،كثير التأليف ،مجودًا للقرآن.
أقرأ بجامع قرطبة ،وخطب به؛ وانتفع به جمع ،وعظم اسمه ،واشتهر بالصلح وإجابة الدعوة ،وكان رجل يتسلط
عليه إذا خطب ويحصى سقطاته -وكان مكي يتوقف كثيرًا في الخطبة -فقال :اللهم اكفنيه ،اللهم اكفنيه ،فأقعد
صنف :إعراب القرآن ،الموجز في القراءات ،التبصرة فيها ،الهداية في التفسير ،الوقف على كل ،وأشياء كثيرة
في القراءات.
قال في "تاريخ إربل" :جامع فنون الدب ،وحجة كلم العرب ،واحد العصر ،وفريد الدهر ،مجمع على دينه
وعقله ،ومتفق على علمه وفضله ،غاية في الذكاء والفطنة ،واسع الرواية ،شائع الدراية ،أضر بالجدري وسنة
742
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
ثمان أو تسع ،ولقي ببغداد مشايخ اللغة والنحو والحديث ،كاب الخشاب وابن العصار وغيرهما ،وقرأ عليه أعيان
وكان صالحًا كريم الخلق ،صبورًا على المشتغلين ،وعنده من كل علم طرف ،والغالب عليه النحو والقراءات،
وكان نصب نفسه للقراء فلم يتفرغ للتأليف؛ وكان يقرأ عليه الجماعة القرآن معًا كل واحد منهم بحرف ،وهو
ومن شعره:
قرأ على ابن باب شاذ ،وحفظ شرح الجمل له ،وقرأ عليه حسن بن جعفر صاحب المذهب ،وحلف لبد له كل
يوم من قراءة كراس من شرح الجمل وإل تصدق بدرهم ،ولم يزل كذلك إلى أن مات بالسكندرية سنة إحدى
وخمسمائة.
كان متقدمًا في علم النحو ،بارعا فيه ،صنف فيه كتبا كثيرة منها الجماهير .وله الشعر الجيد .وخرج في صغره
وله:
- 2023المنتجب بن أبي العز رشيد المام منتجب الدين ،أبو يوسف الهمذاني
743
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
نزيل دمشق ،صاحب إعراب القرآن .قال الذهبي :كان صوفيًا ،نحويًا ،مقرئًا فاضل ،خبيرًا .قرأ القراءات على
غياث بن فارس ،وعليه الصائن الواسطي ،ولي مشيخة القراء بالزنجلية ،وروى عن الكندي وابن طبرزد ،وكان
صنف :شرح المفصل ،وشرح الشاطبية ،مطول مفيد .مات سنة ثلث وأربعين وستمائة.
ذكره الزبيدي في الطبقة السادسة من نحاة الندلس ،وقال :كان متفننًا في ضروب العلم؛ وكانت له رحلة ،لقي
فيها جماعة من العلماء باللغة والفقه ،وجلب كتاب الشراف في اختلف العلماء رواية عن مؤلفه محمد بن
وكان يتفقه بفقه داود الصبهاني ويؤثر مذهبه ،ويحتج لمقالته ،فإذ جلس مجلس الحكم قضي بمذهب مالك
وأصحابه.
وله خطب ورسائل بليغة وأشعار مطبوعة .ولي قضاء الجماعة بغرناطة.
ومات يوم الخميس لربع خلون من ربيع الول سنة تسع وأربعين وثلثمائة ،وبلغ من السن سبعًا وأربعين سنة.
قال ابن الفرضي :كان عالمًا بالنحو واللغة ،بصيرًا بالكلم ،شاعرًا مطبوعًا ،كثير الشعر.
744
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
قال في "النضار" :كان يشتغل ببجاية في النحو والفقه والصول ،رحل إلى القاهرة ولزم العز ابن عبد السلم،
- 2027منصور بن فلح بن محمد بن سليمان بن معمر اليمني الشيخ تقي الدين أبو
له مؤلفات في العربية ،منها :الكافي؛ جزء في غاية الحسن ،يدل على معرفته بأصول الفقه.
- 2028منصور بن محمد بن أحمد بن محمد بن صاعد فخر القضاة ،أبو القاسم بن
قال في "السياق" :شاب من وجوه الكابر وأعيان الصدور والسادة .نشأ في العلم من صباه حتى تخرج في
العربية ،وبرع فيها ،وولي القضاة في حياة أبيه ،وسمع من مشايخ وقته وزاد على غيره في التعفف والورع
والحتياط.
أبو الفتح
ي أديبًا متكلمًا ،كثير الرواية ،حريصًا على العلم .استوطن بغداد ،وأقرأ بها العربية ،وخالط الجلء،
كان نحو ً
وصحب ابن عباد وغيره ،وكان معتزليًا متظاهرًا به .صنف كتابًا في ذم الشاعرة.
745
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
ومات يوم السبت ثامن عشرين من جمادى الولى سنة ثنتين وأربعين وأربعمائة.
قال أبو نعمي في "تاريخ أصبهان" :كان مقدما في حفظ القراءات ،يرجع إلى فنون من العلم والنحو والعراب
ل نحويًا ،وله تصانيف وردود على ابن جني؛ منها تتمة ما قصر فيه ابن جني في
قال ياقوت :كان أديبًا فاض ً
شرح أبيات الحماسة ،وديوان شعر؛ وقفت عليه بخطه الرائق فوجدته مشحونًا بالفوائد النحوية .وقد شرح ألفاظه
ومن نظمه:
قال الحاكم :كان إماما في اللغة ،من مشايخ أصحاب الرأي .سمع أبا العباس الماسرجسي.
ومات ليلة الخميس رابع عشرين من رمضان سنة ثلث وستين وثلثمائة.
- 2033منوجهر بن محمد بن تركان شاه بن محمد بن الفرج ،أبو الفضل ب أبي الوفاء الكاتب البغدادي
746
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
كان كاتبًا فاضل ،أديبًا حاذقًا حسن الطريقة صدوقا .سمع أباه وأبا بكر الحلواني ،وسمع من الحريري مقاماته،
قال ابن الفرضي :كان أبو موسى عالما بالفرائض والحساب والعراب ،سمع قاسم اب أصبغ وأحمد بن محمد
قال في "السياق" :رجل فاضل معروف ،صنف الكتاب في العربية ،وتخرج به جماعة ،وسمع الحديث
رأيت له تأليفًا في الفوائد النحوية نظما وشرحا ،وهو مجلد لطيف ،وهو عندي بخطه ذكر فيه أنه قرأ لسبع بقين
من ] [.....ثم رأيت ابن مكتوم قال في تذكرته :أخبرنا شيخنا الحافظ قطب الدين عبد الكريم بن عبد النور بن منير
الحلبي بقراءتي عليه ،أنبأنا الحافظ أبو القاسم عبد ال بن محمد بن عباس السعردي بقراءتي عليه ،أخبرنا الحافظ
أبو الحسين يحيى بن علي بن عبد ال القرشي المصري سماعًا عليه ،قال :أنشدنا من لفظه الشيخ أبو محمد عبد
الخالق بن صالح بن علي بن زيدان المكي المصري ،قال أنشدنا الديب أبو المحاسن مهلب بن حسن بن بركات
747
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
إن مستهترا ً وإن حلـيمـا إن زيدا ً فإن عمر والكريمـا
إن وصل بأن يشفى سقيما إ قلبي لفي غرام كـلـيمـا
فمحال أني الخلص رميما أصدود لنـنـي ذبـت أنـا
وهذا من جملة كتابه المذكور.
وقال الحاكم :أحد الئمة من أهل الب ،سمع من قرة بن خالد وأبي عمرو بن العلء .ومنه النضر بن شميل،
وكان يقول :قدمت من البادية ول معرفة لي بالقياس في العربية ،وإنما كانت معرفتي قريحتي ،وأول ما تعلمت
وقال ياقوت :هو من أعيان أصحاب الخليل ،عالم بالعربية والحديث والنساب والخبار.
مات سنة خمس وتسعين -وقيل أربع وتسعين -ومائة؛ وقيل :عاش إلى بعد المائتين.
وقال ابن الفرضي :كان حافظًا للمشاهد والتفسير ،متصرفًا في اللغة والعراب والخبر والشعر ،سمع من بقي
748
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
وابن وضاح وغيرهما.
قال ابن الفرضي :كان بصيرًا باللغة والعراب ،شاعرًا محسنًا ،خرج إلى المشرق ،ودخل العراق ،ولقي ابن
قال ياقوت :من جلة أصحاب الصمعي وأعيانهم أملي ببغداد تب الصمعي ،وحملها الناس عنه ،وكان صديقا
لبي نواس ،فكان أبو نواس يقول له :ويحك! لن تذهب إلى الصمعي وأنت أعلم منه!.
- 2043موسى بن عبد ال الطرزي :قال الزبيدي :كان يؤدب أولد السلطين ،وكان شاعرًا مجيدًا عفيفا صالحًا،
قال ابن الزبير :كان أستاذا نحويًا لغويًا ،حافظًا .روى عن السهيلي وابن بشكوال ،وعنه ابن أبي الحوص،
مولده سنة سبع وخمسين وخمسمائة ،ومات بغرناطة سنة إحدى وثلثين وستمائة.
749
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
- 2045موسى بن علي الطرياني أبو عمران النحوي الديب
كذا ذكره في "المغرب" ،وقال :سكن قصر عبد الكريم من بر العدوة ،وفيه لطافة وظرف.
ومن شعره:
قال صاحبنا ابن فهد :إمام عالم بالصول والنحو والمعاني والبيان والفرائض والحساب ،قرأ على العجم
والعرب ،وعنده فوائد جمة ،سمع من أبي العباس بن زغلش ،وولي قضاء حلب ،وصنف ودرس ،وحدث .روى
ولد ]سنة سبع وأربعين وسبعمائة ،ومات يوم الجمعة ثامن رمضان[.
- 2047الموفق بن أحمد بن أبي سعيد إسحاق ،أبو المؤيد المعروف بأخطب خوارزم
قال الصفدي :كان متمكنا في العربية ،غزير العلم ،فقيهًا فاضل أديبًا شاعرًا ،قرأ على الزمخشري ،وله خطب
وشعر.
ولد في حدود سنة أربع وثمانين وأربعمائة ومات سنة ثمان وستين وخمسمائة.
750
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
- 2048موهوب ب أحمد بن محمد بن الحسن بن الخضر ،أبو منصور الجواليقي
النحوي اللغوي
كان إماما في فنون الدب ،صحب الخطيب التبريزي ،وسمع الحديث من أبي القاسم بن البسري وأبي طاهر ب
أبي الصقر ،وروى عنه الكندي وابن الجوزي .وكان ثقة دينًا ،غزير الفضل ،وافر العقل ،مليح الخط والضبط،
درس الدب في النظامية بعد التبريزي ،واختص بإمامة المقتفي؛ وكان في اللغة أمثل منه في النحو ،وكان
متواضعًا طويل الصمت ،من أهل السنة ،ل يقول الشيء إل بعد التحقيق ،يكثر من قول" :ل أدري".
صنف :شرح أدب الكاتب ،ما تلحن فيه العامة ،ما عرب من كلم العجم ،تتمة درة الغواص ،وغير ذلك .مات في
كان عارفًا بالفقه والعربية والصلين وغير ذلك من الفنون ،ولي قضاء مصر ،وله كتاب سماه الدر المنظوم في
حقائق العلوم.
ولد في نصف جماد الخرة سنة تسعين وخمسمائة بالجزيرة ،ومات في رجب سنة خمس وستين وستمائة ،ودفن
بسفح المقطم.
- 2050ميمون القرن
أخذ النحو عن عنبسة .وقيل عن أبي السود؛ وإن عنبسة أخذ عنه.
751
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
أحد أصحاب اللغة والدب .أخذ عن الكسائي ،وكان ثقة علمة ،وكان يؤدب عمرو ابن سعيد بن سلم ،فلما قدم
الصمعي من البصرة نزل على سعيد ،فحضر يومًا ،وأخذ يسأله ،فجعل أبو توبة إذا مر بشيء من الغريب بادر
إليه ،فأتى بكل ما في الباب أو أكثره ،فشق ذلك على الصمعي ،فعدل به إلى المعاني ،فقال له سعيد :ل تتبعه يا
أبا توبة في هذا الفن ،فإنه صناعته ،فقال :وماذا علي! إذا سألني عما أحسنه أجبته ،وما ل أحسنه تعلمته.
حرف النون
قال ابن الفرضي :كان حفاظًا للغة والنحو متصرفًا في الفتيا وعقد الشروط كاتبًا .روى عن أبي صالح أيوب بن
قرأ علي أبي عبد ال محمد بن عبد ال القيسي بن العطار ،وله كتاب في شرح قصيدة حازم في النحو في مجلدة.
كان حيًا سنة عشرين وسبعمائة .ذكره ابن مكتوم.
- 2054ناصر بن أحمد بن بكر الخويي النحوي ،أبو القاسم :قرأ العربية على أبي طاهر الشيرازي ،والقه على الشيخ أبي
إسحاق صاحب التنبيه،وروى عن أبي الحسين بن النقور وأبي القاسم بن البسري .وعنه السلفي.
وكان شيخ الدب في ديار أذربيجان بل مدافعة.
ولي قضاء بلده مدة ،ورحل إليه الناس ،وصنف شرح المع وغيره.
مات في ربيع الخر سنة سبع وخمسمائة.
ومن شعره:
752
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
- 2055ناصر بن عبد السيد بن علي بن المطرز ،أبو الفتح النحوي الديب المشهور
بالمطرزي
من أهل خوارزم .قرأ على الزمخشري والموفق خطيب خوارزم ،وبرع في النحو واللغة والفقه على مذهب
الحنفية وكان لهم كالزهري لشافعية .وكان يقال :هو خليفة الزمخشري .وكان معتزليًا.
صنف :شرح المقامات ،المعرب في لغة الفقه ،المغرب في شرح المعرب ،القناع في اللغة ،مختصر المصباح
في النحو ،مقدمة فيه مشهورة بالمطرزية ،مختصر الصلح لبن السكيت.
ولد في رجب سنة ثمان وثلثين وخمسمائة ،ومات بخوارزم في يوم الثلثاء حادي عشري جمادى الولى سنة
عشر وستمائة.
ومن شعره:
شيخ الطريقة البيانية .قال السبكي في طبقاته :كان شيخًا زاهدًا بارعًا ،إمامًا في اللغة فقيهًا ،له شعر كثير وتآليف
مات يوم الثلثاء ثاني ربيع الول سنة إحدى وخمسين وخمسمائة.
النحوي المقرئ
753
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
قال ابن الزبير :كان نحويًا مقرئًا متحققًا ،بعيد الصيت ،عظيم الجاه ،تل على شريح وأبي العباس بن عيشون
وروى عنهما ،وعن ابن العربي وابن طاهر ،وجمع وأقرأ بإشبيلية ومراكش وتونس ،روى عنه الدباج وابنا حوط
ال ،وآخ أصحابه أبو الخطاب ابن خليل .وكان له صيت عظيم في وقته ،ووجاهة عند الملوك.
مولده سنة عشرين وخمسمائة أو قبلها ،ومات سنة إحدى وتسعين في جمادى الولى.
واللغة والصول والفروع والنساب والتواريخ وسائر فنون الدب ،شاعرًا فصيحا بليغا مفوهًا.
قال في البلغة :سلك فيها مسلكًا غريبًا؛ يذكر الكلمة من اللغة ،فإن كان لها نفع من جهة الطب ذكره ،فاختصره
وقال ياقوت :استولى نشوان هذا على قلع وحصون ،وقدمه أهل جبل صبر ،حتى صار ملكا.
وقال غيره :مات بعد عصر يوم الجمعة رابع عشري ذي الحجة سن ثلث وسبعين وخمسمائة.
قال الذهبي :كان إمامًا فقيهًا متفننًا ،مناظرًا أديبا ،نحويًا بارعا في الخلف والفقه ،حدث عن أبي الفتح بن شابيل
754
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
- 2060نصر بن صدقة القابسي ،أبو عبد ال النحوي
كان يتعانى الدب ،فقدم مصر ،وأخذ عن علمائها ،ثم توجه إلى المعرة فلزم أبا العلء ،وأخذ عنه ديوانه سقط
الزند ،وكتب منه نسخة جيدة ،ورجع إلى مصر فقدمها للحاكم ،فقرأ عليه فأعجبه نظمه ،وأرسل إلى عزيز الدولة
قال ياقوت :كان فقيهًا عالمًا بالعربية من قدماء التابعين ،وكان يسند إلى أبي السود في القرآن والنحو ،وله
كتاب في العربية.
وقيل :أخذ النحو عن يحيى بن يعمر العدواني ،وأخذ عنه أبو عمرو بن العلء ،وكان يرى رأي الخوارج ،ثم
- 2062نصر بن عبد الرحمان بن إسماعيل بن علي الفزاري السكندري النحوي ،أبو الفتح
صنف كتابًا في أسماء البلدان والمكنة والجبال والمياه ،كبيرًا مليحًا في معناه؛ وقدم بغداد بعد الستين وخمسمائة،
وسمع بها ،وجالس العلماء ،وحدث باليسير عن الحافظ أبي القاسم بن عساكر ،ودخل أصبهان.
قال ابن النجار :وأظنه مات بها سنة إحدى وستين وخمسمائة.
755
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
قال ياقوت :خطيب شيراز وعالمها وأديبها ،والمرجوع إليه في المور الشرعية والمشكلت الدبية ،أخذ عنه
وصنف :التفسير ،شرح إيضاح الفارسي؛ قرئ عليه سنة خمس وستين وخمسمائة.
كذا ذكره الذهبي ،وقال :سمع من ابن البطي ،وقرأ الدب على ابن الخشاب وابن العصار والكمال النباري،
وسمع بمصر من البوصيري ،وتصدر بجامع الزهر مدة ،وله رسالة في الضاد والظاء بديعة ،روى عنه الزكي
المنذري.
مولده سنة خمسين وخمسمائة ،ومات بمصر ليلة الحد ،مستهل المحرم سنة ثلثين وستمائة.
مولده بجيرة ابن عمر ،في يوم الخميس العشرين من شعبان سنة ثمان وخمسين وخمسمائة .مهر في النحو
واللغة وعلم البيان ،واستكثر من حفظ الشعر ،فحفظ شعر أبي تمام حبيب بن أوس الطائي وشعر أبي عبادة
ووزر للفضل علي بن السلطان صلح الدين ،ومات ببغداد في يوم الثنين سلخ ربيع الخر سنة سبع وثلثين
وستمائة.
وله من المصنفات :كتاب المثل السائر في أدب الكاتب والشعر ،وقد اشتهر ،وكتب الناس عليه ،وكتاب الوشي
المرقوم في حل المنظوم ،وكتاب المعاني المخترعة في صناعة النشاء ،وكتاب ديوان رسائل في عدة أجزاء.
وكان ذا لسان وفصاحة وبيان .ذكره المقريزي في المقفى ،ومنه لخصت هذه الترجمة.
756
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
- 2066نصر بن يوسف صاحب الكسائي
- 2067نصر ال بن إبراهيم بن أبي نصر بن الحسين الدينوري الحمامي المؤدب البغدادي :ولد سنة عشرين
ل أديبًا ،سمع أبا الحسن ابن عبد السلم وأبا محمد بن الطراح.
وخمسمائة .وكان حسن المعرفة بالنحو ،فاض ً
- 2068نصران
قال الزهري :كان علمة نحويًا ،وجالس الكسائي ،وأخذ عنه النحو ،قرأ عليه القرآن ،وسمع من الصمعي
وأبي زيد ،وكان صدوق اللهجة ،كثير الدب حافظًا .وله مؤلفات حسان؛ سمعها منه أبو الهيثم الرازي ،ورواها
عنه.
قال الحاكم :سمع أحمد بن سعيد الدارمي ،وروى كتاب الغريب عن عبد ال بن مخلد ،وروى عنه الستاذ أبو
سهل الصعلوكي.
757
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
أخذ عن الخليل والعرب ،وأقام بالبادية أربعين سنة وكان أحد العلم ،وله من رواية الثر والسنن والخبار
منزلة ،ولما أضر به اليطان في البصرة من ضيق المعيشة ،شرع في الظعن عنها ،فتبعه سبعمائة رجل من
أصحابه يشيعونه ،فبكوا توجعًا لمفارقته ،فقال :لو كان كل يوم ربع من الباقلء أتقوت به لما ظعنت عنكم.
قالراوي :فعجبت من أنه لم يكن في هذا الجمع الكبير من المتفجعين عليه من يقوم له بهذا .ثم إنه أتى خراسان،
وهو أول من ظهر السنة بمرو وخراسان .وكان أروى الناس عن شعبة ،وروى أيضًا عن حميد الطويل وهشام،
وصنف :غريب الحديث ،الجيم ،الشمس والقمر ،خلق العرش ،السلح ،النواء ،المدخل إلى كتاب العين،
- 2072نعم الخلف بن أبي الخصيب الندلسي التطيلي -بضم التاء ،أبو القاسم
قال ابن يونس :كان نحويًا شاعرًا ،زاهدًا ،من أهل الغزو والرباط ،استشهد سنة ثمان وتسعين ومائتين.
قال الحاكم :حدث بنيسابور ،سمع أبا الزبير ،وعمره بن دينار ،ومنه يحيى بن يحيى وعبد الوهاب بن حبيب
العبدي.
758
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
حرف الواء
قال يونس :كان نحويًا مجودًا ،روى عن القتبي وأبي زرعة المؤذن ،وروى كتب اللغة والنحو .وكان ثقة.
وقال الزبيدي :أصله من البصرة ،ونشأ بمصر ،ودخل العراق ،ولم يكن بمصر شيء من كتب النحو واللغة قبله.
قيل :وأخذ عن المهلبي ،تلميذ الخليل بالمدينة ،ثم عن الخليل ،ولزمه ثم انصرف إلى المدينة ،ناظر المهلبي ،ولم
يكن من الحذاق ،فلما رأى تدقيق ولد للمعاني وتعليله في النحو قال له :لقد نقبت بعدنا الخردل.
العباس
لقب بذلك لنه طبخ ربة وأهداها لمؤدبه الحكمي أبي عبد ال محمد بن إسماعيل ،فقال :ما هذا وقال :طبيخ أجدت
صنعته لك ،فكان إذا غاب قال :أين الطبيخي؟ فلزمه هذا اللقب.
ذكره الزبيدي هكذا وقال :كان ذا علم باللغة والنحو والشعر ،له شروح في شعر حبيب .مات في شوال سنة اثنتين
وخمسين وثلثمائة.
حرف الهاء
759
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
أحد أعيان أصحاب ثعلب ،أصله يهودي من الحيرة.
وطلب الوزير عبيد ال بن سليمان ثعلب ليختلف إلى ولده ،فاحتج بالشيخوخة والضعف ،وأنفذ إليه هارون هذا،
فجمع بينه وبين الزجاج ،فقال له الزجاج :كيف تقول :ضربت زيدًا ضربا؟ فقال :كذلك ،قال :فكيف تكنى عن زيد
والضرب ،فلم يجب ،وحار في يده ،وانقطع انقطاعًا قبيحًا ،فصرفه واحتبس الزجاج ،فكان ذلك سبب منية
قال ياقوت :صاحب كتاب النوادر المفيدة ،روى عنه ثابت بن حزم السرقسي وغيره.
ل عارفًا بالفقه والنحو واللغة ،وله شعر حسن مات لبضع وعشرين وسبعمائة.
قال الخزرجي :كان فقيهًا فاض ً
ذكره الزبيدي في الطبقة الثانية من "نحاة الندلس" ،وقال :أخذ عنه جابر بن غيث ،وله كتاب حسن في العربية.
