Professional Documents
Culture Documents
بحث بعنوان:
إعداد الطالبة:
؟
تحت إشراف األستاذ الدكتور#:
؟
تخصص :القانون التجاري
المقدمة
لقد أصبح النقل البحري ذات أهمية اقتصادية وتجارية هامة خاصة وأنه
يربط الدول بعضها ببعض.وال حاجة للحديث عن أهمية النقل البحري وما
وصل إليه من تقدم هائل في هذا العصر إذ إن الصادرات والواردات في
جميع أنحاء العالم تعتمد أصال على النقل البحري.
1
ويعتبر عقد النقل البحري من أهم العمليات التي تقوم بها السفينة بوصفها
أداة للمالحة البحرية،ويحتل عقد النقل البحري أهمية خاصة بين
موضوعات القانون البحري إذ أنه يؤدي وظيفة لها أهميتها الجوهرية من
الناحية االقتصادية والتجارية سواء على النطاق الدولي والداخلي إذ أنه
يسهل عملية تبادل السلع والخبرات في جميع أنحاء العالم.
وعقد النقل عقد يلتزم بموجبه الناقل بنقل البضائع من ميناء مقابل أجر
يلتزم به الشاحن فيتم النقل البحري للبضائع عن طريق استخدام السفينة بأن
يقوم الناقل سواء كان مالكا للسفينة أو مستأجرا لها ومجهزا بنقل البضائع
من ميناء إلى آخر مقابل أجر متفق عليه لحساب شخص آخر هو الشاحن.
2
يلتزم الشاحن بمقتضى عقد النقل البحري بالتزامين أساسيين وهو إلتزامه
بدفع األجرة المتفق عليها إضافة إلى إلتزامه بتسليم البضاعة المتفق عليها
إلى الربان لشحنها .وسوف ندرسهما كي نتعرف على مضمونهما .
يلتزم الشاحن بتسليم البضاعة للناقل في الزمان والمكان المتفق عليه فيما
بينهما بعقد النقل البحري ،وفي حالة عدم تحديد زمان ومكان التسليم في
االتفاق الحاصل #بينهما ،يتم اللجوء في هذه الحالة إلى العرف السائد في
ميناء الشحن لتحديد وقت ومكان التسليم ،وباالستناد إلى المادة( )250تطبق
على مواعيد الشحن أو التأخير أو اإلسراع في ذلك ،أحكام المواد ()215
1
و( )216والتي تتعلق بعقد إيجار السفينة.
وفي حالة لم يقم الشاحن بهذا االلتزام فإنه يلتزم بتعويض يدفعه إلى الناقل
لتأخره في تنفيذ التزامه على أنه يجب ال يتجاوز التعويض قيمة مقدار
األجرة ،2لكن القانون البحري العماني جاء مختلفا في ذلك حيث يتحمل
الشاحن في هذه الحالة دفع أجرة النقل كاملة إضافة إلى النفقات التي تكبدها
الناقل ،إال أنه في حالة ما إذا شحن الناقل بضائع أخرى بدال من تلك التي
تعود للشاحن الذي تخلف عن تسليم بضائعه ،فإن لهذا الشاحن الحق في
الحصول على ثالثة أرباع أجرة البضائع التي شحنت بدال من بضائعه ،كما
3
يحق له المطالبة بالمصاريف التي اقتصتها السفينة من ذلك.
ويجب على الشاحن أن يقدم كتابة بيانات صحيحة عن البضائع عند تسليمها
للناقل أو الربان .
وإذا تعمد الشاحن ذكر بيانات غير صحيحة عن البضائع في سند الشحن
سواء عن طبيعة البضائع أو قيمتها فال يسأل الربان أو الناقل عن هالك
- 1حيث تنص المادة ( )215بالقول" -1إذا لم يتفق الطرفان على مهلة بشحن البضائع أو تفريغها #وجب الرجوع إلى مايقضي به
العرف - 2وإذا لم يتم الشحن أو التفريغ في المهلة األصلية التي يحددها العرف سرت مهلة إضافية ثانية ال تجاوز المهلة األولى
ويستحق المؤجر عنها بحكم القانون تعويضا يوميا يحدده اإلتفاق أو العرف .وإذا لم يتم الشحن أو التفريغ خالل المهلة اإلضافية سرت
مهلة إضافية ثانية ال تجاوز المهلة األولى ويستحق #المؤجر عنها تعويضا يوميا يعادل التعويض اليومي المقرر للمدة اإلضافية األولى
زائدا النصف ،وذلك دون إخالل بما يستحق من تعويضات أخرى -3.ويعتبر التعويض #اليومي المستحق عن المهلة اإلضافية من
ملحقات األجرة وتسري عليه أحكامها".
- 2انظر:د -:عدلي أمير خالد ،عقد النقل البحري في ضوء قانون التجارة البحرية الجديد والمستحدث من أحكام النقض وأراء الفقه
،دار المطبوعات الجامعية ،اإلسكندرية ،2007،ص .58
- 3انظر:د -:عادل المقدادي ،النقل البحري وفقا ألحكام القانون البحري العماني رقم 81\35م،2007،ص.41
3
البضائع أو تلفها إذا ثبت عدم صحة هذه البيانات ،4كما يحق للربان
باالستناد إلى الفقرة 1من المادة 242إنزال هذه البضائع من السفينة في
مكان شحنها ،أو قبول نقلها بأعلى أجرة لبضائع من نوعها في ميناء الشحن
،إضافة إلى حقه في المطالبة بما يستحقه من تعويض عن ذلك 5،وذلك في
حالة إكتشاف الربان للبضائع قبل مباشرة السفينة رحلتها البحرية ،لكن لو
اكتشف الربان البضائع أثناء السفر أي بعد مباشرة السفينة رحلتها ،ففي هذه
الحالة يحق له إلقاء #هذه البضائع في البحر إذا كان وجودها يسبب ضرر
للسفينة أو للبضائع األخرى المشحونة عليها ،أو أن نقلها يرتب في ذمة
الناقل غرامات أو نفقات #تفوق قيمتها،أو إذا كانت هذه البضائع مما يمنع
6
القانون بيعها أو تصديرها .
وإضافة لذلك فإن من الجزاءات التي تقع على الشاحن والتي تتولد عن
التزامه بتسليم البضاعة ما توجبه المادة 243الفقرة 1من القانون البحري
العماني 7والتي أجازت #للناقل ،إذا شحنت بضائع من األنواع الملتهبة أو
المتفجرة أو الخطرة والتي ما كان الناقل أو وكيله يرضى بنقلها لو علم بها
مسبقا ،أن ينظم محضرا معلال بها في كل وقت وكل مكان يصل إلى علمه
بوجود هذه البضاعة على ظهر السفينة ومن ثم يقوم بإنزالها من السفينة أو
إتالفها أو إزالة خطورتها بدون مسؤولية عليه ،مع تحميل الشاحن
8
بالمصاريف واألضرار التي قد تنتج عن نقل مثل هذه البضائع الخطرة.
