Professional Documents
Culture Documents
تقريب النواوي
لخاتمة الحفاظ جلل الدين عبد
الرحمن بن أبي بكر السيوطي
الجزء الول
-2-
إيراد واعتراض ،مع الجييواب عنييه إن كييان أو
علييية ،وفييوائد جلييية ،ل مضييافا ً إليييه زوائد َ
يد قبلي ّيهتوجد مجموعة في غيره ،ول سييار أحي
كسيييره ،فشييرعت فييي ذلييك مسييتعينا ً بييالله
تعييالى ،ومتييوكل ً عليييه ،وحبييذا ذاك اتكييال ً ،
وسميته » :تدريب الراوي فييي شييرح تقريييب
ييواوي « ،وجعلتيييه شيييرحا ً لهيييذا الكتييياب الني
خصوص يا ً
ابيين الصييلح ولسييائر ير
ي لمختص يمي ث ،
عمومييا .والل ّييه تعييالى أسييأل أن كتييب الفيين
يجعلييه خالص يا ً لييوجهه ،فهييو بإجابيية السييائل
أحرى ،وينفييع بييه مييؤلفه وقييارئه فييي الييدنيا
والخرى .
-3-
وغيرهما ،وما يتعلق بها :هو معرفة اصطلح
أهلها .وقال الشيخ عييز الييدين ابيين جماعيية :
علم الحديث » علم بقوانين يعرف بها أحييوال
السند والمتيين « وموضييوعه السييند والمتيين .
وغايته معرفة الصحيح من غيره .وقييال شيييخ
لسلم أبو الفضل بن حجر :أولى التعيياريف ا
له ِ أن يقال » معرفة القواعييد المعرفيية بحييال
الراوي والمروي « وإن شييئت حييذفت لفييظ »
معرفة « فقلت القواعد الخ .وقال الكرميياني
فيييي شيييرح البخييياري :واعليييم أن الحيييديث
موضييوعه ذات رسييول الل ّييه ّصييلى الل ّييه عليييه
وسلم من حيث إنه رسول اللييه ّ .وحيده هييو ّ »
علم يعرف به أقييوال رسييول اللييه صييلى اللييه
عليه وسلم وأفعيياله وأحييواله « وغييايته :هييو
الفوز بسعادة الدارين .وهذا الحد مع شييموله
لعلم الستنباط غير محرر ،ولييم يييزل شيييخنا
العلميية محيييي الييدين الكييافيجي يتعجييب ميين
قييييوله :إن موضييييوع علييييم الحييييديث ذات
الرسول ؟ ويقييول » :هييذا موضييوع الطييب ل
موضوع الحديث « .
وأما السند فقال البدر ابن جماعة والطيييبي :
لخبار عن طريق المتن ،قال ابن جماعة :هو ا ِ
وأخذه إما من السييند ،وهييو مييا ارتفييع وعل
ميين سييفح الجبييل ،لن المسييند يرفعييه إلييى
أي ً قيييائله ،أو مييين قيييولهم :فلن سيييند ،
معتمد ،فسمى الخبار عن طريق المتن سندا
لعتمياد الحفياظ فيي صيحة الحيديث وضيعفه
لسييناد فهييو رفييع الحييديث إلييى يالا ِ
عليه .وأمييا
الطيييبي :وهمييا متقاربييان فييي قييائله .قي
معنييى اعتميياد الحفيياظ فييي صييحة الحييديث
وضعفه عليهما .وقال ابن جماعة :المحدثون
لسناد لشيء واحد ،وأمييا يستعملون السند وا
المس يَند بفتييح النييون ِ فلييه اعتبييارات :أحييدها
الحديث التي تعريفييه فييي النييوع الرابييع ميين
كلم المصنف ،الثاني :الكتاب الذي جمع فيه
مييا أسيينده الصييحابة ،أي رووه ،فهييو اسييم
مفعول ،الثالث :أن يطلق ويراد به السناد ،
فيكون مصدرا ً ،كي ي » مسييند الشييهاب « ،و »
مسند الفردوس « :أي أسانيد أحاديثهما .
-4-
وأما المتن فهو » ألفاظ الحديث التي تتقييوم
بهييا المعيياني « ،قيياله الطيييبي ،وقييال ابيين
جماعة :هو مييا ينتهييي إليييه غاييية السييند ميين
الكلم ،من المماتنيية ،وهييي :المباعييدة فييي
الغاييية ،لنييه غاييية السييند ،أو ميين متنييت
الكبيييييش :إذا شيييييققت جليييييدة بيضيييييته
واستخرجتها ،فكأن المسييند اسييتخرج المتيين
بسنده ؛ أو من المتن وهو :ما ص يُلب وارتفييع
من الرض ،لن المسند يقويه بالسند ويرفعه
دهاإليى قيائله ؛ أو مين تمّتين القيوس أي شي ّ
بالعصب ،لن المسِند يقوي الحديث بسنده .
وأمييا الحييديث فأصييله :ضييد القييديم ،وقييد
في قليل الخبر وكثيره ؛ لنييه يحييدث استعمل
شيئا ً فشيئا ً ،وقييال شيييخ السييلم ابيين حجيير
في شرح البخاري :المراد بالحديث في عرف
الشيرع » :ميا يضياف إليى النييبي صيلى الّليه
عليه وسلم « .وكأنه أريد بييه مقابليية القييرآن
الحييديث أعييم ميين لنه قديم ،وقال الطيبي :
أن يكون قول النييبي صييلى الل ّييه عليييه وسييلم
والصييحابي والتييابعي وفعلهييم وتقريرهييم .
وقييال شيييخ السييلم فييي » شييرح النخبيية « :
الخييبر عنييد علميياء الفيين مييرادف للحييديث ،
فيطلقييان علييى المرفييوع وعلييى الموقييوف
والمقطوع ،وقيل :الحديث ما جاء عن النبي
صلى الّله عليييه وسييلم ،والخييبر مييا جيياء عيين
غيره ،وميين ثييم قيييل لميين يشييتغل بالسيينة :
محدث ،وبالتواريخ ونحوها أخبيياري ،وقيييل :
بينهما عموم وخصييوص مطلييق ،فكييل حييديث
خبر ول عكس ،وقيل :ل يطلق الحديث علييى
غير المرفوع إل بشرط التقييد .
وقييد ذكيير المصيينف فييي النييوع السييابع :أن
المحدثين يسمون المرفوع والموقوف بالثر ،
وأن فقهاء خراسان يسمون الموقييوف بييالثر
الحييديث والمرفييوع بييالخبر .ويقييال :أثييرت
بمعنى رويته ،ويسييمى المحييدث أثري يا ً نسييبة
للثر .
-5-
د
سن ِ ِ
م ْحد الحافظ والمحدث وال ُ
الثانية :في حد الحافظ والمحدث والمسند .
أعلم أن أدنى درجات الثلثيية ،المسيِند بكسيير
النييون ،وهييو ميين يييروي الحييديث بإسييناده ،
سواء كان عنده علم بييه أو ليييس لييه إل مجيرد
رواية ،وأما المحدث فهو أرفع منه .
قال الرافعي وغيييره :إذا أوصييى للعلميياء لييم
يدخل الذين يسمعون الحديث ،ول علييم لهييم
بطرقيييه ول بأسيييماء اليييرواة والمتيييون ،لن
السماع المجرد لييس بعليم .وقيال التيياج بين
يييونس فييي » شييرح التعجيييز « :إذا أوصييى
للمحدث تناول من علم طييرق إثبييات الحييديث
وعدالة رجاله ،لن من اقتصيير علييى السييماع
فقط ليس بعالم .وكذا قييال السييبكي فييي »
شرح المنهاج « .
وقال القاضي عبد الوهاب :ذكيير عيسييى بيين
أبان عن مالك أنييه قييال :ل يؤخييذ العلييم عيين
أربعيية ؛ ويؤخييذ عميين سييواهم :ل يؤخييذ عيين
مبتدع يدعو إلى بدعته ،ول عيين سييفيه يعليين
النيياس ، بالسفه ،ول عمن يكذب في أحاديث
وإن كان يصدق في أحاديث النبي صييلى الّلييه
عليه وسلم ،ول عمن ل يعييرف هييذا الشييأن ،
قال القاضي :فقوله ول عميين ل يعييرف هييذا
الشأن ،مراده إذا لم يكن ممن يعرف الرجييال
زييد فيي الحيديث من الرواة ،ول يعيرف هيل
شيييء أو نقييص ؟ .وقييال ِالزركشييي :أمييا
الفقهاء فاسييم المحييدث عنييدهم ل يطلييق إل
على ميين حفييظ سييند الحييديث ،وعلييم عداليية
رجاله وجرحها ،دون المقتصر على السماع .
وأخرج ابن السمعاني في » تيياريخه « بسيينده
الشيرازي
لسناد جميعا ً عن أبي نصر حسين بن عبد الواحد
لسناد يعرف ا ولوا ِقال :العالم الذي يعلم المتن
،والفقيه الذي عرف المتن
ِ
لسييناد ول يعييرف ،والحييافظ الييذي يعييرف ا
ِ
المتيين ،والييراوي الييذي ل يعييرف المتيين ول
لسناد .
يعرف ا ِ
-6-
لمام الحافظ أبو شامة :علوم الحديث وقال ا ِ
ثلثيية ،أشييرفها حفييظ متييونه ومعرفيية الن
غريبهييا وفقههييا ،والثيياني حفييظ أسييانيده
ومعرفة رجالها وتمييز صحيحها من سقيمها ،
وهذا كان مهما وقد كفيه المشتغل بالعلم بما
صنف فيه وألييف فيييه ميين الكتييب ،فل فييائدة
إلى تحصيييل مييا هييو حاصييل .والثييالث جمعييه
وكتابته وسماعه وتطريقه وطلب العلو فيييه ،
والرحلة إلى البلدان ،والمشتغل بهذا مشتغل
عما هو الهم من العلوم النافعة ،فضييل ً عيين
العمل به الذي هو المطلوب الصييلي ،إل أنييه
ل بأس بييه لهييل البطاليية لمييا فيييه ميين بقيياء
لسناد المتصلة بأشرف البشر . سلسلة ا ِ
قال :ومما يزهييد فييي ذلييك أن فيييه يتشييارك
الكبير والصغير ،والفدم والفيياهم ،والجاهييل
والعالم .وقد قال العمييش :حييديث يتييداوله
الفقهاء خير من حديث يتداوله الشيوخ .ولم
إنسييان أحمييد فييي حضييور مجلييس الشييافعي
وتركه مجلييس سييفيان بيين عيينيية ،فقييال لييه
أحمد :اسييكت فييإن فاتييك حييديث بعلييو تجييده
بنزول ول يضرك ،وإن فاتك عقل هذا الفييتى
أخاف أن ل تجده .اهي .
لسلم :وفييي بعيض كلمييه نظيير ، شيخ :ا ِ قال
وهذا قد كفيه المشتغل بما صيينف لن قوله
فيه قييد أنكييره العلميية أبييو جعفيير بيين الزبييير
وغيره ،ويقال عليه :إن كييان التصيينيف فييي
الفن يوجب التكال على ذلك وعدم الشتغال
به ،فالقول كذلك في الفن الول ،فإن فقه
الحديث وغريبه ل يحصى كم صنف فيييه ،بييل
لييو ادعييى مييدع أن التصييانيف فيييه أكييثر ميين
التصانيف في تمييييز الرجييال ،والصييحيح ميين
السقيم لما أبعد ،بل ذلييك ً هييو الواقييع .فييإن
كان الشتغال بالول مهما فالشتغال بالثاني
أهم ،لنه المرقاة إلى الول ،فميين أخييل بييه
خلط السقيم بالصييحيح ،والمعييدل بييالمجرح ،
وهو ل يشعر .
-7-
قال :فالحق أن كل منهما فييي علييم الحييديث
مهييم ،ول شييك أن ميين جمعهمييا حيياز القييدح
المعلى مع قصور فيه إن أخل بالثالث ،وميين
أخل بهما فلحظ له في اسم الحفي ًياظ ،وميين
وأخل بالثاني كان بعيدا ميين اسييم أحرز الول
المحييدث عرفييا ً ،وميين يحييرز الثيياني وأخييل
بالول لم يبعد عنه اسم المحدث ،ولكيين فيييه
نقص بالنسبة إلييى الول ،وبقييي الكلم فييي
أن ميين جمييع ذلًييك ميين الفن الثالث ،ول شك
سهما ً
ين ي وم ، ايم
ي قس يظ ي وأح الولين كان أوفر
اقتصر علييه كييان أخيس حظيا ً ًوأبعييد ًحفظيا ً ،
ومين جميع الثلث كيان فقيهيا محيدثا كييامل ً ،
ومن انفرد باثنين منهمييا كييان دونييه ، ،إل أن
من اقتصر على الثيياني والثييالث فهييو محييدث
صرف ،لحظ ليه فيي اسيم الفقييه ،كمييا أن
ميين انفييرد بييالول فلحييظ لييه فييي اسييم
المحدث ،وم ًيين انفييرد بييالول والثيياني فهييل
يسمى محدثا ؟ فيه بحث .اهي .
وفي غضون كلمه ما يشعر باستواء المحييدث
والحافظ ،حيث قال :فل حييظ لييه فييي اسييم
الحافظ والكلم كله في المحييدث ،وقييد كييان
السلف يطلقون المحييدث والحييافظ بمعنييى ،
كما روى أبو سعد السمعاني بسنده إلييى أبييي
زرعة الرازي :سمعت أبا بكيير بيين أبييي شيييبة
يقول :من لم يكتب عشرين ألف حديث إملء
لم يعد صاحب حديث .
ييدي مييين جهييية ي ع يين لبي وفيييي » الكاميييل «
النفيلي ،قال :سمعت هشيما ً يقول :من لم
يحفيييظ الحيييديث فلييييس هيييو مييين أصيييحاب
الحديث .
والحق أن الحافظ أخص ،وقال التاج السبكي
في كتابه » معيد النعم « :ميين النيياس فرقيية
ادعت الحديث فكان قصارى أمرها النظر فييي
» مشارق النوار « للصيياغاني .فييإن ترفعييت
إلى » مصييابيح البغييوي « ،وظنييت أنهييا بهييذا
القدر تصل إلى درجة المحدثين ،وما ذلييك إل
بجهلها بالحديث ،فلو حفظ من ذكرناه هييذين
إليهمييا ،ميين الكتابين عيين ظهيير قلييب وضييم
مثليهمييا لييم يكيين محييدثا ً ،ول يصييير المتييون
بذلك محدثا ً حتى يلج الجمل في سم الخياط ،
فييإن رامييت بلييوغ الغاييية فييي الحييديث علييى
زعمهييا اشييتغلت بي ي » جييامع الصييول « لبيين
الثير ،فإن ضمت إليه » علوم الحديث « لبن
الصييلح أو مختصييره المسييمى » بييالتقريب
والتيسير للنووي « ونحو ذلك ،وحينئذ ينييادى
من انتهى إلى هذا المقام :محدث المحييدثين
وبخيياري العصيير ،ومييا ناسييب هييذه اللفيياظ
-8-
الكاذبة ،فإن ميين ذكرنيياه ل يعييد محييدثا ً بهييذا
القدر ،
-9-
وإنما المحيدث مين عيرف السيانيد والعلييل ،
وأسماء الرجال والعالي والنازل ،وحفيظ ميع
ذلييك جمليية مسييتكثرة ميين المتييون ،وسييمع
الكتب الستة ،و » مسند « أحمد بن حنبل ،و
» سنن البيهقي « ،و » معجييم الطييبراني « ،
وضم إلى هييذا القييدر ألييف جييزء ميين الجييزاء
الحديثية .هييذا أقييل درجيياته ،فييإذا سييمع مييا
ذكرنيياه وكتييب الطبيياق ودار علييى الشيييوخ
وتكلم فييي العلييل والوفيييات والمسييانيد كييان
في أول درجات المحدثين ،ثم يزييد الل ّييه مين
يشاء ما يشاء .
وقال في موضع آخر منييه :وميين أهييل العلييم
طائفة طلبت الحييديث وجعلييت دأبهييا السييماع
على المشايخ ومعرفة العييالي ميين المسييموع
والنيييازل .وهيييؤلء هيييم المحيييدثون عليييى
الحقيقة ،إل أن كثيرا ً منهم يجهد نفسييه فييي
تهجي السييماء والمتييون وكييثرة السييماع ميين
غير فهم لما يقرءونه ،ول تتعلق فكرته بأكثر
حصييلت » جييزء ابيين عرفيية « عيين ميين أنييي
شيخا ً ،و » جزء النصيياري « عيين كييذا سبعين
كذا شيييخا ً ،و » جييزء البطاقيية « ،و » نسييخة
أبي مسهر « ،وأنحاء ذلك ،وإنما كان السلف
يسييتمعون فيقييرءون فيرحلييون فيفسييرون ،
ويحفظون فيعملون ،ورأيت من كلم شيييخنا
دثين فييي هييذه الذهبي في وصية لبعض المح ي ّ
الطائفة :ما حظ واحد من هؤلء إل أن يسمع
ييط ،فليعييياقبن بنقييييض قصيييده لييييروي فقي
وليشييهرنه الل ّييه بعييد سييتره مييرات ،وليبقييين
مضغة في اللسن ،وعبرة بين المحييدثين ثييم
ليطبعن الّله على قلبه ؛ ثم قال :فهل يكييون
طالب من طلب السنة يتهيياون بالصييلوات أو
يتعانى تلييك العييادات ؟ .وأنحييس منييه محييدث
يكذب في حديثه ويختلق الفشار ،فإن ترقييت
همته المفتنة إلى الكذب في النقل والييتزوير
في الطباق فقد اسيتراح ،وإن تعييانى سيرقة
الجييزاء وكشييط الوقيياف فهييذا لييص بسييمت
وط أو قيييادة ، وإني ّ
ميل نفسيه بتل لييهك ا ّ
محيدث ،فييإن
اسييتعمل فييي ، لفييادة
ِ فقييد تمييت
ازداد مهانيية وخبطييا ً ،إلييى أن العلييوم فقييد
قال :فهل في مثل هذا الضرب خير ؟ ل أكثر
الّله منهم .اهي .
- 10 -
ولبعضهم :
يجييهييل ما إن اليييذي يييروي وليكينييه
يييروي وما ييكتيب
تسقي هيهييا كصيخيرة تينبيع أميوا ُ
الراضي وهي ل تشرب
وقييال بعييض الظرفيياء فييي الواحييد ميين هييذه
الطائفة :
إن قييليييييييييل الميييعييرفييييية والمخبييرة
يمشي ومعيه أوراق ومحييبرة
معه أجزاء يدور بييها على شيخ وعجوز ل
يعرف ما يجوز مما ل يجوز
***
أجيزاء ومحيدث قييد صار غياية عيليميه
يرويها عن الدمياطي
وفيلن وفييلنيية تييروي حييديييثا ً عاليييا ً
يروي ذاك عن أسباط
وأفيصح والفرق بييين غريبهم وعزيزهم
عن الخّياط والحّناط
بييين وأبو فيلن ما اسمه ومن اليذي
سنييياط النييام ملييقب ب َ
هييذا وعلوم ديين الّله نييادت جهييرة
ي بساطي زمان فيييه طي ّ
سييبكي :إنييه سييأل ي الييدين ال ّ ق
وقال الشيخ ت َ ِ
ميّزي عيين حييد الحفييظ الحافظ جمال الي ّيدين ال ِ
الذي إذا انتهى إليه الرجل جاز أن يطلق عليه
الحييافظ ؟ قييال :يرجييع إلييى أهييل ًالعييرف :
فقلت وأين أهل العرف ؟ قليييل جييدا ،قييال :
أقل ما يكون أن يكون الرجال اليذين يعرفهيم
ويعرف تراجمهم وأحوالهم وبلدانهم أكثر من
الييذين ل يعرفهييم ،ليكييون الحكييم للغييالب ،
فقلت له ً هذا عزيز في هييذا الزمييان ،أدركييت
أنت أحدا كذلك ؟ فقال :ما رأينا مثييل الشيييخ
شرف الدين الدمياطي ،ثم قال :وابن دقيق
العيد كان له في هييذا مشيياركة جيييدة ،ولكيين
أين السها من الثرى ،فقلت :كان يصل إلييى
هذا الحد ؟ قال ما هو إل كان يشارك مشاركة
جيدة في هذا ،أعني في السانيد ،وكان في
المتون أكثر لجل الفقه والصول .
- 11 -
وقال الشيخ فتح الدين بن سيد الناس :وأمييا
المحييدث فييي عصييرنا فهييو :ميين اشييتغل
بالحديث رواية ودراييية ،وجمييع رواة ،واطلييع
على كثير من الرواة والروايييات فييي عصييره ،
وتميز في ذلك حتى عرف فيه خطه ؛ واشتهر
فيه ضبطه ،فإن توسع في ذلييك حييتى عييرف
شيوخه ،وشيوخ شيوخه ،طبقة بعييد طبقيية ،
بحيث يكون ما يعرفه من كل طبقة أكييثر ممييا
يجهله منها فهذا هو الحافظ .وأما مييا يحكييى
عن بعض المتقدمين من قولهم » :كنا ل نعد
صيياحب حييديث ميين لييم يكتييب عشييرين ألييف
حديث في الملء « ،فذلك بحسب أزمنتهييم .
لسييلم أبييو الفضييل بيين وسأليياشيخ ا ِ انتهى .
الفضيل العراقيي فقيال :مييا حجر شييخه أب
يقول سيدي في الحد الييذي إذا بلغييه الطييالب
في هذا الزمييان اسييتحق أن يسييمى حافظيا ً ؟
وهييل يتسييامح بنقييص بعييض الوصيياف الييتي
ذكرها المزي وأبو الفتح في ذلك لنقص زمانه
أم ل ؟ فأجيياب :الجتهيياد فييي ذلييك يختلييف
باختلف غلبة الظن في وقييت ببلييوغ بعضييهم
للحفظ وغلبته في وقت آخر ،وبيياختلف ميين
يكييون كييثير المخالطيية للييذي يصييفه بييذلك .
وكلم المزي فيه ضيق ،بحيث لم يسييم مميين
رآه بهييذا الوصييف إل الييدمياطي ،وأمييا كلم
أبي الفتح فهو أسهل ،بأن ينشط بعد معرفة
شيوخه إلييى شيييوخ شيييوخه ،ومييا فييوق ،ول
شك أن جماعة ميين الحفيياظ المتقييدمين كييان
شيوخهم التابعين أو أتباع التييابعين ،وشيييوخ
شيوخهم الصييحابة أو التييابعين ،فكييان الميير
في هذا الزمان أسهل باعتبار تييأخر الزمييان ،
فييإن اكتفييى بكييون الحييافظ يعييرف شيييوخه
وشيوخ شيوخه ،أو طبقة أخرى ،فهيو سيهل
لميين جعييل فنييه ذلييك دون غيييره ميين حفييظ
المتييون والسييانيد ،ومعرفيية أنييواع علييوم
الحديث كلها ومعرفة الصييحيح ميين السييقيم ،
والمعمييول بييه ميين غيييره ،واختلف العلميياء
واستنباط الحكام فهو أميير ممكيين بخلف مييا
ذكر من جميع ما ذكر ،فإنه يحتيياج إلييى فييراغ
وطول عمر ،وانتفاء الموانع .
وقييد روى عيين الزهييري أنييه قييال » :ل يولييد
الحافظ إل في كل أربعين سنة « ،فييإن صييح
كان المراد رتبة الكمال في الحفظ والتقان ،
وإن وجد في زمانه من يوصف بالحفظ .وكم
من حافظ غيره أحفظ منه .انتهى .
- 12 -
ومن ألفاظ الناس فييي معنييى الحفييظ ،قييال
لتقييان ،وقييال أبييو من ا ِ
ابيين مهييدي :الحفييظ
حفظ السييرد ،وقييال زرعة :التقان أكثر
غيره :الحفظ المعرفة ،قال عبد المؤمن ابن
خلييف النسييفي :سييألت أبييا علييي صييالح بيين
محمد قلت :يحيى بن معين هل يحفظ ؟ قال
:ل ،إنمييا كييان عنييده معرفيية ،قييال :قلييت :
فعلي بن المييديني كييان يحفييظ ؟ قييال :نعييم
ويعرف .
ومما روي في قدر حفظ الحفاظ ،قال أحمييد
بن حنبل :انتقيت المسند من سييبعمائة ألييف
حديث وخمسين ألف حديث ،وقال أبييو زرعيية
الرازي :كان أحمد بن حنبل يحفظ ألييف ألييف
حييديث ،قيييل لييه ومييا يييدريك ؟ قييال ذاكرتييه
فأخذت عليه البواب .
وقال يحيى بن معين :كتبت بيييدي ألييف ألييف
حديث .
وقال البخاري :أحفظ مائة ألف حديث صحيح
،ومائتي ألف حديث غير صحيح .
وقال مسلم :صنفت هذا المسند الصحيح من
ثلثمائة ألف حديث مسموعة .وقال أبو داود :
كتبت عن رسول الّله صلى الّلييه عليييه وسييلم
خمسمائة ألف حديث ،انتخبت منها ما ضمنته
كتاب » السنن « .
وقال الحاكم فيي » المييدخل « :كييان الواحييد
ميين الحفيياظ يحفييظ خمسييمائة ألييف حييديث ،
سمعت أبا جعفر الييرازي يقييول :سييمعت أبييا
عبد الّله بن وارة يقول :كنت عند إسحاق بيين
إبراهيييم بنيسييابور ،فقييال رجييل ميين أهييل
العراق :سمعت أحمد بن حنبييل يقييول :صييح
من الحديث سبعمائة ألف وكسر ،وهذا الفتى
،يعني أبا زرعيية ،قييد حفييظ سييبعمائة ألييف ،
قيال الييبيهقي :أراد ميا صيح مين الحياديث ،
وأقاويل الصحابة والتابعين .
وقال غيره :سئل أبو زرعيية عيين رجييل حلييف
بييالطلق أن أبييا زرعيية يحفييظ مييائتي ألييف
حييديث ،هييل يحنييث ؟ قييال :ل ،ثييم قييال :
لنسييان يظ ا ِأحفظ مائة ألييف حييديث كمييا يحفي
المييذاكرة سييورة قييل هييو الّلييه أحييد ؛ وفييي
ثلثمائة ألف حديث ،وقال أبو بكيير محمييد بيين
عمر الرازي الحافظ :كييان أبييو زرعيية يحفييظ
ألييف حييديث ،وكييان يحفييظ مييائة سييبعمائة
وأربعين ألفا ً في التفسير والقرآن .
- 13 -
قال الحاكم :وسمعت أبييا بكيير بيين أبييي دارم
الحافظ بالكوفة يقييول :سييمعت أبييا العبيياس
أحمد بن محمد بن سعيد يقول .أحفييظ لهييل
البيت ثلثمائة ألف حديث ،قال :وسمعت أبييا
بكر يقول :كتبت بأصييابعي عيين مطييين مييائة
ألف حديث ،وسمعت أبا بكر المزنييي يقييول :
سمعت ابن خزيمة يقييول :سييمعت علييي بيين
إسحاق بن راهييويه يملييي خشرم يقول :كان َ
ث حفظا ً . سبعين ألف حدي ٍ
شب ُْرمة عيين الشييعبي وأسند ابن عدي عن ابن ُ
بيضياء إليى ييومي قال :ما كتبت سوداء فيي
هذا ،ول حدثني رجل بحديث قط إل حفظته ،
فحدثت بهذا الحديث إسحاق بن راهويه فقال
:تعجب من ًهييذا ؟ قلييت نعييم .قييال مييا كنييت
لسمع شيييئا إل حفظتييه ،وكييأني أنظيير إلييى
سبعين ألف حديث ،أو قال أكثر ميين سييبعين
ألف حديث في كتبي .
وأسييند عيين أبييي داود الخفيياف قييال سييمعت
يى إسحاق بن راهييويه يقييول :كييأني أنظيير إلي
ألف يا ً مييائة ألييف حييديث فييي كتييبي ،وثلثييين
أسردها .وأسند الخطيب عن محمد بن يحيييى
بيين خالييد قييال :سيمعت إسيحاق بيين راهييويه
يقول :أعرف مكييان مييائة ألييف حييديث كييأني
أنظر إليها ،وأحفظ سبعين ألييف حييديث عيين
ظهر قلبي ،وأحفظ أربعة آلف حديث مزورة
.
وقال عبد الّله بن أحمد بن حنبييل :قييال أبييي
لييداود بيين عمييرو الضييبي وأنييا أسييمع :كييان
يحدثكم إسييماعيل بيين عييياش هييذه الحيياديث
رأيت معه كتاب يا ً قييط ، بحفظه ؟ قال نعم ،ما
لقد كييان ًحافظيا ً ؟ كييم كييان يحفييظ ؟ قال له
قييال شيييئا ً كييثيرا ،قييال أكييان يحفييظ عشييرة
آلف ؟ قال عشرة آلف وعشرة آلف وعشرة
آلف ،فقال أبي هذا كان مثل وكيع .
- 14 -
وقيييال يزييييد بييين هيييارون :أحفيييظ خمسييية
وعشييرين ألييف حييديث بإسييناده ول فخيير ،
وأحفظ للشاميين عشرين ألف حديث .وقييال
يعقوب الدورقي :كييان عنييد هشيييم عش ّييرون
ألف حديث .وقال الجري :كان عبيد الله بن
معاذ العنبري يحفظ عشرة آلف حديث .
لسييلم :ميين أول شيخ ا ِ الفائدة الثالثة :قال
القاضييي أبييو محمييد من صنف في الصييطلح
الفاصل الرامهرمزي ،فعمل كتابه » المحدث
« لكنييه لييم يسييتوعب والحيياكم أبييو عبييد الل ّييه
النيسابوري ،لكنه لم يهذب ولم يرتب ،وتله
أبييو نعيييم الصييبهاني ،فعمييل علييى كتييابه
مستخرجا ً ،وأبقى فيه أشييياء للمتعقييب ،ثييم
جيياء بعييدهم الخطيي ًيب البغييدادي فعمييل فييي
الرواية كتابا سماه » :الكفاية « وفي قوانين
آدابهييا كتاب يا ً سييماه » :الجييامع لداب الشيييخ
فنون الحديث إل وقد والسامع « وقل فن من
صيينف فيييه كتابييا ً مفييردا ً ،فكييان كمييا قييال
الحافظ أبو بكر بن نقطة » :كييل ميين أنصييف
علم أن المحدثين بعده عيال على كتبه « ،ثم
جمع ممن تأخر عنييه القاضييي عييياض كتييابه »
للماع « وأبو حفييص الميييانجي جييزء » مييا ل ا ِ
يسع المحدث جهله « وغير ذلك .
