Professional Documents
Culture Documents
الطـــار النظــري
المبحث الول :ماهية ضمان الودائع
مقدمة :
إتخذت الحكومات في معظم الدول طائفة من التدابير و
الصلحات ،لتدعيم الجهود الدولية الرامية للستقرار المالي و
إعادة نظمها المصرفية إلى وضعها الطبيعي و مواكبتها
للتطورات و التحولت الحديثة ،تشمل هذه التدابير تشديد
القوانين و القواعد الرامية للحد من المخاطر التي تتعرض لها
البنوك بغير موجب ،و منع إستغلل المنصب المصرفي لتحقيق
أرباح شخصية ،و تحسين نظم الشراف و الرقابة المصرفية و
توفير السيولة من خلل البنك المركزي لمنع تحول مشكلت
السيولة المصرفية إلى حالت إعسار و التدخل لحل مواقف
العسار بإعتبار أن البنك المركزي في العادة ليقوم بهذا الدور
الخير ،لذا تطلب وجود آلية جاهزة لتقوم به ،تتمثل في نظام
التأمين على الودائع و التي تبرز كجزء من منهج الصلح الذي
يمس المنظومة المصرفية نتيجة الزمات الحادة .و جاءت هذه
النظم كإجراء وقائي من الزمات المصرفية التي تنتج من جراء
تعثر بنك أو أكثر مما قد يلحق الضرار بأموال المودعين في هذه
البنوك نتيجة تعرض جزء كبير منها للفقدان و الضياع في غياب
أي تعويضات عنها من السلطات النقدية و من أجل التعرض
لمختلف الجوانب المتعلقة بهذه اللية.
و لقد أصبح موضوع ضمان الودائع المصرفية من أهم المواضيع
التي دق نقوس الخطر في قضياه المصرفية المثارة على
الصاعدين العالمي و العربي و اتسعت دائرة القطار التي تطلع
لتبني هذا النظام الحديث الذي يفيد في محتواه التأمين على
الودائع المصرفية واتخذت في ذلك مختلف التشريعات المصرفية
مواقف قانونية بسنها لقواعد تشريعية وتنظيمية في المجال
1
البنكي لحماية ودائع الجمهور لدى مؤسسات الضمان على
)(1 اختلف أنواعها و تسميتها.
تعريف الوديعة المصرفية :
الوديعة المصرفية هي تلك النقود التي يعهد بها الفراد
والمشروعات و الهيئات للبنك على أن يتعهد هذا الخير بردها أو
برد مبلغ مساوي له لدى الطلب أو عند حلول الجل حسب
الشروط المتفقة عليها ،و تمثل هذه النقود أهم موارد المصرف
المالية إذ هو أصل ل يتجر بها فهي أهم و أساس العمال
المصرفية للبنك ،و من نشاطه هذا تجد الودائع المصرفية ضمانها
بالدرجة الولى في نمط تسيير هذه البنوك وإدارتها ،و في قدرة
قواعد النظام المصرفي السائد على ضبط نشاط البنوك ،بحيث
تتوقف سلمة و أمن الودائع على شرط سلمة النظام المصرفي
المتضمن قواعد غير مألوفة تفرض على البنوك نمط تسيير و
تنظيم محدد يضمن سلمة وضعها المالي و بالتالي ضمان سلمة
الودائع من الخطار المنجرة عن سوء التسيير(2) .
تعتبر الودائع من أهم مصادر تمويل البنوك من جهة و
مصدر رئيسي لتمويل العمليات الئتمانية الستثمارية التي تقدمها
البنوك على مختلف أنواعها من جهة أخرى ). (3عدد الودائع من
حيث الكم إحدى المؤشرات الرئيسية لقياس مدى ثقة الجمهور
في البنك ،إذ هي الركيزة الساسية لقدرتها على خلق نقود
الودائع و توزيع الئتمان ،ونظرا لهمية الودائع للبنوك تتنافس
هذه الخيرة فيما بينها لجذب الزبائن و تحفيزهم على إيداع
مدخراتهم ،حيث تلعب الفوائد الممنوحة للمتعاملين معها دورا
هاما في عملية كسبهم و تشجيعهم على إيداع مدخراتهم لديها.
(1)1نايت جودي مناد ،النظام القانوني لضمان الودائع المصرفية ،بحث مقدم لنيل
درجة الماجستير في القانون ،جامعة محمد بوقرة بومرداس ،الجزائر 2007 ،م ،ص
.65
(2)2أ /بارني محمد ،العمل المصرفي و حكمه الشرعي ،بحث مقارنة في الفقه و
القانون القسم الثاني،العمل المصرفي و أقسامه ،مجلة العلوم النسانية عدد ، 19
، 2003ص 185
(3)3الطاهر لطرش ،تقنيات البنوك ،دراسة في طرق إستخدام النقود من طرف
البنوك مع إشارة إلى التجربة الجزائرية ،ديوان المطبوعات الجامعية ،الطبعة الثانية ،
الجزائر ، 2003 ،ص .25
2
تعتبر الودائع هامة من عدة جوانب ،سواء من وجهة نظر الفراد
أو النظام البنكـي أو القتصاد ككل ،فهي تفتح آفاقا واسعة أمام
كل الطراف وتتيح لكل واحد منهم فرصة لتحقيق أهدافه ،فيما
يتعلق بالمن ،السيولة و الربحية و تمثل الودائع أفاقا لتوظيف
أموال البعض و تساهم في تغطية عجز البعض الخر و خلق
إمكانيات جديدة تسمح بالتوسع في النشاط القتصادي من خلل
تدفقات مالية مستمرة ،تساعد على تطور العمال و تبرز
)(1
الهمية للطراف الثلثة من خلل مايلي :
-من وجهة نظر الفراد فالودائع بالضافة إلى كونها عملية جيدة
للحفاظ على النقود من الخطار الكثيرة المحتملة كالضياع و
السرقة ، ...بالمكان أن تعود على صاحبها بمكاسب مالية ل
يمكنه الحصول عليها إذا إحتفظ بالنقود معطلة بحوزته .
-تفتح الودائع أمام النظام البنكي فرصا واسعة لتوسيع القرض،
بإعادة رسكلة الموال الموجودة فعل و دون اللجوء إلى عمليات
التمويل التضخمي للنشاط القتصادي .
-وجود الودائع يخدم القتصاد ككل من عدة جوانب ،فهي تشكل
خزانا كبيرا من الموارد يجنب عرقلة القتصاد بسبب شح الموارد
،كما أن ذلك يسهل التسيير النقدي للقتصاد من وجود توترات
نقدية معيقة للنمو المنتظم ،من شأن ذلك أن يدفع إلى زرع
الثقة في نفوس كل المتعاملين القتصاديين سواء كانوا منتجين
،مستهلكين أو مجرد مدخرين ،مما يساعد على توفير الظروف
الضرورية للزدهار القتصادي .
