You are on page 1of 25

‫جامعة السلطان قابوس‬

‫قسم الدراسات العليا‬


‫كلية الحقوق‬

‫بحث بعنوان‪:‬‬

‫إعداد الطالبة‪:‬‬
‫؟‬
‫تحت إشراف األستاذ الدكتور‪#:‬‬
‫؟‬
‫تخصص‪ :‬القانون التجاري‬

‫المقدمة‬

‫لقد أصبح النقل البحري ذات أهمية اقتصادية وتجارية هامة خاصة وأنه‬
‫يربط الدول بعضها ببعض‪.‬وال حاجة للحديث عن أهمية النقل البحري وما‬
‫وصل إليه من تقدم هائل في هذا العصر إذ إن الصادرات والواردات في‬
‫جميع أنحاء العالم تعتمد أصال على النقل البحري‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫ويعتبر عقد النقل البحري من أهم العمليات التي تقوم بها السفينة بوصفها‬
‫أداة للمالحة البحرية‪،‬ويحتل عقد النقل البحري أهمية خاصة بين‬
‫موضوعات القانون البحري إذ أنه يؤدي وظيفة لها أهميتها الجوهرية من‬
‫الناحية االقتصادية والتجارية سواء على النطاق الدولي والداخلي إذ أنه‬
‫يسهل عملية تبادل السلع والخبرات في جميع أنحاء العالم‪.‬‬

‫وعقد النقل عقد يلتزم بموجبه الناقل بنقل البضائع من ميناء مقابل أجر‬
‫يلتزم به الشاحن فيتم النقل البحري للبضائع عن طريق استخدام السفينة بأن‬
‫يقوم الناقل سواء كان مالكا للسفينة أو مستأجرا لها ومجهزا بنقل البضائع‬
‫من ميناء إلى آخر مقابل أجر متفق عليه لحساب شخص آخر هو الشاحن‪.‬‬

‫ويرتب هذا العقد التزامات‪ #‬متبادلة بين كل من طرفيه وهما الشاحن‬


‫والناقل‪ ،‬وهذا ما سوف نتعرض له في بحثنا ضمن مبحثين وفقا ألحكام‬
‫القانون البحري العماني رقم ‪ 81\35‬كالتالي‪:‬‬
‫المبحث األول‪:‬التزامات الشاحن‬
‫المطلب األول‪:‬التزام الشاحن بتسليم البضاعة‬
‫المطلب الثاني ‪:‬التزام الشاحن بدفع األجرة‬
‫المبحث الثاني‪:‬التزامات‪ #‬الناقل‬
‫المطلب األول ‪:‬اإللتزام بتهيئة سفينة صالحة للمالحة البحرية ‪.‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬االلتزام بشحن البضاعة‪.‬‬
‫المطلب الثالث‪ :‬االلتزام برص البضاعة‬
‫المطلب الرابع‪:‬االلتزام بنقل البضاعة والمحافظة عليه‪.‬‬
‫المطلب الخامس‪ :‬االلتزام بتفريغ البضاعة‪.‬‬
‫ومن هللا التوفيق‪،،،‬‬ ‫المطلب السادس‪ :‬االلتزام بتسليم البضاعة‪.‬‬

‫يرتب عقد النقل البحري التزامات في ذمة كل من طرفيه الشاحن‬


‫والناقل‪.‬فيلتزم الشاحن بمقتضى عقد النقل بدفع األجرة المتفق عليها إضافة‬
‫إلى التزامه بتسليم البضاعة للناقل ‪.‬كما يلتزم الناقل بنقل البضاعة وشحن‬
‫وتفريغ البضإعة ورصها على السفينة والمحافظة عليها حتى تسليمها‬
‫للمرسل إليه ‪.‬‬

‫المبحث األول‪:‬التزامات الشاحن‬

‫‪2‬‬
‫يلتزم الشاحن بمقتضى عقد النقل البحري بالتزامين أساسيين وهو إلتزامه‬
‫بدفع األجرة المتفق عليها إضافة إلى إلتزامه بتسليم البضاعة المتفق عليها‬
‫إلى الربان لشحنها ‪.‬وسوف ندرسهما كي نتعرف على مضمونهما ‪.‬‬

‫المطلب األول‪:‬التزام الشاحن بتسليم البضاعة‬

‫يلتزم الشاحن بتسليم البضاعة للناقل في الزمان والمكان المتفق عليه فيما‬
‫بينهما بعقد النقل البحري ‪ ،‬وفي حالة عدم تحديد زمان ومكان التسليم في‬
‫االتفاق الحاصل‪ #‬بينهما ‪،‬يتم اللجوء في هذه الحالة إلى العرف السائد في‬
‫ميناء الشحن لتحديد وقت ومكان التسليم ‪،‬وباالستناد إلى المادة(‪ )250‬تطبق‬
‫على مواعيد الشحن أو التأخير أو اإلسراع في ذلك ‪،‬أحكام المواد (‪)215‬‬
‫‪1‬‬
‫و(‪ )216‬والتي تتعلق بعقد إيجار السفينة‪.‬‬

‫وفي حالة لم يقم الشاحن بهذا االلتزام فإنه يلتزم بتعويض يدفعه إلى الناقل‬
‫لتأخره في تنفيذ التزامه على أنه يجب ال يتجاوز التعويض قيمة مقدار‬
‫األجرة ‪،2‬لكن القانون البحري العماني جاء مختلفا في ذلك حيث يتحمل‬
‫الشاحن في هذه الحالة دفع أجرة النقل كاملة إضافة إلى النفقات التي تكبدها‬
‫الناقل ‪،‬إال أنه في حالة ما إذا شحن الناقل بضائع أخرى بدال من تلك التي‬
‫تعود للشاحن الذي تخلف عن تسليم بضائعه ‪،‬فإن لهذا الشاحن الحق في‬
‫الحصول على ثالثة أرباع أجرة البضائع التي شحنت بدال من بضائعه ‪،‬كما‬
‫‪3‬‬
‫يحق له المطالبة بالمصاريف التي اقتصتها السفينة من ذلك‪.‬‬
‫ويجب على الشاحن أن يقدم كتابة بيانات صحيحة عن البضائع عند تسليمها‬
‫للناقل أو الربان ‪.‬‬

‫وإذا تعمد الشاحن ذكر بيانات غير صحيحة عن البضائع في سند الشحن‬
‫سواء عن طبيعة البضائع أو قيمتها فال يسأل الربان أو الناقل عن هالك‬

‫‪ - 1‬حيث تنص المادة (‪ )215‬بالقول" ‪ -1‬إذا لم يتفق الطرفان على مهلة بشحن البضائع أو تفريغها‪ #‬وجب الرجوع إلى مايقضي به‬
‫العرف ‪ - 2‬وإذا لم يتم الشحن أو التفريغ في المهلة األصلية التي يحددها العرف سرت مهلة إضافية ثانية ال تجاوز المهلة األولى‬
‫ويستحق المؤجر عنها بحكم القانون تعويضا يوميا يحدده اإلتفاق أو العرف ‪.‬وإذا لم يتم الشحن أو التفريغ خالل المهلة اإلضافية سرت‬
‫مهلة إضافية ثانية ال تجاوز المهلة األولى ويستحق‪ #‬المؤجر عنها تعويضا يوميا يعادل التعويض اليومي المقرر للمدة اإلضافية األولى‬
‫زائدا النصف ‪،‬وذلك دون إخالل بما يستحق من تعويضات أخرى‪ -3.‬ويعتبر التعويض‪ #‬اليومي المستحق عن المهلة اإلضافية من‬
‫ملحقات األجرة وتسري عليه أحكامها"‪.‬‬
‫‪ - 2‬انظر‪:‬د‪ -:‬عدلي أمير خالد ‪،‬عقد النقل البحري في ضوء قانون التجارة البحرية الجديد والمستحدث من أحكام النقض وأراء الفقه‬
‫‪،‬دار المطبوعات الجامعية ‪،‬اإلسكندرية ‪،2007،‬ص ‪.58‬‬
‫‪ - 3‬انظر‪:‬د‪ -:‬عادل المقدادي ‪،‬النقل البحري وفقا ألحكام القانون البحري العماني رقم ‪81\35‬م‪،2007،‬ص‪.41‬‬

‫‪3‬‬
‫البضائع أو تلفها إذا ثبت عدم صحة هذه البيانات‪ ،4‬كما يحق للربان‬
‫باالستناد إلى الفقرة ‪1‬من المادة ‪ 242‬إنزال هذه البضائع من السفينة في‬
‫مكان شحنها ‪،‬أو قبول نقلها بأعلى أجرة لبضائع من نوعها في ميناء الشحن‬
‫‪،‬إضافة إلى حقه في المطالبة بما يستحقه من تعويض عن ذلك‪ 5،‬وذلك في‬
‫حالة إكتشاف الربان للبضائع قبل مباشرة السفينة رحلتها البحرية ‪،‬لكن لو‬
‫اكتشف الربان البضائع أثناء السفر أي بعد مباشرة السفينة رحلتها ‪،‬ففي هذه‬
‫الحالة يحق له إلقاء‪ #‬هذه البضائع في البحر إذا كان وجودها يسبب ضرر‬
‫للسفينة أو للبضائع األخرى المشحونة عليها ‪،‬أو أن نقلها يرتب في ذمة‬
‫الناقل غرامات أو نفقات‪ #‬تفوق قيمتها‪،‬أو إذا كانت هذه البضائع مما يمنع‬
‫‪6‬‬
‫القانون بيعها أو تصديرها ‪.‬‬

‫وإضافة لذلك فإن من الجزاءات التي تقع على الشاحن والتي تتولد عن‬
‫التزامه بتسليم البضاعة ما توجبه المادة ‪243‬الفقرة ‪1‬من القانون البحري‬
‫العماني‪ 7‬والتي أجازت‪ #‬للناقل ‪،‬إذا شحنت بضائع من األنواع الملتهبة أو‬
‫المتفجرة أو الخطرة والتي ما كان الناقل أو وكيله يرضى بنقلها لو علم بها‬
‫مسبقا ‪،‬أن ينظم محضرا معلال بها في كل وقت وكل مكان يصل إلى علمه‬
‫بوجود هذه البضاعة على ظهر السفينة ومن ثم يقوم بإنزالها من السفينة أو‬
‫إتالفها أو إزالة خطورتها بدون مسؤولية عليه ‪،‬مع تحميل الشاحن‬
‫‪8‬‬
‫بالمصاريف واألضرار التي قد تنتج عن نقل مثل هذه البضائع الخطرة‪.‬‬

