You are on page 1of 165

‫نظم العقيان في أعيان العيان‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫نظم العقيان في أعيان العيان‬


‫المام السيوطي‬
‫حرف الهمزة‬
‫الباعوني‪ ،‬برهان الدين إبراهيم بن أحمد ‪1-‬‬
‫إبراهيم بن أحمد بن ناصر بن خليفة بن فرج الباعوني ثم‬
‫الدمشقي قاضي قضاة دمشق‪ ،‬المام العالم الديب‬
‫البارع برهان الدين إبراهيم أبو اسحق ابن العلمة قاضي‬
‫القضاة شهاب الدين‪ .‬ولد في سابع عشرين رمضان سنة‬
‫ست أوسبع وسبعين وسبعمائة‪ .‬وسمع المسلسل بالولية‬
‫من الحافظ أبي الفضل العراقي والحافظ أبي الحسن‬
‫الهيثمي‪ .‬وسمع من والده الثالث من فوائد الخشيد‪ ،‬ومن‬
‫التقي صلح بن خليل الكناني‪ ،‬ومشيخة قاضي المارستان‬
‫تخريج السمعاني‪ ،‬ومن شمس الدين محمد بن محمد بن‬
‫علي بن أحمد بن خطاب بن السر القدسي الموءذن‬
‫الربعين الصوفية تخريج أبي نعيم‪ ،‬ومن عائشة بنت عبد‬
‫الهادي البخاري‪ .‬وبرع في النظم والنثر واختصر‬
‫"الصحاح" وله ديوان شعر‪ ،‬وديوان خطب‪ .‬مات في ربيع‬
‫‪ :‬الول سنة سبعين وثمانمائة‪ .‬ومن شعره‬
‫ألم تراني قد خلقت كـمـا‬
‫بأخلق أحرار الورى أتـخـلـق‬
‫تـرى‬
‫وإني صّبـار شـكـور وحـامـد‬ ‫وإني إذا أملـقـت ل أتـمـلـق‬
‫وإن عرضت لي حاجة من‬
‫فإني بغـير الـلـه ل أتـعـلـق‬
‫حوائجي‬
‫وإني راض عنه فـي كـل‬
‫وإني من المقـدور ل أتـقـلـق‬
‫حـالة‬
‫وإن كنت ذا دنـيا وقـادت‬
‫إلي لكانت بالـثـلث تـطـلـق‬
‫مـذلة‬
‫ولست بحمد اللـه ذا طـمـع‬ ‫إلي نيل جدوى منعـم‬
‫بـه‬ ‫أتـسـلـق‬
‫ول خابطا في ظلمة مـن‬
‫ونور الهدى لي ظاهـر يتـألـق‬
‫ضـللة‬
‫نظم العقيان في أعيان العيان‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫نظرت إلى الدنيا ونـعـمة‬


‫فما هي إل كالشعـور تـحـلـق‬
‫آلـهـا‬
‫وشاهدت هامات لهم‬ ‫ة‬
‫وقد أصبحت مسلول ً‬
‫بسـيوفـهـا‬ ‫تـتـفـلـق‬
‫وقد فتحت أبواب شهوتـهـا‬ ‫أمدتهم اللطاف كانـت‬
‫ولـو‬ ‫تـغـلـق‬
‫وكم بت مسرورا ً لعمري‬ ‫وبات على النار الذي‬
‫بتركهـا‬ ‫يتـحـلـق‬

‫‪:‬وقال في مليح ساٍع‬


‫للـه أفـدي سـاعـيا ً‬ ‫جماله سبى الـورى‬
‫ل بد لي من وصلـه‬ ‫ولو جرى مهما جرى‬
‫‪ :‬وقال‬
‫أتى علي تـسـعـون‬ ‫بل شــك ول ريب‬
‫وما أعرف ما يكتـب‬ ‫لي من بعد في الغيب‬
‫ذكرت شبابي الماضي‬ ‫لما صرت ذا شـيب‬
‫فيا الله جد بالسـتـر‬ ‫لي يا ساتر الـعـيب‬
‫وبالعفو الذي أرجوه يا‬ ‫ذا الجود والـسـيب‬
‫ومهما عشت فاجعلني‬ ‫إلهي ناصح الجـيب‬
‫وإن لم تعف عن‬
‫وآثامي فـيا ريبـي‬
‫زللي‬
‫‪:‬وقال‬
‫سل الله ربك ما‬ ‫ول تسل الناس ما‬
‫عـنـده‬ ‫عندهم‬
‫ول تبتغي من سواه‬ ‫وكن عبده ل تكن‬
‫الغنى‬ ‫عبدهم‬
‫الخجندي‪ ،‬المدني برهان الدين‪2-‬‬
‫نظم العقيان في أعيان العيان‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫إبراهيم بن أحمد بن محمد بن محمد الخجندي المدني‬


‫الحنفي‪ ،‬برهان الدين أبو محمد بن العلمة جلل الدين‬
‫أبي الطاهر‪ ،‬أحد الفاضل العيان‪ .‬ولد سنة تسع وسبعين‬
‫وسبعمائة‪ .‬وسمع ابن صديق‪ ،‬والمراغي‪ ،‬وأجاز له‬
‫التنوخي وابن الذهبي‪ .‬ودرس وصنف شرحا ً على الربعين‬
‫النووية‪ .‬وله نظم ونثر وترسل‪ .‬مات في رجب سنة إحدى‬
‫وخمسين وثمانمائة بالمدينة النبوية‪ ،‬وقد جاوز السبعين‬
‫ابن خضر‪ ،‬الفقيه المشارك برهان الدين إبراهيم‬
‫بن خضر‬
‫إبراهيم بن خضر بن أحمد بن عثمان بن كريم الدين جامع‬
‫بن محمد بن فزارة بن فضالة بن عكاشة بن يحيى بن‬
‫إبراهيم بن محمد بن إبراهيم بن أبي الطيب بن هبة الله‬
‫بن محمد بن ميكائيل بن عمرو بن عثمان بن عفان رضي‬
‫الله عنه‪ ،‬الشيخ المام العلمة برهان الدين بن خضر‬
‫العثماني القصوري الصل نسبة إلى القصور قرية‬
‫بالصعيد‪ ،‬القاهري المولد الشافعي‪ .‬ولد في شوال سنة‬
‫‪.‬أربع وتسعين وسبعمائة وسمع عن الشرف ابن الكويك‬
‫وأجاز له الحافظ زين الدين العراقي‪ .‬وأقبل على العلم‬
‫حتى برع في النحو وفاق في الفقه‪ ،‬وتقدم في الفرائض‬
‫والحساب‪ ،‬وضرب في غالب الفنون بسهم‪ .‬وكان أخذ عن‬
‫الجلل البلقيني‪ ،‬والبرهان البيجوري‪ ،‬والشمس البرماوي‪،‬‬
‫وكان ذا علم غزير ودين متين‪ .‬مات ليلة الخميس خامس‬
‫‪.‬عشر المحرم سنة اثنتين وخمسين وثمانمائة‬
‫ابن صدقة المقدسي‪ ،‬برهان الدين إبراهيم بن‪4-‬‬
‫صدقة‬
‫إبراهيم بن صدقة بن إبراهيم بن إسماعيل المقدسي‬
‫الصل‪ ،‬ثم القاهري الحنبلي المعروف والده بالصانع‬
‫البزار الشيخ برهان الدين بن فتح الدين‪ .‬ولد سنة اثنتين‬
‫وسبعين وسبعمائة‪ .‬وسمع من الجمال الباجي وابن حاتم‬
‫نظم العقيان في أعيان العيان‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫وأبي اليمن بن الكويك‪ ،‬وعبد الرحيم بن رزين‪ ،‬واحمد بن‬


‫بنين‪ ،‬وأبي الفتح العسقلني‪ ،‬وابن الشيخة والسويداوي‬
‫وغيرهم‪ .‬مات يوم الحد سادس عشر جمادى الخرة سنة‬
‫‪.‬اثنتين وخمسين وثمانمائة بالقاهرة‬
‫العرياني‪ ،‬برهان الدين إبراهيم بن عبد الله‪5-‬‬
‫إبراهيم بن عبد الله بن إسماعيل بن علي بن محمد بن‬
‫القاسم بن صالح بن قاسم العرياني برهان الدين‪ .‬سمع‬
‫على ابن الحاتم وابن الكشك وآخرين‪ ،‬وأجاز له ابن‬
‫الذهبي‪ .‬مات في رجب سنة اثنتين وخمسين وثمانمائة‬
‫ابن ظهيرة‪ ،‬برهان الدين قاضي مكة‪6-‬‬
‫إبراهيم بن علي بن محمد بن محمد بن حسين بن علي‬
‫بن أحمد بن عطية بن ظهيرة بن مرزوق بن محمد بن‬
‫علي بن عطيان بن هاشم بن حرام بن علي بن راجح بن‬
‫سليمان بن عبد الرحمن بن حرب بن إدريس بن سالم بن‬
‫جعفر بن هاشم بن الوليد بن جندب بن عبد الله بن‬
‫الحارث بن عبد الله بن الوليد بن الوليد بن المغيرة بن‬
‫عبد الله بن عمر بن مخزوم‪،‬القرشي المخزومي المكي‪،‬‬
‫برهان الدين أبو اسحق الشافعي‪ ،‬قاضي مكة المشرفة‬
‫بن القاضي نور الدين‪ ،‬بن قاضي القضاة كمال الدين أبي‬
‫البركات ابن القاضي جمال الدين أبي السعود‪ .‬جده الوليد‬
‫بن الوليد بن المغيرة صحابي رضي الله تعالى عنه‪ .‬وهو‬
‫أخو خالد ابن الوليد سيف الله رضي الله عنه‪ .‬وأخوهما‬
‫هشام بن الوليد صحابي أيضا ً من الموءلفة قلوبهم رضي‬
‫‪.‬الله عن الثلثة‪ .‬وكان إسلم الوليد قبل إسلم أخويه‬
‫روى ابن سعد في "الطبقات" قال ‪ :‬أخبرنا محمد بن عمر‬
‫"قال" حدثنا إبراهيم بن جعفر عن أبيه قال‪ ،‬أسر الوليد‬
‫يوم بدر أسره عبد الله بن جحش ويقال سليط بن قيس‬
‫المازني فقدم في فداية أخواه خالد وهشام ابنا الوليد بن‬
‫المغيرة‪ .‬فتمنع عبد الله بن جحش حتى إفتكاه بأربعة‬
‫نظم العقيان في أعيان العيان‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫آلف فخرجا به حتى بلغا به ذا الحليفة فافلت منهما فأتى‬


‫النبي صلى الله عليه وسلم فأسلم‪ .‬فقال له خالد‪ :‬هل‬
‫كان هذا قبل أن تفدى قال‪ :‬كرهت أن تقول قريش إنما‬
‫أتبع محمدا فرارا ً من الفدا‪ .‬ثم أخرجاه إلى مكة وهو آمن‬
‫لهما‪ ،‬فحبساه بمكة مع نفر كانوا قد اسلموا‪ ،‬منهم عياش‬
‫بن أبي ربيعة‪ ،‬وسلمة ابن هشام‪ ،‬فدعا لهما رسول الله‬
‫صلى الله عليه وسلم قبل بدر‪ ،‬ودعا بعد بدر‪ ،‬للوليد بن‬
‫الوليد معهما‪ .‬فدعا ثلث سنين لهوءلء الثلثة‪ .‬ثم أفلت‬
‫الوليد من الوثاق فقدم المدينة‪ .‬فسأله رسول الله صلى‬
‫الله عليه وسلم عن عياش بن أبي ربيعة‪ ،‬وسلمة بن‬
‫هشام‪ ،‬فقال تركتهما في ضيق وشدة‪ .‬فقال له‪ :‬انطلق‬
‫حتى تنزل بمكة على القين فإنه قد أسلم‪ ،‬فتغيب عنده‬
‫وأطلب الوصول إلى عياش وسلمة فأخبرهما أنك رسول‬
‫رسول الله صلى الله عليه وسلم بان تأمرهما بأن ينطلقا‬
‫حتى يخرجا‪ .‬قال الوليد‪ :‬ففعلت ذلك فخرجا وخرجت‬
‫معهما‪ .‬فكنت اسري بهما مخافة الطلب والفتنة‪ ،‬حتى‬
‫‪.‬انتهينا إلى ظهر حرة المدينة‬
‫وقال ابن سعد ‪ :‬أنبأنا محمد بن عمر‪ ،‬حدثني محمد بن‬
‫عبد الله‪،‬عن الزهري‪ ،‬عن عروة قال ‪ :‬خرج سلمة بن‬
‫هشام‪ ،‬وعياش بن أبي ربيعة‪ ،‬والوليد بن أبي ربيعة‪،‬‬
‫والوليد بن الوليد مهاجرين إلى رسول الله صلى الله عليه‬
‫وسلم‪ ،‬فطلبهم ناس من قريش ليردوهم فلم يقدروا‬
‫عليهم‪ .‬فلما كانوا بظهر الحرة قطعت إصبع الوليد بن‬
‫‪:‬الوليد‪ ،‬فقال‬
‫هل أنت إل إصبع‬ ‫وفي سبيل الله ما‬
‫دميت‬ ‫لقيت‬
‫قال‪ :‬وانقطع فوآده فمات بالمدينة‪ ،‬فبكته أم سلمة بنت‬
‫‪:‬أبي أمية رضي الله عنها فقالت‬
‫يا عين فابكي للـولـيد‬ ‫ابن الوليد بن المغيرة‬
‫نظم العقيان في أعيان العيان‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫أبو الوليد فتى‬


‫كان الوليد ابن الولـيد‬
‫العشيرة‬
‫فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم‪" :‬ل تقولي هكذا يا‬
‫ام سلمة‪ ،‬ولكن قولي‪ :‬وجاءت سكرة الموت بالحق ذلك‬
‫ما كنت منه تحيد وروى ابن سعد من وجه آخر إن الوليد‬
‫بن الوليد بن المغيرة لما كان بظهر الحرة عثر فانقطعت‬
‫‪:‬أصبعه فربطها وهو يقول‬
‫هل أنت إل إصبع‬ ‫وفي سبيل الله ما‬
‫دميت‬ ‫لقيت‬
‫فدخل المدينة فمات بها‪ .‬وله عقب منهم ابن سلمة بن‬
‫عبد الله بن الوليد بن الوليد‪ ،‬سمى أبنه الوليد‪ ،‬فقال‬
‫رسول الله صلى الله عليه وسلم‪" :‬ما اتخذتم الوليد إل‬
‫حنانا" فسماه عبد الله وذكر ابن عبد البر عبد الله هذا في‬
‫كتاب "الستيعاب" في الصحابة فقال‪ :‬عبد الله بن الوليد‬
‫بن الوليد بن المغيرة‪ ،‬وهو ابن أخي خالد وأبوه الوليد‬
‫أسن من خالد وأقدم إسلما‪ .‬وكان اسم عبد الله هذا‬
‫الوليد‪ ،‬فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو غلم‬
‫فقال له‪ :‬ما اسمك يا غلم? فقال الوليد بن الوليد بن‬
‫الوليد بن المغيرة‪ .‬فقال‪" :‬لقد كادت بنو مخزوم تجعل‬
‫الوليد ربا ولكن أنت عبد الله"‪ .‬وأخرج ابن أسحق‪،‬‬
‫وإبراهيم الحربي في "غريب الحديث" بسند حسن عن أم‬
‫سلمة رضي الله عنها قالت‪ :‬دخل علي رسول الله صلى‬
‫الله عليه وسلم وعندي غلم من آل المغيرة اسمه الوليد‪،‬‬
‫فقال‪ :‬من هذا? قلت الوليد‪ ،‬فقال‪" :‬قد اتخذتم الوليد‬
‫حنانا‪ .‬غيروا اسمه‪ ،‬سيكون في هذه المة فرعون يقال له‬
‫‪.‬الوليد"‪ .‬انتهت هذه الفائدة الحديثية‬
‫ولد صاحب الترجمة في جمادى الخرة سنة خمس‬
‫وعشرين وثمانمائة‪ .‬وأخذ العلم عن عمه القاضي أبي‬
‫السعادات وغيره‪ ،‬ولزم والدي بمكة وبالقاهرة‪ ،‬فأخذ عنه‬
‫نظم العقيان في أعيان العيان‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫الفقه والصول و العربية‪ ،‬والمعاني والبيان‪ ،‬وبه تخرج في‬


‫الفقه والصول‪ .‬وانتفع بالشيخ أبي الفضل المغربي في‬
‫سائر الفنون‪ .‬وأخذ أيضا ً عن الحافظ بن حجر‪ ،‬والكمال‬
‫ابن الهمام‪ ،‬وشيخنا التقي الشمني‪ ،‬وشيخنا الشرف‬
‫المناوي‪ ،‬وشيخنا الكافيجي وبرع ومهر في الفنون‪ .‬وولي‬
‫قضاء مكة المشرفة نحو ثلثين سنة‪ .‬وانتهت إليه رياسة‬
‫الحجاز على الطلق‪ .‬مات في ليلة الجمعة سادس ذي‬
‫‪.‬القعدة سنة إحدى وتسعين وثمانمائة‬
‫ولما جاورت بمكة المشرفة اتفقت لي معه قضية أوجبت‬
‫بعض النفور‪ ،‬لما كنت أرى أنه ل يصدر منه ذلك‪ ،‬لنه نشو‬
‫والدي‪ ،‬وغرس نعمته‪ ،‬وتربية بيته‪ ،‬لنه كان في أول أمره‬
‫ل‪ .‬فكان والدي هو الذي يوءويه ويقوم‬‫فقيرا ً مملقا ً خام ً‬
‫بموءنته‪ ،‬ويعلمه العلم‪ ،‬ويعرف به الكابر‪ ،‬ويسعى له‬
‫بالمرتبات‪ .‬فلما صار إلى ما صار إليه‪ ،‬ورحت إلى هناك‬
‫رام أن أكون في كنفه وتحت لوائه‪ ،‬كما كان هو عند‬
‫والدي‪ ،‬وكما يكون أهل مصر عنده‪ ،‬رغبة في ماله‪ .‬وأنا‬
‫لست هناك‪ ،‬انما أراه واحدا ً من جماعة أبي كان يحملني‬
‫وأنا صغير على كتفه‪ .‬فلم يبلغ مني ما رامه‪ .‬فكان ل يزال‬
‫يعتبني على ذلك‪ ،‬ويرسل إلي من يعتبني‪ ،‬فل ازداد إل‬
‫شهامة‪ .‬ثم إني حضرت عنده ختم البخاري‪ ،‬فأخذ يتكلم‬
‫في فضل التواضع وذم المتكبرين خصوصا ً في الحرم‪.‬‬
‫ففطنت أنه يعرض بي‪ .‬فالتفت إليه وأوردت عليه عدة‬
‫أسئلة في الحديث الذي كان يتكلم فيه‪ ،‬فأجاب عنها بما ل‬
‫يرضي‪ .‬فبحثت معه إلى أن انقطع‪ ،‬واعترف بالستفادة‬
‫مني‪ ،‬ونقلت له نقل ً عن "الرتشاف" فأنكره‪ .‬ثم أرسل‬
‫أحضره من البيت‪ ،‬فوجد النقل فيه كما ذكرت‪ .‬فخضع‬
‫وصار في نفسه ما فيها‪ .‬ثم مشت العداء‪ ،‬واشتد‬
‫الشقاق‪ ،‬بحيث خرجت من مكة ولم أودعه‪ .‬ثم قدم‬
‫القاهرة بعد سنين‪ ،‬فسألني بعض المراء أن يجمع بيني‬
‫وبينه للصلح‪ ،‬فما أجبت‪ .‬ثم بعد سنين أخرى أرسل إليه‬
‫الشيخ عبد القادر بن شعبان الفرضي‪ ،‬وهو رفيقه في‬
‫نظم العقيان في أعيان العيان‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫القراءة على والدي‪ ،‬كتابا ً يسأله فيه أن يجيء إلي‬


‫ويقرأني السلم ويطلب له مني عدة كتب من تصانيفي‬
‫ليستنسخها له‪ .‬فجاءني وذكر لي ذلك فأجبته إلى ما‬
‫سال‪ ،‬وأعطيته الكتب التي سالها‪ ،‬وهي‪ " :‬التقان "‪،‬‬
‫و"الشباه والنظائر"‪ ،‬و"تكملة تفسير الجلل المحلي"‬
‫و"شرح ألفية الحديث"‪ ،‬و"شرح ألفية بن مالك"‪ ،‬و"الجزء‬
‫الول من الدر المنثور في التفسير المأثور"‪ .‬ثم كتبت له‬
‫‪:‬كتابا ً بالصفاء‪ ،‬وهذه صورته‪ :‬بسم الله الرحمن الرحيم‬
‫كل نهر فيه ماء قد‬ ‫فإليه الماء يوما ً‬
‫جرى‬ ‫سيعـود‬
‫يبدي محبة كانت في نهر العروق جارية‪ ،‬ومودة كانت في‬
‫الباء ثابتة‪ ،‬وان كان عطلها بعض الكدر‪ ،‬فهي الن في‬
‫البناء واهية‪ .‬على انه والله شهيد ليس كل ما نقل إلى‬
‫المسامع الكريمة من تلك الكدار بصحيح‪ ،‬وإن كان بعضه‬
‫قد وقع فقد استدرك بالمحو ولم يقف عليه أعجم ول‬
‫فصيح‪ .‬ومن نقل ما نقل إنما أعتمد على التوهم‪ ،‬وقصد‬
‫بذلك أغراضا أدناها التوسم‪ .‬ولست كواحد من هوءلء‪،‬‬
‫فإن الواحد منهم عبد بطنه‪ ،‬إن أعطي مدح وأثنى‪ ،‬وإن‬
‫منع ذم وهجًا‪ .‬وأما أنا فإني أصحب النسان على الحالين‬
‫حق الصحبة‪ ،‬واحفظ له في حضوره وغيبته رفيع الرتبة‬
‫لكن مع حفظ الدب‪ ،‬والوقوف عند الحق المحض الخالص‬
‫من شبه الريب‪ .‬وقد كان لكم في قلبي من قبل أن أحج‬
‫الحجة الولى وقبل أن أراكم من المحبة ما ل يقدر قدرها‪،‬‬
‫ول يستطاع حصرها‪ .‬وكنت أضمر للمخدوم في قلبي أن‬
‫أكون له من الناصرين‪ ،‬وعلى أعدائه من الثائرين‪ .‬فلما‬
‫حصل الجتماع بالمخدوم رأيته يراني بغير العين التي‬
‫أراه‪ ،‬ويسوقني مساق الطغام الجفاة وربما قدم علي من‬
‫ليس كشكلي‪ ،‬ولست ممن يرضى بالذل ول يرضى بذلك‬
‫‪ :‬من كان مثلي‬
‫نظم العقيان في أعيان العيان‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫ول الين لغير الـحـق‬ ‫حتى يلين لضرس‬


‫أسـالـه‬ ‫الماضغ الحجر‬
‫فهنالك حصل ما حصل‪ ،‬وفرح به العدو وافترى فيما نقل‪.‬‬
‫وعلى كل تقدير فقد زال الجفا‪ ،‬وحصل الصفا‪ ،‬ومحي ما‬
‫كتب كما أشرتم في سنة ثلث وسبعين‪ ،‬وبدل بغاية‬
‫الحسان‪ .‬وكتبت لكم التراجم الفائقة‪ ،‬في أعيان العصر‬
‫فإنكم للعيان أعيان‪ ،‬مع أن الصول بحمد الله تعالى لم‬
‫تزل محفوظة‪ ،‬والحساب بعين التعظيم والتبجيل‬
‫ملحوظة‪ ،‬وما زلت أعرف لكم حقكم‪ ،‬ومقامكم بذلك‬
‫حقيق‪ .‬فمتى يسمح الزمان برئيس يكون له في الرياسة‬
‫أصل عريق‪ ،‬ويتمسك من العلم بحبل وثيق‪ .‬وانتم بحمد‬
‫الله تعالى في روءساء عصركم كالشامة‪ ،‬لما اجتمع لكم‬
‫‪.‬من الصفات العلية فحسيب‪ ،‬ورئيس‪ ،‬وعالم‪ ،‬وعلمة‬
‫المتبولي‪ ،‬إبراهيم بن علي‪7-‬‬
‫إبراهيم بن علي بن عمر المتبولي‪ ،‬أحد المشهورين‬
‫‪.‬بالصلح‪ .‬مات سنة سبع وسبعين وثمانمائة‬
‫السوبيني‪ ،‬برهان الدين إبراهيم الحموي‪8-‬‬
‫إبراهيم بن عمر بن إبراهيم القاضي برهان الدين‬
‫السوبيني‪ ،‬الحموي‪ ،‬ثم الطرابلسي‪ ،‬الشافعي‪ .‬ولد قبل‬
‫ثمانمائة‪ .‬وأخذ عن الشيخ شمس الدين بن زهرة وأخذ‬
‫عن الشيخ شمس الدين الهروي‪ ،‬والشهاب ابن المجدي‬
‫وغيرهم‪ .‬وولي قضاء مكة‪ ،‬وحلب‪ ،‬وطرابلس‪ .‬وصنف كتبا‬
‫منها‪" :‬شرح فرائض المنهاج" أربعة مجلدات "وشروح"‬
‫أخرى أربعة كل منها مجلد و"البهاج في لغات المنهاج"‬
‫ثلثة مجلدات و"شرحان على الشامل الصغير" كبير‪،‬‬
‫وتوضيح" واقدار الرائض على الفتوى في الفرائض"‬
‫و"اللغاز الكبرى" على ترتيب أبواب التنبيه‪،‬‬
‫و"الصغرى"على ترتيب المنهاج‪ ،‬و"شرح على المنهاج"‬
‫نظم العقيان في أعيان العيان‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫شرع فيه و"شرح على التمييز" وصل فيه إلى الرهن‪،‬‬


‫وكراسة في "مسائل ينسب فيها إلى الساكت قول" وقد‬
‫وقف عليها الشيخ برهان الدين بن خضر فرد عليه فيها‪.‬‬
‫ولزم التدريس والفتاء مع الدين والخير والعفة‪ ،‬في‬
‫منصب الحكم‪ ،‬وحسن السيرة ‪ .‬ومات في ذي الحجة‬
‫‪.‬سنة ثمان وخمسين وثمانمائة‬
‫البقاعي‪ ،‬الحافظ برهان الدين إبراهيم‬
‫إبراهيم بن عمر بن حسن الرباط‪ ،‬بن علي بن أبي بكر‬
‫البقاعي الشافعي‪ ،‬برهان الدين أبو الحسن‪ ،‬العلمة‬
‫المحدث الحافظ‪ .‬ولد سنة تسع وثمانمائة تقريبا ً وأخذ‬
‫القراآت عن ابن الجزري وغيره‪ ،‬والحديث عن الحافظ‬
‫ابن حجر‪ ،‬والفقه عن التقي بن قاضي شهبة‪ .‬ولزم‬
‫القاياتي‪ ،‬والونائي‪ ،‬وسائر الشياخ‪ .‬ومهر وبرع في الفنون‬
‫وداب في الحديث‪ ،‬ورحل وسمع من البرهان الحلبي‪،‬‬
‫والبرهان الواسطي‪ ،‬والتدمري‪ ،‬والمجد البرماوي‪ ،‬والبدر‬
‫البوصيري‪ ،‬وخلقٌ يجمعهم معجمه الذي سماه " عنوان‬
‫الزمان بتراجم الشيوخ والقران "‪ .‬وله تصانيف كثيرة‬
‫حسنة منها كتاب " الجواهر والدرر في مناسبة الي‬
‫والسور " و " النكت على شرح ألفية العراقي " و "‬
‫النكت على شرح العقائد " ومختصر كتاب الروح لبن‬
‫القيم سماه " سر الروح " و " القول المفيد في أصول‬
‫التجويد " و كفاية القارئ " في رواية أبي عمرو و "‬
‫الطلع على حجة الوداع "‪ .‬وله ديوان شعرسماه " أشعار‬
‫الواعي بأشعار البقاعي "‪ .‬وشعره كثير‪ ،‬والجيد منه وسط‬
‫‪ :‬فمنه قوله‬
‫حرف الهمزة‬
‫وبي زركشي أهيف‬ ‫محياه يهزو بالبدور‬
‫القد أحوٌر‬ ‫الطوالـع‬
‫نظم العقيان في أعيان العيان‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫تعلم جفني من بدائع‬ ‫فذهب خدي من دماء‬


‫حسـنـه‬ ‫مدامعي‬
‫‪ :‬وقوله‬
‫ل يروموا منك بـرا ً‬ ‫ونفيس المال مخزون‬
‫لن تنالوا البر حـتـى‬ ‫تنفقوا مما تحـبـون‬
‫‪ :‬وقوله‬
‫ولما رأيت البدر ألقى‬ ‫ر‬
‫على نيل مص ٍ‬
‫شعـاعـه‬ ‫والسفين بنا تجري‬
‫تخيلته نهـرا ً يسـير‬ ‫من الفضة البيضاء‬
‫بـسـيرنـا‬ ‫في لجة البحر‬
‫‪ :‬وقوله‬
‫تسٍع كما قال الرسول للعبد يجري الجر بعد‬
‫الموت في‬ ‫المصطفى‬
‫ر‬
‫ل نشرعلم ٍ والتصدق أجراء نهرٍ حفر بئ ٍ‬ ‫ٍ‬
‫غرس نـخ‬ ‫في الشفـا‬
‫وبناء بيت ابن السبيل‬ ‫وبتركه ابنا ً صالحا ً أو‬
‫ومسـجـدٍ‬ ‫مصحفـا‬
‫الحدري‪ ،‬التونسي إبراهيم بن محمد‬
‫إبراهيم بن محمد الحدري‪ ،‬شيخ تونس وعالمها‪ .‬مولده‬
‫‪.‬قبل القرن‪ .‬ومات سنة ثمان وثمانين‬
‫ابن أبي شريف‪ ،‬برهان الدين إبراهيم بن محمد‬
‫إبراهيم بن محمد بن أبي بكر بن علي مسعود بن رضوان‬
‫المري القدسي‪ ،‬الشافعي‪ ،‬قاضي القضاة‪ ،‬برهان الدين‪،‬‬
‫بن أبي شريف‪ .‬ولد في ذي القعدة سنة ست وثلثين‬
‫نظم العقيان في أعيان العيان‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫وثمانمائة‪ .‬ودأب في العلم‪ .‬وأخذ عن الشياخ‪ ،‬كالشيخ‬


‫جلل الدين المحلي‪ ،‬والعلم البلقيني‪ ،‬والزين البوتيجي‪،‬‬
‫والسعد الديري‪ ،‬وأبي الفضل المغربي وغيرهم‪ .‬وبرع في‬
‫الفنون‪ .‬وتصدى للقراء والفتاء‪ .‬وصنف كتبا ً منها " شرح‬
‫قواعد العراب لبن هشام " و " منظومة في القراآت "‬
‫و " نظم النخبة " وولي قضاء الديار المصرية في ذي‬
‫‪ :‬القعدة سنة ست وتسعين ومن شعره‬
‫تحكم في قلبي هواكم‬ ‫فأنحل جسمي بـل‬
‫أحـبـتـي‬ ‫أذاب فـوآدي‬
‫ت عذولي في‬ ‫عصي ُ‬ ‫وقلت هم عيشي‬
‫المحبة فيكـم‬ ‫وكـل مـرادي‬
‫سكنتم سويدا القلب‬ ‫ومن مقلتي أيضا ً‬
‫ة‬
‫يا خـير سـاد ٍ‬ ‫سـواد سـوادي‬
‫جرى عن دم ٍ دمعي‬ ‫لطول صدودٍ مـنـكـم‬
‫فأشبه عندمـا‬ ‫وبـعـادِ‬
‫سقاني الهوى صرفا‬ ‫فأشربها قلبـي لـيوم‬
‫كوءوس محبة‬ ‫مـعـادي‬
‫فبالله منوا أو عدوني‬ ‫فإني المحب‬
‫بوصـلـكـم‬ ‫المسـتـمـر ودادي‬
‫الديري‪ ،‬برهان الدين إبراهيم بن محمد‬
‫إبراهيم بن محمد بن عبد الله بن سعد بن أبي بكر بن‬
‫مصلح بن أبي بكر بن سعد الدين الديري‪ ،‬الحنفي‪ ،‬قاضي‬
‫القضاة‪ ،‬برهان الدين‪ ،‬ابن قاضي القضاة‪ ،‬شمس الدين‪،‬‬
‫ولد سنة عشر وثمانمائة‪ .‬وسمع على والده‪ ،‬والشرف ابن‬
‫الكويك‪ .‬وأجاز له وتفقه‪ ،‬وبرع‪ ،‬وتفننن‪ .‬وولي نظر‬
‫السطبل ثم كتابة السر‪ ،‬ثم مشيخة الموءيدية‪ ،‬ثم قضاء‬
‫‪.‬الحنفية‪ .‬مات في سنة ست وسبعين وثمانمائة‬
‫الناجي‪ ،‬برهان الدين إبراهيم بن محمد ‪13 -‬‬
‫نظم العقيان في أعيان العيان‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫إبراهيم بن محمد بن محمود‪ ،‬الدمشقي‪ ،‬الشيخ برهان‬


‫الدين‪ ،‬المعروف بالناجي‪ ،‬لكونه تمذهب شافعيا ً بعد ان‬
‫كان حنبليًا‪ ،‬محدث دمشق الن‪ .‬ولد سنة عشر وثمانمائة‪.‬‬
‫وأخذ الفن عن الحافظ بن ناصر الدين وغيره‪ .‬وله‬
‫تصانيف حديثية مع الدين والخير‪ .‬كتب إلي بعض أصحابي‬
‫من دمشق مطالعة يذكر فيها‪ ،‬إن الناجي هذا اعترض‬
‫علي في شيئين ‪ :‬أحدهما إفتائي إن والدي رسول الله‬
‫صلى الله عليه وسلم في الجنة‪ ،‬وتصنيفي في ذلك‬
‫الكتاب الذي ألفته سنة سبع وثمانين‪ ،‬وسميته " التعظيم‬
‫والمنة في أن والدي المصطفى في الجنة " وقال إن‬
‫الحديث الوارد في أحيائهما ذكره ابن الجوزي في "‬
‫الموضوعات "‪ .‬قال كاتب المطالعة ‪ :‬وجدت التصنيف‬
‫المذكور‪ ،‬وذهبت إليه لننظر جوابه فيه‪ ،‬فلقيت بعض‬
‫طلبته في الطريق فذكرت له ما أنا قاصد إليه‪ .‬فقال لي ‪:‬‬
‫دعني أنا أكلمه فإن عنده حدة‪ .‬قال ‪ :‬فذهبت معه إليه‪.‬‬
‫فقال ‪ :‬اعترضتم على فلن بكذا وكذا‪ ،‬فقال نعم‪ .‬فقال "‬
‫أن شيخكم الحافظ ابن ناصر الدين قد ذهب إلى مثل‬
‫ذلك‪ ،‬ومشى على أن الحديث غير موضوع‪ ،‬وإنما هو‬
‫ضعيف فقط‪ ،‬وذكر له البيات الثلثة التي ذكرها ابن ناصر‬
‫الدين في كتابه المسمى " مورد الصادي في مولد‬
‫الهادي"‪ .‬قال كاتب المطالعة‪ :‬فسلم حينئذ لما سمع كلم‬
‫شيخه والثاني أنه رأى في "ألفيتي" التي "في الحديث " ‪:‬‬
‫محمد بن أتش الصنعاني " بالتاء والشين بل تواني "‪.‬‬
‫فقال ‪ :‬هذه رواية ضعيفة في بعض نسخ البخاري‪،‬‬
‫والصحيح أنه محمد بن أنس بالنون والسين‪ .‬قال كاتب‬
‫المطالعة‪ :‬فقلت لذلك الطالب ‪ :‬الحق ما ذكره فلن‪،‬‬
‫يريدني قال ‪ :‬وقد ذكر ذلك ابن الجوزي في " التنقيح "‪.‬‬
‫ثم قال ‪ :‬أنا اذهب إليه وأذكر له ذلك ‪ .‬فذهبت معه‪ .‬فقال‬
‫له ‪ :‬يا سيدي اعترضتم على فلن بكذا وكذا‪ .‬قال ‪ :‬نعم‪.‬‬
‫قال فإن ابن الجوزي قد ذكر هذا بعينه في " التنقيح "‬
‫وأراه له‪ .‬فقال الناجي ‪ :‬ينبغي أن نصلح نسختنا من‬
‫نظم العقيان في أعيان العيان‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫‪.‬البخاري‪ .‬انتهى‬
‫قلت ‪ :‬وهذا منه دليل على عدم حفظه وتحقيقه‪ ،‬فإن‬
‫محمد بن أنس الذي في البخاري الصحيح فيه أنه بالنون‬
‫والسين كما ذكر أو ل في أعتراضه‪ ،‬وليس هو الصنعاني‬
‫الذي ذكرته في اللفية‪ ،‬بل هو رجل آخر غيره‪ .‬ولو تأمل‬
‫نفس اللفية عرف ذلك منها‪ .‬فإني ذكرت فيها ما يتعلق‬
‫بصحيح البخاري وحده وما يتعلق بغيره‪ .‬فإذا لم يهتد‬
‫لذلك‪ ،‬فكان يهتدي إليه في قولي الصنعاني‪ .‬فإن محمد‬
‫بن إتش الصنعاني ل رواية له في البخاري‪ ،‬وهو بالتاء‬
‫والشين بإجماع أهل الحديث‪ ،‬ل خلف بينهم في ذلك‪.‬‬
‫ولهذا أشرت إلى عدم الخلف فيه بقولي‪ " :‬بل تواني"‪.‬‬
‫وأما الذي في البخاري فهو محمد بن أنس الكوفي‪ .‬وفيه‬
‫الخلف‪ .‬فبعضهم قال‪ :‬هو بالتاء والشين كالصنعاني‪،‬‬
‫والجمهور قالوا هو بالنون والسين كالجادة‪ ،‬وهو الصحيح‪.‬‬
‫وقد بين ذلك حافظ العصر أبو الفضل ابن حجر في كتابه"‬
‫المشتبه" وفي "مقدمة شرح البخاري "‪ .‬انتهى‪ .‬مات‬
‫‪.‬الناجي في رمضان سنة تسعمائة‬
‫اللقاني‪ ،‬برهان الدين إبراهيم بن محمد??‬
‫إبراهيم بن محمد بن محمد بن عمر بن عطية بن يوسف‬
‫بن جميل‪ ،‬اللقاني‪ ،‬المالكي‪ ،‬قاضي القضاة‪ ،‬برهان الدين‪.‬‬
‫ولد في صفر سنة سبع عشرة وثمانمائة‪ .‬وسمع الحديث‬
‫على الزركشي‪ .‬وتفقه وبرع‪ ،‬ودرس‪ ،‬وأفتى‪ ،‬وولي قضاء‬
‫المالكية‪ ،‬وتدريس التفسير بالبرقوقية‪ .‬مات في المحرم‬
‫‪.‬سنة ست وتسعين وثمانمائة‬
‫الكركي‪ ،‬برهان الدين إبراهيم بن موسى‬
‫إبراهيم بن موسى بن بلل بن عمر بن مسعود بن دمج‪،‬‬
‫الشيخ برهان الدين الكركي‪ ،‬الشافعي‪ ،‬المقرئ‪ .‬ولد سنة‬
‫ست وسبعين وسبعمائة‪ .‬وتلى بالسبع على التقي‬
‫العسقلني‪ ،‬إمام جامع ابن طولون والبرهان الشامي‪،‬‬
‫نظم العقيان في أعيان العيان‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫وغيرهما‪ .‬وأجاز له الحافظ زين الدين العراقي‪ .‬وسمع‬


‫البخاري على البرهان بن صديق‪ ،‬وحضر دروس السراج‬
‫البلقيني‪ ،‬واشتغل في الفقه‪ ،‬والنحو وغيرهما من الفنون‬
‫على البدر الطنبدي‪ ،‬والولي العراقي‪ ،‬والبرهان البيجوري‪،‬‬
‫والشمس البرماوي‪ ،‬وابن الهائم وغيرهم‪ .‬أثنى عليه‬
‫البقاعي في معجمه فقال‪ :‬كان إماما ً عالمًا‪ ،‬بارعًا‪ ،‬مفننًا‪،‬‬
‫متضلعا ً من العلم‪ .‬كان الشيخ تاج الدين يقول‪ :‬ما وعيت‬
‫الدنيا إل والشيخ برهان الدين يشار إليه في العلوم‪.‬‬
‫وصنف كتبا ً منها‪" :‬السعاف في معرفة القطع‬
‫والستئناف"و"لحظة الطرف في معرفة الوقف" و"نكت‬
‫على الشاطبية" و "اللة في معرفة الوقف والمالة"‬
‫و"حل الرمز في وقف حمزة وهشام على الهمز" و"درة‬
‫القارئ المجيد في أحكام القراءة والتجويد" و"شرح ألفية‬
‫ابن مالك"و"إعراب المفصل " من الحجرات إلى آخر‬
‫القرآن و"مرقاة اللبيب إلى علم العاريب" و"نثر اللفية"‬
‫و"شرح فصول ابن معطي " و"مختصر‬
‫الورقات"و"حاشية على تفسير القاضي علء الدين‬
‫التركماني"و"توضيح على مولدات ابن الحداد"و"مختصر‬
‫الروضة"و"شرح تنقيح اللباب" للعراقي وغير ذلك‪ .‬مات‬
‫‪.‬في رمضان سنة ثلث وخمسين وثمانمائة‬
‫أبو ذر الحلبي‪ ،‬موفق الدين أحمد بن إبراهيم بن‬
‫محمد‬
‫أحمد بن إبراهيم بن محمد بن خليل الطرابلسي الصل‬
‫الحلبي الشافعي‪ ،‬المام البارع الديب محدث حلب‪،‬‬
‫موفق الدين أبو ذٍر‪ ،‬ابن المام العالم الحافظ‪ ،‬برهان‬
‫الدين أبي الوفا سبط ابن العجمي‪ .‬ولد سنة ثماني عشرة‬
‫وثمانمائة‪ .‬وأخذ الفن عن والده‪ ،‬والحافظ ابن ناصر‬
‫الدين‪ ،‬والحافظ ابن حجر‪ .‬وسمع وكتب‪ ،‬وجمع مجاميع‪،‬‬
‫وتولع بنظم الفنون حتى برع في الدب‪ ،‬وصار بأخذه هو‬
‫المشار إليه في الحديث بحلب‪ .‬ورأى مع رجل هناك‬
‫نظم العقيان في أعيان العيان‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫كتابي " بزوغ الهلل في الخصال الموجبة للضلل" فكتبه‬


‫بخطه وهو في الشيوخة‪ .‬مات في ذي القعدة سنة أربع‬
‫‪:‬وثمانين وثمانمائة‪ .‬وله مواليا‬
‫عارضك والخال ذا‬ ‫واللحظ والقد ذا‬
‫مسكي وذا ندي‬ ‫خطي وذا هنـدي‬
‫والشعر والفرق ذا‬ ‫والخد والثغر ذا حري‬
‫وصلي وذا صدي‬ ‫وذا بـردي‬
‫‪ :‬وقال‬
‫مني تخليت‪ ،‬في قلبي عني تسليت‪ ،‬وأسياف‬
‫الجفـا سـلـيت‬ ‫غصص خليت‬
‫قتلي استحليت‪ ،‬فيه‬ ‫في القلب حليت‪،‬‬
‫مري بالوصال حليت النحر ما حـلـيت‬
‫العسقلني‪ ،‬عز الدين أحمد بن إبراهيم‬
‫أحمد بن إبراهيم بن نصر الله بن أحمد بن محمد بن أبي‬
‫الفتح بن هاشم بن إسماعيل بن إبراهيم بن نصر الله بن‬
‫أحمد الكناني العسقلني الصل‪ ،‬المصري‪ ،‬الحنبلي‪،‬‬
‫شيخنا قاضي القضاة عز الدين‪ ،‬أبو البركات‪ ،‬بن قاضي‬
‫القضاة‪ ،‬برهان الدين‪،‬بن قاضي القضاة ناصر الدين‪ .‬ولد‬
‫في ذي القعدة سنة ثمانمائة‪ .‬وسمع على خاله الجمال‬
‫الكناني‪ ،‬والشرف ابن الكويك‪ ،‬وخلق‪ .‬وأجاز له الحافظ‬
‫زين الدين العراقي‪ ،‬قاضي طيبة زين الدين المراغي‪،‬‬
‫وعائشة بنت عبد الهادي‪ ،‬وغيرهم‪ .‬وأقبل على العلم‬
‫فتفقه على قاضي القضاة مجد الدين سالم‪ ،‬وقاضي‬
‫القضاة محب الدين بن نصر الله البغدادي‪ ،‬وأخذ سائر‬
‫الفنون عن الشيخ عبد السلم البغدادي وغيره‪ .‬ومهر‬
‫وتميز في الفنون‪ .‬وانتهت إليه رياسة الحنابلة‪ .‬وولي‬
‫التدريس بغالب المدارس العظيمة‪ ،‬كالجامع الطولوني‪،‬‬
‫والجامع الحاكمي‪ ،‬ومدرسة السلطان حسن‪ ،‬والشيخونية‪،‬‬
‫نظم العقيان في أعيان العيان‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫والجمالية‪ ،‬والموءيدية‪ ،‬والشرفية وغيرها‪ .‬ثم ولي قضاء‬


‫القضاة بعد موت البدر البغدادي‪ ،‬فباشره بعفة ونزاهة‬
‫وتواضع مفرد‪ ،‬بحيث لم يتخذ له نقيبا ً ول حاجبًا‪ ،‬وترك‬
‫تكلف وحسن عشرة‪ .‬وهذا شأن من يكون عريقا ً في‬
‫الرياسة إن المنصب ل يزيده إل تواضعا ً وطرحا ً للتكلف‪،‬‬
‫والكرام ل يزيده إل لينا ً ولطفًا‪ .‬والراذل على الضد من‬
‫ذلك اذا ولوا ولية ازدادوا تكبرا ً وترفعًا‪ ،‬وإذا أكرموا‬
‫ازدادوا عتوا ً وطغيانا‪ .‬وقد روينا بالسناد عن السلف قال‪:‬‬
‫احذروا صولة الكريم اذا أهين‪ ،‬واللئيم إذا أكرم‪ ،‬والحر إذا‬
‫جاع‪ ،‬والعبد إذا شبع‪ .‬ولشيخنا هذا عدة تصانيف في عدة‬
‫فنون منها ‪ " :‬نظم اصول ابن الحاجب"و"توضيحه" قرأت‬
‫عليه بعضه و"مختصر المحرر " في الفقه‬
‫و"تصحيحه"و"نظمه"و"توضيحه"و"تصحيح مختصر‬
‫الخرقي"و"المقايسة الكافية بين الخلصة والكافية"‬
‫ومنظومة في النحو تسمى "صفوة‬
‫الخلصة"و"توضيحها"و"طبقات الحنابلة"و"شفاء القلوب‬
‫في مناقب بني أيوب"و"تنبيه الخيار بما وقع في المنام‬
‫من الشعار"و"نظم النخبة"و"نظم التلخيص‬
‫"و"توضيحه"و"منظومة في الحساب الهوائي"و"منظومة‬
‫في علم الغبار"و"منظومة في الجبر والمقابلة"و"منظومة‬
‫في المساحة "و"توضيح الكل"ومقدمة تسمى"الفتوح في‬
‫المفتوح" و "ايضاح النخبة" و"مختصر شرح ألفية‬
‫الحديث"و"منظومة في خلف الئمة الربعة"و"مختصر‬
‫منهاج الصول"و"الزبد في النحو"ارجوزة و"شرح ألفية‬
‫ابن مالك"و"توضيحها"و"الحواشي عليها"و"أرجوزة في‬
‫أصول الدين "و"مختصر فعلت وأفعلت"و"أرجوزة في‬
‫قضاة مصر"و"مقدمة في الجيب"في الميقات و"مقدمة‬
‫في علم الحرف"وأرجوزة في العروض" و"الوافية في‬
‫القافية" رائية و"شرحها" و"قصيدة في الحساب على لم‬
‫ألف" و "شرحها" و"مختصر المساحة" لشجاع‪ ،‬وغير‬
‫‪:‬ذلك‪ .‬ومن شعره‬
‫نظم العقيان في أعيان العيان‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫يقول خليلي كم‬ ‫فقلت له ل بد للسيف‬


