You are on page 1of 23

‫الفصـــل الول‬

‫الطـــار النظــري‬
‫المبحث الول ‪ :‬ماهية ضمان الودائع‬
‫مقدمة ‪:‬‬
‫إتخذت الحكومات في معظم الدول طائفة من التدابير و‬
‫الصلحات ‪ ،‬لتدعيم الجهود الدولية الرامية للستقرار المالي و‬
‫إعادة نظمها المصرفية إلى وضعها الطبيعي و مواكبتها‬
‫للتطورات و التحولت الحديثة ‪ ،‬تشمل هذه التدابير تشديد‬
‫القوانين و القواعد الرامية للحد من المخاطر التي تتعرض لها‬
‫البنوك بغير موجب ‪ ،‬و منع إستغلل المنصب المصرفي لتحقيق‬
‫أرباح شخصية ‪ ،‬و تحسين نظم الشراف و الرقابة المصرفية و‬
‫توفير السيولة من خلل البنك المركزي لمنع تحول مشكلت‬
‫السيولة المصرفية إلى حالت إعسار و التدخل لحل مواقف‬
‫العسار بإعتبار أن البنك المركزي في العادة ليقوم بهذا الدور‬
‫الخير ‪،‬لذا تطلب وجود آلية جاهزة لتقوم به‪ ،‬تتمثل في نظام‬
‫التأمين على الودائع و التي تبرز كجزء من منهج الصلح الذي‬
‫يمس المنظومة المصرفية نتيجة الزمات الحادة ‪ .‬و جاءت هذه‬
‫النظم كإجراء وقائي من الزمات المصرفية التي تنتج من جراء‬
‫تعثر بنك أو أكثر مما قد يلحق الضرار بأموال المودعين في هذه‬
‫البنوك نتيجة تعرض جزء كبير منها للفقدان و الضياع في غياب‬
‫أي تعويضات عنها من السلطات النقدية و من أجل التعرض‬
‫لمختلف الجوانب المتعلقة بهذه اللية‪.‬‬
‫و لقد أصبح موضوع ضمان الودائع المصرفية من أهم المواضيع‬
‫التي دق نقوس الخطر في قضياه المصرفية المثارة على‬
‫الصاعدين العالمي و العربي و اتسعت دائرة القطار التي تطلع‬
‫لتبني هذا النظام الحديث الذي يفيد في محتواه التأمين على‬
‫الودائع المصرفية واتخذت في ذلك مختلف التشريعات المصرفية‬
‫مواقف قانونية بسنها لقواعد تشريعية وتنظيمية في المجال‬

‫‪1‬‬
‫البنكي لحماية ودائع الجمهور لدى مؤسسات الضمان على‬
‫)‪(1‬‬ ‫اختلف أنواعها و تسميتها‪.‬‬
‫تعريف الوديعة المصرفية ‪:‬‬
‫الوديعة المصرفية هي تلك النقود التي يعهد بها الفراد‬
‫والمشروعات و الهيئات للبنك على أن يتعهد هذا الخير بردها أو‬
‫برد مبلغ مساوي له لدى الطلب أو عند حلول الجل حسب‬
‫الشروط المتفقة عليها‪ ،‬و تمثل هذه النقود أهم موارد المصرف‬
‫المالية إذ هو أصل ل يتجر بها فهي أهم و أساس العمال‬
‫المصرفية للبنك‪ ،‬و من نشاطه هذا تجد الودائع المصرفية ضمانها‬
‫بالدرجة الولى في نمط تسيير هذه البنوك وإدارتها‪ ،‬و في قدرة‬
‫قواعد النظام المصرفي السائد على ضبط نشاط البنوك‪ ،‬بحيث‬
‫تتوقف سلمة و أمن الودائع على شرط سلمة النظام المصرفي‬
‫المتضمن قواعد غير مألوفة تفرض على البنوك نمط تسيير و‬
‫تنظيم محدد يضمن سلمة وضعها المالي و بالتالي ضمان سلمة‬
‫الودائع من الخطار المنجرة عن سوء التسيير‪(2) .‬‬
‫تعتبر الودائع من أهم مصادر تمويل البنوك من جهة و‬
‫مصدر رئيسي لتمويل العمليات الئتمانية الستثمارية التي تقدمها‬
‫البنوك على مختلف أنواعها من جهة أخرى )‪. (3‬عدد الودائع من‬
‫حيث الكم إحدى المؤشرات الرئيسية لقياس مدى ثقة الجمهور‬
‫في البنك ‪ ،‬إذ هي الركيزة الساسية لقدرتها على خلق نقود‬
‫الودائع و توزيع الئتمان ‪ ،‬ونظرا لهمية الودائع للبنوك تتنافس‬
‫هذه الخيرة فيما بينها لجذب الزبائن و تحفيزهم على إيداع‬
‫مدخراتهم ‪ ،‬حيث تلعب الفوائد الممنوحة للمتعاملين معها دورا‬
‫هاما في عملية كسبهم و تشجيعهم على إيداع مدخراتهم لديها‪.‬‬
‫‪ (1)1‬نايت جودي مناد ‪ ،‬النظام القانوني لضمان الودائع المصرفية ‪ ،‬بحث مقدم لنيل‬
‫درجة الماجستير في القانون ‪ ،‬جامعة محمد بوقرة بومرداس‪ ،‬الجزائر ‪2007 ،‬م ‪ ،‬ص‬
‫‪.65‬‬
‫‪ (2)2‬أ ‪ /‬بارني محمد‪ ،‬العمل المصرفي و حكمه الشرعي‪ ،‬بحث مقارنة في الفقه و‬
‫القانون القسم الثاني‪،‬العمل المصرفي و أقسامه‪ ،‬مجلة العلوم النسانية عدد ‪، 19‬‬
‫‪ ، 2003‬ص ‪185‬‬
‫‪ (3)3‬الطاهر لطرش ‪ ،‬تقنيات البنوك ‪ ،‬دراسة في طرق إستخدام النقود من طرف‬
‫البنوك مع إشارة إلى التجربة الجزائرية ‪ ،‬ديوان المطبوعات الجامعية ‪ ،‬الطبعة الثانية ‪،‬‬
‫الجزائر‪ ، 2003 ،‬ص ‪.25‬‬

‫‪2‬‬
‫تعتبر الودائع هامة من عدة جوانب ‪ ،‬سواء من وجهة نظر الفراد‬
‫أو النظام البنكـي أو القتصاد ككل ‪ ،‬فهي تفتح آفاقا واسعة أمام‬
‫كل الطراف وتتيح لكل واحد منهم فرصة لتحقيق أهدافه‪ ،‬فيما‬
‫يتعلق بالمن ‪ ،‬السيولة و الربحية و تمثل الودائع أفاقا لتوظيف‬
‫أموال البعض و تساهم في تغطية عجز البعض الخر و خلق‬
‫إمكانيات جديدة تسمح بالتوسع في النشاط القتصادي من خلل‬
‫تدفقات مالية مستمرة ‪ ،‬تساعد على تطور العمال و تبرز‬
‫)‪(1‬‬
‫الهمية للطراف الثلثة من خلل مايلي ‪:‬‬
‫‪ -‬من وجهة نظر الفراد فالودائع بالضافة إلى كونها عملية جيدة‬
‫للحفاظ على النقود من الخطار الكثيرة المحتملة كالضياع و‬
‫السرقة‪ ، ...‬بالمكان أن تعود على صاحبها بمكاسب مالية ل‬
‫يمكنه الحصول عليها إذا إحتفظ بالنقود معطلة بحوزته ‪.‬‬
‫‪ -‬تفتح الودائع أمام النظام البنكي فرصا واسعة لتوسيع القرض‪،‬‬
‫بإعادة رسكلة الموال الموجودة فعل و دون اللجوء إلى عمليات‬
‫التمويل التضخمي للنشاط القتصادي ‪.‬‬
‫‪ -‬وجود الودائع يخدم القتصاد ككل من عدة جوانب ‪ ،‬فهي تشكل‬
‫خزانا كبيرا من الموارد يجنب عرقلة القتصاد بسبب شح الموارد‬
‫‪ ،‬كما أن ذلك يسهل التسيير النقدي للقتصاد من وجود توترات‬
‫نقدية معيقة للنمو المنتظم ‪ ،‬من شأن ذلك أن يدفع إلى زرع‬
‫الثقة في نفوس كل المتعاملين القتصاديين سواء كانوا منتجين‬
‫‪ ،‬مستهلكين أو مجرد مدخرين ‪ ،‬مما يساعد على توفير الظروف‬
‫الضرورية للزدهار القتصادي ‪.‬‬
‫ماهية ضمان الودائع‪:‬‬
‫عند حدوث أزمة مصرفية و إنهيار البنوك ‪ ،‬بطبيعة الحال ل‬
‫ينتهي المـر بتعويـض المودعيـن ‪ ،‬و إنمـا لبد من إعادة هيكلة‬
‫البنوك المنهارة بأي من الوسائل التي تكفل عدم تكرار ما حدث‬
‫لها مرة أخرى و هذا عن طريق تقوية و تدعيم النظام القانوني و‬
‫الرقابي وفي ذلك السياق يتم إدخال نظام التأمين على الودائع ‪.‬‬
‫‪ (2)1‬محمــد إليـفي ‪ ،‬دور نظـام حمايـة الودائـع في سلمـة واستقرار النظام المصرفي‪ -‬حالة الجزائر ‪ ،‬بحث‬
‫مقدم ضمن متطلبات الحصول على شهادة الماجستير في العلوم القتصادية‪ ،‬جامعـة حسيبـة بن بوعـلي ‪-‬‬
‫الشلــف‪،2005-2004،‬ص ‪.63‬‬