ماهية ضمان الودائع:
عند حدوث أزمة مصرفية و إنهيار البنوك ،بطبيعة الحال ل
ينتهي المـر بتعويـض المودعيـن ،و إنمـا لبد من إعادة هيكلة
البنوك المنهارة بأي من الوسائل التي تكفل عدم تكرار ما حدث
لها مرة أخرى و هذا عن طريق تقوية و تدعيم النظام القانوني و
الرقابي وفي ذلك السياق يتم إدخال نظام التأمين على الودائع .
(2)1محمــد إليـفي ،دور نظـام حمايـة الودائـع في سلمـة واستقرار النظام المصرفي -حالة الجزائر ،بحث
مقدم ضمن متطلبات الحصول على شهادة الماجستير في العلوم القتصادية ،جامعـة حسيبـة بن بوعـلي -
الشلــف،2005-2004،ص .63
3
شمل ذلك المر العديد من البلدان مثل شيلي ،كولومبيا ،
جمهورية الدومينكان ،كينيا ،نيجيريا و توغو ...إلخ ،فأصبحت
غالبية الدول تتجه إلى وضع نظام التأمين على الودائع ،بما فيها
الدول التي لديها نظـم قائمـة ،التي عملت على تصويب أوضاع
(1) .
نظمها سواء في ضوء تجربتها أو تجارب الدول الخرى
يعتــبر الضــمان علــى الــودائع وحمايــة المــودعين مــن أهــم
الموضوعات المطروحة علــى الســاحة المصــرفية منــذ الســنوات
القليلة الماضية وحــتى الــوقت الراهــن ،كمــا انهــا تعتــبر الــودائع
مكوًنا رئيسًيا من مكونات شبكة المان المالي التي تعدها الــدول
بهدف زيادة عمق السواق المالية واستقرارها بما يخدم الهداف
القتصادية المرجوة من هذه السواق.
أدت الزمات المالية التي شهدها العالم خلل عقد
الثمانيات من القرن العشرين -والتي ادت الى تعثر العديد من
المصارف -أدت الى ظهور العديد من الدراسات التي تبحث عن
السباب التي أدت الى تلك الزمات وسبل علجها أوالتقليص من
اثارها السلبية على الجهاز المصرفي والقتصاد ككل .وقد
توصلت نتائج تلك الدراسات الى انه يمكن منع حدوث تلك
الزمات او التخفيف من حدوثها بواسطة زيادة القوة الشرافية
للمصارف المركزية على المصارف والتأمين على الودائع
وحماية المودعين.
يعد نظام ضمان الودائع المصرفية نوعا من تطبيقات عقود
التامين التي تهدف عادة إلى تعويض الشخص المضمون عن
الخسائر التي يتعرض لها في الموال والممتلكات والسلع ،أو عن
الخسائر والضرار البشرية سواء في معرض ممارسة النشاطات
القتصادية أو في حالت التعرض إلى أضرار من جراء أحداث
غير متوقعة ،وفي حالة ضمان الودائع المصرفية فإن هذا النوع
)(2
من التامين يتميز بأنه. :
( )1باري سيجل ,النقود والبنوك والقتصاد ,ترجمة طه عبدال وزميله ,الرياض ,دارالمريخ للنشر-1987,
ص63
( )2أنظمة ضمان الودائع ،ورقة مقدمة الى مكتب الحاكم لشئون السياسة النقدية والدراسات ،مصرف سوريا
المركزي ،الجمهورية العربية السورية ،يوليو 2007م ،ص .4
4
-غير موجه لحماية فرد أو مؤسسة أو جماعة معينة ،ولكنه موجه
نحو المجتمع عامة وبصفة خاصة صغار المودعين وذلك ل ن
صغار المودعين قد ل تتوافر لهم ا لمعلومات الكافية عن المراكز
المالية للبنوك التي يودون ليداع مدخراتهم بها وعليه فإن نظام
ضمان الودائع المصرفية يساعد هذه الفئة على إيداع ودائعهم
في أي من البنوك.
-ل يستهدف بالضرورة الربح من الجهة الضامنة وبالتالي فإن
الضامن في الغالب هو ليس جهة تسعى إلى ال ربح ،وإنما الغاية
الساسية لعملية الضمان هي تعزيز الثقة العامة لدى جمهور
المودعين في النظام المصرفي وبالتالي تحقيق الستقرار
لوحدات الجهاز المصرفي بأن تقوم بدورها الشامل بقدرة
وكفاءة.
-إن ضمان الودائع المصرفية يقوم على فلسفة التكامل بين
طرفين رئيسيين هما الجهاز المصرفي من جهة )وبالتالي
المودعون الذين سيحصلون على فوائد أقل على ودائعهم مقابل
التخلص من المخاطرة وظروف عدم التأكد ( والسلطة من جهة
أخرى) ،وبالتالي القتصاد الوطني بأكمله حيث يشارك جميع
المواطنين في الفوائد الناجمة عن تجنب حالت الفزع العام
مقابل الموارد الحقيقية التي ستخصص لدارة أنظمة الضمان.
ينصرف مفهوم نظام التأمين على الودائع إلى حماية ودائع
العملء عن طريق تعويضهم كليا أو جزئيا من خلل مساهمات
البنوك المشتركة عادة في صندوق التأمين على الودائع ،إذا ما
تعرضت الودائع للخطر نتيجة تعثر البنك المودعة لديه و توقفه
عن الدفع .و يمول هذا الصندوق بموجب رسوم و إشتراكات أو
مساهمات تلتزم البنوك العضوة بسدادها المر الذي يؤدي إلى
تعزيز الثقة في الجهاز المصرفي و عدم ترك هذه الثقة للصدفة
أو للظروف الطارئة( ). 1
(1(1د .ذكريا الدوري ،د .يسري السامرائي ،البنوك المركزية والسياسة النقدية ،دار اليازوري العلمية للنشر والتوزيع ،عمان الردن
2006 ،م ،ص .146-145
5
تهدف معظم أنظمة التأمين على الودائع الى تحقيق هدفين ،
اولهما حماية أموال المودعين و تجنب حدوث ذعر مالي بينهم ،
وثانيهما الحفاظ على سلمة المراكز المالية للبنوك وتفادي
تعرضها للفشل أو إعسار مالي ،وبالتالي المحافظة علــى سلمة
.
و إستقرار الجهاز المصرفي ) (
1
(1(1حافظ كامل الغندور ،مؤسسات ضمان الودائع كأداة لمعالجة المشكلت المصرفية ،إتحاد المصارف العربية ،1992 ،ص 51
6
الودائع إذ أن هذا النظام يخفف العبئ الواقع على كاهل البنك
المركزي.