‫أما إذا كان تحميلها بعلم الناقل فليس له إتالفها أو إنزالها إال إذا شكلت‬
‫خطرا على السفينة أو الحمولة ‪،‬وال يلزم أي تعويض عنها إال إذا وقعت‬
‫خسائر بحرية مشتركة‪،9‬وقد نصت على ذلك الفقرة ‪2‬من المادة ‪243‬‬
‫بالقول"‪ -2‬وإذا شحنت بضائع من هذا القبيل بعلم الناقل ورضائه وأصبحت‬
‫تشكل خطرا على السفينة أو شحنتها جاز تفريغها من السفينة أو إتالفها أو‬
‫‪ - 4‬انظر‪:‬د‪:‬عدلي أمير خالد ‪،‬مرجع سابق ‪،‬ص ‪.59‬‬
‫‪- 5‬انظر‪:‬د‪ -:‬عادل المقدادي ‪،‬مرجع سابق ‪،‬ص ‪ .41‬نصت الفقرة ‪ 1‬من المادة ‪ 242‬بالقول ‪":‬إذا وجد الربان قبل السفر بضائع في‬
‫السفينة غير تلك المذكورة في سند الشحن أو كان البيان المتعلق بها مخالفا للحقيقة ‪،‬جاز له إنزالها من السفينة في مكان الشحن أو إبقائها‬
‫فيها ‪،‬مع استيفاء‪ #‬أجرة تعادل أعلى أجرة البضائع من نوعها في المكان المذكور ‪،‬وذلك مع عدم اإلخالل يستحقه من تعويض"‪#.‬‬
‫‪ - 6‬وذلك باإلستناد إلى الفقرة ‪ 2‬من المادة ‪242‬والتي تنص بالقول ‪ -2":‬وإذا اكتشف البضائع المذكورة أثناء الرحلة جاز للربان أن يأمر‬
‫بإلقائها في البحر ‪،‬إذا كان من شأنها إحداث أضرار للسفينة أو للبضائع المشحونة فيها ‪،‬أو إذا كان نقلها يستلزم دفع غرامات أو آداء‬
‫مصاريف تزيد على قيمتها‪، #‬أو كانت من البضائع المحظورة قانونا بيعها أو تصديرها"‪.‬‬
‫‪ - 7‬تنص المادة ‪243‬الفقرة ‪ 1‬بالقول ‪ -1 ":‬إذا شحنت في السفينة بضائع خطرة أو قابلة لإللتهاب أو اإلنفجار جاز للناقل في كل وقت‬
‫‪،‬أن يفرغها من السفينة أو أن يتلفها أو أن يزيل خطورتها بدون أي تعويض في جميع الحاالت إذا أثبت أنه لم يكن يرضى بشحنها أصال‬
‫‪،‬لو علم بنوعها أو بطبيعتها ‪.‬وفضال عن ذلك ‪،‬يسأل الشاحن عن األضرار والمصاريف الناشئة بطريق مباشر أو غير مباشرة عند‬
‫شحنها في السفينة "‬
‫‪ - 8‬انظر‪ :‬د‪ -:‬عبدالقادر حسين العطير ‪،‬الوسيط في شرح قانون التجارة (دراسة مقارنة)‪ ،‬مكتبة دار الثقافة للنشر والتوزيع ‪،‬عماّن‪،‬‬
‫‪1999‬م‪،‬ص ‪.321‬‬
‫‪- 9‬انظر‪ :‬المرجع السابق ‪،‬ص ‪.321‬انظر كذلك ‪:‬د‪ -:‬عادل المقدادي ‪،‬مرجع سابق ‪،‬ص ‪.42‬‬

‫‪4‬‬
‫إزالة خطرها بمعرفة الناقل بدون مسؤولية عليه ‪،‬إال فيما يتعلق بالخسائر‬
‫البحرية المشتركة عند اإلقتضاء"‪.‬‬

‫المطلب الثاني ‪:‬التزام الشاحن بدفع األجرة‬

‫تسمى أجرة النقل البحري بالنولون وهي تسمية ترددت كثيرا في قانون‬
‫التجارة البحرية العثماني وهي المقابل الذي يلتزم الشاحن بدفعه للناقل مقابل‬
‫التزام هذا األخير بنقل البضائع المملوكة للشاحن من ميناء الشحن إلى ميناء‬
‫‪10‬‬
‫الوصول‪.‬‬

‫وقد عالج المشرع العماني موضوع أجرة النقل باالستناد إلى المادة ‪250‬‬
‫األحكام التي تضمنتها المواد ‪ 223‬و‪ 225‬و‪ 228‬و‪229‬و‪ 234‬و‪ 235‬مبينا‬
‫حاالت استحقاق األجرة وحاالت عدم استحقاقها ‪،‬وهذه المواد تتعلق بأجرة‬
‫السفينة في حالة إيجارها مجهزة بالرحلة أو المدة‪.‬‬

‫األصل التزام الشاحن بدفع أجرة النقل ‪،‬إال أنه قد يتم االتفاق بين الشاحن‬
‫والناقل على أن المرسل إليه يقوم بدفع النولون عند تسليم البضاعة فإذا لم‬
‫يدفع كان الشاحن ملتزما بدفع النولون‪-‬األجرة‪ -‬للناقل باعتباره الطرف‬
‫األول في عقد النقل‪،‬أي أن ألطراف عقد النقل الحرية المطلق في تحديد‬
‫األجرة واختيار الطريقة التي يتم الوفاء بها ‪،‬فإذا لم يتم تنظيم األجرة‬
‫باإلتفاق وجب الرجوع لعرف ميناء الشحن أو قياسا على أجرة المثل يوم‬
‫إبرام العقد‪،‬مع أنه يندر أن تثور مشكلة بخصوص أجرة النقل ألن تحديدها‬
‫يكون عادة منظما في لوائح الناقل وشروطه ‪11،‬ويتم تحديد أجرة النقل إما‬
‫على أساس الرحلة أو على أساس المدة الزمنية إذا كانت السفينة مستأجرة‬
‫بموجب سند إيجار وقد يكون على أساس حجم البضاعة أو وزنها أو‬
‫مقدارها عند الشحن كما تحدد بالقطعة في البضائع الثمينة وذلك إذا كان‬
‫‪12‬‬
‫النقل بسند الشحن ‪.‬‬

‫أثر الحوادث البحرية على دين األجرة ‪:‬‬

‫‪ - 10‬انظر‪:‬د‪ -:‬فايز نعيم رضوان‪،‬القانون البحري وفقا للقانون اإلتحادي رقم ‪1981\26‬م‪،‬أكاديمية شرطة دبي ‪،‬مطابع البيان‬
‫التجارية‪،‬دبي‪2003 ،‬م‪،‬ص ‪،.287‬انظر كذلك‪:‬د‪-:‬عبدالقادر حسين العطير ‪،‬مرجع سابق‪،‬ص ‪،322‬أيضا‪:‬د‪-:‬عادل المقدادي ‪،‬مرجع‬
‫سابق‪ ،‬ص‪.43‬‬
‫‪- 11‬انظر‪ :‬جالل وفاء محمدين ‪ ،‬قانون التجارة البحرية ‪،‬دار الجامعة الجديدة ‪،1997 ،‬ص ‪ .111‬انظر كذلك ‪:‬د‪ -:‬عبدالقادر حسين‬
‫العطير ‪،‬مرجع سابق ‪،‬ص ‪.322‬‬
‫‪ - 12‬انظر‪:‬د ‪ -:‬محمود سمير الشرقاوي‪،‬القانون البحري‪،‬د‪-:‬محمد القليوبي‪،‬دار النهضة العربية ‪1993،‬م‪،‬ص ‪.367‬‬

‫‪5‬‬
‫تعتبر التشريعات البحرية الشاحن أو المرسل إليه شريكا في مخاطر‬
‫الرحلة ‪،‬فقد تؤدي الحوادث البحرية إلى إنقضاء اإللتزام بدفع األجرة أو‬
‫بقاء اإللتزام بدفعها رغم عدم إتمام النقل‪، 13‬وفي القانون البحري العماني‬
‫تطبق على التزام الشاحن بدفع األجرة ما ورد في المادة ‪ 223‬من حاالت‬
‫تتعلق بآثار الحوادث البحرية على البضائع والتي قد تحصل أثناء الرحلة‬
‫البحرية‪، 14‬وهذه الحاالت هي ‪:‬‬

‫‪ -1‬إذا هلكت البضاعة هالكا كليا بحيث ال يمكن تسليمها للمرسل إليه‬
‫في ميناء الوصول أو ال يمكن وضعها تحت تصرفه في هذا الميناء‪،‬‬
‫بسبب قوة قاهرة كغرق السفينة أو استيالء العدو عليها أو‬
‫حريقها‪،‬فإن الناقل ال يستحق أي أجر عليها وهو وضع طبيعي ألن‬
‫األجرة في مقابل تحريك البضاعة من ميناء المغادرة حتى ميناء‬
‫الوصول ‪،‬فإذا لم يقم الناقل بمثل هذا االلتزام فال حق له‬
‫‪16‬‬
‫باألجرة ‪15،‬إال إذا اتفقا على خالف ذلك‪.‬‬
‫‪ -2‬هالك البضاعة مع التزام الشاحن بدفع أجرتها للناقل ‪،‬إذا كان هذا‬
‫الهالك نشأ عن ‪:‬‬
‫أ‪ -‬إهمال أو خطأ الشاحن أو تابعيه‪.‬‬
‫ب‪ -‬وجود عيب يعود إلى طبيعة البضاعة‪.‬‬
‫‪17‬‬
‫ج‪ -‬بيع البضاعة من قبل الربان بسبب وجود عيب فيها ‪،‬وقد يضطر‬
‫الربان إلى بيع البضائع للحصول‪ #‬على األموال الالزمة لمواجهة حاجة‬
‫ملحة كإصالح السفينة أو تزويدها بالمؤن ‪ ،‬ومع ذلك يلتزم الشاحن بدفع‬
‫أجرة النقل ‪،‬ألنه يحصل من الناقل على قيمتها بسعرها في ميناء‬
‫‪18‬‬
‫الوصول ووقت وصول السفينة‪.‬‬
‫د‪ -‬إتالف البضاعة من قبل الربان بسبب خطورتها على السفينة ومن‬
‫فيها‪ ،‬أو ألنها كانت من البضائع المحظور نقلها‪.‬‬

‫‪ - 13‬انظر ‪ -:‬د عبدالقادر حسين العطير ‪،‬مرجع سابق ‪.325‬‬


‫‪ - 14‬انظر‪:‬د‪ -:‬عادل المقدادي ‪،‬مرجع سابق‪،‬ص‪.43‬‬
‫‪ - 15‬انظر‪:‬د‪-:‬كمال حمدي ‪ ،‬القانون البحري ‪،‬منشأة المعارف ‪،‬الطبعة الثالثة ‪،2007،‬ص ‪،461‬انظر كذلك ‪-:‬د‪-:‬عبد القادر حسين‬
‫العطير ‪،‬مرجع سابق ‪،‬ص ‪.325‬‬
‫‪ - 16‬تنص الفقرة ‪ 1‬من المادة ‪ 223‬من القانون البحري العماني بالقول ‪ -1":‬ال تستحق أجرة السفينة إذا لم تسلم البضائع المشحونة فيها‬
‫للمرسل إليه أو لم توضع تحت تصرفه في ميناء الوصول إال إذا اتفق عللى خالف ذلك‪.‬‬
‫‪ - 17‬انظر‪:‬د‪ -:‬عادل المقدادي ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪.44‬‬
‫‪ - 18‬انظر‪ :‬د‪:‬محمود سمير الشرقاوي‪،‬د‪:‬محمد القليوبي‪،‬مرجع سابق ‪،‬ص‪.370‬انظر كذلك‪-:‬د‪ :‬عبدالقادر حسين العطير‪،‬مرجع سابق‪،‬ص‬
‫‪.326‬‬

‫‪6‬‬
‫كما يسأل الشاحن عن األجرة تجاه الناقل‪ #،‬إذا كان موضوع النقل‬
‫حيوانات تعود للشاحن ونفقت أثناء الرحلة البحرية بسبب ال يعود إلى‬
‫‪19‬‬
‫الناقل أو أحد تابعيه‪.‬‬
‫‪ -3‬إذا كانت السفينة مؤجرة من قبل الناقل لنقل البضائع للشاحن ذهابا‬
‫وإيابا‪ ،‬وحالت قوة قاهرة دون وصول السفينة إلى الميناء‬
‫المقصود‪،‬فإن الشاحن في هذه الحالة ال يلزم إال بأجرة الذهاب‪،‬وعلى‬
‫الناقل إعادة أجرة اإلياب إلى الشاحن إذا كانت قد دفعت إليه‬
‫مقدما‪،20‬حيث تنص الفقرة ‪3‬من المادة ‪ 223‬بالقول‪":‬إذا‪ #‬كانت السفينة‬
‫مؤجرة للذهاب واإلياب وحالت قوة قاهرة بعد إبحارها دون‬
‫الوصول إلى الميناء الذي تقصده فال يستحق المؤجر إال أجرة‬
‫الذهاب"‪.‬‬

