Professional Documents
Culture Documents
العولمة في اللغة تعني ببساطة جعل الشيء عالمي النتشار في مداه أو تطبيقه .وهي أيضًا العملية التي تقوم من خللها المؤسسات ،سواء
التجارية أو غير التجارية ،بتطوير تأثير عالمي أو ببدء العمل في نطاق عالمي .شء
أيضًا العولمة عملية تحكم وسيطرة ووضع قوانين وروابط ،مع إزاحة أسوار وحواجز محددة بين الدول وبعضها البعض؛ وواضح من هذا المعنى أنها
.عملية لها مميزات وعيوب
والعولمة تتداخل مع مفهوم التدويل ويستخدم المصطلحان للشارة إلى الخر أحيانا ،ولكن البعض يفضل استخدام مصطلح العولمة للشارة إلى تلشي
.الحدود بين الدول وقلة اهميتها
وبسبب تلك الختلفات في المعنى ،وكون العولمة سلحًا ذا حدين ،أو عملية لها مميزات عظيمة وعيوب خطيرة في نفس الوقت ،أصبحت العولمة
موضوعًا خلفيًا ومثيرًا للجدل في شتى أنحاء العالم؛و أيضًا زادت الفكار الخاطئة وانتشار التشوش عن الموضوع .وبسبب عيوب النسان خاصة قلة
:العتدال ،انقسم معظم الناس في العالم إلى قسمين
قسم يشجع الفكرة ويرى فيها كل خير وإيجابية ول يرى عيوبًا على الطلق أو يرى عيوبًا ويقرر بصورة حاسمة أن التغلب عليها كلها يسير؛ ومعظم1
.هذا القسم من الدول المتطورة والغنية
2 وقسم يشجب ويعارض الفكرة بتعصب ول يرى فيها إل كل سلبية وشر وجشع وظلم؛ ومعظم هذا القسم من الدول الفقيرة والدول النامية.
أهم ما يمكن قوله في قضية العولمة هي أنها فكرة في حد ذاتها ليست إيجابية وليست سلبية .أي أنها ببساطة فكرة ،لها تعريفها الخاص ،ويمكن
ل المسلم الذي يدرس العولمة دراسة تفصيلية ،قد ينتهي به المر إلى أن يتمنى من قلبه لو
استخدامها في الخير أو في الشر .ومن دلئل ذلك هو أن مث ً
اتحدت البلدان السلمية ،ثم بدأت المة السلمية المتحدة في تطبيق العولمة ،لما سيكون له ذلك من الثر اليجابي على نشر السلم وإفشاء السلم في
...العالم .ونفس المثال ينطبق على المسيحي المتدين ،والصيني الوطني ،والمريكي الوطني ،وهكذا
إذن فإن المشكلة أو الخطر ليس في قضية العولمة نفسها كفكرة أو عملية ،بل في كيفية تطبيقها وفي عيوب النسان نفسه التي قّلما من استطاع التغلب
عليها ،مثل الطمع أو الجشع وما فيه من ظلم الغير والحب الشديد للمال وحب القوة والتسلط والتحكم ،وغيرها من عيوب النسانية التي ل يمكن التغلب
.عليها إل بطاعة ال واتباع المنهج الذي وضعه للنسانية ،والذي ختم بإرسال محمد رسول ال--صلى ال عليه وسلم--والقرآن
والخوف الرئيسي من تطبيق العولمة اليوم في بداية القرن الحادي والعشرين ،قد يكون من أسبابه الرئيسية هو تسلط أمريكا كدولة عظمى في الوقت
الحالي ،على بقية دول العالم ،واتباع سياسات ظالمة للغير ،وعدم احترام أي من القوانين الدولية .ومن هذا المنظور قد نظن أن معارضة العولمة قد تكون
.السياسة المثلى إلى أن يأمن الضعيف والفقير في هذا العالم على نفسه وماله ودمه ،من الدول القوى والغنى--خاصة أمريكا في الوقت الحالي
تواجه العولمة مقاومة قوية جدا في مختلف مناطق العالم وخصوصا في أوروبا والدول النامية .إذ أنها قد تؤثر سلبا على إمكانيات نمو اقتصاديات محلية
في ظل غياب التوازن بين الدول المتقدمة والفقيرة .كما يتهمها الكثيرون بأنها تذيب الثقافات المحلية وتجير العالم في خدمة القوي ،ويعتبرون أن الوليات
المتحدة المريكية تهيمن على العالم اقتصاديا من خلل فرض سيطرتها القتصادية والعسكرية من خلل ما يسمى بالعولمة ،وبهذا المعنى ينتفي القول بأن
"العالم تطور ليصبح قرية صغيرة" ،ليصبح "العالم تأخر ليصبح إمبراطورية كبيرة"--في إشارة لتجدد الحلم المبراطوري الذي عاصرته الحضارة
.النسانية في عصور سابقة
ولكن هناك الكثيرين ممن يدافعون عن العولمة .والدول القوى--خاصة أمريكا ،مع المؤسسات العملقة التي تؤثر في اقتصاد العالم كله--مثل مايكروسوفت
في أمريكا ،قد تجبر كل دول العالم ،بشركاتها ومؤسساتها المحلية ،على الخضوع لقوانين العولمة الجديدة .وإن قاومت بعض الدول سياسيًا ،فإن الشعوب
والمؤسسات والشركات لن تستطيع أن تقاوم اقتصاديًا .هذا غير أن العولمة هي عملية ماضية في طريقها بدون توقف بالفعل ،إن لم يكن سياسيًا،
فاقتصاديًا وثقافيًا بطريقة مكثفة .ومن كل ذلك قد نستنتج أن شجب ومعارضة الفكرة قد ل تكون الطريقة المثلى للتعامل مع قضية العولمة.لذا يجب أن تتبع
.الشعوب والدول والمؤسسات سياسات أخرى من أجل جعل التأثيرات السلبية عليها في الحد الدنى