كما يمكن نظام التامين على الودائع من خلق آليات التنسيق و
التعاون بين مختلف وحدات الجهاز المصرفي المر الذي يدعم
إستقراره ومتانته ،وفي هذا الطار فمن شأن نظام التأمين على
الودائع ترسيخ الثقة في البنــوك سواء من ناحية العملء والبنوك
المحلية أو من ناحية المراسلين والسواق العالمية وتنعكس هذه
الثقة على زيادة حجم الودائع بصورها المختلفة ،وزيــادة حجم
المعاملت البنكية). (1
من خلل التعرض لمفهوم التأمين على الودائع تظهر عدد
من الملحظات المرتبطة به تتمثل فيما يلي :
-إذا إقتصر النظام على حماية صغار المودعين فهو في هذه
الحالة يلعب دورا تأمينيا ،أمـا إذا إعمتد ذلك النظام على
مساندة البنوك في أوقات الزمات المصرفية فدوره في هذه
الحالة تكافلي.
-تكلفة التأمين لدى النظام ،المتمثلة في أقساط الشتراكات –
كتكلفة مباشرة – التي تلتزم البنوك بسدادها ،في الحقيقة
يتقاسم عبئها كل من مساهمي البنك ،المودعون و المقترضون،
فالمساهمون يتحملون عبئها في شكل عائد أقل على
رأسمالهم ،و المودعون في شكل فائدة أقل على ودائعهم و
المقترضون في شكل سعر فائدة مدينة أعلى على قروضهم هذا
بخلف التكلفة غير المباشرة للخذ بنظام التأمين التي يتحملوها
أيضا و المتمثلة فيما يفرض علىالبنك من تكلفة إضافية نتيجة ما
يشترطه النظام من تنظيم و إشراف و فحص لعمليات البنك
ضمانا لسلمة و متانة مركزه المالي .
-بالنسبة للقتصاد الوطني ،التكلفة الحقيقية لنشاء صندوق
التأمين على الودائع ل تتعـدى تكلفة إدارة هـذا الصنـدوق ،
بمعنى آخر الموارد الحقيقية البديلة التي تخصص لدارة الصندوق
( )1محمد سعيد النابلسي ،جدوى إقامة مؤسسات ضمان الودائع من الناحية التاريخية ،مجلة إتحاد المصارف
العربية ،العدد ، 139المجلد الثاني عشر ،جويلية ، 1992ص .36
7
،حيث أن التكاليف المالية في حالة تعويض المودعين ماهي إل
توزيع الدخل بين فئات المجتمع .و يمكن القول بشكل عام أنه
بالمكان تحسن الكفاءة القتصادية نتيجة زيادة عامل الثقة و
التخفيف من ظروف عدم التأكد لدى أفراد المجتمع).(1
يتسع ويضيق مفهوم التأمين على الودائع طبقا للدور
المنوط بمؤسسات التأمين على الودائع التي تحقق في النهاية
الهدفين الكبيرين التاليين): (2
-زيادة الثقة في المؤسسات المالية و النظام المالي ككل و
بالتالي تحقيق الستقرار لهذه المؤسسات ،حيث يقوم الجهاز
المصرفي في معظم الدول بدور رئيسي في الوساطة المالية و
بإعتبار أن الودائع المصرفية قصيرة الجل ،من الصعب تحويل
مقابلها إلى نقد في وقت قصير ،فمن الضروري مساعدة البنوك
التي تواجه أزمة سيولة مالية ،و منه فإن هدف التأمين من
وجهة نظر السلطات النقدية يتمثل في تحقيق الستقرار
للمؤسسات المالي على النحو الذي يكفل زيادة الثقة في النظام
المالي و بالتالي الحد من أو تفادي المشاكل التي تنتج من
إعسار البنوك .
-زيادة المنافسة بين البنوك على جذب الودائع و تقديم خدمات
مصرفية أفضل ،فضل عما يكفله من المساواة في المنافسة
بينها على مختلف أحجامها ،ففي حالة عدم وجود هذا النظام
تعتبر البنوك الكبيرة هي الكثر أمانا من البنوك الخرى ،أما في
ظل وجوده تقل نسبيا الفروق بين مجموعات البنوك ،لسيما
من ناحية المخاطر التي يتعرض لها المودع الصغير.
التطور التاريخي لنظام التأمين على الودائع
ظهر أول نظام للتأمين على الودائع في ولية نيويورك
المريكية عام ، 1829ثم قامت عدة وليات بإنشاء أنظمة
مماثلة بالرغم من أن الوليات المتحدة المريكية كان لها السبق
كأول دولة تقيم نظاما للتأمين على الودائع على مستوى العالم ،
(1)1محمد سعيد النابلسي ،المصدر السابق ،ص . 37
(2) 2فرج عبد العزيز عزت ،إقتصاديات البنوك ،بدون ناشر ،القاهرة ، 2000 ،ص
. 200
8
إل أن تشيكسلوفاكيا سابقا كما أشرنا تعتبر أول من أنشأت نظام
التامين على الودائع على المستوى الوطني عام ، 1924حيث
أنشأت صندوقين في ذلك الوقت ،أحدهما صندوق الضمان
الخاص لمساعدة البنوك على إستعادة خسائرها الناجمة عن
الحرب العالمية الولى و الخر صندوق الضمان العام لتأمين
الودائع لتشجع الدخار ،بهدف زيادة درجة سلمة الودائع و
مساعدة المصارف لتتطور على أحسن وجه ممكن،و كانت
وزارة المالية هي التي تدير هذه الموال بالتشاور مع ممثلي
البنوك .أما في الوليات المتحدة المريكية ،صادق الكونجرس
عام 1933على قانون البنوك بموجبه تم إنشاء المؤسسة
)(1
الفيدرالية للتأمين على الودائع عام . 1934
ومضت فترة طويلة على إنشاء المؤسسة الفيدرالية
لضمان الودائع قبل أن تنشئ بلدان أخرى مؤسسات مشابهة ،
لكن عندما أقامت تركيا صندوق تصفية المصارف عام 1960
حذت حذوها بلدان عدة بإنشائها ،فأنشأت ألمانيا عام 1974
صندوق لحماية أموال المودعين بعد إنهيار بنك هيرشتات ،بسبب
عجز البنك الفيدرالي على إحتواء آثار الفشل المالي للبنك ،أما
في بريطانيا أدى حدوث أزمات مصرفيـة حادة مـع بدايـة
السبعينات إلى إنشاء نظام لحماية المودعين سنة 1979و
أنشأت إيطاليا في الثمانينات نظاما للودائع تلتها فرنسا في سنة
1985عقب إنهيار البنك السعـودي الفرنسي .و فيما يخص
العالم العربي تعتبر لبنان أول دولة اهتمت بإنشاء نظام لحماية
الودائع بعد إنهيار بنك إنترا الذي اعتبر من أكبر المؤسسات
المصرفية في ذلك الوقت ،حيث كان إنشاء المؤسسة الوطنية
لضمان الودائع سنة 1967أول مبادرة في هذا المجال .