760
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
- 2082هارون بن محمد ب أبي الغيث التجيبي النحوي الشبيلي الستاذ ،أبو
- 2083هارون بن موسى بن شريك القارئ النحوي ،أبو عبد ال ،يعرف بالخفش
وهو خاتمة الخفشين من أهل دمشق؛ ولد سنة إحدى ومائتين ،وقرأ بقراءات كثيرة وروايات عربية ،وكان قيمًا
بالقراءات السبع ،عارفًا بالتفسير والنحو والمعاني والغريب والشعر ،طيب الصوت ،وعنه اشتهرت قراءة أهل
قرأ على عبد ال بن ذكوان وغيره ،وعليه أبو الحسن بن الثرم ،وحدث عن أبي مسهر الغساني ،وعنه أبو بكر
صنف كتبًا كثيرة في القراءات العربية .ومات سنة إحدى وقيل ثنتين وتسعين ومائتين.
ل عاق ً
ل قال ابن بشكوال :سمع من أبي علي القالي ،ولزمه حتى مات ومن أبي عيسى الليثي .وكان رج ً
مقتصدًا ،صحيح الدب ،يختلف إليه الحداث ووجوه الناس لثقتهم بدينه.
صنف :تفسير عيون كتاب سيبويه ،ومات بقرطبة في ذي القعدة سنة إحدى وأربعمائة.
- 2085هارون بن موسى القاري العور النحوي الزدي ولء أبو موسى ،وقيل أبو
عبد ال البصري
قال الخطيب :كان يهوديًا فأسلم ،وطلب القراءة ،فكان رأسًا ،وضبط النحو وحفظه وحدث ،وهو أول من تتبع
761
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
وجوه القرآن وألفها ،وتتبع الشاذ منها وبحث عن إسناده ،وكان شديد القول بالقدر .وثقة ابن معين ،وروى له
البخاري ومسلم .وناظر إنسانًا يومًا في شيء فغلبه ،فلم يدر المغلوب ما يصنع! فقال له :كنت يهوديًا فأسلمت؛
قال ياقوت :أصلهم من الرقة ،وانتقلوا إلى حلب ،وكان حسن القراءة والعبادة والزهد.
وولي خطابة حلب ،ولما خطب اعتنقه أبو عبد ال القيسراني ،وقال له:
قال ابن الفرضي :كان فقيهًا حويًا ،شاعرًا مشاورًا ،ولي نظر الحباس ،وأضر بأخرة.
قال ابن الزبير :كان من أهل المعرفة بالفقه والدب والنحو ،مشاركًا في الحديث والصول والطب؛ من أكرم
الناس عهدًا ومروءة وعشرة وبرا ،روى عن أبيه وعمه أبي الحسن وأبي عبد ال بن عروس والسهيلي وغيرهم،
762
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
وعنه ابن فرتون ،وولي قضاء باجة وغيرها.
بعميد الرؤساء
قال ياقوت :أديب فاضل ،نحوي لغوي شاعر ،شيخ وقته ،ومتصدر بلده .أخذ عنه أهل تلك البلد الدب ،وأخذ
هو عن أبي الحسن علي بن عبد الرحيم الرقي المعروف بابن العصار وغيره.
نظم ونثر ،وكان يلقب بوجه الدويبة وسمع المقامات من ابن النقور ،وروى.
النهر ،وسمع حماد بن مدرك وغيره ،ومنه أبو عبد ال الحاكم وذكره في "تاريخ نيسابور".
مات بشيراز في رمضان سنة سبع وسبعين وثلثمائة ،وقد نيف على التسعين ولم تبيض له شعرة.
وقال في ذلك:
قال ياقوت :ذكره الكمال بن النباري في النحويين ،وكان من أفاضل أهل الدب ،شاعرا مليح الشعر.
763
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
- 2092هبة ال بن سلمة بن نصر بن علي أبو القاسم الضرير المقرئ النحوي
المفسر البغدادي
قال ياقوت :كان من أحفظ الناس لتفسير القرآن والنحو والعربية ،وكان له حلقة في جامع المنصور ،سمع من
أبي بكر القطيعي ،وقرأ عليه أبو الحسن علي بن القاسم الطابثي.
بن عبد ال بن أبي الحسن بن عبد ال المين بن عبد ال بن الحسن بن جعفر بن
الحسن بن علي ابن أبي طالب ،أبو السعادات المعروف بابن الشجري
قال ياقوت :نسب إلى بيت الشجري من قبل أمه .وقال بعضهم ،لنه كان في بيته شجرة ،وليس في البلد غيرها.
كان أوحد زمانه ،وفرد أوانه ،في علم العربية ومعرفة اللغة وأشعار العرب وأيامها وأحوالها ،متضلعًا من الدب،
كامل الفضل .قرأ على ابن فضال والخطيب التبريزي وسعيد بن علي السللي وأبي المعمر بن طباطبا العلوي،
أخذ عنه التاج الكندي وخلق .وناب بالكرخ في النقابة على الطالبيين.
صنف :المالي ،النتصار لنفسه على ابن الخشاب ،كتاب الحماسة ،ضاهى به حماسة أبي تمام الطائي ،وهو
وله في النحو عدة تصانيف .وله :ما اتفق لفظه واختلف معناه ،وشرح اللمع لبن جني وشرح التصريف الملوكي،
وغير ذلك.
مولده بغداد في رمضان سنة خمسين وأربعمائة ،ومات في سادس رمضان سنة ثنتين وأربعين وخمسمائة .وذكر
764
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
في جمع الجوامع.
ولبعضهم فيه:
?? -2094هبة ال بن عبد ال بن سيد الكل الفقيه ،أبو القاسم بهاء الدين القفطي
الشافعي
ولد سنة سبع وتسعين وخمسمائة -وقيل سنة ستمائة ،وقيل سنة إحدى وستمائة -وتفقه بقوص على الشيخ مجد
الدين القشيري ،وقرأ الصول على قاضيها شمس الدين الصبهاني ،وبرع في الفقه والصول والنحو والفرائض
والجبر والمقابلة ،وسمع الحديث من أبي الحسن علي بن هبة ال بن سلمة وغيره ،وحدث ،وانتهت إليه رياسة
النصائح المفترضة في فضائح الرفضة ،وهموا بقتله ير مرة ،وتاب على يده منهم جماعة ،وأخذ عنه العلم غير
واحد ،منهم الشيخ تقي الدين بن دقيق العيد والضياء ابن عبد الرحيم.
وصنف تفسيرًا وصل فيه إلى سورة مريم ،وشرح الهادي في الفقه في خمس مجلدات ،وشرح العمدة الطبري،
وشرح مختصر أبي شجاع ،وشرح مقدمة المطرزي في النحو .وله كتاب النباء المستطابة في فضل الصحابة
على القرابة ،وكتاب في ثناء القرابة على الصحابة وثناء الصحابة على القرابة ،ومصنف في الفرائض والبر
والمقابلة.
وكان التقى بن دقيق العيد يجله ،وسافر في سنة تسعين لزيارته ،وكان يقول :أعرف عشرين علمًا ،أنسيت بعضها
لعدم المذاكرة.
765
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
أصلهم من النعمانية ،وسكن أبوه واسطًا ،وتزوج إلى آل العرمرم ،فرزق منهم ولده أبا الحسن هذا ،ونشأ نشوءًا
حسنًا .قرأ القرآن على ابن علن وابن الصواف وعلى أبي بكر أحمد بن علي بن واسط عبد ال العجمي المعروف
بالهرمزان ،وأسن وكبر ،وكان إمامًا في النحو ،قوم لثلثين سنة آتية.
قال السلفي :قرأت عليه القرآن .قال :وهو آخر من حدث عن ابن النبائي.
كان نحويًا أديبًا ،فاضل شاعرًا ،صحب أبا غالب بن بشران ،وأخذ عنه النحو والدب.
كذا ذكره الذهبي ،وقال :سمع من أبي الفتح المندائي ،ومات سنة ثنتين وأربعين وستمائة.
- 2098هذيل
جالس الصمعي وأضرابه .وكان عالمًا بأيام العرب ولغاتها ،روى عنه الفضل بن الحباب.
766
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
أتته البلغة من كرنبا ولم تر أبلغ من ناطـق
- 2100هشام بن أحمد بن هشام بن خالد بن سعيد ،أبو الوليد الكاتب المعروف بابن
الوقشي
قال في "المغرب" :من أهل طليطلة ،عارف بالحكام والحديث وعلم الفقه والنحو والشعر والخطابة والمنطق
والهندسة والزيوج.
ولد سنة ثمان وأربعمائة ،وأخذ العلم عن أبي الطلمنكي وأبي عمر السفاقسي وأبي عمر بن الحداد وغيرهم.
وولي القضاء ،وكان من أعلم الناس باللغة والنحو ومعاني الشعار والعروض وصناعة الكتابة .شاعر فقيه عالم
بالشروط ،فاضل في الفرائض والحساب والهندسة ،مشرف على جميع آراء الحكماء ،وهو كما قال الشاعر:
ومن شعره:
العلم ،وجمعه لكلمات المعرف؛ وهو أعلم الناس بالنحو واللغة ومعاني الشعار وعلم العروض وصناعة البلغة،
وهو بليغ مجيد شاعر مقدم حافظ للسنن وأسماء نقلة الخبار ،يصير بأصول العتقادات وأصول الفقه .واقف على
كثير من فتاوى فقهاء المصار ،نافذ في علم الشروط والفرائض ،محقق لعلم الحساب والهندسة ،مشرف على
767
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
جميع آراء الحكماء ،حسن النقد للمذهب ،ثاقب الذهن في تمييز الصواب ،ويجمع إلى ذلك آداب الخلق ،مع
وكان أبو محمد الديوالي يقول :ما أقول فيه إل كما قال الشاعر:
قال ابن الزبير :كان فقيهًا جليل ،حافظًا للمسائل واللغة والنحو ،إمامًا في جميع ذلك متقدمًا.
- 2103هشام بن الوليد بن محمد بن عبد الجبار بن هشام الغافقي أبو الوليد النحوي
العروضي
قال ابن الزبير وابن الفرضي :من أهل قرطبة كان نحويًا عروضيًا ،والعروض أغلب عليه من النحو .سمع بقي
بن مخلد ومحمد بن وضاح ،وأدب عبد الرحمن بن محمد الناصر وولي عهده المستنصر.
مات يوم السبت لحدى عشرة خلت من ربيع الول سنة سبع عشرة وثلثمائة.
768
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
قال ياقوت :كان من أهل العلم واللغة بالرقة.
قال ابن حجر :اشتغل في بلده ،ثم قدم حلب والقاهرة ،وولي مشيخة جمال الدين الستاذ دار أول ما بنيت ،وأقرأ
الحاوي والكشاف ،وكان ماهرًا في أقرانه إل أنه بطيء العبارة جدًا ،وكثرت عليه الطلبة؛ وكان مشاركًا في
مات في العشر الخير من ربيع الول سنة تسع عشرة وثمانمائة وقد جاوز السبعين.
كان إمامًا لغويًا ،أدرك العلماء وأخذ عنهم ،وتصدر بالري للفادة.
حرف الياء
زكريا
كان إمامًا عالمًا عارفًا بالقراءات والعربية ،صالحًا زاهدًا ،سمع ببلده من عبد ال بن أيوب ومنه أبو حامد بن
769
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
- 2108يحيى بن أحمد بن عبد الرحمن بن ظافر بن إبراهيم بن أحمد بن أمية بن
قال ابن الخطيب في "تاريخ غرناطة" :كان أحد قضاة العدل ،فقيهًا جليل ،نحويًا لغويًا أديبا ،صليبا في أحكامه،
عارفًا بالحكام بصيرًا بالنوازل ،جزل يقظا ،كاتبا شاعرًا ،حسن النظم والنثر ،زاهدًا في المنصب ،غير مكترث
به ،ل تأخذه في ال لومة لئم ،على سنن أخلق السلف الصالح ،وقورًا صموتا ،ذا شبيه وأخلق مرضية ،طيب
سمع من أبي الخطاب بن واجب وأبي الربيع بن سلم وأبي عمر بن عات ،وولي القضاء بمالقة وغيرها.
ومات بها في العشرين من ربيع الول سنة ثمان وخمسين وستمائة ،ومولده بأربوله سنة ثمان وسبعين
الشيعي
قال الذهبي :لغوي أديب ،حافظ للحاديث ،بصير باللغة والدب ،من كبار الرافضة .سمع من ابن الخضر.
ولد بالكوفة سنة إحدى وستمائة ،ومات ليلة عرفة سنة تسع وثمانين وستمائة.
قال ياقوت :أحد الئمة المتبعين في اللغة ،تخرج به جماعة من أهل فاراب وما وراء النهر؛ روى الحديث عن
أبي عبد الرحمن عبد ال بن عبيد ال بن شريح البخاري ،وعنه الحسن بن منصور.
770
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
- 2111يحيى بن أبي بكر بن عبد ال بن محمد بن عبد ال الغماري التونسي
ولد سنة ثلث وأربعين وستمائة ،وقرأ العربية بتونس على ابن عصفور ،وبدمشق على ابن مالك وبالقاهرة على
- 2112يحيى بن أبي الحجاج الليلي أبو زكريا صهر الحافظ أبي العباس بن خليل
قال ابن الزبير :انتقل إلى مراكش صغيرًا ونشأ بها ،وأخذ علم العربية بفاس عن أبي بكر بن طاهر .وكان له
تقدم في علم العربية وأصول الفقه ،مع دقة نظر ،ونفوذ فهم وغموض استنباط وقوة إدراك ،وهو الذي استخرج
من تفسير أبي الحكم بن برجان من كلمه على سورة الروم فتح بيت المقدس في الوقت الذي فتح فيه على
ووقف عليه ابن المنصور ،فبقي مرتقبًا له معتنيًا في نفسه به ،حتى كان ذلك على حسب ما قاله ،فأمر أن يحضر
روى عنه ابن أخته القاضي أبو الخطاب بن أبي العباس بن خليل.
كذا ذكره ابن الزبير :وقال :أخذ عن موسى بن زكريا وعقيل بن الفضل الشلبيين ،وتل عليهما.
واستوطن مدينة مراكش ،وأقرأ بها القرآن إلى أن مات سنة أربع عشرة وستمائة.
771
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
قال ابن الفرضي ،كان بصيرًا بالنحو ،أديبًا فقيهًا نبيل محدثا.
قال ابن الزبير :أخذ عن أبي الحسن الدباج والشلوبين وغيرهما ،وقرأ القرآن والعربية والفقه ببلده مدة ،ثم انتقل
إلى العدوة عند استيلء النصارى على قرطبة سنة ثلث وثلثين وستمائة ،فسكن مراكش ،وأقرأ بها يسيرًا ،ثم
المعروف بالفراء
قيل له :الفراء ،لنه كان يفرى الكلم .روى عن قيس بن لربيع ومندل بن علي والكسائي ،وعنه سلمة بن عاصم
كان أعلم الكوفيين بالنحو بعد الكسائي ،أخذ عنه ،وعليه اعتمد ،وأخذ عن يونس ،وأهل الكوفة يدعون أنه استكثر
وكان يحب الكلم ويميل إلى العتزال ،وكان متدينًا متورعًا ،على تيه وعجب وتعظم ،وكان زائد العصبية على
سيبويه ،وكتابه تحت رأسه ،وكان يتفلسف في تصانيفه ،ويسلك ألفاظ الفلسفة .وكان أكثر مقامه ببغداد ،فإذا كان
آخر السنة أتى الكوفة فأقام بها أربعين يومًا يفرق في أهله ما جمعه .وكان شديد المعاش ،ل يأكل حتى يمسه
وأبوه زياد هو القطع ،قطعت يده في الحرب مع الحسين بن علي .وكان مولى لبي ثروان ،وأبو ثروان مولى
بني عبس.
772
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
صنف الفراء :معاني القرآن ،البهاء فيما تلحن فيه العامة ،اللغات ،المصادر في القرآن ،الجمع والتثنية في القرآن،
آلة الكتاب ،النوادر ،المقصور والممدود ،فعل وأفعل ،المذكر والمؤنث ،الحدود ،مشتملة على ستة وأربعين حدًا
قال سلمة بن عاصم :دخلت عليه في مرضه ،وقد زال عقله ،وهو يقول :إن نصبا فنصبا ،وإن رفعا فرفعا.
- 217يحيى بن سعدون بن تمام بن محمد الزدي القرطبي ،أبو بكر النحوي اللغوي
قال ياقوت :شيخ فاضل ،عارف بالنحو وجوه القراءات ،قرأ على أبي القاسم خلف بن إبراهيم الحصار بقرطبة
وغيره ،وسمع من أبي محمد بن عتاب ،وقدم العراق ،وقرأ ببغداد على سبط أبي منصور الخياط وأبي عبد ال
البارع ،وسمع بها من أبي القاسم بن الحصين ،وبمصر من ابن أبي صادق .وسكن دمشق مدة ،وأقرأ بها القرآن
والنحو ،وانتفع به خلق لحسن خلقه وتواضعه .سكن الموصل إلى أن مات يوم عيد الفطر سنة سبع وستين
ابن النحوي
773
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
ثم توفي بعده وهو صغير؛ فلما كبر انقطع إلى مكي بن ريان فأخذ عنه النحو ،وتخرج عليه ،واعتن به لحق
ولد سنة سبع -وقيل ثمان -وستين وخمسمائة ،ومات سنة ست عشرة وستمائة.
نزيل تلمسان .قال أبو مكتوم :تصدر بها للقراء ،وأخذ عنه بها ،وكان قرئًا نحويًا لغويًا ،له شعر معظمه في
الزهد.
الستاذ المقرئ النحوي ،المام في النحو ،الفقيه المتقن .هكذا ذكره ابن رشيد في رحلته ،وقال :أحد المحققين
للعربية ،مع مشاركة في تفسير وأدب ومنطق وأصول .تخرج به نجباء تونس ،وكان في إقرائه للعربية ذلق
اللسان ،حسن البيان؛ فإذا أقرأ غيرها من العلوم قصر عن تلك الرتبة .وكان له بتونس جاه وصيت.
من أهل الجزيرة الخضراء .قال ابن الفرضي :كان عالمًا باللغة والعربية ،فصيحًا ،أخذ عن ابن الغازي وغيره.
قال ياقوت :كان أديبًا شاعرًا ،له مصنف في النحو مختصر ،وكان ل يطيل في شعره ،فإذا مدح وهجا ل يزيد
على بيتين.
774
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
- 2123يحيى بن عبد ال بن ثابت الفهري أبو بكر
قال في "الريحانة" :سمع يحيى بن عبدوس ،وكان يحفظ الفقه والعربية حفظًا جيدًا ،فصيح اللسان شاعرًا .روى
قال في "تاريخ غرناطة" :أديب زمانه ،وواحد أقرانه ،سيال القريحة ،بارع الدب ،رائق الشعر ،علم في النحو
واللغة والتاريخ والعروض وأخبار المم ،لحق بالفحول المتقدمين ،وأعجزت براعته المتأخرين ،وشعره مدون،
جرئ في ذلك كله ،طلق الجموح ،ثم انقبض وعكف على قراءة القرآن ،وقيام الليل وسرد الصوم والنظم في مدح
وكان أخذ عن أبيه وأبي الوليد= بن رشد وأبي عبد ال بن عروس وغيرهم.
ولد يوم الثلثاء الخامس والعشرين من محرم سنة تسع وخمسين وخمسمائة ،ومات بغرناطة سنة تسع وعشرين
وستمائة.
ومن شعره:
من أهل قرطبة .قال ابن الفرضي :سمع من محمد بن عبد الملك بن أيمن وقاسم بن أصبغ وغيرهما ،ورحل
فسمع من أبي سعيد بن العرابي .وكان بصيرًا بالنحو واللغة والشعر والغريب ،بليغًا شاعرًا ،مؤلفاً جيد النظم،
775
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
حسن الستنباط ،حدث.
وتوفي فجأة يوم الخميس لعشر خلون من ربيع الول سنة اثنتين وستين وثلثمائة.
النحوي
قال الذهبي :لزم ابن بري مدة طويلة ،وبرع في لسان العرب ،وتصدر بالجامع العتيق مدة ،وتخرج به جماعة،
وكان مشهورا بحسن التعليم .روى عن ابن بري ،وعن الزكي المذري.
المعروف بالبيض ،لنه كان أبيض الرأس واللحية والحاجبين وشفار العين خلقة ،وقيل :إن أمه كانت أخت أبيه
قال ابن الفرضي :كان متقدمًا في النحو واللغة بارعا ،ألف في النحو كتابا أخذه الناس عنه ،وكانت له رحلة قديمة.
مات سنة ثلث وستين ومائتين ،وقيل :مات سنة ست وثلثين ومائتين.
ل نحويًا ،تصدر لقراء العربية بجامع الصالح ،وصنف مصنفات ،وكان يؤثر
قال في "الدرر" :كان فقيهًا فاض ً
النجماع والعبادة.
776
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
- 2129يحي بن علي بن أحمد بن محمد بن غالب ،أبو زكريا زين الدين الحضرمي
ولد سنة سبع -أو ثمان -وسبعين وخمسمائة ،وسمع من ابن حوط ال ،وبمصر من الحافظ بن المفضل،
وبنيسابور من المؤيد الكوسي ،وقرأ على الكندي النحو ،وأقرأ الناس القراءات والعربية .وله شعر جيد ،وكان
- 2130يحيى بن علي بن محمد بن الحسن بن محمد بن موسى بن بسطام الشيباني ،أبو زكريا ،ابن الخطيب
التبريزي :قال ياقوت :وربما يقال له :الخطيب؛ وهو وهم .وكان أحد الئمة في النحو واللغة والدب؛ حجة
صدوقًا ثبتا .هاجر إلى أبي العلء المعري ،وأخذ عنه وعن عبيد ال الرقي والحسن بن رجاء بن الدهان وابن
وسمع الحديث وكتب الدب على خلق ،منهم القاضي أبو الطيب الطبري وأبو القاسم التنوخي والخطيب
والبغدادي ،وأخذ عنه العلم موهوب الجواليقي وغيره ،وروى عنه السلفي ،وأبو الفضل بن ناصر.
وولي تدريس الدب بالنظامية وخزانة الكتب بها ،وانتهت إليه الرياسة في فنه ،وشاع ذكره في القطار ،وكان
يدمن شرب الخمر ويلبس الحرير والعمامة المذهبة ،وكان الناس يقرءون عليه تصانيفه وهو سكران ،وكان
ل.
أكو ً
صنف :شرح القصائد العشر :ملكته بخطه ،تفسير القرآن والعراب ،شرح اللمع ،الكافي في العروض ،والقوافي،
ثلثة شروح على الحماسة ،شرح شعر المتنبي ،شرح شعر أبي تمام ،شرح الدريدية ،شرح سقط الزند ،شرح
777
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
ولد سنة إحدى وعشرين وأربعمائة ،ومات فجأة في جمادى الولى سنة ثنتين وخمسمائة.
النحوي
قال الصفدي :قدم علين دمشق من العجم سنة تسع وأربعين وسبعمائة ،فسألته عن مولده فقال :سنة ثمانين
وستمائة .رحل إلى بغداد ،وقرأ بها القرآن على ابن المحروق الواسطي وباليمن على جماعة وله دربة كثيرة
بالكشاف ،وله علي تعليقة ،وشرح اللباب لتاج الدين السفراييني في النحو.
قال ياقوت :إمام من أئمة المسلمين وحبر من أحبارهم ،كامل فاضل ،فقيه قارئ مفسر ،نحوي لغوي عروضي
شاعر.