‫تهزني العـدا‬ ‫من هز‬
‫فقال وقدما ً طال في‬ ‫فناديت ابشر هذه‬
‫الذل مكثنا‬ ‫دولة العـز‬
‫ومن مناقبه انه لما ولي القضاء لم يقابل الذي بصق في‬
‫وجهه‪ ،‬وكان أحد نواب الحنابلة‪ ،‬بل وله واكرمه‪ .‬وكان‬
‫جم المحاسن وله النظم الجيد‪ .‬توفي رحمه الله تعالى‬
‫ليلة السبت حادي عشر جمادى الولى سنة ست وسبعين‬
‫وثمانمائة‪ .‬ومن نظمه ما كتب به إلى الشهاب الحجازي‬
‫‪:‬لغزا في محمد‬
‫يا واحد العصر ومن‬ ‫كالصبح في شرق‬
‫فضـلـه‬ ‫وفي مغرب‬
‫ويا شهابا ً فاق شمس‬ ‫في كل معنى قد‬
‫الضحـى‬ ‫سمى مغرب‬
‫اسمع بقيت الدهر‬ ‫يقصر عنها بصر‬
‫فـي رفـعة‬ ‫المعـجـب‬
‫م لشيء عز‬ ‫ما اس ٌ‬ ‫وان غدا أشهر من‬
‫في عصرنـا‬ ‫كـوكـب‬
‫فرد ٌ وإن ركـب مـن‬ ‫ومن ثلث إن تـشـأ‬
‫أربـع‬ ‫ركـب‬
‫ف وفعل‬ ‫ورفعه حر ٌ‬ ‫واسم لبانـيه‬
‫مـضـى‬ ‫ولـلـمـعـرب‬
‫وربعه مثل لـربـعـين‬ ‫قدرٍ وان شكيت فيه‬
‫فـي‬ ‫احـسـب‬
‫وربعه مـثـل لـقـوم‬ ‫والله ربي حسبهم‬
‫غـدوا‬ ‫والـنـبـي‬
‫وقيل بل كالعشر‬ ‫بينهمـا يا اوحـدا‬
‫فانظر لـمـا‬ ‫وانـسـب‬
‫وربعـه الـرابـع أن‬ ‫تغير دل على‬
‫نظم العقيان في أعيان العيان‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫حـلـه‬ ‫الـمـطـلـب‬
‫ل زلت للطلب كـنـزا ً‬ ‫موانع عن سيبه‬
‫بـل‬ ‫المـسـهـب‬
‫ودمت يا احمدنـا‬ ‫كعمر نوح الطاهر‬
‫صـالـحـا ً‬ ‫الـطـيب‬
‫‪:‬فأجابه الشهاب الحجازي والغز له في سريع‬
‫يا سيدا ً كـاتـب عـبـدا ً‬ ‫وعن رقيق اللفظ لـم‬
‫لـه‬ ‫يعـزب‬
‫ويا إمام العصر‬ ‫ق وفي‬ ‫مثلك في شر ٍ‬
‫والفجـر مـا‬ ‫مغـرب‬
‫ويا بليغا ً مفصحـا ً‬ ‫يلفظ لم يعوز ولـم‬
‫عـنـدمـا‬ ‫يسـهـب‬
‫ويا أديبـا ً راق فـي‬ ‫حسنا ً بلفظ منه‬
‫لـغـزه‬ ‫مسـتـعـذب‬
‫يا مهديا ً من درر‬ ‫ينعت بالمرقص‬
‫النـظـم مـا‬ ‫والمـطـرب‬
‫أعليت شأني منك‬ ‫أتى وبالعز عل‬
‫باللغـز مـا‬ ‫منـصـبـي‬
‫بادرت بالطاعة‬ ‫مقفلة ما خلتـه‬
‫للـحـل مـن‬ ‫مـتـعـبـي‬
‫ومذ توسلـت بـمـن‬ ‫محمد في حل مـا‬
‫اسـمـه‬ ‫حـل بـي‬
‫ل‬
‫رويت عن سه ٍ‬ ‫وكنت أروي قبل عن‬
‫بحـلـي لـه‬ ‫مصعب‬
‫الفيته في الرض بدرا ً‬ ‫ذا النور في المشرق‬
‫سـمـا‬ ‫والمغرب‬
‫وهو رباعـي حـروف‬ ‫رأيي خماسي فقس‬
‫وفـي‬ ‫وانـسـب‬
‫م بـّلـغـوه‬‫نعـم وقـو ٌ‬ ‫تسعين واثنين فسم‬
‫نظم العقيان في أعيان العيان‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫إلـى‬ ‫واحـسـب‬
‫إن تقلب النصف تجـد‬ ‫من الكتاب المعجز‬
‫سـورة‬ ‫المعجـب‬
‫أو يقرأ القارئ نـصـفـا‬ ‫مد ولم يدغـم ولـم‬
‫لـه‬ ‫يقـلـب‬
‫وإن حذفت الـربـع‬ ‫فذاك لله على‬
‫مـن أول‬ ‫اللـطـف بـي‬
‫ي‬
‫هذا جوابـي بـعـد ل ٍ‬ ‫مني فل تذمـم ول‬
‫بـدا ً‬ ‫تـعـتـب‬
‫واعذر عن التقصير‬ ‫فشانك المانع عن‬
‫في مهلتي‬ ‫مطـلـبـي‬
‫ل زلت فينا ذخر من‬ ‫له سوى علياك من‬
‫لـم يجـد‬ ‫مـذهـب‬
‫مولي واصفح إننـي‬ ‫تهجـم مـنـي ولـم‬
‫قـد بـدا‬ ‫أرهـب‬
‫قل لي ما شـيٌء لـه‬ ‫شبه بالماء‬
‫رونـق‬ ‫لمسـتـصـحـب‬
‫يقـاس فـي حـال‬ ‫والنقص كالبحر‬
‫زياداتــه‬ ‫لمستـعـرب‬
‫يعـذب فـي ذوق‬ ‫وعند قوم غير‬
‫لـــوراده‬ ‫مسـتـعـذب‬
‫يبطي علـى طـالـبـه‬ ‫وهو سريعٌ حيث لم‬
‫تـارةً‬ ‫ُيطـلـب‬
‫وهو رباعي ونصف‬ ‫شبه خـفـي وبـه‬
‫اسـمـه‬ ‫احـبـب‬
‫ونصفه الخـر‬ ‫وصف ذميم شبه‬
‫مـقـلـوبـه‬ ‫مستصعـب‬
‫وربعه الول إن‬ ‫رادف ارضا وهي من‬
‫تـطـرحـن‬ ‫ماربي‬
‫وربعه الخـر إن‬ ‫اسم ولي عابـد قـد‬
‫نظم العقيان في أعيان العيان‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫تـحـذفـن‬ ‫حـبـي‬
‫وهو لعمـري آلة‬ ‫ان عمر البيات لم‬
‫لـلـبـنـا‬ ‫تـخـرب‬
‫نعم وقد أوضحت‬ ‫وكدت أبديه فـلـم‬
‫أشـكـالـه‬ ‫احـجـب‬
‫فاعف وسامح عن‬ ‫جناه من مقوله‬
‫مصاب بمـا‬ ‫الـمـعـتـب‬
‫وابق إلى الداب‬ ‫جاه النبي الطاهـر‬
‫والعلـم فـي‬ ‫الـطـيب‬
‫السيوطي‪ ،‬ولي الدين أحمد بن أحمد‬
‫أحمد بن أحمد بن عبد الخالق بن عبد المحيي بن عبد‬
‫الخالق بن عبد العزيز السيوطي‪ ،‬قاضي القضاة‪،‬ولي‬
‫الدين‪ ،‬أبو الفضل‪ ،‬ولد سنة ثلث عشرة وثمانمائة‪ .‬وسمع‬
‫على أبيه وعمه‪ ،‬وحضر على الجمال الحنبلي‪ .‬واشتغل‬
‫ل‪ .‬وولي عدة وظائف وتداريس بالجاه‪ .‬وولي فضاء‬ ‫قلي ً‬
‫القضاة بالديار المصرية مع وجود شيخنا شيخ السلم‬
‫شرف الدين المناوي‪ ،‬فكانت إحدى الكبر‪ .‬فأقام فيه‬
‫خمس عشرة سنة ولء ثم عزل‪ .‬وكان فيه مداراة ولين‬
‫‪.‬جانب‪ .‬مات في سنة إحدى وتسعين وثمانمائة‬
‫الميوطي‪ ،‬شهاب الدين أحمد بن أسد‬
‫أحمد بن أسد بن عبد الواحد الميوطي الشيخ شهاب‬
‫الدين المقرئ‪ .‬ولد سنة ثمان وثمانمائة‪ .‬وتل على ابن‬
‫الجزري وغيره‪ ،‬وبرع في فن القراآت‪ ،‬وأقرأ زمانا‪ .‬مات‬
‫‪.‬راجعا ً من الحج في أواخر سنة اثنتين وسبعين وثمانمائة‬
‫الشهاب السعودي‪ ،‬شهاب الدين أحمد بن‬
‫إسماعيل‬
‫نظم العقيان في أعيان العيان‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫أحمد بن أبي السعود إسماعيل بن إبراهيم بن موسى بن‬


‫سعيد بن علي المنوفي السعودي الشافعي‪ ،‬شهاب الدين‬
‫أبو العباس‪ ،‬الديب البارع‪ ،‬الشاعر الماهر‪ ،‬أحد السبعة‬
‫الشهب‪ .‬ولد في شوال سنة أربع عشرة وثمانمائة‪ .‬وتفقه‬
‫ل‪ ،‬وأخذ الفرائض والحساب عن الزين البوتيجي فبرع‬ ‫قلي ً‬
‫فيهما‪ ،‬وتولع بالشعر حتى طارح الدباء‪ ،‬وعرف بينهم‪.‬‬
‫وحل اللغاز ونظم الكثير‪ ،‬وله النثر البليغ في نهاية‪ .‬مات‬
‫‪:‬بالمدينة في شوال سنة سبعين وثمانمائة‪ .‬ومن شعره‬
‫فوسوس قلبي والمنام بل موعد زارت‬
‫وقالت سحرتنـي‬ ‫عصى جفني‬
‫وشاحي وبات القرط وقبل حجلي اخمصي‬
‫واستمـالـنـي‬ ‫يدوي على اذني‬
‫‪:‬وقال في مليح منجم‬
‫لمحبوبي المنجـم‬ ‫فدتك النفس يا بـدر‬
‫قـلـت يومـا ً‬ ‫الـكـمـال‬
‫براني الهجر فاكشف‬ ‫فهل يوما ً أرى بدري‬
‫عن ضميري‬ ‫وفـا لـي‬
‫‪:‬وقال في مليح اسمه علي‬
‫قل لي متى ظعنهم‬ ‫وأي دمع عليه غير‬
‫جد السرى بعلي‬ ‫مـنـهـمـل‬
‫قد سارع الحزن‬ ‫فل تسل عن مصابي‬
‫نحوي بعد فرقتهم‬ ‫يوم سار علي‬
‫‪:‬وقال في صدر رسالة‬
‫ولما بكيت الدمع‬ ‫ولم يبق في عيني‬
‫بـعـدك والـدمـا‬ ‫القريحة ما يجري‬
‫أحلت من التقريح‬ ‫كتبت به لما افتقرت‬
‫نظم العقيان في أعيان العيان‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫أسـودهـا وقـد‬ ‫إلى الحـبـر‬


‫وقال ملغزا في بلقينة وكتب به إلى الديب شمس الدين‬
‫‪:‬النواجي‬
‫يا بلدة غراء في‬ ‫جارية تشدو بصـوت‬
‫بـعـضـهـا‬ ‫رطـيب‬
‫وصف لمن بات ضجيع والقلب منهـا إن‬
‫تـأمـلـتـه‬ ‫الحبيب‬
‫‪:‬فأجابه النواجي‬
‫يا سيدا ً أهـلـنـي‬ ‫في بلدة يأوي إليها‬
‫لـغـزه‬ ‫الغـريب‬
‫وهي التي سادت بحبر تصحيفها منـك‬
‫تـلـقـيتـه‬ ‫نجيب‬
‫البشيطي‪ ،‬شهاب الدين أحمد بن إسماعيل‬
‫أحمد بن إسماعيل بن أبي بكر بن عمر بن خالد‪ ،‬الشيخ‬
‫المام العلمة الصالح شهاب الدين البشيطي الشافعي‪،‬‬
‫‪.‬ثم الحنبلي‪ .‬ولد سنة عشر وثمانمائة‬
‫وأخذ الفقه عن البرهان البيجوري‪ ،‬والشمس البرماوي‪،‬‬
‫والنحو عن ناصر الدين البارنباري‪ ،‬وفقه الحنابلة عن‬
‫المحب بن نصر الله البغدادي‪ ،‬والصول عن القاياتي‪،‬‬
‫والشرف السبكي‪ .‬وأشتهر بالفضيلة والدين والصلح‪ .‬وله‬
‫تصانيف منها ‪ " :‬إتقان الرائض في الفرائض " و " شرح‬
‫قواعد ابن هشام " و " شرح البردة "‪ .‬جاور بالمدينة‬
‫الشريفة مدة طويلة إلى أن مات بها سنة ثلث وثمانين‬
‫‪ :‬وثمانمائة‪ .‬ومن نظمه‬
‫يا أيها القاضي المام‬ ‫كفيت من يخشى‬
‫العـالـم‬ ‫ومن يسالـم‬
‫نظم العقيان في أعيان العيان‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫ونلت من رب العباد‬ ‫ومن عباده الكرام‬


‫حفـظـا‬ ‫لـحـظـا‬
‫ما قولكم بامرأة‬ ‫تقول بعلي مات حقا ً‬
‫تشكو العـنـا‬ ‫معلـنـا‬
‫وإن حملي منه‬ ‫قد قارب الوضع مع‬
‫باعـتـرافـه‬ ‫انصرافه‬
‫فإن يكن انثى فنصف‬ ‫أو ذكرا فثمنه لي‬
‫المال لي‬ ‫منجـلـي‬
‫فإن وضعت الحمل‬ ‫وقيت كل ما يروع‬
‫مني ميتـا‬ ‫الفـتـى‬
‫فالمال لي علمة‬ ‫فتلك قصتـي وذا‬
‫الـحـكـام‬ ‫كـلمـي‬
‫جئنا بها بغداد نرجو‬ ‫إذا ببطش الدهر حل‬
‫حـلـهـا‬ ‫أهلـهـا‬
‫فمن رآه صـاح إنـي‬ ‫مع العدا ومع أمور‬
‫أمـرا‬ ‫أخـرى‬
‫كرى الـبـيوت وأذى‬ ‫وميل أولد مع‬
‫الزواج‬ ‫البـلـجـاج‬
‫فأفتنا كيف يكون‬ ‫فما وجدنا غيركم من‬
‫المخـلـص‬ ‫يفحص‬
‫الجواب ‪ :‬هذه امرأة شرت عبدا فأعتقته وتزوجت به ثم‬
‫‪.‬توفي عنها حامل ً منه ول وارث له غيرها وغير حملها‬
‫الكوراني‪ ،‬شهاب الدين أحمد بن إسماعيل ‪22 -‬‬
‫أحمد بن إسماعيل بن عثمان المام العلمة شهاب الدين‬
‫الكوراني الشافعي ثم الحنفي‪ .‬ولد سنة ثلث عشرة‬
‫وثمانمائة ودأب في فنون العلم حتى فاق في المعقولت‬
‫والصلين والمنطق وغير ذلك ومهر في النحو والمعاني‬
‫والبيان وبرع في الفقه‪ .‬واشتهر بالفضيلة‪ .‬وألف " شرح‬
‫جمع الجوامع‪ ،‬وغيره‪ .‬ودخل القاهرة‪ .‬ورحل إلى الروم‪،‬‬
‫نظم العقيان في أعيان العيان‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫فصادف من ملكها مراد بن عثمان حظوة‪ .‬ثم مات الشيخ‬


‫شمس الدين الفناري فسأله ابن عثمان أن يتحنف ويأخذ‬
‫وظائفه ففعل‪ .‬وصار المشار إليه في المملكة الرومية‪،‬‬
‫وألف للسلطان محمد بن مراد بن عثمان قصيدة في علم‬
‫العروض ستمائة بيت سماها " الشافية في علم العروض‬
‫والقافية " مات سنة أربع وتسعين وثمانمائة‪ .‬وله قصيدة‬
‫‪ :‬يمدح بها النبي صلى الله عليه وسلم‬
‫لقد جاد شعري في‬ ‫وكيف وقد جادت به‬
‫ثنـاك فـصـاحة‬ ‫السن الصخـر‬
‫لئن كان كعب قد‬ ‫يمانية تزهو على التبر‬
‫أصاب بـمـدحـه‬ ‫في الـقـدر‬
‫ففي أملي يا أجود‬ ‫ويا عصمة العاصين‬
‫الناس بالـعـطـا‬ ‫في ربعة الحشر‬
‫شفاعتك العظمى‬ ‫إذا جئت صفر الكف‬
‫تـعـم جـرائمـي‬ ‫محتمل الـوزر‬
‫وله ملغزا في لقب القاضي زين الدين عبد الباسط بن‬
‫‪ :‬خليل ناظر الجيوش‬
‫أتيت بلغزي باسم‬ ‫على كوكب الجوزاء‬
‫مـن فـاق رتـبة‬ ‫والشمس والبدر‬
‫تفطن له من غـير‬ ‫هو الغرة الغراء في‬
‫فـكـر فـإنـه‬ ‫جبهة الدهـر‬
‫فحاصرها ما عاش لم ول تحصرن يوما ً‬
‫جميل صـفـاتـه‬ ‫ينج من حصر‬
‫فشطر أسمه أن فات‬ ‫سبيل ً إلى نيل‬
‫شخصا ً فلم يجد‬ ‫المفاخر في العـمـر‬
‫فمن فاته يوما ً يواصل وفي شطره الثاني‬
‫أجتهد ذا تـأمـل‬ ‫بـالـكـفـر‬
‫وفي آخر الشطرين‬ ‫وذلك حيوان توطن‬
‫حرف مـكـرٌر‬ ‫فـي الـبـحـر‬
‫نظم العقيان في أعيان العيان‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫وجملته وصـف‬ ‫بها قام أصل المجد‬


‫س كـريمة‬
‫لـنـفـ ٍ‬ ‫والعز والفخـر‬
‫أتتك عويصات‬ ‫فييما بلطف في‬
‫المعاني فكـن بـهـا‬ ‫التدبر والـفـكـر‬
‫ب‬
‫وإن كان عي ٌ‬ ‫وعجمتي العجماء‬
‫ة‬
‫فلتـكـن ذا مـروء ٍ‬ ‫موضحة الـعـذر‬
‫‪ :‬وأول منظومته الشافية‬
‫بدأت بنظم طيه عبـق بحمد اله الخلق ذي‬
‫الطول والـبـر‬ ‫الـنـشـر‬
‫أبي القاسم المحمود وثنيت حمدي‬
‫بالـصـلة لحـمـد‬ ‫في كربة الحشر‬
‫صلة تعـم الل‬ ‫حموا وجهه يوم‬
‫والـشـيع الـتـي‬ ‫الكريهة بالنـصـر‬
‫الملك المؤيد‪ ،‬أحمد بن اينال العلئي ‪23 -‬‬
‫أحمد بن إينال العلئي‪ ،‬الملك المؤيد أبو الفتح بن الملك‬
‫الشرف‪ .‬ولد بعد ثلثين وثمانمائة‪ .‬وترقى في سلطنة أبيه‬
‫إلى أن صار أميرا ً كبيرًا‪ .‬ثم ولي السلطنة في مرض أبيه‬
‫وذلك يوم أربع عشر جمادى الولى سنة خمس وستين‪.‬‬
‫ثم خلع منها في سابع عشر رمضان من السنة‪ ،‬ونقل إلى‬
‫السكندرية‪ ،‬واشتغل بالعلم مدة أقامته بها‪ .‬وكانت أيام‬
‫سلطنته في غاية الحسن بحيث كان الخطباء إذا دعوا له‬
‫يوم الجمعة على المنبر يرتج الجامع من دعاء الحاضرين‬
‫له‪ .‬وكنت أسمع العامة يقولون في الطريق ماتت خلئق‬
‫بحسرة رؤية هذه اليام‪ .‬وكان العارفون يقولون هذه‬
‫تنفيسة‪ .‬مات سنة ثلث وتسعين وثمانمائة‪ .‬قال الشهاب‬
‫‪ :‬الحجازي يهنيه لما ولي السلطنة ويعزيه بأبيه‬
‫يهنا الملك من بعد‬ ‫فيبسم ضاحكا ً عقب‬
‫نظم العقيان في أعيان العيان‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫العـزاء‬ ‫البكاء‬
‫ونحن فقد فقدنا ضوء‬ ‫وعوضنا بما راق‬
‫س‬
‫شم ٍ‬ ‫المرائي‬
‫النعماني‪ ،‬شهاب الدين أحمد ‪24 -‬‬
‫أحمد بن حسن بن علي بن عبد الكريم القسنطيني الصل‬
‫المصري‪ ،‬الشافعي الشريف‪ ،‬شهاب الدين أبو العباس‬
‫المعروف بالنعماني‪ .‬كان ممن تصدى للرشاد ونفع‬
‫الناس‪ .‬وأخذ عنه الكابر وصار له وجاهة وجللة وشفاعات‬
‫مقبولة‪ .‬مات في ثالث ذي الحجة سنة اثنتين وخمسين‬
‫وثمانمائة وقد زاحم المائة‪ .‬مولده سنة أربع وخمسين‬
‫‪.‬وسبعمائة‬
‫العمري‪ ،‬أحمد بن حسن بن عبد الهادي ‪25 -‬‬
‫أحمد بن حسن بن أحمد بن عبد الهادي بن عبد الحميد بن‬
‫عبد الهادي بن يوسف بن محمد بن قدامة بن مقدام‬
‫العمري الدمشقي الحنبلي من بيت علم وصلح‪ .‬سمع‬
‫عليه ابنه وعمه إبراهيم‪ ،‬والباليسي وغيرهم‪ .‬ولد سنة‬
‫سبع وستين وسبعمائة‪ .‬ومات في رجب سنة ست‬
‫‪.‬وخمسين وثمانمائة‬
‫ابن تيمورلنك ‪26 -‬‬
‫أحمد بن سعيد بن ميران شاه بن تيمورلنك‪ ،‬السلطان‪،‬‬
‫‪.‬صاحب سمرقند وملك الشرق الن‬
‫الشيخ خروف ‪27 -‬‬
‫أحمد بن خضر بن سليمان المعروف بالشيخ خروف‪ ،‬أحد‬
‫الولياء صاحب أحوال وكرامات‪ .‬توفي في ذي الحجة سنة‬
‫‪.‬خمس وستين وثمانمائة‬
‫نظم العقيان في أعيان العيان‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫ابن المجدي الفلكي‪ ،‬شهاب الدين أحمد بن ‪28 -‬‬


‫رجب‬
‫أحمد بن رجب بن طيبغا بن عبد الله‪ ،‬المام العلمة‬
‫شهاب الدين بن المجدي الشافعي الفرضي الحاسب‪ .‬ولد‬
‫في العشر الول من ذي الحجة سنة سبع وستين‬
‫وسبعمائة‪ .‬واشتغل بالعلوم وبرع فيها وصار رأس الناس‬
‫في الفرائض والحساب بأنواعه‪ ،‬والهندسة والميقات بل‬
‫منازعة‪ .‬وله في ذلك مصنفات فائقة‪ .‬ويقرىْء في الفقه‬
‫والعربية وغيرهما‪ .‬وانتفع به الناس‪ .‬مات في ذي القعدة‬
‫‪.‬سنة خمسين وثمانمائة ولم يخلف بعده في فنه مثله‬
‫البلقاسي‪ ،‬شهاب الدين أحمد بن سليمان‬
‫أحمد بن سليمان بن نصر الله البلقاسي الزواوي‬
‫الشافعي المقرئ‪ ،‬الشيخ شهاب الدين أحد النبلء الحفظة‬
‫المشهورين بالفضائل‪ .‬ولد سنة ثلث وعشرين وثمانمائة‪.‬‬
‫ولزم القاياتي في الفقه والصلين والعربية والمعاني‬
‫والبيان‪ ،‬واذن له في اقرائها‪ ،‬والشهاب بن المجدي في‬
‫الفرائض والحساب وأخذ عن الشمس الحجازي "مختصر‬
‫الروضة" له‪ ،‬وعن الوفائي وشيخنا البلقيني وشيخنا‬
‫الكافيجي‪ ،‬وجمع العشر على الزين ظاهر وغيره‪ .‬وسمع‬
‫على الحافظ بن حجر وغيره‪ .‬وبرع وتصدى للشتغال‪.‬مات‬
‫ليلة الجمعة تاسع شوال سنة اثنتين وخمسين وثمانمائة‪.‬‬
‫ولقب بالزواوي لنه كان يجلس في المكتب وحده بزاوية‪.‬‬
‫‪:‬وقال صاحبنا الشهاب المنصوري يرثيه‬
‫بكيت على فتى في‬ ‫فأبكيت المسائل‬
‫القبر ثاوي‬ ‫والفـتـاوي‬
‫ابا العباس ذا الفضل‬ ‫شهاب الدين أحمد‬
‫المزكى‬ ‫الـزواوي‬
‫ولم لم ارثه والعـلـم‬ ‫إلى ركن شـديدٍ كـان‬
‫نظم العقيان في أعيان العيان‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫مـنـه‬ ‫يأوي‬
‫حوى قصب السباق‬ ‫نقي العرض ليس له‬
‫بل مساٍو‬ ‫مساوي‬
‫سما تنبيهه فـي ربـع‬ ‫إلى اتقان منهاج‬
‫عـام‬ ‫الـنـواوي‬
‫وكان ثمار روضتـه‬ ‫وكان مهذبا ً للعـلـم‬
‫جـنـيا ً‬ ‫حـاوي‬
‫فل عجب إذا احتجـنـا‬ ‫فللتبيان تحتـاج‬
‫إلـيه‬ ‫الـدعـاوي‬
‫فروى الله تربـتـه‬ ‫ة من كـل‬ ‫إليها رحم ً‬
‫واهـدى‬ ‫راوي‬
‫ابن ناظر الصاحبة‪ ،‬شهاب الدين أحمد بن عبد‬
‫الرحمن‬
‫أحمد بن عبد الرحمن بن أحمد بن الموفق إسماعيل بن‬
‫أحمد بن محمد المسند المعمر شهاب الدين بن زين‬
‫الدين أبي الفرج الدمشقي الصالحي الحنبلي الشهير بابن‬
‫ناظر الصاحبة‪ ،‬وأبوه بابن الذهبي‪ ،‬ذكر انه من ذرية أبي‬
‫الفرج الشيرازي‪ .‬ولد سنة ست وستين وسبعمائة‪ .‬وحضر‬
‫جميع المسند على البدر بن الجوخي‪ ،‬وسمع من أبيه‪،‬‬
‫وأحمد بن محمد المهندس وجماعته‪ .‬مات في شوال سنة‬
‫‪ .‬تسع وأربعين وثمانمائة‬
‫أبو السباط الرملي‪ ،‬شهاب الدين أحمد بن عبد‬
‫الرحمن‬
‫أحمد بن عبد الرحمن بن أبي بكر المام العلمة شهاب‬
‫الدين أبو السباط الرملي الشافعي‪ .‬لزم الشمس‬
‫البرماوي والشهاب بن رسلن‪ ،‬وتميز في الفنون‪ ،‬وولي‬
‫قضاء الرملة‪ .‬مات في رمضان سنة سبع وسبعين‬
‫‪ .‬وثمانمائة‬
‫نظم العقيان في أعيان العيان‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫الشار مساحي‪ ،‬شهاب الدين أحمد بن علي‬


‫أحمد بن علي بن أبي بكر الشار مساحي الشافعي‪،‬‬
‫المام شهاب الدين الفرضي الحاسب‪ .‬كان إماما ً في‬
‫الفرائض والحساب‪ ،‬يسلم إليه الشياخ فيهما المقاليد‪.‬‬
‫أجاز له ابن الملقن‪ ،‬والتقي بن حاتم‪ .‬وتلى على الغماري‬
‫وأجازه سنة سبع وتسعين‪ .‬ولزم الشيخ برهان الدين‬
‫النباسي‪ ،‬وحضر دروس الشيخ سراج الدين البلقيني‪ .‬قرأ‬
‫عليه شمس الدين البابي‪ .‬وادركته في آخر عمره وقرأت‬
‫عليه في الفرائض‪ .‬وله" شرح على مجموع الكلئي"‪.‬‬
‫وانقطع في آخر عمره نحو عشر سنين ل يستطيع الحركة‬
‫‪ .‬وكان يذكر انه بلغ من السنين مائة ونيفا ً وعشرين سنة‪.‬‬
‫ونسبه السخاوي إلى الذهول ونادى عليه مرة في بعض‬
‫المجالس الحافلة فقال‪ :‬إن هذا الشار مساحي رجل‬
‫ذاهل إلى آخر ما قاله‪ .‬وليس لي في ذلك كلم ل بنفي‬
‫ول اثبات فإني لم أدرك مولده بعمره‪ .‬وهذه المناداة التي‬
‫صدرت من السخاوي في حقه ل فائدة لها في الدين‪ .‬فإن‬
‫أجازاته مضبوطة‪ ،‬وشيوخه الذين أجازوه أدركهم بل نزاع‬
‫بل أدركهم من لم يصل السبعين من العمر‪ .‬والجازة‬
‫العامة ل يعمل بها اليوم‪ .‬واكثر ما أفادت أنها بلغت الرجل‬
‫وهو شيخ كبير عالم صالح فانكسر خاطره وربما دعى‬
‫عليه‪ .‬وفي الحديث‪ " :‬ما اكرم شاب شيخا ً إل قيض الله‬
‫له عند سنه من يكرمه"‪ .‬مات الشار مساحي في رجب‬
‫سنة خمس وستين وثمانمائة‬
‫الناشري‪ ،‬أبو الفضل أحمد بن علي ‪33-‬‬
‫أحمد بن علي بن أبي بكر‪ ،‬الشيخ أبو الفضل الناشري‬
‫‪.‬اليمني الشافعي‪ ،‬مات سنة أربع وخمسين وثمانمائة‬
‫ابن حجر العسقلني‪ ،‬الحافظ شهاب الدين? ‪34-‬‬
‫أبو الفضل أحمد بن علي‬
‫نظم العقيان في أعيان العيان‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫أحمد بن علي بن محمد بن محمد بن علي بن محمود بن‬


‫أحمد بن حجر بن أحمد الكناني العسقلني الصل‪ ،‬ثم‬
‫المصري‪ ،‬الشافعي‪ ،‬قاضي القضاة شيخ السلم‪ ،‬شهاب‬
‫الدين‪ ،‬أبو الفضل بن نور الدين‪ ،‬بن قطب الدين‪ ،‬بن ناصر‬
‫الدين‪ ،‬بن جلل الدين‪ .‬فريد زمانه‪ ،‬وحامل لواء السنة في‬
‫أوانه‪ ،‬ذهبي هذا العصر ونضاره‪ ،‬وجوهره الذي ثبت به‬
‫على كثير من العصار فخاره‪ ،‬أمام هذا الفن للمقتدين‪،‬‬
‫ومقدم عساكر المحدثين‪ ،‬وعمدة الوجود في التوهية‬
‫والتصحيح‪ ،‬وأعظم الشهود والحكام في بابي التعديل‬
‫والتجريح‪ .‬شهد له بالنفراد خصوصا ً في شرح البخاري كل‬
‫مسلم‪ ،‬وقضى له كل حاكم بأنه المعلم‪ .‬له الحفظ الواسع‬
‫الذي إذا وصفته فحدث عن البحر ابن حجر ول حرج‪.‬‬
‫والنقد الذي ضاهى به ابن معين فل يمشي عليه بهرج‬
‫هرج‪ ،‬والتصانيف التي ما شبهتها إل بالكنوز والمطالب‪.‬‬
‫فمن ثم قيض لها موانع تحول بينها وبين كل طالب‪ .‬جمل‬
‫الله به هذا الزمان الخير‪ ،‬وأحيا به وبشيخه سنة الملء‬
‫بعد انقطاعه من دهر كثير‪ .‬ولد في ثاني عشر شعبان‪،‬‬
‫سنة ثلث وسبعين وسبعمائة‪ .‬وعني بالدب والشعر حتى‬
‫برع فيهما ونظم الكثير فأجاد‪ ،‬وهو ثاني السبعة الشهب‬
‫من الشعراء‪ .‬وكتب الخط المنسوب‪ .‬ثم حبب إليه فن‬
‫الحديث فأقبل عليه سماعا ً وكتابة وتخريجا ً وتعليقا‬
‫وتصنيفا‪ ،‬ولزم حافظ عصره زين الدين العراقي حتى‬
‫تخرج به واكب عليه أكبابا ل مزيد عليه حتى رأس فيه في‬
‫حياة شيوخه وشهدوا له بالحفظ‪ .‬وتفقه على الشيخ‬
‫سراج الدين البلقيني‪ ،‬والشيخ سراج الدين ابن الملقن‪،‬‬
‫والشيخ برهان الدين النباسي‪ .‬وأخذ الصول وغيرها عن‬
‫ل‪ .‬ورحل إلى‬ ‫العلمة عز الدين بن جماعة ولزمه طوي ً‬
‫الشام والحجاز ودخل اليمن‪ .‬فأجتمع بالعلمة مجد الدين‬
‫الشيرازي صاحب القاموس‪ .‬ثم رجع فأقبل بكليته على‬
‫الحديث وصنف فيه التصانيف الباهرة‪ .‬وولي وظائف سنية‬
‫كتدريس الحديث بالشيخونية‪ ،‬وبجامع القلعة‪ ،‬وبالجمالية‪،‬‬
‫نظم العقيان في أعيان العيان‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫وبالبيبرسية وتدريس الفقه بالمؤيدية وبالشيخونية وولي‬


‫مشيخة الشيوخ بالبيبرسية‪ ،‬ومشيخة الصلحية بجوار‬
‫مشهد المام الشافعي رحمه الله تعالى‪ .‬وولي قضاء‬
‫القضاة بالديار المصرية‪ ،‬وأول ما وليه سنة سبع‬
‫وعشرين‪ .‬ومن تصانيفه "فتح الباري شرح البخاري"‪،‬‬
‫ومقدمته تسمى" هدى الساري"‪ ،‬وشرح آخر أكبر منه‪،‬‬
‫وآخر ملخص منه لم يتما‪ ،‬وقد رأيت من هذا الملخص‬
‫ثلث مجلدات من أوله‪ .‬و" تعليق التعليق"‪ ،‬ومختصره‬
‫يسمى "التشويق"‪ ،‬ومختصر ثالث يسمى "التوفيق"‪،‬‬
‫و"تقريب الغريب في غريب صحيح البخاري"‪ ،‬و"الحتفال‬
‫في بيان أحوال الرجال"‪ ،‬المذكورين في صحيح البخاري‬
‫زيادة على ما في تهذيب الكمال‪ .‬و"شرح الترمذي" لم‬
‫يتم‪ ،‬و" اللباب في شرح قول الترمذي‪ :‬وفي الباب "‪،‬‬
‫و"إتحاف المهرة بأطراف العشرة"‪ ،‬وهي الموطأ‪ ،‬ومسند‬
‫الشافعي‪ ،‬ومسند أحمد‪ ،‬وجامع الدارمي‪ ،‬وصحيح بن‬
‫خزيمة‪ ،‬ومنتقى ابن الجارود‪ ،‬وصحيح بن حيان‪ ،‬ومستخرج‬
‫أبي عوانة‪ ،‬ومستدرك الحاكم‪ ،‬وشرع معاني الثار‬
‫للطحاوي‪ ،‬وسنن الدارقطيني و"أطراف المسند المعتلي‬
‫بأطراف المسند الحنبلي"‪ ،‬و"بيان أحوال الرجال الرواة"‬
‫في هذا الكتاب مما ليس في تهذيب الكمال‪ ،‬لم يتم‪،‬‬
‫و"تهذيب التهذيب"‪ ،‬و"تقريب التهذيب"‪ ،‬و"طبقات‬
‫الحفاظ "‪ ،‬و"أثبات الرجال مما ليس في تهذيب الكمال"‪،‬‬
‫والكاف الشاف في تخريج أحاديث الكشاف"‪،‬‬
‫و"الستدراك" عليه‪ ،‬لم يتم‪ ،‬و" الواف بآثار الكشاف "‪،‬‬
‫و"نصب الراية إلى تخريج أحاديث الهداية"‪ ،‬و"هداية‬
‫الرواة إلى تخريج المصابيح والمشكاة"‪،‬و"العجاب ببيان‬
‫النساب"‪ ،‬والتمييز في تخريج أحاديث شرح الوجيز"‪،‬‬
‫و"الصابة في تمييز الصحابة"‪ ،‬و"تشديد القوس في‬
‫أطراف مسند الفردوس "‪ ،‬و" زهر الفردوس"‪ ،‬و"الحكام‬
‫لما في القرآن من البهام"‪ ،‬و"نخبة الفكر في مصطلح‬
‫أهل الثر "‪ ،‬و"شرحها"‪ ،‬و"اليضاح بنكت ابن الصلح" لم‬
‫نظم العقيان في أعيان العيان‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫يتم‪ ،‬و"الستدراك على نكت ابن الصلح لشيخه" لم يتم‪،‬‬


‫ولسان الميزان"‪ ،‬وتحرير الميزان"‪ ،‬و"تبصير المنتبه‬
‫بتحرير المشتبه"‪ ،‬و"اليناس بمناقب العباس"‪ ،‬و"تقريب‬
‫المنهج بترتيب المدرج"‪،‬و" الفنان في رواية القران "‪،‬‬
‫و"المقترب في بيان المضطرب"‪ ،‬و"شفاء الغلل في بيان‬
‫العلل"‪ ،‬و" الزهر المطلول في الخبر المعلول"‪ ،‬و"التعريج‬
‫على التدبيج "‪ ،‬و"نزهة اللباب في اللقاب"‪ ،‬و"نزهة‬
‫السامعين في رواية الصحابة عن التابعين"‪ ،‬و"المجموع‬
‫العام في آداب الشراب والطعام ودخول الحمام "‪ ،‬و"‬
‫خبر الثبت في صيام‬
‫السبت"‪ ،‬و"تبيين العجب فيما ورد في صوم رجب"‪،‬‬
‫وزوائد الدب المفرد للبخاري على الستة"‪ ،‬و"زوائد مسند‬
‫الحرث على الستة ومسند أحمد"‪ ،‬و"البسط المثبوت في‬
‫خبر البرغوث "‪ ،‬و"كشف الستر بركعتي الوتر"‪ ،‬و"ردع‬
‫المجرم في الذب عن عرض المسلم"‪ ،‬و" أطراف‬
‫الحاديث المختارة للضيا"‪ ،‬وتعريف الفئة بمن عاش‪ ،‬من‬
‫هذه المة مائة"‪ ،‬و"إقامة الدلئل على معرفة الوائل"‪،‬‬
‫و"ترتيب المبهمات على البواب"‪ ،‬و" أطراف الصحيحين"‬
‫على البواب مع المسانيد‪ ،‬و"المجمع المؤسس بالمعجم‬
‫المفهرس"‪ ،‬و"التذكرة الحديثية" عشرة أجزاء‪ ،‬و"‬
‫التذكرة الدبية في أربعين لطاف"‪ ،‬والخصال المكفرة‬
‫للذنوب المقدمة والمؤخرة "‪ ،‬و" تخريج الحاديث‬
‫المقطعة في السيرة الهشامية "‪ ،‬و" الشمس المنيرة في‬
‫تعريف الكبيرة"‪ ،‬والمنحة فيما علق الشافعي القول به‬
‫على الصحة "‪ ،‬و " توالي التأنيس بمعالي ابن إدريس"‪،‬‬
‫و"تحفة المستريض المتمحض "‪ ،‬و" فهرست المرويات "‪،‬‬
‫و" علم الوشي وبنده فيمن روى عن أبيه عن جده "‪،‬‬
‫والنوار بخصائص المختار "‪ ،‬واليات النيرات بخوارق‬
‫المعجزات " و " القول المسدد في الذب عن مسند أحمد‬
‫"‪ ،‬وتعريف أولي التقديس بمراتب الموصوفين بالتدليس‬
‫"‪ ،‬و " المطالب العالية في زوائد المسانيد الثمانية "‪.‬‬
‫نظم العقيان في أعيان العيان‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫وأنباء الغمر بابناء العمر "‪ ،‬و " الدر الكامنة في أعيان‬
‫المائة الثامنة "‪ ،‬و " نزهة القلوب في معرفة المبدل‬
‫والمقلوب" ‪ ،‬و "مزيد النفع بمعرفة ما رجح فيه الوقف‬
‫على الرفع "‪،‬و " بيان الفصل لما رجح فيه الرسال على‬
‫الوصل" ‪ ،‬و" تقويم السناد بمدرج السناد" ‪ ،‬و" تعجيل‬
‫المنفعة برجال الربعة "‪ ،‬و" المرحمة الغيثية بالترجمة‬
‫الليثية "‪ ،‬و " العلم بمن ولي مصر في السلم "‪ ،‬و "‬
‫رفع الصر عن قضاة مصر "‪ ،‬و " أنتقاض العتراض "‪،‬‬
‫مجلد‪ ،‬أجاب به عن أعتراضات العيني عليه في شرح‬
‫البخاري‪ ،‬و " بلوغ المرام من أحاديث الحكام "‪ ،‬و "‬
‫وقرة الحجاج في عموم المغفرة للحجاج "‪ ،‬و " الخصال‬
‫الموصلة إلى الظلل " و " العلم بمن سمي محمد قبل‬
‫السلم "‪ ،‬و " قوة الحيل في الكلم على الخيل " و "‬
‫الثار برجال الثار "‪ ،‬لمحمد بن الحسن‪ ،‬و " بذل الماعون‬
‫في أخبار الطاعون "‪ ،‬والمنتخب في زوائد البزار على‬
‫الكتب الستة ومسند أحمد "‪ ،‬و " أسباب النزول "‪ ،‬و "‬
‫النبأ النبه في بناء الكعبة "‪ ،‬و " نزهة النواظر المجموعة‬
‫في النوادر المسموعة "‪ ،‬و " صرف العين عن قذى العين‬
‫"‪ ،‬و " أفراد مسلم عن البخاري "‪ ،‬و " زيادات بعض‬
‫الموطآت على بعض "‪ ،‬و " طرق حديث صلة التسبيح " ‪،‬‬
‫و طرق حديث لو أن نهرا ً بباب أحدكم " ‪ ،‬و " طرق‬
‫حديث من صلى على الجنازة فله فيراط "‪ ،‬و " طرق‬
‫حديث جابر في البعير "‪ ،‬و " طرق حديث نضرالله امراءا ً‬
‫"‪ ،‬و " النارة بطرق حديث غب الزيارة "‪ ،‬و "طرق حديث‬
‫الغسل يوم الجمعة‪ ،‬من رواية نافع عن ابن عمر خاصة "‪،‬‬
‫و " طرق حديث تعلموا الفرائض "‪ ،‬و " طرق حديث‬
‫الجامع في رمضان "‪ ،‬و " طرق حديث القضاة ثلثة "‪ ،‬و‬
‫" طرق حديث من بني مسجدا "‪ ،‬و " طرق حديث المغفر‬
‫"‪ ،‬و " طرق حديث الئمة من قريش يسمى لذة العيش‬
‫"‪ ،‬و " طرق حديث من كذب علي "‪ ،‬و " طرق حديث يا‬
‫عبد الرحمن ل تسال المارة "‪ ،‬و " طرق حديث الصادق‬
‫نظم العقيان في أعيان العيان‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫المصدوق" ‪ ،‬و" طرق حديث قبض العلم" ‪ ،‬و" طرق‬


‫حديث المسح على الخفين "‪ ،‬و " طرق حديث ماء زمزم‬
‫لما شرب له "‪ ،‬و " طرق حديث حج أدم موسى "‪ ،‬و "‬
‫طرق حديث أولى الناس بي "‪ ،‬و " طرق حديث مثل‬
‫أمتي كالمطر "‪ ،‬و " النكت على نكت العمدة للزركشي‬
‫"‪ ،‬و " والكلم على حديث ‪ :‬أن أمرتي ل ترد يد ل مس "‪،‬‬
‫و " كتاب المهمل من شيوخ البخاري "‪ ،‬و " الصلح في‬
‫إمامة غير الفصح "‪ ،‬و " والبحث عن أحوال البعث "‪ ،‬و "‬
‫وتلخيص التصحيف للدار قطني "‪ ،‬و " وترتيب العلل على‬
‫النواع "‪ ،‬و " مختصر تلبيس أبليس "‪ ،‬و " الجواب الجليل‬
‫الوقعة فيما يرد على الحسيني وأبي زرعة "‪ ،‬و " النكت‬
‫الظراف على الطراف "‪ ،‬و " العتراف بأوهام الطراف‬
‫"‪ ،‬و المتاع بالربعين المتباينة بشرط السماع " ‪ ،‬و "‬
‫الربعون المهذبة بالحاديث الملقبة "‪ ،‬و " بيان ما أخرجه‬
‫البخاري عاليا ً عن شيخ اخرج ذلك الحديث أحد الئمة عن‬
‫واحد عنه "‪ ،‬و " مناسك الحج "‪ ،‬و " شرح مناسك المنهاج‬
‫النووي "‪ ،‬و " عشاريات الصحابة "‪ ،‬و " والقصد الحمد‬
‫في من كنيته أبو الفضل وأسمه أحمد "‪ ،‬و " والجزاء‬
‫بأطراف الجزاء " ‪ ،‬على المسانيد و"الفوائد المجموعة‬
‫بأطراف الجزاء المسموعة" على البواب مع المسانيد‪.‬‬
‫ومما شرع فيه وكتب منه اليسير ‪ " :‬حواشي الروضة "‪،‬‬
‫و " المقرر في شرح المحرر "‪ ،‬و " والنكت على شرح‬
‫ألفية العراقي "‪ ،‬و " النكت على شرح مسلم للنووي "‪ ،‬و‬
‫" والنكت على شرح المهذب" ‪ ،‬و"النكت على تنقيح‬
‫الزركشي "‪ ،‬و " والنكت على شرح العمدة لبن الملقن‬
‫"‪ ،‬و " النكت على جمع الجوامع لبن السبكي وتخريج‬
‫أحاديث شرح التنبيه للزنكلوني "‪ ،‬و " والتعليق على‬
‫مستدرك الحاكم "‪ ،‬و " والتعليق على موضوعات ابن‬
‫الجوزي "‪ ،‬و " ونظم وفيات المحدثين "‪ ،‬و " الجامع‬
‫الكبير من سنن البشير النذير "‪ ،‬و " شرح نظم السيرة‬
‫للعراقي "‪ ،‬و " وكتاب مسئلة السريجية "‪ ،‬و " المؤتمن‬
‫نظم العقيان في أعيان العيان‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫في جمع السنن "‪ ،‬و " زوائد الكتب الربعة مما هو صحيح‬
‫"‪ ،‬و " تخريج أحاديث مختصر الكفاية "‪ ،‬و " الستدراك‬
‫على تخريج أحاديث الحياء للعراقي "‪".‬الفوائد المجموعة‬
‫بأطراف الجزاء المسموعة" على البواب مع المسانيد‪.‬‬
‫ومما شرع فيه وكتب منه اليسير ‪ " :‬حواشي الروضة "‪،‬‬
‫و " المقرر في شرح المحرر "‪ ،‬و " والنكت على شرح‬
‫ألفية العراقي "‪ ،‬و " النكت على شرح مسلم للنووي "‪ ،‬و‬
‫" والنكت على شرح المهذب" ‪ ،‬و"النكت على تنقيح‬
‫الزركشي "‪ ،‬و " والنكت على شرح العمدة لبن الملقن‬
‫"‪ ،‬و " النكت على جمع الجوامع لبن السبكي وتخريج‬
‫أحاديث شرح التنبيه للزنكلوني "‪ ،‬و " والتعليق على‬
‫مستدرك الحاكم "‪ ،‬و " والتعليق على موضوعات ابن‬
‫الجوزي "‪ ،‬و " ونظم وفيات المحدثين "‪ ،‬و " الجامع‬
‫الكبير من سنن البشير النذير "‪ ،‬و " شرح نظم السيرة‬
‫للعراقي "‪ ،‬و " وكتاب مسئلة السريجية "‪ ،‬و " المؤتمن‬
‫في جمع السنن "‪ ،‬و " زوائد الكتب الربعة مما هو صحيح‬
‫"‪ ،‬و " تخريج أحاديث مختصر الكفاية "‪ ،‬و " الستدراك‬
‫‪ ".‬على تخريج أحاديث الحياء للعراقي‬
‫ومما رتبه " ترتيب المتفق للخطيب "‪ ،‬و " ترتيب مسند‬
‫الطيالسي "‪ ،‬و " ترتيب غرائب شعبة لبن مندة "‪،‬‬
‫وترتيب مسند عبد بن حميد و " ترتيب فوائد سموية "‪ ،‬و‬
‫‪ " ".‬وترتيب فوائد تمام‬
‫ومما خرجه ‪ " :‬المائة العشارية من حديث البرهان‬
‫الشامي "‪ ،‬و " الربعون التالية لها "‪ ،‬و " كتاب العشارية‬
‫السنن من حديث العراقي "‪ ،‬و " والمعجم الكبير للشامي‬
‫"‪ ،‬و " ومشيخة ابن أبي المجد الذين تفرد بهم " و "‬
‫مشيخة ابن الكويك الذين أجازوا له "‪ ،‬والربعون العالية‬
‫لمسلم على البخاري" ‪ ،‬و" ضياء النام بعوالي شيخ‬
‫السلم‪ ،‬البلقيني" ‪ ،‬و" الربعون المجتازة عن شيوخ‬
‫الجازة‪ " ،‬للمراغي "‪ ،‬و " المعجم للحرة مريم "‪ ،‬و‬
‫"مشيخة القباقبي لفاطمة " و " بغية الراوي بابدال‬
‫نظم العقيان في أعيان العيان‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫البخاري "‪ ،‬و " البدال العوالي "‪ ،‬و " الفراد الحسان من‬
‫مسند الدارمي عبد الله بن عبد الرحمن "‪ ،‬و " ثنائيات‬
‫الموطأ "‪ ،‬و " خماسيات الدارقطني"‪ ،‬و" البدال‬
‫الصفيات من الثقفيات" ‪ ،‬و" البدال العليات من الخلعيات‬
‫"‪ .‬وله ‪ " :‬تلخيص مغازي الواقدي "‪ ،‬وتلخيص البداية‬
‫والنهاية لبن كثيرس وتلخيص الجمع بين الصحيحين "‪ ،‬و "‬
‫تلخيص ترغيب المنذري "‪ ،‬و " تجريد الوافي للصفدي "‪،‬‬
‫و " الجوبة المشرقة عن المسائل المفرقة "‪ ،‬و " عجب‬
‫الدهر في فتاوي شهر "‪ ،‬و " ديوان شعر "‪ ،‬ومختصر‬
‫يسمى " ضوء الشهاب "‪ ،‬ومختصر منه يسمى " السبعة‬
‫السيارة " و " ديوان الخطب الزهرية "‪ ،‬و " ديوان‬
‫الخطب القلعية "‪ ،‬و " مختصر العروض "‪ ،‬و " المالي‬
‫الحديثيه "‪ ،‬وعدتها أكثر من ألف مجلس‪ .‬وقد نظم قبل‬
‫موته فيها أبياتًا‪ ،‬وذلك في شعبان سنة تسع وأربعين فقال‬
‫‪:‬‬
‫يقول راجي إله الخلق‬ ‫أملى حديث نبي‬
‫أحمـد مـن‬ ‫الحق مـتـصـل‬
‫فالسدس منها بل قيد تدنوا من اللف أن‬
‫دت مجالسـه‬ ‫ع ّ‬ ‫لها حـصـل‬
‫يتلوه تخريج أصل‬ ‫تخريج أذكار رب قد‬
‫الفقه يتبـعـهـا‬ ‫دنـا وعـل‬
‫دنا برحمته للـخـلـق‬ ‫كما عل عن سمات‬
‫يرزقـهـم‬ ‫الحادثات عـل‬
‫ولي من العمر في ذا في مدة نحو كج قد‬
‫مضت هـمـل‬ ‫اليوم قد كمل‬
‫ستا ً وسبعين عاما ً‬ ‫من سرعة السير‬
‫رحت احسبـهـا‬ ‫ساعات فيا خجل‬
‫إذا رأيت الخطايا‬ ‫في موقف الحشر‬
‫أوبقت عـمـلـي‬ ‫لول أن لي أمل‬
‫توحيد ربي يقينـا ً‬ ‫وخدمتي ولكثار‬
‫نظم العقيان في أعيان العيان‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫والـرجـاء لـه‬ ‫الصلة عـلـى‬


‫خطي ونطقي عساها محمدٍ في صباحي‬
‫والمسـاء وفـي‬ ‫تمحق الزلل‬
‫من بالصلة عليه كان فاقرب الناس منه‬
‫فـي قـيامـتـه‬ ‫عليه مشتغل‬
‫مني جميعا ً بعفوٍ منك يا رب حقق رجائي‬
‫والولى سمعوا‬ ‫قد شـمـل‬
‫مات ليلة السبت ثامن عشر ذي الحجة‪ ،‬سنة اثنتين‬
‫‪.‬وخمسين وثمانمائة‪ ،‬ودفن بالقرافة‬
‫‪ :‬ومن شعره‬
‫ثلث من الدنيا إذا‬ ‫لشخص فلن يخشى‬
‫حـصـلـت‬ ‫هـي ُ‬ ‫من الضر والضير‬
‫غنى عن بنيها‬ ‫وصحة جسم ثـم‬
‫‪:‬والسـلمة مـنـهـم‬ ‫خـاتـمة الـخـير‬
‫وكتب الشريف صلح الدين السيوطي إلى شيخ السلم‬
‫‪:‬أبي الفضل بن حجر ملغزا ً في العقل‬
‫أل يا ذوي الداب‬ ‫ومن عنهم طابت صبا‬
‫والعلم والنهـى‬ ‫وقـبـول‬
‫فديتكم لم ل نفـيس‬ ‫تصونونه كيمـا يعـز‬
‫نـفـوسـكـم‬ ‫وصـول‬
‫فإني رأيت الفضل قد‬ ‫على أن أهـلـيه إذا ً‬
‫صار كاسدا ً‬ ‫لـقـلـيل‬
‫فعن رؤساء الوقت‬ ‫فليس إلى حسن‬
‫عد ّ وخلـهـم‬ ‫الثنـاء سـبـيل‬
‫ول تنس أبناء الزمان‬ ‫يسرك منـهـم أنـه‬
‫فشرحـهـا‬ ‫لـطـويل‬
‫خبرتهم قدما ً فـمـا‬ ‫بلى عندهم في‬
‫فـيهـم وفـا‬ ‫الفضلين فضـول‬
‫نظم العقيان في أعيان العيان‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫وذاك له بين الضلـوع سوى صاحب يا صاح‬