يأخذ الضمان )التأمين ( على الودائع أشكال مختلفة فيما
يتعلق بالتبعية ،الدارة و التمويل ،و تتدرج هذه التبعية من تبعية
كاملة للحكومة أو إحدى مؤسساتها العامة ،إلى التبعية الخاصة
)1(1
Christian bordes, Banques et risques systémiques, www.courdecassation.fr/manifestation/cyclesséminaires /
2005/risques_sestémique_border.pdf .consulté le 03/08/2005, p 8.
9
الكاملة و ذلك يتوقف على درجة التبعية ،و عليه يمكن تقسيم
النظم في الدول إلى أربع مجموعات على النحو التالي :
-1اليسار :تتولى الحكومة هذه النظم كامل سواء من ناحية
الدارة أو التمويل و من الملحظ أن ذلك المر متواجد في دول
عديدة بعضها يغلب عليها طابع الملكية الخاصة .
-2يسار الوسط :تشرف الحكومة على هذه النظم ،و لكنها
تدار من مؤسسة مستقلة و تمول جزئيا من البنوك المؤمن عليها
و تختلف درجة إستقللية هذه المؤسسات خاصة عن البنك
المركزي بين دولة و أخرى .
-3الوسط :ترعى الحكومة هذه النظم في صورة هيئات لضمان
الودائع و تدار بممثلين من الحكومة و البنوك ،هذه النظم تمول
جزئيا من البنوك و تختلف درجة توزيع التمثيل بين الحكومة و
البنوك .
-4أقصى اليمين :يتواجد في هذه النظم إتفاق خياري بين
البنوك للتأمين على الودائع بين بعضها البعض و ليس الحكومة
أي قدر من التدخل أو الشراف أو المتابعة في هذه النظم و
أوضح صورة لها متواجدة في سويسرا .
بخصوص الدول النامية فإنها تعتمد على المساهمات الحكومية
)(1
بدرجة أكبر من الدول المتقدمة و ذلك لما يلي :
-البنوك في الدول المتقدمة قوية و تستطيع تحمل أعباء النظام
سواء تمثلت في أقساط أو خلفه و ذلك بخلف الوضع في
الدول النامية .
-ضمان البنوك لبعضها البعض في الدول النامية غير عملي ،
نظرا لن السوق محدودة و حتما ستؤثر مشكلة أحد البنوك على
البنوك الخرى .
-من المعتاد أن تشارك الحكومات في ملكية البنوك في الدول
النامية و بالتالي فهي تساهم في الضمان .
و الوقت مازال مبكرا على الجهزة المصرفية في الدول
النامية لكي تكون نظم التأمين على الودائع نظاما خاصة ،حيث
.204 (1) 1فرج عبد العزيز عزت ،المصدر السابق ،ص
10
يتعذر التنبؤ أو تقدير الخسائر عندما تكون الظروف سيئة و غالبا
ما يزيد التعويض الذي يدفع للمودعين عما لدى النظام و في
هذه الحالة تكون المساندة الحكومية هي المورد الممكن ،إذ أن
البنوك إما أن تكون في حالة ل تستطيع معها أن تساهم في
تغطية عجز الصندوق ،وإما أنها سترفض المساهمة و ذلك
بالنسبة للبنوك الحريصة التي ل تقبل تحمل تبعات البنوك الرديئة
و في كلتا الحالتين سيفشل النظام مالم يكن هناك دعم
حكومي ،هذا و من المقبول أن يكون النظام مزيج بين العام و
الخاص ) أن يدار بين الحكومة و البنوك( و لكن تسانده الحكومة
ماليا حتى يمكن أن يحقق أغراضه في حماية صغار المدخرين و
الحفاظ على الثقة العامة و تشجيع تنمية الجهاز المالي .
وفي مجال عرض البدائل الممكنة لنظم التأمين على
الودائع يثار للمناقشة قيام مؤسسات غير بنكية بعمل التأمين
المذكور على غرار عمليات التأمين الخرى التي تقوم بها
شركات و مؤسسات التأمين المتخصصة ،ويشار في ذلك إلى
إستحالة قيام هذا المر للسباب التالية): (1
-بعد العمل التأميني عن العمل المصرفي في الدول النامية .
-إذا كانت شركات التأمين تستطيع القيام بذلك ،فليس هناك ما
يشير إلى إمكانية قبولها لتأمين الودائع لن مخاطر فشل البنوك
ل تمثل أحداثا مستقلة يخضع تقديرها لوسائل التنبؤ المعتادة .
-ل تقبل شركات التأمين ذلك ما لم يكن لديها القدرة على
تصفية البنوك المتعثرة ،وهي مهمة ل تقبل الحكومات أن توكلها
إلى أحد غيرها .
-لبد و أن تشترط شركات التأمين حقها في إلغاء التأمين إذا
تحققت أحداثا معينة تمثل إخلل بالشروط،وهذا في حد ذاته
مدعاة لفشل أي بنك و إصابة مودعيه بالذعر حال إعلن شركة
التأمين إلغاء التعاقد مع البنك .
المبحث الثاني :اهمية نظام ضمان الودائع
(1)1فؤاد شاكر ،نظام التأمين علىالودائع ،محاضرات معهد الدراسات المصرفية ،البنك
المركزي ،المصري ، 1993/1994 ،المحاضرة ، 11ص . 21
11
يتكون القطاع المصرفي في اي دولة من جميع المصارف
العاملة في الدولة من عامة وخاصة ،و يعتبر قلب القتصاد
النابض ،و بالتالي فإن أي خلل في إستقرار هذا القطاع من
شأنه أن يؤثر على القتصاد ككل ،وينشأ هذا الخلل عادة من
المخاطر(الحداث الغير متوقعة ) التي يتعرض لها المصرف
والتي قد تتسبب في خسائر كبيرة قد تؤدي إلى إفلسه ،ولن
المصارف ترتبط مع بعضها فإن إفلس أحدها سيؤثر وبشكل
مباشر على بقية المصارف ،مما قد يسبب أزمة توقف عمل
القطاع المصرفي الذي يعتمد عليه القتصاد ككل.