تفقه على والده ،وصحب ببغداد أبا النجيب السهروردي وغيره ،وقرأ الدب على ابن الخشاب ،وبرع في الفقه.
وقال ابن النجار :كان آخر من بقي من المشايخ المشار إليهم في مذهب الشافعي ،وله الكلم الحسن في المناظرة
والعبارة الفصيحة والمعرفة بالصلين واليد الطولي في الدب والباع الممتد في حفظ لغات العرب ،وكان أحفظ
وصنف في المذاب والخلف والدب ،وولي تدريس النظامية ونظرها وقضاء بلده مدة.
مولده في المحرم سنة إحدى وثلثين وخمسمائة ،ومات في رمضان سنة ست عشرة وستمائة.
ومن نظمه:
778
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
في الفتح والضم وأخرى تنكسر للف المر ضروب تنحـصـر
نحو أحب يا زيد صوت الداعي فالفتح فيما كان مـن ربـاعـي
من فعله المستقبـل الـزمـان والضم فيما ضم بعد الـثـانـي
إن زاد عـن أربـعة أو قـل والكسر فيما منهمـا تـخـلـى
المقرئ اللغوي
مولى بني عدي بن مناة ،بصري ،سكن بغداد ،وحدث عن أبي عمرو والخليل؛ وعنهما أخذ العربية ،وأخذ عن
الخليل اللغة والعروض؛ روى عنه ابنه محمد وأبو عبيد وخلق ،وكان أحد القراء الفصحاء العالمين بلغة العرب
والنحو .أدب أولد يزيد بن منصور الحميري ،ونسب إليه ،ثم أدب المأمون ،وسأله مرة عن شيء ،فقال :وجعلني
ال فذاك! فقال المأمون :ل درك! ما وضعت الواو في مكان أحسن من موضعها هذا ،ووصله .وهو الذي خلف
مات بخراسان سنة ثنتين ومائتين .عن أربع وسبعين سنة ،ونشأ له أولد وأولد أولد علماء ،في هذه الطبقات،
منهم جملة.
- 2134يحيى بن المثنى
ذكره الزبيدي في الطبقة الرابعة من نحاة القيروان ،وقال :كان عالما بالعربية واللغة.
أبو بكر
779
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
قال في "تاريخ غرناطة" :من بيت علم وحسب .كان صدرًا مبرزًا من أهل العلم والفضل ،اعتنى بعلم العربية،
وأخذ عن أبي علي الرندي وابن خروف والشلوبين ،وأقرأ ببلده مدة.
روى عن أبي الوليد جابر بن نام الحضرمي .وكان موجودًا في سنة ثمان وتسعين وخمسمائة.
قال في "الدرر" :ولد في شعبان سنة ثمان وسبعمائة ،واشتغل بالكوفة وبغداد .وصنف مفتاح اللباب في النحو،
وقدم دمشق.
النحوي الديب .أحد أئمة الدب كشيوخ النحاة القوام على كتاب سيبويه وغيره ،مع تفنن في علوم رياضية .وكان شاعرًا
مجيدًا.
780
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
قال القاضي عياض :جالسته كثيرا ،وحضرت مجالسه في الدب ،وأخبرني بملح وفوائد ،وأنشدني كثيرًا
- 2140يحيى بن محمد بن طباطبا العلوي النحوي أبو محمد ،وقيل أبو المعمر
ل ،يتكلم مع ابن برهان في هذا العلم ،أخذ عن الربعي والشماسي ،وعنه
قال ياقوت :كان نحويًا أديبًا فاض ً
الناس يعجبون من حفظنا لهذه السانيد ،وأبو زكريا العنبري يحفظ من العلوم ما لو كلفنا حفظ شيء منه
قال ياقوت :وقال القاضي عبد الحميد بن عبد الرحمن :ذهبت الفوائد من مجلسنا بعد أبي زكريا ،وذلك أن أبا
زكريا اعتزل الناس ،وقعد عن حضور المحافل بضع عشرة سنة .سمع أبا على الحرسي وأحمد بن سلمة
وغيرهما؛ روى عنه أبو بكر بن عبدوس المفسر وأبو الحسين بن علي الحافظ والمشايخ.
781
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
قال ابن حجر :كان ماهرًا في العربية والشعر ،ولد سنة ثلث وأربعين وسبعمائة تقريبًا ،وسمع صحيح
مسلم من أبي عبد ال بن مرزوق والموطأ من أبي القاسم الغبريني ،أخبرنا أبو عبد ال بن صالح الكتاني،
أخبرنا أبو عبد ال بن قطران .وأجاز له الوادي آشي وأبو القاسم بن يربوع ،واشتغل في عدة فنون ،أجاز
لبن حجر.
قدم حاجا سنة تسع وثمانين وسبعمائة ،ومات راجعًا من الحج في ذي الحجة من السنة المذكورة انتهى.
قال ابن مكتوم :نحوي ،قرأ على ابن العطار وغيره ،وله في النحو كتاب على الجمل سماه المفيد ،اجتمعت
قال ابن الزبير :كان من أهل المعرفة بالعربية والداب واللغات والتاريخ ،ومن الكتاب المجيدين والشعراء
قال ياقوت :إمام في العربية ،مليح الخط ،سريع الكتابة ،يخرج العصر إلى سوق الكتب ببغداد؛ فل يقوم من
مجلسه حتى يكتب الفصيح لثعلب ويبيعه بنصف دينار ويشتري به نبيذًا ولحمًا وخمرًا وفاكهة ،ول يبيت
حتى ينفقه .وله تأليف في النحو مختصر :وقال الثعالبي :وهو أحد مدرسي اللغة وأصحاب الخطوط ببغداد.
782
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
مات سنة خمس عشرة وأربعمائة.
- 2147يحي بن معط بن عبد النور أبو الحسين زين الدين الزواوي المغربي
النحوي
كان إمامًا مبرزًا في العربية ،شاعرًا محسنًا ،قرأ على الجزولي ،وسمع من ابن عساكر ،وأقرأ النحو
بدمشق مدة ثم بمصر ،وتصدر بالجامع العتيق ،وحمل الناس عنه .وصنف اللفية في النحو ،الفصول له.
ولد سنة أربع وستين وخمسمائة ،ومات في سلخ ذي القعدة سنة ثمان وعشرين وستمائة.
وله :العقود والقوانين في النحو ،وكتاب حواش على أصول ابن السراج في النحو ،وكتاب شرح الجمل في
النحو ،وكتاب شرح أبيات سيبويه نظم ،وكتاب ديوان خطب .وله قصيد في القراءات السبع ،ونظم كتاب
الصحاح للجوهري في اللغة ،ولم يكمل ،ونظم كتاب الجمهرة لبن دريد في اللغة ،ونظم كتابًا في العروض،
وكان يحفظ شيئًا كثيرًا ،فمن جملة محفوظاته كتاب صحاح الجوهري.
ومن شعره:
نعت جميل به قد زين المنـا قالوا تلقب زين الدين فهـو لـه
وقف على كل بخس والدليل أنا فقلت ل تعذلـوه إن ذا لـقـب
783
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
قال لصفدي :كان عارفًا في الداب ،عالمًا بالعربية واللغة ،مقدمًا في أشعار الجاهلية ،مشاركا في العلوم.
البغدادي
قال أبو نعيم :كان رأسًا في النحو والعربية ،روى عن هشيم وابن أبي زائدة وابن علية ،ووثق.
قال في "النضار" :كان متصرفًا في العلوم بصيرًا بالحساب والنجوم والطب .بارعًا في النحو واللغة والعروض
ومعاني الشعر والحديث والفقه والخبار والجدل ،رحل إلى المشرق ومات بها سنة خمس عشرة وثلثمائة.
قال الحاكم :فقيه أديب نحوي مبرز ،سمع ابن عمر وجابرًا وأبا هريرة ،وأخذ النحو عن أبي السود.
ولما بنى الحجاج واسطًا سأل الناس :ما عيبها؟ قالوا :ل نعرف لها عيبًا ،وسندلك على من يعرف عيبها ،يحيى بن
يعمر ،فبعث إليه ،فسأله فقال :بنيتها من غير مالك ،ويسكنها غير ولدك ،فغضب الحجاج وقال :ما حملك على
ذلك؟ قال :ما أخذ ال تعالى على العلماء في علمهم أل يكتموا الناس حديثًا ،فنفاه إلى خراسان ،فوله قتيبة بن مسلم
قضاءها ،فقضى في أكثر بلدها :نيسابور ومرو وهراة ،وآثاره ظاهرة .توفي سنة تسع وعشرين ومائة.
- 2152يحيى بن يوسف بن محمد بن عيسى السيرامي الشيخ نظام الدين ابن الشيخ
784
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
- 2153يحيى العز
].[.....
- 2154يزيد بن داود بن يزيد بن عبد ال السعدي اليحصبي ،أبو خالد وأبو كثير
قال في "تاريخ غرناطة" :كان من النبهاء النجباء الذكياء الحفاظ لكتب العربية والدب واللغة ،يكتب ويشعر.
قال ابن الفرضي :كان بصيرًا بالعربية :اللغة والنحو والشعر موصوفا بالبلغة والخطابة ،مشهورًا بالفصاحة،
وذكره الزبيدي في الطبقة الرابعة من نحاة الندلس ،وقال :كان أستاذًا في علم العربية واللغة ،مقدمًا ،مشهور
خالد
قال ابن الزبير :كان أديبًا نحويًا لغويًا ،أقرأ بمطخشارين ،وكان أخذ عن أبي الحسن بن الدراج .تأدب به أهل
غرناطة ،وأحسب وفاته نحو عشرين وخمسمائة ،وقد نيف على الثمانين.
785
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
- 2157يعقوب بن أحمد بن محمد بن أحمد القاري الديب البارع الكردي اللغوي،
أبو يوسف
قال في "السياق" :أستاذ البلد ،وأستاذ العربية واللغة ،شيخ معروف مشهور ،كثير التصانيف والتلمذة ،ومبارك
قرأ على أبي سعيد الحاكم ،وقرأ الحديث على القاضي أبي بكر الحيري وابن فنجويه وجماعة.
وله:
وله تصانيف كثيرة في النحو ومعاني الشعر وتفسير دواوين العرب؛ زاد فيها من تقدمه.
ولم يكن بعد ابن العرابي مثله ،وحضر مرة عند ابن العرابي ،فحكى شيئًا فعارضه يعقوب ،وقال :من يحكي
هذا أصلحك ال؟ فقال له ابن العرابي :ما أشد حاجتك إلى من يعرك أذنيك ثم يصفعك ،فأطرق يعقوب حتى سكن
ابن العرابي ،ثم قال له :ما كان يسرني أن هذه البادرة بدرت منك إلى غيري ،ثم لم يتحملها! وكان معلمًا
قال عبد ال بن عبد العزيز:ونهيته حين شاورني فيما دعاه إليه المتوكل من منادمته فلم يقبل قولي ،وحمله على
الحسد ،وأجاب إلى ما دعي إليه ،فبينا هو مع المتوكل في بعض اليام إذ بهما ولداه :المعتز والمؤيد ،فقال لك يا
يعقوب ،من أحب إليك؟ أبناء هذان أم الحسن والحسين؟ فغض يعقوب من ابنيه ،وقال :قنبر خير منهما ،وأثنى
على الحسن والحسين بما هما أهله .وقيل :قال :وال إن قنبرا خادم على خير منك ومن ابنيك؛ فأمر التراك
786
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
فداسوا بطنه ،فحمل فعاش يومًا وبعض الخر ،وقيل :حمل ميتًا في بساط ،وقي :قال :سلوا لسانه من قفاهن ففعلوا
به ذلك .فمات ،وكان ذلك يوم الثنين لخمس خلون من رجب سنة أربع وأربعين ومائتين ،ووجه المتوكل إلى أمه
دينه.
قال ابن حجر :ولد سنة تسع وثمانين وسبعمائة ،واشتغل في بلده ،ومهر في الصول والعربية والمعاني ،وله
ودخل الشام وحج وأقام بلرندة يدرس ويفتى ،ثم قدم القاهرة فأكرمه ططر إكرامًا زائدًا ،ثم رجع إلى لرندة،
رداؤه وهو في الصلة ورد إليه ولم يشعر لشغله بالصلة .وبلغ من جاهه بالبصرة أنه كان يحبس ويطلق.
أخذ عنه خلق كثير ،وله قراءة مشهورة ،وهي إحدى القراءات العشر.
ولبعضهم فيه:
787
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
- 2161يعقوب بن جلل التباني شرف الدين
قال الحافظ ابن حجر :ولد سنة ستين وسبعمائة ،وقرأ على أبيه وغيره ،ومهر في العربية ،وأحب الحديث؛ وكان
يستحضر كثيرًا من فروع الحنفية ،مع براعة في العربية والمعاني والبيان والعقليات ،وبشاشة الوجه ،وطلقة
ولي التدريس والخطابة والمامة ،بمدرسة الجامي ،ومشيخة ثرية قجا ومشيخة قوصون ومشيخة الشيخونية،
ونظر الكسوة ووكالة بيت المال ،وجرت له خطوب مع الناصر ،واتصل بالمؤيد ،فعظم قدره عنده.
ومات يوم الربعاء سادس عشري صفر سنة سبع وعشرين وثمانمائة.
قلت :وله مؤلفات كثيرة في فنون يشرع فيها ثم يقطع ول يكملها؛ ورأيت له قطعة على شرح العمدة لبن دقيق
قال ابن حجر :كان عارفًا بالفقه والصول والعربية ،وانتفع به الناس.
قال في "الدرر" :اشتغل بالقه ]على ابن جوبر وغيره[ ومهر فيه؛ وكان عارفًا بالقراءات ،ماهرًا في الفقه
والعربية ،خطيبًا بليغًا واعظًا إمامًا فاضل ،انتهت إليه رياسة العلم ببلده ،وتخرج به جماعة.
788
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
- 2164يعقوب بن علي بن محمد بن جعفر ،أبو يوسف البلخي ثم الجندلي
كذا ذكره ابن رافع ،وقال :قرأ على البدر بن مالك التسهيل لبيه ،وعلى ابن أياز والفخر بن مقلة الربلي
ومن شعره:
ابن عبد الكريم بن محمد بن يحيى النحوي الحلبي موفق الدين أبو البقاء المشهور
ولد في ثالث رمضان سنة ثلث وخمسين وخمسمائة بحلب ،وقرأ النحو على فتيان الحلبي وأبي الباس
البيزوري ،وسمع الحديث على الرضى التكريتي وأبي الفضل الطوسي ،ورحل إلى بغداد ليدرك أبا البركات
وكان من كبار أئمة العربية ،ماهرًا في النحو والتصريف ،قدم دمشق وجالس الكندي ،وتصدر بحلب للقراء
وكان حسن الفهم ،لطيف الكلم ،طويل الروح على المبتدى والمنتهى ،ظريف الشمائل ،كثير المجون؛ مع سكينة
789
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
ووقار .حدث عنه جماعة آخرهم أبو بكر الدشتي.
مات بحلب سحرًا في الخامس والعشرين من جمادى الولى سنة ثلث وأربعين وستمائة .ذكر في جمع الجوامع.
قال ابن النجار :من البندنيجين ،ولد بها ،وأصله من العاجم من الدهاقين .ولد أكمه سنة مائتين ،ونشأ
بالبندنيجين ،وحفظ بها أدبًا كثيرًا ،وعلمًا وأشعارًا كثيرة ،ثم خرج إلى بغداد ،ولقي العلماء .وقرأ على أبي عبد ال
محمد بن زياد العرابي وأبي نصر صاحب الصمعي وابن السكيت ،ودخل البصرة فلقي الزيادي والرياشي.
قال محمد بن إسحاق النديم :كان ضريرًا شاعرا ،عارفًا بالفقه ،له من الكتب :كتاب التنبيه ،كتاب معاني الشعر،
كتاب العروض.
ومن شعره:
قال ياقوت :نحوي أديب ،راوية ،ذكره الزبيدي في نحاة مصر .أخذ عن المازني وأبيس حاتم وابن أخي
الصمعي ،وكان من مشايخ العلم والشعر ،أخباريا حسن الداب ،دخل بغداد ،ومات بطبرية -وقيل بدمشق -سنة
ثلث وثلثمائة.
وقال ابن يونس :قدم مصر سنة ثلث وخرج إلى دمشق سنة أربع؛ فمات بها.
790
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
- 2169يوسف بن إبراهيم بن يوسف بن سعيد بن أبي ريحانة النصاري النحوي
قال في "النضار" :أخذ القراءات والعربية عن الرندي ولزمه ،وقرأ عليه الكثير تفهمًا ،ككتاب سيبويه،
والجمل ،والكامل ،والصلح ،أدب الكاتب ،والغريب المصنف ،والحماسة ،وغير ذلك.
وسمع الحديث منه ومن أبي الحجاج يوسف بن محمد الفهري وأبي إسحاق الخولني ،وأجاز له أبو القاسم الغافقي
وأبو الخطاب بن واجب ،وأبو بكر بن طلحة وجماعة ،وأقرأ ببلده القرآن والعربية ،ثم رجع عن القراء ،وآثر
الخمول والنزواء ،ثم ولي الخطبة والصلة بجامع مالقة .وكان من أهل الفضل والدين والخير.
وقال في "الدرر" :اشتغل بالعلم ،وسمع من الحجار ،وأفتى ودرس ،وخطب؛ وجعل مع والده شريكا في القضاء،
ولد سنة أربع وعشرين وسبعمائة ،ومات في حياة والده في صفر سنة ست وستين.
من أهل جزيرة شقر .قال في "البلغة" :صحب ابن رشد؛ وكان إمامًا في العربية والطب ،آخر الطباء بشرق
الندلس ،عارفًا بكتاب سيبويه ،فاق أهل زمانه فيه وبعلوم الوائل ،وله مؤلفات.
791
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
- 2172يوسف بن أحمد بن علي ،أبو الحجاج الندلسي المربيطري
قال ابن البار :كان بارعًا في النحو ،واقفًا على كتاب سيبويه ،سمع أبا القاسم بن حبيش ،وأجاز له أبو الطاهر
بن عوف ،وأقرأ الناس العربية ،ثم عنى بالطب حتى رأس فيه ،وخدم به المراء ،ونال دنيا واسعة.
قال ابن الزبير :ذكره الخطيب أبو جعفر بن يحيى المقرئ في برنامجه ،وقال :الستاذ اللغوي الناقد ،روى عن
الجمال الحنبلي
مقرئ بغداد .قال الذهبي :كان عارفًا بالنحو واللغة ،بصيرًا بعلل القراءات ،متصديًا لقرائها ،سمع الحديث من
عمر بن عبد العزيز بن الناقد ،وتاج النساء عجيبة ،ودخل دمشق ومصر ،وسمع من شيوخهما .أخذ عنه الفرضي
قرأ على والده ،وخلفه في جميع علومه ،وتمم كتبا كان شرع فيها؛ منها القناع.
وله أيضاً شرح أبيات الكتاب ،شرح أبيات الصلح ،شرح أبيات الغريب المصنف.
792
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
وكان دنيًا صالحًا ،ورعًا متقشفًا ،له تقدم في اللغة والعربية ،وبضاعة في العلوم الباقية.
مات في ربيع الول سنة خمس وثمانين وثلثمائة عن خمس وخمسين سنة.
جمال الدين
خطيب المنصورية :قال ابن حجر :أخذ عن التاج السبكي والجمال الشريشي والصدر الخابوري ،وجد ودأب،
وفقا أقرانه في العربية وغيرها من العلوم؛ وانتهت إليه مشيخة العلم بالبلد الشمالية ،ورحل إليه الناس ،وكان
خيرًا ساكنا.
صنف :شرح ألفية ابن مالك ،شرح فرائض المنهاج ،شرح مختصر اللمام.
قال ابن حجر :ولد سنة ثلثين وسبعمائة ،وأخذ عن العضد وغيره ،ورحل إلى بغداد فقرأ على الكرماني ثم أقام
بتبريز ينشر العلم ،يصنف ،ثم تحول إلى ماردين ،فأكرمه صاحبها ،وعقد له مجلسًا حضر فيه علماؤها ،فأقروا له
بالفضل ،ثم فطن الجزيرة إلى أن مات .وكان ل يرى إل مشغول بالعلم والتصنيف ،ومن سيرته أنه لم تقع منه
صنف شرحًا على الكشاف ،وشرح منهاج البيضاوي ،وشرح السماء الحسني.
793
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
قال ابن القطاع :حافظ لكتب المتقدمين متنبه لسرار المؤلفين ،مقدم في زمانه على أشكاله وأقرانه ،وله مع ذلك
كان عالمًا بالعربية واللغة ومعاني الشعار ،حافظًا لها ،حسن الضبط لها ،مشهورًا بإتقانها ،رحل إلى قرطبة
ذكره الزبيدي في الطبقة السادسة من "نحاة الندلس" ،وقال :كان من أهل العلم بالعربية ،حافظًا لها .حسن
القياس ،لطيف النظر ،كاتبًا بليغا .مات سنة إحدى وخمسين وثلثمائة.
من جزيرة شقر .قال ابن الزبير :كان من أهل المعرفة بكتاب سيبويه ،ممن فاق فيه أهل زمانه ،ومع معرفة
قال الحميدي :أديب نحوي مشهور ،روى عن أحمد بن أبان ،وعنه غانم بن الوليد المالقي النحوي.
794
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
قال ابن الزبير :كان نحويًا أديبًا ،راوية .روى عن القاضي أبي الوليد بن الدباج وعبد الملك بن سلمة بن
ولد في شعبان سنة خمس وخمسمائة ،وكان حيًا سنة ثمان وخمسين وخمسمائة.
قال في "تاريخ جرجان" :كان عظيم الشأن ،غزير العلم في الدب واللغة ،ل يوازنه أحد في صناعته .سكن
صنف :شرح الفصيح ،عمدة الكتاب ،خلق النسان والفرس ،اشتقاق السماء ،الرياحين ،وغير ذلك.
- 2185يوسف بن عبد المحمود بن عبد السلم البتي الحنبلي النحوي المقرئ جمال
الدين
- 2186يوسف بن عبد الملك بن محمد المعروف بابن أبي الفلح .وهي كنية جده
قال الخزرجي :كان فقيهًا متفننًا عارفًا بالفقه والنحو واللغة ،تفقه في بلده،وحج وأخذ عن علماء مكة ،وانتهت إليه
795
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
- 2187أبو يوسف بن العلء
ذكره الزبيدي في "طبقات النحاة" ،فقال :هو أخو أبي عمرو بن العلء ،واسمه كنيته ،وكان من النحويين
قال في "السياق" :رجل من وجوه القراء ورءوس الفاضل ،عالم بالقراءات كثير الروايات مقدم في النحو
والصرف ،عارف بالعلل ،حضر مجلس أبي القاسم القشيري في النحو ،وقرره نظام الملك مقرئًا في مدرسته سنة
قال في "الدرر" :كان شيخ العربية .مات سنة تسع وأربعين وسبعمائة.
قال الذهبي :كان علمة أخباريًا ،لغويًا ،بارعا في العربية وضروبها ،يحفظ الحماسة وديوان المتنبي وأبي تمام
صنف تاريخًا على الحوادث ،ومات بتونس في ذي القعدة سنة ثلث وخمسين وستمائة ،وقد جاوز الثمانين بيسير.
796
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
نزيل بلنسية .قال ابن البار :أخذ عن أبي ذر الخشني وأبي بكر بن زيدان ،وبرع في النحو ،وجلس لقرائه
مات والعدو محاصر بلنسية سنة خمس وثلثين وستمائة عن ثمان وسبعين سنة.