أما إذا كان تحميلها بعلم الناقل فليس له إتالفها أو إنزالها إال إذا شكلت
خطرا على السفينة أو الحمولة ،وال يلزم أي تعويض عنها إال إذا وقعت
خسائر بحرية مشتركة،9وقد نصت على ذلك الفقرة 2من المادة 243
بالقول" -2وإذا شحنت بضائع من هذا القبيل بعلم الناقل ورضائه وأصبحت
تشكل خطرا على السفينة أو شحنتها جاز تفريغها من السفينة أو إتالفها أو
- 4انظر:د:عدلي أمير خالد ،مرجع سابق ،ص .59
- 5انظر:د -:عادل المقدادي ،مرجع سابق ،ص .41نصت الفقرة 1من المادة 242بالقول ":إذا وجد الربان قبل السفر بضائع في
السفينة غير تلك المذكورة في سند الشحن أو كان البيان المتعلق بها مخالفا للحقيقة ،جاز له إنزالها من السفينة في مكان الشحن أو إبقائها
فيها ،مع استيفاء #أجرة تعادل أعلى أجرة البضائع من نوعها في المكان المذكور ،وذلك مع عدم اإلخالل يستحقه من تعويض"#.
- 6وذلك باإلستناد إلى الفقرة 2من المادة 242والتي تنص بالقول -2":وإذا اكتشف البضائع المذكورة أثناء الرحلة جاز للربان أن يأمر
بإلقائها في البحر ،إذا كان من شأنها إحداث أضرار للسفينة أو للبضائع المشحونة فيها ،أو إذا كان نقلها يستلزم دفع غرامات أو آداء
مصاريف تزيد على قيمتها، #أو كانت من البضائع المحظورة قانونا بيعها أو تصديرها".
- 7تنص المادة 243الفقرة 1بالقول -1 ":إذا شحنت في السفينة بضائع خطرة أو قابلة لإللتهاب أو اإلنفجار جاز للناقل في كل وقت
،أن يفرغها من السفينة أو أن يتلفها أو أن يزيل خطورتها بدون أي تعويض في جميع الحاالت إذا أثبت أنه لم يكن يرضى بشحنها أصال
،لو علم بنوعها أو بطبيعتها .وفضال عن ذلك ،يسأل الشاحن عن األضرار والمصاريف الناشئة بطريق مباشر أو غير مباشرة عند
شحنها في السفينة "
- 8انظر :د -:عبدالقادر حسين العطير ،الوسيط في شرح قانون التجارة (دراسة مقارنة) ،مكتبة دار الثقافة للنشر والتوزيع ،عماّن،
1999م،ص .321
- 9انظر :المرجع السابق ،ص .321انظر كذلك :د -:عادل المقدادي ،مرجع سابق ،ص .42
4
إزالة خطرها بمعرفة الناقل بدون مسؤولية عليه ،إال فيما يتعلق بالخسائر
البحرية المشتركة عند اإلقتضاء".
تسمى أجرة النقل البحري بالنولون وهي تسمية ترددت كثيرا في قانون
التجارة البحرية العثماني وهي المقابل الذي يلتزم الشاحن بدفعه للناقل مقابل
التزام هذا األخير بنقل البضائع المملوكة للشاحن من ميناء الشحن إلى ميناء
10
الوصول.
وقد عالج المشرع العماني موضوع أجرة النقل باالستناد إلى المادة 250
األحكام التي تضمنتها المواد 223و 225و 228و229و 234و 235مبينا
حاالت استحقاق األجرة وحاالت عدم استحقاقها ،وهذه المواد تتعلق بأجرة
السفينة في حالة إيجارها مجهزة بالرحلة أو المدة.
األصل التزام الشاحن بدفع أجرة النقل ،إال أنه قد يتم االتفاق بين الشاحن
والناقل على أن المرسل إليه يقوم بدفع النولون عند تسليم البضاعة فإذا لم
يدفع كان الشاحن ملتزما بدفع النولون-األجرة -للناقل باعتباره الطرف
األول في عقد النقل،أي أن ألطراف عقد النقل الحرية المطلق في تحديد
األجرة واختيار الطريقة التي يتم الوفاء بها ،فإذا لم يتم تنظيم األجرة
باإلتفاق وجب الرجوع لعرف ميناء الشحن أو قياسا على أجرة المثل يوم
إبرام العقد،مع أنه يندر أن تثور مشكلة بخصوص أجرة النقل ألن تحديدها
يكون عادة منظما في لوائح الناقل وشروطه 11،ويتم تحديد أجرة النقل إما
على أساس الرحلة أو على أساس المدة الزمنية إذا كانت السفينة مستأجرة
بموجب سند إيجار وقد يكون على أساس حجم البضاعة أو وزنها أو
مقدارها عند الشحن كما تحدد بالقطعة في البضائع الثمينة وذلك إذا كان
12
النقل بسند الشحن .
- 10انظر:د -:فايز نعيم رضوان،القانون البحري وفقا للقانون اإلتحادي رقم 1981\26م،أكاديمية شرطة دبي ،مطابع البيان
التجارية،دبي2003 ،م،ص ،.287انظر كذلك:د-:عبدالقادر حسين العطير ،مرجع سابق،ص ،322أيضا:د-:عادل المقدادي ،مرجع
سابق ،ص.43
- 11انظر :جالل وفاء محمدين ،قانون التجارة البحرية ،دار الجامعة الجديدة ،1997 ،ص .111انظر كذلك :د -:عبدالقادر حسين
العطير ،مرجع سابق ،ص .322
- 12انظر:د -:محمود سمير الشرقاوي،القانون البحري،د-:محمد القليوبي،دار النهضة العربية 1993،م،ص .367
5
تعتبر التشريعات البحرية الشاحن أو المرسل إليه شريكا في مخاطر
الرحلة ،فقد تؤدي الحوادث البحرية إلى إنقضاء اإللتزام بدفع األجرة أو
بقاء اإللتزام بدفعها رغم عدم إتمام النقل، 13وفي القانون البحري العماني
تطبق على التزام الشاحن بدفع األجرة ما ورد في المادة 223من حاالت
تتعلق بآثار الحوادث البحرية على البضائع والتي قد تحصل أثناء الرحلة
البحرية، 14وهذه الحاالت هي :
-1إذا هلكت البضاعة هالكا كليا بحيث ال يمكن تسليمها للمرسل إليه
في ميناء الوصول أو ال يمكن وضعها تحت تصرفه في هذا الميناء،
بسبب قوة قاهرة كغرق السفينة أو استيالء العدو عليها أو
حريقها،فإن الناقل ال يستحق أي أجر عليها وهو وضع طبيعي ألن
األجرة في مقابل تحريك البضاعة من ميناء المغادرة حتى ميناء
الوصول ،فإذا لم يقم الناقل بمثل هذا االلتزام فال حق له
16
باألجرة 15،إال إذا اتفقا على خالف ذلك.
-2هالك البضاعة مع التزام الشاحن بدفع أجرتها للناقل ،إذا كان هذا
الهالك نشأ عن :
أ -إهمال أو خطأ الشاحن أو تابعيه.