لذلك تحرص الحكومة ممثلة بالمصرف المركزي على تطبيق
رقابة شديدة على المصارف ،لتساعدها على التقليل من أثر
المخاطر التي من الممكن أن تتعرض لها و لتدعيم ثقة الفراد
بها مما يشجعهم على إيداع نقودهم فيها .و من هذا المنطلق
ما رقابيا يتم بموجبه الضطلع على يضع المصرف المركزي نظا ً
أداء المصارف ودراسة المخاطر التي يمكن أن يتعرض لها
وتقييم وضعه المالي ،كما يضع خطوط أمان للمصارف لتحافظ
على مستوى سيولة معين ،تستطيع من خلله مقابلة التزاماتها
ومواجهة سحوبات المودعين ،كالحتياطي اللزامي ،وتحديد حد
أدنى من السيولة ،بالضا فة إلى تحديد حد أدنى للملءة المالية.
ولكن رغم كل التدابير السابقة التي يقوم بها المصرف المركزي،
فقد تواجه المصارف مشاكل وأزمات مالية مفاجئة ،وقد يكون
ذلك لسباب داخلية ناتجة عن سوء إدارة وأداء المصرف أو
خارجية خارجة عن سيطرة المصرف ،ولن الخسائر التي يتكبدها
المصرف يتحملها المودعون ،لنه يعمل بأموا لهم أيضا ،فهم
بالتالي مما قد يجعلهم أكثر حذرا وترددا في إيداع أموالهم ،لذلك
دعت الحاجة لوجود نظام يضمن ويحمي هذه الودائع من
المخاطر التي قد يتعرض لها البنك ،ويعيد للمودعين المبالغ التي
خسروها ،خاصة أولئك الذين يودعون مبالغ صغيرة "صغار
المودعين" والذين قد ل يملكون القدرات المادية أو المعرفية
للطلع على ما قد يتعرض له المصرف و ليس لديهم القدرة
12
على تقييم أداء المصرف وتحليل وضعه ،على خلف كبار
المودعين والمستثمرين TPوالشخصيات العتبارية.
كان من أهم ما ترتب على الكساد العالمي الكبير في الثلثينيات
من القرن العشرين ،أن واجهت الكثير من البنوك التجارية
أزمات سيولة أدت إلى إفلس الكثير من هذه البنوك في الدول
المتقدمة و خاصة في الوليات المتحدة المريكية ،من هنا
ظهرت فكرة التأمين على الودائع ،خاصة في تلك الدول التي
يعمل فيها النظام المصرفي للبنوك التجارية بآليات السوق و
الحرية القتصادية و الملكية الخاصة.
ورغــم اختلف صــياغة مــبررات إنشــاء نظــام ضــمان ودائع فــي
أدبيات البحث في هذا المجال إل أنها إجمال تتمحور فــي مــبررين
)(1
يصعب الفصل بينهما كونهما مترابطين ،وهما:
) (1مبرر أو سبب مباشر وهو حماية المودعين والمتعاملين مع
المصارف ،حيث تتعرض عادة السلطات النقدية وسلطات
الرقابة المصرفية لضغوط اجتماعية وسياسية لتوفير الحماية
لمستخدمي الخدمات المصرفية ،خاصة أن هذه الفئة من
المستهلكين تتميز بضعف قدرتها على تقييم وضع ومخاطر
المؤسسات المصرفية التي تتعامل معها.
) (2مبرر أو سبب غير مباشر وهو السبب القتصادي الحقيقي
والكثر أهمية وهو تخفيض المخاطر النظامية في القطاع
المصرفي ،أو تخفيض مخاطر حدوث انهيار على مستوى القطاع
المصرفي ،فالثقة باستقرار النظام المصرفي هي أحد أهم
الدعائم التي يقوم عليها النظام ،وفقدان هذه الثقة في حالة
انهيار مصرف وفقدان المودعين لموالهم يقوض هذه الثقة وقد
يؤدي إلى حالة من الهلع بين المودعين وإسراعهم بسحب
ودائعهم من المصارف مما قد يؤدي إلى انهيار مصارف لم تكن
تواجه أية مشاكل قبل بدء الزمة .ول يقتصر أثر تهافت
المودعين على المصرف لسحب ودائعهم على القطاع المالي،
(1)1أ .د منذر قحف ،ضمان الودائع المصرفية السلمية في الردن ،بحث مقدم
لمؤسسة ضمان الودائع في المملكة الردنية الهاشمية ،نوفمبر 2005م ،ص .27
13
بل سيؤدي بالمصارف إلى تسييل وسحب استثماراتها المنتجة
لمواجهة السحوبات وبالتالي إلى تراجع .في النشاطات
)(1
القتصادية النتاجية.
ويمكن إضافة سبب ثالث لهمية إنشاء نظام لضمان الودائع
وهو تخصيص قدر من المصادر المالية لتتوفر للسلطة النقدية أو
للمؤسسة التي ستكون مسؤولة عن
النظام حتى يكون بإمكان هذه الجهات التدخل سريًعا لمعالجة
الزمات المحتملة.
ويمكن تلخيص جميع معالم العمل المصرفي بكلمة واحدة هي
الثقة ،فالعمل المصرفي في علقته مع المودعين يقوم اول ً
واخرا ً على الثقة في قدرة المصرفي إلى اعادة هذه الودائع عند
الطلب ،فاصحاب الودائع في البنوك انما يقدمونها للبنك على
اساس الثقة بقدرته على الستثمار المربح وذلك على الرغم من
استعدادهم لتحمل الخسارة عند وقوعها ،يضاف الى ذلك الدور
الكبير الذي تلعبه البنوك في اقتصاديات جميع الدول وفي
القتصاد العالمي ايضا ،وهو دور تزداد اهميته في البلدان
الصغيرة التي تعتبر اكثر تاثرا بالهزات القتصادية والمالية اكبر
من البلدان المتقدمة.
وكذلك فإن الدولة ممثلة باجهزتها وسلطاتها النقدية تقع على
عاتقها مسئولية كبيرة في الحفاظ على الستقرار النقدي
والمالي والمصرفي ،الذي هو النشاط الول والساسي في
عملية التنمية ،فحتى يتمكن الفراد من ممارسة نشاطهم
القتصادي والبحث عن الفرص المجزية لهم للنتاج والتنمية لبد
من توفير جو من الستقرار المالي والمصرفي وتجنب ازمات
الثقة التي تؤدي الى القبال على سحب الودائع من البنوك .ثم
ان تقديم الضمانات الكافية لبناء الثقة بالنظام المصرفي هو
حجر اساس اطمئنان المودعين وتجنب ازمات الزعر النقدي
والمصرفي وبخاصة لصغار المودعين .يضاف الى ذلك ان
التجارب العالمية قد دلت على ان وجود مؤسسة او مؤسسات
www.banquecentrale.gov.sy/ba-edu/DepositInsurance.pdf ( )1
14
متخصصة لضمان الودائع يزيد من ثقة المودعين ويخفف من قلق
اصحاب الودائع عند اشتداد العاصفة او الزمات .من جهة اخرى
فإن وجود مؤسسة او هيئة حكومية مستقلة لضمان الودائع يزيد
من التعاون بين البنك المركزي والبنوك العاملة تحت اشرافه ،
لنه يزيد من استعداد البنك المركزي لممارسة دور الممول
الملجأ الخير للبنوك حرصا على تجنب فشل يؤدي الى تفعيل
)(1
ضمان الودائع.
