You are on page 1of 51

‫طبقات المفسرين للسيوطي‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬


‫طبقات المفسرين‬
‫جلل الدين السيوطي‬
‫تأليف جلل الدين عبدالرحمن بن أبي بكر السيوطي( ت‬
‫‪ 911‬هـ)‬
‫رتب المؤلف تراجم المفسرين ترتيبا ً هجائيًا‪ ،‬وقد عرض‬
‫في مقدمة الكتاب لشرح منهجه ‪ ،‬ومن اعتنى بترجمة من‬
‫هذه الفئة من العلماء بقوله‪ « :‬وبعد ‪ ،‬فهذا المجموع فيه‬
‫طبقات المفسرين إذ لم أجد من اعتنى بأفرادهم كما‬
‫اعتنى بأفراد المحدثين والفقهاء والنحاة وغيرهم ‪ ،‬واعلم‬
‫أنهم أنواع‪:‬‬
‫الول‪ :‬المفسرون من السلف والصحابة والتابعين وأتباع‬
‫التابعين ‪..‬‬
‫الثاني‪ :‬المفسرون من المحدثين وهم الذين صنفوا‬
‫التفاسير مسندة ‪ ،‬موردا ً فيها أقوال الصحابة والتابعين‬
‫بالسناد ن وهذان النوعان تراجمهم مذكورة في طبقات‬
‫الفقهاء‪.‬‬
‫الثالث‪ :‬بقية المفسرين من علماء أهل السنة الذين ضموا‬
‫إلى التقسيم التأويل‪ ،‬والكلم على معاني القرآن وأحكامه‬
‫وإعرابه وغير ذلك ‪ ،‬وهو الذي العتناء به في هذه الزمان‬
‫أكثر‪.‬‬
‫الرابع‪ :‬من صّنف تفسيرا ً من المتبدعة كالمعتزلة والشيعة‬
‫وأضرابهم‪.‬‬
‫والذي يستحق أن يسمى بالمفسرين من هؤلء القسم‬
‫الول ثم الثاني على أن الكثر في هذا القسم نقلة‪ ،‬وأما‬
‫الثالث فمؤولة ‪ ،‬ولهذا يسمون كتبهم غالبا ً بالتأويل‪ ،‬ولم‬
‫أستوف أهل القسم الرابع وإنما ذكرت منهم المشاهير‬
‫كالزمخشري والرماني والجبائي وأشباههم وبالله أستعين‬
‫إنه خير معين»‪ ،‬ويذكر أن عدد التراجم فيه ست وثلثون‬
‫ومائة ترجمة‪.‬‬
‫ترجمة المؤلف‬

‫‪1‬‬
‫طبقات المفسرين للسيوطي‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫قال السيوطي‪ :‬في كتابه " حسن المحاضرة "‪ ،‬قال‪ :‬عبد‬
‫الرحمن بن أبي بكر بن محمد بن سابق الدين بن الفخر عثمان‬
‫بن ناظر الدين محمد بن سيف الدين خضر بن نجم الدين أبي‬
‫الصلح أيوب بن ناصر الدين محمد بن الشيخ همام الدين الهمام‪:‬‬
‫الخضيري السيوطي‪.‬‬
‫وإنما ذكرت ترجمتي في هذا الكتاب اقتداء بالمحدثين قبلي‪،‬‬
‫ل أن ألف‪،‬أحد منهم تاريخا ً إل ذكر ترجمته فيه‪،‬وممن وقع له‬ ‫فق ّ‬
‫ذلك المام عبد الغافر الفارسي في " تاريخ نيسابور " وياقوت‪.‬‬
‫الحموي في "معجم الدباء " ولسان الدين ابن الخطيب في "‬
‫تاريخ غر ناطة "‪ ،‬والحافظ تقي الدين الفاسى في " تاريخ مكة "‬
‫جر في " قضاء مصر"وأبو شامة في "‬ ‫ح َ‬
‫والحافظ أبو الفضل بن َ‬
‫مام‬
‫الروضتين "‪ ،‬وهو أورعهم وأزهدهم فأقول‪ :‬أما جدي العلى ه ّ‬
‫الدين‪ ،‬فكان من أهل الحقيقة ومن مشايخ الطرق‪ ،‬ومن دونه‬
‫كانوا من أهل الوجاهة والرياسة‪ ،‬منهم من ولي الحكم ببلده‪،‬‬
‫ي صحبة‬ ‫سبة بها‪ ،‬ومنهم من كان تاجرا ف ِ‬ ‫ح ْ‬ ‫ومنهم من‪ ،‬ولى ال ِ‬
‫المير شيخون‪،‬وَبنى مدرسة بأسيوط‪ ،‬ووقف عليها أوقافَا‪ ،‬ومنهم‬
‫من كان مقمول ول أعلم من خدم العلم حق خدمته إل والدي‪.‬‬
‫وأما نسبتنا بالخضيري فل أعلم ما تكون إليه نسبة هذه النسبة إل‬
‫الخضيرية‪ ،‬محلة ببغداد‪ ،‬وقد حدثني من أثق به أنه سمع والدي‬
‫ه يذكر أن جده العلى كان أعجميًا‪ ،‬أو من الشرق‪،‬‬ ‫رحمه الل ّ‬
‫فالظاهر أن النسبة إلى المحلة المذكورة‪.‬‬
‫وكان مولدي بعد المغرب ليلة الحد مستهل رجب سنة تسع‬
‫حملت في حياة أبي إلى الشيخ محمد‬ ‫وأربعين وثمانمائة و ُ‬
‫المجذوب‪ ،‬رجل كان من كبار الولياء بجوار المشهد‬
‫ي‪ .‬ونشأت يتيما ً فحفظت القرآن ولي دون‬ ‫النفيسي‪،‬فبّرك عل ّ‬
‫ثماني سنين‪ .‬ثم حفظت "العمدة "‪" ،‬ومنهاج ألفقه والصول "‪،‬‬
‫"وألفية ابن مالك "‪ ،‬وشرعت في الشتغال بالعلم‪ ،‬من مستهل‬
‫سنة أربع وستين فأخذت الفقه والنحو عن جماعة من الشيوخ‪،‬‬
‫ي زمانه الشيخ شهاب الدين‬ ‫وأخذت الفرائض عن العلمة فرض ّ‬
‫ن العالية‪ ،‬وجاوز‬
‫الشار مساحي الذي كان يقال‪ :‬إنه بلغ الس ّ‬
‫المائة بكثير‪ -‬والله أعلم بذلك ‪ -‬قرأت عليه في شرحه على‬
‫المجموع‪.‬‬
‫جْزت بتدريس العربية في مستهل سنة ست وستين‪ ،‬وقد ألفت‬ ‫وأ ِ‬

‫‪2‬‬
‫طبقات المفسرين للسيوطي‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫في هذه السنة‪ ،‬فكان أول شيء ألفته شرح الستعاذة والبسملة‪،‬‬
‫وأوقفت عليه شيخنا شيخ السلم علم الدين الُبلقيني ‪،‬فكتب‬
‫ده‪،‬‬‫عليه تقريظًا‪ ،‬ولزمته في الفقه إلى أن مات‪ ،‬فلزمت ول َ‬
‫فقرأت عليه من أول التدريب لوالده إلى الوكالة‪ ،‬وسمعت عليه‬
‫من أول الحاوي الصغير إلى العدد‪ ،‬ومن أول المنهاج إلى الزكاة‪،‬‬
‫ومن أول التنبيه إلى قريب من الزكاة‪ ،‬وقطعة من ألروضة‪،‬‬
‫وقطعة من تكملة شرح المنهاج للزركشي‪،‬ومن إحياء الموات‬
‫إلى الوصايا أو نحوها‪.‬‬
‫وأجازني بالتدريس والفتاء من سنة ست وسبعين‪ ،‬وحضر‬
‫تصديري‪ ،‬فلما توفي لزمت شيخ السلم شرف الدين‬
‫المناوي‪،‬فقرأت عليه قطعة من المنهاج‪ ،‬وسمعته عليه في‬
‫التقسيم إل مجالس فاتتني‪ ،‬وسمعت دروسا ً من شرح البهجة‬
‫ومن حاشيته عليها ومن تفسير البيضاوي‪.‬‬
‫ولزمت في الحديث والعربية شيخنا المام العلمة تقي الدين‬
‫الشبلي الحنفي‪،‬فواظبته أربع سنين‪ ،‬وكتب لي تقريظا ً على شرح‬
‫ي‬‫ألفية ابن مالك وعلى جمع الجوامع في العربية تأليفي‪،‬وشهد ل ِ‬
‫غير مرة بالتقدم في العلوم بلسانه وبنانه‪ ،‬ورجع إلى قولي‬
‫مجّردا َ في حديث‪ ،‬فإنه أورد في حاشيته على الشفاء حديث أبي‬
‫الجمرا في السراء‪ ،‬وعزاه إلى تخريج ابن ماجة‪ ،‬فاحتجت إلى‬
‫إيراده بسنده‪ ،‬فكشفت ابن ماجة‪ ،‬في‪.‬مظنته فلم أجده‪ ،‬فمررت‬
‫على الكتاب كله فلم أجده‪ ،‬فاتهمت نظري‪ ،‬فمررت مرة ثانية‬
‫فلم أجده‪ ،‬فعدت ثالثة فلم أجده‪ ،‬ورأيته في معجم الصحابة لبن‬
‫قانع‪ ،‬فجئت إلى الشيخ فأخبرته‪ ،‬فمجرد ما سمع مني ذلك أخذ‬
‫نسخته وأخذ القلم فضرب على لفظ "ابن ماجة" وألحق "أبن‬
‫قانع " في الحاشية‪،‬فأعظمت ذلك وهبته لعظم منزلة الشيخ في‬
‫قلبي واحتقاري في نفسي‪ ،‬فقلت‪ :‬إل تصبرون لعلكم تراجعون !‬
‫فقال‪ :‬إنما قلدت في قولي "ابن ماجة" البرهان الحلبي‪ .‬ولم‬
‫ك عن الشيخ إلى أن مات‪.‬‬ ‫أنف ّ‬
‫ولزمت شيخنا العلمة أستاذ الوجود محي الدين الكافيجي أربع‬
‫عشرة سنة‪ ،‬فأخذت عنه الفنون من التفسير والصول والعربية‬
‫والمعاني وغير ذلك‪ .‬وكتب لي إجازة عظيمة‪.‬‬
‫وحضرت عند الشيخ سيف الدين الحنفــي دروسـا ً عديــدة فــي‬
‫الكشـــاف والتوضـــيح وحاشـــيته عليـــه وتلخيـــص المفتـــاح‬

‫‪3‬‬
‫طبقات المفسرين للسيوطي‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫والَعضد‪.‬وشرعت في التصنيف في سنة ســت وســتين‪ ،‬وبلغــت‬
‫مؤلفاتي ثلثمائة كتاب‪ ،‬سوى ما غسلته ورجعت عنه‪.‬‬
‫وسافرت بحمد الل ّــه تعــالى إلــى بلد الشــام والحجــاز واليمــن‬
‫والهند والمغرب والتكرور‪،‬ولما حججت شربت مــن مــاء زمــزم‬
‫لمور‪ ،‬منها أن أصل في الفقه إلــى رتبــة الشــيخ ســراج الــدين‬
‫البلقيني‪ ،‬وفي الحديث إلى رتبة الحافظ ابن حجر‪.‬‬
‫وأفــتيت مــن مســتهل ســنة إحــدى وســبعين‪ ،‬وعقــدت إملء‬
‫الحـــــديث مـــــن مســـــتهل ســـــنة اثنـــــتين وســـــبعين‪.‬‬
‫ورزقت التبحر في سبعة علــوم‪ :‬التفســير‪ ،‬والحــديث‪ ،‬والفقــه‪،‬‬
‫والنحو‪ ،‬والمعاني‪ ،‬والبيان‪ ،‬والبديع على طريقة العرب والبلغاء‪،‬‬
‫ل على طريقة العجم وأهل الفلسفة‪.‬‬
‫والذي أعتقده أن الذي وصلت إليـه مــن هــذه العلــوم السـبعة‬
‫سوى الفقه والنقول التي أطلعت عليها‪ ،‬لم يصل إليه ول وقف‬
‫عليه أحد من أشــياخي فضـل ً عمــن هــو دونهــم‪ ،‬أمــا ألفقــه فل‬
‫أقول ذلك فيه‪ ،‬بل شيخي فيه أوسع نظرًا‪ ،‬وأطول باعــًا‪ ،‬ودون‬
‫هذه السبعة في المعرفــة‪ :‬أصــول ألفقــه والجــدل والتصــريف‪،‬‬
‫لنشــاء والترســل والفــرائض‪ ،‬ودونهــا القــراءات‪ ،‬ولــم‬ ‫ودونهــا ا ِ‬
‫أخذها عن شيخ‪ ،‬ودونها الطب‪.‬‬
‫وأما علم الحساب فهو أعسر شيء علي وأبعــده عــن ذهنــي‪،‬‬
‫وإذا نظرت إلى مسألة تتعلق به‪ ،‬فكأنما أحاول جبل ً أحمله‪.‬‬
‫وقد كملت عندي الن آلت الجتهاد بحمــد الل ّــه تعــالى‪ ،‬أقــول‬
‫ذلك تحدثا ً بنعمة الّله علي‪ ،‬ل فخرًا‪ ،‬وأي شيء في الدنيا حــتى‬
‫يطلب تحصيله بالفخر ! وقد أزف الرحيل‪ ،‬وبدا الشيب‪ ،‬وذهب‬
‫أطيــب العمــر‪ ،‬ولــو شــئت أن أكتــب فــي كــل مســألة مصــنفا‬
‫بأقوالها وأدلتها العقلية والقياسية‪ ،‬ومداركها ونقوضها وأجوبتها‪،‬‬
‫والموازنة بيـن اختلف المـذاهب فيهـا لقـدرت علـى ذلـك مـن‬
‫ه‪ ،‬ل بحولي ول بقوتي‪ ،‬فل حول ول قوة إل بالّله‪.‬‬ ‫فضل الل ّ‬
‫وقد كنت في مبادئ الطلب قرأت شيئا ً في المنطق‪ ،‬ثم ألقى‬
‫ه كراهته فــي قلــبي‪ ،‬وســمعت ابــن الصــلح أفــتى بتحريمــه‬ ‫الل ّ‬
‫ه تعالى عنه علــم الحــديث الــذي هــو‬ ‫فتركته لذلك فعوضني الل ّ‬
‫أشـــــــــــــــــــــــــــــــــرف العلـــــــــــــــــــــــــــــــــوم‪.‬‬
‫وأما مشايخي في الرواية سماعا ً وإجازة فكــثير‪ ،‬أوردتهــم فــي‬
‫المعجم الذي جمعتهم فيه‪ ،‬وعدتهم نحــو مــائه وخمســين‪ ،‬ولــم‬

‫‪4‬‬
‫طبقات المفسرين للسيوطي‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫أكثر مــن سـماع الروايــة لشــتغالي بمــا هــو أهــم‪ ،‬وهــو قــراءة‬
‫الدراية‬
‫مقدمة‬
‫بسم الله الرحمن الّرحيم‬
‫وصلى الله على سيدنا محمــد وســلم الحمــد للــه الــذي أســبغ‬
‫علينا جزيــل النعــم‪ ،‬وأشــهد أن ل الــه إل اللــه وحــده ل شــريك‬
‫سم‪،‬وأشهد أن سيدنا محمــدا ً عبــده ورســوله‪ ،‬ســيد‬ ‫له‪،‬بارئ الن ّ َ‬
‫العرب والعجم‪ ،‬صلى الله وسلم عليه وعلى اله وصــحبه أولــي‬
‫الفضل والكرم‪.‬‬
‫وبعد فهذا المجموع فيه طبقــات المفســرين‪ ،‬إذ لــم أجــد مــن‬
‫عتنى بــإفراد لمحــدثين والفقهــاء والنحــاة‬ ‫اعتنى بإفرادهم كما ا ِ‬
‫وغيرهــم‪ .‬واعلــم أنهــم أنــواع‪ ،‬الول‪ :‬المفســرون مــن الســلف‬
‫والصحابة والتابعين وأتباع التابعين‪.‬‬
‫الثاني‪ :‬المفسرون من المحدثين‪ ،‬وهم الذين صنفوا التفاســير‬
‫موَردا َ فيها أقوال الصــحابة والتــابعين بالســناد‪ ،‬وهــذان‬ ‫سن َد َةً ُ‬
‫م ْ‬
‫ُ‬
‫النوعان تراجمهم مذكورة في طبقات الفقهاء‪.‬‬
‫الثالث‪ :‬بقية المفسرين من علماء أهــل الســنة‪ ،‬الــذين ضــموا‬
‫إلى التفســير التأويــل والكلم علــى معــاني القــرآن‪ ،‬وأحكــامه‪،‬‬
‫وإعرابه وغير ذلك‪ ،‬وهو الذي العتناء به في هذا الزمان أكثر‪.‬‬
‫من صّنف تفسيرا ً مــن المبتدعــة‪ ،‬كالمعتزلــة والشــيعة‬ ‫الرابع‪َ :‬‬
‫وأضرا بهم‪.‬‬
‫والذي يستحق أن يسمى من هؤلء‪ ،‬القسم الول‪ ،‬ثم الثــاني‪،‬‬
‫مؤَوَّلة؛ ولهذا‬
‫على أن الكثر في هذا القسم ن ََقَلة‪ ،‬وأما الثالث ف ُ‬
‫ف أهــل القســم الرابــع‪،‬‬‫يسمون كتبهم غالبا ً بالتأويل‪ .‬ولم أستو ِ‬
‫وإنما ذكرت منهم المشاهير كالزمخشري‪،‬والرمــاني‪ ،‬والجبــائي‬
‫وأشباههم‪ .‬وبالله أستعين‪ ،‬إنه خير معين‪.‬‬
‫المفسرون‬
‫ماسي‬‫‪ -1‬إبراهيم بن أحمد بن محمد بن أحمد أبو طاهر السل َ َ‬
‫الواعظ كان علمة في علم الدب‪ ،‬والتفسير‪ ،‬والحديث‪،‬ومعرفة‬

‫‪5‬‬
‫طبقات المفسرين للسيوطي‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫السانيد والمتون‪ ،‬وأوحد عصره في علم الوعظ والتذكير‪ .‬أدرك‬
‫جماعة من الئمة‪ ،‬وكان من الورع والصدق بمكان‪.‬‬
‫ساُبوري‪،‬وعنه هبة الله بن‬ ‫علّيك الن ّي ْ َ‬
‫روى عن أبي القاسم بن َ‬
‫خوَىّ في‬ ‫ي ولد سنة ثلث وثلثين وأربعمائة‪ ،‬ومات ب ِ ُ‬ ‫سَقط ّ‬ ‫ال ّ‬
‫جمادي الخرة سنة ست وتسعين وأربعمائة‪.‬‬
‫‪ -‬إبراهيم بن علي بـن الحســين المـام أبــو إســحاق الشـي َْباّني‬
‫ري إمام في المذهب‪ ،‬والفرائض‪ ،‬والتفســير‪ .‬لــه تصــانيف‬ ‫الط ّب َ ِ‬
‫مفيدة‪ ،‬ولي قضاء مكة‪،‬وحدث عن أبي علي الحــداد‪ .‬روى عنــه‬
‫الصــــــــــــــــــــائن بــــــــــــــــــــن عســــــــــــــــــــاكر‪.‬‬
‫مــات فـي رجـب ســنة ثلث وعشـرين وخمسـمائة ولـه إحـدى‬
‫وأربعون سنة‪.‬‬
‫طالقــاِني‬ ‫‪ - 3‬أحمــد بــن إســماعيل بــن يوســف أبــو الخيــر ال ّ‬
‫ي الـــــــــــدين‪.‬‬ ‫ضـــــــــــ ّ‬
‫الَقْزِوينـــــــــــي الشـــــــــــافعي َر ِ‬
‫أحد العلم‪ ،‬قال أبن النجــار‪ :‬كــان رئيــس أصــحاب الشــافعي‪،‬‬
‫وكــان إمامــا ً فــي المــذهب‪ ،‬والخلف‪ ،‬والصــول‪ ،‬والتفســير‪،‬‬
‫والوعظ‪ ،‬كثيَر المحفوظ‪.‬‬
‫ى‬
‫أملى الحديث‪ ،‬ووعظ‪،‬وسمع الكثير من أبي عبد الله الُفــَراوِ ّ‬
‫ي‪،‬وأبــي الفتــح بــن الب َط ّــى‪.‬‬ ‫سـي ّدِ ّ‬ ‫ي وهبـة اللــه ال ّ‬
‫م ّ‬
‫حا ِ‬ ‫وزاهر ال ّ‬
‫ش ّ‬
‫وتفقه على ملكداد‪ ،‬ومحمــد بــن يحــي‪ .‬ودّرس ببلــده وببغــداد‪،‬‬
‫دث بــالكتب الكبــار‪ ،‬وولــي تــدريس النظاميــة‪ ،‬وكــان كــثير‬ ‫وح ـ ّ‬
‫العبادة والصلة‪ ،‬دائم الذكر‪ ،‬دائم الصوم‪ ،‬له كل يوم ختمة‪.‬‬
‫وقال ابن الد ّب َْيثي‪ :‬كان له يد باسطة فــي النظــر وأطلع علــى‬
‫ماعة للفنون‪.‬‬ ‫العلوم ومعرفة بالحديث‪ ،‬وكان ج ّ‬
‫وقال الموّفق عبد اللطيف‪ :‬كان يعمــل فــي اليــوم والليلــة مــا‬
‫يعجـــــــز المجتهـــــــد عـــــــن عملـــــــه فـــــــي شـــــــهر‪.‬‬
‫ولد سـنة اثنـتي عشـرة وخمسـمائة ومـات فـي المحـرم سـنة‬
‫تسعين‬
‫‪ - 4‬أحمد بن علي بن أحمد بن يحيى بن أفلح بــن رزقــون بــن‬
‫ســــــحنون المرســــــي الفقيــــــه المــــــالكي المقــــــرئ‪.‬‬
‫قال الذهبي‪ :‬كان فقيها مشاورًا‪ ،‬حافظًا‪ ،‬محدثا ً مفســرًا‪،‬نحوي ـًا‪.‬‬
‫لعــي‪ ،‬وأبــي علــي‬ ‫ســمع مــن أبــي عبــد اللــه بــن الفــرج الط ّ‬
‫الغساني‪ .‬وأخذ القراءات عن أبي الحسن بــن الجــزار الضــرير‬

‫‪6‬‬
‫طبقات المفسرين للسيوطي‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫لقــراء بــالجزيرة‬ ‫ش‪ .‬وتصــدر ل ِ‬ ‫دو ْ‬ ‫صــاحب مكــي‪،‬وابــن أخــي ال ـ ّ‬
‫الخضراء‪ ،‬وأخذ الناس عنه‬
‫روى عنه أبو حفــص بــن عــذرة‪،‬و ابــن خيــر‪ ،‬وجماعــة آخرهــم‬
‫أحمــــــد بــــــن جعفــــــر ابــــــن فطيــــــس الغــــــافقي‪.‬‬
‫مات في ذي الحجة سنة اثنتين وأربعين وخمسمائة‪.‬‬
‫‪ - 5‬أحمد بن علي بن أبي جعفر بن أبي صالح المام أبو جعفر‬
‫البيهقي‬
‫النحوي المفسر المعروف ببو جعفرك‪ ،‬نزيل نيسابور وعالمها‪.‬‬
‫قال ابن السمعاني‪ ،‬كان إماما ً في القراءة‪ ،‬والتفسير‪ ،‬والنحو‪،‬‬
‫واللغة‪ .‬له المصنفات المشهورة‪ ،‬منها كتاب " تاج المصادر "‪.‬‬
‫سمع أحمد بن صاعد‪ ،‬وعلي بن الحسن بن العباس الصــندلي‪،‬‬
‫وله تلمذة بحباء‪ ،‬وكان ل يخرج من بيته إل في أوقات الصــلة‪،‬‬
‫وكان ي َُزار ويت ُب َّرك به‪.‬‬
‫ولد في حدود السبعين وأربعمائة‪ ،‬ومات في آخر رمضان سنة‬
‫أربــــــــــــــــــع وأربعيــــــــــــــــــن وخمســــــــــــــــــمائة‪.‬‬
‫‪ -6‬أحمد بن فارس بن زكريا اللغوي‪.‬‬
‫صاحب "المجمل"‪ :‬قال ياقوت في "معجمه"‪ :‬ذكــره الســلفي‬
‫خط ّــابي" فقــال‪ :‬أصــله مــن‬ ‫في "شرح مقدمة معالم الســنن لل َ‬
‫قزوين‪ .‬وقال غيره إنــه أخــذ عــن أبــي بكــر أحمــد بــن الحســن‬
‫الخطيب رواية ثعلب ‪،‬و أبي الحسن علي بن إبراهيم القطان ‪،‬‬
‫وعلي بن عبد العزيز المكي صاحب أبــي عبيــد‪ ،‬وأبــى القاســم‬
‫سليمان بن أحمد الطبراني ‪.2‬‬
‫حمي ّــة لهــذا‬
‫وكان فقيها شافعيا فصار مالكيــا‪ ،‬قــال‪ :‬دخلتنــي ال ِ‬
‫البلد يعني الــري‪ ،‬كيــف ل يكــون فيــه‪.‬رجــل علــى مــذهب هــذا‬
‫الرجل المقبول القول على جميع اللسنة‪.‬‬
‫وله من التصانيف‪ " :‬جامع التأويل في تفســير القــرآن " أربــع‬
‫مجلدات‪ ،‬كتاب " سيرة النبي" (‪ ،‬كتاب " أخلق النبي" (‪ ،‬كتاب‬
‫" المجمل" في اللغــة‪ ،‬كتــاب " فقــه اللغــات " كتــاب " غريــب‬
‫إعراب القرآن"‪ ،‬كتاب " دارات العرب"‪ ،‬كتاب " الليــل والنهــار‬
‫خل ْــق النســان "‪ ،‬كتــاب "‬ ‫"‪ ،‬كتــاب " الغــم والحــال " كتــاب " َ‬
‫الشيات والحلي "‪،‬كتاب " مقاييس اللغة "‪ ،‬قــال يــاقوت‪ :‬وهــو‬
‫كتــاب جليــل لــم يصـّنف مثل ُــه‪ ،‬كتــاب " كفايــة المتعلميــن فــي‬
‫اختلف النحويين "‪ ،‬كتــاب " الحماســة المحدثــة " وغيــر ذلــك‪.‬‬

