You are on page 1of 111

‫جامعة دمشق‬

‫كلية العلوم‬
‫قسم العلوم البيئية‬

‫‪Microbiology‬‬
‫علم الحياء الدقيقة‬
‫الجزء النظري‬

‫أ‪ .‬د‪ .‬ابتسام حمد‬

‫السنة الثانية – الفصل الدراسي الول‬


‫‪2010 – 2009‬‬
‫‪2‬‬ ‫‪microbiology‬‬

‫مدخل إلى الميكروبيولوجيا‬


‫تاريخ ومجال علم الحياء الدقيقة‬
‫مقدمة ‪:‬‬
‫ل تتجلى أهمية الحياء الدقيقة ‪ Micro organisms‬بأحجامها بل بكتلتها‪ ,‬حيث يقدر‬
‫أن الميكروبات تحوي ‪ %50‬من الكربون الحيوي و ‪ %90‬من النييتروجين الحيييوي‬
‫الموجودين على سطح الكرة الرضية )حسب ‪ willey‬ورفاقه ‪.(2008‬و أكثر من‬
‫ذلك فهي تنتشر بكميييات كييبيرة فييي جميييع أوسيياط المحيييط الحيييوي ‪Biosphere‬‬
‫اعتبارا من المياه الحارة في أعماق المحيطات حتى جليد القطييبين وإلييى سييطح‬
‫جلييد كييل إنسييان‪ .‬تقييوم الحييياء الدقيقيية بييدور مهييم فييي دورات العناصيير‬
‫البيوجيوكيميائية وتييدخل فييي السلسييلة الغذائييية وبعضييها يقييوم بعملييية الييتركيب‬
‫الضوئي‪.‬وإذا كانت حياة الكائنات الراقية بل و استمرار الحياة على سطح الرض‬
‫مستحيلة من دون الميكروبات فإن العكييس غييير صييحيح بمعنييى أن الميكروبييات‬
‫تستطيع الحياة من دون هذه الكائنات الراقييية‪ .‬فالنشيياط الميكروبييي يتمثييل فييي‬
‫المجييال الطييبي والزراعييي والصييناعي بشييكل مفيييد أحيانييا وضييار أحيانييا أخييرى‬
‫وبخاصة إذا تحدثنا عن صناعة السلحة البيولوجية‪.‬‬

‫أوًل‪:‬أحيباء العبالم الميكروببي ‪Member of the‬‬


‫‪:Microbial World‬‬
‫يعرف علم الحياء الدقيقة ‪) Micro biology‬الميكروبيولوجيا(‪:‬‬

‫بأنه فرع من العلوم الحيوية يدرس الحياة في أبسط صورها‪ ،‬وكائناته ل يمكن أن‬
‫ترى بالعين المجردة‪.‬ولذلك فقد احتار العلماء فييي تصيينيف هييذه الحييياء الدقيقيية‬
‫بين النباتات أو الحيوانات‪.‬‬

‫يعييد العييالم اللميياني هيكييل ‪ Haeckel‬أول ميين اقييترح عييام ‪ 1886‬وضييع الحييياء‬
‫الدقيقيية فييي مملكيية ثالثيية تتميييز عيين المملكييتين النباتييية و الحيوانييية بانخفيياض‬
‫مستوي التعضي الحيوي وانخفيياض التمييايز فيهييا أيض يا ً اسييماها مملكيية الوليييات‬
‫‪ Protista‬وتضم الجراثيم و الطحالب و الفطريات و وحيدات الخلية الحيوانية‪.‬‬

‫ومع اكتشاف المجهر اللكتروني في الخمسينات ميين القييرن الماضييي ))‪،1950s‬‬


‫وتقدم دراسة التركيب الييداخلي لخليييا الكائنييات الدقيقيية تييبين أن هنيياك نييوعين‬
‫‪2‬‬ ‫‪microbiology‬‬

‫مختلفين من الخليا هما بدائية النييوى ‪ Prokaryotes‬تحيياط نواتهييا بغلف نييووي و‬


‫تضم الجراثيم و الطحيالب الزرقياء‪ ,‬وحقيقييات النيوى ‪ Eukaryotes‬تتمييز بنيواة‬
‫حقيقية محاطة بغلف نووي و تضييم جميييع الكائنييات الحييية الخييرى و يلحييظ أن‬
‫الفيروسات لم تذكر في هذا التصنيف‪.‬‬

‫ثييم شييهدت السيينوات اللحقيية معظييم الكتشييافات المتعلقيية بتنظيييم وظييائف‬


‫المورثات في البكتيريا )الجراثيم(‪ ،‬وتطورت تقانيية الييدنا المؤشييب ‪Recombinant‬‬
‫‪) DNA Technology‬المعيياد تركيبييه(‪ ,‬ومقارنيية الرنييا الريبييوزومي فييي الحييياء‬
‫المختلفة بعد أن توصل العلماء إليى سلسيلة الحمياض النوويية وقيراءة الجينيوم‬
‫‪ Genome‬لعدد كبير من الجراثيييم و ذلييك ميين خلل التطييور الحاصييل فييي علمييي‬
‫التقانات الحيوية ‪ Biotechnology‬و الهندسة الوراثية ‪.engineering Genetic‬‬

‫فاقترح كارل ووز ‪ carl woesse‬في السبعينات من القرن الماضي)‪(1970s‬شييجرة‬


‫التصيينيف السييللي اسييتنادا ً إلييى مقارنيية تسلسييل الرنييا الريبييوزومي فييي جميييع‬
‫الكائنات الحية ‪.‬وسوف نعود لمناقشة التصيينيف بالتفصيييل لحقيا ً‪ ,‬والييذي توصييل‬
‫العلماء بنتيجته إلى تصنيف العالم الميكروبي وفق الشكل رقم )‪ (1‬حيث يقسييم‬
‫إلى قسمين أساسيين هما‪:‬‬

‫‪‬كائنات حية ‪ : Organisms living‬تضم البكتيريا ‪)Bacteria‬الجراثيم( و الركيا‬


‫‪) archaea‬البكتيريا القديمة( وقد جمعتا فييي مجموعيية واحييدة هييي بييدائيات‬
‫النوى ‪ Prokaryotes‬جميع أفرادها وحيدات خلية‪ .‬وحقيقيات النييوى ‪Eucarya‬‬
‫أو ‪ Eukaryotes‬تضم بدورها الطحالب ‪ Algae‬التي يمكن أن تكييون وحيييدات‬
‫خلية أو عديداتها‪ ,‬والوالي ‪ Protozoa‬وجميعها وحيدات خليه‪ ,‬والفطريات‬
‫‪ Fungi‬التي يمكن أن تكون وحيدات خلية أو عديداتها‪ ,‬والديييدان ‪Helminths‬‬
‫التي تتميز بكونها طفيليات عديدة الخليا‪.‬‬

‫‪‬عوامل ممرضة غير حية‪ :‬تضم الفيروسات ‪ Viruses‬وهي طفيليييات داخلييية‬


‫إجبارية ترى فييي المجهيير اللكييتروني لنهييا أصييغر بعشييرة آلف مييرة ميين‬
‫أصغر خلية بكتيرية‪ ،‬تحوي علييى نييوع واحييد ميين الحمييوض النووييية محيياط‬
‫بطبقة ميين الييبروتين وهييو الفيييروس العيياري الييذي قييد يحيياط بغلف آخيير‬
‫فيسمى الفيروس المغلييف‪ ،‬والفيروسييات ل تملييك ميين صييفات الحييياة إل‬
‫التضاعف والذي يحدث عندما تصيب أو تتطفل على الخليا الحية‪.‬‬

‫الفيروئيدات ‪ :Viroids‬وهي عوامل مرضية معدية تتكون ميين حمييض الرنييا‬


‫‪ RNA‬فقط‪ ,‬تتميز بأوزانها الجزئييية المنخفضيية داخييل الخليييا‪ ,‬وتعتمييد فييي‬
‫تضاعفها على مكونات مضيفها لنها طفيليات داخلية أيضًا‪.‬‬
‫‪2‬‬ ‫‪microbiology‬‬

‫البريونات ‪ :Prions‬وهي عوامل مرضية معديية تتكيون مين بروتينيات فقيط‬


‫مقاومة للعوامل المييؤثرة علييى الحمييوض النووييية ‪ ,‬تتضيياعف داخييل خلييا‬
‫مضيفها أيضا ً ول تزال آلية التضاعف غير معروفة تمامًا‪.‬‬

‫عالم الميكروبات‬

‫كائنات‬ ‫عوامل ممرضة‬


‫)حّية(‬ ‫)غير حّية(‬

‫فيروئيدات آركيافيروساتبكتيريا‬
‫بريونات حقيقيات النوى‬
‫‪Bacteria Archaea Eucarya‬‬
‫‪Prions‬‬ ‫‪Viroids‬‬ ‫‪Viruses‬‬

‫بدائيات النوى‬ ‫حقيقيات النوى‬


‫)وحيييييييييييدات‬ ‫‪.‬‬
‫خلية(‬

‫الطحالب‬ ‫الوالي‬ ‫فطريات‬ ‫ديدان‬


‫‪Helminths‬‬ ‫‪Fungi‬‬ ‫‪Protozoa‬‬ ‫‪Algae‬‬
‫وحيييدات‬ ‫وحيدات خلية‬ ‫وحيدات الخليا‬ ‫وحيدات الخليا‬
‫الخليا‬
‫‪2‬‬ ‫‪microbiology‬‬

‫وعديداتها‬ ‫وعديداتها‬ ‫وعديداتها‬

‫البروتستا‬
‫‪Protest‬‬

‫الشكل رقم )‪ :(1‬تصنيف العالم الميكروبي‬

‫ثانيًا‪ :‬اكتشاف الحياء الدقيقة والخلف حول‬


‫نظرية التوالد الذاتي‪:‬‬
‫‪The discovery of microorganisms and‬‬
‫‪the conflict over spontaneous‬‬
‫‪generation‬‬
‫لقد مهدت معظم الحضارات القديمة لنشوء هييذا العلييم‪ ,‬فقييد عييرف المصييريون‬
‫مثل ً التأثير الحافظ للتجفيف واستعمال المواد الكيماوية ‪ ،‬وأتقنييوا صييناعة الخميير‬
‫والخبز والجعة )البيرة(‪ .‬وكان ابن سييينا )‪ ( 1037- 980‬أول ميين وصييف الييدور‬
‫النافع للخمر في معالجة الجروح‪ ،‬وخلل القرن الثييالث عشيير قيال روجير بياكون‬
‫‪ Roger Bacon‬إن المراض التي تصيب النسان تحدث نتيجة الصابات بكائنات‬
‫حية غير مرئية و أيده في ذلك فراكسييتورو ‪ ( Fracastoro ( 1478-1553‬ثييم فيون‬
‫بلينزس ‪ ncizVon Ple‬ولكن كل هذه المقترحات كانت تفتقر إلى الدليل المادي‪.‬‬

‫إل أنه يمكن اعتبار كيرشر ‪ (Kircher (1658‬أول من تحقق من وجود الميكروبييات‬
‫في حالت المراض المختلفة‪ .‬على الرغم من أن العالم الهولندي أنطييوني فييان‬
‫ليفينهوك ‪ ( Antony Van Leeuwenhoek (1632-1723‬لم يكيين أول ميين شيياهد‬
‫البكتيريا و الوالي‪ ,‬إل انه يعتبر أول من لحظ تركيبها و شييكلها ميين خلل فحييص‬
‫عينات مختلفة من اليدم والمياء والخيل والطيين واللعياب والسييائل المنيوي فيي‬
‫المجاهر البسيطة التي صنعها وتراوح تكبيرها بين)‪300 -40‬مرة( وقييام بوصييفها‬
‫‪2‬‬ ‫‪microbiology‬‬

‫ورسمها بكثير من الدقة في رسالته إلى أعضاء الجمعية الملكية البريطانية بلندن‬
‫عام ‪ 1676‬ولذلك يمكن اعتبار هذا العالم الب الول لعلم الجراثيم‪.‬‬

‫إن اكتشاف الحياء الدقيقة كان سببا ً لمناقشات و نظريات عديييدة حييول معرفيية‬
‫أصلها ومنشييئها‪ ,‬فخلل الفييترة )‪ (322-384‬قبييل الميلد كييان أرسييطو طيياليس‬
‫‪ Aristotale‬يقول لتلميذه "إن منشأ الحيوانات والنباتات يعود إلييى التربيية وغيرهييا‬
‫من الشياء التي لا تمت للحيوان والنبات بصلة‪ ,‬أي إنها تتوالد ذاتيًا" ‪Spontaneous‬‬
‫‪ generation‬وظلت تعاليمه سائدة حتى القرن السابع عشر‪ ,‬حيث انقسييم العلميياء‬
‫إلى فريقين منهم المؤيد لهذه النظرية ومنهم من يعارضها‪ ,‬و كانت تجربة باستور‬
‫‪ Pasteur‬عام ‪ 1861‬الدليل القاطع على أن الحياء الدقيقيية ل يمكنهييا أن تتوالييد‬
‫تلقائيا ً في المستخلص المعقم‪ ,‬أي أنها ل تتواجد بدون آباء أو أصول تشييبهها‪ .‬ثييم‬
‫جاءت دراسة كون ‪ Chon‬علييى البييواغ ‪ Spores‬وأبحيياث تانييدال ‪ Tyndall‬عييام‬
‫‪ 1872‬حول وجود الحياء الدقيقة في الهواء وإمكانية ترسيييبها وابتكيياره لطريقيية‬
‫التعقييم بيالحرارة المتقطعية أو التندلية ‪ Tyndallization‬مؤييدة لبحياث باسيتور‬
‫داحضة لنظرية التوالد الذاتي‪.‬‬

‫ويوضييييح الشييييكل رقييييم )‪ ("a,b,c"2‬بعييييض الحييييداث المهميييية خلل تطييييور‬


‫الميكروبيولوجيا بين عام ‪ 1456‬حتى عام ‪. 2005‬‬

‫ثالثًا‪ :‬العصر الذهبي للميكروبيولوجيا ‪The‬‬


‫‪: Golden Age of Microbiology‬‬
‫يعد العالم الفرنسي لويس باستور ‪ (Louis Pasteur (1822-1895‬مؤسس ومنشئ‬
‫علم الحياء الدقيقة )الميكروبيولوجيا( فقد ابتكر أدواتا ً وطرقا ً عديدة ساهمت مع‬
‫إنجييازات علميياء آخرييين و خلل سييتين عاميا ً )ميين ‪ (1914-1857‬فييي اكتشيياف‬
‫العديييد ميين المييراض الييتي تسييببها الميكروب يات‪ ،‬مم يا أكييد النظرييية الجرثومييية‬
‫للمييراض‪ ،‬وآلييية التخميير وحفييظ خصييوبة التربيية ونشيياطات أخييرى عديييدة فييي‬
‫الطبيعة‪ ,‬منذ ‪ 1836‬اقترح عدد من الباحثين مثل شوان ‪ Schwann‬ولتييور ‪Latour‬‬
‫و كتزنغ ‪ Kutzing‬بأن التخمر يحدث نتيجة لنشاط بعض الحياء الدقيقة اللهوائييية‪.‬‬
‫وفي عام ‪ 1845‬أثبت العييالم بيركلييي ‪ Berkeley‬أن مييرض لفحيية البطاطييا الييذي‬
‫عانت منه ايرلندا وسبب كارثيية لزراعتهييا ينتييج عيين الصييابة بعفيين الميياء ‪Water.‬‬
‫‪ mold‬وفييي عييام ‪ 1853‬أوضييح بيياري ‪ Bary‬أن فطريييات صييدأ القمييح هييي‬
‫المسؤولية عن أمراض محاصيل الحبوب‪ .‬وفي عييام ‪ 1866‬نشيير باسييتور أبحيياثه‬
‫‪3‬‬ ‫‪microbiology‬‬

‫الهامة و الشهيرة عن النبيذ‪ ،‬وبين فيهييا أن التخميير فييي النبيييذ يرجييع سييببه إلييى‬
‫نشاط أحياء دقيقة تعمل على إفساد طعمه ورائحته )نكهته(‪ ،‬واقترح طريقة لمنع‬
‫م( أو ‪ 63‬درجيية مئوييية مييدة‬ ‫حدوث هذا التخمر بتسخين النبيذ إلى درجة )‪ْ 60-55‬‬
‫نصف ساعة‪ ،‬وهييو مييا يعييرف اليييوم بعملييية البسييترة ‪ .Pasteurization‬ثييم جيياءت‬
‫دراساته العديدة )‪ (1885-1877‬على مرض الجمرة الخبيثة ‪ Anthrax‬وغيره ميين‬
‫المراض لتؤكد صحة النظرية الجرثومية للمراض‪.‬‬

‫كما بين ونييدل هييولمز ‪ Wendell Holmes‬فييي بداييية القييرن الثييامن عشيير عييام )‬
‫‪ (1843‬أن مرض حمى النفاس مرض معييدي ينتقييل ميين أم لخييرى عيين طريييق‬
‫القابلت أو الطباء المولدين‪ .‬ولكيين ملحظيية الطييبيب النكليييزي الجييراح ليسييتر‬
‫‪ Lister‬عام ‪ 1878‬حول تلوث الجروح أثناء العمليات الجراحييية‪ ,‬أدت إلييى التأكيييد‬
‫على ضرورة إجراء العمليات الجراحية في جو معقم وباستعمال أدوات جراحييية‬
‫معقمة‪.‬‬

‫كما ل يمكن أن ينسى فضل العالم اللميياني روبييير كييوخ ‪Robert Koch (1843-‬‬
‫‪ (1910‬الذي عزل جراثيم الجمييرة الخبيثيية ‪ Bacillus anthracis‬ميين دم الماشييية و‬
‫نماه مخبريا ً على مييزارع نقييية صيينعية ثييم قييام بحقنهييا لحيييوان آخيير لتحييدث بييه‬
‫العدوى‪ ،‬ومن هذا الحيوان أمكنه عزل ميكروبييات مشييابهة للميكييروب الصييلي‪،‬‬
‫واستنتج بالتالي عام )‪ (1881‬ما يعرف اليوم باسم فرضيات كوخ المتلخصة فييي‬
‫الخطييوات السييابقة‪ .‬تل ذلييك اكتشيياف كييوخ نفسييه لعصيييات السييل عييام ‪1882‬‬
‫ولضمات الكوليرا ‪Vibrio Cholerae‬عام ‪ ، 1883‬كما كان أول ميين قييام بدراسيية‬
‫تلوين و تنمية الجراثيم على المييزارع النقييية‪ ،‬وباسييتعمال الييبيئات الصييلبة‪ ،‬حيييث‬
‫أضاف الجار وغيره من المواد إلى الوساط السائلة بغيرض عيزل الجراثييم فيي‬
‫مستعمرات صغيرة فردية‪ ،‬ولذا سمي كوخ )بأب التكنيك الجرثومي(‪.‬‬

‫أما الطبيب النكليزي ‪ (Jenner (1749-1823‬فقييد كييان أول ميين اسييتخدام اللقيياح‬
‫للنسان عام ‪ ،1796‬حين استعمل الجراثيييم المسييببة لجييدري البقيير كلقياح ضييد‬
‫الجدري الذي يصيب النسان‪ .‬ومنذ ذلك الوقت بييرزت مفيياهيم المناعيية وتحضييير‬
‫اللقاحات‪ .‬وكان للعالم باستور أيضا ً دورا ً فيها حيييث تمكيين فييي عييام ‪ 1880‬ميين‬
‫اكتشاف طريقة اللقيياح ‪ Vaccination‬باسييتعمال جراثيييم مخففيية أو ميتيية‪ .‬وهكييذا‬
‫أوجد اللقاح ضد مرض الكلب ‪ Rabies‬و الذي يعرف بمرض الخييوف ميين الميياء و‬
‫كان لتلميذ باستور وكوخ دورا ً مهما ً في تقدم علم المناعة‪ .‬فمن تلمييذة باسييتور‬
‫نيييذكر مثل ً العيييالم روكيييس ‪ Roux‬فيييي إنتييياج مضيييادات السيييموم ‪Antitoxins‬‬
‫ومتشينكوف ‪ Metchinkoff‬الييذي وضييع نظرييية بلعميية الكريييات البيضيياء للخليييا‬
‫الجرثومييية داخييل الجسييم المضيييف‪ .‬وميين تلمييذته كييوخ نييذكر كلبييس ولييوفلر‬
‫‪Klebs&Loeffler‬‬
‫‪4‬‬ ‫‪microbiology‬‬

‫اللييذان اكتشييفا جرثييوم ال يدفتيريا وبعييض طييرق تلييوين الجراثيييم‪ .‬ولقييد تقييدمت‬
‫البحيياث كييثيرا ً خلل القييرن العشييرين فاكتشييفت المضييادات الحيوييية وحضييرت‬
‫اللقاحييات الواقييية ضييد عييدد كييبير ميين المييراض وجيياء اكتشيياف الريكتسيييا‬
‫‪Rickettisa‬عييام ‪ 1909‬المسييببة لبعييض المييراض الخطيييرة كمييرض الطيياعون و‬
‫محاولت إيجاد اللقاحات الملئمة أيضا ً ‪) .‬الشكل رقم ‪(2‬‬

‫رابععععععععًا‪ :‬تطببببور الميكروبيولوجيببببا الصببببناعية و‬


‫ايكولوجيا الميكروبات‪:‬‬
‫‪The Development of industrial‬‬
‫‪: Microbiology and Microbial Ecology‬‬
‫لقد أدت الكتشافات الطبييية السييابقة لعلييم الميكروبييات إلييى تطبيقييات سييريعة‬
‫ومباشرة في ميييادين أخييرى كالزراعيية و الصييناعة‪ .‬ففييي مجييال الزراعيية تمكيين‬
‫العالم بيريل ‪ Burrill‬ميين عييزل الجراثيييم المسييببة لمييرض اللفحيية النارييية الييذي‬
‫يصيب أشجار التفاح و الجاص عام ‪ ,1883‬ثم بدأت الدراسة التفصيييلية لميراض‬
‫النبات على يد العلم المريكي سميث ‪ smith‬عام ‪1900‬‬

‫وفي مجال التربة ذكر شلوزنغ ومنتز ‪ schloesing&muntz‬عييام ‪ 1877‬إن عملييية‬


‫النترجة ‪ nitrification‬في التربة ترجع إلى نشاط مكروبي‪ ,‬ثم عزل فينوغرادسكي‬
‫‪ winogradsky‬عام ‪ 1890‬الجراثيم المسؤولة عيين العملييية كمييا عييزل الجراثيييم‬
‫اللهوائية المثبتة للنتروجين الجوي و بين أهمية الجراثيم الهوائية و اللهوائية فييي‬
‫تحويل النتروجين إلى صورة صالحة لتغذية النبات‪ .‬ولقد تقدم علم ميكروبيولوجيا‬
‫التربة بعد ذلك على يد العديد من العلماء مثييل واكسييمان ‪ Waksman‬وألكسييندر‬
‫‪ Alexanders‬ودوميرغ ‪ . Dommergues‬أما في مجال الصييناعة فقييد قييام هانسيين‬
‫‪ Hansen‬عام ‪ 1879‬بتمهيد الطريق لدراسة صناعة التخمير‪ .‬باستعمال المزارع‬
‫النقييية ميين الخمييائر والجراثيييم فييي صييناعة الخييل‪ ,‬وسيياعدت أبحيياث وايزمييان‬
‫‪ Weizmann‬وآخرين في إنتاج المضادات الحيوية‪.‬‬

‫أما في مجال علم إيكولوجيا الميكروبات ‪ Microbial Ecology‬فقد بدأ تطوره منذ‬
‫تجارب فينوغرادسكي )‪ 1953) 1856-‬وبيجيرنييك ‪ Beijerink (1851-(1931‬علييى‬
‫دراسة دور الحياء الدقيقة في دورات عناصر الكربون والنتروجين والكبريت فييي‬
‫التربة والموائل المائية‪ .‬كما طورا تقانييات اسييتعمال الوسيياط المختييارة لزراعيية‬
‫بكتيريا هذه الدورات‪ .‬إن فيض الكتشافات فيي مجييال علييم الميكروبييات قييد زاد‬
‫ميين عييدد العلميياء لدرجيية تجعييل ميين الصييعب ذكرهييم جميعيا ً فييي هييذه اللمحيية‬
‫التاريخية‪ ,‬إذ لم يمر عييام خلل النصييف الخييير ميين القييرن التاسييع عشيير وأوائل‬
‫‪2‬‬ ‫‪microbiology‬‬

‫القرن العشرين إل وحمل في طياته إضييافات جدي يدة وهاميية لهييذا العلييم ‪) .‬كمييا‬
‫يوضح الشكل رقم ‪.(2‬‬

‫ففي عام ‪ 1958‬نال كل من العلماء ‪ Tatum , Bradme , Lederberg‬جائزة نوبل‬


‫لعملهم في مجال الوراثة الجرثومية ‪ .‬وكانت هذه الجائزة لعام ‪ 1969‬من نصيب‬
‫‪ Luria , Hershey , Delbruck‬نتيجييية عملهيييم عليييى ملتهميييات الجراثييييم‬
‫‪ Bacteriophages‬و لعام ‪ 1974‬للعالم المريكي ‪ Claude‬الذي كان أول ميين شيياهد‬
‫جزيئات الفيييروس السييرطاني فييي خليييا الورام الخبيثيية‪ .‬ولعييام ‪ 1975‬للعلميياء‬
‫‪ Baltimore , Temin , Dulbruck‬اللذين اثبتييوا وجييود أنزيميه نوعييية فييي الورام‬
‫الخبيثة التي يمكن أن تصنع الدنا ‪ DNA‬اعتبارا ً من الرنا ‪. RNA‬‬

‫وفي عام ‪ 1977‬صنف ‪ Woesse‬بدائيات النوى في قسمين هما البكتريييا والركيييا‪,‬‬


‫وتم تركيب النسولين من الدنا المؤشب وأعلن عن اجتثاث مرض الجدري عيام ‪.‬‬
‫‪ 1979‬كما تم تطوير أنبوب المجهير اللكيتروني الماسيح ‪Scanning microscopes‬‬
‫عام ‪ .1980‬و تطوير لقاحات للعديد ميين المييراض الخطيييرة مثييل لقيياح لمييرض‬
‫يرقان الكبد ‪ Hepatitis –B , B‬في عام ‪ ,1982‬و لقاح لمرض جدري الطيور في‬
‫عام ‪ 1995‬علما ً بأنه كان قد تم تطوير أول لقاح بالهندسة الجينييية و للسييتعمال‬
‫البشري عام ‪ .1986‬كما بدأ العلماء بسلسلة جينيوم خليييا الحييياء الدقيقيية مثييل‬
‫خليا الخميرة و بكتريا الميتان في عييام ‪ .1996‬و اكتشييفوا أن لضييمات الكييوليرا‬
‫‪ Colerae‬كرومييوزومين ‪) Chromosomes‬عييام ‪ .(2000‬بينمييا قيياموا عييام ‪2002‬‬
‫بتركيب فيروس الشلل كيميائيا ً‪ .‬وعييزل علميياء ميين مدينيية نيويييورك عييام ‪2005‬‬
‫سللة فائقة المقاومة من فيروس نقص المناعة المكتسبة ‪ .HIV‬وهييم فييي صييدد‬
‫دراسة الفيروس المسبب لمرض السارس ‪ SARS‬الذي تفشى في الصين عييام‬
‫‪.2003‬‬

‫لقد تطور علم الحياء الدقيقيية تطييورا ً سييريعا ً خلل أقييل ميين قييرن ميين الزميين‪,‬‬
‫وكانت الفترة الذهبية الولى لهذا العلم ما بين ‪ ,( 1900-(1880‬أما الثانية فلم‬
‫تبدأ قبل عام ‪ ,1945‬ومنذ ذلك التاريخ لم تتوقف مسيرة تطوره قط شأنه شأن‬
‫العلوم الخرى كافة‪ ,‬إل أن نصيبه كان أوفر ميين غيييره بسييبب علقتييه المباشييرة‬
‫بالنسان والمجتمع‪ ,‬وقد ساهم علماء الحياء الدقيقة بالسراع في تطييور وتقييدم‬
‫العلوم الزراعية والطبية والصناعية بشكل خاص والحيوية بشيكل عيام‪ .‬إل أن ميا‬
‫يجدر ذكره هو ما قييدمته العلييوم الساسييية كالكيمييياء و الفيزييياء و الرياضيييات و‬
‫المعلوماتية من خدمات جلى ساهمت فييي فتييح البييواب العريضيية أمييام تقييدم و‬
‫تفهييم دقييائق هييذا العلييم و بخاصيية بعييد التطييور الكييبير لعلييوم التقانييات الحيوييية‬
‫والبيولوجيا الجزيئية و الهندسة الوراثية والوراثة الجزيئية‪.‬‬
‫‪3‬‬ ‫‪microbiology‬‬

‫خامسعععًا ‪ -‬آفاق الميكروبيولوجيا ‪The Scope of :‬‬


‫‪Microbiology‬‬
‫يهتم علم الحياء الدقيقة بشكل عييام بدراسيية الحييياة فييي أبسييط صييورها‪ ,‬إذ‬
‫يتألف الكائن الحي من خلية واحدة تقوم بجميع العمليات الحيوية المعروفيية عنييد‬
‫بقية الكائنات الخرى‪.‬‬

‫ونتيجة ليذلك ظهيرت الفيروع المختلفية لهيذا العليم نيذكر منهيا ‪ :‬عليم الجراثييم‬
‫‪ Bacteriology‬الذي كيثيرا ً ميا يختليط بيالعلم الم ‪ ,Microbiology‬عليم وحييدات‬
‫الخلية الحيوانييية ‪ Protozoology‬الييذي يتفييرع عنييه علييم الطفيليييات ‪,Parasitology‬‬
‫علييم الفطريييات ‪ Mycology‬وعلييم الطحييالب ‪ Phycology‬وعلييم الفيروسييات‬
‫‪.Virology‬‬

‫كما ظهرت التخصصات الدقيقة للمظيياهر البيولوجييية غييير المشييتركة مثييل علييم‬
‫الوراثة الجرثومية ‪ Bactrerial Genetics‬وفيزيولوجيا الطحالب ‪Algal Physiology‬‬
‫وعلم الخلية الجرثومية ‪ Bactrerial Cytology‬وفيزيولوجيا الميكروبات ‪Microbial‬‬
‫‪. physiology‬‬
‫وظهرت أيضا ً الفروع التالية للمظيياهر التطبيقييية المشييتركة الييتي تعتمييد أساسيا ً‬
‫على النشاط الميكروبي مثل‪:‬‬

‫‪.1‬الميكروبيولوجيييا الطبييية ‪ : Medical Microbiology‬و تهتييم بدراسيية مسييببات‬


‫المراض للنسان و الحيوان‪.‬‬

‫‪.2‬ميكروبيولوجيا المياه ‪ : Aquatic Microbiology‬وتهتم بدراسة الحياء الدقيقيية‬


‫الموجودة في البحار و المحيطات و النهار‪.‬‬

‫‪.3‬ميكروبيولوجيا المجاري والمستنقعات‬

‫‪Microbiology of Domestic water and sewage‬‬

‫‪.4‬ميكروبيولوجيييا الهييواء ‪ : Microbiology of Air‬و تييدرس الحييياء الدقيقيية‬


‫الموجودة في الهواء و التي تتأثر بالعوامل الجوية و تختلف من مكان لخر‪.‬‬

‫‪ :‬وتقتصيير علييى دراسيية‬ ‫‪Microbiology of‬‬ ‫‪ .5‬ميكروبيولوجيييا اللبييان ‪Milk‬‬


‫ميكروبات الحليب ومشتقاته‪.‬‬

‫‪.6‬ميكروبيولوجييا الغذيية ‪ : Food Microbiology‬و تيدرس طيرق وقايية الغذيية‬


‫المصنعة والمواد الخييام فييي أثنيياء التخزييين ميين التلييوث والنشيياط التفكيكييي‬
‫للحياء الدقيقة‪.‬‬
‫‪1‬‬ ‫‪microbiology‬‬

‫‪.7‬ميكروبيولوجيا التربة ‪ : Soil Microbiology‬وتهتم بدراسة الحياء الدقيقة التي‬


‫تييؤثر علييى خصييوبة التربيية و دورات العناصيير فيهييا و تحييول المييواد العضييوية‬
‫المعقدة إلى صورة أبسط صالحة لتغذية النبات‪.‬‬

‫‪.8‬الميكروبيولوجيا الصناعية ‪ : Industrial Microbiology‬و تدرس الحياء الدقيقة‬


‫المستخدمة في تحويل المواد الخام إلى منتجييات ذات أهمييية اقتصييادية‪ ,‬كمييا‬
‫في صناعة المضادات الحيويية و الحمياض العضيوية والمشيروبات الكحوليية‪,‬‬
‫وصناعة بعض اللحوم و في الدباغة وصناعة الجلود والكتان والتعطين ‪.‬‬

‫‪.9‬ميكروبيولوجيا الحشرات ‪ : Microbiology of Insects‬وتدرس المراض التي‬


‫تنقلها الحشرات إلى النبات والحيوان‪.‬‬

‫‪ : Space‬واليييتي نقليييت العليييوم‬ ‫‪.10‬ميكروبيولوجييييا الفضييياء ‪Microbiology‬‬


‫الميكروبيولوجية إلى بقية الكواكب الخرى‪.‬‬

‫‪.11‬اليكولوجية الميكروبية ‪ : Microbial ecology‬الذي يدرس العلقة بين الحياء‬


‫الدقيقة و مكونات موئلها الحية و غير الحية‪.‬‬

‫‪.12‬الوراثييية الميكروبيييية ‪ Microbial genetics‬و البيولوجييييا الجزيئيييية ‪Molecular‬‬


‫‪ biology‬و التقانيييات الحيويييية ‪ Biotechnology‬و الهندسييية الوراثيييية ‪Genetic.‬‬
‫‪engineering‬‬

‫يطلق على التطبيقات العملية لعلم الحياء الدقيقة اسم التقانييات الحيوييية‪ .‬و قييد‬
‫قاد استعمال الدنا المركب )المؤشيب( إليى تطيوير مفياهيم الهندسية الوراثيية و‬
‫تطبيقاتهييا‪ ,‬بحيييث أصييبح ينتييج حالييا ً و منييذ عييام ‪ 1979‬النسييولين والنييترفيرون‬
‫واللقاحات وغيرها‪ .‬كما أصبح بالمكان استبدال المورثات فييي الخليييا البشييرية و‬
‫هو ما يدعى بالمعالجة الجينية ‪ ,Gene Therapy‬إضييافة إلييى التطبيقييات الزراعييية‬
‫الخاصة بالمكافحة الحيوية و استخدام الحشرات و العداد الميكروبية الطبيعييية ‪.‬‬
‫كما تمكن علماء الوراثة الجزيئية من قراءة الجينوم لعدد كبير من الجراثيم‪ ,‬ففي‬
‫عام ‪ 1997‬مثل ً تم النتهاء من قراءة الجينوم في جراثيم العصيات المعوييية ‪Coli.‬‬
‫‪ E‬وفي الربع الخير من القرن العشرين تم تحديييد الشيييفرة الوراثييية فييي ‪216‬‬
‫ميكروبا ً وفي ‪ 205‬بلسميدا ً ‪ plasmeds‬عزلت من بعض الخليا الجرثومية وبعييض‬
‫الخمائر واستطاع العلماء تطييوير سييللت جرثومييية مّعدليية وراثييا ً تسييتخدم فييي‬
‫المجييالت الطبييية والصييناعية والزراعييية وفييي صييناعة السييلحة الجرثومييية أو‬
‫البيولوجية‪) .‬الشكل رقم ‪(2‬‬

‫تقييوم الوراثيية الميكروبييية بييدور مهييم فييي الميكروبيولوجيييا التطبيقييية ‪Applied‬‬


‫‪ microbiology‬لنها تطييور تقانييات مفيييدة فييي مجييال الميكروبيولوجيييا الزراعييية‬
‫والصناعية‪ ,‬وميكروبيولوجيا الغذية واللبان والميكروبيولوجيا الطبية‪.‬‬
‫‪2‬‬ ‫‪microbiology‬‬

‫سادسًا‪ -‬مستقبل الميكروبيولوجيببا ‪The Future :‬‬


‫‪of Microbiology‬‬
‫لقد لحظنا مما ذكر أعله التأثير العميق للميكروبيولوجيا في المجتمع النسيياني‪,‬‬
‫و الكيياتب العلمييي برنييارد ديكسييون ‪ Bernard Dixon‬متفييائل جييدا ً فييي مسييتقبل‬
‫الميكروبيولوجيا بسبب تدخل الحياء الدقيقة ‪ Microorganisms‬مباشرة في شييتى‬
‫ميادين الحياة ) طبية‪ ,‬صناعية‪ ,‬زراعية ‪ ( ...‬بشييكلها النيافع غالبيا ً و الضييار أحيانيا ً‬
‫أخرى‪.‬‬

‫و جدير بالذكر أن النسان استطاع تسخير هييذه الحييياء لصيالح البشييرية جمعياء‪,‬‬
‫فعدد الباحثين في هذا المجال يزداد يوما ً بعد يوم‪ ,‬وفروع هذا العلم تييزداد أيضييا‬
‫باضييطراد‪ .‬وليييس ميين اليسييير سييرد كييل ذلييك‪ ,‬ولكيين يكفييي أن نشييير إلييى أن‬
‫الدراسات في مجال العلوم الطبية وما يتبعها من صناعات دوائية تقدم لنيا يومييا ً‬
‫العديد من العلجات لكثير من المراض الخطيرة‪ .‬و للسف أنه إلى الن ل يوجييد‬
‫علج فعييال لبعضييها كمييا فييي بعييض المييراض السييرطانية ومييرض اليييدز ‪AIDA‬‬
‫والسارس ‪ SARS‬حيث ما زالت جميع العلجات التي جربت دون طموح الباحثين‪,‬‬
‫إل أن ذلك آت ل محال‪ ,‬ويتوقع العلماء الحصييول علييى اللقاحييات المناسييبة خلل‬
‫السنوات القريبة القادمة وخاصة وأنهمييا يسييتقطبان ‪ %46‬ميين البحيياث العلمييية‬
‫في العالم‪.‬‬

‫و فييي مجييال الزراعيية يلحييظ أيض يا ً أن البحيياث الهادفيية للحصييول علييى الغييذاء‬
‫المواكب للزدياد السكاني الهائل في تطور مستمر‪ .‬وعلماء ميكروبيولوجيا التربة‬
‫يسهمون مساهمة فعالة في مشكلة نقص النتروجين والبروتين في العالم الحييي‬
‫من خلل الدراسات العديدة لنتقاء البكتريا المتعايشة مع بعض المحاصيل الهامة‬
‫ليصبح مفتاح النتاج الغذائي في متناول أيدينا‪.‬‬

‫أما في مجال الصناعة فقد ذكرنا بعضا ً من تطبيقات النشاط الاستقلبي للبكتيريا‬
‫في الصناعة وبخاصة في مجال التخمرات للمييواد السييكرية والحمييوض العضييوية‬
‫والبروتينييية والمضييادات الحيوييية و صييناعة الجلييود والكتييان والتعطييين وصييناعة‬
‫السييمدة الجرثومييية وتطالعنييا البحيياث يوميييا ً بالعديييد ميين هييذه الكتشييافات‬
‫والصناعات‪.‬‬

‫و بهذا فقد طور العلماء اليابانيون عام ‪ 1984‬طريقة لنتاج الغيياز الطييبيعي (غيياز‬
‫الميتان( من المخلفات الغذائية عن طريق تسخير الجراثيم‪ ,‬إذ تجييرى منييذ نهاييية‬
‫القرن الماضي في جامعة ريوكيو تجارب لتنمية بعض النيواع الجرثوميية القيادرة‬
‫على إنتاج الميتان و تسويق ذلك صناعيا ً‪ .‬فمن المعروف أن لغاز الميتييان أهمييية‬
‫كبيرة في حياتنا العصرية سواء من حيث التدفئة أو من حيث الستفادة منييه فييي‬
‫‪3‬‬ ‫‪microbiology‬‬

‫الصناعات البتروكيميائية و صناعة العلف الحيوانية المختلفة‪ .‬و يمكن القييول أن‬
‫‪3‬‬
‫التجارب حتى الن تكللت بنجاح كبير حيييث تييم صييناعة أنمييوذج يبلييغ حجمييه م‬
‫وينتج الغاز من الجراثيم التي تتغذى بفضلت الطعام‪ ,‬و قد بييدأ اسييتعمال أجهييزة‬
‫تستخدم في المرافق العامة‪.‬‬

‫أما فيي مجييال ميكروبيولوجيييا الفضيياء فالبحيياث الفضييائية تطالعنييا أيضيا ً ببعييض‬
‫المعلومات عن بعض التجارب التي تجري في مجييال علييم الحييياء الدقيقيية خلل‬
‫الرحلت الفضائية‪.‬‬

