You are on page 1of 343

‫تدريب الراوى في شرح‬

‫تقريب النواوي‬
‫لخاتمة الحفاظ جلل الدين عبد‬
‫الرحمن بن أبي بكر السيوطي‬
‫الجزء الول‬

‫بسم الّله الرحمن الرحيم‬


‫مقدمة المؤلف‬
‫الحمد لله الذي جعل أنساب ميين انقطييع إليييه‬
‫موصولة ‪ ،‬ورفع مقييام الواقييف ببييابه ‪ ،‬وآتيياه‬
‫مناه وسوله ‪ ،‬وأدرج في زمرة أحبابه ميين لييم‬
‫بزخييارف المبطلييين معلوليية ‪،‬‬ ‫تكيين نفسييه‬
‫وأشهد أن ل إله إل الّله وحييده ل شييريك لييه ‪،‬‬
‫لخلص مشييمولة ‪ ،‬وللملكييوت‬ ‫شييهادة بييرداء ا‬
‫يى صيياعدة ِمقبوليية ‪ ،‬وأشييهد أن سيييدنا‬ ‫العلي‬
‫محمدا ً عبده ورسوله ‪ ،‬الذي بلغ به من إكمييال‬
‫الدين مييأموله ‪ ،‬وآتيياه جوامييع الكلييم ‪ ،‬فنطييق‬
‫بجواهر الحكيم ‪ ،‬وفيياحت ميين حيدائق أحيياديثه‬
‫في الخافقين شذا أزهارها المطلولة ‪ ،‬صييلى‬
‫الّلييه عليييه وعلييى آلييه وصييحبه ذوي الصييول‬
‫الكريمة والمجاد المأثولة ‪.‬‬
‫أمييا بعييد ‪ :‬فييإن علييم الحييديث رفيييع القييدر ‪،‬‬
‫عظيم الفخر ‪ ،‬شريف الذكر ‪ ،‬ل يعتنييي بييه إل‬
‫كل حبر ‪ ،‬ول يحرمييه إل كييل غميير ‪ ،‬ول تفنييى‬
‫محاسنه على مميير الييدهر ‪ ،‬وكنييت مميين عييبر‬
‫إليييى لجييية قاموسيييه ‪ ،‬حييييث وقيييف غييييري‬
‫بشيياطئه ‪ ،‬ولييم أكتييف بييورود مجيياريه ‪ ،‬حييتى‬
‫بقرت عن منبعه ومناشئه ‪ ،‬وقلييت لميين علييى‬
‫ً‬
‫ول‬‫ول ‪ ،‬متمثل ً بقول ال ّ‬ ‫الراحة ع ّ‬
‫وما على‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ي‬ ‫حسب‬ ‫ذوي‬ ‫نا‬
‫ّ‬ ‫ك‬ ‫وإن‬ ‫لسنا‬
‫الحساب نتكل‬
‫تبني ونفعل‬ ‫نبنييي كما كانييت أوائيلنيا‬
‫مثل ما فعلوا‬
‫مييع مييا أمييدني الل ّييه تعييالى بييه ميين العلييوم ‪،‬‬
‫كالتفسير الييذي بييه يطلييع عليى فهيم الكتيياب‬
‫زيز ‪ ،‬وعلومه التي دونتها ولييم أسييبق إلييى‬ ‫الع ِ‬
‫تحريرها الوجيز ‪ ،‬والفقه الذي من جهله فأّنى‬
‫له الرفعة والتمييز ‪ ،‬واللغة الييتي عليهييا ميدار‬
‫فهم السيينة والقييرآن ‪ ،‬والنحييو الييذي يفتضييح‬
‫فاقده بكثرة الزلل ول يصلح الحييديث للحييان ‪،‬‬
‫إليى غيير ذليك مين عليوم المعياني والبيييان ‪،‬‬
‫الييتي لبلغيية الكتيياب والحييديث تبيييان ‪ ،‬وقييد‬
‫ألفت في كييل ذلييك مؤلفييات ‪ ،‬وحييررت فيهييا‬
‫قواعد ومهمات ‪ ،‬ولم أكن كغيري ممن يييدعي‬
‫الحييديث بغييير علييم ‪ ،‬وقصييارى أمييره كييثرة‬
‫السماع على كل شيييخ وعجييوز ‪ ،‬غييير ملتفييت‬
‫إلى معرفة ما يحتاج المحييدث إليييه أن يجييوز ‪،‬‬
‫ول مكترث بييالبحث عمييا يمتنييع أو يجييوز ‪ ،‬ثييم‬
‫يى‬ ‫ظن النفراد بجمييع الكتييب والضيين بهييا علي‬
‫يفارا ً‬ ‫طلبه ًييا ‪ ،‬فهييو كمثييل الحمييار يحمييل أسي‬
‫سييئل عيين‬ ‫عاري يا عيين النتفيياع بخطابهييا ‪ .‬إن ُ‬
‫مسألة في المصطلح لم يهتد إلى جوابها ‪ ،‬أو‬
‫عرضت له مسألة في دينه لييم يعييرف خطأهييا‬
‫من صوابها ‪ ،‬أو تلفظ بكلمة ميين الحييديث لييم‬
‫بذلك ضيحكة‬ ‫يأمن أن يزل في إعرابها ‪ ،‬فصار‬
‫للناظرين ‪ ،‬وهييزأة للسيياخرين ‪ ،‬والل ّييه تعييالى‬
‫حسبي وهو خير الناصرين ‪.‬‬
‫هذا ‪ ،‬وقد طال ما قيدت في هذا الفن فييوائد‬
‫وزوائد ‪ ،‬وعلقت فيييه نييوادر وشييوارد ‪ ،‬وكييان‬
‫يخطر ببالي جمعها في كتيياب ‪ ،‬ونظمهييا فييي‬
‫عقييد لينتفييع بهييا الطلب ‪ ،‬فرأيييت كتيياب »‬
‫يافظ ‪،‬‬ ‫لسييلم الحي‬ ‫لشيخ ا ِ‬ ‫التقريب والتيسير «‬
‫النواوي ‪ ،‬كتابا ً جل‬ ‫ولي الّله تعالى أبي زكريا‬
‫نفعه ‪ ،‬وعل قدره ‪ ،‬وكييثرت فييوائده ‪ ،‬وغييزرت‬
‫للطييالبين مييوائده ‪ ،‬وهييو مييع جللتييه وجلليية‬
‫صاحبه وتطاول هذه الزمان من حييين وضييعه‬
‫لنابيية‬ ‫لم يتصد أحد إلى وضع شرح عليه ‪ ،‬ول ا‬
‫خره الل ّييه تع ِييالى‬
‫إليه ‪ .‬فقلت لعل ذلك فضل ذَ َ‬
‫لمن يشاء من العبيد ‪ ،‬ول يكييون فييي الوجييود‬
‫إل ما يرييد ‪ ،‬فقيوى العيزم عليى كتابية شيرح‬
‫عليه كافل بإيضيياح معييانيه ‪ ،‬وتحرييير ألفيياظه‬
‫ومبييانيه ‪ ،‬مييع ذكيير مييا بينييه وبييين أصييله ميين‬
‫التفاوت في زيادة أو نقص ‪،‬‬

‫‪-2-‬‬
‫إيراد واعتراض ‪ ،‬مع الجييواب عنييه إن كييان‬ ‫أو‬
‫علييية ‪ ،‬وفييوائد جلييية ‪ ،‬ل‬ ‫مضييافا ً إليييه زوائد َ‬
‫يد قبلي ّيه‬‫توجد مجموعة في غيره ‪ ،‬ول سييار أحي‬
‫كسيييره ‪ ،‬فشييرعت فييي ذلييك مسييتعينا ً بييالله‬
‫تعييالى ‪ ،‬ومتييوكل ً عليييه ‪ ،‬وحبييذا ذاك اتكييال ً ‪،‬‬
‫وسميته ‪ » :‬تدريب الراوي فييي شييرح تقريييب‬
‫ييواوي « ‪ ،‬وجعلتيييه شيييرحا ً لهيييذا الكتييياب‬ ‫الني‬
‫خصوص يا ً‬
‫ابيين الصييلح ولسييائر‬ ‫ير‬
‫ي‬ ‫لمختص‬ ‫يم‬‫ي‬ ‫ث‬ ‫‪،‬‬
‫عمومييا ‪ .‬والل ّييه تعييالى أسييأل أن‬ ‫كتييب الفيين‬
‫يجعلييه خالص يا ً لييوجهه ‪ ،‬فهييو بإجابيية السييائل‬
‫أحرى ‪ ،‬وينفييع بييه مييؤلفه وقييارئه فييي الييدنيا‬
‫والخرى ‪.‬‬

‫حد علم الحديث‬


‫وهذه مقدمة فيها فوائد ‪:‬‬
‫الولى ‪ :‬في حد علم الحديث وما يتبعه ‪ :‬قييال‬
‫ابن الكفاني في كتيياب » إرشيياد القاصييد « ‪،‬‬
‫الييذي تكلييم فيييه علييى أنييواع العلييوم ‪ :‬علييم‬
‫بالرواية » علييم يشييتمل علييى‬ ‫الحديث الخاص‬
‫أقوال النبي صلى الّله عليه وسييلم وأفعيياله ‪،‬‬
‫وروايتها ‪ ،‬وضبطها ‪ ،‬وتحرير ألفاظها « ‪.‬‬
‫وعلم الحديث الخيياص بالدارييية » علييم يعييرف‬
‫منه حقيقة الرواييية ؛ وشييروطها ‪ ،‬وأنواعهييا ‪،‬‬
‫وأحكامهيييا ‪ ،‬وحيييال اليييرواة ‪ ،‬وشيييروطهم ‪،‬‬
‫وأصيييناف المروييييات ‪ ،‬وميييا يتعليييق بهيييا « ‪.‬‬
‫فحقيقة الرواية ‪ :‬نقل السنة ونحوها وإسييناد‬
‫ذلك إلى من عزي إليه بتحديث أو إخبار وغييير‬
‫ذلييك ‪ ،‬وشييروطها ‪ :‬تحمييل راويهييا لمييا يرويييه‬
‫بنوع من أنواع التحمل ‪ ،‬ميين سييماع أو عييرض‬
‫أو إجيييازة ونحوهيييا ‪ ،‬وأنواعهيييا ‪ :‬التصيييال‬
‫والنقطيياع ونحوهمييا ‪ ،‬وأحكامهييا ‪ :‬القبييول‬
‫واليييرد وحيييال اليييرواة ‪ ،‬العدالييية والجيييرح ‪،‬‬
‫وشييروطهم فييي التحمييل وفييي الداء كمييا‬
‫سيأتي ‪ ،‬وأصناف المرويات ‪ :‬المصيينفات ميين‬
‫المسانيد والمعاجم والجزاء وغيرها ‪ ،‬أحاديث‬ ‫وآثارا ً‬

‫‪-3-‬‬
‫وغيرهما ‪ ،‬وما يتعلق بها ‪ :‬هو معرفة اصطلح‬
‫أهلها ‪ .‬وقال الشيخ عييز الييدين ابيين جماعيية ‪:‬‬
‫علم الحديث » علم بقوانين يعرف بها أحييوال‬
‫السند والمتيين « وموضييوعه السييند والمتيين ‪.‬‬
‫وغايته معرفة الصحيح من غيره ‪ .‬وقييال شيييخ‬
‫لسلم أبو الفضل بن حجر ‪ :‬أولى التعيياريف‬ ‫ا‬
‫له ِ أن يقال » معرفة القواعييد المعرفيية بحييال‬
‫الراوي والمروي « وإن شييئت حييذفت لفييظ »‬
‫معرفة « فقلت القواعد الخ ‪ .‬وقال الكرميياني‬
‫فيييي شيييرح البخييياري ‪ :‬واعليييم أن الحيييديث‬
‫موضييوعه ذات رسييول الل ّييه ّصييلى الل ّييه عليييه‬
‫وسلم من حيث إنه رسول اللييه ّ‪ .‬وحيده هييو ّ »‬
‫علم يعرف به أقييوال رسييول اللييه صييلى اللييه‬
‫عليه وسلم وأفعيياله وأحييواله « وغييايته ‪ :‬هييو‬
‫الفوز بسعادة الدارين ‪ .‬وهذا الحد مع شييموله‬
‫لعلم الستنباط غير محرر ‪ ،‬ولييم يييزل شيييخنا‬
‫العلميية محيييي الييدين الكييافيجي يتعجييب ميين‬
‫قييييوله ‪ :‬إن موضييييوع علييييم الحييييديث ذات‬
‫الرسول ؟ ويقييول ‪ » :‬هييذا موضييوع الطييب ل‬
‫موضوع الحديث « ‪.‬‬
‫وأما السند فقال البدر ابن جماعة والطيييبي ‪:‬‬
‫لخبار عن طريق المتن ‪ ،‬قال ابن جماعة‬ ‫‪:‬هو ا ِ‬
‫وأخذه إما من السييند ‪ ،‬وهييو مييا ارتفييع وعل‬
‫ميين سييفح الجبييل ‪ ،‬لن المسييند يرفعييه إلييى‬
‫أي ً‬ ‫قيييائله ‪ ،‬أو مييين قيييولهم ‪ :‬فلن سيييند ‪،‬‬
‫معتمد ‪ ،‬فسمى الخبار عن طريق المتن سندا‬
‫لعتمياد الحفياظ فيي صيحة الحيديث وضيعفه‬
‫لسييناد فهييو رفييع الحييديث إلييى‬ ‫يالا ِ‬
‫عليه ‪ .‬وأمييا‬
‫الطيييبي ‪ :‬وهمييا متقاربييان فييي‬ ‫قييائله ‪ .‬قي‬
‫معنييى اعتميياد الحفيياظ فييي صييحة الحييديث‬
‫وضعفه عليهما ‪ .‬وقال ابن جماعة ‪ :‬المحدثون‬
‫لسناد لشيء واحد ‪ ،‬وأمييا‬ ‫يستعملون السند وا‬
‫المس يَند بفتييح النييون ِ فلييه اعتبييارات ‪ :‬أحييدها‬
‫الحديث التي تعريفييه فييي النييوع الرابييع ميين‬
‫كلم المصنف ‪ ،‬الثاني ‪ :‬الكتاب الذي جمع فيه‬
‫مييا أسيينده الصييحابة ‪ ،‬أي رووه ‪ ،‬فهييو اسييم‬
‫مفعول ‪ ،‬الثالث ‪ :‬أن يطلق ويراد به السناد ‪،‬‬
‫فيكون مصدرا ً ‪ ،‬كي ي » مسييند الشييهاب « ‪ ،‬و »‬
‫مسند الفردوس « ‪ :‬أي أسانيد أحاديثهما ‪.‬‬

‫‪-4-‬‬
‫وأما المتن فهو » ألفاظ الحديث التي تتقييوم‬
‫بهييا المعيياني « ‪ ،‬قيياله الطيييبي ‪ ،‬وقييال ابيين‬
‫جماعة ‪ :‬هو مييا ينتهييي إليييه غاييية السييند ميين‬
‫الكلم ‪ ،‬من المماتنيية ‪ ،‬وهييي ‪ :‬المباعييدة فييي‬
‫الغاييية ‪ ،‬لنييه غاييية السييند ‪ ،‬أو ميين متنييت‬
‫الكبيييييش ‪ :‬إذا شيييييققت جليييييدة بيضيييييته‬
‫واستخرجتها ‪ ،‬فكأن المسييند اسييتخرج المتيين‬
‫بسنده ؛ أو من المتن وهو ‪ :‬ما ص يُلب وارتفييع‬
‫من الرض ‪ ،‬لن المسند يقويه بالسند ويرفعه‬
‫دها‬‫إليى قيائله ؛ أو مين تمّتين القيوس أي شي ّ‬
‫بالعصب ‪ ،‬لن المسِند يقوي الحديث بسنده ‪.‬‬
‫وأمييا الحييديث فأصييله ‪ :‬ضييد القييديم ‪ ،‬وقييد‬
‫في قليل الخبر وكثيره ؛ لنييه يحييدث‬ ‫استعمل‬
‫شيئا ً فشيئا ً ‪ ،‬وقييال شيييخ السييلم ابيين حجيير‬
‫في شرح البخاري ‪ :‬المراد بالحديث في عرف‬
‫الشيرع ‪ » :‬ميا يضياف إليى النييبي صيلى الّليه‬
‫عليه وسلم « ‪ .‬وكأنه أريد بييه مقابليية القييرآن‬
‫الحييديث أعييم ميين‬ ‫لنه قديم ‪ ،‬وقال الطيبي ‪:‬‬
‫أن يكون قول النييبي صييلى الل ّييه عليييه وسييلم‬
‫والصييحابي والتييابعي وفعلهييم وتقريرهييم ‪.‬‬
‫وقييال شيييخ السييلم فييي » شييرح النخبيية « ‪:‬‬
‫الخييبر عنييد علميياء الفيين مييرادف للحييديث ‪،‬‬
‫فيطلقييان علييى المرفييوع وعلييى الموقييوف‬
‫والمقطوع ‪ ،‬وقيل ‪ :‬الحديث ما جاء عن النبي‬
‫صلى الّله عليييه وسييلم ‪ ،‬والخييبر مييا جيياء عيين‬
‫غيره ‪ ،‬وميين ثييم قيييل لميين يشييتغل بالسيينة ‪:‬‬
‫محدث ‪ ،‬وبالتواريخ ونحوها أخبيياري ‪ ،‬وقيييل ‪:‬‬
‫بينهما عموم وخصييوص مطلييق ‪ ،‬فكييل حييديث‬
‫خبر ول عكس ‪ ،‬وقيل ‪ :‬ل يطلق الحديث علييى‬
‫غير المرفوع إل بشرط التقييد ‪.‬‬
‫وقييد ذكيير المصيينف فييي النييوع السييابع ‪ :‬أن‬
‫المحدثين يسمون المرفوع والموقوف بالثر ‪،‬‬
‫وأن فقهاء خراسان يسمون الموقييوف بييالثر‬
‫الحييديث‬ ‫والمرفييوع بييالخبر ‪ .‬ويقييال ‪ :‬أثييرت‬
‫بمعنى رويته ‪ ،‬ويسييمى المحييدث أثري يا ً نسييبة‬
‫للثر ‪.‬‬

‫‪-5-‬‬
‫د‬
‫سن ِ ِ‬
‫م ْ‬‫حد الحافظ والمحدث وال ُ‬
‫الثانية ‪ :‬في حد الحافظ والمحدث والمسند ‪.‬‬
‫أعلم أن أدنى درجات الثلثيية ‪ ،‬المسيِند بكسيير‬
‫النييون ‪ ،‬وهييو ميين يييروي الحييديث بإسييناده ‪،‬‬
‫سواء كان عنده علم بييه أو ليييس لييه إل مجيرد‬
‫رواية ‪ ،‬وأما المحدث فهو أرفع منه ‪.‬‬
‫قال الرافعي وغيييره ‪ :‬إذا أوصييى للعلميياء لييم‬
‫يدخل الذين يسمعون الحديث ‪ ،‬ول علييم لهييم‬
‫بطرقيييه ول بأسيييماء اليييرواة والمتيييون ‪ ،‬لن‬
‫السماع المجرد لييس بعليم ‪ .‬وقيال التيياج بين‬
‫يييونس فييي » شييرح التعجيييز « ‪ :‬إذا أوصييى‬
‫للمحدث تناول من علم طييرق إثبييات الحييديث‬
‫وعدالة رجاله ‪ ،‬لن من اقتصيير علييى السييماع‬
‫فقط ليس بعالم ‪ .‬وكذا قييال السييبكي فييي »‬
‫شرح المنهاج « ‪.‬‬
‫وقال القاضي عبد الوهاب ‪ :‬ذكيير عيسييى بيين‬
‫أبان عن مالك أنييه قييال ‪ :‬ل يؤخييذ العلييم عيين‬
‫أربعيية ؛ ويؤخييذ عميين سييواهم ‪ :‬ل يؤخييذ عيين‬
‫مبتدع يدعو إلى بدعته ‪ ،‬ول عيين سييفيه يعليين‬
‫النيياس ‪،‬‬ ‫بالسفه ‪ ،‬ول عمن يكذب في أحاديث‬
‫وإن كان يصدق في أحاديث النبي صييلى الّلييه‬
‫عليه وسلم ‪ ،‬ول عمن ل يعييرف هييذا الشييأن ‪،‬‬
‫قال القاضي ‪ :‬فقوله ول عميين ل يعييرف هييذا‬
‫الشأن ‪ ،‬مراده إذا لم يكن ممن يعرف الرجييال‬
‫زييد فيي الحيديث‬ ‫من الرواة ‪ ،‬ول يعيرف هيل‬
‫شيييء أو نقييص ؟ ‪ .‬وقييال ِالزركشييي ‪ :‬أمييا‬
‫الفقهاء فاسييم المحييدث عنييدهم ل يطلييق إل‬
‫على ميين حفييظ سييند الحييديث ‪ ،‬وعلييم عداليية‬
‫رجاله وجرحها ‪ ،‬دون المقتصر على السماع ‪.‬‬
‫وأخرج ابن السمعاني في » تيياريخه « بسيينده‬
‫الشيرازي‬
‫لسناد جميعا ً‬ ‫عن أبي نصر حسين بن عبد الواحد‬
‫لسناد‬ ‫يعرف ا‬ ‫ولوا ِ‬‫قال ‪ :‬العالم الذي يعلم المتن‬
‫‪ ،‬والفقيه الذي عرف المتن‬
‫ِ‬
‫لسييناد ول يعييرف‬ ‫‪ ،‬والحييافظ الييذي يعييرف ا‬
‫ِ‬
‫المتيين ‪ ،‬والييراوي الييذي ل يعييرف المتيين ول‬
‫لسناد ‪.‬‬
‫يعرف ا ِ‬

‫‪-6-‬‬
‫لمام الحافظ أبو شامة ‪ :‬علوم الحديث‬ ‫وقال ا ِ‬
‫ثلثيية ‪ ،‬أشييرفها حفييظ متييونه ومعرفيية‬ ‫الن‬
‫غريبهييا وفقههييا ‪ ،‬والثيياني حفييظ أسييانيده‬
‫ومعرفة رجالها وتمييز صحيحها من سقيمها ‪،‬‬
‫وهذا كان مهما وقد كفيه المشتغل بالعلم بما‬
‫صنف فيه وألييف فيييه ميين الكتييب ‪ ،‬فل فييائدة‬
‫إلى تحصيييل مييا هييو حاصييل ‪ .‬والثييالث جمعييه‬
‫وكتابته وسماعه وتطريقه وطلب العلو فيييه ‪،‬‬
‫والرحلة إلى البلدان ‪ ،‬والمشتغل بهذا مشتغل‬
‫عما هو الهم من العلوم النافعة ‪ ،‬فضييل ً عيين‬
‫العمل به الذي هو المطلوب الصييلي ‪ ،‬إل أنييه‬
‫ل بأس بييه لهييل البطاليية لمييا فيييه ميين بقيياء‬
‫لسناد المتصلة بأشرف البشر ‪.‬‬ ‫سلسلة ا ِ‬
‫قال ‪ :‬ومما يزهييد فييي ذلييك أن فيييه يتشييارك‬
‫الكبير والصغير ‪ ،‬والفدم والفيياهم ‪ ،‬والجاهييل‬
‫والعالم ‪ .‬وقد قال العمييش ‪ :‬حييديث يتييداوله‬
‫الفقهاء خير من حديث يتداوله الشيوخ ‪ .‬ولم‬
‫إنسييان أحمييد فييي حضييور مجلييس الشييافعي‬
‫وتركه مجلييس سييفيان بيين عيينيية ‪ ،‬فقييال لييه‬
‫أحمد ‪ :‬اسييكت فييإن فاتييك حييديث بعلييو تجييده‬
‫بنزول ول يضرك ‪ ،‬وإن فاتك عقل هذا الفييتى‬
‫أخاف أن ل تجده ‪ .‬اهي ‪.‬‬
‫لسلم ‪ :‬وفييي بعيض كلمييه نظيير ‪،‬‬ ‫شيخ ‪:‬ا ِ‬ ‫قال‬
‫وهذا قد كفيه المشتغل بما صيينف‬ ‫لن قوله‬
‫فيه قييد أنكييره العلميية أبييو جعفيير بيين الزبييير‬
‫وغيره ‪ ،‬ويقال عليه ‪ :‬إن كييان التصيينيف فييي‬
‫الفن يوجب التكال على ذلك وعدم الشتغال‬
‫به ‪ ،‬فالقول كذلك في الفن الول ‪ ،‬فإن فقه‬
‫الحديث وغريبه ل يحصى كم صنف فيييه ‪ ،‬بييل‬
‫لييو ادعييى مييدع أن التصييانيف فيييه أكييثر ميين‬
‫التصانيف في تمييييز الرجييال ‪ ،‬والصييحيح ميين‬
‫السقيم لما أبعد ‪ ،‬بل ذلييك ً هييو الواقييع ‪ .‬فييإن‬
‫كان الشتغال بالول مهما فالشتغال بالثاني‬
‫أهم ‪ ،‬لنه المرقاة إلى الول ‪ ،‬فميين أخييل بييه‬
‫خلط السقيم بالصييحيح ‪ ،‬والمعييدل بييالمجرح ‪،‬‬
‫وهو ل يشعر ‪.‬‬

‫‪-7-‬‬
‫قال ‪ :‬فالحق أن كل منهما فييي علييم الحييديث‬
‫مهييم ‪ ،‬ول شييك أن ميين جمعهمييا حيياز القييدح‬
‫المعلى مع قصور فيه إن أخل بالثالث ‪ ،‬وميين‬
‫أخل بهما فلحظ له في اسم الحفي ًياظ ‪ ،‬وميين‬
‫وأخل بالثاني كان بعيدا ميين اسييم‬ ‫أحرز الول‬
‫المحييدث عرفييا ً ‪ ،‬وميين يحييرز الثيياني وأخييل‬
‫بالول لم يبعد عنه اسم المحدث ‪ ،‬ولكيين فيييه‬
‫نقص بالنسبة إلييى الول ‪ ،‬وبقييي الكلم فييي‬
‫أن ميين جمييع ذلًييك ميين‬ ‫الفن الثالث ‪ ،‬ول شك‬
‫سهما ً‬
‫ين‬ ‫ي‬ ‫وم‬ ‫‪،‬‬ ‫ا‬‫يم‬
‫ي‬ ‫قس‬ ‫يظ‬ ‫ي‬ ‫وأح‬ ‫الولين كان أوفر‬
‫اقتصر علييه كييان أخيس حظيا ً ًوأبعييد ًحفظيا ً ‪،‬‬
‫ومين جميع الثلث كيان فقيهيا محيدثا كييامل ً ‪،‬‬
‫ومن انفرد باثنين منهمييا كييان دونييه ‪ ، ،‬إل أن‬
‫من اقتصر على الثيياني والثييالث فهييو محييدث‬
‫صرف ‪ ،‬لحظ ليه فيي اسيم الفقييه ‪ ،‬كمييا أن‬
‫ميين انفييرد بييالول فلحييظ لييه فييي اسييم‬
‫المحدث ‪ ،‬وم ًيين انفييرد بييالول والثيياني فهييل‬
‫يسمى محدثا ؟ فيه بحث ‪ .‬اهي ‪.‬‬
‫وفي غضون كلمه ما يشعر باستواء المحييدث‬
‫والحافظ ‪ ،‬حيث قال ‪ :‬فل حييظ لييه فييي اسييم‬
‫الحافظ والكلم كله في المحييدث ‪ ،‬وقييد كييان‬
‫السلف يطلقون المحييدث والحييافظ بمعنييى ‪،‬‬
‫كما روى أبو سعد السمعاني بسنده إلييى أبييي‬
‫زرعة الرازي ‪ :‬سمعت أبا بكيير بيين أبييي شيييبة‬
‫يقول ‪ :‬من لم يكتب عشرين ألف حديث إملء‬
‫لم يعد صاحب حديث ‪.‬‬
‫ييدي مييين جهييية‬ ‫ي‬ ‫ع‬ ‫يين‬ ‫لبي‬ ‫وفيييي » الكاميييل «‬
‫النفيلي ‪ ،‬قال ‪ :‬سمعت هشيما ً يقول ‪ :‬من لم‬
‫يحفيييظ الحيييديث فلييييس هيييو مييين أصيييحاب‬
‫الحديث ‪.‬‬
‫والحق أن الحافظ أخص ‪ ،‬وقال التاج السبكي‬
‫في كتابه » معيد النعم « ‪ :‬ميين النيياس فرقيية‬
‫ادعت الحديث فكان قصارى أمرها النظر فييي‬
‫» مشارق النوار « للصيياغاني ‪ .‬فييإن ترفعييت‬
‫إلى » مصييابيح البغييوي « ‪ ،‬وظنييت أنهييا بهييذا‬
‫القدر تصل إلى درجة المحدثين ‪ ،‬وما ذلييك إل‬
‫بجهلها بالحديث ‪ ،‬فلو حفظ من ذكرناه هييذين‬
‫إليهمييا ‪ ،‬ميين‬ ‫الكتابين عيين ظهيير قلييب وضييم‬
‫مثليهمييا لييم يكيين محييدثا ً ‪ ،‬ول يصييير‬ ‫المتييون‬
‫بذلك محدثا ً حتى يلج الجمل في سم الخياط ‪،‬‬
‫فييإن رامييت بلييوغ الغاييية فييي الحييديث علييى‬
‫زعمهييا اشييتغلت بي ي » جييامع الصييول « لبيين‬
‫الثير ‪ ،‬فإن ضمت إليه » علوم الحديث « لبن‬
‫الصييلح أو مختصييره المسييمى » بييالتقريب‬
‫والتيسير للنووي « ونحو ذلك ‪ ،‬وحينئذ ينييادى‬
‫من انتهى إلى هذا المقام ‪ :‬محدث المحييدثين‬
‫وبخيياري العصيير ‪ ،‬ومييا ناسييب هييذه اللفيياظ‬
‫‪-8-‬‬
‫الكاذبة ‪ ،‬فإن ميين ذكرنيياه ل يعييد محييدثا ً بهييذا‬
‫القدر ‪،‬‬

‫‪-9-‬‬
‫وإنما المحيدث مين عيرف السيانيد والعلييل ‪،‬‬
‫وأسماء الرجال والعالي والنازل ‪ ،‬وحفيظ ميع‬
‫ذلييك جمليية مسييتكثرة ميين المتييون ‪ ،‬وسييمع‬
‫الكتب الستة ‪ ،‬و » مسند « أحمد بن حنبل ‪ ،‬و‬
‫» سنن البيهقي « ‪ ،‬و » معجييم الطييبراني « ‪،‬‬
‫وضم إلى هييذا القييدر ألييف جييزء ميين الجييزاء‬
‫الحديثية ‪ .‬هييذا أقييل درجيياته ‪ ،‬فييإذا سييمع مييا‬
‫ذكرنيياه وكتييب الطبيياق ودار علييى الشيييوخ‬
‫وتكلم فييي العلييل والوفيييات والمسييانيد كييان‬
‫في أول درجات المحدثين ‪ ،‬ثم يزييد الل ّييه مين‬
‫يشاء ما يشاء ‪.‬‬
‫وقال في موضع آخر منييه ‪ :‬وميين أهييل العلييم‬
‫طائفة طلبت الحييديث وجعلييت دأبهييا السييماع‬
‫على المشايخ ومعرفة العييالي ميين المسييموع‬
‫والنيييازل ‪ .‬وهيييؤلء هيييم المحيييدثون عليييى‬
‫الحقيقة ‪ ،‬إل أن كثيرا ً منهم يجهد نفسييه فييي‬
‫تهجي السييماء والمتييون وكييثرة السييماع ميين‬
‫غير فهم لما يقرءونه ‪ ،‬ول تتعلق فكرته بأكثر‬
‫حصييلت » جييزء ابيين عرفيية « عيين‬ ‫ميين أنييي‬
‫شيخا ً ‪ ،‬و » جزء النصيياري « عيين كييذا‬ ‫سبعين‬
‫كذا شيييخا ً ‪ ،‬و » جييزء البطاقيية « ‪ ،‬و » نسييخة‬
‫أبي مسهر « ‪ ،‬وأنحاء ذلك ‪ ،‬وإنما كان السلف‬
‫يسييتمعون فيقييرءون فيرحلييون فيفسييرون ‪،‬‬
‫ويحفظون فيعملون ‪ ،‬ورأيت من كلم شيييخنا‬
‫دثين فييي هييذه‬ ‫الذهبي في وصية لبعض المح ي ّ‬
‫الطائفة ‪ :‬ما حظ واحد من هؤلء إل أن يسمع‬
‫ييط ‪ ،‬فليعييياقبن بنقييييض قصيييده‬ ‫لييييروي فقي‬
‫وليشييهرنه الل ّييه بعييد سييتره مييرات ‪ ،‬وليبقييين‬
‫مضغة في اللسن ‪ ،‬وعبرة بين المحييدثين ثييم‬
‫ليطبعن الّله على قلبه ؛ ثم قال ‪ :‬فهل يكييون‬
‫طالب من طلب السنة يتهيياون بالصييلوات أو‬
‫يتعانى تلييك العييادات ؟ ‪ .‬وأنحييس منييه محييدث‬
‫يكذب في حديثه ويختلق الفشار ‪ ،‬فإن ترقييت‬
‫همته المفتنة إلى الكذب في النقل والييتزوير‬
‫في الطباق فقد اسيتراح ‪ ،‬وإن تعييانى سيرقة‬
‫الجييزاء وكشييط الوقيياف فهييذا لييص بسييمت‬
‫وط أو قيييادة ‪،‬‬ ‫وإني ّ‬
‫ميل نفسيه بتل‬ ‫لييهك ا ّ‬
‫محيدث ‪ ،‬فييإن‬
‫اسييتعمل فييي‬ ‫‪،‬‬ ‫لفييادة‬
‫ِ‬ ‫فقييد تمييت‬
‫ازداد مهانيية وخبطييا ً ‪ ،‬إلييى أن‬ ‫العلييوم فقييد‬
‫قال ‪ :‬فهل في مثل هذا الضرب خير ؟ ل أكثر‬
‫الّله منهم ‪ .‬اهي ‪.‬‬

‫‪- 10 -‬‬
‫ولبعضهم ‪:‬‬
‫يجييهييل ما‬ ‫إن اليييذي يييروي وليكينييه‬
‫يييروي وما ييكتيب‬
‫تسقي‬ ‫هيهييا‬ ‫كصيخيرة تينبيع أميوا ُ‬
‫الراضي وهي ل تشرب‬
‫وقييال بعييض الظرفيياء فييي الواحييد ميين هييذه‬
‫الطائفة ‪:‬‬
‫إن قييليييييييييل الميييعييرفييييية والمخبييرة‬
‫يمشي ومعيه أوراق ومحييبرة‬
‫معه أجزاء يدور بييها على شيخ وعجوز ل‬
‫يعرف ما يجوز مما ل يجوز‬
‫***‬
‫أجيزاء‬ ‫ومحيدث قييد صار غياية عيليميه‬
‫يرويها عن الدمياطي‬
‫وفيلن‬ ‫وفييلنيية تييروي حييديييثا ً عاليييا ً‬
‫يروي ذاك عن أسباط‬
‫وأفيصح‬ ‫والفرق بييين غريبهم وعزيزهم‬
‫عن الخّياط والحّناط‬
‫بييين‬ ‫وأبو فيلن ما اسمه ومن اليذي‬
‫سنييياط‬ ‫النييام ملييقب ب َ‬
‫هييذا‬ ‫وعلوم ديين الّله نييادت جهييرة‬
‫ي بساطي‬ ‫زمان فيييه طي ّ‬
‫سييبكي ‪ :‬إنييه سييأل‬ ‫ي الييدين ال ّ‬ ‫ق‬
‫وقال الشيخ ت َ ِ‬
‫ميّزي عيين حييد الحفييظ‬ ‫الحافظ جمال الي ّيدين ال ِ‬
‫الذي إذا انتهى إليه الرجل جاز أن يطلق عليه‬
‫الحييافظ ؟ قييال ‪ :‬يرجييع إلييى أهييل ًالعييرف ‪:‬‬
‫فقلت وأين أهل العرف ؟ قليييل جييدا ‪ ،‬قييال ‪:‬‬
‫أقل ما يكون أن يكون الرجال اليذين يعرفهيم‬
‫ويعرف تراجمهم وأحوالهم وبلدانهم أكثر من‬
‫الييذين ل يعرفهييم ‪ ،‬ليكييون الحكييم للغييالب ‪،‬‬
‫فقلت له ً هذا عزيز في هييذا الزمييان ‪ ،‬أدركييت‬
‫أنت أحدا كذلك ؟ فقال ‪ :‬ما رأينا مثييل الشيييخ‬
‫شرف الدين الدمياطي ‪ ،‬ثم قال ‪ :‬وابن دقيق‬
‫العيد كان له في هييذا مشيياركة جيييدة ‪ ،‬ولكيين‬
‫أين السها من الثرى ‪ ،‬فقلت ‪ :‬كان يصل إلييى‬
‫هذا الحد ؟ قال ما هو إل كان يشارك مشاركة‬
‫جيدة في هذا ‪ ،‬أعني في السانيد ‪ ،‬وكان في‬
‫المتون أكثر لجل الفقه والصول ‪.‬‬

‫‪- 11 -‬‬
‫وقال الشيخ فتح الدين بن سيد الناس ‪ :‬وأمييا‬
‫المحييدث فييي عصييرنا فهييو ‪ :‬ميين اشييتغل‬
‫بالحديث رواية ودراييية ‪ ،‬وجمييع رواة ‪ ،‬واطلييع‬
‫على كثير من الرواة والروايييات فييي عصييره ‪،‬‬
‫وتميز في ذلك حتى عرف فيه خطه ؛ واشتهر‬
‫فيه ضبطه ‪ ،‬فإن توسع في ذلييك حييتى عييرف‬
‫شيوخه ‪ ،‬وشيوخ شيوخه ‪ ،‬طبقة بعييد طبقيية ‪،‬‬
‫بحيث يكون ما يعرفه من كل طبقة أكييثر ممييا‬
‫يجهله منها فهذا هو الحافظ ‪ .‬وأما مييا يحكييى‬
‫عن بعض المتقدمين من قولهم ‪ » :‬كنا ل نعد‬
‫صيياحب حييديث ميين لييم يكتييب عشييرين ألييف‬
‫حديث في الملء « ‪ ،‬فذلك بحسب أزمنتهييم ‪.‬‬
‫لسييلم أبييو الفضييل بيين‬ ‫وسأليياشيخ ا ِ‬ ‫انتهى ‪.‬‬
‫الفضيل العراقيي فقيال ‪ :‬مييا‬ ‫حجر شييخه أب‬
‫يقول سيدي في الحد الييذي إذا بلغييه الطييالب‬
‫في هذا الزمييان اسييتحق أن يسييمى حافظيا ً ؟‬
‫وهييل يتسييامح بنقييص بعييض الوصيياف الييتي‬
‫ذكرها المزي وأبو الفتح في ذلك لنقص زمانه‬
‫أم ل ؟ فأجيياب ‪ :‬الجتهيياد فييي ذلييك يختلييف‬
‫باختلف غلبة الظن في وقييت ببلييوغ بعضييهم‬
‫للحفظ وغلبته في وقت آخر ‪ ،‬وبيياختلف ميين‬
‫يكييون كييثير المخالطيية للييذي يصييفه بييذلك ‪.‬‬
‫وكلم المزي فيه ضيق ‪ ،‬بحيث لم يسييم مميين‬
‫رآه بهييذا الوصييف إل الييدمياطي ‪ ،‬وأمييا كلم‬
‫أبي الفتح فهو أسهل ‪ ،‬بأن ينشط بعد معرفة‬
‫شيوخه إلييى شيييوخ شيييوخه ‪ ،‬ومييا فييوق ‪ ،‬ول‬
‫شك أن جماعة ميين الحفيياظ المتقييدمين كييان‬
‫شيوخهم التابعين أو أتباع التييابعين ‪ ،‬وشيييوخ‬
‫شيوخهم الصييحابة أو التييابعين ‪ ،‬فكييان الميير‬
‫في هذا الزمان أسهل باعتبار تييأخر الزمييان ‪،‬‬
‫فييإن اكتفييى بكييون الحييافظ يعييرف شيييوخه‬
‫وشيوخ شيوخه ‪ ،‬أو طبقة أخرى ‪ ،‬فهيو سيهل‬
‫لميين جعييل فنييه ذلييك دون غيييره ميين حفييظ‬
‫المتييون والسييانيد ‪ ،‬ومعرفيية أنييواع علييوم‬
‫الحديث كلها ومعرفة الصييحيح ميين السييقيم ‪،‬‬
‫والمعمييول بييه ميين غيييره ‪ ،‬واختلف العلميياء‬
‫واستنباط الحكام فهو أميير ممكيين بخلف مييا‬
‫ذكر من جميع ما ذكر ‪ ،‬فإنه يحتيياج إلييى فييراغ‬
‫وطول عمر ‪ ،‬وانتفاء الموانع ‪.‬‬
‫وقييد روى عيين الزهييري أنييه قييال ‪ » :‬ل يولييد‬
‫الحافظ إل في كل أربعين سنة « ‪ ،‬فييإن صييح‬
‫كان المراد رتبة الكمال في الحفظ والتقان ‪،‬‬
‫وإن وجد في زمانه من يوصف بالحفظ ‪ .‬وكم‬
‫من حافظ غيره أحفظ منه ‪ .‬انتهى ‪.‬‬

‫‪- 12 -‬‬
‫ومن ألفاظ الناس فييي معنييى الحفييظ ‪ ،‬قييال‬
‫لتقييان ‪ ،‬وقييال أبييو‬ ‫من ا ِ‬
‫ابيين مهييدي ‪ :‬الحفييظ‬
‫حفظ السييرد ‪ ،‬وقييال‬ ‫زرعة ‪ :‬التقان أكثر‬
‫غيره ‪ :‬الحفظ المعرفة ‪ ،‬قال عبد المؤمن ابن‬
‫خلييف النسييفي ‪ :‬سييألت أبييا علييي صييالح بيين‬
‫محمد قلت ‪ :‬يحيى بن معين هل يحفظ ؟ قال‬
‫‪ :‬ل ‪ ،‬إنمييا كييان عنييده معرفيية ‪ ،‬قييال ‪ :‬قلييت ‪:‬‬
‫فعلي بن المييديني كييان يحفييظ ؟ قييال ‪ :‬نعييم‬
‫ويعرف ‪.‬‬
‫ومما روي في قدر حفظ الحفاظ ‪ ،‬قال أحمييد‬
‫بن حنبل ‪ :‬انتقيت المسند من سييبعمائة ألييف‬
‫حديث وخمسين ألف حديث ‪ ،‬وقال أبييو زرعيية‬
‫الرازي ‪ :‬كان أحمد بن حنبل يحفظ ألييف ألييف‬
‫حييديث ‪ ،‬قيييل لييه ومييا يييدريك ؟ قييال ذاكرتييه‬
‫فأخذت عليه البواب ‪.‬‬
‫وقال يحيى بن معين ‪ :‬كتبت بيييدي ألييف ألييف‬
‫حديث ‪.‬‬
‫وقال البخاري ‪ :‬أحفظ مائة ألف حديث صحيح‬
‫‪ ،‬ومائتي ألف حديث غير صحيح ‪.‬‬
‫وقال مسلم ‪ :‬صنفت هذا المسند الصحيح من‬
‫ثلثمائة ألف حديث مسموعة ‪ .‬وقال أبو داود ‪:‬‬
‫كتبت عن رسول الّله صلى الّلييه عليييه وسييلم‬
‫خمسمائة ألف حديث ‪ ،‬انتخبت منها ما ضمنته‬
‫كتاب » السنن « ‪.‬‬
‫وقال الحاكم فيي » المييدخل « ‪ :‬كييان الواحييد‬
‫ميين الحفيياظ يحفييظ خمسييمائة ألييف حييديث ‪،‬‬
‫سمعت أبا جعفر الييرازي يقييول ‪ :‬سييمعت أبييا‬
‫عبد الّله بن وارة يقول ‪ :‬كنت عند إسحاق بيين‬
‫إبراهيييم بنيسييابور ‪ ،‬فقييال رجييل ميين أهييل‬
‫العراق ‪ :‬سمعت أحمد بن حنبييل يقييول ‪ :‬صييح‬
‫من الحديث سبعمائة ألف وكسر ‪ ،‬وهذا الفتى‬
‫‪ ،‬يعني أبا زرعيية ‪ ،‬قييد حفييظ سييبعمائة ألييف ‪،‬‬
‫قيال الييبيهقي ‪ :‬أراد ميا صيح مين الحياديث ‪،‬‬
‫وأقاويل الصحابة والتابعين ‪.‬‬
‫وقال غيره ‪ :‬سئل أبو زرعيية عيين رجييل حلييف‬
‫بييالطلق أن أبييا زرعيية يحفييظ مييائتي ألييف‬
‫حييديث ‪ ،‬هييل يحنييث ؟ قييال ‪ :‬ل ‪ ،‬ثييم قييال ‪:‬‬
‫لنسييان‬ ‫يظ ا ِ‬‫أحفظ مائة ألييف حييديث كمييا يحفي‬
‫المييذاكرة‬ ‫سييورة قييل هييو الّلييه أحييد ؛ وفييي‬
‫ثلثمائة ألف حديث ‪ ،‬وقال أبو بكيير محمييد بيين‬
‫عمر الرازي الحافظ ‪ :‬كييان أبييو زرعيية يحفييظ‬
‫ألييف حييديث ‪ ،‬وكييان يحفييظ مييائة‬ ‫سييبعمائة‬
‫وأربعين ألفا ً في التفسير والقرآن ‪.‬‬

‫‪- 13 -‬‬
‫قال الحاكم ‪ :‬وسمعت أبييا بكيير بيين أبييي دارم‬
‫الحافظ بالكوفة يقييول ‪ :‬سييمعت أبييا العبيياس‬
‫أحمد بن محمد بن سعيد يقول ‪ .‬أحفييظ لهييل‬
‫البيت ثلثمائة ألف حديث ‪ ،‬قال ‪ :‬وسمعت أبييا‬
‫بكر يقول ‪ :‬كتبت بأصييابعي عيين مطييين مييائة‬
‫ألف حديث ‪ ،‬وسمعت أبا بكر المزنييي يقييول ‪:‬‬
‫سمعت ابن خزيمة يقييول ‪ :‬سييمعت علييي بيين‬
‫إسحاق بن راهييويه يملييي‬ ‫خشرم يقول ‪ :‬كان‬ ‫َ‬
‫ث حفظا ً ‪.‬‬ ‫سبعين ألف حدي ٍ‬
‫شب ُْرمة عيين الشييعبي‬ ‫وأسند ابن عدي عن ابن ُ‬
‫بيضياء إليى ييومي‬ ‫قال ‪ :‬ما كتبت سوداء فيي‬
‫هذا ‪ ،‬ول حدثني رجل بحديث قط إل حفظته ‪،‬‬
‫فحدثت بهذا الحديث إسحاق بن راهويه فقال‬
‫‪ :‬تعجب من ًهييذا ؟ قلييت نعييم ‪ .‬قييال مييا كنييت‬
‫لسمع شيييئا إل حفظتييه ‪ ،‬وكييأني أنظيير إلييى‬
‫سبعين ألف حديث ‪ ،‬أو قال أكثر ميين سييبعين‬
‫ألف حديث في كتبي ‪.‬‬
‫وأسييند عيين أبييي داود الخفيياف قييال سييمعت‬
‫يى‬ ‫إسحاق بن راهييويه يقييول ‪ :‬كييأني أنظيير إلي‬
‫ألف يا ً‬ ‫مييائة ألييف حييديث فييي كتييبي ‪ ،‬وثلثييين‬
‫أسردها ‪ .‬وأسند الخطيب عن محمد بن يحيييى‬
‫بيين خالييد قييال ‪ :‬سيمعت إسيحاق بيين راهييويه‬
‫يقول ‪ :‬أعرف مكييان مييائة ألييف حييديث كييأني‬
‫أنظر إليها ‪ ،‬وأحفظ سبعين ألييف حييديث عيين‬
‫ظهر قلبي ‪ ،‬وأحفظ أربعة آلف حديث مزورة‬
‫‪.‬‬
‫وقال عبد الّله بن أحمد بن حنبييل ‪ :‬قييال أبييي‬
‫لييداود بيين عمييرو الضييبي وأنييا أسييمع ‪ :‬كييان‬
‫يحدثكم إسييماعيل بيين عييياش هييذه الحيياديث‬
‫رأيت معه كتاب يا ً قييط ‪،‬‬ ‫بحفظه ؟ قال نعم ‪ ،‬ما‬
‫لقد كييان ًحافظيا ً ؟ كييم كييان يحفييظ ؟‬ ‫قال له‬
‫قييال شيييئا ً كييثيرا ‪ ،‬قييال أكييان يحفييظ عشييرة‬
‫آلف ؟ قال عشرة آلف وعشرة آلف وعشرة‬
‫آلف ‪ ،‬فقال أبي هذا كان مثل وكيع ‪.‬‬

‫‪- 14 -‬‬
‫وقيييال يزييييد بييين هيييارون ‪ :‬أحفيييظ خمسييية‬
‫وعشييرين ألييف حييديث بإسييناده ول فخيير ‪،‬‬
‫وأحفظ للشاميين عشرين ألف حديث ‪ .‬وقييال‬
‫يعقوب الدورقي ‪ :‬كييان عنييد هشيييم عش ّييرون‬
‫ألف حديث ‪ .‬وقال الجري ‪ :‬كان عبيد الله بن‬
‫معاذ العنبري يحفظ عشرة آلف حديث ‪.‬‬
‫لسييلم ‪ :‬ميين أول‬ ‫شيخ ا ِ‬ ‫الفائدة الثالثة ‪ :‬قال‬
‫القاضييي أبييو محمييد‬ ‫من صنف في الصييطلح‬
‫الفاصل‬ ‫الرامهرمزي ‪ ،‬فعمل كتابه » المحدث‬
‫« لكنييه لييم يسييتوعب والحيياكم أبييو عبييد الل ّييه‬
‫النيسابوري ‪ ،‬لكنه لم يهذب ولم يرتب ‪ ،‬وتله‬
‫أبييو نعيييم الصييبهاني ‪ ،‬فعمييل علييى كتييابه‬
‫مستخرجا ً ‪ ،‬وأبقى فيه أشييياء للمتعقييب ‪ ،‬ثييم‬
‫جيياء بعييدهم الخطيي ًيب البغييدادي فعمييل فييي‬
‫الرواية كتابا سماه ‪ » :‬الكفاية « وفي‬ ‫قوانين‬
‫آدابهييا كتاب يا ً سييماه ‪ » :‬الجييامع لداب الشيييخ‬
‫فنون الحديث إل وقد‬ ‫والسامع « وقل فن من‬
‫صيينف فيييه كتابييا ً مفييردا ً ‪ ،‬فكييان كمييا قييال‬
‫الحافظ أبو بكر بن نقطة ‪ » :‬كييل ميين أنصييف‬
‫علم أن المحدثين بعده عيال على كتبه « ‪ ،‬ثم‬
‫جمع ممن تأخر عنييه القاضييي عييياض كتييابه »‬
‫للماع « وأبو حفييص الميييانجي جييزء » مييا ل‬ ‫ا ِ‬
‫يسع المحدث جهله « وغير ذلك ‪.‬‬
‫لمييام تقييي الييدين أبييو‬ ‫الصاي ِ‬
‫إلى أن جيياء الحييافظ‬
‫يلح الشييهرزوري نزيييل‬ ‫عمرو عثمييان بيين‬
‫دمشييق فجمييع لمييا ولييي تييدريس الحييديث‬
‫ذب‬ ‫بالمدرسة الشرفية كتييابه المشييهور ‪ ،‬فهي ّ‬
‫فنونه وأمله شيئا ً فشيئا ً ‪ ،‬واعتنييى بتصييانيف‬
‫الخطيييب المفرقيية فجمييع شييتات مقاصييدها ‪،‬‬
‫وضم إليها مين غيرهيا نخيب فيوائد ‪ ،‬فياجتمع‬
‫في كتابه ما تفييرق فييي غيييره ‪ ،‬فلهييذا عكييف‬
‫النيياس عليييه ‪ ،‬فل يحصييى كييم نيياظم لييه ‪،‬‬
‫ومختصيييير ومسييييتدرك عليييييه ‪ ،‬ومقتصيييير ‪،‬‬
‫ومعارض له ‪ ،‬ومنتصر ‪.‬‬

‫‪- 15 -‬‬
‫قال ‪ » :‬إل أنه لم يحصل ترتيبييه علييى الوضييع‬
‫المناسب ‪ :‬بأن يذكر ما يتعلق بييالمتن وحييده ‪،‬‬
‫وما ًيتعلق بالسند وحيده ‪ ،‬وميا يشيتركان فييه‬
‫معيييا ؛ وميييا يختيييص بكيفيييية التحميييل والداء‬
‫وحده ‪ ،‬وما يختص بصفات الييرواة وحييده لنييه‬
‫جمع متفرقات هذا الفن من كتب مطولة فييي‬
‫هيييذا الحجيييم اللطييييف ‪ ،‬ورأى أن تحصييييله‬
‫وإلقاءه إلى طالبيه أهم من تأخير ذلك ‪ ،‬إلييى‬
‫أن تحصل العناية التامة بحسيين ترتيبييه ‪ .‬وقييد‬
‫تبعه على هذا الترتيب جماعة منهييم المصيينف‬
‫وابن كثير والعراقي والبلقيني وغيره جماعيية‬
‫كابن جماعة والتبريزي والطيييبي والزركشييي‬
‫«‪.‬‬
‫الرابعة ‪ :‬اعلم أن أنواع علوم الحديث كثيرة ل‬
‫تعد ‪ ،‬قال الحييازمي فييي كتيياب » العجاليية « ‪:‬‬
‫علم الحديث يشييتمل علييى أنييواع كييثيرة تبلييغ‬
‫مائة ‪ ،‬كل نييوع منهييا علييم مسييتقل لييو أنفييق‬
‫الطالب فيه عمره لما أدرك نهايته ‪ ،‬وقد ذكيير‬
‫ابن الصييلح منهييا ‪ -‬وتبعييه المصيينف ‪ -‬خمسيية‬
‫وستين ‪ ،‬وقال ‪ :‬وليس ذلك بآخر الممكن في‬
‫ذلك ‪ ،‬فإنه قابل للتنويييع إلييى مييا ل يحصييى ‪:‬‬
‫أحييوال رواة الحييديث ‪ ،‬وصييفاتهم ‪ ،‬وأحييوال‬
‫متون الحديث ‪ ،‬وصفاتها ‪ ،‬وما من حاليية منهييا‬
‫ول صييفة إل وهييي بصييدد أن تفييرد بالييذكر‬
‫وأهلها ‪ ،‬فإذا هي نوع على حياله ‪ .‬اهي ‪.‬‬
‫لسلم ‪ :‬وقد أخل بأنواع مسيتعملة‬ ‫قال شيخ ا‬
‫عنييد أهييل ِالحييديث ‪ :‬منهييا القييوي والجيييد‬
‫والمعيييروف والمحفيييوظ والمجيييود والثيييابت‬
‫والصييالح ‪ .‬ومنهييا فييي صييفات الييرواة أشييياء‬
‫كثيرة ‪ ،‬كمن اتفق اسم شيخه والراوي عنييه ‪،‬‬
‫وكمن اتفق اسمه واسم شيخه وشيييخ شيييخه‬
‫أو اسيمه واسيم أبييه وجيده ‪ ،‬أو اتفيق اسيمه‬
‫وكنيته ‪ .‬وغير ذلك ‪ .‬واستدرك البلقيني في »‬
‫محاسن الصطلح « خمسة أنواع أخر غييير ّمييا‬
‫ذكيير وسيييأتي إلحيياق كييل ذلييك إن شيياء اللييه‬
‫تعالى ‪.‬‬
‫وقد ذكر ابن الصييلح أيض يا ً أحكييام أنييواع فييي‬
‫ضمن نوع مع إمكان إفرادهييا بالييذكر ‪ ،‬كييذكره‬
‫في نوع المعضييل أحكييام المعلييق والمعنعيين ‪،‬‬
‫وهما نوعان مستقلن أفردهما ابيين جماعيية ‪،‬‬
‫وذكير الغريييب والعزيييز والمشييهور والمتييواتر‬
‫في نوع واحد ‪ ،‬وهي أربعة ‪ .‬ووقييع لييه عكييس‬
‫ذلك ‪ .‬وهو تعدد أنواع وهي متحدة ‪ ،‬والمصنف‬
‫تابع له في كل ذلك ‪ ،‬وسيييأتي بيييانه إن شيياء‬
‫الّله تعالى ‪.‬‬
‫وهذا حين الشروع في المقصود بعون الملييك‬
‫المعبود ‪ .‬فأقول ‪:‬‬
‫‪- 16 -‬‬
‫بسم الّله الرحمن الرحيم‬
‫_________________________‬
‫لسييلم والمسييلمين‬ ‫شيييخاليا ِ‬ ‫أخييبرني شيييخنا‬
‫يدين صييالح ابيين شيييخ‬ ‫قاضييي القضيياة علييم‬
‫لسلم سراج الدين عمر بن رسلن البلقيني‬ ‫ا‬
‫‪ِ ،‬وغييير واحييد إجييازة منهييم ‪ ،‬كلهييم عيين أبييي‬
‫إسييحق إبراهيييم بيين أحمييد التنييوخي ‪ ،‬أن أبييا‬
‫الحسين بين العطيار الدمشيقي أخيبره قيال ‪:‬‬
‫السييلم الحييافظ أبييو زكريييا‬ ‫شيييخ) بسم ال ّ‬ ‫أخييبرني‬
‫الرحمن الرحيييم ( ‪،‬‬ ‫النواويامتثال ً لقوله صلى ال ّ‬
‫له‬ ‫‪:‬‬ ‫قال‬
‫يلم ‪:‬‬ ‫ي‬ ‫وس‬ ‫يه‬‫ي‬ ‫علي‬ ‫له‬ ‫أي أبدأ‬
‫» كييل أميير ذي بييال ل يبييدأ فيييه ببسييم الّلييه‬
‫الرحمن الرحيم فهو أقطع « ‪ ،‬رواه الرهيياوي‬
‫من حديث أبي هريييرة ‪ ،‬وتصييدير‬ ‫في الربعين‬
‫النبي صلى الّله عليه وسلم كتبه بها مشييهور‬
‫في الصحيحين وغيرهما ‪ ،‬وروى الحاكم في »‬
‫المستدرك « وابن أبي حاتم في تفسيره ميين‬
‫طريق جعفر بن مسافر ‪ ،‬عن زيد بن المبييارك‬
‫الصنعاني ‪ ،‬عن بلل بيين وهييب الجنييدي ‪ ،‬عيين‬
‫أبيه عن طاوس عيين ابيين عبيياس ‪ ،‬أن عثمييان‬
‫سأل النبي صييلى الل ّييه عليييه وسييلم‬ ‫عفان ال ّ‬ ‫بن‬
‫الرحميين الرحيييم فقييال ‪ » :‬هي ّيو‬ ‫له‬ ‫بسم‬ ‫عن‬
‫اسم من أسماء الّله ‪ ،‬وما بينه وبين اسم الله‬
‫الكبر إل كما بين سييواد العييين وبياضييها ميين‬
‫لسييناد ‪،‬‬ ‫صييحيح ا ِ‬ ‫القييرب « ‪ ،‬قييال الحيياكم ‪:‬‬
‫طريق عبد‬ ‫وروى ابن مردويه في تفسيره من‬
‫الكبير بن المعافى بيين عمييران عيين أبيييه عيين‬
‫يابر‬ ‫عمر بن ذر عن عطاء بن أبي ربيياح عيين جي‬
‫بيين عبييد الل ّييه قييال ‪ » :‬لمييا نزلييت بسييم الل ّييه‬
‫الرحمن الرحيييم هييرب الغيييم إلييى المشييرق ‪،‬‬
‫وسكنت الرياح ‪ ،‬وهاج البحر ‪ ،‬وأصغت البهائم‬
‫بآذانهييا ‪ ،‬ورجمييت الشييياطين ‪ ،‬وحلييف الّلييه‬
‫بعزته وجلله أن ل يسمى اسييمه علييى شيييء‬
‫إل بارك فيه « ‪.‬‬

‫‪- 17 -‬‬
‫وروى ابن جرير وابن مردويه في تفسيييريهما‬
‫وأبو نعيم في الحلية من طريق إسماعيل بيين‬
‫مسعر عيين‬ ‫عياش عن إسماعيل بن يحيى عن‬
‫عطية عن أبي سعيد الخييدري مرفوعييا ً ‪ » :‬أن‬
‫عيسييى بيين مريييم أسييلمته أمييه إلييى الكتيياب‬
‫لتعلمه ‪ ،‬فقال لييه المعلييم ‪ :‬اكتييب بسييم الل ّي ّيه‬
‫الرحمن الرحيم ‪ ،‬قال له عيسى وما بسم الله‬
‫‪ ،‬قييال المعليم ّ ‪ :‬ل أدري ‪ ،‬فقيال ليه عيسيى ‪:‬‬
‫البيياء بهيياء اللييه ‪ ،‬والسييين سييناؤه والميييم‬
‫مملكته ‪ ،‬والل ّييه إلييه اللهيية ‪ ،‬والرحميين رحيييم‬
‫والرحيم رحيم الخرة « ‪ ،‬وهييذا‬ ‫الدنيا الخرة ‪،‬‬
‫غريب جدا ً ً ‪ ،‬قال ابن كثير ‪ :‬وقييد يكييون‬ ‫حديث‬
‫صييحيحا ً موقوف يا أو ميين السييرائيليات ل ميين‬
‫المرفوعات ‪.‬‬
‫وروى ابن جرير من طريق بشر بن عمارة عن‬
‫أبي ّروق عن الضحاك عن ابن عباس ‪ .‬قييال ‪:‬‬
‫» اللييه ذو اللوهييية والعبودييية علييى خلقييه‬
‫أجمعين ‪ ،‬والرحمن ‪ -‬الفعلن ‪ -‬ميين الرحميية ‪،‬‬
‫والرحيم الرفيق بمن أحب أن يرحمه ‪ ،‬والبعيد‬
‫الشديد على من أحب أن يضعف عليه العييذاب‬
‫« ‪ ،‬وبشر ضييعيف ‪ ،‬والضييحاك لييم يسييمع ميين‬
‫ابن عباس ‪ ،‬وأسييند ابيين جرييير عيين العرزميي‬
‫قييال ‪ » :‬الرحميين لجميييع الخلييق ‪ .‬الرحيييم‬
‫وأسند ابن أبي حاتم عيين جييابر‬ ‫بالمؤمنين « ‪،‬‬
‫بن زيد قال ‪ » :‬الّله هو السم العظم « ‪.‬‬
‫ين ابيين عبيياس فييي‬ ‫وروى الييبيهقي وغيييره عي‬
‫سميا ً { ) مريم ‪، ( 65 :‬‬ ‫قوله ‪ } :‬هل تعلم له‬
‫قال ‪ :‬ل أحد يسمى » الّله « وأسند ابن جرييير‬
‫عن الحسيين البصييري قييال ‪ » :‬الرحميين اسييم‬
‫ممنوع ‪ ،‬أي ل يستطيع أحد أن يتسمى ً بييه « ‪،‬‬
‫وأسند ابن أبي حاتم عن الحسن أيضييا قييال ‪:‬‬
‫» الرحيم اسم ل يستطيع الناس أن ينتحلوه ‪،‬‬
‫تسييمى بييه تبييارك وتعييالى « ‪ .‬وبهييذه الثييار‬
‫عرفت مناسبة جميع هذه السماء الثلثة فييي‬
‫البسملة ‪.‬‬

‫‪- 18 -‬‬
‫ه‪.‬‬ ‫حمدُ ِلل ِ‬ ‫ال ْ َ‬
‫_________________________‬
‫) الحمييد للييه ( روى الخطييابي فييي غريبييه ‪،‬‬
‫والديلمي في » مسند الفردوس «‪ ،‬والبيهقي‬
‫ثقييات ‪ ،‬لكنييه‬ ‫فييي » الدب « بسييند رجيياله‬
‫منقطع ‪ ،‬عن ابن عمرو أن رسول الّلييه صييلى‬
‫وسلم قال ‪ » :‬الحمد رأس الشييكر ‪،‬‬ ‫الّله عليه‬
‫ما شكر الّله عبد ل يحمده « ‪.‬‬
‫وروى الطبراني في الوسيط بسييند ضيعيف ‪،‬‬
‫سمعان قال ‪ » :‬سييرقت ناقيية‬ ‫النواس بن‬
‫صلى الل ّ‬ ‫رسول ال ّ‬ ‫عن‬
‫علييه وسيلم الجيدعاء ‪،‬‬ ‫يه‬‫ي‬ ‫له‬
‫رسول الّله صلى الّله عليه وسلم ‪ :‬لئن‬ ‫فقالال ّ‬
‫فقال ‪:‬‬ ‫‪،‬‬ ‫فردت‬ ‫‪،‬‬ ‫ربي‬ ‫لشكرن‬ ‫علي‬ ‫له‬ ‫ردها‬
‫الحمييد للييه ‪ ،‬فنظييروا هييل يحييدث صييوما ً أو‬
‫أنه نسيي ‪ ،‬فقيالوا ليه ‪ ،‬قيال ‪:‬‬ ‫صلة ؟ فظنوا‬
‫ألم أقل الحمد لّله « ؟ ‪.‬‬
‫وروى ابن جرير بسند ضعيف عيين الحكييم بيين‬
‫عمييير ‪ّ ،‬وكييانت لييه صييحبة قييال ‪ :‬قييال النييبي‬
‫قلت الحمييد للييه‬ ‫صلى الله عليه وسلم ‪ » :‬إذا‬
‫رب العييالمين ‪ ،‬فقييد شييكرت الل ّييه فييزادك « ‪.‬‬
‫وأسند من طريييق الضيحاك عين ابيين عبيياس ‪،‬‬
‫قال ‪ :‬الحمد لله هو الشكر لله ‪ ،‬الستخذاء لله‬
‫لقرار بنعمته ‪ ،‬وابتداؤه وغير ذلك ‪ ،‬وأسييند‬ ‫وا‬
‫ابن ِ‬
‫طريق أحسن منييه عيين ابيين‬ ‫من‬ ‫حاتم‬ ‫أبي‬
‫عباس قييال ‪ :‬الحمييد لل ّييه كلميية الشييكر ‪ ،‬فييإذا‬
‫قال العبد ‪ :‬الحميد لل ّييه قيال شيكرني عبييدي ‪،‬‬
‫وفي » صحيح مسلم « من حييديث أبييي مالييك‬
‫الشعري مرفوعا ً ‪ » :‬الحمد لّلييه تمل الميييزان‬
‫« ‪ .‬وأخرجه الترمذي ميين حييديث ابيين عمييرو ‪،‬‬
‫ورجل من بني سليم ‪ .‬وفي صحيح ابيين ّحبيان‬
‫يابر بيين عبييد اللييه ‪» :‬‬‫والترمذي ميين حييديث جي‬
‫أفضل الييذكر ل إلييه إل الل ّييه ‪ ،‬وأفضييل الييدعاء‬
‫الحمد لله « ‪.‬‬
‫وروى ابيين حبييان وأبييو ًداود والنسييائي ميين‬
‫حديث أبي هريرة مرفوعا ‪ » :‬كل أمر ذي بييال‬
‫ل يبدأ فيييه بحمييد الل ّييه فهييو أقطييع « ‪ .‬وروى‬
‫والنسائي من حديث السييود بيين سييريع‬ ‫أحمد‬
‫مرفوعا ً ‪ » :‬إن ربك يحب الحمد « ‪.‬‬

‫‪- 19 -‬‬
‫ل‬ ‫ضيييي‬
‫ف ْ‬ ‫وال ْ َ‬ ‫لا َنَ‬ ‫و‬ ‫طيييي‬ ‫ن ‪ِ ،‬ذي ال ّ‬ ‫نييييا ِ‬ ‫م ّ‬‫حنال‪َ ،‬‬ ‫فّتييييا‬ ‫ال ْ َ‬
‫ل‬‫ض ي َِ‬
‫ف ّ‬ ‫و َ‬ ‫‪،‬‬ ‫مي ِ‬
‫َ‬
‫لي ْ‬ ‫با‬ ‫نا‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫لي‬ ‫ع‬
‫َ‬ ‫ن‬‫ّ‬ ‫م‬ ‫ذي‬ ‫ِ‬ ‫ّ‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫سا ِ‬
‫وان َ َِنا َ ِ‬
‫َ‬ ‫ح‬
‫ْ‬ ‫ل‬
‫خِليِلييه‬ ‫وَ َ‬
‫َ‬ ‫ه‬ ‫ِ‬
‫حبيب ِ‬ ‫حا ِ ّب ِ َ‬
‫وم َ‬‫َ‬ ‫ن‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫ساِئر ال َدَْيا‬ ‫عَلى َ‬ ‫دي‬ ‫َ‬
‫ِ‬
‫ة‬
‫عبييادَ َ‬‫ه ِ‬ ‫علي ْي ِ‬ ‫صيلى اللييه َ‬ ‫ميد َ‬ ‫مح ّ‬ ‫ه ُ‬ ‫ول ِ‬ ‫سي َ‬
‫وَر ُ‬ ‫َ‬ ‫ه‬
‫عْبد ِ‬ ‫َ‬
‫ن‪،‬‬ ‫وَثا ِ‬‫ال ْ‬
‫_________________________‬
‫) الفتيياح ( صيييغة مبالغيية ميين الفتييح بمعنييى‬
‫القضاء ‪ ،‬قال تعالى ‪ } :‬ربنا افتح بيننييا وبييين‬
‫قومنيييا بيييالحق وأنيييت خيييير الفييياتحين { ‪.‬‬
‫) المنييان ( صيييغة مبالغيية ميين الميين ‪ ،‬بمعنييى‬
‫لنعام ‪ ،‬وسيييأتي فييي النييوع الخييامس‬ ‫الكثير ا ِ‬
‫والربعين فييي أثيير مسلسييل عيين علييي ‪ :‬أنييه‬
‫الذي يبدأ بالنوال قبل السؤال ) ذي الطييول (‬
‫كمييا وصييف تعييالى بييذلك نفسييه فييي كتييابه ‪،‬‬
‫وفسييره ابيين عبيياس فيمييا أخرجييه ابيين أبييي‬
‫حييياتم ‪ ،‬بيييذي السيييعة والغنيييى ) والفضيييل‬
‫ليمان ( بأن هدانا‬ ‫والحسان الذي من علينا با‬
‫لسلم )‬ ‫ِ‬ ‫إليه ِ ووفقنا له ) وفضل ديننا ِ ( وهو ا‬
‫على سائر الديان ( كما وردت بذلك الحاديث‬
‫بحيييبيبه وخليليييه عبيييده‬ ‫المشيييهورة ) ومحيييا‬
‫ورسوله محمد صلى الل ّييه عليييه وسييلم عبييادة‬
‫الوثان ( أي الصيينام الييتي كييان عليهييا كفييار‬
‫الجاهلية في زميين الفييترة بعييد عيسييى عليييه‬
‫السلم ‪ ،‬وقد ذكر المصيينف ّهنييا أربييع صييفات‬
‫من أشرف أوصافه صييلى اللييه عليييه وسييلم ‪:‬‬
‫يره عيين‬ ‫فالحبيب ورد في حديث الترمييذي وغيي‬
‫ابن عباس مرفوعا ً ‪ » :‬أل وأنا حييبيب الّلييه ول‬
‫فخر « ‪.‬‬
‫وغيره من حديث ابن مسعود عيين‬ ‫أحمد‬ ‫وروى‬
‫النبي صلى الّله عليه وسلم ‪ ً » :‬إني أبرأ إلييى‬
‫كل خليل من ‪ ،‬ولو كنت متخييذا خلي ّل ً لتخييذت‬
‫أبا بكر خليل ً ‪ ،‬وإن صاحبكم خليل الله « ‪.‬‬

‫‪- 20 -‬‬
‫وقد اختلييف فييي تفسييير الخليية واشييتقاقها ‪،‬‬
‫فقيل ‪ :‬الخليل المنقطع إلييى الل ّييه بل مرييية ‪،‬‬
‫وقيل المختص به ‪ ،‬وقيل الصفي الذي يييوالي‬
‫فيه ويعادي فيه ‪ ،‬وقيل المحتاج إليه ّ ‪ .‬وأصييل‬
‫المحبيية الميييل ‪ ،‬وهييي فييي حييق اللييه تعييالى‬
‫تمكينه لعبده مين السيعادة والعصييمة ‪ ،‬وتهيئة‬
‫أسيييباب القيييرب ‪ ،‬وإفاضييية الرحمييية علييييه ‪،‬‬
‫وكشف الحجييب عيين قلبييه ‪ ،‬والكييثر علييى أن‬
‫المحبيية أرفييع ‪ ،‬وقيييل بييالعكس ‪ ،‬لنييه‬ ‫درجيية‬
‫صلى الّله عليه وسلم نفى ثبييوت الخليية لغييير‬
‫ربه ‪ ،‬وأثبت المحبيية لفاطميية وابنهييا وأسييامة‬
‫وغيرهييم ‪ ،‬وقيييل همييا سييواء ‪ ،‬والعبييد ‪ :‬ميين‬
‫أشرف صفات المخلوق ‪ ،‬أسند القشيري فييي‬
‫رسالته عن الدقاق قال ‪ :‬ليس شيييء أشييرف‬
‫مين العبوديية ‪ ،‬ول اسيم أتيم ّللميؤمن منهيا ‪،‬‬
‫ولذلك قال في صفته صلى اللييه عليييه وسيلم‬
‫ليلة المعراج ‪ -‬وكان أشرف أوقاته ‪ } -‬سبحان‬
‫الذي أسرى بعبده ‪ -‬فأوحى إلى عبده { ‪ ،‬ولييو‬
‫كان اسم أجل من العبودية لسماه به ‪.‬‬
‫وأسييند عنييه أيضييا ً قييال ‪ :‬العبودييية أتييم ميين‬
‫العبادة ‪ ،‬فأول ً عبادة وهي للعوام ‪ ،‬ثم عبودية‬
‫وهييي للخييواص ‪ ،‬ثييم عبييودة وهييي لخييواص‬
‫حديث أبييي‬ ‫المسند وغيره من‬
‫صلى الل ّ‬ ‫الخواص ‪ ،‬وفي‬
‫ملكا ً‬
‫يه‬
‫أن‪ :‬إن الّله أرسلني إليييك ؛ أفملك يا ً‬
‫ي‬ ‫علي‬ ‫يه‬‫ي‬ ‫النبي‬ ‫أتى‬ ‫هريرة ‪» :‬‬
‫فقال‬ ‫وسلم‬
‫جبريييل ‪:‬‬ ‫فقييال‬ ‫؟‬ ‫نبيا ً يجعلك ‪ ،‬أو عبدا ً رسول ً‬
‫تواضع لربك ‪ ،‬يا محمد ‪ ،‬قال ‪ :‬بل عبدا ً رسول ً‬
‫« ‪ .‬والشهر فييي معنييى الرسييول أنييه إنسييان‬
‫أوحي إليه بشرع وأمر بتبليغه ‪ ،‬فإن لم يييؤمر‬
‫فنبي فقط ‪ ،‬وممن جزم به الحليمييي ‪ ،‬وقيييل‬
‫وكان معييه كتيياب ‪ ،‬أو نسييخ لبعييض شييرع ميين‬
‫قبلييه ‪ ،‬فييإن لييم يكيين فنييبي فقييط وإن أميير‬
‫بييالتبليغ ‪ ،‬فييالنبي أعييم عليهمييا ‪ ،‬وقيييل همييا‬
‫بمعنييى ‪ ّ ،‬وهييو الولييى ‪ ،‬ثييم الكييثر علييى أنييه‬
‫لنييس‬ ‫يذلكيى ا ِ‬
‫صييلى اللييه عليييه وسييلم مرسييل إلي‬
‫الحليمييي‬ ‫والجيين دون الملئكيية ؛ صييرح بي‬
‫والبيهقي في الشعب ‪ ،‬والييرازي ‪ ،‬والنسييفي‬
‫فيي تفسييريهما ‪ ،‬ونقليه المتييأخرون ‪ ،‬منهيم‬
‫الحافظ أبو الفضل العراقييي فييي نكتييه علييى‬
‫ابن الصلح ‪ ،‬والشيخ جلل الدين المحلي فييي‬
‫شرح جمع الجوامع ‪ ،‬واختار ًالبارزي والسبكي‬
‫أنه مرسل إلى الملئكة أيض يا ‪ ،‬وهييو اختييياري‬
‫وقد ألفت فيه كتاب يا ً ‪ ،‬وأمييا الكلم فييي شييرح‬
‫اسمه محمد فقد بسطناه في » شرح السماء‬
‫النبوية « ‪.‬‬

‫‪- 21 -‬‬
‫عَلييى‬ ‫ة َ‬‫سييتمر ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ليل ْي ُ‬ ‫ن َا‬ ‫سيين ٍ‬ ‫والالل ّّ‬ ‫جَزة‬ ‫نِ‬ ‫مع‬‫بييال ْ‬‫صييه ِ‬ ‫قّ‬ ‫خ‬
‫و َ‬
‫ى سيياِئر‬ ‫َ‬ ‫ي‬ ‫عل‬‫َ‬ ‫و‬ ‫ه‬
‫ِ‬ ‫ع‬
‫َ‬ ‫يه‬‫ي‬ ‫صلى‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫زما‬ ‫ْ‬ ‫ال‬ ‫ب‬
‫ِ‬ ‫َتعا َ‬
‫مييا‬ ‫و َ‬
‫ن ‪َ ..‬‬‫وان‬ ‫مليي َ‬ ‫ف ال ْ َ‬ ‫ل ْمييا اخَتليي َ‬ ‫كيي ّ‬ ‫وآل ُ‬ ‫نِ َ‬ ‫ال ََنييبّيي‬
‫رت َ‬
‫دا ِ‬‫دي َ‬ ‫ج ِ‬‫ب ال ْ َ‬ ‫عاق َ‬ ‫وت َ َ‬ ‫وِذكُرهُ َ‬ ‫ه‪َ ،‬‬ ‫حكم ُ‬ ‫تكّر َ‬
‫_________________________‬
‫) وخصييه بييالمعجزة ( المسييتمرة ‪ ،‬أي القييرآن‬
‫) والسنن المسييتمرة علييى تعيياقب الزمييان (‬
‫الصحيحين عن أبي هريرة أن رسييول الييه‬ ‫في‬
‫صلى الّله عليه وسييلم قييال ‪ :‬مييا ميين النبييياء‬
‫آميين‬
‫مثله وحييا ً‬ ‫من نبي إل قد أعطى من اليات ما‬
‫يذي أكثرهم تبعييا ً‬
‫يت‬ ‫ي‬ ‫أوتي‬ ‫عليييه البشيير ‪ ،‬وإنمييا كييان الي‬
‫أوحاه الّله إلي ‪ ،‬فأرجو أن أكون‬
‫يوم القيامة ‪ .‬أي اختصصته من بينهم بالقرآن‬
‫المعجييز للبشيير ‪ ،‬المسييتمر إعجييازه إلييى يييوم‬
‫القيامييية ‪ ،‬بخلف سيييائر المعجيييزات فإنهيييا‬
‫انقضت في وقتها ) صلى الّله عليه ( وسلم )‬
‫وعلييى سييائر النييبيين وآل كييل مييا اختلييف‬
‫الملوان ( أي الليل والنهار ‪ ،‬قاله في الصحاح‬
‫‪ ،‬يقال ل أفعليه ميا اختليف المليوان ‪ ،‬الواحيد‬
‫مل بالقصر ) وما تكررت حكمه وذكره وتعاقب‬
‫الجديدان ( أي الليييل والنهييار أيضييا قييال ابيين‬
‫دريد ‪:‬‬
‫عيلى جيدييد‬ ‫إن الجديدين إذا ما استوليا‬
‫دنَيياهُ للبيلى‬ ‫أ ْ‬
‫وقيل هما الغداة والعشيي ‪ ،‬وأدخييل المصيينف‬
‫الصلة سائر النبيين ‪ ،‬لحديث ‪ :‬صلوا على‬ ‫أنبياء الل ّ‬‫في‬
‫يت ‪.‬‬ ‫ي‬ ‫بعث‬ ‫يا‬‫ي‬ ‫كم‬ ‫يوا‬ ‫ي‬ ‫بعث‬ ‫يإنهم‬ ‫ي‬ ‫ف‬ ‫يله‬ ‫ي‬ ‫ورس‬ ‫يه‬‫ي‬
‫أخرجه الخطيب وغيره ‪ ،‬وآل النبي صلى الّلييه‬
‫عليه وسلم عند الشافعي ‪ :‬أقيياربه المؤمنييون‬
‫من بني هاشم والمطلب ‪ ،‬لحديث مسلم فييي‬
‫الصدقة ‪ » :‬إنها ل تحل لمحمييد ول لل محمييد‬
‫« ‪ ،‬وقييال فييي حييديث رواه الطييبراني ‪ » :‬إن‬
‫الخمس ما يكفيكم ‪ -‬أو يغنيكم‬ ‫خمسصلى ال ّ‬ ‫لكم في‬
‫وسييلم الخمييس‬ ‫عليه‬ ‫له‬ ‫قسم‬ ‫« ‪ ،‬وقد‬
‫على بني هاشم والمطلب تاركا ً أخييويهم بنييي‬
‫نوفل وعبد شمس مييع سييؤالهم لييه كمييا رواه‬
‫البخاري ‪ ،‬فييآل إبراهيييم ‪ :‬إسييماعيل واسييحق‬
‫وأولدهميييا ‪ ،‬ويقييياس بيييذلك ‪ ،‬آل البييياقين ‪،‬‬
‫وتعبير المصنف عن السنة بالحكم ‪ ،‬أخييذا ً ميين‬
‫تفسير الحكمة فييي قييوله تعييالى ‪ } :‬يعلمهييم‬
‫الكتيياب والحكميية { ) آل عمييران ‪( 164 -‬ي ‪،‬‬
‫وقوله ‪ }ّ :‬واذكرن ما يتلييى فييي بيييوتكن ميين‬
‫آييييات الليييه والحكمييية { ) الحيييزاب ‪( 34 -‬‬
‫بالسنة ‪ .‬قال ذلك قتادة والحسن وغيرهما ‪.‬‬

‫‪- 22 -‬‬
‫ضييل‬ ‫ف َ‬ ‫ن أَ ْ‬ ‫ْ‬ ‫مي‬
‫ث ِ‬ ‫دي ِ‬ ‫عل ْييم اْلح ي ِ‬ ‫ن ِ‬ ‫فييإ ّ‬ ‫ع يد ُ « َ‬ ‫مييا ب َ ْ‬ ‫ّ‬
‫» أَ‬
‫و‬
‫وه َ‬ ‫ولي َ‬ ‫ن‬ ‫ُ‬
‫وكيف ل يكو ُ‬ ‫ق وأ َ‬ ‫يي َ‬ ‫ن‪.‬‬ ‫عالمي َ‬ ‫ب ال َ‬ ‫ب إ َلى َر ّ‬ ‫َ‬ ‫يياَرن ِ‬ ‫ق‬‫ال ْ ُ‬
‫ن‬ ‫يي‬ ‫ي‬
‫رته م َين كتيّياب َ‬‫ال‬ ‫رم‬ ‫يي‬
‫ي‬ ‫ْ‬ ‫ك‬ ‫ي‬ ‫لخل‬ ‫ْ‬ ‫ا‬ ‫ر‬ ‫يي‬ ‫ي‬ ‫خي‬
‫َ‬ ‫ييق‬ ‫ي‬ ‫ري‬ ‫ط‬ ‫ب َي َي ُ‬
‫»‬ ‫ِ‬ ‫صي َْ ُ ِ ْ ْ ِ َ‬ ‫خت َ ِ‬
‫َ‬ ‫با ْ‬ ‫ذا كَتا ِ ٌ‬ ‫ه َ‬‫و َ‬‫َ‬ ‫‪.‬‬ ‫خرين ِ‬ ‫وال ِ‬
‫ث‬ ‫دي ِ‬ ‫حيي ِ‬ ‫وم ال َ‬ ‫ِ‬ ‫عل‬‫ن» ُ‬ ‫ْ‬ ‫م‬
‫ه ِ‬ ‫ُ‬ ‫صرت ْ‬ ‫َ‬ ‫شاِد « اّلذي اخ ْت َ‬ ‫لر َ‬ ‫ا‬
‫رو‬ ‫عم ي ِ‬ ‫ظ المْتقيين أب ِييي َ‬ ‫حيياف ِ‬ ‫مييام ال َ‬ ‫بنال ِ َ‬ ‫شيخ‬ ‫« ِلل ّ‬
‫ن‬‫ما َ‬ ‫عث َ‬ ‫ُ‬
‫_________________________‬
‫) أما بعد ( أتى بها لن النبي صلى الل ّييه عليييه‬
‫وسييلم كييان إذا خطييب قييال ‪ :‬أمييا بعييد ‪ ،‬رواه‬
‫الطبراني ‪ ،‬وِذكُرها في خطبه صلى الّله عليييه‬
‫وسلم مشهور في الصحيحين وغيرهما ‪ ،‬وفي‬
‫حديث ‪ :‬إنها فصل الخطاب الذي أوتيييه داود ‪،‬‬
‫رواه الديلمي فييي » مسييند الفييردوس « ميين‬
‫حييديث أبييي موسييى الشييعري ) فييإن علييم‬
‫الحديث من أفضل القرب ( جمع قربيية أي مييا‬
‫يتقرب به ) إلى رب العالمين وكيف ل يكون (‬
‫كذلك ) وهيو بيييان طرييق خيير الخليق وأكيرم‬
‫والشيييء يشييرف بشييرف‬ ‫الولين والخرييين (‬
‫متعلقييه ‪ ،‬وهييو أيضييا ً وسيييلة إلييى كييل علييم‬
‫شرعي ‪ .‬أما الفقه فوا ضح ‪ّ ،‬وأمييا التفسييير ‪:‬‬
‫فلن أولى ما فسر به كلم الله تعالى ما ثبت‬
‫عن نييبيه صييلى الل ّييه عليييه وسييلم وأصييحابه ‪،‬‬
‫وذلك يتوقف على معرفته ) وهذا كتاب ( فييي‬
‫لرشيياد‬ ‫علوما ِ‬ ‫علوم الحديث ) اختصرته من كتيياب »‬
‫الحديث‬ ‫« الذي اختصرته من ( كتاب ) »‬
‫لمييام الحييافظ المحقييق المتقيين (‬ ‫« للشيييخ ا‬
‫تقي الدين )ِ أبي عمرو‬

‫‪- 23 -‬‬
‫ه‬‫اللل ّّيي ُ‬ ‫ضي‬
‫يا َءَ ال‬
‫لح َر ِ‬ ‫ص َ‬ ‫الييا ّ‬ ‫ف باب ْن‬ ‫معرو‬
‫ه ْ ُفيييِ ا ْ‬ ‫رحمن ال َ‬ ‫د ال‬
‫ه َ‪ ،‬أ ُ ّب َييال ُ‬
‫عب ِ‬ ‫َ‬
‫يه‬ ‫َ‬ ‫ي‬ ‫َ‬
‫ش‬ ‫ن‬ ‫ْ‬ ‫إ‬ ‫ر‬
‫ِ‬ ‫ص‬‫َ‬ ‫لخ ِت ِ‬ ‫غ في ي ِ‬ ‫ُ‬ ‫عن‬ ‫َ‬
‫ص‬
‫كريييمُ‬ ‫ر‬
‫ح َي ِ‬
‫وأ ْ‬ ‫َ‬ ‫صييوِدّ ‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫مق‬ ‫ْ‬ ‫بال‬ ‫خلل‬ ‫ْ‬ ‫إ‬ ‫ر‬
‫ِ‬ ‫ي‬ ‫ْ‬ ‫ي‬‫غ‬ ‫ن‬ ‫ْ‬ ‫ي‬ ‫م‬
‫ِ‬ ‫لى‬ ‫يا‬ ‫عي‬ ‫َ‬ ‫تَ‬
‫عَلييى اللييه ال‬ ‫و َ‬ ‫َ‬ ‫عَبيياَرة ‪،‬‬
‫ح ال ِ‬ ‫ضييا‬ ‫َ‬ ‫إي‬ ‫لييى‬ ‫ع َ‬ ‫َ‬
‫والستَنادُ ‪.‬‬ ‫ه الّتفويض َ‬ ‫وإل ِي ْ ِ‬ ‫مادُ ‪َ ،‬‬ ‫لعت َ‬ ‫ا ْ‬
‫ف‪.‬‬ ‫عي ٌ‬ ‫وض ِ‬ ‫َ‬ ‫‪،‬‬ ‫ن‬ ‫س‬
‫َ َ ٌ‬‫ح‬ ‫و‬ ‫‪،‬‬ ‫ح‬‫ٌ‬ ‫صحي‬ ‫َ‬ ‫‪:‬‬ ‫ث‬
‫ُ‬ ‫دي‬
‫ِ‬ ‫ح‬‫ال ْ‬
‫_________________________‬
‫عثمييان بيين عبييد الرحميين ( الشييهرزوري ثييم‬
‫الدمشييقي ) المعييروف بييابن الصييلح ( وهييو‬
‫لقب أبيه ) رضييي ال ّل ّييه عنييه ‪ ،‬أبييالغ فيييه فييي‬
‫الختصار إن شاء الله تعالى ‪ ،‬ميين غييير إخلل‬
‫يود ‪ ،‬وأحييرص علييى إيضيياح العبييارة ‪،‬‬ ‫بالمقصي‬
‫وعلى الّله الكريم العتميياد ‪ ،‬وإليييه التفييويض‬
‫والستناد ‪ .‬الحديث ( فيما قال الخطابي فييي‬
‫» معيييالم السييينن « ‪ ،‬وتبعيييه ابييين الصيييلح ‪:‬‬
‫ينقسم عند أهله على ثلثة أقسييام ) صييحيح ‪،‬‬
‫وحسن ‪ ،‬وضعيف ( لنه إما مقبول أو مردود ‪،‬‬
‫والمقبول إما أن يشتمل ميين صييفات القبييول‬
‫علييى أعلهييا أو ل ‪ ،‬والول الصييحيح والثيياني‬
‫الحسن ‪ ،‬والمردود ل حاجة إلى تقسيمه ‪ ،‬لنه‬
‫ل ترجيح بين أفراده ‪.‬‬
‫واعترض بأن مراتبه أيضا ً متفاوتيية ‪ ،‬فمنييه مييا‬
‫يصييلح للعتبييار ومييا ل يصييلح ‪ ،‬كمييا سيييأتي ‪،‬‬
‫فكان ينبغي الهتمام بتمييز الول من غيره ‪.‬‬
‫وأجيب بأن الصالح للعتبييار داخييل فييي قسيم‬
‫المقبول ‪ ،‬لنه من قسم الحسن لغيييره ‪ ،‬وإن‬
‫يب‬
‫أيض يا ً‬ ‫نظيير إليييه باعتبييار ذاتييه ‪ ،‬فهييو أعلييى مراتي‬
‫الضعيف ‪ ،‬وقد تفاوتت مراتييب الصييحيح‬
‫ولم تنوع أنواعا ً ‪ ،‬وإنما لم يذكر الموضوع لنه‬

‫‪- 24 -‬‬
‫ل‪:‬‬ ‫سائ ِ ُ‬ ‫هم َ‬ ‫في ِ‬ ‫و ِ‬ ‫ح‪َ ،‬‬ ‫صحي ُ‬ ‫و ُ‬
‫ل ‪ :‬ال ّ‬ ‫ال ّ‬
‫ه‬
‫يندُ ُ‬‫سي‬ ‫ل َ‬‫صيي َ‬
‫َ‬ ‫مييا ات ّ‬‫َ‬ ‫و‬ ‫ي‬
‫هي‬‫ُ‬ ‫و‬ ‫‪،‬‬ ‫ه‬‫ِ‬ ‫ّ‬ ‫د‬ ‫ي‬‫حي‬
‫َ‬ ‫يي‬ ‫في‬ ‫‪:‬‬ ‫يى‬ ‫َ‬
‫لي‬ ‫الو‬
‫ة‪،‬‬ ‫عل ٍ‬
‫ول ِ‬ ‫ذوٍذ َ‬ ‫ش ُ‬ ‫رَ ُ‬
‫غي ْ ِ‬ ‫ن َ َ‬
‫م ْ‬ ‫ن ِ‬ ‫ضاِبطي َ‬ ‫دول ال ّ‬ ‫ِباْلع ُ‬
‫_________________________‬
‫ليس في الحقيقة بحديث اصطلحا ً ‪ ،‬بل بزعم‬
‫قيل ‪ :‬الحديث صحيح وضعيف فقط‬ ‫واضعه ‪ ،‬و َ‬
‫‪ ،‬والحسيين مييدرج فييي أنييواع الصييحيح ‪ ،‬قييال‬
‫العراقي في نكته ‪ :‬ولم أر من سبق الخطابي‬
‫إلييى تقسيييمه المييذكور ‪ ،‬وإن كييان فييي كلم‬
‫المتقييدمين ذكيير الحسيين ‪ ،‬وهييو موجييود فييي‬
‫كلم الشييافعي والبخيياري وجماعيية ‪ ،‬ولكيين‬
‫الخطابي نقييل التقسيييم عيين أهييل الحييديث ‪.‬‬
‫وهو إمام ثقة ‪ ،‬فتبعه ابن‬
‫لسييلم ابيين حجيير ‪:‬‬ ‫شيييخ ا ِ‬ ‫الصييلح ‪ .‬قييال‬
‫أهل الحديث ميين العييام‬ ‫والظاهر أن قوله عند‬
‫الذي أريد به الخصييوص ‪ ،‬أي الكييثر ‪ ،‬أو الييذي‬
‫استقر اتفاقهم عليه بعد الختلف ‪.‬‬
‫تنبيه‬
‫قال ابن كثير ‪ :‬هذا التقسيم إن كان بالنسييبة‬
‫لما في نفس المر فليس إل صييحيح وكييذب ‪،‬‬
‫أو إلييى اصييطلح المحييدثين ‪ ،‬فهييو ينقسييم‬
‫عندهم إلى أكثر ميين ذلييك وجييوابه أن المييراد‬
‫الثاني ‪ ،‬والكل راجع إلى هذه الثلثة ‪.‬‬
‫) الول الصحيح ( وهو فعيل ‪ -‬بمعنى فاعييل ‪-‬‬
‫ميين الصييحة ‪ ،‬وهييي حقيقيية فييي الجسييام ‪،‬‬
‫واستعمالها هنا مجاز ‪ .‬واستعارة تبعية ) وفيه‬
‫مسائل ‪ ،‬الولى ‪ :‬فييي حييده ‪ ،‬وهييو مييا اتصييل‬
‫ل عن قول ابن الصلح ‪ » :‬المسييند‬ ‫عدَ َ‬ ‫سنده ( َ‬
‫الييذي يتصييل إسييناده « ‪ ،‬لنييه أخصيير وأشييمل‬
‫للمرفوع والموقييوف ) بالعييدول الضييابطين (‬
‫جمع باعتبار سلسلة السند ‪ ،‬أي بنقييل العييدل‬
‫الضابط عن العدل الضابط إلى منتهيياه ‪ ،‬كمييا‬
‫عبر به ابيين الصييلح ‪ ،‬وهييو أوضييح ميين عبييارة‬
‫المصنف إذ توهم أن يرويييه جماعيية ًضييابطون‬
‫عن جماعيية ضييابطين ‪ ،‬وليييس مييرادا ‪ .‬قيييل ‪:‬‬
‫كان الفضل أن يقول بنقل الثقيية ‪ ،‬لنييه ميين‬
‫جمع العدالة والضبط ‪ ،‬والتعيياريف تصييان عيين‬
‫لسييهاب ) ميين غييير شييذوذ ول عليية ( فخييرج‬ ‫ا ِ‬
‫بالقيييد الول المنقطييع والمعضييل والمعلييق‬
‫والمدلس والمرسل علييى رأي مي ًين ل يقبلييه ‪،‬‬
‫وبالثيياني مييا نقلييه مجهييول عين يا أو حييال ً ‪ ،‬أو‬
‫معروف بالضييعف ‪ ،‬وبالثييالث مييا نقلييه مغفييل‬
‫كيييثير الخطيييأ ‪ ،‬وبيييالرابع والخيييامس الشييياذ‬
‫والمعلل ‪.‬‬
‫‪- 25 -‬‬
‫تنبيهات‬
‫الول ‪ :‬حد الخطابي الصحيح بييأنه ‪ :‬مييا اتصييل‬
‫سيينده وعييدلت نقلتييه ‪ ،‬قييال العراقييي ‪ :‬فلييم‬
‫يشترط ضبط الراوي ول السلمة من الشييذوذ‬
‫والعلة ‪ ،‬قال ‪ :‬ول شك أن ضييبطه ل بييد منييه ‪،‬‬
‫لن ميين كييثر الخطييأ فييي حييديثه وفحييش ‪،‬‬
‫استحق الترك ‪.‬‬
‫قلييت ‪ :‬الييذي يظهيير لييي أن ذلييك داخييل فييي‬
‫عبيييارته ‪ ،‬وأن بيييين قولنيييا ‪ » :‬العيييدل « و »‬
‫عدلوه « فرقا ‪ ،‬لن المغفل المسيتحق للييترك‬
‫ل يصييح أن يقييال فييي حقييه عييدله أصييحاب‬
‫الحديث ‪ ،‬وإن كان عدل ً في دينه ‪ ،‬فتأمل ‪.‬‬
‫لسييلم ذكيير فييي نكتييه معنييى‬ ‫شيخ‪ :‬ا ِ‬ ‫ثم رأيت‬
‫إن اشييتراط العداليية يسييتدعي‬ ‫ذلييك فقييال‬
‫صدق الراوي وعدم غفلته وعدم تسيياهله عنيد‬
‫التحميييل والداء ‪ ،‬وقييييل إن اشيييتراط نفيييي‬
‫الشذوذ يغني عن اشتراط الضبط ‪ ،‬لن الشاذ‬
‫إذا كييان هييو الفييرد المخييالف وكييان شييرط‬
‫الصيييحيح أن ينتفيييي كيييان مييين كيييثرت منيييه‬
‫المخالفة وهو غييير الضييابط أولييى ‪ .‬وأجيييب ‪:‬‬
‫بأنه في مقام التبيين ‪ ،‬فييأراد التنصيييص ولييم‬
‫لشارة ‪.‬‬ ‫يكتف با ِ‬
‫قييال العراقييي ‪ :‬وأمييا السييلمة ميين الشييذوذ‬
‫والعلة ‪ ،‬فقال ابن دقيق العيد في » القييتراح‬
‫« ‪ :‬إن أصييحاب الحييديث زادوا ذلييك فييي حييد‬
‫وفيه نظر على مقتضى نظيير‬ ‫الصحيح ‪ ،‬قال ‪:‬‬
‫الفقهاء ‪ ،‬فإن كثيرا ً من العلل التي يعلل بهييا‬
‫المحدثون ل تجري على أصول الفقهاء ‪ ،‬قييال‬
‫العراقي ‪ :‬والجواب أن ميين يصيينف فييي علييم‬
‫الحديث إنما يذكر الحد عند أهله ل عند غيرهم‬
‫من أهل علم آخر ‪ ،‬وكون الفقهاء والصوليين‬
‫ل يشترطون في الصحيح هييذين الشييرطين ل‬
‫يفسد الحد عند من يشترطهما ‪ ،‬ولذا قال ابن‬
‫الصييلح بعييد الحييد ‪ :‬فهييذا هييو الحييديث الييذي‬
‫يحكم له بالصحة بل خلف بين أهييل الحييديث ‪،‬‬
‫وقييد يختلفييون فييي صييحة بعييض الحيياديث‬
‫لختلفهم في وجود هييذه الوصيياف فيييه ‪ ،‬أو‬
‫لختلفهييم فييي اشييتراط بعضييها كمييا فييي‬
‫المرسل ‪.‬‬

‫‪- 26 -‬‬
‫الثيياني ‪ :‬قيييل ‪ :‬بقييي عليييه أن يقييول ‪ :‬ول‬
‫إنكييار ‪ .‬وردّ بييأن المنكيير عنييد المصيينف وابيين‬
‫الصلح هو والشاذ سيييان ‪ ،‬فييذكر معييه تكرييير‬
‫وعند غيرهما أسوأ حال ً من الشاذ ؛ فاشييتراط‬
‫نفي الشييذوذ يقتضيي اشييتراط نفيييه بطرييق‬
‫الولى ‪.‬‬
‫الثالث ‪ :‬قيل ‪ :‬لم يفصح بمييراده ميين الشييذوذ‬
‫هنا ‪ ،‬وقد ذكر في نوعه ثلثة أقوال ؛ أحدها ‪:‬‬
‫يرد‬ ‫الثقيية لرجييح منييه ‪ .‬والثيياني ‪ :‬تفي‬
‫مطلقيا ً‬ ‫مخالفيية‬
‫الثقة مطلقا ً ‪ .‬والثالث ‪ :‬تفرد اليراوي‬
‫ورد الخيرين ؛ فالظاهر أنه أراد هنا الول ‪.‬‬
‫لسييناد‬ ‫ضيا ِ‬
‫لسلم ‪ :‬وهو مشكل ؛ لن‬ ‫قال شيخ ا‬
‫يابطين ‪،‬‬ ‫إذا كان متص ِل ً ورواته كلهم عييدول ً‬
‫فقد انتفت عنه العلل الظاهرة ‪ .‬ثم إذا انتفى‬
‫كونه معلول ً فما المييانع ميين الحكييم بصييحته ؟‬
‫فمجرد مخالفة أحد رواته لمن هو أوثق منه أو‬
‫أكثر عددا ً ل يستلزم الضيعف ‪ ،‬بييل يكييون مين‬
‫باب صحيح وأصح ‪ ،‬قال ‪ :‬ولم يرو مع ذلك عن‬
‫أحد من أئمة الحييديث اشييتراط نفييي الشييذوذ‬
‫المعيبر عنيه بالمخالفية ‪ .‬وإنمييا الموجيود مين‬
‫تصرفاتهم تقديم بعض ذلييك علييى بعييض فييي‬
‫الصحة ‪.‬‬
‫وأمثلة ذلك موجودة في الصحيحين وغيرهما ‪،‬‬
‫فمن ذلك أنهما أخرجييا قصيية جمييل جييابر ميين‬
‫طرق ‪ ،‬وفيها اختلف كثير في مقدار الثمن ‪،‬‬
‫وفييي اشييتراط ركييوبه وقييد رجييح البخيياري‬
‫الطرق التي فيها الشتراط ً على غيرها ‪ ،‬مييع‬
‫تخريج المرين ‪ ،‬ورجح أيضا كون الثمن أوقية‬
‫مييع تخريجييه مييا يخييالف ذلييك ‪ ،‬وميين ذلييك أن‬
‫مسلما أخرج فيه حديث مالك عن الزهري عن‬
‫عروة عن عائشة في الضطجاع قبييل ركعييتي‬
‫الفجيير ‪ ،‬وقييد خييالفه عاميية أصييحاب الزهييري‬
‫كمعمر ويونس وعمرو بن الحارث والوزاعييي‬
‫وابن أبي ذئب وشعيب ‪ ،‬وغيرهم عن الزهري‬
‫‪ ،‬فذكروا الضطجاع بعييد ركعييتي الفجيير قبييل‬
‫صلة الصبح ‪ ،‬ورجح جمع من الحفاظ روايتهم‬
‫على رواية مالك ‪ ،‬ومع ذلك فلم يتأخر أصحاب‬
‫الصحيح عن إخراج حديث مالك في كتبهم ‪.‬‬

‫‪- 27 -‬‬
‫وأمثلة ذلك كثيرة ‪ ،‬ثم قال ‪ً :‬فإن قيل ‪ :‬يلييزم‬
‫أن يسييمى الحييديث صييحيحا ول يعمييل بييه ‪،‬‬
‫قلت ‪ :‬ل مانع من ذلك ‪ ،‬ليس كل صحيح يعمل‬
‫بييه ‪ ،‬بييدليل المنسييوخ ‪ .‬قييال ‪ :‬وعلييى تقييدير‬
‫المرجييوح ل يسييمى‬ ‫التسييليم ‪ ،‬إن المخييالف‬
‫صحيحا ً ؛ ففي جعل انتفائه شرطا ً في الحكييم‬
‫للحديث بالصحة نظر ‪ ،‬بل إذا وجدت الشييروط‬
‫المييذكورة أول ً حكييم للحييديث بالصييحة مييا لييم‬
‫يظهر بعييد ذلييك أن فيييه شييذوذا ً ‪ ،‬لن الصييل‬
‫عيدم الشيذوذ ‪ ،‬وكيون ذليك أصيل ً ميأخوذ مين‬
‫عداليية الييراوي وضييبطه ‪ ،‬فييإذا ثبييت عييدالته‬
‫وضبطه كان الصييل أنييه حفييظ مييا روى حييتى‬
‫يتبين خلفه ‪.‬‬
‫الرابع ‪ :‬عبارة ابن الصلح ‪ :‬ول يكون شاذا ً ول‬
‫معلل ً ‪ .‬فيياعترض بييأنه لبييد أن يقييول بعليية‬
‫قادحية ‪ ،‬وأجييب بيأن ذليك يؤخيذ مين تعرييف‬
‫المعلول حيث ذكر في موضعه ‪.‬‬
‫لسلم ‪ :‬لكن ميين غييير عبييارة ابيين‬ ‫شيخ ا ِ‬ ‫قال‬
‫فقال من غير شذوذ ول علة ‪ ،‬احتيياج‬ ‫الصلح ‪،‬‬
‫أن يصف العلة بكونها قادحة وبكونهييا خفييية ‪،‬‬
‫وقد ذكر العراقي في منظومته الوصف الول‬
‫وأهمل الثاني ول بييد منييه ‪ ،‬وأهمييل المصيينف‬
‫وبييدر الييدين ابيين جماعيية الثنييين ‪ ،‬فبقييي‬
‫العتراض من وجهين ‪.‬‬
‫لسييلم ‪ :‬ولييم يصييب ميين قييال ‪ :‬ل‬ ‫إلى اذل ِ‬
‫قال شيخ‬
‫لن لفييظ العليية ل يطلييق إل‬ ‫‪،‬‬ ‫يك‬ ‫ي‬ ‫حاجة‬
‫على ما كان قادحا ً ‪ .‬فلفظ العلة أعم من ذلك‬
‫‪.‬‬
‫الخامس ‪ :‬أورد علي هذا التعريف ما سيييأتي ‪:‬‬
‫أن الحسن إذا ُروي من غير وجييه ارتقييى ميين‬
‫درجة الحسن إلييى منزليية الصييحة ‪ ،‬وهييو غييير‬
‫داخل في هذا الحد ‪ ،‬وكييذا مييا اعتضييد بتلقييي‬
‫العلميياء لييه بييالقبول ‪ .‬قييال بعضييهم ‪ :‬يحكييم‬
‫للحديث بالصحة إذا تلقاه الناس بييالقبول وإن‬
‫لم يكن له إسناد صحيح ‪.‬‬
‫قال ابن عبد البر فييي السييتذكار ‪ :‬لمييا حكييى‬
‫عن الترمذي أن البخاري صحح حييديث البحيير ‪:‬‬
‫» هييو الطهييور ميياؤه « ‪ ،‬وأهييل الحييديث ل‬
‫يصححون مثييل إسييناده ‪ .‬لكيين الحييديث عنييدي‬
‫صيحيح ؛ لن العلميياء تلقييوه بييالقبول ‪ ،‬وقيال‬
‫في » التمهيد « ‪ :‬روى جابر عن النييبي صييلى‬
‫عليه وسييلم ‪ » :‬الييدينار أربعيية وعشييرون‬ ‫ً‬ ‫الّله‬
‫قيراطا « ‪ ،‬قال ‪ :‬وفييي قييول جماعيية العلميياء‬
‫لسييناد‬ ‫وإجماع الناس على معنيياه غنييى عيين ا ِ‬ ‫فيه ‪.‬‬

‫‪- 28 -‬‬
‫فَراييني ‪:‬‬ ‫لسيي ِ‬‫إسييحاق ا ِ‬ ‫وقييال السييتاذ أبييو‬
‫اشييتهر عنييد أئميية‬ ‫تعييرف صييحة الحييديث إذا‬
‫الحديث بغير نكير منهم ‪.‬‬
‫مث ّي َ‬
‫ل ذلييك‬ ‫يأن‬‫ي‬ ‫ب‬ ‫‪:‬‬ ‫وزاد‬
‫ربع العشر وفي َ‬ ‫فورك ‪،‬‬ ‫وقال نحوه ابن ُ‬
‫يي مييائتي‬ ‫بحديث ‪ » :‬في الّرقة‬
‫درهم خمسة دراهم « ‪.‬‬

‫‪- 29 -‬‬
‫وقييال أبييو الحسيين ابيين الحصييار فييي تقريييب‬
‫المدارك ‪ ،‬على موطأ مالك ‪ :‬قد يعلييم الفقيييه‬
‫صيحة الحييديث إذا لييم يكيين ّ فييي سيينده كييذاب‬
‫بموافقة آييية ميين كتيياب اللييه أو بعييض أصييول‬
‫الشريعة ‪ ،‬فيحمليه ذليك عليى قبييوله والعميل‬
‫به ‪ ،‬وأجيب عن ذلك بأن المراد بالحد الصييحيح‬
‫لذاته ل لغيره ‪ ،‬وما أورد من قبيل الثاني ‪.‬‬
‫السادس ‪ :‬أورد أيض يا ً ‪ :‬المتييواتر فييإنه صييحيح‬
‫قطعيييا ً ‪ ،‬ول يشيييترط فييييه مجميييوع هيييذه‬
‫الشروط ‪ .‬قال شيخ السلم ‪ :‬ولكن يمكن أن‬
‫يقال ‪ :‬هل يوجد حديث ِمتواتر لم تجتمييع فيييه‬
‫هذه الشروط ؟‬
‫السابع ‪ :‬قال ابن حجر ‪ :‬قد اعتنى ابن الصلح‬
‫والمصيينف بجعييل الحسيين قسييمين ‪ :‬أحييدهما‬
‫باعتضيياده ‪ ،‬فكييان ينبغييي أن‬ ‫لييذاته والخيير‬
‫يعتنييي بالصييحيح أيضييا ً ‪ .‬وينبييه علييى أن لييه‬
‫قسمين كذلك ‪ ،‬وإل فإن اقتصر علييى تعريييف‬
‫الصحيح لغيره في بابه ‪ ،‬وذكر الصييحيح لغيييره‬
‫في نوع الحسن لنه أصييله ‪ ،‬فكييان ينبغييي أن‬
‫يقتصر على تعريف الحسيين لييذاته فييي بييابه ‪،‬‬
‫ويذكر الحسن لغيييره فييي نييوع الضييعيف لنييه‬
‫أصله ‪.‬‬
‫فائدتان‬
‫الولى ‪ :‬قال ابن حجر ‪ :‬كلم ابن الصلح فييي‬
‫شرح مسلم له يدل على أنه أخذ الحدّ المذكور‬
‫هنا من كلم مسلم ‪ ،‬فإنه قال ‪ :‬شرط مسييلم‬
‫لسييناد بنقييل‬ ‫إلىييل ا ِ‬
‫فييي صييحيحه أن يكييون متص‬
‫منتهاه غير شيياذ‬ ‫الثقة عن الثقة من أوله‬
‫ول معلل ‪ ،‬وهذا هييو حييد الصييحيح فييي نفييس‬
‫المر ‪.‬‬
‫لسلم ‪ :‬ولم يتبين لي أخذه انتفاء‬ ‫ا‬ ‫شيخ‬ ‫قال‬
‫الشذوذ من ِكلم مسلم ‪ ،‬فإن كان وقف عليييه‬
‫من كلمه في غير مقدمة صحيحة فذاك ‪ ،‬وإل‬
‫فالنظر السابق في السلمة من الشذوذ باق ‪.‬‬
‫قال ‪ :‬ثم ظهر لي مأخذ ابن الصلح ‪ ،‬وهو أنه‬
‫يرى أن الشاذ والمنكر اسمان لمسمى واحد ‪.‬‬
‫يروي‬
‫ةييشييئا ً‬ ‫وقد صرح مسلم بأن علميية المنكيير أن‬
‫الراوي عن شيخ كييثير الحيديث واليروا ِ‬
‫ينفييرد بييه عنهييم ‪ ،‬فيكييون الشيياذ كييذلك ‪،‬‬
‫فيشترط انتفاؤه ‪.‬‬
‫الثانية ‪ :‬بقي للصحيح شييروط مختلييف فيهييا ‪،‬‬
‫منها ما ذكره الحاكم ميين علييوم الحييديث ‪ :‬أن‬
‫يكون راويه مشهورا ً بييالطلب ‪ ،‬وليييس مييراده‬
‫الشهرة المخرجة عن الجهاليية ‪ ،‬بييل قييدر زائد‬
‫على ذلك ‪.‬‬
‫‪- 30 -‬‬
‫قال عبد الّله بن عون ‪ :‬ل يؤخذ العلم إل على‬
‫من شهد له بالطلب ‪ ،‬وعن مالك نحوه ‪ ،‬وفييي‬
‫مقدمة مسلم عن أبي الزناد ‪ :‬أدركت بالمدينة‬
‫مائة كلهم مأمون ‪ ،‬ما ُيؤخييذ عنهييم الحييديث ‪،‬‬
‫ُيقال ليس من أهله ‪.‬‬

‫‪- 31 -‬‬
‫لسييلم ‪ :‬والظيياهر ميين تصييرف‬ ‫الصاي ِ‬ ‫قييال شيييخ‬
‫يحيح اعتبييار ذلييك ‪ ،‬إل إذا كييثرت‬ ‫صيياحبي‬
‫مخارج الحديث فيستغنيان عيين اعتبييار ذلييك ‪،‬‬
‫كما يستغنى بكثرة الطرق عن اعتبييار الضييبط‬
‫التام ‪.‬‬
‫لسلم ‪ :‬ويمكن أن يقييال اشييتراط‬ ‫ِ‬ ‫ا‬ ‫شيخ‬ ‫قال‬
‫يغني عن ذلك ‪ ،‬إذ المقصييود بالشييهرة‬ ‫الضبط‬
‫بييالطلب أن يكييون لييه مزيييد اعتنيياء بالرواييية‬
‫لتركن النفس إلى كونه ضبط ما روى ‪ .‬ومنها‬
‫ما ذكره السمعاني في القواطع ‪ :‬أن الصحيح‬
‫ل يعرف برواية الثقييات فقييط ‪ ،‬وإنمييا يعييرف‬
‫بالفهم والمعرفة وكثرة السماع والمذاكرة ‪.‬‬
‫لسييلم ‪ :‬هييذا يؤخييذ ميين اشييتراط‬ ‫شيخي ا ِ‬ ‫قال‬
‫يونه معلييول ‪ ،‬لن الطلع علييى ذلييك‬ ‫انتفيياء ك‬
‫إنمييا يحصييل بمييا ذكيير ميين الفهييم والمييذاكرة‬
‫وغيرهما ‪ .‬ومنها ‪ :‬أن بعضييهم اشييترط علمييه‬
‫بمعاني الحديث ‪ ،‬حيث يييروى بييالمعنى ‪ ،‬وهييو‬
‫شرط لبد منه ‪ ،‬لكنه داخل في الضييبط ‪ ،‬كمييا‬
‫سيأتي في معرفة من تقبل روايته ‪ .‬ومنهييا ‪:‬‬
‫أن أبا حنيفة اشترط فقه الراوي ‪.‬‬
‫لسييلم ‪ :‬والظيياهر أن ذلييك إنمييا‬ ‫عند ا ِ‬‫قييال شيييخ‬
‫المخالفة أو عند التفييرد بمييا تعييم‬ ‫يشترط‬
‫به البلييوى ‪ .‬ومنهييا ‪ :‬اشييتراط البخيياري ثبييوت‬
‫السييماع لكييل راو ميين شيييخه ‪ ،‬ولييم يكتييف‬
‫بإمكيييان اللقييياء والمعاصيييرة كميييا سييييأتي ‪.‬‬
‫وقيل ‪ :‬إن ذلك لم يذهب أحد إلييى أنييه شييرط‬
‫الصييحيح بييل للصييحية ‪ .‬ومنهييا ‪ :‬أن بعضييهم‬
‫اشترط العدد في الرواية كالشهادة ‪.‬‬
‫يروط‬ ‫ي‬ ‫ش‬
‫وحكي أيضا ً‬‫يي‬ ‫قييال العراقييي ‪ :‬حكيياه الحييازمي في‬
‫الئمة عن بعض متأخري المعتزلة‬
‫عن بعض أصحاب الحديث ‪.‬‬

‫‪- 32 -‬‬
‫لسلم ‪ :‬وقد فهم بعضهم ذلك من‬ ‫كلما ِ‬
‫قال شيخ‬
‫الحاكم في علوم الحديث ‪ ،‬وفييي »‬ ‫خلل‬
‫المييدخل « كمييا سيييأتي فييي شييرط البخيياري‬
‫ومسلم ‪ ،‬وبذلك جزم ابيين الثييير فييي مقدميية‬
‫جامع الصييول وغيييره ‪ ،‬وأعجييب ميين ذلييك مييا‬
‫ذكره الميانجي في كتاب » ما ل يسع المحدث‬
‫جهله « شرط الشيييخين فييي صييحيحهما أن ل‬
‫رواه‬
‫فصاعدا ً‬ ‫صح عندهما ‪ ،‬وذلك ‪ ،‬مييا‬ ‫يدخل فيه إل ما‬
‫عن النبي صلى الّله عليه وسلم اثنان‬
‫‪ ،‬وما نقله عن كل واحييد ميين الصييحابة أربعيية‬
‫من التابعين فأكثر ‪ ،‬وأن يكون عن كييل واحييد‬
‫من التابعين أكثر من أربعة ‪ .‬انتهى ‪.‬‬
‫لسلم ‪ :‬وهو كلم من لييم يمييارس‬ ‫قال شيخ ا‬
‫الصييحيحين ِأدنييى ممارسيية ‪ ،‬فلييو قييال قييائل‬
‫ليس في الكتابين حييديث واحييد بهييذه الصييفة‬
‫لما أبعد ‪.‬‬
‫وقال ابن العربي في » شرح الموطأ « ‪ :‬كان‬
‫مييذهب الشيييخين أن الحييديث ل يثبييت حييتى‬
‫يرويه اثنان ‪ .‬قال ‪ :‬وهييو مييذهب باطييل ‪ ،‬بييل‬
‫الواحد عين الواحيد صيحيحة إليى النييبي‬ ‫رواية‬
‫صلى الّله عليه وسلم ‪.‬‬
‫وقال في » شييرح البخيياري « عنييد حييديث ‪» :‬‬
‫العمييال « ‪ :‬انفييرد بييه عميير ‪ ،‬وقييد جيياء ميين‬
‫يعيف‬ ‫طريق أبي سعيد ‪ ،‬رواه البزار بإسييناد ضي‬
‫قال ‪ :‬وحديث عمير وإن كييان طريقيه واحيدا ً ‪،‬‬
‫وإنما بنى البخيياري كتييابه علييى حييديث يرويييه‬
‫أكثر من واحييد فهييذا الحييديث ليييس ميين ذلييك‬
‫الفيين ‪ ،‬لن عميير قيياله علييى المنييبر بمحضيير‬
‫العيان من الصحابة ‪ ،‬فصار كييالمجمع عليييه ‪،‬‬
‫فكأن عمر ذكرهم ل أخبرهم ‪.‬‬
‫قال ابن رشيد ‪ :‬وقد ذكر ابن حبييان فييي أول‬
‫صحيحه ‪ -‬أن ما ادعاه ابن العربي وغيره ‪ -‬من‬
‫أن شييرط الشيييخين ذلييك مسييتحيل الوجييود ‪،‬‬
‫قال ‪ :‬والعجب منه كيف يدعى عليهما ذلك ثم‬
‫يزعم أنييه مييذهب باطييل ‪ ،‬فليييت شييعري ميين‬
‫أعلمه بأنهما اشترطا ذلييك ؟ إن كييان منقييول ً‬
‫فليبين طريقه لننظر فيهييا ‪ ،‬وإن كييان عرفييه‬
‫بالستقراء فقيد وهيم فيي ذليك ‪ ،‬ولقيد كييان‬
‫يكفيه فييي ذلييك ‪ ،‬أول حييديث فييي البخيياري ‪،‬‬
‫وما اعتذر به عنييه فييه تقصييير ‪ ،‬لن عمير لييم‬
‫ينفرد به وحده ‪ ،‬بييل انفييرد بييه علقميية عنييه ‪،‬‬
‫وانفييرد بييه محمييد بيين إبراهيييم عيين علقميية ‪،‬‬
‫وانفرد به يحيى بن سييعيد عيين محمييد ‪ ،‬وعيين‬
‫يحيى تعددت رواته ‪.‬‬

‫‪- 33 -‬‬
‫وأيضا ً فكون عمر قاله على المنبر ل يسييتلزم‬
‫أن يكون ذكر السامعين بما هييو عنييدهم ‪ ،‬بييل‬
‫هو محتميل للمريين ‪ ،‬وإنميا ليم ينكيروه لنيه‬
‫عندهم ثقة ‪ ،‬فلو حدثهم بما لم يسمعوه قييط‬
‫لم ينكروا عليه ‪ .‬اهي ‪.‬‬
‫وقد قييال باشييتراط رجلييين عيين رجلييين َفييي‬
‫علية ‪،‬‬‫شرط القبول إبراهيم بن إسماعيل بن ُ‬
‫وهو من الفقهيياء المحييدثين ‪ ،‬إل أنييه مهجييور‬
‫القول عند الئمة ‪ ،‬لميله إلى العتزال ‪ ،‬وقييد‬
‫كان الشافعي يرد عليه ويحذر منه ‪.‬‬
‫وقال أبو علي الجبائي من المعتزلة ‪ :‬ل يقبل‬
‫الخبر إذا رواه العدل الواحد ‪ ،‬إل إذا انضم إليه‬
‫ظيياهرً‬ ‫خييبر عييدل آخيير ‪ ،‬أو عضييده موافقيية‬
‫الكتاب ‪ ،‬أو ظاهر خبر آخر ‪ ،‬أو يكييون منتشييرا‬
‫بين الصحابة ‪ ،‬أو عمل به بعضييهم ‪ ،‬حكيياه أبييو‬
‫الحسن البصري في المعتمد ‪ ،‬وأطلق الستاذ‬
‫أبييو منصييور التميمييي عيين أبييي علييي ‪ :‬أنييه ل‬
‫يقبل إل إذا رواه أربعة ‪.‬‬
‫وللمعتزليية فييي رد خييبر الواحييد حجييج ّ‪ :‬منهييا‬
‫قصة ذي اليدين ‪ ،‬وكون النبي صلى الله عليه‬
‫وسلم توقف في خبره حتى تابعه عليه غيره ‪،‬‬
‫وقصة أبي بكر حين توقف فييي خييبر المغيييرة‬
‫في ميراث الجدة حتى تابعه محمد بن مسييلمة‬
‫‪ ،‬وقصة عمر حين توقف عن خبر أبي موسييى‬
‫في الستئذان حتى تابعه أبو سعيد ‪.‬‬
‫وأجيب عن ذلك ‪ ،‬كله ‪ :‬فأما قصة ذي اليدين ‪،‬‬
‫فإنما حصل التوق ّييف فييي خييبره ‪ ،‬لنييه أخييبره‬
‫عن فعله صلى الله عليه وسلم ‪ ،‬وأمر الصييلة‬
‫ل يرجع المصلي فيه إلى خبر غيره ‪ ،‬بييل ولييو‬
‫بلغوا حد التواتر ‪ ،‬فلعله إنما تذكر عنييد إخبييار‬
‫غيره ‪.‬‬
‫وقد بعث صلى الّله عليه وسييلم رسييله واحييدا ً‬
‫واحييدا ً إلييى الملييوك ووفييد عليييه الحيياد ميين‬
‫القبائل فأرسله إلى قبائلهم ‪ ،‬وكييانت الحجيية‬
‫قائمة بإخبارهم عنه مع عدم اشتراط التعدد ‪.‬‬
‫وأما قصة أبي بكر فإنما توقييف إرادة الزيييادة‬
‫خبر عائشة وحدها فييي‬ ‫في التوثق ‪ ،‬وقد قبل‬
‫قدر كفن النبي صلى الّله عليه وسلم ‪.‬‬

‫‪- 34 -‬‬
‫وأما قصة عمر فإن أبا موسييى أخييبره بييذلك ‪،‬‬
‫الحييديث عقييب إنكيياره عليييه رجييوعه ‪ ،‬فييأراد‬
‫التثبت في ذلييك ‪ ،‬وقييد قبييل خييبر ابيين عييوف‬
‫وحده فيي أخيذ الجزيية مين المجيوس ‪ ،‬وفيي‬
‫الرجوع عن البلد الذي فيها الطيياعون ‪ ،‬وخييبر‬
‫الضحاك بن سفيان في توريث امرأة أشيم ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬وقد استدل البيهقي فييي » المييدخل «‬
‫على ثبوت الخبر بالواحد بحديث ‪ » :‬نضر الّلييه‬
‫عبدا ً سمع مقييالتي فوعاهييا ً فأداهييا « ‪ ،‬وفييي‬
‫لفييظ ‪ » :‬سييمع منييا حييديثا فبلغييه غيييره « ‪،‬‬
‫وبحديث الصحيحين ‪ » :‬بينما الناس بقباء في‬
‫صلة الصييبح ّ إذ أتيياهم آت فقييال ‪ :‬إنّ رسييول‬
‫له عليه وسلم قد أنزل اللييه عليييه‬ ‫الّله صلى ال‬
‫الليليية قرآن يا ً ‪ ،‬وقييد أميير أن يسييتقبل الكعبيية‬
‫فاسييتقبلوها ‪ ،‬وكييانت وجييوههم إلييى الشييام‬
‫فاسييتداروا إلييى الكعبيية « ‪ ،‬قييال الشييافعي ‪:‬‬
‫فقد تركوا قبلة كانوا عليهييا ّ بخييبر واحييد ولييم‬
‫ينكيير ذلييك عليهييم صييلى اللييه عليييه وسييلم ‪،‬‬
‫يس ‪ :‬إنييي لقييائم‬ ‫وبحييديث الصييحيحين عيين أني‬
‫أسقي أبا طلحة وفلنا ً وفلنا ً ‪ ،‬إذ دخييل رجييل‬
‫فقال ‪ :‬هل بلغكم الخبر ؟ قلنا وما ذاك ‪ ،‬قال‬
‫‪ :‬حرمت الخمر ‪ ،‬قييال ‪ :‬أهييرق هييذه القلل يييا‬
‫أنس ‪ ،‬قال ‪ :‬فما سألوا عنها ول راجعوها بعد‬
‫خييبر الرجييل ‪ ،‬وبحييديث إرسيياله عليييا ً إلييى‬
‫الموقف بأول سورة براءة ‪ ،‬وبحديث يزيد بيين‬
‫شييييبان ‪ » :‬كنيييا بعرفييية فأتانيييا ابييين مربي ّييع‬
‫ياري فقييال ‪ :‬إنييي رسييول رسييول اللييه‬ ‫النصي‬
‫صلى الّله عليه وسلم إليكم يأمركم أن تقفوا‬
‫يحيحين‬ ‫على مشاعركم هييذه « ‪ ،‬وبحييديث الصي‬
‫يلمة بيين الكييوع ‪ » :‬بعييث رسييول الل ّييه‬ ‫عيين سي‬
‫صلى الّله عليه وسلم يوم عاشييوراء رجل ً ميين‬
‫يييوم‬ ‫أسييلم ينييادي فييي النيياس ‪ :‬إن اليييوم‬
‫عاشوراء ‪ ،‬فميين كييان أكييل فل يأكييل شيييئا ً «‬
‫الحديث ‪ ،‬وغيير ذلييك ‪ ،‬وقيد ادعيى ابين حبييان‬
‫نقيض هييذه الييدعوى فقييال ‪ :‬إن رواييية اثنييين‬
‫عيين اثنييين إلييى أن ينتهييي ل توجييد أصييل ً ‪،‬‬
‫وسيأتي تقرير ذلك في الكلم علييى العزيييز ‪،‬‬
‫ونقييل السييتاذ أبييو منصييور البغييدادي ‪ :‬أن‬
‫بعضهم اشترط فييي قبييول الخييبر ‪ :‬أن يرويييه‬
‫ثلثة إلى منتهاه ‪ ،‬واشترط بعضهم أربعة عيين‬
‫أربعة ‪ ،‬وبعضهم خمسة عن خمسة ‪ ،‬وبعضييهم‬
‫سبعة عن سبعة ‪.‬‬

‫‪- 35 -‬‬
‫ع به‬ ‫ه َمقطو ٌ‬ ‫ذا معناهُ ‪ ،‬ل أن‬
‫معنييا ُ‬ ‫فه َ‬ ‫ح َ‬ ‫ل صحي ٌ‬ ‫ذا قي ّ‬ ‫وإ َ‬
‫م َيصييح‬ ‫ْ‬ ‫ليي‬ ‫ُ‬ ‫ه‬ ‫َ‬ ‫ف‬ ‫ح‬ ‫صييحي‬ ‫ر‬ ‫غييي‬
‫ختا ُ‬ ‫ل‬‫َ‬ ‫قييي‬ ‫َ‬
‫ذا‬ ‫وإ‬ ‫‪.‬‬
‫ه‬
‫سييَناٍد أنيي ُ‬ ‫في إ ْ‬ ‫ه ل ٍُيجَز ُ‬
‫م ِ‬ ‫أنا ً ‪ُ.‬‬ ‫ر‬‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫م‬
‫ُ‬ ‫وال‬ ‫‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫ه‬‫ُ‬ ‫د‬ ‫إسنا‬
‫د مطَلق‬ ‫ح الساِني ِ‬ ‫أص ّ‬
‫_________________________‬
‫) وإذا قيل ( هذا حديث ) صحيح فهذا معنيياه (‬
‫أي ‪ :‬ما اتصل سنده مع الوصيياف المييذكورة ‪،‬‬
‫لسناد ) ل أنييه مقطييوع‬ ‫بظاهر ‪،‬ا ِ‬ ‫فقبلناه عمل ً‬
‫لجواز الخطيأ والنسيييان‬ ‫المر‬ ‫نفس‬ ‫به ( في‬
‫على الثقة خلفا ً لميين قييال ‪ :‬إن خييبر الواحييد‬
‫يوجب القطع ‪ ،‬حكاه ابن الصباغ عن قوم ميين‬
‫أهل الحديث ‪ ،‬وعزاه الباجي لحمد وابن خويز‬
‫منداد لمالك ‪ ،‬وإن نازعه فيه المازري ‪ ،‬بعييدم‬
‫وجود نص له فيه ‪ ،‬وحكياه ابيين عبييد الييبر عين‬
‫حسييين الكرابيسييي وابيين حييزم عيين داود ‪،‬‬
‫وحكييى السييهيلي عيين بعييض الشييافعية ذلييك‬
‫بشرط أن يكون في إسناده إمييام مثييل مالييك‬
‫وأحمييد وسييفيان ‪ ،‬وإل فل يييوجبه ‪ ،‬وحكييى‬
‫الشيييخ أبييو إسييحق فييي التبصييرة عيين بعييض‬
‫المحدثين ذلك في حديث مالك عين نييافع عين‬
‫ابن عمر وشبهه ‪ ،‬أما مييا أخرجييه الشيييخان أو‬
‫أحدهما فسيأتي الكلم فيه ) وإذا قيييل ( هييذا‬
‫حديث ) غير صيحيح ( ليو قيال ‪ :‬ضيعيف لكييان‬
‫أخصر ‪ ،‬وأسلم من دخول الحسن ) فمعناه لم‬
‫يصح إسناده ( علييى الشيرط الميذكور ‪ ،‬ل أنييه‬
‫كذب في نفييس الميير ؛ لجييواز صييدق الكيياذب‬
‫وإصابة من هو كثير الخطييأ ) والمختييار أنييه ًل‬
‫يجزم في إسناده أنه أصييح السييانيد مطلق يا (‬
‫لن تفاوت مراتب الصييحة مرتييب علييى تمكيين‬
‫لسناد من شروط الصحة ‪ ،‬ويعز وجود أعلييى‬ ‫ا ِ‬
‫درجييات القبييول فييي كييل واحييد ميين رجييال‬
‫لسناد الكييائنين فييي ترجميية واحييدة ‪ ،‬ولهييذا‬ ‫ا ِ‬
‫اضطرب من خاض في ذلك إذ لم ِ يكن عنييدهم‬
‫وإنما رجح كل منهم بحسب مييا‬ ‫استقراء تام ‪،‬‬
‫قوى عنده خصوصا ً إسناد بلييده لكييثرة اعتنييائه‬
‫به ‪ ،‬كما روى الخطيب في الجامع ميين طريييق‬
‫أحمد بن سعيد الدارمي ‪ ،‬سييمعت محمييود بيين‬
‫غيلن يقول ‪ :‬قيل لوكيع بن الجييراح ‪ :‬هشييام‬
‫بن عروة عن أبيه عن عائشة ‪ ،‬وأفلح بن حميد‬
‫عيين القاسييم عيين عائشيية ‪ .‬وسييفيان عيين‬
‫يم أحييب‬ ‫إبراهيم عن السود عيين عائشيية ‪ ،‬أيهي‬
‫إليك ؟ قال ‪ :‬ل نعدل بأهل بلييدنا أحييدا ً ‪ ،‬قييال‬
‫أحمد بن سعيد ‪ :‬فأما أنا فييأقول ‪ :‬هشييام بيين‬
‫عروة عن أبيه عيين عائشيية أحييب إلييي ‪ ،‬هكييذا‬
‫رأيت أصحابنا يقييدمون ‪ ،‬فييالحكم حينئذ علييى‬

‫‪- 36 -‬‬
‫إسناد معين بأنه أصح علييى الطلق مييع عييدم‬
‫اتفاقهم ترجيح بغير مرجح ‪.‬‬
‫قييال شيييخ السييلم ‪ :‬مييع أنييه يمكيين للنيياظر‬
‫المتقن ترجيييح بعضييها علييى بعييض ميين حيييث‬
‫لمام الذي رجح وإتقانه ‪ ،‬وإن لم يتهيأ‬ ‫حفظ ا‬
‫لطلق فل يخلييو النظير فييه مين‬ ‫ِ‬ ‫ذلييك علي ِيى ا‬
‫فائدة ‪ ،‬لن مجموع ما نقل عن الئمة من ذلك‬
‫يفيد ترجيح التراجم التي حكموا لها بالصحية‬
‫على ما لم يقع له حكم من أحد منهم ‪.‬‬

‫‪- 37 -‬‬
‫تنبيه‬
‫عبارة ابن الصلح ‪ » :‬ولهذا نرى المساك عن‬
‫لسناد أو حديث بأنه أصح على الطلق‬ ‫الحكم‬
‫قال ِ‬
‫العلئي ‪ :‬أما السناد فقد صرح جماعيية‬ ‫«‬
‫بذلك ‪ ،‬وأما الحييديث فل يحفيظ عيين أحييد مين‬
‫أئمة الحديث أنه قال حديث كذا أصح الحاديث‬
‫لسييناد‬‫يون‪ ،‬ا ِ‬‫على الطلق ‪ ،‬لنه ل يلزم ميين كي‬
‫فلجييل‬ ‫أصح من غيره أن يكون المتن كييذلك‬
‫ذلييك ‪ ،‬مييا خيياض الئميية إل فييي الحكييم علييى‬
‫السناد ‪ .‬اهي ‪.‬‬
‫وكأن المصنف حيذفه لييذلك ‪ ،‬لكيين قييال شيييخ‬
‫السيييلم ‪ :‬سييييأتي أن مييين لزم ميييا قييياله‬
‫بعضهم ‪ :‬إن أصح السانيد ما رواه أحمييد عيين‬
‫الشافعي عن مالك عن نييافع عين ابيين عمير ‪،‬‬
‫أن يكييون أصييح الحيياديث الحييديث الييذي رواه‬
‫لسناد ‪ ،‬فإنه لم يييرو فييي مسيينده‬ ‫بهذا ا ِ‬ ‫أحمد‬
‫فيكون أصح الحيياديث علييى رأي ميين‬ ‫به غيره‬
‫ذهب إلى ذلك ‪ .‬قلت ‪ :‬قد جييزم بييذلك العلئي‬
‫نفسه في عوالي مالك ‪ ،‬فقييال فييي الحييديث‬
‫المذكور ‪ :‬إنه أصح حديث في الدنيا ‪،‬‬

‫‪- 38 -‬‬
‫ه‪،‬‬ ‫ن سييالم عين أبيي ِ‬ ‫عبيي ْ‬ ‫يع‬ ‫حها الّزهيير‬ ‫ل أصي ّ‬ ‫وقي َ‬
‫ل‬ ‫ي ‪ ْ ،‬وقييي َ‬ ‫عل‬ ‫ن‬‫ْ‬ ‫ع‬ ‫دة‬ ‫َ‬
‫ن ّ‬
‫ْ‬ ‫ع‬ ‫ن‬‫َ‬ ‫سيري‬ ‫ابن‬ ‫ل‬ ‫وقي َ‬
‫ن‬
‫سييب ْيي ْنِ‬
‫نا‬ ‫ة ّع ي‬
‫الح ْ‬ ‫مي َ‬ ‫َ‬ ‫ن علق‬ ‫ْ‬ ‫م عي‬ ‫َ‬ ‫ن إب َْراهي ي‬ ‫ْ‬ ‫العمييش ع ي‬
‫علي ْبن‬ ‫ن‬‫ي َع ْ‬ ‫ل الّزهر‬ ‫وقي َ‬ ‫سعوده‪،‬ع َ‬ ‫م ْ‬
‫ِ‬
‫عيين‬
‫َ‬
‫ك ّعن نييافع‬ ‫مال َ ّ‬ ‫ي ‪ ،‬وقي ّل‬ ‫ّ‬ ‫عل‬ ‫ن‬
‫ْ‬ ‫ِ‬ ‫أبي‬ ‫ن‬‫ْ‬
‫َ‬
‫ع‬
‫ن‬‫عي ْ‬ ‫ي َ‬ ‫فع ّ‬ ‫شييا ِ‬‫ل ‪ :‬ال ْ‬ ‫ذا قي ي َ‬ ‫هي َ‬ ‫ابن عميير ‪ .‬فعل َييى َ‬
‫مر ‪.‬‬ ‫ع َ‬
‫ن ُ‬ ‫ن أب ْ ُ‬‫ع ْ‬ ‫مالك عن نافع َ‬
‫_________________________‬
‫أبو بكر محمد‬ ‫) وقيل أصحها ( مطلقا ً ما رواه‬
‫بن مسلم بن عبيد الّله بن عبد ال ّّله بن شهاب‬
‫) الزهري عن سالم ( بيين عبييد اللييه بيين عميير‬
‫) عيين أبيييه ( وهييذا مييذهب أحمييد بيين حنبييل‬
‫وإسحق بين راهييويه صيرح بييذلك ابيين الصييلح‬
‫) وقييل ‪ ( .‬أصيحها محميد ) ابين سييرين عين‬
‫عبيدة ( السلماني بفتح العين ) عن علي ( بن‬
‫أبيييي طيييالب ‪ ،‬وهيييو ميييذهب ابييين الميييديني‬
‫والفلس وسليمان بن حيرب ‪ ،‬إل أن سييليمان‬
‫قييال ‪ :‬أجودهييا أيييوب السييختياني عيين ابيين‬
‫سيرين ‪ ،‬وابن المييديني ‪ :‬عبييد الل ّييه بيين عييون‬
‫عيين ابيين سيييرين حكيياه ابيين الصييلح ) وقيييل‬
‫أصحها سليمان ) العمش عيين إبراهيييم ( بيين‬
‫النخعي ) عن علقمة ( بن قيييس ) عيين (‬ ‫يزيد‬
‫عبييد الّلييه ) بيين مسييعود ( وهييو مييذهب ابيين‬
‫معين ‪ ،‬صرح به ابن الصلح ) وقيل ( أصحها )‬
‫الزهييري عيين ( زييين العابييدين ) علييي بيين‬
‫الحسين عن أبيه ( الحسين ) عن ( أبيه ) علي‬
‫( بن أبي طالب ‪ ،‬حكاه ابيين الصييلح عيين أبييي‬
‫بكر بن أبي شيبة ‪ ،‬والعراقي عن عبد الييرزاق‬
‫) وقيل ( أصحها ) مالك ( بن أنس ) عن نييافع‬
‫مولى ابن عمر ) عيين ابيين عميير ( وهييذا قييول‬
‫البخاري ‪ ،‬وصدر العراقي به كلمه ‪ ،‬وهو أميير‬
‫تميييل إليييه النفييوس ‪ ،‬وتنجييذب إليييه القلييوب‬
‫روى الخطيب في » الكفاية « عيين يحيييى بيين‬
‫بكر أنه قال لبي زرعة الرازي ‪ :‬يا أبا زرعيية ‪،‬‬
‫ليس ذا زعزعة ‪ ،‬عن زوبعة ‪ ،‬إنما ترفع الستر‬
‫فتنظيير إلييى النييبي صييلى الّلييه عليييه وسييلم‬
‫والصحابة ‪ ،‬حديث مالك عن نافع عن ابن عمر‬
‫) فعلى هذا قيل ( عبارة ابيين الصييلح ‪ .‬وبي ّيين‬
‫لمييام أبييو منصييور عبييد القيياهر بيين طيياهر‬ ‫ا ِ‬
‫التميمييي أن أجييل السييانيد ) الشييافعي عيين‬
‫مالك عن نافع عن ابن عمر ( ‪.‬‬

‫‪- 39 -‬‬
‫واحتج بإجماع أهل الحديث على أنييه لييم يكيين‬
‫فييي الييرواة عيين مالييك أجييل ميين الشييافعي ‪،‬‬
‫وبنييى بعييض المتييأخرين علييى ذلييك أن أجلهييا‬
‫رواية أحمد بن حنبل عن الشافعي عن مالك ‪،‬‬
‫لتفاق أهل الحديث على أن أجل من أخذ عن‬
‫لمييام أحمييد ‪،‬‬ ‫يديث ا ِ‬ ‫الشييافعي ميين أهييل الحي‬
‫الذهب ‪ ،‬وليييس‬ ‫وتسمى هذه الترجمة سلسلة‬
‫في مسنده علييى كييبره بهييذه الترجميية سييوى‬
‫حديث واحد وهييو فييي الواقييع أربعيية أحيياديث‬
‫جمعها وساقها مساق الحديث الواحد ‪ ،‬بل لييم‬
‫يقع لنا على هذه الشريطة غيرهييا ‪ ،‬ول خييارج‬
‫لمييام تقييي الييدين‬ ‫بقراءتاي ِ‬
‫يبرني شيييخنا‬ ‫المسند ‪ .‬أخي‬
‫يي عليييه ‪ ،‬أنييا عبييد‬ ‫الشمني رحمه الل ّييه‬
‫الّلييه بيين أحمييد الحنبلييي ‪ ،‬أنييا أبييو الحسيين‬
‫يبرني‬ ‫العرضي ‪ ،‬أخبرتنا زينب بنت مكي ح وأخي‬
‫لطلق أبييو عبييد الل ّييه‬ ‫علىي ا ِ‬ ‫عاليا ً مسند الدنيا‬
‫يبي مكاتبية منهيا ‪ ،‬عين‬ ‫محميد بين مقبيل الحل‬
‫الصلح بن أبي عمر المقدسي وهييو آخيير ميين‬
‫روى عنه ‪ ،‬أنا أبييو الحسيين بيين البخيياري وهييو‬
‫ث ّ عنه ‪ ،‬قال أنا أبو على الّرصافي‬ ‫آخر من حد ّ‬
‫‪ ،‬أنييا هبيية اللييه بيين محمييد ‪ ،‬أنبأنييا أبييو علييي‬
‫التميمي ‪ ،‬أنا أبييو بكيير القطيعييي ‪ ،‬أنبأنييا عبييد‬
‫الّله بن أحمد ‪ ،‬حدثني أبييي ‪ ،‬أنبأنييا محمييد بيين‬
‫عين‬ ‫إدريس الشافعي ‪ ،‬أنبأنا ماليك عين نييافع‬
‫عمر رضييي الل ّييه عنهييم ‪ ،‬أن رسييول الل ّييه‬ ‫ابن‬
‫صلى الّله عليه وسلم قال ‪ » :‬ل يبييع بعضييكم‬
‫على بعض ‪ ،‬ونهى عن النجش ونهى عيين بيييع‬
‫حبل الحبلة ونهي عن المزابنيية « ‪ ،‬والمزابنيية‬
‫بيييع التميير بييالتمر كيل ً وبيييع الكييرم بييالزبيب‬
‫كيل ً ‪ ،‬أخرجه البخاري مفرقا ً ‪ ،‬من حديث مالك‬
‫‪ ،‬وأخرجها مسلم من حديث مالييك ‪ ،‬إل النهييي‬
‫عن حبل الحبلة فأخرجه من وجه آخر ‪.‬‬

‫‪- 40 -‬‬
‫تنبيهات‬
‫الول ‪ :‬اعترض مغلطيياي علييى التميمييي فييي‬
‫ذكره الشافعي برواية أبي حنيفة عيين مالييك ‪،‬‬
‫إن نظرنا إلى الجللة ‪ ،‬وابن وهييب والقعنييبي‬
‫لتقان ‪ ،‬قييال البلقينييي فييي »‬ ‫إلى ا ِ‬ ‫إن نظرنا‬
‫يطلح « ‪ :‬فأمييا أبييو حنيفيية فهييو‬ ‫لصي‬‫ِ‬ ‫محاسن ا‬
‫وإن روى عيين مالييك كمييا ذكييره الييدارقطني ‪،‬‬
‫لكن لم تشتهر روايتييه عنييه ‪ ،‬كاشييتهار رواييية‬
‫الشافعي ‪ ،‬أما القعنبي وابن وهب فأين تقييع‬
‫رتبتهما من رتبيية الشييافعي ‪ ،‬وقييال العراقييي‬
‫فيما رأيته بخطه ‪ :‬رواية أبي حنيفة عن مالييك‬
‫فيما ذكره الييدارقطني فييي غرائبييه ‪ ،‬وفييي »‬
‫المدّبج « ليسييت ميين روايتييه عيين ابيين عميير ‪،‬‬
‫مفروضة في ذلك ‪ ،‬قال نعييم ‪ :‬ذكيير‬ ‫والمسألة‬
‫الخطيب حديثا ً كذلك في الرواية عن مالك ‪.‬‬
‫لسلم ‪ :‬أما اعتراضه بأبي حنيفة‬ ‫وقال شيخ ا‬
‫‪ ،‬فل يحسن ‪ِ ،‬لن أبا حنيفية ليم تثبييت روايتيه‬
‫عيين مالييك وإنمييا أوردهييا الييدارقطني ثييم‬
‫الخطيب لروايتين وقعتا لهمييا عنييه بإسيينادين‬
‫فيهما مقال ‪ ،‬وأيضيا ً فيإن رواييية أبييي حنيفيية‬
‫عن مالك إنما هي فيما ذكره فييي المييذاكرة ‪،‬‬
‫ولم يقصد الرواية عنه كالشافعي الذي لزمييه‬
‫مدة طويلة وقرأ عليه الموطييأ بنفسييه ‪ ،‬وأمييا‬
‫اعتراضييه بييابن وهييب والقعنييبي ‪ ،‬فقييد قييال‬
‫لمام أحمد ‪ :‬إنه سمع الموطأ ميين الشييافعي‬ ‫ا ِ‬
‫ين‬ ‫عي‬ ‫يه‬‫لي‬ ‫يراوي‬ ‫الي‬ ‫مهدي‬ ‫ابن‬ ‫من‬ ‫له‬ ‫سماعه‬ ‫بعد‬
‫مالييك بكييثرة ‪ ،‬قييال ‪ :‬لنييي رأيتييه فيييه ثبت يا ً ‪،‬‬
‫فعلل إعادته لسييماعه وتخصيصييها بالشييافعي‬
‫بأمر يرجع إلى التثبت ‪ ،‬ول شك أن الشييافعي‬
‫أعلم بالحديث منهما ‪ ،‬قيال نعيم ‪ ،‬أطلييق ابيين‬
‫الميييديني أن القعنيييبي أثبيييت النييياس فيييي‬
‫الموطييأ ‪ ،‬والظيياهر أن ذلييك بالنسييبة إلييى‬
‫الموجييودين عنييد إطلق تلييك المقاليية ‪ ،‬فييإن‬
‫القعنبي عاش بعد الشافعي مدة ‪ ،‬ويؤيد ذلييك‬
‫معارضة هذه المقالة بمثلهييا ‪ّ ،‬فقييد قييال ابيين‬
‫ن يوسييف‬ ‫يه ب ي ِ‬‫معييين مثييل ذلييك فييي عبييد اللي‬
‫وجه التقديم‬ ‫التنيسي قال ‪ :‬ويحتمل ً أن يكون‬
‫من الموطأ من لفييظ‬ ‫من جهة من سمع كثيرا‬
‫مالك ‪ ،‬بناء على أن السمْاع ميين لفييظ الشيييخ‬
‫أتقن من القراءة عليه ‪ ،‬وأما ابيين وهييب فقييد‬
‫قال غير واحد ‪ :‬إنه غير جيد التحمل ‪ ،‬فيحتيياج‬
‫إلى صحة النقييل عيين أهييل الحييديث أنييه كييان‬
‫أتقن الرواة عن مالك ‪ ،‬ثم كييان كييثير اللييزوم‬
‫له ‪ ،‬قال ‪ :‬والعجب ميين ترديييد المعييترض ميين‬
‫الجلية والتقنية ‪ ،‬وأبو منصور إنما عبر بأج ّ‬
‫ل‬
‫ل ميين هييؤلء ‪،‬‬ ‫‪ ،‬ول يشك أحد أن الشافعي أج ّ‬
‫‪- 41 -‬‬
‫لمييا اجتمييع لييه ًميين الصييفات العلييية الموجبيية‬
‫لتقديمه ‪ ،‬وأيضا فزيادة إتقييانه ل يشييك فيهييا‬
‫من له علييم بأخبييار النيياس ‪ ،‬فقييد كييان أكييابُر‬
‫يكلت‬ ‫المحدثين يأتونه فيييذاكرونه بأحيياديث أشي‬
‫عليهم فيبين لهم ما أشكل ‪ ،‬ويييوقفهم علييى‬
‫علل غامضة ‪ ،‬فيقومون وهم يتعجبون ‪ ،‬وهييذا‬
‫ل ينازع فيه إل جاهل أو متغافل ‪.‬‬

‫‪- 42 -‬‬
‫قال ‪ :‬لكيين إيييراد كلم أبييي منصييور فييي هييذا‬
‫الفصل فيه نظر ‪ ،‬لن المييراد بترجيييح ترجميية‬
‫مالك عن نافع عن ابن عمر علييى غيرهييا ‪ ،‬إن‬
‫كان المراد به ما وقييع فييي الموطييأ ‪ ،‬فرواتييه‬
‫فيه سواء من حيث الشتراك فييي رواييية تلييك‬
‫ويتم ما عّبر به أبو منصييور ميين أن‬ ‫الحاديث ‪،‬‬
‫الشافعي أجّلهم ‪ ،‬وإن كان المراد به أعم ميين‬
‫ذلك ‪ ،‬فل شك ‪ ،‬أن عند كثير من أصحاب مالك‬
‫من حديثه خارج الموطأ ما ليس عند الشافعي‬
‫‪ ،‬فالمقام على هذا مقييام تأمييل ‪ ،‬وقييد نييوزع‬
‫في أحمد بمثييل ميا نيوزع فيي الشييافعي مين‬
‫زيييادة الممارسيية والملزميية لغيييره ؛ كييالربيع‬
‫مثل ً ‪ ،‬ويجاب بمثل ما تقدم ‪.‬‬
‫الثاني ‪ :‬ذكر المصنف تبع يا ً لبيين الصييلح فييي‬
‫خُر‬
‫هذه المسألة خمسة أقوال ‪ ،‬وبقي أقوال أ َ‬
‫‪ .‬فقييال حجيياج بيين الشيياعر ‪ :‬أصييح السييانيد‬
‫شعبة عن قتادة عن سعيد بن المسيب ‪ ،‬يعني‬
‫لسيلم فيي‬ ‫شييوخه ‪ .‬هيذه عبيارة شييخ ا ِ‬ ‫عن‬
‫نكته ‪.‬‬
‫وعبارة الحاكم ‪ :‬قال حجاج ‪ :‬اجتمع أحمييد بيين‬
‫حنبل وابن معين وابيين المييديني فييي جماعيية‬
‫معهم فتذاكروا أجييود السييانيد ‪ ،‬فقييال رجييل‬
‫منهم ‪ :‬أجود السانيد ‪ :‬شعبة عيين قتييادة عيين‬
‫سعيد ابن المسيب عيين عييامر أخييي أم سييلمة‬
‫عن أم سلمة ‪ ،‬ثم نقل عن ابين معيين وأحميد‬
‫مييا سييبق عنهمييا ‪ .‬وقييال ابيين معييين ‪ :‬عبييد‬
‫الرحمن بيين القاسييم عيين أبيييه عيين عائشيية ‪،‬‬
‫ليس إسناد أثبييت ميين هييذا ‪ ،‬أسيينده الخطيييب‬
‫في » الكفاية « ‪.‬‬
‫لسلم ابن حجر ‪ :‬فعلى هييذا لبيين‬ ‫شيخ ا ِ‬ ‫قال‬
‫قيييولن ‪ ،‬وقيييال سيييليمان بييين داود‬ ‫معيييين‬
‫شاذَ ُ‬
‫كوني ‪ :‬أصح السانيد يحيى بن أبي كثير‬ ‫ال ّ‬
‫عن أبي سلمة عن أبي هريرة ‪ ،‬وعن خلف بن‬
‫هشام البزاز قال ‪ :‬سألت أحمد بن حنبل ‪ ،‬أي‬
‫السانيد أثبت ؟ قال ‪ :‬أيوب عن نافع عن ابيين‬
‫عمر ‪ ،‬فإن كان من رواييية حمياد بيين زيييد عين‬
‫أيوب ‪ ،‬فيالك ‪ .‬قال ابن حجر فلحمد قييولن ‪،‬‬
‫وروى الحاكم في مسييتدركه عيين إسييحاق بيين‬
‫راهويه قال ‪ » :‬إذا كان الراوي عن عمرو بيين‬
‫شعيب عن أبيه عن جده ثقة ‪ ،‬فهو كأيوب عن‬
‫نييافع عيين ابيين عميير « ‪ ،‬وهييذا مشييعر بجلليية‬
‫إسناد أيوب عن نييافع عنييده ‪ .‬وروى الخطيييب‬
‫في » الكفاية « عن وكيع قال ‪ » :‬ل أعلم في‬
‫الحديث شيئا ً أحسن إسيينادا ً ميين هييذا ‪ :‬شييعبة‬
‫عن عمرو بن مرة عن مييرة عيين أبييي موسييى‬
‫الشعري « ‪ ،‬وقال ابن المبييارك والعجلييي ‪» :‬‬
‫أرجح السانيد وأحسنها ‪ ،‬سفيان الثوري عيين‬
‫‪- 43 -‬‬
‫منصور عن إبراهيم عن علقمة عيين عبييد الل ّييه‬
‫بن مسعود « ‪ ،‬وكذلك رجحها النسائي ‪ ،‬وقال‬
‫النسائي ‪ :‬أقوى السانيد ّ التي تييروى ‪ّ ،‬فييذكر‬
‫منها الزهري عن عبيد اللييه بيين عبييد اللييه بيين‬
‫عتبة عن ابن عباس عن عمر ‪ ،‬ورجح أبو حاتم‬
‫الرازي ترجمة يحيييى بيين سييعيد القطييان عيين‬
‫عبيد الّله بن عميير عيين نييافع ع ّيين ابيين عميير ‪،‬‬
‫وكذا رجح أحمد رواييية عبيييد اللييه عيين نييافع ‪،‬‬
‫ابيين معييين‬ ‫على رواية مالك عن نافع ‪ ،‬ورجييح‬
‫ترجمة يحيى بن سعيد ؛ عن عبيد الّله بن عمر‬
‫‪ ،‬عن القاسم عن عائشة ‪.‬‬

‫‪- 44 -‬‬
‫الثالث ‪ :‬قال الحاكم ‪ :‬ينبغي تخصيييص القييول‬
‫في أصح السانيد بصحابي أو بلييد مخصييوص ‪،‬‬
‫بأن يقال ‪ :‬أصح إسناد فلن أو الفلنيييين كييذا‬
‫ول يعمييم ‪ .‬قييال فأصييح أسييانيد الصييديق ‪،‬‬
‫إسماعيل بيين أبييي خالييد عيين قيييس بيين أبييي‬
‫حازم عنه ‪.‬‬
‫وأصح أسانيد عميير ‪ ،‬الزهييري عيين سييالم عيين‬
‫أبيه عن جده ‪.‬‬
‫وقال ابن حزم ‪ :‬أصح طريق ُيروى فييي الييدنيا‬
‫عن عمر ‪ ،‬الزهري عن السائب بن يزيد عنه ‪.‬‬
‫قال الحاكم ‪ :‬وأصح أسانيد أهل الييبيت جعفيير‬
‫بن محمد بن علي بن الحسييين بيين علييي عيين‬
‫أبيه عن جده عن علييي ‪ ،‬إذا كييان الييراوي عيين‬
‫جعفر ثقة ‪ ،‬هييذه عبييارة الحيياكم ووافقيه ميين‬
‫نقلها وفيها نظر ‪ ،‬فإن الضييمير فييي جييده إن‬
‫عاد إلى جعفر فجده علي لم يسمع ميين علييي‬
‫بن أبي طالب ‪ ،‬أو إلى محمد فهييو لييم يسييمع‬
‫من الحسين ‪ .‬وحكييى الترمييذي فييي الييدعوات‬
‫عيين سييليمان بيين داود أنييه قييال فييي رواييية‬
‫العرج عن عبيد الّله ابن أبي رافع عن علي ‪:‬‬
‫لسناد مثل الزهري عن سالم عن أبيه ‪.‬‬ ‫هذا ا ِ‬
‫ثم قال الحاكم ‪ :‬وأصييح أسييانيد أبييي هريييرة ‪،‬‬
‫الزهييري عيين سييعيد بيين المسيييب عنييه وروى‬
‫قبل عن البخاري أبو الزناد عن العييرج عنييه ‪.‬‬
‫وحكييى غيييره عيين ابيين المييديني ميين أصييح‬
‫السانيد حماد بن زيد عن أيوب عن محمد بيين‬
‫سيرين عن أبي هريرة ‪.‬‬
‫قال ‪ :‬وأصح أسانيد ابن عمر ‪ ،‬مالك ّعن نييافع‬
‫عنه ‪ .‬وأصح أسانيد عائشة ‪ ،‬عبيد الله بن عمر‬
‫عيين القاسييم عنهييا ‪ ،‬قييال ابيين معييين ‪ :‬هييذه‬
‫ترجمة مشبكة بالذهب ‪.‬‬
‫ً‬
‫قال ‪ :‬ومن أصح السييانيد أيض يا الزهييري عيين‬
‫عروة بن الزبير عنها ‪.‬‬
‫وقد تقدم عن الدارمي قول آخر ‪.‬‬
‫وأصح أسانيد ابن مسعود سفيان الثوري عيين‬
‫منصور عن إبراهيم عيين علقميية عنييه ‪ .‬وأصييح‬
‫أسانيد أنس ‪ ،‬مالك ابن أنس عن الزهري عنه‬
‫‪.‬‬
‫لسلم ‪ :‬وهذا مما ينازع فيه ‪ ،‬فإن‬ ‫ا‬ ‫شيخ‬ ‫قال‬
‫قتادة وثابتا ً ِالبناني أعييرف بحييديث أنييس ميين‬
‫الزهييري ولهمييا ميين الييرواة جماعيية ‪ .‬فييأثبت‬
‫أصحاب ثابت حماد بن زيييد ‪ ،‬وقيييل حميياد بيين‬
‫سلمة ‪ ،‬وأثبييت أصييحاب قتييادة شييعبة ‪ ،‬وقيييل‬
‫وائي ‪.‬‬
‫دست ُ َ‬‫هشام ال ّ‬
‫‪- 45 -‬‬
‫وقال البزار ‪ :‬رواية علي بن الحسين بن علي‬
‫عيين سييعيد بيين المسيييب عيين سييعد بيين أبييي‬
‫وقاص أصح إسناد ُيروى عن سعد ‪.‬‬
‫وقال أحمد بن صالح المصييري ‪ :‬أثبييت أسييانيد‬
‫أهييل المدينيية إسييماعيل بيين أبييي حكيييم عيين‬
‫عبيدة بن سفيان عن أبي هريرة ‪.‬‬
‫قال الحاكم ‪ :‬وأصح أسييانيد المكيييين سييفيان‬
‫بن عيينة عن عمرو بن دينار عن جابر ‪ .‬وأصح‬
‫أسانيد اليمييانيين معميير عيين همييام عيين أبييي‬
‫هريرة ‪ .‬وأثبييت أسييانيد المصييريين الليييث بيين‬
‫سعد عن يزيد بن أبييي حيبيب عيين أبييي الخييير‬
‫عييين عقبييية بييين عيييامر ‪ .‬وأثبيييت أسيييانيد‬
‫الخراسانيين الحسين بن واقييد عيين عبييد الل ّييه‬
‫بن ب َُريدة عن أبيه ‪ .‬وأثبييت أسييانيد الشيياميين‬
‫الوزاعي عن حسان بن عطية عن الصحابة ‪.‬‬
‫لسييلم ابيين حجيير ‪ :‬ورجييح بعييض‬ ‫قييال شيييخ ا‬
‫أئمتهم رواية ِسعيد بن عبد َالعزيز عيين ربيعيية‬
‫ولني عيين أبييي‬ ‫خي َ‬‫بن يزيد عن أبييي ّ إدريييس ال ْ‬
‫بن حنبل عن أبيه‬ ‫ذر ‪ .‬وقال عبد الله بن أحمد‬
‫لسناد يحيى بن‬ ‫ا‬ ‫هذا‬ ‫‪ :‬ليس بالكوفة أصح من‬
‫سييعيد القطييان عيين سييفيان ِ الثييوري عيين‬
‫سليمان الييتيمي عيين الحييارث بيين سييويد عيين‬
‫علي ‪.‬‬
‫وكان جماعة ل يقييدمون علييى حييديث الحجيياز‬
‫شيئا ً ‪ ،‬حتى قال مالك ‪ :‬إذا خرج الحييديث عيين‬
‫الحجاز انقطع نخاعه ‪.‬‬
‫وقييال الشييافعي ‪ :‬إذا لييم يوجييد للحييديث ميين‬
‫النصيياري‬ ‫الحجاز أصل ‪ ،‬ذهييب نخيياعه ‪ ،‬حكيياه‬
‫فييي كتيياب » ذم الكلم « ‪ ،‬وعنييه أيض يا ً ‪ :‬كييل‬
‫حديث جيياء ميين العييراق وليييس لييه ً أصييل فييي‬
‫الحجاز فل يقبل ‪ ،‬وإن كان صييحيحا ‪ ،‬مييا أريييد‬
‫إل نصيحتك ‪.‬‬
‫وقال مسعر ‪ :‬قلت لحبيب بن أبي ثابت ‪ :‬أيما‬
‫أعلم بالسيينة أهييل الحجيياز أم أهييل العييراق ؟‬
‫فقال ‪ :‬بل أهل الحجيياز ‪ .‬وقييال الزهييري ‪ :‬إذا‬
‫سمعت بالحديث العراقي فأورد به ثم أورد به‬
‫‪ .‬وقييال طيياوس ‪ :‬إذا حييدثك العراقييي مييائة‬
‫حديث فاطرح تسعة وتسييعين ‪ .‬وقييال هشييام‬
‫ابن عييروة ‪ :‬إذا حييدثك العراقييي بييألف حييديث‬
‫فألق تسعمائة وتسعين ‪ ،‬وكن من الباقي في‬
‫يري ‪ :‬إن فييي حييديث أهييل‬ ‫شييك ‪ .‬وقييال الزهي‬
‫الكوفيية دغل ً كييثيرا ً ‪ .‬وقييال ابيين المبييارك ‪:‬‬
‫حديث أهل المدينة أصح وإسنادهم أقرب ‪.‬‬
‫وقال الخطيب ‪ :‬أصح طرق السيينن مييا يرويييه‬
‫أهل الحرمين ‪ -‬مكة والمدينة ‪ -‬فييإن التييدليس‬
‫عنهم قليل ‪ ،‬والكذب ووضييع الحييديث عنييدهم‬
‫‪- 46 -‬‬
‫عزيييز ‪ .‬ولهييل اليميين روايييات جيييدة وطييرق‬
‫أنها قليليية ‪ ،‬ومرجعهييا إلييى أهييل‬ ‫صحيحة ‪ ،‬إل‬
‫الحجيياز أيضييا ً ‪ .‬ولهييل البصييرة ميين السيينن‬
‫الثابتة بالسانيد الواضحة ما ليس لغيرهم مييع‬
‫إكثارهم ‪ .‬والكوفيون مثلهم في الكثرة ‪ ،‬غييير‬
‫أن رواياتهم كثيرة الدغل ‪ ،‬قليلة السلمة من‬
‫العلل ‪.‬‬

‫‪- 47 -‬‬
‫وحديث الشاميين أكثره مراسيييل ومقيياطيع ‪،‬‬
‫وما اتصل منه مما أسنده الثقات فإنه صييالح ‪.‬‬
‫والغالب عليه ما يتعلق بالمواعظ ‪ .‬وقال ابيين‬
‫تيمييية ‪ :‬اتفييق أهييل العلييم بالحييديث علييى أن‬
‫أصح الحاديث ما رواه أهل المدينة ‪ ،‬ثييم أهييل‬
‫البصرة ‪ ،‬ثم أهل الشام ‪.‬‬
‫الرابييع ‪ :‬قييال أبييو بكيير الييبرديجي أجمييع أهييل‬
‫النقل على صحة أحاديث الزهييري عيين سييالم‬
‫عن أبيه ‪ ،‬وعن سييعيد بيين المسيييب عيين أبييي‬
‫هريييرة ميين رواييية مالييك وابيين عيينيية ومعميير‬
‫ويونس وعقيل ‪ ،‬ما لم يختلفوا ‪ ،‬فإذا اختلفوا‬
‫توقف فيه ‪.‬‬
‫لسييلم ‪ :‬وقضييية ذلييك ‪ ،‬أن يجييري‬ ‫قال شيخ ا‬
‫هذا الشرط ِفي جميع ما تقدم ‪ .‬فيقال ‪ :‬إنمييا‬
‫يوصف بالصحية حيث ل يكون هناك مانع ميين‬
‫اضطراب أو شذوذ ‪.‬‬
‫فوائد‬
‫الولى ‪ :‬تقدم عن أحمد أنه سمع الموطأ ميين‬
‫الشافعي ‪ ،‬وفيه من روايته عن نافع عن ابيين‬
‫عمر العدد الكثير ‪ ،‬ولم يتصييل لنييا منييه إل مييا‬
‫لسلم في أماليه ‪ :‬لعله لم‬ ‫تقدم ‪ .‬قال شيخ ا‬
‫دث به أو حدث به ِ وانقطع ‪.‬‬ ‫يح ّ‬
‫الثانية ‪ :‬جمع الحافظ أبو الفضل العراقي في‬
‫الحيياديث الييتي وقعييت فييي المسييند لحمييد‬
‫والموطيييأ بيييالتراجم الخمسييية اليييتي حكاهيييا‬
‫المصنف ‪ ،‬وهييي المطلقيية ‪ ،‬وبييالتراجم الييتي‬
‫حكاهيا الحياكم وهيي المقييدة ‪ ،‬ورتبهييا عليى‬
‫أبواب الفقه وسماها ‪ » :‬تقريب السانيد « ‪.‬‬
‫لسييلم ِ ‪ :‬وقييد أخلييى كييثيرا ً ميين‬ ‫قييال شيييخ ا‬
‫لكونه ِلييم يجييد فيهييا تلييك الشييريطة ‪،‬‬ ‫البواب‬
‫وفاته أيضا ً جملة ميين الحيياديث علييى شييرطه‬
‫لكونه تقيد بالكتابين‬

‫‪- 48 -‬‬
‫جيرِد ‪» ،‬‬ ‫صيحيح الم ّ‬ ‫نف فيي ال ّ‬ ‫مص ّ‬ ‫لر ُ‬ ‫و ُ‬
‫البأ َّ‬
‫الثانية ‪:‬‬
‫ي َ« ‪،‬‬
‫خا ِ ّ‬ ‫ح‬‫صحي ُ‬‫َ‬
‫_________________________‬
‫للغيييرض اليييذي أراده مييين كيييون الحييياديث‬
‫ذكورة تصير متصلة السانيد مييع الختصييار‬ ‫الم َ‬
‫البالغ ‪.‬‬
‫قيييال ‪ :‬وليييو قيييدر أن يتفيييرغ عيييارف لجميييع‬
‫الحاديث الواردة بجميع التراجم ِ المذكورة من‬
‫إليها التراجم المزيييدة‬ ‫غير تقييد بكتاب ويضم‬
‫عليه لجاء كتابا ً حافل ً حاويا ً لصح الصحيح ‪.‬‬
‫الثالثيية ‪ :‬ممييا يناسييب هييذه المسييألة ‪ :‬أصييح‬
‫الحاديث المقيدة ‪ :‬كقولهم أصييح شيييء فييي‬
‫الباب كذا ‪ .‬وهذا يوجد في » جامع الترمذي «‬
‫كثيرا ً ؛ وفي » تاريخ البخاري « وغيرهما ‪.‬‬
‫وقال المصنف في » الذكييار « ‪ :‬ل يلييزم ميين‬
‫هييذا‬ ‫هذه العبارة صحة الحديث فإنهم يقولون‬
‫أصييح مييا جيياء فييي البيياب وإن كي ًيان ضييعيفا ً ‪،‬‬
‫ومرادهم أرجحييه ‪ ،‬أو أقلييه ضييعفا ‪ .‬ذكيير ذلييك‬
‫أصييح شيييء فييي‬ ‫عقييب قييول الييدارقطني ‪:‬‬
‫فضائل السور فضل قل هو الّله أحييد ‪ ،‬وأصييح‬
‫شيييء فييي فضييائل الصييلوات فضييل صييلة‬
‫التسابيح ‪ ،‬ومن ذلك أصح مسلسل ‪ ،‬وسيييأتي‬
‫في نوع المسلسل ‪.‬‬
‫الرابعيية ‪ :‬ذكيير الحيياكم هنييا والبلقينييي فييي »‬
‫محاسن الصطلح « ‪ ،‬أوهي السانيد ‪ ،‬مقابلة‬
‫لصييح السييانيد ‪ ،‬وذكييره ّ فييي نييوع الضييعيف‬
‫أليق ‪ ،‬وسيأتي إن شاء الله تعالى ‪.‬‬
‫) الثانية ( من مسييائل الصييحيح ) أول مصيينف‬
‫لمام محمييد بيين‬ ‫والسيا ِ‬
‫في الصحيح المجرد صحيح (‬
‫يبب فييي ذلييك مييا‬ ‫إسماعيل ) البخيياري (‬
‫ن معقييل النسييفي قييال ‪:‬‬ ‫بنب ي ِ‬‫رواه عنه إبراهيم‬
‫راهويه فقال ‪ :‬لييو جمعتييم‬ ‫إسحاق‬
‫مختصرا ً‬ ‫كنا ًعند‬
‫كتابا‬

‫‪- 49 -‬‬
‫لصحيح سنة النبي صلى الّله عليه وآله وسييلم‬
‫قال ‪ :‬فوقع ذلك في قلبي ‪ ،‬فأخذت في جمع‬
‫الجامع الصحيح ‪.‬‬
‫وعنه أيضا ً قال ‪ :‬رأيت رسول الّله صييلى الل ّييه‬
‫عليه وسلم وكييأنني واقييف بييين يييديه وبيييدي‬
‫مروحيية أذب عنييه ‪ ،‬فسييألت بعييض المعييبرين‬
‫ب عنه الكييذب ‪ ،‬فهييو الييذي‬ ‫فقال لي ‪ :‬أنت تذ ّ‬
‫حملنييي علييى إخييراج » الجييامع الصييحيح « ‪.‬‬
‫قال ‪ :‬وألفته في بضع عشرة سنة ‪.‬‬
‫وقد كانت الكتب قبله مجموعة ممزوج يا ً فيهييا‬
‫الصييحيح بغيييره ‪ ،‬وكييانت الثييار فييي عصيير‬
‫الصحابة وكبار التابعين غير مدونيية ول مرتبيية‬
‫لسيييلن أذهييانهم وسييعة حفظهييم ‪ .‬ولنهييم‬
‫كانوا نهوا أول ً عن كتابتهييا ‪ .‬كمييا ثبييت فييي »‬
‫صحيح مسييلم « ؛ خشييية اختلطهييا بييالقرآن ‪.‬‬
‫ن الكتابيية ‪ .‬فلمييا‬ ‫يحسيي ِ‬ ‫ولن أكييثرهم كييان ل‬
‫وكثر البتييداع ميين‬ ‫انتشر العلماء في المصار‬
‫ونييت ممزوجيية بييأقوال‬ ‫والروافييض د ّ‬ ‫الخييوارج‬
‫التابعين وغيرهم ‪ ،‬فأول من‬ ‫الصحابة وفتاوى‬
‫جمع ذلك ابيين جريييج بمكيية ‪ .‬وابيين إسييحاق أو‬
‫صبيح أو سعيد بيين‬ ‫مالك بالمدينة ‪ .‬والربيع بن‬
‫بيين َ‬
‫سييلمة بالبصييرة ‪.‬‬ ‫عروبيية أو حميياد‬ ‫أبييي َ‬
‫وسيييفيان الثيييوري بالكوفييية ‪ .‬والوزاعيييي‬
‫هشيييم بواسييط ‪ .‬ومعميير بيياليمن ‪.‬‬ ‫بالشام ‪ .‬و ُ‬
‫ي ‪ .‬وابيين المبييارك‬ ‫ّ‬ ‫وجرير بن عبد الحميد بييالّر‬
‫بخراسان ‪ .‬قال العراقييي وابيين حجيير ‪ :‬وكييان‬
‫هؤلء في عصر واحد فل ندري أيهم أسبق ‪.‬‬
‫وقد صنف ابيين أبييي ذئب بالمدينيية » موطييأ «‬
‫يك ‪:‬‬ ‫أكبر من » موطأ « مالك ‪ ،‬حتى قيييل لمالي‬
‫ما الفائدة في تصنيفك ؟ قييال ‪ :‬مييا كييان لل ّييه‬
‫بقي ‪.‬‬
‫لسلم ‪ :‬وهذا بالنسبة إلييى الجمييع‬ ‫ا‬ ‫شيخ‬ ‫قال‬
‫بالبواب ‪ِ ،‬‬
‫أما جمع حديث إلى مثلييه فييي بيياب‬
‫واحد فقد سبق إليه الشعبي ‪ ،‬فيإنه روي عنيه‬
‫أنه قال ‪ :‬هذا باب من الطلق جسيم ‪ ،‬وسيياق‬
‫فيه أحاديث ‪ ،‬ثم تل المذكورين كثير من أهييل‬
‫عصييرهم إلييى أن رأى ّ بعييض الئميية أن تفييرد‬
‫ية ‪.‬‬ ‫أحاديث النبي صلى الله عليييه وسييلم خاصي‬
‫الّلييه‬ ‫وذلك على رأس المائتين ‪ ،‬فصنف عبيييد‬
‫بيين موسييى العبسييي الكييوفي » ً مسييندا ً « ‪.‬‬
‫يندا « ‪ .‬وصيينف‬ ‫دد البصييري » مسي‬ ‫وصيينف مسي ّ‬
‫أسد بن موسى الموي » مسندا ً « ‪.‬‬

