You are on page 1of 25

‫سلسلة معالم الدعاة (‪)1‬‬

‫معامل الدعاة يف طريق حبيب اهلل‬


‫احلمد هلل الذي هدانا للإ�سالم ‪ ،‬وبعث لنا حبيبه خري الأن��ام ‪ ،‬وفتح لنا‬
‫باب اخلالفة عنه يف البالغ ل�ل�آداب والأحكام ‪ ،‬وجعله لنا قدوة يف الإقدام‬
‫والإحجام ‪� ،‬صلى اهلل و�سلم وبارك عليه وعلى �آله و�صحبه والتابعني له �إىل‬

‫للداعية �إىل اهلل احلبيب عمر بن حممد بن حفيظ‬


‫يوم القيام ‪.‬‬
‫وبعد ‪ ..‬ملا كانت الدعوة هي املهمة العظمى ‪ ..‬والوظيفة الكربى التي اختار‬
‫اهلل لها �أحب خلقه وهم الأنبياء ‪ ،‬و�أكرم بها خلفائهم الأئمة احلنفاء ؛ وجب‬
‫على من �أراد القيام بها �أن ي�سلك على نهجهم وي�سري على هديهم‪.‬‬
‫ومن �أجل �إي�ضاح معامل هذه املهمة ي�سر اهلل يل جمع هذه املجموعة من‬
‫كلمات الداعية الإ�سالمي العالمة احلبيب عمر بن حممد بن �سامل بن حفيظ‬
‫و�أحببت اثباتها كما هي و�أ�ضفت �إليها بع�ض احلكم من كالمه وو�ضعت بع�ض‬
‫الإطارات والعالمات لتعني القارئ على اال�ستفادة ‪ ..‬ن�س�أل اهلل �أن يو�ضح بها‬
‫لقارئها معامل الطريق ‪ ،‬والدخول يف خري فريق ‪.‬‬
‫وباهلل التوفيق ‪,,,‬‬
‫حممد ال�سقاف‬

‫مكتب النور‬
‫مكتب النور‬

‫اململكة العربية ال�سعودية ‪� -‬ص‪.‬ب ‪ 111112‬جدة ‪11112‬‬


‫هاتف ‪ / 55555556 :‬فاك�س ‪00966 2 675555 :‬‬
‫‪:Email‬‬

‫مكتب النور‬
‫مكتب النور‬

‫الطبعة الثانية‬
‫‪1431‬هـ ‪2010 -‬م‬

‫جميع احلقوق حمفوظة باتفاق‪ ،‬ال ي�سمح ب�إعادة �إ�صدار هذا الكتاب �أو �أي جزء منه‬
‫�أوتخزينة يف �أي نظام ال�سرتجاع املعلومات �أو نقله ب�أي �شكل من الأ�شكال‪.‬‬
‫مكتب النور‬
‫جلسة‬

‫لسيدي احلبيب عمر بن حممد بن سامل بن‬


‫حفيظ ابن الشيخ أيب بكر بن سامل حفظه اهلل‬

‫مع بعض املهتمني بشأن الدعوة عام‬


‫‪ 1419‬هـ يف موسم احلج ‪ ،‬وكانت يف‬
‫وقت متأخر من الليل ‪.‬‬
‫بسم اهلل الرمحن الرحيم‬

‫احلمد هلل ‪ ،‬والصالة والسالم عىل سيدنا رسول اهلل وعىل آله‬
‫وصحبه ومن وااله وبعد ؛‬

‫فنسأل اهلل أن يكرمنا و إياكم برشيف النسبة‪ ،‬وجيعلنا يف رفيع‬


‫الرتبة‪ ،‬حتى يأذن لنا بتفريج كل كربة‪ ،‬وما ذلك عىل اهلل بعزيز‪.‬‬
‫حياكم اهلل أه ً‬
‫ال ومرحب ًا بكم‪ ،‬أما مظاهر األعامل ‪ :‬فام هناك‬
‫يشء يذكر خالف األشكال‪ ،‬وأما حقائق النوال ‪ :‬فهي أحوال‬
‫حريت كل بال ‪ ،‬بمعنى يف شؤون الرش ويف شؤون اخلري يتم‬
‫سهر ‪ ،‬فأما الشكل فيتقارب ‪ ،‬حتى بني احلالتني أحوال أهل‬
‫اخلري وأهل الرش كلهم يسهرون ‪.‬‬

‫متى يكون‬ ‫وأما رس النسبة والعناية فعظيمة االختالف ‪ ،‬حتى بني مراتب‬
‫للعمل أثر يف‬
‫أهل الرش يف رشهم وأهل اخلري كذلك يف خريهم ‪ ،‬وحتى ما‬
‫الواقع‬
‫يرتب عليه احلق من تأثريات يف واقع اخللق ‪ ،‬وما يرتب عليه‬
‫من اظهار أحوال من شؤون ‪( :‬ﮕ ﮖ ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ) [الرمحن‪،]29:‬‬
‫‪9‬‬ ‫معامل الدعاة يف طريق حبيب اهلل‬ ‫معامل الدعاة يف طريق حبيب اهلل‬ ‫‪8‬‬

‫ما هلا تكييف وال حرص وال حد ‪..‬‬ ‫هذه األشياء هي أيض ًا يف أشكاهلا تتشابه مع ما ال يكون له أثر‪،‬‬
‫ومع ما ال يكون له يف الواقع خرب ‪ ،‬ومع ما ال يرتتب عليه تأثري‪،‬‬
‫فما عرف حق الدعوة من قنع بالقليل يف ميدانها‪ ،‬وال من ارت�ضى‬
‫أو تقديم وتأخري ‪ ،‬تتشابه يف شكلها ‪ ،‬ولكن مظاهر العناية يف‬
‫ب�أدنى الدرجات يف �أحوالها ‪ ،‬فمن مل يعلم �أنه ميكن �أن تواجهه يف‬
‫هذه تبدو يف‪1:‬صدق الوجهات‪2 ،‬وصفاء الطويات‪3 ،‬وقوة‬
‫بعظيم املنن نفي�س ‪ ،‬فلي�س عنده يف فهم الدعوة‬
‫ٍ‬ ‫النف�س من اهلل‬
‫العزمات‪4،‬واخلضوع واإلخبات‪5،‬والوقار يف احلركات‬
‫ح�سن ت�أ�سي�س ‪ ،‬وامليدان ما �أنف�سه وما �أو�سعه‬
‫والسكنات‪6 ،‬والطمأنينة والثبات‪ ،‬هذه مظاهر العناية يف أن‬
‫ال تقوم‬
‫وحقيقة الدعوة التي يرتتب عليها اخلري األكرب لألمة يف هذا‬ ‫األمر مثمر ومؤثر‪ ،‬ويرتتب عليه بحكم اإلرادة يشء كبري يف‬
‫الدعوة إال‬
‫ٍ‬
‫مشاهبة تامة للصحب‬ ‫الزمان ‪ ،‬من دون حتصيل طلب بصدق يف‬ ‫الوجود ‪ ،‬وهذه اختصاصات من بحر الكرم واجلود ‪ ،‬خيتص هبا‬
‫بصفات‬
‫الصحابة‬ ‫األوائل أنفسهم ال تقوم ‪ ،‬إنام تقوم حقائق الدعوة التي ينتفع‬ ‫من يشاء ‪ ،‬فاهلل جيعلنا وإياكم منهم يف عافية تامة ‪.‬‬

‫هبا العامل يف هذا القرن عىل مظاهر اصطفائات اهلل يف قلوب‬ ‫فيجدون أثر الرسايات وظهور العالمات يف ماهلم من حتركات‬
‫طلب الزيادة‬
‫تصدق حتى تتهيأ إلرث الصحابة يف ‪1‬وجهاهتم‪2 ،‬وحمباهتم‪،‬‬ ‫مع قوة عزمات ‪ ،‬ثم حيسون ويقتبسون ويرتقبون للزيادة ‪ ،‬كلام‬ ‫والرتقي‬
‫‪3‬وتفانيهم‪4 ،‬وتضحياهتم‪5 ،‬وذلتهم‪6 ،‬وخشيتهم‪7 ،‬وإنابتهم‪،‬‬ ‫مرت هبم سنوات بل أشهر بل أيام بل ساعات ‪ ،‬أما صاحب‬
‫‪8‬ورهبانية ليلهم‪9 ،‬وفرسانية هنارهم‪ ،‬والعني التي نظرت �إليهم‬ ‫الصدق القوي منا هو حيس ويتحسس من تلك الزيادة يف‬
‫ذاك الزمن هي الناظرة يف هذا القرن �أي�ض ًا ‪ ،‬واهلل ما نق�ص من نظرها‬ ‫اللحظات ال يف الساعات ‪ ،‬واحلقيقة أن املتاجرة مع كرم ربوبية‪،‬‬
‫�شيء ‪ ،‬لكن النواقص عندنا ‪ ،‬عند أهل الزمان وأهل القرن ‪ ،‬مع‬ ‫فمن حقه أن يكون يف اللحظة الواحدة ما ال ُيتصور ‪ ،‬وما ال‬
‫يقني أن احلق سيختار بال مرية ‪ ،‬وسيربز أقوام ًا يف هذا القرن‬ ‫ُيقدَ ر قدره‪ ،‬وألجل ذلك ما عرف حق الدعوة من مل يعرف‬
‫ويصطفيهم وجيتبيهم ويرتضيهم ويدنيهم ويصافيهم ويذيقهم‬ ‫عظمة املعطي إىل حد يستشعر أن املطلوب منه ارتقاء إىل مراتب‬
‫‪11‬‬ ‫معامل الدعاة يف طريق حبيب اهلل‬ ‫معامل الدعاة يف طريق حبيب اهلل‬ ‫‪10‬‬