لمييام تقييي الييدين أبييو الصاي ِ
إلى أن جيياء الحييافظ
يلح الشييهرزوري نزيييل عمرو عثمييان بيين
دمشييق فجمييع لمييا ولييي تييدريس الحييديث
ذب بالمدرسة الشرفية كتييابه المشييهور ،فهي ّ
فنونه وأمله شيئا ً فشيئا ً ،واعتنييى بتصييانيف
الخطيييب المفرقيية فجمييع شييتات مقاصييدها ،
وضم إليها مين غيرهيا نخيب فيوائد ،فياجتمع
في كتابه ما تفييرق فييي غيييره ،فلهييذا عكييف
النيياس عليييه ،فل يحصييى كييم نيياظم لييه ،
ومختصيييير ومسييييتدرك عليييييه ،ومقتصيييير ،
ومعارض له ،ومنتصر .
- 15 -
قال » :إل أنه لم يحصل ترتيبييه علييى الوضييع
المناسب :بأن يذكر ما يتعلق بييالمتن وحييده ،
وما ًيتعلق بالسند وحيده ،وميا يشيتركان فييه
معيييا ؛ وميييا يختيييص بكيفيييية التحميييل والداء
وحده ،وما يختص بصفات الييرواة وحييده لنييه
جمع متفرقات هذا الفن من كتب مطولة فييي
هيييذا الحجيييم اللطييييف ،ورأى أن تحصييييله
وإلقاءه إلى طالبيه أهم من تأخير ذلك ،إلييى
أن تحصل العناية التامة بحسيين ترتيبييه .وقييد
تبعه على هذا الترتيب جماعة منهييم المصيينف
وابن كثير والعراقي والبلقيني وغيره جماعيية
كابن جماعة والتبريزي والطيييبي والزركشييي
«.
الرابعة :اعلم أن أنواع علوم الحديث كثيرة ل
تعد ،قال الحييازمي فييي كتيياب » العجاليية « :
علم الحديث يشييتمل علييى أنييواع كييثيرة تبلييغ
مائة ،كل نييوع منهييا علييم مسييتقل لييو أنفييق
الطالب فيه عمره لما أدرك نهايته ،وقد ذكيير
ابن الصييلح منهييا -وتبعييه المصيينف -خمسيية
وستين ،وقال :وليس ذلك بآخر الممكن في
ذلك ،فإنه قابل للتنويييع إلييى مييا ل يحصييى :
أحييوال رواة الحييديث ،وصييفاتهم ،وأحييوال
متون الحديث ،وصفاتها ،وما من حاليية منهييا
ول صييفة إل وهييي بصييدد أن تفييرد بالييذكر
وأهلها ،فإذا هي نوع على حياله .اهي .
لسلم :وقد أخل بأنواع مسيتعملة قال شيخ ا
عنييد أهييل ِالحييديث :منهييا القييوي والجيييد
والمعيييروف والمحفيييوظ والمجيييود والثيييابت
والصييالح .ومنهييا فييي صييفات الييرواة أشييياء
كثيرة ،كمن اتفق اسم شيخه والراوي عنييه ،
وكمن اتفق اسمه واسم شيخه وشيييخ شيييخه
أو اسيمه واسيم أبييه وجيده ،أو اتفيق اسيمه
وكنيته .وغير ذلك .واستدرك البلقيني في »
محاسن الصطلح « خمسة أنواع أخر غييير ّمييا
ذكيير وسيييأتي إلحيياق كييل ذلييك إن شيياء اللييه
تعالى .
وقد ذكر ابن الصييلح أيض يا ً أحكييام أنييواع فييي
ضمن نوع مع إمكان إفرادهييا بالييذكر ،كييذكره
في نوع المعضييل أحكييام المعلييق والمعنعيين ،
وهما نوعان مستقلن أفردهما ابيين جماعيية ،
وذكير الغريييب والعزيييز والمشييهور والمتييواتر
في نوع واحد ،وهي أربعة .ووقييع لييه عكييس
ذلك .وهو تعدد أنواع وهي متحدة ،والمصنف
تابع له في كل ذلك ،وسيييأتي بيييانه إن شيياء
الّله تعالى .
وهذا حين الشروع في المقصود بعون الملييك
المعبود .فأقول :
- 16 -
بسم الّله الرحمن الرحيم
_________________________
لسييلم والمسييلمين شيييخاليا ِ أخييبرني شيييخنا
يدين صييالح ابيين شيييخ قاضييي القضيياة علييم
لسلم سراج الدين عمر بن رسلن البلقيني ا
ِ ،وغييير واحييد إجييازة منهييم ،كلهييم عيين أبييي
إسييحق إبراهيييم بيين أحمييد التنييوخي ،أن أبييا
الحسين بين العطيار الدمشيقي أخيبره قيال :
السييلم الحييافظ أبييو زكريييا شيييخ) بسم ال ّ أخييبرني
الرحمن الرحيييم ( ، النواويامتثال ً لقوله صلى ال ّ
له : قال
يلم : ي وس يهي علي له أي أبدأ
» كييل أميير ذي بييال ل يبييدأ فيييه ببسييم الّلييه
الرحمن الرحيم فهو أقطع « ،رواه الرهيياوي
من حديث أبي هريييرة ،وتصييدير في الربعين
النبي صلى الّله عليه وسلم كتبه بها مشييهور
في الصحيحين وغيرهما ،وروى الحاكم في »
المستدرك « وابن أبي حاتم في تفسيره ميين
طريق جعفر بن مسافر ،عن زيد بن المبييارك
الصنعاني ،عن بلل بيين وهييب الجنييدي ،عيين
أبيه عن طاوس عيين ابيين عبيياس ،أن عثمييان
سأل النبي صييلى الل ّييه عليييه وسييلم عفان ال ّ بن
الرحميين الرحيييم فقييال » :هي ّيو له بسم عن
اسم من أسماء الّله ،وما بينه وبين اسم الله
الكبر إل كما بين سييواد العييين وبياضييها ميين
لسييناد ، صييحيح ا ِ القييرب « ،قييال الحيياكم :
طريق عبد وروى ابن مردويه في تفسيره من
الكبير بن المعافى بيين عمييران عيين أبيييه عيين
يابر عمر بن ذر عن عطاء بن أبي ربيياح عيين جي
بيين عبييد الل ّييه قييال » :لمييا نزلييت بسييم الل ّييه
الرحمن الرحيييم هييرب الغيييم إلييى المشييرق ،
وسكنت الرياح ،وهاج البحر ،وأصغت البهائم
بآذانهييا ،ورجمييت الشييياطين ،وحلييف الّلييه
بعزته وجلله أن ل يسمى اسييمه علييى شيييء
إل بارك فيه « .
- 17 -
وروى ابن جرير وابن مردويه في تفسيييريهما
وأبو نعيم في الحلية من طريق إسماعيل بيين
مسعر عيين عياش عن إسماعيل بن يحيى عن
عطية عن أبي سعيد الخييدري مرفوعييا ً » :أن
عيسييى بيين مريييم أسييلمته أمييه إلييى الكتيياب
لتعلمه ،فقال لييه المعلييم :اكتييب بسييم الل ّي ّيه
الرحمن الرحيم ،قال له عيسى وما بسم الله
،قييال المعليم ّ :ل أدري ،فقيال ليه عيسيى :
البيياء بهيياء اللييه ،والسييين سييناؤه والميييم
مملكته ،والل ّييه إلييه اللهيية ،والرحميين رحيييم
والرحيم رحيم الخرة « ،وهييذا الدنيا الخرة ،
غريب جدا ً ً ،قال ابن كثير :وقييد يكييون حديث
صييحيحا ً موقوف يا أو ميين السييرائيليات ل ميين
المرفوعات .
وروى ابن جرير من طريق بشر بن عمارة عن
أبي ّروق عن الضحاك عن ابن عباس .قييال :
» اللييه ذو اللوهييية والعبودييية علييى خلقييه
أجمعين ،والرحمن -الفعلن -ميين الرحميية ،
والرحيم الرفيق بمن أحب أن يرحمه ،والبعيد
الشديد على من أحب أن يضعف عليه العييذاب
« ،وبشر ضييعيف ،والضييحاك لييم يسييمع ميين
ابن عباس ،وأسييند ابيين جرييير عيين العرزميي
قييال » :الرحميين لجميييع الخلييق .الرحيييم
وأسند ابن أبي حاتم عيين جييابر بالمؤمنين « ،
بن زيد قال » :الّله هو السم العظم « .
ين ابيين عبيياس فييي وروى الييبيهقي وغيييره عي
سميا ً { ) مريم ، ( 65 : قوله } :هل تعلم له
قال :ل أحد يسمى » الّله « وأسند ابن جرييير
عن الحسيين البصييري قييال » :الرحميين اسييم
ممنوع ،أي ل يستطيع أحد أن يتسمى ً بييه « ،
وأسند ابن أبي حاتم عن الحسن أيضييا قييال :
» الرحيم اسم ل يستطيع الناس أن ينتحلوه ،
تسييمى بييه تبييارك وتعييالى « .وبهييذه الثييار
عرفت مناسبة جميع هذه السماء الثلثة فييي
البسملة .
- 18 -
ه. حمدُ ِلل ِ ال ْ َ
_________________________
) الحمييد للييه ( روى الخطييابي فييي غريبييه ،
والديلمي في » مسند الفردوس « ،والبيهقي
ثقييات ،لكنييه فييي » الدب « بسييند رجيياله
منقطع ،عن ابن عمرو أن رسول الّلييه صييلى
وسلم قال » :الحمد رأس الشييكر ، الّله عليه
ما شكر الّله عبد ل يحمده « .
وروى الطبراني في الوسيط بسييند ضيعيف ،
سمعان قال » :سييرقت ناقيية النواس بن
صلى الل ّ رسول ال ّ عن
علييه وسيلم الجيدعاء ، يهي له
رسول الّله صلى الّله عليه وسلم :لئن فقالال ّ
فقال : ، فردت ، ربي لشكرن علي له ردها
الحمييد للييه ،فنظييروا هييل يحييدث صييوما ً أو
أنه نسيي ،فقيالوا ليه ،قيال : صلة ؟ فظنوا
ألم أقل الحمد لّله « ؟ .
وروى ابن جرير بسند ضعيف عيين الحكييم بيين
عمييير ّ ،وكييانت لييه صييحبة قييال :قييال النييبي
قلت الحمييد للييه صلى الله عليه وسلم » :إذا
رب العييالمين ،فقييد شييكرت الل ّييه فييزادك « .
وأسند من طريييق الضيحاك عين ابيين عبيياس ،
قال :الحمد لله هو الشكر لله ،الستخذاء لله
لقرار بنعمته ،وابتداؤه وغير ذلك ،وأسييند وا
ابن ِ
طريق أحسن منييه عيين ابيين من حاتم أبي
عباس قييال :الحمييد لل ّييه كلميية الشييكر ،فييإذا
قال العبد :الحميد لل ّييه قيال شيكرني عبييدي ،
وفي » صحيح مسلم « من حييديث أبييي مالييك
الشعري مرفوعا ً » :الحمد لّلييه تمل الميييزان
« .وأخرجه الترمذي ميين حييديث ابيين عمييرو ،
ورجل من بني سليم .وفي صحيح ابيين ّحبيان
يابر بيين عبييد اللييه » :والترمذي ميين حييديث جي
أفضل الييذكر ل إلييه إل الل ّييه ،وأفضييل الييدعاء
الحمد لله « .
وروى ابيين حبييان وأبييو ًداود والنسييائي ميين
حديث أبي هريرة مرفوعا » :كل أمر ذي بييال
ل يبدأ فيييه بحمييد الل ّييه فهييو أقطييع « .وروى
والنسائي من حديث السييود بيين سييريع أحمد
مرفوعا ً » :إن ربك يحب الحمد « .
- 19 -
ل ضيييي
ف ْ وال ْ َ لا َنَ و طيييي ن ِ ،ذي ال ّ نييييا ِ م ّحنالَ ، فّتييييا ال ْ َ
لض ي َِ
ف ّ و َ ، مي ِ
َ
لي ْ با نا
َ َ
لي ع
َ نّ م ذي ِ ّ ل ا سا ِ
وان َ َِنا َ ِ
َ ح
ْ ل
خِليِلييه وَ َ
َ ه ِ
حبيب ِ حا ِ ّب ِ َ
وم ََ ن، ِ ساِئر ال َدَْيا عَلى َ دي َ
ِ
ة
عبييادَ َه ِ علي ْي ِ صيلى اللييه َ ميد َ مح ّ ه ُ ول ِ سي َ
وَر ُ َ ه
عْبد ِ َ
ن، وَثا ِال ْ
_________________________
) الفتيياح ( صيييغة مبالغيية ميين الفتييح بمعنييى
القضاء ،قال تعالى } :ربنا افتح بيننييا وبييين
قومنيييا بيييالحق وأنيييت خيييير الفييياتحين { .
) المنييان ( صيييغة مبالغيية ميين الميين ،بمعنييى
لنعام ،وسيييأتي فييي النييوع الخييامس الكثير ا ِ
والربعين فييي أثيير مسلسييل عيين علييي :أنييه
الذي يبدأ بالنوال قبل السؤال ) ذي الطييول (
كمييا وصييف تعييالى بييذلك نفسييه فييي كتييابه ،
وفسييره ابيين عبيياس فيمييا أخرجييه ابيين أبييي
حييياتم ،بيييذي السيييعة والغنيييى ) والفضيييل
ليمان ( بأن هدانا والحسان الذي من علينا با
لسلم ) ِ إليه ِ ووفقنا له ) وفضل ديننا ِ ( وهو ا
على سائر الديان ( كما وردت بذلك الحاديث
بحيييبيبه وخليليييه عبيييده المشيييهورة ) ومحيييا
ورسوله محمد صلى الل ّييه عليييه وسييلم عبييادة
الوثان ( أي الصيينام الييتي كييان عليهييا كفييار
الجاهلية في زميين الفييترة بعييد عيسييى عليييه
السلم ،وقد ذكر المصيينف ّهنييا أربييع صييفات
من أشرف أوصافه صييلى اللييه عليييه وسييلم :
يره عيين فالحبيب ورد في حديث الترمييذي وغيي
ابن عباس مرفوعا ً » :أل وأنا حييبيب الّلييه ول
فخر « .
وغيره من حديث ابن مسعود عيين أحمد وروى
النبي صلى الّله عليه وسلم ً » :إني أبرأ إلييى
كل خليل من ،ولو كنت متخييذا خلي ّل ً لتخييذت
أبا بكر خليل ً ،وإن صاحبكم خليل الله « .
- 20 -
وقد اختلييف فييي تفسييير الخليية واشييتقاقها ،
فقيل :الخليل المنقطع إلييى الل ّييه بل مرييية ،
وقيل المختص به ،وقيل الصفي الذي يييوالي
فيه ويعادي فيه ،وقيل المحتاج إليه ّ .وأصييل
المحبيية الميييل ،وهييي فييي حييق اللييه تعييالى
تمكينه لعبده مين السيعادة والعصييمة ،وتهيئة
أسيييباب القيييرب ،وإفاضييية الرحمييية علييييه ،
وكشف الحجييب عيين قلبييه ،والكييثر علييى أن
المحبيية أرفييع ،وقيييل بييالعكس ،لنييه درجيية
صلى الّله عليه وسلم نفى ثبييوت الخليية لغييير
ربه ،وأثبت المحبيية لفاطميية وابنهييا وأسييامة
وغيرهييم ،وقيييل همييا سييواء ،والعبييد :ميين
أشرف صفات المخلوق ،أسند القشيري فييي
رسالته عن الدقاق قال :ليس شيييء أشييرف
مين العبوديية ،ول اسيم أتيم ّللميؤمن منهيا ،
ولذلك قال في صفته صلى اللييه عليييه وسيلم
ليلة المعراج -وكان أشرف أوقاته } -سبحان
الذي أسرى بعبده -فأوحى إلى عبده { ،ولييو
كان اسم أجل من العبودية لسماه به .
وأسييند عنييه أيضييا ً قييال :العبودييية أتييم ميين
العبادة ،فأول ً عبادة وهي للعوام ،ثم عبودية
وهييي للخييواص ،ثييم عبييودة وهييي لخييواص
حديث أبييي المسند وغيره من
صلى الل ّ الخواص ،وفي
ملكا ً
يه
أن :إن الّله أرسلني إليييك ؛ أفملك يا ً
ي علي يهي النبي أتى هريرة » :
فقال وسلم
جبريييل : فقييال ؟ نبيا ً يجعلك ،أو عبدا ً رسول ً
تواضع لربك ،يا محمد ،قال :بل عبدا ً رسول ً
« .والشهر فييي معنييى الرسييول أنييه إنسييان
أوحي إليه بشرع وأمر بتبليغه ،فإن لم يييؤمر
فنبي فقط ،وممن جزم به الحليمييي ،وقيييل
وكان معييه كتيياب ،أو نسييخ لبعييض شييرع ميين
قبلييه ،فييإن لييم يكيين فنييبي فقييط وإن أميير
بييالتبليغ ،فييالنبي أعييم عليهمييا ،وقيييل همييا
بمعنييى ّ ،وهييو الولييى ،ثييم الكييثر علييى أنييه
لنييس يذلكيى ا ِ
صييلى اللييه عليييه وسييلم مرسييل إلي
الحليمييي والجيين دون الملئكيية ؛ صييرح بي
والبيهقي في الشعب ،والييرازي ،والنسييفي
فيي تفسييريهما ،ونقليه المتييأخرون ،منهيم
الحافظ أبو الفضل العراقييي فييي نكتييه علييى
ابن الصلح ،والشيخ جلل الدين المحلي فييي
شرح جمع الجوامع ،واختار ًالبارزي والسبكي
أنه مرسل إلى الملئكة أيض يا ،وهييو اختييياري
وقد ألفت فيه كتاب يا ً ،وأمييا الكلم فييي شييرح
اسمه محمد فقد بسطناه في » شرح السماء
النبوية « .
- 21 -
عَلييى ة َسييتمر ِ م ْ ليل ْي ُ ن َا سيين ٍ والالل ّّ جَزة نِ معبييال ْصييه ِ قّ خ
و َ
ى سيياِئر َ ي علَ و ه
ِ ع
َ يهي صلى َ ِ زما ْ ال ب
ِ َتعا َ
مييا و َ
ن َ ..وان مليي َ ف ال ْ َ ل ْمييا اخَتليي َ كيي ّ وآل ُ نِ َ ال ََنييبّيي
رت َ
دا ِدي َ ج ِب ال ْ َ عاق َ وت َ َ وِذكُرهُ َ هَ ، حكم ُ تكّر َ
_________________________
) وخصييه بييالمعجزة ( المسييتمرة ،أي القييرآن
) والسنن المسييتمرة علييى تعيياقب الزمييان (
الصحيحين عن أبي هريرة أن رسييول الييه في
صلى الّله عليه وسييلم قييال :مييا ميين النبييياء
آميين
مثله وحييا ً من نبي إل قد أعطى من اليات ما
يذي أكثرهم تبعييا ً
يت ي أوتي عليييه البشيير ،وإنمييا كييان الي
أوحاه الّله إلي ،فأرجو أن أكون
يوم القيامة .أي اختصصته من بينهم بالقرآن
المعجييز للبشيير ،المسييتمر إعجييازه إلييى يييوم
القيامييية ،بخلف سيييائر المعجيييزات فإنهيييا
انقضت في وقتها ) صلى الّله عليه ( وسلم )
وعلييى سييائر النييبيين وآل كييل مييا اختلييف
الملوان ( أي الليل والنهار ،قاله في الصحاح
،يقال ل أفعليه ميا اختليف المليوان ،الواحيد
مل بالقصر ) وما تكررت حكمه وذكره وتعاقب
الجديدان ( أي الليييل والنهييار أيضييا قييال ابيين
دريد :
عيلى جيدييد إن الجديدين إذا ما استوليا
دنَيياهُ للبيلى أ ْ
وقيل هما الغداة والعشيي ،وأدخييل المصيينف
الصلة سائر النبيين ،لحديث :صلوا على أنبياء الل ّفي
يت . ي بعث ياي كم يوا ي بعث يإنهم ي ف يله ي ورس يهي
أخرجه الخطيب وغيره ،وآل النبي صلى الّلييه
عليه وسلم عند الشافعي :أقيياربه المؤمنييون
من بني هاشم والمطلب ،لحديث مسلم فييي
الصدقة » :إنها ل تحل لمحمييد ول لل محمييد
« ،وقييال فييي حييديث رواه الطييبراني » :إن
الخمس ما يكفيكم -أو يغنيكم خمسصلى ال ّ لكم في
وسييلم الخمييس عليه له قسم « ،وقد
على بني هاشم والمطلب تاركا ً أخييويهم بنييي
نوفل وعبد شمس مييع سييؤالهم لييه كمييا رواه
البخاري ،فييآل إبراهيييم :إسييماعيل واسييحق
وأولدهميييا ،ويقييياس بيييذلك ،آل البييياقين ،
وتعبير المصنف عن السنة بالحكم ،أخييذا ً ميين
تفسير الحكمة فييي قييوله تعييالى } :يعلمهييم
الكتيياب والحكميية { ) آل عمييران ( 164 -ي ،
وقوله }ّ :واذكرن ما يتلييى فييي بيييوتكن ميين
آييييات الليييه والحكمييية { ) الحيييزاب ( 34 -
بالسنة .قال ذلك قتادة والحسن وغيرهما .
- 22 -
ضييل ف َ ن أَ ْ ْ مي
ث ِ دي ِ عل ْييم اْلح ي ِ ن ِ فييإ ّ ع يد ُ « َ مييا ب َ ْ ّ
» أَ
و
وه َ ولي َ ن ُ
وكيف ل يكو ُ ق وأ َ يي َ ن. عالمي َ ب ال َ ب إ َلى َر ّ َ يياَرن ِ قال ْ ُ
ن يي ي
رته م َين كتيّياب َال رم يي
ي ْ ك ي لخل ْ ا ر يي ي خي
َ ييق ي ري ط ب َي َي ُ
» ِ صي َْ ُ ِ ْ ْ ِ َ خت َ ِ
َ با ْ ذا كَتا ِ ٌ ه َو ََ . خرين ِ وال ِ
ث دي ِ حيي ِ وم ال َ ِ علن» ُ ْ م
ه ِ ُ صرت ْ َ شاِد « اّلذي اخ ْت َ لر َ ا
رو عم ي ِ ظ المْتقيين أب ِييي َ حيياف ِ مييام ال َ بنال ِ َ شيخ « ِلل ّ
نما َ عث َ ُ
_________________________
) أما بعد ( أتى بها لن النبي صلى الل ّييه عليييه
وسييلم كييان إذا خطييب قييال :أمييا بعييد ،رواه
الطبراني ،وِذكُرها في خطبه صلى الّله عليييه
وسلم مشهور في الصحيحين وغيرهما ،وفي
حديث :إنها فصل الخطاب الذي أوتيييه داود ،
رواه الديلمي فييي » مسييند الفييردوس « ميين
حييديث أبييي موسييى الشييعري ) فييإن علييم
الحديث من أفضل القرب ( جمع قربيية أي مييا
يتقرب به ) إلى رب العالمين وكيف ل يكون (
كذلك ) وهيو بيييان طرييق خيير الخليق وأكيرم
والشيييء يشييرف بشييرف الولين والخرييين (
متعلقييه ،وهييو أيضييا ً وسيييلة إلييى كييل علييم
شرعي .أما الفقه فوا ضح ّ ،وأمييا التفسييير :
فلن أولى ما فسر به كلم الله تعالى ما ثبت
عن نييبيه صييلى الل ّييه عليييه وسييلم وأصييحابه ،
وذلك يتوقف على معرفته ) وهذا كتاب ( فييي
لرشيياد علوما ِ علوم الحديث ) اختصرته من كتيياب »
الحديث « الذي اختصرته من ( كتاب ) »
لمييام الحييافظ المحقييق المتقيين ( « للشيييخ ا
تقي الدين )ِ أبي عمرو
- 23 -
هاللل ّّيي ُ ضي
يا َءَ ال
لح َر ِ ص َ الييا ّ ف باب ْن معرو
ه ْ ُفيييِ ا ْ رحمن ال َ د ال
ه َ ،أ ُ ّب َييال ُ
عب ِ َ
يه َ ي َ
ش ن ْ إ ر
ِ صَ لخ ِت ِ غ في ي ِ ُ عن َ
ص
كريييمُ ر
ح َي ِ
وأ ْ َ صييوِدّ ، ُ مق ْ بال خلل ْ إ ر
ِ ي ْ يغ ن ْ ي م
ِ لى يا عي َ تَ
عَلييى اللييه ال و َ َ عَبيياَرة ،
ح ال ِ ضييا َ إي لييى ع َ َ
والستَنادُ . ه الّتفويض َ وإل ِي ْ ِ مادُ َ ، لعت َ ا ْ
ف. عي ٌ وض ِ َ ، ن س
َ َ ٌح و ، حٌ صحي َ : ث
ُ دي
ِ حال ْ
_________________________
عثمييان بيين عبييد الرحميين ( الشييهرزوري ثييم
الدمشييقي ) المعييروف بييابن الصييلح ( وهييو
لقب أبيه ) رضييي ال ّل ّييه عنييه ،أبييالغ فيييه فييي
الختصار إن شاء الله تعالى ،ميين غييير إخلل
يود ،وأحييرص علييى إيضيياح العبييارة ، بالمقصي
وعلى الّله الكريم العتميياد ،وإليييه التفييويض
والستناد .الحديث ( فيما قال الخطابي فييي
» معيييالم السييينن « ،وتبعيييه ابييين الصيييلح :
ينقسم عند أهله على ثلثة أقسييام ) صييحيح ،
وحسن ،وضعيف ( لنه إما مقبول أو مردود ،
والمقبول إما أن يشتمل ميين صييفات القبييول
علييى أعلهييا أو ل ،والول الصييحيح والثيياني
الحسن ،والمردود ل حاجة إلى تقسيمه ،لنه
ل ترجيح بين أفراده .
واعترض بأن مراتبه أيضا ً متفاوتيية ،فمنييه مييا
يصييلح للعتبييار ومييا ل يصييلح ،كمييا سيييأتي ،
فكان ينبغي الهتمام بتمييز الول من غيره .
وأجيب بأن الصالح للعتبييار داخييل فييي قسيم
المقبول ،لنه من قسم الحسن لغيييره ،وإن
يب
أيض يا ً نظيير إليييه باعتبييار ذاتييه ،فهييو أعلييى مراتي
الضعيف ،وقد تفاوتت مراتييب الصييحيح
ولم تنوع أنواعا ً ،وإنما لم يذكر الموضوع لنه
- 24 -
ل: سائ ِ ُ هم َ في ِ و ِ حَ ، صحي ُ و ُ
ل :ال ّ ال ّ
ه
يندُ ُسي ل َصيي َ
َ مييا ات َّ و ي
هيُ و ، هِ ّ د يحي
َ يي في : يى َ
لي الو
ة، عل ٍ
ول ِ ذوٍذ َ ش ُ رَ ُ
غي ْ ِ ن َ َ
م ْ ن ِ ضاِبطي َ دول ال ّ ِباْلع ُ
_________________________
ليس في الحقيقة بحديث اصطلحا ً ،بل بزعم
قيل :الحديث صحيح وضعيف فقط واضعه ،و َ
،والحسيين مييدرج فييي أنييواع الصييحيح ،قييال
العراقي في نكته :ولم أر من سبق الخطابي
إلييى تقسيييمه المييذكور ،وإن كييان فييي كلم
المتقييدمين ذكيير الحسيين ،وهييو موجييود فييي
كلم الشييافعي والبخيياري وجماعيية ،ولكيين
الخطابي نقييل التقسيييم عيين أهييل الحييديث .
وهو إمام ثقة ،فتبعه ابن
لسييلم ابيين حجيير : شيييخ ا ِ الصييلح .قييال
أهل الحديث ميين العييام والظاهر أن قوله عند
الذي أريد به الخصييوص ،أي الكييثر ،أو الييذي
استقر اتفاقهم عليه بعد الختلف .
تنبيه
قال ابن كثير :هذا التقسيم إن كان بالنسييبة
لما في نفس المر فليس إل صييحيح وكييذب ،
أو إلييى اصييطلح المحييدثين ،فهييو ينقسييم
عندهم إلى أكثر ميين ذلييك وجييوابه أن المييراد
الثاني ،والكل راجع إلى هذه الثلثة .
) الول الصحيح ( وهو فعيل -بمعنى فاعييل -
ميين الصييحة ،وهييي حقيقيية فييي الجسييام ،
واستعمالها هنا مجاز .واستعارة تبعية ) وفيه
مسائل ،الولى :فييي حييده ،وهييو مييا اتصييل
ل عن قول ابن الصلح » :المسييند عدَ َ سنده ( َ
الييذي يتصييل إسييناده « ،لنييه أخصيير وأشييمل
للمرفوع والموقييوف ) بالعييدول الضييابطين (
جمع باعتبار سلسلة السند ،أي بنقييل العييدل
الضابط عن العدل الضابط إلى منتهيياه ،كمييا
عبر به ابيين الصييلح ،وهييو أوضييح ميين عبييارة
المصنف إذ توهم أن يرويييه جماعيية ًضييابطون
عن جماعيية ضييابطين ،وليييس مييرادا .قيييل :
كان الفضل أن يقول بنقل الثقيية ،لنييه ميين
جمع العدالة والضبط ،والتعيياريف تصييان عيين
لسييهاب ) ميين غييير شييذوذ ول عليية ( فخييرج ا ِ
بالقيييد الول المنقطييع والمعضييل والمعلييق
والمدلس والمرسل علييى رأي مي ًين ل يقبلييه ،
وبالثيياني مييا نقلييه مجهييول عين يا أو حييال ً ،أو
معروف بالضييعف ،وبالثييالث مييا نقلييه مغفييل
كيييثير الخطيييأ ،وبيييالرابع والخيييامس الشييياذ
والمعلل .