تتعدى أهمية دور مؤسسات التأمين على الودائع مجرد هدف
حماية صغار المودعين ،رغم أنه الدور المعلن لهذه
المؤسسات ،حيث أن الدور الهم لها هو الدور الوقائي ،الذي
يمنع الوصول إلى حالة الفلس ،إذ ينطوي النظام على فرض
ضوابط على البنوك لتلفي حدوث أزمات مصرفية لها و بالتالي
الوفاء بإلتزاماتها قبل عملئها ،في هذا الطار من شأن النظام
ترسيخ الثقة في البنوك سواء من ناحية العملء ،البنوك المحلية
أو من ناحية المراسلين و السواق العالمية وتتمثل هذه الثقة
في صورة زيادة حجم الودائع بصورها المختلفة و زيادة حجم
المعاملت بين وحدات الجهاز المصرفي .
معظم تشريعات أنظمة التأمين على الودائع تتوخى الحماية
الوقائية و ليس العلجية ،أي أنها تهدف إلى حماية أموال المودع
من خلل الرقابة على البنوك قبل وصول البنك إلى مرحلة
التوقف عن الدفع ،إل أن هذا الدور الوقائي يتفاوت من بلد لخر
،فمثل في السودان أعطى القانون للصندوق سلطة جمع
البيانات و المعلومات و التقارير على البنوك العاملة مباشرة أو
عن طريق بنك السودان ،مع صلحية إجراء مراجعة خاصة لي
بنك أو تفتيش دفاتره بواسطة بنك السودان من أجل التأكد من
السلمة المالية لي بنك ،كما أن هناك آلية للتنسيق المستمر
بين الصندوق و بنك السودان في هذا المجال) ، (2على العكس
(1)1أ .د منذر قحف ،ضمان الودائع المصرفية السلمية في الردن ،بحث مقدم
لمؤسسة ضمان الودائع في المملكة الردنية الهاشمية ،نوفمبر 2005م ،ص .27
(2)2مصباح الطيب،صندوق ضمان الودائع المصرفية ،مقارنة أنظمة مؤسسات ضمان
الودائع المصرفية في بعض الدولwww.bankofsudan.org/ /period/masrafi/vol_27/misbah.htm ،
15
ففي البحرين لم يمنح القانون أي سلطات أو صلحيات وقائية
لنظام التأمين ،نفس الحال في كل من مصر و فرنسا و ألمانيا ،
أما في الردن فإن القانون منح مؤسسة الضمان بعض الدوار
الجوازية للرقابة الوقائية .
تستعين أنظمة التأمين على الودائع بعدة وسائل و أساليب
للنهوض بهذا الدور الوقائي ،إذ تضع عدد من الضوابط يشترط
توافرها لنضمام البنك للنظام ،كما يخضع البنك المنضم إلى
النظام لعدد من المعايير التي تكفل متانة مركزه المالي وتوافر
السيولة لديه ،و لقد تنامى دور هذه النظمة إلى الحد الذي وصل
إلى تدخلها لدى البنوك الضعيفة لمنعها من عرض أسعار فائدة
مرتفعة لغراء مزيد من العملء ،وبالتالي فإن وجود نظام ضمان
)(1
الودائع يساعد على:
تحقيق الستقرار المالي بوصفه هدفا للسلطة
النقدية.
تحقيق الستقرار في النظام المصرفي وتقليل أثر
الزمات المالية .حيث أنشئت أنظمة ضمان الودائع في
العديد من الدول في مراحل تميزت بعدم الستقرار المالي
أوكانت في مرحلة التعافي من أزمات مالية ،وذلك بهدف
مساعدة المؤسسات المالية على المحافظة على مستوى
مستقر من الودائع على الرغم من الزمة عبر طمأنة
المودعين على سلمة أموالهم .ولكن ضمان الودائع -كما
تؤكد التجارب والدراسات -غير كاف بحد ذاته للمحافظة
على الستقرار المالي .فالحفاظ على الستقرار المالي
يحتاج إلى تكامل ضمان الودائع مع سياسات سليمة على
مستوى القتصاد الكلي وأنظمة رقابية وقانونية مناسبة
وأدوات السلطة النقدية كالتدخل كمقرض الملجأ الخير.
الحد من تعرض خزينة الدولة للخسائر نتيجة انهيار
بنك أو أكثر .
.arabic، consulté le 14/04/2005
(1)1ورقة عمل حول الجوانب العملية في اعداد وتصميم نظام لضمان الودائع المصرفية ،سلطة النقد الفلسطينية ،دار رقابة المصارف
،قسم السلمة الكلية ،بدون تاريخ ،ص .19
16
تدعيم ثقة العامة واستقرار النظام المصرفي من
خلل إيجاد إطار محدد لمعالجة مشاكل الفشل المالي
للمصارف من إعسار أو إفلس.
توفير جو من الثقة لدى المودعين والعملء في
النظام المصرفي وتعزيزها والحفاظ عليها.
العمل على حماية حقوق المودعين و استقرار
وسلمة المصارف وتدعيم الثقة فيها من خلل الدور
الوقائي.
حماية المودعين عن طريق تعويضهم عن الخسائر
التي يتكبدونها في حال إخفاق أحد البنوك )خاصة صغار
المودعين (.
توفير مناخ مناسب للمنافسة بين البنوك الجديدة و
الصغيرة مع البنوك الكبيرة .
مساهمة جميع المصارف في تحمل كلفة تصفية
المصارف المتعثرة.