‫‪3‬‬
‫شمل ذلك المر العديد من البلدان مثل شيلي ‪ ،‬كولومبيا ‪،‬‬
‫جمهورية الدومينكان ‪ ،‬كينيا ‪ ،‬نيجيريا و توغو ‪...‬إلخ ‪ ،‬فأصبحت‬
‫غالبية الدول تتجه إلى وضع نظام التأمين على الودائع ‪ ،‬بما فيها‬
‫الدول التي لديها نظـم قائمـة ‪ ،‬التي عملت على تصويب أوضاع‬
‫‪(1) .‬‬
‫نظمها سواء في ضوء تجربتها أو تجارب الدول الخرى‬
‫يعتــبر الضــمان علــى الــودائع وحمايــة المــودعين مــن أهــم‬
‫الموضوعات المطروحة علــى الســاحة المصــرفية منــذ الســنوات‬
‫القليلة الماضية وحــتى الــوقت الراهــن ‪ ،‬كمــا انهــا تعتــبر الــودائع‬
‫مكوًنا رئيسًيا من مكونات شبكة المان المالي التي تعدها الــدول‬
‫بهدف زيادة عمق السواق المالية واستقرارها بما يخدم الهداف‬
‫القتصادية المرجوة من هذه السواق‪.‬‬
‫أدت الزمات المالية التي شهدها العالم خلل عقد‬
‫الثمانيات من القرن العشرين ‪-‬والتي ادت الى تعثر العديد من‬
‫المصارف‪ -‬أدت الى ظهور العديد من الدراسات التي تبحث عن‬
‫السباب التي أدت الى تلك الزمات وسبل علجها أوالتقليص من‬
‫اثارها السلبية على الجهاز المصرفي والقتصاد ككل‪ .‬وقد‬
‫توصلت نتائج تلك الدراسات الى انه يمكن منع حدوث تلك‬
‫الزمات او التخفيف من حدوثها بواسطة زيادة القوة الشرافية‬
‫للمصارف المركزية على المصارف والتأمين على الودائع‬
‫وحماية المودعين‪.‬‬
‫يعد نظام ضمان الودائع المصرفية نوعا من تطبيقات عقود‬
‫التامين التي تهدف عادة إلى تعويض الشخص المضمون عن‬
‫الخسائر التي يتعرض لها في الموال والممتلكات والسلع‪ ،‬أو عن‬
‫الخسائر والضرار البشرية سواء في معرض ممارسة النشاطات‬
‫القتصادية أو في حالت التعرض إلى أضرار من جراء أحداث‬
‫غير متوقعة‪ ،‬وفي حالة ضمان الودائع المصرفية فإن هذا النوع‬
‫)‪(2‬‬
‫من التامين يتميز بأنه‪. :‬‬

‫‪ ( )1‬باري سيجل ‪ ,‬النقود والبنوك والقتصاد ‪ ,‬ترجمة طه عبدال وزميله ‪ ,‬الرياض ‪ ,‬دارالمريخ للنشر‪-1987,‬‬
‫ص‪63‬‬
‫‪ ( )2‬أنظمة ضمان الودائع ‪ ،‬ورقة مقدمة الى مكتب الحاكم لشئون السياسة النقدية والدراسات‪ ،‬مصرف سوريا‬
‫المركزي ‪ ،‬الجمهورية العربية السورية ‪ ،‬يوليو ‪2007‬م ‪ ،‬ص ‪.4‬‬

‫‪4‬‬
‫‪ -‬غير موجه لحماية فرد أو مؤسسة أو جماعة معينة‪ ،‬ولكنه موجه‬
‫نحو المجتمع عامة وبصفة خاصة صغار المودعين وذلك ل ن‬
‫صغار المودعين قد ل تتوافر لهم ا لمعلومات الكافية عن المراكز‬
‫المالية للبنوك التي يودون ليداع مدخراتهم بها وعليه فإن نظام‬
‫ضمان الودائع المصرفية يساعد هذه الفئة على إيداع ودائعهم‬
‫في أي من البنوك‪.‬‬
‫‪ -‬ل يستهدف بالضرورة الربح من الجهة الضامنة وبالتالي فإن‬
‫الضامن في الغالب هو ليس جهة تسعى إلى ال ربح‪ ،‬وإنما الغاية‬
‫الساسية لعملية الضمان هي تعزيز الثقة العامة لدى جمهور‬
‫المودعين في النظام المصرفي وبالتالي تحقيق الستقرار‬
‫لوحدات الجهاز المصرفي بأن تقوم بدورها الشامل بقدرة‬
‫وكفاءة‪.‬‬
‫‪ -‬إن ضمان الودائع المصرفية يقوم على فلسفة التكامل بين‬
‫طرفين رئيسيين هما الجهاز المصرفي من جهة )وبالتالي‬
‫المودعون الذين سيحصلون على فوائد أقل على ودائعهم مقابل‬
‫التخلص من المخاطرة وظروف عدم التأكد ( والسلطة من جهة‬
‫أخرى‪) ،‬وبالتالي القتصاد الوطني بأكمله حيث يشارك جميع‬
‫المواطنين في الفوائد الناجمة عن تجنب حالت الفزع العام‬
‫مقابل الموارد الحقيقية التي ستخصص لدارة أنظمة الضمان‪.‬‬
‫ينصرف مفهوم نظام التأمين على الودائع إلى حماية ودائع‬
‫العملء عن طريق تعويضهم كليا أو جزئيا من خلل مساهمات‬
‫البنوك المشتركة عادة في صندوق التأمين على الودائع ‪ ،‬إذا ما‬
‫تعرضت الودائع للخطر نتيجة تعثر البنك المودعة لديه و توقفه‬
‫عن الدفع‪ .‬و يمول هذا الصندوق بموجب رسوم و إشتراكات أو‬
‫مساهمات تلتزم البنوك العضوة بسدادها المر الذي يؤدي إلى‬
‫تعزيز الثقة في الجهاز المصرفي و عدم ترك هذه الثقة للصدفة‬
‫أو للظروف الطارئة‪( ).‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪ (1(1‬د‪ .‬ذكريا الدوري ‪ ،‬د‪ .‬يسري السامرائي ‪ ،‬البنوك المركزية والسياسة النقدية ‪ ،‬دار اليازوري العلمية للنشر والتوزيع ‪ ،‬عمان الردن‬
‫‪2006 ،‬م ‪ ،‬ص ‪.146-145‬‬

‫‪5‬‬
‫تهدف معظم أنظمة التأمين على الودائع الى تحقيق هدفين ‪،‬‬
‫اولهما حماية أموال المودعين و تجنب حدوث ذعر مالي بينهم ‪،‬‬
‫وثانيهما الحفاظ على سلمة المراكز المالية للبنوك وتفادي‬
‫تعرضها للفشل أو إعسار مالي‪ ،‬وبالتالي المحافظة علــى سلمة‬
‫‪.‬‬
‫و إستقرار الجهاز المصرفي ) (‬
‫‪1‬‬