‫بي مترفق‬ ‫مـقـيل‬
‫قؤول لما قال الكـرام يحق له منـي‬
‫الـصـبـابة أنـه‬ ‫فـعـول‬
‫ولـيس لـه بـين النـام يصاحبني في القبض‬
‫والبسط دائما ً‬ ‫عـديل‬
‫وليس بجسم مع‬ ‫على أنه للجسـم‬
‫جـهـالة قـدره‬ ‫سـوف يوءول‬
‫وفي طرده تلقاه‬ ‫وليس لميل القلب‬
‫بالقلب سـاكـنـا ً‬ ‫عنـه ذهـول‬
‫إذا اقتص ممن قد‬ ‫حت‬ ‫وفاء وقد ص ّ‬
‫جنى عنه لم يكن‬ ‫بـذاك نـقـول‬
‫له دية كالـنـفـس‬ ‫وجوبا ً على الجانين‬
‫كـامـلة إذا ً‬ ‫حـين يحـول‬
‫ويحسب حرف منه‬ ‫مل الحساب‬ ‫وفي ج ّ‬
‫نصف جميعه‬ ‫فيه فصـول‬
‫وزاد على عد الثلثـين‬ ‫ن لـلـبـيان‬
‫وفيه معا ٍ‬
‫ثـلـثـه‬ ‫تـطـول‬
‫‪ :‬فأجاب شيخ السلم ‪ :‬الحمد لله واهب العقل‬
‫أيا سيدا ً شيدت‬ ‫وجرت لها فوق‬
‫ة‬
‫مـعـالـيه رفـع ً‬ ‫السـمـاك ذيو ُ‬
‫ل‬
‫وللضد عند العـارفـين لكم في العل والفضل‬
‫ة‬
‫أي نـبـاه ٍ‬ ‫خـمـول‬
‫أتاني لغٌز منك للعـقـل‬ ‫قؤول لما قال‬
‫ش‬‫مـدهـ ٌ‬ ‫الـكـرام فـعـول‬
‫تنظم فـي سـلـك‬ ‫وكم لك عندي في‬
‫الـبـلغة دره‬ ‫القلئد لـولـو‬
‫ي بـالـجـواب يقول جوابا ً لعتذاري‬‫لنت مل ٌ‬
‫تـهـكـمـا ً‬ ‫كـفـيل‬
‫نظم العقيان في أعيان العيان‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫ل إلى‬‫نعم كان لي مي ٌ‬ ‫وأبكار فكري ما لـهـن‬


‫ة‬
‫الشعر بـره ً‬ ‫بـعـول‬
‫فشعب مني فكرتي‬ ‫تحملته فـي كـاهـلـي‬
‫ب‬‫عبء منصـ ٍ‬ ‫ثـقـيل‬
‫وفصل قضايا في‬ ‫فصول وكم عند‬
‫تفاصيل أمرهـا‬ ‫الخصوم فضـول‬
‫ومجلس إملء وخطـبة‬ ‫س وتـعـلـيل لـه‬ ‫ودر ٌ‬
‫ة‬
‫جـمـع ٍ‬ ‫ودلــيل‬
‫ث‪ .‬وتفسير وفقـه‬ ‫حدي ٌ‬ ‫عقول تعاني فهمـهـا‬
‫قـوامـهـا‬ ‫ونـقـول‬
‫لمستنبطات الفقه‬ ‫تزور فإن لم‬
‫مستبطـنـاتـهـا‬ ‫أضـبـطـن تـزول‬
‫وطالب إسمـاع وفـتـيا‬ ‫وطالب علم في‬
‫وحـاجة‬ ‫البحوث سـوءول‬
‫وكلهـم يرجـو نـجـاح‬ ‫ويصخب إن أرجـأتـه‬
‫مـراده‬ ‫ويصـول‬
‫وهـذا إلـى أوقـات‬ ‫ب يعـتـريه‬ ‫ل وشـر ٍ‬ ‫وأك ٍ‬
‫نـوم وراحة‬ ‫ذهـول‬
‫س ترويح نفس‬ ‫وفي نف ٍ‬ ‫ل‬
‫وتأنيس هز ٍ‬
‫اجمـتـهـا‬ ‫هـزلـهـن هـزيل‬
‫وأمر معادي رحت فيه‬ ‫وأمر معاشي قـد‬
‫مفـرطـا ً‬ ‫حـواه وكـيل‬
‫ول تنس أبنـاء‬ ‫متى عوقوا نحو‬
‫الـرسـائل أنـهـم‬ ‫العقـيق يمـيلـوا‬
‫فهل لمرىٍء هذي‬ ‫فراغ لـنـظـم ٍ فـارٍغ‬
‫تفاصيل أمـره‬ ‫فـيقـول‬
‫وأّني ترى من ليس‬ ‫تطيع مفـاعـيل لـه‬
‫بالشعر شاعـر‬ ‫وفـعـول‬
‫ولست الذي يرضى‬ ‫يدل عليه العقـل وهـو‬
‫سلوك خلف ما‬ ‫خـلـيل‬
‫نظم العقيان في أعيان العيان‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫لعاد وسيف الطرف فانظم ما لو قاله‬


‫الغـير مـسـنـدا ً‬ ‫منـه كـلـيل‬
‫خرت‬ ‫فعذرا ً فما أ ّ‬ ‫ل ولكن ما إلـيه‬ ‫لبخ ٍ‬
‫نظم جوابكـم‬ ‫سـبـيل‬
‫وقد صح قولي أن‬ ‫وجسم انتحالي‬
‫جسمي منحل ً‬ ‫للقريض نحـيل‬
‫فإن أنت لم تعذر‬ ‫وإيثاره للصبر عنك‬
‫أخاك وجدتـه‬ ‫جـمـيل‬
‫وثلثاه للقلب الـذكـي ولغزك في القلب‬
‫أستقر مقامه‬ ‫مـثـيل‬
‫يعاني الصبا ظّلت إليه نفيس فإن قلبته‬
‫فنـفـوس مـن‬ ‫تـمـيل‬
‫وقلبه أيضا ً تلق عون‬ ‫يطيب إذا هبت عليه‬
‫ر‬
‫مسـافـ ٍ‬ ‫قـبـول‬
‫بقيت صلح الدين‬ ‫فسادا ً له في‬
‫تمنع بالنهـى‬ ‫الفاضلين دخـول‬
‫ولم ل يجوز العقل‬ ‫ما لـه‬‫غدا حمزة ع ّ‬
‫أجمع سـيد ٌ‬ ‫وعـقـيل‬
‫دماميني‪ ،‬الشهاب أحمد ‪35 -‬‬
‫ال ّ‬
‫أحمد بن محمد بن أبي بكر بن عمر بن أبي بكر بن محمد‬
‫بن سليمان بن جعفر بن يحيى بن حسين بن محمد بن‬
‫أحمد بن أبي بكر بن يوسف بن علي بن صالح بن إبراهيم‬
‫بن سليمان بن خالد بن الوليد المخزومي‪ ،‬شهاب الدين‬
‫بن العلمة بدر الدين الدماميني السكندري المالكي‪ .‬ولد‬
‫سنة تسعين وسبعمائة‪ ،‬وبحث على والده في الرسالة‪،‬‬
‫واللفية‪ ،‬والحاجبية‪ .‬وسمع على الجمال بن الخراط‪،‬‬
‫‪ ".‬وأجاز له جماعة‪ .‬مات " بحدود سنة ستين وثمانمائة‬
‫ابن بركوت المكيني‪ ،‬الصلح أحمد ‪36 -‬‬
‫نظم العقيان في أعيان العيان‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫أحمد بن محمد بن بركوت الحبشي المكيني ولء‬


‫الشافعي‪ ،‬قاضي القضاة صلح الدين‪ ،‬ربيب شيخنا قاضي‬
‫القضاة‪ ،‬علم الدين البلقيني ‪ .‬ولد سنة إحدى وعشرين‬
‫وثمانمائة‪ .‬وكان اسمه أول أمير حاج فغّيره إلى أحمد‪.‬‬
‫وتفقه على شيخنا المذكور وتقدم عنده حتى على ولده‪.‬‬
‫وولي الحسبة في حياته‪ .‬ثم لما مات وولي شيخنا‬
‫المناوي‪ ،‬سعى عليه في القضا إلى أن عزل ووليه سنة‬
‫سبعين‪ ،‬فكان أول وهن دخل على منصب الشرع‪ ،‬ولم‬
‫يمكث فيه سوى ستة أشهر‪ .‬ثم عزل واستمر معزول َ إلى‬
‫‪.‬أن مات في سنة إحدى وثمانين وثمانمائة‬
‫ابن مبارك شاه‪ ،‬الشهاب أحمد ‪37 -‬‬
‫أحمد بن محمد بن حسين بن إبراهيم بن سليمان الحنفي‬
‫الديب البارع‪ ،‬شهاب الدين المعروف بابن مباركشاه‪،‬‬
‫وهو لقب والده‪ .‬ولد يوم الجمعة عاشر ربيع الول‪ ،‬سنة‬
‫ست وثمانمائة‪ .‬واشتغل بأنواع العلم‪ ،‬وتفنن وبرع وتميز‪،‬‬
‫وجمع مجاميع‪ ،‬وعلق تعاليق‪ .‬مات في ربيع الول‪ ،‬سنة‬
‫اثنتين وستين وثمانمائة‪ .‬كتب إلى الشريف صلح الدين‬
‫‪ :‬السيوطي يطارحه في كريم‬
‫تجاسر العبد حسب‬ ‫وراح من شيخه‬
‫الذن منك له‬ ‫بالسعد مقرونا ً‬
‫ملكت رقي بما‬ ‫إذ كنت عبدا ً رقيقا ً‬
‫أسديت من كـرم ٍ‬ ‫صرت مأذونا‬
‫يقبل الرض التي مدت آملنا لسماحتها يد الطماع‪ ،‬وينهي‬
‫‪:‬أنه تمسك بقوة الطباع وقال‬
‫يا إماما ً انـت شـرف‬ ‫ت المعاني والمعالـي‬
‫لك وصف في‬
‫قد أتى مثل الـغـزال‬
‫الحاجي‬
‫نظم العقيان في أعيان العيان‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫‪:‬فأجابه الشريف‬
‫أظهرته بعد ما قد كان تأمل الطرف ما‬
‫أهديت من أمل‬ ‫مقرونا‬
‫بذا رضيت وما قدمت وقد أجبت ولم‬
‫أمنحـك جـائزة‬ ‫موزونا‬
‫وبعد فقد وقفت على شنف السماع‪ ،‬وامتثلت المرسوم‬
‫‪:‬المطاع‪ ،‬وطارحت بميسور المستطاع‪ ،‬فقلت‬
‫راق ما قد جئت فيه‬ ‫بكلم كالـللـي‬
‫قلت إذ جودت نظما ً‬ ‫منتقى جاد بمـال‬
‫ومن شعر ابن مبارك شاه يمدح الحافظ بن حجر‪ ،‬ويذكر‬
‫‪:‬ختم شرح البخاري تأليفه‬
‫اتبرز خدا ً للمـقـبـل‬ ‫وتعطف قدا للمعـانـق‬
‫قـد بـدا‬ ‫أمـيدا‬
‫وتسبل فرعا ً طال‬ ‫وتطلع من فرق‬
‫سهدي بلـيلـه‬ ‫الغزالة فرقـدا‬
‫فديتك ل أخشى‬ ‫وقد لح فرق للضلل‬
‫الضلل بفرعهـا‬ ‫من الهدى‬
‫ومن عجب أني خلـيع‬ ‫وشوقي إليها ل يزال‬
‫ة‬
‫صـبـاب ٍ‬ ‫مـجـددا‬
‫واعجب من ذا إن‬ ‫تثنى بجمع الحسن‬
‫لين قوامـهـا‬ ‫يخطر مفردا‬
‫لها سيف لحظ فوق‬ ‫فيا فرق قلب قد رآه‬
‫ة‬
‫دينار وجـن ٍ‬ ‫مـجـردا‬
‫ظ غدا في‬ ‫ولح ٍ‬ ‫يخيل من حبل‬
‫ق‬‫السحر فتنة عاش ٍ‬ ‫الـذوائب اسـودا‬
‫ومذ قلت أن الوجه‬ ‫غدا الطرف في‬
‫للحسن جامع‬ ‫محرابه مترددا‬
‫نظم العقيان في أعيان العيان‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫ولم ل يكون الوجه‬ ‫إذا ما جل ركنا من‬


‫ق‬‫قبلة عـاشـ ٍ‬ ‫الخال اسودا‬
‫فوا لهف قلبي وهي‬ ‫س من خدها‬ ‫على قب ٍ‬
‫تقلبه في اللقـا‬ ‫قـد تـوقـدا‬
‫ومجنون طرف في‬ ‫بسلسلةٍ من دمـعـه‬
‫شبابيك هـدبـه‬ ‫قـد تـقـيدا‬
‫ولو لح للحي بديع‬ ‫لما راح فيها اليوم‬
‫جـمـالـهـا‬ ‫يلحي ول غـدا‬
‫لها طلعة أبهى من‬ ‫لن شهاب الدين في‬
‫الشمس بـهـجة‬ ‫وجههـا بـدا‬
‫شهاب ضياء الدين من‬ ‫زكي على الفاق‬
‫نور فضلـه‬ ‫يشرق بالـهـدى‬
‫وبحر رأيت القلب‬ ‫ولكن حوى ذهنا ً غـدا‬
‫منـه بـصـدره‬ ‫مـتـوقـدا‬
‫وكم رمت محمود‬ ‫بعصري رئيسا غير‬
‫اليادي فلم أجـد‬ ‫أحمد أحـمـدا‬
‫وتاهيك من قـدر‬ ‫يدور الورى من إن‬
‫حـواه وكـاد إن‬ ‫يكون محسـدا‬
‫له منطق في كل‬ ‫من الشهد اشهى حين‬
‫عـقـد يحـلـه‬ ‫يحضر مشهدا‬
‫له قلم كالميل‬ ‫يداوي به من كان في‬
‫والنقـس كـحـلـه‬ ‫الناس أرمدا‬
‫قد ارتاح حسن الخط‬ ‫فما سود التصـنـيف إل‬
‫والحظ والنهى‬ ‫وجـودا‬
‫وزهد في التألـيف كـل‬ ‫فصار بتأليف الحـديث‬
‫مـؤلـف‬ ‫مـزهـدا‬
‫إذا ما حضرت اليوم‬ ‫ترى فيه ما فيه‬
‫مجلس حكمـه‬ ‫الخلص له غـدا‬
‫فدم لجميع الناس في‬ ‫لنك في العلياء قد‬
‫العصر سـيدا‬ ‫لحت مـفـردا‬
‫نظم العقيان في أعيان العيان‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫عن الصعب يروون‬ ‫ول زال عن سهل‬


‫المكارم للورى‬ ‫عطاؤك مسنـدا‬
‫م‬
‫ووالله ما في العصر وعلمك ج ٌ‬
‫والتصـانـيف جـمـلة‬ ‫غيرك يقتـدى‬
‫صحيح البخاري مذ‬ ‫بفتح من البـاري‬
‫شرحت حديثـه‬ ‫ونـصـر تـأيدا‬
‫فكم مغلق بالفتح‬ ‫إلى فهمه لو لك ما‬
‫اصبـح واضـحـا ً‬ ‫كان يهـتـدى‬
‫اغار إلى اقصى البـلد فلله فتح طن في‬
‫الـكـون ذكـره‬ ‫وانـجـدا‬
‫هنيئا ً له قد سار بين‬ ‫وما سار حتى صار‬
‫ذوي النـهـى‬ ‫مثلـك اوحـدا‬
‫وكم حاسد بالهم مـنـه وكم صدر صدرٍ قد‬
‫شرحت بختمـه‬ ‫تـنـهـدا‬
‫فاظهر خدا ً بـالـسـرور وكم ضمه جلد ٌ على‬
‫حسنه انطـوى‬ ‫تـوردا‬
‫فعش لوفودٍ سيق‬ ‫إذا زمزم الحادي‬
‫نحوك عـيسـهـم‬ ‫بذكـرك اوحـدا‬
‫‪:‬وله‬
‫ووحي غرام ٍ في‬ ‫يطول على العشاق‬
‫الحاديث شرحه‬ ‫فيهم بما حووا‬
‫ووروا حديث الخال‬ ‫بكل حديث في‬
‫عن ماء وجنة‬ ‫المحاسن قـدرووا‬
‫‪:‬وله‬
‫ر‬
‫ان النساء نساء مص ٍ‬ ‫قد جبلن على الخيانة‬
‫ان قيل قد عدم الوفـا‬ ‫منهن قل أي والمانة‬
‫‪:‬وله‬
‫نظم العقيان في أعيان العيان‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫يا أيها العشـاق‬ ‫قد جـاءكـم يسـأل أو‬


‫قـولـوا لـمـن‬ ‫يهـتـدي‬
‫اجـيد ٌ اتــلف روح‬ ‫على مليح في الهوى‬
‫امـــرٍء‬ ‫أم ردي امرد‬
‫ابن الحاضر‪ ،‬الشهاب أحمد ‪38 -‬‬
‫أحمد بن محمد بن خليل الحاضر الحنفي‪ ،‬شهاب الدين‪.‬‬
‫كان عارفا بالقراآت‪ ،‬السبع‪ ،‬فاض ً‬
‫ل‪ .‬سمع على جماعة‪.‬‬
‫ولد سنة أربع وسبعين وسبعمائة‪ .‬ومات في ذي الحجة‬
‫‪.‬سنة تسع وخمسين وثمانمائة‬
‫ابن صالح‪ ،‬الشهاب أحمد ‪??39 -‬‬
‫أحمد بن محمد بن صالح بن الفخر عثمان بن النجم محمد‬
‫بن القاضي محيي الدين الشليمي سكنا الحسيني شهاب‬
‫الدين أبو الثناء‪ ،‬المعروف بابن صالح‪ ،‬الفاضل الديب‬
‫البارع‪ .‬ولد في حدود العشرين وثمانمائة‪ ،‬واشتغل بالعلم‬
‫فقهًا‪ ،‬وأصو ً‬
‫ل‪ ،‬ونحوا‪ .‬فاخذ عن القاياتي‪ ،‬والونائي‪ ،‬وابن‬
‫حجر‪ ،‬وأبي والقاسم النويري‪ ،‬والحناوي‪ ،‬وعضد الدين‬
‫السيرامي‪ ،‬والتقي الشمني‪ .‬ونظم عقائد النسفي قصيدة‬
‫من بحر البسيط على روي ل‪ ،‬وله النظم الرائق‪ ،‬والنثر‬
‫الفائق‪ ،‬وهو أحد السبعة الشهب‪ .‬مات سنة إحدى وستين‬
‫‪:‬وثمانمائة‪ .‬ومن شعره‬
‫ورب عذول قد رأى‬ ‫فقال وعندي لوعة‬
‫من أحبه‬ ‫من تجانبه‬
‫أهذا الذي يسبي‬ ‫فقلت نعم يا عاذلي‬
‫حشاك بعينه‬ ‫وبحاجبه‬
‫‪:‬وقال‬
‫ملما ً عليه وهو للقلب وظبي من التراك‬
‫نظم العقيان في أعيان العيان‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫حاول عاذلي‬ ‫مالـك‬


‫فلما تبدى خصره‬ ‫ومبسمه ضاقت عليه‬
‫وجـفـونـه‬ ‫المسالك‬
‫‪:‬وقال في مليح يسمى فرجا ً والتورية مثلثه‬
‫شكى فوآدي هم‬ ‫وفيك أصبح صدري‬
‫الصدر يا فرجـا‬ ‫ضيقا ً حرجا ً‬
‫واستيأس القلب حتى‬ ‫يا مشتكي الهم دعه‬
‫رحت أنشده‬ ‫وانتظر فرجا‬
‫‪:‬وقال‬
‫بدا فـوق خـديه‬ ‫جمال وأضحى عاذلي‬
‫الـعـذار فـزاده‬ ‫يجمل النصخا‬
‫وقال يمينا ً ل ألومك‬ ‫واعذر على حب‬
‫فـي الـهـوى‬ ‫العذار ول أضحى‬
‫‪:‬وقال‬
‫ونقي الـعـذار قـد‬ ‫زان وجناته العـذار‬
‫جل خلقـه الـذي‬ ‫اولج الليل في النهار‬
‫‪:‬وقال في مليح يلقب سعد الدين مضمنا‬
‫دولبنا هذا يشابه‬ ‫صبا تعد من السقام‬
‫عـاشـقـا ً‬ ‫ضلوعه‬
‫من بعدهم جهد المقل يبكي على فقد الحبة‬
‫منشـدا ً‬ ‫دموعه‬
‫‪:‬وكتب إلى الشهاب ابن أبي السعود ملغزا في كاس‬
‫أل يا شهابـا لـي‬ ‫وللضد منه جذوة‬
‫بـأنـواره هـدى‬ ‫الـنـار تـلـفـح‬
‫نظم العقيان في أعيان العيان‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫ويا ذا الحجـا الـواري‬ ‫على إن فيه عـاقـل‬


‫زنـاد ذكـائه‬ ‫لـيس يقـدح‬
‫فديتك ما حلو‬ ‫على انه عنـد‬
‫المراشـف والـلـمـى‬ ‫الـمـذاقة يمـلـح‬
‫إذا ارتشف المشتاق‬ ‫غدا ثـمـل ً مـن ريقـه‬
‫يا صاح ثـغـره‬ ‫يتـرنـح‬
‫بمبسمه الزهـر‬ ‫ووجنته فيها جنـى‬
‫القـاحـي ضـائع‬ ‫الـورد ينـفـح‬
‫وكل إنـاء بـالـذي فـيه ينـم بـمـا اسـتـودعـه‬
‫ويذيعــه‬ ‫ينـضـح‬
‫عجيب لكاس إن غـدا ويسحب ذيل الشرب‬
‫من مـدحـه ول‬ ‫وهـو يمـدح‬
‫يبيت يكيل التبر لكـن‬ ‫تراه البرايا سـائل ً‬
‫مـع الـغـنـا‬ ‫حـين يصـبـح‬
‫يقوم على سـاق‬ ‫وفي الكعب وصف‬
‫يسـرك مـنـظـرا ً‬ ‫من يلحظه ينزح‬
‫عجبت له كم فيه قد‬ ‫على أن أنوار الهدى‬
‫حـار ذو حـجـا ً‬ ‫منـه تـلـمـح‬
‫يهيج ومنه النار تطفـو واعجب مـن ذا إن‬
‫جـمـر فـؤآده‬ ‫وتـطـفـح‬
‫تركب عنـدي مـن‬ ‫وقد قيل ثلث الثمن‬
‫ثـلثة أحـرف‬ ‫من قـال ارجـح‬
‫وان صحف النسان‬ ‫يجد حيوانا ً منه في‬
‫مقلوب لفـظـه‬ ‫المـلـح يسـبـح‬
‫فأفصح بما الغزت‬ ‫سواك فتى عن سر‬
‫فـيه فـمـا أرى‬ ‫معنـاه يفـصـح‬
‫وعش ما بدا شكل‬ ‫شموس ولحت‬
‫الهلل وأشـرقـت‬ ‫انـجـم تـتـوضـح‬
‫وقال يمدح شيخ السلم ابن حجر وقد تولى تدريس‬
‫‪:‬الصلحية بجوار مشهد المام الشافعي رحمه الله تعالى‬
‫نظم العقيان في أعيان العيان‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫ول سلوة عنه ول الصبـر لواحظ تجـنـي وقـلـب‬


‫يعـذب‬ ‫يعـذب‬
‫غزال بجفينه من‬ ‫على أخذ أرواح البرية‬
‫السقـم كـسـرة‬ ‫تنـصـب‬
‫اغن رخيم الدل العـس غرير كحيل الطرف‬
‫اسمر احـور‬ ‫اشـنـب‬
‫إذا ما بدا أو ماس أو‬ ‫فبدر وخـطـي ولـيث‬
‫صال أو رنـا‬ ‫وربـرب‬
‫خذوا حذركم إن صال‬ ‫فكم صاد قلبا ً منه‬
‫كاسر جفنـه‬ ‫بالهدب مخلـب‬
‫هو الشمس بعدا ً في‬ ‫ولكنه عن ناظـريه‬
‫المكان وبهـجة‬ ‫مـحـجـب‬
‫تعشقته حلـو‬ ‫يكاد بالحاظ المـحـبـين‬
‫الـشـمـائل اغـيدا‬ ‫يشـرب‬
‫واسكنته عيني التي‬ ‫وهيهات يرضيه خباها‬
‫الدمع ملوءهـا‬ ‫المطـنـب‬
‫عجبت لماء الحسن‬ ‫على أن فيه جمـرة‬
‫فـاض بـخـده‬ ‫تـتـلـهـب‬
‫واعجب من ذا ان‬ ‫بأحمر ذاك الخد أخضر‬
‫نـبـت عـذاره‬ ‫مخصـب‬
‫ففيه رأيت الحسن وهو لئن كان منه الوجه‬
‫أصبـح روضة‬ ‫مـهـذب‬
‫وإن كنت يا قلبي‬ ‫فإن عذولي في هواه‬
‫سعـيدا ً بـحـبـه‬ ‫الـمـسـيب‬
‫فإن ثنا قاضي القـضـاة وان طاب في وصف‬
‫الغزال تغزلي‬ ‫لطـيب‬
‫هو المشتري بالجود‬ ‫يبيت السهى ساه لـه‬
‫بيتا ً من العلـى‬ ‫يتـعـجـب‬
‫فل مطلب عنه من الفجر شهاب رقى العليا‬
‫بصـدق عـزائم‬ ‫يحجـب‬
‫نظم العقيان في أعيان العيان‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫وحاز سهام الفضل‬ ‫قديما ً إلى أعل كنـانـه‬


‫من حيث قد غدا‬ ‫ينـسـب‬
‫أبو الفضل ل ينفك‬ ‫ول عجب أن يفتتن‬
‫بالفضل مغرمـا ً‬ ‫بـابـنـه الب‬
‫بنو حجر بـيت عـلـي‬ ‫له كعبة حجوا لهـا‬
‫وأحـمـد‬ ‫وتـقـربـوا‬
‫فل عجب أن يحمد‬ ‫ولكن وفاق السم‬
‫النـاس فـعـلـه‬ ‫والفعـل اعـجـب‬
‫يفضض منـهـا والصـيل تحلت به اليام فانظر‬
‫تر الـضـحـى‬ ‫يذهـب‬
‫تقطر في آثارها وهـو له راحة لو جارت الغيث‬
‫في الـنـدا‬ ‫مـتـعـب‬
‫ألم تر أن السحب‬ ‫إذا ما بدا منه النـدى‬
‫أمست من الـحـيا‬ ‫تـتـسـحـب‬
‫وكم قد تجلى منه في يجلي دياجـير‬
‫الـخـطـوب يراعـه‬ ‫الخطب كوكب‬
‫ويشرق ما بـين الـبـنـان‬ ‫سنا بارق من خلفه‬
‫كـأنـه‬ ‫الغيث يسـكـب‬
‫ويسمعنا شدو الصريف يدير طل النشاء صرفا ً‬
‫فننـتـشـي‬ ‫فـنـطـرب‬
‫تجاسر عود اللهو‬ ‫فمن أجل هذا أصبح‬
‫يحكـي صـريفـه‬ ‫العود يضـرب‬
‫له الله من عالي‬ ‫كما انهل من صوب‬
‫السجـية عـذبـهـا‬ ‫الغمـائم صـيب‬
‫فيا حبذا في الحـالـتـين تجانس مربـاه الـبـديع‬
‫ولـفـظـه‬ ‫الـتـأدب‬
‫طباع من الصهبـا أرق‬ ‫إلى الصب من ريق‬
‫ومـنـطـق‬ ‫الحبائب أعـذب‬
‫روى عن سجاياه‬ ‫وعن سطوات الباس‬
‫السخيات سهـلـهـا‬ ‫حزن ومصعـب‬
‫نظم العقيان في أعيان العيان‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫ليهن المام الشـافـعـي‬ ‫فتى ماله إل الفـضـائل‬


‫بـأحـمـد‬ ‫مـذهـب‬
‫إمام لشـتـات الـبـلغة‬ ‫يقاس بقس حين يرقـى‬
‫ع‬
‫جـامـ ٌ‬ ‫ويخـطـب‬
‫فقـيه إذا رام الـكـتـابة‬ ‫يفيض له من عـطـاياه‬
‫طـالـب‬ ‫مـطـلـب‬
‫وقد حفظ الله الحـديث‬ ‫فل ضائعٌ إل شـذى‬
‫بـحـفـظـه‬ ‫مـنـه طـيب‬
‫وما زال يملي الطرس‬ ‫للىء إذ يملي علـينـا‬
‫من بحر صدره‬ ‫ونـكـتـب‬
‫فأظهر في شرح‬ ‫يشرق طـورا ً ذكـرهـا‬
‫الصحـيح غـرائبـا ً‬ ‫ويغـرب‬
‫وبـارئه بـالـفـتـح مـنـه‬ ‫لسبل الهدى باب‬
‫أمـده‬ ‫صحـيح مـجـرب‬
‫ول أنس إذ بالتاج‬ ‫عرائسه والحـسـن ل‬
‫والقرط تجـتـلـى‬ ‫يتـحـجـب‬
‫واجمع من فـوق‬ ‫فريد فجهل الحـاسـدين‬
‫الـبـسـيطة أنـه‬ ‫مـركـب‬
‫أسيدنا قاضي الـقـضـاة‬ ‫ت ويغـبـط‬ ‫تهنى وليا ٌ‬
‫ومـن بـه‬ ‫مـنـصـب‬
‫ويا واحـدا ً قـد زان‬ ‫م‬
‫م واحتـشـا ٌ‬ ‫تقى وعلو ٌ‬
‫ع‬
‫عـلـياه أربـ ٌ‬ ‫ومـنـسـب‬
‫توليتها بالـعـلـم ل‬ ‫غدت بك تزهى من‬
‫الـجـاه رتـبة‬ ‫فخار وتعـجـب‬
‫وفي رجـب وافـت‬ ‫بأنك فرد ٌ فـي الـبـرايا‬
‫إلـيك فـآذنـت‬ ‫مـرجـب‬
‫ومذ كنت اكفى الناس‬ ‫أتت بابك العالي‬
‫قاطـبة لـهـا‬ ‫لمجدك تـخـطـب‬
‫وأنت بما ولـيت أولـى‬ ‫معارف والمـعـروف‬
‫وانـت بـال‬ ‫أدرى وأدرب‬
‫نظم العقيان في أعيان العيان‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫وكل وميض غير بـرقـك وكل غمام غير فضـلـك‬


‫ع‬
‫مـقـلـ ٌ‬ ‫خـلـب‬
‫نعم وعلى علياك نعقـد‬ ‫ونبسط في قصد‬
‫خـنـصـرا‬ ‫المساعي ونرغـب‬
‫ونبغي بمغناك الغـنـي‬ ‫تراني بموصول‬
‫فـلجـل ذا‬ ‫الـمـديح أشـبـب‬
‫وكأس الثنا عند الكـرام فخذ من ثنائي‬
‫كالكوءوس مـحـبـبـا ً‬ ‫مـحـبـب‬
‫بجودك سعر الشعر في‬ ‫إلى أن غدت أوزانـه‬
‫الناس قد غل‬ ‫تـتـسـبـب‬
‫وان أوجز المداح فـيه وليس يساوي قدرك‬
‫العالـي الـثـنـا‬ ‫وأطـنـبـوا‬
‫وإنا لنرجو العفو منـك‬ ‫فما زلت تعفوا حين‬
‫لـهـفـونـا‬ ‫نهفوا ونـذنـب‬
‫بقيت شهابا ً في سما‬ ‫وبدرك وضاح الثنـا‬
‫الفضل طالـعـا ً‬ ‫لـيس يغـرب‬
‫وعشت لمجـد‬ ‫وحسن ثناء عن‬
‫تـسـتـجـد بـنـاءه‬ ‫مـعـالـيك يعـرب‬
‫‪ :‬وقال يمدح النبي صلى الله عليه وسلم‬
‫نعم بامتداحي اكرام‬ ‫نبي بذكراه المـدائح‬
‫الخلق ابـدأ‬ ‫تـهـنـأ‬
‫نبي كريم جود كـفـيه‬ ‫وأنفاسه الغر‬
‫أبـحـر‬ ‫النفـائس لـؤلـؤ‬
‫نبي عل حتى تشرفت‬ ‫بأقدامه إذ زانها منه‬
‫الـعـل‬ ‫موطـئ‬
‫كأن الثريا شابهت‬ ‫فأمسى لها راس‬
‫موطـئا ً لـه‬ ‫الهلل يطأطى‬
‫فجل الذي أنشأ بديع‬ ‫وحلى بيانا ً في معانـيه‬
‫صـفـاتـه‬ ‫ينـشـأ‬
‫نظم العقيان في أعيان العيان‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫على أنه طول المدى سراج منير موضح‬


‫سبل الـهـدى‬ ‫ليس يطـفـأ‬
‫ويكيفيه آيات الكـتـاب‬ ‫ليات حق بالـنـبـوة‬
‫فـإنـهـا‬ ‫تـنـبـئ‬
‫هي الشمس ل تخفى‬ ‫على أكمه ل بل من‬
‫اضاءتها سوى‬ ‫الشمس أضوأ‬
‫ويخدمه مـنـهـا ظـلل وأبيض يستسقى‬
‫الغمام بـوجـهـه‬ ‫تـفـيأ‬
‫له الشمس ردت وهي‬ ‫كأن سناها نـوره‬
‫مشرقة الضيا‬ ‫الـمـتـللـئ‬
‫وأروى الظما كالنيل‬ ‫أصابعه حتى ارتووا‬
‫عذبا ً مهطـرا‬ ‫ضـوءا‬
‫وتـو ّ‬
‫بجدواه شاكي الدين سخا ومحى شكوى‬
‫قتادة فاغـتـدى‬ ‫والعـين يبـرأ‬
‫ويوم الظما ل مورد‬ ‫فمن يسقى من‬
‫غير حوضـه‬ ‫شربة ليس يظـمـأ‬
‫أل يا رسول الله‬ ‫بها يدفع الـلـه‬
‫والرحـمة الـتـي‬ ‫الـعـذاب ويدرأ‬
‫إليك التجائي من‬ ‫فما لي أن أقصيت‬
‫ذنوب هي الـردى‬ ‫في الحي ملجأ‬
‫حصلت من الوزار‬ ‫فها أنا ذا أن أتبع‬
‫وقـرا يؤدنـي‬ ‫الركب ابـطـئ‬
‫وياليت أن أبطي أصب‬ ‫أراني لسوء الحظ‬
‫بعد إنـمـاء‬ ‫أبطي وأخطـئ‬
‫فإنك وتر للـشـفـاعة فكن لي شفيعا ً يوم‬
‫ينكشف الغـطـا‬ ‫تـخـبـأ‬
‫عليك صلة الـلـه ثـم‬ ‫على عدد اليام‬
‫سـلمـه‬ ‫تتـلـى وتـقـرأ‬
‫وآلك والصحاب من‬ ‫يضيء ويستهدي‬
‫كل كـوكـب‬ ‫ويسمو وينـشـأ‬
‫نظم العقيان في أعيان العيان‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫ابن عربشاه الدمشقي‪ ،‬شهاب الدين أحمد ‪? 40 -‬‬


‫بن محمد‬
‫أحمد بن محمد بن عبد الله بن علي بن محمد بن عربشاه‬
‫ل‪ ،‬وأديبا ً‬
‫الدمشقي الحنفي‪ ،‬شهاب الدين‪ .‬كان عالما ً فاض ً‬
‫ناظمًا‪ ،‬جال في البلد وأخذ عن الكابر‪ .‬وله تصانيف‪ .‬ولد‬
‫سنة إحدى وتسعين وسبعمائة‪ .‬ومات في رجب سنة أربع‬
‫‪.‬وخمسين وثمانمائة‬
‫السرسي‪ ،‬أحمد ‪?41 -‬‬
‫أحمد بن محمد بن عبد الغني السرسي‪ ،‬صاحب أحوال‬
‫وكرامات‪ .‬مات في جمادى الخرة سنة إحدى وستين‬
‫‪.‬وثمانمائة‪ ،‬وقد زاد على السبعين‬
‫الشهاب الحجازي‪ ،‬أحمد ‪42 -‬‬
‫أحمد بن محمد بن علي بن حسين بن إبراهيم‪ ،‬أبو الطيب‬
‫شهاب الدين‪ ،‬بن الشيخ الصالح المقرئ شمس الدين‪،‬‬
‫النصاري الخزرجي السعدي العبادي الحجازي الصل‬
‫المصري‪ ،‬الشافعي الديب البارع المفنن‪ .‬ولد في شعبان‬
‫سنة تسعين وسبعمائة‪ .‬وأجاز له الحافظ زين الدين‬
‫العراقي‪ ،‬وسمع على المجد الحنفي‪ ،‬والبدر النسابة‪،‬‬
‫والبرهان النباسي‪ ،‬وابن أبي المجد وغيرهم‪ ،‬وحضر‬
‫دروس الكمال الدميري‪ ،‬ودعا له‪ ،‬وسمع من شرحه لبن‬
‫ماجة‪ .‬ولزم العز بن جماعة‪ ،‬والولي العراقي‪ ،‬والشمس‬
‫البرماوي‪ ،‬والبساطي في عدة من الفنون‪ .‬وعني بالدب‬
‫كثيرا ً إلى أن تقدم فيه‪ ،‬وصار أحد أعيانه‪ .‬وله فيه تصانيف‬
‫منها‪ " :‬التذكرة نحو سبعين جزءًا‪ ،‬و " كتاب النيل " و "‬
‫روض الداب "‪ " ،‬وحبيب الحبيب ونديم الكئيب "‪ ،‬و "‬
‫القواعد المقامات من شرح المقامات " "‪ ،‬و " قلئد‬
‫النحور من جواهر البحور "‪ ،‬في اقتباسات القرآن‪ ،‬و "‬
‫ديوانه المفرد "‪ ،‬و " ومصنف في اللغاز والحاجي "‪ ،‬و "‬
‫نظم العقيان في أعيان العيان‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫ومصنف أدعية يدعى بها عقب قراءة الختمات بحسب‬


‫الوقائع والمقامات "‪ ،‬و " أجوبة اعتراضات ابن الخشاب‬
‫على الحريري "‪ .‬مات يوم الربعاء سابع رمضان‪ ،‬سنة‬
‫‪ :‬خمس وسبعين وثمانمائة‪ .‬وقال مضمنا ً‬

‫قصدت رؤية خصر مذ‬ ‫فقال لي بلسان‬


‫سمعت به‬ ‫الحال ينشـدنـي‬
‫انظر إلى الردف‬ ‫مثل المغيدي فاسمع‬
‫تستغن به وأنـا‬ ‫بي ول ترني‬
‫‪:‬وقال في ملحية لبسة ثوب خمري‬
‫في ثوبها الخمري قد‬ ‫بوجنة حمراء‬
‫أقبلـت‬ ‫كـالـخـمـر‬
‫فملت سكرا ً حين‬ ‫ل تنكروا سكري من‬
‫أبصرتـهـا‬ ‫الخمري‬
‫‪ :‬وقال في باكية تسمى جنة مضمنا‬
‫نزهة عيني جنة‬ ‫مدامعا ً من مقلة‬
‫أرسـلـت‬ ‫هـامـية‬
‫قد قلت لما ان بكت‬
‫كأزهـار روضة زاهـية‬
‫واغتدت‬
‫جارية أعـينـهـا جــنة‬ ‫وجنة أعـينـهـا جـارية‬
‫‪ :‬وقال في مليحة قرعاء‬
‫فتاة ما لها في الرأس‬ ‫ولكن في لواحظها‬
‫شعـر‬ ‫فـتـور‬
‫ويا عجبا ً لكوني في‬ ‫أموت أسى وليس لها‬
‫هواهـا‬ ‫شعور‬
‫‪ :‬وقال في مليح ضرب‬
‫نظم العقيان في أعيان العيان‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫معذبي أوجعوه ضربا ً‬ ‫ولم يكن عندهم بلغ‬


‫التبر بالضرب قد‬
‫أن يضربوه فل عجـب‬
‫يصاغ‬
‫‪ :‬وقال مضمنا ً‬

‫سال العذار بخده فإذا‬ ‫يض من صحن خده‬


‫المب‬ ‫مسود‬
‫ولسان حال العذار‬ ‫هل بالطول لـسـائل‬
‫ينشدنـا‬ ‫رد‬
‫‪ :‬وقال في تراب مضمنا ً‬

‫فتنت بتراب حكى‬ ‫صفاء فما أحله للعين‬


‫الماء جسمه‬ ‫والقلب‬
‫إذا ما نأى قبلت تربا ً‬ ‫ومن لم يجد ماء تيمم‬
‫يمسـهـا‬ ‫بالترب‬
‫ومن نثر الشهاب الحجازي ما كتب به وقد طلع له دمل‬
‫إلى الشريف صلح الدين السيوطي في رمضان سنة‬
‫خمس عشرة وثمانمائة ‪ :‬الحمد لله حسبي الله ما شاء‬
‫الله ل قوة إل بالله " إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير‬
‫حساب "‪ .‬اللهم وفقنا للصواب‪ ،‬مما أنهيه إلى من أسود‬
‫به‪ ،‬واستند إليه‪ ،‬فهو لي سيد وسند‪ ،‬ومن نجده في المور‬
‫المهمة أغنى به عن العدد والعدد‪ ،‬ومن تستولد أفكاره‬
‫آدابا كالدرر وحاشاها من اليتم وهو لها أب اجتهد في‬
‫تأديبها وجد‪ ،‬ومن ينشي فينسي وينثر كالمنثور فأجد عنده‬
‫راحاتي وراحي‪ .‬ومن إذا أفسد نظامي الطالع المنحوس‬
‫فهو على الحقيقة صلحي‪ .‬حرسه الله تعالى من الفات‪،‬‬
‫‪.‬ونصب أعلم سعوده نصب اللفات‬
‫انه حدث لي نازلة وهي طلوع دمل كاد أن ينزلني التراب‪،‬‬
‫ويفرق بيني وبين الحباب والتراب‪ .‬ولي عشر ليال ل‬
‫نظم العقيان في أعيان العيان‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫أكتحل بالمنام‪ ،‬ول اطعم الطعام‪ ،‬فها أنا في هذا الشهر‬


‫الشريف صائم الليل والنهار‪ ،‬وطائر قلبي قد غشيته نار‬
‫‪.‬هذا الدمل فكأنه السمندل وكيف ل وهو داخل النار‬
‫لقد طال ليل ساءنـي‬ ‫فاسهر أجفاني ولم‬
‫فـيه دمـل‬ ‫أستطع صبرا‬
‫كأني بعلم الوقت‬ ‫أراعي النجوم الليل‬
‫مغرى فهـا أنـا‬ ‫أرتقب الفجرا‬
‫فياله من دمل خلته من حرارته جمره‪ ،‬وشبهته بفارس‬
‫عاد بغض الي الحياة فكر في مهجتي كرة وكره‪ ،‬فلم أجد‬
‫بدا من استعمال الصبر مذ وصف لي فما أحله عنده وما‬
‫أمره‪ ،‬حتى اشبهت القول الشاذ‪ ،‬ومنعت به أن آلف‬
‫الخوان والتذ بمطعم ومشرب فمنعني في الحالين من‬
‫الملذ‪ ،‬وهون علي الموت بهذه المشقة الصعبة‪ ،‬ورخصت‬
‫مهجتي حتى كادت أن تباع كما يقال بمحبه‪ ،‬ويئست من‬
‫العافية فقلت على غلبة الظن لم يبق بيني وبينها مجاز‪ ،‬إذ‬
‫هو في احمراره كالعقيق ودمعي ينبع من العيون وبيني‬
‫‪.‬وبين النوم حجاز‬
‫أكابده في الحالتين بل توالى ووافى ليل هم‬
‫بدمـل‬ ‫فجر‬
‫نعم ولرب ليل‬ ‫صابرته حتى ظفرت‬
‫بالهموم كدمل‬ ‫بفجر‬
‫على أن صاحب الدمل ضعيف ل يزار‪ .‬وكلما قصد‬
‫استعارة الصبر وتهجم عليه الليل رجع عن ذلك واستعار‬
‫استعار‪ .‬فتراني كلما جن الليل سلسلته بالدموع‪ .‬ونحل‬
‫جسمي في هذه العشر ليال لعدم المطعم والهجوع‪.‬‬
‫والواقع أن البكاء ل يسمن ول يغني من جوع‪ .‬فاقسم‬
‫بالفجر‪ ،‬وليال عشر‪ ،‬لقد فطر هذا الصيام قلبي‪ ،‬وقطعني‬
‫عن المخاديم ورميت بالنوى فطار لبي وأعظم من ل‬
‫نظم العقيان في أعيان العيان‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫يعرف اللم‪ ،‬ول يفرق بين البرء والسقم‪ ،‬إذ لم يرني مع‬
‫الساجد والراكع‪ ،‬ول جمع بيني وبينه في هذا الشهر جامع‪،‬‬
‫وقال لي مثلك يفرط في هذا العشر‪ .‬وقراءة ليلة القدر‬
‫خير من ألف شهر‪ .‬فلما رأيته جاهل دائي تلوت له سلم‬
‫هي حتى مطلع الفجر‪ .‬ولم يقصد المملوك بهذه‬
‫السقطات إلى المخدوم التهجم عليه‪ ،‬أل لكونه سيد ً‬
‫‪.‬والعبد منتسب إليه‬
‫ول بد من شكوى إلى‬ ‫يواسيك أو يسليك أو‬
‫ذي مروءة‬ ‫يتـوجـع‬
‫فمولنا وأن كان عين الوقت ومحله الصدر‪ ،‬فقد أصابه‬
‫مما شكوت منه جانب‪ .‬ويعلم قدر ما يقاسي المملوك من‬
‫هذا العارض وما هو من هذا الكاس شارب‪ .‬فليصفح‬
‫سيدي عما فيه من الخطا فإنه أكثر من الصواب‪ ،‬ويتجاوز‬
‫عن العبد فإنه مصاب‪ ،‬ويعف عن القلم الذي قد يعثر في‬
‫طرسه وهو من الدب قليل الحاصل‪ ،‬وليس له حظ في‬
‫الخط فما حقه أن يقال فيه إل ملقى في الكتابة كمد‬
‫واصل‪ .‬والله تعالى ينقذ مولنا مما يكره‪ ،‬وينفذ في أعدائه‬
‫أمره‪ ،‬ويرحم سلفه‪ ،‬ويبقي خلفه‪ ،‬ويديم سيادته‪ ،‬ويزيد‬
‫‪.‬شرفه‪ ،‬بمنه وكرمه آمين‬
‫فأجاب الشريف رحمه تعالى الله ‪ :‬أما بعد حمد الله رافع‬
‫شهب الهدى أعلما ً وجاعل رتب أهل الفضل في كل‬
‫زمان أعلمًا‪ ،‬والصلة والسلم على أفضل خلقه‪ ،‬واشرف‬
‫حزبه‪ ،‬محمد نبيه ورسوله القائل ‪ :‬ما من مرض أو وجع‬
‫يصيب الموءمن إل كان كفارة لذنبه‪ ،‬وعلى آله الطيبين‬
‫الطاهرين وصحبه‪ ،‬فقد وصل إلي من مولنا مالك ازمة‬
‫البيان‪ ،‬المشار إلى فضله بالبنان‪ ،‬مشرف مشتمل على‬
‫شكوى ألم الدمامل‪ ،‬مبديا ً من مطالع كلمة الشهابي ما ل‬
‫تدعيه البدور الكوامل‪ ،‬ضارع بسحره‪ ،‬بارع بنظمه ونثره‪،‬‬
‫ملهيا بما ل تتأثم به أيدي الخوان من ادارة خمره‪ .‬ففض‬
‫نظم العقيان في أعيان العيان‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫ختامه عن أطيب من المسك السحيق‪ ،‬وحسر لثامه عن‬


‫أبهر من در الحباب على خد الرحيق‪ ،‬ونشر كمامه عن‬
‫زهر كلم ٍ اما النجم فمراحي وأما الثرى فشقيق‪ .‬وقال‬
‫لمن حوله من الفضلء إل تسمعون‪ ،‬وإلى المجاراة في‬
‫هذا الفن المعجب إل تجتمعون‪ .‬فقال القوم هيهات‪ ،‬وانى‬
‫لنا المطار في هذا الفق الذي ل يدعي قوادم السوابق‬
‫من الطير فيه الثبات‪ ،‬وهذا أفق شهابي ل تستطيع‬
‫محاولته الفهام وتلك عصا قلم إذا لقيت تلقف ما تأفك‬
‫‪.‬عصي القلم‬
‫وما تناهيت في بثي‬ ‫إل وأكثر مما قلت ما‬
‫محاسنه‬ ‫أدع‬
‫فلله در ما تولد من هذا الفكر النجب‪ ،‬وما ركض بهذه‬
‫المعاني من عنبر هذا النفس الشهب‪ .‬فلقد أفصح عن‬
‫خبر الجسم بالتغير والبدال‪ ،‬وطالع بعد حذف ذكر الصحة‬
‫‪ ".‬بحروف العتدال‪ " ،‬فزاد ما بك في غيظي على الزمن‬
‫فأما ما شكاه مولنا مما أشترك المملوك معه فيه من‬
‫المادة‪ ،‬ومن بروز هذه الحدة التي هي عن الجتماع بخير‬
‫الجماعات حادة فقد أمسى المملوك وكل من دماميله ما‬
‫له فجر‪ ،‬ول لوصل ألمه وسهره على الرغم هجر‪ ،‬قد‬
‫يبست فيه الدواب من كثرة ما يتحجر‪ ،‬وزاد على قسوة‬
‫الحجار وأن من الحجارة لما يتفجر‪ .‬فهو الصم ل يرثي‬
‫لمتألم‪ ،‬والبكم ل يفتح فاه على انه للجسد مكلم‪ .‬وما‬
‫زلت أكتم عرضا ً إلى أن تجسم‪ ،‬وعارضا ً إلى أن أقام‬
‫وتكوم‪ ،‬وموجودا في القلب إلى أن وجد في العين‪،‬‬
‫ومعروضا في الخاطر إلى أن صار مكفوفا ً بالساقين ‪ ،‬أو‬
‫مقبوضا ً باليدين ‪ ،‬قد طلق جنبي الرض التي هي فراش‪،‬‬
‫وتهافت على الستنجاد بالصبر على ما أجد من نار الوهج‬
‫كالفراش‪ .‬وكنت أردت من الزمان ثروة فإذا هي دراهم‬
‫الحرارة ودنانير الدماميل‪ .‬وأكثر الناس من قول " ما‬
‫لك ? " ولكن عما مدته قصيرة وألمه طويل‪ .‬فكم صبر‬
‫نظم العقيان في أعيان العيان‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫على خطبها قلبه الكليم‪ ،‬ووصف له التشاغل بالصديق‬