‫حتى تربزوا يف النا�س لرب النا�س ب�صورة ما يعرفها النا�س‪ ،‬ما‬ ‫ويلذذهم بحالوة جوده ‪ ،‬وفهم خطابه ‪ ،‬وصالت صافية‬
‫يعتادها النا�س ‪.‬‬ ‫قوية به وبنبيه ال تكاد خُتيل ‪ ،‬هذا الصنف من احلق تعاىل إرادة‬
‫ستظهرهم ‪.‬‬
‫ال بد أن خترقوا هذه العادة أنتم‪ ،‬عادة الناس حماسبة ‪ ،‬عادة‬
‫وال�ش�أن �أن الواحد منا ما يتخلف ‪ ،‬وال يرىض ‪ ،‬يمكن قول هذا‬
‫ُ‬
‫احلمل‬ ‫تعظيم مظاهر ‪ ،‬عادة الناس‬
‫ُ‬ ‫إيثار فاين‪ ،‬عادة الناس‬
‫الناس ُ‬
‫الكالم بكل طمأنينة وبكل ثقة ‪ ،‬مع أن أكثر أفكار املسلمني‬
‫عىل من آذا ‪ ،‬عادة الناس من ال حيرتمك ال حترتمه‪ ،‬عادة الناس‬
‫الزالت يف انحطاط ‪ ،‬ومع أن عامة ما يدور بينهم إىل اهلبوط‬
‫من سبك احقد عليه ‪ ،‬كل هذه العادات حتتاج إىل خرق منكم‬
‫أقرب ‪ ،‬مع هذا كله فيمكن أن نقول هذا الكالم بكل طمأنينة ‪،‬‬
‫قوي‪ ،‬يصبح احلال عندنا غري هذا ‪.‬‬
‫وبكل ثقة ‪ ،‬وبكل يقني ‪ ،‬وبكل استقرار ‪،‬‬
‫تعظيم فاين عندنا احتقاره ‪ ،‬ايثار باطل عندنا رفضه ‪ ،‬محل عىل‬
‫ِ‬
‫ال���ن���اس‬ ‫إن ف���ي���ض ف��ض��ل��ه يف‬
‫من آذا عندنا احسان ‪ ،‬بغض من سب عندنا حمبة ‪ ،‬استثقال‬
‫ِ‬
‫وال���ق���ي���اس‬ ‫َّ‬
‫ج����ل ع���ن ال��ت��ق��ي��ي��د‬
‫مقرص عندنا رمحته ‪ ،‬سوء ظن بمن عىص عندنا حسن ظن به ‪.‬‬
‫ِ‬
‫األن�����ف�����اس‬ ‫ط����رق����ه ب����ع����دد‬
‫عندنا حسن ظن بمن يعيص‪ ،‬تعرفون هذا الكالم؟ فكيف‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬
‫ح����ال‬ ‫ج�������ار ب���ك���ل‬ ‫وج��������وده‬
‫بمن يطيع؟ هذه العادات كلها موجودة بني الناس ال بد هلا‬
‫(ﮔﮕﮖ ﮗ ﮘﮙﮚﮛ ﮜﮝﮞﮟﮠ)‬
‫من خرق‪ ،‬واعلموا أن الذين يسبقون بخرقها هم الذين تسابق‬
‫[إبراهيم‪]47:‬‬
‫اإلرادة والقدرة خلرق العادة هلم بعد لنرصة الرشيعة‪ ،‬لذا قال‬
‫وما اح�سن لو تهي�أمت �أنتم ‪ ،‬برفض قواطع ‪1‬االشمئزاز ‪..‬‬
‫�سيدنا الإمام احلداد ‪ :‬فمن خرق العادة من نفسه انخرقت له‬
‫‪2‬االغرتار ‪3 ..‬التعايل ‪4 ..‬الرتفع ‪5 ..‬التقاعد ‪ ..‬وباقتالع‬
‫العادات يف الكون ‪ ،‬اهلل يوفقكم ‪.‬‬
‫جذور ‪1‬الكرب ‪2‬والعجب ‪3‬والغرور ‪..‬‬
‫‪13‬‬ ‫معامل الدعاة يف طريق حبيب اهلل‬ ‫معامل الدعاة يف طريق حبيب اهلل‬ ‫‪12‬‬

‫ويف جمتمعات املسلمني نفسها تنكر ‪ ،‬تنكرت لدينها وملتها ‪،‬‬ ‫اهلل ما مدح فتية �أهل الكهف لتخلوا �أزمان الأمة من �أمثالهم‬
‫تنكرت لقواعد رشيعتها ‪ ،‬فماذا نظن يف مثل ذلك أين امللجأ ؟‬ ‫(ﮱ ﯓ ﯔ ﯕ ﯖ ﯗ ) نحن ‪ ..‬هل سمعت ؟ قال‬
‫وماذا حيصل ؟ اعتزلوهم وجلأوا إىل رهبم فابعدهم من قدّ امهم‪،‬‬ ‫نحن!! (ﮱ ﯓ ﯔ ﯕ ﯖ ﯗ ) اهلل اهلل أنت بنفسك يا‬
‫(ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ)‬ ‫حق ؟ تقول احلق ؟ وتتوىل حكاية قصتهم ‪ ..‬سبحانك‪.‬‬
‫َأ َج َ‬
‫عل هلم كهف ًا ومل جيعل لكم كهف ًا ؟؟‬ ‫[الكهف‪]13:‬‬ ‫(ﯘ ﯙ ﯚ ﯛ ﯜ ﯝ ﯞ)‬
‫(( إهنم فتية آمنوا برهبم )) ‪ ..‬آمنوا برهبم وانطرحوا عىل بابه ‪،‬‬
‫واهلل كهفنا �أح�سن من كهفهم ‪..‬‬
‫وال ذوا بأعتابه ‪ ،‬نزلوا برحابه ‪ ،‬آثروه عىل كل ما سواه ‪ ،‬قصدوه‬
‫هل تريد ميني �أكرث من باهلل العظيم ؟‬
‫وافردوا القصد له ‪ (( ،‬وزدناهم هد ًا * وربطنا عىل قلوهبم ))‬
‫[الكهف]‬ ‫(ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ)‬ ‫حتابوا تراوحوا ‪ ،‬يكاد الواحد منهم أن يفدي أخاه بروحه ‪ ،‬ال‬
‫مالذي حصل يا ربنا ‪ ،‬الكائنات كلها سخرهتا هلم (ﭥ ﭦ‬ ‫يرىض أن يسقط أخاه ‪ ،‬وال أن يقرص يف حق أخيه ‪ ،‬وال هيمل‬
‫ﭧﭨﭩﭪﭫﭬﭭﭮﭯﭰﭱ‬ ‫شأنه (ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣ ﯤ ﯥ ﯦ ﯧ‬
‫[الكهف‪]17:‬‬ ‫ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷ ﭸ)‬ ‫ﯨ ﯩ ﯪ ﯫ ﯬ ﯭ ﯮ ﯯ ﯰ ﯱ ﯲ ﯳﯴ ﯵ‬
‫ايش هذا ؟ (ﭹ ﭺ ﭻ ﭼ ﭽ ﭾ ﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄ‬ ‫ﯶﯷﯸﯹﯺﯻﯼﯽﯾﯿﰀﰁ‬

‫[الكهف‪]17:‬‬ ‫ﮅ ﮆ ﮇ ﮈ ﮉ ﮊ ﮋ)‬ ‫ﰂﰃﰄﰅﰆﰇﰈﭑﭒﭓﭔﭕ‬


‫ﭖﭗﭘﭙﭚﭛﭜﭝﭞﭟﭠﭡﭢ‬
‫(ﮌ ﮍ ﮎ ﮏ ﮐ) وهم نيام ملا يتقلبون عن‬ ‫[الكهف]‬ ‫ﭣ ﭤ)‬
‫اليمني والشامل ‪ ..‬قال برعايتنا وعنايتنا أنا معهم ‪ ،‬ايش يا رب؟‬
‫أنتم تعيشون اآلن يف حال يشبه هذا‪ ،‬تلك دولة تنكرت‬
‫(ﮑ) أنت ؟ أنت بنفسك ؟؟ قال ‪( :‬ﮑ ﮒ ﮓ‬
‫للتوحيد والدين واإليامن‪ ،‬واآلن التنكر عند الكفر ودوله ‪،‬‬
‫ﮔ ﮕ ﮖ) هم يتقلبون ؟ ال ‪ ..‬ربنا ما قال يتقلبون ‪ ،‬قال‬
‫‪15‬‬ ‫معامل الدعاة يف طريق حبيب اهلل‬ ‫معامل الدعاة يف طريق حبيب اهلل‬ ‫‪14‬‬