‫‪7‬‬
‫طبقات المفسرين للسيوطي‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫قال الذهبي‪ :‬مات سنة خمس وتسعين وثلثمائة‪ .‬قــال يــاقوت‪:‬‬
‫وقال قبل وفاته بيومين ‪:3‬‬
‫يا رب إن ذنوبي قد أحطت‬
‫َعلما وبي وبإعلني وإسراري‬
‫فهب ذنوبي لتوحيدي‬
‫أنا الموحد لكني المقـر بـهـا‬
‫وإقراري‬
‫‪ -7‬أحمد بن محمد بن إبراهيم أبو إسحاق الّنيساُبورِيّ الث ّعَْلب ّ‬
‫ي‪.‬‬
‫صاحب "التفسير" المشهور‪ ،‬و"العرائس في قصص النبياء"‪ .‬كان‬
‫أوحد زمانه في علم القرآن‪ ،‬عالما ً بارعا في العربية‪ ،‬حافظا ً‬
‫مة ‪،‬وأبي‬ ‫خزي ْ َ‬
‫موثقا‪ .‬روي عن أبي طاهر محمد بن الفضل بن ُ‬
‫خَلدي وجماعة‪ .‬أخذ عنه الواحدي‪ .‬مات في المحرم‬ ‫م ْ‬‫محمد ال َ‬
‫سنة سبع وعشرين وأربعمائة وله كتاب "ربيع المذكرين"‪.‬‬
‫‪ - 8‬أحمد بن محمد بن عبد الله بن أبي عيسى لب بن يحيى أبو‬
‫ي نزيل قرطبة‪ .‬كان حبرا ً في‬ ‫مْنك ّ‬ ‫ي الط ّل َ َ‬‫ري الندلس ّ‬ ‫عمر المَعافِ ِ‬
‫علوم القرآن قراءاته وإعرابه‪ ،‬وناسخه ومنسوخة‪،‬وأحكامه‬
‫ومعانيه‪ ،‬ذا عناية تامة بالثر ومعرفة الرجال‪ ،‬حافظا ً للسنن عارفا ً‬
‫لسناد‪ ،‬شديدا ً في ذات الله تعالى‪ ،‬قامعا ً‬ ‫بأصول الديانات‪ ،‬عالي ا ِ‬
‫لهل الهواء والبدع‪.‬‬
‫أخذ القراءة عن ابن غلبون وأخذ بمصر عن أبي بكر الدفوي ‪،‬‬
‫وهري ‪ ،‬وبإفريقية عن ابن أبي زيد ‪ .2‬روى عنه‬ ‫ج ْ‬
‫وأبي القاسم ال َ‬
‫ابن عبد البر ‪ ،3‬وابن حزم ‪ ،‬وطائفة‪ .‬وانتفع به الناس‪ .‬ولد سنة‬
‫أربعين وثلثمائة‪ ،‬ومات في ذي الحجة سنة تسع وعشرين‬
‫وأربعمائة‪.‬‬
‫ي‪.‬‬
‫مهْد َوِ ّ‬
‫‪ -9‬أحمد بن عمار أبو العباس ال َ‬
‫صاحب " التفسير " كان مقدما في القراءات والعربية‪ ،‬ألف كتبا ً‬
‫مفيدة‪.‬‬
‫روى عن أبي الحسن القاِبسي ‪ .‬وأخذ عنه أبو محمد غانم بن‬
‫ي‪ .2‬مات في حدود سنة ثلثين وأربعمائة‪.‬‬ ‫ماَلق ّ‬‫وليد ال َ‬
‫‪ -10‬أحمد بن فََرح بن جبريل أبو جعفر البغدادي العسكري‪.‬‬
‫دوري وأقرأ الناس‬ ‫الضرير المقرئ المفسر‪ .‬قرأ على أبي عمر ال ّ‬
‫َ‬
‫مدة‪ ،‬وحدث عن علي بن المديني ‪،‬وأبي بكر وعثمان ابن أبي‬
‫شيبة‪ ،‬وأبي الربيع الزهراني ‪.5‬‬

‫‪8‬‬
‫طبقات المفسرين للسيوطي‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫ي‪،6‬و ابن سمعان الرزاز ‪ .7‬وكان ثقة‬ ‫خت ّل ِ ّ‬
‫وعنه أحمد بن جعفر ال ُ‬
‫عالما ً بالقرآن‪ ،‬واللغة‪ ،‬بصيرا ً بالتفسير‪ .‬قرأ عليه أبو بكر النّقاش‬
‫وغيره‪.‬‬
‫مات بالكوفة في ذي الحجة سنة ثلث وثلثمائة‪.‬‬
‫‪ - 11‬أحمد بن محمد بن َأيوب أبو بكر الفارسي‪.‬‬
‫الواعظ‪ ،‬المفسر‪ ،‬نزيل نيسابور‪ .‬كان يحضر مجلسه نحو عشرة‬
‫آلف‪ .‬أخذ عنه أبو عبد الله الحاكم ‪.1‬‬
‫مات سنة أربع وستين وثلثمائة‪.‬‬
‫ي‪.‬‬
‫‪ - 12‬أحمد بن محمد بن شاَرك أبو حامد الهََرويّ الشافع ّ‬
‫مفتي هََراة‪ ،‬وأديبها‪ .‬وعالمها‪ ،‬ومفسرها‪ ،‬ومحدثها في زمانه‪.‬‬
‫ي وعنه أبو عبد الله‬ ‫صل ّ‬
‫مو ْ ِ‬
‫سمع الحسن ابن سفيان ‪ ،‬وأبا ي َْعلى ال َ‬
‫الحاكم‪.‬‬
‫مات بهََراة سنة خمس ‪ -‬وقيل ثمان ‪ -‬وخمسين وثلثمائة‪.‬‬
‫‪ - 13‬أحمد بن محمد أحمد بن ب ُْرد الندلسي أبو حفص الكاتب‪.‬‬
‫قال الحميدي‪ :‬مليح الشعر‪ ،‬بليغ الكتابة‪ ،‬من أهل بيت أدب‬
‫ورياسة‪ ،‬له كتب في علم القرآن‪ ،‬منها‪ :‬كتاب " التحصيل في‬
‫تفسير القرآن " وكتاب " التفصيل " في تفسيره أيضا وله "‬
‫رسالة في المفاخرة بين السيف والقلم " وهو أول من سبق إلى‬
‫مرِّية ‪ 1‬بعد الربعين وأربعمائة‪.‬‬ ‫القول في ذلك بالندلس‪ ،‬رأيته بال َ‬
‫‪ -14‬أحمد بن محمد بن عمر العلمة الزاهد زين الدين أبو‬
‫ي‪ .‬كان من كبار الحنفية‪ .‬صّنف " الجامع‬ ‫القاسم البخاري العّتاب ّ‬
‫الكبير" و" الزيادات " و"تفسير القرآن "‪.‬‬
‫لزمه شمس الئمة محمد بن عبد الستار الك َْرد َِري‪ .‬مات سنة‬
‫ست وثمانين وخمسمائة‪.‬‬
‫‪ - 15‬أحمد بن محمد بن محمد بن سعيد أبو العباس النصاري‬
‫الندلسي‪.‬‬
‫روى عن أبي بكر غالب بن عطية ‪ ،‬وأبي علي الصدفي ‪،‬وأبي‬
‫الحسن ابن الباذش ‪،‬وأبي الوليد بن رشد ‪ ،1‬وأبي محمد بن‬
‫عََتاب وغيرهم‪.‬‬
‫وكان متقنا للقراءات‪،‬والتفسير‪ ،‬والكلم‪ ،‬يغلب عليه علم اللغة‪.‬‬
‫حدث عنه أبو ذر الخشني‪،‬وأبو الخطاب بن واجب‪ ،‬وأبو عبد الله‬
‫ي‪ .‬مات سنة اثنتين وستين وخمسمائة‪.‬‬ ‫ش ّ‬
‫الن ْد ََر ِ‬
‫‪ -16‬أحمد بن موسى بن أبي عطاء أبو بكر القرشي مولهم‬

‫‪9‬‬
‫طبقات المفسرين للسيوطي‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫الدمشقي المفسر‪.‬‬
‫ي‪.‬‬
‫صيص ّ‬ ‫م ّ‬‫كار بن قُت َْيبة ‪،‬وعبد الله بن الحسين ال ِ‬ ‫روى عن ب ّ‬
‫ي وغيرهما‪ .‬مات‬ ‫دب‪ ،‬وعبد الوهاب الكلب ّ‬ ‫وعنه أبو هاشم المؤ ّ‬
‫سنة خمس وعشرين وثلثمائة‪.‬‬
‫مِغيث أبو جعفر الصدفي‬ ‫مِغيث بن أحمد بن ُ‬ ‫‪- 17‬أحمد بن ُ‬
‫طلي‪.‬‬‫الط ّل َي ْ ِ‬
‫مت ََفّننا ً عالما ً‬
‫كان من أهل البراعة والفهم والرياسة في العلم‪ُ ،‬‬
‫بالحديث وعلله‪ ،‬وبالفرائض والحساب واللغة والنحو‪ ،‬وله يد‬
‫مقِنع في عَْقد الشروط "‪.‬‬ ‫طولى في التفسير‪ ،‬وله كتاب " ال ُ‬ ‫ُ‬
‫مات في صفر سنة تسع وخمسين وأربعمائة‪ ،‬وله ثلث وخمسون‬
‫سنة‪.‬‬
‫َ‬
‫طلي‪.‬‬‫‪ -18‬أحمد بن يوسف بن أصبغ أبو عمر الط ّل َي ْ ِ‬
‫كان ماهرا في الحديث‪ ،‬والتفسير‪ ،‬والفرائض‪ ،‬رحل إلى المشرق‬
‫وحج‪ ،‬وولي قضاء ط ُل َي ْ ِ‬
‫طلة‪.‬‬
‫مات في شعبان سنة تسع وسبعين وأربعمائة‪.‬‬
‫‪ - 19‬أحمد بن إسماعيل بن عيسى أبو بكر الغَْزن َوِيّ الجوهري‬
‫المفسر‪.‬‬
‫أحد أئمة غَْزَنة وفضلئهم‪ ،‬سافر إلى خراسان‪ ،‬والحجاز‪ ،‬والعراق‬
‫ولقي أبا القاسم القشيري وسمع منه‪ ،‬وعاش بعد العشرين‬
‫وخمسمائة‪.‬‬
‫لمة برهان الدين الشريف‬ ‫‪ -20‬أحمد بن ناصر بن ظاهر الع ّ‬
‫الحسيني الحنفي‪.‬‬
‫كــان مفننـا ً عالمــا زاهــدا ً عابــدًا‪ ،‬صــنف " تفســيرًا" فــي ســبع‬
‫مجلدات‪ ،‬و" كتابا ً في أصول الدين " مات في شوال سنة ست‬
‫وثمانين وستمائة‪ -21 .‬إسماعيل بن أحمد بن عبد الله أبو عبــد‬
‫ي‪.‬‬ ‫حيــــــــــــــــرِيّ الن ّْيســــــــــــــــاَبورِ ّ‬ ‫الرحمــــــــــــــــن ال َ‬
‫ســر المقــرئ‪،‬أحــد أئمــة المســلمين والعلمــاء‬ ‫ضــرير المَف ّ‬ ‫ال ّ‬
‫العــاملين‪ ،‬لــه التصــانيف المشــهورة فــي القــرآن‪ ،‬والقــراءات‪،‬‬
‫والحديث‪ ،‬والوعظ‪ ،‬رحل في طلب الحديث كـثيرًا‪ ،‬وسـمع مـن‬
‫خّفــاف‪ ،‬ومحمــد بــن مكــي‬ ‫ي ‪ ،‬وأبي الحســين ال َ‬ ‫س ّ‬ ‫خ ِ‬
‫سَر ْ‬‫زاهر ال ّ‬
‫مَيهني ‪.2‬‬ ‫ش ِ‬ ‫الك ُ ْ‬
‫روى عنه الخطيب أبو بكر‪ ،‬وكان مفيدا ً نّفاع ـا ً للخلــق‪ ،‬مبارك ـا ً‬
‫في علمه‪ ،‬له " تفسير " مشهور‬

‫‪10‬‬
‫طبقات المفسرين للسيوطي‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫ولد سنة إحدى وستين وثلثمائة ومات سنة ثلثين وأربعمائة‪.‬‬
‫‪ - 22‬إسماعيل بن عبد الرحمــن بـن أحمـد بــن إسـماعيل أبـو‬
‫ي‪.‬‬
‫عثمان الصابوني الن ّْيساُبورِ ّ‬
‫لســلم إمــام‬ ‫دث‪ ،‬الســتاذ شــيخ ا ِ‬ ‫ســر‪ ،‬المحــ ّ‬ ‫الــواعظ‪ ،‬المف ّ‬
‫المسلمين‪ ،‬أوحد وقته شهدت له أعيــان الرجــال بالكمــال فــي‬
‫الحفظ‪ ،‬والتفسير‪ ،‬وغيرهما‪ ،‬حدث عن زاهر السرخسي‪ ،‬وأبــي‬
‫خَزْيمة‪،‬وعبد الرحمن بن أبي شَريح ‪.3‬‬ ‫طاهر بن ُ‬
‫َ‬
‫ي‪ ،‬وطائفــة‪ .‬وكــان‬ ‫وعنه أبو بكر الب َي ْهَِقي ‪،‬وعبــد العزيــز الك َت ّــان ّ‬
‫كثير السماع والتصنيف وممن ُرزق العِـّز‪ ،‬والجــاه‪ ،‬فــي الــدين‪،‬‬
‫والدنيا‪ ،‬عديم النظير‪ ،‬وسيف السنة‪ ،‬ودافع أهل البدعة‪ُ ،‬يضَرب‬
‫ل في كثرة العبادة والعلم والذكاء والزهد والحفظ‪ ،‬أقام‬ ‫به المث َ‬
‫شهرا ً في تفسير آية‪ .‬ولد سنة ثلث وسبعين وثلثمــائة‪ ،‬ومــات‬
‫يوم الجمعة رابع محرم سنة تسع وأربعين وأربعمائة‪ .‬ورثاه أبــو‬
‫ي‪ 2‬بقوله‪:‬‬ ‫داوُدِ ّ‬‫الحسن ال ّ‬
‫ل‪3‬‬‫دي ُ‬
‫في عليه فليس منه َبـ ِ‬ ‫إسماعـيل‬
‫له ِ‬ ‫حب ُْر‬
‫م ال َ‬‫أودى الما ُ‬
‫َ‬ ‫م‬
‫َ‬ ‫ض يو‬
‫ُ‬ ‫سما والر‬ ‫ّ‬ ‫ت ال‬ ‫بك َ ِ‬
‫زيل‬‫ي والت ّْنـ ِ‬
‫وبكى عليه الوح ُ‬
‫في أبيات أخرى‪.‬‬
‫‪- 23‬إسماعيل بن محمد بن الفضل بن علي بن أحمد بن طاهر‬
‫ي الصبهاني‪.‬‬ ‫ي الط ّْلح ّ‬ ‫م ّ‬‫الحافظ الكبير أبو القاسم الت ّي ْ ِ‬
‫الملقب قوام السنة‪ ،‬قال ابن السمعاني ‪ :4‬هو أستاذي في‬
‫م في التفسير والحديث واللغة والدب‪ ،‬عارف‬ ‫الحديث‪ ،‬وهو إما ٌ‬
‫بالمتون والسانيد‪ ،‬عديم النظير ل مثل له في وقته‪.‬‬
‫وقال السلفي‪ :‬كان فاضل في العربية ومعرفة الرجال‪ ،‬حافظا ً‬
‫للحديث‪ ،‬عارفا ً بكل علم‪ ،‬متفننا ً ولد سنة سبع وخمسين‬
‫ده ‪ 1‬وعائشة الوَْركاِنية ‪،‬و‬ ‫من ْ َ‬
‫وأربعمائة‪ ،‬وسمع من أبي عمرو بن َ‬
‫وف وأملى‬ ‫ي ‪ ،‬وخلئق‪ .‬ورحل وط ّ‬ ‫س ّ‬‫ط َّراد ‪ 3‬الزينبي‪ ،‬ومالك الَبان َِيا ِ‬
‫وصّنف‪ ،‬وتكلم في الجْرح والتعديل‪.‬‬
‫ي‪،‬وأبو‬‫معان ِ ّ‬
‫س ْ‬
‫سْعد ال ّ‬‫روى عنه أبو القاسم بن عساكر‪ ،‬وأبو َ‬
‫ي وآخرون‪.‬‬ ‫دين ِ ّ‬
‫م ِ‬
‫موسى ال َ‬
‫م أئمة وقته‪ ،‬وأستاذ ُ علماء‬ ‫قال أبو موسى في " معجمه "‪ :‬هو إما َ‬
‫سنة في زمانه‪.‬‬ ‫عصره‪ ،‬وقدوة أهل ال ّ‬

‫‪11‬‬
‫طبقات المفسرين للسيوطي‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫مات يوم الضحى سنة خمس وثلثين وخمسمائة بالفالج‪.‬‬
‫وكان يحضر مجلس إملئه الئمة والحفاظ والمسندون؛ وبلغ عدد‬
‫أماليه نحوا ً من ثلثة آلف وخمسمائة مجلس‪.‬‬
‫قال أبو موسى‪ :‬وهو المبعوث على رأس المائة الخامسة الذي‬
‫أحيا الله به الدين ل أعلم أحدا ً في ديار السلم يصلح لذلك غيره‪.‬‬
‫قال الذهبي‪ :‬وهذا تكلف زائد من أبي موسى‪ ،‬فإنه لم يشتهر إل‬
‫سلم أنه أجل أهل زمانه‬ ‫من بعد العشرين وخمسمائة‪ .‬هذا إن ُ‬
‫في العلم‪.‬‬
‫ثم قال أبو موسى‪ :‬ومن تصانيفه " التفسير الكبير" ثلثون مجلدا ً‬
‫سماه الجامع؛ وله كتاب " اليضاح " في التفسير‪ ،‬أربع مجلدات؛‬
‫و" الموضح " في التفسير‪ ،‬ثلث مجلدات و" المعتمد " في‬
‫التفسير عشر مجلدات وكتاب " التفسير باللسان الصبهاني "‬
‫عدة مجلدات‪.‬وله كتاب " الترغيب والترهيب " وكتاب " السنة "‬
‫وكتاب " دلئل النبوة " و" شرح البخاري " و" شرح مسلم " و"‬
‫إعراب القرآن" وغير ذلك‪ ،‬وله فتاوى كثيرة‪.‬‬
‫وكان أهل بغداد يقولون‪:‬ما دخل بغداد بعد أحمد بن حنبل أفضل‬
‫ول أحفظ منه‪.‬‬
‫‪َ- 24‬بشير بن حامد بن سليمان بن يوسف بن سليمان بن عبد‬
‫الله‪.‬‬
‫ي‬
‫جعَْفرِيّ الزينب ّ‬ ‫المام نجم الدين أبو النعمان الهاشمي الطالبي ال َ‬
‫ريزِيّ الصوفي الفقيه‪.‬‬ ‫الت ّب ْ ِ‬
‫دبيل سنة سبعين وخمسمائة‪ ،‬وتفقه ببغداد على ابن‬ ‫ولد بأْر ُ‬
‫ضلن وغيره‪ ،‬وحفظ المذهب والصول والخلف‪ ،‬وناظر وأفتى‪،‬‬ ‫فَ ْ‬
‫وأعاد بالنظامية‪ ،‬وكان إماما ً مشهورا ً بالعلم والفضل‪.‬‬
‫دة مجلدات‪.‬‬ ‫ع ّ‬
‫وله " تفسير " مليح في ِ‬
‫سك َْينة ‪.3‬‬‫سمع من ابن ط َْبرَزد ‪،1‬وعبد المنعم بن ك َُليب ؛ وابن ُ‬
‫ب الط ّب َـرِيّ ‪ ،‬والشــرف‬ ‫حـ ّ‬‫روى عنــه الحــافظ الظــاهريّ ‪ ،‬والم ِ‬
‫ي وغيـــــــــــــــــــــــــــــــره‪.‬‬
‫دمياط ّ‬ ‫الـــــــــــــــــــــــــــــــ ّ‬
‫ل‪:‬‬ ‫مات بمكة في صفر سنة ست وأربعين وستمائة وهو القائ ِ‬
‫ت ِبشرا ً‬ ‫ك يا أمِلـي بـشـيرا َ‬ ‫ت إلي َ‬
‫ت خَرج ُ‬ ‫فلما أن خَرج ُ‬ ‫َ ِ‬ ‫َ‬ ‫خل ُ‬‫دَ َ‬
‫َفياِئي في الحساب ت ُعَد ّ‬ ‫من‬‫ت ِ‬‫سَقط ْ‬ ‫عد ْ َياِئي التي َ‬ ‫أ ِ‬
‫عشـرا ً‬ ‫مي‬ ‫اس ِ‬