‫والستحمام في الحمام فلم يجده صديق ول نفعة حميم‪،‬‬
‫وخفف عن المملوك ما وجد لما ساهمه بر مولنا في‬
‫عرض الجسد‪ .‬فإن النفوس إذا تعارفت‪ ،‬والرواح إذا‬
‫تمازجت‪ ،‬تشاركت البدان لتشاركها في السراء‪ ،‬وتجاذبت‬
‫العضاء لتشاكلها عند الضراء‪ .‬ويوءيد هذا ما أتفق لبن‬
‫هاني وعنان‪ ،‬وحكاية عوادة عنهما في ذلك الزمان‪ " ،‬علة‬
‫خصت وعمت في حبيب ومحب " وأما ملم ذلك الجاهل‬
‫لمولنا ووصفه له بأنه عفيف الجبهة‪ ،‬فقد عرض له مولنا‬
‫بالمملوك عند هذه المجاراة بأنه يكبر من وراء الصف بل‬
‫شبهة‪ .‬وكأني بمولنا والعافية قد أصبحت مشيدة‪،‬‬
‫والرعدة قد ولت عن الجسد الشريف شريدة‪ ،‬واللم قد‬
‫قال هذا فراق بينك وبيني‪ ،‬والسقم قد عرض حمله فقال‬
‫إنسان المليحة على عيني‪ ،‬وقد سطر المملوك هذا‬
‫الجواب يديه ليل ً واليد تاركة‪ ،‬وطريق خاطره بالفكر‬
‫سالكة‪ ،‬والنعاس قد ترك الشمعة الضاحكة‪ ،‬في العين‬
‫حالكة‪ .‬ولعله ل يفي بإعادة التأمل لما كتبه‪ ،‬وبالله يقسم‬
‫لقد آثر حظ قلبه في خطاب مولنا على حظ عينه من‬
‫الكرى فحجبه‪ .‬وهو يسأله بسط العذر عند الوقوف عليه‪،‬‬
‫والصدقة بستر مساويه بعد النظر إليه‪ .‬ويرجوان ان يصبح‬
‫بصحته المحبون له سالمين من الغير حتى ل يعتل في‬
‫أيامه إل النسيم‪ ،‬ول يرى هزة إل من الجفن والخصر‬
‫‪.‬السقيم إن شاء الله تعالى‬
‫وكتب الشهاب الحجازي إلى الشهاب ابن الشاب التائب‬
‫ملغزا في خاتم‪ :‬الحمد لله عالم الغيب‪ ،‬وساتر العيب‪.‬‬
‫سألتك أعزك الله شهاب النجبا‪ ،‬وخاتم الدبا‪ ،‬فاتح مقفل‬
‫كل معمى ومخبًا‪ ،‬ربيب الداب‪ ،‬كهل الدب شيخ الكتاب‪،‬‬
‫أخو البلغة‪ ،‬ابن البراعة‪ ،‬أبو التقى‪ ،‬آدام الله تعالى له‬
‫البقا‪ ،‬عن شخص راق في المرأى لكل رائي‪ ،‬يضيء‬
‫كالكوكب‪ ،‬ويدور كاللولب‪ .‬حسن الصفات والنشآت‪،‬‬
‫ساكن كثير الحركات‪ ،‬صامت ل ينطق يؤخذ منه عدة‬
‫نظم العقيان في أعيان العيان‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫لغات‪ .‬يورث ويرث‪ ،‬ويتصبب وينبعث‪ .‬جبينه أبلج‪ ،‬وثغره‬


‫غير مفلج‪ .‬ل يزال فمه مفتوحًا‪ ،‬ومع جودته وصلبته ل‬
‫تراه إل مفدوحًا‪ .‬يهواه كل ذي ثروة وسخا‪ ،‬صبور على كد‬
‫مستعمله في الشدة والرخا‪ .‬بديع في معانيه بعيد عن‬
‫العكس والطرد‪ ،‬وربما أحس عند الحر بالبرد‪ .‬إذا لذ‬
‫بصاحبه لزم الملذ‪ ،‬ويعد استعماله من الملذ‪ .‬له فم‬
‫وعين يروقان السامع والباصر‪ ،‬وتألفه اليدي من ذوي‬
‫اليادي وتعقد عليه الخناصر‪ .‬جعل الله له في نفوس‬
‫الناس عزه‪ ،‬وجعل أصبع كل فرد ٍ فرد منه كما يقال في‬
‫المثل تحت رزه‪ .‬يحمل زائره على رأسه‪ ،‬وإن لم يكن من‬
‫أبناء جنسه‪ .‬ويفر ممن وضع على النعش‪ ،‬وربما صح في‬
‫الرهان عليه النقش‪ .‬طالما وصفه القاري في آخر الكلم‬
‫القديم بنصه‪ ،‬ويروي عنه الحديث بفصه‪ .‬أبلج من الفضه‪،‬‬
‫وابهج من القحوانة الغضه‪ .‬كثير السكوت فإذا حرك فهو‬
‫نشيط‪ ،‬ذو جسم وقلب ول حجر له وهو مع ذلك بما هو‬
‫بصدده محيط‪ .‬محظوظ في اللحظ‪ ،‬ملحوظ في الخط‪.‬‬
‫طالما ضيق على صاحبه حتى ضاق به ذرعا‪ ،‬ولربما‬
‫حصلت التوسعة من قلبه فلم يجد نفعا‪ .‬محلى وفي قالب‬
‫الحسن مفرغ ابيض اللون كأنما صيغ من لون بدر السماء‬
‫بل هو من ثناء مالكه يصبغ‪ .‬ظرف مظروف‪ ،‬عند ذوي‬
‫الظرف معروف‪ .‬يوضع على المعسر إذا حصل له الضيق‪،‬‬
‫وانه لنعم الرفيق‪ .‬ل يدع اثنين يسلكان مسلكه‪ ،‬ول يرضى‬
‫في ممرة ومقره بشركه‪ .‬يعلو على رأسه التنزيل‪ ،‬فل‬
‫يتغير لذلك ول يستحيل‪ .‬رباعي الحروف ونصفه حرف‬
‫معجم‪ ،‬وان أنقصته من حروفه تم‪ .‬ذكر في القرآن‪،‬‬
‫وحملته يد سيد ولد عدنان‪ ،‬ويهواه كل إنسان‪ ،‬ونبهت‬
‫على فضله الكهان والرهبان‪ ،‬وما اختلف في حبه اثنان‪.‬‬
‫ساكت صامت كالبله‪ ،‬يدور على ما لم يصنع له‪ .‬فهو‬
‫لعمري ساكن ومأوى‪ ،‬وفي بعض الحيان يصدى ويروى‪.‬‬
‫ومتى تصدى لمر ما ظهر وتجلى‪ ،‬وما ذاق أحد مرارة‬
‫البوءس وصحبه بعد إل تحلى‪ ،‬فلينعم سيدي حفظه الله‬
‫نظم العقيان في أعيان العيان‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫تعالى بالجواب من الفاظه العليه‪ ،‬تفضل على هذه الفقر‬


‫الفقيرة من الحلوة وان كانت خليه‪ .‬وليصفح عن اللسان‬
‫العيي‪ ،‬والجنان الحيي‪ ،‬والله تعالى يجعله في حسب خاتم‬
‫‪.‬النبياء وسيد الصفياء‬
‫‪:‬فأجاب والغز له في مسك‬
‫الحمد لله عالم الخفيات‪ .‬سألتني رعاك الله تعالى‬
‫برعايته أيها الشهاب المضي‪ ،‬ومن له في سماء البلغة‬
‫سرعة السير والمضي‪ ،‬من لم يزل مالك أزمة الدب‬
‫ومملكها‪ ،‬وسالك طرق الفضائل ومسلكها‪ ،‬محلي بنان‬
‫البيان وأجياده‪ ،‬ومروض الصعب من جياد المعاني حتى‬
‫يستسلم لقياده‪ ،‬محرك بلبل الخواطر ومهيجها‪ ،‬وملقح‬
‫عقيم الفكار بمقدمات مسائله ومنتجها‪ ،‬عن شخص خف‬
‫على يد حامله‪ ،‬حتى علق بأنامه‪ .‬كثير التحول والنتقال‪،‬‬
‫يذهب من ذات اليمين إلى ذات الشمال‪ .‬تراه مع صاحبه‬
‫طوع يديه‪ ،‬فمتى أراده لم يلو عليه‪ .‬يجود له بنضاره‬
‫ولجينه‪ ،‬ويمنحه الحتمال ولو دخل إصبعه في عينه‪ .‬يتلقى‬
‫الصبر على من هجر‪ ،‬بقلب من حجر‪ .‬يؤثر صحبته‬
‫المتحلي‪ ،‬وربما يجله عن المرافقة المتخلي‪ .‬يصحب‬
‫المتوضي ل المتيمم‪ ،‬ويزين العالم والمتعلم‪ .‬لم يتقن من‬
‫النحو إل باب الظرف‪ ،‬وكثير من أبناء جنسه مشتغل بفن‬
‫الحساب والصرف‪ .‬نسبته إلى الغزالي اشهر من نسبة‬
‫الحياء بل انتسابه لنبي الله سليمان انشر شهرة وأحيا‪.‬‬
‫من فضائله انه من دلئل النبوة‪ ،‬وعلمة من الملوك على‬
‫عدم الغدر وصحة الفتوة‪ .‬كم نال به خائف المان‪ ،‬وكم‬
‫صرح باسمه في التسليم بعد الذان‪ .‬يحتوي على ما في‬
‫أيدي الملوك‪ ،‬وتراه مملوكا ً كالصعلوك يدور على ملء‬
‫جوفه ويجول‪ ،‬ونزيله معه في الفارغ المشغول ‪ .‬هذا ولم‬
‫يشك مع خلو جوفه سغبا‪ ،‬ول يبدي عند دورانه تعبا‪ .‬لكن‬
‫يحمي ويغور‪ ،‬قبل أن يجري ويدور‪ .‬يذوب جسمه ويحترق‪،‬‬
‫ل‪ ،‬على‬‫ثم يلتئم فل يفترق‪ .‬لم يسع جوفه مشربا ً ول مأك ً‬
‫أنه لو دخل فيه البحر ما امتل‪ ،‬حتى وقع في جمع تكسر‬
‫نظم العقيان في أعيان العيان‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫ولم يسلم‪ ،‬مع أنه يصل إلى حالة النزع ول يألم‪ .‬ل يحسن‬
‫السباحة‪ ،‬ول يجد حظا ً من الراحة‪ .‬لو كف البحر أصابع‬
‫زيادته وبقي ولو أصبعا‪ ،‬لكان منه منحدر متقلعًا‪ .‬وربما زاد‬
‫في قيمة قدره‪ ،‬بحدبة تطلع في ظهره ‪ .‬طالما ظل به‬
‫صاحبه عابثًا‪ ،‬وحلف الجاهل به في رمضان حانثًا‪ .‬أن‬
‫صحفته كان تركيًا‪ ،‬وأن حذفت نصفه كان طيرا ً بهيًا‪ .‬وإن‬
‫بدلت أول حروفه بذل وسخا‪ ،‬أو عكسته دل على التآخي‬
‫ل‪ ،‬على أنه‬ ‫ل الخا‪ .‬لم يعص موله طرفة عين قول ً ولعم ً‬
‫ربما نسب إليه التكبر والخيل‪ ،‬ووقع في السراف على‬
‫نفسه باستعمال الطل‪ .‬فأجبت بحسب المكان‪ ،‬مع تسور‬
‫الغم على حصن الفكر وختم الهم على حاصل الجنان ‪.‬‬
‫فلينظر المخدوم حفظه الله تعالى بعين الرضا لهذا‬
‫السجع فقد هذر‪ ،‬ول يزيف سبك هذه الفقر‪ .‬فإنها سليمة‬
‫من حسن الصياغة‪ ،‬مستخلصة من الفصاحة والبلغة‪ .‬أدام‬
‫الله تعالى علينا جود سحائب فكرته المزرى بالندا المروي‬
‫عن حاتم‪ ،‬وجعله في حمى السيد الكامل الفاتح الخاتم‪.‬‬
‫وقد آن أن ننزع ما تنازعناه من أيدينا ونطلقه‪ ،‬وإل فقد‬
‫صار معنا في بوتقه‪ .‬وليصفح سيدي عما خطر لعبده‪ ،‬من‬
‫خطر التهجم على إنشاء سوآله وقصده‪ .‬فقد مد لي‬
‫المخدوم جسر التجسر‪ ،‬ومهد لي طريقا ً يوجب التقدم‬
‫‪.‬من غير تأخر‬
‫فأقول بلسان التأدب والجلل‪ ،‬متمسكا ً بأذيال الذلل‪ ،‬ما‬
‫حمد أثره‪ ،‬ان‬
‫قولك أّيدك الله في شخص طاب مخبره‪ ،‬و ُ‬
‫صحبته جملك وظرفك‪ ،‬وأن جهلت مقامه دلك عليه‬
‫وعرفك‪ ،‬وأن تمسكت به تعلق بك‪ ،‬وإن احتملته منحك‬
‫غاية اربك‪ .‬وإن أهنته أكرمك‪ ،‬وإن طرحته تبعك والتزمك‪.‬‬
‫حرم‬‫ل يمل معه اللبث‪ ،‬على مافي جنسه من الخبث‪ُ .‬‬
‫العقل واعطي الذكا‪ ،‬ومع استتاره تراه متهتكا‪ .‬طالما ألف‬
‫النفار‪ ،‬واستوطن القفار‪ .‬ل يوحشه فراق معهد ول ربع‪،‬‬
‫بل شأنه النفصال عن الوطن بالطبع‪ .‬إن فارق وطنه في‬
‫حياة أهله كان كالنسان في الطهارة‪ ،‬وإل فقد أشبه ميتة‬
‫نظم العقيان في أعيان العيان‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫الفارة‪ .‬كم فضح سارقا ً بل سارقه‪ ،‬وأبى انزال الماء إل‬


‫بالمساحقه‪ .‬إن حفظته ضاع‪ ،‬وان كتمت سره ذاع‪.‬‬
‫يستدل على سماته الصالحة‪ ،‬بهبوب نسماته الغادية‬
‫الرائحة‪ .‬وربما استدل على مراسه‪ ،‬بتصاعد أنفاسه‪ .‬يهدي‬
‫لمحبه رياح قربه فيستريح‪ ،‬فهو لعمري قانع منه بالريح‪.‬‬
‫كأنه من ثنائك سرق‪ ،‬أو من أخلقك خلق‪ .‬تمنح خلئقه‬
‫للنديم‪ ،‬وتهجره فيراسلك مع النسيم‪ .‬يقنع منه الصديق‬
‫في صدق الصحبة‪ ،‬ولو بوزن حبه‪ .‬يحبس فل يوجد‬
‫لطلقه دوا‪ ،‬غير تعلقه بأذيال الهوى‪ .‬سره جهر‪ ،‬ونومه‬
‫سهر‪ .‬ينفي الخبث‪ ،‬ول يحتمل العبث‪ .‬ل تعيبه غبرة لونه‪،‬‬
‫ول حلكة جونه‪ .‬بينما يرى كالليل إذا عسعس‪ ،‬تراه‬
‫كالصبح إذا تنفس‪ .‬يلتفت في الثواب فلو أنها عدد العشر‪،‬‬
‫لظهر فيها بديع اللف والنشر‪ .‬طابت شيمته‪ ،‬وغلت‬
‫قيمته‪ .‬صحبه النبي وأحبه‪ ،‬وكفاه من الشرف هذه الرتبة‪.‬‬
‫فليجمع سيدي بنظره شمل هذه الفقر اليانعة‪ ،‬وليطلع‬
‫في ليل معماها كواكب فكرته اللمعة‪ .‬وليسمح بجوابه‪،‬‬
‫لنهتدي بضوء صوابه‪ .‬فهو قطب دائرة الداب‪ ،‬وشمس‬
‫لدبا‪ ،‬من مضى‬ ‫فلك أولي اللباب‪ .‬فرد جمع محاسن ا ُ‬
‫‪.‬منهم ومن ولي‬
‫تجمعوا في فتى العليا‬ ‫إن يجمع الله كل‬
‫ب‬
‫ول عجـ ٌ‬ ‫الخلق في رجل‬
‫‪ :‬ل بدع أن فقتهم بمزيد الفضل وإحراز المعالي‬
‫فإن تفق النام وأنت"‬ ‫فإن المسك بعض دم‬
‫منـهـم‬ ‫"الغزال‬
‫والله أسأل أن يعامل المخدوم بجميل الفضل والمنة‪ ،‬ول‬
‫‪.‬يحرمنا وإياه عرف الجنة‬
‫‪.‬فأجاب ‪ :‬الحمد لله القريب المجيب‬
‫تمسك بأذيال الهوى‬ ‫وخل سبيل الناسكين‬
‫نظم العقيان في أعيان العيان‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫واخلع الحيا‬ ‫وإن جلوا‬


‫أهلني مولي حفظه الله تعالى للسوآل عن طيب ما هو‬
‫أطيب من مرسله ثنا ً وذكًا‪ ،‬ومن له أن يكون مثل سيدي‬
‫ذكا‪ .‬أسعده الله وقربه‪ ،‬ونعمه وطيبه‪ ،‬وإذ ذكرني بهذا‬
‫السوآل فكما قالوا ‪ :‬ذكرته الروائح الطيبة‪ .‬نعم هو مرئي‬
‫محجب‪ ،‬بسيط مركب‪ ،‬معلق مسبب‪ ،‬بغيض محبب‪،‬‬
‫ي وهو كالميت‪،‬‬ ‫مجموع مرتب‪ ،‬منثور مقّلب‪ .‬يخرج من ح ٍ‬
‫ويذيع السرار وليس بصيت‪ .‬يغشى سر نفسه وينثته نثبًا‪،‬‬
‫وليس بحيوان بل هو متولد من ذكر وأنثى‪ .‬يسكر من‬
‫ريحه وليس على مستعمليه حرج‪ ،‬وكم له في طي نشره‬
‫من أرج‪ .‬ترغب أربابه عنه مع احتياجها وتطرحه في‬
‫البراري استرواحًا‪ ،‬فإذا صار إلى الملياء عادت به شحاحًا‪.‬‬
‫ثلثي الحروف‪ ،‬فإن طرح ثلثه كان الباقي شيئا ً في‬
‫التدارك قبيحًا‪ ،‬وإذا عكس هذا القبيح صار مع المليحة‬
‫مليحًا‪ .‬ل يتأوه إذا جلده سلخ وكم له في الطعمة من‬
‫مزية ل يسمن ول يغني من جوع إذا أكل بعدما طبخ‪ .‬دم‬
‫طاهر ليس بطحال ول كبد‪ ،‬جامد مذاب أحبب به من‬
‫ذائب وجمد‪ .‬تركي أسود‪ ،‬وهو لعمري شيء لم يعهد‪ .‬كم‬
‫أوذي وصبر على الذى‪ ،‬واستعمل في المأكل والمشرب‬
‫وربما كان أسوأ من القذى‪ .‬إذا ورد الماء وهو يروي عن‬
‫الصفي غادره يروي عن ابن المنذر‪ ،‬ويشرب من لطافته‬
‫كما قالوا في الماء العكر‪ .‬مذكور في كتاب الله العزيز‪،‬‬
‫ويكفيه مثل ذلك في التبريز‪ .‬يصحب النافر والنس‪ ،‬وهو‬
‫خاتم الرحيق وفيه فليتنافس المتنافس‪ .‬ل ينكر شمه‬
‫ويراه المزكوم والعشى‪ ،‬ومتى ناقشه الدر وقرأ للونه‬
‫سورة " والضحى " تلى هو للونه " والليل إذا يغشى "‪.‬‬
‫بل هو بالفضيلة أخص‪ ،‬حيث جاء إسمه في الكتاب‬
‫والسنة بالنص ‪ .‬أسود تهواه البيض‪ ،‬وربما حملت المليحة‬
‫منه بعدما تحيض‪ .‬إذا شق ثوبه وتناثر أعظم به من ساقط‬
‫لكل لقط‪ ،‬وهو المنفرد المسجون إذا أفلت وخالط كان‬
‫نظم العقيان في أعيان العيان‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫ألطف مخالط‪ .‬ذكي لم يزل عند أهل الذكاء محفوظًا‪،‬‬


‫أسود الجلدة ما برح عند بيض الوجوه محفوظًا‪ .‬ذكره‬
‫بالجميل شائع‪ ،‬ويدور عليه الفهر الدوران المتتابع‪،‬‬
‫والجميل مع ذلك منه ضائع‪ .‬يمدحه الدباء والبلغا‪ ،‬وقد‬
‫سود من الله عند من طغا وبغى‪ .‬كثير النصاف‪ ،‬لعدم‬
‫ميله إلى الخلف‪ .‬تراه كبعض النسا يهوى السحاق‪ ،‬ويألفه‬
‫ش عن إسحاق‪ .‬إذا حبسته‬ ‫ذوو الغنى كيف ل وصوته نا ٍ‬
‫ألف حبسك‪ ،‬وإن مسيته مسك‪ .‬فأكرم بك كتاب ختامه‬
‫مسك‪ ،‬وأعظم برسالة جزالة بلغتها يا فكري الفاتر‬
‫‪.‬تؤسك ‪ .‬أي والله‬
‫ضميتها عند اللقا‬ ‫ة للمدنف‬
‫منعش ً‬
‫ة‬
‫م ً‬
‫ض ّ‬ ‫الهالك‬
‫قالت تمسكت بماذا‬ ‫هذا الشذا قلت‬
‫وما‬ ‫بأذيالك‬
‫فلله درها من تحية أربت على الواخر والوائل‪ ،‬فلو‬
‫أدركتها الول أضحى قس عندها شبه باقل وكان يغترف‬
‫من فضالة فضلها القاضي الفاضل‪ .‬فيا حسن ما انشا‪ ،‬من‬
‫انشا‪ .‬يفعل ما ل يفعل المدام‪ ،‬ويا طيب ما استعذب من‬
‫بلغة براعة استهللها اللئق بهذا المقام‪ ،‬وما نشق من‬
‫عبير مسك براعة هذا الختام يعجز عن وصفها اللسان‪،‬‬
‫ويعترف كل فاضل لخفي دقائقها ببديع المعاني والبيان ‪.‬‬
‫فقبلها المملوك حين قابلها‪ ،‬وعاد لها فلم يجد من عادلها‪.‬‬
‫نعم قبلها ألف قبلة‪ ،‬وكاد يجعلها أمامه يا إمامة قبله‪ .‬ولو‬
‫أمكنه طي ما نشر من هذا الجواب التافه لطوى‪ ،‬ولكن‬
‫نوى ذلك فغلبته الطاعة ولكل امرىء ما نوى‪ .‬لكن براعة‬
‫الرسالة الذكية أملت عليه فاستملى‪ ،‬وجلى محاسنها‬
‫وأستجلى وأستحل سحرها وأستحلى‪ .‬والله تعالى يديم‬
‫على مولنا نعمه المتوالية‪ ،‬ويمنحه بعد العمر الطويل من‬
‫‪.‬الجنان الرائحة النية‬
‫نظم العقيان في أعيان العيان‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫وقال في الحريق الذي وقع ببولق سنة اثنتين وستين‬


‫‪:‬وثمانمائة‬
‫لهفي على مصر‬ ‫والدمع من عيني‬
‫وسكانـهـا‬ ‫عليها طليق‬
‫ما شاهدوا الحشر‬ ‫ما بالهم ذاقوا عذاب‬
‫وأهـوالـه‬ ‫الحريق‬
‫الشهاب المنصوري‪ ،‬الهائم أحمد بن محمد ‪43 -‬‬
‫أحمد بن محمد بن علي بن محمد بن أحمد بن عبد الدائم‬
‫بن رشيد الدين بن خليفة بن مظفر السلمي‪ ،‬شاعر‬
‫العصر شهاب الدين المنصوري‪ ،‬الشافعي ثم الحنبلي‬
‫المعروف بالهائم‪ ،‬من ذرية العباس بن مرداس السلمي‬
‫الصحابي رضي الله تعالى عنه‪ ،‬فبراعته في الشعر نزوع‬
‫إلى جده‪ .‬ومن اللطائف أن أم العباس بن مرداس هي‬
‫الخنساء أخت صخر الشاعرة المشهورة التي أجمعوا على‬
‫أنها أشعر النساء‪ ،‬وقد بينت أحوالها في " شرح شواهد‬
‫مغني اللبيب "‪ ،‬فانظر العرق كيف ينزع‪ .‬ولد شهاب الدين‬
‫هذا سنة ثمان أو تسع وتسعين وسبعمائة‪ ،‬بالمنصورة‪.‬‬
‫ورحل إلى القاهرة سنة خمس وعشرين وثمانمائة‪ ،‬فبحث‬
‫التنبيه على القاضي شرف الدين عيسى القفسهي‪،‬‬
‫واللفية على الشيخ شمس الدين الجندي‪ ،‬وبحث عليه‬
‫كتابه في النحو‪ ،‬الزبدة والقطرة ‪ .‬وقال يمدحه لما فرغ‬
‫‪:‬من القراءة‬
‫ثناؤك شمس الدين‬ ‫ى‬
‫لنك لم تبرح فت ً‬
‫قد فاح نشره‬ ‫ل‬
‫طيب الص ِ‬
‫أفاض علينا بحر‬ ‫بها زال عن البابنا‬
‫علمك قطـرةً‬ ‫ظمأ الجهل‬
‫وأخذ النحو أيضا ً عن الشيخ شمس الدين القرشي شيخ‬
‫الشيخونية ‪ .‬ثم تحول حنبليا ً لجل وظيفة بالشيخونية‪.‬‬
‫نظم العقيان في أعيان العيان‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫وسمع على الزركشي وغيره‪ .‬وجمع ديوانه في مجلد‬


‫‪.‬ضخم‪ .‬مات في سنة سبع وثمانين وثمانمائة‬
‫‪ :‬قال يمدح النبي صلى الله عليه وسلم‬
‫أذكت بروق الحمى‬ ‫فانشأت مقلتي من‬
‫في مهجتي لهبا‬ ‫جفنها سـحـبـا‬
‫يا نازلين بقلبي طاب‬ ‫ويا عريب الحمى‬
‫مـنـزلـكـم‬ ‫حييتـم عـربـا‬
‫جزتم على البان‬ ‫وأرخت الدوح من‬
‫فاهتزت معاطفـه‬ ‫أغصانها عذبـا‬
‫عجبت كيف سكنتم‬ ‫قلبا ً خفوقا ً من‬
‫من محـبـكـم‬ ‫الشواق مضطربـا‬
‫ن كلمـا‬ ‫وأرحمتاه لعي ٍ‬ ‫القت كراها ً بكف‬
‫هـجـعـت‬ ‫السهد منتهـبـا‬
‫يا ربع ليلى لقد هيجت في كل يوم انادي‬
‫رسم ربـعـكـم‬ ‫لي طربـا‬
‫من الصدود ول قلبي ل وأخذ الله أحبابي‬
‫بمـا فـعـلـوا‬ ‫بما كـسـبـا‬
‫ردوا المنام على عين‬ ‫حتى تكون إلى‬
‫بكم فجـعـت‬ ‫رؤياكـم سـبـبـا‬
‫لما ذكرت فما ً قـبـلـت‬ ‫أجريت دمعي على‬
‫لـؤلـؤةً‬ ‫عيش لنا ذهبـا‬
‫ل صارم عزمي‬ ‫قد ك ّ‬ ‫لما سمعت حديثا ً‬
‫عن سلـوكـم‬ ‫عنـكـم ونـبـا‬
‫حينا ً فما ضره لو زاد ويا جمالكم عن عـين‬
‫عـاشـقـه‬ ‫واقـتـربـا‬
‫بنتم فل غرو أن زار‬ ‫زرتم أخذت لدهري‬
‫الحبيب ولـو‬ ‫منكم عجـبـا‬
‫يا للقريب الذي شط‬ ‫عن الحـبة أل سـيد‬
‫الـمـزار بـه‬ ‫الـغـربـا‬
‫محمد المصطفى أعل كهف العصاة مغيث‬
‫نظم العقيان في أعيان العيان‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫المستغيث بـه‬ ‫الورى نسبا‬


‫من اطلع اللـه مـن‬ ‫بدرا ً وأنزل في‬
‫للء غـرتـه‬ ‫أوصافه كـتـبـا‬
‫وأقبلت نحـوه‬
‫‪............................‬‬
‫ة‬
‫الشـجـار طـائع ً‬
‫فكان أحسن طرفيه‬
‫‪............................‬‬
‫الـذي ذهـبـا‬
‫فكم سقت راحتاه‬ ‫وفرحت كبدا إذ‬
‫عسكرا ً وشـفـت‬ ‫فرجـت كـربـا‬
‫به هدى الله أقوامـا ً‬ ‫ل به الوثـان‬ ‫دينا ً أذ ّ‬
‫أعـّز بـهـم‬ ‫وانـقـلـبـا‬
‫قوم إذا ذكروه‬ ‫وان دعوا للطعان‬
‫استعبـروا رهـبـا ً‬ ‫استبشروا رغبـا‬
‫أعطافهم من رياح‬ ‫كأنهم في ظهور"‬
‫النصـر مـائسة‬ ‫"الخيل نبت ربـا‬
‫ل يعرفون عرينـا ً إذ‬ ‫إل العوالي والهندية‬
‫غـدوا اسـدا‬ ‫الـقـضـبـا‬
‫ل في‬ ‫فيا لها من عوا ٍ‬ ‫حازت من السبق في‬
‫المعامـع كـم‬ ‫راحاتهم قضبا‬
‫ض قد‬‫ومن موا ٍ‬ ‫كأنهم قد جنوا من‬
‫استحلوا مواقعـهـا‬ ‫ضربها الضربـا‬
‫سموا بأفضل مخلوق‬ ‫نالوا الهدى والتقى‬
‫سمـى وبـه‬ ‫والفضل والدبا‬
‫ايوان كسرى تـردى‬ ‫وأخمد النور من نيرانه‬
‫يوم مـولـده‬ ‫اللـهـبـا‬
‫وجاءت الجن‬ ‫لما رأوا مظهرين‬
‫ة‬
‫والكـهـان هـاتـف ً‬ ‫الويل والحربـا‬
‫قالوا وجدنا السماء‬ ‫آفاقها حرسا ً ممـلـوءة‬
‫الن قد مـلـئت‬ ‫شـهـبـا‬
‫ما ذاك إل لمر كـان‬ ‫فما لنا ولكم أن نعلم‬
‫نظم العقيان في أعيان العيان‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫عـن قـدٍر‬ ‫الـسـبـبـا‬


‫فعندها قامت الكهان‬ ‫على المنابر في‬
‫وانتـصـبـوا‬ ‫أقوامهم خطـبـا‬
‫قالوا لقد أبرز البـاري‬ ‫وهو النبي الذي قد‬
‫ذخـيرتـه‬ ‫كان مرتقـبـا‬
‫فمن يتابعـه يأمـن‬ ‫ومن يباينه يلق الذل‬
‫كـل حـادثة‬ ‫والعـطـبـا‬
‫يا سيدا ً قد رقى‬ ‫أن جاوز الرسل‬
‫السبع الطباق إلـى‬ ‫والملك والحجبا‬
‫وشاهد الحق‬ ‫عن كل شيء فنال‬
‫فاستغنـى بـرؤيتـه‬ ‫السؤل والربا‬
‫أرجو شفاعتك‬ ‫لظى وصالت على‬
‫العظمى إذا زفرت‬ ‫أصحابها غضبا‬
‫يا رب عبدك يرجو‬ ‫فاعطه من رحيب‬
‫منك مغـفـرة‬ ‫العفو ما طلبـا‬
‫يا رب صل على‬ ‫وصحبه التقياء‬
‫الهادي وعترتـه‬ ‫السادة النـجـبـا‬
‫ما لح وجه صباح من‬ ‫ورنحت عذبات البان"‬
‫لثام دجـى‬ ‫"ريح صبـا‬
‫‪ :‬وقال يمدحه صلى الله عليه وسلم‬
‫يا نبيا ً سعـت إلـيه‬ ‫في وهاد مـألـوفة‬
‫الـمـطـايا‬ ‫ونـشـوز‬
‫قلبها من غرامها فـي‬ ‫وحشاها من شوقهـا‬
‫حـنـين‬ ‫فـي ازيز‬
‫خصك الله باختصار‬ ‫ت فاديتـهـا بـلـفـظ‬
‫الـبـلغـا‬ ‫وجـيز‬
‫وتميزت فانتـصـبـت‬ ‫ك بعزم نصبا ً على‬
‫لـمـول‬ ‫الـتـمـييز‬
‫عفت دنيا تبرجت لك‬ ‫كزليخا تبـرجـت‬
‫نظم العقيان في أعيان العيان‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫حـسـنـا ً‬ ‫لـلـعـزيز‬
‫وجبال اعرضت عنها‬ ‫من سبيل الـلـجـين‬
‫وكـانـت‬ ‫والبـريز‬
‫شرفت حـلة‬ ‫زنتها من حلك‬
‫الـرسـالة لـمـا‬ ‫بالـتـطـريز‬
‫لك رعب في قلـب‬ ‫كسنا البيض والقنا‬
‫كـل عـدو‬ ‫المـهـزوز‬
‫حبك المحض في‬ ‫ش لهليه من اعز‬
‫خزائن ذي العر‬ ‫الـكـنـوز‬
‫لو تملت عيني‬ ‫قبل موتي لقلت يا‬
‫بقـبـرك اخـرى‬ ‫عين فـوزي‬
‫فعليك السـلم والل‬ ‫ب نجوم الهدى وأسد‬
‫والـصـح‬ ‫الـبـروز‬
‫‪:‬وقال‬
‫بربـك كـن عـلـى‬
‫وان عـــاداك أقـــوام‬
‫ثــقة‬
‫وان خاضوا وان عاموا فكـم لـك مـنـه‬
‫احـسـان‬ ‫وانعام‬
‫‪:‬وقال‬
‫إياك والسراف فيما‬ ‫فلربما ادى إلى‬
‫تبتـغـي‬ ‫الـتـقـتـير‬
‫واستعمل القصد‬ ‫واستبدل التبذير‬
‫الوسيط تفز به‬ ‫بالـتـدبـير‬
‫‪:‬وقال فيمن اهدى إليه حلوا‬
‫تفضلت بالحسان‬ ‫وجدت من الحلوى‬
‫منك تـكـرمـا ً‬ ‫لعبدك بالعلب‬
‫نظم العقيان في أعيان العيان‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫فبوأك الله الـكـرامة‬ ‫ورقاك من أحبابه‬


‫مـقـعـدا ً‬ ‫ارفع الرتـب‬
‫يحلون فيها من أساور وحلك في الفردوس‬
‫مع خير فتية‬ ‫من ذهـب‬
‫‪:‬وقال‬
‫إذا سب عرضي‬ ‫فليس له إل‬
‫ناقص العقل جاهل‬ ‫الـسـكـوت جـواب‬
‫ألم تر أن الـلـيث‬ ‫إذا نبحت يومـا ً عـلـيه‬
‫لـيس يضـيره‬ ‫كـلب‬
‫‪:‬وقال‬
‫قلت لنحوي يقول‬ ‫عنا جموعا ً وهو‬
‫اصرفـوا‬ ‫يمـنـينـا‬
‫ً إلى متى بالصرف‬
‫قلوبنا كسـرا ً وتـنـوينـا‬
‫تهدي إلى‬
‫‪:‬وقال يخاطب الشهاب ابن الشاب التائب‬
‫قل لشهاب الدين يا‬ ‫بالعقل كنزا ً والحيا‬
‫قانعـا ً‬ ‫قوتـا‬
‫كم فقت في نظمك يا‬ ‫درا وفي خطك‬
‫سيدي‬ ‫ياقـوتـا‬
‫‪:‬فأجابه‬
‫ل غرو أن أصبحت‬ ‫أهديت من شعر الي‬
‫نشوانا ً بما‬ ‫رقـيق‬
‫فلقد أدير علي من‬ ‫بالدر والياقوت كأس‬
‫ألفـاظـه‬ ‫رحـيق‬
‫نظم العقيان في أعيان العيان‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫‪:‬وقال في ذم الخمر‬
‫عد عن الراح وعن‬ ‫كم أغرقت عينك في‬
‫كرعهـا‬ ‫دمعها‬
‫وكم أثارت بين أهل‬ ‫حربا ً توارى الجو في‬
‫الصفـا‬ ‫نقعها‬
‫عداوة الخوان من‬ ‫وفقد عقل المرء من‬
‫شأنـهـا‬ ‫طبعها‬
‫قرب رضا الرحمن‬ ‫ووصل عفو الله في‬
‫في بعدها‬ ‫قطعهـا‬
‫ومرها أكثر من‬ ‫وضرها أكبر من‬
‫طـيبـهـا‬ ‫نفعـهـا‬
‫‪:‬وقال‬
‫اني امروء جار على‬ ‫مألوفة طبعي بها‬
‫عادة‬ ‫قانـع‬
‫أن يمنع الله تعالـى‬ ‫معط وإن يعط فل‬
‫فـل‬ ‫مانع‬
‫‪:‬وقال‬
‫شدوا وما كان جفني وصادح في ذرى‬
‫الوراق أرقني‬ ‫يعرف الرقا‬
‫شدا ولو كان يدري ما لو ذاق ما ذقت من‬
‫جور الغرام لما‬ ‫عل ورقـا‬
‫‪:‬وقال‬
‫وكوكب من افـقـه‬ ‫في أثر عفريت وثب‬
‫ب‬
‫كأنـه مـحــار ٌ‬ ‫يجر رمحا ً من ذهب‬
‫‪:‬وقال أيضا ً‬
‫نظم العقيان في أعيان العيان‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫ل أطلب الرزق بشعر‬ ‫كنت علـى جـيده‬


‫ولو‬ ‫أقـدر‬
‫كيف وعلمي أن سيدا ً‬ ‫يرزقني من حيث ل‬
‫لـي‬ ‫أشعر‬
‫‪:‬وقال‬
‫ل غرو أن ينتصف‬ ‫المظلوم ممن ظلما‬
‫فالله جـل ذكـره‬ ‫كان بذاك أعلمـا‬
‫فقال أن عاقبتمـوا‬ ‫فعاقبوا بمثل مـا‬
‫‪:‬وقال في مليح بلن‬
‫أهواه كالبدر بلنا ً‬ ‫جسمي وقلبي أقذاء‬
‫يزحزح عـن‬ ‫وأحـزانـا‬
‫قد رق لي ورثا ً ممـا‬ ‫وما قسى قلبه أفديه‬
‫أكـابـده‬ ‫بلنا بل ل نا‬
‫‪:‬وقال‬
‫يا مليحا ً ماس غصـنـا ً‬ ‫ورنا سيفـا صـقـيل‬
‫واصفح الصفح الجميل ل تقابـلـنـي بـحـد‬
‫‪:‬وقال‬
‫ل تجنحن لعلـم ل‬ ‫واجنح لما فيه اجٌر‬
‫ثـواب لـه‬ ‫غير ممنون‬
‫أن العلوم ثمار فاجن‬ ‫وأحسن العلم ما‬
‫أحسنـهـا‬ ‫يهدي إلى الدين‬
‫‪:‬وقال في سيدي يحيى بن حجي‬
‫تود ركاب آمالـي‬ ‫إلى بحر من الكرماء‬
‫رحـيل‬ ‫لجي‬
‫نظم العقيان في أعيان العيان‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫فقلت لها عليك ببيت‬ ‫فزوريه وبيت أبيه‬


‫يحيى‬ ‫حجـي‬
‫‪:‬وقال فيمن أسمها مهجة‬
‫أنادي ذات حسن‬ ‫تحاكيها الرياض سنا ً‬
‫وجنتـاهـا‬ ‫وبهجه‬
‫أمهجة واصلي الصب‬ ‫فما أحد ٌ يعيش بغير‬
‫المعنى‬ ‫مهـجة‬
‫‪:‬وقال فيها‬
‫فتاة سبت قلبي جمال ً دعوها على رغم‬
‫ة‬
‫الحواسد مهج ً‬ ‫ومقلتـي‬
‫وما غرضي إل سلمة أود من الدنيا سلمة‬
‫شكـلـهـا‬ ‫مهجتي‬
‫بلغت مـن دنـياي‬ ‫رتعت في السبعين‬
‫سـنـا ً بـه‬ ‫والخمـس‬
‫والحمد لـلـه الـكـريم‬ ‫متعني بالـسـن‬
‫الـذي‬ ‫والـضـرس‬
‫‪:‬وقال‬
‫جمحت عجبا ً فحاكت‬ ‫مهرة تهوى السباقا‬
‫ركب المشتاق ردفا ً‬ ‫ناعما ً منها وساقـا‬
‫‪:‬وقال‬
‫قلوا عليك بمدح‬ ‫أهل الندا قلت فيه‬
‫الكرمين فهم‬ ‫ذلة البـد‬
‫عندي من القنع شيء‬ ‫ما دام عندي لم احتج‬
‫ل نفاد له‬ ‫إلى أحد‬
‫نظم العقيان في أعيان العيان‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫‪:‬وقال‬
‫النسا ناقصات عقـل‬ ‫ما راينا لهن رايا ً‬
‫ودين‬ ‫سـنـيا‬
‫ولجل الكمال لم‬
‫تعالى من النساء نـبـيا‬
‫يجعل الله‬
‫‪:‬وقال‬
‫وجب الحق وان لم‬
‫إن بذلنا لنـزيل مـأكـل‬
‫يأكل‬
‫كالختانين إذا ما‬ ‫وجب الغسل وإن لم‬
‫ألـتـقـيا‬ ‫ينزل‬
‫‪:‬وقال فيمن اسمها عمائم‬
‫هل للرجال سرور‬ ‫بل ملح نواعـم‬
‫أو للنساء جمـال‬ ‫إل وفيها عمـائم‬
‫‪:‬وقال‬
‫وسجادة محـبـوبة لـي‬ ‫أعانقها بالراحتـين‬
‫حـق أن‬ ‫والـشـيمـا‬
‫ويشرح صدري أن من‬ ‫وصاحبها صلى عليها‬
‫كان صالحا ً‬ ‫وسـلـمـا‬
‫‪:‬وقال‬
‫لما عمل النسان من‬ ‫قبح جزاء لم يضـع‬
‫حسن ومن‬ ‫يوم ورده‬
‫وعيد ووعد بالسعادة‬ ‫فل تحسبن الله‬
‫والشـقـا‬ ‫مخلف وعـده‬
‫‪:‬وقال‬
‫نظم العقيان في أعيان العيان‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫غني البدري بالرزق‬ ‫لم يكن سيق إليه‬


‫الـذي‬ ‫عـبـثـا‬
‫من حلل ورث‬
‫من مديح وهجـاء ورثـا‬
‫الرزاق ل‬
‫‪:‬وقال‬
‫زهى الورد الجني‬ ‫ومن سور العذار له‬
‫بوجنتيه‬ ‫سياج‬
‫فلو ظهر الوشاة عليه‬ ‫لهاجوا مثل يأجوج‬
‫يوما ً‬ ‫ومأجوا‬
‫‪:‬وقال‬
‫إني غدوت غـريبـا ً‬ ‫لما فقدت الحـبـه‬
‫يا صدق من قال قدما ً‬ ‫فقد الحبة غـربـه‬
‫‪:‬وقال‬
‫يا رب أن الظالمين‬ ‫فلبغيهم في القلب‬
‫بغوا‬ ‫تجريح‬
‫فأجهل بحقك جمع‬ ‫كرماد اشتدت به‬
‫شملهم‬ ‫الريح‬
‫‪:‬وقال‬
‫يا رب أهل الظلم ل‬ ‫يخشون من ذنوبهـم‬
‫فاطمس على‬
‫واشدد على قلوبهـم‬
‫أموالهم‬
‫‪:‬وقال‬
‫عجوز جف ملمسها‬ ‫فل ماء ول مرعى‬
‫إذا ما قيل قد هلكت‬ ‫إذا هي حية تسعى‬
‫نظم العقيان في أعيان العيان‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫‪:‬وقال‬
‫صن حر وجهك عن‬ ‫واحفظ لسانك عن‬
‫أراقة مائه‬ ‫سوآل الناس‬
‫وابخ بنفسك أن تـذل‬ ‫فسوآلـه شـٌر مـن ال‬
‫لـبـاخـل‬ ‫فـلس‬
‫فلقد تركت تبسم‬ ‫أمدحه خوف تقطب‬
‫الضـحـاك لـم‬ ‫العـبـاس‬
‫عجبا ً لحاد الورى في‬ ‫إذ يضرب الخماس‬
‫مـدحـه‬ ‫في السداس‬
‫فدع الوقوف لهم‬ ‫ما في وقوفك ساعة‬
‫وقول أديبـهـم‬ ‫مـن بـاس‬
‫‪:‬وقـال لـمـــا أســـن‬
‫فآن لـي أن‬
‫قد زاد ضعفي ضعفة‬
‫انـقـــصـــا‬
‫وصـرت كـالـعـير‬ ‫أمـشـي إل‬
‫فـلــن‬ ‫بـالـعـصـــا‬
‫‪:‬وقال‬
‫وليلة بت بـهـا‬ ‫في مقلتي أذياله‬
‫والـكـرى‬ ‫تسـحـب‬
‫ذا جاءني أبليسها‬ ‫علي أنواعا ً بهـا‬
‫عـارضـا ً‬ ‫يخـلـب‬
‫فقال لي هل لك فـي‬ ‫في وجنتيها الصبح‬
‫غـادة‬ ‫والكوكب‬
‫فقلـت ل قـال ول‬ ‫يرنو بطرف بالنهى‬
‫شـادن‬ ‫يلعـب‬
‫فقلت ل قـال ول‬ ‫يسوك كاس الملك إذ‬
‫قـهـوة‬ ‫تشرب‬
‫فقلت ل قـال ول‬ ‫خضراء فالعيش بها‬
‫نظم العقيان في أعيان العيان‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫كـبـشة‬ ‫طـيب‬
‫فقلت ل وقال ل‬ ‫إذا شدا عند الصفا‬
‫مـطـرب‬ ‫يطـرب‬
‫فقلت ل قال فنم‬ ‫عني فأنت الحجر‬
‫معـرضـا ً‬ ‫المتعـب‬
‫‪:‬وقال‬
‫خاطب أخاك بما‬ ‫وأرفق به ل تنافي‬
‫تصفـو مـودتـه‬ ‫حبه بـغـض‬
‫فالله قال لعلى‬ ‫لو كنت فظا ً غليظا ً‬
‫الخلـق مـنـزلة‬ ‫القلب ل نفضوا‬
‫‪:‬وقال في زلبية‬
‫وما بيضاء حمـراء‬ ‫منقبة تـزور بـل‬
‫الهـاب‬ ‫نـقـاب‬
‫معراة تعوض جسمهـا‬ ‫ثياب الشراب أثواب‬
‫مـن‬ ‫الشراب‬
‫مهفهفة لها خـصـر‬ ‫تتيه به على الخود‬
‫رقـيق‬ ‫الكعـاب‬
‫تزان باعين نجل‬ ‫بحسن أنامـل لـدن‬
‫وتـجـلـى‬ ‫رطـاب‬
‫من الدنيا وتعذب في عجبت لها تنعم فـي‬
‫شـقـاء‬ ‫عـذاب‬
‫مهاب عند ذي البطش لها خدر تصان بـه‬
‫مـنـيع‬ ‫المهاب‬
‫إذا أشتقـنـا إلـيهـا‬ ‫قليناها وذاك من‬
‫ذات يوم‬ ‫العـجـاب‬
‫فنسمع من غناها كل‬ ‫يداوي كل ذي قلب‬
‫صـوت‬ ‫مصـاب‬
‫إذا ما أنعشت بالوصل‬ ‫ترد إلـيه أيام‬
‫نظم العقيان في أعيان العيان‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫شيخـا ً‬ ‫الـشـبــاب‬
‫ولم يك لي حسام غير ومع ذا بيننا كانـت‬
‫حـروب‬ ‫نـاب‬
‫‪:‬وقال‬
‫بدا بجبينه خـال‬ ‫بلل قام ينتظر‬
‫يحـاكـي‬ ‫الـهـلل‬
‫فقلت أجعل لشمي‬ ‫فقال نعم فقال والثم‬
‫منه حظا‬ ‫بـلل‬
‫‪ :‬وقال‬
‫إل إنما الدنـياسـراب‬ ‫وخلب برق وأعتراض‬
‫بـقـيعة‬ ‫سنـات‬
‫فل تأسين منها على‬ ‫ول تفرحن منها بمـا‬
‫فائت مضى‬ ‫هـو آت‬
‫‪ :‬وقال في الليل والنهار‬
‫أخوان بينهما أشد‬ ‫وعلى التقلب ليس‬
‫تـقـلـب‬ ‫يجتمعان‬
‫إن طال هذا كان هذا‬ ‫فعلى أخائهما هما‬
‫قاصرا ً‬ ‫ضـدان‬
‫متحرك هذا وهذا‬ ‫والفرق بينهما‬
‫سـاكـن‬ ‫وعيشك دان‬
‫‪ :‬وقال‬
‫من غرس الجود‬
‫حسن الثنا من غرسه‬
‫أجتنى‬
‫فإن أسـعـد الـورى‬ ‫من يوق شح نفـسـه‬
‫نظم العقيان في أعيان العيان‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫‪ :‬وقال‬
‫أيها المنتـمـي لـحـي‬ ‫كن كريما ً أن شئت أو‬
‫سـلـيم‬ ‫كن خسيسا‬
‫ما عليها عار إذا كنت‬ ‫أن قارون كان من‬
‫مـنـهـم‬ ‫قوم موسـى‬
‫‪ :‬وقال يمدح يحيى بن حجي‬
‫رثى الشعراء الفضل‬ ‫لنـافـلة‬
‫من آل بـرمـك‬ ‫والـمـكـرمـات عـوائد‬
‫فقل أن مضى الفضل‬ ‫ليحي بن حجي أن‬
‫بن يحيى بن خالد‬ ‫فضـلـك خـالـد‬
‫وقال فـيمـن تـسـمـى‬
‫‪:‬انـعـام‬
‫راح قلبي كشعرها‬ ‫وعلى كـعـبـهـا غـدا‬
‫في خفوق‬ ‫يتـرامـى‬
‫إن يعم في الدموع‬ ‫ليس بـدعـا ً عـشـقة‬
‫إنـسـان عـينـي‬ ‫أنـغـامــا‬
‫‪:‬وقال‬
‫قد كان لي حول‬ ‫مبالـغ المـال‬
‫باسعـافـه‬ ‫مـرجـوه‬
‫والن حل الضعف عند‬ ‫مني فـل حـول ول‬
‫القوى‬ ‫قـوه‬
‫‪ :‬وقال في الشيخ نظام الدين الحنفي‬
‫سبحان من من‬ ‫على نظام الدين بين‬
‫بحسن الكلم‬ ‫النام‬
‫فلفظ أهل العـلـم در‬ ‫يزين ذاك ادر إل‬
‫ول‬ ‫النظـام‬
‫نظم العقيان في أعيان العيان‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫‪ :‬وقال في الحافظ بن حجر‬


‫أن قاضي القضاة‬ ‫رفع الله قيمة‬
‫باسم أبيه‬ ‫الحجـار‬
‫هي من جوهر عجيب‬ ‫ن غريب وفضة‬
‫ومرجا‬ ‫ونـضـار‬
‫يهبط البعض منه من‬ ‫وبعض ينشـق‬
‫خشية الله‬ ‫بـالنـهـار‬
‫‪ :‬وقال‬
‫إذا قدرت فاغفـرن‬ ‫وارج ثواب المغفره‬
‫فأحسن الغفران مـا‬ ‫يكون عند المقـدره‬
‫‪ :‬وقال‬
‫يا من يكسر جفينه‬ ‫إذا شكوت إليه الهجر‬
‫يقابلـنـي‬ ‫مظلوما‬
‫أعيذ بالفتح جفنا ً منك‬ ‫وبالحواميم ثغرا قد‬
‫منكسـرا ً‬ ‫حوى ميما‬
‫‪ :‬وقال مضمنا ً‬