‫وفوق ذلك كله حتفه العنايات ‪ ،‬وتظهر عليه الرعايات وهو عىل‬ ‫ونقلبهم‪( ،‬ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ ﮟ‬
‫يقني من التأييدات ‪ ،‬وال عرفت منه املسبات ‪ ،‬وال املذمات وال‬ ‫ﮠ ﮡ ﮢ ﮣ ﮤ ﮥ) طيب إن كان هؤالء أهل‬
‫الشتامت ‪ ،‬ومع ذلك كله كان يبني ويوضح ‪ ،‬وال يتقهقر وال‬ ‫الكهف ما أحد من انبياءهم ُنرص بالرعب ‪ ،‬لكن نحن نبينا نرص‬
‫يلتفت ‪ ،‬وال يرجع عن يشء مما أمر اهلل به ‪ ،‬ومع ذلك ال يألوا‬ ‫بالرعب مسرية شهر ‪ ،‬هذا من خصائصه اخلمس التي ذكرها‬
‫جهد ًا يف التبيني ‪ ،‬وال أداء اللني ‪ ،‬وال الرتفق يف األمور ‪ ،‬وال‬ ‫هو ‪ ،‬مل تكن لنبي قبله ‪( ،‬ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ)‬
‫التلطف يف األسباب ‪ ،‬مع ذلك كله يقول (( لو و�ضعوا ال�شم�س‬ ‫[الكهف‪]19:‬‬

‫يف مييني والقمر يف ي�ساري على �أن �أترك هذا الأمر ما تركته ‪ ،‬حتى‬
‫إىل آخر ما قص اهلل سبحانه وتعاىل ‪..‬‬
‫يظهره اهلل �أو �أهلك دونه فتنفرد �سالفتي هذه )) ‪.‬‬
‫فال بد أن فتية اهلدى يأخذووا معاين اإلهتداء ‪ ،‬إذا عندنا يف‬
‫ت�أمل الآداب �أنت والنظرة ‪ ،‬هل قال حتى انت�صر ؟ ال ‪ ،‬حتى‬ ‫معنى‬
‫كل ذلك مقتدا ‪ ،‬فليس االعتزال عندنا لسائر التنكرات للرشيعة‬ ‫اإلعتدال‬
‫�أظهره ؟ ال ‪ ،‬حتى �أقوم به ؟ ال ‪ ،‬لكن حتى يظهره اهلل‪� ،‬سبحان‬
‫بتشددات وال سوء ظنون ‪ ،‬وال جمادالت ‪ ..‬وال منازعات ‪..‬‬
‫اهلل ما هو �أنا وال جهدي وجدي وال َجهدي وال اجتهادي وال‬
‫وال خماصامت ‪ ..‬وال استعجاالت ‪ ..‬وما إىل ذلك ‪.‬‬
‫جهادي ‪ ،‬حتى يظهره اهلل �أو �أهلك دونه ‪ ..‬وا�ستمر على هذا‬ ‫آل النبي‬
‫احلال ‪ ،‬هذا قدوتكم ‪..‬‬ ‫نحن عندنا القدوة ملا ُبعث يف املجتمع املتنكر بكل ما جاء به‬ ‫صىل اهلل‬

‫كيف نتعامل‬ ‫ونحن إن تنكر لنا املجتمع فنحن نصبرّ ما نتنكر ‪ ،‬ما نقابل التنكر‬ ‫جلس بينهم‪1 :‬وبسط ُخلقه ‪2 ،‬ونرش رمحته ورأفته ‪3 ،‬وطرق كل‬ ‫عليه وسلم‬
‫مع تنكر‬
‫مع تنكر‬
‫بتنكر ‪ ،‬إن تنكر لنا تلطفنا به ‪ ،‬وإن اشتد علينا ترفقنا به ‪ ،‬فال هو‬ ‫باب ‪4 ،‬وقام بكل وسيلة ‪5 ،‬وثبت ‪6‬وصرب وحتمل ‪7 ،‬واطمأن‬ ‫الناس له‬
‫املجتمع‬
‫حيملنا عىل سب وال شتم ‪ ،‬وال يصل منا إىل تأخري وال ختذيل‪،‬‬ ‫ووثق ‪8 ،‬وتابع وواصل ‪9 ،‬وخضع واستسلم للحق يف كل‬
‫بل نحن عىل مبدأ لو تنكر كل يشء يف الوجود مل ينقص من‬ ‫األقضية واألقدار واألطوار التي مرت به ‪ُ ،‬حبس يف الشعب‪،‬‬
‫عزمنا ذرة‪.‬‬ ‫رمي باحلجارة ‪ ،‬وضع السال فوق الظهر الرشيف‪ ،‬أسمعت؟‬
‫‪17‬‬ ‫معامل الدعاة يف طريق حبيب اهلل‬ ‫معامل الدعاة يف طريق حبيب اهلل‬ ‫‪16‬‬

‫اختاروا العنا عىل اهلنا ‪ ،‬ورضوا باألماين بدل نيل املنى ‪ ،‬فال‬ ‫لأنا ما عزمنا لأجل الوجود املتنكر‪ ،‬نحن عزمنا للموجود الذي‬
‫هم من أهل مكة وال أهل عرفة وال أهل منى ‪ ،‬فإن هلا أهل قد‬ ‫ال يتغري‬
‫علمهم ربكم ‪ ،‬قالوا ‪:‬‬
‫فيجب أن يكون عزمنا ال يتغري ‪ ،‬ونحن عزمنا ألجل الذي ال‬
‫ن����ع����رف ال���ب���ط���ح���ا وت��ع��رف��ن��ا‬ ‫ينقص ‪ ،‬فيجب أن يكون عزمنا ال ينقص ‪ ،‬بل يزداد ‪ ..‬بل يزداد‬
‫‪1‬‬
‫وال���ص���ف���ا وال���ب���ي���ت ي��أل��ف��ن��ا‬ ‫‪ ..‬بل يزداد ‪ ،‬ألن الذي عزمنا من أجله ال يزال يزيد ويزيد‪،‬‬
‫ول����ن����ا امل����ع��ل�ا وخ����ي����ف م��ن��ى‬ ‫(ﭑ‬ ‫[ق‪]35:‬‬ ‫حتى ينتهي إىل (ﰝ ﰞ ﰟ ﰠ ﰡ ﰢ ﰣ)‬
‫ِ‬
‫وك����ن‬ ‫ف���اع���ل���م���ن ه�����ذا وك�����ن‬ ‫ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ) [يونس‪( ،]26:‬ﯱ ﯲ ﯳ ﯴ ﯵ‬
‫وهل معكم �شيء �آخر قالوا ‪:‬‬ ‫ﯶ ﯷ) [حممد‪( ،]17:‬ﭯ ﭰ ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ‬
‫ﭵ ﭶ) [التوبة‪( ]124:‬ﯘ ﯙ ﯚ ﯛ ﯜ ﯝ‬
‫ول�����ن�����ا خ��ي��ر األن����������ام أب����و‬ ‫[الكهف‪]13:‬‬ ‫ﯞ)‬
‫وع����ل���ي امل������رت���ض��ى ح��س��ب‬
‫وال بد أن العزائم من أجله تزيد ‪ ،‬ويستوي عندنا الصد‬
‫ن��ن��ت��س��ب‬
‫ُ‬ ‫وإىل ال���س���ب���ط�ي�ن‬
‫واإلستجابة من حيثية الوجهه ‪ ،‬وال يبقى إال واجباتنا بالفرح‬
‫ن���س���ب��� ًا م�����ا ف���ي���ه م�����ن دخ���ن‬
‫للعباد بطاعة اهلل ‪ ،‬واحلزن عليهم من معصية اهلل عبودية هلل ‪،‬‬
‫وطريقكم ما هي ؟‬
‫تام ما تغريه الليايل واأليام ‪ ،‬وماعند الناس فيام يقابل‬ ‫مع ٍ‬
‫ثبات ّ‬
‫ك�����م إم��������ام ب����ع����ده خ��ل��ف��وا‬ ‫ذلك إال خياالت وأوهام ‪ ،‬غري الصادق يتزعزع هبا ‪ ،‬ويتثبط‬
‫م���ن���ه س��������ادات ب������ذا ع���رف���وا‬ ‫هبا‪ ،‬ويتكاسل هبا ‪ ،‬وينقطع هبا ‪ ،‬ويتأخر هبا ‪ ،‬ويتشكك هبا ‪.‬‬

‫((( أبيات من قصيدة اإلمام احلداد ‪:‬‬ ‫وتشكك املتثبطون فكأهنم ليسوا هنا‪ ،‬مع أن هنا ُّ‬
‫كل اهلنا ‪ ،‬لكن‬
‫ي��ا ح��ي��اة ال����روح وال��ب��دن‬ ‫ك��م بقلبي فيك م��ن شجن‬
‫‪19‬‬ ‫معامل الدعاة يف طريق حبيب اهلل‬ ‫معامل الدعاة يف طريق حبيب اهلل‬ ‫‪18‬‬

‫من ختيل هالكهم ‪ ،‬هم أحياء بشهادة احلي املحي ‪ ،‬سبحان اهلل!‬ ‫وهب������ذا ال����وص����ف ق����د وص���ف���وا‬
‫م����ن ق���دي���م ال����ده����ر وال���زم���ن‬
‫واهدنا احلسنى بحرمتهم‬ ‫بربكتهم‬ ‫فانفعنا‬ ‫رب‬
‫فمن هم مناذجكم ؟‬
‫وم��ع��اف��اة م��ن الفتن‬ ‫وأم��ت��ن��ا يف طريقتهم‬
‫واعلموا عظمة الأمر‪ ،‬عظمته بعظمة اهلل وعظمة رسوله ‪ ،‬وذلك‬ ‫م���ث���ل زي�����ن ال���ع���اب���دي���ن ع�لي‬
‫ما ال يوصل فيه إىل حد ‪ ،‬وال يقوى عىل حرصه أحد ‪ ،‬العظمة‬ ‫واب�����ن�����ه ال����ب����اق����ر خ��ي��ر ويل‬