ب -وجود عيب يعود إلى طبيعة البضاعة.
17
ج -بيع البضاعة من قبل الربان بسبب وجود عيب فيها ،وقد يضطر
الربان إلى بيع البضائع للحصول #على األموال الالزمة لمواجهة حاجة
ملحة كإصالح السفينة أو تزويدها بالمؤن ،ومع ذلك يلتزم الشاحن بدفع
أجرة النقل ،ألنه يحصل من الناقل على قيمتها بسعرها في ميناء
18
الوصول ووقت وصول السفينة.
د -إتالف البضاعة من قبل الربان بسبب خطورتها على السفينة ومن
فيها ،أو ألنها كانت من البضائع المحظور نقلها.
6
كما يسأل الشاحن عن األجرة تجاه الناقل #،إذا كان موضوع النقل
حيوانات تعود للشاحن ونفقت أثناء الرحلة البحرية بسبب ال يعود إلى
19
الناقل أو أحد تابعيه.
-3إذا كانت السفينة مؤجرة من قبل الناقل لنقل البضائع للشاحن ذهابا
وإيابا ،وحالت قوة قاهرة دون وصول السفينة إلى الميناء
المقصود،فإن الشاحن في هذه الحالة ال يلزم إال بأجرة الذهاب،وعلى
الناقل إعادة أجرة اإلياب إلى الشاحن إذا كانت قد دفعت إليه
مقدما،20حيث تنص الفقرة 3من المادة 223بالقول":إذا #كانت السفينة
مؤجرة للذهاب واإلياب وحالت قوة قاهرة بعد إبحارها دون
الوصول إلى الميناء الذي تقصده فال يستحق المؤجر إال أجرة
الذهاب".
منح المشرع للناقل حق حبس البضاعة حتى يستوفي أجرة النقل ،كما
منحه إمتيازا على ثمن بيع البضائع المنقولة،21وهذه الضمانات #تضمنتها
المواد 234و 235وهي تسري على عقد النقل البحري باالستناد إلى
المادة .250
7
تقدرها الجهة المختصة قانونا.ولهذه الجهة أن تأمر ببيع البضائع بما
يعادل قيمة األجرة المستحقة طبقا لإلجراءات #المقررة.
حق اإلمتياز:
نص المشرع في المادة 235الفقرة األولى بالقول -1 ":أن للمؤجر
امتيازا على البضائع المشحونة على السفينة ،ضمانا لسداد أجرة السفينة
وملحقاتها #ويستمر هذا اإلمتياز لمدة خمسة عشر يوما بعد تسليم البضائع
ما لم تكن قد ترتب عليها حق عيني للغير حسن النية".
فللناقل امتياز على ثمن البضائع التي تعود للشاحن لضمان سداد
أجرتها ،وهذا اإلمتياز يخول الناقل حق التقدم عند استيفاء أجرته من
ثمنها،واضح أن محل اإلمتياز هو ثمن البضاعة ال البضاعة ذاتها ،وهذا
يفترض بيع البضاعة،لذا كان للمشرع أن ينص ":للمؤجر امتياز على
ثمن البضائع ،"......واإلمتياز ال يضمن فقط أجرة النقل بل كل المبالغ
المستحقة للناقل بسبب النقل ومثال ذلك مقابل التأخير في الشحن
والتفربغ.23
يستمر امتياز الناقل على البضائع التي تعود للشاحن لمدة خمسة عشر
يوما بعد تسليم البضائع،إال أن هذا اإلمتياز يزول قبل إنتهاء المدة
المحددة،إذا انتقلت ملكية البضاعة إلى مشتري حسن النية أو ترتب
عليها حق عيني للغير حسن النية .
وامتياز الناقل يبقى قائما ولو كانت بضائع الشاحن قد اختلطت بغيرها
24
من البضائع.
وأخيرا وباإلستناد إلى المادة 229فإن ذمة الشاحن ال تبرأ عن دفع
أجرة البضاعة للناقل #،ولو تخلى عن هذه البضائع للناقل بسبب يعود إلى
25
تلفها أو نقص قيمتها أو مقدارها.
- 23انظر:د:محمد عبدهللا ،الوسيط في شرح قانون التجارة البحرية ،الطبعة األولى ،دار النهضة العربية ،2004،ص .20انظر
كذلك:د -:محمود سمير الشرقاوي،د-:محمد القليوبي،مرجع سابق،ص .،370
- 24تنص الفقرة 2من المادة 235بالقول -2":ويبقى اإلمتياز قائما ولو اختلطت البضائع بغيرها #من نوعها".
- 25تنص المادة 229بالقول ":ال يبرأ المستأجر من دفع األجرة بالتخلي عن البضائع لو تلفت أو أصابها نقص في قيمتها أو مقدارها أو
مقدارها أثناء السفر".
8
يلتزم الناقل البحري باعداد السفينة وتجهيزها لتكون صالحة للمالحة
البحرية ولتنفيذ عملية النقل المتفق عليها.ويلتزم أيضا بشحن البضائع
ورصها وتفريغها وتسليمها إلى المرسل إليه في ميناء الوصول
ونتعرض لهذه اإللتزامات كما يلي :
فالناقل يلتزم تجاه الشاحن بتهيئة السفينة المتفق عليها في عقد النقل
البحري في الزمان والمكان المتفق عليهما في العقد ،وبعكسه إذا تخلف
عن إحضار السفينة يحق للشاحن فسخ العقد بعد إخطار المستأجر
بذلك،26وبما أنه بذلك فإنه ملزم كذلك قبل وعند البدء بالسفر بإعداد
السفينة إعدادا حسنا لتكون صالحة للمالحة وأن يزودها بالمهمات
والرجال والمؤن الالزمة وأن يعمل على تنظيف العنابر وتبخيرها وكذا
27
الغرف المبردة وسائر أقسام السفينة المعدة لشحن البضائع.
وقد أوضح القضاء اإلنجليزي بأن صالحية السفينة للمالحة هو
تجهيزها واعدادها ألداء الغرض منها وأن الناقل يتعهد بصالحية السفينة
عند إقالعها وليس مجرد محاولته صادقا وبحسن نية لجعلها صالحة
للمالحة ،فالتزامه بذلك إلتزام مطلق .
بل وإذا كانت الرحلة مكونة من مراحل فإن التزامه بجعل السفينة
صالحة للمالحة ينصرف إلى بداية كل مرحلة ،فالسفينة يجب أن تكون
صالحة للمالحة للرحلة المعينة وجاهزة الستالم حمولتها.
فالصالحية للمالحة تعني أن تكون السفينة قادرة على تحمل مصاعب
الرحلة البحرية المطلوبة ومن ثم تكون معدة لذلك ومجهزة بكل ما يلزم
9
إلتمام الرحلة بسالم عن طريق تجهيزها وتطقيمها وتموينها وغير ذلك
28
مما هو الزم لجعلها في حالة صالحة للقيام بالرحلة المطلوبة.
