Professional Documents
Culture Documents
أشعر دائما ً باإلجهاد ،وليست لدي القدرة على مواصلة أعبائي اليومية ،وأشعر أنني أصبحت أكبر عمراً .ألم تصبح تلك الشكوى
متكررة هذه األيام؟ بل وتعانى منها جميع األعمار ،الكبار والشباب ،السيدات والرجال .فما يلبث أحدنا أن يصحو من النوم إال ويشعر
بتعب يجتاح الجسد كله وكأنه بات الليل يرفع األثقال!
ناهيك عن اإلجهاد السريع الذي ينتاب الشخص عند القيام بأي مجهود عضلي أو حتى ذهني بسيط .فماذا يحدث؟ ومن هو لص الطاقة
الخفي الذي أصبح مالزما ً لنا هذه األيام؟ وكيف نتخلص منه؟
الكائن البشري قادر على إنتاج كميات كبيرة من الطاقة .ولكنه قد ال يستفيد من أغلب هذه الطاقة .فالطاقة ال تفنى وال تستحدث من
العدم ..لذلك يمكننا الحصول على كمية هائلة من الطاقة فقط من خالل معرفة كيفية الحفاظ عليها بدالً من أن تستنزف بال جدوى.
أوالً :إن من أهم المصادر التي تستنزف الطاقة بشكل رئيسي هي المشاعر السلبية :مثل توقع أشياء غير سارة ،والحالة المزاجية
السيئة ،والتهيج ،والقلق ،واالكتئاب ،والغيرة ،واالستياء والشك ،والخوف ،والشفقة على الذات ،والعصبية.
ثانيا ً :التحفز والتركيز المستمر وصرف الطاقة في غير مواضعها هو من أكثر األسباب التي تجعلنا في حالة فقد دائم لمصادر الطاقة
في أجسادنا ،كأن تترك خدمة البلوتوث ( ) bluetoothتعمل طوال اليوم في هاتفك المحمول ،فذلك يجعل البطارية تفرغ سريعاً .فما
فائدة –مثال -التركيز الزائد في مسلسل ما ،أو عند النميمة في موضوع معين في سيرة فالن أو ما فعلت فالنة أثناء التحدث في
الهاتف مع أحد األصدقاء .ال تتعجب فالتركيز الذهبي في المواضيع الفرعية السطحية نوعا ً ما من أهم لصوص الطاقة األخفياء.
ثالثاً :تعلم أن تقول ال :ال تكن جاهزاً دوما ألي وقت فراغ لدى اآلخرين ،ال أقصد طبعا عدم مساعدة الغير أو أن تكون أنانيا ً بل
مقصدي تلك المواضيع التي ال يحتاجك فيها اآلخرين فعال مثل التنزه بين المحالت التجارية والمقاهي للنميمة أو الكالم الذي ال فائدة
من ورائه سوى إهدار المزيد من مخزون الطاقة لديك بدالً من الراحة والطعام الصحي الذي يجدد لك صحتك.
الحد من اإلجهاد :قد تبحث كثيراً عن طريقة لزيادة الطاقة الخاصة بك فلماذا ال ننظر أوال إلى أين تذهب هذه الطاقة؟ إذا كنت تمر
بأوقات مجهدة فستعرف كم االستنزاف التي يهدره جسمك .في حين أنه من المستحيل محاولة القضاء على اإلجهاد تماما فحاول
ممارسة Uإحدى هذه الطرق للحد منه ..ممارسة المشي ،االستجمام مدة طويلة في حمام دافئ ،ممارسة اليوغا أو التأمل للمساعدة على
االسترخاء والحد من استنزاف بطاريات جسمك.
تناول الطعام في أوقات متعددة :محاولة تناول 6-4وجبات صغيرة يوميا ً بدالً من وجبات الطعام الثالثة التقليدية الكبيرة .عن طريق
التقريب بين أوقات الوجبات فإن ذلك يساعد على تنظيم مستوى السكر في الدم ومستوى األيض في الجسم ويوفر مصدراً دائما للطاقة
في الدم.
الحد من تناول األغذية السريعة :الوجبات السريعة ما هي إال طاقة سريعة ال تفيد وال تبقى في الجسم فمعظمها Uأطعمة عالية
الصوديوم والدهون التي تزيد محيط الخصر والكولسترول في الدم فقط ،وال تزيد مستويات الطاقة لديك.