‫‪- 50 -‬‬
‫وصنف نعيييم بيين حميياد الخزاعييي المصييري »‬
‫مسندا ً « ‪ .‬ثييم اقتفييى الئميية آثييارهم ‪ ،‬فقييل‬
‫إمييام ميين الحفيياظ إل وصيينف حييديثه علييى‬
‫المسانيد كأحمد بن حنبل وإسحاق بن راهويه‬
‫وعثمان بن أبي شيبة وغيرهم ‪ .‬اهي ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬وهؤلء المذكورون فييي أول ميين جمييع‬
‫كلهيم فيي أثنيياء الميائة الثانيية ‪ ،‬وأميا ابتييداء‬
‫تدوين الحديث فإنه وقع على رأس المائة في‬
‫خلفة عميير بيين عبييد العزيييز بييأمره ‪ ،‬ففييي »‬
‫صيحيح البخياري « فيي أبيواب العلييم ‪ ،‬وكتيب‬
‫عمر بن عبد العزيز إلى أبي بكر ّبيين حييزم ّ‪» :‬‬
‫من حديث رسول الله صلى اللييه‬ ‫أنظر ما كان ِ‬
‫عليه وسلم ‪ ،‬فاكتبه فإني خفت دروس العلييم‬
‫وذهيياب العلميياء « وأخرجييه أبييو نعيييم فييي »‬
‫تاريخ أصبهان « بلفظ ‪ » :‬كتب عمر ابيين عبي ّيد‬
‫إلى الفاق ‪ :‬انظروا حديث رسول الله‬ ‫العزيز‬
‫صلى الّله عليه وآله وسلم فاجمعوه « ‪.‬‬
‫قال في » فتييح البيياري « ‪ :‬يسييتفاد ميين هييذا‬
‫ابتداء تدوين الحديث النبوي ‪ ،‬ثم أفيياد أن أول‬
‫من دونه بأمر عمر بن عبد العزيز ‪ :‬ابن شهاب‬
‫الزهري ‪.‬‬
‫تنبيه‬
‫قول المصنف ‪ » :‬المجييرد « زيييادة علييى ابيين‬
‫الصلح ‪ ً ،‬احترز بها عما اعترض عليه بييه ‪ ،‬ميين‬
‫أن مالكا أول من صنف الصييحيح ‪ ،‬وتله أحمييد‬
‫بيين حنبييل وتله الييدارمي ‪ ،‬قييال العراقييي ‪:‬‬
‫والجواب أن مالكا ً لم يفرد الصحيح بييل أدخييل‬
‫فيييه المرسييل والمنقطييع والبلغييات ‪ ،‬وميين‬
‫بلغاته أحاديث ل تعرف ‪ ،‬كما ذكييره ابيين عبييد‬
‫الصيييحيح إذن ‪ ،‬وقيييال‬ ‫اليييبر ‪ ،‬فليييم يفيييرد‬
‫مغلطاي ‪ :‬ل يحسن هييذا جواب يا ً ‪ ،‬لوجييود مثييل‬
‫ذلك في كتاب البخاري ‪.‬‬

‫‪- 51 -‬‬
‫ن‪،‬‬ ‫قيْرآ‬ ‫عيدَ ال ُ‬ ‫ب َب َ ْ‬
‫هميييا ِ‬‫ح ال ْ ُ‬
‫كت‬ ‫صي‬ ‫همييا أ‬ ‫و ُ‬‫ي ‪،‬أ َ‬ ‫سييلم‬ ‫م ْ‬ ‫م‬‫ث ّ‬
‫ل‬ ‫قي يِ َ‬‫و ِ‬
‫َ‬ ‫‪،‬‬ ‫َ‬ ‫د‬‫ِ‬ ‫ئ‬‫وا‬
‫َ‬ ‫ي‬ ‫ف‬ ‫كثُر ُ‬‫وأ ّ ْ‬‫َ‬
‫حهما َ‬
‫صي ّ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫ر‬
‫ِ‬ ‫َ‬ ‫خييا‬‫والب ُ ُ َ‬ ‫َ‬
‫ل‪،‬‬ ‫و ُ‬ ‫ب ال ّ‬ ‫وا َ‬ ‫ص َ‬‫ح ‪ ،‬وال ّ‬ ‫ص ّ‬ ‫مأ َ‬ ‫سل ٌ‬ ‫م ْ‬ ‫ُ‬
‫_________________________‬
‫لسلم ‪ :‬كتاب مالك صييحيح عنييده‬ ‫وقال شيخ ا‬
‫وعند من يقلي ِيده علييى مييا اقتضيياه نظييره ميين‬
‫الحتجيياج بالمرسييل والمنقطييع وغيرهمييا ‪ ،‬ل‬
‫على الشرط الذي تقدم التعريييف بييه ‪ ،‬قييال ‪:‬‬
‫منقطع وبين ما في‬ ‫والفرق بين ما فيه من ال ِ‬
‫يذي فييي الموطييأ هييو كييذلك‬ ‫البخيياري ‪ ،‬أن الي‬
‫مسموع لمالك غالبا ً ‪ ،‬وهو حجة عنده ‪ً ،‬والييذي‬
‫في البخيياري قييد حييذف إسييناده عمييدا لقصييد‬
‫التخفيييف إن كييان ذكييره فييي موضييع آخيير‬
‫موصول ً ‪ ،‬أو لقصد التنويع إن كييان علييى غييير‬
‫يذكر‬
‫واستئناسا ً‬ ‫موضوع كتابه ‪ ً،‬وإنما‬ ‫ن‬‫ذلكع ِ‬ ‫شرطه ليخرجه‬
‫تنبيها ً واستشهادا‬ ‫ما يذكر من‬
‫وتفسيرا ً لبعض آيات وغييير ذلييك ممييا سيييأتي‬
‫عند الكلم على التعليق ‪ ،‬فظهر بهذا أن الذي‬
‫فييي البخيياري ل يخرجييه عيين كييونه جييرد فيييه‬
‫الصحيح بخلف الموطأ ‪ ،‬وأمييا مييا يتعلييق بي ي »‬
‫مسند أحمد « والييدارمي فسيييأتي الكلم فيييه‬
‫في نوع الحسن عند ذكير المسييانيد ) ثيم ( تل‬
‫البخاري فييي تصيينيف الصييحيح ) مسييلم ( بيين‬
‫الحجاج تلميذه ‪ ،‬قال العراقييي ‪ :‬وقييد اعييترض‬
‫هذا بقول أبي الفضل أحمد بن سييلمة ‪ .‬كنييت‬
‫مع مسلم بن الحجاج فييي تييأليف هييذا الكتيياب‬
‫سنة خمس ومائتين ‪ ،‬وهذا تصييحيف إنمييا هييو‬
‫خمسين بزيييادة الييياء والنييون ‪ ،‬لن فيي سينة‬
‫خميس كيان عمير مسيلم سينة ‪ ،‬بييل ليم يكيين‬
‫البخاري صنف إذ ذاك ‪ ،‬فإن مولده سيينة أربييع‬
‫وتسعين ومائة ) وهما أصح الكتب بعد القرآن‬
‫العزيز ( قال ابن الصلح ‪ .‬وأما ما رويناه عيين‬
‫الشافعي من أنه قييال ‪ :‬مييا أعلييم فييي الرض‬
‫كتابا ً أكثر صوابا من ّكتاب مالييك ‪ ،‬وفيي لفيظ‬
‫عنه ‪ :‬ما بعد كتاب الله أصح من » موطأ مالييك‬
‫« ‪ ،‬فييذلك قبييل وجييود الكتييابين ) والبخيياري‬
‫أصيييحهما ( أي المتصيييل فييييه دون التعلييييق‬
‫والييتراجم ) وأكثرهييا فييوائد ( لمييا فيييه ميين‬
‫الستنباطات الفقهية ‪ ،‬والنكت الحكمية وغير‬
‫ذلك ) وقيييل مسييلم أصييح ‪ ،‬والصييواب الول (‬
‫وعليه الجمهور ‪ ،‬لنه أشد اتصال ً وأتقن رجال ً‬
‫‪ :‬وبيان ذلك من وجوه ‪ :‬أحدها أن الذين انفرد‬
‫سيلم أربعمييائة‬ ‫لخراج لهيم دون م ِ‬ ‫ياري بييا ِ‬ ‫البخي‬
‫وثلثون رجل ً ‪ ،‬المتكلم فيهم بالضييعف‬ ‫وبضعة‬
‫منهييم ثمييانون رجل ً ‪ ،‬والييذين انفييرد مسييلم‬
‫لخراج لهييييم دون البخيييياري سييييتمائة‬ ‫بييييا ِ‬
‫‪- 52 -‬‬
‫وعشرون ‪ ،‬المتكلم فيهم بالضعف منهم مييائة‬
‫وستون ‪.‬‬

‫‪- 53 -‬‬
‫كلم فيييه أصييل ً‬ ‫ول شك أن التخريج عمن لم يت ِ‬
‫أولى من التخريج ًعمن تكلم فيه ‪ ،‬إن لم يكيين‬
‫ذلييك الكلم قادحيا ‪ ،‬ثانيهييا ‪ :‬إن الييذين انفييرد‬
‫بهييم البخيياري مميين تكلييم فيييه لييم يكييثر ميين‬
‫تخريج أحاديثهم ‪ ،‬وليييس لواحييد منهييم نسييخة‬
‫كييثيرة أخرجهييا كلهييا أو أكثرهييا إل ترجميية‬
‫عكرمة عيين ابيين عبيياس ‪ ،‬بخلف مسييلم فييإنه‬
‫أخيرج أكيثر تليك ‪ ،‬النسيخ ؛ كيأبي الزبيير عين‬
‫جييابر ‪ ،‬وسييهيل عيين أبيييه ‪ ،‬والعلء بيين عبييد‬
‫الرحمن عن أبيه ‪ ،‬وحماد بن سلمة عن ثابت ‪،‬‬
‫وغييير ذلييك ‪ ،‬ثالثهييا ‪ :‬إن الييذين انفييرد بهييم‬
‫البخاري ممن تكلم فيهم أكثرهم مين شييوخه‬
‫الييذين لقيهييم وجالسييهم وعييرف أحييوالهم‬
‫واطلييع علييى أحيياديثهم وعييرف جيييدها ميين‬
‫غيييره ‪ .‬بخلف مسييلم فييإن أكييثر ميين تفييرد‬
‫بتخريج حديثه ممن تكلم فيه مميين تقييدم عيين‬
‫عصره من التابعين فمن بعدهم ‪ ،‬ول شييك أن‬
‫المحييدث أعييرف بحيييديث شيييوخه وبصييحيح‬
‫حييديثهم ميين ضييعيفه مميين تقييدم عنهييم ‪،‬‬
‫رابعها ‪ :‬إن البخاري يخرج عن الطبقة الولييى‬
‫لتقان ‪ ،‬ويخرج عن طبقة‬ ‫التثبييتا ِ‬
‫البالغة في الحفظ‬
‫وطييول الملزميية اتصييال‬ ‫تليهييا فييي‬
‫وتعليقييا ً ‪ ،‬ومسييلم يخييرج عيين هييذه الطبقيية‬
‫أصييول ً كمييا قييرره الحييازمي ‪ ،‬خامسييها ‪ :‬إن‬
‫مسييلما يييرى أن للمعنعيين حكييم التصييال إذا‬
‫تعاصرا وإن لم يثبت اللقى ‪ ،‬والبخاري ل يرى‬
‫ذلييك حييتى يثبييت كمييا سيييأتي ‪ ،‬وربمييا أخييرج‬
‫الحييديث الييذي ل تعلييق لييه بالبيياب أصييل ً ‪ ،‬إل‬
‫راو ميين شيييخه لكييونه أخييرج لييه‬ ‫ليبين سييماع‬
‫قبل ذلك معنعنا ً ‪.‬‬

‫‪- 54 -‬‬
‫سادسها ‪ :‬إن الحاديث الييتي انتقييدت عليهمييا‬
‫نحو ًمائتي حديث وعشرة أحاديث كما سيييأتي‬
‫أيضا ‪ ،‬اختص البخاري منها بأقل من ثمييانين ‪،‬‬
‫ول شييك أن مييا قييل النتقيياد فيييه أرجييح ممييا‬
‫كثر ‪ .‬وقال المصنف في شرح البخيياري ‪ :‬ميين‬
‫أخص ما يرجح به كتاب البخاري اتفاق العلماء‬
‫علييى أن البخيياري أجييل ميين مسييلم وأصييدق‬
‫بمعرفة الحديث ودقائقه ‪ ،‬وقييد انتخييب علمييه‬
‫ولخص ما ارتضاه في هذا الكتاب ‪ ،‬وقال شيخ‬
‫لسلم ‪ :‬اتفق العلماء على أن البخاري أجييل‬ ‫ا ِ‬
‫من مسلم في العلوم وأعرف بصناعة الحديث‬
‫خريجييه ‪ ،‬ولييم يييزل‬ ‫‪ ،‬وأن مسييلما تلميييذه و ِ‬
‫يسيييتفيد منيييه ويتبيييع آثييياره ‪ ،‬حيييتى قيييال‬
‫الدارقطني ‪ :‬لول البخيياري مييا راح مسييلم ول‬
‫جاء ‪.‬‬
‫تنبيه‬
‫عبييارة ابيين الصييلح ‪ :‬وروينييا عيين أبييي علييي‬
‫النيسابوري شيخ الحاكم أنييه قييال ‪ :‬مييا تحييت‬
‫أديم السييماء كتيياب أصييح ميين كتيياب مسييلم ‪،‬‬
‫فهذا ‪ ،‬وقول ميين فضييل ميين شيييوخ المغييرب‬
‫كتيياب مسييلم علييى كتيياب البخيياري ‪ ،‬إن كييان‬
‫المييراد بييه أن كتيياب مسييلم يترجييح بييأنه لييم‬
‫ليس فيه بعد خطبته‬ ‫يمازجه غير الصحيح فإنه‬
‫إل الحديث الصحيح مسرودا ً غير ممزوج بمثييل‬
‫ما في كتاب البخاري ‪ ،‬فهييذا ل بييأس بييه ‪ ،‬ول‬
‫يلزم منه أن كتاب مسلم أرجح فيما يرجع إلى‬
‫نفييس الصييحيح ‪ً ،‬وإن كييان المييراد أن كتيياب‬
‫مسلم أصح صحيحا فهو مردود على من يقوله‬
‫‪ .‬اهي ‪.‬‬

‫‪- 55 -‬‬
‫قال شيخ السلم ابن حجر ‪ :‬قييول أبييي علييي‬
‫ليس فيه ما ِ يقتضي تصريحه بأن كتاب مسييلم‬
‫أصح ميين كتيياب البخيياري ‪ ،‬خلف مييا يقتضيييه‬
‫إطلق الشيخ محي الدين في مختصره ‪ ،‬وفي‬
‫مقدمة شرح البخاري له ‪ ،‬وإنما يقتضي نفييي‬
‫الصييحية عيين غييير كتيياب مسييلم عليييه ‪ ،‬أمييا‬
‫إثباتها لييه فل ‪ ،‬لن إطلقييه يحتمييل أنييه يريييد‬
‫ذلك ‪ ،‬ويحتمييل أن يريييد المسيياواة ‪ ،‬كمييا فييي‬
‫حديث » ما أظلت الخضييراء ول أقلييت الغييبراء‬
‫أصدق لهجة ميين أبييي ذر « ‪ ،‬فهييذا ل يقتضييي‬
‫أنه أصدق من جميع الصحابة ول الصديق ‪ ،‬بييل‬
‫نفي أن يكون فيهم أصدق منه ‪ ،‬فيكون فيهم‬
‫من يساويه ‪ .‬ومما يدل علييى أن عرفهييم فييي‬
‫ذلك الزمان ماش على قانون اللغة ‪ ،‬أن أحمد‬
‫بن حنبل قال ‪ :‬ما بالبصرة أعلم أو قال أثبييت‬
‫ميين بشيير بيين المفضييل ‪ ،‬أمييا مثلييه فعسييى ‪،‬‬
‫قال ‪ :‬ومع احتمال كلمييه ذلييك فهييو منفييرد ‪،‬‬
‫سواء قصد الول أو الثاني ‪ ،‬قال ‪ :‬وقد رأيييت‬
‫في كلم الحافظ أبي سعيد العلئي ما يشييعر‬
‫بأن أبا علي لم يقف على » صحيح البخاري «‬
‫‪ ،‬قال ‪ :‬وهذا عندي بعيد ‪ ،‬فقد صح عيين بلييديه‬
‫وشيخه أبي بكر بن خزيمة أنه قييال ‪ :‬مييا فييي‬
‫هذه الكتييب كلهييا أجييود ميين كتيياب محمييد بيين‬
‫إسماعيل ‪ .‬وصح عن بلديه ورفيقييه أبييي عبييد‬
‫الّله بن ًالخرم أنه قال ‪ :‬قلما يفوت البخيياري‬
‫ومسلما من الصحيح ‪ ،‬قال ‪ :‬والذي يظهر لييي‬
‫من كلم أبي علي أنه قدم » صييحيح مسييلم «‬
‫لمعنى آخر غير ما يرجع إلى مييا نحيين بصييدده‬
‫الشرائط المطلوبة فييي الصييحة ‪ ،‬بييل لن‬ ‫من‬
‫مسلما ً صنف كتيابه فيي بليده بحضيور أصيوله‬
‫في حياة كثير من مشايخه ‪ ،‬فكان يتحرز فييي‬
‫اللفاظ ويتحرى في السياق ‪ ،‬بخلف البخاري‬
‫‪ ،‬فربما كتييب الحييديث ميين حفظييه ولييم يميييز‬
‫ألفاظ رواته ‪ ،‬ولهذا ربمييا يعييرض لييه الشييك ‪،‬‬
‫وقييد صييح عنييه أنييه قييال ‪ :‬رب حييديث سيمعته‬
‫بالبصرة فكتبته بالشام ‪ ،‬ولم يتصد مسلم لمييا‬
‫تصييدى لييه البخيياري ميين اسييتنباط الحكييام‬
‫وتقطيع الحاديث ‪ ،‬ولييم يخييرج الموقوفييات ‪،‬‬
‫قال ‪ :‬وأما ما نقله عن بعض شيوخ المغاربة ‪،‬‬
‫فل يحفييظ عيين أحييد منهييم تقييييد الفضييلية‬
‫بالصييحية ‪ ،‬بييل أطلييق بعضييهم الفضييلية ‪،‬‬
‫فحكى القاضي عياض عن أبي مروان الطبني‬
‫‪ -‬بضم المهملة وسكون الموحدة ‪ ،‬ثم نون ‪.‬‬
‫قييال ‪ :‬كييان بعييض شيييوخي يفضييل » صييحيح‬
‫مسييلم « علييى » صييحيح البخيياري « ‪ .‬قييال ‪:‬‬
‫وأظنه عنى ابن حزم ‪.‬‬

‫‪- 56 -‬‬
‫ن‪،‬‬ ‫مكا ٍ‬
‫حديث في َ‬ ‫ق ال َ‬ ‫م بجمع ُ‬
‫طر ِ‬ ‫سل ٌ‬
‫م ْ‬‫واختص ُ‬‫َ‬
‫_________________________‬
‫فقد حكى القاسم التجيبي في فهرسييته عنييه‬
‫ذلييك ‪ ،‬قييال لنييه ليييس فيييه بعييد الخطبيية إل‬
‫الحييديث السييرد ‪ ،‬وقييال مسييلمة بيين قاسييم‬
‫القرطبي من أقييران الييدارقطني ‪ :‬لييم يصيينع‬
‫أحد مثل » صحيح مسلم « ‪ ،‬وهييذا فييي حسيين‬
‫الوضع وجييودة الييترتيب ل فييي الصييحة ولهييذا‬
‫أشار المصنف حيث قال من زيادته علييى ابيين‬
‫الصلح ) واختص مسلم بجمييع طييرق الحييديث‬
‫في مكان واحييد بأسييانيده المتعييددة وألفيياظه‬
‫المختلفة فسهل تناوله ‪ ،‬بخلف البخاري فإنه‬
‫قطعهيييا فيييي البيييواب ‪ً ،‬بسيييبب اسيييتنباطه‬
‫الحكام منها ‪ ،‬وأورد كثيرا منها في مظنته ‪.‬‬
‫لسييلم ‪ :‬ولهييذا نييرى كييثيرا ً مميين‬‫صنفشيييخ ا ِ‬
‫قال‬
‫الحكام من المغاربة يعتمد علييى كتيياب‬
‫مسيييلم فيييي سيييياق المتيييون دون البخييياري‬
‫لتقطيعه لها ‪.‬‬
‫قال ‪ :‬وإذا امتيياز مسييلم بهييذا فللبخيياري فييي‬
‫مقابلته من الفضل ما ضمنه فييي أبييوابه ميين‬
‫التراجم التي حيرت الفكار ‪ ،‬وما ذكره المام‬
‫أبو محمد بن أبي جمرة عن بعض السادة ِقال‬
‫‪ :‬مييا قييرئ » صييحيح البخيياري « فييي شييدة إل‬
‫فرجت ‪ ،‬ول ركب به في مركب فغرق ‪.‬‬
‫فوائد‬
‫الولييى ‪ :‬قييال ابيين الملقيين ‪ :‬رأيييت بعييض‬
‫المتأخرين قال ‪ :‬إن الكتابين سواء فهذا قول‬
‫ثييالث ‪ ،‬وحكيياه الطييوفي فييي شييرح الربعييين‬
‫ومال إليه القرطبي ‪.‬‬
‫الثانييية ‪ :‬قييدم المصيينف هييذه المسييألة وأخيير‬
‫مسييألة إمكييان التصييحيح فييي هييذه العصييار ‪،‬‬
‫عكس ما صنع ابيين الصييلح لمناسييبة حسيينة ‪،‬‬
‫وذلك أنه لما كان الكلم فييي الصييحيح ناسييب‬
‫أن يييذكر الصييح ‪ ،‬فبييدأ بأصييح السييانيد ‪ ،‬ثييم‬
‫انتقل إلى أخص منه ‪ ،‬وهو أصح الكتب ‪.‬‬

‫‪- 57 -‬‬
‫الثالثة ‪ :‬ذكر مسييلم فييي مقدميية صييحيحه أنييه‬
‫يقسم الحاديث ثلثة أقسام ؛ الول ‪ :‬ما رواه‬
‫الحفييياظ المتقنيييون ‪ .‬والثييياني ‪ :‬ميييا رواه‬
‫المسيييتورون والمتوسيييطون فيييي الحفيييظ‬
‫لتقيييان ‪ .‬والثيييالث ‪ :‬ميييا رواه الضيييعفاء‬ ‫وا ِ‬
‫والمتروكون ‪ .‬وأنه إذا فرغ مين القسيم الول‬
‫أتبعييه الثيياني وأمييا الثييالث فل يعييرج عليييه ‪.‬‬
‫يالً‬ ‫فيياختلف العلميياء فييي مييراده بييذلك ‪ ،‬فقي‬
‫الحاكم والبيهقي ‪ :‬إن المنية اخترمت مسييلما‬
‫قبييل إخييراج القسييم الثيياني وأنييه ‪ ،‬إنمييا ذكيير‬
‫القسم الول ‪.‬‬
‫قال القاضي عياض ‪ :‬وهذا مما قبلييه الشيييوخ‬
‫والنيياس ميين الحيياكم وتييابعوه عليييه ‪ .‬قييال ‪:‬‬
‫وليس المر كييذلك ‪ .‬بييل ذكيير حييديث الطبقيية‬
‫الولييى وأتييى بحييديث الثانييية علييى طريييق‬
‫حيييث لييم يجييد فيي‬ ‫المتابعة والستشييهاد ‪ ،‬أو‬
‫الباب من حديث الول شيييئا ً ‪ ،‬وأتييى بأحيياديث‬
‫طبقة ثالثة ‪ ،‬وهييم أقييوام تكلييم فيهييم أقييوام‬
‫ضعف أو اتهم ببدعيية ‪،‬‬ ‫وزكاهم آخرون ‪ ،‬ممن ُ‬
‫ياكم‬ ‫ي‬ ‫والح‬ ‫‪:‬‬ ‫يال‬
‫ي‬ ‫ق‬ ‫‪،‬‬ ‫عليه‬ ‫وطرح الرابعة كما نص‬
‫تييأول أن مييراده أن يفييرد لكييل طبقيية كتاب يا ً ‪،‬‬
‫ويأتي بأحاديثهييا خاصيية مفييردة ‪ ،‬وليييس ذلييك‬
‫مراده ‪ ،‬قال ‪ :‬وكذلك علل الحاديث التي ذكيير‬
‫أنه يأتي بها قد وفى بهييا فييي مواضييعها ميين‬
‫البيييواب ‪ ،‬مييين اختلفهيييم فيييي السيييانيد‬
‫لسييييناد والزيييييادة والنقييييص‬ ‫يييال وا ِ‬
‫لرسي‬‫كا ِ‬
‫المصحفين ‪ ،‬قييال ول يعييترض علييى‬ ‫وتصاحف‬
‫بما قاله ابن سييفيان صيياحب مسييلم ‪ :‬إن‬ ‫هذا‬
‫مسلما ً أخرج ثلثة كتب من المسندات ‪ ،‬أحدها‬
‫هذا الذي قرأه علييى النيياس ‪ ،‬والثيياني يييدخل‬
‫فيه عكرمة وابن إسييحق وأمثالهمييا ‪ ،‬والثييالث‬
‫يدخل فيه من الضييعفاء ‪ ،‬فييإن ذليك ل يطييابق‬
‫الغييرض الييذي أشييار إليييه الحيياكم ممييا ذكييره‬
‫مسلم في صدر كتابه ‪ .‬اهي ‪.‬‬
‫قال المصنف ‪ :‬وما قاله عياض ظاهر جدا ً ‪.‬‬
‫الرابعيية ‪ :‬قييال ابيين الصييلح ‪ :‬قييد عيييب علييى‬
‫مسييلم روايتييه فييي صييحيحه عيين جماعيية ميين‬
‫الضعفاء‬

‫‪- 58 -‬‬
‫ول الت ََزماهُ ‪.‬‬ ‫ح َ‬‫حي َ‬
‫ص ِ‬
‫عبا ال ّ‬
‫و ِ‬
‫ست َ ْ‬ ‫ول َ ْ‬
‫م يَ ْ‬ ‫َ‬
‫_________________________‬
‫والمتوسيييطين اليييذين ليسيييوا مييين شيييرط‬
‫الصحيح ‪ ،‬وجوابه ميين وجييوه ‪ :‬أحييدها أن ذلييك‬
‫فيميين هييو ضييعيف عنييد غيييره ثقيية عنييده ‪،‬‬
‫الثييياني ‪ :‬أن ذليييك واقيييع فيييي المتابعيييات‬
‫والشواهد ل في الصول ‪ ،‬فيييذكر الحييديث أو‬
‫ل بإسييناد نظيييف ويجعلييه أصييل ً ‪ ،‬ثييم يتبعييه‬
‫بإسناد أو أسييانيد فيهييا بعييض الضييعفاء علييى‬
‫وجييه التأكيييد والمبالغيية ‪ ،‬أو لزيييادة فيييه تنبييه‬
‫علييى فييائدة فيمييا قييدمه ‪ ،‬الثييالث ‪ :‬أن يكييون‬
‫ضعف الضعيف الذي اعتيد بيه طيرأ بعييد أخيذه‬
‫عنه ‪ ،‬باختلط ‪ :‬كأحمد بيين عبييد الرحميين ابيين‬
‫أخي عبد الّله بن وهب ‪ ،‬اختلط بعد الخمسييين‬
‫ومائتين بعد خروج مسلم من مصيير ‪ .‬الرابييع ‪:‬‬
‫أن يعلييو بالضييعيف إسييناده ‪ ،‬وهييو عنييده ميين‬
‫رواية الثقات نازل ‪ ،‬فيقتصر على العييالي ول‬
‫يطول بإضافة النييازل إليييه ‪ ،‬مكتفي يا ً بمعرفيية‬
‫أهل الشأن ذلك ‪ ،‬فقد روينا أن أبا زرعة أنكيير‬
‫عليه روايته عيين أسييباط بيين نصيير ‪ ،‬وقطيين ‪،‬‬
‫وأحمد بن عيسى المصري ‪ ،‬فقال إنما أدخلت‬
‫من حديثهم ما رواه الثقات عن شيوخهم ‪ ،‬إل‬
‫أنه ربما وقع إلي عنهم بارتفاع ويكون عنييدي‬
‫من رواية أوثق منه بنزول فأقتصر على ذلك ‪،‬‬
‫ولمه أيضا ً على التخريييج عيين سييويد فقييال ‪:‬‬
‫من أين كنت آتي بنسييخة حفييص عيين ميسييرة‬
‫بعلو ؟‬
‫) ولم يستوعبا الصييحيح ( فييي كتابيهمييا ) ول‬
‫التزماه ( أي استيعابه ‪ ،‬فقد قال البخاري ‪ :‬ما‬
‫أدخلييت فييي كتيياب » الجييامع « إل مييا صييح ‪،‬‬
‫وتركييت ميين الصييحاح مخافيية الطييول ‪ ،‬وقييال‬
‫مسلم ‪ :‬ليس كل شيء عنييدي صييحيح وضييعته‬
‫ههنا ‪ ،‬إنما وضعت ما أجمعوا عليييه ‪ ،‬يريييد مييا‬
‫وجد عنده فيها شرائط الصحيح المجمع عليه ‪،‬‬
‫وإن لييم يظهيير اجتماعهييا فييي بعضييها عنييد‬
‫بعضهم ‪ ،‬قاله ابيين الصييلح ‪ ،‬ورجييح المصيينف‬
‫في شييرح مسييلم ‪ ،‬أن المييراد مييا لييم تختلييف‬
‫الثقات فيه في نفس الحديث متن يا ً وإسيينادا ً ‪،‬‬
‫ل مييا لييم يختلييف فييي توثيييق رواتييه ‪ ،‬قييال ‪:‬‬
‫ودليل ذلك أنه سئل عن حديث أبي هريرة ‪» :‬‬
‫فإذا قرأ فأنصتوا « ‪ ،‬هييل هييو صييحيح فقييال ‪:‬‬
‫م تضييعه هنييا ؟‬ ‫م لي ْ‬ ‫عندي هو صحيح ‪ ،‬فقيييل ل ِي‬
‫هذا َ‬ ‫فأجاب بذلك قال ‪ :‬ومع‬

‫‪- 59 -‬‬
‫هييذا ‪.‬‬ ‫كيير َ‬‫ل وأن ْ َ‬‫همييا إل ّ القِلييي ُ‬ ‫م يفت ُ‬ ‫بْ‬ ‫ل وَليي‬ ‫قييي َ‬ ‫ِ‬
‫ة إل‬ ‫ت الصييول الخمسي َ‬ ‫ه لييم َيف ي ِ‬ ‫ُ‬ ‫ي‬ ‫أن‬ ‫ُ‬ ‫وا‬
‫َ‬ ‫ي‬ ‫ص‬
‫ّ‬ ‫وال‬
‫ود‬‫دا ُ‬‫ن أبييي َ‬ ‫سيين َ‬‫ن‪:‬و ُ‬ ‫يحيحي ْ ِ‬ ‫صي‬ ‫سيُر ‪ ،‬أعِني ال‬
‫نسائ ّ‬ ‫الي َ ِ‬
‫ي‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫وال‬ ‫ي‬
‫َ‬ ‫والترمذ‬
‫_________________________‬
‫فقد اشتمل كتابه على أحيياديث اختلفييوا فييي‬
‫متنها أو إسنادها ‪ ،‬وفي ذلك ذهييول منييه عيين‬
‫هذا الشرط ‪ ،‬أو سبب آخر ‪ ،‬وقال البلقينييي ‪:‬‬
‫أراد مسييلم إجميياع أربعيية ‪ :‬أحمييد بيين حنبييل ‪،‬‬
‫وابن معين وعثمان بن أبي شيبة ‪ ،‬وسعيد بن‬
‫منصور الخراساني ‪ ،‬قال المصنف فييي شييرح‬
‫مسييلم ‪ :‬وقييد ألزمهمييا الييدارقطني وغيييره‬
‫إخراج أحاديث علييى شييرطهما لييم يخرجاهييا ‪،‬‬
‫وليس بلزم لهما ‪ ،‬لعدم التزامهما ذلك ‪ ،‬قال‬
‫‪ :‬وكييذلك قييال الييبيهقي ‪ :‬قييد اتفقييا علييى‬
‫أحاديث من صييحيفة همييام وانفييرد كييل واحييد‬
‫لسييناد واحييد ‪،‬‬ ‫منهما بأحاديث منها ‪ ،‬مييع أن ا‬
‫قييال المصيينف ‪ ،‬لكيين إذا كييان ِالحييديث الييذي‬
‫تركاه أو أحدهما مع صحة إسناده في الظيياهر‬
‫أصل ً فييي بييابه ولييم يخرجييا لييه نظي يًرا ول مييا‬
‫فيه علييى‬ ‫يقوم مقامه ‪ ،‬فالظاهر أنهما اطلعا‬
‫يل أنهمييا نسييياه أو تركيياه خشييية‬ ‫علة ‪ ،‬ويحتمي‬
‫لطالة أو رأيا ً أن غيره يسد مسده ‪.‬‬ ‫ا ِ‬
‫) قيييل ( أي قييال الحييافظ أبييو عبييد الل ّييه بيين‬
‫الخرم ) ولم يفتهما إل القليييل وأنكيير هييذا (‬
‫القييييول البخيييياري فيمييييا نقلييييه الحييييازمي‬
‫لسماعيلي ‪ ،‬وما تركت من الصحاح أكثر ‪.‬‬ ‫وا ِ‬
‫قال ابيين الصييلح ‪ :‬و » المسييتدرك « للحيياكم‬
‫كتاب كبير يشتمل مما فاتهما على شيء كثير‬
‫‪ ،‬وإن يكن عليه في بعضه مقييال فييإنه يصييفو‬
‫له منه صحيح كثير ‪ ،‬قال المصنف زيادة عليييه‬
‫) والصواب أنه لييم يفييت الصييول الخمسيية إل‬
‫اليسير ؛ أعني الصحيحين و » سنن أبييي داود‬
‫« والترمذي والنسائي ( ‪.‬‬

‫‪- 60 -‬‬
‫قال العراقي ‪ :‬فييي هييذا الكلم نظيير ‪ .‬لقييول‬
‫البخيياري ‪ :‬أحفييظ مييائة ألييف حييديث صييحيح‬
‫ومائتي ألف حديث غير صييحيح ‪ ،‬قييال ‪ :‬ولعييل‬
‫البخيياري أراد بالحيياديث المكييررة السييانيد‬
‫والموقوفييات ‪ ،‬فربمييا عييد الحييديث الواحييد‬
‫المييروي بإسيينادين حييديثين ‪ ،‬زاد ابيين جماعيية‬
‫فييي المنهييل الييروي ‪ :‬أو أراد المبالغيية فييي‬
‫الكثرة ‪ ،‬قال والول أولييى ‪ ،‬قيييل ‪ :‬ويؤيييد أن‬
‫هذا هييو المييراد ‪ ،‬أن الحيياديث الصييحاح الييتي‬
‫بين أظهرنا ‪ -‬بل وغير الصحاح لو تتبعييت ميين‬
‫مع والسنن والجييزاء وغيرهييا‬ ‫المسانيد والجوا ِ‬
‫لما ًبلغت مائة ألف بل تكرار ‪ ،‬بل ول خمسييين‬
‫ألفا ‪ ،‬ويبعييد كييل البعييد أن يكييون رجييل واحييد‬
‫حفظ ما فات المة جميعه ‪ ،‬فإنه إنمييا حفظييه‬
‫من أصول مشايخه وهي موجودة ‪.‬‬
‫وقييال ابيين الجييوزي ‪ :‬حصيير الحيياديث يبعييد‬
‫إمكييانه ‪ ،‬غييير أن جماعيية بييالغوا فييي تتبعهييا‬
‫وحصرها ‪.‬‬
‫لمام أحمد ‪ :‬صح سبعمائة ألف وكسيير ‪،‬‬ ‫وقالا ‪ِ :‬‬
‫قال‬
‫انتخبتهييا‬ ‫ياديث‬ ‫ي‬ ‫أح‬ ‫يند‬
‫ي‬ ‫المس‬ ‫يي‬ ‫ي‬ ‫ف‬ ‫جمعت‬
‫من أكثر من سبعمائة ألف وخمسين ألفا ً ‪.‬‬
‫ولقييد كييان اسييتيعاب‬ ‫قييال شيييخ السييلم ‪:‬‬
‫الحاديث سهل ِ لو أراد الّله تعييالى ذلييك ‪ ،‬بييأن‬
‫ن‬
‫ميي ْ‬ ‫يجمع الول منهم ما وصل إليه ‪ ،‬ثم يذكر‬
‫حي َ‬
‫يديث‬ ‫َبعييده مييا اطلييع عليييه ممييا فيياته ميين‬
‫مستقل أو زيادة في الحاديث الييتي ذكرهييا ‪،‬‬
‫ن بعييده فل‬ ‫فيكييون كالييدليل عليييه ‪ ،‬وكييذا ميي ْ‬
‫يمضييي كييثير ميين الزمييان إل وق َييد اسييتوعبت‬
‫وصارت كالمصنف الواحد ‪ ،‬ولعمري لقييد كييان‬
‫هذا في غاية الحسن ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬قد صنع المتأخرون ما يقرب من ذلك ‪،‬‬
‫فجمع بعييض المحييدثين عميين كييان فييي عصيير‬
‫شيييخ السييلم زوائد سيينن ابيين ميياجه علييى‬
‫الصول ِالخمسة ‪ ،‬وجمع الحافظ أبييو الحسيين‬
‫الهيثمي زوائد مسند أحمد على الكتب السييتة‬
‫المذكورة في مجلييدين ‪ ،‬وزوائد مسييند الييبزار‬
‫في مجلد ضخم ‪ ،‬وزوائد معجم‬

‫‪- 61 -‬‬
‫الطبراني الكبير في ثلثة ‪ ،‬وزوائد المعجمييين‬
‫الوسط والصغير فييي مجلييدين ‪ ،‬وزوائد أبييي‬
‫يعلى في مجلد ‪ ،‬ثيم جميع هيذه اليزوائد كلهيا‬
‫فييي كتيياب محييذوف السييانيد ‪ ،‬وتكلييم علييى‬
‫الحاديث ‪ ،‬ويوجييد فيهييا صيحيح كييثير ‪ ،‬وجميع‬
‫زوائد » الحلية « لبي نعيم في مجلييد ضييخم ‪،‬‬
‫وزوائد » فوائد تمام « وغير ذلك ‪ ،‬وجمع شيخ‬
‫لسلم زوائد مسانيد إسحاق ‪ ،‬وابن أبي عمر‬ ‫ا‬
‫‪ِ ،‬ومسدد ‪ ،‬وابن أبي شبة ‪ ،‬والحميييدي ‪ ،‬وعبييد‬
‫بن حميد ‪ ،‬وأحمد بن منيع ‪ ،‬والطيالسييي فييي‬
‫مجلييدين ‪ ،‬وزوائد » مسييند الفييردوس « فييي‬
‫مجلد ‪ ،‬وجمع صاحبنا الشيخ زين الدين قاسييم‬
‫الحنفي زوائد » سنن الدارقطني « في مجلد‬
‫ليمييان « للييبيهقي‬ ‫‪ ،‬وجمعييت زوائد » شيعب ا‬
‫في مجلد ‪ً ،‬وكتييب الحييديث ِالموجييودة سييواها‬
‫ة فبلوغهييا‬
‫يزوائد بكييثر ٍ‬‫كييثيرة جييدا ‪ ،‬وفيهييا الي‬
‫العدد السابق ل يبعد ‪ ،‬والّله أعلم ‪.‬‬
‫تنبيهات‬
‫أحدها ‪ :‬ذكر الحاكم في » » المييدخل « « ‪ :‬أن‬
‫الصحيح عشرة أقسام ‪ ،‬وسيأتي نقلهييا عنييه ‪،‬‬
‫وذكر منها في القسم الول الذي هو الدرجيية‬
‫الولى ‪ :‬واختيار الشيخين أن يرويه الصييحابي‬
‫المشهور بالرواية ‪ ،‬وله راويييان ثقتييان ‪ ،‬إلييى‬
‫آخر كلمه التييي عنييه ‪ ،‬ثييم قييال ‪ :‬والحيياديث‬
‫المروية بهذه الشريطة ل يبلييغ عيددها عشيرة‬
‫آلف حديث ‪ ،‬انتهى ‪ .‬وحينئذ يعييرف ميين هييذا‬
‫ب عن قول ابن الخرم ‪ ،‬فكييأنه أراد لييم‬ ‫الجوا ُ‬
‫يفتهمييا ميين أصييح الصييحيح الييذي هييو الدرجيية‬
‫الولى وبهذا الشرط إل القليل ‪ ،‬والمر كذلك‬
‫‪.‬‬
‫الثاني ‪ :‬لم ي ُييدخل المصيينف سيينن ابيين ميياجه‬
‫في الصول ‪ ،‬وقد اشتهر في عصيير المصيينف‬
‫وبعده جعل الصول ستة بإدخاله فيها ‪ .‬قيل ‪:‬‬
‫وأول من ضمه إليهييا ابيين طيياهر المقدسييي ‪،‬‬
‫فتييابعه أصييحاب الطييراف والرجييال والنيياس‬
‫وقال المّزي ‪ :‬كل ما انفييرد بييه عيين الخمسيية‬
‫فهييو ضييعيف ‪ .‬قييال الحسيييني ‪ :‬يعنييي ميين‬
‫لسيلم بييأنه انفيرد‬ ‫وهيشييخ ا ِ‬
‫الحاديث ‪ ،‬وتعقبيه‬
‫صحيحة ‪ ،‬قال ‪ :‬فييالولى‬ ‫بأحاديث كثيرة‬
‫حمله على الرجال ‪.‬‬

‫‪- 62 -‬‬
‫ن‬ ‫ئتيذْيا ِ‬
‫ف وما ِ‬ ‫ة آل ٍ‬‫ي ‪ -‬سييْبع ُ‬ ‫عوُبخار ّ‬
‫ما في ال‬ ‫ة َ‬
‫جمل ُ‬ ‫و ُ‬
‫ف‬ ‫ِ‬ ‫ة و َِبحي‬
‫ديثا ً ‪ -‬ب ِييالمكّرر ِ‬
‫ن حي ِ‬
‫ة وسيب ْ ُ َ‬ ‫سي ْ‬‫م َ‬
‫ْ‬ ‫وخ‬
‫ف‪،‬‬
‫ة آل ٍ‬ ‫مكّررة أْربع ُ‬ ‫ال ُ‬
‫_________________________‬
‫الثالث ‪ :‬سنن النسائي الييذي هييو أحييد الكتييب‬
‫السييييتة أو الخمسيييية ‪ ،‬هييييي الصييييغرى دون‬
‫الكبرى ‪ ،‬صرح بذلك التاج ابن السييبكي قييال ‪:‬‬
‫وهي التي يخّرجون عليها الطراف والرجال ‪،‬‬
‫وإن كييان شيييخه الم يّزي ضييم إليهييا الكييبرى ‪،‬‬
‫وصرح ابن الملقن بأنها الكبرى ‪ ،‬وفيه نظر ‪.‬‬
‫ورأيت بخط الحييافظ أبييي الفضييل العراقييي ‪،‬‬
‫أن النسائي لمييا صيينف الكييبرى أهييداها لميير‬
‫الرملة فقال له ‪ :‬كل ما فيها صحيح ‪ ،‬فقييال ‪:‬‬
‫ل ‪ ،‬فقال ‪ :‬ميّز لي الصحيح من غيره ‪ ،‬فصنف‬
‫له الصغرى ) وجملة ما في ( صحيح ) البخاري‬
‫( قييال المصيينف فييي شييرحه ‪ :‬ميين الحيياديث‬
‫المسييندة ) سييبعة آلف ً ( حييديث ) ومائتييان‬
‫وخمسية وسيبعون حيديثا بييالمكررة ‪ ،‬وبحيذف‬
‫المكررة أربعة آلف ( ‪.‬‬
‫قيييال العراقيييي ‪ :‬هيييذا مسيييلم فيييي روايييية‬
‫الفربري ‪ ،‬وأما رواييية حميياد بيين شيياكر فهييي‬
‫دون رواية الفربييري بمييائتي حييديث ‪ ،‬ورواييية‬
‫إبراهيم بن معقل دونهما بثلثمائة ‪.‬‬
‫لسييلم ‪ :‬وهييذا قييالوه تقليييدا ً‬ ‫قييال شيييخ ا‬
‫للحموي ‪ ،‬فإنه ِ كتب البخاري عنه وعد كل باب‬
‫منه ًثم جمع الجملة ‪ ،‬وقلده كل ميين جيياء بعييد‬
‫نظرا إلى أنييه راوي الكتيياب ‪ ،‬ولييه بييه العناييية‬
‫التامة ‪ .‬قال ‪ :‬ولقد عييددتها وحررتهييا فبلغييت‬
‫والمتابعييات سييتة‬ ‫بييالمكررة سييوى المعلقييات‬
‫وتسعين حديثا ً‬
‫وبييدون‬ ‫‪،‬‬ ‫آلف وثلثمائة وسبعة‬
‫المكررة ألفين وخمسمائة وثلثة عشر حديثا ً ‪،‬‬
‫وفييييه مييين التعييياليق أليييف وثلثميييائة واحيييد‬
‫وأربعون ‪ ،‬وأكثرها مخرج فييي أصييول متييونه ‪،‬‬
‫والييذي لييم يخرجييه مييائة وسييتون ‪ ،‬وفيييه ميين‬
‫المتابعييات والتنييبيه علييى اختلف الروايييات‬
‫شرح‬ ‫ثلثمائة وأربعة وثمانون ‪ .‬هكذا وقع في‬
‫البخاري ‪ ،‬ونقل عنه مييا يخييالف هييذا يسيييرا ً ‪.‬‬
‫قييييال ‪ :‬وهييييذا خييييارج عيييين الموقوفييييات‬
‫والمقاطيع ‪.‬‬

‫‪- 63 -‬‬
‫م‬ ‫قاط المك َرر ن َح َ‬ ‫س َ‬
‫ف ‪ .‬ثي ّ‬
‫ة آل ٍ‬
‫و أْرَبعي ٍ‬
‫ح ِ ْ ُ‬ ‫في ِال ُ‬
‫صحي ّ‬ ‫سلم ِبإ ْ‬ ‫م ْ‬‫إو ُ‬
‫ن الّزَيادَةَ‬
‫ِ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫_________________________‬
‫فائدتان‬
‫الولييى ‪ :‬سيياق المصيينف هييذا الكلم مسيياق‬
‫فائدة زائدة ‪.‬‬
‫لسييلم ‪ :‬وليييس ذلييك مييراد ابيين‬ ‫قييال شيييخ ا‬
‫الصييلح ‪ ،‬بييل ِهييو تتميية قييدحه فييي كلم ابيين‬
‫الخييرم ‪ ،‬أي أن البخيياري قييال ‪ :‬أحفييظ مييائة‬
‫ألف حديث صحيح ‪ ،‬وليييس فييي كتييابه إل هييذا‬
‫القدر ‪ ،‬وهو بالنسبة إلى المائة ألف يسير ‪.‬‬
‫على تخريييج مييا‬ ‫الثانية ‪ :‬وافق مسلم البخاري‬
‫فيه إل ثمانمائة وعشرين حديثا ً ‪.‬‬
‫) و ( ما في صحيح ) مسييلم بإسييقاط المكييرر‬
‫نحو أربعة آلف ( هذا مزيد على ابن الصلح ‪.‬‬
‫قييال العراقييي ‪ :‬وهييو يزيييد علييى البخيياري‬
‫بالمكرر لكثرة طرقه ‪ ،‬قييال ‪ :‬وقييد رأيييت عيين‬
‫يف‬ ‫أبي الفضل أحمد بن سلمة أنه اثنا عشر ألي‬
‫حديث ‪ .‬وقال الميانجي ‪ :‬ثمانييية آلف ‪ ،‬والل ّييه‬
‫أعلم ‪.‬‬
‫قال ابن حجر ‪ :‬وعندي في هذا نظر ‪.‬‬

‫‪- 64 -‬‬
‫ن أبييي‬ ‫خ َِ‬‫سيين‬ ‫ة ‪ ،‬كَ ُ‬ ‫سييَنن المعَتمييدَ ِ‬ ‫ن ال ّ‬ ‫مييت َ‬ ‫ف‬‫عييَر ُ‬ ‫ت ْ‬
‫ة‪،‬‬ ‫زيمي َ‬ ‫سييائي ‪ ،‬واب ْيين ُ‬ ‫َ‬ ‫ي ‪ ،‬والن‬ ‫ّ‬ ‫ذ‬
‫ِ‬ ‫رم‬ ‫ْ‬ ‫ود ‪ ،‬وال ّ‬ ‫ُ‬ ‫دا‬
‫رهييا‬ ‫ِ‬ ‫قييي ‪ .‬وغي ْ‬ ‫كم ‪ ،‬والب َْيه ّ‬ ‫ِ‬ ‫حا‬‫َ‬ ‫وال‬ ‫‪.‬‬ ‫ي‬
‫ّ‬ ‫قطن‬ ‫دار ُ‬ ‫ّ‬ ‫وال‬
‫فيهييا‬ ‫وج َييودُهُ ِ‬ ‫صار ُ‬‫كفي‬ ‫حِته ‪ ،‬ول ي َ ْ‬ ‫ص ّ‬‫عَلى ِ‬ ‫صوصا ً َ‬ ‫لّ ُ‬ ‫من ْ‬
‫صحيح‬ ‫ّ‬ ‫ال‬ ‫ى‬‫ِ‬ ‫ل‬‫ع‬‫َ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ت‬‫الق‬ ‫رط‬ ‫َ‬ ‫ش‬ ‫ن‬ ‫ْ‬ ‫م‬ ‫ب‬ ‫ِ‬ ‫كتا‬
‫ِ‬ ‫في‬ ‫إ‬
‫و‬
‫هي َ‬ ‫مييا ‪ ،‬و ُ‬ ‫عَليه َ‬ ‫د َ‬ ‫ط اليّزائ ِ‬ ‫ضب ِ‬ ‫م بِ َ‬ ‫حاك ِ ُ‬ ‫‪ .‬واعتنى ال َ‬
‫ل‪،‬‬ ‫ه ٌ‬ ‫سا ِ‬
‫مت َ َ‬ ‫ُ‬
‫_________________________‬
‫) ثم إن الزيادة في الصحيح ( عليهما ) تعرف‬
‫ميين ( كتييب ) السيينن المعتمييدة كسيينن أبييي‬
‫داود ‪ ،‬والترمذي ‪ ،‬والنسائي ( وابيين خزيميية ‪،‬‬
‫والييدارقطني ‪ ،‬والحيياكم ‪ ،‬والييبيهقي وغيرهييا‬
‫منصوصييا ً علييى صييحته ( فيهييا ) ول يكفييي‬
‫وجوده فيها إل في كتاب من شرط القتصييار‬
‫عليييى الصيييحيح ( كيييابن خزيمييية وأصيييحاب‬
‫المستخرجات ‪.‬‬
‫قال ‪ -‬العراقي ‪ :‬وكذا لو نص على صحته أحييد‬
‫منهم ‪ ،‬ونقل عنه ذلك بإسناد صحيح كمييا فييي‬
‫سؤالت أحمد بن حنبل ‪ ،‬وسؤالت ابن معييين‬
‫وغيرهما ‪.‬‬
‫قييال ‪ :‬وإنمييا أهملييه ابيين الصييلح بنيياء علييى‬
‫اختييياره أنييه ليييس لحييد أن يصييحح فييي هييذه‬
‫العصييار ‪ ،‬فل يكفييي وجييود التصييحيح بإسييناد‬
‫صييحيح ‪ ،‬كمييا ل يكفييي وجييود أصييل الحييديث‬
‫بإسناد صحيح ‪.‬‬
‫واعتني الحافظ أبو عبد الله ) الحاكم ( في »‬ ‫ّ‬
‫المستدرك « ) بضبط الزائد عليهما ( ممييا هييو‬
‫على شرطهما أو شرط أحييدهما ‪ ،‬أو صييحيح ‪،‬‬
‫وإن ِ لم يوجد شرط أحدهما ‪ ،‬معّبرا ً عيين الول‬
‫بقوله ‪ :‬هذا حديث صحيح على شرط الشيخين‬
‫‪ ،‬أو علييى شييرط البخيياري أو مسييلم ‪ ،‬وعيين‬
‫لسييناد ‪،‬‬ ‫الثيياني بقييوله ‪ :‬هييذا حييديث صييحيح ا‬
‫الصحيحين ‪ ِ ،‬وربمييا‬ ‫وربما أورد فيه ما هو في‬
‫ح عنييده منبه يا ً علييى ذلييك‬ ‫أورد فيه ما لييم يصي ّ‬
‫) وهو متساهل ( في التصحيح ‪.‬‬

‫‪- 65 -‬‬
‫ن‬ ‫دي َ‬
‫عَتميي ِ‬
‫ن الم ْ‬ ‫م َ‬ ‫ه ِ‬‫ر ِ‬ ‫لغيياي ْ ِ‬ ‫ه ِ‬‫في ِْ‬‫جد ْ ً ِ‬ ‫ول وتل َ ْ‬
‫م نَ ِ‬ ‫ه‬
‫حح ُ‬ ‫ما ص‬
‫صحيحا ًّ‬ ‫تف َ‬
‫ن‬ ‫ن إل ّ أ ْ‬‫سي ٌ‬‫ح َ‬
‫ه َ‬ ‫ُ‬ ‫يأن‬‫ي‬ ‫ب‬ ‫ن‬‫كم‬
‫ة ْ توجب ضعفه ‪ِ،‬‬
‫َ‬ ‫ح‬
‫َ‬ ‫ا‬ ‫ضيعيف‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫عل ٌ ُ ِ ُ َ ْ ُ‬ ‫ه ِ‬ ‫هر في ِ‬ ‫ي َظْ َ‬
‫_________________________‬
‫اتفييق‬
‫المهييذبيدّ‪ :‬تحّري يا ً‬ ‫قييال المصيينف فييي شييرح‬
‫الحفاظ على أن تلميذه الييبيهقي أش‬
‫منه ‪ ،‬وقد لخص الييذهبي مسييتدركه ‪ ،‬وتعقييب‬
‫كثيرا ً منه بالضعف والنكارة ‪ ،‬وجمع جزءا ً فيييه‬
‫الحاديث التي فيه وهي موضوعة ‪ ،‬فذكر نحو‬
‫مائة حديث ‪.‬‬
‫وقيييال أبيييو سيييعيد المييياليني ‪ :‬طيييالعت »‬
‫المستدرك « الذي صنفهً الحاكم من أوله إلييى‬
‫آخره ‪ ،‬فلم أر فيه حديثا على شرطهما ‪ .‬قال‬
‫و ميين الميياليني ‪،‬‬ ‫وغلي ّ‬ ‫الذهبي ‪ :‬وهذا إسييراف‬
‫شرطهما ‪ ،‬وجملة‬ ‫وإل ففيه جملة وافرة على‬
‫دهما ‪ ،‬لعييل مجمييوع ذلييك‬ ‫كثيرة على شرط أح ِ‬
‫نحو نصف الكتاب ‪ ،‬وفيه نحو الّربييع ممييا صييح‬
‫ه عليية ‪ ،‬ومييا‬ ‫مناكيرليي ُ‬
‫سنده ‪ ،‬وفيه بعض الشيء ‪ ،‬أو‬
‫أو واهيييات ل‬ ‫بقي وهو نحو الربع فهو‬
‫تصح ‪ ،‬وفي بعض ذلك موضوعات ‪.‬‬
‫قييال شيييخ السييلم ‪ :‬وإنمييا وقييع للحيياكم‬
‫ود الكتاب لينقحييه ‪ .‬فييأعجلته‬ ‫لنه‪:‬س ّ‬ ‫التساهل‬
‫وقد وجدت قريب نصييف الجييزء‬ ‫المنية ‪ ،‬قال‬
‫الثاني من تجييزئة سييتة ميين » المسييتدرك « ‪:‬‬
‫إلى هنا انتهى إملء الحاكم ‪ ،‬قييال ‪ :‬ومييا عييدا‬
‫ذلييك ميين الكتيياب ل يؤخييذ عنييه إل بطريييق‬
‫لجازة ‪ ،‬فمن أكبر أصييحابه وأكييثر النيياس لييه‬ ‫ا ِ‬
‫البيهقي ‪ ،‬وهو إذا ساق عنه فييي غييير‬ ‫ملزمة‬
‫قييال‬ ‫لجييازة ‪،‬‬
‫قليييل جييدا ً‬ ‫يييذكره إل با ِ‬ ‫المملييي شيييئا ً ل‬
‫المملييي‬ ‫والتسيياهل فييي القييدر‬
‫بالنسبة إلى ما بعده ‪.‬‬
‫ولييم نجيييد فييييه ً لغييييره ميين‬ ‫) فميييا صييححه‬
‫المعتمييدين تصييحيحا ً ول تضييعيفا حكمنييا بييأنه‬
‫حسن ‪ ،‬إل أن يظهر فيه علة توجب ضعفه ( ‪.‬‬
‫‪81‬‬

‫‪- 66 -‬‬
‫ن‬‫ه صييحيح أبييي حيياِتم اْبيي ِ‬ ‫ح ْ‬
‫كميي ِ‬ ‫ه فييي ُ‬ ‫رب ُ‬ ‫وُيقييا‬
‫ن ُ‪.‬‬‫حّبا َ‬
‫_________________________‬
‫قال البييدر بيين جماعيية ‪ :‬والصييواب أنييه ُيتتبييع‬
‫وُيحكم عليييه بمييا يليييق بحيياله ميين الحسيين أو‬
‫الصحة أو الضعف ‪.‬‬
‫ووافقييه العراقييي وقييال ‪ :‬إن حكمييه عليييه‬
‫بالحسن فقط تحكم ‪ ،‬قال ‪ :‬إل أن ابن الصلح‬
‫قييال ذلييك بنيياء علييى رأيييه ‪ :‬أنييه قييد انقطييع‬
‫التصحيح في هييذه العصييار ‪ ،‬فليييس لحييد أن‬
‫يصييححه ‪ ،‬فلهييذا قطييع النظيير عيين الكشييف‬
‫عليه ‪.‬‬
‫والعجييب ميين المصيينف كيييف وافقييه هنييا مييع‬
‫مخالفته له فييي المسييألة المبنييي عليهييا كمييا‬
‫سيأتي ‪ ،‬وقوله فما صححه ‪ ،‬احتراز مما خّرجه‬
‫فيي الكتيياب وليم يصيرح بتصيحيحه فل يعتميد‬
‫عليه ‪.‬‬
‫) ويقاربه ( أي » صحيح الحاكم « ) في حكمييه‬
‫» صحيح أبي حاتم ابن حبان « ( قيل ‪ :‬إن هذا‬
‫ب الحيياكم عليييه ‪ ،‬والواقييع‬ ‫ح كتييا‬‫ُيفهييم ترجي ي َ‬
‫خلف ذلييك ‪ ،‬قييال ِالعراقييي ‪ :‬وليييس كييذلك ‪،‬‬
‫وإنمييا المييراد أنييه يقيياربه فييي التسيياهل ‪،‬‬
‫فالحاكم أشييد تسيياهل ً منييه ؛ قييال الحييازمي ‪:‬‬
‫ابن حبان أمكن في الحديث من الحاكم ‪ ،‬قيل‬
‫‪ :‬وما ذكر من تساهل ابن حبان ليس بصحيح ؛‬
‫فإن غايته أنه يسييمى الحسيين صييحيحا ً ‪ ،‬فييإن‬
‫كييانت نسييبته إلييى التسيياهل باعتبييار وجييدان‬
‫الحسييين فيييي كتيييابه فهيييي مشييياحة فيييي‬
‫الصطلح ‪ ،‬وإن كانت باعتبار خفية شيروطه ‪،‬‬
‫فإنه يخّرج في الصحيح ما كان راويه ثقة غيييَر‬
‫مدلس ‪ ،‬سمع من شيخه وسمع منه الخذ عنه‬
‫‪ ،‬ول يكون هناك إرسييال ول انقطيياع ‪ ،‬إذا لييم‬
‫يكن في الراوي جرح ول تعديل وكان كل ميين‬
‫شيخه والراوي عنه ثقة ولم يأته بحديث منكيير‬
‫فهو عنده ثقة ‪.‬‬
‫وفي كتاب » الثقات « له كثير ممن هذه حاله‬
‫‪ ،‬ولجل هذا ربمييا اعييترض عليييه فييي جعلهييم‬
‫ثقات من لم يعرف حيياله ‪ ،‬ول اعييتراض عليييه‬
‫فيإنه ل مشياحة فيي ذليك ‪ ،‬وهيذا دون شيرط‬
‫الحاكم ‪ ،‬حيث أنه يخّرج عن رواة خّرج لمثلهم‬
‫الشيييخان فييي الصييحيح ‪ ،‬فالحاصييل ‪ :‬أن ابيين‬
‫وف الحاكم‬ ‫فى بالتزام شروطه ‪ ،‬ولم ي ّ‬ ‫حبان و ّ‬
‫‪.‬‬

‫‪- 67 -‬‬
‫فوائد‬
‫الولى ‪ » :‬صحيح ابن حبان « ‪ ،‬ترتيبييه مخيترع‬
‫ليس على البواب ول على المسييانيد ‪ ،‬ولهييذا‬
‫سماه ‪ً » :‬التقاسيييم والنييواع « ‪ ،‬وسييببه أنييه‬
‫كان عارفا بالكلم والنحو والفلسييفة ‪ ،‬ولهييذا‬
‫ونسييب إلييى الزندقيية ‪ ،‬وكييادوا‬ ‫فيييه ُ‬ ‫ت ُك ِِلييم‬
‫يتان إلييى‬ ‫ي‬ ‫س‬
‫ْ‬ ‫ج‬
‫ِ‬ ‫س‬
‫ِ‬ ‫ين‬ ‫ي‬ ‫م‬ ‫يي‬ ‫ي‬ ‫نف‬ ‫ثم‬ ‫‪،‬‬ ‫بقتله‬ ‫يحكمون‬
‫سمْرقند ‪ ،‬والكشف من كتابه عسر جدا ً ‪ ،‬وقييد‬
‫وعمييل لييه‬ ‫رتبه بعض المتأخرين على أبييواب ‪،‬‬
‫الحافظ أبييو الفضييل العراقييي أطراف يا ً وجييرد‬
‫الحييافظ أبييو الحسيين الهيثمييي زوائده علييى‬
‫الصحيحين في مجلد ‪.‬‬
‫الثانية ‪ » :‬صيحيح ابيين خزيمية « أعلييى مرتبية‬
‫من صحيح ابن حبان ‪ ،‬لشدة تحريه ‪ ،‬حييتى أنييه‬
‫لسناد ‪،‬‬ ‫يتوقف في التصحيح لدنى كلم في ا‬
‫يذا ِ ونحييو‬ ‫فيقول ‪ :‬إن صح الخبر ‪ ،‬أو إن ثبت كي‬
‫ذلك ‪ ،‬وممييا صيينف فييي الصييحيح أيض يا ً ‪ -‬غييير‬
‫المستخرجات التي ذكرها ‪ » -‬السنن الصييحاح‬
‫« لسعيد بن السكن ‪.‬‬
‫الثالثة ‪ :‬صرح الخطيب وغيره بأن » الموطأ «‬
‫مقدم على كل كتاب من الجوامع والمسانيد ‪،‬‬
‫فعلى هذا هو بعد صحيح الحاكم ‪ ،‬وهو روايات‬
‫كيييثيرة ‪ ،‬وأكبرهيييا روايييية القعنيييبي ‪ ،‬وقيييال‬
‫العلئي ‪ :‬روى » الموطأ « عن مالك جماعييات‬
‫كييثيرة وبييين رواييياتهم اختلف ميين تقييديم‬
‫وتأخير وزيادة ونقص ‪ ،‬وميين أكبرهييا وأكثرهييا‬
‫عب ‪ ،‬قييال ابيين حييزم ‪:‬‬ ‫مصي َ‬ ‫يي ُ‬ ‫زيادات رواية أبي‬
‫عب « هييذا زيييادة علييى‬ ‫مصي َ‬ ‫ُ‬ ‫في » موطييأ أبييي‬
‫سائر الموطييآت نحييو مييائة حيديث ‪ ،‬وأمييا ابيين‬
‫حزم فإنه قال ‪ :‬أولى الكتب‬

‫‪- 68 -‬‬
‫ن‪.‬‬‫ة على الصحيي ِ‬ ‫ب المخّرج ُ‬ ‫ة ‪ :‬الكت ُ‬
‫الثالث ُ‬
‫_________________________‬
‫الصييحيحان ‪ ،‬ثييم » صييحيح ابيين السييكن « و »‬
‫المنتقيييى « لبييين الجيييارود و » المنتقيييى «‬
‫لقاسم بن أصبغ ‪ ،‬ثييم بعييد هييذه الكتييب كتيياب‬
‫أبي داود وكتاب النسييائي و » مصيينف قاسييم‬
‫بن أصبغ « و » مصيينف الطحيياوي « ومسييانيد‬
‫أحمييد والييبزار وابنييي أبييي شيييبة أبييي بكيير‬
‫وعثمان ‪ ،‬وابن راهويه والطيالسييي والحسيين‬
‫بيين سييفيان والمسييندي )‪ ، (1‬وابيين سيينجر ‪،‬‬
‫ويعقوب بن شيبة ‪ ،‬وعلي بن المديني ‪ ،‬وابيين‬
‫أبي غرَزةَ وما جرى مجراها التي أفردت لكلم‬
‫رسول الّله صلى الّله عليه وسلم صييرفا ً ؛ ثييم‬
‫بعدها الكتب التي فيها كلمه وكلم غيره ‪ ،‬ثم‬
‫مييا كييان فيييه الصييحيح فهييو أجييل ‪ ،‬مثييل ‪» :‬‬
‫مصنف عبد الييرزاق « ‪ ،‬و » مصيينف ابيين أبييي‬
‫ي بيين مخلييد « ‪ ،‬و »‬ ‫الميي ّ‬
‫شيبة « ‪ ،‬و » مصيينف بق‬
‫يروزي « ‪ ،‬و » كتيياب‬ ‫كتاب محمد بيين نصيير‬
‫ابن المنذر « ‪ ،‬ثم » مصيينف حميياد بيين سييلمة‬
‫« ‪ ،‬و » مصييينف سيييعيد بييين منصيييور « ‪ ،‬و »‬
‫مصنف وكيع « ‪ ،‬و » مصنف الفريييابي « ‪ ،‬و »‬
‫موطأ مالك « ‪ ،‬و » موطأ ابيين أبييي ذئب « ‪ ،‬و‬
‫» موطأ ابن وهب « ‪ ،‬و » مسائل ابن حنبل «‬
‫و » فقه أبي عبيييد « ‪ ،‬و » فقييه أبييي ثييور « ‪،‬‬
‫وما كان من هذا النمط مشهورا ً كحديث شعبة‬
‫وسفيان والليث والوزاعييي والحميييدي وابيين‬
‫مهدي ومسدد وما جرى مجراها ‪ ،‬فهذه طبقية‬
‫موطييأ مالييك ‪ ،‬بعضييها أجمييع للصييحيح منييه ‪،‬‬
‫وبعضها مثله وبعضها دونه ‪ .‬ولقد أحصييت مييا‬
‫في حديث شعبة من الصحيح فوجدته ثمانمائة‬
‫حييديث ونيفييا ً مسييندة ومرسييل ً يزيييد علييى‬
‫المائتين ‪ ،‬وأحصيت ما في » موطييأ مالييك « ‪،‬‬
‫يي‬ ‫وما في حديث سفيان بن عيينة فوجييدت في‬
‫ونيف يا ً‬ ‫كل واحد منهما من المسييند خمسييمائة‬
‫مسييندا ً وثلثمي ًيائة ونيف يا ً مرس يل ً ‪ ،‬وفيييه نيييف‬
‫وسبعون حديثا قد ترك مالك نفسه العمل بها‬
‫هاهيييا جمهيييور‬ ‫‪ ،‬وفيهيييا أحييياديث ضيييعيفة و ّ‬
‫العلميياء ‪ ،‬انتهيى ملخصيا ً مين كتيابه » مراتيب‬
‫الديانة « ‪.‬‬
‫) الثالثييية ( مييين مسيييائل الصيييحيح ) الكتيييب‬
‫المخرجة على الصحيحين ( كي » المسييتخرج «‬
‫للسييييماعيلي ‪ ،‬وللبرقيييياني ولبييييي أحمييييد‬
‫القطريفي ولبي‬
‫_________________________‬
‫) ‪ ( 1‬أبو جعفر عبد الّله بي محمد المسندي ‪،‬‬
‫وسيييمي بالمسيييندي بفتيييح النيييون لعتنيييائه‬
‫بالحاديث المسندة ‪ ،‬توفي سنة ‪ 229‬هي ‪.‬‬
‫‪- 69 -‬‬
‫ظ فحص َ‬
‫ل‬
‫ذا َمييا‬
‫فا ِ‬ ‫فقتهما في الل ْ‬
‫والمعنييى ‪ .‬وك ي َ‬ ‫ظ‬ ‫ي‬
‫فيها موا َ‬
‫للف‬‫ّ‬ ‫ا‬ ‫يي‬‫ي‬ ‫ف‬ ‫ت‬
‫م ِ‬
‫و‬
‫م ُيلتَز ْ‬
‫تفا‬ ‫فيها‬‫لَ ْ‬
‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫الييبيهقي ‪ ،‬والبغييوي َ وشييبهها قييائلين ‪:‬‬ ‫ُ‬ ‫رواه‬
‫فييي بعضييه‬ ‫َ‬ ‫ع‬
‫وقيي َ‬ ‫َ‬ ‫و مسييلم ‪،‬‬ ‫ْ‬ ‫رواهُ البخيياري أ‬
‫دهييم أنهمييا َروي َييا‬ ‫مَرا ُ‬ ‫لف ُ‬ ‫تفيياوت فييي المعنييى ‪،‬‬
‫ها ‪.‬‬ ‫من َ‬ ‫صله فل يجوز أن َتنق َ ِ‬ ‫أ ْ‬
‫_________________________‬
‫عبد الّله بن أبي ذهل ولبي بكيير بيين مردويييه‬
‫عوانيية السييفراييني‬ ‫علييى البخيياري ‪ ،‬ولبييي َ‬
‫ولبي جعفير بيين حميدان ‪َ ،‬ولبييي بكيير محمييد‬
‫رجاء النيسابوري ولبي بكر الجوزقي ‪ .‬ولبي‬
‫حامد الشاركي ولبي الوليد حسان بن محمييد‬
‫القرشي ‪ ،‬ولبي عمران موسييى بيين العبيياس‬
‫الجويني ولبي النصر الطوسي ‪ ،‬ولبي سعيد‬
‫بن أبي عثميان الحييري عليى مسيلم ‪ ،‬ولبيي‬
‫نعيم الصبهاني وأبي عبييد الل ّييه بيين الخييرم ‪،‬‬
‫وأبي ذر الهييروي وأبييي محمييد الخلل ‪ ،‬وأبييي‬
‫سييرجي وأبييي مسييعود سييليمان بيين‬ ‫علي الما َ‬
‫إبراهيم الصبهاني ‪ ،‬وأبييي بكيير اليييزدي علييى‬
‫كل منهما ‪ ،‬ولبي بكيير بيين عبييدان الشيييرازي‬
‫عليهما في مؤلف واحد ‪.‬‬
‫وموضوع المسييتخرج كمييا قييال العراقييي ‪ :‬أن‬
‫يييأتي المصيينف إلييى الكتيياب فيخييرج أحيياديثه‬
‫بأسييانيد لنفسييه ميين غييير طريييق صيياحب‬
‫الكتيياب ؛ فيجتمييع معييه فييي شيييخه أو ميين‬
‫فوقه ‪.‬‬
‫يرطه أن ل يصييل إلييى‬ ‫ي‬ ‫وش‬ ‫‪:‬‬ ‫السلم‬ ‫شيخ‬ ‫قال‬
‫شيخ أبعد حتى يفقد سندا ً يوصله إلى القرب‬
‫إل لعذر من علو أو زيادة مهمة قييال ‪ :‬ولييذلك‬
‫يقول أبو عوانة فييي مسييتخرجه علييى مسييلم‬
‫بعييد أن يسييوق طييرق مسييلم كلهييا ‪ :‬ميين هنييا‬
‫أخرجه ‪ ،‬ثييم يسييوق أسييانيد يجتمييع فيهييا مييع‬
‫مسلم فيمن فوق ذلك ‪ ،‬وربما قال ‪ :‬ميين هنييا‬
‫لم يخرجاه ‪ ،‬قال ‪ :‬ول يظن أنه يعني البخاري‬
‫ومسيلما ‪ ،‬فييإني اسييتقريت صيينيعه فيي ذليك‬
‫فوجدته إنما يعني مسلما ‪ ،‬وأبا الفضل أحمييد‬
‫بن سلمة ‪ ،‬فييإنه كييان قرييين مسييلم ‪ ،‬وصيينف‬
‫مثل مسلم ‪ ،‬وربما أسقط المستخرج أحيياديث‬
‫لم يجد له بها سندا يرتضيه ‪ ،‬وربما ذكرها من‬
‫طريق صيياحب الكتيياب ‪ ،‬ثييم إن المسييتخرجات‬
‫المييذكورة ) لييم يلييتزم فيهييا موافقتهمييا ( أي‬
‫الصحيحين ) في اللفاظ ( لنهم إنما‬

‫‪- 70 -‬‬
‫ه ِبهما‬ ‫و كذا فيهما إل ّ أن ُ‬
‫تقاِبل ُ‬ ‫له‬‫ديثا ً وتقو ُ‬ ‫ح ِ‬
‫ف‬‫ه ِبخل َ ِ‬‫ف ‪ :‬أخرجيياهُ ِبلفظي ِ‬‫صَين ّ ُ‬
‫َ‬ ‫الم‬ ‫‪َ ،‬أو َيقييول‬
‫فيهييا‬‫م َنقلوا ِ‬ ‫صحيحْين فإْنه ْ‬ ‫ن ال ّ‬ ‫تم َ‬ ‫المختصَرا ِ‬
‫ألفاظهما ‪.‬‬
‫_________________________‬
‫ييييروون باللفييياظ اليييتي وقعيييت لهيييم عييين‬
‫شيوخهم ) فحصل فيها تفاوت ( قليييل ) فييي‬
‫اللفظ و ( في المعنى ( أقييل ) وكييذا مييا رواه‬
‫الييبيهقي ( فييي » السيينن « و » المعرفيية «‬
‫سيينة «‬‫وغيرهمييا ) والبغييوي ( فييي » شييرح ال ِ‬
‫رواه البخيياري أو مسييلم ‪،‬‬ ‫) وشبههما قييائلين‬
‫وقع في بعضه ( أيضا ً ) تفاوت فييي المعنييى (‬
‫وفييي اللفيياظ ) فمرادهييم ( بقييولهم ذلييك‬
‫ويييا أصييله ( أي أصييل الحييديث دون‬ ‫أنهمييا َر َ‬ ‫)‬
‫الذي أوردوه ‪ ،‬وحينئذ ) فل يجوز ( لييك‬ ‫اللفظ‬
‫) أن تنقل منها ( أي من الكتب ً المذكورة ميين‬
‫المستخرجات وما ذكير ) حيديثا وتقييول ( فييه‬
‫) هيييو كيييذا فيهميييا ( أي الصيييحيحين ) إل أن‬
‫تقيييابله بهميييا أو يقيييول المصييينف أخرجييياه‬
‫بلفظييه ‪ ،‬بخلف المختصييرات ميين الصييحيحين‬
‫فإنهم نقلوا فيها ألفاظهما ( ميين غييير زيييادة‬
‫ول تغيييير فلييك أن تنقييل منهييا ‪ ،‬وتعييزو ذلييك‬
‫للصيييحيح وليييو بلفيييظ ‪ ،‬وكيييذا الجميييع بيييين‬
‫الصحيحين لعبييد الحييق ‪ ،‬أمييا » الجمييع « لبييي‬
‫عبييد الّلييه الحميييدي الندلسييي ففيييه زيييادة‬
‫تمييز ‪ .‬قال‬ ‫ألفاظ وتتمات على الصحيحين بل‬
‫ابن الصلح ‪ :‬وذلك موجود فيه كييثيرا ُ ‪ .‬فربمييا‬
‫نقييل ميين ل يميييز بعييض مييا يجييده فيييه عيين‬
‫الصحيح أو أحدهما وهو مخطئ ‪ ،‬لكييونه زيييادة‬
‫ليست فيه ‪ .‬قييال العراقييي ‪ :‬وهييذا ممييا أنكيير‬
‫على الحميدي لنييه جمييع بييين كتييابين ‪ ،‬فميين‬
‫أين تأتي الزيييادة ‪ ،‬قييال ‪ :‬واقتضييى كلم ابيين‬
‫الصييلح أن الزيييادات الييتي تقييع فييي كتيياب‬
‫صيحيح ‪ ،‬ولييس كيذلك ‪،‬‬ ‫الحمييدي لهيا حكيم ال ِ‬
‫رواها بسنده كالمستخرج ‪ ،‬ول ذكر أنه‬ ‫لنه ما‬
‫يزيد ألفاظا ً واشترط فيها الصييحة حييتى يقلييد‬
‫في ذلك ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬هذا الذي نقله عن ابن الصلح وقييع لييه‬
‫في الفائدة الرابعة ‪ ،‬فإنه‬

‫‪- 71 -‬‬
‫قال ‪ :‬ويكتفي وجوده في كتيياب ميين اشييترط‬
‫الصحيح ‪ ،‬وكذلك ما يوجد في الكتب المخّرجيية‬
‫من تتمة لمحذوف أو زيادة شرح ‪ ،‬وكييثير ميين‬
‫هذا موجود في » الجمع « للحميدي ‪ .‬انتهييى ‪.‬‬
‫وهذا الكلم قابل للتأويل فتأمل ‪.‬‬
‫ثم رأيت عيين شيييخ السييلم قييال ‪ :‬قييد أشييار‬
‫الحمييدي إجميال ً وتفصييل ً إليى ميا يبطيل ميا‬
‫اعترض به عليه ‪ ،‬أما إجمال ُ فقال فييي خطبيية‬
‫الجمع ‪ ،‬وربما زدت زيادات من تتمييات وشييرح‬
‫لبعض ألفاظ الحديث ونحو ذلك ‪ ،‬وقفت عليها‬
‫لسييماعيلي‬ ‫في كتب ميين اعتنييى بالصييحيح كا‬
‫والبرقيياني ‪ ،‬وأمييا تفصيييل ً فعلييى ِقسييمين ‪:‬‬
‫ي ؟ أما الجلي فيسوق الحييديث ثييم‬ ‫وخف ّ‬ ‫ي‬ ‫جل‬
‫يقي ّ‬
‫يي أثنييائه ‪ :‬إلييى هنييا انتهييت رواييية‬‫يول في‬
‫البخيياري ‪ ،‬وميين هنييا زيييادة البرقيياني ‪ ،‬وأمييا‬
‫الخفي فإنه يسوق الحديث كامل ً أصل ً وزيييادة‬
‫ثييم يقييول ‪ :‬أمييا ميين أولييه إلييى موضييع كييذا ‪،‬‬
‫فرواه فلن وما عييداه زاده فلن ‪ ،‬أو يقييول ‪:‬‬
‫لفظة كذا زادها فلن ونحو ذلييك ‪ ،‬والييى هييذا‬
‫أشار ابن الصلح بقييوله ‪ :‬فربمييا نقييل ميين ل‬
‫يميز ‪ ،‬وحينئذ فلزيادته حكم الصحة لنقله لهييا‬
‫عمن اعتنى بالصحيح ‪.‬‬
‫مهمة ‪ :‬ما تقدم عن البيهقي ونحوه من عييزو‬
‫الحديث إلى الصحيح والمراد أصله ‪ ،‬ل شك أن‬
‫الحسن خلفه ‪ ،‬والعتنيياء بالبيييان حييذرا ً ميين‬
‫إيقيياع ميين ل يعييرف الصييطلح فييي اللبييس ‪،‬‬
‫ولبيين دقيييق العيييد فييي ذلييك تفصيييل حسيين‬
‫وهو ‪ . :‬أنك إذا كنت فييي مقييام الرواييية فلييك‬
‫العزو ولييو خيالف ‪ ،‬لنيه عيرف أن أجييل قصيد‬
‫المحدث السند والعثييور علييى أصييل الحييديث ‪،‬‬
‫دون ما إذا كنت في مقام الحتجاج فمن روى‬
‫فييي المعيياجم والمشيييخات ونحوهييا فل حييرج‬
‫عليه في الطلق ‪ ،‬بخلف من أورد ذلييك فييي‬
‫الكتييب المبوبيية ‪ ،‬ل سيييما إن كييان الصييالح‬
‫للترجمة قطعة زائدة على ما في الصحيح ‪.‬‬

‫‪- 72 -‬‬
‫و‬
‫عليي ّ‬ ‫دتييان ‪:‬‬‫عليهمييا فائ َ‬ ‫ة َ‬ ‫ب المخّرجيي ِ‬ ‫ولل ُ‬
‫كتيي‬
‫لسناد ِ‬
‫ت‬‫ن تلييك الّزيييادا ِ‬
‫صحيح ‪ ،‬فإ ّ‬ ‫ّ‬ ‫ال‬ ‫ُ‬ ‫ة‬ ‫زياد‬ ‫و‬ ‫‪.‬‬
‫ة ِلك ِ‬ ‫ا ِ‬
‫بإسناِدهما ‪.‬‬ ‫ونها‬‫ْ‬ ‫صحيح ٌ‬ ‫َ‬
‫_________________________‬
‫) وللكتب المخرجة عليهما فائدتان ( إحييداهما‬
‫لسناد ( لن مصنف المستخرج لو روى‬ ‫) علو ا‬
‫حديثا ً مث ِل ً من طريق البخاري لوقع أنييزل ميين‬
‫الطريق الذي رواه به في المستخرج ‪ ،‬مثاله ‪:‬‬
‫أن أبا نعيم لو روى حديثا ً عن عبد الرزاق ميين‬
‫طريييق البخيياري أو مسييلم لييم يصييل إليييه إل‬
‫دبري‬ ‫بأربعة ‪ ،‬وإذا رواه عن الطييبراني عيين ال ي ّ‬
‫بفتح ً الموحدة عنه وصل باثنين ‪ ،‬وكذا لو روى‬
‫حديثا في مسند الطيالسي من طريييق مسييلم‬
‫كييان بينييه وبينييه أربعيية ‪ ،‬شيييخان بينييه وبييين‬
‫مسلم ‪ ،‬ومسلم وشيييخه ‪ ،‬وإذا رواه عيين ابيين‬
‫فارس عن يونس بن حبيب عنه وصل باثنين )‬
‫و ( الخرى ) زيادة الصحيح فإن تلك الزيييادات‬
‫صحيحة لكونها بإسنادهما ( ‪.‬‬
‫لسييلم ‪ :‬هييذا مسييلم فييي الرجييل‬ ‫التقيا ِ‬
‫قال شيييخ‬
‫يى فيييه إسييناد المسييتخرج وإسييناد‬ ‫الييذي‬
‫مصنف الصل ‪ ،‬وفيمن بعييده ‪ ،‬وأمييا ميين بييين‬
‫المستخرج وبين ذلك الرجل فيحتاج إلى نقد ‪،‬‬
‫لن المسييتخرج لييم يلييتزم الصييحة فييي ذلييك ‪،‬‬
‫حصل وقييع علييى‬ ‫ل قصده العلو ‪ ،‬فإن‬ ‫وإنما ج ّ‬
‫مع ّذلك صحيحا ً أو فيه زيادة‬ ‫كان‬ ‫فإن‬ ‫غرضه ‪،‬‬
‫حسن حصلت اتفاقا ً ‪ ،‬وإل فليس ذلك همتييه ‪،‬‬
‫قال ‪ :‬قد وقع ابن الصيلح هنييا فيمييا فيّر منيه‬
‫في عدم التصحيح في هذا الزمان ‪ ،‬لنه أطلق‬
‫تصحيح هذه الزيادات ثم عللهييا بتعليييل أخييص‬
‫لسييناد ‪ ،‬وذلييك‬ ‫من دعواه ‪ ،‬وهو كونها بييذلك ا‬
‫لسناد إلى ِمنتهاه ‪.‬‬ ‫إنما هو من ملتقى ا ِ‬
‫تنبيه‬
‫لم يذكر المصنف تبعا ً لبن الصلح للمسييتخرج‬
‫سوى هاتين الفائدتين ‪ ،‬وبقي له فوائد أخيير ‪،‬‬
‫منهييا القييوة بكييثرة الطييرق للترجيييح عنييد‬
‫المعارضة ‪ ،‬ذكره ابن‬

‫‪- 73 -‬‬
‫يرح مسييلم ‪ ،‬وذلييك بييأن‬ ‫الصلح في مقدمة شي‬
‫يضم المستخرج شخصا ً آخيير فييأكثر مييع الييذي‬
‫دث ًمصيينف الصييحيح عنييه ‪ ،‬وربمييا سيياق لييه‬ ‫ح ّ‬
‫طرقيا أخيرى إلييى الصييحابي بعييد فراغييه ميين‬
‫استخراجه ‪ ،‬كما يصيينع أبيو عوانية ‪ ،‬ومنهيا أن‬
‫يكون مصنف الصحيح روى عميين اختلييط ولييم‬
‫يبين هل سماع ذلك الحديث في هيذه الرواييية‬
‫قبييل الختلط أو بعييده ؟ فيييبينه المسييتخرج ‪،‬‬
‫إما تصريحا ً أو بأن يرويه عنه ميين طريييق ميين‬
‫لييم يسييمع منييه إل قبييل الختلط ‪ ،‬ومنهييا أن‬
‫يروى في الصحيح عن مدلس بالعنعنة فيرويه‬
‫المسيييتخرج بالتصيييريح بالسيييماع ‪ ،‬فهاتيييان‬
‫فائدتان جليلتان ‪ ،‬وإن كنا ل نتوقف في صحة‬
‫مييا روي فييي الصييحيح ميين ذلييك غييير مييبين ‪،‬‬
‫ونقول لو لم يطلع مصنفه على أنه روي عنييه‬
‫قبل الختلط ‪ ،‬وأن المدلس سمع لم يخرجه ‪،‬‬
‫فقد سأل السبكي المزي ‪ ،‬هل وجييد لكييل مييا‬
‫روياه بالعنعنة طرق مصّرح فيهييا بالتحييديث ؟‬
‫فقال ‪ :‬كثير من ذلك لم يوجييد ومييا يسييعنا إل‬
‫تحسين الظن ‪.‬‬
‫ومنها ‪ :‬أن يروي عن مبهييم ‪ :‬كحييدثنا فلن أو‬
‫رجل ‪ ،‬أو فلن وغيره ‪ ،‬أو غير واحييد ‪ ،‬فيعينييه‬
‫المستخرج ‪.‬‬
‫ومنها ‪ :‬أن يروي عن مهمل ‪ ،‬كمحمد من غييير‬
‫ذكر ما يميزه عن غيره من المحمدين ‪ ،‬ويكون‬
‫في مشايخ من رواه كييذلك ميين يشيياركه فييي‬
‫السم ‪ ،‬فيميزه المستخرج ‪.‬‬
‫لسلم ‪ :‬وكل علة أعل بهييا حييديث‬ ‫شيخ ا ِ‬ ‫قال‬
‫الصيحيحين جياءت رواييية المسيتخرج‬ ‫في أحيد‬
‫سالمة منها ‪ ،‬فهي من فييوا ئده ‪ ،‬وذلييك كييثير‬
‫جدا ً ‪.‬‬
‫فوائد‬
‫ل يختيييص المسيييتخرج بالصيييحيحين ‪ ،‬فقيييد‬
‫استخرج محمد بن عبد الملييك بيين أيميين علييى‬
‫سيينن أبييي داود ‪ ،‬وأبييو علييي الطوسييي علييى‬
‫ى التوحيد لبن خزيمة‬ ‫الترمذي ‪ ،‬وأبو نعيم عل‬
‫الفض ِييل العراقييي علييى »‬ ‫وأملى الحافظ أبييو‬
‫المستدرك « مستخرجا ً لم يكمل ‪.‬‬

‫‪- 74 -‬‬
‫هييو‬ ‫صييل ف ُ‬ ‫مت ّ ِ‬ ‫ياَناحِدي ال ُ‬
‫وَييياهُ بالسيي‬ ‫ميياحَر ِ َ‬ ‫ة‪َ :‬‬ ‫بعيي ُ‬ ‫الرا‬
‫المحِ ُ‬
‫دأ‬‫ن مبت َي َ‬ ‫مي ْ‬‫ف ِ‬ ‫ذ َ‬ ‫مييا ِ مي ُ ِ‬ ‫ّ‬ ‫تهَ ْ‪ ،‬وأ‬ ‫صي َ ّ‬ ‫م بِ ِ‬ ‫كو ُ‬
‫ة‬
‫ييغ ِ‬
‫صذَي َ‬
‫منييه ب ِ ِ‬ ‫ن ِ‬ ‫حدٌ أو أكييثُر ‪ .‬فمييا كييا َ‬ ‫وا ِ‬ ‫سَناِده‬ ‫إ ْ‬
‫كييَر‬ ‫وى ‪ ،‬و‬ ‫َ‬ ‫ل و ََأمييَر ‪ ،‬وَر‬ ‫عيي َ‬ ‫وف َ‬ ‫َ‬ ‫ل‪.‬‬ ‫قييا َ‬ ‫ك َ‬‫زم َ‬
‫جيي ْ‬
‫ال ََ‬
‫ه؛‬ ‫ف إلي ْ ِ‬ ‫ضا ِ‬ ‫ن الم َ‬ ‫هع ِ‬ ‫صحت ِ‬ ‫م بِ ّ‬ ‫هو حك ٌ‬ ‫ن‪،‬ف ُ‬ ‫فل ٌ‬
‫_________________________‬
‫) الرابعة ( من مسييائل الصييحيح ) مييا روييياه (‬
‫أي الشيخان ) بالسناد المتصل فهو المحكوم‬
‫ن مبتدأ إسناده واحييد‬ ‫حذف ‪،‬م ِ‬ ‫بصحته ‪ ،‬وأما ما‬
‫وهو في البخاري كثير‬ ‫أو ًأكثر ( وهو المعلق‬
‫جدا ‪ ،‬كما تقدم عدده ‪ ،‬وفي مسلم في موضع‬
‫واحد في التيمم ‪ ،‬حيث قال ‪.‬‬
‫وروى الليييث بيين سييعد ‪ ،‬فييذكر حييديث أبييي‬
‫الحييرث بيين الصييمة ‪ :‬أقبييل رسييول‬ ‫بن ال ّ‬ ‫الجهم‬
‫وسلم من نحو بئر جمييل ‪.‬‬ ‫عليه‬ ‫له‬ ‫صلى‬ ‫الّله‬
‫الحييديث ‪ ،‬وفيييه أيض يا ً موضييعان فييي الحييدود‬
‫والييبيوع رواهمييا بييالتعليق عيين الليييث بعييد‬
‫روايتهما بالتصال ‪ ،‬وفيه بعد ذلك أربعة عشر‬
‫موضعا ً كل حديث منها رواه متص يل ً ثييم عقبييه‬
‫بقوله ‪ :‬ورواه فلن ‪ ،‬وأكييثر مييا فيي البخيياري‬
‫من ذلك موصول ًفي موضع ً آخيير ميين كتييابه ‪،‬‬
‫وإنما أورده معلقا اختصييارا ومجانبيية للتكييرار‬
‫والذي لم يوصله في موضع آخر مائة وسييتون‬
‫لسلم في تأليف لطيف‬ ‫ِ‬ ‫حديثا ً ‪ ،‬وصلها شيخ ا‬
‫سماه ‪ » :‬التوفيق « ‪ ،‬وله في جميييع التعليييق‬
‫والمتابعات والموقوفات كتاب جليل بالسانيد‬
‫سييماه ‪ » :‬تغليييق التعليييق « ‪ ،‬واختصييره بل‬
‫أسانيد في آخر سماه ‪ » :‬التشويق إلى وصييل‬
‫المهم من التعليييق « ) فمييا كييان منييه بصيييغة‬
‫وى وذكيير فلن‬ ‫وأم يَر وَر‬ ‫عي َ‬
‫ل‬ ‫ف َ‬ ‫الجييزم كقييال و َ‬
‫ياف َ إليييه ( لنييه ل‬ ‫فهو حكم بصحته عيين َالمضي‬
‫يستجيز أن يجزم بذلك عنه إل وقد صييح عنييده‬
‫عنه ‪ ،‬لكن‬

‫‪- 75 -‬‬
‫ل يحكم بصييحة الحييديث مطلقيا ً ‪ ،‬بييل يتوقييف‬
‫علييى النظيير فيميين أبييرز ميين رجيياله ‪ ،‬وذلييك‬
‫أقسام ‪ :‬أحدها ‪ :‬ما يلتحق بشرطه ‪ ،‬والسييبب‬
‫مييع‬
‫معلقا ً‬ ‫في عدم إيصاله إما الستغناء بغيره عنه ‪،‬‬
‫إفادة الشارة إليه وعدم إهماله بإيراده‬
‫اختصارا ً ِ ‪ ،‬وإما كونه لم يسمعه من شيخه ‪ ،‬أو‬
‫سمعه مذاكرة ‪ ،‬أو شك في سماعه ‪ ،‬فما رأى‬
‫أنه يسوقه مساق الصييول ‪ ،‬وميين أمثليية ذلييك‬
‫قوله في الوكالة ‪ :‬قييال عثمييان بيين الهيثييم ‪:‬‬
‫ييرين عيين أبي ّيي‬ ‫حدثنا عون حدثنا محمد بيين سي‬
‫هريرة قال ‪ :‬وكلنييي رسييول الل ّييه صييلى اللييه‬
‫عليه وسلم بزكاة رمضييان ‪ .‬الحييديث ‪ ،‬وأورده‬
‫في فضائل القرآن وذكيير إبليييس ‪ ،‬ولييم يقييل‬
‫في موضع منها حدثنا عثمان ‪ ،‬فالظاهر عييدم‬
‫سماعه له منه ‪.‬‬
‫لسلم ‪ :‬وقد استعمل هذه الصيييغة‬ ‫لييما ِ‬
‫قال شيخ‬
‫يسييمعه ميين مشييايخه فييي عييدة‬ ‫فيمييا‬
‫أحاديث ‪ ،‬فيوردها منهم بصيغة قال فلن ‪ ،‬ثم‬
‫يوردها في موضع آخر بواسطة بينه وبينهييم ‪،‬‬
‫كما قال في التاريخ ‪.‬‬
‫قييال إبراهيييم بيين ً موسييى حييدثنا هشييام بيين‬
‫بهييذا‬ ‫يوسف فذكر حديثا ‪ ،‬ثم يقول ‪ :‬حدثوني‬
‫عن إبراهيم قال ‪ :‬ولكن ليس ذلك مطردا ً في‬
‫كييل مييا أورده بهييذه الصيييغة ‪ ،‬لكيين مييع هييذا‬
‫الحتمال ل يجمل حمل ما أورده بهذه الصيغة‬
‫على أنه سمعه من شيوخه ‪.‬‬
‫وبهذا القييول ينييدفع اعييتراض العراقييي علييي‬
‫ابن الصلح في تمييثيله بقييوله قييال ‪ :‬عفييان ‪،‬‬
‫قعنييبي كونهمييا ميين شيييوخه ‪ ،‬وأن‬ ‫وقييال ال َ‬
‫الرواية عنهم ولو بصيييغة ل تصييرح بالسييماع ‪،‬‬
‫محمولة على التصال كما سيييأتي فييي فييروع‬
‫عقب المعضل ‪ ،‬ثم قولنا في هذا التقسيم ما‬
‫يلتحق بشرطه ‪ ،‬ولم يقل إنييه علييى شييرطه ‪،‬‬
‫لنه وإن صح فليس من نمط الصحيح المسييند‬
‫فيه ‪ ،‬نبه عليه ابن كثير ‪.‬‬

‫‪- 76 -‬‬
‫القسم الثيياني ‪ :‬مييا ل يلتحييق بشييرطه ولكنييه‬
‫الطهييارة‬ ‫صحيح على شرط غيره ‪ ،‬كقوله في‬
‫وقالت عائشة ‪ّ :‬كييان النييبي صييلى الل ّييه عليييه‬
‫وسييلم يييذكر اللييه علييى كييل أحيييانه ‪ .‬أخرجييه‬
‫مسلم في صحيحه ‪.‬‬
‫الثييالث ‪ :‬مييا هييو حسيين صييالح للحجيية كقييوله‬
‫فيه ‪ :‬وقال بهز بن حكيم عن أبيه عيين جييده »‬
‫الّله أحق أن يستحيى منه « وهو حديث حسيين‬
‫مشهور أخرجه أصحاب السنن ‪.‬‬
‫الرابع ‪ :‬ما هيو ضيعيف ل مين جهية قيدح فيي‬
‫رجاله ‪ ،‬بل من جهة انقطاع يسير في إسناده‬
‫لسماعيلي ‪ :‬قييد يصيينع البخيياري ذلييك‬ ‫‪ ،‬قال ا‬
‫إما لنه ِسمعه من ذلييك الشيييخ بواسييطة ميين‬
‫يثق به عنه ‪ ،‬وهو معييروف مشييهور عيين ذلييك‬
‫الشيخ ‪ ،‬أو لنه سمعه مميين ليييس ميين شييرط‬
‫الكتاب ‪ ،‬فنبه على ذلك الحييديث بتسييمية ميين‬
‫حدث به ل على التحديث به عنه ‪ ،‬كقييوله فييي‬
‫الزكاة ‪ :‬وقيال طياوس ‪ :‬قيال معياذ بين جبيل‬
‫لهل اليمن ‪ :‬ائتوني بعرض ثييياب ‪ ،‬الحييديث ً‪،‬‬
‫فإسناده إلييى طيياوس صيحيح ‪ ،‬إل أن طاوسيا‬
‫لم يسمع من معاذ ؛ وأما ما اعترض بييه بعييض‬
‫المتأخرين من نقيض هيذا الحكيم بكيونه جيزم‬
‫يوله فييي‬ ‫في معلييق وليييس بصييحيح ‪ ،‬وذلييك قي‬
‫التوحيد ‪ ،‬وقال الماجشون عيين عبييد الل ّييه بيين‬
‫يي سييلمة عيين أبييي هرييرة عيين‬ ‫الفضل عن أبي‬
‫النبي صلى الل ّييه عليييه وسييلم ‪ » :‬ل تفاضييلوا‬
‫بييين النبييياء « الحييديث ‪ ،‬فييإن أبييا مسييعود‬
‫الدمشقي جييزم بييأن هييذا ليييس بصييحيح ‪ ،‬لن‬
‫عبد الّله بن الفضل إنما رواه عن العرج عيين‬
‫أبي هريرة ل عن أبي سلمة ‪ .‬وقوى ذلك بييأنه‬
‫أخرجه في موضع آخيير كييذلك ‪ ،‬فهييو اعييتراض‬
‫ينقض القاعدة ‪ ،‬ول مييانع ميين أن‬ ‫مردود ‪ ،‬ول‬
‫يكون لعبييد الل ّييه بيين الفضييل شيييخان وكييذلك‬
‫ي في مسيينده‬ ‫سلمة ‪ -‬الطيالس ّ‬ ‫أورده عن أبي‬
‫‪ -‬فبطل ما ادعاه ‪.‬‬

‫‪- 77 -‬‬
‫حكييى ‪.‬‬ ‫ذكُر ‪ .‬وي ُ ْ‬‫م كُيروي ‪ ،‬وي ُ ْ‬ ‫ه جْز ٌ‬‫س في ِ‬
‫يقييالي ُ َ‬
‫وما‬
‫ن كي َ‬
‫ذا‬ ‫َ‬ ‫ل‬ ‫ف‬
‫المضاف إليه ٍ‬‫ين‬‫ي‬ ‫ع‬ ‫حكييي‬ ‫ل وروي ‪ ،‬وذُك ِيَر ‪ ،‬و ُ‬ ‫و ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ه عن‬‫حت ِ‬‫ص ّ‬‫حكم ب ِ‬ ‫س فيه ُ‬ ‫فلي َ‬
‫_________________________‬
‫) وما ليس فيه جييزم كيييروى ويييذكر ويحكييى‬
‫ويقال وروى وذكر وحكى عن فلن كذا ( قال‬
‫ابن الصلح ‪ :‬أو فييي البيياب عيين النييبي صييلى‬
‫الّله عليه وسلم ) فليس فيه حكم بصحته عيين‬
‫المضاف إليه ( ‪.‬‬
‫العبييارات‬ ‫يذه‬ ‫هي‬ ‫يل‬ ‫مثي‬ ‫لن‬ ‫‪:‬‬ ‫يلح‬ ‫قييال ابيين الصي‬
‫تستعمل فييي الحييديث الضييعيف أيض يا ً فأشييار‬
‫بقوله أيضا ‪ ،‬إلى أنه ربما يورد ذلك فيمييا هييو‬
‫صحيح ‪ ،‬إما لكونه رواه بالمعنى ‪ ،‬كقييوله فييي‬
‫الطب ‪ :‬ويذكر عن ابن عباس عن النبي صلى‬
‫الّله عليه وسلم في الرقييى بفاتحيية الكتيياب ً‪،‬‬
‫فإنه أسنده في موضييع آخيير بلفييظ ‪ :‬أن نفييرا‬
‫ميين الصييحابة مييروا بحييي فيييه لييديغ ‪ ،‬فييذكر‬
‫الحديث في رقيتهم للرجييل بفاتحيية الكتيياب ‪،‬‬
‫وفيه ‪ » :‬إن أحق ميا أخيذتم علييه أجيرا ً كتيياب‬
‫الّله « ‪.‬‬
‫أو ليييس علييى شييرطه كقييوله فييي الصييلة ‪:‬‬
‫ويذكر عن عبد الّله بن السييائب قييال ‪ » :‬قييرأ‬
‫النيييبي صيييلى الضيييم علييييه وآليييه وسيييلم ‪:‬‬
‫المؤمنون ‪ ،‬فييي صييلة الصييبح ‪ ،‬حييتى إذا جيياء‬
‫ذكر موسييى وهييارون أخييذته سييعلة فركييع « ‪،‬‬
‫وهو صحيح أخرجه مسلم ‪ ،‬إل أن البخيياري لييم‬
‫يخرج لبعض رواته ‪.‬‬
‫أو لكونه ضم إليييه مييا لييم يصييح فييأتى بصيييغة‬
‫تسييتعمل فيهمييا ‪ ،‬كقييوله فييي الطلق ويييذكر‬
‫ين المسيييب وذكيير‬ ‫عن علي بن أبي طالب وابي‬
‫نحوا من ثلثة وعشرين تابعيا ْ ‪.‬‬

‫‪- 78 -‬‬
‫سييوم‬‫و ُ‬‫دخيياَله فييي الك َِتيياب الم ْ‬‫ه لِ ْ‬‫س ب ِييوا ٍ‬
‫بالْييي َ‬
‫صحيح ‪.‬‬
‫ول‬
‫َ‬
‫ّ‬
‫_________________________‬
‫وقد يورده أيضا ً في الحسن كقوله في البيوع‬
‫ويذكر عن عثمان بن عفييان أن النييبي صييلى‬ ‫‪:‬ال ّ َ‬
‫له عليه وسييلم ْ قييال لييه ‪ » :‬إذا بعييت فكييل ‪،‬‬
‫هيييذا الحييييديث رواه‬ ‫وإذا ابتعيييت فاكتيييل «‬
‫الدارقطني من طريق عبيد الّله بن المغيييرة ‪،‬‬
‫وهو صدوق ‪ ،‬عين منقيذ ميولى عثميان ‪ ،‬وقيد‬
‫وثق ‪ ،‬عن عثمان ‪ ،‬وتابعه سعيد بن المسيب ‪،‬‬
‫ومن طريقه أخرجه أحمد في المسييند ‪ ،‬إل أن‬
‫في إسناده ابن لهيعة ‪ ،‬ورواه ابن أبييي شيييبة‬
‫فييي مصيينفه ميين حييديث عطيياء عيين عثمييان ‪،‬‬
‫وفيه انقطاع ‪ ،‬والحديث حسن لما عضده ميين‬
‫ذلك ‪.‬‬
‫ضعيف قوله‬ ‫وهو‬ ‫ذلك‬ ‫من‬ ‫أورده‬ ‫ما‬ ‫أمثلة‬ ‫ومن‬
‫في الوصايا ٍ ‪ :‬ويذكر عن النبي صلى الّله عليه‬
‫وسلم أنه قضييى بالييدين قبييل الوصييية ‪ ،‬وقييد‬
‫رواه الترمذي موصول من طريق الحارث عيين‬
‫علي ‪ ،‬والحارث ضعيف ‪.‬‬
‫وقوله فييي الصييلة ‪ :‬ويييذكر عيين أبييي هريييرة‬
‫لمييام فييي مكييانه ‪ ،‬وقييال‬ ‫يوع‪ ،‬ا ِ‬ ‫رفعييه ‪ :‬ل يتطي‬
‫وهذه عادته فييي ضييعيف ل‬ ‫عقبه ‪ :‬ولم يصح‬
‫موافقيية إجميياع أو نحييوه ‪ ،‬علييى‬ ‫عاضد له من‬
‫أنه فيه قليل جدا ً ‪ ،‬والحيديث أخرجيه أبييو داود‬
‫من طريق الليث بن أبي سليم عن الحجاج بن‬
‫عبيد عن إبراهيم بن إسماعيل عن أبي هريرة‬
‫‪ ،‬وليييث ضييعيف ‪ ،‬وإبراهيييم ل يعييرف ‪ ،‬وقييد‬
‫اختلف عليه فيه ‪.‬‬
‫وَرده البخاري في الصيحيح ممييا عيبر‬ ‫ماي أ ْ‬ ‫و(‬‫) َ‬
‫ييغة التمريييض وقلنييا ً ل يحكييم بصييحته‬ ‫عنه بص‬
‫لدخيياله ( إييياه‬ ‫) ليس بواه ( أي ساقط جييدا )‬
‫) في الكتاب الموسوم بالصحيح ِ( وعبارة ابن‬
‫الصييلح ‪ :‬ومييع ذلييك فييإيراده لييه فييي أثنيياء‬
‫الصحيح يشعر بصحة أصييله إشييعارا ً يييؤنس بييه‬
‫ويركن إليه ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬ولهييذا رددت علييى ابيين الجييوزي حيييث‬
‫أورد فييي الموضييوعات حييديث ابيين عبيياس‬
‫مرفوعييا ً ‪ :‬إذا أتييي أحييدكم بهدييية فجلسيياؤه‬
‫ورده من طريقين عنييه ‪،‬‬ ‫فإنه أ ْ‬ ‫شركاؤه فيها ‪.‬‬
‫عائشيية ولييم يصييب ‪ ،‬فييإن‬ ‫وميين طريييق عيين‬
‫البخاري أورده في الصحيح فقال ‪ :‬ويذكر عن‬
‫ابن عباس ‪ ،‬وله شاهد آخر من حديث الحسيين‬
‫ي رويناه في فوائد أبي بكر الشافعي ‪،‬‬ ‫وقدعل ّ‬ ‫بن‬
‫بينت ذلك في مختصير الموضيوعات ‪ ،‬ثييم‬
‫‪- 79 -‬‬
‫في كتييابي » القييول الحسيين فييي الييذب عيين‬
‫السنن « ‪.‬‬

‫‪- 80 -‬‬
‫ق‬ ‫مييا اّتف ي‬
‫بييهَ‬ ‫َ‬ ‫لهييا‬‫ع َ‬ ‫م ‪ .‬أَ ْ‬ ‫سييا ٌ‬
‫ق َ‬ ‫حأ ْ‬ ‫صييحي ُ‬ ‫ة ال‬
‫خييار ّ‬ ‫سي ُ‬ ‫م َ‬ ‫الخا ِ‬
‫ِ‬ ‫َ‬ ‫د‬ ‫ر‬
‫َ‬ ‫انفيي‬ ‫مييا‬‫َ‬ ‫ثييم‬ ‫‪،‬‬ ‫م‬
‫ٌ‬ ‫سييل‬‫ْ‬ ‫وم‬ ‫ُ‬ ‫ي‬
‫ّ‬ ‫ه الب ُ َ‬ ‫علييي ِ‬
‫ما ‪ ،‬ثييم‬ ‫طه َ‬‫شييْر ِ‬ ‫ى َ‬ ‫عل َ‬‫م ‪ ،‬ثم َ‬ ‫سل ٌ‬ ‫م ْ‬ ‫ي ‪ ،‬ثم‬ ‫خار َ ّ‬ ‫الب ُ َ‬
‫ح‬‫صييحي ُ‬ ‫سييلم ‪ ،‬ثييم َ‬ ‫م ْ‬
‫ي ‪ ،‬ثييم ُ‬ ‫خار ّ‬ ‫ط الب ُ ُ َ‬ ‫شْر ِ‬ ‫عَلى‬ ‫َ‬
‫ما ‪.‬‬‫ره َ‬ ‫عن ْدَ َ‬
‫غي ْ ِ‬ ‫ِ‬
‫_________________________‬
‫فائدة‬
‫قييال ابيين الصييلح ‪ :‬إذا تقييرر حكييم التعيياليق‬
‫المذكورة فقول البخاري ما أدخلت في كتابي‬
‫إل ميييا صيييح ‪ ،‬وقيييول الحيييافظ أبيييي نصييير‬
‫السجزي ‪ :‬أجمع الفقهاء وغيرهم أن رجل ً لييو‬
‫جميع البخاري صحيح ‪ ،‬قيياله‬ ‫حلف بالطلق أن‬
‫رسييول إلييى صييلى الل ّييه عليييه وسييلم ل شييك‬
‫فيه ‪ ،‬لم يحنث ‪ ،‬محمول على مقاصييد الكتيياب‬
‫وموضييوعه ‪ ،‬ومتييون البييواب المسييندة دون‬
‫التراجم ونحوها ‪ .‬اهي ‪ .‬وسيأتي فييي المسييألة‬
‫مزيييد كلم قريب يا ً ‪ ،‬ويييأتي تحرييير الكلم فييي‬
‫يث ذكييره المصيينف عقييب‬ ‫حقيقيية التعليييق حيي‬
‫المعضل ‪ .‬إن شاء الّله تعالى ‪.‬‬
‫) الخامسة ‪ :‬الصحيح أقسام ( متفاوتة بحسب‬
‫تمكنه من شروط الصيحة وعيدمه ) أعلهيا مييا‬
‫اتفق عليه البخاري ومسلم ‪ ،‬ثم مييا انفييرد بييه‬
‫البخاري ( ووجه تأخره عما اتفقا عليه اختلف‬
‫العلماء أيهما أرجح ) ثم ( ما اْنفرد به ) مسلم‬
‫ثييم ( صييحيح ) علييى شييرطهما ( ولييم يخرجييه‬
‫وجه تأخره عما أخرجه أحييدهما‬ ‫منهما ‪ ،‬و َ‬ ‫واحد‬
‫بالقبول لييه ) ثييم ( صييحيح ) علييى‬ ‫تلقي المة‬
‫شرط البخاري ثم ( صحيح على شرط ) مسلم‬
‫ثييم صييحيح عنييد غيرهمييا ( مسييتوفى فيييه‬
‫الشروط السابقة ‪.‬‬

‫‪- 81 -‬‬
‫تنبيهات‬
‫الول ‪ :‬أورد على هذا أقسام ‪:‬‬
‫أحييدها ‪ :‬المتييواتر وأجيييب بييأنه ل يعتييبر فيييه‬
‫عدالة والكلم في الصحيح بالتعريف السابق ‪.‬‬
‫لسييلم ‪ :‬وهييو‬ ‫شيخ ا ِ‬ ‫الثاني ‪ :‬المشهور ‪ .‬قال‬
‫رتبته ؛ هل هييي‬ ‫وارد قطعا ً ‪ :‬وأنا متوقف في‬
‫قبل المتفق عليه أم بعده ‪.‬‬
‫الثالث ‪ :‬ما أخرجه الستة ‪ ،‬وأجيب بأن من لييم‬
‫يشييرط الصييحيح فييي كتييابه ل يزيييد تخريجييه‬
‫للحديث قوة ‪.‬‬
‫قييال الزركشييي ‪ :‬ويمنييع بييأن الفقهيياء قييد‬
‫يرجحييون بمييا ل مييدخل لييه فييي ذلييك الشيييء‬
‫كتقديم ابن العم الشقيق على ابن العم للب‬
‫‪ ،‬وإن كيييان ابييين العيييم للم ل ييييرث ‪ ،‬قيييال‬
‫العراقي ‪ :‬نعم ‪ ،‬ما اتفييق السييتة علييى توثيييق‬
‫رواتييه أولييى بالصييحة ممييا اختلفييوا فيييه وإن‬
‫اتفق عليه الشيخان ‪.‬‬
‫الرابع ً‪ :‬ما فقد شرطا ً كالتصال عند من يعده‬
‫صحيحا ‪.‬‬
‫الخامس ‪ :‬ميا فقيد تميام الضيبط ونحيوه مميا‬
‫إلييى رتبيية الحسيين عنييد ميين يسييميه‬ ‫ً‬ ‫ينييزل‬
‫لسييلم ‪ً :‬وعلييى ذلييك‬ ‫ا‬ ‫شيييخ‬ ‫قييال‬ ‫‪،‬‬ ‫ا‬‫صييحيح‬
‫يقال ‪ :‬ما أخرجه الستة ِإل واحييدا منهييم وكييذا‬
‫ما أخرجه الئمة الييذين الييتزموا الصييحة ونحييو‬
‫هذا إلى أن تنتشر القسام فتكثر حتى يعسيير‬
‫حصرها ‪.‬‬
‫التنبيه الثاني ‪:‬‬
‫قد علييم ممييا تقييدم أن أصييح ميين صيينف فييي‬
‫الصحيح ابن خزيمة ثم ابن حبان ثييم الحيياكم ‪،‬‬
‫فينبغي أن يقال ‪ :‬أصحها بعد مسلم ميا اتفيق‬
‫عليييه الثلثيية ‪ ،‬ثييم ابيين خزيميية وابيين حبييان‬
‫والحيياكم ‪ ،‬ثييم ابيين حبييان والحيياكم ‪ ،‬ثييم ابيين‬
‫خزيمة فقط ‪ ،‬ثم ابن حبان فقط ‪ ،‬ثم الحيياكم‬
‫فقييط ‪ ،‬إن يكيين الحييديث علييى شييرط أحييد‬
‫الشييييخين ‪ ،‬وليييم أر مييين تعيييرض ليييذلك ‪،‬‬
‫فليتأمل ‪.‬‬

‫‪- 82 -‬‬
‫التنبيه الثالث ‪:‬‬
‫ً‬
‫فوق ما يجعله فائقا ‪ ،‬كأن يتفقا‬ ‫قد يعرض للم ُ‬
‫إخراج حييديث ًغريييب ‪ ،‬ويخييرج مسييلم أو‬ ‫على‬
‫غيره حديثا ً مشهورا ‪ ،‬أو مما وصييفت ترجمتييه‬
‫بكونها أصح السانيد ول يقدح ذلك فيما تقدم‬
‫لجمال ‪.‬‬‫‪ ،‬لن ذلك باعتبار ا ِ‬
‫قييال الزركشييي ‪ :‬وميين هنييا يعلييم أن ترجيييح‬
‫كتيياب البخيياري علييى مسييلم إنمييا المييراد بييه‬
‫ترجيح الجملة ل كل فرد من أحاديثه على كييل‬
‫فرد من أحاديث الخر ‪.‬‬
‫التنبيه الرابع ‪:‬‬
‫فائدة التقسيم المذكور تظهيير عنييد التعييارض‬
‫والترجيح ‪.‬‬
‫التنبيه الخامس ‪:‬‬
‫في تحقيق شرط البخاري ومسلم ‪ ،‬قييال ابيين‬
‫طيياهر ‪ :‬شييرط البخيياري ومسييلم أن يخرجييا‬
‫الحديث المجمع على ثقة رجاله إلى الصحابي‬
‫المشهور ‪.‬‬
‫قييال العراقييي ‪ :‬وليييس مييا قيياله بجيييد ‪ ،‬لن‬
‫النسائي ضعف جماعة أخرج لهم الشيييخان أو‬
‫أحدهما ‪ ،‬وأجيب بأنهما أخرجا من أجمع علييى‬
‫ثقته إلى حين تصنيفهما ‪ ،‬فل يقدح فيي ذلييك‬
‫تضعيف النسائي بعد وجود الكتابين ‪.‬‬

‫‪- 83 -‬‬
‫لسلم ‪ :‬تضعيف النسائي إن كان‬ ‫أوا ِ‬
‫وقال شيخ‬
‫نقله عن معاصيير فييالجواب ذلييك ‪،‬‬ ‫باجتهاده‬
‫وإن نقله عيين متقييدم فل ‪ .‬قييال ‪ :‬ويمكيين أن‬
‫يجاب بأن ما قاله ابن طاهر هو الصييل الييذي‬
‫بنيا عليه أمرهما ‪ ،‬وقييد يخرجييان عنييه لمرجييح‬
‫يقوم مقامه ‪.‬‬
‫وقييال الحيياكم فييي علييوم الحييديث ‪ :‬وصييف‬
‫الحديث الصحيح أن يرويه الصحابي المشييهور‬
‫بالرواية عن النبي صلى الّله عليه وسييلم ولييه‬
‫راويان ثقتان ‪ ،‬ثم يرويييه ميين أتبيياع التييابعين‬
‫الحافظ المتقن المشهور بالرواية ‪ ،‬ولييه رواة‬
‫ثقييات ‪ .‬وقييال فييي » المييدخل « ‪ :‬الدرجيية‬
‫الولى من الصحيح اختيار البخيياري ّومسييلم ‪،‬‬
‫وهو أن يروي الحديث عن رسييول اللييه صييلى‬
‫الّلييه عليييه وسييلم صييحابي زائل عنييه اسييم‬
‫الجهالة ‪ ،‬بأن يروي عنييه تابعيييان عييدلن ‪ ،‬ثييم‬
‫يييروي عنييه التييابعي المشييهور بالرواييية عيين‬
‫الصحابة وله راويان ثقتان ‪ ،‬ثم يرويه عنه من‬
‫أتبيياع التييابعين حييافظ متقيين ولييه رواة ميين‬
‫الرابعيية ثييم ُيكييون شيييخ البخيياري أو‬ ‫الطبقيية‬
‫مسلم حافظا ً مشهورا بالعداليية فييي روايتييه ‪،‬‬
‫ثم يتداوله أهل الحديث بالقبول إلييى وقتنييا ‪،‬‬
‫كالشهادة على الشهادة ‪.‬‬
‫فعمم في علوم الحييديث شييرط الصييحيح ميين‬
‫حيييث هييو ‪ .‬وخصييص ذلييك فييي » المييدخل «‬
‫بشرط الشيخين ‪ .‬وقد نقض عليه الحازمي ما‬
‫ادعي أنه شرط الشيخين بما في الصحيح ميين‬
‫الغرائب التي تفرد بها بعض الييرواة ‪ .‬وأجيييب‬
‫بأنه إنما أراد أن كل راو في الكتابين يشييترط‬
‫أن يكون له راويان ‪ ،‬ل أنه يشييترط أن يتفقييا‬
‫في رواية ذلك الحديث بعينه ‪.‬‬
‫قال أبييو علييي الغسيياني ونقلييه عييياض عنييه ‪:‬‬
‫ليس المراد أن يكييون كييل خييبر روييياه يجتمييع‬
‫فيه راويان عن صحابيه ثييم عيين تييابعيه فميين‬
‫بعده ‪ ،‬فإن ذلك يع يّز وجييوده وإنمييا المييراد أن‬
‫هذا الصحابي وهييذا التييابعي روى عنييه رجلن‬
‫خرج بهما عن حد الجهالة ‪.‬‬

‫‪- 84 -‬‬
‫ن الحازمي فهييم ذلييك‬ ‫لسلم ‪ :‬وكأ ّ‬ ‫شيخ ا ِ‬ ‫قال‬
‫الحاكم ‪ :‬كالشييهادة علييى الشييهادة ‪،‬‬ ‫من قول‬
‫لن الشييهادة يشييترط فيهييا التعييدد وأجيييب‬
‫باحتمييال أن يريييد بالتشييبيه بعييض الوجييوه ل‬
‫كلها ‪ ،‬كالتصال واللقاء وغيرهما ‪.‬‬
‫وقييال أبييو عبييد الل ّييه ابيين المييواق ‪ :‬مييا حمييل‬
‫عييياض‬ ‫الغساني عليه كلم الحاكم وتبعه عليه‬
‫وغيييره ليييس بييالبين ‪ .‬ول أعلييم أحييدا ً روى‬
‫يرحا بييذلك ول جييود لييه فييي‬ ‫عنهمييا أنهمييا صي‬
‫كتابيهما ول خارج يا ً عنهمييا ‪ .‬فييإن كييان قييائل‬
‫يرفهما‬ ‫ذلك عرفه من مييذهبهما بالتصييفح لتصي‬
‫معا ً‬
‫في‬ ‫في كتابيهما فلم يصب ‪ .‬لن المرين‬
‫ذلك أكثريييا ً‬ ‫كتابيهما ‪ .‬وإن كان أخذه من كون‬
‫علييى كونهمييا‬ ‫فييي كتابيهمييا فل دليييل فيييه‬
‫اشترطاه ‪ .‬ولعل وجود ذلك أكثريا ً إنما هو لن‬
‫من روى عنه أكثر ميين واحييد ‪ ،‬أكييثر مميين لييم‬
‫يييرو عنييه إل واحييد ميين الييرواة مطلقييا ً ‪ .‬ل‬
‫بالنسبة إلى من خرج له منهم في الصيحيحين‬
‫لنصياف التزامهميا هيذا الشيرط‬ ‫‪ .‬وليس من ا‬
‫ميين غييير أن ِيثبييت عنهمييا ذلييك مييع وجييود‬
‫إخللهما به ‪ .‬لنهمييا إذا صييح عنهمييا اشييتراط‬
‫ذلك كان في إخللهما به درك ‪ ،‬عليهما ‪.‬‬
‫لسلم ‪ :‬وهذا كلم مقبييول وبحييث‬ ‫شيخ ا ِ‬ ‫قال‬
‫قوي ‪.‬‬
‫البخيياري ‪ :‬مييا ذكييره‬ ‫وقال فييي مقدميية شييرح‬
‫الحيياكم وإن كييان منتقضييا ً فييي حييق بعييض‬
‫الصحابة الذين أخييرج لهييم إل أنييه معتييبر فييي‬
‫حق ميين بعييدهم ‪ ،‬فليييس فييي الكتيياب حييديث‬
‫أصل من رواية من ليس له إل راو واحد فقط‬
‫‪.‬‬

‫‪- 85 -‬‬
‫وقال الحازمي ما حاصله ‪ :‬شرط البخيياري أن‬
‫يخييرج مييا اتصييل إسييناده بالثقييات المتقنييين‬
‫الملزمييين لمين أخ ًييذوا عنيه ملزميية طويليية ‪،‬‬
‫وأنه قد يخرج أحيانا عن أعيييان الطبقيية الييتي‬
‫لتقان والملزمة لمن رووا عنه‬ ‫تلي هذه في ا‬
‫‪ ،‬فلييم يلزمييوه ِ إل ملزميية يسيييرة ‪ ،‬وشييرط‬
‫مسلم أن يخرج حييديث هييذه الطبقيية الثانييية ‪،‬‬
‫وقد يخييرج حييديث ميين لييم يسييلم ميين غييوائل‬
‫الجرح ‪ ،‬إذا كان طويل الملزمة لمن أخذه عنه‬
‫‪ ،‬كحماد بن سلمة في ثابت البناني وأيوب ‪.‬‬
‫وقييال المصيينف ‪ :‬إن المييراد بقييولهم علييى‬
‫شيييرطهما ‪ :‬أن يكيييون رجيييال إسيييناده فيييي‬
‫كتابيهما لنه ليس لهمييا شييرط فييي كتابيهمييا‬
‫ول في غيرهما ‪.‬‬
‫قال العراقي ‪ :‬وهذا الكلم قد أخذه ميين ابيين‬
‫الصييلح ‪ ،‬حيييث قييال فييي » المسييتدرك « ‪:‬‬
‫أودعه ما ليس في واحد ميين الصييحيحين ممييا‬
‫رآه علييى شييرط الشيييخين ‪ ،‬وقييد أخرجييا عيين‬
‫رواته في كتابيهما ‪.‬‬
‫قال ‪ :‬وعلى هذا عمل ابن دقيق العيييد ‪ ،‬فييإنه‬
‫يرط‬ ‫ينقل عن الحاكم تصحيحه لحديث علييى شي‬
‫فلن يا ً‬ ‫البخاري مثل ً ‪ ،‬ثم يعترض عليه بأن فيييه‬
‫ولم يخرج له البخاري ‪ ،‬وكذا فعل الذهبي في‬
‫» مختصر المستدرك « ‪.‬‬
‫قال ‪ :‬وليس ذلييك منهييم بجيييد ‪ ،‬فييإن الحيياكم‬
‫صييرح فييي خطبيية » المسييتدرك « ّبخلف مييا‬
‫فهموه عنه ‪ ،‬فقال ‪ :‬وأنا أستعين اللييه تعييالى‬
‫عليى إخيراج أحياديث رواتهيا ثقيات قيد احتيج‬
‫بمثلها الشيخان أو أحييدهما ‪ .‬فقييوله بمثلهييا ‪،‬‬
‫أي بمثل رواتها ل بهم أنفسهم ‪ ،‬ويحتمييل أن‬
‫يراد بمثل تلك الحيياديث ‪ ،‬وإنمييا تكييون مثلهييا‬
‫إذا كانت بنفس رواتها ‪ ،‬وفيه نظر ‪.‬‬

‫‪- 86 -‬‬
‫قال ‪ :‬وتحقيق المثلية أن يكون بعض ميين لييم‬
‫يخرج عنييه فييي الصييحيح مثييل ميين خييرج عنييه‬
‫وتعييرف‬ ‫فيييه ‪ ،‬أو أعلييى منييه عنييد الشيييخين ‪،‬‬
‫المثلية عندهما إما بنصهما على أن فلنا ً مثل‬
‫فلن ‪ ،‬أو أرفع منه ‪ ،‬وقلما يوجييد ذلييك ‪ ،‬وإمييا‬
‫باللفاظ الداليية علييى مراتييب التعييديل ‪ ،‬كييأن‬
‫يقول في بعض من احتجا به » ثقة أو ثبييت أو‬
‫صدوق أو ل بأس به « أو غير ذلك ميين ألفيياظ‬
‫التعديل ثييم يوجييد عنهمييا أنهمييا قييال ذلييك أو‬
‫أعلى منييه فييي بعييض ميين لييم يحتجييا بييه فييي‬
‫كتابيهما ‪ ،‬فيستدل بذلك على أنه عندهما في‬
‫رتبة من احتجا به ‪ ،‬لن مراتييب الييرواة معيييار‬
‫معرفتها ألفاظ الجرح والتعديل ‪.‬‬
‫قال ‪ :‬ولكين هنييا أمير فيييه غمييوض ل بييد ميين‬
‫لشييارة إليييه ‪ ،‬وذلييك أنهييم ل يكتفييون فييي‬ ‫ا ِ‬
‫التصييحيح بمجييرد حييال الييراوي فييي العداليية‬
‫والتصييال ميين غييير نظيير إلييى غيييره ‪ ،‬بييل‬
‫ينظرون في حاله مع من روى عنه فييي كييثرة‬
‫ملزمتييه لييه أو قلتهييا ‪ ،‬أو كييونه فييي بلييده‬
‫ممارسا ً لحديثه ‪ ،‬أو غريبا ً من بلد من أخذ عنه‬
‫‪ ،‬وهذه أمور تظهيير بتصييفح كلمهييم وعملهييم‬
‫في ذلك ‪ .‬اهي كلمه ‪.‬‬
‫وقال شيييخ السييلم ‪ :‬مييا اعييترض بييه شيييخنا‬
‫على ابن دقيق العيد والذهبي ليييس بجيييد لن‬
‫الحيياكم اسييتعمل لفظيية مثييل فييي أعييم ميين‬
‫الحقيقة والمجاز في السييانيد والمتييون ‪ ،‬دل‬
‫علييى ذلييك صيينعه ‪ ،‬فييإنه تييارة يقييول ‪ :‬علييى‬
‫شرطهما ‪ ،‬وتارة على شرط البخاري ‪ ،‬وتييارة‬
‫لسييناد ول‬ ‫يحيح ا ِ‬‫على شرط مسلم ‪ ،‬وتييارة صي‬
‫بكلميية مثييل‬ ‫يعزوه لحدهما ‪ .‬وأيضا ً فلو قصييد‬
‫معناهييا الحقيقييي حييتى يكييون المييراد ‪ ،‬احتييج‬
‫بغيرها ممن فيهم من الصييفات مثييل مييا فييي‬
‫الرواة الذين خرجا عنهم ‪ ،‬لم يقييل قيط علييى‬
‫شرط البخاري ّ‪ .‬فأن شرط مسلم دونه ‪ ،‬فمييا‬
‫كان على شيرطه فهيو عليى شيرطهما ‪ ،‬لنيه‬
‫حوى شرط مسلم وزاد ‪ ،‬قال ووراء ذلييك كلييه‬
‫أن يروى إسيناد ملفيق مين رجالهميا كسيماك‬
‫عن عكرميية عيين ابيين عبيياس ‪ .‬فسييماك علييى‬
‫شييرط مسييلم فقييط ‪ ،‬وعكرميية انفييرد بييه‬
‫البخاري والحق أن هذا ليس على شرط واحييد‬
‫منهما ‪.‬‬

‫‪- 87 -‬‬
‫وأدق من هذا أن يرويا عن أناس ثقات ضعفوا‬
‫في أناس مخصوصين ‪ ،‬من غير حييديث الييذين‬
‫ضعفوا فيهم ‪ .‬فيجيء عنهم حديث من طريق‬
‫من ضعفوا فيه ‪ ،‬برجال كلهم في الكتابين أو‬
‫أحدهما فنسبته أنه عليى شيرط مين خيرج ليه‬
‫غلط ‪ ،‬كأن يقال في هشيييم عيين الزهيري ‪» :‬‬
‫كل من هشيم والزهري أخرجا له ‪ ،‬فهو علييى‬
‫شرطهما « فيقال ‪ :‬بل ليس على شرط واحد‬
‫منهما ‪ ،‬لنهمييا إنمييا أخرجييا لهشيييم ميين غييير‬
‫حديث الزهري ‪ ،‬فييإنه ضييعف فيييه ‪ ،‬لنييه كييان‬
‫دخل إليييه فأخييذ منييه عشييرين حييديثا ً ‪ ،‬فلقيييه‬
‫صاحب ليه وهيو راجيع فسيأله روايتيه ‪ .‬وكيان‬
‫ثمييت ريييح شييديدة فييذهبت بييالوراق ميين يييد‬
‫الرجل ‪ ،‬فصييار هشيييم يحييدث بمييا علييق منهييا‬
‫بذهنه ‪ ،‬ولييم يكيين أتقيين حفظهييا فييوهم فييي‬
‫أشياء منها ‪ ،‬ضعف في الزهري بسببها ‪.‬‬
‫وكذا همام ضعيف فييي ابيين جريييج مييع أن كل‬
‫منهما أخرجا له ‪ ،‬لكن لم يخرجييا لييه عيين ابيين‬
‫جريج شيئا ً ‪ ،‬فعلى من يعزو إلى شييرطهما أو‬
‫شرط واحد منهما أن يسوق ذلك السند بنسق‬
‫رواية من نسب إلى شييرطه ولييو فييي موضييع‬
‫من كتابه ‪.‬‬
‫وكذا قال ابن الصلح فييي » شييرح مسييلم « ‪:‬‬
‫من حكم لشخص بمجرد رواية مسلم عنه فييي‬
‫صيحيحه بييأنه ميين شيرط الصييحيح فقييد غفييل‬
‫وأخطييأ ‪ ،‬بييل ذلييك متوقييف علييى النظيير فييي‬
‫كيفية رواية مسلم عنه ‪ ،‬وعلى أي وجه اعتمد‬
‫عليه ‪.‬‬
‫تتمة‬
‫ألف الحازمي كتابا ً في » شروط الئمة « ذكر‬
‫فيه شرط الشيخين وغيرهمييا فقيال ‪ :‬ميذهب‬
‫من يخرج الصحيح أن يعتبر حال الراوي العدل‬
‫في مشيايخه وفيمين روى عنهيم وهيم ثقيات‬
‫أيضا ً ‪ ،‬وحديثه عن بعضهم صحيح ثييابت يلزمييه‬
‫إخراجه ‪ ،‬وعن بعضهم مدخول ل يصح إخراجييه‬
‫إل في الشواهد والمتابعات ‪ ،‬وهييذا بيياب فيييه‬
‫غموض ‪ ،‬وطريقيية معرفيية طبيياق الييرواة عيين‬
‫راوي الصل ومراتب مداركهم ‪.‬‬

‫‪- 88 -‬‬
‫ولنوضح ذلك بمثال ‪ :‬وهو أن تعلم أن أصحاب‬
‫الزهري مثل ً على خمس طبقات ولكييل طبقية‬
‫منها مزييية علييى الييتي تليهييا وتفيياوت ‪ ،‬مميين‬
‫كييان فييي الطبقيية الولييى فهييي الغاييية فييي‬
‫الصحة ‪ .‬وهييو غاييية مقصييد البخيياري ‪ ،‬كمالييك‬
‫وابييين عيينييية ‪ ،‬وييييونس وعقييييل اليلييييين‬
‫وجماعييية ‪ .‬والثانيييية شييياركت الوليييى فيييي‬
‫العدالة ‪ ،‬غير أن الولييى جمعييت بييين الحفييظ‬
‫لتقان وبين طول الملزمة للزهييري بحيييث‬ ‫وا ِ‬
‫كان منهم من يلزمه في السفر ويلزمه فييي‬
‫الحضر كالليث بن سيعد والوزاعييي والنعمييان‬
‫بن راشد ‪.‬‬
‫والثانية لم تلزم الزهري إل مدة يسيرة ‪ ،‬فلم‬
‫لتقان دون الطبقة‬ ‫برقانا ِ‬
‫تمارس حديثه وكانوا في‬
‫وسفيان بن حسين‬ ‫الولى ‪ ،‬كجعفر بن‬
‫السلمي وزمعة بن صالح المكي ‪ ،‬وهم شييرط‬
‫مسلم ‪.‬‬
‫والثانييية ‪ :‬جماعيية لزمييوا الزهييري مثييل أهييل‬
‫الطبقة الولييى ‪ ،‬غييير أنهييم لييم يسييلموا ميين‬
‫غييوائل الجييرح ‪ ،‬فهييم بييين الييرد والقبييول ‪،‬‬
‫كمعاوية بن يحيى الصدفي وإسحق بن الكلبي‬
‫‪ ،‬والمثنى بن الصباح ‪ .‬وهييم شييرط أبييي داود‬
‫والنسائي ‪.‬‬
‫ح‬
‫ِ‬ ‫ير‬‫ي‬ ‫الج‬ ‫يي‬
‫ي‬ ‫ف‬ ‫ية‬
‫ي‬ ‫الثالث‬ ‫ياركوا‬
‫ي‬ ‫ش‬ ‫يوم‬‫ي‬ ‫ق‬ ‫والرابعيية ‪:‬‬
‫يديث‬ ‫والتعديل ‪ ،‬وتفردوا بقليية ممارسًييتهم لحي‬
‫الزهري ‪ ،‬لنهم لم يلزموه كثيرا ‪ ،‬وهم شرط‬
‫الترمذي ‪.‬‬
‫والخامسة ‪ :‬نفر من الضييعفاء والمجهييولين ل‬
‫يجييوز لميين يخييرج الحييديث علييى البييواب أن‬
‫يخيييرج حيييديثهم إل عليييى سيييبيل العتبيييار‬
‫والستشهاد ‪ ،‬عند أبي داود فمن دونه ‪ ،‬فأمييا‬
‫عند الشيخين فل ‪.‬‬

‫‪- 89 -‬‬
‫صييحِته‬ ‫عل َييى ِ‬‫ه أو َ‬ ‫عَلي ي ِ‬ ‫ق َ‬‫يخي ٌ‬‫في‬ ‫ح مت َ‬ ‫صحي ٌ‬ ‫قالوا‬ ‫ذا َ‬ ‫وإ َ‬‫َ‬
‫ما‬
‫نْلييمَ‬
‫خأ ّ‬ ‫شي ُ‬‫ن ُ‪ ،‬وذَك ََر ال ّ‬ ‫ِ‬ ‫ْ‬ ‫ش‬ ‫ّ‬ ‫ال‬ ‫ُ‬ ‫ق‬ ‫َ‬
‫فا‬ ‫ّ‬ ‫ت‬ ‫ا‬ ‫َ‬ ‫هم‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫د‬ ‫را‬
‫َ‬ ‫فم‬
‫ع ُ‬ ‫صييحِته وال ِ‬‫ع بِ ِ‬ ‫مقطو ٌ‬ ‫و‪َ .‬‬ ‫ه ُ‬ ‫ه‬
‫ما ف ُ‬ ‫ده‬
‫ص َُ‬
‫ح ُ‬ ‫و ََياهُ أو أ َ‬ ‫َر َ‬
‫في ِ‬ ‫ل ِ‬ ‫ي حا ِ‬ ‫ال ْقطع ّ‬
‫_________________________‬
‫) وإذا قالوا صحيح متفق عليه أو علييى صييحته‬
‫فمرادهم اتفيياق الشيييخين ( ل اتفيياق الميية ‪،‬‬
‫قال ابيين الصييلح ‪ :‬لكيين يلييزم ميين اتفاقهمييا‬
‫اتفاق المة عليه لتلقيهم له بالقبول ‪.‬‬
‫) وذكيير الشيييخ ( يعنييي ابيين الصييلح ) أن مييا‬
‫يحته والعلييم‬ ‫روياه أو أحدهما فهو مقطوع بصي‬
‫حاصل فيه ( ‪ ،‬قال ‪ :‬خلفا ً لمن نفى‬ ‫القطعي‬
‫ذلك ‪ ،‬محتجا ً بأنه ل يفيد إل الظن وإنما تلقته‬
‫المة بالقبول لنه يجب عليهم العمل بالظن ‪.‬‬
‫قال ‪ :‬وقد كنت أميل إلييى‬ ‫والظن قد يخطئ ‪.‬‬
‫هييذا وأحسييبه قويم يا ً ‪ .‬ثييم بييان لييي أن الييذي‬
‫اخترنيياه أول ً هييو الصييحيح ‪ ،‬لن ظيين ميين هييو‬
‫معصييوم ميين الخطييأ ل يخطييئ ‪ .‬والميية فييي‬
‫كييانً‬ ‫إجماعهييا معصييومة ميين الخطييأ ولهييذا‬
‫الجماع المبني على الجتهيياد حجيية مقطوع يا‬
‫بها ‪ :‬وقد قال إمام الحرمين ‪ :‬لو حلف إنسان‬
‫الصييحيحين ممييا‬ ‫بطلق امرأتييه ‪ :‬أن مييا فييي‬
‫حكما بصحته ‪ ،‬من قول النبي صلى الّله عليييه‬
‫وسييلم ‪ ،‬لمييا ألزمتييه الطلق ‪ ،‬لجميياع علميياء‬
‫المسييلمين علييى صييحته ‪ .‬قييال ‪ :‬وإن قييال‬
‫قائل ‪ ،‬إنه ل يحنث ولو لييم يجمييع المسييلمون‬
‫علييى صييحتها ‪ ،‬للشييك فييي الحنييث ‪ .‬فييإنه لييو‬
‫حلف بذلك ‪ ،‬في حديث ليييس ً هييذه صييفته لييم‬
‫يحنث ‪ .‬وإن كان رواته فساقا ‪.‬‬
‫لجماع هو القطييع‬ ‫إلىا ًا‪ِ .‬‬ ‫المضاف‬ ‫أن ظاهرا ً‬ ‫فالجواب‬
‫يا عنييد الشييك‬ ‫ي‬ ‫وأم‬ ‫وباطن‬ ‫الحنث‬ ‫بعدم‬
‫يث محكييوم بييه ظيياهرا ً مييع احتمييال‬ ‫ي‬ ‫الحن‬ ‫فعدم‬
‫وجوده باطنا ً ‪ .‬حتى تستحب الرجعة ‪.‬‬

‫‪- 90 -‬‬
‫د‬
‫ن ‪ .‬فقالوا ‪ُ :‬يفي ي ُ‬ ‫ن وال ْ‬
‫كثُرو َ‬ ‫قو َ‬ ‫محق ُ‬ ‫هماالل ُ‬‫لف ُ‬‫خا َ‬
‫و َ‬
‫َ‬
‫وات َْر ‪.‬‬‫َ‬ ‫يت‬
‫َ‬ ‫م‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ن‬
‫ّ‬ ‫ظّ‬ ‫ال‬
‫_________________________‬
‫قييييال المصيييينف ‪ ) :‬وخييييالفه المحققييييون‬
‫والكييثرون ‪ ،‬فقييالوا ‪ :‬يفيييد الظيين مييا لييم‬
‫يتواتر ( ‪.‬‬
‫قال في شرح مسلم ‪ :‬لن ذلك شييأن الحيياد ‪،‬‬
‫ول فرق فييي ذلييك بييين الشيييخين وغيرهمييا ‪،‬‬
‫وتلقي المة بالقبول ‪ ،‬إنما أفاد وجوب العمل‬
‫بما فيهما ‪ ،‬من غير توقف على النظيير فيييه ‪،‬‬
‫بخلف غيرهما فل يعمل بييه حييتى ينظيير فيييه‬
‫ويوجييد فيييه شييروط الصييحيح ‪ ،‬ول يلييزم ميين‬
‫إجماع المة على العمل بمييا فيهمييا إجميياعهم‬
‫على القطع بأنه كلم النبي صييلى الّلييه عليييه‬
‫وسلم ‪ .‬قييال ‪ :‬وقييد اشييتد إنكييار ابيين برهييان‬
‫على ميين قييال بمييا قيياله الشيييخ ‪ ،‬وبييالغ فييي‬
‫تغليطه ‪ .‬اهي ‪ .‬وكذا عاب ابن عبدالسلم علييى‬
‫ابيين الصييلح هييذا القييول ‪ .‬وقييال ‪ :‬إن بعييض‬
‫المعتزلية ييرون ‪ :‬أن المية إذا عمليت بحيديث‬
‫اقتضى ذلك القطع بصحته ‪ ،‬قال وهو مييذهب‬
‫رديء ‪ ،‬وقال البلقيني ‪ :‬ما قاله النووي وابيين‬
‫عبدالسلم ومن تبعهما ممنوع ‪.‬‬
‫فقد نقل بعض الحفاظ المتأخرين مثييل قييول‬
‫ابن الصلح عن جماعة ميين الشييافعية ‪ ،‬كييأبي‬
‫لسييفراييني ‪ ،‬والقاضييي‬ ‫إسحق وأبييي حامييد ا‬
‫أبييي الطيييب والشيييخ ِأبييي إسييحق الشيييرازي‬
‫وعن السرخسي ميين الحنفييية والقاضييي عبييد‬
‫الوهيياب ميين المالكييية وأبييي يعلييي وأبييي‬
‫الخطاب وابن الزاغوني ميين الحنابليية ‪ ،‬وابيين‬
‫فورك وأكثر أهل الكلم من الشعرية ‪ ،‬وأهييل‬
‫الحديث قاطبة ‪ ،‬ومذهب السييلف عاميية أنهييم‬
‫يقطعون بالحديث الذي تلقته المة بييالقبول ‪،‬‬
‫بييل بييالغ ابيين طيياهر المقدسييي فييي صييفة‬
‫التصوف ‪ ،‬فألحق به ما كان علييى شييرطهما ‪،‬‬
‫وإن لم يخرجاه ‪.‬‬
‫لسييلم ‪ :‬مييا ذكييره النييووي فييي‬ ‫شيييرحشيييخ ا ِ‬ ‫وقال‬
‫أميييا‬ ‫‪،‬‬ ‫الكيييثرين‬ ‫جهييية‬ ‫مييين‬ ‫مسيييلم‬
‫المحققون فل ‪ ،‬فقد وافق ابن الصييلح أيضييا ً‬
‫محققون ‪.‬‬

‫‪- 91 -‬‬
‫وقال في » شييرح النخبيية « ً ‪ :‬الخييبر المحتييف‬
‫بالقرائن يفيييد العلييم خلفيا لميين أبييى ذلييك ‪،‬‬
‫قال وهو أنواع ‪ :‬منها ما أخر به الشيخان فييي‬
‫صحيحيهما مما لم يبلغ التواتر ‪ ،‬فإنه احتف به‬
‫قييرائن ‪ ،‬منهييا ‪ :‬جللتهمييا فييي هييذا الشييأن‬
‫وتقدمهما في تمييز الصييحيح علييى غيرهمييا ‪،‬‬
‫وتلقييي العلميياء لكتابيهمييا بييالقبول ‪ ،‬وهييذا‬
‫التلقي وحده أقوى في إفادة العلم من مجرد‬
‫كثرة الطرق القاصرة عن التواتر ‪ ،‬إل أن هييذا‬
‫مختص بما لم ينتقده أحد من الحفاظ مما في‬
‫الكتابين ‪ ،‬وبما لم يقع التجاذب بييين مييدلوليه‬
‫ممييا وقييع فييي الكتييابين ‪ ،‬حيييث ل ترجيييح‬
‫لحيييدهما عليييى الخييير لسيييتحالة أن يفييييد‬
‫المتناقضان العلم بصييدقهما ميين غييير ترجيييح‬
‫لجميياع‬‫صحته ‪.‬عييدا ذلييك فا ِ‬
‫لحدهما على الخر ‪ ،‬وما‬
‫حاصل على تسليم‬
‫قال ‪ :‬وما قيييل ميين أنهييم إنمييا اتفقييوا علييى‬
‫وجوب العمل به ل على صحة معنيياه ممنييوع ‪،‬‬
‫لنهم اتفقوا على وجوب العمل بكل ما صح ‪،‬‬
‫ولو لم يخرجاه ‪ ،‬فلم يبق للصحيحين في هييذا‬
‫لجماع حاصل علييى أن لهمييا مزييية ‪،‬‬ ‫مزية ‪ ،‬وا‬
‫فيما يرجع ِ إلى نفس الصحة ‪ ،‬قييال ‪ :‬ويحتمييل‬
‫أن يقال المزية المذكورة كون أحاديثهما أصح‬
‫الصحيح ‪ ،‬قال ‪ :‬ومنها المشييهور إذا كييانت لييه‬
‫طييرق متباينيية سييالمة ميين ضييعف الييرواة‬
‫والعلل ‪ ،‬وممن صرح بإفادته العلييم النظييري ‪،‬‬
‫الستاذ أبو منصور البغدادي ‪.‬‬
‫قييال ‪ :‬ومنهييا المسلسييل ًبالئميية الحفيياظ‬
‫المتقنين حيث ل يكون غريبا ‪ ،‬كحييديث يرويييه‬
‫أحمد مثل ً ويشاركه فيه غيره عين الشيافعي ‪،‬‬
‫ويشيياركه فيييه غيييره عيين مالييك ‪ ،‬فييإنه يفيييد‬
‫العلم عند سماعه بالستدلل مين جهية جللية‬
‫رواته ‪ .‬قال ‪ :‬وهييذه النييواع الييتي ذكرناهييا ل‬
‫يحصييل العلييم بصييدق الخييبر منهييا إل للعييالم‬
‫المتبحر في الحييديث العييارف بييأحوال الييرواة‬
‫والعلل ‪ ،‬وكون غيره ل يحصل له العلم بصدق‬
‫ذلك لقصوره عن الوصاف المذكورة ل ينفييي‬
‫حصول العلم للمتبحر المذكور ‪ .‬اهي ‪.‬‬
‫وقال ابن كييثير ‪ :‬وأنييا مييع ابيين الصييلح فيمييا‬
‫عييول عليييه وأرشييد إليييه ‪ .‬قلييت ‪ :‬وهييو الييذي‬
‫أختاره ول أعتقد سواه ‪ ،‬نعم يبقى الكلم في‬
‫التوفيق بينه وبين ما ذكره أول ً من أن المييراد‬
‫بقولهم ‪ :‬هذا حديث صييحيح ‪ ،‬أنييه وجييدت فيييه‬
‫شروط الصحة ‪ ،‬ل أنه مقطيوع بييه فيي نفيس‬
‫المير ‪ ،‬فيإنه مخيالف لميا هنيا ‪ ،‬فلينظير فيي‬
‫الجمع بينهما ‪ ،‬فإنه عسر ولم أر من تنبه له ‪.‬‬

‫‪- 92 -‬‬
‫تنبيه‬
‫اسييتثنى ابيين الصييلح ميين المقطييوع بصييحته‬
‫فيهما ‪ ،‬ما تكلييم فيييه ميين أحاديثهمييا فقييال ‪:‬‬
‫سوى أحييرف يسيييرة تكلييم عليهييا بعييض أهييل‬
‫النقد من الحفاظ كالدارقطني وغيييره ‪ .‬قييال‬
‫لسييلم ‪ :‬وعييدة ذلييك مائتييان وعشييرون‬ ‫شيخ ا‬
‫حديثا ً ‪ِ ،‬اشتركا فييي اثنييين وثلثييين ‪ ،‬واختييص‬
‫البخيياري بثمييانين إل اثنييين ‪ ،‬ومسيلم بمييائة ‪،‬‬
‫فقال المصنف في شييرح البخيياري مييا ضييعف‬
‫من أحاديثهما مبني على علل ليست بقادحة ‪.‬‬
‫لسلم ‪ :‬فكأنه مال بهذا إلييى أنييه‬ ‫فيهماا ِ‬
‫وقال شيخ‬
‫ضعيف ‪ ،‬وكلمه في شييرح مسييلم‬ ‫ليس‬
‫يقتضي تقرييير قييول ميين ضييعف ‪ ،‬فكييان هييذا‬
‫بالنسيييبة إليييى مقامهميييا وأنيييه ييييدفع عييين‬
‫البخاري ‪ .‬ويقرر على مسلم ‪ .‬قال العراقي ‪.‬‬
‫وقد أفردت كتابا ً لما تكلم فييي الصييحيحين أو‬
‫أحدهما مع الجواب عنه ‪ ،‬قال شيييخ السييلم ‪:‬‬
‫ولم يبيض هذا الكتاب وعدمت مسودتهِ ‪ .‬وقييد‬
‫لسييلم مييا فييي البخيياري ميين‬ ‫شيييخ ا ِ‬ ‫سييرد‬
‫المتكلم ًفيها ًفي » مقدمة شييرحه «‬ ‫الحاديث‬
‫وأجاب عنها حديثا حديثا ‪ ،‬ورأيت فيمييا يتعلييق‬
‫بمسييلم تأليفييا ً مخصوصييا ً فيمييا ضييعف ميين‬
‫أحاديثه بسبب ضعف رواته ً‪ ،‬وقد ألييف الشيييخ‬
‫ولييي الييدين العراقييي كتابيا فييي الييرد عليييه ‪،‬‬
‫وذكيير بعييض الحفيياظ أن فييي كتيياب مسييلم‬
‫أحاديث مخالفة لشرط الصحيح ‪ ،‬بعضها أبهييم‬
‫روايييية ‪ ،‬وبعضيييها فييييه إرسيييال وانقطييياع ‪،‬‬
‫جادة وهي في حكم النقطيياع ‪،‬‬ ‫وبعضها فيه و َ‬
‫يار‬ ‫ي‬ ‫العط‬ ‫ييد‬
‫ي‬ ‫الرش‬ ‫يف‬
‫ي‬ ‫أل‬ ‫وقد‬ ‫‪،‬‬ ‫بالمكاتبة‬
‫في الرد عليه والجواب عنها حديثا ً حديثا ً‬ ‫وبعضها‬
‫كتابا ً‬
‫‪ ،‬وقييد ًوقفييت ًعليييه ‪ ،‬وسيييأتي نقييل مييا فيييه‬
‫ملخصي ّا مفرقيا فيي المواضيع اللئقية بيه إن‬
‫شاء الله تعالى ‪ ،‬ونعجل هنا بجييواب شييامل ل‬
‫يختص بحديث دون حديث ‪.‬‬

‫‪- 93 -‬‬
‫لسلم في مقدمة » شرح البخاري‬ ‫قال شيخ ا‬
‫لجمييال عمييا انتقييد‬ ‫ِ‬ ‫« ‪ :‬الجييواب ِ ميين حيييث ا‬
‫عليهما ‪ ،‬أنييه ل ريييب فييي تقييدم البخيياري ثييم‬
‫مسلم على أهل عصرهما ومن بعده من أئميية‬
‫هذا الفن في معرفة الصحيح والعلل ‪ ،‬فييإنهم‬
‫ل يختلفون أن ابن المديني كان أعلييم أقرانييه‬
‫بعلل الحديث ‪ ،‬وعنه أخذ البخاري ذلييك ‪ ،‬ومييع‬
‫ذلك فكان ابن المديني إذا بلغه عيين البخيياري‬
‫شيء يقول ‪ :‬ما رأى مثل نفسه ‪ ،‬وكان محمد‬
‫علييم أهييل عصييره بعلييل‬ ‫بيين يحيييى الييذهلي أ ِ‬
‫ييري ‪ ،‬وقيييد اسيييتفاد ذليييك منيييه‬ ‫حيييديث الزهي‬
‫الشيخان جميعا ً ‪.‬‬
‫وقال مسلم ‪ :‬عرضت كتابي علييى أبييي زرعيية‬
‫الرازي فما أشار أن له علة تركته ‪ ،‬فإذا عرف‬
‫ذلك وتقرر أنهما ل يخرجان من الحديث إل ما‬
‫ل علة لييه ‪ ،‬أو لييه عليية ّ غييير مييؤثرة عنييدهما ‪،‬‬
‫فبتقدير توجيه ًكلم من انتقد عليهما ‪ ،‬يكييون‬
‫قييوله معارضييا لتصييحيحهما ‪ ،‬ول ريييب فييي‬
‫تقييديمهما فييي ذلييك علييى غيرهمييا ‪ ،‬فينييدفع‬
‫العتراض من حيييث الجمليية ‪ ،‬وأمييا ميين حيييث‬
‫التفصيل ‪ :‬فالحيياديث الييتي انتقييدت عليهمييا‬
‫ستة أقسام ‪:‬‬
‫الول ‪ :‬ما يختلف الرواة فيه بالزيادة والنقص‬
‫لسناد ‪ ،‬فإن أخرج صاحب الصييحيح‬ ‫رجال ا ِ‬ ‫من‬
‫المزييييدة وعلليييه الناقيييد بيييالطريق‬ ‫الطرييييق‬
‫الناقصة فهييو تعليييل مييردود ‪ ،‬لن الييراوي إن‬
‫كان سمعه فالزيييادة ل تضيير ‪ ،‬لنييه قييد يكييون‬
‫سمعه بواسطة عيين شيييخه ثييم لقيييه فسييمعه‬
‫منييه ‪ ،‬وإن كييان لييم يسييمعه فييي الطريييق‬
‫الناقصيية فهييو منقطييع ‪ ،‬والمنقطييع ضييعيف‬
‫والضعيف ل يعل الصحيح ‪ ،‬وميين أمثليية ذلييك ‪:‬‬
‫ما أخرجاه من طريق العمش عن مجاهد عيين‬
‫طاوس عن ابيين عبيياس فييي قصيية القييبرين ‪،‬‬
‫قييال الييدارقطني فييي انتقيياده ‪ :‬قييد خييالف‬
‫منصور ‪ ،‬فقال عن مجاهييد عيين ابيين عبيياس ‪،‬‬
‫وأخرج البخاري حييديث منصييور علييى إسييقاط‬
‫طاوس ‪ ،‬قال وحديث العمش أصح ‪.‬‬

‫‪- 94 -‬‬
‫لسلم ‪ :‬وهذا فييي التحقيييق ليييس‬ ‫فإنا ِ‬
‫قال شيخ‬
‫مجاهدا ً لم يوصف بالتدليس ‪ ،‬وقييد‬ ‫بعلة ‪،‬‬
‫صح سماعه من ابن عباس ‪ ،‬ومنصييور عن ًييدهم‬
‫ميين‬‫أتقيين ميين العمييش ‪ ،‬والعمييش أيضييا ِ‬
‫الحفاظ ‪ .‬فالحديث كيفما دار دار علييى ثقيية ‪،‬‬
‫والسييناد كيفمييا دار كييان متصيل ً ‪ ،‬وقييد أكييثر‬
‫الش ِيييخان ميين تخريييج مثييل هييذا ‪ ،‬وإن أخييرج‬
‫صيياحب الصييحيح الطريييق الناقصيية ‪ ،‬وعللييه‬
‫الناقييد بالمزيييدة ‪ ،‬تضييمن اعتراضييه دعييوى‬
‫يححه المصيينف ‪ ،‬فينظيير ‪ :‬إن‬ ‫انقطاع فيمييا صي‬
‫كان الييراوي صييحابيا ً أو ثقيية ً غييير ًمييدلس قييد‬
‫إدراكييا بينييا ‪ ،‬أو صييرح‬ ‫أدرك ميين روى عنييه‬
‫بالسماع إن كييان مدلس يا ً ميين طريييق أخييزى ‪،‬‬
‫فإن وجد ذلك اندفع العتراض بذلك ‪ ،‬وإن لييم‬
‫يوجيييد وكيييان النقطييياع ظييياهرا ً ‪ ،‬فمحصيييل‬
‫الجواب أنه إنما أخرج مثل ذلك حيث له سييائغ‬
‫وعاضد ‪ ،‬وحفتييه قرينيية فييي الجمليية تقييويه ‪،‬‬
‫ويكون التصحيح وقع من حيث المجموع ‪ ،‬مثله‬
‫‪ :‬ما رواه البخاري من حديث أبي مييروان عيين‬
‫عروة عيين أبيييه عيين أم سييلمة ‪ ،‬أن‬ ‫هشام بن‬
‫النبي صلى الّله عليه وسييلم قييال لهييا ‪ » :‬إذا‬
‫صليت الصييبح فطييوفي علييى بعيييرك والنيياس‬
‫يصييلون « الحييديث ‪ .‬قييال الييدارقطني ‪ :‬هييذا‬
‫منقطييع ‪ ،‬وقييد وصييله حفييص بيين غييياث عيين‬
‫هشييام عيين أبيييه عيين زينييب عيين أم سييلمة ‪،‬‬
‫ووصله مالك في الموطأ عن أبي السود عيين‬
‫عروة كذلك ‪.‬‬
‫لسلم ‪ :‬حديث مالك عنييد البخيياري‬ ‫شيخ ا ِ‬ ‫قال‬
‫بحيديث أبيي ميروان ‪ ،‬وقيد وقيع فيي‬ ‫مقرون‬
‫رواية الصيلي عن هشام عن أبيييه عين زينييب‬
‫عن أم سيلمة موصيل ً ‪ ،‬وعليهييا اعتمييد الميّزي‬
‫في الطراف ‪ ،‬ولكن معظيم الروايييات ‪ .‬علييى‬
‫إسقاط زينب ‪.‬‬

‫‪- 95 -‬‬
‫قال أبو علي الجييياني ‪ :‬وهييو الصييحيح ‪ .‬وكييذا‬
‫لسييماعيلي بإسييقاطها ميين حييديث‬ ‫أخرجييه ا‬
‫عبييدة بيين ِ سييليمان ‪ ،‬ومحاضيير وحسييان بيين‬
‫إبراهيم ‪ ،‬كلهم عن هشام وهو المحفوظ ميين‬
‫حديثه ‪ .‬وإنما اعتمد البخاري فيه رواييية مالييك‬
‫يا‬
‫حاكييييا ً‬
‫التي أثبت فيهييا ذكيير زينييب ‪ ،‬ثييم سيياق معه‬
‫رواييية هشييام الييتي أسييقطت منهييا ‪،‬‬
‫للخلف فيه على عروة كعادته ‪ ،‬مع أن سييماع‬
‫عروة من أم سلمة ليس بالمستبعد ‪.‬‬
‫قال ‪ :‬وربما علل بعض النقيياد أحيياديث ادعييى‬
‫فيهييا النقطيياع ‪ ،‬لكونهييا مروييية بالمكاتبيية‬
‫لجازة ‪ ،‬وهذا ل يلزم منه النقطاع عند مين‬ ‫وا ِ‬
‫يسوغ ذلك ‪ ،‬بييل فييي تخريييج صيياحب الصييحيح‬
‫لمثل ذلك دليل على صحته عنده ‪.‬‬
‫القسم الثاني ‪ :‬ما يختلف الييرواة فيييه بتغيييير‬
‫لسييناد ‪ ،‬والجييواب عنييه ‪ :‬أنييه إن‬ ‫رجال بعض ا‬
‫أمكيين الجمييع ِ‪ ،‬بييأن يكييون الحييديث عنييد ذلييك‬
‫الييراوي علييى الييوجهين فأخرجهمييا المصيينف‬
‫ولييم يقتصيير علييى أحييدهما ‪ ،‬حيييث يكييون‬
‫المختلفييون فييي ذلييك متعييادلين فييي الحفييظ‬
‫والعيييدد ‪ ،‬أو متفييياوتين ‪ ،‬فيخيييرج الطريقييية‬
‫الراجحيية ويعييرض عيين المرجوحيية ‪ ،‬أو يشييير‬
‫إليها ‪ .‬فالتعليل بجميييع ذلييك لمجييرد الختلف‬
‫غييير قييادح ‪ ،‬إذ ل يلييزم ميين مجييرد الختلف‬
‫اضطراب يوجب الضعف ‪.‬‬
‫الثالث ‪ :‬ما تفرد فيه بعيض الييرواة بزيييادة لييم‬
‫يييذكرها أكييثر منييه ‪ ،‬أو أضييبط ‪ ،‬وهييذا ل يييؤثر‬
‫التعليل به ‪ ،‬أل إن كانت الزيادة منافية بحيييث‬
‫يتعذر الجمع ‪ ،‬وإل فهي كالحديث المسييتقل ‪،‬‬
‫إل إن وضح بالييدليل القييوي أنهييا مدرجيية ميين‬
‫كلم بعض رواته فهييو مييؤثر ‪ ،‬وسيييأتي مثيياله‬
‫في المدرج ‪.‬‬

‫‪- 96 -‬‬
‫الرابع ‪ :‬ما تفرد به بعض الرواة ممين ضيعف ‪،‬‬
‫وليييس فييي الصييحيح ميين هييذا القبيييل غييير‬
‫حديثين تبين أن كل منهما قد توبع ‪.‬‬
‫أحدهما ‪ :‬حديث إسماعيل بن أبي أويييس عيين‬
‫مالك عن زيد بن أسييلم عيين ًأبيييه ‪ » :‬أن عميير‬
‫استعمل مولى له يدعي هني يا علييى الحمييى «‬
‫ث بطوله ‪ .‬قال الييدارقطني ‪ :‬إسييماعيل‬ ‫الحدي َ‬
‫ضعيف ‪.‬‬
‫لسلم ‪ :‬ولم ينفرد بييه ‪ ،‬بييل تييابعه‬ ‫شيخ ا ِ‬ ‫قال‬
‫عيسى عين ماليك ‪ ،‬ثيم إن إسيماعيل‬ ‫معن بن‬
‫ضييعفه النسييائي وغيييره ‪ .‬وقييال أحمييد وابيين‬
‫معييين فييي رواييية ‪ .‬ل بييأس بييه ‪ .‬وقييال أبييو‬
‫حاتم ‪ :‬محلييه الصييدق ‪ ،‬وإن كييان مغفل ً ‪ .‬وقييد‬
‫صييح أن أخييرج البخيياري أصييوله ‪ ،‬وأذن لييه أن‬
‫ينتقييي منهييا ‪ ،‬وهييو مشييعر بييأن مييا أخرجييه‬
‫البخاري عنه من صحيح حديثه ‪ ،‬لنه كتييب ميين‬
‫أصوله ‪ ،‬وأخرج له مسلم أقل ممييا ‪ .‬أخييرج لييه‬
‫البخاري ‪.‬‬
‫ي بن عبيياس بيين سييهل بيين‬ ‫ّ‬ ‫أب‬ ‫حديث‬ ‫ثانيهما ‪:‬‬
‫عين جييده ‪ ،‬قييال ‪ :‬كييان للنييبي‬ ‫عن أبيه ‪.‬‬ ‫سعد‬
‫صلى الّله عليه وسلم فرس يقال له اللحيف ‪.‬‬
‫ي ضعيف ‪.‬‬ ‫قال الدارقطني ؛ أب ّ‬
‫لسييلم ‪ :‬تييابعه عليييه أخييوه عبييد‬‫ييخ ا ِ‬‫قييال شي‬
‫المهيمن ‪.‬‬
‫القسييم الخييامس ‪ :‬مييا حكييم فيييه علييى بعييض‬
‫الرواة بالوهم ‪ ،‬فمنه ما ل يؤثر قدحا ً ومنه مييا‬
‫يؤثر ‪.‬‬
‫السادس ‪ :‬ما اختلف فيه بتغيييير بعييض ألفيياظ‬
‫المتيين ‪ ،‬فهييذا أكييثره ل يييترتب عليييه قييدح ‪،‬‬
‫لمكان الجمع أو الترجيح ‪ ،‬انتهى ‪.‬‬ ‫ِ‬

‫‪- 97 -‬‬
‫فائدة تتعلق بالمتفق عليه‬
‫قال الحاكم ‪ :‬الحديث الصحيح ينقسييم عشييرة‬
‫أقسام ‪ :‬خمسة متفق عليها ‪ ،‬وخمسة مختلف‬
‫فيهييا ‪ ،‬فييالول ميين المتفييق عليهييا ‪ :‬اختيييار‬
‫البخيياري ومسييلم ‪ ،‬وهييو الدرجيية الولييى ميين‬
‫الصحيح ‪ ،‬وهو الحديث الييذي يرويييه الصييحابي‬
‫المشهور إلى آخر كلمه السابق ‪ ،‬وقييد تقييدم‬
‫ما فيه ‪.‬‬
‫الثيياني ‪ :‬مثييل الول ‪ ،‬إل أنييه ليييس لراويييه‬
‫الصحابي إل راو واحد ‪ ،‬مثاله حديث عروة بيين‬
‫ضييّرس ‪ ،‬ل َراوي لييه غييير الشييعبي ‪ ،‬وذكيير‬ ‫م َ‬
‫ُ‬
‫أمثليية أخييرى ‪ ،‬ولييم يخرجييا هييذا النييوع فييي‬
‫الصحيح ‪.‬‬
‫لسييلم ‪ :‬بييل فيهمييا جمليية ميين‬ ‫ا‬ ‫ييخ‬‫قييال شي‬
‫الحاديث عن ِجماعة من الصحابة ليس لهم إل‬
‫راو واحد ‪ ،‬وقد تعرض المصنف لذلك في نوع‬
‫دان ‪ ،‬وسيأتي فيه مزيد كلم ‪.‬‬ ‫الوح َ‬
‫الثالث ‪ :‬مثل الول إل أن راويه ميين التييابعين‬
‫ليس له إل راو واحد ‪ ،‬مثل محمييد بيين جييبير ‪،‬‬
‫وعبد الرحمن بن فروخ ‪ .‬وليس فييي الصييحيح‬
‫من هذه الروايات شيء ‪ ،‬وكلها صحيحة ‪.‬‬
‫لسلم ّ في نكته ‪ :‬بل فيهما القليل‬ ‫شيخ‪ ،‬ا ِ‬ ‫قال‬
‫كعبد اللييه بيين وديعيية ‪ ، .‬وعميير بيين‬ ‫من ذلك‬
‫محمد بن جبير بن مطعم ‪ ،‬وربيعة بن عطاء ‪.‬‬
‫الرابع ‪ :‬الحاديث الفراد الغرائب التي ينفييرد‬
‫بها ثقة من الثقييات ‪ ،‬كحيديث العلء عين أبييه‬
‫عن أبي هريييرة ‪ ،‬فييي النهييي عيين الصييوم إذا‬
‫انتصف شعبان ‪ ،‬تركه مسلم لتفرد العلء بييه ‪،‬‬
‫وقد أخرج بهذه النسخة أحاديث كثيرة ‪.‬‬
‫لسلم ‪ :‬بل فيهما كثير منه ‪ ،‬لعلييه‬ ‫على ا ِ‬
‫قال شيخ‬
‫مائتي حديث ‪ ،‬وقد أفردها الحييافظ‬ ‫يزيد‬
‫ضييياء الييدين المقدسييي ‪ ،‬وهييي المعروفيية‬
‫بغرائب الصحيح ‪.‬‬
‫الخييامس ‪ :‬أحيياديث جماعيية ميين الئميية عيين‬
‫آبائهم عن أجد ادهم ‪ ،‬لم تتييواتر الرواييية عيين‬
‫آبييائهم عيين أجييدادهم إل عنهييم ‪ ،‬كعمييرو بيين‬
‫شعيب عن أبيه عن جده ‪ ،‬وبهز بن حكيييم عيين‬
‫أبيه عن جده ‪ ،‬وإياس بن معاوية بن قيرة عين‬
‫أبيه عن جييده ‪ ،‬أجييدادهم صييحابة ‪ ،‬وأحفييادهم‬
‫ثقات ‪ .‬فهييذه أيض يا ً محتييج بهييا ‪ ،‬مخرجيية فييي‬
‫كتب الئمة دون الصحيحين ‪.‬‬