‫وينصرف مفهوم نظام التأمين على الودائع الى حماية ودائع‬


‫العملء عن طريق تعويضهم كليا أو جزئيا من خلل مساهمات‬
‫البنوك المشتركة في صندوق التأمين على الودائع‪ ،‬اذا ما‬
‫تعرضت الودائع للخطر نتيجة تعثر البنك المودعة تلك الودائع‬
‫لديه ويصبح في حالة عسر مالي او توقفه عن الدفع‪ ،‬ويمول هذا‬
‫الصندوق بموجب إشتراكات أو مساهمات تلتزم البنوك بسدادها‪،‬‬
‫وغالبا ماتكون المساهمات كنسبة من حجم ودائع البنك‪.‬‬
‫و ينطوي نظام التأمين على الودائع على دعم ومساندة البنوك‬
‫المشتركة في النظام والتي تواجه أزمة سيولة ‪ ،‬وتجنب وصولها‬
‫الى مرحلة الفلس وماينجم عنه من فقدان الثقة وتزعزع‬
‫إستقرار النظام المصرفي‪ ،‬ويتم التأمين عن طريق إشتراك‬
‫البنوك في صندوق التأمين على الودائع‪ ،‬أي أن نظام التأمين‬
‫على الودائع يقوم على التعاون والتكافل بين وحدات الجهاز‬
‫المصرفي مما يعزز الثقة لدى المودعين‪.‬‬
‫و على هذا الساس تمثل القساط والمساهمات تكلفة التأمين‬
‫وتعتبر من العباء التي يتحملها البنك في سبيل الحصول على‬
‫الودائع وضمان إستمرارها ‪ ،‬و من ثم تدخل هذه التكلفة ضمن‬
‫تكلفة الموال الموظفة بالبنك وتمثل هذة التكلفة مقابل ماتتمتع‬
‫به من خدمة الحماية والمساندة‪.‬‬
‫إن إنشاء نظام التامين على الودائع من شأنه تخفيف العبئ على‬
‫البنك المركزي الذي تقع على عاتقه مهمة المقرض الخير‪،‬‬
‫فيقوم باقراض البنوك التي تواجه صعوبات مالية ‪ ،‬لذا فإن‬
‫للبنوك المركزية مصلحة أساسية في وجود صندوق التأمين على‬

‫‪ (1(1‬حافظ كامل الغندور‪ ،‬مؤسسات ضمان الودائع كأداة لمعالجة المشكلت المصرفية‪ ،‬إتحاد المصارف العربية‪ ،1992 ،‬ص ‪51‬‬

‫‪6‬‬
‫الودائع إذ أن هذا النظام يخفف العبئ الواقع على كاهل البنك‬
‫المركزي‪.‬‬
‫كما يمكن نظام التامين على الودائع من خلق آليات التنسيق و‬
‫التعاون بين مختلف وحدات الجهاز المصرفي المر الذي يدعم‬
‫إستقراره ومتانته‪ ،‬وفي هذا الطار فمن شأن نظام التأمين على‬
‫الودائع ترسيخ الثقة في البنــوك سواء من ناحية العملء والبنوك‬
‫المحلية أو من ناحية المراسلين والسواق العالمية وتنعكس هذه‬
‫الثقة على زيادة حجم الودائع بصورها المختلفة ‪ ،‬وزيــادة حجم‬
‫المعاملت البنكية)‪. (1‬‬
‫من خلل التعرض لمفهوم التأمين على الودائع تظهر عدد‬
‫من الملحظات المرتبطة به تتمثل فيما يلي ‪:‬‬
‫‪ -‬إذا إقتصر النظام على حماية صغار المودعين فهو في هذه‬
‫الحالة يلعب دورا تأمينيا ‪ ،‬أمـا إذا إعمتد ذلك النظام على‬
‫مساندة البنوك في أوقات الزمات المصرفية فدوره في هذه‬
‫الحالة تكافلي‪.‬‬
‫‪ -‬تكلفة التأمين لدى النظام ‪ ،‬المتمثلة في أقساط الشتراكات –‬
‫كتكلفة مباشرة – التي تلتزم البنوك بسدادها ‪ ،‬في الحقيقة‬
‫يتقاسم عبئها كل من مساهمي البنك ‪ ،‬المودعون و المقترضون‪،‬‬
‫فالمساهمون يتحملون عبئها في شكل عائد أقل على‬
‫رأسمالهم ‪ ،‬و المودعون في شكل فائدة أقل على ودائعهم و‬
‫المقترضون في شكل سعر فائدة مدينة أعلى على قروضهم هذا‬
‫بخلف التكلفة غير المباشرة للخذ بنظام التأمين التي يتحملوها‬
‫أيضا و المتمثلة فيما يفرض علىالبنك من تكلفة إضافية نتيجة ما‬
‫يشترطه النظام من تنظيم و إشراف و فحص لعمليات البنك‬
‫ضمانا لسلمة و متانة مركزه المالي ‪.‬‬
‫‪ -‬بالنسبة للقتصاد الوطني‪ ،‬التكلفة الحقيقية لنشاء صندوق‬
‫التأمين على الودائع ل تتعـدى تكلفة إدارة هـذا الصنـدوق ‪،‬‬
‫بمعنى آخر الموارد الحقيقية البديلة التي تخصص لدارة الصندوق‬

‫‪ ( )1‬محمد سعيد النابلسي ‪ ،‬جدوى إقامة مؤسسات ضمان الودائع من الناحية التاريخية ‪ ،‬مجلة إتحاد المصارف‬
‫العربية ‪ ،‬العدد ‪ ، 139‬المجلد الثاني عشر ‪ ،‬جويلية ‪ ، 1992‬ص ‪.36‬‬

‫‪7‬‬
‫‪ ،‬حيث أن التكاليف المالية في حالة تعويض المودعين ماهي إل‬
‫توزيع الدخل بين فئات المجتمع ‪ .‬و يمكن القول بشكل عام أنه‬
‫بالمكان تحسن الكفاءة القتصادية نتيجة زيادة عامل الثقة و‬
‫التخفيف من ظروف عدم التأكد لدى أفراد المجتمع)‪.(1‬‬
‫يتسع ويضيق مفهوم التأمين على الودائع طبقا للدور‬
‫المنوط بمؤسسات التأمين على الودائع التي تحقق في النهاية‬
‫الهدفين الكبيرين التاليين)‪: (2‬‬
‫‪ -‬زيادة الثقة في المؤسسات المالية و النظام المالي ككل و‬
‫بالتالي تحقيق الستقرار لهذه المؤسسات ‪ ،‬حيث يقوم الجهاز‬
‫المصرفي في معظم الدول بدور رئيسي في الوساطة المالية و‬
‫بإعتبار أن الودائع المصرفية قصيرة الجل ‪ ،‬من الصعب تحويل‬
‫مقابلها إلى نقد في وقت قصير‪ ،‬فمن الضروري مساعدة البنوك‬
‫التي تواجه أزمة سيولة مالية ‪ ،‬و منه فإن هدف التأمين من‬
‫وجهة نظر السلطات النقدية يتمثل في تحقيق الستقرار‬
‫للمؤسسات المالي على النحو الذي يكفل زيادة الثقة في النظام‬
‫المالي و بالتالي الحد من أو تفادي المشاكل التي تنتج من‬
‫إعسار البنوك ‪.‬‬
‫‪ -‬زيادة المنافسة بين البنوك على جذب الودائع و تقديم خدمات‬
‫مصرفية أفضل ‪ ،‬فضل عما يكفله من المساواة في المنافسة‬
‫بينها على مختلف أحجامها ‪ ،‬ففي حالة عدم وجود هذا النظام‬
‫تعتبر البنوك الكبيرة هي الكثر أمانا من البنوك الخرى ‪ ،‬أما في‬
‫ظل وجوده تقل نسبيا الفروق بين مجموعات البنوك ‪ ،‬لسيما‬
‫من ناحية المخاطر التي يتعرض لها المودع الصغير‪.‬‬
‫التطور التاريخي لنظام التأمين على الودائع‬
‫ظهر أول نظام للتأمين على الودائع في ولية نيويورك‬
‫المريكية عام ‪ ، 1829‬ثم قامت عدة وليات بإنشاء أنظمة‬
‫مماثلة بالرغم من أن الوليات المتحدة المريكية كان لها السبق‬
‫كأول دولة تقيم نظاما للتأمين على الودائع على مستوى العالم ‪،‬‬
‫‪ (1)1‬محمد سعيد النابلسي ‪ ،‬المصدر السابق ‪ ،‬ص ‪. 37‬‬
‫‪(2) 2‬فرج عبد العزيز عزت ‪ ،‬إقتصاديات البنوك ‪ ،‬بدون ناشر ‪ ،‬القاهرة ‪ ، 2000 ،‬ص‬
‫‪. 200‬‬