قال ابن حجر :نشأ بتبريز ،ثم قدم القاهرة ،فقرر شيخا في البرقوقية بعد العلء السيرامي .وكان عارفًا بالفقه
قال في "الدرر" :برع في العربية والفرائض ،وسمع ببغداد من الصفي عبد المؤمن والدقوقي ،وأجاز له الحجاز ،ونظم
عدة أراجيز في فنون.
وقال ابن رافع في معجمه :بلغت مصنفاته مائة ،منها غيث السحابة في فضل الصحابة.
مولده في رجب سنة ست وتسعين وستمائة ،ومات في حادي عشر من جمادى الولى سنة وسبعين وسبعمائة.
ومن نظمه:
ووسط تحريكا وتسـكـينـا فرق ما بين قولهم وسط الشيء
ولغى حركن سواه مـبـينـا موضع صالح لبين فـسـكـن
وسط الدار كلهم جالسـينـا كجلسنا وسط الجماعة إذ هـم
النحوي
قال في "الدرر" :ولد سنة ثمان وستين وستمائة ،وتفقه ففاق في الفقه والصول والنحو ،وسمع من المؤمل
البالسي والمقداد القيسي ،ونظم الشعر الجيد ،وكان مفتي حماة وخطيبها ،كتب عنه أبو حيان قديمًا ،وأخذ عنه
797
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
الفضلء.
وقال الذهبي :كان على قدم متينة من العلم والعمل ونشر العلم.
وله:
القرطبي
قال ابن الفرضي :كان عالمًا بالنحو واللغة ،حسن الخط ،جيد الضبط ،إمامًا في هذا الفن ،صالحًا .سمع من
طاهر بن عبد العزيز وقاسم بن أصبغ وأحمد بن بشر بن الغبش .وحدث وأدب.
قال السلفي :أقرأ النحو ،أخذه عنه أبو محمد عبد ال بن سليمان بن منصور التاهرتي.
الكتاب ،أخذ العربية عن أبي إسحاق بن ملكون ،وأبي زيد السهيلي ،وروى عنهما ،وأقرأ ببلده مدة ،ثم انتقل أخيرًا
798
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
إلى مرسية فأقرأ بها ،وكان متصرفًا في علم العربية ،حسن النظر ،أخذ عنه عالم كثير؛ منهم أبو الوليد يونس بن
وألف :شرح اليضاح للفارسي ،والرد على الزمخشري في مفصله ،وغير ذلك ،وتواليفه مفيدة حسنة؛ وإن كان
كان من أهل النحو والتقدم في علم التوحيد ،سمع مع أبي مروان بي السراج وأبي علي الجياني وغيرهما ،وله
بالشنشى
في الداب واللغة ،متقدمًا في وقته في إقراء ذلك والمعرفة به وبعلم العربية ،مع مشاركة في غير ذلك.
أقرأ بالمرية وولي أحكامها ،وروى عن مالك بن عبد ال العتبي ويحيى بن عبد ال الفرضي وأبي علي الغساني،
799
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
قال في "البلغة" :إمام في اللغة والنحو والدب ،وله نهاية المقامات في دراية المقامات.
الزدي الدوسي
من ولد أبي هريرة رضي ال تعالى عنه بالمغامي القرطبي أبو عمر.
قال ابن الفرضي :كان حافظًا للغة ،بصيرًا بالعربية ،إماما عالما جامعا لفنون من العلم ،سمع يحيى بن يحيى،
وروى عن عبد الملك بن حبيب مصنفاته ،وهو آخر من روى عنه ،ورحل فسمع بمكة من علي بن عبد العزيز،
- 2204يوسف بن يعقوب بن إسماعيل بن خرزاد النجيرمي ،أبو يعقوب ويعرف أيضًا بالسعتري .النحوي
أخذ عن علي بن أحمد المهلبي ،وروى عن زكريا بن يحيى الساجي ،وعنه ابن بابشاذ وعبد العزيز بن أحمد بن
مغلس الندلسي ،وكان مقيما بمصر .روى عن محمد بن جعفر الخزاعي المقرئ.
ومات في المحرم سنة ثلث وعشرين وأربعمائة بعد ابنه بهزاد بثلثة أشهر.
800
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
قال ابن فضل ال في "المسالك" :ذو علوم سعى إليها ،فحصل طرائقها ،وحفر تحت جناحه طوابقها ،واهتز
للمعاني اهتزاز الغصن البارح ،ولز من تقدمه في الزمان لز الجذع القارح ،فأضحى الفضل كله يزم بعنانه ،ويزم
ونقل عنه أبو حيان في الرتشاف في مواضع ،وقال فيه :ابن السكاكي من أهل قلت :كان علمة بارعًا في فنون
شتى خصوصًا المعاني والبيان ،وله كتاب مفتاح العلوم؛ فيه اثنا عشر علمًا من علوم العربية.
ثم رأيت ترجمته بخط الشيخ سراج الدين البلقيني ،فقال :يوسف بن أبي بكر بن محمد بن علي أبو يعقوب السكاكي
سراج الدين الخوارزمي .إمام في النحو والتصريف والمعاني والبيان والستدلل والعروض والشعر ،وله
النصيب الوافر في علم الكلم وسائر الفنون ،ومن رأى مصنفه علم تبحره ونبله وفضله.
ل عالمًا بالنحو واللغة والدب ،وله نظم جيد ،ذكر أنه سمع من
قال في "البدر السافر" :كان فقيهًا فاض ً
الصرفيني .أقام مدة منقطعًا عن الناس ،ثم طلب في آخر عمره خطابة بلده ،فأجيب إليه ،وفرح به أهل بلده
وأقاربه.
مولده سنة أربع عشرة وستمائة ،ومات سنة ثمان وتسعين وستمائة.
قال السيرافي :بارع في النحو ،من أصحاب أبي عمرو بن العلء ،سمع من العرب ،وروى عن سيبويه فأكثر،
وله قياس في النحو ،ومذاهب يتفرد بها .سمع منه الكسائي والفراء .وكانت له حلقة بالبصرة ينتابها أهل العلم
801
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
وطلب الدب وفصحاء العراب والبادية.
وعنه أنه قال :قال لي رؤبة بن العجاج :حتام تسألني عن هذه البواطيل وأزخرفها لك! أما ترى الشيب قد بلغ في
لحيتك! انتهى.
قال غيره :قارب يونس تسعين سنة ولم يتزوج ولم يتسر .مولده سنة تسعين ومات سنة ثنتين وثمانين ومائة.
قال ابن بشكوال ،من أهل قرطبة وشيخها المعظم ]فيها[ كان عارفًا باللغة والعربية ،ذاكرا للغريب والنساب،
وافر الدب ،جامعًا للكتب ،راوية جمع فيها ملح المحادثة ،جم الفوائد.
ولد سنة سبع وأربعين وأربعمائة .ومات في جمادى الخرة سنة ثنتين وثلثين وخمسمائة.
قال بان الزبير :كان بغرناطة ،وأراه أقرأ بها العربية والدب.
روى عن عبد ال بن فليح الحضرمي أحد أصحاب ابن العربي والقاضي عياض ،وكان حيًا سنة عشر وستمائة.
وهو باب مهم تشتد إليه يذكر فيه من اشتهر بشيء من ذلك لينظر اسمه ويسهل الكشف عليه من بابه
802
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
باب اللف
البذي :جماعة ،أشهرهم من المتقدمين أبو الحسن علي بن محمد بن علي الكتامي شيخ أبي حيان .ومن
المتأخرين رجل قبل عصرنا بيسير ،أدركه أصحابنا وله حدود في النحو ،ول أعلم شيئًا من ترجمته.
التقاني :قوام الدين أمير كاتب بن أمير عمر كاتب بن أمير غازي.
الحمر :أربعة يأتون في الباب بعد هذا! ابن أبي الحوص :الحسين بن عبد العزيز.
803
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
السيوطي :شمس الدين محمد بن الحسن ،ووالدي الكمال أبو بكر بن محمد .السنوي .جماعة؛ أشهرهم الشيخ
الصفهاني :جماعة؛ أشهرهم الشيخ شمس الدين محمد بن محمود بن عبد الكافي ،وأبو الثناء محمود بن عبد
العمى والبصير :الول محمد بن أحمد بن علي الهواري ،والثاني أحمد بن يوسف الرعيني.
الغر :يحيى.
ابن النباري :جماعة؛ أشهرهم القاسم بن بشار ،وولده أبو بكر محمد ،والكمال أبو البركات عبد الرحمن بن محمد
804
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
بن عبيد ال وقاضي النبار أحمد بن علي.
الندرشي :جماعة؛ أشهرهم أحمد بن محمد بن عبد ال ،ويعرف أيضًا بابن اليتيم ،وأحمد بن سهل المتأخر ،شارح
التسهيل.
باب الباء
الباهلي :أبو نصر أحمد بن حاتم ،وأبو زرعة ،وولده أبو يعلى محمد.
صاحب البسيط :ضياء الدين بن العلج ،أكثر أبو حيان وأتباعه من النقل عنه ،ولم أقف له على ترجمة.
805
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
ابن بشران :أبو غالب محمد بن أحمد بن سهل.
البطليوسي :جماعة ،أشهرهم عبد ال بن محمد بن السيد صاحب الخلل ،وأخوه علي.
البيضاوي :جماعة ،أشهرهم صاحب المنهاج والطوالع وغير ذلك ،وعبد ال بن عمر.
باب التاء
التبريزي :جماعة ،أشهرهم من القدماء ابن الخطيب يحيى بن علي ،ومن المتأخرين التاج التبريزي علي بن عبد
806
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
ال.
باب الثاء
باب الجيم
807
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
الجرجاني :جماعة؛ أشهرهم من المتقدمين عبد القاهر بن عبد الرحمن ،ومن المتأخرين السيد علي معاصر الشيخ
808
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
باب الحاء
ابن الحاج :جماعة ،أشهرهم أبو العباس أحمد بن محمد بن أحمد الشبيلي ،صاحب النقد على المقرب.
الحكري :شمس الدين محمد بن سليمان ،والبرهان وإبراهيم بن عبد ال بن علي ،والبرهان إبراهيم بن عبد ال،
باب الخاء
809
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
الخارزنجي :أبو حامد بن محمد.
الخويي :جماعة ،أشهرهم الشهاب محمد بن أحمد بن الخليل ،وأبو القاسم ناصر بن أحمد.
باب الدال
810
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
ابن دريد :اثنان يأتيان.
الدينوري :جماعة ،منهم ابن قتيبة ،وأبو حنيفة أحمد بن داود ،صاحب النبات.
باب الذال
باب الراء
811
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
باب الزاي
باب السين
السبكي :تقي الدين علي بن عبد الكافي ،وولده بهاء الدين أحمد ،وقريبه بهاء الدين محمد بن عبد البر.
812
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
ابن سعدان :محمد بن سعدان الضرير.
السكاكي :يوسف...
السندبيسي :تاج الدين محمد بن محمد بن يحيى ،وولده زين الدين عبد الرحمن.
السيد :جماعة ،أشهرهم ثلثة :السيد ركن الدين الستراباذي صاحب المتوسط ،الحسن بن شرفشاه ،والسيد
ابن السيد :بكسر السين ،هو البطليوسي عبد ال ،مر في الباء.
السيرامي ،جماعة؛ العلء ،وسيف الدين يوسف بن محمد ،وولده نظام الدين يحيى.
باب الشين
813
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
:ابن شاذويه :محمد بن الفضل.
الشريشي :جماعة ،أشهرهم شارح المقامات أبو العباس أحمد بن عبد المؤمن ،شارح ألفية ابن معط الجمال محمد
باب الصاد
814
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
الصاغاني -ويقال الصفاني :-الحسن بن محمد.
ابن الصائغ :جماعة ،أشهرهم الشيخ شمس الدين محمد عبد الرحمن الحنفي الزمردي شارح اللفية والبردة.
باب الضاد
باب الطاء
815
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
باب الظاء
باب العين
العسكري :جماعة ،أشهرهم الحسن بن عبد ال بن سعيد ،وابن أخيه أبو هلل الحسن ابن عبد ال بن سهل،
صاحب الصناعتين.
816
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
ابن العصار :علي بن عبد الرحيم بن الحسن بن عبد الملك.
باب الغين
باب الفاء
817
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
الفارابي :إسحاق بن إبراهيم أبو إبراهيم.
باب القاف
818
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
القزاز :محمد بن جعفر.
القصري :جماعة ،أشهرهم محمد بن طوس الذي أملى عليه الفارسي القصريات ،وبه سميت.
القونوي :الشيخ علء الدين علي بن إسماعيل ،والشيخ شمس الدين محمد بن يوسف الحنفي.
باب الكاف
الكافيجي :محمد بن سليمان بن سعد بن مسعود كراع النمل :علي بن حسن الهنائي.
الكرماني :جماعة ،أشهرهم من المتقدمين محمود بن حمزة ،ومن المتأخرين شارح البخاري شمس الدين محمد بن
يوسف.
819
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
الكواشي :أحمد بن يوسف بن حسن بن رافع.
باب اللم
اللبلى :جماعة ،أشهرهم شارح الفصيح ،أحمد بن يوسف.
باب الميم
المازني :أبو عثمان بكر بن محمد بن بقية.
820
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
ابن المرحل :اثنان يأتيان.
821
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
ابن المناصف :إبراهيم بن عيسى.
باب النون
باب الهاء
الهروي :جماعة ،أشهرهم من المتقدمين صاحب الغربيين ،وأبو عبيد أحمد بن محمد بن عبد الرحمن ،ومن
822
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
المتأخرين قاضي القضاة شمس الدين بن عطاء ال.
باب الواو
باب الياء
823
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
أبو إسحاق :مسعود الغافقي إبراهيم بن أحمد.
824
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
القطب التحتاني :محمود بن محمد.
وهو أن تتفق السماء وتختلف المسميات ولم أذكر منه ما تعلق بالنساب لكثرتها جدًا
الخفش :أحد عشر؛ أشهرهم ثلثة ،الكبر .عبد الحميد بن عبد المجيد ،والوسط سعيد ابن مسعدة ،والصغر
علي بن سليمان ،والرابع أحمد بن عمران ،والخامس أحمد بن محمد الموصلي ،والسادس خلف بن عمر ،والسابع
عبد ال بن محمد ،والثامن عبد العزيز بن أحمد ،والتاسع علي بن محمد المغربي الشاعر ،والعاشر علي بن
الحمر :أربعة أشهرهم اثنان :خلف البصري ،وعلي بن الحسن الكوفي .والثالث أبان ابن عثمان اللؤلؤي ،والرابع
العلم :اثنان؛ أشهرهما يوسف بن سليمان الشنتمري ،والخر إبراهيم بن قاسم البطليوسي.
ابن تركان شاه :اثنان ،أحدهما أبو نصر محمد بن سليمان بن قطرمش البغدادي ،والخر أبو الفضل منوجهر بن
825
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
ثعلب :اثنان ،أشهرهما المام أبو العباس أحمد بن يحيى ،والثاني محمد بن عبد الرحمن.
ابن جبارة :اثنان ،الشهاب أحمد بن محمد ،وأبو الحسن علي بن إسماعيل.
أبو حيان :متقدم ،وهو أبو حيان التوحيدي علي بن محمد بن العباس ،وهو المام أثير الدين محمد بن يوسف
الندلسي.
ابن دريد :اثنان ،أبو بكر محمد بن الحسن ،والخر يحيى بن محمد بن دريد السدي.
ابن الدهان :الوجيه المبارك بن سعيد بن أبي السعادات الضرير ،وناصح الدين سعيد بن المبارك بن علي ،وولده
الرماني :المشهور أبو الحسن علي بن عيسى ،والثاني أبو الحسن علي بن عبد ال بن محمد بن رمان التونسي،
ابن أبي الدوس :اثنان ،محمد بن أغلب ،والخر محمد بن أبي دوس البياسي.
مولنا زاده :اثنان؛ أحدهما الشهاب أحمد بن أبي يزيد ،والخر اسمه زاده ،مذكور في الزاي.
سيبويه :اربعة؛ المشهور إمام العربية عمرو بن عثمان بن قنبر ،والثاني محمد بن موسى بن عبد العزيز
المصري ،والثالث محمد بن عبد العزيز الصبهاني ،والرابع أبو الحسن علي بن عبد ال الكومي المغربي.
الشلوبين :اثنان؛ المشهور أبو علي عمر بن محمد الشبيلي ،والخر أبو عبد ال محمد بن علي بن محمد المالقي،
ابن أخت غانم :اثنان؛ أحدهما أبو عبد ال محمد بن معمر ،والخر محمد بن سليمان.
ابن المرحل :اثنان مشهوران ،أحدهما عبد اللطيف بن عبد العزيز ،والخر مالك بن عبد الرحمن المالقي.
نفطويه :اثنان ،المشهور إبراهيم بن محمد بن عرفة ،والخر أبو الحسن علي بن عبد الرحمن المصري.
ابن هشام :جماعة كثيرة ،أشهرهم ثمانية :الول عبد الملك بن هشام صاحب السيرة ،والثاني محمد بن يحيى بن
هشام الخضراوي ،والثالث أبو عبد ال محمد بن أحمد بن هشام اللخمي ،والرابع ] ،[.....والخامس الشيخ جمال
826
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
الدين عبد ال بن يوسف ب هشام الحنبلي المتأخر صاحب المغني وغيره ،والسادس ولده محب الدين محمد،
والسابع حفيده أحمد بن عبد الرحمن ،والثامن سبطه شمس الدين محمد بن عبد الماجد العجيمي.
ابن يعيش :المشهور الشيخ موفق الدين يعيش بن علي بن يعيش الحلبي ،والخر عمر بن يعيش السوسي ،والثالث
البذي والندي :الول بالباء الموحدة المشددة والذال المعجمة ،جماعة ،والثاني بالنون الساكنة والدال المهملة
النباري والبياري :الول بالنون ثم الموحدة جماعة ،والثاني بالموحدة ثم المثناة التحتية ،علي بن سيف اللواتي
المصري.
البستي والبشتي :الول بالسين المهملة أبو سليمان أحمد بن محمد الخطابي ،والثاني بالمعجمة أبو حامد أحمد بن
محمد الخارزنجي.
البياني والتياني والتباني :الول بالموحدة ثم التحتية المشددة قاسم بن أصبغ وسعد ابن أحمد الجذامي ،والثاني
بالمثناة الفوقية ثم التحتية المشددة تمام بن غالب القرطبي ،والثالث بالمثناة الفوقية ثم الموحدة جلل بن أحمد
وولداه.
ابن الجبان وابن الجنان :الول بالموحدة أبو منصور محمد بن علي الصبهاني ،والثاني بالنون أبو الوليد محمد
الجريري والحريري :الول بالجيم المفتوحة المعافا بن زكريا ،ولثاني بالحاء المهملة القاسم بن علي ،صاحب
المقامات الجزري ،والجزري ،الول بفتح الزاي كثير ،والثاني بسكونها أبو إسحاق إبراهيم بن أحمد النصاري
المغربي.
827
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
الجوري والحوزي :الول بالجيم والراء كثير ،والثاني بالحاء المهملة والزاي ،خميس بن علي.
الخبزي والحيري والخبري :الول بالجيم المفتوحة والنون الساكنة والزاي :أبو حفص عمر بن عثمان ل غير،
والثاني بالحاء المهملة والياء التحتية والراء :كثير ،والثالث بالخاء المعجمة والموحدة والراء :عبد ال بن إبراهيم.
الجيشي والخيشي :الول بالجيم سليمان بن محمد بن الزبير الشاوري ،والثاني بالخاء المعجمة أبو مسلم محمد بن
عيسى لبصري.
الحجاري والحجازي :الول بالراء ،والثاني بالزاي وكلهما كثير ،وضابطه أن كل من كان مغربيا فهو بالراء،
ابن حبيش وابن حنيش وابن خنيس :الول بالمهملة والموحدة والشين المعجمة أبو القاسم عبد الرحمن بن محمد
الندلسي المريي ،والثاني بالنون بدل الموحدة أبو القاسم عبد الصمد بن أحمد الخولني ،والثالث بالخاء المعجمة
الحسيني والخشيني :الول بالحاء المهملة كثير ،والثاني بالمعجمتين سليمان بن عبد ال أبو الربيع التجيبي ل غير.
الحلى والخلى :الول بالمهملة المكسورة جماعة ،والثاني بالمعجمة المفتوحة سليمان بن محمد اليمني وكل من هو
من اليمن.
الرندي والزيدي :الول بالراء المهملة والنون جماعة ،أشهرهم أبو علي عمر بن عبد المجيد شارح الجمل،
الزجاجي والزجاجي :الول بفتح الزاي وتشديد الجيم أبو القاسم عبد الرحمن بن إسحاق صاحب الجمل ،والثاني
السجزي والشجري :الول بالسين المهملة المكسورة وسكون الجيم وبالزاي أسامة بن سفيان ،والثاني بالمعجمة
ابن الصائغ وابن الضائع :الول بالصاد المهملة والغين المعجمة كثير ،والثاني بالضاد المعجمة والعين المهملة
الطيبي والطيني :الول بالباء الموحدة المام المشهور الحسن بن محمد صاحب حاشية الكشاف ،والثاني بالنون
828
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
أبو مروان عبد الملك بن زيادة ال.
العتابي والغنابي :الول بفتح العين والتاء الفوقية أبو منصور محمد بن علي بن إبراهيم بن زبرج ،والثاني بضم
الفالي والقالي :الول بالفاء محمد بن سعيد السيرافي شارح اللباب ،والثاني بالقاف أبو علي إسماعيل صاحب
المالي.
ابن مكر وابن مكرم :الول بسكون الكاف وتخفيف الراء سعيد بن فتحون ،والثاني بفتح الكاف وتشديد الراء محمد
والداعي إلى عقد هذا الفصل أن المام أبا حيان ،قال في باب العلم من شرح اللفية" :النحاة الذي آخر اسمهم
"ويه" ستة ل سابع لهم :سيبويه ونفطويه ،وبرزويه ،وابن خالويه ،وابن درستويه ،وابن شاهويه" .انتهى.
وقد وجدنا :أسماء آخر وهي أن ماهويه إبراهيم ،وابن حمويه أحمد بن علي ،وابن حمدويه شمر ،وابن حيويه
اثنان :محمد وعبد الصمد محمد ،وابن شاذويه محمد بن الفضل ،وسلمويه ابن صالح ،وسلمويه سلمة بن النجم،
وابن سلمويه منة المنان ،وابن علويه أحمد ،وابن دلويه أحمد بن محمد ،وابن خشكويه علي ،وابن بطويه الحسين
بن أحمد.
فهذه ستة عشر اسمًا ،ولو عددنا بالشتراك كسيبويه الثاني والثالث ونفطريه الثاني وسلمويه الثاني والثالث ونحو
أبو علي الفارسي ،وابن أخته محمد بن الحسين بن مالك ،وولده بدر الدين محمد.
829
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
الجلل التباني ،ووالده محمد ويعقوب.
أبو محمد اليزيدي ،يحيى ،وولده إبراهيم ومحمد وأولده :محمد وأحمد والعباس والفضل.
الشيخ جمال الدين بن هشام ،وولده محب الدين محمد ،وحفيده الشهاب أحمد بن التقي عبد الرحمن ،وسبطه
الشيخ تقي الدين السبكي ،وولده بهاء الدين أحمد ،وقريبه بهاء الدين محمد بن عبد البر.
ابن أبي الركب محمد بن مسعود وابنه أبو ذر مصعب ،وأخوه إسماعيل بن مسعود.
ابن عبد المعطي أحمد بن محمد .نحوي مكة ،وحفيده شيخنا محيي الدين عبد القادر بن أبي القاسم البطليوسي.