‫يا من إذا لعلوم الناس‬ ‫ويحتمي عن سوآل‬


‫منتحـل‬ ‫العلم بالشمم‬
‫أستغفر الله من قول"‬ ‫لقد نسبت به‬
‫بل عمـل‬ ‫" نسللذي عقـم‬
‫‪ :‬وقال‬
‫أجدر الس بالعل‬ ‫فهم الصالحـون‬
‫العلـمـاء‬ ‫والولـياء‬
‫سادة ذو الجلل أثنى‬ ‫وعلى مثلهم يطيب‬
‫نظم العقيان في أعيان العيان‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫عليهـم‬ ‫الثـنـاء‬
‫يكشف السوء ويزول وبهم تمطر السماء‬
‫وعـنـا‬ ‫البلء‬
‫خشية الله فيهم ذات‬ ‫أو في غيرهم يكون‬
‫حصـر‬ ‫العـل‬
‫فهم المرون بالعرف‬ ‫هون عما يقوله‬
‫والنـا‬ ‫السفـهـاء‬
‫وإلى ربهم تـقـدس‬
‫فقراء وهم بـه أغـنـياء‬
‫عـزا‬
‫فالبرايا جسم وهم‬ ‫والبرايا موتى وهم‬
‫فـيه روح‬ ‫أحـياء‬
‫فتعفف عن لحمهم‬ ‫حل منه الضنا وعز‬
‫م‬
‫فهو سـ ٌ‬ ‫الشفاء‬
‫ة وزادوا‬ ‫قد سموا فطن ً‬ ‫أفتعمى علـيهـم‬
‫ذكـاء‬ ‫النـبـاء‬
‫قلت للجاهل‬ ‫هل جزاء الشقاق إل‬
‫المشاقق فيهـم‬ ‫الشقاء‬
‫زبدة العالمين مخضا ً‬ ‫حيث كانوا ل سيما‬
‫ومحضا‬ ‫القـراء‬
‫حبذا القـارؤن قـرة‬ ‫بعد قرآنهم يكون‬
‫عـين‬ ‫الـعـراء‬
‫ر‬
‫قد رأينا لكل ده ٍ‬ ‫ولعمري هم للعيون‬
‫عـيونـا ً‬ ‫ضـياء‬
‫ل يبالون ما يقول‬ ‫إنهيق كـلمـه أم‬
‫جـهـو ٌ‬
‫ل‬ ‫عـواء‬
‫وإذا الكلب في ظلم‬ ‫نبح الرض ل تبالي‬
‫الليالي‬ ‫السماء‬
‫فليبوء بالشقاء كل‬ ‫ولتقر بالسعادة‬
‫ل‬‫جـهـو ً‬ ‫العـلـمـاء‬
‫نظم العقيان في أعيان العيان‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫‪:‬وقال يخاطب شمس الدين القادري الشاعر‬


‫نفس القادري قد فاح‬ ‫وثناه الجميل عرف‬
‫مسكا‬ ‫وردا‬
‫حيه المستطاب زره‬ ‫تلقه كالنسـيم هـيج‬
‫بقرب‬ ‫نـدا‬
‫البلقيني‪ ،‬ولي الدين أحمد بن محمد ‪44 -‬‬
‫أحمد بن محمد بن محمد بن عمر بن رسلن‪ ،‬البلقيني‪،‬‬
‫ولي الدين بن تقي الدين بن بدر الدين بن سراج الدين‪.‬‬
‫ولد سنة أربعة وعشر وثمانمائة‪ .‬وبرع وتفنن‪ ،‬ووعظ‪.‬‬
‫وولي قضاء دمشق‪ .‬ومات بها في ذي القعدة‪ ،‬سنة خمس‬
‫‪.‬وستين وثمانمائة‬
‫السيرجي‪ ،‬الشهاب أحمد بن يوسف ‪45 -‬‬
‫أحمد بن يوسف بن محمد بن أحمد بن محمد بن المحلي‪،‬‬
‫القاضي شهاب الدين السيرجي‪ ،‬الشافعي‪ ،‬الفرضي‬
‫الحاسب‪ .‬ولد سنة ثمان وسبعين وسبعمائة‪ .‬وسمع على‬
‫العراقي وغيره‪ .‬وتفقه على السراج البلقيني‪ ،‬والبدر‬
‫الطبندي‪ .‬وبرع في الفقه والفرائض والحساب‪ .‬ونظم‬
‫أرجوزة في الفرئض سماها " المربعة " عدتها ثلثمائة‬
‫وثلثة عشر بيتا‪ ،‬على أربعة أقسام ‪ :‬الفرائض والحساب‬
‫والوصايا‪ ،‬والجبر والمقابلة‪ .‬وقرظها له جماعة منهم ‪ :‬ابن‬
‫الهائم‪ ،‬وابن خلدون‪ ،‬وابن الجزري‪ ،‬وغيرهم‪ ،‬واثنوا عليه‬
‫وعليها‪ .‬وشرحها في مجلدة‪ .‬وشرع في تصنيف بديع في‬
‫الفقه سماه الطراز المذهب‪ ،‬لحكام المذهب " وصل فيه‬
‫إلى القرار‪ .‬ناب في القضا عن الجلل البلقيني سنة أربع‬
‫وثمانمائة وهلم جرا‪ .‬مات في المحرم سنة اثنتين وستين‬
‫وثمانمائة‪ .‬ورد على قاضي القضاة شهاب الدين بن حجر‬
‫سوآل منظوم معناه‪ ،‬ان ورثته أقتسموا مال مورثهم قبل‬
‫وفاء دينه وفيهم غاصب طالبهم صاحب الدين‪ ،‬فقال ‪ :‬ل‬
‫نظم العقيان في أعيان العيان‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫اعطي إل ما يخصني‪ .‬وكانوا عالمين بالدين‪ .‬فاجاب بيت‬


‫‪ :‬واحد وهو‬
‫لصاحب الدين أخذ‬ ‫من حصة الغاصب‬
‫الدين أجـمـعـه‬ ‫المذكور في طلق‬
‫وقسمة المال قبـل‬ ‫وبعد أن أعلموا‬
‫الـدين بـاطـلة‬ ‫وضرب من الحمـق‬
‫وما أحتوى الغاصب‬ ‫بالدين فهو به في‬
‫المذكور مرتهـن‬ ‫ربـقة الـعـلـق‬
‫قاضي القضاة المفدى هذا جواب بيان الـحـبـر‬
‫سـيدنـا‬ ‫عالم الـفـرق‬
‫فخذ جوابا ً لنجل‬ ‫جاء الجواب بالستثنا‬
‫السـيرجـي فـقـد‬ ‫علـى نـسـق‬
‫ثم الصلة على‬ ‫خير البرية في خلق‬
‫المختار من مضر‬ ‫وفي خلـق‬
‫قال ‪ :‬ثم قرأت ذلك على قاضي القضاة المشار إليه‬
‫‪ :‬فاسدى إلي معروفا ً فقلت‬
‫بالله قل لمام‬ ‫قاضي القضاة‬
‫المفدى عامل الفرق الـعـصـر سـيدنـا‬
‫يا نخبة الدهر ممن قد يا حافظ العصر حتى‬
‫ل نظـير لـه‬ ‫مضى وبقي‬
‫يا جامعا ً من فنون‬ ‫ويا خطيبا ً إلى المجد‬
‫الفضل اجمعهـا‬ ‫المنيف رقـي‬
‫جمعت مفترقات‬ ‫عليك طرا ً وهذا‬
‫الحسن فانعطفـت‬ ‫العطف بالنـسـق‬
‫بثاقب الفهم يردي كل لقد حفظت سماء‬
‫العلم فانحفـظـت‬ ‫مـسـتـرق‬
‫ناد إلى جودك الماثور وقد روينا أحاديث‬
‫الشـهـاب بـاس‬ ‫من طـرق‬
‫نظم العقيان في أعيان العيان‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫أن كنت في الناس‬ ‫فإنه الثمد الموصوف‬


‫معزوا إلى حجر‬ ‫لـلـحـدق‬
‫بل المكرم بل جـاءت‬ ‫للستلم تجد السير‬
‫مـدائحـنـا‬ ‫فـي عـنـق‬
‫قلدتنا مثل أطواق‬ ‫النعام فضل ً فصرنا‬
‫الـحـمـام مـن‬ ‫وهي في نسق‬
‫فالورق تصدح‬ ‫ونحن نمدح بالشعـار‬
‫بالسحار فـي ورق‬ ‫فـي ورق‬
‫فاسأل الله يجري‬ ‫من فضله غدقافي‬
‫سحب انـعـمـه‬ ‫فضلك الغـدق‬
‫ثم الصلة على خير‬ ‫أصحابه وذويه انجـم‬
‫الورى وعلـى‬ ‫الـفـسـق‬
‫المقدسي‪ ،‬عماد الدين إسماعيل ‪46 -‬‬
‫إسماعيل بن إبراهيم ين محمد بن علي بن شرف‬
‫المقدسي الشافعي‪ ،‬عماد الدين‪ ،‬بن العلمة الوحد‪،‬‬
‫الفرضي الحاسب‪ ،‬أحد الركان في بلده ‪ .‬أخذ عنه شيخنا‬
‫المناوي‪ ،‬والكابر‪ .‬وله " توضيح على البهجة "‪ ،‬وشرح‬
‫عليها مطول ولم يكمل‪ ،‬و " توضيح على الفية البرماوي‬
‫"‪ ،‬مع الورع ولين الجانب‪ ،‬وحسن الخلق‪ ،‬والتقلل‪،‬‬
‫والمحاسن الوافرة ‪ :‬مات ببيت المقدس في ربيع الخر‬
‫سنة اثنين وخمسين وثمانمائة عن نحو سبعين سنة‬
‫القريمي‪ ،‬نجم الدين إسحاق بن إسماعيل ‪47 -‬‬
‫إسحاق بن إسماعيل بن إبراهيم بن شعيب بن محمد بن‬
‫إدريس‪ ،‬القاضي نجم الدين‪ ،‬القريمي الحنفي‪ .‬ولد قبل‬
‫تسع وسبعين‪ .‬وولي قضاء العسكر‪ ،‬ومشيخهة مدرسة‬
‫‪.‬قايتباي‪ .‬مات في صفر سنة ثمان وثمانمائة‬
‫الحلبي‪ ،‬أنس بن برهان الدين إبراهيم ‪48 -‬‬
‫نظم العقيان في أعيان العيان‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫أنس بن الحافظ برهان الدين إبراهيم بن محمد بن خليل‬


‫الحلبي ولد سنة اثنتي عشرة وثمانمائة‪ .‬واجازت له‬
‫عائشة أبنة عبد الهادي‪ .‬مات سنة إحدى وثمانين‬
‫وثمانمائة‪ .‬ومات في منتصف جمادى الولى سنة خمس‬
‫‪.‬وستين وثمانمائة‬
‫الملك الشرف‪ ،‬اينال العلئي ‪49 -‬‬
‫إينال العلئي الظاهري‪ ،‬السلطان الملك الشرف أبو‬
‫النصر‪ .‬ولي السلطنة يوم الثنين ثامن ربيع الول سنة‬
‫سبع وخمسين وثمانمائة‪ .‬أنشدني شهاب الدين المنصوري‬
‫‪ :‬في أيامه لنفسه‬
‫يا ملكا ً بالجور في‬ ‫لم يخش يوم الطول‬
‫حكـمـه‬ ‫والعرض‬
‫كيف بحر الجور‬ ‫وأنت ظل الله فـي‬
‫أحرقتـنـا‬ ‫الرض‬
‫الدين ‪ - 50‬آمنة‪ ،‬بنت المستكفي آمنة بنت الخليفة أمير‬
‫المؤمنين‪ ،‬المستكفي بالله أبي الربيع سليمان‪ ،‬الهاشمية‬
‫‪.‬العباسية القارئة الكاتبة‬
‫ابن قاضي شهبة تقي الدين أبو بكر بن ‪51 -‬‬
‫أحمد‬
‫أبو بكر بن أحمد بن محمد بن عمر بن محمد بن عبد‬
‫الوهاب بن محمد بن ذوؤيب بن شرف السدي الدمشقي‬
‫الشافعي‪ ،‬المام تقي الدين بن قاضي شهبة فقيه الشام‬
‫ورئيسها وموؤرخها‪ .‬ولد في ربيع الول سنة تسع وسبعين‬
‫وسبعمائة‪ .‬وتفقه على السراج البلقيني والشرف الغزي‪،‬‬
‫الشهاب بن حجي‪ .‬وبرق ودرس‪ ،‬وافتى وصنف‪ .‬وطار‬
‫أسمه بالفقه‪ ،‬حتى كان العيان من تلمذته‪ ،‬وبعد صيته‪،‬‬
‫وله " شرح المنهاج و " شرح التنبيه " و " ونكت على‬
‫نظم العقيان في أعيان العيان‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫المهمات "‪ ،‬و " نكت على المنهاج "‪ ،‬و " نكت على التنبيه‬
‫"‪ ،‬و " مختصر تهذيب الكمال للمزي و " الذيل على تاريخ‬
‫بن كثير "‪ ،‬و " مناقب الشافعي "‪ ،‬و " طبقات الفقهاء "‪،‬‬
‫و " العلم بتاريخ السلم "‪ ،‬وغير ذلك‪ .‬مات ليلة الجمعة‬
‫ثاني عشر ذي القعدة سنة أحدى وخمسين وثمانمائة‬
‫فجاة‪ ،‬وعظم تأسف الناس عليه‪ .‬وكان قبل موته بيوم‬
‫ذكر موت الفجاة وأنه راحة للموءمن واخذة أسف للكافر‪،‬‬
‫‪.‬وقرر ذلك تقريرا ً شافيًا‪ ،‬فعد ذلك كرامة‬
‫ابن قاضي عجلون‪ ،‬تقي الدين أبو بكر بن ‪52 -‬‬
‫عبد الله‬
‫أبو بكر بن عبد الله بن عبد الرحمن بن محمد بن محمد‬
‫بن مشرف بن منصور بن محمود بن توفيق بن محمد بن‬
‫عبد الله الزرعي الصل الدمشقي الشافعي‪ ،‬تقي الدين‬
‫بن ولي الدين المعروف بابن قاضي عجلون‪ .‬ولد سنة‬
‫إحدى وأربعين وثمانمائة‪ .‬وتفقه على إشياخ بلده‪ ،‬وبرع‬
‫في الفقه وهو الن فقيه الشام‪ .‬وهو من بيت علم‬
‫‪.‬ورياسة‬
‫السيوطي‪ ،‬كمال الدين أبو بكر‪ ،‬والد المؤلف ‪53 -‬‬
‫أبو بكر بن محمد بن أبي بكر بن عثمان بن محمد بن‬
‫خضر بن أيوب بن محمد بن الهمام الخضيري السيوطي‬
‫الشافعي‪ ،‬والدي المام العلمة ذو الفنون‪ ،‬كمال الدين أبو‬
‫المناقب بن ناصر الدين بن سابق الدين بن فخر الدين بن‬
‫ناصر الدين بن سيف الدين بن نجم الدين أبي الصلح بن‬
‫ناصر الدين بن الشيخ الملك همام الدين‪ .‬ولد في أول‬
‫القرن تقريبًا‪ .‬وأقبل على العلوم بأنواعها‪ ،‬فأخذ عن‬
‫مشايخ عصره‪ ،‬وبرع في الفقه والصلين‪ ،‬والنحو‬
‫والصرف‪ ،‬والمعاني والبيان‪ ،‬والفرائض والحساب بأنواعه‪،‬‬
‫والمنطق‪ ،‬والوثائق‪ .‬وكانت له اليد الطولي في النشاء‪،‬‬
‫مطنبا وموجزًا‪ ،‬درس وأفتى سنين‪ ،‬وانتفع به جماعة من‬
‫نظم العقيان في أعيان العيان‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫العيان منهم العلمة بن مصيفح‪ ،‬وقاضي القضاة برهان‬


‫الدين بن ظهيرة‪ ،‬وقاضي القضاة نور الدين بن أبي‬
‫اليمن‪ ،‬والعلمة فخر الدين القيسي‪ ،‬وقاضي القضاة‬
‫محيي الدين بن تقي الدين‪ ،‬وشيخ المالكية النور‬
‫السنهوري‪ ،‬في آخرين‪ .‬وألف ‪ " :‬حاشية على شرح‬
‫اللفية لبن المصنف "‪ ،‬و " حاشية على أدب القضاء‬
‫للغزي "‪ ،‬و " رسالة في أعراب قول المنهاج ‪ :‬وما ضبب‬
‫بذهب أو فضة ضبة "‪ ،‬و " حاشية على العضد "‪ ،‬و " كتابا ً‬
‫في الوثائق "‪ ،‬و " كتابا ً في التصريف "‪ ،‬و " واجوبة‬
‫أعتراضات ابن المقري على الحاوي الصغير "‪ .‬وله تعاليق‬
‫أخر‪ ،‬وخطب‪ .‬وعرض عليه قضاء مكة‪ ،‬فأبى‪ .‬مات في‬
‫ليلة الثنين خامس صفر سنة خمس وخمسين وثمانمائة‪،‬‬
‫‪ 55 :‬ورثاه شهاب الدين المنصوري بقوله‬
‫مات الكمال فقـالـوا‬ ‫ولى الحجا والجـلل‬
‫فلـلـعـيون بـكـاء‬ ‫وللدموع إنـهـمـال‬
‫وفـي فـوآدي حـزن‬ ‫ولـوعة ل تــزال‬
‫للـه عـلـم وحـلـم‬ ‫وارته تلك الـرمـال‬
‫بكى الرشـاد عـلـيه‬ ‫دما ً وسر الـضـلل‬
‫قد لح في الخير‬
‫لما مضى واختـلل‬
‫نقص‬
‫وكيف لم نر نقـصـا ً‬ ‫وقد تولى الـكـمـال‬
‫علومـه راسـخـات‬ ‫تزول منها الجـبـال‬
‫بقبره الـعـلـم ثـاو‬ ‫والفضل والفضـال‬
‫تهمي السحاب‬
‫فل تـزال عـلــيه‬
‫الثقـال‬
‫القرقشندي‪ ،‬تقي الدين أبو بكر بن محمد‬
‫أبو بكر بن محمد بن إسماعيل بن علي بن الحسن بن‬
‫علي بن إسماعيل بن علي بن صالح بن سعيد القرقشندي‬
‫المقدسي الشافعي‪ ،‬سبط الحافظ صلح الدين العلئي‪،‬‬
‫نظم العقيان في أعيان العيان‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫المام تقي الدين بن العلمة شمس الدين‪ .‬ولد في ذي‬


‫القعدة سنة ثلث وثمانين وسبعمائة‪ .‬وسمع من فاطمة‬
‫بنت المنجا وغيرها‪ .‬وتفقه على والده وغيره‪ .‬ودأب إلى‬
‫أن صار المشار إليه ببلده‪ .‬مات في جمادى الخرة‪ ،‬سنة‬
‫‪.‬سبع وستين وثمانمائة بالقدس‬
‫ابن الحريري‪ ،‬تقي الدين أبو بكر بن علي‬
‫أبو بكر بن علي بن محمد بن علي الدمشقي‪ ،‬تقي الدين‬
‫المعروف بابن الحريري الحنبلي‪ ،‬أحد أعيان دمشق‬
‫ومسندهم‪ .‬كتب من أمالي الزين العراقي ودرس بأماكن‪.‬‬
‫وتصدى للفتاء‪ .‬وكتب على "المحرر" لبن عبد الهادي‬
‫شرحا‪ .‬وناب في القضاء‪ .‬وكان عالما ً خيرا ً ثقة‪ .‬مات في‬
‫ربيع الول سنة إحدى وخمسين وثمانمائة‪ ،‬عن بضع‬
‫‪.‬وسبعين‪ .‬مولده سنة أربع وسبعين وسبعمائة‬
‫الحصني‪،‬تقي الدين أبو بكر بن محمد ‪56-‬‬
‫أبو بكر بن محمد بن شادي العلمة‪ ،‬تقي الدين الحصني‬
‫الشافعي‪ .‬ولد سنة خمس عشرة وثمانمائة‪ .‬واشتغل‬
‫بالعلوم فأخذ عن إشياخ عصره‪ .‬وقرأ الحاوي الصغير‪،‬‬
‫بحثا ً عن شيخنا البلقيني‪ .‬وبرع في الفنون المعقولت‪،‬‬
‫وتصدى لقرائها زمانا‪ .‬وانتفع به خلق‪ .‬وولي مشيخة‬
‫المدرسة الصلحية بجوار المام الشافعي رضي الله عنه‪.‬‬
‫‪.‬مات في ثامن ربيع الول‪ ،‬سنة إحدى وثمانين وثمانمائة‬
‫ابن مزهر الدمشقي‪ ،‬تقي الدين أبو بكر كاتب‪57-‬‬
‫السر‬
‫أبو بكر بن محمد بن محمد بن محمد بن أحمد بن عبد‬
‫الخالق بن عثمان بن مزهر النصاري‪ ،‬الدمشقي الصل‪،‬‬
‫ثم المصري القاضي كاتب السر‪ ،‬تقي الدين ابن القاضي‬
‫كاتب السر بدر الدين‪ .‬ولد سنة إحدى وثلثين وثمانمائة‪.‬‬
‫نظم العقيان في أعيان العيان‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫ونشأ في حجر الرياسة والعز‪ .‬وسمع الحديث على‬


‫جماعة‪ ،‬وأجاز له جمع جم‪ ،‬وحدث بأشياء من مروياته‪.‬‬
‫وولي عدة مناصب سنية‪ ،‬ثم ولي كتابة السر‪ ،‬هو منصب‬
‫والده‪ ،‬فأقام فيها بضعا ً وعشرين سنة ولء إلى أن أنتقل‬
‫إلى رحمة الله تعالى‪ .‬وقل أن اتفق ذلك لحد إل لبن‬
‫فضل الله‪ ،‬فأنه أقام في هذا المنصب وكان جم المحاسن‬
‫كثير الحاسن دينا ً عفيفا ً نعتي العرض نعتي الجيب فاضل ً‬
‫في العلم‪ ،‬لين الجانب‪ ،‬كثير التواضع‪ ،‬كثير البشاشة‪،‬‬
‫حسن التصرف في منصبه‪ ،‬مساعدا للفقير والمظلوم‪،‬‬
‫كثير البر والخيرات والصدقات‪ .‬بنى جامعا ً تجاه بيته‪ ،‬وقرر‬
‫فيه مدرسين للتفسير والحديث والفقه وطلبة وصوفية‪.‬‬
‫وبنى رباطا بمكة‪ .‬وله غير ذلك من وجوه المعروف‪ .‬مات‬
‫صاحب الترجمة يوم الخميس سادس رمضان سنة ثلث‬
‫وتسعين وثمانمائة‪ .‬أنشدني شاعر العصر شهاب الدين‬
‫‪:‬المنصوري يمدحه بختان ولديه‬
‫يا بني مزهر شرفتم‬ ‫وحويتم فضـل ورأيا ً‬
‫نفـوسـا‬ ‫رئيسـا‬
‫وتاسيتم ختـانـا‬ ‫لكن هذا الختان‬
‫بـإبـراهـيم‬ ‫بـمـوسـى‬
‫عجبا ً للخـتـان مـا أن‬ ‫الما ً غيره يسر‬
‫رأينـا‬ ‫الـنـفـوسـا‬
‫وعجيبا ً مـن الـذين‬ ‫بهما كيف أبديا‬
‫مـررنـا‬ ‫تـعـبـيسـا ً‬
‫كان قطعا ً وزال‬ ‫ومنه يعوضان‬
‫والحمد لـلـه‬ ‫الـعـروسـا‬
‫لن يزال كالفرقدين‬ ‫ليصبحان العلو‬
‫اجتمـاعـا‬ ‫والتـأنـيسـا‬
‫قد علوتم بالمكرمات‬ ‫وتناولتما الثـريا‬
‫فـخـارا ً‬ ‫جـلـوسـا‬
‫قد راينا الملبوس قد‬ ‫س وانتم من زين‬
‫نظم العقيان في أعيان العيان‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫زين النـا‬ ‫الملبـوسـا‬


‫بكم الملك تاه فخرا ً‬ ‫منزل المجد آهل‬
‫وأضحـى‬ ‫مـأنـوسـا‬
‫وحملتم أعباء من‬ ‫بقوم حمل الرقاب‬
‫شرف الملك‬ ‫الـرؤسـا‬
‫زنتم بالحظوظ مصرا ً‬ ‫كل مصر بالخطوط‬
‫ففاقـت‬ ‫الطروسا‬
‫قد خطبتم بيض‬ ‫وإذا واصل النفيس‬
‫المعالي ول غر‬ ‫النفـيسـا‬
‫وتألت بـحـرمة‬ ‫نال منها قوم سواكم‬
‫مـنـكـم ل‬ ‫مسـيسـا‬
‫ابن أبي الوفا‪ ،‬تقي الدين أبو بكر بن محمد‬
‫أبو بكر بن محمد بن علي بن داود بن عبد الحافظ بن‬
‫سرور بن بدر بن يوسف بن بدران بن مطر بن يعقوب‪،‬‬
‫شقيق سيدي تاج العارفين أبي الوفا العراقي‪ ،‬وأبو الوفا‬
‫أسمه محمد بن محمد بن محمد بن زيد بن علي بن‬
‫الحسن بن العريض الكبر بن زين العابدين بن علي بن‬
‫الحسين بن علي بن أبي طالب‪ ،‬الشيخ تقي الدين بن أبي‬
‫الوفا القدسي الشافعي‪ .‬ولد سنة ثلث وتسعين‬
‫وسبعمائة‪ .‬ومات سنة ست وخمسين وثمانمائة‪ .‬وأخذ‬
‫الفقه والنحو عن الشهاب ابن الهائم‪ ،‬وسلك طريق‬
‫التصوف على خال والده الشيخ شهاب الدين أحمد بن‬
‫الموله‪ ،‬ثم على الشيخ زين الدين الحافي‪ .‬قال البقاعي‬
‫في "معجمه" ‪ :‬وهو امثل المتصوفة في زماننا بأعتبار‬
‫تشرعه‪ ،‬وشدة أنقياده إلى الحق‪ ،‬وصلبته في المر‬
‫بالمعروف وعفته وكرمه على قلة ذات يده‪ .‬قال‪ :‬وكان‬
‫معظما ً عند الملوك فمن دونهم‪ ،‬وعلى ذكره رونق وأنس‬
‫زائد‪ ،‬وله قدرة على إبداء ما في نفسه بعبارة حسنة‬
‫غالبها مسجوع‪ .‬قال‪ :‬وحكى لي قال‪ :‬كان بعض الصدقاء‬
‫نظم العقيان في أعيان العيان‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫يشير علي بقراءة كتب ابن عربي ونحوها‪ ،‬وبعض يمنع‬


‫من ذلك‪ .‬فاستشرت الشيخ يوسف المام الصفدي في‬
‫ذلك‪ ،‬فقال‪ :‬اعلم يا ولدي وفقك الله تعالى‪ ،‬إن هذا العلم‬
‫المنسوب لبن عربي ليس بمخترع له‪ ،‬وإنما هو كان‬
‫ماهرا ً فيه وقد ادعى أهله أنه ل يمكن معرفته إل‬
‫بالكشف‪ .‬فإن صح مدعاهم فل فائدة في تقريره‪ ،‬لنه إن‬
‫كان المقرر والمقرر له مطلعين‪ ،‬فالتقرير تحصيل حاصل‪،‬‬
‫وإن كان المطلع أحدهما فتقريره ل ينفع الخر‪ ،‬وإل فهما‬
‫يخطبان خبط عشواء‪ .‬فسبيل العارف عدم البحث عن‬
‫هذا العلم‪ ،‬وعدم السلوك فيما يوصل إلى الكشف عن‬
‫الحقائق‪ ،‬ومتى كشف له عن شيء علمه وسعى في أعل‬
‫منه‪ .‬قال‪ :‬ثم أستشرت الشيخ زين الدين الحافي بعد أن‬
‫ذكرت له كلم الشيخ يوسف‪ ،‬فقال‪ :‬كلم حسن‪ ،‬وأزيدك‬
‫أن العبد إذا تخلق ثم تحقق‪ ،‬ثم جذب أضمحلت ذاته‪،‬‬
‫وذهبت صفاته‪ ،‬وتخلص من السوى فعند ذلك تلوح له‬
‫بروق الحق بالحق‪ ،‬فيطلع على كل شيء‪ ،‬فيرى الله عند‬
‫كل شيء‪ ،‬فيغيب بالله عن كل شيء‪ ،‬ول يرى شيئا ً سواه‬
‫فيظن الله عين كل شيء وهذا أول المقامات‪ .‬فإذا ترقى‬
‫عن هذا المقام‪ ،‬وأشرف عليه من مقام هو أعلى منه‪،‬‬
‫وعضده التأييد اللهي رأى أن الشياء كلها فيض وجوده‬
‫تعالى ل عين وجوده‪ .‬فالناطق حينئذ بما ظنه في أول‬
‫مقام أما محروم ساقط‪ ،‬وأما نادم تائب‪ ،‬وربك يخلق ما‬
‫‪.‬يشاء ويختار‬
‫حرف الباء‬
‫الشريف بركات‪ ،‬أمير مكة‪59-‬‬
‫بركات بن حسن بن عجلن بن رميثة بن أسعد بن علي‬
‫بن قتادة بن إدريس بن مطاعن بن عبد الكريم بن عيسى‬
‫بن حسين بن سليمان بن علي بن عبد الله بن محمد بن‬
‫موسى بن عبد الله بن موسى بن عبد الله بن الحسن بن‬
‫نظم العقيان في أعيان العيان‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫الحسن بن علي بن أبي طالب‪ ،‬الشريف أبو زهير‬


‫الحسني‪ ،‬صاحب مكة هو وآباؤه‪ .‬ولد سنة ولد سنة اثنتين‬
‫وثمانمائة‪ .‬واجاز له الحافظان العراقي والهيثمي‪،‬‬
‫والبرهان بن صديق‪ ،‬والمراغي‪ ،‬وعائشة بنت عبد الهادي‪،‬‬
‫والشمس الفرسيسي في آخرين‪ .‬وويل امرة مكة سنة‬
‫تسع وعشرين بعد موت والده‪ .‬مات في شعبان سنة تسع‬
‫وخمسين وثمانمائة‪ .‬حدث عنه البقاعي وغيره‪ .‬ومن‬
‫‪:‬شعره‬
‫يا من بذكرهم قـد زاد‬ ‫وقد شغلت بهم عن‬
‫وسـواسـي‬ ‫سـائر الـنـاس‬
‫ومن تقرر في قلبي‬ ‫وجئتهم طائعا ً أسعى‬
‫مـحـبـتـهـم‬ ‫علـى راسـي‬
‫سالتكم شربة لي من‬ ‫تغني عن الراح إذ ما‬
‫مـشـاربـكـم‬ ‫لح في الكاس‬
‫‪:‬قال صاحبنا الشهاب المنصوري يرثي بركات‬
‫قالو قضى بركات‬ ‫ان اتبع العبرات‬
‫قلت فحق لي‬ ‫بالـزفـرات‬
‫يا ترحة الحياء عنـد‬ ‫وبقربـه يا فـرحة‬
‫فـراقـه‬ ‫المـوات‬
‫والكعبة الغراء قالت‬ ‫لبس الحداد عليه من‬
‫قـد غـدا‬ ‫عاداتـي‬
‫فانظر إلى آثـاره فـي‬ ‫فرحا بها لم تخل من‬
‫مـكة‬ ‫بركـات‬
‫بركة بنت الحافظ العراقي ‪60-‬‬
‫بركة بنت قاضي القضاة‪ ،‬شيخ السلم الحافظ ولي الدين‬
‫أبي زرعة أحمد بن شيخ السلم حافظ العصر زين الدين‬
‫أبي الفضل عبد الرحيم بن الحسين بن عبد الرحمن بن‬
‫نظم العقيان في أعيان العيان‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫أبي بكر بن إبراهيم العراقي‪ ،‬الشافعي‪ ،‬أم ايمن‪ .‬ولدت‬


‫سنة ثلث وتسعين وسبعمائة‪ .‬وسمعت على جدها‪ .‬سمع‬
‫‪.‬منها البقاعي وغيره‬
‫حرف التاء‬
‫الملك الظاهر ‪ ،‬أبو سعيد ‪61-‬‬
‫تمربغا الظاهري الملك الظاهر أبو سعيد‪ .‬ولي السلطنة‬
‫في سابع جمادى الولى سنة اثنتين وسبعين وثمانمائة‪،‬‬
‫وخلع في خامس رجب من السنة‪ .‬ومات في ذي الحجة‬
‫‪.‬سنة تسع وسبعين وثمانمائة‪ ،‬وقد جاوز الستين‬
‫حرف الجيم‬
‫السنهوري المقرئ‪ ،‬زين الدين جعفر بن ‪62 -‬‬
‫إبراهيم‬
‫جعفر بن إبراهيم بن جعفر بن سليمان بن هبير بن عريف‬
‫بن حريز بن فضل بن فاضل بن نمير بن حريز بن محمد‬
‫بن الصباح بن مالك بن الوليد الدهني السنهوري‬
‫المقرىء‪ ،‬الشيخ زين الدين‪ .‬ولد سنة اثنتي عشرة‬
‫مر وانتفع به‬
‫وثمانمائة‪ .‬وعني بالقراآت فبرع فيها وع ّ‬
‫‪.‬الناس‪ .‬مات سنة أربع وتسعين وثمانمائة‬
‫الملك الظاهر‪ ،‬أبو سعيد جقمق العلئي ‪63 -‬‬
‫جقمق العلئي الظاهري الملك الظاهر أبو سعيد‪ .‬سمع‬
‫على ابن الجزري وأجاز له في رمضان سنة سبع‬
‫وعشرين وثمانمائة‪ُ .‬ولي السلطنة في سنة اثنتين‬
‫وأربعين‪ .‬ومات في ليلة الثلثاء ثالث صفر سنة سبع‬
‫‪.‬وخمسين وثمانمائة‪ ،‬وقد جاوز الثمانين‬
‫جويرية بنت العراقي ‪64 -‬‬
‫نظم العقيان في أعيان العيان‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫جويرية بنت شيخ السلم الحافظ أبي الفضل عبد الرحيم‬


‫بن الحسين العراقي‪ .‬ولدت في أواخر سنة اثنتين‬
‫وتسعين وسبعمائة‪ .‬وسمعت على والدها‪ ،‬والحافظ أبي‬
‫الحسن الهيثمي‪ .‬ماتت في ذي الحجة سنة اثنتين وستين‬
‫‪.‬وثمانمائة‬
‫حرف الحاء‬
‫سلطان العراقين‪ ،‬حسن بيك الطويل ‪65 -‬‬
‫التركماني‬
‫حسن بيك بن علي بن عثمان‪ ،‬وهو قرابلك بن قطلبك بن‬
‫طغرل التركماني الصل المعروف بالطويل‪ ،‬سلطان‬
‫العراقين وأذربيجان وديار بكر وما والى ذلك‪ .‬مات سنة‬
‫أربع وثمانين وثمانمائة‪ .‬أنشدني شاعر العصر شهاب‬
‫الدين المنصوري لما وجه سلطاننا الملك الشرف نصره‬
‫‪:‬الله تعالى عسكره إليه لقتاله‪ ،‬حين خرج وبغى‬
‫ن"‬‫هذا الذي ظ ّ‬ ‫هل تعرفونه باسمه‬
‫" الخروج فضيلة‬ ‫وصفاتـه‬
‫ن‬
‫قالوا اسمه حس ٌ‬ ‫قالوا الطويل فقلت‬
‫فقلت هلكـه‬ ‫ليل شتاتـه‬
‫‪.‬وقال أيضا ً‬

‫ابن الصراف الحموي‪ ،‬بدر الدين حسن بن ‪66 -‬‬


‫علي‬
‫حسن بن علي بن محمد بن علي الحصني الصل الحموي‬
‫الحنفي‪ ،‬قاضي القضاة بدر الدين ابن الصراف‪ .‬ولد سنة‬
‫ثلث وثمانمائة‪ .‬ومات في المحرم سنة ثمان وستين‬
‫‪.‬وثمانمائة‬
‫سابة‪ ،‬بدر الدين حسن بن محمد ‪67 -‬‬
‫الشريف الن ّ‬
‫نظم العقيان في أعيان العيان‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫حسن بن محمد بن أيوب بن محمد بن حسين بن إدريس‬


‫النسابة بن حسن بن علي بن عيسى بن علي بن عيسى‬
‫بن عبد الله بن محمد بن القاسم بن يحيى بن يحيى بن‬
‫إدريس بن عبد الله بن الحسن بن الحسن بن علي بن‬
‫أبي طالب‪ .‬الشريف النسابة بدر الدين‪ ،‬بن ناصر الدين‪،‬‬
‫بن نجم الدين‪ ،‬بن ناصر الدين‪ ،‬بن حصن الدين‪ ،‬بن نفيس‬
‫الدين‪ .‬ولد سنة سبع وستين وسبعمائة‪ .‬وسمع من عبد‬
‫الرحيم بن الفصيح سنن النسائي الكبرى‪ ،‬ومن صلح‬
‫الدين الزفتاوي‪ ،‬والحلوي‪ ،‬والسويداوي‪ ،‬صحيح البخاري‪،‬‬
‫ومن المطرز سنن أبي داود‪ ،‬ومن التقي الدجوي‪،‬‬
‫والعراقي‪ ،‬والهيثمي‪ ،‬والغماري‪ ،‬والنباسي‪ ،‬وابن الشيخة‪،‬‬
‫والمراغي‪ ،‬ونصر الله الحنبلي‪ ،‬والشرف ابن الكويك‪،‬‬
‫وغيرهم‪ .‬وأخذ الفقه عن السراج البلقيني‪ ،‬وابن الملقن‪،‬‬
‫والطنبدي‪ ،‬والشرف عيسى الغزي شارح المنهاج‪،‬‬
‫والبرهان البيجوري‪ ،‬والنحو عن المحب بن هشام‪ .‬وسمع‬
‫على الحافظ عماد الدين بن كثير ‪ .‬وأدمن الشتغال في‬
‫الفقه‪ .‬وصنف فيه تصانيف منها‪ " :‬شرح تنقيح اللباب‬
‫للعراقي "‪ ،‬و " نزهة القصاد في شرح كفاية العقاد لبن‬
‫ؤنة التجهيز "‬‫العماد " و " شرح البريز فيما يقدم على م ُ‬
‫وله أيضًا‪ ،‬و " نبذة من الخبر في تعبير رؤيا أمير المؤمنين‬
‫عمر " رضي الله عنه يعني قوله ‪ :‬رأيت كأن ديكا ً نقرني‪.‬‬
‫‪.‬مات في صفر سنة ست وستين وثمانمائة‬
‫ابن الفناري‪ ،‬حسن جلبي بن محمد شاه ‪68 -‬‬
‫حسن جلبي بن محمد شاه بن محمد بن حمزة بن محمد‬
‫بن محمد الرومي الحنفي العلمة بدر الدين المعروف‬
‫بابن الفنري‪ .‬إمام علمة محقق حسن التصنيف‪ .‬له‬
‫حاشية على المطول كثيرة الفائدة ‪ .‬مات سنة ست‬
‫‪.‬وثمانين وثمانمائة‬
‫ابن العليف المكي‪ ،‬الشاعر حسين بن محمد ‪69 -‬‬
‫نظم العقيان في أعيان العيان‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫حسين بن محمد بن حسن بن عيسى بن محمد بن أحمد‬


‫بن مسلم‪ ،‬بدر الدين الحلوي‪ ،‬الشافعي‪ ،‬المعروف بابن‬
‫العليف‪ ،‬شاعر البطحاء‪ .‬ولد سنة أربع وتسعين وسبعمائة‬
‫وسمع على المراغي وغيره‪ ،‬وكان عالما ً فاضل ً أديبا ً مفتيًا‪.‬‬
‫مات في محرم سنة ست وخمسين وثمانمائة‪ .‬ومن‬
‫‪:‬نظمه‬
‫سل العلماء بالبلد‬ ‫وأهل العلم في يمن"‬
‫الـحـرام‬ ‫" وشام‬
‫الخلطي‪ ،‬بدر الدين حسين بن يوسف ‪70 -‬‬
‫حسين بن يوسف بن علي العلمة‪ ،‬بدر الدين بن المام‬
‫المقرىء عز الدين‪ ،‬بن المام علء الدين الخلطي‬
‫الوسطاني‪ .‬ولد بعد خمس وتسعين وسبعمائة‪ ،‬واشتغل‬
‫بالفنون فبرع‪ ،‬وولي قضاء الجزيرة‪ ،‬وتدريس المجدية‪،‬‬
‫والسيفية بها وانتفع به أهلها‪ .‬مات سنة ثمان وخمسين‬
‫‪.‬وثمانمائة‬
‫ابن حمزة الدمشقي‪ ،‬عز الدين حمزة بن ‪71 -‬‬
‫أحمد‬
‫حمزة بن أحمد بن علي بن محمد بن علي بن الحسن بن‬
‫حمزة بن محمد بن ناصر بن علي بن الحسين بن‬
‫إسماعيل بن محمد بن إسماعيل بن جعفر الصادق‪ ،‬بن‬
‫محمد الباقر‪ ،‬بن علي زين العابدين بن الحسين‪ ،‬بن علي‬
‫بن أبي طالب رضي الله عنهم‪ ،‬الشريف عز الدين‪ ،‬بن‬
‫شهاب الدين‪ ،‬بن أبي هاشم‪ ،‬بن الحافظ شمس الدين‬
‫الحسيني الدمشقي الشافعي‪ .‬ولد في حدود عشرين‬
‫وثمانمائة‪ .‬وتفقه على التقي بن قاضي شهبة وغيره‪،‬‬
‫وفضل وبرز على أقرانه‪ .‬وأخذ على الحافظ بن حجر‪،‬‬
‫وقرظ له على بعض مصنفاته‪ .‬وكان مواظبا ً على العلم‬
‫حريصا ً عليه ‪ .‬وألف كتبا ً منها ‪ " :‬فضائل بيت المقدس "‪،‬‬
‫نظم العقيان في أعيان العيان‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫و " اليضاح على تحرير التنبيه للنووي "‪ ،‬و " الستدراك‬
‫على خبايا الزوايا للزركشي " سماه " بقايا الخبايا " و "‬
‫الوائل والمنتهى في وفيات ُاولي النهى "‪ ،‬و "التتمات‬
‫على المهمات "‪ ،‬و "اللغاز في الفقه "‪ ،‬و "الذيل على‬
‫طبقات بن قاضي شهبة "‪ .‬مات يوم الحد ثاني عشر ربيع‬
‫‪.‬الخر سنة أربع وسبعين وثمانمائة‬
‫القائم بأمر الله‪ ،‬حمزة بن المتوكل على الله ‪72 -‬‬
‫محمد‬
‫حمزة الخليفة أمير المؤمنين‪ ،‬القائم بأمر الله‪ ،‬أبو البقا‬
‫بن المام المتوكل على الله أبي عبد الله محمد بن المام‬
‫المعتضد بالله أبي الفتح أبي بكر بن المستكفي بالله أبي‬
‫الربيع سليمان‪ ،‬بن الحاكم بأمر الله أبي العباس أحمد‪ ،‬بن‬
‫أبي علي الحسن بن علي بن أبي بكر بن المسترشد بالله‬
‫أبي منصور الفضل ابن المستظهر بالله أبي القاسم عبد‬
‫الله بن محمد بن القائم بأمر الله أبي جعفر بن المعتضد‬
‫بالله أبي العباس أحمد بن ولي العهد الموفق طلحة بن‬
‫المتوكل على الله أبي الفضل جعفر بن المعتصم بالله‬
‫أبي اسحق محمد بن الرشيد أبي جعفر هارون بن المهدي‬
‫أبي عبد الله محمد بن المنصور أبي جعفر عبد الله بن‬
‫محمد بن علي بن عبد الله بن عباس بن عبد المطلب‪.‬‬
‫ولد سنة إحدى وتسعين وسبعمائة‪ .‬وبويع له بالخلفة يوم‬
‫الثنين رابع محرم سنة خمس وخمسين وثمانمائة‪ .‬وخلع‬
‫منها في رجب سنة تسع وخمسين وثمانمائة‪ .‬وخلع منها‬
‫في رجب سنة تسع وخمسين وثمانمائة‪ .‬وسجن‬
‫بالسكندرية إلى أن مات بها في شوال سنة اثنتين وستين‬
‫‪.‬وثمانمائة ودفن عند شقيقه المستعين العباسي‬
‫حرف الخاء‬
‫المنوفي‪ ،‬خالد بن أيوب ‪73 -‬‬
‫نظم العقيان في أعيان العيان‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫خالد بن أيوب بن خالد المنوفي‪ ،‬شيخ الخانقاه الصلحية‬


‫‪.‬سعيد السعدا ‪ .‬مات في شوال سنة سبعين وثمانمائة‬
‫منل خسرو‪ ،‬بن فرامز السيواسي ‪74 -‬‬
‫خسرو بن "فرامز" السيواسي الحنفي‪ ،‬عالم الروم‬
‫وقاضي القضاة بها‪ ،‬ورفيق شيخنا الكافيجي في الشتغال‬
‫على المانح‪ .‬كان إماما ً بارعا ً مفننا ً محققا ً نظارا ً طويل‬
‫الباع راسخ القدم‪ .‬له " حاشية على تفسير البيضاوي "‪ ،‬و‬
‫" كتاب الدرر شرح الغرر في الفقه "‪ .‬مات سنة خمس‬
‫‪.‬وثمانين وثمانمائة‬
‫الملك الظاهر‪ ،‬أبو سعيد خوشقدم ‪75 -‬‬
‫خوشقدم الرومي المويدي‪ ،‬السلطان الملك الظاهر أبو‬
‫سعيد‪ .‬ولي السلطنة في رمضان سنة خمس وستين‬
‫وثمانمائة‪ .‬ومات في يوم السبت عاشر ربيع الول سنة‬
‫اثنتين وسبعين وثمانمائة‪ .‬قال قاضي القضاة محب الدين‬
‫‪ :‬بن الشحنة في وليته‬
‫تسائلني التراك عن‬ ‫وعن صاحب التقليد‬
‫حال ملـكـهـم‬ ‫والسيف والقلـم‬
‫وقد قدم يأتـي‬ ‫فقلت لهم سلطان ذا‬
‫بـكـعـب مـبـارك‬ ‫العصر خوش قدم‬
‫العجلوني المقرئ‪ ،‬خطاب بن عمر ‪76 -‬‬
‫خطاب بن عمر بن مهنا بن يوسف بن يحيى الغزاوي‬
‫بالتخفيف نسبة إلى قبيلة‪ ،‬العجلوني ثم الدمشقي‬
‫الشافعي‪ ،‬الشيخ المام زين الدين شيخ الشام‪ ،‬ولد سنة‬
‫تسع وثمانمائة تقريبا ً وتلى على ابن الجزري‪ ،‬وتفقه على‬
‫التاج بن بهادر وغيره‪ ،‬ولزم التقي بن قاضي شهبة‪.‬‬
‫وأدمن الشتغال في فنون العلم حتى فاق القران‪.‬‬
‫نظم العقيان في أعيان العيان‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫وتصدى للقراء والفتاء‪ ،‬وصار هو المشار إليه بدمشق‪.‬‬


‫‪.‬مات في رمضان سنة ثمان وسبعين وثمانمائة‬
‫الملك كامل اليوبي‪ ،‬خليل بن أحمد ‪?77 -‬‬
‫خليل بن أحمد بن سليمان بن غازي بن محمد بن أبي بكر‬
‫بن توران شاه بن أيوب بن أبي بكر بن أيوب بن غازي‬
‫اليوبي صاحب حصن كيفا‪ .‬كان ملكا ً جليل ً أصيل عريقا ً‬
‫فاضل ً ناظما ً ناثرا‪ .‬مات في ربيع الول سنة ست‬
‫‪.‬وخمسين وثمانمائة‬
‫ملك شروان‪ ،‬خليل بن إبراهيم ‪?78 -‬‬
‫خليل بن إبراهيم بن محمد الدربندي صاحب شماخي‪ .‬كان‬
‫ل‪ ،‬وكان آخر من بقي‬ ‫من أجل الملوك و أدينهم فاضل ً عاد ً‬
‫من ملوك السلم الكابر‪ .‬ملك مملكة شروان وشماخي‬
‫نحوا من خمسين سنة‪ .‬مات سنة تسع وستين وثمانمائة‪،‬‬
‫وله مائة سنة وجاوزهما‪ .‬وهو مع ذلك موفور القوى‪،‬‬
‫‪.‬سالم الحواس‬
‫حرف الدال‬
‫البنبي الفرضي‪ ،‬أبو الجود داود بن سليمان ‪79 -‬‬
‫داود بن سليمان بن حسن بن عبد الله البنبي المالكي‪،‬‬
‫المام العلمة الصالح أبو الجواد الفرضي الحاسب‪ .‬ولد‬
‫سنة تسعين وسبعمائة‪ .‬وأخذ عن اشياخ عصره‪ ،‬وتقدم‬
‫في الفرائض والحساب‪ .‬وألف " شرح مجموع الكلئي " ‪.‬‬
‫وانتفع به الناس‪ .‬مات في ربيع الول سنة وثلث وستين‬
‫‪.‬وثمانمائة‬
‫حرف الراء‬
‫نظم العقيان في أعيان العيان‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫العقبي‪ ،‬زين الدين أبو النعيم رضوان بن محمد ‪80 -‬‬