‫‪- 98 -‬‬
‫لسييلم ‪ :‬ليييس المييانع ميين إخييراج‬ ‫هييذا شيخ ا ِ‬‫قال‬
‫القسييم فييي الصييحيحين كييون الرواييية‬
‫وقعت عن الب عن الجد ‪ ،‬بل لكون الراوي أو‬
‫أبيه ليس على شرطهما ‪ ،‬وإل ففيهمييا أوفيى‬
‫أحدهما ‪ ،‬من ذلك ‪ :‬رواية علي بن الحسين بن‬
‫أبيه عن جده ‪ .‬ورواية محمد بيين زيييد‬ ‫علي عن‬
‫بيين عبييد الل ّييه بيين عميير عيين أبيييه عيين جييده ‪.‬‬
‫ين أبيييه عيين‬ ‫ي بن عباس بن سهل عي‬ ‫ورواية أب ّ‬
‫وروايية إسيحاق بين عبيد الّليه بين أبيي‬ ‫جده ‪.‬‬
‫طلحة ع ّيين أبيييه عيين جييده ‪ . .‬ورواييية الحسيين‬
‫وعبد الله ابني محمد بن علي بن أبييي طييالب‬
‫عيين أبيهمييا عيين جييدهما ‪ .‬ورواييية حفييص بيين‬
‫عاصم بن عمر بن الخطاب عن أبيه عن جده ‪،‬‬
‫وغير ذلك ‪.‬‬
‫قييال ‪ :‬وأمييا القسييام المختلييف فيهييا فهييي ‪:‬‬
‫المرسل ‪ ،‬وأحاديث المدلسييين إذا لييم يييذكروا‬
‫سيماعهم ‪ .‬وميا أسينده ثقية وأرسيله ثقيات ‪.‬‬
‫وروايييات الثقييات غييير الحفيياظ العييارفين ‪.‬‬
‫وروايات المبتدعة إذا كانوا صادقين ‪.‬‬
‫لسييلم ‪ :‬أمييا الول والثيياني فكمييا‬ ‫وأماا ِ‬
‫قال شيخ‬
‫الثالث فقد اعترض عليييه العلئي ‪،‬‬ ‫قال ‪،‬‬
‫بأن في الصحيحين عييدة أحيياديث اختلييف فييي‬
‫وصلها وإرسالها ‪.‬‬
‫لسلم ‪ :‬ول يرد عليييه ‪ ،‬لن كلمييه‬ ‫يو ا ِ‬
‫قال شيخ‬
‫أعييم ميين الصييحيحين ‪ .‬وأمييا الرابييع‬ ‫فيمييا هي‬
‫فقيييال العلئي ‪ :‬هيييو متفيييق عليييى قبيييوله‬
‫والحتجاج به إذا وجدت فيه شرائط القبييول ‪،‬‬
‫وليييس ميين المختلييف فيييه البتيية ‪ ،‬ول يبلييغ‬
‫رواة الصييحيحين ‪،‬‬ ‫الحفيياظ العييارفون نصييف‬
‫وليييس كييونه حافظ يا ً ‪ ،‬شييرطا ً وإل لمييا احتييج‬
‫بغالب الرواة ‪.‬‬
‫لسييلم ‪ :‬إنمييا فييرض الخلف فيييه‬ ‫ييخ ا ِ‬ ‫قال شي‬
‫أهل الحديث وبين أبي حنيفة ومالك‬ ‫بين أكثر‬
‫‪ .‬قال ‪ :‬وأما الخامس فكما ذكيير ميين الختلف‬
‫فيه ‪ ،‬لكن في الصحيحين أحاديث عيين جماعيية‬
‫مييين المبتدعييية عيييرف صيييدقهم واشيييتهرت‬
‫معرفتهييم بالحييديث فلييم يطرحييوا للبدعيية ‪،‬‬
‫قال ‪ :‬وقد بقي عليه ميين القسييام المختلييف‬
‫فيهييا ‪ ،‬رواييية مجهييول العداليية ‪ ،‬وكييذا قييال‬
‫المصنف فيي شيرح مسيلم ‪ ،‬وقيال أبييو عليي‬
‫الحسيييين بييين محميييد الجيييياني فيميييا حكييياه‬
‫المصييينف ‪ :‬النييياقلون سيييبع طبقيييات ‪ :‬ثلث‬
‫مقبوليية وثلث مييردودة ‪ ،‬والسييابعة مختلييف‬
‫فيها ‪ ،‬فالولى ميين المقبوليية ‪ :‬أئميية الحييديث‬
‫وحفاظهم ‪ ،‬يقبل تفردهم وهييم الحجيية علييى‬
‫من خييالفهم ‪ .‬والثانييية ‪ :‬دونهييم فييي الحفييظ‬
‫والضبط لحقهم بعييض وهيم ‪ ،‬والثالثيية ‪ :‬قييوم‬
‫‪- 99 -‬‬
‫ثبييت صييدقهم ومعرفتهييم لكيين جنحييوا إلييى‬
‫مييذاهب الهييواء ميين غييير أن يكونييوا غلة ول‬
‫دعاة ‪.‬‬
‫فهذه الطبقات احتمييل أهييل الحييديث الرواييية‬
‫عنهم ‪ ،‬وعليهم يدور نقل الحييديث ‪ ،‬والولييى‬
‫من المردودة من وسم بالكذب ووضع الحديث‬
‫‪ ،‬والثانييية ميين غلييب عليييه الييوهم والغلييط ‪،‬‬
‫والثالثة قوم غلوا فييي البدعيية ودعييوا إليهييا ‪،‬‬
‫فحرفوا الروايات ليحتجوا بهييا ‪ ،‬وأمييا السييابع‬
‫المختلييف فيييه ‪ :‬فقييوم مجهولييون انفييردوا‬
‫بروايات ‪ ،‬فقبلهم قوم وردهم آخييرون ‪ ،‬قييال‬
‫العلئي ‪ :‬وهذه القسام التي ذكرها ظيياهرة ‪،‬‬
‫لكنها في الرواة ‪ :‬انتهي ‪.‬‬

‫‪- 100 -‬‬


‫حييديثا ً‬ ‫ن َ‬ ‫يا ِ‬‫ه الْزمي‬ ‫ذ ِ‬‫ن َرأى فييي َه ي ِ‬ ‫م‬
‫ناد ْ‬ ‫ة‪:‬‬ ‫س ُ‬ ‫ساِد َ‬ ‫ال ّ‬
‫ص عليَيى‬ ‫ّ‬ ‫ء َلم ََين‬ ‫جْز ٍ‬ ‫و ُ‬ ‫أ‬ ‫ب‬
‫ٍ‬ ‫تا‬
‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ك‬
‫ظ معَتميد ‪ ،‬قي ْ‬ ‫في‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الس َ‬
‫َ‬ ‫ح‬
‫َ‬ ‫حي‬ ‫ص ِ‬
‫خ ‪ :‬ل ُيحكيم‬ ‫شييي ُ‬ ‫يال ال ّ‬ ‫َ‬ ‫ف ٌ ُ َ ّ‬ ‫حيا ِ‬ ‫حته َ‬ ‫ص ّ‬ ‫ِ‬
‫مييان ‪.‬‬ ‫َ‬ ‫ه الْز‬ ‫ذِّ‬
‫هييل هيي ِ‬ ‫هِلييية أ ْ‬ ‫فأ ْ‬ ‫ضييع ِ‬ ‫ه لِ َ‬ ‫حت ِ ِ‬ ‫صيي ّ‬ ‫بِ ِ‬
‫ت‬ ‫وي ْ‬ ‫وقيي ِ‬ ‫ن َ‬ ‫مكيي َ‬ ‫ن تَ َ‬ ‫جييواُزهُ ِلميي ْ‬ ‫دي َ‬ ‫عْنيي ِ‬ ‫والظهييُر ِ‬
‫ه‪.‬‬ ‫رفت ُ‬ ‫ع ِ‬ ‫م ْ‬ ‫َ‬
‫_________________________‬
‫يائل الصييحيح ) ميين رأى‬ ‫) السادسة ( ميين مسي‬
‫لسييناد فييي‬ ‫ِ‬ ‫في هييذه الزمييان حييديثا ً صييحيح ا‬
‫كتيياب أو جييزء لييم ينييص علييى صييحته حييافظ‬
‫معتمد ( في شيء من المصنفات المشهورة )‬
‫قيال الشيييخ ( ابين الصيلح ) ل يحكيم بصيحته‬
‫لضعف أهلية أهل هذه الزمان ( قال ‪ :‬لنه ما‬
‫ين‬
‫ريي ّيا ً‬
‫من إسناد ميين ذلييك إل ونجييد فييي رجيياله م‬
‫والضييبط‬ ‫ع ِ‬‫اعتمد في روايته علييى مييا فييي كتييابه ‪َ .‬‬
‫عما يشترط في الصحيح من الحفظ‬
‫لتقان ‪ :‬قال في المنهل الروي ‪ :‬مييع غلبيية‬ ‫وا ِ‬
‫الظن أنييه لييو صييح لمييا أهملييه أئميية العصييار‬
‫المتقدمة ‪ ،‬لشدة فحصييهم واجتهييادهم ‪ :‬قييال‬
‫المصنف ) والظهر عندي جييوازه لميين تمكيين‬
‫وقويت معرفته ( قييال العراقييي ‪ :‬وهييو الييذي‬
‫عليه عمل أهل الحييديث ‪ ،‬فقييد صييحح جماعيية‬
‫المتأخرين أحاديث لم نجييد لميين تقييدمهم‬ ‫من‬
‫فيها تصحيحا ً ‪ :‬فمن المعاصرين لبن الصلح ‪:‬‬
‫أبو الحسن علي بن محمد بن عبد الملييك ابيين‬
‫ليهييام «‬ ‫وا ِ‬ ‫القطييان صيياحب كتيياب » الييوهم‬
‫يان يتوضييأ‬ ‫صحح فيه حديث ابن عمر ‪ » :‬أنييه كي‬
‫ونعله في رجليه ‪ ،‬ويمسح عليهما ‪ ،‬ويقييول ‪:‬‬
‫كذلك كان رسول الّله صلى الل ّييه عليييه وسييلم‬
‫يفعل « ‪ ،‬أخرجييه الييبزار وحييديث أنييس ‪ :‬كييان‬
‫أصحاب رسييول الل ّييه صييلى الل ّييه عليييه وسييلم‬
‫ينتظرون الصلة فيضييعون جنييوبهم ‪ ،‬فمنهييم‬
‫من ينام ثم يقوم إلى الصلة ‪ .‬أخرجييه قاسييم‬
‫بن أصبغ ‪.‬‬
‫محمييد بيين عبييد‬ ‫يدين‬ ‫ي‬ ‫ال‬ ‫يياء‬ ‫ي‬ ‫ض‬ ‫يافظ‬ ‫ي‬ ‫الح‬ ‫ومنهييم‬
‫الواحيييد المقدسيييي جميييع كتابيييا ً سيييماه ‪» :‬‬
‫المختييارة « الييتزم فيييه الصييحة ‪ ،‬وذكيير فيييه‬
‫أحيياديث لييم يسييبق إلييى تصييحيحها ‪ ،‬وصييحح‬
‫الحافظ زكي الدين المنييذري حييديث بحيير بيين‬
‫نصر عن ابن وهب عن مالك ‪ ،‬ويونس الزهري‬
‫عن سعيد ‪ ،‬وأبي سلمة عن أبي هريييرة ‪ ،‬فييي‬
‫غفران ما تقدم من ذنبه وما تأخر ‪.‬‬

‫‪- 101 -‬‬


‫ثييم صييحح الطبقيية الييتي تلييي هييذه ‪ ،‬فصييحح‬
‫الحافظ شرف الدين الدمياطي حييديث جييابر ‪:‬‬
‫» ماء زمزم لما شرب له « ‪.‬‬
‫ثم صحح طبقة بعد هذه ‪ ،‬فصحح الشيييخ تقييي‬
‫الدين السبكي حديث ابن عمر في الزيارة ‪.‬‬
‫قال ‪ :‬ولم يزل ذلك دأب ميين بلييغ أهلييية ذلييك‬
‫منهم ‪ ،‬إل أن منهم من ل يقبييل ذلييك منهييم ً‪،‬‬
‫وكذا كان المتقدمون ربما صحح بعضهم شيييئا‬
‫فأنكر عليه تصحيحه ‪.‬‬
‫لسييلم ‪ :‬قييد اعييترض علييى ابيين‬ ‫ييخ ا ِ‬ ‫وقال شي‬
‫من اختصر كلمه ‪ ،‬وكلهم دفع في‬ ‫الصلح كل‬
‫صدر كلمييه ميين غييير إقاميية دليييل ‪ ،‬ول بيييان‬
‫تعليل ‪ ،‬ومنهم من احتج بمخالفة أهييل عصييره‬
‫ومن بعده له في ذلك ‪ ،‬كابن القطان والضياء‬
‫المقدسييي والزكييي المنييذري وميين بعييدهم ‪،‬‬
‫مييّزي ونحييوهم ‪.‬‬ ‫كابن المواق والييدمياطي وال ِ‬
‫وليس بوارد ‪ ،‬لنييه ل حجية علييى ابيين الصييلح‬
‫ج عليه بإبطال دليييل أو‬ ‫بعمل غيره ‪ .‬وإنما يحت َ‬
‫معارضته بما هو أقوى منه ‪ ،‬ومنهم من قال ‪:‬‬
‫ل سلف له في ذلك ‪ ،‬ولعلييه بنيياه علييى جييواز‬
‫خلو العصر من المجتهد ‪ ،‬وهذا إذا انضييم إلييى‬
‫ما قبله من أنه ل سلف له فيما ادعيياه وعمييل‬
‫أهل عصره ومن بعييدهم علييى خلف مييا قييال‬
‫انتهض دليل ً للرد عليه ‪.‬‬
‫قييال ‪ :‬ثييم إن فييي عبييارته مناقشييات ‪ ،‬منهييا‬
‫قوله ‪ » :‬فإنا ل نتجاسر « ‪ ،‬ظاهره أن الولى‬
‫ترك التعرض له لما فيه من التعب والمشقة ‪،‬‬
‫وإن لم ينهييض إلييى درجيية التعييذر فل يحسيين‬
‫قوله بعد تعييذر ‪ ،‬ومنهييا أنييه ذكيير مييع الضييبط‬
‫لتقان ‪ ،‬وليست متغايرة ومنهييا أنييه‬ ‫وا ِ‬ ‫الحفظ‬
‫الحفيظ وجيود الكتيياب ‪ ،‬فييأفهم أنييه‬ ‫قابل بعد‬
‫يعيب من حدث من كتييابه ويصييوب ميين حييدث‬
‫عن ظهر قلبه ‪ ،‬والمعروف من أئميية الحييديث‬
‫خلف ذلك ‪.‬‬

‫‪- 102 -‬‬


‫وحينئذ فإذا كان الراوي عدل ً لكن ل يحفظ ما‬
‫سمعه عن ظهيير قلييب واعتمييد علييى مييا فييي‬
‫كتابه فحدث منه فقد فعل اللزم له ‪ ،‬فحييديثه‬
‫على هذه الصورة صحيح ‪ .‬قال ‪ :‬وفي الجمليية‬
‫ما استدل به ابن الصلح من كون السانيد مييا‬
‫منهييا إل وفيييه ميين لييم يبلييغ درجيية الضييبط‬
‫المشييترطة فييي الصييحيح ‪ ،‬إن أراد أن جميييع‬
‫لسناد كذلك فهو ممنوع ‪ ،‬لن من جملته من‬ ‫ا ِ‬
‫يكون من رجال الصحيح ‪ ،‬وقل أن يخلو إسناد‬
‫لسيييناد كيييذلك‬ ‫ييض ا ِ‬ ‫عييين ذليييك ‪ ،‬وإن أراد بعي‬
‫على التعييذر ‪ ،‬إل‬ ‫فمسلم ‪ ،‬لكن ل ينهض دليل ً‬
‫في جزء ينفرد بروايته من وصف بذلك ‪.‬‬
‫أما الكتاب المشهور الغني بشهرته عن اعتبار‬
‫لسناد منا إلى مصنفه كالمسييانيد والسيينن ‪،‬‬ ‫ا ِ‬
‫مما ل يحتاج فييي صييحة نسييبتها إلييى مؤلفهييا‬
‫إلى اعتبار إسناد معين ‪ ،‬فإن المصيينف منهييم‬
‫إذا روى حديثا ً ووجدت الشرائط فيه مجموعيية‬
‫ولم يطلع المحدث المتقن المطلع فيييه علييى‬
‫علة لم يمتنييع الحكييم بصييحته ‪ ،‬ولييو لييم ينييص‬
‫عليهييا أحييد ميين المتقييدمين ‪ ،‬قييال ‪ :‬ثييم مييا‬
‫اقتضييياه كلميييه مييين قبيييول التصيييحيح مييين‬
‫المتقدمين ورده من المتأخرين ‪ ،‬قييد يسييلتزم‬
‫رد ما هو صييحيح ‪ ،‬وقبييول مييا ليييس بصييحيح ‪،‬‬
‫فكم من حديث حكم بصحته إمام متقدم اطلع‬
‫المتأخر فيه على علة قادحة تمنع ميين الحكييم‬
‫بصحته ‪ ،‬ول سيما إن كان ذلك المتقييدم مميين‬
‫ل يرى التفرقة بين الصحيح والحسيين ‪ ،‬كييابن‬
‫خزيمة وابن حبان ‪ ،‬قال ‪ :‬والعجييب منييه كيييف‬
‫يييدعي تعميييم الخلييل فييي جميييع السييانيد‬
‫المتأخرة ‪ ،‬ثم يقبل تصييحيح المتقييدم ‪ ،‬وذلييك‬
‫يذي‬ ‫لسييناد الي‬
‫مانع يا ً‬ ‫با ِ‬ ‫التصحيح إنمييا يتصييل للمتييأخر‬
‫الخلييل‬ ‫يدعي فيه الخلل ‪ ،‬فإن كان ذلك‬
‫ميين الحكييم بصييحة السييناد ‪ ،‬فهييو مييانع ميين‬
‫الحكم بقبول ذلك التصحيح ‪ ،‬وإن كان ل يييؤثر‬
‫لسناد في مثل ذلك لشهرة الكتاب ‪ ،‬كما‬ ‫في ا‬
‫لسيناد‬ ‫ِ‬ ‫يرشد ِإليه كلمه ‪ ،‬فكذلك ل يؤثر فيي ا‬
‫المعين الذي يتصل به رواية ذلك الكتيياب إلييى‬
‫النظر في مثل أسييانيد ذلييك‬ ‫مؤلفه ‪ ،‬وينحصر‬
‫المصنف منه فصاعدا ً ‪ ،‬لكن قد يقوي ما ذهب‬
‫إليه ابن الصلح بوجه آخر ‪ ،‬وهييو ضييعف نظيير‬
‫المتأخرين بالنسبة إلى المتقدمين ‪،‬‬

‫‪- 103 -‬‬


‫ذلك ‪ ،‬أن‬ ‫وقِيل ‪ :‬إن الحامل لبن الصلح على‬
‫المستدرك « للحاكم كتاب كبير جييدا ً يصييفو‬ ‫»‬
‫له منه صحيح كثير ‪ ،‬وهو مع حرصه على جمييع‬
‫الصييحيح غزييير الحفييظ كييثير الطلع واسييع‬
‫الرواييية ‪ ،‬فيبعييد كييل البعييد أن يوجييد حييديث‬
‫بشرائط الصحة لم يخرجه ‪ ،‬وهييذا قييد يقبييل ‪،‬‬
‫لكنييه ل ينهييض دليل ً علييى التعييذر ‪ :‬قلييت ‪:‬‬
‫والحوط في مثل ذلييك أن يعييبر عنييه بصييحيح‬
‫لسييناد ول يطلييق التصييحيح لحتمييال عليية‬ ‫ا ِ‬
‫ين يعييبر‬ ‫ي‬ ‫م‬ ‫يت‬ ‫ي‬ ‫رأي‬ ‫يد‬
‫ي‬ ‫وق‬ ‫‪،‬‬ ‫يه‬‫ي‬ ‫علي‬ ‫يت‬ ‫ي‬ ‫خفي‬ ‫يديث‬
‫ي‬ ‫للح‬
‫خشية من ذلك بقوله صحيح إن شاء الّله ‪.‬‬
‫وكييثيًرا مييا يكييون الحييديث ضييعيفا ً أو واهيييا ً‬
‫لسناد صحيح مركب عليييه ‪ ،‬فقييد روى ابيين‬ ‫وا ِ‬
‫ي بن فييارس‬ ‫ّ‬ ‫عساكر في تاريخه من طريق عل‬
‫ثنا مكي بن بندار ثنا الحسين بين عبيد الواحييد‬
‫مالييك عيين‬ ‫القزويني ‪ ،‬ثنا هشام بن عمار ثنييا‬
‫الزهري عن أنس مرفوعا ً ‪ » :‬خلق الل ّييه الييورد‬
‫الحمر من عرق جبريل ليلة المعييراج ‪ ،‬وخلييق‬
‫الورد البيض من عرقي ‪ ،‬وخلق الورد الصفر‬
‫ميين عييرق الييبراق « قييال ابيين عسيياكر ‪ :‬هييذا‬
‫حديث ‪ .‬موضوع ‪ ،‬وضعه من ل علم له ‪ ،‬وركبه‬
‫لسناد الصحيح ‪.‬‬ ‫على هذا ا ِ‬
‫تنبيه‬
‫لم يتعرض المصنف وميين بعييده كييابن جماعيية‬
‫وغيره ممن اختصيير ابيين الصييلح ‪ ،‬والعراقييي‬
‫في اللفييية والبلقينييي ‪ ،‬وأصييحاب النكييت إل‬
‫للتصحيح فقط ‪ ،‬وسكتوا عن التحسييين ‪ ،‬وقييد‬
‫ظهر لي أن يقال فيه ‪ :‬إن من جيوز التصيحيح‬
‫فالتحسييين أولييى ‪ ،‬وميين منييع فيحتمييل أن‬
‫ن المييزي حييديث » طلييب‬ ‫سي َ‬ ‫يجييوزه ‪ ،‬وقييد ح ّ‬
‫تصريح الحفاظ بتضييعيفه ‪،‬‬ ‫العلم فريضة « مع‬
‫وحسن جماعة كثيرون أحاديث‬

‫‪- 104 -‬‬


‫ن‬
‫كتاب فطريقه أ ُ‬ ‫ن ِ‬ ‫م‬
‫ديث ِ‬
‫معتميدة ْ‬‫ل بح َ‬ ‫ن أَرادَ العم َ‬ ‫وم ْ‬
‫و ُثقية‬‫ْ‬ ‫أ‬ ‫و‬
‫َ‬ ‫هي‬
‫ُ‬ ‫يا‬
‫ي‬ ‫َ‬
‫له‬ ‫َ‬ ‫ب‬‫قا‬ ‫ُ‬ ‫ة‬
‫ٍ‬ ‫سيخ‬
‫مين ن ُ ْ‬
‫َ‬
‫يأخذَهُ ِ‬
‫محقييق‬ ‫ن قابلهييا بأصييل ُ‬ ‫بأصييول صييحيحة ‪ ،‬فييإ ْ‬
‫معتمد أجَزأهُ ‪.‬‬
‫_________________________‬
‫صرح الحفاظ بتضعيفها ‪ ،‬ثم تييأملت كلم ابيين‬
‫بينه وبين التصحيح حيييث‬ ‫الصلح فرأيته سوى‬
‫قييال ‪ ،‬فييآل الميير إذا ً فييي معرفيية الصييحيح‬
‫والحسن إلى العتماد على ما نص عليييه أئميية‬
‫الحديث في كتبهم إلى آخره ‪ ،‬وقد منييع فيمييا‬
‫ينف وغيييره ‪ -‬أن‬ ‫سيأتي ‪ -‬ووافقييه عليييه المصي‬
‫يجزم بتضييعيف الحييديث اعتمييادا ً علييى ضييعف‬
‫إسناده ‪ ،‬لحتمييال أن يكييون لييه إسييناد صيحيح‬
‫غيييره ‪ ،‬فالحاصييل أن ابيين الصييلح سييد بيياب‬
‫التصحيح والتحسين والتضعيف على أهل هذه‬
‫هم ‪ ،‬وإن لم يوافق علييى‬ ‫الزمان لضعف أهليت‬
‫شيييك أن ِالحكيييم بالوضيييع أوليييى‬ ‫الول ‪ ،‬ول‬
‫بالمنع قطعا ً إل‬
‫حيث ل يخفييى ؛ كالحيياديث الطييوال الركيكيية‬
‫الييتي وضييعها القصيياص ‪ .‬أو مييا فيييه مخالفيية‬
‫لجماع ‪.‬‬ ‫للعقل أو ا ِ‬
‫وأميا الحكيم للحيديث بييالتواتر أو الشييهرة فل‬
‫يمتنع إذا وجدت الطييرق المعتييبرة فييي ذلييك ‪،‬‬
‫وينبغيييي التوقيييف عييين الحكيييم بالفرديييية‬
‫والغرابة ‪ ،‬وعن العزة أكثر ‪.‬‬
‫) ومن أراد العمل ( أو الحتجاج ) بحييديث ميين‬
‫كتيياب ( ميين الكتييب المعتمييدة ‪ .‬وقييال ابيين‬
‫الصييلح ‪ :‬حيييث سيياغ لييه ذلييك ) فطريقييه أن‬
‫يأخذه مين نسيخة معتميدة قابلهييا هيو أو ثقية‬
‫بأصول صحيحة ( ‪.‬‬
‫قييال ابيين الصييلح ‪ :‬ليحصييل لييه بييذلك ‪ -‬مييع‬
‫اشييتهار هييذه الكتييب ‪ ،‬وبعييدها عيين أن تقصييد‬
‫بالتبديل والتحريف ‪ -‬الثقة بصييحة مييا اتفقييت‬
‫عليييه تلييك الصييول ‪ ،‬وفهييم جماعيية ميين هييذا‬
‫الكلم الشتراط ‪ ،‬وليس فيه مييا يصييرح بييذلك‬
‫ول يقتضيه مع تصريح ابن الصييلح باسييتحباب‬
‫ذلييك فييي قسييم الحسيين ‪ ،‬حيييث قييال فييي‬
‫الترمذي ‪ :‬فينبغي أن تصحح أصييلك ‪ ،‬بجماعيية‬
‫أصييول ‪ ،‬فأشييار بينبغييي إلييى السييتحباب ‪،‬‬
‫ولذلك قال المصنف زيادة عليه ) فييإن قابلهييا‬
‫بأصل محقق معتمييد أجييزأه ( ولييم يييورد ذلييك‬
‫مييورد العييتراض ‪ ،‬كمييا صيينع فييي مسييألة‬
‫مسألة القطييع بمييا فييي‬ ‫التصحيح قبله ‪ ،‬وفي‬
‫الصحيحين ‪ ،‬وصرح أيضا ً في شرح مسلم بييأن‬
‫كلم ابيين الصييلح محمييول علييى السييتظهار‬
‫‪- 105 -‬‬
‫والسيييتحباب دون الوجيييوب ‪ ،‬وكيييذا فيييي »‬
‫المنهل الروي « ‪.‬‬

‫‪- 106 -‬‬


‫خاتمة‬
‫زاد العراقي في ألفيته هنييا لجييل قييول ابيين‬
‫الصلح ‪ ،‬حيث ساغ له ذلك أن الحافظ أبا بكيير‬
‫محمد بن خير بن عمر الموي ‪ -‬بفتح الهمزة ‪-‬‬
‫لشبيلي ‪ ،‬خال أبييي القاسيم السييهيلي قييال‬ ‫ا ِ‬
‫يى أنييه ل يص ّييح‬‫ي‬ ‫عل‬ ‫العلماء‬ ‫اتفق‬ ‫‪:‬‬ ‫برنامجه‬ ‫في‬
‫لمسلم أن يقول قال رسول الّلييه صييلى اللييه‬
‫عليه وسلم كذا حتى يكون عنييده ذلييك القييول‬
‫مروييييا وليييو عليييى أقيييل وجيييوه الرواييييات ‪،‬‬
‫الحديث ‪ » :‬من كذب علي « ‪ .‬اهي ‪.‬‬
‫ولم يتعقبه العراقي ‪ ،‬وقييد تعقبييه الزركشييي‬
‫في جزء له فقييال فيمييا قرأتييه بخطييه ‪ :‬نقييل‬
‫لجماع عجيب ‪ ،‬وإنمييا حكييى ذلييك عيين بعييض‬ ‫ا ِ‬
‫قييل ابيين برهييان‬ ‫المحدثين ‪ ،‬ثم هو معييارض بن ِ ِ‬
‫إجميياع الفقهيياء علييى الجييواز ‪ ،‬فقييال فييي‬
‫الوسييط ‪ :‬ذهييب الفقهيياء كافيية إلييى أنييه ل‬
‫يتوقف العمل بالحديث على سييماعه ‪ ،‬بييل إذا‬
‫صح عنييده النسييخة جيياز العمييل بهييا ‪ ،‬وإن لييم‬
‫يسييييمع ‪ ،‬وحكييييى السييييتاذ أبييييو إسييييحاق‬
‫لجمياع علييى جيواز النقييل مين‬ ‫المعتميا ِ‬
‫لسفراييني‬ ‫ا ِ‬
‫يدة ‪ ،‬ول يشييترط اتصييال السييند‬ ‫الكتب‬
‫إلى مصيينفيها ‪ ،‬وذلييك شييامل لكتييب الحييديث‬
‫والفقه ‪.‬‬
‫كيييا الطييبري فييي تعليقييه ‪ :‬ميين وجييد‬ ‫وقالً إ ِل ْ ِ‬
‫حديثا في كتاب صحيح جاز له أن يرويه ويحتج‬
‫به ‪ ،‬وقال قوم من أصحاب الحديث ل يجوز له‬
‫أن يرويه ‪ ،‬لنه لم يسمعه ‪ ،‬وهذا غلط ‪ ،‬وكييذا‬
‫حكاه إمام الحرمييين فييي البرهييان عيين بعييض‬
‫المحدثين ‪ ،‬وقيال ‪ :‬هيم عصيبة ل مبيالة بهيم‬
‫في حقائق الصول ‪ ،‬يعني المقتصييرين علييى‬
‫السماع ل أئمة الحديث ‪.‬‬

‫‪- 107 -‬‬


‫وقال الشيخ عيز الييدين بين عبييد السيلم فيي‬
‫جييواب سييؤال كتبييه إليييه أبييو محمييد بيين عبييد‬
‫الحميييد ‪ :‬وأمييا العتميياد علييى كتييب الفقييه‬
‫الصحيحة الموثوق بها فقد اتفق العلميياء فييي‬
‫لسييناد‬‫وا ِ‬ ‫هييذا العصيير علييى جييواز العتميياد ‪،‬‬
‫تحصييل‬ ‫إليها ‪ ،‬لن الثقة قييد حصييلت بهييا كمييا‬
‫بالروايية ‪ ،‬ولييذلك اعتميد النيياس عليى الكتيب‬
‫المشهورة في النحييو واللغيية والطييب وسييائر‬
‫العلوم لحصول الثقة بها وبعد التدليس ‪ ،‬ومن‬
‫اعتقد أن الناس قد اتفقييوا علييى الخطييأ فييي‬
‫ذلك فهييو أولييى بالخطييأ منهييم ‪ ،‬ولييول جييواز‬
‫العتماد على ذلك لتعطل كييثير ميين المصييالح‬
‫المتعلقة بهييا ‪ ،‬وقييد رجييع الشييارع إلييى قييول‬
‫الطباء في صور ‪ ،‬وليست كتبهم مأخوذة في‬
‫الصييل إل عيين قييوم كفييار ‪ ،‬ولكيين لمييا بعييد‬
‫التدليس فيها اعتمد عليهييا ‪ ،‬كمييا اعتمييد فييي‬
‫اللغة علييى أشييعار العييرب وهييم كفييار ‪ ،‬لبعييد‬
‫التدليس ‪ .‬اهي ‪.‬‬
‫قييال ‪ :‬وكتييب الحييديث أولييى بييذلك ميين كتييب‬
‫الفقييه وغيرهييا ‪ ،‬لعتنييائهم بضييبط النسييخ‬
‫وتحريرها ‪ .‬فمن قال ‪ :‬إن شرط التخريج ميين‬
‫كتياب يتوقيف عليى اتصيال السيند إلييه فقيد‬
‫لجمييياع ‪ .‬وغايييية المخيييرج أن ينقيييل‬ ‫الحديثا ِ‬
‫خيييرق‬
‫من أصل موثوق بصحته وينسييبه إلييى‬
‫وفقهييه ‪.‬‬ ‫من رواه ‪ .‬ويتكلم على علته وغريبه‬
‫قال ‪ :‬وليس الناقل للجماع مشييهورا ً بييالعلم‬
‫ص‬
‫يجييوزي ّ‬
‫مثييل اشييتهار هييؤلء الئميية ‪ .‬قييال ‪ :‬بييل ن‬
‫أن‬ ‫الشييافعي فييي الرسييالة علييى أنييه‬
‫يحدث بالخبر وإن لييم يعلييم أنييه سييمعه فليييت‬
‫شعري أي إجميياع بعييد ذلييك قييال ‪ :‬واسييتدلله‬
‫على المنع بالحديث المذكور أعجب وأعجب ‪.‬‬
‫إذ ليس في الحديث اشتراط ذلك ‪ .‬وإنما فيييه‬
‫تحريم القول بنسبة الحديث إليه حتى يتحقييق‬
‫أنه قاله ‪ .‬وهييذا ل يتوقييف علييى روايتييه ‪ .‬بييل‬
‫يكفي في ذلك علمييه بوجييوده فييي كتييب ميين‬
‫خرج الصحيح ‪ .‬أو كونه نص علييى صييحته إمييام‬
‫وعلى ذلك عمل الناس ‪.‬‬

‫‪- 108 -‬‬


‫و ما‬ ‫ه ََ‬‫ي‪ُ :‬‬ ‫خطاب ِ‬
‫ه ّ‬ ‫ل ال َ‬ ‫ن ‪ .‬قا َ‬ ‫س‬
‫ح َ‬
‫شتهر ُ‬ ‫النوع الثاني ‪ :‬ال َ‬
‫ر‬
‫ِ‬ ‫أكث‬ ‫ر‬
‫ُ‬ ‫مدا‬‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ْ‬ ‫ي‬‫عل‬‫َ‬ ‫و‬ ‫‪،‬‬ ‫ه‬
‫ُ‬ ‫رجال‬ ‫واُليي ْه َ َ‬ ‫جه‬
‫ويُ ْ‬ ‫خر ُ‬
‫م ْ‬‫ف َ‬‫عر َ‬ ‫ُ‬
‫عمله‬ ‫ء ‪ ،‬وْاسييت ْ‬ ‫أكييثُر العلمييا ِ‬ ‫قب ُ‬ ‫َ‬ ‫ث‪،‬‬ ‫دي ِ‬
‫حيي ِ‬‫ال َ‬
‫ة الفقهاء ‪.‬‬ ‫عام ُ‬ ‫َ‬
‫_________________________‬
‫) النوع الثاني ‪ :‬الحسن ( للناس فيييه عبييارات‬
‫) قال ( أبو سليمان ) الخطابي ‪ :‬هو ما عييرف‬
‫مخرجييه واشييتهر رجيياله ( فييأخرج بمعرفيية‬
‫المخَرج المنقطع وحديث المدلس قبل بيانه ‪.‬‬
‫دقيق العيد ‪ :‬وهذا الحييد صييادق علييى‬ ‫قال ابن‬
‫الصحيح أيضا ً ‪ ،‬فيدخل في حد الحسن ‪.‬‬
‫ي‪،‬‬ ‫الصحيحّرو ّ‬
‫وكذا قال ابن الصلح وصاحب المنهل ال‬
‫أخص‬ ‫وأجاب التبريزي بأنه سيأتي أن‬
‫منه ‪ ،‬ودخول الخاص في حد العييام ضييروري ‪،‬‬
‫ل للحد ‪.‬‬ ‫والتقييد بما يخرجه عنه مخ ّ‬
‫قال العراقي ‪ :‬وهو متجه قال ‪ :‬وقييد اعييترض‬
‫ابن رشد ما نقل عن الخطابي بييأنه رآه بخييط‬
‫الحافظ أبي علييي الجييياني ‪ ،‬واسييتقر حيياله ‪-‬‬
‫بالسييين المهمليية وبالقيياف وبالحيياء المهمليية‬
‫دون راء في أوله ‪ -‬قال ‪ :‬وذلك مييردود ‪ ،‬فييإن‬
‫الخطابي قال ذلك في خطبة » معالم السيينن‬
‫« ‪ :‬وهو في النسخ الصحيحة ‪ ،‬كما نقل عنييه ‪،‬‬
‫وليس لقييوله ‪ :‬واسييتقر حياله ‪ ،‬كييبير معنيى ‪.‬‬
‫وقال ابن جماعة يرد على هذا الحييد ‪ :‬ضييعيف‬
‫عرف مخرجه واشتهر رجاله بالضعف ‪.‬‬ ‫ُ‬
‫ثم قال الخطييابي فييي تتميية كلمييه ‪ ) :‬وعليييه‬
‫مييدار أكييثر الحييديث ( لن غييالب الحيياديث ل‬
‫تبلغ رتبة الصحيح ) ويقبله أكثر العلميياء ( وإن‬
‫كان بعض أهل الحديث شييدد فييرد بكييل عليية ‪،‬‬
‫قادحة كانت أم ل ‪.‬‬
‫كما روي عن ابن أبي حاتم أنييه قييال ‪ :‬سييألت‬
‫أبييي عيين حييديث فقييال ‪ :‬إسييناده حسيين ‪،‬‬
‫فقلت ‪ :‬يحتج بييه ؟ فقييال ‪ :‬ل ‪ ) ،‬واسييتعمله (‬
‫أي عمل بييه ) عاميية الفقهيياء ( ‪ ،‬وهييذا الكلم‬
‫فهمه العراقييي زائدا ً علييى الحييد فييأخر ذكييره‬
‫وفصله عنه ‪.‬‬
‫وقييال البلقينييي ‪ :‬بييل هييو ميين جمليية الحييد ‪،‬‬
‫ليخرج الصحيح ً الذي دخيل فيي ميا قبليه ‪ ،‬بيل‬
‫والضعيف أيضا ‪.‬‬

‫‪- 109 -‬‬


‫تنبيه‬
‫حكييي ابيين الصييلح بعييد كلم الخطييابي أن‬
‫يكون في إسناده‬ ‫الترمذي حد الحسن ‪ ،‬بأن ل‬
‫من يتهم بالكذب ‪ ،‬ول يكون شاذّا ً ‪ ،‬ويروى من‬
‫غييير وجييه نحييو ذلييك ‪ ،‬وأن بعييض المتييأخرين‬
‫قييال ‪ :‬هييو الييذي فيييه ضييعف قريييب محتمييل‬
‫ويعمل به ‪ ،‬وقال ‪ :‬كييل هييذا مبهييم ل يشييفي‬
‫الغليل ‪ ،‬وليس في كلم الترمييذي والخطييابي‬
‫ما يفصل الحسن من الصحيح ‪ .‬اهي ‪.‬‬
‫وكذا قال الحافظ أبو عبد الل ّييه ابيين المييواق ‪:‬‬
‫لم َيخص الترمييذي الحسيين بصييفة تميييزه عيين‬
‫الصحيح ‪ ،‬فل يكون صحيحا ً إل وهو غير شيياذ ‪،‬‬
‫ورواته غير متهمين ‪ ،‬بل ثقات ‪.‬‬
‫قال ابن سيد الناس ‪ :‬بقي عليييه أنييه اشييترط‬
‫فييي الحسيين أن يييروى ميين وجييه آخيير ‪ ،‬ولييم‬
‫يشترط ذلك في الصحيح ‪.‬‬
‫قال العراقي ‪ :‬إنه حسن أحيياديث ل تييروى إل‬
‫من وجه واحد ‪ ،‬كحديث إسييرائيل عيين يوسييف‬
‫بن أبييي ب ّييردة عيين ّأبيييه عيين عائشيية ‪ » :‬كييان‬
‫رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا خرج من‬
‫الخلء قييال ‪ :‬غفرانييك « ‪ ،‬فييإنه قييال فيييه ‪:‬‬
‫حديث حسن غريب ل نعرفه إل من هذا الوجه‬
‫‪ ،‬ول نعرف في الباب إل حديث عائشة ‪.‬‬

‫‪- 110 -‬‬


‫قال ‪ :‬وأجاب ابن سيد الناس عن هذا الحديث‬
‫بأن الذي يحتاج إلييى مجيئه ميين غييير وجيه مييا‬
‫كان راويه في درجة المستور ‪ ،‬ومن لم تثبييت‬
‫عدالته ‪ .‬قال ‪ :‬وأكثر ما في الباب أن الترمذي‬
‫عّرف بنوع منه ل بكل أنواعه ‪.‬‬
‫لسلم ‪ :‬قد ميز الترمذي الحسيين‬ ‫الصحيحا ِ‬
‫وقال شيخ‬
‫بشيئين ‪:‬‬ ‫عن‬
‫أحييدهما ‪ :‬أن يكييون راويييه قاصييرا ً عيين درجيية‬
‫راوي الصحيح ‪ ،‬بل وراوي الحسن لذاته ‪ ،‬وهو‬
‫أن يكييون غييير متهييم بالكييذب ‪ ،‬فيييدخل فيييه‬
‫المسيييتور والمجهيييول ونحيييو ذليييك ‪ ،‬وراوي‬
‫الصحيح ل بييد أن يكييون ثقيية ‪ ،‬وراوي الحسيين‬
‫لذاته ل بيد وأن يكيون موصيوفا ً بالضييبط ‪ ،‬ول‬
‫يكفي كونه غير متهم ‪.‬‬
‫قال ‪ :‬ولم يعدل الترمذي عن قوله » ثقييات «‬
‫وهييي كلميية واحييدة ‪ ،‬إلييى مييا قيياله إل لرادة‬
‫قصور » رواته « عن وصف الثقيية ‪ ،‬كمييا ِهييي‬
‫عادة البلغاء ‪.‬‬
‫الثاني ‪ :‬مجيئه من غير وجه ‪ ،‬علييى أن عبييارة‬
‫الترمذي فيما ذكره في العلل الييتي فييي آخيير‬
‫جيامعه » ومييا ذكرنييا فيي هييذا الكتيياب حيديث‬
‫حسن ‪ ،‬فإنما أردنييا بييه حسيين إسييناده « إلييى‬
‫آخر كلمه ‪.‬‬
‫قال ابن سيد الناس ‪ :‬فلو قال قائل ‪ :‬إن هذا‬
‫اصييطلح عليييه فييي كتييابه ولييم يقلييه‬ ‫إنمييا‬
‫اصطلحا ً عاما ً لكان له ذلك ‪.‬‬
‫وقول ابن كثير ‪ :‬هذا الذي روى عن الترمييذي‬
‫في أي كتاب قاله وأين إسييناده عنييه ‪ ،‬مييردود‬
‫بوجوده في آخر جامعة كما أشرنا إليه ‪.‬‬

‫‪- 111 -‬‬


‫وقال بعض المتأخرين ‪ :‬قول الترمذي مرادف‬
‫لقول الخطييابي فييإن قييوله ‪ » :‬ويييروى نحييوه‬
‫من غير وجه « ‪ ،‬كقوله ‪ » :‬ما عرف مخرجه «‬
‫وقول الخطابي ‪ » :‬اشتهر رجاله « ‪ ،‬يعني بييه‬
‫السلمة من وصمة الكذب ‪ ،‬كقييول الترمييذي ‪:‬‬
‫» ول يكون فييي إسييناده ميين يتهييم بالكييذب «‬
‫وزاد الترمييذي ) ول يكييون شيياذا « ول حاجيية‬
‫إليه ‪ ،‬لن الشاذ ينافي عرفان المخرج ‪ ،‬فكأن‬
‫المصنف أسقطه لذلك ‪ .‬لكن قييال العراقييي ‪:‬‬
‫تفسير قول الخطابي ‪ :‬ما عييرف مخرجييه بمييا‬
‫تقييدم ميين الحييتراز عيين المنقطييع وخييبر‬
‫المييدلس أحسيين ‪ ،‬لن السيياقط منييه بعييض‬
‫لسناد ل يعرف فيه مخرج الحديث إذ ل يدري‬ ‫ا ِ‬
‫من سقط ‪ ،‬بخلف الشاذ الذي أبرز كل رجاله‬
‫فعيييرف مخيييرج الحيييديث مييين أيييين ‪ ،‬وقيييال‬
‫البلقينييي ‪ :‬اشييتهار الرجييال أخييص ميين قييول‬
‫لسييناد متهييم «‬ ‫يكييون فييي ا ِ‬ ‫الترمييذي ‪ » :‬ول‬
‫لشموله المستور ‪.‬‬
‫وما حكاه ابن الصلح عن بعض المتأخرين أراد‬
‫به ابن الجوزي ‪ ،‬فإنه ذكيير ذلييك فييي » العلييل‬
‫المتناهية « وفي » الموضوعات « ‪.‬‬
‫قييال ابيين دقيييق ‪ :‬وليييس مييا ذكييره مضييبوطا ً‬
‫بضابط يتميز به القدر المحتمل من غيره ‪.‬‬
‫قال البييدر بيين جماعيية ‪ :‬وأيضيا ً فيييه دور لنييه‬
‫للعمل به ‪ ،‬وذلك يتوقف على‬ ‫عرفه بصلحيته‬
‫معرفة كونه حسنا ً ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬ليس قوله ‪ » :‬ويعمل به « ‪ ،‬ميين تمييام‬
‫لفادة أنه يجب العمل بييه‬ ‫الحد بل زائد عليه ‪،‬‬
‫كالصييحيح ‪ ،‬ويييدل عل ِييى ذلييك أنييه فصييله ميين‬
‫الحد ‪ ،‬حيث قال ‪ :‬ما فيه ضعف قريب محتمل‬
‫فهييو الحييديث الحسيين ‪ .‬ويصييلح البنيياء عليييه‬
‫والعمل به ‪.‬‬
‫وقال الطيبي ‪ :‬مييا ذكييره ابيين الجييوزي مبنييي‬
‫على أن معرفة الحسن موقوفة علييى معرفيية‬
‫الصيييحيح والضيييعيف ‪ ،‬لن الحسييين وسيييط‬
‫بينهميييا ‪ ،‬فقيييوله ‪ » :‬قرييييب « ‪ ،‬أي قرييييب‬
‫مخرجييه إلييى الصييحيح محتمييل ‪ ،‬لكييون رجيياله‬
‫مستورين ‪.‬‬

‫‪- 112 -‬‬


‫خلو‬ ‫دهما ‪ :‬ما ل ي َ ْ‬ ‫سمان ‪ّ :‬أح ُ‬ ‫و ق َْ‬ ‫خ ‪:‬م ه َ‬ ‫شي ُ‬ ‫قال ال ّ‬
‫س‬‫سقَ‬ ‫ه ‪ ،‬ولي ْ ي‬ ‫ُ‬ ‫هلّيت ي‬ ‫ق أَ ْ‬ ‫ْ‬ ‫تتحق‬ ‫َ‬ ‫م‬‫ْ‬
‫خطأ ٍ‪ ،‬ول َ‬ ‫ل‬ ‫ر‬ ‫ستو‬ ‫ْ‬ ‫ن‬‫ْ‬ ‫م‬ ‫ده‬‫إسنا ُ‬
‫ثلييه ّ أوٌ‬ ‫بم َ‬
‫ف‬ ‫ٌ‬ ‫ه سب‬ ‫ُ‬ ‫ظهر ًمن ْ‬ ‫فل ً كِثيَر ال َ‬ ‫مغ ّ‬‫َ‬
‫ْ‬ ‫ةم ْ‬ ‫ن الحديث معُروفا ِبراوييي ِ‬ ‫ن مت ُ‬ ‫‪ ،‬ويكو ُ‬
‫ه آخَر ‪.‬‬ ‫ن َوج ٍ‬ ‫هم ْ‬ ‫َنحو ِ‬
‫دق‬ ‫صيي ْ‬ ‫بال‬ ‫ً‬ ‫ا‬ ‫مشييهور‬ ‫راويييه‬ ‫ن‬‫َ‬ ‫يكييو‬ ‫ن‬
‫ْ‬ ‫أ‬ ‫‪:‬‬ ‫الثيياني‬
‫ص ّييوره‬ ‫ُ‬ ‫ق‬‫صييحيح ل ِ ُ‬ ‫ّ‬ ‫ة ال‬
‫درج ي َ‬‫غ َ‬
‫والمانة ‪ ،‬ول َيم يبل ي ْ َ‬
‫ْ ْ‬
‫ن‬ ‫ن حال م ْ‬ ‫عع ْ‬ ‫ف ٌ‬ ‫و مرت ْ ِ‬ ‫تقان ‪ ،‬ه َ‬ ‫في الحفظ وال ْ‬
‫ُيعدّ تفّردهُ مْنكر ِا ً ‪.‬‬
‫_________________________‬
‫) قييال الشيييخ ( ابيين الصييلح ‪ ،‬بعييد حكييايته‬
‫يدم ‪ :‬قييد أمعنييت‬ ‫الحدود الثلثيية وقييوله مييا تقي‬
‫يك والبحييث جامع يا ً بييين أطييراف‬ ‫النظر في ذلي‬
‫كلمهم ملحظا ً مواقع استعمالهم فتنقح لييي‬
‫واتضييح أن الحييديث الحسيين ) هييو قسييمان ‪:‬‬
‫أحدهما ‪ :‬ما ل يخلييو إسييناده ميين مسييتور لييم‬
‫تتحقييق أهليتييه ‪ ،‬وليييس مغفل ً كييثير الخطييأ (‬
‫فيما يرويه ‪ ،‬ول هو متهم بالكذب في الحديث‬
‫مفسييق وبكييون‬ ‫) ول ظهر منه سييبب ( آخيير )‬
‫متن الحديث ( مع ذلك ) معروفا ً برواييية مثلييه‬
‫أو نحوه من وجه آخيير ( أو أكييثر حييتى اعتضييد‬
‫بمتابعة من تابع راويه على مثلييه ‪ ،‬أو بمييا لييه‬
‫ميين شيياهد ‪ ،‬وهييو ورود حييديث آخيير نحييوه ‪،‬‬
‫فيخرج بذلك عن أن يكون شاذا ً منكرا ً ‪ .‬قييال ‪:‬‬
‫وكلم الترمذي على هذا القسم يتنزل ‪.‬‬
‫القسييم ) الثيياني ‪ :‬أن يكييون راويييه مشييهورا ً‬
‫بالصييدق والمانيية و ( لكيين ) لييم يبلييغ درجيية‬
‫الصحيح لقصييوره ( عيين رواتييه ) فييي الحفييظ‬
‫ع عيين حييال‬ ‫والتقان ‪ ،‬وهو ( مع ذلييك ) مرتف ي ٌ‬
‫ن ِ يعد ً تفييرده ( أي مييا ينفييرد بييه ميين حييديثه‬ ‫م ْ‬
‫في كل هذا ًمع سييلمة‬ ‫ويعتبر‬ ‫‪:‬‬ ‫قال‬ ‫(‬ ‫ا‬ ‫منكر‬ ‫)‬
‫الحديث من أن يكون شاذا ً أو منكييرا ‪ ،‬سييلمته‬
‫من أن يكون معلل ً ‪ .‬قال ‪ :‬وعلى هييذا القسييم‬
‫يتنزل كلم الخطابي ‪.‬‬

‫‪- 113 -‬‬


‫قال ‪ :‬فهذا الذي ذكرناه جامع لما تفييرق فييي‬
‫كلم من بلغنا كلمه فييي ذلييك ‪ .‬قييال ‪ :‬وكييأن‬
‫الحسيين ‪ ،‬وذكيير‬ ‫الترمييذي ذكيير أحييد نييوعي‬
‫الخطييابي النييوع الخيير ‪ ،‬مقتص ًييرا ً كييل منهمييا‬
‫على ما رأى أنه يشكل ‪ ،‬معرضا عمييا رأى أنييه‬
‫ل يشكل ‪ ،‬أو أنه غفل عن البعض وذهل ‪ .‬اهي ي‬
‫كلم ابن الصلح ‪.‬‬
‫قييال ابيين دقيييق العيييد ‪ :‬وعليييه مؤاخييذات‬
‫ومناقشات ‪ .‬وقال ابن جماعة يرد علييى الول‬
‫من القسمين ‪ :‬الضعيف والمنقطع والمرسييل‬
‫الذي في رجاله مستور ‪ ،‬وروى مثله أو نحييوه‬
‫من وجه آخيير ‪ ،‬وعلييى الثيياني المرسييل الييذي‬
‫اشييتهر راويييه بمييا ذكيير ‪ ،‬فييإنه كييذلك وليييس‬
‫بحسن في الصطلح ‪.‬‬
‫قال ‪ :‬ولو قيل الحسيين كييل حييديث خييال عيين‬
‫العلييل ‪ ،‬وفييي سيينده المتصييل مسييتور لييه بييه‬
‫لتقييان ‪،‬‬ ‫درجيية ا ِ‬ ‫شاهد ‪ ،‬أو مشهور قاصر عن‬
‫لكان أجمع لما حددوه وأخصر ‪.‬‬
‫وقال الطيييبي ‪ :‬لييو قيييل الحسيين مسييند ميين‬
‫قرب من درجة الثقة ‪ ،‬أو مرسل ثقيية ‪ ،‬وروي‬
‫كلهما من غير وجه وسلم من شييذوذ وعليية ‪،‬‬
‫لكييان أجمييع الحييدود وأضييبطها وأبعييد عيين‬
‫التعقيد ‪.‬‬
‫لسييلم فييي » النخبيية « الصييحيح‬ ‫ِ‬ ‫ا‬ ‫ييخ‬
‫وحييد شي‬
‫نقله عدل تام الضبط متصل السند‬ ‫لذاته ‪ :‬بما‬
‫غييير معلييل ول شيياذ ‪ ،‬ثييم قييال ‪ :‬فييإن خييف‬
‫الضبط فهو الحسن لذاته ‪ ،‬فشرك بينييه وبييين‬
‫الصحيح فييي الشييروط إل تمييام الضييبط ‪ ،‬ثييم‬
‫ذكر الحسن لغيره بالعتضاد ‪.‬‬
‫لمييام تقييي الييدين الشييمني ‪:‬‬ ‫ييخنا ا ِ‬ ‫وقييال شي‬
‫متصل قييل ضييبط راويييهً العييدل ‪،‬‬ ‫الحسن خبر‬
‫وارتفع عن حال من يعد تفرده منكرا ‪ ،‬وليييس‬
‫ل ‪ .‬قال البلقينييي ‪ :‬الحسيين لمييا‬ ‫معل ِ‬ ‫بشاذ ول‬
‫الصحيح والضعيف عند الناظر كان‬ ‫توسط بين‬
‫سببا ً ينقدح في نفييس الحييافظ ‪ ،‬وقييد تقصيير‬
‫عبييارته عنييه ‪ ،‬كمييا قيييل فييي الستحسييان ‪،‬‬
‫فلذلك صعب تعريفه ‪ ،‬وسييبقه إلييى ذلييك ابيين‬
‫كثير ‪.‬‬

‫‪- 114 -‬‬


‫ن‬
‫ن كا َ‬ ‫الحتجاج ِبه وإ ْ‬ ‫ذا أ َ‬ ‫صحيح في‬ ‫قيي ّ‬ ‫ن كال‬
‫س ُ‬‫م الح َ‬ ‫ث ّ‬
‫وع‬‫ْ‬ ‫ي‬‫ني‬ ‫يي‬‫في‬ ‫ه‬
‫ُ‬ ‫ي‬
‫تي‬‫ْ‬ ‫رج‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫د‬ ‫َ‬ ‫ي‬‫ولهي‬ ‫‪،‬‬ ‫وة‬‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫ال‬ ‫يي‬ ‫في‬ ‫ه‬
‫ُ‬ ‫ي‬
‫دوني‬ ‫ُ‬
‫صحيح ‪.‬‬ ‫ال ّ‬
‫_________________________‬
‫تنبيه‬
‫الحسن أيضيا ً علييى مراتييب ‪ ،‬كالصييحيح ‪ .‬قييال‬
‫الذهبي ‪ :‬فأعلى مراتبه بهز بن حكيم عن أبيه‬
‫عن جييده ‪ ،‬وعمييرو بيين شييعيب عيين أبيييه عيين‬
‫جده ‪ ،‬وابن إسحق عن الييتيمي ‪ ،‬وأمثييال ذلييك‬
‫مما قيل إنه صييحيح ‪ ،‬وهييو ميين أدنييى مراتييب‬
‫يينه‬ ‫الصحيح ‪ ،‬ثم بعد ذلك ما اختلييف فييي تحسي‬
‫وتضييعيفه ‪ ،‬كحييديث الحييارث بيين عبييد الّلييه‬
‫وعاصيييم بييين ضيييمرة وحجييياج ابييين أرطييياة‬
‫ونحوهم ‪.‬‬
‫) ثم الحسن كالصييحيح فييي الحتجيياج بييه وإن‬
‫كان دونه فييي القييوة ‪ ،‬ولهييذا أدرجتييه طائفيية‬
‫في نوع الصحيح ( كالحاكم وابيين حبييان وابيين‬
‫خزيمة ‪ ،‬مع قولهم بييأنه دون الصيحيح المييبين‬
‫أول ً ‪ ،‬ول بدع في الحتجاج بحديث له طريقان‬
‫لو أنفرد كل منهما لييم يكيين حجيية ‪ ،‬كمييا فييي‬
‫المرسييل ‪ ،‬إذا ورد ميين وجييه آخيير مسييند ‪ ،‬أو‬
‫وافقه مرسل آخر بشرطه كما سيجيء ‪ ،‬قاله‬
‫ابن الصلح ‪ ،‬وقال في » القتراح « ‪ :‬ما قيل‬
‫من أن الحسن يحتج به ‪ ،‬فيييه إشييكال لن ثييم‬
‫أوصافا ً يجييب معهييا قبييول الرواييية إذا وجييدت‬
‫في الراوي ‪ ،‬فإن كان هذا المسييمى بالحسيين‬
‫مما وجدت فيه على أقل الدرجات التي يجييب‬
‫معها القبول فهو صييحيح ‪ ،‬وإن لييم توجييد لييم‬
‫يجز الحتجاج به ‪،‬‬

‫‪- 115 -‬‬


‫ه‪،‬‬ ‫ح‬ ‫ث حسيين السييناد أ َ‬ ‫وُله‬
‫ُ‬ ‫حي ُ‬ ‫و صي ِ‬ ‫ْ‬ ‫ِ‬ ‫ح أَ ِ‬ ‫دي ٌ َ‬ ‫م ‪ :‬حي ِ‬ ‫ق ْ‬ ‫وق ْ‬
‫ه ق يَدْ‬ ‫ُ‬ ‫ن ‪ :‬لن ّ ي‬ ‫ٌ‬ ‫سي‬ ‫َ‬ ‫وح‬ ‫ٌ‬ ‫حي‬ ‫ِ‬ ‫ص‬ ‫ث‬‫ٌ‬ ‫حدي‬ ‫م‬
‫ْ‬ ‫له‬ ‫ِ‬ ‫و‬ ‫ن‬
‫َ‬ ‫دو‬
‫ُ‬
‫و‬‫عتميأيدْ‬‫ذوٍذ‬ ‫شيي ُ‬ ‫ن ل ِ ٌُ‬ ‫ِ‬ ‫ن ْ المْتيي‬ ‫َ‬ ‫دو‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫لسناد‬ ‫ِ‬ ‫نا‬ ‫ُ‬ ‫حس‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫وْي‬ ‫ْ‬
‫صح أ َ‬
‫ِ‬ ‫يَ‬
‫ٌ‬ ‫ف َظ م َْ‬ ‫ك حييا ِ‬ ‫ذليي َ‬ ‫قتصييَر علييى َ‬ ‫نا ْ‬ ‫ِ‬ ‫فييإ‬ ‫ة َ‬ ‫عليي ٍّ‬
‫ل‬ ‫و ُ‬ ‫أمييا َ قيي ْ‬ ‫هو‬ ‫حسيين ُ ُ‬ ‫ن‪،‬و ُ‬ ‫بالظيياهُر صييحة المتيي‬
‫ه‬
‫فمعنا ‪ُ،‬‬ ‫ح‪،‬‬ ‫حي ٌ‬ ‫ص ِ‬ ‫َ‬ ‫ن‬
‫حس ْ ٌ‬ ‫ث َ‬ ‫دي ِ ُ‬ ‫ه‪:‬ح ِ‬ ‫ر ِ‬ ‫غي‬ ‫ذي و َ‬
‫سيينادي ِْ‬ ‫الت ّْرم ِ‬
‫حة‬ ‫صيي ّ‬ ‫ضييي ال ّ‬ ‫دهما ي َقت ِ‬ ‫ن ‪ ،‬أحيي ُ‬ ‫ن ‪َ،‬‬ ‫ي بإ ْ‬ ‫رو‬
‫س َ‬ ‫ح ْ‬ ‫خُر ال ُ‬ ‫ُوال َ َ‬
‫_________________________‬
‫وإن سمي حسنا ً ‪ ،‬الّلهم إل أن يييرد هييذا إلييى‬
‫أمر اصطلحي ‪ ،‬بييأن يقييال إن هييذه الصييفات‬
‫مراتب ودرجات فأعلها وأوسطها يسييمى‬ ‫لها‬
‫صحيحا ً ‪ ،‬وأدناها يسييمى حسيينا ‪ .‬وحينئذ رجييع‬
‫المر فييي ذلييك إلييى الصييطلح ويكييون الكييل‬
‫صحيحا ً في الحقيقة ) وقييولهم ( أي الحفيياظ‬
‫لسييناد أو صييحيحه دون‬ ‫هييذا ) حييديث حسيين ا‬
‫قولهم حديث صحيح أو ِحسن لنه قد يصييح أو‬
‫يحسيين السييناد ( لثقيية رجيياله ) دون المتيين‬
‫لشييذوذ أو ِ عليية ( وكييثيرا ً مييا يسييتعمل ذلييك‬
‫الحاكم في مستدركه ) فإن اقتصر علييى ذلييك‬
‫حافظ معتمييد ( ولييم يييذكر لييه عليية ول قادحييا‬
‫) فالظيياهر صييحة المتيين وحسيينه ( لن عييدم‬
‫العلة والقادح هو الصل والظاهر ‪.‬‬
‫لسييلم ‪ :‬والييذي ل شييك فيييه أن‬ ‫قييال شيييخ ا‬
‫لمام منهييم ِل يعييدل عيين قييوله صييحيح إلييى‬ ‫ا ِ‬
‫لسييناد إل لميير مييا ) وأمييا قييول‬ ‫ِ‬ ‫ا‬ ‫صحيح‬ ‫قوله‬
‫وغيره ( كعلي بن المييديني ويعقييوب‬ ‫الترمذي‬
‫بن شيبة هذا ) حديث حسن صحيح ( وهو ممييا‬
‫استشييكل ‪ ،‬لن الحسيين قاصيير عيين الصييحيح‬
‫فكيف يجتمع إثبات القصور ونفيه في حييديث‬
‫) فمعنيياه ( أنييه ) روي بإسيينادين ‪ :‬أحييدهما‬
‫يقتضي الصحة والخر يقتضي الحسن ( فصيح‬
‫أن يقال فيه ذلك ‪ ،‬أي حسن باعتبييار إسييناد ‪،‬‬
‫صحيح باعتبار آخر ‪.‬‬

‫‪- 116 -‬‬


‫قال ابن دقيق العيد ‪ :‬يرد على ذلك الحيياديث‬
‫التي قيل فيها ذلك مع أنه ليس لها إل مخييرج‬
‫واحييد ‪ ،‬كحييديث خرجييه الترمييذي ميين طريييق‬
‫العلء بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي هريرة‬
‫‪ » :‬إذا بقييي نصييف شييعبان فل تصييوموا « ‪،‬‬
‫وقال فيه حسن صييحيح ل نعرفييه إل ميين هييذا‬
‫اليييوجه عليييى هيييذا اللفيييظ ‪ ،‬وأجييياب بعيييض‬
‫المتييأخرين ‪ :‬بييأن الترمييذي إنمييا يقييول ذلييك‬
‫مريدا ً تفييرد أحييد الييرواة عيين الخيير ل التفييرد‬
‫المطليق ‪ ،‬قيال ‪ :‬ويوضيح ذليك ميا ذكيره فيي‬
‫الفتن من حديث خالد الحذاء عن ابيين سيييرين‬
‫عن أبي هريرة يرفعه » ميين أشييار إلييى أخيييه‬
‫بحديييدة « الحييديث ‪ .‬قييال فيييه حسيين صييحيح‬
‫غريب من هذا ً الييوجه ‪ ،‬فاسييتغربه ميين حييديث‬
‫خالد ل مطلقا ‪.‬‬
‫قال العراقييي ‪ :‬وهييذا الجييواب ل يمشييي فييي‬
‫المواضع التي يقييول فيهييا ‪ :‬ل نعرفيه إل ميين‬
‫هذا الوجه ‪ ،‬كالحديث السابق ‪.‬‬
‫وقد أجيياب ابيين الصييلح بجييواب ثييان هييو ‪ :‬أن‬
‫المراد بالحسن اللغوي دون الصطلحي ‪ ،‬كما‬
‫ياب »‬ ‫وقيع لبيين عبييد الييبر حيييث روى فييي كتي‬
‫العلييم « حييديث معيياذ بيين جبييل مرفوعييا ً ‪» :‬‬
‫تعلميوا العليم فيإن تعلميه لليه خشيية وطلبيه‬
‫عبييادة « ًالحييديث بطييوله ‪ ،‬وقييال هييذا حييديث‬
‫حسن جدا ‪ ،‬ولكن ليس له إسناد قوي ‪ ،‬فييأراد‬
‫بالحسن حسن اللفظ ‪ ،‬لنه من رواية موسييى‬
‫البلقاوي وهو كيذاب ينسيب إليى الوضيع عين‬
‫عبد الرحيم العمي ‪ ،‬وهو متروك ‪.‬‬
‫وروينا عن أمية بن خالييد قي ّيال ‪ :‬قلييت لشييعبة‬
‫تحدث عن محمد بن عبيد الله العرزمييي وتييدع‬
‫عبد الملك بن أبي سليمان ‪ -‬وقد كييان حسيين‬
‫الحديث ‪ -‬فقال ‪ :‬ميين حسيينها فييررت ‪ ،‬يعنييي‬
‫أنها منكرة ‪.‬‬

‫‪- 117 -‬‬


‫وقال النخعي ‪ :‬كانوا يكرهيون إذا اجتمعيوا أن‬
‫يخيييرج الرجيييل أحسييين ميييا عنيييده ‪ ،‬قيييال‬
‫السمعاني ‪ :‬عني بالحسن الغريب ‪ ،‬قال ابيين‬
‫دقيييق العيييد ‪ :‬ويلييزم علييى هييذا الجييواب أن‬
‫ُيطلق على الحديث الموضييوع إذا كييان حسيين‬
‫اللفييظ أنييه حسيين ‪ ،‬وذلييك ل يقييوله أحييد ميين‬
‫يطلحهم ‪ .‬قييال‬ ‫المحييدثين إذا جييروا علييى اصي‬
‫لسييلم ‪ :‬ويلييزم عليييه أيضييا ً ‪ ،‬أن كييل‬ ‫حديث ا ِ‬
‫شيييخ‬
‫يوصف بصفة فالحسن تابعه ‪ ،‬فإن كييل‬
‫الحاديث حسنة اللفظ بليغة ‪ ،‬ولما رأينا الذي‬
‫وقع له هذا كثير الفرق ‪ ،‬فتييارة يقييول حسيين‬
‫فقييط ‪ ،‬وتييارة صييحيح فقييط ‪ ،‬وتييارة حسيين‬
‫صييحيح ‪ ،‬وتييارة صييحيح غريييب ‪ ،‬وتييارة حسيين‬
‫غريب ‪ ،‬عرفنا أنه ل محالة جار مع الصطلح ‪،‬‬
‫مع أنه قال في آخر » الجامع « ‪ :‬وما قلنا في‬
‫كتابنا » حديث حسن « فإنما أردنييا بييه حسيين‬
‫إسييناده عنييدنا ‪ ،‬فقييد صييرح بييأنه أراد حسيين‬
‫لسناد فانتفى أن يريد حسن اللفظ ‪.‬‬ ‫ا ِ‬
‫وأجاب ابن دقيق العيييد بجيواب ثييالث ‪ :‬وهيو ‪:‬‬
‫أن الحسن ل يشترط فيه القصور عن الصييحة‬
‫يى‬ ‫إل حيييث انفييرد الحسيين ‪ ،‬أمييا إذا ارتفييع إلي‬
‫تبع يا ً‬ ‫درجة الصييحة فالحسيين حاصييل ل محاليية‬
‫للصحة ‪ ،‬لن وجود الدرجة العليا وهي الحفييظ‬
‫لتقييان ل ينييافي وجييود الييدنيا كالصييدق ‪،‬‬ ‫وا ِ‬
‫فيصح أن يقييال حسيين باعتبييار الصييفة الييدنيا‬
‫صحيح باعتبار العليا ‪ ،‬ويلزم على هييذا أن كييل‬
‫صحيح حسن وقييد سييبقه إلييى نحييو ذلييك ابيين‬
‫المواق ‪.‬‬
‫لسييلم ‪ :‬وشييبه ذلييك قييولهم فييي‬ ‫ا‬ ‫شيخ‬ ‫قال‬
‫الراوي ‪ِ » :‬‬
‫صدوق فقط « و » صدوق ضابط «‬
‫‪ ،‬فإن الول قاصر عن درجة رجييال الصييحيح ‪،‬‬
‫والثاني منهم ‪ ،‬فكما أن الجمع بينهما ل يضيير‬
‫ول يشيييكل ‪ ،‬فكيييذلك الجميييع بيييين الصيييحة‬
‫والحسن ‪ .‬ولبن كييثير جييواب رابييع وهييو ‪ :‬أن‬
‫الجمع بييين الصييحة والحسيين درجيية متوسييطة‬
‫بين الصحيح والحسن ‪ ،‬قال ‪ :‬فما تقييول فيييه‬
‫حسيين صييحيح أعلييى رتبيية ميين الحسيين ودون‬
‫الصحيح ‪ .‬قال العراقي ‪ :‬وهيذا تحكيم ل دليييل‬
‫لسييلم جييواب‬ ‫ولشيييخ ا ِ‬ ‫عليييه ‪ ،‬وهييو بعيييد ‪.‬‬
‫كلم ابيين الصييلح‬ ‫خامس وهو ‪ :‬التوسط بييين‬
‫وابن دقيق العيد ‪،‬‬

‫‪- 118 -‬‬


‫ح إلييى‬ ‫ِ‬ ‫ث المصيياِبي‬ ‫ي َأحي ًياِدي َ‬‫ّ‬ ‫م الَبغييو‬ ‫ُ‬ ‫سييي‬ ‫ق ِ‬‫وَأما ت َ ْ‬
‫ح ميييا فيييي‬ ‫صيييحا‬ ‫مرييييدا ِبال ّ‬ ‫ح ُ‬ ‫صيييحا‬ ‫نو ِ‬ ‫حسيييا ٍ‬ ‫ِ‬
‫س‬
‫ييين ‪َ،‬‬
‫فل ْ‬ ‫سيي َِنن َ‬‫حسان ما في ال ّ‬ ‫ن ‪ ،‬وِبال ْ ٍ ِ‬ ‫َ‬ ‫صحيحي‬ ‫ّ‬ ‫ال‬
‫حسيي َ‬ ‫ح ‪ ،‬وال َ‬ ‫صحي َ‬ ‫سَنن ال ّ‬ ‫في َال ّ‬ ‫ن ِ‬‫ب‪،‬ل ّ‬ ‫وا ٍ‬ ‫ص‬
‫بِ َ‬
‫من ْكَر ‪.‬‬ ‫ف ‪ ،‬وال ُ‬ ‫ضعي َ‬ ‫وال َ ّ‬
‫_________________________‬
‫فيخييص ًجييواب ابيين الصييلح بمييا لييه إسيينادان‬
‫فصيياعدا ‪ ،‬وجييواب ابيين دقيييق العيييد بييالفرد ‪،‬‬
‫قال ‪ :‬وجواب سادس وهو ‪ :‬الييذي أرتضيييه ول‬
‫غبييار عليييه ‪ ،‬وهييو الييذي مشييى عليييه فييي »‬
‫النخبييية « وشيييرحها ‪ :‬أن الحيييديث إن تعيييدد‬
‫لسيينادين‬ ‫باعتباريا ا ِ‬ ‫إسناده فالوصف راجع إليه‬
‫قيييل فيييه‬ ‫أو السانيد ‪ ،‬قال ‪ :‬وعلى هذا فمي‬
‫ذلك ‪ ،‬فوق ما قيل فيه صحيح فقط ‪ ،‬إذا كييان‬
‫فردا ً ‪ ،‬لن كثرة الطرق تقييوى ‪ ،‬وإل فبحسييب‬
‫اختلف النقيياد فييي راويييه ‪ ،‬فيييرى المجتهييد‬
‫منهم بعضييهم يقييول فيييه صييدوق ‪ ،‬وبعضييهم‬
‫يقول ثقة ‪ ،‬ول يترجح عنده قول واحد منهمييا‬
‫أو يترجييح ‪ ،‬ولكنييه يريييد أن يشييير إلييى كلم‬
‫الناس فيه ‪ ،‬فيقول ذلك ‪ ،‬وكأنه قال ‪ :‬حسيين‬
‫عند قوم صحيح عنييد قييوم ‪ ،‬قييال ‪ :‬وغاييية مييا‬
‫فيه أنه حذف منه حرف الييتردد ‪ ،‬لن حقييه أن‬
‫يقول حسن أو صحيح ‪ .‬قييال ‪ :‬وعلييى هييذا مييا‬
‫قيييل فيييه حسيين صييحيح دون مييا قيييل فيييه‬
‫صحيح ‪ .‬لن الجزم أقوى من التردد ‪ .‬اهي ‪.‬‬
‫وهذا الجواب مركييب ميين جييواب ابيين الصييلح‬
‫وابيين كييثير ) وأمييا تقسيييم البغييوي أحيياديث‬
‫المصابيح إلى حسان وصييحاح مريييدا ً بالصييحاح‬
‫ما في الصحيحين وبالحسييان مييا فييي السيينن‬
‫فلييييس بصيييواب لن فيييي السييينن الصيييحيح‬
‫والضعيف والمنكيير ( كمييا سيييأتي بيييانه وميين‬
‫أطلييق عليهييا الصييحاح ‪ ،‬كقييول السييلفي فييي‬
‫الكتييب الخمسيية اتفييق علييى صييحتها علميياء‬
‫المشييرق والمغييرب ‪ ،‬وكييإطلق الحيياكم علييى‬
‫الترمييذي الجييامع الصييحيح ‪ ،‬وإطلق الخطيييب‬
‫عليييه وعلييى النسييائي اسييم الصييحيح فقييد‬
‫تساهل ‪.‬‬

‫‪- 119 -‬‬


‫َ‬ ‫َفُروع ‪:‬‬
‫ة‬
‫رفيي ِ‬
‫فييي مع ِ‬ ‫ٌ‬
‫ي أصييل ِ‬ ‫ذ‬
‫ب الت ّْرميي ِ‬
‫شهي ّ‬ ‫كتييا ُ‬‫دها ‪ِ :‬‬‫أحيي ُ‬
‫ره ‪.‬‬ ‫َ‬ ‫ذي‬ ‫هو ال ِ‬ ‫ن‪،‬و ُ‬ ‫حس ِ‬ ‫ال َ‬
‫_________________________‬
‫قييال التيياج التييبريزي ول أزال أتعجييب ميين‬
‫الشيييخين يعنييي ابيين الصييلح والنييووي فييي‬
‫اعتراضهما على البغوي ‪ ،‬مع أن المقرر أنه ل‬
‫مشيياحة فييي الصييطلح ‪ ،‬وكييذا مشييى عليييه‬
‫علماء العجم آخرهم شيخنا العلمة الكييافيجي‬
‫في مختصره ‪.‬‬
‫قال العراقي ‪ :‬أجيييب عيين البغييوي بييأنه يييبين‬
‫عقب كل حديث الصحيح والحسيين والغريييب ‪،‬‬
‫قال ‪ :‬وليس كذلك ‪ .‬فإنه ل يبين الصحِيح ميين‬
‫ينن ‪ ،‬بييل يسييكت ‪،‬‬ ‫ً‬ ‫الحسن فيما أورده من السي‬
‫ليراد بيياق‬‫والضعيف السنن بمييا ِ‬
‫يا‬
‫ي‬ ‫ف‬ ‫‪،‬‬ ‫ا‬‫ي‬ ‫غالب‬ ‫ويبين الغريب‬
‫فيهييا ميين‬ ‫في مزجه صحيح ما في‬
‫الحسن ‪.‬‬
‫لسييلم ‪ :‬أراد ابيين الصييلح أن‬ ‫البغيا ِ‬
‫وقييال شيييخ‬
‫يوي اصييطلح لنفسييه أن يسييمي‬ ‫يعرف أن‬
‫السنن الربعة الحسان ليغتنييي بييذلك عيين أن‬
‫يقول عقب كل حديث ‪ :‬أخرجه أصحاب ًالسنن‬
‫‪ ،‬فإن هييذا اصييطلح حييادث ليييس جاري يا علييى‬
‫المصطلح العرفي ‪.‬‬
‫فروع‬
‫) أحدها ( في مظنيية الحسيين ‪ ،‬كمييا ذكيير فييي‬
‫كل نوع مظانه ميين‬ ‫الصحيح مظانه ‪ ،‬وذكر في‬
‫الكتب المصنفة فيه إل يسيرا ً نبه عليه ) كتاب‬
‫( أبييي عيسييى ) الترمييذي أصييل فييي معرفيية‬
‫الحسن وهو الذي شهره ( وأكثر من ذكره ‪.‬‬

‫‪- 120 -‬‬


‫ح‬ ‫حي َ ٌ‬‫صي ِ‬ ‫ة أَ َ‬‫ن‬‫حس ي ٌ‬ ‫ه‪َ :‬‬ ‫ول ِ‬‫قي ْ‬‫ه في َ‬ ‫من ْ ُ‬ ‫خ ِ‬ ‫ف الّنس ْ‬ ‫وَتختل ُ‬
‫ك‬ ‫صييل‬ ‫ْ‬ ‫فيْنبغييي أن َتعتِنييي ِبمقابليي ِ‬ ‫وه ُ ‪َ .‬‬ ‫حيييو ُ‬‫ون َ ْ‬
‫ه‪،‬‬ ‫علي ْ َي ِ‬ ‫ت َ‬ ‫عتم يدَ مييا اّتفق ي ْ‬ ‫ة ‪ ،‬وت َ ْ‬ ‫عتم يدَ ٍ‬ ‫م ْ‬ ‫ُ‬ ‫ل‬‫ٍ‬ ‫بأصي‬
‫ه‬‫نيي ُ‬ ‫هأ ّ‬ ‫جاءَ عن ْ ُ‬ ‫ودَ ‪ ،‬فقدْ‬ ‫دا ْ ُ‬
‫ن أبي َ‬ ‫سن ُ‬ ‫ن مظانه ُ‬ ‫م ْ‬ ‫و ِ‬
‫ن‬
‫ه وما كا ًَ‬ ‫ُ‬ ‫ويقارب‬ ‫ه‬
‫ُ‬ ‫شبه‬ ‫ُ‬ ‫ي‬ ‫وما‬ ‫ح‬
‫َ‬ ‫صحي‬ ‫ال‬
‫فيه ُوهن ش ّ‬ ‫فيه‬ ‫ر‬ ‫ذك‬ ‫ي ُ‬
‫ه ‪ ،‬وما لم ي ُييذكْر فيييه شيْيئا‬ ‫ُ‬ ‫ديدٌ بّين‬ ‫ِ‬ ‫ٌ‬ ‫ِ ِ‬
‫ه‬
‫كتيياب ِ‬ ‫دنا فييي ِ‬ ‫وجي ْ‬ ‫ذا مييا َ‬ ‫علييى هي َ‬ ‫ح‪،‬ف َ‬ ‫صال ِ َ ٌ‬ ‫هو‬‫ف ُْ‬
‫ن ول‬ ‫دي َ‬ ‫ن المعَتم ي ِ‬ ‫ححه غي ْيُرهُ م ي َ‬ ‫ص ّ‬ ‫َ‬ ‫م يُ‬ ‫ْ‬ ‫طلقا ً ول‬ ‫م‬
‫ُ‬
‫ودَ ‪،‬‬‫ن عن ْدَ أبي دا ُ‬ ‫هو حس ٌ‬ ‫هف ُ‬ ‫عف ُ‬ ‫ض ّ‬
‫_________________________‬
‫قال ابن الصلح ‪ :‬ويوجييد فييي متفرقييات ميين‬
‫كلم بعييض مشييايخه ‪ ،‬والطبقيية الييتي قبلييه‬
‫كأحمد والبخاري وغيرهما ‪.‬‬
‫قال العراقي ‪ :‬وكذا مشايخ الطبقة التي قبل‬
‫ذلييك كالشييافعي ‪ ،‬قييال فييي اختلف الحييديث‬
‫عند ذكر حديث ابن عميير ‪ :‬لقييد ارتقيييت علييى‬
‫ظهر بيت لنا ‪ ،‬الحديث ‪ :‬حديث ابن عمر مسند‬
‫لسناد ‪ ،‬وقال فيه أيضا ً ‪ ،‬وسمعت ميين‬ ‫حسن ا ِ‬
‫بإسييناد حسيين أن أبييا بكييرة ذكيير للنييبي‬ ‫يروي‬
‫صلى الّله عليه وسييلم أنييه ركييع دون الصيف ‪،‬‬
‫الحديث ‪ ،‬وكذا يعقوب بن شيبة في مسيينده ‪،‬‬
‫وأبو علي الطوسييي أكييثر ميين ذلييك إل أنهمييا‬
‫ألفا بعد الترمذي ‪.‬‬
‫) وتختلف النسخ منه ( أي من كتب الترمذي )‬
‫فييي قييوله حسيين أو حسيين صييحيح ونحييوه‬
‫فينبغييي أن تعتنييي بمقابليية أصييلك بأصييول‬
‫وتعتمييد مييا اتفقييت عليييه ‪ :‬وميين‬ ‫معتمييدة‬
‫مظانه ( أيضا ً ) سنن أبي داود فقييد جيياء عنييه‬
‫أنه يذكر فيييه الصييحيح ومييا يشييبهه ويقيياربه ‪،‬‬
‫وما كان ًفيه وهن شديد بينييه ‪ ،‬ومييا لييم يييذكر‬
‫فيه شيئا فهو صالح ( قال ‪ :‬وبعضها أصح مي ًين‬
‫بعض ) فعلى هذا ما وجدنا في كتابه مطلقا (‬
‫ولييم يكيين فييي أحييد الصييحيحين ولييم يصييححه‬
‫غيره ميين ) المعتمييدين ( الييذين يميييزون بييين‬
‫الصحيح والحسن ) ول ضعفه فهو حسيين عنييد‬
‫أبيييي داود ( لن الصيييالح للحتجييياج ل يخيييرج‬
‫عنهما ‪ ،‬ول يرتقي إلى الصحة إل بنص ‪،‬‬

‫‪- 121 -‬‬


‫فالحوط القتصار على الحسن ‪ ،‬وأحوط منييه‬
‫التعييبير عنييه بصييالح ‪ .‬وبهييذا التقرييير ينييدفع‬
‫اعتراض ابيين رشيييد بييأن مييا سييكت عليييه قييد‬
‫يكون عنييده صييحيحا ً وإن لييم يكيين كييذلك عنييد‬
‫غيره ‪ ،‬وزاد ابن الصلح ً أنه قد ل يكيون حسينا‬
‫عند غيييره ‪ ،‬ول منييدرجا فييي حييد الحسيين ‪ ،‬إذ‬
‫من ْييده أنييه سييمع محمييد بيين سييعد‬‫الباوردييين َ‬
‫حكييى اب‬
‫يقول ‪ :‬كان من مذهب النسييائي أن‬
‫يخرج عن كل من لم يجتمع على تركييه ‪ ،‬قييال‬
‫ابيين منييده ‪ :‬وكييذلك أبييو داود يأخييذ مأخييذه ‪،‬‬
‫لسناد الضعيف إذا لم يجد في البيياب‬ ‫ويخرج ا ِ‬
‫لنه أقوى عنده من رأي الرجال ‪.‬‬ ‫غيره ‪،‬‬
‫لمام أحمييد ‪ ،‬فييإنه قييال ‪ :‬إن‬ ‫ً‬
‫وهذا أيضا رأي ا‬
‫ضعيف الحديث أح ِييب إليييه ميين رأي الرجييال ‪،‬‬
‫لنه ل يعدل إلى القياس إل بعد عييدم النييص ‪،‬‬
‫وسيأتي في هذا البحث مزيد كلم ‪ ،‬حيث ذكر‬
‫المصنف العمل بالضعيف ‪ ،‬فعلى ما نقل عيين‬
‫أبي داود يحتمل أن يريد بقوله صالح ‪ :‬الصالح‬
‫للعتبييار دون الحتجيياج ‪ ،‬فيشييمل الضييعيف‬
‫أيضا ً ‪ ،‬لكن ذكر ابن كثير أنييه روى عنييه ‪ ،‬ومييا‬
‫فييإن صييح ذلييك فل‬ ‫سييكت عنييه فهييو حسيين ‪َ ،‬‬
‫إشكال ‪.‬‬
‫تنبيه‬
‫سنن‬
‫شأنشيييئا ً‬ ‫اعترض ابن سيد الناس ما ذكر في‬
‫أبييي داود فقييال ‪ :‬لييم يرسييم أبييو داود‬
‫بالحسن ‪ ،‬وعمله في ذلك شبيه بعمييل مسييلم‬
‫الذي ل ينبغي أن يحمل كلمه على غيره ‪ ،‬أنه‬
‫اجتنييب الضييعيف الييواهي ‪ ،‬وأتييى بالقسييمين‬
‫الول والثاني ‪ ،‬وحديث من مثل به من الرواة‬
‫من القسمين الول والثاني موجود في كتييابه‬
‫دون القسم الثالث ‪ ،‬قال ‪ :‬فهل ألييزم مسييلم‬
‫من ذلك ما ألزم به أبييو داود فمعنييى كلمهمييا‬
‫واحد ‪ ،‬قييال ‪ :‬وقييول أبييي داود ومييا يشييبهه ً ‪،‬‬
‫يعني في الصحة ‪ ،‬ويقاربه ‪ ،‬يعني فيها أيضا ‪،‬‬
‫هو نحو قول مسلم ‪ :‬ليس كل الصييحيح يجييده‬
‫عند مالك وشعبة وسفيان ‪ ،‬فاحتيياج أن ينييزل‬
‫إلى مثل حديث ليث بيين أبييي سييليم ‪ ،‬وعطيياء‬
‫بن السائب ويزيد بن زياد ‪ ،‬لمييا يشييمل الكييل‬
‫من اسم العدالة والصييدق ‪ ،‬وإن تفيياوتوا فييي‬
‫لتقان ‪ ،‬ول فييرق بييين الطريقييين ‪،‬‬ ‫الحفظ وا‬
‫غير أن مس ِييلما ً شييرط الصييحيح ‪ ،‬فَتح يّرج ميين‬
‫حديث الطبقة الثالثة ‪ ،‬وأبا داود لييم يشييترطه‬
‫فييذكر مييا يشييتد وهنييه عنييده ‪ ،‬والييتزم البيييان‬
‫عنه ‪.‬‬

‫‪- 122 -‬‬


‫قال ‪ :‬وفي قييول أبييي داود ‪ ،‬إن بعضييها أصييح‬
‫ميين بعييض ‪ .‬مييا يشييير إلييى القييدر المشييترك‬
‫بينهما في الصحة وإن تفاوتت ‪ ،‬لمييا يقتضيييه‬
‫صيغة أفعل في الكثر ‪ .‬وأجاب العراقييي بييأن‬
‫مسلما التزم الصحيح ‪ ،‬بل المجمييع عليييه فييي‬
‫كتابه ‪ ،‬فليس لنا أن نحكم على حييديث خرجييه‬
‫بأنه حسن عنده ‪ ،‬لما عرف من قصور الحسن‬
‫عن الصييحيح ‪ ،‬وأبييو داود قييال ‪ :‬إن مييا سييكت‬
‫عنييه فهييو صييالح ‪ ،‬والصييالح يشييمل الصييحيح‬
‫والحسن ‪ ،‬فل يرتقي إلى الول إل بيقين ‪.‬‬
‫وثييم أجوبيية أخييرى منهييا ‪ :‬أن العملييين إنمييا‬
‫تشابها في أن كل أتى بثلثيية أقسييام ‪ ،‬لكنهييا‬
‫في سنن أبي داود راجعة إلى متون الحديث ‪،‬‬
‫وفي مسيلم إليى رجيياله ‪ ،‬وليييس بيين ضيعف‬
‫الرجل وصحة حييديثه منافيياة ‪ ،‬ومنهييا ‪ :‬أن أبييا‬
‫كيان فييه وهين شيديد بينتيه ‪،‬‬ ‫داود قيال ‪ :‬ميا‬
‫ففهم أن ثم شيييئا ً فيييه وهيين غييير شييديد لييم‬
‫يلتزم بيانه ؛ ومنها ‪ :‬أن مسلما إنما يروي عن‬
‫الطبقة الثالثة في المتابعات لينجييبر القصييور‬
‫الطبقيية الثانييية ؛‬ ‫الذي في رواية من هو فييي‬
‫ل ميين حييديثهم جييدا ً ‪ ،‬وأبييو داود‬ ‫ثييم إنييه ُيقيي ّ‬
‫بخلف ذلك ‪.‬‬
‫فوائد‬
‫الولييى ‪ :‬ميين مظييان الحسيين أيضييا ً سيينن‬
‫الدارقطني فإنه نص على كثير منه قيياله ابيين‬
‫الصلح ‪.‬‬
‫الثانية ‪ :‬عييدة أحيياديث كتيياب أبييي داود أربعيية‬
‫آلف وثمانمائة حديث ‪ ،‬وهييو روايييات ‪ ،‬أتمهييا‬
‫رواييية أبييي بكيير بيين داسيية ‪ ،‬والمتصييلة الن‬
‫ي اللؤلؤي ‪.‬‬ ‫بالسماع رواية أبي عل ّ‬

‫‪- 123 -‬‬


‫د‬
‫سين َدُ أحميدَ « بيين حنبييل ‪ ،‬وأبييي داو َ‬
‫م ْ‬
‫ما » ُ‬‫وأ ّ‬
‫ق‬
‫ياجُ‬‫الطيالسي وغيرهما من المسانيد ‪ ،‬فل َتلَتح‬
‫هها فييي الحتجي‬ ‫ة ‪ ،‬وما أشب َ‬‫بالصول الخمس ِ‬
‫فيها ‪.‬‬
‫والّركون إلى ما ِ‬ ‫بها ‪َ ،‬‬
‫_________________________‬
‫الثالثة ‪ :‬قال أبو جعفر بيين الزبييير ‪ :‬أولييى مييا‬
‫أرشد إليه ما اتفق المسلمون على اعتميياده ‪،‬‬
‫وذلك الكتب الخمسيية والموطييأ الييذي تقييدمها‬
‫وضعا ولم يتأخر عنها رتبة ‪.‬‬
‫وقد اختلفييت مقاصييدهم فيهييا ‪ ،‬وللصييحيحين‬
‫فيهييا شييفوف ‪ ،‬وللبخيياري لميين أراد التفقييه‬
‫مقاصد جليلة ‪ ،‬ولبي داود في حصيير أحيياديث‬
‫الحكام واستيعابها ما ليس لغيره ‪ ،‬وللترمذي‬
‫في فنون الصييناعة الحديثييية مييا لييم يشيياركه‬
‫غيييره ‪ ،‬وقييد سييلك النسييائي أغمييض تلييك‬
‫المسالك وأجلها ‪.‬‬
‫وقال الذهبي ‪ :‬انحطت رتبة » جامع الترمييذي‬
‫لخراجييه‬ ‫والنسييائي‪ِ .‬‬ ‫« عيين سيينن أبييي داود‬
‫حديث المصلوب والكلبي وأمثالهما‬
‫لمام أحمد بن حنبل وأبييي داود‬ ‫مسند ا ِ‬ ‫) وأما‬
‫وغيرهما من المسانيد ( ‪.‬‬ ‫الطيالسي‬
‫قال ابن الصلح ‪ :‬كمسند عبيد الّله بن موسى‬
‫وإسحاق بن راهويه والدرامي وعبد بن حميييد‬
‫وأبي يعلى الموصلي ‪ ،‬والحسن بيين سيفيان ‪،‬‬
‫وأبي بكر البزار ‪ ،‬فهؤلء عييادتهم أن يخرجييوا‬
‫في مسند كل صييحابي مييا رووه ميين حييديثه ‪،‬‬
‫غير مقيدين بأن يكون محتجييا ً بييه أو ل ‪ ) ،‬فل‬
‫تلتحق بالصول الخمسة وما أشبهها ( ‪.‬‬
‫قال ابن جماعة ‪ :‬ميين الكتييب المبوبيية كسيينن‬
‫ابن ماجه ) في الحتجاج بها والركون إلى مييا‬
‫فيها ( لن المصنف على أبواب إنما يورد أصح‬
‫ما فيه ليصلح للحتجاج ‪.‬‬

‫‪- 124 -‬‬


‫تنبيهات‬
‫الول ‪ :‬اعترض على التمثيل بي » مسند أحمييد‬
‫« بييأنه شييرط فييي مسيينده الصييحيح ‪ ،‬قييال‬
‫العراقي ول نسلم ذلك ‪ ،‬والذي رواه عنييه أبييو‬
‫موسى المديني ‪ :‬أنه سئل عن حديث فقييال ‪:‬‬
‫انظييروه فييإن كييان فييي المسييند وإل فليييس‬
‫بحجة ‪ ،‬فهذا ليس بصريح في أن كييل مييا فيييه‬
‫حجة ‪ ،‬بل مييا ليييس فيييه ليييس بحجيية ‪ ،‬قييال ‪:‬‬
‫علييى أن ثييم أحيياديث صييحيحة مخرجيية فييي‬
‫الصحيحين وليست فيه ‪ ،‬منهييا حييديث عائشيية‬
‫في قصة أم زرع ‪ ،‬قال ‪ :‬وأما وجييود الضييعيف‬
‫فيه فهو محقييق ‪ ،‬بييل فيييه أحيياديث موضييوعة‬
‫جمعتها في جزء ‪ ،‬ولعبد الّله ابنه فيه زيييادات‬
‫فيها الضعيف والموضوع ‪ .‬اهي ‪.‬‬
‫لسلم كتابا ً في رد ذلك سماه‬ ‫القولشيخ ا ِ‬ ‫وقد ألف‬
‫ب عيين المسييند «‬ ‫المسيدد فيي اليذّ ّ‬ ‫‪»:‬‬
‫قييال فييي خطبتييه ‪ » :‬فقييد ذكييرت فييي هييذه‬
‫الوراق ما حضرني من الكلم علييى الحيياديث‬
‫التي زعم بعض أهل الحديث أنهييا ًموضييوعة ‪،‬‬
‫وهييي فييي » مسييند أحمييد « ذبييا عيين هييذا‬
‫التصنيف العظيييم الييذي تلقتييه الميية بييالقول‬
‫والتكريييم ‪ ،‬وجعلييه إمييامهم حجيية يرجييع إليييه‬
‫ويعيييول عنيييد الختلف علييييه « ‪ ،‬ثيييم سيييرد‬
‫الحاديث التي جمعها العراقييي ًوهييي تسييعة ‪،‬‬
‫وأضاف إليها خمسة عشر حييديثا أوردهييا ابيين‬
‫الموضوعات وهييي فيييه ‪ ،‬وأجيياب‬ ‫الجوزي في‬
‫عنها حديثا ً حديثا ً ‪.‬‬
‫قلييت ‪ :‬وقييد فيياته أحيياديث أخيير أوردهييا ابيين‬
‫الجوزي وهي فيه ‪ ،‬وجمعتها في جزء سييميته‬
‫الممهد « مع الذب عنها وعدتها أربعة‬ ‫» الذيل‬
‫عشر حديثا ً ‪.‬‬

‫‪- 125 -‬‬


‫لسييلم فييي كتييابه » تعجيييل‬ ‫شيييخفاي ِ‬ ‫وقييال‬
‫عيية ‪ :‬ليييس فييي‬ ‫يي رجييال الرب َ‬ ‫المنفعيية « ‪:‬‬
‫المسند حديث ل أصل لييه إل ثلثيية أحيياديث أو‬
‫حديث عبد الرحمن بن عوف ‪ ،‬أنه‬ ‫أربعة ‪ ،‬منها‬
‫يدخل الجنة زحفا ً قال ‪ :‬والعتذار عنه أنه ً مما‬
‫أميير أحمييد بالضييرب عليييه فييترك سييهوا ‪ ،‬أو‬
‫ضيرب وكتيب مين تحيت الضيرب ‪ ،‬وقيال فيي‬
‫كتابه » تجريد زوائد مسند الييبزار « ‪ :‬إذا كييان‬
‫الحديث في ‪ » ،‬مسيند أحميد « ليم نعيزه إليى‬
‫»‬
‫صحيحا ً‬‫غيييره ميين المسييانيد ‪ ،‬وقييال الهيثمييي فييي‬
‫زوائد المسند « ‪ » ،‬مسند أحمد « أصح‬
‫ميين غيييره ‪ ،‬وقييال ابيين كييثير ‪ :‬ل يييوازي ‪» ،‬‬
‫وحسيين‬ ‫مسند أحمد « كتاب مسند فييي كييثرته‬
‫سياقاته ‪ ،‬وقد فاته أحيياديث كييثيرة جييدا ً ‪ .‬بييل‬
‫قيل إنه لم يقع له جماعة من الصييحابة الييذين‬
‫فييي الصييحيحين قريبييا ً ميين مييائتين ‪ .‬وقييال‬
‫يال‬ ‫الحسيييني فييي كتييابه » التييذكرة فييي رجي‬
‫ألف يا ً‬ ‫العشرة « عدة أحيياديث المسييند أربعييون‬
‫بالمكرر ‪.‬‬
‫الثاني ‪ :‬قيل وإسحاق يخرج أمثل ما ورد عيين‬
‫ذلك الصحابي فيما ذكره أبو زرعة الرازي عنه‬
‫‪ .‬قييال العراقييي ول يلييزم ميين ذلييك أن يكييون‬
‫جميع ما فيه صحيحا ً ‪ ،‬بييل هييو أمثليية بالنسييبة‬
‫لما تركه ‪ ،‬وفيه الضعيف ‪.‬‬
‫الثالث ‪ :‬قيل ومسند الدارمي ليس بمسند بل‬
‫هو مرتب على البييواب ‪ .‬وقييد سييماه بعضييهم‬
‫لسيييلم ‪ :‬وليييم أر‬ ‫تسميةا ِ‬
‫قيييال شييييخ‬ ‫بالصيييحيح ‪.‬‬
‫الدارمي صييحيحا ً ‪،‬‬ ‫لمغلطاي سلفا ً في‬
‫إل قييوله أنييه رآه بخييط المنييذري ‪ ،‬وكييذا قييال‬
‫العلئي ‪.‬‬

‫‪- 126 -‬‬


‫لسيلم ‪ :‬لييس دون السينن فيي‬ ‫وقال شييخ ا‬
‫الرتبة ‪ ،‬بل لو ِضيم إلييى الخمسية لكييان أمثييل‬
‫من ابن ماجه ‪ ،‬فإنه أمثل منه بكثير ‪.‬‬
‫وقال العراقي ‪ :‬اشتهر تسميته بالمسييند كمييا‬
‫) سمى البخاري كتابه بالمسند لكييون أحيياديثه‬
‫المرسيل والمعضييل‬ ‫مسندة ‪ ،‬قال ‪ :‬إل أن فيه‬
‫والمنقطع والمقطوع كثيرا ً ‪ ،‬على أنهم ذكروا‬
‫فييي ترجميية الييدارمي أن لييه » الجييامع « و »‬
‫المسند « و » التفسير « ‪ ،‬وغير ذلييك ‪ ،‬فلعييل‬
‫الموجييود الن هييو » الجييامع « و » المسييند «‬
‫فقط ‪.‬‬
‫الرابع ‪ :‬قيل ‪ :‬و » مسييند الييبزار « يييبين فيييه‬
‫الصحيح من غيره ‪.‬‬
‫قال العراقي ‪ :‬ولييم يفعييل ذلييك إل قليل ً ‪ ،‬إل‬
‫أنييه يتكلييم فييي تفييرد بعييض رواة الحييديث‬
‫ومتابعة غيره عليه ‪.‬‬
‫فائدة‬
‫صيّنف »‬ ‫قال العراقييي ‪ُ :‬يقييال إن أول مسييند‬
‫مسند الطيالسي « ‪ ،‬قيل والييذي حمييلُ قييائل‬
‫هذا القول عليييه تقييدم عصيير أبييي داود علييى‬
‫أعصييار ميين صيينف المسييانيد ‪ ،‬وظيين أنييه هييو‬
‫صنفه ‪ ،‬وليس كذلك فإنما هو من جمييع بعييض‬
‫الحفيياظ الخراسييانيين ‪ ،‬جمييع فيييه مييا رواه‬
‫يونس بن حبيب خاصة عنييه ‪ ،‬وشييذ عنييه كييثير‬
‫منه ‪ ،‬ويشبه هذا » مسييند الشييافعي « ‪ ،‬فييإنه‬
‫ليييس تصيينيفه ‪ ،‬وإنمييا لقطييه بعييض الحفيياظ‬
‫النيسابوريين من مسموع الصم ميين » الم «‬
‫وسمعه عليييه ‪ ،‬فييإنه كييان سييمع » الم « ‪ -‬أو‬
‫غالبهييا ‪ -‬عليى الربييع عين الشيافعي وعمير ‪،‬‬
‫فكيان آخير مين روى عنيه ‪ ،‬وحصيل ليه صيمم‬
‫فكان في السماع عليه مشقة ‪.‬‬

‫‪- 127 -‬‬


‫خرا ً عن درجة‬ ‫الحديث متأ ّ‬
‫ً‬ ‫ن راوي‬ ‫ذا كا َ‬ ‫الثاني إ َ‬
‫سييتر‬ ‫ق وال ّ‬ ‫ِ‬ ‫ْ‬ ‫د‬ ‫ي‬ ‫ص‬
‫ّ‬ ‫بال‬ ‫ا‬ ‫يهور‬‫ي‬ ‫مش‬ ‫‪،‬‬ ‫بط‬‫ِ‬ ‫يا‬‫ي‬ ‫ض‬
‫ّ‬ ‫ال‬ ‫ظ‬‫الحاف ِ‬
‫ن‬ ‫مي َ‬
‫ع ِ‬ ‫وارتفيي َ‬ ‫ه قوي‬ ‫ه من غير وجه ٍ‬ ‫ُ‬ ‫ي حديث‬ ‫فُرو‬
‫حس َ‬ ‫َ‬
‫صحيح ‪.‬‬
‫ن إلى ال ّ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫ال‬
‫_________________________‬
‫ين‬ ‫الثاني ‪ ) :‬إذا كييان راوي الحييديث متييأخرا ً عي‬
‫يهورا ً‬ ‫درجة الحافظ الضييابط ( مييع كييونه ) مشي‬
‫بالصدق والستر ( وقد علم أن ميين هييذا حيياله‬
‫فروي حديثه ميين غييير وجييه (‬ ‫فحديثه حسن )‬
‫ولو وجهيا ً واحييدا ً كمييا يشييير إليييه تعليييل ابيين‬
‫الصلح ) قوي ( بالمتابعة وزال ما كنا نخشيياه‬
‫عليه من جهة سوء الحفظ ‪ ،‬وانجييبر بهييا ذلييك‬
‫النقص اليسير ) وارتفع ( حديثه ) من ( درجيية‬
‫) الحسن إلى ( درجة ) الصحيح ( ‪.‬‬
‫عمرو‬ ‫بن‬ ‫محمد‬ ‫قال ابن الصلح ‪ :‬مثاله حديث‬
‫عن أبي ّ سلمه عن أبي هريرة أن رسول الّلييه‬
‫صلى الله عليه وسلم قييال ‪ » :‬لييول أن أشييق‬
‫على أمتي لمرتهم بالسواك عند كل صلة « ‪،‬‬
‫فمحمد بن عمرو بن علقمة ميين المشييهورين‬
‫بالصييدق والصيييانة ‪ ،‬لكيين لييم يكيين ميين أهييل‬
‫لتقان ‪ ،‬حتى ضعفه بعضييهم ميين جهيية سييوء‬ ‫ا ِ‬
‫حفظييه ‪ ،‬ووثقييه بعضييهم لصييدقه وجللتييه ‪،‬‬
‫فحديثه من هذه الجهة حسن ‪ ،‬فلما انضم إلى‬
‫ذلييك كييونه روي ميين آخيير حكمنييا بصييحته ‪،‬‬
‫والمتابعة في هذا الحديث ليست لمحمييد عيين‬
‫أبي سلمة بل لبييي سييلمة عيين أبييي هريييرة ‪،‬‬
‫فقيييد رواه عنيييه أيضيييا ً العيييرج ‪ ،‬وسيييعيد‬
‫المقبري ‪ ،‬وأبوه وغيرهم ‪.‬‬
‫ومثل غير ابيين الصييلح بحييديث البخيياري عيين‬
‫أبي بن العباس بن سييهل بيين سييعد عيين أبيييه‬
‫عن ّ جده في ذكر خيل النبي صييلى الل ّييه عليييه‬
‫سلم ‪ ،‬فإن أبيا هذا ضعفه لسوء حفظه أحمييد‬
‫وابيين معيين والنسييائي وحيديثه حسين ‪ ،‬لكيين‬
‫تابعه عليه أخوه عبييد المهيميين فييارتقى إلييى‬
‫درجة الصحة ‪.‬‬

‫‪- 128 -‬‬


‫ةل‬ ‫ه ضييعيف ٍ‬ ‫ث من وجو ٍ‬ ‫ي الحدي ُ‬ ‫يحصرو َ َ‬
‫الثالثأن‪ :‬إذا ُ‬
‫ن ‪ ،‬بييل مييا‬ ‫سي ٌ‬ ‫ح ْ‬ ‫ن مجموعهييا ُ‬ ‫م ْ‬ ‫ل ِ‬ ‫م‬‫َيلز ُ‬
‫ق‬
‫دوا ً ‪ِ،‬‬‫صيي ُ‬
‫ّ‬ ‫ه ال‬
‫عف حفييظ راوييي ِ‬ ‫ضيي ْ‬ ‫هل َ‬ ‫ُ‬ ‫كييان ضييعف‬
‫ه آخَر وصار حسن‬ ‫ئه من وج ٍ‬ ‫ل بمجي ِ‬ ‫المين زا َ‬
‫ل بمجيئه ميين‬ ‫فها ل ِْرسييال زا َ‬ ‫ضع ُ‬ ‫ن َ‬ ‫وكذا ِإذا كا َ‬
‫ق اليّراوي فل‬ ‫سي ِ‬ ‫ف ْ‬‫ف لِ ِ‬‫ضييع ُ‬ ‫ه آخير ‪ ،‬وأمييا ال ّ‬ ‫وجي ٍ‬
‫ؤثُر فيه َموافقة غيره ‪،‬‬ ‫يُ َ‬
‫_________________________‬
‫) الثالث ‪ :‬إذا روي الحديث من وجييوه ضييعيفة‬
‫ل يلزم أن يحصل من مجموعها ( أنييه ) حسيين‬
‫بل ما كان ضعفه لضعف حفظ راويه الصييدوق‬
‫المييين زال بمجيئه ميين وجييه آخيير ( وعرفنييا‬
‫يم يختييل فيييه ضييبطه‬ ‫بذلك أنييه قييد حفظييه ولي‬
‫) وصار ( الحييديث ) حسيينا ً ( بييذلك ‪ ،‬كمييا رواه‬
‫طريق شيعبة عين عاصيم‬ ‫الترمذي وحسنه من‬
‫بن عبيد الّله عن عبد الّله بن عامر بيين ربيعيية‬
‫تزوجييت‬ ‫عن أبيه ‪ ،‬أن امييرأة ميين بنييي فييزارة‬
‫على نعلين ‪ ،‬فقال رسول الّله صلى الّله عليه‬
‫وسلم ‪ :‬أرضيت ميين نفسييك ومالييك بنعلييين ؟‬
‫قالت ‪ :‬نعم ‪ ،‬فأجاز ‪.‬‬
‫قال الترمييذي ‪ :‬وفييي البيياب عيين عميير وأبييي‬
‫هريرة وعائشة وأبييي حيدرد ‪ ،‬فعاصييم ضييعيف‬
‫لسوء حفظييه ‪ ،‬وقييد حسيين لييه الترمييذي هييذا‬
‫الحديث لمجيئه من غير وجه ‪.‬‬
‫لرسال ( أو تييدليس أو‬ ‫ضعفها ِ‬ ‫) وكذا إذا كان‬
‫لسييلم ) زال‬ ‫ا‬ ‫ييخ‬ ‫ي‬ ‫ش‬ ‫زاده‬ ‫يا‬ ‫ي‬ ‫كم‬ ‫‪،‬‬ ‫جهالة رجييال‬
‫بمجيئه من وجه آخر ( وكان دون ِالحسن لذاته‬
‫‪ ،‬مثال الول يأتي في نوع المرسييل ؛ ومثييال‬
‫الثاني مييا رواه الترمييذي وحسيينه ميين طريييق‬
‫هشيم عن يزيد بن أبي زياد عن عبد الرحميين‬
‫بن أبي ًليلى عن البراء بن عييازب مرفييوع ‪» :‬‬
‫إن حقييا علييى المسييلمين أن يغتسييلوا يييوم‬
‫الجمعة ‪ ،‬وليمس أحدهم من طيييب أهلييه فييإن‬
‫لم يجد فالماء له طيييب « ‪ ،‬فهشيييم موصييوف‬
‫بالتدليس ‪ ،‬لكن لمييا تييابعه عنييد الترمييذي أبييو‬
‫يحيى التيمي ‪ ،‬وكان للمتن شواهد من حييديث‬
‫أبي سعيد الخدري ‪ ،‬وغيره حسنه ‪.‬‬

‫‪- 129 -‬‬


‫) وأما الضعيف لفسق الراوي ( أو كذبه ) فل‬
‫يؤثر فيه موافقة غيره ( له إذا كان الخر مثله‬
‫‪ ،‬لقييوة الضييعف وتقاعييد هييذا الجييابر ؛ ًنعييم‬
‫يرتقي بمجمييوع طرقييه عيين كييونه منكييرا أول‬
‫أصل له ‪ .‬صرح به شيييخ السييلم ‪ ،‬قييال ‪ :‬بييل‬
‫ربما كيثرت الطيرق حيتى ِأوصيلته إليى درجية‬
‫المستور والسيء الحفظ ‪ ،‬بحيث إذا وجييد لييه‬
‫طريق آخر فيه ضييعف قريييب محتمييل ارتقييى‬
‫بمجموع ذلك إلى درجة الحسن ‪.‬‬
‫خاتمة‬
‫من اللفاظ المستعملة عند أهل الحديث فييي‬
‫المقبييييول ‪ :‬الجيييييد ‪ ،‬والقييييوي ‪ ،‬والصييييالح‬
‫والمعروف ‪ ،‬والمحفوظ ‪ ،‬والمجود والثابت ‪.‬‬
‫لسييلم فييي الكلم‬ ‫فأمييا الجيييد فقييال شيييخ ا‬
‫على أصح السانيد لما حكى ِ ابيين الصييلح عيين‬
‫أحمد بن حنبل أن أصحها الزهييري عيين سييالم‬
‫عن أبيييه ‪ :‬عبييارة أحمييد أجييود السييانيد ‪ ،‬كييذا‬
‫أخرجه الحاكم ‪.‬‬
‫قييال ‪ :‬هييذا يييدل علييى أن ابيين الصييلح يييرى‬
‫التسييوية بييين الجيييد والصييحيح ‪ ،‬ولييذا قييال‬
‫البلقيني بعد أن نقل ذلك ‪ :‬من ذلييك يعلييم أن‬
‫الجودة يعبر بهييا عيين الصييحة ‪ .‬وفييي » جييامع‬
‫الترمذي « في الطب ‪ :‬هذا حديث جيد حسن ‪،‬‬
‫وكذا قييال غيييره ل مغييايرة بييين جيييد وصييحيح‬
‫عنييدهم ‪ ،‬إل أن الجهبييذ منهييم ل يعييدل عيين‬
‫صحيح إلى جيد إل لنكته ‪ ،‬كأن يرتقي الحييديث‬
‫عنييده عيين الحسيين لييذاته ويييتردد فييي بلييوغه‬
‫الصحيح ‪ ،‬فالوصف به أنزل رتبة ميين الوصييف‬
‫بصحيح ‪ ،‬وكذا القوي ‪ .‬وأما الصالح فقد تقدم‬
‫في شأن سنن أبييي داود أنييه شييامل للصييحيح‬
‫والحسن ‪ ،‬لصييلحيتهما للحتجيياج ‪ ،‬ويسييتعمل‬
‫أيضا ً في ضعيف يصلح للعتبار ‪.‬‬
‫وأميييا ‪ .‬المعيييروف فهيييو مقابيييل المنكييير ‪،‬‬
‫ذلكً‬ ‫والمحفوظ مقابل الشاذ ‪ ،‬وسيأتي تقرير‬
‫في نوعيهما ‪ ،‬والمجود والثابت يشملن أيض يا‬
‫الصحيح ‪.‬‬
‫قلييت ‪ :‬وميين ألفيياظهم أيض يا ً المشييبه ‪ .‬وهييو‬
‫يطلق على الحسن وما يقاربه ‪ ،‬فهو بالنسييبة‬
‫إليه كنسبة الجيد إلى الصحيح ‪.‬‬
‫حصين الكلبي‬ ‫قال أبو حاتم ‪ :‬أخرج عمرو بن‬
‫أول شيء أحاديث مشبهة حسييانا ً ‪ ،‬ثييم أخييرج‬
‫بعد أحاديث موضوعة فأفسد علينا ما كتبنا ‪.‬‬

‫‪- 130 -‬‬


‫النوع الثالث ‪:‬‬
‫صييحيح أو‬ ‫ة ال ّ‬‫ع صييف َ‬
‫و ما لم يجم ي ْ‬
‫ف‪ : .‬وه َ‬
‫ضعي ُ‬ ‫ال ّ‬
‫ن‬‫حس ِ‬‫ال َ‬
‫_________________________‬
‫) النييوع الثييالث الضييعيف وهييو مييا لييم ًيجمييع‬
‫صفة الصحيح أو الحسن ( جمعهمييا تبع يا لبيين‬
‫الصلح ‪ ،‬وإن قيل ‪ :‬إن القتصار علييى الثيياني‬
‫أولى ‪ ،‬لن ما لم يجمع صفة الحسن فهو عيين‬
‫صفات الصحيح أبعييد ‪ ،‬ولييذلك لييم يييذكره ابيين‬
‫دقيق العيد ‪ ،‬قييال ابيين الصييلح ‪ ً:‬وقييد قسييمه‬
‫ابن حبان إلى خمسين إل قسييما ‪ ،‬قييال شيييخ‬
‫لسلم ‪ :‬ولييم نقييف عليهييا ‪ .‬ثييم قسييمه ابيين‬ ‫ا ِ‬
‫الصلح إلى أقسام كييثيرة باعتبييار فقييد صييفة‬
‫من صيفات القبييول السيتة ‪ ،‬وهيي التصيال ‪.‬‬
‫والعدالة ‪ .‬والضبط ‪ .‬والمتابعة في المسييتور ‪.‬‬
‫وعدم الشذوذ ‪ .‬وعييدم العليية ‪ .‬وباعتبييار فقييد‬
‫صفة مع صفة أخييرى تليهييا أول ً ‪ .‬أو مييع أكييثر‬
‫من صفة إلى أن تفقيد السيتة ‪ .‬فبلغييت فيميا‬
‫ذكييره العراقييي فييي شييرح اللفييية اثنييين‬
‫وأربعييين قسييما ‪ .‬ووصييله غيييره إلييى ثلثيية‬
‫وستين وجمع في ذلك شيخنا قاضييي القضيياة‬
‫شرف الدين المناوي كراسية ‪ .‬ونييوع ميا فقيد‬
‫التصال إلى ما سقط منه الصييحابي أو واحييد‬
‫غيره أو اثنان وميا فقيد العدالية إليى ميا فيي‬
‫بهييذاً‬ ‫سيينده ضييعيف أو مجهييول ‪ .‬وقسييمها‬
‫العتبييار إلييى مييائة وتسييعة وعشييرين قسييما‬
‫باعتبار العقل ‪ .‬والييى واحييد وثمييانين باعتبييار‬
‫إمكان الوجود ‪ .‬وإن لم يتحقييق وقوعهييا وقييد‬
‫كنت أردت بسطها في هذا الشرح ‪ .‬ثم رأيييت‬
‫لسلم قال ‪ :‬إن‬ ‫شيخ ا ِ‬

‫‪- 131 -‬‬


‫صحيح ‪،‬‬
‫حة ال ّ‬‫ه كص ّ‬
‫عف ُ‬
‫ض ْ‬
‫ت َ‬
‫ويتفاو ُ‬
‫_________________________‬
‫ذلك تعب ليس وراءه أرب ‪ .‬فييإنه ل يخلييو إمييا‬
‫أن يكون لجييل معرفيية مراتييب الضييعيف ومييا‬
‫كييان منهييا أضييعف أول ً ‪ ،‬فييإن كييان الول فل‬
‫يخلو من أن يكون لجل أن يعرف أن مييا فقييد‬
‫يانً‬ ‫ميين الشييرط أكييثر ‪ ،‬أضييعف أول ً ‪ .‬فييإن كي‬
‫الول ًفليس كذلك ‪ .‬لن لنييا ميا يفقييد شيرطا‬
‫واحييدا ويكييون أضييعف ممييا يفقييد الشييروط‬
‫الخمسة الباقية ‪ ،‬وهو ما يفقييد الصييدق ‪ ،‬وإن‬
‫كييان الثيياني فمييا هييو ؟ ‪ .‬وإن كييان لميير غييير‬
‫معرفة الضعف ‪ ،‬فإن كان لتخصيص كل قسم‬
‫باسم فليس كذلك ‪ ،‬فإنهم لم يسموا منهييا إل‬
‫والمرسييل ونحوهمييا ‪ ،‬أو‬ ‫القليييل كالمعضييل‬
‫لمعرفة كم يبلييغ قسيما ً بالبسييط فهييذه ثميرة‬
‫مرة ‪ ،‬أو لغير ذلك ‪ ،‬فما هو ؟ انتهييى ‪ .‬فلييذلك‬
‫عدلت عن تسويد الوراق بتسطيره ‪.‬‬
‫) ويتفاوت ضعفه ( بحسب شدة ضعف رواته ‪،‬‬
‫وخفته وقوله ‪ ) :‬كصحة الصحيح ( إشارة إلييى‬
‫أن منه أوهى ‪ ،‬كما أن في الصحيح أصح ‪.‬‬
‫قال الحاكم ‪ :‬فأوهى أسانيد الصديق ‪ :‬صييدقة‬
‫الدقيقي عن فرقد السبخي عن مييرة الطيييب‬
‫عنه ‪.‬‬
‫وأوهى أسانيد أهييل الييبيت ‪ :‬عمييرو بيين شيمر‬
‫عن جابر ّ الجعفي عن الحارث العور عن علي‬
‫رضي الله تعالى عنه ‪.‬‬
‫ّ‬
‫وأوهى أسانيد العمريين ‪ :‬محمد بن عبييد اللييه‬
‫بن القاسم بن عمر بن حفص بن عاصييم عيين‬
‫أبيه عن جده ‪ ،‬فإن الثلثة ل يحتج بهم ‪.‬‬
‫وأوهييى أسييانيد أبييي هريييرة ‪ :‬السييري بيين‬
‫إسماعيل عن داود بيين يزيييد الودي عيين أبيييه‬
‫عنه ‪.‬‬

‫‪- 132 -‬‬


‫شيياذّ ‪،‬‬‫ص ‪ :‬كالموضييوع ‪ ،‬وال ّ‬ ‫ب خا ّ‬ ‫ومنه ماله لق ٌ‬
‫وغيرهما ‪.‬‬
‫_________________________‬
‫وأوهى أسانيد عائشة ‪ :‬نسخة عنييد البصييريين‬
‫عن الحارث بن شبل عن أم النعمان عنها ‪.‬‬
‫وأوهى أسانيد ابن مسعود ‪ :‬شييريك عيين أبييي‬
‫فزارة عن أبي زيد عنه ‪.‬‬
‫وأوهييى أسييانيد أنييس ‪ :‬داود بيين المحييبر عيين‬
‫فخر عن أبيه عن أبان بن أبي عياش عنه ‪.‬‬
‫وأوهى أسانيد المكيين ‪ :‬عبد الّله بيين ميمييون‬
‫القداح عن شهاب بن خراش عن إبراهيييم بيين‬
‫يزيد الخوزي عن عكرمة عن ابن عباس ‪.‬‬
‫وأوهييى أسييانيد اليمييانيين ‪ :‬حفييص بيين عميير‬
‫العدني عن الحكم بن أبان عن عكرمة عن ابن‬
‫عباس ؛ قييال البلقينييي فيهمييا ‪ :‬لعلييه أراد إل‬
‫عكرمة ‪ ،‬فإن البخاري يحتج بيه قليت ‪ :‬ل شيك‬
‫في ذلك ‪.‬‬
‫وأمييا أوهييى أسييانيد ابيين عبيياس مطلقييا ً ‪:‬‬
‫فالسدي الصغير محمد بن مروان عيين الكلييبي‬
‫لسييلم ‪ :‬هييذه‬ ‫عن أبي صالح عنه ‪ .‬قال شيخ ا‬
‫سلسلة الكذب ل سلسلة الذهب ِ!!‬
‫ثم قال الحاكم ‪ :‬وأوهييى أسييانيد المصييريين ‪:‬‬
‫أحمد بن الحجاج بن رشدين عن أبيه عن جييده‬
‫عن قرة بن عبد الرحمن عن كل من روى عنه‬
‫فإنها نسخة كبيرة ‪.‬‬
‫ياميين ‪ :‬محمييد بيين قيييس‬ ‫وأوهى أسييانيد الشي‬
‫المصلوب عن عبيد الّله بن زحر عن علييي بيين‬
‫زيد عن القاسم عن أبي أمامة ‪.‬‬
‫وأوهى أسانيد الخراسانيين ‪ :‬عبد الرحمن بن‬
‫مليحة عن نهشل بن سعيد عيين الضييحاك عيين‬
‫ابن عباس ‪.‬‬
‫) ومنييه ( أي الضييعيف ) مييا لييه لقييب خيياص‬
‫كالموضيييوع والشييياذ وغيرهميييا ( كيييالمقلوب‬
‫والمعلييل والمضييطرب والمرسييل والمنقطييع‬
‫والمعضل والمنكر ‪.‬‬
‫ً‬
‫فائدة ‪ :‬صنف ابن الجوزي كتابا في الحيياديث‬
‫الواهية ‪ ،‬وأورد فيه جمل ً في كثير منهييا عليييه‬
‫انتقاد ‪.‬‬

‫‪- 133 -‬‬


‫النوع الرابع ‪:‬‬
‫ب البغييداِدي ‪ :‬هييو عنييد‬ ‫سييندُ ‪ :‬قييال الخطيي ُ‬ ‫م‬
‫ال ُ‬
‫ل سيندهُ إليى منتهياهُ ‪،‬‬ ‫أهيلْ الحيديث ميا اتصي َ‬
‫وأكثُر ما يستعمل فيما جيياء عيين النييبي صييلى‬
‫ابيين عبييد‬ ‫ن غييره ‪ ،‬وقييال‬ ‫الّله عليه وسييلم دو َ‬
‫البّر ‪ :‬هو ما جاء عيين النييبي صييلى ال ًل ّييه عليييه‬
‫ص يل ً كييان أو منقطع يا ‪ ،‬وقييال‬ ‫ة مت ّ ِ‬‫وسلم خاص ً‬
‫ل إل فييي المرفييوع‬ ‫الحاكم وغيرهُ ُ ‪ :‬ل ُيسييتعم ُ‬
‫ل‪.‬‬ ‫ص َ‬
‫المت ّ ِ‬
‫_________________________‬
‫) النوع الرابع ( من مطلق أنواع علوم الحديث‬
‫ل خصوص التقسيم السابق كما صرح بييه ابيين‬
‫الصييلح ) المسييند ‪ ،‬قييال الخطيييب ( أبييو بكيير‬
‫) البغدادي ( في » الكفاييية « ) هييو عنييد أهييل‬
‫الحييديث مييا اتصييل سيينده ( ميين راويييه ) ِإلييى‬
‫والموقيييوف‬ ‫منتهييياه ( ‪ ،‬فشيييمل المرفيييوع‬
‫الصييباغ فييي العييدة ‪،‬‬ ‫والمقطوع ‪ ،‬وتبعييه ابيين‬
‫والمراد اتصال السند ظاهرا ً ‪ ،‬فيدخل مييا فيييه‬
‫انقطاع خفييي ‪ ،‬كعنعنيية المييدلس ‪ ،‬والمعاصيير‬
‫لطبيياق ميين خييرج‬ ‫لقيييه ‪ِ ،‬‬ ‫الييذي لييم يثبييت‬
‫قييال المصيينف كييابن‬ ‫المسييانيد علييى ذلييك ‪.‬‬
‫الصلح ) و ( لكن ) أكثر ما يستعمل فيما جيياء‬
‫عن النبي صييلى الل ّييه عليييه وسييلم دون غييره‬
‫في » التمهيد « ) هو مييا‬ ‫وقال ابن عبد البر (‬
‫جاء عن النبي صييلى الل ّييه عليييه وسييلم خاصية‬
‫متصل ً كان ّ ( كمالك عن ّنافع عن ابن عمر عن‬
‫رسييولً اللييه صييلى اللييه عليييه وسييلم ) أو‬
‫الزهري عن ابيين عبيياس‬ ‫كمالك عن‬
‫صلى ال ّ‬ ‫منقطعا (‬
‫رسول ال ّ‬
‫يال‬ ‫ي‬ ‫ق‬ ‫‪،‬‬ ‫يلم‬ ‫ي‬ ‫وس‬ ‫يه‬‫ي‬ ‫علي‬ ‫له‬ ‫له‬ ‫عن‬
‫فهذا مس ّييند لنييه قييد أسييند إلييى رسييول الل ّييه‬
‫صييلى اللييه عليييه وسييلم وهييو منقطييع ‪ ،‬لن‬
‫الزهري لم يسمع من ابن عباس ‪ ،‬وعلى هييذا‬
‫القول يستوي المسند والمرفوع ‪ ،‬وقال شيخ‬
‫لسلم ‪ :‬يلزم عليه أن يصدق علييى ًالمرسييل‬ ‫ا ِ‬
‫والمعضل والمنقطع إذا كان مرفوعا ول قائل‬
‫به ) وقال الحياكم وغييره ل يسييتعمل إل فيي‬
‫المرفيييييوع المتصيييييل ( بخلف الموقيييييوف‬
‫والمرسل والمعضييل والمييدلس ‪ ،‬وحكيياه ابيين‬
‫عبد البر عن قوم من أهل الحديث وهو الصح‬
‫‪ ،‬وليس ببعيييد ميين كلم الخطيييب ‪ ،‬وبييه جيزم‬
‫لسلم في » النخبة « فيكون أخص من‬ ‫شيخ ا ِ‬
‫المرفوع ‪ ،‬قال الحاكم ‪ :‬من شرط المسند أن‬
‫ل يكييون فييي إسييناده أخييبرت عيين فلن ول‬
‫حييدثت عيين ًفلن ول بلغنييي عيين فلن ‪ ،‬ول‬
‫أظنه مرفوعا ‪ ،‬ول رفعه فلن ‪.‬‬

‫‪- 134 -‬‬


‫النوع الخامس ‪:‬‬
‫صييلَ‬ ‫َ‬
‫مى الموصول ‪ ،‬وهو مييا ات ّ‬ ‫ه ‪ :‬ويس ّ‬‫المتص ُ‬
‫ل‬
‫موقوفييا ً علييى َميين‬ ‫َ‬ ‫أو‬ ‫يان‬
‫كي‬ ‫ً‬ ‫ا‬‫ي‬‫مرفوعي‬ ‫يناد ُ‬‫إسي‬
‫ن‪.‬‬‫كا َ‬
‫_________________________‬
‫الخييييامس ‪ :‬المتصييييل ويسييييمى‬ ‫) النييييوع‬
‫الموصييول ( أيضيا ً ) وهييو مييا اتصييل إسييناده (‬
‫قال ابن الصلح بسماع ‪ :‬كل واحد ميين رواتييه‬
‫قال ابن جماعة ‪ :‬أو إجييازته إلي ّيى‬ ‫ممن فوقه ‪،‬‬
‫منتهاه ) مرفوعا ً كان ( ًإلى النييبي صييلى اللييه‬
‫عليه وسلم ) أو موقوفا على ميين كييان ( هييذا‬
‫اللفظ الخير زاده المصنف على ابيين الصييلح‬
‫وتبعييه ابيين جماعيية ‪ ،‬فقييال ‪ :‬علييى غيييره ؛‬
‫فشمل أقييوال التييابعين وميين بعييدهم ‪ ،‬وابيين‬
‫الصلح قصره على المرفوع والموقييوف ‪ ،‬ثييم‬
‫مثل الموقوف بمالك عن نافع عيين ابيين عميير‬
‫عييين عمييير ‪ ،‬وهيييو ظييياهر فيييي اختصاصيييه‬
‫بالموقوف على الصحابي ‪ ،‬وأوضحه العراقييي‬
‫فقيييال ‪ :‬وأميييا أقيييوال التيييابعين إذا اتصيييلت‬
‫السانيد إليهم فل يسمونها متصلة فييي حاليية‬
‫لطلق ‪ ،‬أما مييع التقييييد فجييائز وواقييع فييي‬ ‫ا ِ‬
‫كلمهم ‪ ،‬كقولهم هذا متصييل إلييى سييعيد بيين‬
‫المسيب أو إلى الزهري ‪ ،‬أو إلى مالييك ونحييو‬
‫ذلييك ‪ ،‬قيييل والنكتيية فييي ذلييك أنهييا تسييمى‬
‫مقيياطيع ‪ ،‬فييإطلق المتصييل عليهييا كالوصييف‬
‫لشيء واحد بمتضادين لغة ‪.‬‬

‫‪- 135 -‬‬


‫النوع السادس ‪:‬‬
‫ّ‬
‫ف إلى َالنبي صلى الله‬ ‫ع ‪ :‬وهو ما أضي َ‬ ‫المرفو ُ‬
‫ه ّعلي َيى غيييره‬ ‫ُ‬ ‫قي‬‫مطل ُ‬ ‫ُ‬ ‫ع‬
‫يقي ُ‬ ‫عليهل ً كان أو منقطعا ً‬
‫ل‬ ‫ة‬‫ً‬ ‫ص‬
‫ّ‬ ‫خا‬ ‫وسلم‬
‫أخييبَر بييه‬ ‫ما‬ ‫هو‬ ‫َ‬
‫ل‬ ‫وقي‬ ‫‪،‬‬ ‫ص‬
‫مت ّ ِ‬
‫ي صييلى الل ّييه عليييه‬ ‫ّ‬ ‫يب‬ ‫ي‬ ‫الن‬ ‫ل‬
‫ِ‬ ‫ي‬ ‫فع‬ ‫ِ‬ ‫ين‬ ‫ي‬ ‫ع‬ ‫ي‬ ‫يحاب‬‫ي‬ ‫ص‬‫ال ّ‬
‫وسلم أو ّقوِله ‪.‬‬
‫النوع السابع ‪:‬‬
‫ة قيول ً‬ ‫ِ ِ‬ ‫ب‬‫صيحا‬ ‫ال‬ ‫عين‬ ‫ي‬ ‫الميرو‬
‫ل ً أو نحوه متص ّل ً كييان ّ‬ ‫وهيو‬ ‫الموقوف ‪:‬‬
‫منقطعييا ً ‪،‬‬ ‫أو‬ ‫ُ‬ ‫فع‬ ‫م أو ِ‬ ‫له ْ‬
‫ه‬ ‫ل في غيرهم مقّيدا ً ‪ ،‬فيقييال ‪ :‬وقف ي‬
‫فقهيياءُ‬ ‫يستعم ُ‬ ‫و ُ‬
‫ن علييى الزهييري ونحييوه ‪ ،‬وعنييدَ‬ ‫فل ُ‬
‫ع‬ ‫والمرفييو‪ِ .‬‬
‫مى أثرا ً‬ ‫ف بييالثر ‪،‬‬ ‫وقو ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ة ال َ‬ ‫سمي ُ‬ ‫ن تَ ْ‬ ‫خَراسا َ‬ ‫ُ‬
‫ل هذا يس ّ‬ ‫نك ّ‬ ‫دثي َ‬ ‫د المح ّ‬ ‫بالخبر ‪ .‬وعن ِ‬
‫_________________________‬
‫السادس المرفوع وهو ما أضيييف إلييى‬ ‫) النوع‬
‫النبي ِصلى الّله ًعليه وسلم خاصة ( قول ً كان‬
‫يقع مطلقه علييى غيييره‬ ‫أو فعل ً أو تقريرا ) ل‬
‫متص يل ً كييان أو منقطع يا ً ( بسييقوط الصييحابي‬
‫الخطيييب ) هييو‬ ‫منه أو غيره ) وقيل ( أي قال‬
‫ما أخبر به عيين فعييل النييبي صييلى الل ّييه عليييه‬
‫وسلم أو قوله ( فأخرج بذلك المرسل ‪.‬‬
‫لسييلم ‪ :‬الظيياهر أن الخطيييب لييم‬ ‫قال شيخ ا‬
‫ذلك ِ‬
‫الغييالب ‪،‬‬ ‫يرج‬ ‫ي‬ ‫مخ‬ ‫يرج‬ ‫ي‬ ‫خ‬ ‫كلمه‬ ‫وأن‬ ‫يشترط‬
‫لن غالب ما يضاف إلى النبي صلى الّله عليه‬
‫وسلم إنما يضيفه الصحابي ‪ ،‬قال ابن الصلح‬
‫‪ :‬ومن جعل ميين أهييل الحييديث المرفييوع فييي‬
‫مقابلة المرسل ‪ ،‬أي حيث يقولون مثل ً رفعييه‬
‫فلن وأرسيييله فلن فقيييد عنيييي بيييالمرفوع‬
‫المتصل ‪.‬‬
‫) النوع الس يِابع الموقييوف وهييو المييروي عيين‬
‫أي‬
‫منقطع يا ً‬ ‫ييحابة قيييول ً لهيييم أو فعل ً أو نحيييوه (‬ ‫الصي‬
‫أو‬ ‫)‬ ‫يناده‬ ‫ي‬ ‫إس‬ ‫(‬ ‫يان‬ ‫ي‬ ‫ك‬ ‫تقريييرا ً ) متص يل ً‬
‫ويسييتعمل فييي غيرهييم ( كالتييابعين ) مقيييدا ً‬
‫فيقال وقفه فلن على الزهري ونحوه ‪ ،‬وعند‬
‫فقهيياء خراسييان تسييمية الموقييوف بييالثر‬
‫والمرفوع بالخبر ( قال أبو القاسم الفييوراني‬
‫الفقهاء يقولون الخييبر مييا يييروى عيين‬ ‫منهم ‪:‬‬
‫النبي صلى الّله عليه وسلم والثيير مييا يييروى‬
‫عن الصحابة ‪.‬‬
‫لسييلم ‪ :‬ويقييال للموقييوف‬ ‫ا‬
‫الثر ‪ِ .‬‬ ‫ييخ‬ ‫وفي نخبة شي‬
‫قييال المصيينف زيييادة علييى‬ ‫والمقطوع‬
‫ابن ً الصلح ) وعند المحدثين كييل هييذا يسييمى‬
‫أثرا ( لنه مأخوذ من أثرت الحديث ‪ ،‬أي رويته‬
‫‪.‬‬

‫‪- 136 -‬‬


‫فروع ‪:‬‬
‫ُ‬
‫ي كنييا نقييول أو نفعييل‬‫يحاب َ ّ‬ ‫ُ‬
‫دها ‪ :‬قييول الصي‬ ‫أح ي ُ‬
‫زمن النييبي صيلى الل ّييه‬ ‫ه ّإلى‬
‫ُ‬ ‫ن لم يضف‬‫كذا ‪ .‬إ ْ‬
‫ه‬
‫ف ‪ ،‬وإن أضييياف ُ‬‫وقيييو ٌ‬‫م ْ‬‫ييو‪َ .‬‬‫علييييه وسيييلم فهي‬
‫ع‬
‫مْرفو ٌ‬
‫صحيح أنه َ‬ ‫فال ّ‬
‫_________________________‬
‫فروع‬
‫ذكرها ابن الصلح بعد النوع الثييامن ‪ ،‬وذكرهييا‬
‫هنا أليق ) أحدها ‪ :‬قول الصحابي كنا نقييول (‬
‫نرى كذا ) إن لم يضفه‬ ‫كذا ) أو نفعل كذا ( أو‬
‫إلى زمن النبي صييلى الل ّييه عليييه ًوسييلم فهييو‬
‫موقوف ( كذا قال ابن الصلح تبعا للخطيييب ‪،‬‬
‫وحكاه المصنف في شرح مسلم عن الجمهييور‬
‫ميين المحييدثين وأصييحاب الفقييه والصييول ‪،‬‬
‫وأطلق الحاكم والرازي والمدي أنه مرفييوع ‪،‬‬
‫وقال ابن الصباغ ‪ :‬إنييه الظيياهر ومثلييه بقييول‬
‫عائشة رضي الّله عنها ) كييانت اليييد ل تقطييع‬
‫فييي الشيييء التييافه ( ‪ ،‬وحكيياه المصيينف فييي‬
‫شرح المهذب عن كييثير ميين الفقهيياء ‪ ،‬قييال ‪:‬‬
‫وهو قوي من حيث المعنى ‪ ،‬وصححه العراقي‬
‫لسلم ‪ ،‬ومن ّ أمثلته مييا رواه البخيياري‬ ‫وشيخ ا‬
‫عدنا‬‫عن جابر ِ بيين عبييد اللييه قييال ‪ :‬كنييا إذا ص ي ِ‬
‫كبرنييييا وإذا نزلنييييا سييييبحنا ) وإن أضييييافه‬
‫فالصحيح ( الذي قطع بييه الجمهييور ميين أهييل‬
‫الحديث والصول ) أنه‬

‫‪- 137 -‬‬


‫ف ً‪.‬‬ ‫ي ‪ :‬موقييييو ٌ‬ ‫يييماعيل ّ‬ ‫لسي‬ ‫يييام‪ .‬ا ِ‬‫لمي‬
‫با ِ‬ ‫وقييييال‬
‫كنا ل ن َّرى بأسا‬ ‫قوله ‪:‬‬ ‫وكذا‬ ‫الول‬ ‫ُ‬ ‫صوا‬ ‫وال ّ‬
‫ة رسييول الل ّييه صي ْيلى اللييه عليييه‬ ‫بكذا فييي حيييا ِ‬
‫رنا أو ًكييانوا‬ ‫ه‬
‫وسلم ‪ ،‬أو وهو فينا ‪ ،‬أو بين أظ ُ‬
‫ن ِ بأسيا بك ّييذا‬‫ن ّ‪ ،‬أو ل ي َيَرو َ‬
‫ن ‪ ،‬أو يفعلييو َ‬ ‫يقولو َ‬
‫ه‬ ‫فييي حييياِته صييلى اللييه عليييه وسييلم ‪ ،‬فكليي‬
‫يانُ‬ ‫ة ‪ :‬كي‬
‫ع ‪ ،‬ومن المرفييوع قييول المغي يَر ِ‬ ‫َمرفو ٌ‬
‫ب‬ ‫أصحا ُ‬
‫_________________________‬
‫لن ظيياهر ذلييك‬ ‫‪:‬‬ ‫يلح‬‫مرفوع ( قييال ابيين الصي‬
‫مشعر بأن رسول الّله صلى الّله عليه وسلم ‪،‬‬
‫اطلييع علييى ذلييك وقررهييم عليييه ‪ ،‬لتييوفر‬
‫دواعيهييم علييى سييؤالهم عيين أمييور دينهييم ‪،‬‬
‫وتقريره أحد وجوه السيينن المرفوعيية ‪ ،‬وميين‬
‫أمثلة ذلك قول جابر ‪ » :‬كنا نعييزل علييى عهييد‬
‫رسول الّله صلى الّله عليه وسييلم « ‪ ،‬أخرجييه‬
‫الشيخان ‪ ،‬وقوله ‪ » :‬كنييا ّنأكييل لحييوم الخيييل‬
‫على عهييد النييبي صييلى اللييه عليييه وسييلم « ‪،‬‬
‫لمام ( أبييو‬ ‫وقالي ا ِ‬ ‫رواه النسائي وابن ماجه )‬
‫يوف ( ‪ ،‬وهييو‬ ‫لسييماعيلي ( أنييه ) موق‬ ‫بكيير ) ا‬
‫بعيد جدا ً ِ‪ ) ،‬والصواب الول ( ‪ .‬قال المصيينف‬
‫في شرح مسلم ‪ :‬وقال آخييرون إن كييان ذلييك‬
‫ل يخفى غالبا ً كييان مرفوعييا ً ‪ ،‬وإل‬ ‫الفعل مما‬
‫كان موقوفا ً ‪ .‬وبهذا قطيع الشيييخ أبييو إسيحق‬
‫الشيييرازي ‪ ،‬فييإن كييان فييي القصيية تصييريح‬
‫بيياطلعه صييلى الّلييه عليييه وسييلم فمرفييوع‬
‫كقول ابن عمر ‪ :‬كنا نقييول ورسييول‬ ‫إجماعا ً ‪،‬‬
‫الّله صلى الّله عليه وسلم حييي ‪ :‬أفضييل هييذه‬
‫وعمر وعثمان ويسييمع‬ ‫المة بعد نبيها أبو بكر‬
‫ذلك رسول الّله صييلى الل ّييه عليييه وسييلم ‪ .‬فل‬
‫ينكره ‪ ،‬رواه الطبراني في الكييبير ‪ ،‬والحييديث‬
‫في الصيحيح بيدون التصيريح المييذكور ) ً وكيذا‬
‫قوله ( أي الصييحابي ) كنييا ل نييرى بأسيا بكييذا‬
‫في حياة رسول الّله صلى الّله عليه وسلم أو‬
‫وهو فينييا ‪ ،‬أو ( وهييو ) بييين أظهرنييا أو كييانوا‬
‫يفعلون أو ل يرون بأسا ً بكييذا فييي‬ ‫يقولون أو‬
‫حياته صلى الل ّييه عليييه وسييلم فكلييه مرفييوع (‬
‫مخييرج فييي كتييب المسييانيد ) وميين المرفييوع‬
‫قول المغيرة ب ّيين شيعبة كييان أصيحاب رسييول‬
‫الّلييه صييلى اللييه عليييه وسييلم يقرعييون بييابه‬
‫بالظافير ( ‪.‬‬

‫‪- 138 -‬‬


‫فير ‪.‬‬
‫ه بالظا ِ‬
‫ن باب ُ‬
‫قَرعو َ‬ ‫ل الل ّ ِ‬
‫ه يَ ْ‬ ‫َرسو ِ‬
‫_________________________‬
‫قال ابن الصلح بل هو أحييرى بيياطلعه صييلى‬
‫الّله عليه وسلم ‪ ،‬قييال ‪ :‬وقييال الحيياكم ً‪ :‬هييذا‬
‫يتوهمه من ليس من أهل الصنعة مسندا لذكر‬
‫رسول الّله صلى الّله عليه وسلم فيه ‪ ،‬وليس‬
‫بمسند بل هييو موقييوف ‪ ،‬ووافقييه الخطيييب ‪،‬‬
‫وليس كذلك ‪ ،‬قال ‪ :‬وقد كنا أخذناه عليه ‪ ،‬ثم‬
‫تأولناه علييى أن ًييه ليييس بمسييند لفظيا ً ‪ ،‬وإنمييا‬
‫جعلناه مرفوعا من حيث قال ‪ :‬وكذا سييائر مييا‬
‫سبق موقوف لفظا ً وإنما جعلناه مرفوعا ً ميين‬
‫حيث المعنى ‪ .‬اهي ‪.‬‬
‫والحديث المذكور أخرجيه البخيياري فيي الدب‬
‫لسييلم ‪ ،‬تعييب‬ ‫من حديث أنييس ‪ ،‬وعيين شيييخ ا‬
‫حي ِ‬
‫يديث المغيييرة‬ ‫الناس في التفتيش عليه من‬
‫فلم يظفروا به ‪ ،‬قلت ‪ :‬قد ظفرت به بل تعب‬
‫البيهقي في » المييدخل‬ ‫ولّله الحمد ‪ ،‬فأخرجه‬
‫« ‪ ،‬قال ‪ :‬أخبرنييا أبييو عبييد الل ّييه الحييافظ فييي‬
‫علوم الحديث وحدثني الزبير بن عبد الواحييد ‪،‬‬
‫حدثنا محمد بن أحمد الزيبقييي ثنييا زكريييا بيين‬
‫يحيييى المنقييري ‪ ،‬ثنييا الصييمعي ثنييا كيسييان‬
‫مولى هشام بن حسان عن محمييد بيين حسييان‬
‫عن محمد بن سيرين عيين المغيييرة بيين شييعبة‬
‫بعده إلى حديث أنس ‪ ،‬وميين‬ ‫أشار‬
‫اتفاقا ً‬ ‫فذكره ‪ ،‬ثم‬
‫أيضا ً‬
‫الحاديث التي فيها ذكيير‬ ‫المرفوع‬
‫صييفة النييبي صييلى الل ّييه عليييه وسييلم ‪ .‬ونحييو‬
‫قييول التييابعي مييا تقييدم فليييس‬ ‫ذلييك ‪ .‬أمييا‬
‫بمرفوع قطع يا ً ‪ ،‬ثييم إن لييم يضييفه إلييى زميين‬
‫الصييحابة فمقطييوع ل موقييوف ‪ ،‬وإن أضييافه‬
‫فاحتمييالن للعراقييي ‪ ،‬وجييه المنييع أن تقرييير‬
‫الصييحابي قييد ّ ل ينسييب إليييه ‪ ،‬بخلف تقرييير‬
‫النبي صلى الله عليه وسلم ‪ .‬ولو قال ‪ :‬كانوا‬
‫يفعلون ‪ ،‬فقال المصنف في شرح مسييلم ‪ :‬ل‬
‫يدل على فعل جمِيع المة بل البعض فل حجة‬
‫لجميياع‬ ‫فيييه إل أن يصييرح بنقلييه عيين أهييل ا‬
‫فيكون نقل ً له ‪ ،‬وفي ثبوته بخبر الواحد ِ خلف‬
‫‪.‬‬

‫‪- 139 -‬‬


‫ي ‪ُ :‬أمرنا بكذا ‪ ،‬أو ُنهينييا‬ ‫الثاني ‪ :‬قول الصحاب‬
‫ل أن‬ ‫ميَر بل ٌ‬‫ة كييذا ‪ ،‬أو أ ِ‬ ‫سيينّ ِ‬
‫عن َكذا ‪ ،‬أو ميين ال ّ‬
‫ع عليى‬ ‫ه مرفيو ٌ‬ ‫ُ‬ ‫ه كلي‬
‫ُ‬ ‫ن ‪ ،‬وميا َأشيبه‬ ‫ع الذا َ‬ ‫شف َ‬ ‫يَ ْ‬
‫صييحيح الييذي قيياله الجمهييوُر ‪ .‬وقيييل ليييس‬ ‫ّ‬ ‫ال‬
‫ع‪،‬‬‫ٍ‬ ‫بمرفو‬
‫_________________________‬
‫) الثاني قول الصحابي أمرنا بكذا ( كقييول أم‬
‫عطية ‪ » :‬أمرنا أن نخرج في العيدين العواتييق‬
‫وذوات الخيييدور ‪ ،‬وأمييير الحي ّيييض أن يعيييتزلن‬
‫يه الشيييخان ) أو‬ ‫أخرجييا ً‬ ‫مصييلى المسييلمين « ‪،‬‬
‫ين‬ ‫ي‬ ‫ع‬ ‫يا‬
‫ي‬ ‫نهين‬ ‫»‬ ‫‪:‬‬ ‫أيض‬
‫ولم يعزم علينا « ‪ ،‬أخرجاه أيضييا ً‬ ‫يا‬
‫ي‬ ‫كقوله‬ ‫نهينا عيين كييذا (‬
‫اتباع الجنائز‬
‫ي ‪ » :‬ميين‬ ‫ّ‬ ‫) أو ميين السيينة كييذا ( كقييول عليي‬
‫السنة وضع الكف على الكف في الصلة تحت‬
‫السرة « ‪ ،‬رواه أبو داود في رواية ابيين داسيية‬
‫وابييين العرابيييي ) أو أمييير بلل أن يشيييفع‬
‫الذان ( ويييوتر القاميية ‪ :‬أخرجيياه عيين أنييس ‪،‬‬
‫) وما أشييبه كلييه ِمرفييوع علييى الصييحيح الييذي‬
‫قاله الجمهور ( قييال ابيين الصييلح لن مطلييق‬
‫ذلك ينصرف بظاهره إلى من له المر والنهي‬
‫ومن يجب اتباع سنته وهو رسول الّله ‪ ،‬وقال‬
‫غيره ‪ :‬لن مقصييود الصييحابي بيييان الشييرع ل‬
‫اللغة ول العادة ‪ ،‬والشرع يتلقييى ميين الكتيياب‬
‫يدً‬ ‫لجماع والقياس ‪ ،‬ول يصح أن يريي‬
‫ياب لكييون مييا فييي الكتيياب مشييهورا‬ ‫وا ِ‬ ‫والسنة‬
‫أميير الكتي‬
‫لجميياع لن المتكلييم بهييذا‬ ‫ول ا ِ‬ ‫يعرفه الناس ‪،‬‬
‫ويسييتحيل أمييره نفسييه ‪ ،‬ول‬ ‫لجماع‬ ‫من أهل ا‬
‫القياس إذ ِل أمر ّ فيه ‪ ،‬فتعين كون المراد أمر‬
‫الرسول صلى الله عليه وسلم ‪ ) .‬وقيل ليييس‬
‫بمرفوع ( لحتمال أن يكون المر غيره ‪ ،‬كأمر‬
‫لجمييياع أو بعيييض الخلفييياء أو‬ ‫القيييرآن أو ا‬
‫الستنباط وأن ِ يريد سنة غيره ‪ ،‬وأجيييب ببعييد‬
‫ذلك مع أن الصل الول ‪ .‬وقييد روى البخيياري‬
‫في صحيحه في حديث ابن شهاب عيين سييالم‬
‫بن عبد الّله بن عمر عن أبيييه فييي قصييته مييع‬
‫الحجاج حييين قييال لييه ‪ :‬إن كنييت تريييد السيينة‬
‫فهجيير بالصييلة ‪ ،‬قييال ابيين شييهاب ‪ :‬فقلييت‬
‫لسييالم أفعلييه رسييول الل ّييه صييلى الل ّييه عليييه‬
‫وسلم ؟ فقال ‪ :‬وهل يعنون بييذلك إل سيينته ‪،‬‬
‫فنقل سييالم وهييو أحييد الفقهيياء السييبعة ميين‬
‫أهل المدينة وأحد الحفيياظ ميين التييابعين عيين‬
‫الصييحابة أنهييم إذا أطلقييوا ّالسيينة ل يريييدون‬
‫بذلك إل سنة النهي صلى الله عليه‬

‫‪- 140 -‬‬


‫فْرقَ بين قوِله في حياة رسول الّله صييلى‬ ‫ول َ‬
‫و بعدهُ ‪.‬‬
‫ْ‬ ‫أ‬ ‫وسلم‬ ‫عليه‬ ‫الّله‬
‫_________________________‬
‫وسلم ‪ ،‬وأما قول بعضييهم ‪ :‬إن كييان مرفوع يا ً‬
‫فلم ل يقولون فيه قال رسول الّله صلى الّله‬
‫عليه وسلم فجوابه أنهييم تركييوا الجييزم بييذلك‬
‫تورعا ً واحتياطا ً ‪ ،‬وميين هييذا قييول أبييي قلبيية‬
‫عيين أنييس ‪ :‬ميين السيينة ً إذا تييزوج البكيير علييى‬
‫الثيب أقام عندها سييبعا ‪ .‬أخرجيياه ‪ ،‬قييال أبييو‬
‫قلبيية ‪ :‬لييو شييئت لقلييت إن أنسييا رفعييه إلييى‬
‫النبي صلى الّله عليه وسلم ‪ ،‬أي لو قلييت لييم‬
‫أكذب ‪ ،‬لن قوله من السنة هييذا معنيياه ‪ .‬لكيين‬
‫إيراده بالصيغة التي ذكرهييا الصييحابي أولييى ‪،‬‬
‫وخصص بعضهم الخلف بغير الصديق ‪ ،‬أما هو‬
‫فييإن قييال ذلييك فمرفييوع بل خلف ‪ ،‬قلييت ‪:‬‬
‫ويؤيد الوقف فيي غيييره مييا أخرجيه ابيين أبييي‬
‫شيبة في المصنف عن حنظلة السدوسي قال‬
‫سييمعت أنييس بيين مالييك يقييول ‪ :‬كييان يييؤمر‬
‫بالسوط فنقطع ثمرته ‪ ،‬ثم يدق بين حجرين ‪،‬‬
‫ثم يضرب به ‪ ،‬فقلت لنس في زمان من كان‬
‫هذا ؟ قال في زمان عمر بين الخطياب ‪ ،‬فيإن‬
‫الصحابي بييالمر كقييوله ‪ :‬أمرنييا رسييول‬ ‫صرح‬
‫الّله صلى الّله عليه وسلم فل خلف فيييه ‪ ،‬إل‬
‫مييا حكييي عيين داود وبعييض المتكلمييين أنييه ل‬
‫يكون حجة حتى ينقل لفظيه ‪ ،‬وهييذا ضيعيف ‪،‬‬
‫بل باطل لن الصحابي عدل عارف باللسييان ‪.‬‬
‫فل يطلق ذلك إل بعد التحقيق ‪ ،‬قال البلقيني‬
‫‪ :‬وحكم قوله من السنة قول ابن عبيياس فييي‬
‫متعة الحج ‪ :‬سنة أبي القاسييم ‪ ،‬وقييول عمييرو‬
‫بن العاص في عيدة أم الولييد ل تلبسيوا علينييا‬
‫سنة نبينييا ‪ ،‬رواه أبييو داود ‪ ،‬وقييول عميير فييي‬
‫المسح أصبت السنة ‪ ،‬صححه الدارقطني فييي‬
‫سننه قال ‪ :‬وبعضها أقرب من بعض ‪ ،‬وأقربها‬
‫للرفع سنة أبي القاسم ‪ ،‬ويليهييا سيينة نبينييا ‪،‬‬
‫ويلي ذلك أصبت السنة ‪.‬‬
‫يحابي مييا تقييدم‬ ‫ي‬ ‫الص‬ ‫أي‬ ‫) ول فرق بين قوله (‬
‫) في حياة رسول الّله صلى الّله عليييه وسييلم‬
‫أو بعده ( أما إذا قال ذلك التابعي فجييزم ابيين‬
‫الصباغ في العدة أنه مرسل ‪.‬‬
‫وحكى فيه إذا قاله ابن المسيب وجهييين هييل‬
‫يكيون حجية أول ‪ ،‬وللغزليي فييه احتمييالن بل‬
‫ترجيح هل يكون موقوفا ً أو مرفوعييا ً مرس يل ً ‪،‬‬
‫وكذا قوله من السنة ‪،‬‬

‫‪- 141 -‬‬


‫فيه وجهان حكاهما المصنف في شرح مسييلم‬
‫وغيره ‪ ،‬وصحح وقفيه وحكيى اليداودي الرفيع‬
‫عن القديم ‪.‬‬
‫تكملة‬
‫من المرفوع أيضا ً ما جاء عن الصحابي ومثلييه‬
‫ل يقال من قبييل الييرأي ‪ ،‬ول مجييال للجتهيياد‬
‫فيه فيحمل على السماع ‪ ،‬جزم به الرازي في‬
‫» المحصول « وغير واحد مين أئمية الحيديث ‪،‬‬
‫وترجم على ذلك الحاكم فييي كتييابه » معرفيية‬
‫المسانيد التي ل يذكر سندها ً« ‪ :‬ومثله بقول‬
‫عرافا ً فقييد‬ ‫ابن مسعود ‪ » :‬من أتى ساحرا أو‬
‫كفر بمييا أنييزل علييى محمييد صييلى الل ّييه عليييه‬
‫وسلم « ‪ ،‬وقد أدخل ابن عبد البر في كتابه »‬
‫التقصييي « عييدة أحيياديث ميين ذلييك ‪ .‬مييع أن‬
‫موضوع الكتاب للمرفوعة ‪ ،‬منها حديث سييهل‬
‫بن أبي خيثمة في صلة الخوف ‪ ،‬وقال في »‬
‫التمهيد « ‪ :‬هذا الحديث موقوف على سييهل ‪،‬‬
‫ومثلييه ل يقييال ميين قبييل الييرأي ‪ ،‬نقييل ذلييك‬
‫العراقي ‪ ،‬وأشار إلييى تخصيصييه بصييحابي لييم‬
‫يأخييذ عيين أهييل الكتيياب ‪ ،‬وصييرح ب ًييذلك شيييخ‬
‫لسلم في » شرح النخبة « جازما به ‪ ،‬ومثله‬ ‫ابا ِ‬
‫لخبار عن المييور الماضييية ميين بييدء الخلييق‬ ‫ِ‬
‫وأخبييار النبييياء والتييية كييالملحم والفتيين‬
‫وأحييوال يييوم القياميية ‪ ،‬وعمييا يحصييل بفعلييه‬
‫ثييواب مخصييوص أو عقيياب مخصييوص ‪ ،‬قييال ‪:‬‬
‫وميين ذلييك فعلييه مييا ل مجييال للجتهيياد فيييه ّ ‪،‬‬
‫فينزل على أن ذلك عنده عن النبي صلى الله‬
‫عليه وسلم كما قال الشافعي في صلة علييي‬
‫فييي الكسييوف فييي كييل ركعيية أكييثر ميين‬
‫ركوعين ‪ ،‬قال ‪ :‬ومن ذلييك حكمييه علييى فعييل‬
‫ه أو لرسييوله أو‬ ‫للييي ّ‬ ‫ميين الفعييال بييأنه طاعيية‬
‫يد‬
‫صيوجيييزم بيييذلك أيضيييا ً‬
‫ي‬ ‫فق‬ ‫يك‬‫ي‬ ‫الش‬ ‫يوم‬ ‫ي‬ ‫يام‬ ‫معصييية كقييوله ‪ :‬ميين‬
‫عصيييى أبيييا القاسيييم ‪:‬‬
‫الزركشييي فييي مختصييره نقل ً عيين ابيين عبييد‬
‫البر ‪ ،‬وأما البلقيني ‪ ،‬فقال ‪ :‬القييرب أن هييذا‬
‫لثييم علييى مييا‬‫يبقه ا ِ‬
‫ليييس بمرفييوع ‪ ،‬لجييواز إحاليية‬
‫إلييى ذلييك أبييو‬ ‫ظهيير ميين القواعييد ‪ ،‬وسي‬
‫القاسم الجوهري نقله عنه ابن عبد البر ورده‬
‫عليه ‪.‬‬

‫‪- 142 -‬‬


‫عْنييدَ ذكيير‬ ‫ث ِ‬ ‫دي ِ‬ ‫ل فييي الحيي ِ‬ ‫ث ‪ :‬إذا قييي َ‬ ‫الثيييال ُ‬
‫و‬ ‫أ‬ ‫بييه‬
‫واييية ْ‬ ‫غ‬
‫ُ‬ ‫بليي‬‫ْ‬ ‫ي‬
‫عرج ْعن أبي هريْ يرةَ ر ِ‬‫و‬ ‫أ‬ ‫‪،‬‬ ‫ينميييه‬ ‫و‬ ‫أ‬ ‫ه‬
‫ُ‬ ‫عيي‬‫ُ‬ ‫يرف‬ ‫َ‬ ‫‪.‬‬ ‫ي‬ ‫صييحاب‬
‫واية ك َح ّ‬ ‫ال ّ‬
‫»‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ن«‪،‬ف ُ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ِ‬ ‫ْ‬ ‫ال‬ ‫ث‬
‫ِ‬
‫ن قومييا ً‬ ‫دي‬
‫ِ‬ ‫َ‬ ‫ت ُر َ َ‬
‫ذا‬ ‫ل هيي َ‬ ‫كيي ّ‬ ‫ي‬
‫العيي‬ ‫ر‬
‫َ‬ ‫يغا‬‫َ‬ ‫صي‬
‫ِ‬ ‫َ‬ ‫تلو‬ ‫ِ‬ ‫يا‬‫قي‬
‫د‬
‫عْنيي َ‬‫ل ِ‬ ‫قي َ‬ ‫ذا ِ‬ ‫علم ِ ِ‪ .‬وإ َ‬ ‫عن ْدَ أهل ال ِ‬ ‫ع ِ‬ ‫ه مرفو ٌ‬ ‫ه ُ‬
‫وشب ُ‬
‫ل‬ ‫و ُ‬ ‫ي‬ ‫ق‬
‫ذاك فيْ‬ ‫ميا‬ ‫لع‪ ،‬ف َ ّ‬
‫وأ‬ ‫سي ٌ‬ ‫ع مر ْ‬ ‫فو ٌ‬ ‫ه فمر ُ‬ ‫ُ‬ ‫ي ‪ ،‬ي َْرفع‬ ‫ّ‬ ‫الّتابع‬
‫مْرفو ٌ‬ ‫ي َ‬ ‫صحاب ّ‬ ‫فسيُر ال ّ‬ ‫ل ‪ ،‬تَ ْ‬ ‫ن قا َ‬ ‫م ْ‬
‫_________________________‬
‫) الثييالث إذا قيييل فييي الحييديث عنييد ذكيير‬
‫الصحابي يرفعه ( أو رفييع الحييديث ) أو ينميييه‬
‫أو يبلغ به ( كقول ابيين عبيياس ‪ :‬الشييفاء فييي‬
‫ثلثة ‪ :‬شربة عسل وشرطة محجم وكية نييار ‪،‬‬
‫رفع الحديث رواه البخاري ‪ ،‬وروى مالييك فييي‬
‫الموطأ عيين أبييي حييازم عيين سييهل بيين سييعد‬
‫قال ‪ :‬كان الناس يؤمرون أن يضع الرجل يييده‬
‫اليمنى على ذراعه اليسرى في الصلة ‪ .‬قييال‬
‫أبيييو حيييازم ‪ :‬ل أعليييم إل أنيييه ينميييي ذليييك ؛‬
‫وكحييديث العييرج عيين أبييي هريييرة يبلييغ بييه ‪:‬‬
‫الناس تبع قريش ‪ .‬أخرجاه ) أو رواية كحييديث‬
‫العييرج عيين أبييي هريييرة رواييية ‪ » :‬تقيياتلون‬
‫قوما ً صغار العين « ( أخرجه البخاري ) فكييل‬
‫لسييلم كيرويييه ‪،‬‬ ‫شيييخ ا ِ‬ ‫هييذا وشييبهه ( قييال‬
‫مرفوع عند أهل العلييم‬ ‫ورواه بلفظ الماضي )‬
‫وإذا قييييل عنيييد التيييابعي يرفعيييه ( أو سيييائر‬
‫اللفيياظ المييذكورة ) فمرفييوع مرسييل ( قييال‬
‫لسلم ‪ :‬ولم يييذكروا مييا حكييم ذلييك لييو‬ ‫شيخ ا ِ‬
‫عن النبي صلى الّله عليه وسيلم ‪ ،‬قييال ‪:‬‬ ‫قيل‬
‫لذلك بمثال في مسند البراز عيين‬ ‫ظفرت‬ ‫وقد‬
‫النبي صلى الّله عليييه وسييلم يرويييه ‪ ،‬أي عيين‬
‫ربييه عييز وجييل ‪ ،‬فهييو حينئذ ميين الحيياديث‬
‫القدسية ‪.‬‬
‫تكملة‬
‫وميين ذلييك القتصيياد علييى القييول مييع حييذف‬
‫القائل ‪ .‬كقول ابيين سيييرين عيين أبييي هريييرة‬
‫قال ‪ :‬قييال أسييلم وغفييار وشيييء ميين مزينيية‬
‫الحديث ‪ .‬قييال الخطيييب إل أن ذلييك اصييطلح‬
‫خيياص بأهييل البصييرة ‪ .‬لكيين روي عيين ابيين‬
‫سيرين أنييه قييال كييل شيييء حييدثت عيين أبييي‬
‫هريرة فهو مرفوع ‪.‬‬

‫‪- 143 -‬‬


‫ه‪،‬‬ ‫َ‬ ‫تَ ْ‬
‫حييو ِ‬
‫و نَ ْ‬
‫ل آييية أ ْ‬
‫ب ُنييزو ِ‬
‫سييب ِ‬
‫ق بِ َ‬ ‫ر يتعليي‬‫سييي ٍ‬ ‫فَ ِ‬
‫ف ُ‪.‬‬
‫قو ٌ‬ ‫و ُ‬
‫ْ‬ ‫م‬ ‫ُ‬ ‫ه‬‫ر‬‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ي‬‫غ‬ ‫و‬
‫_________________________‬
‫فائدة‬
‫أخرج القاضي أبو بكر المييروزي فييي كتيياب »‬
‫العلم « قال ‪ :‬حدثنا القييواريري ثنييا بشيير بيين‬
‫منصور ثنا ابن أبي رواد قال ‪ :‬بلغني أن عميير‬
‫بن عبد العزيز كان يكره أن يقول في الحديث‬
‫رواية ‪ ،‬ويقول إنما الرواية الشيعر ‪ ،‬وبيه إلييى‬
‫ابيين أبييي رواد قييال ‪ :‬كييان نييافع ينهيياني أن‬
‫أقول رواية ؛ قال فربما نسيت فقلييت رواييية‬
‫فينظر إلي فأقول نسيت وأما قول ميين قييال‬
‫تفسير الصحابي مرفييوع ( وهييو الحيياكم قييال‬
‫في » المستدرك « ‪ ،‬ليعلم طالب الحييديث أن‬
‫تفسير الصحابي الذي شهد الييوحي والتنزيييل‬
‫عند الشيخين حديث مسند ) فذاك في تفسير‬
‫يتعلق بسبب نزول آية ( كقول جابر ‪ » :‬كييانت‬
‫اليهود تقول من أتييى امرأتيه مين ّدبرهييا فيي‬
‫قبلهييا جياء الوليد أحيول فيأنزل اللييه تعيالى ‪:‬‬
‫} نساؤكم حرث لكم { ‪ .‬الية « ‪ .‬رواه مسييلم‬
‫ممييا ل يمكيين أن يؤخييذ إل عيين‬ ‫) أو نحييوه (‬
‫النبي صلى الّله عليه وسلم ول مييدخل للييرأي‬
‫فيه ) وغيره موقوف ( قلت ‪ :‬وكذا يقييال فييي‬
‫التابعي إل أن المرفوع من جهته مرسل ‪.‬‬
‫فوائد‬
‫الولى ‪ :‬ما خصص به المصيينف كييابن الصييلح‬
‫ومن تبعهما قول الحاكم ‪ ،‬قد صرح به الحاكم‬
‫فيييي عليييوم الحيييديث ‪ ،‬فيييإنه قيييال ‪ :‬ومييين‬
‫الموقوفات ما حدثناه‬

‫‪- 144 -‬‬


‫أحمد بن كامييل بسيينده عيين أبييي هريييرة فييي‬
‫قيييوله تعيييالى ‪ } :‬لواحييية للبشييير { ‪ ،‬قيييال ‪:‬‬
‫جهنم يوم القيامة فتلفحهم لفحة فل‬ ‫تلقاهم‬
‫تترك لحما ً على عظييم ‪ ،‬قييال فهييذا وأشييباهه‬
‫يعييد فييي تفسييير الصييحابة ميين الموقوفييات ‪،‬‬
‫فأمييا مييا نقييول ‪ :‬إن تفسييير الصييحابة مسييند‬
‫فإنمييا نقييوله فييي غييير هييذا النييوع ‪ ،‬ثييم أورد‬
‫حديث جييابر فييي قصيية اليهييود ‪ ،‬وقييال فهييذا‬
‫وأشباهه مسند ليس بموقوف ‪ ،‬فإن الصحابي‬
‫الذي شهد الوحي والتنزيل فأخبر عن آية ميين‬
‫القييرآن أنهييا نزلييت فييي كييذا ‪ ،‬فييإنه حييديث‬
‫مسند ‪ .‬اهي ‪ .‬فالحاكم أطلق في » المسييتدرك‬
‫« وخصص في علوم الحييديث فاعتمييد النيياس‬
‫تخصيصيييه ‪ ،‬وأظييين أن ميييا حمليييه فيييي »‬
‫المستدرك « على التعميم الحرص علييى جمييع‬
‫الصييحيح ‪ ،‬حييتى أورد مييا ليييس ميين شييرط‬
‫المرفوع ‪ ،‬وإل ففيه ميين الضييرب الول الجييم‬
‫الغفير ‪ ،‬على أني أقييول ليييس مييا ذكييره عيين‬
‫أبي هريرة من الموقوف ‪ ،‬لمييا تقييدم ميين أن‬
‫ما يتعلق بذكر الخرة وما ل مدخل للرأي فيييه‬
‫من قبيل المرفوع ‪.‬‬
‫الثانية ‪ :‬ما ذكروه من أن سبب النزول مرفوع‬
‫لسلم ‪ :‬يعكر على إطلقه مييا إذا‬ ‫شيخ ا ِ‬ ‫‪ ،‬قال‬
‫الراوي السبب ‪ :‬كما فييي حييديث زيييد‬ ‫أستنبط‬
‫بن ثابت ‪ » :‬أن الوسطى الظهر « ‪ ،‬نقلته من‬
‫خطه ‪.‬‬
‫الثالثة ‪ :‬قد اعتنيت بما ورد عيين النييبي صييلى‬
‫الّله عليه وسييلم فيي التفسييير وعيين أصيحابه‬
‫فجمعت في ذلييك كتاب يا ً حييافل ً فيييه أكييثر ميين‬
‫عشرة آلف حديث ‪.‬‬
‫الرابعيية ‪ :‬قييد تقييرر أن السيينة قييول وفعييل‬
‫لسييلم إلييى صييريح‬ ‫وتقرير ‪ ،‬وقسيمها شيييخ ا‬
‫يريحا قييول‬ ‫ي‬ ‫ص‬ ‫وحكييم ‪ ،‬فمثييال المرفييوع ِقييول ً‬
‫الصحابي ‪ :‬قال رسول الل ّييه صييلى الل ّييه عليييه‬
‫وسلم ‪ ،‬وحدثنا وسمعت ‪ .‬وحكما ً ‪ :‬قوله مييا ل‬
‫مييدخل للييرأي فيييه ‪ ،‬فييالمرفوع ميين الفعييل‬
‫صييريحا ً قييوله ‪ :‬فعييل أو رأيتييه يفعييل ‪ ،‬قييال‬
‫لمام الشمني ‪ :‬ول يتأتى فعل مرفوع‬ ‫شيخنا‪ ،‬ا ِ‬
‫لسلم بما تقدم عن علي‬
‫شيخنا ول يلزم ميين‬ ‫قال‬ ‫حكما ًصلة الكسوف ‪ِ ،‬‬
‫ا‬ ‫شيخ‬ ‫ومثله‬
‫في‬
‫كونه عنده عن النبي صلى الّله عليه وسلم أن‬
‫يواز أن يكييون عنييده‬ ‫صريحيا ً‬
‫يكون عنده من فعلييه ‪ ،‬لج‬
‫قول الصييحابي ‪:‬‬ ‫‪:‬‬ ‫من قوله ‪ ،‬والتقرير‬
‫فعلت أو فعل بحضرته صلى الّله عليه وسلم ‪،‬‬
‫وحكما حديث المغيرة السابق ‪.‬‬

‫‪- 145 -‬‬


‫النوع الثامن ‪:‬‬
‫ع ‪ ،‬وهو‬ ‫طي ُ‬ ‫والمقا ِ‬ ‫ع‬‫ه المقاط ُ‬ ‫مع‬
‫وج ْ‬ ‫ع‪:‬‬ ‫المقطو ُ‬
‫عل َ ً‬
‫وف ْ‬ ‫ْ‬ ‫هأ‬ ‫ُ‬ ‫ول ً ليي‬
‫ْ‬ ‫ي قيي‬ ‫ّ‬ ‫علييى ُ الّتييابع‬ ‫ف ََ‬ ‫وقييو ُ‬ ‫الم ْ‬
‫ي فييي‬ ‫م الطييبران ّ‬ ‫ي ‪ ،‬ثيي ّ‬ ‫شييافع ّ‬ ‫ه ال ّ‬ ‫عمل‪ُ .‬‬ ‫وْاسييت ْ‬
‫المنقطع‬
‫طواِئف على أ َ‬ ‫‪:‬‬ ‫التاسع‬ ‫النوع‬
‫ول‬ ‫ق‬ ‫ن‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ال‬ ‫ُ‬ ‫ء‬‫علما‬‫ُ‬ ‫ق‬ ‫تف‬ ‫ّ‬ ‫ا‬ ‫‪:‬‬ ‫ُ‬
‫ل‬ ‫مرس‬ ‫ال ْ‬
‫ْ‬ ‫ر َقا َ‬
‫ل‬ ‫ي الكبي ِ‬ ‫الّتابع ّ‬
‫_________________________‬
‫) النوع الثامن ‪ :‬المقطييوع وجمعييه المقيياطع‬
‫والمقيياطيع ‪ ،‬وهييو الموقييوف علييى التييابعي‬
‫قييول ً لييه أو فعل ‪ ،‬واسييتعمله الشييافعي ثييم‬
‫الطييبراني فييي المنقطييع ( الييذي لييم يتصييل‬
‫إسييناده وكييذا فييي كلم أبييي بكيير الحميييدي‬
‫والدارقطني ‪ ،‬إل أن الشافعي اسييتعمل ذلييك‬
‫قبل استقرار الصطلح ‪ ،‬كما قال فييي بعييض‬
‫الحاديث ‪ » :‬حسن وهو على شرط الشيييخين‬
‫«‪.‬‬
‫فائدة‬
‫جمع أبو حفص بن بدر الموصلي كتابا ً سماه ‪:‬‬
‫» معرفة الوقوف على الموقييوف « أورد فيييه‬
‫مؤلفيياتهم‬ ‫ما أورده أصحاب الموضوعات فييي‬
‫فيها ‪ ،‬وهو صحيح عن غييير النييبي صييلى الل ّييه‬
‫عليه وسلم ‪ ،‬إما عن صييحابي أو تييابعي فميين‬
‫بعييده ‪ ،‬وقييال إن إيييراده فييي الموضييوعات‬
‫غلط ‪ ،‬فبين الموضوع والموقوف فرق ‪ ،‬ومن‬
‫مظان الموقوف والمقطوع » مصنف ابن أبي‬
‫شيبه « ‪ ،‬وعبد الرزاق ‪ ،‬وتفاسير ‪ :‬ابيين جرييير‬
‫وابن أبي حاتم وابن المنذر وغيرهم ‪.‬‬
‫) النيييوع التاسيييع ‪ :‬المرسيييل اتفيييق علمييياء‬
‫الطوائف على أن قول التابعي الكبير ( كعبيد‬
‫الّله بن عدي بن الخيار ‪ ،‬وقيس بن أبي حازم‬
‫‪ ،‬وسعيد بن‬