ويسأل الناقل #عن أي ضرر يصيب البضاعة التي تعود للشاحن ،إذا
كان هذا الضرر يعود إلى عدم صالحية السفينة للمالحة البحرية أو
التجارية ،وال يستطيع الناقل باإلستناد إلى الفقرة 2من المادة 219أن
يتخلص من مسؤولية ذلك ،29إال إذا أثبت أن ذلك ال يعود إلى تقصير منه
أو من تابعيه ،أو كان ذلك ناجم عن وجود عيب خفي في السفينة لم يكن
باستطاعته كشفه بالفحص العادي.وبخصوص هذه العيوب الخفية في
السفينة ،فقد بين المشرع العماني بأنه ال موجب لتحميل الشاحن
مسؤولية األضرار التي تصيب البضاعة بسببها،30حيث نص على ذلك
بالقول -2":ويسأل المؤجر عن الضرر الناشئ عن عدم صالحية
السفينة للمالحة ،إال إذا أثبت أن ذلك يرجع إلى عيب خفي لم يكن من
المستطاع كشفه بالفحص العادي ".
10
الشاحن مهمة الشحن،32إال أن الواقع أن عملية الشحن والتفريغ كذلك
تقوم يهما حاليا شركات الشحن والتفريغ Steyedoring Companies
بواسطة عمال مهرة متخصصين بعمل الموانيء يطلق عليهم
Dockersأو Longshoremenومثل هذه الشركات عادة تعمل عادة
كمقاول لمؤسسة الموانيء أو أن مؤسسة الموانيء تقوم بنفسها بإدارة
مثل هذه العمليات،وتختلف الوسائل واألدوات المستعملة في عملية
الشحن والتفريغ بحسب نوع البضاعة ،فإذا تعلق األمر بشحن بضائع
ففي هذه الحالة تستخدم رافعات عائمة أو رافعات السفينة،أما إذا كانت
المواد المنقولة بحرا عبارة عن سوائل كالبترول مثال ،فيكون شحنها
بواسطة أنابيب خاصة ،وقد تكون عملية الشحن بمضخات إذا كانت
33
البضاعة عبارة عن حبوب.
كما أن الشحن ال بد وأن يتم في الميعاد المتفق عليه في عقد النقل
البحري،وعند خلو العقد من وجود اتفاق على تحديد هذا الميعاد ،يتوجب
الرجوع إلى العرف في ميناء الشحن ،وقد نصت على ذلك المادة 215
الفقرة 1بالقول -1":إذا لم يتفق الطرفان على مهلة بشحن البضائع أو
تفريغها وجب الرجوع إلى ما يقضي به العرف.
وميعاد الشحن يبدأ من اليوم التالي إلبالغ الربان الشاحن إستعداد
السفينة لشحن البضاعة فيها ،إال أنه يجوز اإلتفاق على غير ذلك ،وفي
هذه الحالة يسري ميعاد الشحن من الوقت المتفق عليه.34
وتحتسب أيام الشحن على أساس اليوم الكامل وتعتبر كسور اليوم يوما
كامال،35وتخرج من ميعاد الشحن أيام اإلجازات واأليام التي يستحيل فيها
العمل لسوء األحوال الجوية ،أو لصدور أمر من السلطات العامة بوقف
الشحن إلضراب عمال الموانيء.
مقابل التأخير:
إذا لم يقم الشاحن أو الناقل- #بحسب اإلتفاق -بإتمام عملية الشحن في المدة
األصلية التي يحددها العقد أو العرف سرت مهلة إضافية ال تجاوز المدة
األصلية ويستحق المؤجر عنها تعويضا يوميا يحدده العقد أو العرف.وإذا لم
علي جمال الدين عوض ،النقل البحري للبضائع ،دار النهضة العربية ،القاهرة ،1992ص .353
- 32نصت المادة 249من القانون البحري العماني ":على الناقل أن يقوم بشحن البضاعة وتشوينها ورصها ونقلها والمحافظة عليها
والعناية بها وتفريغها#.
- 33انظر:د-:عبدالقادر حسين العطير،مرجع سابق،ص.339
- 34انظر-د-:عادل المقدادي،مرجع سابق ،ص.47
- 35وذلك باإلستناد إلى المادة 216الفقرة األولى ،حيث نصت بالقول ":تبدأ المهلة األصلية للشحن والتفريغ من اليوم التالي لتبليغ الربان
ذوي الشأن استعداد السفينة لشحن البضائع أو تفريغها وتحسب المهلة باليوم وتحسب أجزاء اليوم بالساعة.
11
يتم الشحن خالل المهلة اإلضافية سرت مهلة إضافية ثانية ال تجاوز المهلة
األولى ويستحق المؤجر عنها تعويضا يوميا يعادل التعويض اليومي المقرر
للمهلة اإلضافية األولى زائدا النصف،وذلك دون إخالل بما يستحق من
تعويضات أخرى، 36وقد نصت المادة 215الفقرة الثانية على ذلك بالقول":
-2وإذا لم يتم الشحن أو التفريغ في المهلة األصلية التي يحددها العرف
سرت مهلة إضافية ال تجاوز المهلة األصلية ويستحق المؤجر عنها بحكم
القانون تعويضا يوميا يحدده االتفاق أو العرف.وإذا لم يتم الشحن أو التفريغ
خالل المهلة اإلضافية سرت مهلة إضافية ثانية ال تجاوز المهلة األولى
ويستحق المؤجر عنها تعويضا يوميا يعادل التعويض اليومي المقرر للمدة
اإلضافية األولى زائدا النصف وذلك دون إخالل بما يستحق من تعويضات
أخرى .
ومن المقرر أن المهل اإلضافية التي تمنح للشاحن ال تخرج منها أيام
اإلجازات الرسمية أواأليام التي يستحيل فيها الشحن بسبب قوة قاهرة
،ويعبر عن هذه القاعدة بأنه " عندما يصبح مقابل التأخير مستحقا فال شيء
يحول دون إستحقاقه" والسبب في هذا أن الشاحن هو المسؤول عن تأخير
الشحن حتى حلول اإلجازات #الرسمية أو األيام التي يستحيل فيها الشحن
بسبب قوة قاهرة تمنع الشحن وكان في مكنة السفينة أن تبحر قبل ذلك لو أن
الشحن تم في الموعد المحدد إتفاقا #أو عرفا .37
والحكمة من تقرير مقابل التأخير واضحة ،إذ يترتب على عدم إتمام
الشحن في الميعاد المحدد تعطيل استغالل السفينة في الفترة التي يتأخر فيها
الشاحن عن إتمام الشحن وكان بوسع الناقل أن يحصل على أجرة نقل
لبضاعة أخرى في هذه الفترة ،على أن المقابل يكون مستحقا ولو لم يلحقه
ضرر من التأخير،ولذلك نرى أن مقابل التأخير ليس تعويضا بالمعنى
القانوني كما يذهب البعض وإنما يعتبر أجرة نقل إضافية،وهذا ما تقضي به
المادة 215الفقرة الثالثة بالقول -3 ":ويعتبر التعويض المستحق عن المهلة
اإلضافية من ملحقات األجرة وتسري عليه أحكامها.