‫‪12‬‬
‫طبقات المفسرين للسيوطي‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫وكان دخل على بعض الكبار فسرقت نعله‪.‬‬
‫خلــد بــن يزيــد أبــو عبــد الرحمــن الندلســي‬ ‫م ْ‬ ‫ي بــن َ‬‫‪ - 25‬ب َِق ـ ّ‬
‫القرطبي الحافظ أحد العلم‪ ،‬وصاحب " التفسير " و" المسند‬
‫"‪.‬‬
‫أخذ عن يحيى بن يحيــى الليــثي‪،‬ورحــل إلــى المشــرق‪ ،‬ولقــي‬
‫صــعب الّزهْــريّ ‪ ،1‬وإبراهيــم بــن‬ ‫َ‬
‫م ْ‬ ‫الكبــار فســمع بالحجــاز أبــا ُ‬
‫كيــر‪ ،‬وأبــا الطــاهر بــن‬ ‫ي ‪ ،2‬وبمصر يحيــى ابــن ب ُ َ‬ ‫حَزام ّ‬ ‫المنذر ال ِ‬
‫سْرح ‪، 3‬وبدمشق هشام بن عمار‪ ،‬وببغداد أحمــد بــن حنبــل‪،‬‬ ‫ال ّ‬
‫ي‪،‬وأبا بكر بن أبي شــيبة‪،‬‬ ‫مان ّ‬
‫ح ّ‬
‫وبالكوفة يحيى بن عبد الحميد ال ِ‬
‫وخلئق‪.‬‬
‫ل‪ ،‬وعنى بالثر‪ ،‬وكــان‬ ‫وعدد شيوخه مائتان وأربعة وثمانون رج ً‬
‫واما ً صــادقًا‪ ،‬كــثير النــذر‪ ،‬مجــاب الــدعوة‪ ،‬قليــل‬ ‫إماما ً زاهدا ً ص ّ‬
‫المثل‪ ،‬بحرا ً في العلم‪ ،‬مجتهدًا‪ ،‬ل يقلد أحــدًا‪ ،‬بــل ُيفــتي بــالثر‪،‬‬
‫وهــو الــذي نشــر الحــديث بالنــدلس وكث ّــره وليــس لحــد مثــل‬
‫مسنده ول تفسيره‪.‬‬
‫حْزم‪ :‬أقطع أنه لم ي ُؤَّلف في الســلم مثــل تفســيره‪،‬‬ ‫قال ابن َ‬
‫ول تفســــــــــــير ابــــــــــــن جريــــــــــــر ول غيــــــــــــره‪.‬‬
‫قــال‪ :‬وقــد روى فــي مســنده عــن ألــف وثلثمــائة صــحابي‬
‫ونّيف‪،‬ورتب حديث كل صاحب على أبواب الفقــه‪ ،‬فهــو مســند‬
‫ومصنف‪.‬‬
‫قــال‪ :‬ولــه تواليــف فــي " َفتــاوى الصــحابة والتــابعين " فمــن‬
‫بعدهم‪ ،‬أربى فيه على " مصّنف " عبد الرزاق‪ ،‬وابن أبي شيبة‪.‬‬
‫قال‪ :‬فصارت تصانيف هذا المام قواعد َ الســلم ل نظيــر لهــا‪،‬‬
‫مضــمار البخــاري‪ ،‬ومســلم‪،‬‬ ‫وكان ل يقلد أحدًا‪ ،‬وكان جاريا ً في ِ‬
‫والّنسائي‪،‬انتهى‪.‬‬
‫ي متواضعًا‪ ،‬ضيق العيش‪ ،‬كان يمضي عليه‬ ‫وقال غيره‪ :‬كان ب َِق ّ‬
‫اليام في وقــت طلبــه ليــس لــه عيــش إل ورق الكرنــب الــذي‬
‫مـّري وأســلم‬ ‫مى‪.‬روى عنه ابنه أحمد‪ ،‬وأيوب بــن ســليمان ال ُ‬ ‫ي ُْر َ‬
‫بن عبد العزيز ‪ 2‬وهشام بن الوليد الغافقي ّ‪ ،3‬وآخرون‪.‬‬
‫ولد في رمضان سنة إحدى ومائتين‪ ،‬ومات في جمادى الخرة‬
‫سنة ست وسبعين‪ .‬قال ابن عساكر‪ :‬لم يقع إلي حديث مســند‬
‫من حديثه‪.‬‬
‫معاذ‪.‬‬ ‫ي أبو ُ‬ ‫مَعان ِ ّ‬ ‫‪ - 26‬ب ُك َْير بن معروف ال ّ‬
‫دا َ‬

‫‪13‬‬
‫طبقات المفسرين للسيوطي‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫سر‪ .‬قاضي ن َْيسابور‪.‬‬ ‫المف ّ‬


‫ي‬
‫ش أبـو بكـر العَْبـدر ّ‬ ‫ن بيبـ ِ‬‫‪ - 27‬بيبش بن محمـد بــن علــي بـ ِ‬
‫ي قاضي شاطبة‪ ،‬كان مفتيا ً مفســرا ً مصـّنفًا‪ ،‬ســمع أبــا‬ ‫الشاطب ّ‬
‫ذيل‪،‬وأبا عبد الله بن سعادة‪.‬‬ ‫الحسن بن هُ َ‬
‫روى عنه أبو محمد وأبو سليمان ابنا حوط الله‪.‬‬
‫مات سنة اثنتين وثمانية وخمسمائة عن ثمان وخمسين سنة‪.‬‬
‫‪ - 28‬جعفر بن محمد بن الحسن بــن زيــاد أبــو يحيــى الــرازي‬
‫الزعفراني‪.‬‬
‫كان إمامـا ً فــي التفســير‪ ،‬صـدوقًا‪ ،‬ثقـة حــدث عـن سـهل بــن‬
‫عثمان العسكري ‪ ،1‬وعلي بــن محمــد الطنافســي ‪،2‬وجماعــة‪.‬‬
‫طان ‪ ،3‬وأبو بكر‬ ‫روى عنه إسماعيل الصّفار‪ ،‬وأبو سهل ابن الق ّ‬
‫الشافعي ‪ ،4‬وابن أبي حاتم‪ .‬وآخرون‪.‬‬
‫مات في ربيع الخر سنة تسع وسبعين ومائتين‪.‬‬
‫‪ 29‬الحسن بن عبد الله بن سهل بن سعيد بن يحيى بن مهران‬
‫اللغــــــــــوي الديــــــــــب أبــــــــــو هلل العســــــــــكري‪.‬‬
‫تلميذ أبي أحمد العسكري‪ ،‬له "تفسـير" فــي خمــس مجلـدات‪،‬‬
‫وله كتاب " الوائل " وكتاب " الصــناعتين " فــي النظــم والنــثر‬
‫وكتاب " المثال " و" شرح الحماسة " وغير ذلك‪ ،‬وله " ديوان‬
‫شــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــعر"‪.‬‬
‫وكــان عالمــا ً عفيفـــا ً يتــبّزز احــترازا ً مـــن الطمــع والـــدناءة‬
‫والتبذل‪،‬وكان الغالب عليه الدب والشعر‪ ،‬مات بعد الربعمائة‪.‬‬
‫‪ - 30‬الحســن بــن الفتــح بــن حمــزة بــن الفتــح أبــو القاســم‬
‫ي‪.‬‬ ‫م َ‬
‫ذان ِ ّ‬ ‫الهَ َ‬
‫ي‪ :‬كــان مــن أهــل الفضــل والتقــدم فــي الفــرائض‪،‬‬ ‫سل َِف ّ‬‫قال ال ّ‬
‫والتفسير‪ ،‬والداب‪ ،‬واللغة‪ ،‬والمعاني والبيان‪ ،‬والكلم‪،‬استوطن‬
‫عمــره‪ ،‬ولــه " تفســير " حســن‪ ،‬وشــعر رائق‪،‬‬ ‫بغــداد فــي آخــر ُ‬
‫شيَرازِيّ وتفقه عليه‪.‬‬ ‫صحب أبا إسحاق ال ّ‬
‫وقال ابن الصلح ‪ :2‬رأيت مجلدين من تفسيره‪ ،‬واســمه كتــاب‬
‫" البديع فــي البيــان عــن غــوامض القــرآن " فوجــدته ذا عنايــة‬
‫بالعربية والكلم‪ ،‬ضعيف الفقه‪ .‬مات بعد الخمسمائة‪.‬‬

‫ومن شعره‪:‬‬

‫‪14‬‬
‫طبقات المفسرين للسيوطي‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫نسيم الصبا إن عجت يوما ً فقولي لها حالي علت عن‬
‫سؤالك ‪3‬‬ ‫بَأرضها‬
‫فلم يبق لي إل حشـاشة‬ ‫فها أنا ذا إن كنت يوما ً‬
‫هـالـك‬ ‫تعـينـنـي‬
‫ري أبو‬ ‫شغ َ ِ‬‫‪ 31‬الحسن بن علي بن خلف بن جبريل اللمعي الكا ْ‬
‫عبد الله‪.‬‬
‫له أكثر من مائة تصنيف أكثرها في التصوف‪ ،‬ومنها " المقنــع"‬
‫فــــــــــــــــــــي تفســــــــــــــــــــير القــــــــــــــــــــرآن‪.‬‬
‫كاًء‪ ،‬خائفًا‪.‬‬ ‫صوِري ‪ ،2‬وطائفة‪ .‬وكان ب َ ّ‬ ‫سمع من ابن غَْيلن ‪ ،1‬وال ّ‬
‫واعظًا‪ ،‬ل يخاف في الله لومة لئم‪،‬لكن في حــديثه منــاكير‪،‬بــل‬
‫أتهم بوضع الحديث‪ .‬مــات بعــد ســنة أربــع وثمــانين وأربعمــائة‪.‬‬
‫‪ 32‬الحســن بــن محمــد بــن حــبيب بــن أيــوب أبــو القاســم‬
‫ســــــــــــــــر‪.‬‬ ‫الن ّْيســــــــــــــــاُبورى الــــــــــــــــواعظ المف ّ‬
‫قال عبد الغافر‪ :‬إمام عصــره فــي معــاني القــرآن وعلــومه‪،‬لــه‬
‫مصــنف " التفســير " المشــهور‪ ،‬وكــان أديبــا َ نحويــَآ‪ ،‬عارفــًا‪،‬‬
‫م الكــثير‪،‬‬ ‫سابور العلـ ُ‬ ‫بالمغازي والقصص والسير‪ ،‬انتشر عنه بن َي ْ َ‬
‫حسان في الفاق‪ ،‬وكان أستاذ الجماعة‪.‬‬ ‫وسارت تصانيفه ال ِ‬
‫م ‪ ،3‬وأبي زكريا العَْنبري وذكره في كتاب "سر‬ ‫دث عن الص ّ‬ ‫ح ّ‬
‫ســري خراســان‪ ،‬وأفقههــم لحــق‬ ‫السرور " وقال‪ :‬هو أشهر مف ّ‬
‫الحسان‪ ،‬وكان الستاذ أبو القاسم الّثعلبي من خواص تلميذه‪.‬‬
‫ي المذهب‪ ،‬ثــم تحــول شــافعيًا‪.‬‬ ‫مَعاني‪ :‬كان أول كّرام ّ‬ ‫س ْ‬
‫وقال ال ّ‬
‫حب ّــان‪،‬وجماعــة‪ .‬روى عنــه أبــو‬ ‫وقال الذهبي‪ :‬سمع أبا حاتم بن ِ‬
‫ري الواعظ‪ ،‬وأبو الفتح محمد‬ ‫حي ِ‬‫بكر ( محمد ) بن عبد الواحد ال ِ‬
‫غاني‪،‬و آخرون‬ ‫بن إسماعيل الَفْر َ‬
‫وصنف في القراءات‪،‬والتفسير‪،‬والداب‪ ،‬و" عقلء المجانين "‪.‬‬
‫مات في ذي الحجة سنة ست وأربعمائة‪.‬‬
‫ومن شعره أورده ياقوت‪:‬‬
‫مـعٌ وعـيد‬ ‫جـ ْ‬‫ِرضا ً بالدهر كيف جرى وصبراففـي أيامـه َ‬
‫ب‬
‫ضـي ُ‬ ‫ولم يخشن عليك قَ ِ‬
‫عـــــود‬ ‫من اليام إل لن ُ‬
‫وله‪:‬‬
‫فاصبر فللصبر الجميل‬ ‫ب‬
‫في علم الغـيوب عـجـائ ُ‬

‫‪15‬‬
‫طبقات المفسرين للسيوطي‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫ب‬
‫عواق ُ‬
‫ي مواهب‬‫بالصبر رد عليك وَهْ َ‬
‫ومصائب اليام إن عـاديتـهـا‬
‫لم يدج ليل العسر ق ّ‬
‫ط‬
‫إل بدا لليسر فـيه كـواكـب‬
‫ه‬
‫بغـمـ ِ‬
‫وله‪:‬‬
‫ومن للفتى عند الشـدائد‬ ‫بمن يستغـيث الـعـبـد إل‬
‫كـْرب‬ ‫والـ َ‬
‫ومن كاشف البلوى على‬ ‫ومن مالك الدنيا ومـالـك‬
‫البعد والقرب‬ ‫أهـلـهـا‬
‫ب‬
‫ومن يدفع الغماء وقت نزولها وهل ذاك إل من فعالــك يــا ر ّ‬
‫وقــال الــبيهقي فــي " شــعب اليمــان "‪ :‬أنشــدنا أبــو القاســم‬
‫الحسن بن محمد بن حبيب في " تفسيره " قال‪ :‬أنشدني أبي‪:‬‬
‫ل‬‫م ظـ ّ‬ ‫ن لك في أ َ ْ‬
‫كنافِهِ ْ‬ ‫لـوا ي َك ُ ْ‬
‫ّفل‬
‫حي ُْثمـا حـ‬ ‫ن الملو َ‬
‫ك بلٌء َ‬ ‫إ ّ‬
‫‪1‬‬
‫جاروا عليك وإن أرضيتهم‬ ‫مل من قوم إذا‬ ‫ماذا ُتؤ ّ‬
‫مّلوا‬
‫َ‬ ‫غضبـوا‬
‫واستثقلوك كما يستثقل‬ ‫فإن مدحتهم خالوك‬
‫ل‬ ‫الـكـ ّ‬ ‫تخدعـهـم‬
‫ن بالله عن أبوابهـم‬ ‫ست َغْ ِ‬
‫فا ْ‬
‫ف على أبوابـهـم ذ ُ ّ‬
‫ل‬ ‫إن الوقو َ‬
‫جِلي الكوفي ثم الّنيساُبوِري‬ ‫مير الب َ َ‬
‫‪ -33‬الحسين بن الفضل بن عُ َ‬
‫أبو علي المّفسر الديب‪ ،‬إمام عصره في معاني القرآن‪.‬‬
‫ي‪ ،3‬وأبا النضر‬ ‫م ّ‬
‫سه ْ ِ‬
‫سمع يزيد بن هارون ‪ ،2‬وعبد الله بن بكر ال ّ‬
‫شَباَبه ‪ ،5‬وطائفة‪.‬‬‫‪ ،4‬و َ‬
‫روى عنه محمد بن الخرم‪ ،‬ومحمد بن صالح‪ ،‬ومحمد بن القاسم‬
‫ي‪،‬وآخرون‪.‬‬ ‫العََتك ّ‬
‫أقام بنيسابور يعلم الناس العلم وي ُْفتي‪ ،‬من سنة سبع عشرة‬
‫ومائتين‪ ،‬إلى أن مات سنة اثنتين وثمانين‪ ،‬عن مائة وأربع سنين‪.‬‬
‫وكان من العلماء الكبار العابدين‪ ،‬يركع كل يوم وليلة ستمائة‬
‫ركعة‪ ،‬وقبره هناك مشهور ي َُزار‪ ،‬و أطنب الحاكم في ترجمته‪.‬‬
‫‪ - 34‬الحسين بن محمد بن علي أبو سعيد الصبهاني الزعفراني‪.‬‬
‫قال أبو ن َُعيم ‪ :1‬كثير الحديث‪ ،‬صاحب معرفة وإتقان‪.‬‬

‫‪16‬‬
‫طبقات المفسرين للسيوطي‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫صنف " المسند " و" التفسير " و" الشيوخ " وله من المصنفات‬
‫شيء كثير‪.‬‬
‫سمع أبا القاسم البغوي‪،‬وابن صاعد‪ ،‬وآخرين‪ .‬روى عنه أبو نعيم‪،‬‬
‫وأهل أصبهان‪ .‬وله حديث ‪ 2‬في " تفسير حسبي الله ونعم الوكيل‬
‫" من رواية أبي نعيم مات سنة تسع وستين وثلثمائة‪.‬‬
‫ي‬
‫‪ -35‬الحسين بن مسعود بن محمد الّعلمة أبو محمد الب َغَوِ ّ‬
‫الفقيه الشافعي‪.‬‬
‫سنة‪ ،‬وركن الدين أيضًا‪ :‬كان‬ ‫ُيعرف بابن الَفّراء‪ ،‬ويلّقب محيي ال ّ‬
‫إماما ً في التفسير‪ ،‬إماما ً في الحديث‪ ،‬إماما ً في الفقه‪ ،‬تفقه على‬
‫القاضي حسين‪ ،‬وسمع الحديث منه ومن أبي عمر عبد الواحد‬
‫ي‪ ،‬وطائفة‪ .‬روى عنه أبو منصور‬ ‫داوُدِ ّ‬‫ي ‪ ،1‬وأبي الحسن ال ّ‬ ‫مِليح ّ‬ ‫ال َ‬
‫دة‪،‬وأبو الفتوح الطائي ‪ ،2‬وجماعة آخرهم أبو المكارم فضل‬ ‫حَف َ‬‫َ‬
‫ي‪،‬روى عنه بالجازة وبقي إلى سنة ستمائة‪،‬‬ ‫الله بن محمد الّنوقان ِ ّ‬
‫خاِري‪.‬‬ ‫وأجاز للفخر علي بن الب ُ َ‬
‫وله من التصــانيف " معــالم التنزيــل فــي التفســير" و" شــرح‬
‫السنة "‪ ،‬و" المصابيح " و" الجمع بين الصحيحين " و" التهذيب‬
‫" في الفقه‪.‬‬
‫وقــد ُبــورك لــه فــي تصــانيفه‪ ،‬ورزق فيهــا القبــول ُلحســن‬
‫نيته‪،‬وكان ل ُيلقي الدرس إل علــى طهــارة‪ ،‬وكــان قانع ـا ً ورع ـا ً‬
‫ذل فــي ذلــك فصــار يــأكله بزيــت‪.‬‬ ‫يأكــل الخــبز وحــده‪ ،‬ثــم عُ ـ ِ‬
‫مــات فــي شــوال ســنة ســت عشــرة وخمســمائة وقــد جــاوز‬
‫الثمانين ولم يحج‪.‬‬
‫ي الفقيـه‬ ‫قيـل أبـو العبـاس الْربِلـ ّ‬ ‫ضر بـن نصـر بـن عَ ِ‬ ‫خ ِ‬‫‪ -36‬ال َ‬
‫الشافعي‪.‬‬
‫ى ‪ ،1‬وأبــي بكــر‬ ‫سـ ّ‬ ‫أحد الئمة اشتغل ببغــداد علــى إل ْ ِ‬
‫كيــا الهَّرا ِ‬
‫ق‪ ،‬وكــــــان صــــــالحًا‪.‬‬ ‫خل ْــــــ ٌ‬‫ي‪،2‬وتخــــــرج بــــــه َ‬ ‫شــــــ ّ‬
‫شا ِ‬ ‫ال ّ‬
‫صنف تصانيف كثيرة في التفسير والفقه وغير ذلك‪ ،‬مات ســنة‬
‫ســــــــــــــــــبع وســــــــــــــــــتين وخمســــــــــــــــــمائة‪.‬‬
‫سْلمان بن أبي طالب عبد الله بن محمــد بــن الَفت َــى أبــو‬ ‫‪َ - 37‬‬
‫عبد الله النهروانى‪ .‬نزيل أصبهان‪ ،‬كــان إمامـا ً فــي اللغــة ومــن‬
‫كبار أئمة العربية‪.‬‬
‫صنف " تفسير القرآن " و" علل القــراءات " و" القــانون فــي‬
‫ليضاح " لبي علي الفارسي‪ ،‬وله شعر جيد‪.‬‬ ‫اللغة " و" شرح ا ِ‬

‫‪17‬‬
‫طبقات المفسرين للسيوطي‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫ي ‪ ،1‬وابــن ُبرهـان‪ ،‬وسـمع مــن أبـي‬ ‫قــرأ الدب علـى الثمـانين ّ‬
‫طــــــالب بــــــن غَْيلن ‪ ،2‬وأبــــــي الطي ّــــــب الط ََبــــــري ‪.3‬‬
‫ي وغيره‪ ،‬مات سنة ثلث وتسعين وأربعمائة‪.‬‬ ‫سل َِف ّ‬
‫روى عنه ال ّ‬
‫ســْلمان بــن ناصــر بــن عمــران أبــو قاســم النصــاري‬ ‫‪َ -38‬‬
‫الن ّْيســـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــابوري‪.‬‬
‫الفقيــه الصــوفي‪،‬صــاحب إمــام الحرميــن ‪ ،4‬كــان بارعــا ً فــي‬
‫لرشاد " لشيخه‪ ،‬وخدم أبا القاســم‬ ‫الصول والتفسير‪ ،‬شرح " ا ِ‬
‫شي ْرِيّ مدة‪ ،‬وكان صالحًا‪ ،‬زاهــدًا‪ ،‬عابــدًا‪ ،‬إمام ـًا‪ ،‬عارف ـا ً مــن‬ ‫الُق َ‬
‫أفراد الئمة‪ ،‬ومن كبار المصنفين في علم الكلم‪.‬‬
‫مْروَزِي ّــة‬
‫سمع الحديث مــن عبــد الغــافر الفارســي‪ ،‬وكريمــة ال َ‬
‫ســمْعاني إجــازة‪ .‬مــات ســنة إحــدى‬ ‫‪،5‬وجماعة‪.‬روى عنه ابن ال ّ‬
‫عشرة وخمسمائة‪.‬‬
‫‪ -39‬سليمان بن خلف بن سعد بن أيوب بن وارث المــام أبــو‬
‫ي‪.‬الفقيــه‪ ،‬الصــولي‪ ،‬المتكلــم‪ ،‬المفســر‪ ،‬الديــب‪،‬‬ ‫الوليــد البــاج َ‬
‫الشاعر‪.‬‬
‫ولد في ذي القعدة سنة ثلث وأربعمائة‪ .‬وأخذ عن يــونس بــن‬
‫مغيث ‪ ،1‬ومكي بن أبي طــالب ‪ .2‬ورحــل فلــزم بمكــة أبــا ذّر‪3‬‬
‫ثلثة أعوام‪ ،‬وحمل عنه علما ً كثيرًا‪،‬وأخذ ببغداد الفقه عــن ابــن‬
‫مــروس ‪،4‬والصــول عــن الشــيخ أبــي إســحاق الشــيرازي‪،‬‬ ‫عَ ْ‬
‫ي‪،‬وســمع الحــديث‬ ‫معان ّ‬
‫سـ ْ‬‫وبالموصل الكلم عــن أبــي جعفــر ال ّ‬
‫ميع‪ ،‬وغيره‪ .‬وببغداد من عبيد الله بــن أحمــد‬ ‫ج َ‬‫بدمشق من ابن ُ‬
‫ي‪ ،‬وجماعة‪.‬‬ ‫الزهرى ‪،1‬وابن غَْيلن‪ ،‬والصور ّ‬
‫وبرع في الحــديث‪ ،‬والتفســير‪ ،‬والفقــه‪ ،‬والصــلين‪،‬ورجــع إلــى‬
‫لفــادة‬ ‫الندلس بعد ثلث عشــرة ســنة بعلــوم كــثيرة‪ ،‬وتصــدر ل ِ‬
‫وِانتفع به جماعــة كــثيرة‪ ،‬وولــي قضــاء مواضــع مــن النــدلس‪،‬‬
‫وفشا علمه‪ ،‬وعظم جاهه‪.‬‬
‫وله من التصانيف " شرح الموطأ "‪ِ " ،‬إختلفــات الموطــأ "‪" ،‬‬
‫لشــارة"‬ ‫الجرح والتعديل "‪ " ،‬تفسير القـرآن "‪ " ،‬الحــدود "‪" .‬ا ِ‬
‫فــي أصــول الفقــه " إحكــام الفصــول فــي علــم الصــول "‪،‬‬
‫"التسديد إلى معرفة التوحيد "‪ " ،‬المنتقي " فــي الفقــه‪ ،‬وغيــر‬
‫ذلك‪.‬‬