‫‪- 146 -‬‬


‫ه‬ ‫وفعليي ُ‬ ‫تابع ْ‬‫ذا‬ ‫ه وسلم كيي َ‬ ‫علي ْ ِ‬ ‫ه صلى الّله َ‬ ‫ل الل ّ ِ‬ ‫سو ِ‬ ‫ر ُ‬
‫د‬
‫ي واح ٌ‬ ‫ّ‬ ‫ال‬ ‫ل‬‫َ‬
‫ل الحاكم وغيره ميين المحيي ّ‬ ‫ْ‬ ‫ب‬ ‫َ‬
‫ق‬ ‫ع‬
‫َ‬ ‫أنقط‬ ‫فإن‬ ‫َ‬ ‫‪،‬‬ ‫رسل‬ ‫ْ‬ ‫م‬
‫ُ‬ ‫مى‬ ‫ّ‬ ‫َُيس َ‬
‫ن‪:‬ل‬ ‫َ‬ ‫دثي‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫أو أكث َُر قا َ ً َ‬
‫ي‬ ‫بع ّ َ‬ ‫بالت ّييا ِ‬ ‫ل‬‫مرس ي ُ‬ ‫ص ال ْ‬ ‫علييه ّ‬ ‫خت‬‫ل يَ ْ‬ ‫ّ‬ ‫مْرس يل ب ي ْ‬ ‫مى‬
‫النب ُ‬ ‫عن ّ‬ ‫س‬
‫يُ َ‬
‫ط‬ ‫سييق‬ ‫ن‬‫ْ‬ ‫فإ‬ ‫َ‬ ‫‪،‬‬ ‫وسلم‬ ‫ِ‬ ‫ْ‬ ‫ه‬
‫ُ‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫صلى‬ ‫ي‬
‫ن كييان َأكَثييَر‬ ‫ع ‪ ،‬وإ ْ‬ ‫مْنقطيي ٌ‬ ‫ُ‬ ‫هييو‬ ‫حييد ف ُ‬ ‫وا ّ ِ‬ ‫ه‬
‫بليي ُ‬ ‫ق ْ‬
‫ه‬ ‫فقيي ِ‬ ‫ْ‬ ‫هوُر فييي ال ِ‬ ‫مشيي ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ع ‪ ،‬وال‬ ‫مْنقطيي ٌ‬ ‫ُ‬ ‫لو‬ ‫ضيي َ ٌ‬ ‫ع َ‬ ‫م ْ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫ف‬
‫ب‪.‬‬ ‫ع الخطي ي َ ُ‬ ‫ه قط َ‬ ‫ل وب ِ‬ ‫مْرس ٌ‬ ‫ُ‬ ‫ل‬ ‫ّ‬ ‫الك‬ ‫ن‬
‫ّ‬ ‫أ‬ ‫والصول‬
‫مييا‬ ‫ّ‬ ‫ة ‪ ،‬وأ‬ ‫عبييار ِ‬ ‫ح وال ِ‬ ‫ِ‬ ‫طل‬ ‫ف فييي الص ي ِ‬ ‫ذا اخِتل ٌ‬ ‫وه َ‬
‫ل‬ ‫ن ‪ .‬قييا َ‬ ‫صغار الّتا ِْبعي َ‬ ‫ن ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ره ِ‬ ‫ْ‬ ‫ي‬ ‫وغ‬ ‫ي‬
‫ّ‬
‫النبي صلى الّله ِ‬ ‫هر‬ ‫ْ‬ ‫ز‬‫ّ‬ ‫ال‬ ‫ُ‬
‫ل‬ ‫و‬ ‫ق ْ‬
‫د‬
‫عْنيي َ‬ ‫هوُر ‪ِ ،‬‬ ‫مش ٌ ُ‬ ‫َ‬ ‫وسلم فال‬ ‫َ‬ ‫عليه‬
‫ه مْرسييل كييالكِبير ‪.‬‬ ‫أنيي ُ‬ ‫ه بالَتييابعي‬ ‫صيي ُ‬ ‫خ ّ‬ ‫ن َ‬ ‫ميي ْ‬
‫ع‪،‬‬ ‫مْنقط ٌ‬ ‫ل ُ‬ ‫س ِ بمْرسل ّب ْ‬ ‫وقيل ‪ :‬لي ْ َ‬
‫_________________________‬
‫المسيب ) قال رسييول الل ّييه صييلى الل ّييه عليييه‬
‫وسلم كذا أو فعله يسمى مرسل فييإن انقطييع‬
‫قبييل التييابعي ( هكييذا عييبر ابيين الصييلح تبعييا‬
‫للحاكم ‪ ،‬والصييواب قبييل الصييحابي ) واحييد أو‬
‫أكييثر قييال الحيياكم وغيييره ميين المحييدثين ‪ :‬ل‬
‫يسمى مرس يل ً بييل يختييص المرسييل بالتييابعي‬
‫عن النبي صلى الّله عليه وسلم ‪ ،‬فإن سييقط‬
‫قبله ( تقدم ما فيه ) واحييد فهييو منقطييع وإن‬
‫كان الساقط أكيثر ( مين واحيد عليى التييوالي‬
‫) فمعضل ومنقطييع ( أيضيا ً ) والمشييهور فييي‬
‫الفقييه والصييول أن الكييل مرسييل وبييه قطييع‬
‫الخطيييب ( وقييال ‪ :‬إل أن أكييثر مييا يوصييف‬
‫لرسيييال مييين حييييث الس ّيييتعمال ميييا رواه‬ ‫با ِ‬
‫التابعي عيين النييبي صييلى اللييه عليييه وسييلم ‪،‬‬
‫قال المصيينف ) وهييذا اختلف فييي الصييطلح‬
‫والعبارة ( ل في المعنييى ‪ ،‬لن الكييل ل يحتييج‬
‫به عنييد هييؤلء ول هييؤلء ‪ ،‬والمحييدثون خصييوا‬
‫اسم المرسييل بييالول دون غيييره ‪ ،‬والفقهيياء‬
‫والصييوليون عممييوا ) وأمييا قييول الزهييري‬
‫وغيره من صييغار التييابعين قييال النييبي صييلى‬
‫الّله عليه وسيلم ‪ ،‬فالمشيهور عنيد مين خصيه‬
‫بالتييابعي أنييه مرسييل كييالكبير ‪ ،‬وقيييل ليييس‬
‫بمرسل بل منقطع ( لن أكييثر رواييياتهم عيين‬
‫التابعي ‪.‬‬

‫‪- 147 -‬‬


‫ن ‪ .‬فقييا َ‬
‫ل‬ ‫فل‬ ‫جييل ع ين ُ‬ ‫نر ُ‬‫ن عي ْ‬ ‫ل‪ُ :‬‬
‫فل ٌ‬ ‫ذا قا َ‬‫وإ َ‬
‫مْرس يل ً ْ ‪ ،‬وقي ٍيا َ‬
‫ل غي ْيُرهُ‬ ‫س ُ‬ ‫مْنقطِييع لي ْي َ‬
‫م ‪ُ :.‬‬ ‫لُ‬ ‫حاك‬‫ال َ‬
‫مْرس ٌ‬ ‫ُ‬
‫_________________________‬
‫تنبيه‬
‫يرد على تخصيص ّالمرسل بالتابعي من سييمع‬
‫من النبي صلى الله عليه وسلم وهو كافر ثييم‬
‫أسلم بعد ميوته ‪ ،‬فهيو تيابعي اتفاقيا وحيديثه‬
‫لييييس بمرسيييل بيييل موصيييول ل خلف فيييي‬
‫الحتجاج به كييالتنوخي رسييول هرقييل ‪ ،‬وفييي‬
‫لمييام أحمييد‬ ‫وساي ِ‬
‫رواية قيصر ‪ ،‬فقد أخييرج حييديثه‬
‫ياق‬ ‫ي‬ ‫مس‬ ‫ياقاه‬ ‫وأبو يعلييى ‪ ،‬فييي مسيينديهما‬
‫الحاديث المسندة ‪ .‬ومن رأى النبي صلى الّله‬
‫عليه وسييلم غييير مميييز كمحمييد بيين أبييي بكيير‬
‫الصييديق فييإنه صييحابي ‪ ،‬وحكييم روايتييه حكييم‬
‫المرسل ل الموصول ‪ ،‬ول يجيء فيه مييا قبييل‬
‫في مراسيل الصحابة ‪ ،‬لن أكثر رواية هييذا أو‬
‫شييبهه عيين التييابعي ‪ ،‬بخلف الصييحابي الييذي‬
‫وسمع ‪ ،‬فإن احتمال روايته عن التابعي‬ ‫أدرك‬
‫بعيد جدا ً ‪.‬‬
‫فائدة‬
‫لرسييال‬ ‫ا‬ ‫إن‬ ‫يان‬ ‫ي‬ ‫القط‬ ‫قال العراقي ‪ :‬قال ابن‬
‫رواية الرجل عمن لم يسمع منه قال ‪ِ :‬فعلييى‬
‫هذا هو قول رابع في حد المرسل ‪.‬‬
‫لسييناد ) فلن عيين‬ ‫فلنا ِ‬
‫) وإذا قال ( الراوي فييي‬
‫فقال الحاكم ( هييو‬ ‫رجل ( أو شيخ ) عن‬
‫) منقطع ليس مرسل ً وقال غيره ( حكيياه ابيين‬
‫الصلح عن بعض كتب الصول ) مرسل ( قال‬
‫العراقييي وكييل ميين القييولين خلف مييا عليييه‬
‫الكثرون ‪ ،‬فإنهم ذهبوا إلييى أنييه متصييل فييي‬
‫سند مجهول ‪ ،‬حكاه الرشيد العطار ‪ ،‬واختيياره‬
‫العلئي ‪ ،‬قييال ‪ :‬ومييا حكيياه ابيين الصييلح عيين‬
‫لمييام‬ ‫بعض كتب الصول أراد به » البرهييان «‬
‫وزاد ِ‬
‫كتييب‬ ‫الحرمييين ‪ ،‬فييإنه ذكيير ذلييك فيييه ‪،‬‬
‫النبي صلى الل ّييه علييه وسيلم الييتي ليم يسيم‬
‫حاملها ‪ ،‬وزاد فييي » المحصييول « ميين سييمي‬
‫باسم ل يعرف به ‪،‬‬

‫‪- 148 -‬‬


‫هير‬ ‫جمييا ِ‬ ‫ف عْنييد َ‬ ‫عي ٌ‬ ‫ث ضيي ِ‬ ‫دي ٌ‬ ‫ل حيي ِ‬ ‫مرسيي ُ‬ ‫ال ْ‬ ‫م‬‫ثيي ّ‬
‫ء‬
‫ن الفقهييا ِ‬ ‫وكييثير ميي َ‬ ‫شييافعي‬ ‫ن وال ّ‬ ‫َ‬ ‫دثي‬ ‫ّ‬ ‫محيي‬ ‫ال َ ُ‬
‫حِنيفيية‬ ‫ك ‪ ،‬وأبييو َ‬ ‫ل مال ِي ٌ‬ ‫ل ‪ .‬وقا َ‬ ‫ِ‬ ‫ب الصو‬ ‫ِ‬ ‫أصحا‬ ‫و‬
‫ل‬
‫مرسيييلهِ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ج ال‬‫ُ‬ ‫خر‬
‫م ْ‬‫ُ‬ ‫ح‬‫ّ‬ ‫ص‬‫َ‬ ‫ن‬
‫ْ‬ ‫فإ‬ ‫‪،‬‬ ‫ح‬
‫ٌ‬ ‫صحي‬ ‫َ‬ ‫‪:‬‬ ‫ة‬
‫ٍ‬ ‫ئف‬ ‫ِ‬ ‫طا‬ ‫في‬
‫رسي ُ‬ ‫سييندا ً أو مرسيل ً أ‬ ‫م ْ‬‫رجا ُ‬ ‫ه آخَر‬ ‫ن وج ٍ‬ ‫م ْ‬‫ه ِ‬ ‫جي َئ ِ ِ‬
‫بم ِ‬ ‫ِ‬
‫ن ْصحيحا ً ْ ‪،‬‬ ‫ل كا َ‬ ‫و ِ‬ ‫ل ال ّ‬ ‫ِ‬ ‫ن غير‬ ‫ن أخذَ ع ْ‬ ‫م ْ‬
‫_________________________‬
‫قال ‪ :‬وعلى ذلك مشى أبو داود فييي كتيياب »‬
‫المراسيل « ‪ ،‬فييإنه يييروي فيييه مييا أبهييم فيييه‬
‫الرجل ‪ ،‬قال ‪ ،‬بل زاد البيهقي على هييذا فييي‬
‫» سننه « فجعل ما رواه التابعي عن رجل ّ من‬
‫الصحابة لم يسم مرسل ً ‪ ،‬وليييس بجيييد اللهييم‬
‫ِإل إن كيييان يسيييميه مرسيييل ً ويجعليييه حجييية‬
‫كمراسيييل الصييحابة فهييو قريييب ‪ .‬وقييد روى‬
‫لسييناد‬ ‫فهوا ِ‬ ‫البخاري عن الحميدي قييال ‪ :‬إذا صييح‬
‫حجيية ‪،‬‬ ‫عن الثقات إلى رجل من الصحابة‬
‫وإن لم يسم ذلك الرجييل ‪ ،‬قييال الثييرم قلييت‬
‫لحمد بيين حنبييل إذا قييال رجييل ميين التييابعين‬
‫حيييدثني رجيييل مييين الصيييحابة وليييم يسيييمعه‬
‫فالحييديث صييحيح ؟ قييال نعييم ‪ .‬قييال ‪ :‬وفييرق‬
‫الصيرفي من الشافعية بين أن يرويه التابعي‬
‫عن الصحابي معنعنا ً أو مصرحا ً بالسماع ‪ ،‬قال‬
‫وهييو حسيين متجييه وكلم ميين أطلييق قبييوله‬
‫محمول على هذا التفصيل ‪ .‬اهي ‪.‬‬
‫) ثم المرسل حديث ضعيف ( ل يحتج به ) عند‬
‫جميياهير المحييدثين والشييافعي ( كمييا حكيياه‬
‫عنهم مسلم في صدر صحيحه وابن عبييد الييبر‬
‫فييي » التمهيييد « وحكيياه الحيياكم عيين ابيين‬
‫المسيب ومالك ) وكثير من الفقهاء وأصييحاب‬
‫الصييول ( والنظيير للجهييل بحييال المحييذوف ‪،‬‬
‫يحابي ‪ .‬وإذا كييان‬ ‫لنه يحتمل أن يكون غييير صي‬
‫كذلك فيحتمل أن يكون ضعيفا ً ‪ ،‬وإن اتفق أن‬
‫يكون المرسل ل يروى إل عيين ثقيية فييالتوثيق‬
‫لبهام غيير كيياف كميا سيييأتي ‪ ،‬ولنيه إذا‬ ‫كانا ِ‬ ‫مع‬
‫يول المسييمى ل يقبييل فييالمجهول‬ ‫ي‬ ‫المجه‬
‫المسمى عينا ً وحال ً أولى ) وقال مالييك ( فيي‬
‫المشييهور عنييه ) وأبييو حنيفيية فييي طائفيية (‬
‫منهم أحمد في المشهور عنه ) صحيح ( ‪،‬‬

‫‪- 149 -‬‬


‫همييا صييحيحان‬ ‫َ‬ ‫ذل َ‬ ‫ن بِ َ‬
‫ل وأن ّ ُ‬
‫مرس ي ِ‬ ‫ةحال ْ‬‫ح ُ‬
‫ص َ‬‫ك ِ‬ ‫ويتبي ّ‬
‫عا ُ‬ ‫لَ‬
‫ه‬
‫علي ْ ي ِ‬
‫هما َ‬
‫حنا ُ‬
‫ج ْ‬
‫ن طريق ر ّ‬ ‫م ْ‬ ‫صحي ٌ ِ‬ ‫َ‬ ‫هما‬ ‫رض ُ‬ ‫َ‬ ‫و َ‬‫ْ‬
‫ع‪،‬‬ ‫م ُ‬
‫ج ْ‬‫ذر ال َ‬ ‫ذا َتع ّ‬ ‫إ َ‬
‫_________________________‬
‫قال المصنف فييي » شييرح المهييذب « ‪ :‬وقيييد‬
‫ابيين عبييد الييبر وغيييره ذلييك بمييا إذا لييم يكيين‬
‫مرسله ممن ل يحترز ويرسل عن غير الثقييات‬
‫‪ ،‬فإن كان فل خلف فييي رده ‪ .‬وقييال غيييره ‪:‬‬
‫محل قبوله عنييد الحنفييية مييا إذا كييان مرسييله‬
‫من أهل القرون الثلثيية الفاضييلة ‪ ،‬فييإن كييان‬
‫غيرهييا فل ‪ ،‬لحييديث ‪ » :‬ثييم يفشييوا الكييذب «‬
‫صييححه النسييائي ‪ .‬وقييال ابيين جرييير ‪ :‬أجمييع‬
‫التابعون بأسييرهم علييى قبييول المرسييل ولييم‬
‫يييأت عنهييم إنكيياره ‪ ،‬ول عيين أحييد ميين الئميية‬
‫بعييدهم إلييى رأس المييائتين ‪ ،‬قييال ابيين عبييد‬
‫البر ‪ :‬كأنه يعنييي أن الشييافعي أول ميين رده ‪،‬‬
‫وبالغ بعضهم فقواه على المسند ‪ ،‬وقال ميين‬
‫أسند فقد أحالك ومن أرسيل فقييد تكفييل لييك‬
‫المرسيل ِبمجيئه ( أو نحييوه‬ ‫) فإن صيح مخيرج‬
‫) من وجه آخيير مسييندا ً أو مرس يل ً أرسييله ميين‬
‫غييير رجييال ( المرسييل‬ ‫أخييذ ( العلييم ) عيين‬
‫) الول كيييان صيييحيحا ً ( هكيييذا ًنيييص علييييه‬
‫الشييافعي فييي الرسييالة ‪ ،‬مقيييدا لييه بمرسييل‬
‫كبار التابعين ‪ ،‬ومن إذا سمي من أرسييل عنييه‬
‫سمى ثقيية ‪ ،‬وإذا شيياركه الحفيياظ المييأمونون‬
‫لييم يخييالفوه ‪ ،‬وزاد فييي العتضيياد أن يوافييق‬
‫قول صحابي أو يفتي أكثر العلماء بمقتضيياه ‪،‬‬
‫فإن فقد شرط ممييا ذكيير لييم يقبييل مرسييله ‪،‬‬
‫فيييإن وجيييدت قبيييل ) ويتيييبين بيييذلك صيييحة‬
‫المرسل ( وما عضده ‪ ) ،‬وأنهمييا صييحيحان لييو‬
‫عارضيييهما صيييحيح مييين طرييييق ( واحيييدة‬
‫) رجحناهمييا عليييه ( بتعييدد الطييرق ) إذا تعييذر‬
‫الجمع ( بينهما ‪.‬‬

‫‪- 150 -‬‬


‫فوائد‬
‫الولييى ‪ :‬اشييتهر عيين الشييافعي أنييه ل يحتييج‬
‫بالمرسل ‪ ،‬إل مراسيييل سييعيد بيين المسيييب ‪،‬‬
‫لرشاد‬ ‫وفي باي ِ‬ ‫قال المصنف في شرح المهذب‬
‫يل هييو‬ ‫لثبات غلييط ‪،‬‬
‫بالمرسلالنفي وا ِ‬
‫لطلق في‬ ‫وا ِ‬
‫المذكورة ‪ ،‬ول يحتج‬ ‫بالشروط‬ ‫يحتج‬
‫بمراسيل سييعيد إل بهييا أيض يا ً ‪ ،‬قييال ‪ :‬وأصييل‬
‫ذلك أن الشافعي قال فييي مختصيير المزنييي ‪:‬‬
‫بن أسلم عي ّين سييعيد بيين‬ ‫أخبرنا مالك عن زيد‬
‫المسيب أن رسول الّله صلى الله عليه وسلم‬
‫نهييى عيين بيييع اللحييم بييالحيوان ‪ ،‬وعيين ابيين‬
‫عباس أن جييزورا ً نحييرت علييى عهييد أبييي بكيير‬
‫فجيياء رجييل بعنيياق فقييال أعطييوني بهييذه‬
‫العنيياق ‪ ،‬فقيال أبييو بكير ل يصيلح هيذا ‪ ،‬قيال‬
‫الشافعي ‪ :‬وكان القاسم بن محمد وسعيد بن‬
‫المسيب وعروة بن الزبير وأبو بكيير ابيين عبييد‬
‫اللحم بييالحيوان ‪ ،‬قييال ‪:‬‬ ‫الرحمن يحرمون بيع‬
‫ول نعلم أحدا ً من أصحاب رسييول‬ ‫وبهذا نأخذ ‪،‬‬
‫الل ّييه صييلى الل ّييه عليييه وسييلم خييالف أبييا بكيير‬
‫الصديق وإرسال ابن المسيييب عنييدنا حسيين ‪.‬‬
‫اهييي ‪ .‬فيياختلف أصييحابنا فييي معنييى قييوله ‪:‬‬
‫وإرسييال ابيين المسيييب عنييدنا حسيين ‪ ،‬علييى‬
‫وجهين حكاه الشيخ أبو إسحاق الشيرازي في‬
‫اللمع ‪ ،‬والخطيب البغدادي وغيرهما ‪.‬‬
‫أحدهما ‪ :‬معناه أنييه حجيية عنييده بخلف غيرهييا‬
‫من المراسييل ‪ ،‬قيالوا لنهييا فتشيت فوجيدت‬
‫مسندة ‪.‬‬
‫والثاني أنها ليست بحجة عنده بل هي كغيرها‬
‫‪ ،‬قيييالوا وإنميييا رجيييح الشيييافعي بمرسيييله ‪،‬‬
‫والترجيح بالمرسل جائز ‪ ،‬قال الخطيييب وهييو‬
‫الصواب ‪.‬‬
‫ليس بشيء لن فييي مراسيييله مييا لييم‬ ‫والول‬
‫يوجد مسندا ً بحال من وجه يصييح ‪ ،‬وكييذا قييال‬
‫البيهقي ‪ :‬قال وزيادة ابن المسيييب فييي هييذا‬
‫على غيره أنه أصح التابعين إرسال ً فيما زعييم‬
‫الحفيياظ ‪ ،‬قييال المصيينف ‪ :‬فهييذان ِإمامييان‬
‫متضييلعان ميين‬ ‫حافظييان فقيهييان شييافعيان‬
‫الحييديث والفقييه والصييول والخييبرة التاميية‬
‫بنصوص الشافعي ومعاني كلمه ‪ ،‬قال ‪ :‬وأمييا‬
‫قول القفال ‪ :‬مرسل ابن المسيب حجة عندنا‬
‫‪ ،‬فهو محمول على التفصيل المتقدم ‪،‬‬

‫‪- 151 -‬‬


‫قال ‪ :‬ول يصح تعلق من قال إنييه حجية بقييوله‬
‫إرساله حسن ‪ ،‬لن الشافعي لييم يعتمييد عليييه‬
‫وحده ‪ ،‬بل لما انضم إلييه مين قيول أبيي بكير‬
‫وميين حضييره ميين الصييحابة ‪ ،‬وقييول أئميية‬
‫التابعين الربعة الذين ذكرهم وهم أربعية مين‬
‫فقهاء المدينة السبعة ‪ ،‬وقد نقل ابن الصييباغ‬
‫وغيييره هييذا الحكييم عيين تمييام السييبعة ‪ ،‬وهييو‬
‫مذهب مالك وغيره ‪ ،‬فهذا عاضد ثان للمرسل‬
‫‪ .‬اهي ‪.‬‬
‫وقال البلقيني ‪ :‬ذكيير الميياوردي فييي الحيياوي‬
‫أن الشيييافعي اختلييف قييوله فيييي مراسيييل‬
‫بانفرادهييا‬ ‫سعيد ‪ ،‬فكان في القديم يحتج بهييا‬
‫لنه ل يرسل حييديثا ً إل يوجييد مسييندا ً ولنييه ل‬
‫يابرً‬ ‫يروي إل ميا سيمعه مين جماعية أو مين أكي‬
‫الصييحابة ‪ ،‬أو عضييده قييولهم ‪ ،‬أو رآه منتشييرا‬
‫عنييد ًالكافيية ‪ ،‬أو وافقييه فعييل أهييل العصيير ‪،‬‬
‫ت ‪ ،‬فكييانت مييأخوذة‬ ‫سيب َِر ْ‬
‫وأيضا فإن مراسيله ُ‬
‫بينهمييا ميين المواصييلة‬ ‫عن أبييي هريييرة ‪ ،‬لمييا‬
‫والصيييهارة فصيييار إرسييياله كإسيييناده عنيييه ‪،‬‬
‫ومذهب الشافعي في الجديد أنه كغيييره ‪ ،‬ثييم‬
‫هيييذا الحيييديث اليييذي أورده الشيييافعي مييين‬
‫مراسيل سعيد يصييلح مثييال ً لقسييام المرسييل‬
‫المقبول ‪ ،‬فإنه عضييده قييول صييحابي وأفييتى‬
‫أكثر أهل العلم بمقتضاه ‪ ،‬وله شيياهد مرسييل‬
‫آخر أرسله من أخذ العلم من غير رجال الول‬
‫‪ ،‬وشاهد آخر مسند ‪ ،‬فروى إلى البيهقي فييي‬
‫» المدخل « من طريق الشييافعي عيين مسييلم‬
‫بن خالد عن ابن جريج عيين القاسييم بيين أبييي‬
‫بزة قال ‪ :‬قدمت المدينيية فوجيدت جيزورا ً قيد‬
‫جزرت فجيزئت أربعيية أجيزاء ‪ ،‬كيلً جيزء منهييا‬
‫فقيال ليي‬ ‫بعناق ‪ ،‬فأردت أن أبتاع منها جيزءا‬
‫الرجل من أهل المدينة ‪ :‬إن رسول الّله صلى‬
‫الل ّييه عليييه وسييلم نهييى أن يبيياع حيي بميييت ً ‪،‬‬
‫فسألت عن ذلك الرجييل فييأخبرت عنييه خيييرا ‪،‬‬
‫قال البيهقي ‪ :‬فهذا حديث أرسييله سييعيد بيين‬
‫المسيب ورواه القاسم بن أبي بزة عن رجييل‬
‫من أهل المدينيية مرس يل ً ‪ ،‬والظيياهر أنييه غييير‬
‫سعيد فإنه أشهر من أن ل يعرفه القاسم بيين‬
‫أبي بزة المكي حييتى يسييأل عنييه ‪ ،‬قييال وقييد‬
‫رويناه من حديث الحسن عن سمرة بن جندب‬
‫عيين النييبي صييلى الّلييه عليييه وسييلم ‪ ،‬إل أن‬
‫الحفاظ اختلفوا في سماع الحسن من سمرة‬
‫في غييير حييديث العقيقيية ‪ ،‬فمنهييم ميين أثبتييه‬
‫ياهد‬ ‫فيكون مثال ً للفصل الول يعنييي ميياله شي‬
‫أيض يا ً‬ ‫مسييند ‪ ،‬ومنهييم ميين لييم يثبتييه فيكييون‬
‫مرسل ً انضم إلى مرسل سعيد ‪ .‬انتهى ‪.‬‬

‫‪- 152 -‬‬


‫الثانية ‪ :‬صور الرازي وغيره من أهل الصييول‬
‫لسييناد ‪،‬‬‫منتهض ا ِ‬ ‫المسند العاضد بأن ل يكون‬
‫فالحتجيياج‬ ‫ليكييون الحتجيياج بييالمجموع ‪ ،‬وإل‬
‫حينئذ بالمسند فقط وليييس بمخصييوص بييذلك‬
‫لشارة إليه في كلم المصنف ‪.‬‬ ‫كما تقدم ا ِ‬
‫الثالثييية ‪ :‬زاد الصيييوليون فيييي العتضييياد أن‬
‫يوافقه قييياس أو انتشييار ميين غييير إنكييار ‪ ،‬أو‬
‫عمييل أهييل العصيير بييه ‪ .‬وتقييدم فييي كلم‬
‫الماوردي ذكر الصورتين الخيرتين ‪ ،‬والظاهر‬
‫أنهما داخلتييان فييي قييول الشييافعي ‪ :‬وأفييتى‬
‫أكثر أهل العلم بمقتضاه ‪.‬‬
‫الرابعيية ‪ :‬قييال القاضييي أبييو بكيير ل أقبييل‬
‫المرسل ول في الماكن التي قبلها الشافعي‬
‫حسييما للبيياب ‪ ،‬بييل ول مرسييل الصييحابي إذا‬
‫احتمل سماعه من تابعي ‪ ،‬قييال ‪ :‬والشييافعي‬
‫ل يوجب الحتجيياج بييه فييي هييذه الميياكن بييل‬
‫يستحبه ‪ ،‬كما قال أستحب قبوله ول أسييتطيع‬
‫أن أقييول الحجيية تثبييت بييه ثبوتهييا بالمتصييل ‪.‬‬
‫عارضييه متصييل‬ ‫وقال غيره ‪ :‬فائدة ذلك أنه لو‬
‫قدم عليه ‪ ،‬ولو كان حجة مطلقا ً تعارضا ‪ ،‬لكن‬
‫قيييال اليييبيهقي ‪ :‬ميييراد الشيييافعي بقيييوله‬
‫أستحب ‪ :‬أختار ‪ ،‬وكذا قال المصنف في شرح‬
‫المهذب ‪.‬‬
‫الخامسة ‪ :‬إن لم يكن في البيياب دليييل سييوى‬
‫المرسل فثلثة أقوال للشافعي ‪ :‬ثالثها وهييو‬
‫الظهر يجب النكفاف لجله ‪.‬‬
‫الحتجيياج بالمرسييل‬ ‫السييادس ‪ :‬تلخييص فييي‬
‫عشييرة ً أقييوال ‪ :‬حجيية مطلقييا ً ‪ ،‬ل يحتييج بييه‬
‫مطلقييا ‪ ،‬يحتييج بييه إن أرسييله أهييل القييرون‬
‫الثلثيية ‪ ،‬يحتييج بييه إن لييم يييرو إل عيين عييدل ‪،‬‬
‫يحتج به إن أرسله سييعيد فقييط ‪ ،‬يحتييج بييه إن‬
‫الباب سواه ً ‪،‬‬ ‫اعتضد ‪ ،‬يحتج به إن لم يكن في‬
‫هو أقوى من المسند ‪ ،‬يحتج به ندبا ً ل وجوبا ‪،‬‬
‫يحتج به إن أرسله صحابي ‪.‬‬

‫‪- 153 -‬‬


‫السييابعة ‪ :‬تقييدم فييي قييول ابيين جرييير ‪ :‬إن‬
‫التييابعين أجمعيوا عليى قبييول المرسيل ‪ ،‬وإن‬
‫الشافعي أول ميين أبيياه ‪ ،‬وقييد تنبييه الييبيهقي‬
‫لذلك فقال في » المدخل « ‪ :‬باب ما يسييتدل‬
‫بييه علييى ضييعف المراسيييل بعييد تغييير النيياس‬
‫وظهور الكذب والبدع ‪ ،‬وأورد فيييه مييا أخرجييه‬
‫مسلم عن ابيين سيييرين قييال ‪ :‬لقييد أتييى عييل‬
‫الناس زمييان ومييا يسييأل عيين إسييناد حييديث ‪،‬‬
‫فلما وقعت الفتنة سئل عن إسييناد الحييديث ‪،‬‬
‫فينظير مين كيان مين أهييل السيينة يؤخيذ مين‬
‫حديثه ‪ ،‬ومن كان من أهل البدع ترك حديثه ‪.‬‬
‫الثامنة ‪ :‬قال الحاكم في علوم الحديث ‪ :‬أكثر‬
‫ما تروى المراسيل من أهل المدينة عيين ابيين‬
‫المسيب ‪ ،‬ومن أهل مكة عيين عطيياء بيين أبييي‬
‫رباح ‪ ،‬ومن أهل البصرة عن الحسن البصري ‪،‬‬
‫ومن أهل الكوفة عن إبراهيم بن يزيد النخعي‬
‫‪ ،‬ومن أهل مصيير عيين سييعيد بيين أبييي هلل ‪،‬‬
‫ومن أهل الشام عن مكحول ‪ ،‬قال ‪ :‬وأصييحها‬
‫كما قال ابيين معييين مراسيييل ابيين المسيييب ‪،‬‬
‫لنه من أولد الصحابة وأدرك العشييرة وفقيييه‬
‫أهل الحجاز ومفييتيهم وأول الفقهيياء السييبعة‬
‫الييذين يعتييد مالييك بإجميياعهم كإجميياع كافيية‬
‫الناس ‪ ،‬وقد تأمل الئمة المتقدمون مراسيله‬
‫فوجدوها بأسانيد صحيحة ‪ ،‬وهذه الشرائط لم‬
‫توجد في مراسيل غيره قييال ‪ :‬والييدليل علييى‬
‫عدم الحتجيياج بالمرسييل غييير المسييموع ميين‬
‫الكتاب ‪ ،‬قوله تعالى ‪ } :‬ليتفقهوا فييي الييدين‬
‫ولينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم { ) التوبيية ‪:‬‬
‫‪ ، ( 122‬ومييين السييينة حيييديث ‪ » :‬تسيييمعون‬
‫ويسمع منكم ويسمع ممن يسمع منكم « ‪.‬‬

‫‪- 154 -‬‬


‫التاسعة ‪ :‬تكلم الحيياكم علييى مراسيييل سييعيد‬
‫فقط دون سائر ميين ذكيير معييه ‪ ،‬ونحيين نييذكر‬
‫ذلك ‪ ،‬فمراسيل عطيياء ‪ ،‬قييال ابيين المييديني ‪:‬‬
‫كييان عطيياء يأخييذ عيين كييل ضييرب ‪ ،‬مرسييلت‬
‫مجاهد أحب إلي ميين مرسييلته بكييثير ‪ ،‬وقييال‬
‫أحمد بن حنبل ‪ :‬مرسلت سييعيد بيين المسيييب‬
‫أصح المرسلت ‪ ،‬ومرسلت إبراهيم النخعي ل‬
‫بأس بها ‪ ،‬وليس فييي المرسييلت أضييعف ميين‬
‫مرسييلت الحسيين ‪ ،‬وعطيياء بيين أبييي ربيياح ‪،‬‬
‫فإنهما كانا يأخذان عن كل واحييد ‪ ،‬ومراسيييل‬
‫الحسن تقدم القول فيهييا عيين أحمييد ‪ ،‬وقييال‬
‫ابن المديني ‪ :‬مرسلت الحسن البصري الييتي‬
‫رواها عنه الثقات صحاح ‪ ،‬ما أقييل مييا يسييقط‬
‫منها ‪ ،‬وقال أبو زرعة ‪ :‬كل شيء قال الحسن‬
‫قال رسول ًالّله صلى الّله عليه وسلم وجييدت‬
‫له أصل ً ثابت يا ‪ ،‬مييا خل أربعيية أحيياديث ‪ ،‬وقييال‬
‫قال الحسن فييي‬ ‫القطان ‪ :‬ما‬ ‫يحيى بن سعيد‬
‫صلى الّله عليييه وسييلم‬ ‫رسول ال ّ‬
‫له‬ ‫حديثه قال‬
‫إل وجدنا له أصل ً إل حديثا ً أو حديثين ‪.‬‬
‫لسييلم ‪ :‬ولعلييه أراد مييا جييزم بييه‬ ‫ييخ ا ِ‬
‫قييال شي‬
‫وقال غيره ‪ :‬قال رجل للحسن يا ّأبا‬ ‫الحسن ‪،‬‬
‫إنييك تحييدثنا فتقييول قييال رسييول اللييه‬ ‫سييعيد‬
‫صلى الّله عليه وسلم ‪ ،‬فلييو كنييت تسيينده لنييا‬
‫إلى من حدثك ُ؟ فقال الحسيين ‪ :‬أيهييا الرجييل‬
‫مييا كييذبنا ول كييذبنا ولقييد غزونييا غييزوة إلييى‬
‫ومعنييا فيهييا ثلثمييائة ميين أصييحاب‬ ‫خراسييان‬
‫محمد صلى الّله عليه وسلم ‪ ،‬وقال يونس بن‬
‫عبيد سألت الحسن قلييت ‪ :‬يييا أبييا سييعيد إنييك‬
‫تقول قال رسول الّله صلى الّله عليه وسلم ‪،‬‬
‫وإنك لييم تييدركه ؟ فقييال يييا ابيين أخييي ‪ :‬لقييد‬
‫سألتني عن شيء ما سييألني عنييه أحييد قبلييك‬
‫ولول منزلتك مني ما أخبرتك ‪ ،‬إني في زمييان‬
‫شيييء‬ ‫كما ترى ؟ وكان في زمن الحجاج ‪ ،‬كل‬
‫سمعتني أقيوله قيال رسيول الّليه صيلى الّليه‬
‫طالب ‪ ،‬غير‬ ‫عليه وسلم فهو عن علي بن أبي‬
‫أني في زمان ل أستطيع أن أذكر عليا ً ‪ ،‬وقال‬
‫محمد بن سعيد ‪ :‬كييل مييا أسييند مين حيديثه أو‬
‫روي عمن سمع منييه فهييو حسيين حجيية ‪ ،‬ومييا‬
‫أرسل من الحديث فليس بحجة ‪.‬‬

‫‪- 155 -‬‬


‫وقال العراقي ‪ :‬مراسيل الحسن عندهم شييبه‬
‫الريح ‪ ،‬وأما مراسيل النخعي فقال ابن معييين‬
‫مراسيييل إبراهيييم أحييب إلييي ميين مراسيييل‬
‫الشعبي ‪ ،‬وعنه أيض ّا ً أعجب إلي من مرسييلت‬
‫سييالم بيين عبييد اللييه والقاسييم وسييعيد بيين‬
‫المسيب ‪ ،‬وقييال أحمييد ‪ :‬ل بييأس بهييا ‪ ،‬وقييال‬
‫العمش ‪ :‬قلت لبراهيم النخعي أسند لي عن‬
‫مسعود فقالِ ‪ :‬إذا حدثتكم عن رجييل عيين‬ ‫ابن‬
‫عبد ال ّّله فهييو الييذي سيمعت ‪ ،‬وإذا قلي ّيت قييال‬
‫عبد الله فهو عن غير واحد من عبد الله ‪.‬‬
‫العاشرة ‪ :‬في مراسيييل أخيير ذكرهييا الترمييذي‬
‫في جامعه وابن أبي حاتم وغيرهمييا مراسيييل‬
‫الزهري ‪ :‬قييال ابيين معييين ويحيييى بيين سييعيد‬
‫القطان ‪ :‬ليس بشيء ‪ ،‬وكذا قال الشييافعي ‪:‬‬
‫قال لنا نجده يروي عن سليمان بن أرقم ‪.‬‬
‫وروى الييبيهقي عيين يحيييى بيين سييعيد قييال ‪:‬‬
‫مرسييل الزهييري شيير ميين مرسييل غيييره لنييه‬
‫حييافظ وكلمييا قييدر أن يسييمي سييمى ‪ ،‬وإنمييا‬
‫يترك من ل يستحب أن يسييميه ‪ ،‬وك ًييان يحيييى‬
‫بن سعيد ل يرى إرسال قتادة شيييئا ‪ ،‬ويقييول‬
‫هو بمنزلة الريح ‪.‬‬
‫وقال يحيييى بيين سييعيد ‪ :‬مرسييلت سييعيد بيين‬
‫جبير أحيب إليي مين مرسيلت عطياء ‪ .‬قييل ‪:‬‬
‫فمرسييلت مجاهييد أحييب إليييك أو مرسييلت‬
‫طاوس ‪ ،‬قال ما أقربهما ‪.‬‬
‫وقال أيضا ً ‪ :‬مالك عن سعيد بن المسيب أحب‬
‫ل ضييعيف ‪.‬‬ ‫إلي من سفيان عن إبراهيييم ‪ ،‬وك ي ٌ‬
‫وقال أيضا ً ‪ :‬سفيان عن إبراهيم شبه ل شيء‬
‫‪ ،‬لنييه لييو كييان فيييه إسييناد صييلح ‪ .‬وقييال ‪:‬‬
‫مرسييلت أبييي إسييحاق الهمييداني والعمييش‬
‫والتيمي ويحيى ابن أبي كثير شييبه ل شيييء ‪،‬‬
‫ومرسييلت إسييماعيل بيين أبييي خالييد ليسييت‬
‫بشيء ‪ ،‬ومرسلت عمرو بن دينييار أحييب إلييي‬
‫ومرسييلت معاوييية بيين قييرة أحييب إلييي ميين‬
‫مرسلت زيد بن أسلم ‪ ،‬ومرسلت ابيين عيينيية‬
‫شبه الريح ‪ ،‬وسييفيان بيين سييعيد ‪ ،‬ومرسييلت‬
‫أنس أحب إلييي ‪ ،‬وليييس فييي القييوم‬ ‫مالك بن‬
‫أصح حديثا ً منه ‪.‬‬

‫‪- 156 -‬‬


‫الحادية عشيرة ‪ :‬وقيع فيي » صيحيح مسيلم «‬
‫أحاديث مرسلة فانتقدت عليه وفيهييا مييا وقيع‬
‫لرسال في بعضه ‪ ً ،‬فأمييا هييذا النييوع فعييذره‬ ‫ا ِ‬
‫فيه أنه يورده محتجا بالمسند منه ل بالمرسل‬
‫‪ ،‬ولم يقتصر عليه للخلف في تقطيع الحديث‬
‫‪ ،‬على أن المرسل منيه قيد تييبين اتصيياله مين‬
‫وجه آخيير كقييوله فييي كتيياب الييبيوع ‪ :‬حييدثني‬
‫محمد بن رافع ثنا حجين ثنا الليث عيين عقيييل‬
‫شهاب عن ّسعيد بيين المسيييب ‪ » :‬أن‬ ‫عن ابن‬
‫رسول الّله صلى اللييه علييه وسيلم نهيى عين‬
‫وأخبرني سالم بيين‬ ‫المزابنة « ‪ .‬الحديث قال ‪:‬‬
‫عبد الّله عن رسول الّله صلى الّله عليه وسلم‬
‫قال ‪ » :‬ل تبتاعوا التمر حتى يبدو صييلحه ول‬
‫يبرني‬ ‫تبتاعوا التمر بالتمر « ‪ ،‬وقال سالم ‪ :‬أخي‬
‫عبد الّله ّعين زيييد بين ثييابت عين رسييول الل ّييه‬
‫صييلى اللييه عليييه وسييلم ‪ » :‬أنييه رخييص فييي‬
‫العرية « ‪ .‬الحديث ‪ .‬وحديث سييعيد وصييله ميين‬
‫حديث سهيل بن أبي صالح عن أبيييه عيين أبييي‬
‫هريييرة ‪ :‬وميين حييديث سييعيد بيين مينييا وأبييي‬
‫الزبير عن جابر ‪ ،‬وأخرجييه هييو والبخيياري ميين‬
‫حديث عطاء عن جييابر ‪ ،‬وحيديث سييالم وصييله‬
‫من حديث الزهري عن سالم عن أبيه ‪ّ ،‬وأخرج‬
‫حديث مالييك عيين عبييد اللييه بيين‬
‫الضاحيعبد ال ّ‬ ‫في‬
‫له بيين أبييي واقييد ‪ » :‬نهييى‬ ‫عن‬ ‫بكر‬ ‫أبي‬
‫رسول الّله صلى الل ّييه عليييه وسييلم ّعيين أكييل‬
‫لحوم الضحايا بعد ثلث ‪ :‬قال عبد الله بن أبي‬
‫بكيير ‪ .‬فييذكرت ذلييك لعمييرة فقييالت ‪ :‬صييدق ‪،‬‬
‫سييمعت عائشيية تقييول « الحييديث ‪ ،‬فييالول‬
‫مرسل والخر مسند ‪ ،‬وبه احتييج ‪ ،‬وقييد وصييل‬
‫الول من حديث ابن عمر وفيه من هذا النمط‬
‫نحو عشرة أحيياديث ‪ ،‬والحكميية فييي إيييراد مييا‬
‫أورده مرسل ً بعد إيراده متصل ً إفادة الختلف‬
‫الواقع فيه ‪ ،‬ومما أورده مرسل ولم يصله في‬
‫موضع آخر حديث أبي العلء بن الشخير ‪ :‬كان‬
‫رسول الّله صلى الّله عليه وسلم ينسخ‬ ‫حديث‬
‫بعضييه بعضيا ً ‪ .‬الحييديث لييم يييرو موصييول ً عيين‬
‫الصحابة من وجه يصح ‪.‬‬
‫الثانية عشرة ‪ :‬صنف في المراسيييل أبييو داود‬
‫ثم أبو حاتم ثم الحافظ أبو سعيد العلئي ميين‬
‫المتأخرين ‪.‬‬

‫‪- 157 -‬‬


‫ه‬ ‫ما مْرسل‬ ‫ذا ك ُّله في غير مرسل الصحابي ‪ ،‬أ َ‬ ‫ه َ‬
‫لُ‬ ‫ّ‬ ‫ذه ّ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬
‫ح ‪ .‬وقي َ‬ ‫صحي‬ ‫ّ‬
‫ن ي ُييبي ّن ال ِ‬ ‫ال‬ ‫ب‬‫ِ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫الم‬ ‫على‬ ‫ه‬
‫ِ‬ ‫حت‬
‫ّ‬ ‫ص‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ب‬ ‫م‬‫ٌ‬ ‫حكو‬ ‫ْ‬ ‫فم‬
‫ة عيين‬ ‫روايي َ‬ ‫َ‬ ‫ره إل ّ أ ْ‬ ‫مرسييل غي ْي ِ‬ ‫هك‬ ‫‪ :‬إن ّ ُ‬
‫ّ‬ ‫يْ‪.‬‬ ‫صحاب ّ‬ ‫َ‬
‫النوع العاشر ‪:‬‬
‫ه الفقهيياءُ‬ ‫ب إْلي ي ِ‬ ‫ذهي َ‬ ‫ح الييذي َ‬ ‫ع ‪ :‬الصحي ُ‬ ‫منقط ُ‬ ‫ال ْ‬
‫ن‬ ‫ميي‬
‫ل إسيينادهَ‬‫رهييم‬ ‫ُ‬ ‫د الييب َّر ‪ ،‬وغي ْ‬ ‫ن عبيي ِ‬ ‫ُ‬ ‫ب وابيي‬ ‫خطييي ُ‬ ‫وال َ‬
‫صي ْ‬ ‫م ي َت ّ ِ‬‫عانمييا لي ْ‬ ‫طي َ‬‫منق ِ‬ ‫وجييال ْ‬ ‫ن‬
‫نأ َ‬ ‫دثي َ‬ ‫المح ّ‬
‫عه ‪ .‬وأ َك َُثيير مييا‬ ‫قطييا ُ‬ ‫ِ‬ ‫ن‬‫ه كييا َ‬ ‫ٍ‬ ‫ي‬
‫ّ‬ ‫علييى أ‬
‫ن الّتاِبعي عن‬ ‫ن دو َ‬ ‫ةم ْ‬ ‫ل في رواي ِ‬ ‫ستعم ُ‬ ‫يُ ْ‬
‫_________________________‬
‫أمييا‬ ‫) هييذا كلييه فييي غييير مرسييل الصييحابي‬
‫مرسله ّ( كأخباره عن شيء فعله رسييول الل ّييه‬
‫صلى الله عليه وسلم أو نحييوه ممييا يعلييم أنييه‬
‫ليييم يحضييير لصيييغر سييينه أو تيييأخر إسيييلمه‬
‫) فمحكييوم بصييحته علييى المييذهب الصييحيح (‬
‫الذي قطع به الجمهور ميين أصييحابنا وغيرهييم‬
‫وأطبق عليه المحدثون المشييترطون للصييحيح‬
‫القائلون بضعف المرسييل ‪ ،‬وفييي الصييحيحين‬
‫من ذلك ما ل يحصى ‪ ،‬لن اكثر رواييياتهم عين‬
‫الصحابة وكلهم عدول ‪ ،‬ورواياتهم عن غيرهم‬
‫نادرة ‪ ،‬وإذا رووها بينوها ‪ ،‬بييل أكييثر مييا رواه‬
‫الصحابة عن التابعين ليييس أحيياديث مرفوعيية‬
‫بيييل إسيييرائيليات أو حكاييييات أو موقوفيييات‬
‫) وقيل إنه كمرسل غيره ( ل يحتج به ) إل أن‬
‫يبين الرواية عن صحابي ( زاده المصنف على‬
‫ابن الصلح وحكاه في شرح المذهب عن أبييي‬
‫لسفراييني وقال الصواب الول ‪.‬‬ ‫إسحق ا ِ‬
‫) النوع العاشر المنقطع ‪ ،‬الصحيح الذي ذهييب‬
‫إليه الفقهاء والخطيب وابن عبد البر وغيرهم‬
‫ميين المحييدثين أن المنقطييع مييا لييم يتصييل‬
‫إسناده علييى أي وجييه كييان انقطيياعه ( سييواء‬
‫كيييان السييياقط منيييه الصيييحابي أو غييييره ‪،‬‬
‫والمرسل واحد ) و ( لكن ) أكييثر مييا يسيتعمل‬
‫في رواييية ميين دون التييابعي عيين الصييحابي ‪،‬‬
‫كمالك عن ابن عمر وقيييل هييو مييا اختييل ( أي‬
‫سقط منه رجل قبل التابعي ( هكذا عييبر ابيين‬
‫الصلح تبعا للحاكم ‪ ،‬والصواب قبل الصحابي‬

‫‪- 158 -‬‬


‫و‬
‫ياي َ‬
‫ل‪:‬ه‬ ‫ن عم يَر ‪ .‬وقي ي َ‬ ‫لاب ْال ُ‬ ‫ك عن‬ ‫صحابي ‪ ،‬كمال ِ ٍ‬ ‫ال‬
‫ما ّ‬
‫ن‬‫محييذوفا ً كي َ‬ ‫َ‬ ‫ي‬ ‫بع‬ ‫يا‬
‫ي‬ ‫ّ‬ ‫ت‬ ‫َ‬ ‫قب‬ ‫ٌ‬
‫ل‬ ‫رج‬ ‫ه‬
‫ُ‬ ‫من‬
‫ِ‬ ‫ل‬‫ّ‬ ‫اخت‬
‫ي عيين‬ ‫و مييا ُرو‬ ‫ل ً‪ُ ِ :‬‬
‫هي ّ‬ ‫قي ي َ‬ ‫مبهما ً ‪ ،‬كَرجييل ‪ .‬و ِ‬ ‫أويا ُ‬
‫ذا‬‫ل ً ‪َ ،‬وه ي َ‬‫فع‬
‫ِ‬ ‫َ‬
‫أو‬ ‫يه‬‫ي‬ ‫ل‬ ‫ل‬ ‫يو‬ ‫ي‬ ‫ق‬ ‫دونييه‬ ‫ميين ُ‬ ‫َ‬ ‫ي أو‬‫ّ‬ ‫بع‬ ‫تي ِ‬
‫ف‪.‬‬‫ب ضعي ٌ‬ ‫غري ٌ‬
‫_________________________‬
‫) محذوفا كييان ( الرجييل ) أو مبهمييا كرجييل (‬
‫هييذا بنيياء علييى مييا تقييدم أن فلنييا عيين رجييل‬
‫يسييمى منقطع يا ً ‪ ،‬وتقييدم أن الكييثرين علييى‬
‫خلفه ‪ ،‬ثم إن هذا القول هو المشهور بشرط‬
‫أن يكييون السيياقط واحييدا فقييط أو اثنييين ‪ ،‬ل‬
‫على التوالي كما جزم العراقي وشيخ السلم‬
‫) وقيل هييو مييا روي عيين تييابعي أو ميين ِدونييه‬
‫قيييول ً ليييه أو فعل ً وهيييذا غرييييب ضيييعيف (‬
‫والمعييروف أن ذلييك مقطييوع ل منقطييع كمييا‬
‫تقدم ثم إن النقطياع قيد يكيون ظياهرا ً وقيد‬
‫يخفى فل يدركه إل أهل المعرفة وقييد يعييرف‬
‫بمجيئه من وجه آخر بزيادة رجل أو أكثر ‪.‬‬
‫فائدة‬
‫ذكر الرشيد العطار ًأن في » صييحيح مسييلم «‬
‫بضييعة عشيير حييديثا فييي إسيينادها انقطيياع ‪،‬‬
‫وأجيب عنها بتبين اتصالها إمييا ميين وجيه آخيير‬
‫عنده ‪ ،‬أو ميين ذلييك الييوجه عنييد غيييره ‪ .‬وهييي‬
‫حديث حميد الطويل عن أبييي رافييع عيين أبييي‬
‫هريرة أنه لقي النبي صلى الل ّييه عليييه وسييلم‬
‫فييي بعييض طييرق المدينيية ‪ ،‬الحييديث ‪ ،‬صييوابه‬
‫حميد عن أبي بكر المزني عن أبي رافع ‪ ،‬كما‬
‫أخرجه الخمسة وأحمييد وابيين أبييي شيييبة فييي‬
‫مسنديهما ‪ ،‬وحديث السائب بن يزيد عين عبيد‬
‫الّلييه بيين السييعدي عيين عميير فييي العطيياء ‪،‬‬
‫صوابه ‪ :‬السائب عن حويطب بن عبد العييّزى ‪،‬‬
‫كذا ذكره الحفاظ ‪.‬‬
‫قال النسائي ‪ :‬لييم يسييمعه السييائب ميين ابيين‬
‫السييعدي ‪ ،‬إنمييا رواه عيين حييويطب عنييه كمييا‬
‫أخرجه البخاري والنسائي ‪ ،‬وحديث يعلييى بيين‬
‫الحارث المحاربي عن غيلن عيين علقميية فييي‬
‫قصة ماعز ‪ ،‬صوابه ‪ :‬يعلى عن أبيه عن غيلن‬
‫‪ ،‬كذا أخرجه النسائي وأبو داود ‪ ،‬وحديث عبييد‬
‫الكريم بن الحارث ‪ ،‬عن المسييتورد بيين شييداد‬
‫مرفوعا ً ‪ » :‬تقوم الساعة والروم أكثر النيياس‬
‫«‪.‬‬

‫‪- 159 -‬‬


‫قيييال الرشييييد ‪ :‬عبيييد الكرييييم ليييم ييييدرك‬
‫المستورد ‪ ،‬ول أبييوه الحييارث لييم يييدركه كمييا‬
‫قال الدارقطني قال ‪ :‬وإنما أورده هكييذا فييي‬
‫الشواهد ‪ ،‬وإل فقد وصله ميين وجييه آخيير عيين‬
‫الليييث عيين موسييى بيين علّييي عيين أبيي ّيه عيين‬
‫المستورد ‪ ،‬وحديث عبيد الله بن عبد اللييه بيين‬
‫بين حفيص فيي الطلق ‪،‬‬ ‫عتبة عن أبي عميرو‬
‫قال في سماع عبيد الّله من أبي عمرو نظر ‪،‬‬
‫وقد وصله من جهة أخرى عن الشييعبي وأبييي‬
‫سلمة عن فاطمة ‪.‬‬
‫وحديث منصور بن المعتمر عن سعيد بن جبير‬
‫عن ابن عباس في الذي وقصته نيياقته ‪ .‬قييال‬
‫الدارقطني ‪ :‬إنما سمعه منصور من الحكم بن‬
‫عتبة عن سعيد كما أخرجه البخاري وأبييو داود‬
‫والنسائي وهو الصييواب ‪ ،‬ووصييله مسييلم ميين‬
‫طريق جعفر بن أبي وحشية وعمرو بن دينييار‬
‫عن سعيد ‪ ،‬وحديث مكحول عين شيرحبيل بيين‬
‫السييمط عيين سييلمان ‪ » :‬ربيياط يييوم « فييي‬
‫سييماع مكحييول منييه نطيير ‪ ،‬فييإنه معييدود فييي‬
‫الصحابة المتقدمين الوفاة والصح أن مكحول ً‬
‫وأم الييدرداء ‪،‬‬ ‫إنما سمع أنسا ً وأبا مرة وواثليية‬
‫وحديث أيوب عن عائشة ً‪ » :‬إن الل ّييه أرسييلني‬
‫مبلغا ً ولم يرسلني متعنتا « ؛ قال ‪ :‬فإن أيوب‬
‫لم يدرك عائشية إل أنييه أورد ذلييك زيييادة فيي‬
‫آخر حييديث مسييند ‪ ،‬ولييم ييير اختصييارهما ولييه‬
‫عادة بذلك في عدة أحاديث ‪ ،‬وهي متصلة في‬
‫حديث التخيير من رواية أبي الزبير عن جابر ‪،‬‬
‫سلم الحبشي عن حذيفة ‪ » :‬إّنييا‬ ‫وحديث أبي‬
‫كّنا بشّر فجاء الّله بخير « ‪.‬‬
‫قال الييدارقطني ‪ :‬أبييو سييلم لييم يسييمع ميين‬
‫حذيفة ول نظرائه الذين نزلييوا العييراق ‪ ،‬وهييو‬
‫متصل في كتابه ميين وجييه آخيير عيين حذيفيية ‪،‬‬
‫وحديث مطر عن زهدم عن أبييي موسييى فييي‬
‫الدجاج ‪.‬‬

‫‪- 160 -‬‬


‫َ‬ ‫النوع الحادي عشر ‪:‬‬
‫ه‬‫يايل ُ‬
‫ضي‬‫ع َ‬ ‫ن‪:‬أ ْ‬ ‫ضيياِد َ ‪َ .‬يقولييو َ‬ ‫فْتح ال ّ‬ ‫هو ب ِ َ‬ ‫ل‪ُ :‬‬ ‫ض ُ‬ ‫ع َ‬‫م ْ‬‫ال ُ‬
‫ن‬
‫عن ْدِ‬ ‫ي‬ ‫ْ‬
‫ثن‬ ‫ا‬ ‫ه‬
‫ِ‬ ‫د‬
‫ِ‬ ‫سينا‬ ‫ْ‬ ‫إ‬ ‫ن‬‫ْ‬ ‫مي‬
‫ِ‬ ‫ط‬ ‫سيق‬ ‫َ‬ ‫ما‬ ‫و‬‫َ‬ ‫ه‬‫ُ‬ ‫و‬ ‫ٌ‬
‫ل‬ ‫ض‬
‫َ‬ ‫ع‬‫َ‬ ‫م‬‫ُ‬ ‫هو‬ ‫ف ُ‬
‫مْرسل ً ِ َ‬ ‫ُ‬ ‫مى‬ ‫ّ‬ ‫ويس‬ ‫ُ‬ ‫طعا ً ‪،‬‬‫منق ِ‬ ‫ُ‬ ‫مى‬ ‫ّ‬ ‫س‬
‫َ‬ ‫وي‬ ‫ُ‬ ‫فَأكثُر ‪،‬‬
‫ل‬ ‫و َ‬‫ن قيي ْ‬ ‫ل‪:‬إ ّ‬ ‫قي َ‬‫م‪،‬و ِ‬ ‫م كما َتقدّ َ‬ ‫ره ْ‬ ‫ء‪ :‬وغي ْ ِ‬ ‫فقها ِ‬ ‫ال ُ‬
‫الّراوي‬
‫_________________________‬
‫قال الدارقطني ‪ :‬لم يسييمع مطيير ميين زهييدم‬
‫إنما رواه عن القاسييم بيين عاصييم عنييه ‪ ،‬وقييد‬
‫وصييله مسييلم ميين طييرق أخييرى عيين زهييدم ‪،‬‬
‫وحديث قتادة عن سيينان بيين سييلمة عيين ابيين‬
‫عباس في قصة البدن ‪.‬‬
‫قال ابن معين ويحيييى بيين سييعيد ‪ :‬قتييادة لييم‬
‫يسييمع هييذا ميين سيينان ‪ ،‬إل أنييه أخرجييه فييي‬
‫الشواهد ‪ ،‬وقد وصله قبل ذلك عن طريق أبي‬
‫التياح عن موسى بن سلمة عن ابيين عبيياس ‪،‬‬
‫وحديث عراك بن مالك عن عائشيية » جيياءتني‬
‫مسكينة تحمل ابنتين « الحديث ‪.‬‬
‫قال أحمد ‪ :‬عراك عن عائشيية مرسييل ‪ .‬وقييال‬
‫موسى بن هارون ‪ :‬ل نعلم له سييماعه منهييا ‪،‬‬
‫وإنمييا يييروي عيين عييروة عيين عائشيية ‪ .‬وقييال‬
‫الرشيد ‪ :‬ل يبعد سماعه منها وهما فييي عصيير‬
‫واحييد وبلييد واحييد ‪ .‬ومييذهب مسييلم أن هييذا‬
‫محمييول علييى السييماع حييتى يتييبين خلفييه ‪،‬‬
‫وحيديث يزيييد بيين أبييي حييبيب عيين محميد بيين‬
‫عمرو بن عطاء قال ‪ » :‬سييمعت ابنييتي بييرة «‬
‫الحديث ‪ .‬سقط بييين يزيييد ومحمييد محمييد بيين‬
‫الليييث ‪،‬‬ ‫إسييحاق ‪ ،‬كييذا رواه المصييريون عيين‬
‫وأخرجه هكذا أبييو داود ‪ ،‬إل أن مسييلما ً وصييله‬
‫من طريق الوليد بن كثير عن محمد بن عمييرو‬
‫بن عطاء ‪.‬‬
‫) النييوع الحييادي عشيير ‪ :‬المعضييل هييو بفتييح‬
‫الضاد ( وأهل الحديث ) يقولييون أعضييله فهييو‬
‫معضييل ( قييال ابيين الصييلح ‪ :‬وهييو اصييطلح‬
‫مشكل المأخذ من حيث اللغة ‪،‬‬

‫‪- 161 -‬‬


‫ن‬ ‫ن َأبي ُ‬
‫هَري ْييرة أ ّ‬ ‫ك ب ََلغني ع ْ‬
‫ل مال ِ ِ‬‫و ِ‬‫ب َرَلغني ‪ ،‬كق ْ‬
‫ك‬ ‫ه عليييه وسييلم قييالً ‪ِ » :‬للمملييو ِ‬ ‫سييول الل ّ ي ِ‬ ‫َ ُ‬
‫ب‬ ‫عنييد أصييحا ِ‬‫ضل ِ‬ ‫ع َ‬
‫مى م ْ‬‫س ّ‬
‫ه « يُ َ‬ ‫سوت ُ‬ ‫ه وك ِ ْ‬ ‫ُ‬ ‫طعام‬
‫ث‪،‬‬ ‫الحدي ِ‬
‫_________________________‬
‫أي لن معضييل ً بفتييح العييين ل يكييون إل ميين‬
‫ثلثييي لزم ‪ ،‬عييدي بييالهمزة وهييذا لزم معهييا‬
‫قال ‪ :‬وبحثت فوجدت له قولهم ‪ :‬أميير عضيييل‬
‫أي مستغلق شديد ‪ ،‬وفعيل بمعنى فاعل يييدل‬
‫علييى الثلثييي ‪ ،‬فعلييى هييذا يكييون لنييا عضييل‬
‫قاصييرا ً ‪ ،‬وأعضييل متعييديا ‪ ،‬كمييا قيالوا ‪ :‬ظليم‬
‫الليل وأظلم ‪ ،‬وهو ما سقط من إسناده اثنان‬
‫فأكثر ( بشرط التوالي ‪ ،‬أما إذا لم يتوال فهو‬
‫منقطع ميين موضييعين ‪ ،‬قييال العراقييي ‪ :‬ولييم‬
‫أجد في كلمهم إطلق المعضل عليه ‪.‬‬
‫) ويسيييمى ( المعضيييل ) منقطعيييا ً ( أيضيييا ً‬
‫) ويسمى مرسل ً عنييد الفقهيياء وغيرهييم كمييا‬
‫تقدم ( في نييوع المرسييل ‪ ) ،‬وقيييل إن قييول‬
‫الييراوي بلغنييي كقييول مالييك ( فييي الموطييأ‬
‫) ّبلغني عن أبي هريرة أن رسول الّلييه صييلى‬
‫اللييه عليييه وسييلم قييال ‪ :‬للمملييوك طعييامه‬
‫وكسوته ( بالمعروف ول يكلف ميين العمييل إل‬
‫ميييا يطييييق ) يسيييمى معضيييل ً عنيييد أصيييحاب‬
‫الحديث ( نقله ابن الصييلح عيين الحييافظ أبييي‬
‫سجزي ‪.‬‬ ‫نصر ال ّ‬
‫وقييد استشييكل ‪ ،‬لجييواز أن‬ ‫قييال العراقييي ‪:‬‬
‫يكون الساقط واحييدا ً ‪ ،‬فقييد سييمع مالييك ميين‬
‫جماعيية ميين أصييحاب أبيييي هريييرة كسييعيد‬
‫المقبري ونعيم المجمر ‪ .‬ومحمد بن المنكدر ‪.‬‬
‫والجواب ‪ :‬أن مالكا ً وصله خييارج الموطييأ عيين‬
‫محمييد بيين عجلن عيين أبيييه عيين أبييي هريييرة‬
‫فعرفنا بذلك سقوط اثنين منه ‪ ،‬قلت بل ذكيير‬
‫النسائي في التمييز أن محمييد بيين عجلن لييم‬
‫يسمعه من أبيه ‪ ،‬بل رواه عن بكير عن عجلن‬
‫‪ ،‬قييال ابي ّين الصييلح ّ ‪ :‬وقييول المصيينفين قييال‬
‫رسول الله صلى الله عليييه وسييلم كييذا ‪ ،‬ميين‬
‫قبيل المعضل ‪.‬‬

‫‪- 162 -‬‬


‫ه‬‫فيي ُ‬‫ي حديثا ً وق َ‬‫بعي تامِبع ّ‬
‫عن‬ ‫ي َ‬ ‫كِبعال ّ‬ ‫ع الّتا‬ ‫وى تاب ُ‬ ‫ذاه ر َ‬ ‫وإ َ‬
‫هو‬ ‫لف ُ‬ ‫ص ٌ‬
‫مت ّ ِ‬
‫ع ُ‬
‫رفو ٌ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫تا‬
‫ّ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ل‬‫َ‬ ‫ذ‬ ‫َ‬ ‫د‬ ‫ْ‬ ‫ن‬‫ع‬‫ِ‬ ‫و‬ ‫وه‬
‫ل‪َ .‬‬ ‫ِ‬ ‫ْ‬ ‫ي‬ ‫عل‬
‫َ‬
‫ض ٌ‬ ‫ع َ‬ ‫م ْ‬ ‫ُ‬
‫_________________________‬
‫فائدة‬
‫ً‬
‫صنف ابن عبد الييبر كتاب يا فييي وصييل مييا فييي‬
‫الموطأ ميين المرسييل والمنقطييع والمعضييل ‪،‬‬
‫قال ‪ :‬وجميع مييا فيييه ميين قييوله بلغنييي وميين‬
‫الثقيية عنييده ممييا لييم يسيينده ‪ ،‬أحييد‬ ‫قوله عيين‬
‫وستون حديثا ً ‪ ،‬كلها مسييندة ميين غييير طريييق‬
‫أنسى‬ ‫مالك إل أربعة ل تعرف ‪ ،‬أحدها ‪ :‬إني ل‬
‫أنسى لسن ‪ ،‬والثاني ‪ :‬أن رسييول الل ّييه‬ ‫ولكن ال ّ‬
‫عليه وسلم أرى أعمار النيياس قبليه‬ ‫له‬ ‫صلى‬
‫أو ما شاء الّله تعالى ميين ذلييك فكييأنه تقاصيير‬
‫قول معيياذ ‪ ّ » :‬آخيير مييا‬ ‫أعمار أمته ‪ ،‬والثالث ‪:‬‬
‫أوصيياني بييه رسييول الّلييه صييلى اللييه عليييه‬
‫وسييلم ‪ ،‬وقييد وضييعت رجلييي فييي الغييرز أن‬
‫قال ‪ :‬أحسن خلقك للناس « ‪ ،‬والرابييع ‪ » :‬إذا‬
‫أنشأت بحرية ثم تشاءمت فتلك عين غديقة «‬
‫‪.‬‬
‫) وإذا روى تييابع التييابعي عيين تييابعي حييديثا ً‬
‫وقفييه عليييه وهييو عنييد ذلييك التييابعي مرفييوع‬
‫متصل فهييو معضييل ( نقلييه ابيين الصييلح عيين‬
‫الحيياكم ‪ ،‬ومثلييه بمييا روي عيين العمييش عيين‬
‫الشييعبي قييال ‪ :‬يقييال للرجييل يييوم القياميية‬
‫عملت كذا وكذا فيقييول ‪ :‬مييا عملتييه ‪ .‬فيختييم‬
‫على فيييه ‪ ،‬الحييديث أعضييله العمييش ووصييله‬
‫الشعبي عن أنييس قييال ‪:‬‬ ‫فضيل بن عمرو عن‬
‫كنا عند النبي صلى الل ّييه عليييه وسيلم ‪ ،‬فيذكر‬
‫يذا جيييد حسيين‬ ‫الحديث ‪ .‬قال ابن الصلح ‪ :‬وهي‬
‫لن هذا النقطاع بواحد مضموما ً إلى الوقييف‬
‫النقطيياع بيياثنين ‪ ،‬الصييحابي‬ ‫يشييتمل علييى‬
‫ورسول الّله صييلى الل ّييه عليييه وسييلم ‪ ،‬فييذلك‬
‫باستحقاق اسييم العضييال أولييى ‪ .‬اهيي ‪ .‬قييال‬
‫ابن جماعة ‪ :‬وفيه ِنظيير ‪ ،‬أي لن مثييل ذلييك ل‬
‫يقال من قبيل الرأي ‪ ،‬فحكمه حكم المرسل ‪،‬‬
‫وذلك ظاهر ل شك فيه ‪ .‬ثييم رأيييت عيين شيييخ‬
‫لسلم أن لما ذكييره ابيين الصييلح شييرطين ‪:‬‬ ‫ا ِ‬
‫يكون ممييا يجييوز نسييبته إلييى غييير‬ ‫أن‬ ‫أحدهما‬
‫النبي صييلى الل ّييه عليييه وسييلم فييإن لييم يكيين‬
‫فمرسل ‪ ،‬الثاني أن يروى مسيندا ً مين طرييق‬
‫ذلك الذي وقف عليه ‪ ،‬فإن لم يكن فموقييوف‬
‫ل معضل لحتمال أنييه قيياله ميين عنييده ‪ ،‬فلييم‬
‫يتحقييق شييرط التسييمية ميين سييقوط اثنييين ‪.‬‬
‫***تتبع الصفحات***‬

‫‪- 163 -‬‬


‫فروع ‪:‬‬
‫ن‪،‬‬ ‫ن عن فل‬ ‫ن وهو فل ٌ‬ ‫المعْنع ُ‬ ‫لسنادُ‬ ‫دها إ‪:‬ن ّاه ِ‬ ‫أح ُ‬
‫ل‬‫ه ْ العم ٍي ُ‬
‫ِ‬ ‫صحيح ال َييذي علي ْي‬ ‫ّ‬ ‫ل وال‬ ‫مَرس ٌ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ل‪:‬‬ ‫قي َ‬‫ِ‬
‫ه‬
‫قي ِ‬ ‫ف ْ‬
‫ث وال ِ‬ ‫حييدي ِ‬ ‫ب ال ْ‬
‫صييحا ِ‬‫ل ‪ْ.‬‬‫نأ‬ ‫ْ‬ ‫م‬
‫هيُر ِ‬ ‫ه الجما ِ‬ ‫ُ‬ ‫وقال‬
‫ص ٌ‬ ‫مت ّ ِ‬‫ه ُ‬‫صول ‪ ،‬أن ّ ُ‬ ‫وال ُ‬
‫_________________________‬
‫فائدتان‬
‫لمييام الشييمني ‪ :‬خييص‬
‫والمعضييل بمييا ليييس فييي‬ ‫ييخا ً ا ِ‬ ‫الولييى ‪ :‬قييال شي‬
‫التبريزي المنقطييع‬
‫لسناد ‪ ،‬وأما ما كان في أولييه فمعلييق ‪،‬‬ ‫أول ا‬
‫وكلم ِابن الصلح أعم ‪.‬‬
‫الثانيييية ‪ :‬مييين مظيييان المعضيييل والمنقطيييع‬
‫والمرسييل ‪ ،‬كتيياب » السيينن « لسييعيد بيين‬
‫منصور ومؤلفات ابن أبي الدنيا ‪.‬‬
‫لسناد المعنعن وهييو ( قييول‬ ‫فلن ا ِ‬‫) فروع ‪ :‬أحدها‬
‫عن فلن ( بلفظ عن من غير‬ ‫الراوي ‪) :‬‬
‫لخبار والسييماع ) قيييل ‪ :‬إنييه‬ ‫ِ‬ ‫بيان للتحديث وا‬
‫مرسل ( حتى يتبين اتصيياله ) والصييحيح الييذي‬
‫عليييه العمييل وقيياله الجميياهير ميين أصييحاب‬
‫الحديث والفقه والصول أنه متصل ( ‪.‬‬
‫قال ابن الصلح ‪ :‬ولذلك أودعييه المشييترطون‬
‫للصيحيح فيي تصيانيفهم ‪ ،‬وادعيى أبييو عميرو‬
‫الداني إجماع أهل النقل عليه ‪ ،‬وكان ابن عبد‬
‫البر يييدعي ِإجميياع أئميية الحييديث عليييه ‪ ،‬قييال‬
‫العراقييي ‪ :‬بييل صييرح بادعييائه فييي مقدميية »‬
‫التمهيد «‬
‫‪177‬‬

‫‪- 164 -‬‬


‫َ‬
‫ط‬ ‫مدَّلس يا ً وِبش يْر ِ‬ ‫ُ‬ ‫ن‬‫ُ‬ ‫ً‬ ‫عي‬ ‫ن المعن ْ ِ‬ ‫ن ل َيكييو َ‬ ‫طأ ْ‬ ‫شْر ِ‬ ‫ب َ‬
‫ط‬ ‫عضييا ‪ ،‬وفي ُيي اشييتَرا ِ‬ ‫ضييهم ب َ ْ‬ ‫عُ ِ‬ ‫ء بَ ْ‬ ‫إمكييان ِّلقييا ِ‬
‫ة‬
‫رواييي ِ‬ ‫ه ِبال ّ‬ ‫فت ِ‬
‫ر ْ‬‫ع ِ‬ ‫ة وم ْ‬ ‫حب َ ِ‬ ‫صَ ْ‬ ‫ء وطول ال‬ ‫ت اللقا ِ‬ ‫ُثبو ِ‬
‫ن‬ ‫مي ْ‬ ‫ط شيييئا ً ِ‬ ‫ر‬‫ِ‬ ‫شييت‬ ‫م يَ ْ‬ ‫ْ‬ ‫ن ّلي‬ ‫م مي ْ‬ ‫ْ‬ ‫ه‬‫من ْ‬ ‫ف‪ِ ،‬‬ ‫خل ٌ‬ ‫ه ِ‬ ‫ذلن ْ ُ‬
‫ع‬
‫عييى‬ ‫جي ّياج ‪ ،‬واد َ‬ ‫سييلم بيين الح ّ‬ ‫م ْ‬ ‫ُ‬ ‫ب‬ ‫مذه ُ‬ ‫َ‬ ‫و‬ ‫ه‬
‫ُ‬
‫الجما َ َ‬ ‫و‬ ‫ك‬‫َ‬
‫ن شَرط اللقاءَ وح يدَهُ ‪،‬‬ ‫مم ْ‬ ‫ْ‬ ‫ه‬‫من ُ‬ ‫ه‪،‬و ِ‬ ‫ع في ِ‬ ‫ِ ْ‬
‫ي‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫دين‬‫بييينُ المييي ِ‬ ‫َ‬ ‫ي ‪ ،‬وا ْ‬ ‫ّ‬ ‫ول الُبخيييار‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫و قييي‬ ‫َ‬ ‫وهييي‬
‫ة‬‫حب ِ‬ ‫ل الصيي ْ‬ ‫ن شَرط طو َ‬ ‫مم ْ‬ ‫ه‬ ‫من ُ‬ ‫مح ّ‬
‫ه ‪ّ .‬وك َُثيير‬ ‫لبالّرواية عن ُ‬ ‫ه ُِ‬ ‫تعما ُ‬ ‫رفت‬ ‫اس ِِ‬
‫معْ‬
‫ط ْ‬ ‫شَرو ِ َ‬ ‫قين ‪.‬‬
‫ن‬
‫ْ‬
‫ق ِ‬
‫مم‬ ‫ْ‬ ‫ه‬ ‫وال ُ‬
‫من ْ‬ ‫و ِ‬
‫صار‬ ‫ه الع ْ‬ ‫ذ ِ‬ ‫في ه ِ‬
‫_________________________‬
‫ين‬ ‫ي‬ ‫العي‬ ‫ير‬ ‫ي‬ ‫بكس‬ ‫(‬ ‫ين‬ ‫ي‬ ‫المعنع‬ ‫) بشرط أن ل يكييون‬
‫) مدلسا ً وبشرط إمكان لقيياء بعضييهم بعض يا ً (‬
‫أي لقاء المعنعيين ميين روى عنييه بلفييظ عيين ‪،‬‬
‫فحينئذ يحكم بالتصال إل أن يتبين خلف ذلك‬
‫‪ ) .‬وفي اشتراط ثبوت اللقاء ( وعدم الكتفاء‬
‫بإمكييانه ) وطييول الصييحبة ( وعييدم الكتفيياء‬
‫فته بالرواية عنه ( وعييدم‬ ‫بثبوت اللقاء ) ومعر ْ‬
‫الكتفاء بالصحبة خلف ‪ ،‬منهم من لم يشترط‬
‫شيئا من ذلك ( واكتفى بإمكييان اللقيياء وعييبر‬
‫عنييه بالمعاصييرة ) وهييو مييذهب مسييلم بيين‬
‫لجميياع فيييه ( فييي خطبيية‬ ‫الحجيياج وادعييى ا‬
‫صحيحه ‪ ،‬وقال إن ِاشتراط ثبوت اللقاء قييول‬
‫ع لييم يسييبق قييائله إليييه ‪ ،‬وأن القييول‬ ‫الشائع ِ‬ ‫مخييتر‬
‫المتفق عليه بين أهييل العلييم بالخبييار‬
‫قديما ً وحديثا ً أنه يكفي أن يثبت كونهمييا فييي‬
‫عصر واحد ‪ ،‬وإن لم يأت في خييبر قييط أنهمييا‬
‫اجتمعا أو تشافها ‪.‬‬
‫قال ابن الصييلح ‪ :‬وفيمييا قيياله مسييلم نظيير ‪،‬‬
‫قال ول أرى هذا الحكم يستمر بعد المتقدمين‬
‫فيما وجد من المصنفين فييي تصييانيفهم ممييا‬
‫ذكروه عن مشايخهم قائلين فيه ذكيير فلن أو‬
‫قال فلن ‪ ،‬أي فليس له حكم التصال مييا لييم‬
‫يكن له من شيخه إجازة ‪.‬‬
‫) ومنهم ميين شييرط اللقيياء وحييده وهييو قييول‬
‫البخاري وابن المديني والمحققين ( من أئميية‬
‫هذا العلييم ‪ ،‬قيييل ‪ :‬إل أن البخيياري ل يشييترط‬
‫ذلك في‬

‫‪- 165 -‬‬


‫ت‬ ‫ْ‬ ‫ذا قييا َ َ‬ ‫ة ‪ ،‬فييإ َ‬
‫م ‪ :‬قييرأ ُ‬ ‫ْ‬ ‫ده‬ ‫ل أح ي ُ‬ ‫عن في َالجيياَز ِ‬
‫ة‬
‫لجاَز ِ‬ ‫ِ‬ ‫با‬ ‫ه‬
‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ن‬ ‫ع‬ ‫ُ‬ ‫ه‬ ‫روا‬ ‫ه‬
‫ُ‬ ‫أن‬ ‫ُ‬ ‫ه‬ ‫ُ‬ ‫د‬ ‫مرا‬‫ُ‬ ‫ف‬ ‫ن‪،‬‬ ‫على فلن ع ْ‬
‫ذا قيييال حيييدثنا الزهيييري أ َ‬ ‫‪.‬‬
‫ن ابييين‬ ‫ّ ْ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫إ‬ ‫‪:‬‬ ‫يياني‬ ‫ي‬ ‫الث‬
‫ب‬ ‫المسي ّ‬ ‫ل اْبن‬ ‫و قال ‪ :‬قا َ‬ ‫ذاِبك‪َ َ ،‬‬
‫ل ‪ِ،‬‬‫فعيي ُ‬ ‫ب يَ ْ‬ ‫ِ‬ ‫كان اْبن المسي ّ‬ ‫أوأ ْ َ‬ ‫ذا‬ ‫دثه‬
‫فعل ك ُ َ‬
‫ح ّ‬‫ب َ‬ ‫المسي‬
‫وّ ِ َ‬ ‫ذا أ‬ ‫ك َ‬
‫ة‪:‬ل‬ ‫جماعيي ٌ‬ ‫حمدُ ْبن حْنبييل و َ‬ ‫فقال أ ْ‬ ‫ذلك َ‬ ‫شْبه ْ َ‬‫وْ ِ‬
‫ن‬
‫هها ِبع ْ‬ ‫شب ُ‬ ‫نو ِ‬ ‫قأ ّ‬ ‫ح ُ‬ ‫ت َلت ِ‬
‫_________________________‬
‫أصييل الصييحة بييل الييتزمه فييي جييامعه ‪ ،‬وابيين‬
‫المييديني يشييترطه فيهييا ‪ ،‬ونييص علييى ذلييك‬
‫الشييافعي فييي الرسييالة ) ومنهييم ميين شييرط‬
‫طول الصحبة ( بينهما ولم يكتف بثبوت اللقاء‬
‫وهييو أبييو المظفيير السييمعاني ) ومنهييم ميين‬
‫شرط معرفته بالرواييية عنييه ( وهييو أبييو عميير‬
‫واشترط أبييو الحسيين القابسييي أن‬ ‫والداني ‪،‬‬
‫يييدركه إدراك يا ً بينييا حكيياه ابيين الصييلح ‪ ،‬قييال‬
‫العراقي ‪ :‬وهذا داخل فيما تقدم من الشروط‬
‫لسييلم‬ ‫‪ ،‬فلذلك أسقطه المصنف ‪ .‬قال شيخ ا‬
‫‪ :‬من حكم بالنقطاع مطلق يا ً شييدد ويليي ِيه ميين‬
‫شرط طول الصحبة وميين اكتفييى بالمعاصييرة‬
‫سييهل والوسييط الييذي ليييس بعييده إل التعنييت‬
‫مذهب البخاري ومن وافقه ‪ ،‬وما أورده مسلم‬
‫عليهم ‪ ،‬من لزوم رد المعنعن دائما ً ‪ ،‬لحتمال‬
‫عيييدم السيييماع لييييس بيييوارد لن المسيييألة‬
‫مفروضة في غير المدلس ومن عنعيين مييا لييم‬
‫يسمعه فهييو مييدلس ‪ ،‬قييال وقييد وجييدت فييي‬
‫بعض الخبار ورود عن فيما لييم يكيين سييماعه‬
‫الكييثير ‪،‬‬ ‫من الشيخ وإن كان الراوي سمع منه‬
‫كما رواه أبو إسحق السبيعي عن عبد الّله بيين‬
‫خبيياب بيين الرت أنييه خييرج عليييه الحرورييية‬
‫فقتلوه حتى جييرى دمييه فييي النهيير ‪ ،‬فهييذا ل‬
‫يمكيين أن يكييون أبييو إسييحق سييمعه ميين ابيين‬
‫خباب كما هو ظاهر العبارة لنه هو المقتول ‪،‬‬
‫قلت السييماع إنمييا يكييون معتييبرا ً فييي القييول‬
‫وأمييا الفعييل فييالمعتبر فيييه المشيياهدة وهييذا‬
‫واضح ) وكثر في هذه العصار اسييتعمال عيين‬
‫لجازة فييإذا قييال أحييدهم ( مثل ً ) قييرأت‬ ‫في ا‬
‫علييى ِفلن عيين فلن فمييراده أنييه رواه عنييه‬
‫لجازة ( وذلك ل يخرجه عن التصال ‪.‬‬ ‫با ِ‬
‫) الثاني إذا قال ( الراوي كمالييك مثل ً ) حييدثنا‬
‫الزهري أن ابن المسيب حييدثه بكييذا أو قييال (‬
‫الزهري ) قال ابن المسيب كذا أو فعل كذا أو‬
‫( قال ) كان‬

‫‪- 166 -‬‬


‫ل‬ ‫ع ‪ ،‬وقييا َ‬ ‫يتبين السييما ُ‬
‫م ْ‬ ‫مْنقطعا ً حّتى َ‬ ‫ن ُ‬‫ل َيكو ُ‬ ‫ب ْ‬
‫ل علييى‬ ‫محمييو ٌ‬ ‫ه َ‬
‫طلق ي ُ‬ ‫ُ‬ ‫ن‪،‬و‬‫ن كع ي ْ‬‫هوُر ‪ :‬أ ّ‬ ‫ُ‬ ‫جم‬
‫ال ْ‬
‫ط المتقدّم ِ ‪.‬‬ ‫شر ِ‬ ‫ع بال ّ‬‫السما ِ‬
‫_________________________‬
‫ابن المسيب يفعل وشبه ذلك فقال أحمد بيين‬
‫حنبل وجماعة ( منهم فيما حكاه ابن عبد الييبر‬
‫وشييبهها بعيين (‬ ‫عن الييبرديجي ) ل تلتحييق أن‬
‫في التصال ) بل يكون منقطعييا ً حييتى يتييبين‬
‫السماع ( في ذلك الخبر بعينه من جهة أخييرى‬
‫) وقال الجمهور ( فيما حكاه عنهييم ابيين عبييد‬
‫الييبر منهييم مالييك ) أن كعيين ( فييي التصييال‬
‫) ومطلقييه محمييول علييى السييماع بالشييرط‬
‫المتقدم ( من اللقاء والبراءة ميين التييدليس ‪،‬‬
‫قييال ابييين عبيييد اليييبر ول اعتبيييار بيييالحروف‬
‫واللفيياظ ‪ ،‬وإنمييا هييو باللقيياء والمجالسيية‬
‫والسيييماع والمشييياهدة ‪ ،‬قيييال ‪ :‬ول معنيييى‬
‫لجميياعهم علييى أن‬ ‫لشييتراط تييبين السييماع‬
‫لسناد المتصل بالصحابي ِسواء أتى فيه بعن‬ ‫ا‬
‫أو ِ بأن أو بقال أو بسمعت فكله متصل ‪ ،‬قييال‬
‫العراقييي ‪ :‬ولقييائل أن يفييرق بييأن للصييحابي‬
‫مزية حيث يعمل بإرساله بخلف غيييره ‪ ،‬قييال‬
‫ابيين الصييلح ‪ :‬ووجييدت مثييل مييا حكييي عيين‬
‫البرديجي للحافظ يعقوب بن أبييي شيييبة فييي‬
‫مسيينده ‪ ،‬فييإنه ذكيير مييا رواه أبييو الزبييير عيين‬
‫محمد بن الحنفية عن عمار قال ‪ :‬أتيت النييبي‬
‫صلى الّله عليييه وسييلم وهييو يصييلي ًفسييلمت‬
‫عليه فرد علي السلم ‪ ،‬وجعله مسندا موصول ً‬
‫‪ ،‬وذكر رواية قيس بن سعد لييذلك عيين عطيياء‬
‫ين ابيين الحنفييية أن عمييارا ً ميير‬ ‫بن أبي رباح عي‬
‫ي صيلى الّليه علييه وسيلم وهيو يصيلي ً‪،‬‬ ‫بالنب ِ‬
‫فجعله مرسل ً من حيث كونه قييال ‪ :‬إن عمييارا‬
‫فعل ولم يقل عن عمار انتهى ‪ .‬قال العراقي‬
‫‪ :‬ولم يقع على مقصود يعقوب ‪ ،‬وبيان ذلييك ‪:‬‬
‫أن ما فعله يعقوب هو صواب من العمل وهييو‬
‫الذي عليه عمل الناس وهو لم يجعلييه مرس يل ً‬
‫من حيث لفظ أن ‪ ،‬بل من حيث إنه لييم يسييند‬
‫حكاييية القصيية إلييى عمييار ‪ ،‬وإل فلييو قييال إن‬
‫عمارا ‪ ،‬قال مييررت لمييا جعلييه مرس يل ً ‪ ،‬فلمييا‬
‫أتى بلفظ أن عمارا ً مر كان محمد هو الحاكي‬
‫لقصة لم يييدركها لنيه لييم يييدرك ميرور عمييار‬
‫بالنبي صلى الّله عليه وسلم فكان نقله لييذلك‬
‫مرسل ً ‪ ،‬قال ‪ :‬والقاعدة أن الراوي إذا‬
‫‪18 .‬‬

‫‪- 167 -‬‬


‫ي وغي ْ يُره‬‫د ّ‬
‫حمي ي ِ‬‫ذكره ال ُ‬ ‫ذي ي ْ‬ ‫ق ال ِ‬ ‫لي ُ‬‫الثالث ‪ :‬الّتع ِ‬
‫م‬
‫نْ‬ ‫ه‬ ‫وسييب َ‬
‫ق ُ‬ ‫ي‬
‫ّ‬ ‫ب ُال ُُبخييار‬
‫ِ‬ ‫كتييا‬
‫نْ ِ‬‫ْ‬ ‫ميي‬ ‫فييي أحيياِديث‬ ‫ِ‬
‫فم ْ‬ ‫ن يحذَ ْ‬ ‫هأ ْ‬‫دارقطني ‪ ،‬صورت ُ‬ ‫باسِتعماِله ال ّ‬
‫_________________________‬
‫روى حييديثا ً فييي قصيية أو واقعيية ‪ ،‬فييإن كييان‬
‫أدرك ما ّ رواه بأن حكى قصة وقعت بين النبي‬
‫صلى اللييه عليييه وسييلم وبييين بعييض الصييحابة‬
‫والراوي لذلك صحابي أدرك تلك الواقعة فهي‬
‫محكييوم لهييا بالتصييال ‪ ،‬وإن لييم يعلييم أنييه‬
‫ية فهييو‬ ‫شيياهدها ‪ ،‬وإن لييم يييدرك تلييك الواقعي‬
‫مرسل صحابي ‪ ،‬وإن كان الراوي تابعيييا ً فهييو‬
‫منقطع ‪ ،‬وإن روى التابعي عن الصحابي قصة‬
‫أدرك وقوعهييا فمتصييل ‪ ،‬وكييذا إن لييم يييدرك‬
‫وقوعها ولكن أسندها له وإل فمنقطعة قال ‪:‬‬
‫وقد حكى اتفاق أهل التمييز من أهل الحديث‬
‫على ذلك ابيين المييواق قييال ‪ :‬ومييا حكيياه ابيين‬
‫يل ميين أن عيين‬ ‫الصلح ‪ :‬قيل عن أحمد بن حنبي‬
‫وأن ليسيييا سيييواء منيييزل أيضيييا ً عليييى هيييذه‬
‫القاعدة ‪ ،‬فإن الخطيب رواه في » الكفاييية «‬
‫بسيينده إلييى أبييي داود ‪ ،‬قييال ‪ :‬سييمعت أحمييد‬
‫قال ‪ :‬قال عروة إن عائشيية‬ ‫قيل له ‪ :‬إن رجل ً‬
‫قالت ‪ :‬يا رسول الّله ‪ ،‬وعن عروة عن عائشيية‬
‫سواء قال ‪ :‬كيف هذا سواء ليييس هييذا بسييواء‬
‫فإنما فرق أحمد بين اللفظين لن عييروة فييي‬
‫اللفييظ الول لييم يسييند ذلييك إلييى عائشيية ول‬
‫أدرك القصيية فكييانت مرسييلة ‪ ،‬وأمييا اللفييظ‬
‫الثيياني فأسييند ذلييك إليهييا بالعنعنيية فكييانت‬
‫متصلة انتهى ‪.‬‬
‫تنبيه‬
‫كثر استعمال أن أيضا ً في هييذه العصييار فييي‬
‫لجييازة ‪ ،‬وهييذا ومييا تقييدم فييي عيين فييي‬ ‫ا ِ‬
‫المشييارقة ‪ ،‬أمييا المغاربي ًية فيسييتعملونها فييي‬
‫لجييازة معييا ‪ .‬وهييذان الفرعييان‬ ‫السييماع وا‬
‫حقهما أن يف ِييردا بنييوع يسييمى المعنعيين كمييا‬
‫صنع ابن جماعة وغيره ‪.‬‬
‫) الثالث التعليق الذي يذكره الحميدي وغيره (‬
‫من المغاربة ) في أحاديث من كتاب البخيياري‬
‫وسييبقهم باسييتعماله الييدارقطني صييورته أن‬
‫يحذف من أول‬
‫‪181‬‬

‫‪- 168 -‬‬


‫ن‬ ‫كثُر ‪ ،‬وكييأّنه ميْأخوذٌ مي‬
‫سييتعملهْ‬ ‫حيدٌ فيأ َ ْ‬
‫ْ‬ ‫لسناِد وا ِ‬ ‫علييياق ِ‬‫ول‬ ‫أت َ ّ‬
‫واله ْ ‪ :‬قييالُ‬ ‫ل‪،‬‬ ‫تصييا‬
‫لسييناِد ِكق ي‬
‫ّ‬ ‫ال‬ ‫طييع‬
‫ذف ك ّي ّ‬
‫ق‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ل‬ ‫ر‬
‫ح ِْ‬ ‫دا‬‫َ‬ ‫جيي‬ ‫ِ‬ ‫ال‬ ‫ع ُ ِ‬ ‫ْ‬
‫و ِ ِ‬
‫ْ‬ ‫ِ‬ ‫لا‬ ‫في َ‬ ‫ضهم‬ ‫بَ ْ‬
‫و قال ابيين‬ ‫ْ‬ ‫ه صلى الله عليه وسلم أ‬ ‫ل الل ّ ِ‬ ‫سو ُ‬ ‫ُ‬ ‫ر‬
‫ه‬
‫ول َلييمُ‬
‫ق‬ ‫ذا الّتعِلي‬
‫يحيح ُ‬ ‫ذا ‪ ،‬وه َ‬ ‫عطاءٌ أو غي ُْرهُ ك َ‬ ‫عّباس أو َ‬
‫صيييغة الجيي ْ‬ ‫صي‬ ‫ع ال ّ‬ ‫م في نو‬ ‫ح كما تقدّ َ‬ ‫صحي ِ‬ ‫سييت ال ّ‬ ‫حكم‬
‫زم‬ ‫ْ‬ ‫ِ‬ ‫فييي غْييير ِ ِ‬ ‫َ‬ ‫عليييق‬ ‫الت ْ‬ ‫ن ُ‬
‫عملوا‬ ‫ْ‬ ‫يَ ْ‬
‫ذكُر ‪،‬‬ ‫ه ‪ ،‬وي ُي ْ‬ ‫ُ‬ ‫ل عن ي‬ ‫و ُيقا ُ‬ ‫ْ‬ ‫ذا ‪ ،‬أ‬ ‫نك َ‬ ‫ٍ‬ ‫فل‬ ‫ْ‬ ‫وى ع‬ ‫ْ‬ ‫كُير‬
‫غة الج يْزم ‪،‬‬ ‫ه صييي َ َ‬ ‫صوا ب ِ‬ ‫خ ّ‬ ‫ل َ‬ ‫هها ب َ ْ‬ ‫شب ْ‬ ‫وُيحكى ‪ ،‬و ِ‬
‫حكى ‪،‬‬ ‫كر ‪ ،‬و َ‬ ‫نهى ِ ‪ ،‬و ُذَ‬ ‫ل ‪ ،‬وَأمر ‪ ،‬و ََ‬ ‫ل ‪ ،‬وفع َ‬ ‫كقا َ‬
‫ه‪.‬‬ ‫سناِد ِ‬ ‫سقط وسط إ ْ‬ ‫فيما َ‬ ‫ملوهُ ِ‬ ‫ع ِ‬ ‫ست ْ‬‫م يَ ْ‬ ‫ول َ ْ‬
‫_________________________‬
‫لسييناد واحييد فييأكثر ( علييى التييوالي بصيييغة‬ ‫ا ِ‬
‫الجيييزم ‪ ،‬ويعيييزى الحيييديث إليييى مييين فيييوق‬
‫المحييذوف ميين رواتييه وبينييه وبييين المعضييل‬
‫وخصوص من وجه ‪ ،‬فيجامعه في حيذف‬ ‫عموم‬
‫اثنين فصاعدا ً ويفارقه في حذف واحد ‪ ،‬وفي‬
‫اختصاصييه بييأول السييند ) وكييأنه ميين تعليييق‬
‫الجييدار لقطييع التصييال ( فيهمييا ) واسييتعمله‬
‫لسييناد كقييوله ‪ :‬قييال‬ ‫يه ا ِ‬ ‫يل‬ ‫بعضهم في حذف كي‬
‫عليييه وسييلم ‪ ،‬أو قييال‬ ‫رسول الّله صييلى الل ّي‬
‫ابيين عبيياس أو عطيياء أو غيييره كييذا ( وإن لييم‬
‫يذكره أصييحاب الطييراف لن موضييوع كتبهييم‬
‫بيييان مييا فييي السييانيد ميين اختلف أو غيييره‬
‫) وهذا التعليق له حكم الصحيح ( إذا وقع فييي‬
‫كتيياب الييتزمت صييحته ) كمييا تقييدم فييي (‬
‫المسييألة الرابعيية ميين ) نييوع الصييحيح ولييم‬
‫يسييتعملوا التعليييق فييي غييير صيييغة الجييزم ‪،‬‬
‫كيييروى عيين فلن كييذا ‪ ،‬أو يقييال عنييه ويييذكر‬
‫ويحكى وشبهها ‪ ،‬بل خصييوا بييه صيييغة الجييزم‬
‫كقال وفعل وأميير ونهييى وذكيير وحكييى ( كييذا‬
‫قال ابن الصلح ‪.‬‬
‫قال العراقي ‪ :‬وقد اسييتعمله غييير واحييد ميين‬
‫المتييأخرين فييي غييير المجييزوم بييه ‪ ،‬منهييم‬
‫الحييافظ أبييو الحجيياج المييزي حيييث أورد فييي‬
‫الطراف ما في البخاري من ذلك‬
‫‪182‬‬

‫‪- 169 -‬‬


‫معلما عليه علمة التعليق ‪ ،‬بل المصنف نفسه‬
‫أورد في الرياض حييديث عائشيية ‪ » :‬أمرنييا أن‬
‫يازلهم « ‪ ،‬وقييال ذكييره مسييلم‬ ‫ننزل الناس مني‬
‫في صحيحه تعليقا ً ‪ ،‬فقال وذكر عن عائشيية ‪.‬‬
‫يستعملوه فيما سييقط وسييط إسييناده (‬ ‫) ولم‬
‫لرسييال‬ ‫ِ‬ ‫لن له اسما ً يخصييه ميين النقطيياع وا‬
‫لعضييال ‪ ،‬أمييا مييا عييزاه البخيياري لبعييض‬ ‫وا ِ‬
‫شيوخه بصيغة قال فلن وزاد فلن ونحو ذلك‬
‫فليس حكمه حكم التعليق عن شيييوخ شيييوخه‬
‫وميين فييوقهم بييل حكمييه حكييم العنعنيية ميين‬
‫التصيييال بشيييرط اللقييياء والسيييلمة مييين‬
‫التييدليس ‪ ،‬كييذا جييزم بييه ابيين الصييلح قييال ‪:‬‬
‫وبلغني عن ًبعض المتأخرين من ً المغاربيية أنييه‬
‫جعليه قسيما مين التعلييق ثانييا وأضياف إلييه‬
‫قييول البخيياري وقييال لييي فلن وزادنييا فلن‬
‫فوسم كل ذلك بالتعلق ‪.‬‬
‫قال العراقي ‪ :‬وما جزم به ابن الصييلح ههنييا‬
‫هو الصواب ‪ ،‬وقد خالف ذلك في نوع الصحيح‬
‫‪ ،‬فجعل من أمثلة التعليق قول البخاري ‪ :‬قال‬
‫عفييان كييذا وقييال القعنييبي كييذا ‪ ،‬وهمييا ميين‬
‫شيوخ البخاري ؛ والذي عليه عمييل غييير واحييد‬
‫من المتأخرين كييابن دقيييق العيييد والمييزي أن‬
‫لذلك حكم العنعنة ‪ ،‬قال ابن الصلح هنا ‪ :‬وقد‬
‫قال أبو جعفيير بيين حمييدان النيسييابوري وهييو‬
‫أعرف بالبخاري ‪ :‬كل ما قييال البخيياري ‪ :‬قييال‬
‫لييي فلن أو قييال لنييا فهييو عييرض ومناوليية ‪،‬‬
‫وقييال غيييره ‪ :‬المعتمييد فييي ذلييك مييا حققييه‬
‫الخطييييب مييين أن قيييال ليسيييت كعييين فيييإن‬
‫الصطلح فيها مختلف ‪ ،‬فبعضييهم يسييتعملها‬
‫فيييي السيييماع دائميييا ً كحجييياج بييين موسيييى‬
‫المصيصيييي العيييور وبعضيييهم بيييالعكس ل‬
‫يستعملها إل فيما لم يسمعه دائما ً ‪ ،‬وبعضييهم‬
‫تارة كذا وتارة كذا كالبخاري ‪ ،‬فل يحكم عليها‬
‫بحكم مطرد ‪ ،‬ومثييل قييال » ذكيير « اسييتعملها‬
‫أبو قييرة فييي سييننه فييي السييماع ‪ ،‬لييم يييذكر‬
‫سييواها فيمييا سييمعه ميين شيييوخه فييي جميييع‬
‫الكتاب ‪.‬‬
‫‪183‬‬

‫‪- 170 -‬‬


‫ن‬‫يه َ‬‫الضييياِبطي‬ ‫ت‪ ،‬أ َ‬ ‫ض الّثقيييا ً ِ‬ ‫ضه ُ‬ ‫وى َبعيي‬ ‫ذا ر‬
‫لً َ‬ ‫ع‪:‬إ َ‬ ‫الّرابييي ُ‬
‫م‬‫يو أوْ‬ ‫ضي‬
‫ع ُ‬
‫و بَ ْ‬ ‫ل‬ ‫ي‬
‫صي‬ ‫ِ‬ ‫ّ‬ ‫ت‬ ‫م‬
‫ُ‬ ‫م‬‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ع‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ب‬ ‫و‬ ‫‪،‬‬ ‫رس‬ ‫م‬‫ُ‬ ‫ث‬‫دي َ‬ ‫الح ِ‬
‫قيتْ‬ ‫ه هي‬‫ُ‬ ‫و وصي ْيل‬ ‫ْ‬
‫ضهم مرفوع يا ً ‪ ،‬أ َ‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ع ُ‬‫ْ‬ ‫َ‬ ‫وقوفا ً ‪ْ ،‬وب‬ ‫م ْ‬
‫َ‬
‫ه فييي و ْ ٍ‬ ‫ُ‬ ‫قفي‬ ‫َ‬ ‫ه وو َ‬ ‫ُ‬ ‫و أْرسييل‬ ‫ْ‬ ‫تأ‬ ‫ه في َوقي ٍ‬ ‫ُ‬ ‫رفع‬
‫ه َ سييواءٌ‬ ‫رفع ُ‬ ‫و‬
‫هأ ْ‬ ‫ن َوصل ُ‬ ‫لمأ َ ْ‬ ‫ن الحكم ِ‬ ‫حأ ّ‬ ‫صحي ُ‬ ‫فال ّ‬
‫ك زيييا ُدَةُ‬ ‫ذل‬ ‫ن َ‬ ‫و أك ََثر ؛ ل َ‬ ‫ْ‬ ‫ه‬
‫ُ‬ ‫مْثل‬ ‫ه ِ‬ ‫ُ‬ ‫فل‬
‫م ْ‬
‫ن المخال ِ ُ‬ ‫كا َ‬
‫م‬ ‫ن قييال الحكي ْ‬ ‫م مي ْ‬ ‫هي ْ‬ ‫من ُ‬ ‫ة‪،‬و ِ‬ ‫قبولي ٌ‬ ‫يه ‪َ،‬‬ ‫رسلَ‬ ‫وهي‬ ‫ن أَ‬ ‫ة‬‫ِثق ٍ‬
‫ُ‬ ‫ِلم ْ ْ‬
‫_________________________‬
‫تنبيه‬
‫فييرق ابيين الصييلح والمصيينف أحكييام المعلييق‬
‫فذكرا بعضه هنا وهو حقيقته وبعضه في نييوع‬
‫الصحيح وهييو حكمييه ‪ ،‬وأحسيين ميين صيينيعهما‬
‫صنيع العراقي حيث جمعهييا فييي مكييان واحييد‬
‫في نوع الصحيح ‪ ،‬وأحسن من ذلك صنيع ابيين‬
‫جماعة حيث أفرده بنوع مستقل هنا ‪.‬‬
‫) الرابييع إذا روى بعييض الثقييات الضييابطين‬
‫متصييل ً أو بعضييهم‬ ‫الحييديث مرسييل ً وبعضييهم‬
‫موقوفييا ً وبعضييهم مرفوعييا ً أو وصييله هييو أو‬
‫رفعه في وقييت أو أرسييله ووقفيه فييي وقيت‬
‫آخر ) فالصييحيح ( عنييد أهييل الحييديث والفقييه‬
‫والصييول ) أن الحكييم لميين وصييله أو رفعييه ‪،‬‬
‫سييواء كييان المخييالف لييه مثلييه ( فييي الحفييظ‬
‫لتقان ) أو أكثر ( منه ) لن ذلك ( أي الرفع‬ ‫وا ِ‬
‫والوصل ) زيادة ثقة وهي مقبوليية ( علييى مييا‬
‫سيأتي ‪ ،‬وقيد سيئل البخياري عين حيديث » ل‬
‫نكاح إل بولي « ‪ ،‬وهو حديث اختلف فيه علييى‬
‫أبي إسحاق السييبيعي فييرواه شييعبة والثييوري‬
‫عنه عن أبي بردة عن النبي صييلى الّلييه عليييه‬
‫وسلم مرسل ً ‪ ،‬ورواه إسرائيل بن يونس فييي‬
‫آخرين عن جده أبي إسحاق عن أبي بردة عيين‬
‫موسييى متصيل ً فحكييم البخيياري لميين وصييله ‪،‬‬
‫وقال الزيادة من الثقة مقبوليية ‪ ،‬هييذا مييع أن‬
‫من أرسييله شييعبة وسييفيان وهمييا جبلن فييي‬
‫لتقييان ‪ ،‬وقيييل لييم يحكييم البخيياري‬ ‫الحفظ وا ِ‬
‫لمجرد الزيادة بل لن لحييذاق المحييدثين‬ ‫بذلك‬
‫نظرا ً آخر‬
‫‪184‬‬

‫‪- 171 -‬‬


‫ول َْأكَثيير‬ ‫ْ‬ ‫ب ‪ :‬وهييو قيي‬ ‫ل الخطييي ُ‬ ‫ه ‪ ،‬قييا َ‬ ‫ُ‬ ‫و وقفيي‬ ‫ْ‬
‫أَ‬
‫رَ‪،‬‬ ‫حكييم للكييث‬ ‫ضييهم ال ُ‬ ‫عْنييد بع ْ‬ ‫ن‪،‬و ِ‬ ‫دثي َ‬ ‫المحيي ّ‬
‫و‬
‫فييْ‬‫ه ِأ‬
‫عيل ُ‬
‫و أْرسي‬ ‫ْ‬ ‫ذا ل َي‬‫ظ ‪ ،‬وعلييى ه ي َ‬ ‫ِ‬ ‫م للحف ُي‬ ‫ْ‬ ‫ضه‬ ‫وبع ِ‬
‫ل والّرفي َ ُ‬ ‫وصي ُ‬ ‫َ‬ ‫ح ال‬‫يد ُ‬ ‫قي‬ ‫فيظ ل ي َ ْ‬ ‫ه الح َ‬ ‫ُ‬ ‫وقفي‬
‫ه‬ ‫ه ما أرسل ُ‬ ‫صل ُ‬‫ْ‬ ‫و‬ ‫ه‬
‫ِ‬ ‫في‬ ‫ح‬
‫ُ‬ ‫قد‬‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ي‬ ‫َ‬
‫ل‬ ‫وقي‬ ‫‪،‬‬ ‫ه‬
‫ِ‬ ‫راوي‬ ‫ة‬
‫ِ‬ ‫عدال‬ ‫َ‬
‫ظ‪.‬‬ ‫الحفا َ ُ‬
‫_________________________‬
‫وهو الرجوع في ذلك إلى القرائن دون الحكم‬
‫بحكم مطرد ‪ ،‬وإنما حكم البخاري لهذا الحديث‬
‫بالوصييل لن الييذي وصييله عيين أبييي إسييحاق‬
‫سييبعة ‪ :‬منهييم إسييرائيل حفيييده وهييو أثبييت‬
‫الناس في حييديثه لكييثرة ممارسييته لييه ‪ ،‬ولن‬
‫شعبة وسفيان سمعاه منه فييي مجلييس واحييد‬
‫بدليل رواية الطيالسي في مسنده قال حدثنا‬
‫لبييي‬ ‫شعبة قال سمعت سفيان الثوري يقول‬
‫إسحاق أحدثك أبو بردة عن النييبي صييلى الل ّييه‬
‫عليه وسلم ‪ ،‬فييذكر الحييديث ‪ ،‬فرجعييا كأنهمييا‬
‫واحد ‪ ،‬فإن شعبة إنما رواه بالسماع على أبي‬
‫إسحاق بقراءة سفيان ‪ ،‬وحكييم الترمييذي فييي‬
‫جامعه بأن رواية الذين وصلوه أصح ‪ ،‬قال لن‬
‫وشيعبة‬
‫يد‪ ،،‬وأيضيا ً‬ ‫سيماعهم منيه فيي أوقيات مختلفية‬
‫وسييفيان سييمعاه فييي مجلييس واحي‬
‫سفيان لم يقل له ‪ :‬ولم يحييدثك بييه أبييو بييردة‬
‫إل مرس يل ً ‪ ،‬وكييان سييفيان قييال لييه أسييمعت‬
‫الحييديث منييه فقصييده إنمييا هييو السييؤال عيين‬
‫سماعه لييه ل كيفييية روايتييه لييه ) ومنهييم ميين‬
‫قييال الحكييم لميين أرسييله أو وقفييه ‪ ،‬قييال‬
‫الخطيييب وهييو قييول أكييثر المحييدثين وعيين‬
‫بعضهم الحكم للكثر ( عن ) بعضهم ( الحكم )‬
‫للحفييظ وعلييى هييذا ( القييول ) لييو أرسييله أو‬
‫وقفيه الحفيظ ل يقييدح الوصييل والرفيع فيي‬
‫عدالة راويه ( ومسنده من الحديث غييير الييذي‬
‫أرسله ) وقيل يقدح فيه وصله ما أرسييله ( أو‬
‫رفعه ما وقفه ) الحفاظ ( وصييحح الصييوليون‬
‫فييي تعييارض ذلييك ميين واحييد فييي أوقييات أن‬
‫الحكم لما وقع منه كثر ‪ ،‬فإن كييان الوصييل أو‬
‫الرفع أكييثر قييدم ‪ ،‬أو ضييدهما فكييذلك ‪ ،‬قلييت‬
‫بقييي عليهييم مييا إذا اسييتويا ‪ ،‬بييأن وقييع كييل‬
‫منهما في وقت فقط أو وقتين فقط ‪،‬‬
‫فائدة ‪ً :‬قال الماورديً ‪ :‬ل تعارض بين مييا ورد‬
‫مرفوعا مرة وموقوفا على الصييحابي أخييرى ‪،‬‬
‫لنه يكون قد رواه وأفتى به ‪.‬‬

‫‪- 172 -‬‬


‫النوع الثاني عشر ‪:‬‬
‫س‬ ‫يمع ُ‬ ‫دلي‬‫ولَ ‪ :‬تييي ْ‬ ‫ُ‬ ‫عاص‪،‬رهال ّ‬ ‫ن‬
‫سيييما ِ‬ ‫ق ْ‬ ‫س وهيييو ُ‬ ‫لي بأ َ ُ‬ ‫الّتيييد ِ‬
‫ه‬ ‫ْ‬ ‫ي‬
‫فلن ‪ ،‬أ َو عنُ‬ ‫س‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ي‬ ‫م‬‫ْ‬ ‫ي‬ ‫ل‬ ‫ما‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ن‬
‫ْ‬ ‫عم‬ ‫ي‬
‫َ‬ ‫ن يْرو‬ ‫ْ‬ ‫هما ً‬ ‫د‬
‫ِ‬ ‫سنا‬ ‫ال ِ ْ‬
‫شيييخه أ َوْ‬
‫ْ‬ ‫ه ‪ ،‬قائ ِل ً ‪ :‬قال ُ‬ ‫ُ‬ ‫سماع‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫مو‬‫ُ‬ ‫ه‬ ‫من ْ‬
‫فل ُ‬
‫ُ‬
‫سيييينا ًْ‬ ‫ق ْ‬
‫ط‬ ‫ِ‬ ‫سيي‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ي‬ ‫م‬
‫ْ‬ ‫ليي‬ ‫مييا َ‬‫ّ‬ ‫رب‬ ‫َ‬ ‫و‬ ‫‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫ه‬‫نحييو‬ ‫َ‬ ‫و‬ ‫ن‬
‫ٍ‬ ‫ُ‬
‫ح ِ‬ ‫غيرا ً ت َ ْ‬ ‫و صييي ِ‬ ‫ْ‬ ‫أ‬ ‫ً‬ ‫ا‬‫ضيييعيف‬ ‫َ‬ ‫ه‬
‫َ ُ‬‫ر‬ ‫يييي‬‫ْ‬ ‫َ‬
‫غ‬ ‫أسيييقط‬
‫ث‪.‬‬ ‫دي ِ‬ ‫للح ِ‬
‫_________________________‬
‫) النوع الثاني عشر التييدليس وهييو قسييمان (‬
‫بييييييل ثلثيييييية أو أكييييييثر كمييييييا سيييييييأتي‬
‫لسناد بأن يروي عمن عاصره‬ ‫) الول تدليس ا‬
‫الصلح ِ‬
‫يسمعه منه (‬ ‫لم‬ ‫ما‬ ‫)‬ ‫لقيه‬ ‫أو‬ ‫( زاد ابن‬
‫بل سييمعه ميين رجييل عنييه ) موهميا ً سييماعه (‬
‫حيث أورده بلفظ يييوهم التصييال ول يقتضيييه‬
‫يائل ً قييال فلن أو عيين فلن ونحيوه ( كييأن‬ ‫) قي‬
‫فلنا ً ‪ ،‬فإن ًلم يكن عاصره فليس الرواية عنه‬
‫بذلك تدليسا على المشهور ‪ ،‬وقييال قييوم إنييه‬
‫يل‬
‫يريحا ً‬ ‫تدليس ‪ ،‬فحدوه بأن يحدث الرجل عيين الرجي‬
‫بما لم يسمعه منييه بلفييظ ل يقتضييي تصي‬
‫بالسماع ‪ ،‬قال ابن عبد البر ‪ :‬وعلى هييذا فمييا‬
‫سييلم أحييد ميين التييدليس ل مالييك ول غيييره ‪،‬‬
‫وقال الحافظ أبو بكر البزار وأبو الحسيين بيين‬
‫القطان ‪ :‬هو أن يروي عمن سمع منييه مييا لييم‬
‫يسمع منه من غير أن يييذكر أنييه سييمعه منييه ‪،‬‬
‫لرسيييال أن‬ ‫وقيييال ‪ :‬والفيييرق بينيييه وبيييين ا‬
‫لرسال روايته عمن لم يسمع منه ِ ‪.‬‬ ‫ا ِ‬
‫قال العراقي ‪ :‬والقول الول هييو المشييهور ‪،‬‬
‫بقسم اللقاء وجعل قسم‬ ‫لسلم‬ ‫شيخ ا ِ‬ ‫وقيده‬
‫إرسال ً خفيا ً ‪ ،‬ومثل قال وعيين وأن‬ ‫المعاصرة‬
‫ما لو أسقط أداة الرواية وسمى الشيخ فقييط‬
‫فيقول فلن ‪ ،‬قال علي بيين خشييرم كنييا عنييد‬
‫ابن عيينة فقال ‪ :‬الزهري ‪ ،‬فقيييل ليه حيدثكم‬
‫الزهري فسكت ثم قييال ‪ :‬الزهييري فقيييل لييه‬
‫سمعته من الزهري فقييال ل ول مميين سييمعه‬
‫من الزهري ‪ ،‬حدثنا عبد الرزاق عن‬
‫‪186‬‬

‫‪- 173 -‬‬


‫معمر عن الزهري ‪ ،‬لكن سمى شيييخ السييلم‬
‫هذا تدليس القطع ) وربما لييم يسييقط ِشيييخه‬
‫منييه‬ ‫أو أسقط غيره ( أي شيخ شيخه أو أعلى‬
‫لكييونه ) ضييعيفا ً ( وشيييخه ثقيية ) أو صييغيرا ً (‬
‫وأتييى فيييه بلفييظ محتمييل عيين الثقيية الثيياني‬
‫) تحسينا ً للحديث ( وهييذا ميين زوائد المصيينف‬
‫على ابن الصلح ‪ ،‬وهو قسم آخر من التدليس‬
‫يسييمى تييدليس التسييوِية سييماه بييذلك ابيين‬
‫القطان وهييو شيير أقسييامه ‪ ،‬لن الثقيية الول‬
‫قد ل يكون معروفا ً بالتدليس ويجييده الواقييف‬
‫على السند كذلك بعييد التسييوية قييد رواه عيين‬
‫ثقة آخر فيحكم له بالصحة ‪ ،‬وفيه غرور شديد‬
‫‪ ،‬وممن اشتهر بفعييل ذلييك بقيية بيين الوليييد ‪،‬‬
‫قال ابن أبي حاتم فييي العلييل ‪ :‬سييمعت أبييي‬
‫وذكر الحديث الذي رواه إسحق بن راهويه عن‬
‫بقية ‪ :‬حدثني أبو وهب السدي عن نييافع عين‬
‫ابن عمر حديث ‪ :‬ل تحمدوا إسلم المرء حييتى‬
‫تعرفوا عقدة رأيه ‪ ،‬فقال أبي هذا الحديث لييه‬
‫علة قل من يفهمها ‪ ،‬روى هذا الحييديث عبيييد‬
‫الّله بن عمر عن إسييحاق بيين ّ أبييي فييروة عيين‬
‫نافع عن ابن عمر ‪ ،‬وعبيد الله كنيته أبو وهب‬
‫‪ ،‬وهو أسدي ‪ ،‬فكنيياه بقييية ونسييبه إلييى بنييي‬
‫أسد كي ل يفطن له حتى إذا تييرك إسييحاق ل‬
‫بقية من أفعل النيياس‬ ‫يهتدى له ‪ ،‬قال ‪ :‬وكان‬
‫لهذا ‪ ،‬وممن عرف به أيضا ً الوليد بن مسلم ‪.‬‬
‫قال أبو مسهر كان يحدث بأحيياديث الوزاعييي‬
‫من الكذابين ثم يدلسها عنهييم ‪ ،‬وقييال صييالح‬
‫جزرة سمعت الهيثم بن خارجيية يقييول ‪ .‬قلييت‬
‫للوليد قد أفسدت حديث الوزاعي ‪ ،‬قال كيف‬
‫‪ ،‬قلت تييروي عيين الوزاعييي عيين نييافع وعيين‬
‫الوزاعييي عيين الزهييري وعيين الوزاعييي عيين‬
‫يحيى بن سعيد ‪ّ ،‬وغيرك يدخل بين الوزاعييي‬
‫وبين نافع عبد الله بن عامر السلمي ‪ ،‬وبينييه‬
‫وبين الزهري أبا الهيثم بيين مييرة قييال ‪ :‬أجييل‬
‫الوزاعي أن يروي عن مثل هؤلء ‪ ،‬قلت فإذا‬
‫روى هيييؤلء وهيييم ضيييعفاء أحييياديث منييياكير‬
‫فأسقطتهم أنت وصيرتها من رواية الوزاعي‬
‫عن الثقات ‪،‬‬
‫‪187‬‬

‫‪- 174 -‬‬


‫ضييعف الوزاعييي ‪ ،‬فلييم يلتفييت إلييى قييولي ‪.‬‬
‫قال الخطيب وكان العمش وسفيان الثييوري‬
‫ية‬
‫مطلقييا ً‬
‫يفعلييون مثييل هييذا ‪ ،‬قييال العلئي ‪ :‬وبالجمل‬
‫فهييذا النييوع أفحييش أنييواع التييدليس‬
‫وشرها ‪.‬‬
‫قال العراقي ‪ :‬وهو قادح فيمن تعمييد فعلييه ‪،‬‬
‫لسلم ل شك أنه جرح وإن وصف‬ ‫الثييوريا ِ‬
‫وقال شيخ‬
‫والعمييش ‪ ،‬فل اعتييذار أنهمييا ل‬ ‫بييه‬
‫يفعلنه إل فييي حييق ميين يكييون ثقيية عنييدهما‬
‫ضعيفا ً عند غيرهما ‪ ،‬قييال ‪ :‬ثييم ابيين القطييان‬
‫إنما سماه تسوية بدون لفظ التدليس فيقييول‬
‫سييواه فلن وهييذه تسييوية والقييدماء يسييمونه‬
‫تجويدا فيقولون جوده فلن ‪ ،‬أي ذكر من فيه‬
‫من الجواد وحذف غيرهم ‪ ،‬قييال ‪ :‬والتحقيييق‬
‫أن يقال متى قيل تدليس التسييوية فل بييد أن‬
‫يكييون كييل ميين الثقييات الييذين حييذفت بينهييم‬
‫لسناد قد اجتمع الشييخص‬ ‫شيخه ا ِ‬
‫الوسائط في ذلك‬
‫في ذلك الحييديث وإن قيييل‬ ‫منهم بشيخ‬
‫تسييوية بييدون لفييظ التييدليس لييم يحتييج إلييى‬
‫اجتميياع أحييد منهييم بميين فييوقه ‪ ،‬كمييا فعييل‬
‫مالك ‪ ،‬فإنه لم يقع في التدليس أصل ً ‪ .‬ووقع‬
‫في هذا فإنه يروى عن ثور عيين ابيين عبيياس ‪،‬‬
‫وثييور لييم يلقييه وإنمييا روى عيين عكرميية عنييه‬
‫فأسقط عكرمة لنه غييير حجيية عنييده ‪ ،‬وعلييى‬
‫المنقطع ‪ ،‬بأن شرط الساقط هنييا‬ ‫هذا يفارق‬
‫أن يكون ضعيفا ً فهييو منقطييع خيياص ‪ ،‬ثييم زاد‬
‫لسلم تدليس العطف ومثلييه بمييا فعييل‬ ‫شيخ ا‬
‫هشيييم ِ فيمييا نقييل الحيياكم والخطيييب ‪ً .‬أن‬
‫أصحابه قييالوا نريييد أن تحييدثنا اليييوم شيييئا ل‬
‫يدليس ‪ ،‬فقييال خييذوا ‪ ،‬ثييم أملييى‬ ‫يكون فيييه تي‬
‫عليهم مجلسا ً يقول في كل حديث منه حييدثنا‬
‫ين ‪ ،‬فلمييا‬ ‫فلن وفلن ثم يسييوق السييند والمتي‬
‫فرغ قال ‪ :‬هل دلست لكم اليوم شيئا ً قالوا ل‬
‫قال بلى كل ما قلييت فيييه وفلن ؛ فييإني لييم‬
‫أسمعه منه ‪.‬‬
‫لسلم وهذه القسام كلها يشملها‬ ‫شيخ ا ِ‬ ‫قال‬
‫لسناد ‪ ،‬فاللئق ما فعله ابيين الصييلح‬ ‫ِ‬ ‫تدليس ا‬
‫ييمه قسييمين فقييط ‪ ،‬قلييت ‪ :‬وميين‬ ‫ميين تقسي‬
‫أقسامه أيضا ً ما ذكر‬
‫‪188‬‬

‫‪- 175 -‬‬


‫بيين علييي‬ ‫محمد بن سعيد عن أبي حفص عمر‬
‫المقدمي أنه كان يدلس تدليسا ً شييديدا ً يقييول‬
‫سمعت وحدثنا ثم يسكت ‪ ،‬ثم يقييول ‪ ،‬هشييام‬
‫بن عروة ‪ ،‬العمش وقال أحمد بن حنبل كييان‬
‫يقول حجاج سمعته ‪ ،‬يعني حدثنا آخيير ‪ ،‬وقييال‬
‫جماعة كان أبو إسحق يقول ليييس أبييو عبيييدة‬
‫ذكره ولكن عبد الرحمن بن السود عن أبيييه ‪،‬‬
‫فقوله عبد الرحمن تييدليس يييوهم أنييه سييمعه‬
‫منه ‪ ،‬وقسمه الحاكم إلى ستة أقسام ‪:‬‬
‫الول ‪ :‬قوم لم يميزوا بين ما سمعوه وما لييم‬
‫يسمعوه ‪.‬‬
‫الثاني ‪ :‬قوم يدلسون فإذا وقع لهم من ينقيير‬
‫عنهم ويلح في سماعاتهم ذكييروا لييه ‪ ،‬ومثلييه‬
‫شَرم عن ابن عيينة ‪.‬‬ ‫خ ْ‬‫بما حكى ابن َ‬
‫الثالث ‪ :‬قييوم دلسييوا عيين مجهييولين ل يييدرى‬
‫من هم ‪ ،‬ومثله بما روي عن ابن المديني قال‬
‫ن الشقر حدثنا شعيب بيين عبييد‬ ‫حسي ِ‬ ‫‪ :‬حدثني‬
‫عبد ً الّله عن نوف قييال بييت عنييد‬ ‫الّله عن أبي‬
‫علي فذكر كلميا ‪ ،‬قييال ابيين المييديني فقلييت‬
‫هييذا ؟ فقييال ‪ :‬حييدثنيه‬ ‫لحسين مميين سييمعت‬
‫شعيب عن أبييي عبييد الل ّييه عين نييوف ‪ ،‬فقليت‬
‫لشعيب ‪ :‬من حييدثك بهييذا ؟ فقييال ‪ :‬أبييو عبييد‬
‫عميين ؟ قييال ‪ :‬عيين‬ ‫الل ّييه الجصيياص ‪ ،‬فقلييت ‪:‬‬
‫حماد القصار ‪ ،‬فلقيت حمادا ً فقلييت لييه ‪ :‬ميين‬
‫حدثك بهذا ؟ قال ‪ :‬بلغني عن فرقد السييبخي‬
‫نوف ‪ ،‬فإذا هو قييد دلييس عيين ثلثيية وأبييو‬ ‫عن‬
‫عبد ال ّ‬
‫ين هييو ‪،‬‬ ‫ي‬ ‫م‬ ‫يدري‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ل‬ ‫ياد‬‫ي‬ ‫وحم‬ ‫‪،‬‬ ‫يول‬ ‫ي‬ ‫مجه‬ ‫له‬
‫وبلغه عن فرقد ‪ ،‬وفرقد لم يدرك نوفا ً ‪.‬‬
‫الرابع ‪ :‬قوم دلسييوا عيين قييوم سييمعوا منهييم‬
‫الكثير وربما فاتهم الشيء عنهم فيدلسونه ‪.‬‬
‫الخييامس ‪ :‬قييوم رووا عيين شيييوخ لييم يروهييم‬
‫فيقولون قال فلن ‪ ،‬فحمل ذلك عنهييم علييى‬
‫السماع وليس عندهم سماع ‪ ،‬قال البلقيني ‪:‬‬
‫لسناد‬ ‫تدليس ا ِ‬ ‫وهذه الخمسة كلها داخلة تحت‬
‫التييي ‪.‬‬ ‫وذكر السادس ‪ ،‬وهو تدليس الشيييوخ‬
‫القسم ) الثاني‬
‫‪189‬‬

‫‪- 176 -‬‬


‫و‬ ‫خ َ‬ ‫ال ّ‬
‫هأمأيياْ‬‫رفي ْ ؛ َ َُ‬
‫مى ش ي‬ ‫سي‬
‫ل ّ‬ ‫ن يُ َ‬ ‫خ بأ ْ‬ ‫يوي ِ‬ ‫ش ُ‬ ‫ه أَ‬ ‫س‬
‫نسييب ُ‬‫الثاني َ ‪ :‬تدلي‬
‫ي‬ ‫ع‬
‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ي‬ ‫يا‬‫ي‬
‫ذم يه َِأكث َير ال َ‬ ‫بم‬ ‫ه‬
‫ُ‬ ‫يف‬ ‫ص‬
‫ِ‬ ‫َ‬ ‫ي‬‫ً‬ ‫و‬‫فمي َك ْْروه جي ْ‬
‫ُ‬ ‫و‬
‫لأ َْ‬ ‫ي َك ِْني ِ‬
‫ه‬
‫م‬ ‫ي‬ ‫ث‬ ‫‪،‬‬
‫مجُروحيي ّا ً‬ ‫ء‬
‫ِ‬ ‫يا‬‫ي‬ ‫علم‬ ‫ُ‬ ‫فب ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫‪،‬‬ ‫ا‬ ‫يد‬ ‫فريق ُمن ٌه ِ‬ ‫ُ‬ ‫الو‬
‫ه صيياَر ُ‬ ‫عر َ ِ ِ‬ ‫ن ُ‬ ‫م‪:‬م ْ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ٌ‬ ‫ِ‬ ‫ل َ‬ ‫قا َ‬
‫ن‬ ‫ن بي ّ َ‬ ‫ة وإ ْ‬ ‫مْردودَ الّرواي ِ‬ ‫َ‬
‫_________________________‬
‫)تدليس الشيوخ بأن يسمي شيخه أو يكنيييه أو‬
‫يصفه بما ل يعرف ( ‪.‬‬
‫لسييلم ويييدخل أيضييا ً فييي هييذا‬ ‫شيييخ ا ِ‬ ‫قييال‬
‫شيخه بييذلك‬ ‫شيخ‬ ‫يصف‬ ‫بأن‬ ‫‪،‬‬ ‫التسوية‬ ‫القسم‬
‫) أما ( القسم ) الول فمكروه جدا ً ذمييه أكييثر‬
‫العلميياء ( وبييالغ شييعبة فييي ذمييه فقييال ‪ :‬لن‬
‫أزني أحب إلي من أن أدلس وقال ‪ :‬التييدليس‬
‫أخو الكذب ‪ ،‬قال ابن الصلح وهذا منه إفراط‬
‫محمول على المبالغة في الزجر عنه والتنفير‬
‫) ثييم قييال فريييق منهييم ( ميين أهييل الحييديث‬
‫والفقهاء ) من ًعرف به صار مجروحييا ً مييردود‬
‫) وأن بين السماع‬ ‫الرواية ( مطلقا‬
‫وقييال جمهييور ميين يقبييل المرسييل يقبييل‬ ‫(مطلقا ً‬
‫يي‬ ‫ي‬ ‫ف‬ ‫ينف‬ ‫ي‬ ‫المص‬ ‫يل‬ ‫ي‬ ‫ونق‬
‫شرح المهذب التفاق على رد مييا عنعنييه تبع يا ً‬ ‫‪،‬‬ ‫يب‬ ‫ي‬ ‫الخطي‬ ‫حكاه‬
‫للبيهقي وابن عبد الييبر محمييول علييى اتفيياق‬
‫من ل يحتج بالمرسل ‪ ،‬لكن حكى ابن عبد البر‬
‫عن أئمة الحديث أنهييم قييالوا ‪ :‬يقبييل تييدليس‬
‫ابن عيينة ‪ ،‬لنه إذا وقف أحال على ابن جريج‬
‫‪ ،‬ومعمر ونظرائهما ‪ ،‬ورجحه ابن حبان قييال ‪:‬‬
‫وهذا شيء ليييس فييي الييدنيا إل لسييفيان بيين‬
‫عيينة ‪ ،‬فإنه كان يدلس ول يدلس إل عن ثقيية‬
‫متقن ‪ ،‬ول يكيياد يوجييد لييه خييبر دلييس فيييه إل‬
‫وقد بين سماعه عن ثقة مثل ثقته ‪ ،‬ثييم مثييل‬
‫ذليييك بمراسييييل كبيييار التيييابعين ‪ ،‬فيييإنهم ل‬
‫يرسلون إل عن صحابي ‪ ،‬وسبقه إلى ذلك أبو‬
‫بكر البزار وأبو الفتح الزدي ‪ ،‬وعبارة البزار ‪:‬‬
‫من كان يدلس عن الثقييات كييان تدليسييه عنييد‬
‫أهل العلم مقبييول ً ‪ ،‬وفييي الييدلئل لبييي بكيير‬
‫الصيرفي ‪ :‬من ظهر تدليسه عن غييير الثقييات‬
‫لم يقبل خبره حتى يقول حدثني أو سييمعت ‪،‬‬
‫فعلى هذا هو قول ثالث مفصل غير التفصيل‬
‫التي ‪ ،‬قال المصنف كابن‬

‫‪- 177 -‬‬


‫واهُ ب ِْلف ٍ‬
‫ظ‬ ‫ما َر‬ ‫م ّ‬ ‫فَ‬ ‫ل ‪،‬‬ ‫صي ُ‬ ‫ح الّتف ِ‬ ‫صحي ُ‬ ‫ع ل َ‪ ،‬وال ّ‬ ‫سما َ‬ ‫ال ّ‬
‫مييا‬ ‫َ‬ ‫ل‪،‬و‬ ‫مرس ي َ ٌ‬ ‫ُ‬ ‫عَ َ‬ ‫سييما َ‬ ‫ه ال ّ‬ ‫في ي ِ‬ ‫ن ِ‬ ‫م َُيبي ّ ْ‬ ‫ْ‬ ‫محَتمل‬
‫شييبهها‬ ‫دثنا ‪ ،‬وأخبَرنييا و ِ‬ ‫ت وح ّ‬ ‫ع ُ‬ ‫سم ْ‬ ‫ه‪،‬ك َ‬ ‫في ِ‬ ‫ه ِ‬ ‫ُ‬ ‫ب َ ُّين‬
‫رهمييا‬ ‫وغيي ْ ِ‬ ‫صحيحين‬ ‫ه ‪ ،‬وفي ال‬
‫قتي ّ‬ ‫ج بِ ِ‬ ‫محت ٌ‬ ‫لال ُ‬ ‫مقُبو ٌ‬ ‫ف ْ‬ ‫َ‬
‫يفيان َْين‬ ‫س‬‫وال ّ‬ ‫‪،‬‬ ‫َ‬ ‫ة‬ ‫َ‬ ‫د‬ ‫يا‬ ‫كييثيٌر ‪ ،‬ك َ‬ ‫ب‬‫وه َ ِ‬ ‫ر‬ ‫ض‬‫ّ‬
‫وغيرهم ‪ْ ،‬‬ ‫ذا‬ ‫َ‬ ‫ه‬ ‫ن‬‫ْ‬ ‫م‬
‫م يّرةَ ‪،‬‬ ‫َ‬ ‫ن دل ّييس‬ ‫فيم ْ‬ ‫ر ِ‬ ‫ٍ‬ ‫م جا‬ ‫ْ‬ ‫ذا الحك ُ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬
‫شييبههما عيين‬ ‫صييحيحْين و ِ‬ ‫ّ‬ ‫ن فييي ال‬ ‫مييا ّ كيييا َ‬ ‫و َ‬
‫ن‬‫سماع م ْ‬ ‫َ‬ ‫ت ال ّ‬ ‫ثبو َ ِ‬ ‫ل على ُ‬ ‫حمو ٌ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫م‬
‫َ‬ ‫ن‬ ‫ْ‬ ‫ن ِبع‬ ‫َ‬ ‫سي‬ ‫ِ‬ ‫المدَل‬
‫ف‬ ‫ه أخيي ّ‬ ‫تيي ُ‬ ‫فكَراه ُ‬ ‫مييا الثيياني َ‬ ‫طَأ ّ‬ ‫خييَرى ‪ ،‬و‬ ‫ةأ ْ‬ ‫جهيي ٍ‬ ‫ِ‬
‫ل‬ ‫ف الحا ُ‬ ‫وتخِتل ُ‬ ‫ه‪،‬‬ ‫رفت ِ‬ ‫ِ‬ ‫مع‬ ‫ق‬
‫ِ‬ ‫ري‬ ‫ِ‬ ‫ر‬
‫ُ‬ ‫وعي‬ ‫ْ‬ ‫ت‬ ‫بها‬ ‫سب ُ‬ ‫و َ‬
‫مغّييير‬ ‫ن ال ُ‬ ‫و ِ‬ ‫ب غَرضييه ‪ ،‬لكيي ْ‬ ‫سيي ِ‬ ‫ح َ‬ ‫ه بِ َ‬ ‫فييي كراهِتيي ِ‬ ‫َ‬
‫عيفا ً ‪،‬‬ ‫ض ِ‬ ‫ه َ‬ ‫سم ُ‬ ‫ا ْ‬
‫_________________________‬
‫الصلح ‪ :‬وعزي للكثرين منهم الشافعي وابن‬
‫المييديني وابيين معييين وآخييرون ) والصييحيح‬
‫التفصيل فما رواه بلفظ محتمل لم يبين فيييه‬
‫السييماع فمرسييل ( ل يقبييل ) ومييا بييين فيييه‬
‫كسييمعت وحييدثنا وأخبرنييا وشييبهها فمقبييول‬
‫يحتج به وفييي الصييحيحين وغيرهمييا ميين هييذا‬
‫الضرب كييثير كقتييادة والسييفيانين وغيرهييم (‬
‫الرزاق والوليد بن مسلم ‪ ،‬لن التييدليس‬ ‫ً‬ ‫كعبد‬
‫ليهييام ) وهييذا‬ ‫ِ‬ ‫ا‬ ‫من‬ ‫ضرب‬ ‫هو‬ ‫وإنما‬ ‫ا‬ ‫كذب‬ ‫ليس‬
‫الشييافعي ) فيميين‬ ‫الحكم جار ( كما نص عليه‬
‫دلس مرة ( واحدة ) وما كييان فييي الصيحيحين‬
‫وشيييبههما ( مييين الكتيييب الصيييحيحة ) عييين‬
‫المدلسين بعن محمول علييى ثبييوت السييماع (‬
‫لييه ) ميين جهيية أخييرى ( وإنمييا اختييار صيياحب‬
‫الصحيح طريق العنعنيية علييى طريييق التصييريح‬
‫بالسييماع ‪ ،‬لكونهييا علييى شييرطه دون تلييك ‪،‬‬
‫وفصل بعضييهم تفصيييل ً آخير فقييال ‪ :‬إن كييان‬
‫الحاميييل لفعيييل التيييدليس تغطيييية الضيييعيف‬
‫فجرح ‪ ،‬لن ذلك حرام وغش وإل فل ) وأمييا (‬
‫القسييم ) الثيياني فكراهتييه أخييف ( ميين الول‬
‫) وسببها توعير طريق معرفته ( على السامع‬
‫كقول أبي بكيير بيين مجاهييد أحييد أئميية القييراء‬
‫حدثنا عبد الّله بن أبي عبد الل ّييه يريييد أبييا بكيير‬
‫السجستاني وفيه تضييع للمروي‬ ‫بن أبي داود‬
‫عنييه والمييروي أيض يا ً ‪ ،‬لنييه قييد ل يفطيين لييه‬
‫فيحكم عليه بالجهالة‬

‫‪- 178 -‬‬


‫ه‬
‫مييحُ‬
‫مْني‬
‫ع ِ‬
‫سييم َ‬
‫و َ‬ ‫ة‪،‬أ‬‫خَر الوفييا ِ‬‫متييأ َ ْ ّ‬ ‫ُ‬ ‫و‬ ‫أو صييغيرا ً ‪ ،‬أ َ‬
‫ة ‪ ،‬ويس َ ُ‬
‫ْ‬
‫صور ٍ‬‫ه على ُ‬ ‫ن ت َكرار ِ‬ ‫ْ‬
‫ْ‬
‫عم‬ ‫متن َ َ‬
‫ْ‬ ‫ك ِْثير َا ً فا‬
‫ذا ‪.‬‬ ‫ب وغيُرهُ ِبه َ‬ ‫طي ُ‬‫خ ِ‬ ‫ال َ‬
‫_________________________‬
‫) وتختلف الحال في كراهته بحسييب غرضييه (‬
‫فييإن كييان ) لكييون المغييير اسييمه ضييعيفا ً (‬
‫فيدلسه حييتى ل يظهيير روايتييه عيين الضييعفاء‬
‫فهييو شيير هييذا القسييم ‪ ،‬والصييح أنييه ليييس‬
‫بجرح ‪ ،‬وجزم ابن الصباغ في العييدة بييأن ميين‬
‫فعل ذلك لكييون شيييخه غييير ثقيية عنييد النيياس‬
‫فغيره ليقبلوا خبره يجييب أن ل يقبييل خييبره ‪،‬‬
‫وإن كييان هييو يعتقييد فيييه الثقيية ‪ ،‬لجييواز أن‬
‫يعرف غيره من جرحه ما ل يعرفه هو ‪ ،‬وقييال‬
‫المييدي إن فعلييه لضييعفه فجييرح ‪ ،‬أو لضييعف‬
‫نسييبه أو لختلفهييم فييي قبييول روايتييه فل ‪.‬‬
‫وقال ابن السمعاني ‪ :‬إن كان بحيث ليو سيئل‬
‫عنييه لييم يييبينه فجييرح وإل فل ومنييع بعضييهم‬
‫إطلق اسم التدليس على هذا ‪ ،‬روى البيهقي‬
‫في » المدخل « عيين محمييد بيين رافييع قييال ‪:‬‬
‫قلت لبي عامر كييان الثييوري يييدلس قييال ل ‪،‬‬
‫قلت أليييس إذا دخييل كييورة يعلييم أن أهلهييا ل‬
‫يكتبييون حييديث رجييل قييال حييدثني رجييل وإذا‬
‫عرف الرجل بالسييم كنيياه وإذا عييرف بالكنييية‬
‫سماه ‪ .‬قال هييذا ًتزيييين ليييس بتييدليس ) أو (‬
‫لكيييونه ) صيييغيرا ( فيييي السييين ) أو متيييأخر‬
‫الوفاة ( حتى شاركه فيه من هو ًدونه فييالمر‬
‫فيه سييهل ) أو سييمع منييه كييثيرا فييامتنع ميين‬
‫لكييثرة‬ ‫تكييراره علييى صييورة ( واحييدة إيهامييا‬
‫يهل أيض يا ً‬ ‫الشيييوخ أو تفننييا فييي العبييارة فسي‬
‫) و ( قد ) يسمح الخطيب وغيره ( من الييرواة‬
‫المصنفين ) بهذا ( ‪.‬‬
‫تنبيه‬
‫من أقسام التدليس ما هو عكييس هييذا ً ‪ ،‬وهييو‬
‫إعطاء شخص اسم آخر مشهور تشبيها ‪ ،‬ذكره‬
‫ابن السبكي في ّجمع الجوامع قييال ‪ :‬كقولنييا‬
‫أخبرنا أبو عبييد اللييه الحييافظ ‪ ،‬يعنييي الييذهبي‬
‫تشبيها ً بالبيهقي حيييث يقييول ذلييك يعنييي بييه‬
‫الحاكم ‪ ،‬وكذا إيهام اللقى والرحليية ‪ ،‬كحييدثنا‬
‫من وراء النهر ‪ ،‬يوهم أنه جيحون ‪ ،‬ويريد نهر‬
‫‪192‬‬

‫‪- 179 -‬‬


‫النوع الثالث عشر ‪:‬‬
‫ء‬
‫علميا ِ‬ ‫ة مين ُ‬ ‫عي ٍ‬
‫جما َ‬
‫يو َ‬ ‫فع ّ‬ ‫شييا ِ‬ ‫و عن ْيدَ ال ّ‬ ‫حجاذّزه‪َ :‬‬
‫الشا‬
‫ة ْ الن ّيياس‬‫مخالفيا ً لرواي َي ِ‬ ‫ُ‬ ‫ثقة‬ ‫ّ‬ ‫ال‬ ‫وى‬ ‫َ‬ ‫ر‬ ‫ما‬ ‫ِ‬ ‫ال ِ َ‬
‫ي‪:‬‬ ‫خِليل ي ّ‬
‫ل ال َ‬ ‫ما ل ي َ ُْروي غي ُْرهُ ‪ ،‬قييا َ‬ ‫َ‬ ‫ي‬
‫َ‬ ‫ن ي َْرو‬
‫لأ ْ‬
‫ث‪،‬‬ ‫دي ِ‬ ‫ح ِ‬
‫حفاظ ال َ‬ ‫ه ُ‬ ‫علي ْ ِ‬‫ذي َ‬ ‫وال ِ‬
‫_________________________‬
‫عيسى ببغداد أو الجيييزة بمصيير ‪ ،‬وليييس ذلييك‬
‫بجرح قطعا ً ‪ ،‬لن ذلييك ميين المعيياريض ل ميين‬
‫الكذب ‪ ،‬قاله المدي في الحكام وابيين دقيييق‬
‫العيد في » القتراح « ‪.‬‬
‫فائدة‬
‫قال الحاكم ‪ :‬أهييل الحجيياز والحرمييين ومصيير‬
‫والعوالي وخراسان والجبال ‪ ،‬وأصييبهان وبلد‬
‫فارس وخوزسييتان ومييا وراء النهيير ‪ :‬ل نعلييم‬
‫أحيييدا ً مييين أئمتهيييم دلسيييوا ‪ ،‬قيييال ‪ :‬وأكيييثر‬
‫المحدثين تدليسا ً أهل الكوفة ونفر يسير ميين‬
‫أهل البصرة ‪ ،‬قال ‪ :‬وأما أهل بغداد فلم يذكر‬
‫عن أحد من أهلها التدليس إل أبييا بكيير محمييد‬
‫بن محمد بيين سييليمان الباغنييدي الواسييطي ‪،‬‬
‫فهو أول من أحدث التدليس بها ‪ ،‬وميين دلييس‬
‫ميين أهلهييا إنمييا تبعييه فييي ذلييك وقييد أفييرد‬
‫الخطيب كتابا ً في أسييماء المدلسييين ثييم ابيين‬
‫عساكر ‪.‬‬
‫فائدة‬
‫اسييتدل علييى أن التييدليس غييير حييرام ‪ ،‬بمييا‬
‫أخرجه ابن عدي عن البراء قال ‪ :‬لم يكن فينييا‬
‫فارس يوم بدر إل المقداد ‪ ،‬قال ابن عساكر ‪:‬‬
‫قوله فينا ً؛ يعنييي المسييلمين ‪ ،‬لن الييبراء لييم‬
‫يشهد بدرا ‪.‬‬
‫) النوع الثالث عشر الشاذ وهو عند الشييافعي‬
‫وجماعيية ميين علميياء الحجيياز مييا روى الثقيية‬
‫مخالفا ً لرواية الناس ل أن يروي ( الثقة ) مييا‬
‫ل يروي غيره ( هو من‬

‫‪- 180 -‬‬


‫َ‬
‫ش يذ ّ ب ي ٌ ِ‬
‫ه‬ ‫ح يد ٌ ي َ َ ِ‬
‫سيينادٌ وا ِ‬ ‫ه إل ّ إ ْ‬ ‫ُ‬ ‫سل‬ ‫َ‬ ‫شاذّ ما لي ْ‬ ‫َ‬ ‫ن ال ّ‬ ‫أ ّ‬
‫ر ِثقة فمتُروك‬ ‫ن غي ْ‬ ‫و غي ُْرهُ ‪ ،‬فما كان ع ْ‬ ‫وما‪ ،‬أكا ْ‬‫ة‬
‫ثق ٌ‬
‫ه‪،‬‬ ‫ج بي ِ‬ ‫حت ي ّ‬ ‫ه ِول ي ُ ْ‬ ‫في ي ِ‬‫ف ِ‬ ‫وق ي َ‬ ‫ُ‬
‫و ما ان ْ َ‬
‫ن ِثقة ت‬ ‫ْ‬ ‫نع‬ ‫َ‬ ‫‪،‬‬
‫ه‬‫س لي ُ‬ ‫ة ولْيي َ‬ ‫ه ثقي ٌ‬ ‫فردَ ب ِ‬ ‫ه َ‬ ‫م‪ُ :‬‬ ‫حاكع ‪ْ.‬‬ ‫ل ال َ‬ ‫َوقا َ‬
‫ل ِبمتاب ٍ‬ ‫أص ٌ‬
‫_________________________‬
‫تتمه كلم الشافعي ) قال ( الحافظ أبو يعلى‬
‫) الخليلييي والييذي عليييه حفيياظ الحييديث أن‬
‫الشاذ ما ليس له إل إسناد واحد يشيذ بيه ثقية‬
‫أو غيره فما كان ( منه ) عن غير ثقة فمتروك‬
‫( ل يقبل ) وما كان عيين ثقيية توقييف فيييه ول‬
‫يحتج به ( فجعييل الشيياذ مطلييق التفييرد ل مييع‬
‫اعتبار المخالفة ) وقال الحاكم ‪ :‬هو ما انفييرد‬
‫به ثقة ولييس ليه أصيل بمتييابع ( ليذلك الثقية‬
‫قال ‪ :‬ويغاير المعلل بأن ذلك وقف على علته‬
‫الداليية علييى جهيية الييوهم فيييه ‪ ،‬والشيياذ لييم‬
‫يوقف فيه على علة كذلك ‪ ،‬فجعل الشاذ تفرد‬
‫الثقة ‪ ،‬فهو أخص من قول الخليلي ‪.‬‬
‫لسلم ‪ :‬وبقي ميين كلم الحيياكم ‪:‬‬ ‫قال شيخ ا‬
‫فيس الناقييد أنييه غليط ول يقييدر‬ ‫وينقدح في ِن َ‬
‫علييى إقاميية الييدليل علييى هييذا ‪ ،‬قييال ‪ :‬وهييذا‬
‫القيد ل بد منه ‪ ،‬قال ‪ :‬وإنما يغاير المعلل من‬
‫هذه الجهة ‪ ،‬قييال ‪ :‬وهييذا علييى هييذا أدق ميين‬
‫المعلل بكثير فل يتمكن من الحكم بييه إل ميين‬
‫مييارس الفيين ‪ ،‬غاييية الممارسيية ‪ ،‬وكييان فييي‬
‫الذروة من الفهم الثاقب ورسوخ القييدم فييي‬
‫الصييناعة ‪ ،‬قلييت ‪ :‬ولعسييره لييم يفييرده أحييد‬
‫بالتصنيف ومن أوضح أمثلته ما أخرجييه فييي »‬
‫المستدرك « من طريق عبيد بن غنام النخعي‬
‫عن علي بن حكيم عن شريك ‪ ،‬عن عطيياء بيين‬
‫السائب عن أبي الضحى عن ابن عباس قال ‪:‬‬
‫في كييل أرض نييبي كنييبيكم وآدم كييآدم ونييوح‬
‫كنوح وإبراهيييم كييإبراهيم وعيسييى كعيسييى ‪،‬‬
‫لسييناد ‪ ،‬ولييم أزل أتعجييب ميين‬ ‫وقال صييحيح ا‬
‫تصحيح الحاكم ل ِييه حييتى رأيييت الييبيهقي قييال‬
‫إسناده صحيح ‪ ،‬ولكنه شاذ بمرة ‪.‬‬
‫‪194‬‬

‫‪- 181 -‬‬


‫ضيياِبط‬ ‫ل ال ّ‬ ‫َ‬ ‫ذكييَراهُ مشييك ٌ‬ ‫مييا َ‬
‫ل ِبييأفَراِد العييدْ‬ ‫و َ‬
‫ن‬ ‫ت « والنهييي ع ي ْ‬
‫ِ‬
‫ل َبالنيا ِ‬ ‫نما ُ العما ُ‬ ‫ديث » إ ّ‬ ‫كح ِ‬
‫صييحيح ً‪،‬‬ ‫ال ّ‬ ‫مييا فييي‬ ‫م ّ‬‫ذلييك ِ‬ ‫ولء وغْييير َ‬ ‫ب َْيييع اليي َ‬
‫مخالفييا‬
‫ن لَ‬ ‫ه‬‫ِ‬ ‫د‬
‫ِ‬ ‫ر‬‫ّ‬ ‫تف‬‫َ‬ ‫ب‬ ‫ن‬
‫َ‬ ‫كا‬ ‫ن‬ ‫ْ‬ ‫فا‬ ‫‪:‬‬ ‫ُ‬
‫ل‬ ‫صي‬‫ِ‬ ‫التف‬ ‫فالصحيح‬
‫م‬ ‫دوداً ً وإ ْ‬
‫وثوقيا ً ْ‬ ‫مْر ُ‬ ‫لً ً َ‬
‫ن شاذّا‬ ‫ط ‪ ،‬كا َ‬ ‫ضب َ‬ ‫ه وأ ْ‬ ‫ف من ْ ُ‬ ‫أحف َ‬
‫ظ‬
‫ْ‬ ‫م‬ ‫ا‬ ‫حافظ‬ ‫عد‬ ‫ن‬
‫َ‬ ‫كا‬ ‫ن‬
‫ْ‬ ‫فإ‬ ‫‪،‬‬ ‫الراوي‬ ‫ْ‬ ‫يخال‬
‫_________________________‬
‫قال المصنف كابن الصييلح ) ومييا ذكييراه ( أي‬
‫الخليلييي والحيياكم ) مشييكل ( فييإنه ينتقييض‬
‫) بييأفراد العييدل الضييابط ( الحييافظ ) كحييديث‬
‫فإنه حييديث فييرد تفييرد‬ ‫إنما العمال بالنيات (‬
‫به عمر عن النبي صلى الل ّييه عليييه وسييلم ثييم‬
‫علقمة عنه ثم محمد بن إبراهيييم عيين علقميية‬
‫ثم عنه يحيى بن سعيد ) و ( كحييديث ) ّالنهييي‬
‫عن بيع الولء ( وهبته ‪ ،‬تفرد به عبد اللييه بيين‬
‫دينار عن ابن عمر ) وغير ذلك ( من الحيياديث‬
‫الفراد ) مما ( أخرج ) في الصييحيح ( كحييديث‬
‫مالك عن الزهري عن أنييس ‪ :‬أن النييبي صييلى‬
‫الّله عليه وسلم دخل مكة وعلى رأسه المغفر‬
‫‪ .‬تفييرد بييه مالييك عيين الزهييري ‪ ،‬فكييل هييذه‬
‫مخّرجة في الصحيح مع أنه ليس لها إل إسييناد‬
‫واحييد ‪ ،‬تفييرد بييه ثقيية ‪ً .‬وقييد قييال مسييلم ‪:‬‬
‫للزهري نحو تسعين حرفيا يرويييه ول يشيياركه‬
‫فيه أحد بأسانيد جياد ‪.‬‬
‫قال ابن الصلح ‪ :‬فهييذا الييذي ذكرنيياه وغيييره‬
‫من مذاهب أئمة الحييديث يييبين لييك إنييه ليييس‬
‫لطلق الييذي قيياله‬ ‫فالصحيحعلييى ا ِ‬ ‫الميير فييي ذلييك‬
‫التفصيل فإن كان ( الثقيية‬ ‫وحينئذ )‬
‫) بتفرده مخالفا ً أحفيظ منيه وأضيبط ( عبيارة‬
‫ابيين الصييلح ‪ :‬لمييا رواه ميين هييو أولييى منييه‬
‫لسييلم ‪ :‬لميين‬ ‫ييخ ا ِ‬ ‫بالحفظ لذلك ‪ ،‬وعبييارة شي‬
‫كثرة عدد أو غييير‬ ‫هو أرجح منه لمزيد ضبط أو‬
‫من وجوه ً الترجيحات ) كان ( ما انفرد بييه‬ ‫ذلك‬
‫) شاذا ً مردودا ( ‪.‬‬
‫لسيييلم ‪ :‬ومقيييابله يقيييال ليييه‬ ‫قي ِ‬ ‫قيييال شييييخ ا‬
‫يال ‪ :‬مثيياله ‪ .‬مييا رواه الترمييذي‬ ‫المحفييوظ ‪،‬‬
‫والنسائي وابن ماجه من طريق ابن عيينة عن‬
‫عمرو بن دينار عن عوسجة عيين ابيين ّ عبيياس ‪،‬‬
‫أن رجل ً توفي علييى عهييد رسييول اللييه صييلى‬
‫الّله عليه وسلم ولم‬
‫‪195‬‬

‫‪- 182 -‬‬


‫ق‬ ‫وث ّ ي‬
‫حسنا ًْ‬ ‫ني َ‬ ‫م‬‫ن ل َي ْ‬ ‫ن َتف يّردهُ صييحيحا ً ‪ ،‬وإ ْ‬ ‫ه ك َييا َ‬
‫ضييبط ِ‬ ‫ب ِ‬
‫ط كا َ َ‬ ‫ضاب ِ ً ٍ‬
‫ة ال ّ‬
‫ن دََرج ً ِ‬‫ْ‬ ‫ع‬ ‫ْ‬ ‫د‬ ‫ع‬
‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ب‬‫َ‬ ‫ي‬ ‫م‬‫ْ‬ ‫ل‬‫و‬ ‫طه‬‫ِ‬ ‫ضب‬‫بِ َ‬
‫ل‬ ‫صيي ُ‬ ‫ن شاذا ً مْنكرا مْردودا ‪ ،‬والحا ِ‬ ‫ن ُبعدَ كا َ‬ ‫‪ ،‬وإ ْ‬
‫د‬
‫ف والفر ُ‬
‫ط م ْييا‬
‫و الفرد المخال ُ‬ ‫دود ‪ :‬ه َ‬ ‫مر ُ‬ ‫الشاذّ ال ْ‬ ‫ن‬
‫أ ّ‬
‫ضييب ِ‬ ‫ن ْالّثقيية وال ّ‬ ‫مي َ‬
‫س في روات ِييه ِ‬ ‫ْ‬ ‫ي‬‫ل‬
‫يجبر به َ‬ ‫الذي‬
‫تفّردهُ ‪.‬‬ ‫ُ‬
‫_________________________‬
‫يدع وارثا ً إل مولى هو أعتقه ‪ ،‬الحديث ‪ ،‬وتابع‬
‫ابيين عيبنييه علييى وصييلة ابيين جريييج وغيييره ‪،‬‬
‫وخالفهم حماد بن زيد ‪ ،‬فرواه عن عمييرو بيين‬
‫دينار عيين عوسييجة ‪ ،‬ولييم يييذكر ابيين عبيياس ‪.‬‬
‫قال أبو حاتم المحفوظ ‪ :‬حديث ابن عيينة ‪.‬‬
‫لسلم ‪ :‬فحماد بيين زيييد ميين أهييل‬ ‫شيخ ا ِ‬ ‫قال‬
‫والضيبط ‪ ،‬وميع ً ذليك رجيح أبييو حياتم‬ ‫العداليية‬
‫رواية من هم أكثر عييددا منييه ‪ ،‬قييال ‪ :‬وعييرف‬
‫هذا التقرير ‪ :‬أن الشاذ مييا رواه المقبييول‬ ‫من‬
‫مخالفا ً لمن هو أولييى منييه ‪ ،‬قييال ‪ :‬وهييذا هييو‬
‫المعتمييد فييي حييد الشيياذ بحسييب الصييطلح ‪،‬‬
‫وميين أمثلتييه فييي المتيين ‪ :‬مييا رواه أبييو داود‬
‫والترمذي من حديث عبد الواحد بيين زييياد عيين‬
‫العمييش عيين أبييي صييالح عيين أبييي هريييرة‬
‫مرفوع يا ً ‪ » :‬إذا صييلى أحييدكم ركعييتي الفجيير‬
‫فليضطجع عن يمينه « ‪ ،‬قال البيهقي ‪ :‬خالف‬
‫عبد الواحد العدد الكثير في هذا ‪ ،‬فإن ّ النيياس‬
‫إنمييا رووه ميين فعييل النييبي صييلى اللييه عليييه‬
‫وسلم ل من قيوله ‪ :‬وانفيرد عبييد الواحييد ميين‬
‫بين ثقات أصحاب العمش بهذا اللفييظ ) وإن‬
‫لم ًيخالف الراوي ( بتفرده غيره ‪ ،‬وإنمييا روي‬
‫يراوي‬
‫موثوقييا ً‬ ‫يذا الي‬ ‫أمرا لم يروه غيره ‪ ،‬فينظر فييي هي‬
‫حافظييا ً‬ ‫المنفييرد ) فييإن كييان عييدل ً‬
‫بضييبطه كييان تفييرده صييحيحا ً وإن لييم ِ يوثييق‬
‫بضبطه و ( لكن ) لم يبعد ً عيين درجيية الضييابط‬
‫كان ( ما انفرد به ) حسنا وإن بعد ( من ذلك )‬
‫كان شاذا ً منكرا ً مردودا ً ‪ ،‬والحاصييل إن الشيياذ‬
‫المييردود هييو الفييرد المخييالف ‪ ،‬والفييرد الييذي‬
‫ليس في رواته من الثقة والضبط ما يجبر بييه‬
‫تفييرده ( وهييو بهييذا التفسييير يجييامع المنكيير‬
‫وسيأتي ما فيه ‪.‬‬
‫‪196‬‬

‫‪- 183 -‬‬


‫تنبيه‬
‫ما تقدم من العتراض على الخليلي والحيياكم‬
‫بأفراد الصحيح ‪ ،‬أورد عليه أمييران ‪ ،‬أحييدهما ‪:‬‬
‫أنهما إنما ذكرا تفرد الثقيية ‪ ،‬فل يييرد عليهمييا‬
‫تفييرد الضييابط الحييافظ ‪ ،‬لمييا بينهمييا ميين‬
‫الفرق ‪ ،‬وأجييب بأنهميا أطلقيا الثقية فشيمل‬
‫الحافظ وغيره ‪ ،‬والثيياني أن حييديث النييية ل ّييم‬
‫ينفرد به عمر بل رواه عيين النييبي صييلى اللييه‬
‫عليييه وسييلم أبييو سييعيد الخييدري ‪ ،‬كمييا ذكييره‬
‫الدارقطني وغيره ‪ ،‬بل ذكيير أبييو القاسييم بيين‬
‫منده أنه رواه سبعة عشر أخر ميين الصييحابة ‪،‬‬
‫علي بن أبي طالب ‪ ،‬وسعد بيين أبييي وقيياص ‪،‬‬
‫وابيين مسييعود ‪ ،‬وابيين عميير ‪ ،‬وابيين عبيياس ‪،‬‬
‫وأنس بن مالييك ‪ ،‬وأبييو هريييرة ‪ ،‬ومعاوييية بيين‬
‫أبي سفيان ‪ ،‬وعتبة بن عبد السييلمي ‪ ،‬وهلل‬
‫بن سويد وعبادة بن الصامت ‪ ،‬وجابر بيين عبييد‬
‫الّله وعتبة بن عامر ‪ ،‬وأبو ذر الغفيياري وعتبيية‬
‫در وعتبيية بيين مسييلم ‪ ،‬وزاد غيييره ‪ :‬أبييا‬ ‫بن الن ّ ّ‬
‫الدرداء وسهل بن سعد والنواس بن سمعان ‪،‬‬
‫وأبا موسى الشييعري ‪ ،‬وصييهيب بيين سيينان ‪،‬‬
‫وأبا أمامة الباهلي وزيد بن ثابت ‪ ،‬ورافييع بيين‬
‫خديج ‪ ،‬وصفوان بن أمية ‪ ،‬وغزية بن الحييرث ‪،‬‬
‫أو الحرث بن غزية وعائشة ‪ ،‬وأم سييلمة ‪ ،‬وأم‬
‫حبيبة ‪ ،‬وصفية بنت حي ‪ ،‬وذكر ابن منييده أنييه‬
‫رواه عن عمر غير علقمة ‪ ،‬وعيين علقميية غيير‬
‫محمد ‪ ،‬وعيين محمييد غييير يحيييى ‪ ،‬وأن حييديث‬
‫النهي عيين بيييع الييولء رواه غييير ابيين دينييار ‪،‬‬
‫فأخرجه الترمذي فييي العلييل المفييرد ‪ ،‬حييدثنا‬
‫محمد بن عبد الملك بيين أبييي الشييوارب ‪ ،‬ثنييا‬
‫يحيى بن سليم عن عبيد الل ّييه بيين عميير ‪ ،‬عيين‬
‫نافع عن ابن عمر ‪ ،‬وأخرجه ابيين عييدي فييي »‬
‫الكامييل « ‪ ،‬حييدثنا عصييمة البخيياري ‪ ،‬حييدثنا‬
‫إبراهيم بن فهييد ‪ ،‬ثنييا مسييلم عيين محمييد بيين‬
‫دينار ‪ ،‬عن يونس يعني ابن عبيييد ‪ ،‬عيين نييافع‬
‫عن ابن عمر ‪ ،‬وأجيب بأن حديث العمييال لييم‬
‫يصح له طريق غير حديث عمر ‪ ،‬ولم يرد‬
‫‪197‬‬

‫‪- 184 -‬‬


‫بلفظ حييديث عميير إل ميين حييديث أبييي سييعيد‬
‫وعلي وأنس وأبي هريييرة ‪ ،‬فأمييا حييديث أبييي‬
‫سييعيد ‪ ،‬فقييد صييرحوا بتغليييط ابيين أبييي رواد‬
‫الييذي رواه عيين مالييك ‪ ،‬ومميين وهمييه فيييه‬
‫الدارقطني وغيره ‪ ،‬وحديث علي في أربعييين‬
‫علوييية بإسييناد ميين أهييل الييبيت ‪ ،‬فيييه ميين ل‬
‫يعرف ‪ ،‬وحييديث أنييس رواه ابيين عسيياكر فييي‬
‫أول أماليه من رواييية يحيييى بيين سييعيد ‪ ،‬عيين‬
‫محمد بن إبراهيم عن أنس وقال غريب جييدا ً ‪،‬‬
‫والمحفوظ حديث عمير ‪ ،‬وحيديث أبيي هرييرة‬
‫رواه الرشيييد العطييار فييي جييزء لييه بسييند‬
‫ضعيف ‪ ،‬وسائر أحيياديث الصييحابة المييذكورين‬
‫إنما هي فييي مطلييق النييية ‪ ،‬كحييديث يبعثييون‬
‫على نياتهم ‪ ،‬وحديث ليس له من غزاته إل ما‬
‫نوي ونحو ذلييك ‪ ،‬وهكييذا يفعييل الترمييذي فييي‬
‫الجييامع حيييث يقييول ‪ ،‬وفييي البيياب عيين فلن‬
‫وفلن ‪ ،‬فإنه ل يريد ذلك الحديث المعين ‪ ،‬بل‬
‫يريد أحاديث أخر يصح أن تكتب في الباب ‪.‬‬
‫قال العراقي ‪ :‬وهو عمل صييحيح إل أن كييثيرا ً‬
‫من الناس يفهمون من ذلك أن من سمي من‬
‫يس‬ ‫الصييحابة يييروون ذلييك الحييديث بعينييه وليي‬
‫حيديثا ً‬ ‫كذلك ‪ ،‬بل قد يكييون كييذلك وقيد يكييون‬
‫آخر يصح ِإيراده في ذلك الباب ‪ ،‬ولم يصح من‬
‫يال‬ ‫طريق غير عمير إل الطريييق المتقدميية ‪ ،‬قي‬
‫في مسينده ‪ ،‬ل يصيح عين رسيول الل ّييه‬ ‫البزار‬
‫صلى الّله عليه وسلم ِإل من حديث عميير ‪ ،‬ول‬
‫عن عمر إل من حديث علقمة ول عيين علقميية‬
‫إل ميين حييديث محمييد ول عيين محمييد إل ميين‬
‫حييديث يحيييى ‪ ،‬وأمييا حييديث النهييي فقييال‬
‫الترمذي في الجامع ّوالعلل ‪ :‬أخطأ فيه يحيييى‬
‫بيين سييليم ‪ ،‬وعبييد اللييه بيين دينييار تفيرد بهييذا‬
‫الحديث عن ابن عمر ‪ ،‬وقال ابيين عييدى عقييب‬
‫مييا أورده ‪ :‬مييا أسييمعه إل ميين عصييمة عيين‬
‫إبراهيم بن فهييد ‪ ،‬وإبراهيييم مظلييم الميير لييه‬
‫مناكير ‪ ،‬نعم حديث المغفر لم ينفرد به مالييك‬
‫بييل تييابعه عيين الزهييري ابيين أخييي الزهييري ‪،‬‬
‫رواها البزار في مسنده وأبو أويييس بيين أبييي‬
‫عامر رواها ابيين عيدي فيي » الكاميل « وابين‬
‫سعد فييي » الطبقييات « ‪ ،‬ومعميير رواهييا ابيين‬
‫عييدي والوزاعييي ‪ ،‬نبييه عليهييا المييزي فييي‬
‫الطراف ‪ ،‬وعن ابن العربي أن له ثلثة عشيير‬
‫طريقيييا ً غيييير طرييييق ماليييك ‪ ،‬وقيييال شييييخ‬
‫لسلم ‪ :‬قد جمعت طرقه فوصلت إلى سبعة‬ ‫ا ِ‬
‫عشر ‪.‬‬
‫‪198‬‬

‫‪- 185 -‬‬


‫النوع الرابع عشر ‪:‬‬
‫و‬
‫ه َ‪،‬‬
‫ي ‪ :‬هي‬ ‫رديجري ّ‬
‫راوي ي ِ‬ ‫ي‬ ‫ْ‬ ‫ي‬‫غ‬
‫ظ الب َ‬
‫ن ْ‬ ‫ي‬ ‫ع‬ ‫ه‬
‫ُ‬
‫ر ‪ ،‬قال الحيياف ِ‬
‫ي‬‫ُ‬ ‫ن‬‫ْ‬ ‫ت‬‫م‬ ‫ف‬
‫ُ‬
‫َ‬
‫ر‬ ‫ي‬ ‫ع‬
‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ي‬ ‫ذيك َ ِ‬
‫ل‬
‫ة المن‬
‫ِ‬
‫عرف ُ‬
‫ف ِْردُ َ ال ْي‬
‫م‬
‫ال ْ َ‬
‫َ‬
‫صييي ُ‬ ‫ِ‬
‫ه الت ّ ْ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫وك َ َ‬
‫ل‬ ‫ف ِ‬ ‫في ِ‬ ‫ب ِ‬ ‫صوا ُ‬ ‫شاذ‪. ،‬وال َ‬ ‫ن‬ ‫ه كِثيُرو َ‬ ‫ذا أطلق‬
‫م ُفي ال ّ‬ ‫الذي تقدّ َ‬
‫_________________________‬
‫) النييوع الرابييع عشيير معرفيية المنكيير قييال‬
‫الحافظ ( أبو بكر ) البرديجي ( بفتح الموحييدة‬
‫وسييكون الييراء وكسيير الييدال المهمليية بعييدها‬
‫تحتييية وجيييم نسييبة إلييى برديييج قييرب بردعيية‬
‫بإهمييال الييدال بلييد بأذربيجييان ‪ ،‬ويقييال لييه‬
‫البرذعي أيضا ً ) هو ( الحديث ) الفييرد الييذي ل‬
‫يعييرف متنييه عيين غييير راويييه ‪ ،‬وكييذا أطلقييه‬
‫كثيرون ( من أهل الحييديث قييال ابيين الصييلح‬
‫) والصييواب فيييه التفصيييل الييذي تقييدم فييي‬
‫الشيياذ ( قييال ‪ :‬وعنييد هييذا القييول ‪ :‬المنكيير‬
‫قسمان على ما ذكرنا في الشاذ فإنه بمعناه ‪،‬‬
‫مثييال الول وهييو المفييرد المخييالف لمييا رواه‬
‫الثقات رواية مالك عن الزهري عن علييي بيين‬
‫عثمان عن أسامة بيين زيييد‬ ‫حسين عن عمر بن‬
‫عن رسول الّله صلى الّله عليه وسلم قال ‪» :‬‬
‫ل يرث المسلم الكافر ول الكافر المسييلم « ‪،‬‬
‫فخالف مالك غيره من الثقات في قوله عميير‬
‫بيين عثمييان بضييم العييين ‪ ،‬وذكيير مسييلم فييي‬
‫التمييز أن كل مييا رواه ميين أصييحاب الزهييري‬
‫قاله بفتحها ‪ ،‬وأن مالكا ً وهم في ذلييك ‪ ،‬قييال‬
‫العراقي وفي هذا التمثيل نظر ‪ :‬لن الحييديث‬
‫ليس بمنكر ولم يطلق عليه أحد اسييم النكييارة‬
‫فيما ً رأيت ‪ ،‬وغايته أن يكون السييند منكييرا ً أو‬
‫شاذا لمخالفيية الثقييات لمالييك فييي ذلييك ‪ ،‬ول‬
‫يلييزم ميين شييذوذ السييند ونكييارته وجييود ذلييك‬
‫الوصف في المتن ‪ ،‬وقد ذكر ابن الصلح فييي‬
‫نوع المعلل أن العلة الواقعيية فييي السييند قييد‬
‫تقدح في المتن وقد ل تقييدح ‪ ،‬كمييا سيييأتي ‪،‬‬
‫قال فالمثال الصحيح لهييذا القسييم ‪ :‬مييا رواه‬
‫أصحاب السيينن الربعيية مين رواييية هميام بين‬
‫يحيى عن ابيين جريييج عيين الزهييري عيين أنييس‬
‫قال ‪ » :‬كان‬
‫‪199‬‬