‫ضمانات الوفاء بأجرة النقل‪:‬‬

‫منح المشرع للناقل حق حبس البضاعة حتى يستوفي أجرة النقل ‪،‬كما‬
‫منحه إمتيازا على ثمن بيع البضائع المنقولة‪،21‬وهذه الضمانات‪ #‬تضمنتها‬
‫المواد ‪ 234‬و‪ 235‬وهي تسري على عقد النقل البحري باالستناد إلى‬
‫المادة ‪.250‬‬

‫حق الحبس ‪:‬‬


‫يجوز للناقل حبس البضاعة تحت يده حتى يستوفي أجرة نقلها فيمتنع‬
‫عن تسليمها إلى المرسل إليه أو الشاحن‪ ،‬ويجوز للناقل التنازل عن ذلك‪،‬‬
‫إذا قدم الشاحن كفالة لضمان دفع األجرة‪،‬ويعود للجهة المختصة تقدير‬
‫قيمة هذه الكفالة‪،‬كما لها أن تأمر ببيع البضاعة أو جزء منها يعادل مقدار‬
‫األجرة التي يستحقها الناقل ‪،‬ويجري البيع في هذه الحالة طبقا‬
‫لإلجراءات‪ #‬القانونية‪،22‬حيث نصت المادة ‪ 234‬بالقول ‪ ":‬للمؤجر حق‬
‫حبس البضائع في ميناء الوصول الستيفاء أجرته ما لم تقدم له كفالة‬

‫‪ - 19‬باإلستناد إلى الفقرة ‪2‬من المادة ‪.223‬‬


‫‪ - 20‬انظر‪:‬د‪-:‬عادل المقدادي ‪،‬مرجع سابق ‪،‬ص ‪.44‬‬
‫‪- 21‬انظر‪:‬د‪ -:‬مصطفى كمال طه‪ ،‬القانون البحري ‪،‬دار الجامعة الجديدة‪،1998،‬ص ‪ .277‬انظر كذلك‪:‬د‪-:‬عدلي أمير خالد ‪،‬مرجع‬
‫سابق ‪،‬ص‪.59‬‬
‫‪ - 22‬انظر‪:‬د‪ -:‬عادل المقدادي ‪ ،‬مرجع سابق ‪،‬ص ‪.44‬‬

‫‪7‬‬
‫تقدرها الجهة المختصة قانونا‪.‬ولهذه الجهة أن تأمر ببيع البضائع بما‬
‫يعادل قيمة األجرة المستحقة طبقا لإلجراءات‪ #‬المقررة‪.‬‬

‫حق اإلمتياز‪:‬‬
‫نص المشرع في المادة ‪235‬الفقرة األولى بالقول‪ -1 ":‬أن للمؤجر‬
‫امتيازا على البضائع المشحونة على السفينة ‪،‬ضمانا لسداد أجرة السفينة‬
‫وملحقاتها‪ #‬ويستمر هذا اإلمتياز لمدة خمسة عشر يوما بعد تسليم البضائع‬
‫ما لم تكن قد ترتب عليها حق عيني للغير حسن النية"‪.‬‬
‫فللناقل امتياز على ثمن البضائع التي تعود للشاحن لضمان سداد‬
‫أجرتها ‪،‬وهذا اإلمتياز يخول الناقل حق التقدم عند استيفاء أجرته من‬
‫ثمنها‪،‬واضح أن محل اإلمتياز هو ثمن البضاعة ال البضاعة ذاتها ‪،‬وهذا‬
‫يفترض بيع البضاعة‪،‬لذا كان للمشرع أن ينص‪ ":‬للمؤجر امتياز على‬
‫ثمن البضائع ‪،"......‬واإلمتياز ال يضمن فقط أجرة النقل بل كل المبالغ‬
‫المستحقة للناقل بسبب النقل ومثال ذلك مقابل التأخير في الشحن‬
‫والتفربغ‪.23‬‬
‫يستمر امتياز الناقل على البضائع التي تعود للشاحن لمدة خمسة عشر‬
‫يوما بعد تسليم البضائع‪،‬إال أن هذا اإلمتياز يزول قبل إنتهاء المدة‬
‫المحددة‪،‬إذا انتقلت ملكية البضاعة إلى مشتري حسن النية أو ترتب‬
‫عليها حق عيني للغير حسن النية ‪.‬‬
‫وامتياز الناقل يبقى قائما ولو كانت بضائع الشاحن قد اختلطت بغيرها‬
‫‪24‬‬
‫من البضائع‪.‬‬
‫وأخيرا وباإلستناد إلى المادة ‪ 229‬فإن ذمة الشاحن ال تبرأ عن دفع‬
‫أجرة البضاعة للناقل‪ #،‬ولو تخلى عن هذه البضائع للناقل بسبب يعود إلى‬
‫‪25‬‬
‫تلفها أو نقص قيمتها أو مقدارها‪.‬‬

‫المبحث الثاني ‪:‬إلتزامات الناقل‬

‫‪ - 23‬انظر‪:‬د‪:‬محمد عبدهللا‪ ،‬الوسيط في شرح قانون التجارة البحرية ‪،‬الطبعة األولى ‪،‬دار النهضة العربية ‪ ،2004،‬ص ‪.20‬انظر‬
‫كذلك‪:‬د‪ -:‬محمود سمير الشرقاوي‪،‬د‪-:‬محمد القليوبي‪،‬مرجع سابق‪،‬ص ‪.،370‬‬
‫‪ - 24‬تنص الفقرة ‪ 2‬من المادة ‪235‬بالقول ‪ -2":‬ويبقى اإلمتياز قائما ولو اختلطت البضائع بغيرها‪ #‬من نوعها"‪.‬‬
‫‪ - 25‬تنص المادة ‪ 229‬بالقول ‪":‬ال يبرأ المستأجر من دفع األجرة بالتخلي عن البضائع لو تلفت أو أصابها نقص في قيمتها أو مقدارها أو‬
‫مقدارها أثناء السفر"‪.‬‬

‫‪8‬‬
‫يلتزم الناقل البحري باعداد السفينة وتجهيزها لتكون صالحة للمالحة‬
‫البحرية ولتنفيذ عملية النقل المتفق عليها‪.‬ويلتزم أيضا بشحن البضائع‬
‫ورصها وتفريغها وتسليمها إلى المرسل إليه في ميناء الوصول‬
‫ونتعرض لهذه اإللتزامات كما يلي ‪:‬‬

‫المطلب األول ‪:‬اإللتزام بتهيئة سفينة صالحة للمالحة البحرية ‪.‬‬

‫تنص المادة ‪ 218‬من القانون البحري العماني الفقرة األولى والتي‬


‫تتعلق بعقد إيجار السفينة المجهزة بالقول ‪ -1":‬يلتزم المؤجر بوضع‬
‫السفينة تحت تصرف المستأجر في الزمان والمكان المتفق عليهما وإال‬
‫كان للمستأجر اعتبار العقد مفسوخا بعد إخطار المؤجر بذلك كتابة‪.‬‬

‫فالناقل يلتزم تجاه الشاحن بتهيئة السفينة المتفق عليها في عقد النقل‬
‫البحري في الزمان والمكان المتفق عليهما في العقد ‪،‬وبعكسه إذا تخلف‬
‫عن إحضار السفينة يحق للشاحن فسخ العقد بعد إخطار المستأجر‬
‫بذلك‪،26‬وبما أنه بذلك فإنه ملزم كذلك قبل وعند البدء بالسفر بإعداد‬
‫السفينة إعدادا حسنا لتكون صالحة للمالحة وأن يزودها بالمهمات‬
‫والرجال والمؤن الالزمة وأن يعمل على تنظيف العنابر وتبخيرها وكذا‬
‫‪27‬‬
‫الغرف المبردة وسائر أقسام السفينة المعدة لشحن البضائع‪.‬‬
‫وقد أوضح القضاء اإلنجليزي بأن صالحية السفينة للمالحة هو‬
‫تجهيزها واعدادها ألداء الغرض منها وأن الناقل يتعهد بصالحية السفينة‬
‫عند إقالعها وليس مجرد محاولته صادقا وبحسن نية لجعلها صالحة‬
‫للمالحة ‪،‬فالتزامه بذلك إلتزام مطلق ‪.‬‬
‫بل وإذا كانت الرحلة مكونة من مراحل فإن التزامه بجعل السفينة‬
‫صالحة للمالحة ينصرف إلى بداية كل مرحلة‪ ،‬فالسفينة يجب أن تكون‬
‫صالحة للمالحة للرحلة المعينة وجاهزة الستالم حمولتها‪.‬‬
‫فالصالحية للمالحة تعني أن تكون السفينة قادرة على تحمل مصاعب‬
‫الرحلة البحرية المطلوبة ومن ثم تكون معدة لذلك ومجهزة بكل ما يلزم‬

‫‪ - 26‬انظر ‪:‬د‪ -:‬عادل المقدادي ‪،‬مرجع سابق ‪.46،‬‬


‫‪ - 27‬نصت الفقرة األولى من المادة ‪ 219‬من القانون البحري العماني بالقول ‪ -1 ":‬يلتزم المؤجر بأن يجزل قبل بدء الرحلة العناية‬
‫الالزمة إلعداد السفينة صالحة للمالحة وأن يقوم بتجهيزها بما يلزمها من مواد ومؤن وبحارة وأن يعد أجزاء السفينة المخصصة لحفظ‬
‫البضائع ونقلها لإلستعمال المطلوب منها"‪.‬‬

‫‪9‬‬
‫إلتمام الرحلة بسالم عن طريق تجهيزها وتطقيمها وتموينها وغير ذلك‬
‫‪28‬‬
‫مما هو الزم لجعلها في حالة صالحة للقيام بالرحلة المطلوبة‪.‬‬
‫ويسأل الناقل‪ #‬عن أي ضرر يصيب البضاعة التي تعود للشاحن ‪،‬إذا‬
‫كان هذا الضرر يعود إلى عدم صالحية السفينة للمالحة البحرية أو‬
‫التجارية ‪،‬وال يستطيع الناقل باإلستناد إلى الفقرة ‪ 2‬من المادة ‪ 219‬أن‬
‫يتخلص من مسؤولية ذلك ‪،29‬إال إذا أثبت أن ذلك ال يعود إلى تقصير منه‬
‫أو من تابعيه ‪،‬أو كان ذلك ناجم عن وجود عيب خفي في السفينة لم يكن‬
‫باستطاعته كشفه بالفحص العادي‪.‬وبخصوص هذه العيوب الخفية في‬
‫السفينة ‪،‬فقد بين المشرع العماني بأنه ال موجب لتحميل الشاحن‬
‫مسؤولية األضرار التي تصيب البضاعة بسببها‪،30‬حيث نص على ذلك‬
‫بالقول ‪ -2":‬ويسأل المؤجر عن الضرر الناشئ عن عدم صالحية‬
‫السفينة للمالحة ‪،‬إال إذا أثبت أن ذلك يرجع إلى عيب خفي لم يكن من‬
‫المستطاع كشفه بالفحص العادي "‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬االلتزام بشحن البضاعة‪.‬‬