‫املطلقة هي يف هذه الدعوة وهي يف هذه الرتكة ‪ ،‬وهي يف هذه‬ ‫واإلم���������ام ال�����ص�����ادق احل��ف��ل‬
‫املوروثات ‪ ،‬وما ورثوها من لفالف ‪ ،‬وال ورثوها من سفاسف‪،‬‬ ‫وع���ل��ي ذي ال����ع��ل�ا ال��ي��ق��ن‬
‫وال ورثوها من عاديني من الناس ‪ ،‬ورثوها من حمل نظر اهلل‬ ‫�أنتم ذكرمت القمة ‪:‬‬
‫يف خلقه ‪ ،‬ورثوها من أصفياء اهلل يف بريته ‪ ،‬ورثوها من أعظم‬
‫ف���ه���م ال����ق����وم ال����ذي����ن ه����دوا‬
‫الناس عند اخلالق ‪ ،‬فهي واهلل عظيمة ‪ ،‬اهلل يعرفنا وإياكم ‪..‬‬
‫وب���ف���ض���ل اهلل ق�����د س���ع���دوا‬
‫اغتنموا االنطالق عىل الصفا والوفاء والتواضع وحسن اخللق‪،‬‬ ‫ول�����غ��ي��ر اهلل م�����ا ق����ص����دوا‬
‫تصفية‬
‫الصفات‬ ‫وترقبوا الصفات ‪ ،‬صفات الصحابة ‪ ..‬كيف كانت صفات‬ ‫ِ‬
‫ق�����رن‬ ‫وم�������ع ال������ق������رآن يف‬
‫الصحابة وائمتكم والتابعني ‪ ،‬جيب توجد يف بيوتنا ويف منازلنا‬ ‫ملا ما قصدوا غريه رست رساياهتم إىل اجتامع الليلة هذه‬
‫ويف سياراتنا ويف دكاكينا ويف مكاتبنا ‪ ،‬ال بد توجد ‪ ،‬كأهنم هم‬ ‫والساعة هذه ‪ ..‬ألهنم ما قصدوا غريه ‪ ..‬شف آثارهم وبركاهتم‬
‫يشء ونحن يشء ثاين ؟‬ ‫صوهتم هذا هو ‪..‬‬
‫رضوري صفاهتم ترسي فينا ‪ ،‬ألنا نحن اتباع ‪ ،‬ما لنا رعيل‬ ‫فهم هنا وهكذا ‪ ..‬سبحان اهلل ‪ ..‬مات من ظن موهتم ‪ ،‬وهلك‬
‫أول غريهم ‪ ،‬فالبد أن ترسي هذه الرسايات فينا ‪ ،‬وفكروا يف‬
‫‪21‬‬ ‫معامل الدعاة يف طريق حبيب اهلل‬ ‫معامل الدعاة يف طريق حبيب اهلل‬ ‫‪20‬‬

‫احلق هي التي تصلح األمور ‪.‬‬ ‫إجياداها عىل وجهها ‪ ،‬فاجتهدوا اهلل يبارك يف اجتهادكم ‪.‬‬

‫معكم املوسم املبارك والفرصة العظيمة التي أقبلت عليكم ‪،‬‬ ‫والآن الذي تتمنون من اهلل تعاىل حتقيقه يف العامل حققوه‬
‫بداية التغيري‬
‫إغتنام‬
‫املوسم‬ ‫وعرفات هذا العام ال بد هلا من خرب يف األنام أيض ًا ‪.‬‬ ‫بينكم‪ ،‬وعلى قدر �صربكم �أنتم وحتقيقه بينكم ‪ ،‬لكم ال�ضمانة‬ ‫يف املعامل‬
‫ب�أنه يحققه هو يف العامل ‪..‬‬
‫فال بد من صدق الوجهة والتهيؤ ‪ ،‬والعزيمة يف تصفية القلوب‪،‬‬
‫نريد للعامل ألفة حققوها بينكم ‪ ،‬نريد للعامل أخوة حققوها بينكم‬
‫والعزيمة باستدامة احلضور مع اهلل بام أمكن ‪ ،‬يشء فيشء ال ختيل‬
‫‪ ،‬نريد للعامل صفا حققوه بينكم ‪ ،‬نريد للعامل إيثار اهلل عىل من‬
‫نفسك ‪ ،‬ال تستسلم هلواك ‪ ،‬قليل قليل اجتهد اجتهد إبذل‪ ،‬حتى‬
‫سواه حققوه بينكم ‪ ،‬نريد للعامل تعاون ينترش بينهم حققوه‬
‫يغلبك احلضور مع اهلل ‪.‬‬
‫بينكم ‪ ،‬نريد للعامل تواضع حققوه بينكم ‪ ،‬وما حتققونه بينكم‬
‫واعلم أن وظيفتك أنت خترق العادات يف الناس ‪ ،‬فلك نظرة‬ ‫فاهلل تعاىل حمقق ًا أضعافه يف عاملكم يف أمة نبيه ‪ ،‬ال بنا وال بجهدنا‬
‫وظيفتنا يف‬
‫الناس‬ ‫غري نظرهتم ‪ ،‬مع خرقك هلا بوجه اللطف والرأفة والرمحة وحسن‬ ‫ولكن سبق رمحته اقتىض هذا ‪ ،‬وهلذا قال تعاىل‪:‬‬
‫الظن ‪ ،‬ما َ‬
‫تتطاول ‪ ..‬ما تشهد امليزة ‪ ..‬ما تشهد اخلصوصية يف‬
‫الباقي ما هو‬ ‫(ﮯ ﮰ ﮱ ﯓ ﯔ ﯕ ﯖ ﯗ)‬
‫نفسك ‪ ،‬إنام تشهد امل ّنة من املنان فيزيدك من م ّنته‪( ،‬ﭣ ﭤ‬
‫[النساء‪]84:‬‬

‫ﭥﭦﭧﭨﭩﭪﭫﭬﭭﭮﭯﭰﭱﭲﭳﭴ‬
‫عليك‪ ،‬سبحان القوي !!‬

‫[النور‪]21:‬‬ ‫ﭵ ﭶ ﭷ)‬ ‫البد تقوى بينكم األوصاف التي نريد نرشها يف األمة فتكون‬

‫فام أعظم ما ُورثتم و ُترك فيكم من حرضة النبوة ‪ ،‬وحفظته‬ ‫بينكم يف غاية القوة ‪ ،‬وبعد نرشها قريب ‪ ،‬وسهل عىل اهلل ‪ ،‬نريد‬

‫خزائن الصدق والفتوة لكم ‪ ،‬يف قوم بعد قوم ‪ ،‬ورجال بعد‬ ‫األمة تعظم الدين انرشوه بينكم ‪ ،‬نريد األمة تعشق الصلوات‬
‫رجال ‪ ،‬حتى وصل إىل زمانكم حمفوظ ًا كام ً‬
‫ال ما فيه نقص ‪ ،‬بل‬ ‫واألوراد والقرآن حققوه بينكم ‪ ،‬البد من هذا ‪ ،‬اعرفوا خطاكم‬

‫يزداد ‪ ،‬دين اهلل وتركة نبيه ما تقبل النقص ‪ ،‬إنام ربام يف فرتات‬ ‫كيف متشون ‪ ،‬امشوا بثبات وطمأنينة ‪ ،‬ومهة وعزيمة ‪ ،‬وعناية‬
‫‪23‬‬ ‫معامل الدعاة يف طريق حبيب اهلل‬ ‫معامل الدعاة يف طريق حبيب اهلل‬ ‫‪22‬‬