‫شب )المعاد تركيبه( اعتبارا ً من أفكار و تجارب علييى‬ ‫لقد تطورت تقانة الدنا المؤ ّ‬
‫وراثيية الميكروبييات ‪ Microbial genetics‬و علييى البيولوجيييا الجزيئييية ‪Molecular‬‬
‫‪) biology‬التي توضح كيف تقوم المعلومات الوراثية المحمولة على الدنا بتييوجيه‬
‫عملية الصطناع البروتيني(‪ .‬و بسبب بساطة تركيييب و تكيياثر الخليييا الميكروبييية‬
‫فقد كانت أفضل الكائنات التي استعملت في هذا المجال‪ .‬و هكذا فقد أوضح كل‬
‫ميين بيييدل وتيياتوم عييام ‪ G.beadle) 1940‬و ‪ (E.L.Tatum‬العلقيية بييين المورثييات‬
‫والنزيمات‪ .‬و بالفترة ذاتهييا حييدد كييل ميين ‪ O.Avery‬و ‪ C.Macleod‬و ‪M.McCarty‬‬
‫أن الدنا ‪ DNA‬هو المادة الوراثية‪.‬‬

‫كمييا اكتشييف كيل مين ‪ J.Ledeberg‬و ‪ E.Tatum‬عملييية النقييل الييوراثي الجرثييومي‬


‫بوساطة التزاوج ‪ ,‬و في عييام ‪ 1958‬اقييترح العييالمين ‪ F.Crick‬و ‪ J.Watson‬بنييية‬
‫الييدنا ‪ , DNA‬وفييي عييام ‪ 1960‬اكتشييف كييل ميين ‪ F.Jacob‬و ‪ J.Monod‬الرنييا‬
‫الرسول ‪ RNAm‬الهام في عملية الصطناع البروتيني ‪.‬‬

‫و شهدت السنوات القليلة اللحقة معظم الكتشييافات المتعلقيية بتنظيييم وظييائف‬


‫شييب هييو مييا‬ ‫الجينات )المورثات ( في الجراثيم‪ .‬ولعييل أول مثييال عيين الييدنا المؤ ّ‬
‫أوضحه ‪ P.Berg‬عين إمكانيية ارتبياط قطيع مين الييدنا الحييواني )مورثيات( بالييدنا‬
‫الجرثومي‪ .‬و بالتالي فإنه يمكين اسيتخدام هيذه الجراثيييم المحيورة وراثييا ً لصيينع‬
‫كميات كبيرة من البروتينات المختلفة‪.‬‬

‫وبهذا فقد سمحت ثورة الهندسية الوراثيية للعلميياء بيإجراء تجيارب الوراثية الييتي‬
‫تستند إلى صنع صفات وراثية لمراض قاتلة أو صفات يمكن أن تميز مجموعات‬
‫عنصرية و ذلك عن طريق استخدام أساليب جديدة في تركيب المورثات‪ ,‬و بهييذا‬
‫يمكن التوصل إلى بكتيريا تهاجم أعضاء معينة في جسم النسييان كعيييون الجنييود‬
‫العييداء مثل ً ‪ ...‬أو إنتيياج فيييروس فعييال للغاييية يييرش فييي دوليية معادييية فيحييول‬
‫النفلونزا العادية إلى وباء مميت‪.‬‬

‫كمييا تخيييل هييؤلء العلميياء إمكانييية التوصييل إلييى تطييوير أسيياليب تسيياعد علييى‬
‫استخراج خليا بشرية متطابقة تمكنهيم فيي البييدء مين تصيينيع جنيود ل يشيعرون‬
‫‪4‬‬ ‫‪microbiology‬‬

‫بالخوف أو فاقدين للحس الخلقي‪ ,‬و هو حلييم ربمييا يبقييى مجييرد احتمييال بعيييد‪,‬‬
‫لكنه يدخل ضمن إطييار ميكروبيولوجيييا المسييتقبل‪ ,‬وهنيياك أدليية كييثيرة تثبييت أن‬
‫أمريكا أنتجت كائنات وبائية شديدة التأثير تحت شعار البحاث الطبية أو الوقائية‪,‬‬
‫كما تشييير بعييض الدراسييات إلييى أن انتشييار مييرض الجمييرة الخبيثيية فييي مدينيية‬
‫سفردولفسك السوفيتية عام ‪ 1979‬كان نتيجة حادث في مركييز لتجييارب أبحيياث‬
‫حرب الميكروبات‪ ,‬رغم البيانات التي أكدت أن انتقييال المييرض إلييى البشيير كييان‬
‫عبر الحيوانات المصابة‪.‬‬

‫و بهذا نلحظ أن حرب الميكروبات ربما تصبح أسلوبا ً فعال ً في الحييروب الحديثيية‬
‫لنها أسلحة يصعب التحكم فيها‪ .‬و في دراسة أجرتها منظمة الصحة العالمية عام‬
‫‪ 1970‬تبين لها أن ضربة جوية واحييدة ميين بكتيريييا الجمييرة الخبيثيية علييى مدينيية‬
‫تعدادها خمسة مليين نسمة قد تؤدي إلى مقتل حوالي مئة ألف على الفور‪.‬‬
‫‪5‬‬ ‫‪microbiology‬‬

‫بنية خليا بدائيات النوى و وظيفتها‬


‫ُتعد َ معظم بدائيات النوى ‪ prokaryotes‬كائنات مجهريه‪ ,‬لكن كثرة تعدادها يعوض‬
‫ما هي عليه من صغر في الحجم‪ .‬حيث تعادل كتلتها البيولوجية ‪ biomass‬مجتمعة‬
‫أكثر من عشرة أضعاف مجمل حقيقيات النوى‪ .‬وهي تعيش في كل مكان تقريبا‪ً,‬‬
‫بما في ذلك أماكن شديدة الحموضة أو الملوحة أو البرودة أو الحرارة‪.‬كما‬
‫ل‪ ,‬ومعظمها‬ ‫اكتشف البيولوجيون أن لهذه الكائنات تنوعا ً جينيًا)وراثيًا(‪ genetic‬مذه ً‬
‫وحيدة الخلية‪ ,‬وإن كان بعض أنواعها يتجمع في مستعمرات بشكل عابر أو دائم‪.‬‬
‫تصنف بدائيات النوى في تحت مملكتين وذلك حسب كتاب برجي في تصنيف‬
‫الجراثيم الطبعة التاسعة لعام ‪1994‬وفي أربع مجموعات استنادا ً إلى نمط‬
‫جدارها الخلوي‪.‬‬

‫أو الجراثيم )البكتريا(‬ ‫تحت مملكة جراثيم الركيا ‪: archaebacteria‬‬


‫القديمة وهي التي ل يحوي جدارها الخلوي الببتيدوغليكان ‪peptidoglycan‬‬
‫ويوضح الشكل التالي رقم )‪ (3‬الصيغة‬ ‫)الببتيدات المخاطية ‪(mucopeptide‬‬
‫الكيميائية له‪:‬‬
‫‪2‬‬ ‫‪microbiology‬‬

‫وتضم ثلث مجموعات هي ‪:‬‬ ‫تحت مملكة الجراثيم الحقيقية ‪Eubacteria‬‬


‫➢الجراثيم سلبية الغرام ‪ : Gram negative bacteria‬وتضم الجراثيم الهوائييية‬
‫المثبتيية للنييتروجين‪،‬والجراثيييم المعوييية‪،‬والجراثيييم الحلزونييية ‪،spirochetes‬‬
‫والجراثييييم الزرقييياء ‪ cyanobacteria‬والريكتسييييا ‪ ،rickettsias‬والكلمييييديا‬
‫‪ chlamydias‬والميكسوبكتيريا ‪ .myxobacterias‬وتتميز بجدار خلوي رقيق لييه‬
‫بنية معقدة ويمتلك كمية قليلة من الببتدوغليكان تقييدر بنحييو ‪ %10‬تقريب يا ً‬
‫)الشكل رقم ‪.) 4‬‬

‫‪‬الجراثيم ايجابية الغرام ‪ :Gram –positive bacteria‬وتضم جراثيم الحليييب‪،‬‬


‫والمكييورات السييبحية ‪ streptococci‬والمكييورات العنقودييية ‪staphylococci‬‬
‫والكييييييتينوميس(‬ ‫وجراثيييييييم الكلوسييييييتريديا اللهييييييوائي ‪Clostridi‬‬
‫‪Actinomycetes‬الجراثيم الشعاعية ‪ (Actinobacteria‬تمتلك طبقة ثخينيية ميين‬
‫الببتيدوغليكان تقدر بنحو ‪ 40‬ي ‪ % 90‬تقريبا ً )الشييكل رقييم ‪ (4‬وجميعهييا ل‬
‫تقوم بالتركيب الضوئي وبعضها تنتج أبواغا ً داخلية ‪.Endosmpores‬‬
‫‪‬الجراثيم التي ل تحوي جدار خلوي وهي الميكوبلسييما ‪ :mycoplasma‬وهييي‬
‫صييغيرة جييدا ً ومحاطيية بغشيياء بلسييمي‪ ،‬وسييوف نييدرس الصييفات العاميية‬
‫للجراثيم‪.‬‬
‫أوًلي الصفات العامة للجراثيم ‪:Bacteria‬‬
‫تتراوح أبعادها بين ‪ 0,2‬و ‪ 0,8‬ميكرون في المكورة والضمات ‪ Vibrio‬إلى ‪× 10‬‬
‫ميكرون في العصييوية منهييا ويختلييف شييكلها ميين المكييورة إلييى العصييوية‬ ‫‪25‬‬
‫والحلزونية‬
‫)الشكل رقم ‪(5‬‬
‫‪ -1‬المكورات ‪:cocci‬‬
‫وهي جراثيم مستديرة واسعة النتشار في الطبيعة ‪,‬غير متحركة ول تشكل أبواغا ً‬
‫داخلية ‪ ،‬معظمها ممرض وبعضها يسبب التخمر اللبني أو يسييتعمل فييي الصييناعة‬
‫كيالتركيب الحيييوي للدكسييتران ‪)Dextran‬المييادة البديليية لبلسييما الييدم(‪ ،‬قطرهييا‬
‫غالبًا" أقل من )‪ (1‬ميكرون وتصنف هذه الجراثيم تبعا ً لتوضع الخليا الناتجة عيين‬
‫النقسام في عدة مجموعات كما في الشكل رقم )‪.(5‬‬

‫‪1‬ي ي المكييورات الدقيقيية ‪ :Microcci‬عنييدما تكييون بش يكل منفييرد‪ ،‬ويحييدث فيهييا‬


‫النقسام وفق مستوى واحد كما في ‪.Microcus denitrificans‬‬
‫‪2‬‬ ‫‪microbiology‬‬

‫‪2‬ي مكورات مزدوجة ‪ :Diplococci‬عندما تتوضع كل خليتين جرثومييتين مع يا ً فييي‬


‫شفع واحد‪ ،‬ويحدث النقسام فيها وفق مستوى واحد أيض يا ً وتقسييم بييدورها إلييى‬
‫ثلثة أقسام ‪:‬‬
‫‪‬المكورات المزدوجة البسيطة ‪.Diplococci‬‬
‫‪‬المكييورات المزدوجيية المائليية للشييكل البيضييوي ونييذكر منهييا‪ :‬المكييورات‬
‫السحائية ‪ Maningococi‬وتكون المكورتان مسطحتين في منطقة تماسها‬
‫كما في ‪.Neisseria‬‬
‫‪‬المكورات الرئوية ‪ pneumococci‬و تكون المكورتان متطاولتين في نهاييية‬
‫خيطية‪.‬‬
‫‪3‬ي المكورات السبحية أو العقدية ‪ : Streptococci‬وهنا يتم النقسام وفق مسييتو‬
‫واحد‪ ،‬وتتوضع الخليا الجرثومية بعد انقسييامها بشييكل السييبحة أو العقييد و نييذكر‬
‫منها‪:‬‬
‫‪‬المكورات العقدية ‪ Steptococci‬كما في ‪.faecalis . Str‬‬
‫‪‬المكورات العقدية المزدوجة ‪ Streptodiplococci‬كما في ‪.pneumomiae.Str‬‬
‫‪ -4‬المكورات الرباعية ‪ :Tetracocci‬وهنا تنقسم الخليا الجرثومية وفق مستويين‬
‫متعامدين لتشكل مجموعات يتكون كل منها من أربع خليا جرثومية‪.‬‬
‫‪ -5‬المكييورات الرزمييية ‪ :Sarcinae‬حيييث تنقسييم الخليييا الجرثومييية وفييق ثلث‬
‫مستويات متعامدة لتشكل كتلة مكعبة الشكل كما في ‪.Sarcina ventriculi‬‬
‫‪ -6‬المكورات العنقودية ‪ : Staphylococci‬حيث تنقسم الخليا الجرثومية وفق أكثر‬
‫من مستوى لتشكل كتلة تشبه عنقود العنب كما في ‪.Staph. Aureus‬‬
‫‪ -1‬العصيات ‪ Bacilli‬أو ‪:Rods‬‬
‫تنتمي إليها أكبر مجموعة ميين الجراثيييم ‪ ،‬تتميييز الخليييا الجرثومييية هنييا بيياختلف‬
‫حجومها ‪ ،‬وتعدد أشكالها من جهة وتعدد أنماط توضييعها بعييد انقسييامها ميين جهيية‬
‫أخرى كما في الشكل رقم )‪.(5‬‬
‫تقسم هذه الخليا بالنسبة لتعدد الشكال إلى المجموعات التالية ‪:‬‬
‫‪‬العصيات ذات النهايات المستديرة كالعصية القولونية ‪.Colibacilli‬‬
‫‪‬العصيات ذات النهايات المبتورة كعصيات الجمرة ‪.Bacillus anthracis‬‬
‫‪‬العصييييات الوتديييية كالعصييييات الخناقيييية وعصييييات اليييدفتريا ‪Bacillus‬‬
‫‪.diphtheria‬‬
‫‪‬العصيات المغزلية كجرثوم ‪.Bacillus fusiform‬‬
‫‪‬العصيات المكورة ‪ Coccobacilli‬و هي عبارة عن عصيات قصيرة ل يتجيياوز‬
‫طولهيا قطيير مقطعهيا‪ ،‬ولييذلك فيإن شيكلها قرييب مين شييكل المكييورات‬
‫ومثالها عصيات الطاعون ‪.Pasteurella pestis‬‬
‫ضمية أو المنحنية ‪ Vibrios or curved rods‬حيث تظهر بالخلييية‬ ‫‪‬العصيات ال َ‬
‫مات الكوليرا‬ ‫العصوية انحناءة واحدة فتأخذ شكل حرف )‪ ( C‬ومثالها ض َ‬
‫‪2‬‬ ‫‪microbiology‬‬

‫‪.vibrio cholerae‬‬
‫أما بالنسبة لتوضع هذه العصيات الناتجة عن النقسييام فنجييد المجموعييات‬
‫التالية‪:‬‬
‫‪‬العصيات المنفردة ‪ Bacilli‬كما في العصيات التيفية‪.‬‬
‫‪‬العصيييات المزدوجيية ‪ Diplobacilli‬مثييل الكلبسييلت الرئوييية ‪pneumoniae‬‬
‫‪.Klebsiella‬‬
‫‪‬العصيات السبحية ‪ Streptobacilli‬مثل عصيات الجمرة‪.‬‬
‫‪‬العصيات المتجمعة بشكل أعواد الثقاب جنبا ً إلى جنب ‪ ,‬كمييا فيي عصييات‬
‫الدفتريا‪.‬‬
‫‪‬العصيات المتجمعة بشكل ريشي‪ ,‬كما في عصيات السل حيث تتجمييع كييل‬
‫ثلث عصيات لتعطيها المظهر المتفرع الريشي‪.‬‬
‫‪‬العصيات الحزمية ‪ Sarcina bacilli‬كما في عصيات الجذام‪.‬‬
‫ج‪ -‬اللولبيات ‪:spirals‬‬
‫تعتبر من أولى الجراثيم المكتشفة ‪,‬حيث شاهدها ليفنهوك لول مرة عييام ‪1676‬‬
‫ووصفها بأنها تشبه الديدان الصغيرة‪ .‬تبدو أشكال هذه الجراثيم كالخيط الملتييوي‬
‫أو النابض الحلزوني ‪ ,‬وتختلف بالطول ‪ ,‬حيث قد يتألف الجرثوم ميين قطعيية ميين‬
‫ضييمة ‪,‬وقييد يتكييون ميين ‪ 15‬أو أكييثر ميين هييذه القطييع‬
‫هذا النابض فيظهر بشكل َ‬
‫فيكون نابضا ً طويلا ً )شكل ‪ .(5‬يمكن تقسيم هذه الجراثيييم إلييى أربييع مجموعييات‬
‫رئيسية ‪:‬‬
‫‪.1‬الملتويات ‪ Spirochaeta‬مثل ‪. S. plicatilis‬‬
‫‪.2‬الملتويات المجسمة ‪ Cristosoira‬مثل ال ‪.Cristospira balbiani‬‬
‫‪.3‬اللولبيييات ‪ Treponema‬كمييا فييي اللولبيييات الشيياحبة ‪ T.pallidum‬المسييببة‬
‫لمرض الزهري‪.‬‬
‫‪.4‬البريميات أو الحلزونيات ‪ Leptospira‬كما في بريميييات اليرقييان النزفييي ‪L.‬‬
‫‪interrogans‬‬
‫ويعطي الشكل رقم)‪ (5‬مقارنة واضحة لشكال وأبعاد النواع الجرثومية السابقة‪.‬‬
‫‪1‬‬ ‫‪microbiology‬‬

‫الشكل رقم )‪ (5‬مخطط أشكال الجراثيم‬


‫بنية الخلية الجرثومية‪:‬‬
‫لقييد مك َيين المجهيير اللكييتروني والطييرق الحديثيية المتبعيية فييي دراسيية الييتركيب‬
‫التشريحي للخلية )إجراء عمليات العزل الكييييمييييائيي الجزيئي لبعض المكونات‬
‫الخلوية( ميين معرفيية بنييية الخلييية الجرثومييية بشييكل دقيييق ‪ ,‬وتييبين أن لهيا بنييية‬
‫مشابهة لبنية بقية الخليا الحية ‪.‬‬
‫تتألف الخلية الجرثومييية كميا يوضييح الشييكل رقييم )‪ (6‬ميين سييطح خلييوي‪ ،‬ومين‬
‫تركيبات داخلية تقع تحت هذا السطح ويتركب السطح الخلوي من‪:‬‬
‫المحفظة ‪:Capsule‬‬ ‫‪-1‬‬
‫التي تشكل البنية الخارجية الولى في الخلية فتكييون فييي بعييض الحيييان هيكل ً‬
‫قويا ً ثابتا ً ‪ .‬وأحيانا ً أخرى تكون رقيقة ومنتشرة في الوسط‪ ,‬وقد ل تكون موجودة‬
‫إطلقا ً وهي ذات تركيب مخاطي هلمي و يختلف باختلف النوع الجرثومي وتقوم‬
‫المحفظة بحماية الجراثيييم فييي الظييروف غييير الملئميية‪ ,‬وتييأمين المقاوميية ضييد‬
‫البلعمة الخلوية‪ ,‬إضافة لمساعدة الخلييية فييي اللتصيياق علييى السييطوح‪ .‬ويحيييط‬
‫بالمحفظة أحيانا ً طبقات لزجة أخرى‪.‬‬
‫‪ -2‬الجدار الخلوي ‪:cell wall‬‬
‫وهييو طبقيية رقيقيية قاسييية متماسييكة مميييزة واقعيية تحييت الكبسييولة مباشييرة‪,‬‬
‫وموجودة في الخليا الجرثومية كافة‪ ,‬وتعطيها الشييكل المميييز لهييا‪ ,‬وتتكييون ميين‬
‫‪2‬‬ ‫‪microbiology‬‬

‫عدة طبقات من السكريات المتعددة المينية والشحوم وبعض الحمييوض المينييية‬


‫اليتي تكيون كلهيا مجتمعية ميا يسيمى الببتييدات المخاطيية ‪ Mucopeptides‬حييث‬
‫نلحظ تتابع ارتباط أستيل غليكوز أمين ‪ Acetyl glucosamine‬مع أستيل موراميك‬
‫‪ Acetylmuramic‬بروابط أوزيدية ‪) Osidic‬أو سكرية(‪ .‬هذا وقد تبين أن تركيب هذا‬
‫الجدار يختلف تماما ً عن جدار الخلية النباتية ويضم أحماضا ً )مثل حمض موراميك‬
‫وحمض التيكوئيك ‪ (A.Teichoic‬ل وجود لها إطلقا ً في بقية الخليا النباتية الشكل‬
‫رقم )‪B -7‬و ‪(A‬‬

‫اااا اااااا اااااا اااا اااا اا اااا‬


‫اااااا ااااااااا اا‪:‬‬
‫➢يعمل من الناحية الميكانيكية على التحكم في نوع الجزيئات المارة خلله تبعا‬
‫لحجومها‪ ,‬فهو بذلك ليس كالغشاء السيتوبلسمي المسؤول كليا ً عيين عملييية‬
‫النفوذ الخلوية‪.‬‬

‫➢يحفظ الصفات الشكلية للخليا‪ ،‬كمييا يحميي مكوناتهيا الداخلييية‪ ,‬حيييث يمكيين‬
‫لبعييض النزيمييات كييالليزوزيم )الموجييود فييي الييدمع أو اللعيياب( أو لبعييض‬
‫المضادات الحيوية كالبنسلين‪ ,‬أن تثبييط اصييطناع طبقيية الببتيييدات المخاطييية‬
‫المسييؤولة عيين تماسييك الجييدار الخلييوي‪ ,‬وذلييك بييأن تمنييع ارتبيياط سلس يلة‬
‫الببتيييدات الداخليية فييي تركيبهييا‪ ،‬وتفقييد بالتييالي الخليييا الجرثومييية شييكلها و‬
‫تماسكها‪ ،‬وتعرضها أحيانا ً للتحلل والموت ففيي الجراثيييم سييالبة غييرام تكييون‬
‫نسبة الببتيدات المخاطية قليلة‪ .‬نجد أن هذه النزيمية ل تحلل الجدار الخلوي‬
‫‪2‬‬ ‫‪microbiology‬‬

‫تحلل ً كامل ً‪ ،‬وإنما تتحول الخليا إلى أجسام كروية تدعى ‪ Spheroplaste‬وهي‬
‫عبارة عن بروتوبلست محاطة بجزء من الجييدار المقيياوم لنزيمييه الليزوزيييم‬
‫‪.Lysosyme‬‬

‫➢يشكل الجدار الخلوي الركيزة التي يمكن أن تتثبت عليها ملتهمييات الجراثيييم‬
‫‪ Bacteriophages‬بواسطة ذيلها‪ ,‬حيث تفرز أنزيمات تحلل هييذا الجييدار وتييؤدي‬
‫إلى عبور ‪ DNA‬الفيروسي الموجود في رأس الملتهم داخل الخلية الجرثومية‬
‫‪ ,‬ول يلبث هذا الملتهم أن يتكاثر و يؤدي في النهاية إلى انفجار الخلية‪.‬‬

‫➢يعتقد حاليا ً أن التلوين بملون غرام مرتبط بخاصة نفوذية المذيبات الشييحمية‬
‫)كحييول – أسيييتون( عييبر الجييدار الخلييوي‪ ,‬لن جميييع الجراثيييم سييواء أكييانت‬
‫موجبيية أم سييالبة غييرام تسييتطيع امتصيياص المحلييول المييائي للبلييورات‬
‫البنفسجية‪ ,‬وعند إضافة محلول لوغول ‪) Lugol‬يود البوتاسيييوم( فييإن اليييود‬
‫يخترق الجدار الخلوي ويشكل معقدا ً مع محلييول البلييورات البنفسييجية داخييل‬
‫الخلية الجرثومية‬
‫وبإضافة الكحول يظهر الفرق بين الجراثيم سالبة الغرام و موجبتها‪ ,‬إذ تتميز‬
‫الجدر الخلوية في الجراثيم سالبة الغرام بأنها تمرره بسييرعة كييبيرة )بسييبب‬
‫طبيعتها الشحمية( مما يؤدي إلى حييل المعقييد السييابق بييإذابته وخروجييه ميين‬
‫الخلية الجرثومية التي تصييبح عديميية اللييون ميين جديييد وتأخييذ بالتييالي اللييون‬
‫الحمر لمحلول الفوكسين المضاف بعد الكحول‪ .‬أما بالنسبة لجييدر الجراثيييم‬
‫موجبة غرام‪ ,‬فإنها تمرر الكحول بصعوبة كبيرة ‪ ,‬ولذلك فإن الكمية التي تعبر‬
‫إلى السيتوبلسما ل تكون كافية لحل هذا المعقد‪ ,‬مما يؤدي إلى بقائه داخييل‬
‫الخلية الجرثومية‪ ,‬ويعطيها بالتالي اللون البنفسجي المزرق‪.‬‬

‫‪ – 3‬الغشاء السيتوبلسمي ‪:Plasma membrane‬‬


‫هو غشاء رقيق جدا ً شبه منفذ ‪ ,‬يلي الجدار الخلوي يتركب رئيسيا ً من معقد‬
‫)‪ %60‬بروتينات و ‪ %40‬شحومًا(‪ ,‬بالضافة إلييى احتييوائه‬ ‫بروتيني شحمي‬
‫أحيانا ً على كمية من السكريات و البروتينييات النوويية‪ ,‬وعليى عييدد كيبير مين‬
‫النزيمات التنفسية )السيتوكرومات( وأنزيمه ‪ .Permeas‬و يمكن إيجياز اليدور‬
‫الهام الييذي يلعبييه الغشيياء السيتوبلسييمي فييي حييياة الخلييية الجرثومييية فييي‬
‫النقاط التالية ‪:‬‬
‫➢له دور نشيط في النقسام الخلوي‪ ,‬حيث يشييكل انخماصييات أنبوبييية نحييو‬
‫الداخل تدعى ‪ Mesosomes‬والتي تقوم بتثبيت جزئي النواة عند انقسييامها‬
‫أثناء التكاثر‬
‫) الشكل رقم ‪(8‬‬
‫‪1‬‬ ‫‪microbiology‬‬

‫➢يحتوي علييى أجهييزة نقييل اللكترونييات )السيييتوكرومات ‪ Cytochromes‬و‪-‬‬


‫‪ (Oxydases Cytochrome‬الهامة في حادثتي الكسدة والرجاع داخل الخلية‪.‬‬
‫أي أنهيييا تقيييوم بالنسيييبة للجراثييييم بوظيفييية الجسييييمات الكوندريييية‬
‫‪ Mitochondrions‬في الخلييية الراقييية‪ ,‬كمييا يحتييوي الغشيياء السيتوبلسييمي‬
‫علييى بعييض النزيمييات الييتي تقييوم باصييطناع السييوائل المعقييدة‪ ,‬وبعييض‬
‫مكونات الجدار الخلوي‪.‬‬
‫➢يشكل حاجزا ً اصطفائيا ً باختييياره المييواد الييتي تحتاجهييا الخلييية فقييط‪ ,‬كمييا‬
‫يحفظ مواد التمثيل داخلها بفضل أنزيميية ال ‪ Permease‬وبييذلك فه يو يلعييب‬
‫دور مرشحة خلوية انتقائية‪.‬‬
‫إن تخريييب الغشيياء السيتوبلسييمي باسييتعمال بعييض العوامييل الفيزيائييية أو‬
‫الكيميائية أو الميكانيكية‪ ,‬يؤدي إلى موت الخلية على الرغم مين عييدم ظهييور‬
‫أية أعراض شكلية تحت المجهر‪.‬‬

‫أما المكونييات الداخلييية فهييي مجموعيية ميين المييواد الييتي تكييون محتييوى الخلييية‬
‫وتسمى البروتوبلسما وهي تشمل ‪:‬‬

‫‪:Cytoplasm‬‬ ‫السيتوبلسما‬ ‫‪-1‬‬


‫التي تحتوي بشكل أساسي على الجسيمات الريبية من النمط ‪ .70S‬كمييا هييي‬
‫الحال في الجسيمات الريبية الموجودة في الجسيمات الكوندرييية والصييانعات‪,‬‬
‫‪2‬‬ ‫‪microbiology‬‬

‫وعلى حاملت الصبغة ‪ Chromatophores‬فييي الجراثيييم الخضييراء‪ ,‬إضييافة إلييى‬


‫المكتنفات المختلفة مثل حمض بولي بيتا هيدروكسييي الزبييدة ‪hydroxybutyric‬‬
‫‪ , Poly‬وحبيبات سكرية من نمط الغليكيوجين والفولييوتين ‪ Volutine‬مين نميط‬
‫الفوسفات المتعددة‪ ,‬وأحيانا ً الكبريت في الجراثيم الكبريتية ‪.‬‬

‫‪ -2‬النواة أو المادة النووية ‪:Nucleoid‬‬


‫حيث أثبتت الدراسات الكيميائية الخلوية ودراسييات المجهيير اللكييتروني أن كييل‬
‫محتييوى الخلييية ميين ‪ DNA‬يييتركز فييي المنطقيية النووييية بشييكل خيييوط دقيقيية‬
‫متوضعة بعضها فوق بعض بشييكل متييواز‪ .‬وإن النييواة غييير محاطيية بالبروتينييات‬
‫القاعدية‪ ,‬ول محددة بغلف نووي ‪ .‬ول تحتييوي علييى نويييات‪ .‬كمييا أن المورثييات‬
‫تتصل معا ً لتشكل خيطا ً صييبغيا ً واحييدا ً حلقييي الشييكل يتضيياعف أثنيياء النقسييام‬
‫وينفصل على قسمين يذهب كل منها إلى خلية بنيوية )شكل رقم ‪ (p-11‬وأحيانا ً‬
‫قد تتصل النواة بالغشاء السيتوبلسمي بواسطة الميزوزومات‪.‬‬

‫‪ -3‬البلسميدات ‪:plasmids‬‬
‫توجد البلسميدات في الجراثيم سواء أكانت موجبة الغرام أم سييالبة الغييرام ‪,‬‬
‫وهي جزيئات ‪ DNA‬حلقيية ثنائيية السلسيلة خارجية عين الصيبغيات ‪ ,‬وتسيتطيع‬
‫التضيياعف بشييكل مسييتقل عيين الصييبغيات الجرثومييية‪ .‬هييذا و يمكين أن تندمييج‬
‫البلسميدات مع الصبغيات الجرثومية ‪ ,‬وقد توجد أنماط مختلفة منها في الخلية‬
‫الواحدة‪:‬‬
‫)‪ (1‬البلسميدات النقالة ‪ : Transmissible‬التي يمكن أن تنتقييل ميين خلييية إلييى‬
‫أخرى‪ ,‬وهي كبيرة وتحوي نحو ‪ 12‬مورثة مسؤولة عن تشكل الهداب الجنسييية‬
‫والنزيمات اللزمة للنقل‪ ,‬وزنها الجزيئي)‪ , 106. 40) –10‬وهييي توجييد بأعييداد‬
‫قليلة )‪ 1-3‬وحدات( في الخلية‪.‬‬
‫)‪ (2‬البلسييميدات غييير النقاليية ‪ Nontransmissible :‬وهييي صييغيرة و ل تحييوي‬
‫مورثات النقل‪ ,‬وزنها الجزيئي )‪ ,106.(3-20‬وهي كثيرا ً ما توجد بأعداد كييبيرة )‬
‫‪ 1-60‬وحدة( في الخلية‪ .‬وتحمل البلسييميدات المورثييات الرامييزة للوظييائف و‬
‫البنى التالية‪:‬‬
‫* مقاومة المضادات الحيوية بفضل العديد من النزيمات‪.‬‬
‫* مقاومة المعادن الثقيلة كالزئبق و الفضة بمساعدة أنزيمة ‪.Reductase‬‬
‫* مقاومة الضوء فوق البنفسجي بوجود أنزيمات تعديل )إصلح( ‪.DNA‬‬
‫*الهداب التي تساعد على التصاق الجراثيم بالخليا الظهارية‪.‬‬
‫‪2‬‬ ‫‪microbiology‬‬

‫*الذيفانات الخارجية ‪ Ectotoxins‬بما فيها العديد من الذيفانات المعوية‪.‬‬

‫‪:( Vacuoles‬‬ ‫‪-4‬الفجوات الغازية ‪Gas( Aerosomes‬‬

‫تتعلق هذه البنى ببعض جراثيم المياه والتربة فقط‪ ,‬فقد اكتشفت فييي الجراثيييم‬
‫الكبريتية الخضراء و الرجوانية ‪ ,‬والجراثيم عديمة اللييون والشييعيات‪ ,‬وفييي خليييا‬
‫‪ Renobacter‬التي تحوي حتى ‪ 40 -60‬وحدة من هذه الفجوات )الشكل ‪.(10‬‬
‫للفجوات الغازية شكل اسطواني‪ ,‬وتحاط بغشاء رقيق وحيد الطبقة‪ ,‬وتوجييد إمييا‬
‫بالحالة المرتصة أو تكون مملوءة بالغاز )يعتقد بالنتروجين(‪.‬‬
‫لقد ذكرنا حتى الن المكونات الساسية الموجودة في بنية الخلية الجرثومية ‪ ,‬إل‬
‫أن هناك عناصر اختيارية قد تكون موجودة في بعييض الخليييا‪ ,‬ول وجييود لهييا فييي‬
‫خليا أخرى ‪ ,‬نذكر منها‪:‬‬

‫‪-1‬السياط ‪:Flagella‬‬
‫وتمثل أعضاء الحركة فييي معظييم الجراثيييم المتحركيية‪ .‬ويمكيين رؤيتهييا بسييهولة‬
‫بالمجهر اللكتروني بينما يجب تلوينها حتى ترى بالمجهر العادي‪ ,‬فهي عبارة عيين‬
‫خيوط طويلة متموجة يتراوح طولها بين )‪ (12-3‬ميكرونًا‪ ,‬وقد يصل فييي بعييض‬
‫الحالت إلى ‪ 50‬ميكرونا ً‪ ,‬وعرضها بين)‪ (20-10‬ميلي ميكرون )شكل رقم ‪,(11‬‬
‫ترتكز داخل الخلية الجرثومية على قاعدة أساسية تسمى ‪ ,Basal Body‬أو قاعدة‬
‫السييوط الييتي تنغمييس بشييكل أقييراص دائرييية فييي الجييدار الخلييوي والغشيياء‬
‫السيتوبلسييمي بينمييا ترتبييط بغمييد )خطيياف ‪ (Hook‬فييي جزئهييا العلييوي‪ .‬وتتميييز‬
‫القاعيييدة فيييي الجراثييييم سيييالبة غيييرام بارتباطهيييا بالجيييدار الخليييوي والغشييياء‬
‫السيتوبلسمي معًا‪ ,‬بينما ترتبط الجراثيييم موجبيية غييرام بالغشيياء السيتوبلسييمي‬
‫فقط‪ .‬وبشكل عام فإن الجراثيم المستديرة ل تملك سياطًا‪ ,‬بينما يكون لكثر من‬
‫نصف أنواع الجراثيم العصوية سييياط‪ ,‬ومعظييم أنييواع الجراثيييم اللولبييية تتحييرك‬
‫بواسطة السياط‪ .‬تعد طريقة توضع السياط على الخلية الجرثومية صفة تصنيفية‬
‫هامة جدا ً إذ يختلف توزيع السياط حسب النواع الجرثومييية حيييث تتييوزع بإحييدى‬
‫الطرق الثلث ‪ :‬كما يوضح الشكل رقم )‪.(12‬‬
‫‪1‬‬ ‫‪microbiology‬‬

‫‪ -2‬الهداب ‪ Fimbriae‬و الزوائد الشعرية ‪: Pili‬‬


‫تحتوي بعض الخليا الجرثومية على أهداب تتميز بأنها أقصر من السياط وتتكون‬
‫من بروتين البيلين ‪ .pilin‬وتساعد الخلية على اللتصيياق بالسييطوح وبخاصيية فييي‬
‫الحالت المرضية ‪.‬‬
‫أما الزوائد الشعرية ‪pili‬فتوجد بكثرة في الجراثيم سالبة غرام )شييكل رقييم ‪(13‬‬
‫وهي عبارة عن خيوط دقيقة أطييول ميين الهييداب ويييتراوح طولهييا بييين ‪0,2-20‬‬
‫ميكرون‪ ,‬وعرضها بين)‪ (25-3‬ميلي ميكرون‪ ,‬وعددها واحيد أو اثنيان فقيط لكيل‬
‫خلية‪ .‬تقوم هذه الزوائد بعدد من الوظييائف فييي الخلييية الجرثومييية‪ ,‬لنهييا تشييكل‬
‫المكان الذي يثبت عليه ملتهم الجراثيم ‪ Bacteriophage‬كما تقوم بتثبيت الجرثوم‬
‫نفسه في تفاعلت الييتراص الدموييية ‪ Hemagglutination‬وتلعييب دورا ً هاميا ً فييي‬
‫حادثة التزاوج‪ ,‬إذ تشكل قنيياة التصييال بييين الجرثييومين المييتزاوجين لييذا تسييمى‬
‫أحيانا ً بييالزوائد الجنسييية ‪ , Sexepilus‬إل أن دورهييا الرئيسييي مييازال غييير محييدد‬
‫‪pilin‬‬ ‫بشكل دقيق‪ .‬تتركب ال ‪ pili‬كيميائيا ً من بروتييين خيياص يسييمى بييالبيلين‬
‫يشبه بروتين السياط‪.‬‬

‫الشكل رقم ‪ 13‬الزوائد الشعرية ‪ Pili‬في ‪E.Coli‬‬


‫‪2‬‬ ‫‪microbiology‬‬

‫‪:Axial filaments‬‬ ‫الخيوط المحورية‬ ‫‪-3‬‬


‫تتحرك الجراثيم اللولبية بواسطة الخيييوط المحورييية‪ ,‬ويتييم ذلييك بييدوران الخلييية‬
‫حول نفسها و انتقالها وفقا ً للظروف المحيطة‪.‬‬

‫‪:Endospoeres‬‬ ‫البواغ الداخلية‬ ‫‪-4‬‬


‫تكييون بعييض أنييواع الجراثيييم )وخاصيية فصيييلة ‪ (Bacillaceae‬فييي الظييروف غييير‬
‫الملئمة أبواغا ً من نييوع خيياص‪ ,‬تتصييف بكونهييا تملييك القييدرة علييى تكييوين خلييية‬
‫إعاشية جديدة في الظروف الملئمة عيين طريييق النتيياش ‪ ,Germination‬وتقيياوم‬
‫الحرارة و الجفاف والتخميير والعوامييل الكيميائييية والفيزيائييية المختلفيية مقاوميية‬
‫تفوق أنواع الخليا العاشية كافة‪ ,‬حيث تبقى محافظة علييى حيويتهييا حييتى درجيية‬
‫م ولمدة عشر دقائق‪ ,‬كما أن أبواغ بعض النواع تحتفظ بحيويتها حييتى‬ ‫‪ْ 80 -70‬‬
‫بعد ساعتين من الغليان‪ ,‬و ذلك بسبب غنى البوغة بمعقد من الكالسيوم وحمييض‬
‫الديبيكولينيك ‪ Ca-dipicolinic acid‬إذ يعتقد أنه المسؤول عن مقاومتها للحرارة‪.‬‬
‫يمكن تمييز ثلثة أشكال من البواغ حسب توضعها داخل الخلية‪:‬‬
‫‪ -1‬أبواغ مركزية حيث تتوضع البوغة في مركز الخلية الجرثومية كما فييي عصيية‬
‫الجمرة‪.‬‬
‫‪ -2‬أبواغ جانبية حيث تتوضع البوغة في أحد جييوانب الخلييية الجرثومييية كمييا فييي‬
‫عصية الكزاز‪.‬‬
‫‪ -3‬أبواغ قطبية حيث تتوضع البوغة في أحد قطييبي الخلييية الجرثومييية‪,‬كمييا فييي‬
‫العصيات المعوية‪ .‬وعندما تتوفر الظروف الملئميية‪ ,‬فييإن البييواغ تأخييذ قليل ً ميين‬
‫الماء وتفقد قسما ً من معقد ال ‪ acid Ca- dipicolinic‬و تحدث بها تغيرات عديدة‬
‫ينجم عنها تحطيم الغلفة البوغية‪ ,‬و خروج خلية جرثومية نشييطة مماثلية للخليية‬
‫الصلية‪.‬‬
‫هذا ويمكن أن يتم النتيياش بصييورة تلقائييية‪ ,‬أي عنييد تييوفر الوسييط الملئم‪ ,‬كمييا‬
‫يمكن أن يتم بالتحريض كتعريض البوغة لصدمة حرارية‪ ,‬أو بزيادة ميين ‪ CO2‬فييي‬
‫الجو المحيط أو باحتواء الوسط على شاردة المنغنيز أو بعض الحميياض المينييية‪,‬‬
‫حيث ينشط هييذا بعييض النزيمييات الخاصيية الييتي تقييوم بتخريييب وتحليييل الجييدار‬
‫الخارجي للبوغة‪.‬‬