مكافأة اإلسراع:
12
تقضي الفقرة الثانية من المادة 216من القانون البحري العماني بجواز
اإلتفاق على منح المستأجر مكافأة عن اإلسراع في إنجاز الشحن ،ويحكم
هذا النص الحالة التي يتم فيها الشاحن عملية الشحن قبل إنتهاء ميعاد الشحن
،وسبب استحقاق هذه المكافأة أن الشاحن يمكن الناقل من استغالل السفينة
بنقل بضاعة أخرى في األيام التي يوفرها من ميعاد الشحن ،وتخصم عادة
مكافأة اإلسراع من أجرة النقل ولذلك تمثل هذه المكافأة جزءا من هذه
األجرة.38ويالحظ أنه متى تم الشحن قبل إنتهاء المدة المعينة له فال تضاف
39
األيام الباقية إلى مدة التفريغ ما لم يتفق على غير ذلك .
- 38انظر:د-:سوزان علي حسن،عقد نقل البضائع بالحاويات ،دار الجامعة الجديدة2004،م،ص .67انظر كذلك:د -:هاني دويدار
،الوجيز في القانون البحري ،دار الجامعة الجديدة للنشر ،2004،ص.257انظر كذلك ،د -:محمود سمير الشرقاوي ،د-:محمد القليوبي،
مرجع سابق ،ص .353
- 39نصت الفقرة 2من المادة 216بالقول -2 ":إذا تم الشحن قبل انتهاء المدة المحددة فال تضاف األيام الباقية إلى مهلة التفريغ مالم يتفق
على غير ذلك.ويجوز االتفاق على منح المستأجر مكافأة عن إتمام الشحن أو التفريغ قبل موعده,
- 40تنص المادة 249بالقول " على الناقل أن يقوم بشحن البضائع وتشوينها ورصها ونقلها والمحافظة عليها والعناية بها وتفريغها#.
- 41انظر :د-:عادل المقدادي ،مرجع سابق ،ص .47
- 42انظر:د -:محمود سمير الشرقاوي،د-:محمد القليوبي ،مرجع سابق ،ص .354
13
أو تلفها ،فمثال إذا كانت البضاعة عبارة عن أقمشة فال يجوز وضعها قريبة
من بضاعة أخرى تكون زيت مثال،إلحتمال تسرب هذا الزيت على األقمشة
األمر الذي يؤدي إلى تلف هذه األقمشة ،وإذا كانت البضاعة مثال عبارة
عن إسمنت وخشب ،فال يجوز وضع الخشب على اإلسمنت إلحتمال تمزق
43
األكياس التي تحوي األسمنت.
نقل البضاعة إلتزام جوهري على عاتق الناقل وهو الذي يميز عقد النقل
عن غيره من العقود ،حيث يلتزم بنقل البضاعة من ميناء القيام إلى ميناء
الوصول في الميعاد المتفق عليه أو في الميعاد المعقول إذا لم يرد تحديد
44
لذلك،ولو لم يرد في القانون البحري ذلك .
ويتعين أن يتم نقل البضاعة على السفينة التي شحنت عليها من ميناء
القيام فال يجوز إذن تغيير السفينة أثناء الرحلة ،إذ أن هذا يزيد من فرص
تعريض البضاعة للتلف أو الهالك.ومع ذلك قد تطرأ أثناء الرحلة ظروف
تضطر الناقل إلى تغيير السفينة ،كما لو أصبحت السفينة غير صالحة إلتمام
الرحلة ،ففي هذه الحالة يجوز للربان استبدالها بسفينة أخرى يجري
استئجارها على نفقة الناقل إليصال البضاعة إلى الميناء المتفق عليه دون
تحميل الشاحن أية زيادة في األجرة ،وعلى الربان إتخاذ جميع التدابير
الالزمة للمحافظة على البضاعة أثناء عملية تفريغها من السفينة األولى
وإعادة شحنها في السفينة الجديدة،45كما يلتزم بأن يتبع خط السير المعتاد أو
46
المتفق عليه في عقد النقل.
وقد استقر الرأي على أن المقصود بخط السير المعتاد الطريق المالحي
الذي تسلكه السفن عادة بين ميناء القيام وميناء الوصول ويشمل الموانيء
التي تقع بين هذين الميناء وتقف بها السفن عادة ،وال يقصد به الطريق
األقصر جغرافيا .47ألن ذلك األخير قد يحتوي على مخاطر غير معتادة
14
أوعلى عوائق مالحية قد تعرض سالمة السفينة ومن عليها وما عليها لخطر
غير عادي ،لذا ال يجوز له أن يسلك طريقا آخرا وأن يعرج على موانئ لم
تجر العادة بالوقوف فيها،كما لو مرت السفينة على ميناء غير داخل في خط
سيرها أو حالة حرب بين دولة الميناء الذي تمت فيه المصادرة ودولة ميناء
الوصول ،أو قد يحدث أن تتعرض السفينة لعاصفة شديدة تلحق أضرارا #ما
كانت لتحدث لو لم تنحرف السفينة عن خط السير المحدد لها ،وال يجوز له
في هذه الحاالت #التعلل بالقوة القاهرة لتفادي المسئولية ألن القوة القاهرة ما
كانت لتحدث الضرر لو لم يرتكب الناقل خطأ سابقا وهو اإلنحراف عن
خط السير المعتاد ،فانحرافه جعله مسئوال عما يلحق البضاعة من ضرر أو
هالك نتيجة ذلك أو نتيجة تأخير وصولها بسبب االنحراف غير المبرر
،وفي مقابل ذلك ال يسأل الناقل عن ذلك حين يكون هناك مبرر لالنحراف
كإنقاذ أرواح أو تفادي عاصفة أو إصالح عمل طارئ بالسفينة أو التزود
بالوقود وإن كان التزود بالوقود الكافيء لبدء الرحلة البحرية،48أو كما لو
تلقى الربان خبرا يفيد وجود عاصفة شديدة أو جبل من الجليد في الطريق
المعتاد،أو قد يضطر الربان إلى االنحراف خشية الوقوع في يد أعداء
49
دولته،وذلك ما يسمى باالنحراف المعقول.
وقد تستند مشروعية االنحراف إلى العقد إذا تضمن هذا األخير شرطا
يمنح الربان حرية االنحراف عن خط السير المعتاد ألغراض معينة ينص
50
عليها هذا الشرط الذي يعرف بشرط االنحراف . Deviation clause
إضافة لذلك يلتزم الناقل بالمحافظة على البضاعة أثناء نقلها إلى الميناء
المقصود والعناية بها لكونها تحت حراسته ،وعليه في هذه الحالة تغطية
البضاعة إلبعادها عن مياه البحر والمحافظة عليها من مخاطر الهالك
والتلف،إال أنه إذا لم يتمكن من ذلك بسبب وجود قوة قاهرة تمنعه من
الوصول إلى هذا الميناء ،كما لو كان هناك حصار بحري أو حجر صحي
أو اضراب عام فعليه في هذه الحالة ،إيصالها #إلى أقرب مكان إلى ميناء
الوصول ،ثم بعد ذلك يجري نقلها إلى ميناء الوصول المحدد لتسليم
البضاعة بوسائل أخرى ،ويتحمل الشاحن في هذه الحالة مصروفات نقل
البضاعة إلى هذا الميناء ،أما إذا كان تعذر وصول السفينة ليس بسبب قوة
- 48انظر :د -:جالل وفاء محمدين ،مرجع سابق ،ص .283انظر كذلك :د -:عبدالقادر حسين العطير ،مرجع سابق ،ص .350
- 49تنص المادة 252الفقرة األولى بالقول -1":ال يسأل الناقل عن هالك البضائع أو تلفها الناشيء عن واحد أو أكثر من األسباب
اآلتية-:أ.....ب......-ج.....-د -القوة القاهرة.ه -حوادث الحرب و..............-ل -أعمال اإلنقاذ أو محاولة إنقاذ األرواح أو األموال في
البحر .م -أي انحراف في السير إلنقاذ أو محاولة إنقاذ األرواح ،أو األموال في البحر أو أي انحراف آخر له سبب معقول يبرره".........