‫‪18‬‬
‫طبقات المفسرين للسيوطي‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫مات بالمرية لتسع عشرة خلت من رجب سنة أربــع وســبعين‬
‫وأربعمــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــائة‪.‬‬
‫ومن شعره‪:‬‬
‫عْلما ً ي َِقينـا ً‬ ‫َ‬
‫بأن جميع حياتي كساعة‬ ‫م ِ‬ ‫ت أعْل َ ُ‬ ‫إذا كن ُ‬
‫ة‬ ‫صلح و َ‬
‫طاعَ ْ‬ ‫عَلها في َ ٍ‬
‫ُ‬ ‫ضِنينا ً بها وَأج‬ ‫َفلم ل أكون َ‬
‫‪ - 40‬سلميان بن عبد الله بن يوسف أبو الربيع الهواري الخْلوت ّ‬
‫ي‬
‫الضرير المقرئ‪.‬‬
‫الصالح كان عارفا ً بالقراءات والنحو والتفسير سمع من ابن ب َّر ّ‬
‫ي‬
‫‪2‬وأقرأ مدة وكان دّينا ً عفيفا ً قانعًا‪ .‬مات في سابع عشر شعبان‬
‫سنة ثلث عشرة وستمائة‪.‬‬
‫هواِزن المام أبو سعد بن‬ ‫‪ - 41‬عبد الله بن عبد الكريم بن َ‬
‫شي ْرِىّ الًنيساُبورِىّ كان أكبر أولد الشيخ‪ ،‬وكان كبير الشأن‬ ‫الُق َ‬
‫في السلوك والطريقة‪،‬ذكيا ً أصوليا ً غزير العربية‪.‬‬
‫قال السمعاني‪ :‬كان رضيعَ أبيه في الطريقة وفخَر ذويه على‬
‫الحقيقة‪ ،‬ثم بالغ في تعظيمه في التصوف‪ ،‬والصول‪ ،‬والمناظرة‪،‬‬
‫والتفسير‪ ،‬وإستغراق الوقات في العبادة والمراقبة‪.‬‬
‫ي‪ ،‬والقاضي أبي‬ ‫صي َْرفِ ّ‬‫حيرِيّ ‪ ،1‬وأبي سعيد ال ّ‬ ‫روى عن أبي بكر ال ِ‬
‫ي‪ ،‬وغيرهم‪.‬‬ ‫الط ّّيب الط ّب َرِ ّ‬
‫ي‪ .2‬وآخرون‪.‬‬ ‫وعنه عبد الغافر الفارسي‪ ،‬وعبد الله الُفَراوِ ّ‬
‫ولد سنة أربع عشرة وأربعمائة ومات في سادس ذي القعدة سنة‬
‫سبع وسبعين وأربعمائة‪.‬‬
‫ي‪.‬‬
‫‪ - 42‬عبد الله بن طلحة بن محمد أبو بكر الَياب ُرِ ّ‬
‫نزيل إشبيلية‪ ،‬كان ذا معرفة بالفقه‪ ،‬والصول‪ ،‬والنحو‪ ،‬والتفسير‬
‫خصوصا ً التفسير‪.‬‬
‫ج‬
‫روى عن أبي الوليد الباجي وغيره‪ ،‬واستوطن مصر مدة‪ ،‬ثم ح ّ‬
‫فمات بمكة سنة ست عشرة وخمسمائة‪.‬‬
‫‪ - 43‬عبد الله بن عطية عبد الله بن حبيب أبو محمد‪.‬‬
‫المقرئ‪،‬المفسر الدمشقي‪.‬قرأ على أبي الحسن بن الخرم‪،‬و‬
‫صا ‪ 1‬وغيره‪.‬‬ ‫جو َ‬ ‫حدث عن ابن ُ‬
‫وكان ثقة‪ ،‬وكان يحفظ خمسين ألف بيت شعر في الستشهاد‬
‫على معاني القرآن‪.‬‬
‫ي وعبد الله‬ ‫سَتان ِ ّ‬‫حَر ْ‬ ‫روى عنه أبو محمد بن أبي نصر‪ ،‬وطرفة ال َ‬

‫‪19‬‬
‫طبقات المفسرين للسيوطي‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫ي‪.‬‬
‫بن سوار العَْنس ّ‬
‫مات في شوال سنة ثلث وثمانين وثلثمائة‪.‬‬
‫‪- 44‬عبد الله بن يوسف بن عبد الله بن يوسف بن محمد بن‬
‫مين‪ ،‬كان إماما ً‬ ‫حَر َ‬
‫ي والدإمام ال َ‬ ‫جوَي ْن ِ ّ‬‫حّيوَيه الشيخ أبو محمد ال ُ‬ ‫َ‬
‫فقيهًا‪،‬بارعًا‪ ،‬مفسرًا‪ ،‬نحويًا‪ ،‬أديبًا‪.‬‬
‫صْعلوكي ‪،1‬وأبي بكر القفال‪،‬وقعد‬ ‫تفقه على أبي الطّيب ال ّ‬
‫للتدريس والفتوى‪ ،‬وكان مجتهدا ً في العبادة‪ ،‬مهيبا ً بين التلمذة‪.‬‬
‫صنف " التبصرة " في الفقه‪ ،‬و" التذكرة "‪ ،‬و" التفسير الكبير "‬
‫و"التعليق "‪.‬‬
‫سمع من أبي الحسين بن بشران ‪ 2‬وجماعة‪ ،‬روى عنه ابنه إمام‬
‫الحرمين‪.‬‬
‫وغيره‪ .‬مات في ذي القعدة سنة ثمان وثلثين وأربعمائة‪.‬‬
‫‪- 45‬عبد الله بن محمد بن علي بن محمد بن أحمد بن علي بن‬
‫ي‬
‫ت شيخ السلم أبو إسماعيل النصار ّ‬ ‫م ّ‬‫جعفر بن منصور ابن َ‬
‫ي‪.‬‬
‫الهََروِ ّ‬
‫الحافظ العارف‪ ،‬من ولد أبي أيوب النصاري‪.‬‬
‫قال عبد الغافر‪ :‬كان إماما ً كامل في التفسير‪ ،‬حسن السيرة في‬
‫التصوف‪ ،‬على حظ تام من معرفة العربية‪ ،‬والحديث‪ ،‬والتواريخ‪،‬‬
‫والنساب‪ ،‬قائما ً بنصر السنة والدين‪،‬من غير مداهنة ول مراقبة‬
‫لسلطان ول غيره‪ ،‬وقد تعرضوا بسبب ذلك إلى إهلكه مرارًا‪،‬‬
‫فكفاه الله شرهم‪.‬‬
‫ي‪،2‬‬‫ي ‪ ،1‬وأبي الفضل الجارود ّ‬ ‫ح ّ‬ ‫جّرا ِ‬‫سمع من عبد الجبار ال َ‬
‫ي‪ 3‬المفسر‪ ،‬وأبي ذّر الهََرويّ وخلئق‪.‬‬ ‫جزِ ّ‬ ‫س ْ‬‫ويحيى بن عمار ال ّ‬
‫وتخرج به خلق‪ ،‬وفسر القرآن زمانًا‪ ،‬وكان يقول‪ :‬إذا ذكرت‬
‫التفسير فإنما أذكره من مائة وسبعة تفاسير‪.‬‬
‫وله تصانيف منها" ذم الكلم " وكتاب " منازل السائرين " في‬
‫التصوف‪ ،‬وكتاب " الفاروق " في الصفات‪ ،‬وغير ذلك‪ .‬وكان آية‬
‫في التذكير والوعظ‪.‬‬
‫روى عنه أبو الوقت عبد الول ‪ 4‬وخلئق‪ ،‬آخرهم بالجازة أبو‬
‫الفتح نصر بن سّيار ‪.5‬‬
‫مولده سنة ست وتسعين وثلثمائة‪ ،‬ومات في ذي الحجة سنة‬
‫إحدى وثمانين وأربعمائة‪.‬‬
‫‪- 46‬عبد الجبار بن عبد الخالق بن محمد بن أبي نصر بن عبد‬

‫‪20‬‬
‫طبقات المفسرين للسيوطي‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫الباقي بن عَك َْبر العلمة جلل الدين أبو محمد البغدادي‪.‬‬
‫أحد المشاهير‪.‬‬
‫ولد في حدود سنة إثنتين وستمائة‪ ،‬وسمع من ابن اللّتي وجماعة‬
‫وصنف التصانيف منها " شكاة البيان " في تفسير القرآن‪.‬‬
‫دهره في علم الوعظ‬ ‫روى عنه ابن الفوطي ‪ ،1‬وقال‪ :‬كان وحيد َ‬
‫صرّية‪،‬ومات في سابع‬ ‫ست َن ْ ِ‬
‫م ْ‬‫ومعرفة التفسير‪ .‬ولي تدريس ال ُ‬
‫عشري شعبان سنة إحدى وثمانين وستمائة‪.‬‬
‫‪ - 47‬عبد الجبار بن أحمد بن عبد الجبار بن أحمد بن الخليل‬
‫ي‪.‬‬
‫ي السداباذ ّ‬ ‫مذان ّ‬‫القاضي أبو الحسن الهَ َ‬
‫شيخ المعتزلة‪ ،‬وصاحب التصانيف منها " التفسير "‪ ،‬عاش دهرا ً‬
‫طويل‪ ،‬وسار ذكره‪ ،‬كان فقيها ً شافعي المذهب‪.‬‬
‫طان‪ ،‬وعبد الله بن جعفر بن‬ ‫سَلمة الق ّ‬ ‫سمع من أبي الحسن بن َ‬
‫فارس ‪ 1‬وجماعة‪.‬‬
‫ي‬
‫ي‪،‬والحسن بن عل ّ‬ ‫خ ّ‬‫سن الت ُّنو ِ‬ ‫ح ّ‬‫م َ‬‫ي بن ال ُ‬‫روى عنه أبو القاسم عل ّ‬
‫ي المفسر‬ ‫مرِيّ الفقيه‪ ،‬وأبو محمد عبد السلم الَقْزِوين ّ‬ ‫صي ْ َ‬
‫ال ّ‬
‫ي وآخرون‪.‬‬ ‫المعتزل ّ‬
‫ولي قضاء الّريّ وأعمالها‪ ،‬ورحلت إليه الطلبة‪.‬‬
‫مات في ذي القعدة سنة خمس عشرة وأربعمائة‪ .‬رأيت تفسيره‬
‫لطيف الحجم‪.‬‬
‫ي‬
‫‪ - 48‬عبد الجليل بن موسى بن عبد الجليل أبو محمد النصار ّ‬
‫ي الزاهد‪.‬‬ ‫ي القصريّ الصوف ّ‬ ‫ي القرطب ّ‬‫الندلس ّ‬
‫من قصر عبد الكريم‪ ،‬شيخ السلم‪ ،‬كان متقدما ً في الكلم‪،‬‬
‫ي فنون‪ ،‬رأسا ً في العلم والعمل‪ ،‬منقطع القرين‪،‬‬ ‫مشاركا ً ف ِ‬
‫متصوفا ً زاهدا ً ورعا ً عن الدنيا‪.‬‬
‫له " تفسير القرآن " وكتاب " شعب اليمان " و" شرح السماء‬
‫الحسنى " وغير ذلك‪.‬‬
‫روى عن أبي الحسن بن حنين‪.‬و عنه أبو الحسن الغافقي وغيره‪:‬‬
‫وأجاز لبي محمد بن حوط الله‪.‬‬
‫مات سنة ثمان وستمائة‪ ،‬وكان له من الصيت والذكر الجميل ما‬
‫ليس لغيره‪ ،‬وختم به بالمغرب التصوف على طريقة أهل السنة‪.‬‬
‫‪- 49‬عبد الحق بن غالب بن عبد الملك بن غالب بن تمام بن‬
‫لمام الكبير قدوة المفسرين أبو محمد الغرناطي‬ ‫عطية ا ِ‬
‫القاضي‪.‬‬

‫‪21‬‬
‫طبقات المفسرين للسيوطي‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫حدث عن أبيه الحافظ الحجة أبي بكر‪ ،‬وعن أبي علي الغساني‪،‬‬
‫لعي‪،‬و خلئق‪.‬‬ ‫ومحمد بن الفرج الط ّ‬
‫وكان فقيهًا‪ ،‬عارفا ً بالحكام‪ ،‬والحديث‪ ،‬والتفسير‪ ،‬بارع الدب‪،‬‬
‫لنشاء والنظم‬ ‫بصيرا ً بلسان العرب‪ ،‬واسع المعرفة‪ ،‬له يد في ا ِ‬
‫والنثر‪ ،‬وكان يتوقد ذكاء‪ ،‬له " التفسير " المشهور‪،‬ولي قضاء‬
‫المرية‪.‬‬
‫روى عنه أبو جعفر بن مضاء‪ .‬وعبد المنعم بن الفرس وآخرون‪،‬‬
‫ي بن أحمد الشقوري المتوفى‬ ‫آخرهم بالجازة أبو الحسن عل ّ‬
‫سنة ست عشرة وستمائة‪.‬‬
‫مولده سنة ثمانين وأربعمائة‪،‬ومات في خامس عشر من رمضان‬
‫سنة إحدى وأربعين وخمسمائة‪.‬‬
‫ي بن عبيد الله بن‬ ‫ي بن محمد بن عل ّ‬ ‫‪ - 50‬عبد الرحمن بن عل ّ‬
‫عبد الله البكري من َولد المام أبي بكر الصديق رضي الله تعالى‬
‫جوِْزي‪.‬‬‫لمام أبو الفرج ابن ال َ‬ ‫عنه ا ِ‬
‫البغدادي الحنبلي الواعظ‪ ،‬صاحب التصانيف المشهورة في أنواع‬
‫العلوم من التفسير‪ ،‬والحديث‪ ،‬والفقه‪ ،‬والوعظ‪ ،‬والزهد‪،‬‬
‫والتاريخ‪ ،‬وغير ذلك‪.‬‬
‫ي‪ :‬كان مبرزا ً في التفسير‪ ،‬وفي الوعظ‪ ،‬وفي التاريخ‪،‬‬ ‫قال الذهب ّ‬
‫ومتوسطا ً في المذهب‪ ،‬وفي الحديث‪ ،‬له ِإطلع تام على متونه‪،‬‬
‫وأما الكلم على صحيحه وسقيمه فما له فيه ذوق المحدثين‪ ،‬ول‬
‫نقد الحفاظ المبرزين‪.‬‬
‫ولد تقريبا ً سنة ثمان ‪ -‬أو عشر ‪ -‬وخمسمائة‪.‬‬
‫‪ - 51‬عبد الرحمن بن عمر بن أبي القاسم العلمة نور الدين‬
‫البصري العَْبدلّياني الحنبلي‪.‬‬
‫ولي تدريس المستنصرية بعد ابن عَك َْبر‪.‬‬
‫وله تصانيف‪ ،‬منها كتاب " جامع العلوم في التفسير" و"شرح‬
‫الخرقي " و" الشافي في المذهب " وله " طريقة في علم ا‬
‫لخلف "‪.‬‬
‫مات ليلة عيد الفطر سنة أربع وثمانين وستمائة وله ستون سنة‪.‬‬
‫ذر بن‬‫من ْ ِ‬
‫‪ - 52‬عبد الرحمن بن أبي حاتم محمد بن إدريس بن ال ُ‬
‫حن ْظ َل ِ ّ‬
‫ي‪.‬‬ ‫ي ال َ‬‫مْهران أبو محمد التميم ّ‬ ‫داود بن ِ‬
‫المام ابن المام‪ ،‬حافظ الّريّ وابن حافظها‪.‬‬
‫سمع من أبيه‪ ،‬وابن وارة ‪،1‬وأبي ُزْرعة ‪ ،2‬والحسن بن عرفة‪،‬‬

‫‪22‬‬
‫طبقات المفسرين للسيوطي‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫ج ‪ ،3‬ويونس بن عبد العلى‪ ،‬وخلئق بالحجاز‪،‬‬ ‫وأبي سعيد الش ّ‬
‫والشام‪ ،‬ومصر‪ ،‬والعراق‪ ،‬والجبال‪ ،‬والجزيرة‪.‬‬
‫ي‪،5‬و خلئق‪.‬‬ ‫ج ّ‬‫مَيان َ ِ‬
‫حيان ‪ ،4‬ويوسف ال َ‬ ‫روى عنه أبو الشيخ بن َ‬
‫ي‪ :6‬أخذ علم أبيه وأبي ُزْرعة‪،‬وكان بحرا ً في العلوم‬ ‫خِليل ّ‬‫قال ال َ‬
‫ومعرفة الرجال‪ ،‬صّنف في الفقه‪ ،‬واختلف الصحابة والتابعين‬
‫وعلماء المصار‪ ،‬وكان عابدا ً زاهدا ً يعد من البدال ‪.7‬‬
‫ومن تصانيفه " التفسير المسند " إثنا عشر مجلدًا‪ ،‬لخصته في‬
‫تفسيري‪ ،‬وكتاب " الجرح والتعديل " يدل على سعة حفظه‬
‫وإمامته‪ ،‬وكتاب " الرد على الجهمية " وكتاب " الزهد " وكتاب "‬
‫الكني " وغير ذلك‪.‬‬
‫وكان من كبار الصالحين لم ي ُعَْرف‪،‬له ذنب قط‪ ،‬ول جهالة له‬
‫طول عمره‪.‬‬
‫مات في المحرم سنة سبع وعشرين وثلثمائة وهو في عشر‬
‫التسعين‪.‬‬
‫‪ - 53‬عبد الرحمن بن محمد بن أميرويه بن محمد العلمة أبو‬
‫ي‪.‬‬‫الفضل الك ِْرمان ّ‬
‫مْروَ على القاضي محمد‬ ‫شيخ الحنفية بخراسان في زمانه‪ ،‬تفقه ب َ‬
‫بن الحسين‪ ،‬وتزاحم عليه الطلبة‪ ،‬وتخرجوا به‪ ،‬وإنتشر تلمذته‬
‫في الفاق‪ُ ،‬يقرأ عليه التفسير والحديث‪.‬‬
‫دي‪ .‬ومنه أبو سعد‬ ‫ساب َن ْ ِ‬
‫سمع من أبيه وشيخه القاضي الْر َ‬
‫السمعاني وبالغ في تعظيمه‪.‬مات سنة ثلث وأربعين وخمسمائة‪.‬‬
‫‪ - 54‬عبد الرحمن بن مروان بن عبد الرحمن أبو المطّرف‬
‫ل‪ ،‬فقيها‪ ،‬حافظًا‪،‬‬ ‫النصاري القنازعي القرطبي كان عالما ً عام ً‬
‫عالما ً بالتفسير والحكام‪،‬بصيرا ً بالحديث‪ ،‬حافظا ً للرأي‪ ،‬ورعًا‪،‬‬
‫زاهدًا‪ ،‬متقشفًا‪ ،‬قانعا ً باليسير‪ ،‬مجاب الدعوة‪ ،‬وله معرفة باللغة‬
‫والدب‪.‬‬
‫ج‪ ،‬فسمع بمصر من الحسن بن رشيق ‪1‬‬ ‫سمع ببلده ورحل وح ّ‬
‫وغيره‪ ،‬وأخذ عن أبن أبي زيد جملة من تواليفه‪،‬وأقبل على نشر‬
‫العلم‪ .‬وأقرأ القرآن‪.‬‬
‫و صنف " شرح الموطأ " و" مختصر تفسير القرآن " لبن‬
‫سلم‪،‬و" كتابا ً في الشروط " وعرض عليه السلطان الشوَرى‬
‫فإمتنع‪.‬‬
‫روى عنه ابن عتاب‪ ،‬وابن عبد البر‪.‬‬

‫‪23‬‬
‫طبقات المفسرين للسيوطي‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫مولده سنة إحدى وأربعين وثلثمائة‪ ،‬ومات في رجب سنة ثلث‬
‫عشرة وأربعمائة‪.‬‬
‫و القنازعي‪ :‬نسبة إلى صنعته‪.‬‬
‫هواِزن أبو نصر‬ ‫‪ - 55‬عبد الرحيم بن أبي القاسم عبد الكريم بن َ‬
‫ي‪.‬‬
‫ور ّ‬ ‫الُق َ‬
‫شي ْرِيّ الن ّْيساب ُ‬
‫قال عبد الغافر‪ :‬هو إمام الئمة‪ ،‬وحبر المة‪ ،‬وبحر العلوم‪.‬‬
‫رباه والده واعتنى به حتى برع في النظم والنثر واستوفى الحظ‬
‫الوفى من علم التفسير والصول‪ ،‬ثم لزم إمام الحرمين حتى‬
‫أحكم عليه المذهب والخلف والصول‪.‬‬
‫وسمع الحديث من أبيه‪ ،‬وأبي عثمان الصابوني‪،‬و ابن الن ُّقور‪،‬‬
‫دث بالكثير‪.‬‬ ‫ي ‪،‬وجماعة‪ .‬وح ّ‬ ‫وأبي القاسم الّزْنجان ِ ّ‬
‫سْبطه أبو سعد عبد الله بن عمر الصفار‪ ،‬وأبو الفتوح‬ ‫روى عنه ِ‬
‫لجازة ابن عساكر‪ ،‬وابن السمعاني‪.‬‬ ‫الطائي وبا ِ‬
‫ساُنه في أخر عمره عن الكلم إل عن‬ ‫ومن العجائب أنه اعُتقل ل َ‬
‫ذكر‪ ،‬فكان يتكلم بآي القرآن‪.‬‬ ‫ال ّ‬
‫مات في جمادى الخرة سنة أربع عشرة وخمسمائة‪.‬وهو في‬
‫عشر الثمانين‪.‬‬
‫لمام‬ ‫‪ - 56‬عبد الرزاق بن رزق الله بن أبي بكر بن خلف ا ِ‬
‫ي الحنبلي المحدث‪،‬‬ ‫سعَن ِ ّ‬
‫الحافظ المفسر‪.‬عز الدين أبو محمد الّر ْ‬
‫َولد برأس عين سنة تسع وثمانين وخمسمائة‪.‬‬
‫وسمع من أبي اليمن الكندي‪ ،‬والفتخار الهاشمي‪ ،‬وجماعة‪.‬‬
‫وصنف " تفسيرا ً " حسنا ً يروي فيه بأسانيده‪ ،‬وكان إمامًا‪،‬محدثًا‪،‬‬
‫فقيهًا‪ ،‬أديبًا‪ ،‬شاعرًا‪ ،‬دينا ً صالحًا‪.‬‬
‫روى عنه الدمياطي والبرقوهي‪ .‬مات في ثاني عشر ربيع الخر‬
‫سنة إحدى وستين وستمائة‪.‬‬
‫‪ - 57‬عبد السلم بن محمد بن يوسف بن ب ُْندار أبو يوسف‬
‫القزويني‪.‬‬
‫شيخ المعتزلة‪ .‬ونزيل بغداد‪.‬‬
‫قال السمعاني‪ :‬كان أحد َ المعمرين والفضلء المقدمين‪،‬جمع "‬
‫التفسير الكبير" الذي لم ي َُر في التفاسير أكبر منه ول أجمع‬
‫ده‪ ،‬وهو في‬ ‫مْعتَق َ‬
‫جه بكلم المعتزلة‪ ،‬وَبث فيه ُ‬ ‫مَز َ‬‫للفوائد‪ ،‬لول أنه َ‬
‫ثلثمائة مجلد‪ ،‬منها سبع مجلدات في الفاتحة‪.‬‬
‫أقام بمصر سنين‪،‬ثم رحل إلى بغداد‪،‬وكان داعية إلى العتزال‪،‬‬

‫‪24‬‬
‫طبقات المفسرين للسيوطي‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫ويقول‪ :‬لم يبقَ من ينصر هذا المذهب غيري‪.‬‬
‫حّققا ً إل في‬‫م َ‬‫قال ابن النجار‪ :‬كان طويل اللسان ولم يكن ُ‬
‫التفسير‪،‬فإنه لهج بالتفاسير حتى جمع كتابا بلغ خمسمائة مجلد‪،‬‬
‫حشا فيه العجائب‪ ،‬حتى رأيت منه مجلدا ً في آية واحدة وهي‬
‫ن( الية‪.‬‬ ‫طي ُ‬ ‫قوله تعالى‪ ( :‬وات ّب َُعوا ما ت َت ُْلوا ال ّ‬
‫شَيا ِ‬
‫أخذ العلم عن القاضي عبد الجبار‪،‬وغيره‪ .‬وسمع الحديث من أبي‬
‫ن َُعيم الصبهاني‪ ،‬وأبي طاهر بن سلمة‪ ،‬وغيرهما‪.‬‬
‫روى عنه أبو غالب بن البّناء ‪ ،2‬وأبو بكر قاضي المارستان‪،‬وأبو‬
‫ماطي‪،‬و آخرون‪.‬‬ ‫البركات الن ْ َ‬
‫مات في رابع عشر ذي القعدة سنة ثمان وثمانين وأربعمائة‪،‬عن‬
‫ن مولده في شعبان سنة ثلث وتسعين وثلثمائة‪.‬‬ ‫ست وتسعين ل ّ‬
‫‪ - 58‬عبد السلم بن عبد الرحمن بن أبي الرجال محمد بن عبد‬
‫الرحمن أبو الحكم اللخمي الفريقي ثم الشبيلي الصوفي‬
‫العارف المشهور بابن ب َّرجان‪.‬‬
‫قال ابن البار‪ :‬كان من أهل المعرفة‬
‫بالقراءات‪،‬والحديث‪،‬والكلم‪ ،‬والتصوف‪ ،‬مع الزهد والجتهاد في‬
‫العبادة‪.‬‬
‫وله تواليف مفيدة‪ ،‬منها " تفسير القرآن " و" شرح السماء‬
‫الحسنى " سمع الحديث من ابن منظور‪ .‬وروى عنه أبو القاسم‬
‫ي‪ ،‬وأبو محمد عبد الحق الشبيلي‪.‬‬ ‫القنطر ّ‬
‫مات بمراكش سنة ست وثلثين وخمسمائة‪.‬‬
‫‪ - 59‬عبد الصمد بن عبد الرحمن بن أبي رجاء المام أبو محمد‬
‫الب ََلويّ الندلسي الوادي آشي‪.‬‬
‫قال ابن البار‪ :‬كان راوية مكثرًا‪ ،‬واعظًا‪ ،‬عالما ً بالقراءات‪،‬‬
‫والتفاسير‪ ،‬مشاركا ً في الحديث والعربية‪.‬‬
‫حب َْيش ‪.1‬‬
‫روى عن أبيه‪ ،‬وأبي الحسن بن كوثر‪،‬وأبي القاسم بن ُ‬
‫وأخذ القراءات عن جماعة‪ ،‬وأجاز له السلفي وغيره‪.‬‬
‫أقرأ الناس ببلده‪ ،‬وروى عنه ابن مسدي وغيره‪ .‬ولد في حدود‬
‫سنة أربع وثلثين وخمسمائة ومات في رجب سنة تسع عشرة‬
‫وستمائة‪.‬‬
‫‪ - 60‬عبد الغني بن القاسم بن الحسن أبو محمد المصري‬
‫جار المدني‪.‬‬ ‫المقرئ الشافعي الح ّ‬
‫اختصر " تفسير " سليم الرازي‪ ،‬اختصره اختصارا ً حسنًا‪،‬وقال‪:‬‬