‫حركة الجراثيم و انتقالها ‪:‬‬


‫لقد درست مقدرة الجراثيم على الحركة عن طريق الفحييص المجهييري المباشيير‬
‫للمحضرات الحية‪ ,‬وعن طريق التقديرات المختلفة لسرعة تحييرك الخليييا‪ .‬وتتييم‬
‫هذه الحركة عادة في الوساط السائلة‪ ,‬بفضل السييياط ‪ Flagella‬ويمكيين بشييكل‬
‫عام تقسيم الجراثيم بحسب مقدرتها على الحركة إلى قسمين رئيسين ‪:‬‬
‫جراثيم متحركة وجراثيم عديمة الحركة‪ ,‬وبالنسبة لهذه الخيرة يجب أن نميز بين‬
‫انعدام الحركة وبين حركتها البراونية الناجمة عن تعرض الخلية الجرثومييية لقييوى‬
‫الصطدام العشوائية مع ذرات أو جزيئات الوسط السييائل ممييا يسييبب اهتزازهييا‬
‫غير المنتظم و ضمن حييدود ضيييقة‪ .‬بينمييا تتميييز الحركيية العادييية بانتقييال الخلييية‬
‫‪2‬‬ ‫‪microbiology‬‬

‫الجرثومية من مكان لخر وفق اتجاه معين بشكل تنتقل معه جزئيا ً أو كليا ً خييارج‬
‫الساحة المجهرية‪ .‬وهناك أنماط مختلفة لحركة الجراثيم و انتقالها ‪:‬‬
‫‪ -1‬السباحة الحرة‪ :‬وتميز الجراثيم ذات السياط حيث تتحرك حركة سريعة‬
‫إلييى )‪(27‬‬ ‫جدا بالنسييبة لبعادهييا فتصييل فييي جرثوميية ‪Bacillus megaterium‬‬
‫ميكرونًا‪ ,‬وفييي جرثوميية ‪ Vibrio comma‬إلييى )‪ (200‬ميكييرون فييي الثانييية‪ ,‬وفيي‬
‫الحالة الخيرة يمكن القول بأن هذه الجرثومة تسير في ثانية واحدة مسافة تقدر‬
‫)‪ (50‬مرة من طولها‪ ,‬هذا في الوقت الذي تتحييرك فيييه بعييض الجراثيييم الخييرى‬
‫حركة بطيئة‪ .‬ول تشكل هذه الحركة بالنسبة للخلييية الجرثومييية أكييثر ميين ‪%0,1‬‬
‫من نشيياطها‪ ,‬وهييذا يعنييي أنهييا ل تبييذل مجهييودا ً كييبيرا ً لتأدييية مثييل هييذه الحركيية‬
‫السريعة نسبيًا‪ .‬ومما يجدر ذكره هنا أن حركة الجراثيم تتناقص كييثيرا ً عنييد تقييدم‬
‫المزرعيية الجرثومييية فييي العميير بسييبب تغييير شييروط الوسييط )تغيييرات درجيية‬
‫الحموضة‪ ,‬وازدياد أو نقصان كمية الوكسجين( وبسبب فقدان السياط أحيانًا‪.‬‬
‫‪ -2‬الهجرة الجماعية ‪ :‬وفيها تنتقل مستعمرات الجراثيم محيطية السييياط‬
‫بكاملها على الوساط الغذائية الصلبة‪ ,‬وبخاصة عندما يكون اتجيياه حركيية مجمييل‬
‫السياط متوافقاً ًفي المستعمرة كما في ‪.Bacillus rotans‬‬
‫‪ -3‬النتقال بمساعدة الفجوات الغازية ‪ :‬والذي يحدث أثنيياء تنظيييم‬
‫حالة الفجوات‪ ,‬حيييث تقييوم الخلييية بحركيية شيياقولية آلييية فيي الحييواض المائييية‬
‫والنابيب الشعرية فييي التربيية‪ ,‬أمييا عنييدما تكييون الفجييوات مملييوءة بالغيياز فيإن‬
‫الجراثيم تبقى على سطح الماء‪ ,‬وعندما تكون مرتصة تنغمس في ثخانة الميياء أو‬
‫تترسب على قاع الحوض‪ ,‬ويعتقد أن هذا السييلوب الفريييد لنتقييال الجراثيييم قييد‬
‫تشكل خلل عمليية التطيور‪ ,‬وبخاصية ليدى الجراثييم اليتي تفتقير إليى السيياط‪,‬‬
‫وبالتالي للقدرة على النتقال الفعال‪.‬‬
‫ويييات وهييي عديميية السييياط‪ ,‬بالييدوران‬ ‫‪ -4‬الدوران الحلزوني‪ :‬تتميز المل ّ‬
‫الحلزوني ويتحقق ذلك عن طريق تقلص الخيط المحوري فيها‪.‬‬
‫‪-5‬التزلج‪ :‬يميز هذا النمط الجراثيم المخاطية ‪ ,Myxobacteria‬وبعض الجراثيييم‬
‫الزرقاء ‪ ,Cyanobacteria‬ويحصييل بتميياس المخيياط المفييرز مييع السييطح الصييلب‬
‫للركازة‪ ,‬وتكون السرعة منخفضة جدًا)‪ 5-2‬ميكرونا ً في الدقيقة(‪.‬‬
‫‪-6‬النتقال السلبي‪ :‬وذلييك لن الجراثيييم المعلقيية تنتقييل عييادة مييع حركيية‬
‫المياه والمحاليل الطبيعية‪.‬‬
‫يمكين أن تقيوم الجراثييم المتحركية بانتقيال ميوجه )انتحياء ‪ ,(Taxis‬تحيت تيأثير‬
‫مختلف العوامل الخارجية‪ ,‬ويكييون النتحيياء ايجابي يا ً أو سييلبيا ً وفق يا ً لطييابع التييأثير‬
‫)اجتذابا ً أو درءًا(‪ ,‬ويمكن التمييز بين أنماط النتحاء على النحو التالي ‪:‬‬
‫‪...‬النتحاء الكيميائي ‪ :Chemotaxis‬هو رد فعل الخليا على تأثير مختلف المواد‬
‫الكيميائية‪.‬‬
‫‪1‬‬ ‫‪microbiology‬‬

‫‪...‬النتحيياء الهييوائي ‪ :Aerotaxis‬هييو رد فعييل الخليييا علييى تييأثير الوكسييجين‪,‬‬


‫فالجراثيم الهوائية تسعى دوما ً إلى منطقة وجود الوكسجين‪.‬‬
‫‪...‬النتحيياء الضييوئي ‪ :Phototaxis‬هييو رد فعييل الخليييا علييى تييأثير الضييوء‪,‬‬
‫فالجراثيم ذاتية التغذية تتجمع دوما ً في المنطقة المضاءة‪.‬‬

‫و يلخص الجدول رقم ‪ --1‬وظائف البنى أو العضيات المختلفة‬


‫في بدائيات النوى‬
‫البنية‬ ‫الوظيفة‬
‫النفوذية الصطفائية‪ ,‬حاجزا ً ميكانيكيا ً للخلية‪ ,‬نقل‬
‫المغذيات والفضلت‪ ,‬موضع للعديد من العمليات‬
‫الغشاء البلسمي‬ ‫الاستقلبية )التنفس والتركيب الضوئي( استشعار‬
‫المؤثرات البيئية في عملية النتحاء الكيميائي‬
‫‪.Chemo taxis‬‬
‫الجسيمات الوسيطة‬
‫تشارك في النشطار الخلوي وفي الفراز‪.‬‬
‫)الميزوزومات(‬
‫الفجوات الغازية‬ ‫قابلية الطفو في الوساط المائية‪.‬‬

‫الريبوزومات‬ ‫التركيب البروتيني‪.‬‬


‫المادة النووية‬ ‫توضع المادة الوراثية ) الدنا ‪.( DNA‬‬
‫يحوي العديد من المورثات لمقاومة الصادات والنزيمات‬
‫البلسميد‬
‫والذيفانات‪.‬‬

‫الجسام المكتنفة‬ ‫لتخزين الكربون والفوسفات والمركبات الخرى‪.‬‬


‫‪2‬‬ ‫‪microbiology‬‬

‫تحوي النزيمات وبروتينات الربط التي تساهم في عملية‬


‫البلسما المحيطية‬
‫التغذية وربط ‪ Uptake‬المواد المختلفة‪.‬‬

‫يعطي الخليا شكلها الخارجي ويحميها من الضغط‬


‫الجدار الخلوي‬
‫الزموزي )الحلولي(‪.‬‬
‫المحفظة والطبقات‬
‫مقاومة البلعمة الخلوية‪ ,‬واللتصاق على السطوح‪.‬‬
‫اللزجة‬
‫الهداب والشعيرات‬ ‫اللتصاق بالسطوح والتصال البكتيري‪.‬‬

‫السياط‬ ‫الحركة‬

‫البواغ الداخلية‬ ‫المحافظة على حياة الخلية في الظروف القاسية‬

‫ثانياً‪ -‬الصفات العامة للكتينوميسيت‬


‫‪ Actinomycetes‬أو الجراثيم‬
‫الشعاعية ‪) Actinobacteria‬الشعاعيات ( ‪:‬‬
‫تختلييف الجراثيييم اختلف يا ً واضييحا ً عيين الفطريييات فهنيياك الكييثير ميين الخييواص‬
‫المورفولوجية التي تفصل بينهما‪ .‬وهناك مجموعة ثالثة من الكائنات الدقيقة تقييع‬
‫بين الجراثيم البسيييطة الييتركيب وبييين الفطريييات الكييثر تطييورا ً وهييي مجموعيية‬
‫‪ Actinomycetes‬أو ‪ Actionbacteria‬التي تتبع إلى رتبة ‪ Actionmycetales‬وباستثناء‬
‫جنس ‪ Actinomyces‬فإن الجناس المختلفة من هذه الكائنات الدقيقة فييي التربيية‬
‫‪ ,Actionmycetales‬تكييون خيوط يا ً رفيعيية تتحييول إلييى مييا يعييرف بالميسيييليوم )‬
‫‪ (Mycelium‬الكاذب والخيوط المفردة يطلق عليها اسم هيفييات )‪ (Hyphae‬وهييي‬
‫مورفولوجيا ً تشييبه خيييوط الفطيير‪,‬ولكنهييا تقييل عنهييا كييثيرا ً فيي سييمكها فتييتراوح‬
‫أقطارها بين ‪ 1.0-0.5‬ميكرومتر‪ ,‬فهي تماثل أبعاد الخليا الجرثومييية وفييي بعييض‬
‫الجنيياس يصييل قطيير الهيفييا إلييى ‪2‬ميكرومييتر) الشييكل رقييم ‪ .(14‬وكييثيرا ً ميين‬
‫اكتينوميسيتات التربيية تكييون أبييواغ لجنسييية سييواء مفييردة أو فييي أزواج أو فييي‬
‫سلسل تعرف بالكونيديات )‪ ,(Conidia‬والقليل ميين أنواعهيا يحمييل هييذه البييواغ‬
‫داخل أجسام خاصة تعرف بالكياس البوغية )‪.(Sporangium‬‬
‫وبذلك فهي تتشابه مع فطريات في ثلث صفات هامة ‪:‬‬
‫‪1‬‬ ‫‪microbiology‬‬

‫‪ -1‬إن الكتينوميسيييتات الراقييية تتميييز بخاصييية التفييرع الكييثير الييتي تميييز‬


‫الفطريات‪.‬‬
‫‪ -2‬كثير من الكتينوميسيتات تكون ميسيلوم هوائي وكونيديات تماما ً كمييا هييو‬
‫الحال في الفطر‪.‬‬
‫‪ -3‬عند نمو الكتينوميسيتات في الوساط الغذائية السائلة فإنه نادرا ً ما تتكون‬
‫عكارة في المزرعة‪ ,‬كما يحدث في حالة الجراثيم وحيييدة الخلييية‪ ,‬ولكنهييا‬
‫تظل على حالة كتل متجمعة أو كرويات صغيرة مميزة‪ .‬وبالضافة إلى ذلك‬
‫فإن بعض أجناس الكتينوميسيتات ل تكون ميسيييلوم هييوائي فهييي تتشييابه‬
‫في ذلييك مييع جنييس ‪ ,Mycobacterium‬وتتشييابه أيضيا ً مييع أنييواع مجموعيية‬
‫الوتييديات ‪ Coryneform‬بصييفة عاميية ميين حيييث الخصييائص المورفولوجييية‬
‫وتفاعلها مع الصبغيات‪.‬‬
‫ومن النقيياط الخييرى الهاميية الييتي أدت إلييى ضييمها إلييى الجراثيييم هييو أن بعييض‬
‫أجناسها تحمل خلياها سياطا َ تشبه السييياط فييي الجراثيييم الحقيقييية‪,‬علوةً علييى‬
‫التشييابه فييي تركيييب الجييدار الخلييوي وحساسيييتها تج ياه المييواد المثبطيية لنمييو‬
‫الجراثيم‪ ,‬وليس تجاه المواد المثبطة لنمو الفطريات‪ ,‬والهييم ميين ذلييك هييو أنهييا‬
‫كييالجراثيم ميين بييدائيات النييوى ‪ .Prokaryotea‬ويمكيين التعييرف بسييهولة علييى‬
‫مستعمرات أكثر أنواع الكتينوميسيتات انتشارا ً عند نموهييا علييى الغييار المغييذي‪.‬‬
‫ففي بعض الجناس تكون المجموعات الميكروبييية المتكونيية علييى سييطح الغييار‬
‫ذات قوام متماسك شديد اللتصاق بسطح الوسط الغذائي الصييلب‪ ,‬وفييي بعييض‬
‫هذه الجناس يكون سطح المجموعة ذات مظهر طباشيري كثيرا ً مييا يأخييذ ألوانيا ً‬
‫مختلفيية عنييدما تتكييون عليهيا البييواغ الهوائييية‪ ,‬أمييا فييي النييواع ذات الميسيييلوم‬
‫البسيط فإن المجموعة تكون ذات قوام لين كالعجين عادةً ما يتفتت باللمس‪.‬‬
‫تنتشر الكتينوميسيتات انتشارا ً واسعا ً‪ ,‬حيث توجد بأعداد وفيرة ليييس فقييط فييي‬
‫الطبقة السطحية من التربة‪ ,‬ولكن أيضا ً في الوساط البيئييية الخييرى كالسييمدة‬
‫العضوية والوحل وقاع البحيرات‪ ,‬وفي الفاق السفلية للتربة وحتى أعماق بعيييدة‬
‫أيضا ً وهي تلي الجراثيم من حيث وفرة العداد في التربة‪ ,‬وأحيانيا ً تتسياوى معهيا‬
‫في أعدادها الحية‪ .‬ولكن على الرغم مين ذلييك فإنهييا تلعييب دورا ً أساسيييا ً لكونهيا‬
‫قيادرة علييى تحليييل المركبييات العضييوية المعقيدة صيعبة التحلييل مين قبيل بقيية‬
‫الجراثيييم والفطريييات بالضييافة لقييدرتها علييى تركيييب الفيتامينييات والمضييادات‬
‫الحيوية مما يجعلها تحد ّ أو تمنع ميين نمييو كييثير ميين الكائنييات الدقيقيية الحساسيية‬
‫لهذه المضادات‪.‬‬
‫ثالثيييييييًا‪ -‬الصببببفات العامببببة للجراثيببببم الزرقبببباء‬
‫‪:Cyanobacteria‬‬
‫وتدعى أيضا ً بالطحالب الزرقاء‪ ,‬وتعرف بأنها أحياء بدائية النوى‪ ,‬وحيدة الخلييية أو‬
‫متكتلة بسيطة أو عبارة عن خيوط يحيط بها غمد مخاطي مختلف الثخانة )شييكل‬
‫‪2‬‬ ‫‪microbiology‬‬

‫رقم ‪ ( a-15‬كما يتميز الكثير منها باحتوائه على الحويصلت المتباينة ‪Heterocystes‬‬
‫وهي عبارة عن خليا بينية أو قاعدييية عديميية الصييبغة ذات جييدار ثخييين وتحتييوي‬
‫على الجسيمات الريبية ‪) Ribosomes‬شكل رقم ‪ .( b-15‬تحتوي خليا الجراثيم‬
‫الزرقاء علييى مجموعيية مين الصييبغة هيي اليخضييور ‪ a‬والفيكييوبيلين ‪Phycobiline‬‬
‫واليزروق ‪ Phycocyanine‬واليحمييور ‪ Phycoerythrine‬وبعييض الصييبغة الكاروتينييية‬
‫وخاصة‬
‫‪ B-carotene‬وال ‪ Zeaxanthine‬وال ‪ ,Myxoxanthine‬وهييذه الصييبغة ل توجييد ضييمن‬
‫صانعات متمايزة بل توجد منتشرة في البلسما الصباغية‪.‬‬
‫‪ -‬تنتشر الجراثيم الزرقاء في جميع الوساط والماكن بسبب قدرتها الكبيرة على‬
‫التكيف مع شروط الوسط الخارجي الفيزيائيية والكيميائييية‪ ,‬ليذلك فهناليك قسييم‬
‫منها يعيش في المياه العذبة وآخر في البحار والمحيطات وقسم ثالث في التربيية‬
‫وبخاصة التربة الرطبة المعتدلة والقلوية‪ .‬إضافة إلى وجود الطحييالب المتعايشيية‬
‫كون زمرة من الحييياء هييي‬ ‫مع أحياء أخرى‪ ,‬إذ يمكنها أن تتعايش مع الفطريات لت َ‬
‫الشيين ‪ ,Lichens‬أو مييع الطحييالب أو مييع بقييية النباتييات ) البريوييية والتريدييية‬
‫وعريانات ومغلفات البييذور( كمييا يمكنهييا أن تتعييايش مييع بعييض وحيييدات الخلييية‬
‫الحيوانية وبعض السفنجيات‪.‬‬
‫‪ -‬تتميز معظم الجراثيم الزرقاء بقدرتها علييى تثييبيت النييتروجين الجييوي ) يعييرف‬
‫حاليا ً حوالي ‪ 50‬نوعًا( إذ يمكن للطحالب الحاوية عليى الحويصيلت المتباينية أن‬
‫تثبييت النييتروجين فييي الشييروط الهوائييية الجيييدة بينمييا تقييوم الجراثيييم عديميية‬
‫الحويصلت بتثبيته في شروط ل هوائييية أو قليليية التهوييية‪ .‬ويبييدو أن الحويصييلت‬
‫المتباينة هي عبارة عن خليا متخصصة فييي التثييبيت وخاصيية بعييد أن تييبين وجييود‬
‫أنزيمة النتروجيناز ‪Nitrogenase‬فيهييا بغييزارة وفعالييية وأن الحويصييلت المعزوليية‬
‫تستطيع إرجاع الستيلين إلى ايتيلين مما يييدل علييى قييدرتها علييى القيييام بتثييبيت‬
‫النتروجين‪ .‬ومن المعلوم أن تثبيت النتروجين الجوي يتضمن تدخل نظام أنزيمي‬
‫مضاعف‪ ,‬فأنزيمة الهيدروجيناز ‪ Hydrogenase‬تحرض وتنشط شييوارد الهيييدروجين‬
‫ثم تعمل أنزيمة النتروجيناز ‪ Nitrogenase‬على إرجاع النتروجين الجوي مباشرة أو‬
‫الستيلين باستخدام شوارد الهيدروجين المنشطة وفق التفاعلين‪:‬‬
‫‪6e-‬‬ ‫‪Nitrogenase‬‬ ‫‪2NH3 + 6H+ +N2‬‬
‫‪C2H4‬‬ ‫‪Nitrogenase 2e-‬‬ ‫‪+ +C2H2 + 2H‬‬

‫وبهذا نلحظ أن إرجيياع جزييء ميين النييتروجين يييواكبه إرجيياع ثلث جييزيئات ميين‬
‫الستيلين‪ ,‬وأن كمية اليتيلين المنطلقة تتناسب مع النشاط النزيمي للنتروجيناز‪,‬‬
‫ويجري تحويلها إلييى مييا يعادلهييا ميين نييتروجين عيين طريييق معامييل التحويييل )‪(3‬‬
‫المستنتج من المعادلتين السابقتين‪.‬‬
‫‪3‬‬ ‫‪microbiology‬‬

‫ءءءءءء ءءءءءءء ءءءءءءءء ءءءءءءء‪:‬‬


‫تتألف الخلية كما يوضح الشكل )رقم ‪ (16‬من الجزاء التالية ‪:‬‬
‫‪ -1‬الجدار الخلوي المؤلف ميين مييواد بكتوسيييللوزية غنييية بييالغليكوز والمييانوز‬
‫بالضافة إلى مواد شحمية وبروتينية تتوضع في طبقات تؤلف الخيرة منهييا‬
‫مادة جيلتينية مخاطية‪.‬‬
‫‪ -2‬السيتوبلسما والتي تكون محاطة بالغشاء السيتوبلسمي و ذات لون أزرق‬
‫أو بنفسييييجي نتيجيييية تلونهييييا بالمعقييييد الصييييباغي وخاصيييية اليييييزروق‬
‫‪Phycocyanine‬واليحمور ‪ Phycoerythirne‬واليخضور الموجييود فيي مجموعية‬
‫حويصلت صفيحية متوضعة بشكل متعاقب في عدة طبقات‪ ,‬لذلك سميت‬
‫بالبلسييييما الصييييباغية ‪ .Chromatoplasme‬تحتييييوي السيتوبلسييييما علييييى‬
‫الجسيمات الريبية وعلى مواد مختلفة منهييا الفوليييوتين ‪ Volutine‬وحبيبييات‬
‫شحمية وبروتينية‪ ,‬كما تحتييوي علييى بعييض الفجييوات الصييغيرة والفجييوات‬
‫الغازية أحيانًا‪ ,‬بينما ل تحتوي على صانعات ول جسيمات كوندريية ول جهيياز‬
‫غولجي‪.‬‬
‫‪ -3‬النواة أو البلسما النووية ‪ Nucleoplasme‬اليتي تحتيوي عليى مجموعية مين‬
‫الخيوط الدقيقة الملتفة التي تمثل ال ‪.DNA‬‬
‫‪2‬‬ ‫‪microbiology‬‬

‫بنية خليا حقيقيات النوى المجهرية‬


‫ووظيفتها‬
‫تختلف الخليا الحقيقيات النوى المجهرية ‪ Eucaryotes‬في عدة نواح عن خليا‬
‫الجراثيم )البكتريا( والركيا الصغر منها عموما وتكون بنية حتى أصغر حقيقي‬
‫نواة ذو خلية واحدة أكثر تعقيدا بكثير من أي بدائي نواة )الشكل رقم ‪.(17‬‬
‫ولعل من بين أعمق السئلة في البيولوجيا يبرز التساؤل حول كيفية تطور هذه‬
‫الخليا الحقيقيات النوى المعقدة من خلايا بدائيات نوى أبسط منها بكثير‪ .‬ويبدو‬
‫أن عمر أقدم المستحاثات التي يتفق معظم الباحثين على أنها حقيقيات نوى‬
‫وحيدة الخلية حوالي ‪ 201‬بليون سنة بينما يبلغ عمر أقدم مستحاثات بدائيات‬
‫النوى نحو ‪ 305‬بليون سنة و ربما ‪ 309‬بليون سنة حين بدأ كوكب الرض يتبرد‬
‫إلى درجة حرارة يمكن أن يوجد عندها الماء السائل‪ .‬أما حقيقيات النوى العديدة‬
‫الخليا وهي من الطحالب فيبدو أنها ظهرت منذ ‪ 201‬بليون سنة‪.‬‬

‫خلية فطر) خميرة(‬ ‫خلية أّولي‬


‫‪Protozoan‬‬ ‫‪Yeast‬‬
‫‪1‬‬ ‫‪microbiology‬‬

‫الشكل رقم )‪ : (17‬بنية ممثلين عن الخليا حقيقيات النوى‬

‫وسوف نستعرض أهم الصفات المميزة لحقيقيات النوى المجهرية المتمثلة في‬
‫الفطريات والطحالب ووحيدات الخلية الحيوانية‪.‬‬

‫أوًل‪ -‬الصفات العامة للفطريات ‪: Fungi‬‬


‫ل تعد الفطريات متنوعة وواسعة النتشار فحسب‪ ،‬لكنها ُتعد ّ أساسية أيضا في‬
‫عافية معظم المنظومات البيئية البرية‪ ،‬فهي تهدم المادة العضوية وتعيد تصنيع‬
‫المغذيات‪ ،‬سامحة للكائنات الحية الخرى بتمثل العناصر الكيميائية الساسية‪.‬‬
‫ولهذا‪ ،‬فقد انتفع النسان من خواصها التفكيكية والتركيبية صناعيا حيث تنتج‬
‫المضادات الحيوية النزيمات والحموض العضوية‪ .‬لكن الحق يقال أن هناك جزءا‬
‫صغيرا من الفطريات يتسبب بأمراض في النباتات والحيوانات‪ .‬تشبه الفطريات‬
‫الحيوانات في كونها غيرية التغذية ‪ ,Heterotroph‬وتهضم طعامها وهي في بيئتها‬
‫عن طريق إفراز أنزيمات خارجية ‪ exoenzyms‬تفكك المركبات المعقدة إلى‬
‫مركبات عضوية أصغر تستطيع أجسام الفطريات أن تمتصها وتستعملها‪ .‬وبهذا‬
‫فهي قد تكون رمية ( ‪ Saprophytes‬تعيش على المواد العضوية غير الحية‪ ,‬وجثث‬
‫الحيوانات والفضلت( أو طفيلية أو تعايشية مع النباتات )ميكوريزا( ‪Mycorrhiza‬‬
‫والطحالب والبكتيريا الزرقاء )الشن( والحيوانات كما في أمعاء البقر حيث تعمل‬
‫هذه الفطريات على تفكيك المادة النباتية فيها مما يسهل على الحيوان‬
‫امتصاصها‪.‬‬

‫توجد بعض الفطريات على شكل خليا مفردة تعرف بالخمائر ‪ ,Yeasts‬إلا أن‬
‫معظم أنواعها متعدد الخليا‪ .‬تشكل أجسامها في أحوالها النموذجية مجموعة من‬
‫الخيوط الدقيقة تدعى الهيفات ‪ hyphae‬تتكون من جدر خليا أنبوبية تحتوي على‬
‫الكيتين ‪) Chitin‬الشكل رقم ‪ ,(18‬وتشكل الهيفات الفطرية كتلة محبوكة تدعى‬
‫الميسيليوم ‪ mycelium‬تحيط وترتشح في المادة التي يتغذى عليها الفطر‪ .‬وتزيد‬
‫الميسيليوم ببنيتها من نسبة مساحة السطح إلى الحجم‪ ,‬جاعلة التغذية أكثر‬
‫كفاءة‪ .‬كما إن لبعض الفطريات صفاتا متخصصةً تخولها اصطياد الفريسة وقتلها‬
‫أو تشكيل ممصات ‪ haustoria‬تمكنها من اختراق نسج مضيفها كما في حالة‬
‫الميكوريزا بأنواعها الشكل رقم )‪ .(19‬تتكاثر الفطريات عبر إنتاج أعداد هائلة‬
‫من البواغ الشكل رقم )‪ (20‬بطريقة جنسية أو ل جنسية )زيغوتية‪ ,‬كبيرة‬
‫ميكوريزية‪ ,‬زقية‪ ,‬دعامية(‬

‫ملخصة في الجدول رقم )‪.(3‬‬

‫الجدول رقم )‪ : (3‬مراجعة للشعب الفطرية‬


‫الشعبة‬ ‫المظهر الممّيز‬
‫‪1‬‬ ‫‪microbiology‬‬

‫شعبة الفطريات القديرية )القديريات(‬ ‫أبواغ متحركة ذات سياط‬

‫شعبة الفطريات الزيجوتية‬ ‫مباغات فطرية زيجوتية مقاومة تمّثل المرحلة‬


‫الجنسية‬

‫شعبة الفطريات الك ُّبية‬ ‫‪ Arbuscular mycorrhizae‬الميكوريزا الشجرية‬

‫شعبة الفطريات الزقية )الفطريات الكيسية(‬ ‫أبواغها جنسية ُتحمل في داخل أكياس تدعى‬
‫الزقاق‬

‫شعبة الفطريات الدعامية)الفطريات‬ ‫فط ْرِّية‬


‫م ثامر بالغ التعقيد يدعى الثمرة ال ُ‬
‫جس ٌ‬
‫المقرعية(‬ ‫الدعامية‬

‫تبرز الفطريات بوضوح أيضا في أبحاث البيولوجيا الجزيئية والتقانات الحيوية‪ ،‬إذ‬
‫يعكف الباحثون على استخدام خميرة البيرة ‪ Saccharomyces‬في دراسة‬
‫الوراثيات الجزيئية لحقيقيات النوى‪.‬‬

‫ولقد توصل العلماء إلى فهم عميق للجينات )المورثات( المسؤولة عن أمراض‬
‫بشرية كداء باركنسون و داء هنتنغتون عبر دراستهم للتأثرات في المورثات‬
‫المماثلة في خميرة البيرة‪ .‬كما نجح العلماء سنة ‪ 2003‬في هندسة سللة من‬
‫هذه الخميرة قادرة على إنتاج غليكوبروتينات بشرية كالنسولين‪ .‬وهو ما عجزت‬
‫عنه جراثيم اليشريشيا القولونية ‪ E.coli‬التي أنتجت بعض البروتينات إل أنها لم‬
‫تستطع اصطناع الغليكوبروتينات إذ تنقصها النزيمات القادرة على ربط‬
‫الكربوهيدرات بالبروتينات‪ .‬وفي هذه الثناء‪ ,‬يسعى باحثون آخرون إلى سلسلة‬
‫جينوم ‪ Genome‬أحد الفطريات الدعامية الهاضمة للخشب يدعى ‪phanerochaete‬‬
‫‪ chrysosporium‬ويدعى أيضا بالعفن البيض‪ .‬وينعقد المل في حل شيفرة‬
‫المسارات الستقلبية التي بها يحطم العفن البيض الخشب من أجل تسخير هذه‬
‫المسارات في إنتاج عجينة الورق‪.‬‬

‫ثانيًا ‪-‬الصفات العامة للطحالب ‪:Algae‬‬


‫ُتعد ّ الطحالب من الولنيات ‪ Protists‬وأكثرها وحيدات خليا‪ ,‬ولكن هناك أنواعا‬
‫متعددة الخليا وأخرى مستعمرية ‪ ,Colonial‬ويشكل معظمها المكونات الساسية‬
‫للعوالق النباتية ‪ Phytoplankton‬وبخاصة المشطورات ‪ Diatoms‬والتي هي طحالب‬
‫وحيدة الخلية متنوعة جدا ً الشكل رقم )‪ , (21‬تمتلك جدارا فريدا أشبه بالزجاج‬
‫مصنوعا من السلكا المميهة ‪ hydrated silica‬المنطمرة في مادة أساسية‬
‫عضوية‪ ,‬ويتألف الجدار من جزأين يتداخلن تداخل صندوق الحذاء وغطائه‬
‫الشكل رقم )‪ .(22‬وتؤمن هذه الجدر حماية فعالة من السحق بين فكي‬
‫‪2‬‬ ‫‪microbiology‬‬

‫المفترسات‪ .‬ففي عام ‪ 2003‬اكتشف باحثون ألمان أنه بمقدور المشطورات‬


‫الحية أن تقاوم ضغوطا تزيد عن ‪104‬مليون كغ‪/‬م ‪ ,2‬وهو ما يعادل ضغطا يقع‬
‫تحت كل رجل من أرجل طاولة تحمل فيل ‪.‬‬

‫تعتبر الطحالب المجموعة الميكروبية الساسية التي تقوم بالتركيب الضوئي أي‬
‫التي تملك القدرة على تثبيت ‪ CO2‬وبهذا فهي تشبه النباتات الخضراء وخاصة‬
‫أنها تحتوي على اليخضور ‪ a‬بالضافة إلى احتوائها على أصبغة أخرى كاروتينية‬
‫‪ phycoerythrine‬أو تعطيها لونا‬ ‫صفراء أو سمراء ‪ Xanthophylles‬وحمراء‬
‫ما في تصنيفها‪ .‬إذ نجد الطحالب الذهبية‬‫مميزا ‪ ,‬وتلعب دورا حيويا كيميائيا ها ّ‬
‫‪ Golden Algae‬والبنية )السمراء( ‪ ,Brown‬والحمراء والخضراء الشكل رقم )‬
‫‪.(23‬‬

‫ة للبشر‪ ,‬إذ تحصد‬ ‫وبصورة عامة تعتبر الطحالب وخاصة البحرية منها سلعا هام ً‬
‫العديد من العشاب البحرية من أجل الطعام‪ ,‬وتستخدم أيضا ً المواد المشكلة‬
‫للهلم في الجدر الخلوية للطحالب )وهي اللجين ‪ algin‬في الطحالب البنية‬
‫والغار ‪ Agar‬والكارجينان ‪ Carrageenan‬في الطحالب الحمراء( في تكثيف العديد‬
‫من الطعمة المصنعة للحلوى‪ ,‬واليس كريم‪ ,‬وخلطة توابل السلطة‪ ,‬بينما تقوم‬
‫الطحالب الموجودة في التربة بدور أقل أهمية من ذلك الذي للجراثيم‬
‫والفطريات فيها‪.‬‬

‫ثالثًا ‪-‬وحيدات الخلية الحيوانية ‪:Protozoa‬‬


‫لقد صنفت وحيدات الخلية الحيوانية لفترة طويلة مع الحيوانات وذلك لعدم‬
‫قدرتها على التركيب الضوئي‪ .‬وتعتبر حاليا من الولنيات حقيقية النوى‪ ,‬تفضل‬
‫معظم أنواعها غير الطفيلية الحياة المائية ولهذا فهي توجد بشكل كبير في‬
‫الوساط المائية كما توجد بشكل خاص في الترب الغنية بالمياه إلى جانب‬
‫الجراثيم والطحالب والفطريات الشكل رقم )‪.(24‬‬

‫ووفقا لحركتها تقسم الفراد إلى ثلثة مجموعات ‪:‬‬

‫•السوطيات ‪ Flagellates‬وتتحرك بواسطة السياط مثالها الوغلينا‬


‫‪.Euglena‬‬

‫•المهدبات ‪ Ciliates‬التي تتحرك بواسطة الهداب التي تحملها طوال فترة‬


‫حياتها النشطة مثالها البرامسيوم ‪.Paramecium‬‬
‫‪1‬‬ ‫‪microbiology‬‬

‫•الميبيات ‪ Amebae‬وهي التي تستخدم الرجل الكاذبة في حركتها مثالها‬


‫المتحولت ‪. entamoebas‬‬

‫ويلخص الجدول رقم )‪ (2‬وظائف البنى )العضيات( في حقيقيات النوى‬

‫كما يلخص الجدول رقم )‪ (3‬الختلفات الرئيسية بين بدائيات النوى وحقيقياتها‬

‫الجدول رقم )‪ (2‬وظائف الُبنى )الُعضيات( في حقيقيات النوى‬


‫البنية‬ ‫الوظيفة‬
‫‪1‬‬ ‫‪microbiology‬‬

‫‪ -‬الغشاء السيتوبلسمي‬ ‫حاجز ميكانيكي للخلية ‪ ,‬حاجز اصطفائي النفوذ ويحتوي‬

‫أنظمة النقل ‪ ,‬يتوسط التآثرات بين الخليا ويعمل على‬

‫لصق الخلية بالسطوح الخارجية ‪ ,‬إضافة إلى الفراز ‪.‬‬

‫‪ -‬السيتوبلسما‬ ‫وسط لبقية العضيات‪ ,‬مكان للعديد من العمليات الستقلبية‪.‬‬

‫‪ -‬الخييطات الدقيقة والمتوسطة و‬ ‫تشكل الهيكل الخلوي وتساهم في بنية و حركة الخلية ‪.‬‬

‫النبيبات الدقيقة‬

‫‪ -‬الشييييبكة السيتوبلسمية الداخلية‬ ‫نقل المواد واصطناع البروتين والشحوم ‪.‬‬

‫‪ -‬الريبوزومات‬ ‫الصطناع البروتيني ‪.‬‬

‫‪ -‬جهاز غولجي‬ ‫تجميع وإفراز المواد لغراض مختلفة ‪ ,‬وتشكيل‬

‫الليزوزومات‪.‬‬

‫‪ -‬الليزوزومات‬ ‫الهضم الخلوي الداخلي ‪.‬‬

‫‪ -‬الميتوكوندريا‬ ‫إنتاج الطاقة باستعمال دورة حمض الكربون الثلثي‪ ,‬نقل‬

‫اللكترونات‪ ,‬الفسفرة التأكسدية وغيرها من المسارات‪.‬‬

‫‪ -‬الصانعات الخضراء‬ ‫التركيب الضوئي وذلك بالتقاط الضوء وتشكيل السكاكر اعتباراً‬

‫من الماء و ‪.CO2‬‬

‫‪ -‬النواة‬ ‫مكان المعلومات الوراثية و مركز السيطرة في الخلية ‪.‬‬

‫‪ -‬النويات‬ ‫اصطناع الرنا الريبوزومي و بناء الريبوزومات‪.‬‬

‫‪ -‬الجدار الخلوي والغشاء الرقيق‬ ‫إعطاء الخلية شكلها الخارجي وتقويتها‪.‬‬

‫‪ -‬الهداب والسياط‬ ‫الحركة‬

‫‪ -‬الفجوات‬ ‫النقل و التخزين المؤقت ‪ ,‬الهضم ) فجوات غذائية (‪ ,‬و المحافظة‬

‫على التوازن المائي ) فجوات قلوصة(‪.‬‬


‫‪2‬‬ ‫‪microbiology‬‬

‫الشكل رقم)‪ : (18‬مقطع عرضي في خلية هيفا فطرية‪.‬‬

‫‪Penicillum‬‬ ‫‪Rhizopu‬‬ ‫‪Ascomycetes‬‬


‫‪Mushroom‬‬ ‫‪Mucor‬‬

‫الشكل رقم )‪ : (20‬النماط المختلفة للبواغ في الفطريات‪.‬‬


‫‪2‬‬ ‫‪microbiology‬‬

‫‪The Viruses‬‬ ‫الفيروسات‬


‫مقدمة‪:‬‬
‫تتمتع الكائنات الحية بصفات تميزها عن الجمادات والبلورات الكيميائية‪ ,‬إل أن‬
‫اكتشاف الفيروسات وتجارب العلماء عليها منذ عام )‪ (1884‬وضعهم أمام‬
‫أشكال وسطية بين الحياء والجمادات‪.‬‬

‫يعد بعض العلماء الفيروسات من المواد غير الحية لنها ل تتمتع بالصفات‬
‫المميزة للكائنات الحية‪ ,‬وإنما تشترك معها فقط بقدرتها على التكاثر بنسخ‬
‫نفسها وبذلك فهي تحوي على الجوهر الحقيقي للحياة بما تملكه من خصوبة‬
‫مفرطة في المورثات‪ ,‬بالضافة إلى أنها تظهر على شكل بلورات كيميائية‪ ,‬وكما‬
‫اقترح ستانلي وفالنس ) )‪Stanley,valens‬عام ‪ 1935‬بأن الفرق بين الفيروسات‬
‫والبلورات الكيميائية يتجلى في كون الفيروسات تصبح حية فقط لحظة إصابتها‬
‫للخليا‪.‬‬

‫أول‪ -‬اكتشاف الفيروسات وتحديد‬


‫ً‬
‫طبيعتها‪:‬‬
‫تشكل الفيروسات مجموعة كبيرة وغير متجانسة ميين العوامييل الممرضيية‪ ,‬الييتي‬
‫تعيش متطفلة على النسج الحية‪ ,‬ومنها ما ل يسبب أي ضرر لخليا المضيف كمييا‬
‫هي الحال فييي عييدوى نبييات التييوليب بفيييروس يكسييبه خطوطيا ً جميليية متعييددة‬
‫اللوان بدل ً من الليون الواحيد‪ ,‬كميا تتمييز جميعهيا بدقية حجمهيا لدرجية تسيمح‬
‫بمرورها عبر المرشحات الخزفية‪ ,‬لن أكبر فيييروس وهييو جييدري البقيير ‪vaccinia‬‬
‫مثل ً ‪ 300-200‬ميلي ميكرون ل يزيد حجمه عن ربع حجم العصيييات القولونييية‬
‫‪ E.coli‬التي يبلغ قطرها حوالي )‪1000‬ميكييرون( كمييا فييي الشييكل رقييم )‪ (25‬إل‬
‫أنها تختلف عن بقية العوامل )الجراثيم والفطريات( بصعوبة عزلها ككائنات حييية‪,‬‬
‫وإنما تعزل على شكل بلورات كيميائية متعددة الشكال‪ ,‬متباينة الحجوم ‪ ,‬وفريدة‬
‫في نوعها لنها تجمع في خواصها بين عالمي الجماد والحياء‪.‬‬