- 50انظر:د-:محمد عبدالفتاح ترك ،التحكيم البحري ،دار الجامعة الجديدة للنشر،القاهرة،2003،ص .132
15
قاهرة ،ففي هذه الحالة يلتزم الناقل بمصاريف نقلها من المكان الذي رست
51
فيه إلى ميناء الوصول.
ويقع االلتزام بالتفريغ أصال على عاتق الناقل ما لم يتفق في عقد النقل
على إلزام الشاحن أو المرسل إليه به ،وال يمنع إلتزام الناقل بتفريغ
البضاعة من اإلتفاق على تحمل الشاحن أو المرسل إليه بنفقات #التفريغ
.وغني عن الذكر أنه غالبا ما يتم التفريغ بواسطة أشخاص متخصصين هم
مقاولو الشحن والتفريغ اللذين يقومون بالتفريغ لحساب من يقع عليه االلتزام
53
بتفريغ البضاعة.
ميعاد التفريغ يبدأ من وقت إعالن الربان بأن السفينة مستعدة للتفريغ
،وبناء على ذلك يتوجب أن يتم التفريغ في المدة المتفق عليها أو في المدة
التي يحددها العرف إن لم يوجد نص على ذلك،54وعادة تؤخذ بنظر
االعتبار طبيعة البضاعة ونوعها وكميتها وعددها وحجمها عند حساب مدة
55
التفريغ.
وكما هو الحال #في عملية شحن البضاعة –التي سبق وأن تعرضنا لها
بالشرح -تطبق أحكام المواد 215و 216على األحوال التي يجري فيها
التأخير أو اإلسراع في عملية التفريغ.
- 51انظر:د-:عادل المقدادي،مرجع سابق ،ص .48
- 52انظر:د -:فايز نعيم رضوان،مرجع سابق ،ص .296انظر كذلك:د:عادل المقدادي ،مرجع سابق،ص .49
- 53انظر:د -:محمود سمير الشرقاوي ،د-:محمد القليوبي ،مرجع سابق ،ص .360
عملية التفريغ في ظل قواعد الهاي لسنة 1924فهي كعملية الشحن من إلتزامات الناقل بموجب المادة الثالثة فقرة (ثانيا)منها التي
اليمكنه نقلها إلى الشاحن أو المرسل إليه كما ال يستطيع إعفاء نفسه من نتائجها #وكل شرط في هذا المعنى باطل (م 8\3من قواعد
الهاي) .راجع:د-:عبدالقادر حسين العطير،مرجع سابق ،ص.361
- 54انظر:د-:مصطفى كمال طه ،مرجع سابق ،ص .268انظر كذلك:د -:محمد عبدالفتاح ترك ،مرجع سابق ،ص.134
- 55انظر:د -:عادل المقدادي ،مرجع سابق ،ص .50
16
ولما كان ميعاد التفريغ يبدأ من وقت إعالن الربان استعداد السفينة
للتفريغ بينما قد تتداول سندات الشحن أثناء الرحلة بحيث ال يكون في مقدور
الربان معرفة من آل إليهم الحق في استالم البضاعة حتى يعلنهم بوصول
السفينة وإستعدادها للتفريغ ،فإن محكمة النقض المصرية قضت بأن
المرسل إليه أو حامل سند الشحن عليه " إلتزام بالتقدم إلى الناقل أو وكيله
البحري في ميناء الوصول لتسلم البضاعة دون حاجة إلى اخطاره أو
إعالمه بذلك حسب األحوال متى كان ميعاد وصول السفينة معلوما له سواء
بالنص في سند الشحن أو سلفا لشحن البضاعة على خط مالحي منتظم
معلنة مواعيده من قبل ،ذلك أنه وإن كان من مستلزمات تنفيذ عقد النقل
البحري وتسليم البضاعة إلى صاحب #الحق في استالمها إخطار األخير أو
إعالمه بوصول السفينة والبضاعة إال أن مناط ذلك قيام الحاجة إلى هذا
اإلجراء الذي خال قانون النقل البحري56ومعاهدة بروكسل من النص
عليه،ومن ثم إذا خال سند الشحن من النص على إلتزام الناقل #به فإن الناقل
ال يلتزم به إال إذا كان ميعاد وصول السفينة غير محدد في سند الشحن أو
كان الشحن على خطوط مالحية غير منتظمة وغير معلوم سلفا مواعيد
57
وصولها أو طرأ تعديل على ميعاد الوصول المحدد من قبل "
وفي األحوال التي تنقضي فيها المدة المحددة للتفريغ ويتأخر الشاحن أو
المرسل إليه عن إستالم البضاعة ،ففي هذه الحالة يحق للربان إنزال
البضاعة المشحونة على نفقة ومسؤولية مالكها ،وعليه اتخاذ جميع التدابير
الالزمة للمحافظة على البضاعة،وقد نصت المادة -217المتعلقة بإيجار
السفينةوالتي تسري على عقد النقل البحري بمقتضى المادة -250من
القانون البحري العماني بالقول ":للربان عند انقضاء #مهلة التفريغ الحق في
إنزال البضائع المشحونة على نفقة المستأجر ومسئوليته إذا تراخى
المستأجر في استالم الشحنة .وفي هذه يلتزم الربان باتخاذ التدابير الالزمة
للمحافظة على البضائع.
17
ولو قامت بذلك شركات انتدبها لهذا الغرض ،ألن عملها يجب أن يكون
58
تحت إشرافه.