‫الشحن هو عملية رفع البضاعة عن الرصيف ووضعها على ظهر‬
‫السفينة ويحصل ذلك بواسطة الرافعات أو اآلآلت أو األنابيب أو‬
‫المضخات‪ #‬حسب طبيعة البضاعة المشحونة ويتم غالبا بواسطة روافع‬
‫الميناء المثبتة على الشاطيء أو العائمة أو روافع السفينة التي قل‬
‫استعمالها في الوقت الحاضر‪ #‬وذلك لتوفرها على الشواطيء من ناحية‬
‫ومن ناحية أخرى لزيادة القدرة اإلستيعابية للسفينة من جهة أخرى حيث‬
‫تحتل الروافع نسبة ال بأس بها من سعة السفينة التحميلية‪.‬‬
‫ويتم الشحن عادة من ميناء التحميل ويلتزم به أصال الشاحن وذلك‬
‫بالنظر إلى أن عقد النقل البحري يبدأ من حين شحن البضاعة على ظهر‬
‫السفينة وحتى تفريغها في المحل المقصود ‪،‬مما يعني أن الشحن أصال‬
‫هو التزام على الشاحن ‪،‬ومع ذلك فإنه فقد نص المشرع العماني في‬
‫المادة ‪ 249‬على أن يقوم الناقل بعملية الشحن ومن ثم يتحمل‬
‫بااللتزامات الناشئة عنه‪،31‬لكن ال يمنع من االتفاق بينهما أن يتولى‬
‫‪- 28‬انظر‪ :‬د‪ -:‬سعيد سليمان العبري انظركذلك ‪:‬د‪-:‬عبدالقادر حسين العطير‪ ،‬مرجع سابق ‪،‬ص ‪.335‬‬
‫‪ - 29‬تنص الفقرة ‪ 2‬من المادة ‪ 219‬بالقول‪ -2 ":‬ويسأل المؤجر عن الضرر الذي يترتب على عدم صالحية السفينة للمالحة ‪،‬إال إذا ثبت‪#‬‬
‫أن عدم الصالحية ال يرجع إلى تقصير في القيام باإللتزامات ‪)..................‬‬
‫‪ - 30‬انظر ‪:‬د‪ -:‬عادل المقدادي ‪،‬مرجع سابق ‪،‬ص ‪.46‬‬
‫‪ - 31‬ال بد لنا من اإلشارة إلى أن قواعد الهاي لسنة‪ 1924‬تضع على عاتق الناقل القيام بعمليات‪ #‬الشحن والمناولة والرص والنقل والعناية‬
‫والحفظ والتفريغ للبضائع المحمولة وتحمله المسؤولية عما يحث لها من أضرار خالل هذه العمليات‪(.‬م‪ 2#‬من قواعد الهاي)‪،‬انظر‪:‬د‪-:‬‬

‫‪10‬‬
‫الشاحن مهمة الشحن‪،32‬إال أن الواقع أن عملية الشحن والتفريغ كذلك‬
‫تقوم يهما حاليا شركات الشحن والتفريغ ‪Steyedoring Companies‬‬
‫بواسطة عمال مهرة متخصصين بعمل الموانيء يطلق عليهم‬
‫‪ Dockers‬أو ‪ Longshoremen‬ومثل هذه الشركات عادة تعمل عادة‬
‫كمقاول لمؤسسة الموانيء أو أن مؤسسة الموانيء تقوم بنفسها بإدارة‬
‫مثل هذه العمليات‪،‬وتختلف الوسائل واألدوات المستعملة في عملية‬
‫الشحن والتفريغ بحسب نوع البضاعة ‪،‬فإذا تعلق األمر بشحن بضائع‬
‫ففي هذه الحالة تستخدم رافعات عائمة أو رافعات السفينة‪،‬أما إذا كانت‬
‫المواد المنقولة بحرا عبارة عن سوائل كالبترول مثال ‪ ،‬فيكون شحنها‬
‫بواسطة أنابيب خاصة ‪،‬وقد تكون عملية الشحن بمضخات إذا كانت‬
‫‪33‬‬
‫البضاعة عبارة عن حبوب‪.‬‬
‫كما أن الشحن ال بد وأن يتم في الميعاد المتفق عليه في عقد النقل‬
‫البحري‪،‬وعند خلو العقد من وجود اتفاق على تحديد هذا الميعاد ‪،‬يتوجب‬
‫الرجوع إلى العرف في ميناء الشحن ‪،‬وقد نصت على ذلك المادة ‪215‬‬
‫الفقرة ‪ 1‬بالقول ‪ -1":‬إذا لم يتفق الطرفان على مهلة بشحن البضائع أو‬
‫تفريغها وجب الرجوع إلى ما يقضي به العرف‪.‬‬
‫وميعاد الشحن يبدأ من اليوم التالي إلبالغ الربان الشاحن إستعداد‬
‫السفينة لشحن البضاعة فيها ‪،‬إال أنه يجوز اإلتفاق على غير ذلك‪ ،‬وفي‬
‫هذه الحالة يسري ميعاد الشحن من الوقت المتفق عليه‪.34‬‬
‫وتحتسب أيام الشحن على أساس اليوم الكامل وتعتبر كسور اليوم يوما‬
‫كامال‪،35‬وتخرج من ميعاد الشحن أيام اإلجازات واأليام التي يستحيل فيها‬
‫العمل لسوء األحوال الجوية ‪،‬أو لصدور أمر من السلطات العامة بوقف‬
‫الشحن إلضراب عمال الموانيء‪.‬‬
‫مقابل التأخير‪:‬‬

‫إذا لم يقم الشاحن أو الناقل‪- #‬بحسب اإلتفاق‪ -‬بإتمام عملية الشحن في المدة‬
‫األصلية التي يحددها العقد أو العرف سرت مهلة إضافية ال تجاوز المدة‬
‫األصلية ويستحق المؤجر عنها تعويضا يوميا يحدده العقد أو العرف‪.‬وإذا لم‬
‫علي جمال الدين عوض ‪،‬النقل البحري للبضائع ‪،‬دار النهضة العربية ‪،‬القاهرة ‪،1992‬ص ‪.353‬‬
‫‪ - 32‬نصت المادة ‪ 249‬من القانون البحري العماني ‪ ":‬على الناقل أن يقوم بشحن البضاعة وتشوينها ورصها ونقلها والمحافظة عليها‬
‫والعناية بها وتفريغها‪#.‬‬
‫‪ - 33‬انظر‪:‬د‪-:‬عبدالقادر حسين العطير‪،‬مرجع سابق‪،‬ص‪.339‬‬
‫‪ - 34‬انظر‪-‬د‪-:‬عادل المقدادي‪،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.47‬‬
‫‪- 35‬وذلك باإلستناد إلى المادة ‪ 216‬الفقرة األولى ‪،‬حيث نصت بالقول ‪":‬تبدأ المهلة األصلية للشحن والتفريغ من اليوم التالي لتبليغ الربان‬
‫ذوي الشأن استعداد السفينة لشحن البضائع أو تفريغها وتحسب المهلة باليوم وتحسب أجزاء اليوم بالساعة‪.‬‬

‫‪11‬‬
‫يتم الشحن خالل المهلة اإلضافية سرت مهلة إضافية ثانية ال تجاوز المهلة‬
‫األولى ويستحق المؤجر عنها تعويضا يوميا يعادل التعويض اليومي المقرر‬
‫للمهلة اإلضافية األولى زائدا النصف‪،‬وذلك دون إخالل بما يستحق من‬
‫تعويضات أخرى‪، 36‬وقد نصت المادة ‪ 215‬الفقرة الثانية على ذلك بالقول‪":‬‬
‫‪ -2‬وإذا لم يتم الشحن أو التفريغ في المهلة األصلية التي يحددها العرف‬
‫سرت مهلة إضافية ال تجاوز المهلة األصلية ويستحق المؤجر عنها بحكم‬
‫القانون تعويضا يوميا يحدده االتفاق أو العرف‪.‬وإذا لم يتم الشحن أو التفريغ‬
‫خالل المهلة اإلضافية سرت مهلة إضافية ثانية ال تجاوز المهلة األولى‬
‫ويستحق المؤجر عنها تعويضا يوميا يعادل التعويض اليومي المقرر للمدة‬
‫اإلضافية األولى زائدا النصف وذلك دون إخالل بما يستحق من تعويضات‬
‫أخرى ‪.‬‬
‫ومن المقرر أن المهل اإلضافية التي تمنح للشاحن ال تخرج منها أيام‬
‫اإلجازات الرسمية أواأليام التي يستحيل فيها الشحن بسبب قوة قاهرة‬
‫‪،‬ويعبر عن هذه القاعدة بأنه " عندما يصبح مقابل التأخير مستحقا فال شيء‬
‫يحول دون إستحقاقه" والسبب في هذا أن الشاحن هو المسؤول عن تأخير‬
‫الشحن حتى حلول اإلجازات‪ #‬الرسمية أو األيام التي يستحيل فيها الشحن‬
‫بسبب قوة قاهرة تمنع الشحن وكان في مكنة السفينة أن تبحر قبل ذلك لو أن‬
‫الشحن تم في الموعد المحدد إتفاقا‪ #‬أو عرفا ‪.37‬‬
‫والحكمة من تقرير مقابل التأخير واضحة ‪،‬إذ يترتب على عدم إتمام‬
‫الشحن في الميعاد المحدد تعطيل استغالل السفينة في الفترة التي يتأخر فيها‬
‫الشاحن عن إتمام الشحن وكان بوسع الناقل أن يحصل على أجرة نقل‬
‫لبضاعة أخرى في هذه الفترة‪ ،‬على أن المقابل يكون مستحقا ولو لم يلحقه‬
‫ضرر من التأخير‪،‬ولذلك نرى أن مقابل التأخير ليس تعويضا بالمعنى‬
‫القانوني كما يذهب البعض وإنما يعتبر أجرة نقل إضافية‪،‬وهذا ما تقضي به‬
‫المادة ‪215‬الفقرة الثالثة بالقول‪ -3 ":‬ويعتبر التعويض المستحق عن المهلة‬
‫اإلضافية من ملحقات األجرة وتسري عليه أحكامها‪.‬‬
‫مكافأة اإلسراع‪:‬‬

‫‪ - 36‬انظر‪:‬د‪ -:‬محمود سمير الشرقاوي‪،‬د‪-:‬محمد القليوبي‪،‬مرجع سابق‪،‬ص ‪.352‬‬


‫‪ - 37‬نصت المادة ‪ 216‬من القانون البحري العماني الفقرة الثالثة بالقول‪ -3 ":‬وال تحسب في المهلة األصلية أيام العطلة الرسمية أو أيام‬
‫العطلة التي يقضي بها العرف ما لم تكن قد قضيت فعال في الشحن أو التفريغ ويقف سريان المهلة في حالة القوة القاهرة ‪،‬أما المهالت‪#‬‬
‫اإلضافية فتحسب فيها أيام العطلة وال يقف سريانها بسبب القوة القاهرة ومع ذلك يجوز الحكم بعوض عن المهلة اإلضافية األولى في‬
‫حالة استمرار المانع‪.‬‬