‫‪- 186 -‬‬


‫النبي صلى الل ّييه عليييه وسييلم إذا دخييل الخلء‬
‫وضع خيياتمه « ‪ ،‬قييال أبييو داود بعييد تخريجييه ‪:‬‬
‫هذا حديث منكر ‪ ،‬وإنما يعرف عيين ابيين جريييج‬
‫يس أن‬ ‫عن زياد بن سييعد عيين الزهييري عيين أني‬
‫النبي صلى الّله عليه وسييلم اتخييذ خاتم يا ً ميين‬
‫ورق ثم ألقاه ‪ ،‬قييال والييوهم فيييه ميين همييام‬
‫ولييم يييروه إل همييام ‪ .‬وقييال النسييائي بعييد‬
‫تخريجه ‪ ،‬هذا حديث غير محفوظ ‪ ،‬فهمام بيين‬
‫يحيى ثقة احتج به أهل الصييحيح ولكنييه خييالف‬
‫الناس فروي عن ابن جريييج هييذا المتيين بهييذا‬
‫السييند ‪ ،‬وإنمييا روى النيياس عيين ابيين جريييج‬
‫الحديث الذي أشار إليه أبو داود ‪ ،‬فلهذا حكييم‬
‫عليه بالنكارة ومثال الثاني وهييو الفييرد الييذي‬
‫ليس في رواته من الثقة والتقان مييا يحتمييل‬
‫معه تفرده ‪ ،‬ما رواه النسائي ِ وابن ميياجه ميين‬
‫رواية أبي زكير يحيييى بيين محمييد بيين قيييس ‪،‬‬
‫عن هشام بيين عييروة عيين أبيييه ‪ ،‬عيين عائشيية‬
‫مرفوعا ‪ .‬كلوا البلييح بييالتمر فييإن ابيين آدم إذا‬
‫أكله غضب الشيطان ‪ ،‬الحديث ‪ ،‬قال النسائي‬
‫‪ :‬هذا حيديث منكير تفيرد بيه أبيو زكيير ‪ ،‬وهيو‬
‫شيخ صالح ‪ ،‬أخييرج لييه مسييلم فييي المتابعييات‬
‫غير أنه لم يبلغ مبلغ من يحتمييل تفييرده ‪ ،‬بييل‬
‫قييد أطلييق عليييه الئميية القييول بالتضييعيف ‪،‬‬
‫فقال ابن معين ‪ ،‬ضعيف ‪ ،‬وقال ابن حبييان ل‬
‫يحتج به ‪ ،‬وقال العقيلي ل يتابع على حييديثه ‪،‬‬
‫وأورد له ابن عدى أربعة أحاديث مناكير ‪.‬‬
‫تنبيهات‬
‫الول ‪ :‬قد علم مما تقدم بل ميين صييريح كلم‬
‫ابن الصلح أن الشاذ والمنكر بمعنييى ‪ ،‬وقييال‬
‫لسلم إن الشاذ والمنكر يجتمعييان فييي‬ ‫شيخ ا ِ‬
‫يتراط المخالفيية ويفترقييان فييي أن الشيياذ‬ ‫اشي‬
‫رواية ثقة أو صدوق والمنكيير راويييه ضييعيف ‪،‬‬
‫قال وقد غفييل ميين سييوى بينهمييا ‪ ،‬ثييم مثييل‬
‫المنكيير بمييا رواه ابيين أبييي حيياتم ميين طريييق‬
‫حبيب بضم الحاء المهملة وتشديد التحتية بين‬
‫موحدتين أولهما مفتوحة ‪ ،‬ابيين حييبيب بفتييح‬
‫المهملة بوزن كريم ‪ ،‬أخي حمزة الزيييات عيين‬
‫حريييث عيين ابيين‬ ‫عي ْييزار بيين ُ‬
‫أبي إسحاق عن ال َ‬
‫عباس عن النبي صلى الّله عليه وسلم قييال ‪:‬‬
‫من أقام‬
‫‪2..‬‬

‫‪- 187 -‬‬


‫النوع الخامس عشر ‪:‬‬
‫د‪.‬‬ ‫ّ‬
‫ت ‪ ،‬والشييواه ِ‬ ‫ر ‪ ،‬والمتابعييا ِ‬ ‫العتبييا ِ‬ ‫ة‬
‫رفيي ُ‬ ‫ع‬‫م ْ‬
‫ها‬
‫نب َ‬‫رفو َ‬ ‫ع ّ‬
‫ه أموٌر يت َ‬‫ذ ِِ‬
‫ه ِ‬
‫_________________________‬
‫الصلة وآتى الزكاة وحج وصام وقرى الضيييف‬
‫دخييل الجنيية ‪ ،‬قييال أبييو حيياتم هييو منكيير ‪ ،‬لن‬
‫ميين الثقييات رواه عيين أبييي إسييحاق‬ ‫غيييره‬
‫موقوفييا ً وهييو المعييروف ‪ ،‬فحينئذ فالحييديث‬
‫الذي ل مخالفيية فيييه وراويييه متهييم بالكييذب ‪،‬‬
‫بأن ل يروي إل من جهته وهو مخالف للقواعد‬
‫المعلوميية ‪ ،‬أو عييرف بييه فييي غييير الحييديث‬
‫النبوي ‪ ،‬أو كثير الغلييط أو الفسييق أو الغفليية‬
‫يسمى المتروك ‪ ،‬وهو نوع مستقل ذكره شيخ‬
‫لسلم ‪ :‬كحديث صدقة الدقيقي عن فرقييد ‪،‬‬ ‫ا ِ‬
‫عن مرة عن أبي بكر ‪ ،‬وحديث عمرو بن شييمر‬
‫عن جابر الجعفي عن الحارث عن علي ‪.‬‬
‫لسلم في » النخبيية « ‪:‬‬ ‫شيخ ا ِ‬ ‫الثاني ‪ :‬عبارة‬
‫بأرجح يقال لييه المحفييوظ‬ ‫فإن خولف الراوي‬
‫ومقابله يقال له الشاذ ‪ ،‬وإن وقعت المخالفة‬
‫مييع الضييعف فالراجييح يقييال لييه المعييروف‬
‫ومقابله يقال له المنكر ‪ ،‬وقد علمت من ذلييك‬
‫تفسييير المحفييوظ والمعييروف ‪ ،‬وهمييا ميين‬
‫النواع التي أهملها ابيين الصييلح والمصيينف ‪.‬‬
‫وحقهميا أن ييذكرا كميا ذكير المتصيل ميع ميا‬
‫يقابله من المرسل والمنقطع والمعضل ‪.‬‬
‫رواه‬ ‫الثييالث ‪ :‬وقييع فييي عبييارتهم ‪ :‬أنكيير مييا‬
‫فلن كذا ‪ ،‬وإن لم يكن ذلك الحييديث ضييعيف ّا ً ‪،‬‬
‫وقال ابن عدي أنكر ما روى يزيد بن عبد اللييه‬
‫بن أبي بردة ‪ » :‬إذا أراد الّله بأمة خيييرا ً قبييض‬
‫نبيها قبلها « ‪ ،‬قال وهذا طريق حسيين رواتييه‬
‫ثقات وقد أدخله قوم فييي صييحاحهم انتهييى ‪.‬‬
‫والحيييديث فيييي » صيييحيح مسيييلم « ‪ ،‬وقيييال‬
‫الييذهبي ‪ ،‬أنكيير مييا للوليييد بيين مسييلم ميين‬
‫الحيياديث حييديث حفييظ القييرآن ‪ ،‬وهييو عنييد‬
‫الترمذي وحسنه ‪ ،‬وصححه الحاكم على شييرط‬
‫الشيخين ‪.‬‬
‫) النيييوع الخيييامس عشييير معرفييية العتبيييار‬
‫والمتابعات والشواهد ‪ .‬هذه أمور (‬
‫‪1.2‬‬

‫‪- 188 -‬‬


‫د‬ ‫َ‬ ‫ديث ‪ ،‬فمثا ُ‬
‫ل العِتبار ‪ :‬أن ي َْروى حما ُ‬ ‫ح ِ‬
‫حال ال َ‬
‫ن ابي ّين‬ ‫ن أيييوب ع ي ْ‬ ‫ه عي ْ‬ ‫ع علي ْي ِ‬ ‫حديثا ً ل ُيتيياب ُ‬ ‫مثل َ‬
‫ي صييلى اللييه‬ ‫ّ‬ ‫ن النييب‬ ‫ْ‬ ‫ه َْريَرةَ عي‬ ‫ن أبي ُ‬ ‫ْ‬ ‫نع‬ ‫َ‬ ‫سيري‬
‫ب‬ ‫ة غْييُر أي ّييو َ‬ ‫رواه ِثقي ٌ‬ ‫ل‬ ‫ْ‬ ‫ه‬ ‫ر‬
‫َ‬ ‫ظ‬ ‫ْ‬ ‫ن‬ ‫في‬ ‫‪،‬‬ ‫وسلم‬ ‫عليه‬
‫جيدْ فغْييُر ابين‬ ‫م َ يو َ‬ ‫ْ‬ ‫ن َلي‬ ‫ْ‬ ‫فيإ‬‫ن‪َ ،‬‬ ‫َ‬ ‫سييري‬ ‫ِ‬ ‫ن ابين‬ ‫سي ْ‬‫عي‬
‫يي‬ ‫َ‬ ‫صحابي غي ُْر أبي‬ ‫َ‬ ‫هَريرةَ وإ ّل ّ ف‬ ‫ن عن أبي ُ‬ ‫ري َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ي‬
‫وإل ّّ‬ ‫ه وسلم ‪ ،‬فييأ‬ ‫ي َ صلى الله ًعلي ِ‬ ‫ّ‬ ‫هَري َْرة عن النب‬ ‫ُ‬
‫ه‪،‬‬‫ع إلي ي ِ‬
‫ص يل ي ُْرج ي ُ‬ ‫ْ‬ ‫هأ‬ ‫ُ‬ ‫ن لي‬‫علييم أ ّ‬ ‫ج يد َ ُ‬ ‫ِ‬ ‫و‬‫ُ‬ ‫ك‬‫ذل َ‬ ‫َ‬
‫حميياٍد‬ ‫ن أّيوب غْيييُر َ‬ ‫ْ‬ ‫هع‬ ‫ُ‬ ‫ن يْروي َ‬ ‫فل ‪ ،‬والمتاَبعة أ ْ‬
‫و عن ابن‬ ‫ة التامة ‪ ،‬أ ْ‬ ‫ي المتاَبع ُ‬ ‫ه َ‬ ‫و ِ‬
‫_________________________‬
‫يتييداولها أهييل الحييديث ) يتعرفييون بهييا حييال‬
‫الحديث ( ينظرون هل تفييرد لييه راويييه أو ل ؟‬
‫وهييل هييو معييروف أو ل ؟ فالعتبييار أن يييأتي‬
‫إلييى حييديث لبعييض الييرواة فيعتييبره بروايييات‬
‫غيره من الرواة بسبر طييرق الحييديث ليعييرف‬
‫هل شاركه في ذلك الحديث راو غيييره فييرواه‬
‫عن شيخه أول ً ؟ فإن لم يكن فينظر هل تييابع‬
‫أحد شيخ شيخه فرواه عمن روي عنه ؟ وهكذا‬
‫لسناد وذلك المتابعة ‪ .‬فإن لم يكيين‬ ‫إلى آخر ا‬
‫هي ِ‬
‫يل أتييى بمعنيياه حييديث آخيير ؟ وهييو‬ ‫فينظيير‬
‫الشاهد ‪ ،‬فإن لم يكيين فالحييديث فييرد فليييس‬
‫العتبار قسيما للمتابع والشاهد ‪ ،‬بل هو هيئة‬
‫العتبييار أن يييروي‬ ‫التوصييل إليهمييا ) فمثييال‬
‫حماد ( بن سلمة ) مثل ً حديثا ً ل يتابع عليه عن‬
‫ين سيييرين عيين أبييي هريييرة عيين‬ ‫أيوب عيين ابي‬
‫النبي صلى الّله عليه وسلم ‪ ،‬فينظر هل رواه‬
‫ثقة غير أيوب عن ابن سيرين فإن لم يوجييد (‬
‫ثقة غيره ) فغير ابن سيرين عن أبي هريرة ‪،‬‬
‫وإل ( أي وإن لم يوجييد ثقيية عيين أبييي هريييرة‬
‫غيره ) فصحابي غييير أبييي هريييرة عيين النييبي‬
‫صلى الّله عليه وسلم فأي ذلك وجد علم ( بييه‬
‫) أن له أصل ً يرجع إليه وإل ( أي وإن لم يوجد‬
‫شيء من ذلك ) فل ( أصل له ‪ ،‬كالحديث الذي‬
‫رواه الترمذي عن طريق حماد بن سييلمة عيين‬
‫ين أبييي هريييرة ‪ ،‬أراه‬ ‫أيوب عن ابن سيييرين عي‬
‫رفعه » أحبب حبيبك هونا ً ما « الحديث ‪ ،‬قييال‬
‫الترمذي غريب ل نعرفه بهذا‬
‫‪2.2‬‬

‫‪- 189 -‬‬


‫ن‬
‫هغيُر اب ِ‬ ‫هريرة‬ ‫و عن أبي ُ‬ ‫النب أ ْ‬
‫ب‪،‬‬‫ن غْير أّيو َ‬ ‫سيري َ‬ ‫ِ‬
‫وسيلم‬ ‫ي صلى الل ّييه عليي ِ‬ ‫ّ‬ ‫عن‬ ‫و‬
‫ْ‬
‫ي آخييُر ‪َ .‬‬
‫أ‬ ‫‪،‬‬ ‫ن‬‫َ‬ ‫سيري‬
‫ة‪،‬‬ ‫متابعيي ً‬ ‫سييمى ُ‬ ‫ذا ي ُ َ‬ ‫ل هيي َ‬ ‫فكيي ّ‬ ‫حاب ّ‬ ‫صيي َ‬
‫منهييا ‪،‬‬ ‫دها ِ‬ ‫ب ُبعيي ِ‬ ‫ِ‬ ‫سيي‬
‫َ‬ ‫ح‬
‫صيير عيين الولييى ب ً َ‬ ‫ُ‬ ‫وتق‬
‫ي‬ ‫يييْرو َ‬ ‫ن‬
‫شيياهدُ أ ْ‬ ‫هدا ‪ ،‬وال ّ‬ ‫سمى المتاَبعة شا ِ‬ ‫ْ‬ ‫وت ُ‬
‫متاَبعة ‪،‬‬ ‫ذا ُ‬‫سمى ه َ‬ ‫عناهُ ول ي ُ ِ‬ ‫حديث آخُر بم ْ‬
‫_________________________‬
‫لسناد إل من هذا الوجه ‪ ،‬أي من وجه يثبت ‪،‬‬ ‫ا ِ‬
‫وإل فقييد رواه الحسيين بيين دينييار عيين ابيين‬
‫سيييرين ‪ ،‬والحسيين مييتروك الحييديث ل يصييلح‬
‫للمتابعات ) والمتابعة أن يرويه عن أيوب غييير‬
‫حماد وهي المتابعة التامة أو ( لييم يييروه عنييه‬
‫غيره ورواه ) عيين ابيين سيييرين غييير أيييوب أو‬
‫عن أبي ّ هريرة غير ابن سيرين أو عيين النييبي‬
‫صلى الله عليه وسلم صحابي آخر ( غييير أبييي‬
‫هريييرة ) فكييل هييذا يسييمى متابعيية ‪ ،‬وتقصيير‬
‫عن ( المتابعة ) الولى بحسييب بعييدهاً منهييا ً(‬
‫أي بقدره ) وتسييمى المتابعيية شيياهدا ( أيض يا‬
‫) والشيياهد أن يييروي حييديث آخيير بمعنيياه ول‬
‫يسييمى هييذا متابعيية ( فقييد حصييل اختصيياص‬
‫المتابعيية بمييا كييان بيياللفظ ‪ ،‬سييواء كييان ميين‬
‫رواييية ذلييك الصييحابي أم ل ‪ ،‬والشيياهد أعييم ‪،‬‬
‫وقيل هو مخصوص بما كان بالمعنى كذلك ‪.‬‬
‫لسييلم ‪ :‬قييد يسييمى الشيياهد‬ ‫شيييخ‪ ،‬ا ِ‬
‫وقييال أيضا ً‬
‫والمر سييهل ‪ ،‬مثييال مييا اجتمييع‬ ‫متابعة‬
‫فيه المتابعة التاميية والقاصييرة والشيياهد ‪ :‬مييا‬
‫رواه الشافعي في » الم « عن مالك عن عبد‬
‫الّله بن ّدينييار عيين ابيين عميير أن رسييول الل ّييه‬
‫صلى الله عليييه وسييلم قييال ‪ » :‬الشييهر تسييع‬
‫وعشرون ‪ ،‬فل تصوموا حييتى تييروا الهلل ول‬
‫تفطروا حتى تروه ‪ ،‬فإن غم عليكييم فييأكملوا‬
‫العدة ثلثين « فهذا الحديث بهذا اللفظ ‪ ،‬ظن‬
‫قوم أن الشافعي تفّرد به عن مالييك ‪ ،‬فعييدوه‬
‫في غرائبه لن أصحاب مالييك رووه عنييه بهييذا‬
‫عليكم فاقدروا ّله‬ ‫السناد ‪ .‬بلفظ ‪ » :‬فإن غم‬
‫« ِلكن وجدنا للشافعي متابع يا ً وهييو عبييد اللييه‬
‫بن مسلمة القعنييبي ‪ .‬كييذلك أخرجييه البخيياري‬
‫عنه عن مالك ‪ ،‬وهذه متابعة تامة ‪ ،‬ووجدنا لييه‬
‫متابعيية قاصييرة فييي صييحيح ابيين خزيميية ميين‬
‫رواية عاصم بن محمد عن أبيه محمد بيين زيييد‬
‫عن جده عبد الّله بن عمر » فأكملوا ثلثييين «‬
‫وفي‬
‫‪203‬‬

‫‪- 190 -‬‬


‫و ابيين‬ ‫هريرة أ َ‬ ‫ه أبو ُ‬ ‫هت َ‬ ‫وإ َ‬
‫ش َي ْ َ‬ ‫فّرد ب ِ‬ ‫ذا قالوا في مثل ِ‬
‫ء‬ ‫ْ‬
‫يعرا ً ِباْنتفييا ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ُ‬ ‫ن‬
‫َ‬ ‫ماد ك ِييا‬ ‫ّ‬ ‫ح‬
‫َ‬ ‫و‬ ‫أ‬ ‫يوب‬ ‫ُ‬ ‫أ‬ ‫و‬ ‫أ‬ ‫ن‬‫َ‬ ‫سيري‬ ‫ِ‬
‫مييه مييا‬ ‫ُ‬ ‫حك‬‫ف ُ‬ ‫د َ‬ ‫شواه ِ‬ ‫ع ال ّ‬ ‫تم َ‬ ‫ف ِ‬ ‫ذا انت ْ َ‬ ‫ت ْ وإ َ‬ ‫المتابعا ِ‬
‫ة‬
‫ل فييي المتاَبعيي ِ‬ ‫دخ ُ‬ ‫وييي ْ‬ ‫شيياِذم ي‪،‬ن َ‬ ‫ق فييي ال ّ‬ ‫سييب‬
‫والس َ‬ ‫َ‬
‫صييلح‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ي‬ ‫ول‬ ‫ه‬
‫ِ‬ ‫ي‬ ‫ب‬ ‫ج‬ ‫ّ‬ ‫ي‬ ‫يحت‬ ‫ُ‬ ‫ل‬ ‫ْ‬ ‫ة‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ي‬ ‫وا‬ ‫َ‬ ‫ر‬ ‫د‬
‫ِ‬ ‫شها‬ ‫ْ‬ ‫ِ‬ ‫ت‬
‫ف‪.‬‬ ‫ضعي ٍ‬ ‫ل َ‬ ‫كك ّ‬ ‫لذل ِ َ‬
‫النوع السادس عشر ‪:‬‬
‫ن‬ ‫و في ّ‬ ‫ذه‪،‬بوه ي َ‬ ‫مهييا‬ ‫حكوُ‬ ‫تو ُ‬ ‫ت الثقييا ِ‬ ‫دا ِ‬ ‫ة زيييا َ‬ ‫عرف ي ُ‬ ‫م ْ‬ ‫لَ‬
‫ر‬
‫لِ‬ ‫هو‬
‫ُ‬ ‫الجم‬ ‫ً‬ ‫م ْ ْ ُ‬ ‫َ‬ ‫ه‪،‬‬ ‫ةب ِ‬ ‫ن العناي َ ُ‬ ‫ُ‬ ‫حس‬ ‫ست ْ‬ ‫ْ‬ ‫فت‬
‫ن ال ُ‬
‫طي ٌ‬ ‫ِ‬
‫قي َ‬ ‫ن قَبولها مطلقا ‪ ،‬و ِ‬ ‫دثي َ‬ ‫ء والمح ّ‬ ‫فقها ِ‬ ‫م ْ‬
‫‪:‬ل‬
‫_________________________‬
‫صحيح مسلم من رواية عبيد الّله بن عمر عيين‬
‫نافع عن ابن عمر ًبلفييظ » فاقييدروا ثلثييين «‬
‫ووجييدنا لييه شيياهدا رواه النسييائي ميين رواييية‬
‫محمد بيين حنييين عيين ابيين عبيياس عيين النييبي‬
‫صلى الّله عليه وسلم فيذكر مثييل حيديث عبييد‬
‫الّله بيين دينييار عين ابيين عمير بلفظييه سيواء ‪،‬‬
‫ورواه البخاري من رواية محميد بيين زييياد عيين‬
‫أبي هريرة ‪ .‬بلفظ فإن أغمى عليكم فييأكملوا‬
‫عييدة شييعبان ثلثييين ‪ ،‬وذلييك شيياهد بييالمعنى‬
‫) وإذا قالوا في مثله ( أي الحديث ) تفييرد بييه‬
‫أبو هريرة ( عن النبي صلى الّله عليه وسلم )‬
‫أو ابن سيرين ( عين أبييي هريييرة ) أو أيييوب (‬
‫عن ابن ً سيرين ) أو حماد ( عيين أيييوب ) كييان‬
‫مشييعرا بانتفيياء ( وجييوه ) المتابعييات ( فيييه‬
‫) وإذا انتفيييت ( المتابعيييات ) ميييع الشيييواهد‬
‫ق فييي الشيياذ ( ميين التفصيييل‬ ‫سييب َ‬ ‫فحكمه مييا‬
‫المتابعة والستشهاد رواييية ميين‬ ‫) ويدخل في‬
‫ل يحتج به ‪ ،‬ول يصلح لذلك كل ضييعيف ( كمييا‬
‫سيأتي في ألفاظ الجرح والتعديل ‪.‬‬
‫) النوع السادس عشر ‪ :‬معرفة زيادات الثقات‬
‫وحكمها ‪ ،‬وهو فن لطيف تستحسن العناية به‬
‫( وقد ّاشتهر بمعرفة ذلييك جماعيية كييأبي بكيير‬
‫عبد الله بن‬
‫‪204‬‬

‫‪- 191 -‬‬


‫ن‬‫قصا ًم‪.‬ي ْ‬
‫دهييا غْييُر‬‫ن َزا َ‬ ‫لإ ْ‬ ‫قب ُ‬ ‫ل تُ ْ‬ ‫قي َ‬ ‫مطلقا ً ‪ ،‬و ِ‬
‫ً‬ ‫قب ُ‬
‫ل نا ُ‬ ‫ت ْ‬
‫واهُ مّرةً نا ِ‬‫َ‬ ‫ر‬ ‫ن‬ ‫ْ‬ ‫م‬‫ّ‬ ‫م‬
‫ِ‬ ‫ل‬‫ُ‬ ‫ْ‬
‫قب‬ ‫ت‬ ‫ول‬ ‫ا‬‫قص‬
‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫ه‬‫وا‬
‫ر َ‬
‫_________________________‬
‫محمد بن زياد النيسابوري وأبي الوليد حسان‬
‫بييين محميييد القرشيييي وغيرهميييا ) وميييذهب‬
‫قبولهيياً‬ ‫الجمهييور ميين الفقهيياء والمحييدثين‬
‫مطلقا ً ( سواء وقعت مميين رواه أول ً ‪ ،‬ناقصيا‬
‫أم من غيره ‪ ،‬وسواء تعلق بها حكم شرعي أم‬
‫ل ‪ ،‬وسواء غيرت الحكم الثابت أم ل ‪ ،‬وسييواء‬
‫أوجبت نقض أحكام ثبتت بخبر ليست هي فيه‬
‫أم ل ‪ ،‬وقد ادعى ابن طاهر التفاق على هييذا‬
‫القول ) وقيل ل تقبل مطلق يا ً ( ل مميين رواه‬
‫ناقصا ً ‪ ،‬ول من غيره ) وقييل تقبييل إن زادهييا‬
‫من رواه ناقصا ً ول تقبل مميين رواه م يّرة‬ ‫غير‬
‫ناقصا ً ( وقال ابن الصييباغ فيييه ‪ :‬إن ذكيير أنييه‬
‫سيمع كييل واحييد ميين الخييبرين فييي مجلسييين‬
‫قبلت الزيادة وكانا خييبرين يعمييل بهمييا ‪ ،‬وإن‬
‫عييزى ذلييك إلييى مجلييس واحييد ‪ ،‬وقييال كنييت‬
‫ل منييه ‪ ،‬وإل وجييب‬ ‫قبيي َ‬‫أنسيييت هييذه الزيييادة ُ‬
‫التوقف فيها ‪ ،‬وقال في ِ » المحصول « ‪ :‬فيه‬
‫العييبرة لمابمييا! روي وقييع! منييه أكييثر ‪ ،‬فييإن‬
‫استوى قبلييت منييه وقيييل ‪ :‬إن كييانت الزيييادة‬
‫مغيرة للعراب كان الخبران متعارضييين ‪ ،‬وإل‬
‫قبلييت ‪ ،‬حكيياه ابيين الصييباغ عيين المتكلمييين‬
‫والصفي الهنييدي عيين الكييثرين ‪ ،‬كييأن يييروي‬
‫في أربعين شاة ثم في أربعييين نصييف شيياة ً ‪،‬‬
‫وقيل ‪ :‬ل تقبييل إن غيييرت العييراب مطلق يا ‪،‬‬
‫وقيل ‪ :‬ل تقبل إل إن أفييادت ِ حكم يا ً ‪ ،‬وقيييل ‪:‬‬
‫تقبييل فييي اللفييظ دون المعنييى ‪ ،‬حكاهمييا‬
‫الخطيب ‪ ،‬وقال ابن ًالصباغ ‪ :‬إن زادهييا واحييد‬
‫وكان من رواه ناقصا جماعيية ل يجييوز عليهييم‬
‫الييوهم سييقطت ‪ .‬وعبييارة غيييره ‪ :‬ل يغفييل‬
‫مثلهم عن مثلها عادة ‪ ،‬وقال ابيين السييمعاني‬
‫مثله وزاد ‪ :‬أن يكون مما تتوفر الدواعي على‬
‫نقلييه ‪ ،‬وقييال الصيييرفي والخطيييب ‪ ً :‬يشييترط‬
‫في قبولهييا كييون ميين رواهييا حافظ يا ‪ ،‬وقييال‬
‫شييخ السيلم اشيتهر عين جميع مين العلميياء‬
‫القيييول ِ بقبيييول الزييييادة مطلقيييا ً مييين غيييير‬
‫تفصيل ‪ ،‬ول يتأتى ذلك على طريق المحيدثين‬
‫يشترطون في الصييحيح والحسيين أن ل‬ ‫الذين‬
‫يكون شيياذا ً ‪ ،‬ثييم يفسييرون الشييذوذ بمخالفيية‬
‫الثقة من هو أوثق منه ‪ ،‬والمنقييول عيين أئميية‬
‫الحديث المتقدمين‬
‫‪205‬‬

‫‪- 192 -‬‬


‫ف‬ ‫دة ُتخييال ِ ُ‬ ‫دها ‪ :‬زيا َ‬ ‫قساما ً ‪ .‬أح ُ‬ ‫خأ ْ‬ ‫شي ُ‬ ‫ه ال ّ‬ ‫سم ُ‬ ‫ق ّ‬ ‫و َ‬
‫سبق ‪.‬‬ ‫ت فُتردّ كما َ‬ ‫الّثقا ِ‬
‫ة‬ ‫جملي ِ‬ ‫ةب ُ‬ ‫فيّرِد ِثقي ٍ‬ ‫ه كت َ‬ ‫فيي ِ‬ ‫ة ِ‬ ‫مخالف َ‬ ‫ما ل‬ ‫الثاني ‪:‬‬
‫ق‬ ‫ب ‪ :‬باّتفيييا ِ‬ ‫طيييي ُ‬ ‫ل الخ ِ‬ ‫ل ‪ ،‬قيييا َ‬ ‫قبييي ُ ُ‬ ‫ث فَي ُ ْ‬ ‫حيييدي ٍ‬
‫ء‪.‬‬ ‫علما ِ‬ ‫ال ُ‬
‫ذكْرها‬ ‫م يي ْ‬ ‫َ‬ ‫ث لي‬ ‫دي ٍ‬ ‫ة فييي ح ي ِ‬ ‫ث ‪ :‬زيادَةُ لفظ ي ٍ‬ ‫الثال ُ‬
‫ض‬ ‫ي الْر‬
‫الشييجع ُ‬ ‫لكل ِييي َ‬‫ت‬‫علييي ْ‬ ‫ج ِ‬ ‫سيييائ ُِر ً ُروات ِيييه ًكحيييديث » ُ‬
‫ي‬ ‫ذا يشييبهّ‬ ‫بو ما ِ‬ ‫ُ‬ ‫سجدا وطهورا « ‪ .‬اْنفَردَ أ‬ ‫م ْ‬ ‫َ‬
‫خ ‪ُ،‬‬ ‫فهيي َ ُ‬ ‫هييورا ً « ‪َ .‬‬ ‫ُ‬ ‫ط‬ ‫تهييا‬ ‫ُ‬ ‫رب‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ت‬‫و‬ ‫»‬ ‫‪:‬‬ ‫فقييال‬
‫شيييي ْ ُ‬ ‫ل ال ّ‬ ‫ذا قيييا َ‬ ‫ه الثييياني ‪ ،‬ك َييي َ‬ ‫شيييب‬ ‫وي ْ‬ ‫ول ُ‬ ‫ال‬
‫أيضا ً‬ ‫شي ُ‬
‫خ‬ ‫خير ‪ .‬ومّثله ال َ‬ ‫ذا ال ِ‬ ‫له َ‬ ‫ح قُبو ُ ُ‬ ‫صحي ُ‬ ‫ّ‬
‫وال ّ‬
‫ن‬ ‫ة مال ِيييك فيييي حيييديث ُ الفطييي ََرة » مييي َ‬ ‫بَزيييياد ِ‬
‫ق‬ ‫وافيي َ‬ ‫ه فق يدْ‬ ‫ح التمثيل ُ ِبيي ِ‬ ‫ن « ول يص ّ‬ ‫َ‬ ‫سلمي‬ ‫الم ْ‬
‫ن‪.‬‬ ‫عثما َ‬ ‫ن ُ‬‫ضحاك ب ُ‬ ‫فع ‪ ،‬وال ّ‬ ‫ن نا ِ‬ ‫ماِلكا ً عمُر ب ُ‬
‫_________________________‬
‫كابن مهدي ويحيى القطان وأحمد وابن معين‬
‫وابيين المييديني والبخيياري وأبييي زرعيية وأبييي‬
‫حاتم والنسائي والدارقطني وغيرهم ‪ :‬اعتبار‬
‫الترجيح فيما يتعلق بالزيادة المنافييية ‪ .‬بحيييث‬
‫يلزم من قبولها رد الرواية الخرى اهي ي ‪ .‬وقييد‬
‫المصيينف حيييث‬ ‫تنبه لذلك ابيين الصييلح وتبعييه‬
‫قال ‪ ) :‬وقسمه الشيييخ أقسيياما ً أحييدها زيييادة‬
‫تخالف الثقات ( فيما رووه ) فتردّ كما سبق (‬
‫في نوع الشاذ ) الثاني ما ل مخالفة فيه ( لما‬
‫رواه الغير أصل ً ) كتفرد ثقة بجملة حديث ( ل‬
‫تعييرف فيييه لمييا رواه الغييير بمخالفيية أصييل ً‬
‫) فيقبل قال الخطيب باتفاق العلماء ( أسنده‬
‫إليه ليبرأ من عهدته ‪.‬‬
‫) الثالث زيادة لفظيية فييي حييديث لييم يييذكرها‬
‫سائر رواته ( وهذه مرتبة بين تلك المرتبتين ً)‬
‫كحديث ( حذيفيية ) جعلييت لييي الرض مسييجدا‬
‫وطهييورا ً انفييرد أبييو مالييك ( سييعد بيين طييارق‬
‫) الشييجعي فقييال و ( جعلييت ) تربتهييا ( لنييا‬
‫) طهييورا ً ( وسييائر الييرواة لييم يييذكروا ذلييك‬
‫) فهذا يشبه الول ( والمردود من حيث أن ما‬
‫رواه الجماعة عام وما رواه المنفييرد المييردود‬
‫بالزيادة مخصوص ‪ ،‬وفي ذلك مغايرة في‬

‫‪- 193 -‬‬


‫الصفة ونوع من المخالفيية يختلييف بييه الحكييم‬
‫) ويشييبه الثيياني ( المقبييول ميين حيييث أنييه ل‬
‫منافاة بينهما ) كذا قال الشيخ ( ابيين الصييلح‬
‫قال المصنف ‪ ) :‬والصحيح ًقبول هذا الخييير (‬
‫قال ‪ ) :‬ومثله الشيخ أيض يا بزيييادة مالييك فييي‬
‫ونقل عن‬ ‫حديث الفطرة » من المسلمين « (‬
‫الترمذي أن مالكا ً تفرد بها ‪ ،‬وأن عبيد الّله بن‬
‫عمر وأيوب وغيرهما رووا الحييديث عيين نييافع‬
‫المصنف ‪ ) :‬ول‬ ‫عن ابن عمر بدون ذلك ‪ ،‬قال‬
‫يصييح التمثيييل بييه فقييد وافييق مالك يا ً ( عليهييا‬
‫جماعة ميين الثقييات منهييم ) عميير بيين نييافع (‬
‫وروايته عند البخاري في صييحيحه ) والضييحاك‬
‫بن عثمان ( وروايته عند مسلم في صحيحه ‪.‬‬
‫قال العراقي ‪ :‬وكثير بن فرقد ‪ ،‬وروايته فييي‬
‫مستدرك الحاكم وسيينن الييدارقطني ويييونس‬
‫بيين يزيييد فييي بيييان المشييكل للطحيياوي ‪،‬‬
‫والمعلى ّبن إسماعيل فييي صييحيح ابيين حبييان‬
‫عمييري فييي سيينن‬ ‫وعبييد اللييه بيين عميير ال ُ‬
‫الدارقطني ‪.‬‬
‫قيييل ‪ :‬وزيييادة التربيية فييي الحييديث السييابق‬
‫يحتمل أن يراد بها الرض من حيث هييي أرض‬
‫ل الييتراب ‪ ،‬فل يبقييى فيييه زيييادة ول مخالفيية‬
‫لمن أطلق ؛ وأجيييب ‪ :‬بييأن فييي بعييض طرقييه‬
‫التصريح بالتراب ‪ ،‬ثم إن عدها زيييادة بالنسييبة‬
‫إلى حديث حذيفة ‪ ،‬وإل فقد وردت في حديث‬
‫علي رواه أحمد والبيهقي بسند حسن ‪.‬‬
‫فائدة‬
‫عيين ابيين‬ ‫الشيخين‬ ‫حديث‬ ‫من أمثلة هذا الباب‬
‫مسعود ‪ :‬سألت رسول الل ّييه صييلى الل ّييه عليييه‬
‫وسلم ‪ :‬أي العمل أفضل ؟ قال الصلة لوقتها‬
‫‪ ،‬زاد الحسن بن‬
‫‪7.2‬‬

‫‪- 194 -‬‬


‫النوع السابع عشر‬
‫صودُهُ ‪.‬‬ ‫م مق ُ‬‫ْ‬ ‫ة الفَراد ‪ ،‬تقدّ َ‬ ‫عرف ُ‬ ‫م ْ‬
‫سمان ‪:‬‬ ‫ق ْ‬ ‫فْردُ ِ‬ ‫فال َ‬
‫م‪.‬‬ ‫ة وتقدّ َ‬ ‫ن جميع الّروا ِ‬ ‫فْردٌ ع ْ‬ ‫هما ‪َ :‬‬ ‫َأحدُ ُ‬
‫ه‬
‫تفّر َدَ ب ِ‬ ‫ن ‪َ ،:‬أ َ‬ ‫ولهم‬ ‫ة كق‬ ‫ة إلى ُجه ٍ‬ ‫والثاني ‪ :‬بالّنسب ِ‬
‫ل‬‫ه ُ‬‫وأ ْ‬ ‫ْ‬ ‫ٍ‬ ‫ن ْفل‬ ‫ْ‬ ‫نع‬ ‫ٌ‬ ‫و فل‬ ‫ْ‬ ‫شام ‪ ،‬أ‬ ‫ة وال َ ّ‬ ‫ل مك َ‬ ‫ه ُ‬ ‫أ ْ‬
‫قتضيي‬ ‫شيبهه ول ي ْ‬ ‫ةو ِ‬ ‫هيل الكوفي ِ‬ ‫ن أ ّْ‬‫ْ‬ ‫ةع‬ ‫صَر ِ‬ ‫ْ‬ ‫الب َ‬
‫د‬
‫فييرا َ‬ ‫ن ان ْ ِ‬ ‫دنّيي َ‬ ‫تفّردَ الميي َ‬ ‫ن ُيرادَ ب َ‬ ‫ه إل أ ْ‬ ‫عف ُ‬ ‫ض ْ‬ ‫ذا َ‬ ‫ه َ‬
‫ول ‪.‬‬ ‫قسم ال ّ‬ ‫ن كيال ْ ِ‬ ‫هم ‪ ،‬فيكو ُ‬ ‫من ُ‬ ‫د ِ‬ ‫واح ٍ‬
‫_________________________‬
‫مكرم وبندار في روايتهما ‪ :‬فيي أول وقتهييا ‪،‬‬
‫صححها الحاكم وابن حبان ‪ .‬وحديث الشيييخين‬
‫عين أنيس ‪ :‬أمير بلل أن يشيفع الذان ويييوتر‬
‫لقاميية ‪ ،‬زاد سييماك بيين عطييية إل القاميية ‪،‬‬ ‫ا ِ‬
‫وصححها الحاكم وابن حبييان ‪ ،‬وحييديث ِ علييي ‪:‬‬
‫إن السيييه وكييياء العيييين ‪ ،‬زاد إبراهييييم بييين‬
‫موسى ‪ :‬فمن نام فليتوضأ ‪.‬‬
‫) النوع السابع عشر ‪ :‬معرفة الفييراد ‪ ،‬تقييدم‬
‫مقصوده ( في النواع التي قبله ‪.‬‬
‫قال ابن الصلح ‪ :‬لكين أفردتيه بترجمية ‪ ،‬كميا‬
‫أفرده الحاكم ‪ ،‬ولما بقي منه ‪.‬‬
‫) فالفرد قسمان ‪ :‬أحدهما فرد ( مطلق تفييرد‬
‫به واحييد ) عيين جميييع الييرواة و ( قييد ) تقييدم‬
‫حكمه ‪ .‬والثاني ‪ ( :‬فرد نسبي ) بالنسييبة إلييى‬
‫جهة ( خاصة ) كقييولهم ‪ :‬تفييرد بييه أهييل مكيية‬
‫والشييام ( أو البصييرة أو الكوفيية أو خراسييان‬
‫) أو ( تفييرد بييه ) فلن عيين فلن ( وإن كييان‬
‫مرويا ً من وجوه عيين غيييره ) أو أهييل البصييرة‬
‫عييين أهيييل الكوفييية ( أو الخراسيييانيون عييين‬
‫يقتضييي هييذا ضييعفه (‬ ‫المكيين ) وشبهه ‪ ،‬ول‬
‫فييردا ً‬
‫بتفييرد‬ ‫يييراد‬ ‫أن‬ ‫إل‬ ‫)‬ ‫ميين حيييث كييونه‬
‫المدنيين ( مثل ً ) انفراد واحد منهم ( تجييوزا ً ‪،‬‬
‫أو يقال ‪:‬‬
‫‪8.2‬‬

‫‪- 195 -‬‬


‫ليييم ييييروه ثقييية إل فلن ) فيكيييون ( حكميييه‬
‫) كالقسييم الول ( لن رواييية غييير الثقيية كل‬
‫رواية ‪ ،‬فينظر في المتفرد بييه هييل بلييغ رتبيية‬
‫من يحتج بتفرده أو ل ؟ وفي غييير الثقيية هييل‬
‫بلغ رتبة من يعتبر بحديثه أو ل ؟‬
‫ل بلييد ‪ :‬مييا رواه أبييو داود‬ ‫الوليد به أه ٍ‬
‫مثال ما انفرد‬
‫الطيالسي عن همام عن قتادة‬ ‫عن أبي‬
‫عن أبي نضَرة عن أبي سعيد قييال ‪ :‬أمرنييا أن‬
‫نقرأ بفاتحة الكتاب وما تيسر ‪.‬‬
‫قييال الحيياكم ‪ :‬تفييرد بييذكر الميير فيييه أهييل‬
‫لسييناد إلييى آخييره ‪ ،‬لييم‬ ‫أول ا ِ‬ ‫البصييرة ميين‬
‫اللفظ سواهم ‪.‬‬ ‫يشركهم في هذا‬
‫وما رواه مسلم من حييديث عبييد الل ّييه بيين زيييد‬
‫في صفة وضوء رسول الل ّييه صييلى الل ّييه عليييه‬
‫وسلم ‪ » :‬ومسح رأسه بميياء غييير فضييل يييديه‬
‫«‪.‬‬
‫يل‬ ‫ي‬ ‫أه‬ ‫يا‬
‫ي‬ ‫به‬ ‫يرد‬‫ي‬ ‫تف‬ ‫ية‬
‫ي‬ ‫غريب‬ ‫سنة‬ ‫هذا‬
‫مصر ولم يشاركهم فيها أحد ‪ ،‬وما رواه أيضييا ً‬ ‫‪:‬‬ ‫الحاكم‬ ‫قال‬
‫من حديث الضحاك بن عثمان عن أبييي النضيير‬
‫عن أبي سلمة بن عبد الرحميين عيين عائشيية ‪،‬‬
‫قالت ‪ » :‬صلى النبي صلى الّلييه عليييه وسييلم‬
‫على سهيل بن بيضاء وأخيه في المسجد « ‪.‬‬
‫قال الحاكم ‪ :‬تفرد به أهل المدينة ‪ ،‬ومييا رواه‬
‫إسييماعيل بيين عبييد الملييك‬ ‫يديث ال ّ‬ ‫أحمييد ميين حي‬
‫مليكيية عيين‬ ‫أبييي‬ ‫بيين‬ ‫لييه‬ ‫عبييد‬ ‫المكييي عيين‬
‫عائشيية ‪ » :‬أن رسييول الل ّييه صييلى الل ّييه عليييه‬
‫وسلم خرج ميين عنييدها ‪ ،‬فقييالت ‪ :‬يييا رسييول‬
‫خرجييت ميين عنييدي وأنييت طيييب النفييس ثييم‬
‫ي حزينا ً ‪ ،‬فقال ‪ :‬إني دخلييت الكعبيية‬ ‫ووددتإل ّ‬
‫رجعت‬
‫أني لييم أكيين دخلتهييا أو أكييون أتعبييت‬
‫أمتي « ‪ .‬قال الحيياكم ‪ :‬تفييرد بييه أهييل مكيية ‪،‬‬
‫ومثييل مييا تفييرد بييه فلن عيين فلن مييا رواه‬
‫أصحاب السنن الربعة من طريق سييفيان بيين‬
‫وائل‬ ‫عيينة عن وائل بن داود عن ابنه بكر بيين‬
‫عين الزهيري عين أنيس أن النيبي صيلى الل ّييه‬
‫عليه‬
‫‪209‬‬

‫‪- 196 -‬‬


‫النوع الثامن عشر ‪:‬‬
‫ن ‪ ،‬وهذاَ‬ ‫هوه يلح ُ ٌ‬ ‫علول ‪ ،‬و ُ‬‫ُ‬ ‫ه الم ْ‬ ‫مونيا ُ‬ ‫س‬
‫أج ّ ّ‬‫وي َ َ‬
‫لم‪:‬ي ُ‬‫المعل ُ‬
‫ظ‬ ‫حفي ِ‬ ‫ل ال ِ‬ ‫ه أَ ْ‬
‫ُ‬ ‫ي‬‫ْ‬ ‫ن‬‫م‬‫ِ‬ ‫ن‬
‫ُ‬ ‫ي‬‫ّ‬ ‫ك‬ ‫يتم‬
‫َ‬ ‫‪،‬‬ ‫ي‬ ‫له‬ ‫ن‬‫ْ‬ ‫ع‬
‫و ُ‬ ‫والي ِ ْ‬
‫الن ّ‬
‫ب‪،‬‬ ‫هم الّثاق ِ‬ ‫ة والف ْ‬ ‫خب َْر ِ‬
‫_________________________‬
‫وسلم أولم على صييفية بسييويق وتميير ‪ ،‬قييال‬
‫ابن طاهر ‪ :‬تفرد به وائل عن أبيييه ولييم يييروه‬
‫عنه غير سفيان ‪ ،‬وقد رواه محمد بيين الصييلت‬
‫التوزي عن ابن عيينة عن زييياد بيين سييعد عيين‬
‫الزهييري ‪ ،‬ورواه جماعيية عيين سييفيان عيين‬
‫الزهري بل واسطة ‪ ،‬ومثال ما تفييرد بييه أهييل‬
‫بلد عن أهل بلييد ‪ ،‬والميراد تفيرد واحييد منهييم‬
‫حديث النسائي ‪ » :‬كلوا البلح بييالتمر « ‪ ،‬قييال‬
‫الحاكم ‪ :‬هو من أفراد البصريين عن المدنيين‬
‫‪ ،‬تفرد به أبو زكير عن هشام ‪ ،‬ومثال ما تفرد‬
‫به ّ ثقة ‪ :‬حديث مسلم وغيييره أن النييبي صييلى‬
‫اللييه عليييه وسييلم كييان يقييرأ فييي الضييحى‬
‫والفطيير بقيياف واقييتربت السيياعة ‪ ،‬تفييرد بييه‬
‫ضمرة بن سعيد عن عبيد الّله بن عبد الّله عن‬
‫أبي واقد الليثي ‪ ،‬ولم يروه أحييد ميين الثقييات‬
‫غير ضمرة ‪ ،‬ورواه من غيرهم ابن لهيعة وهو‬
‫ضعيف عند الجمهور ‪ ،‬عن خالد بن يزيد ‪ ،‬عيين‬
‫الزهري ‪ ،‬عن عروة عن عائشة ‪.‬‬
‫فائدة ‪ :‬صنف الدارقطني في هذا النوع كتابييا ً‬
‫حييافل ً ‪ ،‬وفييي » معيياجم « الطييبراني أمثليية‬
‫كثيرة لذلك ‪.‬‬
‫) النييوع الثييامن عشيير ‪ :‬المعلييل ويسييمونه‬
‫المعلييول ( كييذا وقييع فييي عبييارة البخيياري‬
‫والترمييذي والحيياكم والييدارقطني وغيرهييم‬
‫) وهييو لحيين ( لن اسييم المفعييول ميين أعييل‬
‫يود‬
‫قياسا ً‬‫الرباعي ل يييأتي عليى مفعيول ‪ ،‬بييل والجي‬
‫ل بلم واحدة ‪ ،‬لنه مفعول أع ّ‬
‫ل‬ ‫فيه مع ّ‬
‫‪ ،‬وأما معلل فمفعول علل ‪ ،‬وهيو لغية بمعنيى‬
‫ألهيياه بالشيييء وشييغله ‪ ،‬وليييس هييذا الفعييل‬
‫بمستعمل في كلمهم ‪.‬‬
‫) وهذا النوع من أجلها ( أي أجل أنييواع علييوم‬
‫الحديث وأشرفها وأدقها ‪،‬‬

‫‪- 197 -‬‬


‫ح مييع‬ ‫ي قاِد‬ ‫خفطَ ٍ‬ ‫ض‬
‫مه ‪ٍ ،‬‬ ‫ب غا ِ‬ ‫ن سب‬
‫ييلم ٍُ‬ ‫يياهَررةٌ الع ْ‬ ‫عبا‬‫ة ِ‬ ‫عل ّ ُ‬‫َوال ِ‬
‫ييّرق ٍإليييى‬ ‫ي‬ ‫ويت‬ ‫ُ‬
‫شروط الصحة َ‬ ‫يي‬‫ي‬‫ْ‬ ‫ن‬‫م‬‫ِ‬ ‫ة‬ ‫ي‬ ‫س‬‫ّ‬ ‫ي‬
‫السناد ال َ‬ ‫الظ‬ ‫ن‬
‫أ ّ‬
‫ك‬ ‫هرا ً ‪ ،‬وت ُيدَْر ُ‬ ‫ِ‬ ‫ظا‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫ع ُ‬ ‫ُ‬ ‫جام‬‫َ‬ ‫َ‬
‫ن‬ ‫قيَرائ َ َ‬ ‫ع َ‬ ‫مي َ‬ ‫هأ َ‬ ‫رهيياليل ُ‬ ‫غيي ِ‬ ‫ة‬ ‫في ِ‬ ‫ب َِتفرِد الّراوي وبمخال َ‬
‫و‬ ‫أ‬ ‫ف‬‫ٍ‬
‫ك ‪ ،‬بحيي ْ‬ ‫ي‬ ‫ق‬‫ْ‬ ‫و‬ ‫و‬ ‫رس‬ ‫بإ‬ ‫م‬ ‫ي‬ ‫وه‬ ‫ف علييى‬ ‫ه العييار َ‬ ‫تنب ّ ُ‬
‫يث‬ ‫ذل ي ْ َ‬ ‫و ْغييير ٍ َ‬ ‫ْ‬ ‫ديث َفي حييديث ٍأ‬ ‫ِ‬ ‫لح‬ ‫ِ‬ ‫دخو‬ ‫ُ‬
‫و‬
‫ثأ ْ‬ ‫ة الحييدي ِ‬ ‫ح ِ‬‫ص ّ‬‫م َبعدَم ِ ِ‬ ‫حك ُ‬ ‫ه َ‬
‫في َ ْ‬ ‫ف ‪ُ.‬‬ ‫ب على ظن ّ‬ ‫ُ‬ ‫غل‬ ‫ي ْ‬
‫وق ُ‬ ‫فيت ّ‬ ‫َيتَردّدُ َ‬
‫_________________________‬
‫وإنمييا ) يتمكيين منييه أهييل الحفييظ والخييبرة‬
‫والفهييم الثيياقب ( ولهييذا لييم يتكلييم فيييه إل‬
‫القليل ‪ ،‬كابن المديني ‪ ،‬وأحمييد ‪ ،‬والبخيياري ‪،‬‬
‫ويعقوب بن شيبة ‪ ،‬وأبي حاتم ‪ ،‬وأبي زرعيية ‪،‬‬
‫والدارقطني ‪.‬‬
‫قال الحاكم ‪ :‬وإنمييا يعلييل الحييديث ميين أوجييه‬
‫ليس للجرح فيها مدخل ‪ ،‬والحجة في التعليييل‬
‫عندنا بالحفظ والفهم والمعرفة ل غير ‪.‬‬
‫علة حديث أحييب‬ ‫وقال ابن مهدي ‪ :‬لن أعرف‬
‫ي من أن أكتب عشرين حديثا ً ليس عندي ‪.‬‬ ‫إل ّ‬
‫) والعلة عبارة عن سبب غامض خفي قييادح (‬
‫في الحديث ) مع أن الظاهر السييلمة منييه ( ‪،‬‬
‫قال ابن الصلح ‪ :‬فالحديث المعلييل مييا أطلييع‬
‫فيييه علييى عليية تقييدح فييي صييحته مييع ظهييور‬
‫السلمة ‪.‬‬
‫لسناد الجامع شيروط الصييحة‬ ‫ا‬ ‫إلى‬ ‫ويتطرق‬ ‫)‬
‫ظييياهرا ً وتيييدرك ِ ( العلييية ) بتفيييرد اليييراوي‬
‫وبمخالفة غيره له مع قرائن ( تنضم إلى ذلييك‬
‫) تنبه العارف ( بهذا الشأن ) على وهم ( وقع‬
‫) بإرسييال ( فييي الموصييول ) أو وقييف ( فييي‬
‫المرفوع ‪ ) .‬أو دخول حديث في حديث أو غير‬
‫ذلك بحيث يغلب على ظنه فيحكم بعدم صييحة‬
‫الحييديث ‪ ،‬أو يييتردد فيتوقييف ( فيييه ‪ ،‬وربمييا‬
‫تقصر عبارة المعلل عن إقامة الحجة‬
‫‪211‬‬

‫‪- 198 -‬‬


‫ع طُ يُرق الحييديث‬ ‫مي ُ‬‫ج ْ‬ ‫ه َ‬ ‫عرفت ي ِ‬ ‫م ْ‬‫يى َ‬ ‫ق إلي‬ ‫ري ُ‬‫ري‬ ‫والطّ‬
‫م‬
‫نهيهْ‬ ‫ض َْبطهم وإْتقا ِ‬ ‫فِ ُرواِته و َ‬ ‫ختل ِ‬ ‫في ا ْ‬ ‫ظَ ِ‬
‫والن َ ُ‬
‫ن َراوي ِ‬ ‫ن َيكييو َ‬ ‫ل ب ي ّأ ْ‬‫ِ‬ ‫ل بال ِْرسييا‬ ‫‪ْ ،‬وك َث َيير الت ّ ْ‬
‫عِلي ي ُ‬
‫لسييناِد‬ ‫ة فييي ا‬ ‫ع العل ي ُ‬ ‫ل ‪ ،‬وَتق ي ُ‬ ‫ن وص ي َ‬ ‫م ْ‬ ‫وى م ّ‬ ‫هَ‬ ‫أق‬
‫ع‬ ‫مييا ِ وق ي َ‬‫المتنو ‪َ.‬‬
‫ع فييي المتيين ‪،‬‬ ‫و الكثُر ‪ ،‬وقدْ َتق ُ‬ ‫و َ‬
‫ُ‬
‫فيه وفي‬ ‫ح ِ‬ ‫في السناد قدْ يقدْ ُ‬
‫_________________________‬
‫علييى دعييواه ‪ ،‬كالصيييرفي فييي نقييد الييدينار‬
‫والدرهم ‪.‬‬
‫قييال ابيين مهيدي ‪ :‬فيي معرفية عليم الحييديث‬
‫إلهام ‪ ،‬لو قلت للعالم بعلل الحييديث مين أييين‬
‫قلت هذا لم يكن له حجة ‪ ،‬وكم ًميين شيخص ل‬
‫يهتييدي لييذلك ‪ ،‬وقيييل لييه أيض يا ‪ :‬إنييك تقييول‬
‫للشيء هذا صحيح وهذا لم يثبت فعمن تقييول‬
‫ذلك ؟ فقال ‪ :‬أرأييت لييو أتيييت الناقيد فيأريته‬
‫دراهمك ‪ ،‬فقال هذا جييد وهيذا بهيرج ‪ ،‬أكنييت‬
‫تسأل عن ذلك ‪ ،‬أو تسلم له المر ؟ قال ‪ :‬بييل‬
‫أسلم ليه المير ‪ .‬قيال ‪ :‬فهيذا كيذلك ‪ ،‬لطيول‬
‫المجالسة ‪ ،‬والمناظرة ‪ ،‬والخبرة ‪.‬‬
‫وسييئل أبييو زرعيية ‪ :‬مييا الحجيية فييي تعليلكييم‬
‫الحييديث ؟ فقييال ‪ :‬الحجيية أن تسييألني عيين‬
‫حديث له عله فأذكر علته ثم تقصييد ابيين وارة‬
‫فتسأله عنه فيذكر علته ‪ ،‬ثم تقصييد أبييا حيياتم‬
‫كلمنييا علييى ذلييك الحييديث ‪،‬‬ ‫فيعلله ‪ ،‬ثم تميز‬
‫فإن وجدت بيننا خلفا ً فاعلم أن كل ً منا تكلييم‬
‫على مراده ‪ ،‬وإن وجدت الكلمة متفقة فيياعلم‬
‫حقيقة هذا العلم ‪ ،‬ففعل الرجل ذلك فاتفقت‬
‫كلمتهم ‪ ،‬فقال أشهد أن هذا العلم إلهام ‪.‬‬
‫) والطريق إلى معرفته جمع الحييديث والنظيير‬
‫في اختلف رواته و ( في ) ضبطهم وإتقانهم‬
‫(‪.‬‬
‫قال ابن المديني ‪ :‬الباب إذا لم تجمييع طرقييه‬
‫لم يتبين خطؤه ) وكثر التعليل‬
‫‪212‬‬

‫‪- 199 -‬‬


‫ح فييي السييناِد‬ ‫ف ‪ ،‬وق يدْ َيق يدَ ُ‬ ‫وق ِ‬ ‫وال ْ‬ ‫ل‬
‫رسا ِ‬ ‫كال ِ‬
‫ن معروفا ً صييحيحا ً كحييديث‬ ‫ن المت ُّ‬ ‫ة ‪ ،‬ويكو ُ‬ ‫خاص ْ ً‬ ‫َ‬
‫مرو ْبن ِدينييار‬ ‫ْ‬ ‫ن َع‬
‫ْ‬ ‫يع‬ ‫ّ‬ ‫َيعلى بن عْبيد عن الثوْر‬
‫غل ِط َيعلى إّنما هييو‬ ‫خيار « َ‬ ‫ن بال ِ‬‫بنّيعا ِ‬
‫ث ّ» الب‬ ‫دي ُ‬ ‫ح ِ‬
‫دينار ‪،‬‬ ‫ه‬
‫عب ْدُ الل ِ‬
‫_________________________‬
‫لرسال ( للموصول ) بأن يكون راويه أقوى‬ ‫با‬
‫لسييناد وهييو‬ ‫ِ‬ ‫مم ِيين وصييل ‪ ،‬وتقييع العليية فييي ا‬
‫يا‬
‫أيضيا ً‬
‫الكثر وقييد تقييع فييي المتيين ومييا قييع ( منه‬
‫لسناد قد يقدح فيه وفي المتن (‬ ‫في ا ِ‬ ‫)‬
‫لسييناد‬ ‫ِ‬ ‫ا‬ ‫فيي‬ ‫يدح‬ ‫ي‬ ‫يق‬ ‫قيد‬ ‫‪،‬‬ ‫والوقف‬ ‫لرسال‬ ‫ِ‬ ‫كا‬ ‫)‬
‫كحييديث‬ ‫معروفا ً صييحيحا ً ‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫خاصة ويكون المتن‬
‫فسييي ‪ ،‬أحييد رجييال‬ ‫ً ِ‬‫نا‬ ‫ط‬ ‫ال‬ ‫(‬ ‫عبيييد‬ ‫بيين‬ ‫يعلييى‬
‫يرو‬ ‫ّ‬ ‫الصحيح ) عن ( سييفيان ) الثييوري عيين عمي‬
‫بن دينار ( عن ابن عمر عن النييبي صييلى اللييه‬
‫عليييه وسييلم ) حييديث » البيعييان بالخيييار « ‪،‬‬
‫غلط يعلى ( على سفيان في قوله عمرو بيين‬
‫دينار ) إنما هو عبد الّله بن دينار ( هكييذا رواه‬
‫الئمة من أصحاب سفيان كأبي نعيييم الفضييل‬
‫بن دكين ومحمد بن يوسييف الفريييابي ومخلييد‬
‫بن يزيد وغيرهم ‪ ،‬ومثال العلة في المتن ‪ :‬ما‬
‫انفرد به مسلم في صحيحه من رواييية الوليييد‬
‫بن مسلم ‪ :‬حدثنا الوزاعي عن قتادة أنه كتب‬
‫إليه يخبره عن أنس بن مالك أنه حدثه ‪ ،‬قال ‪:‬‬
‫صليت خلف النبي صلى الّله عليه وسلم وأبي‬
‫يتفتحون بالحمييد‬ ‫بكر وعمر وعثمان فكانوا يسي‬
‫ه رب العالمين ل يذكرون بسم الّله الرحمن‬ ‫لل ّ‬
‫الرحييم فيي أول قيراءة ول فيي آخرهيا ‪ ،‬ثييم‬
‫الوليد عن الوزاعي ‪ ،‬أخييبرني‬ ‫رواه من رواية‬
‫إسحق بن عبد الّله بيين أبييي طلحيية أنييه سييمع‬
‫أنسا ً يذكر ذلك ‪.‬‬
‫وروى مالك في الموطأ عيين حميييد عيين أنييس‬
‫وعميير وعثمييان‬ ‫قييال ‪ :‬صييليت وراء أبييي بكيير‬
‫فكلهيييم كيييان ل يقيييرأ بسيييم الل ّيييه الرحمييين‬
‫الرحيم ‪ ،‬وزاد فيه الوليد بن مسلم عن مالك ‪:‬‬
‫صليت خلف رسول الّله صلى الّله عليه وسلم‬
‫‪.‬‬
‫هييذا الحييديث معلييول أعلييه الحفيياظ لوجييوه‬
‫جمعتهيييا وحررتهيييا فيييي المجليييس الرابيييع‬
‫والعشرين من المييالي بمييا لييم أسييبق إليييه ‪،‬‬
‫وأنا ألخصها هنا ‪ :‬فأما رواية‬
‫‪213‬‬

‫‪- 200 -‬‬


‫حميد فأعلها الشافعي بمخالفة الحفاظ مالكا ً‬
‫‪ ،‬فقييال فييي سيينن حرمليية فيمييا نقلييه عيين‬
‫الييبيهقي ‪ :‬فييإن قييال قييائل ‪ :‬قييد روى مالييك‬
‫فييذكره ‪ ،‬قيييل لييه خييالفه سييفيان بيين عيينيية‬
‫والفييزاري والثقفييي وعييدد لقيتهييم سييبعة أو‬
‫ثمانية متفقيين مخيالفين ليه ‪ ،‬والعيدد الكييثير‬
‫أولى بالحفظ من واحد ‪ ،‬ثم رجح روايتهم بما‬
‫أيوب عن قتادة عن أنس‬ ‫رواه عن سفيان عن‬
‫صلى ال ّ‬
‫يلم وأبييو‬ ‫ي‬ ‫وس‬ ‫يه‬
‫ي‬ ‫علي‬ ‫له‬ ‫قال ‪ :‬كان النبي‬
‫بكر وعمر يفتتحييون القييراءة بالحمييد لل ّييه رب‬
‫العالمين قال الشافعي ‪ :‬يعني يبدأون بقراءة‬
‫أم القرآن قبل ما يقرأ بعدها ‪ ،‬ول يعني أنهم‬
‫يييتركون بسييم الّلييه الرحميين الرحيييم ‪ ،‬قييال‬
‫الدارقطني ‪ :‬وهذا هييو المحفييوظ عيين قتييادة‬
‫وغيره عن أنس ‪ ،‬قال البيهقي وكذا رواه عن‬
‫قتادة أكثر أصحابه كأيوب وشعبة والدستوائي‬
‫وشيييبان بيين عبييد الرحميين وسييعيد بيين أبييي‬
‫عروبة وأبي عوانيية وغيرهييم ‪ ،‬قييال ابيين عبييد‬
‫البر فهؤلء حفاظ أصحاب قتييادة وليييس فييي‬
‫روايتهييم لهييذا الحييديث مييا يييوجب سييقوط‬
‫البسملة ‪ .‬وهذا هو اللفظ المتفييق عليييه فييي‬
‫الصحيحين وهو رواية الكثرين ‪ ،‬ورواه كييذلك‬
‫أيضا ً عن أنس ثابت البناني وإسييحق بيين عبييد‬
‫الّله بن أبييي طلحيية ‪ ،‬ومييا أولييه عليييه ‪ ،‬ورواه‬
‫الشييافعي مصييرح بييه فييي رواييية الييدارقطني‬
‫بسند صحيح ‪ ،‬فكانوا يستفتحون بأم القييرآن ‪.‬‬
‫قال ابيين عبييد الييبر ويقولييون إن أكييثر رواييية‬
‫حميد عن أنس إنما سمعها ميين قتييادة وثييابت‬
‫عن أنس ‪ ،‬ويؤيد ذلك أن ابن عدي صرح بييذكر‬
‫قتيييادة بينهميييا فييي هييذا الحييديث ‪ .‬فتييبين‬
‫انقطاعها ورجوع الطريقين إلى واحدة ‪ ،‬وأما‬
‫رواية الوزاعي فأعلهييا بعضييهم بييأن الييراوي‬
‫عنه وهو الوليد يدلس تييدليس التسييوية ‪ ،‬وإن‬
‫كان قد صرح بسييماعه ميين شيييخه ‪ ،‬وإن ثبييت‬
‫أنه لييم يسييقط بييين الوزاعييي وقتييادة أحييد ‪،‬‬
‫فقتادة ولد أكمه فل بد أن يكييون أملييى علييى‬
‫من كتب إلى الوزاعي ولم يسم هذا الكتاب ‪،‬‬
‫فيحتمل أن يكون مجروح يا ً أو غييير ضييابط فل‬
‫تقييوم بييه الحجية ؛ مييع مييا فييي أصييل الروايية‬
‫بالكتابييية مييين الخلف ‪ ،‬وأن بعضيييهم ييييرى‬
‫انقطاعها ‪.‬‬
‫وقال ابن عبد ًالبر ‪ً :‬اختلييف ًفييي ألفيياظ هييذا‬
‫الحديث اختلفا كثيرا متدافعا‬
‫‪214‬‬

‫‪- 201 -‬‬


‫ميين يقييول ‪ :‬صييليت خلييف‬ ‫مضييطربا ً ‪ .‬منهييم‬
‫رسول الّله صلى الّله عليييه وسييلم وأبييي بكيير‬
‫وعمر ‪ .‬ومنهم من يذكر عثمييان ‪ .‬ومنهييم ميين‬
‫يقتصر على أبي بكر وعثمان ‪ .‬ومنهييم ميين ل‬
‫يذكر ‪ ،‬فكييانوا ل يقييرأون بسييم الل ّييه الرحميين‬
‫الرحيم ‪ ّ .‬ومنهم ميين قييال فكييانوا ل يجهييرون‬
‫الرحيم ‪ .‬ومنهييم ميين قييال‬ ‫ببسم الله الرحمن‬
‫فكانوا يجهرون ببسم الل ّييه الرحميين الرحيييم ‪.‬‬
‫ميين قييال فكييانوا يفتتحييون القييراءة‬ ‫يمالل ّ‬ ‫ومنهي‬
‫يالمين ‪ .‬ومنهييم ميين قييال‬ ‫ي‬ ‫الع‬ ‫رب‬ ‫يه‬‫ي‬ ‫بالحمد‬
‫فكانوا يقييرأون بسييم الل ّييه الرحميين الرحيييم ‪.‬‬
‫تقوم معه حجة لحد ‪،‬‬ ‫قال ‪ :‬وهذا اضطراب ل‬
‫ومميييا ييييدل عليييى أن أنسيييا ً ليييم ي ُيييردْ نفييي‬
‫البسملة ‪ ،‬أن الذي زاد ذلك في آخر الحييديث ‪،‬‬
‫روى بييالمعنى فأخطييأ ‪ ،‬مييا صييح عنييه أن أبييا‬
‫سلمة سأله ‪ ،‬أكان رسول الّله صلي الّله عليه‬
‫ه رب العييالمين أو‬ ‫يسييتفتح بالحمييد لل ي‬
‫الرحيي ّ‬ ‫وسييلم‬
‫يم ؟ فقييال ‪ :‬إنييك‬ ‫ببسييم الّلييه الرحميين‬
‫سألتني عن شيييء مييا أحفظييه ‪ ،‬ومييا سييألني‬
‫عنييه أحييد قبلييك ‪ ،‬أخرجييه أحمييد وابيين خزيميية‬
‫بسند على شرط الشيخين ‪ ،‬وما قيل ‪ :‬من أن‬
‫من حفظ عنه حجة على ميين سييأله فييي حييال‬
‫نسييييانه ‪ ،‬فقيييد أجييياب أبيييو شيييامة بأنهميييا‬
‫مسألتان ‪ ،‬فسييؤال أبييي سييلمة عيين البسييملة‬
‫ل قتييادة عيين السييتفتاح بييأي‬ ‫كها ‪ ،‬وسييؤا ُ‬ ‫وت َْر ِ‬
‫سورة ‪.‬‬
‫وقد ورد من طريق آخر عنه ‪ :‬كان رسول الّله‬
‫صلى الّله عليه وسلم يسّر ببسم الّله الرحمن‬
‫الرحيم ‪ ،‬أخرجه الطبراني ميين طريييق معتميير‬
‫بن سليمان عن أبيه عن الحسيين عنييه ‪ ،‬وابيين‬
‫خزيمة من طريق سييويد بيين عبييد العزيييز عيين‬
‫ن القصييير عين الحسيين عنييه ‪ ،‬وورد مين‬ ‫عمرا َ‬
‫أبيييه‬ ‫ين‬
‫ي‬ ‫ع‬ ‫يليمان‬ ‫ي‬ ‫س‬ ‫بن‬ ‫المعتمر‬ ‫عن‬ ‫آخر‬ ‫طريق‬
‫رسول الّلييه صييلى الّلييه‬ ‫كان‬ ‫‪:‬‬ ‫قال‬ ‫‪،‬‬ ‫أنس‬ ‫عن‬
‫عليه وسلم يجهر ببسم الّله الرحمن الرحييم ‪،‬‬
‫رواه الدارقطني والخطيب ‪ ،‬وأخرجييه الحيياكم‬
‫من جهة أخرى عن المعتميير ‪ ،‬وقييد ورد ثبييوت‬
‫قراءتها في الصلة عن النبي صلى الّله عليييه‬
‫وسلم من‬
‫ه ‪21‬‬

‫‪- 202 -‬‬


‫ذي‬ ‫ضيياها ال ْي ِ‬ ‫قت َ َ‬‫م ْ‬ ‫ة علييى غي ْير‬
‫وغفلت ُ‬ ‫ق العلي ُ‬ ‫تط‪،‬ل ْي َ ُ‬ ‫وقيدْ ُ‬
‫ه‬
‫فظ ِ‬ ‫ح‬
‫ء ِ‬ ‫سو ِ‬ ‫ه‪،‬و ُ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ب الّراوي‬ ‫ِ‬ ‫ككذ‬
‫نحوها من أ َ‬ ‫ُ‬ ‫ه‬ ‫دمنا‬ ‫ق ّ‬
‫ى‬‫يمل ّييةّ‬ ‫عف ْالحييديث ‪ ،‬وسي‬ ‫َ‬ ‫بض ْ‬ ‫ِ‬ ‫سبا‬
‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫و‬ ‫‪،‬‬
‫ع‬
‫م ال ِ‬‫ْ‬ ‫ضييه‬ ‫ع ُ‬‫ْ‬ ‫قب‬ ‫َ‬ ‫ة ‪ ،‬وأطلي‬ ‫سييخ عل ّي ً‬ ‫ْ‬ ‫ي الن ّ‬ ‫ّ‬ ‫ذ‬
‫ِ‬ ‫التْرم‬
‫ه الّثقيية‬ ‫صييل‬ ‫ل ما و َ‬ ‫رسا ِ‬ ‫حم كإ ْ‬‫قد َ ُ‬ ‫مخاِلفة ل ت ْ‬ ‫على‬
‫ل‬ ‫ح ُ معل ي ٌ‬ ‫صحيح صييحي ٌ‬ ‫نذّال‪ّ .‬‬
‫َ‬ ‫ط حّتى قال ‪:‬‬ ‫ضاب ُ ُ‬ ‫ال ّ‬
‫ح شا‬ ‫صحي ٌ‬ ‫مْنه َ‬ ‫ل ِ‬ ‫قي َ‬ ‫كما ِ‬
‫_________________________‬
‫حديث أبي هريرة من طرق عند الحيياكم وابيين‬
‫خزيميية والنسييائي والييدارقطني والييبيهقي‬
‫والخطيب وابن عباس عند الترمييذي والحيياكم‬
‫مييار بيين ياسيير‬ ‫وعي ّ‬ ‫والييبيهقي وعثمييان وعلييي‬
‫ين بشييير وابيين‬ ‫وجابر بن عبد الّله والنعمييان ب‬
‫عمر والحكم بيين عمييير وعائشيية ‪ ،‬وأحيياديثهم‬
‫دب وأبييي‬ ‫عنييد الييدارقطني وسييمرة بيين جنيي ُ‬
‫وحدثيهما عند الييبيهقي ‪ ،‬وبريييدة ومجالييد بيين‬
‫ثييور وبسيير أو بشيير بيين معاوييية وحسييين بيين‬
‫عرفطة ‪ ،‬وأحاديثهم عند الخطيب ‪ ،‬وأم سلمة‬
‫عند الحاكم ‪ ،‬وجماعة من المهاجرين والنصار‬
‫عند الشافعي ‪ ،‬فقد بلييغ ذلييك مبلييغ التييواتر ‪،‬‬
‫وقد بينا طرق هذه الحاديث كلها في كتاب »‬
‫قطف الزهار المتناثرة في الخبار المتييواترة‬
‫« ‪ ،‬وتبين بما ذكرناه أن لحديث مسلم السابق‬
‫تسع علل ‪ ،‬المخالفة من الحفاظ والكييثرين ‪،‬‬
‫والنقطيياع ‪ ،‬وتييدليس التسييوية ميين الوليييد ‪،‬‬
‫والكتابة ‪ ،‬وجهالة الكيياتب ‪ ،‬والضييطراب فييي‬
‫لدراج ‪ ،‬وثبييوت مييا يخييالفه عيين‬ ‫يحابيه‪، ،‬وا ِ‬ ‫لفظييه‬
‫ومخييالفته لمييا رواه عييدد التييواتر ‪.‬‬ ‫صي‬
‫قال الحافظ أبو الفضل العراقي ‪ :‬وقول ابيين‬
‫الجوزي إن الئمة اتفقوا على صحته فيه نظر‬
‫‪ ،‬فهذا الشافعي والدارقطني والبيهقي وابن‬
‫عبد الييبر ل يقوليون بصيحته ‪ ،‬أفل يقييدح كلم‬
‫هؤلء في التفاق الذي نقله ‪.‬‬
‫) وقد تطلق العلية عليى غيير مقتضياها اليذي‬
‫قدمناه ( من السباب القادحة ) ككذب الراوي‬
‫( وفسقه ) وغفلته ‪ ،‬وسوء حفظييه ‪ ،‬ونحوهييا‬
‫من أسباب ضعف الحديث ( وذلك موجييود فييي‬
‫كتب العلل ) وسمى الترمذي النسخ علة ( ‪.‬‬
‫قال العراقي ‪ :‬فييإن أراد بييه عليية فييي العمييل‬
‫بالحديث صحيح ‪ ،‬أو فييي صييحته فل ‪ ،‬لن فييي‬
‫الصييحيح أحيياديث كييثيرة منسييوخة ) وأطلييق‬
‫بعضهم العلة على‬

‫‪- 203 -‬‬


‫مخالفة ل نقدح ( في صحة الحديث ) كإرسال‬
‫ما وصله الثقة الضابط حتى قال من الصييحيح‬
‫صحيح معلل كما قيل منه صحيح شاذ ( وقائل‬
‫لرشيياد « ‪،‬‬ ‫ذلييك أبييو يعلييى الخليلييي فييي » ا‬
‫ومثيييل الصيييحيح المعليييل بحيييديث ِماليييك ‪» :‬‬
‫للمملوك طعامه « ‪ ،‬السابق في نوع المعضييل‬
‫فييإنه أورده فييي الموطييأ معضيل ً ‪ ،‬ورواه عنييه‬
‫إبراهيم بن طهمان والنعمان بن عبييد السييلم‬
‫موصول ً ‪ ،‬وقييال ‪ :‬فقييد صييار الحييديث بتييبيين‬
‫لسناد صحيحا ً يعتمد عليه ‪ ،‬قيل وذلك عكييس‬ ‫ا ِ‬
‫المعلل فإنه ما ظيياهره السييلمة فيياطلع فيييه‬
‫بعد الفحييص علييى قييادح ‪ ،‬وهييذا كييان ظيياهره‬
‫لعضال فلما فتش تبين وصله ‪.‬‬ ‫لعلل با ِ‬ ‫ا ِ‬
‫فائدة‬
‫قال البلقيني ‪ :‬أجل كتيياب صيينف فييي العلييل‬
‫كتاب ابن المديني وابيين أبييي حيياتم والخلل ‪،‬‬
‫وأجمعها كتاب الدارقطني قلت ‪ :‬وقييد صيينف‬
‫لسلم فيه » الزهر المطلول في الخبر‬ ‫المعليا ِ‬
‫شيخ‬
‫يول « ‪ ،‬وقييد قسييم الحيياكم فييي علييوم‬
‫س المعلييل إلييى عشييرة ؛ ونحيين‬ ‫هناييا َ‬
‫الحديث أجن‬
‫بأمثلتها ‪ :‬أحدها أن يكييون السييند‬ ‫نلخصها‬
‫ظيياهره الصييحة وفيييه ميين ل يعييرف بالسييماع‬
‫ممن روى عنه ‪ ،‬كحديث موسى بن عقبة عيين‬
‫صالح عن أبيه عن أبييي هريييرة‬ ‫سهيل بن أبي‬
‫صلى الّله عليه وسلم قييال ‪ » :‬ميين‬ ‫عن النبي‬
‫جلس مجلسا ً فكثر ّ فيه لغطييه فقييال قبييل أن‬
‫يقوم ‪ :‬سبحانك اللهم وبحمدك ل إلييه إل أنييت‬
‫استغفرك وأتوب إليك ‪ ،‬غفر لييه مييا ً كييان فييي‬
‫مجلسييه ذلييك « ‪ ،‬فييروي أن مسييلما جيياء إلييى‬
‫البخاري وسأله عنه فقال هييذا حييديث مليييح ‪،‬‬
‫إل أنه معلول ‪ ،‬حدثنا به موسى بن إسييماعيل‬
‫ثنا وهيب ثنا سهيل عن عييون بيين عبييد الل ّييه ‪،‬‬
‫قلت ‪ :‬وهييذا أولييى لنييه ل يييذكر لموسييى بيين‬
‫عقبة سماع من سهيل ‪.‬‬
‫‪217‬‬

‫‪- 204 -‬‬


‫الثيياني ‪ :‬أن يكييون الحييديث مرس يل ً ميين وجييه‬
‫رواه الثقات الحفاظ ويسند من وجييه ظيياهره‬
‫الصحة ‪ .‬كحديث قبيصة بن عقبة عيين سييفيان‬
‫الحذاء ‪ ،‬وعاصم عن أبييي قلبيية عيين‬ ‫عن خالد‬
‫مرفوعا ً ‪ :‬أرحم أمتي أبييو بكيير وأشييدهم‬ ‫أنس‬
‫في دين الّله عمر ‪ ،‬الحديث ‪ ،‬قييال ‪ ،‬فلييو صييح‬
‫إسناده لخرج فييي الصييحيح ‪ ،‬إنمييا روى خالييد‬
‫الحذاء عن أبي قلبة مرسل ً ‪.‬‬
‫ً‬
‫الثيييالث ‪ :‬أن يكيييون الحيييديث محفوظيييا عيين‬
‫صحابي ويروى عن غيره لختلف بلد رواتييه ‪،‬‬
‫كرواييية المييدنيين عيين الكييوفيين ‪ ،‬كحييديث‬
‫موسى بن عقبيية عيين أبييي إسييحاق عيين أبييي‬
‫بردة عيين أبيييه مرفوع يا ً ‪ :‬إنييي لسييتغفر الل ّييه‬
‫وأتوب إليه فييي اليييوم مييائة مييرة ‪ ،‬قييال هييذا‬
‫إسناد ل ينظر فيييه حييديثي ‪ ،‬إل ظيين أنييه ميين‬
‫شيييرط الصيييحيح ‪ .‬والميييدنيون إذا رووا عييين‬
‫الكوفيين زلقوا ‪ ،‬وإنما الحييديث محفييوظ عين‬
‫رواية أبي بردة عن الغر المزني ‪.‬‬
‫الرابع ‪ :‬أن يكون محفوظا ً عن صحابي فيروى‬
‫عن تابعي يقع الييوهم بالتصييريح بمييا يقتضييي‬
‫صييحته ‪ ،‬بييل ول يكييون معروفييا ً ميين جهتييه ‪.‬‬
‫سليمان‬ ‫كحديث زهير بن محمد عن عثمان بن‬
‫عن أبيه ‪ ،‬أنه سمع رسول الّله صلى الّله عليه‬
‫وسلم يقرأ في المغرب بالطور ‪ ،‬قال ‪ :‬أخييرج‬
‫العسكري وغيره هذا الحييديث فييي الوجييدان ‪،‬‬
‫معلول ‪ ،‬أبو عثمان لم يسييمع ميين النييبي‬ ‫وهو‬
‫صلى الّله عليه وسييلم ول رآه ‪ ،‬وعثمييان إنمييا‬
‫رواه عن نافع بن جبير بن مطعييم عيين أبيييه ‪،‬‬
‫وإنما هو عثمان بن أبي سليمان ‪.‬‬
‫الخامس ‪ :‬أن يكون روي بالعنعنة وسقط منييه‬
‫رجل دل عليه طريق أخرى محفوظيية كحييديث‬
‫يونس عن ابن شهاب عيين علييي بيين الحسييين‬
‫من النصار أنهم كييانوا مييع رسييول‬ ‫على رجل‬
‫الّله صلى الل ّييه عليييه وسييلم ذات ليليية فرمييي‬
‫بنجييم فاسييتنار ‪ ،‬الحييديث ‪ .‬قييال ‪ :‬وعلتييه أن‬
‫يونس مع جللته قصر به ‪ ،‬وإنما هو عيين ابيين‬
‫عباس ‪،‬‬
‫‪218‬‬

‫‪- 205 -‬‬


‫حدثني رجال ‪ ،‬هكذا رواه ابيين عيينيية وشييعيب‬
‫وصالح والوزاعي وغيرهم عن الزهري ‪.‬‬
‫لسييناد‬ ‫يلباا ِ‬
‫السييادس ‪ :‬أن يختلييف علييى رجييل‬
‫لسييناد‬‫ِ‬ ‫وغيره ويكون المحفوظ عنه ما قابي‬
‫كحديث ّ علي بن الحسين بن واقد عن أبيه عن‬
‫عبييد اللييه بيين بريييدة عيين أبيييه ع ّيين عميير بيين‬
‫الخطاب قييال قلييت يييا رسييول اللييه ‪ » :‬مالييك‬
‫أفصحنا « الحديث ‪ ،‬قال ‪ :‬وعلته ما أسند عيين‬
‫علي بن خشرم حييدثنا علييي بيين الحسييين بيين‬
‫واقد بلغني أن عمر ‪ ،‬فذكره ‪.‬‬
‫السييابع ‪ :‬الختلف علييى رجييل فييي تسييمية‬
‫شيخه أو تجهيله ‪ ،‬كحديث الزهري عن سفيان‬
‫الثوري عن حجاج بن فرانصة ‪ ،‬عن يحيييى بيين‬
‫أبييي كييثير عيين أبييي سييلمة عيين أبييي هريييرة‬
‫مرفوعييا ً ‪ :‬المييؤمن غيير كريييم والفيياجر خييب‬
‫لئيم ‪ ،‬قال ‪ :‬وعلتييه مييا اسييند عيين محمييد بيين‬
‫كثير ‪ ،‬حدثنا سفيان عن حجاج عيين رجييل عيين‬
‫أبي سلمة فذكره ‪.‬‬
‫الثامن ‪ :‬أن يكون الييراوي عيين شييخص أدركييه‬
‫وسييمع منييه ‪ ،‬ولكنييه لييم يسييمع منييه أحيياديث‬
‫معينة ‪ ،‬فإذا رواها عنه بل واسطة فعلتها أنييه‬
‫لم يسمعها منه ‪ ،‬كحديث يحيى بيين أبييي كييثير‬
‫عن أنس أن النبي صلى الّله عليه وسلم كييان‬
‫عنيدكم‬
‫رأى أنسا ً‬ ‫إذا أفطر عند أهل بيت قال ‪ » :‬أفطير‬
‫الصائمون « الحديث ‪ ،‬قال ‪ :‬فيحيى‬
‫‪ ،‬وظهر من غير وجييه أنييه لييم يسييع منييه هييذا‬
‫الحديث ‪ ،‬ثم أسند عن يحيى قال ‪ :‬حدثت عيين‬
‫أنس فذكره ‪.‬‬
‫التاسع ‪ :‬أن ًتكون طريقه معروفة ‪ ،‬يروي أحد‬
‫رجالها حديثا من غير تلك الطريييق فيقييع ميين‬
‫رواه من تلك الطريق ‪ -‬بناء على الجادة ‪ -‬فيي‬
‫الوهم ‪ -‬كحديث‬
‫‪219‬‬

‫‪- 206 -‬‬


‫النوع التاسع عشر ‪:‬‬
‫ه‬ ‫وى علييى أوجيي ٍ‬ ‫الييذي ُييير ْ‬ ‫ب ‪ .‬هييو‬ ‫مضييطر ُ‬ ‫ال ْ ُ‬
‫دى الّروا َْيتْين‬ ‫ح َ‬ ‫جحت إ ْ‬ ‫نر ّ‬ ‫فإ ْ‬ ‫ة ‪َ َ،‬‬‫متقارب ٍ‬ ‫ُ‬ ‫ة‬
‫ختلف ٍ‬ ‫م‬
‫ُ‬
‫ه ‪ ،‬أو‬ ‫ُ‬ ‫عن‬
‫حبته المْروي َ‬ ‫ص ْ‬ ‫ُ‬ ‫ة‬
‫راويها أو كثَر ُِ‬ ‫ظ‬
‫ِ‬ ‫بحف‬
‫ن‬ ‫ة ‪ ،‬ول َيكيييو ُ‬ ‫جحييي ِ‬ ‫م ِللّرا ِ‬ ‫والضطراك ْ‬
‫ح‬ ‫َ‬
‫غي ْييير ذل ًيييك ‪ :‬فيييال ُ‬
‫ديث‬ ‫حيي ِ‬ ‫ف ال َ‬‫ضييع َ‬ ‫يوجب َ‬ ‫ب ُ‬ ‫ُ‬ ‫مضطربا ‪.‬‬ ‫ُ‬
‫ة‬
‫سناِد تاَر ً‬ ‫ع في ا َل ِ ْ‬ ‫ويق ُ‬ ‫َ‬ ‫ط‪،‬‬ ‫ضب ِ‬ ‫دم ال ّ‬ ‫لشعاره ِبع َ‬
‫ة‪.‬‬‫جماع ً‬ ‫و َ‬ ‫وأ ْ‬ ‫ن َرا ٍ‬ ‫وفي المتن أخَرى وفيهما م ْ‬
‫_________________________‬
‫الحزامي عيين عبييد العزيييز‬ ‫المنذر بن عبد الّله‬
‫عن عبد الّله ّبن دينار عيين ابيين‬ ‫بن الماجشون‬
‫رسول ال ّ‬
‫وسلم كان‬ ‫عليه‬ ‫له‬ ‫ال‬ ‫صلى‬ ‫له‬ ‫عمر أن‬
‫إذا افتتييح الصييلة قييال ‪ :‬سييبحانك الّلهييم ‪،‬‬
‫الحييديث ‪ ،‬قييال ‪ :‬أخييذ فيييه المنييذر طريييق‬
‫الجادة ‪ ،‬وإنما هو من حديث عبييد العزيييز ‪ ،‬ثنييا‬
‫عبد الّله بن الفضل عن العرج عن عبيييد الل ّييه‬
‫بن أبي رافع عن علي ‪.‬‬
‫العاشر ‪ ً :‬أن يروى الحديث مرفوعييا ً ميين وجييه‬
‫وموقوفا من وجه ‪ ،‬كحديث أبي فروة يزيد بن‬
‫محمد ‪ ،‬ثنا أبي عن أبيه ًعن العمش عن أبييي‬
‫سفيان عن جابر مرفوعا من ضحك في صلته‬
‫يعيد الصلة ول يعيد الوضوء ‪ ،‬قال ‪ :‬وعلته مييا‬
‫أسييند وكيييع عيين العمييش عيين أبييي سييفيان‬
‫قال ‪ :‬سئل جابر فذكره ‪.‬‬
‫قال الحاكم ‪ :‬وبقيت أجناس لم نذكرها وإنمييا‬
‫جعلنييا هييذه مثييال لحيياديث كييثيرة ومييا ذكييره‬
‫ييمان‬
‫تمرينييا ً‬ ‫الحييياكم مييين الجنييياس يشيييمله القسي‬
‫تقدم ‪ ،‬وإنمييا ذكرنيياه‬ ‫المذكوران فيما‬
‫للطالب ‪ ،‬وإيضاحا ً لما تقدم ‪.‬‬
‫) النوع التاسييع عشيير المضييطرب ‪ :‬هييو الييذي‬
‫وى علييى أوجييه مختلفيية ( ميين راو واحييد‬ ‫ُيييْر َ‬
‫مرتيييين أو أكيييثر ‪ ،‬أو مييين راوييييين أو رواة‬
‫) متقاربة ( وعبارة ابيين الصييلح ) متسيياوية (‬
‫وعبيييارة ابييين جماعييية ) متقاومييية ( بيييالواو‬
‫والميم ‪ ،‬أي ول مرجح ) فإن‬
‫‪220‬‬

‫‪- 207 -‬‬


‫رجحت إحدى الروايتين ( أو الروايات ) بحفييظ‬
‫راويها ( مثل ً ) أو كثرة صحبته المروي عنييه أو‬
‫غييير ذلييك ( ميين وجييوه الترجيحييات ) فييالحكم‬
‫للراجحة ‪ ،‬ول يكييون ( الحيديث ) مضيطربا ( ل‬
‫الرواية الراجحة كما هو ظاهر ‪ ،‬ول المرجوحة‬
‫‪ ،‬بيييل هيييي شييياذة أو منكيييرة كميييا تقيييدم‬
‫) والضطراب يوجب ضيعف الحييديث لشيعاره‬
‫بعدم الضبط ( من رواته ‪ ،‬الذي هو شرط فييي‬
‫الصييحة والحسيين ) ويقييع ( الضييطراب ) فييي‬
‫السييناد تييارة وفييي المتيين أخييرى و ( يقييع‬
‫) ِفيهمييا ( أي السييناد والمتيين معييا ً ‪ ،‬وهييذه‬
‫مزيدة على ابيين الصييلح ) ميين راو ( واحييد أو‬
‫لسييناد ‪ ،‬مييا‬ ‫راويين ) أو جماعة ( مثيياله فييي ا‬
‫رواه أبو داود وابن ماجه من طريق ِ إسييماعيل‬
‫بن أمية عن أبي عمييرو بيين محمييد بيين ً حريييث‬
‫هريرة مرفوعا ‪ » :‬إذا‬ ‫عن جده حريث عن أبي‬
‫يل شيييئا ً‬
‫تلقيياء وجهييه (‬ ‫صييلى أحييدكم فليجعي‬
‫الحديث ‪ ،‬وفيه ‪ً :‬فإن لم يجد عصا ً ينصبها بين‬
‫يديه فليخط خطا ( اختلف فيه على إسماعيل‬
‫اختلفا ً كثيرا ً ‪ ،‬فرواه بشر بن المفضييل وروح‬
‫بن القاسم عنه هكذا ‪ ،‬ورواه سيفيان الثييوري‬
‫عنه عن أبي عمرو بن حريث عن أبيه عن أبي‬
‫هريرة ‪ ،‬ورواه حميد بن السود عنه عيين أبييي‬
‫عمرو بن محمد بن عمرو عن جييده حريييث بيين‬
‫سليم عن أبي هريرة ‪ ،‬ورواه وهيب بيين خالييد‬
‫وعبد الوارث عنه عن أبي عمرو بن حريث عن‬
‫حريييث‬ ‫جده حريث ‪ ،‬ورواه ابن جريج عنه عيين‬
‫عل ْب َ َ‬
‫ة‬ ‫بن عمار عن أبي هريرة ‪ ،‬ورواه ُ‬
‫ذؤاد بن ُ‬
‫الحارثي عنه عن أبي عمرو بن محمد عن جده‬
‫حريث بن سليمان ‪.‬‬
‫قال أبو زرعة الدمشقي ‪ :‬ل أعلييم أحييدا ً بينييه‬
‫وبين نسبه غير ذؤاد ‪ ،‬ورواه سفيان بن عيينة‬
‫عنه ‪.‬‬
‫واختلييف فيييه علييى ابيين عيينيية ‪ ،‬فقييال ابيين‬
‫المديني ‪ :‬عن ابيين عيينيية عين إسييماعيل عين‬
‫أبي محمد بن عمرو بن حريث عن جده حريييث‬
‫رجل من بني‬
‫‪221‬‬

‫‪- 208 -‬‬


‫لم الِبيك َن ْييدي عيين‬
‫عذرة ‪ ،‬ورواه محمد بيين س ي ّ‬
‫وح‬ ‫ر‬ ‫و‬ ‫‪،‬‬ ‫المفضل‬
‫عن إسماعيل َ ْ‬ ‫عي َْينة مثل رواية بشر بن‬‫ابن ُ‬
‫عيين‬ ‫ورواه مسدد عن ابن عيينة‬
‫أبي عمرو بن حريث عن أبيه عن أبي هريرة ‪،‬‬
‫ورواه عمار بن خالد الواسطي عن ابن عيينيية‬
‫عن إسماعيل عن أبييي عمييرو ابيين محمييد بيين‬
‫عمرو بيين حريييث عيين جييده حريييث بيين سييليم‬
‫هكذا ‪.‬‬
‫مثييل ابيين الصييلح بهييذا الحييديث لمضييطرب‬
‫لسناد ‪ ،‬وقال العراقييي فييي النكييت اعييترض‬ ‫ا ِ‬
‫عليييه بييأنه ذكيير أن الترجيييح إذا وجييد انتفييى‬
‫الضطراب ‪ ،‬وقييد رواه سييفيان الثييوري وهييو‬
‫أحفظ ممن ذكرهم ‪ ،‬فينبغي أن ترجح روايتييه‬
‫على غيرها ‪.‬‬
‫وأيضيييا ً فيييإن الحييياكم وغييييره صيييححوا هيييذا‬
‫الحديث ‪ ،‬قييال ‪ :‬والجييواب أن وجييوه الترجيييح‬
‫فيه متعارضيية ‪ ،‬فسييفيان وإن كييان أحفييظ إل‬
‫أنه انفرد بقوله ‪ ) :‬أبييي عمييرو بيين حييزم عيين‬
‫أبيه ( وأكثر الرواة يقولييون عيين جييده ‪ ،‬وهييم‬
‫بشيير وروح ووهيييب وعبييد الييوارث وهييم ميين‬
‫ثقات البصريين وأئمتهم ‪ ،‬ووافقهم على ذلك‬
‫من حفاظ الكوفة ابن عيينيية ‪ ،‬وقيولهم أرجيح‬
‫للكثرة ‪ ،‬ولن إسماعيل بيين أمييية مكييي وابيين‬
‫عيينة كان مقيما ً بها والمران مما يرجييح بييه ‪،‬‬
‫وخالف الكل ابن جريج وهو مكي ‪ ،‬فتعارضييت‬
‫حينئذ وجوه الترجيح ‪ ،‬وانضم إلى ذلييك جهاليية‬
‫راوي الحديث وهو شيخ إسييماعيل ‪ ،‬فييإنه لييم‬
‫يرو عنه غيره مع الختلف فييي اسييمه واسييم‬
‫أبيه ‪ ،‬وهل يرويه عن أبيه أو جده أو هو نفسه‬
‫عن أبي هريرة ‪.‬‬
‫وقد حكى أبو داود تضييعيف هييذا الحييديث عيين‬
‫ابن عيينة ‪ ،‬فقال عنه ‪ :‬لم ِ نجد شيئا ً نشييد بييه‬
‫وليم يجييء إل مين هيذا الييوجه ‪،‬‬ ‫هذا الحيديث‬
‫وضييعفه أيض يا ً الشييافعي والييبيهقي والنييووي‬
‫في الخلصة ‪.‬‬
‫لسييلم ‪ :‬أتقيين هييذه الروايييات‬ ‫ِ‬ ‫ا‬ ‫وقييال شيييخ‬
‫وروح ‪ ،‬وأجمعها رواية‬ ‫رواية بشر‬
‫‪222‬‬

‫‪- 209 -‬‬


‫حميد بن السود ‪ ،‬ومن قييال ‪ :‬أبييو عمييرو بيين‬
‫محمد أرجح ممن قال ‪ :‬أبو محمد بيين عمييرو ‪،‬‬
‫فإن رواة الول أكثر ‪ ،‬وقد اضطرب ميين قييال‬
‫أبييو محمييد فمييرة وافييق الكييثرين فتلشييى‬
‫الخلف ‪.‬‬
‫قال ‪ :‬والتي ل يمكن الجمييع بينهييا رواييية ميين‬
‫قال أبو عمرو بن حريث مع رواية ميين قييال ‪:‬‬
‫أبو محمد بن عمييرو بيين حريييث ‪ ،‬ورواييية ميين‬
‫مار ‪ ،‬وما في الروايات يمكيين‬ ‫بن‪ ،‬ع ّ‬ ‫قال حريث‬
‫فرواييية ميين قييال عيين جييده ل‬ ‫الجمييع بينهييا‬
‫تنافي من قال عن أبيه ‪ ،‬لن غايته أنه أسقط‬
‫الب فتبين المراد برواية غيييره ‪ ،‬ورواييية ميين‬
‫قال عن أبي عميرو بيين محميد بيين عميرو بين‬
‫حريث ُيدخل فيي الثنيياء عميرو ل تنييافي مين‬
‫أسقطه ‪ ،‬لنهم يكييثرون نسييبة الشييخص إلييى‬
‫جييده المشييهور ‪ ،‬وميين قييال سييليم يمكيين أن‬
‫يكون اختصره من سليمان كالترخيم ‪.‬‬
‫قييال ‪ :‬والحييق أن التمثيييل ل يليييق إل بحييديث‬
‫لول الضطراب لم يضييعف ‪ ،‬وهييذا الحييديث ل‬
‫يصلح مثال ً ‪ ،‬فإنهم اختلفوا في ذات واحييدة ‪،‬‬
‫فإن كان ثقة لم يضر هذا الختلف في اسمه‬
‫ونسبه ‪ ،‬وقييد وجييد مثييل ذلييك فييي الصييحيح ‪،‬‬
‫ولهذا صححه ابن حبان لنه عنده ثقة ‪ ،‬ورجييح‬
‫أحد القوال في اسييمه واس يم ِ أبيييه ‪ ،‬وإن لييم‬
‫حاصيييل بغيييير جهييية‬ ‫يكييين ثقييية فالضيييعف‬
‫الضطراب ‪ ،‬نعم يزداد به ضعفا ً ‪.‬‬
‫قال ‪ :‬ومثل هذا يدخل فييي المضييطرب لكييون‬
‫رواتييه اختلفييوا ول مرجييح ‪ ،‬وهييو وارد علييى‬
‫قولهم ‪ :‬الضطراب يوجب الضعف ‪.‬‬
‫قال ‪ :‬والمثال ّالصحيح حديث أبي بكر أنه قال‬
‫‪ » :‬يا رسول الله أراك شبت ‪ ،‬قال ‪ :‬شيييبتني‬
‫هود وأخواتها « ‪.‬‬
‫و‬
‫َ‬ ‫ير‬
‫ي‬ ‫ي‬ ‫يم‬
‫ي‬ ‫ل‬ ‫يإنه‬
‫ي‬ ‫ف‬ ‫مضطرب‬ ‫هذا‬ ‫‪:‬‬ ‫قال الدارقطني‬
‫إل من طريق أبي إسحاق وقد‬

‫‪- 210 -‬‬


‫اختلييف عليييه فيييه علييى نحييو عشييرة أوجييه ‪،‬‬
‫فمنهييم ميين رواه مرسييل ً ‪ ،‬ومنهييم ميين رواه‬
‫موصيول ً ‪ ،‬ومنهيم مين جعليه ميين مسييند أبييي‬
‫بكر ‪ ،‬ومنهم من جعله من مسند سعد ومنهييم‬
‫من جعله من مسند عائشة وغير ذلك ‪ ،‬ورواته‬
‫ثقييات ل يمكيين ترجيييح بعضييهم علييى بعييض ‪،‬‬
‫والجمع متعذر ‪.‬‬
‫مجاهييد عيين الحكييم بيين‬ ‫يديث‬ ‫ي‬ ‫ح‬ ‫قلييت ‪ :‬ومثلييه‬
‫سفيان عن النبي صلى الّله عليه وسييلم فييي‬
‫نضح الفرج بعد الوضوء ‪ ،‬قد اختلف فيه علييى‬
‫عشرة أقوال ‪ ،‬فقيل عن مجاهد عن الحكم أو‬
‫ابن الحكم عن أبيييه ‪ ،‬وقيييل عيين مجاهييد عيين‬
‫الحكم بن سفيان عن أبيه وقيييل عيين مجاهييد‬
‫عن الحكم غير منسوب عن أبيييه ‪ ،‬وقيييل عيين‬
‫مجاهد عن رجل من ثقيييف عيين أبيييه ‪ ،‬وقيييل‬
‫عن مجاهد عن سفيان بن الحكم أو الحكم بن‬
‫سييفيان ‪ ،‬وقيييل عيين مجاهييد عيين الحكييم بيين‬
‫ن رجييل‬ ‫عي‬
‫سفيان بل شك ‪ ،‬وقيل عن مجاهييد َ‬
‫من ثقيف يقال له الحكم أو أبو الحكييم ْ وقيييل‬
‫عن مجاهد عن أبي الحكم أو أبييي الحكييم بيين‬
‫سييفيان وقيييل عيين مجاهييد عيين الحكييم بيين‬
‫عن مجاهد‬ ‫سفيان أو ابن أبي سفيان ‪ ،‬وقيل‬
‫عن رجل من ثقيف عن النبي صلى الّله عليييه‬
‫وسلم ‪.‬‬
‫ومثييال الضييطراب فييي المتيين ‪ :‬فيمييا أورده‬
‫العراقييي حييديث فاطميية بنييت قيييس قييالت ‪:‬‬
‫سئل النبي صلى الّله عليه وسلم عيين الزكيياة‬
‫فقييال ‪ :‬إن فييي المييال لحقييا سييوى الزكيياة ؛‬
‫رواه الترمذي هكذا من رواية شريك عيين أبييي‬
‫حمزة عيين الشيعبي عين فاطميية ‪ .‬ورواه ابيين‬
‫ماجه من هذا الوجه بلفظ ‪ :‬ليييس فييي المييال‬
‫حييق سييوى الزكيياة ‪ .‬قييال فهييذا اضييطراب ل‬
‫يحتمل التأويل ‪.‬‬
‫قيل ‪ :‬وهذا أيض يا ً ل يصييلح مثييال ً ‪ ،‬فييإن شيييخ‬
‫ميين قبييل ضييعف‬ ‫شييريك ضييعيف فهييو مييردود‬
‫راويه ل من اضطرابه ‪ ،‬وأيض يا ً فيمكيين تييأويله‬
‫بأنها روت كل ً من‬
‫‪224‬‬

‫‪- 211 -‬‬


‫اللفظين عن النبي صييلى الل ّييه عليييه وسييلم ‪،‬‬
‫وأن المييييراد بييييالحق المثبييييت المسييييتحب ‪،‬‬
‫وبالمنفي الواجب ‪ ،‬والمثال الصحيح مييا وقييع‬
‫في حديث الواهبة نفسييها م ّيين الختلف فييي‬
‫اللفظة الواقعة منه صلى الله عليه وسلم ‪.‬‬
‫ففيييي روايييية ‪ :‬زوجتكهيييا ‪ ،‬وفيييي روايييية ‪:‬‬
‫زوجناكها ‪ ،‬وفي رواية أمكناكها ‪.‬‬
‫وفييي رواييية ملكتكهييا فهييذه ألفيياظ ل يمكيين‬
‫الحتجاج بواحد منهييا ‪ ،‬حييتى لييو احتييج حنفييي‬
‫مثل ً علييى أن التمليييك ميين ألفيياظ النكيياح لييم‬
‫يسغ له ذلك ‪ .‬قليت وفيي التمثييل بهيذا نظير‬
‫أوضح من الول ‪ .‬فإن الحديث صييحيح ثييابت ‪.‬‬
‫وتأويل هذه اللفاظ سهل ‪ .‬فإنها راجعة إلييى‬
‫معنى واحد بخلف الحديث السابق ‪.‬‬
‫وعندي أن أحسن مثال لييذلك حيديث البسيملة‬
‫السابق ‪ .‬فإن ابن عبد الييبر أعليه بالضيطراب‬
‫كما تقدم ‪ .‬والمضطرب يجييامع المعلييل ‪ ،‬لنييه‬
‫قد تكون علته ذلك ‪.‬‬
‫تنبيه‬
‫لسيييلم السيييابق أن‬ ‫يييخ ا ِ‬‫وقيييع فيييي كلم شي‬
‫الصحة ‪ ،‬وذلك بييأن يقييع‬ ‫الضطراب قد يجامع‬
‫الختلف في اسم رجل واحد وأبيه ونسييبته ‪،‬‬
‫ونحو ذلك ويكون ثقة فيحكم للحديث بالصييحة‬
‫ول يضيير الختلف فيمييا ذكيير مييع تسييميته‬
‫مضييطربا ً ‪ ،‬وفييي الصييحيحين أحيياديث كييثيرة‬
‫بهذه المثابة ‪ ،‬وكذا جزم الزركشي بييذلك فييي‬
‫مختصره فقال ‪ :‬قد يييدخل القلييب والشييذوذ ‪،‬‬
‫والضطراب في قسم الصحيح والحسن ‪.‬‬
‫فائدة‬
‫لسييلم فييي المضييطرب كتابييا ً‬ ‫شيييخ ا ِ‬ ‫صيينف‬
‫المقترب « ‪.‬‬ ‫سماه ‪» :‬‬
‫ه ‪22‬‬

‫‪- 212 -‬‬


‫َ‬ ‫العشرون ‪:‬‬
‫َ‬ ‫النوع‬
‫ث‬‫دي ِ‬
‫حي ِ‬ ‫ج فييي َ‬ ‫در ٌ‬ ‫مَ ْ‬
‫دها ‪ُ :‬‬ ‫ح ُ‬‫م‪،‬أ َ‬ ‫سا ٌ‬ ‫و أق ْ‬ ‫جه َ‬ ‫در ُ‬ ‫الم ْ‬
‫ذكَر الييّراوي‬ ‫ن يَ ْ‬
‫عليه وسلم ب ِأ ْ‬ ‫َ‬ ‫صلى ً الّله‬ ‫النبي‬
‫ه‬
‫عييد ُ‬‫ن بَ ْ‬‫فيرويه م ْ‬ ‫ه‬
‫ه أو ِلغْير ِ‬ ‫س ِ‬‫ف ِ‬ ‫ه كلما ِلن ْ‬ ‫قيب‬ ‫ع ِ‬ ‫َ‬
‫ديث ‪.‬‬ ‫ن الح ِ‬ ‫هم َ‬ ‫م أن ّ ُ‬ ‫وه ُ‬ ‫صلُ ً َ‬
‫فُيت َ‬ ‫مت ّ ِ‬ ‫ُ‬
‫_________________________‬
‫) النوع العشييرون المييدرج هييو أقسييام أحييدها‬
‫مدرج في حديث النبي صلى ًالّله عليييه وسييلم‬
‫بأن يذكر الراوي عقيبه كلما لنفسه أو لغيييره‬
‫فيرويييه ميين بعييد متصيل ً ( بالحييديث ميين غييير‬
‫فصييل ) فيتييوهم أنييه ميين ( تتميية ) الحييديث (‬
‫المرفييوع ويييدرك ذلييك بييوروده منفص يل ً فييي‬
‫رواييية أخييرى ‪ ،‬أو بالتنصيييص علييى ذلييك ميين‬
‫الئميييية المطلعييييين ‪ ،‬أو‬ ‫الييييراوي أو بعييييض‬
‫باستحالة كونه صلى الل ّييه عليييه وسييلم يقييول‬
‫ذلك ‪ ،‬مثال ذليك ميا رواه أبييو داود ‪ ،‬ثنييا عبييد‬
‫الّله بن محمد النفيلي ثنا زهييير ‪ ،‬ثنييا الحسيين‬
‫بن الحر عن القاسم بيين مخيمييرة ‪ :‬قييال أخييذ‬
‫علقمة ّبيدي فحدثني أن ّعبد الّله بيين ّ مسييعود‬
‫أخذ بيده ‪ ،‬وأن رسييول ّ اللييه صييلى اللييه عليييه‬
‫وسلم أخذ بيييد عبييد اللييه بيين مسييعود فعلمنييا‬
‫التشهد في الصلة ‪ ،‬الحديث ‪ ،‬وفيييه إذا قلييت‬
‫هذا ‪ -‬أو قضيت هذا ‪ -‬فقييد قضيييت صييلتك إن‬
‫شييئت أن تقييوم فقييم ‪ ،‬وإن شييئت أن تقعييد‬
‫فاقعييد ‪ ،‬فقييوله إذا قلييت إلييى آخييره ‪ ،‬وصييله‬
‫زهير بن معاوية بالحديث المرفوع فييي رواييية‬
‫أبي داود هذه ‪ ،‬وفيما رواه عنه أكييثر الييرواة ‪،‬‬
‫قال الحيياكم ‪ :‬وذلييك مييدرج فييي الحييديث ميين‬
‫كلم ابييين مسيييعود ‪ ،‬وكيييذا قيييال اليييبيهقي‬
‫والخطيييب ‪ ،‬وقييال المصيينف فييي الخلصيية ‪:‬‬
‫اتفق الحفيياظ علييى أنهييا مدرجيية ‪ ،‬وقييد رواه‬
‫وار عن زهير ففصله فقال ‪ :‬قال‬ ‫س‬ ‫شَبابة بن َ‬ ‫َ‬
‫عبد الّله ‪ :‬إذا ّ قلت ذلك إلى آخره ‪.‬‬
‫رواه الييدارقطني ‪ ،‬وقييال شييبابة ثقيية ‪ ،‬وقييد‬
‫فصل آخر الحديث وجعله من قول‬
‫‪226‬‬

‫‪- 213 -‬‬


‫ابن مسعود وهييو أصييح ميين رواييية ميين أدرج ‪،‬‬
‫وقوله أشييبه بالصييواب ‪ ،‬لن ابيين ثوبييان رواه‬
‫عيين الحسيين كييذلك مييع اتفيياق كييل ميين روى‬
‫التشهد عن علقمة وعن غيره عن ابن مسعود‬
‫‪ ،‬عليى ذليك ‪ ،‬وكيذا ميا أخرجيه الشييخان مين‬
‫طريق ابن أبي عروبيية وجرييير بيين حييازم عيين‬
‫قتادة عن النضر بن أنس عن بشير بيين نهيييك‬
‫عن أبي هريرة ‪ :‬من أعتق شقصا ً ‪ ،‬وذكر فيييه‬
‫الستسعاء ‪.‬‬
‫قال الدارقطني فيما انتقده على الشيييخين ‪:‬‬
‫وقد رواه شعبة وهشيام ‪ ،‬وهمييا أثبيت النيياس‬
‫فيييي قتيييادة فليييم ييييذكر فييييه الستسيييعاء ‪،‬‬
‫ووافقهميييا هميييام وفصيييل الستسيييعاء مييين‬
‫الحديث وجعله من قول قتادة ‪.‬‬
‫قال الدارقطني ‪ :‬وذلك أولى بالصواب ‪ ،‬وكذا‬
‫يشرك‬ ‫حديث ابن مسعود رفعه ‪ » :‬من مات ل‬
‫بالّله ً شيئا ً دخل الجنة ‪ ،‬ومن مات يشرك بييالّله‬
‫النار « ‪ ،‬ففي رواييية أخييرى ‪ :‬قييال‬ ‫شيئا دخل‬
‫النبي صلى الّله عليه وسييلم كلميية وقلييت أنييا‬
‫أخرى فذكرها ‪ ،‬فأفاد ذلك أن إحدى الكلمييتين‬
‫من قول ابن مسعود ‪ ،‬ثييم وردت رواييية ثالثيية‬
‫أفييادت أن الكلميية الييتي هييي ميين قييوله هييي‬
‫الثانية ‪ ،‬وأكد ذلييك رواييية رابعيية اقتصيير فيهييا‬
‫ى مضييافة إلييى النييبي صييلى‬ ‫على الكلمة الول‬
‫وسييلم ِ ‪ ،‬وفييي الصييحيح عيين أبييي‬ ‫الل ّييه عليييه‬
‫هريرة مرفوعا ً ‪ » :‬للعبد المملوك أجران « ‪» ّ ،‬‬
‫والذي نفسي بيده لول الجهاد في سبيل اللييه‬
‫والحج وبر أمي لحببت أن أموت وأنييا مملييوك‬
‫« ‪ ،‬فقوله ‪ :‬والذي نفسي بيييده الييخ ّميين كلم‬
‫أبي هريرة ‪ ،‬لنه يمتنع منييه صييلى اللييه عليييه‬
‫وسلم أن يتمنى الرق ‪ ،‬ولن أمييه لييم تكيين إذ‬
‫ذاك موجودة حتى يبرها ‪.‬‬
‫تنبيه‬
‫هييذا القسييم يسييمى مييدرج المتيين ‪ ،‬ويقييابله‬
‫اقتصيير‬ ‫مدرج السناد ‪ ،‬وكل منهما ثلثة أنواع‬
‫المصنفِ في الول على نوع واحييد تبع يا ً لبيين‬
‫الصلح وأهمل‬
‫‪227‬‬

‫‪- 214 -‬‬


‫نوعين ‪ ،‬وأهمل من الثاني نوعا ً وهو عند ابيين‬
‫الصلح ‪ ،‬فأما مدرج المتيين فتييارة يكييون فييي‬
‫آخر الحديث كما ذكره ‪ ،‬وتارة في أولييه وتييارة‬
‫فييي وسييطه كمييا ذكييره الخطيييب وغيييره ‪،‬‬
‫والغالب وقييوع الدراج آخيير الخييبر ‪ ،‬ووقييوعه‬
‫أوله أكثر من وسطه ‪ .‬لن الراوي يقول كلما‬
‫يريد أن يسييتدل عليييه بالحييديث فيييأتي بييه بل‬
‫فصييل ‪ ،‬فيتييوهم أن الكييل حييديث ‪ ،‬مثيياله مييا‬
‫رواه الخطيب من رواية أبييي قطيين وشييبابة ‪،‬‬
‫فرقهما ‪ ،‬عن شعبة عيين محمييد ّبيين زييياد ع ّيين‬
‫أبي هريرة قال ‪ :‬قال رسول اللييه صييلى اللييه‬
‫عليه وسلم ‪ :‬اسبغوا الوضوء ‪ ،‬ويييل للعقيياب‬
‫من النار ‪ ،‬فقوله أسييبغوا الوضييوء مييدرج ميين‬
‫قول أبي هريرة كما بين فييي رواييية البخيياري‬
‫عن آدم عن شعبة عن محمد بن زياد عن أبييي‬
‫هريييرة قييال ‪ » :‬أسييبغوا الوضييوء ‪ ،‬فييإن أبييا‬
‫القاسم صييلى الل ّييه عليييه وسييلم قييال ‪ :‬ويييل‬
‫للعقاب من النار « ‪ .‬قال الخطيب ‪ :‬وهم أبو‬
‫قطن وشبابة في روايتهما له عن شعبة علييى‬
‫ما سقناه ‪ ،‬وقد رواه الجم الغفير عنه كروايية‬
‫آدم ‪ .‬ومثال المدرج في الوسط والسبب فيييه‬
‫إما استنباط الراوي حكما من الحديث قبل أن‬
‫ِيتم فيدرجه ‪ ،‬أو تفسير بعض اللفاظ الغريبيية‬
‫ونحو ذلييك ‪ -‬فميين الول مييا رواه الييدارقطني‬
‫فييي » السيينن « ميين رواييية عبييد الحميييد بيين‬
‫جعفر عن هشام عن عروة عن أبيه عن بسرة‬
‫بنت صفوان قالت ‪ :‬سمعت رسول الّله صييلى‬
‫الّله عليه وسلم يقييول ‪ » :‬ميين مييس ذكييره أو‬
‫أنثييه أو رفغيه فليتوضأ « ‪.‬‬
‫قال الدارقطني ‪ :‬كييذا رواه عبييد الحميييد عيين‬
‫هشييام ‪ ،‬ووهييم فييي ذكيير النييثيين والرفييغ‬
‫وإدراجه لذلك في حييديث بسييرة ‪ ،‬والمحفييوظ‬
‫أن ذلك قييول عييروة ‪ ،‬وكيذا رواه الثقييات عين‬
‫هشام منهم أيوب وحماد بن زيد وغيرهما ثييم‬
‫رواه من طريق أيوب بلفظ ‪ » :‬من مس ذكره‬
‫فليتوضييأ « ‪ ،‬قييال ‪ :‬وكييان عييروة يقييول ‪ :‬إذا‬
‫مس رفغيه أو أنثييه أو ذكره فليتوضأ ‪.‬‬
‫‪228‬‬

‫‪- 215 -‬‬


‫ن بإسيينادْين‬ ‫ن عْنييدَهُ مْتنييا ِ‬ ‫ني ُ‬
‫كييو َ‬ ‫والثيياني ‪ :‬أ َ ْ‬
‫دهما ‪.‬‬ ‫ح ِ‬ ‫َ‬
‫في َْرويهما ب ِأ َ‬
‫_________________________‬
‫وكذا قال الخطيب ‪ :‬فعروة لما فهم من لفيظ‬
‫الخبر أن سبب نقض الوضييوء مظنيية الشييهوة‬
‫جعل حكم ما قييرب ميين الييذكر كييذلك ‪ ،‬فقييال‬
‫بعض الرواة أنه ميين صييلب الخييبر‬ ‫ذلك ‪ ،‬فظن‬
‫فنقليه ميدرجا ً فييه ‪ ،‬وفهيم الخيرون حقيقية‬
‫الحال ففصلوا ‪.‬‬
‫ومن الثاني حيديث ّ عائشية فيي بييدء الييوحي ‪:‬‬
‫كان النبي صلى الله عليه وسييلم يتحنييث فييي‬
‫غار حراء ‪ -‬وهو التعبييد الليييالي ذوات العييدد ‪-‬‬
‫فقوله وهييو التعبييد مييدرج ميين قييول الزهييري‬
‫وحديث فضالة ‪ :‬أنا زعيييم ‪ ،‬والزعيييم الحميييل‬
‫بييبيت فييي ربييض الجنيية ‪ .‬الحييديث ‪ ،‬فقييوله‬
‫والزعيم الحميل مدرج من تفسير ابن وهييب ‪،‬‬
‫وأمثلة ذلك كثيرة ‪.‬‬
‫قال ابن دقييق العيييد ‪ :‬والطريييق إلييى الحكيم‬
‫إن‬ ‫في الول أو الثناء صعب ل سيما‬
‫معطوفيا ً‬ ‫لدراج‬‫با ِ‬
‫كان مقدما ً علييى اللفييظ المييروي أو‬
‫عليييه بييواو العطييف ) الثيياني أن يكييون عنييده‬
‫متنيييان ( مختلفيييان ) بإسييينادين ( مختلفيييين‬
‫) فيرويهميييا بأحيييدهما ( أو ييييروي أحيييدهما‬
‫بإسناده الخاص به ويزيد فيه من المتن الخيير‬
‫مييا ليييس فييي ًالول ‪ ،‬أو يكييون عنييده المتيين‬
‫طرفا منه فإنه عنييده بإسييناد آخيير ‪،‬‬ ‫بإسناد إل‬
‫تاما ً‬
‫ومنييه أن يسييمع‬ ‫‪،‬‬ ‫الول‬ ‫يناد‬‫ي‬ ‫بالس‬ ‫فيرويه‬
‫طرف يا ً منييه فيسييمعه‬ ‫إل‬ ‫ييخه‬ ‫ي‬ ‫ش‬ ‫ين‬ ‫ي‬ ‫م‬ ‫يديث‬ ‫الحي‬
‫بواسطة عنه ‪ ،‬فيرويه تاما ً بحييذف الواسييطة ‪،‬‬
‫وابيين الصييلح ذكيير هييذين القسييمين دون مييا‬
‫ذكره المصنف ‪ ،‬وكأن المصيينف رأى دخولهمييا‬
‫فيما ذكره ‪ ،‬مثال ذلك حييديث رواه سييعيد بيين‬
‫أبي مريم ّ عن مالك ّعن الزهري عيين أنييس أن‬
‫رسول الله صييلى اللييه عليييه وسييلم قييال ‪ :‬ل‬
‫تباغضيييييوا ول تحاسيييييدوا ول تيييييدابروا ول‬
‫تنافسوا ‪ ،‬الحديث ‪ .‬فقوله ‪ » :‬ول تنافسييوا «‬
‫مدرج أدرجه ابيين أبييي مريييم ميين حييديث آخيير‬
‫لمالك عيين أبييي الزنيياد عيين العييرج عيين أبييي‬
‫هريرة عن النييبي صييلى الل ّييه عليييه وسيلم ‪» :‬‬
‫إيياكم والظين فيإن الظين أكيذب الحيديث ول‬
‫تجسسييوا ول تنافسييوا ول تحاسييدوا « ‪ ،‬وكل‬
‫الحديثين‬
‫‪229‬‬

‫‪- 216 -‬‬


‫ن‬ ‫ديثا ً مي‬ ‫الثال ُ َ‬
‫مختلفي ِي َ‬
‫ق‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫ة‬
‫عي ٍ‬
‫جما َ‬ ‫ن َ‬‫ْ‬ ‫َ‬ ‫سمع حي ِ‬ ‫ن يَ َ ْ‬‫ثأ ْ‬
‫هم ِباّتفا ٍ‬ ‫ه عن ُ‬ ‫ه فيْروي ِ‬ ‫و متن ِ‬
‫هأ ْ‬ ‫سناِد ِ‬‫في إ ْ‬
‫_________________________‬
‫متفق عليه من طريق مالك ‪ ،‬وليس في الول‬
‫ول تنافسيييوا ‪ ،‬وهيييي فيييي الثييياني ‪ ،‬وهكيييذا‬
‫الحديثان عند رواة الموطأ ‪.‬‬
‫قال الخطيب ‪ :‬وهم فيها ابن أبييي مريييم عيين‬
‫مالك عن ابن شهاب ‪ ،‬وإنما يرويها مالك فييي‬
‫حييديثه عيين أبييي الزنيياد ‪ ،‬وروى أبييو داود ميين‬
‫رواية زائدة وشريك ‪ -‬فرقهما ‪ -‬والنسائي من‬
‫رواية سفيان بن عيينة كلهييم عيين عاصييم بيين‬
‫جيير فييي صييفة‬ ‫ح ْ‬‫كليب عن أبيه عيين وائل بيين ُ‬
‫صلة رسول الّله صلى الّله عليييه وسييلم قييال‬
‫فيه ‪ :‬ثم جئتهم بعد ذلك فييي زمييان فيييه بييرد‬
‫شديد ‪ ،‬فرأيت الناس عليهم جل الثياب تحرك‬
‫أيديهم تحت الثياب ‪ ،‬فقوله ‪ :‬ثم جئتهييم إلييى‬
‫لسييناد ‪ ،‬وإنمييا أدرج‬ ‫آخييره ليييس هييو بهييذا ا‬
‫عليه ‪ ،‬وهو من رواية عاص ِييم عيين عبييد الجبييار‬
‫بيين وائل ًعيين بعييض أهلييه عيين وائل ‪ .‬وهكييذا‬
‫رواه مبينا زهير بن معاوية وأبو بدر شجاع بن‬
‫الوليد فميزا قصيية تحريييك اليييدي ‪ ،‬وفصييلها‬
‫من الحديث ‪ ،‬وذكرا إسيينادهما ‪ .‬قييال موسييى‬
‫بيين هييارون الحمييال ‪ :‬وهمييا أثبييت مميين روى‬
‫رفع اليدي تحت الثياب عيين عاصييم عيين أبيييه‬
‫عن وائل ) الثالث أن يسمع حديثا ً من جماعيية‬
‫مختلفين في إسييناده أو متنييه فيرويييه عنهييم‬
‫باتفيياق ( ول يييبين مييا اختلييف فيييه ‪ ،‬ولفظيية‬
‫يدم ميين‬ ‫المتن مزيدة هنا ‪ ،‬كأنه أراد بها مييا تقي‬
‫أن يكون المتن عنييده بإسييناد إل طرف يا ً منييه ‪،‬‬
‫وقد تقدم مثاله ‪ ،‬ومثال اختلف السند حييديث‬
‫الترمييذي ‪ :‬عيين بنييدار عيين ابيين مهييدي عيين‬
‫سفيان الثوري عن واصل ومنصور والعمييش‬
‫رحبيل عن عبييد‬ ‫ش‬‫عن أبي وائل عن عمرو بن ُ‬
‫ي الييذنب‬ ‫ّ‬ ‫الّله قال ‪ :‬قلت ‪ » :‬يا رسول الَّله ‪ ،‬أ‬
‫أعظم ؟ « الحديث ‪ .‬فرواية واصل هذه مدرجة‬
‫منصييور والعمييش ‪ ،‬لن واصيل ً ل‬ ‫على رواييية‬
‫يذكر فيه عمرا ً ‪ ،‬بل يجعله‬
‫‪23 .‬‬

‫‪- 217 -‬‬


‫فى‬ ‫شيي َ‬ ‫كتابا ً َ‬ ‫ب ِ‬ ‫طي ُ‬ ‫خ ِ‬ ‫ه ال َ‬ ‫في ِ‬ ‫ف ِ‬ ‫صن ّ َ‬ ‫كفىح‪َ.‬رام ‪ ،‬و َ‬ ‫ه‬
‫كل ُ‬ ‫و ّ‬
‫و َ‬
‫النوع الحادي والعشرون ‪:‬‬
‫شي َييّر‬ ‫عو َ‬ ‫مصيييُنو ُ‬ ‫ال‬ ‫ق‬
‫تليم ُ‬ ‫يي‬ ‫خ َ‬
‫م ْ‬ ‫و ال ُ‬ ‫رييم َ‬ ‫هي‬‫ع‪ُ :‬‬ ‫موضيييو ُ‬ ‫ال ْ‬
‫ي‬
‫رارّ‬ ‫ه فييي أ‬ ‫ِ‬ ‫ع ْل ْم ِ ِبيي‬
‫ع ال ِ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ه‬
‫ُ‬ ‫رواَيت‬‫ً‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ح‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ت‬‫و‬ ‫‪،‬‬ ‫ف‬‫ِ‬ ‫ضعي‬ ‫ّ‬ ‫ال‬
‫َ‬ ‫ق‬‫ْ‬ ‫يإ‬
‫ي‬‫ِ‬ ‫ب‬ ‫ع‬
‫ُ‬ ‫ي‬ ‫ض‬
‫ْ‬ ‫الو‬ ‫ف‬‫ُ‬ ‫ر‬
‫َ‬ ‫ي‬ ‫ع‬
‫ْ‬ ‫وي‬ ‫ُ‬ ‫‪،‬‬ ‫ا‬‫ي‬ ‫ين‬
‫ّ‬ ‫مب‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫ل‬ ‫إ‬ ‫ن‬‫َ‬ ‫يا‬
‫ي‬ ‫ك‬ ‫عنى‬ ‫ْ‬ ‫م‬
‫َ‬
‫ه‬
‫ضع ِ‬ ‫وا ِ‬
‫_________________________‬
‫عن أبي وائل عن عبد الّله ‪ ،‬هكذا رواه شييعبة‬
‫ومهدي بن ميمون ومالك بن مغول وسعيد بن‬
‫واصل كما ذكره الخطيييب ‪ ،‬وقييد‬ ‫مسروق عن‬
‫لسنادين معا ً يحيييى بيين سييعيد القطييان‬ ‫بين ا ِ‬ ‫ّ‬
‫روايته عيين سييفيان وفصييل أحييدهما ميين‬ ‫في‬
‫الخر ‪ ،‬رواه البخاري في صييحيحه عيين عمييرو‬
‫بن علي عن يحيييى عيين سييفيان عيين منصييور‬
‫والعمش كلهما عن أبي وائل عن عمرو عيين‬
‫عبد الل ّييه وعيين سييفيان عيين واصييل عيين أبييي‬
‫وائل عن عبد الّله من غييير ذكيير عمييرو ‪ .‬قييال‬
‫عمرو بن علي ‪ :‬فييذكرته لعبييد الرحميين وكييان‬
‫حييدثنا عيين سييفيان عيين العمييش ومنصييور‬
‫وواصل عن أبي وائل عن عمرو فقال ‪ :‬دعه ‪،‬‬
‫دعه ‪.‬‬
‫قال العراقي ‪ :‬لكن رواه النسييائي عيين بنييدار‬
‫عن ابن مهدي عن سييفيان عيين واصييل وحييده‬
‫عن ًأبييي وائل عيين عمييرو ‪ ،‬فييزاد فييي السييند‬
‫عمرا من غير ذكر أحد ‪ ،‬وكأن ابن مهييدي لمييا‬
‫حدث بيه عين سيفيان عين منصيور والعميش‬
‫وواصييل بإسييناد واحييد ظيين الييرواة عيين ابيين‬
‫مهدي اتفاق طرقهم فاقتصر على أحد شيوخ‬
‫لدراج بأقسامه ) حرام (‬ ‫سفيان ) وكله ( أي ا‬
‫بإجميياع أهييل الحييديث ِ والفقييه ‪ .‬وعبييارة ابيين‬
‫لدراج فهييو‬ ‫يحييرفا ِ‬
‫السييمعاني وغيييره » ميين تعمييد‬
‫الكلييم عيين‬ ‫سيياقط العداليية ‪ ،‬ومميين‬
‫مواضعه ‪ ،‬وهو ملحق بالكذابين « ‪ .‬وعنييدي أن‬
‫ما أدرج لتفسير غريب ل يمنع ‪ ،‬ولييذلك فعلييه‬
‫وصيينف فيييه (‬ ‫الزهري وغير واحد من الئمة )‬
‫أي نوع المييدرج ) الخطيييب كتاب يا ً ( سييماه ‪» :‬‬
‫الفصل للوصل المدرج في النقل « ‪ ) ،‬شييفى‬
‫وكفى ( على ما فيه من إعواز ‪.‬‬
‫لسييلم وزاد عليييه قييدره‬ ‫ييا ِ‬ ‫وقييد لخصييه شيييخ‬
‫كتيياب سييماه ‪ » :‬تقريييب‬ ‫مرتييين وأكييثر في‬
‫المنهج بترتيب المدرج « ‪.‬‬
‫‪231‬‬

‫‪- 218 -‬‬


‫و‬ ‫ة فييي الييّراوي أ‬ ‫ه ‪ ،‬أو َ َ‬ ‫عنييى إ ْ‬ ‫أَ‬
‫يعهاْ‬ ‫قرينيي ٍ‬ ‫قييَرار ِ‬
‫َ‬ ‫وم ْ‬ ‫ْ‬
‫ضي‬
‫و ْ‬ ‫شييهدُ ب ِ َ‬ ‫ت أحاِديث ي َ ْ‬ ‫وضع ْ‬ ‫ي ‪ ،‬فقدْ ُ‬ ‫رو ّ‬ ‫م ْ‬‫ال َ‬
‫معانيها ‪.‬‬ ‫ة لفظها و َ‬ ‫ركاك ُ‬
‫_________________________‬
‫) النوع الحييادي والعشييرون ‪ :‬الموضييوع هييو (‬
‫الكيييذب ) المختليييق المصييينوع و ( هيييو شييير‬
‫الضعيف ( وأقبحه ) وتحرم روايتييه مييع العلييم‬
‫به ( أي بوضعه ) فييي أي معنييى كييان ( سييواء‬
‫الحكييام والقصييص والييترغيب وغيرهييا ) إل‬
‫مبينا ً ( أي مقرونا ً ببيان وضعه ‪ ،‬لحديث مسلم‬
‫‪ :‬من حدث عني بحديث ي َُرى أنه كذب فهو أحد‬
‫الكذابين ) ويعرف الوضييع ( للحييديث ) بييإقرار‬
‫واضعه ( أنه وضعه ‪ ،‬كحييديث فضييائل القييرآن‬
‫التي ‪ ،‬اعترف بوضعه ميسرة ‪.‬‬
‫وقييال البخيياري فييي » التاريييخ الوسييط « ‪:‬‬
‫حدثني يحيى الشكري عن علي بن حدير قال‬
‫‪ :‬سييمعت عميير بيين صييبح يقييول ‪ :‬أنييا وضييعت‬
‫خطبيية النييبي صييلى الل ّييه عليييه وسييلم ‪ .‬وقييد‬
‫استشييكل ابيين دقيييق العيييد الحكييم بالوضييع‬
‫بإقرار من ادعى وضعه ‪ ،‬لن فيه عمل ً بقييوله‬
‫بعد اعترافه على نفسه بالوضع ‪ .‬قال ‪ :‬وهييذا‬
‫في رده ‪ ،‬لكيين ليييس بقيياطع فييي كييونه‬ ‫ً‬ ‫كاف‬
‫لقييرار‬ ‫ا‬ ‫يذا‬‫ي‬ ‫ه‬ ‫يي‬ ‫ي‬ ‫ف‬ ‫يذب‬ ‫ي‬ ‫يك‬ ‫أن‬ ‫يواز‬ ‫ي‬ ‫لج‬ ‫‪،‬‬ ‫ا‬ ‫موضوع‬
‫بعينه ‪ ،‬قيل ‪ :‬وهذا ليس باستشكال منييه ِ إنمييا‬
‫هييو توضيييح وبيييان ‪ ،‬وهييو أن الحكييم بالوضييع‬
‫لقرار ليييس بييأمر قطعييي موافييق لمييا فييي‬ ‫با ِ‬
‫لقيرار ‪ ،‬علييى‬ ‫ِ‬ ‫نفس المر ؛ لجواز كييذبه فيي ا‬
‫حد ما تقدم أن المراد بالصحيح والضييعيف مييا‬
‫ونحييا‬ ‫هييو الظيياهر ل مييا فييي نفييس الميير ‪،‬‬
‫البلقيني في » محاسن الصطلح « قريبا ً من‬
‫ذلك ) أو معنى إقراره ( عبييارة ابيين الصييلح ‪:‬‬
‫وما يتنزل منزلة إقراره ‪.‬‬
‫يديث عيين شيييخ‬ ‫ي‬ ‫بح‬ ‫يدث‬ ‫قال العراقي ‪ :‬كأن يحي‬
‫ويسأل عن مولييده فيييذكر تاريخ يا ً يعلييم وفيياة‬ ‫ُ‬
‫ذلك الشيخ قبله ‪ ،‬ول يعييرف ذلييك الحييديث إل‬
‫عنده ‪ ،‬فهذا لم يعترف بوضعه ‪ ،‬ولكن اعترافه‬
‫بوقت مولييده يتنييزل منزليية إقييراره بالوضييع ‪،‬‬
‫لن ذلك‬
‫‪232‬‬

‫‪- 219 -‬‬


‫الحييديث ل يعييرف إل عيين ذلييك الشيييخ ‪ ،‬ول‬
‫يعيييرف إل بروايييية هيييذا عنيييه ‪ .‬وكيييذا مثيييل‬
‫الزركشي في مختصره ) أو قرينة في الراوي‬
‫أو المييروي ‪ ،‬فقييد وضييعت أحيياديث ( طويليية‬
‫) يشهد بوضعها ركاكة لفظها ومعانيهاً ( قييال‬
‫الربيييع بيين خييثيم ‪ :‬إن للحييديث ضييوءا كضييوء‬
‫النهار ُتعّرفه وظلمة كظلمة الليل تنكره ‪.‬‬
‫وقال ابن الجوزي ‪ :‬الحديث المنكر يقشعر لييه‬
‫جلييد الطييالب للعلييم ‪ ،‬وينفيير منييه قلبييه فييي‬
‫الغالب ‪.‬‬
‫ً‬
‫البلقينييي ‪ :‬وشيياهد هييذا أن إنسييانا لييو‬
‫يب ومييا يكييره‬ ‫ي‬ ‫يح‬ ‫ما‬ ‫وعرف‬ ‫سنتين‬ ‫يالإنسانا ً‬
‫وقي‬
‫خدم‬
‫فادعى إنسان أنه كان يكييره شيييئا ً يعلييم ذلييك‬
‫أنه يحبه فبمجرد سييماعه يبييادر إلييى تكييذيبه ‪،‬‬
‫لسلم ‪ :‬المييدار فييي الركيية علييى‬ ‫وقال شيخ ا‬
‫ركة المعنى ‪ ِ ،‬فحيثما وجدت دل على الوضع ‪،‬‬
‫وإن لم ينضم إليه ركة اللفظ ‪ ،‬لن هذا الييدين‬
‫كلييه محاسيين ‪ ،‬والركيية ترجييع إلييى الييرداءة ‪،‬‬
‫وقال ‪ :‬أما ركاكة اللفظ فقييط فل تييدل علييى‬
‫ذلك ‪ ،‬لحتمييال أن يكييون رواه بييالمعنى فغيير‬
‫ألفاظه بغير فصيييح ّ‪ ،‬نعييم إن صييرح بييأنه ميين‬
‫لفظ النبي صييلى اللييه عليييه وسييلم فكيياذب ‪،‬‬
‫قال ‪ :‬ومما يدخل في قرينة حال المييروي مييا‬
‫أنً‬ ‫نقل عن الخطيب عن أبي بكر بن الطيب ‪:‬‬
‫ميين جمليية دلئل الوضييع أن يكييون مخالفييا‬
‫يا‬
‫مييا ً‬ ‫للعقل بحيث ل يقبل التأويل ‪ ،‬ويلتحق بييه‬
‫يييدفعه الحييس والمشيياهدة ‪ ،‬أو يكييون منافي‬
‫لدللة الكتاب القطعية أو السيينة المتييواترة أو‬
‫لجماع القطعييي ‪ ،‬أمييا المعارضية ميع إمكييان‬ ‫ا ِ‬
‫يصييرح بتكييذيب رواة‬ ‫مييا‬ ‫ومنهييا‬ ‫‪،‬‬ ‫فل‬ ‫الجمييع‬
‫جميع المتواتر ‪ ،‬أو يكون خبرا ً عن أمر جسيييم‬
‫تتوفر الدواعي على نقله بمحضر الجمع ثم ل‬
‫لفراط بالوعيييد‬ ‫ينقله منهم إل واحد ‪ ،‬ومنها ا‬
‫الشديد على المر الصغير ‪ ،‬أو ِالوعييد العظيييم‬
‫على الفعل الحقير ‪ ،‬وهذا كثير في‬

‫‪- 220 -‬‬


‫حديث القصاص ‪ ،‬والخييير راجييع إلييى الركيية ً‪،‬‬
‫قلييت وميين القييرائن كييون الييراوي رافضيييا‬
‫والحديث في فضائل أهل الييبيت ‪ ،‬وقييد أشييار‬
‫إلى غالب مييا تقييدم الزركشييي فييي مختصيره‬
‫فقييال ‪ ،‬ويعييرف بييإقرار واضييعه أو ميين حييال‬
‫الراوي ‪ ،‬كقييوله سييمعت فلنييا يقييول وعلمنييا‬
‫وفاة المروي عنه قبييل وجييوده ‪ ،‬أو ميين حييال‬
‫المروي لركاكيية ألفيياظه حيييث تمتنييع الرواييية‬
‫بيييالمعنى ‪ ،‬ومخيييالفته القييياطع وليييم يقبيييل‬
‫التأويل ‪ ،‬أو لتضمنه لما تتوفر ال ِييدواعي علييى‬
‫نقله ‪ ،‬أو لكونه أصل ً في الييدين ولييم يتييواتر ‪،‬‬
‫كالنص الذي تزعم الرافضة أنه دل على إمامة‬
‫علي ‪ ،‬وهييل يثبييت بالبينيية علييى أنييه وضييعه ‪،‬‬
‫يشييبه أن يكييون فيييه الييتردد فييي أن شييهادة‬
‫يعمل‬ ‫الزور هل تثبت بالبينة مع القطع بأنه ل‬
‫السبكي أخذا ً‬ ‫به اهي ‪ .‬وفي جمع الجوامع لبن‬
‫ميين » المحصييول « وغيييره ‪ ،‬كييل خييبر أوهييم‬
‫باطل ً ولييم يقبييل التأويييل فمكييذوب أو نقييص‬
‫منه ما يزيل الوهم ‪ ،‬ومن المقطوع بكييذبه مييا‬
‫نقب عنه من الخبار ولم يوجد عند أهلييه ميين‬
‫صييدور الييرواة وبطييون الكتييب ‪ ،‬وكييذا قييال‬
‫صاحب المعتمد ‪ ،‬قال العز بن جماعيية ‪ :‬وهييذا‬
‫قد ينازع في إمضائه إلى القطع وإنمييا غييايته‬
‫غلبيية الظيين ولهييذا قييال العراقييي يشييترط‬
‫استيعاب الستقراء بحيث ل يبقييى ديييوان ول‬
‫راو إل وكشف أمره في جميع أقطار الرض ‪،‬‬
‫وهو عسر أو متعذر ً‪ ،‬وقد ذكر أبييو حييازم فييي‬
‫مجلس الرشيد حديثا بحضرة الزهييري ‪ ،‬فقييال‬
‫الحديث ‪ ،‬فقال أحفظت‬ ‫الزهري ل أعرف هذا‬
‫حديث رسول الل ّييه صييلى الل ّييه عليييه وسييلم ؟‬
‫قال ل ‪ ،‬قال فنصفه قال أرجييو ‪ ،‬قييال اجعييل‬
‫هذا من النصف الخر ‪ .‬اهي ‪.‬‬
‫وقال ابن الجوزي ‪ :‬ما أحسيين قييول القييائل ‪:‬‬
‫إذا رأيييت الحييديث يبيياين المعقييول أو يخييالف‬
‫المنقول أو يناقض الصول فاعلم أنه موضوع‬
‫‪ ،‬قييال ً ومعنييى مناقضييته للصييول ‪ :‬أن يكييون‬
‫لسييلم ميين المسييانيد‬ ‫والكتب عيين دواوييين ا ِ‬
‫خارجييا‬

‫‪- 221 -‬‬


‫حيييو‬ ‫ت فيييي َن َ ْ‬ ‫ضيييوعا ِ‬‫مو ُ‬‫ال ْ‬ ‫جيييامع‬‫قي َييد أك ْث َييير َ‬
‫أعني أبا ُال َ‬
‫و َ‬
‫فييذَك ََر‬ ‫ي‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫جوْز‬ ‫فَرج بين ال َ‬ ‫ين ‪،‬‬ ‫مجلدَ ًْ‬ ‫َ‬
‫هييو‬ ‫ل ُ‬ ‫ه ‪َ ،‬بيي ْ‬
‫ضييع ِ‬‫دليييل علييى و ْ‬ ‫ممييا ل َ‬ ‫كييثيرا ِ‬
‫ف‪.‬‬
‫ضعي ٌ‬
‫_________________________‬
‫المشييهورة ‪ ،‬وميين أمثليية مييا دل علييى وضييعه‬
‫قرينيية فييي الييراوي ‪ ،‬مييا أسيينده الحيياكم عيين‬
‫سيف بن عمر التميمي قال ‪ :‬كنت عنييد سييعد‬
‫بن طريف فجاء ابنه من الكتاب يبكي ‪ ،‬فقييال‬
‫مالك ‪ ،‬قال ضييربني المعلييم ‪ ،‬قييال لخزينهييم‬
‫الييييوم ً‪ ،‬حيييدثني عكرمييية عييين ابييين عبييياس‬
‫مرفوعا ‪ ،‬معلمييو صييبيانكم شييراركم ‪ ،‬أقلهييم‬
‫رحمة لليتيم وأغلظهم على المسكين ‪ ،‬وقيييل‬
‫لمييأمون بيين أحمييد الهييروي ‪ :‬أل تييرى إلييى‬
‫الشافعي ومن تبعيه بخراسيان ‪ ،‬فقيال حيدثنا‬
‫أحمد بن عبد البر حدثنا ًعبييد الل ّييه بيين معييدان‬
‫الزدي عن أنس مرفوعا ‪ » :‬يكون فييي أمييتي‬
‫رجل يقال له محمييد بيين إدريييس ‪ ،‬أضيير علييى‬
‫أمييتي ميين إبليييس ‪ ،‬ويكييون فييي أمييتي رجييل‬
‫وقيل ً‬ ‫يقال له أبو حنيفة ‪ ،‬هو سراج أمتي « ‪،‬‬
‫لمحميييد بييين عكاشييية الكرمييياني ‪ :‬إن قوميييا‬
‫يرفعون أيديهم في الركوع وفي الرفع منييه ‪،‬‬
‫فقييال ‪ :‬حييدثنا المسيييب بيين واضييح ثنييا ابيين‬
‫المبارك عن ًيونس بن يزيد عيين الزهييري عيين‬
‫أنس مرفوعا ميين رفييع يييديه فييي الركييوع فل‬
‫صلة له ‪ ،‬ومن المخالف للعقييل مييا رواه ابيين‬
‫الجوزي من طريق عبييد الرحميين بيين زيييد بيين‬
‫مرفوع يا ً ‪ :‬إن سييفينة‬ ‫أسلم عن أبيه عن جييده‬
‫نوح طافت بالبيت سييبعا ً وصيّلت عنييد المقييام‬
‫ركعتين ‪ ،‬وأسند من طريييق محمييد بيين شييجاع‬
‫ين ً‬ ‫البلخييي عيين حسييان بيين هلل عيين حميياد بي‬
‫سلمة ّعن أبي المهزم عن أبي هريرة مرفوعا‬
‫‪ :‬إن الله خلق الفرس فأجراها فعرقت فخلييق‬
‫ول‬‫زائغا ً‬ ‫نفسييه منهييا ‪ ،‬هييذا ل يضييعه مسييلم بييل‬
‫حمد بن شجاع كان‬ ‫عاقل ‪ ،‬والمتهم به م ِ‬
‫في دينييه ‪ ،‬وفيييه أبييو ًالمهييزم ‪ ،‬قييال شييعبة ً ‪:‬‬
‫رأيته ولو أعطي درهما وضع خمسين حييديثا ‪.‬‬
‫) وقييد أكييثر جييامع الموضييوعات فييي نحييو‬
‫مجلدين ‪ ،‬أعني ًأبا الفرج بن الجييوزي فييذكر (‬
‫في كتابه ) كثيرا مما ل دليل على وضييعه بييل‬
‫هييو ضييعيف ( بييل وفيييه الحسيين والصييحيح ‪،‬‬
‫وأغرب من ذلك أن فيهييا حييديثا ً ميين » صييحيح‬
‫مسلم « كما سأبينه ‪ ،‬قال الييذهبي ربمييا ذكيير‬
‫ابيين ًالجييوزي فييي » الموضييوعات « أحيياديث‬
‫حسانا قوية ‪ ،‬قييال ‪ :‬ونقلييت ميين خييط السيييد‬
‫أحمد بن أبي المجد قال ‪:‬‬
‫ه ‪23‬‬
‫‪- 222 -‬‬
‫صيينف ابيين الجييوزي كتيياب » الموضييوعات «‬
‫فأصيياب فييي ذكييره أحيياديث شيينيعة مخالفيية‬
‫للنقل والعقييل ‪ ،‬ومييا لييم يصييب فيييه إطلقييه‬
‫الوضع على أحيياديث بكلم بعييض النيياس فييي‬
‫أحييد رواتهييا ‪ ،‬كقييوله ‪ :‬فلن ضييعيف أو ليييس‬
‫بييالقوى أو لييين ‪ ،‬وليييس ذلييك الحييديث ممييا‬
‫يشييهد القلييب ببطلنييه ‪ ،‬ول فيييه مخالفيية ول‬
‫معارضة لكتاب ول سيينة ول إجميياع ‪ ،‬ول حجيية‬
‫بييأنه موضييوع سييوى كلم ذلييك الرجييل فييي‬
‫رواية ‪ ،‬وهذا عدوان ومجازفة ‪ .‬انتهى ‪ .‬وقييال‬
‫لسلم ‪ :‬غالب ما في كتاب ابن الجوزي‬ ‫شيخ ا‬
‫موضوع ِ‬
‫والذي ينتقد عليه بالنسبة إلى مييا ل‬ ‫‪،‬‬
‫الضييرر أن‬ ‫ينتقد قليل جدا ً ‪ ،‬قييال ‪ :‬وفيييه ميين‬
‫ع موضييوعا ً ‪ ،‬عكييس‬ ‫يظيين مييا ليييس بموضييو‬
‫بمستدرك الحاكم ف ِييإنه يظيين مييا ليييس‬ ‫الضرر‬
‫بصحيح صحيحا ً ‪ ،‬قال ‪ :‬ويتعين العتناء بانتقاد‬
‫الكتييابين ‪ ،‬فييإن الكلم فييي تسيياهلهما أعييدم‬
‫النتفاع بهمييا إل لعييالم بييالفن ‪ ،‬لنييه مييا ميين‬
‫حديث إل ويمكن أن يكون قد وقع فيه تساهل‬
‫‪.‬‬
‫قلت قد اختصرت هذا الكتاب فعلقت أسانيده‬
‫يالمتون‬ ‫وذكرت منهييا موضييع الحاجيية وأتيييت بي‬
‫وكلم ابن الجوزي عليها ‪ ،‬وتعقبت كثيرا ً منها‬
‫وتتبعييت كلم الحفيياظ فييي تلييك الحيياديث‬
‫لسلم في تصييانيفه وأميياليه ‪،‬‬ ‫خصوصا شيخ ا‬
‫ثييم أفييردت الح ِيياديث المتعقبيية فييي تييأليف ‪،‬‬
‫لسلم ألف » القييول المسييدد‬ ‫وذلك أن شيخ ا‬
‫ين ِ‬
‫المسييند « ‪ ،‬أورد فيييه أربعيية‬ ‫ب عي‬
‫حييديثا ً‬ ‫فييي الييذ ّ‬
‫وهييي فييي‬ ‫المسييند‬ ‫فييي‬ ‫وعشييرين‬
‫الموضييوعات وانتقييدها حييديثا ً حييديثا ً ‪ ،‬ومنهييا‬
‫حديث فيي » صيحيح مسيلم « ‪ ،‬وهيو ميا رواه‬
‫من طريق أبييي ّعييامر العقييدي عيين أفلييح بيين‬
‫بن رافييع عي ّين أبييي هريييرة‬ ‫سعيد عن عبد الله‬
‫قال ‪ :‬قال رسول الّله صلى الله عليه وسلم ً‪:‬‬
‫» إن طييالت بييك مييدة أوشييك أن تييرى قومييا‬
‫يغدون في سخط الّله ويروحييون فييي لعنتييه ‪،‬‬
‫في أيديهم مثل أذناب البقر « ‪،‬‬
‫‪236‬‬

‫‪- 223 -‬‬


‫لسييلم لييم أقييف فييي كتيياب »‬ ‫قييال شيييخ ا‬
‫الموضوعات « ِ على شيء حكم عليييه بالوضييع‬
‫وهييو فييي أحييد الصييحيحين غييير هييذا الحييديث‬
‫وإنهييا لغفليية شييديدة ‪ ،‬ثييم تكلييم عليييه وعلييى‬
‫شواهده ‪ ،‬وذيلت على هذا الكتيياب بييذيل فييي‬
‫الحاديث التي بقيت فييي الموضييوعات ميين »‬
‫المسند « وهي أربعة عشر مع الكلم عليهييا ‪،‬‬
‫ثييم ألفييت ذيل لهييذين الكتييابين سييميته ‪» :‬‬
‫السيينن « ‪،‬‬ ‫ب عيين‬‫القييول الحسيين فييي الييذ ّ‬
‫أوردت فيه مائة وبضعة وعشرين حديثا ً ليست‬
‫بموضوعة ‪ ،‬منها مييا هييو فييي سيينن أبييي داود‬
‫وهيييي أربعييية أحييياديث منهيييا حيييديث صيييلة‬
‫التسبيح ‪ ،‬ومنها ما هو في » جامع الترمذي «‬
‫وهو ثلثة وعشرون حديثا ً ‪ .‬ومنها ما هييو فييي‬
‫يا‬ ‫» سنن النسائي « وهو حييديث واحييد ‪ ،‬ومنهي‬
‫يديثا ً‬
‫ما هو في ابيين ميياجه وهييو سييتة عشيير حي‬
‫ومنها ما هييو فييي » صييحيح البخيياري « رواييية‬
‫حماد بن شاكر ‪ ،‬وهو حديث ابن عمر ‪ » :‬كيف‬
‫بك يا ابن عميير إذا عمييرت بييين قييوم يخييبئون‬
‫رزق سنتهم « ‪ ،‬هييذا الحييديث أورده الييديلمي‬
‫فييي » مسييند الفييردوس « وعييزاه للبخيياري ‪،‬‬
‫وذكيير سيينده إلييى ابيين عميير ‪ ،‬ورأيييت بخييط‬
‫العراقي ‪ :‬إنه ليس فييي الرواييية المشييهورة ‪،‬‬
‫وأن المييزي ذكيير أنييه فييي رواييية حميياد ابيين‬
‫شييياكر ‪ ،‬فهيييذا حيييديث ثيييان مييين أحييياديث‬
‫الصحيحين ومنها ما هييو فييي تييأليف البخيياري‬
‫غير الصحيح ‪ ،‬كي ي » خلييق أفعييال العبيياد « ‪ ،‬أو‬
‫تعيياليقه فييي الصييحيح ‪ ،‬أو فييي مؤلييف أطلييق‬
‫عليه اسم الصحيح كي » مسييند الييدارمي « و »‬
‫المستدرك « ‪ ،‬و » صحيح ابن حبان « ‪ ،‬أو في‬
‫فقييد الييتزم‬ ‫مؤلف معتبر كتصانيف البيهقي ‪،‬‬
‫أن ل يخرج فيها حديثا ً يعلمه موضوعا ً ‪ ،‬ومنها‬
‫ما ليييس فييي أحييد هييذه الكتييب ‪ ،‬وقييد حييررت‬
‫الكلم على ذلك حديثا ً حديثا ً فجاء كتابا ً حييافل ً‬
‫وقلت في آخره نظما ً ‪:‬‬
‫أبي الفرج‬ ‫كتاب » البياطييل « للمرتيضى‬
‫الحافظ المقتدي‬
‫لذي البصر‬ ‫تضمن ما ليس من شرطه‬
‫الناقد المهتدي‬
‫وفييوق‬ ‫ففييه حيديث روى ميسيلم‬
‫الثلثين عن أحميد‬
‫‪237‬‬

‫‪- 224 -‬‬


‫م‬
‫و ٌ‬
‫ْ‬ ‫ضييررا ً َ‬
‫قيي‬ ‫م َ‬ ‫ْ‬ ‫مهيي‬ ‫ُ‬ ‫عظ‬‫م أَ ْ‬‫سييا ٌ‬ ‫ن أَ ْ‬
‫ق َ‬ ‫عو َ‬ ‫ضيي ُ‬ ‫وا ِ‬
‫وال َ‬
‫فييي‬ ‫سييَبة ِ‬ ‫ح ْ‬ ‫عوهُ ِ‬ ‫ضيي ُ‬‫دو َ‬ ‫إلييى الّزهيي ِ‬ ‫ن‬
‫َ‬ ‫سييبو‬ ‫ي ُن ْ َ‬
‫وضوعاُتهم ِثقة بهم ‪.‬‬ ‫قب َِلت َ‬
‫م ْ‬ ‫ف ُ‬
‫م‪َ ،‬‬ ‫مه ْ‬ ‫َزع ِ‬
‫_________________________‬
‫روايييية‬ ‫وفيييرد رواه اليبخياري فيييي‬
‫حيييمييياد اليمسييينيد‬
‫وبضع‬ ‫وعييينيد سليييمان قييييل أربيييع‬
‫وعشرون في الترمذي‬
‫جييه سيييت‬ ‫وليلنسائيي واحييييد وابين ميا‬
‫عشيرة إن تعيدد‬
‫وعند البخاري ل في الصحيح ولليدرامي‬
‫الحبر في المسند‬
‫وعيييند ابن حيييبان والحاكيييم الميام‬
‫وتلميييييذه الجهبيذي‬
‫وتعيييليق إسنيادهييم أربييعيون وخيذ مثلها‬
‫واستفيد وانقدي‬
‫وقيييد بيان ذلييك مجميييوعييية وأوضيييحتيه‬
‫ليك كي تهتدي‬
‫وثيييم بقيييياييا ليميييستيييدرك فييما جميع‬
‫العلم في مفيرد‬
‫) والواضعون أقسام ( بحسييب الميير الحامييل‬
‫لهييم علييى الوضييع ‪ ) .‬أعظمهييم ضييررا ً قييوم‬
‫ييبون إليييى الزهيّييد وضيييعوه حسيييبة ( أي‬ ‫ينسي‬
‫احتسابا ً‬
‫الفاسد‬ ‫(‬ ‫زعمهم‬ ‫في‬ ‫)‬ ‫له‬ ‫ال‬ ‫عند‬ ‫للجر‬
‫) فقبلت موضوعاتهم ثقة بهم ( وركونا ً إليهم‬
‫‪ ،‬لما نسبوا إليه من الزهد والصلح ‪.‬‬
‫ولهذا قال يحيييى القطييان ‪ :‬مييا رأيييت الكييذب‬
‫في أحد أكثر منه فيمن ينسب إلى الخير ‪ .‬أي‬
‫لعدم علمهم بتفرقة ما يجوز لهييم ومييا يمتنييع‬
‫عليهييم ‪ ،‬أو لن عنييدهم حسيين ظيين وسييلمة‬
‫صدر ‪ ،‬فيحملون ما سمعوه على الصييدق ‪ ،‬ول‬
‫يهتييدون لتمييييز الخطييأ ميين الصييواب ‪ ،‬ولكيين‬
‫الواضعون منهم وإن خفي حيالهم علييى كييثير‬
‫من الناس فإنه لم يخف على جهابذة الحييديث‬
‫ونقاده ‪.‬‬
‫وقييد قيييل لبيين المبييارك ‪ :‬هييذه الحيياديث‬
‫الموضييوعة ‪ ،‬فقييال ‪ :‬تعيييش لهييا الجهابييذة ‪،‬‬
‫} إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون { ‪.‬‬
‫‪238‬‬

‫‪- 225 -‬‬


‫ع فيييي اليييترغيب‬ ‫وضييي َ‬‫الك َّرامّيييية ال ْ‬ ‫وَزت‬
‫ترهيب ‪،‬‬ ‫جييي ّ‬
‫و َ‬
‫وال ّ‬
‫_________________________‬
‫ومن أمثلة ما وضييع حسييبة ‪ :‬مييا رواه الحيياكم‬
‫بسنده إلى أبي عمار المروزي أنه قيييل لبييي‬
‫عصمة نوح بن أبي مريم ‪ :‬من أين ذلييك ‪ :‬عيين‬
‫عكرمة عيين ابيين عبيياس فييي فضييائل القييرآن‬
‫سييورة سييورة ‪ ،‬وليييس عنييد أصييحاب عكرميية‬
‫هذا ؟ فقال ‪ :‬إنييي رأيييت النيياس قييد أعرضييوا‬
‫عيين القييرآن واشييتغلوا بفقييه أبييي حنيفيية‬
‫ومغييازي ابيين إسييحاق فوضييعت هييذا الحييديث‬
‫حسبة ‪.‬‬
‫وكان يقال لبي عصمة هييذا » نييوح الجييامع «‬
‫قال ابن حبان ‪ :‬جمع كل شيء إل الصدق ‪.‬‬
‫وروى ابن حبان في الضعفاء عن ابيين مهييدي‬
‫قال ‪ :‬قلت لميسرة بن عبد ربه من أييين جئت‬
‫بهذه الحاديث ‪ :‬من قرأ كذا فله كييذا ؟ ًقييال ‪:‬‬
‫وضعتها أرغب الناس فيها ‪ ،‬وكان غلما جليل ً‬
‫يتزهد ويهجر شهوات الدنيا ‪ ،‬وغلقيت أسييواق‬
‫بغييداد لمييوته ومييع ذلييك كييان يضييع الحييديث ‪.‬‬
‫كييف‬ ‫وقيل له عند موته ‪ :‬حسن ظنك ؟ قال ‪:‬‬
‫ي سبعين حديثا ً ‪.‬‬ ‫ل وقد وضعت في فضل عل ّ‬
‫يول النيياس قياميا ً‬ ‫وكييان أبييو داود النخعييي أطي‬
‫بليل وأكثرهم صياما ً بنهار وكييان يضييع ‪ .‬قييال‬
‫ابن حبييان ‪ :‬وكييان أبييو بشيير أحمييد بيين محمييد‬
‫الفقيه المروزي ميين أصييلب أهييل زمييانه فييي‬
‫السيينة وأذبهييم عنهييا وأقمعهييم لميين خالفهييا‬
‫وكان مع هذا يضع الحديث ‪ .‬وقال ابن عييدي ‪:‬‬
‫يث‬ ‫ين الصييالحين مكي‬
‫يذبا ً‬ ‫كييان وهييب بيين حفييص مي‬
‫عشرين سنة ل يكلييم أحييدا ً وكييان يكييذب كي‬
‫فاحشا ً ‪.‬‬
‫) وجوزت الكرامية ( وهم قييوم ميين المبتدعيية‬
‫نسييبوا إلييى محمييد بيين كييرام السجسييتاني‬
‫المتكلم ‪ ،‬بتشديد الراء فييي الشييهر ) الوضييع‬
‫في الييترغيب والييترهيب ( دون مييا يتعلييق بييه‬
‫الثواب والعقاب ترغيبييا ً للنيياس فييي‬ ‫حكم من‬
‫الطاعة وترهيبا ً لهم‬
‫‪239‬‬

‫‪- 226 -‬‬


‫عتدّ بهم ‪،‬‬ ‫ذين ي ُ ْ‬
‫ن ال ِ‬‫مسلمي َ‬ ‫جماع ال‬‫فإ ْ‬‫خل ُ‬ ‫و ِ‬ ‫ه‬
‫و ُ‬
‫جهاِبي َيذةُ الحييديث‬ ‫ن َ‬ ‫جم ْل ً َ‬
‫فبي ّ َ‬ ‫ضعت ّالّزناِدقة ُ‬‫وو َ َ‬ ‫َ‬
‫مّرها ولله والحمدُ ‪،‬‬ ‫أ ْ‬
‫_________________________‬
‫عن المعصية ‪ ،‬واسييتدلوا بمييا روي فييي ً بعييض‬
‫طرق الحديث ‪ » :‬من كذب علي متعمدا ليضل‬
‫به الناس « وحمل بعضهم حديث » ميين كييذب‬
‫علي « أي قال إنييه شيياعر أو مجنييون ‪ ،‬وقييال‬
‫بعضهم إنما نكذب له ل عليه ‪.‬‬
‫وقييال محمييد بيين سييعيد المصييلوب ‪ :‬الكييذاب‬
‫الوضاع ل بأس إذا كان كلم حسن أن يضع له‬
‫إسنادا ً ‪ .‬وقيال بعيض أهيل الييرأي فيمييا حكيياه‬
‫القييياس الجلييي جيياز أن‬ ‫القرطبي ‪ :‬ما وافييق‬
‫ُيعَزى إلى النبي صلى الّله عليه وسلم ‪.‬‬
‫قال المصنف زيادة على ابن الصييلح ) وهييو (‬
‫وما أشبهه ) خلف إجماع المسييلمين ( الييذين‬
‫يعتد بهم بل بالغ الشيييخ أبييو محمييد الجييويني‬
‫فجييزم بتكفييير واضييع الحييديث ‪ ) .‬ووضييعت‬
‫الزنادقيية جمل ً ( ميين الحيياديث يفسييدون بهييا‬
‫الييدين ) فييبين جهابييذة الحييديث ( أي نقيياده ‪-‬‬
‫بفتييح الجيييم ‪ ،‬جمييع جهبييذ ‪ ،‬بالكسيير ‪ ،‬وآخيير‬
‫ه الحمد ( ‪.‬‬ ‫معجمة ‪ ) -‬أمرها ولل ّ‬
‫يال ‪:‬‬ ‫ي‬ ‫ق‬ ‫يد‬
‫ي‬ ‫زي‬ ‫بن‬ ‫حماد‬ ‫إلى‬ ‫روى العقيلي بسنده‬
‫وضعت الزنادقة على رسييول الل ّييه صييلى الل ّييه‬
‫عليه وسلم أربعيية عشيير ألييف حييديث ‪ ،‬منهييم‬
‫عبد الكريم بن أبي العوجاء الذي قتل وصييلب‬
‫في زمن المهدي ‪ .‬قال ابيين عييدي ‪ :‬لمييا أخييذ‬
‫ليضرب عنقه قال ‪ :‬وضعت فيكييم أربعيية آلف‬
‫حييديث أحييرم فيهييا الحلل وأحلييل الحييرام ‪.‬‬
‫وكبيان ابن سمعان النهدي ‪ ،‬الذي قتلييه خالييد‬
‫القسري وأحرقه بالنار ‪.‬‬
‫قييال الحيياكم ‪ :‬وكمحمييد بيين سييعيد الشييامي‬
‫في الزندقة ‪ ،‬فروى عن حميييد عيين‬ ‫المصلوب‬
‫أنس مرفوعا ً ّ‪ » :‬أنا خاتم النبيين ل نبي بعدي‬
‫إل أن يشاء الله « ‪ ،‬وضييع هييذا السييتثناء لمييا‬
‫للحاد والزندقة ‪ ،‬والييدعوة‬ ‫إليه من ا ِ‬ ‫كان يدعو‬
‫إلى التنبي ‪.‬‬

‫‪- 227 -‬‬


‫وهذا القسم مقابل القسم الول من أقسييام‬
‫الواضعين زاده المصيينف علييى ابيين الصييلح ‪،‬‬
‫ومنهيييم قسيييم يضيييعون انتصيييارا ً لميييذهبهم‬
‫كالخطابييية والرافضيية وقييوم ميين السييالمية ‪،‬‬
‫روى ابن حبان في الضعفاء بسيينده إلييى عبييد‬
‫الّله بن يزيد المقري ‪ :‬أن رجل من أهل البييدع‬
‫يذا‬ ‫ل يقييول ‪ :‬انظييروا هي‬ ‫رجع عيين بييدعته فجع ي‬
‫رأي يا ً‬ ‫الحديث عمن ًتأخذونه ‪ ِ ،‬فإنا كنا إذا رأينييا‬
‫جعلنا له حديثا ‪.‬‬
‫وروى الخطيييب بسيينده عيين حميياد بيين سييلمة‬
‫قال ‪ .‬أخبرني شيخ مين الرافضية أنهييم كييانوا‬
‫يجتمعون على وضع الحاديث ‪.‬‬
‫وقيييال الحييياكم ‪ :‬كيييان محميييد بييين القاسيييم‬
‫الطايكيياني ميين رؤوس المييرجئة وكييان يضييع‬
‫الحديث على مييذهبهم ‪ .‬ثييم روى بسيينده عيين‬
‫المحاملي قال سييمعت أبييا العينيياء يقييول أنييا‬
‫والجاحظ وضييعنا حيديث فييدك وأدخلنيياه علييى‬
‫الشيييوخ ببغييداد فقبلييوه ‪ ،‬إل ابيين أبييي شيييبة‬
‫العلوي فيإنه قييال ل يشييبه آخير هييذا الحييديث‬
‫أوله ‪ ،‬وأبى أن يقبله ‪.‬‬
‫وقسم تقربوا لبعض الخلفيياء والمييراء بوضييع‬
‫ما يوافق فعلهم وآرائهم كغياث ابيين إبراهيييم‬
‫حيث وضع للمهييدي فييي حييديث » ل سييبق إل‬
‫في نصل أو خف أو حييافر « ‪ ،‬فييزاد فيييه » أو‬
‫جناح « وكييان المهييدي إذ ذاك يلعييب بالحمييام‬
‫فتركها بعد ذلك وأمر بذبحها ‪ ،‬وقال أنا حملته‬
‫على ذلك وذكر أنه لمييا قييام قييال ‪ :‬أشييهد أن‬
‫أسنده الحاكم ‪ ،‬وأسند عيين‬ ‫قفاك قفا كذاب ‪.‬‬
‫هارون بن أبي عبيد الّله عن أبيه قييال ‪ :‬قييال‬
‫المهدي أل ترى ما يقول لي مقاتل ؟ قال إن‬
‫شئت وضعت لك أحاديث في العباس ‪ ،‬قلت ل‬
‫حاجة لي فيها ‪.‬‬
‫‪241‬‬

‫‪- 228 -‬‬


‫ض‬ ‫بغيي ْي ِ‬
‫و ل ِْبع‬
‫ضْ‬ ‫هأ‬
‫سي ِ‬‫ضييع كلميا ً ل ِْنف ِ‬ ‫وا ِ‬ ‫سيندَ ال‬
‫ربما َ‬ ‫وُرّبميا أ ْ‬
‫ر‬
‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ع‬ ‫ي‬ ‫ْ‬ ‫و‬
‫َ‬ ‫ال‬ ‫ه‬
‫ِ‬ ‫ْ‬ ‫ب‬‫ي‬ ‫ش‬
‫ِ‬ ‫يي‬ ‫ي‬ ‫ف‬
‫ِ‬ ‫ع‬
‫َ‬ ‫ي‬ ‫وق‬ ‫ء‪ُ ،‬‬
‫و‬ ‫حكما ِ‬ ‫ال ْ‬
‫د‪،‬‬‫ص ٍ‬
‫ق ْ‬‫َ‬
‫_________________________‬
‫وضرب كانوا يتكسبون بذلك ويرتزقون به في‬
‫قصصييهم كييأبي سييعيد المييدائني ‪ .‬وضييرب‬
‫امتحنيييوا بيييأولدهم أو ربيييائب أو وراقيييين‬
‫فوضعوا لهم أحاديث ودسوها عليهييم فحييدثوا‬
‫بها من غير أن يشعروا ‪ ،‬كعبد الّله بيين محمييد‬
‫بن ربيعة القدامي ‪ ،‬وكحماد بن سييلمة ابتلييى‬
‫بربيبه ابن أبي العوجاء فكان يدس في كتبه ‪.‬‬
‫وكمعمر ك ًييان لييه ابيين أخ رافضييي ّفييدس فييي‬
‫كتبه حديثا عن الزهري عن عبيد الله بيين عبييد‬
‫الّله عن ابن عبيياس قييال ‪ :‬نظيير النييبي صييلى‬
‫الّله عليه وسلم إلى علييي فقييال ‪ :‬أنييت سيييد‬
‫الخرة ‪ ،‬وميين أحبييك فقييد‬ ‫في الدنيا سيد في‬
‫أحبني وحبيبي ّ حيبيب الل ّييه ‪ ،‬وعيدوك عيدوي ‪،‬‬
‫وعدوي عدو الله ‪ ،‬والويل لمن أبغضييك بعييدي‬
‫فحدث به عبد الرزاق عن معميير ‪ ،‬وهييو باطييل‬
‫موضوع ‪ ،‬كما قاله ابن معين ‪.‬‬
‫وضرب يلجأون إلى إقامة دليل على ما أفتييوا‬
‫به بييآرائهم فيضييعون ‪ ،‬وقيييل إن الحييافظ أبييا‬
‫الخطاب بن دحية كان يفعل ذلك ‪ ،‬وكأنه الذي‬
‫وضييع الحييديث فييي قصيير المغييرب ‪ .‬وضييرب‬
‫يقلبون سند الحييديث ليسييتغرب فيرغييب فييي‬
‫سماعه منهم كابن أبي حييية وحميياد النصيييبي‬
‫وبهلول بن عبيد ‪ ،‬وأصرم بن حوشب ‪.‬‬
‫وضرب دعتهييم حيياجتهم إليييه ‪ ،‬فوضييعوه فييي‬
‫الوقت كما تقدم عن سعد بن طريييف ومحمييد‬
‫بن عكاشة ومأمون الهروي ‪.‬‬
‫فائدة‬
‫قال النسييائي ‪ :‬الكييذابون المعروفييون بوضييع‬
‫الحيياديث أربعيية ‪ :‬ابيين أبييي يحيييى بالمدينيية ‪،‬‬
‫والواقدي ببغداد ‪ ،‬ومقاتل بخراسان ‪ ،‬ومحمييد‬
‫المصييلوب بالشييام ‪ ) ،‬وربمييا أسييند‬ ‫بن سييعيد‬
‫الواضع كلما ً لنفسه ( كأكثر الموضوعات ) أو‬
‫لسييرائيليات ‪.‬‬ ‫ياد أو ا ِ‬ ‫لبعض الحكميياء ( أو الزهي‬
‫كحديث » المعدة بيت الداء‬
‫‪242‬‬

‫‪- 229 -‬‬


‫والحمية رأس ّالدواء « ‪ ،‬ل أصييل لييه ميين كلم‬
‫النبي صلى الله عليه وسلم ‪ ،‬بل هو من كلم‬
‫بعض الطباء ‪ ،‬قيل إنه الحرث بن كلدة طبيب‬
‫العييرب ‪ .‬ومثلييه العراقييي فييي شييرح اللفييية‬
‫بحييديث ‪ » :‬حييب الييدنيا رأس كييل خطيئة « ‪،‬‬
‫قال فإنه إما من كلم مالك بن دينار كما رواه‬
‫ابن أبي الدنيا فييي مكايييد الشيييطان بإسييناده‬
‫إليه أو من كلم عيسى بيين مريييم صييلى الل ّييه‬
‫الزهد ‪ ،‬ول‬ ‫عليه وسلم كما رواه البيهقي في‬
‫أصييل لييه ميين حييديث النييبي صييلى الل ّييه عليييه‬
‫وسلم إل من مراسيييل الحسيين البصييري كمييا‬
‫ليمييان ‪ ،‬ومراسيييل‬ ‫شعب ا ِ‬ ‫رواه البيهقي في‬
‫الريييح ‪ ،‬وقييال شيييخ‬ ‫الحسيين عنييدهم شييبه‬
‫لسلم إسناده إلى الحسن حسن ‪ ،‬ومراسيله‬ ‫ا ِ‬
‫أثنى عليها أبو زرعة وابيين الميديني فل دليييل‬
‫على وضعه أه ‪ .‬والمر كما قال ) ً وربما وقع (‬
‫الراوي ) في شبه الوضع ( غلط يا منييه ) بغييير‬
‫قصد ( فليس بموضوع حقيقة ‪ ،‬بل هو بقسم‬
‫لسييلم فييي »‬ ‫ييخ ا ِ‬‫المدرج أولى كما ذكييره شي‬
‫يسييوق السييناد‬ ‫بييأن‬ ‫شييرح النخبيية « ‪ ،‬قييال‬
‫فيعرض له عارض فيقول كلما ً من عند نفسه‬
‫فيظيين بعييض ميين سييمعه أن ذلييك متيين ذلييك‬
‫السناد فيرويه عنه كذلك ‪ .‬كحييديث رواه ابيين‬
‫ماجه عن إسييماعيل بيين محمييد الطلحييي عيين‬
‫عيين‬ ‫ثييابت بيين موسييى الزاهييد عيين شييريك‬
‫العمش عن أبي سفيان عن جييابر مرفوع يا ً »‬
‫من كثرت صلته بالليل حسن وجهه بالنهييار «‬
‫قيال الحياكم ‪ :‬دخيل ثيابت عليى شيريك وهيو‬
‫يفيان‬ ‫يملي ويقول حدثنا العمش عن أبييي سي‬
‫عن جابر قيال ‪ :‬قيال رسيول الّليه صيلى الّليه‬
‫عليه وسلم وسكت ليكتييب المسييتملى ‪ ،‬فلمييا‬
‫نظر إلى ثابت قال ‪ :‬من كثرت صييلته بالليييل‬
‫حسن وجهه بالنهار ‪ ،‬وقصد بذلك ثابتا ً لزهييده‬
‫لسييناد ؛‬ ‫يك‪ :‬ا ِ‬‫وورعه ‪ ،‬فظن ثييابت أنييه متيين ذلي‬
‫إنمييا هييو‬ ‫دث به ‪ ،‬وقييال ابيين حبييان‬‫فكان يح ّ‬
‫قول شريك فإنه قيياله عقييب حييديث العمييش‬
‫عن أبي سييفيان عيين جييابر ‪ ،‬يعقييد الشيييطان‬
‫على قافية رأس أحيدكم ‪ ،‬فيأدرجه ثييابت فييي‬
‫الخبر ثييم سييرقه منييه جماعيية ميين الضييعفاء ‪،‬‬
‫حيير‬ ‫وحدثوا ّبه عن شريك ‪ ،‬كعبييد الحميييد بيين ب َ ْ‬
‫وعبد الله‬
‫‪243‬‬