‫تأخذون مدد اهلل من األحجار واألشجار واألعواد واألخشاب‬ ‫تنقص األعداد لكن ما ينقص اإلمداد ‪ ،‬وهلل املراد فيام أراد ‪.‬‬
‫واحلديد واألسمنت فخذوا ‪ ،‬فإن مدد اهلل مبثوث يف كائناته ‪،‬‬ ‫اغتنام‬
‫وجميل اغتنام املو�سم العظيم ملق�صد �صاحب املو�سم ‪ ،‬وا�ستثمار‬
‫املوسم‬
‫مفاتيحه األدب وحسن الظن ‪.‬‬ ‫املنا�سك ملهمات �صاحب املنا�سك ‪ ،‬الذي �أخذنا عنه املنا�سك ‪،‬‬ ‫ملقصد‬
‫((خذوا عني منا�سككم ))‬ ‫صاحبه‬
‫ابذلوا جهدكم يف التقريب والتحبيب ‪ ،‬والتأليف والتعريف‪،‬‬
‫خالصة‬
‫مسئوليتنا‬ ‫وإقامة العالئق وحتديد املقاصد ‪ ،‬واألدب والتعاون التام ‪،‬‬ ‫هل سمعت أنه عمل املناسك وذهب ؟ وإال يف طول املناسك‬
‫واخلضوع واخلشوع ‪ ،‬وإيصال هذه اخلريات إىل من حواليكم ‪،‬‬ ‫وهو يكلم ذا ‪ ..‬ويعلم ذا ‪ ..‬وخيطب هنا ‪ ..‬وخيطب هنا ‪ ..‬ويفتي‬
‫بلطف ورقة ورمحة ورأفة وحكمة ‪ ،‬وإخراج كل اعتامد عىل غري‬ ‫ذا ‪ ..‬كيف رأيته يف مناسكه ؟ حامل هم وإال أقام مناسك فقط ؟‬
‫اهلل من قلوبكم ‪ ،‬اعتمدوا عليه وحده ‪ ،‬ال نحن وال جهدنا نقدم‬ ‫كان وهو يف الطريق يعلم ويرشد ‪ ،‬وهو يف عرفة يعلم ويرشد ‪،‬‬
‫وال نؤخر ‪ ،‬وال ننفع وال نرض ‪ ،‬هو تعاىل إن شاء وفق وحقق ‪.‬‬ ‫وهو يف مزدلفة يعلم ويرشد ‪ ،‬ويرجع إىل منى يعلم ويرشد ويبني‬
‫ويقعد القواعد ‪ ،‬ويؤدي للناس املهام والواجبات ‪،‬‬
‫ويوضح ‪ّ ،‬‬
‫إن يل يف اهلل آم�������االً ط��وي��ل��ة‬
‫ويؤكد يف البالغ عنه ‪ ،‬ويؤكد يف دعوته ‪ ،‬ويودع أمته ‪ ،‬هكذا‬
‫وط���ن���ون���ا ح��س��ن��ه ف���ي���ه مج��ي��ل��ة‬
‫كان منسكه (( خذوا عني منا�سككم )) ‪ ،‬فال بد أن تستمر مجيع‬
‫ل��ي��س يل يف ن��ي��ل م��ا أرج���و وسيلة‬
‫املناسك يف مقاصده هو ‪ ،‬ما نحج كام نريد نحن ‪ ،‬نحج كام يريد‬
‫غ�ير ط��ه امل��ص��ط��ف��ى زي���ن ال��وج��ود‬
‫هو ‪ ،‬وال نقف وال نطوف ونسعى كام نريد نحن ‪ ،‬بل كام يريد‬
‫هاتوا ما عندكم ‪ ،‬هذا مما عندنا فهاتوا ما عندكم تفضلوا ‪..‬‬
‫منا هو ‪ ،‬حتتكم التبعية بيننا وبينه ‪ ،‬نكون أتباع له خالصني ‪.‬‬
‫تكلموا ‪ ..‬تساءلوا ‪ ..‬ختاطبوا ‪ ..‬تعارفوا ‪ ..‬تبينوا ‪ ..‬تواصوا‬
‫مو�سم عظيم فيه من أهل الظاهر والباطن أصناف من أهل‬
‫وتواصلوا ‪ ..‬واقبلوا وقابلوا ‪ ..‬وتقابلوا ‪..‬‬
‫اإلستمداد‬
‫مراتب الوالية وأهل اإلرث ‪ ،‬البد متتلئون بحسن الظن واألدب‬
‫وتستعدون للتلقي من بني آدم واجلن واملالئكة ‪ ،‬وإن عرفتم‬
‫السؤال األول‪:‬‬

‫كيف يكون النظر إلى معايب اآلخرين ؟‬

‫قال سيدي ‪ :‬تأمل حال القدوة ملا يصل األمر إىل حد إقامة حد‬
‫يس ُّبونه ‪ ..‬فيقول‬
‫عىل شارب مخر ‪ ،‬أول مرة وثاين مرة ‪ ..‬وبعد ُ‬
‫ال تكن عون ًا للشيطان عىل أخيك إنه حيب اهلل ورسوله ‪ ،‬قدوتنا‬ ‫ثم سأله بعض‬
‫يرصف شهادة باملحبة لواحد يقام عليه احلد مرات ِم ْن شرُ ب‬
‫الحاضرين عما‬
‫اخلمر ‪ ،‬ويؤدب هبذا األمة إىل يوم القيامة ‪ ،‬كأنه يقول حتى لو‬
‫رأيتم واحد يصل إىل إقامة احلدود عليه ‪ ،‬أنتم تأدبوا مع إرادة‬
‫يلي‬
‫ربكم ما تدرون ماذا يريد به ‪ ،‬هذا وأنا أشهد له باملحبة ‪ ،‬واملرء‬
‫مع من أحب ‪ ،‬إذا كان إىل هذا احلد وصل لنا ‪ ،‬إذ ًا مهام رأينا من‬
‫عيوب الناس ما تصل إىل حد إقامة احلدود عليهم ‪ ،‬فلعلهم من‬
‫أهل هذا الصنف ‪ ،‬ثم نعلم أن الذي أجرى عىل أيدهيم هذه‬
‫املظاهر املعيبة ‪ ،‬ماذا فرض علينا نحوهم ‪ ،‬وماذا أمرنا أن نظن‬
‫هبم ‪ ،‬وكيف أمرنا أن نعاملهم ‪ ،‬ثم إنه من املمكن أن يحُ ِّول حال‬
‫الواحد منهم يف حلظة ‪ ،‬فيصري شفيع ًا لك يف القيامة ‪ ،‬كل هذا‬
‫‪27‬‬ ‫معامل الدعاة يف طريق حبيب اهلل‬ ‫معامل الدعاة يف طريق حبيب اهلل‬ ‫‪26‬‬

‫السؤال الثاني‪ :‬كيف يكون النظر إلى الترتيبات في‬ ‫ممكن ‪ ،‬ومع امكان كل هذا أي عذر لك يف أن حتمل ظنونك‬
‫الدعوة والموازنة بينها وبين الشؤون األخرى ؟‬ ‫وأوهامك يف برت الناس ‪ ،‬أو قطع الناس ‪ ،‬أو احلكم يف اآلخرة‬
‫أو الدنيا عىل الناس ‪ ،‬ما أذن لك اخلالق أن تيسء الظن إال يف‬
‫فقال سيدي ‪ :‬حتتاج إىل ارتقاء يف الفهم ‪ ..‬والعلم ‪ ..‬والكتم ‪..‬‬
‫نفسك ‪ ،‬فاسئ الظن فيها ‪ ،‬اهلل يعيننا وإياكم ‪..‬‬
‫واألدب ‪ ..‬والصفة ‪ ..‬واإلدراك ‪ ..‬واملعاملة ‪ ..‬صحيح ترتيب‬
‫األمور ‪ ،‬وإقامة الوسائل واألسباب جزء من عمل الدعوة‬ ‫والطالب بصدق ُيعطى ‪ ،‬ويع ّلمه اهلل تعاىل كيف يقطع املراحل‪،‬‬
‫ليس كل عمل الدعوة ‪ ،‬صاحب هذه األعامل قد ينهمك فيها ‪،‬‬ ‫رأيت إنسان عىل معصية‬
‫اللهم أعنا ‪ ..‬يقول بعض العارفني إذا ُ‬
‫فيقرص يف واجب ورد ‪ ،‬يف واجب تذكر ‪ ،‬يف واجب خلق ‪ ،‬يف‬ ‫ثم حالت بيني وبينه شجرة العتقدت أنه من أولياء اهلل ‪ ،‬ألنه‬
‫واجب إزاحة قاطع من القواطع يف الطريق ‪ ،‬يف واجب طلب‬ ‫ربام يف تلك اللحظة أحدث توبة صادقة فتحولت هبا سيئاته إىل‬
‫أمر مهم له ‪ ،‬صحيح فلهذا حيتاج أصحابنا يرتبون ترتيب‪،‬‬ ‫حسنات ‪ ،‬ياهلل بالتوفيق ‪.‬‬
‫بواسطة ما عندهم من إخوان وأرشطة خاصة وكتب خاصة‬ ‫مع أنّا نحن يف هذا املجال ننكر كل ما انكره الرشع ونزجر عنه‪،‬‬
‫وأعامل خاصة‪ ،‬ويشء من شؤون اخللوة تتم بينهم ‪ ،‬ويتعودون‬ ‫بالكيفيات التي نرى أهنا تؤدي للمطلوب والنتيجة ‪ ،‬فال تنكر‬
‫اخللوة برهبم يف سويعات ‪ ،‬يف االنطراح عليه ‪ ،‬واالرمتاء عليه‬ ‫املنكر بام يؤدي إىل منكر أكرب ‪ ،‬وطوايانا حمفوظة عن سوء الظن‪،‬‬
‫والتذلل ‪ ،‬ويتباكون إن مل يبكوا ‪.‬‬ ‫حتى وإن اقمنا احلد وزجرنا وإن هنينا وإن حذرنا ‪ ،‬فنحن ما‬
‫والبد نطالع سري القائمني بالدعوة قبلنا ‪ ،‬وتآلفهم نطالع كتبهم‬ ‫نستحل سوء الظن بزجرنا وال بنهينا‪.‬‬
‫يف فضائل األخوة يف اهلل ‪ ،‬والتعاون عىل طاعة اهلل ‪ ،‬والتآلف يف‬
‫اهلل والتحابب يف اهلل والتزاور يف اهلل ‪ ،‬ونحييها بيننا ‪.‬‬
‫‪29‬‬ ‫معامل الدعاة يف طريق حبيب اهلل‬ ‫معامل الدعاة يف طريق حبيب اهلل‬ ‫‪28‬‬