‫‪12‬‬
‫تقضي الفقرة الثانية من المادة ‪ 216‬من القانون البحري العماني بجواز‬
‫اإلتفاق على منح المستأجر مكافأة عن اإلسراع في إنجاز الشحن ‪،‬ويحكم‬
‫هذا النص الحالة التي يتم فيها الشاحن عملية الشحن قبل إنتهاء ميعاد الشحن‬
‫‪،‬وسبب استحقاق هذه المكافأة أن الشاحن يمكن الناقل من استغالل السفينة‬
‫بنقل بضاعة أخرى في األيام التي يوفرها من ميعاد الشحن‪ ،‬وتخصم عادة‬
‫مكافأة اإلسراع من أجرة النقل ولذلك تمثل هذه المكافأة جزءا من هذه‬
‫األجرة‪.38‬ويالحظ أنه متى تم الشحن قبل إنتهاء المدة المعينة له فال تضاف‬
‫‪39‬‬
‫األيام الباقية إلى مدة التفريغ ما لم يتفق على غير ذلك ‪.‬‬

‫المطلب الثالث‪ :‬االلتزام برص البضاعة‬

‫عملية رص البضاعة هي العملية التالية لشحنها وذلك بوضع البضاعة‬


‫في المكان المخصص لها في السفينة وترتيبها في عنابر السفينة أو على‬
‫سطحها‪ ،‬بطريقة تجنب البضاعة خطر الهالك أو التلف وتحافظ على‬
‫السفينة وحمولتها‪.‬‬

‫وقد نص المشرع العماني بأن الناقل هو من يلتزم برص البضاعة‬


‫وتشوينها وفقا للمادة ‪249‬من القانون البحري العماني ‪،40‬ويتوالها الربان‬
‫نيابة عن الناقل ‪،‬وهي عملية فنية دقيقة يجب أن تكون بطريقة تتفق مع‬
‫طبيعة البضاعة ‪،‬وعلى الربان عند تنفيذ هذا االلتزام اإلشراف بنفسه على‬
‫عملية رص البضاعة وترتيبها‪،41‬ولذا يجري العمل على أن يعهد بهذه‬
‫العملية إلى مقاولين متخصصين فيها ‪،‬دون أن يؤثر ذلك على مسؤولية‬
‫الناقل في مواجهة الشاحنين عن أخطاء هؤالء المقاولين‪ .‬ومن ناحية أخرى‬
‫فإن لرص البضاعة جانبا مالحيا يتعلق بتوازن السفينة ‪،‬إذ قد يؤدي الرص‬
‫المعيب للبضاعة إلى اختالل السفينة مما يعرضها للخطر‪ .‬ولهذا فإن الرص‬
‫ال بد وأن يتم تحت إشراف الربان للتحقق من سالمة السفينة ‪،‬فالخطأ في‬
‫الرص كما قد يكون خطأ تجاريا ‪،‬قد يشكل خطأ مالحيا‪ ،42‬فالربان إذا ما‬
‫أراد رص البضاعة فإن عليه ابعاد البضائع عن بعضها تجنبا لخطر هالكها‬

‫‪- 38‬انظر‪:‬د‪-:‬سوزان علي حسن‪،‬عقد نقل البضائع بالحاويات ‪،‬دار الجامعة الجديدة‪2004،‬م‪،‬ص ‪ .67‬انظر كذلك‪:‬د‪ -:‬هاني دويدار‬
‫‪،‬الوجيز في القانون البحري ‪،‬دار الجامعة الجديدة للنشر‪ ،2004،‬ص‪.257‬انظر كذلك ‪،‬د‪ -:‬محمود سمير الشرقاوي ‪،‬د‪-:‬محمد القليوبي‪،‬‬
‫مرجع سابق ‪،‬ص ‪.353‬‬
‫‪ - 39‬نصت الفقرة ‪2‬من المادة‪ 216‬بالقول ‪ -2 ":‬إذا تم الشحن قبل انتهاء المدة المحددة فال تضاف األيام الباقية إلى مهلة التفريغ مالم يتفق‬
‫على غير ذلك‪.‬ويجوز االتفاق على منح المستأجر مكافأة عن إتمام الشحن أو التفريغ قبل موعده‪,‬‬
‫‪ - 40‬تنص المادة ‪ 249‬بالقول " على الناقل أن يقوم بشحن البضائع وتشوينها ورصها ونقلها والمحافظة عليها والعناية بها وتفريغها‪#.‬‬
‫‪ - 41‬انظر ‪:‬د‪-:‬عادل المقدادي‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪.47‬‬
‫‪ - 42‬انظر‪:‬د‪ -:‬محمود سمير الشرقاوي‪،‬د‪-:‬محمد القليوبي‪ ،‬مرجع سابق ‪،‬ص ‪.354‬‬

‫‪13‬‬
‫أو تلفها ‪،‬فمثال إذا كانت البضاعة عبارة عن أقمشة فال يجوز وضعها قريبة‬
‫من بضاعة أخرى تكون زيت مثال‪،‬إلحتمال تسرب هذا الزيت على األقمشة‬
‫األمر الذي يؤدي إلى تلف هذه األقمشة ‪،‬وإذا كانت البضاعة مثال عبارة‬
‫عن إسمنت وخشب ‪،‬فال يجوز وضع الخشب على اإلسمنت إلحتمال تمزق‬
‫‪43‬‬
‫األكياس التي تحوي األسمنت‪.‬‬

‫المطلب الرابع ‪:‬اإللتزام بنقل البضاعة والمحافظة عليه‪.‬‬

‫نقل البضاعة إلتزام جوهري على عاتق الناقل وهو الذي يميز عقد النقل‬
‫عن غيره من العقود ‪،‬حيث يلتزم بنقل البضاعة من ميناء القيام إلى ميناء‬
‫الوصول في الميعاد المتفق عليه أو في الميعاد المعقول إذا لم يرد تحديد‬
‫‪44‬‬
‫لذلك‪،‬ولو لم يرد في القانون البحري ذلك ‪.‬‬

‫ويتعين أن يتم نقل البضاعة على السفينة التي شحنت عليها من ميناء‬
‫القيام فال يجوز إذن تغيير السفينة أثناء الرحلة ‪،‬إذ أن هذا يزيد من فرص‬
‫تعريض البضاعة للتلف أو الهالك‪.‬ومع ذلك قد تطرأ أثناء الرحلة ظروف‬
‫تضطر الناقل إلى تغيير السفينة ‪،‬كما لو أصبحت السفينة غير صالحة إلتمام‬
‫الرحلة ‪،‬ففي هذه الحالة يجوز للربان استبدالها بسفينة أخرى يجري‬
‫استئجارها على نفقة الناقل إليصال البضاعة إلى الميناء المتفق عليه دون‬
‫تحميل الشاحن أية زيادة في األجرة ‪ ،‬وعلى الربان إتخاذ جميع التدابير‬
‫الالزمة للمحافظة على البضاعة أثناء عملية تفريغها من السفينة األولى‬
‫وإعادة شحنها في السفينة الجديدة‪،45‬كما يلتزم بأن يتبع خط السير المعتاد أو‬
‫‪46‬‬
‫المتفق عليه في عقد النقل‪.‬‬

‫وقد استقر الرأي على أن المقصود بخط السير المعتاد الطريق المالحي‬
‫الذي تسلكه السفن عادة بين ميناء القيام وميناء الوصول ويشمل الموانيء‬
‫التي تقع بين هذين الميناء وتقف بها السفن عادة ‪ ،‬وال يقصد به الطريق‬
‫األقصر جغرافيا ‪.47‬ألن ذلك األخير قد يحتوي على مخاطر غير معتادة‬

‫‪ - 43‬انظر‪:‬د‪ -:‬عادل المقدادي‪،‬مرجع سابق ‪،‬ص ‪.48‬‬


‫‪- 44‬انظر‪:‬د‪ -:‬محسن شفيق ‪،‬الجديد في القواعد الدولية الخاصة بنقل البضائع بالبحر‪،‬دار النهضة العربية ‪،‬القاهرة ‪،‬ص‪.64‬‬
‫انظركذلك‪:‬د‪ -:‬محمود سمير الشرقاوي ‪،‬د‪-:‬محمد القليوبي ‪،‬مرجع سابق ‪،‬ص ‪.356‬انظر كذلك‪:‬د‪-:‬عادل المقدادي‪،‬مرجع سابق‪،‬ص ‪.48‬‬
‫‪ - 45‬وهذا الحكم تضمنته الفقرة ‪ 2‬من المادة ‪ 224‬في شقها األول وهي تتعلق بإيجار السفينة المجهزة‪،‬وال يوجد حكم لهذه الحالة في‬
‫النصوص التي خصصها المشرع لعقد النقل البحري بموجب سندات الشحن‪.‬‬
‫‪ - 46‬انظر ‪ :‬د‪-:‬عادل المقدادي ‪،‬مرجع السابق‪،‬ص ‪.48‬‬
‫‪ - 47‬انظر‪:‬د‪ -:‬علي جمال الدين ‪،‬مرجع سابق ‪،‬ص‪،343‬انظر كذلك ‪:‬د‪ -:‬محمود سمير الشرقاوي ‪،‬د‪-:‬محمد القليوبي ‪ ،‬مرجع سابق ‪،‬‬
‫ص ‪.357‬انظر كذلك‪:‬د‪-:‬محسن شفيق ‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.66‬‬

‫‪14‬‬
‫أوعلى عوائق مالحية قد تعرض سالمة السفينة ومن عليها وما عليها لخطر‬
‫غير عادي‪ ،‬لذا ال يجوز له أن يسلك طريقا آخرا وأن يعرج على موانئ لم‬
‫تجر العادة بالوقوف فيها‪،‬كما لو مرت السفينة على ميناء غير داخل في خط‬
‫سيرها أو حالة حرب بين دولة الميناء الذي تمت فيه المصادرة ودولة ميناء‬
‫الوصول ‪،‬أو قد يحدث أن تتعرض السفينة لعاصفة شديدة تلحق أضرارا‪ #‬ما‬
‫كانت لتحدث لو لم تنحرف السفينة عن خط السير المحدد لها ‪،‬وال يجوز له‬
‫في هذه الحاالت‪ #‬التعلل بالقوة القاهرة لتفادي المسئولية ألن القوة القاهرة ما‬
‫كانت لتحدث الضرر لو لم يرتكب الناقل خطأ سابقا وهو اإلنحراف عن‬
‫خط السير المعتاد ‪،‬فانحرافه جعله مسئوال عما يلحق البضاعة من ضرر أو‬
‫هالك نتيجة ذلك أو نتيجة تأخير وصولها بسبب االنحراف غير المبرر‬
‫‪،‬وفي مقابل ذلك ال يسأل الناقل عن ذلك حين يكون هناك مبرر لالنحراف‬
‫كإنقاذ أرواح أو تفادي عاصفة أو إصالح عمل طارئ بالسفينة أو التزود‬
‫بالوقود وإن كان التزود بالوقود الكافيء لبدء الرحلة البحرية‪،48‬أو كما لو‬
‫تلقى الربان خبرا يفيد وجود عاصفة شديدة أو جبل من الجليد في الطريق‬
‫المعتاد‪،‬أو قد يضطر الربان إلى االنحراف خشية الوقوع في يد أعداء‬
‫‪49‬‬
‫دولته‪،‬وذلك ما يسمى باالنحراف المعقول‪.‬‬

‫وقد تستند مشروعية االنحراف إلى العقد إذا تضمن هذا األخير شرطا‬
‫يمنح الربان حرية االنحراف عن خط السير المعتاد ألغراض معينة ينص‬
‫‪50‬‬
‫عليها هذا الشرط الذي يعرف بشرط االنحراف ‪. Deviation clause‬‬