830
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
عبد ال بن السيد وأخوه علي بن العريف.
عن لنا نختم بها هذا المختصر ليكون السمك ختامه ،والكلم الطيب تمامه.
-1حدثنا شيخنا المام نحوي العصر تقي الدين أحمد بن محمد الشمني من لفظه -وهو أول حديث سمعته منه -
حدثنا الشيخ الفقيه النحوي ناصر الدين سليمان بن عبد الناصر البشيطي -وهو أول حديث سمعته منه -حدثنا
أبو الفتح محمد بن محمد -وهو أول حديث سمعته منه -حدثنا النجيب أبو الفرج عبد اللطيف بن عبد المنعم
الجراني -وهو أول حديث سمعته منه ،أنبأنا المام الحافظ أبو الفرح عبد الرحمن بن علي بن محمد الجوزي -
وهو أول حديث سمعته منه -أنبأنا أبو سعيد إسماعيل بن أبي صالح أحمد بن عبد الملك النيسابوري ،وهو أول
حديث سمعته منه ،أنبأنا والدي أبو صالح أحمد بن عبد الملك المؤذن -وهو أول حديث سمعته منه -أنبأنا أبو
طاهر محمد بن محمد بن مخمش الزيادي -وهو أول حديث سمعته منه -حدثنا أبو حامد أحمد بن محمد بن يحيى
بن بلل البزار -وهو أول حديث سمعته منه -حدثنا عبد الرحمن بن بشر ب الحكم العبدي -وهو أول حديث
سمعته منه -حدثنا سفيان بن عيينة -وهو أول حديث سمعته منه -عن عمرو بن دينار ،عن أبي قابوس مولى
عبد ال بن عمرو بن العاص ،عن عبد ال بن عمرو بن العاص رضي ال تعالى عنهما :أن رسول ال صلى ال
عليه وسلم قال" :الراحمون يرحمهم الرحمن تبارك وتعالى ،ارحموا من في الرض يرحمكم من في السماء".
-2قرأ على شيخنا المام الشمني أبقاه ال تعالى ،وشافهني نحوي الحجاز قاضي القضاة محيي الدين عبد القادر
بن أبي القاسم النصاري؛ كلهما عن قاضي القضاة جمال الدين أبي حامد عبد ال بن ظهيرة المكي الحافظ الفقيه
النحوي ،عن المام أبي عبد ال بن مرزوق النحوي ،أنبأنا عبد المهيمن بن محمد الحضرمي النحوي ،أنبأنا أبو
عبد ال محمد بن عمر بن رشيد الفهري النحوي ،قال :قرأت على أبي محمد عبد ال بن محمد بن هارون اللغوي
الديب.
831
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
ح :قال شيخنا الشمني :وأنبأنا عاليًا بدرجتين شيخ السلم أبو حفص عمر بن رسلن البلقيني ،عن المام أبي
حيان الندلسي ،عن أبي محمد بن هارون المذكور ،أنبأنا أبو القاسم بن الطيلسان قراءة ،أنبأنا الستاذ أبو جعفر
بن يحيى الديب؛ حدثنا أبو عبد ال جعفر بن محمد بن مكي الديب فأقر به ،أنبأنا أبو مروان عبد الملك بن سراج
الديب ،أنبأنا أبو القاسم إبراهيم بن محمد الفليلي ،حدثنا أبي ،حدثنا قاسم بن أصبغ ،حدثنا أبو محمد عبد ال بن
قتيبة ،حدثنا أحمد بن الخليل ،حدثنا الصمعي ،حدثنا أبو هلل الراسبي ،عن عبد ال بن بريدة ،عن أبيه بريدة
السلمي ،قال :قال رسول ال صلى ال عليه وسلم" :سيد آدم الدنيا والخرة اللحم ،وسيد رياحين أهل الجنة
الفاغية".
هذا حديث مسلسل بالنحاة ،رواه ابن رشيد في رحلته هكذا ،وقال :رواته كلهم نحاة ،من شيخنا إلى الصمعي.
قلت :وكذا ابن رشيد ومن بعده إلى شيخنا ،وابن ظهيرة كان يعرف النحو جيدا وله فيه مؤلفات لطاف ،والبلقيني
كان إمامًا في النحو ،وله فيه أبحاث وتحقيقات ومؤلفات؛ وإنما لم أترجمهما في هذه الطبقات لما ذكرته في الخطبة
من أني ل أذكر من اشتهر بفن غير النحو؛ وقد ذكرتهما في الكبرى ،وأحمد بن خليل هو القومسي ل أعرف
وصفه بالنحو ،ووقع لنا الحديث في المائتين للصابوني بعلو خمس درجات عن الطبقة الولى ،وثلث عن الثانية،
-3أنبأني العلمة بدر الدين محمود بن أحمد العيني في عميم إجازته .وحدثني عنه العلمة أبو العدل الحنفي من
لفظه ،أنبأنا العلمة جبريل ،أنبأ الشيخ المام أبو حنيفة أمير كاتب التقاني ،وأنبأتنيه عاليًا أم الفضل بنت محمد
المقدسي ،عن محمد بن علي بن صلح الحنفي ،عن التقاني ،وأنبأنا أحمد بن أسعد البخاري والحسام حسين
السغناقي ،قال :أنبأنا حافظ الدين محمد بن محمد بن نصر البخاري ،أنبأنا شمس الئمة محمد بن عبد الستار
الكردي ،أنبأنا بدر الدين عمر بن عبد الكريم الورشكي ،أنبأنا أبو الفضل عبد الرحمن بن محمد الكرماني ،أنبأنا
الحسين بن محمد الرسانبذي ،أنبأنا الزوزني ،أنبأنا أبو زيد الدبوسي ،أنبأنا أبو جعفر الستروشني ،أنبأنا الحسين
بن الخضر النسفي ،أنبأ أبو بكر محمد بن الفضل ،أنبأ أبو محمد عبد ال بن يعقوب البخاري ،أنبأ أبو عبد ال بن
أبي حفص الكبير ،أنبأنا محمد بن الحسن ،أنبأ أبو حنيفة ،أنبأنا عبد ال بن أبي حبيبة ،قال :سمعت أبا الدرداء
صاحب رسول ال صلى ال عليه وسلم يقول :بينا أنا رديف رسول ال صلى ال عليه وسلم ،قال" :يا أبا
832
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
الدرداء ،من شهد أن ل إله إل ال وأني رسول ال وجبت له الجنة" ،قال :قلت له :وإن زنى وإن سرق؟ فسكت
عني ،ثم سار ساعة ،ثم قال" :من شهد أن ل إله إل ال وأني رسول ال وجبت له الجنة" ،قلت :وإن زنى وإن
سرق؟ فسكت عني ،ثم سار ساعة ،ثم قال :من شهد أن ل إله إل ال ،وأني رسول ال وجبت له الجنة ،قلت :وإن
زنى وإن سرق؟ قال" :وإن زنى وإن سرق ،وإن رغم أنف أبي الدرداء" -قال :فكأني أنظر إلى أصبع أبي
هذا حديث مسلسل بالحنفية ،وقد وقع لنا من طريق آخر عاليًا بسبع درجات .أوردناه في المسلسلت.
-4قرأت على الصيلة الثقة الخيرة الفاضلة الكاتبة أم هانئ بنت أبي الحسن الهوريني -وعدتهن في يدي -قالت
أنبأنا المام النحوي أبو العباس أحمد بن عبد المعطي المكي وعبد ال بن محمد النشاوري سماعا -وعدهن كل
منهما في يدي -قال الول :أنبأنا محمد بن أحمد بن عبد المعطي سماعا -وعدهن في يدي -أنبأ الرضي الطبري
سماعًا وعدهن في يدي .وقال الثاني :أنبأنا الرضي إجازة إن لم يكن سماعًا ،قال :أنبأ أبو بكر بن مسدي -وعدهن
في يدي -أنبأنا عبد الصمد بن عبد الرحمن المقري بقراءتي -وعدهن في يدي -أنبأنا أبو بكر يحيى بن أبي
ح :قال ابن مسدي :وأنبأنا أبو سليمان الحوطي -وعدهن في يدي -أنبأنا أبو القاسم عبد الرحمن بن عبد ال
السهيلي في آخرين -وعدهن كل في يدي -أنبأنا أبو بكر بن العربي -وعدهن في يدي -أنبأنا المبارك بن عبد
الجبار الصيرفي -وعدهن في يدي -أنبأنا أبو محمد الخلل -وعدهن في يدي -أنبأنا أبو القاسم العرزمي -
وعدهن في يدي -حدثنا أبو الهيثم أحمد بن محمد الكندي -وعدهن في يدي -حدثنا علي بن أحمد العجلي -
وعدهن في يدي -حدثنا حرب بن الحسن الطحان -وعدهن في يدي -حدثنا عمرو بن خالد -وعدهن في يدي -
حدثنا زيد بن علي -وعدهن في يدي -حدثنا أبي علي بن الحسين -وعدهن في يدي -حدثنا أبي الحسين بن علي
-وعدهن في يدي -حدثنا أبي علي بن أبي طالب -وعدهن في يدي -قال :حدثني رسول ال صلى ال عليه وسلم
-وعدهن في يدي -قال :عدهن في يدي جبرائيل عليه السلم .قال جبرائيل :هكذا نزلت بهن من عند رب العزة:
"اللهم صلي على محمد وعلى آل محمد ،كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم ،إنك حميد مجيد .اللهم بارك
على محمد وعلى آل محمد ،كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد .اللهم وترحم على محمد
833
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
وعلى آل محمد كما ترحمت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد .اللهم وتحنن على محمد وعلى آل
محمد كما تحننت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد .اللهم وسلم على محمد وعلى آل محمد كما
قال ابن مسدي :كذا قال عامة أصحاب ابن العربي عنه.
في هذا السناد حرب بن الحسن عن عمرو بن خالد ،وسقط بينهما رجل ،وهو يحيى ابن المساور ،ول يتصل
-5قرأ على هاجر بنت محمد المصرية ،أخبرك محمد بن حيان ابن أبي حيان سماعا ،أنبأنا جدي ،أنبأنا أبو
جعفر أحمد بن إبراهيم بن الزبير العاصمي من لفظه عن الكاتب أبي الهمداني ...الطوسي -بفتح الطاء -أخبرنا
محمد بن خليل القيسي ،أخبرنا أبو علي الحسين بن محمد الجياني الحافظ ،حدثنا حكم بن محمد ،حدثنا أبو بكر ابن
المهندس ،حدثنا عبد ال بن محمد ،حدثنا طالوت بن عباد ،حدثن فضال بن جبير ،سمعت أبا أمامة الباهلي ،يقول
سمعت رسول ال صلى ال عليه وسلم ،يقول" :اكفلوا لي بست أكفل لكم بالجنة :إذا حدث أحدكم فل يكذب ،وإذا
اؤتمن فل يخن ،وإذا وعد فل يخلف؛ غضوا أبصاركم ،وكفوا أيديكم ،واحفظوا فروجكم".
-6شافهني شيخي شيخ السلم علم الدي ابن شيخ السلم سراج الدين أبي حفص عمر بن رسلن البلفيني ،عن
والده ،عن أبي حيان ،أنبأنا أبو علي بن أبي الحوص قراءة عليه ،أنبأنا الستاذ النحوي الشريف أبو علي الحسن
بن إسماعيل بن سمعان سماعا ،أنبأنا أبو القاسم عبد الصمد بن محمد الحرستاني مكاتبة ،أنبأنا أبو عبد ال محمد
بن الفضل الفراوي مكاتبة ،أنبأنا الزكي أبو الحسين عبد الغافر بن محمد الفارسي ،أنبأنا محمد بن عيسى بن
عمرويه الجلودي ،حدثنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمد ابن سفيان ،حدثنا مسلم بن الحجاج ،حدثنا إسحاق بن
إبراهيم ،حدثنا المغيرة بن سلمة المخزومي ،حدثنا عبد الواحد بن زياد ،حدثنا عثمان بن حكيم ،حدثنا عبد الرحمن
بن أبي عمرة ،قال :دخل عثمان رضي ال تعالى عنه المسجد بعد صلة المغرب ،فقعد وحده فقعدت إليه ،فقال :يا
بن أخي سمعت رسول ال صلى ال عليه وسلم يقول" :من صلى العشاء في جماعة ،فكأنما قام نصف ليلة ،ومن
-7وبه إلى أبي الحوص ،أنبأ أبو عبد ال محمد بن علي بن الزبير القضاعي المربيطري مشافهة ،أنبأ الخطيب
834
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
العالم أبو الحسن علي بن عبد ال بن خلف بن النعمة سماعا ،أنبأ أبو علي حسين بن محمد الصدفي ،أنبأ أبو
الفوارس طراد بن محمد الزينبي ،أنبأ أبو الفتح هلل بن محمد الحفار ،أنبأ أبو عبد ال الحسين بن يحيى بن عياش
القطان ،أنبأ زهير بن محمد بن نمير ،أنبأ عبد الرزاق ،عن سفيان الثوري ،عن سماك بن حرب عن موسى بن
طلحة عن أبيه طلحة بن عبيد ال رضي ال تعالى عنهم ،قال :قال رسول ال صلى ال عليه وسلم" :إذا كان بين
-8وبه إليه ،أنبأنا الستاذ أبو جعفر أحمد بن علي الملقي الفحام أذنًا ،أنبأنا أبو عبد ال محمد بن أيوب بن محمد
بن نوح الغافقي سماعا ،أنبأ أبو الحسن بن هذيل سماعا ،أنبأ أبو داود سليمان بن نجاح المقرئ سماعا ،أنبأنا أبو
عمر يوسف بن عبد ال الحافظ سماعا ،حدثنا أبو عمر أحمد بن محمد الفقيه قراءة ،حدثنا أبو عمر أحمد بن
مطرف ،حدثنا عبيد ال بن يحيى ،حدثني أبي يحيى بن يحيى ،حدثنا مالك بن أنس ،عن نعيم بن عبد ال المجمر،
أن محمد بن عبد ال بن زيد النصاري أخبره عن ابن مسعود النصاري ،أنه قال :أتانا رسول ال صلى ال عليه
وسلم في مجلس سعد بن عبادة ،فقال له بشير بن سعد :أمرنا ال أن نصلي عليك يا رسول ال ،فكيف نصلي
عليك؟ قال :فسكت رسول ال صلى ال عليه وسلم حتى تمنينا أنه لم يسأله ،ثم قال" :قولوا :اللهم صل على محمد،
وعلى آل محمد ،كما صليت على إبراهيم ،وبارك على محمد وعلى آل محمد ،كما باركت على إبراهيم ،في
-9وبه إليه :حدثنا الستاذ أبو بكر عبد الرحمن بن دحمان بن عبد الرحمن المالقي مناولة وإجازة ،حدثنا الستاذ
أبو القاسم عبد الرحمن بن عبد ال بن أحمد الخثعمي السهيلي سماعًا ،حدثنا أبو عبد ال محمد بن نجاح الذهبي
سماعًا ،حدثن أبو القاسم حاتم بن محمد التميمي سماعًا ،أنبأنا أبو الحسن علي بن محمد بن خلف القابس سماعًا،
أنبأنا أبو الحسن علي ب محمد بن مسرور العبدي سماعًا ،حدثنا أحمد بن سليمان ،حدثنا سحنون بن سعيد ،حدثنا
أبو عبد ال عبد الرحمن بن القاسم ،حدثنا أبو عبد ال مالك ،عن أنس عن يزيد بن عبد ال بن الهادي ،عن محمد
بن إبراهيم بن الحارث التيمي ،عن أبي سلمة بن عبد الرحمن ،عن أبي هريرة ،عن بصرة بن أبي بصرة
الغفاري ،قال :سمعت رسول ال صلى ال عليه وسلم ،يقول" :ل تعمل المطي إل إلى ثلثة مساجد :إلى المسجد
الحرام ،وإلى مسجدي هذا ،وإلى مسجد إيلياء -أو بيت المقدس" ،يشك أيهما قال.
835
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
-10أخبرتني الشيختان المسندتان :أم هانئ بنت أبي الحسن الهرويني سماعا عليها ،وأم الفضل بنت محمد
المقدسي بقراءتي عليها ،قالت الولى :أنبأنا عبد ال محمد بن محمد النشاوري سماعا ،أنبأنا الرضى الطبري
سماعا ،أنبأنا أبو مدين شعيب بن يحيى الزعفراني سماعًا وعلي بن هبة ال الجميزي وأبو القاسم بن مكي
الطرابلسي إجازة.
ح :وقالت الثانية :أنبأنا أحمد بن أيوب بن المنقر وأحمد بن محمد بنين سماعًا ومريم بنت أحمد الذرعي جازة،
قالوا :حدثنا أبو الحس بن عمر الواني سماعًا ،حدثن ابن سماعًا ،قالوا :حدثنا أبو طاهر السلفي سماعًا ،أنبأنا أبو
طالب نصر بن الحسين بن محمان قاضي الدينور .وبها حدثنا أبو سعيد بندار بن علي بن الحسن بن الرواس
إملء ،أنبأنا أبو الخير زيد بن رفاعة الكاتب ،أخبرنا أبو بكر محمد بن الحسن بن دريد الزدي ،عن أبي حاتم
السجستاني ،عن الصمعي ،عن أبي عمرو بن العلء ،عن نصر بن عاصم الليثي ،عن أبيه ،قال :سمعت النابغة
يقول :أتيت رسول ال صلى ال عليه وسلم ،فأنشدته حتى أتيت إلى قولي:
ويتلو كتابا ً واضح الحق نيرا أتيت رسول الله إذ جاء الهـدى
وإنا لنرجوه فوق ذلك مظهرا بلغنا السماء مجدنا وجـدودنـا
فقال لي :إلى أين يا أبا ليلى؟ فقلت :إلى الجنة ،فقال عليه الصلة والسلم :إن شاء ال ،فأنشدته:
حليم إذا ما أورد المر أصدرا ول خير في جهل إذا لم يكن له
بوادر تحمي صفوه أن يكدرا ول خير في حلم إذا لم تكن لـه
فقال لي" :صدقت ،ل يفض ال فاك".
قال :فبقي عمره أحسن الناس ثغرًا ،كلما سقطت سن عادت أخرى مكانها .وكان معمرًا.
-11كتب إلى مسند الدنيا أبو عبد ال بن مقبل الحلبي ،عن الصلح بن أبي عمر ،عن أبي الحسن بن البخاري ،أنبأنا أبو
اليمن الكندي ،أنبأنا أبو منصور القزاز ،أنبأنا أحمد ابن علي بن ثابت الخطيب البغدادي ،أنبأنا أبو المظفر هناد بن إبراهيم
النسفي ،قال :سمعت أبا محمد عبد ال بن محمد الجوزجاني بها يقول :سمعت أبا عمر محمد بن الحسين بن عمران
البغدادي ،يقول :سمعت محمد بن عبد ال بن حبيش ،يقول :سمعت أبا عثمان بكر بن محمد المازني ،يقول :سمعت سيبويه
يقول :سمعت الخليل بن أحمد العروضي يقول :سمعت ذرًا الهمداني ،يقول :سمعت الحارث العكلي ،يقول :سمعت علي بن
أبي طالب ،يقول :سمعت النبي صلى ال عليه وسلم ،يقول" :أهل المعروف في الدنيا هم أهل المعروف في الخرة ،وأهل
المنكر في الدنيا هم أهل المنكر في الخرة".
-12أخبرني شيخ السلم أمين الدين يحيى بن محمد القصرائي الحنفي إذنًا ،أنبأنا أبو الحسن علي بن محمد بن عبد
الكريم إذنًا ،أنبأنا أبو بكر محمد بن محمد بن محمد بن نباتة ،أنبأنا البهاء محمد بن إبراهيم بن النحاس الحلبي ،عن أبي
الحسن علي بن أبي عبد ال البغدادي ،عن الحافظ أبي الفضل بن ناصر السلمي ،أنبأنا إبراهيم بن سعيد الحبال ،أنبأنا عبد
الرحمن بن محمد بن النحاس ،حدثنا عبد ال بن جعفر بن الورد البغدادي ،حدثنا عبد الرحيم بن عبد ال البرقي ،حدثنا أبو
بكر عبد الملك بن هشام النحوي ،حدثنا زياد بن عبد ال البكائي ،حدثن محمد بن إسحاق ،حدثنا يحيى بن عباد عند أبيه،
عن جده عبد ال بن الزبير ،عن أبيه ،قال :سمعت رسول ال صلى ال عليه وسلم يقول" :أوجب طلحة حين صنع برسول
836
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
ال ما صنع".
-13وبالسناد الماضي إلى الخطيب البغدادي :أنبأنا أبو الفرج الحسين بن علي الطناجيري ،حدثنا عبد ال بن الحسين
النباري ،حدثتنا منية الكاتبة جارية أم ولد المعتمد إملء من لفظها قالت :حدثني أستاذي محمد بن إسحاق بن يحيى
النحوي المعروف بالوشاء ،حدثنا عبد ال بن عمرو الوراق ،حدثنا عمر بن شبة ،حدثنا أبو غسان محمد بن يحيى ،حدثنا
عبد العزيز بن عمران ،عن إبراهيم بن إسماعيل بن أبي حبيبة ،عن داود بن الحصين ،عن العرج ،عن أبي هريرة ،قال:
قال رسول ال صلى ال عليه وسلم" :السخاء شجرة في الجنة ،فمن كان سخيًا أخذ بغصن منها فلم يتركه الغصن حتى
يدخله الجنة ،والشح شجرة في النار ،فمن كان شحيحًا أخذ يغصن من أغصانها فلم يتركه الغصن حتى يدخله النار".
-14شافهتني هاجرة بنت محمد المصرية ،أنبأ أبو بكر بن عبد العزيز بن جماعة سماعًا ،أنبأ جدي قاضي القضاة بدر
الدين بن جماعة سماعًا ،أنبأ أبو العباس أحمد بن المفرج بن علي بن مسلمة إجازة ،أنبأ أبو الفوارس بن الصيفي إجازة،
أنبأ أبو المجد محمد ابن محمد بن عيسى بن جهور المعدل الواسطي سماعًا ،أنبأنا أبو غالب محمد بن أحمد بن سهل
النحوي المعروف بابن بشرا سماعًا ،أنبأ أبو الحسين علي بن محمد بن دينار الكاتب ،أنبأ أبو بكر محمد بن الحسن بن
يعقوب بن مقسم المقرئ العطار ،حدثنا يحيى ابن عبد الباقي الثغري ،حدثنا إدريس بن سليمان الرملي ،حدثن ضمرة بن
ربيعة ،عن يحيى بن راشد ،عن حميد الطويل ،عن أنس بن مالك ،قال :سافرنا مع رسول ال صلى ال عليه وسلم في
رمضان فلم يعب الصائم على المفطر ول المفطر على الصائم.
-15وبه إلى البدر بن جماعة ،أنبأ أبو الطاهر إبراهيم بن هبة ال البارزي ،أنبأ أبو إسحاق إبراهيم بن المظفر بن البرني،
أنبأنا المام أبو محمد عبد ال بن أحمد بن أحمد بن أحمد الخشاب النحوي ،أنبأنا القاضي أبو عبد ال أحمد بن الحسين
السماني ،أنبأنا المام أبو الحسن علي بن أحمد الواحدي ،أنبأنا الستاذ أبو طاهر محمد بن محمد بن محمش الزيادي ،أنبأنا
أبو حامد أحمد بن محمد بن يحيى بن بلل ،أنبأنا يحيى بن الربيع المكي ،حدثنا سفيان بن عيينة ،حدثنا العلء بن عبد
الرحمن ،عن أبيه ،عن أبي هريرة ،عن النبي صلى ال عليه وسلم ،قال" :قال ال عز وجل :قسمت الصلة بيني وبين
عبدي ،فإذا قال :الحمد ل رب العالمين ،قال :حمدني عبدي ،أو أثني على عبدي ،وإذا قال :مالك يوم الدين ،قال :فوض
إلى عبدي ،وإذا قال :إياك نعبد وإياك نستعين ،قال :هذه بيني وبين عبدي ،ولعبدي ما سأل ،وإذا قال :اهدنا الصراط
المستقيم صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ول الضالين ،قال :هذه لك".