- 25 -
تنبيهات
الول :حد الخطابي الصحيح بييأنه :مييا اتصييل
سيينده وعييدلت نقلتييه ،قييال العراقييي :فلييم
يشترط ضبط الراوي ول السلمة من الشييذوذ
والعلة ،قال :ول شك أن ضييبطه ل بييد منييه ،
لن ميين كييثر الخطييأ فييي حييديثه وفحييش ،
استحق الترك .
قلييت :الييذي يظهيير لييي أن ذلييك داخييل فييي
عبيييارته ،وأن بيييين قولنيييا » :العيييدل « و »
عدلوه « فرقا ،لن المغفل المسيتحق للييترك
ل يصييح أن يقييال فييي حقييه عييدله أصييحاب
الحديث ،وإن كان عدل ً في دينه ،فتأمل .
لسييلم ذكيير فييي نكتييه معنييى شيخ :ا ِ ثم رأيت
إن اشييتراط العداليية يسييتدعي ذلييك فقييال
صدق الراوي وعدم غفلته وعدم تسيياهله عنيد
التحميييل والداء ،وقييييل إن اشيييتراط نفيييي
الشذوذ يغني عن اشتراط الضبط ،لن الشاذ
إذا كييان هييو الفييرد المخييالف وكييان شييرط
الصيييحيح أن ينتفيييي كيييان مييين كيييثرت منيييه
المخالفة وهو غييير الضييابط أولييى .وأجيييب :
بأنه في مقام التبيين ،فييأراد التنصيييص ولييم
لشارة . يكتف با ِ
قييال العراقييي :وأمييا السييلمة ميين الشييذوذ
والعلة ،فقال ابن دقيق العيد في » القييتراح
« :إن أصييحاب الحييديث زادوا ذلييك فييي حييد
وفيه نظر على مقتضى نظيير الصحيح ،قال :
الفقهاء ،فإن كثيرا ً من العلل التي يعلل بهييا
المحدثون ل تجري على أصول الفقهاء ،قييال
العراقي :والجواب أن ميين يصيينف فييي علييم
الحديث إنما يذكر الحد عند أهله ل عند غيرهم
من أهل علم آخر ،وكون الفقهاء والصوليين
ل يشترطون في الصحيح هييذين الشييرطين ل
يفسد الحد عند من يشترطهما ،ولذا قال ابن
الصييلح بعييد الحييد :فهييذا هييو الحييديث الييذي
يحكم له بالصحة بل خلف بين أهييل الحييديث ،
وقييد يختلفييون فييي صييحة بعييض الحيياديث
لختلفهم في وجود هييذه الوصيياف فيييه ،أو
لختلفهييم فييي اشييتراط بعضييها كمييا فييي
المرسل .
- 26 -
الثيياني :قيييل :بقييي عليييه أن يقييول :ول
إنكييار .وردّ بييأن المنكيير عنييد المصيينف وابيين
الصلح هو والشاذ سيييان ،فييذكر معييه تكرييير
وعند غيرهما أسوأ حال ً من الشاذ ؛ فاشييتراط
نفي الشييذوذ يقتضيي اشييتراط نفيييه بطرييق
الولى .
الثالث :قيل :لم يفصح بمييراده ميين الشييذوذ
هنا ،وقد ذكر في نوعه ثلثة أقوال ؛ أحدها :
يرد الثقيية لرجييح منييه .والثيياني :تفي
مطلقيا ً مخالفيية
الثقة مطلقا ً .والثالث :تفرد اليراوي
ورد الخيرين ؛ فالظاهر أنه أراد هنا الول .
لسييناد ضيا ِ
لسلم :وهو مشكل ؛ لن قال شيخ ا
يابطين ، إذا كان متص ِل ً ورواته كلهم عييدول ً
فقد انتفت عنه العلل الظاهرة .ثم إذا انتفى
كونه معلول ً فما المييانع ميين الحكييم بصييحته ؟
فمجرد مخالفة أحد رواته لمن هو أوثق منه أو
أكثر عددا ً ل يستلزم الضيعف ،بييل يكييون مين
باب صحيح وأصح ،قال :ولم يرو مع ذلك عن
أحد من أئمة الحييديث اشييتراط نفييي الشييذوذ
المعيبر عنيه بالمخالفية .وإنمييا الموجيود مين
تصرفاتهم تقديم بعض ذلييك علييى بعييض فييي
الصحة .
وأمثلة ذلك موجودة في الصحيحين وغيرهما ،
فمن ذلك أنهما أخرجييا قصيية جمييل جييابر ميين
طرق ،وفيها اختلف كثير في مقدار الثمن ،
وفييي اشييتراط ركييوبه وقييد رجييح البخيياري
الطرق التي فيها الشتراط ً على غيرها ،مييع
تخريج المرين ،ورجح أيضا كون الثمن أوقية
مييع تخريجييه مييا يخييالف ذلييك ،وميين ذلييك أن
مسلما أخرج فيه حديث مالك عن الزهري عن
عروة عن عائشة في الضطجاع قبييل ركعييتي
الفجيير ،وقييد خييالفه عاميية أصييحاب الزهييري
كمعمر ويونس وعمرو بن الحارث والوزاعييي
وابن أبي ذئب وشعيب ،وغيرهم عن الزهري
،فذكروا الضطجاع بعييد ركعييتي الفجيير قبييل
صلة الصبح ،ورجح جمع من الحفاظ روايتهم
على رواية مالك ،ومع ذلك فلم يتأخر أصحاب
الصحيح عن إخراج حديث مالك في كتبهم .
- 27 -
وأمثلة ذلك كثيرة ،ثم قال ً :فإن قيل :يلييزم
أن يسييمى الحييديث صييحيحا ول يعمييل بييه ،
قلت :ل مانع من ذلك ،ليس كل صحيح يعمل
بييه ،بييدليل المنسييوخ .قييال :وعلييى تقييدير
المرجييوح ل يسييمى التسييليم ،إن المخييالف
صحيحا ً ؛ ففي جعل انتفائه شرطا ً في الحكييم
للحديث بالصحة نظر ،بل إذا وجدت الشييروط
المييذكورة أول ً حكييم للحييديث بالصييحة مييا لييم
يظهر بعييد ذلييك أن فيييه شييذوذا ً ،لن الصييل
عيدم الشيذوذ ،وكيون ذليك أصيل ً ميأخوذ مين
عداليية الييراوي وضييبطه ،فييإذا ثبييت عييدالته
وضبطه كان الصييل أنييه حفييظ مييا روى حييتى
يتبين خلفه .
الرابع :عبارة ابن الصلح :ول يكون شاذا ً ول
معلل ً .فيياعترض بييأنه لبييد أن يقييول بعليية
قادحية ،وأجييب بيأن ذليك يؤخيذ مين تعرييف
المعلول حيث ذكر في موضعه .
لسلم :لكن ميين غييير عبييارة ابيين شيخ ا ِ قال
فقال من غير شذوذ ول علة ،احتيياج الصلح ،
أن يصف العلة بكونها قادحة وبكونهييا خفييية ،
وقد ذكر العراقي في منظومته الوصف الول
وأهمل الثاني ول بييد منييه ،وأهمييل المصيينف
وبييدر الييدين ابيين جماعيية الثنييين ،فبقييي
العتراض من وجهين .
لسييلم :ولييم يصييب ميين قييال :ل إلى اذل ِ
قال شيخ
لن لفييظ العليية ل يطلييق إل ، يك ي حاجة
على ما كان قادحا ً .فلفظ العلة أعم من ذلك
.
الخامس :أورد علي هذا التعريف ما سيييأتي :
أن الحسن إذا ُروي من غير وجييه ارتقييى ميين
درجة الحسن إلييى منزليية الصييحة ،وهييو غييير
داخل في هذا الحد ،وكييذا مييا اعتضييد بتلقييي
العلميياء لييه بييالقبول .قييال بعضييهم :يحكييم
للحديث بالصحة إذا تلقاه الناس بييالقبول وإن
لم يكن له إسناد صحيح .
قال ابن عبد البر فييي السييتذكار :لمييا حكييى
عن الترمذي أن البخاري صحح حييديث البحيير :
» هييو الطهييور ميياؤه « ،وأهييل الحييديث ل
يصححون مثييل إسييناده .لكيين الحييديث عنييدي
صيحيح ؛ لن العلميياء تلقييوه بييالقبول ،وقيال
في » التمهيد « :روى جابر عن النييبي صييلى
عليه وسييلم » :الييدينار أربعيية وعشييرون ً الّله
قيراطا « ،قال :وفييي قييول جماعيية العلميياء
لسييناد وإجماع الناس على معنيياه غنييى عيين ا ِ فيه .
- 28 -
فَراييني : لسيي ِإسييحاق ا ِ وقييال السييتاذ أبييو
اشييتهر عنييد أئميية تعييرف صييحة الحييديث إذا
الحديث بغير نكير منهم .
مث ّي َ
ل ذلييك يأني ب : وزاد
ربع العشر وفي َ فورك ، وقال نحوه ابن ُ
يي مييائتي بحديث » :في الّرقة
درهم خمسة دراهم « .
- 29 -
وقييال أبييو الحسيين ابيين الحصييار فييي تقريييب
المدارك ،على موطأ مالك :قد يعلييم الفقيييه
صيحة الحييديث إذا لييم يكيين ّ فييي سيينده كييذاب
بموافقة آييية ميين كتيياب اللييه أو بعييض أصييول
الشريعة ،فيحمليه ذليك عليى قبييوله والعميل
به ،وأجيب عن ذلك بأن المراد بالحد الصييحيح
لذاته ل لغيره ،وما أورد من قبيل الثاني .
السادس :أورد أيض يا ً :المتييواتر فييإنه صييحيح
قطعيييا ً ،ول يشيييترط فييييه مجميييوع هيييذه
الشروط .قال شيخ السلم :ولكن يمكن أن
يقال :هل يوجد حديث ِمتواتر لم تجتمييع فيييه
هذه الشروط ؟
السابع :قال ابن حجر :قد اعتنى ابن الصلح
والمصيينف بجعييل الحسيين قسييمين :أحييدهما
باعتضيياده ،فكييان ينبغييي أن لييذاته والخيير
يعتنييي بالصييحيح أيضييا ً .وينبييه علييى أن لييه
قسمين كذلك ،وإل فإن اقتصر علييى تعريييف
الصحيح لغيره في بابه ،وذكر الصييحيح لغيييره
في نوع الحسن لنه أصييله ،فكييان ينبغييي أن
يقتصر على تعريف الحسيين لييذاته فييي بييابه ،
ويذكر الحسن لغيييره فييي نييوع الضييعيف لنييه
أصله .
فائدتان
الولى :قال ابن حجر :كلم ابن الصلح فييي
شرح مسلم له يدل على أنه أخذ الحدّ المذكور
هنا من كلم مسلم ،فإنه قال :شرط مسييلم
لسييناد بنقييل إلىييل ا ِ
فييي صييحيحه أن يكييون متص
منتهاه غير شيياذ الثقة عن الثقة من أوله
ول معلل ،وهذا هييو حييد الصييحيح فييي نفييس
المر .
لسلم :ولم يتبين لي أخذه انتفاء ا شيخ قال
الشذوذ من ِكلم مسلم ،فإن كان وقف عليييه
من كلمه في غير مقدمة صحيحة فذاك ،وإل
فالنظر السابق في السلمة من الشذوذ باق .
قال :ثم ظهر لي مأخذ ابن الصلح ،وهو أنه
يرى أن الشاذ والمنكر اسمان لمسمى واحد .
يروي
ةييشييئا ً وقد صرح مسلم بأن علميية المنكيير أن
الراوي عن شيخ كييثير الحيديث واليروا ِ
ينفييرد بييه عنهييم ،فيكييون الشيياذ كييذلك ،
فيشترط انتفاؤه .
الثانية :بقي للصحيح شييروط مختلييف فيهييا ،
منها ما ذكره الحاكم ميين علييوم الحييديث :أن
يكون راويه مشهورا ً بييالطلب ،وليييس مييراده
الشهرة المخرجة عن الجهاليية ،بييل قييدر زائد
على ذلك .
- 30 -
قال عبد الّله بن عون :ل يؤخذ العلم إل على
من شهد له بالطلب ،وعن مالك نحوه ،وفييي
مقدمة مسلم عن أبي الزناد :أدركت بالمدينة
مائة كلهم مأمون ،ما ُيؤخييذ عنهييم الحييديث ،
ُيقال ليس من أهله .
- 31 -
لسييلم :والظيياهر ميين تصييرف الصاي ِ قييال شيييخ
يحيح اعتبييار ذلييك ،إل إذا كييثرت صيياحبي
مخارج الحديث فيستغنيان عيين اعتبييار ذلييك ،
كما يستغنى بكثرة الطرق عن اعتبييار الضييبط
التام .
لسلم :ويمكن أن يقييال اشييتراط ِ ا شيخ قال
يغني عن ذلك ،إذ المقصييود بالشييهرة الضبط
بييالطلب أن يكييون لييه مزيييد اعتنيياء بالرواييية
لتركن النفس إلى كونه ضبط ما روى .ومنها
ما ذكره السمعاني في القواطع :أن الصحيح
ل يعرف برواية الثقييات فقييط ،وإنمييا يعييرف
بالفهم والمعرفة وكثرة السماع والمذاكرة .
لسييلم :هييذا يؤخييذ ميين اشييتراط شيخي ا ِ قال
يونه معلييول ،لن الطلع علييى ذلييك انتفيياء ك
إنمييا يحصييل بمييا ذكيير ميين الفهييم والمييذاكرة
وغيرهما .ومنها :أن بعضييهم اشييترط علمييه
بمعاني الحديث ،حيث يييروى بييالمعنى ،وهييو
شرط لبد منه ،لكنه داخل في الضييبط ،كمييا
سيأتي في معرفة من تقبل روايته .ومنهييا :
أن أبا حنيفة اشترط فقه الراوي .
لسييلم :والظيياهر أن ذلييك إنمييا عند ا ِقييال شيييخ
المخالفة أو عند التفييرد بمييا تعييم يشترط
به البلييوى .ومنهييا :اشييتراط البخيياري ثبييوت
السييماع لكييل راو ميين شيييخه ،ولييم يكتييف
بإمكيييان اللقييياء والمعاصيييرة كميييا سييييأتي .
وقيل :إن ذلك لم يذهب أحد إلييى أنييه شييرط
الصييحيح بييل للصييحية .ومنهييا :أن بعضييهم
اشترط العدد في الرواية كالشهادة .
يروط ي ش
وحكي أيضا ًيي قييال العراقييي :حكيياه الحييازمي في
الئمة عن بعض متأخري المعتزلة
عن بعض أصحاب الحديث .
- 32 -
لسلم :وقد فهم بعضهم ذلك من كلما ِ
قال شيخ
الحاكم في علوم الحديث ،وفييي » خلل
المييدخل « كمييا سيييأتي فييي شييرط البخيياري
ومسلم ،وبذلك جزم ابيين الثييير فييي مقدميية
جامع الصييول وغيييره ،وأعجييب ميين ذلييك مييا
ذكره الميانجي في كتاب » ما ل يسع المحدث
جهله « شرط الشيييخين فييي صييحيحهما أن ل
رواه
فصاعدا ً صح عندهما ،وذلك ،مييا يدخل فيه إل ما
عن النبي صلى الّله عليه وسلم اثنان
،وما نقله عن كل واحييد ميين الصييحابة أربعيية
من التابعين فأكثر ،وأن يكون عن كييل واحييد
من التابعين أكثر من أربعة .انتهى .
لسلم :وهو كلم من لييم يمييارس قال شيخ ا
الصييحيحين ِأدنييى ممارسيية ،فلييو قييال قييائل
ليس في الكتابين حييديث واحييد بهييذه الصييفة
لما أبعد .
وقال ابن العربي في » شرح الموطأ « :كان
مييذهب الشيييخين أن الحييديث ل يثبييت حييتى
يرويه اثنان .قال :وهييو مييذهب باطييل ،بييل
الواحد عين الواحيد صيحيحة إليى النييبي رواية
صلى الّله عليه وسلم .
وقال في » شييرح البخيياري « عنييد حييديث » :
العمييال « :انفييرد بييه عميير ،وقييد جيياء ميين
يعيف طريق أبي سعيد ،رواه البزار بإسييناد ضي
قال :وحديث عمير وإن كييان طريقيه واحيدا ً ،
وإنما بنى البخيياري كتييابه علييى حييديث يرويييه
أكثر من واحييد فهييذا الحييديث ليييس ميين ذلييك
الفيين ،لن عميير قيياله علييى المنييبر بمحضيير
العيان من الصحابة ،فصار كييالمجمع عليييه ،
فكأن عمر ذكرهم ل أخبرهم .
قال ابن رشيد :وقد ذكر ابن حبييان فييي أول
صحيحه -أن ما ادعاه ابن العربي وغيره -من
أن شييرط الشيييخين ذلييك مسييتحيل الوجييود ،
قال :والعجب منه كيف يدعى عليهما ذلك ثم
يزعم أنييه مييذهب باطييل ،فليييت شييعري ميين
أعلمه بأنهما اشترطا ذلييك ؟ إن كييان منقييول ً
فليبين طريقه لننظر فيهييا ،وإن كييان عرفييه
بالستقراء فقيد وهيم فيي ذليك ،ولقيد كييان
يكفيه فييي ذلييك ،أول حييديث فييي البخيياري ،
وما اعتذر به عنييه فييه تقصييير ،لن عمير لييم
ينفرد به وحده ،بييل انفييرد بييه علقميية عنييه ،
وانفييرد بييه محمييد بيين إبراهيييم عيين علقميية ،
وانفرد به يحيى بن سييعيد عيين محمييد ،وعيين
يحيى تعددت رواته .
- 33 -
وأيضا ً فكون عمر قاله على المنبر ل يسييتلزم
أن يكون ذكر السامعين بما هييو عنييدهم ،بييل
هو محتميل للمريين ،وإنميا ليم ينكيروه لنيه
عندهم ثقة ،فلو حدثهم بما لم يسمعوه قييط
لم ينكروا عليه .اهي .
وقد قييال باشييتراط رجلييين عيين رجلييين َفييي
علية ،شرط القبول إبراهيم بن إسماعيل بن ُ
وهو من الفقهيياء المحييدثين ،إل أنييه مهجييور
القول عند الئمة ،لميله إلى العتزال ،وقييد
كان الشافعي يرد عليه ويحذر منه .
وقال أبو علي الجبائي من المعتزلة :ل يقبل
الخبر إذا رواه العدل الواحد ،إل إذا انضم إليه
ظيياهرً خييبر عييدل آخيير ،أو عضييده موافقيية
الكتاب ،أو ظاهر خبر آخر ،أو يكييون منتشييرا
بين الصحابة ،أو عمل به بعضييهم ،حكيياه أبييو
الحسن البصري في المعتمد ،وأطلق الستاذ
أبييو منصييور التميمييي عيين أبييي علييي :أنييه ل
يقبل إل إذا رواه أربعة .
وللمعتزليية فييي رد خييبر الواحييد حجييج ّ :منهييا
قصة ذي اليدين ،وكون النبي صلى الله عليه
وسلم توقف في خبره حتى تابعه عليه غيره ،
وقصة أبي بكر حين توقف فييي خييبر المغيييرة
في ميراث الجدة حتى تابعه محمد بن مسييلمة
،وقصة عمر حين توقف عن خبر أبي موسييى
في الستئذان حتى تابعه أبو سعيد .
وأجيب عن ذلك ،كله :فأما قصة ذي اليدين ،
فإنما حصل التوق ّييف فييي خييبره ،لنييه أخييبره
عن فعله صلى الله عليه وسلم ،وأمر الصييلة
ل يرجع المصلي فيه إلى خبر غيره ،بييل ولييو
بلغوا حد التواتر ،فلعله إنما تذكر عنييد إخبييار
غيره .
وقد بعث صلى الّله عليه وسييلم رسييله واحييدا ً
واحييدا ً إلييى الملييوك ووفييد عليييه الحيياد ميين
القبائل فأرسله إلى قبائلهم ،وكييانت الحجيية
قائمة بإخبارهم عنه مع عدم اشتراط التعدد .
وأما قصة أبي بكر فإنما توقييف إرادة الزيييادة
خبر عائشة وحدها فييي في التوثق ،وقد قبل
قدر كفن النبي صلى الّله عليه وسلم .
- 34 -
وأما قصة عمر فإن أبا موسييى أخييبره بييذلك ،
الحييديث عقييب إنكيياره عليييه رجييوعه ،فييأراد
التثبت في ذلييك ،وقييد قبييل خييبر ابيين عييوف
وحده فيي أخيذ الجزيية مين المجيوس ،وفيي
الرجوع عن البلد الذي فيها الطيياعون ،وخييبر
الضحاك بن سفيان في توريث امرأة أشيم .
قلت :وقد استدل البيهقي فييي » المييدخل «
على ثبوت الخبر بالواحد بحديث » :نضر الّلييه
عبدا ً سمع مقييالتي فوعاهييا ً فأداهييا « ،وفييي
لفييظ » :سييمع منييا حييديثا فبلغييه غيييره « ،
وبحديث الصحيحين » :بينما الناس بقباء في
صلة الصييبح ّ إذ أتيياهم آت فقييال :إنّ رسييول
له عليه وسلم قد أنزل اللييه عليييه الّله صلى ال
الليليية قرآن يا ً ،وقييد أميير أن يسييتقبل الكعبيية
فاسييتقبلوها ،وكييانت وجييوههم إلييى الشييام
فاسييتداروا إلييى الكعبيية « ،قييال الشييافعي :
فقد تركوا قبلة كانوا عليهييا ّ بخييبر واحييد ولييم
ينكيير ذلييك عليهييم صييلى اللييه عليييه وسييلم ،
يس :إنييي لقييائم وبحييديث الصييحيحين عيين أني
أسقي أبا طلحة وفلنا ً وفلنا ً ،إذ دخييل رجييل
فقال :هل بلغكم الخبر ؟ قلنا وما ذاك ،قال
:حرمت الخمر ،قييال :أهييرق هييذه القلل يييا
أنس ،قال :فما سألوا عنها ول راجعوها بعد
خييبر الرجييل ،وبحييديث إرسيياله عليييا ً إلييى
الموقف بأول سورة براءة ،وبحديث يزيد بيين
شييييبان » :كنيييا بعرفييية فأتانيييا ابييين مربي ّييع
ياري فقييال :إنييي رسييول رسييول اللييه النصي
صلى الّله عليه وسلم إليكم يأمركم أن تقفوا
يحيحين على مشاعركم هييذه « ،وبحييديث الصي
يلمة بيين الكييوع » :بعييث رسييول الل ّييه عيين سي
صلى الّله عليه وسلم يوم عاشييوراء رجل ً ميين
يييوم أسييلم ينييادي فييي النيياس :إن اليييوم
عاشوراء ،فميين كييان أكييل فل يأكييل شيييئا ً «
الحديث ،وغيير ذلييك ،وقيد ادعيى ابين حبييان
نقيض هييذه الييدعوى فقييال :إن رواييية اثنييين
عيين اثنييين إلييى أن ينتهييي ل توجييد أصييل ً ،
وسيأتي تقرير ذلك في الكلم علييى العزيييز ،
ونقييل السييتاذ أبييو منصييور البغييدادي :أن
بعضهم اشترط فييي قبييول الخييبر :أن يرويييه
ثلثة إلى منتهاه ،واشترط بعضهم أربعة عيين
أربعة ،وبعضهم خمسة عن خمسة ،وبعضييهم
سبعة عن سبعة .
- 35 -
ع به ه َمقطو ٌ ذا معناهُ ،ل أن
معنييا ُ فه َ ح َ ل صحي ٌ ذا قي ّ وإ َ
م َيصييح ْ ليي ُ ه َ ف ح صييحي ر غييي
ختا ُ لَ قييي َ
ذا وإ .
ه
سييَناٍد أنيي ُ في إ ْ ه ل ٍُيجَز ُ
م ِ أنا ً ُ. رُ ْ م
ُ وال . ُ هُ د إسنا
د مطَلق ح الساِني ِ أص ّ
_________________________
) وإذا قيل ( هذا حديث ) صحيح فهذا معنيياه (
أي :ما اتصل سنده مع الوصيياف المييذكورة ،
لسناد ) ل أنييه مقطييوع بظاهر ،ا ِ فقبلناه عمل ً
لجواز الخطيأ والنسيييان المر نفس به ( في
على الثقة خلفا ً لميين قييال :إن خييبر الواحييد
يوجب القطع ،حكاه ابن الصباغ عن قوم ميين
أهل الحديث ،وعزاه الباجي لحمد وابن خويز
منداد لمالك ،وإن نازعه فيه المازري ،بعييدم
وجود نص له فيه ،وحكياه ابيين عبييد الييبر عين
حسييين الكرابيسييي وابيين حييزم عيين داود ،
وحكييى السييهيلي عيين بعييض الشييافعية ذلييك
بشرط أن يكون في إسناده إمييام مثييل مالييك
وأحمييد وسييفيان ،وإل فل يييوجبه ،وحكييى
الشيييخ أبييو إسييحق فييي التبصييرة عيين بعييض
المحدثين ذلك في حديث مالك عين نييافع عين
ابن عمر وشبهه ،أما مييا أخرجييه الشيييخان أو
أحدهما فسيأتي الكلم فيه ) وإذا قيييل ( هييذا
حديث ) غير صيحيح ( ليو قيال :ضيعيف لكييان
أخصر ،وأسلم من دخول الحسن ) فمعناه لم
يصح إسناده ( علييى الشيرط الميذكور ،ل أنييه
كذب في نفييس الميير ؛ لجييواز صييدق الكيياذب
وإصابة من هو كثير الخطييأ ) والمختييار أنييه ًل
يجزم في إسناده أنه أصييح السييانيد مطلق يا (
لن تفاوت مراتب الصييحة مرتييب علييى تمكيين
لسناد من شروط الصحة ،ويعز وجود أعلييى ا ِ
درجييات القبييول فييي كييل واحييد ميين رجييال
لسناد الكييائنين فييي ترجميية واحييدة ،ولهييذا ا ِ
اضطرب من خاض في ذلك إذ لم ِ يكن عنييدهم
وإنما رجح كل منهم بحسب مييا استقراء تام ،
قوى عنده خصوصا ً إسناد بلييده لكييثرة اعتنييائه
به ،كما روى الخطيب في الجامع ميين طريييق
أحمد بن سعيد الدارمي ،سييمعت محمييود بيين
غيلن يقول :قيل لوكيع بن الجييراح :هشييام
بن عروة عن أبيه عن عائشة ،وأفلح بن حميد
عيين القاسييم عيين عائشيية .وسييفيان عيين
يم أحييب إبراهيم عن السود عيين عائشيية ،أيهي
إليك ؟ قال :ل نعدل بأهل بلييدنا أحييدا ً ،قييال
أحمد بن سعيد :فأما أنا فييأقول :هشييام بيين
عروة عن أبيه عيين عائشيية أحييب إلييي ،هكييذا
رأيت أصحابنا يقييدمون ،فييالحكم حينئذ علييى
- 36 -
إسناد معين بأنه أصح علييى الطلق مييع عييدم
اتفاقهم ترجيح بغير مرجح .
قييال شيييخ السييلم :مييع أنييه يمكيين للنيياظر
المتقن ترجيييح بعضييها علييى بعييض ميين حيييث
لمام الذي رجح وإتقانه ،وإن لم يتهيأ حفظ ا
لطلق فل يخلييو النظير فييه مين ِ ذلييك علي ِيى ا
فائدة ،لن مجموع ما نقل عن الئمة من ذلك
يفيد ترجيح التراجم التي حكموا لها بالصحية
على ما لم يقع له حكم من أحد منهم .
- 37 -
تنبيه
عبارة ابن الصلح » :ولهذا نرى المساك عن
لسناد أو حديث بأنه أصح على الطلق الحكم
قال ِ
العلئي :أما السناد فقد صرح جماعيية «
بذلك ،وأما الحييديث فل يحفيظ عيين أحييد مين
أئمة الحديث أنه قال حديث كذا أصح الحاديث
لسييناديون ،ا ِعلى الطلق ،لنه ل يلزم ميين كي
فلجييل أصح من غيره أن يكون المتن كييذلك
ذلييك ،مييا خيياض الئميية إل فييي الحكييم علييى
السناد .اهي .