‫رضوان بن محمد بن يوسف بن سلمة بن البهاء بن سعيد‬
‫العقبي زين الدين أبو النعيم‪ ،‬وأبو الرضى‪ ،‬المقرئ‬
‫المحدث المصنف المخرج مفيد القاهرة‪ .‬ولد في رجب‬
‫سنة تسع وستين وسبعمائة‪ .‬وتل على الشمس الغماري‬
‫وغيره‪ ،‬وحضر دروس ابن الملقن في الفقه‪ ،‬وعني‬
‫بالحديث‪ ،‬وسمع الجزاء‪ .‬وخرج لنفسه الربعين المتبانية‬
‫ولغيره‪ .‬وشهر في الفن‪ ،‬وفاق المعالي والنازل‪ ،‬وهو في‬
‫درجة المفيد‪ ،‬وهي مرتبة فوق المحدث ودون الحافظ كما‬
‫بينها الذهبي وغيره‪ .‬أنتفع به كثير من الطلبة‪ .‬وولي‬
‫مشيخة السماع بالشيخونية مات في يوم الثنين ثالث‬
‫‪:‬رجب سنة اثنتين وخمسين وثمانمائة ومن شعره‬
‫الحب فيك مسلـسـل‬ ‫فاحنن ول تسمع كلم‬
‫بـالول‬ ‫العـذل‬
‫أرحم عباد الله با من‬ ‫من يرحم السفلي‬
‫قـد عـل‬ ‫يرحمه العلي‬
‫حرف الزاء‬
‫زكريا النصاري‪ ،‬شيخ السلم ‪81 -‬‬
‫زكريا بن محمد بن أحمد بن زكريا السنيكي الشافعي‪،‬‬
‫محيي الدين أبو يحيى ‪ .‬ولد سنة أربع وعشرين تقريبًا‪.‬‬
‫وأخذ أنواع العلوم عن شيوخ عصره كالقاياتي وابن حجر‪،‬‬
‫والجلل المحلي ‪ ،‬والشرف المناوي وغيرهم وبرع وتفنن‪،‬‬
‫وسلك طريق التصوف‪ .‬ولزم الجد والجتهاد في القلم‬
‫والعلم والعمل‪ .‬واقبل على نفع الناس أقراء وافتاء‬
‫وتصنيفا ً مع الدين المتين‪ ،‬وترك ما ل يعنيه‪ ،‬وشدة‬
‫التواضع‪ ،‬ولين الجانب‪ ،‬وضبط اللسان والسكوت‪ .‬وولي‬
‫مشيخة الصلحية وغيرها‪ ،‬وقضاء القضاة‪ .‬ومن تصانيفه ‪:‬‬
‫نظم العقيان في أعيان العيان‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫" شرح الروض"‪ ،‬و " شرح البهجة "‪ ،‬و مختصره‪ ،‬و "‬
‫‪.‬وشرح الفية العراقي‬
‫المناوي‪ ،‬زين العابدين بن يحيى ‪82 -‬‬
‫زين العابدين بن شيخنا شيخ السلم شرف الدين يحيى‬
‫بن محمد المناوي الشافعي‪ .‬ولد سنة ست وعشرين‬
‫وثمانمائة‪ .‬وتفقه على أبيه‪ ،‬فبرع وفاق القران‪ .‬وولي‬
‫مشيخة الصلحية بعد أبيه مع ملزمة الديانة والصيانة‪.‬‬
‫‪.‬مات بالطاعون في شوال سنة ثلث وسبعين وثمانمائة‬
‫الكيلني‪ ،‬زين العابدين بن محمد ‪83 -‬‬
‫زين العابدين بن محمد بن موسى بن علي بن حسن بن‬
‫محمد بن شرسيق بن محمد بن أبي بكر بن عبد العزيز‬
‫بن الشيخ عبد القادر الكيلني‪ .‬ولد سنة ست وثلثين‬
‫‪.‬وثمانمائة‪ .‬ومات سنة خمس وثمانين وثمانمائة‬
‫زينب بنت العراقي ‪84 -‬‬
‫زينب بنت شيخ السلم حافظ العصر زين الدين أبي‬
‫الفضل عبد الرحيم بن الحسين العراقي‪ .‬ولدت في ذي‬
‫الحجة سنة اثنتين وتسعين وسبعمائة‪ .‬وسمعت على أبيها‬
‫والهيثمي وحدثت‪ ،‬ماتت في سنة خمس وستين‬
‫‪.‬وثمانمائة‬
‫زينب بنت السبكي ‪85 -‬‬
‫زينب بنت قاضي القضاة أبي الحسن علي بن العلمة‬
‫قاضي القضاة بهاء الدين أبي البقاء محمد بن عبد البر بن‬
‫يحيى بن عمر بن عثمان بن علي بن نشوان بن سوار بن‬
‫سليم النصاري السبكي‪ .‬سمعت‪ .‬الصحيح على عائشة‬
‫‪.‬بنت عبد الهادي‪ ،‬وحدثت‪ .‬ماتت سنة ‪11‬‬
‫نظم العقيان في أعيان العيان‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫حرف السين‬
‫الديري‪ ،‬سعد الدين سعد بن محمد ‪86 -‬‬
‫سعد بن محمد بن عبد الله بن سعد بن أبي بكر بن مصلح‬
‫بن أبي بكر بن سعد القدسي الديري الحنفي‪ ،‬قاضي‬
‫القضاة شيخ السلم سعد الدين أبو السعادات بن قاضي‬
‫القضاة شمس الدين‪ .‬ولد في رجب سنة ثمان وستين‬
‫وسبعمائة‪ .‬وأجاز هل أبو الخير العلئي وغيره‪ .‬وأخذ‬
‫العلوم عن والده وغيره‪ .‬وجد في العلوم حتى رجح إلى‬
‫على أبيه في حياته‪ .‬وولي مشيخة الموءيدية بعد أبيه‪،‬‬
‫واستمر بالقاهرة يدرس بها ويفتي ويفسر القرآن ويعمل‬
‫الميعاد حتى صار رأس الحنفية والمشار إليه في وفته مع‬
‫الصلح المفرط يستسقى به الغيث‪ .‬وولي قضاء القضاة‬
‫فسار فيه بالسيرة اللئقة به‪ ،‬من ردع المراء والكابر‪ ،‬و‬
‫إقامة الحق فيهم‪ .‬وله تصانيف منها ‪ :‬تكملة شرح الهداية‬
‫للسروجي "‪ .‬وله الشعر الكثير الحسن‪ .‬قيل أنه رأى في‬
‫النوم أنه يقرأ السماء الحسنى فعبر بإنه يعيش تسعا ً‬
‫وتسعين سنة وكان كذلك‪ .‬مات في ربيع الول سنة سبع‬
‫‪ :‬وستين وثمانمائة‪ .‬ومن شعره‬
‫روح الروح براحـات‬ ‫وتعلل بعـسـى ثـم‬
‫المـل‬ ‫لـعـل‬
‫واحتمل أو صاب دهـر‬ ‫فغريق البحر ل‬
‫كـدر‬ ‫يخشى البلـل‬
‫وأبد للبلـوى بـوجـه‬ ‫وأترك الشكوى ودع‬
‫طـلـق‬ ‫عنك الملل‬
‫فمعاياه صـروف‬ ‫تبعد البلوى ول تـدنـي‬
‫الـدهـر ل‬ ‫أمـل‬
‫وإذا ضاق بك المـر‬ ‫قدر اللـه ومـا شـاء‬
‫فـقـل‬ ‫فـعـل‬
‫ما تناهى الخطب إل‬ ‫وبدا النقص به حتى‬
‫نظم العقيان في أعيان العيان‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫وانتـهـى‬ ‫اكتـمـل‬
‫‪:‬وقال‬
‫ل تجزعن لمكروه‬ ‫واستقبل الصعب إن‬
‫أصبـت بـه‬ ‫فاجاك باللين‬
‫كل المصائب في‬ ‫مصيبة عرضت للمرء‬
‫الدنيا تهون سوى‬ ‫في الدين‬
‫لم انس إذ قالت وقد‬ ‫أفديك بالموال بل‬
‫أزف النـوى‬ ‫بـالنـفـس‬
‫ماذا الفراق فقلـت‬ ‫قالت كذا فعل‬
‫أنـت أردتـه‬ ‫الجواري الكنـس‬
‫فكأن نثر دموعهـا‬ ‫طل على ورد همى‬
‫بـخـدودهـا‬ ‫من نوجـس‬
‫‪:‬وقال‬
‫ذهب الولى كان‬ ‫بالحلم والفضال‬
‫التفاضل بينهم‬ ‫والمعـروف‬
‫يتجشمون متاعبـا ً‬ ‫مظلوم أو لغاثة‬
‫لعـانة ال‬ ‫الملـهـوف‬
‫وأتى الذين الفخر‬ ‫للسائلين وظلم كل‬
‫فيهم منعهـم‬ ‫ضـعـيف‬
‫فتراهم يترددون مع‬ ‫قد أعرضوا عن أكثر‬
‫الـهـوى‬ ‫التكليف‬
‫ما بين جبار وباعـث‬ ‫ومماحل بخداعه‬
‫فـتـنة‬ ‫مشـغـوف‬
‫والمستقيم على‬ ‫ما أن تراه بين جمـع‬
‫الطريقة نـادر‬ ‫الـوف‬
‫فاسلم بدينك ل تقل ل‬ ‫منهم لدفع كريهة‬
‫بـد لـي‬ ‫ومـخـوف‬
‫وأضرع لربك ل تكن‬ ‫ذا ضنة وفـظـاظة‬
‫نظم العقيان في أعيان العيان‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫مستبـدل ً‬ ‫بـرؤف‬
‫فهو الذي تجري‬ ‫في سائر التدبير‬
‫المور بحكمه‬ ‫والتصـريف‬
‫فلكم جل عنا حنـادس‬ ‫قد حلها من بعد مس‬
‫كـربة‬ ‫حتـوف‬
‫وهو الذي يرجى ليوم‬ ‫في رفع أهوال وطول‬
‫معادنـا ً‬ ‫وقوف‬
‫ثم الشفاعة من إمام‬ ‫ن السيد المخصوص‬
‫المرسلـي‬ ‫بالتشريف‬
‫‪:‬وقال النواجي يمدحه‬
‫بخدمة علم في الورى لقد حزت يا قاضي‬
‫القضاة مآثرا ً‬ ‫ما لها حد‬
‫وكوكب علم الشرع‬ ‫وفي فلك العلياء‬
‫أصبح طالعا ً‬ ‫يخدمه سـعـد‬
‫حرف السن‬
‫ابن الحمر؛ السلطان سعد بن محمد ‪87-‬‬
‫سعد بن محمد بن يوسف بن إسماعيل بن مفرح بن‬
‫إسماعيل بن يوسف بن محمد بن أحمد بن محمد بن نصر‬
‫بن أحمد بن خميس‪ ،‬السلطان أمير المسلمين المستعين‬
‫بالله‪ ،‬أبو النصر النصاري الخزرجي السعدي العبادي‬
‫الرجوني‪ ،‬المعروف بابن الحمر‪ ،‬صاحب غرناطة وما‬
‫والها ابن ملك الندلس‪ .‬ولد بعد سنة تسعين وسبعمائة‪.‬‬
‫‪.‬ومات في صفر سنة تسع وستين وثمانمائة‬
‫المستكفي بالله‪ ،‬سليمان بن محمد العباسي‪88-‬‬
‫سليمان بن محمد بن أبي بكر العباسي‪ ،‬أمير المؤمنين‬
‫المستكفي بالله أبو الربيع بن المتوكل على الله بن‬
‫نظم العقيان في أعيان العيان‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫المعتضد بالله‪ ،‬ومر بقية نسبه في ترجمة أخيه حمزة‪ .‬ولد‬


‫سنة خمس وتسعين وسبعمائة‪ ،‬وولي الخلفة بعهد من‬
‫أخيه المعتضد بالله داود في سنة خمس وأربعين‬
‫وثمانمائة‪ .‬وكتب والدي نسخة العهد وقد سقته في "تاريخ‬
‫الخلفاء"‪ .‬وكان المستكفي المذكور من صالحي عباد الله‪،‬‬
‫دينا ً خيرا ً منذ نشأ‪ ،‬كثير العبادة والصدقة‪ .‬مات ليلة‬
‫‪.‬الجمعة اول محرم سنة خمس وخمسين وثمانمائة‬
‫حرف الشين‬
‫ابن الجيعان‪ ،‬علم الدين شاكر بن عبد الغني ‪89-‬‬
‫شاكر بن عبد الغني بن شاكر بن ماجد بن عبد الوهاب بن‬
‫يعقوب الدمياطي الصل علم الدين ابن الجيعان‪،‬‬
‫مستوفي ديوان الجيش‪ ،‬أحد رؤساء العصر‪ .‬ولد سنة‬
‫تسعين وسبعمائة‪ .‬واجاز له البرهان بن الصديق‪،‬‬
‫والمراغي‪ ،‬وعائشة بنت عبد الهادي‪ ،‬وصاحب القاموس‬
‫وآخرون‪ .‬ومات في ليلة الجمعة رابع عشر ربيع الخر‬
‫‪:‬سنة اثنتين وثمانين وثمانمائة‪ .‬قال النواجي يمدحه‬
‫بيت بني الجيعان بيت‬ ‫شاكرهم وفتى النجى‬
‫العل‬ ‫حقه‬
‫كم أمهم في الوجود‬ ‫فنال من معروفهم‬
‫مرتزق‬ ‫رزقـه‬
‫‪:‬وقال‪ :‬الشهاب المنصوري يرثيه‬
‫شاه رخ‪ ،‬بن تمورلنك‪90-‬‬
‫شاه رخ بن تمرلنك بن طرغان القان العظم السلطان‬
‫معين الدين‪ .‬صاحب سمر قند وبخاري وملك الشرق‪ .‬ولي‬
‫بعد أبيه‪ ،‬وكان ضخما ً وافر الحرمة‪ .‬مات سنة إحدى‬
‫‪.‬وخمسين وثمانمائة‬
‫نظم العقيان في أعيان العيان‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫حرف الصاد‬
‫البلقيني‪ ،‬علم الدين صالح بن عمر ‪91-‬‬
‫صالح بن عمر بن رسلن بن نصير بن صالح بن شهاب بن‬
‫عبد الخالق بن محمد بن مسافر الكناني البلقيني‪ ،‬شيخنا‬
‫قاضي القضاة شيخ السلم علم الدين أبو التقى‪ ،‬بن شيخ‬
‫السلم أبي حفص إمام الفقهاء في عصره‪ ،‬وحامل لواء‬
‫‪.‬مذهب الشافعي في عراقه وحجازه وشامه ومصره‬
‫حرف الطاء‬
‫النويري المقرىء‪ ،‬زين الدين طاهر بن محمد ‪92-‬‬
‫طاهر بن محمد بن علي بن محمد بن محمد بن مكين‬
‫النويري المالكي المقرئ الشيخ زين الدين بن الشيخ‬
‫شمس الدين بن الشيخ نور الدين ولد بعد خمس وتسعين‬
‫وسبعمائة وتل على ابن الجزري وغيره وتفقه بالبساطي‬
‫وغيره وأخذ النحو عن سبط بن هشام ولزم القاياتي في‬
‫المعقولت‪ .‬وصار أحد أئمة المالكية في جمعه للفنون‪،‬‬
‫جامعا ً بين العلم والعمل‪ ،‬والتواضع والعفة‪ ،‬والنقطاع عن‬
‫الناس‪ .‬ولي تدريس المالكية بالبرقوقية‪ ،‬وبمدرسة حسن‪،‬‬
‫والقراء بالجامع الطولوني‪ .‬وانتفع به الناس‪ .‬مات في‬
‫‪.‬ربيع الول سنة ست وخمسين وثمانمائة‬
‫حرف العين‬
‫ابن قاضي عجلون‪ ،‬عبد الله بن عبد الرحمن ‪93 -‬‬
‫عبد الله بن عبد الرحمن بن محمد بن محمد بن مشرف‬
‫بن منصور بن محمود بن توفيق بن محمد بن عبد الله‪،‬‬
‫الزرعي ثم الدمشقي الشافعي بن قاضي عجلون‪ ،‬أحد‬
‫أعيان دمشق‪ ،‬والد النجباء‪ .‬ولد سنة خمس وثمانمائة‪.‬‬
‫‪.‬ومات في شعبان سنة خمس وستين وثمانمائة‬
‫نظم العقيان في أعيان العيان‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫الردبيلي الكوراني‪ ،‬جمال الدين عبد الله بن ‪94 -‬‬


‫محمد‬
‫عبد الله بن محمد بن حسن بن خضر بن الردبيلي‬
‫الكوراني الشافعي جمال الدين‪ ،‬أحد الفاضل في‬
‫المعقولت‪ .‬ولي مشيخة خانقاه سعيد السعداء وتدريس‬
‫‪.‬التفسير بالمزهرية‪ .‬مات في سنة أربع وتسعين وثمانمائة‬
‫ابن هشام‪ ،‬جمال الدين عبد الله بن محمد ‪95 -‬‬
‫عبد الله بن محمد بن عبد الله بن يوسف بن هشام‬
‫الحنبلي جمال الدين‪ .‬انتفع به الطلبة في فقه مذهبه وفي‬
‫العربية‪ ،‬وناب في القضاء‪ ،‬وولي عدة تداريس‪ .‬ولد سنة‬
‫تسع وتسعين وسبعمائة‪ .‬ومات في المحرم سنة خمس‬
‫‪.‬وخمسين وثمانمائة‬
‫ابن جماعة‪ ،‬عبد الله بن محمد ‪96 -‬‬
‫عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن بن إبراهيم بن عبد‬
‫الرحمن بن إبراهيم بن سعد الله بن جماعة‪ .‬ولد سنة‬
‫ثمانين وسبعمائة‪ .‬ومات في سنة خمس وستين‬
‫‪.‬وثمانمائة‬
‫التلمساني‪ ،‬عبد الله بن محمد ‪97 -‬‬
‫عبد الله بن محمد بن موسى أبو محمد العبدوني‬
‫التلمساني المالكي‪ .‬كان عالما ً بارعا ً صالحا ً مشهورًا‪ .‬ولي‬
‫الفتيا بفاس‪ .‬مات في ذي القعدة سنة تسع وأربعين‬
‫‪.‬وثمانمائة‬
‫عبد الباسط بن خليل بن ناظر الجيش ‪98 -‬‬
‫عبد الباسط بن خليل بن إبراهيم الدمشقي زين الدين‪،‬‬
‫ناظر الجيش‪ ،‬أحد أكابر الروءساء وأرباب التصرف‬
‫نظم العقيان في أعيان العيان‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫والمكانة في دولة الشرف برسباي‪ .‬وفيه يقول الحافظ‬


‫بن حجر‪ .‬له عدة مدارس بمصر ومكة وغيرهما‪ ،‬وأنواع‬
‫من وجوه البر‪ .‬ولد سنة أربع وثمانين وسبعمائة‪ .‬ومات‬
‫‪.‬في شوال سنة أربع وخمسين وثمانمائة‬
‫ابن عياش المقرئ‪ ،‬عبد الرحمن بن أحمد ‪99 -‬‬
‫عبد الرحمن بن أحمد بن محمد بن محمد بن يوسف بن‬
‫علي بن عياش الدمشقي الصل‪ ،‬ثم المكي الشافعي‬
‫المقرئ‪ ،‬العلمة شيخ القراء زين الدين بن العلمة شهاب‬
‫الدين‪ .‬ولد في ربيع الول سنة اثنتين وسبعين وسبعمائة‪.‬‬
‫وتل على والده‪ ،‬والشمس العسقلني‪ ،‬وغيرهما‪ .‬وأخذ‬
‫الفقه والنحو عن والده‪ .‬وحضر الدرس السراج البلقيني‪.‬‬
‫وانقطع بمكة من سنة تسع وثمانمائة‪ ،‬وأقرأ بها‪ .‬وانتفع به‬
‫خلئق‪ .‬وتفرد بفن القراآت في الحجاز‪ .‬وانفرد في وقته‬
‫بعلو السناد والتقدم في ذلك والمعرفة‪ .‬نظم " غاية‬
‫المطلوب في قراءة خلف وأبي جعفر ويعقوب "‪ .‬أثنى‬
‫عليه ابن الجزري في كتاب له وعظمه إلى الغاية مع‬
‫تقدم وفاته بدهر مات ابن عياش في صفر سنة ثلث‬
‫‪.‬وخمسين وثمانمائة‬
‫ابن قاضي عجلون‪ ،‬عبد الرحمن بن عبد الله ‪100 -‬‬
‫عبد الرحمن بن عبد الله بن عبد الرحمن الزرعي‬
‫الدمشقي الشافعي زين الدين بن ولي الدين بن قاضي‬
‫عجلون‪ .‬أحد أعيان الشافعية بدمشق‪ .‬مات في ربيع الخر‬
‫سنة ثمان وسبعين وثمانمائة‪ ،‬مر ذكر أخيه العلمة نجم‬
‫‪.‬الدين محمد‬
‫البكري‪ ،‬القاضي نجم الدين عبد الرحمن ‪101 -‬‬
‫عبد الرحمن بن عبد الوارث بن محمد بن عبد الوارث بن‬
‫محمد بن عبد العظيم بن يحيى بن الحسن بن موسى بن‬
‫نظم العقيان في أعيان العيان‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫يحيى بن يعقوب بن نجم بن عيسى بن شعبان بن عيسى‬


‫بن داود بن محمد بن نوح بن طلحة بن عبد الله بن عبد‬
‫الرحمن بن أبي بكر الصديق رضي الله تعالى عنه‪.‬‬
‫القاضي نجم الدين البكري المصري المالكي‪ .‬ولد في ذي‬
‫الحجة سنة ثلث وثمانين وسبعمائة‪ .‬وعرض على السراج‬
‫البلقيني وابن الملقن‪ ،‬وسمع على الزين العراقي والصلح‬
‫الزفتاوي‪ ،‬والنجم البالسي‪ ،‬والناصر ابن الفرات‪ ،‬وغيرهم‪،‬‬
‫وناب في القضاة عن الولي بن خلدون ومن بعده‪ .‬مات‬
‫في يوم الجمعة نصف ذي القعدة سنة ثمان وستين‬
‫‪.‬وثمانمائة‬
‫ابن الملقن‪ ،‬جلل الدين عبد الرحمن بن ‪102 -‬‬
‫علي‬
‫عبد الرحمن بن علي بن عمر بن علي بن أحمد بن محمد‬
‫بن عبد الله الندلسي الصل المصري النصاري أقضى‬
‫القضاة جلل الدين أبو هريرة‪ ،‬بن أقضى القضاة نور‬
‫الدين أبي الحسن بن شيخ السلم ‪ ،‬سراج الدين أبي‬
‫حفص بن العلمة أبي الحسن النحوي‪ ،‬الشهير بأبن‬
‫الملقن‪ .‬ولد في رمضان سنة تسعين وسبعمائة‪ .‬وسمع‬
‫على جده وعلى ابن أبي المجد‪ ،‬والتنوخي‪ ،‬والسويداوي‪.‬‬
‫وأجاز له العراقي‪ ،‬وقاضي القضاء صدر الدين المناوي‪،‬‬
‫والكمال الدميري‪ .‬وتفقه على البرهان البيجوري‪ .‬وولي‬
‫مشيخة السابقية وتدريس الحديث بالكاملية‪ ،‬وغير ذلك‬
‫من تداريس أبيه وجده‪ ،‬مع الجللة‪ ،‬وحسن الهيئة‪ ،‬وحسن‬
‫السيرة‪ ،‬والسكينة والوقار‪ ،‬والنجماع عن الناس‪ .‬مات‬
‫‪.‬في شوال سنة سبعين وثمانمائة‬
‫البوتيجي‪ ،‬عبد الرحمن بن عنبر ‪103 -‬‬
‫عبد الرحمن بن عنبر بن علي بن أحمد بن يعقوب بن عبد‬
‫الرحمن البوتيجي الشافعي الفقيه القرشي‪ .‬سمع على‬
‫الشيخ زين الدين العراقي‪ ،‬وأجاز له البلقيني‪ ،‬وابن‬
‫نظم العقيان في أعيان العيان‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫الملقن‪ ،‬والبرهان النباسي‪ ،‬والكمال الدميري وأخذ الفقه‬


‫والفرائض والحساب بأنواعه عن الشمس العراقي وعن‬
‫الشهاب بن العماد‪ .‬ولزم الشيخ ولي الدين العراقي وأخذ‬
‫عنه غالب كتبه‪ .‬وأخذ النحو عن الشطنوفي‪ ،‬وسبط بن‬
‫هشام والصول عن الشمس البرماوي وشهر بالفرائض‬
‫وانتفع به الناس مع الصلح وصحبة الصوفية‪ ،‬والنقطاع‬
‫عن الناس‪ ،‬والقناعة باليسير من الرزق‪ .‬مات في شوال‬
‫‪.‬سنة أربع وستين وثمانمائة‬
‫ابن المانة‪ ،‬جلل الدين عبد الرحمن بن ‪-104 -‬‬
‫محمد‬
‫عبد الرحمن بن محمد بن أحمد بن عبد العزيز بن عثمان‬
‫بن سند بن خالد النصاري البياري الشافعي‪ ،‬أقضى‬
‫القضاة‪ ،‬جلل الدين أبو الفضل ابن المام العلمة بدر‬
‫الدين المعروف بابن المانة‪ .‬ولد في خامس صفر سنة‬
‫ثلث وعشرين وثمانمائة‪ .‬وسمع على والده وابن الجزري‪،‬‬
‫وأبي ذر الزركشي‪ ،‬والحافظ ابن حجر‪ .‬وأجاز له البرهان‬
‫الحلبي‪ ،‬والحافظ بن ناصر الدين‪ ،‬وعائشة ابنة الشرائحي‪،‬‬
‫والكمال بن خير‪ .‬وتفقه على الشياخ ودرس وأفتى‪ .‬وولي‬
‫تدريس الشافعية بالشيخونية وغير ذلك‪ .‬ونعم الرجل هو‬
‫دينا ً وخيرا ً وسيادة‪ ،‬وهو نجيب ابن نجيب‪ .‬ومن سعد والده‬
‫أنه أنجب أولده الثلثة‪ ،‬وهو عزيز الوقوع خصوصا ً في‬
‫‪.‬الزمن المتأخر‪ .‬فالله يحفظه ويبقيه‬
‫السنتاوي‪ ،‬زين الدين‬
‫‪105‬‬
‫عبد الرحمن بن محمد‬
‫عبد الرحمن بن محمد بن حجي السنتاوي الشافعي زين‬
‫الدين أحد الفاضل‪ .‬درس وأفتى‪ ،‬وانتفع به جماعة‪ .‬وولي‬
‫مشيخة سعيد السعداء‪ .‬مات سنة ست وتسعين‬
‫‪.‬وثمانمائة‬
‫نظم العقيان في أعيان العيان‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫الديري‪ ،‬زين الدين عبد الرحمن بن محمد ‪??106-‬‬


‫عبد الرحمن بن محمد بن عبد الله بن سعد بن أبي بكر‬
‫بن مصلح الديري الحنفي‪ ،‬القاضي الديب‪ ،‬زين الدين بن‬
‫قاضي القضاة شمس الدين‪ .‬ولد في رجب سنة ست‬
‫عشرة وثمانمائة‪ .‬وبحث في العلوم على أخيه قاضي‬
‫القضاة سعد الدين‪ ،‬والشيخ عبد السلم البغدادي‬
‫وغيرهما‪ .‬وشارك في الفنون‪ .‬ونظم ونثر وعرف بين‬
‫الدباء‪ .‬مات في ذي الحجة سنة ست وخمسين وثمانمائة‪.‬‬
‫‪:‬ومن شعره‬
‫عودية تلبس العودي‬ ‫خافي الله وراعي‬
‫قلت لـهـا‬ ‫حال مجهود‬
‫فلحظك السيف‬ ‫كفاك ذاك إلى أن‬
‫أصمتنا ظباه وما‬ ‫جئت بالعـود‬
‫السندبيسي‪ ،‬عبد الرحمن بن محمد زين‪107-‬‬
‫الدين‬
‫عبد الرحمن بن محمد بن محمد بن يحيى السندبيسي‬
‫الشافعي المام البارع المفنن زين الدين أبو محمد بن‬
‫المام العالم تاج الدين‪ .‬ولد سنة خمس وثمانين‬
‫وسبعمائة وتل السبع وبحث الشاطبية على الشمس‬
‫الشطنوفي وأخذ عنه النحو وعن البدر الدماميني‪ ،‬والفقه‬
‫عن الشيخ ولي الدين العراقي‪ ،‬والصول عن العز بن‬
‫جماعة‪ .‬ولزمه وتقدم ودرس بعدة أماكن‪ .‬وقصده‬
‫الطلبة‪ .‬وسمع من السراجين البلقيني‪ ،‬وابن الملقن‪،‬‬
‫والحافظ زين الدين العراقي‪ .‬وأجاز له صاحب القاموس‪.‬‬
‫مات في ليلة الحد سابع صفر سنة اثنتين وخمسين‬
‫‪.‬وثمانمائة‬
‫السيرامي‪ ،‬شيخ الشيوخ عبد الرحمن بن‪108-‬‬
‫يحيى‬
‫نظم العقيان في أعيان العيان‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫عبد الرحمن بن يحيى بن سيف بن محمد بن عيسى‪،‬‬


‫شيخ الشيوخ عضد الدين بن شيخ الشيوخ العلمة نظام‬
‫الدين بن شيخ الشيوخ العلمة سيف الدين البسيرامي‬
‫الحنفي شيخ الظاهرية هو وأبوه وجده‪ .‬مات في سنة‬
‫‪.‬ثمانين وثمانمائة‬
‫النباسي‪ ،‬زين الدين عبد الرحيم بن ‪109 -‬‬
‫إبراهيم‬
‫عبد الرحيم بن إبراهيم بن حجاج بن محرز النباسي‬
‫الشافعي‪ ،‬الشيخ زين الدين بن الشيخ برهان الدين‪،‬‬
‫العالم بن العالم‪ ،‬والنجيب بن النجيب‪ .‬ولد سنة تسع‬
‫وعشرين وثمانمائة‪ .‬واشتغل بالعلوم‪ ،‬وأخذ عن أشياخنا‪.‬‬
‫وبرع وتفنن‪ .‬ونفع الطلبة‪ .‬ولزم بآخرة طريق التصوف‬
‫والسلوك‪ ،‬وكتب أشياء في التصوف‪ ،‬وكان على قدم من‬
‫‪.‬الصلح والعبادة‪ .‬مات في سنة إحدى وتسعين وثمانمائة‬
‫ابن الفرات‪ ،‬عز الدين عبد الرحيم بن محمد ‪110 -‬‬
‫عبد الرحيم بن محمد بن عبد الرحيم بن علي بن الحسن‬
‫بن محمد بن عبد العزيز بن محمد بن الفرات الحنفي‬
‫القاضي المسند عز الدين المؤرخ بن ناصر الدين بن عز‬
‫الدين‪ .‬ولد سنة تسع وخمسين وسبعمائة بالقاهرة‪.‬‬
‫وعرض العمدة وغيرها على الشيخ اكمال الدين‪ .‬والسراج‬
‫الهندي‪ ،‬والبدر الغزنوي‪ ،‬وقاضي القضاة بهاء الدين أبي‬
‫البقاء‪ ،‬والسراج البلقيني‪ .‬وغيرهم وتفقه على قاضي‬
‫القضاة جمال الدين الملطي‪ ،‬وأجازه بالفتاء والتدريس‪.‬‬
‫وأخذ النحو عن الشيخ محب الدين بن هشام‪ ،‬بحث عليه‬
‫شرح الشذور لوالده‪ .‬وبحث على الحافظ زين الدين‬
‫العراقي شرح ألفيته‪ ،‬ونكته على ابن الصلح‪ ،‬وأجاز له‬
‫إقراءهما‪ .‬وكتب عنه كثيرا ً من أماليه‪ ،‬وعلى الشيخ سراج‬
‫الدين البلقيني بعض " محاسن الصطلح له‪ .‬ولزم الشيخ‬
‫عز الدين بن جماعة مدة‪ ،‬وأجاز له خلق منهم ‪ :‬حسن بن‬
‫نظم العقيان في أعيان العيان‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫أحمد بن الهلل بن الهبل‪ ،‬وست العرب بنت محمد بن‬


‫الفخر بن البخاري‪ ،‬والصلح الصفدي‪ ،‬والقاضي تاج الدين‬
‫السبكي‪ ،‬والجمال إبراهيم بن محمد بن عبد الرحيم‬
‫السيوطي‪ ،‬ومحمد بن أحمد بن محمد بن مرزوق‪ ،‬ونسيم‬
‫الدين محمد بن سعيد الكازروني‪ ،‬ومحمد بن عبد الدائم‬
‫بن الميلق‪ ،‬ومحمد بن يوسف بن علي الكرماني في‬
‫آخرين‪ .‬وهؤلء الجماعة الذين سميتهم لم ألق أحدا ً من‬
‫أصحابهم‪ .‬فإن اضطر الحال إلى رواية شيء من‬
‫تصانيفهم فعن هذا بإجازته العامة عنهم بالجازة الخاصة‪.‬‬
‫وصنف أشياء مات في ذي الحجة سنة إحدى وخمسين‬
‫‪.‬وثمانمائة‬
‫القيلوي البغدادي‪ ،‬عبد السلم بن أحمد ‪111 -‬‬
‫عبد السلم بن أحمد بن عبد المنعم بن محمد بن أحمد‬
‫القيلوي نسبة إلى ميلويه كنفطويه قرية ببغداد‪ ،‬البغدادي‪،‬‬
‫المام العلمة عز الدين الحنفي‪ .‬ولد سنة ثمانين‬
‫وسبعمائة تقريبًا‪ ،‬وقيل سنة ست وسبعين‪ .‬وأخذ أنواع‬
‫العلوم عن مشايخ بغداد‪ .‬وبرع في فقه الحنفيه‬
‫والشافعية والحنابلة‪ .‬وكان يقرئ المذاهب الثلثة‪ .‬وفن‬
‫الصول والكلم والعربية‪ ،‬والمعاني والبيان‪ ،‬والمنطق‬
‫والجدل‪ .‬ودخل القاهرة سنة عشر وثمانمائة‪ ،‬فأخذ علم‬
‫الحديث عن الحافظ ولي الدين العراقي‪ ،‬وسمع منه ومن‬
‫الشرف ابن الكويك والجمال الحنبلي‪ ،‬وغيرهم‪ .‬وكان مع‬
‫تفننه في العلوم خيرا ً زاهدا ً قانعًا‪ ،‬منقطعا ً عن الناس‪ ،‬ذا‬
‫عفة وصبر على اشغال الطلبة‪ ،‬واحتمال لجفاهم وطلقة‬
‫لسان‪ ،‬ولم يعتن بالتصنيف‪ .‬مات في رمضان سنة تسع‬
‫‪ :‬وخمسين وثمانمائة‪ .‬ومن شعره‬
‫شرابك المختوم فـي‬ ‫وخمر أعدائك مـن‬
‫آنـيه‬ ‫آنـيه‬
‫قبل انقضاء العمر في فليت أمامـك لـي‬
‫نظم العقيان في أعيان العيان‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫آنـيه‬ ‫آنيه‬
‫المقدسي‪ ،‬عز الدين عبد السلم ‪112 -‬‬
‫عبد السلم بن داود بن عثمان بن عبد السلم بن عباس‬
‫العلمة عز الدين المقدسي الشافعي‪ .‬ولد سنة إحدى‬
‫وتسعين وسبعمائة‪ .‬وسمع من الكمال بن عبد الحق‪،‬‬
‫وعمر البالسي‪ ،‬والمحب بن منيع‪ ،‬وفاطمة بنت المنجا‪،‬‬
‫وغيرهم ‪ .‬واجاز له السويداوي‪ ،‬والحلوي‪ ،‬ومريم بنت‬
‫الذرعي‪ ،‬وغيرهم‪ ،‬و برع في الفقه وغيره‪ .‬وولي تدريس‬
‫الصلحية بيت المقدس‪ .‬مات يوم الخميس خامس‬
‫‪ :‬رمضان سنة خمسين وثمانمائة‪ .‬ومن نظمه‬
‫إذا الموائد مـدت‬ ‫من غير خل وبقل‬
‫كانت كشيخ كبـير‬ ‫عديم فهم وعقـل‬
‫الشيرازي‪ ،‬نور الدين علي بن إبراهيم ‪113 -‬‬
‫علي بن إبراهيم بن محمد الشريف نور الدين الحسيني‬
‫العجمي الشيرازي الشافعي‪ .‬ولد في حدود سنة خمس‬
‫وثمانين وسبعمائة‪ .‬وأخذ عن مشايخ تلك البلد الفقه‬
‫والصلين والنحو والمعاني‪ .‬وسمع في هراة على الشريف‬
‫الجرجاني " شرح المواقف " له‪ ،‬وبعض الكشاف‪ ،‬وهو‬
‫غالب الزهراوين‪ .‬وكتب الخط المنسوب حتى صار أحد‬
‫كتاب الزمن‪ .‬وصنف شرحا ً على ايساغوجي‪ ،‬وشرحا على‬
‫الكافية‪ .‬لقيه الحافظ برهان الدين البقاعي بالمدينة‬
‫الشريفة سنة تسع وأربعين‪ ،‬وترجمه في معجمه وأثنى‬
‫‪.‬عليه‪ .‬مات بها في صفر سنة أثنين وستين وثمانمائة‬
‫القلقشندي‪ ،‬علء الدين علي بن أحمد ‪114 -‬‬
‫علي بن احمد بن إسماعيل بن محمد بن إسماعيل بن‬
‫علي‪ ،‬المام علء الدين أبو الفتوح القلقشندي الشافعي‪.‬‬
‫نظم العقيان في أعيان العيان‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫ولد في أواخر سنة ثمانين وسبعمائة‪ .‬وسمع على‬


‫التنوخي‪ .‬وابن حاتم‪ ،‬والحلوي وغيرهم‪ .‬وكان أحد علماء‬
‫الشافعية وأعيانهم‪ .‬ولي تدريس الشافعية بالشيخونية‪،‬‬
‫ومشيخة الصلحية المجاورة لقبر المام الشافعي رضي‬
‫‪.‬الله عنه‪ .‬مات في محرم سنة ست وخمسين وثمانمائة‬
‫البوشي‪ ،‬نور الدين علي بن أحمد علي بن أحمد بن ‪115 -‬‬
‫عمر بن محمد بن أحمد‪ ،‬المام نور الدين النصاري‬
‫البوشي‪ .‬ولد في خلل سنة تسعين وسبعمائة‪ .‬وأخذ الفقه‬
‫عن الشيخ ولي الدين العراقي والنحو عن الشطنوفي‪،‬‬
‫والشمس العجمي سبط بن هشام‪ .‬واقبل على التدريس‬
‫والفتاء والتصنيف‪ .‬وشرح النوار للردبيلي في الفقه‪.‬‬
‫مات يوم الثنين خامس ربيع الول سنة ست وخمسين‬
‫‪.‬وثمانمائة‬
‫القلصادي‪ ،‬علي بن محمد بن محمد ‪116 -‬‬
‫علي بن محمد بن محمد بن علي القرشي الندلسي‬
‫البسطي الشهير بالقلصادي‪ ،‬المالكي‪ .‬ولد في حدود سنة‬
‫خمس عشرة وثمانمائة‪ .‬وأخذ عن شيوخ المغرب‪ .‬وبرع‬
‫في الفرائض والحساب‪ .‬وصنف فيهما عدة كتب منها ‪" :‬‬
‫التبصرة في الغبار" و" القانون في الحساب" ‪ ،‬وشرحه‪،‬‬
‫و" كشف الجلباب في الحساب "‪ ،‬و " الكليات في‬
‫الفرائض "‪ ،‬وشرحها‪ .‬قال البقاعي‪ :‬لقيته سنة اثنتين‬
‫وخمسين‪ ،‬واجاز لي رواية مصنفاته‪ .‬مات سنة إحدى‬
‫‪.‬وتسعين وثمانمائة‬
‫الكرماني‪ ،‬علي ‪117 -‬‬
‫علي الكرماني العلمة علء الدين‪ ،‬أحد أفراد العلماء‪ .‬لقي‬
‫الكابر وأخذ عنهم‪ ،‬منهم الشريف الجرجاني‪ ،‬وأتقن‬
‫الفنون‪ .‬وقدم القاهرة فاستوطنها‪ .‬ولي مشيخة سعيد‬
‫‪.‬السعدا‪ .‬مات في صفر سنة ثلث وخمسين وثمانمائة‬
‫نظم العقيان في أعيان العيان‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫الطوسي‪ ،‬علء الدين علي بن محمد ‪118 -‬‬


‫علي بن محمد البيادكاني الطوسي الحنفي‪ ،‬العلمة علء‬
‫الدين‪ ،‬أحد أفراد علماء سمر قند‪ .‬كان مشهورا ً بغزارة‬
‫العلم‪ ،‬وسعة الباع في الفنون‪ .‬أخذ عنه الجم الغفير‪،‬‬
‫وانتفع به الفضلء بسمر قند‪ ،‬واشتهر وبعد صيته‪ ،‬وصنف‬
‫‪.‬مات سنة سبع وسبعين وثمانمائة وله نحو سبعين سنة‬
‫الفرغاني‪ ،‬عمر بن محمد ‪119 -‬‬
‫عمر بن محمد بن أحمد بن محمد بن عمر بن محمد بن‬
‫ثابت بن عثمان بن محمد بن عبد الرحمن بن ميمون بن‬
‫محمود بن حسين بن حمدان بن يوسف بن إسماعيل بن‬
‫حماد‪ ،‬بن أبي حنيفة البغدادي الفرغاني النعماني الحنفي‪.‬‬
‫ل‪ .‬ولي قضاء دمشق والحسبة بها ووكالة بيت‬ ‫كان فاض ً‬
‫‪.‬المال بها‪ .‬مات في صفر سنة خمسين وثمانمائة‬
‫القلمطائي‪ ،‬ركن الدين عمر بن قديد ‪120 -‬‬
‫عمر بن قديد القلمطائي الحنفي‪ ،‬العلمة ركن الدين‪ .‬كان‬
‫أماما ً بارعا ً في الفقه والعربية‪ .‬أخذ عن السراج قارئ‬
‫الهداية‪ ،‬ولزم العز بن جماعة‪ .‬وله تعاليق في العربية‪،‬‬
‫وفوائد وابحاث‪ .‬وكان صالحا ً متواضعا ً منجمعا ً عن الناس‬
‫أخذ عنه شيخنا الشيخ شمس الدين بن سعد الدين‪ .‬ولد‬
‫سنة خمس وثمانين وسبعمائة‪ .‬ومات بمكة في ثامن‬
‫‪.‬عشر رمضان سنة ست وخمسين وثمانمائة‬
‫الوروري‪ ،‬سراج الدين عمر بن عيسى ‪121 -‬‬
‫عمر بن عيسى بن أبي بكر بن عيسى بن محمد بن أحمد‪،‬‬
‫الشيخ سراج الدين الوروري الشافعي‪ .‬كان عالما ً صالحا ً‬
‫دينا ً خيرًا‪ ،‬سمع على البدر الزركشي وغيره‪ .‬وولي تدريس‬
‫الشافعية بالشيخونية‪ .‬ولد سنة تسع وسبعمائة‪ .‬ومات في‬
‫‪.‬ذي الحجة سنة إحدى وستين وثمانمائة‬
‫نظم العقيان في أعيان العيان‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫حرف الفاء‬
‫ابن أبي الليث‪ ،‬السمر قندي فضل الله ‪122 -‬‬
‫فضل الله بن عبد الواحد بن أبي الليث بن علء الدين بن‬
‫أبي القاسم محمد بن محمد بن محمد بن محمود بن‬
‫محمد بن محمد بن محمد بن محمود بن أبي الليث نصر‬
‫السمر قندي الليثي الحنفي‪ .‬كان أحد العلم‪ ،‬فقيه سمر‬
‫قند في وقته‪ ،‬وهو من ذرية أبي الليث السمر قندي‪ ،‬وأمه‬
‫من ذرية البرهان صاحب الهداية‪ .‬ولد سنة ست وثمانين‬
‫‪.‬وسبعمائة‪ .‬ومات سنة أربع وسبعين وثمانمائة‬
‫حرف الميم‬
‫القدسي‪ ،‬زين الدين ماهر بن عبد الله ‪123 -‬‬
‫ماهر بن عبد الله بن نجم بن عوض بن نصير النصاري‬
‫القدسي الشافعي العلمة زين الدين‪ .‬أخذ عن البرهان‬
‫النباسي‪ ،‬ولزم الشهاب بن الهائم‪ .‬وبرع في الفقه‬
‫والفرائض والعربية‪ ،‬مع الصلح والتواضع والنجماع عن‬
‫الناس جدًا‪ .‬مات في ربيع الول سنة سبع وستين‬
‫‪.‬وثمانمائة‬
‫الشرواني‪ ،‬شمس الدين محمد بن إبراهيم ‪124 -‬‬
‫محمد بن إبراهيم الشرواني الشافعي‪ ،‬الستاذ العلمة‬
‫شمس الدين‪ .‬أحد أفراد الدهر في علوم المعقولت‪،‬‬
‫وقرين شيخنا العلمة محيي الدين الكافيجي في ذلك‪ ،‬مع‬
‫التصوف والنجماع عن بني الدنيا‪ ،‬ل يتردد إلى أحد‬
‫مطلقًا‪ .‬ولد سنة ثمان وسبعين‪ .‬ومات مستهل صفر سنة‬
‫‪.‬ثلث وسبعين وثمانمائة‬
‫الفرغاني‪ ،‬حميد الدين محمد بن أحمد ‪125 -‬‬
‫نظم العقيان في أعيان العيان‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫محمد بن أحمد بن محمد بن عمر النعماني الفرغاني‬


‫البغدادي ثم الدمشقي حميد الدين‪ .‬كان إماما ً علمة له‬
‫تصانيف‪ .‬ولي قضاء دمشق‪ .‬ولد سنة خمس وثمانين‪.‬‬
‫‪.‬مات في ربيع الول سنة سبع وستين وثمانمائة‬
‫القرافي‪ ،‬شمس الدين محمد بن أحمد ‪126 -‬‬
‫محمد بن أحمد بن عمر بن شرف‪ ،‬القاضي شمس الدين‬
‫القرافي‪ ،‬سبط بن أبي جمرة‪ ،‬أحد أعيان المالكية‪ .‬ولد‬
‫سنة إحدى وثمانين ومات في ذي الحجة سنة سبع وستين‬
‫‪.‬وثمانمائة‬
‫الشفشي‪ ،‬شمس الدين محمد بن أحمد ‪127 -‬‬
‫محمد بن أحمد بن عمر الشفشي شمس الدين‪ ،‬أحد‬
‫أشياخ الشافعية‪ .‬ولد قبل سبع وسبعين وسبعمائة‪ .‬وسمع‬
‫على العراقي وغيره‪ ،‬وأخذ عن الكابر‪ .‬سمعت شيخنا‬
‫البلقيني يثني على استحضاره الفقه‪ .‬مات في جمادى‬
‫‪.‬الولى سنة ثلث وسبعين وثمانمائة‬
‫ابن عبد الدائم المديني‪ ،‬شمس الدين محمد بن ‪2128 -‬‬
‫أحمد محمد بن أحمد بن عبد الدائم الصوفي المالكي‬
‫شمس الدين‪ ،‬بن أخت الشيخ مدين‪ .‬ولد سنةأربعة عشر‬
‫وثمانمائة‪ .‬وتسلك بخاله‪ .‬وصنف كتابا ً في "آداب المريدين‬
‫‪ .".‬مات في جمادى الولى سنة إحدى وثمانين وثمانمائة‬
‫ابن الضيا المكي‪ ،‬رضى الدين محمد بن ‪129 -‬‬
‫أحمد‬
‫محمد بن أحمد بن الضيا محمد بن العز بن محمد بن عمر‬
‫بن سعيد‪ ،‬المام العالم أبو حامد رضى الدين الصغاني‬
‫الصل المكي العمري الحنفي‪ .‬ولد في رمضان سنة‬
‫تسعين وسبعمائة‪ .‬وحضر على البرهان بن صديق‪ .‬وتفقه‬
‫على والده والسراج قارئ الهداية‪ .‬وأخذ عن العز بن‬
‫نظم العقيان في أعيان العيان‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫جماعة وآخرين‪ .‬وشرح " الكنز "‪ .‬مات في شعبان سنة‬


‫‪.‬ثمان وخمسين وثمانمائة‬
‫ابن الضيا المكي‪ ،‬أبو البقا محمد بن أحمد ‪130 -‬‬
‫محمدبن أحمد بن الضيا‪ ،‬أخو الذي قبله‪ ،‬القاضي أبو البقا‬
‫الحنفي‪ .‬ولد سنة تسع وثمانين وسبعمائة‪ .‬وتفقه بوالده‪،‬‬
‫وقارئ الهداية‪ .‬وأخذ عن العز بن جماعة‪ ،‬والشمس‬
‫المعيد‪ ،‬وجماعة‪ ،‬إلى أن ضرب في العلوم بنصيب‬
‫وافر‪.‬وانفرد بالشيخوخة في مذهبه ببلد الحجاز‪ .‬وولي‬
‫قضاء مكة‪ ،‬وصنف كتبا ً منها‪" :‬التفسير" وشرح المجمع "‪،‬‬
‫و " شرح البزدوي "‪ ،‬و " شرح مقدمة الغزنوي "‪ ،‬و "‬
‫الشافي في أختيار الكافي "‪ ،‬و " مناسك الحج " في ثلث‬
‫مجلدات‪ ،‬و"تنزيه المسجد الحرام عن بدعة جهلة‬
‫العوام"‪ .‬مات في ذي القعدة سنة أربع وخمسين‬
‫‪.‬وثمانمائة‬
‫ابن أبي الوفا‪ ،‬الوفائي محمد بن أحمد محمد بن ‪?131-‬‬
‫أحمد بن محمد بن محمد السكندري الوفائي الشاذلي‬
‫المالكي‪ ،‬الشيخ العارف المسلك أبو الفتح بن أبي الوفا‪.‬‬
‫ولد سنة تسع وسبعمائة‪ .‬وسمع على جماعة وكان عالما ً‬
‫فاضل ً بارعًا‪ ،‬ناظما ً ناثرا ً مذاكرًا‪ ،‬له الفضائل الجمة‪ .‬توفي‬
‫‪.‬في شعبان سنة اثنتين وخمسين وثمانمائة‬
‫التنسي القاضي‪ ،‬بدر الدين محمد بن أحمد‪??132-‬‬
‫محمد بن أحمد بن محمد بن محمد بن محمد بن عطاء‬
‫الله بن عوض بن نجا بن أبي الثناء حمود بن تهار بن‬
‫يونس بن حاتم بن يبلى بن جابر بن هشام بن عروة بن‬
‫الزبير بن العوام‪ ،‬التنسي المالكي‪ ،‬قاضي القضاة بدر‬
‫الدين بن قاضي القضاة ناصر الدين‪ .‬قال البقاعي في‬
‫معجمه‪ :‬هكذا كتب لي نسبه بخطه‪ ،‬ول تتمشى صحته‬
‫على القاعدة التي سمعت شيخ السلم ابن حجر ينقلها‬
‫عن قاضي القضاة ولي الدين عبد الرحمن بن خلدون‪،‬‬
‫نظم العقيان في أعيان العيان‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫وهي أنا إذا شككنا في نسب‪ ،‬حسبناكم بين من في أوله‬


‫ومن في آخره من السنين‪ ،‬جعلنا لكل مائة سنة ثلثة‬
‫أنفس‪ ،‬فإنها مطردة عادة‪ ،‬وإن أخرمت فبا لزيادة‪ .‬قال‬
‫شيخ السلم بن حجر ‪ :‬ولقد اعتبرنا بها أنساب كثير ممن‬
‫أنسابهم معروفة فصحت‪ ،‬وأنساب كثير ممن يتكلم في‬
‫انسابهم فانخرمت ولد صاحب الترجمة قبل سنة ثمانين‬
‫وسبعمائة بالسكندرية‪ ،‬وأمه جارية وسوداء‪ ،‬تسمى‬
‫اشتياق‪ .‬أخذ عن الجمال القفهسي والعز بن جماعة‪،‬‬
‫والبساطي‪ ،‬والشيخ ولي الدين العراقي وغيرهم وسمع‬
‫الحديث من الشرف ابن الكويك‪ ،‬والكمال بن خير‪ .‬وأجاز‬
‫له ابن عرفة‪ .‬ولم يزل يدأب إلى أن أشتهر بالفضيلة‪.‬‬
‫وأنتشر ذكره‪ .‬وله النظم والنثر‪ ،‬ولي قضاء المالكية بعد‬
‫موت البساطي‪ .‬مات في صفر سنة ثلث وخمسين‬
‫‪ :‬وثمانمائة‪ .‬ومن شعره‬
‫فصد عن وصلي يروم جفوت من أهواه ل‬
‫عن قلـى‬ ‫الكفاح‬
‫فطاب نشر من حبيب ثم وفـى لـي زائرا ً‬
‫بـعـده‬ ‫وفـاح‬
‫القصرائي‪ ،‬مولنا زاده محمد بن أحمد ‪133 -‬‬
‫محمد بن أحمد المدعو مولنا زاده بن بايزيد البراتي‪،‬‬
‫العلمة محب الدين ابن القصرائي الحنفي‪ ،‬نسبة إلى‬
‫جده لمه الشيخ شمس الدين القصرائي والد الشيخ‬
‫امين الدين‪ .‬ولد في ذي الحجة سنة تسعين وسبعمائة‪،‬‬
‫واخذ عن خاله الشيخ بدر الدين بن القصرائي‪ ،‬والسراج‬
‫قارئ الهداية‪ ،‬ولزم العز بن جماعة تسع سنين فأخذ عنه‬
‫كثيرا من فنونه‪ ،‬وأخذ عن الشمس بن الغزي حين قدم‬
‫القاهرة‪ .‬وله حاشية على الكشاف‪ ،‬وحاشية على الهداية‪،‬‬
‫وحاشية على البديع لبن الساعاتي‪ ،‬ودرس‬
‫بالصرغتمشية‪ ،‬والموءيدية‪ ،‬والجمالية‪ ،‬وغيرها‪ ،‬وأم‬
‫نظم العقيان في أعيان العيان‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫للشرف برسباي ومن بعده‪ .‬مات بمكة في ذي الحجة‬