‫ثم سأله بعض األخوان قال ‪:‬‬ ‫السؤال الثالث‪ :‬كيف يكون الصدق في السير والوصول‬
‫إلى المقصود؟‬
‫�سيدي يف كالمكم حدو قوي يجمع على اهلل وتتحرك له القلوب‬
‫ومعاين الداللة فيه وا�سعة وقريبة ‪ ..‬لكن بعد جند يف �أنف�سنا حواجز‬ ‫قال سيدي ‪ :‬يعني عليه أن ال يغيب عن الذهن والشعور أن‬
‫بيننا وبني ما حتدونا �إليه حتى يف �أب�سط الأ�شياء مثل التوقر و�ضبط‬ ‫املقصود هو اهلل والقرب منه ‪ ،‬واعلم أو ً‬
‫ال‪ :‬أن كل عملٍ ما أفادك‬
‫الهيئة وال�سمت ‪ ،‬وما ندري ما الذي �ص ّعب علينا م�سك طرف ميكننا من‬ ‫بزيادة إيامن وقرب من الرمحن فام هو عىل وجهه ‪ .‬ثاني ًا‪ :‬تأخذ‬
‫املقا�صد التي حتدونا �إليها ؟‬ ‫القواعد يف احلرص عىل علم ما البد منه من األحكام وصفات‬
‫قال سيدي ‪ :‬املوسم هذا موسم املداواة واملعاجلة هلذه وأمثاهلا‪،‬‬ ‫القلوب ‪ .‬ثالث ًا‪ :‬االنتباه من جانب األخوة والصدق يف الوالء‬
‫حيتاج منكم من ساعتكم تعاون تام عىل حتقيق ذلك ‪ ،‬ورشح‬ ‫من أجل اهلل واإليثار حتى يتم االندماج واالمتزاج واالتصال‬
‫صدور بعضكم لبعض ‪ ،‬وإرادتكم أن يتحقق يف إخوانكم ما‬ ‫مع األخوان عىل وجه تام ‪ .‬رابع ًا‪ :‬احلرص عىل عبادات كرواتب‬
‫تصبون إليه وزيادة ‪ ،‬وتأخذوا األمر بجد ‪ ،‬احلق يقول ‪( :‬ﭑ‬ ‫ووتر وضحى ‪ ،‬وصوم يف الشهر ولو يوم أو ثالثة أيام ‪ ،‬وانفاق‬
‫ويقول لسيدنا موسى ‪( :‬ﭫ‬ ‫[مريم‪]12:‬‬ ‫ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ)‬ ‫ما تيرس ولو قل ‪ ..‬هذه األشياء تكون ثابتة عندك ‪ .‬خامس ًا‪:‬‬
‫[األعراف‪]145:‬‬ ‫ﭬﭭﭮﭯﭰﭱ )‬ ‫يشء من األذكار واألوراد مع احلرص عىل حضور القلب ‪،‬‬
‫وبعد تتوضح لك األشياء يشء فيشء ‪ ،‬وتتبني لك أكثر ‪ ،‬وال‬
‫تط ّلبوا حتقيق هذه املعاين من ساعتكم يف املوسم ستأتيكم أشياء‬
‫يزال احلق ُيمدك ‪ ،‬مهام صدقت ومتسكت بأذيال الرتتيب الذي‬
‫كثرية ‪ ،‬كل متشبث بالطلب أو حتقيقها ستواصله نفحات يف هذه‬
‫وضعه لك ‪ ،‬وإرادتك رضاه ‪ ،‬وأن تقدم ما هو األهم عنده ‪،‬‬
‫األيام املباركات ‪ ،‬ونتمنى عىل اهلل أن الكل منكم يتجاوزون‬
‫ويمدك بمعونته وتفهيمه وتبيينه يشء فيشء ‪ ،‬وال تزال منه يف‬
‫هذا ويقطعونه يف املوسم ‪ ،‬نتمنى عىل اهلل ذلك ‪ ،‬ألنه يف كثري‬
‫مزيد ‪.‬‬
‫سيقطعون هذا ‪ ،‬وسيتجاوزون هذه املرحلة بال خلخلة ‪.‬‬
‫‪31‬‬ ‫معامل الدعاة يف طريق حبيب اهلل‬ ‫معامل الدعاة يف طريق حبيب اهلل‬ ‫‪30‬‬

‫نريد تتم منكم حسن املقاتلة هلم يف الفرتة هذه وبعدين قتال‬ ‫ثم قال بعض األخوان‪:‬‬
‫الكفار ما هو إال تبع ‪.‬‬
‫كثري �إذا �سمعنا منكم هذا الكالم ال ت�سكن الأنف�س �إال بالإحلاح‬
‫قال بعض األخوان ‪:‬‬ ‫عليكم ف�إذا وعدمت بوعد �أو ب�شارة يح�صل بعد ذلك برود بدل زيادة‬

‫�سيدي نريد �صحة الن�سبة بكم لأجل �إن جاهدناهم و�إن كانوا �ضعاف‬ ‫اله ّمة فاحلال م�شكل ولوال ف�ضل اهلل لقلنا كثري علينا م�صاحبتكم ‪.‬‬

‫ما نقدر نهزمهم ‪ ،‬لكن �إن �أنتم جاهدتوهم ما يقوون �أمامكم ‪.‬‬ ‫فقال سيدي ‪ :‬من يطلب فوق كيف ينقص عنده الشوق ‪،‬‬
‫فقال سيدي ‪ :‬أستغفر اهلل العظيم ما نحن ‪ .‬فقال األخ ‪ :‬قال اهلل‬ ‫البد يتقرر يف البواطن عظمة ما نطلب ‪ ،‬واآلن البد أوصاف‬
‫تعاىل حكاية عن الصادقني من املؤمنني قالوا ‪ (( :‬إذهب أنت‬ ‫صحبه أنفسهم تظهر يف األمة ‪ ،‬وإال ما يتم األمر ‪ ،‬فإذا كان‬
‫وربك فقاتال إنا معكم مقاتلون )) إن صحت املعية واألصل‬ ‫األمر كذلك فام أعظم املقامات ‪ ،‬وماذا حيتاج م ّنا ؟ أمامكم‬
‫أنت وربك ‪ .‬فقال سيدي ‪ :‬إنا معكم مقاتلون ‪ ..‬هم هكذا قالوا‬ ‫إن شاء اهلل اإلحلاح يف هذه األيام ‪ ،‬وجدّ ية األمر وأخذه بقوة‬
‫له صحبه األوائل ‪ ،‬واآلن أيض ًا حيتاج م ّنا نقول له هكذا ‪ ،‬نصل‬ ‫وصدق ‪ ،‬نريد الزيادة قلنا يف األيام بل يف الساعات ! البد أن‬
‫إىل حتقيق هذا ‪ ،‬سمعت !! وهو ما نقص منه يشء ‪ ،‬وال ربه ‪،‬‬ ‫يكون كذلك ‪ ،‬أما يشء من شؤون البرشية والضعف اإلنساين‬
‫وهو حارض ‪ ،‬وال خيوض الصادقون من أمته معركة إال وهو‬ ‫البد من وجوده ‪ ،‬ويشء من تأثري النفوس ‪ ،‬ثم من تأثري عيون‬
‫معهم ‪ ،‬اآلن نحن البد نقول له هكذا كام قال الصحابة ‪ (( ،‬إنا‬ ‫اإلنس واجلن ‪ ،‬ثم من تأثري حسد األنفس والدنيا والشياطني‬
‫معكام مقاتلون )) وحسن جوابه ما ينقص ‪.‬‬ ‫ومنازعتهم حيصل ‪ ،‬فيجندون جنودهم ألهنم ما خيافون إال من‬
‫مثل هذا اجلهد أن يقوم يف األرض ‪ ،‬فهم جيتهدون عليكم ‪،‬‬
‫يكون عندنا هم بالقبول ‪ ،‬عند اهلل وعند رسوله ‪ ،‬نكون صادقني‬
‫فأنتم اجتهدوا هلل وباهلل عليهم ‪ ( ،‬ﭾ ﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ‬
‫يف هذه الكلمة نقوهلا لرسول اهلل ‪ ،‬واآلن إن شاء اهلل مع املوسم‬
‫[النساء‪]76:‬‬ ‫ﮄ ﮅ ﮆ ﮇ)‬
‫يقر اهلل قبوهلا ورسوله إن شاء اهلل ‪ ،‬فيكون عندنا هم بالقبول‬
‫‪33‬‬ ‫معامل الدعاة يف طريق حبيب اهلل‬ ‫معامل الدعاة يف طريق حبيب اهلل‬ ‫‪32‬‬

‫مع استحضار اجلناب النبوي ‪ ،‬وكثرة الصالة عليه ‪ ،‬إذا أقمت‬ ‫ف��إهن��ا إن قابلت نلتم مطالب سنية‬
‫هذه القواعد وسط هذا السياج ‪ ،‬حصل اإلمداد من احلق تعاىل‬ ‫وارت��ق��ي��ت��م إىل رت��ب��ة جليلة علية‬
‫بالعناية يف تقويم كل معوج ‪ ،‬وإهلام الرشد فيام يأيت اإلنسان‬ ‫و�س�أله بع�ضهم عن بركة الوقت وكيف يعمل االن�سان يف �أوقاته‬
‫ويدع ‪.‬‬ ‫املن�شغلة ب�ش�ؤون حياته ؟‬