تقليل مخاطر تهافت المودعين على سحب الودائع ،
فبدون وجود نظام لضمان الودائع تزداد احتمالية حصول
أزمة نظامية في القطاع المصرفي نتيجة لتهافت المودعين
على سحب الودائع من مصرف معين أو الجهاز المصرفي
بشكل عام نتيجة لفقدان الثقة في القطاع المصرفي،
نتيجة أزمة حقيقية أو مفترضة تواجه المصرف
أوالمصارف( .عادة ما تبدأ هذه الزمة لدى مصرف معين
ثم يمكن أن تنتقل إلى مصارف أخرى )بغض النظر عن
أوضاعها المالية مما يجبر المصارف على تسييل أصول من
محافظها الستثمارية لمواجهة السحوبات الكبيرة مما
يعرضها لخسائر كبيرة .وعادة ما يطلق على هذا التاثير "
أثر إنتشار الزمات " ،وعلى المدى القصير يعتبر توفير
ضمان كامل للودائع كافًيا للسيطرة هذه المخاطر ،ولكن
بسبب السلبيات التي تترافق عادة مع هذا النوع من
17
الضمان )مثل المخاطر المعنوية( فإنه ل يعتبر حل مناسًبا
على المدى الطويل.
وضع آلية محددة لمعالجة المصارف المتعثرة ،حيث
من الممكن ربط تأسيس نظام لضمان الودائع مع سعي
المؤسسات الرسمية ليجاد منظومة من القوانين والليات
لمعالجة انهيار المؤسسات المصرفية .إذ يظهر من الخبرة
في العديد من الدول أنه يجب إيجاد حلول مناسبة وبسرعة
للتغلب على نزعة المؤسسات المصرفية الضعيفة إلى
التدهور السريع ،وللسيطرة على الثر السلبي لتعثر هذه
المؤسسات على القطاع المصرفي بشكل عام .لذلك فإن
إنشاء نظام لضمان الودائع قد يهدف إلى تعزيز الطر التي
تضعها الدول لمعالجة تعثر المصارف.
المساهمة في استقرار نظام المدفوعات ،حيث من
ضمن الهداف التي يمكن أن يتوقع من نظام ضمان الودائع
تحقيقها هي أن يسهم في حفظ وتعزيز الستقرار المالي
عبر المساهمة في استقرار نظام المدفوعات .فعملية
إيداع الموال في المصارف تسمح للفراد والمؤسسات
بادخار الموال وسحبها عندما يرغبون بذلك .وعبر حفظ
الستقرار والثقة بالنظام المصرفي ،يسهم ضمان الودائع
في سهولة انتقال الودائع المصرفية بين الطراف
المختلفة .فحتى يعمل نظام المدفوعات بكفاءة يجب أن
ينظر المودعون أن الموال المودعة في المصارف هي
بنفس مستوى أمان وإستقرار النقد .ولتحقيق هذا الهدف
فإن بعض أنظمة ضمان الودائع تستطيع تقديم مساعدات
مالية طارئة قد تأخذ شكل ضمان معاملت المدفوعات
للمصارف المتعثرة ،مثل هذه المساعدة تسهم في تجنب
تعطل تدفق المدفوعات والتسويات وتوفير وقت
للمؤسسات المكونة لشبكة المان المالي ليجاد حل لزمة
هذه المؤسسة المالية.
18
ورغم الهمية التي بيناها ال أن نظام ضمان الودائع ل يخلو من
بعض المحاذير ) خاصة في حالة كونه غير مضبوط ( والتي يمكن
)(1
ان نجملها في التالي -:
مخاطر اخلقية تتمثل في تكاسل المودعين عن •
رصد احوال مصارفهم او ان تصبح المصارف نفسها اكثر
مغامرة في اعمالها ،حيث انها تعتبر ان نظام الضمان قادر
علي تغطية ودائعها ن وبالتالي تتحمل مخاطر تفوق
قدرتها .
عدم ادراك المودعين لهمية دراسة الوضع المالي •
للمصرف ) خاصة كبار المودعين ( .
عدم قدرة النظام علي ضمان الستقرار المالي •
بسبب عدم وجود توازن بين التمويل والتغطية .
ان يتحمل النظام عبء التعويض للمودعين رغم •
قدرة المصرف علي ذلك ،وذلك بسبب عدم الدراسة
الكافية لوضع المصرف وتحديد هل هو مفلس ام هو في
اعسار مالي .لذا من الهمية بمكان وجود تشريعات
وتنظيمات خاصة بنظام الودائع تضمن حسن تنفيذه
واستخدامه علي اكمل وجه .
المبحث الثالث :مكونات نظام ضمان الودائع
حا إذا كان
يكون تبني أو تعديل نظام ضمان الودائع أكثر نجا ً
النظام المالي للدولة مستقرا والبيئة المؤسسية سليمة .ولكي
يتمتع نظام ضمان الودائع بالثقة ،فل بد أن يكون عنصرا ضمن
شبكة حماية مصرفية ذات بناء جيد ،وأن يصمم بشكل صحيح و
يطبق على نحو جيد .كذلك يحتاج نظام ضمان الودائع إلى أن
يستند إلى تعليمات رقابية قوية وصارمة ،ويتبنى نظم محاسبية
وإفصاحية سليمة ،وأن يطبق قوانين فعالة .ويجب أن يكون
هناك أيضا حملة إعلمية واسعة تدعم نظام ضمان الودائع الفعال
بتوعية الجمهور بوجوده وبمزاياه و حدوده .إن نظام ضمان
( )1د .بدر الدين الصادق التومي ،انظمة ضمان الودائع هل هي مطلب عاجل ام ترف اقتصادي ،صحيفة
الوطن الليبية ،تاريخ النشر 31/12/2009 :
http://www.alwatan-libya.com/default.asp?mode=more&NewsID=7967&catID=22
19
الودائع يستطيع أن يتعامل مع حالت محدودة من التعثر
المصرفي في نفس الوقت ،لكن التغلب على أزمة مالية تواجه
القتصاد الكلي يتطلب تعاون فعال بين كافة أطراف شبكة
)(1
الحماية المصرفية. .
إن معظم قوانين ضمان الودائع المصرفية تحدد مصادر أموال
المؤسسة براس المال الذي عادة ما يتكون من مساهمات
أساسية إلزامية تدفعها البنوك التجارية العضاء عند تأسيس
نظام الضمان بالضافة إلى مساهمة البنك المركزي ووزراء
المالية بجانب القساط الدورية أو المساهمات السنوية التي
تتغاضها أنظمة الضمان سنويا ً نظير الضمان أو الحماية التي
تقوم بها علوة على الرباح المتأتية من استثمار أموالها وأية
أموال تقترضها أنظمة الضمان وفقا ً لحكام قوانينها كما هو
الحال في السودان حيث يساهم في راس مال الصندوق كل من
بنك السودان ووزراء المالية والبنوك العاملة بالبلد ،كما تقوم
البنوك بدفع مساهمة سنوية تقدر بنسبة محددة من أجمالي
مساهمة البنوك السنوية وهذا ينطبق على معظم أنظمة الضمان
إل أن الستثناء الوحيد في السودان هو أن أصحاب ودائع
الستثمار يقومون بدفع مساهمة سنوية بنسبة محددة من
متوسط جملة ودائعها ،ويقوم كل من بنك السودان ووزراه
المالية بدفع مساهمة سنوية تقدر بنسبة محددة من متوسط
جملة ودائعهم وبالتالي فإن الصندوق يقوم على أساس نظام
التكافل بين الحكومة ،ممثلة بوزارة المالية وبنك السودان
والبنوك العاملة وأصحاب ودائع الستثمار أنفسهم وبالتالي هو
نظام فريد ومتميز قد ل نجد له مثيل ً في أنظمة ضمان الودائع
المصرفية( ). 2
إل أن هناك بعض الختلفات ففي بعض البلدان ككندا مثل ً ترى
الدولة أن على المصارف وحدها تحمل تكلفة الضمان وفي
فرنسا ل تكون هنالك أرصدة نقدية لدى مؤسسة الضمان ويكون
()1المبادئ الساسية لنظمة ضمان ودائع فعالة ،الجمعية الدولية لضامني الودائع29 ) ،
شباط http://www.iadi.org/docs/Core_Principles_final_Arabic.pdf ،2008
) )2مصباح الطيب -صندوق ضمان الودائع المصرفية ،مصدر سابق.