‫إضافة لذلك يلتزم الناقل بالمحافظة على البضاعة أثناء نقلها إلى الميناء‬
‫المقصود والعناية بها لكونها تحت حراسته ‪،‬وعليه في هذه الحالة تغطية‬
‫البضاعة إلبعادها عن مياه البحر والمحافظة عليها من مخاطر الهالك‬
‫والتلف‪،‬إال أنه إذا لم يتمكن من ذلك بسبب وجود قوة قاهرة تمنعه من‬
‫الوصول إلى هذا الميناء ‪،‬كما لو كان هناك حصار بحري أو حجر صحي‬
‫أو اضراب عام فعليه في هذه الحالة ‪،‬إيصالها‪ #‬إلى أقرب مكان إلى ميناء‬
‫الوصول ‪،‬ثم بعد ذلك يجري نقلها إلى ميناء الوصول المحدد لتسليم‬
‫البضاعة بوسائل أخرى‪ ،‬ويتحمل الشاحن في هذه الحالة مصروفات نقل‬
‫البضاعة إلى هذا الميناء ‪،‬أما إذا كان تعذر وصول السفينة ليس بسبب قوة‬
‫‪ - 48‬انظر‪ :‬د‪ -:‬جالل وفاء محمدين‪ ،‬مرجع سابق ‪،‬ص ‪.283‬انظر كذلك ‪:‬د‪ -:‬عبدالقادر حسين العطير ‪،‬مرجع سابق ‪،‬ص ‪.350‬‬
‫‪ - 49‬تنص المادة ‪252‬الفقرة األولى بالقول ‪ -1":‬ال يسأل الناقل عن هالك البضائع أو تلفها الناشيء عن واحد أو أكثر من األسباب‬
‫اآلتية‪-:‬أ‪.....‬ب‪......-‬ج‪.....-‬د‪ -‬القوة القاهرة‪.‬ه‪ -‬حوادث الحرب و‪..............-‬ل‪ -‬أعمال اإلنقاذ أو محاولة إنقاذ األرواح أو األموال في‬
‫البحر ‪.‬م‪ -‬أي انحراف في السير إلنقاذ أو محاولة إنقاذ األرواح ‪،‬أو األموال في البحر أو أي انحراف آخر له سبب معقول يبرره‪".........‬‬
‫‪ - 50‬انظر‪:‬د‪-:‬محمد عبدالفتاح ترك ‪،‬التحكيم البحري‪ ،‬دار الجامعة الجديدة للنشر‪،‬القاهرة‪،2003،‬ص ‪.132‬‬

‫‪15‬‬
‫قاهرة ‪،‬ففي هذه الحالة يلتزم الناقل بمصاريف نقلها من المكان الذي رست‬
‫‪51‬‬
‫فيه إلى ميناء الوصول‪.‬‬

‫المطلب الخامس‪ :‬االلتزام بتفريغ البضاعة‪.‬‬

‫عملية التفريغ هي عملية عكسية لعملية الشحن أي العملية المادية التي‬


‫تهدف إلى انزال البضاعة المنقولة من على ظهر السفينة إلى رصيف ميناء‬
‫الوصول أوإلى الصنادل والمواعين التي توصل البضاعة إلى رصيف‬
‫الميناء في حالة رسو السفينة بعيدا عن الرصيف‪52.‬ويختلف التفريغ بهذا‬
‫المعنى عن التسليم الذي يعتبر عملية قانونية ينتهي بها عقد النقل ‪.‬كما أن‬
‫تفريغ البضاعة من السفينة يعتبر جزءا متمما لعملية النقل‪ ،‬وتتم هذه العملية‬
‫بعد أخذ موافقة السلطات المختصة في ميناء الوصول‪.‬‬

‫ويقع االلتزام بالتفريغ أصال على عاتق الناقل ما لم يتفق في عقد النقل‬
‫على إلزام الشاحن أو المرسل إليه به ‪ ،‬وال يمنع إلتزام الناقل بتفريغ‬
‫البضاعة من اإلتفاق على تحمل الشاحن أو المرسل إليه بنفقات‪ #‬التفريغ‬
‫‪.‬وغني عن الذكر أنه غالبا ما يتم التفريغ بواسطة أشخاص متخصصين هم‬
‫مقاولو الشحن والتفريغ اللذين يقومون بالتفريغ لحساب من يقع عليه االلتزام‬
‫‪53‬‬
‫بتفريغ البضاعة‪.‬‬

‫ميعاد التفريغ يبدأ من وقت إعالن الربان بأن السفينة مستعدة للتفريغ‬
‫‪،‬وبناء على ذلك يتوجب أن يتم التفريغ في المدة المتفق عليها أو في المدة‬
‫التي يحددها العرف إن لم يوجد نص على ذلك‪،54‬وعادة تؤخذ بنظر‬
‫االعتبار طبيعة البضاعة ونوعها وكميتها وعددها وحجمها عند حساب مدة‬
‫‪55‬‬
‫التفريغ‪.‬‬
‫وكما هو الحال‪ #‬في عملية شحن البضاعة –التي سبق وأن تعرضنا لها‬
‫بالشرح‪ -‬تطبق أحكام المواد ‪215‬و‪ 216‬على األحوال التي يجري فيها‬
‫التأخير أو اإلسراع في عملية التفريغ‪.‬‬
‫‪ - 51‬انظر‪:‬د‪-:‬عادل المقدادي‪،‬مرجع سابق ‪،‬ص ‪.48‬‬
‫‪ - 52‬انظر‪:‬د‪ -:‬فايز نعيم رضوان‪،‬مرجع سابق ‪،‬ص ‪.296‬انظر كذلك‪:‬د‪:‬عادل المقدادي ‪،‬مرجع سابق‪،‬ص ‪.49‬‬
‫‪ - 53‬انظر‪:‬د‪ -:‬محمود سمير الشرقاوي ‪،‬د‪-:‬محمد القليوبي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.360‬‬
‫عملية التفريغ في ظل قواعد الهاي لسنة‪ 1924‬فهي كعملية الشحن من إلتزامات الناقل بموجب المادة الثالثة فقرة (ثانيا)منها التي‬
‫اليمكنه نقلها إلى الشاحن أو المرسل إليه كما ال يستطيع إعفاء نفسه من نتائجها‪ #‬وكل شرط في هذا المعنى باطل (م ‪8\3‬من قواعد‬
‫الهاي)‪ .‬راجع‪:‬د‪-:‬عبدالقادر حسين العطير‪،‬مرجع سابق ‪،‬ص‪.361‬‬
‫‪ - 54‬انظر‪:‬د‪-:‬مصطفى كمال طه‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.268‬انظر كذلك‪:‬د‪ -:‬محمد عبدالفتاح ترك ‪،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.134‬‬
‫‪- 55‬انظر‪:‬د‪ -:‬عادل المقدادي ‪،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.50‬‬

‫‪16‬‬
‫ولما كان ميعاد التفريغ يبدأ من وقت إعالن الربان استعداد السفينة‬
‫للتفريغ بينما قد تتداول سندات الشحن أثناء الرحلة بحيث ال يكون في مقدور‬
‫الربان معرفة من آل إليهم الحق في استالم البضاعة حتى يعلنهم بوصول‬
‫السفينة وإستعدادها للتفريغ ‪،‬فإن محكمة النقض المصرية قضت بأن‬
‫المرسل إليه أو حامل سند الشحن عليه " إلتزام بالتقدم إلى الناقل أو وكيله‬
‫البحري في ميناء الوصول لتسلم البضاعة دون حاجة إلى اخطاره أو‬
‫إعالمه بذلك حسب األحوال متى كان ميعاد وصول السفينة معلوما له سواء‬
‫بالنص في سند الشحن أو سلفا لشحن البضاعة على خط مالحي منتظم‬
‫معلنة مواعيده من قبل‪ ،‬ذلك أنه وإن كان من مستلزمات تنفيذ عقد النقل‬
‫البحري وتسليم البضاعة إلى صاحب‪ #‬الحق في استالمها إخطار األخير أو‬
‫إعالمه بوصول السفينة والبضاعة إال أن مناط ذلك قيام الحاجة إلى هذا‬
‫اإلجراء الذي خال قانون النقل البحري‪56‬ومعاهدة بروكسل من النص‬
‫عليه‪،‬ومن ثم إذا خال سند الشحن من النص على إلتزام الناقل‪ #‬به فإن الناقل‬
‫ال يلتزم به إال إذا كان ميعاد وصول السفينة غير محدد في سند الشحن أو‬
‫كان الشحن على خطوط مالحية غير منتظمة وغير معلوم سلفا مواعيد‬
‫‪57‬‬
‫وصولها أو طرأ تعديل على ميعاد الوصول المحدد من قبل "‬

‫وفي األحوال التي تنقضي فيها المدة المحددة للتفريغ ويتأخر الشاحن أو‬
‫المرسل إليه عن إستالم البضاعة ‪،‬ففي هذه الحالة يحق للربان إنزال‬
‫البضاعة المشحونة على نفقة ومسؤولية مالكها ‪،‬وعليه اتخاذ جميع التدابير‬
‫الالزمة للمحافظة على البضاعة‪،‬وقد نصت المادة ‪-217‬المتعلقة بإيجار‬
‫السفينةوالتي تسري على عقد النقل البحري بمقتضى المادة‪ -250‬من‬
‫القانون البحري العماني بالقول‪ ":‬للربان عند انقضاء‪ #‬مهلة التفريغ الحق في‬
‫إنزال البضائع المشحونة على نفقة المستأجر ومسئوليته إذا تراخى‬
‫المستأجر في استالم الشحنة ‪.‬وفي هذه يلتزم الربان باتخاذ التدابير الالزمة‬
‫للمحافظة على البضائع‪.‬‬

‫وفي جميع األحوال ‪،‬فإن عملية تفريغ البضاعة تتطلب من الناقل‬


‫المحافظة على البضاعة عند القيام بذلك ‪ ،‬ومنع تعرض البضاعة أثناء‬
‫عملية التفريغ ألي تلف أو هالك ‪،‬وبخالف ذلك يكون مسئوال أمام الشاحن‬
‫أو المرسل إليه ‪،‬عن كل ضرر يصيب البضاعة ناجم عن عملية التفريغ ‪،‬‬
‫‪ - 56‬كذلك خال منه القانون البحري العماني‪.‬‬
‫‪ - 57‬انظر‪:‬د‪ -:‬محمود سمير الشرقاوي ‪،‬د‪-:‬محمد القليوبي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.361‬انظر كذلك‪:‬د‪ -:‬مصطفى كمال طه‪،‬مرجع سابق‪،‬‬
‫ص ‪.268‬‬

‫‪17‬‬
‫ولو قامت بذلك شركات انتدبها لهذا الغرض ‪،‬ألن عملها يجب أن يكون‬
‫‪58‬‬
‫تحت إشرافه‪.‬‬