وكأن المصنف حيذفه لييذلك ،لكيين قييال شيييخ
السيييلم :سييييأتي أن مييين لزم ميييا قييياله
بعضهم :إن أصح السانيد ما رواه أحمييد عيين
الشافعي عن مالك عن نييافع عين ابيين عمير ،
أن يكييون أصييح الحيياديث الحييديث الييذي رواه
لسناد ،فإنه لم يييرو فييي مسيينده بهذا ا ِ أحمد
فيكون أصح الحيياديث علييى رأي ميين به غيره
ذهب إلى ذلك .قلت :قد جييزم بييذلك العلئي
نفسه في عوالي مالك ،فقييال فييي الحييديث
المذكور :إنه أصح حديث في الدنيا ،
- 38 -
ه، ن سييالم عين أبيي ِ عبيي ْ يع حها الّزهيير ل أصي ّ وقي َ
ل ي ْ ،وقييي َ عل نْ ع دة َ
ن ّ
ْ ع نَ سيري ابن ل وقي َ
ن
سييب ْيي ْنِ
نا ة ّع ي
الح ْ مي َ َ ن علق ْ م عي َ ن إب َْراهي ي ْ العمييش ع ي
علي ْبن ني َع ْ ل الّزهر وقي َ سعوده،ع َ م ْ
ِ
عيين
َ
ك ّعن نييافع مال َ ّ ي ،وقي ّل ّ عل ن
ْ ِ أبي نْ
َ
ع
نعي ْ ي َ فع ّ شييا ِل :ال ْ ذا قي ي َ هي َ ابن عميير .فعل َييى َ
مر . ع َ
ن ُ ن أب ْ ُع ْ مالك عن نافع َ
_________________________
أبو بكر محمد ) وقيل أصحها ( مطلقا ً ما رواه
بن مسلم بن عبيد الّله بن عبد ال ّّله بن شهاب
) الزهري عن سالم ( بيين عبييد اللييه بيين عميير
) عيين أبيييه ( وهييذا مييذهب أحمييد بيين حنبييل
وإسحق بين راهييويه صيرح بييذلك ابيين الصييلح
) وقييل ( .أصيحها محميد ) ابين سييرين عين
عبيدة ( السلماني بفتح العين ) عن علي ( بن
أبيييي طيييالب ،وهيييو ميييذهب ابييين الميييديني
والفلس وسليمان بن حيرب ،إل أن سييليمان
قييال :أجودهييا أيييوب السييختياني عيين ابيين
سيرين ،وابن المييديني :عبييد الل ّييه بيين عييون
عيين ابيين سيييرين حكيياه ابيين الصييلح ) وقيييل
أصحها سليمان ) العمش عيين إبراهيييم ( بيين
النخعي ) عن علقمة ( بن قيييس ) عيين ( يزيد
عبييد الّلييه ) بيين مسييعود ( وهييو مييذهب ابيين
معين ،صرح به ابن الصلح ) وقيل ( أصحها )
الزهييري عيين ( زييين العابييدين ) علييي بيين
الحسين عن أبيه ( الحسين ) عن ( أبيه ) علي
( بن أبي طالب ،حكاه ابيين الصييلح عيين أبييي
بكر بن أبي شيبة ،والعراقي عن عبد الييرزاق
) وقيل ( أصحها ) مالك ( بن أنس ) عن نييافع
مولى ابن عمر ) عيين ابيين عميير ( وهييذا قييول
البخاري ،وصدر العراقي به كلمه ،وهو أميير
تميييل إليييه النفييوس ،وتنجييذب إليييه القلييوب
روى الخطيب في » الكفاية « عيين يحيييى بيين
بكر أنه قال لبي زرعة الرازي :يا أبا زرعيية ،
ليس ذا زعزعة ،عن زوبعة ،إنما ترفع الستر
فتنظيير إلييى النييبي صييلى الّلييه عليييه وسييلم
والصحابة ،حديث مالك عن نافع عن ابن عمر
) فعلى هذا قيل ( عبارة ابيين الصييلح .وبي ّيين
لمييام أبييو منصييور عبييد القيياهر بيين طيياهر ا ِ
التميمييي أن أجييل السييانيد ) الشييافعي عيين
مالك عن نافع عن ابن عمر ( .
- 39 -
واحتج بإجماع أهل الحديث على أنييه لييم يكيين
فييي الييرواة عيين مالييك أجييل ميين الشييافعي ،
وبنييى بعييض المتييأخرين علييى ذلييك أن أجلهييا
رواية أحمد بن حنبل عن الشافعي عن مالك ،
لتفاق أهل الحديث على أن أجل من أخذ عن
لمييام أحمييد ، يديث ا ِ الشييافعي ميين أهييل الحي
الذهب ،وليييس وتسمى هذه الترجمة سلسلة
في مسنده علييى كييبره بهييذه الترجميية سييوى
حديث واحد وهييو فييي الواقييع أربعيية أحيياديث
جمعها وساقها مساق الحديث الواحد ،بل لييم
يقع لنا على هذه الشريطة غيرهييا ،ول خييارج
لمييام تقييي الييدين بقراءتاي ِ
يبرني شيييخنا المسند .أخي
يي عليييه ،أنييا عبييد الشمني رحمه الل ّييه
الّلييه بيين أحمييد الحنبلييي ،أنييا أبييو الحسيين
يبرني العرضي ،أخبرتنا زينب بنت مكي ح وأخي
لطلق أبييو عبييد الل ّييه علىي ا ِ عاليا ً مسند الدنيا
يبي مكاتبية منهيا ،عين محميد بين مقبيل الحل
الصلح بن أبي عمر المقدسي وهييو آخيير ميين
روى عنه ،أنا أبييو الحسيين بيين البخيياري وهييو
ث ّ عنه ،قال أنا أبو على الّرصافي آخر من حد ّ
،أنييا هبيية اللييه بيين محمييد ،أنبأنييا أبييو علييي
التميمي ،أنا أبييو بكيير القطيعييي ،أنبأنييا عبييد
الّله بن أحمد ،حدثني أبييي ،أنبأنييا محمييد بيين
عين إدريس الشافعي ،أنبأنا ماليك عين نييافع
عمر رضييي الل ّييه عنهييم ،أن رسييول الل ّييه ابن
صلى الّله عليه وسلم قال » :ل يبييع بعضييكم
على بعض ،ونهى عن النجش ونهى عيين بيييع
حبل الحبلة ونهي عن المزابنيية « ،والمزابنيية
بيييع التميير بييالتمر كيل ً وبيييع الكييرم بييالزبيب
كيل ً ،أخرجه البخاري مفرقا ً ،من حديث مالك
،وأخرجها مسلم من حديث مالييك ،إل النهييي
عن حبل الحبلة فأخرجه من وجه آخر .
- 40 -
تنبيهات
الول :اعترض مغلطيياي علييى التميمييي فييي
ذكره الشافعي برواية أبي حنيفة عيين مالييك ،
إن نظرنا إلى الجللة ،وابن وهييب والقعنييبي
لتقان ،قييال البلقينييي فييي » إلى ا ِ إن نظرنا
يطلح « :فأمييا أبييو حنيفيية فهييو لصيِ محاسن ا
وإن روى عيين مالييك كمييا ذكييره الييدارقطني ،
لكن لم تشتهر روايتييه عنييه ،كاشييتهار رواييية
الشافعي ،أما القعنبي وابن وهب فأين تقييع
رتبتهما من رتبيية الشييافعي ،وقييال العراقييي
فيما رأيته بخطه :رواية أبي حنيفة عن مالييك
فيما ذكره الييدارقطني فييي غرائبييه ،وفييي »
المدّبج « ليسييت ميين روايتييه عيين ابيين عميير ،
مفروضة في ذلك ،قال نعييم :ذكيير والمسألة
الخطيب حديثا ً كذلك في الرواية عن مالك .
لسلم :أما اعتراضه بأبي حنيفة وقال شيخ ا
،فل يحسن ِ ،لن أبا حنيفية ليم تثبييت روايتيه
عيين مالييك وإنمييا أوردهييا الييدارقطني ثييم
الخطيب لروايتين وقعتا لهمييا عنييه بإسيينادين
فيهما مقال ،وأيضيا ً فيإن رواييية أبييي حنيفيية
عن مالك إنما هي فيما ذكره فييي المييذاكرة ،
ولم يقصد الرواية عنه كالشافعي الذي لزمييه
مدة طويلة وقرأ عليه الموطييأ بنفسييه ،وأمييا
اعتراضييه بييابن وهييب والقعنييبي ،فقييد قييال
لمام أحمد :إنه سمع الموطأ ميين الشييافعي ا ِ
ين عي يهلي يراوي الي مهدي ابن من له سماعه بعد
مالييك بكييثرة ،قييال :لنييي رأيتييه فيييه ثبت يا ً ،
فعلل إعادته لسييماعه وتخصيصييها بالشييافعي
بأمر يرجع إلى التثبت ،ول شك أن الشييافعي
أعلم بالحديث منهما ،قيال نعيم ،أطلييق ابيين
الميييديني أن القعنيييبي أثبيييت النييياس فيييي
الموطييأ ،والظيياهر أن ذلييك بالنسييبة إلييى
الموجييودين عنييد إطلق تلييك المقاليية ،فييإن
القعنبي عاش بعد الشافعي مدة ،ويؤيد ذلييك
معارضة هذه المقالة بمثلهييا ّ ،فقييد قييال ابيين
ن يوسييف يه ب ي ِمعييين مثييل ذلييك فييي عبييد اللي
وجه التقديم التنيسي قال :ويحتمل ً أن يكون
من الموطأ من لفييظ من جهة من سمع كثيرا
مالك ،بناء على أن السمْاع ميين لفييظ الشيييخ
أتقن من القراءة عليه ،وأما ابيين وهييب فقييد
قال غير واحد :إنه غير جيد التحمل ،فيحتيياج
إلى صحة النقييل عيين أهييل الحييديث أنييه كييان
أتقن الرواة عن مالك ،ثم كييان كييثير اللييزوم
له ،قال :والعجب ميين ترديييد المعييترض ميين
الجلية والتقنية ،وأبو منصور إنما عبر بأج ّ
ل
ل ميين هييؤلء ، ،ول يشك أحد أن الشافعي أج ّ
- 41 -
لمييا اجتمييع لييه ًميين الصييفات العلييية الموجبيية
لتقديمه ،وأيضا فزيادة إتقييانه ل يشييك فيهييا
من له علييم بأخبييار النيياس ،فقييد كييان أكييابُر
يكلت المحدثين يأتونه فيييذاكرونه بأحيياديث أشي
عليهم فيبين لهم ما أشكل ،ويييوقفهم علييى
علل غامضة ،فيقومون وهم يتعجبون ،وهييذا
ل ينازع فيه إل جاهل أو متغافل .
- 42 -
قال :لكيين إيييراد كلم أبييي منصييور فييي هييذا
الفصل فيه نظر ،لن المييراد بترجيييح ترجميية
مالك عن نافع عن ابن عمر علييى غيرهييا ،إن
كان المراد به ما وقييع فييي الموطييأ ،فرواتييه
فيه سواء من حيث الشتراك فييي رواييية تلييك
ويتم ما عّبر به أبو منصييور ميين أن الحاديث ،
الشافعي أجّلهم ،وإن كان المراد به أعم ميين
ذلك ،فل شك ،أن عند كثير من أصحاب مالك
من حديثه خارج الموطأ ما ليس عند الشافعي
،فالمقام على هذا مقييام تأمييل ،وقييد نييوزع
في أحمد بمثييل ميا نيوزع فيي الشييافعي مين
زيييادة الممارسيية والملزميية لغيييره ؛ كييالربيع
مثل ً ،ويجاب بمثل ما تقدم .
الثاني :ذكر المصنف تبع يا ً لبيين الصييلح فييي
خُر
هذه المسألة خمسة أقوال ،وبقي أقوال أ َ
.فقييال حجيياج بيين الشيياعر :أصييح السييانيد
شعبة عن قتادة عن سعيد بن المسيب ،يعني
لسيلم فيي شييوخه .هيذه عبيارة شييخ ا ِ عن
نكته .
وعبارة الحاكم :قال حجاج :اجتمع أحمييد بيين
حنبل وابن معين وابيين المييديني فييي جماعيية
معهم فتذاكروا أجييود السييانيد ،فقييال رجييل
منهم :أجود السانيد :شعبة عيين قتييادة عيين
سعيد ابن المسيب عيين عييامر أخييي أم سييلمة
عن أم سلمة ،ثم نقل عن ابين معيين وأحميد
مييا سييبق عنهمييا .وقييال ابيين معييين :عبييد
الرحمن بيين القاسييم عيين أبيييه عيين عائشيية ،
ليس إسناد أثبييت ميين هييذا ،أسيينده الخطيييب
في » الكفاية « .
لسلم ابن حجر :فعلى هييذا لبيين شيخ ا ِ قال
قيييولن ،وقيييال سيييليمان بييين داود معيييين
شاذَ ُ
كوني :أصح السانيد يحيى بن أبي كثير ال ّ
عن أبي سلمة عن أبي هريرة ،وعن خلف بن
هشام البزاز قال :سألت أحمد بن حنبل ،أي
السانيد أثبت ؟ قال :أيوب عن نافع عن ابيين
عمر ،فإن كان من رواييية حمياد بيين زيييد عين
أيوب ،فيالك .قال ابن حجر فلحمد قييولن ،
وروى الحاكم في مسييتدركه عيين إسييحاق بيين
راهويه قال » :إذا كان الراوي عن عمرو بيين
شعيب عن أبيه عن جده ثقة ،فهو كأيوب عن
نييافع عيين ابيين عميير « ،وهييذا مشييعر بجلليية
إسناد أيوب عن نييافع عنييده .وروى الخطيييب
في » الكفاية « عن وكيع قال » :ل أعلم في
الحديث شيئا ً أحسن إسيينادا ً ميين هييذا :شييعبة
عن عمرو بن مرة عن مييرة عيين أبييي موسييى
الشعري « ،وقال ابن المبييارك والعجلييي » :
أرجح السانيد وأحسنها ،سفيان الثوري عيين
- 43 -
منصور عن إبراهيم عن علقمة عيين عبييد الل ّييه
بن مسعود « ،وكذلك رجحها النسائي ،وقال
النسائي :أقوى السانيد ّ التي تييروى ّ ،فييذكر
منها الزهري عن عبيد اللييه بيين عبييد اللييه بيين
عتبة عن ابن عباس عن عمر ،ورجح أبو حاتم
الرازي ترجمة يحيييى بيين سييعيد القطييان عيين
عبيد الّله بن عميير عيين نييافع ع ّيين ابيين عميير ،
وكذا رجح أحمد رواييية عبيييد اللييه عيين نييافع ،
ابيين معييين على رواية مالك عن نافع ،ورجييح
ترجمة يحيى بن سعيد ؛ عن عبيد الّله بن عمر
،عن القاسم عن عائشة .
- 44 -
الثالث :قال الحاكم :ينبغي تخصيييص القييول
في أصح السانيد بصحابي أو بلييد مخصييوص ،
بأن يقال :أصح إسناد فلن أو الفلنيييين كييذا
ول يعمييم .قييال فأصييح أسييانيد الصييديق ،
إسماعيل بيين أبييي خالييد عيين قيييس بيين أبييي
حازم عنه .
وأصح أسانيد عميير ،الزهييري عيين سييالم عيين
أبيه عن جده .
وقال ابن حزم :أصح طريق ُيروى فييي الييدنيا
عن عمر ،الزهري عن السائب بن يزيد عنه .
قال الحاكم :وأصح أسانيد أهل الييبيت جعفيير
بن محمد بن علي بن الحسييين بيين علييي عيين
أبيه عن جده عن علييي ،إذا كييان الييراوي عيين
جعفر ثقة ،هييذه عبييارة الحيياكم ووافقيه ميين
نقلها وفيها نظر ،فإن الضييمير فييي جييده إن
عاد إلى جعفر فجده علي لم يسمع ميين علييي
بن أبي طالب ،أو إلى محمد فهييو لييم يسييمع
من الحسين .وحكييى الترمييذي فييي الييدعوات
عيين سييليمان بيين داود أنييه قييال فييي رواييية
العرج عن عبيد الّله ابن أبي رافع عن علي :
لسناد مثل الزهري عن سالم عن أبيه . هذا ا ِ
ثم قال الحاكم :وأصييح أسييانيد أبييي هريييرة ،
الزهييري عيين سييعيد بيين المسيييب عنييه وروى
قبل عن البخاري أبو الزناد عن العييرج عنييه .
وحكييى غيييره عيين ابيين المييديني ميين أصييح
السانيد حماد بن زيد عن أيوب عن محمد بيين
سيرين عن أبي هريرة .
قال :وأصح أسانيد ابن عمر ،مالك ّعن نييافع
عنه .وأصح أسانيد عائشة ،عبيد الله بن عمر
عيين القاسييم عنهييا ،قييال ابيين معييين :هييذه
ترجمة مشبكة بالذهب .
ً
قال :ومن أصح السييانيد أيض يا الزهييري عيين
عروة بن الزبير عنها .
وقد تقدم عن الدارمي قول آخر .
وأصح أسانيد ابن مسعود سفيان الثوري عيين
منصور عن إبراهيم عيين علقميية عنييه .وأصييح
أسانيد أنس ،مالك ابن أنس عن الزهري عنه
.
لسلم :وهذا مما ينازع فيه ،فإن ا شيخ قال
قتادة وثابتا ً ِالبناني أعييرف بحييديث أنييس ميين
الزهييري ولهمييا ميين الييرواة جماعيية .فييأثبت
أصحاب ثابت حماد بن زيييد ،وقيييل حميياد بيين
سلمة ،وأثبييت أصييحاب قتييادة شييعبة ،وقيييل
وائي .
دست ُ َهشام ال ّ
- 45 -
وقال البزار :رواية علي بن الحسين بن علي
عيين سييعيد بيين المسيييب عيين سييعد بيين أبييي
وقاص أصح إسناد ُيروى عن سعد .
وقال أحمد بن صالح المصييري :أثبييت أسييانيد
أهييل المدينيية إسييماعيل بيين أبييي حكيييم عيين
عبيدة بن سفيان عن أبي هريرة .
قال الحاكم :وأصح أسييانيد المكيييين سييفيان
بن عيينة عن عمرو بن دينار عن جابر .وأصح
أسانيد اليمييانيين معميير عيين همييام عيين أبييي
هريرة .وأثبييت أسييانيد المصييريين الليييث بيين
سعد عن يزيد بن أبييي حيبيب عيين أبييي الخييير
عييين عقبييية بييين عيييامر .وأثبيييت أسيييانيد
الخراسانيين الحسين بن واقييد عيين عبييد الل ّييه
بن ب َُريدة عن أبيه .وأثبييت أسييانيد الشيياميين
الوزاعي عن حسان بن عطية عن الصحابة .
لسييلم ابيين حجيير :ورجييح بعييض قييال شيييخ ا
أئمتهم رواية ِسعيد بن عبد َالعزيز عيين ربيعيية
ولني عيين أبييي خي َبن يزيد عن أبييي ّ إدريييس ال ْ
بن حنبل عن أبيه ذر .وقال عبد الله بن أحمد
لسناد يحيى بن ا هذا :ليس بالكوفة أصح من
سييعيد القطييان عيين سييفيان ِ الثييوري عيين
سليمان الييتيمي عيين الحييارث بيين سييويد عيين
علي .
وكان جماعة ل يقييدمون علييى حييديث الحجيياز
شيئا ً ،حتى قال مالك :إذا خرج الحييديث عيين
الحجاز انقطع نخاعه .
وقييال الشييافعي :إذا لييم يوجييد للحييديث ميين
النصيياري الحجاز أصل ،ذهييب نخيياعه ،حكيياه
فييي كتيياب » ذم الكلم « ،وعنييه أيض يا ً :كييل
حديث جيياء ميين العييراق وليييس لييه ً أصييل فييي
الحجاز فل يقبل ،وإن كان صييحيحا ،مييا أريييد
إل نصيحتك .
وقال مسعر :قلت لحبيب بن أبي ثابت :أيما
أعلم بالسيينة أهييل الحجيياز أم أهييل العييراق ؟
فقال :بل أهل الحجيياز .وقييال الزهييري :إذا
سمعت بالحديث العراقي فأورد به ثم أورد به
.وقييال طيياوس :إذا حييدثك العراقييي مييائة
حديث فاطرح تسعة وتسييعين .وقييال هشييام
ابن عييروة :إذا حييدثك العراقييي بييألف حييديث
فألق تسعمائة وتسعين ،وكن من الباقي في
يري :إن فييي حييديث أهييل شييك .وقييال الزهي
الكوفيية دغل ً كييثيرا ً .وقييال ابيين المبييارك :
حديث أهل المدينة أصح وإسنادهم أقرب .
وقال الخطيب :أصح طرق السيينن مييا يرويييه
أهل الحرمين -مكة والمدينة -فييإن التييدليس
عنهم قليل ،والكذب ووضييع الحييديث عنييدهم
- 46 -
عزيييز .ولهييل اليميين روايييات جيييدة وطييرق
أنها قليليية ،ومرجعهييا إلييى أهييل صحيحة ،إل
الحجيياز أيضييا ً .ولهييل البصييرة ميين السيينن
الثابتة بالسانيد الواضحة ما ليس لغيرهم مييع
إكثارهم .والكوفيون مثلهم في الكثرة ،غييير
أن رواياتهم كثيرة الدغل ،قليلة السلمة من
العلل .
- 47 -
وحديث الشاميين أكثره مراسيييل ومقيياطيع ،
وما اتصل منه مما أسنده الثقات فإنه صييالح .
والغالب عليه ما يتعلق بالمواعظ .وقال ابيين
تيمييية :اتفييق أهييل العلييم بالحييديث علييى أن
أصح الحاديث ما رواه أهل المدينة ،ثييم أهييل
البصرة ،ثم أهل الشام .
الرابييع :قييال أبييو بكيير الييبرديجي أجمييع أهييل
النقل على صحة أحاديث الزهييري عيين سييالم
عن أبيه ،وعن سييعيد بيين المسيييب عيين أبييي
هريييرة ميين رواييية مالييك وابيين عيينيية ومعميير
ويونس وعقيل ،ما لم يختلفوا ،فإذا اختلفوا
توقف فيه .
لسييلم :وقضييية ذلييك ،أن يجييري قال شيخ ا
هذا الشرط ِفي جميع ما تقدم .فيقال :إنمييا
يوصف بالصحية حيث ل يكون هناك مانع ميين
اضطراب أو شذوذ .
فوائد
الولى :تقدم عن أحمد أنه سمع الموطأ ميين
الشافعي ،وفيه من روايته عن نافع عن ابيين
عمر العدد الكثير ،ولم يتصييل لنييا منييه إل مييا
لسلم في أماليه :لعله لم تقدم .قال شيخ ا
دث به أو حدث به ِ وانقطع . يح ّ
الثانية :جمع الحافظ أبو الفضل العراقي في
الحيياديث الييتي وقعييت فييي المسييند لحمييد
والموطيييأ بيييالتراجم الخمسييية اليييتي حكاهيييا
المصنف ،وهييي المطلقيية ،وبييالتراجم الييتي
حكاهيا الحياكم وهيي المقييدة ،ورتبهييا عليى
أبواب الفقه وسماها » :تقريب السانيد « .
لسييلم ِ :وقييد أخلييى كييثيرا ً ميين قييال شيييخ ا
لكونه ِلييم يجييد فيهييا تلييك الشييريطة ، البواب
وفاته أيضا ً جملة ميين الحيياديث علييى شييرطه
لكونه تقيد بالكتابين
- 48 -
جيرِد » ، صيحيح الم ّ نف فيي ال ّ مص ّ لر ُ و ُ
البأ َّ
الثانية :
ي َ« ،
خا ِ ّ حصحي َُ
_________________________
للغيييرض اليييذي أراده مييين كيييون الحييياديث
ذكورة تصير متصلة السانيد مييع الختصييار الم َ
البالغ .
قيييال :وليييو قيييدر أن يتفيييرغ عيييارف لجميييع
الحاديث الواردة بجميع التراجم ِ المذكورة من
إليها التراجم المزيييدة غير تقييد بكتاب ويضم
عليه لجاء كتابا ً حافل ً حاويا ً لصح الصحيح .
الثالثيية :ممييا يناسييب هييذه المسييألة :أصييح
الحاديث المقيدة :كقولهم أصييح شيييء فييي
الباب كذا .وهذا يوجد في » جامع الترمذي «
كثيرا ً ؛ وفي » تاريخ البخاري « وغيرهما .
وقال المصنف في » الذكييار « :ل يلييزم ميين
هييذا هذه العبارة صحة الحديث فإنهم يقولون
أصييح مييا جيياء فييي البيياب وإن كي ًيان ضييعيفا ً ،
ومرادهم أرجحييه ،أو أقلييه ضييعفا .ذكيير ذلييك
أصييح شيييء فييي عقييب قييول الييدارقطني :
فضائل السور فضل قل هو الّله أحييد ،وأصييح
شيييء فييي فضييائل الصييلوات فضييل صييلة
التسابيح ،ومن ذلك أصح مسلسل ،وسيييأتي
في نوع المسلسل .
الرابعيية :ذكيير الحيياكم هنييا والبلقينييي فييي »
محاسن الصطلح « ،أوهي السانيد ،مقابلة
لصييح السييانيد ،وذكييره ّ فييي نييوع الضييعيف
أليق ،وسيأتي إن شاء الله تعالى .
) الثانية ( من مسييائل الصييحيح ) أول مصيينف
لمام محمييد بيين والسيا ِ
في الصحيح المجرد صحيح (
يبب فييي ذلييك مييا إسماعيل ) البخيياري (
ن معقييل النسييفي قييال : بنب ي ِرواه عنه إبراهيم
راهويه فقال :لييو جمعتييم إسحاق
مختصرا ً كنا ًعند
كتابا
- 49 -
لصحيح سنة النبي صلى الّله عليه وآله وسييلم
قال :فوقع ذلك في قلبي ،فأخذت في جمع
الجامع الصحيح .
وعنه أيضا ً قال :رأيت رسول الّله صييلى الل ّييه
عليه وسلم وكييأنني واقييف بييين يييديه وبيييدي
مروحيية أذب عنييه ،فسييألت بعييض المعييبرين
ب عنه الكييذب ،فهييو الييذي فقال لي :أنت تذ ّ
حملنييي علييى إخييراج » الجييامع الصييحيح « .
قال :وألفته في بضع عشرة سنة .
وقد كانت الكتب قبله مجموعة ممزوج يا ً فيهييا
الصييحيح بغيييره ،وكييانت الثييار فييي عصيير
الصحابة وكبار التابعين غير مدونيية ول مرتبيية
لسيييلن أذهييانهم وسييعة حفظهييم .ولنهييم
كانوا نهوا أول ً عن كتابتهييا .كمييا ثبييت فييي »
صحيح مسييلم « ؛ خشييية اختلطهييا بييالقرآن .
ن الكتابيية .فلمييا يحسيي ِ ولن أكييثرهم كييان ل
وكثر البتييداع ميين انتشر العلماء في المصار
ونييت ممزوجيية بييأقوال والروافييض د ّ الخييوارج
التابعين وغيرهم ،فأول من الصحابة وفتاوى
جمع ذلك ابيين جريييج بمكيية .وابيين إسييحاق أو
صبيح أو سعيد بيين مالك بالمدينة .والربيع بن
بيين َ
سييلمة بالبصييرة . عروبيية أو حميياد أبييي َ
وسيييفيان الثيييوري بالكوفييية .والوزاعيييي
هشيييم بواسييط .ومعميير بيياليمن . بالشام .و ُ
ي .وابيين المبييارك ّ وجرير بن عبد الحميد بييالّر
بخراسان .قال العراقييي وابيين حجيير :وكييان
هؤلء في عصر واحد فل ندري أيهم أسبق .
وقد صنف ابيين أبييي ذئب بالمدينيية » موطييأ «
يك : أكبر من » موطأ « مالك ،حتى قيييل لمالي
ما الفائدة في تصنيفك ؟ قييال :مييا كييان لل ّييه
بقي .
لسلم :وهذا بالنسبة إلييى الجمييع ا شيخ قال
بالبواب ِ ،
أما جمع حديث إلى مثلييه فييي بيياب
واحد فقد سبق إليه الشعبي ،فيإنه روي عنيه
أنه قال :هذا باب من الطلق جسيم ،وسيياق
فيه أحاديث ،ثم تل المذكورين كثير من أهييل
عصييرهم إلييى أن رأى ّ بعييض الئميية أن تفييرد
ية . أحاديث النبي صلى الله عليييه وسييلم خاصي
الّلييه وذلك على رأس المائتين ،فصنف عبيييد
بيين موسييى العبسييي الكييوفي » ً مسييندا ً « .
يندا « .وصيينف دد البصييري » مسي وصيينف مسي ّ
أسد بن موسى الموي » مسندا ً « .
- 50 -
وصنف نعيييم بيين حميياد الخزاعييي المصييري »
مسندا ً « .ثييم اقتفييى الئميية آثييارهم ،فقييل
إمييام ميين الحفيياظ إل وصيينف حييديثه علييى
المسانيد كأحمد بن حنبل وإسحاق بن راهويه
وعثمان بن أبي شيبة وغيرهم .اهي .
قلت :وهؤلء المذكورون فييي أول ميين جمييع
كلهيم فيي أثنيياء الميائة الثانيية ،وأميا ابتييداء
تدوين الحديث فإنه وقع على رأس المائة في
خلفة عميير بيين عبييد العزيييز بييأمره ،ففييي »
صيحيح البخياري « فيي أبيواب العلييم ،وكتيب
عمر بن عبد العزيز إلى أبي بكر ّبيين حييزم ّ» :
من حديث رسول الله صلى اللييه أنظر ما كان ِ
عليه وسلم ،فاكتبه فإني خفت دروس العلييم
وذهيياب العلميياء « وأخرجييه أبييو نعيييم فييي »
تاريخ أصبهان « بلفظ » :كتب عمر ابيين عبي ّيد
إلى الفاق :انظروا حديث رسول الله العزيز
صلى الّله عليه وآله وسلم فاجمعوه « .
قال في » فتييح البيياري « :يسييتفاد ميين هييذا
ابتداء تدوين الحديث النبوي ،ثم أفيياد أن أول
من دونه بأمر عمر بن عبد العزيز :ابن شهاب
الزهري .
تنبيه
قول المصنف » :المجييرد « زيييادة علييى ابيين
الصلح ً ،احترز بها عما اعترض عليه بييه ،ميين
أن مالكا أول من صنف الصييحيح ،وتله أحمييد
بيين حنبييل وتله الييدارمي ،قييال العراقييي :
والجواب أن مالكا ً لم يفرد الصحيح بييل أدخييل
فيييه المرسييل والمنقطييع والبلغييات ،وميين
بلغاته أحاديث ل تعرف ،كما ذكييره ابيين عبييد
الصيييحيح إذن ،وقيييال اليييبر ،فليييم يفيييرد
مغلطاي :ل يحسن هييذا جواب يا ً ،لوجييود مثييل
ذلك في كتاب البخاري .