‫‪25‬‬
‫طبقات المفسرين للسيوطي‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫أخبرنا به أبو عبد الله محمد بن إبراهيم بن ثابت المقرئ‪،‬أخبرنا‬
‫سليمان بن إبراهيم المقدسي‪ ،‬عن نصر المقدسي‪ ،‬عن سليم‪.‬‬
‫ي‪ ،‬مات في شوال سنة اثنتين‬ ‫سك ِ ّ‬‫م ْ‬‫سمع منه عبد الله بن خلف ال ِ‬
‫وثمانين وخمسمائة‪.‬‬
‫‪-61‬عبد الكبير بن محمد بن عيسى بن محمد بن بقي أبو محمد‬
‫الغافقي المرسي‪.‬‬
‫نزيل إشبيلية‪.‬‬
‫قال ابن البار‪ :‬كان فقيهًا‪ ،‬حافظًا‪ ،‬مشاركا في الحديث‪ ،‬متقدما‬
‫في الُفت َْيا‪.‬‬
‫صنف " تفسيرًا" جمع فيه بين " تفسير ابن عطية" و" تفسير‬
‫الزمخشري " و" مختصرا ً في الحديث "‪.‬‬
‫سعادة‪ ،‬وأجاز له أبو الحسن بن‬ ‫روى عن أبيه‪ ،‬وعبد الله بن َ‬
‫دة ‪.2‬‬
‫دث‪ ،‬وأخذ عنه الناس‪ ،‬وولي قضاء رن ْ َ‬ ‫ذيل ‪،1‬وح ّ‬ ‫هُ َ‬
‫ولد سنة ست وثلثين وخمسمائة ومات في صفر سنة سبع‬
‫عشرة وستمائة‪.‬‬
‫سن بن سوار أبو علي‬ ‫‪-62‬عبد الكريم بن الحسن بن المح ّ‬
‫ي المقرئ النحوي‪.‬‬ ‫المصري الت ّك َك ِ ّ‬
‫عارف بالقراءات‪،‬و التفسير‪،‬والعراب‪.‬كانت له حلقة بمصر‪.‬سمع‬
‫خل َِعي وغيره‪ ،‬ومنه السلفي‪.‬‬ ‫من ال ِ‬
‫مات في ربيع الخر سنة خمس وعشرين وخمسمائة وله ثمان‬
‫وستون سنة‪.‬‬
‫‪ - 63‬عبد الكريم بن محمد بن عبد الكريم بن الفضل المام أبو‬
‫ي الَقْزِويني الشافعي‪.‬‬ ‫القاسم إمام الدين الّرافِعِ ّ‬
‫صاحب " الشرح الكبير"‪ .‬قال أبو عبد الله محمد بن محمد‬
‫سَفرايني‪ :‬كان أوحد َ عصره في العلوم الدينية‪ ،‬أصول ً وفروعًا‪،‬‬ ‫ال ْ‬
‫ومجتهد َ زمانه في المذهب‪ ،‬وفريد َ وقته في التفسير‪ ،‬كان له‬
‫ن للتفسير ولتسميع الحديث‪.‬‬ ‫مجلس بَقْزِوي َ‬
‫ي " و" شرحا ً للوجيز " وآخر أوجز‬ ‫صنف " شرحا ً لمسند الشافع ِ‬
‫منه‪ ،‬وكان زاهدًا‪ ،‬ورعًا‪ ،‬متواضعَا‪ ،‬سمع الكثير‪.‬‬
‫هواِزن بن عبد الملك بن‬ ‫وقال النووي ‪- 64 0003‬عبد الكريم بن َ‬
‫ي‪.‬‬ ‫طلحة بن محمد المام أبو القاسم الُق َ‬
‫شي ْرِيّ الن َْيسابورِ ّ‬
‫دم‬ ‫الزاهد‪ ،‬الصوفي‪ ،‬شيخ خراسان‪ ،‬وأستاذ الجماعة‪ ،‬ومق ّ‬
‫الطائفة‪.‬‬

‫‪26‬‬
‫طبقات المفسرين للسيوطي‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫قرأ الدب والعربية على أبي القاسم الليماني‪،‬ثم لزم الستاذ أبا‬
‫سي ‪ 1‬في‬ ‫ي الدقاق ‪ 1‬في التصوف‪ ،‬والفقيه أبا بكر الطو ِ‬ ‫عل ّ‬
‫الفقه‪ ،‬وأبا بكر بن ُفوَرك ‪ 2‬في الكلم والنظر حتى بلغ الغاية في‬
‫جميع ذلك‪.‬‬
‫سَفرايني ‪،3‬وكتب الخط‬ ‫واختلف أيضا إلى أبي إسحاق ال ْ‬
‫المنسوب‪ ،‬وبرع في علم الفروسية و استعمال السلح‪.‬‬
‫ي‬
‫خّفاف‪ ،‬وأبي َنعيم السفراين ّ‬ ‫وسمع الحديث من أبي الحسين ال َ‬
‫ي وأبي الحسين بن ِبشَران وغيرهم‪.‬‬ ‫سَلم ّ‬‫وأبي عبد الرحمن ال ّ‬
‫وكان إمامًا‪ ،‬قدوة‪ ،‬مفسرًِا‪ ،‬محدثًا‪ ،‬فقيهًا‪ ،‬شافعيًا‪ ،‬متكلمًا‪،‬‬
‫أشعريًا‪ ،‬نحويًا‪ ،‬كاتبًا‪ ،‬شاعرًا‪ ،‬صوفيًا‪ ،‬زاهدًا‪ ،‬واعظًا‪ ،‬حس َ‬
‫ن‬
‫ح الشارة‪ ،‬حلوَ العبارة‪ ،‬انتهت إليه رئاسة التصوف‬ ‫الوعظ‪ ،‬ملي َ‬
‫في زمانه‪.‬‬
‫ل نفسه في كماله‬ ‫قال ابن السمعاني‪ :‬لم ي ََر أبو القاسم مث َ‬
‫وبراعته‪ ،‬جمع بين الشريعة والحقيقة‪.‬‬
‫وصنف " التفسير الكبير " وهو من أجود التفاسير‪ ،‬وله " الرسالة‬
‫" في رجال الطريقة‪ ،‬وكتاب " لطائف الشارات " وكتاب " نحو‬
‫القلوب " وغير ذلك‪.‬‬
‫ي‪،‬و وجيه ‪4‬‬ ‫م ّ‬
‫حا ِ‬
‫ش ّ‬‫ي‪ ،‬وزاهر ال َ‬ ‫روى عنه أبو عبد الله الُفراوِ ّ‬
‫حامي وخلئق‪.‬‬ ‫ش ّ‬ ‫ال َ‬
‫ولد في ربيع الول سنة ست وسبعين وثلثمائة وما ت يوم الحد‬
‫سادس عشر ربيع الخر سنة خمس وستين وأربعمائة وله عدة‬
‫أولد أئمة‪.‬‬
‫جْرو السديّ أبو القاسم النحوي‬ ‫‪ - 65‬عبيد الله بن محمد بن ِ‬
‫العروضي المعتزلي‪.‬‬
‫من أهل الموصل‪ ،‬قدم بغداد وأخذ عن الفارسي‪،‬و‬
‫السيرافي‪،‬وغيرهما‪.‬‬
‫وصنف كتبا منها " تفسير القرآن " ذكر في بسم الله الرحمن‬
‫الرحيم مائة وعشرين وجهًا‪ ،‬و"الموضح " في العروض‪ ،‬و"‬
‫المفصح " في القوافي‪.‬‬
‫مات يوم الثلثاء لربع بقين من رجب سنة سبع وثمانين وثلثمائة‪.‬‬
‫‪ - 66‬عبيد الله بن إبراهيم بن أبي أبكر المام أبو بكر الّنسائي‬
‫الت ّْفتازاني‪.‬‬
‫دثًا‪،‬واعظًا‪،‬‬
‫مَفّننًا‪،‬مفسرًا‪،‬مح ّ‬ ‫قال ابن السمعاني‪ :‬كان إماما ُ‬

‫‪27‬‬
‫طبقات المفسرين للسيوطي‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫ده‪.‬‬‫حْرث والحصاد بنفسه‪،‬و يأكل من ك َ ّ‬ ‫مشتغل ً بالعبادة‪،‬يتولى ال َ‬
‫سمع نصر الله الخشني‪،‬وإسماعيل بن عبد الغافر ‪،1‬وصاعد بن‬
‫سيار الحافظ ‪.2‬‬
‫روى عنه عبد الرحيم ( بن ) السمعاني‪ ،‬وأبوه‪.‬‬
‫ومات في حدود سنة خمسين وخمسمائة‪.‬‬
‫‪ - 67‬عبيد الله بن محمد بن مالك أبو مروان القرطبي الفقيه‬
‫المالكي‪.‬‬
‫كان حافظا ً للفقه‪ ،‬والحديث‪ ،‬والتفسير‪ ،‬عالما ً بوجوه الختلف‬
‫بين فقهاء المصار‪ ،‬متواضعًا‪ ،‬كثيَر الورع‪ ،‬مجاهدًا‪ُ ،‬‬
‫مت َب َذ ّل ً في‬
‫لباسه‪ ،‬قانعا ً باليسير‪.‬‬
‫مغيث وغيره‪ .‬وعنه أبو الوليد بن طريف ‪.1‬‬ ‫روى عن أبي بكر بن ُ‬
‫وصّنف " مختصرا ً في الفقه " وله كتاب " ساطع البرهان "‪.‬‬
‫مات في جمادى الولى سنة ستين وأربعمائة‪ ،‬وله ستون سنة‪.‬‬
‫ي المام أبو‬ ‫‪ - 68‬علي بن أحمد بن الحسن بن إبراهيم التجيب ّ‬
‫ي‪.‬‬
‫ي الندلس ّ‬ ‫حرال ّ َ‬
‫الحسن ال َ‬
‫ة من أعمال مرسية‪ .‬قال الذهبي‪ :‬ولد بمراكش‪،‬وأخذ‬ ‫حرال ُ‬‫و َ‬
‫العربية عن ابن خروف‪ ،‬وحج ولقي العلماء وجال في البلد‬
‫وشارك في عدة فنون‪ ،‬ومال إلى النظريات وعلم الكلم‪ ،‬وأقام‬
‫بحماة ومات بها‪ ،‬وله " تفسير" فيه عجائب‪ ،‬ولم أتحقق بعد ما‬
‫كان منطويا ً عليه من العقد‪ ،‬غير أنه تكلم في علم الحروف‬
‫والعداد‪ ،‬وزعم أنه استخرج من علم الحروف وقت خروج‬
‫الدجال‪ ،‬ووقت طلوع الشمس من مغربها‪ ،‬ويأجوج ومأجوج‪.‬‬
‫وكان ابن َتيمية يحط على كلمه ويقول‪ :‬تصوفه على طريقة‬
‫الفلسفة‪ ،‬ورأيت جماعة يتكلمون في عقيدته‪.‬‬
‫وله " تأليف في المنطق " و" شرح السماء الحسنى " وغير‬
‫ذلك‪ ،‬وكان من أحلم الناس بحيث ُيضرب به المثل‪ ،‬ول يقدر أحد‬
‫يغضبه‪.‬‬
‫مات سنة سبع وثلثين وستمائة‪.‬هذا كلم الذهبي في " تاريخه‬
‫" وذكـــــــــــره فـــــــــــي " الميـــــــــــزان " فقـــــــــــال‪...‬‬
‫‪- 69‬علي بن عبد الله بن أحمــد العلمــة أبــو الحســن بــن أبــي‬
‫الطيــــــــــــــــــــــــــــــب الن ّْيســــــــــــــــــــــــــــــابوِري‪.‬‬
‫كان رأسا ً في تفسير القرآن‪ ،‬له " التفسير الكبير" فــي ثلثيــن‬

‫‪28‬‬
‫طبقات المفسرين للسيوطي‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫مجلدة‪ ،‬و" الوســط " فــي عشــر مجلــدات‪،‬و" الصــغير " ثلث‬
‫مجلدات‪ .‬وكان من حفاظ العالم‪.‬‬
‫مات في شوال سنة ثمان وخمسين وأربعمائة‪.‬‬
‫ي‬
‫ح ـدِ ّ‬
‫‪- 70‬علي بن أحمد بن محمد بــن علــي أبــو الحســن الوا ِ‬
‫الن ّْيســـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــاُبوِري‪.‬‬
‫كان واحد عصره في التفســير لزم أبــا إســحاق الثعلــبي‪،‬وأخــذ‬
‫ي‪، 1‬ودأب فــي العلــوم وأخــذ‬ ‫العربية عن أبي الحســن الُقُهنـد ُزِ ّ‬
‫ي‪.2‬‬‫ضـ ّ‬‫اللغة عن أبي الفضل أحمد بر محمد بــن يوســف العَُرو ِ‬
‫حيرِيّ وجماعة‪.‬‬ ‫مش ‪،1‬وأبا بكر ال ِ‬ ‫ح ِ‬
‫م ْ‬
‫وسمع ابن َ‬
‫ي‪،‬وعبــد الجبــار بــن محمــد‬ ‫وروى عنه أحمد بــن عمــر الْرغي َــان ِ‬
‫وارِيّ وطائفــة صــنف التفاســير الثلثــة " البســيط " و"‬ ‫خــ َ‬
‫ال ُ‬
‫الوسيط " و" الــوجيز " و" أســباب النــزول " و" المغــاَزي " و"‬
‫لعراب عن العراب " و" شرح السماء الحســنى " و" شــرح‬ ‫ا ِ‬
‫ديوان المتنبي " " ونفي التحريف عن القرآن الشريف "‪.‬‬
‫وتصـدر للفـادة وللتـدريس مـدة‪،‬ولـه شـعر حسـن‪،‬مـات فـي‬
‫جمـــــادي الخـــــرة ســـــنة ثمـــــان وســـــتين و أربعمـــــائة‪.‬‬
‫‪-71‬علي بن عبد الله بن خلف بن محمد بــن عبــد الرحمــن بــن‬
‫مة النصاري الندلسي‪.‬‬ ‫عبد الملك المام أبو الحسن بن الن ّعْ َ‬
‫من المرية‪،‬كان عالما متقنًا‪ ،‬حافظا ً للفقه‪ ،‬والتفاسير‪ ،‬ومعاني‬
‫مفوه ـًا‪ ،‬وَِرع ـًا‪ ،‬فاضــل‪،‬‬
‫دما في علم اللســان‪ ،‬فصــيحا ً ُ‬ ‫الثار‪ ،‬مق ّ‬
‫معظما ً عند الخاصة والعامة‪.‬‬
‫قرأ القرآن على موسى بن خميس الضرير‪َ،‬والعربية على أبــي‬
‫محمد البطليوسي‪،‬والفقه على أبي الوليد بن رشد‪ ،‬وأبــي عبــد‬
‫الله بن الحاج‪ ،‬وسمع من أبي القاسم بن بقــي‪ ،‬وأبــي الحســن‬
‫بن مغيث‪ ،‬وأبي علي بن سكرة وجماعة‪.‬‬
‫وتصدر ببلنســية لقــراء القــرآن‪ ،‬وانتهــت إليــه رياســة القــراء‬
‫والفتــــاء‪ ،‬وانتفــــع بــــه النــــاس‪ ،‬وكــــثر الراحلــــون إليــــه‪.‬‬
‫صنف " ِري الظمآن في تفسير القرآن " وهو كبير‪ " ،‬والمعان‬
‫في شرح سنن الّنسائي أبي عبد الرحمن "‪ .‬مات فــي رمضــان‬
‫سنة سبع وستين وخمسمائة‪.‬‬
‫ي‪.‬‬‫هران ّ‬‫‪ - 72‬علي بن عبد الله بن المبارك أبو بكر الوَ ْ‬

‫‪29‬‬
‫طبقات المفسرين للسيوطي‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫المفســر‪ ،‬خطيــب داريـًا‪ِ ،‬إمــام فاضــل‪ ،‬صـّنف " تفســيرا ً " و"‬
‫شــــــرح أ بيــــــات الجمــــــل " ولــــــه شــــــعر جيــــــد‪.‬‬
‫مات في ذي القعدة سنة خمس عشرة َوستمائة‪.‬‬
‫مي أبـو الحسـن قـال‬ ‫جـ َ‬
‫ذا ِ‬ ‫هبـا ال ُ‬
‫‪ - 73‬علي بن عبد اللـه بـن موْ ِ‬
‫ياقوت‪ :‬له تأليف عظيم في " تفســير القــرآن " روى عــن ابــن‬
‫عبد البر وغيره‪.‬‬
‫ولد سنة إحدى وأربعين وأربعمــائة‪ ،‬ومــات فــي ســادس عشــر‬
‫جمــــادي الولــــى ســــنة اثنــــتين وثلثيــــن وخمســــمائة‪.‬‬
‫مــاِني‬ ‫‪ - 74‬علي بن عيسى أبو الحسن النحــوي المعــروف بالّر ّ‬
‫مت ََفن ِن ّــا فــي‬‫أخذ عن ابن د َُريــد‪،‬والزجــاج‪ ،‬وابــن السـّراج‪ .‬وكــان ُ‬
‫علوم كثيرة من القرآن‪ ،‬والفقه‪ ،‬والنحــو‪ ،‬والكلم علــى مــذهب‬
‫المعتزلـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــة‪.‬‬
‫صّنف " تفسيرا ً " رأيته وله " شــرح كتــاب ســيبويه " و" شــرح‬
‫جمــل ابــن الســراج " و" صــنعة الســتدلل فــي الكلم " وغيــر‬
‫ذلك‪.‬‬
‫قال القفطي‪ :‬له نحو مائة مصنف‪ ،‬وكان مع إعتزاله شيعيًا‪.‬‬
‫ي‪،2‬والحســن‬ ‫خ ّ‬‫حسن ‪،1‬وأبو القاسم الت ُّنو ِ‬ ‫روى عنه هلل بن الم ّ‬
‫بــــــــــــــــــــن علــــــــــــــــــــي الجــــــــــــــــــــوهري‪.‬‬
‫ولد سنة ست وتسعين ومائتين ومات في جمادي الولــى ســنة‬
‫أربع وثمانين وثلثمائة‪.‬‬
‫‪-75‬علي بن فضال بن علي بن غالب بن جابر‪.‬‬
‫ي‬
‫ش ـع ِ ّ‬
‫مجا ِ‬ ‫ي ال ْ‬ ‫من ذرية الفرزدق الشاعر‪ ،‬أبو الحســن الَقي َْرَوان ـ ّ‬
‫ي‪.‬‬ ‫ي الفرزدق ّ‬ ‫التميم ّ‬
‫سير‪.‬‬ ‫كان إماما ً في اللغة‪ ،‬والنحو‪ ،‬والدب‪ ،‬والتفسير‪ ،‬وال ّ‬
‫وف الرض‪ ،‬وأقرأ ببغداد مدة‪.‬‬ ‫جر‪ ،‬وط ّ‬ ‫ولد ب ِهَ َ‬
‫وله من التصانيف " برهـان لعميـدي " فـي التفسـير‪ ،‬عشـرون‬
‫مجلدًا‪ " ،‬الكسير في علم التفسير" خمسة وثلثــون مجلــدًا‪" ،‬‬
‫إكسير الذهب في صــناعة الدب "‪ " ،‬النكــت فــي القــرآن "‪" ،‬‬
‫معاني الحروف "‪ " ،‬شرح عنوان العراب " وغير ذلك‪.‬‬
‫مات في ثان عشرى ربيع الول سنة تسع وسبعين وأربعمائة‪.‬‬
‫ومن شعره‪:‬‬
‫فكاُفوها ولكن للعادي ‪1‬‬ ‫سب ُْتهم د ُُروعـا ً‬
‫ح ِ‬
‫وان َ‬ ‫خ َ‬
‫َوإ ْ‬

‫‪30‬‬
‫طبقات المفسرين للسيوطي‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫فكانوها ولكن في فؤادي‬ ‫سهاما ً صـائبـات‬ ‫خل ُْتهم ِ‬ ‫و ِ‬
‫ن عن وداي ‪ - 76‬علي‬ ‫صدقوا ولك ْ‬ ‫ت مّنا قلوب لقد ْ َ‬ ‫َوقالوا قد صَف ْ‬
‫ي ثم المصري النحوي‬ ‫حوْفّ ِ‬
‫بن إبراهيم بن سعيد أبو الحسن ال َ‬
‫الوحد‪.‬‬
‫له " تفسير " جيد‪ ،‬وكتاب " إعراب القرآن " في عشر مجلدات‪،‬‬
‫وكتب أخر‪.‬‬
‫أخذ عن الدفوي‪،‬وأخذ عنه خلق من المصريين‪ .‬مات سنة ثلثين‬
‫وأربعمائة‪.‬‬
‫ي‬
‫‪ - 77‬علي بن محمد بن حبيب القاضي أبو الحسن الماوَْردِ ّ‬
‫البصري الشافعي‪.‬‬
‫ي‪،‬وكان‬ ‫سَفَران ِ ّ‬‫ي‪،‬وأبي حامل ال ْ‬ ‫مرِ ّ‬‫صي ْ َ‬‫تفقه على أبي القاسم ال ّ‬
‫دما ً عند السلطان‪.‬‬ ‫مَق ّ‬‫در‪ُ ،‬‬ ‫حافظا ً للمذهب‪ ،‬عظيم الَق ْ‬
‫له المصنفات الكثيرة في كل فن‪ ،‬الفقه‪ ،‬والتفسير‪،‬‬
‫والصول‪،‬والدب ‪ -‬ولي القضاء ببلد كثيرة‪ ،‬ودرس بالبصرة‬
‫وبغداد سنين ‪ -‬ومن تصانيفه " الحاوي " في الفقه‪ " ،‬تفسير‬
‫القرآن " سماه " النكت "‪ "،‬الحكام السلطانية"‪" ،‬أدب الدنيا‬
‫لقناع " في الفقه‪" ،‬قانون الوزارة"‪" ،‬سياسة الملك‬ ‫والدين "‪" ،‬ا ِ‬
‫" وغير ذلك‪.‬‬
‫روى عن الحسن بن علي الجيلي وغيره ‪ -‬وعنه الخطيب‬
‫م بالعتزال‪.‬‬ ‫ووثقه‪،‬وآخر من روى عنه أبو العز بن كادش ‪ -‬وأّته َ‬
‫قال ابن السبكي‪ :‬والصحيح أنه ليس معتزليًا‪،‬ولكنه يقول بالقدر‪،‬‬
‫وهي البلية التي غلبت على أهل البصرة ‪ -‬مات في ربيع الول‬
‫سنة خمسين وأربعمائة عن ست وثمانين‪.‬‬
‫لمة علم الدين أبو الحسن‬ ‫‪- 78‬علي بن محمد بن عبد الصمد الع ّ‬
‫خاويّ المصري‪.‬‬ ‫س َ‬‫ي ال ّ‬
‫دان ّ‬‫م َ‬
‫الهَ ْ‬
‫لمة‪ .‬مقرئًا‪ ،‬محققًا‪ ،‬بصيرا ً بالقراءات‬ ‫قال الذهبي‪ :‬كان إماما ً ع ّ‬
‫عَللها ماهرا ً بها‪ ،‬إماما ً في النحو‪ ،‬واللغة‪ ،‬إماما ً في التفسير‪ ،‬كان‬ ‫و ِ‬
‫يتحقق بهذه العلوم الثلثة ويحكمها‪ ،‬وله معرفة تامة بالفقه‬
‫والصول‪.‬‬
‫ولد سنة ثمان وخمسين وخمسمائة وسمع من السلفي‪،‬وابن‬
‫ط َب َْرَزد‪،‬والك ِن ْدِيّ وغيرهم ‪ -‬وقرأ القراءات على المام أبي القاسم‬
‫الشاطبي‪،‬وأبي اليمن الكندي وجماعة‪ ،‬وتصدر للقراء بجامع‬