‫‪8‬‬
‫إل أن تشيكسلوفاكيا سابقا كما أشرنا تعتبر أول من أنشأت نظام‬
‫التامين على الودائع على المستوى الوطني عام ‪ ، 1924‬حيث‬
‫أنشأت صندوقين في ذلك الوقت ‪ ،‬أحدهما صندوق الضمان‬
‫الخاص لمساعدة البنوك على إستعادة خسائرها الناجمة عن‬
‫الحرب العالمية الولى و الخر صندوق الضمان العام لتأمين‬
‫الودائع لتشجع الدخار‪ ،‬بهدف زيادة درجة سلمة الودائع و‬
‫مساعدة المصارف لتتطور على أحسن وجه ممكن‪،‬و كانت‬
‫وزارة المالية هي التي تدير هذه الموال بالتشاور مع ممثلي‬
‫البنوك‪ .‬أما في الوليات المتحدة المريكية ‪ ،‬صادق الكونجرس‬
‫عام ‪ 1933‬على قانون البنوك بموجبه تم إنشاء المؤسسة‬
‫)‪(1‬‬
‫الفيدرالية للتأمين على الودائع عام ‪. 1934‬‬
‫ومضت فترة طويلة على إنشاء المؤسسة الفيدرالية‬
‫لضمان الودائع قبل أن تنشئ بلدان أخرى مؤسسات مشابهة ‪،‬‬
‫لكن عندما أقامت تركيا صندوق تصفية المصارف عام ‪1960‬‬
‫حذت حذوها بلدان عدة بإنشائها‪ ،‬فأنشأت ألمانيا عام ‪1974‬‬
‫صندوق لحماية أموال المودعين بعد إنهيار بنك هيرشتات ‪ ،‬بسبب‬
‫عجز البنك الفيدرالي على إحتواء آثار الفشل المالي للبنك‪ ،‬أما‬
‫في بريطانيا أدى حدوث أزمات مصرفيـة حادة مـع بدايـة‬
‫السبعينات إلى إنشاء نظام لحماية المودعين سنة ‪ 1979‬و‬
‫أنشأت إيطاليا في الثمانينات نظاما للودائع تلتها فرنسا في سنة‬
‫‪ 1985‬عقب إنهيار البنك السعـودي الفرنسي ‪ .‬و فيما يخص‬
‫العالم العربي تعتبر لبنان أول دولة اهتمت بإنشاء نظام لحماية‬
‫الودائع بعد إنهيار بنك إنترا الذي اعتبر من أكبر المؤسسات‬
‫المصرفية في ذلك الوقت‪ ،‬حيث كان إنشاء المؤسسة الوطنية‬
‫لضمان الودائع سنة ‪ 1967‬أول مبادرة في هذا المجال ‪.‬‬
‫يأخذ الضمان )التأمين ( على الودائع أشكال مختلفة فيما‬
‫يتعلق بالتبعية ‪ ،‬الدارة و التمويل ‪ ،‬و تتدرج هذه التبعية من تبعية‬
‫كاملة للحكومة أو إحدى مؤسساتها العامة ‪ ،‬إلى التبعية الخاصة‬

‫)‪1(1‬‬
‫‪Christian bordes, Banques et risques systémiques, www.courdecassation.fr/manifestation/cyclesséminaires /‬‬
‫‪2005/risques_sestémique_border.pdf .consulté le 03/08/2005, p 8.‬‬

‫‪9‬‬
‫الكاملة و ذلك يتوقف على درجة التبعية ‪ ،‬و عليه يمكن تقسيم‬
‫النظم في الدول إلى أربع مجموعات على النحو التالي ‪:‬‬
‫‪ -1‬اليسار ‪ :‬تتولى الحكومة هذه النظم كامل سواء من ناحية‬
‫الدارة أو التمويل و من الملحظ أن ذلك المر متواجد في دول‬
‫عديدة بعضها يغلب عليها طابع الملكية الخاصة ‪.‬‬
‫‪ -2‬يسار الوسط ‪ :‬تشرف الحكومة على هذه النظم ‪ ،‬و لكنها‬
‫تدار من مؤسسة مستقلة و تمول جزئيا من البنوك المؤمن عليها‬
‫و تختلف درجة إستقللية هذه المؤسسات خاصة عن البنك‬
‫المركزي بين دولة و أخرى ‪.‬‬
‫‪ -3‬الوسط ‪ :‬ترعى الحكومة هذه النظم في صورة هيئات لضمان‬
‫الودائع و تدار بممثلين من الحكومة و البنوك ‪ ،‬هذه النظم تمول‬
‫جزئيا من البنوك و تختلف درجة توزيع التمثيل بين الحكومة و‬
‫البنوك ‪.‬‬
‫‪ -4‬أقصى اليمين ‪ :‬يتواجد في هذه النظم إتفاق خياري بين‬
‫البنوك للتأمين على الودائع بين بعضها البعض و ليس الحكومة‬
‫أي قدر من التدخل أو الشراف أو المتابعة في هذه النظم و‬
‫أوضح صورة لها متواجدة في سويسرا ‪.‬‬
‫بخصوص الدول النامية فإنها تعتمد على المساهمات الحكومية‬
‫)‪(1‬‬
‫بدرجة أكبر من الدول المتقدمة و ذلك لما يلي ‪:‬‬
‫‪ -‬البنوك في الدول المتقدمة قوية و تستطيع تحمل أعباء النظام‬
‫سواء تمثلت في أقساط أو خلفه و ذلك بخلف الوضع في‬
‫الدول النامية ‪.‬‬
‫‪ -‬ضمان البنوك لبعضها البعض في الدول النامية غير عملي ‪،‬‬
‫نظرا لن السوق محدودة و حتما ستؤثر مشكلة أحد البنوك على‬
‫البنوك الخرى ‪.‬‬
‫‪ -‬من المعتاد أن تشارك الحكومات في ملكية البنوك في الدول‬
‫النامية و بالتالي فهي تساهم في الضمان ‪.‬‬
‫و الوقت مازال مبكرا على الجهزة المصرفية في الدول‬
‫النامية لكي تكون نظم التأمين على الودائع نظاما خاصة ‪ ،‬حيث‬
‫‪.204‬‬ ‫‪(1) 1‬فرج عبد العزيز عزت ‪ ،‬المصدر السابق ‪ ،‬ص‬

‫‪10‬‬
‫يتعذر التنبؤ أو تقدير الخسائر عندما تكون الظروف سيئة و غالبا‬
‫ما يزيد التعويض الذي يدفع للمودعين عما لدى النظام و في‬
‫هذه الحالة تكون المساندة الحكومية هي المورد الممكن ‪ ،‬إذ أن‬
‫البنوك إما أن تكون في حالة ل تستطيع معها أن تساهم في‬
‫تغطية عجز الصندوق ‪ ،‬وإما أنها سترفض المساهمة و ذلك‬
‫بالنسبة للبنوك الحريصة التي ل تقبل تحمل تبعات البنوك الرديئة‬
‫و في كلتا الحالتين سيفشل النظام مالم يكن هناك دعم‬
‫حكومي ‪ ،‬هذا و من المقبول أن يكون النظام مزيج بين العام و‬
‫الخاص ) أن يدار بين الحكومة و البنوك( و لكن تسانده الحكومة‬
‫ماليا حتى يمكن أن يحقق أغراضه في حماية صغار المدخرين و‬
‫الحفاظ على الثقة العامة و تشجيع تنمية الجهاز المالي ‪.‬‬
‫وفي مجال عرض البدائل الممكنة لنظم التأمين على‬
‫الودائع يثار للمناقشة قيام مؤسسات غير بنكية بعمل التأمين‬
‫المذكور على غرار عمليات التأمين الخرى التي تقوم بها‬
‫شركات و مؤسسات التأمين المتخصصة ‪،‬ويشار في ذلك إلى‬
‫إستحالة قيام هذا المر للسباب التالية)‪: (1‬‬
‫‪ -‬بعد العمل التأميني عن العمل المصرفي في الدول النامية ‪.‬‬
‫‪ -‬إذا كانت شركات التأمين تستطيع القيام بذلك‪ ،‬فليس هناك ما‬
‫يشير إلى إمكانية قبولها لتأمين الودائع لن مخاطر فشل البنوك‬
‫ل تمثل أحداثا مستقلة يخضع تقديرها لوسائل التنبؤ المعتادة ‪.‬‬
‫‪ -‬ل تقبل شركات التأمين ذلك ما لم يكن لديها القدرة على‬
‫تصفية البنوك المتعثرة ‪،‬وهي مهمة ل تقبل الحكومات أن توكلها‬
‫إلى أحد غيرها ‪.‬‬
‫‪ -‬لبد و أن تشترط شركات التأمين حقها في إلغاء التأمين إذا‬
‫تحققت أحداثا معينة تمثل إخلل بالشروط‪،‬وهذا في حد ذاته‬
‫مدعاة لفشل أي بنك و إصابة مودعيه بالذعر حال إعلن شركة‬
‫التأمين إلغاء التعاقد مع البنك ‪.‬‬
‫المبحث الثاني ‪ :‬اهمية نظام ضمان الودائع‬

‫‪ (1)1‬فؤاد شاكر ‪،‬نظام التأمين علىالودائع ‪ ،‬محاضرات معهد الدراسات المصرفية ‪،‬البنك‬
‫المركزي ‪ ،‬المصري ‪ ، 1993/1994 ،‬المحاضرة ‪ ، 11‬ص ‪. 21‬‬