- 51 -
ن، قيْرآ عيدَ ال ُ ب َب َ ْ
هميييا ِح ال ْ ُ
كت صي همييا أ و ُي ،أ َ سييلم م ْ مث ّ
ل قي يِ َو ِ
َ ، َ دِ ئوا
َ ي ف كثُر ُوأ ّ َْ
حهما َ
صي ّ َ ّ ر
ِ َ خيياوالب ُ ُ َ َ
ل، و ُ ب ال ّ وا َ ص َح ،وال ّ ص ّ مأ َ سل ٌ م ْ ُ
_________________________
لسلم :كتاب مالك صييحيح عنييده وقال شيخ ا
وعند من يقلي ِيده علييى مييا اقتضيياه نظييره ميين
الحتجيياج بالمرسييل والمنقطييع وغيرهمييا ،ل
على الشرط الذي تقدم التعريييف بييه ،قييال :
منقطع وبين ما في والفرق بين ما فيه من ال ِ
يذي فييي الموطييأ هييو كييذلك البخيياري ،أن الي
مسموع لمالك غالبا ً ،وهو حجة عنده ً ،والييذي
في البخيياري قييد حييذف إسييناده عمييدا لقصييد
التخفيييف إن كييان ذكييره فييي موضييع آخيير
موصول ً ،أو لقصد التنويع إن كييان علييى غييير
يذكر
واستئناسا ً موضوع كتابه ً،وإنما نذلكع ِ شرطه ليخرجه
تنبيها ً واستشهادا ما يذكر من
وتفسيرا ً لبعض آيات وغييير ذلييك ممييا سيييأتي
عند الكلم على التعليق ،فظهر بهذا أن الذي
فييي البخيياري ل يخرجييه عيين كييونه جييرد فيييه
الصحيح بخلف الموطأ ،وأمييا مييا يتعلييق بي ي »
مسند أحمد « والييدارمي فسيييأتي الكلم فيييه
في نوع الحسن عند ذكير المسييانيد ) ثيم ( تل
البخاري فييي تصيينيف الصييحيح ) مسييلم ( بيين
الحجاج تلميذه ،قال العراقييي :وقييد اعييترض
هذا بقول أبي الفضل أحمد بن سييلمة .كنييت
مع مسلم بن الحجاج فييي تييأليف هييذا الكتيياب
سنة خمس ومائتين ،وهذا تصييحيف إنمييا هييو
خمسين بزيييادة الييياء والنييون ،لن فيي سينة
خميس كيان عمير مسيلم سينة ،بييل ليم يكيين
البخاري صنف إذ ذاك ،فإن مولده سيينة أربييع
وتسعين ومائة ) وهما أصح الكتب بعد القرآن
العزيز ( قال ابن الصلح .وأما ما رويناه عيين
الشافعي من أنه قييال :مييا أعلييم فييي الرض
كتابا ً أكثر صوابا من ّكتاب مالييك ،وفيي لفيظ
عنه :ما بعد كتاب الله أصح من » موطأ مالييك
« ،فييذلك قبييل وجييود الكتييابين ) والبخيياري
أصيييحهما ( أي المتصيييل فييييه دون التعلييييق
والييتراجم ) وأكثرهييا فييوائد ( لمييا فيييه ميين
الستنباطات الفقهية ،والنكت الحكمية وغير
ذلك ) وقيييل مسييلم أصييح ،والصييواب الول (
وعليه الجمهور ،لنه أشد اتصال ً وأتقن رجال ً
:وبيان ذلك من وجوه :أحدها أن الذين انفرد
سيلم أربعمييائة لخراج لهيم دون م ِ ياري بييا ِ البخي
وثلثون رجل ً ،المتكلم فيهم بالضييعف وبضعة
منهييم ثمييانون رجل ً ،والييذين انفييرد مسييلم
لخراج لهييييم دون البخيييياري سييييتمائة بييييا ِ
- 52 -
وعشرون ،المتكلم فيهم بالضعف منهم مييائة
وستون .
- 53 -
كلم فيييه أصييل ً ول شك أن التخريج عمن لم يت ِ
أولى من التخريج ًعمن تكلم فيه ،إن لم يكيين
ذلييك الكلم قادحيا ،ثانيهييا :إن الييذين انفييرد
بهييم البخيياري مميين تكلييم فيييه لييم يكييثر ميين
تخريج أحاديثهم ،وليييس لواحييد منهييم نسييخة
كييثيرة أخرجهييا كلهييا أو أكثرهييا إل ترجميية
عكرمة عيين ابيين عبيياس ،بخلف مسييلم فييإنه
أخيرج أكيثر تليك ،النسيخ ؛ كيأبي الزبيير عين
جييابر ،وسييهيل عيين أبيييه ،والعلء بيين عبييد
الرحمن عن أبيه ،وحماد بن سلمة عن ثابت ،
وغييير ذلييك ،ثالثهييا :إن الييذين انفييرد بهييم
البخاري ممن تكلم فيهم أكثرهم مين شييوخه
الييذين لقيهييم وجالسييهم وعييرف أحييوالهم
واطلييع علييى أحيياديثهم وعييرف جيييدها ميين
غيييره .بخلف مسييلم فييإن أكييثر ميين تفييرد
بتخريج حديثه ممن تكلم فيه مميين تقييدم عيين
عصره من التابعين فمن بعدهم ،ول شييك أن
المحييدث أعييرف بحيييديث شيييوخه وبصييحيح
حييديثهم ميين ضييعيفه مميين تقييدم عنهييم ،
رابعها :إن البخاري يخرج عن الطبقة الولييى
لتقان ،ويخرج عن طبقة التثبييتا ِ
البالغة في الحفظ
وطييول الملزميية اتصييال تليهييا فييي
وتعليقييا ً ،ومسييلم يخييرج عيين هييذه الطبقيية
أصييول ً كمييا قييرره الحييازمي ،خامسييها :إن
مسييلما يييرى أن للمعنعيين حكييم التصييال إذا
تعاصرا وإن لم يثبت اللقى ،والبخاري ل يرى
ذلييك حييتى يثبييت كمييا سيييأتي ،وربمييا أخييرج
الحييديث الييذي ل تعلييق لييه بالبيياب أصييل ً ،إل
راو ميين شيييخه لكييونه أخييرج لييه ليبين سييماع
قبل ذلك معنعنا ً .
- 54 -
سادسها :إن الحاديث الييتي انتقييدت عليهمييا
نحو ًمائتي حديث وعشرة أحاديث كما سيييأتي
أيضا ،اختص البخاري منها بأقل من ثمييانين ،
ول شييك أن مييا قييل النتقيياد فيييه أرجييح ممييا
كثر .وقال المصنف في شرح البخيياري :ميين
أخص ما يرجح به كتاب البخاري اتفاق العلماء
علييى أن البخيياري أجييل ميين مسييلم وأصييدق
بمعرفة الحديث ودقائقه ،وقييد انتخييب علمييه
ولخص ما ارتضاه في هذا الكتاب ،وقال شيخ
لسلم :اتفق العلماء على أن البخاري أجييل ا ِ
من مسلم في العلوم وأعرف بصناعة الحديث
خريجييه ،ولييم يييزل ،وأن مسييلما تلميييذه و ِ
يسيييتفيد منيييه ويتبيييع آثييياره ،حيييتى قيييال
الدارقطني :لول البخيياري مييا راح مسييلم ول
جاء .
تنبيه
عبييارة ابيين الصييلح :وروينييا عيين أبييي علييي
النيسابوري شيخ الحاكم أنييه قييال :مييا تحييت
أديم السييماء كتيياب أصييح ميين كتيياب مسييلم ،
فهذا ،وقول ميين فضييل ميين شيييوخ المغييرب
كتيياب مسييلم علييى كتيياب البخيياري ،إن كييان
المييراد بييه أن كتيياب مسييلم يترجييح بييأنه لييم
ليس فيه بعد خطبته يمازجه غير الصحيح فإنه
إل الحديث الصحيح مسرودا ً غير ممزوج بمثييل
ما في كتاب البخاري ،فهييذا ل بييأس بييه ،ول
يلزم منه أن كتاب مسلم أرجح فيما يرجع إلى
نفييس الصييحيح ً ،وإن كييان المييراد أن كتيياب
مسلم أصح صحيحا فهو مردود على من يقوله
.اهي .
- 55 -
قال شيخ السلم ابن حجر :قييول أبييي علييي
ليس فيه ما ِ يقتضي تصريحه بأن كتاب مسييلم
أصح ميين كتيياب البخيياري ،خلف مييا يقتضيييه
إطلق الشيخ محي الدين في مختصره ،وفي
مقدمة شرح البخاري له ،وإنما يقتضي نفييي
الصييحية عيين غييير كتيياب مسييلم عليييه ،أمييا
إثباتها لييه فل ،لن إطلقييه يحتمييل أنييه يريييد
ذلك ،ويحتمييل أن يريييد المسيياواة ،كمييا فييي
حديث » ما أظلت الخضييراء ول أقلييت الغييبراء
أصدق لهجة ميين أبييي ذر « ،فهييذا ل يقتضييي
أنه أصدق من جميع الصحابة ول الصديق ،بييل
نفي أن يكون فيهم أصدق منه ،فيكون فيهم
من يساويه .ومما يدل علييى أن عرفهييم فييي
ذلك الزمان ماش على قانون اللغة ،أن أحمد
بن حنبل قال :ما بالبصرة أعلم أو قال أثبييت
ميين بشيير بيين المفضييل ،أمييا مثلييه فعسييى ،
قال :ومع احتمال كلمييه ذلييك فهييو منفييرد ،
سواء قصد الول أو الثاني ،قال :وقد رأيييت
في كلم الحافظ أبي سعيد العلئي ما يشييعر
بأن أبا علي لم يقف على » صحيح البخاري «
،قال :وهذا عندي بعيد ،فقد صح عيين بلييديه
وشيخه أبي بكر بن خزيمة أنه قييال :مييا فييي
هذه الكتييب كلهييا أجييود ميين كتيياب محمييد بيين
إسماعيل .وصح عن بلديه ورفيقييه أبييي عبييد
الّله بن ًالخرم أنه قال :قلما يفوت البخيياري
ومسلما من الصحيح ،قال :والذي يظهر لييي
من كلم أبي علي أنه قدم » صييحيح مسييلم «
لمعنى آخر غير ما يرجع إلى مييا نحيين بصييدده
الشرائط المطلوبة فييي الصييحة ،بييل لن من
مسلما ً صنف كتيابه فيي بليده بحضيور أصيوله
في حياة كثير من مشايخه ،فكان يتحرز فييي
اللفاظ ويتحرى في السياق ،بخلف البخاري
،فربما كتييب الحييديث ميين حفظييه ولييم يميييز
ألفاظ رواته ،ولهذا ربمييا يعييرض لييه الشييك ،
وقييد صييح عنييه أنييه قييال :رب حييديث سيمعته
بالبصرة فكتبته بالشام ،ولم يتصد مسلم لمييا
تصييدى لييه البخيياري ميين اسييتنباط الحكييام
وتقطيع الحاديث ،ولييم يخييرج الموقوفييات ،
قال :وأما ما نقله عن بعض شيوخ المغاربة ،
فل يحفييظ عيين أحييد منهييم تقييييد الفضييلية
بالصييحية ،بييل أطلييق بعضييهم الفضييلية ،
فحكى القاضي عياض عن أبي مروان الطبني
-بضم المهملة وسكون الموحدة ،ثم نون .
قييال :كييان بعييض شيييوخي يفضييل » صييحيح
مسييلم « علييى » صييحيح البخيياري « .قييال :
وأظنه عنى ابن حزم .
- 56 -
ن، مكا ٍ
حديث في َ ق ال َ م بجمع ُ
طر ِ سل ٌ
م ْواختص َُ
_________________________
فقد حكى القاسم التجيبي في فهرسييته عنييه
ذلييك ،قييال لنييه ليييس فيييه بعييد الخطبيية إل
الحييديث السييرد ،وقييال مسييلمة بيين قاسييم
القرطبي من أقييران الييدارقطني :لييم يصيينع
أحد مثل » صحيح مسلم « ،وهييذا فييي حسيين
الوضع وجييودة الييترتيب ل فييي الصييحة ولهييذا
أشار المصنف حيث قال من زيادته علييى ابيين
الصلح ) واختص مسلم بجمييع طييرق الحييديث
في مكان واحييد بأسييانيده المتعييددة وألفيياظه
المختلفة فسهل تناوله ،بخلف البخاري فإنه
قطعهيييا فيييي البيييواب ً ،بسيييبب اسيييتنباطه
الحكام منها ،وأورد كثيرا منها في مظنته .
لسييلم :ولهييذا نييرى كييثيرا ً مميينصنفشيييخ ا ِ
قال
الحكام من المغاربة يعتمد علييى كتيياب
مسيييلم فيييي سيييياق المتيييون دون البخييياري
لتقطيعه لها .
قال :وإذا امتيياز مسييلم بهييذا فللبخيياري فييي
مقابلته من الفضل ما ضمنه فييي أبييوابه ميين
التراجم التي حيرت الفكار ،وما ذكره المام
أبو محمد بن أبي جمرة عن بعض السادة ِقال
:مييا قييرئ » صييحيح البخيياري « فييي شييدة إل
فرجت ،ول ركب به في مركب فغرق .
فوائد
الولييى :قييال ابيين الملقيين :رأيييت بعييض
المتأخرين قال :إن الكتابين سواء فهذا قول
ثييالث ،وحكيياه الطييوفي فييي شييرح الربعييين
ومال إليه القرطبي .
الثانييية :قييدم المصيينف هييذه المسييألة وأخيير
مسييألة إمكييان التصييحيح فييي هييذه العصييار ،
عكس ما صنع ابيين الصييلح لمناسييبة حسيينة ،
وذلك أنه لما كان الكلم فييي الصييحيح ناسييب
أن يييذكر الصييح ،فبييدأ بأصييح السييانيد ،ثييم
انتقل إلى أخص منه ،وهو أصح الكتب .
- 57 -
الثالثة :ذكر مسييلم فييي مقدميية صييحيحه أنييه
يقسم الحاديث ثلثة أقسام ؛ الول :ما رواه
الحفييياظ المتقنيييون .والثييياني :ميييا رواه
المسيييتورون والمتوسيييطون فيييي الحفيييظ
لتقيييان .والثيييالث :ميييا رواه الضيييعفاء وا ِ
والمتروكون .وأنه إذا فرغ مين القسيم الول
أتبعييه الثيياني وأمييا الثييالث فل يعييرج عليييه .
يالً فيياختلف العلميياء فييي مييراده بييذلك ،فقي
الحاكم والبيهقي :إن المنية اخترمت مسييلما
قبييل إخييراج القسييم الثيياني وأنييه ،إنمييا ذكيير
القسم الول .
قال القاضي عياض :وهذا مما قبلييه الشيييوخ
والنيياس ميين الحيياكم وتييابعوه عليييه .قييال :
وليس المر كييذلك .بييل ذكيير حييديث الطبقيية
الولييى وأتييى بحييديث الثانييية علييى طريييق
حيييث لييم يجييد فيي المتابعة والستشييهاد ،أو
الباب من حديث الول شيييئا ً ،وأتييى بأحيياديث
طبقة ثالثة ،وهييم أقييوام تكلييم فيهييم أقييوام
ضعف أو اتهم ببدعيية ، وزكاهم آخرون ،ممن ُ
ياكم ي والح : يال
ي ق ، عليه وطرح الرابعة كما نص
تييأول أن مييراده أن يفييرد لكييل طبقيية كتاب يا ً ،
ويأتي بأحاديثهييا خاصيية مفييردة ،وليييس ذلييك
مراده ،قال :وكذلك علل الحاديث التي ذكيير
أنه يأتي بها قد وفى بهييا فييي مواضييعها ميين
البيييواب ،مييين اختلفهيييم فيييي السيييانيد
لسييييناد والزيييييادة والنقييييص يييال وا ِ
لرسيكا ِ
المصحفين ،قييال ول يعييترض علييى وتصاحف
بما قاله ابن سييفيان صيياحب مسييلم :إن هذا
مسلما ً أخرج ثلثة كتب من المسندات ،أحدها
هذا الذي قرأه علييى النيياس ،والثيياني يييدخل
فيه عكرمة وابن إسييحق وأمثالهمييا ،والثييالث
يدخل فيه من الضييعفاء ،فييإن ذليك ل يطييابق
الغييرض الييذي أشييار إليييه الحيياكم ممييا ذكييره
مسلم في صدر كتابه .اهي .
قال المصنف :وما قاله عياض ظاهر جدا ً .
الرابعيية :قييال ابيين الصييلح :قييد عيييب علييى
مسييلم روايتييه فييي صييحيحه عيين جماعيية ميين
الضعفاء
- 58 -
ول الت ََزماهُ . ح َحي َ
ص ِ
عبا ال ّ
و ِ
ست َ ْ ول َ ْ
م يَ ْ َ
_________________________
والمتوسيييطين اليييذين ليسيييوا مييين شيييرط
الصحيح ،وجوابه ميين وجييوه :أحييدها أن ذلييك
فيميين هييو ضييعيف عنييد غيييره ثقيية عنييده ،
الثييياني :أن ذليييك واقيييع فيييي المتابعيييات
والشواهد ل في الصول ،فيييذكر الحييديث أو
ل بإسييناد نظيييف ويجعلييه أصييل ً ،ثييم يتبعييه
بإسناد أو أسييانيد فيهييا بعييض الضييعفاء علييى
وجييه التأكيييد والمبالغيية ،أو لزيييادة فيييه تنبييه
علييى فييائدة فيمييا قييدمه ،الثييالث :أن يكييون
ضعف الضعيف الذي اعتيد بيه طيرأ بعييد أخيذه
عنه ،باختلط :كأحمد بيين عبييد الرحميين ابيين
أخي عبد الّله بن وهب ،اختلط بعد الخمسييين
ومائتين بعد خروج مسلم من مصيير .الرابييع :
أن يعلييو بالضييعيف إسييناده ،وهييو عنييده ميين
رواية الثقات نازل ،فيقتصر على العييالي ول
يطول بإضافة النييازل إليييه ،مكتفي يا ً بمعرفيية
أهل الشأن ذلك ،فقد روينا أن أبا زرعة أنكيير
عليه روايته عيين أسييباط بيين نصيير ،وقطيين ،
وأحمد بن عيسى المصري ،فقال إنما أدخلت
من حديثهم ما رواه الثقات عن شيوخهم ،إل
أنه ربما وقع إلي عنهم بارتفاع ويكون عنييدي
من رواية أوثق منه بنزول فأقتصر على ذلك ،
ولمه أيضا ً على التخريييج عيين سييويد فقييال :
من أين كنت آتي بنسييخة حفييص عيين ميسييرة
بعلو ؟
) ولم يستوعبا الصييحيح ( فييي كتابيهمييا ) ول
التزماه ( أي استيعابه ،فقد قال البخاري :ما
أدخلييت فييي كتيياب » الجييامع « إل مييا صييح ،
وتركييت ميين الصييحاح مخافيية الطييول ،وقييال
مسلم :ليس كل شيء عنييدي صييحيح وضييعته
ههنا ،إنما وضعت ما أجمعوا عليييه ،يريييد مييا
وجد عنده فيها شرائط الصحيح المجمع عليه ،
وإن لييم يظهيير اجتماعهييا فييي بعضييها عنييد
بعضهم ،قاله ابيين الصييلح ،ورجييح المصيينف
في شييرح مسييلم ،أن المييراد مييا لييم تختلييف
الثقات فيه في نفس الحديث متن يا ً وإسيينادا ً ،
ل مييا لييم يختلييف فييي توثيييق رواتييه ،قييال :
ودليل ذلك أنه سئل عن حديث أبي هريرة » :
فإذا قرأ فأنصتوا « ،هييل هييو صييحيح فقييال :
م تضييعه هنييا ؟ م لي ْ عندي هو صحيح ،فقيييل ل ِي
هذا َ فأجاب بذلك قال :ومع
- 59 -
هييذا . كيير َل وأن ْ َهمييا إل ّ القِلييي ُ م يفت ُ بْ ل وَليي قييي َ ِ
ة إل ت الصييول الخمسي َ ه لييم َيف ي ِ ُ ي أن ُ وا
َ ي ص
ّ وال
وددا ُن أبييي َ سيين َن:و ُ يحيحي ْ ِ صي سيُر ،أعِني ال
نسائ ّ الي َ ِ
ي. ّ ّ وال ي
َ والترمذ
_________________________
فقد اشتمل كتابه على أحيياديث اختلفييوا فييي
متنها أو إسنادها ،وفي ذلك ذهييول منييه عيين
هذا الشرط ،أو سبب آخر ،وقال البلقينييي :
أراد مسييلم إجميياع أربعيية :أحمييد بيين حنبييل ،
وابن معين وعثمان بن أبي شيبة ،وسعيد بن
منصور الخراساني ،قال المصنف فييي شييرح
مسييلم :وقييد ألزمهمييا الييدارقطني وغيييره
إخراج أحاديث علييى شييرطهما لييم يخرجاهييا ،
وليس بلزم لهما ،لعدم التزامهما ذلك ،قال
:وكييذلك قييال الييبيهقي :قييد اتفقييا علييى
أحاديث من صييحيفة همييام وانفييرد كييل واحييد
لسييناد واحييد ، منهما بأحاديث منها ،مييع أن ا
قييال المصيينف ،لكيين إذا كييان ِالحييديث الييذي
تركاه أو أحدهما مع صحة إسناده في الظيياهر
أصل ً فييي بييابه ولييم يخرجييا لييه نظي يًرا ول مييا
فيه علييى يقوم مقامه ،فالظاهر أنهما اطلعا
يل أنهمييا نسييياه أو تركيياه خشييية علة ،ويحتمي
لطالة أو رأيا ً أن غيره يسد مسده . ا ِ
) قيييل ( أي قييال الحييافظ أبييو عبييد الل ّييه بيين
الخرم ) ولم يفتهما إل القليييل وأنكيير هييذا (
القييييول البخيييياري فيمييييا نقلييييه الحييييازمي
لسماعيلي ،وما تركت من الصحاح أكثر . وا ِ
قال ابيين الصييلح :و » المسييتدرك « للحيياكم
كتاب كبير يشتمل مما فاتهما على شيء كثير
،وإن يكن عليه في بعضه مقييال فييإنه يصييفو
له منه صحيح كثير ،قال المصنف زيادة عليييه
) والصواب أنه لييم يفييت الصييول الخمسيية إل
اليسير ؛ أعني الصحيحين و » سنن أبييي داود
« والترمذي والنسائي ( .
- 60 -
قال العراقي :فييي هييذا الكلم نظيير .لقييول
البخيياري :أحفييظ مييائة ألييف حييديث صييحيح
ومائتي ألف حديث غير صييحيح ،قييال :ولعييل
البخيياري أراد بالحيياديث المكييررة السييانيد
والموقوفييات ،فربمييا عييد الحييديث الواحييد
المييروي بإسيينادين حييديثين ،زاد ابيين جماعيية
فييي المنهييل الييروي :أو أراد المبالغيية فييي
الكثرة ،قال والول أولييى ،قيييل :ويؤيييد أن
هذا هييو المييراد ،أن الحيياديث الصييحاح الييتي
بين أظهرنا -بل وغير الصحاح لو تتبعييت ميين
مع والسنن والجييزاء وغيرهييا المسانيد والجوا ِ
لما ًبلغت مائة ألف بل تكرار ،بل ول خمسييين
ألفا ،ويبعييد كييل البعييد أن يكييون رجييل واحييد
حفظ ما فات المة جميعه ،فإنه إنمييا حفظييه
من أصول مشايخه وهي موجودة .
وقييال ابيين الجييوزي :حصيير الحيياديث يبعييد
إمكييانه ،غييير أن جماعيية بييالغوا فييي تتبعهييا
وحصرها .
لمام أحمد :صح سبعمائة ألف وكسيير ، وقالا ِ :
قال
انتخبتهييا ياديث ي أح يند
ي المس يي ي ف جمعت
من أكثر من سبعمائة ألف وخمسين ألفا ً .
ولقييد كييان اسييتيعاب قييال شيييخ السييلم :
الحاديث سهل ِ لو أراد الّله تعييالى ذلييك ،بييأن
ن
ميي ْ يجمع الول منهم ما وصل إليه ،ثم يذكر
حي َ
يديث َبعييده مييا اطلييع عليييه ممييا فيياته ميين
مستقل أو زيادة في الحاديث الييتي ذكرهييا ،
ن بعييده فل فيكييون كالييدليل عليييه ،وكييذا ميي ْ
يمضييي كييثير ميين الزمييان إل وق َييد اسييتوعبت
وصارت كالمصنف الواحد ،ولعمري لقييد كييان
هذا في غاية الحسن .
قلت :قد صنع المتأخرون ما يقرب من ذلك ،
فجمع بعييض المحييدثين عميين كييان فييي عصيير
شيييخ السييلم زوائد سيينن ابيين ميياجه علييى
الصول ِالخمسة ،وجمع الحافظ أبييو الحسيين
الهيثمي زوائد مسند أحمد على الكتب السييتة
المذكورة في مجلييدين ،وزوائد مسييند الييبزار
في مجلد ضخم ،وزوائد معجم
- 61 -
الطبراني الكبير في ثلثة ،وزوائد المعجمييين
الوسط والصغير فييي مجلييدين ،وزوائد أبييي
يعلى في مجلد ،ثيم جميع هيذه اليزوائد كلهيا
فييي كتيياب محييذوف السييانيد ،وتكلييم علييى
الحاديث ،ويوجييد فيهييا صيحيح كييثير ،وجميع
زوائد » الحلية « لبي نعيم في مجلييد ضييخم ،
وزوائد » فوائد تمام « وغير ذلك ،وجمع شيخ
لسلم زوائد مسانيد إسحاق ،وابن أبي عمر ا
ِ ،ومسدد ،وابن أبي شبة ،والحميييدي ،وعبييد
بن حميد ،وأحمد بن منيع ،والطيالسييي فييي
مجلييدين ،وزوائد » مسييند الفييردوس « فييي
مجلد ،وجمع صاحبنا الشيخ زين الدين قاسييم
الحنفي زوائد » سنن الدارقطني « في مجلد
ليمييان « للييبيهقي ،وجمعييت زوائد » شيعب ا
في مجلد ً ،وكتييب الحييديث ِالموجييودة سييواها
ة فبلوغهييا
يزوائد بكييثر ٍكييثيرة جييدا ،وفيهييا الي
العدد السابق ل يبعد ،والّله أعلم .
تنبيهات
أحدها :ذكر الحاكم في » » المييدخل « « :أن
الصحيح عشرة أقسام ،وسيأتي نقلهييا عنييه ،
وذكر منها في القسم الول الذي هو الدرجيية
الولى :واختيار الشيخين أن يرويه الصييحابي
المشهور بالرواية ،وله راويييان ثقتييان ،إلييى
آخر كلمه التييي عنييه ،ثييم قييال :والحيياديث
المروية بهذه الشريطة ل يبلييغ عيددها عشيرة
آلف حديث ،انتهى .وحينئذ يعييرف ميين هييذا
ب عن قول ابن الخرم ،فكييأنه أراد لييم الجوا ُ
يفتهمييا ميين أصييح الصييحيح الييذي هييو الدرجيية
الولى وبهذا الشرط إل القليل ،والمر كذلك
.
الثاني :لم ي ُييدخل المصيينف سيينن ابيين ميياجه
في الصول ،وقد اشتهر في عصيير المصيينف
وبعده جعل الصول ستة بإدخاله فيها .قيل :
وأول من ضمه إليهييا ابيين طيياهر المقدسييي ،
فتييابعه أصييحاب الطييراف والرجييال والنيياس
وقال المّزي :كل ما انفييرد بييه عيين الخمسيية
فهييو ضييعيف .قييال الحسيييني :يعنييي ميين
لسيلم بييأنه انفيرد وهيشييخ ا ِ
الحاديث ،وتعقبيه
صحيحة ،قال :فييالولى بأحاديث كثيرة
حمله على الرجال .
- 62 -
ن ئتيذْيا ِ
ف وما ِ ة آل ٍي -سييْبع ُ عوُبخار ّ
ما في ال ة َ
جمل ُ و ُ
ف ِ ة و َِبحي
ديثا ً -ب ِييالمكّرر ِ
ن حي ِ
ة وسيب ْ ُ َ سي ْم َ
ْ وخ
ف،
ة آل ٍ مكّررة أْربع ُ ال ُ
_________________________
الثالث :سنن النسائي الييذي هييو أحييد الكتييب
السييييتة أو الخمسيييية ،هييييي الصييييغرى دون
الكبرى ،صرح بذلك التاج ابن السييبكي قييال :
وهي التي يخّرجون عليها الطراف والرجال ،
وإن كييان شيييخه الم يّزي ضييم إليهييا الكييبرى ،
وصرح ابن الملقن بأنها الكبرى ،وفيه نظر .
ورأيت بخط الحييافظ أبييي الفضييل العراقييي ،
أن النسائي لمييا صيينف الكييبرى أهييداها لميير
الرملة فقال له :كل ما فيها صحيح ،فقييال :
ل ،فقال :ميّز لي الصحيح من غيره ،فصنف
له الصغرى ) وجملة ما في ( صحيح ) البخاري
( قييال المصيينف فييي شييرحه :ميين الحيياديث
المسييندة ) سييبعة آلف ً ( حييديث ) ومائتييان
وخمسية وسيبعون حيديثا بييالمكررة ،وبحيذف
المكررة أربعة آلف ( .
قيييال العراقيييي :هيييذا مسيييلم فيييي روايييية
الفربري ،وأما رواييية حميياد بيين شيياكر فهييي
دون رواية الفربييري بمييائتي حييديث ،ورواييية
إبراهيم بن معقل دونهما بثلثمائة .
لسييلم :وهييذا قييالوه تقليييدا ً قييال شيييخ ا
للحموي ،فإنه ِ كتب البخاري عنه وعد كل باب
منه ًثم جمع الجملة ،وقلده كل ميين جيياء بعييد
نظرا إلى أنييه راوي الكتيياب ،ولييه بييه العناييية
التامة .قال :ولقد عييددتها وحررتهييا فبلغييت
والمتابعييات سييتة بييالمكررة سييوى المعلقييات
وتسعين حديثا ً
وبييدون ، آلف وثلثمائة وسبعة
المكررة ألفين وخمسمائة وثلثة عشر حديثا ً ،
وفييييه مييين التعييياليق أليييف وثلثميييائة واحيييد
وأربعون ،وأكثرها مخرج فييي أصييول متييونه ،
والييذي لييم يخرجييه مييائة وسييتون ،وفيييه ميين
المتابعييات والتنييبيه علييى اختلف الروايييات
شرح ثلثمائة وأربعة وثمانون .هكذا وقع في
البخاري ،ونقل عنه مييا يخييالف هييذا يسيييرا ً .
قييييال :وهييييذا خييييارج عيييين الموقوفييييات
والمقاطيع .
- 63 -
م قاط المك َرر ن َح َ س َ
ف .ثي ّ
ة آل ٍ
و أْرَبعي ٍ
ح ِ ْ ُ في ِال ُ
صحي ّ سلم ِبإ ْ م ْإو ُ
ن الّزَيادَةَ
ِ ّ ّ
_________________________
فائدتان
الولييى :سيياق المصيينف هييذا الكلم مسيياق
فائدة زائدة .