‫‪31‬‬
‫طبقات المفسرين للسيوطي‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫دمشق‪ ،‬وإزدحم عليه الطلبة وقصدوه من البلد وكان ُيفتي على‬
‫مذ هب الشافعي‪.‬‬
‫صى‪ ،‬ول أعلم أحدا ً في الدنيا من‬ ‫ح َ‬ ‫راءة خلئق ل ت ُ ْ‬ ‫أخذ عنه الق ِ‬
‫القراء أكثر أصحابا ً منه‪.‬‬
‫وله تصانيف كثيرة منها "التفسير" وصل فيه إلى الكهف‪ ،‬و"شرح‬
‫الشاطبية" و"شرح الرائية" و" شرح المفصل " و"شرح الحاجي‬
‫في النحو" وغير ذلك‪.‬وله شعر رائق‪.‬مات في ثاني عشر جمادي‬
‫الخرة سنة ثلث وأربعين وستمائة ‪ -‬وأخذ عنه أبو شامة ‪1‬‬
‫وغيره‪.‬‬
‫سّلم بن محمد بن علي بن الفتح أبو الحسن‬ ‫م َ‬ ‫‪- 79‬علي بن ال ُ‬
‫ي جمال السلم‪.‬‬ ‫ض ّ‬‫مي الدمشقي الفقيه الشافعي الَفَر ِ‬ ‫سل َ ِ‬
‫ال ّ‬
‫قال ابن عساكر‪ :‬كان عالما ً بالتفسير‪ ،‬والصول‪ ،‬والفقه‪،‬‬
‫والتذكير‪ ،‬والفرائض والحساب‪ ،‬وتعبير المنامات‪ .‬تفقه على‬
‫سي ‪،3‬و‬‫مْقدِ ِ‬‫ي‪ 2‬ولزم الشيخ نصرا ً ال َ‬ ‫مْروَزِ ّ‬ ‫القاضي أبي المظّفر ال َ‬
‫ي‪،‬وكان يثني على علمه وفهمه‪.‬‬ ‫الغَْزال ّ‬
‫وقال الذهبي‪ :‬سمع من عبد العزيز الك َّتاّني‪ ،‬والفقيه نصر‬
‫وجماعة‪ ،‬وبرع في الفقه وغيره‪.‬‬
‫وله مصنفات في الفقه والتفسير‪ ،‬وكان ثقة ثبتا‪ ،‬موفقا ً في‬
‫الفتاوي‪ .‬ملزما ً للتدريس والفادة‪ ،‬حسن الخلق‪ ،‬يعقد مجلس‬
‫ظهر السنة‪ ،‬ويرد على المخالفين‪.‬‬ ‫التذكير‪ ،‬وي ُ‬
‫ت بالشام شابا ً إن عاش كان له‬ ‫خلف ُ‬ ‫حمي أن الغزالي قال‪ّ :‬‬ ‫و ُ‬
‫مينية‪ .‬وروى عنه أبو القاسم بن‬ ‫ك‪ .‬ولي تدريس ال ِ‬ ‫شأن‪،‬فكان كذل ِ‬
‫ي‪،‬و طائفة‬ ‫شوع ّ‬ ‫خ ُ‬‫في‪ ،‬وبركات ال ُ‬ ‫سل َ ِ‬‫عساكر‪ ،‬ابن القاسم‪ ،‬وال ّ‬
‫ستاني‪.‬‬ ‫حَر ْ‬
‫آخرهم القاضي أبو القاسم ال َ‬
‫وقد أملى عدة مجالس‪ ،‬ولم يخلف بعده مثله‪ .‬مات ساجدا ً في‬
‫صلة الفجر في ذي القعدة سنة ثلث وثلثين وخمسمائة‪.‬‬
‫ى بن موسى بن يزداد أبو الحسن القمي‪.‬‬ ‫‪ - 80‬عل ّ‬
‫الفقيه الحنفي‪ ،‬إمام أهل الرأي في عصره بل مدافعة‪.‬‬
‫له مصنفات منها "أحكام القرآن " وهو كتاب جليل‪.‬‬
‫سمع محمد بن شجاع الثلجي‪ .‬ومنه أبو بكر أحمد بن سعيد بن‬
‫نصر ‪ ،1‬وتخرج به جماعة من الكبار‪ ،‬وأملى َبنْيسابور‪.‬مات سنة‬
‫خمسين وثلثمائة ‪ - 81‬عمر بن إبراهيم بن محمد(بن محمد)بن‬
‫أحمد بن علي بن الحسين بن علي بن حمزة بن يحمص بن‬

‫‪32‬‬
‫طبقات المفسرين للسيوطي‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫الحسين بن زيد علي بن الحسين (بن علي )بن أبي طالب أبو‬
‫البركات الحسيني الكوفي الحنفي الزيدي‪.‬‬
‫قال السمعاني‪ :‬شيخ كبير فاضل‪ ،‬له معرفة بالفقه‪،‬‬
‫والحديث‪،‬واللغة‪ ،‬والتفسير‪ ،‬والنحو‪ .‬وله التصانيف الحسنة‬
‫السائرة‪ ،‬سمعته يقول‪ :‬أنا زيديّ المذهب لكن أفتي على مذهب‬
‫السلطان‪ .‬يعني مذهب أبي حنيفة‪.‬‬
‫وقال ابن عساكر‪ :‬سئل عن مذهبه في الفتوي وكان مفتي أهل‬
‫الكوفة فقال‪ :‬أنا أفتي بمذهب أبي حنيفة ظاهرًا‪ ،‬وبمذهب زيد‬
‫تدّينًا‪.‬‬
‫وقال أبو طالب بن الهراس الدمشقي‪ :‬إنه صرح له بالقول بالقدر‬
‫وخلق القرآن‪.‬‬
‫ي‪ :‬وهو جارودي ‪ 1‬المذهب‪ ،‬ل‬ ‫س ّ‬
‫وقال الحافط أبو الغنائم الن ّْر ِ‬
‫يرى الغسل من الجنابة‪.‬‬
‫ســري‬ ‫سمع الحديث من أبي بكر الخطيب‪،‬وأبي القاسم بن الب ُ ْ‬
‫وجماعــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــة‪.‬‬
‫روى عنه أبو سعد السمعاني‪ ،‬وأبــو القاســم بــن عســاكر‪ ،‬وأبــو‬
‫موســــــــــــــــــــــــــــــــى المــــــــــــــــــــــــــــــــديني‪.‬‬
‫مولده سنة إثنتين وأربعين وأربعمائة ومــات فــي شــعبان ســنة‬
‫تســــــــــــــــــع وثلثيــــــــــــــــــن وخمســــــــــــــــــمائة‪.‬‬
‫‪-82‬عمر بن محمد بن أحمد بن إسماعيل بن محمد بن لقمــان‬
‫النســــــــــــــــــفي ثــــــــــــــــــم الســــــــــــــــــمرقندي‪.‬‬
‫متَفّنن ـًا‪ .‬صــنف فــي‬ ‫قال ابن السمعاني‪ :‬كان إماما ً فاضل ً مبّرزا ً ُ‬
‫كل نوع من العلم‪ ،‬في التفسير‪ ،‬والحــديث‪ ،‬والشــروط وبلغــت‬
‫تصانيفه المائة وله شعر حسن‪،‬ونظم "الجامع الصغير" لمحمــد‬
‫بن الحسن‪ ،‬وهو صاحب كتاب " القند في ذكر علماء ســمرقند‬
‫"‪.‬‬
‫ت في ثاني عشر جمادي‬ ‫ولد سنة إحدى وستين وأربعمائة وما َ‬
‫الولــــــــى ســــــــنة ســــــــبع وثلثيــــــــن وخمســــــــمائة‪.‬‬
‫زي‬ ‫جن ْـ ِ‬‫‪-83‬عمر بن عثمان بن الحسين بن شعيب أبــو حفــص ال َ‬
‫الديــــــــب ‪ -‬أحــــــــد العلم فــــــــي الدب والشــــــــعر‪.‬‬
‫ورِدي ‪1‬مــدة‪.،‬وذاكــر‬ ‫قــال الســمعاني‪ :‬لزم أبــا المظفــر الِبيــ َ‬
‫حد عصره‪.‬‬ ‫ة زمانه وأو َ‬ ‫لم َ‬‫الفضلء‪ ،‬وبرع في العلم حتى صار ع ّ‬

‫‪33‬‬
‫طبقات المفسرين للسيوطي‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫صــنف التصــانيف وشــاعت فــي الفــاق‪ ،‬وشــرع فــي إملء "‬
‫تفسير" لــو تــم لــم يوجــد مثلــه‪ .‬ســمع "ســنن الّنســائي " مــن‬
‫ي‪.‬‬ ‫دون ّ‬ ‫ال ّ‬
‫قال الذهبي‪ :‬روى عنه السمعاني‪ ،‬وابنه عبد الرحيم‪.‬‬
‫ه خمسين وخمسمائة‪.‬‬ ‫مات في رابع عشر ربيع الول سن ّ‬
‫‪ - 84‬القاسـم بـن الفتـح بـن يوسـف أبـو محمـد بـن الزيـولى‬
‫الندلســـــــــي مـــــــــن أهـــــــــل مدينـــــــــة الفـــــــــَرج‪.‬‬
‫قال الذهبي‪ :‬كان عالما ً بالحديث‪ ،‬عارفا ً باختلف الئمة‪ ،‬عالمــا ً‬
‫بالتفســـــير والقـــــراءات لـــــم يكـــــن يـــــرى التقليـــــد‪.‬‬
‫وله تصانيف كثيرة‪ ،‬وشعر رائق (مع ) صدق دين وورع‪ ،‬وتقلــل‬
‫وقنــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــوع‪.‬‬
‫وقال أبو محمد بن صاعد كــان واحــد الزمــان فــي وقتــه العلــم‬
‫والعمل‪،‬سالكا ً سبيل السلف في الورع والصــدق‪ ،‬متقــدما ً فــي‬
‫علم اللسان‪ ،‬والقرآن‪ ،‬وأصول الفقــه وفروعــه‪ ،‬ذا حــظ جليــل‬
‫من البلغة ونصيب من قرض الشــعر‪ ،‬جميــل المــذهب‪ ،‬ســديد‬
‫الطريقــــــــــــــــــة‪ ،‬عــــــــــــــــــديم النظيــــــــــــــــــر‪.‬‬
‫حمْيدي‪ :‬هو فقيه مشهور‪ ،‬عالم زاهــد‪ ،‬يتفقــه بالحــديث‬ ‫وقال ال ً‬
‫ويتكلم على معانيه‪ .‬رَوى عن أبيه وعن أبي عمر الطلمنكي‪.‬‬
‫مولده سنة ثمــان وثمــانين وَثلثمــائة؛ ومــات فــي صــفر ســنة‬
‫إحـــــــــــــــــدى وخمســـــــــــــــــين وأربعمـــــــــــــــــائة‪.‬‬
‫ومن شعره‪:‬‬
‫َ‬
‫ب‬‫ك ي ُك ْت َ ُ‬‫سعْي ِ َ‬
‫جميعُ َ‬‫وَ َ‬ ‫ب‬‫ذهـ ُ‬ ‫ك تَ ْ‬‫مرِ َ‬ ‫م عُ ْ‬
‫أّيا ُ‬
‫ب‬
‫ذه ُ‬ ‫م ْ‬‫ك فأين أين ال َ‬ ‫ِ‬ ‫مـن‬‫ك ِ‬‫م الشِهيد ُ عَل َي ْ َ‬ ‫ث ّ‬
‫‪ -85‬قتيبة بن أحمد بن شريح أبو حفص البخاري‪.‬‬
‫صاحب "التفسير الكبير"‪ .‬روى عن سعيد بن مسعود‬
‫المروزي‪،‬وأبي يحيى بن أبي مسرة‪ .‬وعنه نصوح بن واصل‪ .‬وكان‬
‫شيعيًا‪.‬‬
‫ه‪.‬‬
‫مات سنة ست عشرة وثلثمائ ّ‬
‫ساُبوري المام‬ ‫ذر أبو بكر الن َي ْ َ‬‫‪ - 86‬محمد إبراهيم بن المن ِ‬
‫المجتهد‪ ،‬نزيل مكة‪.‬‬
‫صنف كتبا ً لم يصنف مثلها في الفقه وغيره‪ ،‬منها كتاب‬
‫"المبسوط " وكتاب " الشراف في اختلف العلماء"وكتاب "‬

‫‪34‬‬
‫طبقات المفسرين للسيوطي‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫الجماع "وكتاب " التفسير" وقفت عليه‪ ،‬وكان على نهاية من‬
‫معرفة الحديث والختلف‪ ،‬وكان مجتهدا ً ل يقلد أحدًا‪.‬‬
‫سمع محمد بن عبد الله بن عبد الحكم ‪ ،1‬ومحمد بن‬
‫مْيمون‪،‬ومحمد بن إسماعيل الصائغ ‪ .2‬روى عنه أبو بكر بن‬ ‫َ‬
‫طي وآخرون‪.‬‬ ‫ميا ِ‬‫مار الد ّ ْ‬ ‫ري‪ ،‬ومحمد بن يحيى بن ع ّ‬ ‫مْق ِ‬
‫ال ُ‬
‫مات سنة ثماني عشرة وثلثمائة‪.‬‬
‫‪ -87‬محمد بن أبي سعيد أحمد بن الحسن بن علي بن أحمد بن‬
‫سليمان أبو الفضل البغدادي ثم الصبهاني‪.‬‬
‫من بيت العلم والحديث‪،‬وكان واعظا ً عالما ً فصيحا ً عارفا ً‬
‫بالتفسير‪.‬‬
‫ذة وعنه الحافظ أبو سعد‪.‬‬ ‫روى عن ابن فاذشاه ‪،3‬و ابن ِري َ‬
‫مات في صفر سنة ثمانين وأربعمائة‪.‬‬
‫‪ - 88‬محمد بن أحمد بن أبي فَْرح النصاري الخزرجي المالكي‬
‫أبو عبد الله القرطبي‪.‬‬
‫سارت به الركبان‪ ،‬و" التذكرة‬ ‫مصنف " التفسير" المشهور‪ ،‬الذي َ‬
‫في أحوال الموتى وأمور الخرة"‪.‬‬
‫لجازة‬ ‫سمع من ابن رواج‪ ،‬ومن الجميزي وعدة‪ .‬وروى عنه با ِ‬
‫ولده شهاب الدين أحمد‪.‬‬
‫قال الذهبي‪ :‬إمام متفنن متبحر في العلم‪ ،‬له تصانيف مفيدة تدل‬
‫على إمامته‪ ،‬وكثرة إطلعه ووفور فضله‪.‬‬
‫مات بمنية بني خصيب من الصعيد الدنى سنة إحدى وسبعين‬
‫وستمائة‪.‬‬
‫‪-89‬محمد بن أسعد بن محمد بن نصر العراقي‪.‬‬
‫الحنفي الواعظ‪ ،‬نزيل دمشق‪.‬سمع من نور الهدى الزينبي‪ ،‬وأبي‬
‫علي بن نبهان‪ .‬وأخذ "المقامات " عن مصنفها الحريري‪.‬‬
‫روى عنه أبو المواهب بن صصري‪،‬وأبو نصر الشيرازي وصنف‬
‫"تفسيرا ً "و" شرح المقامات "‪.‬‬
‫مات في محرم سنة سبع وستين وخمسمائة عن نيف وثمانين‪،‬‬
‫ومولده في ربيع الول سنة أربع وثمانين وأربعمائة‪.‬‬
‫‪ -90‬محمد بن الحسين بن الحسن بن الحسين بن ِزينة الشيخ أبو‬
‫غانم بن أبي ثابت الصبهاني‪.‬‬
‫الواعظ‪ ،‬المفسر‪ ،‬المحدث‪ ،‬سمع الحديث الكثير‪ ،‬وقرأ‬
‫وأفاد‪،‬سمع منه أبن الجوزي وغيره‪.‬‬

‫‪35‬‬
‫طبقات المفسرين للسيوطي‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫ولد سنة إحدى وثمانين وأربعمائة ومات في المحرم سنة ثلث‬
‫ثلثين وخمسمائة‪ ،‬ذكره الذهبي‪.‬‬
‫‪ -91‬محمد بن الحسن بن علي أبو جعفر الطوسي‪.‬‬
‫شيخ الشيعة وعالمهم‪ .‬له " تفسير" كبير عشرون مجلدًا‪،‬وعدة‬
‫تصانيف مشهورة قدم بغداد‪ ،‬وتفنن وتفقه للشافعي‪ ،‬ولزم الشيخ‬
‫المفيد ‪ 1‬مدة فتحول رافضيًا‪ .‬وحدث عن هلل الحّفار‪.‬‬
‫مات سنة ستين وأربعمائة‪.‬‬
‫‪ - 92‬محمد بن الحسن بن محمد بن زياد بن هارون الموصلي ثم‬
‫البغدادي أبو بكر النقالش‪.‬‬
‫المقرئ المفسر‪،‬كان إمام أهل العراق في القراءات والتفسير‪.‬‬
‫قرأ القرآن على هارون بن موسى الخفش‪ .‬وابن أبي مهران ‪.2‬‬
‫وجماعة‪ .‬وقرأ عليه خلئق منهم أبو بكر أحمد بن الحسين بن‬
‫مهران‪ ،‬وأبو الحسين الحمامي وجماعة‪.‬‬
‫ن‪ .‬والحسن بن‬ ‫م َ‬
‫طي ّ‬ ‫ي‪،‬و ُ‬ ‫وروى الحديث عن أبي مسلم الك َ ّ‬
‫ج ّ‬
‫سفيان وآخرين‪ .‬وروى عنه الدار قطني‪ ،‬وابن شاهين‪ ،‬وأبو أحمد‬
‫ي‪ ،‬وأبو علي ابن شاذان وجماعة‪.‬‬ ‫الفرض ّ‬
‫وف من مصر إلى ما وراء النهر في لقي المشايخ‪.‬‬ ‫ورحل وط ّ‬
‫وصنف التفسير وسماه " شفاء الصدور" وله " الشارة في‬
‫غريب القرآن " و" الموضح في معاني القرآن " و" دلئل النبوة "‬
‫و" القراءات " بعللها‪ ،‬وأشياء أخر‪.‬‬
‫ضّعفه جماعة‪.‬قال الب َْرقاني ‪ :1‬كل حديث الن ّّقاش منكر‪.‬‬
‫و قال طلحة بن محمد بن جعفر‪:‬كان يكذب في الحديث‪.‬‬
‫وقال الخطيب‪ :‬في حديثه مناكير بأسانيد مشهورة‪.‬‬
‫ك‪،‬ليس بثقة على جللته ون ُب ِْله‪.‬‬ ‫مت ُْرو ٌ‬
‫وقال الذهبي‪َ :‬‬
‫وقال هبة الله الللكائي‪ :‬تفسير النقاش‪ ،‬إشفاء الصدور‪ ،‬ليس‬
‫شفاء الصدور‪.‬‬
‫وقال الدار قطني في كتاب " التصحيف "‪ :‬إن النقاش قال مرة‪:‬‬
‫سَرى أبو شروان‪،‬جعلها كنية‪.‬‬ ‫كِ ْ‬
‫مولده سنة ست وستين ومائتين ومات في شوال سنة إحدى‬
‫وخمسين وثلثمائة‪.‬‬
‫لمام‬ ‫‪ - 93‬محمد بن جرير بن يزيد بن كثير بن غالب الطبري ا ِ‬
‫أبو جعفر‪ ،‬رأس المفسرين على الطلق‪ ،‬أحد الئمة‪،‬جمع من‬
‫العلوم ما لم يشاركه فيه أحد من أهل عصره‪ ،‬فكان حافظا ً‬

‫‪36‬‬
‫طبقات المفسرين للسيوطي‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫لكتاب الله‪ ،‬بصيرا ً بالمعاني‪ ،‬فقيها ً في أحكام القرآن‪ ،‬عالما ً‬
‫بالسنن وطرقها‪ ،‬صحيحها وسقيمها‪ ،‬ناسخها ومنسوخها‪،‬عالما ً‬
‫بأحوال الصحابة والتابعين‪ ،‬بصيرا ً بأيام الناس وأخبارهم‪.‬‬
‫وف القاليم‪،‬وسمع من أحمد بن‬ ‫أصله من آمل طبرستان‪ ،‬ط ّ‬
‫منيع‪ ،‬وأبي كريب‪ ،‬وهّناد بن السرى‪،‬و يونس بن عبد العلى‬
‫وخلئق‪.‬‬
‫روى عنه الطبراني وأحمد بن كامل‪،‬وطائفة‪.‬‬
‫وله التصانيف العظيمة منها " تفسير القرآن " وهو أج ّ‬
‫ل‬
‫التفاسير‪،‬لم يؤّلف مثله كما ذكره العلماء قاطبة‪ ،‬منهم النووي‬
‫في " تهذيبه " وذلك لنه جمع فيه بين الرواية والدراية ولم‬
‫يشاركه في ذلك أحد ل قبله ول بعده‪ ،‬ومنها " تهذيب الثار "‪،‬قال‬
‫الخطيب‪ :‬لم أر مثله في معناه‪ .‬ومنها " تاريخ المم " وكتاب "‬
‫إختلف العلماء " وكتاب " القراءات " وكتاب " أحكام شرائع‬
‫وده وأحتج له‪ ،‬وكان أول ً‬ ‫السلم " وهو مذهبه الذي أختاره وج ّ‬
‫شافعيًا‪ ،‬ثم أنفرد بمذهب مستقل وأقاويل واختيارات‪،‬وله أتباع‬
‫ومقّلدون‪ ،‬وله في الصول والفروع كتب كثيرة‪.‬‬
‫مك ْت َِفي أراد أن يوقف وَْقفا ً تجتمع أقاويل العلماء على‬ ‫ويقال إن ال ُ‬
‫حته ويسَلم من الخلف‪ ،‬فأجمع علماء عصره على أنه ل يقدر‬ ‫ص ّ‬ ‫ِ‬
‫على ذلك إل ابن جرير‪ ،‬فأحضر فأملى عليهم كتابا ً لذلك‪،‬‬
‫ت له جائزة سنية فأبى أن يقبلها‪.‬‬ ‫ُ‬
‫ج ْ‬
‫خرِ َ‬ ‫فأ ْ‬
‫سفرايني شيخ الشافعية‪ :‬لو سافر رجل‬ ‫قال الشيخ أبو حامد ال ْ‬
‫إلى الصين حتى يحصل تفسيرا بن جرير‪ ،‬لم يكن كثيرًا‪.‬‬
‫ي بِإدامة مطالعته والستفادة منه‪،‬‬ ‫ن الله عل ّ‬ ‫( قلت ) قَد ْ َ‬
‫م ّ‬
‫جوأن أصرف العناية إلى إختصاره وتهذيبه ليسهل على كل‬ ‫وأْر ُ‬
‫أحد تناوله إن شاء الله تعالى‪.‬‬
‫وقال ابن خزيمة‪ :‬ما أعلم على أديم الرض أعلم من ابن جرير‪.‬‬
‫وقال غيره‪ :‬مكث ابن جرير أربعين سنة يكتب كل يوم أربعين‬
‫ورقة‪.‬‬
‫ذه في الله‬ ‫ي‪ :‬كان ابن جرير ممن ل تأخ ُ‬ ‫وقال أبو محمد الَفْرغان ّ‬
‫ة لئم‪،‬مع عظيم ما يلحقه من الذى والشّناعات‪،‬من‬ ‫لوم ُ‬
‫منكرين‬ ‫حد‪ ،‬فأما أهل العلم والدين فغير ُ‬ ‫مل ْ ِ‬
‫جاهل‪،‬وحاسد‪ ،‬و ُ‬
‫ضه لها‪ ،‬وقناعَته باليسير‪ ،‬وعرض‬ ‫ده في الدنيا‪ ،‬ورفْ َ‬ ‫مه‪،‬وزه َ‬ ‫عل َ‬
‫عليه القضاء فأبى‪.‬‬