ويتحدد شخص الحامل الشرعي لسند الشحن طبقا لنوع السند .فإذا كان
سند الشحن إسميا وجب أن يسلم الربان البضاعة إلى المستفيد من السند أي
الشخص الوارد اسمه في السند أو من حول إليه السند حواالت صحيحة
بإتباع إجراءات #حوالة الحق ،أما إذا كان سند الشحن لألمر ،فعلى الربان
تسليم البضاعة لمن صدر السند بإسمه مقترنا بشرط األمر،أو إلى المظهر
إليه الذي انتقل السند بطريق التظهير ،أما لو كان سند الشحن لحامله التزم
- 58انظر:د -:عادل المقدادي،مرجع سابق ،ص.51انظر كذلك:د-:سوزان علي حسن ،مرجع سابق ،ص .74
- 59انظر:د -:فايز نعيم رضوان ،مرجع سابق ،ص .303انظر كذلك:د -:عبدالقادر حسين العطير،مرجع سابق ،ص .361
- 60انظر:د -:محمود سمير الشرقاوي ،د-:محمد القليوبي ،مرجع سابق ،ص.362
- 61انظر-:د-:محمد عبدالفتاح ترك ،مرجع سابق ،ص .133انظر كذلك :عبدالقادر حسين العطير ،مرجع سابق،ص .361
18
الناقل بتسليم البضاعة إلى من يتقدم إليه بالسند.62هذا وقد تسلم البضاعة إلى
وكيل الشحنة في األحوال التي يجوز فيها ذلك.
قيلت بشأنه عدة آراء ،لكونه لم يكن طرفا في عقد النقل المبرم بين
الشاحن والناقل ،حيث أثارت هذه المسألة جدال واسعا حول مركز المرسل
إليه في سند الشحن سواء بالنسبة إلى الحقوق التي يكتسبها من السند أو
اإللتزامات التي يلتزم بها والواردة في سند الشحن.
ذهب رأي إلى أن الشاحن عندما يبرم عقد النقل ،فإن العقد يتضمن
اشتراطا لمصلحة الغير – وهو هنا المرسل إليه – ويكسب هذا اإلشتراط
المرسل إليه حق مطالبة الناقل بالبضاعة.
وثمة رأي آخر يعتبر الشاحن عند تعاقده نائبا عن المرسل أمام الناقل مع
بقاء الشاحن ملزما شخصيا،إذ أن إلتزام المرسل إليه بدفع أجرة النقل إنما
ينشأ عندما ال يقوم الشاحن بوفاء هذه األجرة على أن يظل األخير مسئوال
عن الوفاء بها ،فقبول المرسل إليه للبضاعة يجعله مدينا أصليا بأجرة النقل
دون إعفاء الشاحن الذي يصبح كفيال للمرسل إليه في هذه الحالة ،فهناك
إذن نيابة ناقصة دون تجديد.ويعيب هذا الرأي أنه يفترض نيابة الشاحن عن
المرسل إليه أو حامل سند الشحن في جميع األحوال ومن الصعب افتراض
هذه النيابة خاصة متى جرى تداول سند الشحن أثناء الرحلة واستقر في يد
شخص ال صلة بينه وبين الشاحن إطالقا.
19
أما االتجاه الحديث وهو ما نميل إليه فهو قائم على أساس فكرة ملكيته
للبضاعة ،فحق المرسل إليه في استالم البضاعة يستند إلى حيازته لسند
الشحن الذي يمثل ملكية البضاعة وحق حيازتها ،وهي ،وهي إحدى
الوظائف التي الحظناها للسند،وذلك ألن سند الشحن يعتبر أداة لحيازة
البضاعة ،وهي حيازة رمزية للبضاعة ،فالربان ملزم بتسليم البضاعة
64
لحائز السند،إذا ما كانت حيازته له حيازة مشروعة.
ماذا لو تم تحرير السند بعدة نسخ 65بناء على طلب الشاحن وجرى
تظهير هذه النسخ ألشخاص مختلفين ،وتعدد بذلك حملة السند،مما يعني
تعدد أصحاب الحق في استالم البضاعة من الربان؟
الفرض األول:هو أن يتقدم إليه كل حملة السندات بطلب تسليم البضائع وهنا
تقضي الفقرة األولى من المادة 246بوجوب تفضيل حامل النسخة التي
جرى تظهيرها إليه سابقا على تظهير النسخ األخرى ،وقد نصت المادة
المذكورة بالقول............-1 #":وإذا تقدم عدة أشخاص يحملون نسخا من
سند الشحن القابل للتداول بطلب استالم البضائع وجب تفضيل حامل النسخة
التي يكون تاريخ أول تظهير فيها سابقا على تظهيرات النسخ األخرى.
الفرض الثاني:هو أن يتقدم إليه أحد حملة نسخ سند الشحن قبل اآلخرين
ويتسلم البضاعة من الناقل.وفي هذا الفرض تقضي الفقرة 2من المادة
246من القانون البحري العماني ،66بأنه متى كان من تسلم البضائع حامال
حسن النية إلحدى نسخ السند كانت له األفضلية على حملة النسخ األخرى
ولو كانت تظهيراتها أسبق تاريخا ،ومعنى ذلك أن الحامل الذي تسلم
البضاعة يحق له اإلحتفاظ بالبضاعة دون أن يتعرض لمنازعة الحملة
اآلخرين ألنه يحوز البضاعة حيازة فعليه،بينما ال يحوزها اآلخرون
اآلخرون إال حيازة رمزية تتمثل في سند الشحن الذي بيدهم ،فتفضل
67
الحيازة الفعلية على الحيازة الرمزية،استنادا لنصوص القانون.
- 64انظر:د -:عادل المقدادي ،مرجع سابق ،ص.51انظر كذلك :د -:عبدالقادر حسين العطير،مرجع سابق ،ص.365
- 65تجيز الفقرة 2من المادة 239من القانون البحري العماني أن تحرر سند الشحن بناء على طلب الشاحن عدة نسخ
- 66تنص الفقرة 2من المادة 246بالقول " -2وإذا تسلم البضائع حامل حسن النية إلحدى النسخ القابلة للتداول وجب تفضيله على
حامل النسخ األخرى ،ولو كان تظهيرها أسبق تاريخا .
- 67انظر:د-:جالل وفاء محمدين ،مرجع سابق ،ص..110انظر كذلك :د -:محمود سمير الشرقاوي،د-:محمد القليوبي،مرجع
سابق،ص .365
20
أما لو امتنع المرسل إليه عن تسلم البضاعة أو إذا لم يوجد من يطالب بها
ق للربان أن يطلب من المحكمة المختصة اإلذن له بإيداع ألي سبب كان ،ح ّ
البضاعة لدى شخص ثالث أمين تعينه المحكمة لغاية دفع األجرة وأن يطلب
بيعها إذا كانت عرضة للتلف ،ويجب أن يكون اإليداع على نفقة مالك
البضاعة ،وعلى الربان في حالة إيداعها لدى هذا الشخص الحصول منه
على إيصال يفيد تسلمه البضاعة وقد نصت على ذلك المادة 248بالقول ":
إذا تخلف صاحب #الحق عن استالم البضائع أو رفض استالمها جاز للربان
أن يطلب من السلطة القضائية المختصة ،األذن له بإيداع البضائع عند أمين
68
تعينه".