20
العتماد على الترتيبات التي تتم لكل حالة فشل مالي على حدة
وذلك عن طريق فرض رسوم على المصارف العضاء لتغطية
الخسائر عند حدوثها.
وفي معظم أنظمة الضمان تكون المساهمة السنوية
المفروضة على البنوك والمؤسسات المالية بنسبة مئوية موحدة
) (Flat Rateمن حجم ودائعها وتختلف هذه النسبة من دولة إلى
أخرى فمثل ً نجدها في كندا % 0.033وفي كل من الهند
والبحرين %0.05وفي الردن %0.02بينما في السودان
.%0.002
إل أن هنالك بعض الدول التي تتبنى نظاما ً للمساهمات
السنوية مؤسسات على درجة المخاطر للمصارف العضاء في
النظام ) (Risk Based Assessmentكما هو الحال في
الوليات المتحدة المريكية وبالرغم من أن هذا النظام يعتبر أكثر
عدالة وكفاءة إل أنه أكثر صعوبة من ناحية إدارية وفنية لعتماده
على تقدير درجة المخاطرة المتوقعة في كل مصرف وبالتالي ل
يناسب أنظمة الضمان في مراحل نموها الولى.
الخصائص الرئيسية لنظام التأمين على الودائع
التأمين على الودائع له خصائص رئيسية يتعين أن يتسم بها
بإعتباره نظام متكامل مقرر من السلطة التشريعية بقانون ،هو
نظام يبدو بسيطا في مفهومه ،ورغم هذا فإن ميكانيكية أدائه ل
تبدو بذات القدر من البساطة بل تتسم بالتعقيد نسبيا على النحو
الذي ستوضحه الخصائص التي يتسم بها النظام .
عند إنشاء نظام لضمان الودائع يجب الخذ بعين العتبار ما يلي:
)(1
( )1أنظمة ضمان الودائع ،ورقة مقدمة الى مكتب الحاكم لشئون السياسة النقدية والدراسا ،مصرف سوريا
المركزي ،الجمهورية العربية السورية ،يوليو 2007م ،ص .8-6
21
خاصة أو اتحاد للمصارف أو يمكن أن تكو ن الدارة مشتركة بين
المصرف المركزي والمصارف المشتركة بالنظام.
.٢العضوية (الشتراك(:
غالبا ما يكون الشتراك في نظام ضمان الودائع إلزاميا
للمصارف الوطنية المحلية والمنشآت المالية التي تقبل الودائع
وقد يكون غير إلزامي ،أما بالنسبة للمصارف الجنبية والسلمية
فغالبا ما يكون اختياريا ،ومن المعتاد أن ل تشترك المصارف
الوطنية العاملة خارج الدولة في نظام ضمان الودائع الخارجي
وغالبا ما تشترك في نظام الودائع في البلد الم.
.٣تمويل نظام ضمان الودائع:
يتم التمويل إما عن طريق مساهمات في التمويل أو عن طريق
أقساط سنوية تدفعها المصارف المشاركة في النظام ،بالضافة
إلى مساهمة جها ت حكومية معينة ،ويمكن أن تتحدد قيم هذه
المساهمات عادة بنسبة من حجم الودائع فقد تكون بنسب
متساوية وقد تكون نسب متزايدة على حسب حجم الودائع وقد
تحدد النسبة بناء على المخاطر المتوقع أن يتعرض لها المصرف
وذلك بناء على دراسة وضعه المالي.
22
ذلك الحجم من الودائع أيضا ً كما يفترض أن ل يكون نظام ضمان
الودائع مسؤول عن تغطية الموال التي تعود ملكيتها للمصرف
نفسه .
.٥حجم التغطية )التعويض(:
قد يتحدد حجم التغطية إما كنسبة مئوية من الوديعة أو يتم
تغطيتها بالكامل ،أو قد يتم تحديد حد أعلى لتغطية الوديعة ،ل
يتم تجاوزه ،وقد يتم تحديد حد أعلى ونسبة من الوديعة معا ً ،
أي يأخذ المودع النسبة المغطاة من الوديعة بما ل يتجاوز الحد
العلى للضمان ،وفي هذه الحالة يتم احتساب قيمة الوديعة
المغطاة كنسبة مئوية من الوديعة الساسية ،ثم يتم مقارنتها مع
الحد العلى للتغطية ،ثم تتم تغطية الوديعة بالمبلغ القل ،فمثل :
إذا كانت نسبة التعويض % ٧٥وكان حجم الوديعة ٢٠٠٠ولكن تم
تحديد حد أعلى لضمان الوديعة مقداره ١٠٠٠فأن التغطية
ستكون ١٠٠٠وليس ، ١٥٠٠بينما إذا كان حجم الوديعة ١٠٠٠فان
التعويض سيكون بمقدار ٧٥٠وليس بمقدار ،١٠٠٠بالمقابل إذا
كانت التغطية بنسبة % ١٠مع وجود هذا الحد العلى ،فإن أي
شخص لديه وديعة أقل من ، ١٠٠٠فإنه سيحصل على قيمتها
بالكامل.وعادة ما يتم احتساب نسبة التغطية على إجمالي ودائع
المودع الواحد وليس على كل وديعة على حدة أي إذا كان نفس
الشخص لديه حساب جاري وحساب توفير وفي عدة فروع لدى
المصرف المفلس فإن نسبة التغطية تحتسب على الجمالي،
وأحيانا يكون هناك حسابات مشتركة أي يكون الحساب الواحد
يتبع لشخصين ،لذلك يوزع مبلغ الضمان فيما بينهم.
23