‫‪11‬‬
‫يتكون القطاع المصرفي في اي دولة من جميع المصارف‬
‫العاملة في الدولة من عامة وخاصة ‪ ،‬و يعتبر قلب القتصاد‬
‫النابض ‪ ،‬و بالتالي فإن أي خلل في إستقرار هذا القطاع من‬
‫شأنه أن يؤثر على القتصاد ككل‪ ،‬وينشأ هذا الخلل عادة من‬
‫المخاطر(الحداث الغير متوقعة ) التي يتعرض لها المصرف‬
‫والتي قد تتسبب في خسائر كبيرة قد تؤدي إلى إفلسه‪ ،‬ولن‬
‫المصارف ترتبط مع بعضها فإن إفلس أحدها سيؤثر وبشكل‬
‫مباشر على بقية المصارف‪ ،‬مما قد يسبب أزمة توقف عمل‬
‫القطاع المصرفي الذي يعتمد عليه القتصاد ككل‪.‬‬
‫لذلك تحرص الحكومة ممثلة بالمصرف المركزي على تطبيق‬
‫رقابة شديدة على المصارف‪ ،‬لتساعدها على التقليل من أثر‬
‫المخاطر التي من الممكن أن تتعرض لها و لتدعيم ثقة الفراد‬
‫بها مما يشجعهم على إيداع نقودهم فيها ‪ .‬و من هذا المنطلق‬
‫ما رقابيا يتم بموجبه الضطلع على‬ ‫يضع المصرف المركزي نظا ً‬
‫أداء المصارف ودراسة المخاطر التي يمكن أن يتعرض لها‬
‫وتقييم وضعه المالي‪ ،‬كما يضع خطوط أمان للمصارف لتحافظ‬
‫على مستوى سيولة معين‪ ،‬تستطيع من خلله مقابلة التزاماتها‬
‫ومواجهة سحوبات المودعين‪ ،‬كالحتياطي اللزامي‪ ،‬وتحديد حد‬
‫أدنى من السيولة‪ ،‬بالضا فة إلى تحديد حد أدنى للملءة المالية‪.‬‬
‫ولكن رغم كل التدابير السابقة التي يقوم بها المصرف المركزي‪،‬‬
‫فقد تواجه المصارف مشاكل وأزمات مالية مفاجئة‪ ،‬وقد يكون‬
‫ذلك لسباب داخلية ناتجة عن سوء إدارة وأداء المصرف أو‬
‫خارجية خارجة عن سيطرة المصرف‪ ،‬ولن الخسائر التي يتكبدها‬
‫المصرف يتحملها المودعون‪ ،‬لنه يعمل بأموا لهم أيضا‪ ،‬فهم‬
‫بالتالي مما قد يجعلهم أكثر حذرا وترددا في إيداع أموالهم‪ ،‬لذلك‬
‫دعت الحاجة لوجود نظام يضمن ويحمي هذه الودائع من‬
‫المخاطر التي قد يتعرض لها البنك‪ ،‬ويعيد للمودعين المبالغ التي‬
‫خسروها‪ ،‬خاصة أولئك الذين يودعون مبالغ صغيرة "صغار‬
‫المودعين" والذين قد ل يملكون القدرات المادية أو المعرفية‬
‫للطلع على ما قد يتعرض له المصرف و ليس لديهم القدرة‬

‫‪12‬‬
‫على تقييم أداء المصرف وتحليل وضعه‪ ،‬على خلف كبار‬
‫المودعين والمستثمرين ‪ TP‬والشخصيات العتبارية‪.‬‬
‫كان من أهم ما ترتب على الكساد العالمي الكبير في الثلثينيات‬
‫من القرن العشرين‪ ،‬أن واجهت الكثير من البنوك التجارية‬
‫أزمات سيولة أدت إلى إفلس الكثير من هذه البنوك في الدول‬
‫المتقدمة و خاصة في الوليات المتحدة المريكية ‪ ،‬من هنا‬
‫ظهرت فكرة التأمين على الودائع ‪ ،‬خاصة في تلك الدول التي‬
‫يعمل فيها النظام المصرفي للبنوك التجارية بآليات السوق و‬
‫الحرية القتصادية و الملكية الخاصة‪.‬‬
‫ورغــم اختلف صــياغة مــبررات إنشــاء نظــام ضــمان ودائع فــي‬
‫أدبيات البحث في هذا المجال إل أنها إجمال تتمحور فــي مــبررين‬
‫)‪(1‬‬
‫يصعب الفصل بينهما كونهما مترابطين‪ ،‬وهما‪:‬‬
‫)‪ (1‬مبرر أو سبب مباشر وهو حماية المودعين والمتعاملين مع‬
‫المصارف‪ ،‬حيث تتعرض عادة السلطات النقدية وسلطات‬
‫الرقابة المصرفية لضغوط اجتماعية وسياسية لتوفير الحماية‬
‫لمستخدمي الخدمات المصرفية‪ ،‬خاصة أن هذه الفئة من‬
‫المستهلكين تتميز بضعف قدرتها على تقييم وضع ومخاطر‬
‫المؤسسات المصرفية التي تتعامل معها‪.‬‬
‫)‪ (2‬مبرر أو سبب غير مباشر وهو السبب القتصادي الحقيقي‬
‫والكثر أهمية وهو تخفيض المخاطر النظامية في القطاع‬
‫المصرفي‪ ،‬أو تخفيض مخاطر حدوث انهيار على مستوى القطاع‬
‫المصرفي‪ ،‬فالثقة باستقرار النظام المصرفي هي أحد أهم‬
‫الدعائم التي يقوم عليها النظام‪ ،‬وفقدان هذه الثقة في حالة‬
‫انهيار مصرف وفقدان المودعين لموالهم يقوض هذه الثقة وقد‬
‫يؤدي إلى حالة من الهلع بين المودعين وإسراعهم بسحب‬
‫ودائعهم من المصارف مما قد يؤدي إلى انهيار مصارف لم تكن‬
‫تواجه أية مشاكل قبل بدء الزمة ‪ .‬ول يقتصر أثر تهافت‬
‫المودعين على المصرف لسحب ودائعهم على القطاع المالي‪،‬‬

‫‪ (1)1‬أ‪ .‬د منذر قحف‪ ،‬ضمان الودائع المصرفية السلمية في الردن ‪ ،‬بحث مقدم‬
‫لمؤسسة ضمان الودائع في المملكة الردنية الهاشمية ‪ ،‬نوفمبر ‪2005‬م ‪ ،‬ص ‪.27‬‬

‫‪13‬‬
‫بل سيؤدي بالمصارف إلى تسييل وسحب استثماراتها المنتجة‬
‫لمواجهة السحوبات وبالتالي إلى تراجع ‪ .‬في النشاطات‬
‫)‪(1‬‬
‫القتصادية النتاجية‪.‬‬
‫ويمكن إضافة سبب ثالث لهمية إنشاء نظام لضمان الودائع‬
‫وهو تخصيص قدر من المصادر المالية لتتوفر للسلطة النقدية أو‬
‫للمؤسسة التي ستكون مسؤولة عن‬
‫النظام حتى يكون بإمكان هذه الجهات التدخل سريًعا لمعالجة‬
‫الزمات المحتملة‪.‬‬
‫ويمكن تلخيص جميع معالم العمل المصرفي بكلمة واحدة هي‬
‫الثقة ‪ ،‬فالعمل المصرفي في علقته مع المودعين يقوم اول ً‬
‫واخرا ً على الثقة في قدرة المصرفي إلى اعادة هذه الودائع عند‬
‫الطلب ‪ ،‬فاصحاب الودائع في البنوك انما يقدمونها للبنك على‬
‫اساس الثقة بقدرته على الستثمار المربح وذلك على الرغم من‬
‫استعدادهم لتحمل الخسارة عند وقوعها‪ ،‬يضاف الى ذلك الدور‬
‫الكبير الذي تلعبه البنوك في اقتصاديات جميع الدول وفي‬
‫القتصاد العالمي ايضا ‪ ،‬وهو دور تزداد اهميته في البلدان‬
‫الصغيرة التي تعتبر اكثر تاثرا بالهزات القتصادية والمالية اكبر‬
‫من البلدان المتقدمة‪.‬‬
‫وكذلك فإن الدولة ممثلة باجهزتها وسلطاتها النقدية تقع على‬
‫عاتقها مسئولية كبيرة في الحفاظ على الستقرار النقدي‬
‫والمالي والمصرفي ‪ ،‬الذي هو النشاط الول والساسي في‬
‫عملية التنمية‪ ،‬فحتى يتمكن الفراد من ممارسة نشاطهم‬
‫القتصادي والبحث عن الفرص المجزية لهم للنتاج والتنمية لبد‬
‫من توفير جو من الستقرار المالي والمصرفي وتجنب ازمات‬
‫الثقة التي تؤدي الى القبال على سحب الودائع من البنوك‪ .‬ثم‬
‫ان تقديم الضمانات الكافية لبناء الثقة بالنظام المصرفي هو‬
‫حجر اساس اطمئنان المودعين وتجنب ازمات الزعر النقدي‬
‫والمصرفي وبخاصة لصغار المودعين ‪.‬يضاف الى ذلك ان‬
‫التجارب العالمية قد دلت على ان وجود مؤسسة او مؤسسات‬
‫‪www.banquecentrale.gov.sy/ba-edu/DepositInsurance.pdf ( )1‬‬