‫‪37‬‬
‫طبقات المفسرين للسيوطي‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫مولده بآمل سنة أربع وعشرين ومائتين ومات عشية يوم الحد‬
‫ليومين بقيا من شوال سنة عشر وثلثمائة‪.‬‬
‫صّلي على قبره عدة‬ ‫ون‪ ،‬و ُ‬‫ص ْ‬‫ح ُ‬‫واجتمع في جنازته خلق ل ي ُ ْ‬
‫شهور‪،‬ورثاه خلق‪.‬‬
‫ب‬ ‫خط ْ ٌ‬‫مْفظ ِعٌ و َ‬‫ث ُ‬ ‫حد َ ٌ‬ ‫فمن ذلك قول أبي سعيد بن العرابي‪َ :‬‬
‫ما‬ ‫مع َ ل َ ّ‬ ‫عي العُُلوم أ ْ‬
‫ج َ‬ ‫م َنا ِ‬‫صُبوِر‪َ 1‬قا َ‬
‫طباُر ال ّ‬ ‫ص ِ‬‫مث ْل ِهِ إ ْ‬
‫ن ِ‬ ‫ل د َقّ عَ ْ‬ ‫جِلي ُ‬ ‫َ‬
‫ن الحسين بن موسى أبو‬ ‫ريرِ ‪ -94‬محمد ب َ‬ ‫ج ِ‬‫مد ْبن َ‬ ‫ح ّ‬
‫عي م َ‬ ‫م َنا ِ‬ ‫َقا َ‬
‫ي‪.‬‬ ‫سل َ ِ‬
‫م ّ‬ ‫عبد الرحمن ال ّ‬
‫ي‬
‫سبط الشيخ أبي عمرو إسماعيل بن ُنجيد السلمي‪ ،‬وهو أْزدِ ّ‬
‫خ الصوفية وعالمهم بخراسان‪ ،‬صنف لهم " سننا ً "‬ ‫الب‪ .‬كان شي ٍ‬
‫و" تفسيرا ً " و" تاريخا " وغير ذلك‪.‬‬
‫م‪ ،‬والحافظ أبي علي‬ ‫ص ّ‬
‫سمع من جده لمه‪ ،‬وأبي العباس ال َ‬
‫ي‪ ،‬وأبي بكر القطيعي وجماعة‪.‬‬ ‫صْبغ ّ‬ ‫ي‪،‬وأبي بكر ال ّ‬ ‫ساُبورِ ّ‬ ‫الن ّي ْ َ‬
‫وحدث أكثر من أربعين سنة أملء وقراءة‪.‬‬
‫روى عنه الحاكم‪ ،‬والبيهقي وأبو القاسم القشيري‪ ،‬وأبو صالح‬
‫ذن وخلئق‪ .‬وزادت تصانيفه على المائة‪ ،‬وكان وافر الجللة‪.‬‬ ‫المؤ ّ‬
‫مولده في رمضان سنة ثلثين وثلثمائة‪ ،‬وقيل غير ذلك‪،‬ومات في‬
‫شعبان سنة إثنتي عشرة وأربعمائة‪.‬‬
‫وِإنما أوردته في هذا القسم لن تفسيره غير محمود‪.‬‬
‫قال الذهبي في " تاريخه "‪ :‬كتابه " حقائق التفسير" ليته لم‬
‫يصنفه فِإنه تحريف وقَْرمطة‪.‬‬
‫مهَْرْبزد ُ أبومسلم‬ ‫‪-95‬محمد بن علي بن محمد بن الحسين بن َ‬
‫الصبهاني‪.‬‬
‫الديب المفسر‪ ،‬النحوي‪ ،‬المعتزلي‪،‬كان عارفا ً بالتفسير‪ ،‬والنحو‪،‬‬
‫والدب‪ ،‬غاليا ً في مذهب العتزال‪.‬‬
‫صنف " التفسير" في عشرين مجلدًا‪ :‬هو آخر من حدث بأصبهان‬
‫عن أبي بكر بن المقرئ وآخر من حدث عنه إسماعيل بن علي‬
‫الحمامي الصبهاني‪.‬‬
‫مات في جمادي الخرة سنة تسع وخمسين وأربعمائة‪ ،‬ومولده‬
‫سنة ست وستين وثلثمائة‪.‬‬
‫‪ - 96‬محمد بن أبي القاسم الخضر بن محمد بن الخضر بن علي‬
‫مّية الحّراني‬ ‫بن عبد الله المام فخر الدين أبو عبد الله بن َتي ِ‬
‫الفقيه الحنبلي الواعظ‪ ،‬المفسر‪ ،‬شيخ حران وعالمها‪.‬‬

‫‪38‬‬
‫طبقات المفسرين للسيوطي‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫ولد في شعبان سنة إثنتين وأربعين وخمسمائة‪ ،‬وتفقه على أبي‬
‫الفتح بن أبي الوفا ‪،1‬وحامد بن أبي الحجر‪ ،‬ونصر بن المني‬
‫ح بن البطي‪،‬‬ ‫وجماعة‪ .‬وسمع من أبي بكر بن الن ُّقور ‪،2‬وأبي الفت ِ‬
‫دة‬‫دجاني‪،‬و شهْ َ‬ ‫ضير ‪،3‬وسعد الله بن نصر ال ّ‬ ‫خ َ‬
‫وأبي طالب بن ُ‬
‫‪،1‬و جماعة‪ .‬وقرأ العربية على ابن الخشاب‪ .‬وله "مختصر في‬
‫الفقه " وشعر حسن‪.‬‬
‫قال الذهبي‪ :‬كان إماما ً في التفسير إماما ً في الفقه‪ ،‬إماما ً في‬
‫اللغة‪.‬‬
‫روى عنه ابن أخيه المجد عبد السلم ‪ ،2‬والبرقوهي‪،‬و الجمال‬
‫صي َْرفي ‪ 3‬والرشيد عمر بن إسماعيل الفارقي ‪.4‬‬ ‫يحيى بن ال ّ‬
‫مات في حادي عشر صفر سنة إثنتين وعشرين وستمائة‪.‬‬
‫وتيمية أم جدة محمد‪،‬كانت واعظة فنسب إليها وعرف بها‪ .‬قاله‬
‫ابن النجار‪.‬‬
‫‪ - 97‬محمد بن سليمان بن الحسن بن الحسين العلمة جمال‬
‫الدين أبو عبد الله البلخي الصل المقدسي الحنفي المفسر‬
‫المعروف بابن النقيب‪.‬‬
‫أحد الئمة العلماء الزهاد‪ .‬كان عالما ً زاهدا ً عابدا ً متواضعًا‪،‬عديم‬
‫التكلف صرف همته أكثر دهره إلى التفسير‪ " ،‬وتفسيره "‬
‫مشهور في نحو مائة مجلد‪ ،‬رأيت قطعة منه‪.‬‬
‫سمع منه البرزالي‪،‬وابن سامة والذهبي‪.‬‬
‫مات في محرم سنة ثمان وتسعين وستمائة‪،‬ومولده سنة إحدى‬
‫عشرة وستمائة‪.‬‬
‫وي أبو عبد الله السجاوندي‪.‬‬ ‫‪ - 98‬محمد بن طيفور الغَْزن ِ َ‬
‫المفسر‪ ،‬المقرئ‪،‬النحوي‪.‬له " تفسير " حسن‪ ،‬وكتاب " علل‬
‫القراءات " وكتاب " الوقف والبتداء "‪.‬‬
‫ذكره القفطي مختصرا ً وقال (كان ) في وسط المائة السادسة‪.‬‬
‫وذكره ياقوت فقال‪ :‬أبو المحامد الملقب شمس العارفين‪،‬‬
‫ترجمة البيهقي في الوشاح وأورد له‪ :‬أزال الله عنكم كل آفة‬
‫ل المخافة ‪ 2‬ول زالت نوائبكم لديكم كنون الجمع‬ ‫سب ْ َ‬
‫وسد عليكم ُ‬
‫في حال الضافة ‪ -99‬محمد بن عبد الله بن جعفر بن محمد بن‬
‫الحسين بن الفهم المعروف بابن صبر أبو بكر الحنفي الفقيه‪.‬‬
‫ضاء بعسكر المهدي‪ ،‬وكان معتزليا ً مشهورا ً به‪ ،‬رأسا ً في‬ ‫ولي الق َ‬
‫علم الكلم خبيرا ً بالتفسير‪.‬‬

‫‪39‬‬
‫طبقات المفسرين للسيوطي‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫وله كتاب " عمدة الدلة " وكتاب " التفسير " ما أتمه‪.‬‬
‫مات ببغداد لعشر بقين من ذي الحجة سنة ثمانين وثلثمائة‪.‬‬
‫ر‬
‫صب ْ ِ‬‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫ت فَ َ‬
‫ب اد ّعَي ْ َ‬‫صبْر هَ ِ‬‫عي إلى َ‬ ‫ولبشر بن هارون فيه‪ُ :‬قل ِللد ْ ِ‬
‫ضا ءِ‬‫شّر الق َ‬ ‫ضاؤُهُ َ‬‫حبا ً ِبابي العرْر فََق َ‬‫مْر َ‬‫ضا ِء فَ َ‬‫س للق َ‬ ‫‪ 3‬وَإ ِذ ْ ت َط َي ْل َ َ‬
‫ي الَبصْر ‪ - 100‬محمد بن عبد الوهاب بن سلم أبو‬ ‫م ً‬ ‫ضى عَ ِ‬ ‫ذا قَ َ‬ ‫إِ َ‬
‫جّبائي البصري‪.‬‬ ‫علي ال ُ‬
‫شيخ المعتزلة‪ ،‬كان رأسًا‪ .‬في الفلسفة والكلم‪ .‬أخذ عن يعقوب‬
‫الشحام البصري‪ ،‬وله مقالت مشهورة وتصانيف وتفسير‪ .‬أخذ‬
‫عنه ابنه أبو هاشم‪ ،‬والشيخ أبو الحسن الشعري‪ ،‬ثم اعرض‬
‫الشعري عن طريق العتزال وتاب منه‪.‬‬
‫مات الجبائي في سنة ثلث وثلثمائة عن ثماني وستين سنة‪.‬‬
‫وابنه عبد السلم ِ أبو هاشم من رؤوس المعتزلة‪ ،‬له تصانيف‪ ،‬و"‬
‫تفسير" رأيت منه جزءًا‪ .‬مات ببغداد سنة إحدى وعشرين‬
‫وثلثمائة‪.‬‬
‫ي ثمانين‬ ‫ة‪:‬اجتمعت مع أبي هاشم‪،‬فألقى عل ّ‬ ‫ستوي َ ْ‬ ‫قال ابن د ُُر ْ‬
‫مسالة من غريب النحو ما كنت أحفظ لها جوابًا‪،‬وكان (موته ) هو‬
‫وابن دريد في يوم واحد‪ ،‬فقيل مات علم الكلم واللغة معًا‪.‬‬
‫سْعدي‪.‬‬ ‫‪ - 101‬محمد بن عبد الله بن سليمان أبو سليمان ال ّ‬
‫ذكر في كتاب الشام‪ ،‬وقال‪ :‬هو المفسر‪.‬‬ ‫قال ياقوت‪ُ :‬‬
‫صنف كتبًا‪ .‬في التفسير منها كتاب " مجتبى التفسير" جمع فيه‬
‫الصغير والكبير‪ ،‬والقليل والكثير مما أمكنه‪ ،‬وكتاب " الجامع‬
‫الصغير في مختصر التفسير" وكتاب "المهذب في التفسير"‪.‬‬
‫ي الصواف ‪ ،1‬وأبا بكر الشافعي‪ ،‬وأبا عَبد الله‬ ‫سمع ببغداد أبا عل ّ‬
‫ظراءهم‪.‬‬ ‫جا ‪ 3‬ون َ‬ ‫مِلي ‪.2‬و د َعْل َ َ‬ ‫حا ِ‬ ‫الم َ‬
‫ن التكلم في‬ ‫سنة‪ ،‬حس َ‬ ‫ريًا‪ ،‬كثير التباع لل ُ‬ ‫شع َ ِ‬ ‫وكان شافعيا ً أ ْ‬
‫التفسير أنتهى ‪ - 102‬محمد بن عبد الله بن عيسى المّري المام‬
‫من ِْين كان عارفا ً بمذهب‬ ‫أبو عبد الله اللِبيري المعروف بابن أبي َز َ‬
‫مالك‪ ،‬بصيرا ً به‪،‬ومن الراسخين في العلم‪،‬متفننا ً في الدب‬
‫مقتفيا ً لثار السلف‪ ،‬معَ الزهد والنسك‪،‬وصدق اللهجة‬ ‫والشعر‪ُ ،‬‬
‫لقبال على الطاعة‪ ،‬ومجانبة السلطان‪.‬‬ ‫وا ِ‬
‫سّره وتفقه بِإسحاق بن إبراهيم الطليطلي‪.‬‬ ‫م َ‬‫سمع من َوهب بن َ‬
‫وله "مختصر المدونة" و"مختصر تفسير ابن سلم " وكتاب‬
‫"أصول السنة" وكتاب " قدوة القارئ" وكتاب " الوثائق " وكتاب‬

‫‪40‬‬
‫طبقات المفسرين للسيوطي‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫"حياة القلوب " في الزهد غير ذلك‪.‬‬
‫من ِْين? فلم يعرف‪.‬‬ ‫وسئل‪ :‬لم قيل لكم بنو َز َ‬
‫روى عنه أبو عمرو الداني‪ ،‬وأبو عمر بن الحذاء وطائفة‪.‬‬
‫مولده سنة أربع وعشرين وثلثمائة ومات سنة تسع وتسعين‬
‫وثلثمائة ‪ - 103 0‬محمد بن عبد الله بن محمد بن عبد الله بن‬
‫أحمد المام أبو بكر بن العربي المعافري الندلسي الحافظ أحد‬
‫العلم‪ .‬ولد في شعبان سنة ثمان وستين وأربعمائة‪ ،‬ورحل مع‬
‫أبيه إلى المشرق‪ ،‬ودخل الشام‪ ،‬فتفقه بأبي بكر‬
‫الطرطوشي‪،‬ولقي بها جماعة من العلماء والمحدثين‪.‬‬
‫ودخل بغداد فسمع بها من طراد الزينبي‪ ،‬ونصر بن البطر‬
‫وجماعة‪.‬‬
‫وأخذ الصلين عن أبي بكر الشاشي‪ ،‬والغزالي‪ ،‬والدب عن أبي‬
‫زكريا التبريزي ‪.1‬‬
‫لسكندرية‪ ،‬فسمع بهما من جماعة‪ ،‬وعاد‬ ‫وحج ورجع إلى مصر وا ِ‬
‫إلى بلده بعلم كثير لم يدخله أحد قبله ممن كانت له رحلة إلى‬
‫المشرق‪ ،‬وكان من أهل التفنن في العلوم‪ ،‬والستبحار فيها‪،‬‬
‫دما ً في المعارف كلها‪ ،‬أحد من بلغ ُرتبة الجتهاد‪،‬‬ ‫مَق ّ‬
‫والجمع لها‪ُ ،‬‬
‫ن انفرد بالندلس بعلو السناد‪ ،‬ثاقب الذهن‪ ،‬ملزما ً لنشر‬ ‫وأحد م ِ‬
‫العلم‪ ،‬صارما ً في أحكامه هَُيوبا ً على ال ّ‬
‫ظلمة‪.‬‬
‫صنف " التفسير " و" أحكام القرآن " و"شرح الموطأ " و"شارح‬
‫الترمذي " وغير ذلك وولى القضاء في بلده‪.‬‬
‫مات في ربيع الخر سنة ثلث وأربعين وخمسمائة‪.‬‬
‫سهَْيلي ‪،1‬وأحمد بن خلف‬ ‫ومن جملة من روى عنه أبو زيد ال ّ‬
‫الكلعي وعبد الرحمن بن ربيع الشعري‪،‬والقاضي أبو الحسن‬
‫لجازة في سنة ست عشرة‬ ‫الخلعي وخلئق‪ .‬وروى عنه با ِ‬
‫وستمائة أبو الحسن علي بن أحمد الشقوري‪،‬و أحمد بن عمر‬
‫الخزرجي التاجر‪.‬‬
‫‪ - 104‬محمد بن عبد الله بن محمد بن أبي الفضل المرسي أبو‬
‫عبد الله‪.‬‬
‫قال ياقوت‪ :‬أحد أدباء عصرنا‪ ،‬أخذ من النحو والشعر بأوفر نصيب‬
‫وضرب فيه بالسهم‪ ،‬المصيب‪ ،‬وصنف التصانيف‪ ،‬وخرج‬
‫التخاريج‪،‬ولزم النسك والنقطاع‪ ،‬ومال إلى النفراد عن الناس‬

‫‪41‬‬
‫طبقات المفسرين للسيوطي‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫وعدم الجتماع‪ ،‬وهو عالم فاضل خير نحوي لغوي متكلم مناظر‪،‬‬
‫يضرب في كل علم بسهم وافر‪.‬‬
‫ألف " تفسير القرآن " و" كتابـا ً فــي علــم البــديع‪ ،‬والبلغــة "‪.‬‬
‫أنشد ني لنفسه وقد تماروا عنده في الصفات فقال‪:‬‬
‫مـا‬‫طفى ِفي َ‬ ‫ص َ‬ ‫م ْ‬ ‫ة غَي ُْر ات َّباِع ال ُ‬ ‫جا ِ‬ ‫غب في الن ّ َ‬ ‫ن ي َْر ُ‬‫ن كا َ‬ ‫م ْ‬‫َ‬
‫أتـى‬ ‫ه‬
‫ما لـ ُ‬ ‫فَ َ‬
‫واي َةِ والضللة‬ ‫ل الغِ َ‬ ‫سب ُ ُ‬
‫ُ‬ ‫م‬
‫ل المسـتـقـي ُ‬ ‫سِبي ُ‬ ‫ك ال ّ‬ ‫ذا َ‬ ‫َ‬
‫والـردى‬ ‫َوغـي ُْرهُ‬
‫ت هو‬ ‫ت فذالك ِإذا ات ّب َعْ َ‬ ‫ح ْ‬ ‫ص ّ‬‫َ‬ ‫ن‬
‫سَنـ َ‬ ‫َفأت ْب َعْ كتاب الله وال ّ‬
‫دى‬ ‫الهُ َ‬
‫ب ُيجّر ذوي البصيرة‬ ‫با ٌ‬ ‫م وكـيف‬ ‫ودِع السؤال بك ْ‬
‫ل ِل َْعمـى‬
‫م‬
‫جه ُ َ‬‫ن‪ ،‬مناهِ َ‬ ‫م ْ‬ ‫والْتاِبعون وَ َ‬ ‫ل‬‫ن ما قال الرسو ُ‬ ‫الدي ُ‬
‫قـفـا‬ ‫حـُبـه‬ ‫ص ْ‬ ‫و َ‬
‫‪ - 105‬محمد بن عبد الحميد بن الحسين بن الحسن أبو الفتح‬
‫دي المعروف بالعلء العالم‪.‬‬ ‫مْرقّن ْ ِ‬‫س َ‬‫مْندي ال ّ‬ ‫س َ‬
‫ال ْ‬
‫قال ابن السمعاني‪ :‬وكان فقيها ً مناظرا ً بارعًا‪ ،‬له الباع الطويل‬
‫في علم الجدل‪ .‬صنف " تصنيفا ً في الخلف " وتخرج على المام‬
‫ملى التفسير‪.‬‬ ‫الشرف‪ ،‬وصار من فحول المناظرين‪ ،‬وكان ي ُ ْ‬
‫سمع من علي بن عمر الخراط وغيره‪ ،‬مات سنة اثنتين وخمسين‬
‫وخمسمائة ومولده سنة ثمان وثمانين وأربعمائة‪.‬‬
‫‪ - 106‬محمد بن عبد الرحمن بن موسى بن عياض أبو عبد الله‬
‫المخزومي الشاطبي المنتشى‪.‬‬
‫دما ً في البلغة‪ .‬مشاركا ً في‬ ‫مَق ّ‬‫كان إماما ً في التفسير والقراءات‪ُ ،‬‬
‫أشياء‪.‬‬
‫أخذ القراءات عن ابن أبي داود‪ ،‬وابن شفيع ‪ ،1‬وجماعة‪ .‬وسمع‬
‫شاطبة‪ ،‬فأخذ عنه الناس‪.‬‬ ‫سك َّرة وغيره وتصدر للقراء ب َ‬ ‫من ابن ُ‬
‫مات سنة تسع عشرة وخمسمائة‪.‬‬
‫سوي‪.‬‬ ‫‪ -107‬محمد بن عبد الرحمن بن أحمد القاضي أبو عمر الن ّ َ‬
‫الملقب أقضى القضاة‪ .‬من أكابر أهل خراسان فضل ً وإفضال ً‬
‫وجاهًا‪ :‬صنف كتبا ً في التفسير‪ ،‬والفقه‪.‬‬
‫ولي قضاء خوارزم وأعمالها‪ ،‬وسمع أبا بكر الحيري‪،‬وأبا إسحاق‬

‫‪42‬‬
‫طبقات المفسرين للسيوطي‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫ظيف ‪ 1‬وغيرهم وأملي سنين‪.‬‬ ‫سفرايني وأبا ذ َرٍ الهََري‪ ،‬وابن ن َ ِ‬ ‫ال ْ‬
‫روى عنه أبو عبد الله الُفراِوي‪.‬و أبو المظفر بن‬
‫ن‪.‬‬‫مؤذ ّ ِ‬‫شْيري‪،‬وإسماعيل بن أبي صالح ال ُ‬ ‫الُق َ‬
‫و أنشأ بخوارزم مدرسة‪ .‬مات في حدود السبعين وأربعمائة عن‬
‫ثمانين سنة‪.‬‬
‫‪ - 108‬محمد بن عبد الرحمن أحمد العلمة أبو عبد الله البخاري‪.‬‬
‫الواعظ المفسر‪.‬قال السمعاني‪.:‬كان إماما ً مفننًا‪ .‬قيل إنه صنف‬
‫ن ألف جزء‪ ،‬أملى في آخر عمره عن‬ ‫ً‬
‫في "التفسير" كتابا أكثر م ِ‬
‫موني ‪،2‬ولكنه كان مجازفا ً‬ ‫أبي نصر أحمد بن عبد الرحمن الّري َْغذ ُ‬
‫ي بالجازة‪.‬‬ ‫ل‪ ،‬كتب أل ّ‬ ‫متساه َ‬
‫مات في جمادي الخر سنة ست وأربعين وخمسمائة‪.‬‬
‫شاشي‬ ‫‪ - 109‬محمد بن علي بن إسماعيل المام أبو بكر ال ّ‬
‫الفقيه الشافعي المعروف بالقفال الكبير‪.‬‬
‫كان إمام عصره‪ ،‬بما وراء النهر‪ ،‬فقيهًا‪ ،‬محدثًا‪ ،‬مفسرًا‪ ،‬أصوليًا‪،‬‬
‫لغويًا‪ ،‬شاعرًا‪ .‬لم يكن للشافعية بما وراء النهر مثله في وقته‪.‬‬
‫رحل إلى خراسان والعراق والشام‪ ،‬وسار ذكره‪ ،‬واشتهر أسمه‪.‬‬
‫صنف في التفسير والصول والفقه‪.‬‬
‫قال الحاكم‪ :‬كان أعلم ما وراء النهر بالصوال‪ ،‬وأكثرهم رحلة في‬
‫طلب الحديث‪.‬‬
‫خزيمة وابن جرير‪ ،‬وأبي القاسم الب ََغوي وأبي‬ ‫سمع من ابن ُ‬
‫حراني‪.‬‬‫عرُوبة ال َ‬ ‫َ‬
‫وقال الشيخ أبو إسحاق‪ :‬له مصنفات كثيرة ليس لحد مثلها‪ ،‬وهو‬
‫أول من صنف الجدل الحسن من الفقهاء وله كتاب في"أصول‬
‫الفقه " وله "شرح الرسالة" وعنه انتشر فقه الشافعي فيما وراء‬
‫النهر‪.‬‬
‫وقال ابن السمعاني‪ :‬من مصنفاته " دلئل النبوة " و" محاسن‬
‫الشريعة "‪.‬‬
‫وقال النووي‪ :‬القفال هذا هو الكبير‪ ،‬يتكرر ذكره في‬
‫التفسير‪،‬والحديث والصول‪ ،‬والكلم‪ ،‬بخلف القفال الصغير‬
‫المروزي فِإنه يتكرر في الفقه خاصة‪.‬‬
‫صْعلوكي عن تفسير أبي بكر‬ ‫سئل أبو سهل ال ُ‬ ‫وقال الذهبي‪ُ :‬‬
‫دسه من وجه (ودّنسه من وجه ) أي دنسه من‬ ‫القفال (فقال ) قَ ّ‬
‫صَرة العتزال‪.‬‬ ‫جهة ن ُ ْ‬