‫‪.‬سنة تسع وخمسين وثمانمائة‬
‫السفطي‪ ،‬ولي الدين محمد بن أحمد ‪134 -‬‬
‫محمد بن أحمد بن يوسف بن حجاج‪ ،‬قاضي القضاة ولي‬
‫الدين السفطي الشافعي‪ .‬ولد سنة ست وتسعين‬
‫وسبعمائة‪ .‬وأخذ الفقه عن الجلل البلقيني‪ ،‬والبرهان‬
‫البيحوري‪ ،‬والنحو عن الشطنوفي‪ .‬ولزم العز بن جماعة‪،‬‬
‫والعلء البخاري‪ .‬وولي مشيخة الجمالية عن نور الدين‬
‫علي بن الشيخ ولي الدين العراقي‪ .‬ثم ولي قضاء القضاة‬
‫بالديار المصرية‪ ،‬ثم عزل وأهين‪ .‬مات في ذي الحجة سنة‬
‫‪.‬أربع وخمسين وثمانمائة‬
‫المراغي المدني‪ ،‬شرف الدين محمد بن زين ‪135-‬‬
‫الدين أبي بكر‬
‫محمد بن أبي بكر بن الحسين بن عمر بن محمد بن‬
‫يونس ين أبي الفخر بن عبد الرحمن بن نجم بن طولون‬
‫العبشمي العثماني المراغي‪ ،‬الشيخ المام العلمة الصالح‬
‫أبو الفتح شرف الدين ابن المام العلمة قاضي المدينة‬
‫الشريفة زين الدين المدني الشافعي‪ .‬ولد في أواخر سنة‬
‫خمس وسبعين وسبعمائة‪ .‬وتفقه على أبيه‪ ،‬والسراج‬
‫البلقيني‪ ،‬والكمال الدميري وسمع أباه وخلقًا‪ .‬وله " شرح‬
‫البخاري " أختصره من فتح الباري‪ ،‬و " شرح المنهاج "‪.‬‬
‫وتقدم في العلوم وخصوصا ً الفقه‪ .‬وغلب عليه النقطاع‬
‫عن الناس والتخلي والعزلة‪ ،‬ولزم البيت‪ .‬مات في‬
‫‪.‬المحرم سنة تسع وخمسين وثمانمائة‬
‫المراغي المدني‪ ،‬ناصر الدين محمد بن أبي ‪136 -‬‬
‫بكر‬
‫نظم العقيان في أعيان العيان‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫محمد بن أبي بكر المراغي‪ ،‬أخو الذي قبله‪ ،‬الشيخ ناصر‬


‫‪.‬الدين أبو الفرج‪ .‬ولد‪ .‬وسمع من أبيه وغيره‬
‫ابن زريق الدمشقي‪ ،‬القاضي ناصر الدين ‪137 -‬‬
‫محمد بن أبي بكر‬
‫محمد بن أبي بكر بن عبد الرحمن بن محمد بن أحمد بن‬
‫المسند الكبير القاضي تقي الدين سليمان بن حمزة بن‬
‫أحمد بن عمر بن أبي عمر محمد بن أحمد بن قدامة بن‬
‫مقدام بن نصر بن فتح بن محمد بن حدثة بن محمد بن‬
‫يعقوب بن القاسم بن إسماعيل بن حسين بن محمد بن‬
‫سالم بن عبد الله بن عمر بن الخطاب رضي الله عنه‪،‬‬
‫قاضي الحنابلة بدمشق‪ ،‬المحدث ناصر الدين أبو البقا أبن‬
‫القاضي عماد الدين المقدسي الصل الدمشقي الصالحي‬
‫العمري الحنبلي‪ ،‬العروف بأبن زريق‪ .‬ولد سنة اثنتي‬
‫‪.‬عشرة وثمانمائة‬
‫السيوطي‪ ،‬الشريف صلح الدين محمد بن ‪138 -‬‬
‫أبي بكر‬
‫محمد بن أبي بكر بن علي بن حسن بن مطهر بن عيسى‬
‫بن جلل الدولة بن أبي الحسن علي بن فخر بن شكر بن‬
‫أحمد بن علي بن إدريس بن محمد بن الحسن بن علي‬
‫بن محمد بن الحسين بن جعفر بن الحسن بن الحسين‬
‫بن الحسن بن علي بن أبي طالب رضي الله عنه‪.‬‬
‫الشريف صلح الدين الحسني السيوطي الشافعي‪ .‬ولد‬
‫في شوال سنة ثلث وثمانين وسبعمائة‪ .‬واجاز له الحافظ‬
‫زين الدين العراقي‪ ،‬ولزم ولده الشيخ ولي الدين فأخذ‬
‫عنه الفقه والحديث والصول ‪ ،‬وكتب من أماليه‪ .‬وأخذ‬
‫أيضا ً عن الشمس البرماوي‪ ،‬والبرهان البيجوري‪ ،‬والنحو‬
‫عن الشطنوفي وسبط بن هشام‪ ،‬والعروض والدب‪ ،‬عن‬
‫البدر الدماميني‪ ،‬وقرأ عليه " شرح الخزرجية " له‪ .‬وحضر‬
‫دروس العز بن جماعة‪ .‬وقد قرأ الحزب للشيخ محيي‬
‫نظم العقيان في أعيان العيان‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫الدين النووي على الشيخ المربي يحيى بن محمد‬


‫الشاذلي أخي سيدي بن أبي بكر الشاذلي‪ .‬قال أنبأنا‬
‫الشيخ يوسف العجمي‪ ،‬أنبأنا عبد الرحمن السفرايني‪،‬‬
‫أنبأنا المصنف‪ ،‬ولزم الشتغال وعني بالدب‪ ،‬فنظم كثيرا‪.‬‬
‫وجمع الدب مجاميع منها ‪ " :‬رياض اللباب ومحاسن‬
‫الداب "‪ ،‬و " المرج النضر والرج العطر " ‪ ،‬و " مطلب‬
‫الديب "‪ ،‬ونظم ارجوزة في الخيل‪ ،‬ونظم نخبة الفكر‪.‬‬
‫ومن تصانيفه ‪ " :‬شرح الربعين النووية "‪ ،‬و " فضل‬
‫الصلة الجماعة "‪ .‬مات سنة تسع وخمسين وثمانمائة‪.‬‬
‫‪ :‬ومن شعره‪ ،‬وكان يقتات من النسخ‬
‫كتابتي اشكـرهـا‬ ‫فكم لها من عائده‬
‫فرأس مالي أجرها‬ ‫واستـزيد فـائده‬
‫‪ :‬وقال‬
‫يا راحلين وقلبي قد‬ ‫لفقدهم وهواه قط ما‬
‫بلى هرما ً‬ ‫بلـغـا‬
‫أظن كل حدادٍ بعدكم‬ ‫عليكم بسواد العين‬
‫اسـفـا ً‬ ‫قد صبغا‬
‫‪ :‬وقال‬
‫وكم قد قلت إذا راموا‬ ‫حبيبا ً لي حملـت‬
‫سلـوي‬ ‫هـواه كـل ً‬
‫فحين قضى و أصلى‬ ‫فقلت الن يا قلبي‬
‫القلب نارا ً‬ ‫تـسـلـى‬
‫‪ :‬وقال فيمن أسمه غازي‬
‫قد شبهوا لم العذار‬ ‫وبنفسج وكـتـابة‬
‫بعنـبـر‬ ‫وطـراز‬
‫والخط أجودها‬ ‫قلم الحواشي رقة‬
‫نظم العقيان في أعيان العيان‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫وأحسن ما يرى‬ ‫من غازي‬


‫‪ :‬وقال في وراق‬
‫فديتك أيها الوراق‬ ‫لمطلك بالوصال يكاد‬
‫قلـبـي‬ ‫يبلى‬
‫وقد طلب الوفاء وغير‬ ‫محب يسأل الوراق‬
‫بدع‬ ‫وصل‬
‫ابن حويز‪ ،‬القاضي حسام الدين محمد بن ‪139 -‬‬
‫أبي بكر‬
‫محمد بن أبي بكر بن محرز الحسيني المنفلوطي‬
‫الشريف قاضي القضاة حسام الدين بن حويز المالكي‪،‬‬
‫وتقدم بقية نسبه في ترجمة أخيه‪ .‬ولد هذا سنة أربع‬
‫وثمانمائة‪ .‬وتل بالسبع‪ ،‬وتفقه وشارك في الفضائل‪ .‬وولي‬
‫قضاء المالكية بعد الولي السنباطي‪ ،‬وتدريس المالكية‬
‫بالشيخونية‪ .‬وكان رئيسا ً شهما ً جوادًا‪ ،‬كثير الفضال والبر‪.‬‬
‫‪.‬مات في شعبان سنة ثلث وسبعين وثمانمائة‬
‫ابن مزهر‪ ،‬تقي الدين كاتب السر محمد بن ‪140 -‬‬
‫أبي بكر‬
‫محمد بن أبي بكر بن محمد بن محمد بن مزهر النصاري‪،‬‬
‫القاضي كاتب السر تقي الدين‪ ،‬بن القاضي كاتب السر‬
‫بدر الدين‪ .‬ولد سنة وستين وثمانمائة‪ .‬وولي نظر الخاص‬
‫ثم الحسبة‪ ،‬ثم كتابة السر بعد وفاة والده‪ ،‬فسار سيرة‬
‫‪.‬أبيه‪ .‬مات‬
‫ابن قاضي شهبة‪ ،‬بدر الدين محمد بن أبي ‪141 -‬‬
‫بكر‬
‫محمد بن أبي بكر بن أحمد السدي الدمشقي الشافعي‪،‬‬
‫شيخ الشام وعالم الشافعية بها‪ ،‬بدر الدين بن قاضي‬
‫نظم العقيان في أعيان العيان‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫شهبة‪ .‬كان أحد العلماء العلم‪ ،‬اشتهر اسمه‪ ،‬وطار صيته‪،‬‬


‫مع الدين والخير والعفة‪ .‬ولد سنة ست وثمانمائة‪ .‬مات‬
‫‪.‬في رمضان سنة أربع وسبعين وثمانمائة‬
‫ابن الحمصاني‪ ،‬المقرئ الكاتب محمد بن ‪142 -‬‬
‫أبي بكر‬
‫محمد بن أبي بكر بن محمد بن الشيخ شمس الدين‬
‫الحمصاني‪ ،‬المقرئ الكاتب المجود‪ .‬ولد سنة إحدى‬
‫عشرة وثمانمائة‪ .‬وتل على ابن الجزري‪ ،‬والشيخ حبيب‪،‬‬
‫وابن عياش‪ ،‬وغيرهم‪ .‬وأجاز له في العرض الشيخ ولي‬
‫الدين العراقي وغيره‪ .‬وكتب الخط المنسوب‪ .‬وبرع في‬
‫فن القرآات‪ ،‬والكتابة‪ ،‬وتصدى لنفع الناس بهما‪ .‬فقرأ‬
‫عليه وكتب خلق ل يحصون‪ .‬وولي المامة بالجامع‬
‫الطولوني‪ ،‬ومشيخة القرآات بالشيخونية‪ .‬ونعم الرجل هو‬
‫دينا ً وخيرا ً وصلحا ً ونفعا ً للناس‪ .‬وهو ممن سلم الناس من‬
‫لسانه ويده‪ ،‬خير صرف‪ ،‬ونفع محض‪ ،‬ل شر فيه ول ضرر‬
‫‪.‬ول أزر‪ .‬مات في رمضان سنة سبع وتسعين وثمانمائة‬
‫الشريف‪ ،‬محمد بن بركات ‪143 -‬‬
‫محمد بن بركات بن حسن بن عجلن‪ ،‬الشريف صاحب‬
‫‪.‬مكة الن‬
‫النواجي‪ ،‬شمس الدين محمد بن حسن ‪144 -‬‬
‫الديب‬
‫محمد بن حسن بن علي بن عثمان‪ ،‬شمس الدين‬
‫النواجي‪ ،‬أديب العصر‪ .‬ولد سنة ثمان وثمانين وسبعمائة‪،‬‬
‫وتل على الزراتيني‪ ،‬وابن الجزري‪ .‬وأخذ الفقه عن‬
‫البرهان البيجوري‪ ،‬والشمس البرماي‪ ،‬والنحو والمعقول‬
‫عن العز بن جماعة وسبط ابن هشام‪ ،‬والدماميني‪،‬‬
‫والبساطي‪ .‬وبرع‪ ،‬وألف " حاشية على التوضيح "‪ ،‬و "‬
‫نظم العقيان في أعيان العيان‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫وحاشية على الجار بردي "‪ .‬وعني بالدب ففاق أهل‬


‫العصر‪ ،‬وألف كتبا ً منها ‪ " :‬تأهيل الغريب "‪ ،‬و " الشفا في‬
‫بديع الكتفا "‪ ،‬و " خلع العذار في وصف العذار "‪ ،‬و "‬
‫صحائف الحسنات "‪ ،‬و " روضة المجالسة في بديع‬
‫المجانسة "‪ ،‬و " مراتع الغزلن في وصف الحسان من‬
‫الغلمان "‪ ،‬و " حلبة الكميت في وصف الخمر "‪ ،‬و ديوان‬
‫شعر‪ .‬مات في جمادى الولى سنة تسع وخمسين‬
‫وثمانمائة‪ .‬ومن شعره يمدح الحافظ ابن حجر‪ ،‬وقد‬
‫‪ :‬أعطاه شاشا ً‬

‫شكرا ً لفضلك يا‬ ‫يحار في وصف معنى‬


‫قاضي القضاة ومن‬ ‫جوده الناشي‬
‫توجت رأسي بما‬ ‫لي حلية بك أرويها‬
‫أهديتـه فـغـدت‬ ‫عن الشـاشـي‬
‫‪ :‬وقال في مليح سقا‬
‫عسى شربة من ماء‬ ‫بها كبدي الحرا وتبرا‬
‫ريقك تنطفي‬ ‫من الظما‬
‫فحتى م ل أحظى بها‬ ‫أقضي زماني في‬
‫وإلى متـى‬ ‫عسى ولعلما‬
‫‪ :‬وقال في من أسمه فرج‬
‫لقد تزايد همـي مـذ‬ ‫عني وصدري أضحى‬
‫نـأى فـرج‬ ‫ضيقا ً حرجا‬
‫ورحت أشكو السى‬ ‫يا مشتكي الهم دعه‬
‫والحال تنشدني‬ ‫وانتظر فرجا‬
‫‪ :‬وقال‬
‫رامت وفا وعدي فمذ‬ ‫معنفي ولت ولم‬
‫عاينت‬ ‫تعـطـف‬
‫نظم العقيان في أعيان العيان‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫وزاد تهـديدي‬ ‫مهما ً تشا فافعل‬


‫فـنـاديتـه‬ ‫ودعها تفي‬
‫‪ :‬وقال‬
‫بكم قد صرت مكتفيا‬ ‫وأنتم سادتي ركنـي‬
‫وقد جاء الشتا حقـا ً‬ ‫وفي التلويح ما يغني‬
‫‪ :‬وقال في مليح مهاميزي‬
‫مهـــامـــيزي‬ ‫أو خـده الـمـعـشـوق لـي‬
‫وجــــهـــــــه روضة‬ ‫مـشــتـــهـــى‬
‫يا طرفة الساجي‬
‫والحاظهلله ما أحلى عيون‬
‫المها ميزي‬
‫‪ :‬وقال في اسكندري‬
‫اسـكـنـدري الـحـسـن‬ ‫في مـلـثـم الـثـغـر‬
‫طــاب لـــي الـــهـــوى‬ ‫الـشــهـــي الـــمـــورد‬
‫فعلى م تسمع في أقوال‬
‫العدىوتصدني عن ورده وأنا‬
‫الصدي ق‬
‫‪ :‬وقال‬
‫بعد صباح الوجه عيشي مضىفيارعى الله زمان‬
‫الصبا ح‬
‫وبت أرعى النجم لكننيأهفو إذا هب نسيم‬
‫الصبا ح‬
‫‪ :‬وقال‬
‫قد كنت ل أصبو إلى شادٍنضل فوآدي نحوه أو‬
‫نظم العقيان في أعيان العيان‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫غوا ن‬
‫فصرت بعد العز في ذلةمنذ تعشقت وذقت‬
‫الهوا ن‬
‫‪ :‬وقال‬
‫رعى الله أيام الصبا فلقد مضتوطالت بنا في‬
‫حب ذا الرشا الحوال‬
‫وكابدت أهواء الغرام وهولهفأفنيت عمري في‬
‫مكابدة الهوال‬
‫‪ :‬وقال‬
‫خليلي هذا ربع عزة‬ ‫إليها وإن سالت به‬
‫فـاسـعـيا‬ ‫أدمعي طوفان‬
‫فجفني جفا طيب‬ ‫جفاني فيا لله من‬
‫المنام وجفنهـا‬ ‫شرك الجفـان‬
‫‪ :‬وقال‬
‫رمت التغزل في أجفانه فبداعذاره فوق ورد‬
‫الوجنتين طري ر‬
‫وقال قلبي ل تحفل بغزلهماوخص عارضه‬
‫بالمدح فهو حري ر‬
‫‪ :‬وقال في من اسمه أحمد‬
‫يا مالك الحسن جد‬ ‫م ن وجنتي خدك‬
‫بنعما‬ ‫المورد‬
‫وان تكن شافعي‬ ‫أشكر رب السما‬
‫فـإنـي‬ ‫وأحمد‬
‫‪ :‬وقال في من أسمه عثمان‬
‫نظم العقيان في أعيان العيان‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫عثمان وافى في‬ ‫وجبينه يسبي ضيا‬


‫الظلم ووجهه‬ ‫القـمـرين‬
‫آها ً لها من ليلة‬ ‫إذ زاره عثمان ذو‬
‫بـمـحـمـد‬ ‫الـنـورين‬
‫‪ :‬وقال في مهنا‬
‫أنا أن رحت هائما ً‬ ‫أو معنى ففيه قلبي‬
‫بمهنـا‬ ‫يعذر‬
‫تعب الناس في هواه‬ ‫أنا قد جاءني مهنا‬
‫ولكن‬ ‫ميسر‬
‫‪ :‬وقال في خادم يدعى صواب مضمنا ً‬

‫جفاني خادم يدعى‬ ‫ورمت مكانه ليزول‬


‫صـوابـا ً‬ ‫ما بي‬
‫فقال معنفي في‬ ‫فمثلك ل يدل على‬
‫الحب صبرا ً‬ ‫الصواب‬
‫‪ :‬وقال في نظام الدين والتورية مثلثة‬
‫ثغر نظام الدين يسبي‬ ‫حسنا ً ويبدي الدر عند‬
‫الورى‬ ‫ابتسام‬
‫فافهم معاني السحر‬ ‫لله ما أحسن هذا‬
‫فيه وقل‬ ‫النـظـام‬
‫‪ :‬وقال في تركي‬
‫في هواه ضاع عمري بي من الترك غـزال‬
‫قلت من يطفي‬
‫منك حبي قال ثغـري‬
‫لهيبـي‬
‫‪ :‬وقال في خطائي‬
‫نظم العقيان في أعيان العيان‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫بعامل قده قـد مـال‬ ‫وأنشد في الورى هل‬


‫تـيهـا ً‬ ‫من لقاء‬
‫وسهم جفونـه فـينـا‬ ‫حذار حذار من سهم‬
‫ينـادي‬ ‫خطاءي‬
‫‪ :‬وقال في مغربي‬
‫بي مغربي قد حجبوا‬ ‫عني وعن قلبي لم‬
‫شخصه‬ ‫يحجـب‬
‫لو مر بي ذاكره في‬ ‫هممت من المشرق‬
‫مشرق‬ ‫للمغرب‬
‫‪ :‬وقال في نحوي‬
‫يا أيها النحوي رق‬ ‫قد أعربت وجدا ً عليك‬
‫فادمـعـي‬ ‫خفـيا‬
‫وجوارحي بنيت على‬ ‫فأعجب لحالي معربا‬
‫ألم النوى‬ ‫مبـنـيا‬
‫‪ :‬وقال في أصولي‬
‫ومليح علـم الصـول‬ ‫حاصلي فيه ضاع مع‬
‫يعـانـي‬ ‫محصولي‬
‫آه من لي بشربة‬ ‫ب على ريق ثغره‬
‫تنعش الـقـل‬ ‫المعـسـول‬
‫فلئن مت فـي هـواه‬ ‫ما دوائي سوى‬
‫غـرامـا ً‬ ‫شراب الصولي‬
‫‪ :‬وقال في محدث‬
‫روى السنة الغراء‬ ‫له طلعة أبهى من‬
‫ظبي مهفهف‬ ‫البدر والشمس‬
‫ولما رقى كرسـيه‬ ‫تيقنت حقا ً أنه آية‬
‫نظم العقيان في أعيان العيان‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫لـحـديثـه‬ ‫الـكـرسـي‬
‫‪ :‬وقال في خطيب‬
‫أقول وقد شاهدته‬ ‫يفوق عبير العنبر‬
‫ر‬
‫فوق منـبـ ٍ‬ ‫الرطب طيبه‬
‫أيا جامعا للحسن أنت‬ ‫ة للعشق أنت‬ ‫ويا قبل ً‬
‫إمـامـه‬ ‫خطـيبـه‬
‫‪ :‬وقال فيه‬
‫فتنت بأغيد حلو‬ ‫وفي لطف معناه‬
‫الـلـمـى‬ ‫وجدا ً فنيت‬
‫خطيب إذا رمت‬ ‫تفاءلت اني به قد‬
‫تصحيفـه‬ ‫حظـيت‬
‫همت وجدا ً بتاجر حاز‬ ‫وحل لي تهتكي‬
‫لطفـا ً‬ ‫وانتعـاشـي‬
‫بزه في الملح ابـن‬ ‫وهو من بينهم رقيق‬
‫رفـيع‬ ‫الحواشي‬
‫ابن القباقبي‪ ،‬المقرئ القدسي محمد بن ‪145 -‬‬
‫خليل‬
‫محمد بن خليل بن أبي بكر الحلبي الصل الغزي القدسي‬
‫الشافعي المقرئ‪ ،‬المعروف بابن القباقبي‪ ،‬المصنف في‬
‫القرآات الربعة عشر‪ ،‬وناظم الثلث الزائدة على العشر‪.‬‬
‫تصدى للقراء‪ ،‬وانتفع به الناس‪ .‬وولي مشيخة الجوهرية‬
‫ببيت المقدس‪ .‬وله بديعية‪ ،‬وتخميس البردة‪ ،‬وبانت سعاد‪،‬‬
‫وغير ذلك‪ .‬مات في رجب سنة تسع وأربعين وثمانمائة‪،‬‬
‫‪.‬وقد جاوز السبعين بعد أن ك ُ ّ‬
‫ف‪ ،‬رحمه الله وإيانا‬
‫ابن سعد الدين‪ ،‬شمس الدين محمد بن ‪146 -‬‬
‫سعد‬
‫نظم العقيان في أعيان العيان‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫محمد بن سعد بن خليل بن سليمان المرزباني الحنفي‪،‬‬


‫الشيخ شمس الدين المعروف بابن سعد الدين‪ ،‬أحد‬
‫شيوخي‪ .‬كان عالما ً بالفنون صالحا ً مشهورا ً بالصلح‬
‫متصديا لنفع الطلبة‪ ،‬مقيما بالخانقاه الشيخونية‪ ،‬وهو‬
‫خازن كتبها‪ ،‬وما تزوج قط‪ ،‬ول تردد إلى أحد ‪ .‬وكان‬
‫شيخنا العلمة محيي الدين الكافيجي يعظمه ويعتقده‪.‬‬
‫قرأت عليه الكثير في العربية قراءة بحث‪ ،‬ككافية ابن‬
‫الحاجب وشرحها للمصنف‪ ،‬والمتوسط‪ ،‬والشافية‬
‫وسمعت عليه الكثير في الفنون‪ ،‬بحثا ً كشرح العقائد‬
‫للتفتازاني‪ ،‬وتخليص المفتاح‪ ،‬وبعض مختصر ابن الحاجب‬
‫الصلي‪ ،‬وغير ذلك‪ .‬ولد بعد السبعين وسبعمائة‪ .‬ومات‬
‫‪.‬في شعبان سنة سبع وستين وثمانمائة‬
‫الخوافي‪ ،‬محمد بن شهاب ‪147 -‬‬
‫محمد بن شهاب بن محمد بن محمد بن يوسف بن‬
‫الحسن الخوافي الحنفي ولد في ربيع الول سنة سبع‬
‫وسبعين وسبعائة‪ ،‬وسمع من السيد الشريف الجرجاني‬
‫أشياء من تصانيفه " كشرح المفتاح "‪ ،‬و " شرح المواقف‬
‫"‪ ،‬و " حاشية شرح المطالع "‪ ،‬و " وشرح تذكرة‬
‫الطوسي في الهيئة "‪ ،‬وأخذ عنه الصلين‪ ،‬والعربية‪،‬‬
‫والمعاني والبيان‪ ،‬والمنطق والهيئة‪ ،‬وأخذ عن جماعة‬
‫آخرين ‪ ،‬وألف كتابا ً في العربية‪ ،‬وآخر في المنطق‪،‬‬
‫وحاشية على العضد‪ ،‬وحاشية على شرح المفتاح‬
‫للتفتازاني‪ ،‬وحاشية على الطوالع‪ ،‬وحاشية على منهاج‬
‫البيضاوي‪ ،‬وغير ذلك‪ .‬وهو شيخ العلمة شمس الدين‬
‫الشرواني‪ .‬مات في ذي الحجة سنة اثنتين وخمسين‬
‫‪.‬وثمانمائة‬
‫الدمياطي‪ ،‬المجذوب محمد بن صدقة ‪148 -‬‬
‫محمد بن صدقة بن عمر الدمياطي‪ ،‬الشيخ كمال الدين‬
‫المجذوب صاحب الكرامات والحوال وأحد الولياء‬
‫نظم العقيان في أعيان العيان‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫المشهورين‪ .‬كان اشتغل في أوائله‪ ،‬وتكسب بالشهادة‪ ،‬ثم‬


‫‪.‬انجذب‪ .‬مات في شوال سنة أربع وخمسين وثمانمائة‬
‫البلطنسي‪ ،‬شمس الدين محمد بن عبد الله ‪149 -‬‬
‫محمد بن عبد الله بن خليل بن أحمد بن علي بن حسين‬
‫التسولي‪ ،‬الشيخ شمس الدين البلطنسي الشافعي‪ .‬ولد‬
‫سنة ثمان وتسعين وسبعمائة‪ .‬وأخذ العلوم عن نور الدين‬
‫ابن خطيب الدهشة‪ ،‬وشمس الدين بن زهرة‪ .‬ولزم‬
‫التقي بن قاضي شهبة‪ ،‬والعلء البخاري‪ .‬وبرع وتفنن‪.‬‬
‫وصار مفتي بلده‪ ،‬وأقبل على العبادة والزهد‪ ،‬والمر‬
‫بالمعروف والنهي عن المنكر‪ .‬واختصر منهاج العابدين‬
‫للغزالي‪ ،‬وشرحه‪ .‬مات في صفر سنة ثلث وستين‬
‫‪.‬وثمانمائة‬
‫ابن قاضي عجلون‪ ،‬نجم الدين محمد بن عبد ‪150 -‬‬
‫الله‬
‫محمد بن عبد الله بن عبد الرحمن الدمشقي الشافعي‪،‬‬
‫العلمة نجم الدين بن قاضي عجلون‪ ،‬أحد ائمة الشافعية‪.‬‬
‫ولد سنة إحدى وثلثين وثمانمائة‪ .‬وسمع على ابن بردس‬
‫وغيره‪ ،‬وألف التصانيف النافعة‪ ،‬كالمغني في تصحيح‬
‫المنهاج‪ ،‬ومختصره الهادي‪ ،‬والتحرير في زوائد الروضة‬
‫على المنهاج‪ .‬مات في يوم الثنين سادس شوال سنة‬
‫‪.‬ست وسبعين وثمانمائة‬
‫ابن لجين الرشيدي‪ ،‬محمد بن عبد الله‬
‫محمد بن عبد الله بن محمد بن إبراهيم بن لجين‬
‫الرشيدي‪ ،‬المام شمس الدين صاحب ديوان الخطب‬
‫المشهورة‪ .‬ولد في رجب سنة سبع وستين وسبعمائة‪.‬‬
‫وسمع الكثير على البرهان الشامي‪ ،‬والسويداوي‪ ،‬والتاج‬
‫ابن الفصيح‪ ،‬والتقي بن حاتم‪ ،‬والعز ابن الكويك‪ ،‬وغيرهم‪.‬‬
‫نظم العقيان في أعيان العيان‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫ولي خطابة جامع أمير حسين‪ .‬مات في ربيع الول سنة‬


‫‪.‬أربع وخمسين وثمانمائة‬
‫ابن عز الدين المالكي‪ ،‬محمد بن عبد الله ‪152-‬‬
‫محمد بن عبد الله بن محمد بن الشيخ عز الدين المالكي‪،‬‬
‫صديق بن الهمام‪ .‬كان أحد العلماء العاملين‪ ،‬والعارفين‬
‫المسلكين‪ .‬مات في ذي القعدة سنة إحدى وستين‬
‫‪.‬وثمانمائة‬
‫البلقيني‪ ،‬تاج الدين محمد بن عبد الرحمن ‪153-‬‬
‫محمد بن عبد الرحمن بن عمر بن أرسلن البلقيني‪،‬‬
‫القاضي تاج الدين‪ ،‬بن قاضي القضاة جلل الدين‪ ،‬بن‬
‫شيخ السلم سراج الدين‪ .‬ولد سنة سبع وثمانين‬
‫وسبعمائة‪ .‬وتفقه على والده‪ ،‬وسمع على جده وغيره‪.‬‬
‫وأجاز له جماعة‪ ،‬منهم عائشة بنت عبد الهادي‪ .‬وولي‬
‫قضاء العسكر وعدة تداريس‪ .‬مات في رمضان سنة‬
‫‪.‬خمس وخمسين وثمانمائة‬
‫‪:‬قال الحافظ بن حجر عند موت الجلل البلقيني‬
‫مات جلل الدين قالوا‬ ‫يخلفه أو فالخ‬
‫ابنه‬ ‫الكاشـح‬
‫فقلت تاج الـدين ل‬ ‫بمنصب الحكم ول‬
‫لئق‬ ‫صالح‬
‫أي من حيث قلة البراعة في العلم‪ ،‬وإل فقد أثنى عليه‬
‫البقاعي في معجمه بالدين والعفة‪ .‬وحسن المباشرة لما‬
‫‪.‬تحت نظره من الوقاف‬
‫البصروي‪ ،‬شمس الدين محمد بن عبد ‪154-‬‬
‫الرحمن‬
‫نظم العقيان في أعيان العيان‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫محمد بن عبد الرحمن بن عمر بن عبد العزيز بن عمر بن‬


‫عامر بن الخضر بن هلل بن علي بن محمد القرشي‪،‬‬
‫المام شيخ الفقهاء شمس الدين بن القاضي زين الدين‬
‫بن الشيخ عز الدين البصروي الشافعي‪ .‬ولد في المحرم‬
‫سنة أربع وتسعين وسبعمائة‪ .‬ولزم الشيخ برهان الدين‬
‫بن خطيب عذرا فقيه دمشق‪ .‬ودأب إلى أن تقدم في‬
‫معرفة المذهب‪ .‬وله النظم والنثر‪ .‬مات سنة إحدى‬
‫‪.‬وسبعين وثمانمائة‬
‫الطندتائي‪ ،‬شمس الدين محمد بن عبد ‪155-‬‬
‫الرحمن‬
‫محمد بن عبد الرحمن بن عوض بن منصور بن أبي‬
‫الحسن‪ ،‬شمس الدين الطندتائي الشافعي‪ ،‬أخو العلمة‬
‫الفرضي شهاب الدين‪ .‬ولد سنة سبعين وسبعمائة‪ .‬وأخذ‬
‫عن الشياخ‪ .‬وكان ماهرا ً في الفرائض‪ ،‬وعلم الوقت‪.‬‬
‫‪.‬مات في ذي القعدة سنة اثنتين وخمسين وثمانمائة‬
‫السخاوي‪ ،‬الحافظ شمس الدين محمد بن ‪156-‬‬
‫عبد الرحمن‬
‫محمد بن عبد الرحمن بن محمد بن أبي بكر بن عثمان بن‬
‫محمد السخاوي شمس الدين‪ ،‬المحدث المؤرخ الجارح‪.‬‬
‫ولد سنة إحدى وثلثين وثمانمائة‪ .‬وحضر إملء الحافظ بن‬
‫حجر صغيرا ً فحبب إليه الحديث‪ ،‬فلزم مجالسه‪ ،‬وكتب‬
‫كثيرا ً من مصنفاته بخطه‪ .‬وسمع الكثير جدا ً على‬
‫المسندين بمصر والشام والحجاز‪ ،‬وانتقى وخرج لنفسه‬
‫ولغيره مع كثرة لحنه وعريه من كل علم بحيث أنه ل‬
‫ل‪ .‬ثم أكب على‬ ‫يحسن من غير الفن الحديثي شيئا ً أص ً‬
‫التاريخ فافنى فيه عمره‪ ،‬وأغرق فيه عمله وسلق فيه‬
‫أعراض الناس‪ ،‬ومله بمساوئ الخلق‪ ،‬وكل ما رموا به أن‬
‫صدقا ً وإن كذبا‪ .‬وزعم أنه قام في ذلك بواجب‪ ،‬وهو‬
‫الجرح والتعديل‪ ،‬وهذا جهل مبين وضلل وافتراء على‬
‫نظم العقيان في أعيان العيان‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫الله‪ .‬بل قام بمحرم كبير‪ ،‬وباء وبوزر كثير‪ ،‬كما أشرت‬
‫إليه في مقدمة هذا الكتاب‪ .‬وإنما نبهت على ذلك لئل يغتر‬
‫به‪ ،‬أو يعتمد على ما في تاريخه من الزراء بالناس‬
‫خصوصا ً العلماء ول يلتفت إليه‪ .‬مات في شعبان سنة‬
‫‪.‬اثنتين وتسعمائة‬
‫التفهني‪ ،‬شمس الدين محمد بن عبد ‪157-‬‬
‫الرحمن‬
‫محمد بن عبد الرحمن بن علي بن هاشم‪ ،‬القاضي شمس‬
‫الدين‪ ،‬ابن قاضي الحنفية زين الدين التفهني‪ .‬درس‬
‫بالصرغتمشية‪ ،‬ومدرسة قايتباي‪ ،‬وغيرهما‪ .‬وأفتى‪ .‬وولي‬
‫قضاء العسكر‪ .‬وكان صحيح الذهن‪ ،‬حسن المحفوظ كثير‬
‫الدب والتواضع‪ .‬مات في رمضان سنة تسع وأربعين‬
‫‪.‬وثمانمائة وقد زاد على الخمسين‬
‫الغزي‪ ،‬ناصر الدين محمد بن عبد الرحمن ‪158-‬‬
‫محمد بن عبد الرحمن بن عيسى بن سلطان الغزي‬
‫الصوفي الشاذلي المسلك‪ ،‬ناصر الدين أبو الفيض‪ ،‬أحد‬
‫المشاهير‪ .‬له كشف وكرامات ولد بعد ست وسبعمائة‪.‬‬
‫‪.‬ومات في صفر سنة خمس وثمانين‬
‫ابن الشقر‪ ،‬محب الدين محمد بن عثمان ‪159-‬‬
‫محمد بن عثمان بن سليمان الكراوي الحنفي‪ ،‬محب‬
‫الدين بن الشقر‪ .‬ولي كتابة السر‪ ،‬ونظر الجيش‪،‬‬
‫ومشيخة خانقاه سريا قوس‪ .‬ولد بعد سبعين وسبعمائة‪.‬‬
‫‪.‬ومات في رجب سنة ثلث وستين وثمانمائة‬
‫القاياتي‪ ،‬شمس الدين محمد بن علي ‪160-‬‬
‫محمد بن علي بن محمد بن يعقوب بن محمد القاياتي‬
‫قاضي القضاةَ شيخ السلم شمس الدين الشافعي‪،‬‬
‫نظم العقيان في أعيان العيان‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫علمة الديار المصرية والمرجع إليه فيها في غالب العلوم‬


‫النقلية والعقلية‪ .‬ولد في حدود سنة ثمانين وسبعمائة‪،‬‬
‫وقيل سنة خمس وثمانين‪ .‬وسمع على العراقي‪،‬‬
‫والبلقيني‪ ،‬والنباسي‪ ،‬والتقي الدجوي‪ ،‬والبدر الطنبدي‪.‬‬
‫وأجاز له ابن الملقن‪ .‬وأخذ الفقه عن البلقيني‪ ،‬والنباسي‪.‬‬
‫ولزم الشيخ همام الدين الخوارزمي‪ ،‬وأخذ عنه الصلين‪،‬‬
‫والنحو والصرف‪ ،‬وغالب الكشاف‪ .‬وأخذ النحو أيضا ً عن‬
‫البدر الطنبدي‪ ،‬والفرائض عن الشمس العراقي‪ .‬ولزم‬
‫العز بن جماعة‪ ،‬وغير من ذكر من شيوخ عصره‪ .‬ولم يزل‬
‫يخدم العلوم إلى أن صار إمام عصره فيها‪ ،‬والمقدم على‬
‫جميع أقرانه‪ .‬وشرع في شرح المنهاج‪ ،‬ونكت على‬
‫المهمات‪ .‬وولي مشيخة سعيد السعدا‪ ،‬ومشيخة‬
‫البيبرسية‪ ،‬والصلحية المجاورة للشافعي‪ ،‬وتدريس‬
‫الشافعية بالشرفية أول ما فتحت وبالشيخونية‪ ،‬وتدريس‬
‫الحديث بالبرقوقية‪ ،‬وقضاء القضاة بالديار المصرية‪ .‬مات‬
‫يوم الثنين ثامن عشر المحرم سنة خمسين وثمانمائة‪،‬‬
‫‪:‬ورثاه الشرف يحيى بن العطار بقوله‬
‫حقيق أنت بالذكر‬ ‫لبعدك في زمانك عن‬
‫الـجـمـيل‬ ‫مـثـيل‬
‫طلعت على البرية‬ ‫فل عجب مصيرك‬
‫شمس علـم‬ ‫لـلفـول‬
‫ولما أن حصلت على‬ ‫من الخرى فصلت‬
‫كـثـير‬ ‫من القليل‬
‫رحلت لما إذ خرت‬ ‫أثيرا ً جاء للـمـجـد‬
‫من المعالي‬ ‫الثـيل‬
‫ومن كانت أمـانـيه‬ ‫جدير أن يبـادر‬
‫قـريبـا ً‬ ‫لـلـرحـيل‬
‫ركبت مطية الحـدبـاء‬ ‫أنفت من الركوب‬
‫لـمـا‬ ‫على الخيول‬
‫تجر وراءها علـمـا ً‬ ‫إذا أعتاد الورى جـر‬
‫نظم العقيان في أعيان العيان‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫وزهـدا‬ ‫الـذيول‬
‫وصلت إلى المان‬ ‫فبشرى بالوصال‬
‫وللمـانـي‬ ‫وبالوصـول‬
‫ستقرا ً ثم ترقـى ثـم‬ ‫بذا جاءت أحاديث‬
‫تـقـري‬ ‫الـرسـول‬
‫وتسقي من رحيق‬ ‫يكون مزاجها من‬
‫الخلد كأسـا‬ ‫زنجـبـيل‬
‫وتلقى من رضى‬ ‫يقصر عنه معقول‬
‫الرحمن امرا ً‬ ‫العـقـول‬
‫أل يا طال ما أجهدت‬ ‫مخالفة لرأيك في‬
‫نـفـسـا ً‬ ‫الـقـبـول‬
‫وكم كلفت من أمـر‬ ‫وكم حملت من عبء‬
‫مـشـق‬ ‫ثـقـيل‬
‫وكم كابدت مـن هـول‬ ‫وإيسره معالجة‬
‫شـديد‬ ‫الـجـهـول‬
‫عدلت عن القضاء‬ ‫عدلت ولم تقصر في‬
‫السوء لمـا‬ ‫العـدول‬
‫فدونك جنة الـمـأوى‬ ‫ت في العمر‬ ‫بما أسلف َ‬
‫جـزاًء‬ ‫الطـويل‬
‫تجد ثم الرضى من‬ ‫غصون القرب نابته‬
‫روضها في‬ ‫الصـول‬
‫فقل ما شئت في‬ ‫ل‬
‫وقل ماشئت في ظ ٍ‬
‫ض‬
‫روض أري ٍ‬ ‫ظـلـيل‬
‫وإن طلب الورى‬ ‫على دعوى مقيلك‬
‫منـي دلـيل ً‬ ‫في مقـيل‬
‫فليس يصح في‬ ‫إذا احتاج النهـار إلـى‬
‫الذهان شـيٌء‬ ‫دلـيل‬
‫ظهرت فلست تخفى‬ ‫ولم ينكر سناك سوى‬
‫ب‬
‫عن أري ٍ‬ ‫جهـول‬
‫كذاك الشمس لم‬ ‫إذا طلعت سوى‬
‫نظم العقيان في أعيان العيان‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫ينكر سنـاهـا‬ ‫الطرف الكليل‬


‫جزيت عن البرية كـل‬ ‫ف وإحـسـان‬‫ومعرو ٍ‬
‫ر‬
‫خـي ٍ‬ ‫جـزيل‬
‫ول زالت هبات اللـه‬ ‫على مثواك كالغيث‬
‫تـتـرى‬ ‫الهطـول‬
‫ت‬
‫هبـات غـاديا ٍ‬ ‫إليك تحملت روح‬
‫ت‬‫رائحـــا ٍ‬ ‫الـقـبـول‬
‫‪:‬وقال شهاب الدين بن صالح يمدحه‬
‫سلوا بجنح الليالي‬
‫متيم بعدكم بالغمض ما طمـعـا‬
‫الطيف هل هجعا‬
‫يا حبذا طيفكم في‬ ‫لو كان في أفق الجفان قد‬
‫ر‬
‫الليل من قمـ ٍ‬ ‫طلعـا‬
‫يا جيرة الجزع ل‬ ‫أواه كم ذا ُ‬
‫لقيتكم جـزعـا ً‬ ‫جـزعـا‬ ‫بعدكم‬ ‫ألقي‬
‫أحبابنا ما أضاء البرق‬ ‫إل دعي من دموعي وإبل‬
‫مبتـسـمـا ً‬ ‫همعـا‬
‫ول شدا طائٌر إل‬
‫على فؤادي ظنـا ً إنـه وقـعـا‬
‫وضـعـت يدي‬
‫سقيا ً لعيش على‬ ‫من بعده كم سقتني أدمعي‬
‫ة‬
‫جرعاء كـاظـم ٍ‬ ‫جرعـا‬
‫عيشي بوصلكم مثل‬ ‫ق‬
‫يا لهف قلبي عليه ر ّ‬
‫الخيال مضـى‬ ‫فانقطعـا‬
‫آها ً لقلبي في ليل‬
‫جهل ً ولم يتنّبه للـذي صـنـعـا‬
‫الشبـاب غـفـا‬
‫وقـال أن لح صـبـح‬ ‫قلـت انـتـبـه فـضـياء‬
‫الـلــيل أيقـــظـــنـــي‬ ‫الـشـمـس قـد سـطـعـا‬
‫وانـظـر لـه شـمـس‬ ‫للـنـاس حـيث الـمـحـل‬
‫أوصـاف سـنـــاه دنـــى‬ ‫العـظـم ارتـفــعـــا‬
‫فمـا الـعـراق مـضـاهـيهـا به تـشـرفـــت الـــقـــايات‬
‫نظم العقيان في أعيان العيان‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫وانـــفـــردت‬ ‫لـمـن جـمـعـــا‬


‫ل‬ ‫بالـقـاف سـهـوا ً اعـاضـوا قايات غـايات فـــضـــ ٍ‬
‫غـــير أنـــهـــم‬ ‫الـغـين فـاتـبـعـــا‬
‫فالـذئب لـلـشـاة خـوفـا ً قاضـي الـقـضـاة الـذي‬
‫بـالـعـدل آمـتـــنـــا‬ ‫مـن سـطــاه رعـــى‬
‫تريه بـالـعـين وجـه الـحـق اللـمـعـي الـــذي مـــرآه‬
‫فـــكـــرتـــه‬ ‫مـلـتـمـــعـــا‬
‫ويعـبـد الـلـه كــالـــرائي‬ ‫فطـرفـه مـن حـيا أو‬
‫جـــللـــتـــه‬ ‫خـشـيةٍ خـــشـــعـــا‬
‫ك بــه وتـر الـصـفـات بـهـذا‬ ‫فالـشـافـعـي بـل شـ ٍ‬
‫الـعـصـر مـجـتـهــد‬ ‫شـــفـــعـــا‬
‫فتـوةٌ وفــتـــاوى ل‬ ‫تخـالـه فـي الـنـدا‬
‫نـــظـــير لـــهـــا‬ ‫والـعـلـم مـخـتـــرعـــا‬
‫بحـثـت عـنـه فـنـعـــمـــان‬ ‫لكـن مـدى مـجـده عـن‬
‫مـــنـــزلة‬ ‫طـالـب مــنـــعـــا‬
‫طبـاعـه الـخـير بـل مـنـهـا‬ ‫فالـخـير اجـمـعـه مـن‬
‫مــعـــادنـــه‬ ‫طـبـعـه طـبــعـــا‬
‫حديث سـوءدده‬
‫ن إلـى أن حـسـبـنـا‬ ‫حسـ ٍ‬
‫الـمـــرفـــوع افـــرط‬
‫أنـــه وضـــعـــا‬
‫فـــي‬
‫وإنـمـا ظـن مـسـبـوقــا ً اذ وأحـرز الـسـنـبـق‬
‫لـلـعـلــياء مـــن قـــدم ٍ‬ ‫اتـــضـــعـــا‬
‫له يراعٌ اقـــام الـــشـــرع‬ ‫كم مـنـه رنـح خـطـــيا ً‬
‫اســـمـــــره‬ ‫وكـــم شـــرعـــا‬
‫صحـت أمـامـتـه بـــين‬ ‫يبـدو لـهـم بـحـبـير‬
‫الـــورى فـــلـــذا‬ ‫الـحـبـر مـلـتـفــعـــا‬
‫يضـيء بـين بـنــان‬ ‫كالـبـرق مـن خـلـفـه‬
‫يســـتـــهـــل نـــدى‬ ‫صـوب الـحـيا هـمـعـا‬
‫ل عـيب فـيه سـوى‬ ‫أمـسـت للـبـاب اربـاب‬
‫سـحـــر نـــوافـــثـــه‬ ‫الـنـهـى خـــدعـــا‬
‫نظم العقيان في أعيان العيان‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫يا شـيخ السـلم يا قـاضـي‬ ‫تزينـت بـحـله‬


‫الـقـضـــاة ومـــن‬ ‫الـرتــبـــتـــان مـــعـــا‬
‫هنـئتـهـا رتـبـا ً عـلـيا‬ ‫بل هـنـئت مـنـك سـامـي‬
‫نـصـبـــت لـــهـــا‬ ‫الـقـدر مـرتـفـعــا‬
‫اقبلت والشهر مثل العام‬
‫مقتبلفكان أسعد شهر‬
‫للقبول وعى م‬
‫إن ضاق صدري في أرجاء‬ ‫ارجـو عـوائد حـلـم‬
‫تهنئة‬ ‫لــلـــورى وســـعـــا‬
‫أنـت الـذي لـو درى ذو‬ ‫بالـعـفـو كـان لـديه‬
‫الـهــفـــو لـــذتـــه‬ ‫بـالـذنــوب ســـعـــى‬
‫ن‬‫فاسـتـجـل بـكـر مـعـا ٍ‬ ‫من الـبـيان فـحـلـت‬
‫صـغـت حـلـيتـهـــا‬ ‫مـنـظـــرا بـــدعـــا‬
‫بالـنـون عـوذتـهـا عـينـا ً‬ ‫وأشـهـدتـك مـقـال ً‬
‫عـلـت وغـــلـــت‬ ‫عـذبـــه نـــبـــعـــا‬
‫ق جـمـيع‬ ‫أثـنـت بـصـد ٍ‬ ‫كأن سـامـعـهـا بـالـعـين‬
‫الـنـاس تـشـــهـــده‬ ‫قـد ســمـــعـــا‬
‫طوقـت جـيدي بـالـنـعـمـى‬ ‫إذا الـمـطـوق فـي‬
‫فــل عـــجـــب‬ ‫اوراقــه ســـجـــعـــا‬
‫أنـشـأ تـنــي نـــشـــأة‬ ‫فانـظـر لنـشـاء أنـشـاك‬
‫ب‬‫البـــنـــاء ذا أد ٍ‬ ‫الـــذي بـــرعـــا‬
‫ومـن كـأبـنـائك الـغــر‬ ‫صفـاتـك الـعـــلـــم‬
‫الـــذين حـــكـــوا‬ ‫والداب والـــورعـــا‬
‫فذا بـهـاٌء بـه الـدنـيا قـد‬ ‫وذا شـهـاب عـلـى افـق‬
‫ابـتـــهـــجـــت‬ ‫الـعـلـى طـبــعـــا‬
‫أبـقـاهـمـا الـلـه فـي ذي‬ ‫دهـرا ً ول زال هـذا‬
‫رفــعةٍ وعـــلـــى‬ ‫الـشـمـل مـجـتـمــعـــا‬
‫وعـشـت تـصـغـي‬ ‫فلـيس يقـــصـــر ود ٌ‬
‫لمـداحـي فـإن قـصـــرت‬ ‫ص ودعـــا‬ ‫خـــالـــ ٌ‬
‫‪:‬وقال النواجي يخاطبه لما ولي القضاء‬
‫نظم العقيان في أعيان العيان‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫بك قد تم سعدنا يا‬ ‫قد تولى القضا بعلم ٍ‬


‫إمـامـا ً‬ ‫وفضل‬
‫كم اصول قد اينعت‬ ‫ظهرت من تتمة‬
‫وفروعٌ‬ ‫المتولـي‬
‫الغمري‪ ،‬محمد بن عمر ‪161 -‬‬
‫محمد بن عمر بن أحمد الواسطي الصل الغمري المحلي‬
‫الشافعي‪ ،‬صاحب الجامع الشهير عند خوخة المغازلي‬
‫بالقاهرة وغيره‪ .‬وقال السخاوي في ذيله‪ :‬ممن أكثر‬
‫أتباعه‪ ،‬وأنتشر ذكره‪ ،‬وصنف مع أقتفاء السنة‪ ،‬والبعد عن‬
‫بني الدنيا‪ ،‬والمحاسن الجمة‪ .‬مات بالمحلة ليلة سلخ‬
‫شعبان سنة تسع واربعين وثمانمائة‪ .‬وقد زاد على‬
‫‪.‬الستين‪ .‬وقال غيره مولده سنة ست وسبعين وسبعمائة‬
‫محمد بن عامر‪ ،‬شمس الدين المالكي ‪162 -‬‬
‫محمد بن عامر المالكي شمس الدين‪ ،‬أحد أعيان‬
‫المالكية‪ .‬سمع على جماعة‪ ،‬وولي قضاء السكندرية‪ .‬مات‬
‫‪.‬في جمادى الخرة سنة ثمان وخمسين وثمانمائة‬
‫الخوارزمي‪ ،‬شمس الدين محمد بن فضل ‪163 -‬‬
‫الله‬
‫محمد بن فضل الله بن أحمد الخوارزمي الحنفي‪ ،‬العلمة‬
‫المفنن شمس الدين الكويحي‪ .‬كان من أفراد العلماء‬
‫الكابر‪ .‬قدم القاهرة وانتفع به الناس في الفنون وعاد‬
‫‪.‬لبلده‪ .‬مات في ذي الحجة سنة إحدى وستين وثمانمائة‬
‫ابن قرقماس‪ ،‬ناصر الدين محمد الديب ‪164 -‬‬
‫محمد بن قرقماس الحنفي‪ ،‬الشيخ ناصر الدين‪ ،‬الديب‬
‫الشاعر‪ .‬ولد سنة اثنتين وثمانمائة‪ .‬واشتغل بالفنون على‬
‫الشيخ عبد السلم البغدادي وغيره‪ ،‬ومال إلى الدب‪،‬‬
‫نظم العقيان في أعيان العيان‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫وعلم الحرف‪ ،‬فصار له فيهما ذكر‪ .‬له مجاميع وكتب منها‪:‬‬