‫يعد الطبيب ‪ Jenner‬أول من استعمل لقاح جدري البقر عام ‪ 1796‬ضد الصابة‬
‫بجدري النسان دون أن يدرس الفيروس نفسه‪ ,‬أما اكتشاف هذه الفيروسات‬
‫فقد لح منذ التجارب التي أجراها باستور ‪ Pasteur‬على داء الكلب ‪ Rabies‬عام‬
‫‪ ,1864‬وإيفانوفسكي ‪ Ivanoweski‬عام ‪ 1892‬وبيجيرنك ‪ Beijerinck‬عام ‪1898‬‬
‫على مرض فسيفساء التبغ ‪ V.M.T.‬ثم جاءت بعض القتراحات التي عدت‬
‫‪2‬‬ ‫‪microbiology‬‬

‫الفيروس كائنا ً دقيقا ً يقع خارج نطاق مدى الرؤية المجهرية المعروفة آنذاك‬
‫‪ (Twort, D'Herelle‬عام ‪ ,( 1918‬أو عامل ً كيميائيا ً ينتج عن اختلل في خليا‬
‫المضيف ذاتها‪ ,‬وله القدرة على إكثار نفسه )‪ Karrer-Duggar‬عام ‪ (1921‬إلى أن‬
‫تمكن العالمان ستانلي ‪ Stanly‬عام ‪ 1935‬وبيست ‪ Best‬عام ‪ 1939‬من‬
‫الحصول على بلورات فيروس موزائيك التبغ‪ ,‬وبّينا أن لهذه البلورات الفروسية‬
‫القدرة على التضاعف داخل الخليا الحية بعكس بلورات بقية المواد الكيميائية‬
‫السامة‪ ,‬وبهذا يمكن اعتبار الفيروسات بروتينات متبلورة شديدة العدوى‪ ,‬وتتميز‬
‫عن الكائنات الحية بتخصصها في انتقال الصفات الوراثية عن طريق الحماض‬
‫النووية‪.‬‬

‫ومنذ ذلك الوقت أمكن اكتشاف المراض التي تسببها الفيروسات للنسان‬
‫والحيوان والنبات‪ ,‬كما وجد أن منها ما يصيب الجراثيم وتسمى بملتهمات‬
‫الجراثيم ‪ Bacteriophage‬وأخرى تصيب الجراثيم الزرقاء وتسمى ‪Cyanophyges‬‬
‫ومنها ما يصيب الفطريات وتسمى ‪ Mycophages‬ومنه ما يصيب الركيا ‪Archaea‬‬
‫والوالي الحيوانية والميكوبلزما ‪ Mycoplasma‬والسبيروبلزما ‪Spiroplasma‬‬
‫والفقاريات واللفقاريات‪.‬‬

‫ولقد أصبح مؤكدا ً أن بعض الفيروسات قادرة على إحداث الورام السرطانية في‬
‫الكائنات الحية المختلفة‪ ,‬كما تبين أن مسبب نقص المناعة المكتسبة )‪( AIDS‬‬
‫هو فيروس )‪ (H I V‬وهو من الفيروسات العكسية ‪ . Retrovirus‬وأن مسببات‬
‫أمراض العتللت الدماغية السفنجية هي الفيروسات البطيئة أو البريونات‬
‫‪ Prions‬التي تستطيع إصابة النسان والحيوان بأمراض مختلفة‪ ,‬وقد ظهرت‬
‫بشكل واسع منذ الثمانينيات ثم حاز العالم ستانلي بروزينر ‪ Prusiner‬في عام‬
‫‪ 1997‬جائزة نوبل في الفيزيولوجيا والطب لكتشافه وبحثه وإطلقه نظرية‬
‫البريونات التي تعني الجسيمات البروتينية الخامجة الخالية من أي حمض نووي‪.‬‬
‫ولكن وعلى الرغم من العمل الجاد في السنوات الخيرة على الفيروسات‬
‫السابقة فإن النتائج ل تزال غير واضحة‪ ,‬بل إنها لم تحقق شيئا ً من طموح‬
‫الباحثين‪ ,‬ولذلك فهي تحتاج للمزيد من البحث والتنقيب‪.‬‬

‫ثانيًا‪ -‬الصفات العامة للفيروسات وبنيتها‬


‫الدقيقة ‪:‬‬
‫قبل التمكن من دراسة الشكل الظاهري للفيروسات باستعمال المجهر‬
‫اللكتروني‪ ,‬كانت الصابات الفيروسية تلحظ على أساس وجود أجسام مكتنفة‬
‫أو غريبة داخل سيتوبلزما أو نواة الخليا المصابة أو كلتاهما معا ً كما في الشكل‬
‫رقم)‪ (26‬إل أن أهميتها للفيروس وطبيعة تكونها ما زالت غير معروفة حتى الن‪.‬‬
‫‪3‬‬ ‫‪microbiology‬‬

‫وتعرف حاليا ً بأنها تجمعات لوحدات فيروسية‪ ,‬تنمو داخل خليا المضيف‪ ,‬ويمكن‬
‫استعمالها مخبريا ً لحداث الصابة في الخليا السليمة‪.‬‬

‫لقد سمح استعمال المجهر اللكتروني بمزيد من دراسة الشكل الظاهري‬


‫وتحديد البعاد النسبية للفيروسات كما في الشكل رقم )‪ (27‬كما سمح بدراسة‬
‫التركيب الداخلي للجزيئة أو الوحدة الفيروسية المعروفة باسم الفيريون ‪Virion‬‬
‫وذلك بعد تكبيرها لما يقارب مليون مرة‪.‬‬

‫يتركب الفيريون البسيط كما يوضح الشكل رقم )‪ (28‬من جزء مركزي مكون‬
‫من أحماض نووية محاطة بغلف من البروتين يعرف باسم كابسيد ‪ Capsid‬يتكون‬
‫بدوره من وحدات تعرف باسم ‪ ,Capsomeres‬تترتب وفق نظام خاص‪ ,‬ويطلق‬
‫على هذا التركيب اسم الفيريون العاري‪ ,‬تميزا ً له عن الفيريون المحاط بغلف‬
‫آخر ‪ Envelope‬شحمي أو شحمي بروتيني مما يجعله شديد الحساسية للمواد‬
‫المذيبة كالكلوروفورم والمنظفات‪ .‬كما قد يحتوي على قليل من المعادن و مواد‬
‫شبيهة بالفيتامينات‪.‬‬
‫تحتوي الفيروسات إما على الرنا ‪ RNA‬أو الدنا ‪ DNA‬أي ل يتواجد الحمضان معا ً‬
‫في الفيروس نفسه‪ ,‬خلفا ً لما هو معروف عن وجود كل الحمضين في الخليا‬
‫الحية الخرى‪.‬‬

‫‪:‬‬ ‫ثالثًا‪-‬أشكال الفيروسات‬


‫إن أهم ما يميز الفيروسات هو انتظام وحداتها بأشكال وأحجام خاصة‪ .‬وقد‬
‫أوضحت دراسات المجهر اللكتروني أن هذه الشكال والحجام إنما تنتج عن‬
‫التنظيم الفراغي للبروتينات )الكابسيدات( المحيطة بالحمض النووي الفيروسي‬
‫والتي يمكن تصنيفها وفق النماط التالية‪:‬‬

‫‪.1‬ءءءءءءء ءءء ءءءءء ءءءءءء ءء ءءءءءءءء‬


‫ءءءءءءء‪:‬‬

‫تتميز معظم الفيروسات النباتية‪ ,‬ومثالها فيروس موزائيك التبغ الذي هو عبارة‬
‫عن لولب اسطواني يكون الحمض النووي الرنا ‪ RNA‬محوره‪ ,‬بينما تلتف‬
‫الكابسوميرات حول هذا الحمض على شكل لولب يتميز بلفاته الضيقة للغاية‪,‬‬
‫وبذلك تبدو كل كابسوميرة منها كدرجة في سلم لولبي‪ .‬وتدل دراسات المجهر‬
‫اللكتروني وأشعة ‪ X‬على أن طول العصية ‪ Aْ 300‬وقطرها من ‪ Aْ 150-170‬بينما‬
‫يبلغ قطر الحفرة المركزية ‪ Aْ40‬كما في الشكل رقم)‪(29‬‬
‫‪1‬‬ ‫‪microbiology‬‬

‫‪ .2‬ءءءءءءء ءءء ءءءءء ءءءءء ءء ءءءءءءءء‬


‫ءءء ءءءءء‪:‬‬

‫تتوزع الكابسوميرات في هذه الفيروسات على شكل مجسمات متعددة الوجوه‪,‬‬


‫ذات تناظر مكعبي وسطوح مثلثيه‪ ,‬فتأخذ شكل ً كرويا ً أو شبه كروي إذا كان عدد‬
‫الوحدات )‪ (60‬كابسوميرة فما دون‪.‬وتأخذ شكل عشروني الوجوه عندما يزيد‬
‫العدد عن ذلك‪ ,‬كما في الفيروسات الغدية ‪ Adenovirus‬الذي يتألف من ‪252‬‬
‫كابسوميرة كما في الشكل رقم )‪.(30‬‬

‫‪.3‬ءءءءءءء ءءء ءءءءءءءء ءءءءء‪:‬‬

‫تأخذ هذه الفيروسات أحد النمطين التالين‪:‬‬

‫الول ‪ -‬ومثاله فيروس الجدري ‪ Poxviruses‬وفيروس النفلونزا ‪Influenza viruses‬‬


‫حيث ل نجد كابسيد محدد واضح بل أغلفة عديدة بروتينية تحيط بالحمض النووي‬
‫الشكل رقم )‪(31‬‬

‫الثاني‪ -‬ويتمثل في ملتهمات الجراثيم ‪ Bacteriophages‬المتكونة من رأس يحوي‬


‫الحمض النووي وذيل يضم ملحقات مختلفة الشكل رقم )‪(31‬‬

‫‪.4‬ءءءءءءء ءءء ءءءءءءءء ءءء ءءءءء‪:‬‬


‫لقد أظهرت الدراسات المختلفة وجود مكونات فيروسية مختلفة )كابسيدات‬
‫فارغة‪ ,‬بروتين شبيه بالبروتين الفيروسي( مرافقة للفيريونات الكاملة في وسط‬
‫هذه التحضيرات‪ ,‬تختلف في بنيتها وتركيبها عن الفيروس الصلي‪ ,‬كما تختلف‬
‫أيضا ً في طريقة إصابتها للخليا الحية‪.‬‬

‫الفيروسات‪:‬‬ ‫رابعًا‪ -‬تكاثر‬


‫ل تملك الفيروسات القدرة على التكاثر أو القيام بأية نشاطات استقلبية خارج‬
‫جسم المضيف‪ .‬وبما أنها طفيليات إجبارية فهي بحاجة إلى خليا الكائنات الحية‬
‫الخرى كي تستطيع التكاثر وتشكيل الجزيئات الفيروسية الكاملة‪.‬‬

‫تتكاثر الفيروسات بمادتها الوراثية فقط‪ ,‬أي بعملية نسخ لحمضها النووي‪ ,‬ولذلك‬
‫يطلق على هذه العملية التضاعف أو ‪ Replication‬تميزا ً لها عن عملية التكاثر‬
‫‪ Reproduction‬التي تخص الكائنات الحية الخرى والتي تشترك فيها جميع‬
‫المكونات الخلوية‪.‬‬
‫‪2‬‬ ‫‪microbiology‬‬

‫لقد درست عملية التضاعف الفيروسي بشكل واسع في بدائيات النوى وبخاصة‬
‫في ملتهمات الجراثيم ‪ Bacteriophage‬فوجد أنها تطابق ما يحدث عند إصابة‬
‫خليا حقيقيات النوى بالفيروسات المختلفة‪ .‬ولكن وجود عدد كبير من‬
‫الفيروسات الحيوانية في الطبيعة يحتم وجود نماذج حيوانية معقدة‪ ,‬وبالتالي فقد‬
‫يحدث تضاعف الفيروسات في السيتوبلسما‪ ,‬وقد يحدث في النواة‪ ,‬أو في‬
‫الثنين معا ً الشكل رقم )‪ (32‬وبهذا نجد عدة نماذج للية تضاعف الفيروسات‬
‫تتضمن جميعها عدة مراحل مشتركة‪.‬‬

‫وسوف ندرس تضاعف الفيروسات الجرثومية ‪:‬‬

‫‪.1‬ءءءءءءءء ءءءءءءءءء‪Adsorption) :‬‬


‫‪(&Penetration‬‬
‫تعد عملية المتزاز المرحلة الولى في التحلل الجرثومي الذي يسببه ملتهم‬
‫الجراثيم كما يوضح الشكل رقم)‪ .(33‬حيث يعتقد أن ملتهم الجراثيم يقترب من‬
‫الجرثوم و يدمص على سطحه نتيجة لروابط كيميائية محددة بين الشوارد‬
‫الموجودة في ذيل الفيروس‪ ,‬وبين تلك الموجودة على الجدار الخلوي للجرثوم‪.‬‬

‫لقد أظهرت الدراسات التي أجريت على ملتهم العصيات القولونية ‪ Coliphage‬أن‬
‫آلية الختراق ميكانيكية بحتة‪,‬إل أنها قد تسهل بوساطة أنزيمه الليزوزيم‬
‫‪ Lysosyme‬الموجودة في ذيل الفيروس‪ ,‬وينتهي الختراق بانتهاء المراحل التالية‪:‬‬

‫‪ -‬يتثبت الفيروس بذيله على الجدار الخلوي الجرثومي‪.‬‬


‫‪ -‬يتقلص غمد الذيل بشكل يم ّ‬
‫كن الجزء المركزي في ذيل الفيروس من ثقب‬
‫الجدار الخلوي‪.‬‬

‫‪ -‬يحقن الدنا ‪ DNA‬الفيروسي داخل الخلية الجرثومي‪ ,‬وبذلك يبقى الغلف‬


‫البروتيني لرأس الفيروس‪ ,‬كما يبقى ذيله خارج الخلية الجرثومية‪.‬‬

‫‪.2‬ءءءءءءء ءءءءءءءء ءءءءءءء‪Replication – ) :‬‬


‫‪( Assemblage et Lyse‬‬
‫تتم عملية تضاعف الحمض النووي وتركيب البروتين الفيروسي بعد حقن الدنا‬
‫‪ DNA‬مباشرةً‪ ,‬حيث يسخر هذا الحمض الفيروسي لصالحه ‪ ATP‬الخلية‬
‫الجرثومية و جسيماتها الريبية و أنزيماتها الخلوية ويثبط بالتالي أفعالها‬
‫الستقلبية‪ ,‬ويشكل الحموض النووية الفيروسية وبروتينات الكابسيد التابعة‬
‫للرأس والذيل‪ .‬وبعد ‪ 25‬دقيقة من الصابة تتجمع البروتينات الكابسيدية حول‬
‫الدنا ‪ DNA‬مشكلة حوالي ‪ 200‬وحدة فيروسية وتؤدي إلى انفجار وتحلل الخلية‬
‫‪2‬‬ ‫‪microbiology‬‬

‫الجرثومية‪ ,‬محررةً بذلك ملتهمات جديدة في الوسط‪ ,‬ولها القدرة على إصابة‬
‫خليا جديدة‪.‬‬

‫ولكن قد ل يحدث هذا التحلل الجرثومي في بعض النواع من الملتهمات التي‬


‫تسمى بالملتهمات المعتدلة ‪ Phages temperes‬حيث تحدث ظاهرة الليزوجيني‬
‫)الستذابة( ‪ Lysogenie‬بين الفيروس و الجرثوم‪ ,‬فبالضافة إلى سيطرة الدنا‬
‫‪ DNA‬الفيروسي على العوامل الوراثية الخلوية‪ ,‬فإنه يدخل في دنا ‪DNA‬‬
‫الجرثوم‪ ,‬وتنضم مورثاته للخيط الصبغي الجرثومي وكأنه طليعة ملتهم ‪prophage‬‬
‫ويتدخل والحالة هذه في العمليات الستقلبية للخلية الجرثومية‪ ,‬ثم ينتقل هذا‬
‫الدنا ‪ DNA‬الفيروسي للخليا البنات ومن جيل لخر وهو ما يطلق عليه تعبير‬
‫الكمون ‪ Latency‬وسوف نناقشها في الفقرة التالية باعتبارها من الفيروسات‬
‫البطيئة بمعنى أنه يصبح وراثيا ً الشكل رقم)‪ .(33‬قد يحدث أحيانا ً ولسباب‬
‫مجهولة أن يخرج الدنا ‪ DNA‬الفيروسي من جديد من الخيط الصبغي الجرثومي‬
‫ويدخل في حلقة التحلل الموضحة سابقا‪.‬‬

‫يكتسب الجرثوم المصاب بالفيروسات المعتدلة مناعة ضد أي فيروسات جديدة‬


‫كما يصبح قادراً على تكوين ملتهمات جديدة أيضا ً‪ ,‬هذا وقد أمكن مخبريا ً تحويل‬
‫حادثة الليزوجيني إلى التحلل وذلك بتعريض الخلية الجرثومية المصابة للشعة‬
‫فوق البنفسجية أو إلى بعض المواد الكيميائية‪.‬‬

‫وتؤكد الدراسات العلمية أن عملية التضاعف الفيروسي قد ل تتضمن جميع‬


‫المراحل السابقة‪ ,‬وإنما قد يحدث أحيانا ً ولسباب عديدة أن تتحول الخلية‬
‫المصابة بعد مرحلتي المتزاز والختراق إلى خلية سرطانية ل تلبث أن تنقسم‬
‫وتعطي خليا مشوهة سرطانية وسنناقش ذلك لحقًا‪.‬‬

‫خامسًا‪ -‬الفيروسات البطيئة )‪( Slow Viruses‬‬


‫والستمرار والكمون‪:‬‬
‫تستطيع الفيروسات في بعض الحالت الستمرار ‪ ,persistence‬أو تصبح كامنة‬
‫‪ Latent‬في المضيف‪ ,‬وعندئذ يمكن أن تتطور الغراض السريرية أو إعادة تنشيط‬
‫‪ Reactivation‬الفيروس بصورة متأخرة نسبيا ً عن لحظة الصابة‪ .‬لذلك فالخماج‬
‫التي ينتج الفيروس المعدي نفسه فيها ويتحرر باستمرار من المضيف خلل فترة‬
‫أكبر بكثير مما في حالة العدوى المعروفة تسمى العدوى المستمرة وفيها يمكن‬
‫أن تكون العراض السريرية واضحة أو ضعيفة أو غائبة تمامًا‪ ,‬كما يبقى‬
‫الفيروس في المضيف على شكل كامن ‪ Latent‬ويطرح من العضوية على دفعات‬
‫مرتبطة عادة مع النتكاسات السريرية للمرض‪.‬‬
‫‪3‬‬ ‫‪microbiology‬‬

‫وهكذا‪ ,‬تتميز الخماج الفيروسية البطيئة ‪ Slow Viral Infection‬بفترة حضانة‬


‫‪ Incubation‬طويلة جدا ً تمتد لشهر‪ ,‬وربما لعوام حيث تغيب العراض السريرية‬
‫خلل هذه الفترة‪ .‬ويمكن للعدوى المستمرة أحيانا ً أن تكون متعلقة بالستجابة‬
‫المتغيرة للمضيف‪ ,‬أي مع حالة نقص المناعة ‪ Immunodeficit‬أو المناعة الطبيعية‬
‫‪ Immunosuppression‬أو نتيجة للصابة أثناء الولدة ‪ Neonatal Period‬ويمكن أن‬
‫يكون الكمون ‪ ,Latency‬أو الستمرارية ‪ Persistency‬أيضا ً نتيجة طبيعية لصابة‬
‫المضيف ببضعة فيروسات في آن معا ً وبذلك يمكن للمضيف أن يكون خزانا ً‬
‫للنتشار التالي للفيروس‪ .‬وبهذا تسبب الفيروسات البطيئة للنسان أمراضا في‬
‫الجهاز المناعي مثل فيروس ‪ HIV‬وفي الجملة العصبية المركزية والكبد مثل‬
‫فيروسات التهاب الكبد ‪ ( B (Hepatitis B Viruses) (HBV‬وفيروسات القوباء أو‬
‫العقبول )‪ (Herpes Viruses‬وغيرها‪.‬‬

‫)‪Viruses and‬‬ ‫سادسًا‪ -‬الفيروسات والسرطان‬


‫‪:(Cancer‬‬
‫لقد أصبح معروفا ً منذ بداية القرن العشرين أن بعض الفيروسات قادر على‬
‫إحداث أورام سرطانية في النباتات والحيوانات وبالتالي لبد أن تكون مسؤولة‬
‫عن ذلك في النسان ذلك لن العديد منها ل يحلل الخليا المضيفة‪ ,‬إنما يؤدي‬
‫ول الخليا‪ ,‬من ناحية تمايزها‪ ,‬من خلية سوية‬‫إلى تكوين مادة وراثية جديدة تح ّ‬
‫إلى خلية سرطانية وفقا ً لشروط الوسط ‪.‬‬

‫لقد انصب اهتمام العلماء الذين اعتقدوا بأن الفيروسات المحتوية على الدنا‬
‫‪ DNA‬هي المسؤولة عن سرطان النسان على دراسة مجموعتين هما ال‬
‫‪ Adenoviruses‬المسببة للمراض التنفسية في النسان وال ‪Papovaviruses‬‬
‫المسيييبيبية ليييسييرطانات الحيوانيييات القارضة‪,‬‬

‫لنهما قادرتان على إحداث أورام خبيثة في خليا الحيوانات وفي خليا النسان‬
‫المزروعة مخبريًا‪ ,‬كما أثبت الدراسات عام ‪ 1960‬أن هناك مجموعة ثالثة هي‬
‫فيروسات القوباء أو العقبول ‪ Herpes viruses‬يمكن أن تسبب السرطان عند‬
‫النسان مثل فيروس إبشتاين – بار ‪ (Epstein - Barr virus (EBV‬الذي يسبب‬
‫سرطان النف والبلعوم وفيروس كاربوزي سار كوما )‪(KSHV‬‬

‫‪ Kaposis sarcoma-associated herpesviruses‬الذي اكتشف عام ‪ 1994‬وعرف‬


‫باسم الفيروس القوبائي البشري الثامن ‪(Human Herpes Virus 8 (HHV8‬‬
‫ويسبب ورما ً سرطانيا ً في الوعية الدموية وسرطان اللمفاويات‪ .‬ولوحظ أنه‬
‫غالبا ً ما يصيب مرضى اليدز ‪ AIDS‬في المراحل المتأخرة من المرض‪.‬‬
‫‪4‬‬ ‫‪microbiology‬‬

‫وهناك أورام سرطانية تحدثها الفيروسات المحتوية على الحمض الريبي النووي‬
‫الرنا ‪ RNA‬كما في سرطان النسيج الضام )‪ (Rous sarcoma‬نسبة إلى العالم‬
‫‪ Rous‬الذي اكتشفه عام ‪ 1911‬ونال جائزة نوبل على اكتشافه عام ‪.1966‬‬

‫من المعرف أن الدنا ‪ DNA‬هو المادة الحاملة للصفات الوراثية في كل الخليا‬


‫الحية‪ ,‬ويحصل انتقال هذه الصفات عادةً من الدنا ‪ DNA‬إلى الرنا ‪ ,RNA‬أي أن‬
‫الرنا ‪ RNA‬ليس إل رسول ً كيميائيا ً يتلقى صفاته من الدنا ‪ ,DNA‬هذا وقد بينت‬
‫التجارب الحديثة على فيروس ‪ Rous sarcoma‬أنه يمكن حدوث هذا النتقال‬
‫بصورة عكسية ‪ Reversed Transciption‬أي تنتقل هذه الصفات من الرنا ‪RNA‬‬
‫إلى الدنا ‪ ,DNA‬ويقوم الفيروس في الخلية المصابة بتركيب ‪ DNA‬جديد وبذلك‬
‫نجد في الخلية الدنا ‪ DNA‬الخاص بها والدنا ‪ DNA‬الفيروسي‪ .‬وفي حالة فيروس‬
‫‪ Rous sarcoma‬يحمل الدنا ‪ DNA‬الفيروسي مورثات السرطان مما يؤدي إلى‬
‫إصابة الخلية بالسرطان‪.‬‬

‫تعد عملية الصورة المعكوسة من المور الهامة المميزة للورام السرطانية‬


‫‪ Oncorna Viruses‬التي اكتشفت أول مرة عام ‪ 1970‬من قبل ‪Baltimore, Temin‬‬
‫كل على حدة‪ ,‬ولقد أوضح ‪ Dulbecco‬الخطوط الساسية للية اندماج البنية‬
‫الوراثية الفيروسية في الخلية المصابة‪ .‬وبهذا يمكن اعتبار هذا التخريب‬
‫للتشكيلت الوراثية داخل الخلية من الفرضيات التي تدعم الستحالة‬
‫الفيروسيييية ‪ Viral Transformation‬وتفسييير سبب السيييرطان وآلييية إصابتييه‬
‫للنسيييجة الحيوانية‪ .‬ولقد حصل عام ‪ 1975‬كييل من ‪Dulbecco, Baltimore,‬‬
‫‪ Temin‬على جائزة نوبل في الفيزيولوجيا لما قاموا به من دفع للمعارف الحالية‬
‫حول آلية تكوين السرطان‪ ,‬وتوضيح العلقة بين الفيروسات وبعض الورام‪ ,‬حيث‬
‫لوحظ وجود أنزيمات وسلسل حموض نووية لبعض الفيروسات مرافقة لبعض‬
‫سرطانات النسان‪ ,‬وفي جميع الحالت فإنه لم تعط بعد اقتراحات ملئمة تحدد‬
‫العلقة بين السرطان وبين هذه الفيروسات أو أجزائها‪ ,‬وربما يحدد هذا في‬
‫المستقبل القريب‪.‬‬

‫إن النقد الوحيد لكون الفيروسات المسببة للسرطان عند النسان هو أن هذا‬
‫الخير ليس من المراض المعدية‪ ,‬وإل فإننا يجب أن نقبل بأن الفيروسات‬
‫السرطانية يمكن أن تنتقل من إنسان لخر وتحدث العدوى‪ ,‬أما إذا عددنا مع‬
‫بعض العلماء إمكانية تنشيط الفيروسات غير الوراثية ببعض عوامل البيئة‪ ,‬فإن‬
‫احتمال انتقال الفيروسات السرطانية وراثيا ً يصبح ممكنا ً‪ ,‬ولقد وجد هيستون‬
‫‪ Heston‬عام ‪ 1976‬أن هناك بعض العوامل الوراثية التي تساعد على تطور‬
‫السرطان وانتقاله وراثيا‪ .‬وأكد الباحثون في جامعة ليدن الهولندية عام ‪ 1983‬أن‬
‫الورام السرطانية تنمو في جسم النسان السليم طول الوقت لكن جهاز‬
‫المناعة يتصدى لها فتموت الشكل رقم )‪ .(34‬بينما تظهر حين تنجح بعض‬
‫‪5‬‬ ‫‪microbiology‬‬

‫الفيروسات بعدم استثارة جهاز المناعة‪ ,‬حيث حقنت حيوانات التجربة بنوعين من‬
‫الفيروسات الول هو ‪ Adenovirus-5‬فلم تحدث الصابة إطلقا ً بينما أحدث الثاني‬
‫‪ Adenovirus-12‬الصابة في هذه الحيوانات‪ .‬وبهذا فإن الفيروس الول يحث على‬
‫تشكيل مولدات الضد ‪ Antigen‬بينما ل يحث الثاني على تشكيلها فيتابع الفيروس‬
‫تخريبه للخليا داخل الجسم دون مقاومة من جهاز المناعة‪ .‬كما أكد بعض‬
‫الباحثون في المؤتمر الذي عقد في بودابست بين ‪ 27-21‬آب ‪ 1986‬أن هناك‬
‫بعض الغذية المعلبة التي تسبب سرطان المعدة ولذلك فإن حفظ الغذية‬
‫بالتجميد سيكون وسيلة ناجعة للتقليل منه‪ .‬كما يمكن لبعض الفيتامينات ‪ C‬أن‬
‫تثبط عمل النتروزأمين ‪) Nitrosamine‬الناتج عن اتحاد النترات والنتريت مع‬
‫الحماض المينية في المعدة( وتمنع بالتالي تشكل الخليا السرطانية )‪Calum‬‬
‫‪ (Muir 1986‬وكذلك فإن فيتامين ‪ A‬يثبط نمو أنواع أخرى )‪. (L.Tomatis 1986‬‬

‫وأخيرا ً وعلى الرغم من العمل الجاد في السنوات الخيرة على الفيروسات‬


‫السابقة فإن العلقة القائمة بين الفيروسات وسرطان النسان من جهة وبينها‬
‫وبين مرض اليدز من جهة أخرى ل تزال غير واضحة بل إنها لم تحقق شيئا ً من‬
‫طموح الباحثين‪ ,‬ولذلك فهي تحتاج للمزيد من البحث والتنقيب‪.‬‬

‫تصنيف الفيروسات وأهم‬


‫أنماطها‬
‫مقدمة‪:‬‬
‫هناك طرق عديدة لتصنيف الفيروسات‪ ,‬ومن أولى هذه الطرق هي تصنيفها‬
‫حسب المضيف النساني أو الحيواني أو النباتي أو الحياء الدقيقة‪.‬‬

‫ومع أن هذه الطريقة ل تعد علمية إل أنها ما تزال تستعمل حتى الن‪ .‬أما‬
‫الطريقة الثانية فتعتمد على تصنيف الفيروسات استنادا ً للنسج المصابة‬
‫)فيروسات دموية‪ ,‬عصبية‪ ,‬جلدية‪ ,‬تنفسية‪ ,‬معوية‪ ,‬داخلية(‪ .‬ومع تقدم الدراسات‬
‫الحيوية والكيميائية فقد أمكن تصنيفها اعتمادا على بعض خواصها كنوع الحموض‬
‫‪2‬‬ ‫‪microbiology‬‬

‫النووية ‪ DNA,RNA‬مفردا ً أو مزدوجا ً وكبنية الجزئية الفيروسية حلزونية الكابسيد‬


‫)عاريا ً أو ذا غلف( أو عشرونية السطوح)عاريا ً أو ذا غلف( أو معقدة البنية‪ ,‬عدد‬
‫الكابسوميرات ‪ ,Capsomeres‬حجم الفيريون‪ ,‬مكان التضاعف ‪) Replication‬النواة‬
‫أو السيتوبلسما(‪.‬‬

‫وكذلك على عدد المورثات ‪ genes‬الموجودة وطريقة التعبير عنها‪ ,‬وعلى قطبية‬
‫الحمض النووي المكون للجينوم‪ ,‬ولسيما في الفيروسات ذات الحمض النووي‬
‫الرنا ‪ ,RNA‬فقد يكون موجب القطبية حيث يمكن استعماله مباشرةً ليعمل‬
‫كحمض نووي رنا رسول ‪ mRNA‬فل يحتاج إلى نسخ‪ ,‬أو يكون سالب القطبية‬
‫فيحتاج إلى نسخ وإلى حمض نووي رنا رسول‪ .‬وسوف نستعرض أهم أنماطها‬
‫من خلل فيروسات بدائيات النوى وحقيقياتها‪.‬‬

‫النوى‪:‬‬ ‫أول‪ -‬فيروسات بدائيات‬


‫ء‬
‫‪.1‬فيروسات الجراثيم والركيا ‪: Viruses of Bacteria and Archaea‬‬
‫تنتشر فيروسات الجراثيم والركيا وبخاصة المسماة بملتهمات الجراثيم‬
‫‪ Bacteriophages‬انتشارا ً واسعا ً في الطبيعة‪ ,‬إذ تصيب معظم الجراثيم وبعض‬
‫الحياء الدنيا ‪ Protists‬الخرى‪ ,‬وقد أمكن عزلها حاليا ً بطرق سريعة وبسيطة‪.‬‬

‫تتمتع ملتهمات الجراثيم ببنية بقية الفيروسات نفسها‪ ,‬حيث تحاط الحموض‬
‫النووية بالغلف البروتيني‪ ,‬وتختلف عنها في تخصصها بإصابة الخليا الجرثومية‪.‬‬
‫أما من الناحية الشكلية فتتميز باحتواء معظمها على رأس منتظم الشكل‪ ,‬وذيل‬
‫تمر عبره الحموض النووية الفيروسية إلى الخلية المضيفة‪.‬‬

‫تحتل الفيروسات الجرثومية مكانة هامة في الميكروبيولوجيا‪ ,‬حيث تستخدم‬


‫لدراسة معظم الظواهر البيولوجية )بنية الفيريون‪ ,‬التضاعف‪ ,‬الستقلب‪ ,‬الوراثة‪,‬‬
‫الصابة( كما تعد نموذجا ً بسيطا ً يحدد العلقة المشتركة بين طفيلي بسيط وخلية‬
‫مضيفة واحدة‪ ,‬وتبعا ً لهذه العلقة المشتركة‪ ,‬ولطريقة الصابة فإننا نميز بين‬
‫نوعين من الفيروسات‪ :‬الملتهمات المحللة أو الخبيثة ‪Lytic or Virulent phages‬‬
‫والملتهمات المعتدلة أو اللخبيثة ‪ .Temperate or avirulent phages‬تضم‬
‫فيروسات الجراثيم والركيا عدة نماذج شكلية تحتوي على حموض نووية مختلفة‬
‫الشكل رقم)‪.(35‬‬

‫لقد أجريت معظم دراسات ملتهمات الجراثيم على المجموعة )‪ (T‬التي تتطفل‬
‫على جرثوم ‪ Escherichia coli‬العديم الحركة وأعطيت أرقام من )‪ .(7-1‬تتميز‬
‫هذه الملتهمات باحتوائها على كميات متساوية من الدنا ‪ DNA‬والبروتينات‬
‫‪2‬‬ ‫‪microbiology‬‬

‫وباستثناء ‪ T3 ,T7‬فإنها تأخذ شكل الشرغوف‪ ,‬وذات رأس سداسي منتظم وذيل‬
‫طويل‪ ,‬بينما يكون الذيل ل ‪ T3 ,T7‬قصيرا ً جدًا‪.‬‬

‫تتراوح أبعاد الملتهمات بين ‪ 65‬و ‪ 200‬ميلي ميكرون طول ً و ‪ 55‬إلى ‪ 70‬ميلي‬
‫ميكرون عرضًا‪ .‬تتوضع السلسلة المزدوجة من الدنا ‪ DNA‬في الرأس ويحاط‬
‫بالغلف البروتيني‪.‬‬

‫ومما تجدر ملحظته أن الملتهمات ‪ T2 ,T3, T6‬ل تحتوي في حمضها النووي الدنا‬
‫‪ DNA‬على السيتوزين العادي وإنما على ‪ -5‬هيدروكسي ميتيل سيتوزين ‪-5‬‬
‫‪. hydroxy-mehtyl cytosine‬‬
‫كما تتطفل ملتهمات أخرى على جرثوم ‪ E.Coli‬إل أنها تختلف مورفولوجيا ً‬
‫وكيميائيا ً عن المجموعة ‪ .T‬فالمجموعة ‪ F2‬مثل ً تتميز بصغرها وبكونها تملك‬
‫سلسلة مفردة من الرنا ‪ RNA‬وذيل ً ل يملك زوائد ثانوية أما المجموعة ‪ xǿ‬فهي‬
‫تملك سلسلة مفردة من الدنا ‪ DNA‬ولكن بعض أنواعها كما في ‪ xǿ 174‬يملك‬
‫القدرة على تحويل السلسة المفردة من الدنا ‪ DNA‬إلى سلسلة مزدوجة منه‬
‫بعد أن يصيب الخليا‪.‬‬

‫ونذكر من الملتهمات الخيطية التي تصيب ‪ E.Coli‬والتي اكتشفت بعد الملتهمات‬


‫الشرغوفية بزمن طويل مجموعة ‪ FI,Fd,M13‬التي تتميز باحتوائها على سلسلة‬
‫مفردة وحلقية الدنا ‪.DNA‬‬

‫أهمية ملتهمات الجراثيم‪:‬‬


‫لقد احتلت حادثة التهام الجراثيم بواسطة الفيروسات الجرثومية أهمية كبيرة‬
‫سواء في علم الجراثيم أو علم الفيروسات أو علم الوراثة‪ ,‬لنها قدمت الكثير‬
‫من المعلومات التي أسهمت في تقدم وتفهم دقائق كثير من المشكلت العلمية‬
‫والطبية والصناعية‪.‬‬

‫في المعالجة الطبية ‪ :‬استخدم ‪ Herelle‬هذه الملتهمات في معالجة السهالت‬ ‫ً‪-1‬‬


‫الناتجة عن ضمات الكوليرا أو الشيغلت ‪ ,Shigell‬كما يمكن استخدامها في‬
‫معالجة المكورات العنقودية المستعصية على المعالجة أو العصيات المقيحة‬
‫الزرقاء ‪ ,pesudomonas‬إل أن استخدام المضادات الحيوية والسلفاميدات يعد‬
‫أكثر أهمية من استخدامها‪.‬‬

‫ً‪ -2‬في الصناعة ‪ :‬تسبب الملتهمات بعض المشاكل وخاصة في صناعة‬


‫المضادات الحيوية ذات المنشأ الجرثومي أو صناعة الجبان الناتجة عن‬
‫‪2‬‬ ‫‪microbiology‬‬

‫التخمرات الجرثومية إذ تستطيع هذه الملتهمات أن تفسد صناعة المضادات‬


‫وتمنع حدوث التخمرات‪ ,‬لذا يجب كشفها والتخلص منها ‪.‬‬

‫ً‪ -3‬في تصنيف الجراثيم ‪ :‬يمكن تصنيف الجراثيم حسب الملتهمات التي تحللها‪,‬‬
‫حيث تبين أن كل ملتهم يؤثر على نوع معين من الجراثيم‪ .‬ولهذا التصنيف أهمية‬
‫كبيرة في التقصيات الوبائية‪ ,‬إذ يمكن استخدام ملتهمات خاصة لكشف هذه‬
‫الوبئة )كالتي يستخدمها معهد باستور في باريس( كما يمكن اعتباره متمما ً‬
‫للتصنيف الكيميائي والمصلي للجراثيم‪.‬‬

‫‪.2‬ملتهمات الطحالب)الجراثيم( الزرقاء ‪: Cyanophages‬‬


‫تتطفل ملتهمات الطحالب بشكل واسع على الجراثيم الزرقاء‪ ,‬وقد اكتشف لول‬
‫مرة عام ‪ 1963‬من قبل سافرمان و موريس ‪ Safferman & Morris‬وهي تشبه‬
‫كثيرا ً ملتهمات الجراثيم من حيث البنية وطريقة الصابة‪ ,‬وهذا ليس مستغربا ً‬
‫فقد ذكرنا سابقا ً أن كثيرا ً من علماء الحياء الدقيقة يعد الطحالب الزرقاء من‬
‫الجراثيم )‪ A.MOAT‬عام ‪ .(1979‬وعمليا ً فإن هذه الطحالب تشبه الجراثيم في‬
‫كونها بدائية النوى وتشبه النباتات الخضراء في كونها ذاتية التغذية ولذلك يمكن‬
‫اعتمادها نموذجا ً لدراسة التمثيل الضوئي النباتي تحت ظروف العدوى‬
‫الفيروسية‪.‬‬

‫لقد صنفت هذه الملتهمات بحسب نوع المضيف الذي تتطفل عليه فسميت‬
‫بالحرف الولى لسم الطحلب وأضيفت الرقام العربية لتمييز النوع ‪ .‬كما‬
‫استعملت أيضا ً الصفات الشكلية والخواص العامة لتحديد مجموعات أخرى من‬
‫هذه الملتهمات‪ .‬لقد دلت الدراسات على أن جميع حموضها النووية هي خيوط‬
‫مزدوجة خطية من الدنا ‪ DNA‬يتكون الرأس و الذيل من حبيبات بروتينية ذات‬
‫وزن جزيئي كبير‪ ,‬فمثل ً معظم بروتينات رأس الملتهم ‪ LPP-1‬ذات وزن جزيئي‬
‫يتراوح من ‪ 19-13‬ألفا ً ‪ ,‬وبروتينات الذيل من رتبة ‪ 80‬ألفا ً‪ .‬أما الملتهم ‪SM-1‬‬
‫الناضج فيضم ‪ 12‬بروتينًا‪ ,‬يكون اثنين منها )وزنهما الجزيئي ‪ 25‬و ‪ 40‬ألفًا( معظم‬
‫بروتينات الرأس‪ .‬إن وجود السياط في بعض الطحالب الزرقاء يجعل حلقة حياة‬
‫بعض ملتهماتها معقدة‪ .‬ولذا نلحظ أن الطرق التقنية والحصائية المستخدمة‬
‫لدراسة ملتهمات الجراثيم ل تصلح لملتهمات الطحالب الزرقاء حيث تتدخل هذه‬
‫الخيرة في عملية تضاعف الفيريونات‪.‬‬