‫المطلب السادس‪ :‬اإللتزام بتسليم البضاعة‪.‬‬

‫التسليم هو عملية قانونية يتحدد مكانها وزمانها بموجب ما تم اإلتفاق عليه‬


‫في سند الشحن ‪،‬ويكون هذا الشرط ملزما ألطرافه وكما يكون ملزما‬
‫للمرسل إليه إذا قبل التعامل على أساس سند الشحن ‪،‬فإذا خال سند الشحن‬
‫من شرط التسليم كان المرجع في تحديده هو طبيعة العقد ومقصد‬
‫الطرفين‪،‬وفي جميع األحوال يكون التسليم بوضع الشيء تحت تصرف‬
‫المرسل إليه أو المظهر إليه سند الشحن‪ ،59‬فالتسليم عمل قانوني يتم فيه‬
‫وضع البضاعة تحت تصرف المرسل إليه وإطالعه عليها حتى إذا وجدها‬
‫معيبة وجه إنذارا للناقل‪ ،‬فإذا اطلع عليها وعلم بوجود العيب فهذا اإلطالع‬
‫والعلم يقوم مقام التسليم ‪،60‬فالتسليم يجب أن يكون فعليا وهو تمكين المرسل‬
‫إليه من الكشف على البضائع والتحقق من حالتها ومقدارها وال يكفي‬
‫وضعها تحت تصرف المرسل إليه من الكشف على البضائع والتحقق من‬
‫حالتها ومقدارها وال يكفي وضعها تحت تصرف المرسل إليه أو التوقيع‬
‫‪61‬‬
‫على إذن اإلستالم‪.‬‬

‫صاحب الحق في إستالم البضاعة‪ :‬تحدد المادة ‪ 246‬الفقرة األولى من‬


‫القانون البحري صاحب الحق في استالم البضائع عندما تقضي بأنه" ‪-1‬‬
‫على الربان تسليم البضائع للحامل‪ #‬الشرعي لسند الشحن‪"....‬‬

‫ويتحدد شخص الحامل الشرعي لسند الشحن طبقا لنوع السند‪ .‬فإذا كان‬
‫سند الشحن إسميا وجب أن يسلم الربان البضاعة إلى المستفيد من السند أي‬
‫الشخص الوارد اسمه في السند أو من حول إليه السند حواالت صحيحة‬
‫بإتباع إجراءات‪ #‬حوالة الحق ‪،‬أما إذا كان سند الشحن لألمر ‪،‬فعلى الربان‬
‫تسليم البضاعة لمن صدر السند بإسمه مقترنا بشرط األمر‪،‬أو إلى المظهر‬
‫إليه الذي انتقل السند بطريق التظهير‪ ،‬أما لو كان سند الشحن لحامله التزم‬

‫‪- 58‬انظر‪:‬د‪ -:‬عادل المقدادي‪،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.51‬انظر كذلك‪:‬د‪-:‬سوزان علي حسن‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.74‬‬
‫‪ - 59‬انظر‪:‬د‪ -:‬فايز نعيم رضوان‪ ،‬مرجع سابق ‪،‬ص ‪.303‬انظر كذلك‪:‬د‪ -:‬عبدالقادر حسين العطير‪،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.361‬‬
‫‪ - 60‬انظر‪:‬د‪ -:‬محمود سمير الشرقاوي ‪،‬د‪-:‬محمد القليوبي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.362‬‬
‫‪ - 61‬انظر‪-:‬د‪-:‬محمد عبدالفتاح ترك‪ ،‬مرجع سابق ‪،‬ص ‪.133‬انظر كذلك ‪:‬عبدالقادر حسين العطير‪ ،‬مرجع سابق‪،‬ص ‪.361‬‬

‫‪18‬‬
‫الناقل بتسليم البضاعة إلى من يتقدم إليه بالسند‪.62‬هذا وقد تسلم البضاعة إلى‬
‫وكيل الشحنة في األحوال التي يجوز فيها ذلك‪.‬‬

‫وينبغي على الربان أن يتحقق في جميع األحوال من شخصية مستلم‬


‫البضاعة إذ أن تسليم البضاعة إلى شخص ال حق له في استالمها ال يعفي‬
‫من المسئولية‪.‬وقد ال يصل سند الشحن إلى المرسل إليه أو يفقد ثم تصل‬
‫البضاعة ‪،‬في هذه الظروف يجوز للناقل تسليم البضاعة إلى من يتقدم إليه‬
‫بخطاب ضمان مالحي صادر من أحد البنوك ويقدم قرائنا تثبت ولو ظاهريا‬
‫‪63‬‬
‫أنه صاحب‪ #‬الحق في استالم البضاعة‪.‬‬

‫أساس حق المرسل إليه في استالم البضائع‪:‬‬

‫قيلت بشأنه عدة آراء‪ ،‬لكونه لم يكن طرفا في عقد النقل المبرم بين‬
‫الشاحن والناقل ‪ ،‬حيث أثارت هذه المسألة جدال واسعا حول مركز المرسل‬
‫إليه في سند الشحن سواء بالنسبة إلى الحقوق التي يكتسبها من السند أو‬
‫اإللتزامات التي يلتزم بها والواردة في سند الشحن‪.‬‬

‫ذهب رأي إلى أن الشاحن عندما يبرم عقد النقل ‪ ،‬فإن العقد يتضمن‬
‫اشتراطا لمصلحة الغير – وهو هنا المرسل إليه – ويكسب هذا اإلشتراط‬
‫المرسل إليه حق مطالبة الناقل بالبضاعة‪.‬‬

‫وثمة رأي آخر يعتبر الشاحن عند تعاقده نائبا عن المرسل أمام الناقل مع‬
‫بقاء الشاحن ملزما شخصيا‪،‬إذ أن إلتزام المرسل إليه بدفع أجرة النقل إنما‬
‫ينشأ عندما ال يقوم الشاحن بوفاء هذه األجرة على أن يظل األخير مسئوال‬
‫عن الوفاء بها ‪،‬فقبول المرسل إليه للبضاعة يجعله مدينا أصليا بأجرة النقل‬
‫دون إعفاء الشاحن الذي يصبح كفيال للمرسل إليه في هذه الحالة ‪،‬فهناك‬
‫إذن نيابة ناقصة دون تجديد‪.‬ويعيب هذا الرأي أنه يفترض نيابة الشاحن عن‬
‫المرسل إليه أو حامل سند الشحن في جميع األحوال ومن الصعب افتراض‬
‫هذه النيابة خاصة متى جرى تداول سند الشحن أثناء الرحلة واستقر في يد‬
‫شخص ال صلة بينه وبين الشاحن إطالقا‪.‬‬

‫‪ - 62‬ذكرت المادة ‪ 240‬من القانون البحري أنواع هذه السندات وأحكامها‪#.‬‬


‫‪ - 63‬انظر‪:‬د‪ -:‬محمود سمير الشرقاوي‪،‬د‪-:‬محمد القليوبي‪،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.363‬انظر كذلك ‪-:‬د‪:‬مصطفى كمال طه‪،‬د‪ -:‬علي‬
‫البارودي‪،‬د‪ -:‬مراد منير فهيم‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.370‬‬

‫‪19‬‬
‫أما االتجاه الحديث وهو ما نميل إليه فهو قائم على أساس فكرة ملكيته‬
‫للبضاعة ‪ ،‬فحق المرسل إليه في استالم البضاعة يستند إلى حيازته لسند‬
‫الشحن الذي يمثل ملكية البضاعة وحق حيازتها ‪،‬وهي ‪،‬وهي إحدى‬
‫الوظائف التي الحظناها للسند‪،‬وذلك ألن سند الشحن يعتبر أداة لحيازة‬
‫البضاعة ‪،‬وهي حيازة رمزية للبضاعة ‪،‬فالربان ملزم بتسليم البضاعة‬
‫‪64‬‬
‫لحائز السند‪،‬إذا ما كانت حيازته له حيازة مشروعة‪.‬‬

‫ماذا لو تم تحرير السند بعدة نسخ‪ 65‬بناء على طلب الشاحن وجرى‬
‫تظهير هذه النسخ ألشخاص مختلفين ‪،‬وتعدد بذلك حملة السند‪،‬مما يعني‬
‫تعدد أصحاب الحق في استالم البضاعة من الربان؟‬

‫في هذه الحالة سيواجه الربان أحد الفرضين ‪:‬‬

‫الفرض األول‪:‬هو أن يتقدم إليه كل حملة السندات بطلب تسليم البضائع وهنا‬
‫تقضي الفقرة األولى من المادة ‪ 246‬بوجوب تفضيل حامل النسخة التي‬
‫جرى تظهيرها إليه سابقا على تظهير النسخ األخرى‪ ،‬وقد نصت المادة‬
‫المذكورة بالقول‪............-1 #":‬وإذا تقدم عدة أشخاص يحملون نسخا من‬
‫سند الشحن القابل للتداول بطلب استالم البضائع وجب تفضيل حامل النسخة‬
‫التي يكون تاريخ أول تظهير فيها سابقا على تظهيرات النسخ األخرى‪.‬‬

‫الفرض الثاني‪:‬هو أن يتقدم إليه أحد حملة نسخ سند الشحن قبل اآلخرين‬
‫ويتسلم البضاعة من الناقل‪.‬وفي هذا الفرض تقضي الفقرة ‪ 2‬من المادة‬
‫‪246‬من القانون البحري العماني ‪،66‬بأنه متى كان من تسلم البضائع حامال‬
‫حسن النية إلحدى نسخ السند كانت له األفضلية على حملة النسخ األخرى‬
‫ولو كانت تظهيراتها أسبق تاريخا ‪،‬ومعنى ذلك أن الحامل الذي تسلم‬
‫البضاعة يحق له اإلحتفاظ بالبضاعة دون أن يتعرض لمنازعة الحملة‬
‫اآلخرين ألنه يحوز البضاعة حيازة فعليه‪،‬بينما ال يحوزها اآلخرون‬
‫اآلخرون إال حيازة رمزية تتمثل في سند الشحن الذي بيدهم ‪،‬فتفضل‬
‫‪67‬‬
‫الحيازة الفعلية على الحيازة الرمزية‪،‬استنادا لنصوص القانون‪.‬‬

‫‪ - 64‬انظر‪:‬د‪ -:‬عادل المقدادي ‪،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.51‬انظر كذلك‪ :‬د‪ -:‬عبدالقادر حسين العطير‪،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.365‬‬
‫‪ - 65‬تجيز الفقرة ‪ 2‬من المادة ‪ 239‬من القانون البحري العماني أن تحرر سند الشحن بناء على طلب الشاحن عدة نسخ‬
‫‪ - 66‬تنص الفقرة ‪ 2‬من المادة ‪ 246‬بالقول "‪ -2‬وإذا تسلم البضائع حامل حسن النية إلحدى النسخ القابلة للتداول وجب تفضيله على‬
‫حامل النسخ األخرى ‪ ،‬ولو كان تظهيرها أسبق تاريخا ‪.‬‬
‫‪ - 67‬انظر‪:‬د‪-:‬جالل وفاء محمدين‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص‪..110‬انظر كذلك ‪:‬د‪ -:‬محمود سمير الشرقاوي‪،‬د‪-:‬محمد القليوبي‪،‬مرجع‬
‫سابق‪،‬ص ‪.365‬‬