‫"زهر الربيع في البديع"‪ ،‬وشرحه سماه "الغيث المريع"‪.‬‬
‫مات سنة اثنتين وثمانين وثمانمائة‪ .‬ومن شعره‬
‫ما أكرم الله مـولنـا‬ ‫على العصاة تعالى‬
‫وأحـكـمـه‬ ‫الله عن مـثـل‬
‫أقطع يصل وادع‬ ‫وتب يتب واعصه‬
‫يسمع واستزده يزد‬ ‫يستر وسل تنـل‬
‫‪:‬وقال‬
‫للحظ من قد رمى‬ ‫وخده وثنايا ثغره‬
‫قلبي وقامته‬ ‫الـعـطـر‬
‫ن‬
‫رشقٌ بل أسهم ٍ طع ٌ‬ ‫ل زهٌر بل‬
‫ناٌر بل شع ٍ‬
‫ل‬‫بل أس ٍ‬ ‫شجر‬
‫‪:‬وقال‬
‫يا حبذا زمن الربيع‬ ‫ونسيمه الخفاق‬
‫وروضه‬ ‫بالغصـان‬
‫والشمس كالدينار في زمن يريك النجم فيه‬
‫يانـعـا ً‬ ‫الميزان‬
‫ابن كزل بغا‪ ،‬ناصر الدين محمد المقرئ ‪165-‬‬
‫محمد بن كزل بغا الحنفي المقرئ‪ ،‬الشيخ ناصر الدين‪.‬‬
‫كان ماهرا ً في القراآت‪ ،‬أخذها عن الجندي‪ ،‬وحبيب‪ .‬ولي‬
‫أمامة الشرفية‪ .‬ولد سنة ثمانمائة‪ .‬ومات في صفر سنة‬
‫‪.‬ست وخمسين وثمانمائة‬
‫ابن أبي شريف‪ ،‬المقدسي كمال الدين ‪166-‬‬
‫محمد بن محمد‬
‫نظم العقيان في أعيان العيان‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫محمد بن محمد بن أبي بكر بن علي بن مسعود بن‬


‫رضوان المري القدسي‪ ،‬الشيخ كمال الدين أبو المعالي‬
‫ابن أبي شريف الشافعي‪ .‬ولد في ذي الحجة سنة اثنتين‬
‫وعشرين وثمانمائة‪ .‬وأخذ عن الشهاب بن رسلن‪،‬‬
‫والحافظ بن حجر‪ ،‬والشيخ عبد السلم البغدادي‪ ،‬والكمال‬
‫بن الهمام‪ ،‬وغيرهم‪ .‬ولزم خدمة العلم‪ ،‬فبرع في الفقه‬
‫والصلين‪ ،‬والعربية‪ ،‬وغيرها‪ .‬وتصدى للتدريس والفتاء‬
‫والتأليف‪ .‬ومن تصانيفه‪" :‬حاشية على شرح العقائد‬
‫للتفتازاني"‪" ،‬وحاشية على شرح جمع الجوامع للجلل‬
‫‪".‬المحلي"‪ ،‬و" شرح الرشاد في الفقه لبن المقرئ‬
‫المشدالي‪ ،‬أبو الفضل محمد بن محمد ‪167-‬‬
‫المغربي‬
‫محمد بن محمد بن أبي القاسم بن محمد بن عبد الصمد‬
‫بن حسن بن عبد المحسن المشدالي البخاري‪ ،‬المالكي‪،‬‬
‫المام العلمة نادرة الزمان أبو الفضل المغربي‪ ،‬ابن‬
‫العلمة الصالح أبي عبد الله الشهير في المغرب بابن أبي‬
‫القاسم‪ .‬ولد بعد عشرين وثمانمائة‪ .‬واشتغل في الفنون‬
‫على والده‪ ،‬ومشايخ بلده في أنواع العلوم النقلية‬
‫والعقلية‪ .‬واتسعت معارفه‪ ،‬وبرز على أقرانه بل وعلى‬
‫مشايخه‪ ،‬وشاع ذكره‪ ،‬ومل إسمه السماع‪ ،‬وصار كلمة‬
‫اجماع‪ ،‬وكان أعجوبة الزمان‪ ،‬في الحفظ والفهم والذكاء‬
‫وتوقد الذهن‪ .‬شرح جمل الخونجي‪ .‬ومات سنة خمس‬
‫‪.‬وستين وثمانمائة‬
‫النويري المكي‪ ،‬تاج الدين أبو الفضل محمد ‪168-‬‬
‫بن محمد‬
‫محمد بن محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد بن عبد‬
‫العزيز بن القاسم بن عبد الله بن عبد الرحمن المشهور‬
‫بالشهيد الناطق ابن القاسم بن عبد الله بن عبد الرحمن‬
‫بن القاسم بن أبي عبد الله الحسين الشهير بابن الحارثية‬
‫نظم العقيان في أعيان العيان‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫بن محمد الشهير بابن النصاري بن عبد الله الشهير بابن‬


‫القرشية بن محمد بن القاسم بن عقيل بن محمد الكبر‬
‫بن عبد الله الحول بن محمد بن عقيل بن أبي طالب‪،‬‬
‫الخطيب تاج الدين أبو الفضل‪ ،‬بن المام العلمة كمال‬
‫الدين‪ ،‬بن أبي الفضل‪ ،‬بن المام العلمة قاضي الحرمين‬
‫وخطيب المنبرين محب الدين أبي البركات‪ ،‬بن المام‬
‫العلمة كمال الدين أبي الفضل قاضي مكة وخطيبها‪ ،‬ابن‬
‫الشيخ الصالح العالم شهاب الدين العقيلي النويري المكي‬
‫الشافعي‪ .‬من بيت علم ورياسة وعراقة وشهامة‪ .‬قال‬
‫البقاعي في معجمه‪ :‬حدثني صاحب الترجمة قال‪ :‬حدثني‬
‫الشيخ عبد الرحمن بن النويري قريبنا وهو ثقة خير قال‪:‬‬
‫حدثني شيخ السلم سراج الدين أبو حفص عمر البلقيني‬
‫قال‪ :‬لما استشهد جدكم عبد الرحمن قال بعض الفرنج‪:‬‬
‫هذا شيخ الذين يزعمون إنهم إذا قتلوا في حربنا كانوا‬
‫أحياء‪ .‬فقال الشيخ وهو قتيل " ول تحسبن الذين قتلوا في‬
‫سبيل الله أمواتا ً بل أحياء" الية‪ .‬فأسلم ذلك الفرنجي‪.‬‬
‫ولد صاحب الترجمة سنة سبع وعشرين وثمانمائة‪ .‬وأجاز‬
‫له الشمس الشامي وجماعة‪ .‬واشتغل على شيوخ عصره‬
‫كالقاياتي‪ ،‬والونائي‪ ،‬وابن حجر‪ ،‬وغيرهم‪ .‬وبرع وتفنن‪،‬‬
‫وولي الخطابة بمكة المشرفة‪ .‬مات بالطاعون في‬
‫رمضان سنة ثلث وسبعين وثمانمائة‪ .‬ومن شعره في‬
‫‪:‬عيون القصب‬
‫رأيت بشاطي البـحـر‬ ‫به جمعت كل‬
‫يا خـل واديا ً‬ ‫اللطائف والعـجـب‬
‫تراه لجينـا ً والـزمـرد‬ ‫وأزهاره قد صاغها‬
‫عـشـبـه‬ ‫المزن من ذهب‬
‫وأعجب من ذا يا‬ ‫يبدل هم الصب‬
‫خليلي نـسـيمـه‬ ‫والحزن بالـطـرب‬
‫ابن أمير حاج‪ ،‬شمس الدين محمد بن محمد ‪169-‬‬
‫نظم العقيان في أعيان العيان‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫محمد بن محمد بن حسن بن سليمان بن عمر بن محمد‬


‫بن الحلبي الحنفي‪ ،‬الشيخ شمس الدين بن أمير حاج‬
‫عالم البلد الحلبية‪ .‬له تصانيف منها‪ :‬مات في رجب سنة‬
‫‪.‬تسع وسبعين وثمانمائة‬
‫الخيضري‪ ،‬الحافظ قطب الدين محمد بن ‪170-‬‬
‫محمد‬
‫محمد بن محمد بن عبد الله بن خيضر‪ ،‬بكسر الضاد‪ ،‬بن‬
‫سليمان بن داود بن فلح بن حميده‪ ،‬الخيضري الزبيدي‬
‫الدمشقي الشافعي‪ ،‬الحافظ قطب الدين‪ .‬ولد في‬
‫رمضان سنة إحدى وعشرين وثمانمائة‪ .‬وأقبل على‬
‫الحديث صغيرا ً فأكثر من السماع‪ .‬ولزم الحافظ بن ناصر‬
‫الدين فتنبه به‪ ،‬ثم لزم الحافظ بن حجر وتخرج‪ .‬ووصفه‬
‫الحافظ بن حجر بالحفظ‪ .‬وألف " شرح ألفية العراقي "‪،‬‬
‫و " الخصائص النبوية "‪ ،‬و " طبقات الشافعية "‪ ،‬و "‬
‫شرح التنبيه "‪ ،‬و " والنساب "‪ ،‬و " البرق اللموع في‬
‫الخبر الموضوع "‪ ،‬و " وغير ذلك‪ .‬وولي قضاء الشافعية‬
‫بدمشق‪ ،‬وكتابة السر بها‪ ،‬وعدة مدارس بدمشق‪ .‬مات‬
‫‪.‬في ربيع الول سنة أربع وتسعين وثمانمائة‬
‫اليجي‪ ،‬عفيف الدين أبو بكر محمد بن محمد ‪171-‬‬
‫محمد بن محمد بن عبد الله بن محمد بن عبد الله بن‬
‫هادي محمد بن الحسن بن إبراهيم بن حسان بن حسين‬
‫بن معتوق بن إدريس بن حسن بن عبد الله بن محمد بن‬
‫الحسن بن موسى بن محمد بن عباس بن علي بن‬
‫الحسين بن علي بن زين العابدين بن الحسين بن علي بن‬
‫أبي طالب رضي الله عنه‪ ،‬الشريف المام العلمة عفيف‬
‫الدين أبو بكر‪ ،‬بن المام العلمة أوحد زمانه وزاهده نور‬
‫الدين أبي عبد الله بن المام الزاهد المسلك جلل الدين‪،‬‬
‫بن المام العلمة المربي قطب الدين اليجي الشيرازي‬
‫الشافعي‪ .‬ولد في صفر سنة تسعين وسبعمائة‪ .‬وسمع‬
‫نظم العقيان في أعيان العيان‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫الحديث من جماعة‪ .‬وأجاز له الزين العراقي‪ ،‬والبلقيني‪،‬‬


‫وابن الملقن‪ ،‬والبرهان الشامي‪ ،‬وابن صديق‪ ،‬والحلوي‪،‬‬
‫وصاحب القاموس‪ ،‬والمراغي‪ ،‬والبرهان إبراهيم بن علي‬
‫بن فرحون المدني‪ ،‬والجلل أحمد بن محمد الخجندي‬
‫شارح البردة‪ ،‬وغيرهم‪ .‬واشتغل بالفقه والصول‪ ،‬وأقبل‬
‫على العبادة وأنواع الطاعات‪ .‬ولزم طريقة الصلح‬
‫والمجاهدات حتى صار قدوة في ذلك‪ .‬قال البقاعي في‬
‫معجمه‪ :‬حدثني المام أبو الفضل بن أبي الفضل النويري‪،‬‬
‫أن أباه شيخ السلم نور الدين لما ورد إلى الروضة‬
‫الشريفة وقال‪ :‬السلم عليك أيها النبي ورحمة الله‬
‫وبركاته‪ ،‬سمع من كان بحضرته قائل ً من القبر يقول‪:‬‬
‫وعليك السلم يا ولدي‪ .‬مات السيد عفيف الدين في ذي‬
‫‪.‬الحجة سنة خمس وخمسين وثمانمائة‬
‫ابن إمام الكاملية‪ ،‬كمال الدين محمد بن محمد ‪-‬‬
‫محمد بن محمد بن عبد الرحمن بن علي بن عبد الله بن‬
‫يوسف المصري الشافعي‪ ،‬الشيخ العلمة الصالح كمال‬
‫الدين أبو عبد الله‪ ،‬بن العالم شمس الدين المعروف بابن‬
‫إمام الكاملية‪ .‬ولد في شوال سنة ثمان وثمانمائة وسمع‬
‫الحديث من الشيخ ولي الدين العراقي‪ ،‬والواسطي وابن‬
‫الجزري‪ ،‬وأخذ الفقه عن الشمس البرماوي والشرف‬
‫السبكي‪ ،‬والشهاب الطندتائي‪ ،‬والشمس الحجازي‪،‬‬
‫وغيرهم‪ ،‬والصول والعربية على البساطي‪ ،‬والقاياتي‪،‬‬
‫والونائي‪ ،‬وغيرهم‪ .‬وبرع في الفنون‪ .‬وألف كتبا ً منها‪:‬‬
‫"مختصر تفسير البيضاوي "‪ ،‬و " مختصر شرح البخاري‬
‫للبرهان الحلبي "‪ ،‬و " شرحان على منهاج البيضاوي "‪ ،‬و‬
‫" شرح مختصر بن الحاجب "‪ ،‬و " شرح الورقات "‪ ،‬و "‬
‫نكت على منهاج النووي"‪ .‬وولي تدريس الحديث‬
‫بالكاملية‪ ،‬ومشيخة الصلحية بجوار المام الشافعي‪ .‬مات‬
‫‪.‬في شوال سنة أربع وسبعين وثمانمائة‬
‫نظم العقيان في أعيان العيان‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫البلقيني‪ ،‬بدر الدين محمد بن محمد ‪173-‬‬


‫محمد بن محمد بن عبد الرحمن بن عمر بن رسلن‬
‫البلقيني الشافعي‪ ،‬قاضي القضاة بدر الدين‪ ،‬أبو‬
‫السعادات‪ ،‬بن القاضي تاج الدين‪ ،‬بن قاضي القضاة جلل‬
‫الدين‪ ،‬بن شيخ السلم سراج الدين‪ .‬ولد سنة إحدى‬
‫وعشرين وثمانمائة‪ .‬وتفقه وأخذ عن الشياخ‪ .‬وبرع وتميز‪.‬‬
‫وولي قضاء القضاة بالديار المصرية نحو أربعة أشهر‪ .‬ثم‬
‫‪.‬عزل إلى أن مات في سنة تسعين وثمانمائة‬
‫السنباطي‪ ،‬ولي الدين محمد بن محمد ‪174-‬‬
‫محمد بن محمد بن عبد اللطيف بن اسحق بن أحمد بن‬
‫اسحق بن سليمان بن داود الموي السنباطي المالكي‬
‫قاضي القضاة‪ ،‬ولي الدين أبو البقا‪ ،‬بن القاضي ضياء‬
‫الدين‪ ،‬بن القاضي صدر الدين‪ .‬ولد سنة ست وثمانين‬
‫وسبعمائة‪ .‬وسمع الحديث على بن أبي المجد‪ ،‬والبرهان‬
‫التنوخي‪ ،‬والحافظين العراقي والهيثمي‪ .‬وأجاز له السراج‬
‫البلقيني‪ ،‬وابن الملقن وغيرهما‪ ،‬وتفقه على الجمال‬
‫القفهسي وغيره‪ .‬ولزم الجد إلى أن برع في العلوم‪.‬‬
‫وولي قضاء المالكية بالديار المصرية‪ .‬مات في رجب سنة‬
‫‪.‬إحدى وستين وثمانمائة‬
‫ناصر الدين‪ ،‬البغدادي الحنبلي محمد بن ‪175-‬‬
‫محمد‬
‫محمد بن محمد بن عبد المنعم بن داود بن سليمان‪،‬‬
‫قاضي القضاة بدر الدين أبو المحاسن‪ ،‬بن المام ناصر‬
‫الدين أبي عبد الله بن العلمة شرف الدين أبي المكارم‬
‫البغدادي الصل المصري الحنبلي‪ .‬ولد سنة إحدى‬
‫وثمانمائة بالقاهرة‪ .‬وتل على الزراتيني والشيخ حبيب‪.‬‬
‫وتفقه على قاضي القضاة محب الدين بن نصر الله‪،‬‬
‫والشيخ فتح الدين الباهي‪ .‬وأخذ النحو عن الشنطوفي‪،‬‬
‫نظم العقيان في أعيان العيان‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫وشمس الدين سبط بن هشام العجيمي‪ ،‬والبدر‬


‫الدماميني‪ .‬وسمع الحديث من الشرف بن الكويك‬
‫والجمال الكناني وغيرهما‪ .‬وولي قضاء الحنابلة بالديار‬
‫المصرية‪ .‬وصفه البقاعي في معجمه بقلة البضاعة في‬
‫العلم‪ ،‬وأورد له من ذلك وقائع منها‪ ،‬انه روى الحديث أن‬
‫النبي صلى الله عليه وسلم سمع رجل ً يقول لبيك عن‬
‫شبرمة فقال‪ :‬عن شبرمت‪ .‬مات في جمادى الولى سنة‬
‫‪.‬سبع وخمسين وثمانمائة‬
‫السفرايني‪ ،‬صدر الدين محمد بن محمد ‪176-‬‬
‫محمد بن محمد بن علي بن محمد بن علي العلمة صدر‬
‫الدين القرشي العكاشي السدي الرواسي الشقاني‬
‫السفرايني الشافعي‪ .‬ولد في صفر سنة ثمان وتسعين‬
‫وسبعمائة‪ .‬وسمع الحديث من الشمس ابن الجزري‪.‬‬
‫واشتغل بأنواع العلوم من الفقه والصلين‪ ،‬والقراآت‬
‫والنحو‪ ،‬والصرف‪ ،‬والمعاني والبيان‪ ،‬والمنطق والهيئة‪.‬‬
‫وصنف تصانيف منها‪" :‬حاشية على تفسير البيضاوي"‪،‬‬
‫و"حاشية على الحاوي في الفقه "‪ ،‬و " رسالة في رد‬
‫مذهب التحاد "‪ ،‬وغير ذلك‪ .‬لقيه البقاعي بمكة سنة تسع‬
‫‪.‬وأربعين وثمانمائة‬
‫النويري‪ ،‬أمين الدين محمد بن محمد ‪177-‬‬
‫محمد بن محمد بن علي أمين الدين أبو اليمن النويري‬
‫الشافعي قاضي مكة وخطيبها‪ .‬ولد سنة ثلث وتسعين‬
‫وسبعمائة‪ .‬واعتنى به أخوه لمه التقي الفاسي فأسمعه‬
‫على جماعة‪ .‬مات في ذي القعدة سنة ثلث وخمسين‬
‫‪.‬وثمانمائة‬
‫النويري‪ ،‬محب الدين محمد بن محمد ‪178-‬‬
‫نظم العقيان في أعيان العيان‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫محمد بن محمد بن علي بن محمد بن إبراهيم بن عبد‬


‫الخالق‪ ،‬العلمة أبو القاسم النويري محب الدين شيخ‬
‫المالكية‪ .‬له تصانيف منها ولد سنة إحدى وثمانمائة‪ .‬ومات‬
‫‪.‬في جمادى الولى سنة سبع وخمسين وثمانمائة‬
‫ابن قوام الدمشقي‪ ،‬قوام الدين محمد بن ‪179-‬‬
‫محمد‬
‫محمد بن محمد بن قوام الرومي الصل الدمشقي‬
‫الحنفي‪ ،‬قوام الدين شيخ الحنفية بدمشق وقاضيها‪ .‬كان‬
‫عالما ً فاضل ً بارعا ً صالحًا‪ ،‬خيرا ً دينا ً عفيفا ً نزهًا‪ .‬ولد سنة‬
‫ثمانمائة‪ .‬ومات في ذي القعدة سنة ثمان وخمسين‬
‫‪.‬وثمانمائة‬
‫الراعي الندلسي‪ ،‬النحوي أبو عبد الله ‪180-‬‬
‫محمد بن محمد‬
‫محمد بن محمد بن محمد بن إسماعيل الندلسي النحوي‪،‬‬
‫أبو عبد الله الشهير بالراعي الملكي‪ .‬ولد بغرناطة سنة‬
‫اثنتين وثمانين وسبعمائة تقريبا ً واشتغل في الفقه‬
‫والصول والنحو على أبي القاسم البرزالي وغيره‪ .‬ودخل‬
‫القاهرة سنة خمس وعشرين وثمانمائة‪ ،‬فأقام بها يدرس‬
‫العربية إلى أن انتفع به جماعة حذاق‪ .‬وشهر بفن‬
‫العراب‪ .‬وله شرح على ألفية بن مالك‪ ،‬وشرحان على‬
‫‪.‬الجرومية‪ .‬مات سنة ثلث وخمسين وثمانمائة‬
‫ابن ظهيرة المكي‪ ،‬جلل الدين محمد بن ‪181-‬‬
‫أبي البركات‬
‫محمد بن أبي البركات محمد بن أبي السعود محمد بن‬
‫الحسين بن علي بن أحمد بن عطية بن ظهيرة المخزومي‬
‫الشافعي‪ ،‬قاضي مكة المشرفة‪ ،‬جلل الدين أبو‬
‫السعادات‪ .‬ولد في ربيع الخر سنة خمس وتسعين‬
‫نظم العقيان في أعيان العيان‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫وسبعمائة‪ .‬وسمع على البرهان بن صديق‪ ،‬والنباسي‪،‬‬


‫والمراغي‪ .‬ثم أقبل على العلوم‪ ،‬فأخذ الفقه عن قريبه‬
‫الجمال بن ظهيرة وبه تخرج‪ ،‬وعن الشيخ شمس الدين‬
‫العراقي‪ ،‬وقاضي طيبة الزين المراغي‪ ،‬والمعقول عن‬
‫العلمة أبي عبد الله محمد بن أحمد الونوغي‪ ،‬وحسام‬
‫الدين حسن البيوردي‪ ،‬والعلء البخاري‪ ،‬والشمس‬
‫البساطي‪ .‬وبرع في الفقه حتى صار عالم الحجاز‪ .‬وله‬
‫تصانيف منها‪" :‬تكملة شرح الحاوي" لشيخه العلمة ابن‬
‫ظهيرة‪ ،‬وهي من النكاح‪ ،‬و"ذيل على طبقات السبكي"‪،‬‬
‫و" مناسك"‪ ،‬و" تعليق على جمع الجوامع للسبكي "‪،‬‬
‫وكمل على القطعة التي صنفها الجمال الميوطي من‬
‫كتابه‪" ،‬محط الرحال"‪ ،‬وهي من النكاح إلى آخر الفقه‪،‬‬
‫كمل عليها من البيوع إلى النكاح‪ ،‬وهي مشتملة على كلم‬
‫الرافعي‪ ،‬وزيادات النووي‪ ،‬وتعقبات السنوي‪ .‬ودرس في‬
‫الحرم وأفتى‪ .‬وولي خطابة المسجد الحرام ثم ولي قضاء‬
‫مكة سنة سبع وعشرين‪ .‬مات في صفر سنة إحدى‬
‫‪.‬وستين وثمانمائة‬
‫المقدسي‪ ،‬شمس الدين محمد بن محمد ‪182-‬‬
‫محمد بن محمد بن محمد بن حسان بن محمد بن حسان‬
‫الموصلي الصل المقدسي نزيل القاهرة الشافعي‪،‬‬
‫العلمة شمس الدين‪ .‬ولد أول القرن‪ .‬وسمع على‬
‫جماعة‪ .‬وولي مشيخة سعيد السعدا‪ .‬ودرس الحديث‬
‫بالبيبرسية‪ .‬مات في ربيع الول سنة خمس وخمسين‬
‫‪.‬وثمانمائة‬
‫ابن سارة القفهسي‪ ،‬محمد بن محمد ‪183-‬‬
‫محمد بن محمد القفهسي العلمة شمس الدين‬
‫المعروف بابن سارة‪ ،‬الشافعي قرين الذي قبله‪ .‬مات في‬
‫‪.‬شوال سنة خمسين وثمانمائة‪ ،‬وقد جاوز الربعين‬
‫نظم العقيان في أعيان العيان‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫ابن البارزي‪ ،‬كمال الدين محمد بن محمد ‪184-‬‬


‫محمد بن محمد بن محمد بن عثمان بن محمد بن عبد‬
‫الرحمن بن إبراهيم بن هبة الله بن المسلم بكسر اللم‬
‫المشددة بن هبة الله بن حسان بن محمد بن منصور بن‬
‫أحمد بن علي بن عامر بن حسان بن عبد الله بن عطية‬
‫بن عبد الله بن أنيس الصحابي الجهني رضي الله تعالى‬
‫عنه‪ ،‬القاضي كاتب السر كمال الدين أبو المعالي‪ ،‬بن‬
‫القاضي كاتب السر ناصر الدين‪ ،‬بن الكمال‪ ،‬بن الفخر‪،‬‬
‫بن النجم الحموي‪ ،‬المشهور بابن البارزي‪ ،‬نسبة إلى باب‬
‫ابرز أحد أبواب بغداد‪ .‬وكان أصله أبرزي ثم خفف لكثرة‬
‫الدور فقيل البارزي‪ .‬وإلى هذا الباب أشار المام زين‬
‫‪:‬الدين ابن الوردي بقوله موجها ً‬

‫بي هيفاء من بنات‬ ‫أطلقت ادمعي‬


‫الـعـراق‬ ‫وشدت وثاقي‬
‫ثم قالت إن جئت من‬ ‫بالعطايا رأيت باب‬
‫باب ابرز‬ ‫الـطـاق‬
‫ولد صاحب الترجمة ليلة الحادي والعشرين من ذي الحجة‬
‫سنة ست وتسعين وسبعمائة بحماه‪ .‬وسمع البخاري على‬
‫عائشة بنت عبد الهادي‪ ،‬وبحث في الفقه والنحو‪ .‬ودخل‬
‫القاهرة مع أبيه سنة خمس وعشرين وثمانمائة‪ ،‬فأخذ عن‬
‫العز بن جماعة قراءة وسماعا ً لما كان يقرأ عليه من‬
‫الفنون‪ .‬ولزم العلء البخاري‪ .‬وولي بعد والده كتابة السر‬
‫سنة ثلث وعشرين‪ .‬ثم ولي نظر الجيش‪ .‬ثم ولي قضاء‬
‫دمشق وكتابة السر بها‪ .‬ثم أعيد أيام الظاهر جقمق إلى‬
‫كتابة السر بالقاهرة‪ .‬وكان غاية في الرياسة‪ ،‬والحلم‬
‫والشهامة‪ ،‬والكرم والحسان إلى طلبة العلم‪ ،‬والفقراء‪،‬‬
‫مهذبا ً كثير الخير‪ ،‬قليل الشر‪ .‬وله في الدب اليد الطولى‪،‬‬
‫والشعر الرائق‪ ،‬والنثر الفائق‪ .‬مات يوم الحد سادس‬
‫عشر صفر سنة ست وخمسين وثمانمائة‪ .‬ومن شعره‬
‫نظم العقيان في أعيان العيان‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫مقرظا ً لنظم بن ناهض في سيرة المؤيد موجهًا‪ ،‬وكان‬


‫‪:‬أبوه القاضي ناصر الدين قد كتب قوله‬
‫عن مدحه أدبي وعن هذا كتاب يا ابن‬
‫ناهض قاعد‬ ‫تهذيبه‬
‫ولمن هجاه فإنه يهذي فاشكر لمادحه على‬
‫تقصيره‬ ‫بـه‬
‫‪:‬فكتب القاضي كمال الدين‬
‫مرت على سمعي‬ ‫مكرر فما عسى أن‬
‫وحلو وصفها‬ ‫أسمـعـا‬
‫ووالـدي دام عـل‬ ‫لم يبق فيها للكمال‬
‫ســؤدده‬ ‫موضـعـا‬
‫وكتب إلى الشرف يحيى بن العطار من دمشق إلى‬
‫‪:‬القاهرة‬
‫خيالك في فكري يوآنس وحدتيعلى أن داء الشوق في‬
‫مهجتي أعيا‬
‫أعــلـه بـالــود مـن ســيدي فإن مات من فرط‬
‫اشتياقي تصبري‬ ‫يحـيى‬
‫‪:‬وقال‬
‫لئن ازمعت هجري‬ ‫وقرب كنت منه في‬
‫بـعـد ود‬ ‫أنتعـاش‬
‫جعلت الرض من‬ ‫لما سطرت والرض‬
‫فكري مهادا ً‬ ‫الفراش‬
‫وحققت المحرف فـيه‬ ‫ترى خط الكمال على‬
‫حـتـى‬ ‫الحواشي‬
‫‪:‬وقال صاحبنا الشهاب المنصوري يخاطبه‬
‫نظم العقيان في أعيان العيان‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫م وجـلل‬ ‫فيك حكـ ٌ‬ ‫ولك النـاس عـيال‬


‫يا جـوادا ً ل يبـاري‬ ‫جوده السحب الثقال‬
‫حيي الجود بـجـدوا‬ ‫ك وقد مات السوآل‬
‫قد ترقيت مقـامـا ً‬ ‫عنه ينحط الهـلل‬
‫لح في العلياء نقص‬ ‫حين غبتم واختـلل‬
‫عنـدهـا غـيبة يوم ٍ‬ ‫منك أعوام طـوال‬
‫ثم مذ رضيت عنهـا‬ ‫عمها منك الجمـال‬
‫فاستطالت واعتراها‬ ‫بك عجب واختـيال‬
‫وتولى النقص عنهـا‬ ‫ولها عاد الكـمـال‬
‫ابن فهد المكي‪ ،‬الحافظ تقي الدين محمد ‪185 -‬‬
‫بن محمد‬
‫محمد بن محمد بن محمد بن محمد بن عبد الله بن محمد‬
‫بن عبد الله بن فهد بن سعد بن هاشم بن محمد بن أحمد‬
‫بن عبد الله بن القاسم بن عبد إله بن جعفر بن عبد الله‬
‫بن جعفر بن محمد بن علي بن أبي طالب رضي الله عنه‬
‫الهاشمي العلوي المكي‪ ،‬شيخنا الحافظ تقي الدين أبو‬
‫الفضل بن نجم الدين أبي نصر بن أبي الخير‪ ،‬هكذا كتب‬
‫لي نسبته بخطه ‪ ،‬والحافظ نجم الدين عمر‪ ،‬ورأيت‬
‫البقاعي توقف فيه في معجمه من حيث بينه وبين علي‬
‫ل‪ .‬قال‪ :‬ومن القاعدة التي‬ ‫بن أبي طالب تسعة عشر رج ً‬
‫سمعتها من حافظ العصر ابن حجر‪ ،‬ونقلها عن قاضي‬
‫القضاة بن خلدون في أمتحان النساب‪ ،‬أنه يجعل لكل‬
‫ماية سنة ثلثة رجال‪ ،‬وأنه أمتحن بها أنسابًا‪ .‬كثيرة من‬
‫ذوي النساب الثابتة فلم تخرم‪ ،‬وأما غيرهم فل تكاد تصح‬
‫فيهم‪ .‬قال البقاعي‪ :‬ثم لما دخلت مكة أخبرت أن‬
‫إنتسابهم أول ً كان إلى عتبة بن أبي لهب‪ ،‬ثم أخرجوا هذا‬
‫النسب فالله تعالى أعلم أنتهى‪ .‬ولد سنة سبع وثمانين‬
‫‪.‬وسبعمائة‬
‫نظم العقيان في أعيان العيان‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫ابن الشحنة الحلبي‪ ،‬محب الدين محمد بن ‪186 -‬‬


‫محمد‬
‫محمد بن محمد بن محمد بن محمد بن محمود بن غازي‬
‫بن أيوب بن محمود الشحنكة‪ ،‬بن الختلو الثقفي الحلبي‪،‬‬
‫قاضي القضاة محب الدين أبو الفضل‪ ،‬بن المام العلمة‬
‫محب الدين أبي الوليد‪ ،‬بن العلمة كمال الدين‪ ،‬بن‬
‫شمس الدين‪ ،‬المعروف بابن الشحنة‪ .‬ولد يوم الجمعة‬
‫ثاني عشر رجب سنة أربع وثمانمائة‪ .‬سمع من البرهان‬
‫الحلبي ولزمه‪ ،‬وأجاز له الشهاب الواسطي‪ .‬وتفقه‬
‫وتفنن‪ ،‬وأعتنى بالدب‪ ،‬ونظم الشعر الحسن‪ ،‬وأنشا النثر‪.‬‬
‫وولي كتابة السر بالقاهرة‪ ،‬ثم قضاء الحنفية بها‪ ،‬ثم‬
‫مشيخة الشيخونية‪ .‬ولما ولي تدريس الحديث بالمؤيدية‬
‫أملى بها مجالس‪ .‬وألف " طبقات الحنفية " ‪ .‬مات في‬
‫المحرم سنة تسعين وثمانمائة‪ .‬ومن نظمه وقد جمع له‬
‫الحافظ برهان الدين الحلبي حراس النبي صلى الله عليه‬
‫‪:‬وسلم قبل نزول الية وأشار إليه أن ينظمهم فقال‬
‫وحراس خير الخلق‬ ‫من الناس سعدان بن‬
‫من قبل عصمة‬ ‫مسلمة أنـس‬
‫وعبـاس ذكـوان بـلل‬ ‫زبير وعباد بن بشر‬
‫وخـالـد‬ ‫على الحـرس‬
‫سوى أنس والعم في‬ ‫وهذين شيخي زاد‬
‫الفتح عـدهـم‬ ‫فيمن له حرس‬
‫كالروع سمعون‬ ‫من السادة النصار‬
‫حذيفة مـنـهـم‬ ‫نقوا من الدنس‬
‫‪ :‬وقال في ختم صحيح مسلم‬
‫وحـبـيب قـلـبـي ظـالــم صح الـحـديث أنـا مـحــب‬
‫الـــمـــغـــرم‬ ‫يتـــظـــلـــم‬
‫وأبـاح قـتـلـي فـــيه وهـــو ريم رمـى قـلـبـي بـسـهـم‬
‫نظم العقيان في أعيان العيان‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫لـــحـــاظـــه‬ ‫مـــحـــرم‬
‫ف بـصـبـابـتـي‬ ‫هو عـار ٌ‬ ‫ولـسـان حـالـي‬
‫مـتــجـــاهـــ ٌ‬
‫ل‬ ‫بـالـشـجــون يتـــرجـــم‬
‫صبـري يغـيض وأدمــعـــي‬ ‫أبـدا ً تـفـيض ونــار‬
‫مـــن جـــوره‬ ‫وجـــدي تـــضـــرم‬
‫إنـي لحـمـد شـافـعـــي‬ ‫نعـمـان خـديه‬
‫لـــمـــالـــك‬ ‫الــمـــحـــب ينـــعـــم‬
‫ظبـــي تـــذل لـــه‬ ‫والـورق فـي أوصــافـــه‬
‫الســـود إذا رنــــا‬ ‫تـــتـــرنـــم‬
‫والشمس تخجل من ضياء‬
‫جبينهوالقضب من أعطافه‬
‫تتعلم‬
‫والـبـرق يخـفـى مـنــه إذ‬
‫ف‬
‫والبدر إن حاكاه فهو مكل ٌ‬
‫يتـــبـــســـم‬
‫ما رمــت أكـــتـــم‬ ‫طرفـي يبـوح بـمـا‬
‫حـــبـــه إل غـــدا‬ ‫لـسـانـــي يكـــتـــم‬
‫ض وسـنـتــه‬ ‫حبـي لـه فـر ٌ‬ ‫ووجـوب قـلـبـي فـي‬
‫الـــجـــفـــا‬ ‫هـواه مـــحـــتـــم‬
‫يا مـعـرضـا ً عـنـي بــغـــير‬ ‫ب أنـت فـيه‬ ‫رفـقـا ً بـقـلـ ٍ‬
‫ة‬
‫جـــنـــاي ٍ‬ ‫مـــحـــكـــم‬
‫وارحـم خـضـوعـي فـي‬ ‫ل يرحـم الـرحـــمـــن‬
‫هــواك فـــإنـــه‬ ‫مـــن ل يرحـــم‬
‫الطرابلسي‪ ،‬صلح الدين محمد بن محمد ‪187 -‬‬
‫محمد بن محمد بن يوسف بن سعيد‪ ،‬الشيخ صلح الدين‬
‫الطرابلسي الحنفي فقيه الحنفية الن‪ .‬ولد سنة ثلث‬
‫وثلثين وثمانمائة‪ .‬وقدم القاهرة فلزم الشيخ أمين الدين‬
‫القصرائي‪ ،‬وتفقه به إلى أن صار عين جماعته‪ .‬وولي‬
‫بعده مشيخة الصرغتمشية‪ ،‬ثم ولي مشيخة الشرفية‪،‬‬
‫نظم العقيان في أعيان العيان‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫وصار مدار الفتوى في مذهب الحنفية عليه بعد شيخه‪.‬‬


‫‪.‬مات‬
‫السلطان محمد الفاتح ‪188 -‬‬
‫محمد بن مراد بن محمد بن بايزيد بن عثمان‪ ،‬السلطان‬
‫محيي الدين ملك الروم وصاحب القسطنطينية وفاتحها‪.‬‬
‫ولد بعد الربعين وثمانمائة‪ .‬وولي السلطنة بعد موت أبيه‬
‫سنة خمس وخمسين‪ .‬ومات سنة ست وثمانين وثمانمائة‪.‬‬
‫قال الشيخ شهاب الدين الكوراني بمدحه من قصيدة‬
‫‪:‬أولها‬
‫لمياء إذ سفرت عن‬ ‫سارت بلبي وأسرى‬
‫ثغرها الشنب‬ ‫بعده أدبـي‬
‫فهذه حالتي بالعين‬ ‫القلب في صفدٍ‬
‫تنـظـرهـا‬ ‫والعين في حلب‬
‫‪:‬ومنها‬
‫فسرت مختفيا ً والدهر‬ ‫عساه ينصفني من‬
‫يتبـعـنـي‬ ‫ظلمها جلـبـي‬
‫سلطاننا الباهر الباهي‬ ‫يسمو على البدر‬
‫ف‬
‫لـه شـر ٌ‬ ‫والجوزاء والشهب‬
‫محمد أنت فخر‬ ‫سميت بدر السما من‬
‫ة‬
‫الـقـوم قـاطـب ٍ‬ ‫أنجم العـرب‬
‫‪:‬ومنها‬
‫رياض مدحك أزهار‬ ‫صوت شعري لها‬
‫ة‬‫مـفـتـح ٌ‬ ‫كالبلبل الطرب‬
‫وضدك البتر المخذول لك البقاء مدى اليام‬
‫فوق عـلـى‬ ‫في نصب‬
‫نظم العقيان في أعيان العيان‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫ابن المشاطي‪ ،‬رئيس الطباء مظفر الدين ‪189 -‬‬


‫محمود‬
‫محمود بن أحمد بن حسن بن يعقوب العيتابي‬
‫الحنفي‪،‬الرئيس مظفر الدين ابن المشاطي رئيس‬
‫الطباء‪ .‬ولد في حدود سنة عشر وثمانمائة‪ .‬واشتغل في‬
‫الفقه وغيره‪ ،‬وبرع في الطب ففاق فيه‪ ،‬ومهر في‬
‫الميقات‪ ،‬والمساحة‪ ،‬وصنعة النفط‪ .‬وولي تدريس الطب‬
‫بالجامع الطولوني وغيره‪ .‬قال البقاعي في معجمه‪:‬‬
‫أخبرني أنه رأى وهو صبي في يوم ذي غيم رجل ً يمشي‬
‫في الغمام ل يشك في ذلك ول يتمارى‪ .‬ونعم الرجل هو‬
‫‪.‬دينا ً خيرا ً‬

‫العيني‪ ،‬بدر الدين محمود بن أحمد ‪190 -‬‬


‫محمود بن أحمد بن موسى بن أحمد بن يوسف بن‬
‫محمود العينتابي الحنفي قاضي القضاة بدر الدين العيني‪.‬‬
‫ولد في رمضان سنة اثنتين وستين وسبعمائة‪ .‬بعينتاب‪.‬‬
‫وتفقه بها ثم قدم حلب‪ ،‬وأخذ بها عن الجمال يوسف‬
‫الملطي‪ .‬ثم قدم القاهرة فأخذ عن مشايخها وبرع في‬
‫الفنون‪، .‬وولي حسبة القاهرة‪ ،‬ونظر الحباس‪ ،‬وقضاء‬
‫الحنفية‪ ،‬وله عدة مصنفات منها‪ " :‬شرح البخاري " و"‬
‫شرح معاني الثار للطحاوي "‪ ،‬و " شرح الشواهد الكبرى‬
‫" ‪ ،‬ومختصره‪ .‬ومات في ذي الحجة سنة خمس وخمسين‬
‫‪:‬وثمانمائة‪ .‬قال النواجي يمدحه‬
‫لقد حزت يا قاضي‬ ‫يقصر عنها منطقي‬
‫القضاة مناقبا ً‬ ‫وبـيانـي‬
‫وأثنى عليك الناس‬ ‫فل زلت محمودا ً بكل‬
‫شرقا ً ومغربا ً‬ ‫لـسـان‬
‫السلطان مراد بن محمد العثماني مراد بن محمد ‪2191 -‬‬
‫بن بايزيد بن مراد بن عثمان‪ ،‬ملك الروم‪ .‬تولى الملك بعد‬
‫نظم العقيان في أعيان العيان‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫موت أبيه سنة أربع وعشرين وثمانمائة‪ ،‬وطالت أيامه‬


‫وحسنت سيرته‪ ،‬وأفنى عمره في جهاد الكفار‪ ،‬وفتح‬
‫القلع‪ .‬مات في المحرم سنة خمس وخمسين وثمانمائة‪.‬‬
‫‪.‬ولم يكمل خمسين سنة‬
‫مدين الصوفي ‪192 -‬‬
‫مدين بن أحمد الشيخ العارف المسلك أحد المشاهير‪.‬‬
‫‪.‬مات في ربيع الول سنة اثنتين وستين وثمانمائة‬
‫اليمني السجاعي‪ ،‬موسى بن أحمد كمال ‪193‬‬
‫الدين‬
‫موسى بن أحمد بن اليمني السجاعي الشافعي كمال‬
‫الدين عالم اليمن‪ .‬أخذ عن صاحب القاموس وغيره من‬
‫الكابر‪ .‬وكان بعيد الصيت‪ .‬مات في ذي الحجة سنة إحدى‬
‫‪.‬وخمسين وثمانمائة‬
‫حرف الياء‬
‫ابن العطار الحموي‪ ،‬شرف الدين يحيى ‪194 -‬‬
‫يحيى بن أحمد بن عمر بن يوسف بن عبد الله بن عبد‬
‫الرحمن بن إبراهيم بن محمد بن أبي بكر شرف الدين بن‬
‫العطار الحموي‪ ،‬المفنن الديب البارع‪ ،‬أحد شعراء العصر‪،‬‬
‫ورؤساء الزمان‪ .‬ولد في رمضان سنة تسع وثمانين‬
‫وسبعمائة‪ .‬مات في ذي الحجة سنة ثلث وخمسين‬
‫‪:‬وثمانمائة‪ .‬ومن شعره‬
‫فتاه بها طرفي وهام تراءت لنا بـين الكـلة‬
‫والـحـجـب‬ ‫بهـا قـلـبـي‬
‫رأت حسنها عيني ولم وأعجب شيء أنهـا‬
‫مـذ تـبـرجـت‬ ‫يره صحـبـي‬
‫تلقيتها بـالـرحـب‬ ‫ومنها تعلمنا التلـقـي‬
‫نظم العقيان في أعيان العيان‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫مـنـي كـرامة‬ ‫بـالـرحـب‬


‫عجبت لمسراها‬ ‫فيا عجبا ً ممـا رأيت‬
‫وأعجـب بـالـلـقـا‬ ‫ويا عـجـبـي‬
‫غزالة سرب كنت‬ ‫فأصبحت من فوزي‬
‫أخشى نـفـارهـا‬ ‫بها آمن السـرب‬
‫خفضت جناح الذل‬ ‫فأوجب ذاك الرفع‬
‫رفعا ً لـقـدرهـا‬ ‫رفعي على النصب‬
‫حملت الظما شوقا‬ ‫إلى عين تسنيم‬
‫إليها فـشـاقـنـي‬ ‫حمدت بهـا شـربـي‬
‫وكنت بها أنبي فصرت علمت بها ما كنت‬
‫أجهـل عـلـمـه‬ ‫بهـا أنـبـي‬
‫كستني من العز‬ ‫حسانا ً ولم تقصد‬
‫المـقـيم مـلبـسـا ً‬ ‫بذاك سوى سلـبـي‬
‫وأصبح موتي كالحـياة‬ ‫فإن غابت كان البعد‬
‫بـوصـلـهـا‬ ‫في غاية القـرب‬
‫الكندي‪ ،‬المقرئ شرف الدين بن يحيى ‪195 -‬‬
‫يحيى بن عبد الرحمن بن محمد بن صالح بن علي بن‬
‫عمر بن عقيل بن زرقان بن عجنو بن يحيى بن أبي‬
‫القاسم بن عطية بن حميد بن عبد الله بن موعل بن‬
‫عجيس بن امرئ القيس بن معبد بن المقداد بن عمرو‬
‫الكندي العجيسي التخاري المقرئ المام العلمة الحفظة‬
‫شرف الدين‪ .‬ولد سنة سبع وسبعين وسبعمائة‪ .‬وأخذ‬
‫أنواع العلوم من التفسير والحديث والفقه وأصوله والكلم‬
‫والعربية عن شيوخ الغرب كالمام أبي عبد الله محمد بن‬
‫عرفة‪ ،‬والمام عبد الله بن محمد بن خلفة البي‪ ،‬في‬
‫آخرين‪ .‬وبرع ونبغ‪ ،‬وتقدم وصار إماما ً علمة في فنونه‬
‫ورحل إلى القاهرة سنة أربع وثمانمائة‪ .‬فأقام بها يقرئ‬
‫ويفيد ويصنف‪ .‬وله شرح على اللفية نثر‪ ،‬وشرح عليها‬
‫منظوم‪ ،‬وشرع في شرح على البخاري‪ .‬وكان حفظة‬
‫نظم العقيان في أعيان العيان‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫للخبار وأيام الناس‪ ،‬فصيحا ً مفوهًا‪ ،‬عنده ملح ونوادر‪.‬‬


‫حكى البقاعي عنه أنه سئل‪ ،‬ما لمذهبكم كثير الخلف ?‬
‫قال‪ :‬لكثرة نظاره في زمن أمامه‪ .‬وقد أخذ عنه مشافهة‬
‫نحو من اللفين كلهم مجتهد أو قارب الجتهاد‪ .‬ولي‬
‫تدريس المالكية بالشيخونية‪ .‬مات في شعبان سنة اثنتين‬
‫‪.‬وستين وثمانمائة‬
‫القصرائي‪ ،‬أمين الدين يحيى بن محمد ‪196 -‬‬
‫يحيى بن محمد بن إبراهيم بن أحمد‪ ،‬شيخ السلم أمين‬
‫الدين بن الشيخ شمس الدين القصرائي الحنفي‪ .‬ولد‬
‫سنة خمس وتسعين وسبعمائة‪ .‬واجازت له عائشة بنت‬
‫عبد الهادي وجماعة‪ .‬وأخذ الفقه والصول عن أخيه بدر‬
‫الدين بن القصرائي‪ ،‬والسراج قارئ الهداية‪ ،‬وابن‬
‫الغزي ‪ .‬ولزم العز بن جماعة ‪ .‬وولي مشيخة الشرفية ‪،‬‬
‫والصرغتمشية ‪ ،‬وتدريس التفسير والطحاوي وبالمؤيدية‪،‬‬
‫وغير ذلك‪ .‬وأنتهت إليه رياسة الحنفية في عصره‪ ،‬مع‬
‫الدين المتين‪ ،‬والصلح المفرط‪ ،‬ومساعدة الفقراء‪،‬‬
‫وطلبة العلم‪ ،‬والقيام في نصرة الدين‪ ،‬وأبطال المظالم‪،‬‬
‫ومراجعة الملوك في ذلك‪ ،‬وهم يعظمونه ويقبلون قوله‪.‬‬
‫‪.‬مات في أواخر المحرم سنة ثمانين وثمانمائة‬
‫الملك الظاهر‪ ،‬أبو سعيد ‪197 -‬‬
‫بلباي المؤيدي الملك الظاهر أبو سعيد‪ .‬ولي السلطنة في‬
‫عاشر ربيع الول سنة اثنتين وسبعين وثمانمائة‪ .‬وخلع في‬
‫‪.‬ربيع الول سنة ثلث وسبعين وثمانمائة‬
‫الباعوني‪ ،‬جمال الدين يوسف بن أحمد ‪198 -‬‬
‫يوسف بن أحمد بن ناصر بن خليفة بن فرح الباعوني‬
‫القدسي الشافعي‪ ،‬جمال الدين‪ ،‬العالم الديب البارع‪ .‬ولد‬
‫في جمادى الخرة سنة خمس وثمانمائة‪ .‬وسمع على‬
‫نظم العقيان في أعيان العيان‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫عائشة بنت عبد الهادي‪ .‬وأخذ العلم عن البرهان بن‬


‫خطيب عذرا‪ ،‬والشمس البرماوي‪ .‬وولي قضاء صفد‬
‫وكتابة السر بها‪ .‬وله النظم الحسن‪ ،‬نظم منهاج النووي‪.‬‬
‫أثنى عليه البقاعي في معجمه‪ .‬مات سنة ثمانين‬
‫‪.‬وثمانمائة‬
‫الملك العزيز‪ ،‬يوسف بن برسباي ‪199 -‬‬
‫يوسف بن برسباي الدقماقي‪ ،‬السلطان الملك العزيز أبو‬
‫المحاسن بن السلطان الملك الشرف أبي النصر‪ .‬ولد‬
‫سنة سبع وثمانمائة ‪ .‬وولي السلطنة في سادس عشر‬
‫ذي الحجة سنة إحدى واربعين وثمانمائة ‪ .‬ثم خلع في‬
‫سادس عشر ربيع الخرة سنة أثنتين وأربعين وثمانمائة‪،‬‬
‫وسجن بالسكندرية‪ ،‬ونظر في فنون العلم والدب‪ .‬مات‬
‫‪.‬في محرم سنة ثمان وستين وثمانمائة‬
‫ابن شاهين الكركي‪ ،‬يوسف سبط الحافظ ‪200 -‬‬
‫بن حجر‬
‫يوسف بن شاهين الكركي‪ ،‬المحدث جمال الدين أبو‬
‫المحاسن‪ ،‬سبط شيخ السلم أبي الفضل بن حجر‪ .‬ولد‬
‫سنة ثمان وعشرين وثمانمائة ‪ .‬وسمع الحديث على جده‬
‫وغيره‪ .‬وانتقى وخرج‪ .‬وولي تدريس الحديث يالبيبرسية‬
‫وغيرها عن جده‪ ،‬وولي مشيخة المزهرية‪ .‬مات في يوم‬
‫الربعاء سادس عشرى محرم سنة تسع وتسعين‬
‫‪:‬وثمانمائة‪ .‬ومن شعره أورده البقاعي في معجمه‬
‫ج‬‫ن غنـ ٍ‬
‫ورب غص ٍ‬ ‫ذي وجنةٍ حمـرا وقـد‬
‫طـرفـه‬ ‫م‬
‫قـوي َ‬
‫سألته مـا السـم يا‬ ‫بالوصل قل لي قال‬
‫بـاخـل ً‬ ‫عبد الكريم‬
‫أنتهى‬
‫نظم العقيان في أعيان العيان‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

You might also like