‫و�س�أل بع�ضهم ما الذي ينبغي �أن يدار من كالم بني الأخوان يف‬ ‫فقال سيدي ‪ :‬إنام يكلفنا اهلل بام قدرنا عليه ‪ ،‬وبام تيرس لنا ‪،‬‬
‫جمال�سهم العامة واخلا�صة ؟‬ ‫فنرصفه يف أهم املهامت ‪ ،‬ويبق رس التعلق وإرادة النفع واخلدمة‬
‫قال سيدي ‪ :‬يدور بينهم الكالم عن احلق وعظمته ‪ ،‬وآياته‬ ‫قائمة معنا يف خمتلف أحوالنا وأوقاتنا وأعاملنا ‪ ،‬يف الوقت الذي‬
‫ورسله ومعجزاته ومكانته وحمبته ‪ ،‬واألوامر والنواهي‪ ،‬واآلخرة‬ ‫نتفرغ فيه ‪ ،‬ويف الوقت الذي نشتغل فيه بأي عمل من رضوريات‬
‫واملصري ‪ ،‬والرمحة باخللق ونفعهم ‪ ،‬هذا الذي يدور بينهم ‪.‬‬ ‫حياتنا وغريها ‪ ،‬اإلرادة واهلمة والعزيمة والنية ‪ ،‬واحلضور مع‬
‫اهلل تكون عندنا ‪.‬‬
‫ثم تكلم بع�ض الأخوان و�شكوا �أحوالهم وطلبوا احلنان والعطف‬
‫و�صالح �أحوالهم ‪.‬‬ ‫و�س�أله بع�ضهم ‪ :‬كيف يتم ثبات العبد على منهج اال�ستقامة حتى‬
‫يكون يف �إمداد وترقي دائم ؟‬
‫فقال سيدي ‪ :‬كل ليلة ينادي هل من مستغفر فأغفر له ‪ ..‬من‬
‫يقول هكذا ؟ والذي حدثنا هبذا اخلرب نبيه ‪ ،‬ويقول أال هل من‬ ‫فقال سيدي‪ :‬له سياج وقواعد داخل السياج ‪ ،‬أما سياجه العام‬
‫تائب فأتوب عليه ‪ ،‬ويف مثل هذه الساعة يقول ‪ ..‬هل من مبتىل‬ ‫الولع وصدق الوالء ألجل اهلل واملحبة واالنطواء ‪.‬‬
‫فأعافيه ‪ ،‬هل من طالب حاجة فأقيض حاجته ‪ ،‬صدق رسول‬ ‫وأما قواعده داخل السياج فالتحسس من داوعي النفس‬
‫اهلل ‪ ،‬ما دام يقول هكذا ‪ ،‬فقد سعدنا هبذا الرب ‪ ،‬هو ربنا وهو‬ ‫ومراداهتا ورفضها ‪ ،‬يف كل ما تدعو إليه وتقويم وتقوية قاعدة‬
‫حسبنا وعليه اعتامدنا ‪ ،‬وأما هذا الفقري عبده فأنا أقل من أن أذكر‬ ‫التوكل عىل اهلل ‪ ،‬وتفويض األمر إليه ‪ ،‬واستعامل االستخارة‬
‫‪35‬‬ ‫معامل الدعاة يف طريق حبيب اهلل‬ ‫معامل الدعاة يف طريق حبيب اهلل‬ ‫‪34‬‬

‫إىل اهلل تعاىل من دون إثبات الرسالة للرسل ‪ ،‬فهل يتأتى اثبات‬ ‫فض ً‬
‫ال عن أي يشء آخر ‪ ،‬وإنام ما تتعلقون به أنتم فهو عبارة عن‬
‫الرسالة بدون اثبات وراثة ووالية ؟؟ ما يتأتى أيض ًا مع ذلك‬ ‫مظاهر تركة احلبيب ووراثه ‪ ،‬والصلة بالرجال والسند إىل ورثته‬
‫كله يف أمور ُك ّلفنا باالقتداء هبا ‪ ،‬وأمور كلفنا بالترصيح هبا ‪،‬‬ ‫هذا أمر ‪.‬‬
‫وأمور كلفنا بإخفاءها ‪ ،‬وأمور كلفنا بجعلها خاصة ‪ ،‬وأمور‬
‫ومن هنا جيب عليكم ويلزمكم يف الطريق ‪ :‬أن تعلموا دعوتكم‬
‫كلفنا بجعلها عامة ‪ ،‬وأمور كلفنا بتقديم غريها عليها ‪ ،‬فالبد‬
‫للخلق بلسان الرشيعة ‪ ،‬من حيث وصلهم باهلل عن طريق‬
‫أن نميش عىل حسب التكليف من اهلل تعاىل ‪ ،‬والنفوس هلا ترسع‬
‫األوامر والنواهي ‪ ،‬وتعظيم احلق ورسوله واالستعداد للدار‬
‫أحيان ًا إىل تقديم غري األهم واألفضل ‪.‬‬
‫اآلخرة ‪ ،‬فال خيرج إليهم دعوة بلسان انطوائكم يف شيخ وال‬
‫هذا من ناحية أما من ناحية من طلبتموه نحن ما نعرف أكرم‬ ‫انتامئكم ألهل والية ‪ ،‬وال طريقة من طرق الصاحلني ‪ ،‬هذا األمر‬
‫منه ‪ ،‬ومن توسلتم به وهو رسوله ما نعرف أكرم عليه منه ‪،‬‬ ‫ما ينبغي أن يظهر منكم يف جمامع دعوتكم ‪ ،‬وتوجيهاتكم للناس‬
‫فال يكون من املعقول واملعهود أن يسعد باملجلس أناس بعيدي‬ ‫‪ ،‬نحن مطالبني من قبل احلق ببيان رشيعته للخلق ‪ ،‬وخماطبتهم‬
‫املسافة أنس وجن ثم يشقى أحد من جالسه ‪ ..‬بكرم اهلل يتحول‬ ‫عىل قدر عقوهلم ‪ ،‬وهلذا كثري من شؤون رجالنا وأسالفنا وما إىل‬
‫قوم من الشقاء إىل السعادة يف غري الدار هذا ‪.‬‬ ‫ذلك ما نحب ذكرها يف املجالس العامة ‪ ،‬وال نخاطب هبا العامة‪،‬‬
‫من باب إنزال الناس منازهلم ‪ ،‬أحتبون أن ُيكذب اهلل ورسوله ‪،‬‬
‫عىل أي حال تفانوا يف ربكم واصدقوا معه يف كل أحوالكم‪،‬‬
‫هذا أمر ‪ ،‬فيجب يأخذ منا مأخذ فيصري هذا يف أصحابنا الدعاة‬
‫واعشقوا لقاءه حتى تلقوه ‪ ،‬ترمجوا ذلك بامتثال األوامر‪،‬‬
‫واملتعلقني ‪ ،‬يعرفون واجبهم يف خطاب اخللق ‪ ،‬ألن حقيقة األمر‬
‫واملسابقة إىل كريم األخالق والشامئل ‪ ،‬وكسب الفضائل‪،‬‬
‫نحن ما ندعو إىل أشخاص وال إىل مجاعة ‪ ،‬وإن كان حقيقة األمر‬
‫واقتالع شجر الرذائل ‪ ،‬ومواصلتكم حتى تواصلوا ‪.‬‬
‫أن من ندعو إىل معرفتهم وحمبتهم هم أبواب اهلل تعاىل ‪ ،‬وهم‬
‫جود اهلل وكرمه ‪ ،‬هذا من غري شك ‪ ،‬كام ال تتأتى الدعوة مث ً‬
‫ال‬
‫‪37‬‬ ‫معامل الدعاة يف طريق حبيب اهلل‬ ‫معامل الدعاة يف طريق حبيب اهلل‬ ‫‪36‬‬

‫رشيعته ‪ ،‬واملنهج منهجه ‪ ،‬والوحي وحيه ‪ ،‬وما هو تاركه واآلن‬ ‫ف���ارمح���ا ريب وق���ويف‬ ‫مل أزل ب��ال��ب��اب واق��ف‬
‫إن شاء اهلل ترتكز وجهتكم وطلبكم وحرضة احلق يالحظ‬ ‫ف������أدم ريب ع��ك��ويف‬ ‫وب��وادي الفضل عاكف‬
‫الطلب وهو حيب امللحني ‪...‬‬
‫ف��ه��و خ�ل�ي وحليفي‬ ‫وحل��س��ن ال��ظ��ن أالزم‬
‫داوموا عىل الطلب يف هذه األيام واملوسم ‪ ،‬وابرشوا باهلل تعاىل‬ ‫ط����ول ل��ي�لي وهن����اري‬ ‫وأن����ي��س�ي وج��ل��ي�سي‬
‫وبرسوله ورجال سندنا األكرمني ‪ ..‬وما مجعكم ليخيبكم ‪..‬‬
‫فاقضها ي��اخ�ير قايض‬ ‫حاجة يف النفس يارب‬
‫ونحن ندخل إن شاء اهلل يف بركتكم ‪..‬‬
‫م��ن ل��ظ��اه��ا وال��ش��واظ‬ ‫وقلبي‬ ‫رسي‬ ‫وأرح‬
‫وأصناف املتوجهني يف الساعة هذه منهم عدد ما شاء اهلل ما‬
‫وإذا م��ا ك��ن��ت رايض‬ ‫وح���ب���ور‬ ‫رسور‬ ‫يف‬
‫هم قليل ‪ ،‬ويف املوسم املقبل أعداد من أصناف اخللق كثرية ‪،‬‬
‫ونحن إن شاء اهلل ندخل يف بركتكم وبركتهم ‪ ،‬وال نخرج إال‬ ‫وش���ع���اري ودث����اري‬ ‫ف��اهل��ن��ا وال��ب��س��ط ح��ايل‬
‫بعطاء من اهلل عظيم ‪ ،‬واملقصود املعطي ال العطاء ‪ ،‬واملقصود‬ ‫ي��ا بختنا بالنبي ي��ا بختنا بالرسول‬
‫املحسن ال اإلحسان ‪ ،‬واملقصود الوهاب ال املواهب ‪ ،‬هكذا‪،‬‬ ‫ذخ��ري وفخري وبامحل عليه احلمول‬
‫ولغري اهلل ما قصدوا ‪ ،‬ومقصدهم الرمحن يف القول والفعل ‪،‬‬ ‫إن قلت املجلس يف جدة صدقت ‪ ،‬وإن قلت املجلس يف املدينة‬
‫اهلل سبحانه‪ ،‬يا فوزهم برهبم والنبي حممد ‪ ،‬ونحن نقاسمهم إن‬ ‫صدقت من وجه آخر ‪ ،‬واحلقيقة إال (كانوا معكم حب�سهم العذر)‬
‫شاء اهلل ونشاركهم ‪ ،‬كانوا يرمحون حتى من ذكرهم وهو حمب‬ ‫وامثال هكذا ‪ ..‬ويقول سيدنا أبوبكر تركت هلم اهلل ورسوله‪.‬‬
‫يدخلونه معهم ‪ ،‬هم القوم ال يشقى جليسهم هبم ‪.‬‬
‫عىل كل حال أنا ما أنا يشء ‪ ،‬وال عندي يشء ‪ ،‬وال يل يشء ‪،‬‬
‫وال أنا حق يشء ‪ ،‬وال أصلح ليشء ‪ ،‬لكن له حق أن يصلح ‪....‬‬
‫الدعوة أصلها دعوة واحد أسمه حممد واألمة أمته ‪ ،‬والرشيعة‬
‫‪39‬‬ ‫معامل الدعاة يف طريق حبيب اهلل‬ ‫معامل الدعاة يف طريق حبيب اهلل‬ ‫‪38‬‬