‫‪14‬‬
‫متخصصة لضمان الودائع يزيد من ثقة المودعين ويخفف من قلق‬
‫اصحاب الودائع عند اشتداد العاصفة او الزمات‪ .‬من جهة اخرى‬
‫فإن وجود مؤسسة او هيئة حكومية مستقلة لضمان الودائع يزيد‬
‫من التعاون بين البنك المركزي والبنوك العاملة تحت اشرافه ‪،‬‬
‫لنه يزيد من استعداد البنك المركزي لممارسة دور الممول‬
‫الملجأ الخير للبنوك حرصا على تجنب فشل يؤدي الى تفعيل‬
‫)‪(1‬‬
‫ضمان الودائع‪.‬‬
‫تتعدى أهمية دور مؤسسات التأمين على الودائع مجرد هدف‬
‫حماية صغار المودعين ‪ ،‬رغم أنه الدور المعلن لهذه‬
‫المؤسسات ‪ ،‬حيث أن الدور الهم لها هو الدور الوقائي ‪ ،‬الذي‬
‫يمنع الوصول إلى حالة الفلس ‪ ،‬إذ ينطوي النظام على فرض‬
‫ضوابط على البنوك لتلفي حدوث أزمات مصرفية لها و بالتالي‬
‫الوفاء بإلتزاماتها قبل عملئها ‪ ،‬في هذا الطار من شأن النظام‬
‫ترسيخ الثقة في البنوك سواء من ناحية العملء ‪ ،‬البنوك المحلية‬
‫أو من ناحية المراسلين و السواق العالمية وتتمثل هذه الثقة‬
‫في صورة زيادة حجم الودائع بصورها المختلفة و زيادة حجم‬
‫المعاملت بين وحدات الجهاز المصرفي ‪.‬‬
‫معظم تشريعات أنظمة التأمين على الودائع تتوخى الحماية‬
‫الوقائية و ليس العلجية ‪ ،‬أي أنها تهدف إلى حماية أموال المودع‬
‫من خلل الرقابة على البنوك قبل وصول البنك إلى مرحلة‬
‫التوقف عن الدفع ‪ ،‬إل أن هذا الدور الوقائي يتفاوت من بلد لخر‬
‫‪ ،‬فمثل في السودان أعطى القانون للصندوق سلطة جمع‬
‫البيانات و المعلومات و التقارير على البنوك العاملة مباشرة أو‬
‫عن طريق بنك السودان‪ ،‬مع صلحية إجراء مراجعة خاصة لي‬
‫بنك أو تفتيش دفاتره بواسطة بنك السودان من أجل التأكد من‬
‫السلمة المالية لي بنك ‪ ،‬كما أن هناك آلية للتنسيق المستمر‬
‫بين الصندوق و بنك السودان في هذا المجال)‪ ، (2‬على العكس‬

‫‪ (1)1‬أ‪ .‬د منذر قحف‪ ،‬ضمان الودائع المصرفية السلمية في الردن ‪ ،‬بحث مقدم‬
‫لمؤسسة ضمان الودائع في المملكة الردنية الهاشمية ‪ ،‬نوفمبر ‪2005‬م ‪ ،‬ص ‪.27‬‬
‫‪ (2)2‬مصباح الطيب‪،‬صندوق ضمان الودائع المصرفية ‪،‬مقارنة أنظمة مؤسسات ضمان‬
‫الودائع المصرفية في بعض الدول‪www.bankofsudan.org/ /period/masrafi/vol_27/misbah.htm ،‬‬

‫‪15‬‬
‫ففي البحرين لم يمنح القانون أي سلطات أو صلحيات وقائية‬
‫لنظام التأمين ‪ ،‬نفس الحال في كل من مصر و فرنسا و ألمانيا ‪،‬‬
‫أما في الردن فإن القانون منح مؤسسة الضمان بعض الدوار‬
‫الجوازية للرقابة الوقائية ‪.‬‬
‫تستعين أنظمة التأمين على الودائع بعدة وسائل و أساليب‬
‫للنهوض بهذا الدور الوقائي ‪ ،‬إذ تضع عدد من الضوابط يشترط‬
‫توافرها لنضمام البنك للنظام ‪ ،‬كما يخضع البنك المنضم إلى‬
‫النظام لعدد من المعايير التي تكفل متانة مركزه المالي وتوافر‬
‫السيولة لديه‪ ،‬و لقد تنامى دور هذه النظمة إلى الحد الذي وصل‬
‫إلى تدخلها لدى البنوك الضعيفة لمنعها من عرض أسعار فائدة‬
‫مرتفعة لغراء مزيد من العملء ‪ ،‬وبالتالي فإن وجود نظام ضمان‬
‫)‪(1‬‬
‫الودائع يساعد على‪:‬‬
‫تحقيق الستقرار المالي بوصفه هدفا للسلطة‬ ‫‪‬‬
‫النقدية‪.‬‬
‫تحقيق الستقرار في النظام المصرفي وتقليل أثر‬ ‫‪‬‬
‫الزمات المالية‪ .‬حيث أنشئت أنظمة ضمان الودائع في‬
‫العديد من الدول في مراحل تميزت بعدم الستقرار المالي‬
‫أوكانت في مرحلة التعافي من أزمات مالية‪ ،‬وذلك بهدف‬
‫مساعدة المؤسسات المالية على المحافظة على مستوى‬
‫مستقر من الودائع على الرغم من الزمة عبر طمأنة‬
‫المودعين على سلمة أموالهم‪ .‬ولكن ضمان الودائع ‪-‬كما‬
‫تؤكد التجارب والدراسات‪ -‬غير كاف بحد ذاته للمحافظة‬
‫على الستقرار المالي‪ .‬فالحفاظ على الستقرار المالي‬
‫يحتاج إلى تكامل ضمان الودائع مع سياسات سليمة على‬
‫مستوى القتصاد الكلي وأنظمة رقابية وقانونية مناسبة‬
‫وأدوات السلطة النقدية كالتدخل كمقرض الملجأ الخير‪.‬‬
‫الحد من تعرض خزينة الدولة للخسائر نتيجة انهيار‬ ‫‪‬‬
‫بنك أو أكثر ‪.‬‬
‫‪.arabic، consulté le 14/04/2005‬‬
‫‪ (1)1‬ورقة عمل حول الجوانب العملية في اعداد وتصميم نظام لضمان الودائع المصرفية ‪ ،‬سلطة النقد الفلسطينية ‪ ،‬دار رقابة المصارف‬
‫‪ ،‬قسم السلمة الكلية ‪ ،‬بدون تاريخ ‪ ،‬ص ‪.19‬‬

‫‪16‬‬
‫تدعيم ثقة العامة واستقرار النظام المصرفي من‬ ‫‪‬‬
‫خلل إيجاد إطار محدد لمعالجة مشاكل الفشل المالي‬
‫للمصارف من إعسار أو إفلس‪.‬‬
‫توفير جو من الثقة لدى المودعين والعملء في‬ ‫‪‬‬
‫النظام المصرفي وتعزيزها والحفاظ عليها‪.‬‬
‫العمل على حماية حقوق المودعين و استقرار‬ ‫‪‬‬
‫وسلمة المصارف وتدعيم الثقة فيها من خلل الدور‬
‫الوقائي‪.‬‬
‫حماية المودعين عن طريق تعويضهم عن الخسائر‬ ‫‪‬‬
‫التي يتكبدونها في حال إخفاق أحد البنوك )خاصة صغار‬
‫المودعين (‪.‬‬
‫توفير مناخ مناسب للمنافسة بين البنوك الجديدة و‬ ‫‪‬‬
‫الصغيرة مع البنوك الكبيرة ‪.‬‬
‫مساهمة جميع المصارف في تحمل كلفة تصفية‬ ‫‪‬‬
‫المصارف المتعثرة‪.‬‬
‫تقليل مخاطر تهافت المودعين على سحب الودائع ‪،‬‬ ‫‪‬‬
‫فبدون وجود نظام لضمان الودائع تزداد احتمالية حصول‬
‫أزمة نظامية في القطاع المصرفي نتيجة لتهافت المودعين‬
‫على سحب الودائع من مصرف معين أو الجهاز المصرفي‬
‫بشكل عام نتيجة لفقدان الثقة في القطاع المصرفي‪،‬‬
‫نتيجة أزمة حقيقية أو مفترضة تواجه المصرف‬
‫أوالمصارف(‪ .‬عادة ما تبدأ هذه الزمة لدى مصرف معين‬
‫ثم يمكن أن تنتقل إلى مصارف أخرى )بغض النظر عن‬
‫أوضاعها المالية مما يجبر المصارف على تسييل أصول من‬
‫محافظها الستثمارية لمواجهة السحوبات الكبيرة مما‬
‫يعرضها لخسائر كبيرة‪ .‬وعادة ما يطلق على هذا التاثير "‬
‫أثر إنتشار الزمات "‪ ،‬وعلى المدى القصير يعتبر توفير‬
‫ضمان كامل للودائع كافًيا للسيطرة هذه المخاطر‪ ،‬ولكن‬
‫بسبب السلبيات التي تترافق عادة مع هذا النوع من‬