‫ءءءءء‪ -‬الفيروسات حقيقيات النوى‬


‫والعوامل الممرضة الخرى‪:‬‬
‫‪1‬‬ ‫‪microbiology‬‬

‫‪.1‬الفيروسات الحيوانية‪:‬‬
‫كانت الفيروسات قد اكتشفت في أواخر القرن التاسع عشر‪ ,‬اعتمادا ً على‬
‫خاصية كيميائية فيزيائية وحيدة‪ ,‬هي قابلية الترشيح بخلف الحياء الدقيقة‬
‫الخرى‪ ,‬ولم يكن بالمكان عندئذٍ تحديد الصفات الخرى حيث اهتمت معظم‬
‫البحاث بدراسة الخماج وردود فعل المضيف‪ .‬ولذلك اعتمدت محاولت تصنيف‬
‫الفيروسات‪ ,‬في البداية على تشابه خواصها الممرضة مثل فيروسات التهاب‬
‫الكبد وفيروسات الحمى الصفراء‪ ,‬وكذلك على النسج المصابة أيضًا‪ ,‬مثل‬
‫فيروسات المسالك التنفسية‪ ,‬فيروسات النفلونزا‪ ,‬وعلى تماثل الشروط البيئية‬
‫مثل ‪ Arboviruses‬وحسب نوع الحمض النووي وطبيعة الغلف‪.‬‬

‫يعتمد تصنيف الفيروسات الحديث والشامل على تباين الصفات المميزة للفصيلة‬
‫والجنس والنوع‪ ,‬وأما المستويات الدنى مثل تحت الجنس وغيره فتوضع من قبل‬
‫جماعات اختصاصية دولية‪ .‬تنتهي أسماء فصائل الفيروسات باللحقة)‪ (idae‬وتحت‬
‫الفصائل باللحقة )‪ (imae‬وتنتهي أسماء الجناس باللحقة )‪ (Virus‬وذلك استناد‬
‫إلى الختلفات الفيزيائية والكيميائية والمصلية الدقيقة‪ ,‬وأما النواع فل تزال غير‬
‫محددة رسميا ً ما عدا ‪ ,Adenoviridae‬وكثيرا ً ما يترافق النوع باسم المرض الذي‬
‫يسببه ولكن تبقى المشكلة محصورة في تحديد ))النوع(( الذي يمكن استخدامه‬
‫في جميع الفصائل ‪ ,‬ول يزال الجدل قائما ً حول أيهما أفضل السم أم الرمز‬
‫لتحديد النواع الشكل رقم)‪.(36‬‬

‫ويوضح الجدول رقم )‪ (4‬بعض المراض الفيروسية التي تصيب النسان مصنفة‬
‫حسب النسيج المصاب‬

‫‪.2‬الفيروسات النباتية)‪:(Plant Viruses‬‬


‫تختلف أشكال وأحجام الفيروسات المسببة للمراض النباتية باختلف النبات‬
‫واختلف الفيروس نفسه‪ ,‬ولكن بشكل عام إما أن تكون كروية أو عصوية‪ ,‬كما‬
‫أنها تتميز بكبر أوزانها الجزيئية كما يوضح الجدول رقم )‪ (5‬والشكل رقم)‪.(37‬‬
‫جدول رقم )‪:(5‬خصائص بعض الفيروسات الممرضة للنبات‬

‫غ فيريون‪/‬لتر‬ ‫القطر)‪m.M‬‬ ‫الوزن‬


‫فيروس المرض‬ ‫الشكل‬
‫من العصارة‬ ‫(‬ ‫الجزيئي‬

‫موزائيك التبغ‬
‫‪2‬‬ ‫عصوي‬ ‫‪600×15‬‬ ‫‪40×106‬‬
‫‪Tobacco mosaic‬‬

‫موزائيك الخيار‬ ‫‪0.3‬‬ ‫عصوي‬ ‫‪600×15‬‬ ‫‪40×106‬‬


‫‪2‬‬ ‫‪microbiology‬‬

‫‪Cucumber mosaic‬‬
‫فيروس البطاطا‬
‫‪0.1‬‬ ‫عصوي‬ ‫‪420×9.8‬‬ ‫‪26×106‬‬
‫‪Potato Virus X‬‬
‫التقزم الشجري للبندورة‬
‫‪0.05‬‬ ‫كروي‬ ‫‪26‬‬ ‫‪7×106‬‬
‫‪Tomato bushy Stunt‬‬
‫نخر التبغ ‪Tobacco necrosis‬‬ ‫‪0.04‬‬ ‫كروي‬ ‫‪20‬‬ ‫‪6×106‬‬
‫النقطة الحلقية للتبغ‬
‫‪0.01‬‬ ‫كروي‬ ‫‪19‬‬ ‫‪3×106‬‬
‫‪Tobacco ring Spot‬‬
‫موزائيك البرسيم الحجازي‬
‫‪0.2‬‬ ‫كروي‬ ‫‪16.5‬‬ ‫‪2×106‬‬
‫‪Alfalfa mosaic‬‬

‫لقد اهتم الباحثون في مجال وقاية النبات بدراسة هذه الفيروسات بسبب‬
‫الخسائر الجسيمة التي قد تسببها للنبات من جهة وللقتصاد الزراعي للمحاصيل‬
‫المختلفة من جهة أخرى‪ ,‬حيث تعد المراض الفيروسية النباتية أكثر خطورةً‬
‫وانتشارا ً من باقي المراض الجرثومية أو الفطرية التي تصيب النباتات‪ ,‬إذ‬
‫وصلت الخسارة الكلية السنوية لبعض المحاصيل في أمريكا نتيجة الصابات‬
‫الفيروسية إلى ‪ %60‬في قصب السكر والشوندر السكري‪ ,‬و ‪ %40‬في‬
‫الحمضيات والفواكه‪ ,‬و ‪ %30‬في الشعير‪ .‬لذلك اهتم هؤلء الباحثون بدراسة‬
‫طرق مكافحة هذه الفيروسات التي تختلف عن الطرق التقليدية المعروفة في‬
‫مكافحة باقي المراض النباتية‪ ,‬إذ تحتاج برامج خاصة تطبق على فترات زمنية‬
‫طويلة‪ ,‬وخبرات عالية وتكاليف باهظة‪ ,‬ل يستطيع المزارع وحده تطبيقها‪ ,‬بل‬
‫يجب أن يتبناها المختصون أنفسهم‪.‬‬

‫ل معظمها من‬ ‫لقد اقترحت عدة طرق لتصنيف الفيروسات النباتية‪ ,‬لم يخ ُ‬
‫صعوبات بالنسبة للتسمية والتقسيم‪ ,‬لن الصفات اللزمة لتمام عملية التصنيف‬
‫ما زالت غير معرفة بالنسبة لعدد كبير من هذه الفيروسات‪ .‬ولعل أبسط هذه‬
‫الطرق يعتمد على العراض المميزة للمرض واسم النبات المضيف‪ ,‬فمرض‬
‫موزائيك التبغ مثل ً يعني المرض الفيروسي الذي يصيب التبغ‪ ,‬ويكون التبرقش‬
‫أبرز أعراضه الخارجية‪ .‬وبهذا تعد العراض المميزة للمرض بمثابة الوسيلة‬
‫الوحيدة للتعرف على المراض الفيروسية النباتية‪ .‬هذه العراض التي قد تكون‬
‫داخلية أو خارجية أو الثنين معًا‪.‬‬

‫أما العراض الداخلية فهي عبارة عن ظهور الجسام المكتنفة داخل الخليا‬
‫المصابة المتمثلة في أجسام ‪ X‬وغيرها والتي ل يمكن التحقق من وجودها إل‬
‫‪3‬‬ ‫‪microbiology‬‬

‫باستعمال المجاهر اللكترونية بسبب صغر حجمها‪ .‬في حين تأخذ العراض‬
‫الخارجية أشكال ً عديدة‪ ,‬يمكن تميزها بالعين المجردة في كثير من الحيان‪.‬‬

‫تبدو العراض الخارجية على النباتات المصابة بالفيروسات على عدة أشكال‬
‫وأهمها‪:‬‬

‫التبرقش والتبقع ‪ Mosaic‬النخر ‪ Necrosis‬و التشويه ‪ Malformation‬وأعراض‬


‫تقزمية وأعراض تعملقية‪.‬‬

‫تنتقل الفيروسات المسببة للمراض النباتية بعدة طرق منها ما هو طبيعي مثل‬
‫الحشرات و البذور و حبوب اللقاح والنباتات البذرية المتطفلة و جذور التربة‬
‫وأعضاء التكاثر العاشية والتطعيم‪ ,‬ومنها ما هو صناعي مثل الحقن بالفيروس‬
‫والملمسة‪.‬‬

‫بعض أمراض النباتات الفيروسية الهامة‬


‫تتطفل الفيروسات على معظم النباتات‪ ,‬ومن الصعب حصرها جمعيا ً في هذه‬
‫الفقرة وسنكتفي بذكر بعض المثلة‬

‫‪ -1‬المراض الفيروسية لشجار الفاكهة والحمضيات مثل‪:‬‬

‫‪ -‬مرض موزائيك التفاح الناتج عن فيروس ‪.Apple M. V‬‬

‫‪ -‬مرض موزائيك الدراق الناتج عن فيروس ‪ Peach M.V‬والذي يصيب كل من‬


‫الكرز والخوخ و المشمش أيضًا‪.‬‬

‫‪ -‬مرض جدري اللوزيات الناتج عن فيروس ‪ Prunes virus 7 Smith‬والذي يصيب‬


‫كل ً من المشمش و الدراق والخوخ‪.‬‬

‫‪ -‬مرض التدهور المعدي في الكرمة الناتج عن فيروس ‪Vine Roncet virus.‬‬

‫‪ -‬مرض القوباء في الحمضيات الناتج عن فيروس ‪ Citrivir Psorosis‬الذي يضم‬


‫نحو ‪ 6‬سللت تسبب للحمضيات أمراضا ً فيروسية مختلفة ‪.‬‬

‫‪ -2‬أمراض محاصيل الخضار‪:‬‬


‫‪1‬‬ ‫‪microbiology‬‬

‫آ‪ -‬ءءء ءءءءء ءءءءءءء ءءءءءءء‪:‬‬


‫‪ -‬مرض موزائيك الخيار والكوسا والبطيخ والشمام الناتج عن فيروس التبرقش‬
‫لكل منها‪.‬‬

‫‪ -‬مرض نخر عروق الشمام ‪Muskmelon vein Necrosis Virus‬‬

‫ء‪ -‬ءءء ءءءءء ءءءءءءء ءءءءءءءءءءء‪:‬‬


‫‪ -‬مرض موزائيك التبغ والبندورة والبطاطا الناتج عن فيروسات التبرقش‪.‬‬

‫‪ -‬مرض التفاف أوراق البطاطا الناتج عن ‪Potato leaf roll virus‬‬

‫ء‪ -‬ءءء ءءءءء ءءءءء ءءءءءءء‪:‬‬


‫‪ -‬مرض التقزم الصفر على البصل الناتج عن فيروس ‪Onion yellow Dwarf‬‬
‫‪virus‬‬

‫ء‪ -‬ءءء ءءءءء ءءءءء ءءءءءءء‪:‬‬


‫‪ -‬مرض موزائيك الخس الناتج عن فيروس ‪Lettuce M.V‬‬
‫‪ -‬مرض موزائيك الشوندر الناتج عن فيروس ‪ Beet M.V‬الذي يصيب الساق أيضا ً‬

‫‪ -3‬فيروسات الفطريات و البروتستا ‪Viruses of Fungi and Protists:‬‬


‫لقد أصبح من المؤكد حاليا ً وجود فيروسات تهاجم الفطريات بشكل واسع‪,‬‬
‫وتسمى تبعا ً لذلك بالفيروسات الفطرية ‪ ,Mycoviruses‬وقد لوحظت‬
‫الصابات الفيروسية في معظم الصفوف الفطرية‪ ,‬ويعرف حاليا ً حوالي‬
‫‪60‬نوعا ً فطريا ً تتبع ‪ 50‬جنسا ً تصاب بالمراض الفيروسية‪.‬‬

‫و يعطي الجدول رقم )‪ (6‬لمحة عن هذه الفطريات‪.‬‬

‫جدول رقم )‪(6‬‬

‫المجموعة الفطرية‬ ‫النوع الفطري‬


‫الفطريات الدعامية‬ ‫يوجد خمسة أنواع نذكر منها‪:‬‬

‫‪Basidiomycetec‬‬ ‫‪Agaricus ,Coprinus, Puccinia‬‬


‫الفطريات الزقية‬ ‫هناك ستة أنواع نذكر منها‪:‬‬
‫‪1‬‬ ‫‪microbiology‬‬

‫‪Ascomycetes‬‬ ‫‪Nneurospora,Peziza,Saccharomyces‬‬
‫الفطريات الناقصة‬ ‫وتبلغ ‪ 18‬نوعا ً نذكر منها‪:‬‬

‫‪Deuteromycetes‬‬ ‫‪Alternaria,Penicillium,Aspergillus‬‬
‫هنالك ثلث أنواع نذكر منها‪:‬‬
‫الفطريات البتدائية‬
‫‪Mucor,Plasmodiophora,Rhizopus‬‬
‫‪Phycomycetes‬‬

‫وقد أثبت وجود هذه الفيروسات الفطرية )الملتهمات ‪ (Mycophages‬إما بواسطة‬


‫المجهر اللكتروني أو عن طريق عزلها ببعض الطرق البيوفيزيائية‪ ,‬كما أن بعضها‬
‫الخر ما زال موضع بحث وتجريب‪.‬‬

‫تجري معظم الدراسات حاليا ً على الملتهمات التي تتطفل على فطر البنيسيليوم‬
‫‪ Penicillium chrysogenum‬علما ً بأن أول فيروس اكتشف متطفل ً على فطر‬
‫‪ Agaricus bisporus‬من قبل سندن ‪ Sinden‬عام ‪ ,1957‬بينما اكتشفت في بعض‬
‫أنواع البنيسيليوم عام ‪ 1960‬حيث درست فيها بنية وتركيب وتضاعف‬
‫الفيروسات الفطرية‪.‬‬
‫وتدل الملحظات على أن جميع هذه الفيروسات متشابهة‪ ,‬إذ تملك جميعها رأسا ً‬
‫كرويا ً أو متعدد الوجوه‪ ,‬يتراوح قطره بين ‪ 41-33‬ميلي ميكرون‪ ,‬كما تحتوي‬
‫على سلسلتي الرنا المزدوجة والمفردة )‪ .( dsRNA, ssRNA‬ويظهر الشكل رقم‬
‫)‪ (28‬إصابة إحدى خليا فطرال ‪ Penicillium cyaneofulvum‬بفيروس فطري‬
‫يغطي الخلية بكاملها‪.‬‬

‫أما تضاعف الفيروسات الفطرية فلم يحظ بدراسة كافية‪ ,‬بسبب البنية المعقدة‬
‫لخليا حقيقيات النوى‪ .‬فالخيوط الفطرية تنمو عادة بسرعة عن طريق تطاول‬
‫الخيوط الفطرية )الهيفات( ‪ ,Hyphae‬أما الخيوط المصابة بالفيروسات فغالبا ً ما‬
‫تنمو بشكل بطيء‪ .‬ويلحظ أن المناطق المتقدمة في السن هي أكثرة عرضة‬
‫للصابات بالفيروسات من نهايات الخيوط الحديثة‪ .‬وتظهر الفيروسات في الخلية‬
‫الفطرية عادةً إما على شكل حبيبات متبلورة أو مستديرة‪ .‬و مما يجدر ذكره أن‬
‫هناك فيروسات تصيب البواغ الفطرية مسببة لها التحلل أيضًا‪ ,‬مما يتيح لهذه‬
‫الفيروسات النتقال من جيل لخر‪.‬‬

‫أما الفيروسات التي تخمج البروتستا فهي متنوعة ونذكر منها فصيلة‬
‫‪ phycodnaviridae‬التي تصيب بعض الطحالب المجهرية الزرقاء مثل ‪,chlorella‬‬
‫‪2‬‬ ‫‪microbiology‬‬

‫وتتميز بأنها تحتوي على سلسلة مزدوجة من الدنا ‪ .dsDNA‬وبعضها يشبه‬


‫ملتهمات الجراثيم باحتوائها على الذيل‪.‬‬

‫أما بالنسبة للفيروسات التي تصيب الوالي ‪ Protozoa‬فقد درس منها ثلثة أنواع‬
‫فالجيارديا المعوية ‪ Giardia intestinalis‬واللشمانيا ‪ .Leishmania spp‬تخمجها‬
‫أفراد من فصيلة ‪ Totiviridae‬تتميز بغلف عاري متعدد الوجوه وباحتوائها على‬
‫الرنا مضاعف السيييلسيلة ‪ .dsRN‬كما اكتشف مؤخرا ً فيروسات ‪Mimi virus‬‬
‫تحتوي على ‪ dsDNA‬وبحجم ‪ 400‬نانومتر تخمج الميييييييبيييا ‪amoeba‬‬
‫‪ Polyphaga Acanthamoeba‬وهذه‬ ‫المسييييمييييى‬
‫الفيروسات تعود لفصيلتين هما ‪. , Poxviridae Phycodnaviridae :‬‬

‫‪ -4‬فيروسات الحشرات ‪:Insect Viruses‬‬


‫هناك مجموعة من الفصائل الفيروسية التي تصيب الحشرات‪ ,‬يتخصص قسم‬
‫منها كعوامل ناقلة تحمل هذه الفيروسات إلى النباتات والحيوانات كما في‬
‫فصيلتي ‪ Togaviridae , Flaviviridae‬اللتان تسببان الحمى الصفراء )مرض‬
‫الصفرار( وأمراض غرب النيل‪ .‬بينما تستخدم باقي الفصائل الفيروسية‬
‫الحشرات كمضيف أول‪ ,‬ونذكر من أهم هذه الفصائل ‪Baculoviridae, Reoviridae,‬‬
‫‪ .Iridoviridae, Polydnaviridae‬حيث تنتقل أفراد هذه الفصائل بواسطة الحشرات‬
‫الماصة وقارضات الوراق والتربس ‪ Ttrips‬ونطاطات الورق والخنافس ‪Beetle‬‬
‫ة أضرارا ً عديدة‪.‬‬
‫والذبابة البيضاء ‪ Whitefly‬إلى بقية الكائنات الحية الخرى مسبب ً‬

‫تتميز فيروسات الحشرات بأن معظمها يترافق بظهور الجسام المكتنفة التي‬
‫تحوي ضمنها على فيرون أو أكثر‪ .‬كما تتميز باحتواء بعضها على السلسلة‬
‫المضاعفة من الرنا ‪ dsRNA‬وبعضها الخر على سلسلة مضاعفة من الدنا‬
‫‪ .dsDNA‬تتجلى أهمية دراسة فيروسات الحشرات في كونها من أهم العوامل‬
‫التي استخدمت في مجال المكافحة الحيوية ‪ Biological control‬خلل العقد‬
‫الخير من القرن الماضي وبداية العقد الحالي‪.‬‬

‫‪ -5‬الفريوئيدات والفيروسوئيدات ‪:Viroids and Virusoids‬‬


‫الفريوئيدات ‪ Viroids‬هي عوامل مرضية معدية تتكون من جزيء حلقي من الرنا‬
‫مفرد السلسلة ‪ ssRNA‬فقط دون غلف بروتيني‪ ,‬يتميز الرنا بوزن جزيئي‬
‫منخفض داخل الخليا الحية وباحتوائه على ‪ 370-250‬نكليوتيدة‪ .‬وبالطبع فإن‬
‫هذا الرنا ل يستطيع نسخ نفسه ولذلك فهو يعتمد في تضاعفه على مكونات‬
‫المضيف )العائل( مستخدما ً آلية التخليق الحيوي وأنزيمات الخلية المضيفة‬
‫‪ DNA-dependent RNA polymerase‬وما تزال هذه اللية غير واضحة وبحاجة إلى‬
‫‪2‬‬ ‫‪microbiology‬‬

‫مزيد من البحث والتنقيب‪ .‬تسبب الفريوئيدات نحو \‪ \20‬مرضا ً نباتيا ً مختلفا ً بما‬
‫فيها أمراض ورم البطاطا وأمراض برقشة وتجعد أوراق الحمضيات‪.‬‬

‫أما الفيروسوئيدات ‪ Virusoids‬فتشبه الفريوئيدات بأنها عوامل مرضية معدية‬


‫تتكون من جزيء حلقي من الرنا مفرد السلسلة ‪ ssRNA‬فقط‪ ,‬وتختلف عنها‬
‫بأنها بحاجة إلى مساعدة فيروس آخر لتستطيع إحداث الصابة أو الخمج للخلية‬
‫المضيفة ومثال عليها فيروس التهاب الكبد ‪ D‬النساني ‪human hepatitis D‬‬
‫‪ Virusoids‬المتكون من ‪1700‬نيكلوتيدة والذي يستخدم فيروس التهاب الكبد ‪B‬‬
‫)الحاوي على الدنا مضاعف السلسلة ‪ (dsDNA‬وأنزيم البوليميراز ‪ II‬لحداث‬
‫الصابة حيث ينضم إلى الفيروس ‪ B‬ويدخل عبره إلى الخليا الجديدة‪.‬‬

‫‪ -6‬البريونات ‪:Pirons‬‬
‫البريونات هي الجسيمات البروتينية الخامجة الخالية من أي حمض نووي‪ ,‬والتي‬
‫تسبب للنسان والحيوانات أمراضا ً عصبية مختلفة‪ .‬جدول رقم) (‬

‫جدول رقم) (‪ :‬تاريخ ظهور بعض أمراض اعتلل الدماغ السفنجي الناجمة عن‬
‫البريونات في النسان والحيوان‪:‬‬
‫ننن ننننننن‪:‬‬

‫‪ -‬مرض كورو ‪ Kuru‬منذ عام ‪1900‬‬

‫‪ -‬مرض كروتزفلت جاكوب )‪ CJD) Creutzfeldt-Jakob‬منذ عام ‪1920‬‬

‫‪ -‬مرض جيرستمان ستراوسلرشينكر ‪(Gerstmann-Straussler-scheinker (GSD‬‬


‫منذ عام ‪1936‬‬

‫‪ -‬مرض الرق العائلي المميت ‪ (Fatal familial insomnia (FFI‬منذ عام ‪1986‬‬

‫ننن ننننننننن‪:‬‬
‫‪ -‬مرض الرعاس عند الخراف و الغنام حوالي عام ‪1730‬‬

‫‪ -‬مرض اعتلل الدماغ عند الفيزون ‪ Vison‬منذ عام ‪1947‬‬

‫‪ -‬مرض اعتلل الدماغ عند المجترات البرية منذ عام ‪1967‬‬

‫‪ -‬مرض اعتلل الدماغ السفنجي عند البقر منذ عام ‪1985‬‬

‫‪ -‬مرض اعتلل الدماغ السفنجي عند القطط منذ عام ‪1990‬‬


‫‪2‬‬ ‫‪microbiology‬‬

‫‪ -‬مرض اعتلل الدماغ السفنجي عند النعامة منذ عام ‪1991‬‬

‫‪ -‬مرض اعتلل الدماغ السفنجي عند الفهد منذ عام ‪1992‬‬

‫‪ -‬مرض اعتلل الدماغ السفنجي عند السد المريكي ‪ Puma‬منذ عام ‪1992‬‬

‫وقد بدأت دراستها على بريون الرعاش ‪ Scrapie‬الذي يسبب اعتلل الدماغ في‬
‫الغنام نتيجة إصابتها بمرض الكشاط )الرعاش( الذي يتميز برعاش وهزع وحكة‪,‬‬
‫حيث تكشط الغنام صوفها بالحك بأعمدة السياج ثم ينتهي بعدم قدرتها على‬
‫المشي‪.‬‬

‫لقد أظهرت أبحاث ستانلي ب بروزنز ‪ Stanley B. Prusiner‬منذ أوائل ثمانينيات‬


‫القرن الماضي على البريون المسبب لمراض اعتلل الدماغ في الحيوانات وجود‬
‫بروتين بريوني )‪ (PrP‬في الخليا العصبية الدماغية يعمل على صون عمل‬
‫العصبونات‪ ,‬ويرمز له الن )‪ (PrPc‬حيث ‪ C‬ترمز للخلوي‪ ,‬ولكن يمكن لهذا‬
‫البروتين أن يتحول لشكل شاذ يسبب المرض ويرمز له )‪ (PrPsc‬حيث ‪ sc‬ترمز‬
‫لمرض الرعاش‪ .‬وخلفا ً للنسخة العادية فإن )‪ (PrPsc‬يميل إلى تشكيل كتل‬
‫صعبة النحلل تقاوم الحرارة والفورم ألدهيد وأنزيمات البروتياز والنيكلياز‬
‫والشعاع والعديد من الكيماويات التي تقتل العوامل الممرضة الخرى ولكن‬
‫العوامل المحللة للبروتين والدسم قادرة على تخريبها مثل الفينول واليتر‬
‫والصود الكاوي والهيبوكلوريت‪ ,‬كما يستطيع نسخ نفسه عبر تحفيز البروتينات‬
‫الطبيعية )‪ (PrPc‬على الطي )اللتفاف( ثم تحويلها إلى )‪ (PrPsc‬شاذ )الشكل رقم‬
‫( مما يؤدي إلى تراكم هذه الخيرة داخل الخليا وإحداث ثقوب مجهرية في‬
‫الدماغ الذي يصبح شبيها ً بالسفنج‪ .‬لقد حاز بروزينر عام ‪ 1997‬على جائزة نوبل‬
‫في الطب والفزيولوجيا لاكتشافه وإطلقه نظرية البريونات‪ ,‬هذه النظرية التي‬
‫تلقي حاليا ً قبول ً تاما ً ومحاولت لنتاج البريونات ضمن نظام محكم يمكنها من‬
‫تكرار نفسها بتفاعل متسلسل‪ ,‬وبخاصة بعد أن تبين أنه يمكن حضنها بدون‬
‫أعراض عدة سنوات أو عقود دون أن نستطيع اكتشافها بسبب وجودها وإصابتها‬
‫للدماغ والجملة العصبية بشكل خاص‪ .‬ويوضح الجدول التالي المراض الشائعة‬
‫للبريونات وأعراضها وطريقة العدوى ومكان انتشارها وفترة حضانتها‪ .‬يوضح‬
‫الجدول رقم )‪(7‬أمراض اعتلل الدماغ السفنجية عند النسان عن ‪Stanly‬‬
‫‪ Prusiner‬عام ‪1995‬‬
‫‪1‬‬ ‫‪microbiology‬‬

‫الجدول رقم )‪(7‬‬

‫طريقة‬
‫المرض‬ ‫أعراضه‬ ‫انتشاره‬ ‫فترة حضانته‬
‫العدوى‬
‫ظهر في غينيا‬
‫أكل أدمغة‬
‫فقدان‬ ‫الجديدة وقد‬
‫الموتى وقد‬
‫توازن‬ ‫شخصت نحو‬ ‫من ثلثة أشهر‬
‫كورو ‪Kuru‬‬ ‫توقف ذلك‬
‫ينتهي‬ ‫‪ 2600‬حالة منذ‬ ‫إلى سنة‪.‬‬
‫منذ عام‬
‫بالجنون‪.‬‬ ‫عام ‪ 1957‬في‬
‫‪1958‬‬
‫قبيلة فور ‪Fore‬‬
‫‪ -‬يصيب نحو واحد‬
‫من كل مليون‬
‫العته قبل‬ ‫إنسان‪.‬‬
‫‪ -‬إفرادي‬ ‫حوالي سنة ‪,‬‬
‫الشيخي كروتزفلت‪-‬جاكوب‬
‫‪ -‬شخصت ‪100‬‬ ‫ولكن قد يتراوح‬
‫والهزع‬ ‫‪ -‬وراثي‬
‫‪Creutzfeldt-Jakob‬‬ ‫حالة من العائلت‬ ‫بين شهر إلى‬
‫ثم‬
‫‪ -‬ينتقل بعد‬ ‫المعروفة على‬ ‫أكثر من عشر‬
‫)‪(CJD‬‬ ‫السبات‬
‫العمليات‪.‬‬ ‫مورثة‪PrP .‬‬ ‫سنوات‪.‬‬
‫فالموت‪.‬‬
‫‪ -‬شخصت حوالي‬
‫‪ 80‬حالة عدوى‪.‬‬
‫‪1‬‬ ‫‪microbiology‬‬

‫جيرستمان‪-‬‬ ‫طفرة‬
‫ستراوسلر‪-‬‬ ‫وراثية على‬
‫فقدان‬
‫شينكر)‪(GSS‬‬ ‫المورثة التي‬ ‫من ‪6-2‬‬
‫توازن‬ ‫وجد في حوالي‬ ‫سنوات وسطيا ً‬
‫ترمز‬
‫‪Gerstmann-‬‬ ‫ينتهي‬ ‫‪ 50‬عائلة‪.‬‬
‫البروتين‬ ‫‪.‬‬
‫‪straussler-‬‬ ‫بالجنون‪.‬‬
‫البريوني‬
‫‪scheinker‬‬ ‫‪.PrP‬‬
‫طفرة‬
‫أرق‪,‬‬ ‫وراثية على‬
‫الرق المميت‬ ‫وجد في حوالي ‪ 9‬المورثة التي اضطرابا‬
‫ترمز ت عصبية‬ ‫حوالي السنة‪.‬‬
‫‪Insomnie fatale‬‬ ‫عائلت‪.‬‬
‫ثم‬ ‫البروتين‬
‫الجنون‪.‬‬ ‫البريوني ‪.‬‬
‫‪PrP‬‬

‫م اكتشاف أكثر من ‪ 30‬طفرة مختلفة ونادرة في‬‫وتجدر الشارة إلى أنه ت ّ‬


‫المورثة ‪ PrPc‬تفضي إلى الشكال الوراثية من هذا المرض‪.‬‬

‫وسوف ندرس مرض جنون البقر المسمى مرض اعتلل الدماغ السفنجي )‬
‫‪ BSE) Bovine Spongiform Encephalopathy‬باعتباره النموذج الكثر دراسة حاليًا‪.‬‬

‫مرض اعتلل الدماغ السفنجي )‪ (BSE‬أو جنون‬


‫البقر‪:‬‬
‫لقد أوضحت معطيات المكتب الدولي للوبئة في باريس أن المرض ظهر بين‬
‫البقار بشكل رئيسي ومحدد جدا ً في عام ‪ 1986‬في انكلترا الشكل رقم)‪(40‬‬
‫وسبب تدهورا ً في جملتها العصبية ‪ ,‬ثم انتشر إلى أمكنة أخرى عبر استيراد‬
‫الطعمة الملوثة بالبريونات وبدأت أمريكا والدول الوربية تتحدث عنه منذ عام‬
‫‪ .1987‬إل أنه تبين فيما بعد أن فكرة الوباء الجرثومي أو الوباء الفيروسي ل‬
‫تنطبق إل جزئيا ً‪) ,‬حيث يمكن في تلك الحالت مكافحة المرض بالحجر الصحي‬
‫أو حظر استيراد اللحوم المصابة( لن البريونات يمكن أن تورث‪ ,‬كما يمكن أن‬
‫تنشأ تلقائيا ً وهي خاصة بالغة الهمية وتميز البريونات عن الفيروسات‪ ,‬وبهذا فإن‬
‫فرضية كون بريونات مرض جنون البقر هي فيروسات بطيئة ليست دقيقة إل من‬
‫حيث كونها عوامل خامجة كالفيروسات‪ ,‬وبالتالي فإنه يجب دراستها بشكل‬
‫مستقل تمامًا‪ .‬لقد بينت الدراسات المختلفة على مرض جنون البقر منذ فرضية‬
‫‪2‬‬ ‫‪microbiology‬‬

‫بروزينر عام ‪ 1980‬على البريونات التفاف البروتين العادي ‪ PrPc‬مشكل ً عدة‬


‫لوالب وتمدد البروتين المرضي ‪ PrPsc‬مشكل ً وريقات ‪ Beta‬الشكل رقم )‪.(39‬‬
‫لقد درست المورثة الخلوية المفردة التي ترمز ‪ PrPc‬عند النسان ووجد أنها‬
‫محمولة على الكروم وزوم رقم \‪ \20‬وأن كمية ‪ mRNA‬لبروتين البريون هي‬
‫نفسها للخليا السليمة والمصابة‪ ,‬إل أن ‪ PrPsc‬تملك القدر عند دخولها خليا‬
‫الدماغ العصبية على تحويل السليمة ‪ PrPc‬إلى انتانية الشكل رقم)‪ (39‬حيث‬
‫يعتقد هنا أن سبب ذلك هو تدخل بروتينات أخرى تسمى ‪ Chaperonnes‬القلنسوة‪.‬‬
‫حيث تتم العملية وفق المراحل المتسلسلة التالية ‪:‬‬

‫‪.a‬عندما تلمس جزيئة البريون النتاني ‪ PrPsc‬جزيئة البريون الطبيعي ‪ PrPc‬فإنها‬


‫تحثها لتصبح جزيئة انتانية تسبب اعتلل الدماغ السفنجي‪.‬‬

‫‪.b‬تقوم جزيئة البريون النتاني بمهاجمة جزيئات بريونية عادية أخرى‪.‬‬

‫‪.c‬تتابع هذه البريونات النتانية مهاجمة بقية البريونات العادية‪.‬‬

‫ف لحداث اعتلل الدماغ السفنجي‪.‬‬


‫‪.d‬يصبح عدد هذه البريونات النتانية كا ٍ‬
‫ولكن ما زلنا نجهل كيفية التحريض هذه‪ ,‬إضافة إلى وجوب توضيح النقاط‬
‫التالية وفقا ً ل ‪ Jacques Forment‬عام ‪: 1996‬‬

‫‪‬كيف يمكن للبروتين المرضي ‪ PrPsc‬لمريض ما أن ينقل العدوى إلى‬


‫بروتين البريون الخلوي ‪ PrPc‬لفرد من نوع أخر؟! علما ً بأن مورثة ‪PrPc‬‬
‫تختلف باختلف النواع‪.‬‬

‫‪‬بمقارنة ‪ PrPc‬عند النسان مع مثيله عند البقر نلحظ وجود اختلف كبير‬
‫في أكثر من ثلثين موضعا ً للحموض المينية‪.‬‬

‫‪‬فهل يمكن أن نفكر مع ‪ Prusiner‬أن الجزء المركزي من بريون البروتين‬


‫الخلوي ‪ PrPc‬هو الذي يقوم بالدور الفعال فقط ؟!‬

‫‪‬إذا كانت العدوى تحدث عن طريق الغذية فكيف يمكن للبروتين المرضي‬
‫‪ PrPsc‬أن يقاوم حموضة و أنزيمات الجهاز الهضمي‪.‬‬

‫إن عدم وجود الجوبة الملئمة للسئلة السابقة يدعو إلى العتقاد بوجود فيروس‬
‫مقاوم للشعة المؤينة وفوق البنفسجية والنزيمات المفككة للحموض النووية‪,‬‬
‫إضافة إلى عدم تحريضه التفاعلت المناعية‪ .‬وبناًء على ذالك يمكن القول أنه‬
‫ليس من الضروري الوصول إلى جزيئة مرئية تتضمن حمضا ً نوويا ً و بروتينا ً يحيط‬
‫بها‪ ,‬وإنما يمكن أن نفترض وجود مجموعة من الجزيئات الضرورية لحداث هذا‬
‫الخراب أو التلف‪.‬‬
‫‪1‬‬ ‫‪microbiology‬‬

‫علقة مرض جنون البقر بالنسان‪:‬‬


‫لقد أكدت الدراسات التي جرت في أمريكا وبريطانيا والدول المتقدمة الخرى‬
‫منذ عام ‪1990‬على القدرة المرضية للبريونات الشكل رقم )‪ (39‬وثبت انتقال‬
‫مرض الرعاش من الخراف إلى البقار التي تتناول لحوم هذه الخراف‪ ,‬كما‬
‫أكدت على وجود صلة كبيرة بين مرض جنون البقر ومرض جاكوب‪-‬كروتزفلت‬
‫الذي يصيب النسان حيث يتميز كلهما بوجود بريونات في الدماغ مكونة من \‬
‫‪ \245‬وحدة ويختلفان عن بعضهما ب\‪ \30‬وحدة‪ ,‬إلى أن أعلن وزير الصحة‬
‫البريطاني في العشرين من آذار عام ‪ , 1996‬وأكدت منظمة الصحة العالمية في‬
‫نشرتها الدورية الصادرة بتاريخ ‪ 1996\3\24‬ثم ‪ 3‬نيسان ‪ 1996‬انتقال مرض‬
‫جنون البقر إلى النسان عند تناوله لحوم البقار المصابة وبخاصة عن طريق‬
‫النخاعات والمعاء )السجق‪ ,‬النقانق‪ ,‬القبوات( حيث تمكث الفيروسات في‬
‫الجملة العصبية المركزية وفي العقد البلغمية‪.‬‬

‫وهكذا وبعودة بسيطة إلى الحصائيات في السنوات السابقة )قبل ‪ (1985‬نلحظ‬


‫أن نسبة الصابات البشرية بمرض كروتزفلت‪-‬جاكوب كانت واحد في المليون‬
‫وانه كان يصيب أعمارا ً بين ‪ 60-50‬سنة‪ .‬بينما تضاعف عدد هذه الصابات في‬
‫غضون العشرين سنة الخيرة‪ ,‬وانتشر معظمها بين مربي البقار الذين تراوح‬
‫متوسط أعمارهم بين ‪ 40-27‬عامًا‪ .‬ولحظ أن هذه الحالت تختلف عن الشكل‬
‫العادي لداء كروتزفلت‪ -‬جاكوب بما يلي ‪:‬‬

‫‪ -‬عدم وجود أي عامل وراثي له دور في الشكل النمطي لداء كروتزفلت‪-‬‬


‫جاكوب‪.‬‬

‫‪ -‬الضحايا هم من الشباب بينما يصيب الشكل النمطي لداء كروتزفلت‪ -‬جاكوب‬


‫كبار السن‪.‬‬

‫ة‪.‬‬
‫‪ -‬مدة المرض أطول من المدة المتوقعة عاد ً‬

‫ولهذا فقد اتخذت عدة إجراءات في سوريا منذ عام ‪ 1990‬للحد من وصول‬
‫المرض وانتشاره‪.‬‬

‫لقد ترافق الهتمام بمرض جنون البقر مع الجهود العلمية لفهمه ومكافحته‬
‫ومعالجة الضطرابات المرتبطة به‪ .‬ومن هنا فقد تكثفت الجهود لتشخيص‬
‫المرض والوصول إلى تقانات سريعة ودقيقة تختلف عن تقانات الكيمياء المناعية‬
‫النسيجية‪ .‬نذكر منها اختبار المقايسة المناعية المعتمدة على الهيئة البنيانية في‬
‫الدم أو العضلت أو البول والذي ما زال دون طموح الباحثين‪ .‬ولهذا تبقى‬
‫إجراءات الحد من وصول المرض بفحص البقار المصابة هي الفضل حاليا ً‪.‬‬
2 microbiology
‫‪2‬‬ ‫‪microbiology‬‬

‫التغذية الميكروبية ‪Microbial‬‬


‫‪Nutrition‬‬
‫تحتاج الميكروبات كما هي الحال عند بقية الكائنات الحية إلى مواد غذائية‬
‫‪ Nutrients‬تساعدها على القيام بتفاعلتها الحيوية التركيبية ‪ biosynthesis‬وتوليد‬
‫الطاقة وبناء مادتها الحية‪.‬‬

‫‪The common‬‬ ‫أوًل‪:‬المتطلبات الغذائية العامة‬


‫‪:Nutrient Requirements‬‬
‫يعد الماء الذي يشكل نحو ‪ %80-70‬من وزن الخلية حاجة عامة وأساسية لجميع‬
‫الميكروبات بالضافة إلى حاجتها للعناصر التي تتألف منها خلياها وهي ‪:‬‬

‫الكربون‪ ,‬الكسجين‪ ,‬الهيدروجين‪ ,‬النتروجين‪ ,‬الكبريت‪ ,‬الفوسفور‪ ,‬البوتاسيوم‪,‬‬


‫الكالسيوم‪ ,‬المغنيزيوم والحديد‪ .‬و هي ما تسمى بالعناصر الكبرى‬
‫‪ macroelements‬أو المغذيات الكبرى ‪ macronutrients‬لنها أساسية ومطلوبة‬
‫بكميات كبيرة نسبيا ً من قبل الحياء الدقيقة‪ .‬وتشكل العناصر الست الولى )‪P-‬‬
‫‪ (S-N-H-O-C‬المركبات السكرية )الكربوهيدراتية( والشحوم والبروتينات‬
‫والحموض النووية‪ .‬بينما تقوم العناصر الباقية الخرى والتي توجد غالبا ً على‬
‫شكل شوارد مختلفة بأدوار عديدة ومهمة في جميع أنشطة الخلية‪.‬‬