لسييلم :وليييس ذلييك مييراد ابيين قييال شيييخ ا
الصييلح ،بييل ِهييو تتميية قييدحه فييي كلم ابيين
الخييرم ،أي أن البخيياري قييال :أحفييظ مييائة
ألف حديث صحيح ،وليييس فييي كتييابه إل هييذا
القدر ،وهو بالنسبة إلى المائة ألف يسير .
على تخريييج مييا الثانية :وافق مسلم البخاري
فيه إل ثمانمائة وعشرين حديثا ً .
) و ( ما في صحيح ) مسييلم بإسييقاط المكييرر
نحو أربعة آلف ( هذا مزيد على ابن الصلح .
قييال العراقييي :وهييو يزيييد علييى البخيياري
بالمكرر لكثرة طرقه ،قييال :وقييد رأيييت عيين
يف أبي الفضل أحمد بن سلمة أنه اثنا عشر ألي
حديث .وقال الميانجي :ثمانييية آلف ،والل ّييه
أعلم .
قال ابن حجر :وعندي في هذا نظر .
- 64 -
ن أبييي خ َِسيين ة ،كَ ُ سييَنن المعَتمييدَ ِ ن ال ّ مييت َ فعييَر ُ ت ْ
ة، زيمي َ سييائي ،واب ْيين ُ َ ي ،والن ّ ذ
ِ رم ْ ود ،وال ّ ُ دا
رهييا ِ قييي .وغي ْ كم ،والب َْيه ّ ِ حاَ وال . ي
ّ قطن دار ُ ّ وال
فيهييا وج َييودُهُ ِ صار ُكفي حِته ،ول ي َ ْ ص ّعَلى ِ صوصا ً َ لّ ُ من ْ
صحيح ّ ال ىِ لعَ َ ِ تالق رط َ ش ن ْ م ب ِ كتا
ِ في إ
و
هي َ مييا ،و ُ عَليه َ د َ ط اليّزائ ِ ضب ِ م بِ َ حاك ِ ُ .واعتنى ال َ
ل، ه ٌ سا ِ
مت َ َ ُ
_________________________
) ثم إن الزيادة في الصحيح ( عليهما ) تعرف
ميين ( كتييب ) السيينن المعتمييدة كسيينن أبييي
داود ،والترمذي ،والنسائي ( وابيين خزيميية ،
والييدارقطني ،والحيياكم ،والييبيهقي وغيرهييا
منصوصييا ً علييى صييحته ( فيهييا ) ول يكفييي
وجوده فيها إل في كتاب من شرط القتصييار
عليييى الصيييحيح ( كيييابن خزيمييية وأصيييحاب
المستخرجات .
قال -العراقي :وكذا لو نص على صحته أحييد
منهم ،ونقل عنه ذلك بإسناد صحيح كمييا فييي
سؤالت أحمد بن حنبل ،وسؤالت ابن معييين
وغيرهما .
قييال :وإنمييا أهملييه ابيين الصييلح بنيياء علييى
اختييياره أنييه ليييس لحييد أن يصييحح فييي هييذه
العصييار ،فل يكفييي وجييود التصييحيح بإسييناد
صييحيح ،كمييا ل يكفييي وجييود أصييل الحييديث
بإسناد صحيح .
واعتني الحافظ أبو عبد الله ) الحاكم ( في » ّ
المستدرك « ) بضبط الزائد عليهما ( ممييا هييو
على شرطهما أو شرط أحييدهما ،أو صييحيح ،
وإن ِ لم يوجد شرط أحدهما ،معّبرا ً عيين الول
بقوله :هذا حديث صحيح على شرط الشيخين
،أو علييى شييرط البخيياري أو مسييلم ،وعيين
لسييناد ، الثيياني بقييوله :هييذا حييديث صييحيح ا
الصحيحين ِ ،وربمييا وربما أورد فيه ما هو في
ح عنييده منبه يا ً علييى ذلييك أورد فيه ما لييم يصي ّ
) وهو متساهل ( في التصحيح .
- 65 -
ن دي َ
عَتميي ِ
ن الم ْ م َ ه ِر ِ لغيياي ْ ِ ه ِفي ِْجد ْ ً ِ ول وتل َ ْ
م نَ ِ ه
حح ُ ما ص
صحيحا ًّ تف َ
ن ن إل ّ أ ْسي ٌح َ
ه َ ُ يأني ب نكم
ة ْ توجب ضعفه ِ،
َ ح
َ ا ضيعيف َ ْ َ
عل ٌ ُ ِ ُ َ ْ ُ ه ِ هر في ِ ي َظْ َ
_________________________
اتفييق
المهييذبيدّ :تحّري يا ً قييال المصيينف فييي شييرح
الحفاظ على أن تلميذه الييبيهقي أش
منه ،وقد لخص الييذهبي مسييتدركه ،وتعقييب
كثيرا ً منه بالضعف والنكارة ،وجمع جزءا ً فيييه
الحاديث التي فيه وهي موضوعة ،فذكر نحو
مائة حديث .
وقيييال أبيييو سيييعيد المييياليني :طيييالعت »
المستدرك « الذي صنفهً الحاكم من أوله إلييى
آخره ،فلم أر فيه حديثا على شرطهما .قال
و ميين الميياليني ، وغلي ّ الذهبي :وهذا إسييراف
شرطهما ،وجملة وإل ففيه جملة وافرة على
دهما ،لعييل مجمييوع ذلييك كثيرة على شرط أح ِ
نحو نصف الكتاب ،وفيه نحو الّربييع ممييا صييح
ه عليية ،ومييا مناكيرليي ُ
سنده ،وفيه بعض الشيء ،أو
أو واهيييات ل بقي وهو نحو الربع فهو
تصح ،وفي بعض ذلك موضوعات .
قييال شيييخ السييلم :وإنمييا وقييع للحيياكم
ود الكتاب لينقحييه .فييأعجلته لنه:س ّ التساهل
وقد وجدت قريب نصييف الجييزء المنية ،قال
الثاني من تجييزئة سييتة ميين » المسييتدرك « :
إلى هنا انتهى إملء الحاكم ،قييال :ومييا عييدا
ذلييك ميين الكتيياب ل يؤخييذ عنييه إل بطريييق
لجازة ،فمن أكبر أصييحابه وأكييثر النيياس لييه ا ِ
البيهقي ،وهو إذا ساق عنه فييي غييير ملزمة
قييال لجييازة ،
قليييل جييدا ً يييذكره إل با ِ المملييي شيييئا ً ل
المملييي والتسيياهل فييي القييدر
بالنسبة إلى ما بعده .
ولييم نجيييد فييييه ً لغييييره ميين ) فميييا صييححه
المعتمييدين تصييحيحا ً ول تضييعيفا حكمنييا بييأنه
حسن ،إل أن يظهر فيه علة توجب ضعفه ( .
81
- 66 -
نه صييحيح أبييي حيياِتم اْبيي ِ ح ْ
كميي ِ ه فييي ُ رب ُ وُيقييا
ن ُ.حّبا َ
_________________________
قال البييدر بيين جماعيية :والصييواب أنييه ُيتتبييع
وُيحكم عليييه بمييا يليييق بحيياله ميين الحسيين أو
الصحة أو الضعف .
ووافقييه العراقييي وقييال :إن حكمييه عليييه
بالحسن فقط تحكم ،قال :إل أن ابن الصلح
قييال ذلييك بنيياء علييى رأيييه :أنييه قييد انقطييع
التصحيح في هييذه العصييار ،فليييس لحييد أن
يصييححه ،فلهييذا قطييع النظيير عيين الكشييف
عليه .
والعجييب ميين المصيينف كيييف وافقييه هنييا مييع
مخالفته له فييي المسييألة المبنييي عليهييا كمييا
سيأتي ،وقوله فما صححه ،احتراز مما خّرجه
فيي الكتيياب وليم يصيرح بتصيحيحه فل يعتميد
عليه .
) ويقاربه ( أي » صحيح الحاكم « ) في حكمييه
» صحيح أبي حاتم ابن حبان « ( قيل :إن هذا
ب الحيياكم عليييه ،والواقييع ح كتيياُيفهييم ترجي ي َ
خلف ذلييك ،قييال ِالعراقييي :وليييس كييذلك ،
وإنمييا المييراد أنييه يقيياربه فييي التسيياهل ،
فالحاكم أشييد تسيياهل ً منييه ؛ قييال الحييازمي :
ابن حبان أمكن في الحديث من الحاكم ،قيل
:وما ذكر من تساهل ابن حبان ليس بصحيح ؛
فإن غايته أنه يسييمى الحسيين صييحيحا ً ،فييإن
كييانت نسييبته إلييى التسيياهل باعتبييار وجييدان
الحسييين فيييي كتيييابه فهيييي مشييياحة فيييي
الصطلح ،وإن كانت باعتبار خفية شيروطه ،
فإنه يخّرج في الصحيح ما كان راويه ثقة غيييَر
مدلس ،سمع من شيخه وسمع منه الخذ عنه
،ول يكون هناك إرسييال ول انقطيياع ،إذا لييم
يكن في الراوي جرح ول تعديل وكان كل ميين
شيخه والراوي عنه ثقة ولم يأته بحديث منكيير
فهو عنده ثقة .
وفي كتاب » الثقات « له كثير ممن هذه حاله
،ولجل هذا ربمييا اعييترض عليييه فييي جعلهييم
ثقات من لم يعرف حيياله ،ول اعييتراض عليييه
فيإنه ل مشياحة فيي ذليك ،وهيذا دون شيرط
الحاكم ،حيث أنه يخّرج عن رواة خّرج لمثلهم
الشيييخان فييي الصييحيح ،فالحاصييل :أن ابيين
وف الحاكم فى بالتزام شروطه ،ولم ي ّ حبان و ّ
.
- 67 -
فوائد
الولى » :صحيح ابن حبان « ،ترتيبييه مخيترع
ليس على البواب ول على المسييانيد ،ولهييذا
سماه ً » :التقاسيييم والنييواع « ،وسييببه أنييه
كان عارفا بالكلم والنحو والفلسييفة ،ولهييذا
ونسييب إلييى الزندقيية ،وكييادوا فيييه ُ ت ُك ِِلييم
يتان إلييى ي س
ْ ج
ِ س
ِ ين ي م يي ي نف ثم ، بقتله يحكمون
سمْرقند ،والكشف من كتابه عسر جدا ً ،وقييد
وعمييل لييه رتبه بعض المتأخرين على أبييواب ،
الحافظ أبييو الفضييل العراقييي أطراف يا ً وجييرد
الحييافظ أبييو الحسيين الهيثمييي زوائده علييى
الصحيحين في مجلد .
الثانية » :صيحيح ابيين خزيمية « أعلييى مرتبية
من صحيح ابن حبان ،لشدة تحريه ،حييتى أنييه
لسناد ، يتوقف في التصحيح لدنى كلم في ا
يذا ِ ونحييو فيقول :إن صح الخبر ،أو إن ثبت كي
ذلك ،وممييا صيينف فييي الصييحيح أيض يا ً -غييير
المستخرجات التي ذكرها » -السنن الصييحاح
« لسعيد بن السكن .
الثالثة :صرح الخطيب وغيره بأن » الموطأ «
مقدم على كل كتاب من الجوامع والمسانيد ،
فعلى هذا هو بعد صحيح الحاكم ،وهو روايات
كيييثيرة ،وأكبرهيييا روايييية القعنيييبي ،وقيييال
العلئي :روى » الموطأ « عن مالك جماعييات
كييثيرة وبييين رواييياتهم اختلف ميين تقييديم
وتأخير وزيادة ونقص ،وميين أكبرهييا وأكثرهييا
عب ،قييال ابيين حييزم : مصي َ يي ُ زيادات رواية أبي
عب « هييذا زيييادة علييى مصي َ ُ في » موطييأ أبييي
سائر الموطييآت نحييو مييائة حيديث ،وأمييا ابيين
حزم فإنه قال :أولى الكتب
- 68 -
ن.ة على الصحيي ِ ب المخّرج ُ ة :الكت ُ
الثالث ُ
_________________________
الصييحيحان ،ثييم » صييحيح ابيين السييكن « و »
المنتقيييى « لبييين الجيييارود و » المنتقيييى «
لقاسم بن أصبغ ،ثييم بعييد هييذه الكتييب كتيياب
أبي داود وكتاب النسييائي و » مصيينف قاسييم
بن أصبغ « و » مصيينف الطحيياوي « ومسييانيد
أحمييد والييبزار وابنييي أبييي شيييبة أبييي بكيير
وعثمان ،وابن راهويه والطيالسييي والحسيين
بيين سييفيان والمسييندي ) ، (1وابيين سيينجر ،
ويعقوب بن شيبة ،وعلي بن المديني ،وابيين
أبي غرَزةَ وما جرى مجراها التي أفردت لكلم
رسول الّله صلى الّله عليه وسلم صييرفا ً ؛ ثييم
بعدها الكتب التي فيها كلمه وكلم غيره ،ثم
مييا كييان فيييه الصييحيح فهييو أجييل ،مثييل » :
مصنف عبد الييرزاق « ،و » مصيينف ابيين أبييي
ي بيين مخلييد « ،و » الميي ّ
شيبة « ،و » مصيينف بق
يروزي « ،و » كتيياب كتاب محمد بيين نصيير
ابن المنذر « ،ثم » مصيينف حميياد بيين سييلمة
« ،و » مصييينف سيييعيد بييين منصيييور « ،و »
مصنف وكيع « ،و » مصنف الفريييابي « ،و »
موطأ مالك « ،و » موطأ ابيين أبييي ذئب « ،و
» موطأ ابن وهب « ،و » مسائل ابن حنبل «
و » فقه أبي عبيييد « ،و » فقييه أبييي ثييور « ،
وما كان من هذا النمط مشهورا ً كحديث شعبة
وسفيان والليث والوزاعييي والحميييدي وابيين
مهدي ومسدد وما جرى مجراها ،فهذه طبقية
موطييأ مالييك ،بعضييها أجمييع للصييحيح منييه ،
وبعضها مثله وبعضها دونه .ولقد أحصييت مييا
في حديث شعبة من الصحيح فوجدته ثمانمائة
حييديث ونيفييا ً مسييندة ومرسييل ً يزيييد علييى
المائتين ،وأحصيت ما في » موطييأ مالييك « ،
يي وما في حديث سفيان بن عيينة فوجييدت في
ونيف يا ً كل واحد منهما من المسييند خمسييمائة
مسييندا ً وثلثمي ًيائة ونيف يا ً مرس يل ً ،وفيييه نيييف
وسبعون حديثا قد ترك مالك نفسه العمل بها
هاهيييا جمهيييور ،وفيهيييا أحييياديث ضيييعيفة و ّ
العلميياء ،انتهيى ملخصيا ً مين كتيابه » مراتيب
الديانة « .
) الثالثييية ( مييين مسيييائل الصيييحيح ) الكتيييب
المخرجة على الصحيحين ( كي » المسييتخرج «
للسييييماعيلي ،وللبرقيييياني ولبييييي أحمييييد
القطريفي ولبي
_________________________
) ( 1أبو جعفر عبد الّله بي محمد المسندي ،
وسيييمي بالمسيييندي بفتيييح النيييون لعتنيييائه
بالحاديث المسندة ،توفي سنة 229هي .
- 69 -
ظ فحص َ
ل
ذا َمييا
فا ِ فقتهما في الل ْ
والمعنييى .وك ي َ ظ ي
فيها موا َ
للفّ ا ييي ف ت
م ِ
و
م ُيلتَز ْ
تفا فيهالَ ْ
ِ ُ َ
الييبيهقي ،والبغييوي َ وشييبهها قييائلين : ُ رواه
فييي بعضييه َ ع
وقيي َ َ و مسييلم ، ْ رواهُ البخيياري أ
دهييم أنهمييا َروي َييا مَرا ُ لف ُ تفيياوت فييي المعنييى ،
ها . من َ صله فل يجوز أن َتنق َ ِ أ ْ
_________________________
عبد الّله بن أبي ذهل ولبي بكيير بيين مردويييه
عوانيية السييفراييني علييى البخيياري ،ولبييي َ
ولبي جعفير بيين حميدان َ ،ولبييي بكيير محمييد
رجاء النيسابوري ولبي بكر الجوزقي .ولبي
حامد الشاركي ولبي الوليد حسان بن محمييد
القرشي ،ولبي عمران موسييى بيين العبيياس
الجويني ولبي النصر الطوسي ،ولبي سعيد
بن أبي عثميان الحييري عليى مسيلم ،ولبيي
نعيم الصبهاني وأبي عبييد الل ّييه بيين الخييرم ،
وأبي ذر الهييروي وأبييي محمييد الخلل ،وأبييي
سييرجي وأبييي مسييعود سييليمان بيين علي الما َ
إبراهيم الصبهاني ،وأبييي بكيير اليييزدي علييى
كل منهما ،ولبي بكيير بيين عبييدان الشيييرازي
عليهما في مؤلف واحد .
وموضوع المسييتخرج كمييا قييال العراقييي :أن
يييأتي المصيينف إلييى الكتيياب فيخييرج أحيياديثه
بأسييانيد لنفسييه ميين غييير طريييق صيياحب
الكتيياب ؛ فيجتمييع معييه فييي شيييخه أو ميين
فوقه .
يرطه أن ل يصييل إلييى ي وش : السلم شيخ قال
شيخ أبعد حتى يفقد سندا ً يوصله إلى القرب
إل لعذر من علو أو زيادة مهمة قييال :ولييذلك
يقول أبو عوانة فييي مسييتخرجه علييى مسييلم
بعييد أن يسييوق طييرق مسييلم كلهييا :ميين هنييا
أخرجه ،ثييم يسييوق أسييانيد يجتمييع فيهييا مييع
مسلم فيمن فوق ذلك ،وربما قال :ميين هنييا
لم يخرجاه ،قال :ول يظن أنه يعني البخاري
ومسيلما ،فييإني اسييتقريت صيينيعه فيي ذليك
فوجدته إنما يعني مسلما ،وأبا الفضل أحمييد
بن سلمة ،فييإنه كييان قرييين مسييلم ،وصيينف
مثل مسلم ،وربما أسقط المستخرج أحيياديث
لم يجد له بها سندا يرتضيه ،وربما ذكرها من
طريق صيياحب الكتيياب ،ثييم إن المسييتخرجات
المييذكورة ) لييم يلييتزم فيهييا موافقتهمييا ( أي
الصحيحين ) في اللفاظ ( لنهم إنما
- 70 -
ه ِبهما و كذا فيهما إل ّ أن ُ
تقاِبل ُ لهديثا ً وتقو ُ ح ِ
فه ِبخل َ ِف :أخرجيياهُ ِبلفظي ِصَين ّ ُ
َ الم َ ،أو َيقييول
فيهييام َنقلوا ِ صحيحْين فإْنه ْ ن ال ّ تم َ المختصَرا ِ
ألفاظهما .
_________________________
ييييروون باللفييياظ اليييتي وقعيييت لهيييم عييين
شيوخهم ) فحصل فيها تفاوت ( قليييل ) فييي
اللفظ و ( في المعنى ( أقييل ) وكييذا مييا رواه
الييبيهقي ( فييي » السيينن « و » المعرفيية «
سيينة «وغيرهمييا ) والبغييوي ( فييي » شييرح ال ِ
رواه البخيياري أو مسييلم ، ) وشبههما قييائلين
وقع في بعضه ( أيضا ً ) تفاوت فييي المعنييى (
وفييي اللفيياظ ) فمرادهييم ( بقييولهم ذلييك
ويييا أصييله ( أي أصييل الحييديث دون أنهمييا َر َ )
الذي أوردوه ،وحينئذ ) فل يجوز ( لييك اللفظ
) أن تنقل منها ( أي من الكتب ً المذكورة ميين
المستخرجات وما ذكير ) حيديثا وتقييول ( فييه
) هيييو كيييذا فيهميييا ( أي الصيييحيحين ) إل أن
تقيييابله بهميييا أو يقيييول المصييينف أخرجييياه
بلفظييه ،بخلف المختصييرات ميين الصييحيحين
فإنهم نقلوا فيها ألفاظهما ( ميين غييير زيييادة
ول تغيييير فلييك أن تنقييل منهييا ،وتعييزو ذلييك
للصيييحيح وليييو بلفيييظ ،وكيييذا الجميييع بيييين
الصحيحين لعبييد الحييق ،أمييا » الجمييع « لبييي
عبييد الّلييه الحميييدي الندلسييي ففيييه زيييادة
تمييز .قال ألفاظ وتتمات على الصحيحين بل
ابن الصلح :وذلك موجود فيه كييثيرا ُ .فربمييا
نقييل ميين ل يميييز بعييض مييا يجييده فيييه عيين
الصحيح أو أحدهما وهو مخطئ ،لكييونه زيييادة
ليست فيه .قييال العراقييي :وهييذا ممييا أنكيير
على الحميدي لنييه جمييع بييين كتييابين ،فميين
أين تأتي الزيييادة ،قييال :واقتضييى كلم ابيين
الصييلح أن الزيييادات الييتي تقييع فييي كتيياب
صيحيح ،ولييس كيذلك ، الحمييدي لهيا حكيم ال ِ
رواها بسنده كالمستخرج ،ول ذكر أنه لنه ما
يزيد ألفاظا ً واشترط فيها الصييحة حييتى يقلييد
في ذلك .
قلت :هذا الذي نقله عن ابن الصلح وقييع لييه
في الفائدة الرابعة ،فإنه
- 71 -
قال :ويكتفي وجوده في كتيياب ميين اشييترط
الصحيح ،وكذلك ما يوجد في الكتب المخّرجيية
من تتمة لمحذوف أو زيادة شرح ،وكييثير ميين
هذا موجود في » الجمع « للحميدي .انتهييى .
وهذا الكلم قابل للتأويل فتأمل .
ثم رأيت عيين شيييخ السييلم قييال :قييد أشييار
الحمييدي إجميال ً وتفصييل ً إليى ميا يبطيل ميا
اعترض به عليه ،أما إجمال ُ فقال فييي خطبيية
الجمع ،وربما زدت زيادات من تتمييات وشييرح
لبعض ألفاظ الحديث ونحو ذلك ،وقفت عليها
لسييماعيلي في كتب ميين اعتنييى بالصييحيح كا
والبرقيياني ،وأمييا تفصيييل ً فعلييى ِقسييمين :
ي ؟ أما الجلي فيسوق الحييديث ثييم وخف ّ ي جل
يقي ّ
يي أثنييائه :إلييى هنييا انتهييت روايييةيول في
البخيياري ،وميين هنييا زيييادة البرقيياني ،وأمييا
الخفي فإنه يسوق الحديث كامل ً أصل ً وزيييادة
ثييم يقييول :أمييا ميين أولييه إلييى موضييع كييذا ،
فرواه فلن وما عييداه زاده فلن ،أو يقييول :
لفظة كذا زادها فلن ونحو ذلييك ،والييى هييذا
أشار ابن الصلح بقييوله :فربمييا نقييل ميين ل
يميز ،وحينئذ فلزيادته حكم الصحة لنقله لهييا
عمن اعتنى بالصحيح .
مهمة :ما تقدم عن البيهقي ونحوه من عييزو
الحديث إلى الصحيح والمراد أصله ،ل شك أن
الحسن خلفه ،والعتنيياء بالبيييان حييذرا ً ميين
إيقيياع ميين ل يعييرف الصييطلح فييي اللبييس ،
ولبيين دقيييق العيييد فييي ذلييك تفصيييل حسيين
وهو . :أنك إذا كنت فييي مقييام الرواييية فلييك
العزو ولييو خيالف ،لنيه عيرف أن أجييل قصيد
المحدث السند والعثييور علييى أصييل الحييديث ،
دون ما إذا كنت في مقام الحتجاج فمن روى
فييي المعيياجم والمشيييخات ونحوهييا فل حييرج
عليه في الطلق ،بخلف من أورد ذلييك فييي
الكتييب المبوبيية ،ل سيييما إن كييان الصييالح
للترجمة قطعة زائدة على ما في الصحيح .
- 72 -
و
عليي ّ دتييان :عليهمييا فائ َ ة َ ب المخّرجيي ِ ولل ُ
كتيي
لسناد ِ
تن تلييك الّزيييادا ِ
صحيح ،فإ ّ ّ ال ُ ة زياد و .
ة ِلك ِ ا ِ
بإسناِدهما . ونهاْ صحيح ٌ َ
_________________________
) وللكتب المخرجة عليهما فائدتان ( إحييداهما
لسناد ( لن مصنف المستخرج لو روى ) علو ا
حديثا ً مث ِل ً من طريق البخاري لوقع أنييزل ميين
الطريق الذي رواه به في المستخرج ،مثاله :
أن أبا نعيم لو روى حديثا ً عن عبد الرزاق ميين
طريييق البخيياري أو مسييلم لييم يصييل إليييه إل
دبري بأربعة ،وإذا رواه عن الطييبراني عيين ال ي ّ
بفتح ً الموحدة عنه وصل باثنين ،وكذا لو روى
حديثا في مسند الطيالسي من طريييق مسييلم
كييان بينييه وبينييه أربعيية ،شيييخان بينييه وبييين
مسلم ،ومسلم وشيييخه ،وإذا رواه عيين ابيين
فارس عن يونس بن حبيب عنه وصل باثنين )
و ( الخرى ) زيادة الصحيح فإن تلك الزيييادات
صحيحة لكونها بإسنادهما ( .
لسييلم :هييذا مسييلم فييي الرجييل التقيا ِ
قال شيييخ
يى فيييه إسييناد المسييتخرج وإسييناد الييذي
مصنف الصل ،وفيمن بعييده ،وأمييا ميين بييين
المستخرج وبين ذلك الرجل فيحتاج إلى نقد ،
لن المسييتخرج لييم يلييتزم الصييحة فييي ذلييك ،
حصل وقييع علييى ل قصده العلو ،فإن وإنما ج ّ
مع ّذلك صحيحا ً أو فيه زيادة كان فإن غرضه ،
حسن حصلت اتفاقا ً ،وإل فليس ذلك همتييه ،
قال :قد وقع ابن الصيلح هنييا فيمييا فيّر منيه
في عدم التصحيح في هذا الزمان ،لنه أطلق
تصحيح هذه الزيادات ثم عللهييا بتعليييل أخييص
لسييناد ،وذلييك من دعواه ،وهو كونها بييذلك ا
لسناد إلى ِمنتهاه . إنما هو من ملتقى ا ِ
تنبيه
لم يذكر المصنف تبعا ً لبن الصلح للمسييتخرج
سوى هاتين الفائدتين ،وبقي له فوائد أخيير ،
منهييا القييوة بكييثرة الطييرق للترجيييح عنييد
المعارضة ،ذكره ابن
- 73 -
يرح مسييلم ،وذلييك بييأن الصلح في مقدمة شي
يضم المستخرج شخصا ً آخيير فييأكثر مييع الييذي
دث ًمصيينف الصييحيح عنييه ،وربمييا سيياق لييه ح ّ
طرقيا أخيرى إلييى الصييحابي بعييد فراغييه ميين
استخراجه ،كما يصيينع أبيو عوانية ،ومنهيا أن
يكون مصنف الصحيح روى عميين اختلييط ولييم
يبين هل سماع ذلك الحديث في هيذه الرواييية
قبييل الختلط أو بعييده ؟ فيييبينه المسييتخرج ،
إما تصريحا ً أو بأن يرويه عنه ميين طريييق ميين
لييم يسييمع منييه إل قبييل الختلط ،ومنهييا أن
يروى في الصحيح عن مدلس بالعنعنة فيرويه
المسيييتخرج بالتصيييريح بالسيييماع ،فهاتيييان
فائدتان جليلتان ،وإن كنا ل نتوقف في صحة
مييا روي فييي الصييحيح ميين ذلييك غييير مييبين ،
ونقول لو لم يطلع مصنفه على أنه روي عنييه
قبل الختلط ،وأن المدلس سمع لم يخرجه ،
فقد سأل السبكي المزي ،هل وجييد لكييل مييا
روياه بالعنعنة طرق مصّرح فيهييا بالتحييديث ؟
فقال :كثير من ذلك لم يوجييد ومييا يسييعنا إل
تحسين الظن .
ومنها :أن يروي عن مبهييم :كحييدثنا فلن أو
رجل ،أو فلن وغيره ،أو غير واحييد ،فيعينييه
المستخرج .
ومنها :أن يروي عن مهمل ،كمحمد من غييير
ذكر ما يميزه عن غيره من المحمدين ،ويكون
في مشايخ من رواه كييذلك ميين يشيياركه فييي
السم ،فيميزه المستخرج .
لسلم :وكل علة أعل بهييا حييديث شيخ ا ِ قال
الصيحيحين جياءت رواييية المسيتخرج في أحيد
سالمة منها ،فهي من فييوا ئده ،وذلييك كييثير
جدا ً .
فوائد
ل يختيييص المسيييتخرج بالصيييحيحين ،فقيييد
استخرج محمد بن عبد الملييك بيين أيميين علييى
سيينن أبييي داود ،وأبييو علييي الطوسييي علييى
ى التوحيد لبن خزيمة الترمذي ،وأبو نعيم عل
الفض ِييل العراقييي علييى » وأملى الحافظ أبييو
المستدرك « مستخرجا ً لم يكمل .
- 74 -
هييو صييل ف ُ مت ّ ِ ياَناحِدي ال ُ
وَييياهُ بالسيي ميياحَر ِ َ ةَ : بعيي ُ الرا
المحِ ُ
دأن مبت َي َ مي ْف ِ ذ َ مييا ِ مي ُ ِ ّ تهَ ْ ،وأ صي َ ّ م بِ ِ كو ُ
ة
ييغ ِ
صذَي َ
منييه ب ِ ِ ن ِ حدٌ أو أكييثُر .فمييا كييا َ وا ِ سَناِده إ ْ
كييَر وى ،و َ ل و ََأمييَر ،وَر عيي َ وف َ َ ل. قييا َ ك َزم َ
جيي ْ
ال ََ
ه؛ ف إلي ْ ِ ضا ِ ن الم َ هع ِ صحت ِ م بِ ّ هو حك ٌ ن،ف ُ فل ٌ
_________________________
) الرابعة ( من مسييائل الصييحيح ) مييا روييياه (
أي الشيخان ) بالسناد المتصل فهو المحكوم
ن مبتدأ إسناده واحييد حذف ،م ِ بصحته ،وأما ما
وهو في البخاري كثير أو ًأكثر ( وهو المعلق
جدا ،كما تقدم عدده ،وفي مسلم في موضع
واحد في التيمم ،حيث قال .