اإلكثار من شرب الماء :ألن الجفاف يزيد من الضغط على عضلة القلب ويؤثر على أداء العمل سلبا باحتياجه لجهد أكبر ألنه من
دون كمية كافية من المياه ،وبالتالي يعيق سيولة الدم ،ويجعل من الصعب على قلبك ضخه .إن المياه الغازية والعصائر والمشروبات
المحفوظة هي آخر شيء تحتاجه لزيادة الطاقة فالزيادة في الطاقة هنا وقتية ال تستمر إال لدقائق معدودة .وتعود حالة الضعف سريعا
لتدب في أوصالك من جديد.
ناول البرتقال :يعتبر البرتقال من أهم المواد الغذائية التي تعد مصدراً قيما ً لفيتامين ج ،الذي يزيد من امتصاص الحديد ،وزيادة
مستويات الطاقة.
ال تتجاهل وجبة اإلفطار :هناك شريحة من الناس يظنون أنهم بتجاهلهم لوجبة اإلفطار يوفرون بعض الوقت ولكنهم بالتأكيد سيفقدون
القدرة على اإلنتاج في وقت الحق من اليوم ،ومن ناحية أخرى فإن تجاهل وجبة اإلفطار يجعلك تشعر بجوع أكبر وأسرع في فترة
الغداء ،مما يجعلنا أكثر عرضة لتناول وجبات خفيفة سريعة غير صحية قبل الثانية عشرة ظهراً وبالتالي إلى ارتفاع نسبة السكر
غير المفيد في الدم والذي ما يلبث أن ينخفض مرة أخرى وتبدأ أعراض نقص الطاقة مرة أخرى.
تناول المزيد من األطعمة الغنية بالطاقة :مثل الحبوب الكاملة ،والخضروات الغنية باأللياف والمكسرات والزيوت الصحية مثل زيت
الزيتون؛ فإن هذه األطعمة والسكريات التي يتم امتصاصها ببطء في الجسم وتساعدك على تجنب التأخر في استهالك الطاقة الذي
يحدث عاد ًة بعد تناول األطعمة السكرية المجهزة وبالتالي ستؤدي إلى تمتع جسمك Uبفترة أطول من النشاط والقدرة العالية على العطاء
.
نفس أكثر :أغلب الناس يعتقدون أنهم يتنفسون بشكل صحيح تلقائيا ً ،فكلنا يعرف كيفية القيام بذلك بشكل صحيح ،ولكن الحقيقة
المؤسفة أن ذلك غير صحيح! فكثير من الناس ال يستطيع التنفس بشكل جيد ،ربما بسبب التوتر واألوضاع السيئة للجلوس على
المكاتب .وللقيام بذلك بشكل صحيح خذ نفسا ً عميقا ً عدة مرات في اليوم لتجديد إمدادات األوكسجين في الجسم .هذه الزيادة في
األوكسجين تساعد أنسجة الرئة على االمتالء الكامل لتعطيك دفعة Uمن الطاقة كما يفعل المشي السريع لمدة 15دقيقة نفس الشيء فهو
يساعد القلب على ضخ المزيد من الدم ،وبالتالي تزود الجسم والدماغ بالمزيد من األوكسجين ،ويمنحك الشعور بأنك أكثر يقظة
وحيوية .فاألوكسجين النقي وقود رئتيك وبالتالي فهو مصدر طاقة متجدد ال يفنى.
العمل مع عقارب الساعة الخاصة بجسدك :إن الجسم له ساعة بيولوجية يجب احترامها فهي تحكم تدفق الطاقة على مدار اليوم .تبدأ
مع االستيقاظ ،بعد 8ساعات من النوم المتصل .فتكون الطاقة في أعلى مستوياتها أثناء الفترة الصباحية ،ومن الطبيعي أن ترغب في
قيلولة بعد الظهر .نحصل بعدها على ارتفاع آخر للطاقة في وقت مبكر من المساء ،وفي نهاية اليوم تصل الطاقة إلى أدنى مستوياتها
قبل النوم ،فأنت تحتاج أن تفهم هذا اإليقاع الطبيعي للطاقة طوال اليوم ،ومن هنا البد من المحافظة Uعلى جسدك للقيام بالمهام الهامة
خالل ساعات الذروة وتجنب أوقات الضعف.
وأخيرا تذكر دائما أنه ليس لك في النهاية إال ما تقوم أنت بالحفاظ عليه لنفسك فمخزون الطاقة الجسدية لديك ليس سوى رصيد بنكي
يتوجب عليك عليك التريث قليال قبل االنزالق في نشوة اإلسراف فيه يمينا ويسارا ومن جار على شبابه جارت عليه شيخوخته!