‫‪17‬‬
‫الضمان )مثل المخاطر المعنوية( فإنه ل يعتبر حل مناسًبا‬
‫على المدى الطويل‪.‬‬
‫وضع آلية محددة لمعالجة المصارف المتعثرة ‪ ،‬حيث‬ ‫‪‬‬
‫من الممكن ربط تأسيس نظام لضمان الودائع مع سعي‬
‫المؤسسات الرسمية ليجاد منظومة من القوانين والليات‬
‫لمعالجة انهيار المؤسسات المصرفية‪ .‬إذ يظهر من الخبرة‬
‫في العديد من الدول أنه يجب إيجاد حلول مناسبة وبسرعة‬
‫للتغلب على نزعة المؤسسات المصرفية الضعيفة إلى‬
‫التدهور السريع‪ ،‬وللسيطرة على الثر السلبي لتعثر هذه‬
‫المؤسسات على القطاع المصرفي بشكل عام‪ .‬لذلك فإن‬
‫إنشاء نظام لضمان الودائع قد يهدف إلى تعزيز الطر التي‬
‫تضعها الدول لمعالجة تعثر المصارف‪.‬‬
‫المساهمة في استقرار نظام المدفوعات ‪ ،‬حيث من‬ ‫‪‬‬
‫ضمن الهداف التي يمكن أن يتوقع من نظام ضمان الودائع‬
‫تحقيقها هي أن يسهم في حفظ وتعزيز الستقرار المالي‬
‫عبر المساهمة في استقرار نظام المدفوعات‪ .‬فعملية‬
‫إيداع الموال في المصارف تسمح للفراد والمؤسسات‬
‫بادخار الموال وسحبها عندما يرغبون بذلك‪ .‬وعبر حفظ‬
‫الستقرار والثقة بالنظام المصرفي‪ ،‬يسهم ضمان الودائع‬
‫في سهولة انتقال الودائع المصرفية بين الطراف‬
‫المختلفة‪ .‬فحتى يعمل نظام المدفوعات بكفاءة يجب أن‬
‫ينظر المودعون أن الموال المودعة في المصارف هي‬
‫بنفس مستوى أمان وإستقرار النقد‪ .‬ولتحقيق هذا الهدف‬
‫فإن بعض أنظمة ضمان الودائع تستطيع تقديم مساعدات‬
‫مالية طارئة قد تأخذ شكل ضمان معاملت المدفوعات‬
‫للمصارف المتعثرة‪ ،‬مثل هذه المساعدة تسهم في تجنب‬
‫تعطل تدفق المدفوعات والتسويات وتوفير وقت‬
‫للمؤسسات المكونة لشبكة المان المالي ليجاد حل لزمة‬
‫هذه المؤسسة المالية‪.‬‬

‫‪18‬‬
‫ورغم الهمية التي بيناها ال أن نظام ضمان الودائع ل يخلو من‬
‫بعض المحاذير ) خاصة في حالة كونه غير مضبوط ( والتي يمكن‬
‫)‪(1‬‬
‫ان نجملها في التالي ‪-:‬‬
‫مخاطر اخلقية تتمثل في تكاسل المودعين عن‬ ‫•‬
‫رصد احوال مصارفهم او ان تصبح المصارف نفسها اكثر‬
‫مغامرة في اعمالها ‪ ،‬حيث انها تعتبر ان نظام الضمان قادر‬
‫علي تغطية ودائعها ن وبالتالي تتحمل مخاطر تفوق‬
‫قدرتها ‪.‬‬
‫عدم ادراك المودعين لهمية دراسة الوضع المالي‬ ‫•‬
‫للمصرف ) خاصة كبار المودعين ( ‪.‬‬
‫عدم قدرة النظام علي ضمان الستقرار المالي‬ ‫•‬
‫بسبب عدم وجود توازن بين التمويل والتغطية ‪.‬‬
‫ان يتحمل النظام عبء التعويض للمودعين رغم‬ ‫•‬
‫قدرة المصرف علي ذلك ‪ ،‬وذلك بسبب عدم الدراسة‬
‫الكافية لوضع المصرف وتحديد هل هو مفلس ام هو في‬
‫اعسار مالي ‪ .‬لذا من الهمية بمكان وجود تشريعات‬
‫وتنظيمات خاصة بنظام الودائع تضمن حسن تنفيذه‬
‫واستخدامه علي اكمل وجه ‪.‬‬
‫المبحث الثالث ‪ :‬مكونات نظام ضمان الودائع‬
‫حا إذا كان‬
‫يكون تبني أو تعديل نظام ضمان الودائع أكثر نجا ً‬
‫النظام المالي للدولة مستقرا والبيئة المؤسسية سليمة‪ .‬ولكي‬
‫يتمتع نظام ضمان الودائع بالثقة ‪ ،‬فل بد أن يكون عنصرا ضمن‬
‫شبكة حماية مصرفية ذات بناء جيد ‪ ،‬وأن يصمم بشكل صحيح و‬
‫يطبق على نحو جيد ‪ .‬كذلك يحتاج نظام ضمان الودائع إلى أن‬
‫يستند إلى تعليمات رقابية قوية وصارمة‪ ،‬ويتبنى نظم محاسبية‬
‫وإفصاحية سليمة ‪ ،‬وأن يطبق قوانين فعالة ‪ .‬ويجب أن يكون‬
‫هناك أيضا حملة إعلمية واسعة تدعم نظام ضمان الودائع الفعال‬
‫بتوعية الجمهور بوجوده وبمزاياه و حدوده‪ .‬إن نظام ضمان‬
‫‪ ( )1‬د ‪ .‬بدر الدين الصادق التومي‪ ،‬انظمة ضمان الودائع هل هي مطلب عاجل ام ترف اقتصادي‪ ،‬صحيفة‬
‫الوطن الليبية ‪ ،‬تاريخ النشر ‪31/12/2009 :‬‬
‫‪http://www.alwatan-libya.com/default.asp?mode=more&NewsID=7967&catID=22‬‬

‫‪19‬‬
‫الودائع يستطيع أن يتعامل مع حالت محدودة من التعثر‬
‫المصرفي في نفس الوقت ‪ ،‬لكن التغلب على أزمة مالية تواجه‬
‫القتصاد الكلي يتطلب تعاون فعال بين كافة أطراف شبكة‬
‫)‪(1‬‬
‫الحماية المصرفية‪. .‬‬
‫إن معظم قوانين ضمان الودائع المصرفية تحدد مصادر أموال‬
‫المؤسسة براس المال الذي عادة ما يتكون من مساهمات‬
‫أساسية إلزامية تدفعها البنوك التجارية العضاء عند تأسيس‬
‫نظام الضمان بالضافة إلى مساهمة البنك المركزي ووزراء‬
‫المالية بجانب القساط الدورية أو المساهمات السنوية التي‬
‫تتغاضها أنظمة الضمان سنويا ً نظير الضمان أو الحماية التي‬
‫تقوم بها علوة على الرباح المتأتية من استثمار أموالها وأية‬
‫أموال تقترضها أنظمة الضمان وفقا ً لحكام قوانينها كما هو‬
‫الحال في السودان حيث يساهم في راس مال الصندوق كل من‬
‫بنك السودان ووزراء المالية والبنوك العاملة بالبلد‪ ،‬كما تقوم‬
‫البنوك بدفع مساهمة سنوية تقدر بنسبة محددة من أجمالي‬
‫مساهمة البنوك السنوية وهذا ينطبق على معظم أنظمة الضمان‬
‫إل أن الستثناء الوحيد في السودان هو أن أصحاب ودائع‬
‫الستثمار يقومون بدفع مساهمة سنوية بنسبة محددة من‬
‫متوسط جملة ودائعها‪ ،‬ويقوم كل من بنك السودان ووزراه‬
‫المالية بدفع مساهمة سنوية تقدر بنسبة محددة من متوسط‬
‫جملة ودائعهم وبالتالي فإن الصندوق يقوم على أساس نظام‬
‫التكافل بين الحكومة‪ ،‬ممثلة بوزارة المالية وبنك السودان‬
‫والبنوك العاملة وأصحاب ودائع الستثمار أنفسهم وبالتالي هو‬
‫نظام فريد ومتميز قد ل نجد له مثيل ً في أنظمة ضمان الودائع‬
‫المصرفية‪( ).‬‬ ‫‪2‬‬