وروى الليييث بيين سييعد ،فييذكر حييديث أبييي
الحييرث بيين الصييمة :أقبييل رسييول بن ال ّ الجهم
وسلم من نحو بئر جمييل . عليه له صلى الّله
الحييديث ،وفيييه أيض يا ً موضييعان فييي الحييدود
والييبيوع رواهمييا بييالتعليق عيين الليييث بعييد
روايتهما بالتصال ،وفيه بعد ذلك أربعة عشر
موضعا ً كل حديث منها رواه متص يل ً ثييم عقبييه
بقوله :ورواه فلن ،وأكييثر مييا فيي البخيياري
من ذلك موصول ًفي موضع ً آخيير ميين كتييابه ،
وإنما أورده معلقا اختصييارا ومجانبيية للتكييرار
والذي لم يوصله في موضع آخر مائة وسييتون
لسلم في تأليف لطيف ِ حديثا ً ،وصلها شيخ ا
سماه » :التوفيق « ،وله في جميييع التعليييق
والمتابعات والموقوفات كتاب جليل بالسانيد
سييماه » :تغليييق التعليييق « ،واختصييره بل
أسانيد في آخر سماه » :التشويق إلى وصييل
المهم من التعليييق « ) فمييا كييان منييه بصيييغة
وى وذكيير فلن وأم يَر وَر عي َ
ل ف َ الجييزم كقييال و َ
ياف َ إليييه ( لنييه ل فهو حكم بصحته عيين َالمضي
يستجيز أن يجزم بذلك عنه إل وقد صييح عنييده
عنه ،لكن
- 75 -
ل يحكم بصييحة الحييديث مطلقيا ً ،بييل يتوقييف
علييى النظيير فيميين أبييرز ميين رجيياله ،وذلييك
أقسام :أحدها :ما يلتحق بشرطه ،والسييبب
مييع
معلقا ً في عدم إيصاله إما الستغناء بغيره عنه ،
إفادة الشارة إليه وعدم إهماله بإيراده
اختصارا ً ِ ،وإما كونه لم يسمعه من شيخه ،أو
سمعه مذاكرة ،أو شك في سماعه ،فما رأى
أنه يسوقه مساق الصييول ،وميين أمثليية ذلييك
قوله في الوكالة :قييال عثمييان بيين الهيثييم :
ييرين عيين أبي ّيي حدثنا عون حدثنا محمد بيين سي
هريرة قال :وكلنييي رسييول الل ّييه صييلى اللييه
عليه وسلم بزكاة رمضييان .الحييديث ،وأورده
في فضائل القرآن وذكيير إبليييس ،ولييم يقييل
في موضع منها حدثنا عثمان ،فالظاهر عييدم
سماعه له منه .
لسلم :وقد استعمل هذه الصيييغة لييما ِ
قال شيخ
يسييمعه ميين مشييايخه فييي عييدة فيمييا
أحاديث ،فيوردها منهم بصيغة قال فلن ،ثم
يوردها في موضع آخر بواسطة بينه وبينهييم ،
كما قال في التاريخ .
قييال إبراهيييم بيين ً موسييى حييدثنا هشييام بيين
بهييذا يوسف فذكر حديثا ،ثم يقول :حدثوني
عن إبراهيم قال :ولكن ليس ذلك مطردا ً في
كييل مييا أورده بهييذه الصيييغة ،لكيين مييع هييذا
الحتمال ل يجمل حمل ما أورده بهذه الصيغة
على أنه سمعه من شيوخه .
وبهذا القييول ينييدفع اعييتراض العراقييي علييي
ابن الصلح في تمييثيله بقييوله قييال :عفييان ،
قعنييبي كونهمييا ميين شيييوخه ،وأن وقييال ال َ
الرواية عنهم ولو بصيييغة ل تصييرح بالسييماع ،
محمولة على التصال كما سيييأتي فييي فييروع
عقب المعضل ،ثم قولنا في هذا التقسيم ما
يلتحق بشرطه ،ولم يقل إنييه علييى شييرطه ،
لنه وإن صح فليس من نمط الصحيح المسييند
فيه ،نبه عليه ابن كثير .
- 76 -
القسم الثيياني :مييا ل يلتحييق بشييرطه ولكنييه
الطهييارة صحيح على شرط غيره ،كقوله في
وقالت عائشة ّ :كييان النييبي صييلى الل ّييه عليييه
وسييلم يييذكر اللييه علييى كييل أحيييانه .أخرجييه
مسلم في صحيحه .
الثييالث :مييا هييو حسيين صييالح للحجيية كقييوله
فيه :وقال بهز بن حكيم عن أبيه عيين جييده »
الّله أحق أن يستحيى منه « وهو حديث حسيين
مشهور أخرجه أصحاب السنن .
الرابع :ما هيو ضيعيف ل مين جهية قيدح فيي
رجاله ،بل من جهة انقطاع يسير في إسناده
لسماعيلي :قييد يصيينع البخيياري ذلييك ،قال ا
إما لنه ِسمعه من ذلييك الشيييخ بواسييطة ميين
يثق به عنه ،وهو معييروف مشييهور عيين ذلييك
الشيخ ،أو لنه سمعه مميين ليييس ميين شييرط
الكتاب ،فنبه على ذلك الحييديث بتسييمية ميين
حدث به ل على التحديث به عنه ،كقييوله فييي
الزكاة :وقيال طياوس :قيال معياذ بين جبيل
لهل اليمن :ائتوني بعرض ثييياب ،الحييديث ً،
فإسناده إلييى طيياوس صيحيح ،إل أن طاوسيا
لم يسمع من معاذ ؛ وأما ما اعترض بييه بعييض
المتأخرين من نقيض هيذا الحكيم بكيونه جيزم
يوله فييي في معلييق وليييس بصييحيح ،وذلييك قي
التوحيد ،وقال الماجشون عيين عبييد الل ّييه بيين
يي سييلمة عيين أبييي هرييرة عيين الفضل عن أبي
النبي صلى الل ّييه عليييه وسييلم » :ل تفاضييلوا
بييين النبييياء « الحييديث ،فييإن أبييا مسييعود
الدمشقي جييزم بييأن هييذا ليييس بصييحيح ،لن
عبد الّله بن الفضل إنما رواه عن العرج عيين
أبي هريرة ل عن أبي سلمة .وقوى ذلك بييأنه
أخرجه في موضع آخيير كييذلك ،فهييو اعييتراض
ينقض القاعدة ،ول مييانع ميين أن مردود ،ول
يكون لعبييد الل ّييه بيين الفضييل شيييخان وكييذلك
ي في مسيينده سلمة -الطيالس ّ أورده عن أبي
-فبطل ما ادعاه .
- 77 -
حكييى . ذكُر .وي ُ ْم كُيروي ،وي ُ ْ ه جْز ٌس في ِ
يقييالي ُ َ
وما
ن كي َ
ذا َ ل ف
المضاف إليه ٍيني ع حكييي ل وروي ،وذُك ِيَر ،و ُ و ُ
ِ ِ ه عنحت ِص ّحكم ب ِ س فيه ُ فلي َ
_________________________
) وما ليس فيه جييزم كيييروى ويييذكر ويحكييى
ويقال وروى وذكر وحكى عن فلن كذا ( قال
ابن الصلح :أو فييي البيياب عيين النييبي صييلى
الّله عليه وسلم ) فليس فيه حكم بصحته عيين
المضاف إليه ( .
العبييارات يذه هي يل مثي لن : يلح قييال ابيين الصي
تستعمل فييي الحييديث الضييعيف أيض يا ً فأشييار
بقوله أيضا ،إلى أنه ربما يورد ذلك فيمييا هييو
صحيح ،إما لكونه رواه بالمعنى ،كقييوله فييي
الطب :ويذكر عن ابن عباس عن النبي صلى
الّله عليه وسلم في الرقييى بفاتحيية الكتيياب ً،
فإنه أسنده في موضييع آخيير بلفييظ :أن نفييرا
ميين الصييحابة مييروا بحييي فيييه لييديغ ،فييذكر
الحديث في رقيتهم للرجييل بفاتحيية الكتيياب ،
وفيه » :إن أحق ميا أخيذتم علييه أجيرا ً كتيياب
الّله « .
أو ليييس علييى شييرطه كقييوله فييي الصييلة :
ويذكر عن عبد الّله بن السييائب قييال » :قييرأ
النيييبي صيييلى الضيييم علييييه وآليييه وسيييلم :
المؤمنون ،فييي صييلة الصييبح ،حييتى إذا جيياء
ذكر موسييى وهييارون أخييذته سييعلة فركييع « ،
وهو صحيح أخرجه مسلم ،إل أن البخيياري لييم
يخرج لبعض رواته .
أو لكونه ضم إليييه مييا لييم يصييح فييأتى بصيييغة
تسييتعمل فيهمييا ،كقييوله فييي الطلق ويييذكر
ين المسيييب وذكيير عن علي بن أبي طالب وابي
نحوا من ثلثة وعشرين تابعيا ْ .
- 78 -
سييومو ُدخيياَله فييي الك َِتيياب الم ْه لِ ْس ب ِييوا ٍ
بالْييي َ
صحيح .
ول
َ
ّ
_________________________
وقد يورده أيضا ً في الحسن كقوله في البيوع
ويذكر عن عثمان بن عفييان أن النييبي صييلى :ال ّ َ
له عليه وسييلم ْ قييال لييه » :إذا بعييت فكييل ،
هيييذا الحييييديث رواه وإذا ابتعيييت فاكتيييل «
الدارقطني من طريق عبيد الّله بن المغيييرة ،
وهو صدوق ،عين منقيذ ميولى عثميان ،وقيد
وثق ،عن عثمان ،وتابعه سعيد بن المسيب ،
ومن طريقه أخرجه أحمد في المسييند ،إل أن
في إسناده ابن لهيعة ،ورواه ابن أبييي شيييبة
فييي مصيينفه ميين حييديث عطيياء عيين عثمييان ،
وفيه انقطاع ،والحديث حسن لما عضده ميين
ذلك .
ضعيف قوله وهو ذلك من أورده ما أمثلة ومن
في الوصايا ٍ :ويذكر عن النبي صلى الّله عليه
وسلم أنه قضييى بالييدين قبييل الوصييية ،وقييد
رواه الترمذي موصول من طريق الحارث عيين
علي ،والحارث ضعيف .
وقوله فييي الصييلة :ويييذكر عيين أبييي هريييرة
لمييام فييي مكييانه ،وقييال يوع ،ا ِ رفعييه :ل يتطي
وهذه عادته فييي ضييعيف ل عقبه :ولم يصح
موافقيية إجميياع أو نحييوه ،علييى عاضد له من
أنه فيه قليل جدا ً ،والحيديث أخرجيه أبييو داود
من طريق الليث بن أبي سليم عن الحجاج بن
عبيد عن إبراهيم بن إسماعيل عن أبي هريرة
،وليييث ضييعيف ،وإبراهيييم ل يعييرف ،وقييد
اختلف عليه فيه .
وَرده البخاري في الصيحيح ممييا عيبر ماي أ ْ و() َ
ييغة التمريييض وقلنييا ً ل يحكييم بصييحته عنه بص
لدخيياله ( إييياه ) ليس بواه ( أي ساقط جييدا )
) في الكتاب الموسوم بالصحيح ِ( وعبارة ابن
الصييلح :ومييع ذلييك فييإيراده لييه فييي أثنيياء
الصحيح يشعر بصحة أصييله إشييعارا ً يييؤنس بييه
ويركن إليه .
قلت :ولهييذا رددت علييى ابيين الجييوزي حيييث
أورد فييي الموضييوعات حييديث ابيين عبيياس
مرفوعييا ً :إذا أتييي أحييدكم بهدييية فجلسيياؤه
ورده من طريقين عنييه ، فإنه أ ْ شركاؤه فيها .
عائشيية ولييم يصييب ،فييإن وميين طريييق عيين
البخاري أورده في الصحيح فقال :ويذكر عن
ابن عباس ،وله شاهد آخر من حديث الحسيين
ي رويناه في فوائد أبي بكر الشافعي ، وقدعل ّ بن
بينت ذلك في مختصير الموضيوعات ،ثييم
- 79 -
في كتييابي » القييول الحسيين فييي الييذب عيين
السنن « .
- 80 -
ق مييا اّتف ي
بييهَ َ لهيياع َ م .أَ ْ سييا ٌ
ق َ حأ ْ صييحي ُ ة ال
خييار ّ سي ُ م َ الخا ِ
ِ َ د ر
َ انفيي ميياَ ثييم ، م
ٌ سييلْ وم ُ ي
ّ ه الب ُ َ علييي ِ
ما ،ثييم طه َشييْر ِ ى َ عل َم ،ثم َ سل ٌ م ْ ي ،ثم خار َ ّ الب ُ َ
حصييحي ُ سييلم ،ثييم َ م ْ
ي ،ثييم ُ خار ّ ط الب ُ ُ َ شْر ِ عَلى َ
ما .ره َ عن ْدَ َ
غي ْ ِ ِ
_________________________
فائدة
قييال ابيين الصييلح :إذا تقييرر حكييم التعيياليق
المذكورة فقول البخاري ما أدخلت في كتابي
إل ميييا صيييح ،وقيييول الحيييافظ أبيييي نصييير
السجزي :أجمع الفقهاء وغيرهم أن رجل ً لييو
جميع البخاري صحيح ،قيياله حلف بالطلق أن
رسييول إلييى صييلى الل ّييه عليييه وسييلم ل شييك
فيه ،لم يحنث ،محمول على مقاصييد الكتيياب
وموضييوعه ،ومتييون البييواب المسييندة دون
التراجم ونحوها .اهي .وسيأتي فييي المسييألة
مزيييد كلم قريب يا ً ،ويييأتي تحرييير الكلم فييي
يث ذكييره المصيينف عقييب حقيقيية التعليييق حيي
المعضل .إن شاء الّله تعالى .
) الخامسة :الصحيح أقسام ( متفاوتة بحسب
تمكنه من شروط الصيحة وعيدمه ) أعلهيا مييا
اتفق عليه البخاري ومسلم ،ثم مييا انفييرد بييه
البخاري ( ووجه تأخره عما اتفقا عليه اختلف
العلماء أيهما أرجح ) ثم ( ما اْنفرد به ) مسلم
ثييم ( صييحيح ) علييى شييرطهما ( ولييم يخرجييه
وجه تأخره عما أخرجه أحييدهما منهما ،و َ واحد
بالقبول لييه ) ثييم ( صييحيح ) علييى تلقي المة
شرط البخاري ثم ( صحيح على شرط ) مسلم
ثييم صييحيح عنييد غيرهمييا ( مسييتوفى فيييه
الشروط السابقة .
- 81 -
تنبيهات
الول :أورد على هذا أقسام :
أحييدها :المتييواتر وأجيييب بييأنه ل يعتييبر فيييه
عدالة والكلم في الصحيح بالتعريف السابق .
لسييلم :وهييو شيخ ا ِ الثاني :المشهور .قال
رتبته ؛ هل هييي وارد قطعا ً :وأنا متوقف في
قبل المتفق عليه أم بعده .
الثالث :ما أخرجه الستة ،وأجيب بأن من لييم
يشييرط الصييحيح فييي كتييابه ل يزيييد تخريجييه
للحديث قوة .
قييال الزركشييي :ويمنييع بييأن الفقهيياء قييد
يرجحييون بمييا ل مييدخل لييه فييي ذلييك الشيييء
كتقديم ابن العم الشقيق على ابن العم للب
،وإن كيييان ابييين العيييم للم ل ييييرث ،قيييال
العراقي :نعم ،ما اتفييق السييتة علييى توثيييق
رواتييه أولييى بالصييحة ممييا اختلفييوا فيييه وإن
اتفق عليه الشيخان .
الرابع ً :ما فقد شرطا ً كالتصال عند من يعده
صحيحا .
الخامس :ميا فقيد تميام الضيبط ونحيوه مميا
إلييى رتبيية الحسيين عنييد ميين يسييميه ً ينييزل
لسييلم ً :وعلييى ذلييك ا شيييخ قييال ، اصييحيح
يقال :ما أخرجه الستة ِإل واحييدا منهييم وكييذا
ما أخرجه الئمة الييذين الييتزموا الصييحة ونحييو
هذا إلى أن تنتشر القسام فتكثر حتى يعسيير
حصرها .
التنبيه الثاني :
قد علييم ممييا تقييدم أن أصييح ميين صيينف فييي
الصحيح ابن خزيمة ثم ابن حبان ثييم الحيياكم ،
فينبغي أن يقال :أصحها بعد مسلم ميا اتفيق
عليييه الثلثيية ،ثييم ابيين خزيميية وابيين حبييان
والحيياكم ،ثييم ابيين حبييان والحيياكم ،ثييم ابيين
خزيمة فقط ،ثم ابن حبان فقط ،ثم الحيياكم
فقييط ،إن يكيين الحييديث علييى شييرط أحييد
الشييييخين ،وليييم أر مييين تعيييرض ليييذلك ،
فليتأمل .
- 82 -
التنبيه الثالث :
ً
فوق ما يجعله فائقا ،كأن يتفقا قد يعرض للم ُ
إخراج حييديث ًغريييب ،ويخييرج مسييلم أو على
غيره حديثا ً مشهورا ،أو مما وصييفت ترجمتييه
بكونها أصح السانيد ول يقدح ذلك فيما تقدم
لجمال . ،لن ذلك باعتبار ا ِ
قييال الزركشييي :وميين هنييا يعلييم أن ترجيييح
كتيياب البخيياري علييى مسييلم إنمييا المييراد بييه
ترجيح الجملة ل كل فرد من أحاديثه على كييل
فرد من أحاديث الخر .
التنبيه الرابع :
فائدة التقسيم المذكور تظهيير عنييد التعييارض
والترجيح .
التنبيه الخامس :
في تحقيق شرط البخاري ومسلم ،قييال ابيين
طيياهر :شييرط البخيياري ومسييلم أن يخرجييا
الحديث المجمع على ثقة رجاله إلى الصحابي
المشهور .
قييال العراقييي :وليييس مييا قيياله بجيييد ،لن
النسائي ضعف جماعة أخرج لهم الشيييخان أو
أحدهما ،وأجيب بأنهما أخرجا من أجمع علييى
ثقته إلى حين تصنيفهما ،فل يقدح فيي ذلييك
تضعيف النسائي بعد وجود الكتابين .
- 83 -
لسلم :تضعيف النسائي إن كان أوا ِ
وقال شيخ
نقله عن معاصيير فييالجواب ذلييك ، باجتهاده
وإن نقله عيين متقييدم فل .قييال :ويمكيين أن
يجاب بأن ما قاله ابن طاهر هو الصييل الييذي
بنيا عليه أمرهما ،وقييد يخرجييان عنييه لمرجييح
يقوم مقامه .
وقييال الحيياكم فييي علييوم الحييديث :وصييف
الحديث الصحيح أن يرويه الصحابي المشييهور
بالرواية عن النبي صلى الّله عليه وسييلم ولييه
راويان ثقتان ،ثم يرويييه ميين أتبيياع التييابعين
الحافظ المتقن المشهور بالرواية ،ولييه رواة
ثقييات .وقييال فييي » المييدخل « :الدرجيية
الولى من الصحيح اختيار البخيياري ّومسييلم ،
وهو أن يروي الحديث عن رسييول اللييه صييلى
الّلييه عليييه وسييلم صييحابي زائل عنييه اسييم
الجهالة ،بأن يروي عنييه تابعيييان عييدلن ،ثييم
يييروي عنييه التييابعي المشييهور بالرواييية عيين
الصحابة وله راويان ثقتان ،ثم يرويه عنه من
أتبيياع التييابعين حييافظ متقيين ولييه رواة ميين
الرابعيية ثييم ُيكييون شيييخ البخيياري أو الطبقيية
مسلم حافظا ً مشهورا بالعداليية فييي روايتييه ،
ثم يتداوله أهل الحديث بالقبول إلييى وقتنييا ،
كالشهادة على الشهادة .
فعمم في علوم الحييديث شييرط الصييحيح ميين
حيييث هييو .وخصييص ذلييك فييي » المييدخل «
بشرط الشيخين .وقد نقض عليه الحازمي ما
ادعي أنه شرط الشيخين بما في الصحيح ميين
الغرائب التي تفرد بها بعض الييرواة .وأجيييب
بأنه إنما أراد أن كل راو في الكتابين يشييترط
أن يكون له راويان ،ل أنه يشييترط أن يتفقييا
في رواية ذلك الحديث بعينه .
قال أبييو علييي الغسيياني ونقلييه عييياض عنييه :
ليس المراد أن يكييون كييل خييبر روييياه يجتمييع
فيه راويان عن صحابيه ثييم عيين تييابعيه فميين
بعده ،فإن ذلك يع يّز وجييوده وإنمييا المييراد أن
هذا الصحابي وهييذا التييابعي روى عنييه رجلن
خرج بهما عن حد الجهالة .
- 84 -
ن الحازمي فهييم ذلييك لسلم :وكأ ّ شيخ ا ِ قال
الحاكم :كالشييهادة علييى الشييهادة ، من قول
لن الشييهادة يشييترط فيهييا التعييدد وأجيييب
باحتمييال أن يريييد بالتشييبيه بعييض الوجييوه ل
كلها ،كالتصال واللقاء وغيرهما .
وقييال أبييو عبييد الل ّييه ابيين المييواق :مييا حمييل
عييياض الغساني عليه كلم الحاكم وتبعه عليه
وغيييره ليييس بييالبين .ول أعلييم أحييدا ً روى
يرحا بييذلك ول جييود لييه فييي عنهمييا أنهمييا صي
كتابيهما ول خارج يا ً عنهمييا .فييإن كييان قييائل
يرفهما ذلك عرفه من مييذهبهما بالتصييفح لتصي
معا ً
في في كتابيهما فلم يصب .لن المرين
ذلك أكثريييا ً كتابيهما .وإن كان أخذه من كون
علييى كونهمييا فييي كتابيهمييا فل دليييل فيييه
اشترطاه .ولعل وجود ذلك أكثريا ً إنما هو لن
من روى عنه أكثر ميين واحييد ،أكييثر مميين لييم
يييرو عنييه إل واحييد ميين الييرواة مطلقييا ً .ل
بالنسبة إلى من خرج له منهم في الصيحيحين
لنصياف التزامهميا هيذا الشيرط .وليس من ا
ميين غييير أن ِيثبييت عنهمييا ذلييك مييع وجييود
إخللهما به .لنهمييا إذا صييح عنهمييا اشييتراط
ذلك كان في إخللهما به درك ،عليهما .
لسلم :وهذا كلم مقبييول وبحييث شيخ ا ِ قال
قوي .
البخيياري :مييا ذكييره وقال فييي مقدميية شييرح
الحيياكم وإن كييان منتقضييا ً فييي حييق بعييض
الصحابة الذين أخييرج لهييم إل أنييه معتييبر فييي
حق ميين بعييدهم ،فليييس فييي الكتيياب حييديث
أصل من رواية من ليس له إل راو واحد فقط
.
- 85 -
وقال الحازمي ما حاصله :شرط البخيياري أن
يخييرج مييا اتصييل إسييناده بالثقييات المتقنييين
الملزمييين لمين أخ ًييذوا عنيه ملزميية طويليية ،
وأنه قد يخرج أحيانا عن أعيييان الطبقيية الييتي
لتقان والملزمة لمن رووا عنه تلي هذه في ا
،فلييم يلزمييوه ِ إل ملزميية يسيييرة ،وشييرط
مسلم أن يخرج حييديث هييذه الطبقيية الثانييية ،
وقد يخييرج حييديث ميين لييم يسييلم ميين غييوائل
الجرح ،إذا كان طويل الملزمة لمن أخذه عنه
،كحماد بن سلمة في ثابت البناني وأيوب .
وقييال المصيينف :إن المييراد بقييولهم علييى
شيييرطهما :أن يكيييون رجيييال إسيييناده فيييي
كتابيهما لنه ليس لهمييا شييرط فييي كتابيهمييا
ول في غيرهما .
قال العراقي :وهذا الكلم قد أخذه ميين ابيين
الصييلح ،حيييث قييال فييي » المسييتدرك « :
أودعه ما ليس في واحد ميين الصييحيحين ممييا
رآه علييى شييرط الشيييخين ،وقييد أخرجييا عيين
رواته في كتابيهما .
قال :وعلى هذا عمل ابن دقيق العيييد ،فييإنه
يرط ينقل عن الحاكم تصحيحه لحديث علييى شي
فلن يا ً البخاري مثل ً ،ثم يعترض عليه بأن فيييه
ولم يخرج له البخاري ،وكذا فعل الذهبي في
» مختصر المستدرك « .
قال :وليس ذلييك منهييم بجيييد ،فييإن الحيياكم
صييرح فييي خطبيية » المسييتدرك « ّبخلف مييا
فهموه عنه ،فقال :وأنا أستعين اللييه تعييالى
عليى إخيراج أحياديث رواتهيا ثقيات قيد احتيج
بمثلها الشيخان أو أحييدهما .فقييوله بمثلهييا ،
أي بمثل رواتها ل بهم أنفسهم ،ويحتمييل أن
يراد بمثل تلك الحيياديث ،وإنمييا تكييون مثلهييا
إذا كانت بنفس رواتها ،وفيه نظر .
- 86 -
قال :وتحقيق المثلية أن يكون بعض ميين لييم
يخرج عنييه فييي الصييحيح مثييل ميين خييرج عنييه
وتعييرف فيييه ،أو أعلييى منييه عنييد الشيييخين ،
المثلية عندهما إما بنصهما على أن فلنا ً مثل
فلن ،أو أرفع منه ،وقلما يوجييد ذلييك ،وإمييا
باللفاظ الداليية علييى مراتييب التعييديل ،كييأن
يقول في بعض من احتجا به » ثقة أو ثبييت أو
صدوق أو ل بأس به « أو غير ذلك ميين ألفيياظ
التعديل ثييم يوجييد عنهمييا أنهمييا قييال ذلييك أو
أعلى منييه فييي بعييض ميين لييم يحتجييا بييه فييي
كتابيهما ،فيستدل بذلك على أنه عندهما في
رتبة من احتجا به ،لن مراتييب الييرواة معيييار
معرفتها ألفاظ الجرح والتعديل .
قال :ولكين هنييا أمير فيييه غمييوض ل بييد ميين
لشييارة إليييه ،وذلييك أنهييم ل يكتفييون فييي ا ِ
التصييحيح بمجييرد حييال الييراوي فييي العداليية
والتصييال ميين غييير نظيير إلييى غيييره ،بييل
ينظرون في حاله مع من روى عنه فييي كييثرة
ملزمتييه لييه أو قلتهييا ،أو كييونه فييي بلييده
ممارسا ً لحديثه ،أو غريبا ً من بلد من أخذ عنه
،وهذه أمور تظهيير بتصييفح كلمهييم وعملهييم
في ذلك .اهي كلمه .
وقال شيييخ السييلم :مييا اعييترض بييه شيييخنا
على ابن دقيق العيد والذهبي ليييس بجيييد لن
الحيياكم اسييتعمل لفظيية مثييل فييي أعييم ميين
الحقيقة والمجاز في السييانيد والمتييون ،دل
علييى ذلييك صيينعه ،فييإنه تييارة يقييول :علييى
شرطهما ،وتارة على شرط البخاري ،وتييارة
لسييناد ول يحيح ا ِعلى شرط مسلم ،وتييارة صي
بكلميية مثييل يعزوه لحدهما .وأيضا ً فلو قصييد
معناهييا الحقيقييي حييتى يكييون المييراد ،احتييج
بغيرها ممن فيهم من الصييفات مثييل مييا فييي
الرواة الذين خرجا عنهم ،لم يقييل قيط علييى
شرط البخاري ّ .فأن شرط مسلم دونه ،فمييا
كان على شيرطه فهيو عليى شيرطهما ،لنيه
حوى شرط مسلم وزاد ،قال ووراء ذلييك كلييه
أن يروى إسيناد ملفيق مين رجالهميا كسيماك
عن عكرميية عيين ابيين عبيياس .فسييماك علييى
شييرط مسييلم فقييط ،وعكرميية انفييرد بييه
البخاري والحق أن هذا ليس على شرط واحييد
منهما .
- 87 -
وأدق من هذا أن يرويا عن أناس ثقات ضعفوا
في أناس مخصوصين ،من غير حييديث الييذين
ضعفوا فيهم .فيجيء عنهم حديث من طريق
من ضعفوا فيه ،برجال كلهم في الكتابين أو
أحدهما فنسبته أنه عليى شيرط مين خيرج ليه
غلط ،كأن يقال في هشيييم عيين الزهيري » :
كل من هشيم والزهري أخرجا له ،فهو علييى
شرطهما « فيقال :بل ليس على شرط واحد
منهما ،لنهمييا إنمييا أخرجييا لهشيييم ميين غييير
حديث الزهري ،فييإنه ضييعف فيييه ،لنييه كييان
دخل إليييه فأخييذ منييه عشييرين حييديثا ً ،فلقيييه
صاحب ليه وهيو راجيع فسيأله روايتيه .وكيان
ثمييت ريييح شييديدة فييذهبت بييالوراق ميين يييد
الرجل ،فصييار هشيييم يحييدث بمييا علييق منهييا
بذهنه ،ولييم يكيين أتقيين حفظهييا فييوهم فييي
أشياء منها ،ضعف في الزهري بسببها .
وكذا همام ضعيف فييي ابيين جريييج مييع أن كل
منهما أخرجا له ،لكن لم يخرجييا لييه عيين ابيين
جريج شيئا ً ،فعلى من يعزو إلى شييرطهما أو
شرط واحد منهما أن يسوق ذلك السند بنسق
رواية من نسب إلى شييرطه ولييو فييي موضييع
من كتابه .
وكذا قال ابن الصلح فييي » شييرح مسييلم « :
من حكم لشخص بمجرد رواية مسلم عنه فييي
صيحيحه بييأنه ميين شيرط الصييحيح فقييد غفييل
وأخطييأ ،بييل ذلييك متوقييف علييى النظيير فييي
كيفية رواية مسلم عنه ،وعلى أي وجه اعتمد
عليه .