‫‪- 230 -‬‬


‫ن أب يي بيين‬ ‫سيي ْ‬ ‫ع‬
‫مييروي َ‬ ‫ثنال ْ‬ ‫دي ُ‬ ‫موضوع الح ُِ‬ ‫ب ال ْ‬
‫ن‬
‫م َ‬ ‫و ِ‬
‫يوْرة ‪ّ .‬وقييد‬ ‫ُ‬ ‫ً‬ ‫ة‬ ‫ر‬ ‫سيو‬
‫ُ‬ ‫يرآ‬ ‫ي‬ ‫ق‬ ‫ال‬ ‫يل‬ ‫ي‬ ‫فض‬ ‫َ‬ ‫في‬ ‫ِ‬ ‫ع‬
‫َك ْ‬
‫نَ ‪ .‬والّله أعلم ‪.‬‬ ‫سري َ‬ ‫ف ّ‬
‫أخطأ من ذَك َره من الم َ ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫_________________________‬
‫ابن شبرمة واسحق بن بشر الكاهلي وجماعيية‬
‫آخرين ) ومن الموضوع الحييديث المييروي عيين‬
‫ي بن كعيب ( مرفوعيا ) فيي فضيل القيرآن‬ ‫أب ّ‬
‫سورة سورة ( من أوله إلى آخره ‪ ،‬فروينا عن‬
‫دثني شيييخ بييه ‪،‬‬ ‫المؤمل بن إسماعيل قال ‪ :‬ح ّ‬
‫دثني رجل‬ ‫دثك ‪ ،‬فقال ‪ :‬ح ّ‬ ‫فقلت للشيخ من ح ّ‬
‫ي ‪ ،‬فصييرت إليييه فقلييت ميين‬ ‫حي ّ‬‫بالمدائن وهو ح‬
‫ي‬
‫يرةّ‬‫دثني شيخ بواسييط وهييو ح ي‬ ‫ّ‬ ‫دثك فقال ‪:‬‬ ‫ح ّ‬
‫فصييرت إليييه فقييال ‪ :‬حييدثني شيييخ بالبصي‬
‫فصييرت إليييه ‪ ،‬فقييال حييدثني شيييخ بعّبييادان‬
‫فصرت إليه ‪ ،‬فأخذ بيييدي فييأدخلني بيتييا فييإذا‬
‫وفة ومعهم شيخ ‪ ،‬فقال ‪:‬‬ ‫ح المتص ّ‬ ‫فيه قوم من‬
‫دثك ‪،‬‬ ‫دثني ‪ .‬فقلت يا شيخ من ح ّ‬ ‫ّ‬ ‫هذا الشيخ‬
‫فقال لم يحدثني أحد ولكنييا رأينييا النيياس قييد‬
‫رغبوا عن القرآن فوضييعنا لهييم هييذا الحييديث‬
‫ليصرفوا قلوبهم إلى القرآن ‪ ،‬قلت ولم أقف‬
‫على تسمية هذا الشيييخ ‪ ،‬إل أن ابيين الجييوزي‬
‫أورده في الموضييوعات ميين طريييق بزيييغ بيين‬
‫حبان على علي بن زيد بن جدعان وعطاء بيين‬
‫أبي ميمونة عن زر بن حبيش عن أبييي وقييال‬
‫الفة فيه من بزيغ ‪ ،‬ثم أورده من طريق مخلد‬
‫بن عبد الواحد عن علييي وعطيياء وقييال الفيية‬
‫فييه مين مخليد فكيأن أحيدهما وضيعه والخير‬
‫سييرقه أو كلهمييا سييرقه ميين ذلييك الشيييخ‬
‫الواضع ) وقد أخطأ من ذكره من المفسرين (‬
‫في تفسيره كالثعلبي والواحدي والزمخشيري‬
‫والبيضاوي ‪.‬‬
‫قال العراقي ‪ :‬لكيين ميين أبييرز إسييناده منهييم‬
‫كالولين فهييو أبسييط لعييذره إذ أحييال نيياظره‬
‫على الكشف عن سنده ‪ ،‬وإن كان ل يجييوز لييه‬
‫السييكوت عليييه ‪ ،‬وأمييا ميين لييم يييبرز سيينده‬
‫وأورده بصيغة الجزم فخطؤه أفحش ‪.‬‬
‫‪244‬‬

‫‪- 231 -‬‬


‫تنبيهات‬
‫الول ‪ :‬من الباطل أيضا ً فييي فضيائل القييرآن‬
‫سورة سورة حديث ابن عباس وضييعه ميسييرة‬
‫كما تقدم ‪ ،‬وحديث أبي أماميية البيياهلي أورده‬
‫الديلمي من طريق سلم بن سليم المدائني ‪،‬‬
‫عن هارون بن كثير عن زيد بن أسلم عن أبيه‬
‫عنه ‪.‬‬
‫الثيياني ‪ :‬ورد فييي فضييائل السييور مفرقيية‬
‫أحاديث بعضها صحيح وبعضها حسيين وبعضييها‬
‫لطاليية‬ ‫يميية ا ِ‬
‫ضعيف ليس بموضوع ‪ ،‬ولييول خشي‬
‫يصيح فيي‬ ‫لوردت ذلك هنا لئل يتوهم أنيه لي‬
‫فضييائل السييور شيييء خصوصييا ً مييع قييول‬
‫الدارقطني ‪ :‬أصح ّما ورد في فضائل القييرآن‬
‫يب‬ ‫فضييل قييل هييو اللييه أحييد ‪ ،‬وميين طييالع كتي‬
‫ييئا ً‬‫السيينن والييزوائد عليهييا وجييد ميين ذلييك شي‬
‫كثيرا ً ‪ ،‬وتفسير الحافظ عماد الدين بيين كييثير‬
‫أجل ما يعتمد عليه في ذلييك فييإنه أورد غييالب‬
‫وإن فيياته‬ ‫ما جاء في ذلك مما ليس بموضوع ‪،‬‬
‫أشييياء ‪ ،‬وقييد جمعييت فييي ذلييك كتاب يا ً لطيفييا‬
‫سميته ‪ » :‬خمائل الزهيير فييي فضييائل السييور‬
‫« ‪ ،‬وأعلم أن السور التي صحت الحاديث في‬
‫الفاتحيية ‪ .‬والزهييراوان ‪ ،‬والنعييام ‪،‬‬ ‫ييبع‪ ،‬ال ّ‬
‫فضائلها‬
‫ول مجمل والكهيييف ‪ ،‬وييييس ‪،‬‬ ‫َ‬ ‫طييي‬ ‫والسي‬
‫واليييدخان ‪ ،‬والمليييك ‪ ،‬والزلزلييية ‪ ،‬والنصييير ‪،‬‬
‫لخلص ‪ ،‬والمعوذتييان ‪ ،‬ومييا‬ ‫يصح وا ِ‬
‫والكييافرون ‪،‬‬
‫فيه شيء ‪.‬‬ ‫عداها لم‬
‫الثييالث ‪ :‬ميين الموضييوع أيضييا ً حييديث الرز ‪،‬‬
‫والعدس ‪ ،‬والباذنجييان ‪ ،‬والهريسية ‪ ،‬وفضيائل‬
‫من اسمه محمد وأحمد ‪ ،‬وفضل أبييي حنيفيية ‪،‬‬
‫وعييين سييلوان ‪ ،‬وعسييقلن ‪ ،‬إل حييديث أنييس‬
‫الذي في ‪ » ،‬مسند أحمد « على ما قيييل فيييه‬
‫من النكارة ‪ ،‬ووصايا علي ‪ ،‬وضييعها حميياد بيين‬
‫عمرو النصيبي ‪ ،‬ووصييية فييي الجميياع وضييعها‬
‫إسييحاق بيين نجيييح الملطييي ونسييخة العقييل‬
‫وضعها داود بن المحبر ‪ ،‬وأوردها الحييارث بيين‬
‫أبي أسامة فييي مسيينده ‪ ،‬وحييديث القييس بيين‬
‫ساعدة أورده البزار‬
‫‪245‬‬

‫‪- 232 -‬‬


‫النوع الثاني والعشرون ‪:‬‬
‫ن سييالم‬ ‫ر عي ْ‬ ‫ْ‬
‫م‪،‬شييهو ٍ‬ ‫ديثه َ‬‫حو ح ِ‬ ‫ب ‪ :‬هو ن َ ْ‬ ‫المقلو ُ‬
‫ب في ِ‬‫فع لي ُْرغ َ‬‫ن نا ِ‬
‫لع ْ‬ ‫جع َ‬
‫ُ‬
‫_________________________‬
‫في مسنده ‪ ،‬والحديث الطويل عن ابن عباس‬
‫لسراء أورده ابن مردويه في تفسيييره ‪،‬‬ ‫في ا‬
‫وهييو ِنحييو كراسييين ‪ .‬ونسييخ سييتة رووا عيين‬
‫أنس ‪ ،‬وهم أبو هدبة ودينار ونعيييم بيين سييالم‬
‫والشج وخراش ‪ ،‬ونسطور ‪.‬‬
‫) النييوع الثيياني والعشييرون ‪ :‬المقلييوب هييو ً(‬
‫قسييمان الول ‪ :‬أن يكييون الحييديث مشييهورا‬
‫بييراو فيجعييل مكييانه آخيير فييي طبقتييه ) نحييو‬
‫حييديث مشييهور عيين سييالم جعييل عيين نييافع‬
‫ليرغب ّفيه ( لغرابته ‪ ،‬أو عن مالك جعييل عيين‬
‫عبيد الله بن عمر وممن كان يفعييل ذلييك ميين‬
‫الوضيياعين حميياد بيين عمييرو النصيييبي وأبييو‬
‫هُلييول‬ ‫إسماعيل إبراهيم بن أبي حية اليسع وب ُ ْ‬
‫بن عبيد الكندي ‪ ،‬قال ابن دقيق العيد ‪ :‬وهييذا‬
‫هييو الييذي يطلييق علييى راويييه أنييه يسييرق‬
‫الحييديث ؛ قييال العرقييي ‪ :‬مثيياله حييديث رواه‬
‫عمرو بن خالد الحراني عن حماد النصيبي عن‬
‫العمييش عيين أبييي صييالح عيين أبييي هريييرة‬
‫مرفوعا ً ‪ :‬إذا لقيتم المشركين في طريييق فل‬
‫تبييدأوهم بالسييلم ‪ .‬الحييديث ‪ ،‬فهييذا حييديث‬
‫مقلوب قلبه حماد فجعله عن العمش ‪ ،‬فإنما‬
‫هو معروف بسهيل بن أبييي صييالح عيين أبيييه ‪،‬‬
‫هكذا أخرجه مسلم من رواييية شييعبة والثييوري‬
‫وجريييير بييين عبيييد الحمييييد وعبيييد العزييييز‬
‫وردي ‪ ،‬كلهم عن سييهيل ‪ ،‬قييال ‪ :‬ولهييذا‬ ‫الدرا َ‬
‫أهل الحديث تتبع الغرائب فإنه قلما يصح‬ ‫كره‬
‫منها ‪.‬‬
‫تنبيه‬
‫قال البلقيني ‪ :‬قد يقع القلب في المتن قال‬
‫‪ :‬ويمكيين تمييثيله بمييا رواه حييبيب بيين عبييد‬
‫الرحمن عن عمته أنيسة مرفوعا ‪ ،‬إذا أذن ابن‬
‫أم مكتييوم فكلييوا واشييربوا وإذا أذن بلل فل‬
‫تأكلوا ول تشربوا ‪ ،‬الحديث ‪ ،‬رواه أحمد وابيين‬
‫خزيمة‬
‫‪246‬‬

‫‪- 233 -‬‬


‫ث‬‫ة َ حييدي ِ‬
‫ي مييائ َ‬ ‫ّ‬ ‫يار‬
‫َ‬ ‫غييداد علييى الُبخي‬ ‫ه ُ‬
‫ل بَ ْ‬ ‫ب ًأ َ ْ‬
‫وقل َ‬
‫ه‪.‬‬‫ضل ِ ِ‬
‫ذعُنوا ب ِف ْ‬ ‫هها فأ ْ‬ ‫جو ِ‬ ‫َ‬
‫متحانا فَردها على و ُ‬ ‫ا ْ‬
‫_________________________‬
‫وابن حبان فييي صييحيحيهما ‪ ،‬والمشييهور ميين‬
‫حديث ابن عمر وعائشة ‪ :‬إن بلل ً يييؤذن بليييل‬
‫فكلييوا واشيربوا حيتى ييؤذن ابين أم مكتيوم ‪،‬‬
‫قال ‪ :‬فالرواية بخلف ذلك مقلوبة ‪ ،‬قييال ‪ :‬إل‬
‫أن ابن حبان وابن خزيميية لييم يجعل ذلييك ميين‬
‫المقلوب ‪ ،‬وجمعا باحتمال أن يكون بييين بلل‬
‫وبييين أم مكتييوم تنيياوب ‪ ،‬قييال ‪ :‬ومييع ذلييك‬
‫فييدعوى القلييب ل تبعييد ‪ ،‬ولييو فتحنييا بيياب‬
‫التأويلت ل ندفع كثير من علل الحديث ‪ ،‬قال‬
‫‪ :‬ويمكن أن يسمى ذلييك بييالمعكوس ‪ ،‬فيفييرد‬
‫بنوع ‪ ،‬ولم أرمن تعرض لذلك ‪ .‬انتهى ‪.‬‬
‫لسلم فييي » شييرح النخبيية «‬ ‫شيخ ا ِ‬ ‫وقد مثل‬
‫لسناد بنحو كعب بيين مييرة ومييرة‬ ‫ِ‬ ‫القلب في ا‬
‫بحييديث مسييلم فييي‬ ‫بيين كعييب ‪ ،‬وفييي المتيين‬
‫السييبعة الييذين يظلهييم الّلييه ‪ ،‬رجييل تصييدق‬
‫بصدقة أخفاها حييتى ل تعلييم يمينييه مييا تنفييق‬
‫شييماله ‪ ،‬قييال ‪ :‬فهييذا ممييا انقلييب علييى أحييد‬
‫الرواة وإنما هو حتى ل تعلم شماله مييا تنفييق‬
‫يمينييه ‪ ،‬كمييا فييي الصييحيحين قلييت ‪ :‬ووجييدت‬
‫مثال ً آخر ‪ ،‬وهو ما رواه الطبراني ميين حييديث‬
‫أبي هريرة ‪ » :‬إذ أمرتكم بشيء فييائتوه ‪ ،‬وإذا‬
‫نهيتكييم عيين شيييء فيياجتنبوه ومييا أمرتكييم‬
‫فافعلوا منه ما اسييتطعتم « ‪ ،‬فييإن المعييروف‬
‫ما في الصحيحين ‪ » :‬ما نهيتكم عنه فاجتنبوه‬
‫‪ ،‬وما أمرتكم به فافعلوا منه ما استطعتم « ‪.‬‬
‫القسم الثاني ‪ :‬أن يؤخذ إسييناد متيين فيجعييل‬
‫على ً متن آخر وبالعكس ‪ ،‬وهذا قييد يقصييد بييه‬
‫أيضا الغراب ‪ ،‬فيكييون كالوضييع ‪ ،‬وقييد يفعييل‬
‫اختبييارا ًِ لحفيظ المحيدث أو لقبييوله التلقييين ‪،‬‬
‫وقد فعل ذلك شعبة وحميياد بيين سييلمة وأهييل‬
‫الحديث ) وقلب أهل بغداد على البخاري ( لما‬
‫جيياءهم ) مييائة حييديث امتحانييا ً فردهييا علييى‬
‫وجوههييا فييأذعنوا بفضييله ( وذلييك فيمييا رواه‬
‫ين السيياحلي‬ ‫الخطيب ‪ ،‬حدثني ابن أبييي الحسي‬
‫أنا أحمد بن حسن الرازي سمعت َأبا أحمد بيين‬
‫عدي يقول ‪ :‬سمعت‬
‫‪247‬‬

‫‪- 234 -‬‬


‫عدة مشييايخ يحكييون أن محمييد بيين إسييماعيل‬
‫البخاري قدم بغداد فسمع به أصحاب الحييديث‬
‫فيياجتمعوا وعمييدوا إلييى مييائة حييديث فقلبييوا‬
‫متونها وأسييانيدها وجعلييوا متيين هييذا السييناد‬
‫لسييناد آخيير وإسييناد هييذا المتيين لمتيين ِآخيير ‪،‬‬
‫ِ‬
‫ودفعييوه إلييى عشييرة أنفييس إلييى كييل رجييل‬
‫عشرة ‪ ،‬وأمروهم إذا حضروا المجلس يلقييون‬
‫ذلك على البخاري ‪ ،‬وأخذوا الوعييد للمجلييس ‪،‬‬
‫فحضر المجلس جماعيية أصييحاب الحييديث ميين‬
‫الغربيياء ميين أهييل خراسييان وغيرهييم ميين‬
‫البغييداديين ‪ ،‬فلمييا اطمييأن المجلييس بييأهله‬
‫انتدب إليه رجل من العشرة فسأله عن حديث‬
‫من تلك الحاديث فقال البخيياري ‪ :‬ل أعرفييه ‪،‬‬
‫فقيال ‪ :‬ل أعرفيه ‪ ،‬فميا زال‬ ‫فسأله عين آخير‬
‫يلقى عليييه واحييدا ً بعييد واحييد حييتى فييرغ ميين‬
‫عشييرته والبخيياري يقييول ‪ ،‬ل أعرفييه ‪ ،‬فكييان‬
‫الفقهاء ممن حضير المجلييس يلتفييت بعضييهم‬
‫إلى بعض ويقولون ‪ :‬الرجل فهم ‪ ،‬وميين كييان‬
‫منهم غير ذلك يقضييي علييى البخيياري بييالعجز‬
‫والتقصير وقلة الفهم ‪ ،‬ثم انتييدب إليييه رجييل‬
‫آخر من العشرة فسييأله عيين حييديث ميين تلييك‬
‫الحاديث المقلوبة فقال ًالبخاري ‪ :‬ل أعرفه ‪،‬‬
‫فلم يزل يلقي إليه واحدا بعد واحد حتى فييرغ‬
‫من عشرته والبخيياري يقييول ‪ :‬ل أعرفييه ‪ ،‬ثييم‬
‫انتدب إليه الثالث والرابع إلييى تمييام العشييرة‬
‫حييتى فرغييوا كلهييم ميين الحيياديث المقلوبيية‬
‫والبخاري ل يزيييدهم علييى ‪ :‬ل أعرفييه ‪ ،‬فلمييا‬
‫علم البخاري أنهم قد فرغوا التفت إلى الول‬
‫منهييم فقييال ‪ :‬أمييا حييديثك الول فهييو كييذا‬
‫وحديثك الثاني فهو كذا والثالث والرابع علييى‬
‫الولء ‪ ،‬حتى أتى على تمام العشرة ‪ ،‬فرد كل‬
‫متن إلى إسناده وكل إسناد إلى متنه ‪ ،‬وفعيل‬
‫بالخرين مثل ذلييك ورد متييون الحيياديث إلييى‬
‫قر ليه‬‫أسييانيدها وأسييانيدها إلييى متونهييا ‪ ،‬فييا ّ‬
‫الناس بالحفظ وأذعنوا له بالفضل ‪.‬‬
‫تنبيهات‬
‫الول ‪ :‬قال العراقي ‪ :‬في جييواز هييذا الفعييل‬
‫نظيير ً ‪ ،‬لنييه إذا فعييل أهييل الحييديث ل يسييتقر‬
‫حديثا ‪ .‬وقد أنكر حرمي على شيعبة لمييا قلييب‬
‫أحاديث على أبان‬
‫‪248‬‬

‫‪- 235 -‬‬


‫ابن أبي عياش وقال ‪ :‬يا بئس ما صنع ‪ ،‬وهييذا‬
‫يحل ؟ ‪.‬‬
‫الثاني ‪ :‬قد يقع القلييب غلط يا ً ل قصييدا ً ‪ ،‬كمييا‬
‫يقييع الوضييع كييذلك ‪ ،‬وقييد مثلييه ابيين الصييلح‬
‫بحديث رواه جرير بن حازم عن ثابت عن أنس‬
‫مرفوعييا ً ‪ » :‬إذا َأقيمييت الصييلة فل تقومييوا‬
‫حتى ترونييي « ‪ ،‬فهييذا حييديث انقلييب إسييناده‬
‫على جرير ‪ ،‬وهو ليحي بن أبي كثير عيين عبييد‬
‫الّله بن أبي قتادة عن أبيييه عيين النييبي صييلى‬
‫الّله عليه وسلم ‪ ،‬هكذا رواه الئمة الخمسيية ‪،‬‬
‫وهو عند مسلم والنسائي من رواية حجاج ابن‬
‫أبي عثمان الصواف عيين يحيييى ‪ ،‬وجرييير إنمييا‬
‫سمعه من حجاج فانقلب عليه وقييد ّبييين ذلييك‬
‫حمييياد بييين زييييد فيميييا رواه أبيييو داود فيييي‬
‫المراسيل ‪ ،‬عن أحمد ابن صالح عن يحيى بيين‬
‫حسان عنه ‪ ،‬قال ‪ :‬كنت أنا وجرييير عنييد ثييابت‬
‫فحدث حجاج عن يحيى بن أبي كثير عيين عبييد‬
‫الّله بن أبي قتيادة عين أبييه فظين جريير أنيه‬
‫إنما حدث به ثابت عن أنس ‪.‬‬
‫الثالث ‪ :‬هذا آخر ما أورده المصنف من أنييواع‬
‫الضعيف ‪ ،‬وبقي عليه » المتروك « ذكره شيخ‬
‫لسلم في » النخبيية « ‪ ،‬وفسيره بييأن يروييه‬ ‫ا ِ‬
‫من يتهم بالكييذب ول يعي ًيرف ذلييك الحييديث إل‬
‫من جهته ويكون مخالفيا للقواعييد المعلومية ‪،‬‬
‫قال ‪ :‬وكذا من عرف بالكييذب فييي كلمييه وإن‬
‫لم يظهر منه وقوعه في الحييديث ‪ ،‬وهييو دون‬
‫لشييارة إليييه عقييب‬ ‫والمنكر‪. ،‬وتقييدمت ا ِ‬
‫الول انتهييى‬
‫الشاذ‬
‫الرابييع ‪ :‬تقييدم أن شيير الضييعيف الموضييوع ‪،‬‬
‫وهذا أميير متفييق عليييه ‪ ،‬ولييم يييذكر المصيينف‬
‫ترتيب أنواعه بعد ذلك ‪ ،‬ويليييه المييتروك ‪ ،‬ثييم‬
‫المنكُر ‪ ،‬ثم المعلل ‪ ،‬ثم المدرج ‪ ،‬ثم المقلوب‬
‫لسييلم ‪،‬‬ ‫وقال المضييطرب ‪ ،‬كييذا رتبييه شيييخ ا ِ‬‫‪ ،‬ثييم‬
‫‪249‬‬

‫‪- 236 -‬‬


‫ك أَ‬ ‫فرع َ‪:‬‬
‫ن تقييولَ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫عيف فل ي‬ ‫ضي ِ‬ ‫ً‬
‫ديثا ب ِِإسناٍد َ‬ ‫تح ِ‬ ‫ذا رأي ْ َ‬ ‫إ َ‬
‫ف المتن‬ ‫ضعي ُ‬ ‫ل َ‬ ‫ق ْ‬ ‫السناِد ول ت ُ‬ ‫ف ِبه َ‬
‫ذا‬ ‫ٌ‬ ‫و ضعي‬ ‫ه َ‬
‫م‬ ‫ل إمييا ٌ‬ ‫ن َيقييو َ‬ ‫َ‬ ‫ذلييك السييناِد إل ّ أ ْ‬ ‫ف َ‬‫ع ِ‬ ‫ض ْ‬‫ج َّرِد َ‬ ‫لم َ‬
‫ث‬ ‫دي ٌ‬ ‫ه حي ِ‬ ‫و إن ي ُ‬ ‫ح ْ‪ ،‬أ‬ ‫يحيأ َ ٍ‬ ‫صي‬
‫ه‪َ َ ،‬‬
‫جي ٍ‬‫نو ْ‬ ‫و مي ْ‬ ‫مي َْر َ‬ ‫م يُ‬‫هعيل ي ْ‬‫إن ُ‬
‫م‬‫ه كل ٌ‬ ‫ففييي ِ‬ ‫طلق ْ ِ‬ ‫ن‬
‫فإ ْ‬ ‫ه‬
‫عف ُ‬‫ض ْ‬‫سرا ً َ‬ ‫فً ّ‬ ‫ف‬‫ض ِ ٌ‬
‫يأتي قريبا ‪.‬‬
‫_________________________‬
‫الخطابي ‪ :‬شرها الموضوع ثم المقلييوب ‪ ،‬ثييم‬
‫المجهول ‪ ،‬وقال الزركشي في مختصره ‪ :‬مييا‬
‫ضييعفه لعييدم اتصيياله سييبعة أصييناف شييرها ‪:‬‬
‫الموضييوع ثييم المييدرج ‪ ،‬ثييم المقلييوب ‪ ،‬ثييم‬
‫المنكر ‪ ،‬ثم الشاذ ثم المعلل ‪ ،‬ثييم المضييطرب‬
‫انتهى ‪ ،‬قلت ‪ :‬وهييذا ترتيييب حسيين ‪ ،‬وينبغييي‬
‫جعل المتروك قبل المييدرج ‪ ،‬وأن يقييال فيمييا‬
‫ضييعفه لعييدم اتصييال ‪ :‬شييره المعضييل ثييم‬
‫المنقطييع ثييم المييدلس ثييم المرسييل وهييذا‬
‫لمييام الشييمني نقييل‬ ‫شيخنا ا ِ‬ ‫واضح ‪ :‬ثم رأيت‬
‫المعضييل أسييوأ حييال ميين‬ ‫قييول الجوزقيياني ‪:‬‬
‫المنقطيييع ‪ ،‬والمنقطيييع أسيييوأ حيييال مييين‬
‫المرسل ‪ ،‬وتعقبه بأن ذلك إذا كييان النقطيياع‬
‫في موضع واحد وإل فهو يساوي المعضل ‪.‬‬
‫فرع ً‪ :‬فيه مسائل تتعلق بالضعيف ) إذا رأيييت‬
‫حديثا بإسناد ضعيف فلك أن تقول هو ضعيف‬
‫لسييناد ول تقييل ضييعيف المتيين ( ول‬ ‫ضعيفا ‪ِ ،‬‬‫بهييذا‬
‫لسييناد (‬ ‫ا‬ ‫ذلك‬ ‫ضعف‬
‫فقد يكون له إسناد آخر صيحيح ) إل ِ‬ ‫لمجرد‬ ‫)‬ ‫وتطلق‬
‫أن يقيول‬
‫لي مفسرا ً‬
‫يه‬ ‫ي‬ ‫ل‬ ‫يس‬ ‫ي‬ ‫إمام إنه لم يرو من وجه صييحيح ( أو‬
‫إسناد يثبت به ) أو إنه حديث ضعيف ‪:‬‬
‫الضعيف ولم يبين سييببه‬ ‫ضعه فه فإن أطلق (‬
‫) ففيه كلم يأتي قريبا ً ( في النوع التي ‪.‬‬
‫فوائد‬
‫الولى ‪ :‬إذ قال الحييافظ المطلييع الناقييد فييي‬
‫حديث ل أعرفه ‪ ،‬اعتمد ذللي في نفيييه ‪ ،‬كمييا‬
‫لسلم ‪ ،‬فإن قيل يعييارض هييذا مييا‬ ‫عن ا ِ‬ ‫ذكر شيخ‬
‫أبي‬ ‫حكي‬

‫‪- 237 -‬‬


‫ل‬ ‫قيي ْ‬‫فل ت ُ‬ ‫سناٍد َ‬ ‫ف ِبغْير إ‬ ‫وإ َ َ‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ّ‬ ‫ضعي ِ‬ ‫ة ال ّ‬ ‫رواي َ‬
‫ّ‬ ‫دت‬ ‫ذا أر ْ‬
‫وما‬ ‫ه وسلم ك َ‬
‫ذا َ َ‬ ‫علي ِ‬ ‫سول الله صلى الله َ‬ ‫قال ر ُ‬
‫و‬
‫ذاهأ ‪ْ،‬‬ ‫ل ‪ُ :‬روي ك ي‬ ‫قي ْ‬ ‫ل ُ‬ ‫جْزم ‪ ،‬ب َ ي ْ‬ ‫ن َصيغ ال َ َ‬ ‫ْ‬ ‫هم‬ ‫غنا ُ‬‫شب‬‫أَ ْ‬
‫يبه‬ ‫ي‬ ‫أش‬ ‫يا‬
‫ي‬ ‫وم‬ ‫ل‬ ‫َ‬ ‫ي‬ ‫نق‬‫َ ْ ُ‬‫و‬ ‫أ‬ ‫ء‬ ‫جا‬ ‫و‬ ‫أ‬ ‫د‬‫ور‬
‫ْ ّ َ‬ ‫و‬‫أ‬ ‫ذا‬‫َ‬ ‫ك‬ ‫َبل َ‬
‫هي ُيل‬‫عن ْيدَ أ ْ‬
‫ويجييوُز ِ‬ ‫‪،‬‬ ‫ه‬
‫ِ‬ ‫حت‬‫ّ‬ ‫صي‬
‫ِ‬
‫في ْ‬
‫يي‬ ‫ك‬ ‫ي‬ ‫تش‬‫َ‬ ‫ما‬ ‫َ‬
‫ذا‬ ‫وك‬
‫د‬‫ل فييي السيياني ِ‬ ‫ث وغْيرهييم الّتسيياه َ ُ‬ ‫الحييدي ِ‬
‫وى‬ ‫ة ما س َ‬ ‫ورواي ُ‬
‫_________________________‬
‫حازم ‪ :‬أنه روى حديثا ً بحضرة الزهري فييأنكره‬
‫أعرف هذا ّ‪ ،‬فقيل له أحفظت حييديث‬ ‫وقال ل‬
‫رسول الّله صلى الله عليه كله قييال ل ‪ ،‬قييال‬
‫فنصفه ‪ ،‬قييال أرجييو ‪ ،‬قييال ‪ :‬اجعييل هييذا ميين‬
‫النصف الذي لم تعرفييه ‪ ،‬هييذا وهييو الزهييري ‪،‬‬
‫فما ظنك بغيييره وقريييب منييه مييا أسيينده ابيين‬
‫النجار في » تاريخه « ًعن ابيين أبييي عائشيية ‪،‬‬
‫قال ‪ :‬تكلم شاب يوم يا عنييد الشييعبي ‪ ،‬فقييال‬
‫الشعبي ما سييمعنا بهييذا ‪ ،‬فقييال الشيياب كييل‬
‫العلم سمعت ؟ قال ل ‪ ،‬قال فشطره قال ل ‪،‬‬
‫قال فاجعل هذا في الشطر الذي لم تسمعه ‪،‬‬
‫فأفحم الشعبي ‪ ،‬قلنا أجيييب عيين ذلييك ‪ :‬بييأنه‬
‫كان قبل تدوين الخبار في الكتييب ‪ ،‬فكييان إذ‬
‫ذاك عند بعض الرواة ما ليييس عنييد الحفيياظ ‪،‬‬
‫وأميييا بعيييد التيييدوين والرجيييوع إليييى الكتيييب‬
‫لطلع ميين الحييافظ‬ ‫غياي ِ‬ ‫المصيينفة فيبعييد عييدم‬
‫يره فالظيياهر عييدمه ‪.‬‬ ‫الجهبذ على ما يورده‬
‫بن بييدر الموصييلي ‪ -‬وليييس‬ ‫الثانية ‪ .‬ألف عمر‬
‫ميين الحفيياظ كتاب يا ً فييي قييولهم ‪ » :‬لييم يصييح‬
‫شيء في هذا البيياب « وعليييه فييي كييثير ممييا‬
‫ذكره انتقاد ‪.‬‬
‫الثالثة ‪ :‬قولهم هذا الحديث ليس له أصل ‪ ،‬أو‬
‫ل أصل له ‪ ،‬قال ابن تيمييية ‪ :‬معنيياه ليييس لييه‬
‫ير إسييناد‬ ‫إسناد ) وإذا أردت رواية الضعيف بغيي‬
‫فل تقل ‪ :‬قيال رسييول الل ّييه صييلى الل ّييه عليييه‬
‫أشبهه ميين صيييغ الجييزم ( بييأن‬ ‫وسلم كذا وما‬
‫رسول الّله صلى الّله عليه وسييلم قيياله ) بييل‬
‫قل روي ( عنه ) كييذا أو بلغنييا ( عنييه ) كييذا أو‬
‫ورد ( عنه ) أو جاء ( عنه ) أو نقل ( عنه ) وما‬
‫أشييبهه ( ميين صيييغ التمريييض كييروى بعضييهم‬
‫) وكذا ( تقييول فييي ) مييا تشييك فييي صييحته (‬
‫وضعفه ‪ ،‬أما الصحيح فاذكره‬

‫‪- 238 -‬‬


‫ر‬‫ن غيي ِ‬‫هي ْ‬ ‫هم‬ ‫ل بي ِ‬‫ف والعمي ُ‬‫ضييعي ِ‬‫ن ال ّ‬ ‫وضوع مي‬
‫عفه َ‬ ‫الم‬
‫بيييا ْ‬
‫تعييالى‬ ‫صييفات الّليي ِ َ‬‫فييي غييير ِ‬ ‫ِ‬ ‫ْ‬ ‫ضيي‬
‫َ‬
‫والحكام ‪ ،‬كالحل َ‬
‫ن‬
‫ِ‬
‫ه‬
‫قل ُ‬ ‫ما ل تعل َ‬ ‫حَرام ‪ ،‬وم ّ‬
‫ل وال َ‬
‫د والحكام ِ ِ‪.‬‬ ‫ِ ِ‬ ‫ئ‬‫بالعقا‬
‫_________________________‬
‫بصيغة الجزم ‪ ،‬ويقبييح فيييه صيييغة التمريييض ‪،‬‬
‫كما يقبح في الضعيف صيغة الجزم ‪ ) .‬ويجييوز‬
‫عنييد أهييل الحييديث وغيرهييم التسيياهل فييي‬
‫السيييانيد ( الضيييعيفة ) وروايييية ميييا سيييوى‬
‫الموضوع ميين الضييعيف والعمييل بييه ميين غييير‬
‫بيان ضعفه في غير صفات الل ّييه تعييالى ( ومييا‬
‫يجيييوز ويسيييتحيل علييييه وتفسيييير كلميييه‬
‫) والحكييام كييالحلل والحييرام و ( غيرهمييا ‪،‬‬
‫وذلك كالقصص وفضييائل العمييال والمييواعظ‬
‫وغيرها ) مما ل تعلق له بالعقييائد والحكييام (‬
‫ومن نقل عنه ذلييك ‪ :‬ابين حنبييل وابيين مهيدي‬
‫وابن المبييارك ‪ ،‬قييالوا ‪ :‬إذا روينييا فييي الحلل‬
‫والحييرام شييددنا وإذا روينييا فييي الفضييائل‬
‫ونحوها تساهلنا ‪.‬‬
‫تنبيه‬
‫لم يذكر ابن الصلح والمصنف هنا وفي سييائر‬
‫كتبه لما ذكر سوى هذا الشرط وهو كونه فييي‬
‫لسلم له ثلثة‬ ‫يكونشيخ ا ِ‬
‫الفضائل ونحوها ‪ ،‬وذكر‬
‫الضعف غير شديد ‪،‬‬ ‫شروط ‪ :‬أحدها ‪ :‬أن‬
‫فيخييرج ميين انفييرد ميين الكييذابين والمتهمييين‬
‫بالكييذب وميين فحييش غلطييه ‪ ،‬نقييل العلئي‬
‫التفاق عليه ‪.‬‬
‫الثاني ‪ :‬أن يندرج تحت أصل معمول به ‪.‬‬
‫الثالث ‪ :‬أن ل يعتقد عند العمل بييه ثبييوته بييل‬
‫يعتقد الحتياط ‪.‬‬
‫وقال ‪ :‬هذان ذكرهما ابيين عبييد السييلم وابيين‬
‫دقيق العيد ‪ ،‬وقيل ‪ :‬ل يجوز‬

‫‪- 239 -‬‬


‫النوع الثالث والعشرون ‪:‬‬
‫ه‬‫ق ب ِييه ‪ ،‬وفيي ِ‬
‫علي ُ‬ ‫مييا َيت َ‬ ‫هو َ‬ ‫وايت ُي ُ‬
‫لر َ‬ ‫ن ُتقب ْ ُ‬ ‫ةم‬ ‫صف ُ‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ساِئل ْ‪:‬‬ ‫م َ‬ ‫َ‬
‫ث‬
‫ة ً الحييدي ًِ‬
‫ن أئم ي ِ‬ ‫هيُر م ي ْ‬ ‫َ‬ ‫الجمييا ِ‬ ‫شتر ُ‬‫ع‬
‫َ‬ ‫ي‬ ‫جم‬ ‫ْ‬ ‫أ‬ ‫‪:‬‬ ‫داها‬ ‫َ‬ ‫ي‬ ‫ح‬
‫ْ‬ ‫إ‬
‫ع ًدْل ضيياِبطا‬ ‫ن َ‬ ‫ن ًيكو َ‬ ‫هأ ْ‬ ‫ط في ً ِ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ي‬ ‫ه‬ ‫ُ‬ ‫أن‬ ‫قه‬‫ِ‬ ‫ف‬
‫ِ‬ ‫وال‬
‫ب‬‫سبا ِ‬
‫نأ ْ‬‫سِليما م ْ‬ ‫قل َ‬ ‫عا ِ‬ ‫سلما ً باِلغا َ‬ ‫م ْ‬ ‫ن َُ‬ ‫ن َيكو َ‬ ‫بأ ْ‬
‫ءة ‪.‬‬ ‫مرو َ‬ ‫وارم ال ُ‬ ‫خ َ‬ ‫سق و‬ ‫ف ْ‬ ‫ال ِ‬
‫_________________________‬
‫وقال ‪ :‬هذان ذكرهما ابيين عبييد السييلم وابيين‬
‫دقيييق العيييد ‪ ،‬وقيييل ‪ :‬ل يجييوز العمييل بييه‬
‫مطلقا ً ‪ ،‬قيياله ًأبييو بكيير بيين العربييي ‪ ،‬وقيييل ‪:‬‬
‫يعمل به مطلقا ‪ ،‬وتقدم عييزو ذلييك إلييى أبييي‬
‫داود وأحمد وانهما يريان ذلك أقييوى ميين رأي‬
‫الرجال ‪.‬‬
‫الضييعيف مييردود مييا لييم‬ ‫‪:‬‬ ‫يي‬ ‫ي‬ ‫الزركش‬ ‫وعبييارة‬
‫يقتض ترغيبا ً أو ترهيب ًيا ً أو تتعييدد طرقييه ولييم‬
‫يكيين ًالمتييابع منحطييا عنييه ‪ ،‬وقيييل ل يقبييل‬
‫وانييدرج‬
‫يعيف أيض يا ً‬‫مطلقا ‪ ،‬وقيل يقبل إن شهد له أصل‬
‫تحت عموم ‪ ،‬انتهى ‪ .‬ويعمييل بالضي‬
‫في الحكام إذا كان فيه احتياط ‪.‬‬
‫) النوع الثييالث والعشيرون ‪ :‬صيفة مين تقبييل‬
‫روايته ( ومن ترد ) وما يتعلق به ( مين الجيرح‬
‫والتعييديل ) وفيييه مسييائل ‪ :‬إحييداها ‪ :‬أجمييع‬
‫الجميياهير ميين أئميية الحييديث والفقييه ( علييى‬
‫ج بروايتييه ) أن‬ ‫) أنه يشترط فيه ً( أي من يحت ي‬
‫يرويييه ِوفسيير العييدل‬ ‫يكون عدل ً ضابطا ( لمييا‬
‫) بييأن يكييون مسييلما ً بالغ يا ً عيياقل ً ( فل يقبييل‬
‫لجميياع ‪ ،‬ومين تقطيع‬ ‫يق با ِ‬ ‫كافر ومجنون مطبي‬
‫إفاقته ‪ ،‬وإن لم يؤثر‬ ‫جنونه وأثر في زمن‬

‫‪- 240 -‬‬


‫ه ‪ ،‬ضيياِبطا ً‬ ‫فظي ِ‬‫ح ْ‬‫مين ِ‬ ‫دث ِ‬‫ح ّ‬‫ن َ‬ ‫فظا ً إ ْ‬ ‫قظا ً حا ِ‬ ‫متي ِ‬
‫معنييى‬ ‫ه ‪ ،‬عالما ً ِْبما ُيحييي ُ‬
‫ل ال ْ‬ ‫من ُ‬ ‫ث ِ‬‫ن حد ّ َ‬ ‫هإ ْ‬
‫كتاب ِ‬
‫ُ‬
‫ل ِ‬
‫ه‪.‬‬ ‫ن روى ب ِ‬ ‫إ ْ‬
‫_________________________‬
‫قبل ‪ ،‬قياله ابين السيمعاني ‪ ،‬ول صيغير عليى‬
‫يقبل المميز إن لم يجرب عليييه‬ ‫الصح ‪ ،‬وقيل‬
‫الكذب ) سييليما ً ميين أسييباب الفسييق وخيوارم‬
‫المروءة ( على ما حرر في باب الشهادات من‬
‫كتييب الفقييه ‪ ،‬وتخالفهييا فييي عييدم اشييتراط‬
‫الحرييية والييذكورة ‪ ،‬قييال تعييالى ‪ } :‬يييا أيهييا‬
‫الذين آمنوا إن جيياءكم فاسييق بنب يإ ٍ فتييبينوا {‬
‫وى‬ ‫وأشييهدوا ذ َ‬ ‫) الحجييرات ‪ ، ( 6 :‬وقييال ‪} :‬‬
‫يديث ْ‪:‬‬ ‫عدل منكم { ) الطلق ‪ ، ( 2 :‬وفييي الحي‬
‫ل تأخييذوا العلييم إل مميين تقبلييون شييهادته ‪،‬‬
‫المدخل « من حديث ً ابيين‬ ‫رواه البيهقي في »‬
‫عبيياس مرفوعييا ً وموقوفييا ً ‪ ،‬وروي أيضييا ميين‬
‫طرق الشعبي عن ابن عمر ‪ .‬عن عميير قييال ‪:‬‬
‫كييان يأمرنييا أن ل نأخييذ إل عيين ثقيية ‪ ،‬وروى‬
‫عين يحييى بين سيعيد قيال ‪:‬‬ ‫الشافعي ًوغيره‬
‫الّله بن عمر عيين مسييألة فلييم‬ ‫ً‬ ‫سألت ابنا لعبد‬
‫يقل فيهييا شيييئا ‪ ،‬فقيييل لييه ‪ :‬إنييا لنعظييم أن‬
‫ين أميير‬ ‫يكون مثلك ابن إمييامي هييدى تسييأل عي‬
‫أعظم والّله من‬ ‫ليس عندك ّ فيه علم ‪ ،‬فقال ‪:‬‬
‫له وعند عين عيرف الّليه وعنييد مين‬ ‫ذلك عند ال‬
‫عقل عن الّله أن أقول بما ليس لي فيه علييم‬
‫أو أخبر عن غير ثقة ‪.‬‬
‫قييال الشييافعي ‪ :‬وقييال س ّييعد بيين إبراهيييم ل‬
‫ث عيين النييبي صييلى اللييه عليييه وسييلم إل‬ ‫يحد ُ‬
‫الثقات ‪ ،‬أسنده مسلم فييي مقدميية الصييحيح ‪،‬‬
‫وأسند عن ابيين سيييرين ‪ :‬إن هييذا العلييم دييين‬
‫فانظروا عمن تأخذون دينكم ‪ ،‬وروى البيهقي‬
‫عيين النخعييي قييال ‪ :‬كييانوا إذا أتييوا الرجييل‬
‫ليأخذوا عنه نظييروا إلييى سييمته وإلييى صييلته‬
‫يذون عنييه ‪ ،‬وفسيير الضييبط‬ ‫متيقظيا ً‬
‫وإلى حاله ثييم يأخ‬
‫غير مغفييل ) حافظ يا ً إن‬ ‫(‬ ‫بأن يكون )‬
‫حدث من حفظه ‪ ،‬ضابطا ً لكتابه ( من التبييديل‬
‫والتغيير ) إن حدث منه ( ويشترط فيه مع‬

‫‪- 241 -‬‬


‫علْيهييا‬ ‫دلْين َ‬ ‫عي ْ‬
‫صيييص َ‬ ‫ة ِبتن ْ ِ‬
‫نا ْ‬
‫دال ُ‬ ‫ت الع‬
‫ة‪ََ ،‬‬ ‫َالثانية ‪ :‬ت َْثب ُ‬
‫ه ب َي ْيين‬‫ُ‬ ‫دالت‬
‫ت َعي َ‬‫هَر ْ‬
‫شيت َ‬ ‫فمي ْ‬ ‫ضي ِ‬‫و ِبالستفا َ‬ ‫أ‬
‫فيهييا ‪،‬‬ ‫ه ِبها كفييى ِ‬ ‫علي ِ‬ ‫ع الّثناءُ َ‬ ‫علم وشا َ‬ ‫هل ال ِ‬‫أَ ْْ‬
‫ي‪،‬‬ ‫وَزاعيييييي ّ‬ ‫وال ْ‬ ‫سييييييفيان َْين ‪،‬‬ ‫كمال ِ ّييييييك ‪ ،‬وال ّ‬
‫م‬
‫هه ْ‬‫شبا ِ‬ ‫حمدَ ‪ ،‬وأ ْ‬ ‫ي ‪ ،‬وأ ْ‬ ‫فع ّ‬ ‫والشا ِ‬
‫_________________________‬
‫ذلك أن يكون ‪ ) . ،‬عالما ً بما يحيل المعنييى إن‬
‫روى به ( ‪.‬‬
‫) الثانية ‪ :‬تثبييت العداليية ( للييراوي ) بتنصيييص‬
‫عدلين عليها ( وعبارة ابيين الصييلح معييدلين ‪،‬‬
‫وعدل عنه لما سيأتي ‪ :‬أن التعديل إنما يقبييل‬
‫من عالم ) أو بالستفاضة ( والشييهرة ) فميين‬
‫اشتهرت عييدالته بييين أهييل العلييم ( ميين أهييل‬
‫الحييديث أو غيرهييم ) وشيياع الثنيياء عليييه بهييا‬
‫كفى فيها ( أي في عدالته ول يحتاج مع ذلييك‬
‫دل ينييص عليهييا ) كمالييك والسييفيانين‬ ‫إلى مع ّ‬
‫والوزاعييي والشييافعي وأحمييد ( بيين حنبييل‬
‫) وأشباههم ( ‪.‬‬
‫قال ابن الصلح ‪ :‬هذا هو الصحيح في مييذهب‬
‫الشافعي وعليه العتماد فييي أصييول الفقييه ‪،‬‬
‫وممن ذكره من أهل الحديث الخطيب ‪ ،‬ومثله‬
‫بميين ذكيير وض يم إليهييم الليييث وشييعبة وابيين‬
‫المبييارك ووكيع ي ّا ً وابيين معييين وابيين المييديني‬
‫ومن جرى مجراهم في نباهة الذكر واستقامة‬
‫المر ‪ ،‬فل يسأل عن عدالة هؤلء وإنما يسأل‬
‫عن عدالية مين خفيي أميره ‪ ،‬وقيد سيئل ابين‬
‫حنبيل عين إسيحاق بين راهيويه فقيال ‪ :‬مثيل‬
‫وسئل ابن معين عن أبى‬ ‫إسحاق يسأل عنه ؟‬
‫عبيييد فقييال ‪ :‬مثلييي ُيس يَأل عيين أبييي عبيييد ؟‬
‫أبوعبيد ُيسأل عن الناس ‪.‬‬
‫وقييال القاضييي أبييو بكيير البيياقلني ‪ :‬الشيياهد‬
‫والمخبر إنما يحتاجان إلى التزكية إذا لم يكونا‬
‫والّرضييى ‪ ،‬وكييان أمرهمييا‬ ‫بالعداليية‬ ‫مشهورين‬
‫وزا ً فيهما العدالة وغيرها ‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫مشكل ً ملتبسا ً ومج‬
‫قييال ‪ :‬والييدليل علييى ذلييك أن العلييم بظهييور‬
‫سيرهما واشتهار‬
‫‪255‬‬

‫‪- 242 -‬‬


‫ل‬ ‫حاميي ِ‬‫ل َ‬‫ل ‪ :‬كي ّ‬ ‫فيييه فقييا َ‬ ‫د الب َيّر ِ‬‫عب ْ ِ‬ ‫ن َ‬ ‫سع اب ُ‬ ‫وَتو ّ‬
‫يى‬ ‫ل أبييدا ً عل‬‫مييو ٌ‬‫ُ‬ ‫مح‬
‫َ‬ ‫ه‬
‫ة بي ِ‬
‫ف العناي ي ِ‬ ‫ع يُرو ِ‬ ‫علييم م ْ‬ ‫ِ‬
‫ذا غْييُر‬ ‫ه هي َ‬ ‫ول ُ‬‫ه ‪ ،‬وقي ْ‬ ‫ن جْرحي ُ‬ ‫حّتيى ي َت َْبيي ُ‬ ‫ة َ‬ ‫دال ِ‬
‫الع َ‬
‫ضي ‪.‬‬ ‫مْر ِ‬ ‫َ‬
‫_________________________‬
‫عدالتهما أقوى في النفوس من تعييديل واحييد‬
‫واثنيييين يجيييوز عليهميييا الكيييذب والمحابييياة‬
‫) وتوسع ( الحافظ أبييو عميير ) ابيين عبييد الييبر‬
‫ية‬ ‫فيه فقال ‪ :‬كييل حامييل علييم معييروف العنايي‬
‫يدا ً‬‫به ( فهييو عييدل ) محمييول ( فييي أمييره ) أبي‬
‫على العدالة حتى يتبين جرحه ( ووافييق علييى‬
‫واق من المتأخرين ‪ ،‬لقييوله صييلى‬ ‫عليهالم ّ‬
‫ذلك ابن‬
‫وسلم ‪ :‬يحمييل هييذا العلييم ميين كييل‬ ‫الّله‬
‫خلييف عييدوله ‪ ،‬ينفييون عنييه تحريييف الغييالين‬
‫وانتحييال المبطلييين وتأويييل الجيياهلين ‪ ،‬رواه‬
‫من طريق العقيلي من رواية معان بن رفاعيية‬
‫السييلمي عيين إبراهيييم ابيين عبييد الرحميين‬
‫العذري مرفوع يا ً ) وقييوله هييذا غييير مرضييى (‬
‫والحديث ميين الطريييق الييذي أورده مرسييل أو‬
‫يه‬
‫أيضييا ً‬
‫معضل ‪ ،‬وإبراهيم هو الييذي أرسييله قييال في‬
‫ابن القطييان ‪ :‬ل نعرفييه البتيية ‪ ،‬ومعييان‬
‫ضعفه ابن معين وأبو حاتم وابيين حبييان وابيين‬
‫عدي والجوزجيياني ‪ ،‬نعييم وثقييه ابيين المييديني‬
‫وأحمد ‪ ،‬وفي كتاب » العلل « للخلل أن أحمد‬
‫سييئل عيين هييذا الحييديث فقيييل لييه ‪ :‬كييأنه‬
‫موضوع ؟ فقيال ‪ :‬ل ‪ ،‬هييو صيحيح ‪ ،‬فقيييل لييه‬
‫ممن سمعته فقال ‪ :‬من غير واحد ‪ ،‬قيييل ميين‬
‫هم ؟ قال حدثني به مسكين إل أنه يقول عيين‬
‫معان عن القاسم بن عبد الرحمن ‪ ،‬ومعييان ل‬
‫بأس به ‪ .‬انتهى ‪.‬‬
‫قال ابن القطان ‪ :‬وخفي على أحمد من أمره‬
‫ما علمه غيره ‪ ،‬قال العراقييي ‪ :‬وقييد ورد هييذا‬
‫الحديث متصل ً من رواية علي وابن عمر وابيين‬
‫عمرو‬

‫‪- 243 -‬‬


‫ت‬ ‫قِته الث ّ َ‬
‫قييا ِ‬ ‫واف َ‬
‫ه ِبميي َ‬
‫ضييْبط ُ‬
‫ف َ‬ ‫عييَر ُ‬
‫الثالثيية ‪ :‬ي ُ ْ‬
‫ن‬ ‫ن غالبا ً ول تضّر مخالفُته الن ّيياِدرةُ فييا ْ‬ ‫متقني َ‬ ‫ال‬
‫ه‪.‬‬ ‫جب ِ‬
‫ه ولم ُيحت ّ‬ ‫ل ضبط ُ‬ ‫اخت ّ‬ ‫كث َُرت‬
‫_________________________‬
‫وجابر بن سييمرة وأبييي أماميية وأبييي هريييرة ‪،‬‬
‫وكلها ضعيفة ل يثبت منها شيء وليييس فيهييا‬
‫شيء يقوي المرسل ‪.‬‬
‫قال ابن عدي ‪ :‬ورواه الثقات عيين الوليييد بيين‬
‫مسلم عيين إبراهيييم العييذري ‪ ،‬ثنييا الثقيية ميين‬
‫أصحابنا أن رسول الّله صلى الّله عليه وسييلم‬
‫ذكره ثم على تقدير ثبوته إنما يصح الستدلل‬
‫به لو كان خبرا ً ‪ ،‬ول يصح حملييه علييى الخييبر ‪،‬‬
‫لوجود من يحمل العلم وهييو غييير عييدل وغييير‬
‫ثقيية ‪ ،‬فلييم يبييق لييه محمييل إل علييى الميير ‪،‬‬
‫ومعناه أنه أمر للثقات بحمل العلم لن العلييم‬
‫إنما يقبل عنهم ‪ ،‬والدليل علييى ذلييك أن فييي‬
‫بعض طرقه عند ابن أبي حيياتم ‪ :‬ليحمييل هييذا‬
‫العلم ‪ ،‬بلم المر ‪.‬‬
‫وذكر ابن الصلح في فوائد رحلته ًأن بعضييهم‬
‫ضبطه بضم الياء وفتح الميم مبنيييا للمفعييول‬
‫ورفع العلم ‪ ،‬وفتح العين واللم من عدو لييه ‪،‬‬
‫وآخره تاء فوقية ‪ ،‬فعوليية بمعنييى فاعييل ‪ ،‬أي‬
‫كامل في عدالته ‪ ،‬أي إن الخلف هو العدولة ‪،‬‬
‫والمعنى إن هذا العلم يحمل أي يؤخذ عن كل‬
‫خلف عدل ‪ ،‬فهو أمر بأخذ العلم عن العدول ً‪،‬‬
‫والمعروف في ضييبطه فتييح ييياء يحمييل مبني يا‬
‫للفاعييل ونصييب العلييم مفعييوله ‪ ،‬والفاعييل‬
‫عدوله جمع عدل ‪.‬‬
‫) الثالثيييية ‪ :‬يعييييرف ضييييبطه ( أي الييييراوي‬
‫) بموافقة الثقييات المتقنييين ( الضييابطين إذا‬
‫اعتييبر حييديثه بحي ًيديثهم ‪ ،‬فييإن وافقهييم فييي‬
‫روايتهييم ) غالبييا ( ولييو ميين حيييث المعنييى‬
‫فضييابط ) ول تضيير مخييالفته ( لهييم ) النييادرة‬
‫فإن كثرت ( مخييالفته لهييم ونييدرت الموافقيية‬
‫) اختل ضبطه ولم يحتج به ( في حديثه ‪.‬‬
‫فائدة‬
‫ذكر الحافظ أبو الحجاج المزي في الطراف ‪:‬‬
‫أن الوهم تارة يكون في‬

‫‪- 244 -‬‬


‫ه‬
‫ر سييبب ِ‬
‫ح إل‬ ‫لذك ْي ِ‬
‫الج يْر ُ‬
‫ل ميين غي ير‬
‫ر ول يقب ي ِ ُ‬
‫ل التعييدي ُ‬
‫يهو‬‫ي‬ ‫مش‬ ‫ال‬
‫الرابعة ‪ :‬يقب ي ُ‬
‫صييحيح‬
‫ِ‬ ‫ْ‬ ‫ب‪.‬‬ ‫ال ّ‬ ‫علييى‬ ‫َ‬
‫سب ِ‬‫ن ال ّ‬
‫مبي ّ َ‬
‫_________________________‬
‫الحفييظ وتييارة يكييون فييي القييول وتييارة فييي‬
‫الكتابة ‪ ،‬قال ‪ :‬وقييد روى مسييلم حييديث ‪ » :‬ل‬
‫تسبوا أصحابي « ‪ ،‬عن يحيى بن يحيى ‪ ،‬وأبي‬
‫بكر ‪ ،‬وأبو كريب ثلثتهم ‪ ،‬عن أبي معاوية عن‬
‫العمييش عيين أبييي صييالح عيين أبييي هريييرة ‪،‬‬
‫ووهم عليهم فييي ذلييك ‪ ،‬إنمييا رووه عيين أبييي‬
‫معاوية عن العمش عن أبييي صييالح عيين أبييي‬
‫سعيد ‪ ،‬كذلك رواه عنهم الناس كما رواه ابيين‬
‫ماجه عن أبي كريب أحد شيييوخ مسييلم فيييه ‪،‬‬
‫قال ‪ :‬والدليل على أن ذلك وهم وقع منه في‬
‫حال كتابته ل في حفظه ‪ :‬أنه ذكر أول ً حييديث‬
‫أبيي معاويية ‪ ،‬ثييم ثنيى بحيديث جريير ‪ ،‬وذكير‬
‫لسناد ‪ ،‬ثم ثلث بحييديث وكيييع ‪،‬‬ ‫المتن وبقية ا‬
‫ثم ربع بحييديث ِ شييعبة ‪ ،‬ولييم يييذكر المتيين ول‬
‫بقية السناد عنهمييا ‪ ،‬بييل قييال عيين العمييش‬
‫بإسناد ِجرير ‪ ،‬وأبييي معاويية بمثييل حيديثهما ‪،‬‬
‫فلول أن إسناد جرير وأبي معاوية عنده واحييد‬
‫لما جمعهما في الحوالة عليهما ‪.‬‬
‫) الرابعة ‪ :‬يقبل التعديل ميين غييير ذكيير سييببه‬
‫على الصحيح المشييهور ( ‪ ،‬لن أسييبابه كييثيرة‬
‫فيثقل ويشق ذكرها ‪ ،‬لن ذلك يحييوج المعييدل‬
‫إلى أن يقول ‪ :‬لم يفعل كذا ‪ ،‬لم يرتكب كذا ‪،‬‬
‫جميع ما يفسييق بفعلييه‬ ‫فعل كذا وكذا ‪ ،‬فيعدد‬
‫أو بتركه ‪ ،‬وذلك شاق جييدا ً ) ول يقبييل الجييرح‬
‫إل مبين السبب ( لنييه يحصييل بييأمر واحييد ول‬
‫يشييق ذكييره ‪ ،‬ولن النيياس مختلفييون فييي‬
‫أسييباب الجييرح ‪ ،‬فيطلييق أحييدهم الجييرح بنيياء‬
‫على ما اعتقده جرحا وليس بجرح فييي نفييس‬
‫المر ‪ ،‬فلبد من بيييان سييببه ليظهيير هييل هييو‬
‫قادح أو ل ؟‬
‫قييال ابيين الصييلح ‪ :‬وهييذا ظيياهر مقييرر فييي‬
‫الفقه وأصوله ‪ ،‬وذكر الخطيب أنه‬

‫‪- 245 -‬‬


‫مذهب الئمة ميين حفيياظ الحييديث كالشيييخين‬
‫وغيرهما ‪.‬‬
‫ولذلك احتج البخاري بجماعة سييبق ميين غيييره‬
‫الجرح لهم ‪ ،‬كعكرمية ‪ ،‬وعميرو ابيين ميرزوق ‪،‬‬
‫واحتج مسلم بسويد بن سعيد وجماعة اشييتهر‬
‫الطعن فيهم ‪ .‬وهكييذا فعييل أبييو داود ‪ ،‬وذلييك‬
‫دال على أنهم ذهبوا إلى أن الجرح ل ً يثبت إل‬
‫إذا فسر بسببه ‪ ،‬ويدل على ذلك أيضا أنه ربما‬
‫استفسر الجارح فيذكر ً ميا لييس بجيرح ‪ ،‬وقيد‬
‫عقد الخطيب لذلك بابا ‪ ،‬روى فيه عيين محمييد‬
‫بن جعفر المييدائني قييال ‪ :‬قيييل لشييعبة ‪ :‬لييم‬
‫تركت حديث فلن ؟ قال ‪ :‬رأيته يركييض علييى‬
‫ذون فتركت حييديثه ‪ ،‬وروى عيين مسييلم بيين‬ ‫ب ِْر َ‬
‫إبراهيم أنه سييئل عيين حييديث صييالح الم ًييري ‪،‬‬
‫فقال ‪ :‬وما نصيينع بصييالح ؟ ذكيروه يوميا عنييد‬
‫حماد بن سلمة فامتخط حماد ‪.‬‬
‫وروى عن وهب بن جرير قييال ‪ :‬قييال شييعبة ‪:‬‬
‫أتيييت منييزل المنهييال بيين عمييرو ‪ ،‬فسييمعت‬
‫صييوت الطنبييور فرجعييت ‪ ،‬فقيييل لييه ‪ :‬فهل‬
‫سألت عنه إذ ل يعلم هو ؟ وروينييا عيين شييعبة‬
‫قال ‪ :‬قلت للحكم بن عتيبة ‪ :‬لم لييم تييرو عيين‬
‫زاذان ؟ قال ‪ :‬كان كثير الكلم ‪ ،‬وأشباه ذلك ‪.‬‬
‫قال الصيرفي ‪ :‬وكذا إذا قالوا ‪ :‬فلن كذاب ل‬
‫بييد ميين بيييانه ‪ ،‬لن الكييذب يحتمييل الغلييط ‪،‬‬
‫كقييوله ‪ :‬كييذب أبييو محمييد ‪ ،‬ولمييا صييحح ابيين‬
‫الصييلح هييذا القييول أورد علييى نفسييه سيؤال ً‬
‫فقال ‪ :‬ولقييائل أن يقييول إنمييا يعتمييد النيياس‬
‫في جرح الرواة ورد حديثهم على الكتب التي‬
‫صنفها أئميية الحييديث فييي الجييرح والتعييديل ‪،‬‬
‫وقلمييا يتعرضييون فيهييا لبيييان السييبب ‪ ،‬بييل‬
‫يقتصرون على مجرد قييولهم ‪ :‬فلن ضييعيف ‪،‬‬
‫وفلن ليييس بشييء وهييذا حييديث ضيعيف ‪ ،‬أو‬
‫حديث غير ثابت ‪ ،‬ونحو ذلك ‪ ،‬واشييتراط بيييان‬
‫السييبب يفضييي إلييى تعطيييل ذلييك وسييد بيياب‬
‫الجرح في الغلب الكثر ‪.‬‬

‫‪- 246 -‬‬


‫ب الجْرح والَتعديل الييتي ل يييذك َُر فيهييا‬ ‫وأما كت ُ‬
‫هُ‬‫ة‬
‫ن جّرحيو‬ ‫ف فيمي ْ‬‫ح ففائ ِدَُتها الّتوقي ُ‬ ‫ر‬ ‫الج‬
‫ن َبحثن ْييا ِ عي‬
‫ب‬
‫سب ُ‬
‫ه الّريبي ُ‬‫ُ‬ ‫ه ْ ‪ ،‬وانَزاحييت عني‬ ‫ن حيا َل ِ ِ‬
‫ْ‬ ‫فييإ ْ‬
‫ة فيي‬ ‫ه كجماعي ٍ‬ ‫ديث ُ‬
‫ة بييه قب ِلنييا حي ِ‬ ‫ت الّثقي ُ‬ ‫حصل ْ‬ ‫و َ‬
‫ة‪.‬‬ ‫ن بهذه المثاب َ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ْ‬ ‫ي‬‫صحيح‬ ‫ال ّ‬
‫_________________________‬
‫ثم أجاب عن ذلك بما ذكره المصنف في قوله‬
‫) وأما كتب الجرح والتعديل التي ل يذكر فيها‬
‫سبب الجرح ( فإّنا وإن لم نعتمدها في إثبييات‬
‫الجرح والحكم بييه ) ففائدتهييا التوقييف فيميين‬
‫جرحوه ( عيين قبييول حييديثه ‪ ،‬لمييا أوقييع ذلييك‬
‫عندنا من الريبة القوية فيهم ) فإن بحثنا عيين‬
‫حاله وانزاحت عنيه الريبيية وحصيلت الثقية بيه‬
‫قبلنييا حييديثه كجماعيية فييي الصييحيحين بهييذه‬
‫لشارة إليه ‪.‬‬ ‫المثابة ( كما تقدمت ا ِ‬
‫ومقابل الصحيح أقوال ‪:‬‬
‫أحدها ‪ :‬قييول الجييرح غييير مفسيير ‪ ،‬ول يقبييل‬
‫التعديل إل بييذكر سييببه ‪ ،‬لن أسييباب العداليية‬
‫يكيييثر التصييينع فيهييا فيبنييى المعييدل علييى‬
‫الظيياهر ‪ ،‬نقلهييا ِإمييام الحرمييين والغزالييي‬
‫والرازي في » المحصول « ‪.‬‬
‫الثيييياني ‪ :‬ل يقبلن إل مفسييييرين ‪ ،‬حكيييياه‬
‫الخطيييب والصييوليون ‪ ،‬لنييه كمييا قييد يجييرح‬
‫الجارح بما ل يقدح ‪ ،‬كذلك يوثق المعدل بما ل‬
‫الفسييوي‬ ‫يقتضي العداليية ‪ ،‬كمييا روى يعقييوب‬
‫سييمعت إنسييانا ً يقييول‬ ‫في » تيياريخه « قييال ‪:‬‬
‫لحمد بن يونس ‪ :‬عبد الل ّييه العمييري ضييعيف ؛‬
‫قال ‪ :‬إنما يضعفه رافضي مبغض لبائه ‪ ،‬ولييو‬
‫رأيت لحيته وهيئته لعَرفت أنه ثقة ‪ .‬فاسييتدل‬
‫على ثقته بما ليييس بحجيية ‪ ،‬لن حسيين الهيئة‬
‫يشترك فيه العدل وغيره ‪.‬‬
‫الثالث ‪ :‬ل يجب ذكر السبب في واحييد منهمييا‬
‫بأسييبابً‬ ‫إذا كييان الجييارح والمعييدل عييالمين‬
‫الجرح ً والتعديل ‪ ،‬والخلف فييي ذلييك ‪ ،‬بصيييرا‬
‫مرضيا في‬
‫‪260‬‬

‫‪- 247 -‬‬


‫ن‬ ‫ح والّتعدي َ‬
‫ل َيثُبتييا ِ‬ ‫ن الجْر َ‬
‫حأ ّ‬ ‫صحي ُ‬‫الخامسةو ‪:‬قيال َ ّ‬
‫اثنين ‪.‬‬ ‫من‬ ‫ل لبدّ ِ‬ ‫ِ‬ ‫بواحد ‪،‬‬
‫_________________________‬
‫اعتقاده وأفعاله وهذا اختيار القاضي أبي بكر‬
‫ونقله عن الجمهور ‪ ،‬واختيياره إمييام الحرمييين‬
‫والغزاليييي واليييرازي والخطييييب ‪ ،‬وصيييححه‬
‫الحافظ أبو الفضل العراقي والبلقيني فييي »‬
‫محاسن الصطلح « ‪.‬‬
‫لسلم تفصيل ً حسنا ً ‪ ،‬فإن كييان‬ ‫واختار شيخ ا‬
‫ن جرح مجملِ ً قييد وثقييه أحييد ميين أئميية ً هييذا‬ ‫م ِ‬
‫يقبل الجرح فيه من أحييد كائنيا ميين‬ ‫لم‬ ‫الشأن‬
‫كان إل مفسرا ً لنه قد ثبتت له رتبة الثقة فل‬
‫يزحييزح عنهييا إل بييأمر جلييي ‪ ،‬فييإن أئميية هييذا‬
‫الشييأن ل يوثقييون إل مين اعتييبروا حياله فييي‬
‫دينه ‪ ،‬ثم فييي حييديثه ‪ ،‬ونقييدوه كمييا ينبغييي ‪،‬‬
‫وهم أيقظ الناس فل ينقييض حكييم أحييدهم إل‬
‫بأمر صريح ‪ ،‬وإن خل عن التعديل قبل الجييرح‬
‫فيه غير مفسر إذا صدر ميين عييارف ‪ ،‬لنييه إذا‬
‫لم يعييدل فهيو فيي حييز المجهييول ‪ ،‬وإعميال‬
‫قول المجرح فيه أولى من إهماله ‪.‬‬
‫وقال الذهبي ‪ -‬وهو من أهل الستقراء التييام‬
‫في نقد الرجال ‪ -‬لم يجتمع اثنييان ميين علميياء‬
‫هذا الشأن قط علييى توثيييق ضييعيف ول علييى‬
‫تضييعيف ثقيية ‪ ،‬انتهييى ‪ .‬ولهييذا كييان مييذهب‬
‫النسييائي ‪ :‬أن ل يييترك حييديث الرجييل حييتى‬
‫يجمعوا على تركه ‪.‬‬
‫) الخامسييية ‪ :‬الصيييحيح أن الجيييرح والتعيييديل‬
‫يثبتان بواحد ( لن العدد لم يشترط في قبول‬
‫وتعييديله ‪،‬‬ ‫الخبر ‪ ،‬فلم يشترط في جرح راويه‬
‫ولن التزكييية بمنزليية الحكييم وهييو أيضييا ً ل‬
‫يشترط فيه العدد ‪ ) ،‬وقيل ل بييد ميين اثنييين (‬
‫كما في الشييهادة ‪ ،‬وقييد تقييدم الفييرق ‪ .‬قييال‬
‫لسييلم ‪ :‬ولييو قيييل يفصييل بييين مييا إذا‬ ‫كانت ا ِ‬
‫شيخ‬
‫إلى اجتهاده‬ ‫المزكي‬ ‫من‬ ‫مسندة‬ ‫التزكية‬
‫أو إلى النقل عن غيره لكان متجهييا ً ‪ ،‬لنييه إن‬
‫كان الول فل يشترط العدد أصل ً لنييه بمنزليية‬
‫الحكم ‪ ،‬وإن كان الثاني فيجري‬
‫‪261‬‬

‫‪- 248 -‬‬


‫دم‬‫ح مق ّ‬
‫جْر ُ‬‫ح وتعديل فال َ‬
‫ه جر ٌ‬
‫ع في ِ‬ ‫وإذا اجتم َ‬
‫_________________________‬
‫فيه الخلف ويتبين أيضا ً أنه ل يشييترط العييدد‬
‫لن أصل النقل ل يشترط فيه ‪ ،‬فكذا ما تفرع‬
‫منه ‪ ،‬انتهى ‪.‬‬
‫وليييس لهييذا التفصيييل الييذي ذكييره فييائدة إل‬
‫نفيييي الخلف فيييي القسيييم الول ‪ ،‬وشيييمل‬
‫الواحد العبد والمرأة وسيييذكره المصيينف ميين‬
‫زوائده ‪.‬‬
‫) وإذا اجتمع فيه ( أي الراوي ) جرح ( مفسيير‬
‫) وتعديل فالجرح مقدم ( ولو زاد عدد المعدل‬
‫‪ ،‬هذا هييو الصييح عنييد الفقهيياء والصييوليين ‪،‬‬
‫ونقله الخطيييب عيين جمهييور العلميياء لن مييع‬
‫الجارح زيادة علييم لييم يطلييع عليهييا المعييدل ‪،‬‬
‫ولنه مصدق للمعدل فيما أخبر به عيين ظيياهر‬
‫حاله ‪ ،‬إل أنه يخبر عن أمر باطن خفييي عنييه ‪،‬‬
‫وقيد الفقهيياء ذلييك بمييا إذا لييم يقييل المعييدل‬
‫عرفت السبب الذي ذكره الجييارح ولكنييه تيياب‬
‫وحسنت حاله ‪ ،‬فإنه حينئذ يقدم المعدل ‪.‬‬
‫قال البلقيني ‪ :‬ويأتي ذلييك أيض يا ً هنييا إل فييي‬
‫الكذب ‪ ،‬كما سيأتي ‪ ،‬وقيده ابيين دقيييق العيييد‬
‫بييأن يبنييى علييى أميير مجييزوم بييه ل بطريييق‬
‫اجتهادي ‪ ،‬كما اصطلح عليه أهل الحديث فييي‬
‫العتماد في الجرح على اعتبار حديث الييراوي‬
‫بحييديث غيييره والنظيير إلييى كييثرة الموافقيية‬
‫والمخالفة ‪ ،‬ورد بأن أهل الحديث لم يعتمييدوا‬
‫بل في معرفة‬ ‫ذلك في معرفة العدالة والجرح‬
‫الضبط والنقييل ‪ ،‬واسييتثنى أيضيا ً مييا إذا عييين‬
‫المعدل بطريق معتبرة بأن قييال ‪:‬‬ ‫سببا ً فنفاه‬
‫قتل غلما ً ظلما ً يوم كذا ‪ ،‬فقال المعدل رأيته‬
‫حيا ً بعد ذلك ‪ ،‬أو كان القاتل في ذلييك الييوقت‬
‫فإنهمييا يتعارضييان ‪ ،‬وتقييييد الجييرح‬
‫مفسرا ً‬ ‫عنييدي ‪،‬‬
‫بكونه‬
‫‪262‬‬

‫‪- 249 -‬‬


‫ل ‪ ،‬وإذا‬ ‫م الّتعييدي ُ‬‫ن قييدّ َ‬ ‫ن زادَ المعييدُّلو َ‬‫لإ ْ‬ ‫قييي َ‬ ‫و ِ‬
‫ه علييى‬ ‫ف بي ِ‬‫دثني الثقة أو نحوهُ لم ُيكت ي َ‬ ‫لح ّ‬ ‫قا َ‬
‫ل‬‫ن القييائ ِ ُ‬ ‫ل يكتفييي ‪ ،‬فييإن كييا َ‬ ‫يحيح ‪ ،‬وقي ي َ‬ ‫الصي‬
‫د‬
‫عْنيي َ‬ ‫ب ِ‬‫ه ِ‬ ‫مذ َ‬‫قه في ال ْ‬ ‫ف ِ‬ ‫وا ِ‬
‫م َ‬
‫ق ُ‬‫ح ّ‬‫فى في َ‬ ‫عاِلما ً ك َ َ‬
‫قين ‪.‬‬ ‫حق ِ‬
‫ض الم َ‬ ‫بع ِ‬
‫_________________________‬
‫جييار علييى مييا صييححه المصيينف وغيييره ‪ ،‬كمييا‬
‫صرح به ابن دقيق العيد وغيره ‪.‬‬
‫) وقيييل إن زاد المعييدلون ( فييي العييدد علييى‬
‫المجرحين ) قدم التعديل ( لن كثرتهم تقييوي‬
‫حالهم وتوجب العمل بخبرهم وقلة المجرحين‬
‫تضعف خييبرهم ‪ ،‬قييال الخطيييب ‪ :‬وهييذا خطييأ‬
‫وبعد ممن تييوهمه ‪ ،‬لن المعييدلين وإن كييثروا‬
‫لم يخبروا عن عدم ما أخبر به الجارحون ‪ ،‬ولو‬
‫أخبروا بذلك لكانت شهادة باطلة على نفييي ‪،‬‬
‫وقيل ‪ :‬يرجح بالحفظ ‪ ،‬حكاه البلقيني فييي »‬
‫محاسن الصييطلح « ‪ ،‬وقيييل ‪ :‬يتعارضييان فل‬
‫يترجح أحدهما إل بمرجح ‪ ،‬حكاه ابيين الحيياجب‬
‫وغيره عن ابن شعبان من المالكية ‪.‬‬
‫قال العراقي ‪ :‬وكلم الخطيييب يقتضييي نفييي‬
‫هذا القول ‪ .‬فإنه قال ‪ :‬اتفق أهل العلم علييى‬
‫أن من جرحه الواحد والثنان وعدله مثل عييدد‬
‫من جرحه فيإن الجيرح بيه أولييى ‪ ،‬ففيي هييذه‬
‫الصييورة حكاييية الجميياع علييى تقييديم الجييرح‬
‫خلف ما حكاه ابن الحاجب ‪.‬‬
‫) وإذا قال حدثني الثقة ‪ ،‬أو نحييوه ( ميين غييير‬
‫أن يسميه ) لم يكتف به ( في التعديل ) علييى‬
‫الصييحيح ( حييتى يسييميه ‪ ،‬لنييه وإن كييان ثقيية‬
‫عنده فربما لو سماه لكان مميين جرحييه غيييره‬
‫بجييرح قييادح ‪ ،‬بييل إضييرابه عيين تسييميته ريبيية‬
‫توقع ترددا ً في القلب ‪ ،‬بييل زاد الخطيييب أنييه‬
‫لو صرح بأن كل شيوخه ثقييات ثييم روى عميين‬
‫لم يسمعه لم يعمل بتزكيته ‪ ،‬لجواز أن يعييرف‬
‫إذا ذكره بغير العدالة ‪.‬‬
‫مطلقا ً كما لو عينه لنه‬ ‫بذلكمعيا ً‬ ‫) وقيل يكتفى (‬
‫في مجتهدا ً كمالييك والشييافعي وكييثيرا ً‬
‫القيائل‬ ‫كيان‬ ‫فيان‬ ‫)‬ ‫الحيالتين‬ ‫مأمون‬
‫عالما ً ( أي‬
‫ما يفعلن ذلك ) كفى فييي حييق موافقيية فييي‬
‫المييذهب ( ل غيييره ) عنييد بعييض المحققييين (‬
‫قال ابن الصباغ لنه‬
‫‪263‬‬

‫‪- 250 -‬‬


‫لم يورد ذلك احتجاجا ً بالخبر علييى غيييره ‪ ،‬بييل‬
‫يذكر لصحابه قيام الحجة عنده علييى الحكييم ‪،‬‬
‫وقد عيرف هيو مين روى عنيه ذليك ‪ ،‬واختياره‬
‫إمام الحرمييين ‪ ،‬ورجحييه الرافعييي فييي شييرح‬
‫المسند ‪ ،‬وفرضييه فييي صييدور ذلييك ميين أهييل‬
‫التعديل ‪ ،‬وقيل ‪ :‬ل يكفي أيضا ً حييتى يقييول ‪:‬‬
‫كل من أروي لكم عنه ولم أسمه فهو عدل ‪.‬‬
‫قييال الخطيييب ‪ :‬وقييد يوجييد فييي بعييض ميين‬
‫أبهموه الضعف لخفاء حاله ‪ ،‬كرواية مالك عن‬
‫عبد الكريم بن أبي المخارق ‪.‬‬
‫فائدتان‬
‫الولى ‪ :‬لو قال نحو الشافعي أخبرني ميين ل‬
‫أتهم فهو كقوله أخبرني الثقة ‪.‬‬
‫وقييال الييذهبي ‪ :‬ليييس بتوثيييق ‪ ،‬لنييه نفييي‬
‫لتقييانه ول لنييه‬
‫للتهمة ‪ ،‬وليييس فيييه تعييرض ِ‬
‫حجة ‪.‬‬
‫قال ابن السبكي ‪ :‬وهذا صحيح غير أن هذا إذا‬
‫وقع من الشييافعي علييى مسييألة دينييية فهييي‬
‫والتوثيق سييواء فييي أصييل الحجيية ‪ ،‬وإن كييان‬
‫مدلول اللفظ ل يزيد على ما ذكييره الييذهبي ‪،‬‬
‫فمن ثم خالفناه في مثل الشافعي ‪ ،‬أمييا ميين‬
‫ليس مثله فالمر كما قال ‪ ،‬انتهى ‪.‬‬
‫قال الزركشي ‪ :‬والعجييب ميين اقتصيياره علييى‬
‫نقله عن الييذهبي ميع أن طييوائف مين فحيول‬
‫أصيييحابنا صيييرحوا بيييه ‪ ،‬منهيييم الصييييرفي‬
‫والماوردي والروياني ‪.‬‬

‫‪- 251 -‬‬


‫الثانية ‪ :‬قال ابن عبد البر ّ‪ :‬إذا قال مالك عيين‬
‫الثقة عن بكير بيين عبييد اللييه الشييج ‪ ،‬فالثقيية‬
‫مخرميية بيين بكييير ‪ ،‬وإذا قييال عيين الثقيية عيين‬
‫عمرو بيين شييعيب فهييو عبييد الل ّييه بيين وهييب ‪،‬‬
‫وقيل الزهري ‪ ،‬وقال النسائي ‪ :‬الييذي يقييول‬
‫مالك في كتابه ‪ » :‬الثقة عيين بكييير « ‪ ،‬يشييبه‬
‫أن يكون عمرو بن الحارث ‪ ،‬وقال غيره ‪ :‬قال‬
‫ابن وهب ‪ :‬كل ما في كتاب مالك أخبرني من‬
‫ل أتهم من أهل العلم فهو الليييث بيين سييعد ‪.‬‬
‫وقال أبو الحسن البري ‪ :‬سيمعت بعييض أهييل‬
‫الحييديث يقييول ‪ :‬إذا قييال الشييافعي أخبرنييا‬
‫الثقة عن ابن أبي ذؤيب فهو ابن أبي فديك ‪،‬‬
‫وإذا قال أخبرنا الثقة عن الليث بن سعد فهو‬
‫يحيى بن حسان ‪ ،‬وإذا قال أخبرنييا الثقيية عيين‬
‫الوليييد بيين كييثير فهييو أبييو أسييامة ‪ ،‬وإذا قييال‬
‫أخبرنا الثقة عن الوزاعي فهو عمرو ابن أبي‬
‫سلمة ‪ ،‬وإذا قال ‪ :‬أخبرنا الثقة عن ابن جريييج‬
‫فهو مسلم بن خالد ‪ ،‬وإذا قييال أخبرنييا الثقيية‬
‫عيين صييالح مييولى التوأميية فهييو إبراهيييم بيين‬
‫يحيى ‪ ،‬انتهييى ‪ .‬ونقلييه غيييره عيين أبييي حيياتم‬
‫الرازي ‪.‬‬
‫لسييلم ابيين حجيير فييي رجييال‬ ‫ِ‬ ‫ا‬ ‫شيييخ‬ ‫وقييال‬
‫قال مالك عيين الثقيية عيين عمييرو‬ ‫الربعة ‪ :‬إذا‬
‫ابن شعيب فقيل ‪ :‬هييو عمييرو بيين الحييارث أو‬
‫ابن لهيعة ‪ ،‬وعن الثقيية عيين بكييير بيين الشييج‬
‫قيل ‪ :‬هو مخرمة بيين بكييير ‪ ،‬وعيين الثقيية عيين‬
‫ابن عمر هو نافع ‪ ،‬كما في موطأ ابن القاسم‬
‫‪ .‬وإذا قال الشافعي ‪ :‬عن الثقة عن ليييث بيين‬
‫سعد ‪ ،‬قيال الربييع ‪ :‬هيو يحييى ابين حسيان ‪،‬‬
‫وعن الثقة عن أسامة بن زيد هو إبراهيييم بيين‬
‫يحيى ‪ ،‬وعن الثقة عن حميييد هييو ابيين علييية ‪،‬‬
‫وعن الثقة عن معمر هييو مطيرف ب َيين مييازن ‪،‬‬
‫وعن الثقة عن الوليد بن كثير هو أبو أسامة ‪،‬‬
‫الثقة عن يحيى بن أبي كييثير لعلييه ابنييه‬ ‫وعن‬
‫عبد الّله بن يحيى ‪ ،‬وعن الثقة عن يونس بيين‬
‫عبيد عن الحسن هييو ابيين عليية ‪ ،‬وعين الثقية‬
‫عن الزهري هو سفيان بن عيينة ‪ .‬انتهى ‪.‬‬
‫وروينا في مسند الشافعي عن الصييم قييال ‪:‬‬
‫سمعت الربيع يقول ‪ :‬كان الشييافعي إذا قييال‬
‫أخييبرني ميين ل أتهييم يريييد بييه إبراهيييم بيين‬
‫يحيى ‪ ،‬وإذا قال ‪ :‬أخبرني الثقة يريد به يحيى‬
‫بن حسان ‪ ،‬وقد روى الشافعي قييال ‪ :‬أخبرنييا‬
‫الثقة عن‬
‫ه ‪26‬‬

‫‪- 252 -‬‬


‫ديل ً‬ ‫ن تع ي ِ‬ ‫ماهُ لييم يك ُي‬
‫سي ّ‬ ‫ن‬
‫وهيي ْ‬
‫م‬ ‫وى العد ُ‬
‫ل‪ ،‬ع ّ‬ ‫وإذا َر َ‬
‫هييو‬ ‫ل‪ُ :‬‬ ‫ح ‪ ،‬وقي ي ْ َ‬ ‫صييحي ُ‬ ‫َ‬ ‫ال‬ ‫يو‬ ‫ن‬‫عن ْ يدَ ٌالك ْييثري َ‬
‫ِ‬
‫ديل ‪.‬‬ ‫تع ِ‬
‫_________________________‬
‫عبد ال ّّله بن الحييارث إن لييم أكيين سييمعته ميين‬
‫عبد الله بن الحييرث عيين مالييك بيين أنييس عيين‬
‫يزيد بن قسيط عن سعيد بن المسيب أن عمر‬
‫وعثمييان قضيييا فييي الملطيياة بنصييف دييية‬
‫الموضحة قال الحافظ أبييو الفضييل الفلكييي ‪:‬‬
‫الرجل الذي لم يسم الشييافعي هييو أحمييد بيين‬
‫حنبل ‪ ،‬وفي » تاريخ ابن عسيياكر « قييال عبييد‬
‫الّله بن أحمد ‪ :‬كل شيء في كتيياب الشييافعي‬
‫أخبرنا الثقة عن أبي ‪.‬‬
‫لسلم ‪ :‬يوجد في كلم الشافعي‬ ‫شيخ ا ِ‬ ‫وقال‬
‫الثقيية عيين يحيييى بيين أبييي كييثير ‪.‬‬ ‫أخييبرني‬
‫والشافعي لم يأخذ عن أحد مميين أدرك يحيييى‬
‫بيين أبييي كييثير فيحتمييل أنييه ّأراد بسيينده عيين‬
‫يحيييى ‪ ،‬قييال ‪ :‬وذكيير عبييد اللييه بيين أحمييد أن‬
‫الشافعي إذا قال أخبرنا الثقة وذكر أحدا ً ميين‬
‫العراقيين فهو يعني أباه ‪.‬‬
‫) وإذا روى العدل عمن سماه لييم يكيين تعييديل ً‬
‫عنييد الكييثرين ( ميين أهييل الحييديث وغيرهييم‬
‫) وهو الصحيح ( لجواز رواية العييدل عيين غييير‬
‫العدل فلم تتضمن روايتييه عنييه تعييديله ‪ ،‬وقييد‬
‫الشييعبي أنييه قييال ‪ :‬حييدثنا الحييرث‬ ‫روينا عيين‬
‫وأشييهد بييالّله أنييه كييان كييذابا ‪ .‬وروى الحيياكم‬
‫وغيره عن أحمد بن حنبل أنييه رأى يحيييى بيين‬
‫معين وهو يكتب صحيفة معمر عيين أبييان عيين‬
‫أنس ‪ ،‬فإذا اطلع عليه إنسان كتمه ‪ ،‬فقال لييه‬
‫أحمد ‪ :‬تكتب صحيفة معمر عن أبان عن أنييس‬
‫وتعلم أنها موضوعة ؟ فلو قال لك قائل أنييت‬
‫تتكلم في أبان ثم تكتب حديثه ‪ ،‬فقال ‪ :‬يا أبييا‬
‫عبد الّله أكتب هذه الصحيفة فأحفظها كلهييا ‪،‬‬
‫وأعلييم أنهييا موضييوعة حييتى ل يجيييء إنسييان‬
‫فيجعل بدل أبان ثابتا ويرويها عن معميير عيين‬
‫ثابت عن أنس ‪ ،‬فأقول له كذبت إنما هي عيين‬
‫عن ثابت ) وقيل هو تعديل (‬ ‫معمر عن أبان ل‬
‫إذ لو علم فيه جرحا ً لذكره ‪،‬‬
‫‪266‬‬

‫‪- 253 -‬‬


‫ه‬
‫رواهُ‬ ‫ديث‬
‫حي ِ‬
‫ق َ‬ ‫علييى و ْ‬
‫في‬ ‫فْتييياهُ َ‬‫ل العال ِم ِ و ُ‬ ‫َوعم ُ‬
‫حت ِ‬‫ص ّ‬
‫ح في َ‬ ‫ه ق ِدْ ٌ‬‫مخالفت ُ ُ‬‫ه ول ُ‬ ‫حت ِ ِ‬ ‫كما ً ب ِ‬
‫ص ّ‬ ‫ح ْ‬
‫س ُ‬‫لي ْ َ‬
‫ه‪.‬‬‫وات ِ‬‫ول في ُر َ‬
‫_________________________‬
‫ولو لم يييذكره لكييان غاشيا ً فييي الييدين ‪ ،‬قييال‬
‫الصيرفي ‪ :‬وهذا خطأ ‪ ،‬لن الرواية تعريف لييه‬
‫والعدالة بالخبرة ‪ ،‬وأجاب الخطيب بييأنه قييد ل‬
‫يعييرف عييدالته ول جرحييه ‪ ،‬وقيييل ‪ :‬إن كييان‬
‫العدل الييذي روى عنييه ل يييروي إل عيين عييدل‬
‫كيييانت روايتيييه تعيييديل ‪ ،‬وإل فل ‪ ،‬واختييياره‬
‫الصوليون ‪ ،‬كالمدي وابن الحاجب وغيرهما ‪.‬‬
‫) وعمل العالم وفتياه على وفييق حييديث رواه‬
‫ليس حكما ( منه ) بصحته ( ول بتعييديل رواتييه‬
‫لمكان أن يكيون ذليك منيه احتياطييا أو ليدليل‬ ‫ِ‬
‫آخر وافق ذلك الخبر ‪ ،‬وصييحح المييدي وغيييره‬
‫من الصييوليين أنييه حكييم بييذلك ‪ ،‬وقييال إمييام‬
‫الحرمين ‪ :‬إن لم يكن في مسييالك الحتييياط ‪،‬‬
‫وفرق ابن تيمية بين أن يعمل به في الترغيب‬
‫وغيره ) ول مخالفته ( له ) قييدح ( منييه ) فييي‬
‫صحته ول في رواتييه ( لمكييان أن يكييون ذلييك‬
‫لمانع من معييارض أو غي ِييره ‪ ،‬وقييد روى مالييك‬
‫حديث الخيار ولم يعمل به لعمل أهل المدينيية‬
‫بخلفه ‪ ،‬ولم يكن ذلك قدحا في نافع راويه ‪.‬‬
‫وقال ابن كثير ‪ :‬في القسييم الول نظيير ‪ ،‬إذا‬
‫لم يكن في الباب غير ذلك الحييديث ‪ ،‬وتعييرض‬
‫للحتجاج به في فتياه ‪ ،‬أو حكمه ‪ ،‬أو استشهد‬
‫به عند العمل بمقتضاه ‪.‬‬
‫قييال العراقييي ‪ :‬والجييواب وفييي هييذا النظيير‬
‫نظر ‪ ،‬لنه ل يلزم من كييون ذلييك البيياب ليييس‬
‫م دليل آخيير‬ ‫فيه غير هذا الحديث أن ل يكون ث‬
‫ميين قييياس أو إجميياع ‪ ،‬ول يلييزم ّ المفييتي أو‬
‫الحاكم أن يذكر جميييع أدلتييه بييل ول بعضييها ‪،‬‬
‫ولعل له دليل ً آخر واسييتأنس بالحييديث الييوارد‬
‫في الباب ‪ ،‬وربما كان يييرى العمييل بالضييعيف‬
‫وتقديمه على القياس كما تقدم ‪.‬‬
‫‪267‬‬

‫‪- 254 -‬‬


‫هرا ً‬ ‫ة ظييا ِ‬ ‫ل العداليي ِ‬ ‫هييو ِ‬ ‫ة مج ُ‬ ‫رواَييي ُ‬ ‫ل‪ِ :‬‬ ‫السادسيية‬
‫ة‬‫ر ‪ ،‬وروايييي ُ‬ ‫يياهي‬‫ي‬ ‫جم‬‫َ‬ ‫ال‬ ‫َ‬ ‫د‬
‫ر وهو عدل الظاهر خفي ِ‬ ‫يي‬ ‫ي‬ ‫عن‬‫ِ‬ ‫ُ‬
‫ل‬ ‫يي‬ ‫ي‬ ‫تقب‬ ‫وباطنيييا ً‬
‫ج‬ ‫ن َيحت ّ‬ ‫الباط‬ ‫المستو ِ‬
‫ل ِبعييض‬ ‫ل وهييوّ قييو َ ُ‬ ‫و َ‬ ‫ّ‬ ‫ن ردّ ال‬ ‫ميي ْ‬ ‫َ‬ ‫ض‬
‫ُ‬ ‫بعيي‬ ‫بهييا‬
‫ن‬ ‫ن يكييو َ‬ ‫هأ ْ‬ ‫ُ‬ ‫ن ‪ ،‬قييال الشيييخ ‪ :‬يشييبه‬ ‫َ‬ ‫الشييافعّيي‬
‫ب الحييديث‬ ‫ياد كت ي ِ‬
‫ل على هذا فييي كييثير ميين‬ ‫العم ُ‬
‫م‬ ‫بهيي ْ‬ ‫م العهييدُ‬ ‫ُ‬ ‫ة تقي‬ ‫روا ِ‬ ‫ّ‬ ‫ي‬
‫الي‬ ‫ن‬
‫ْ‬ ‫ي‬
‫مي‬‫ِ‬ ‫ة‬
‫ِ‬ ‫ي‬ ‫جماعي‬ ‫َ‬ ‫فييي‬
‫ن‬‫ل العي ِ‬ ‫طنا ً ‪ ،‬وأما مجهو ُ‬ ‫م با ِ‬ ‫ت خبرته ْ‬ ‫ذر ْ‬ ‫وتع ّ‬
‫_________________________‬
‫تنبيه‬
‫مما ل يدل على صحة الحديث أيضاً كمييا ذكييره‬
‫لجميياع لييه علييى‬ ‫موافقيية ا ِ‬ ‫أهييل الصييول ‪،‬‬
‫المستند غيره ‪ ،‬وقيييل‬ ‫الصح ‪ ،‬لجواز أن يكون‬
‫يدل ‪ ،‬وكذلك بقاء خيبر تتييوفر الييدواعي عليى‬
‫إبطيياله ‪ ،‬وقييال الزيدييية ‪ :‬ييييدل ‪ ،‬وافييتراق‬
‫العلماء بين متأول للحييديث ومحتييج بييه ‪ ،‬قييال‬
‫ابن السمعاني وقوم يدل ‪ ،‬لتضمنه تلقيهم له‬
‫يب باحتمييال أنييه تييأوله علييى‬ ‫بييالقبول ‪ ،‬وأجيي‬
‫تقدير صحته فرضا ً ‪ ،‬ل على ثبوتها عنده ‪.‬‬
‫) السادسيية رواييية مجهييول العداليية ظيياهرا ً‬
‫وباطنا ً ( مع كونه معروف العين برواية عدلين‬
‫عنييه ) ً ل تقبييل عنييد الجميياهير ( وقيييل تقبييل‬
‫وى عنه فيهم من‬ ‫من ر َ‬ ‫مطلقا ‪ ،‬وقيل إن كان‬
‫وإل فل ‪ ) ،‬ورواييية‬ ‫قبل‬ ‫ل يروي عن غير عدل ُ‬
‫الظاهر خفي الباطن ( أي‬ ‫المستور وهو عدل‬
‫مجهول العدالة باطنا ً ) يحتج بها بعض ميين رد‬
‫الول وهييو قييول بعييض الشييافعيين ( كسييليم‬
‫لخبار مبني علييى حسيين‬ ‫الرازي ‪ ،‬قال ‪ :‬لن ا‬
‫الظن بالراوي ‪ ،‬ولن ِرواية الخبار تكون عنييد‬
‫من يتعذر عليه معرفية العداليية فييي البيياطن ‪،‬‬
‫فاقتصر فيها على معرفة ذلك فييي الظيياهر ‪،‬‬
‫بخلف الشهادة فإنهييا تكييون عنييد الحكييام فل‬
‫يتعذر عليهم ذلك ) قال الشيخ ( ابن الصلح )‬
‫ويشييبهه أن يكييون العمييل علييى هييذا ( الييرأي‬
‫) فييي كييثير ميين كتييب الحييديث ( المشييهورة‬
‫) فييي جماعيية ميين الييرواة تقييادم العهييد بهييم‬
‫وتعذرت خبرتهم باطنا ً ( وكذا صححه المصنف‬
‫في شرح المهذب ) وأما مجهول العين ( وهييو‬
‫القسم الثالث من أقسام‬
‫‪268‬‬

‫‪- 255 -‬‬


‫ة‪،‬‬ ‫ل العدالي ِ‬ ‫ل مجهو َ‬ ‫ن يقب ُ‬ ‫م‬
‫بعض َ‬
‫دل ْ‬ ‫ه‬
‫وى ُ‬‫فقدْ ل يقبل‬
‫جهاليية‬ ‫ن عّيناهُ اْرتفعييت َ‬ ‫ن‪َ .‬رق َييال الخطي ي ِ‬
‫ْ‬ ‫ع‬ ‫ه‬
‫ُ‬ ‫عن‬ ‫َ‬ ‫مم ْ‬ ‫ث ّ‬
‫ل عن يدَ أهييل‬ ‫ب ‪ :‬المجهييو ُ‬ ‫ُ‬ ‫عين ِييه‬
‫ف‬ ‫ه العلميياءُ ‪ ،‬ول يعيير ُ‬ ‫يعرف ي ُ‬ ‫ن لييم‬ ‫ث ّم ي ْ‬ ‫الحييدي ِ‬
‫ع‬ ‫ل مييا يرف ي ُ‬ ‫واحييد ‪ ،‬وأق ي ّ‬ ‫ة‬
‫جه ي ِ‬ ‫ِ‬ ‫ن‬
‫ْ‬ ‫ي‬ ‫م‬ ‫ل‬ ‫إ‬ ‫حديثيية‬
‫ن‪.‬‬‫ن مشهوري ِ‬ ‫ة اثني ِ‬ ‫ة رواي َ ُ‬ ‫الجهال َ‬
‫وه ُ ‪،‬‬ ‫نح ي َ‬ ‫ث‬
‫ل الحييدي ِ‬ ‫ن أه ي ِ‬‫د البّر ع ي ْ‬ ‫ن عب ِ‬ ‫ل اب ُ‬ ‫ونق َ‬
‫روى‬ ‫علييى الخطيييب ‪ :‬وقييدْ‬ ‫دا َ‬ ‫ل الشيييخ ر ّ‬ ‫قييا َ‬
‫ن‬
‫مع ْ‬ ‫ي ‪ ،‬ومسل ٌ‬ ‫داس السلم ّ‬ ‫مر ْ‬ ‫ن ِ‬ ‫يع ْ‬ ‫البخار ّ‬
‫_________________________‬
‫المجهييول ) فقييد ل يقبلييه بعييض ميين يقبييل‬
‫مجهول العدالة ( ورده هو الصحيح الذي عليييه‬
‫أكثر العلماء من أهل الحديث وغيرهم ‪ ،‬وقيل‬
‫يقبل مطلقا ً ً‪ ،‬وهو قييول ميين ل يشييترط فييي‬
‫لسيلم ‪ ،‬وقيييل إن تفيرد‬ ‫يى ياي ِ‬ ‫الراوي مزيدا علي‬
‫يروي إل عيين عييدل كييابن‬ ‫بالرواية عنه من ل‬
‫مهييدي ويحيييى بيين سييعيد ‪ ،‬واكتفينييا فييي‬
‫قبييل وإل فل ‪ ،‬وقيييل إن كييان‬ ‫التعديل بواحييد ُ‬
‫قبييل‬ ‫مشهورا ً في غير العلم بالزهد أو النجدة ُ‬
‫وإل فل ‪ ،‬واختيياره ابيين عبييد الييبر ‪ ،‬وقيييل إن‬
‫زكاه أحد من أئمة الجرح والتعييديل مييع رواييية‬
‫واحد عنه قبل وإل فل ‪ ،‬واختيياره أبييو الحسيين‬
‫لسييلم ‪ ) .‬ثييم ميين‬ ‫بن القطان وصححه شيخ ا‬
‫روى عنه عدلن عيناه ارتفع ِييت جهاليية عينييه ‪،‬‬
‫قييال الخطيييب ( فييي » الكفاييية « وغيرهييا‬
‫) المجهول عند أهييل الحييديث ميين لييم تعرفييه‬
‫العلماء ( ولم يشتهر بطلب العلم في نفسه )‬
‫و واحييد ‪،‬‬ ‫ول يعرف حديثه ‪ ،‬إل من جهيية ( ) را‬
‫وأقل ما يرفييع الجهاليية ( عنييه ) رواي ٍيية اثنييين‬
‫مشهورين ( فأكثر عنه ‪ ،‬وإن لم يثبت له بذلك‬
‫حكم العدالة ) ونقل ابيين عبييد الييبر عيين أهييل‬
‫الحديث نحوه ( ولفظه كما نقلييه ابيين الصييلح‬
‫في النوع السابع والربعين ‪ :‬كل من لييم يييرو‬
‫فهو عنييدهم مجهييول إل أن‬ ‫عنه إل رجل واحد‬
‫يكييون رجل مشييهورا ً فييي غييير حمييل العلييم ‪،‬‬
‫معد‬
‫بن) ردا ً‬ ‫كاشتهار مالك بن دينار بالزهد وعمرو‬
‫يكرب بالنجدة ) قال الشيخ ( ابن الصلح‬
‫على الخطيب (‬
‫‪269‬‬

‫‪- 256 -‬‬


‫عنهمييا غي يُر‬ ‫و‬
‫ولممي ّْر ِ‬ ‫ي‬‫السلم ّ‬ ‫ب‬
‫ربيعة ابن كع ٍ‬
‫ء‬
‫لكِتفييا ِ‬‫ه َ كا َ‬‫ٌ‬ ‫تجيي‬ ‫ذليي َ‬
‫ك‬ ‫ف فييي‬ ‫واحييد ‪ ،‬والخل ُ‬
‫ب ‪ ،‬ول‬ ‫الخطي ي ِ‬ ‫ل‬‫ب نق ي ُ‬ ‫د والصييوا ُ‬ ‫ل واح ي ٍ‬ ‫بتعييدي‬
‫فإنهمييا‬ ‫ه بمييْرداس وربيعيية‬ ‫علييي ِ‬ ‫ح ِالييّردّ َ‬ ‫يصيي ّ‬
‫ل‪.‬‬‫دو ٌ‬ ‫مع ُ‬ ‫ة كله ْ‬ ‫صحاب ُ‬ ‫ّ‬ ‫وال‬ ‫ران‬ ‫َ‬ ‫مشهو‬ ‫ن‬‫صحاب ِ‬
‫يا‬
‫ّ‬
‫_________________________‬
‫في ذليك ) وقيد روى البخياري ( فيي صيحيحه‬
‫) عن مرداس ( بن مالك ) السلمي ومسييلم (‬
‫في صحيحه ) عيين ربيعيية بيين كعييب السييلمي‬
‫ولم يرو عنهما غير واحد ( وهو قيس بن أبييي‬
‫حازم عن الول وأبو سييلمة بيين عبييد الرحميين‬
‫عن الثاني ‪ ،‬وذلك مصير منهما إلى أن الراوي‬
‫يخرج عن كونه مجهييول ً مييردودا ً برواييية واحييد‬
‫عنه قال ‪ ) :‬والخلف في ذلك متجه كالكتفاء‬
‫دا علييى ابيين‬ ‫د ( قييال المصيينف ر ّ‬ ‫بتعييديل واحي ٍ‬
‫الصلح ‪ ) :‬والصواب نقل الخطيب ( وقد نقله‬
‫أيضا ً أبو مسعود إبراهيم بن محمد الدمشييقي‬
‫وغيره ) ول يصح الييرد علييه بميرداس وربيعية‬
‫فإنهما صييحابيان مشييهوران والصييحابة كلهييم‬
‫عييدول ( فل يحتيياج إلييى رفييع الجهاليية عنهييم‬
‫بتعدد الرواة ‪ ،‬قال العراقي ‪ :‬هييذا الييذي قيياله‬
‫النووي متجه إذا ثبتييت الصييحبة ‪ ،‬ولكيين بقييي‬
‫الكلم في أنه هل تثبت الصحبة برواييية واحييد‬
‫عنييه أو ل تثبييت إل برواييية اثنييين عنييه ‪ ،‬وهييو‬
‫محل نظر واختلف بييين أهييل العلييم ‪ ،‬والحييق‬
‫أنه كان معروفيا ً بيذكره فيي الغيزوات أو فيي‬
‫من وفد من الصحابة أو نحييو ذلييك فييإنه تثبييت‬
‫و واحييد ‪،‬‬ ‫وربيعةرا ٍ‬‫صييحبته ‪ ،‬وإن لييم يييرو عنييه إل‬
‫ميين أهييل‬ ‫ومرداس من أهل الشجرة ‪،‬‬
‫و واحييد عيين كييل‬ ‫ٍ‬ ‫الصفة فل يضرهما انفراد را‬
‫منهما ‪ ،‬علييى أن ذلييك ليييس بصييواب بالنسييبة‬
‫إلى ربيعة ‪ ،‬فقد روى عنه أيضا نعيييم المجميير‬
‫الجوني ‪ ،‬قييال ‪:‬‬ ‫وحنظلة بن علي وأبو عمران‬
‫وذكييرً المييزي والييذهبي أن مرداسيا ً روى عنييه‬
‫أيضييا زييياد بيين علقيية وهييو وهييم إنمييا ذاك‬
‫مييرداس بيين عييروة صييحابي آخيير كمييا ذكييره‬
‫البخاري ‪ ،‬وابن أبييي حيياتم وابيين حبييان وابيين‬
‫يبراني وابيين قييانع‬ ‫منده وابيين عبييد الييبر والطي‬ ‫َ‬
‫وغيرهم ‪ ،‬ول أعلم فيه خلفا ً ‪.‬‬
‫‪27 .‬‬

‫‪- 257 -‬‬


‫تنبيه‬
‫قال العراقي ‪ :‬إذا مشينا على ما قاله النووي‬
‫أن هذا ل يييؤثر فيي الصييحابة ‪ ،‬ورد عليييه ميين‬
‫خرج له البخاري أو مسلم من غيرهم ولم يرو‬
‫عنهم إل واحد ‪ ،‬قال وقييد جمعتهييم فييي جييزء‬
‫مفرد منهم عند البخاري ‪ ،‬جويرية بن قداميية ‪،‬‬
‫تفرد عنه أبو جمرة نصر بيين عمييران الضييبعي‬
‫وزيييد بيين ربيياح المييدني ‪ ،‬تفييرد عنييه مالييك ‪،‬‬
‫والوليد ابن عبد الرحمن الجارودي ‪ ،‬تفرد عنه‬
‫ابن المنذر ‪ ،‬وعند مسلم جييابر ّبيين إسييماعيل‬
‫الحضيرمي ‪ ،‬تفيرد عنيه عبيد الليه بين وهيب ‪،‬‬
‫وحبان صاحب المقصورة تفرد عنييه عييامر بيين‬
‫سعد اهي ‪.‬‬
‫لسلم ‪ :‬أما جويرية ‪ ،‬فالرجح أنها‬ ‫ا‬
‫عم ِ‬ ‫قال شيخ‬
‫الحنف ‪ ،‬صرح بذلك ابن أبي شيييبة‬ ‫جارية‬
‫في مصنفه ‪ ،‬وجارية بن أبييي قداميية صييحابي‬
‫شهير روى عنييه الحنييف بيين قيييس والحسيين‬
‫البصري ‪ ،‬وأما زيد بن ربيياح ‪ ،‬فقييال فيييه أبييو‬
‫حاتم ما أرى بحديثه بأسا ً ‪ ،‬وقييال الييدارقطني‬
‫وغيره ثقة ‪ ،‬وقال ابن عبد البر ثقيية مييأمون ‪،‬‬
‫وذكره ابن حبييان فيي الثقييات ‪ ،‬فيانتفت عنيه‬
‫الجهالة بتوثيق هؤلء ‪ ،‬أما الوليد فوثقه أيضييا‬
‫الدارقطني وابن حبان ‪ ،‬وأما جابر فوثقه ابن‬
‫حبييان وأخييرج لييه ابيين خزيميية فييي صييحيحه ‪،‬‬
‫وقال ‪ :‬إنه ممن يحتج به ‪ ،‬وأمييا خبياب فيذكره‬
‫جماعة في الصحابة ‪.‬‬
‫فائدتان ‪ :‬الولى ‪ :‬جهل جماعيية ميين الحفيياظ‬
‫قوم يا ً ميين الييرواة لعييدم علمهييم بهييم ‪ ،‬وهييم‬
‫معروفون بالعدالة عند غيرهم ‪ ،‬وأنا أسرد مييا‬
‫في الصييحيحين ميين ذلييك ‪ :‬أحمييد ابيين عاصييم‬
‫البلخي ‪ .‬جهله أبو حاتم لنييه لييم يخييبر بحيياله‬
‫ووثقه ابن حبان ‪ ،‬وقال روى عنه أهل بلييده ‪،‬‬
‫إبراهيم بن عبييد الرحميين المخزومييي ‪ ،‬جهلييه‬
‫قه ابيين حبييان‬ ‫ابن القطان وعرفه غيره ‪ .‬فييوث َ‬
‫وروى عنه جماعة ‪ .‬أسامة بن حفييص المييدني‬
‫جهله الساجي وأبو القاسييم الللكييائي ‪ .‬قييال‬
‫الييذهبي ليييس بمجهييول روى عنييه أربعيية ‪.‬‬
‫أسييباط أبييو اليسييع جهلييه أبييو حيياتم وعرفييه‬
‫البخيياري ‪ .‬بيييان بيين عميرو ‪ ،‬جهلييه أبييو حيياتم‬
‫ووثقه ابيين المييديني وابيين حبييان وابيين عييدي‬
‫وروى عنه البخاري‬
‫‪271‬‬

‫‪- 258 -‬‬


‫َ‬ ‫ع‪:‬‬ ‫فْر ٌ‬
‫ن ‪ ،‬وميين‬ ‫َ‬
‫اسمييارفي َ‬
‫ة الع‬
‫مييرأ ِ‬ ‫وال ْ‬ ‫ُ‬
‫يقبل تعييديل العبييد‬
‫ه‪.‬‬ ‫ه ِاحت ّ‬
‫ج بِ ِ‬ ‫ُ‬ ‫ل‬ ‫جه َ‬ ‫هو ُ‬‫ت عينه وعدالت ُ ُ‬‫عرف ْ‬ ‫ُ‬
‫_________________________‬
‫وأبو زرعة وعبد الّله بن واصل ‪ .‬الحسين ابيين‬
‫الحسن بن يسار جهله أبو ّحاتم ووثقييه أحمييد‬
‫وغيره ‪ .‬الحكم ابن عبد الله البصري جهله أبو‬
‫حاتم ووثقه الذهلي وروى عنه أربعيية ثقييات ‪.‬‬
‫عباس بن الحسين القنطري جهلييه أبييو حيياتم‬
‫ووثقيييه أحميييد وابنيييه وروى عنيييه البخييياري‬
‫والحسيين بيين علييي المعمييري وموسييى بيين‬
‫هييارون الحمييال وغيرهييم ‪ .‬محمييد بيين الحكييم‬
‫المييروزي جهلييه أبييو حيياتم ووثقييه ابيين حبييان‬
‫وروى عنه البخاري ‪.‬‬
‫الثانية ‪ :‬قييال الييذهبي فييي » الميييزان « ‪ :‬مييا‬
‫علمت في النساء من اتهمت ول من تركوها ‪،‬‬
‫وجميع من ضعف منهن إنما هو للجهالة ‪.‬‬
‫فرع‬
‫في مسائل زادها المصنف علييى ابيين الصييلح‬
‫فين ( لقبول‬ ‫) يقبل تعديل العبد والمرأة العار َ‬
‫خبرهما ‪ ،‬وبذلك جزم الخطيب فييي » الكفاييية‬
‫« والرازي والقاضي أبو بكر بعد أن حكى عيين‬
‫أكثر الفقهاء من أهل المدينة وغيرهييم أنييه ل‬
‫يقبل في التعييديل النسيياء ل فييي الرواييية ول‬
‫في الشهادة ‪ ،‬واستدل الخطيب على القبييول‬
‫بسؤال النبي صلى الّله عليه وسلم بريرة عن‬
‫لفييك ‪ ،‬قييال بخلف الصييبي‬ ‫عائشة في قصة ا‬
‫يقبي ِ‬
‫يل تعييديله إجماعييا ً ‪ ) .‬وميين‬ ‫المراهييق فل‬
‫عرفت عينييه وعييدالته وجهييل اسييمه ( ونسييبه‬
‫) احتج به ( وفي الصييحيحين ميين ذلييك كييثير ‪،‬‬
‫كقولهم ابن فلن‬
‫‪272‬‬

‫‪- 259 -‬‬


‫ن‬‫دل ِ‬‫هما عيي ْ‬ ‫ن‪،‬و ُ‬ ‫و فل ٌ‬‫ة ْ‬ ‫نأ‬‫ل أخبرني فل ٌ‬ ‫وإذا قا َ‬
‫ن‬
‫ل فل ُ‬ ‫و قييا َ‬‫ْ‬ ‫أ‬ ‫دهما‬‫ِ‬ ‫أح‬ ‫َ‬ ‫دال‬‫َ‬ ‫ع‬ ‫َ‬
‫ل‬ ‫جه‬‫َ‬ ‫فإن‬ ‫ه‬
‫ج بِ ِ‬
‫احت ّ‬
‫ه‪.‬‬
‫ج بِ ِ‬
‫و غيرهُ لم يحت ّ‬ ‫أ ْ‬
‫_________________________‬
‫أو والد فلن ‪ ،‬وقد جزم بذلك الخطيب فييي »‬
‫الكفاييية « ونقلييه عيين القاضييي أبييي بكيير‬
‫الباقلني ‪ ،‬وعلله بييأن الجهييل باسيمه ل يخييل‬
‫بالعلم بعدالته ‪ .‬ومثله بحديث ثمامة بيين حييزن‬
‫عائشة عن ّالنبيييذ فقييالت ‪:‬‬ ‫القشيري ‪ :‬سألت‬
‫هذه خادم رسول الّله صلى الله عليه وسييلم ‪-‬‬
‫لجارية حبشية ‪ -‬فسلها ‪ ،‬الحديث ‪.‬‬
‫) وإذا قال أخبرني فلن أو فلن ( على الشك‬
‫) وهمييا عييدلن احتييج بييه ( لنييه قييد عينهمييا‬
‫وتحقييق سييماعه بييذلك الحييديث ميين أحييدهما‬
‫وكلهمييا مقبييول ‪ ،‬قيياله الخطيييب ‪ ،‬ومثلييه‬
‫بحديث شعبة عيين سييلمة بيين كهيييل عيين أبييي‬
‫الزعييراء أو عيين زيييد بيين وهييب أن سييويد بيين‬
‫غفلة دخل على علي بن أبي طالب فقال ‪ :‬يا‬
‫أمير المؤمنين ‪ِ :‬إني ّ مررت بقوم يييذكرون أبييا‬
‫بكيير وعميير ‪ ،‬الحييديث ‪ ) .‬فييإن جهييل عداليية‬
‫أحييدهما أو قييال فلن أو غيييره ( ولييم يسييمه‬
‫) لييم يحتييج بييه ( لحتمييال أن يكييون المخييبر‬
‫المجهول ‪.‬‬
‫فائدة‬
‫وقع في » صحيح مسلم « أحاديث أبهم بعييض‬
‫رجالها ‪ ،‬كقوله في كتاب الصلة حدثنا صاحب‬
‫لنييا عين إسيماعيل بيين زكريييا عين العميش ‪،‬‬
‫وهييذا فييي رواييية ابيين ماهييان ‪ ،‬أمييا رواييية‬
‫حدثنا محمد بيين بكييار حييدثنا‬ ‫الجلودي ففيها ‪:‬‬
‫إسماعيل ‪ ،‬وفيه أيضا ً ‪ :‬وحدثت عن يحيى بيين‬
‫حسييان ويييونس المييؤدب ‪ ،‬فييذكر حييديث أبييي‬
‫هريييرة ‪ :‬كييان رسييول الل ّييه صييلى الل ّييه عليييه‬
‫وسلم إذا نهييض ميين الركعيية الثانييية اسييتفتح‬
‫القراءة بالحمد للييه رب العييالمين ‪ ،‬وقييد رواه‬
‫أبو نعيم في المستخرج من طريق محمييد بيين‬
‫سهل بن عسكر عن يحيى بن حسييان ومحمييد‬
‫بيين سييهل ميين شيييوخ مسييلم فييي صييحيحه ‪،‬‬
‫ورواه البزار عن أبي الحسن بن مسكين وهييو‬
‫ثقيية عيين يحيييى بيين حسييان ‪ ،‬وفييي الجنييائز ‪:‬‬
‫حدثني ّمن سمع حجاجا ً العور بحديث خروجيه‬
‫صلى الله عليه وسلم إلى البقيييع ‪ ،‬وقييد رواه‬
‫لمام أحمد‬ ‫عن حجاج غير واحد منهم ا ِ‬
‫‪273‬‬

‫‪- 260 -‬‬


‫ويوسف بن سييعيد المصيصييي ‪ ،‬وعنييه أخرجييه‬
‫النسائي ووثقه ‪ ،‬وفي الجوائح ‪ :‬حييدثني غييير‬
‫واحد من أصحابنا قالوا ‪ :‬حدثنا إسييماعيل بيين‬
‫أبي أويس بحديث عائشيية فييي الصييوم ‪ ،‬وقييد‬
‫رواه البخاري عن إسماعيل ‪ ،‬فهو أحيد شييوخ‬
‫مسييلم فيييه ‪ ،‬وفييي الحتكييار ‪ :‬حييدثني بعييض‬
‫أصحابنا عن عمرو بن عون ثنييا خالييد بيين عبييد‬
‫الّله ‪ ،‬وقد أخرجه أبو داود عن وهب بيين بقييية‬
‫عيين خالييد ‪ ،‬ووهييب ميين شيييوخ مسييلم فييي‬
‫صييحيحه ‪ ،‬وفييي المنيياقب ‪ :‬حييدثت عيين أبييي‬
‫أسييامة ‪ ،‬ومميين روى ذلييك عنييه إبراهيييم بيين‬
‫الجوهري حدثنا أبو أسييامة بحييديث أبييي‬ ‫سعيد‬
‫موسى ‪ :‬إن الّله إذا أراد رحمة أمة ميين عبيياده‬
‫قبض نبيها ‪ ،‬الحييديث وقييد رواه عيين إبراهيييم‬
‫الجوهري عن أبي أسامة جماعة منهم أبو بكر‬
‫غي َيياني وأحميد‬‫البزار ومحمد ابن المسيييب الر ِ‬
‫ورواه عيين ْالرغييياني ابيين‬ ‫بن فيييل البالسييي‬
‫المَز ّ‬
‫كى وأبو أحمييد الجلييودي‬ ‫خزيمة وإبراهيم‬
‫وغيرهييم ‪ ،‬وفييي القييدر ‪ :‬حييدثني عييدة ميين‬
‫أصحابنا عن سعيد بن أبي مريييم بحييديث أبييي‬
‫سيعيد ‪ » ،‬لييتركبن سيينن مين قبلكييم « ‪ ،‬وقيد‬
‫وصله إبراهيم بن سفيان عن محمد بن يحيييى‬
‫عن ابن أبي مريم ‪ ،‬وأخرج في الجنائز حييديث‬
‫الزهري ‪ :‬حدثني رجال عن أبي هريييرة بمثييل‬
‫حديث من شهد الجنازة ‪ ،‬وقد وصله قبل ذلييك‬
‫من حديث الزهري عن العرج عن أبي هريييرة‬
‫وميين حييديثه عيين سييعيد بيين المسيييب عنييه ‪،‬‬
‫بلغني‬ ‫وأخرج في الجهاد حديث الزهري قال ‪:‬‬
‫فل رسول الّلييه صييلى الّلييه‬ ‫عن ابن عمر ‪ » :‬ن ّ‬
‫عليه وسلم سرية « ‪ ،‬وقد وصله قبل ذلك من‬
‫حييديث الزهييري عيين سييالم عيين أبيييه ‪ ،‬وميين‬
‫يديث‬ ‫طريق نافع عن ابن عمر ‪ ،‬وأخرج فيييه حي‬
‫عن أبيه ‪ ،‬قال ‪ :‬أخبرت أن رسول الّلييه‬ ‫هشام‬
‫صلى ال ّّله عليه وسلم قال ‪ :‬لقد حكمت فيهم‬
‫بحكم الله ‪ ،‬وقد وصله من رواية أبييي سييعيد ‪،‬‬
‫وأخييرج فييي الصييلة حييديث أيييوب عيين ابيين‬
‫سيرين عيين أبييي هريييرة فييي السييهو ‪ ،‬وفييي‬
‫آخره قال ‪:‬‬
‫‪274‬‬

‫‪- 261 -‬‬


‫ل‬
‫ق‬ ‫ه ً ِبالتفا‬
‫قي ي ِ َ‬
‫جب ِ‬ ‫حت َ ْ ّ‬‫م يُ ْ‬ ‫ه لَ ْ‬‫عت ِ‬ ‫فَر ِببدْ َ‬ ‫نك ّ‬ ‫ة‪:‬م‬
‫م ُيك ْ ّ‬
‫ساِبع َُ‬ ‫ال ّ‬
‫طلق يا ‪ ،‬و ِ‬ ‫م‬
‫ُ‬ ‫ج‬
‫قيييل ل ُيحت َي ّ‬ ‫فُر ِ‬ ‫ن لَ‬ ‫ْ‬ ‫ل‬ ‫ن‬‫ْ‬ ‫وم‬ ‫‪،‬‬
‫ب فييي‬ ‫ذ َ‬
‫ل الك ي َ ِ‬ ‫سييتح ّ‬ ‫ْ‬ ‫ن يَ‬ ‫ْ‬ ‫مم‬
‫ن ِ‬ ‫ْ‬ ‫يك‬
‫َ‬ ‫م‬
‫ْ‬ ‫هإ ْ‬ ‫جب ِ‬ ‫ُيحت ّ‬
‫عيين‬ ‫ه وحكييي َ‬ ‫ذهب ِ‬ ‫ميي ْ‬ ‫ل َ‬ ‫و لهيي َ‬ ‫وقي أ َ ْ‬
‫ه‬
‫ذهب ِ‬ ‫ة ميي َ‬ ‫صيير ِ‬ ‫ن ُال ْ‬
‫م يكن‬ ‫ن لَ ْ‬‫هإ ْ‬ ‫جب ِ‬ ‫حت ّ‬
‫لي ْ‬ ‫ي‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫شافع‬ ‫ّ‬
‫_________________________‬
‫وأخييبرت عيين عمييران بيين حصييين أنييه قييال‬
‫وسلم ‪ ،‬والقييائل ذلييك ابيين سيييرين عيين أبييي‬
‫هريييرة كمييا رجحييه الييدارقطني ‪ ،‬وقييد وصييل‬
‫لفييظ السييلم ميين طريييق أبييي المهلييب عيين‬
‫عمران في حييديث آخيير ‪ ،‬وأخييرج فييي اللعييان‬
‫يان‬
‫غلمييا ً‬ ‫حديث ابن شييهاب ‪ :‬بلغنييا أن أبييا هريييرة كي‬
‫يحييدث ‪ ،‬الحييديث ‪ :‬إن امرأتييي ولييدت‬
‫أسود ‪ ،‬وهو متصل عنييده ميين حييديث الزهييري‬
‫عن أبي سلمة عن أبي هريييرة ‪ ،‬وعنييده وعنييد‬
‫البخاري من حديث ابن المسيب عنه ‪ ،‬فهذا ما‬
‫وقع فيه من هذا النوع وقد تبين اتصاله ‪.‬‬
‫) السييابعة ميين كفيير ببييدعته ( وهييو كمييا فييي‬
‫شييرح المهييذب للمصيينف ‪ :‬المجسييم ‪ ،‬ومنكيير‬
‫علم الجزئيات ‪ ،‬قيييل ‪ :‬وقييائل خلييق القييرآن ‪،‬‬
‫فقد نص عليه الشييافعي واختيياره البلقينييي ‪،‬‬
‫ومنع تأويل البيهقي له بكفران النعميية ‪ ،‬بييأن‬
‫الشافعي قال ذلك في حق حفييص الفييرد لمييا‬
‫أفتى بضييرب عنقييه ‪ ،‬وهييذا رادّ للتأويييل ) لييم‬
‫يحتييج بييه بالتفيياق ( قيييل دعييوى التفيياق‬
‫ممنوعة ‪ ،‬فقد قيل إنه يقبييل مطلق يا ً ‪ ،‬وقيييل‬
‫يقبل إن اعتقد حرمة الكذب ‪ ،‬وصححه صاحب‬
‫» المحصول « ‪ ،‬وقال شيخ السلم ‪ :‬التحقيق‬
‫أنه ل يّرد كل مكفر ببييدعته ‪ِ ،‬لن كييل طائفيية‬
‫تدعى أن مخاِلفتها مبتدعة ‪ ،‬وقد تبالغ فتكفيّر‬
‫لطلق‬ ‫مخالفيهيييا ‪ ،‬فليييو أخيييذ ذليييك عليييى ا‬
‫والمعتمِ‬
‫أن‬‫الطوائفير‪ ،‬أمييرا ً متييواترا ً‬
‫يد‬‫ي‬ ‫لستلزم تكفير جميع‬
‫روايته من أنكي‬ ‫الذي ترد بدعته‬
‫من الشرع معلوم يا ً ميين الييدين بالضييرورة ‪ ،‬أو‬
‫اعتقد عكسه ‪ ،‬وأما من لم يكن كييذلك وانضييم‬
‫إلى ذلك ضبطه لما يرويييه مييع ورعييه وتقييواه‬
‫فيير ( فيييه‬ ‫فل مانع من قبييوله ‪ ) .‬وميين لييم يك ّ‬
‫ونسييبه‬ ‫خلف ) قيييل ل يحتييج بييه مطلقيي ً‬
‫عناييه ترويج يا ً‬ ‫(‬
‫الخطيب لمالك ‪ ،‬لن في الرواية‬
‫لمره وتنويها ً لذكره ‪ ،‬ولنييه فاسييق ببييدعته ‪،‬‬
‫وإن كان متأول ً يرد كالفاسق بل تأويييل ‪ ،‬كمييا‬
‫استوى الكافر المتأول وغيره ) وقيل يحتج به‬
‫إن لم يكن‬
‫‪275‬‬

‫‪- 262 -‬‬


‫ة‪،‬‬ ‫داعيي ً‬ ‫ن َ‬‫ن كييا َ‬ ‫هإ ْ‬‫ج بي ِ‬ ‫حت ّ‬ ‫ه ول ي ْ‬ ‫دعت ِ‬ ‫داعية إلى ب ِ ْ‬
‫و‬
‫ْ‬ ‫أ‬ ‫يثير‬‫ي‬ ‫الك‬ ‫ُ‬
‫ل‬ ‫و‬‫ْ‬ ‫ي‬ ‫وق‬ ‫‪،‬‬ ‫ل‬‫ُ‬ ‫يد‬‫ي‬ ‫الع‬ ‫ر‬
‫ُ‬ ‫ي‬ ‫الظه‬ ‫ذا ه يو‬‫وه ي َ‬
‫صييياحبي‬ ‫ج‬ ‫ِ‬ ‫احتجيييا‬ ‫ل بِ ْ‬ ‫ِ‬ ‫و‬‫ّ‬ ‫ضيييعف ال‬ ‫الكيييثر ‪ َ ،‬و ُ‬
‫ة غي ْيير‬
‫دع ي َ‬ ‫مبت ِ‬ ‫ر ميين ال ْ‬ ‫رهما ِبكثي ٍ‬ ‫حين وغي ْ ِ‬ ‫صحي ْ‬ ‫ال ّ‬
‫ة‪.‬‬ ‫دعا ِ‬ ‫ال ّ‬
‫_________________________‬
‫ممن يستحل الكذب في نصرة مذهبه أو لهل‬
‫مذهبه ( سواء كان داعييية أم ل ‪ ،‬ول يقبييل إن‬
‫اسييتحل ذلييك ‪ ) .‬وحكييي ( هييذا القييول ) عيين‬
‫الشافعي ( حكاه عنه الخطيب فييي » الكفاييية‬
‫« ‪ ،‬لنه قال ‪ :‬أقبييل شييهادة أهييل الهييواء إل‬
‫الشيييهادة بيييالزور‬ ‫الخطابيييية لنهيييم ييييرون‬
‫لموافقيهم ‪ ،‬قال وحكييى هييذا أيضيا ً عيين ابيين‬
‫أبي ليلييى والثييوري والقاضييي أبييي يوسييف ‪.‬‬
‫) وقيل يحتج به إن لم يكن داعييية إلييى بييدعته‬
‫ول يحتج به إن كييان داعييية ( إليهييا لن تزيييين‬
‫بييدعته قييد ِتحملييه علييى تحريييف الروايييات‬
‫وتسويتها على ما يقتضيييه مييذهبه ‪ ) .‬وهييذا (‬
‫القول ) هو الظهيير العييدل وقييول الكييثير أو‬
‫الكييثر ( ميين العلميياء ‪ ) .‬وضييعف ( القييول‬
‫) الول باحتجاج صاحبي الصييحيحين وغيرهمييا‬
‫بكثير من المبتدعة غير الدعاة ( ‪ ،‬كعمران بيين‬
‫حطان وداود بن الحصين ‪ ،‬قال الحاكم وكتاب‬
‫مسلم ملن من الشيعة ‪ ،‬وقد ادعى ابن حبان‬
‫التفيياق علييى ردّ الداعييية وقبييول غيييره بل‬
‫تفصيل ‪.‬‬
‫تنبيهات‬
‫الول ‪ :‬قيد جماعة قبييول الداعييية بمييا إذا لييم‬
‫يرو ما يقوي بدعته ‪ ،‬صرح بييذلك الحييافظ أبييو‬
‫إسحاق الجوزجاني شيخ أبي داود والنسائي ‪،‬‬
‫فقال في كتابه » معرفيية الرجييال « ‪ :‬ومنهييم‬
‫زائغ عييين الحيييق ‪ ،‬أي عييين السييينة ‪ ،‬صيييادق‬
‫الّلهجيية ‪ ،‬فليييس فيييه ًحيليية إل أن يؤخييذ ميين‬
‫حديثه ما ل يكون منكرا إذا لم يقو به بييدعته ‪،‬‬
‫لسلم في » النخبة « ‪ ،‬وقييال‬ ‫وبه جزم شيخ ا‬
‫في شرحها ‪ :‬ما ِقاله الجوزجاني متجه ‪ ،‬لن‬
‫‪276‬‬

‫‪- 263 -‬‬


‫العلة التي لها رد حييديث الداعييية واردة فيمييا‬
‫إذا كان ظاهر المروي يوافق مييذهب المبتييدع‬
‫ولو لم يكن داعية ‪.‬‬
‫قييال العراقييي اعييترض عليييه بييأن‬ ‫الثيياني ‪:‬‬
‫الشيخين أيضا ً احتجا بالدعاة ‪ ،‬فاحتج البخيياري‬
‫بعمران بن حطان وهييو ميين الييدعاة ‪ ،‬واحتجييا‬
‫ميياني وكييان‬ ‫ح‬
‫بعبد الحميد بن عبييد الرحميين ال ِ‬
‫لرجاء ‪ ،‬وأجاب بييأن أبيّيا داود ً قييال‬ ‫داعية إلى ا‬
‫ليييس فييي ِأهييل الهييواء أصييح حييديثا ميين‬
‫الخييوارج ‪ ،‬ثييم ذكيير عمييران بيين حطييان وأبييا‬
‫حسان العرج ‪ ،‬قال ‪ :‬ولم يحتييج مسييلم بعبييد‬
‫الحميد بل أخرج ليه فيي المقدمية وقيد وثقيه‬
‫ابن معين ‪.‬‬
‫الثالث ‪ :‬الصواب أنه ل يقبييل رواييية الرافضيية‬
‫ب السييلف ‪ ،‬كمييا ذكييره المصيينف فييي »‬ ‫وسييا ّ‬
‫لفتاء‬ ‫ِ‬ ‫الروضة « في باب القضاء في مسائل ا‬
‫‪ ،‬وإن سكت في باب الشهادات عيين التصييريح‬
‫باستثنائهم إحالة على مييا تقييدم ‪ ،‬لن سييباب‬
‫المسلم فسوق ‪ ،‬فالصحابة والسلف مين بيياب‬
‫أولى ‪ ،‬وقد صرح بذلك الذهبي في » الميييزان‬
‫« ‪ ،‬فقيييال ‪ :‬البدعييية عليييى ضيييربين صيييغرى‬
‫كالتشيع بل غلو ً‪ ،‬أو بغلو ‪ ،‬كمن تكلم في حق‬
‫ميين حييارب علي يا ‪ ،‬فهييذا كييثير فييي التييابعين‬
‫وتابعيهم مع الدين والورع والصييدق ‪ ،‬فلييو رد‬
‫حديث هؤلء لذهب جملة ميين الثييار النبوييية ‪،‬‬
‫وهذه مفسدة بينة ‪ ،‬ثم بدعيية كييبرى كييالرفض‬
‫الكامييل والغلييو فييه ‪ ،‬والحيط عليى أبييي بكيير‬
‫ذلك ‪ ،‬فهييذا النييوع ل يحتييج‬ ‫وعمر والدعاء إلى‬
‫وأيضا ً‬
‫استحضر الن فييي‬ ‫فما‬ ‫بهم ول كرامة ‪،‬‬
‫هذا الضرب رجل ً صادقا ً ول مأمونا ً ‪ ،‬بل الكذب‬
‫شييعارهم والتقييية والنفيياق دثييارهم انتهييى ‪،‬‬
‫وهييذا الييذي قيياله هييو الصييواب الييذي ل يحييل‬
‫لمسلم أن يعتقييد خلفييه ‪ ،‬وقييال فييي موضييع‬
‫ية‬
‫بروايييا ً‬ ‫آخيير ‪ :‬اختلييف النيياس فييي الحتجيياج‬
‫الرافضيية علييى ثلثي ًية أقييوال ‪ ،‬المنييع مطلق‬
‫واليييترخص مطلقيييا إل مييين يكيييذب ويضيييع ‪،‬‬
‫والثييالث التفصيييل بييين العييارف بمييا يحييدث‬
‫وغيره ‪ ،‬وقال أشهب سئل مالك عن الرافضة‬
‫فقال ‪ :‬ل تكلمييوهم ول تييرووا عنهييم ‪ ،‬وقييال‬
‫الشافعي ‪ :‬لم أر أشهد بالزور من الرافضيية ‪،‬‬
‫وقال يزيد بن هارون يكتب عن كل‬
‫‪277‬‬

‫‪- 264 -‬‬


‫صاحب بدعة إذا لم يكيين داعييية إل ّ الرافضيية ‪،‬‬
‫وقال شريك ‪ :‬أحمل العلم عن كل ميين لقيييت‬
‫إل الرافضة ‪ ،‬وقال ابن المبارك ل تحدثوا عن‬
‫عمرو بن ثابت فإنه كان يسب السلف ‪.‬‬
‫الرابيييع ‪ :‬مييين الملحيييق بالمبتيييدع مييين دأبيييه‬
‫الشتغال بعلوم الوائل كالفلسفة والمنطق ‪،‬‬
‫السييلفي فييي معجييم السييفر ‪،‬‬ ‫صييرح بييذلك‬
‫والحافظ أبو عبد الّله بن رشيييد فييي رحلتييه ‪،‬‬
‫فإن انضييم إلييى ذلييك اعتقيياده بمييا فييي علييم‬
‫الفلسفة من قييدم العييالم ونحييوه فكييافر ‪ ،‬أو‬
‫لما فيها مما ورد الشرع بخلفه وأقام الييدليل‬
‫الفاسد على طريقتهم فل نأمن ميله إليهييم ‪،‬‬
‫وقد صرح بالحط على ميين ذكيير وعييدم قبييول‬
‫روايتهم وأقوالهم ابيين الصييلح فييي فتيياواه ‪،‬‬
‫الشافعية‬
‫ية خصوص يا ً‬ ‫والمصنف في طبقاته ‪ ،‬وخلئق من‬
‫وابن عبد الييبر وغيييره ميين المالكيي‬
‫أهيييل المغيييرب ‪ ،‬والحيييافظ سيييراج اليييدين‬
‫القزويني وغيييره ميين الحنفييية ‪ ،‬وابيين تيمييية‬
‫وغيره من الحنابليية والييذهبي لهيج بييذلك فيي‬
‫جميع تصانيفه ‪.‬‬
‫فائدة‬
‫أردت أن أسييرد هنييا ميين رمييي ببييدعته مميين‬
‫أخرج لهم البخاري ومسلم أو أحييدهما وهييم ‪:‬‬
‫طهمان ‪ ،‬أيوب بن عائذ الطييائي ‪،‬‬ ‫إبراهيم بن‬
‫ذر بن عبد الّله المرهبي ‪ ،‬شييبابة بيين سييوار ‪،‬‬
‫عبييد الحميييد بيين عبييد الرحميين ‪ ،‬أبييو يحيييى‬
‫الحماني ‪ ،‬عبد المجيييد بيين عبييد العزيييز ‪ ،‬ابيين‬
‫أبي رواد ‪ ،‬عثمان بن غياث البصري ‪ ،‬عمر بن‬
‫ذر ‪ ،‬عمر بن مرة محمد بن حازم ‪ ،‬أبو معاوييية‬
‫الضرير ‪ ،‬ورقاء بن عمر اليشكري ‪ ،‬يحيييى بيين‬
‫صالح الوحاظي ‪ ،‬يونس بن بكير ‪ ،‬هؤلء رمييوا‬
‫لرجاء ‪،‬‬
‫با ِ‬
‫‪278‬‬

‫‪- 265 -‬‬


‫وهو تييأخير القييول فييي الحكييم علييى مرتكييب‬
‫الكبائر بالنار ‪ ،‬إسحاق بن سويد العدوي ‪ ،‬بهز‬
‫نمييير‬ ‫بن أسد ‪ ،‬جرير بن عثمييان ‪ ،‬حصييين بيين‬
‫الواسطي ‪ ،‬خالد بن سلمة الفأفاء ‪ ،‬عبد الّلييه‬
‫بن سييالم الشييعري ‪ ،‬قيييس بيين أبييي حييازم ‪،‬‬
‫هؤلء رموا بالنصب ‪ ،‬وهييو بغييض علييي رضييي‬
‫الّله عنه وتقييديم غيييره عليييه ‪ ،‬إسييماعيل بيين‬
‫أبان ‪ ،‬إسماعيل بيين زكريييا الخلقيياني ‪ ،‬جرييير‬
‫ابن عبد الحميد ‪ ،‬أبان بن تغلب الكوفي ‪ ،‬خالد‬
‫بن مخلد القطواني ‪ ،‬سييعيد بيين فيييروز ‪ ،‬أبييو‬
‫ير ‪،‬‬ ‫البختري ‪ ،‬سعيد بن أشوع ‪ ،‬سعيد بيين عفيي‬
‫عباد بن العوام ‪ ،‬عباد بيين يعقييوب ‪ ،‬عبييد الل ّييه‬
‫بن عيسى ‪ ،‬ابن عبد الرحمن بيين أبييي ليلييى ‪،‬‬
‫الرزاق بن همام ‪ ،‬عبد الملييك بيين أعييين ‪،‬‬ ‫عبد‬
‫عبيد الّله بن موسى العبسي ‪ ،‬عدي بيين ثييابت‬
‫النصاري ‪ ،‬علي بن الجعييد ‪ ،‬علييي بيين هاشييم‬
‫بيين البريييد ‪ ،‬الفضييل بيين دكييين ‪ ،‬فضيييل بيين‬
‫مرزوق الكوفي ‪ ،‬فطر بن خليفة ‪ ،‬محمييد بيين‬
‫جحادة الكوفي ‪ ،‬محمد بن فضيل بن غييزوان ‪،‬‬
‫مالييك بيين إسييماعيل أو غسييان ‪ ،‬يحيييى بيين‬
‫الخراز ‪ ،‬هؤلء رمو بالتشيع وهو تقييديم علييي‬
‫على الصحابة ‪ ،‬ثور بن زيد المييدني ‪ ،‬ثييور بيين‬
‫يزيد الحمصي ‪ ،‬حسان بن عطييية المحيياربي ‪،‬‬
‫الحسن بن ذكوان ‪ ،‬داود بن الحصييين ‪ ،‬زكريييا‬
‫بيين إسييحاق ‪ ،‬سييالم بيين عجلن ‪ ،‬سييلم بيين‬
‫مسكين وسيف بن سليمان المكي ‪ ،‬شبل بيين‬
‫عباد ‪ّ ،‬شريك بن أبي نمر ‪ ،‬صالح بن ّكيسييان ‪،‬‬
‫عبد الله بن عمرو ‪ ،‬أبو معمر عبد الله بن أبي‬
‫لبيد عبد الّله بن أبي نجيييح ‪ ،‬عبييد العلييى بيين‬
‫عبيييد العليييى ‪ ،‬عبيييد الرحمييين بييين إسيييحاق‬
‫المدني ‪ ،‬عبد الوارث بن سعيد الثوري ‪ ،‬عطاء‬
‫بن أبي ميمونة ‪ ،‬العلء بن الحارث ‪ ،‬عمرو بن‬
‫زائدة ‪ ،‬عمران ابن مسلم القصير ‪ ،‬عمييير بيين‬
‫هاني ‪ ،‬عوف العرابي ‪ ،‬كهمس بن المنهال ‪،‬‬
‫محمد بن سواء البصري ‪ ،‬هييارون بيين موسييى‬
‫العور النحوي ‪ ،‬هشام الدستوائي ‪ ،‬وهب ابن‬
‫منبه يحيى بن حمزة الحضرمي ‪ ،‬هييؤلء رمييوا‬
‫بالقدر ‪ ،‬وهو زعم أن الشر ميين خلييق العبييد ‪،‬‬
‫بشر بن السري ‪ ،‬رمى بييرأي أبييي جهييم وهييو‬
‫نفي صفات الّله تعالى والقول بخلييق القييرآن‬
‫عكرمة مولى ابيين عبيياس ‪ ،‬الوليييد بيين كييثير ‪،‬‬
‫هؤلء الحرورية ‪ ،‬وهم‬
‫‪379‬‬

‫‪- 266 -‬‬


‫سييق إل ّ‬ ‫ف ْ‬ ‫ن ال ِ‬ ‫ب مي َ‬ ‫ة الت ّييائ ِ‬ ‫ل رواي ي ُ‬ ‫قب ُ‬ ‫الثامنة ‪ :‬ت ُ ْ‬
‫صلى َ الل ّييه علي َييه‬ ‫ه‬‫سول الل ّ ِ‬ ‫ُ‬ ‫ر‬ ‫ث‬‫ِ‬ ‫دي‬ ‫ِ‬ ‫ح‬
‫َ‬ ‫ب في‬ ‫ذ َ‬ ‫الك ِ‬
‫ذا‬ ‫ه‪،‬ك َ‬ ‫ُ‬ ‫ريقت‬ ‫ِ‬ ‫تط‬ ‫ْ‬ ‫سن‬ ‫ُ‬ ‫ح‬
‫ن َ‬ ‫ل أَبدا ً وإ ْ‬ ‫وسلم فل ُيقب ُ‬ ‫َ‬
‫ي‬
‫بخياري ّ ّ‬ ‫خ ال ُ‬ ‫ي شيي ْ ُ‬ ‫يال ّ‬‫د‬
‫ميي ِ‬ ‫حق ْ‬ ‫قاله أحمد بن حْنبل وال ُ‬
‫ل‬ ‫ي‪:‬ك‬ ‫ييرف‬ ‫ي‬ ‫ص‬
‫ّ‬ ‫ال‬ ‫ي‬ ‫ي‪.‬‬ ‫شييافع‬ ‫صيرفي ال ّ‬ ‫ن أّ َ‬ ‫وال‬
‫ة‪،‬‬ ‫وب ٍ‬ ‫ْ‬ ‫ه ِّبت‬ ‫عدْ لقُبول ِ‬ ‫من ُ‬ ‫ْ‬ ‫ب لَ‬ ‫ِ‬ ‫خبرهُ ِبك ّ ِ‬
‫ذ‬ ‫طنا‬‫سق ْ‬
‫ن ضعفناهُ ل َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫م‬
‫ة‪،‬‬ ‫شييهاد ِ‬ ‫عدهُ ِبخلف ال ّ‬ ‫ه بَ ْ‬ ‫و ِ‬ ‫ّ‬ ‫م ُنق‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫وم‬
‫يبر واحييد‬ ‫ذب فييي خي‬ ‫ن كي َ‬ ‫ي ‪ :‬مي ْ‬ ‫سييمعان ّ‬ ‫ل ال ّ‬ ‫وقا َ‬
‫ذا‬ ‫ت هي َ‬ ‫قل ّ ي ُ‬ ‫ه‪ُ .‬‬ ‫ديث ِ‬ ‫ن حي ِ‬
‫م ْ‬ ‫ْ‬ ‫مم‬
‫م ْ‬‫َ‬ ‫سقاط ما َتقدّ‬ ‫ْ‬ ‫بإ‬ ‫وج َ‬ ‫ُ‬
‫ب غْيرنا ‪ ،‬ول‬ ‫ذه ‪ِ .‬‬ ‫َ‬ ‫ذهبنا و‬ ‫َ‬ ‫ة‬
‫عد َ ِ‬ ‫ف لقا ِ‬ ‫مخال ُ‬ ‫ُ‬ ‫ه‬
‫نق ُ‬‫كل‬
‫ة‬
‫شهاد ِ‬ ‫ه وب َْين ال ّ‬ ‫ُ‬ ‫ين‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ب‬ ‫رق‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫ف‬ ‫ال‬ ‫وي‬ ‫ُ ّ‬
‫_________________________‬
‫ي التحكيييم‬ ‫عليي ّ‬ ‫الخييوارج الييذين أنكييروا علييى‬
‫وقيياتلوهم ‪،‬‬ ‫وتبرؤا منه وميين عثمييان وذويييه ‪:‬‬
‫ي بيين هشييام ُرمييي بييالوقف ‪ ،‬وهييو أن ل‬ ‫عل ي ّ‬
‫مخلوق أو غير مخلوق ‪ ،‬عمييران‬ ‫يقول القرآن‬
‫بن حطان ميين القعدييية الييذين يييرون الخييروج‬
‫عليييى الئمييية ول يباشيييرون ذليييك ‪ ،‬فهيييؤلء‬
‫المبتدعييية ممييين أخيييرج لهيييم الشييييخان أو‬
‫أحدهما ‪.‬‬
‫) الثامنيية تقبييل رواييية التييائب ميين الفسييق (‬
‫ومييين الكيييذب فيييي غيييير الحيييديث النبيييوي‬
‫الدالة علييى ذل ّييك‬ ‫رسول ال ّ‬ ‫كشهادته ‪ ،‬لليات والحاديث‬
‫يه‬
‫أحاديث رواية التائب منه ) أبدا ً‬
‫ي‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫صلى‬ ‫له‬ ‫) إل الكذب في‬
‫عليه وسلم فل تقبل (‬
‫وإن حسنت طريقته كذا قاله أحمد بن حنبل و‬
‫( أبو بكر ) الحميدي شيخ البخاري و ( أبو بكيير‬
‫) الصيرفي الشافعي ( بل ) قييال الصيييرفي (‬
‫زيادة على ذلك في » شييرح الرسييالة « ) كييل‬
‫من أسقطنا خبره ( من أهل النقييل ) بكييذب (‬
‫وجدناه عليه ) لييم يعييد لقبييوله بتوبيية ( تظهيير‬
‫) ومييين ضيييعفناه ليييم نقيييوه بعيييده بخلف‬
‫الشهادة ( قال المصنف ‪ :‬ويجوز أن يوجه بأن‬
‫ذلك جعل تغليظا ً عليه وزجرا ً بليغا ً عن الكييذب‬
‫عليه صلى‬
‫‪28 .‬‬

‫‪- 267 -‬‬


‫عليه وسلم ً‪ ،‬لعظم مفسييدته فييإنه يصييير‬ ‫الّله‬
‫شييرعا ً مسييتمرا إلييى يييوم القياميية ‪ ،‬بخلف‬
‫الكذب على غيره والشهادة ‪ ،‬فإن مفسييدتهما‬
‫قاصرة ليست عاميية ‪ ) .‬وقييال ( أبييو المظفيير‬
‫) السمعاني ميين كييذب فييي خييبر واحييد وجييب‬
‫إسييقاط مييا تقييدم ميين حييديثه ( قييال ابيين‬
‫الصلح ‪ :‬وهذا يضيياهي ميين حيييث المعنييى مييا‬
‫ذكره الصيرفي قال المصنف ‪ ) :‬قلت هذا كله‬
‫مخييالف لقاعييدة مييذهبنا ومييذهب غيرنييا ول‬
‫نقوي الفرق بينه وبين الشييهادة ( وكييذا قييال‬
‫في شرح مسلم ‪ :‬المختار القطع بصحة تييوبته‬
‫وقبول روايته كشهادته ‪ ،‬كالكييافر إذا أسييلم ‪،‬‬
‫لشييارة فييي قييوله هييذا‬ ‫وأنا أقول ‪ :‬إن كانت ا‬
‫كله ّ لقييول أحمييد والصي ِييرفي والسييمعاني فل‬
‫بعيد ‪ ،‬والحق ما قيياله‬ ‫والله ما هو بمخالف ول‬
‫لمام أحمد تغليظا ً وزجرا ً ‪ ،‬وإن كييانت لقييول‬ ‫ا ِ‬
‫الصيرفي بناء على أن قوله ‪ :‬يكذب ‪ ،‬عام في‬
‫الكييذب فييي الحييديث وغيييره فقييد أجيياب عنييه‬
‫ييرفي مييا قيياله أحمييد ‪،‬‬ ‫العراقي بأن مراد الصي‬
‫مطلقيا ً‬
‫ين‬ ‫ي‬ ‫م‬ ‫يوله‬‫ي‬ ‫ق‬ ‫يدليل‬
‫ي‬ ‫ب‬ ‫‪،‬‬
‫وتقييده بالمحدث في قوله أيضا ً‬ ‫أي في الحييديث ل‬
‫أهل النقل ‪،‬‬
‫فييي شييرح الرسييالة ‪ ،‬وليييس يطعيين علييى‬
‫المحييدث إل أن يقييول تعمييدت الكييذب ‪ ،‬فهييو‬
‫كيياذب فييي الول ول يقبييل خييبره بعييد ذلييك‬
‫انتهى ‪.‬‬
‫وقوله ومن ضعفناه أي بالكذب ‪ ،‬فييانتظم مييع‬
‫قول أحمد ‪ ،‬وقييد وجييدت فييي الفقييه فرعييين‬
‫يشييهدان لمييا قيياله الصيييرفي والسييمعاني ‪،‬‬
‫فذكروا في بيياب اللعييان ‪ :‬أن الزانييي إذا تيياب‬
‫وحسنت توبته ل يعود محصيينا ً ول يحييد قيياذفه‬
‫يه ‪ ،‬فهييذا نظييير أن‬ ‫بعد ذلك لبقيياء ثلميية عرضي‬
‫الكيياذب ل يقبييل خييبره أبييدا ً ‪ ،‬وذكييروا أنييه لييو‬
‫قذف ثم زنى بعد القذف قبل أن يحد القاذف‬
‫لن الل ّييه تعييالى أجييرى العييادة أنييه ل‬ ‫لم يحد ‪،‬‬
‫يفضح أحدا ً من أول مرة ‪ ،‬فالظاهر تقدم زناه‬
‫قبل ذلك ‪ ،‬فلم يحد له القاذف ‪ ،‬وكذلك نقول‬
‫فيمن تبين كذبه ‪ :‬الظاهر تكرر ذلك منه حييتى‬
‫ظهر لنا ‪ ،‬ولم يتعين لنييا ذلييك فيمييا روى ميين‬
‫إسيقاط الكييل ‪ ،‬وهيذا واضيح بل‬ ‫حديثه فوجب‬
‫شييك ‪ ،‬ولييم أر أحييدا ً تنبييه لمييا حررتييه وللييه‬
‫الحمد ‪.‬‬
‫‪281‬‬

‫‪- 268 -‬‬


‫فائدة‬
‫من المور المهمة تحرير الفييرق بييين الرواييية‬
‫والشهادة ‪ ،‬وقد خاض فيه المتأخرون ‪ ،‬وغاييية‬
‫مييا فرقييوا بييه الختلف فييي بعييض الحكييام ً‪،‬‬
‫كاشتراط العدد وغيره ‪ ،‬وذلك ل يوجب تخالفا‬
‫فييي الحقيقيية ‪ ،‬قييال القرافييي ‪ :‬أقمييت مييدة‬
‫أطلب الفرق بينهما حتى ظفرت به فييي كلم‬
‫المازري ‪ ،‬فقال الرواية ‪ :‬هي الخبار عن عام‬
‫ل ترافع فيه إلييى الحكييام وخلف ِييه الشييهادة ‪،‬‬
‫وأما الحكام التي يفترقان فيها فكثيرة لم أر‬
‫من تعرض لجمعها ‪ ،‬وأنا أذكر منها ما تيسر ‪.‬‬
‫الول ‪ :‬العدد ‪ ،‬ل يشترط فييي الرواييية بخلف‬
‫الشييهادة ‪ ،‬وقييد ذكيير ابيين عبييد السييلم فييي‬
‫مناسييبة ذلييك أمييورا ً ‪ :‬أحييدها أن الغييالب م ّيين‬
‫يلمين مهابيية الكييذب علييى رسييول اللييه‬ ‫المسي‬
‫صلى الّله عليه وسييلم بخلف شييهادة الييزور ‪،‬‬
‫الثاني أنه قد ينفرد بالحديث راو واحد فلو لم‬
‫لسلم تلك المصييلحة ‪،‬‬ ‫يقبل لفات على أهل ا‬
‫بخلف فييوت حييق واحييد ِ علييى شييخص واحييد ‪،‬‬
‫الثالث أن بييين كييثير ميين المسييلمين عييداوات‬
‫تحملهم ّ على شهادة الزور بخلف الرواية عنه‬
‫صلى الله عليه وسلم ‪.‬‬
‫الثيياني ‪ :‬ل تشييترط الذكورييية فيهييا مطلقييا ً‬
‫بخلف الشهادة في بعض المواضع ‪.‬‬
‫تشيييترط الحرّيييية فيهيييا بخلف‬ ‫الثيييالث ‪ :‬ل‬
‫الشهادة مطلقا ً ‪.‬‬
‫الرابع ‪ :‬ل يشترط فيها البلوغ في قول ‪.‬‬
‫‪282‬‬

‫‪- 269 -‬‬


‫الخامس ‪ :‬تقبل شهادة المبتدع إل ّ الخطابييية‬
‫ولييو كييان داعييية ول تقبييل رواييية الداعييية ول‬
‫غيره إن روى موافقه ‪.‬‬
‫السييادس ‪ :‬تقبييل شييهادة التييائب ميين الكييذب‬
‫دون روايته ‪.‬‬
‫السابع ‪ :‬من كذب في حييديث واحييد رد جميييع‬
‫حييديثه السييابق ‪ ،‬بخلف ميين تييبين شييهادته‬
‫للزور في مرة ل ينقض ما شهد به قبل ذلك ‪.‬‬
‫الثامن ‪ :‬ل ً تقبل شهادة من ج ًّرت شهادته إلى‬
‫نفسه نفعا أو دفعت عنه ضررا ‪ ،‬وتقبل مميين‬
‫روى ذلك ‪.‬‬
‫التاسع ‪ :‬ل تقبل الشهادة لصل وفرع ورقيق‬
‫بخلف الرواية ‪.‬‬
‫العاشييير والحيييادي عشييير والثييياني عشييير ‪:‬‬
‫الشييهادة إنمييا تصييح بييدعوى سييابقة ‪ ،‬وطلييب‬
‫لها ‪ ،‬وعند الحاكم ‪ ،‬بخلف الرواية في الكل ‪.‬‬
‫بعلمييه فييي‬ ‫الثييالث عشيير ‪ :‬للعييالم الحكييم‬
‫التعيييديل والتجرييييح قطعيييا ً مطلقيييا ً بخلف‬
‫يا ثلثيية أقييوال ‪ :‬أصييحها‬ ‫الشييهادة ‪ ،‬فييإن فيهي‬
‫التفصيل بين حدود الّله تعالى وغيرها ‪.‬‬
‫الرابييع عشيير ‪ :‬يثبييت الجييرح والتعييديل فييي‬
‫الرواية بواحد دون الشهادة على الصح ‪.‬‬
‫الخييامس عشيير ‪ :‬الصييح فييي الرواييية قبييول‬
‫الجييرح والتعييديل غييير مفسيير ميين ًالعييالم ول‬
‫يقبل الجرح في الشهادة إل مفسرا ‪.‬‬
‫السادس عشر ‪ :‬يجوز أخذ الجرة على الرواية‬
‫بخلف أداء الشيييييهادة إل إذا احتييييياج إليييييى‬
‫مركوب ‪.‬‬
‫‪283‬‬

‫‪- 270 -‬‬


‫ع‬
‫المسييم ُ‬ ‫نفيياهُ‬‫وى حييديثا ً ثييم َ‬ ‫ر َ‬ ‫التاسييعة ‪َ :‬إ َ‬
‫ذا‬
‫ن مييا‬ ‫َ‬
‫ه ب يأ ْ‬
‫في ي ِ‬‫ن ِ جازم يا ً بن ْ‬ ‫َ‬ ‫ن كييا‬ ‫ْ‬ ‫هإ‬‫ُ‬ ‫فالمختيياُر أن ّي‬
‫ح فييي بيياقي‬ ‫قييد ُ‬ ‫ب ردّهُ ول ي َ ْ‬ ‫حييوهُ وجي َ‬ ‫ه ون ْ‬ ‫ويت ُ‬ ‫َر ْ‬
‫ه‪.‬‬ ‫وي عن ُ‬ ‫ت الَرا ِ‬ ‫روايا ِ‬
‫_________________________‬
‫السابع عشير ‪ :‬الحكيم بالشيهادة تعييديل ‪ ،‬بيل‬
‫قال الغزالي أقوى منييه بييالقول بخلف عمييل‬
‫العالم أو فتياه بموافقة المروي على الصح ‪.‬‬
‫الثامن عشر ‪ :‬ل تقبل الشهادة على الشييهادة‬
‫إل عند تعسر الصل بمييوت أو غيبيية أو نحوهيا‬
‫بخلف الرواية ‪.‬‬
‫ً‬
‫التاسييع عشيير ‪ :‬إذا روى شيييئا ثييم رجييع عنييه‬
‫سييقط ول يعمييل بييه ‪ ،‬بخلف الرجييوع عيين‬
‫الشهادة بعد الحكم ‪.‬‬
‫العشرون ‪ :‬إذا شييهدا بمييوجب قتييل ثييم رجعييا‬
‫وقيييال ‪ :‬تعميييدنا ‪ ،‬لزمهميييا القصييياص ‪ ،‬وليييو‬
‫فتوقييف فييروى‬ ‫أشييكلت حادثيية علييى حيياكم‬
‫شخص خبرا ً عن النبي صلى الّله عليييه وسييلم‬
‫فيها وقتل الحيياكم بييه رجل ً ثييم رجييع الييراوي‬
‫وقال ‪ :‬كذبت وتعمدت ‪ ،‬ففي فتيياوى البغييوي‬
‫ينبغي أن يجب القصاص ‪ ،‬كالشاهد إذا رجييع ‪،‬‬
‫قييال الرافعييي ‪ :‬والييذي ذكييره القفييال فييي‬
‫لمام أنه ل قصاص بخلف الشهادة‬ ‫الفتاوي وا ِ‬
‫تتعلق بالحادثة ‪ ،‬والخبر ل يختص بها ‪.‬‬ ‫‪ ،‬فإنها‬
‫الحادي والعشرون ‪ :‬إذا شهد دون أربعة بالزنا‬
‫حدوا للقذف في الظهر ‪ ،‬ول تقبل شهادتهم‬
‫قبل التوبيية ‪ ،‬وفييي قبييول روايتهييم وجهييان ‪،‬‬
‫المشهور منها القبول ‪ ،‬ذكييره الميياوردي فييي‬
‫الحاوي ‪ ،‬ونقله عنه ابن الرفعة في » الكفاية‬
‫« ‪ ،‬والسنوي في اللغاز ‪.‬‬
‫) التاسعة ‪ :‬إذا روى ( ثقة عن ثقة ) حديثا ً ثييم‬
‫نفاه المسييمع ( لمييا ُروجييع فيييه ) ً فالمختييار (‬
‫عند المتأخرين ) أنه إن كان جازما بنفيييه بييأن‬
‫ي ) ونحييوه وجييب‬ ‫قال ما رويته ( أو كييذب عل ي‬
‫رده ( لتعييارض قولهمييا مييع ّ أن الجاحييد هييو‬
‫الصل ) و ( لكن ) ل يقدح ( ذلك ) فييي بيياقي‬
‫روايات الراوي عنه ( ول يثبت بييه جرحييه لنييه‬ ‫أيضا ً‬
‫‪284‬‬

‫‪- 271 -‬‬


‫يرهُ أو نحييوهُ لييم‬ ‫ً‬ ‫ول أ َذْك ُي‬
‫ْ‬
‫عرف يه أ َ‬
‫ُ‬ ‫ل ‪ :‬ل أَ ْ‬
‫ن قييا َ‬ ‫فإ ْ‬
‫سيييه جيياَز‬
‫م نَ ِ‬ ‫ّ‬ ‫ن روى حيديثا ثي‬ ‫ْ‬ ‫قييدح فيييه ‪ .‬ومي‬ ‫ي ْ‬
‫هييور‬ ‫ُ‬ ‫الجم‬ ‫ُ‬
‫ل‬ ‫و‬ ‫ي‬ ‫ق‬ ‫و‬ ‫ي‬ ‫وه‬ ‫‪،‬‬ ‫صحيح‬
‫خلف ّا ً لبعض ال َ‬ ‫ال‬ ‫على‬ ‫ه‬
‫ِ‬ ‫ب‬ ‫ُ‬
‫ل‬ ‫العم‬
‫فَيةْ ‪،‬‬
‫حن ِ‬ ‫َ‬ ‫ف ِ‬ ‫وائ ِ‬ ‫ن الطَ َ‬‫م َ‬
‫_________________________‬
‫مكذب لشيخه في نفيييه لييذلك ‪ ،‬وليييس قبييول‬
‫جرح كل منهمييا أولييى ميين الخيير فتسيياقطا ‪،‬‬
‫فإن عاد الصل وحدث بييه أو حييدث فييرع آخيير‬
‫ثقة عنه ولييم يكييذبه فهييو مقبييول ‪ ،‬صييرح بييه‬
‫القاضي أبو بكر والخطيب وغيرهما ‪ ،‬ومقابل‬
‫المختار في الول عدم رد المييروي ‪ ،‬واختيياره‬
‫السمعاني وعزاه الشاشي للشافعي ‪ ،‬وحكييى‬
‫الهنيييدي الجمييياع علييييه ‪ ،‬وجييزم المييياوردي‬
‫والروياني ِبأن ذلك ل يقدح في صحة الحييديث‬
‫إل أنه ل يجوز للفييرع أن يرويييه عيين الصييل ‪،‬‬
‫فحصل ثلثة أقوال ‪.‬‬
‫وثييم قييول رابييع ‪ :‬أنهمييا يتعارضييان ويرجييح‬
‫أحدهما بطريقه ‪ ،‬وصار إليه إمام الحرمين ‪.‬‬
‫ومن شييواهد القبييول مييا رواه الشييافعي عيين‬
‫سفيان بن عيينة عن عمرو بن دينار عين أبييي‬
‫معبد عن ابن عباس قال ‪ :‬كنت أعرف انقضاء‬
‫صييلة رسييول الّلييه صييلى الّلييه عليييه وسييلم‬
‫بالتكبير ‪ .‬قال عمرو بن دينار ثم ذكرتييه لبييي‬
‫معبييد فقييال ‪ :‬لييم أحييدثك ‪ ،‬قييال عمييرو ‪ :‬قييد‬
‫حدثتنيه ‪ ،‬قال الشافعي ‪ :‬كييأنه نسيييه بعييد مييا‬
‫حييدثه إييياه ‪ ،‬والحييديث أخرجييه البخيياري ميين‬
‫حديث ابن عيينة ‪.‬‬
‫) فإن قال ( الصل ) ل أعرفييه أو ل أذكييره أو‬
‫نحوه ( مما يقتضي جييواز نسيييانه ) لًييم يقييدح‬
‫فيه ( ول يرد بذلك ) ومن روى حديثا ثم نسيه‬
‫جيياز العمييل بييه علييى الصييحيح وهييو قييول‬
‫الطوائف ( أهل الحديث والفقييه‬ ‫الجمهور من‬
‫والكلم ) خلفا ً لبعض الحنفييية ( فييي قييولهم‬
‫بإسقاطه بييذلك ‪ :‬وبنييوا عليييه رد حييديث رواه‬
‫أبو داود والترمذي وابن ماجه من رواية ربيعة‬
‫بن أبي عبد الرحمن عن سهيل بن أبيّ صييالح‬
‫عن أبيه عن أبي هريرة ‪ :‬أن رسول الله صلى‬
‫الّله عليه وسلم قضى‬

‫‪- 272 -‬‬


‫باليمين مع الشاهد ‪ ،‬زاد أبو داود في رواييية ‪:‬‬
‫أن عبد العزيز الدراوردي قال ‪ :‬فييذكرت ذلييك‬
‫لسييهيل فقييال ‪ :‬أخييبرني ربيعيية وهييو عنييدي‬
‫ثقة ‪ ،‬أني حدثته إياه ول أحفظه ‪.‬‬
‫قال عبد العزيز ‪ :‬وقد كان سهيل أصابته عليية‬
‫أذهبت بعض عقله ونسي بعض حديثه ‪ ،‬فكييان‬
‫سهيل بعد يحييدثه عي ًين ربيعيية عنييه عيين أبيييه ‪،‬‬
‫ورواه أبو داود أيض يا ميين رواييية سييليمان بيين‬
‫بلل عن ربيعة ‪ ،‬قال سليمان ‪ :‬فلقيت سهيل ً‬
‫فسألته عن هذا الحديث ‪ .‬فقال ‪ :‬مييا أعرفييه ‪،‬‬
‫فقلت له ‪ :‬إن ربيعة أخبرني بيه عنييك ‪ .‬قيال ‪:‬‬
‫فإن كان ربيعيية أخييبرك عنييي فحييدث بييه عيين‬
‫ربيعة عني ‪.‬‬
‫يراوي معرض يا ً للسييهو‬ ‫ي‬ ‫ال‬ ‫يان‬‫ي‬ ‫ك‬ ‫إن‬ ‫‪:‬‬ ‫فييإن قيييل‬
‫والنسيييان فييالفرع أيضييا ً كييذلك فينبغييي أن‬
‫يسقطا ‪ .‬أجيب بأن الراوي ليس بناف وقوعه‬
‫بل ذاكر ‪ ،‬والفرع جازم مثبت فقدم عليه ‪.‬‬
‫قال ابن الصلح ‪ :‬وقد روى كييثير ميين الكييابر‬
‫أحاديث نسوها بعدما حدثوا بها ‪ ،‬وكان أحدهم‬
‫يقول ‪ :‬حييدثني فلن عنييي عيين فلن ‪ ،‬بكييذا ‪،‬‬
‫وصيينف فييي ذلييك الخطيييب أخبييار ميين حييدث‬
‫ونسي ‪ ،‬وكييذلك الييدارقطني ‪ ،‬ميين ذلييك ‪ :‬مييا‬
‫رواه الخطيب من طريق حماد بيين سييلمة عين‬
‫أنس قال ‪ :‬حدثني ابناي عنييي عيين‬ ‫عاصم عن‬
‫النبي صلى الّله عليه وسلم أنه كييان يكييره أن‬
‫يجعييل فييص الخيياتم ممييا سييواه ‪ ،‬وروى ميين‬
‫طريق بشر بن الوليييد ‪ ،‬ثنييا محمييد بيين طلحيية‬
‫حدثني روح أني ّ حدثته بحديث عن زبيييدة عيين‬
‫مرة عن عبييد اللييه أنييه قييال ‪ :‬إن هييذا الييدينار‬
‫واليييدرهم أهلكيييا مييين كيييان قبلكيييم وهميييا‬
‫مهلكاكم ‪ ،‬ومن طريق الترمذي صاحب الجامع‬
‫‪ :‬حييدثنا محمييد بيين حميييد حييدثنا جرييير قييال ‪:‬‬
‫حدثنيه علي بن مجاهد عني وهو عندي ثقة‬
‫‪286‬‬

‫‪- 273 -‬‬


‫ه الّرواية‬ ‫ي وغْير ِ‬ ‫شافع ّ‬ ‫ة ال ّ‬ ‫ذا ك ََراه ُ‬ ‫فه َ‬ ‫ول ُيخال ُ‬
‫َ‬ ‫‪.‬‬ ‫ء‬
‫ِ‬ ‫عن الحيا‬
‫قب ُ‬
‫ل‬ ‫جرا ً ل ت ُ ْ‬ ‫ثأ ْ‬ ‫دي ِ‬ ‫ن أخذَ على الّتح ِ‬ ‫العاشَرةُ ‪ :‬م َْ‬
‫سييحاق ‪ ،‬وأبييي حيياتم ‪،‬‬ ‫حمييد ‪ ،‬وإ َ ْ‬ ‫روايت ُييه عن ْيدَ َ أ ْ‬
‫ي بيين عبييد‬ ‫َ‬
‫خ أبي ّ‬ ‫وعل‬ ‫‪،‬‬ ‫ضل‬ ‫ْ‬ ‫ف‬ ‫ال‬ ‫َ‬ ‫نعيم‬ ‫ُ‬ ‫أبي‬ ‫ل عْند‬ ‫قب ُ‬‫وت ُ ْ‬
‫سييحاقَ‬ ‫ْ‬ ‫إ‬ ‫يو‬ ‫ُ‬ ‫يي‬ ‫شي‬ ‫ّ‬ ‫ال‬ ‫أفتى‬ ‫و‬ ‫‪.‬‬ ‫ن‬ ‫وآخري‬
‫شيرازي بج َ‬ ‫‪،‬‬ ‫العزيز‬
‫ب‬‫سي ُ‬ ‫ه الك َ ْ‬ ‫ع علي ْي ِ‬ ‫متن ي َ‬ ‫ين ا ْ‬ ‫وازها ِلمي‬ ‫بسب ِ َ‬ ‫ّ‬ ‫ال ّ‬
‫ديث ‪.‬‬ ‫ح ِ‬‫ب الت ّ ْ‬ ‫ِ‬ ‫ه ِ‬‫ِلعيال ِ‬
‫_________________________‬
‫عن ثعلبة عن الزهري قال ‪ :‬إنما كره المنديل‬
‫بعد الوضوء لن الوضوء يييوزن ‪ ،‬وميين طريييق‬
‫إبراهيييم بيين بشييار ‪ ،‬ثنييا سييفيان بيين عيينيية‬
‫حدثني وكيع أني حدثته عيين عمييرو بيين دينييار‬
‫عييين عكرمييية ‪ ،‬مييين صياصييييهم ‪ ،‬قيييال مييين‬
‫حصونهم ) ول يخالف هييذا كراهييية الشييافعي‬
‫وغيره ( كشعبة ومعمر ) الرواية عن الحييياء (‬
‫لنسييان معييرض‬ ‫لنهم إنمييا كرهييوا ذلييك لن ا‬
‫للنسيييان فيبييادر إلييى جحييود ِ مييا روى عنييه‬
‫وتكذيب الييراوي لييه ‪ ،‬وقيييل ‪ :‬إنمييا كييره ذلييك‬
‫لحتمال أن يتغير الراوي عيين الثقيية والعداليية‬
‫بطارئ يطرأ عليه يقتضي رد حديثه المتقدم ‪.‬‬
‫قال العراقي ‪ :‬وهذا حدس وظن غييير موافييق‬
‫لما أراده الشافعي ‪ ،‬وقد بين الشافعي مراده‬
‫بييذلك كمييا رواه الييبيهقي فييي » المييدخل «‬
‫بإسناده إليه أنه قال ‪ :‬ل تحدث عن حييي فييإن‬
‫الحي ل يؤمن عليه النسيان ‪ ،‬قيياله لبيين عبييد‬
‫الحكم حين روى عن الشافعي حكاية فأنكرهييا‬
‫ثم ذكرها ‪.‬‬
‫) العاشييرة ‪ :‬ميين أخييذ علييى التحييديث أجييرا ً ل‬
‫تقبل روايته عند أحمد ( بن حنبل ) وإسحاق (‬
‫بن راهويه ) وأبي حاتم ( الرازي ) وتقبل عند‬
‫أبي نعيم الفضل ( ابيين دكييين شيييخ البخيياري‬
‫ي بن عبد العزيييز ( البغييوي ) وآخرييين (‬ ‫) وعل‬
‫ترخصا ً ّ) وأفتى الشيخ أبو إسييحاق الشيييرازي‬
‫أبا الحسين بن النقور ) بجوازها لي ( أنه من‬
‫‪287‬‬