‫يضاف إلى ذلك حاجة جميع الحياء الدقيقة إلى كميات ضئيلة جدا ً من مغذيات‬
‫أخرى‪ ،‬تدعى العناصر الميكروبية ‪ microelement‬أو العناصر النادرة ‪trace element‬‬
‫مثل المنغنيز والتوتياء والكوبالت والمولبدينيوم والنيكل والنحاس واليود‪ .‬وغالبا ً‬
‫ما تكون هذه العناصر جزءا ً من النزيمات التي تتوسط آلف التفاعلت الكيميائية‬
‫التي يعتمد عليها التمثيل الغذائي في الحياء الدقيقة‪ .‬كما تحتاج بعض الحياء‬
‫الدقيقة إلى كميات ضئيلة جدا من مواد ل يمكنها اصطناعها ذاتيا وتسمى عادة‬
‫بعوامل النمو ‪ growth factors‬وتشمل الفيتامينات والحموض المينية وبعض‬
‫مكونات الحماض النووية‪ .‬وهذه العوامل تدخل أيضا ً كعوامل مساعدة في عمل‬
‫النزيمات‪ .‬تختلف حاجة الحياء الدقيقة إلى هذه العناصر باختلف النواع‪ .‬ومن‬
‫الملحظ بشكل عام أن الخلية وبخاصة الجرثومية تستعمل في بناء‬
‫البروتوبلسما كمية تقل عن ثلث المواد الغذائية المقدمة لها وتقوم بتفكيك ما‬
‫تبقى للحصول على الطاقة‪.‬‬
‫‪1‬‬ ‫‪microbiology‬‬

‫‪Nutritional‬‬ ‫ثانيًا‪:‬النماط الغذائية للحياء الدقيقة‬


‫‪:Types of Microorganisms‬‬

‫تحتاج جميع الكائنات الدقيقة إلى الكربون والهيدروجين والكسجين وإلى الطاقة‬
‫واللكترونات لتقوم بعمليات التركيب والبناء أثناء نموها‪ .‬وتختلف قدرة هذه‬
‫الكائنات على عمليات التركيب‪ ,‬كما تختلف مصادر الكربون والطاقة واللكترونات‬
‫التي تستعملها عند قيامها بعملياتها الحيوية باختلف النواع كما يلحظ من الجدول‬
‫رقم )‪(I‬‬

‫جدول رقم )‪ ( I‬مصادر الكربون و الطاقة و اللكترونات‬

‫ءءءءء ءءءءءءء‬
‫‪ CO2‬الجوي و هو المصدر الرئيسي للتركيب‬
‫ذاتية التغذية ‪Autotrophs‬‬
‫الضوئي‬
‫إرجاع و تصنيع الجزيئات العضوية من الحياء‬
‫غير ذاتية التغذية ‪Heterotrophs‬‬
‫الخرى‬
‫ءءءءء ءءءءءء‬
‫ضوئية التغذية ‪phototrophs‬‬ ‫الضوء‬
‫كيميائية التغذية ‪Chemotrophs‬‬ ‫أكسدة المركبات العضوية و اللعضوية‬
‫ءءءءء‬
‫ءءءءءءءءءءء‬
‫معدنية التغذية ‪Lithotrophs‬‬ ‫إرجاع الجزيئات اللعضوية‬
‫عضوية التغذية ‪Organotrophs‬‬ ‫إرجاع الجزيئات العضوية‬

‫و بحسب هذه العوامل فقد قسمت الحياء الدقيقة‬


‫حسب ما يلي‪:‬‬
‫آ‪ -‬حسب قدرتها على أعمال التركيب ‪:‬‬
‫‪.1‬أحياء دقيقة ذاتية التغذية ‪ : Autotrophs‬يمكنها أن تركب‬
‫اعتبارا من الكربون المعدني بشكل ‪ CO2‬والزوت المعدني ‪NH3‬‬
‫ً‬ ‫جميع موادها‬
‫وذلك بفضل احتوائها على عدد كبير من النزيمات‪ ,‬وتحصل على الطاقة‬
‫‪2‬‬ ‫‪microbiology‬‬

‫اللزمة من أكسدة المواد اللعضوية )المعدنية( كما في جنس ‪Thiobacillus‬‬


‫من جراثيم العصيات الكبريتية‪.‬‬

‫‪.2‬أحياء دقيقة غير ذاتية التغذية ‪ :Heterotrophs‬ل تملك قدرة‬


‫كبيرة على تركيب موادها‪ ,‬وهي بحاجة إلى الكربون والزوت على شكل‬
‫مركبات عضوية‪ ,‬وتحصل على الطاقة اللزمة لها من أكسدة هذه المركبات‬
‫العضوية‪ ,‬ويعد معظم هذه الجراثيم ممرضاً كما في جنس ال ‪Escherichia‬‬
‫من الجراثيم المعوية‪.‬‬

‫‪.3‬أحياء دقيقة منخفضة التغذية ‪ :Hypotrophs‬قدرتها على‬


‫التركيب معدومة‪ ,‬لذا تعيش متطفلة على النسج الحية‪ ,‬كما هو الحال عند‬
‫الريكتسيا )‪ ,(Rickettsia‬كما وتدخل الفيروسات ‪Viruses‬تحت هذا النمط من‬
‫التغذية‪.‬‬

‫ب‪ -‬حسب مصدر الطاقة المستعملة‪:‬‬


‫‪.1‬أحياء دقيقة ضوئية التغذية ‪ : phototrophs‬وتمتاز باحتوائها‬
‫على اليخضور الجرثومي ‪ Bacterial chlorophyll‬ولذا فهي تحصل على‬
‫الطاقة اللزمة باستخدام الضوء وعلى الكربون اللزم للنمو من غاز ‪CO2‬‬
‫الجوي الذي يرجع بواسطة جسم مانح لللكترونات و حسب طبيعة هذا‬
‫الجسم يمكن أن تقسم إلى ‪:‬‬

‫‪‬ضوئية التغذية المعدنية ‪ photolithotrophs‬مانح اللكترون هنا هييو مركييب‬


‫معييدني ونييذكر منهييا الجراثيييم الكبريتييية الحمييراء ‪ Thiorhodaceae‬وجنييس‬
‫‪. Chromatium‬‬

‫‪‬ضععوئية التغذيععة العضععوية ‪ photoorganotrophs‬مانييح اللكييترون هنييا هييو‬


‫ل( ونييذكر منهييا الجراثيييم‬‫مركييب هيييدروجيني عضييوي )حمييض دسييم مث ً‬
‫اللكبريتية الحمراء ‪ AThiorhodaceae‬و جنس ‪. Rhodopseudomonas‬‬

‫‪.1‬أحياء دقيقة كيميائية التغذية ‪ : Chemotrophs‬تحصل على‬


‫الطاقة اعتبارا ً من أكسدة المواد الكيمائية ‪ ,‬وحسب هذه المواد يمكن أن‬
‫تقسم إلى‪:‬‬

‫‪‬كيميائية التغذية المعدنية ‪ Chemolithotrophs‬و تحصل على الطاقة‬


‫اعتبارا ً من أكسدة المواد المعدنية ك ‪ ,SH2 , NO2 , NH3‬ونذكر منها جراثيم‬
‫النترجة‪.‬‬
‫‪1‬‬ ‫‪microbiology‬‬

‫‪‬كيميائيععة التغذيععة العضععوية ‪ Chemoorgnotrophs‬وتحصل علييى طاقتهييا‬


‫بأكسييدة المييواد العضييوية كييالحموض المينييية‪ ,‬كمييا فييي بعييض الجراثيييم‬
‫العصوية كجنس ال ‪ Esherichia‬مثل ً‪.‬‬

‫‪ .1‬أحياء دقيقة طفيلية التغذية ‪ : Paratrophs‬تحصل على‬


‫الطاقة عن طريق التطفل على الخليا الحية‪ ,‬كما هي الحال عند الريكتيسيا‬
‫‪ Rickettsias‬والمغلفات ‪ Chlamydias‬كما تنضوي الفيروسات تحت هذا النمط‬
‫من التغذية أيضا ً‪ .‬ويلخص الجدول رقم )‪ (8‬التصنيف الغذائي للحياء الدقيقة‬
‫حسب منبع الطاقة من جهة وحسب طبيعة الجسم المانح لللكترونات من‬
‫جهة أخرى‪ ,‬مع ما يتبع كل قسم من الحياء الدقيقة‪.‬‬

‫جدول رقم )‪ (8‬التصنيف الغذائي للحياء الدقيقة حسب منبع الطاقة من جهة وحسب‬
‫طبيعة الجسم المانح لللكترونات من جهة أخرى‬

‫مانح اللكترون‬ ‫مانح اللكترون‪:‬عضوي‬


‫مانح اللكترون معدني ‪Lithotrophs‬‬
‫مصدر الطاقة‬ ‫‪Organotrophs‬‬

‫‪Photoorganotrophs‬‬
‫‪Photolithotrophs‬‬
‫ويتبعها‬
‫ويتبعها‬
‫•الجراثيم اللكبريتية‬
‫الحمراء‬ ‫•النباتات الخضراء ‪.‬‬
‫•الطحالب ‪.‬‬
‫‪Athiorhodaceae‬‬ ‫•الجراثيم الكبريتية الحمراء‬
‫ضوئي ‪Phototrophs‬‬ ‫‪.Thiorhodaceae‬‬
‫)مانح اللكترون هنا هو مركب‬ ‫•الجراثيم الكبريتية الخضراء ‪.‬‬
‫هيدروجيني عضوي‪ ,‬حمض دسم‬ ‫مثال ‪ :‬تفاعل التمثيل الضوئي‬
‫ل(‬
‫مث ً‬
‫‪CO2 + 2 H 2O → (CH 2O ) + H 2O + O2‬‬

‫(مانح اللكترون هنا هو الماء)‪.‬‬


‫‪1‬‬ ‫‪microbiology‬‬

‫‪Chemoorgnotrophs‬‬ ‫‪Chemolithotrophs‬‬

‫ويتبعها‬ ‫ويتبعها‬

‫•الحيوانات ‪.‬‬ ‫•جراثيم النترجة ‪.‬‬

‫•النباتات غير الخضراء‪.‬‬ ‫•جراثيم الكبريت ‪.‬‬

‫•الحياء الدقيقة غير ذاتية‬ ‫•جراثيم الحديد ‪.‬‬


‫التغذية‬
‫مثال تفاعل النترجة‬
‫كيميائي ‪Chemotrophs‬‬
‫مثال تفاعل عام‪:‬‬
‫‪NH 4+ + 3 / 2O2 → NO 2− + H 2 O + 2 H +‬‬
‫‪DH 2 + A → D + AH 2‬‬
‫) مانح اللكترون هنا هو النشادر‬
‫)حيث يمثل ‪ DH2‬و ‪D‬الناتج‬ ‫‪NH‬‬ ‫‪+‬‬
‫‪4‬‬
‫الولي والنهائي لمانح اللكترون‬
‫العضوي ‪ A‬و ‪ AH2‬الشكل‬ ‫والخذ هو الكسجين ‪.(O2‬‬
‫المؤكسد والمرجع لمستقبل‬
‫اللكترون)‪.‬‬

‫كما يظهر الشكل رقم )‪ (41‬بعض أشكال الحياء الدقيقة وفقا ً لنماطها‬
‫الغذائية‪.‬‬

‫‪Uptake of nutrients by the:‬‬ ‫ثالثًا ‪ :‬قبط الخلية للمغذيات‬


‫‪cell‬‬

‫يتطلب النمو باعتباره عملية ديناميكية كمية من الطاقة والغذاء من أجل بناء‬
‫المركبات المختلفة‪ .‬وبما أن الغذاء موجود في الوسط الخارجي فإن الخطوة‬
‫الولى في نمو الحياء الدقيقة هي امتصاص هذه المواد الغذائية ونقلها إلى داخل‬
‫الخلية‪ .‬وتتطلب هذه العملية بعض الطاقة الخلوية وذلك لتوجيه عمليات‬
‫الستقلب الخلوية وعمليات النقل‪.‬‬

‫لقد لوحظ النجذاب الكيميائي ‪ Chemotaxis‬نحو الحموض المينية والسكريات في‬


‫بعض الجراثيم المتحركة بسبب احتواء هذه الجراثيم على النواقل الكيميائية‬
‫البروتينية أو السكرية‪ .‬فلو وضعنا جراثيم ‪) E.coli‬تحوي على تسع نواقل للسكاكر‬
‫على القل( في وعاء يحوي مجموعة من النابيب الشعرية التي تضم بعض‬
‫الحموض المينية أو السكاكر‪ ,‬فإن الجراثيم تدخل بعض هذه النابيب وتبقى فيها‬
‫وهو ما يسمى النجذاب الموجب تمييزا ً له عن النجذاب السالب الذي يتضمن‬
‫‪2‬‬ ‫‪microbiology‬‬

‫انتقال هذه الجراثيم حسب نوع الحموض المينية‪ ,‬الملح‪ ,‬الحموض‪ ,‬الكحول‪,‬‬
‫وأحيانا ً الكسجين الموجود في النابيب الشكل رقم )‪.(42‬‬

‫شكل رقم )‪:(42‬‬

‫النجذاب الكيميائي لبعض الحموض المينية في جراثيم ‪ E.coli‬السيرين ‪Serine‬‬


‫يجذب الجراثيم واللوسين ‪ Leucine‬ينفرها‪.‬‬

‫تحاط معظم الحياء الدقيقة في الوساط الطبيعية أو الصنعية باليونات )الشوارد(‬


‫والمواد الغذائية مختلفة التراكيز لذلك ل بد من التمييز بين كيفية استخدام‬
‫المركبات المعقدة ذات الوزن الجزيئي المرتفع ونفاذية المركبات ذات الوزن‬
‫الجزيئي المنخفض‪.‬‬

‫ففي الحالة الولى ‪ :‬يتم هضم المركبات المعقدة كالسيللوز والبروتينات والدهون عن‬
‫طريق أنزيمات خارجية تفرزها خليا الحياء الدقيقة إلى الوسط الخارجي عبر‬
‫الجدار الخلوي‪ ,‬ويمكن الكشف عنها في معظم الجراثيم موجبة الغرام إذا كان‬
‫ل‪ ,‬أما في الجراثيم سالبة الغرام فيلحظ أن بعض النزيمات كما في‬‫الوسط سائ ً‬
‫‪ Ribonuclease‬والفوسفاتاز القلوية ‪ Alkaline phosphatase‬تبقى مرتبطة‬
‫بالسيتوبلسما المحيطية ‪.Periplasm‬‬

‫تبدأ معظم النزيمات الخارجية بتفكيك المركبات المعقدة ثم تنتقل إلى الكثر‬
‫تعقيدا ً محولة إياها إلى وحدات صغيرة بسيطة كما في أنزيمة ‪ Amylases‬التي‬
‫تحلل النشاء عند جراثيم ‪ Clostridium Acetobutylicum‬اللهوائية تمكنه من‬
‫العبور إلى داخل الخلية‪ .‬ومما تجدر الشارة إليه قدرة بعض الجراثيم وبخاصة‬
‫المخاطية منها ‪ Myxobacteria‬على إنتاج مجموعة من النزيمات الخارجية‬
‫المحللة لنواع ميكروبية أخرى موجودة في أوساطها الطبيعية‪ ,‬ولذلك تعد من‬
‫الجراثيم الفعالة أو النشيطة جدا ً‪.‬‬

‫أما دخول المركبات ذات الوزن الجزيئي المنخفض فيتم بإحدى الطريقتين التاليتين ‪:‬‬

‫النتشار البسيط ‪ :Simple diffussion‬أو النتقال السيبي ‪passive transport‬حيث‬


‫يتم دخول المواد الغذائية المنحلة وخروجها كالغليسيرول ‪ Glycerol‬عييبر الغشيياء‬
‫السيتوبلسمي شبه المنفذ حسب قوانين النتشييار)تتعلييق سييرعة دخييول المييواد‬
‫وخروجها بحجييم الجييزيئات وشييحنتها واختلف تركيييز هييذه المييواد ضييمن الخلييية‬
‫وخارجها( ودون استخدام أية طاقة خلوية‪.‬‬
‫‪3‬‬ ‫‪microbiology‬‬

‫النتشار الميسر ‪ :Facilitated diffusion‬حيث يلحظ عند ازدياد تركيييز المييواد‬


‫خارج الخلية ازدياد سرعة دخول هذه المواد وخروجها عبر الغشاء السيتوبلسمي‬
‫شبه المنفذ )الصطفائي( باستعمال حوامل البروتينات التي تدعى أحيانا ً أنزيمات‬
‫النقل ‪ Permeases‬والموجودة ضمن الغشيياء البلسييمي الشييكل رقييم )‪ .(43‬كمييا‬
‫يوضح الشكل رقم )‪ (44‬الفرق بيين النتشيار السيييبي والنتشييار الميسيير حيييث‬
‫يتميز المنحنى في الول بأنه يأخذ شكل ً مستقيما ً بينمييا ينحنييي قليل ً فيي الميسيير‬
‫بسبب تدخل أنزيمات البريماز)النقل(‪.‬‬

‫النقععل الفعععال ‪ :Active transport‬حيييث يتييم دخييول المييواد الغذائييية بواسييطة‬


‫مجموعة من أنزيمات النقل النشيطة الموجودة في الغشاء السيتوبلسمي‪ ,‬التي‬
‫تتميز أول ً بالتخصص في النقل ‪ Specificity‬كما هي الحال في تخصص المجموعيية‬
‫النزيمية ‪ B-galactosides permease‬لجراثيييم ‪ E.Coli‬لنقييل السييكاكر‪ ,‬وتخصييص‬
‫مجموعات أخرى في الجراثيم نفسها لنقييل الحمييوض المينييية ثييم بارتباطهييا مييع‬
‫بروتينات الغشاء‪ ,‬إذ لوحظ ارتباط التخصص السابق بنوعية المركبييات البروتينييية‬
‫الموجودة على الغشاء السيتوبلسييمي‪ .‬كمييا تتميييز باسييتخدامها للطاقيية الخلوييية‬
‫ففييي الجراثيييم الهوائييية تسييتخدم هييذه النزيمييات الطاقيية الناتجيية عيين أكسييدة‬
‫المركبات المختلفة في أثناء عملية التنفس )شكل رقم ‪ ( 42‬لذلك فإن العواميل‬
‫المثبطيية للتنفييس قييد تثبييط أيضيا ً هييذه النزيمييات أمييا فييي الجراثيييم اللهوائييية‬
‫فتستخدم الطاقة الناتجة في أثناء عمليات التخمر المختلفة‪.‬‬

‫‪: Culture Media‬‬ ‫رابعًا‪ :‬أوساط الستنبات‬


‫وهي الوساط التي تستطيع الحياء الدقيقة أن تجد فيها جميع احتياجاتها الغذائية‪,‬‬
‫وغالبا ً ما نميز بين نمطين من الستنبات ‪:‬‬

‫الول يكيييون باسيييتنبات الميكروبيييات فيييي الوسييياط الحيييية )‪ (In-Vivo‬ويمييييز‬


‫الميكروبات الطفيلييية فقييط‪ .‬أمييا الثيياني فيكييون باسييتنباتها فييي أوسيياط صيينعية‬
‫مخبرية )‪ (In-Vitro‬وفي النمط الثاني هذا يمكن للوسط أن يكون سائل ً و محتويا ً‬
‫على بعض العناصر المعدنية الضرورية‪,‬كما يمكيين أن يكييون صييلبا ً بإضييافة بعييض‬
‫المواد الخاصة كالآجار ‪ Agar‬أو الجيلتين‪.‬‬

‫إن اختلف المتطلبييات الغذائييية للحييياء الدقيقيية‪ .‬يحتييم وجييود عييدة أنييواع ميين‬
‫الوساط تختلف باختلف النوع المراد استنباته وهذه النواع هي‪:‬‬

‫‪-1‬الوساط الغنية ‪: Enriched media‬‬


‫‪2‬‬ ‫‪microbiology‬‬

‫تتييألف هييذه الوسيياط ميين مييرق اللحييم ‪ Nutrient broth‬أو الآجييار المغييذي‬
‫‪) Nutrient Agar‬راجع العملي( الذي أضيف إليه قليل من الدم أو خلصة بعض‬
‫النباتات أو المصل الفيزيولوجي‪ .‬تستعمل هذه الوساط للحييياء الدقيقيية غييير‬
‫ذاتية التغذية‪.‬‬

‫‪-2‬الوساط المختارة ‪: Selective media‬‬


‫إن إضافة بعض المواد الكيميائية الخاصة لوسط الجار المغييذي يسيياعد علييى‬
‫نمو بعض الحياء الدقيقة‪ ,‬بينما ل يؤثر على البعض الخر‪ .‬فعنييد إضييافة تركيييز‬
‫ما من البلورات البنفسجية يزداد نمو بعض الجراثيم موجبة غرام‪ ,‬بينما ل يؤثر‬
‫ذلك علييى نمييو بعييض الجراثيييم سييالبة غييرام‪ .‬وكييذلك الحييال بالنسييبة لبعييض‬
‫المركبات الكربونية‪ ,‬حيث يستعمل المالتوز مثل ً لبعض الجراثيم‪ ,‬بينمييا تفضييل‬
‫أخرى السكاروز‪.‬‬

‫ج‪ -‬الوساط التفريقية ‪: Differential media‬‬


‫يمكن إضافة بعض الوساط الخاصة لمستعمرة ما‪ ,‬من التفريق بين النواع‬
‫المختلفة‪ .‬فلو أضفنا لمستعمرة جرثومية مثل ً وسطا ً من الجار والدم‪,‬فإنه‬
‫يحتمل ظهور منطقة شفافة حول المستعمرات الجرثومية النامية نتيجة‬
‫تحليل الجراثيم لكريات الدم الحمراء‪ ,‬كما يمكن أل تظهر هذه المنطقة‬
‫الشفافة حول المستعمرات مما يدل على أن هذه الجراثيم ل تستطيع تحليل‬
‫الكريات الحمر‪ .‬وبذلك يستنتج أن هذا الوسط قد استطاع أن يفرق لنا نوعين‬
‫من الجراثيم الول محلل للوسط المضاف والثاني غير قادر على تحليله‪.‬‬

‫د‪ -‬الوساط التجريبية ‪: Assay media‬‬


‫يمكن استعمال بعض الوساط المحددة التركيب والمختارة تجريبيا ً لقياس‬
‫كمية الفيتامينات‪ ,‬والحموض المينية أو المضادات الحيوية الناتجة عن نمو‬
‫بعض الحياء الدقيقة‪.‬‬

‫ه‪ -‬الوساط الخاصة بتعداد الجراثيم ‪Media for Enumeration of‬‬


‫‪:Bacteria‬‬
‫وهي أوساط خاصة ونوعية تستخدم لجل تقدير أعداد نوع معين من الجراثيم‬
‫كما هي الحال بالنسبة لجراثيم الحليب أو المياه‪ .‬وغالبا ً ما تكون هذه الوساط‬
‫محددة التركيب‪.‬‬

‫و‪ -‬الوساط التي تحدد صفات الجراثيم ‪Media for‬‬


‫‪: characterization of Bacteria‬‬
‫‪2‬‬ ‫‪microbiology‬‬

‫وهي أوساط خاصة ونوعية أيضًا‪ ,‬تستعمل لعزل النواع الجرثومية التي لها‬
‫قدرة وظيفية ما‪ ,‬كما هي الحال بالنسبة للجراثيم المثبتة للنتروجين أو جراثيم‬
‫النترجة أو جراثيم حلقة الكربون ‪....‬الخ‪.‬‬

‫ز‪ -‬الوساط المنظمة ‪: Maintenance Media‬‬


‫قد ل يكون غرض التجربة أحيانا ً الوصول إلى نمو جرثومي معين بقدر ما هو‬
‫المحافظة على استمرار هذا النمو‪ .‬ولذلك تضاف بعض المواد الخاصة بحيث‬
‫تحفظ المستعمرة من الفناء‪ ,‬وتبقيها حية أطول فترة ممكنة‪.‬‬

‫وأخيرا ً فإن هنالك تدرجا ً في الوساط بين الصلب‪ ,‬ونصف الصلب‪ ,‬والسائل‬
‫يختلف باختلف النوع الجرثومي المستنبت‪ ,‬وسوف يعالج ذلك بالتفصيل في‬
‫الدروس العملية‪.‬‬

‫‪Isolation‬‬ ‫خامسًا‪ :‬عزل المستنبتات )المزارع( النقية‬


‫‪:of Pure Cultures‬‬
‫توجد الحياء الدقيقة في موائلها ‪ Habitats‬الطبيعية بشكل معقد ومختلط مع العديد من‬
‫النواع الخرى‪ .‬وهذا ما يسبب لعلماء الحياء الدقيقة مشاكل عديدة‪ ,‬لن دراسة صفات‬
‫النوع تتطلب عزله في مزارع نقية تمكننا من دراسة خصائص مستعمراته الظاهرية‬
‫)لونها‪ ,‬قطرها‪ ,‬شكلها( على الوساط الغذائية المناسبة )الشكل رقم ‪ .(45‬ثم فحصها‬
‫بعد تلوينها بالطرق المعروفة )راجع العملي لتحديد نوعية تلوينها ومعرفة شكلها(‪ .‬كما‬
‫يمكن دراسة المتطلبات الغذائية للحياء الدقيقة وخواصها البيوكيميائية ‪Biochemical‬‬
‫والمصلية ‪ Serological‬والمرضية ‪.Pathogenicity‬‬
‫‪2‬‬ ‫‪microbiology‬‬

‫النمو الميكروبي ‪Microbial Growth‬‬


‫تطلق كلمة النمو في بدائيات النوى عموما ًوفي بعض المكروبات من حقيقيات‬
‫النوى للتعبير عن الزيادة في تعداد الخليا الميكروبية عن العدد الصلي‪ ,‬الذي بدأت‬
‫به المزرعة نموها أي أن النمو هنا يعبر عن التكاثر‪ ,‬ويأتي كنتيجة طبيعية للنقسام‬
‫الخلوي للخليا الميكروبية‪ ,‬فيزداد عددها دون ازدياد في حجم أفرادها‪ .‬لذلك قد‬
‫يستعمل التعبيران غالبا ً للغرض نفسه )النمو والتكاثر(‪.‬‬

‫أولً‪ -‬عملية التكاثر الخلوي‪:‬‬


‫التكاثر اللجنسي بالنشطار الثنائي ‪: Binary Fission‬‬ ‫‪-1‬‬

‫تتكاثر معظم بدائيات النوى في الشروط البيئية المناسبة بالنشطار الثنائي حيث‬
‫تنمو الخلية بزيادة محتوياتها البروتوبلسمية‪ ,‬وتصل إلى ضعف طولها الصلي‬
‫تقريبًا‪ .‬يتبع ذلك انقسام النواة‪ ,‬ثم انقسام الخلية نفسها نتيجة تكون حاجز عرضي‬
‫في مركزها‪ ,‬ويكون ذلك بانخماص الجدار الخلوي والغشاء السيتوبلسمي نحو‬
‫الداخل‪ ,‬مما يؤدي إلى انقسامها إلى خليتين بنتين متشابهتين تماما ً كما في‬
‫الشكل )‪.(48‬‬

‫إن هذه الطريقة من النقسام سريعة جدا ً )من ‪ 30‬إلى ‪ 50‬دقيقة بالنسبة لمعظم‬
‫الجراثيم( وتختلف مدتها باختلف النوع الجرثومي من جهة‪ ,‬واختلف الشروط‬
‫‪2‬‬ ‫‪microbiology‬‬

‫البيئية من جهة أخرى فهي بين ‪ 15-12‬دقيقة بالنسبة للعصيات القولونية ‪E.coli‬‬
‫وحوالي ‪ 20‬ساعة بالنسبة لعصيات السل ‪. Mycobacterium tuberculosis‬‬

‫ب‪ -‬التكاثر بالتبرعم ‪:Budding‬‬


‫تتميز بعض بدائيات النوى بنمو الخلية بشكل طولي‪ ,‬ومن أحد طرفيها فقط‪ ,‬ثم‬
‫يتكون جدار خلوي عرضي جديد قرب هذا الطرف محددا ً مكان النقسام بما يشبه‬
‫عملية التبرعم عند الخمائر ‪ ,Yeasts‬ولكن هنالك بعض الجراثيم مثل‬
‫‪ Ancalomicrobium ,Hyphomicrobium‬المتميزة بالتكاثر عن طريق التبرعم‬
‫الحقيقي حيث تخرج نتوءات من الخليا الم يزداد حجمها تدريجيا ً حتى تنفصل عنها‬
‫مكونة خليا جديدة ‪ ,‬كما في الشكل )‪ (46‬وبذلك تحتفظ الخلية الم بأغلب‬
‫محتوياتها الصلية )لحظ بقاء السياط في الشكل ‪ (46‬بينما تركب الخلية البنت‬
‫جدارها ومحتوياتها الخلوية‪.‬‬

‫ج‪ -‬التكاثر بالبواغ ‪: Spores‬‬


‫تستطيع بعض بدائيات النوى أن تتحول إلى أبواغ في الشروط البيئية غير الملئميية‪,‬‬
‫ثم تعود هذه البواغ لتنتش وتعطي خلية جديدة عند عييودة الظييروف الملئميية‪ ,‬كمييا‬
‫في جراثيم ‪ Bacillus , Clostridium‬ولهذا فإن البعض ل يعييد هييذه الطريقيية وسيييلة‬
‫تكاثر‪ ,‬إل أن هنالك بعض النواع الجرثومية تعطي أكييثر ميين بوغيية واحييدة‪ ,‬وتعطييي‬
‫بالتالي كل واحدة منها في الظروف المناسبة خلية جرثومية جديدة )‪PELCZAR et‬‬
‫‪. (al 1977‬‬

‫د‪ -‬التكاثر الجنسي بالتزاوج ‪: Conjugation‬‬


‫لقد مكنت الدراسات الحديثة بالمجهر اللكتروني واستعمال النظائر المشعة إثبييات‬
‫حدوث التكاثر الجنسي عند الجراثيم‪ ,‬وذلك عن طريق مشاهدة انتقال صفات الباء‬
‫المحمولة على الدنا ‪) DNA‬يحمل فييي جرثوميية ‪ E.Coli 3800‬مورثيية( إلييى الجيييال‬
‫المتعاقبة ويشترط لظهار هذا النتقال في الصفات الوراثية اسييتعمال آبيياء مختلفيية‬
‫في واحدة أو أكثر من الصفات الثابتة‪.‬‬

‫لقد اسيتعمل كيل مين ‪ Tatum ,Lederberg‬عيام ‪ 1946‬طفيرات مين جرثيوم ‪E.coli‬‬
‫تختلف في مقدرتها البيوكيميائية )كاصطناع فيتامين ‪ VB1‬مث ً‬
‫ل( وعنييد زراعيية اثنييتين‬
‫من هذه الطفرات المختلفة في مزرعة واحدة معًا‪ ,‬تمكنا بعد فترة من عييزل بعييض‬
‫الخليا الناتجة عن التكاثر الجنسي‪ ,‬والتي تجمع صفات البوين الصليين‪.‬‬
‫‪3‬‬ ‫‪microbiology‬‬

‫يحدث التكاثر الجنسي بين خليتين جرثوميييتين متشييابهتين ولكيين يمكيين هنييا اعتبييار‬
‫لنهيا تحيوي عليى العاميل الجنسيي ‪(sexual factor (F‬‬ ‫إحدى الخلييتين موجبية‬
‫‪+‬‬
‫) ‪(F‬‬

‫لنهييا ل تحييوي علييى‬ ‫وبالتالي فهي معطييية للصييفات الوراثييية والخييرى سييالبة‬
‫‪−‬‬
‫) ‪(F‬‬

‫العامل الجنسي )‪ (F‬وتسمى بالخذة للصفات الوراثية‪.‬‬

‫يتم التكاثر كما يوضح الشكل )‪ (47‬باقتراب الخليتين الجرثوميتين من بعضهما‪ ,‬مميا‬
‫يحث العامل الجنسي )‪ (F‬المكييون ميين الييدنا ‪ DNA‬علييى تكييوين قنيياة فييي منطقيية‬
‫إلييى‬ ‫التصال يتم عبرها انتقييال بعييض الصييفات الوراثييية ميين الخلييية المعطييية‬
‫‪+‬‬
‫) ‪(F‬‬

‫‪.‬‬ ‫الخلية الخذة‬


‫‪−‬‬
‫) ‪(F‬‬

‫ومن أمثلة ذلك الجناس التالية ‪Serratia , Pseudomonas, Salmonella‬‬

‫ثانيا‪ -‬نمو الميكروبات‪:‬‬


‫‪-1‬منحني النمو ‪: The Growth Curve‬‬
‫يمثل نميو الحيياء الدقيقية بيانييا ً برسيم منحنيي يوضيح العلقية بيين الزمين الكليي‬
‫للحضن )‪ (t‬ولوغاريتم عدد الخليا الناتجة )‪ (log b‬كما يوضح الشكل )‪(48‬‬

‫يتميز هذا المنحنى بوجود أربعة أطوار هي‪:‬‬

‫‪-1‬طور الكمون ‪Lag phase:‬‬


‫إن إضييافة الميكروبييات إلييى بيئة جديييدة ل يعنييي مضيياعفة عييددها فييورًا‪ ,‬بسييبب‬
‫الظروف الجديدة المختلفة عن سابقتها‪ .‬وهذا ل يعني أيضا ً أنها ستدخل في مرحليية‬
‫سكون‪ ,‬فقد أثبتت الدراسيات أن الخلييية المفيردة فييي هييذا الطيور تيزداد بيالحجم‪,‬‬
‫وتكون نشيطة فيزيولوجيا ً‪ ,‬كما تقوم بتركيب بروتوبلسما جديدة‪.‬‬

‫إن الخلية الميكروبية في هذه الظروف الجديدة ربما تعاني من عجز في أنزيماتهييا‪,‬‬
‫وهي بحاجة إلى الوقت لتتلءم فيه مع هذا التغيير ولذلك فإننا نقول بببأن هببذه‬
‫الخلية كامنة فقط من حيث انقسامها‪ ,‬أي أن النمو يكون معدومًا‪.‬‬
‫‪3‬‬ ‫‪microbiology‬‬

‫تختلف مدة هذا الطور بحسب‪:‬‬

‫‪‬نوع الميكروب‬

‫‪‬عمر الميكروب المزروع‪:‬إذا كانت الميكروبات فتية ‪,‬فإن مدته ستكون أقصيير‬
‫مما لو كانت هرمة‪.‬‬

‫‪‬طبيعة البيئة الجديدة‪:‬تقتصر مدة هذا الطور إذا كانت البيئة ملئمة ول تحتييوي‬
‫على مواد مثبطة للنمو أو مضادات حيوية‪.‬‬

‫‪‬كمية الميكروبات المزروعة‪ :‬كلما كانت الكمية كبيرة قصرت مدة هذا الطييور‬
‫أيضًا‪.‬‬

‫‪-1‬الطور اللوغاريتمي ‪Logarithmic phase:‬‬


‫يتسارع النمو الميكروبي في هذا الطور‪ ,‬ويكون معدل النمو ثابتا ً يأخذ منحنى النمييو‬
‫شكل الخط المستقيم )عند وضع لوغيياريتم عييدد الخليييا مقابييل الزميين(‪ ,‬كمييا يبلييغ‬
‫التزايد في عدد الخليا أقصاه بسبب قصر زمن النقسييام‪ ,‬يضيياف لييذلك أن الخليييا‬
‫الميكروبية تكون متشابهة في تركيبها الكيميييائي ونشيياطها السييتقلبي‪ ,‬وفييي بقييية‬
‫صفاتها الفيزيولوجية‪ .‬ترتبط المدة الزمنية لهذا الطور ببدء الطور الذي يليه‪.‬‬

‫‪-2‬طور الثبات ‪Stationary phase:‬‬


‫ينتهي الطور اللوغاريتمي للنمو بعد عدة ساعات‪ ,‬ويبدأ معدل التكاثر بالتناقص حتى‬
‫يتوازن مع معدل موت الخليا‪ ,‬بشكل يبقى فيه عدد الخليا الحية ثابت يًا‪ ,‬وبييذلك يبييدأ‬
‫طور الثبات‪ .‬ويعزى حدوث هذا الطور لعدة أسباب لعل أهمها نقص المواد الغذائييية‬
‫وتراكم نواتج النمو السييامة الناتجيية عيين النشيياط الخلييوي ممييا يييؤدي إلييى اختلف‬
‫تركيب الوسط )إن تشكل الحموض العضوية يغير من ‪ PH‬الوسط مث ً‬
‫ل(‪.‬‬

‫يتوقييف طييول زميين هييذا الطييور بالدرجيية الولييى علييى النييوع الميكروبييي‪ ,‬وعلييى‬
‫حساسيته للظروف المحيطة فكلما زادت الحساسية قصرت فترة الطور‪.‬‬

‫‪-3‬طور الهبوط ‪Decline phase:‬‬


‫يلي طور الثبات ويسمى بطييور المييوت أيضيًا‪ ,‬لن معييدل مييوت الخلييا الميكروبييية‬
‫يكون كبيرًا‪ ,‬بسبب نفاذ المواد الغذائية‪ ,‬وتراكم المواد المثبطة للنمييو‪ .‬يمثييل معييدل‬
‫موت الخليا هنيا لوغاريتمييًا‪ ,‬وهيو عكيس المعيدل اللوغياريتمي للنميو خلل الطيور‬
‫اللوغاريتمي‪ .‬تختلف المدة الزمنية لهذا الطور باختلف النوع الميكروبي‪ ,‬فبينما نجد‬
‫أن كل خليا بعض المكورات سالبة غييرام تمييوت خلل ‪ 72‬سيياعة أو أقييل‪ ,‬نجييد أن‬
‫بعض الخليا في أنواع أخرى تبقى حّية فترة تتراوح بين أشهر إلى عدة سنوات‪.‬‬

‫ب‪ -‬المفهوم الرياضي للنمو ‪ :‬معدل النمو و زمن النقسام‬


‫‪1‬‬ ‫‪microbiology‬‬

‫لقد أوضحنا سابقا ً أن تكاثر الخلية الميكروبية يعني انقسامها إلى خليتين‪ ,‬فإذا بييدأنا‬
‫بخلية واحدة‪ ,‬فإننا نعبر عن عدد الخليا الناتجة بالمتوالية الهندسية‪:‬‬
‫‪n‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪3‬‬
‫‪2 . →1→2→2 ..……→2 →2 →2‬‬

‫حيث ‪ 2n‬هي عدد الخليا الناتجة بعد مرور عدد )‪ (n‬من الجيال‪ .‬ويدعى الزمن‬
‫اللزم لتكوين الخلية وشروعها في النقسام بزمن النقسام ‪Generation Time‬‬
‫ويختلف هذا الزمن باختلف النوع الميكروبي فيتراوح في بعضها من عدة دقائق‬
‫مثل ‪ (E.coli (15-35‬دقيقة‪ ,‬إلى عدة ساعات في بعضها الخر كما في‬
‫‪ (Mycobacterium tuberculosis (12-20‬ساعة‪ ,‬كما يختلف باختلف الشروط البيئية‬
‫)تركيب الوسط الغذائي‪ ,‬الشروط الفيزيائية أو الفيزيوكيميائية(‪ ,‬فالجراثيم قادرة‬
‫على النمو في شروط مختلفة‪ ,‬ولكن النمو الفضل يتطلب شروطا ً مثلى محددة‬
‫وخاصة بكل نوع الجدول رقم )‪.(9‬‬

‫ففي الشروط المثلى نستطيع تحديد زمن النقسام لمزرعة ميكروبية ما‪ ,‬ثم‬
‫حساب نموها بعلقة رياضية بسيطة‪ .‬يحسب زمن انقسام خلية ميكروبية واحدة إما‬
‫باستعمال المجهر أو بزراعة عدد معين من الميكروبات في وسط سائل ملئم‬
‫وحضنها في ظروف مناسبة مدة ‪ 24‬ساعة )وقد تكون أقل أو أكثر( ومن ثم‬
‫حساب العدد النهائي للمكروبات بتقدير الكثافة الضوئية بجهاز قياس العكر‪ ,‬حيث‬
‫تزداد هذه الكثافة بازدياد تعكر الوسط الدال على ازدياد الميكروبات ويلحظ هنا‬
‫القيام بتجربة حضن للوسط السائل المغذي دون أية ميكروبات‪ ,‬ليستعمل كشاهد‬
‫‪ Blank‬في شروط حضن العينة المدروسة نفسها‪.‬‬

‫فإذا انطلقنا من خلية ميكروبيه واحدة انقسمت لتعطي عددا ً من الخليا ‪ ,‬فإن‬
‫العلقة بين عدد الخليا الناتجة‪ ,‬وعدد الجيال‪ ,‬تعطى بمعادلت رياضية بسيطة ‪,‬‬
‫يكون فيها‪:‬‬
‫‪ -B‬عدد الخليا الميكروبية المزروعة في بدء الحضن‪.‬‬