-16وبه إليه :أنبأنا الشيخ المام العلمة حجة العرب أبو عبد ال محمد بنم عبد ال ابن مالك الطائي الجياني بقراءتي عليه
بدمشق،أنبأنا أبو الفضل مكرم بن محمد بن حمزة ابن أبي الصقر القرشي قراءة عليه ،أنبأنا أبو الحسن علي بن أحمد بن
مقابل السوسي ،أنبأنا أبو القاسم علي بن محمد المصيصي ،أنبأنا أبو محمد عبد الرحمن بن عثمان بن القاسم بن أبي نصر،
أنبأنا أبو علي محمد بن هارون بن شعيب النصاري ،حدثنا أبو عبد ال محمد بن يحيى بن منده الصبهاني ،حدثنا إبراهيم
بن عامر بن إبراهيم ،حدثني أبي ،حدثني يعقوب القمي ،عن عنبسة بن سعيد الرازي ،عن إسماعيل بن أبي خالد ،عن قيس
بن أبي حازم ،عن جرير بن عبد ال البجلي رضي ال تعالى عنه ،قال :كنا مع رسول ال صلى ال عليه وسلم فتطلع إلى
القمر ،فقال" :لينظرن قوم إلى ربهم ل يضامون في رؤيته كما ينظرون إلى القمر".
-17أخبرني جعفر بن إبراهيم بقراءتي عليه بسنهور ،عن عائشة بنت علي الكناني ،أنبأنا عبد العزيز بن محمد إذنًا،
أخبرنا أبو المعلي البرقوهي سماعًا ،أنبأنا المبارك بن علي ابن أبي الجود سماعًا ،أنبأنا أبو العباس بن الطلبة ،أنبأنا
عبد العزيز بن علي النماطي ،أنبأنا أبو طاهر المخلص ،حدثن أبو حامد محمد بن هارون الحضرمي ،أنبأنا القاسم بن عبد
السلم ،حدثنا النضر بن شميلن حدثنا شعبة ،عن حميد ،عن أنس ،أن رسول ال صلى ال عليه وسلم ،قال" :من كذب على
معتمدًا فليتبوأ مقعده من النار".
-18قرأت على الشيخ أبي العباسٍأحمد بن عبد القادر الشاوي وأم الفضل بنت محمد المقدسي ،قال :أنبأتنا أم عبد ال
سارة بنت شيخ السلم تقي الدين علي بن عبد الكافي السبكي ،أنبأنا أبو العباس أحمد بن علي بن الحسن الجزري ،أنبأنا
أبو عبد ال محمد بن عبد الهادي المقدسي وعبد ال بن محمد بن أحمد المقدسي.
قال الثاني :أنبأنا أبو جعفر محمد بن عبد الكريم السيدي سماعًا ،أنبأنا أبو الحسن عبد الحق بن عبد الخالق ،أنبأنا أبو
السعد السدي.
وقال الول :أنبأنا عاليًا أبو طاهر السلفي وشهدة :قال السلفي :أنبأ أبو سعد الفانيدي وأبو مسلم السمناني ،وقالت شهدة:
أنبأنا علي بن الحسين البزار.
قال الربعة :أنبأنا أبو علي بن شاذان ،أنبأنا أبو محمد عبد ال بن جعفر بن درستويه النحوي ،أنبأنا أبو يوسف يعقوب بن
837
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
سفيان النسوي ،أنبأنا أبو محمد عبيد ال بن موسى العبسي ،أنبأنا هشام بن عروة ،عن أبيه ،عن أبي مراوح عن أبي ذر،
قال :سألت النبي صلى ال عليه وسلم :أي العمال أفضل؟ قال :إيمان بال ،وجهاد في سبيله ،قلت :فأي الرقاب أفضل؟
قال :أغلها ثمنا ،وأنفسها عند أهلها ،قال :قلت :يا رسول ال ،فإن لم أفعل ،قال :تعي صانعا ،أو تصنع الخرق ،قال:
قلت :فإن لم أفعل؟ قال :تدع الناس من الشر فإنها صدقة ،تصدق بها على نفسك.
-19وبه إلى ابن شاذان :أنبأنا أبو عمر محمد بن عبد الواحد بن أبي هاشم الزاهد اللغوي صاحب ثعلب ،أنبأنا أحمد بن
عبيد ال التونسي ،حدثنا شبابة بن سوار ،أنبأنا ورقاء بن عمر ،عن أبي الزناد ،عن العرج ،عن أبي هريرة ،عن النبي
صلى ال عليه وسلم ،قال"_ :إن ال عز وجل يضحك إلى رجلي يقتل أحدهما الخر ،كلهما يدخل الجنة ،رجل يقاتل
فيقتل ويستشهد فيدخل الجنة ،ثم يتوب ال عز وجل على قاتله فيسل فيقاتل في سبيل ال عز وجل فيقتل ويستشهد فيدخل
الجنة".
-20وبه إليه .أنبأنا عبد ال بن إسحاق اللغوي أنبأ حمد بن عبد بن نصح أبو جعفر النحوي ،أنبأنا أبو أسامة حماد بن أسامة
حماد بن ]سامة ،أنبأنا العمش عن مجاهد ،عن ابن عمر عن النبي صلى ال عليه وسلم ،قال" :يقول ال عز وجل :يا بن
آدم اذكرني من أول النهار ساعة ،ومن آخر النهار ساعة ،أغفر لك ما بين ذلك إل الكبائر أو تتوب منها".
-21وبه إليه :أنبأ جعفر أحمد بن يعقوب بن يوسف الصبهاني المعروف ببروزيه ،عن ابن عمر ،قال رسول ال صلى
ال عليه وسلم" :أرحم أمتي أبو بكر ،وأشدهم في ال عمر ،وأكثرهم حياء عثمان بن عفان ،وأقضاهم علي بن أبي طالب".
-22وبه إليه :أنبأ أبو محمد جعفر بن هارون المؤدب الدينوري ،حدثنا عبد ال بن محمد بن سنان ،حدثنا عمر بن
منصور ،حدثنا فائد بن عبد الرحمن ،حدثنا عبد ال بن أبي أوفى ،أن النبي صلى ال عليه وسلم ،قال" :ما من مسلم يمسح
يده على رأس يتيم إل كانت له بكل شعرة مرت عليها يده حسنة ،ورفعت له بها درجة ،وحطت عنه بها خطيئة".
-23أخبرني الصيل أبو البقاء محمد بن عبد العزيز بن مظفر بقراءتي عليه ،من سعد بن عبد ال البهائي ،أنبأنا إبراهيم
بن القرشية سماعًا ،أنبأنا عبد ال اليونيني ،أنبأنا أبو طاهر بن إبراهيم الخشوعي ،أنبأنا أبو محمد القاسم بن علي الحريري
في كتابه ،أنبأنا أبو تمام ،أنبأنا أبو عمر وعثمان بن محمد النسوي قراءة عليه ،حدثنا أبو روق أحمد بن محمد بن عسكى
الهزاني ،حدثنا العباس بن الفرج الرياشي حدثنا عمر بن يونس اليمامي ،عن عيسى بن عون ،عن عبد الملك بن زرارة،
عن أنس بن مالك ،قال :قال رسول ال صلى ال عليه وسلم" :ما أنعم ال عز وجل على عبد نعمة في أهل أو مال أو ولد
فرآه فأعجبه ،فقال إذا رأى ذلك :ما شاء ال ،ل قوة إل إل دفع ال عنه كل آفة حتى تأتيه منيته".
-24وبه إلى الحريري :حدثنا الشيخ أبو القاسم الفضل بن محمد بن علي القصباني النحوي وأبو القاسم الحسين بن أحمد
الباقلني -واللفظ له -قال :حدثنا أبو عمر ومحمد بن محمد بن محمد بن بكى الهزاني إملء ،حدثني عمى أبو روق عباس
الترقفي ،عن رواد بن الجراح ،حدثنا أبو أسيد الساعدي ،عن أنس بن مالك قال :قال رسول ال صلى ال عليه وسلم" :إذا
ألقى الرجل جلباب الحياء فل غيبة له".
- 25أخبرتني هاجر بنت محمد المقدسي بقراءتي عليها ،أنبأنا عبد ال بن مغلطاي سماعا ،أنبأنا أبو زكريا يحيى بن
يوسف عن علي بن هبة ال ،حدثتنا شهدة بنت البري سماعا وأبو طاهر السلفي إجازة -قالت شهرة :حدثنا أبو منصور
محمد بن الحسين البزار سماعا ،وقال السلفي ،حدثنا أبو المعالي ثابت بن بندار البقال قراءة -قال :أنبأنا الحافظ أبو بكر
أحمد بن محمد البرقي سماعًا ،حدثنا الحافظ أبو بكر أحمد بن إبراهيم السماعيلي ،حدثنا أبو عبد ال إبراهيم بن محمد بن
عرفة النحوي المعروف بنفطويه ،حدثنا أحمد بن عبد الجبار ،أنبأنا يونس بن بكير الشيباني ،عن النضر الخزار ،عن
عكرمة ،عن ابن عباس ،أن رسول صلى ال عليه وسلم قال" :اللهم أعز الدين بأبي جهل بن هشام ،أو بعمر بن الخطاب"،
فأصبح عمر فجاء إلى رسول ال صلى ال عليه وسلم فأسلم ،ثم صلى طاهرًا.
-26قرأت على الصيلة نشوان بنت عبد ال الناني ،عن أبي إسحاق بن السلر ،عن الحافظ عبد المؤمن بن خلف
الدمياطي ،أنبأنا أبو الحسن بن أبي عبد ال الزجي ،أنبأنا أبو الكرم الشهرزوري ،أنبأنا أبو الغنائم عبد الصمد بن علي بن
المأمون ،أنبأنا أبو الفضل محمد بن حسن بن المأمون ،حدثنا أبو بكر محمد بن القاسم النباري ،حدثنا أحمد ابن الهيثم بن
خالد ،حدثنا هوذة بن خليفة ،حدثنا سليمان التيمي ،عن أبي عثمان النهدي ،عن أسامة بن زيد ،قال :قال رسول صلى ال
عليه وسلم" :قمت على باب الجنة ،فإذا عامة من يدخلها الفقراء ،وقمت على باب النار ،فإذا عامة من يدخلها النساء
وأصحاب الجد محبوسون".
-27وبه إلى الدمياطي :أنبأنا أبو عبد ال محمد بن عمرون بقراءتي عليه بحلب ،أنبأنا أبو حفص بن أبي بكر القلطوني؛
أنبأنا القاضي أبو بكر محمد بن عبد الباقي النصاري ،حدثنا الحسن بن علي المقنعي ،أنبأنا أبو عبد ال الحسين بن محمد
الدقاق ،حدثنا أبو بكر محمد بن يحيى المروزي ،حدثنا أبو عبيد القاسم بن سلم ،حدثنا أبو اليمان الحكم بن نافع ،عن
838
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
صفوان بن عمرو ،عن يزيد بن نمير الرحبي ،عن عبد ال بن بشر المازني ،عن النبي صلى ال عليه وسلم أنه قال" :ما
من أمتي أحد إل وأنا أعرفه يوم القيامة" ،قيل :وكيف تعرفهم يا رسول ال في كثرة الخلق؟ قال" :أرأيت لو دخلت صيرة
فيها خيل دهم ،وفيه فرس أغر محجل ،أما كنت تعرفه؟" قالوا :بلى ،قال" :فإن أمتي يومئذ غر من السجود ،محجلون من
الوضوء".
-28وبه إلى الدمياطي ،قال :قرأت على أبي العباس أحمد بن ريش ،أخبرك جدك لمك أبو طالب الخضر هبة ال بن
أحمد بن طاوس سماعًا ،أنبأنا أبو الحسن علي بن طاهر بن جعفر السلمي النحوي ،أنبأنا أبو عبد ال محمد بن علي بن
يحيى بن سلوان المازني ،أنبأنا أبو القاسم الفضل بن جعفر التميمي المؤذن ،أنبأنا أبو بكر عبد الرحمن بن القاسم الهاشمي،
حدثنا أبو مسهر عبد العلى بن مسهر الغساني ،حدثنا سعيد بن عبد العزيز ،عن ربيعة بن يزيد ،عن أبي إدريس
الخولني ،عن عبد ال بن حوالة الزدي ،عن رسول ال صلى ال عليه وسلم ،قال" :إنكم ستجندون أجنادًا :جند بالشام،
وجند العراق ،وجند باليمن" ،فقال الحوالي :خر لي يا رسول ال ،قال" :إنكم ستجندون أجنادًا :جند بالشام ،وجند العراق،
وجند باليمن" ،فقال الحولي :خر لي يا رسول ال ،قال" :عليكم بالشام؛ فمن أبي فليلحق بيمنه ،وليس من عذر ،فإن ال
تكفل لي بالشام وأهله" ،فكان أبو إدريس الخولني إذا حدث بهذا الحديث التفت إلى ابن عامر ،فقال :من تكفل ال به ،فل
ضيعة عليه".
-29وبه إليه قال :قرأت على القاضي أبي محمد عبد ال بن إبراهيم ،أخبرك المام أبو القاسم قاسم بن فيرة الشاطبي،
أخبرنا أبو الحسن بن هذيل ،أنبأنا سليمان بن نجاح ،أنبأنا أبو عمر يوسف بن عبد ال النمري ،أنبأ أبو عثمان سعد بن
نصر ،حدثنا قاسم بن أصبغ ،ووهب بن مسرة قال :حدثنا محمد بن وضاح ،حدثنا محمد بن يحيى ،حدثنا مالك ،عن عبد
ال بن دينار ،عن عبد ال بن عمر ،أنه قال :ذكر عمر بن الخطاب إلى رسول ال صلى ال عليه وسلم أنه تصيبه جمابة
من الليل ،فقال له رسول ال صلى ال عليه وسلم" :توضأ واغسل ذكرك ثم نم".
-30وبه إليه :قرأت على أبي الفضل بن أبي الحسين بن هبة ال بالقاهرة ،أخبرك أبو طالب محمد بن علي بن أحمد
سماعًا ،أخبرنا المام أبو الكرم المبارك بن الفاخر بن محمد بن يعقوب النحوي سماعا ،أخبرنا الحسن بن علي الجوهري،
أخبرنا أبو بكر أحمد بن جعفر ،أخبرنا بشر بن موسى ،أخبرنا أبو نعيم ،أخبرن العمش ،عن عائشة أن النبي صلى ال
عليه وسلم أهدى مرة غما.
-31وبه إليه :قرأت على محمود بن شجاع بالقاهرة ،أخبرك أبو الفضل محمد بن يوسف القونوي سماعا ،أنبأنا أبو
منصور موهوب بن أحمد الجواليقي النحوي اللغوي قراءة عليه ،أنبانا أبو القاسم البغوي ،حدثن أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا
سفيان بن عيينة ،عن الزهري ،عن سالم ،عن ابن عمر ،عن زيد بن ثابت :أن رسول ال صلى ال عليه وسلم رخص في
العرايا.
-32وبه إليه :قال :قرأت على أبي عبد ال بن أبي الفضل المرسي بمكة ،أخبرنا أبو الفتح بن عبد المنعم الفراوي ،أنا أبو
المعالي محمد بن إسماعيل الفارسي ،أخبرنا الحافظ أبو بكر البيهقي ،أخبرنا عبد ال الحافظ ،أنا أبو العباس محمد بن
يعقوب ،حدثنا الحسن بن علي العامري ،حدثنا حسين بن علي الجعفي ،عن زائدة ،عن سماك بن حرب ،عن مصعب بن
سعد ،عن ابن عمر ،قال :قال رسول ال صلى ال عليه وسلم" :ل يقبل ال صدقة من غلول ول صلة بغير طهور".
-33أخبرني الشهاب أبو الطيب أحمد ب محمد النصاري المعروف بالحجازي بقراءتي عليه ،أنبأنا إسماعيل بن إبراهيم
الحنفي سماعًا ،أنبأنا حسن بن محمد بن الربلي سماعا ،أنبأنا أبو حفص الكرماني أنبأنا أبو بكر الصفار ،أنبأن عبد
الخالق ،بن زاهر الشحامي قراءة عليه ،حدثن الرئيس أبو نصر محمد بن محمد بن تيمياه الرامشي إملء ،حدثنا أبو
الحسين محمد بن عرفة ،حدثنا عبد ال بن بكر السهمي ،حدثنا إياس ،عن علي بن زيد بن جدعان ،عن سعيد بن المسيب
أن سلمان الفارسي رضي ال تعالى عنه ،قال :خطبنا رسول ال صلى ال عليه وسلم آخر يوم شعبان ،فقال" :يأيها الناس،
إنه قد أظلكم شهر عظيم مبارك ،فيه ليلة خير من ألف شهر ،فرض ال صيامه ،وجعل قيامه تطوعا ،فمن تطوع فيه
بخصلة من الخير كان كمن أدى فريضة فيما سواه ،ومن أدى فيه فريضة ،كان كمن أدى سبعين فريضة فيما سواه".
-34أخبرني الشيخ المام الفقيه عز الدين عبد العزيز بن عبد الواحد التكروري الشافعي بقراءتي عليه بمنية سمنود ،عن
الكمال محمد بن موسى الدميري ،حدثنا أبو الحرم القلنسي إذنًا -إن لم يكن سماعا -أخبرنا عبد الرحيم بن خطيب المزة
حضورا ،أنبأنا ابن طبرزد ،أنبأنا القاضي أبو بكر محمد بن عبد الباقي النصاري ،حدثنا القاضي أبو الطيب الطبري،
حدثنا أبو أحمد الغطريف ،حدثنا أبو خليفة ،حدثنا عبيد ال بن عائشة وداود بن شبيب ،قال :حدثنا حماد بن سلمة ،عن خالد
839
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
الحذاء ،عن أبي قلبة ،عن أنس ،قال :أمر بلل أ يشفع الذان ويوتر القامة.
-35أخبرتني كمالية بنت محمد بن أبي بكر المرجاني إذنا ،عن أبي هريرة بن الحافظ أبي عبد ال الذهبي ،عن يونس بن
أبي إسحاق ،عن أبي الحسن بن المغيرة ،عن أبي الفضل بن ناصر عن أبي القاسم بن منده ،أنبأنا أبي ،انبأنا أبو سعيد عبد
الرحمن بن أحمد بن يونس ،حدثنا عشائر بن الحجاج الغافقي ،حدثنا ولد ب محمد النحوي ،حدثنا إسماعيل بن أبي أويس،
حدثنا حفص الصنعاني ،عن أبي الزناد ،عن العرج ،عن أبي هريرة رضي ال عنه أن رسول ال صلى ال عليه وسلم،
قال" :تعلموا الفرائض؛ فغنه أول ما ينتزع من أمتي".
-36أخبرتني هاجر بنت محمد المقدسي قراءة عليها وأنا أسمع ،أنبأنا أبو المعالي محمد ابن إبراهيم المناوي سماعًا وعبد
ال بن مغلطاي إجازة ،قال الول :أنبأنا محمد بن محمد الميدومي سماعا أنبأنا والدي .وقال الثاني :أنبأنا أبو الحسن الواني.
قال :حدثنا أبو علي البكري الحافظ ،حدثنا أبو روح الهروين أنبانا أبو القاسم المستملي ،أنبأنا أبو يعلى إسحاق بن عبد
الرحمن الصابوني أنبأنا أبو سعيد عبيد ال بن محمد بن عبد الوهاب الرازي ،حدثنا أبو عبد ال محمد بن أيوب بن يحيى
بن ضريس الرازي ،حدثن أبو عمرو مسلم بن إبراهيم الزدي ،حدثنا هارون بن موسى النحوي ،حدثنا أبو عمران
الجوني ،عن جندب بن عبد ال البجلي ،قال رسول ال صلى ال عليه وسلم" :اقرءوا القرآن ما ائتلفت عليه قلوبكم ،فإذا
اختلفتم في فقوموا".
-37وبه البكري :أنبأتنا أم الضياء بنت عبد الرزاق ،أنبأنا أبو القاسم الشحامي ،حدثنا أبو سعد الكنجرودي ،حدثنا أبو
عمرو بن حمدا ،حدثنا أبو يعلى الموصلي ،حدثنا عمر بن الحصين ،حدثنا ابن علثة ،عن خصيف ،عن مجاهد ،عن أبي
هريرة ،قال :قال رسول ال صلى ال عليه وسلم" :م حفظ على أمتي أربعين حديثًا فيما ينفعهم من أمر دينهم بعث يوم
القيامة من العلماء ،وفضل العالم على العابد سبعون درجة ،ال أعلم ما بين كل درجتين".
-38أخبرني غير واحد ،عن أبي الطاهر محمد بن محمد الربعي ،أنبأنا الحافظ المزي سماعًا ،أنبأنا عبد العزيز بن عبد
المنعم الحراني قراءة عليه ،أنبأنا أبو الفتوح يوسف بن المبارك الحفاف قراءة عله ،حدثنا عبد الرحمن بن حسن الفارسي
سماعًا ،أنبأنا حمزة بن علي بن محمد بن السواق ،أنبأنا أبو الحسن علي بن أحمد بن عمر المقرئ ،حدثنا أبو بكر محمد بن
الحسن بن مقسم المقرئ ،حدثنا أبو بكر محمد بن يحيى بن سليمان المروزوي ،قال :قرأت علي أب جعفر محمد بن سعدان
النحوي المقرئ ،حدثنا أبو معاوية عن عبد ال بن سعيد المقبري ،عن أبيه ،عن جده ،عن أبي هريرة رضي ال تعالى
عنه ،أن النبي صلى ال عليه وسلم قال" :أعربوا القرآن والتمسوا غرائبه".
-39أنبأني أبو العباس أحمد بن عبد القادر الشاوي ورجب بنت احمد القليجي ،قال :حدثتنا ساري بنت شيخ السلم تقي
الدين علي بن عبد الكافي السبكي -قال الول سماعًا والثانية حضورا -أنبأنا والدي سماعًا ،أنبأنا أحمد بن محمد الدشتي
سماعًا ،قال الشاوي :وحدثني عاليا أبو الحسن بن أبي المجد عن الدشتي ،أنبأنا العالم أبو البقاء يعيش بن علي بن يعيش
الحلبي قراءة عليه ،أنبأنا أبو الفضل عبد ال بن أحمد الطوسي ،أنبأنا أبو محمد جعفر بن أحمد بن الحسين السراج ،أنبأنا
الحسن بن أحمد -وهو ابن شاذان -أنا عثمان بن أحمد ،أنا أحمد بن عبد الجبار ،حدثنا وكيع ،عن هشام بن عروة ،عن
أبيه ،عن عائشة رضي ال تعالى عنها ،قلت :لما نزلت] :وأنذر عشيرتك القربين[ قام النبي صن فقال" :يا فاطمة بنت
محمد ،ي صفية بنت عبد المطلب ،يا ابن عبد المطلب؛ ل أملك لكم من ال شيئًا ،سلوني من مالي ما شئتم".