تتمة
ألف الحازمي كتابا ً في » شروط الئمة « ذكر
فيه شرط الشيخين وغيرهمييا فقيال :ميذهب
من يخرج الصحيح أن يعتبر حال الراوي العدل
في مشيايخه وفيمين روى عنهيم وهيم ثقيات
أيضا ً ،وحديثه عن بعضهم صحيح ثييابت يلزمييه
إخراجه ،وعن بعضهم مدخول ل يصح إخراجييه
إل في الشواهد والمتابعات ،وهييذا بيياب فيييه
غموض ،وطريقيية معرفيية طبيياق الييرواة عيين
راوي الصل ومراتب مداركهم .
- 88 -
ولنوضح ذلك بمثال :وهو أن تعلم أن أصحاب
الزهري مثل ً على خمس طبقات ولكييل طبقية
منها مزييية علييى الييتي تليهييا وتفيياوت ،مميين
كييان فييي الطبقيية الولييى فهييي الغاييية فييي
الصحة .وهييو غاييية مقصييد البخيياري ،كمالييك
وابييين عيينييية ،وييييونس وعقييييل اليلييييين
وجماعييية .والثانيييية شييياركت الوليييى فيييي
العدالة ،غير أن الولييى جمعييت بييين الحفييظ
لتقان وبين طول الملزمة للزهييري بحيييث وا ِ
كان منهم من يلزمه في السفر ويلزمه فييي
الحضر كالليث بن سيعد والوزاعييي والنعمييان
بن راشد .
والثانية لم تلزم الزهري إل مدة يسيرة ،فلم
لتقان دون الطبقة برقانا ِ
تمارس حديثه وكانوا في
وسفيان بن حسين الولى ،كجعفر بن
السلمي وزمعة بن صالح المكي ،وهم شييرط
مسلم .
والثانييية :جماعيية لزمييوا الزهييري مثييل أهييل
الطبقة الولييى ،غييير أنهييم لييم يسييلموا ميين
غييوائل الجييرح ،فهييم بييين الييرد والقبييول ،
كمعاوية بن يحيى الصدفي وإسحق بن الكلبي
،والمثنى بن الصباح .وهييم شييرط أبييي داود
والنسائي .
ح
ِ يري الج يي
ي ف ية
ي الثالث ياركوا
ي ش يومي ق والرابعيية :
يديث والتعديل ،وتفردوا بقليية ممارسًييتهم لحي
الزهري ،لنهم لم يلزموه كثيرا ،وهم شرط
الترمذي .
والخامسة :نفر من الضييعفاء والمجهييولين ل
يجييوز لميين يخييرج الحييديث علييى البييواب أن
يخيييرج حيييديثهم إل عليييى سيييبيل العتبيييار
والستشهاد ،عند أبي داود فمن دونه ،فأمييا
عند الشيخين فل .
- 89 -
صييحِته عل َييى ِه أو َ عَلي ي ِ ق َيخي ٌفي ح مت َ صحي ٌ قالوا ذا َ وإ ََ
ما
نْلييمَ
خأ ّ شي ُن ُ ،وذَك ََر ال ّ ِ ْ ش ّ ال ُ ق َ
فا ّ ت ا َ هم ُ ُ د را
َ فم
ع ُ صييحِته وال ِع بِ ِ مقطو ٌ وَ . ه ُ ه
ما ف ُ ده
ص َُ
ح ُ و ََياهُ أو أ َ َر َ
في ِ ل ِ ي حا ِ ال ْقطع ّ
_________________________
) وإذا قالوا صحيح متفق عليه أو علييى صييحته
فمرادهم اتفيياق الشيييخين ( ل اتفيياق الميية ،
قال ابيين الصييلح :لكيين يلييزم ميين اتفاقهمييا
اتفاق المة عليه لتلقيهم له بالقبول .
) وذكيير الشيييخ ( يعنييي ابيين الصييلح ) أن مييا
يحته والعلييم روياه أو أحدهما فهو مقطوع بصي
حاصل فيه ( ،قال :خلفا ً لمن نفى القطعي
ذلك ،محتجا ً بأنه ل يفيد إل الظن وإنما تلقته
المة بالقبول لنه يجب عليهم العمل بالظن .
قال :وقد كنت أميل إلييى والظن قد يخطئ .
هييذا وأحسييبه قويم يا ً .ثييم بييان لييي أن الييذي
اخترنيياه أول ً هييو الصييحيح ،لن ظيين ميين هييو
معصييوم ميين الخطييأ ل يخطييئ .والميية فييي
كييانً إجماعهييا معصييومة ميين الخطييأ ولهييذا
الجماع المبني على الجتهيياد حجيية مقطوع يا
بها :وقد قال إمام الحرمين :لو حلف إنسان
الصييحيحين ممييا بطلق امرأتييه :أن مييا فييي
حكما بصحته ،من قول النبي صلى الّله عليييه
وسييلم ،لمييا ألزمتييه الطلق ،لجميياع علميياء
المسييلمين علييى صييحته .قييال :وإن قييال
قائل ،إنه ل يحنث ولو لييم يجمييع المسييلمون
علييى صييحتها ،للشييك فييي الحنييث .فييإنه لييو
حلف بذلك ،في حديث ليييس ً هييذه صييفته لييم
يحنث .وإن كان رواته فساقا .
لجماع هو القطييع إلىا ًاِ . المضاف أن ظاهرا ً فالجواب
يا عنييد الشييك ي وأم وباطن الحنث بعدم
يث محكييوم بييه ظيياهرا ً مييع احتمييال ي الحن فعدم
وجوده باطنا ً .حتى تستحب الرجعة .
- 90 -
د
ن .فقالوا ُ :يفي ي ُ ن وال ْ
كثُرو َ قو َ محق ُ هماالل ُلف ُخا َ
و َ
َ
وات َْر .َ يت
َ م
ْ َ ن
ّ ظّ ال
_________________________
قييييال المصيييينف ) :وخييييالفه المحققييييون
والكييثرون ،فقييالوا :يفيييد الظيين مييا لييم
يتواتر ( .
قال في شرح مسلم :لن ذلك شييأن الحيياد ،
ول فرق فييي ذلييك بييين الشيييخين وغيرهمييا ،
وتلقي المة بالقبول ،إنما أفاد وجوب العمل
بما فيهما ،من غير توقف على النظيير فيييه ،
بخلف غيرهما فل يعمل بييه حييتى ينظيير فيييه
ويوجييد فيييه شييروط الصييحيح ،ول يلييزم ميين
إجماع المة على العمل بمييا فيهمييا إجميياعهم
على القطع بأنه كلم النبي صييلى الّلييه عليييه
وسلم .قييال :وقييد اشييتد إنكييار ابيين برهييان
على ميين قييال بمييا قيياله الشيييخ ،وبييالغ فييي
تغليطه .اهي .وكذا عاب ابن عبدالسلم علييى
ابيين الصييلح هييذا القييول .وقييال :إن بعييض
المعتزلية ييرون :أن المية إذا عمليت بحيديث
اقتضى ذلك القطع بصحته ،قال وهو مييذهب
رديء ،وقال البلقيني :ما قاله النووي وابيين
عبدالسلم ومن تبعهما ممنوع .
فقد نقل بعض الحفاظ المتأخرين مثييل قييول
ابن الصلح عن جماعة ميين الشييافعية ،كييأبي
لسييفراييني ،والقاضييي إسحق وأبييي حامييد ا
أبييي الطيييب والشيييخ ِأبييي إسييحق الشيييرازي
وعن السرخسي ميين الحنفييية والقاضييي عبييد
الوهيياب ميين المالكييية وأبييي يعلييي وأبييي
الخطاب وابن الزاغوني ميين الحنابليية ،وابيين
فورك وأكثر أهل الكلم من الشعرية ،وأهييل
الحديث قاطبة ،ومذهب السييلف عاميية أنهييم
يقطعون بالحديث الذي تلقته المة بييالقبول ،
بييل بييالغ ابيين طيياهر المقدسييي فييي صييفة
التصوف ،فألحق به ما كان علييى شييرطهما ،
وإن لم يخرجاه .
لسييلم :مييا ذكييره النييووي فييي شيييرحشيييخ ا ِ وقال
أميييا ، الكيييثرين جهييية مييين مسيييلم
المحققون فل ،فقد وافق ابن الصييلح أيضييا ً
محققون .
- 91 -
وقال في » شييرح النخبيية « ً :الخييبر المحتييف
بالقرائن يفيييد العلييم خلفيا لميين أبييى ذلييك ،
قال وهو أنواع :منها ما أخر به الشيخان فييي
صحيحيهما مما لم يبلغ التواتر ،فإنه احتف به
قييرائن ،منهييا :جللتهمييا فييي هييذا الشييأن
وتقدمهما في تمييز الصييحيح علييى غيرهمييا ،
وتلقييي العلميياء لكتابيهمييا بييالقبول ،وهييذا
التلقي وحده أقوى في إفادة العلم من مجرد
كثرة الطرق القاصرة عن التواتر ،إل أن هييذا
مختص بما لم ينتقده أحد من الحفاظ مما في
الكتابين ،وبما لم يقع التجاذب بييين مييدلوليه
ممييا وقييع فييي الكتييابين ،حيييث ل ترجيييح
لحيييدهما عليييى الخييير لسيييتحالة أن يفييييد
المتناقضان العلم بصييدقهما ميين غييير ترجيييح
لجميياعصحته .عييدا ذلييك فا ِ
لحدهما على الخر ،وما
حاصل على تسليم
قال :وما قيييل ميين أنهييم إنمييا اتفقييوا علييى
وجوب العمل به ل على صحة معنيياه ممنييوع ،
لنهم اتفقوا على وجوب العمل بكل ما صح ،
ولو لم يخرجاه ،فلم يبق للصحيحين في هييذا
لجماع حاصل علييى أن لهمييا مزييية ، مزية ،وا
فيما يرجع ِ إلى نفس الصحة ،قييال :ويحتمييل
أن يقال المزية المذكورة كون أحاديثهما أصح
الصحيح ،قال :ومنها المشييهور إذا كييانت لييه
طييرق متباينيية سييالمة ميين ضييعف الييرواة
والعلل ،وممن صرح بإفادته العلييم النظييري ،
الستاذ أبو منصور البغدادي .
قييال :ومنهييا المسلسييل ًبالئميية الحفيياظ
المتقنين حيث ل يكون غريبا ،كحييديث يرويييه
أحمد مثل ً ويشاركه فيه غيره عين الشيافعي ،
ويشيياركه فيييه غيييره عيين مالييك ،فييإنه يفيييد
العلم عند سماعه بالستدلل مين جهية جللية
رواته .قال :وهييذه النييواع الييتي ذكرناهييا ل
يحصييل العلييم بصييدق الخييبر منهييا إل للعييالم
المتبحر في الحييديث العييارف بييأحوال الييرواة
والعلل ،وكون غيره ل يحصل له العلم بصدق
ذلك لقصوره عن الوصاف المذكورة ل ينفييي
حصول العلم للمتبحر المذكور .اهي .
وقال ابن كييثير :وأنييا مييع ابيين الصييلح فيمييا
عييول عليييه وأرشييد إليييه .قلييت :وهييو الييذي
أختاره ول أعتقد سواه ،نعم يبقى الكلم في
التوفيق بينه وبين ما ذكره أول ً من أن المييراد
بقولهم :هذا حديث صييحيح ،أنييه وجييدت فيييه
شروط الصحة ،ل أنه مقطيوع بييه فيي نفيس
المير ،فيإنه مخيالف لميا هنيا ،فلينظير فيي
الجمع بينهما ،فإنه عسر ولم أر من تنبه له .
- 92 -
تنبيه
اسييتثنى ابيين الصييلح ميين المقطييوع بصييحته
فيهما ،ما تكلييم فيييه ميين أحاديثهمييا فقييال :
سوى أحييرف يسيييرة تكلييم عليهييا بعييض أهييل
النقد من الحفاظ كالدارقطني وغيييره .قييال
لسييلم :وعييدة ذلييك مائتييان وعشييرون شيخ ا
حديثا ً ِ ،اشتركا فييي اثنييين وثلثييين ،واختييص
البخيياري بثمييانين إل اثنييين ،ومسيلم بمييائة ،
فقال المصنف في شييرح البخيياري مييا ضييعف
من أحاديثهما مبني على علل ليست بقادحة .
لسلم :فكأنه مال بهذا إلييى أنييه فيهماا ِ
وقال شيخ
ضعيف ،وكلمه في شييرح مسييلم ليس
يقتضي تقرييير قييول ميين ضييعف ،فكييان هييذا
بالنسيييبة إليييى مقامهميييا وأنيييه ييييدفع عييين
البخاري .ويقرر على مسلم .قال العراقي .
وقد أفردت كتابا ً لما تكلم فييي الصييحيحين أو
أحدهما مع الجواب عنه ،قال شيييخ السييلم :
ولم يبيض هذا الكتاب وعدمت مسودتهِ .وقييد
لسييلم مييا فييي البخيياري ميين شيييخ ا ِ سييرد
المتكلم ًفيها ًفي » مقدمة شييرحه « الحاديث
وأجاب عنها حديثا حديثا ،ورأيت فيمييا يتعلييق
بمسييلم تأليفييا ً مخصوصييا ً فيمييا ضييعف ميين
أحاديثه بسبب ضعف رواته ً ،وقد ألييف الشيييخ
ولييي الييدين العراقييي كتابيا فييي الييرد عليييه ،
وذكيير بعييض الحفيياظ أن فييي كتيياب مسييلم
أحاديث مخالفة لشرط الصحيح ،بعضها أبهييم
روايييية ،وبعضيييها فييييه إرسيييال وانقطييياع ،
جادة وهي في حكم النقطيياع ، وبعضها فيه و َ
يار ي العط ييد
ي الرش يف
ي أل وقد ، بالمكاتبة
في الرد عليه والجواب عنها حديثا ً حديثا ً وبعضها
كتابا ً
،وقييد ًوقفييت ًعليييه ،وسيييأتي نقييل مييا فيييه
ملخصي ّا مفرقيا فيي المواضيع اللئقية بيه إن
شاء الله تعالى ،ونعجل هنا بجييواب شييامل ل
يختص بحديث دون حديث .
- 93 -
لسلم في مقدمة » شرح البخاري قال شيخ ا
لجمييال عمييا انتقييد ِ « :الجييواب ِ ميين حيييث ا
عليهما ،أنييه ل ريييب فييي تقييدم البخيياري ثييم
مسلم على أهل عصرهما ومن بعده من أئميية
هذا الفن في معرفة الصحيح والعلل ،فييإنهم
ل يختلفون أن ابن المديني كان أعلييم أقرانييه
بعلل الحديث ،وعنه أخذ البخاري ذلييك ،ومييع
ذلك فكان ابن المديني إذا بلغه عيين البخيياري
شيء يقول :ما رأى مثل نفسه ،وكان محمد
علييم أهييل عصييره بعلييل بيين يحيييى الييذهلي أ ِ
ييري ،وقيييد اسيييتفاد ذليييك منيييه حيييديث الزهي
الشيخان جميعا ً .
وقال مسلم :عرضت كتابي علييى أبييي زرعيية
الرازي فما أشار أن له علة تركته ،فإذا عرف
ذلك وتقرر أنهما ل يخرجان من الحديث إل ما
ل علة لييه ،أو لييه عليية ّ غييير مييؤثرة عنييدهما ،
فبتقدير توجيه ًكلم من انتقد عليهما ،يكييون
قييوله معارضييا لتصييحيحهما ،ول ريييب فييي
تقييديمهما فييي ذلييك علييى غيرهمييا ،فينييدفع
العتراض من حيييث الجمليية ،وأمييا ميين حيييث
التفصيل :فالحيياديث الييتي انتقييدت عليهمييا
ستة أقسام :
الول :ما يختلف الرواة فيه بالزيادة والنقص
لسناد ،فإن أخرج صاحب الصييحيح رجال ا ِ من
المزييييدة وعلليييه الناقيييد بيييالطريق الطرييييق
الناقصة فهييو تعليييل مييردود ،لن الييراوي إن
كان سمعه فالزيييادة ل تضيير ،لنييه قييد يكييون
سمعه بواسطة عيين شيييخه ثييم لقيييه فسييمعه
منييه ،وإن كييان لييم يسييمعه فييي الطريييق
الناقصيية فهييو منقطييع ،والمنقطييع ضييعيف
والضعيف ل يعل الصحيح ،وميين أمثليية ذلييك :
ما أخرجاه من طريق العمش عن مجاهد عيين
طاوس عن ابيين عبيياس فييي قصيية القييبرين ،
قييال الييدارقطني فييي انتقيياده :قييد خييالف
منصور ،فقال عن مجاهييد عيين ابيين عبيياس ،
وأخرج البخاري حييديث منصييور علييى إسييقاط
طاوس ،قال وحديث العمش أصح .
- 94 -
لسلم :وهذا فييي التحقيييق ليييس فإنا ِ
قال شيخ
مجاهدا ً لم يوصف بالتدليس ،وقييد بعلة ،
صح سماعه من ابن عباس ،ومنصييور عن ًييدهم
ميينأتقيين ميين العمييش ،والعمييش أيضييا ِ
الحفاظ .فالحديث كيفما دار دار علييى ثقيية ،
والسييناد كيفمييا دار كييان متصيل ً ،وقييد أكييثر
الش ِيييخان ميين تخريييج مثييل هييذا ،وإن أخييرج
صيياحب الصييحيح الطريييق الناقصيية ،وعللييه
الناقييد بالمزيييدة ،تضييمن اعتراضييه دعييوى
يححه المصيينف ،فينظيير :إن انقطاع فيمييا صي
كان الييراوي صييحابيا ً أو ثقيية ً غييير ًمييدلس قييد
إدراكييا بينييا ،أو صييرح أدرك ميين روى عنييه
بالسماع إن كييان مدلس يا ً ميين طريييق أخييزى ،
فإن وجد ذلك اندفع العتراض بذلك ،وإن لييم
يوجيييد وكيييان النقطييياع ظييياهرا ً ،فمحصيييل
الجواب أنه إنما أخرج مثل ذلك حيث له سييائغ
وعاضد ،وحفتييه قرينيية فييي الجمليية تقييويه ،
ويكون التصحيح وقع من حيث المجموع ،مثله
:ما رواه البخاري من حديث أبي مييروان عيين
عروة عيين أبيييه عيين أم سييلمة ،أن هشام بن
النبي صلى الّله عليه وسييلم قييال لهييا » :إذا
صليت الصييبح فطييوفي علييى بعيييرك والنيياس
يصييلون « الحييديث .قييال الييدارقطني :هييذا
منقطييع ،وقييد وصييله حفييص بيين غييياث عيين
هشييام عيين أبيييه عيين زينييب عيين أم سييلمة ،
ووصله مالك في الموطأ عن أبي السود عيين
عروة كذلك .
لسلم :حديث مالك عنييد البخيياري شيخ ا ِ قال
بحيديث أبيي ميروان ،وقيد وقيع فيي مقرون
رواية الصيلي عن هشام عن أبيييه عين زينييب
عن أم سيلمة موصيل ً ،وعليهييا اعتمييد الميّزي
في الطراف ،ولكن معظيم الروايييات .علييى
إسقاط زينب .
- 95 -
قال أبو علي الجييياني :وهييو الصييحيح .وكييذا
لسييماعيلي بإسييقاطها ميين حييديث أخرجييه ا
عبييدة بيين ِ سييليمان ،ومحاضيير وحسييان بيين
إبراهيم ،كلهم عن هشام وهو المحفوظ ميين
حديثه .وإنما اعتمد البخاري فيه رواييية مالييك
يا
حاكييييا ً
التي أثبت فيهييا ذكيير زينييب ،ثييم سيياق معه
رواييية هشييام الييتي أسييقطت منهييا ،
للخلف فيه على عروة كعادته ،مع أن سييماع
عروة من أم سلمة ليس بالمستبعد .
قال :وربما علل بعض النقيياد أحيياديث ادعييى
فيهييا النقطيياع ،لكونهييا مروييية بالمكاتبيية
لجازة ،وهذا ل يلزم منه النقطاع عند مين وا ِ
يسوغ ذلك ،بييل فييي تخريييج صيياحب الصييحيح
لمثل ذلك دليل على صحته عنده .
القسم الثاني :ما يختلف الييرواة فيييه بتغيييير
لسييناد ،والجييواب عنييه :أنييه إن رجال بعض ا
أمكيين الجمييع ِ ،بييأن يكييون الحييديث عنييد ذلييك
الييراوي علييى الييوجهين فأخرجهمييا المصيينف
ولييم يقتصيير علييى أحييدهما ،حيييث يكييون
المختلفييون فييي ذلييك متعييادلين فييي الحفييظ
والعيييدد ،أو متفييياوتين ،فيخيييرج الطريقييية
الراجحيية ويعييرض عيين المرجوحيية ،أو يشييير
إليها .فالتعليل بجميييع ذلييك لمجييرد الختلف
غييير قييادح ،إذ ل يلييزم ميين مجييرد الختلف
اضطراب يوجب الضعف .
الثالث :ما تفرد فيه بعيض الييرواة بزيييادة لييم
يييذكرها أكييثر منييه ،أو أضييبط ،وهييذا ل يييؤثر
التعليل به ،أل إن كانت الزيادة منافية بحيييث
يتعذر الجمع ،وإل فهي كالحديث المسييتقل ،
إل إن وضح بالييدليل القييوي أنهييا مدرجيية ميين
كلم بعض رواته فهييو مييؤثر ،وسيييأتي مثيياله
في المدرج .
- 96 -
الرابع :ما تفرد به بعض الرواة ممين ضيعف ،
وليييس فييي الصييحيح ميين هييذا القبيييل غييير
حديثين تبين أن كل منهما قد توبع .
أحدهما :حديث إسماعيل بن أبي أويييس عيين
مالك عن زيد بن أسييلم عيين ًأبيييه » :أن عميير
استعمل مولى له يدعي هني يا علييى الحمييى «
ث بطوله .قال الييدارقطني :إسييماعيل الحدي َ
ضعيف .
لسلم :ولم ينفرد بييه ،بييل تييابعه شيخ ا ِ قال
عيسى عين ماليك ،ثيم إن إسيماعيل معن بن
ضييعفه النسييائي وغيييره .وقييال أحمييد وابيين
معييين فييي رواييية .ل بييأس بييه .وقييال أبييو
حاتم :محلييه الصييدق ،وإن كييان مغفل ً .وقييد
صييح أن أخييرج البخيياري أصييوله ،وأذن لييه أن
ينتقييي منهييا ،وهييو مشييعر بييأن مييا أخرجييه
البخاري عنه من صحيح حديثه ،لنه كتييب ميين
أصوله ،وأخرج له مسلم أقل ممييا .أخييرج لييه
البخاري .
ي بن عبيياس بيين سييهل بيين ّ أب حديث ثانيهما :
عين جييده ،قييال :كييان للنييبي عن أبيه . سعد
صلى الّله عليه وسلم فرس يقال له اللحيف .
ي ضعيف . قال الدارقطني ؛ أب ّ
لسييلم :تييابعه عليييه أخييوه عبييدييخ ا ِقييال شي
المهيمن .
القسييم الخييامس :مييا حكييم فيييه علييى بعييض
الرواة بالوهم ،فمنه ما ل يؤثر قدحا ً ومنه مييا
يؤثر .
السادس :ما اختلف فيه بتغيييير بعييض ألفيياظ
المتيين ،فهييذا أكييثره ل يييترتب عليييه قييدح ،
لمكان الجمع أو الترجيح ،انتهى . ِ
- 97 -
فائدة تتعلق بالمتفق عليه
قال الحاكم :الحديث الصحيح ينقسييم عشييرة
أقسام :خمسة متفق عليها ،وخمسة مختلف
فيهييا ،فييالول ميين المتفييق عليهييا :اختيييار
البخيياري ومسييلم ،وهييو الدرجيية الولييى ميين
الصحيح ،وهو الحديث الييذي يرويييه الصييحابي
المشهور إلى آخر كلمه السابق ،وقييد تقييدم
ما فيه .
الثيياني :مثييل الول ،إل أنييه ليييس لراويييه
الصحابي إل راو واحد ،مثاله حديث عروة بيين
ضييّرس ،ل َراوي لييه غييير الشييعبي ،وذكيير م َ
ُ
أمثليية أخييرى ،ولييم يخرجييا هييذا النييوع فييي
الصحيح .
لسييلم :بييل فيهمييا جمليية ميين ا ييخقييال شي
الحاديث عن ِجماعة من الصحابة ليس لهم إل
راو واحد ،وقد تعرض المصنف لذلك في نوع
دان ،وسيأتي فيه مزيد كلم . الوح َ
الثالث :مثل الول إل أن راويه ميين التييابعين
ليس له إل راو واحد ،مثل محمييد بيين جييبير ،
وعبد الرحمن بن فروخ .وليس فييي الصييحيح
من هذه الروايات شيء ،وكلها صحيحة .
لسلم ّ في نكته :بل فيهما القليل شيخ ،ا ِ قال
كعبد اللييه بيين وديعيية ، .وعميير بيين من ذلك
محمد بن جبير بن مطعم ،وربيعة بن عطاء .
الرابع :الحاديث الفراد الغرائب التي ينفييرد
بها ثقة من الثقييات ،كحيديث العلء عين أبييه
عن أبي هريييرة ،فييي النهييي عيين الصييوم إذا
انتصف شعبان ،تركه مسلم لتفرد العلء بييه ،
وقد أخرج بهذه النسخة أحاديث كثيرة .
لسلم :بل فيهما كثير منه ،لعلييه على ا ِ
قال شيخ
مائتي حديث ،وقد أفردها الحييافظ يزيد
ضييياء الييدين المقدسييي ،وهييي المعروفيية
بغرائب الصحيح .
الخييامس :أحيياديث جماعيية ميين الئميية عيين
آبائهم عن أجد ادهم ،لم تتييواتر الرواييية عيين
آبييائهم عيين أجييدادهم إل عنهييم ،كعمييرو بيين
شعيب عن أبيه عن جده ،وبهز بن حكيييم عيين
أبيه عن جده ،وإياس بن معاوية بن قيرة عين
أبيه عن جييده ،أجييدادهم صييحابة ،وأحفييادهم
ثقات .فهييذه أيض يا ً محتييج بهييا ،مخرجيية فييي
كتب الئمة دون الصحيحين .
- 98 -
لسييلم :ليييس المييانع ميين إخييراج هييذا شيخ ا ِقال
القسييم فييي الصييحيحين كييون الرواييية
وقعت عن الب عن الجد ،بل لكون الراوي أو
أبيه ليس على شرطهما ،وإل ففيهمييا أوفيى
أحدهما ،من ذلك :رواية علي بن الحسين بن
أبيه عن جده .ورواية محمد بيين زيييد علي عن
بيين عبييد الل ّييه بيين عميير عيين أبيييه عيين جييده .
ين أبيييه عيين ي بن عباس بن سهل عي ورواية أب ّ
وروايية إسيحاق بين عبيد الّليه بين أبيي جده .
طلحة ع ّيين أبيييه عيين جييده . .ورواييية الحسيين
وعبد الله ابني محمد بن علي بن أبييي طييالب
عيين أبيهمييا عيين جييدهما .ورواييية حفييص بيين
عاصم بن عمر بن الخطاب عن أبيه عن جده ،
وغير ذلك .
قييال :وأمييا القسييام المختلييف فيهييا فهييي :
المرسل ،وأحاديث المدلسييين إذا لييم يييذكروا
سيماعهم .وميا أسينده ثقية وأرسيله ثقيات .
وروايييات الثقييات غييير الحفيياظ العييارفين .
وروايات المبتدعة إذا كانوا صادقين .
لسييلم :أمييا الول والثيياني فكمييا وأماا ِ
قال شيخ
الثالث فقد اعترض عليييه العلئي ، قال ،
بأن في الصحيحين عييدة أحيياديث اختلييف فييي
وصلها وإرسالها .
لسلم :ول يرد عليييه ،لن كلمييه يو ا ِ
قال شيخ
أعييم ميين الصييحيحين .وأمييا الرابييع فيمييا هي
فقيييال العلئي :هيييو متفيييق عليييى قبيييوله
والحتجاج به إذا وجدت فيه شرائط القبييول ،
وليييس ميين المختلييف فيييه البتيية ،ول يبلييغ
رواة الصييحيحين ، الحفيياظ العييارفون نصييف
وليييس كييونه حافظ يا ً ،شييرطا ً وإل لمييا احتييج
بغالب الرواة .
لسييلم :إنمييا فييرض الخلف فيييه ييخ ا ِ قال شي
أهل الحديث وبين أبي حنيفة ومالك بين أكثر
.قال :وأما الخامس فكما ذكيير ميين الختلف
فيه ،لكن في الصحيحين أحاديث عيين جماعيية
مييين المبتدعييية عيييرف صيييدقهم واشيييتهرت
معرفتهييم بالحييديث فلييم يطرحييوا للبدعيية ،
قال :وقد بقي عليه ميين القسييام المختلييف
فيهييا ،رواييية مجهييول العداليية ،وكييذا قييال
المصنف فيي شيرح مسيلم ،وقيال أبييو عليي
الحسيييين بييين محميييد الجيييياني فيميييا حكييياه
المصييينف :النييياقلون سيييبع طبقيييات :ثلث
مقبوليية وثلث مييردودة ،والسييابعة مختلييف
فيها ،فالولى ميين المقبوليية :أئميية الحييديث
وحفاظهم ،يقبل تفردهم وهييم الحجيية علييى
من خييالفهم .والثانييية :دونهييم فييي الحفييظ
والضبط لحقهم بعييض وهيم ،والثالثيية :قييوم
- 99 -
ثبييت صييدقهم ومعرفتهييم لكيين جنحييوا إلييى
مييذاهب الهييواء ميين غييير أن يكونييوا غلة ول
دعاة .
فهذه الطبقات احتمييل أهييل الحييديث الرواييية
عنهم ،وعليهم يدور نقل الحييديث ،والولييى
من المردودة من وسم بالكذب ووضع الحديث
،والثانييية ميين غلييب عليييه الييوهم والغلييط ،
والثالثة قوم غلوا فييي البدعيية ودعييوا إليهييا ،
فحرفوا الروايات ليحتجوا بهييا ،وأمييا السييابع
المختلييف فيييه :فقييوم مجهولييون انفييردوا
بروايات ،فقبلهم قوم وردهم آخييرون ،قييال
العلئي :وهذه القسام التي ذكرها ظيياهرة ،
لكنها في الرواة :انتهي .