‫‪- 274 -‬‬


‫) ميين امتنييع عليييه الكسييب لعييياله بسييبب‬
‫الوصي الجييرة‬ ‫التحديث ( ويشهد له جواز أخذ‬
‫ميين مييال اليييتيم إذا كييان فقيييرا ً ‪ ،‬أو اشييتغل‬
‫بحفظييه عيين الكسييب ميين غييير رجييوع عليييه ‪،‬‬
‫لظاهر القرآن ‪.‬‬
‫فائدة‬
‫هييذا أول موضييع وقييع فيييه ذكيير إسييحاق بيين‬
‫راهويه ‪ ،‬وقد سئل لم قيل لييه ابيين راهييويه ؟‬
‫فقييال ‪ :‬إن أبييي ولييد فييي الطريييق فقييالت‬
‫المراوزة ‪ :‬راهويه ‪ ،‬يعني أنه ولد في الطريق‬
‫‪ ،‬وفي فوائد رحلة ابن رشيد ‪ :‬مييذهب النحيياة‬
‫في هذا وفيي نظيائره فتيح اليواو وميا قبلهييا‬
‫وسكون الياء ثم هاء ‪ ،‬والمحييدثون ينحييون بييه‬
‫نحو الفارسية فيقولييون ‪ :‬هييو بضييم مييا قبييل‬
‫الواو وسكونها وفتح الياء وإسكان الهاء فهي‬
‫هاء على كل حال والتيياء خطييأ ‪ ،‬قييال ‪ :‬وكييان‬
‫الحافظ أبو العلء العطار يقول ‪ :‬أهل الحديث‬
‫ل يحبون ويه اهي ‪.‬‬
‫لسييلم ‪ :‬ولهييم فييي ذلييك سييلف ‪،‬‬ ‫فيا ِ‬
‫قال شيخ‬
‫كتاب » معاشرة الهلين « عن أبي‬ ‫رويناه‬
‫عمييرو عيين إبراهيييم النخعييي أن ويييه اسييم‬
‫شيطان ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬ذكر ياقوت في » معجم الدبيياء « نحييو‬
‫ما ذكره ابن رشيييد ‪ ،‬وقييال ‪ :‬قييد ضييبطه ابيين‬
‫بسام بسكون الييواو وفتييح الييياء ‪ ،‬فقييال فييي‬
‫نفطويه ‪:‬‬
‫صيلى علييه‬ ‫رأيت فيي النيوم أبيي آدميا ً‬
‫الّله ذو الفيضيل‬
‫من كيان‬ ‫فيقيال ‪ :‬أبيلغ ولييدي كيلهيم‬
‫في حزن وفي سهيل‬
‫إن كيان‬ ‫أميهيم طييالييق‬ ‫بيأن حييواء‬
‫نيفي ُ‬
‫طيويه من نيسيلي‬
‫وقال المصنف في » تهذيبه « في ترجمة أبي‬
‫عبيييد بيين حربييويه ‪ :‬هييو بفتييح البيياء الموحييدة‬
‫والواو وسكون الياء ثييم هيياء ‪ ،‬ويقييال ‪ :‬بضييم‬
‫الباء مع إسكان الواو وفتح‬
‫‪288‬‬

‫‪- 275 -‬‬


‫ف‬‫ر َ‬ ‫عيي ِ‬
‫نَ ُ‬ ‫مييه ْ‬‫ة َ‬ ‫ل رواييي َ‬ ‫الحادييية عشييرةَ ‪ :‬ل تقبيي ُ‬
‫نل‬ ‫كميي ْ‬ ‫ه أو إسييماع ِ‬ ‫بالّتسيياهل فييي سييماع ِ‬
‫ث ل ميين‬ ‫ع ‪ ،‬أو يح يدّ ُ‬ ‫ِ‬ ‫ُيباِلي بييال ِّنوم فييي السييما‬
‫ن فييي‬ ‫ف بقبييول التلقي ي َ‬ ‫ر َ‬ ‫الي ِ‬
‫ع‬
‫صييحح ‪ ،‬أو ُ‬ ‫مث َ‬‫يدي ُ‬‫أصل‬
‫ه إذا لييم‬ ‫و فييي روايت ي ِ‬ ‫ة ِ‬ ‫ه‬
‫ْ‬ ‫ي‬ ‫س‬‫ّ‬ ‫ة‬
‫ِ‬ ‫يثر‬ ‫ي‬ ‫ك‬ ‫أو‬
‫ث من أ َ‬‫ِ‬ ‫الحي‬
‫ر فيي‬ ‫ِ‬ ‫كي‬
‫واذ والمنا ِ‬ ‫َ‬ ‫الش‬ ‫ل أو كثَر ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ص‬‫ْ‬ ‫ُيحدّ ْ‬
‫ي‬
‫دي ّ‬
‫والحمي ِ‬ ‫المبارك ‪ ،‬وأحمد ‪،‬‬ ‫ن غل ي َ‬ ‫ه ‪ .‬قال ابن‬ ‫حديث ِ‬
‫يه‬ ‫فب ُي ّيين ل‬ ‫ط فييي حييديث َ‬ ‫مي ْ‬‫َ‬ ‫‪َ ،‬وغيرهييم ‪:‬‬
‫ه ‪ .‬وهييذا‬ ‫روايييات‬ ‫ت ِ‬‫ه سييقط ً ّ‬ ‫فأص يّر علييى روايت ي ِ‬
‫أو نحوهُ ُ‪.‬‬ ‫عنادا‬ ‫صر ِ‬ ‫ن ظهَر أنه أ َ‬ ‫حإ ْ‬ ‫صحي ٌ‬
‫_________________________‬
‫الييياء ‪ ،‬ويجييري هييذان الوجهييان فييي نظييائره‬
‫كسييييبويه ونفطيييويه وراهيييويه وعمروييييه ‪،‬‬
‫فالول مذهب النحويين وأهل الدب ‪ ،‬والثاني‬
‫مذهب المحدثين ‪ .‬انتهى ‪.‬‬
‫) الحادييية عشييرة ‪ :‬ل تقبييل رواييية ميين عييرف‬
‫بالتسيياهل فييي سييماعه أو إسييماعه كميين ل‬
‫يبالي بالنوم في السييماع ( منييه أو عليييه ) أو‬
‫يحدث ل من أصل صحيح ( مقابييل علييى أصيله‬
‫أو أصل شيخه ) أو عرف بقبول التلقييين فييي‬
‫الحديث ( بأن يلقن الشيء فيحدث به من غير‬
‫أن يعلم أنه من حديثه ‪ ،‬كما وقع لموسييى بيين‬
‫دينار ونحوه ‪ ) ،‬أو كثرة السهو في روايتييه إذا‬
‫ليم يحييدث مين أصيل ( صيحيح ‪ ،‬بخلف ميا إذا‬
‫دث منه فل عبرة بكثرة سهوه ‪ ،‬لن العتماد‬ ‫ح ّ‬
‫حينئذ على الصل ل علييى حفظييه ‪ ) ،‬أو كييثرة‬
‫الشواذ والمناكير فييي حييديثه ( قييال شييعبة ل‬
‫يجيئك الحديث الشيياذ إل ميين الرجييل الشيياذ ‪،‬‬
‫وقيل له ‪ :‬من الذي ُتترك الروايية عنيه ؟ قيال‬
‫الرواية ما ل ُيعرف‬ ‫من أكثر عن المعروف من‬
‫‪ ،‬وأكثر الغلط ) قال ( عبد الّله ) بيين المبييارك‬
‫وأحمد بن حنبل والحميدي وغيرهم ميين غلييط‬
‫في حديث فبين له ( غلطه فأصر على روايتييه‬
‫لذلك الحديث وليم يرجيع ) سيقطت رواييياته (‬
‫كلها ولم يكتب عنه ‪،‬‬
‫‪289‬‬

‫‪- 276 -‬‬


‫ن عن‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫س هذه الْزما‬ ‫ُ‬ ‫عرض النا‬ ‫الثانية عشرةَ ‪ :‬أ َ ْ‬
‫ن‬ ‫و ِ‬ ‫ة لكيي ْ‬ ‫اعتبييار مجمييوع الشييروط المييذكور ِ‬
‫ص‬
‫المختييونّ‬ ‫لسييناد‬‫مق ا ِ‬ ‫ة‬
‫المقصود صاَر إبقاءَ سلسل ِ‬
‫صوِد ‪ ،‬وهييو ك َ ْ ُ‬ ‫ُ‬ ‫ً‬ ‫بالي ْ‬ ‫ق‬‫يلييا ً ُ‬ ‫فلُيعَتبَر ًما َ‬ ‫ة َ‬ ‫بالم ِ‬
‫ر‬ ‫ه‬
‫ِ‬ ‫يا‬
‫ي‬ ‫تظ‬ ‫َ‬ ‫م‬
‫ُ‬ ‫ير‬
‫ي‬ ‫غي‬ ‫‪،‬‬ ‫ل‬ ‫ياق‬ ‫ع‬ ‫‪،‬‬ ‫بالغ‬ ‫ا‬‫يلم‬ ‫ي‬ ‫س‬
‫ْ‬ ‫م‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫خ‬ ‫الشييي‬
‫ه‬ ‫ه ‪ ،‬بوجييود سييماع ٍ ِ‬ ‫ف وبضييبط ِ‬ ‫سييخ ٍ‬ ‫ق ‪ ،‬أو ُ‬ ‫ٍ‬ ‫س‬
‫ف ْ‬‫بِ ِ‬
‫ل‬
‫ذكرنيياهٍ‬ ‫ن أصي‬ ‫ماي ْ‬‫م‬‫ه ِ‬
‫متهيم ِ ‪ ،‬وبروايتي ِ‬ ‫ُ‬ ‫مْثبتيا ً بخييط غييير‬ ‫ُ‬
‫ُ‬ ‫و‬
‫ل نح َ‬‫ه ‪ .‬وقد قا َ‬ ‫ل شيخ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ص‬ ‫ْ‬ ‫قل‬ ‫ِ‬ ‫ف‬
‫موا ِ‬ ‫ُ‬
‫ي‪.‬‬‫الحافظ أبو بكر البيهق ّ‬
‫_________________________‬
‫قال ابن الصلح وفي هذا نظر قييال ‪ ) :‬وهييذا‬
‫صحيح إن ظهر أنه أصر عنادا ً أو نحييوه ( وكييذا‬
‫قال ابن حبان ‪ :‬قال ابن مهيدي لشييعبة ‪ :‬ميين‬
‫الذي ُتترك الرواية عنه ؟ قييال إذا تمييارى فيي‬
‫غلييط مجمييع عليييه ولييم يتهييم نفسييه عنييد‬
‫يدً‬ ‫اجتماعهم على خلفييه ‪ .‬قييال العراقييي وقيي‬
‫يكون المييبين عالمييا‬ ‫ذلك بعض المتأخرين بأن‬
‫عند المبين وإل فل حرج إذا ً ‪.‬‬
‫) الثانية عشرة ‪ :‬أعييرض النيياس ( فييي ) هييذه‬
‫الزمان ( المتأخرة ) عن اعتبار مجموع ( هذه‬
‫) الشييروط المييذكورة ( فييي رواييية الحييديث‬
‫ومشايخه لتعذر الوفاء بهييا علييى مييا شييرط و‬
‫) لكون المقصود ( الن ) صييار إبقيياء سلسييلة‬
‫لسناد المختص بالمة ( المحمدية والمحيياذرة‬ ‫ا ِ‬
‫من انقطاع سلسلتها ) فليعتبر ( من الشروط‬
‫يرده‬
‫مسيييلما ً‬ ‫) ما يليييق بالمقصييود ( المييذكور علييى تج‬
‫وليكتف بما يذكر ) وهييو كييون الشيييخ‬
‫بالغ يا ً غييير متظيياهر بفسييق أو سييخف ( يخييل‬
‫عدالته ) و ( يكتفي ) بضييبطه‬ ‫بمروءته لتحقق‬
‫بوجود سماعه مثبتا ً بخييط ( ثقيية ) غييير متهييم‬
‫وبروايتيه مين أصيل ( صيحيح ) موافيق لصيل‬
‫شيخه وقد قال نحو ما ذكرناه الحافظ أبو بكر‬
‫الييبيهقي ( وعبييارته ‪ :‬توسييع ميين توسييع فييي‬
‫السييماع ميين بعييض محييدثي زماننييا ‪ .‬الييذين ل‬
‫يحفظييون حييديثهم ول يحسيينون قراءتييه ميين‬
‫كتبهييم ول يعرفييون مييا يقييرأ عليهييم بعييد أن‬
‫تكييون القييراءة عليهييم ميين أصييل سييماعهم ‪،‬‬
‫وذلييك لتييدوين الحيياديث فييي الجوامييع الييتي‬
‫جمعها‬
‫‪29 .‬‬

‫‪- 277 -‬‬


‫ح والتعييديل ‪.‬‬ ‫حيْر ِ‬ ‫ج‬
‫ظ ال َ َ‬‫الثالثة عشرة ‪ :‬في ألفييا ِ‬
‫سين ‪ .‬فَألفيياظ‬ ‫وقد َرتبها ابيين أبيي حياتم فأ ْ َ‬
‫ت‬‫و ثب ٌ‬‫نأ ْ‬‫تق ٌ‬‫مٌ ْ‬
‫وب ُ‬ ‫ةأ ْ‬ ‫علهاٌ ‪ِ :‬ثق ٌ‬ ‫ب‪:‬أ ْ‬ ‫مَرات ُ‬
‫ديل ‪َ ،‬‬‫الّتع ِ‬
‫ط‪.‬‬ ‫ظ ‪ ،‬أو ضا ِ‬ ‫ل حاف‬‫أو عدْ ٌ‬ ‫ة‬
‫حج ٌ‬ ‫و ُ‬‫أ ْ‬
‫_________________________‬
‫أئمة الحديث ‪ .‬قال ‪ :‬فمن جاء اليوم بحديث ل‬
‫يوجد عنييد جميعهييم ل يقبييل منييه ‪ ،‬وميين جيياء‬
‫بحديث معروف عندهم فالذي يرويييه ل ينفييرد‬
‫بروايته ‪ ،‬والحجة قائمة بحديثه برواييية غيييره ‪،‬‬
‫والقصييد ميين روايتييه والسييماع منييه أن يصييير‬
‫الحديث مسلسل ً بحدثنا وأخبرنا ‪ ،‬وتبقى ً هييذه‬
‫خصت بها هذه المة شرفا لنبينا‬ ‫الكرامة التي ُ‬
‫سييلفي‬ ‫صلى الّله عليييه وسييلم ‪ ،‬وكييذا قييال ال ّ‬
‫في جزء له في شرط القراءة ‪ ،‬وقال الذهبي‬
‫فييي » الميييزان « ‪ :‬ليييس العمييدة فييي زماننييا‬
‫على الرواة بييل علييى المحيدثين والمفيييدين ‪،‬‬
‫اليذين عرفيت عيدالتهم وصيدقهم فيي ضييبط‬
‫أسماء السامعين ‪ ،‬قال ‪ :‬ثم من المعلييوم أنييه‬
‫ل بد من صون الراوي وستره اهي ‪ ،‬وفييي هييذا‬
‫المعنى قال ابن معوذ ‪:‬‬
‫وإنييهييما‬ ‫ل مسامحة‬ ‫تروي الحاديث عن ك ّ‬
‫معيانيييها‬ ‫لميعيانييها َ‬
‫) الثالثة عشرة في ألفيياظ الجييرح والتعييديل ‪،‬‬
‫وقد رتبها ابن أبي حاتم ( في مقدمة كتييابه »‬
‫الجرح والتعديل « ‪ ،‬وفصل طبقييات ألفيياظهم‬
‫يديلً‬ ‫فيهييا ) فأحسيين ( وأجيياد ) فألفيياظ التعي‬
‫مراتييب ( ذكرهيا المصيينف كييابن الصييلح تبعيا‬
‫لبيين أبييي حيياتم أربعيية ‪ ،‬وجعلهييا الييذهبي‬
‫لسيييلم سيييتة‬ ‫وشييييخ ا ِ‬ ‫والعراقيييي خمسييية ‪،‬‬
‫المصنف ) ثقيية ‪ ،‬أو‬ ‫) أعلها ( بحسب ما ذكره‬
‫متقيين ‪ ،‬أو ثبييت ‪ ،‬أو حجيية ‪ ،‬أو عييدل حييافظ ‪،‬‬
‫أو ( عدل ) ضابط ( ‪ ،‬وأما المرتبة التي زادهييا‬
‫الييذهبي والعراقييي فإنهييا أعلييى ميين هييذه ‪،‬‬
‫وهو ‪ :‬ما كرر فيه أحد هذه اللفاظ المييذكورة‬
‫إما بعينه ‪ ،‬كثقة ثقة ‪ ،‬أو ل‬
‫‪291‬‬

‫‪- 278 -‬‬


‫ه‬ ‫الثانية ‪ :‬صدوقٌ ‪ ،‬أو محله الصدقُ أ َو ل بأ َ‬
‫سب ِ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ّ ْ‬ ‫أبي حاتم ‪ َ:‬ه ي ُ‬ ‫ُ‬
‫ه‬
‫ديثيياُ‬
‫ب حي ِ‬ ‫ن ُيكت ي ُ‬‫مم ي ْ‬ ‫و ِ‬ ‫َ‬ ‫ن‬
‫‪ ،‬قال اب ُ‬
‫و كم‬ ‫َ‬ ‫ة الثانييية وه ي‬ ‫ه ‪ ،‬وهييي المنزل ي ُ‬ ‫وينظُر في ِ‬ ‫ُ‬
‫شييعُر ِبالضييْبط ‪،‬‬ ‫عبييارةَ ل ت ُ ْ‬ ‫ذه ال ِ‬
‫ن هيي ِ‬ ‫قييال ‪ ،‬ل ّ‬
‫ن يحيييى بيين‬ ‫دم ‪ .‬وع ي ْ‬ ‫ه على ما تق ّ‬ ‫ديث ُ‬ ‫ُ‬
‫فيعتبَر ح ِ‬
‫ن‪:‬‬‫معي ِ‬
‫_________________________‬
‫كثقيية ثبييت أو ثقيية حجيية أو ثقيية حييافظ ‪،‬‬
‫لسييلم أعلييى ميين‬ ‫شيخ ا ِ‬ ‫والمرتبة التي زادها‬
‫الوصف بأفعييل كييأوثق‬ ‫مرتبة التكرير ‪ .‬وهي ‪:‬‬
‫النييياس وأثبيييت النييياس ‪ ،‬أو نحيييوه ‪ ،‬كيييإليه‬
‫المنتهى في التثبت ‪ ،‬قلت ومنه ‪ ،‬ل أحد أثبت‬
‫منه ‪ ،‬ومن مثييل فلن ‪ ،‬وفلن ل يسييأل عنييه ‪،‬‬
‫ولييم أر ميين ذكيير هييذه الثلثيية ‪ ،‬وهييي فييي‬
‫ألفيياظهم ‪ ،‬فالمرتبيية الييتي ذكرهييا المصيينف‬
‫أعلى هي ثالثة في الحقيقة ‪ ) .‬الثانييية ( ميين‬
‫المراتييب وهييي رابعيية بحسييب مييا ذكرنيياه‬
‫) صدوق ‪ ،‬أو محله الصييدق ‪ ،‬أو ل بييأس بيه ( ‪،‬‬
‫زاد العراقي ‪ :‬أو مأمون ‪ ،‬أو خيار ‪ ،‬أو ليس به‬
‫بأس ‪ ) ،‬قال ابين أبيي حياتم ( مين قييل فييه‬
‫ذلك ) هو ممن يكتب حديثه وينظر فيه ‪ ،‬وهي‬
‫المنزلة الثانية ( ‪ .‬قال ابن الصلح ) وهو كمييا‬
‫قييال ‪ ،‬لن هييذه العبييارة ل ُتشييعر بالضييبط ‪،‬‬
‫فيعتبر حديثه (‬
‫‪292‬‬

‫‪- 279 -‬‬


‫ه‬ ‫َ‬ ‫إ َ‬
‫ول‪ُ .‬‬
‫قيين ْ‬ ‫م‬
‫ول ُيقاو ُ‬
‫ة‪،‬‬ ‫و ثق ٌ‬‫َ‬ ‫ه فه‬‫ت ل بأس ب ِ‬
‫ه نق َ‬ ‫ذا قل ْ ُ‬
‫ن أهل الف ّ‬ ‫ع ْ‬
‫ل اْبن أبي حاتم‬ ‫فس ِ‬ ‫نن‬‫ع ْ‬
‫ب وُينظَُر‬
‫‪.‬‬ ‫الثالثة ‪ :‬شي ٌ‬
‫خ ‪ ،‬فُيكت َ‬
‫_________________________‬
‫بموافقيية الضييابطين ) علييى مييا تقييدم ( فييي‬
‫أوائل هذا النوع ‪ ) ،‬وعن يحيى بن معين ( أنييه‬
‫قال لبي خيثمة وقد قال له إنييك تقييول فلن‬
‫ت ( لييك ) ل‬ ‫ليس به بأس فلن ضعيف ) إذا قل ُ‬
‫بأس به فهو ثقة ( وإذا قلييت لييك هييو ضييعيف‬
‫فليييس هييو بثقيية ‪ ،‬ل يكتييب حييديثه ‪ ،‬فأشييعر‬
‫باستواء اللفظين ‪.‬‬
‫قال ابن الصلح ‪ :‬وهذا ليييس فيييه حكاييية عيين‬
‫غيره من أهل الحديث ‪ ،‬بل نسييبه إلييى نفسييه‬
‫خاصة ) ول يقاوم قوله عين نفسيه نقييل ابيين‬
‫أبي حاتم عن أهل الفن ( ‪.‬‬
‫قال العراقي ‪ :‬ولم يقل ابن معييين إن قييولي‬
‫ليس به بييأس كقييولي ثقيية ‪ ،‬حييتى يلييزم منييه‬
‫التسوية ‪ ،‬إنما قال ‪ :‬إن من قال فيه هذا فهو‬
‫ثقة ‪ .‬وللثقة مراتب ‪ ،‬فالتعبير بثقة أرفع ميين‬
‫التعبير بل بأس به ‪ ،‬وإن اشييتركا فييي مطلييق‬
‫الثقة ‪ ،‬ويدل على ذلييك أن ابيين مهييدي قييال ‪:‬‬
‫حدثنا أبو خلدة فقيل لييه ًأكييان ثقيية ‪ ً ،‬فقييال ‪:‬‬
‫كان صدوقا وكان مأمونيا وكييان خيييرا ‪ ،‬الثقيية‬
‫ة وسفيان ‪ ،‬وحكى المروزي قال ‪ :‬سألت‬ ‫شعب ُ‬
‫ابن حنبل ‪ :‬عبد الوهاب بن عطاء ثقة ؟ قال ‪:‬‬
‫ل تدري ما الثقة ؟ إنما الثقة يحيى بيين سيعيد‬
‫القطان ‪.‬‬
‫تنبيه‬
‫جعل الذهبي قولهم محله الصدق ‪ ،‬مؤخرا ً عن‬
‫المرتبة التي تليها ‪ ،‬وتبعييه‬ ‫قولهم صدوق إلى‬
‫العراقييي لن صييدوقا ً مبالغيية فييي الصييدق ‪،‬‬
‫بخلف محليييه الصيييدق ‪ ،‬فيييإنه دال عليييى أن‬
‫صاحبها محله ومرتبته مطلق الصدق ‪.‬‬
‫) الثالثة ( من المراتب وهييي خامسيية بحسييب‬
‫مييا ذكرنيييا ) شيييخ ( قيييال ابيين أبييي حيياتم‬
‫) فيكتيييب ( حيييديثه ) وينظييير ( فييييه ‪ ،‬وزاد‬
‫العراقي في هذه المرتبة مع قولهم‬
‫‪293‬‬

‫‪- 280 -‬‬


‫مييا‬ ‫الحوأ ّ‬ ‫ب للعتبار ‪.‬‬ ‫ث ‪ُ :‬يكت ُ‬ ‫دي ِ‬ ‫ح الح ِ‬ ‫الرابعة ‪ :‬صال ُ‬ ‫ألفا ُ‬
‫ث‬ ‫دي ِ‬ ‫ِ‬ ‫ن‬
‫ُ‬ ‫ذا قالوا ل ًي ّ‬ ‫ب فإ َ‬ ‫جْرح ‪ ،‬فمَرات ِ ٌ‬ ‫ظ ال َ‬
‫عتبييييارا ‪َ .‬وقييييا َ‬
‫ل‬ ‫ه وُينظيييير ا ْ‬ ‫ديث‬ ‫ِ‬ ‫حيييي‬
‫دارقطني ‪ :‬إ َ ُ‬ ‫ب‬‫َ‬ ‫كتيييي‬
‫ن‬‫م يك ي ْ‬ ‫ْ‬ ‫ديث ل ي‬ ‫حي ِ‬
‫ن ال ْ‬ ‫ت ًلي ّي ُ‬ ‫قل ي ُ‬ ‫ذا ُ‬ ‫ّ‬ ‫ال ّ‬
‫مجُروحا ِبشيء ل َيسييقط عيين‬ ‫َ‬ ‫ن‬
‫ْ‬ ‫قطا ً ‪ ،‬ولك‬ ‫سا ِ‬
‫ه‪،‬‬ ‫ب حييديث ُ‬ ‫ي ُيكت ي ُ‬ ‫بق‪:‬ييو ّ‬ ‫س ِ‬‫ذاي َ‬ ‫م لي‬ ‫وله‬ ‫دو ‪ ،‬وق ْ‬ ‫ة‬
‫دال ِ‬ ‫الع َ‬
‫قالوا‬ ‫ن ‪ْ .‬وإ َ‬ ‫ن لي ّ ٌ‬ ‫َ‬ ‫و‬
‫وه َ‬
‫_________________________‬
‫محله الصدق ‪ :‬إلى الصدق ما هو ‪ .‬شيخ وسط‬
‫مكييرر ‪ ،‬جيييد الحييديث ‪ ،‬حسيين الحييديث ‪ ،‬وزاد‬
‫لسلم ‪ :‬صدوق سيء الحفييظ ‪ .‬صييدوق‬ ‫شيخ ا‬
‫يهييم ‪ِ ،‬صييدوق لييه أوهييام ‪ ،‬صييدوق يخطييئ ‪،‬‬
‫صدوق تغير بآخره ‪ ،‬قال ‪ :‬ويلحق بييذلك ‪ ،‬ميين‬
‫صيب‬ ‫در والن ّ ْ‬ ‫ُرمي بنيوع بدعية ‪ ،‬كالتشييع والقي َ‬
‫لرجاء والتجهم ‪.‬‬ ‫وا ِ‬
‫) الرابعيية ( وهييي سادسيية بحسييب مييا ذكرنييا‬
‫) صيييالح الحيييديث ( فيييإنه ) يكتيييب ( حيييديثه‬
‫) للعتبار ( وينظر ّفيه ‪ ،‬وزاد العراقي فيهييا ‪،‬‬
‫صييدوق إن شيياء اللييه ‪ ،‬أرجييو أن ل بييأس بييه ‪،‬‬
‫يلم مقبييول ) وأمييا‬ ‫صييويلح ‪ ،‬وزاد شيييخ السي‬
‫ألفاظ الجرح فمراتب ( ِ أيضا ً أدناهييا مييا قييرب‬
‫من التعييديل ) فييإذا قييالوا لييين الحييديث كتييب‬
‫حيييديثه وينظييير ( فييييه ) اعتبيييارا ً ‪ ،‬وقيييال‬
‫الدارقطني ( لمييا قييال لييه حمييزة بيين يوسييف‬
‫السهمي ‪ :‬إذا قلت فلن لين أيش تريد ؟ ) إذا‬
‫لم يكن ساقطا ً ( متروك‬ ‫قلت لين ( الحديث )‬
‫الحديث ) ولكن مجروحا ً بشيء ل يسييقط عيين‬
‫العدالة ( ‪ .‬ومن هذه المرتبة ما ذكره العراقي‬
‫ف ‪ ،‬تعرف وتنكر ‪،‬‬ ‫ع َ‬ ‫ض ّ‬ ‫‪ :‬فيه لين ‪ ،‬فيه مقال ‪ُ ،‬‬
‫وليس بذاك ‪ ،‬ليس بالمتين ‪ ،‬ليس بحجة ليييس‬
‫بعمدة ‪ ،‬ليس بمرضييي للضييعف مييا هييو ‪ ،‬فيييه‬
‫خلييف ‪ ،‬تكلمييوا فيييه ‪ ،‬مطعييون فيييه ‪ ،‬سيييء‬
‫الحفظ ‪.‬‬
‫ً‬
‫) وقولهم ليس بقوي يكتب ( أيضييا ) حييديثه (‬
‫للعتبييار ) وهييو دون لييين ( فهييي أشييد فييي‬
‫الضييعف ) وإذا قييالوا ضييعيف الحييديث فييدون‬
‫ليس بقوي ‪ ،‬ول يطرح‬
‫‪294‬‬

‫‪- 281 -‬‬


‫ي ول ُيطيرح‬ ‫يو ّ‬ ‫س ِبقي‬ ‫ليي مت َ‬ ‫ن‬ ‫دو َ‬ ‫حديث في ُ‬ ‫ضعيف ال َ‬ ‫َ‬
‫و‬ ‫أ‬ ‫‪،‬‬ ‫ث‬ ‫ِ‬
‫ط ل يكتيييبْ‬ ‫الحييدي‬
‫ُ‬ ‫روك‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫‪:‬‬ ‫قالوا‬ ‫َ‬
‫ذا‬ ‫وإ‬ ‫‪.‬‬ ‫ه‬
‫ِ‬ ‫َبل ُيعتبُر ب‬
‫ُ‬ ‫ق‬
‫ب ‪ ،‬فهيييو سيييا ِ‬ ‫ذا ٌ‬ ‫و كييي ّ‬ ‫ه‪،‬أ ْ‬ ‫واهيييي ِ‬
‫س‬ ‫ه الّنا‬
‫يحتييجُ‬ ‫عن لُ‬ ‫وى‬ ‫َ‬ ‫نر‬‫م ‪ :‬فل ٌ‬ ‫ْ‬ ‫ظه‬
‫ن ألفا ِ‬ ‫حديثه ‪ .‬وم ْ‬
‫ُ‬ ‫ب‪،‬‬ ‫مضييطر ٌ‬ ‫ث‬
‫ب الحييدي ِ‬ ‫‪ ،‬وسط ‪ ،‬مقار ُ‬
‫س‬
‫يعفلي‪،‬ي ميياَ‬ ‫ذلك ‪،‬‬ ‫س ب ِي َ‬ ‫َ‬ ‫ل ‪ ،‬ل شيييء ‪ُ ،‬لي ي‬ ‫بييه ‪ ،‬مجهييو ٌ‬
‫ه ضي‬ ‫و فييي حييديث ِ‬ ‫ْ‬ ‫هأ‬ ‫فيي ِ‬ ‫‪،‬‬ ‫ي‬
‫القو ّ‬ ‫ذاك‬‫بِ َ‬
‫ل علييى معاِنيهييا ِبمييا‬ ‫بأس يا ً ‪ ،‬ويسييتد ّ‬ ‫ه‬
‫أعلييم ب ي ِ‬
‫م‪.‬‬ ‫تقدّ َ‬
‫_________________________‬
‫بل يعتبر به ( أيضا ً ‪ ،‬وهذه مرتبة ثالثيية ‪ ،‬وميين‬
‫هييذه المرتبيية فيمييا ذكييره العراقييي ‪ ،‬ضييعيف‬
‫ه‬‫فقييط ؛ منكيير الحييديث ‪ ،‬حييديثه منكيير ‪ ،‬وا ٍ‬
‫ضعفوه ‪ ) ،‬وإذا قالوا متروك الحديث أو واهيه‬
‫أو كييذاب فهييو سيياقط ل يكتييب حييديثه ( ول‬
‫مرتبتان‬ ‫يعتبر به ‪ ،‬ول يستشهد ‪ ،‬إل أن هاتين‬
‫وقبلهما مرتبة أخرى ‪ ،‬ل يعتبر بحديثها أيضا ً ‪،‬‬
‫وقد أوضح ذلك العراقي ‪ ،‬فالمرتبة التي قبييل‬
‫وهي الرابعة ‪ ،‬رد حديثه ً ‪ ،‬ردوا حديثه ‪ ،‬مييردود‬
‫ه بمييّرة ‪ ،‬طرحييوا‬ ‫الحييديث ‪ ،‬ضييعيف جييدا ‪ ،‬وا ٍ‬
‫يديث ‪ ،‬ارم بييه ‪،‬‬ ‫الحي‬ ‫حييديثه ‪ ،‬مطييرح ‪ ،‬مطييرح‬
‫ليييس بشيييء ‪ ،‬ل يسيياوي شيييئا ً ‪ ،‬ويليهيييا ‪،‬‬
‫مييتروك الحييديث ‪ ،‬مييتروك ‪ ،‬تركييوه ‪ ،‬ذاهييب ‪،‬‬
‫ذاهب الحييديث ‪ ،‬سيياقط ‪ ،‬هالييك ‪ ،‬فيييه نظيير ‪،‬‬
‫سكتوا عنييه ‪ ،‬ل يعتييبر بييه ‪ ،‬ل يعتييبر بحييديثه ‪،‬‬
‫ليييس بالثقيية ‪ ،‬ليييس بثقيية ‪ ،‬غييير ثقيية ول‬
‫مييأمون ‪ ،‬متهييم بالكييذب أو بالوضييع ‪ ،‬ويليهييا‬
‫كييذاب يكييذب ‪ ،‬دجييال وضيياع ‪ ،‬يضييع ‪ ،‬وضييع‬
‫حديثا ً ‪.‬‬
‫) ومن ألفاظهم ( في الجرح والتعديل ) فلن‬
‫روى عنه النيياس ‪ ،‬وسييط ‪ ،‬مقييارب الحييديث (‬
‫وهذه اللفاظ الثلثة من المرتبيية الييتي يييذكر‬
‫فيها شيخ ‪ ،‬وهي الثالثة ميين مراتييب التعييديل‬
‫فيما ذكره المصيينف ‪ ) ،‬مضييطرب ل يحتييج بييه‬
‫مجهول ( وهذه اللفيياظ الثلثيية فييي المرتبيية‬
‫التي فيها ‪ :‬ضعيف الحديث ‪ ،‬وهي الثالثة ميين‬
‫مراتب التجريح ) ل شيء ( هذه من مرتبيية رد‬
‫حديثه ‪ ،‬التي أهملها المصنف وهي‬
‫ه ‪29‬‬

‫‪- 282 -‬‬


‫الرابعيية ) ليييس بييذلك ‪ ،‬ليييس بييذاك القييوي ‪،‬‬
‫فيه ( ضعف ) أو في حديثه ضييعف ( هييذه ميين‬
‫لين الحديث ‪ً ،‬وهي الولى ‪ ) ،‬مييا أعلييم‬ ‫مرتبة‬
‫به بأسا ً ( ‪ ،‬هذه أيضا منها ‪ ،‬أو من آخر مراتب‬
‫التعديل ‪ ،‬كأرجو أن ل بأس به ‪.‬‬
‫قال العراقي ‪ :‬وهذه أرفع في التعديل ‪ ،‬لنييه‬
‫ل يلزم من عدم العلم بالبأس حصييول الرجيياء‬
‫بذلك ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬وإليه يشير صيينيع المصيينف ) ويسييتدل‬
‫علييى معانيهييا ( ومراتبهييا ) بمييا تقييدم ( وقييد‬
‫تبين ذلك ‪.‬‬
‫تنبيهات‬
‫الول ‪ :‬البخاري يطلق ‪ :‬فيه نظر وسكتوا عنه‬
‫فيميين تركييوا حييديثه ‪ ،‬ويطلييق منكيير الحييديث‬
‫على من ل تحل الرواية عنه ‪.‬‬
‫الثيياني ‪ :‬مييا تقييدم ميين المراتييب مصييرح بييأن‬
‫العدالة تتجزأ لكنه باعتبار الضبط ‪ ،‬وهل تتجزأ‬
‫باعتبار الدين ؟ وجهان فييي الفقييه ‪ ،‬ونظيييره‬
‫الخلف في تجزئ الجتهاد وهو الصييح فيييه ‪،‬‬
‫وقياسه بتجزؤ الحفظ فييي الحييديث ‪ ،‬فيكييون‬
‫حافظا ً في نوع دون نوع ميين الحييديث ‪ ،‬وفيييه‬
‫نظر ‪.‬‬
‫الثيييالث ‪ :‬قيييولهم مقيييارب الحيييديث ‪ .‬قيييال‬
‫العراقي ‪ :‬ضبط في الصول الصييحيحة بكسيير‬
‫الراء ‪ ،‬وقيل ‪ :‬إن ابن السيد حكى فيييه الفتييح‬
‫والكسيير ‪ ،‬وأن الكسيير ميين ألفيياظ التعييديل ‪،‬‬
‫والفتح من ألفاظ التجريح ‪ ،‬قال ‪ :‬وليس ذلييك‬
‫بصحيح ‪ ،‬بل الفتح والكسر معروفان ‪ ،‬حكاهما‬
‫ابن العربي في شييرح الترمييذي ‪ ،‬وهمييا علييى‬
‫كل حال من ألفاظ التعديل ‪ ،‬وممن ذكيير ذلييك‬
‫الذهبي قال ‪ :‬وكأن قائل ذلك فهييم ميين فتييح‬
‫الراء أن الشيء المقارب هييو الرديييء ‪ ،‬وهييذا‬
‫من كلم العوام‬
‫‪296‬‬

‫‪- 283 -‬‬


‫وليييس معروف يا ً فييي اللغيية ‪ ،‬وإنمييا هييو علييى‬
‫الوجهين من قوله صلى الّله عليييه وسييلم ‪» :‬‬
‫سددوا وقيياربوا « فميين كسيير قييال إن معنيياه‬
‫حديثه مقارب لحديث غيييره ‪ ،‬وميين فتييح قييال‬
‫معناه إن حديثه يقيياربه حييديث غيييره ‪ ،‬ومييادة‬
‫فاعل تقتضي المشاركة انتهى ‪ ،‬ومميين جييزم‬
‫بييأن الفتييح تجريييح البلقينييي فييي » محاسيين‬
‫الصطلح « ‪ ،‬وقال ‪ :‬حكى ثعلب ‪ :‬تبر مقارب‬
‫‪ ،‬أي رديء انتهى ‪ ،‬وقولهم إلى الصدق ما هو‬
‫يدق‬ ‫‪ ،‬وللضعف مييا هييو معنيياه قريييب ميين الصي‬
‫والضعف ‪ ،‬فحرف الجر يتعلق بقريب مقييدرا ً ‪،‬‬
‫وميييا زائدة فيييي الكلم ‪ ،‬كميييا قيييال عيييياض‬
‫والمصنف في حديث الجساسة عنييد مسييلم »‬
‫من قبل المشرق ‪ ،‬ما هو « الميراد إثبييات أنييه‬
‫في جهة المشرق ‪ ،‬وقولهم واه بمرة أي قول ً‬
‫واحدا ً ل تردد فيه ‪ ،‬فكأن الباء زائدة ‪ ،‬وقولهم‬
‫‪ :‬تعرف وتنكر ‪ ،‬أي يأتي مرة بالمنيياكير ومييرة‬
‫بالمشاهير ‪.‬‬
‫‪297‬‬

‫‪- 284 -‬‬


‫لميييام‬ ‫مقدمييية المحقيييق ‪ ،‬وفيهيييا تعرييييف با‬
‫السيوطي ومؤلفاته ‪.ِ . . . . . . . . . . . . .‬‬
‫مقدميية المؤلييف ‪ ،‬وفيهييا فييوائد ‪ :‬حييد علييم‬
‫الحديث ‪ ،‬السند ‪ ،‬المتن ‪ ،‬الحديث ‪. .‬‬
‫خطبة التدريب وشرحها ‪. . . . . . . . . . . . . .‬‬
‫‪....................‬‬
‫الحييييديث ميييين أفضييييل القييييرب إلييييى رب‬
‫العالمين ‪. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .‬‬
‫الحديث صحيح وحسن وضعيف ‪. . . . . . . . . .‬‬
‫‪..................‬‬
‫النييوع الول ‪ :‬الصييحيح ‪ ،‬وفيييه مسييائل فييي‬
‫حده ‪.‬‬
‫ً‬
‫ما قيل فيه ‪ :‬أصح السانيد مطلقا ‪. . . . .‬‬
‫ما قيل فيه ‪ :‬أصح السانيد بالنسييبة للصييحابة‬
‫أو بلد مخصوص ‪. . . . . . . . . . .‬‬
‫أول مصّنف في الصحيح المجرد ‪ ،‬وأصح كتييب‬
‫الحديث ‪. . . . . . . . . . . . . . .‬‬
‫تصحيح ما فييي الصييحيحين وتفضيييل البخيياري‬
‫على مسلم ‪. . . . . . . . .‬‬
‫وامتياز كل من الصحيحين عن الخر ‪. . . . . .‬‬
‫عيييييييييييدم اسيييييييييييتيعاب الحييييييييييياديث‬
‫النبوية ‪. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .‬‬
‫‪....‬‬
‫أقسييييييام الصييييييحيح ‪ ،‬وعييييييدد أحيييييياديث‬
‫البخاري ‪. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .‬‬
‫عييدد أحيياديث مسييلم ‪ ،‬وتسيياهل الحيياكم فييي‬
‫المستدرك ‪. . . . . . . . . . . . . . . . . .‬‬
‫الكلم عليى صيحيح ابين حّبيان ‪ ،‬وصيحيح ابين‬
‫خزيمة ‪ ،‬وموطأ مالك ‪. . . . . . . .‬‬
‫الكتييب المخرجيية علييى الصييحيحين ‪ ،‬ومعنييى‬
‫المستخرج وفوائد المستخرجات ‪. . .‬‬
‫المسيييييييييييتخرجات عليييييييييييى غيييييييييييير‬
‫الصييحيحين ‪. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .‬‬
‫‪......‬‬
‫الكلم على تعاليق البخاري ‪. . . . . . . . . . . .‬‬
‫‪...................‬‬

‫‪- 285 -‬‬


‫أقسام الصييحيح بحسييب التمكيين ميين شييروط‬
‫الصحة ‪ ،‬وترتيب كتب الصحة ‪95 . .‬‬
‫تحقيييييييييييييق شييييييييييييرط البخيييييييييييياري‬
‫ومسييلم ‪. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .‬‬
‫‪100‬‬
‫الحاديث المتكلم فيها من أحاديث الصحيحين‬
‫‪107 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .‬‬
‫أصييول تصييحيح وتحسييين الحيياديث فييي هييذه‬
‫الزمان ‪114 . . . . . . . . . . . . . . . . . .‬‬
‫ترجمييية الحيييافظ ضيييياء اليييدين المقدسيييي‬
‫والمنذري‬
‫والدمياطي والسبكي وابن المواق ‪. . . . . . .‬‬
‫‪115 . . . . . . . . . . . . . . . . .‬‬
‫شرط الحتجاج بما نقييل عيين الكتييب وترجميية‬
‫ابن جماعة ‪119 - 118 . . . . . . . . . .‬‬
‫جواز رواية الحديث من الكتب من غير رواية ‪.‬‬
‫‪121 - 120 . . . . . . . . . . . . . .‬‬
‫النييوع الثيياني ‪ :‬الحييديث الحسيين وتعريفييه‬
‫لمام الخطابي ‪122 .‬‬ ‫والحتجاج به ‪ ،‬وترجمة ا ِ‬
‫معنييى الحسيين عنييد الترمييذي وتمييييزه عيين‬
‫الصحيح وترجمة ابن سيد النيياس ‪124 . . . . .‬‬
‫تقسييييييييييييييم الحسييييييييييييين إليييييييييييييى‬
‫قسمين ‪. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .‬‬
‫‪126 . . . . . .‬‬
‫مراتب الحسيين وإدميياجه فييي الصييحيح وعييدم‬
‫استلزام صحة السند لصحة المتن ‪128 . .‬‬
‫فطنييييييييييييييييييييية الحييييييييييييييييييييياديث‬
‫الحسنة ‪. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .‬‬
‫‪133 . . . . . . .‬‬
‫الحسييييييييين فيييييييييي سييييييييينن أبيييييييييي‬
‫داود ‪. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .‬‬
‫‪134‬‬
‫الكلم علييييى سيييينن الييييدارقطني وترجمييية‬
‫مؤلفها ‪136 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .‬‬
‫مرتبة المسانيد من الصحة ‪ ،‬وترجمة اللؤلييؤي‬
‫والختلف في سادس كتب الصحة ‪137 .‬‬
‫نقد مسند أحمد ‪ ،‬وما قيل فيه ورده ‪ ،‬وترجمة‬
‫الدارمي ومغلطاوي ‪138 . . . . . . .‬‬
‫أول ميين صييّنف مسييندا ً ‪ ،‬وترجميية أبييي داود‬
‫الطيالسي ‪ ،‬وابن مطر ‪140 . . . . . . .‬‬
‫شييرط ترقييي الحييديث الضييعيف إلييى مرتبيية‬
‫الحسن ‪142 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .‬‬
‫‪- 286 -‬‬
‫معنييى المقبييول والجيييد والقييوي والصييالح‬
‫والمعروف والمحفوظ والمجود والثابت ‪143‬‬

‫‪- 287 -‬‬


‫النيييييييييييوع الثيييييييييييالث ‪ :‬الحيييييييييييديث‬
‫الضعيف ‪. . . . . . . . . . . . . . . . . .‬‬
‫أضييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييعف‬
‫السانيد ‪. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .‬‬
‫‪...‬‬
‫النوع الرابع ‪ :‬المسند ‪ ،‬والكلم على المضعف‬
‫‪...................‬‬
‫النوع الخامس ‪ :‬المتصل وتناوله الموقوف ‪. .‬‬
‫‪............‬‬
‫النوع السادس ‪ :‬المرفوع ‪. . . . . . . . . . . . .‬‬
‫‪............‬‬

‫‪- 288 -‬‬


‫النييوع السييابع ‪ :‬الموقييوف وإطلقييه علييى‬
‫المروي عن التابعي ‪150 - 149 . ... . .‬‬
‫مييا يلحييق بييالمرفوع أو الموقييوف ميين قييول‬
‫الصحابي ‪،‬‬
‫وترجمييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييية‬
‫لسماعيلي ‪. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .‬‬ ‫ا‬
‫‪151 . . . . . . . . ِ . .‬‬
‫ما اختلف في رفعه ووقفه من قول الصحابي‬
‫‪153 . . . . . . . . . . . . . . . . . . .‬‬
‫ما جاء عن الصحابي ومثله ل يقييال ميين قبييل‬
‫الرأي ‪155 ...... . . . . . . . . . .‬‬
‫القيييييييييييييول فيييييييييييييي تفسيييييييييييييير‬
‫الصحابي ‪. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .‬‬
‫‪156 . . . .‬‬
‫النيييييوع الثيييييامن ‪ :‬المقطيييييوع ‪ ،‬ومظيييييان‬
‫معرفته ‪159 . . . . . . . . . . . . . . . . . .‬‬
‫النوع التاسع ‪ :‬المرسييل وبيييان إطلقييه علييى‬
‫المنقطع والمعضل ‪159 . . . . . . . . .‬‬
‫الكلم في حجية المرسل ‪. . . . . . . . . . . . .‬‬
‫‪162 . . . . . . . . . . . . . . .‬‬
‫الكلم في احتجاج الشافعي بالمرسل ‪. . . . .‬‬
‫‪163 . . . . . . . . . . . . . . . . . .‬‬
‫المراسييييل فيييي صيييحيح مسيييلم ‪ ،‬وعيييذره‬
‫فيها ‪170 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .‬‬
‫النوع العاشر ‪ :‬المنقطع ‪. . . . . . . . . . . . . .‬‬
‫‪171 . . . . . . . . . . . . . . . .‬‬
‫المنقطيييييع فيييييي صيييييحيح مسيييييلم مييييين‬
‫الحاديث ‪172 . . . . . . . . . . . . . . . .‬‬
‫الحييييييييييييييييييييييادي عشيييييييييييييييييييييير ‪:‬‬
‫ل‪........................‬‬ ‫ض ُ‬‫ع َ‬
‫الم ْ‬
‫‪174 . . . . ُ . .‬‬
‫وصل بلغات الموطأ ‪. . . . . . . . . . . . . . . .‬‬
‫‪175 . . . . . . . . . . . . . .‬‬
‫المعنعييييييييييييييييييييين والقيييييييييييييييييييييول‬
‫بإرساله ‪. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .‬‬
‫‪177 . . . . .‬‬
‫الحيييييييييييييييييييييديث الميييييييييييييييييييييؤنن‬
‫والمأنان ‪. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .‬‬
‫‪179 . . . . . .‬‬
‫استعمال المعَلق فيما حذف أول سنده أوكييل‬
‫سنده ‪181 . . . . . . . . . . . . . . .‬‬
‫‪- 289 -‬‬
‫مييييا روي موقوفييييا ً ومرفوعييييا ً أو مرسييييل ً‬
‫ومتصل ً ‪184 . . . . . . . . . . . . . . . . . . .‬‬

‫‪- 290 -‬‬


‫النوع الثاني عشر ‪ :‬المدلس ‪ ،‬وهو قسمان ‪. .‬‬
‫‪ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .‬تدليس العطف‬
‫وتييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييدليس‬
‫القطع ‪. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .‬‬
‫‪ . . . . . .‬النوع الثالث عشر ‪ :‬الشاذ والمتروك‬
‫منه وما يتوقف فيه ‪. . . . . . . . . . . . . . .‬‬
‫الشاذ المنكر ‪ ،‬والحتجاج بتفرد الضابط وبيان‬
‫المحفوظ والمعروف ‪. . . . . . .‬‬
‫النوع الرابع عشر ‪ :‬معرفة المنكر ‪. . . . . . . .‬‬
‫‪199 . . .. . . . . . . . . . .‬‬
‫‪1.3‬‬

‫‪- 291 -‬‬


‫الفيييييرق بيييييين الشييييياذ والمنكييييير وفييييييه‬
‫المتروك ‪. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .‬‬
‫النيييوع الخيييامس عشييير ‪ :‬معرفييية العتبيييار ‪،‬‬
‫والمتابعات والشواهد ‪. . . . . . . . . . .‬‬
‫النوع السادس عشر ‪ :‬معرفة زيييادات الثقييات‬
‫وحكمها وأقسامها ‪. . . . . . . . . .‬‬
‫النوع السابع عشر ‪ :‬معرفيية الفييراد وأقسييام‬
‫المفيييرد ‪ . . . . . . . . . . . . . . . . . . .‬النيييوع‬
‫الثييامن عشيير ‪ :‬المعلييل وأوجييه معرفتييه مييع‬
‫ظهور السند ‪. . . . . . . . . . . . . .‬‬
‫ما تطلق عليه العلة من السباب القادحة ‪. . .‬‬
‫‪ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .‬النييييييييييوع‬
‫التاسع عشر ‪ :‬المضطرب ‪ ،‬ووقوع الضطراب‬
‫في المتن والسند ‪. .‬‬
‫النييوع العشييرون ‪ :‬المييدرج ‪ ،‬وانقسييامه إلييى‬
‫مدرج المتن ومدرج السناد‬
‫ومييييييييا وقييييييييع فييييييييي الصييييييييحيحين‬
‫منه ‪. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .‬‬
‫النييوع الحييادي والعشييرون ‪ :‬الموضييوع ‪ ،‬وهييو‬
‫المختلف المصنوع ‪،‬‬
‫وطرق معرفة الوضع ‪. . . . . . . . . . . . . . . .‬‬
‫‪.......‬‬
‫نقييد كتيياب ‪ :‬موضييوعات ابيين الجييوزي وبيييان‬
‫مواده ‪. . . . . . . . . . . . . . .‬‬
‫الكلم على كتاب ‪ :‬تنزيه الشييريعة المرفوعيية‬
‫لبن عراق ‪. . . . . . . . . . . . . . .‬‬
‫أقسييام الوضيياعين ‪ ،‬والوضييع فييي فضييائل‬
‫السور ‪. . . . .‬‬
‫المعروفون بوضع الحاديث ‪. . . . . . . . . . . .‬‬
‫‪....‬‬
‫أصيييح ميييا ورد مييين الوضيييع فيييي فضيييائل‬
‫السور ‪. . . . . . . . . . . . . . . . ،‬‬
‫وسيييييييييييييرد بعيييييييييييييض النسيييييييييييييخ‬
‫الموضوعة ‪. . . . . . . . . . . . . . .‬‬
‫النوع الثاني والعشرون ‪ :‬المقلوب وأقسامه ‪،‬‬
‫ووقوعه في المتن ‪. . . . . . . . . .‬‬
‫عدم جواز قلب الحاديث للختبار ‪ ،‬وما انقلب‬
‫سنده عند‬
‫الئمة الخمسة ‪. . . . . . . . . . . . . . . . . . . .‬‬
‫‪ . . . . . . . . . . . . . . . . . .‬الحكم علييى سييند‬

‫‪- 292 -‬‬


‫الحديث ليس حكما ً على متنييه وبيييان الحييديث‬
‫المطروح ‪. . . .‬‬
‫عيييدم معرفييية النقييياد الحيييديث ‪ ،‬والحكيييم‬
‫بنفيه ‪. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .‬‬
‫ن تُ ْ‬
‫قب َييل‬ ‫مي ْ‬
‫يرون ‪ :‬صييفة َ‬ ‫النييوع الثييالث والعشي‬
‫ه ‪ ،‬ومذهب العلماء‬ ‫روايت ُ ُ‬
‫فييييييييي رواييييييييية الضييييييييعيف وفييييييييي‬
‫قبييوله ‪. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .‬‬
‫‪.....‬‬
‫ما تثبت به عدالة الراوي ويعرف به فضله ‪.‬‬

‫‪- 293 -‬‬


‫النوع الرابع والعشرون ‪:‬‬
‫ه‪:‬‬‫ضب ْطِ ِ‬
‫َ‬ ‫ة َ‬ ‫مل ُماُ‬
‫ف ُ‬‫ص َ‬
‫ه‬ ‫و ِ‬ ‫‪َ ،‬‬
‫ح‬
‫وت َ‬
‫بالغ ّ‬ ‫ث َ‬ ‫دي ِ‬ ‫ح ِ‬ ‫ع ال ْ َ‬‫ةِ‬ ‫ما‬ ‫س‬
‫ة َ‬
‫وايَ‬ ‫في ّ ُ‬ ‫ك َي ْ ِ‬
‫مييا ‪،‬‬ ‫ه‬
‫ُ َ‬ ‫ل‬‫ْ‬ ‫ب‬‫ق‬‫َ‬ ‫مل َي ُ‬
‫ه‬ ‫َتح ّ‬
‫خطأوا ‪.‬‬
‫سل ِ َم ِ ال ََ‬
‫م فأ ْ‬
‫َ ُ ْ‬ ‫م‬ ‫ال‬ ‫ُ‬ ‫ر‬
‫ِ َ‬ ‫ُ‬
‫ل‬ ‫قب َ‬‫تُ ْ‬
‫و ٌ‬ ‫ع الثاني ق ْ‬ ‫من َ َ‬ ‫و َ‬‫َ‬
‫_________________________‬
‫) النييوع الرابييع والعشييرون ‪ :‬كيفييية سييماع‬
‫الحديث وتحمله وصييفة ضييبطه ‪ :‬تقبييل رواييية‬
‫المسلم البالغ مييا تحملييه قبلهمييا ( فييي حييال‬
‫الكفر والصبا ) ومنع الثاني ( أي قبول رواييية‬
‫مييا تحملييه فييي الصييبا ) قييوم فأخطييأوا ( لن‬
‫رواية أحييداث الصييحابة كالحسيين‬ ‫الناس قبلوا‬
‫والحسين وعبد الل ّييه بيين الزبييير وابيين عبيياس‬
‫والنعميييان بييين بشيييير والسيييائب بييين يزييييد‬
‫والمسور بن مخَرمة وغيرهم ‪ ،‬من غييير فييرق‬
‫بين ما تحملوه قبل البلوغ وبعده ‪.‬‬
‫ضييرون الصييبيان‬ ‫وكييذلك كييان أهييل العلييم ُيح ِ‬
‫مجالس الحديث ويعتدون بروايتهم بعد البلوغ‬
‫‪.‬‬
‫حمل في حاليية الكفيير ‪ :‬حييديث‬ ‫ومن أمثلة ما ت ّ‬
‫جبير بن مطعم المتفق عليه أنييه سييمع النييبي‬
‫صلى عليه وسلم يقرأ في المغييرب بييالطور ‪،‬‬
‫وكان جاء في فداء‬
‫‪5‬‬

‫‪- 294 -‬‬


‫ئ‬
‫د‬
‫د َ‬ ‫ن ي َب ْت َي ِ‬
‫قيي َ‬
‫بأ ْ‬ ‫ح ّ‬ ‫س يت َ َ‬ ‫ء ‪ :‬يُ ْ‬ ‫مييا ِ‬ ‫عل َ َ َ‬ ‫ن ال ُ‬ ‫ث َ‬ ‫مي‬ ‫ة ِ‬ ‫ع ٌ‬ ‫جما َ‬ ‫ل َ‬ ‫قا َ‬ ‫َ‬
‫عي َ‬ ‫ل بَ ْ‬ ‫و ِ‬ ‫‪،‬‬ ‫ة‬
‫ً‬ ‫َ‬ ‫ن‬ ‫ي‬ ‫س‬‫َ‬ ‫ن‬
‫َ‬ ‫ي‬ ‫ثلثي‬ ‫َ‬ ‫د‬ ‫ي‬ ‫ع‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ب‬ ‫ِ‬ ‫الحدي‬ ‫ع‬ ‫ما‬ ‫َ‬ ‫س‬
‫َ‬ ‫ب‬
‫كييُر‬ ‫ن ال ْت ّب ْ ِ‬ ‫ِ‬
‫شري ِن ‪ ،‬والصواب في هييذه الزمييا َ‬
‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ّ َ ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ع ْ‬ ‫ِِ‬
‫ه‬ ‫د ِ‬
‫وت َقِييي ِ‬ ‫الش َ‬ ‫ه‬
‫وِبكت ْب ِي ِ‬ ‫خ‪ِ،‬تل َ‬ ‫ه‬
‫با ُ‬ ‫ع‬‫ما ُ‬ ‫سلي َ‬ ‫ح َ‬ ‫صي ّ‬ ‫ن يَ ِ‬ ‫َ‬ ‫حي ُي َ‬ ‫ن ِ‬ ‫مي ْ‬ ‫ه ِ‬ ‫بِ ِ‬
‫ص‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫خا‬‫َ‬ ‫ف‬ ‫ِ‬ ‫ْ‬ ‫ف‬
‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫ت‬‫ويخ‬ ‫َ‬ ‫‪،‬‬ ‫ه‬‫ُ‬ ‫ل‬ ‫ل‬ ‫ه‬‫َ‬ ‫تأ‬‫َ‬ ‫َ‬ ‫ي‬ ‫ن‬ ‫َ‬ ‫حي‬ ‫ِ‬
‫هييل‬ ‫ن أَ ْ‬ ‫ه‪:‬أ ّ‬ ‫ُ‬ ‫ي‬‫ّ‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫ه‬ ‫مي‬ ‫ح‬
‫م ي َن ي َ ُ‬ ‫ِ‬ ‫ر‬ ‫ض‬
‫ٌ‬ ‫يا‬ ‫ي‬ ‫َ‬ ‫ي‬ ‫ع‬
‫ِ‬ ‫يي‬ ‫ي‬ ‫ض‬
‫ِ‬ ‫قا‬ ‫َ‬ ‫ال‬ ‫ل‬‫َ‬ ‫ي‬ ‫ق‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ن‬ ‫و‬ ‫َ‬
‫ع‬ ‫سييما ُ‬ ‫ه الُ ّ‬ ‫في ي ِ‬ ‫ح ِ‬ ‫صي َ ّ‬ ‫ل َز َ ٍ َ ِ‬ ‫دوا أو َ َ‬ ‫ح يد ّ ُ‬ ‫ة َ‬ ‫ع ِ‬ ‫ص ين ْ َ‬ ‫ّ‬ ‫ال‬
‫مل ‪.‬‬ ‫ع َ‬ ‫ست َقّر ال َ‬ ‫على هذا ا ْ‬ ‫و َ‬ ‫ن‪َ ،‬‬ ‫سني َ‬ ‫س ِ‬ ‫م ِ‬ ‫خ ْ‬ ‫ب َ‬
‫_________________________‬
‫أسييرى بييدر قبييل أن يسييلم ‪ .‬وفييي رواييية‬
‫ليمييان‬ ‫» ‪ . . ..‬وذلييك أول مييا وقيير ا ِ‬ ‫للبخاري ‪:‬‬
‫في قلبي «‬
‫ولم يجر الخلف السابق هنا ‪ ،‬كأنه لن الصبي‬
‫ل يضييبط غالب يا ً مييا تحملييه فييي صييباه بخلف‬
‫الكافر ‪ .‬نعم ‪ ،‬رأيت القطب القسطلني فييي‬
‫كتابه » المنهج فييي علييوم الح ًييديث « ‪ ،‬أجييرى‬
‫الخلف فيه وفي الفاسق أيضا ‪.‬‬
‫) قال جماعة من العلماء ‪ :‬يسييتحب أن يبتييدئ‬
‫بسماع الحديث بعد ثلثين سيينة ( وعليييه أهييل‬
‫الشام ) وقيل ‪ :‬بعييد عشييرين ( سيينة ‪ ،‬وعليييه‬
‫أهل الكوفة ‪.‬‬
‫قيل لموسى بن إسحاق ‪ :‬كيف لم تكتييب عيين‬
‫ل‬‫يغارا ً‬ ‫أبييي ُنعيييم ؟ فقييال ‪ :‬كييان أهييل الكوفيية‬
‫يخرجون أولدهييم فييي طلييب الحييديث صي‬
‫حتى يسييتكملوا عشييرين سيينة وقييال سييفيان‬
‫الثييوري ‪ » :‬كييان الرجييل إذا أراد أن يطلييب‬
‫الحديث تعّبد ّقبل ذلك عشرين سنة « ‪ .‬وقييال‬
‫عبييد اللييه الزبيييري ميين الشييافعية ‪» :‬‬ ‫أبييو‬
‫يستحب ك َت ْييب الحييديث فييي العشييرين ‪ ،‬لنهييا‬
‫مجتمع العقل ‪ .‬قال ‪ :‬وأحب أن يشتغل دونهييا‬
‫بحفظ القرآن والفرائض « ‪ ،‬أي الفقه ‪.‬‬
‫) والصواب فييي هييذه الزمييان ( بعييد أن صييار‬
‫لسناد ) التبكييير بييه (‬ ‫سلسلة ا ِ‬ ‫الملحوظ إبقاء‬
‫حيييث يصييح سييماعه ( أي‬ ‫أي بالسييماع ) ميين‬
‫الصغير ) وبكتبه ( أي‬
‫‪6‬‬

‫‪- 295 -‬‬


‫ب‬‫طيا َ‬ ‫خ َ‬‫م ال ْ ِ‬ ‫هي‬ ‫ن َ‬ ‫ز‪َ ،‬‬
‫لّ‬ ‫وإ‬ ‫‪،‬‬ ‫ع‬ ‫يما‬ ‫سي َ‬ ‫فال ِ‬ ‫ح‬
‫َ‬
‫فيإ ْ‬
‫حي‬
‫ِ‬ ‫ي‬ ‫ص‬ ‫ً‬ ‫عت َِباُر التميي‬
‫يزاِ‬‫ي‬ ‫مي‬ ‫م‬ ‫ن‬
‫َ‬ ‫كا‬
‫با ْ‬
‫ب‬‫َ‬ ‫وا‬
‫وا ُ‬
‫ج‬
‫ْ‬
‫صال َ َ‬
‫والد ّ‬
‫وَر َ ّ‬
‫َ‬
‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ََ‬
‫ن‪،‬‬ ‫ن هيياُرو َ‬ ‫موسيى بي ِ‬ ‫ن ُ‬ ‫ع ْ‬ ‫و هذا َ‬ ‫ح ُ‬‫ين ْ‬ ‫و‬
‫ن َ‬‫ِ‬ ‫وُر‬‫َ‬ ‫ف َل ‪،‬‬
‫بل ‪.‬‬ ‫ن‬ ‫ح‬ ‫ب‬
‫َ ْ َ َ ْ ِ َ ْ َ‬ ‫د‬ ‫م‬ ‫ح‬ ‫أ‬‫و‬
‫_________________________‬
‫الحديث ) وتقييده ( وضبطه ) حين يتأهل له (‬
‫ويستعد ) و ( ذلك ) يختلف باختلف الشخاص‬
‫( ول ينحصر في سن مخصوص ‪.‬‬
‫) ونقل القاضي عياض أن أهل الصنعة حددوا‬
‫أول زمن يصح فيه السماع ( للصغير ) بخمس‬
‫سيينين ( ونسييبه غيييره للجمهييور ‪ .‬وقييال ابيين‬
‫الصلح ‪ ) :‬وعلى هذا استقر العمل ( بين أهل‬
‫فصاعدا ً ) سمع‬ ‫الحديث ‪ ،‬فيكتبون لبن خمس‬
‫( ‪ ،‬وإن لييم يبلييغ خمس يا ً ) حضيير أو ُأحضيير ( ‪،‬‬
‫وحجتهم في ذلك ما رواه البخاري وغيره ميين‬
‫حديث محمود ّبن الربيييع قييال ‪ » :‬عقلييت ميين‬
‫النبي صلى الله عليه وسييلم مجيية مجهييا فييي‬
‫وب‬ ‫الصغير‪ ،‬؟بيي ّ‬
‫وجهي من دلو وأنا ابن خمس سنين «‬
‫عليه البخاري ‪ :‬متى يصح سماع‬
‫قييال المصيينف كييابن الصييلح ‪ ) :‬والصييواب‬
‫الجييوابً‬ ‫اعتبار التمييز فإن فهم الخطاب ورد‬
‫كان مميزا ً صحيح السماع ( وإن لم يبلغ خمسا‬
‫) وإل فل ( وإن كييان ابيين خمييس فييأكثر ‪ ،‬ول‬
‫يلزم من عقل محمود المجيية فييي هييذا السيين‬
‫أن تمييز غيره مثل تمييزه ‪ ،‬بل قد ينقص عنه‬
‫وقد يزيد ‪ ،‬ول يلزم منه أن ل يعقل مثل ذلييك‬
‫وسنه أقل من ذلك ‪ ،‬ول يلزم من عقل المجة‬
‫عقل غيرها مما يسييمعه ‪ .‬وقييال القسييطلني‬
‫في كتاب » المنهج « ‪ :‬ما اختاره ابيين الصييلح‬
‫هو التحقيق والمذهب الصحيح ‪.‬‬
‫) وروى نحو هذا ( وهييو اعتبييار التمييييز ) عيين‬
‫موسى بن هارون ( الحمال‬
‫‪7‬‬

‫‪- 296 -‬‬


‫هييا‬
‫ع َ‬
‫م ُ‬
‫جا ِ‬
‫م َ‬
‫و َ‬
‫ث‪َ .‬‬‫دي ِ‬ ‫ل ال ْ َ‬
‫حيي ِ‬ ‫م ِ‬
‫ح ّ‬
‫ق تَ َ‬‫سامطُ‪ُ:‬ر ِ‬
‫سام ِ‬ ‫ن أَ ْ‬
‫ق َْ‬ ‫ب ََيا ُ‬
‫ة أق َ‬ ‫ثَ َ‬
‫مان ِي َ ُ‬
‫_________________________‬
‫أحد الحفاظ ) وأحمد بيين حنبييل ( أمييا موسييى‬
‫سئل متى يسمع الصبي الحديث ؟ فقال‬ ‫فإنه ُ‬
‫‪ :‬إذا فرق بين البقرة والحمار ‪.‬‬
‫سئل عن ذلك فقال ‪ :‬إذا عقل‬ ‫وأما أحمد ُفإنه ُ‬
‫ذكر له عن رجييل أنييه قييال ل يجييوز‬ ‫وضبط ‪ ،‬ف‬
‫حتى يكون ّله خمييس عشييرة سيينة لن‬ ‫سماعه‬
‫رسول الّله صلى اللييه عليييه وسييلم رد الييبراء‬
‫وابن عمر استصغرهما يوم بدر ‪ ،‬فييأنكر قييوله‬
‫هيييذا وقيييال ‪ :‬بئس القيييول ‪ ،‬فكييييف يصييينع‬
‫بسفيان ووكيع ونحوهما ‪ ،‬أسييندهما الخطيييب‬
‫فييي » الكفاييية « ‪ .‬فييالقولن راجعييان إلييى‬
‫اعتبييار التمييييز ‪ ً ،‬وليسييا بقييولين فييي أصييل‬
‫المسييألة ‪ ،‬خلفييا للعراقييي حيييث فهييم ذلييك‬
‫فحكى فيييه أربعيية أقييوال ‪ ،‬وكييأنه أراد حكاييية‬
‫القييول المييذكور لحمييد ‪ ،‬وهييو خميس عشيرة‬
‫سنة ‪ ،‬وقد حكاه الخطيب في » الكفاية « عن‬
‫قوم منهم يحيى بن معين ‪ ،‬وحكى عن آخرين‬
‫منهم يزيد بن هارون ثلث عشرة ‪ .‬ومما قيييل‬
‫في ضابط التمييز ‪ :‬أن يحسن العدد من واحييد‬
‫إلييى عشييرين ‪ ،‬حكيياه ابيين الملقيين ‪ ،‬وفييرق‬
‫سيييلفي بيييين العربيييي والعجميييي فقيييال ‪:‬‬ ‫ال ّ‬
‫أكثرهم على أن العربي يصييح سييماعه إذا بلييغ‬
‫أربع سنين لحديث محمود ‪ ،‬والعجمييي إذا بلييغ‬
‫ست سنين ‪.‬‬
‫ومما يييدل علييى أن المرجييع إلييى التمييييز مييا‬
‫ذكييره الخطيييب قييال ‪ :‬سييمعت القاضييي أبييا‬
‫محمد الصبهاني يقول ‪ :‬حفظت القرآن ولييي‬
‫خمس سنين ‪ ،‬وأحضرت عند أبي بكر المقييري‬
‫ولى أربع سنين ‪ ،‬فأرادوا أن يسمعوا لي فيما‬
‫حضرت قراءته ‪ ،‬فقال بعضهم ‪ :‬إنه يصغر عن‬
‫السماع ‪ ،‬فقال لي ابن المقري ‪ :‬اقرأ سييورة‬
‫الكييافرين فقرأتهييا ‪ ،‬فقييال ‪ :‬اقييرأ سييورة‬
‫التكييوير ‪ ،‬فقرأتهييا ‪ ،‬فقييال لييي غيييره اقييرأ‬
‫سورة المرسلت ‪ ،‬فقرأتها ولم أغلييط فيهييا ‪،‬‬
‫فقييال ابيين المقييري ‪ :‬اسييمعوا لييه والعهييدة‬
‫ي‪.‬‬ ‫عل ّ‬
‫) بيييان أقسييام طييرق تحمييل الحييديث ( هييي‬
‫ترجمة ) ومجامعها ثمانية أقسام ‪:‬‬
‫‪8‬‬

‫‪- 297 -‬‬


‫ه‬
‫ردُ‬ ‫مْييي ِ ُ‬ ‫و َ‬
‫غ‬ ‫قءٌ َ‬ ‫مل‬ ‫وع إ ْ‬ ‫ف َ‬ ‫ه‬ ‫و ُ‬‫يخو‪ ،‬أ َ َ‬ ‫ش ْ‬ ‫فظ ال ّ‬ ‫ع لَ ْ‬ ‫ما ُ‬ ‫س َ‬ ‫ول ‪َ :‬‬ ‫الن ّ‬
‫عن ْ َ‬ ‫سا‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ال‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ر‬ ‫ه‬
‫ُ‬ ‫و‬ ‫‪.‬‬ ‫ب‬‫ٍ‬ ‫تا‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ك‬ ‫ن‬‫ْ‬ ‫م‬ ‫ِ‬ ‫و‬ ‫ظ‬
‫ٍ‬ ‫حف‬ ‫ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ِ‬
‫ه‬
‫نيي ‪ُ:‬‬ ‫خلف ِأ َ ّ‬ ‫ض‪:‬ل ِ‬ ‫ٌ‬
‫ع َيا ْ‬
‫ضي ِ َُ‬
‫َ‬
‫قا ِ‬ ‫ل ال ْ َ‬ ‫قا َ‬ ‫ر‪َ َ.‬‬ ‫ِ‬ ‫هي‬‫ما ِ‬ ‫َ‬ ‫ج‬‫ال َ‬
‫ه‬
‫واي َِتيي ِ‬ ‫وقي َ‬‫ر‬
‫فييي ِ‬ ‫ل‬ ‫ن ي َقو َ‬ ‫عأ ْ‬ ‫م‬
‫نا ِ‬ ‫ساَ ِ‬ ‫ذا ِلل ّ‬ ‫ه َ‬ ‫في َ‬ ‫جوُز ِ‬ ‫يَ ُ‬
‫ل ل ََنييا‬ ‫يا َ‬ ‫ً‬ ‫ا‬ ‫فلن‬ ‫ُ‬ ‫ت‬ ‫ع‬
‫ْ‬ ‫م‬
‫ِ‬ ‫س‬ ‫و‬ ‫َ‬ ‫أ‬ ‫نب‬ ‫ْ‬ ‫وأ‬ ‫نا‬‫َ‬ ‫ر‬ ‫ب‬ ‫خ‬‫ْ‬ ‫وأ‬ ‫نا‬
‫َ‬ ‫دث‬ ‫ح‬
‫م‬‫ييَ‬ ‫عت ث ي‬ ‫م ْ‬ ‫س َي ِ‬
‫فعهييا َ‬
‫َ‬ ‫ب ‪ :‬أْر َ ُ َ‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫طي ُ‬ ‫خ ِ‬ ‫ل َال ْ َ‬ ‫قا َ‬ ‫وَذَك ََر ل َ ََنا ‪َ َ .‬‬
‫َ‬ ‫ّ‬
‫َ‬
‫و كِثييير في‬ ‫هي َ‬‫و ُ‬ ‫خب ََرن َييا ‪َ ،‬‬ ‫مأ ْ‬ ‫ليد‪،‬ث َِني ث ُ ي ّ‬ ‫حي‬‫و َ‬ ‫سث َت َِناعماَ‬ ‫ح يد ّ‬ ‫َ‬
‫ال ْ ْ َ ِ‬
‫_________________________‬
‫الول ‪ :‬سماع لفظ الشيخ وهو إملء وغيييره (‬
‫أي تحديث من غير إملء ‪ .‬وكييل منهمييا يكييون‬
‫) من حفظ ( للشيخ ) ومن كتيياب ( لييه ) وهييو‬
‫أرفع القسام ( أي أعلى طرق التحمل ) عنييد‬
‫الجميياهير ( وسيييأتي مقييابله فييي القسييم‬
‫التي ‪ ،‬والملء أعلى من غيييره ‪ ،‬وإن اسييتويا‬
‫فييي أصييل ِ الرتبيية ) قييال القاضييي عييياض (‬
‫أسيينده إليييه ليييبرأ ميين عهييدته ) ل خلف أنييه‬
‫يجوز في هذا للسامع ( من الشيخ ) أن يقييول‬
‫فييي روايتييه ( عنييه ) حييدثنا وأخبرنييا وأنبأنييا‬
‫وسييمعت فلنييا ً ( يقييول ) وقييال لنييا ( فلن‬
‫) وذكر لنا ( فلن ‪ ،‬قال ابن الصلح وفي هييذا‬
‫نظر ‪ ،‬وينبغي فيما ً شيياع اسييتعماله ميين هييذه‬
‫اللفيياظ مخصوصيا بمييا سييمع ميين غييير لفييظ‬
‫الشيخ أن ل يطلق فيما سمع من لفظه ‪ ،‬لمييا‬
‫ليهام واللباس ‪.‬‬ ‫فيه من ا ِ‬
‫وقال العراقي ‪ :‬ما ذكره عييياض وحكييى عليييه‬
‫الجميياع متجييه ‪ ،‬ول شييك أنييه ل يجييب علييى‬
‫السييامع أن يييبين هييل كييان السييماع إملء أو‬
‫عرضا ً ‪ ،‬قال ‪ :‬نعم إطلق أنبأنا بعد أن اشييتهر‬
‫لجازة يؤدي إلى أن نظن بمييا‬ ‫إجي ِ‬ ‫استعمالها في ا‬
‫يازة ‪ ،‬فيسييقطه ميين ل يحتييج‬ ‫أداه بهييا أنييه‬
‫بها ‪ ،‬فينبغي أن ل يستعمل فييي السييماع لمييا‬
‫حدث من الصطلح ) قال الخطيب ‪ :‬أرفعها (‬
‫لجازة )‬ ‫أي العبارات في ذلك ) سمعت ( في ا‬
‫ثم حييدثنا وحييدثني ( فييإنه ل يكيياد أحييد ِيقييول‬
‫لجازة‬ ‫سمعت في ا ِ‬
‫‪9‬‬

‫‪- 298 -‬‬


‫ص أَ ْ‬
‫خب ََر ََنييا‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫صييي‬ ‫خ ِ‬ ‫شيييع ت َ ْ‬ ‫ن يَ َ ِ‬
‫قبيي َ َ‬
‫لأ ْ‬ ‫ذا َ ْ‬‫َ‬ ‫هيي َ‬ ‫ن َ‬ ‫كييا َ‬ ‫و َ‬ ‫َ‬
‫وَنبأن َييا‬ ‫َ‬ ‫يا‬ ‫ي‬‫َ‬ ‫ن‬ ‫أ‬ ‫نب‬
‫ْ‬ ‫أ‬ ‫م‬ ‫َ‬ ‫ي‬ ‫ُ‬ ‫ث‬ ‫‪:‬‬ ‫ل‬‫َ‬ ‫قا‬ ‫‪.‬‬ ‫يخ‬ ‫ْ‬ ‫ش‬‫ّ‬ ‫ال‬ ‫لى‬ ‫ع‬
‫َ‬ ‫ة‬
‫ِ‬ ‫َ‬ ‫ء‬ ‫را‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ق‬ ‫بال‬
‫خ‪:‬‬ ‫شييي ُ‬ ‫ل ال ّ‬ ‫قييا َ‬ ‫ل‪َ .‬‬ ‫ماع ِ‬ ‫ع َ‬ ‫سييت ِ ْ‬ ‫ل فييي َ ال ْ‬ ‫قلييي ٌ‬ ‫و َ‬ ‫دثي َ َ‬
‫هي‬ ‫و ُ‬
‫خَرى‬ ‫ة أُ ْ‬ ‫ه ٍ‬‫َ‬ ‫ج‬
‫ِ‬ ‫َ‬ ‫ن‬
‫ْ‬ ‫م‬
‫ت َِ‬ ‫ُ‬ ‫م ْ‬‫س َِ‬ ‫َ‬ ‫ن‬
‫ْ‬ ‫م‬
‫ع ِ‬ ‫خبَرَنا أْرف ُ‬ ‫نا وأ َ ْ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫ح‬
‫َ‬
‫َ‬
‫ش يي ْ َ‬
‫خ‬ ‫ن ال ّ‬ ‫علييى أ َ‬ ‫دلليية َ‬ ‫ت َ‬ ‫ع ُ‬ ‫م ْ‬ ‫سي ِ‬ ‫س فييي َ‬ ‫‪،‬ر إواذْهلي ْإيا َ‬
‫ما ‪.‬‬ ‫فه َ‬ ‫خل ِ‬ ‫هْ ب ِ َ‬ ‫َ ّ ُ َ‬
‫_________________________‬
‫والمكاتبيية ‪ ،‬ول فييي تييدليس مييا لييم يسييمعه ‪،‬‬
‫بخلف حييدثنا فييإن بعييض أهييل العلييم كييان‬
‫لجازة ‪.‬‬ ‫يستعملها في ا ِ‬
‫وروي عن الحسن أنه قال ‪ :‬حدثنا أبو هريرة ‪،‬‬
‫دث أهل المدينيية ‪ ،‬والحسيين بهييا ‪ ،‬إل‬ ‫وتأول ح ّ‬
‫أنه لم يسمع منييه شيييئا ً ‪ً .‬قييال ابيين الصييلح ‪:‬‬
‫ومنهم من أثبت له سماعا منه ‪.‬‬
‫قال ابن دقيق العيد ‪ :‬وهذا إذا لييم يقييم دليييل‬
‫قاطع على أن الحسن لم يسمع منه ‪ ،‬لم يجييز‬
‫أن يصار إليه ‪ ،‬قال العراقي ‪ :‬قال أبييو زرعيية‬
‫وأبو حاتم من قال عن الحسن البصري حييدثنا‬
‫أبييو هريييرة فقييد أخطييأ ‪ ،‬قييال ‪ :‬والييذي عليييه‬
‫العمل أنه لم يسمع منه ‪ ،‬قاله غيرهمييا أيييوب‬
‫وبهييز بيين أسييد ويييونس بيين عبيييد والنسييائي‬
‫والخطيييب وغيرهييم ‪ ،‬وقييال ابيين القطييان ‪:‬‬
‫ليست حدثنا بنص في أن قائلها سمع ‪ .‬ففييي‬
‫» صييحيح مسييلم « فييي حييديث الييذي يقتلييه‬
‫فيقول ‪ :‬أنت ّالييدجال الييذي حييدثنا بييه‬ ‫الدجال‬
‫رسول الل ّييه صييلى اللييه عليييه وسييلم ‪ ،‬قييال ‪:‬‬
‫ومعلوم أن ذلك الرجييل متييأخر الميقييات ‪ ،‬أي‬
‫فيكون المراد حديث أمته ‪ ،‬وهييو منهييم ‪ ،‬لكيين‬
‫مر ‪ :‬إنييه الخضيير ‪ ،‬فحينئذ ل مييانع ميين‬ ‫ع‬
‫م ْ‬ ‫قال َ‬
‫يماعه َ‪ ،‬قييال الخطيييب ‪ ) :‬ثييم ( يتلييو حييدثنا‬ ‫سي‬
‫) أخبرنا وهو كثير فييي السييتعمال ( حييتى إن‬
‫جماعة ل يكادون يستعملون فيما سمعوه ميين‬
‫الشيييخ غيرهييا ‪ ،‬منهييم حميياد بيين سييلمة‬ ‫لفظ‬
‫وعبد الّله بن المبارك وهشيم بن بشير وعبيد‬
‫الّله بن موسى وعبد الرزاق ويزيد ابن هارون‬
‫وعمرو بن عييوف ويحيييى بيين يحيييى التميمييي‬
‫وإسحاق بيين راهييويه وأبييو مسييعود أحمييد بيين‬
‫الفرات ومحمد بن أيوب الرازيان وغيرهم ‪.‬‬
‫‪1.‬‬

‫‪- 299 -‬‬


‫و ذَك ََر ل ََنا ‪َ ،‬‬ ‫فل َن أ َ‬ ‫ل ل ََنا ُ‬ ‫وأ َ‬
‫غي ْ يَر‬‫ح ي َدّث ََنا ‪َ .‬‬ ‫فك َ َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫قا َ‬ ‫ما َ‬ ‫ّ‬ ‫أَ َ‬
‫ن‬‫م َي ْ‬‫ه ِ‬ ‫ُ‬ ‫شيب َ‬ ‫هأ ْ‬‫ِ‬ ‫ي‬ ‫ِ‬ ‫ب‬‫َ‬ ‫و‬
‫َ‬ ‫ي‬ ‫ه‬
‫ُ‬ ‫و‬ ‫َ‬ ‫ة‬
‫ِ‬ ‫ر‬
‫َ‬ ‫ك‬ ‫مي َ‬
‫ذا‬ ‫ُ‬ ‫ال‬ ‫ْ‬ ‫ع‬
‫ِ‬ ‫ما‬ ‫َ‬ ‫س‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ب‬ ‫ق‬
‫ٌ‬ ‫لئ‬ ‫ه‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ن‬
‫ر‬
‫يماي ْ ِ‬
‫نغ‬ ‫م ْ‬ ‫و َذَك ََر ِ‬ ‫لأ ْ‬ ‫قا َ‬
‫ل‬ ‫ت‪َ :‬‬ ‫ع ََباَرا ً ِ‬ ‫ع ال ِ‬ ‫ض ُ‬ ‫و َ‬ ‫وأَنا ْ‬ ‫و لَ َ‬ ‫حدث ََنا َ‪.‬‬ ‫َ‬
‫ع‬ ‫ِ‬ ‫ي‬ ‫س‬‫ّ‬ ‫ال‬ ‫يى‬ ‫ي‬ ‫ل‬‫ع‬‫َ‬ ‫ٌ‬ ‫يو‬ ‫ي‬ ‫م‬
‫ُ‬ ‫ح‬
‫ْ‬ ‫م‬ ‫ا‬‫يض‬ ‫ْ‬ ‫أ‬ ‫و‬ ‫َ‬ ‫ه‬
‫ُ‬ ‫و‬‫َ‬ ‫‪،‬‬ ‫ْ‬ ‫أ‬ ‫‪،‬‬ ‫لي‬ ‫ِ‬
‫م‬ ‫قد ّ َ‬ ‫ما ت َ َ‬ ‫عَلى َ‬ ‫قاءُ َ‬ ‫ف الل ّ َ‬ ‫ر َ‬ ‫ع ِ‬
‫إذا ُ‬
‫_________________________‬
‫وقال أحمد ‪ :‬أخبرنا أسهل مين حيدثنا ‪ ،‬حييدثنا‬
‫شديد ‪ ،‬قال ابن الصلح ‪ ) :‬وكان هذا قبييل أن‬
‫يشيع تخصيييص أخبرنييا بييالقراءة علييى الشيييخ‬
‫قييال ( الخطيييب ‪ ) :‬ثييم ( بعييد أخبرنييا ) أنبأنييا‬
‫ونبأنييا وهييو قليييل فييي السييتعمال ‪ .‬قييال‬
‫الشيخ ( ابن الصييلح ‪ ) :‬حييدثنا وأخبرنييا أرفييع‬
‫ميين سييمعت ميين جهيية أخييرى إذ ليييس فييي‬
‫واه ( بالتشديد )‬ ‫ري ّ‬ ‫سمعت دللة على أن الشيخ‬
‫يا ( فييإن فيهمييا‬ ‫إييياه ( وخيياطبه بييه ) بخلفهم‬
‫دللة على ذلييك ‪ ،‬وقييد سييأل الخطيييب شيييخه‬
‫الحافظ أبا بكر البرقاني عن السر فييي كييونه‬
‫يقييول لهييم فيمييا رواه عيين أبييي القاسييم‬
‫النَبيييدوني سيييمعت ‪ ،‬ول يقيييول حيييدثنا ول‬
‫أخبرنا ‪ ،‬فذكر ًله أن أبا القاسم كان مييع ثقتييه‬
‫وصلحه عسرا في الرواييية ‪ ،‬فكييان البرقيياني‬
‫يجلس بحيييث ل يييراه أبييو القاسييم ‪ ،‬ول يعلييم‬
‫بحضوره فيسييمع منييه مييا يحييدث بييه الشييخص‬
‫الداخل ‪ ،‬فلييذلك يقييول ‪ :‬سييمعت ‪ ،‬ول يقييول‬
‫حييدثنا ول أخبرنييا ‪ ،‬لن قصييده كييان الرواييية‬
‫للداخل إليه وحده ‪.‬‬
‫قال الزركشي ‪ :‬والصحيح التفصيل ‪ ،‬وهييو أن‬
‫حدثنا أرفع إن حدثه علييى العمييوم ‪ ،‬وسييمعت‬
‫إن حيييدثه عليييى الخصيييوص ‪ ،‬وكيييذا قيييال‬
‫القسطلني في المنهج ) وأما قال لنا فلن (‬
‫أو قال لي ) أو ذكر لنا ( أو ذكر لي ) فكحدثنا‬
‫( فييي أنييه متصييل ) غييير أنييه لئق بسييماع‬
‫المذاكرة وهييو بييه أشييبه ميين حييدثنا ‪ .‬وأوضييع‬
‫العبارات قال ًأو ذكر من غير لي أو لنا وهييو (‬
‫مع ذلك ) أيضا محمول على السماع إذا عييرف‬
‫اللقاء ( وسلم من التييدليس ) علييى مييا تقييدم‬
‫في نوع المعضييل ( فييي الكلم علييى العنعنيية‬
‫) ل سيما إن عرف ( من حاله ) أنه ل يقييول ‪:‬‬
‫قال إل فيما سمعه‬
‫‪11‬‬

‫‪- 300 -‬‬


‫هل‬ ‫ُ‬ ‫ف أ َن ّي‬ ‫ر َ‬ ‫نيييه ِ‬‫ع‬
‫ن ُ‬ ‫ل ‪ ،‬ل سيييما إ ْ‬ ‫ل ّي ِِ‬ ‫ض‬‫ع َ‬ ‫م ْ‬ ‫قييا ُ‬ ‫ع ال‬ ‫و ِ‬ ‫لْ‬ ‫في ن َي‬
‫ص‬
‫خيي َن يهّ‬ ‫و َ‬ ‫‪،‬‬ ‫ُ‬
‫عَلى السماع به والمعرو َ‬ ‫ْ‬ ‫م‬
‫ِ‬ ‫ه‬
‫ُ‬ ‫ع‬‫َ‬ ‫سييم‬ ‫َ‬ ‫مييا‬ ‫َ‬ ‫في‬ ‫إ‬ ‫ل‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫قييو‬ ‫يَ ُ‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫أ‬ ‫ف‬‫ُ‬ ‫ّ َ ِ ِ َ ْ ُ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫ه‬
‫ط‪ُ.‬‬ ‫َ‬ ‫ل‬ ‫م‬ ‫شر ْ‬ ‫ح‬‫َ‬ ‫ب‬ ‫ُ‬ ‫طي‬‫ِ‬ ‫خ‬‫َ‬ ‫ال ْ‬
‫لَ ْ َ ِ ْ ٍ‬ ‫َ‬ ‫ب‬ ‫س‬ ‫ي‬
‫يخ ‪،‬‬ ‫شييي ْ ْ‬ ‫ّ‬ ‫عليييى ال‬ ‫َ‬ ‫قيييَراءَةُ ً َ‬ ‫ْ‬
‫م َال ُثييياِني ‪ :‬ال ِ‬ ‫ّ‬ ‫مييي ُ‬ ‫سي‬ ‫ق ْ‬ ‫ال ْ ِ‬
‫ت‬ ‫قييَرأ َ‬ ‫واءٌ َ‬ ‫ي‬
‫سي‬ ‫َ‬ ‫‪.‬‬ ‫ا‬ ‫رض‬ ‫ع‬
‫َ‬ ‫ن‬ ‫ثي‬ ‫ِ‬ ‫ّ‬ ‫د‬ ‫ح‬
‫َ‬ ‫م‬ ‫ال‬ ‫ر‬ ‫َ‬ ‫ث‬ ‫ك‬ ‫أ‬ ‫ها‬ ‫س‬ ‫وي‬
‫ظ‪،‬‬ ‫في َ ٍ‬ ‫ح ْ‬ ‫و َِ‬ ‫ْ‬
‫ب أَ َ‬
‫ٍ‬ ‫يا‬ ‫ي‬ ‫َ‬ ‫ت‬ ‫ِ‬ ‫ك‬ ‫َ‬ ‫ن‬
‫ْ‬
‫ك وأ َن ْ ُيت ُت َس يمع َ م ي ْ‬
‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫غي ْ ّيير َ َ‬ ‫و ََ‬ ‫ْ‬
‫أَ َ‬
‫ة‪،‬‬ ‫و ث ِق ٌ‬ ‫وأ ْ‬ ‫ه َ‬ ‫صله ُ‬ ‫َ‬ ‫سك أ ْ‬ ‫َ‬ ‫م َ‬ ‫ذا أ ْ‬ ‫ملإ َ‬ ‫خأ ْ‬ ‫شي ْ ُ‬ ‫فظ ال ّ‬ ‫َ‬ ‫ح ِ‬ ‫َ‬
‫ة‬
‫ح ٌ‬ ‫حي َ‬ ‫ص ِ‬ ‫ة َ‬ ‫واي َ ٌ‬ ‫ر َ‬ ‫ي ِ‬ ‫ه َ‬ ‫و ِ‬ ‫َ‬
‫_________________________‬
‫منه ( كحجاج بن محمد العييور روى كتييب ابيين‬
‫جريج عنه بلفظ قال ابن جريج فحملها الناس‬
‫عنه واحتجوا بها ) وخص الخطيب حملييه علييى‬
‫السماع به ( أي من عرف منه ذلك بخلف ميين‬
‫ل يعييرف منييه ذلييك فل يحملييه علييى السييماع‬
‫) والمعروف أنييه ليييس بشييرط ( وافييرط ابيين‬
‫منده فقال ‪ :‬حيث قال البخيياري » قييال لنييا «‬
‫فهو إجازة ‪ ،‬وحيييث قييال » قييال فلن « فهييو‬
‫تدليس ‪ ،‬ورد العلماء عليه ذلك ولم يقبلوه ‪.‬‬
‫) القسيييم الثييياني ( مييين أقسيييام التحميييل‬
‫) القراءة على الشيخ ويسميها أكثر المحدثين‬
‫عرضييا ً ( ميين حيييث إن القييارئ يعييرض علييى‬
‫الشيييخ مييا يقييرؤه كمييا يعييرض القييرآن علييى‬
‫لسلم ابن حجر في‬ ‫شيخ ا ِ‬ ‫المقرئ ‪ ،‬لكن قال‬
‫يراءة والعييرض عمييوم‬ ‫شرح البخاري ‪ :‬بين القي‬
‫وخصوص ‪ ،‬لن الطالب إذا قرأ كييان اعييم ميين‬
‫العرض وغيره ‪ ،‬ول يقع العرض إل بييالقراءة ‪،‬‬
‫لن العرض عبارة عما يعرض به الطالب أصييل‬
‫شيخه معه أو مع غييره بحضييرته ‪ .‬فهييو أخييص‬
‫من القراءة ‪ ،‬انتهى ‪.‬‬
‫) سواء قرأت ( عليه بنفسك ) أو قرأ غيييرك (‬
‫عليه ) وأنييت تسييمع ( وسييواء كييانت القييراءة‬
‫منييك أو ميين غيييرك ) ميين كتيياب أو حفييظ (‬
‫وسواء في الصور الربع ) حفييظ الشيييخ ( مييا‬
‫قرئ عليه ) أم ل إذا أمسك اصله هو أو ثقيية (‬
‫غيره كما‬
‫‪12‬‬

‫‪- 301 -‬‬


‫ض‬
‫عيي ِ‬‫ن بَ ْ‬
‫ع ْ‬
‫ي َ‬ ‫ك إل ّ ما ُ‬
‫حك ِ َ‬ ‫ع ذَل ِ َ‬
‫مي ِ‬ ‫ج ِ‬‫ف في َ‬ ‫خل ٍ‬ ‫ِبل ِ‬
‫ه‪،‬‬‫عت َدّ ب ِ ِ‬‫ن ل يُ ْ‬‫م ْ‬ ‫ِ‬
‫_________________________‬
‫سيأتي ‪ ،‬قال العراقي ‪ :‬وكذا إن كان ثقة ميين‬
‫السامعين يحفظ مييا قييرئ وهييو مسييتمع غييير‬
‫غافل ‪ ،‬فذلك كاف أيضا ‪ .‬قال ولم يييذكر ابيين‬
‫الصلح هذه المسألة ‪ .‬والحكم فيهييا متجييه ول‬
‫فرق بييين إمسيياك الثقيية لصييل الشيييخ وبييين‬
‫حفظ الثقة لما يقييرأ ‪ ،‬وقييد رأيييت غييير واحييد‬
‫ميين أهييل الحييديث وغيرهييم اكتفييى بييذلك ‪،‬‬
‫لسييلم ‪ :‬ينبغييي ترجيييح‬ ‫يور ا ِ‬‫انتهى ‪ .‬وقييال شيييخ‬
‫كلهييا علييى الحفييظ لنييه‬ ‫لمساك في الصي‬ ‫اخ ِ‬
‫لمييام أحميد فيي القييارئ أن‬ ‫ِ‬ ‫وان ‪ ،‬وشيرط ا‬ ‫ّ‬
‫يكييون مميين يعييرف ويفهييم ‪ ،‬وشييرط إمييام‬
‫الحرمين في الشيخ أن يكون بحيث لييو فييرض‬
‫من القارئ تحريف أو تصحيف لييرده ‪ ،‬وإل فل‬
‫يصح التحمل بها ) وهي ( أي الرواية بالقراءة‬
‫بشرطها ) رواية صحيحة ‪ ،‬بل خلف في جميع‬
‫ي عن بعض من ل ُيعتييد بييه ( إن‬ ‫ح‪،‬ك ِ َ‬ ‫ذلك إل ما ُ‬
‫وهييو أبييو عاصييم النبيييل ‪ ،‬رواه‬ ‫ثبييت عنييه‬
‫يب عيين وكيييع‬ ‫ي‬ ‫الخطي‬ ‫وروى‬ ‫‪،‬‬ ‫عنه‬ ‫الرامهرمزي‬
‫قط عرضا ً ‪ ،‬وعن محمد‬ ‫قال ‪ :‬ما أخذيت حديثا ً‬
‫بن سلم أنه أدرك مالكا ً والناس يقرأون عليه‬
‫فلم يسمع منه لذلك ‪ ،‬وكذلك عبد الرحمن بن‬
‫سلم الجمحي لم يكتف بذلك ‪ ،‬فقييال مالييك ‪:‬‬
‫أخرجييوه عنييي ‪ ،‬ومميين قييال بصييحتها ميين‬
‫الصحابة فيما رواه البيهقي فيي » الميدخل «‬
‫‪ :‬أنييس ‪ ،‬وابيين عبيياس ‪ ،‬وأبييو هريييرة ‪ .‬وميين‬
‫التابعين ابن المسيب ‪ ،‬وأبو ّسلمة ‪ ،‬والقاسم‬
‫بن محمد ‪ ،‬وسالم بن عبد اللييه ‪ ،‬وخارجيية بيين‬
‫زيييد ‪ ،‬وسييليمان بيين يسييار ‪ ،‬وابيين هرمييز ‪،‬‬
‫وعطيييياء ‪ ،‬ونييييافع ‪ ،‬وعييييروة ‪ ،‬والشييييعبي ‪،‬‬
‫والزهييري ‪ ،‬ومكحييول ‪ ،‬والحسيين ‪ ،‬ومنصييور ‪،‬‬
‫وأيوب ‪ .‬وميين الئميية ابيين جريييج ‪ ،‬والثييوري ‪،‬‬
‫وابيين أبييي ذئب ‪ ،‬وشييعبة ‪ ،‬والئميية الربعيية ‪،‬‬
‫وابن مهدي ‪ ،‬وشريك ‪ ،‬والليييث ‪ ،‬وأبييو عبيييد ‪،‬‬
‫والبخاري في خلق ل يحصون كثرة ‪.‬‬
‫وروى الخطيب عن إبراهيم بن سعد أنه قال ‪:‬‬
‫دعون تنطعكيم يييا أهييل العيراق ! العييرض‬ ‫ل تي َ‬
‫مثل السماع ‪.‬‬
‫‪13‬‬

‫‪- 302 -‬‬


‫ظ‬‫ن ََلف ي ِ‬ ‫هي ‪ْ ،‬‬ ‫م‬
‫عَ ِ‬ ‫عِ‬ ‫ما‬ ‫سي‬
‫ها َ‬ ‫ها ِلل ّ‬ ‫وات ِ َ‬‫ها َ‬ ‫سييا‬ ‫م ََ‬ ‫ييه ُ‬ ‫فييوا في‬ ‫خت َل َ ُ‬ ‫وا ْ‬ ‫َ‬
‫ي‬ ‫ِ‬ ‫ك‬‫ح‬‫ُ‬
‫ه ومعظَييمَ‬‫ف‬ ‫ِ‬ ‫ْ‬ ‫ي‬ ‫ل‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫ن‬ ‫حا‬ ‫َ‬ ‫ج‬
‫ْ‬ ‫ر‬‫ُ‬ ‫و‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ي‬ ‫ل‬‫ع‬‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ن‬‫حا‬ ‫َ‬ ‫ج‬
‫ْ‬ ‫ر‬ ‫ُ‬ ‫و‬
‫َ‬ ‫خ‬‫ِ‬ ‫ْ‬ ‫ي‬‫ش‬ ‫ال ّ‬
‫خ ِ َ ُ ْ‬ ‫شيَيا َ ِ‬ ‫وأ ْ‬ ‫هَ َ‬ ‫حا ْب ِ ِ‬ ‫صي َ‬ ‫كوأ َ ْ‬ ‫و‬‫ك َُ‬ ‫وا ٍل ْ‬ ‫مال ِي‬ ‫نجا َ‬ ‫اليح ْ‬ ‫ع‬
‫ل َ‬ ‫و ُ‬ ‫ال َ ّ‬
‫هم ‪.‬‬ ‫ر ِ‬‫غي ْ ِ‬ ‫و‬
‫ي َ‬ ‫ر ّ‬ ‫خا ِ‬ ‫والب ُ‬ ‫ة َ‬ ‫ف ِ‬ ‫ز َ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ء‬
‫ِ‬ ‫ما‬‫َ‬ ‫عل‬
‫ُ‬
‫_________________________‬
‫حميييدي ثييم البخيياري علييى ذلييك‬ ‫واسييتدل ال ُ‬
‫ضمام بن ثعلبة ‪ :‬لما أتى النييبي صييلى‬ ‫بحديث ُ‬
‫الّلييه عليييه وسييلم فقييال لييه ‪ :‬إنييي سييائلك‬
‫فمشدد عليك ‪ ،‬ثييم قييال ‪ :‬أسييألك بربييك ورب‬
‫ث فييي سييؤاله‬ ‫من قبلك ‪ ،‬آلله أرسلك ‪ .‬الحييدي َ‬
‫عن شرائع الدين ‪ ،‬فلما فرغ قال ‪ :‬آمنييت بمييا‬
‫جئت به وأنييا رسييول ميين ورائي ‪ ،‬فلمييا رجييع‬
‫إلى قومه اجتمعوا إليه فأبلغهم فأجازوه ‪ ،‬أي‬
‫قبلوه منه وأسلموا ‪ ،‬وأسييند الييبيهقي فييي »‬
‫المدخل « عن البخاري قال ‪ :‬قييال أبييو ّ سييعيد‬
‫ذاء ‪ :‬وعندي خبر عن النبي صلى الله عليه‬ ‫الح ّ‬
‫علييى العييالم ؛ فقيييل لييه ‪:‬‬ ‫القراءة‬ ‫في‬ ‫وسلم‬
‫قال قصة ضمام ‪ ،‬الّله أمرك بهذا ؟ قال ‪ :‬نعم‬
‫‪.‬‬
‫) واختلفوا في مسيياواتها للسييماع ميين لفييظ‬
‫الشيخ ( في المرتبة ) رجحانه عليها ورجحانها‬
‫ي الول ( وهو‬ ‫وأصحابهك ِ َ‬
‫ح‬ ‫ف ُ‬ ‫عليه ( على ثلثة مذاهب ) َ‬
‫وأشياخه ( ميين‬ ‫المساواة ) عن مالك‬
‫علمييياء المدينييية ) ومعظيييم علمييياء الحجييياز‬
‫والكوفيييية والبخيييياري وغيرهييييم ( وحكيييياه‬
‫الرامهرمزي عين عليي بين أبيي طييالب وابين‬
‫ي القراءة على العالم‬ ‫عن عل ّ‬ ‫عباس ‪ ،‬ثم روى‬
‫وعن ابن عباس قييال ‪» :‬‬ ‫بمنزلة السماع منه ‪.‬‬
‫ي كقراءتييي‬ ‫»ي ّ‬ ‫ي فييإن قراءتكييم علي‬ ‫عليي ّ‬ ‫اقييرأوا‬
‫المييدخل « ‪،‬‬ ‫رواه الييبيهقي فييي‬ ‫عليكييم « ‪،‬‬
‫وحكيياه أبييو بكيير الصيييرفي عيين الشييافعي ‪،‬‬
‫قلت ‪ :‬وعندي أن هؤلء إنما ذكييروا المسيياواة‬
‫دا على من كان أنكرها ل‬ ‫في صحة الخذ بها ر ّ‬
‫فييي اتحيياد المرتبيية ‪ .‬أسييند الخطيييب فييي »‬
‫الكفاية « من طريق ابن وهب قييال ‪ :‬سييمعت‬
‫مالكا ً وسئل عيين الكتييب الييتي تعييرض عليييه ‪،‬‬
‫أيقييول الرجييل حييدثني ؟ قييال ‪ :‬نعييم ‪ ،‬كييذلك‬
‫القييرآن أليييس الرجييل يقييرأ علييى الرجييل‬
‫فيقييول ‪ :‬أقرأنييي فلن ‪ .‬وأسيند الحيياكم فيي‬
‫علوم الحديث‬
‫‪14‬‬

‫‪- 303 -‬‬


‫و‬
‫ييَ‬‫هيي‬
‫وَ ُ‬ ‫َ‬ ‫ق‬‫ِ‬ ‫ر‬
‫ِ‬ ‫شيي‬‫م ْ‬ ‫َ‬ ‫ل ال‬ ‫ِ‬ ‫ر َأ َ ْ‬
‫هيي‬ ‫نِ‬ ‫هييو‬‫م ُ‬ ‫ج ْ‬‫ن ُ‬ ‫عييّثا ْ‬‫والّثيياِني ‪َ :‬‬ ‫َ‬
‫ن أب ِي‬ ‫ِ‬ ‫ي‬ ‫ْ‬ ‫ب‬‫وا‬ ‫ة‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ف‬ ‫ني‬
‫ِ‬
‫ع ِن ماِلك ‪َ ،‬‬ ‫ح‬
‫َ‬ ‫بي‬ ‫أ‬ ‫ْ‬ ‫ع‬
‫َ‬ ‫‪:‬‬ ‫ث‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫ل‬ ‫وال‬ ‫َ‬ ‫ح‪.‬‬ ‫حي َُ‬‫ص ِ‬‫ّ‬ ‫ال‬
‫ة َ ْ َ‬ ‫واي ٌ‬ ‫ر َ‬‫و ِ‬‫ما ‪َ ،‬‬ ‫ه َ‬‫ر ِ‬‫وغي ْ ِ‬ ‫ب َ‬ ‫ِذئ ْ ٍ‬
‫_________________________‬
‫عن مطييرف قييال ‪ :‬سييمعت مالك يا ً يييأبى أشييد‬
‫لباء على من يقول ‪ :‬ل يجزيه إل السماع من‬ ‫ا ِ‬
‫لفظ الشيخ ‪ ،‬ويقول ‪ :‬كيف ل يجزئك هذا في‬
‫الحديث ويجزئك في القرآن والقرآن أعظييم ‪،‬‬
‫) و ( حكييي ) الثيياني ( وهييو ترجيييح السييماع‬
‫عليها ) عن جمهور أهل المشرق وهو الصحيح‬
‫‪ ،‬و ( حكى ) الثالث ( وهو ترجيحها عليه ) عن‬
‫أبي حنيفيية وابيين أبييي ذئب وغيرهمييا و ( هييو‬
‫) رواييية عيين مالييك ( حكاهييا عنييه الييدارقطني‬
‫وابن فييارس والخطيييب ‪ ،‬وحكيياه الييدارقطني‬
‫هيعة‬ ‫وابن ل َ‬ ‫ّ‬ ‫أيضا ً عن الليث بن سعد ‪ ،‬وشعبة ‪،‬‬
‫ن‬‫ُ‬ ‫ي‬ ‫ب‬ ‫يه‬ ‫ي‬ ‫ل‬‫ال‬ ‫يد‬‫ي‬ ‫عب‬ ‫‪َ ،‬ويحيى بن سعيد ‪ ،‬ويحيى بيين‬
‫كير ‪ ،‬والعبيياس بيين الوليييد بيين يزيييد ‪ ،‬وأبييى‬ ‫ب‬
‫الوليد موسى بن داود الضييبي ‪ ،‬وأبييي عبيييد ‪،‬‬
‫وأبي حاتم ‪ .‬وحكاه ابن فارس عن ابن جريج ‪،‬‬
‫والحسن بن عمارة ‪.‬‬
‫وروى البيهقي في » المدخل « عن مكي بيين‬
‫ِإبراهيم قال ‪ :‬كان ابيين جريييج ‪ ،‬وعثمييان ابيين‬
‫السود ‪ ،‬وحنظلة بن أبي سفيان ‪ ،‬وطلحة بن‬
‫عمرو ‪ ،‬ومالك ‪ ،‬ومحمد بن إسحاق ‪ ،‬وسييفيان‬
‫الثييوري ‪ ،‬وأبييو حنيفيية ‪ ،‬وهشييام ‪ ،‬وابيين أبييي‬
‫ذئب ‪ ،‬وسعيد بيين أبييي عروبيية ‪ ،‬والمثنييى بيين‬
‫على العالم خير ميين‬ ‫صَباح يقولون ‪ :‬قراءتك‬ ‫ال َ‬
‫قراءة العالم عليييك ‪ ،‬واعتل ّييوا بييأن الشيييخ لييو‬
‫غلط لم يتهيأ للطالب الييرد عليييه ‪ .‬وعين أبييي‬
‫ي أثبييت ميين أن أتييولى‬ ‫القييراءة عليي ّ‬ ‫عبيييد ‪:‬‬
‫القراءة أنا ‪.‬‬
‫وقال صيياحب البييديع بعييد اختييياره التسييوية ‪:‬‬
‫محل الخلف ما إذا قرأ الشيخ في كتييابه لنييه‬
‫قد يسهو ‪ ،‬فل فرق بينه وبين القراءة عليييه ‪،‬‬
‫أمييا إذا قييرأ الشيييخ ميين حفظييه فهييو أعلييى‬
‫بالتفاق ‪.‬‬
‫لسلم أن محييل ترجيييح السييماع‬ ‫ا‬ ‫شيخ‬ ‫واختار‬
‫ما إذا استوى ِالشيخ‬
‫‪15‬‬

‫‪- 304 -‬‬


‫فلن أ َ‬ ‫قرأ ْ‬ ‫و ُ‬
‫و‬
‫راتْ‬ ‫ع ُبييا ٍ‬ ‫ِ‬
‫ت على‬
‫م‬ ‫ي‬ ‫ُ‬ ‫ث‬ ‫‪،‬‬
‫ُ‬
‫ه‬ ‫ي‬ ‫ب‬‫قر َ َ‬ ‫َ‬
‫ها َ‪:‬‬
‫أ‬ ‫ي‬
‫ة ب ِ ََ‬
‫ف‬ ‫ع‬
‫واي َ ِ‬
‫م‬ ‫ي‬ ‫أناالأ َّر َ‬
‫س‬
‫في‬‫طه و َ‬ ‫ي‬‫َ‬ ‫ل‬ ‫ع‬
‫َ‬ ‫ح َ‬ ‫وال ْ‬
‫ر َ‬
‫ئ‬ ‫ق‬ ‫َُ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ْ‬ ‫ِ‬
‫ه‪،‬‬ ‫عل ْي ْ ِ‬ ‫قَراءَةً َ‬ ‫خب ََرَنا ِ‬ ‫وأ ْ‬ ‫حدّث ََنا أ‬ ‫قي ّدَةً ‪ :‬ك َ َ‬ ‫ماع م َ‬ ‫س ََ‬ ‫ال َ ّ‬
‫ق‬
‫طل َ‬ ‫عإ‬ ‫مَنيي َ‬ ‫َ‬ ‫و‬
‫َ‬ ‫ه‪،‬‬ ‫عل َي ْ ِ‬ ‫قَراءَةً ْ َ‬ ‫ر ِ‬ ‫ِ‬ ‫ع‬
‫ش ْ‬ ‫شدََنا َ ُفي ال ّ‬ ‫وأن‬ ‫َ‬
‫حَيييى‬ ‫ن يَ ْ‬ ‫ُ‬ ‫حَيى ب‬ ‫ك ‪ ،‬وي ْ‬ ‫مَباَر ِ‬ ‫ُ‬ ‫ن ال‬ ‫ُ‬ ‫خب ََرَنا َاب ْ‬ ‫وأ ْ‬ ‫َ‬ ‫نا‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ث‬ ‫حدّ‬ ‫َ‬
‫ي‬
‫هئ ِ ّ‬ ‫والّنسيييا‬ ‫حن ْب َيييل ‪،‬‬ ‫ن َ‬ ‫يي ُ‬ ‫ميييد َ بي‬ ‫حي َ‬ ‫وأ ْ‬ ‫ي‪،‬‬ ‫ميمييي‬ ‫الت ّ َ ِ‬
‫ب‬ ‫ميذْ َ ُ‬ ‫َ‬ ‫ه‬
‫ُ‬ ‫ل ‪ :‬إ َن ّي‬ ‫قيي َ‬ ‫ة‪ِ .‬‬ ‫في ٌ‬ ‫طا ْئ ِ َ‬ ‫يا‬ ‫ه‬‫و ََز َ‬ ‫ّ‬ ‫ج‬
‫و َ‬ ‫َ‬
‫م ّ‬
‫ْ‬ ‫ه‬‫غي ُْر ُ‬ ‫و‬ ‫َ‬
‫حي َيييى‬ ‫ة ‪ ،‬وي ْ‬ ‫عي َي ْن َييي َ‬ ‫ن ُ‬ ‫ِ‬ ‫واب ْييي‬ ‫َ‬ ‫ك‪،‬‬ ‫مال ِييي ٍ‬ ‫َ‬ ‫و‬ ‫َ‬ ‫‪،‬‬ ‫ي‬
‫ّ‬ ‫ر‬
‫ِ‬ ‫يي‬‫ي‬ ‫ه‬
‫ْ‬ ‫ز‬ ‫ّ‬ ‫ال‬
‫ن‬‫حييدِّثي َ‬ ‫م َ‬ ‫ن ال ُ‬ ‫م َ‬ ‫ت ِ‬ ‫عا ٍ‬ ‫ما َ‬ ‫ج َ‬ ‫وَُ‬ ‫وال ْ َ‬ ‫ي‪،‬‬ ‫ر ّ‬ ‫خا ِ‬ ‫وال ْب ُ َ‬ ‫ن ا‪،‬ل ْ ِ َ‬ ‫طاَ ِ‬ ‫ق ّ‬ ‫ال ْ َ‬
‫ن‪.‬‬ ‫فّيي َ‬ ‫كو ِ‬ ‫ن َ‬ ‫زّيي َ‬ ‫ِ‬ ‫جا‬ ‫َ‬ ‫ح‬ ‫ظم‬ ‫ع‬
‫ْ‬ ‫وم‬ ‫َ‬
‫_________________________‬
‫والطالب ‪ ،‬أو كان الطالب أعلييم ‪ ،‬لنيه أوعيى‬
‫لما يسمع ‪ ،‬فإن كان مفضول ً فقراءته أولييى ‪،‬‬
‫لنها أضبط له ‪ ،‬قال ‪ :‬ولهذا كان السماع ميين‬
‫لملء أرفييع الييدرجات ‪ ،‬لمييا يلييزم‬ ‫تحرير ا ِ‬ ‫لفظه في‬
‫الشيييخ والطييالب ‪ .‬وصييرح كييثيرون‬ ‫منه‬
‫بأن القراءة بنفسه أعلى مرتبيية ميين السييماع‬
‫بقييراءة غيييره ‪ .‬وقييال الزركشييي ‪ :‬القييارئ‬
‫والمستمع سواء ‪.‬‬
‫) والحييوط ( الجييود ) فييي الرواييية بهييا ( أن‬
‫يقول ) قرأت على فلن ( إن قرأ بنفسييه ) أو‬
‫قرئ عليه وأنا أسمع فأقر به ثييم ( يلييي ذلييك‬
‫) عبارات السماع مقيدة ( بالقراءة ل مطلقيية‬
‫) كحدثنا ( بقراءتي أو قراءة عليه وأنييا أسييمع‬
‫) أو أخبرنا ( بقراءتي أو ) قييراءة عليييه ( وأنييا‬
‫أسييمع أو أنبأنييا أو نّبأنييا أو قييال لنييا كييذلك‬
‫عليييه ‪ ،‬ومنييع‬ ‫) وأنشييدنا فييي الشييعر قييراءة‬
‫إطلق حييدثنا وأخبرنييا ( هنييا عبييد الل ّييه ) ابيين‬
‫المبارك ‪ ،‬ويحيى بن يحيى التميمييي ‪ ،‬وأحمييد‬
‫بييين حنبيييل ‪ ،‬والنسيييائي ‪ ،‬وغيرهيييم ( قيييال‬
‫الخطيب ‪ :‬وهو مذهب خلق كييثير مين أصييحاب‬
‫الحييديث ) وجوزهييا طائفيية قيييل إنييه مييذهب‬
‫الزهيييري وماليييك ( وسيييفيان ) ابييين عيينييية‬
‫ويحييييى ( بييين سيييعيد ) القطيييان والبخييياري‬
‫وجماعات ميين المحييدثين ومعظييم الحجييازيين‬
‫والكييييوفيين ( كييييالثوري ‪ ،‬وأبييييي حنيفيييية‬
‫وصيياحبيه ‪ ،‬والنضيير بيين شييميل ‪ ،‬ويزيييد بيين‬
‫هارون ‪ ،‬وأبي عاصم‬
‫‪16‬‬

‫‪- 305 -‬‬


‫ة‬ ‫فيي ٌ‬‫طائ ِ َ‬ ‫ت َ‬ ‫ْ‬ ‫ع‬
‫من َ َ‬ ‫َ‬ ‫و‬
‫َ‬ ‫ت‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫ع‬
‫م ْ‬‫س ِ‬
‫َ‬ ‫ها‬ ‫َ‬ ‫في‬ ‫ن َأجا َز ِ‬ ‫م ْ‬ ‫موأ َ َ‬ ‫نا ْ‬ ‫ه‬‫من َْ ُ‬ ‫و ِ‬ ‫َ‬
‫ي‬‫هييلّ‬‫يافع‬ ‫َ‬ ‫ي‬ ‫ّ‬
‫ش‬ ‫ال‬ ‫ب‬‫ُ‬ ‫ه‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ذ‬ ‫ي‬ ‫م‬
‫َ‬ ‫و‬
‫َ‬ ‫ي‬ ‫وه‬ ‫َ‬ ‫يا‬‫ي‬ ‫َ‬ ‫ن‬‫ر‬‫َ‬ ‫َ‬ ‫ب‬ ‫خ‬‫ْ‬ ‫أ‬ ‫ت‬ ‫ْ‬ ‫ز‬‫َ‬ ‫جا‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ث‬ ‫ّ‬ ‫د‬ ‫َ‬ ‫ح‬
‫َ‬
‫رأ ْ‬ ‫يو َ ِ‬ ‫هي‬ ‫جم ُ‬ ‫جياج و ُ‬ ‫ن الح ّ‬ ‫لمإن ّبييه ِ‬ ‫مسي ِ‬ ‫و ُ‬ ‫ه‪َ .‬‬ ‫حاب ِ ِ‬ ‫وأصي َ‬
‫ن‬ ‫دثي َ‬ ‫حي ّ‬ ‫م‬
‫ُ‬ ‫ب ِأك ْ َييثر ْ ال‬ ‫ه ُ‬ ‫م يذ ْ َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫قي ْي َ‬
‫ل‬ ‫و ِ‬ ‫َ‬ ‫ق‬ ‫ِ‬ ‫ر‬
‫ِ‬ ‫ش‬ ‫م ْ‬ ‫َ‬ ‫ال‬ ‫َ‬
‫هييب‬ ‫و ْ‬ ‫واب ْين‬ ‫عييي‬ ‫و ًَزا ِ‬ ‫وال ْ‬ ‫ريِييج َ َ‬ ‫جي َ‬ ‫ن ُ‬ ‫ن أب ْ ِ‬ ‫عي ِ‬ ‫ي َ‬ ‫و َ‬ ‫ر ِ‬ ‫و ُ‬
‫ع‬ ‫شييائ ُ‬ ‫و ِال َ ّ‬ ‫هي َ‬ ‫صيياَر َ ُ‬ ‫و َ‬ ‫يضي‪.‬ا َ‬ ‫يأ ْ‬ ‫ّ‬ ‫يائ‬ ‫س‬
‫ن ال َن ّ َ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫ع‬‫َ‬ ‫ي‬‫َ‬ ‫و‬‫ِ‬ ‫ر‬ ‫ُ‬ ‫و‬ ‫َ‬
‫َ‬
‫ل الحديث‬ ‫ه ِ‬ ‫على أ ْ‬ ‫ب َ‬ ‫غال ِ ُ‬ ‫ال َ‬
‫_________________________‬
‫بن جرير ‪ ،‬وثعلب ‪ ،‬والطحاوي‬ ‫النبيل ‪ ،‬ووهب‬
‫‪ ،‬وألف فيييه جييزءا ً ‪ ،‬وأبييي نعيييم الصييبهاني ‪،‬‬
‫ين‬ ‫وحكاه عياض عن الكييثرين ‪ ،‬وهييو رواييية عي‬
‫أيض يا ً‬ ‫أحمد ‪ ) ،‬ومنهم من أجاز فيها سييمعت (‬
‫وى عيين مالييك والسييفيانين ‪ .‬والصييحيح ل‬ ‫وُر ِ‬
‫يجوز ‪ ،‬وممن صححه أحمد بن صالح والقاضي‬
‫أبو بكر الباقلني وغيرهما ‪ ،‬ويقع فييي عبييارة‬
‫سييلفي فييي كتييابه » التسييميع « سييمعت‬ ‫ال ّ‬
‫بقراءتييي ‪ ،‬وهييو إمييا تسييامح فييي الكتابيية ل‬
‫صييل بييين‬ ‫ف ّ‬ ‫يسييتعمل فييي الرواييية ‪ ،‬أو رأي م َ‬
‫لطلق ‪.‬‬ ‫التقييد وا ِ‬
‫) ومنعييت طائفيية ( إطلق ) حييدثنا وأجييازت (‬
‫إطلق ) أخبرنا وهو مذهب الشافعي وأصحابه‬
‫ومسلم بن الحجيياج وجمهييور أهييل المشييرق ‪،‬‬
‫وقيل ‪ :‬إنه مذهب أكثر المحدثين ( عييزاه لهييم‬
‫التميمي الجوهري َفي كتاب‬ ‫محمد بن الحسن‬
‫م يقييوم‬ ‫ٌ‬ ‫لنصيياف « قييال ‪ :‬فيّإن أخبرني َيا علي‬ ‫»ا ِ‬
‫فييظ بييه لييي‬ ‫مقام قائله أنا قرأته عليه ل أنه ل َ‬
‫ي عن ابن جريج والوزاعي وابن وهب (‬ ‫و َ‬ ‫وُر ِ‬ ‫‪َ ).‬‬
‫قال ابن الصييلح ‪ :‬وقيييل إنييه أول ميين أحييدث‬
‫الفييرق بييين اللفظييين بمصيير ‪ ،‬وهييذا يييدفعه‬
‫النقل عن ابن جريح والوزاعي ‪ ،‬إل أن يعنييي‬
‫ي عيين‬ ‫و‬ ‫ور ِ‬ ‫بمصيير ) ُ‬ ‫أنييه أول ميين فعييل ذلييك‬
‫المذكور َ‪.‬‬ ‫النسائي أيضا ( حكاه الجوهري‬
‫قييال ابيين الصييلح ‪ ) :‬وصييار ( الفييرق بينهمييا‬
‫) هو الشائع الغالب على أهل‬
‫‪17‬‬

‫‪- 306 -‬‬


‫الحييديث ( وهييو اصييطلح منهييم ‪ ،‬أرادوا بييه‬
‫التمييز بين النوعين ‪ ،‬والحتجاج له ميين حيييث‬
‫اللغة فيه عناد وتكلف ‪.‬‬
‫ي عميين ذهييب هييذا‬ ‫ي‬ ‫ك‬ ‫ح‬
‫قال ‪ :‬ومن أحسن مييا ُ‬
‫البرق ِي َ‬
‫ياني عيين أبييي حيياتم‬ ‫المييذهب مييا حكيياه‬
‫محمد بن يعقوب الهروي أحد رؤسياء الحييديث‬
‫بخراسييان أنييه قييرأ علييى بعييض الشيييوخ عيين‬
‫الفربري » صحيح البخاري « ‪ ،‬وكان يقول لييه‬
‫في كل حديث ‪ :‬حدثكم الفربييري ‪ ،‬فلمييا فييرغ‬
‫الكتاب سمع الشيخ يذكر أنه إنما سمع الكتاب‬
‫من الفربري قراءة عليه ‪ ،‬فأعاد قراءة الكتاب‬
‫كله وقال في جميعه أخبركم الفربييري ‪ .‬قييال‬
‫العراقي ‪ :‬وكأنه كان يييرى إعييادة السييند فييي‬
‫كييل حييديث ‪ ،‬وهييو تشييديد ‪ ،‬والصييحيح أنييه ل‬
‫يحتاج إليه كما سيأتي ‪.‬‬
‫فائدة ‪:‬‬
‫ً‬
‫سماعا أو قييراءة ( ‪ :‬هييو‬ ‫قول الراوي ) أخبرنا‬
‫من باب قولهم أتيته سعيا ً وكلمتييه مشييافهة ‪.‬‬
‫وللنحاة فيه مذاهب ‪:‬‬
‫أحدها وهو رأي سيبويه ‪ :‬أنهييا مصييادر وقعييت‬
‫موقع فاعل حال ً ‪ ،‬كمييا وقييع المصييدر مييوقعه‬
‫نعتا ً في زيد عدل ‪ ،‬وأنييه ل يسييتعمل منهييا إل‬
‫ميا سيمع ‪ ،‬ول يقياس ‪ .‬فعليى هيذا اسيتعمال‬
‫الصيغة المذكورة في الرواييية ممنييوع ‪ ،‬لعييدم‬
‫نطق العرب بذلك ‪.‬‬
‫الثاني ‪ :‬وهو للمبرد ‪ ،‬أنهييا ليسييت أحييوال ً بييل‬
‫مفعييولت لفعييل مضييمر ميين لفظهييا وذلييك‬
‫المضمر هو الحال ‪ ،‬وأنه يقال في كل مييا دل‬
‫عليييه الفعييل المتقييدم ‪ ،‬وعلييى هييذا تخييّرج‬
‫فيي‬ ‫الصييغة الميذكورة ‪ ،‬بيل كلم أبيي حييان‬
‫تييذكرته يقتضييي أن أخبرنييا سييماعا ً مسيموع ‪،‬‬
‫وأخبرنا قراءة لييم يسييمع ‪ ،‬وأنييه يقيياس علييى‬
‫الول على هذا القول ‪.‬‬
‫‪18‬‬

‫‪- 307 -‬‬


‫َ‬ ‫فروع ‪:‬‬
‫د‬‫ة ب َِييي َ ِ‬ ‫قييَراءَ ِ‬ ‫حا َل ال ِ‬ ‫َ‬ ‫ش َْيخ َ‬ ‫ّ‬ ‫قالرأ ُ‬ ‫ُ‬
‫صل‬ ‫عأ ْ‬ ‫ن‬ ‫ل ‪ :‬إذا كا َ‬ ‫َ‬ ‫و ُ‬ ‫ال‬
‫ظ‬ ‫في‬ ‫حَ ِ‬ ‫نَ َ‬ ‫فييإ ْ‬ ‫ه َ‬ ‫ُ‬ ‫ي‬ ‫َ‬ ‫ل‬ ‫ل‬‫ٌ‬ ‫ي‬ ‫ه‬
‫ْ‬ ‫أ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ي‬ ‫لما‬ ‫ٍ‬ ‫ُ‬ ‫را‬ ‫َ‬ ‫م‬
‫ُ‬ ‫ه‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ب‬ ‫ق‬‫ٍ‬ ‫ثو‬ ‫و َُ‬
‫ْ‬ ‫م‬ ‫َ‬
‫ولييى ‪،‬‬ ‫ْ‬ ‫وأ‬ ‫َ‬ ‫ه‬
‫ُ‬ ‫ص يل َ‬ ‫ْ‬ ‫هأ‬ ‫سيياك ِ ِ‬ ‫مَ َ‬ ‫ْ‬ ‫كإ‬‫و َ‬ ‫َ‬ ‫هي‬
‫ُ‬ ‫قَرأ َ‬
‫ف‬ ‫ما ي َ ْ‬ ‫َ‬ ‫خ‬‫ُ‬ ‫الشي‬
‫ع‪،‬‬ ‫ما ُ‬ ‫سيي ُ َ‬
‫ح ال ّ‬ ‫صيي ّ‬ ‫قيييل ‪ :‬ل ي َ ِ‬ ‫َ‬
‫حفييظ ف ِ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫م يَ ْ‬ ‫ليي ْ‬ ‫َ‬ ‫ن‬
‫وإ ْ‬
‫ه‬
‫نييهُ‬ ‫ل أَ ّ‬ ‫ميي‬ ‫َ‬ ‫ع‬
‫ال َ‬ ‫عل َْييي ِ‬
‫ه‬ ‫ذي َ‬ ‫المخَتيياُر اّليي َ ِ‬ ‫ن َ‬ ‫ح‬
‫ُ‬ ‫حي‬ ‫ِ‬ ‫صيي‬ ‫َ‬ ‫وال‬ ‫َ‬
‫َ‬
‫دين ِ ِ‬ ‫ق ِبيي ِ‬ ‫ِ‬ ‫وُثييو‬ ‫ْ‬ ‫م‬
‫َ‬ ‫رئ ال‬ ‫ِ‬ ‫د القييا‬ ‫ن ب ِي َ ِ‬ ‫كا َ‬ ‫فإ َ َ ْ‬ ‫ح‪َ ،‬‬ ‫ِ‬ ‫صحي‬
‫ل‬ ‫ص ُ‬ ‫ن إال ْ‬ ‫ى كا َ‬ ‫مت َ‬ ‫و َ‬‫حيحص‪،‬ي َ‬ ‫ص ِ‬ ‫بالت ّ ْ‬ ‫ولى‬ ‫َ‬ ‫ه فأ‬ ‫رفت ِ ِ‬ ‫َ‬ ‫مع‬ ‫و َ‬
‫م‬ ‫ن ل َي ْ‬ ‫ع ْ‬ ‫ما ُ‬ ‫سي َ‬ ‫ح ال ّ‬ ‫م يَ ِ ّ‬ ‫ه ل َي ْ‬ ‫ق ب ِي ِ‬ ‫يو ‪ٍ .‬‬ ‫وث ُ ْي‬ ‫ْ‬ ‫م‬ ‫َ‬ ‫ر‬ ‫ِ‬ ‫غ ْي ْي‬ ‫د ْ َِ‬
‫ب ِي َ َِ‬
‫َ‬
‫خ‬ ‫شي ْ ُ‬ ‫ه ال ّ‬ ‫ُ‬ ‫ظ‬ ‫ف‬ ‫ح‬
‫يَ ْ‬
‫_________________________‬
‫الثالث ‪ :‬وهو للزجيياج قييال ‪ ،‬يقييول سيييبويه ‪:‬‬
‫فل يضمر لكنه مقيس ‪.‬‬
‫للس‪،‬ي منصييوب بالظيياهر مصييدرا ً‬
‫ياب‬ ‫ي‬ ‫ب‬ ‫ين‬ ‫ي‬ ‫م‬ ‫يو‬ ‫ي‬ ‫ه‬ ‫‪:‬‬ ‫يال‬ ‫ي‬ ‫ق‬ ‫ييرافي‬ ‫قعييودا ً‬ ‫الرابع ‪ :‬وهو‬
‫جلسييت‬
‫معنويا ً ‪.‬‬
‫) فييروع ‪ :‬الول ‪ :‬إذا كييان أصييل الشيييخ حييال‬
‫القراءة ( علييه ) بيييد ( شيخص ) موثييوق بيه (‬
‫غير الشيخ ) مراع لما يقرأ أهل له فإن حفييظ‬
‫الشيخ ما يقرأ ( عليه ) فهو كإمسيياكه أصييله (‬
‫بيده ) وأولى ( لتعاضد ذهنييي شخصييين عليييه‬
‫) وإن لم يحفظ ( الشيخ ما يقرأ عليه ) فقيل‬
‫ل يصح السييماع ( حكيياه القاضييي عييياض عيين‬
‫الباقلني ‪ ،‬وإمام الحرمين ) والصحيح المختار‬
‫الذي عليه العمل ( بين الشيوخ وأهل الحييديث‬
‫كافة ) أنه صحيح ( ‪.‬‬
‫قال السلفي ‪ :‬على هييذا عهييدنا علماءنييا عيين‬
‫آخرهم ) فإن كان ( أصل الشيخ ) بيد القييارئ‬
‫فيه والشيييخ ل‬ ‫الموثوق بدينه ومعرفته ( يقرأ‬
‫يحفظه ) فأولى بالتصحيح ( خلفا ً لبعض أهييل‬
‫التشديد ) ومتى كان الصل بيد غير موثوق به‬
‫( القارئ أو غيره ول يؤمن إهماله ) لييم يصييح‬
‫السماع إن لم يحفظه الشيخ ‪.‬‬
‫‪19‬‬

‫‪- 308 -‬‬


‫ن‬ ‫فل ٌ‬ ‫ك ُ‬ ‫خب ََر َ‬ ‫قائ ِل ً أ ْ‬ ‫عَلى الشيخ َ‬ ‫قَرأ َ‬ ‫ذا َ‬ ‫َالّثاني ‪ :‬إ َ‬
‫غْيييُر‬ ‫ه َ‬ ‫ُ‬ ‫م َليي‬ ‫ٌ‬ ‫ه‬
‫ه فييا ِ‬ ‫غ إل َْييي ِ‬ ‫جٍ‬ ‫ي‬
‫صي‬ ‫ْ‬ ‫م‬
‫ُ‬ ‫خ‬ ‫ُ‬ ‫يي‬ ‫والشي‬ ‫وه ُ‬ ‫حيي‪َ ،‬‬ ‫ون ْ‬ ‫أم ْ‬
‫ول‬ ‫‪،‬‬ ‫ه‬
‫ِ‬ ‫ي‬ ‫ب‬ ‫ة‬‫ُ‬ ‫ي‬ ‫َ‬ ‫ي‬ ‫وا‬ ‫ر‬ ‫ال‬ ‫ت‬
‫ِ‬ ‫ز‬ ‫َ‬ ‫يا‬‫ي‬ ‫َ‬ ‫و‬ ‫ع‬
‫ُ‬ ‫ما‬‫َ‬ ‫ي‬ ‫س‬
‫َ‬ ‫ال‬ ‫ح‬ ‫َ‬ ‫ي‬ ‫ص‬ ‫ر‬ ‫ِ‬ ‫ك‬ ‫ْ‬ ‫ن‬
‫ع‬ ‫َ‬
‫قطَ ي َ‬ ‫صحيح الييذي َ‬
‫َ‬
‫ِ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬
‫ّ‬ ‫عَلى ال‬ ‫َ‬ ‫خ َ‬ ‫ِ‬ ‫ق الشي‬ ‫ُ‬ ‫ط ن ُطْ‬ ‫َ‬ ‫شت ََر ُ‬ ‫ٍ‬ ‫يُ ُ ْ‬
‫ض‬ ‫عايب ي ُ‬ ‫رط ب َ ْ‬ ‫شي‬ ‫و َ‬ ‫ن‪،‬‬ ‫فن ُييو‬ ‫ب ال ُ‬ ‫يا ِ‬ ‫حا‬ ‫هيُر أص ي ّ َ‬ ‫مييا ِ‬ ‫يا َ‬ ‫ج‬
‫ه َ‬ ‫ب ِي ِ‬
‫ن‬ ‫ل ْ ُ‬ ‫قييا َ‬ ‫و ََ‬ ‫َ‬ ‫ه َ‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫ن ن ُطْ ِ َ‬
‫قي‬ ‫َ‬ ‫يي‬
‫ّ‬ ‫ر‬
‫ِ‬ ‫ه‬‫ِ‬ ‫ي‬ ‫ظ‬ ‫وال‬‫َ‬ ‫ن‬‫َ‬ ‫عيي‬ ‫ّ‬ ‫ف‬
‫ِ‬ ‫ي‬ ‫ش‬ ‫ّ‬ ‫ال‬
‫دثني ‪،‬‬ ‫ي‬‫حي‬ ‫ل‬ ‫َ‬ ‫يقو‬ ‫ن‬ ‫أ‬ ‫ه‬ ‫س لَ‬ ‫ي‬ ‫ي ‪ :‬لَ‬ ‫الشافع‬ ‫غ‬
‫عل َْييي ِ‬
‫ه‬ ‫ئ َ‬
‫ّ‬
‫ر َ‬
‫َ‬ ‫ه قائل ً ‪ُ :‬‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ّ‬ ‫م َ‬ ‫الل َه أ ِْ‬
‫با‬ ‫ّ‬ ‫ص‬ ‫ّ‬
‫قيي ِ‬ ‫وي ُ‬ ‫ن ي َْر ِ‬ ‫وأ ْ‬ ‫ه َ‬ ‫ل بِ ِ‬
‫ع‪.‬‬ ‫َ‬
‫م ُ‬
‫ع‬
‫ن يَ ْ‬ ‫و ُ‬ ‫َ‬
‫س َ‬ ‫و يَ ْ‬ ‫ه َ‬ ‫و ُ‬ ‫َ‬
‫ت‬ ‫ه يد ْ ُ‬ ‫ِ‬ ‫ع‬
‫َ‬ ‫و‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ه‬ ‫ر‬
‫ُ‬ ‫يا‬
‫ي‬ ‫َ‬ ‫ت‬ ‫خ‬
‫ْ‬ ‫أ‬ ‫يذي‬ ‫ي‬ ‫ال‬ ‫‪:‬‬ ‫م‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫ك‬ ‫يا‬ ‫ي‬ ‫ح‬
‫َ‬ ‫ال‬ ‫ل‬‫َ‬ ‫قا‬ ‫‪:‬‬ ‫ث‬
‫ُ‬ ‫ثال‬ ‫ّ‬ ‫ال‬
‫خي‬ ‫شاي ِ‬ ‫م َ‬ ‫كثَر َ‬ ‫هأ ْ‬ ‫عل َي ْ ِ‬ ‫َ‬
‫_________________________‬
‫الثاني ‪ :‬إذا قرأ على الشيخ قائل أخبرك فلن‬
‫ييخ مصيغ‬ ‫أو نحوه ( كقلت أخبرنييا فلن ) والشي‬
‫إليه فاهم له غير منكر ( ول مقر لفظا ً ) صييح‬
‫السماع وجازت الرواية به ( اكتفيياء بييالقرائن‬
‫لقرار‬ ‫قطي ِ‬ ‫الظاهرة ) ول يشترط نطق الشيييخ ( بييا‬
‫يع بييه‬ ‫كقييوله نعييم ) علييى الصييحيح الييذي‬
‫جميياهير أصييحاب الفنييون ( الحييديث والفقييه‬
‫والصول ) وشرط بعض الشافعيين ( كالشيييخ‬
‫صييباغ وسييليم‬ ‫وابيين ال ّ‬ ‫أبي إسحاق الشيييرازي‬
‫ياهريين ( المقلييدين‬ ‫الييرازي ) و ( بعييض ) الظي‬
‫لييداود الظيياهري ) نطقييه ( بييه ) وقييال ابيين‬
‫الصباغ الشييافعي ( ميين المشييترطين ) ليييس‬
‫لييه ( إذا رواه عنييه ) أن يقييول حييدثني ( ول‬
‫أخبرني ) وله أن يعمل به ( أي بما قرئ عليييه‬
‫) وأن يرويه قائل ً ( قرأت عليه أو ) قرئ عليه‬
‫وهييو يسييمع ( وصييححه الغزالييي والمييدي ‪،‬‬
‫وحكاه عن المتكلمين ‪ ،‬وحكى تجويز ذلك عيين‬
‫الفقهاء والمحدثين ‪ ،‬وحكاه الحاكم عن الئمة‬
‫الربعة وصححه ابن الحاجب ‪ .‬وقال الزركشي‬
‫‪ :‬يشييترط أن يكييون سييكوته ل عيين غفليية أو‬
‫إكراه وفيه نظر ‪ ،‬ولو أشييار الشيييخ برأسييه أو‬
‫لقييرار ولييم يتلفييظ فجييزم فييي »‬ ‫أصييبعه ل‬
‫المحصول ِ« بأنه ل يقول حدثني ول أخبرني ‪،‬‬
‫قال العراقي ‪ :‬وفيه نظر ‪.‬‬
‫‪2.‬‬

‫‪- 309 -‬‬


‫ن‬
‫مي ْ‬‫مي‬‫حيدَهُ ِ‬ ‫و َْ‬ ‫ه‬
‫ع ُ‬
‫حيي َ‬ ‫م َ‬ ‫س ِ‬ ‫فيما َ َ‬ ‫ل ِ‬ ‫قو َ‬ ‫ن يَ ُ‬ ‫ري أ ْ‬ ‫ص ِ‬ ‫ع ْ‬ ‫ة َ‬ ‫م ِ‬ ‫وأئ ّ‬
‫يا‬ ‫َ‬ ‫و‬
‫َ‬ ‫‪.‬‬ ‫َ‬ ‫نا‬ ‫َ‬ ‫ث‬ ‫ّ‬ ‫د‬ ‫ه‬
‫ِ‬ ‫ر‬‫ِ‬ ‫ْ‬ ‫ي‬ ‫غ‬ ‫ع‬
‫َ‬ ‫م‬‫َ‬ ‫و‬
‫َ‬ ‫‪.‬‬ ‫دثني‬ ‫ّ‬ ‫ح‬ ‫َ‬ ‫‪:‬‬ ‫الشيخ‬
‫َ‬ ‫ظ‬
‫ِ‬ ‫َ‬ ‫ف‬‫لَ َ ْ‬
‫خب ََرنييا‬ ‫ض يَرِته أ ْ‬ ‫ح ْ‬ ‫ئب َ‬ ‫ر َ‬ ‫بِ‬ ‫وما ق ي‬ ‫نياب‪.‬ن َ‬ ‫خب ََر ِ‬‫هأ ْ‬ ‫َ‬
‫علي ْ ِ‬ ‫قَرأ َ‬ ‫َ‬
‫ن‬‫فييإ ْ‬ ‫ن‪َ ،‬‬ ‫ٌ‬ ‫سي‬ ‫َ‬ ‫ح‬
‫َ‬ ‫هييو‬ ‫و ُ‬ ‫َ‬ ‫ٍ‬ ‫هي‬‫و ْ‬‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ن‬
‫ْ‬ ‫ع‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ه‬ ‫و‬
‫ُ‬ ‫ح‬‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ن‬ ‫ي‬
‫َ‬ ‫و‬ ‫ور‬
‫ل‪:‬‬ ‫قييو َ‬ ‫و يَ ُ‬ ‫ح يدّث َِني أ ْ‬ ‫ل‪َ :‬‬ ‫قييو َ‬ ‫ن يَ ِ َُ‬ ‫هُر أ ْ‬ ‫َ‬ ‫ك فييالظ‬ ‫ِ‬
‫ش ّ‬ ‫َََ‬
‫خب ََرَنا ‪،‬‬ ‫وأ ْ‬ ‫حدّث ََنا َ‬ ‫خب ََرِني ‪ ،‬ل َ‬ ‫أ ْ‬
‫_________________________‬
‫) الثالث ‪ :‬قال الحاكم الذي أختيياره ( أنييا فييي‬
‫الرواية ) وعهدت عليييه أكييثر مشييايخي وأئميية‬
‫عصري أن يقول ( الراوي ) فيما سمعه وحييده‬
‫لفراد ) و ( فيمييا‬ ‫من لفظ الشيخ حييدثني ( بييا‬
‫سمعه منه ) مييع غيييره حييدثنا ِ( بييالجمع ) ومييا‬
‫قرأ عليه ( بنفسه ) أخبرني وما قييرئ ( علييى‬
‫المحدث ) بحضييرته أخبرنييا وروى نحييوه عيين (‬
‫عبييد الل ّييه ) بيين وهييب ( صيياحب مالييك ‪ .‬روى‬
‫الترمذي عنه في العلل قال ‪ :‬مييا قلييت حييدثنا‬
‫فهو ما سمعت مع الناس ‪ .‬ومييا قلييت حييدثني‬
‫هو ما سمعت وحدي ‪ ،‬وما قلت أخبرنا فهو ما‬
‫قييرئ علييى العييالم وأنييا شيياهد ‪ ،‬ومييا قلييت‬
‫أخييبرني فهيو مييا قيرأت عليى العييالم ‪ ،‬ورواه‬
‫البيهقي في » المدخل « عن سييعيد بيين أبييي‬
‫مريييم وقييال ‪ :‬عليييه أدركييت مشييايخنا ‪ ،‬وهييو‬
‫معنى قول الشافعي وأحمد ‪ ،‬قال ابن الصلح‬
‫) وهييو حسيين ( رائق ‪ ،‬قييال العراقييي ‪ :‬وفييي‬
‫كلمهما أن القارئ يقول أخبرني سواء سمعه‬
‫معه غيره أم ل ‪ ،‬وقال ابن دقيق العيد فييي »‬
‫القتراح « ‪ :‬إن كان معييه غيييره قييال أخبرنييا ‪،‬‬
‫لخبار ‪ ،‬قلييت‬ ‫فسوى بين مسألتي التحديث وا‬
‫الول أولييى ‪ ،‬ليتميييز مييا قييرأه ِبنفسييه ومييا‬
‫سمعه بقراءة غيره ) فإن شييك ( الييراوي هييل‬
‫ه التحمييل ) فييالظهر أن يقييول‬ ‫حالي ٌ‬ ‫كان وحده‬
‫يول أخييبرني ل حييدثنا وأخبرنييا (‬ ‫حييدثني أو يق‬
‫لن الصل عدم غيره ‪ ،‬أمييا إذا شييك هييل قييرأ‬
‫بنفسه أو سمع بقراءة غيره ‪ ،‬قال العراقييي ‪:‬‬
‫قد جمعهما ابن الصلح مع المسييألة الولييى ‪،‬‬
‫وأنه يقول أخبرني ‪ ،‬لن عدم غيره هو الصل‬
‫‪ .‬وفيه نظر ‪ ،‬لنه يحقق سييماع نفسييه ويشييك‬
‫هل قرأ بنفسه ‪ ،‬والصل أنييه لييم يقييرأ ‪ ،‬وقييد‬
‫حكى الخطيب في » الكفاية « عيين البرقيياني‬
‫أنه كان يشك فيي ذلييك ‪ ،‬فيقييول قرأنييا علييى‬
‫فلن ‪ ،‬قيال وهيذا حسين ‪ ،‬لن ذليك يسيتعمل‬
‫فيما قرأه غيره‬
‫‪21‬‬

‫‪- 310 -‬‬


‫جييوُز‬ ‫ول ي َ ُ‬ ‫ء ِ‪َ ،‬‬ ‫مييا ِ‬ ‫عل َ َ‬ ‫ق ال ْ ُ‬ ‫ياَ‬ ‫في‬‫ب ِبات ّ َ‬ ‫ح ّ‬ ‫ست َ َ‬ ‫م َْ‬ ‫حيي ُ‬ ‫ذا‬ ‫ه َ‬ ‫ل َ‬ ‫وك ُ ّ‬
‫ب‬ ‫فييي ال ْك ُُتيي‬ ‫ه‬ ‫سيي‬ ‫عك‬ ‫وِ ََ‬ ‫أ‬ ‫نييا‬ ‫َ‬ ‫ر‬ ‫َ‬ ‫ب‬ ‫خ‬
‫ْ‬ ‫بأ‬ ‫نا‬ ‫َ‬ ‫ث‬ ‫ّ‬ ‫د‬ ‫َ‬ ‫ل‬‫ُ‬ ‫دا‬ ‫إْبيي‬
‫هييوِ‬ ‫ث َ‬
‫ف‬ ‫د‬ ‫حيي‬ ‫م‬ ‫ُ‬ ‫ال‬
‫ُ‬
‫ظ‬ ‫نل ْ‬
‫ف‬ ‫فة ‪ ،‬وما ِسمع َُته م ْ‬ ‫ؤل ّ َ‬ ‫م ََ‬
‫كي ُيانَ‬
‫ن َ َ‬
‫ِ‬ ‫ّ‬
‫عَنى إ ْ‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫م ْ‬ ‫َ‬
‫ِ‬
‫ة بييال ْ‬ ‫ِ‬
‫ْ‬
‫واَييي‬ ‫َ‬
‫ِ‬
‫الّر‬
‫ْ‬
‫يي‬
‫ِ‬ ‫َ‬
‫في‬ ‫ِ‬ ‫ف‬‫ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫خل‬ ‫ِ‬
‫ِ‬
‫ال‬ ‫يى‬ ‫ُ‬
‫لي‬ ‫ال َ‬
‫ع‬
‫َ‬
‫جوُز ‪.‬‬ ‫فل ي َ ُ‬ ‫لق ك ِل َْيهما وإل ّ َ‬ ‫وُز إطْ َ‬ ‫ّ‬ ‫ج‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ي‬ ‫ه‬‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ل‬‫ِ‬ ‫ئ‬ ‫قا‬ ‫َ‬
‫_________________________‬
‫أيضا ً ‪ ،‬كما قيياله أحمييد بيين صييالح والنفيلييي ‪،‬‬
‫وقد اختار يحيى بن سعيد القطييان فييي شييبه‬
‫لتيان بحدثنا ‪ ،‬وذلك إذا شييك‬ ‫المسألة الولى ا‬
‫في لفظ شيخه ‪ِ ،‬هل قييال حييدثني أو حييدثنا ‪،‬‬
‫ووجهه أن حدثني أكمييل مرتبيية فيقتصيير فييي‬
‫حالة ًالشك على الناقص ‪ ،‬ومقتضاه قول ذلك‬
‫أيض يا فييي المسييألة الولييى ‪ ،‬إل أن الييبيهقي‬
‫حد ) وكل هييذا‬ ‫اختار في مسألة القطان أن يو ّ‬
‫مستحب باتفاق العلماء ( ل واجب ) ول يجييوز‬
‫إبييدال حييدثنا بأخبرنييا أو عكسييه فييي الكتييب‬
‫المؤلفة ( وإن كان في إقاميية أحييدهما مقييام‬
‫الخر خلف ‪ ،‬ل في نفس ذلك التصنيف ‪ ،‬بأن‬
‫يغير ول فيما ينقل منه إلى الجزاء والتخاريج‬
‫) ومييا سييمعته ميين لفييظ المحييدث فهييو ( أي‬
‫إبداله ) علييى الخلف فييي الرواييية بييالمعنى (‬
‫وزناهييا جيياز البييدال ) إن كييان قييائله (‬ ‫يرى ج ّ‬ ‫فإن‬
‫التسوية بينهما و ِ ) يجوز ِإطلق كليهمييا (‬
‫بمعنى ) وإل فل يجوز ( إبدال مييا وقييع منييه ‪،‬‬
‫لبدال جزما ‪.‬‬ ‫ومنع ابن حنبل ا ِ‬
‫فييائدة ‪ :‬عقييد الرامهرمييزي أبواب يا ً فييي تنويييع‬
‫الشهادة‬ ‫اللفاظ السابقة ‪ ،‬منها التيان بلفظ‬
‫‪ ،‬كقول ّأبي سعيد ‪ :‬أشييهد علييى رسييول الل ّييه‬
‫ج يّر أن‬ ‫صلى الله عليه وسلم أني ّيه نهييى عيين ال َ‬
‫أشييهد‬ ‫ينتبذ فيه ‪ ،‬وقول عبد الله بيين طيياوس‬
‫على والدي أنه قال أشهد على جابر ّابن عبييد‬
‫ال ّّله أنه قال ‪ :‬أشهد علييى رسييول اللييه صييلى‬
‫اللييه عليييه وسييلم أنييه قييال أمييرت أن أقاتييل‬
‫النيياس ‪ ،‬الحييديث ‪ ،‬وقييول ابيين عبيياس شييهد‬
‫عندي رجال مرضيون وأرضيياهم عنييدي عمير ‪،‬‬
‫الحديث في الصلة بعد العصر ‪ ،‬وبعد الصييبح ‪،‬‬
‫ومنها تقييديم السييم ‪ ،‬فيق ًييول فلن حييدثنا أو‬
‫أخبرنا ‪ ،‬ومنها سمعت فلنا‬
‫‪22‬‬

‫‪- 311 -‬‬


‫ل‬‫حييا َ‬ ‫خ السييامع أ َ‬ ‫سيي َ‬ ‫ال ّْرابييع ‪ :‬إ َ‬
‫ع َ‬ ‫م ُ‬ ‫سيي ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ُ‬ ‫و ال‬ ‫ِ‬ ‫ِ ُْ‬ ‫ّ‬ ‫ذا َ ن َ َ َ‬ ‫ة‪ََ .‬‬
‫ي‬
‫ي ‪ّ:‬‬ ‫د‬
‫عي ِ‬ ‫ن َ‬ ‫واب ْ ّي ُ‬ ‫يني َ‬ ‫ي‬
‫ّ‬ ‫ي‬ ‫رب‬ ‫ف ْ‬ ‫ح‬
‫َ‬ ‫ل‬‫ا‬ ‫م‬‫ُ‬ ‫ي‬ ‫راهي‬ ‫ْ‬ ‫ب‬
‫بو إسحا َ‬ ‫إ‬ ‫ل‬ ‫قا‬ ‫ف‬ ‫قَراءَ ِ‬ ‫ال ِ‬
‫ّ‬ ‫ع‬‫ِ‬ ‫ف‬
‫ِ‬ ‫يا‬ ‫شي‬ ‫ال‬ ‫ِ‬ ‫را‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ي‬‫سي‬ ‫ْ‬ ‫ِ‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫َ‬ ‫ق‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫أ‬ ‫ُ‬ ‫ذ‬ ‫تا‬‫َ‬ ‫س‬
‫ْ‬ ‫وال‬ ‫َ‬
‫ن‬ ‫سييى ب ي ُ‬ ‫مو َ‬ ‫ُ‬ ‫فَ ُ‬
‫ظ‬ ‫حا ِ‬ ‫ه ا َل ْ َ‬ ‫ُ‬ ‫ح‬ ‫ح َ‬ ‫ص ّ‬‫َ‬ ‫و‬
‫َ‬ ‫ع‪.‬‬ ‫ما ُ‬ ‫َ‬ ‫س‬‫ّ‬ ‫ح ال‬ ‫ص ّ‬ ‫ل يَ ِ‬
‫ي‬ ‫غ‬
‫ر َالصب ْ ِ‬ ‫ْ‬ ‫ل أُبو ب َك‬ ‫وقا َ‬ ‫نر َ‬ ‫خُرو َ‬ ‫وآ َ‬ ‫ما ُ‬
‫ل‬ ‫ْ‬
‫ن الح‬ ‫هاُرو َ‬ ‫َ‬
‫خب َ َّرَنييا ّ‪،‬‬ ‫ل ٍأ ْ‬ ‫ول َيقييو ُ‬ ‫َ‬ ‫ت‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ضيي‬‫ح َ‬ ‫َ‬ ‫ل‬ ‫قو َ ُ‬ ‫ي َ‪ّ :‬ي َ ُ‬ ‫ّ‬ ‫ع‬
‫ف ِ‬ ‫شا ِ‬ ‫ال ّ‬
‫قُروءَ‬ ‫م ْ‬ ‫م ال َ‬ ‫ه َ‬ ‫ف ِ‬ ‫ن َ‬ ‫فإ ْ‬ ‫ل‪َ ،‬‬ ‫صي ُ‬ ‫ف ِ‬ ‫ح الت ّ ْ‬ ‫حي ُ‬ ‫ص ِ‬ ‫وال ّ‬ ‫َ‬
‫_________________________‬
‫يأثر عن فلن ‪ ،‬ومنها قلت لفلن أحدثك فلن‬
‫أو اكتتبت عن فلن ؟ ومنها زعم لنا فلن عن‬
‫فلن ‪ ،‬ومنهيييا حيييدثني فلن ورد ذليييك إليييى‬
‫فلن علييى مييا دل عليييه‬ ‫فلن ‪ ،‬ومنهييا دلنييي‬
‫فلن ‪ ،‬ومنها سألت فلنا ً فألجييأ الحييديث إلييى‬
‫فلن ‪ ،‬ومنها خذ عني كمييا أخييذته عيين فلن ‪،‬‬
‫وساق لكل لفظة من هذه أمثلة ‪.‬‬
‫) الرابييع إذا نسييخ السييامع أو المسييمع حييال‬
‫القراءة فقال ِإبراهيم ( بن إسحاق ابن بشييير‬
‫) الحربييي الشييافعي و ( الحييافظ أبييو أحمييد‬
‫) ابن عدي والستاذ أبو إسحاق السييفراييني‬
‫واحييد ميين الئم ِيية ) ل يصييح‬ ‫الشافعي ( وغييير‬
‫السيييماع ( مطلقيييا ً ‪ ،‬نقليييه الخطييييب فيييي »‬
‫الكفاييية « عنييه ‪ ،‬وزاد عيين أبييي الحسيين بيين‬
‫الحييافظ‬ ‫سييمعون ) وصييححه ( أي السييماع )‬
‫موسى ابن هارون الحمال وآخرون ( مطلقا ً ‪،‬‬
‫كتب أبو حاتم السييماع عنييد عييارم وكتييب‬ ‫وقد‬
‫عبد الّله ابن المبارك وهو يقيرأ عليييه ) وقييال‬
‫صْبغي الشافعي‬ ‫أبو بكر ( أحمد بن إسحاق ) ال‬
‫يقول ( في الداء ) حضرت ول ّيقييول ( حييدثنا‬
‫ول ) أخبرنييا والصييحيح التفصيييل فييإن فهييم (‬
‫الناسييخ ) المقييروء صييح ( السييماع ) وإل ( أي‬
‫وإن ليييم يفهميييه ) ليييم يصيييح ( وقيييد حضييير‬
‫الدارقطني بمجلس إسماعيل الصفار فجلييس‬
‫ينسخ جزأ كان معه وإسماعيل يملييي ‪ .‬فقييال‬
‫لييه بعييض الحاضييرين ل يصييح سييماعك وأنييت‬
‫لملء خلف فهمك ‪ ،‬ثم‬ ‫تنسخ‪ ، :‬فقال فهمي ل ِ‬ ‫قال‬
‫‪23‬‬

‫‪- 312 -‬‬


‫مييا‬ ‫في‬ ‫ف ِ‬ ‫لَ ُ‬ ‫ذا ال ْ َ‬
‫خ‬ ‫و َأ َ‬ ‫هي‬
‫ري َ‬ ‫سيييا ِ‬ ‫ج‬ ‫ح َ ‪ .‬وي ْ‬ ‫صي ّ‬ ‫م يَ ِ‬ ‫ثل َ ْ‬ ‫وإل‬ ‫حت َ َ‬ ‫ص ّ‬
‫رَ ُ‬
‫ئ‬ ‫ِ‬ ‫يا‬ ‫ي‬ ‫َ‬
‫ق‬ ‫ال‬ ‫َ‬
‫ط‬ ‫ر‬ ‫َ‬ ‫ي‬ ‫ْ‬
‫ف‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫أ‬ ‫ع‬‫ُ‬ ‫م‬‫ِ‬ ‫ْ‬ ‫ّ‬ ‫ال‬ ‫و‬
‫ْ‬ ‫أ‬ ‫خ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ي‬ ‫ش‬ ‫ّ‬ ‫ال‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫د‬ ‫ح‬‫َ‬ ‫ذا‬ ‫إ َ ََ‬
‫ثل‬ ‫بحي ْي ُ‬ ‫ر ُ‬ ‫م ال َ‬
‫ن‪،‬‬ ‫ْ‬ ‫ي‬ ‫َ‬ ‫ت‬ ‫كلم‬ ‫َ‬ ‫وي ادَل ْ‬ ‫ِ‬
‫ع‬
‫و بَ ُ‬
‫ح‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ن‬‫ئنأ ْ‬
‫ْ‬ ‫ع‬
‫َ‬
‫قييا‬
‫فى ِ‬ ‫َ‬ ‫ع‬
‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ي‬ ‫هأ َي ْنن َه َ‬
‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬
‫و َ‬
‫ر‬‫ُ‬
‫ظاأ ْ‬
‫ه‬‫ِ‬ ‫عّ‬
‫را ِ‬ ‫وال‬‫س َ‬
‫َ‬
‫في ال ِ ْ‬
‫م‪،‬‬ ‫سُ‬ ‫ه‬
‫ف َ‬ ‫ي ْ‬
‫ك‬‫ة ذَلِ ِ َ‬ ‫واي َ َ‬ ‫ر‬ ‫ن‬‫َ‬ ‫عي‬‫ِ‬ ‫م‬
‫ِ‬
‫الكَتاب وإن ك َت َب لحدهم ‪ :‬ك َت َب ‪ ،‬سم ِ َ‬ ‫سا‬ ‫ّ‬ ‫لل‬ ‫ز‬ ‫َ‬ ‫يجي‬ ‫ُ‬ ‫ن‬
‫ْ‬ ‫أ‬ ‫يخ‬ ‫ْ‬ ‫ّ‬
‫ش‬ ‫لل‬ ‫ِ‬ ‫ب‬ ‫ّ‬ ‫ح‬‫َ‬ ‫َ‬ ‫ت‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ي‬ ‫و‬
‫َ‬
‫مّنييي‬ ‫ه ِ‬ ‫ع ُ‬ ‫َ ِ َ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬
‫علَ‬ ‫َ‬
‫ه ‪ ،‬كذا ف َ‬ ‫َ‬ ‫واي َت َ ُ‬ ‫ر َ‬ ‫ه ِ‬ ‫تل ُ‬ ‫جْز ُ‬ ‫وأ َ‬ ‫َ‬
‫_________________________‬
‫تحفظ كم أملى الشيخ مين حيديث إلييى الن ‪،‬‬
‫فقال ل ‪ ،‬فقال الدارقطني أملى ثمانية عشر‬
‫حديثا ً ‪ ،‬فعدت الحاديث فوجدت كما قال ‪ ،‬ثييم‬
‫قال ‪ :‬الحديث الول عن فلن عن فلن ومتنه‬
‫كييذا ‪ .‬والحييديث الثيياني عيين فلن عيين فلن‬
‫ومتنه كذا ‪ ،‬ولم يييزل يييذكر أسييانيد الحيياديث‬
‫لملء حييتى أتييى‬ ‫يي ا ِ‬ ‫ومتونها علييى ترتيبهييا في‬
‫منه ‪ .‬قلت ويشييبه‬ ‫على أخرها ‪ ،‬فعجب ًالناس‬
‫ي عنه أيضا أنه كان يصلي والقييارئ‬ ‫و‬
‫يقرأما ُر ِ‬ ‫هذا‬
‫ذعلييوق‬ ‫عليه ‪ َ ،‬فمّر حديث فيه ُنسييير بيين ُ‬
‫فقال القارئ بسير ‪ ،‬فسبح ‪ ،‬فقال ُيسير فتل‬
‫الييدارقطني ‪ } :‬ن ‪ ،‬والقلييم { ‪ ،‬وقييال حمييزة‬
‫بن محمد بن طاهر ‪ :‬كنييت عنييد الييدارقطني ‪،‬‬
‫وهو قائم يتنفل ‪ ،‬فقييرأ عليييه القييارئ عمييرو‬
‫بيين شييعيب ‪ ،‬فقييال عمييرو بيين سييعيد فسييبح‬
‫الدارقطني ‪ ،‬فأعاده ووقف ‪ ،‬فتل الدارقطني‬
‫‪ } :‬يييا شييعيب أصييلواتك تييأمرك { ‪ ) ،‬ويجييري‬
‫دث‬ ‫هييذا الخلف ( والتفصيييل ) فيمييا إذا تحيي ّ‬
‫الشييييخ أو السيييامع َأو أفيييرط القيييارئ فيييي‬
‫لسراع ( بحيث يخفى بعض الكلم ) أو هينييم‬ ‫ا ِ‬
‫القارئ ( أي أخفى صييوته ) أو بعييد ( السييامع‬
‫) بحيييث ل يفهييم ( المقييروء ) والظيياهر أنييه‬
‫يعفى ( في ذلك ) عن ( القدر اليسير الذي ل‬
‫يخل عدم سماعه بفهم الباقي ) نحو ( الكلمة‬
‫و ) الكلميييتين ‪ ،‬ويسيييتحب للشييييخ أن يجييييز‬
‫للسامعين رواية ذلك الكتاب ( أو الجييزء الييذي‬
‫سمعوه وإن شييمله السييماع ‪ ،‬لحتمييال وقييوع‬
‫شيييء ممييا تقييدم ميين الحييديث ‪ ،‬والعجليية‬
‫والهينمة ‪ ،‬فينجبر بييذلك ) وإن كتييب ( الشيييخ‬
‫معه مني وأجييزت لييه روايتييه‬ ‫س ِ‬ ‫ب َ‬ ‫) لحدهم كت َ‬
‫كذا فعل‬
‫‪24‬‬

‫‪- 313 -‬‬


‫ه‬
‫ميي ُ‬ ‫عن ْ‬ ‫غ َ‬ ‫فب َل ّي َ‬ ‫مل ِييي َ‬ ‫م ْ‬ ‫عييال ُ‬‫جل ِيس‬ ‫م ْ‬‫م َ‬ ‫عَظُ َ‬ ‫و َ‬ ‫و ِل َ ْ‬‫م َم َ‬‫سيي ْ‬‫ه‬
‫ض ُ‬ ‫ع ُ‬ ‫بَ ْ‬
‫ن‬ ‫قييدّ ِ َ‬ ‫مت َ َ‬ ‫ُ‬ ‫ن ال‬ ‫ميي َ‬ ‫ة ِ‬ ‫ما ُ َ ٌ‬ ‫َ‬ ‫ج‬‫ب َ‬ ‫ه َ‬ ‫فييذَ َ‬ ‫لي‬ ‫ْ‬ ‫ت‬ ‫ْ‬ ‫م‬
‫ُ‬ ‫ال‬
‫ي‬
‫ذيَ‬ ‫مل ِ‬ ‫س يات َل ّ يْ‬‫م ْ‬ ‫ُ‬ ‫ع ال‬ ‫م َ‬‫سي ِ‬ ‫ن َ‬ ‫ْ‬ ‫مي‬‫َ‬ ‫جوُز ل ِ‬ ‫ه يَ ُ‬ ‫ُ‬ ‫هم ِ إَلى َ أ َن ّ‬ ‫ر ْ‬ ‫ِ‬ ‫غي ْ‬ ‫و َ‬ ‫أَ َ‬
‫ِ‬ ‫ب‬ ‫وا ُ‬ ‫صي َ‬ ‫وال ‪ّ .‬‬ ‫مل ِييي ‪،‬‬
‫جوز ذَل ِ َكَ‬ ‫م يْ‬ ‫نهالل ُ‬ ‫ني أن ََ‬
‫ِ‬ ‫وى ذَل ِك َ‬
‫ع‬ ‫ِ‬ ‫ن َ َير‬ ‫ْ‬
‫َ ُ‬ ‫ُ‬ ‫قو َ‬ ‫ق ُ‬‫ح ّ‬ ‫م َ‬ ‫ه ال ُ‬ ‫قال ُ‬ ‫َ‬
‫_________________________‬
‫بعضهم ( قال ابن عتيياب الندلسييي ‪ :‬ل غنييى‬
‫لجييازة ‪ ،‬لنييه قييد يغلييط‬ ‫الشاي ِ‬ ‫فييي السييماع عيين‬
‫ييخ أو السييامعون فينجييبر‬ ‫القارئ ويغفييل‬
‫لجازة ‪ ،‬وينبغي لكاتب الطباق أن يكتب‬ ‫ذلك با‬
‫إجييازة ِالشيييخ عقييب كتابيية السييماع ‪ ،‬قييال‬
‫العراقي ‪ :‬ويقييال إن أول مين فعييل ذلييك أبييو‬
‫إسماعيل ً بن عبد المحسيين النميياطي ‪،‬‬ ‫طاهر‬
‫فجزاه الّله خيرا في سّنة ذلك لهل الحييديث ‪،‬‬
‫فلقد حصل به نفع كبير ‪ ،‬ولقد انقطع بسييبب‬
‫تيرك ذليك وإهمياله اتصيال بعيض الكتيب فيي‬
‫بعض البلد ‪ ،‬بسبب كون بعضهم كان له فييوت‬
‫ولم يذكر في طبقة السماع إجازة الشيخ لهم‬
‫‪ ،‬فاتفق أن كان بعض المفوتين آخر من بقييى‬
‫ممن سمع بعض ذلييك الكتيياب ‪ ،‬فتعييذر قييراءة‬
‫جميع الكتاب عليه ‪ ،‬كأبي الحسن بن الصواف‬
‫الشاطبي راوي غالب النسائي عيين ابيين باقييا‬
‫مل ِيييي فبل ِيييغ عنيييه‬ ‫م‬
‫فييذهبييس ال ُ‬ ‫) وليييو عظيييم مجلي‬
‫جماعييةْ ميين المتقييدمين‬ ‫المسييتملي‬
‫ي‬ ‫ِ‬ ‫ل‬‫م‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ت‬‫ي‬ ‫س‬‫ْ‬ ‫م‬ ‫ُ‬ ‫ال‬
‫يروي ذلك عن الممل ِييي ( فعيين ابيين عييني َ‬‫يمع‬ ‫ي‬ ‫س‬ ‫ين‬ ‫ي‬ ‫لم‬ ‫يجوز‬ ‫أنه‬ ‫إلى‬ ‫وغيرهم‬
‫ية‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫أن‬
‫أنه قال له أبو مسييلم المسييتملي ‪ :‬إن النيياس‬
‫كثير ل يسمعون ‪ ،‬قال أسمعهم أنييت ‪ ،‬وقييال‬
‫العمش ‪ :‬كنا نجلييس إلييى إبراهيييم النخعييي ‪.‬‬
‫فل يسييمعه‬ ‫ع الحلقة فربما يحييدث بالحييديث‬ ‫م ِ‬
‫من تنحى عنه ‪ .‬فيسأل بعضهم بعضا ً عما قال‬
‫‪ .‬ثم يروونه وما سمعوه منه ‪.‬‬
‫وعن حماد بيين زيييد أنييه قييال لميين اسييتفهمه‬
‫م ين يليييك ‪ ،‬قييال‬ ‫وهيييذاييتفهم َ‬ ‫ت ؟ قال ‪ :‬اس‬ ‫كيف قل َ‬
‫تسييياهل ْممييين فعليييه‬ ‫ابييين الصيييلح‬
‫) والصواب الذي قاله المحققون أنييه ل يجييوز‬
‫ذلك ( وقال العراقييي ‪ :‬الول هييو الييذي عليييه‬
‫العمييل ‪ ،‬لن المسييتملي فييي حكييم ميين يقييرأ‬
‫علييى الشيييخ ‪ ،‬ويعييرض حييديثه عليييه ‪ ،‬ولكيين‬
‫يشيييترط أن يسيييمع الشييييخ الممليييي لفيييظ‬
‫المستملي ‪ ،‬كالقارئ عليه ‪ ،‬والحوط أن يبين‬
‫حالة الداء‬
‫‪25‬‬