-40وبه إلى السبكي :أنبأنا المام العلمة أبو عبد ال محمد بن الفتح البعلي ،بقراءتي عليه ،أنبأنا أبو العباس الصالحي،
أنبأنا أبو الفرج عبد المنعم بن عبد الوهاب الحراني ،أنا أبو القاسم علي بن أحمد الوزان ،أنا أبو الحسن بن مخلد ،أنبأنا
إسماعيل بن محمد الصفار ،أنبأنا الحسن بن عرفة ،أنبانا أبو النضر هاشم بن القاسم ،عن سليمان بن المغيرة ،عن ثابت
البناني ،عن أنس بن مالك ،قال :قال رسول ال صلى ال عليه وسلم" :آتي يوم القيامة باب الجنة فأستفتح ،فيقول الخازن:
من أنت؟ فأقول :محمد ،فيقول :بك أمرت أل أفتح لحد قبلك".
-41أخبرتني أم الفضل بنت محمد المقدسي بقراءتي عليها ،أنبأنا أبو المعالي الزهري وأبو العباس السويداوي سماعًا في
الخامسة ،قال :أخبرتنا أم الخير بنت علي الصنهاجية ،أنبأنا أبو الطاهر بن عزون وأبو العباس الدمشقي قال :أنا أبو القاسم
البوصيري ،عن أبي عبد ال محمد بن بركات النحوي ،أنبأنا أبو عبد ال المصري القاضي ،حدثنا محمد بن أحمد
الصبهاني ،حدثنا أبو سعيد الحسن بن علي السقطي ،وأبو عباد ،هو ذو النون بن محمد التستري ،قال :حدثنا أبو أحمد
الحسن بن عبد ال بن سعيد العسكري اللغوي ،حدثنا سهيل بن يعقوب الصفار ،حدنا محمد بن معاوية الزيادي ،حدثنا
عيسى بن إبراهيم ،حدثنا عفيف بن سالم ،حدثنا إبراهيم بن فضل المدني ،عن سعيد بن أبي سعيد المقبري ،عن أبي هريرة
رضي اللهعنه ،قا :قال رسول ال صلى ال عليه وسلم" :كلمة الحكمة ضالة كل حكيم ،وإذا وجدها فهو أحق بها".
840
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
-42شافهني أبو الفرج محمد بن أبي بكر بن الحسين المراغي بالمدينة الريفة ،عن والده ،عن الشرف البارزي ،أنبأنا
الكمال بن العديم ،حدثن أبو عبد ال محمد بن أبي المعالي بن البناء البغدادي بدمشق ،أنبأنا أبو بكر محمد بن عبيد ال بن
نصر الزاغوني ،حدثنا أبو طاهر محمد بن أحمد بن أبي الصقر الخطيب النباري من لفظه ،أنبأنا أبو العلء أحمد بن عبد
ال بن سليمان المعري قراءة عليه بالمعرة ،حدثنا أبو زكريا يحيى بن مسعر التنوخي المعري ،حدثنا أبو عروبة بن أبي
معشر الحراني ،أنبأنا هوبر ،حدثنا محمد بن عيسى الخياط ،عن أبي الزناد ،عن أنس بن مالك رضي ال تعالى عنه :عن
النبي صلى ال عليه وسلم أنه كان يقول" :إن الحسد ليأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب ،وإن الصدقة تطفئ الخطيئة،
كما يطفئ الماء النار ،والصلة نور المؤمن والصيام جنة من النار".
-43أخبرنا شيخنا المام الشمني بقراءتي عليه ومسلم بن علي بن محمد المسند سماعا عليه ،قال :أنبأنا أبو الفرج عبد
الرحمن بن محمد الزبيري سماها ،أنبأنا أبو عمر محمد بن إبراهيم الكناني سماعا ،أنبأنا أبو الفضل أحمد بن هبة ال بن
عساكر ،عن زينب بنت أبي القاسم الشعري ،أنبأنا العلمة أبو القاسم محمود بن عمر الزمخشري إجازة ،سمعت أبا سعد
محمد بن أحمد بن محمد ،أنبأنا والدي ،حدثنا شرف الخطباء إسماعيل بن الفضل الهروي ،حدثنا جدي أبو الفضل ،حدثنا
أبو أحمد محمد بن محمد بن إسحاق الحافظ ،حدثنا أبو عمرو أحمد بن عبد ال الدمشقي ،حدثنا أبي ،حدثنا عراك بن خالد،
عن عثمان بن عطاء الخراساني ،عن أبيه عن عكرمة ،عن ابن عباس رضي ال تعالى ،عنهما قال :لما عزى رسول ال
صلى ال عليه وسلم بابنته رقية امرأة عثمان ،قال" :الحمد ل دفن البنات من المكرمات".
ل إلى الخطيب البغدادي :أنبأنا محمد بن علي بن الفتح ،حدثنا علي بن عمر الحافظ ،حدثنا أبو -44وبالسناد الماضي أو ً
بكر محمد بن جعفر العطار النحوي الملقب خرتك ،حدثن الحسن بن عرفة ،حدثنا عبد الرحمن بن عبد ال العمري ،عن
سهيل بن أبي صالح عن أبيه ،عن أبي هريرة قال :قال رسول ال صلى ال عليه وسلم" :من كان مصليًا بعد الجمعة
فليصل أربعًا".
-45وبه إليه :حدثنا أبو يعلى بن السراج بلفظه ،أنبأنا أبو الفضل عبيد ال بن عبد الرحمن الزهري ،أنبأنا جعفر الفريابي،
حدثنا قتيبة بن سعيد ،عن مالك ،عن نافع عن ابن عمر رضي ال تعالى عنهما ،أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال:
"من شرب الخمر في الدنيا حرمها في الخرة".
-46وبه إليه :أنبأنا أبو طالب يحيى بن علي ،أنبأنا أبو العباس أحمد بن محمد الجرجاني ،أنبأنا أبو الطيب الحسن بن علي
التمار النحوي ،أنبأنا محمد بن أيوب الرازي ،أنبأنا داود بن إبراهيم ،أنبأنا شعبة ،قال :سمعت ابن جحادة ،يقول :سمعت أبا
صالح ،يحدث عن ابن عباس ،قال :لعن رسول ال صلى ال عليه وسلم زائرات القبور ،والمتخذات عليها المساجد
والسرج.
-47وبه إليه ،أنبأنا أبو القاسم الزهري ،أنبأنا المعافى بن زكريا ،حدثنا ابن أبي الزهر ،حدثنا أبو كريب محمد بن
العلء ،حدثنا إسماعيل بن صبيح ،حدثنا أبو إدريس ،حدثنا محمد بن المنكدر ،حدثنا جابر ،قال :قال رسول ال صلى ال
عليه وسلم لعلي" :أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إل أنه ل نبي بعدي! ولو كان لكنته".
-48وبه إليه :أنبأنا أبو طالب يحيى بن علي ،أنبأنا أبو عمرو ضرار بن رافع الضبي الكاتب ،أنبأنا أبو الحسن عبد ال بن
موسى البغدادي الكاتب ،حدثنا أبو الحسن علي ابن مهدي الفقيه المتكلم النحوي الكاتب ،حدثنا علي بن محمد المريني،
وكان كاتبًا أديبًا ،حدثني عبد ال بن أحمد البلخي -هو الكعبي المتكلم وكان كاتبا لمحمد بن زيد -حدثني أبي ،حدثني عبد
ال بن طاهر ،حدثني طاهر بن الحسين بن مصعب ،حدثني الفضل ب سهل ذو الرياستين ،حدثني جعفر بن يحيى بن خالد
حدثني يحيى بن خالد بن برمك ،حدثني عبد الحميد الكاتب ،حدثني سالم بن هشام الكاتب ،حدثنا عبد الملك بن مروان
الكاتب ،حدثنا زيد بن ثابت كاتب الوحي ،قال :قال رسول ال صلى ال عليه وسلم" :إذا كتبت بسم ال الرحمن الرحيم فبين
السين فيه" ،هذا حديث مسلسل بالكتاب في أكثره.
-49وبه إليه :أنبأنا عبد الواحد بن محمد ،حدثني محمد بن مخلد العطار ،حدثني العباس بن أبي طالب ،حدثني محمد بن
عمر القصبي ،حدثني المفضل بن محمد النحوي -هو الضبي -عن إبراهيم بن مهاجر عن عبد الرحمن بن يزيد عن عبد
ال ،قال :قال رسول ال صلى ال عليه وسلم" :من أراد -أو سره -أن يقرأ القرآن غضا كما أنزل فليقرأه على قراءة ابن
أم عبد".
- 50وبه إليه :أنبأنا محمد بن عبد ال ،أنبأنا سليمان بن أحمد الطبراني ،حدثنا أبو العباس أحمد بن يحيى بن ثعلب ،حدثنا
محمد بن سلم ،عن زائدة بن أبي الرقاد ،عن ثابت ،عن أنس ،قال :قال رسول ال صلى ال عليه وسلم لم عطية" :لم
عطية ،إذا خفضت فأشمى ول تنهكي ،فإنه أضوأ للوجه ،وأحظى عند الزوج".
841
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
-51أنبأني أمة الخالق بنت عبد اللطيف العقبي ،عن أبي الطاهر الربعي ،عن زينب بنت الكمال ،أنبأنا عبد الرحمن بن
مكي ،أنبأنا أبو الطاهر السلفي ،أنبأنا أبو الحسن علي ابن مشرف النماطي ،أنبأنا أبو محمد الحسين بن محمد بن أحمد
النيسابوري من لفظه ،أنبأنا أبو الحسن المبارك بن سعيد بن إبراهيم النصيبي ،اخبرن أبو عبد ال الحسين بن خالويه
النحوي ،أنبأنا أبو الحسن علي بن محمد بن مهرويه القزويني ،أنبأنا داود بن سليمان ،أنبأنا علي بن موسى الرضا ،أنبأنا
أبي موسى عن أبيه جعفر ،عن أبيه محمد ،عن أبيه علي عن أبيه الحسين ،عن أبيه علي بن أبي طالب ،قال :قال رسول
صلى ال عليه وسلم" :إن ل عز وجل عمودا من ياقوت أحمر تحت العرش ،وأسفله على ظهر الحوت في الرض
السابعة ،فإذا قال العبد :ل غله إل ال من نية صادقة اهتز العرش وتحرك الحوت ،فيقول ال عز وجل :اسكن يا عرشي،
فيقول كيف أسكن ولم تغفر لقائلها؟ قال :فيقول ال عز وجل .اشهدوا سكان سماواتي أني قد غفرت لقائلها".
-52قرئ علي هاجر بنت محمد المقدسي وأنا أسمع :أنبأنا أبو إسحاق التنوخي ،أنبأنا أحمد بن أبي طالب ،عن عبد
اللطيف بن محمد ،أن عبد الحق بن عبد الخالق اليوسفي أخبره :أنبأنا أبو محاسن بن إسماعيل الحسيني ،أنبأنا علي بن
القاسم بن إبراهيم الخياط ،أنبأنا أبو الحسين بن فارس ،أنبأنا أحمد بن علي الصواف ،أنبأنا عبد ال بن أحمد حدثنا أبو بكر
بن أبي شيبة ،حدثنا خالد بن محمد ،حدثنا موسى بن يعقوب ،حدثنا عبد ال بن كيسان ،حدثنا عبد ال بن شداد ،عن أبيه عن
عبد ال بن مسعود ،قال :قال رسول ال صلى ال عليه وسلم" :إن أولى الناس بي يوم القيامة أكثرهم على صلة".
-53قرأت على هاجر :أنبأنا أبو المعالي الزهري ،أنبأنا محمد بن أحمد الفارقي ،أنبأنا أبو عبد ال بن الخيمي ،أنبأنا أبو
محمد بن سكينة ،أنبأنا أبو البركات عمر بن إبراهيم العلوي قراءة عليه وأنا أسمع ،أنبأنا أبو عبد ال محمد بن علي
العلوي ،حدثنا أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي ،حدثنا أبو بكر محمد بن أحمد البابسيري ،حدثنا أحمد بن جعفر
الصبهاني ،حدثنا حفص بن عمر البرقاني ،حدثنا جعفر بن عون عن مسعر ،عن أبي حصين عن الشعبي ،عن مسروق،
عن عائشة رضي ال تعالى عنهما ،قالت :خيرنا رسول ال صلى ال عليه وسلم فاخترناه ،فلم يكن طلقا.
-54أخبرني المسند المعمر قاسم بن عبد الرحمن بن الكويك إذنًا ،عن أبي إسحاق إبراهيم بن أحمد التنوخي ،عن القاسم
بن مظفر ،أخبرنا عبد الرحيم بن تاج المناء ،أخبرنا الحافظ أبو القاسم بن عساكر ،أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم،
أخبرنا أبو محمد الحسن بن علي التميمي المصحح النحوي ،بقراءتي عليه ،أخبرنا أبو بكر محمد بن أحمد السلمي قراءة
عليه ،أخبرنا أبو بكر أحمد بن عمر الرملي ،أخبرنا سليمان بن يوسف ،أخبرنا محاضر بن المورع ،حدثنا العمش ،عن
أبي سفيان ،عن جابر رضي ال تعالى عنه ،قال :خرجنا رسول ال صلى ال عليه وسلم ،فهاجت ريح تكاد تدفن الراكب
فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم" :بعثت هذه الريح لموت منافق" .قال :فلما قدمنا المدينة ،إذا هو قد مات في ذلك اليوم
عظيم من عظماء المنافقين.
-55وبه إلى ابن عساكر :أخبرنا أبو عبد ال الخلل -هو الحسين بن عبد الملك -أخبرنا أ]و القاسم إبراهيم بن منصور،
أنبأنا أبو بكر بن المقرئ ،أنبأنا أبو يعلى ،حدثنا هاشم بن الحارث ،حدثنا عبد ال بن عمر ،عن زيد عن الحكم ،أنه سمع
نافعًا يقول :قال عبد ال :سمعت رسول ال صلى ال تعالى عليه وسلم يقول" :من جاء للجمعة فليغتسل".
-56وبه إليه :أنبأنا أبو الحسن علي بن مسلم الفرضي ،أنبأنا أبو الفرج سهل بن بشر وأبو نصر الطريثيثي ،قال :أنبأنا أبو
علي الحسن بن خلف بن يعقوب بن أحمد المقرئ الواسطي ،أنبأنا عبد ال بن إبراهيم بن أيوب بن ماسي ،أنبأنا أبو مسلم
الكجي ،أنبأنا أبو زيد سعيد بن أوس النصاري ،حدثنا سليمان التيمي ،حدثنا أنس بن مالك رضي ال تعالى عنه ،قال:
عطس عند رسول ال صلى ال عليه وسلم رجلن ،فشمت أحدهما ولم يشمت الخر - ،أو فشمته ولم يشمت الخر -قال:
"إن هذا حمدا ل فشمته ،وهذا لم يحمد ال فلم أشمته".
-57وبه إليه :أنبأنا أبو القاسم نصر بن أحمد ،أنبأنا جدي أبو محمد ،أنبأنا الحسن بن علي الهوازي ،أنبأنا أبو اليمن
الديب ،حدثنا القاضي يوسف بن القاسم الميانجي ،حدثنا أبو جعفر محمد بن جرير الطبري ،حدثنا أبو كريب محمد بن
العلء الهمذاني ،حدثنا أبو بكر بن عياش ،عن العمش ،عن سعيد بن عبد الرحمن ،عن بريدة السلمي ،قال :قال رسول
ال صلى ال عليه وسلم" :يا معشر من آمن بلسانه ولم يدخل اليمان قلبه ،ل تغتابوا عورته يفضحه في بيته".
-58وبه إليه :أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم الحسيني ،أنبأنا رشأ بن نظيف المقرئ ،أخبرني أبو بكر أحمد بن محمد بن
شرام ،أنبأنا محمد بن السامري ،أنبأنا الحسن ابن ناصخ القطان ،حدثنا مكي ب إبراهيم ،حدثنا عبد ال بن سعيد بن أبي
هند ،عن أبيه ،عن ابن عباس رضي ال تعالى عنهما ،عن النبي صلى ال عليه وسلم ،قال" :الصحة والفراغ نعمتان
مغبون فيهما كثير من الناس".
-59وبه إليه :أنبأنا أبو الحسن الفرضي ،حدثنا مكي بن عبد السلم الرميلي لفظا ،قال :قرأ علي الشيخ الديب أبي سعد
842
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
علي بن عثمان بن جني ،بجامع صيدا ،حدثكم الوزير أبو القاسم عيسى بن علي بن الجراح إملء ببغداد ،قال :قرئ على
القاضي أبي القاسم بدر بن الهيثم وأنا أسمع ،قيل له :حدثكم علي بن المنذر الطريقي ،أنبأنا ابن فضيل محمد ومحمد بن
عبد ال بن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده ،قال :قل رسول ال صلى ال عليه وسلم" :من كاتب مملوكه على مائة أوقية
فأداها غير عشر أواق فه رقيق".
-60وبه إليه :أنبأنا أبو محمد بن الكفاني شفاها ،حدثنا عبد العزيز الكناني ،حدثنا أحمد بن محمد بن سلمة الستيتي،
حدثنا عبد الرحمن بن إسحاق الزجاج إملء من خطه ،حدثنا أبو عبد ال الحسين بن محمد الرازي ،حدثنا علي بن عبد
العزيز ،حدثنا أبو عبيد القاسم بن سلم ،عن روح بن عبادة ،عن ابن جريج ،عن عطاء ،عن عائشة رضي ال تعالى عنها،
قالت :كان النبي صلى ال عليه وسلم ،إذا رأى مخيلة أقبل وأدبر وتغير ،قالت :فذكرت ذلك له ،فقال" :ما يدرينا لعله مثل
قوم قال ال عز وجل لهم :هذا عارض مطرنا بل هو ما استعجلتم به ،ريح فيها عذاب أليم".
-61وبه إليه :أنبأنا أحمد بن الحسن ،أنبأنا أبو محمد الجوهري ،أنبأنا أبو علي الحسن ابن أحمد بن عبد الغفار الفارسي
النحوي ،أنبأنا أبو الحسن علي بن الحسين بن معدان ،حدثنا إسحاق بن إبراهيم الحنظلي ،حدثنا وكيع ،حدثنا فطر بن
خليفة ،عن منذر الثوري ،عن ابن الحنفية أن عليا كرم ال وجهه ،قال :يا رسول ال ،إن ولد لي بعدك ولد اسميه ،باسمك،
وأكنيه بكنيتك؟ فقال :نعم.
-62شافهني أبو عبد ال بن أبي الحسن البندقداري ،عن أبي الحسن بن أبي المجد ،عن أبي بكر الدشتي ،عن الحافظ
يوسف بن خليل ،أنبأنا أبو الحسن بن أبي منصور الخياط ،حدثنا الحسن بن أحمد الحداد ،حدثنا أبو نعيم الصبهاني ،حدثنا
أبو أحمد الغطريفي ،حدثنا أبو خليفة ،حدثنا أبو عمر الجرمي النحوي ،حدثنا يزيد بن زريع ،عن يونس ،عن الحسن عن
أبي بكرة رضي ال تعالى عنه ،قال :كما عند رسول ال صلى ال عليه وسلم فخسفت الشمس ،فخرج يجر ردائه
مستعجل ،فثاب إليه الناس ،فصلى ركعتين كما يصلون ،فجلى عنها فخطبنا ،فقال" :إن الشمس والقمر آيتان من آيات ال؛
ل ينكسفان لموت أحد ول لحياته ،فإذا رأيتم ذلك فصلوا وادعوا حتى ينكشف ما بكم".
-63وبه إلى أبي نعيم :حدثنا سليمان بن أحمد ،حدثنا محمد بن الفضل بن شاذويه النحوي ،حدثنا أحمد بن مهدي ،حدثنا
علي بن صالح ،حدثنا القاسم بن معن ،عن عاصم الحول ،عن أبي عثمان النهدي ،عن أسامة بن زيد رضي ال تعالى
عنهما ،أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال" :من ل يرحم ل يرحم".
-64أنبأني محمد بن محمد بن أبي بكر الذروي ،عن أبي هريرة بن الذهبي ،عن التقى سليمان بن حمزة ،أنبأنا أبو الحسن
بن المقير شفاها ،عن أبي الفضل الميهني ،عن أحمد بن علي بن خلف ،عن أبي عبد ال الحاكم ،أنبأنا أبو الطيب محمد بن
عبد ال بن المبارك ،أنبأنا إبراهيم بن عيسى الذهلي ،أنبأنا أحمد بن علي -ولقبه حمويه -حدثنا أبو معاذ النحوي الفضل
بن خالد ،حدثنا خارجة ،عن قبيصة ،عن قتادة ،عن عكرمة ،عن ابن عباس رضي ال تعالى عنهما ،قال :جاء رجل إلى
النبي صلى ال عليه وسلم ،أخفش أشل أعرج دميم الوجه ،فقال :يا محمد ،اعرض على السلم ،قال :فعرض عليه،
فقبض السود بأصبعه ،فقال :يا محمد ،قد قلت كما عرضت ،ل أزيد ول أنقص فإني خلقت كما ترى ،فقال رسول ال
صلى ال عليه وسلم" :يا أسود ،أل ترضى أ يخلقك ال تعالى يوم القيامة على صورة جبريل"! قال :فمضى السود إلى
حاجته ،فقل النبي صلى ال عليه وسلم" :والذي بعثني بالحق لو أطاعني بما أمرته ،جاء يوم القيامة ووجهه كالقمر ليلة
بدر".
-65وبه إلى الحاكم :أنبأنا أبو عمر أحمد بن محمد الزردي إملء ،حدثنا محمد بن المسيب الرغياني ،حدثنا عبد ال بن
هاني المقدسي ،حدثنا أحمد بن ربيعة ،عن ابن شوذب ،عن أبي هارون العبدي ،عن أبي سعيد الخدري رضي ال عنه،
عن النبي صلى ال عليه وسلم أنه قال" :ل يزنى الزاني حين يزني وهو مؤمن ،ول يشرب الخمر حين يشربها وهو
مؤمن ،ول يسرق سرقة حين يسرقها وهو مؤمن".
-66وبالسناد إلى الحاكم ،قال :حدثنا علي بن محمد الحبيبي ،حدثنا محمد بن عمر الذهلي ،حدثنا أحمد بن خالد بن حماد،
حدثنا المؤرج بن عمرو ،حدثنا قرة بن خالد ،عن أبي الزبير ،عن جابر رضي ال تعالى عنه قال" :كنا إذا أشرفنا على
أكمة كبرنا ،وإذا هبطنا سبحنا".
-67أخبرتني أمة العزيز بنت محمد النباسي ،عن عبد الرحمن بن محمد بن طلولوبغا ،عن الحافظ أبي عبد ال الذهبي،
أنبأنا أبو المعالي البرقوهي ،أنبأنا ابن أبي المكارم ،أنبأنا عبد ال بن بري ،أنبأنا أبو صادق المديني ،أنبأنا علي ب محمد
الفارسي ،أنبأنا أبو أحمد بن المفسر ،حدثنا أبو إسحاق بن دحيم ،حدثنا محمود ،حدثنا الوليد ،حدثنا أبو عمرو -هو
843
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
الوزاعي -عن يحيى -هو ابن أبي كثير -عن رجل من بني حنظلة ،عن عمران بن الحصين رضي ال تعالى عنهما،
قال :قال رسول ال صلى ال عليه وسلم" :ل نذر في غضبن وكفارته كفارة يمين".