‫‪ ..‬وبجميع أحوالنا ‪ ،‬ويرسه بأوالدنا وأهلنا ‪ ،‬ويرسه بام يعطي‬ ‫ثم �أن�شد �أحد الأخوان من كالم �سيدي ‪:‬‬
‫وهيب يف زماننا ‪ .‬اللهم أرسه بكل ذلك وزد ‪ ،‬بجاهه عندك ‪،‬‬
‫يرعاين املصطفى يف كل حني وحال ‪...‬‬
‫وبمحبتك له وحمبته لك ‪.‬‬
‫ثم �أن�شد غريه ل�سيدي ‪:‬‬
‫اللهم صل وسلم عىل سيدنا حممد أول متلق لفيضك األول ‪،‬‬
‫ريب قبل انقضا العمر انظر أوجه النور‬
‫وأكرم حبيب تفضلت عليه فتفضل ‪ ،‬وعىل آله وصحبه وتابعيه‬
‫يف كثري من األصحاب من كل مشكور‬
‫وحزبه ما دام تلقيه منك وترقيه إليك ‪ ،‬وإقبالك عليه وإقباله‬
‫قال سيدي آمني ياهلل آمني ‪ ،‬وزيادة من حرضتك وعناية منك‬
‫عليك صالة نشهدك هبا من مرآته ونصل هبا إىل حرضتك من‬
‫يا جميد ‪ ،‬ورعاية من حبيبك احلميد ‪ ،‬ومن أهل حقيقة التوحيد‪،‬‬
‫حرضة ذاته ‪ ،‬قائمني لك وله باألدب الوافر مغمورين منك ومنه‬
‫اقبلنا عىل ما فينا ياهلل ‪ ،‬وأقبل بوجهك الكريم علينا ياهلل ‪ ،‬ما‬
‫باملدد الباطن والظاهر ‪.‬‬
‫أسعد صباح من يصبح وأنت مقبل عليه ‪ ،‬ما أطيب عيش من‬
‫اللهم صل وسلم عليه وعىل آله وأصحابه وأهل حرضة اقرتابه‬ ‫يعيش وأنت مقبل عليه ‪ ،‬ما أحسن خامتة من يموت وأنت مقبل‬
‫من أحبابه ‪.‬‬ ‫عليه ‪ ،‬ما أمجل حال من يرد قربه وأنت مقبل عليه ‪ ،‬ما أعظم سنا‬
‫اللهم صل وسلم يف كل حلظة أبد ًا عىل حبيبك املصطفى ونبيك‬ ‫من حيرش وأنت مقبل عليه ‪ ،‬ما أعجب حال من يسعد ساعة‬
‫املجتبى وشفيعك املختار وحبيبك املنتقى سيد أهل األرض‬ ‫املقابلة بمالحظتك العلية ‪.‬‬
‫وسيد أهل السامء سيدنا وموالنا حممد وعىل آله وصبحه مأل‬
‫رب ال ط��ف��ن��ا ب���ج���اه امل��ص��ط��ف��ى‬
‫امليزان ومنتهى العلم وعدد النعم وزنة العرش ‪ ،‬كل صالة‬ ‫وأس���ق���ن���ا ال��غ��ي��ث ف���إن���ا ضعفا‬
‫من تلك تفتح لنا باب مواصالتك ومواصالته ‪ ،‬وتسعدنا هبا‬ ‫سبحان من أرسله إليكم ‪ ،‬احلمد هلل يوم واسطتكم ُ‬
‫عظمت‬
‫بعطياتك وعطياته ‪ ،‬وعناياتك وعناياته ‪ ،‬نزداد هبا يف كل ملحة‬
‫رمحته ‪ ..‬تبسمه عني رضا اهلل تعاىل ‪ ،‬اهلل يرسه بنا إن شاء اهلل‬
‫‪41‬‬ ‫معامل الدعاة يف طريق حبيب اهلل‬ ‫معامل الدعاة يف طريق حبيب اهلل‬ ‫‪40‬‬

‫مزق حجابنا بيننا وبني حبيبك حممد ‪ ،‬مزق بيننا وبني حبيبك‬
‫ونفس قرب ًا منك ودنو ًا إليك ورض ًا منك ورض ًا عنك ‪ ،‬وقبو ً‬
‫ال‬
‫حممد كل حجاب ‪ ،‬وافتح به يف اخلري كل باب ‪ ،‬وارفعنا‬
‫ال لك ‪ ،‬وخضوع ًا بني يديك بمحض‬ ‫ال عليك ‪ ،‬وتذل ً‬‫منك وإقبا ً‬
‫إىل أعىل مراتب االقرتاب يا كريم يا وهاب ‪ .‬الفاحتة إىل‬
‫حرضته الرشيفة وورثته أئمتنا ومشائخنا يف الدين وأصوهلم‬ ‫فضلك ‪.‬‬
‫وفروعهم‪ ،‬وقطب زماننا وأهل احلل والعقد ومجيع عباد اهلل‬ ‫نسألك به وبوجاهته عندك ال تسلط عىل أمته الفجار والكفار‬
‫الصاحلني ‪ ،‬وإىل أرواح والدينا وذوي احلقوق علينا خاصة‬ ‫واألرشار ‪ ،‬ازح عنهم مجيع املضار والرشور واألرشار ‪ ،‬عجل‬
‫وأرواحنا معهم وفيهم وأرواح املؤمنني إىل يوم الدين عامة‬ ‫بإغاثة امللهوف منهم واملكروب واملهضوم واملؤذا بغري حق ‪..‬‬
‫‪ .‬الفاحتة ‪.‬‬ ‫ياهلل تدارك أمة حبيبك ‪ ..‬إنا نسرتمحك هلم فارمحهم ‪ ،‬نستعطفك‬
‫هلم فاعطف عليهم ‪ ،‬نستنرصك هلم فانرصهم ‪ ،‬ما ألمة حبيبك‬
‫غريك ‪ ،‬وإن كثرت ذنوبنا وازدادت عيوبنا ‪ ،‬لكن لك رمحة ولك‬
‫جود فنسألك ونستغيثك فأغثنا ‪ ،‬فأغثتنا يا مغيث يا من أنزلت‬
‫[األنفال‪]9:‬‬ ‫علينا (ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ )‬

‫وإنا نستغيثك فاستجب لنا ‪ ،‬فرج كروب أمة نبينا يف كل‬


‫األرض ‪ ،‬يف طوهلا والعرض ‪ ،‬يا رب أصلح شأهنم ‪ ،‬يا رب‬
‫ادفع الباليا واآلفات عنهم ‪ ،‬يا رب فرج عىل املكروبني ‪ ،‬يا‬
‫رب علم اجلاهلني ‪ ،‬يا رب انفع بالعلم العاملني ‪ ،‬يا رب ادفع‬
‫رشور اجلن واألنس أمجعني ‪ ،‬يا رب حول األحوال إىل أحسن‬
‫األحوال ‪ ،‬يا رب ادفع األهوال ‪ ،‬يا رب ارزقنا القبول واإلقبال‪،‬‬
‫يا رب اذقنا صفا الوصال ‪ ،‬يا رب امجعنا بموىل بالل ‪ ،‬يا رب‬
‫الفهرس‬
‫‪7‬‬ ‫متى يكون للعمل أثر يف الواقع ‬
‫‪8‬‬ ‫طلب الزيادة والرتقي ‬
‫‪9‬‬ ‫ال تقوم الدعوة إال بصفات الصحابة ‬
‫‪14‬‬ ‫معنى اإلعتدال ‬
‫‪14‬‬ ‫آل النبي صىل اهلل عليه وسلم مع تنكر الناس له ‬
‫‪15‬‬ ‫كيف نتعامل مع تنكر املجتمع ‬
‫‪19‬‬ ‫تصفية الصفات ‬
‫‪20‬‬ ‫بداية التغيري يف املعامل ‬
‫‪21‬‬ ‫إغتنام املوسم ‬
‫‪21‬‬ ‫وظيفتنا يف الناس ‬
‫‪22‬‬ ‫اغتنام املوسم ملقصد صاحبه ‬
‫‪22‬‬ ‫اإلستمداد ‬
‫‪23‬‬ ‫خالصة مسئوليتنا ‬
‫‪24‬‬ ‫ثم سأله بعض احلارضين عام ييل ‬

You might also like