‫‪- 314 -‬‬


‫قييا َ َ‬
‫فل‬ ‫خ َ‬ ‫ش يي ْ ُ‬ ‫ه ال ّ‬ ‫ُ‬ ‫م‬
‫ُ‬ ‫غ‬
‫ف ي ُ يد ْ ِ‬ ‫ح يْر ِ‬ ‫فييي ال ْ َ‬ ‫م يد ُ ِ‬ ‫َ‬ ‫ح‬‫لأ ْ‬ ‫و َ‬
‫يُ َ ْ‬
‫ه‬
‫تيينُ‬ ‫واي َ ُ‬‫َ‬ ‫ر‬
‫ِ‬ ‫ق‬
‫َ‬ ‫ضي‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫ت‬ ‫ل‬ ‫ن‬
‫ْ‬ ‫أ‬ ‫جو‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ر‬
‫ْ‬ ‫أ‬ ‫‪:‬‬ ‫ف‬‫ٌ‬ ‫رو‬‫ُ‬ ‫ع‬
‫ْ‬ ‫م‬
‫َ‬ ‫و‬
‫َ‬ ‫ه‬ ‫ُ‬ ‫و‬
‫َ‬ ‫م‬ ‫ُ‬ ‫ه‬
‫َ‬ ‫ف‬
‫مييي َ َ‬ ‫م ِ‬ ‫ه‬‫ف َ‬ ‫سيييت َ ْ‬ ‫ة تُ ْ‬ ‫مييي ِ‬ ‫تِ َ‬‫ييي الك َل‬ ‫في َ‬ ‫ل‬ ‫قيييا َ‬ ‫و َ‬ ‫هييي‪،‬ت َ َ‬‫نيييس ُ‬ ‫ع ْ‬ ‫َ‬
‫فل‬ ‫ه ُيييا‬ ‫عل َي ْ َ‬ ‫معيييا ً َ َ‬ ‫َ‬ ‫جت َ‬ ‫م ْ‬ ‫ُ‬ ‫كييييان َ ْ‬ ‫ن‬‫مِلي ‪َ :‬إ ْ‬ ‫ْ‬ ‫م ْ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ال‬
‫ع ذل ِك ‪.‬‬ ‫من ْ ُ‬ ‫ساِلم َ‬ ‫ف بن َ‬ ‫خل ِ‬ ‫ن َ‬ ‫ع ْ‬ ‫و َ‬ ‫س‪َ ،‬‬ ‫ب َأْ َ‬
‫ذا‬‫جيياب إ َ‬ ‫ح َ‬ ‫ء ِ‬ ‫وَرا ِ‬ ‫ْ َ‬ ‫ن‬ ‫ي‬ ‫م‬
‫ِ‬ ‫ع‬
‫ُ‬ ‫ما‬ ‫ّ َ‬ ‫ي‬ ‫س‬ ‫ال‬ ‫ح‬
‫ّ‬ ‫ي‬ ‫ص‬
‫ِ‬ ‫َ‬ ‫ي‬ ‫‪:‬‬ ‫س‬ ‫ُ‬ ‫م‬
‫ِ‬ ‫يا‬
‫خي‬‫ال َ‬
‫ن‬ ‫هإ ْ‬ ‫وت ُ ُ‬ ‫ص ْ‬ ‫ف َ‬ ‫ر َ‬ ‫ع ِ‬ ‫ُ‬
‫_________________________‬
‫أن سيييماعه ليييذلك أو لبعيييض اللفييياظ مييين‬
‫المستملى ‪ ،‬كما فعله ابن خزيمة وغيره ‪ ،‬بأن‬
‫يقول أنا بتبليغ فلن ‪.‬‬
‫الصحيحين عن جابر بن سييمرة ‪:‬‬ ‫وقد ثبت في‬
‫عليييه وسييلم يقييول ‪:‬‬ ‫ً‬ ‫سمعت النبي صلى الّله‬
‫) يكييون اثنييا عشيير أميييرا ( فقييال كلميية لييم‬
‫أسييمعها ‪ ،‬فسييألت أبييي فقييال ‪ ) :‬كلهييم ميين‬
‫قريش « ‪ ،‬وقد أخرجه مسييلم عنييه كييامل ميين‬
‫غير أن يفصل جييابر الكلميية الييتي اسييتفهمها‬
‫من أبيه ‪.‬‬
‫) وقال أحمد ( بن حنبييل ) فييي الحييرف الييذي‬
‫يدغمه الشيخ فل يفهم ( عنه ) وهو معروف ‪:‬‬
‫أرجييو أن ل تضيييق روايتييه عنييه ‪ ،‬وقييال فييي‬
‫سييتفهم ميين المسييتملي إن كييانت‬ ‫الكلميية ت ُ ْ‬
‫مجتمعا ً عليها فل بأس ( بروايتها عنييه ) وعيين‬
‫خلف بن سالم ( المخرمي ) منييع ذلييك ( فييإنه‬
‫قال ‪ :‬سمعت ابن عيينة يقول ‪ :‬نييا عمييرو بيين‬
‫دينار ‪ ،‬يريد حدثنا ‪ ،‬فإذا قيل له ‪ :‬قييل حييدثنا ‪،‬‬
‫قال ‪ :‬ل أقول ‪ ،‬لني لم أسمع من قوله حدثنا‬
‫ثلثة أحرف لكثرة الزحام وهي » ح د ث « ‪.‬‬
‫وقيال خليف بين تمييم ‪ :‬سيمعت مين الثيوري‬
‫عشرة آلف حديث أو نحوها ‪ ،‬فكنت أسييتفهم‬
‫جليسييي ‪ ،‬فقلييت لييزائدة ‪ ،‬فقييال ‪ :‬ل تحييدث‬
‫منهيييا إل بميييا حفييظ قلبيييك وسييمع أذنيييك ‪،‬‬
‫فألقيتها ‪.‬‬
‫) الخييامس ‪ :‬يصييح السييماع مميين ( هييو ) وراء‬
‫حجاب إذا عرف صوته إن‬
‫‪26‬‬

‫‪- 315 -‬‬


‫فظه أ َ‬
‫ر ََ‬
‫ئ‬ ‫ِ‬ ‫قيي‬ ‫ن ُ‬ ‫هإ ْ‬ ‫ُ‬ ‫مْنيي‬
‫َ‬ ‫مع ِ‬ ‫َ‬ ‫س‬
‫ْ‬ ‫م‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫هب‬ ‫ر ِ‬ ‫ِ‬ ‫ضو‬ ‫ح ُ‬ ‫و ُ‬ ‫ْ‬ ‫ث ب ِل َ ْ ْ ِ ِ‬ ‫ح َدّ َ‬ ‫َ‬
‫شييَرط‬ ‫و َ‬ ‫َ‬ ‫‪.‬‬ ‫ة‬
‫ٍ‬ ‫ق‬ ‫ِ‬ ‫ث‬ ‫ر‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ب‬ ‫خ‬
‫َ‬ ‫ة‬‫ِ‬ ‫ف‬ ‫ر‬
‫ِ‬ ‫ع‬
‫ْ‬ ‫م‬ ‫َ‬ ‫ال‬ ‫في‬ ‫ِ‬ ‫في‬ ‫ِ‬ ‫ك‬ ‫وي‬ ‫‪،‬‬ ‫ه‬
‫ِ‬ ‫ْ‬ ‫علي‬ ‫َ‬
‫ل‬ ‫و ِ‬‫قييي ْ‬ ‫و َ‬ ‫واب َ‬ ‫صييي َ‬ ‫ف ال ّ‬ ‫خل ُ‬ ‫و ِ‬ ‫هييي َ‬ ‫و ُ‬ ‫ه َ‬ ‫ؤي َت َييي ُ‬ ‫ة ُر ْ‬ ‫عب َ ُ‬ ‫شييي ْ‬ ‫ُ‬
‫ر‪.‬‬ ‫هو ِ‬ ‫جم ُ‬ ‫ال ْ ْ‬
‫ع‪:‬ل‬ ‫ما‬ ‫حي َ‬ ‫سي‬ ‫عن ْ ي ُدَ ال ّ‬ ‫ع ِ‬ ‫سييم ُ‬ ‫م ْ‬ ‫تال َ‬ ‫ل‬ ‫قا َ‬ ‫ذا َ‬ ‫س‪:‬إ َ‬ ‫ع ُ‬ ‫ساِد‬ ‫ال ّ‬
‫ك‬ ‫و ِذَل ِي َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ن‬ ‫و‬ ‫َ‬ ‫‪،‬‬ ‫ك‬ ‫ر‬ ‫يا‬‫ي‬ ‫خب‬ ‫ْ‬ ‫إ‬ ‫ن‬‫ْ‬ ‫عي‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫عي‬
‫ْ‬ ‫ج‬ ‫َ‬ ‫ر‬
‫َ‬ ‫و‬ ‫ْ‬ ‫أ‬ ‫ني‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫ت َرو‬
‫م‬
‫معْ‬ ‫ه ل َي‬ ‫و ِ‬ ‫ِ‬ ‫حي‬ ‫ْ‬ ‫ون ًَ‬ ‫َ‬ ‫ك‬‫شي ّ‬ ‫ِ‬
‫و َ‬ ‫ْ‬ ‫خطَييأ أ‬ ‫ك إل ََييى َ‬ ‫د ذَل ِ َ‬ ‫ٍ‬ ‫سن ِ‬ ‫ْ‬ ‫م‬ ‫ُ‬ ‫غ ْي ْ َِر‬ ‫َ‬
‫سيي َ ِ َ‬ ‫ف َ‬ ‫وما َ‬ ‫َ‬
‫ق‬ ‫ع‬ ‫ما‬ ‫س‬ ‫بال‬ ‫ص‬ ‫خ‬
‫َ‬ ‫و‬ ‫ل‬ ‫و‬ ‫‪،‬‬ ‫ه‬ ‫ُ‬ ‫ت‬ ‫ي‬ ‫وا‬ ‫ر‬ ‫ع‬ ‫ِ‬ ‫ن‬ ‫َ‬ ‫ت‬ ‫م‬ ‫ت‬
‫و‬
‫يايل َهْ‬ ‫ول‬
‫قيَ‬ ‫ه‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫عن ْ ي‬ ‫ة َْ‬ ‫رواي ُ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬
‫ّ‬ ‫ال‬
‫ّ‬
‫م‬‫ْ‬
‫ِ‬ ‫ه‬‫ُ‬
‫ّ‬
‫جاَز ل َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫مه ْ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫عل ْ َ‬ ‫ِ‬
‫ُ‬ ‫ر‬
‫ِ‬ ‫ْ‬
‫َ‬
‫ي‬ ‫غ‬
‫َ‬ ‫هم ِ ب َ‬
‫ِ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬
‫ْ‬
‫ُ‬ ‫ر‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬
‫ْ‬
‫ي‬ ‫غ‬ ‫ََ‬
‫ُ‬ ‫ض يّر ‪َ ،‬‬ ‫م يَ ُ‬ ‫فلن يا ً ل َي ْ‬ ‫خب ِيُر ُ‬ ‫ول أ ْ‬ ‫م َ‬ ‫خب ُِرك ُي ْ‬ ‫لأ ْ‬ ‫قا َ‬ ‫َ‬
‫حاقَ ‪.‬‬ ‫س َ‬ ‫سَتاذُ أُبو إ ْ‬ ‫ال ْ‬
‫_________________________‬
‫حدث بلفظه أو ( عرف ) حضوره بمسمع ( أي‬
‫مكان يسمع ) منه إن قرئ عليييه ويكفييي فييي‬
‫المعرفة ( بذلك ) خبر ثقة ( ميين أهييل الخييبرة‬
‫بالشيييخ ) وشييرط شييعبة رؤيتييه ( وقييال ‪ :‬إذا‬
‫حدثك المحدث فلييم تيير وجهييه فل تييرو عنييه ‪،‬‬
‫فلعله شيطان قد تصور في صورته ‪ ،‬يقييول ‪:‬‬
‫يواب وقييول‬ ‫حييدثنا وأخبرنييا ) وهييو خلف الصي‬
‫الجمهيور ( فقيد أمير النيبي صيلى الّليه علييه‬
‫وسييلم بالعتميياد علييى سييماع صييوت ابيين أم‬
‫مكتوم المؤذن ‪ ،‬في حييديث ‪ » :‬إن بلل ً يييؤذن‬
‫بليل « الحديث ‪ ،‬مع غيبة شخصه عمن يسمعه‬
‫‪ ،‬وكان السلف يسمعون ميين عائشيية وغيرهييا‬
‫من أمهات المؤمنين ‪ ،‬وهيين يحييدثن ميين وراء‬
‫حجاب ‪.‬‬
‫) السادس ‪ :‬إذا قيال المسيمع بعيد السيماع ل‬
‫و عني أو رجعت عن إخبييارك ( أو مييا أذنييت‬ ‫ت َْر‬
‫لك ِ في روايته عنييي ) ونحييو ذلييك غييير مسييند‬
‫ذلك إلى خطأ (‬
‫‪27‬‬

‫‪- 316 -‬‬


‫ل‬ ‫و ُ‬ ‫ال ّ‬ ‫ب؛‬ ‫ضُر ٌ‬ ‫يأ ْ‬ ‫كَ‬ ‫ه‬
‫و ِ‬ ‫نزةُكأ َ‪،‬ج َ‬ ‫جا َ‬ ‫ث ً‪ :‬ال ِ َ‬ ‫م الّثال ُ‬ ‫سي ُ‬ ‫ق ْ‬ ‫ال ِ‬
‫مييا‬ ‫و‬ ‫أ‬ ‫ي‬
‫ّ‬ ‫ر‬
‫عَلىِ أ َ ْ ْ‬‫خا‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ب‬ ‫ال‬
‫ذا أ َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ت‬‫ز‬‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬
‫فهرس ِ ٍ‬‫ي‬ ‫ع‬
‫َ‬ ‫م‬
‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫ين‬
‫ّ‬ ‫ع‬
‫َ‬ ‫م‬ ‫ُ‬ ‫جيز‬ ‫ُ‬
‫شتمل َ ِ‬ ‫ن‬
‫ْ‬ ‫‪:‬أ‬
‫ها‬ ‫ضيي َُرب َ َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫وله‬ ‫َ‬ ‫‪،‬‬ ‫تي‬ ‫ْ‬ ‫ه َ‬ ‫ِ‬ ‫ْ‬ ‫ي‬ ‫عل َ‬‫َ‬ ‫ت‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ا ْ‬
‫ه‬
‫لُ‬ ‫ذي ْ قييال‬ ‫ح ا َل ْي ِ‬ ‫حي ُ‬ ‫صي ِ‬ ‫ّ‬
‫ست َ َ‬
‫وال‬ ‫َ‬ ‫ة‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫ول َي‬ ‫َ‬ ‫م َّنا‬ ‫َ‬ ‫ن ال‬ ‫م ِ‬ ‫ع‬
‫َ‬ ‫ة‬
‫ِ‬ ‫َ‬ ‫د‬ ‫ر‬ ‫ّ‬ ‫ج‬ ‫َ‬ ‫م‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ال‬
‫مي ُ‬ ‫ع َ‬‫ه ال َ‬‫علي ْي ِ‬ ‫قّر َ‬ ‫وا ْ‬ ‫‪،‬‬ ‫ف‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ئ‬ ‫وا‬ ‫ط‬ ‫ال‬ ‫ن‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ر‬ ‫هو‬ ‫ُ‬ ‫م‬
‫ْ‬ ‫ج‬
‫ُ‬ ‫ال‬
‫ها َ‪.‬‬ ‫ل بِ َ‬ ‫م ِ‬ ‫ع َ‬
‫جواز ال ُرواية وال ْ َ‬
‫ّ َ َ ِ َ َ‬ ‫َ َ ُ‬
‫_________________________‬
‫منه فيما حدث به ) أو شك ( فيه ) ونحييوه لييم‬
‫تمتنع روايته ( فإن أسيينده إلييى نحييو مييا ذكيير‬
‫امتنعييت ) ولييو خييص بالسييماع قومييا ً فسييمع‬
‫غيرهم بغير علمه جاز لهم الرواية عنييه ‪ ،‬ولييو‬
‫قال ً‪ :‬أخبركم ول أخيبر فلنييا ليم يضير ( ذليك‬
‫فلن يا فييي صييحة سييماعه ) قي ًياله السييتاذ أبييو‬
‫لسفراييني ‪ ،‬جوابا لسؤال الحافظ‬ ‫سعيدا ِ‬ ‫إسحاق (‬
‫النيسابوري عن ذلك ‪.‬‬ ‫أبي‬
‫فيييائدة ‪ :‬قيييال المييياورديً ‪ :‬يشيييترط كيييون‬
‫المتحمييل بالسييماع سييميعا ‪ ،‬ويجييوز أن يقييرأ‬
‫الصم بنفسه ‪.‬‬
‫) القسيييم الثيييالث ( مييين أقسيييام التحميييل‬
‫لجييازة ‪ ،‬وهييي أضييرب ( تسييعة وذكرهييا‬ ‫)ا ِ‬
‫المصنف كابن الصلح سبعة ) الول ‪ :‬أن يجيز‬
‫معين ًا ً لمعين ‪ :‬كأجزتييك ( أو أجزتكييم أو أجييزت‬
‫فلنا الفلني ) البخاري أو مييا اشييتملت عليييه‬
‫فهرسييتي ( أي جمليية عييدد مروييياتي ‪ .‬قييال‬
‫صييياحب تثقييييف اللسيييان ‪ :‬الصيييواب أنهيييا ‪-‬‬
‫بالمثناة الفوقية وقوفا ً وإدماجا ً ‪ -‬وربما وقف‬
‫عليهييا بعضييهم بالهيياء وهييو خطييأ ‪ ،‬قييال ‪:‬‬
‫ومعناها جملة العييدد للكتييب ‪ :‬لفظيية فارسييية‬
‫لجييازة ) المجييردة‬ ‫أيالاي ِ‬ ‫) وهذا أعلى أضربها (‬
‫يذي قيياله الجمهييور‬ ‫عن المناولة ‪ ،‬والصييحيح‬
‫مييين الطيييوائف ( أهيييل الحيييديث وغيرهيييم‬
‫) واستقر عليه العمييل جييواز الرواييية والعمييل‬
‫بهييا ( وادعييى أبييو الوليييد البيياجي وعييياض‬
‫الجميياع عليهييا ‪ ،‬وقصيير أبييو مييروان الطبنييي‬
‫الصحة عليها ‪.‬‬
‫‪28‬‬

‫‪- 317 -‬‬


‫دى‬ ‫حي َ‬‫وإ ْ‬ ‫َ‬ ‫هي‬
‫و ُ‬‫َ‬ ‫ف‬
‫وائ ِ ِ‬ ‫َ‬ ‫ن ال ّ‬
‫طي‬ ‫َ‬ ‫مي‬‫ت ِ‬ ‫ٌ‬ ‫عيا‬
‫ما َ‬ ‫َ‬ ‫ج‬ ‫هييا َ‬ ‫َ‬ ‫وأ َب ْطَل َ‬ ‫َ‬
‫ض‬
‫سلُ‬ ‫عييي‬‫ل بَ ْ‬‫وقيييا َ‬‫َ‬ ‫َ‬ ‫‪.‬‬ ‫ي‬
‫ّ‬ ‫ع‬
‫ِ‬ ‫ف‬
‫ِ‬ ‫ن ال ّ‬
‫شيييا‬ ‫ِ‬ ‫عييي‬‫َ‬ ‫ن‬‫ِ‬ ‫يييي‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ت‬ ‫َ‬ ‫ي‬ ‫وا‬
‫َ‬ ‫ر‬
‫ّ‬ ‫ال‬
‫مْر َ ِ‬ ‫كال ُ‬‫ها ‪َ ،‬‬ ‫ل بِ َ‬‫م ُ‬ ‫ع َ‬‫م ‪ :‬ل يُ ْ‬ ‫تاِبعيه ْ‬ ‫م َ‬‫و ٌُ‬‫ةط َ‬ ‫هري ّ ِ‬ ‫الظا ِ‬‫ّ‬
‫ل‪.‬‬ ‫ذا َِبا ِ‬ ‫‪ ،‬وه َ‬
‫_________________________‬
‫) وأبطلهيييا جماعيييات مييين الطيييوائف ( مييين‬
‫المحدثين كشييعبة ‪ ،‬قييال ‪ :‬لييو جييازت الجييازة‬
‫لبطلت الرحلة ‪ ،‬وإبراهيم الحربي ‪ ،‬وأبو ِ نصيير‬
‫الوائلي ‪ ،‬وأبي الشيخ الصبهاني ‪ ،‬والفقهاء ‪:‬‬
‫كالقاضييي حسييين ‪ ،‬والميياوردي ‪ ،‬وأبييي بكيير‬
‫الخجنييدي الشييافعي ‪ ،‬وأبييي طيياهر الييدباس‬
‫الحنفي ‪ ،‬وعنهم أن ميين قييال لغيييره ‪ :‬أجييزت‬
‫لك أن تروى عني ما لم تسمع ‪ ،‬فكييأنه قييال ‪:‬‬
‫ي ‪ ،‬لن الشييرع ل يبيييح‬ ‫تكذب ‪.‬عل ّ‬ ‫أجزت لك أن‬
‫رواية ما لم يسمع‬
‫) وهو إحدى الروايتين عن الشافعي ( وحكيياه‬
‫المدي عن أبي حنيفة ‪ ،‬وأبي يوسف ‪ ،‬ونقلييه‬
‫القاضي عبد الوهيياب عيين مالييك ‪ .‬وقييال ابيين‬
‫حزم ‪ :‬إنها بدعة غير جائزة ‪ ،‬وقيل ‪ . :‬إن كان‬
‫المجيز والمجاز عالمين بالكتاب جاز وإل فل ‪،‬‬
‫واختاره أبو بكر الرازي من الحنفية ‪.‬‬
‫) وقال بعض الظاهرية ومتابعيهم ل يعمل بها‬
‫( أي بييالمروي بهييا ) كالمرسييل ( مييع جييواز‬
‫التحديث بهييا ) وهييذا باطييل ( لنييه ليييس فييي‬
‫لجازة ما يقدح في اتصال المنقول بها وفي‬ ‫ا ِ‬
‫الثقة بها ‪ ،‬وعن الوزاعي عكييس ذلييك ‪ ،‬وهييو‬
‫العمل بها دون التحديث ‪.‬‬
‫قال ابيين الصييلح ‪ :‬وفييي الحتجيياج لتجويزهييا‬
‫غموض ‪ ،‬ويتجه أن يقال ‪ :‬إذا جاز له أن يروي‬
‫عنه مروياته فقد أخبره بها جمليية ‪ ،‬فهييو كمييا‬
‫وإخبيياره بهييا غييير‬ ‫لييو أخييبره بهييا تفصيييل ‪،‬‬
‫متوقف على التصريح قطعا ً كما في القراءة ‪،‬‬
‫وإنما‬
‫‪29‬‬

‫‪- 318 -‬‬


‫لفهام والفهم ‪ ،‬وذلك حاصل‬ ‫الغرض حصول ا‬
‫لجازة المفهمة ِ ‪.‬‬ ‫با ِ‬
‫يض‬ ‫ي‬ ‫بع‬ ‫يج‬ ‫ي‬ ‫احت‬ ‫‪:‬‬ ‫«‬ ‫ية‬
‫ي‬ ‫الكفاي‬ ‫»‬ ‫في‬ ‫الخطيب‬ ‫وقال‬
‫أهل العلم لجوازها بحديث أن النبي صلى الّله‬
‫عليه وسييلم كتييب سييورة بييراءة فييي صييحيفة‬
‫ودفعهييا لبييي بكيير ‪ ،‬ثييم بعييث عل يي بيين أبييي‬
‫طالب فأخذها منه ولييم يقرأهييا علي ّييه ول هييو‬
‫أيضا ً حتى وصل إلى مكة ففتحها وقرأها على‬
‫الناس ‪.‬‬
‫وقييد أسييند الرامهرمييزي عيين الشييافعي أن‬
‫الكرابيسييي أراد أن يقييرأ عليييه كتبييه فييأبى ‪،‬‬
‫وقيال ‪ :‬خيذ كتيب الزعفرانيي فانسيخها فقيد‬
‫لجييازة‬ ‫أجييزت لييك ‪ ،‬فأخييذها إجييازة ‪ .‬أمييا ا‬
‫المقترنة بالمناولة فستأتي في القسم ِ الرابع‬
‫‪.‬‬
‫لجييازة فالمتبييادر إلييى‬ ‫ِ‬ ‫ا‬ ‫بصحة‬ ‫قلنا‬ ‫إذا‬ ‫‪:‬‬ ‫تنبيه‬
‫العرض ‪ ،‬وهو الحق ‪ ،‬وحكيى‬ ‫الذهان أنها دون‬
‫الزركشي في ذلك مذاهب ‪.‬‬
‫ثانيها ‪ -‬ونسبه لحمد بن ميسييرة المييالكي ‪: -‬‬
‫أنها على وجههييا خييير ميين السييماع الرديييء ‪.‬‬
‫لجازة‬ ‫المحققين تفضيل ا ِ‬ ‫قال ‪ :‬واختار بعض‬
‫سماع مطلقا ً ‪.‬‬ ‫على ال ّ‬
‫ثالثهييا ‪ :‬أنهمييا سييواء ‪ .‬حكييى ابيين عييات فييي‬
‫ريحانة التنفس عن عبد الرحمن بن أحمييد بيين‬
‫لجييازة عنييدي‬ ‫يول ‪ :‬ا ِ‬ ‫بقي بن مخلد أنه كان يقي‬
‫سماع ‪.‬‬ ‫وعند أبي وجدي كال ّ‬
‫وقال الطوفي ‪ :‬الحق التفصيل ‪ ،‬ففييي عصيير‬
‫سييماع أولييى ‪ ،‬وأمييا بعييد أن دونييت‬ ‫السييلف ال ّ‬
‫الدواوين وجمعت السنن واشييتهرت فل فييرق‬
‫بينهما ‪.‬‬
‫‪30‬‬

‫‪- 319 -‬‬


‫ك‬ ‫جْزت ُ ي َ‬ ‫غي ْيَرهُ كأ َ‬ ‫عّين يا ً َ‬ ‫م َ‬ ‫ف ُ‬ ‫جي يُز‬ ‫فييا‪:‬ل ْي ُ ِ ِ‬ ‫ب الث ّيياِني‬ ‫ضيير ُ‬ ‫ال ّ‬
‫وأك ُْثيير ‪،‬‬ ‫َ‬ ‫وى‬ ‫قيي‬ ‫ْ‬ ‫أ‬ ‫ه‬
‫ِ‬ ‫فييي‬ ‫ِ‬
‫والجمهيييور مييين الطّيييوائ ِف جييي َ‬ ‫ُ‬ ‫خل‬ ‫تي‬ ‫ِ‬ ‫عا‬
‫َ‬ ‫مو‬ ‫ُ‬ ‫سيي‬ ‫م ْ‬ ‫َ‬
‫ة‬‫واي َييي َ‬ ‫وُزوا الّر َ‬ ‫ِ َ ّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ ِ‬ ‫ُ‬
‫ل بها ‪.‬‬ ‫م َ‬ ‫ع َ‬ ‫جُبوا ال َ‬ ‫و َ‬ ‫وأ ْ‬
‫َ‬
‫م‬ ‫مييو‬
‫ل َزماِني ‪ِ،‬‬ ‫ُ‬ ‫ع‬
‫ُ‬ ‫ال‬ ‫ف‬
‫ِ‬ ‫صيي‬ ‫ْ‬ ‫و‬
‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ب‬ ‫ن‬ ‫ييي‬ ‫ّ‬ ‫ع‬
‫َ‬ ‫م‬
‫ُ‬ ‫ر‬
‫َ‬ ‫ييي‬ ‫ْ‬ ‫غ‬ ‫ز‬
‫ُ‬ ‫جييي‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫ي‬ ‫‪:‬‬ ‫ث‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫ل‬ ‫الثييا‬
‫دها ب َ‬ ‫ه َ‬ ‫د أو أ ْ‬ ‫ح ٍ‬ ‫ل َأ ٍ َ‬ ‫ن أو ك ّ‬ ‫مي َ‬ ‫سل ِ ِ‬ ‫ت الم ْ‬ ‫كيأجْز ُ‬
‫ف‬ ‫ٍ‬ ‫ي‬ ‫ص‬‫ْ‬ ‫و‬‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ّ َ‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ق‬‫َ‬ ‫ن‬
‫ن ‪ ،‬في ْ‬
‫يإ‬ ‫ري ْ َ‬ ‫ِ‬ ‫خ‬ ‫ف ُ للمت َيأ َ ّ‬ ‫خل َ ٌ‬ ‫ه ِ‬ ‫وفي ِ‬ ‫َ‬
‫ن‬
‫زييهَ‬ ‫ِ‬ ‫و‬
‫ّ‬ ‫المجي‬ ‫مين‬ ‫ِ‬ ‫و‬
‫َ‬ ‫‪،‬‬ ‫ز‬
‫ِ‬ ‫وا‬ ‫َ‬ ‫ي‬ ‫ج‬ ‫َ‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫إليى‬ ‫ب‬‫ُ‬ ‫ر‬ ‫َ‬ ‫ق‬ ‫ْ‬ ‫أ‬ ‫في‬‫َ‬ ‫ر‬ ‫ٍ‬ ‫ص‬
‫حا َ ِ‬
‫ّ‬
‫د الل ِ‬ ‫يو عب ي ِ‬ ‫ْ‬ ‫ّ‬
‫علء‬ ‫ظ أُبييو ال َ‬ ‫فب ُي ُ‬ ‫ب وأ‬
‫والحييا َ ِ‬
‫طي ُ‬ ‫خ ِ‬
‫ب َ‬
‫وال َ‬
‫ن عّتييا ٍ‬
‫ب َ‬ ‫طي ّ ِ‬
‫وأْبيي ُ‬
‫ضي أبو ال‬
‫ندَ‪.‬هْ َ‬ ‫مْنيي‬
‫القا ِ‬
‫بيينروَ‬
‫خ ُ َ‬ ‫وآ َ‬ ‫َ‬
‫_________________________‬
‫) الضرب الثيياني يجيييز معين يا ً غيييره ( أي غييير‬
‫معييييين ) كأجزتييييك ( أو أخييييبرتكم جميييييع‬
‫) مسموعاتي ( أو مروياتي ) فييالخلف فيييه (‬
‫أي فييي جوازهييا ) أقييوى وأكييثر ميين الضييرب‬
‫الول ) والجمهور من الطوائف جوزوا الرواية‬
‫( بهيييا ) فيييأوجبوا العميييل بميييا روى ) بهيييا (‬
‫بشرطه ‪.‬‬
‫) الثييالث يجيييز غييير معييين بوصييف العمييوم‬
‫كأجزت ( جميع ) المسلمين أو كل أحد أو أهل‬
‫زماني وفيه خلف للمتأخرين ‪ ،‬فييإن قيييدها (‬
‫صيير ( كييأجزت‬ ‫أي الجازة العاميية ) بوصييف حا ِ‬
‫ي قبل هييذا‬ ‫ّ‬ ‫طلبة ِالعلم ببلد كذا أو من قرأ عل‬
‫) فأقرب إلى الجواز ( من غير المقيدة بذلك ‪،‬‬
‫بل قال القاضي عياض ‪ :‬مييا أظنهييم اختلفييوا‬
‫فييي جييواز ذلييك ول رأيييت منعييه لحييد ‪ ،‬لنييه‬
‫محصور موصوف كقوله ‪ :‬لولد فلن أو اخوة‬
‫فلن ‪ ،‬واحترز بقييوله حاصيير مييا ل حصيير فيييه‬
‫بلد كذا فهو كالعاميية المطلقيية ‪ ،‬وأفييرد‬ ‫كأهل َ‬
‫طلني هذه بنوع مستقل ‪ ،‬ومثلييه بأهييل‬ ‫القس‬
‫بلد معين أو إقليم أو مذهب معين ‪.‬‬
‫) ومن المجوزين ( للعامة المطلقة ) القاضي‬
‫أبو الطيب ( الطبري‬
‫‪31‬‬

‫‪- 320 -‬‬


‫َ‬
‫ه‬
‫دى ب ِي ِ‬ ‫قت َي َ‬‫د يُ ْ‬ ‫حي ٍ‬ ‫نأ َ‬ ‫عي ْ‬ ‫ع َ‬ ‫م ْ‬
‫سي َ‬
‫م يُ ْ‬ ‫ول َ ْ‬
‫خذه‪َ . :‬‬ ‫شي ْ ُ‬‫ل ال َ‬ ‫قا َ‬ ‫َ‬
‫ة ِبه ِ‬ ‫واي َ ُ‬
‫ّْ َ‬‫ر‬ ‫ال‬
‫ة‬‫رواي َ ِ‬ ‫ّ‬ ‫ال‬ ‫ز‬
‫ُ‬ ‫وا‬‫َ‬ ‫ج‬
‫َ‬ ‫ها‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ح‬
‫ِ‬ ‫ح‬
‫ّ‬ ‫ص‬
‫َ‬ ‫م‬
‫ُ‬ ‫كلم‬ ‫ن َ‬‫ْ‬ ‫م‬
‫ِ‬ ‫ر‬
‫ُ‬ ‫ه‬
‫ِ‬ ‫ظا‬ ‫ت ‪ :‬ال ّ‬ ‫قل ُ‬ ‫ُ‬
‫هييا‬ ‫ة لَ َ‬ ‫فييائ ِدَ ٍ‬‫ي َ‬ ‫وأ ّ‬ ‫ها ‪َ ،‬‬ ‫حت َ َ‬ ‫صي ّ‬‫ضييي ِ‬ ‫قت َ ِ‬ ‫ذا ي َ ْ‬ ‫وه ي َ‬ ‫َ‬ ‫ها ‪،‬‬ ‫بِ َ َ‬
‫ها ‪.‬‬ ‫غي ُْر الّرواية ب َ‬
‫_________________________‬
‫) والخطيييب ( البغييدادي ) وأبييو عبييد الل ّييه بيين‬
‫منده و ( أبو عبد الّله ) ابن عتاب والحافظ أبو‬
‫العلء ( الحسيين بيين أحمييد العطييار الهمييداني‬
‫) وآخرون ( كأبي الفضل بيين خيييرون ‪ ،‬وأبييي‬
‫الوليد ابن رشد ‪ ،‬والسلفي ‪ ،‬وخلئق جمعهييم‬
‫بعضهم في مجلد ورتبهم على حروف المعجم‬
‫لكثرتهم ‪.‬‬
‫) قييال الشيييخ ( ابيين الصييلح ميل إلييى المنييع‬
‫دي به الرواية بهييذه (‬ ‫) ولم يسمع عن أحد ي ُ ْ‬
‫قت َ َ‬
‫لجازة في أصلها ًضعف ً ‪ ،‬وتزداد بهذا‬ ‫التوسعوا ِ‬
‫قال ‪:‬‬
‫والسترسال ضعفا كثيرا ‪.‬‬
‫قييال المصيينف ‪ ) :‬قلييت ‪ :‬الظيياهر ميين كلم‬
‫مصييححها جييواز الرواييية بهييا ‪ ،‬وهييذا يقتضييي‬
‫صحتها وأي فائدة لها غير الرواية بهييا ( وكييذا‬
‫صييرح فييي الروضيية بتصييحيح صييحتها ‪ .‬قييال‬
‫العراقييي ‪ :‬وقييد روى بهييا ميين المتقييدمين‬
‫يأخرين‬ ‫الحافظ أبييو بكيير بيين خييير ‪ ،‬وميين المتي‬
‫الشرف الدمياطي وغيره ‪ ،‬وصححها أيضا ً ابن‬
‫الحيياجب قييال ‪ :‬وبالجمليية ففييي النفييس ميين‬
‫الرواية بها شيء ‪ ،‬والحوط ترك الراوييية بهييا‬
‫قييال ‪ :‬إل المقيييدة بنييوع حصيير فييإن الصييحيح‬
‫جوازها ‪ ،‬انتهى ‪.‬‬
‫لسلم فييي العاميية المطلقيية‬ ‫شيخ ا ِ‬ ‫وكذا قال‬
‫الرواية بها في الجملة أولى ميين‬ ‫قال ‪ :‬إل أن‬
‫إيييراد الحييديث معضييل ‪ ،‬قييال البلقينييي ‪ :‬ومييا‬
‫لجازة العامة ما ذكييره ابيين‬ ‫قيل من أن أصل ا‬
‫سعد في الطبقات ‪ ِ،‬ثنييا عفييان ثنييا حميياد ثنييا‬
‫علييي بيين زيييد عيين أبييي رافييع أن عميير بيين‬
‫الخطيياب قييال ‪ :‬ميين أدرك وفيياتي ميين سييبي‬
‫العرب فهو حر ‪ ،‬ليس فيييه دلليية ‪ ،‬لن العتييق‬
‫النافذ ل يحتيياج إلييى ضييبط وتحييديث وعمييل ‪،‬‬
‫لجازة ففيهييا تحييديث وعمييل وضييبط‬ ‫بخلف ا ِ‬
‫يصييييح أن يكييييون ذلييييك دليل ً لهييييذا ‪! ،‬‬ ‫فل‬
‫واسييتعملها ميين المتييأخرين الحجييار والشيييخ‬
‫شرف الدين الدمياطي! ‪.‬‬
‫‪32‬‬

‫‪- 321 -‬‬


‫ب‬ ‫ه كأجْزت ُي َ َ‬ ‫و ل َي‬ ‫الرابع ‪ :‬إجازةٌ بمجهييول أ َ‬
‫ك ك ِت َييا َ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ َ ِ َ ْ ُ‬ ‫ال ّ‬
‫ت‬ ‫ج يْز ُ‬ ‫وأ َ‬ ‫ْ‬ ‫ن‪،‬أ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫س ين‬
‫ّ‬ ‫روى ك ُُتبا ً في ال‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫وي‬ ‫َ‬ ‫ه‬
‫ُ‬ ‫و‬
‫َ‬ ‫سَنن‬ ‫ّ‬
‫ة‬
‫عي ٌ‬ ‫ما َ‬ ‫كج‬ ‫هن َييا َ‬ ‫و ُ‬ ‫ي‪َ ،‬‬ ‫ق‬ ‫شي ِ‬ ‫م ْ‬ ‫د الدّ‬ ‫خال ِي ٍ‬ ‫ن َ‬ ‫د ب ْي‬ ‫مي ُِ‬ ‫حت ّ‬ ‫م َ‬ ‫ل ِم ُ‬
‫ن‬‫فيا ْ‬ ‫ة َ‪َ َ ،‬‬ ‫طلي ٌ‬ ‫هيي َبا ِ‬ ‫ف ّ‬
‫ِ ِ‬ ‫َ‬ ‫م‬ ‫س‬
‫ْ‬
‫ال َ‬ ‫ذا‬‫َ‬ ‫ه‬
‫َ‬ ‫في‬ ‫ِ‬ ‫ن ِ‬ ‫َ‬ ‫كو‬ ‫ر‬
‫ِ‬ ‫َ‬ ‫ش‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬
‫ة‬
‫ع ٍ‬ ‫ما َ‬ ‫ج َ‬ ‫جاَز ل ِ َ‬ ‫أ َ‬
‫_________________________‬
‫ولو جعل دليله ما صح ميين قييول النييبي صييلى‬
‫الّله عليييه وسييلم ‪ » :‬بلغييوا عنييي « الحييديث ‪،‬‬
‫لكان له وجه قوي ‪ .‬انتهى ‪.‬‬
‫لسلم فييي معجمييه ‪ :‬كييان‬ ‫فائدة ‪ :‬قال شيخ ا‬
‫لسييكندري يقييول ‪:‬‬ ‫ِ‬ ‫محمد بن أحمد بن عِييزام ا‬
‫إذا سمعت الحديث من شيخ وأجيياز فيييه شيييخ‬
‫آخر سمعه من شيخ رواه الول عنه بالجازة ‪،‬‬
‫لجييازة ِوشيييخ‬ ‫شيخ ا ِ‬ ‫فشيخ السماع يروي عن‬
‫بعينه بالسييماع ‪،‬‬ ‫لجازة يرويه عن ذلك الشيخ‬ ‫ا ِ‬
‫يماع ‪.‬‬ ‫ي‬ ‫الس‬ ‫يى‬ ‫ي‬ ‫عل‬ ‫يماع‬ ‫ي‬ ‫الس‬ ‫يم‬ ‫ي‬ ‫حك‬ ‫يي‬ ‫ي‬ ‫ف‬ ‫يك‬ ‫ي‬ ‫ذل‬ ‫كان‬
‫لسلم يصينع ذلييك كييثيرا ً فيي‬ ‫انتهى ‪ .‬وشيخ ا‬
‫أماليه وتخاريجه ِ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬فظهر لي من هذا أن يقال ‪ :‬إذا رويييت‬
‫لجييازة‬ ‫با ِ‬ ‫لجازة الخاصة عيين شيييخ‬ ‫باي ِ‬ ‫عن شيخ‬
‫ين ذلييك‬ ‫لجييازة العاميية عي‬ ‫با‬ ‫ير‬ ‫ي‬ ‫آخ‬ ‫ين‬ ‫وع‬ ‫العاميية‬
‫لجازة ِالخاصة ‪ ،‬كييان ذلييك فييي‬ ‫ِ‬ ‫الشيخ بعينه با‬
‫ية ‪،‬‬ ‫لجييازة الخاصي‬ ‫ين ا ِ‬ ‫لجييازة الخاصيية عي‬ ‫مثال ا ِ‬ ‫حكم‬
‫ييخنا أبييي عبييد الل ّييه‬ ‫ذلك أن أروي عن شي‬
‫محمد بن محمد التنكييزي ‪ ،‬وقييد سييمعت عليييه‬
‫فأجييازني خاصيية ‪ ،‬عيين الشيييخ جمييال الييدين‬
‫السنوي فإنه أدرك حياته ولييم يجييزه خاصيية ‪،‬‬
‫وأروي عييين الشييييخ أبيييي الفتيييح المراغيييي‬
‫لجازة العامة عن السنوي بالخاصة ‪.‬‬ ‫با ِ‬
‫) الرابع إجازة ( لمعين ) بمجهول ( من الكتب‬
‫) أو ( إجييازة بمعييين ميين الكتييب ) لييه ( أي‬
‫لمجهول مين النيياس ) كأجزتيك كتيياب السينن‬
‫وهو يروي كتبا ً في السيينن ( أو أجزتييك بعييض‬
‫مسيييموعاتي ) أو أجيييزت محميييد بييين خاليييد‬
‫الدمشقي وهناك جماعة مشييتركون فييي هييذا‬
‫السييم ( ول يتضييح مييراده فييي المسييألتين‬
‫) فهييي باطليية ( فييإن اتضييح بقرينيية صييحيحة‬
‫لجييازة أو‬ ‫ياز لجماعيية مسييمين فييي ا ِ‬ ‫) فإن أجي‬
‫غيرها ولم‬
‫‪33‬‬

‫‪- 322 -‬‬


‫م‬ ‫هي‬ ‫ول َي‬ ‫و َ‬ ‫فيي الجيازة أ َ‬
‫ولْ‬ ‫رف ُ‬ ‫ِ‬ ‫ع‬
‫م يَ ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫هييا‬ ‫ر َ‬ ‫ِ‬ ‫غي ْ‬ ‫ْ‬ ‫ِ َ َ‬ ‫ن ِ‬ ‫سمي ْ َ‬ ‫م َ‬ ‫ُ‬
‫َ‬ ‫م‬
‫ْ‬ ‫ه‬
‫ِ‬ ‫د‬
‫ِ‬ ‫َ‬ ‫د‬ ‫يييي‬ ‫عي‬ ‫َ‬ ‫ول‬ ‫َ‬ ‫م‬
‫ْ‬ ‫ه‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ب‬ ‫ييييا‬ ‫سي‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ن‬ ‫أ‬ ‫ول‬ ‫َ‬ ‫م‬ ‫ْ‬ ‫ه‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ن‬ ‫ييييا‬ ‫يي‬ ‫َ‬ ‫ع‬
‫ْ‬ ‫بأ‬ ‫ِ‬
‫ه فييي‬
‫َ‬ ‫نُ‬ ‫من ْي‬ ‫م ِ‬ ‫هت ْ‬ ‫ِ‬ ‫ع‬
‫ما ِ‬ ‫َ‬ ‫سي‬ ‫جيياَزةُ ك َ َ َ‬ ‫لِ َ‬ ‫ْ‬ ‫تا‬ ‫ح َْ‬ ‫ص ّ‬ ‫في َ‬ ‫م‬ ‫صفحه ْ‬ ‫تَ َ‬
‫ء‬ ‫شا‬
‫َ ْ ُ ِ َ ْ َ ْ ُ‬ ‫ي‬ ‫م‬ ‫ل‬ ‫ز‬ ‫ج‬ ‫أ‬ ‫ما‬ ‫أ‬ ‫و‬
‫ف َفي ِه ج َ ّ‬ ‫‪،‬‬ ‫ل‬ ‫حا‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫ذا‬ ‫ه‬
‫َ‬ ‫َ ِ‬ ‫مجلسه‬
‫هُر‬ ‫فال ّظ َ‬ ‫ق َ‬ ‫ٌ‬ ‫ع َِلي‬ ‫وت َ ْ‬‫َ‬ ‫هال َ ٌ‬
‫ة‬ ‫ذا َ َ َ ِ ِ ْ َ َ َ‬ ‫ه َ‬ ‫حو َ‬ ‫و نَ ْ‬ ‫نأ‬
‫نيي ْ‬ ‫لَ ٌ‬ ‫ُ‬
‫ف‬
‫ب‬
‫لييي ‪ِ،‬‬ ‫ييي‬ ‫ّ‬ ‫ط‬ ‫ال‬ ‫أبييو‬ ‫ضييي‬ ‫ِ‬ ‫قا‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫ع‬
‫َ‬ ‫طيي‬ ‫ق‬ ‫ه‬
‫ِ‬ ‫بيي‬ ‫ِ‬ ‫و‬ ‫َ‬ ‫‪،‬‬ ‫ه‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ب ُطْل‬
‫ءَ الحنب ِ‬ ‫فييّرا ِ‬ ‫ن ال َ‬ ‫بيي و ُ‬ ‫ها ْ‬ ‫ح‬‫ح َ‬
‫لمالك ُ‬ ‫صيي ّ‬ ‫و اَ‬ ‫رو ‪َ ،‬‬ ‫ي‬
‫عم ّ‬ ‫ع‬
‫ف ِ‬ ‫شييا ِ‬ ‫ال ّ‬
‫ن‬‫مي ْ‬ ‫ِ‬ ‫ل‬
‫ت لمين يشيياء ُ َ‬‫زت‬ ‫ْ‬ ‫ي‬ ‫ج‬
‫َ‬ ‫أ‬ ‫ل‬‫َ‬ ‫قا‬ ‫َ‬ ‫و‬ ‫َ‬ ‫ل‬ ‫‪،‬‬ ‫ي‬ ‫ِ‬ ‫س‬ ‫ن‬ ‫ُ‬ ‫واب‬
‫ن‬ ‫فل ٌ‬ ‫َ‬ ‫جْز ُ ِ َ ْ َ‬
‫فهيو ك ّييأ َ ْ‬
‫ََ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫جيياَز َةَ َ‬ ‫َ‬
‫يشيياءَ ال ُ‬
‫ِ‬ ‫َ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫ت‬‫جْز ُ‬ ‫لأ َ‬ ‫و قا َ‬ ‫َ‬ ‫ول ْ‬ ‫َ‬ ‫ة‪َ ،‬‬ ‫هال ً‬ ‫َ‬ ‫ج َ‬ ‫وأكثُر َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫_________________________‬
‫يعرفهم بأعيانهم ول أنسابهم ول عييددهم ول‬
‫تصفحهم ( وكذا إذا سمى المسييؤول لييه ولييم‬
‫لجييازة كسييماعهم منييه‬ ‫صيحت ا ِ‬ ‫يعرف عينييه )‬
‫الحال ( أي وهو ل يعييرف‬ ‫في مجلسه في هذا‬
‫أعيانهم ول أسماءهم ول عددهم ) وأما أجزت‬
‫لميين يشيياء فلن أو نحييو هييذا ففيييه جهاليية‬
‫وتعليييق ( بشييرط ‪ ،‬ولييذلك أدخييل فييي ضييرب‬
‫لجييييازة المجهوليييية ‪ ،‬والعراقييييي أفييييرده‬ ‫ا ِ‬
‫لجييازة‬ ‫ِ‬ ‫كالقسييطلني بضييرب مسييتقل لن ا‬
‫المعلقة قد ل يكون فيها جهالة ‪ ،‬كمييا سيييأتي‬
‫) فييالظهر بطلنييه ( للجهييل ‪ ،‬كقييوله أجييزت‬
‫لبعض الناس ) وبه قطع القاضي أبييو الطيييب‬
‫الشافعي ( قال الخطيييب ‪ :‬وحجتهييم القييياس‬
‫على تعليق الوكالة ) وصححه ( أي هذا الضرب‬
‫لجازة أبو يعلى ) ابن الفراء الحنبلي و (‬ ‫من ا ِ‬
‫الفضل محمد بن عبيد الّله ) بن عمروس ‪:‬‬ ‫أبو‬
‫المالكي ( وقال ‪ :‬إن الجهالة ترتفع عند وجود‬
‫المشيييئة ‪ ،‬ويتعييين المجيياز لييه عنييدها ‪ ،‬قييال‬
‫وسييمعت ابيين الفييراء يحتييج لييذلك‬ ‫الخطيييب ‪:‬‬
‫ميير زيييدا‬ ‫ّ‬ ‫بقوله صلى الّله عليييه وسييلم ‪ :‬لمييا أ‬
‫على غزوة مؤتة ‪ » :‬فييإن قتييل زيييد فجعفيير ‪،‬‬
‫فعلييق‬ ‫فييإن قتييل جعفيير فييابن رواحيية « ‪،‬‬
‫التيييأمير ‪ .‬قيييال ‪ :‬وسيييمعت أبيييا عبيييد الّليييه‬
‫الييدامغاني يفييرق بينهييا وبييين الوكاليية بييأن‬
‫الوكيييل ينعييزل بعييزل الموكييل لييه ‪ ،‬بخلف‬
‫المجاز ‪ ،‬قال العراقي ‪ :‬وقد استعمل ذلك من‬
‫المتقدمين الحييافظ أبييو بكيير بيين أبييي خيثميية‬
‫شيييبة ‪.‬‬ ‫صاحب » التاريخ « وحفيد يعقوب بيين‬
‫فإن علقت بمشيئة مبهم بطليت قطعيا ً ) وليو‬
‫لجييازة فهييو كييأجزت‬ ‫فييياء ا ِ‬ ‫قال أجييزت لميين يش‬
‫البطلن بل ) وأكثر‬ ‫لمن يشاء فلن (‬
‫‪34‬‬

‫‪- 323 -‬‬


‫فأ َ‬
‫ه‬
‫لنييتُ‬ ‫ز َ‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫جوا‬ ‫وَلى َِبييال َ َ‬ ‫ْ‬ ‫عّني َ‬
‫ْ‬ ‫ة َ‬ ‫واي َ َ‬ ‫قّر َ َ‬ ‫ْ‬
‫شاءُ ال‬ ‫ن يَ َ‬ ‫ص ْ‬ ‫م‬‫تل ِ َ‬
‫ج َيْز ُ‬ ‫ل َأ َ‬ ‫و قييا َ َ‬ ‫ي‬‫لي‬
‫عن ّي ْ‬ ‫و‬ ‫‪،‬‬ ‫ل‬
‫شيياءَ روايت َِيه َ‬‫يا‬ ‫حي‬ ‫َ‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫يى‬ ‫ي‬ ‫تض‬ ‫م‬
‫ُ‬ ‫ب‬
‫كي ي ِ‬‫يح‬ ‫ي‬ ‫ريي‬ ‫فل ِ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫ن‬ ‫و ل يك إ ْ‬ ‫ْ‬ ‫يي ‪ ،‬أ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ن‬ ‫ْ‬ ‫إ‬ ‫ذا‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ن َ َ‬ ‫ٍ‬ ‫لِ ُ‬
‫واُزهُ ‪.‬‬ ‫ج َ‬ ‫هُر َ‬ ‫فالظْ َ‬ ‫ت‪َ ،‬‬ ‫و أَردْ َ‬ ‫تأ ْ‬ ‫حب َب ْ َ‬ ‫وأ ْ‬ ‫تأ ْ‬ ‫شئ ْ َ‬ ‫ِ‬
‫د‬ ‫َ‬
‫يول ي ُ‬ ‫ن َُ‬ ‫مي ْ‬ ‫َ‬ ‫ت لِ‬ ‫جْز ُ‬ ‫دوم كأ َ‬ ‫ع ُ‬ ‫م ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫لجاَزةُ ل ِل‬ ‫خت َ ِ‬ ‫ا‬ ‫‪:‬‬ ‫س‬‫ُ‬ ‫م‬
‫ِ‬ ‫خا‬ ‫َ‬ ‫ال ْ‬
‫ن‬‫يإ ْ‬ ‫ي‬ ‫ف‬ ‫تها‬ ‫ِ‬ ‫ح‬ ‫ّ‬ ‫ي‬ ‫ص‬
‫ِ‬ ‫يي‬ ‫ي‬ ‫ف‬
‫ِ‬ ‫ن‬
‫َ‬ ‫رو‬ ‫خ‬‫ّ‬ ‫أ‬ ‫َ‬ ‫ت‬
‫ع ََلى موجود ُ كييأ ُ‬ ‫م‬ ‫ال‬ ‫ف‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ل‬ ‫ْ‬ ‫وا‬ ‫‪.‬‬ ‫ن‬ ‫طف ٍ‬ ‫لفل‬ ‫ِ‬
‫ن ُيول َييد‬ ‫مي ْْ‬ ‫َ‬ ‫و‬
‫َ‬ ‫ن‬
‫ٍ‬ ‫فل‬‫َ‬ ‫جْزت ل ِ ُ‬ ‫َ‬ ‫ٍ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ه‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ع َ‬ ‫َ‬
‫ز‪،‬‬ ‫جوا ِ‬ ‫ولى ِبييال َ‬ ‫فأ ْ‬ ‫سُلوا َ‬ ‫ما ت ََنا َ‬ ‫ك َ‬ ‫عقب َ‬ ‫ول ِ‬ ‫كّثا َ‬ ‫و لَ َ‬ ‫ف أع ْ‬ ‫ل َو ُ‬
‫ه‬
‫من‬ ‫ي ِ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ن‬ ‫ال‬ ‫َ‬
‫ل‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫_________________________‬
‫جهالة ( وانتشارا من حيث إنها معلقة بمشيئة‬
‫من ل يحصير عيددهم ) وليو قيال أجيزت لمين‬
‫يشاء الرواية عني فأولى بالجواز لنه تصييريح‬
‫بمقتضى الحييال ( ميين حيييث إن مقتضييى كييل‬
‫إجازة تفويض الرواية بها إلى مشيييئة المجيياز‬
‫لجازة ‪ ،‬وقاسه ابن الصلح‬ ‫شاي ِ‬
‫له ‪ ،‬ل تعليق في‬
‫يئت ‪ ،‬قييال العراقييي ‪ :‬لكيين‬ ‫على ‪ :‬بعتك إن‬
‫الفييرق بينهمِييا تعيييين المبتيياع ‪ ،‬بخلفييه فييي‬
‫لجييازة ‪ ،‬فييإنه مبهييم ‪ ،‬قييال ‪ :‬والصييحيح فيييه‬
‫ا ِ‬
‫عدم الصحة ‪ ،‬قال ‪ :‬نعم وزانه هنييا أجييزت لييك‬
‫أن تروي عني إن شييئت الرواييية عنييي ‪ ،‬قييال‬
‫والظهر القوى هنا الجواز ‪ ،‬لنتفاء الجهالة ‪،‬‬
‫وحقيقة التعليق انتهى ‪ .‬وكذا قييال البلقينييي‬
‫في » محاسن الصطلح « ‪ ،‬وأيد البطلن في‬
‫المسألة الولى ببطلن الوصية والوكالة فيما‬
‫لو قال ‪ :‬وصيت بهييذه لميين يشيياء ‪ ،‬أو وكلييت‬
‫فييي بيعهييا ميين شيياء أن يبيعهييا ‪ ،‬قييال ‪ :‬وإذا‬
‫بطل في الوصييية مييع احتمالهييا مييا ل يحتملييه‬
‫غيرها فهنا أولى ) ولو قال أجييزت لفلن كييذا‬
‫إن شاء روايته عني أو لك إن شئت أو أحببييت‬
‫أو أردت فالظهر جوازه ( كما تقدم ‪.‬‬
‫لجازة للمعدوم كأجزت لميين يولييد‬ ‫الخامس ا ِ‬ ‫)‬
‫واختلف المتأخرون فييي صييحتها فييإن‬ ‫لفلن ‪.‬‬
‫عطفه على موجود كييأجزت لفلن وميين يولييد‬
‫تناسييلوا‬ ‫لييه أو لييك ( ولولييدك ) ولعقبييك مييا‬
‫لجازة قياسا ً‬ ‫بالجواز ( مما إذا أفرده با ِ‬ ‫فأولى‬
‫على الوقف‬
‫‪35‬‬

‫‪- 324 -‬‬


‫كيير بيين أبييي داود ‪َ ،‬‬ ‫َ‬
‫جيياَز‬ ‫وأ َ‬ ‫َ‬ ‫َْ َ ُ َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ن أُبييو ب َ ْ َِ ْ‬ ‫ثي َ‬ ‫حييدّ ِ‬ ‫م َ‬ ‫ال ْ ُ‬
‫ن‬ ‫ي‬ ‫ْ‬ ‫ب‬ ‫وا‬ ‫‪،‬‬
‫ضي أ َُبو الطّ ّي ّب ‪َ ،‬وا ِ‬ ‫ء‬
‫ِ‬ ‫را‬ ‫ف‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫ن‬
‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ب‬ ‫ا‬ ‫ن‬
‫قا ِ ِ‬‫ع‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ه‬ ‫كا‬ ‫وح‬ ‫علمروس ‪ ،‬و َأ َبطَل َ َ‬
‫‪،‬‬ ‫ول‬ ‫ال‬ ‫ب‬‫ُ‬ ‫طي‬‫ِ‬ ‫خ‬‫َ‬ ‫ا‬
‫ن‬
‫ذيب ْ لُ‬ ‫حيح ِال ّي َ‬ ‫ها ال ْ َ‬ ‫َ‬ ‫َ ْ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬
‫ص ّي ْ ِ ُ ّ ِ‬ ‫لل ّ‬ ‫و ال‬ ‫جيايز َ‬ ‫ه‬
‫و ُ‬ ‫نا ‪،‬ل َ‬ ‫عّيا‬
‫ميا ِ‬ ‫ف ِ‬ ‫شييا ِ‬ ‫صيّباغ ‪ :‬ال ّ‬ ‫يالنب ّ‬
‫ذي ل‬ ‫لي ِ‬ ‫ا‬ ‫ل‬ ‫في‬ ‫ط‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫ة‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫وأ‬ ‫‪،‬‬ ‫ه‬ ‫ر‬ ‫ي‬‫ْ‬ ‫ي‬ ‫َ‬
‫غ‬ ‫يي‬ ‫ي‬ ‫غ‬
‫ِ‬ ‫َ ْ‬
‫ه‬ ‫ع ب ِي ِ‬ ‫قطَي َ‬ ‫ذي ِ َ‬ ‫ي‬ ‫ال‬ ‫حيح‬ ‫ي‬ ‫ص‬ ‫عل َييى ال ِ‬ ‫ّ‬ ‫ة َ‬ ‫ح‬ ‫ُ‬ ‫فصي ِ ُ‬
‫حي‬ ‫م َي ُّز َ‬
‫م‬ ‫ه ْ‬ ‫ض‬‫ِ‬ ‫ع‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ب‬ ‫ِ‬ ‫ل‬ ‫خلفا ً‬ ‫ِ‬
‫ِ‬ ‫طيب‬ ‫ِ‬
‫ِ‬
‫خ‬
‫َ‬ ‫ّ‬ ‫وال ْ‬ ‫َ‬ ‫‪،‬‬ ‫ب‬‫ِ‬ ‫ّ‬
‫َ‬
‫ي‬
‫ٌ‬ ‫َ‬
‫ضي أُبو الطّ‬ ‫َ‬
‫ِ‬ ‫قا‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫اي ُل ْ‬
‫ِ‬ ‫‪.‬‬
‫_________________________‬
‫لمييام ) أبييو‬ ‫داود (( ا ِ‬ ‫ياني ميين المحييدثين‬ ‫) وفعل الثي‬
‫السجسييتاني‬ ‫بكر ( عبد الل ّييه ) بيين أبييي‬
‫لجييازة ‪ ،‬قييد أجييزت لييك‬ ‫الحا َ ِ‬ ‫فقييال ‪ :‬وقييد سييئل‬
‫بليية ‪ ،‬يعنييي الييذين لييم‬ ‫ولولدك ولحَبييل‬
‫يولدوا بعد ‪ ،‬قال البلقيني ‪ :‬ويحتمل أن يكون‬
‫لجييازة ‪،‬‬ ‫وتأكييييد ا ِ‬ ‫ذلييك علييى سييبيل المبالغيية‬
‫يطلني فييي‬ ‫القس‬ ‫وصرح بتصحيح هذا القسييم‬
‫وأجاز الخطيب الول ( أيضا ً ‪ ،‬وألييف‬ ‫المنهج )‬
‫فيهييا جييزءا ً وقييال ‪ :‬إن أصييحاب مالييك وأبييي‬
‫حنيفة أجازوا الوقف على المعييدوم ‪ ،‬وإن لييم‬
‫يكن أصله موجودا ً ‪ ،‬قال ‪ :‬وإن قيل كيف يصح‬
‫أن يقييول أجييازني فلن ومولييده بعييد مييوته ؟‬
‫يقييال كمييا يصييح أن يقييول وقييف علييى فلن‬
‫ن بعييد أحييد‬ ‫ومولييده بعييد مييوته ‪ ،‬قييال ‪ :‬ول ّ‬
‫الزمانين ميين الخيير كبعييد أحييد الييوطنين ميين‬
‫الخر ) وحكاه ( أي الصحة فيما ذكر ) عن ابن‬
‫الفراء ( الحنبلي ) وابن عمروس ( المييالكي ‪،‬‬
‫ونسييبه عييياض لمعظييم الشيييوخ ) وأبطلهييا‬
‫القاضي أبو الطيب وابيين الصييباغ الشييافعيان‬
‫وهيييو الصيييحيح اليييذي ل ينبغيييي غييييره ( لن‬
‫لخبار جملة بالمجاز ‪ ،‬فكمييا‬ ‫حكم ا ِ‬ ‫لجازة في‬ ‫ال ِ‬
‫لجييازة لييه ً‪،‬‬ ‫ا‬ ‫يح‬ ‫تصي‬ ‫ل‬ ‫للمعدوم‬ ‫لخبار‬ ‫ا‬ ‫يصح‬
‫أما إجازة ِمن يوجييد مطلقيا ً فل يجيِيوز إجماعيا‬
‫لجازة للطفل الذي ل يميييز فصييحيحة‬ ‫وأما ا ِ‬ ‫)‬
‫الصييحيح الييذي قطييع بييه القاضييي أبييو‬ ‫علييى‬
‫الطيييب والخطيييب ( ول يعتييبر فيييه سيين ول‬
‫غيره ) خلفيا ً لبعضيهم ( حييث قيال ‪ :‬ل يصيح‬
‫كمييا ل يصييح سييماعه ‪ ،‬ولمييا ذكيير ذلييك لبييي‬
‫الطيييب قيال يصييح أن يجييز للغييائب ول يصيح‬
‫سماعه ‪ ،‬قال الخطيييب ‪ :‬وعليى الجييواز كافية‬
‫شيوخنا ‪ ،‬واحتج له بأنها إباحة‬
‫‪36‬‬

‫‪- 325 -‬‬


‫لباحيية‬ ‫المجيييز للمجيياز لييه أن يييروي عنييه ‪ ،‬وا‬
‫تصح للعاقل ولغيره ‪ ،‬قال ابن الصلح ‪ِ :‬كأنهم‬
‫رأوا الطفل أهل لتحمل هذا النييوع ليييؤدي بييه‬
‫لسناد ‪ ،‬وأما المميز‬ ‫بعد حصول الهلية لبقاء ا‬
‫لجازة ِ‬
‫‪.‬‬ ‫له‬ ‫فل خلف في صحة ا ِ‬
‫تنييبيه ‪ :‬أدمييج المصيينف كييابن الصييلح مس يَألة‬
‫لجازة للمعدوم ‪ ،‬وأفردهييا‬ ‫ضرب ‪،‬ا ِ‬ ‫الطفل في‬
‫إليهييا‬ ‫يم‬‫ي‬ ‫وض‬ ‫العراقي‬ ‫وكذا‬ ‫بنوع‬ ‫القسطلني‬
‫لجيييازة للمجنيييون والكيييافر والحميييل فَأميييا‬ ‫ا ِ‬
‫لجازة له صحيحة وقيد تقييدم ذلييك‬ ‫ِ‬ ‫المجنون فا‬
‫في كلم الخطيب ‪ ،‬وأما الكافر فقال لم أجييد‬
‫فيه نقل ‪ ،‬وقد تقدم أن سماعه صييحيح ‪ َ ،‬قييال‬
‫يدمين والمتييأخرين‬ ‫ولم أجد عن أحد من المتقي‬
‫لجييازة للكييافر ‪ ،‬إل أن شخص يا ً ميين الطبيياء‬ ‫ا ِ‬
‫يقال له محمد بيين عبييد السيييد سيّيمع الحييديث‬
‫في حال يهوديته على أبي عبد الله الصوري ‪،‬‬
‫يامعين ‪،‬‬ ‫وكتييب اسييمه فييي الطبقيية مييع السي‬
‫كان‬ ‫جملتهم ‪ ،‬و َ‬ ‫وهو من‬ ‫َ‬ ‫وَأجاز الصوري لهم ‪،‬‬ ‫َ‬
‫فلول أنه يرى جواز ذلييك‬ ‫ّ‬ ‫ذلك بحضور المّزي ‪،‬‬
‫ما أقّر عليه ‪ ،‬ثم هدى الله هييذا اليهييودي إلييى‬
‫دث ‪ ،‬وسمع منييه أصييحابنا ‪ .‬قييال ‪:‬‬ ‫لسلم وح ّ‬ ‫ا ِ‬
‫من الكافر ‪،‬‬ ‫لجازة‬ ‫با‬ ‫أولى‬ ‫والمبتدع‬ ‫والفاسق‬
‫يال ‪ :‬وَأمييا الحمييل‬ ‫ويؤديان إذا زال المييانع ‪ ،‬قي ِ‬
‫فلم أجييد فيييه نقل إل أن الخطيييب قييال ‪ :‬لييم‬
‫نرهم أجازوا لمن لم يكن مولييودا ً فييي حييال ‪،‬‬
‫ولم يتعرض لكونه إذا وقييع يصييح أول ‪ ،‬قييال ‪:‬‬
‫ول شك أنه أولى بالصحة من المعدوم ‪ ،‬قال ‪:‬‬
‫وقد رأيت شيخنا العلئي سئل لحمل مع أبويه‬
‫فأجيياز واحييترز أبييو الثنيياء المنبجييي فكتييب ‪:‬‬
‫أجييزت للمسييلمين فيييه ‪ ،‬قييال ‪ :‬وميين عمييم‬
‫لجازة للحمل وغيره أعلييم وأحفييظ وأتقيين ‪:‬‬ ‫ا‬
‫إل ِ أنييه قييد يقييال ‪ :‬لعلييه مييا تصييفح أسييماء‬
‫الستدعاء حتى يعلم هل فيييه حمييل أم ل ‪ ،‬إل‬
‫أن الغالب أن أهل الحديث ل يجيييزون إل بعييد‬
‫تصفحهم ‪ ،‬قال وينبغي بناء الحكم فيييه علييى‬
‫الخلف فييي أن الحمييل هييل ُيعلييم أول ‪ ،‬فييإن‬
‫لجييازة للمعييدوم‬ ‫يافظا ِ‬‫قلنا يعلم وهو الصح صحت‬
‫ولييي الييدين أبييو‬ ‫انتهى ‪ .‬وذكر ولييده الحي‬
‫زرعة في فتاويه المكييية وهييي أجوبيية أسييئلة‬
‫سيييأله عنهيييا شييييخنا الحيييافظ أبيييو الفضيييل‬
‫الهاشمي ‪ ،‬أن الجواز فيما بعد نفخ‬
‫‪37‬‬

‫‪- 326 -‬‬


‫ه‬‫ج ٍ‬ ‫و ْ‬‫قي َ‬ ‫مجيييُز بيي‬ ‫ال ال ُ‬ ‫ه‬
‫هليي ُ‬ ‫م ْ‬ ‫ملييي ّ‬ ‫ح‬
‫م ي َت َ َ‬ ‫ذال َ ْ‬ ‫ما‬ ‫يياةُز َ‬ ‫جاَز‬ ‫س‪:‬إ َ‬ ‫وييييه ُ‬ ‫ساِد‬ ‫ال ّ‬
‫ل‬ ‫ييا َ‬ ‫مجييييُز ‪َ ،‬‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫تح‬ ‫َ‬ ‫إ‬ ‫ُ‬ ‫جي‬ ‫َ‬ ‫م‬
‫ُ‬ ‫ال‬ ‫ُ‬ ‫ل ِي َْر‬
‫ت‬ ‫وَرأْيي ُ‬ ‫َ‬ ‫ه‪،‬‬ ‫فيي ِ‬ ‫م ِ‬ ‫َ‬ ‫ن َتكل ّ‬ ‫ْ‬ ‫م‬ ‫َ‬ ‫م أَر‬ ‫ْ‬ ‫ض ‪ :‬لَ‬ ‫ٌ‬ ‫َ‬ ‫عَيا‬ ‫ضي ِ‬ ‫قا ِ ِ‬ ‫ال َ‬
‫ن‬ ‫عيي َْ‬ ‫ى َ‬ ‫َ‬ ‫حكيي‬ ‫َ‬ ‫م‬‫ّ‬ ‫ه ‪ُ ،‬ثيي‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫عون‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫صيي ْن‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ني‬ ‫َ‬ ‫ري‬ ‫ِ‬ ‫خ‬
‫مَتييأ ُ ُ‬ ‫ُ‬ ‫ض ال‬ ‫َ‬ ‫عيي‬ ‫بَ َ ْ‬
‫قييال‬ ‫ك‪َ ،‬‬ ‫ع ذَل ِي َ‬ ‫من ْي َ‬ ‫د َ‬ ‫وِلي ي ِ‬ ‫َ‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫يي‬ ‫ي‬ ‫ب‬ ‫أ‬ ‫ة‬
‫َ‬
‫ه ْو الص ِ ِ‬ ‫ي‬ ‫َ‬ ‫ب‬ ‫ط‬ ‫ر‬ ‫ُ‬
‫ق‬ ‫يي‬ ‫ي‬ ‫ض‬
‫ِ‬ ‫قا‬
‫ح‪.‬‬ ‫حي ُ‬ ‫ّ‬ ‫و ُ َ‬ ‫ض َ‬ ‫عَيا ٌ‬ ‫ِ‬
‫ن‬ ‫ْ‬ ‫ميي‬ ‫لى‬
‫يياز ُل َيييه ج َ‬ ‫َ‬ ‫ع‬‫َ‬ ‫ن‬ ‫عي‬ ‫َ َ َ‬‫ت‬ ‫ي‬ ‫ذا‬ ‫َ‬ ‫ه‬
‫َ‬ ‫لى‬ ‫َ‬ ‫ع‬
‫َ‬ ‫ف‬ ‫َ‬ ‫‪،‬‬ ‫ب‬ ‫ّ َ ُ‬ ‫وا‬ ‫ص‬ ‫ال‬ ‫و‬ ‫ه‬ ‫ذا‬ ‫َ‬ ‫ه‬
‫َ َ‬ ‫و‬
‫ع‬
‫ميييي َ‬ ‫ُ َ ِ‬ ‫جي َ‬ ‫شيييْيخ أ َ َ‬ ‫ن َ‬ ‫ْ‬ ‫عييي‬ ‫ي َ‬ ‫َ‬ ‫و‬
‫ِ‬ ‫ن َي َيييْر‬ ‫أَرادَ أ ْ‬
‫مييا‬ ‫م َ‬ ‫ذا ِ‬ ‫هي َ‬ ‫ن َُ‬ ‫م أَ ّ‬ ‫مي َ‬ ‫عل ي‬ ‫حت ّييى ي َ ْ‬ ‫ث َ‬ ‫ح َ‬ ‫ن َ ي َب ْ َ‬ ‫هأ ْ‬ ‫عات ِ ِ‬ ‫مو َ‬ ‫حمل ُ‬ ‫س‬ ‫م ْ‬ ‫َ‬
‫ت‬ ‫ج يْز ُ‬ ‫هأ َ‬ ‫ُ‬ ‫ول‬ ‫ْ‬ ‫يا ق ي‬ ‫ّ‬ ‫وأ‬ ‫َ‬ ‫ة‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫جاَز‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ل ال‬ ‫ه قب ْ َ‬ ‫ُ‬ ‫شْيخ‬ ‫ه َ‬ ‫ُ‬ ‫ت ََ ّ‬
‫عاِتي‬ ‫مو َ‬ ‫صييي ُ‬ ‫س‬‫م ْ‬ ‫نيا َ‬ ‫م َي ْ‬ ‫عن ْيدَك ِ‬ ‫َ‬ ‫ح ِ‬ ‫صي ّ‬ ‫و يَ ِ‬ ‫حيوأزْ‬ ‫صي ّ‬ ‫ياح َ‬ ‫مي‬ ‫صيي َ‬ ‫َ‬
‫ل يك‬
‫ه‬
‫نييندَيُ‬ ‫ع ْْ‬ ‫ح ِ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫لمي‬ ‫‪،‬‬ ‫ه‬‫ِ‬ ‫ي‬‫بي‬ ‫ِ‬ ‫ة‬
‫ُ‬ ‫ي‬
‫يي‬ ‫َ‬ ‫وا‬ ‫َ‬ ‫ر‬‫ّ‬ ‫ال‬ ‫ُ‬ ‫جي‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ت‬ ‫ٌ‬ ‫حي‬ ‫ِ‬ ‫سي َ‬ ‫ف‬ ‫َ‬
‫قط ِ ّ‬ ‫داَر ُ‬ ‫ه الي َ‬ ‫عل َي ُ‬ ‫ف َ‬ ‫و َ‬ ‫ة َ‬ ‫جيياَز ِ‬ ‫ل ال ِ َ‬ ‫قب ْي َ‬ ‫ه َ‬ ‫ه ل َي ُ‬ ‫ع ‪ُ.‬‬‫يما ُ‬ ‫ََ‬
‫وغي ُْرهُ‬ ‫َ‬
‫_________________________‬
‫الروح أولييى ‪ ،‬وأنهييا قبييل نفييخ الييروح مرتبيية‬
‫لجازة للمعييدوم ‪ ،‬فهييي‬ ‫وبين ا ِ‬ ‫متوسطة بينها‬
‫الولييى ‪ ،‬وبييالجواز ميين‬ ‫أولييى بييالمنع ميين‬
‫الثانية ‪.‬‬
‫) السادس إجازة ما لم يتحمله المجيز بييوجه (‬
‫من سماع أو إجازة ) ليرويه المجيياز ( لييه ) إذا‬
‫تحمله المجيز قال القاضي عياض ( في كتابه‬
‫للماع « هذا ) لييم َأر ميين تكلييم فيييه ( ميين‬ ‫»ا ِ‬
‫المشييييايخ ‪ ) ،‬ورأيييييت بعييييض المتييييأخرين (‬
‫والعصريين ) يصيينعونه ثييم حكييى عيين قاضييي‬
‫قرطبة أبي الوليييد ( يييونس بيين مغيييث ) منييع‬
‫سئله وقال ‪ :‬يعطيك مييا لييم يأخييذ ؟‬ ‫ذلك ( لما ُ‬
‫هيييذا محيييال ) قيييال عيييياض و ( هيييذا ) هيييو‬
‫الصييحيح ( فييإنه يجيييز مييا ل خييبر عنييده منييه ‪،‬‬
‫ويأذن له بالتحديث بما لم يحدث بييه ويبييح مييا‬
‫لذن فيييه ‪ ،‬قييال‬ ‫لييم يعلييم ‪ ،‬هييل يصييح لييه ا‬
‫المصنف ) وهذا هو الصواب ( ِقال ابن الصلح‬
‫‪ :‬وسييواء قلنييا إن الجييازة فييي حكييم الخبييار‬
‫بالمجاز جمليية ‪ ،‬أو إذن إذ ل يجيييز بمييا ل ِ خييبر‬
‫عنده منه ‪ ،‬ول يؤذن فيمييا لييم يملكييه الذن !!‬
‫أي أن أبييا الوليييد يييونس بيين مغيييث قاضييي‬
‫قرطبة لما سئل الجازة لجميييع مييا رواه إلييى‬
‫تاريخها وما يرويه بعد فامتنع من ذلك فغضب‬
‫السائل فقال له بعض أصحابه ‪ :‬يا هذا يعطيك‬
‫ما لم يأخذه ؟ هذا محييال قييال عييياض ‪ :‬وهييذا‬
‫هو الصحيح ‪!!.‬‬
‫‪38‬‬

‫‪- 327 -‬‬


‫جيياَزا ِّتي ‪،‬‬ ‫م َ‬ ‫ك ُ‬ ‫جْزت ي َ‬ ‫جيياَز ‪ :‬كأ َ‬ ‫م َ‬ ‫ل ُ‬ ‫جيياَزةُ ال‬ ‫سابع ‪ :‬إ ِ َ‬ ‫ال ّ‬
‫ذي‬ ‫ح ّ ال ي ِ‬ ‫حي ُ‬‫ص ي ِْ‬ ‫ّ‬ ‫وال‬‫قَ‬ ‫‪.‬‬ ‫ه‬
‫ِ‬ ‫ي‬ ‫ب‬ ‫ّ‬ ‫د‬ ‫ي‬ ‫َ‬
‫ل جييوازه ‪ ،‬و ِ‬‫ت‬ ‫ع‬
‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ي‬ ‫ن‬ ‫ْ‬ ‫م‬
‫َ‬ ‫ض‬ ‫ُ‬ ‫ع‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ب‬ ‫ه‬
‫ُ‬ ‫ع‬‫َ‬ ‫َ‬ ‫ن‬ ‫م‬‫عل َ َ‬ ‫َ‬
‫ف‬
‫فيياظ ‪:‬‬ ‫لح‬ ‫ا‬ ‫ع‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫طيي‬ ‫َ‬ ‫ه‬
‫ِ‬ ‫بيي‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ميي‬ ‫ع‬
‫َ‬ ‫ال‬ ‫ه‬ ‫ييي‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫وأ َب ُييو‬ ‫َ‬ ‫عيييم ‪،‬‬ ‫وأ َب ُييو ن ُ ْ ََ‬ ‫َ‬ ‫ق يدَ َةَ ِ َ‪،‬‬ ‫ع ُْ‬ ‫ن ُ‬ ‫ي ‪ ،‬واب َ‬
‫َْ ْ ُ‬ ‫ّ‬
‫قطن َ‬ ‫دار ُ ُ‬ ‫ال ْ ّ‬
‫وي‬ ‫ر‬ ‫ي‬‫َ‬ ‫ي‬ ‫يح‬ ‫ي‬ ‫ْ‬ ‫ت‬ ‫ف‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫بو‬
‫ُ‬ ‫أ‬ ‫ن‬
‫َ‬ ‫كا‬ ‫و‬ ‫‪.‬‬ ‫ي‬ ‫س‬
‫ِ‬ ‫د‬
‫ِ‬ ‫ق‬ ‫م‬‫َ‬ ‫ال‬ ‫صر‬ ‫َ‬ ‫ن‬ ‫ح‬ ‫ْ‬ ‫ت‬ ‫َ‬
‫ف‬ ‫ال‬
‫ث‪،‬‬ ‫ْ‬
‫ن ث َل َ ٍِ‬ ‫واَلى ب َْييي َ‬ ‫ما َ‬ ‫وُرب ّ َ‬
‫عن الجازة ّ‪َ ،‬‬
‫ِ َ َ ِ‬ ‫ة ْ َ‬ ‫جاَز ِ‬ ‫بال َ ِ‬
‫َ‬ ‫وي‬ ‫ِ‬
‫غي ِللّرا ِ‬ ‫ِوين ْب َ ِ‬
‫ِ‬
‫_________________________‬
‫لذن في بيع ما لم يملكه ‪ .‬وكييذا قييال‬ ‫بعد ‪ ،‬كا ِ‬
‫القسييطلني الصييح البطلن َ ‪ ،‬فييإن مييا رواه‬
‫داخل في دائرة حصر العلم بأصله ‪ ،‬بخلف مييا‬
‫لم يروه فإنه لم ينحصر ‪ ،‬قال المصيينف كييابن‬
‫الصلح ) فعلى هييذا يتعييين علييى ميين أراد أن‬
‫يروى عن شيخ أجاز لييه جميييع مسييموعاته أن‬
‫يبحث حتى يعلم أن هذا مما تحمله شيخه قبل‬
‫لجازة ( له ) وأما قوله ‪ :‬أجزت لك ما صيح أو‬ ‫ا ِ‬
‫يصييح عنييدك ميين مسييموعاتي فصييحيح تجييوز‬
‫الرواييية بييه لمييا صييح عنييده ( بعييد الجييازة‬
‫لجيازة وفعليه الييدارقطني‬ ‫) سماعه له قبيل ا‬
‫وغيره ( قييال العراقِييي ‪ :‬وكييذا لييو لييم يقييل ‪،‬‬
‫ويصح ‪ ،‬فإن المراد بقوله ما صح حال الرواييية‬
‫لجازة ‪.‬‬ ‫لا ِ‬
‫) السابع إجازة المجاز كأجزتييك مجييازاتي ( أو‬
‫جميع ما أجيز روايته ) فمنعه بعض من ل يعتد‬
‫به ( وهو الحافظ أبو البركات عبد الوهاب بيين‬
‫النماطي شيخ ابيين الجييوزي وصيينف‬ ‫المبارك‬
‫لجييازة ضييعيفة فيقييوى‬ ‫ِ‬ ‫فييي ذلييك جييزءا ً لن ا‬
‫الضييعف باجتميياع إجييازتين ) والصييحيح الييذي‬
‫عليه العمل جوازه ‪ ،‬وبيه قطيع الحفياظ ( أبيو‬
‫الحسيين ) الييدارقطني و ( أبييو العبيياس ) ابيين‬
‫عقدة وأبو نعيم ( الصبهاني وفعلييه الحيياكم ‪،‬‬
‫وادعى ابيين طيياهر التفيياق عليييه ‪ ) .‬و ( كييان‬
‫لجييازة‬ ‫) أبو الفتح ( نصر المقدسي ) يروي با‬
‫إجي ِ‬
‫يازات ‪،‬‬ ‫عن الجازة وربما والى بييين ثلث (‬
‫وكذلكِ الحافظ أبو الفتييح بيين أبييي الفييوارس‬
‫والى بين ثلث إجازات ‪ ،‬ووالى الرافعييي فييي‬
‫أماليه بين أربع أجائز ‪ ،‬والحافظ قطب الييدين‬
‫الحلبي بين‬
‫‪39‬‬

‫‪- 328 -‬‬


‫ن‬
‫ح‬
‫فييإ ْ‬ ‫ها ‪َ ،‬‬ ‫حت َ َ‬ ‫ل تَ ْ‬
‫ت ل َي‬
‫خ ْ‬ ‫م ي َ َدْ ُ‬ ‫ماخ ل َ ْ‬ ‫ي َ‬ ‫و ََ‬ ‫يخ ِ‬ ‫ها ل َِئل ي َْر‬
‫جاَزةُ َ‬ ‫مل َ َ‬
‫ت ِّإ‬
‫ها َتأ‬ ‫بِ َ َ‬
‫صي ّ‬ ‫َ‬ ‫مييا‬‫َ‬ ‫ه‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ج يْز‬ ‫ه‪:‬أ َ‬ ‫ش يي ْ ِ ً ِ‬ ‫عي َ‬ ‫ْ‬ ‫شي‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫كان َ‬
‫ه‬‫خ ِ‬ ‫ش يي ْ ِ‬ ‫خ َ‬ ‫شت ّييي ْ ِ‬ ‫ع َ‬ ‫ما َ‬ ‫سي‬ ‫رأى َ‬ ‫في‬ ‫ما ِ‬ ‫سي َ‬ ‫ن َ‬ ‫مل َ ْ‬‫عنَْدَهُ ِ‬ ‫ِ‬
‫رف‬ ‫ِ‬ ‫عي‬‫يى ي َ ْ‬ ‫ح‬ ‫ه َ‬ ‫ُ‬ ‫ع َن ْي‬
‫ه َ‬ ‫خ ِ‬ ‫ش ي َي ْ ِ‬ ‫ن ََ‬ ‫ع ْ‬ ‫ه َ‬ ‫ُ‬ ‫ه رواي َت ُ‬ ‫ُ‬ ‫س‬
‫َ‬ ‫فلي ْ‬ ‫ََ‬
‫ت‬ ‫عا ِ‬ ‫مو َ‬ ‫سيي ُ‬ ‫م ْ‬ ‫ن َ‬ ‫ميي ْ‬ ‫ه ِ‬ ‫ون ُ ُ‬ ‫كيي‬ ‫ه‬
‫ِ‬ ‫خ‬
‫ِ‬ ‫ْ‬ ‫ي‬‫شيي‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫د‬ ‫نيي‬
‫ْ‬ ‫ع‬ ‫ح‬
‫ّ‬ ‫صيي‬ ‫ه‬
‫ُ‬ ‫نيي‬ ‫ّ‬ ‫أ‬
‫ْ‬ ‫ه َ‪.‬‬ ‫خ ِ‬ ‫شي ْ ِ‬ ‫َ‬
‫ْ‬ ‫فرع ‪:‬‬
‫خوذةٌ‬‫َ‬ ‫م ْيأ ُ‬ ‫زة ُ َ‬ ‫جييا َ‬ ‫رس ‪ :‬ال ِ َ‬ ‫ن فا‬ ‫َ‬ ‫نّب ُ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫قا َ‬ ‫َ‬
‫ث‪،‬‬ ‫حْر ُ‬ ‫وال َ‬ ‫ة‬
‫ُ‬ ‫ي‬‫ش‬ ‫ِ‬ ‫ما‬ ‫ال‬ ‫ه‬ ‫قا‬‫َ‬ ‫سِ‬ ‫ُ‬ ‫ت‬ ‫ذي‬ ‫ِ‬ ‫ل‬‫سي ا ِ‬ ‫ء‬
‫ِ‬
‫ح ْ‬
‫لما‬
‫ل أُبو ال َ َ‬
‫ا‬ ‫ز‬ ‫وا‬ ‫ج‬ ‫ن‬ ‫م‬
‫ماءً‬ ‫قا َ َ‬
‫ك َ‬
‫َ‬ ‫س َ‬ ‫فأ َجازني إ ُ َ َ َ‬
‫ذا أ ْ‬ ‫ِ‬
‫ْ‬
‫ه َ َ ِ‬ ‫جْزت ُ ُ‬ ‫ست َ َ‬ ‫ل‪:‬اِ ْ‬
‫َ‬
‫قا َ َ‬ ‫ْ‬ ‫يُ ِ َ‬
‫_________________________‬
‫خمييس أجييائز فييي » تاريييخ مصيير « ‪ ،‬وشيييخ‬
‫لسلم في أماليه بين ست ) وينبغي للييراوي‬ ‫ا ِ‬
‫لجييازة ) تأملهييا ( أي‬ ‫ِ‬ ‫لجييازة عيين ا‬ ‫ِ‬ ‫بها ( أي با‬
‫تأميييل كيفيييية إجيييازة شييييخ شييييخه لشييييخه‬
‫ومقتضيياها ) لئل يييروى ( بهييا ) مييا لييم يييدخل‬
‫تحتهييا ( فربمييا قيييدها بعضييهم بمييا صييح عنييد‬
‫المجاز له ‪ ،‬أو بما سمعه المجيييز ‪ ،‬ونحييو ذلييك‬
‫) فإن كانت إجازة شيخ شيخه ‪ :‬أجييزت لييه مييا‬
‫صح عنييده ميين سييماعي ‪ ،‬فييرأى سييماع شيييخ‬
‫شيخه فليس له روايته عن شيخه عنييه ‪ ،‬حييتى‬
‫يعرف أنه صح عند شيخه كونه من مسييموعات‬
‫شيخه ( وكذا إن قيدها بما سمعه لم يتعد إلى‬
‫مجازاته ‪ ،‬وقد زل غير واحد من الئمة بسييبب‬
‫ذلك ‪ ،‬قال العراقي ‪ :‬وكان ابن دقيق العيييد ل‬
‫يجيز رواية سماعه كله ‪ ،‬بل يقيييده بمييا حييدث‬
‫به من مسموعاته ‪ ،‬هكذا رأيته بخطه ‪ ،‬ولييم أر‬
‫له إجازة تشمل مسموعه ‪ ،‬وذلك أنه كان شك‬
‫في بعض سماعاته فلم يحدث به ‪ ،‬ولم يجزه ‪،‬‬
‫وهو سماعه على ابن المقير ‪ ،‬فمن حدث عنه‬
‫بإجيييازته منيييه بشييييء مميييا حيييدث بيييه مييين‬
‫مسموعاته فهو غير صحيح ‪ ،‬قلت ‪ :‬لكنييه كييان‬
‫يجيز مع ذلك جميييع مييا أجيييز لييه ‪ ،‬كمييا رأيتييه‬
‫بخط أبي حييان ‪ ،‬فيي النضييار ‪ ،‬فعليى هيذا ل‬
‫تتقييييد الروايييية عنيييه ‪ ،‬بميييا حيييدث بيييه مييين‬
‫مسموعاته فقط إذ يدخل الباقي فيما أجيز له‬
‫‪.‬‬
‫) فرع قال أبو الحسين ( أحمد ) بيين فييارس (‬
‫لجازة ( في كلم العييرب ) مييأخوذة‬ ‫جواز ا ِ‬ ‫اللغوي )‬
‫الماء الذي تسقاه الماشييية والحييرث‬ ‫من‬
‫يقال ( منييه ) اسييتجزته فأجييازني إذا أسييقاك‬
‫ميياء لماشيييتك وأرضييك ( قييال ) كييذا ( لييك‬
‫) طالب‬
‫‪40‬‬

‫‪- 329 -‬‬


‫ل ِماشيت ِك َ‬
‫جي ُِز‬ ‫ِ‬ ‫س يت َ‬ ‫عل ْي َم ِ ي َ ْ‬ ‫ب ال ْ ِ‬ ‫ذا طَ َييال َِ ُ‬ ‫ك ك َي َ‬ ‫ضي ِ‬ ‫وأْر ِ‬ ‫عل َ‬ ‫َْ ِ َ ِ‬
‫ن‬ ‫جييوُز أ ْ‬ ‫علييى لهيذا ي َ ُ‬ ‫جي ًيُزهُ ‪ ،‬ف َ‬ ‫ِ‬ ‫ه ُفي ُ‬ ‫مي ِ‬ ‫َ‬ ‫عيياَلم َ ِ‬ ‫ال َ َ‬
‫ل‬ ‫ع َي َ‬ ‫ج َ‬ ‫ن َ‬ ‫ْ‬ ‫مي‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫و‬
‫َ‬ ‫عاِتي ‪،‬‬ ‫مو َ‬ ‫ُ‬ ‫سي‬ ‫ْ‬ ‫م‬
‫َ‬ ‫ت فلن يا‬ ‫ُ‬ ‫ز‬
‫ذنا ً‬‫ْ‬ ‫ي‬ ‫ج‬
‫َ‬ ‫أ‬ ‫ل‬‫َ‬ ‫يا‬ ‫ي‬ ‫ي ُق‬
‫ه‬
‫ت لل َييهُ‬ ‫ت‬ ‫ج يْز ُ‬ ‫ل ‪ :‬أَ َ‬ ‫قييو ُ‬ ‫ف يَ ُ‬ ‫عُرو ُ‬ ‫م ْ‬ ‫َ‬ ‫و ال‬ ‫َ‬ ‫ه‬‫و ُ‬ ‫َ‬ ‫جاَزةَ إ ِ ْ‬ ‫ال ِ َ‬
‫ج ي َْز ُ‬ ‫ى قييال ‪ :‬أ َ‬ ‫يت ك َ َ‬ ‫ومي‬ ‫تيال ْ‪َ ،‬‬ ‫عا ِ‬ ‫مو َ‬ ‫سي‬ ‫م ْ‬ ‫ة‬
‫راوي ي ُ‬
‫ره ُ‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫ظييائ ِ‬ ‫مييا فييي ن َ‬ ‫َ‬ ‫ف‬‫حذ ْ ِ‬ ‫َ‬ ‫عَلى‬ ‫ف َ‬ ‫تي ُ َ‬ ‫عا ِ‬
‫مو َ‬
‫س ُ َ‬ ‫م ُْ‬ ‫َ‬
‫ِ‬
‫جيييُز‬ ‫مِْ‬ ‫الع ُ‬ ‫م‬ ‫عل ِ َ‬ ‫َ‬
‫جاَزةُ إ ِذا َ َ‬ ‫ن ال ِ َ‬ ‫سم ُ‬ ‫ح َ‬ ‫ست َ ْ‬ ‫ما ت ُ َ ْ‬ ‫جييين ّز َ‬ ‫لوا ‪ :‬إ ِ‬ ‫قا‬ ‫َ‬
‫لييم ِ ‪،‬‬ ‫هييل ال ْ ِ‬ ‫نأ ْ‬ ‫ْ‬ ‫ميي‬ ‫ِ‬ ‫جيياُز‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ن ال‬ ‫َ‬ ‫كييا‬ ‫و‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫شت ََرطَ‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫ي‬ ‫مييا‬ ‫َ‬
‫ل‬ ‫قييا َ‬ ‫و َ‬ ‫َ‬ ‫ك‪،‬‬ ‫مال ِي ٍ‬ ‫َ‬ ‫ن‬
‫ْ‬ ‫عي‬ ‫ي َ‬ ‫َ‬ ‫حك ي‬ ‫و ُ‬ ‫َ‬ ‫م‬‫ْ‬ ‫ه‬ ‫ضي ُ‬ ‫ع ُ‬ ‫ه ْ بَ ْ‬ ‫ُ‬ ‫وا ْ‬ ‫َ‬
‫ر‬ ‫ه ٍ‬ ‫مييا ِ‬ ‫ّ‬
‫جييوُز إل ل ِ َ‬ ‫ها ل ت ُ‬ ‫ح أن ّ‬ ‫حي ُ‬ ‫د الب َّر ‪ :‬الص ِ‬ ‫عب ْ ِ‬ ‫ن َ‬ ‫اب ْ ُ‬
‫غي‬ ‫سنادُهُ ِ‪ ،‬وين ْب ِ َ ِ‬ ‫ْ‬ ‫لإ‬ ‫ش َك ِ ُ‬ ‫ن ل َي ُ ْ‬ ‫ٍ‬ ‫ّ‬ ‫ي‬ ‫ع‬
‫َ‬ ‫م‬‫ُ‬ ‫َ‬ ‫في‬ ‫ة‬‫ِ‬ ‫ع‬‫َ‬ ‫نا‬ ‫َ‬ ‫ص‬ ‫ْ‬ ‫بال‬
‫ل ِِل ْ‬
‫عليى‬ ‫صيَر َ‬ ‫قت َ َ‬ ‫نا ُ‬ ‫تإ ِ ‪ِ .‬‬
‫في‬ ‫ها َ‬ ‫فظ ب ِ َ‬ ‫ن ي َت َل َ ّ‬ ‫ةأ ْ‬ ‫جي ُِز ك َِتاب َ ً‬ ‫ِ‬ ‫م‬‫ُ‬
‫ح ْ‬ ‫ص ّ‬ ‫ة َ‬ ‫جاَز ِ‬ ‫د ال ِ َ‬ ‫ص ِ‬ ‫عق ْ‬ ‫َ‬ ‫م َ‬ ‫ة َ‬ ‫كتاب َ ِ‬ ‫ال ْ ِ‬
‫_________________________‬
‫العلييم يسييتجيز العييالم ( أي يسييأله أن يجيييزه‬
‫) علمه فيجيزه ( إياه قال ابن الصلح ) فعلييى‬
‫هذا يجوز أن يقال أجيزت فلنييا مسيموعاتي (‬
‫أو مروياتي متعييديا بغييير حييرف جيير ميين غييير‬
‫الرواييية ) وميين جعييل‬ ‫حاجيية إلييى ذكيير لفييظ‬
‫لجازة إذنا ( وإباحة وتسويغا ً ) وهو المعروف‬ ‫ا ِ‬
‫يقول أجزت له رواية مسموعاتي ‪ ،‬ومتى قال‬
‫أجزت له مسموعاتي فعليى الحييذف كمييا فييي‬
‫نظيائره ( وعبيارة القسيطلني فيي المنهيج ‪:‬‬
‫لجييازة مشييتقة ميين التجييوز وهييو التعييدي ‪،‬‬ ‫ا ِ‬
‫فكأنه عدى روايته حتى أوصييلها للييراوي عنييه‬
‫) قالوا إنما تستحسن الجازة إذا علم المجيييز‬
‫يجيزه وكان المجاز ( ِله ) من أهييل العلييم (‬ ‫ما‬
‫أيض يا ً لنهييا توسييع وترخيييص يتأهييل لييه أهييل‬
‫العلم لمسيس حاجتهم إليها ‪ ،‬قال عيسى بن‬
‫لجازة رأس مال كييبير ) واشييترطه‬ ‫بعضييهم‪(:‬ا ِ‬ ‫مسكين‬
‫فييي صييحتها فبييالغ ) وحكييى عيين‬
‫مالك ( حكاه عنه الوليد بيين بكيير ميين أصييحابه‬
‫) وقال ابن عبد البر الصحيح أنهييا ل تجييوز إل‬
‫لماهر بالصييناعة ‪!! ،‬وإنمييا تستحسيين الجييازة‬
‫إذا كان المجيز عالما ً بما يجيز والمجاز له ميين‬
‫أهل العلم لنها توسع وترخيص يتأهل له أهل‬
‫العلم ليس حاجتهم إليها وبالغ البعض فجعلييه‬
‫شرطا فيها ‪!!.‬‬
‫‪41‬‬

‫‪- 330 -‬‬


‫ة‪،‬‬ ‫ول َ ُ‬
‫مَنا َ‬
‫م الّرابع ‪ :‬ال ُ‬ ‫س ُ‬ ‫ال ْ ِ‬
‫ق ْ‬
‫_________________________‬
‫في ( شيء ) معين ل يشييكل إسييناده وينبغييي‬
‫للمجيز كتابة ( أي بالكتابيية ) أن يتلفييظ بهييا (‬
‫لجازة أيضا ً ) فإن اقتصر علييى الكتابيية (‬ ‫ولمبا ِ‬
‫أي‬
‫لجييازة صييحت ( لن‬ ‫ِ‬ ‫ا‬ ‫يد‬‫ي‬ ‫قص‬ ‫يع‬
‫ي‬ ‫م‬ ‫)‬ ‫يظ‬ ‫ي‬ ‫يتلف‬
‫حينئذ دون الملفوظ بها‬ ‫الكتابة كناية ‪ ،‬وتكون‬
‫لجييازة ‪ ،‬قييال‬ ‫ِ‬ ‫فييي الرتبيية وإن لييم يقصييد ا‬
‫العراقي ‪ :‬فالظيياهر عييدم الصييحة ‪ ،‬قييال ابيين‬
‫الصييلح ‪ :‬وغييير مسييتبعد تصييحيح ذلييك بمجيرد‬
‫هذه الكتابة في باب الرواية ‪ ،‬التي جعلت فيه‬
‫القراءة على الشيخ ‪ ،‬مييع أنييه لييم يتلفييظ بمييا‬
‫قرئ عليه إخبارا منه بذلك ‪.‬‬
‫تنبيه‬
‫ل يشترط القبول فيي الجييازة كمييا صيرح بيه‬
‫البلقينييي ‪ ،‬قلييت فلييو ردّ ِ فالييذي ينقييدح فييي‬
‫النفييس الصييحة ‪ ،‬وكييذا لييو رجييع الشيييخ عيين‬
‫لجييازة‬‫قلنييا ا ِ‬ ‫لجازة ‪ ،‬ويحتمل أن يقييال ‪ :‬إن‬ ‫ا ِ‬
‫قلنييا إذن‬ ‫إخبار لم يضر الرد ول الرجوع ‪ ،‬وإن‬
‫وِإباحة ضرا ‪ ،‬كالوقف والوكاليية ‪ ،‬ولكيين الول‬
‫هو الظاهر ‪ ،‬ولم أر من تعرض لذلك ‪.‬‬
‫فائدة‬
‫لجييازة فييي‬ ‫ا‬ ‫‪:‬‬ ‫يمني‬ ‫ي‬ ‫قييال شيييخنا المييام الش‬
‫الصييطلح إذن ِفييي الرواييية لفظ ي ِا ً أو خطييا ‪،‬‬
‫لجمالي عرفا ‪ ،‬وأركانها أربعة ‪،‬‬ ‫لخبار ا ِ‬ ‫يفيد ا ِ‬
‫لجازة ‪.‬‬ ‫المجيز والمجاز له والمجاز به ولفظ ا ِ‬
‫) القسيييم الرابيييع ( مييين أقسيييام التحميييل‬
‫) المناولة ( والصل فيهييا مييا علقييه البخيياري‬
‫في العلم ‪ » :‬أن رسول الّله صييلى ً الل ّييه عليييه‬
‫وسييلم كتييب لمييير السييرية كتابييا وقييال ‪ :‬ل‬
‫تقرأه حتى تبلييغ مكييان كييذا وكييذا ‪ ،‬فلمييا بلييغ‬
‫قرأه على النيياس وأخييبرهم بييأمر‬ ‫ذلك المكان‬
‫النبي صلى الّله عليه وسلم « وصله الييبيهقي‬
‫والطبراني بسند حسن ‪.‬‬
‫قال السهيلي ‪ :‬احتج به البخيياري علييى صييحة‬
‫المناولة ‪ ،‬فكذلك العالم إذا‬
‫‪42‬‬

‫‪- 331 -‬‬


‫جييّردَةٌ ‪،‬‬ ‫مً َ‬ ‫لق ي ُ‬‫و‬‫ةطْ‪َ َ ،‬‬ ‫جيياَز ِ‬ ‫ة ِبال ِ َ‬ ‫ق َُروَنيي ٌ‬ ‫م ْ‬ ‫ن َ َ‬ ‫رباأ َ ِ‬ ‫رون ْ‬‫ضيي‬‫ي َ‬ ‫فالم َ‬ ‫هيي‬ ‫ِ‬
‫ن‬ ‫مي ْ‬ ‫َ‬ ‫و‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫‪،‬‬ ‫ا‬ ‫م‬
‫ُ‬ ‫ة‬
‫ِ‬ ‫ز‬
‫َ‬ ‫جا‬‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫ع‬ ‫ِ‬ ‫وا‬‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ن‬ ‫أ‬ ‫لى‬ ‫ع‬‫ْ‬ ‫ة‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬
‫ق‬ ‫َ‬
‫صييل‬ ‫بأ ْ‬ ‫سل ِ ِ‬ ‫ّ‬
‫خ إ ِلييى الطييا‬ ‫َ‬ ‫ش يي ْ ُ‬ ‫ع ال ّ‬ ‫ف َ‬ ‫ن ي َ يد ْ َ‬ ‫ها أ ْ‬ ‫ر َ‬ ‫و‬
‫سي َ‬ ‫ص‬
‫ُ‬
‫و‬
‫عيت َأيهْ‬ ‫ما ِ‬ ‫َ‬ ‫ذا َ ََ‬ ‫ل‪:‬ه َ‬ ‫قو َ ُ‬ ‫وي َ ُ‬ ‫َ‬ ‫قابل ً ‪ َ ،‬ب ِ ِ‬
‫ه‬ ‫م َ‬ ‫ُ‬ ‫و‬
‫ْ‬ ‫هأ‬ ‫ِ‬ ‫ع‬ ‫ما ِ ِ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫خه أوُ‬ ‫راوي‬ ‫ِ‬ ‫ت ل يك‬ ‫ز ُ‬ ‫جي ْ‬ ‫وأ َ‬ ‫ْ‬ ‫وه أ‬ ‫ِ‬ ‫ن فاْر‬ ‫ٍ‬ ‫فل‬ ‫ن ُ‬ ‫ْ‬ ‫ع‬
‫راويِتي َ‬
‫ع ْ‬ ‫سي َ‬ ‫و ل ِي َن ْ َ‬ ‫ً‬
‫مليك يا أ ْ‬ ‫ه تَ ْ‬ ‫في ُ‬ ‫ع‬
‫م َ‬ ‫ه َ‬ ‫قي ي ِ‬ ‫م ي ُب ْ ِ َ‬ ‫وُ ي َ‬ ‫عنييي ‪ ،‬ث‬
‫ه‬
‫دهُ‬ ‫ما َ‬ ‫َ‬ ‫سي‬ ‫ب َ‬ ‫ه ال ّطّييا ٌل ِ ُ ُ‬ ‫ع إ ِل َي ْي ِ‬ ‫ن ي َيدْ َ َ‬ ‫هييا أ ْ‬ ‫َ‬ ‫من ْ‬ ‫وهُ َ‪ِ َ ،‬‬ ‫ح ََ‬ ‫نَ َ ْ‬
‫روهَ‬ ‫عي ي ُ‬ ‫م يُ ِ‬ ‫َ‬ ‫مت َي َق يظ ث ي‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ف‬‫ر ٌ‬ ‫ِ‬ ‫عييا‬ ‫و َ‬ ‫َ‬ ‫ه‬
‫و ُ‬ ‫َ‬ ‫خ‬‫شي ْ ُ‬ ‫ه ال ّ‬ ‫ُ‬ ‫مل‬ ‫َ‬ ‫تأ‬ ‫َ‬ ‫ف َي‬
‫فييا ْ ِ‬ ‫رواي َت ِييي َ‬ ‫و ِ‬ ‫ديثي أ ْ‬ ‫حي ِ‬ ‫و َ‬ ‫كي َ‬ ‫ل‪:‬ه‬ ‫قَييو ُ‬ ‫وي ُ‬ ‫ه ََ‬ ‫إ ِلي ْي ِ‬
‫ت لَ ُ َ‬ ‫جْز ُ‬ ‫وأ َ‬ ‫عِني أ ْ‬ ‫َ‬
‫_________________________‬
‫ناول التلميذ كتابا ً جاز له أن يروي عنه ما فيه‬
‫‪ ،‬قال ‪ :‬وهو فقه صحيح ‪.‬‬
‫قال البلقيني ‪ :‬وأحسن ما يستدل به عليها ما‬
‫من حديث ابيين عبيياس » أن‬ ‫استدل به الحاكم‬
‫رسول الّله صلى الّله ّعليه وسلم بعث بكتييابه‬
‫إلى كسرى مع عبد الله بن حذافة ‪ ،‬وأمييره أن‬
‫يييدفعه إلييى عظيييم البحرييين فييدفعه عظيييم‬
‫البحرين إلى كسرى « وفي معجم البغوي عن‬
‫يزيد الرقاشي ‪ :‬قال كنا إذا أكثرنا على أنييس‬
‫بن مالك أتانا بمجال له ‪ ،‬فألقاها إلينا ‪ ،‬وقال‬
‫‪ّ :‬هذه أحاديث سمعتها من رسييول الل ّييه صييلى‬
‫اللييه عليييه وسييلم وكتبتهييا وعرضييتها ) هييي‬
‫لجييازة ومجييردة ( عنهييا‬ ‫مقرونيية با ِ‬ ‫ضييربان‬
‫لجييازة‬ ‫ِ‬ ‫لجازة ) أعلى أنييواع ا‬ ‫ِ‬ ‫فالمقرونة ( با‬ ‫)‬
‫مطلقا ً ( ونقييل عييياض التفيياق علييى صييحتها‬
‫) وميين صييورها ( وهييو أعلهييا كمييا صييرح بييه‬
‫عياض وغيره ) أن يييدفع الشيييخ إلييى الطييالب‬
‫أصل سماعه أو ( فرعا ) مقييابل بييه ويقييول (‬
‫له ) هذا سييماعي أو روايييتي عيين فلن ( أو ل‬
‫يسييميه ولكيين اسييمه مييذكور فييي الكتيياب‬
‫المناول ) فاروه ( عني ) أو أجزت ليك روايتيه‬
‫عني ثم يبقيه معه تمليكا أو لينسخه ( ويقابل‬
‫به ويرده ) أو نحوه ومنهييا أن يييدفع إليييه ( أي‬
‫إلييى الشيييخ ) الطييالب سييماعه ( أي سييماع‬
‫الشيخ أصييل أو مقييابل بييه ) فيتييأمله ( الشيييخ‬
‫) وهو عارف متيقظ ثم يعيده إليه ( أي يناوله‬
‫للطيييالب ) ويقيييول ( ليييه ) هيييو حيييديثي أو‬
‫روايتي ( عن فلن أو عمن ذكر فيه ) فاروه ‪.‬‬
‫‪43‬‬

‫‪- 332 -‬‬


‫ئميية‬ ‫َ‬ ‫ن أَ ِ‬ ‫ميي ْ‬ ‫حييد ِ‬ ‫وا ِ‬ ‫غبْيييُر َ َ‬ ‫ماهُ َ‬ ‫قي ّ‬ ‫سيي‬ ‫ذا َ‬ ‫وهيي ً َ‬ ‫ع َ‬ ‫ه‪،‬‬ ‫ديتيي ُ‬ ‫واي َ َ‬ ‫رل ْ َ‬ ‫اِ‬
‫ه‬
‫علي ْي ِ‬ ‫قييراءَةَ َ‬ ‫ن ال ْ َ‬ ‫قأ ّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ي‬ ‫س‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫د‬ ‫َ‬ ‫و‬‫َ‬ ‫‪،‬‬ ‫ا‬ ‫ي‬ ‫رض‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ث‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ح‬
‫َ‬
‫ة‬ ‫ي‬
‫ُ َ ِ‬‫ول‬ ‫نا‬ ‫َ‬ ‫م‬ ‫ال‬ ‫ض‬ ‫ر‬ ‫ي‬ ‫ع‬ ‫َ‬ ‫ذا‬ ‫َ‬
‫رض ال ْقراءُة َ ‪ ،‬وهذه المنا ْول َ َ‬ ‫ي‬ ‫له‬ ‫يم‬ ‫ي‬ ‫س‬ ‫ي‬ ‫فل‬ ‫ً‬ ‫ا‬ ‫ي‬ ‫رض‬ ‫ْ‬ ‫ع‬
‫َ‬ ‫مى‬ ‫كّ‬ ‫ي‬ ‫س‬ ‫تُ َ َ‬
‫ع‬ ‫ما‬‫َ‬ ‫س‬ ‫ّ‬
‫حَيييى بيي ِ‬ ‫كال‬ ‫ة‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ْ‬ ‫ع‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ذا‬ ‫و‬
‫َ‬
‫ن‬
‫عّبي ‪ِ،‬‬ ‫ة ‪ ،‬وي ْ‬ ‫ع َ‬ ‫وَرَبي َ‬ ‫َ‬ ‫ي‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫هر‬ ‫عن ْدَ الّز ْ‬ ‫ة ِ‬ ‫و ِ‬ ‫َ‬ ‫ق‬ ‫في ال ُ‬
‫شييي ْ‬ ‫وال ّ‬ ‫دال ‪،‬عالَ‬ ‫هييي ٍ‬ ‫جا ِ‬ ‫م َ‬ ‫و ُ‬‫م ‪َ،‬‬ ‫ي‪،‬‬ ‫ر ّ‬ ‫را ِ‬‫صيييا‬ ‫ةال‪،‬ن ْو َ‬ ‫د‬
‫عي ِ‬ ‫سييي ِ‬ ‫َ‬
‫وأبييي‬ ‫َ‬ ‫‪،‬‬ ‫ة‬
‫ِ‬ ‫ي‬ ‫يي‬‫َ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫يي‬ ‫وأبي‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ي‬ ‫هيي‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ب‬‫ِ‬ ‫إ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ي‬ ‫مي‬ ‫َ‬ ‫ق‬ ‫عل ْ َ‬ ‫و َ‬ ‫َ‬
‫هييب ‪،‬‬ ‫و ْ‬ ‫ن َ‬ ‫واب ْ ِ‬ ‫لكن‪َ ، ،‬‬ ‫وما ِ‬ ‫ت َ‬ ‫ل‪،‬‬ ‫وك ّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫مت َ‬ ‫وأبي ‪،‬ال ُ‬ ‫َ‬ ‫ر‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫الزب َي ْ‬
‫ِ َ‬ ‫ري‬ ‫خ‬ ‫َ‬ ‫آ‬ ‫عا‬
‫َ َ َ َ ٍ‬ ‫ما‬ ‫ج‬ ‫و‬ ‫م‬
‫ِ ِ‬ ‫س‬ ‫قا‬ ‫َ‬ ‫ال‬ ‫ن‬ ‫َ ْ ِ‬ ‫ب‬ ‫وا‬
‫_________________________‬
‫عني أو أجزت لك روايته وهذا سماه غير واحد‬
‫ميين أئميية الحييديث عرضييا ً ( وقييد سييبق أن‬
‫القييراءة عليييه تسييمى عرضييا ‪ ،‬فليسييم هييذا‬
‫عرض المناولة ‪ ،‬وذلك عرض القييراءة ‪ ،‬وهييذه‬
‫المناولة كالسماع في القوة ( والرتبة ‪ ) ،‬عنييد‬
‫الزهري وربيعة ويحيى ابن سييعيد النصيياري (‬
‫من المدنيين ) ومجاهد ( المكي ) والشييعبي ‪،‬‬
‫وعلقمة وإبراهيييم ( النخعيييان ميين الكييوفيين‬
‫) وأبييي العالييية ( البصييري ) وأبييي الزبييير (‬
‫المكي ) وأبي المتوكييل ( البصييري ) ومالييك (‬
‫من أهل المدينة ) وابن وهب وابيين القاسيم (‬
‫وأشهب من أهييل مصيير ) وجماعييات آخرييين (‬
‫من الشاميين والخراسانيين ‪ ،‬وحكيياه الحيياكم‬
‫عن طائفة من مشايخه ‪.‬‬
‫ي عنييه ميين‬ ‫يدك ِي َ‬ ‫ح‬‫قييال البلقينييي ‪ :‬وأرفييع ميين ُ‬
‫الرحميين أحييد‬ ‫المدنيين ذلك أبييو بكيير بيين عبي‬
‫الفقهاء السبعة ‪ ،‬وعكرمة مولى ابن عبيياس ‪.‬‬
‫ومن دونه العلء بن عبد الرحميين وهشييام بيين‬
‫عروة ‪ ،‬ومحميد بيين عميرو بيين علقمية ‪ .‬ومين‬
‫دونهم عبد العزيز بيين محمييد بيين أبييي عبيييد ‪.‬‬
‫ومن أهل مكة عبد الّله بن عثمان بيين خيثييم ‪،‬‬
‫وابن عيينة ‪ ،‬ونافع الجمحي ‪ ،‬وداود العطييار ‪،‬‬
‫ومسلم الّزنجي ‪ .‬ومن أهل الكوفيية أبييو بييردة‬
‫الشعري ‪ ،‬وعلي بن ربيعة السدي ‪ ،‬ومنصور‬
‫بن المعتمر ‪ ،‬وإسرائيل ‪ ،‬والحسن بن صييالح ‪،‬‬
‫وزهير ‪ ،‬وجابر الجعفييي ‪ .‬وميين أهييل البصييرة‬
‫قتادة ‪ ،‬وحميد‬
‫‪44‬‬

‫‪- 333 -‬‬


‫ة‪،‬‬ ‫وال ْ ِ‬ ‫حطّ ٌ‬ ‫حي َ‬
‫ق يَراءَ ِ‬ ‫َ‬ ‫ع‬ ‫ِ‬ ‫ما‬
‫َ‬ ‫سي‬ ‫ن ال ّ‬ ‫ِ‬ ‫ع‬
‫ة َ‬ ‫من ْ َ‬ ‫ُ‬ ‫ها‬
‫ح ُ أن َ َّ‬ ‫ص َِ ُ‬ ‫والو ّ‬ ‫َ‬
‫ك‬ ‫مَباَر ِ‬ ‫ُ‬ ‫ن ال‬ ‫ِ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ب‬ ‫وا‬ ‫َ‬ ‫‪،‬‬ ‫ي‬
‫ّ‬ ‫ع‬
‫ِ‬ ‫زا‬ ‫َ‬ ‫و‬
‫ْ‬ ‫وال‬ ‫َ‬ ‫‪،‬‬ ‫ي‬
‫ّ‬ ‫ر‬
‫ِ‬ ‫و‬
‫ْ‬ ‫ث‬ ‫ال‬ ‫ل‬ ‫و‬
‫ْ‬ ‫ق‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ه‬ ‫و ُ‬ ‫‪َ،‬‬
‫ي‪،‬‬ ‫طِبيي ّ‬ ‫وي ْ‬‫بيي َ‬ ‫وال ُ‬ ‫قَ ‪َ ،،‬‬ ‫ي‬
‫حا ّ‬ ‫ع‬
‫ف ِ‬ ‫شييا ِ‬ ‫وال ّ‬ ‫مييد َ‬ ‫ة‪،‬‬ ‫فيي َ‬ ‫وأ َ‬ ‫حِني َ‬ ‫وأِبييي َ‬ ‫َ‬
‫ن‬‫ِ‬ ‫يييى‬ ‫ح‬
‫ْ َ‬ ‫وي‬ ‫سيي‬
‫َ ِ ْ َ‬ ‫إ‬ ‫و‬ ‫‪،‬‬ ‫َ ْ َ َ‬ ‫ح‬ ‫‪،‬‬ ‫ي‬
‫يى ِ‪ّ .‬‬‫نيي‬ ‫ز‬‫َ ُ َ‬‫م‬ ‫وال‬
‫ح َ‬ ‫يَ ْ‬
‫وإ ِل َْييي ِ‬
‫ه‬ ‫َ‬ ‫نييا‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ت‬ ‫م‬
‫ّ‬ ‫ِ‬ ‫ئ‬‫أ‬ ‫نا‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫د‬ ‫هيي‬ ‫ِ‬ ‫ع‬
‫َ‬ ‫ه‬
‫ِ‬ ‫ييي‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ل‬ ‫ع‬
‫َ‬ ‫و‬
‫َ‬ ‫‪:‬‬ ‫م‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫ك‬ ‫حييا‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫ل‬ ‫َ‬ ‫قييا‬ ‫َ‬
‫ب‪.‬‬‫ه ُ‬ ‫ن َذْ َ‬
‫_________________________‬
‫الطويل ‪ ،‬وسعيد بن أبييي عروبيية ‪ ،‬وكهمييس ‪،‬‬
‫دعان ‪،‬‬ ‫جي َ‬ ‫وزياد بن فيروز ‪ ،‬وعلي بن زيييد بيين ُ‬
‫وداود بيين أبييي هنييد ‪ ،‬وجرييير بيين حييازم ‪،‬‬
‫وسليمان بن المغيييرة ‪ .‬وميين المصييريين عبييد‬
‫الّله بن الحكم ‪ ،‬وسعيد بن عفير ‪ ،‬ويحيى بيين‬
‫بكير ‪ ،‬ويوسف بين عميرو ‪ .‬ونقيل ابين الثيير‬
‫في مقدميية جييامع الصييول أن بعييض أصييحاب‬
‫الحديث جعلها أرفع ميين السييماع ؛ لن الثقيية‬
‫بكتاب الشيخ مع إذنه فوق الثقة بالسماع منه‬
‫‪ ،‬وأثبت لمييا يييدخل مين الييوهم عليى السييامع‬
‫والمسمع ) والصحيح أنها منحطة عن السييماع‬
‫والقييراءة وهييو قييول ( سييفيان ) الثييوري ‪،‬‬
‫والوزاعييي ‪ ،‬وابيين المبييارك ‪ ،‬وأبييي حنيفيية ‪،‬‬
‫مَزنييي ‪ ،‬وأحمييد ‪،‬‬ ‫يويه ‪ )،‬وال ُ‬ ‫والشافعي ‪ ،‬والبويطي‬
‫ويحيييى بيين يحيييى (‬ ‫وإسيحاق ( بيين راهي‬
‫مزي عن مالك ‪.‬‬ ‫هْر ُ‬ ‫وأسنده الّرام ُ‬
‫) قييال الحيياكم ‪ :‬وعليييه عهييدنا أئمتنييا وإليييه‬
‫نذهب ( قال العراقي ‪ :‬وقد اعترض ذكيير أبييي‬
‫قنييية ميين‬ ‫حنيفيية مييع هييؤلء بييأن صيياحب ال ُ‬
‫أصحابه نقل عنه ‪ ،‬وعن محمد أن المحييدث إذا‬
‫أعطاه الكتاب وأجاز لييه مييا فيييه ولييم يسييمعه‬
‫ولييم يعرفييه لييم يجييز ‪ ،‬قييال ‪ :‬والجييواب أن‬
‫لجييازة ‪ ،‬بييل‬ ‫للمناوليية وا ِ‬ ‫البطلن عنييدهما ل‬
‫فيي قيوله وليم‬ ‫لعدم المعرفة ‪ ،‬فيإن الضييمير‬
‫يعرفه ‪ ،‬إن كيان للمجياز وهيو الظياهر لتتفيق‬
‫الضمائر ‪ ،‬فمقتضاه أنه إذا عرف مييا أجيييز لييه‬
‫فسيييأتي أن ذلييك ل‬ ‫صييح ‪ ،‬وإن كييان للشيييخ‬
‫يجوز إل إن كان الطالب موثوقا ً بخبره ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬ومما يعترض به في ذكر الوزاعي ‪ ،‬أن‬
‫البيهقي روى عنه في » المدخل « قال ‪ :‬في‬
‫العرض يقول ‪ :‬قرأت وقييرئ ‪ ،‬وفييي المناوليية‬
‫يتدّين به ول يحدث ‪.‬‬
‫‪45‬‬

‫‪- 334 -‬‬


‫ه‬ ‫ع‬
‫ما َ‬ ‫خ ال ّ‬ ‫شي ْ ُ‬ ‫ل ال ّ‬ ‫ن ي َُناو َ‬ ‫ومن صور َ َ‬
‫ميياُ‬ ‫سيين َ‬ ‫ب َ‬ ‫طال ِ َ‬
‫وهيي َ‬ ‫شي ْ ُ‬ ‫ه ال ّ‬ ‫ُ‬ ‫ها أ ْ‬
‫ه ‪ ،‬ثُ‬ ‫جيَزه َل َ ِ‬ ‫وي ِ ْ‬ ‫َ‬
‫َ‬ ‫دو ََ‬ ‫ذا ُ‬ ‫َ‬ ‫خ‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫سك‬ ‫م ِ‬ ‫ْ‬ ‫م يُ‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬
‫قاَبل‬ ‫وم‬ ‫ْ‬ ‫بأ‬ ‫ج َدَ الك َِتا َ‬ ‫و َ‬ ‫َ‬ ‫ذا‬‫ه إِ َ‬ ‫ُ‬ ‫واي َت ُ‬ ‫َ‬ ‫ر‬
‫ِ‬ ‫جوُز‬ ‫وت َ ً ُ‬ ‫َ‬ ‫ق‪،‬‬ ‫َ‬ ‫سب َ‬ ‫َ‬
‫مييا‬ ‫َ‬ ‫ك‬ ‫ُ‬ ‫ة‬ ‫ياز‬ ‫جي‬ ‫ِ َ‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫ه‬ ‫ي‬‫لتيي‬ ‫و‬
‫ة ِال َمج َي َر َدة ‪ُ ،‬‬ ‫نا‬ ‫ت‬ ‫ما‬ ‫ه‬ ‫ِ‬ ‫ت‬ ‫ق‬ ‫َ‬ ‫ف‬ ‫َ‬ ‫وا‬ ‫يب ِعِت َب َر ْ ف يي ِا ُل َ‬
‫م‬ ‫ب‬ ‫ا‬ ‫ثوق‬ ‫ُ‬ ‫و‬ ‫م‬ ‫ه‬
‫في َيي‬ ‫ه يُر ِ‬ ‫ول ي َظْ َ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫ه ُالمَنا ِول َة ِ ك َبير مزية َ ّ‬‫ِ‬ ‫ز‬ ‫َ‬ ‫يا‬ ‫ي‬ ‫ج‬‫َ‬ ‫ُ ْ َ‬
‫ة‬ ‫ج يَردَ ِ‬ ‫م َ‬ ‫ة ال ُ‬ ‫جاَز ِ‬ ‫عَلى ال ِ َ‬ ‫ُ َ ِ ِ ُ َ ّ ٍ‬ ‫ذ ِ‬ ‫ه ِ‬ ‫ِ‬
‫ة من أ َ‬ ‫‪.‬‬ ‫ن‬
‫ٍ‬ ‫ّ‬ ‫ي‬ ‫ع‬
‫َ‬ ‫م‬
‫ُ‬ ‫في‬ ‫ِ‬
‫ل‬ ‫‪:‬‬ ‫ل‬ ‫صييو‬
‫ق َيديما ً و ِ‬‫ُ‬ ‫ال‬‫ْ‬ ‫و‬ ‫ه‬
‫ِ‬ ‫فق‬ ‫ِ‬ ‫ْ‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫ب‬ ‫ِ‬ ‫حا‬ ‫َ‬ ‫ص‬‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ِ‬ ‫ٌ‬ ‫ع‬
‫َ‬ ‫ما‬ ‫َ‬ ‫ج‬‫َ‬ ‫َ‬
‫ل‬ ‫قا‬ ‫َ‬ ‫و‬
‫ديثا ً‬ ‫حي ْ ِ‬ ‫ديث َ ِ َ َ َ‬ ‫حي ِ‬ ‫خ ال ْ َ‬ ‫شيُيو َ‬ ‫و ُ‬ ‫َ‬ ‫هييا ‪،‬‬ ‫في َ‬ ‫فائ ِدَةَ ِ‬ ‫ََ‬
‫ه‬ ‫ي‬ ‫ت‬ ‫أ‬
‫ف ْنييا َ ِ َ ُ‬‫ييي‬ ‫ن‬ ‫أ‬ ‫هييا‬ ‫ن‬ ‫م‬ ‫و‬ ‫‪،‬‬ ‫ة‬ ‫ر‬ ‫بيي‬ ‫ت‬ ‫ع‬
‫َ َّ ْ ْ َ َ َ ِ ّ ً ُ ْ َ َ َ ً‬ ‫م‬ ‫ة‬ ‫ييي‬ ‫ز‬ ‫م‬ ‫هييا‬ ‫َ‬ ‫ل‬ ‫ن‬ ‫و‬ ‫ر‬ ‫ييي‬
‫ه‬ ‫ول ِْني ِ‬ ‫ك َ َ ِ‬ ‫وا ِي َ ُْتي َي َ‬ ‫ذا َ‬
‫ر َ‬ ‫قول ‪ :‬ه َ‬ ‫وي ُ‬ ‫ب‬ ‫ليب ِكرَتا ِ‬ ‫ب‬ ‫ال َطال ِ ُ‬
‫ه ِ‬ ‫ه إ ِل َي ْ ِ‬ ‫جيب ُ ُ‬ ‫في ُ ِ‬ ‫هَ َ‬ ‫واي َت َ ُ‬ ‫ِ َ‬ ‫جْز ِ‬ ‫وأ ِ‬ ‫َ‬
‫_________________________‬
‫) وميين صييورها أن ينييياول الشييييخ الطيييالب‬
‫سماعه ويجيزه ثم يمسييكه الشيييخ ( عنييده ول‬
‫يبقيه عند الطالب ) وهذا دون ما سبق ( لعدم‬
‫احتواء الطييالب علييى مييا يحملييه وغيبتييه عنييه‬
‫) وتجوز روايته ( عنه ) إذا وجد ذلييك الكتيياب (‬
‫المناول له مع غلبة ظنه بسلمته ميين التغيييير‬
‫) أو ( وجد فرعا ً ) مقابل ً به موثوقا ً بمييوافقته‬
‫لجييازة ( كمييا يعتييبر ذلييك ) فييي‬ ‫ياولته ا ِ‬ ‫مييا تني‬
‫المجردة ول يظهر فييي هييذه المناوليية‬ ‫لجازة‬ ‫ا ِ‬
‫لجازة المجردة ( عنها ) فييي‬ ‫ا‬ ‫على‬ ‫مزية‬ ‫كبير‬
‫معين ( من الكتب ِ ‪.‬‬
‫) و ( قييد ) قييال جماعيية ميين أصييحاب الفقييه‬
‫والصول ‪ :‬ل فييائدة فيهييا ( وعبييارة القاضييي‬
‫عياض منهم ‪ :‬وعلى التحقيق فليس لها شيء‬
‫لجيييازة للشييييء المعيييين مييين‬ ‫عليييى‪ ،‬ا ِ‬ ‫زائد‬
‫ول فرق بين إجازته إياه أن يحدث‬ ‫التصانيف‬
‫عنييه بكتيياب الموطييأ وهييو غييائب أو حاضيير إذ‬
‫أجييازه ) و ( لكيين ) شيييوخ‬ ‫المقصود تعيين مييا‬
‫الحديث قديما ً وحديثا ً يرون لها مزية معتبرة (‬
‫لجازة المعينة ) ومنها أن يأتيه الطييالب‬ ‫على ا‬
‫بكتيياب ِويقييول ( لييه ) هييذا روايتييك فنيياولنيه‬
‫وأجز لي روايته فيجيبه‬
‫‪46‬‬

‫‪- 335 -‬‬


‫ل‪،‬‬ ‫ذا َباطِ ٌ‬ ‫ه َ‬ ‫ف َ‬ ‫ه َ‬
‫ر َ‬ ‫واي َت ِ ِ‬ ‫روَ‬ ‫بِ‬ ‫قل‬ ‫طييالٍ‬‫ق‬‫ح ّ‬
‫َ‬ ‫وت َ َ‬ ‫هر َ‬ ‫ر في ِ‬ ‫ظَ ٍ‬ ‫ر نَ‬ ‫غي ْ ِ‬‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫َِ‬
‫هُ‬ ‫ميي َدَ‬ ‫َ‬ ‫عت َ‬‫ها ْ‬ ‫ِ‬ ‫فِتيي‬ ‫ِ‬ ‫ع‬
‫ْ‬ ‫م‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ال‬ ‫ِ‬ ‫بيي‬ ‫َ‬ ‫خ‬
‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ب‬ ‫ق‬
‫َ‬ ‫وثيي‬ ‫ن‬
‫ْ‬ ‫فييإ‬
‫ع‬
‫و‬‫مييي ْ‬
‫فلي‬ ‫ة‪َ ،‬‬ ‫قَراءَ ِ‬ ‫في ال ِ‬ ‫هُ ِ‬ ‫هدُ َ‬ ‫م‬‫عت َ ِ‬ ‫ما ي َ ْ‬ ‫جاعَزنةُيك َب َ‬ ‫ت ال ِ َ‬ ‫ح ْ‬ ‫ص ّ‬
‫َ‬ ‫قا َ‬ ‫و‬
‫ََ‬
‫ديِثي َ َ‬ ‫حيي ِ‬ ‫ن ًَ‬ ‫م ْ‬ ‫ن ِ‬ ‫كا ً َ‬ ‫في ِ‬ ‫ما ِ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫ث‬ ‫ْ‬ ‫ّ‬ ‫د‬ ‫ح‬‫َ‬ ‫‪:‬‬ ‫ل‬
‫حسنا ‪.‬‬ ‫جاِئزا َ‬ ‫ن َ‬ ‫ط كا َ‬ ‫غل ِ‬ ‫ن ال َ‬ ‫م َ‬ ‫ب ََراءَِتي ِ‬
‫صييرا ً‬ ‫قت َ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ه‬ ‫َ‬ ‫ل‬
‫فل تجييوز ِال ُر ُ‬ ‫و‬ ‫يا‬ ‫ني‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ي‬ ‫ن‬
‫ْ‬ ‫بأ‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫ة‬ ‫َ‬ ‫د‬ ‫ر‬ ‫ج‬
‫َ‬ ‫م‬
‫ذا سيما ِ ُ ّ‬ ‫ال‬ ‫‪:‬‬ ‫ني‬ ‫ِ‬ ‫ثا‬ ‫ّ‬ ‫ال‬ ‫ب‬ ‫ضْر ُ‬ ‫ال َ ّ‬
‫هييا‬ ‫ة بِ َ‬ ‫وايي ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫عي َ‪ُ َ ُ ُ َ َ َ ،‬‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ي‬ ‫ه‬ ‫‪:‬‬ ‫يى‬ ‫عل َي‬‫َ‬
‫ب‬ ‫حا ُ‬ ‫صي َ‬ ‫و‪.‬أ ْ‬ ‫ُ‬ ‫ء‬ ‫يا‬ ‫ي‬ ‫ه‬‫َ‬
‫عابوا المحدِثين المجوزين َ‬ ‫ق‬ ‫ف‬ ‫ال‬ ‫ه‬
‫ُ‬ ‫ل‬ ‫يا‬‫ي‬ ‫ق‬ ‫ذي‬ ‫ِ‬ ‫ي‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫حيح‬ ‫ِ‬ ‫ي‬ ‫ص‬‫ّ‬ ‫ال‬ ‫يى‬ ‫ي‬ ‫ل‬‫ع‬ ‫َ‬
‫ُ َ ّ ِ َ‬ ‫َ‬ ‫ُ َ ّ‬ ‫و َ ُ‬ ‫ل‪َ ،‬‬ ‫صو ِ‬ ‫ال ُ‬
‫_________________________‬
‫إليه ( اعتمادا ً عليه ) من غير نظر فيه و ( ل )‬
‫تحقق لروايتييه ( لييه ) فهييذا باطييل فييإن وثييق‬
‫بخييبر الطييالب ومعرفتييه ( وهييو بحيييث يعتمييد‬
‫لجييازة ( والمناوليية‬ ‫يحت (ا ِ‬ ‫مثلييه ) اعتمييده وصي‬
‫عليييه ميين أصييله إذا‬ ‫) كما يعتمد في القراءة‬
‫وثق بدينه ومعرفته ‪.‬‬
‫قال العراقي ‪ :‬فإن فعل ذلييك والطييالب غييير‬
‫موثوق به ‪ ،‬ثم تبين بعد ذلك بخييبر ميين يعتمييد‬
‫عليييه أن ذلييك كييان ميين مروييياته فهييل يحكييم‬
‫لجازة والمناولة السابقين ؟ لم أر من‬ ‫بصحة ا‬
‫تعييرض ل ِييذلك ‪ ،‬والظيياهر نعييم لييزوال مييا كنييا‬
‫نخشاه مين عيدم ثقية المجييز ‪ .‬انتهييى ) فليو‬
‫قال ‪ :‬حدث عني بما فيه إن كييان ميين حييديثي‬
‫مع براءتي من الغلط ( والييوهم ) كييان ( ذلييك‬
‫) جييائزا ً حسيينا ً ‪ .‬الضييرب الثيياني ( المناوليية‬
‫) المجردة عن الجازة بأن يناوله ( الكتاب كما‬
‫تقدم ) مقتصرا ً ِعلى ( قوله ) هييذا سييماعي (‬
‫أو من حديثي ‪ ،‬ول يقييول لييه اروه عنييي ‪ ،‬ول‬
‫أجييزت لييك روايتييه ونحييو ذلييك ‪ ) ،‬فل تجييوز‬
‫الرواية بها على الصحيح الييذي قيياله الفقهيياء‬
‫وأصييييحاب الصييييول ‪ ،‬وعييييابوا المحييييدثين‬
‫المجوزين ( لها ‪.‬‬
‫قال العراقي ‪ :‬ما ذكره النووي مخييالف لكلم‬
‫ابن الصييلح ‪ ،‬فيإنه إنمييا قيال ‪ :‬فهيذه مناوليية‬
‫مختلة ل تجوز الرواية بها ‪ ،‬وعابها غييير واحييد‬
‫من الفقهاء والصوليين على المحدثين الذين‬
‫أجازوها وسوغوا الرواية بها ‪.‬‬
‫وحكى الخطيييب عيين طائفيية ًميين أهييل العلييم‬
‫أنهم صححوها ‪ .‬ومخالف أيضا‬
‫‪47‬‬

‫‪- 336 -‬‬


‫مييا ‪،‬‬ ‫ه َ‬‫غي ُْر ُ‬ ‫و َ‬‫ة َ‬ ‫ك‪،‬‬ ‫ماِليي ٌ‬ ‫و َ‬‫يي َ‬‫ي‪،‬‬ ‫ر فّ‬ ‫هييَنا ِ‬ ‫الّز ْ‬ ‫ناَزوأ َ‬‫و‬
‫جييث َ َ ّ‬ ‫ع‪َ :‬‬ ‫فيير ٌ‬ ‫َ‬
‫ة‪،‬‬ ‫ول َي ِ‬ ‫نا‬‫َ‬
‫ماعا ً ‪َ ،‬‬‫م‬‫ُ‬ ‫بال‬‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ي‬ ‫َ‬ ‫ي‬ ‫وا‬ ‫ر‬ ‫ال‬ ‫ي‬
‫قول َ من جعل َ ّ َ‬‫ِ‬ ‫ر‬ ‫َ‬ ‫ب‬‫خ‬‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫د‬ ‫ح‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ق‬ ‫طل‬ ‫ْ‬ ‫إِ‬
‫ي‬
‫فييَ‬ ‫حك ِي‬‫و ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫سي‬ ‫ها َ َ‬ ‫ضى َ ْ ِ َ ْ َ َ َ‬ ‫قت َ َ‬ ‫م ْ‬ ‫ُ‬ ‫و‬
‫َ‬ ‫ه‬
‫و ُ‬ ‫َ‬
‫واُزهُ ِ‬ ‫جي َ‬ ‫ه َ‬ ‫ر ِ‬‫وغْيي ِ‬ ‫ي َ‬ ‫هان ِ ّ‬ ‫صيب َ َ‬ ‫ال‪ْ .‬‬ ‫عي ْييم‬ ‫ن أِبي ن ُ َ‬ ‫ع ْ‬ ‫َ‬
‫ة‬
‫جّردَ ِ‬ ‫م َ‬ ‫ة ال ُ‬ ‫جاَز ِ‬ ‫ال ِ َ‬
‫_________________________‬
‫لما قاله جماعة من أهل الصول منهم الرازي‬
‫لذن بل ول المناولة ‪ ،‬بل إذا‬ ‫يشترط ‪،‬ا ِ‬ ‫فإنه لم‬
‫وقال هذا سماعي ميين فلن‬ ‫أشار إلى كتاب‬
‫جاز لمن سمعه أن يرويه عنه ‪ ،‬سواء ناوله أم‬
‫ل ‪ ،‬وسواء قال له اروه عني أم ل ‪.‬‬
‫وقال ابن الصلح ‪ :‬إن الرواية بها تترجح على‬
‫الرواييية بمجييرد إعلم الشيييخ لمييا فيييه ميين‬
‫لذن فييي‬ ‫المناولة‪ ، .‬فإنها ل تخلو من إشعار با ِ‬ ‫الرواية‬
‫قلت ‪ :‬والحديث والثر السييابقان أول القسييم‬
‫يدلن علييى ذلييك ‪ ،‬فييإنه ليييس فيهمييا تصييريح‬
‫لذن ‪ .‬نعم الحديث الذي علقه البخيياري فيييه‬ ‫با ِ‬
‫ذلك حيث قال ‪ :‬ل تقرأه حتى تبلغ مكان كذا ‪.‬‬
‫فمفهومه المر بييالقراءة عنييد بلييوغ المكييان ً‪،‬‬
‫وعنييدي أن يقييال ‪ :‬إن كييانت المناوليية جواب يا‬
‫لسؤال ‪ ،‬كييأن قييال لييه ‪ :‬نيياولني هييذا الكتيياب‬
‫لذن صحت ‪،‬‬ ‫لرويه عنك ‪ ،‬فناوله ولم يصرح با‬
‫لجييازة‬ ‫ِ‬ ‫وجيياز لييه أن يرويييه كمييا تقييدم في ِيي ا‬
‫بييالخط ‪ ،‬بييل هييذا أبلييغ ‪ ،‬وكييذا إذا قييال لييه ‪:‬‬
‫حييدثني بمييا سييمعت ميين فلن ‪ ،‬فقييال ‪ :‬هييذا‬
‫سماعي من فلن ‪ ،‬كما وقع من أنييس فتصييح‬
‫أيضا ً ‪ ،‬وما عييدا ذلييك فل ‪ ،‬فييإن نيياوله الكتيياب‬
‫ولييم يخييبره أنييه سييماعه لييم تجييز الرواييية بييه‬
‫بالتفاق ‪ ،‬قاله الزركشي ‪.‬‬
‫لجييازة‬ ‫ِ‬ ‫ا‬ ‫يل‬ ‫ي‬ ‫تحم‬ ‫ين‬‫ي‬ ‫لم‬ ‫فرع ‪ :‬فييي ألفيياظ الداء‬
‫وغيرهمييا (‬ ‫والمناوليية ) جييوز الزهييري ومالييك‬
‫كالحسن البصري ) إطلق حدثنا واخبرنييا فييي‬
‫الرواية بالمناوليية ‪ ،‬وهييي مقتضييى قييول ميين‬
‫ي عييين أبيييي نعييييم‬ ‫كييي‬
‫كأبي َ‬ ‫ح ِ‬ ‫و ُ‬ ‫وغيره‪َ (.‬‬ ‫جعلهيييا سيييماعا‬
‫الصبهاني‬
‫‪48‬‬

‫‪- 337 -‬‬


‫حيّري‬ ‫َ‬ ‫ل ال َت ّ‬ ‫هي ُ‬ ‫وأ َ ْ‬ ‫رة َ‬ ‫هييوُر‬ ‫جم ُ‬ ‫ه ال ْ ْ‬ ‫عل َي ْي ِ‬ ‫ذي َ‬ ‫ح ال ِ‬ ‫صحي ُ‬ ‫من ّ‬ ‫وال‬ ‫َ‬
‫ح يدّث ََنا‬ ‫ك َ‬ ‫َ‬ ‫ً‬ ‫‪:‬‬ ‫يا‬ ‫ي‬ ‫ه‬
‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ب‬ ‫ٍ‬ ‫َ‬ ‫ع‬
‫ِ‬ ‫ش‬ ‫ْ‬ ‫م‬
‫ُ‬ ‫ة‬
‫ٍ‬ ‫ر‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫با‬
‫َ‬ ‫ع‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ب‬ ‫ها‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ص‬‫ُ‬ ‫صي‬‫ِ‬ ‫خ‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ت‬‫و‬‫َ‬ ‫ع‬‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ال‬
‫فييي‬ ‫و ِ‬ ‫طْال َأي ْ‬ ‫ذن‬‫و إِ َ ْ‬ ‫مي ْ‬ ‫جاَزةَ أ‬ ‫وإ ِ َ‬ ‫فيي َ‬ ‫ة‬
‫ول ً‬ ‫يي َ‬ ‫مَنا‬ ‫ولُ‬ ‫ماَز أةًذأنْ‬ ‫جا‬ ‫خب ََرَنا إ ِ َ‬ ‫وأ ْ‬
‫ق ل ِييي‬ ‫َ‬ ‫يا أ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫في‬ ‫ِ‬ ‫و‬ ‫ْ‬ ‫أ‬ ‫ه‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ي‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫في‬ ‫ِ‬ ‫و‬
‫ْ‬ ‫أ‬ ‫ه‬
‫ِ‬ ‫إ ِ َذْن ِ‬
‫ش يْبه‬ ‫و ِ‬ ‫ولِني أ‬ ‫صييا َ‬ ‫و ن َي‬ ‫و ل ِييي أ‬ ‫جيياَزِني أ‬ ‫وأ َ‬ ‫ه أو ْ‬ ‫كي ‪ُ،‬‬ ‫روايت‬
‫خب َّرن َيييا‬ ‫ها ب ِ ْ َ‬ ‫يي َ‬ ‫صي‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬
‫خْ‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ت‬ ‫ي‬‫ّ‬ ‫يي‬ ‫ي‬ ‫ع‬
‫ِ‬ ‫زا ْ‬
‫َ‬ ‫و‬
‫ْ‬ ‫ال‬ ‫ن‬‫ِ‬ ‫يي‬ ‫ي‬ ‫ع‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ذَِل ِ َييي َ َ َ‬
‫ن‬ ‫مييي‬‫م ِ‬ ‫و ٌ‬‫قييي ْ‬ ‫ح َ‬ ‫صيييطَل َ َ‬ ‫وأ ْ ْ‬ ‫خب ََرنيييا ْ ‪.‬‬ ‫قيييَراءَةَ بأ ْ‬ ‫وال ِ‬
‫ة َ‪،‬‬ ‫جيياَز ِ‬ ‫ق أن ْب َأن َييا فييي ال ِ َ‬
‫طل َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫عل َييى إ‬ ‫ن َ‬ ‫ري َ‬ ‫ِ‬ ‫خ‬
‫المت ّييأ ّ‬ ‫َ‬
‫ة«‪.‬‬ ‫جاَز ِ‬ ‫و َ‬ ‫ب » ال ِ‬ ‫ب ك َِتا ِ‬ ‫ح ُ‬ ‫صا ِ‬ ‫خَتاَرهُ َ‬ ‫وأ ْ‬ ‫َ‬
‫_________________________‬
‫عبد الّله المرزباني ) جوازه ( أي إطلق حدثنا‬
‫لجازة المجييردة ( أيضييا ً ‪ ،‬وقييد‬ ‫وأخبرنا ) في ا‬
‫عيبا بذلك ‪ ،‬لكن ِحكاه القاضي عياض عن ابيين‬
‫جريج ‪ ،‬وحكاه الوليد بن بكر عيين مالييك وأهييل‬
‫المدينة ‪ ،‬وصححه إمام الحرمين ‪ ،‬ول مانع منه‬
‫‪ ،‬ومن اصطلح أبييي نعيييم أن يقييول ‪ :‬أخبرنييا‬
‫عبد الّله بيين جعفيير فيمييا قييرئ عليييه ‪ ،‬ويريييد‬
‫بذلك أنه أخبره ِإجازة ‪ ،‬وأن ذلك قييرئ عليييه ‪،‬‬
‫لنه لم يقل ‪ :‬وأنا أسمع ‪ ،‬بدليل أنه قد يصرح‬
‫بأنه سمعه بواسطة عنييه ‪ ،‬وتييارة يضييم إليييه ‪،‬‬
‫وأذن لي فيه ‪ .‬وهذا اصطلح له موهم ‪.‬‬
‫قال المصنف كابن الصلح ‪ ) :‬والصحيح الييذي‬
‫علييييه الجمهيييور وأهيييل التحيييري ( واليييورع‬
‫) المنع ( من إطلق ذلك ) وتخصيصيها بعبييارة‬
‫مشعرة بها ( تبين الواقع ) كحدثنا ( إجييازة أو‬
‫وإجييازة ) وأخبرنييا إجييازة أو مناوليية‬ ‫مناوليية‬
‫وإجازة أو إذنا ً أو في إذنه أو فيما أذن لي فيه‬
‫‪ .‬أو فيمييا أطلييق لييي روايتييه أو أجييازني أو (‬
‫أجاز ) لي أو ناولني أو شبه ذلك ( كسوغ لييي‬
‫أن أروي عنييه وأبيياح لييي ) وعيين الوزاعييي‬
‫لجييازة َ) بخبرنييا ( بالتشييديد‬ ‫أي ا ِ‬ ‫تخصيصييها (‬
‫القراءة بأخبرنا ( بالهمزة ‪.‬‬ ‫) و ( تخصيص )‬
‫قال العراقي ‪ :‬ولم يخل من النزاع ‪ ،‬لن خَبيير‬
‫واخبر بمعنى واحد لغة‬

‫‪- 338 -‬‬


‫َ‬
‫َ‬ ‫جاَزةً ‪.‬‬ ‫ل َ‪ :‬أْنبأني إ ِ َ‬ ‫قو ُ‬ ‫ي يَ ُ‬ ‫هق ّ‬ ‫ن ال ْب َي ْ َ‬ ‫كا َ‬ ‫و َ‬ ‫َ‬
‫ْ‬
‫ه أكثَر‬ ‫علي ْ ِ‬
‫ت َ‬ ‫ه َدْ ُ‬ ‫ع‬
‫َ‬ ‫و‬‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ه‬ ‫ر‬
‫ُ‬ ‫تا‬
‫َ‬ ‫خ‬
‫ْ‬ ‫أ‬ ‫ذي‬ ‫ِ‬ ‫ّ‬ ‫ل‬‫ا‬ ‫‪:‬‬ ‫م‬‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫ك‬ ‫الحا‬ ‫ل‬‫َ‬ ‫وقا‬
‫ض‬ ‫قييو ِ‬ ‫ن يَ ُ‬ ‫م َ‬
‫عيَر َ‬ ‫مييا َ‬ ‫ني َ‬‫في‬‫ل َ ِ‬ ‫صري أ َ ْ‬ ‫ع ْ‬ ‫ة َ َ‬ ‫وأئم َ‬
‫ثّ َ‬ ‫خي َ‬ ‫شاي ِ‬
‫وفيمييا‬ ‫َ‬ ‫‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫أ‬‫فاها ً ‪ :‬أن ْ َ‬
‫ب‬ ‫ش‬
‫جاَزهُ ِ‬ ‫فأ َ‬ ‫حدَّ ِ‬ ‫م َ‬ ‫ُ‬ ‫عَلى ال‬ ‫ََ‬
‫ي‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫إل‬ ‫ب‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ت‬ ‫ك‬ ‫إليه‬ ‫ِ‬ ‫ب‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ت‬ ‫ك‬
‫_________________________‬
‫واصييطلحا ‪ ،‬واختييار ابيين دقيييق العيييد أني ًيه ل‬
‫لجييازة أخبرنييا ‪ ،‬ل مطلقييا ول‬ ‫فييي ا ِ‬ ‫يجييوز‬
‫مقيدا ً‬
‫لخبييار ‪،‬‬ ‫ا‬ ‫على‬ ‫لجازة‬ ‫ا‬ ‫لفظ‬ ‫دللة‬ ‫لبعد‬ ‫‪،‬‬
‫لذن ِفي الرواية ‪ ِ ،‬قييال ‪:‬‬ ‫ا‬ ‫الوضع‬ ‫في‬ ‫معناه‬ ‫إذ‬
‫لسييناد مين ِ الشيييخ ونيياوله الكتيياب‬ ‫ِ‬ ‫ولو سمع ا‬
‫جاز لييه إطلق أخبرنييا ‪ ،‬لنييه صييدق عليييه أنييه‬
‫أخبره بالكتيياب ‪ ،‬وإن كييان إخبييارا ً جملي يا ً ‪ ،‬فل‬
‫فرق بينه وبين التفصيلي ‪.‬‬
‫) واصطلح قييوم ميين المتييأخرين علييى إطلق‬
‫لجازة ‪ ،‬واختاره أبو العباس الوليد‬ ‫في ا ِ‬ ‫أنبأنا‬
‫المعمري ) صيياحب كتيياب » الوجييازة (‬ ‫بن بكر‬
‫لجازة « ‪ ،‬وعليه عمل الناس الن‬ ‫في تجويز ا‬
‫‪ ،‬والمعييروفِ عنييد المتقييدمين أنهييا بمنزليية‬
‫أخبرنا وحكى عياض عن شييعبة أنييه قييال فييي‬
‫لجازة مرة أنبأنا ومرة أخبرنا ‪.‬‬ ‫ا ِ‬
‫قال العراقي ‪ :‬وهو بعيد عنه ‪ ،‬فإنه كان ممين‬
‫ل يرى الجازة ) وكان البيهقي يقول ‪ :‬أنبأني‬
‫لجازة ‪ ،‬مع‬ ‫( وأنبأنا ) إجازة ( وفيه التصريح با‬
‫رعاييية اصييطلح المتييأخرين ) وقييال ِ الحيياكم ‪:‬‬
‫الييذي أختيياره وعهييدت عليييه أكييثر مشييايخي‬
‫وأئميية عصييري أن يقييول فيمييا عييرض علييى‬
‫المحيدث فأجيازه شيفاها ً أنبيأني وفيميا كتيب‬
‫إليه كتب إلي ( واستعمل قوم من المتييأخرين‬
‫لجازة باللفظ شييافهني وأنييا مشييافهة ؛‬ ‫وفيا ا ِ‬ ‫في‬
‫لجازة بالكتابة ‪ :‬كتب إلي وأنا كتابيية أو‬ ‫ِ‬
‫في كتابه ‪.‬‬
‫ليهييام‬ ‫ا‬ ‫ميين‬ ‫يسييلم‬
‫من التدليس ‪ ،‬أمييا المشييافهة ِ‬ ‫ول‬ ‫‪:‬‬ ‫الصييلح‬ ‫قييال ابيين‬
‫فتييوهم‬ ‫وطرف‬
‫فتييوهم أنييه‬ ‫الكتابة‬ ‫وأما‬
‫كتب إليه بذلك الحديث بعينه ‪ ،‬كما َ‬ ‫‪،‬‬ ‫بالتحديث‬ ‫مشافهته‬
‫كان يفعلييه‬
‫المتقدمون ‪.‬‬
‫وقد نص الحافظ أبو المظفر الهمييداني علييى‬
‫ليهام‬ ‫المنع من ذلك ل ِ‬
‫‪50‬‬

‫‪- 339 -‬‬


‫ول‬ ‫قي‬‫ل َ‬ ‫دان ‪ َ :‬ك ي ّ‬ ‫مي َ‬ ‫ضْ‬ ‫ح‬
‫ر بيين َ‬ ‫في‬‫ع َ‬ ‫ج ْ‬ ‫ل َ أبييو َ‬ ‫قييا َ‬ ‫قدْ َ‬ ‫و َ‬
‫بيي َِر‬
‫ع ْ‬
‫و َ َّ‬ ‫َ‬ ‫ً‬ ‫‪،‬‬ ‫ة‬
‫ٌ‬ ‫ي‬ ‫لي‬ ‫و‬
‫َ‬ ‫نا‬ ‫َ‬ ‫م‬
‫ُ‬ ‫و‬
‫َ‬ ‫ٌ‬ ‫ر‬
‫ْ‬ ‫ع‬
‫َ‬ ‫ن‬
‫ٌ‬ ‫فل ِ‬ ‫ُ‬ ‫لي‬ ‫ِ‬ ‫ل‬ ‫َ‬ ‫قا‬ ‫ري‬ ‫ِ‬ ‫خا‬‫َ‬ ‫الب ُ‬
‫َ‬
‫ه‬
‫حويهدّيث ُ‬ ‫ن فلن يا َ‬ ‫نأ ّ‬ ‫خَبرن َييا فل ٌ‬ ‫ة ِبأ ْ‬ ‫جاَز ِ‬ ‫ن ال ِ َ‬ ‫ع ْ‬ ‫م َ‬ ‫قو ٌ‬ ‫َ‬
‫و‬‫ُ َ‬ ‫حكيياهُ ‪،‬‬ ‫و َ‬ ‫خت َيياَرهُ الخطّييابي َ‬ ‫وا ْ‬ ‫فيَر‪.‬هُ ‪َ ،‬‬ ‫خب َ‬ ‫أو ْ أ ْ‬
‫ل المت َأ َ‬ ‫عي ٌ‬ ‫ض ِ‬ ‫َ‬
‫في‬ ‫ة ِ‬ ‫ع ِ‬ ‫ق َ‬ ‫وا ِ‬ ‫ال‬ ‫ة‬‫ِ‬ ‫ز‬
‫َ‬ ‫جا‬ ‫َ‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫في‬ ‫رون‬ ‫خ‬
‫ّ‬ ‫ف ُ‬ ‫َ‬ ‫م‬ ‫ع‬
‫ْ‬
‫روا ْية َ‬ ‫َ‬ ‫ت‬ ‫س‬ ‫وا‬
‫ن‬ ‫ميي ْ‬ ‫َ‬ ‫قو ُ‬
‫ل‬ ‫ْ‬ ‫في َ َ ُ‬‫ن‪َ ،‬‬ ‫ع ْ‬ ‫حْرف ِ َ‬ ‫وقَ الشيخ َ‬
‫ُ‬
‫ْ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫س َم َع ِ ََ‬
‫علييى‬ ‫َ‬ ‫ت َ‬ ‫َ‬
‫ن شيييخ ‪ :‬قييرأ ُ‬ ‫عي ْ‬ ‫ه َ‬ ‫جيياَزت ِ ِ‬ ‫شيْيخا بإ َ‬ ‫ً‬ ‫َِ ِ َ‬
‫ن‪.‬‬ ‫ن فل ٍ‬ ‫ع ْ‬ ‫ن َ‬ ‫فل ٍ‬
‫_________________________‬
‫الميييذكور ‪ ،‬قليييت ‪ :‬بعيييد أن صيييار الن ذليييك‬
‫اصيييطلحا ‪ ،‬عيييري مييين ذليييك ‪ ،‬وقيييد قيييال‬
‫القسطلني بعد نقله كلم ابن الصلح ‪ :‬إل أن‬
‫العرف الخاص من كثرة السييتعمال يرفييع مييا‬
‫لشكال ‪.‬‬ ‫يتوقع من ا ِ‬
‫) وقد قال أبييو جعفيير ( أحمييد ) بيين حمييدان (‬
‫النيسابوري ) كل قول البخاري قال لييي فلن‬
‫يدم أنهييا محموليية علييى‬ ‫عييرض ومناوليية ( وتقي‬
‫السييماع ‪ ،‬وأنهييا غالبييا ً فييي المييذاكرة ‪ ،‬وأن‬
‫بعضييهم جعلهييا تعليقييا ‪ ،‬وابيين منييده إجييازة‬
‫) وعييبر قييوم ( فييي الرواييية بالسييماع ) عيين‬
‫لجازة بأخبرنا فلن أن فلنا حدثه أو أخبره ‪،‬‬ ‫ا ِ‬
‫لجييازة ) واختيياره‬ ‫ِ‬ ‫ا‬ ‫يي‬ ‫ي‬ ‫ف‬ ‫أن‬ ‫يظ‬ ‫ي‬ ‫لف‬ ‫يتعملوا‬ ‫ي‬ ‫فاس‬
‫ضييعيف ( بعيييد عيين‬ ‫الخطييابي وحكيياه وهييو‬
‫لجازة ‪ .‬وحكيياه عييياض عيين اختيييار‬ ‫حاتمبا ِ‬ ‫لشعار‬ ‫ا ِ‬
‫الرازي ‪ ،‬قال ‪ :‬وأنكر بعضييهم هييذا ‪،‬‬ ‫أبي‬
‫وحقه أن ينكر فل معنى له يفهم المراد منه ‪،‬‬
‫اعتيييد هييذا الوضييع فييي المسييألة لغيية ول‬ ‫ول‬
‫عرفا ً ‪.‬‬
‫ح ‪ :‬وهييو فيمييا ِإذا سييمع منييه‬ ‫الص‪،‬ييل ِ‬ ‫قييال ابيين‬
‫وأجاز له مييا رواه قريييب فييإن‬ ‫فقط‬ ‫لسناد‬ ‫ا ِ‬
‫فيها إشعارا ً بوجود أصل الخبييار ‪ ،‬وإن أجمييل‬
‫المخبر به ‪ ،‬ولم يذكره تفصيل ً ‪.‬‬
‫لجازة شائع كما‬ ‫واستعمالها‪ .‬الن في ا ِ‬ ‫قلت ‪:‬‬
‫تقدم في العنعنة‬
‫‪51‬‬

‫‪- 340 -‬‬


‫ل‬ ‫خب ََرَنا ل ي َيُزو ُ‬ ‫وأ َ ْ‬ ‫حدّث ََنا َ‬ ‫ق َ‬ ‫طل ِ‬ ‫ن إِ ْ‬ ‫عم‬ ‫من ْ َ‬ ‫ن ال‬ ‫م إِ ّ‬ ‫ث ّ‬
‫ك‪.‬‬ ‫ز ِ ذَ ْل ِ َ‬ ‫ِ ِ‬ ‫جي‬ ‫م‬
‫ُ‬
‫ال َ‬ ‫ة‬
‫ِ‬ ‫ح‬
‫َ‬ ‫بإبا‬
‫ب‬ ‫ن ي َ ّك ُْتيي َ َ‬ ‫يأ ْ‬ ‫َ‬ ‫هيي‬ ‫و ِ‬ ‫َ‬ ‫ةَ ‪.‬‬‫س ‪ :‬ال ْك َِتاَبيي ُ‬ ‫ُ‬ ‫م‬
‫خييا ِ‬ ‫م ال َ‬ ‫سيي ُ ُ‬ ‫ق ْ‬ ‫ال ِ‬
‫و‬ ‫هأ ْ‬ ‫خطيي ِ‬ ‫بب َ‬ ‫و غييائ ِ ِ‬ ‫رأ ْ‬ ‫ضيي ٍ‬ ‫ه لحا ِ‬ ‫ع ُ‬ ‫مو َ‬ ‫سيي ُ‬ ‫م ْ‬ ‫خ َ‬ ‫الشييي‬
‫ه‪.‬‬ ‫ر ِ‬ ‫م ِ‬ ‫بأ ْ‬
‫ة‬ ‫قُرون َي ٌ‬ ‫م ْ‬ ‫َ‬ ‫و‬ ‫‪،‬‬
‫ك ِونحوه م َ‬‫ة‬ ‫ِ‬ ‫ز‬ ‫َ‬ ‫يا‬ ‫ي‬ ‫ج‬
‫َ‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫ن‬ ‫ي‬ ‫ع‬
‫َ‬ ‫دة‬
‫ك أَ‬ ‫َ‬ ‫ر‬ ‫ي‬ ‫ج‬
‫َ‬ ‫م‬
‫ُ‬ ‫ن‬ ‫َ‬ ‫ا‬‫َ‬ ‫ب‬ ‫ر‬ ‫ض‬
‫َ‬ ‫ي‬ ‫ه‬‫و ِ‬
‫ة‬ ‫عَبييا ََر ِ‬ ‫ن ِ‬ ‫ْ‬ ‫َِ‬ ‫و إ ِل َ ِي ْ َ‬ ‫ْ‬ ‫ت لَّ َ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ما كِ َت َب‬ ‫َ‬
‫ك ْ‬ ‫جْز َت ُ َ‬ ‫ْ‬
‫َ‬
‫بأ‬
‫ة‬‫ول ي ِ‬ ‫مَنا‬ ‫كال ُ‬ ‫ة‬
‫و ِ‬ ‫ال ير ّ‬ ‫ُ‬
‫والق‬ ‫ة َ‬ ‫حَ ِ‬‫ص ّ‬ ‫المجرالدةُ ّ‬ ‫ولهذا في‬ ‫ة‪،‬‬ ‫جاَز ِ‬ ‫االل ِ‬
‫م‬ ‫و ٌ‬ ‫ق ْ‬‫بها َ َ‬ ‫ة‬
‫واي َ َ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫ع‬
‫فمن َ َ‬ ‫ّ َ‬ ‫ما‬ ‫ّ‬
‫قرونة َوأ َ‬
‫َ‬ ‫مَْ‬ ‫َ‬
‫ي‪.‬‬ ‫وْرِدي الشافع ّ‬ ‫ما َ‬ ‫م القاضي ال َ‬ ‫‪ ،‬منه ُ‬
‫_________________________‬
‫لجييازة الواقعيية‬ ‫الشيخييي ا ِ‬ ‫) واستعمل المتييأخرون ف‬
‫حرف عن ‪ ،‬فيقييول‬ ‫في رواية من فوق‬
‫من سمع شيخا ً بإجازته عن شيخ ‪ ،‬قرأت على‬
‫فلن عن فلن ( كما تقدم في العنعنيية ‪ .‬قييال‬
‫ابن مالك ‪ :‬ومعنيى عيين فيي نحييو رويييت عيين‬
‫فلن وأنبأتيييك عييين فلن ‪ :‬المجييياوزة ‪ ،‬لن‬
‫المروي والمنبأ به مجاوز لمن أخييذ عنييه ) ثييم‬
‫إن المنييع ميين إطلق حييدثنا وأخبرنييا ( فييي‬
‫لجييازة والمناوليية ) ل يييزول بإباحيية المجيييز‬ ‫ا ِ‬
‫ذلييك ( كمييا اعتيياده قييوم ميين المشييايخ فييي‬
‫إجازاتهم لمن يجيزون ‪ ،‬إن شاء قييال حييدثنا ‪،‬‬
‫وإن شاء قال أخبرنا ‪ ،‬لن إباحة الشيخ ل يغير‬
‫بها الممنوع في المصطلح ‪.‬‬
‫) القسيييم الخيييامس ( مييين أقسيييام التحميييل‬
‫المكاتبيية‬
‫وغيره( أو شيييئا ً‬ ‫) الكتابة ( وعبارة ابن الصلح‬
‫) وهي أن يكتييب الشيييخ مسييموعه‬
‫من حديثه ) لحاضيير ( عنييده ) أو غييائب ( عنييه‬
‫سواء كتب ) بخطه أو ( كتب عنه ) بأمره ( ‪.‬‬
‫لجيييازة ‪،‬‬ ‫عييين ا ِ‬ ‫) وهيييي ضيييربان ‪ :‬مجيييردة‬
‫ومقرونة بأجزتك ما كتبت لك أو (‬
‫‪52‬‬

‫‪- 341 -‬‬


‫رين ‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫مت َيأ َ َ ّ‬
‫خ‬ ‫ُ‬ ‫وال‬ ‫َ‬ ‫ن‬‫َ‬ ‫مي‬‫قد ّ ِ‬ ‫مت َ َ‬
‫ُ‬ ‫ن ال‬ ‫َ‬ ‫م‬ ‫ن ِ‬ ‫ها ك َِثيرو َ‬ ‫جاَز َ‬ ‫وأ َ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫ث‪،‬‬ ‫واللي ْي ُ‬ ‫َ‬ ‫ومنصييوٌر ‪،‬‬ ‫َ‬ ‫ختَياني ‪،‬‬ ‫سي ْ‬ ‫ّ‬ ‫ب ال‬ ‫م أّيو ُ‬ ‫ْ‬ ‫ه‬‫ُ‬ ‫من‬
‫ل‪.‬‬ ‫صو َ‬ ‫ب ال ُ‬ ‫وأصحا ِ‬ ‫و َ‬
‫ث‪،‬‬ ‫دي‬ ‫ي‬ ‫ح‬ ‫ال‬ ‫ل‬ ‫ي‬ ‫ه‬
‫ْ‬ ‫عيينبي ين أ َ‬ ‫ر‬ ‫هو‬
‫ف ّ‬ ‫ن الشا ِ‬
‫ي‬ ‫المش‬
‫م َ‬
‫ح‬
‫د ِ‬
‫حي‬ ‫ِ‬
‫ح ٍ‬
‫ي‬ ‫ص‬
‫وا ِ‬
‫ال‬
‫غي ُْر َ‬
‫و‬ ‫ي‬ ‫ه‬‫و ُ‬
‫َ‬
‫َ ِ َ ِ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫ُ ُ َ َ ْ‬ ‫صن ّ َ‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ل‬‫ن قييا َ‬ ‫ى فل ٌ‬ ‫ّ‬ ‫ب إليي‬ ‫م ‪ :‬كَتيي َ‬ ‫ْ‬ ‫فاِته‬ ‫َ‬ ‫م‬‫ُ‬ ‫جدُ في‬ ‫ويو َ َ‬ ‫َ‬
‫ه‬
‫ل ِبيي ِ‬ ‫مو ٌ‬ ‫ُ‬ ‫ع‬
‫م ْ‬ ‫َ‬ ‫و‬
‫َ‬ ‫ه‬‫و ُ‬ ‫َ‬ ‫ذا ‪،‬‬ ‫هه َ‬ ‫مَرادُ ب ِ ِ‬ ‫ُ‬ ‫وال‬ ‫َ‬ ‫ن‪،‬‬ ‫حدّثَنا فل ٌ‬ ‫َ‬
‫بمعنييى‬ ‫هي أ َ‬ ‫ر ِ‬ ‫عا ِ ِ‬ ‫شي َ‬ ‫ل لِ ْ‬ ‫صو ِ‬ ‫و ُ‬ ‫م ْ‬ ‫م َ‬ ‫دودٌ في ال‬ ‫ع ُ‬ ‫م ْ‬ ‫دهمة َ‬ ‫عن ْ َ‬ ‫ِ‬
‫وى‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫قي‬ ‫َ‬ ‫هي‬ ‫‪:‬‬ ‫فقيال‬ ‫عاني‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫سي‬
‫ّ‬ ‫ال‬ ‫َ‬ ‫د‬ ‫زا‬ ‫َ‬ ‫و‬
‫َ‬ ‫‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ز‬
‫َ‬ ‫لجا‬ ‫ِ‬ ‫ا‬
‫جازة ‪،‬‬ ‫ن ال ِ َ‬ ‫م َ‬ ‫ِ‬
‫_________________________‬
‫كتبت ) إليك أو ( مييا كتبييت بييه إليييك ) ونحييوه‬
‫لجييازة وهييذا فييي الصييحة والقييوة‬ ‫من عبارة ا ِ‬
‫لجازة ‪.‬‬ ‫كالمناولة المقرونة ( با ِ‬
‫لجييازة‬ ‫القاضي ِ‬‫) وأمييا ( الكتابيية ) المجييردة ( عيين ا‬
‫يي أبييو‬ ‫) فمنع الرواية بهييا قييوم منهييم‬
‫الحسيين الميياوردي الشييافعي ( فييي الحيياوي‬
‫والمدي وابن القطان ‪.‬‬
‫) وأجازها كثيرون من المتقدمين والمتأخرين‬
‫منهييم أيييوب السييختياني ومنصييور والليييث (‬
‫وابن سعد وابن أبى سبرة ‪.‬‬
‫ورواه البيهقي في » المدخل « عنهم ‪ ،‬وقال‬
‫‪ :‬فييي البيياب آثييار كييثيرة عيين ّ التييابعين فميين‬
‫بعدهم ‪ ،‬وكتب النبي صييلى اللييه عليييه وسييلم‬
‫إلى عماله بالحكييام شيياهدة لقييولهم ) وغييير‬
‫واحييد ميين الشييافعيين ( منهييم أبييو المظفيير‬
‫السمعاني ) وأصحاب الصول ( منهم الييرازي‬
‫ين أهييل الحييديث ‪،‬‬ ‫) وهو الصحيح المشييهور بيي‬
‫ويوجد في مصنفاتهم ( كثيرا ً ) كتب إلى فلن‬
‫قال ‪ :‬حدثنا فلن والمراد به هذا وهو معمييول‬
‫به عندهم معدود في الموصول ( من الحييديث‬
‫لجييازة ‪.‬‬ ‫لشييعاره بمعنييى ا ِ‬ ‫دون المنقطييع ) ِ‬
‫لجازة‬ ‫وزاد السمعاني فقال ‪ :‬هي أقوى من ا ِ‬ ‫(‪.‬‬
‫‪53‬‬

‫‪- 342 -‬‬


‫ن‬ ‫منيي ْ‬‫م َ‬ ‫هي ْ‬ ‫من ْ ُ‬ ‫و ِ‬
‫تبم‪ ،‬ال َ‬ ‫خييط الكييا ِ‬ ‫ه َ‬‫هي ُ‬ ‫ر َ‬
‫فت ُي‬ ‫ةِ‬ ‫ع‬
‫م ْ‬ ‫فيبي َ‬ ‫ثم ي َك ْ َ ِ‬
‫ه‬
‫لُ‬ ‫حأ ّ‬‫حي َُ‬ ‫صي ِ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ف ‪ .‬ثي‬ ‫عي َ ٌ‬
‫ضي ِ‬
‫و َ‬ ‫طفي الرواي َ‬
‫ُ‬ ‫و‬ ‫َ‬ ‫ي‬‫َ‬ ‫ن‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫ال‬ ‫شير‬ ‫َ‬
‫ن قييا َ‬ ‫فل ٌ‬ ‫َ‬ ‫ي‬
‫ّ‬ ‫ب ِإل ي‬ ‫هييا ‪ :‬كت َي َ‬
‫ةب َ‬ ‫َّ َ َ َ ِ‬ ‫ل‬ ‫قو َ ُ‬‫يَ ُ‬
‫ة‬‫و ك َِتاب َي ً‬ ‫ةأ ْ‬ ‫مكات َب َي ً‬ ‫ن ُ‬ ‫خب ََرنييي فل ٌ‬ ‫وأ ْ‬ ‫ونحوه ‪.‬فلن أ ْ‬ ‫حيدّث ََنا‬ ‫َ‬
‫َ‬
‫_________________________‬
‫قلت ‪ :‬وهو المختار ‪ ،‬بل وأقوى من أكثر صور‬
‫المناوليية ‪ ،‬وفييي » صييحيح البخيياري « فييي‬
‫اليمان والنذور ‪ :‬وكتب إلى محمد بن بشييار ‪،‬‬
‫وليس فيه بالمكاتبة عن شيوخه غييره ‪ ،‬وفييه‬
‫وفيييي » صيييحيح مسيييلم « أحييياديث كيييثيرة‬
‫بالمكاتبة ‪ ،‬في أثناء السند ‪.‬‬
‫منها ‪ :‬ما أخرجاه عن وراد قال ‪ :‬كتب معاوييية‬
‫أكتييب إلييي مييا سييمعت ميين‬ ‫إلييى المغيييرة أن‬
‫رسول الّله صلى الّله عليه وسلم ‪ ،‬فكتب إليه‬
‫‪ .‬الحديث في القييول عقييب الصييلة ‪ ،‬وأخرجييا‬
‫ي‬ ‫علىإليي ّ‬ ‫ي نافع فكتب‬ ‫عليه إل ّ‬
‫عن ابن عون قال ّ ‪ :‬كتب‬
‫بني‬ ‫وسلم أغار‬ ‫أن النبي صلى الله‬
‫المصطلق ‪ ،‬الحديث ‪ .‬وأخرجا عيين سييالم أبييي‬
‫كتاب رجل من أسلم من أصييحاب‬ ‫النضر ‪ ،‬عن‬
‫صلى الّله عليه وسلم ‪ ،‬كتييب إلييى عميير‬ ‫النبي‬
‫بن عبيد الّله حين سييار إلييى الحرورييية يخييبره‬
‫بحييديث ‪ » :‬ل تتمنييوا لقيياء العييدو « ‪ .‬وأخرجييا‬
‫يثيرً‬ ‫عن هشام قال ‪ :‬كتب إلى يحيى بن أبي كي‬
‫عن عبد الّله بن أبي قتادة عيين أبيييه مرفوعييا‬
‫إذا أقيمت الصييلة فل تقومييوا حييتى ترونييي ‪،‬‬
‫وعند مسييلم حييديث عييامر بيين سييعد بيين أبييي‬
‫وقاص قال ‪ :‬كتييب إلييى جييابر بيين سييمرة مييع‬
‫يبرني بشيييء سييمعته ميين‬ ‫غلمي نييافع أن أخي‬
‫ي‬
‫يومّ‬ ‫رسول الّله صلى ّ الّله عليه ّوسلم ‪ ،‬فكتب إل‬
‫سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يي‬
‫جمعة عشييية رجييم السييلمي ‪ ،‬فييذكر الحييديث‬
‫) ثم يكفي ( في الرواية بالكتابيية ) معرفتييه (‬
‫أي المكتوب له ) خييط الكيياتب ( وإن لييم تقييم‬
‫البينة عليه ‪.‬‬
‫) ومنهم ميين شييرط البينيية ( عليييه لن الخييط‬
‫يشييبه الخييط ‪ ،‬فل يجييوز العتميياد علييى ذلييك‬
‫) وهو ضعيف ( ‪.‬‬
‫‪54‬‬

‫‪- 343 -‬‬

You might also like