إثبات استالم البضاعة:
نصت المادة 247من القانون البحري العماني الفقرة األولى بالقول -1 ":
يجوز لكل من له حق في استالم البضاعة بمقتضى سند الشحن ،أن يطلب
من الناقل إذنا باستالم كميات معينة منها،بشرط أن ينص على ذلك في عقد
النقل ،وتصدر أذون التسليم باسم شخص معين أو ألمره أو للحامل، #ويجب
أن تكون موقعة من الناقل".بذلك أجاز المشرع لكل شخص له الحق في
استالم البضاعة بموجب سند الشحن ،أن يطلب من الناقل إصدار أذونات
موقعة من الناقل ،تتضمن تسليم كميات من البضاعة التي يمثلها السند ،إذا
كان عقد النقل يسمح بذلك ،ويجوز أن تصدر هذه األذونات باسم شخص
معين أو ألمره أولحاملها.
وإذا كان سند الشحن قابال للتداول ،يتوجب على الناقل عند إصدار
أذونات تسليم كميات من البضاعة ،أن يذكر في هذا السند بيانا يتضمن عدد
أذونات التسليم التي أصدرها لحامل هذا السند ،مع بيان كميات البضائع
المبينة في هذه األذونات ،وتعطى هذه األذونات لحاملها الشرعي الحق في
تسلم البضائع المثبتة في اإلذن.أما إذا جرى توزيع كامل البضاعة على عدة
أذونات تسليم مختلفة ،فعلى الناقل #في هذه الحالة استرداد سند الشحن من
69
مالك هذه البضاعة عند استالم كميات البضاعة بموجب تلك األذونات.
وأيا كان األمر يقع على الربان عند تسليم البضاعة إلى الشاحن أو المرسل
إليه أو أي شخص انتقلت إليه ملكية البضاعة ،تثبيت عملية التسليم وذلك إما
- 68انظر:د -:عادل المقدادي ،مرجع سابق ،ص ،54انظر كذلك :د -:سوزان علي حسن ،مرجع سابق ،ص.77
- 69ونصت على ذلك الفقرة الثانية من المادة 247بالقول -2 ":وإذا كان سند الشحن قابال للتداول وجب على الناقل ،أن يذكر فيه بيانا
عن أذون التسليم التي أصدرها والبضائع المبينة فيها .وإذا وزعت الشحنة بين أذون التسليم مختلفة وجب على الناقل أن يسترد سند
الشحن ،ويعطي أذن التسليم حامله الشرعي الحق في استالم البضائع المبينة في األذن".
21
بالحصول على إيصال ممن تسلم البضاعة يتضمن اعترافا منه باستالم
البضاعة ،أو التأشير على نسخة سند الشحن التي يحتفظ بها الناقل، #يوضح
فيها أن التسليم الفعلي قد تم لحامل السند مالك البضاعة ويجب أن يوقع
70
المستلم على ذلك .
الخاتمة
عالج المشرع العماني عقد النقل البحري في الباب الثالث #من القانون
البحري العماني رقم ،81\35ابتداء من المادة 237وحتى المادة 262وذلك
فيما يخص نقل البضائع ،وإضافة لذلك فإن المشرع نص في المادة 250
على أن أحكام المواد 215و216و217و218والفقرتين 1و 2من المادة
219و223و225و228و229و 230و232و 234و 235من القانون
البحري تسري على عقد النقل البحري.
وعقد النقل البحري يبدأ أصال من وقت شحن البضاعة على ظهر السفينة
وحتى تسليمها للمرسل إليه وليس تفريغها من على ظهر السفينة،وهذا األمر
كان فيه شيئا من الخالف حول الحكم على فترة انتهاء عقد النقل البحري .
وعلى ذلك فإن اإللتزام األول الذي يقع على الشاحن هو تسليم البضاعة
للناقل ،إذ أن هذا التسليم هو الذي يفسح المجال #لبدء عقد النقل البحري
وترتب آثاره ،فالناقل #يبدأ أيضا التزامه بتهيئة السفينة الصالحة للمالحة
22
البحرية ،والقيام بشحن البضاعة ورصها داخل السفينة وذلك عن طريق
التعاقد مع شركات متخصصة في هذا المجال ،سواء باستخدام الرافعات #أو
المضخات #أو األنابيب إن كانت البضاعة عبارة عن سوائل ،كما يلتزم
بالمحافظة عليها من التلف أو الكسر حتى الوصول لميناء الوصول ،وهناك
ال ينتهي التزامه بالتفريغ ،وإنما تبرء ذمته بتسليم البضاعة لصاحب #الحق
مالك البضاعة ،وذلك بأن يكون حائزا لسند الشحن والذي تمثل حيازته
المشروعة بمثابة حيازة رمزية للبضاعة .
المراجع:
جالل وفاء محمدين ،قانون التجارة البحرية ،دار الجامعة الجديدة -
،القاهرة ،الطبعة األولى.1997،
سوزان علي حسن ،عقد نقل البضائع بالحاويات #،دار الجامعة -
الجديدة.2004 ،
سعيد سليمان العبري ،القانون البحري العماني ،دار النهضة -
العربية .1994،
عادل المقدادي ،القانون البحري وفقا ألحكام القانون البحري العماني -
،81\35
عبدالقادر حسين العطير ،الوسيط في شرح قانون التجارة البحرية -
،مكتبة دار الثقافة للنشر والتوزيع.1999 ،
عدلي أمير خالد ،عقد النقل البحري في ضوء التجارة البحرية -
الجديد ،دار المطبوعات الجامعية.2007 ،
علي جمال الدين عوض ،النقل البحري للبضائع #،دار النهضة -
العربية .1993 ،
23
كمال حمدي ،القانون البحري ،منشأة المعارف ،ط.2007، 3 -
محسن شفيق ،الجديد في القواعد الدولية الخاصة بنقل البضائع -
بالبحر،دار النهضة العربية ،القاهرة.
محمد سعيد فرهود،محمود مرشحة ،القانون التجاري (بري -
,بحري,جوي) ،مديرية الكتب والمطبوعات الجامعية.1994،
محمد بهجت عبدهللا ،الوسيط في شرح قانون التجارة البحرية، -
الطبعة األولى ،دار النهضة العربية .2004،
محمد عبدالفتاح ترك ،التحكيم البحري ،دار الجامعة الجديدة للنشر، -
.2003
محمود سمير الشرقاوي،محمد القليوبي،القانون البحري ،الطبعة -
الرابعة ،دار النهضة العربية.1993 ،
مصطفى كمال طه،القانون البحري ،دار الجامعة الجديدة.1998 ، -
منير فهيم ،مصطفى كمال طه ،علي البارودي ،أساسيات القانون -
التجاري والقانون البحري ،منشأة المعارف ،اإلسكندرية.
الفهرس
الصفحة الموضوع
2 المقدمة
3 المبحث األول:إلتزامات الشاحن
3 المطلب األول :التزام الشاحن بتسليم البضاعة
24
المطلب األول :اإللتزام بتهيئة سفينة صالحة للمالحة البحرية 9
10 المطلب الثاني :االلتزام بشحن البضاعة.
13 المطلب الثالث :االلتزام برص البضاعة
14 المطلب الرابع :االلتزام بنقل البضاعة والمحافظة عليه.
16 المطلب الخامس :االلتزام بتفريغ البضاعة.
18 المطلب السادس :االلتزام بتسليم البضاعة.
23 الخاتمة
24 المراجع
25