‫‪ -b‬عدد الخليا الناتجة في نهاية الحضن‪.‬‬

‫‪ -t‬الزمن الكلي للحضن‪.‬‬

‫‪ -G‬زمن النقسام أو زمن الجيل‪.‬‬

‫‪ -n‬عدد الجيال‪.‬‬

‫ويستعمل عادة لوغاريتم عدد الخليا الميكروبية في تمثيل المنحنيات الخاصة بالنمو‬
‫بدل ً من العدد نفسه‪ ,‬وبما أن معظم التجارب تبدأ بمزرعة تحتوي على ‪ 1000‬خلية‬
‫‪2‬‬ ‫‪microbiology‬‬

‫ميكروبيه أو أكثر فإنه يسهل استعمال مقياس لوغاريتمي عشري) للقاعدة ‪( 10‬‬
‫فإذا بدأت المستعمرة بخلية واحدة‪ ,‬فإن العدد النهائي الناتج يعطى بالعلقة‪:‬‬

‫‪b = 1× 2 n‬‬
‫هو عدد الخليا الناتجة بعد مرور عدد ‪ n‬من الجيال‪.‬‬ ‫حيث‬
‫‪2n‬‬
‫ولكن عمليا ً ل يمكن البدء بخلية واحدة‪ ,‬وإنما بعدد )‪ (B‬من الخليا فتصبح المعادلة‬
‫السابقة‪:‬‬

‫)‪(2‬‬
‫‪b = B × 2n‬‬
‫وبأخذ لوغاريتم المعادلة )‪ (2‬نحصل على‪:‬‬

‫‪log b = log B + n log 2‬‬

‫ومنه نحسب عدد الجيال )‪:(n‬‬

‫)‪(3‬‬
‫‪log b − log B‬‬
‫=‪n‬‬
‫‪log 2‬‬

‫في المعادلة )‪ (2‬قيمتها المساوية ‪ 0.301‬يكون لدينا‪:‬‬ ‫فلو استبدلنا‬


‫‪log 2‬‬

‫)‪(4‬‬
‫‪log b − log B‬‬
‫=‪n‬‬
‫‪0.301‬‬

‫أما زمن النقسام ‪ G‬فينتج بتقسيم الزمن الكلي )‪(t‬على عدد الجيال) ‪: (n‬‬
‫‪3‬‬ ‫‪microbiology‬‬

‫)‪(5‬‬
‫‪t‬‬
‫=‪G‬‬
‫‪n‬‬

‫كما أن‬

‫)‪(6‬‬
‫‪b‬‬
‫) (‪n = 3.3 log‬‬
‫‪B‬‬

‫فإذا عوضنا ‪ n‬بقيمتها في المعادلة رقم )‪ (4‬نجد‪:‬‬

‫)‪(6‬‬
‫‪t × 0.301‬‬ ‫‪t‬‬
‫=‪G‬‬ ‫=‬
‫) ‪log b − log B 3.3 log( b‬‬
‫‪B‬‬

‫الجدول رقم )‪ (9‬أمثلة عن زمن الجيل الذي يعتمد على وسط الستنبات والظروف‬
‫البيئية المستخدمة‪.‬‬

‫حرارة الحضن‬
‫الأحياء الدقيقة‬ ‫‪‬‬
‫‪C‬‬
‫زمن الجيل )بالساعات(‬

‫الجراثيم ‪Bacteria‬‬
‫‪2‬‬ ‫‪microbiology‬‬

‫الوليات ‪Protista‬‬

‫الفطريات ‪Fungi‬‬

‫ج‪ -‬تقدير النمو الميكروبي كميا ً‬


‫بما أن النمو هو الزيادة في محتويات الخلية الميكروبية‪ ،‬أو في عدد الخليا‬
‫المتكونة نتيجة النقسام‪ ،‬فإنه من الممكن تقدير هذا النمو بطرق عديدة مبنية‬
‫على السس التالية‪:‬‬

‫‪.1‬تقدير العدد الكلي للخليا الميكروبية مباشرة باستعمال المجهر‪ ،‬أو بطرق غير‬
‫مباشرة بإجراء إحصاء للمستعمرات‪.‬‬

‫‪.2‬تقدير الكتلة الخلوية مباشرة عن طريق تقدير الزيادة في الوزن الجاف أو‬
‫الرطب‪ ،‬أو عن طريق أحد عناصر المحتويات الخلوية كالكربون أو النتروجين‬
‫أو بطريق غير مباشر اعتمادا ً على تقدير درجة تعكير البيئة‪.‬‬

‫‪.3‬تقدير النشاط الخلوي‪ ،‬وهي طريقة غير مباشرة تعتمد على مقارنة النشاط‬
‫النزيمي الناتج بمقدار النمو المراد قياسها‪.‬‬

‫يمكن إذا ً تتبع إحدى الطرق التالية ‪:‬‬

‫‪ a-‬تقدير العدد الكلي للخليا‪:‬‬


‫و يتم هذا التعداد مباشرة بالمجهر في محضرات ملونة‪ .‬ينشر حجم معلوم من‬
‫المزرعة أو المعلق الميكروبي )‪ 0.01‬مل( بانتظام على مساحة معلومة من‬
‫صفيحة زجاجية‪ ،‬حيث يثبت الغشاء الناتج و يلون‪ ،‬ثم تحصى الميكروبات الفردية‬
‫بفحصه تحت الساحة المجهرية‪ ،‬ومنه يحسب عدد الخليا في ‪1‬مل من المعلق‪.‬‬

‫تستعمل حاليا ً صفائح خاصة مثل ‪ petroff hausser‬شكل رقم )‪ (49‬فيها حجرة للعد‬
‫تساعد على إجراء الحصاء بشكل دقيق وسريع دون تلوين‪ .‬ومن عيوب هذه‬
‫الطريقة كونها تعطي العدد الكلي للخليا الحية والميتة‪ ،‬وأنها ليست كافية في حالة‬
‫المعلقات المخففة جدًا‪ ،‬بالضافة لكونها مجهدة للنظر‪.‬‬
‫‪2‬‬ ‫‪microbiology‬‬

‫‪ -b‬إحصاء المستعمرات بالطباق‪:‬‬


‫تعتمد هذه الطريقة على استنبات الميكروبات )‪1‬مل من المزرعة المراد فحصها(‬
‫في أوساط غذائية صلبة ملئمة داخل أطباق بيتري معقمة‪ ،‬وحضن هذه الطباق‬
‫بدرجة حرارة ملئمة‪ ،‬ثم إحصاء عدد المستعمرات النامية فيها بعد فترة زمنية‬
‫معينة تختلف باختلف النوع الميكروبي المدروس )‪ 24‬ساعة ( لجرثوم ‪ E.coli‬وثلثة‬
‫أيام على القل لجرثوم ‪. Azotobacter‬‬

‫يمكن أن نحصل بهذه الطريقة على عدد كبير من المستعمرات التي تتداخل‬
‫حدودها‪ ،‬ويصبح احتمال الخطأ كبيرا ً‪ ،‬لذلك يجري تخفيف متدرج للعينة المدروسة‬
‫)شكل رقم ‪ (50‬لدرجة تسمح بظهور عدد من المستعمرات في الطباق يتراوح‬
‫بين )‪ (300 –30‬مستعمرة‪ ،‬وبمعرفة التخفيف نستطيع معرفة عدد الميكروبات‬
‫الموجودة في ‪ 1‬مل‪.‬‬

‫تعطي هذه الطريقة نتائج جيدة عند زراعة جراثيم الحليب والماء والغذية وغيرها‪،‬‬
‫لنها طريقة سهلة ودقيقة‪.‬‬

‫‪ -c‬الحصاء في الوسط السائل‪:‬‬


‫تستعمل هذه الطريقة بشكل خاص لحصاء ميكروبات التربة‪ .‬حيث تلقح أوساط‬
‫غذائية سائلة‪ ،‬ملئمة وموزعة في أنابيب اختبار بمعلق التربة المتدرج في التخفيف‪،‬‬
‫وتحضن في الشروط المناسبة فترات زمنية تختلف باختلف النوع المدروس‪ .‬تنمو‬
‫الجراثيم في هذه الوساط‪ ،‬و يترافق نموها بتشكل راسب حبيبي غروي ولزج في‬
‫أسفل النابيب‪ ،‬أو غشاء رقيق في وسط السائل أو على سطحه‪ .‬تعد هذه النابيب‬
‫موجبة بالمقارنة مع النابيب السالبة التي ل تحوي على الراسب أو الغشاء‪ .‬يحسب‬
‫العدد الكثر احتمال ً بالرجوع إلى جداول خاصة ‪.‬‬

‫) راجع طريقة ‪ Mc CRAD‬في العملي (‬

‫‪ -d‬طريقة الحصاء باستعمال أغشية الترشيح‪:‬‬


‫يجري ترشيح ميكروبات الماء أو الهواء بأوراق ترشيح خاصة ‪ Millipore‬مختلفة في‬
‫أقطار مساماتها ثم توضع ورقة الترشيح هذه داخل أطباق خاصة وتحصى مباشرة‬
‫أو بعد تلوينها‪ .‬يمكن أن تحتضن أوراق الترشيح في شروط مناسبة‪ ،‬ثم تحصى‬
‫المستعمرات النامية بعد فترة معينة ) الشكل رقم ‪.( 51‬‬

‫‪ -e‬تقدير درجة تعكير البيئة ‪Turbidimetrice method:‬‬


‫‪3‬‬ ‫‪microbiology‬‬

‫تنمو الميكروبات في الوساط السائلة‪ ،‬ويترافق هذا النمو بزيادة تعكر الوسط‬
‫بسبب ازدياد عدد الخليا فيه‪ .‬فإذا مررنا حزمة ضوئية خلل الوسط‪ ،‬فإن الخليا‬
‫الجرثومية تمتص وتبعثر بعض هذه الشعة الضوئية‪ .‬والحقيقة أن كمية الضوء‬
‫الممتصة والمبعثرة تتناسب مع كتلة الخليا في الوسط‪ ،‬حيث أن ازدياد عدد الخليا‬
‫يؤدي إلى زيادة تبعثر الضوء وامتصاصه‪ .‬ولقياس مدى هذا التبعثر يستعمل إما‬
‫مقياس الطيف الضوئي ‪ Spectrophotometer‬أو مقياس اللون ‪ Colorimeter‬أو‬
‫مقياس العكر ‪) Turbidimeter‬شكل رقم ‪ (52‬التي تعتمد على قياس شدة الحزمة‬
‫الضوئية الواردة للعينة ‪ Io‬والصادرة ‪ I‬بعد عبورها للمعلق الجرثومي‪ ،‬والمحددة‬
‫بعلقة ‪. Beer&Lambert‬‬

‫حيث تمثل‪ E :‬ثابت المتصاص‪ ،‬وهو خاص بكل محلول أو وسط‪.‬‬

‫تركيز المحلول أو كثافة الخلية الميكروبية في المعلق أو الوسط‪.‬‬ ‫‪C‬‬

‫طول المسار الضوئي خلل العينة أو المعلق الميكروبي بالسم‪.‬‬ ‫‪I‬‬

‫وعلى ذلك يمكن أن تكتب العلقة السابقة بأخذ لوغاريتمها على النحو التالي ‪:‬‬

‫‪log II0 = -ElC‬‬

‫من هذه العلقة نلحظ أن لوغاريتم نسبة شدة الضوء الصادر على شدة الضوء‬
‫الوارد يتناسب طردا ً مع التركيز أو كثافة الخليا الميكروبية في المعلق‪ .‬وتدعى‬
‫نسبة ‪ II0‬بالرسال أو الصدار الضوئي ‪ Transmittance‬ويرمز لها اختصارا ً بالرمز )‬
‫‪ (T‬وغالبا ً ما تؤخذ القيمة الخيرة كنسب مئوية أي ‪ %T‬وهي تساوي إلى‪×100 :‬‬
‫‪T% = II0 ×100‬‬

‫كما قد تستعمل قيمة المتصاص الضوئي ‪ absorpance‬التي يرمز لها اختصارا ً بي )‪(A‬‬
‫وتعرف بأنها لوغاريتم نسبة شدة الضوء الوارد إلى شدة الضوء الصادر وهي‬
‫تساوي‪:‬‬

‫‪A = log II0 = - log T‬‬

‫تستعمل هذه الطريقة بكثرة في دراسة نمو الجراثيم لسرعتها ودقتها‪ .‬و لكن ل‬
‫يمكن استعمالها في الوساط الملونة كثيرا ً أو التي تحتوي على مواد عالقة أخرى‬
‫غير الخليا الجرثومية‪ ،‬أو عندما يكون نمو المزرعة ضعيفًا‪ .‬تجدر الشارة إلى أن‬
‫هذه الطريقة تأخذ في الحساب الخليا الميتة والحية على السواء‪.‬‬

‫‪ -f‬تقدير الزيادة في محتويات الخلية من النتروجين‪:‬‬


‫‪2‬‬ ‫‪microbiology‬‬

‫لقد ذكرنا سابقا ً أن الخلية الميكروبية تتركب بشكل أساسي من البروتين‪ ،‬ولما‬
‫كان النتروجين يشكل القسم الرئيسي من هذا البروتين ) إذ يشكل ‪ %5.5‬من وزن‬
‫البروتوبلسم الجاف(‪ ،‬فإن كميته في المستعمرة تتناسب مع عدد الخليا الجرثومية‬
‫وحجمها‪.‬‬

‫غالبا ً ما يجري قياسان لكمية النتروجين في المستعمرة أحدهما قبل بدء النمو‬
‫والخر في نهايته ثم تحسب الزيادة في النمو تعد هذه الطريقة غير حساسة‪ ,‬لنها‬
‫تصلح في حال وجود أعداد كبيرة من الميكروبات فقط‪.‬‬

‫‪ -g‬تقدير الزيادة في الوزن الجاف للخلية‪:‬‬


‫تستعمل هذه الطريقة في حال المزارع الميكروبية ذات النمو الكثيف‪ ،‬وهنا يجب‬
‫غسل الخليا جيدا ً من الشوائب والمواد العالقة بها‪ ،‬وتعد من الطرق غير الحساسة‬
‫أيضا ً ‪.‬‬

‫‪ -h‬تقدير النشاط الخلوي‪:‬‬


‫يكون ذلك بتقدير التغيرات الكيميائية التي تحدث لحدى مكونات الوسط‪ ،‬كأن‬
‫تقدر كمية الحمض الناتجة عن تخمير سكر الغلوكوز بواسطة نوع ميكروبي معين‬
‫لن هذه الكمية تتناسب عادة مع العداد الميكروبية في المزرعة‪ .‬كما قد يتم تقدير‬
‫النشاط الخلوي بقياس النشاط النزيمي لنزيم ما كيقياس قدرة الينتروجييناز‬
‫‪ Nitrogenase‬عيلى تحيويل الستيلين ‪ C2H2‬إلى اتيلين ‪C2H4‬‬

‫في عملية القياس غير المباشرة لتثبيت النتروجين الجوي من قبل ميكروبات التربة‬
‫المثبتة للنتروجين حيث تتناسب كمية اليتلين المنطلقة مع عدد الميكروبات المثبتة‬
‫للنتروجين في المزرعة المدروسة‪.‬‬

‫‪ -i‬النمو المتواقت ‪:Synchronous growth‬‬


‫إن انقسام الخليا في مزرعة ميكروبية ما قد ل يحدث بالوقت نفسه بالنسبة لجميع‬
‫الخليا‪.‬‬

‫ولما كانت ضروريات البحث تقتضي أحيانا الحصول على خليا متشابهة تماما‪ ،‬بحيث‬
‫أن كل خلية من هذه المزرعة تمثل تماما ً جميع الخليا الموجودة فيها‪ ،‬فإن إحداث‬
‫مثل هذا التواقت هام جدا ً صناعيا ً‪.‬‬

‫لقد أثبتت التجارب إمكانية إحداثه إما بتغيير الظروف الفيزيائية حيث تحفظ الخليا‬
‫فترة من الزمن على درجات حرارة منخفضة فيحدث فيها استقلب بطيء‪ ،‬ولكنها‬
‫ل تبدأ بالنقسام إل عند رفع درجة الحرارة‪ ،‬وإما باستعمال كمية من خليا الطور‬
‫‪2‬‬ ‫‪microbiology‬‬

‫أللوغاريتمي الحديثة التي تفصل بالترشيح أو بالتثفيل التفاضلي ‪Defferential‬‬


‫‪ centrifugation‬من مزرعة ما لتستخدم في تلقيح الوسط المناسب‪.‬‬

‫‪ -j‬الستنبات المستمر ‪:Continuous culture‬‬


‫إن إطالة الطور اللوغاريتمي في المزارع الجرثومية هي أحد المواضيع الهامة‬
‫بالنسبة لكل من البحث العلمي والتقدم الصناعي‪ ،‬وهذا ما يمكن تحقيقه مخبريا ً‪،‬‬
‫إذ يعمد إلى جعل وسط الستنبات ثابتا َ‪ ،‬إما بإضافة تيار ثابت من الوسط‬
‫المستعمل باستمرار بحيث يبقى تركيز الشوارد والعناصر الغذائية بالنسبة نفسها‬
‫وذلك باستعمال جهاز يسمى ‪) Chemostat‬الشكل ‪ ،(53‬أو بإضافة وسط‬
‫الستنبات الطازج عند وصول درجة عكر المزرعة حدا ً معينا في جهاز يسمى‬
‫‪ .Turbidostat‬يطلق على هذا النمو اسم النمو المتوازن أو النمو الثابت‪.‬‬

‫ثالثا – العوامل المؤثرة على معدل نمو‬


‫الميكروبات‪:‬‬
‫تؤثر عوامل البيئة المختلفة على نمو الميكروبات سواء وجدت هذه الميكروبات في‬
‫بيئاتها الطبيعية أم في بيئاتها الصنعية وفي ما يلي أهم هذه العوامل ‪:‬‬

‫‪-1‬اليغيييييذاء ‪:‬‬

‫تختلف حاجة الحياء الدقيقة إلى المواد الغذائية باختلف النواع الميكروبية‪ ،‬وفي‬
‫جميع الحالت يجب توافر المواد التي تستغل في العمليات البنائية للخلية وفي‬
‫عمليات التنفس‪ ،‬ومن الملحظ بشكل عام أن الخلية الميكروبية تستغل في بناء‬
‫البروتوبلسما كمية تقل عن ثلث المواد الغذائية المقدمة لها ويتحلل الباقي‬
‫للحصول على الطاقة‪ .‬ولذلك يزداد النمو بدرجة واضحة عند وجود المواد‬
‫الغذائية المناسبة بكميات كافية بينما يؤدي النقص في أي منها إلى إعاقة النمو‬
‫وتوقفه‪.‬‬

‫الرطييوبة والجفاف ‪:‬‬ ‫‪-2‬‬

‫تحتاج الحياء الدقيقة إلى الرطوبة والماء الحر لنقل المواد الغذائية في صورة‬
‫ذائبة إلى داخل الخلية‪ ،‬والفضلت إلى خارجها وحفظ المحتوى المائي‬
‫للبروتوبلسما‪ .‬ولذلك فإن بعض الميكروبات وبخاصة تلك التي تعيش في مياه‬
‫البحار أو المياه العذبة‪ ،‬وكذلك النواع المرضية تموت بسرعة إذا تعرضت‬
‫‪2‬‬ ‫‪microbiology‬‬

‫للجفاف‪ .‬أما تلك التي يمكن أن تعيش في بعض المواد الغذائية كالشحم‬
‫والسمن فإنها غير قادرة على التكاثر في هذه المواد بسبب نقص الماء‪.‬‬

‫ومن الملحظ بشكل عام أن الحياء الدقيقة تستطيع تحمل الجفاف إما بتوقفها‬
‫عن النمو أو بتكوينها للبواغ ‪ spores‬كما يمكن لعدد كبير منها أن تبقى حية لمدة‬
‫طويلة دون أن تنمو أو تتكاثر إذا تعرضت للتجفيف تحت ضغط منخفض )درجة‬
‫عالية من التفريغ أو الخلخلة( حيث تهبط الفعال الحيوية وتتوقف المبادلت‬
‫الغذائية تماما‪ .‬وتستعمل هذه الطريقة لحفظ المزارع الجرثومية سنين عديدة‬
‫حيث أمكن حفظ بعض جراثيم الدفتيريا مدة ) ‪15‬سنة( وجرثومة السل‬
‫‪ Mycobacterium tuberculosis‬مدة ) ‪17‬سنة( وبعض أنواع جنس ‪Streptococcus‬‬
‫مدة )‪ 25‬سنة(‪ .‬كما توجد طريقة أخرى للتجفيف هي التجفيف بالتبريد أو‬
‫التجفيد ‪ ) Lyophilzation‬شكل رقم ‪.(54‬‬

‫تتضمن المراحل التالية‪:‬‬

‫‪.1‬يوضع المعلق الجرثومي ) بالحليب( في أنبوب ويغطى بسدادة قطنية‪.‬‬

‫‪.2‬تجمد الخليا بوضعها في مزيج من الجليد الجاف والسيتون تحت درجة –‬


‫‪ 75‬م‪.‬‬

‫‪.3‬توضع النابيب في جهاز وتعرض فيه للتجفيف تحت التفريغ‪.‬‬

‫‪.4‬يغلق أنبوب الختبار بشكل محكم‪.‬‬

‫‪.5‬يحفظ النبوب بحالة التجفيد‪.‬‬

‫حيث يجري تجميد العينة بسرعة في حرارة – ‪ 75‬م أو ‪ 76-‬م ‪ ،‬ثم تجفيفها‬
‫في شروط خلء عالية وذلك بتصعيد الماء )تحول الماء من الحالة الجامدة إلى‬
‫الحالة الغازية مباشرة( لمدة زمنية محددة‪ .‬وقد شاع استعمال هذه الطريقة‬
‫حاليا لحفظ المزارع والبواغ الميكروبية ومزارع النسج ولتصنيع عدد كبير من‬
‫المشروبات والمنتجات الغذائية المختلفة ولتحضير العينات للمجهر اللكتروني‬
‫الكانس ‪.‬‬

‫‪-3‬درجة الحرارة ‪Temperature :‬‬

‫ل تملك الحياء الدقيقة أجهزة خاصة لتنظيم الحرارة في داخلها وحرارتها هي‬
‫حرارة الوسط الذي تعيش فيه‪ .‬لذلك تتحكم حرارة الوسط هذه بالتفاعلت‬
‫الحيوكيميائية التي تقوم بها الميكروبات‪ ،‬فتؤثر على سرعتها وتحدد بالتالي‬
‫سرعة النمو الكلي لهذه الميكروبات ومقداره‪.‬‬
‫‪2‬‬ ‫‪microbiology‬‬

‫تستطيع جميع الميكروبات العيش في مجال حراري معين وعندما تتعداه تفقد‬
‫القدرة على الستمرار‪ ،‬ولذلك فإن لكل نوع ميكروبي درجة حرارة دنيا ودرجة‬
‫حرارة قصوى ودرجة حرارة مثلى تقع بين الدرجتين السابقتين وتعرف بدرجة‬
‫الحرارة المثلى للنمو ‪ optimum growth temperature‬إذ يبلغ النمو فيها أقصاه‪،‬‬
‫ومما يجدر ذكره أن هذه الدرجة قد ل تكون المثلى بالنسبة لبقية النشاطات‬
‫الخرى للخلية )الشكل رقم ‪.(55‬‬

‫تؤثر تغييرات درجة الحرارة على العمال الستقلبية‪ ,‬ل بل وعلى شكل الخلية‬
‫الميكروبية أيضاً ويمكن تقسيم الميكروبات تبعاً لتفضيلها لدرجة الحرارة إلى‬
‫ثلث مجموعات )الشكل رقم ‪:( 56‬‬

‫أ – الحياء الدقيقة المحبة للبرودة ‪Psychrophiles :‬‬


‫تتميز هذه الميكروبات بقدرتها على النمو في درجة حرارة دنيا هي الصفر مئوية‬
‫أو ما يقاربها‪ ،‬وقصوى هي حوالي ْ‪30‬م ولكن الدرجة المثالية لنموها هي بين‬
‫‪ 20 –15‬م‪ .‬إل أن هناك أنواعا ً تكيفت لتعيش في درجة حرارة تقرب من ‪7ْ -‬م‬
‫في حين يكون نموها المثالي بين ‪ْ 30 –20‬م وتنتسب إلى هذه المجموعة بعض‬
‫أنواع جراثيم التربة والبحار وبعض النواع التي تسبب تعفن السماك والنباتات‬
‫المائية‪ ،‬وتلك التي تسبب فساد الغذية المحفوظة بالتبريد )الشكل رقم ‪.(57‬‬

‫ب – الحياء الدقيقة المحبة للحرارة المعتدلة ‪Mesophiles :‬‬


‫وهي الميكروبات التي يكون نموها الفضل بين درجة حرارة ‪ْ 40 - 25‬م تتراوح‬
‫حرارتها الدنيا بين ‪ْ 15 – 10‬م وتصل حرارتها القصوى إلى ‪ْ 45‬م‪ .‬وتضم هذه‬
‫المجموعة عددا كبيرا من الميكروبات الرمية ‪ ، saprophiles‬وجميع الميكروبات‬
‫المرضية المتطفلة على النسان والحيوانات ذوات الدم الحار والتي تنمو بشكل‬
‫جيد في الدرجة ‪ْ 37‬م‪.‬‬

‫ج ‪ -‬الحياء الدقيقة المحبة للحرارة ‪Thermophiles :‬‬


‫يتحقق النمو الفضل لهذه الميكروبات بين ‪ْ 60 – 45‬م‪ ،‬علما بأن بعض معدلت‬
‫النمو لهذه الميكروبات تدخل حدود الميكروبات المحبة للحرارة المعتدلة وتتراوح‬
‫حرارتها الدنيا بين ‪45ْ – 25‬م بينما تصل حرارتها القصوى إلى ‪ْ 75‬م وأحيانا إلى‬
‫‪ْ 90‬م‪ .‬تنتشر ميكروبات هذه المجموعة في الينابيع الحارة وفي روث الحيوانات‬
‫فتسهم في رفع درجة حرارة السمدة الطبيعية عند تخمرها كما يصادف بعضها‬
‫‪3‬‬ ‫‪microbiology‬‬

‫في بعض المواد الغذائية المحفوظة‪ ،‬تقسم ميكروبات هذه المجموعة إلى‬
‫قسمين‪:‬‬

‫‪‬ميكروبات محبة للحرارة اختياريا ً ‪Facultative thermophiles‬‬

‫‪Obligate thermophiles‬‬ ‫‪‬ميكروبات محبة للحرارة إجباريا ً‬

‫وهي التي ل يمكنها أن تعيش إل في الوساط ذات الحرارة العالية )‪ْ 60‬م فما‬
‫فوق( كما هي الحال في بعض أنواع الميكروبات التي تعيش في الينابيع الكبريتية‬
‫الحارة‪ .‬ويعطي فكرة عن درجات الحرارة الدنيا والمثلى والقصوى لنمو بعض‬
‫أنواع الحياء الدقييقة‪.‬‬

‫‪4‬ي الضغط ‪PRESSURE‬‬

‫يعد الضغط أحد العوامل الهامة التي تؤثر على حياة الحياء الدقيقة ونموها‬
‫ويجب أن نميز بين نوعين من الضغط‪:‬‬

‫‪ -1‬الضغط الخارجي أو الميكانيكي‪:‬‬


‫يمكن لبعض أنواع الميكروبات أن تتحمل عيدة ضيغوط جوية كبيرة من رتبة‬
‫‪ 650‬كغ ‪ /‬سم ‪ ،2‬إل أنها ل تستطيع أن تتحمل الضغط العالي جدا ً والذي يتجاوز‬
‫‪ 1200‬كغ ‪ /‬سم ‪ 2‬كما هي الحال في بعض الجراثيم اليتيي تعيييش في أعماق‬
‫البحار واليميحيطات وتيلك الييتي تيعييش في اليطبقات الرضيية اليبترولية‪ ،‬حيث‬
‫تتعرض إليى ضيغوط عيييالية تلءم نمط حياتها فتنمو وتتكاثر بينما ل تستطيع‬
‫النمو والتكاثر في الضغوط الجوية العادية وتدعى هذه الميكروبات بالميكروبات‬
‫محبة الضغط ‪ parophiles.‬وفيما عدا ذلك تتخرب معظم الميكروبات غير‬
‫المتبوغة عييندما يطيبق علييها ضغيط يييتراوح بين ‪ 6000 -300‬ضغط جوي‬
‫خلل ‪ 45‬دقيقة بينما تحتاج الميكروبات المتبوغة إلى أكثر من ‪ 20.000‬ضغط‬
‫جوي كي تتخرب وتموت‪.‬‬

‫‪ -2‬الضغط الحلولي ‪:‬‬


‫تؤثر تراكيز المحاليل الغذائية على نمو الحياء الدقيقة تأثيرا ً كبيرًا‪ ،‬وتقسم‬
‫المحاليل عموما إلى ثلثة أقسام‪:‬‬

‫‪ -‬المحاليل ذات التركيز الضعيف ‪ hypotonic‬أو ذات الضغط الحلولي المنخفض‪.‬‬

‫‪ -‬المحاليل ذات التركيز العالي ‪ hypertonic‬أو ذات الضغط الحلولي المرتفع‪.‬‬

‫‪ -‬المحاليل ذات التركيز المتساوي ‪ Isotonic‬أو ذات الضغط الحلولي المتعادل‪.‬‬


‫‪2‬‬ ‫‪microbiology‬‬

‫فإن وضعت الخلية الميكروبية في سائل ذي ضغط حلولي مرتفع‪ ،‬خرج منها‬
‫الماء وانكمشت السيتوبلسما ‪ ، Plasmolysis‬أما إذا وضعت في سائل ذي ضغط‬
‫حلولي منخفض دخل إليها الماء وانتبجت وربما تمزقت‪ .‬وتشير الدراسات إلى أن‬
‫معظم الميكروبات ل تتأثر بتغيير تركيز المحلول في حدود ‪ %3–0.5‬لن الضغط‬
‫الحلولي داخل الخلية يساوي تقريبا )‪ (25-5‬ضغطا ً جويا ً‪ ،‬بينما يسبب الضغط‬
‫الحلولي المرتفع ) ‪ 100–90‬ضغط جوي( تأثيرا ً مؤذيا ً بالنسبة لها باستثناء‬
‫الميكروبات المحبة للملوحة ‪ Halophilic‬التي تعيش في أوساط تحتوي على‬
‫تركيز مرتفع من الملح )‪%25-15‬من ‪ (ClNa‬وتسبب فساد الغذية المحفوظة‬
‫في الملح كالمخللت بأشكالها واللحوم المملحة والجلود المدبوغة‪ ،‬وكذلك‬
‫السماك المملحة التي يمكين أن يعيييش عليها جييرثوم ‪Seratia salinaria‬‬
‫فيعطيها اللون الحمر والرائحة الكريهة ويسبب فسادها‪.‬‬

‫‪5‬يي المحتوى الوكسجيني للوسط ‪Oxygen concentration :‬‬

‫تحتاج الحياء الدقيقة إلى الوكسجين من أجل عمليات الكسدة والرجاع التي‬
‫تحدث في أثناء التنفس‪ ،‬ويعد الوكسجين وغاز ثاني أكسيد الكربون من أهم‬
‫الغازات التي تؤثر على حياة الميكروبات ونموها‪ .‬ولذلك فهي تقسم تبعا لحاجاتها‬
‫للوكسجين إلى خمسة أقسام الشكل رقم )‪:(58‬‬

‫أ‪ -‬الهوائية الجبارية ‪: Obligate aerobe‬‬


‫وهي التي تنمو بوجود كميات كبيرة من الوكسجين كجنس ‪ Azotobacter‬و‬
‫‪ Nitrobacter‬بسبب احتوائها على أنزيمات الكسدة )سيتوكرومات ‪ -‬بيروكسيداز(‬
‫فقط‪.‬‬

‫‪:Strict‬‬ ‫ب – اللهوائية الجبارية ‪anaerobe‬‬


‫وهي التي تنمو بغياب الوكسجين كجنس ‪ Bacteriodes‬و ‪ Clostridium‬بسبب‬
‫احتوائها على أنزيمات نزع الهيدروجين فقط‪ ،‬فتحصل على الطاقة اللزمة‬
‫لفعالها الحيوية بواسطة عملية التخمر حيث تنزع الهيدروجين خلل سلسلة من‬
‫تفاعلت الكسدة والرجاع بين مركبات عضوية بعضها يعمل كمانح للهيدروجين‬
‫)فتتأكسد( والخر كمستقبل له )فيرجع(‪ .‬وبهذا تسعى هذه الجراثيم لجعل كمون‬
‫الكسدة والرجاع )‪ (Eh‬الداخلي فيها مناسبا ً لشروط عملياتها البنائية ونموها‪.‬‬

‫ج – اللهوائية اختياريا ‪:Facultative anaerobe‬‬


‫‪3‬‬ ‫‪microbiology‬‬

‫وتستطيع النمو بوجود الوكسجين أو غيابه كما في جنس ‪،Escherichia، vibrio‬‬


‫فتحصل على الطاقة اللزمة لفعالها الحيوية بعملية التخمر عند فقد الوكسجين‬
‫من الوسط وعملية التنفس في حالة وجوده‪.‬‬

‫د – اللهوائية المتحملة للهواء ‪Aerotolerant anaerobe:‬‬


‫وهي التي تنمو بشكل جيد بوجود الوكسجين أو غيابه‪ ،‬كما هي الحال بالنسبة‬
‫للمكورات المعوية البرازية ‪Enterococcus faecalis‬التي تعيش في المعاء‪.‬‬

‫هي ‪ -‬المحبة لثار من الوكسجين ‪:Microaerophile‬‬


‫وهي التي تنمو وتقوم بأفعالها الحيوية بوجود كميات قليلة جدا ً من الوكسجين‬
‫كما في جراثيم حمض اللبن ‪ lactobacillus‬حيث تكون خلياها مجهزة ببعض‬
‫أنزيمات الكسدة مما يجعلها شديدة الحساسية تجاه الكميات الكبيرة من هذا‬
‫الوكسجين‪.‬‬

‫ويكفي لتنمية الميكروبات الهوائية أن تترك أنابيب الستنبات تحت الظروف‬


‫العادية لتوفير احتياجاتها من الوكسجين‪ ،‬أما إذا أريد الحصول على نمو أفضل‬
‫فتزداد درجة تعريض هذه المزارع إلى الوكسجين الجوي‪ ،‬إما عن طريق تكبير‬
‫سطح المزرعة المعرض للهواء‪ ،‬أو عن طريق التهوية الصطناعية لهذه المزارع‪.‬‬

‫أما تنمية الميكروبات اللهوائية فيحتاج إلى طرق ومعدات خاصة‪ ،‬إذ يجب‬
‫التخلص من الوكسجين الجوي من الجو المحيط بالمزارع قبل استنبات الجراثيم‬
‫ولهذا يعمد إلى ما يلي‪:‬‬

‫‪.1‬إضافة بعض المركبيات الميييييختزلة إلى الوسيييط مثل تيوغييليييييييكولت‬


‫‪ HSCH2 COONa SODIUM THIOGLYCOLATE‬حيث‬ ‫اليييصوديوم‬
‫ينعدم الوكسجين ويصبح الوسط ل هوائيا‪.‬‬

‫‪.2‬إزالة الوكسجين آليا من مزارع الميكروبات عن طريق التفريغ )الخلخلة(‬


‫بواسطة مضخة تفريغ آلية وإحلل غاز النتروجين أو خليط من النتروجين‬
‫وثاني أكسيد الكربون محل الهواء‪.‬‬

‫‪.3‬إضافة بعض المواد الكيميائية التي تستهلك أوكسجين الوسط أثناء تفاعلها‬
‫معا ً داخل الوعية المغلقة للمزارع الميكروبية‪ ،‬ومن أمثلة المواد التي‬
‫تضاف مزيج من حمض البيروجاليك ‪ + C6H3 (OH)3‬هيدروكسيد‬
‫البوتاسيوم‪.‬‬
‫‪1‬‬ ‫‪microbiology‬‬

‫‪.4‬استخدام جهاز ‪ GASPAK‬الخاص بالنظم اللهوائية )الشكل رقم ص ‪(59‬‬


‫حيث يتم توليد الهيدروجين وثاني أكسيد الكربون من مغلف ‪. GASPAK‬‬
‫بينما تقوم غرفة البلديوم ‪ Palladium‬بإنتاج الماء حيث يقوم البلديوم بدور‬
‫الوسيط ليشكل الماء اعتبارا من الهيدروجين والوكسجين الذي يسحب‬
‫بهذه الطريقة ‪.‬‬

‫‪ -6‬حموضة أو قلوية الوسط )‪PH): Acidity or Alkalinity‬‬


‫ويختلف تأثير درجة الي ‪ PH‬باختلف النوع الميكروبي إذ أن لكل نوع درجة ‪PH‬‬
‫مثالية يبلغ النمو عندها أقصاه‪ ،‬ودرجة دنيا وهي أقصى درجة حموضة يمكن أن‬
‫يحدث عندها النمو‪ ،‬ودرجة قصوى وهي أعلى درجة قلوية تسمح بالنمو‪.‬‬

‫تتراوح درجة الي ‪ PH‬المثالية بالنسبة لمعظم الجراثيم بين ‪ 8-6.5‬إل أن هنالك‬
‫بعض الجراثيم التي تشذ عن ذلك‪ .‬ولكن يمكن القول بشكل عام أن الدرجتين‬
‫الدنيا والقصوى لجميع الجراثيم تتراوح ما بين ‪ 9 -4‬بينما تفضل الفطريات‬
‫الوساط الحمضية ‪ 4 – 3.5‬والطحالب تفضل الوساط القلوية أي ثمانية وما‬
‫فوق‪ .‬فإذا زرعت بعض الميكروبات بدرجة ‪ PH = 7‬فإن هذه الدرجة ل تبقى ثابتة‪،‬‬
‫وإنما تتغير نحو الحموضة أو القلوية بسبب نواتج الستقلب المختلفة لييهذه‬
‫الجراثيم‪ ،‬وهذا ما يؤثر على نموها‪ .‬لذلك يضاف لوساط الستنبات أحيانا ً محاليل‬
‫واقية )منظمة(‪ Buffer Solutions‬تملك القدرة على التحاد مع الحموض‬
‫والقلويات‪ ،‬مما يحفظ ‪PH‬الوسط طوال فترة الستنبات‪ .‬ونذكر من هذه‬
‫المركبات‪ KH2PO4،‬و ‪ K2HPO4‬والحموض المينية ومشتقاتها وتستعمل حاليا‬
‫في المخابر الميكروبيولوجية أجهزة استنبات خاصة تحوي على منظم اتوماتيكي‬
‫للي ‪ PH‬طوال فترة الحضن‪.‬‬

‫‪ -7‬التوتر السطحي ‪:‬‬

‫وهو القوة التي تعمل على تجميع الجزيئات وتماسكها عند سطح السائل‪ ،‬فالتوتر‬
‫السطحي للماء في الدرجة ‪°20‬م يساوي ‪ 72.2‬دينه‪/‬سم ‪ 2‬إل أن هناك مواد‬
‫قادرة على رفع هذا التوتر وأخرى قادرة على خفضه‪ ،‬وذلك بسبب عدم ذوبان‬
‫هذه المواد بشكل متجانس في الماء مما يجعلها تتركز على سطحه‪.‬‬

‫وتفضل معظم الميكروبات النمو في وسط ذي توتر سطحي مرتفع نسبيًا‪ً ،‬لذلك‬
‫)‪ 28‬دينه‪/‬سم ‪ (2‬والفينولت )‪ 40‬دينه‪/‬سم ‪ (2‬والمنظفات‬ ‫تعد الكحوليات‬
‫‪ Detergents‬بشكل عام مواد قاتلة للميكروبات لنها قادرة على إضعاف قوى‬
‫التماسك بين الجزئيات وبالتالي تخفيض التوتر السطحي‪ .‬ومن المعلوم أن‬
‫معظم التغيرات الفيزيائية والكيميائية الهامة التي تتوقف عليها حياة الخلية‬
‫الميكروبية إنما تحدث على السطوح الخارجية وتؤثر بالتالي على السطوح‬
‫‪2‬‬ ‫‪microbiology‬‬

‫الداخلية‪ ،‬لذلك يؤدي انخفاض التوتر السطحي للوساط الغذائية السائلة إلى‬
‫تغيير في نفاذية غلف الخلية وفي التفاعلت الفيزيولوجية داخل الخليا‬
‫الميكروبية وبالتالي إلى تحطيم الغشاء السيتوبلسمي‪.‬‬
‫وتجدر الشارة إلى أن بعض المواد الخافضة للتوتر الييييسطحي تملك أيييييضا ً‬
‫تأثييييرا ً كيييميائيا ً )كالفينول مث ً‬
‫ل(‪ ،‬لذلك فهي تعمل أول ً كعامل فيزيائي يؤثر على‬
‫نفاذية الغلف الخلوي وما يتبع ذلك من تغيرات‪ ،‬ثم كعامل كيميائي قاتل‪.‬‬