-68وبه إلى البرقوهي :أنبأنا أبو حفص عمر بن كرم الحمامي ،أنبأنا أبو الوقت السجزي ،حدثنا أبو منصور عبد الوهاب
بن أحمد الثقفي ،أنبأنا محمد بن عبد ال بن بالويه ،حدثنا أبو يعقوب يوسف بن يعقوب النجيرمي بالبصر ،حدثن أبو مسلم
إبراهيم ابن عبد ال البصري ،حدثنا أبو عاصم النبيل ،عن عبد الحميد ،حدثني صالح بن أبي غريب ،عن كثير بن مرة،
عن معاذ ب جبل رضي ال تعالى عنه ،قال :قال رسول ال صلى ال عليه وسلم" :من كان آخر كلمه ل إله غل ال دخل
الجنة".
-69أخبرتني فاطمة بنت علي بن اليسير مشافهة بالفسطاط ،عن أبي هريرة بن الذهلي عن أبي نصر الشيرازي ،عن أبي
البركات المبارك ب أحمد بن المستوفى ،قال :قرأت على أبي الحرم مكي بن ريان ،أنبأنا أبو الفضل عبد ال بن أحمد
الطوسي ،حدثنا أبو محمد جعفر بن أحمد بن الحسين السراج ،أنبأنا الخطيب أبو بكر بن علي الحافظ ،أنبأنا أبو ثعلب عبد
الوهاب بن علي ،حدثنا القاضي أبو الفرج المعافى بن زكريا إملء ،أنبأنا عبد ال بن محمد البغوي ،أنبأنا خيثمة ،حدثنا
الوليد بن مسلم ،حدثنا الوزاعي ،حدثنا حسان بن عطية ،حدثنا أبو كبشة أن عبد ل بن عمر حدثه أنه سمع رسول ال
صلى ال عليه وسلم يقول" :بلغوا عني ولو آية ،وحدثوا عن بني إسرائيل ول حرج ،ومن كذب علي متعمدًا فليتبوأ مقعده
من النار".
-70وبه إلى ابن المستوفى :حدثنا أبو محمد إسماعيل بن محمود البلغاري بقراءتي عليه ،حدثنا المام أبو البركات عبد
الرحمن بن محمد النباري بقراءتي عليه ،حدثن أبو بكر محمد بن مظفر الشهرزوري ،حدثنا أ]و عمر وعثمان بن محمد
اللخمي ،حدثني الحافظ أبو عبد ال الحاكم ،حدثنا علي بن الحسين المقرئ ،حدثنا جعفر بن محمد المقرئ ،حدثنا عباد بن
يعقوب حدثنا سعيد بن عمرو العزي ،عن مسعدة بن صدقة ،عن جعفر ابن محمد ،عن أبيه ،عن علي بن الحسين ،عن أبيه
رضي ال تعالى عنه ،قال :قال رسول ال صلى ال عليه وسلم" :إذا كتبتم الحديث فاكتبوه بإسناده ،فإن يك حقا كنتم شركاء
في الجر ،وإن يك باطل كان وزره عليه".
-71أنبأني أبو الذبيح إسماعيل بن أبي بكر الزبيدي إجازة ،عن أبي بكر بن الحسين المدني ،عن الحافظ أبي الحجاج
المزي ،أنبأنا عبد الرحيم بن عبد الملك المقدسي ،أنبأنا أبو نجيح الجوزداني ،أنبأنا أبو القاسم التيمي ،أنبأنا أحمد بن الفضل
الخواص ،أنبأنا أبو رجاء ابن عون ،أنبأنا جدي علي ب الحسن بن عون ،عن أبي أحمد العسكري ،حدثنا أبي ،حدثنا أبي،
حدثنا علي بن ذكوان حدثنا العباس بن ميمون ،قال :قال الصمعي :حدثنا سفيان بن عيينة ،قال :حضرت العمش عند أبي
عمرو ،فحدث عن عبد ال بن مسعود رضي ال عنه قال :كان النبي صلى ال عليه وسلم يتخولنا بالموعظة.
-72أنبأنا القاسم بن أبي يوسف التجيبي ،أنبأنا موسى بن عبد ال بن عاصم إجازة ،عن أبي علي عمر بن عبد المجيد
الرندي ،أنبأنا أبو الحس بن كوثر ،عن أبي الفتح الكروجي ،أنبأنا محمود بن القاسم ،حدثنا عبد الجبار بن محمد ،حدثنا
محمد بن أحمد ،حدثنا أبو عيسى الترمذي ،حدثنا سعيد بن عبد الرحمن المخزومي ،حدثنا سفيان بن عيينة ،عن الزهري،
عن عطاء ب يزيد ،عن أبي أيوب النصاري رضي ال تعالى عنه قال :قال رسول ال صلى ال عليه وسلم" :إذا أتيتم
الغائط فل تستقبلوا القبلة بغائط ول بول ،ول تستدبروها ،ولكن شرقوا وغربوا".
-73وبه التجيبي :أنبأنا أبو عبد ال بن أبي عامر الشعري ،إذنا ،أنبأنا أبو علي الشلوبين ،أنبأنا السلفي إجازة.
ح :وقرئ عاليًا وأنا أسمع على أم هانئ بنت أبي الحسن الهوريني :حدثنا عبد ال بن محمد النشاوري ،عن إبراهيم بن
محمد الطبري ،أنبأنا أبو الحسن علي بن هبة ال ،حدثنا السلفي ،حدثنا القاسم بن الفضل الثقفي ،حدثنا أبو الحسن علي بن
محمد إملء ،أنبأنا أبو علي أحمد بن محمد بن موسى بن سهل الوشاء ،حدثنا إسماعيل بن علية ،حدثنا عبد العزيز بن
صهيب ،عن أنس بن مالك رضي ال عنه ،قال :نهى رسول ال صلى ال عليه وسلم أن يتزعفر الرجل.
-74لقيت أم الفضل بنت محمد المصرية فسألتني عن اسمي وكنيتي ونسبي وبلدي وأين أنزل ،فأخبرتها بذلك ،فقالت لي:
لقيت عبد ال بن عمر الزهري ،فسألني عن اسمي وكنيتي ونسبي بلدي وأين أنزل ،فأخبرته بذلك ،فقال :لقيت عبد ال
محمد بن هارون الطائي ،فسألني عن اسمي وكنيتي ونسبي وبلدي وأين أنزل ،فأخبرته بذلك ،فقال :لقيت القاسم بن محمد
بن الطيلسان بمالقة ،فسألني عن اسمي وكنيتي ونسبي وبلدي وأين أنزل فأخبرته بذلك ،فقال :لقيت أبا محمد عبد ال بن
أحمد اللخمي بقرطبة ،فسألني عن اسمي وكنيتي ونسبي وبلدي وأين أنزل ،فأخبرته بذلك ،فقال :لقيت الحافظ أبا بكر ب
سألني عن اسمي وكنيتي ونسبي وبلدي وأين أنزل ،فأخبرته بذلك ،فقال :لقيت الشريف أبا القاسم علي العربي بإشبيلية ،ف ٍ
بن إبراهيم بن العباس الحسيني بدمشق ،فسألني عن اسمي وكنيتي ونسبي وبلدي وأين أنزل ،فأخبرته بذلك ،فقال :لقيت
844
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
الحافظ أبا محمد عبد العزيز بن أحمد الكناني ،فسألني عن اسمي وكنيتي ونسبي وبلدي وأين أنزل فأخبرته بذلك ،فقال:
لقيت الحافظ أبا النجيب عبد الغفار بن عبد الواحد الرموي بدمشق ،فسألني عن اسمي وكنيتي ونسبي وبلدي وأين أنزل،
فأخبرته بذلك ،فقال :لقيت أحمد بن مهدي الحافظ ببغداد ،فسألني عن اسمي وكنيتي ونسبي وبلدي وأين أنزل فأخبرته
بذلك ،فقال :لقيت أبا مسلم غالب بن علي بن محمد بن إبراهيم بنيسابور ،فسألني عن اسمي وكنيتي ونسبي وبلدي وأين
أنزل فأخبرته بذلك ،فقال :لقيت أبا بكر محمد بن عيسى الجبلي بالري فسألني عن اسمي وكنيتي ونسبي وبلدي وأين أنزل،
فأخبرته بذلك ،فقال :لقيت أبا عبد ال الحسين بن علي بن يزيد الرفاعي الموصلي بالهواز ،فسألني عن اسمي وكنيتي
ونسبي وبلدي وأين أنزل ،فأخبرته فقال :لقيت هدبة بن خالد القيسي فسألني كما سألتك ،قال هدبة :لقيت حماد بن سملة،
فسألني كما سألتك ،وقال لي حماد :لقيت ثابتا البناني ،فسألني كما سألتك ،وقال لي حماد :لقيت ثابتا الناني ،فسألني كما
سألتك ،وقال ثابت :لقيت أنسًا ،فسألني كما سألتك ،قال أنس :لقيت النبي صلى ال عليه وسلم فسألني كما سألتك ،وقال "يا
أنس ،أكثر من الصدقاء ،فإنكم شفعاء بعضكم على بعض".
-75أنبأني محمد بن جامع البساطي ،عن محمد بن محمد بن عبد اللطيف ،عن الحافظ أبي عبد ال الذهبي ،حدثنا أبو
العباس أحمد بن إبراهيم الفزاري ،حدثنا أبو الحسن علي بن محمد السخاوي ،حدثنا أبو الطاهر السلفي حدثنا الخليل بن
عبد الجبار ،حدثنا علي بن الحسين بن جابر ،حدثنا أبو بكر محمد بن علي النقاش ،حدثنا القاسم بن الليث بن مسرور،
حدثنا المعافى بن سليمان حدثنا فليج ،عن هلل بن علي ،عن عطاء ابن يسار ،عن أبي هريرة رضي ال عنه ،أن رسول
ال صلى ال عليه وسلم قال" :من قال أنا خير من يونس بن متى فقد كذب".
-76أخبرني أبو الفضل محمد بن عبد الرحمن العقيلي إجازة ،عن أحمد بن حسن السويداوي ،عن البدر محمد بن أحمد
الفارقي ،أنبأنا القاضي ناصر الدين بن المنير سماعًا ،أنبأنا والدي ،أنا عبد الصمد بن محمد الحرستاني ،أنبأنا أبو الحسن
علي بن المسلم ،أنبأنا أبو نصر الحسن بن محمد ،أنبأنا أبو الحسين بن جميع ،أنبأنا أبو العباس محمد ابن أحمد المقرئ،
حدثنا حميد بن الربيع ،حدثنا يحيى بن سعيد القطان وغيره ،حدثنا العمش ،حدثنا زيد بن وهب ،حدثنا عبد ال بن مسعود،
حدثنا رسول ال صلى ال عليه وسلم ،وهو الصادق المصدوق" :إن أحدكم يجمع خلقه في بطن أمه أربعين يومًا ،ثم يكون
علقة مثل ذلك ،ثم يكون مضغة مثل ذلك ،ثم يرسل إليه الملك فينفخ فيه الروح ،فيؤمر بأربع كلمات فيكتب رزقه وأجله
وعمله ،وشقى أو سعيد".
- 77وبه إلى الفارقي :أنبأنا قاضي القضاة شهاب الدين بن الخويي سماعًا ،أنبأنا ابن اللتي ،أنبأنا أبو الوقت
الصوفي ،أنبأنا أبو عاصم الفضيلي؛ حدثنا عبد الرحمن بن محمد النصاري ،حدثنا مصعب بن عبد ال الزبيري،
حثني مالك بن أنس ،عن عمه أبي سهل بن مالك ،عن أبيه ،أنه سمع طلحة بن عبيد ال يقول :جاء رجل إلى
رسول ال صلى ال عليه وسلم من أهل نجد ،ثائر الرأس ،يسمع دوي صوته ول يفهم ما يقول ،حتى دنا فإذا هو
-78شافهني أبو هريرة عبد الرحمن بن أبي الحسن بن الملقن ،أنبأنا إبراهيم بن أحمد البعلي ،أنبأنا الشيخ علء
الدين القونوي ،أنبأنا أحمد بن إسحاق ،أنبأنا عبد ال بن محمد ،أنبأنا عبد العزيز الدمي ،أنبأنا رزق ال بن عبد
الوهاب التميمي ،حدثنا أبو عمر بن مهدي ،حدثنا محمد بن مخلد ،حدثنا محمد بن عثمان ،حدثنا خالد بن مخلد،
حدثنا سليمان بن بلل ،عن شريك بن أبي نمر ،عن عطاء ،عن أبي هريرة ،قال :قال رسول ال صلى ال عليه
وسلم" :إن ال عز وجل ،قال :من عادى لي وليا فقد آذنني بالحرب ،وما تقرب إلى عبدي بشيء أحب إلى مما
افترضت عليه ،ومازال عبدي يتقرب إلى بالنوافل حتى أحبه ،فإذا أحبته كنت سمعه الذي يسمع به ،وبصره الذي
845
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
يبصر به ،ويده التي يبطش بها ،ورجله التي يمشي بها؛ فإن سألني عبدي لعطينه ،ولئن استعاذ بي لعيذنه ،وما
ترددت عن شيء أنا فاعله ترددي عن نفس المؤمن يكره وأكره مساءته ول بد له منه".
- 79أخبرني ...أنبأنا عبد ال بن محمد بن محمد بن القويع ،أنبأنا إسحق بن إبراهيم أبو نصر الزيني ،أنبأنا أبو
طاهر المخلص ،أنبأنا أبو القاسم البغوي ،أنبأنا خلف بن هشام البزار ،أنبأنا عبد العزيز بن أبي حازم ،عن أبيه،
عن سهل بن سعد رضي ال تعالى عنه ،قال :قال رسول ال صلى ال عليه وسلم ،ونحن نحفر الخندق ،وننقل
-80أنبأني أبو الفتح عطية بن محمد الهاشمي ،عن أبي زرعة بن أبي الفضل ،أنبأنا محمد بن رافع ،عن الشيخ
ح :وأنبأنا عاليًا غير واحد ،عن أبي الفضل بن الحسين ،عن أبي الفتح الميدومي ،قال :أنبأنا أبو الفرج الحراني،
أنبأنا يوسف بن المبارك بن كامل ،أنبأنا أبو الفضل محمد بن محمد بن الحسين الحنفي ،حدثنا أبو طاهر الباقلني،
حدثنا أبو علي بن شاذان ،حدثنا أبو سهل القطان ،حدثنا أبو إسحاق إسماعيل بن إسحاق بن إسماعيل بن حماد بن
زيد ،أنبأنا أحمد بن عبد ال بن يونس ،حدثنا أبو بكر بن عياش ،عن العمش ،عن أبي صالح ،عن أبي هريرة،
قال :قال رسول ال صلى ال عليه وسلم" :يدخل فقراء المسلمين الجنة قبل أغنيائهم بنصف يوم خمسمائة عام".
-81أخبرتني خديجة بنت أبي الحسن بن الملقن إذنًا غير مرة ،عن أبي اليمن بن الكويك ،أنبأنا قاضي القضاة
جلل الدين القزويني سماعًا ،أنبأنا أبو العباس الواسطي ،أنبأنا أبو حفص عمر بن كرم ،عن عبد الملك بن أبي
القاسم الهروي ،حدثنا أبو عامر المهلبي وغيره ،حدثنا عبد الجبار بن محمد ،حدثنا أبو العباس المحبوبي ،حدثنا
الترمذي ،حدثنا قتيبة وهناد ،قال :حدثنا أبو الحوص ،عن سماك بن حرب ،عن جابر بن سمرة ،قال :كنت
أصلي مع النبي صلى ال عليه وسلم ،فكانت صلته قصدًا ،وخطبته قصدًا.
-82أخبرني محمد بن أحمد الفقيه بقراءتي عليه ،عن قاضي القضاة جلل الدين البلقيني ،أنبأنا جدي لمي قاضي
القضاة بهاء الدين بن عقيل ،أنبأنا أبو الفتح نصر بن سليمان المنبجي ،حدثنا إبراهيم بن خليل ،حدثنا يحيى الثقفي،
أنبأنا الحسن بن أحمد بن المقرئ ،حدثنا أحمد بن عبد ال ،حدثنا عبد ال بن جعفر بن أحمد بن فارس حدثنا أسيد
ابن عاصم ،حدثنا عامر بن إبراهيم ،حدثنا مبارك بن فضالة ،عن عبيد ال بن عمر ،عن نافع عن ابن عمر رضي
846
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
ال تعالى عنهما ،قال :قال رسول ال صلى ال عليه وسلم" :الضيافة ثلثة أيام فما فوق ذلك فهو صدقة".
-83أخبرني الحافظ أبو الفضل محمد بن محمد الهاشمي العلوي مشافهة بالمسجد الحرام ،أنبأنا أبو حامد بن
ظهيرة سماعًا ،أنبأنا الشيخ شمس الدين محمد بن عبد الرحمن بن الصائغ الحنفي بقراءتي عليه ،أنبأنا يونس بن
إبراهيم سماعًا.
ح :وأنبأنيه عاليًا غير واحد ،عن أبي علي الفاضلي ،عن يونس ،أنبأنا أبو الحسن بن المقبر ،أنبأنا أبو الكرم
المبارك بن الحسن الشهرزوري ،أنبأنا الحسين بن أحمد النعالي ،أنبأنا أبو سهل محمود بن عمر العكبري ،أنبأنا
أبو الحسن علي بن أبي الفرجن حدثنا أبو بكر عبد ال بن محمد بن عبيد القرشي ،حدثنا علي بن الجعد ،حدثنا
شريك ،عن حكيم بن جبير ،عن محمد بن عبد الرحمن بن يزيد ،عن أبيه ،عن ابن مسعود رضي ال تعالى عنه،
عن النبي صلى ال عليه وسلم ،قال" :من سأل الناس عن ظهر غنى جاء يوم القيامة وفي وجهه كدوح وخموش -
أو خدوش" ،قيل يا رسول ال :ما الغنى؟ قال" :خمسون درهما أو قيمتها من الذهب".
-84أخبرنا الحافظ أبو الفضل مشافهة ،أنبأنا ابن ظهيرة سماعا ،أنبأنا العلمة شيخ المغرب ،أبو عبد ال بن عرفة
إجازة ،أنبأنا محمد بن عبد السلم الهواري سماعًا ،أنبأنا أبو محمد بن هارون الطائي ،أنبأنا أبو القاسم بن بقى،
أنبأنا يحيى بن عبد ال ،حدثنا عم أبي عبد ال بن يحيى ،أنبأنا أبي يحيى بن يحيى ،عن مالك عن نافع ،عن ابن
عمر رضي ال تعالى عنهما أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال" :اللهم ارحم المحلقين" ،قالوا :والمقصرين يا
رسول ال؟ قال" :اللهم ارحم المحلقين" ،قالوا :والمقصرين يا رسول ال؟ قال" :والمقصرين".
-85أخبرتين أم الفضل بنت محمد القدسي بقراءتي عليها ،أنبأنا الشيخ شمس الدين محمد بن محمد بن علي
الغماري والشيخ برهان الدين إبراهيم بن أيوب النباسي ،قال :أنبأنا أبو الفضل خليل بن عبد الرحمن القسطلني
سماعا ،حدثنا الفخر التوزري ،حدثنا الرشيد العطار ،حدثنا أبو القاسم عبد ال بن علي البوصيري ،حدثنا محمد
بن بركات السعيدي سماعا ،حدثتنا كريمة المروزية ،حدثنا الكشيمهني ،أنبأنا الفريري ،أنبأنا البخاري ،حدثنا مكي
بن إبراهيم ،حدثنا يزيد بن أبي عبيد ،عن أبي سلمة رضي ال تعالى عنه ،قال :كنا نصلي مع النبي صلى ال عليه
847
السيوطي ُبغية الوعاة في طبقات اللغويين و الُنحاة
شبكة مشكاة السلمية
خاتمة المؤلف
من ال تبارك وتعالى بإكمال هذا الكتاب ،الطافح بكثرة جمعه على البحر العباب ،الجامع كل شريدة وخريدة العجب
العجاب ،النق من الروض الريض إذا أرج زهره ،البهى من العقد النظيم إذا اتسقت للئه ودرره ،السمى من الفق
الرفيع إذا تللت دراريه وزهره .بنيت فيه للنحاة طبقات قواعدها على ممر الزمان ل تهي ،وأحييت فيه ميتهم فلم أغادر
ل إل نظمته في سلك عقده البهي ،فلو رآه البيهقي لخلع وشاحه بين يديه توقرا ،أو ابن البار لخلع عليهشهيرًا ول خام ً
السيرا ،أو ابن بسام لضحى عابسًا لنفاد ذخيرته ،أو ياقوت الحموي ،لقال :هذه الدرة اليتيمة التي لم يعض عليها
الصبهاني حين أتى بخريدته ،على أني ل أبيعه جمع سلمة ،ول أدعي أنه لم يفتني فيه فاضل أو علمة ،أني لي ونجباء
الدنيا ل تحصى ،وأخبارهم شتى ل تستقصي! خصوصا علماء العجم المتأخرين ،فإنهم ضيعوا أنفسهم بترك تاريخ يجمع
شملهم .وقد اعتنى بذلك المتقدمون من علماء محدثيهم ،فاستعنا بما وقفنا عليه من تواريخهم ،ككتاب بغداد للخطيب
البغدادي ،والذيل عليه للحافظ تقي الدين بن رافع ،وتاريخي نيسابور للحاكم ولعبد الغافر ،وتاريخ جرجان للسهيمي،
وتاريخ أصبهان لبي نعيم .وأما المغرب فأهله أصحاب اعتناء شديد بذلك ،والنحاة به جم غفير ،وأكثر ما وقفنا عليه من
تواريخهم تواريخ الندلس ،كتاريخ ابن الفرضي وابن بشكوال وابن الزبير وابن عبد الملك والريحانة لبن عات ،وتاريخ
غرناطة لبن الخطيب ،وأما غيرها من بيعة بلد المغرب فلم نقف على شيء من تواريخه إل المغرب في تاريخ بلد
المغرب لبن سعيد .وأما الحجاز فوقفنا من تواريخه على تاريخ مكة للتقي الفاسي وهو متأخر ،لم يستوعب ،وتاريخ اليمن
للجندي ،وللخزرجي وهو حافل ،وأما الشام فوقفنا على تاريخها لبن عساكر ،وأعظم به! وتاريخ حلب لبن العديم ،وأما
مصر فلم نقف من تواريخها إل على تاريخ ابن يونس ،وهو مجلد لطيف.
وهذه التواريخ المذكورة قد استوعبناها كلها ،ولم ندع فيها أحدا ممن تحققنا أنه نحوي إل ذكرناه ،مع ما وقفنا عليه من
التواريخ التي ل تختص ببلد ،كتاريخ السلم للذهبي وسير النبلء وطبقات القراء له ،والدرر لشيخ السلم ابن حجر في
أعيان المائة الثامنة وإنباء الغمر بأبناء العمر له ،وتاريخ الصلح الصفدي ،والمسالك لبن فضل ال ،وذيل طبقات القراء
للعفيف المطري ،وطبقات النحاة للسيرافي وللمفضل الضبي ،ولبي بكر الزبيدي وطبقات أئمة اللغة للشيخ مجد الدين
الشيرازي ،ومعجم الدباء لياقوت الحموي والنضار لبي حيان؛ إلى غير ذلك من المعاجم .والتعاليق التي ل تحصى .وال
أسأله التوفيق لما يرضيه ،والهداية فيما أذره وآتيه ،وأل يجعل علمنا حجة علينا وأل يخيب سعينا ،وينظر بعين رحمته
إلينا .وصلى ال على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه صلة وسلما دائمين إلى يوم الدين.
آخر "طبقات النحاة الصغرى" .قال مؤلها :فرغت من تأليفها في شهر رمضان سنة إحدى وسبعين وثمانمائة.
848