‫إل أن هناك بعض الختلفات ففي بعض البلدان ككندا مثل ً ترى‬
‫الدولة أن على المصارف وحدها تحمل تكلفة الضمان وفي‬
‫فرنسا ل تكون هنالك أرصدة نقدية لدى مؤسسة الضمان ويكون‬
‫‪ ()1‬المبادئ الساسية لنظمة ضمان ودائع فعالة ‪ ،‬الجمعية الدولية لضامني الودائع‪29 ) ،‬‬
‫شباط ‪http://www.iadi.org/docs/Core_Principles_final_Arabic.pdf ،2008‬‬
‫‪) )2‬مصباح الطيب‪ -‬صندوق ضمان الودائع المصرفية‪ ،‬مصدر سابق‪.‬‬

‫‪20‬‬
‫العتماد على الترتيبات التي تتم لكل حالة فشل مالي على حدة‬
‫وذلك عن طريق فرض رسوم على المصارف العضاء لتغطية‬
‫الخسائر عند حدوثها‪.‬‬
‫وفي معظم أنظمة الضمان تكون المساهمة السنوية‬
‫المفروضة على البنوك والمؤسسات المالية بنسبة مئوية موحدة‬
‫)‪ (Flat Rate‬من حجم ودائعها وتختلف هذه النسبة من دولة إلى‬
‫أخرى فمثل ً نجدها في كندا ‪ % 0.033‬وفي كل من الهند‬
‫والبحرين ‪ %0.05‬وفي الردن ‪ %0.02‬بينما في السودان‬
‫‪.%0.002‬‬
‫إل أن هنالك بعض الدول التي تتبنى نظاما ً للمساهمات‬
‫السنوية مؤسسات على درجة المخاطر للمصارف العضاء في‬
‫النظام )‪ (Risk Based Assessment‬كما هو الحال في‬
‫الوليات المتحدة المريكية وبالرغم من أن هذا النظام يعتبر أكثر‬
‫عدالة وكفاءة إل أنه أكثر صعوبة من ناحية إدارية وفنية لعتماده‬
‫على تقدير درجة المخاطرة المتوقعة في كل مصرف وبالتالي ل‬
‫يناسب أنظمة الضمان في مراحل نموها الولى‪.‬‬
‫الخصائص الرئيسية لنظام التأمين على الودائع‬
‫التأمين على الودائع له خصائص رئيسية يتعين أن يتسم بها‬
‫بإعتباره نظام متكامل مقرر من السلطة التشريعية بقانون ‪ ،‬هو‬
‫نظام يبدو بسيطا في مفهومه ‪ ،‬ورغم هذا فإن ميكانيكية أدائه ل‬
‫تبدو بذات القدر من البساطة بل تتسم بالتعقيد نسبيا على النحو‬
‫الذي ستوضحه الخصائص التي يتسم بها النظام ‪.‬‬
‫عند إنشاء نظام لضمان الودائع يجب الخذ بعين العتبار ما يلي‪:‬‬
‫)‪(1‬‬

‫‪ .١‬إدارة نظام ضمان الودائع خاص أم عام‪:‬‬


‫قد تكون الحكومة ممثلة في المصرف المركزي مسؤولة عن‬
‫إدارة نظام ضمان الودائع أو يمكن أن تتولى إدارة النظام جهة‬

‫‪ ( )1‬أنظمة ضمان الودائع ‪ ،‬ورقة مقدمة الى مكتب الحاكم لشئون السياسة النقدية والدراسا‪ ،‬مصرف سوريا‬
‫المركزي ‪ ،‬الجمهورية العربية السورية ‪ ،‬يوليو ‪2007‬م ‪ ،‬ص ‪.8-6‬‬

‫‪21‬‬
‫خاصة أو اتحاد للمصارف أو يمكن أن تكو ن الدارة مشتركة بين‬
‫المصرف المركزي والمصارف المشتركة بالنظام‪.‬‬
‫‪ .٢‬العضوية (الشتراك(‪:‬‬
‫غالبا ما يكون الشتراك في نظام ضمان الودائع إلزاميا‬
‫للمصارف الوطنية المحلية والمنشآت المالية التي تقبل الودائع‬
‫وقد يكون غير إلزامي‪ ،‬أما بالنسبة للمصارف الجنبية والسلمية‬
‫فغالبا ما يكون اختياريا‪ ،‬ومن المعتاد أن ل تشترك المصارف‬
‫الوطنية العاملة خارج الدولة في نظام ضمان الودائع الخارجي‬
‫وغالبا ما تشترك في نظام الودائع في البلد الم‪.‬‬
‫‪ .٣‬تمويل نظام ضمان الودائع‪:‬‬
‫يتم التمويل إما عن طريق مساهمات في التمويل أو عن طريق‬
‫أقساط سنوية تدفعها المصارف المشاركة في النظام‪ ،‬بالضافة‬
‫إلى مساهمة جها ت حكومية معينة ‪ ،‬ويمكن أن تتحدد قيم هذه‬
‫المساهمات عادة بنسبة من حجم الودائع فقد تكون بنسب‬
‫متساوية وقد تكون نسب متزايدة على حسب حجم الودائع وقد‬
‫تحدد النسبة بناء على المخاطر المتوقع أن يتعرض لها المصرف‬
‫وذلك بناء على دراسة وضعه المالي‪.‬‬

‫‪ .٤‬نوع الودائع التي يتم تعويضها‪:‬‬


‫يمكن أن يتم ضم ان الودائع بالعملة المحلية فقط وقد يشمل‬
‫الضمان جميع الودائع بالعملة المحلية والجنبية معا‪ ،‬كما يمكن‬
‫أن يتم ضمان ودائع صغار المستثمرين فقط أو الودائع تحت مبلغ‬
‫معين ‪.‬‬
‫هناك أنواع ودائع ذات أهدف وأنواع محددة‪ ،‬قد ل يشملها نظام‬
‫الضمان تحددها المؤسسة المسؤولة‪ ،‬وعادة ما يتم تحديدها بما‬
‫يتناسب وأهداف المصرف المركزي ‪ ،‬كالودائع الستثمارية‬
‫والودائع التابعة للتأمينات الجتماعية وودائع القطاع العام مثل ‪،‬‬
‫إضافة إلى ذلك يجب الخذ بعين العتبار قدرة نظام ضمان‬
‫الودائع على تغطية الودائع بالعملة الجنبية‪ ،‬وقدرته على تغطية‬

‫‪22‬‬
‫ذلك الحجم من الودائع أيضا ً كما يفترض أن ل يكون نظام ضمان‬
‫الودائع مسؤول عن تغطية الموال التي تعود ملكيتها للمصرف‬
‫نفسه ‪.‬‬
‫‪ .٥‬حجم التغطية )التعويض(‪:‬‬
‫قد يتحدد حجم التغطية إما كنسبة مئوية من الوديعة أو يتم‬
‫تغطيتها بالكامل‪ ،‬أو قد يتم تحديد حد أعلى لتغطية الوديعة‪ ،‬ل‬
‫يتم تجاوزه ‪ ،‬وقد يتم تحديد حد أعلى ونسبة من الوديعة معا ً ‪،‬‬
‫أي يأخذ المودع النسبة المغطاة من الوديعة بما ل يتجاوز الحد‬
‫العلى للضمان ‪ ،‬وفي هذه الحالة يتم احتساب قيمة الوديعة‬
‫المغطاة كنسبة مئوية من الوديعة الساسية‪ ،‬ثم يتم مقارنتها مع‬
‫الحد العلى للتغطية‪ ،‬ثم تتم تغطية الوديعة بالمبلغ القل‪ ،‬فمثل ‪:‬‬
‫إذا كانت نسبة التعويض ‪ % ٧٥‬وكان حجم الوديعة ‪ ٢٠٠٠‬ولكن تم‬
‫تحديد حد أعلى لضمان الوديعة مقداره ‪ ١٠٠٠‬فأن التغطية‬
‫ستكون‪ ١٠٠٠‬وليس ‪ ، ١٥٠٠‬بينما إذا كان حجم الوديعة ‪ ١٠٠٠‬فان‬
‫التعويض سيكون بمقدار ‪ ٧٥٠‬وليس بمقدار ‪ ،١٠٠٠‬بالمقابل إذا‬
‫كانت التغطية بنسبة ‪ % ١٠‬مع وجود هذا الحد العلى‪ ،‬فإن أي‬
‫شخص لديه وديعة أقل من ‪ ، ١٠٠٠‬فإنه سيحصل على قيمتها‬
‫بالكامل‪.‬وعادة ما يتم احتساب نسبة التغطية على إجمالي ودائع‬
‫المودع الواحد وليس على كل وديعة على حدة أي إذا كان نفس‬
‫الشخص لديه حساب جاري وحساب توفير وفي عدة فروع لدى‬
‫المصرف المفلس فإن نسبة التغطية تحتسب على الجمالي‪،‬‬
‫وأحيانا يكون هناك حسابات مشتركة أي يكون الحساب الواحد‬
‫يتبع لشخصين‪ ،‬لذلك يوزع مبلغ الضمان فيما بينهم‪.‬‬

‫‪23‬‬

You might also like