‫‪20‬‬
‫أما لو امتنع المرسل إليه عن تسلم البضاعة أو إذا لم يوجد من يطالب بها‬
‫ق للربان أن يطلب من المحكمة المختصة اإلذن له بإيداع‬ ‫ألي سبب كان ‪،‬ح ّ‬
‫البضاعة لدى شخص ثالث أمين تعينه المحكمة لغاية دفع األجرة وأن يطلب‬
‫بيعها إذا كانت عرضة للتلف ‪،‬ويجب أن يكون اإليداع على نفقة مالك‬
‫البضاعة ‪،‬وعلى الربان في حالة إيداعها لدى هذا الشخص الحصول منه‬
‫على إيصال يفيد تسلمه البضاعة وقد نصت على ذلك المادة ‪ 248‬بالقول ‪":‬‬
‫إذا تخلف صاحب‪ #‬الحق عن استالم البضائع أو رفض استالمها جاز للربان‬
‫أن يطلب من السلطة القضائية المختصة ‪،‬األذن له بإيداع البضائع عند أمين‬
‫‪68‬‬
‫تعينه"‪.‬‬
‫إثبات استالم البضاعة‪:‬‬
‫نصت المادة ‪247‬من القانون البحري العماني الفقرة األولى بالقول ‪-1 ":‬‬
‫يجوز لكل من له حق في استالم البضاعة بمقتضى سند الشحن ‪،‬أن يطلب‬
‫من الناقل إذنا باستالم كميات معينة منها‪،‬بشرط أن ينص على ذلك في عقد‬
‫النقل ‪،‬وتصدر أذون التسليم باسم شخص معين أو ألمره أو للحامل‪، #‬ويجب‬
‫أن تكون موقعة من الناقل"‪.‬بذلك أجاز المشرع لكل شخص له الحق في‬
‫استالم البضاعة بموجب سند الشحن ‪،‬أن يطلب من الناقل إصدار أذونات‬
‫موقعة من الناقل ‪،‬تتضمن تسليم كميات من البضاعة التي يمثلها السند ‪،‬إذا‬
‫كان عقد النقل يسمح بذلك‪ ،‬ويجوز أن تصدر هذه األذونات باسم شخص‬
‫معين أو ألمره أولحاملها‪.‬‬

‫وإذا كان سند الشحن قابال للتداول ‪،‬يتوجب على الناقل عند إصدار‬
‫أذونات تسليم كميات من البضاعة ‪،‬أن يذكر في هذا السند بيانا يتضمن عدد‬
‫أذونات التسليم التي أصدرها لحامل هذا السند ‪،‬مع بيان كميات البضائع‬
‫المبينة في هذه األذونات ‪،‬وتعطى هذه األذونات لحاملها الشرعي الحق في‬
‫تسلم البضائع المثبتة في اإلذن‪.‬أما إذا جرى توزيع كامل البضاعة على عدة‬
‫أذونات تسليم مختلفة ‪،‬فعلى الناقل‪ #‬في هذه الحالة استرداد سند الشحن من‬
‫‪69‬‬
‫مالك هذه البضاعة عند استالم كميات البضاعة بموجب تلك األذونات‪.‬‬
‫وأيا كان األمر يقع على الربان عند تسليم البضاعة إلى الشاحن أو المرسل‬
‫إليه أو أي شخص انتقلت إليه ملكية البضاعة ‪،‬تثبيت عملية التسليم وذلك إما‬

‫‪ - 68‬انظر‪:‬د‪ -:‬عادل المقدادي ‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪ ،54‬انظر كذلك‪ :‬د‪ -:‬سوزان علي حسن ‪،‬مرجع سابق ‪،‬ص‪.77‬‬
‫‪ - 69‬ونصت على ذلك الفقرة الثانية من المادة ‪247‬بالقول‪ -2 ":‬وإذا كان سند الشحن قابال للتداول وجب على الناقل ‪،‬أن يذكر فيه بيانا‬
‫عن أذون التسليم التي أصدرها والبضائع المبينة فيها ‪.‬وإذا وزعت الشحنة بين أذون التسليم مختلفة وجب على الناقل أن يسترد سند‬
‫الشحن ‪،‬ويعطي أذن التسليم حامله الشرعي الحق في استالم البضائع المبينة في األذن"‪.‬‬

‫‪21‬‬
‫بالحصول على إيصال ممن تسلم البضاعة يتضمن اعترافا منه باستالم‬
‫البضاعة ‪،‬أو التأشير على نسخة سند الشحن التي يحتفظ بها الناقل‪، #‬يوضح‬
‫فيها أن التسليم الفعلي قد تم لحامل السند مالك البضاعة ويجب أن يوقع‬
‫‪70‬‬
‫المستلم على ذلك ‪.‬‬

‫الخاتمة‬

‫عالج المشرع العماني عقد النقل البحري في الباب الثالث‪ #‬من القانون‬
‫البحري العماني رقم ‪،81\35‬ابتداء من المادة ‪237‬وحتى المادة ‪ 262‬وذلك‬
‫فيما يخص نقل البضائع ‪،‬وإضافة لذلك فإن المشرع نص في المادة ‪250‬‬
‫على أن أحكام المواد ‪215‬و‪216‬و‪217‬و‪218‬والفقرتين ‪1‬و‪ 2‬من المادة‬
‫‪219‬و‪223‬و‪225‬و‪228‬و‪229‬و‪ 230‬و‪232‬و ‪234‬و‪ 235‬من القانون‬
‫البحري تسري على عقد النقل البحري‪.‬‬

‫وعقد النقل البحري يبدأ أصال من وقت شحن البضاعة على ظهر السفينة‬
‫وحتى تسليمها للمرسل إليه وليس تفريغها من على ظهر السفينة‪،‬وهذا األمر‬
‫كان فيه شيئا من الخالف حول الحكم على فترة انتهاء عقد النقل البحري ‪.‬‬

‫وعلى ذلك فإن اإللتزام األول الذي يقع على الشاحن هو تسليم البضاعة‬
‫للناقل ‪،‬إذ أن هذا التسليم هو الذي يفسح المجال‪ #‬لبدء عقد النقل البحري‬
‫وترتب آثاره ‪،‬فالناقل‪ #‬يبدأ أيضا التزامه بتهيئة السفينة الصالحة للمالحة‬

‫‪ - 70‬انظر‪:‬د‪ -:‬عادل المقدادي ‪،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.53‬‬

‫‪22‬‬
‫البحرية ‪،‬والقيام بشحن البضاعة ورصها داخل السفينة وذلك عن طريق‬
‫التعاقد مع شركات متخصصة في هذا المجال ‪،‬سواء باستخدام الرافعات‪ #‬أو‬
‫المضخات‪ #‬أو األنابيب إن كانت البضاعة عبارة عن سوائل ‪،‬كما يلتزم‬
‫بالمحافظة عليها من التلف أو الكسر حتى الوصول لميناء الوصول ‪،‬وهناك‬
‫ال ينتهي التزامه بالتفريغ ‪،‬وإنما تبرء ذمته بتسليم البضاعة لصاحب‪ #‬الحق‬
‫مالك البضاعة ‪،‬وذلك بأن يكون حائزا لسند الشحن والذي تمثل حيازته‬
‫المشروعة بمثابة حيازة رمزية للبضاعة ‪.‬‬

‫كما أن الشاحن يلتزم بدفع األجرة مقدما أو حسب اإلتفاق ‪،‬وإال ح ّ‬


‫ق للربان‬
‫أن يحبس البضاعة حتى يدفع الشاحن األجرة ‪،‬فإذا كانت البضاعة معرضة‬
‫للتلف ‪،‬وضع المشرع للربان امتيازا على البضاعة ‪،‬إذ جاز بيعها ‪،‬وأن‬
‫يتقاضى الربان من ثمن بيعها أجرته والتعويضات األخرى نتيجة التأخير‬
‫في سداد األجر‪.‬‬

‫المراجع‪:‬‬

‫جالل وفاء محمدين ‪ ،‬قانون التجارة البحرية ‪ ،‬دار الجامعة الجديدة‬ ‫‪-‬‬
‫‪،‬القاهرة ‪،‬الطبعة األولى‪.1997،‬‬
‫سوزان علي حسن ‪ ،‬عقد نقل البضائع بالحاويات‪ #،‬دار الجامعة‬ ‫‪-‬‬
‫الجديدة‪.2004 ،‬‬
‫سعيد سليمان العبري‪ ،‬القانون البحري العماني ‪،‬دار النهضة‬ ‫‪-‬‬
‫العربية ‪.1994،‬‬
‫عادل المقدادي‪ ،‬القانون البحري وفقا ألحكام القانون البحري العماني‬ ‫‪-‬‬
‫‪،81\35‬‬
‫عبدالقادر حسين العطير‪ ،‬الوسيط في شرح قانون التجارة البحرية‬ ‫‪-‬‬
‫‪،‬مكتبة دار الثقافة للنشر والتوزيع‪.1999 ،‬‬
‫عدلي أمير خالد ‪،‬عقد النقل البحري في ضوء التجارة البحرية‬ ‫‪-‬‬
‫الجديد‪ ،‬دار المطبوعات الجامعية‪.2007 ،‬‬
‫علي جمال الدين عوض‪ ،‬النقل البحري للبضائع‪ #،‬دار النهضة‬ ‫‪-‬‬
‫العربية ‪.1993 ،‬‬

‫‪23‬‬
‫كمال حمدي‪ ،‬القانون البحري ‪،‬منشأة المعارف ‪،‬ط‪.2007، 3‬‬ ‫‪-‬‬
‫محسن شفيق‪ ،‬الجديد في القواعد الدولية الخاصة بنقل البضائع‬ ‫‪-‬‬
‫بالبحر‪،‬دار النهضة العربية‪ ،‬القاهرة‪.‬‬
‫محمد سعيد فرهود‪،‬محمود مرشحة‪ ،‬القانون التجاري (بري‬ ‫‪-‬‬
‫‪,‬بحري‪,‬جوي)‪ ،‬مديرية الكتب والمطبوعات الجامعية‪.1994،‬‬
‫محمد بهجت عبدهللا‪ ،‬الوسيط في شرح قانون التجارة البحرية‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫الطبعة األولى ‪،‬دار النهضة العربية ‪.2004،‬‬
‫محمد عبدالفتاح ترك‪ ،‬التحكيم البحري ‪،‬دار الجامعة الجديدة للنشر‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪.2003‬‬
‫محمود سمير الشرقاوي‪،‬محمد القليوبي‪،‬القانون البحري‪ ،‬الطبعة‬ ‫‪-‬‬
‫الرابعة‪ ،‬دار النهضة العربية‪.1993 ،‬‬
‫مصطفى كمال طه‪،‬القانون البحري‪ ،‬دار الجامعة الجديدة‪.1998 ،‬‬ ‫‪-‬‬
‫منير فهيم ‪،‬مصطفى كمال طه‪ ،‬علي البارودي‪ ،‬أساسيات القانون‬ ‫‪-‬‬
‫التجاري والقانون البحري ‪ ،‬منشأة المعارف ‪،‬اإلسكندرية‪.‬‬

‫الفهرس‬

‫الصفحة‬ ‫الموضوع‬
‫‪2‬‬ ‫المقدمة‬
‫‪3‬‬ ‫المبحث األول‪:‬إلتزامات الشاحن‬
‫‪3‬‬ ‫المطلب األول‪ :‬التزام الشاحن بتسليم البضاعة‬

‫‪5‬‬ ‫المطلب الثاني‪ :‬التزام الشاحن بدفع األجرة‬


‫‪9‬‬ ‫المبحث الثاني‪:‬التزامات‪ #‬الناقل‬

‫‪24‬‬
‫المطلب األول‪ :‬اإللتزام بتهيئة سفينة صالحة للمالحة البحرية ‪9‬‬
‫‪10‬‬ ‫المطلب الثاني‪ :‬االلتزام بشحن البضاعة‪.‬‬
‫‪13‬‬ ‫المطلب الثالث‪ :‬االلتزام برص البضاعة‬
‫‪14‬‬ ‫المطلب الرابع‪ :‬االلتزام بنقل البضاعة والمحافظة عليه‪.‬‬
‫‪16‬‬ ‫المطلب الخامس‪ :‬االلتزام بتفريغ البضاعة‪.‬‬
‫‪18‬‬ ‫المطلب السادس‪ :‬االلتزام بتسليم البضاعة‪.‬‬

‫‪23‬‬ ‫الخاتمة‬
‫‪24‬‬ ‫المراجع‬

‫‪25‬‬

You might also like