‫‪43‬‬
‫طبقات المفسرين للسيوطي‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫مْندة‪ ،‬والحليمي ‪،1‬و أبو عبد الرحمن‬ ‫روى عنه الحاكم‪ ،‬وابن َ‬
‫سلمي وجماعة‪.‬‬ ‫ال ّ‬
‫مولده سنة إحدى وتسعين ومائتين ومات سنة خمس وستين‬
‫وثلثمائة قلت نقل عنه المام الرازي في " تفسيره " كثيرا ً مما‬
‫يوافق مذهب المعتزلة ونقلت عنه بعض مناسبات في كتابي‬
‫"أسرار التنزيل "‪.‬‬
‫‪ -110‬محمد بن علي بن شهر اسوب بن أبي نصر أبو جعفر‬
‫السروري المازندراني رشيد الدين‪.‬‬
‫أحد شيوخ الشيعة‪:‬‬
‫اشتغل بالحديث‪ ،‬ولقي الرجال‪ ،‬ثم تفقه وبلغ النهاية في فقه أهل‬
‫مذهبه‪ .‬ونبغ في الصول حتى صار رحلة تقدم في علوم القرآن‪:‬‬
‫القراءات والغريب‪ ،‬والتفسير والنحو‪.‬‬
‫وكان إمام عصره وواحد دهره‪،‬والغالب عليه‪.‬علم القرآن‬
‫والحديث‪ .‬وهو عند الشيعة كالخطيب البغدادي لهل السنة في‬
‫تصانيفه‪،‬في تعليقات الحديث‪ ،‬ورجاله ومراسيله‪ ،‬ومتفقه‪،‬‬
‫ومفترقة إلى غير ذلك من أنواعه‪ .‬واسع العلم كثير الفنون‪.‬‬
‫مات في شعبان سنة ثمان وثمانين وخمسمائة ‪.2‬‬
‫قال ابن أبي طي ‪ :3‬مازال الناس بحلب ل يعرفون الفرق بين‬
‫ابن ُبطة الشيعي‪ ،‬وبين ابن بطة الحنبلي‪ ،‬حتى قدم الرشيد‬
‫فقال‪ :‬ابن بطة الحنبلي‪ ،‬بالفتح الشيعي بالضم‪.‬‬
‫‪ - 111‬محمد بن عبد الله بن عمرو أبو جعفر الهروي (الفقيه‬
‫) صاحب " التفسير"‪...‬‬
‫مات سنة إحدى وثمانين وثلثمائة‪.‬‬
‫‪ - 112‬محمد بن إبراهيم أبو الفرج ال ّ‬
‫شنبوذي‪.‬‬
‫شُنبوذ قرأ عليه القراءات‪،‬وعلى أبي بكر بن مجاهد‪،‬‬ ‫تلميذ ابن َ‬
‫نفطوية النحوي وجماعة‪.‬‬
‫وتصدر للقراء بعد أن أكثر الترحال في لقي الشيوخ المقرئين‪.‬‬
‫قرأ عليه أبو العلء الواسطي‪ .‬وأبو الفرج الستراباذي وطائفة‪.‬‬
‫وكان عالما ً بالتفسير ووجوه القراءات‪،‬حفظ خمسين ألف بيتا ً من‬
‫الشعر شواهد للقرآن‪.‬‬
‫قال الداني‪ :‬مشهور‪،‬ضابط‪،‬نبيل‪،‬حافظ ماهر حاذق‪.‬‬
‫وقال الخطيب‪ :‬تكلم الناس في رواية‪ .‬وسألت عنه الدار قطني‬
‫فأساء القول فيه‪.‬‬

‫‪44‬‬
‫طبقات المفسرين للسيوطي‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫‪ - 113‬محمد بن علي بن أحمد المام أبو بكر الدفوي المصري‬
‫المقرئ النحوي المفسر‪ .‬صحب أبا جعفر النحاس ولزمة‪،‬وسمع‬
‫سكن وغيره‪ .‬وكان يد أهل عصره بمصر‪،‬‬ ‫الحديث من سعيد بن ال ّ‬
‫أخذ عنه جماعة‪.‬‬
‫وله كتاب " تفسير القرآن " في مائة وعشرين مجلدة‪.‬‬
‫قال الذهبي‪ :‬منه نسخة بمصر بوقف القاضي الفاضل عبد‬
‫الرحيم‪.‬‬
‫مات ليلة الخميس لثمان بقين من ربيع الول سنة ثمان وثمانين‬
‫وثلثمائة وله ثمان وثمانون سنة‪.‬‬
‫‪ - 114‬محمد بن الفضل أبو بكر المفسر‪.‬‬
‫توفي سنة ثلث عشرة وأربعمائة‪،‬كذا ذكره الذهبي‪.‬‬
‫ثم قال بعد ذلك‪ :‬محمد بن الفضل بن محمد بن جعفر بن صالح‬
‫أبو بكر الب َْلخي المفسر الشهير بالّرّواس‪.‬‬
‫صنف " التفسير الكبير " وروى عن أحمد بن محمد بن نافع‪،‬‬
‫ومحمد بن علي بن عنبسة‪.‬‬
‫روى عنه علي بن محمد بن حيدر وغيره‪ .‬مات سنة خمس عشرة‬
‫‪ -‬أو ست عشرة ‪ -‬وأربعمائة‪.‬‬
‫‪ - 115‬محمد بن علي بن محمد بن أحمد بن عبد الله أبو بكر‬
‫ي المعروف بابن عربي قال‬ ‫الطائي الحاتمي الندلسي المرس ّ‬
‫الذهبي‪ :‬ولد في رمضان سنة ستين وخمسمائة بمرسية‪.‬‬
‫وال‪،‬و أبي بكر بن صاف‪ ،‬وبمكة من زاهر بن‬ ‫شك ُ َ‬
‫وسمع من ابن ب َ ْ‬
‫رستم‪ ،‬وبدمشق من عبد الصمد ‪ 1‬بن الحرستاني‪،‬و بالموصل‬
‫وببغداد‪ ،‬وسكن الروم مدة وله مصنفات كثيرة كالفصوص وغيره‪.‬‬
‫قال ابن نقطة‪:‬له كلم وشعر غير أنه ل يعجبني شعره‪ .‬قال‬
‫الذهبي‪ :‬كَأنه يشير إلى ما في شعره من اللحاد‪.‬‬
‫سدي‪ :‬له كلم مريب‪ ،‬وكان ظاهري المذهب في‬ ‫م ْ‬‫وقال أبن ُ‬
‫العبادات‪ ،‬باطني النظر في العتقادات‪.‬‬
‫وقال الذهبي في العتذار عنه‪ :‬كان رجل قد تصوف‬
‫وإنعزل‪،‬وجاع وسهر حتى فسدت مخيلته‪ ،‬فصار يرى بخياله أشياء‬
‫يظنها حقيقة ول وجود لها‪.‬‬
‫مات في شوال سنة ثمان وثلثين وستمائة‪.‬‬
‫‪ - 116‬محمد بن علي بن يحيى بن يونس بن الحسين بن محمد‬
‫سَفي ثم البغدادي‪.‬‬
‫بن عبيد الله بن هبيرة أبو الرضا الن ّ َ‬

‫‪45‬‬
‫طبقات المفسرين للسيوطي‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫كان صالحا ً فاضل ً خبيرا بالتفسير‪،‬و النحو‪،‬و الدب‪.‬‬
‫حدث عن طراد‪،‬وابن البطر‪.‬روى عنه أبو محمد بن الخشاب‬
‫النحوي وغيره مات في محرم سنة عشر وخمسمائة‪ .‬ذكره ابن‬
‫النجار‪.‬‬
‫موَية أبو بكر الصبهاني الواعظ‬ ‫م ّ‬‫‪ - 117‬محمد بن علي بن َ‬
‫مال‪ .‬كان ملك العلماء في وقته بأصبهان‪.‬‬ ‫المفسر المعروف بالح ّ‬
‫مات سنة أربع عشرة وأربعمائة‪.‬‬
‫ن أبو عبد الله‬
‫‪ - 118‬محمد بن أبي علي بن أبي نصر فخر الدي َ‬
‫النوقاني‪.‬‬
‫الفقيه الشافعي الصولي‪ .‬كان له يد طولى في التفسير‪ ،‬والفقه‪،‬‬
‫والجدل‪ ،‬كثير العبادة و الصلح‪.‬‬
‫تفقه على المام محمد بن يحيى‪ ،‬وقدم بغداد ودّرس‬
‫وناظر‪،‬وتولى تدريس مدرسة أم الخليفة الّناصر‪.‬‬
‫ومات‪ ،‬بالكوفة في صفر سنة أثنتين وتسعين وخمسمائة‪.‬‬
‫‪- 119‬محمد بن عمر بن الحسين بن الحسن بن علي المام فخر‬
‫الدين الرازي القرشي البكري‪ .‬من ذرية أبي بكر الصديق رضي‬
‫الله عنه‪ .‬الشافعي المفسر المتكلم‪.‬‬
‫ولد سنة أربع وأربعين وخمسمائة‪ ،‬وأشتغل على والده‪ ،‬وكان‪،‬من‬
‫تلمذة محيي السنة البغوي‪.‬‬
‫قال ابن خلكان فيه‪ :‬فريد عصره‪ ،‬ونسيج وحده‪ ،‬شهرته تغني عن‬
‫إستقصاء فضائله‪ ،‬وتصانيفه في علم الكلم والمعقولت سائرة‪،‬‬
‫وله " التفسير الكبير" و" المحصول " في أصول الفقه‪ ،‬و"شرح‬
‫السماء الحسنى" و" شرح المفصل " للزمخشري‪ ،‬و" شرح‬
‫وجيز الغزالي " و " شرح سقط الزند" لبي العلء (المعري ) وله‬
‫"إعجاز القرآن "‪ ،‬و"مناقب الشافعي " وغير ذلك‪.‬‬
‫‪ - 120‬محمد بن عمر بن يوسف المام أبو عبد الله القرطبي‬
‫النصاري المالكي‪.‬‬
‫ويعرف بالندلس بابن مغايظ‪.‬نشأ بفاس‪ ،‬وحج فسمع بمكة من‬
‫لسكندرية من ابن موقا‪،‬وبمصر من‬ ‫عبد المنعم الُفراوي ‪ ،1‬وبا ِ‬
‫الستاذ أبي القاسم بن ِفيّره الشاطبي ولزمه مدة‪ ،‬وأخذ عنه‬
‫القراءات‪.‬‬
‫جودا ً للقراءات عاَرفا ً بوجوهها‪،‬بصيرا ً بمذهب‬ ‫وكان إماما ً زاهدا ً م ّ‬
‫طوَلى في التفسير‪.‬‬ ‫مالك‪ ،‬حاذقًا‪ ،‬بفنون العربية‪ ،‬وله يد ٌ ُ‬

‫‪46‬‬
‫طبقات المفسرين للسيوطي‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫تخرج به جماعة‪،‬وجلس بعد موت الشاطبي في مكانه للقراء‪،‬‬
‫وحدث ونوظر عليه في " كتاب سيبويه "‪.‬‬
‫روى عنه الزكي المنذري ‪ .2‬والشهاب القوصي وجماعة‪ ،‬آخرهم‬
‫الحسن سبط زيادة‪.‬‬
‫ولد سنة ثمان وخمسين وخمسمائة‪ ،‬ومات بالمدينة في مستهل‬
‫صفر سنة إحدى وثلثين وستمائة‪.‬‬
‫‪ - 121‬محمد بن أبي القاسم بن بابجوك زين المشايخ أبو الفضل‬
‫الخوارزمي الّبقالي‪.‬‬
‫النحوي الملقب بالدمي‪ ،‬لحفظه " كتاب الدمي " في النحو‪.‬‬
‫كان إماما ً حجة في العربية‪ .‬أخذ عن الّزمخشريّ وخلفه في‬
‫ف "تفسير القرآن " وكتاب "مفتاح التنزيل "‪ ،‬و"‬ ‫حلقته‪ ،‬وصن ّ‬
‫شرح السماء الحسنى" وغير ذلك‪.‬‬
‫مات في جمادي الخرة سنة اثنتين وستين وخمسمائة وله بضع‬
‫وسبعون سنة‪.‬‬
‫‪ - 122‬محمد بن موسى أبو علي الواسطي‪.‬‬
‫قاضي الرملة‪.‬‬
‫قال ابن يونس في " تاريخ مصر"‪ :‬كان عالما ً بالفقه والتفسير‪،‬‬
‫وبتفقه على مذهب أهل الظاهر‪ ،‬وقد ُرمي بالقدر‪.‬‬
‫مات في ربيع الول سنة عشرين وثلثمائة‪.‬‬
‫‪ - 123‬محمد بن النضر بن مر بن الحر أبو الحسن‪ ،‬ابن الخرم‬
‫الربعي الدمشقي‪.‬‬
‫أخذ القراءة عن هارون بن موسى الخفش وانتهت إليه رياسة‬
‫القراء بدمشق‪ ،‬وكان عارفا ً بعلل القراءات‪،‬بصيرا ً بالتفسير‬
‫والعربية‪ ،‬متواضعًا‪ ،‬حسن الخلق كبير الشأن‪ .‬طال عمره‬
‫وأرتحل إليه الناس‪.‬‬
‫أخذ عنه عبد الله بن عطية المفسر؛ وأبو بكر أحمد بن الحسين‬
‫بن مهران وخلئق‪.‬‬
‫مات سنة إحدى ‪-‬وقيل اثنتين ‪-‬وأربعين وثلثمائة‪.‬‬
‫‪- 124‬محمد بن عبد الرحمن بن الفضل بن الحسين أبو بكر‬
‫التميمي الجوهري الخطيب‪.‬‬
‫صاحب التفاسير والقراءات‪.‬كذا قال فيه أبو ن َُعيم‪.‬‬
‫سمع أبا خليفة‪،‬و عبدان الهوازي وجماعة‪.‬وعنه أبو نعيم وغيره‬
‫مات بعد الستين وثلثمائة‪.‬‬

‫‪47‬‬
‫طبقات المفسرين للسيوطي‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫‪- 125‬محمود بن أحمد بن عبد المنعم بن محمود بن ‪ 1‬ما شاذة‬
‫أبو منصور الصبهاني‪.‬‬
‫الواعظ الفقيه‪.‬‬
‫قال ابن السمعاني‪ :‬إمام مّفسر واعظ‪ ،‬كان له التقدم والجاه‬
‫العريض‪ ،‬وصار أوحد وقته‪ ،‬والمرجوع إليه في بلده‪.‬‬
‫ي‪،‬وروي عن أبي المظفر السمعاني‪،‬و‬ ‫جن ْدِ ّ‬
‫خ َ‬‫تفقه على أبي بكر ال ُ‬
‫عائشة الوركانية‪.‬‬
‫وعنه أبو موسى المديني‪،‬وأبن السمعاني وطائفة‪.‬‬
‫ولد سنة ثمان وخمسين وأربعمائة ومات بأصبهان في ربيع الخر‬
‫سنة ست وثلثين وخمسمائة‪.‬‬
‫ي‬
‫مْرقند ّ‬
‫س َ‬
‫‪- 126‬محمود بن أحمد بن الفرج المام أبو المحامد ال ّ‬
‫ي‪.‬‬
‫ج ّ‬‫ساغَْر ِ‬ ‫ي‪ .‬ال ّ‬ ‫سغْدِ ّ‬‫ال ّ‬
‫أحد العلم‪.‬‬
‫قال أبن السمعاني‪ :‬إمام بارع‪ ،‬مبّرز في أنواع الفضل‪،‬والتفسير‪،‬‬
‫والحديث‪ ،‬والصول‪ ،‬والمتفق‪ .‬والمفترق‪ ،‬والوعظ‪ ،‬حسن‬
‫السيرة‪ .‬كثير الخير والعبادة‪.‬‬
‫قرأت عليه "تنبيه الغافلين " بروايته عن أبي إبراهيم إسحاق بن‬
‫ي‪ 1‬عن سبط الترمذي‪،‬مؤلفه‪.‬‬ ‫ح ّ‬‫محمد الن ّوْ ِ‬
‫ولد سنة ثمانين وأربعمائة ومات في حدود سنة خمس وخمسين‬
‫وخمسمائة‪.‬‬
‫‪-127‬محمود بن عمر بن محمد بن عمر العلمة أبو القاسم‬
‫خوارزمي‪.‬‬ ‫شري ال ُ‬ ‫خ َ‬
‫م ْ‬‫الّز َ‬
‫ي‪،‬المتكلم‪،‬المعتزلي‪،‬المفسر‪،‬يلقب جار الله‪ ،‬لنه‬ ‫النحوي‪،‬اللغو َ‬
‫جاور بمكة زمانًا‪.‬‬
‫شر‪،‬قرية من‬ ‫خ َ‬
‫م ْ‬
‫ولد في رجب سنة سبع وستين وأربعمائة بَز َ‬
‫خوارزم‪،‬وقدم بغداد وسمع من أبي الخطاب بن البطر‬ ‫قرى ُ‬
‫شعْرِّية‪.‬‬‫ي‪ ،‬وزينب ال ّ‬‫سل َِف ّ‬
‫دث‪ ،‬وأجاز لل ّ‬ ‫وغيره‪،‬وح ّ‬
‫قال ابن السمعاني‪:‬كان ممن برع في الدب‪،‬والنحو‪،‬واللغة لقي‬
‫دة نوب‪،‬وما دخل بلدا ً‬ ‫الكثير‪ ،‬وصّنف التصانيف‪ ،‬ودخل خراسان ع ّ‬
‫سابة العرب‪،‬‬ ‫لمة الدب‪ ،‬ون ّ‬ ‫إل واجتمعوا عليه وتلمذوا له‪ .‬وكان ع ّ‬
‫ضَرب إليه أكباد البل‪.‬‬ ‫تُ ْ‬
‫وقال ابن خلكان‪ :‬كان إمام عصره وكان متظاهرا ً بالعتزال داعية‬
‫إليه‪.‬‬

‫‪48‬‬
‫طبقات المفسرين للسيوطي‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫له التصانيف البديعة منها " الكشاف " في التفسير‪ ،‬و" الفائق‬
‫في غريب الحديث " و"أساس البلغة" و" ربيع البرار ونصوص‬
‫الخبار" في الحكايات و" متشابه أسماء الرواة " و" الرائض في‬
‫الفرائض " و"المنهاج في الصول " و"المفصل " في النحو‪،‬‬
‫و"النموذج " فيه مختصر‪ .‬و" الحاجي النحوية " وغير ذلك‪.‬‬
‫مات ليلة عرفة سنة ثمان وثلثين وخمسمائة‪.‬‬
‫شَنجي‬ ‫‪-128‬محمود بن محمد بن داود المام أبو المحامد الفْ َ‬
‫البخاري‪ .‬ولد سنة سبع وعشرين وستمائة‪.‬‬
‫وسمع من محمد بن أبي جعفر الترمذي‪،‬وكان إماما ً مفننًا‪،‬‬
‫مدرسًا‪ ،‬واعظًا‪ ،‬مفسرًا‪ .‬مات سنة إحدى وسبعين وستمائة‪.‬‬
‫‪-129‬مسعود بن محمود بن أحمد بن عبد المنعم بن ما شاذة‬
‫المام أبو عبدالله الصبهاني‪.‬‬
‫المفسر الفقيه‪.‬‬
‫قال ابن النجار‪:‬كان إماما ً حافظا ً قّيما ً بالمذهب والخلف‬
‫ي‪،1‬وأبي علي الحداد‬ ‫والتفسير والوعظ‪.‬سمع من غانم الب ُْرج ّ‬
‫وجماعة‪.‬‬
‫وحدث ببغداد‪ ،‬ووعظ‪ ،‬ولقي القبول التام‪ .‬مات سنة ست‬
‫وسبعين وخمسمائة‪.‬‬
‫ساُبوِري‬
‫‪ -130‬منصور بن الحسين بن محمد بن أحمد أبو نصر الن ّي ْ َ‬
‫لسلم أبو‬ ‫م‪ .‬وعنه شيخ ا ِ‬ ‫سر روي عن أبي العباس الص ّ‬ ‫المف ّ‬
‫إسماعيل النصاري (وعبد الواحد) القشيري‪ .‬مولده سنة سبع‬
‫وثلثين ومات في ربيع الول سنة اثنتين وعشرين وأربعمائة‪.‬‬
‫سليم ‪ -‬بفتح‬ ‫سرار‪ -‬بالتشديد ‪ -‬بن عيسى بن َ‬ ‫‪ - 131‬منصور بن ّ‬
‫أوله أبو علي النصاري السكندراني المالكي المعروف‬
‫ي‪.‬‬
‫بالمسد ّ‬
‫كان من حذاق المقرئين‪ ،‬نظم "أرجوزة في القراءات " وصنف‬
‫"تفسيرًا"‪.‬‬
‫سمع من عبد الرحمن بن موقا‪ ،‬وغيره‪ .‬وروي عنه الدمياطي‬
‫وغيره‪ .‬ولد سنة سبعين وخمسمائة ومات في رجب سنة إحدى‬
‫وخمسين وستمائة‪.‬‬
‫‪ - 132‬هبة الله بن سلمة أبو القاسم البغدادي الضرير المفسر‪.‬‬
‫كان من أحفظ الناس لتفسير القرآن وله خل َْقة بجامع المنصور‪.‬‬
‫روي عن أبي العباس الصم‪ .‬وعنه شيخ السلم أبو إسماعيل‬

‫‪49‬‬
‫طبقات المفسرين للسيوطي‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬
‫النصاري ‪( 1‬وعبد الواحد) القشيري‪.‬مولده سنة سبع وثلثين‬
‫ومات في ربيع الول سنة اثنتين وعشرين وأربعمائة‪.‬‬
‫‪ - 133‬يحي بن مجاهد بن عوانة أبو بكر الفزاري الندلسي‬
‫اللبيري قال ابن الفرضي‪ :‬عني بعلم القراءات والتفسير‪،‬وأخذ‬
‫نصيبا ً من الفقه‪.‬‬
‫وحج فسمع بمصر من السيوطي ‪ .2‬وأبي محمد بن الوَْرد ‪،3‬ول‬
‫أعلمه حدث وكان منقطع القرين في العبادة والزهد‪.‬‬
‫مات في ثالث جمادي الولى سنة ست وستين وثلثمائة‪.‬‬
‫‪ -134‬يحي بن محمد بن موسى أبو زكريا التجيبي التلمساني‪.‬‬
‫قال الذهبي‪:‬حج وجاور‪،‬وسمع بمكة من أبي الحسن بن‬
‫لسكندرية‪ ،‬ووعظ‪ ،‬وصّنف " التفسير" و" الرقائق‬ ‫البناء‪.‬وسكن ا ِ‬
‫"‪.‬‬
‫مات في تاسع شوال سنة اثنتين وخمسين وستمإئة‪.‬‬
‫‪ -135‬يحي بن محمد بن عبد الله بن العنبر بن عطاء السلمي‬
‫ي‪.‬‬
‫ساُبور ّ‬ ‫ري الن ّي ْ َ‬ ‫مولهم أبو زكريا العَن ْب َ ِ‬
‫المفسر الديب الوحد‪.‬‬
‫‪ - 136‬يحيى بن الربيع بن سليمان بن حراز العلمة محمد الدين‬
‫أبو علي الفهري من ولد عمر بن الخطاب رضي الله عنه‬
‫‪-‬الواسطي الشافعي‪.‬‬
‫ولد بواسط سنة ثمان وعشرين وخمسمائة‪ .‬وتفقه على والده‪،‬و‬
‫ي‪ 1‬والمام بن يحيى‪ .‬وسمع من أبي‬ ‫سهَْرَورد ْ ّ‬ ‫أبي النجيب ال ّ‬
‫ي‪.‬‬
‫الوقت‪ ،‬وابن ناصر‪ ،‬وعبد الله الُفَراو ّ‬
‫وروي الكثير وولي تدريس النظامية‪.‬‬
‫قال أبو شامة‪ :‬كان عالما ً عارفا ً بالتفسير‪ ،‬والمذهب‪،‬و‬
‫الصلين‪،‬والخلف‪ ،‬دين ّا ً صدوقًا‪.‬‬
‫و قال الذهبي‪:‬كان عالما ً بالمذهب الشافعي‪،‬و الخلف‪،‬والحديث‬
‫والتفسير‪ ،‬كثير الفنون‪.‬‬
‫قرأ بالعشرة على ابن ت ُْركان‪.‬‬
‫ي‪،‬و أجاز للفخر‬
‫ضياء ‪،1‬و الد ّب َي ْث ِ ّ‬ ‫روي عنه ابن خليل‪،‬وال ّ‬
‫ي‪.‬‬‫م ّ‬ ‫حا ِ‬ ‫البخاري‪،‬وله إجازة من زاهر ال ّ‬
‫ش ّ‬
‫مات في ذي القعدة سنة ست وستمائة‪.‬‬
‫نهاية الكتاب‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫‪50‬‬
‫طبقات المفسرين للسيوطي‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫‪51‬‬

You might also like