‫‪ -8‬تأثير الشعاعات‪Radiation :‬‬

‫الشعاعات هي الشعة غير المرئية المنبعثة من الضوء الطبيعي أو الصناعي‪،‬‬


‫وتتميز بعض الشعاعات بتأثير ضار أو ميمييت للحيياء الدقيقة‪ ،‬لذلك فهي‬
‫تستخدم في عمليات التعقييم المختلفة‪ ،‬وهنياك نوعان من الشعاعات )الشكل‬
‫رقم ‪:(60‬‬

‫الكهرومغناطيسية‪Electromagnetic :‬‬
‫ولها آثار فيزيولوجية مختلفة على الحياء عامة‪ ،‬وتضم الشعة فوق البنفسجية‬
‫‪ ، ultra violet‬الشعة المرئية ‪ ، visible rays‬والشعة تحت الحمراء ‪ infra red‬حيث‬
‫يستخدم النوعان الخيران كمنبع هام للطاقة من قبل الميكروبات التي تقوم‬
‫بعملية التمثيل الضوئي بينما تعد الشعة فوق البنفسجية ذات تأثير قاتل أو ضار‪.‬‬

‫المشردة أو المؤينة ‪Ionizing :‬‬


‫وهي ذات تأثير مميت على الحياء بشكل عام‪ ،‬لنها تسبب تشرد )تأين( بعض‬
‫المركبات الخلوية‪ ،‬وتضم أشعة ‪ ، x‬الشعة الكونية ‪ cosmic rays‬والنظائر‬
‫المشعة‪.‬‬

‫ويهتم العاملون بتأثير الشعة على الميكروبات بنوعين منها هما‪:‬‬

‫‪ -1‬الشعة فوق البنفسجية ‪Ultra violet :‬‬

‫وهي أشعة ذات موجات طويلة تتراوح بين ‪ ، A –°A 2950° 2000‬تحمل كمية‬
‫كبيرة نسبيا من الطاقة تؤثر بها على الخليا الحية تأثيرا ضارا أو مميتا ‪ .‬فإذا‬
‫كان زمن تعرض الجراثيم لهذه الشعة قصيرا فإن جزئيات الحموض النووية‬
‫والبروتينات تمتص قدرا قليل ًً من الشعة مما يؤدي إلى تغيير في بعض روابطها‬
‫‪2‬‬ ‫‪microbiology‬‬

‫الكيميائية ويزيد من معدل حدوث الطفرات ‪ . Mutation‬أما إذا كان زمن‬


‫التعرض للشعة كبيرا فإن جزئيات الحموض النووية والبروتينات تتحطم وتنخرب‬
‫كليا ً مما يؤدي إلى موت الخليا‪.‬‬

‫ولهذا تستعمل الشعة فوق البنفسجية للتعقيم في المستشفيات والمخابر‬


‫الميكروبيولوجية والطبية ومخازن اللحوم والمواد الغذائية المختلفة ‪.‬‬

‫ب‪-‬الشعة المشردة )المؤينة(‪:‬‬


‫وهي أشعة ذات موجات قصيرة تتراوح بين ‪ ، A1000°– 0.06‬تحمل كمية كبيرة‬
‫من الطاقة تجعلها ذات قدرة نفوذية عالية داخل النسجة الحية فتؤدي إلى تشرد‬
‫)تأييييين( جزئيات الحموض النووية وما تحمله من مورثات‪ ،‬وبالتالي إلى تخريب‬
‫هذا التركيب الجزيئي وظهور الطفرات التي تبقى ثابتة في كل الجيال القادمة‪.‬‬
‫أما إذا كانت جرعات الشعة كبيرة وفترة تعرض الخليا لها كبيرة أيضا فإنها‬
‫ستؤدي إلى الموت الحتمي لهذه الخليا‪ .‬لذلك تستعمل هذه النواع من الشعة‬
‫في الصناعات الغذائية والغراض الطبية المختلفة‪.‬‬

‫‪ -9‬تأثير المواد الكيميائية السامة‪:‬‬

‫يختلف تأثير المواد السامة على الحياء الدقيقة باختلف طبيعتها وتركيزها ومدة‬
‫تأثيرها‪ ،‬فقد تؤدي إلى وقف نمو الخليا الميكروبية وعرقلة تكاثرها فتدعى مواد‬
‫مثبطة للجراثيم‪ Bacterio Static ،‬كما هي الحال في بعض الصبغة النيلينية‬
‫والمركبات السلفوناميدية‪ ،‬أو تكون مواد قاتلة فتدعى مواد مبيدة للجراثيم‬
‫‪ Bactericidale‬كما هي الحال في الهالوجينات ومشتقاتها‪ ،‬مركبات المعادن‬
‫الثقيلة‪ ،‬الفينول ومشتقاته‪ ،‬الكحوليات‪ ،‬المبيدات المطهرة ‪detergent‬‬
‫‪ ، disinfectants‬والغازات القاتلة وغيرها ‪ .....‬والحقيقة أن التمييز بين الحالتين‬
‫ليس سهل بسبب تداخلهما أحيانا ‪ ،‬حيث يمكن للمواد المثبطة أن تقتل الخليا‬
‫الجرثومية‪ .‬إن آلية تأثير المواد المثبطة للميكروبات متشابهة تماما فالصبغة‬
‫النيلينية والممثلة في البلورات البنفسجية والمركبات السلفوناميدية عبارة عن‬
‫مركبات قلوية تشكل مع الحموض النووية الجرثومية مركبات غير مرئية‪ ،‬كما‬
‫تؤثر على الجملة النزيمية الخلوية‪ .‬فتصبح الخلية في حالة سكون ‪microbistasis‬‬
‫تام‪ ،‬إل أنها تستطيع استعادة نشاطها بمجرد إزالة هذه المواد‪ .‬وتجدر الملحظة‬
‫إلى أن المادتين السابقتين تؤثران على الجراثيم موجبة الغرام لذلك يمكن‬
‫استخدامهما لعزلها عن الجراثيم سالبة الغرام‪.‬‬

‫أما آلية تأثير المواد القاتلة للميكروبات فإنها متشابهة أيضا بالنسبة لجميع هذه‬
‫المواد‪ ،‬حيث أن معظمها يوقف نمو الميكروبات ويعيق عملية تنفسها ويخرب‬
‫‪2‬‬ ‫‪microbiology‬‬

‫أغشيتها السيتوبلسمية لذلك تستخدم معظم هذه المواد في التعقيم وكمواد‬


‫مطهرة‪.‬‬

‫‪ -10‬تأثير المضادات الحيوية المختلفة‪:‬‬

‫المضادات الحيوية ‪ Antibiotic‬هي عبارة عن مواد كيميائية تنتج عن النشاط‬


‫الحيوي لبعض الحياء الدقيقة‪ ،‬وتملك القدرة على قتل نمو العديد من النواع‬
‫الميكروبية أو تثبيطها‪ ،‬ولكنها في الوقت ذاته قليلة السمية بالنسبة للنسان‪ .‬لذا‬
‫تستعمل هذه المضادات الحيوية في معظم المجالت الطبية كمواد مضادة‬
‫للميكروبات بشكل عام‪.‬‬

‫وهناك ثلثة أنواع من الحياء الدقيقة التي تنتج معظم المضادات الحيوية الطبية‬
‫وهي‪:‬‬

‫•الفطريات وبخاصة جنس ‪ penicillium‬الذي يفرز البنسيلين و ‪griseo‬‬


‫‪. fulvin‬‬

‫•الجراثيم وبخاصة جنس ‪ bacillus‬الذي يفرز باستيراسين ‪ Bacitracin‬و‬


‫‪polymyxin‬‬

‫•الجراثيم الخيطية أو ‪ Actinomyetes‬وبخاصة جنس ‪ streptomyces‬الذي‬


‫يفرز الستريبتومايسين ‪ streptomycin‬والكلورامفينيكول ‪chloramphenicol‬‬
‫وتتراسيكلين ‪ tetracycline‬وايرتروميسين ‪ .erythromycin‬هذا وقد أمكن‬
‫عمليا ً اصطناع معظم هذه المضادات مع تغيير بعض الجذور في تركيبها‬
‫للحصول على خواص جديدة تتلءم مع جسم النسان من حيث تركيزها‬
‫في مصل النسان‪ ،‬وقدرتها السمية وتأثيرها المثبط على الجراثيم‬
‫المختلفة‪.‬‬

‫أما آلية تأثير المضادات الحيوية فقد أصبح معروفا نسبيا بالنسبة لعدد كبير منها‬
‫ومازال مجهول لبعضها الخر‪ .‬ويمكن بشكل عام تحديد هذه اللية في النقاط‬
‫التالية‪:‬‬

‫‪.i‬تؤثر بعض المضادات الحيوية على الجدار الخلوي الجرثومي كالبنسيلين‬


‫الذي يثبط عمل النزيمات التي لها وظيفة ضم حمض الموراميك‬
‫‪ Muramic acid‬إلى المواد عديدة السكاكر المخاطية ‪Mucopoly-‬‬
‫‪ - saccharide‬المميزة لجدار الخلية الجرثومية‪ ،‬فيمنع اصطناع هذا الجدار‬
‫ويؤدي بالتالي إلى انحلل الخلية وقتلها‪ .‬ويمكن منع تأثير البنسيلين‬
‫بواسطة أنزيمه البنسيليناز ‪ Penicilinase‬التي تفرزها بعض الجراثيم‬
‫المقاومة للبنسيلين‪ ،‬كما هي الحال في المكورات العنقودية‬
‫‪2‬‬ ‫‪microbiology‬‬

‫‪ Staphylococcus‬والجراثيم سالبة الغرام بشكل عام‪ ،‬لذلك فهو غير فعال‬


‫لمعالجة المراض الناجمة عن هذه الجراثيم‪.‬‬

‫‪.ii‬تستطيع بعض المضادات أن توقف اصطناع البروتينات السيتوبلسمية كما‬


‫هي الحال في الكلورامفينيكول الذي يؤثر على عدد كبير من الجراثيم‬
‫موجبة الغرام وسالبة الغرام‪ ،‬ويستطيع أن يحمي الجرثوم من النحلل‬
‫بتأثير البنسلين وهو ما يسمى التضاد ‪ Antagonisme‬لفعل المضادات‬
‫الحييييوية )أو العلقات التنازعية(‪.‬‬

‫‪.iii‬هناك العديد من المضادات الحيوية التي تؤثر على النفوذية الخلوية‬


‫المتعلقة بالغشاء السيتوبلسمي حيث توجد أنزيمة ‪ Permease‬أو تؤثر‬
‫على الضغط الحلولي فتحدث تغييرا ً في سطح الخلية الميكروبية‪ ،‬مما‬
‫يؤدي إلى خروج بعض الجزيئات واليونات من الخلية ويؤدي بالتالي إلى‬
‫& ‪Polymyxine‬‬ ‫موت الخلية كما هي الحال في ‪.Colistine‬‬

‫‪.iv‬يميكن لبعييض الييمضيادات أن تيخرب النزييمات الييتي تتوسييط تركييب‬


‫اليبروتينيات أو أنزييمات التنفيييس السيتوكرومية وتؤدي بالتالي إلى قتل‬
‫الخلية‪ ،‬كما هي الحال في الستريبتوميسين والتتراسيكلينات ‪Tetracyclins‬‬
‫‪.‬‬

‫إن فيض الكتشافات في مجال المضادات الحيوية قد زاد لدرجة تجعل من‬
‫الصعب حصرهم جميعا ً في هذه الفقرة‪ ،‬ول نبالغ إذا قلنا أن مصانع الدوية تنتج‬
‫كل يوم تقريبا ً مضادا ً حيويا َ جديدا َ يسهم في تطور العييلوم الطيبية بشيكيل خاص‬
‫والحيوية بشكل عام‪.‬‬

‫رابعًا‪ -‬الستقلب الميكروبي‪:‬‬


‫‪Microbial Metabolism‬‬
‫مقدمة‪:‬‬
‫يستعمل اصطلح الستقلب للدللة على التحولت الكيميائية التي تطرأ على‬
‫المواد المختلفة الموجودة في الخليا الحية‪ .‬وهناك نوعان من الستقلب‪:‬‬

‫الستقلب البنائي‪(Anabolism or Biosynthetic) :‬‬


‫وهو مجموعة من التفاعلت التي تؤدي إلى تركيب جزيئات عضوية معقدة بدءا ً‬
‫من جزيئات صغيرة مثل ‪...... NH3, NO3, CO2‬الخ‪ ,‬كما هي الحال في عملية‬
‫‪2‬‬ ‫‪microbiology‬‬

‫التركيب الضوئي والتركيب الكيميائي‪ ،‬وتترافق عمليات الستقلب البنائي غالبا ً‬


‫بامتصاص طاقة‪ ,‬ولذلك فهي تفاعلت حرارية داخلية ‪.Endothermic‬‬

‫الستقلب الهدمي‪Catabolism or Degradative)) :‬‬


‫وهو مجموعة من التفاعلت التي تؤدي إلى تفكيك المركبات العضوية المتكونة‬
‫بالستقلب البنائي أو المقدمة كغذاء إلى أبسط منها من حيث التركيب‪ ,‬وغالبا ً ما‬
‫يحدث على مرحلتين‪ :‬تتضمن الولى منهما حلمهة الجزيئات الكبيرة إلى جزيئات‬
‫صغيرة‪ ,‬كما هي الحال في تحويل عديدات السكر إلى سكريات بسيطة‪,‬‬
‫وتتضمن الثانية تحول الجزيئات الصغيرة إلى جزيئات أكثر بساطة‪ ,‬كما هي‬
‫الحال في تحول جزيئات السكريات البسيطة إلى الماء وغاز ‪.CO2‬‬

‫تترافق عمليات الستقلب الهدمي بانطلق الطاقة الموجودة في الغذية‪,‬‬


‫وتتناسب كمية الطاقة المنطلقة من بعض الغذية‪ ,‬كالغلوكوز مث ً‬
‫ل‪ ,‬مع نوعية‬
‫حياة الخلية‪ ,‬ففي الظروف الهوائية يكون التفكك كامل ً والطاقة المتحررة كبيرة‬
‫وهي حالة التنفس‪ ,‬وفي الظروف اللهوائية يكون التفكك ناقصا ً ول يتحرر سوى‬
‫جزء من الطاقة وهي حالة التخمر‪.‬‬

‫تستخدم الطاقة المتحررة عن العمليتين السابقتين في الحفاظ على حياة الخلية‬


‫أو في بعض التفاعلت التركيبية‪ ,‬كما قد يضيع قسم منها في صورة حرارة‪,‬‬
‫وسنأتي على دراسة حادثتي التخمر والتنفس بالتفصيل‪.‬‬

‫أول ‪-‬الستقلب البنائي ‪:Anabolism‬‬


‫‪.A‬النزيمات الميكروبية ودورها في التحولت الغذائية‪:‬‬
‫تقوم النزيمات الميكروبية كما هي الحال بالنسبة للخليا الحية بدور الوسيط‬
‫العضوي في التفاعلت الحيوية الكيميائية كلها‪ ,‬التي تقوم بها الخلية الميكروبية‬
‫حسب التفاعل العام التالي‪ ,‬إذ تستطيع جزيئة أنزيمة واحدة تحويل مليون‬
‫جزيئة ركيزة ‪ substrate‬في الدقيقة الواحدة‪.‬‬

‫‪E‬‬ ‫‪+‬‬ ‫‪S‬‬ ‫‪ES‬‬ ‫‪P‬‬ ‫‪+‬‬ ‫‪S‬‬


‫أنزيمة‬ ‫الركيزة‬ ‫الناتج الوسطي‬ ‫الناتج النهائي‬ ‫أنزيمة‬

‫تتألف النزيمات الميكروبية من سلسل ببتيدية تتركب على الشيفرة الوراثية‬


‫للنواة أو الدنا ‪ DNA‬الجرثومي‪ ,‬ويرتبط هذا التركيب أحيانا ً بوجود مادة أو‬
‫مجموعة من المواد تلعب دور المحرض‪ ,‬لتكوين مجموعة من النزيمات المتكيفة‬
‫‪ Adaptive‬أو المحرضة ‪ Induced‬تسهم في تحويل مادة غذائية ما‪ ,‬كما هي الحال‬
‫‪2‬‬ ‫‪microbiology‬‬

‫في جراثيم ‪ E.coli‬التي تستطيع عند نموها في وسط يحوي سكر الحليب‬
‫‪ Lactose‬أو أي مادة تحوي ‪ B-galactosides‬أن تركب مجموعة من النزيمات تقوم‬
‫بتحويل اللكتوز إلى سكر غلوكوز وغالكتوز‪ ,‬بينما ل تركب هذه النزيمات إذا‬
‫وضعت في وسط يحوي سكرا ً آخر‪ .‬وتدعى هذه الظاهرة بالتحريض النزيمي‬
‫‪ Enzyme Induction‬وهي عكس ظاهرة الكبح النزيمي ‪Enzyme Repression‬‬
‫والمتمثلة قي تثبيط تركيب جميع النزيمات التي تتدخل في سلسلة التفاعلت‬
‫البنائية عند وجود النواتج النهائية لهذه التفاعلت في الوسط‪ ,‬وتتم عملية تنظيم‬
‫تركيب النزيمات عند الحياء الدقيقة بوساطة مجموعة من المورثات المتخصصة‬
‫بوظائف محددة يمكن إيجازها كما يلي‪:‬‬

‫لحية بدور الوسيط العضوي في التفاعلت الحيوية الكيميائية كلها‪,‬‬ ‫‪.a‬هائي‬


‫التي تقوم بها امجموعة مورثات بنائية ‪:Structural genes‬‬
‫تساعد في عملية الحمض الّريبي المرسال ‪ mRNA‬وتركيب النزيمات‪ ,‬وتحمل‬
‫المعلومات الوراثية التي يجب أن تنقل إلى السيتوبلسما بواسطة الحمض‬
‫الّريبي النووي المرسال ‪.mRNA‬‬

‫تساعد في عملية نسخ الحمض الريبيتت تتتت‬


‫‪.A‬مجموعة مورثات موجهة ‪:Operon genes‬‬
‫تتوضع على الخيط الصبغي بجانب المورثات البنائية وتتحكم بنشاطها‪ ,‬وبخاصة‬
‫أثناء تركيب ‪.mRNA‬‬

‫‪.a‬مجموعة مورثات منظمة ‪:Regulator genes‬‬


‫تعمل على تركيب كابح سيتوبلسمي نوعي يستطيع أن يثبط نشاط المورثات‬
‫الموجهة باتحاده معها‪.‬‬

‫‪.A‬تكون جزيئة ‪:ATP‬‬


‫تستعمل طاقة الكسدة والرجاع التي تحدث في الخليا الميكروبية لتكوين‬
‫جزيئات ‪ ATP‬التي تحمل طاقة كيميائية كبيرة تستعمل في التفاعلت الكيميائية‬
‫)الشكل ‪.(61‬‬

‫الشكل ‪ 61‬بنية جزيئة ‪ATB‬‬

‫‪.B‬التركيب الضوئي والكيميائي في الجراثيم‪:‬‬


‫‪2‬‬ ‫‪microbiology‬‬

‫تقوم بعض الجراثيم بعملية التركيب الضوئي تماما ً كما هي الحال في النباتات‬
‫الخضراء‪ ,‬بسبب احتوائها على اليخضور الجرثومي ‪ Baceriochlorophyll‬الذي‬
‫اكتشفه العالم واسنك ‪ Wassink‬في عام ‪ ,1939‬والذي يتميز عن اليخضور )‪(a‬‬
‫باحتوائه ‪CO-CH3-‬بدل ً من ‪ CH=CH2-‬في الحلقة الولى وزمر هيدروجينية بدل ً‬
‫من جذر ‪ C6H5-‬و ‪ CH3‬في الحلقة الثانية‪.‬‬

‫ومن أهم أنواع هذه الجراثيم نذكر الجراثيم الكبريتية الحمراء التي تنتمي إلى‬
‫فصيلة ‪ Chromataiaceae‬والجراثيم الكبريتية الخضراء التي تنتمي إلى فصيلة‬
‫‪ , Chlorobacteriaceae‬والتي ل تختلف عملية التركيب الضوئي فيها عن النباتات‬
‫الخضراء إل في نوع المانح الهيدروجيني المستعمل‪ ,‬ففي حين تستخدم النباتات‬
‫الماء فإن الجراثيم تستخدم كبريت الهيدروجين ‪ H2S‬وعلى ذلك ل ينطلق‬
‫الوكسجين بل يتكون بدل منه عنصر الكبريت الذي يترسب في الجراثيم‬
‫الكبريتية الحمراء داخل الخليا ويطرح في الجراثيم الكبريتية الخضراء إلى‬
‫الوسط الخارجي حسب التفاعل‪:‬‬
‫‪ CO2 + 2H2S‬ضوء )‪CHOH)X + H2O + 2S‬‬

‫بينما تقوم أنواع جرثومية أخرى ل تحتوي اليخضور الجرثومي بتثبيت غاز ‪CO2‬‬
‫وإرجاعه دون استخدام الطاقة الضوئية‪ ,‬وإنما تستخدم الطاقة الناتجة عن‬
‫أكسدة بعض المواد اللعضوية المعدنية‪ ,‬ولما كانت هذه الطاقة هي طاقة‬
‫كيميائية لذا تدعى بالتركيب الكيميائي ‪ ,Chemosynthesis‬وبحسب طبيعة تفاعل‬
‫الكسدة الناشر للطاقة يمكن أن نميز عدة مجموعات من جراثيم التركيب‬
‫الكيميائي‪ ,‬ونذكر من أهمها‪:‬‬

‫‪.1‬الجراثيم النتروجينية ‪:Nitrobacteria‬‬


‫وهي الجراثيم التي درسها بالتفصيل العالم وينوغرادسكي ‪ Winogradsky‬في معهد‬
‫باستور منذ عام ‪ ,1890‬واكتشف فيها عملية التركيب الضوئي‪ ,‬فلقد لحظ‬
‫وينوغرادسكي أن أكسدة المونيوم إلى نترات تتم على مرحلتين‪:‬‬
‫المرحلة الولى‪:‬‬
‫تتضمن أكسدة المونيوم إلى نتريت وتدعى العملية النترزة ‪ ,Nitrosofication‬ويقوم‬
‫بها جنس نموذجي هو النتروزوموناس ‪ ,Nitrosomsnas‬وأجناس أخرى توجد في‬
‫التربة‪ ,‬ويمكن تمثيلها بالتفاعل التالي‪:‬‬
‫‪.2NH3+3O2 2HNO2+2H2O+79K.cal‬‬
‫‪1‬‬ ‫‪microbiology‬‬

‫المرحلة الثانية‪:‬‬
‫تتضمن أكسدة النتريت إلى نترات وتدعى عملية النترتة ‪ Nitratation‬ويقوم بها‬
‫جنس نموذجي هو النتروباكتر ‪ ,Nitrobacter‬وأجناس أخرى توجد في التربة‪ ,‬ويمكن‬
‫تمثيلها بالتفاعل التالي‪:‬‬
‫‪.HNO2+12O2 HNO3+21.6K.cal‬‬
‫وتستخدم الطاقة الناتجة من التفاعلين السابقين لرجاع تماما ً ‪ CO2‬كالنباتات‬
‫الخضراء‪.‬‬
‫‪.2‬الجراثيم الكبريتية ‪:Thiobacteria‬‬
‫يعيش معظم هذه الجراثيم في المياه الكبريتية‪ ,‬بعضها ل يحتوي أصبغة‪ ,‬ولذلك‬
‫تسمى الجراثيم البيضاء مثل جراثيم الجنس ‪ ,Achromatium‬وبعضها الخر يحتوي‬
‫أصبغة غير يخضورية مثل جراثيم الجنس ‪ ,Beggiatoa‬كذلك فإن القسم الخر من‬
‫هذه الجراثيم يعيش في التربة مثل النوع ‪ Thiobacillus thioparus‬وجميع هذه‬
‫الجراثيم تقوم بأكسدة كبريت الهيدروجين على مرحلتين‪:‬‬
‫المرحلة الولى‪:‬‬
‫تتضمن أكسدة كبريت الهيدروجين وتكوين الكبريت الذي يظهر في صورة حبيبات‬
‫في بروتوبلسما الخلية الجرثومية‪ ,‬ويمكن تمثيلها بالتفاعل التالي‪:‬‬
‫‪.H2S+12O2 H2O+S+65K.cal‬‬
‫المرحلة الثانية‪:‬‬
‫تتضمن أكسدة الكبريت الناتج إلى حمض الكبريت وفق التفاعل التالي‪:‬‬
‫‪.2S+2H2O+3O2 2H2SO4+283.6K.cal‬‬
‫‪co2‬‬ ‫وتستخدم الجراثيم الطاقة الناتجة من الكسدة في بناء السكريات‪ ,‬بدءا ً من‬
‫المذاب في الماء أو الموجود في الجو‪.‬‬

‫‪.3‬الجراثيم الحديدية ‪:Ferrobacteria‬‬


‫تؤكسد هذه الجراثيم مركبات الحديد الثنائية إلى مركباته الثلثية وفق التفاعل‬
‫التالي‪:‬‬
‫‪.4FeCO3+O2+6H2O 4FeOH3+4CO2+81K.cal‬‬
‫ويقوم بذلك بعض الجناس مثل ‪ Leptothrix‬الذي تحاط فيه الخليا بحبيبات الصدأ‬
‫الغروية التي تفرزها الجراثيم‪ ,‬بينما يترسب هيدروكسيد الحديد في صورة أشرطة‬
‫لولبية في النوع ‪.Didymohelix ferruginea‬‬
‫‪1‬‬ ‫‪microbiology‬‬

‫‪.4‬الجراثيم الهدروجينية ‪:Mydrogenobacterria‬‬


‫تحصل الجراثيم الهدروجينية على الطاقة اللزمة للتركيب الكيميائي للمواد العضوية‬
‫في خلياها من تأكسد الهدروجين الذي يمثله التفاعل التالي‪:‬‬
‫‪2H2+O2 2H2O+137K.cal‬‬
‫ويقوم بذلك بعض الجناس مثل ‪ Hydrogenomonas‬وقد وجد روهلند ‪Ruhland‬‬
‫أن بعض أنواع الجراثيم الهدروجينية تمتص من الهدروجين ضعف ما تمتصه من‬
‫الوكسجين تقريبًا‪ ,‬وعزا ذلك إلى أن الهدروجين يستخدم إضافة إلى التفاعل السابق‬
‫في تفاعل إرجاع ‪ CO2‬وفق مايلي‪:‬‬
‫‪2H2+CO2 HCOH+H2O-112K.cal‬‬
‫ويتلزم هذا التفاعل الخير الماص للطاقة مع التفاعل الول المنتج للطاقة‪.‬‬
‫‪.5‬جراثيم الميتان ‪:Methanobacteria‬‬
‫مع أنه ل يمكن عد ّ جميع جراثيم المكيتان من الكائنات ذاتية التغذية‪ ,‬لن قسما ً منها‬
‫يعتمد على أكسدة مركب عضوي كما هي الحال في جراثيم الميتاني ‪Bacillus‬‬
‫‪ methanicus‬ييييي ييييي ييييييي ييي ييييييي يييييي‪:‬‬
‫‪CH4+2O2 CO2+2H2O+212K.cal‬‬
‫ثم تستخدم الطاقة الناتجة في إرجاع ‪ ,CO2‬وقسم آخر ينتج الميتان ويرجع ‪CO2‬‬
‫وذلك بدءا ً من الطاقة المنطلقة من أكسدة بعض المواد المعدنية )كالهيدروجين مث ً‬
‫ل(‬
‫الموجود في الوسط‪ ,‬كما هي الحال في ييي ‪ Methanococcus‬الذي ينتشر‬
‫انتشارا ً واسعا ً في الطبيعة‪.‬‬

‫–نلحظ في جميع الحالت السابقة أن جراثيم التركيب الكيميائي والتركيب‬


‫الضوئي ل تقوم بدور يذكر في إنتاج السكريات إذا ما قورنت بالنباتات الخضراء‪,‬‬
‫إذ ل يزيد مردود هده العملية على ‪ %5‬مقارنة مع المردود النظري‪ ,‬وتأتي أهميتها‬
‫على نحو خاص لظهار الطبيعة الكيميائية لعملية التركيب الضوئي بصورة عامة‪.‬‬

‫ثانيًا‪-‬الستقلب الهدمي ‪:Catabolism‬‬


‫تتعرض المواد الغذائية داخل الخليا الميكروبية إلى عدد من التحولت‪ ,‬مما يتيح‬
‫للخلية الحصول على الطاقة أو استخدام هذه المواد لتركيب موادها البنائية‬
‫والوظيفية‪ ,‬وتقوم النزيمات كما أسلفنا وبطرائق خاصة ومختلفة بمهمة العامل‬
‫المساعد لتنشيط هذه التحولت‪.‬‬
‫‪1‬‬ ‫‪microbiology‬‬

‫تقوم الميكروبات بتنفيذ جميع التفاعلت الستقلبية الساسية التي تحدث عند‬
‫الحياء الخرى‪ ,‬ولذلك سوف نركز الهتمام على استقلب العناصر الغذائية‬
‫الساسية ومركباتها‪.‬‬

‫‪.A‬استقلب الكربون‪:‬‬
‫يتضمن جميع العمليات الحيوية الكيميائية المتتابعة المؤدية إلى التحولت‬
‫الستقلبية المختلفة للسكريات‪ ,‬والتي تمد الخلية الميكروبية بالطاقة اللزمة‬
‫لنموها واستمرار حياتها‪ ,‬وذلك إما من خلل عمليات الكسدة التي تحدث أثناء‬
‫التنفس الهوائي ‪ ,Aerobic Respiration‬أو عمليات التخمر ‪Fermentation‬‬
‫التي تحدث أثناء التنفس اللهوائي ‪ ,Anaerobic Respiration‬ونوضح فيما يلي‬
‫هذه العمليات على سكر الغلوكوز لنه من أكثر السكريات التي أجريت عليها‬
‫التجارب هوائيا ً ول هوائيا‪.‬‬

‫‪.a‬نننننن ننننننن ننن ننننننن ننننننن‪:‬‬


‫يقوم كثير من الميكروبات باستخدام الكسجين الجوي لكسدة المواد العضوية‬
‫أكسدة كاملة فتحصل على أكبر قدر من الطاقة‪:‬‬
‫‪C6H12O6+6O2enzymes6CO2+6H2O+674‬‬
‫‪K.cal or 38ATP‬‬
‫أو أكسدة جزيئة ينتج عنها مواد عضوية مؤكسدة جزئيا ً وتحصل الجراثيم على‬
‫قدر أقل من الطاقة‪:‬‬
‫‪C6H12O6+9.5O2enzymes3COOH2+3H2O‬‬
‫‪+439K.cal or 25ATP‬‬
‫يتم التنفس الهوائي عند بدائيات النوى كما يوضح الشكل ‪ 62‬على ثلث‬
‫مراحل‪:‬‬
‫المرحلة الولى هي مرحلة التحلل السكري ‪ Glycolysis‬اللهوائية ويتأكسد‬
‫فيها الغلوكوز إلى حمض البيروفيك ‪ CH3-CO-COOH‬والمرحلة الثانية هي‬
‫حلقة كريبس ‪ Krebs cycle‬والمرحلة الثالثة هي سلسلة نقل اللكترونات‪,‬‬
‫حيث تتأكسد المواد العضوية إلى ‪ CO2‬ويتحد الهيدروجين المتحرر مع مستقبل‬
‫ما خلل سلسلة من التفاعلت تدعى حلقة حمض الليمون ‪The Citrice acid‬‬
‫‪ cycle‬أو حلقة كربيس‪ ,‬بينما تتأكسد ذرات الهيدروجين المتحررة بأوكسجين‬
‫الهواء وتنتج الطاقة في صورة ‪ ATP‬في المرحلتين الثانية والثالثة‪ ,‬ومن‬
‫الجدير بالذكر أن تأكسد الغلوكوز يتم عن طريق تحوله أول ً إلى حمض‬
‫البيروفيك ‪ CH3-CO-COOH‬الذي ل يلبث أن يتفكك بفعل الوكسجين والجمل‬
‫النزيمية المختلفة إلى ‪ CO2‬و ‪.H2O‬‬
2 microbiology

GLYCOLYSIS
GLUCOSE
2ATP
2NADHH
2Pyrovic
acid

2NADHH
2CO2
+2H
step Prearatory

2Acetyl CoA

6NADHH

KREBS
6H+ 4CO2 CYCLE

2FADH2

6CO2

Electrons
‫)‪10NADH 2FADH 2 (TOTAL‬‬

‫‪1‬‬ ‫‪microbiology‬‬

‫‪34ATP‬‬

‫‪H+‬‬
‫‪2ATP‬‬

‫‪6O‬‬
‫‪12H+‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪38ATP‬‬
‫الشكل ‪ 62‬التنفس الهوائي عند بدائيات النواة‬
‫‪6H2O‬‬

‫يتأكسد الغلوكوز أكسدة كاملة إلى غاز ثنائي أكسيد الكربون والماء ويتحرر كامل الطاقة )‪ ,(38ATP‬ويتم ذلك‬
‫على ثلث مراحل هي التحلل السكري وحلقة كريبس وسلسلة نقل اللكترونات عبر المركبات الوسيطة الناتجة‬
‫عن المرحلتين الولى والثانية‪ ,‬حيث يتحد الهيدروجين المتحرر مع مستقبل ما )‪ NAD‬أو ‪ FAD‬يصبحان ‪ NADH‬أو‬
‫‪ (FADH‬وهو ما يسمى عمليان الكسدة الفوسفورية‪.‬‬

‫‪.b‬نننننن ‪:Fermentation‬‬
‫يحصل بعض الميكروبات على الطاقة اللزمة عند أكسدة الغذية بمعزل عن‬
‫الكسجين‪ ,‬فيكون المستقبل النهائي لللكترونات المنزوعة مادة عضوية أخرى‬
‫وهو ما يسمى بالتخمر‪ ,‬ففي الظروف اللهوائية يتحول الغلوكوز بعد سلسلة‬
‫من التفاعلت إلى حمض البيروفيك الذي يتحول بدوره إلى نواتج مختلفة‬
‫تحددها النواع الميكروبية التي تقوم بعملية التخمر‪ ,‬وبذلك يمكن تمييز ستة‬
‫أنواع من الحياء الدقيقة تبعا ً لهذه النواتج هي‪:‬‬
‫‪.i‬ميكروبات التخمر الكحولي ‪:Alcoholic fermentation‬‬
‫حيث يتحول حمض البيروفيك الناتج إلى كحول ايتيلي وغاز ثنائي أكسيد‬
‫الكربون‪.‬‬
‫‪2‬‬ ‫‪microbiology‬‬

‫‪C6H12O6enzymes2CH3-‬‬
‫‪(CH2OH+2CO2+energy(21K.cal‬‬
‫ونذكر منها النوع ‪.Klebsiella aerogenes‬‬
‫‪.ii‬جراثيم تحدث التخمر اللبني البسيط ‪Homofermentative‬‬
‫‪:bacteria‬‬
‫حيث يتحول حمض البيروفيك الناتج عن تحلل الغلوكوز إلى حمض‬
‫اللبن ‪ Lactic Acid‬يييييي يييي ييي ييييييي يييييي‪:‬‬
‫‪C6H12O6enzymes2CH3-CHOH-‬‬
‫‪COOH+energy‬‬
‫حمض اللبن‬
‫ونذكر منها العصيات اللبنية ‪ Lactobacillus lactis‬يييييييي‬
‫ييييييي ‪ L.casei‬ي ‪.Streptococcus lactis‬‬
‫‪.iii‬جراثيم التخمر اللبني المختلط ‪:Heterofermentative‬‬
‫حيث ينتج مع حمض اللبن نواتج أخرى مثل حمض السكسينيك‬
‫)الكهرباء( ‪ Succinic acid‬حمض الخل‪,‬الكحول اليتيلي‪ ,‬غاز ثنائي‬
‫أكسيد الكربون‪ ,‬وأحيانا ً الغليسيرول وتنطلق طاقة وفق التفاعل‬
‫التالي‪:‬‬
‫حمض اللبن‬ ‫حمض الكهرباء‬
‫‪2C6H12O6enzymesCH3CHOHCOOH+CO‬‬
‫‪OH-CH22-COOH+CH3COOH+CH3-CH2-‬‬
‫‪OH+H2+energy‬‬
‫حمض الخل‬ ‫الكحول‬
‫ونذكر منها جراثيم ‪ Leuconostoc dextranium‬ي ‪Streptococcus‬‬
‫‪ thermophils‬الموجودة في الحليب ومشتقاته‪.‬‬
‫‪.iv‬جراثيم التخمر البروبيوني ‪:Propionic fermentation‬‬
‫حيث ينتج إضافة إلى حمض البروبيونيك‪ ,‬كميات ضئيلة من حمض الخل‬
‫وحمض اللبن وحمض الكهرباء وثنائي أكسيد الكربون وفق التفاعل‬
‫التالي‪:‬‬
‫‪2‬‬ ‫‪microbiology‬‬

‫‪3C6H12O6enzymes4CH3-‬‬
‫‪CH2COOH+2CH3COOH+2CO2+2H2O+ener‬‬
‫‪gy‬‬
‫ونذكر منها بعض أنواع الجنس ‪ Propionibacterium‬يييييييي‬
‫ييييييييييي يييييييي‪,‬ي ي الموجودة في الحليب ومشتقاته ييي‬
‫يييييي يييي‪.‬ي‬

‫‪.v‬جراثيم التخمر الزبدي أو البوتيري ‪Butyric‬‬


‫‪:fermentation‬‬
‫حيث تنتج الحمض البوتيري ‪) Butyric acid‬يييييي( وغاز ثنائي‬
‫أكسيد الكربون في التفاعل البسيط‪:‬‬
‫‪C6H12O6‬‬
‫‪CH3CH2CH2COOH+2CO2+17K.cal‬‬
‫كما ينتج بعض أنواعها الهيدروجين وحمض الخل في التفاعل المختلط‪:‬‬
‫‪3C6H12O6‬‬
‫‪2CH3CH2CH2COOH+3CH3COOH+4CO2+‬‬
‫‪4H2 +energy‬‬
‫ونذكر منها بعض أنواع الجنس ‪ Clostridium‬كما في ‪C.butyricum‬‬
‫التي تتوسط التفاعل السابق ثم ‪ C.butylicum‬التي تحدث التخمر‬
‫البوتانولي ثم ‪ C.acetobutylicum‬التي تحدث التخمر السيتوبوتانولي‪.‬‬
‫‪.vi‬جراثيم مجموعة القولون من فصيلة‬
‫‪:Enterobacteriaceae‬‬
‫التي تحدث تخمرات مميزة يتكون فيها حمض اللبن وحمض النمل‬
‫‪) Formic acid‬فورميك( ‪ H-COOH‬وكحول ايتيلي وبيوتيلين غليكول ‪CH3-‬‬
‫‪ (COOH)2-CH3‬وأحيانا ً أسيتون‪.‬‬
‫ول يتسع المجال هنا لدراسة التفاصيل الدقيقة التي تتم لتكوين المركبات‬
‫السابقة‪ ,‬ولكن يكفي أن نذكر أن الحياء الدقيقة تقوم بعملية تفكيك‬
‫الغلوكوز والحصول على حمض البيروفيك‪ ,‬وذلك بتحول جزيء الغلوكوز‬
‫بوجود الطاقة في صورة ‪ Adenosine tri phosphate ATP‬إلى إستر‬
‫فوسفاتي هو )غلوكوز‪ - 6 -‬فوسفات( الذي يمكنه أن يتبع إحدى الطرائق‬
‫الثلث الموضحة في الشكل ‪.63‬‬
‫‪3‬‬ ‫‪microbiology‬‬

‫غلوكوز‪ ATP+‬هيكزوكيناز أنزيمة ‪ +ADP‬فوسفات ‪-6-‬غلوكوز‬

‫ويسمى المسلك الول انترا‪ -‬دودوروفا ‪ (Etenra Doudorova (E.D‬ويوجد‬


‫في الجراثيم فقط‪ ,‬والثاني طريق ايمبدن‪ -‬ميرهوف‪ -‬بارنسا ‪Embden‬‬
‫‪ (System Meyerhof Parnsa (E.M.P‬ويوجد في الخمائر والعضلت‬
‫والجراثيم وجميع الكائنات الحية تقريبًا‪ ,‬والثالث طريق الهكسوز وحيد‬
‫الفوسفات ‪ (Hexose Monophosphate Shunt (H.M.P‬ويوجد في النباتات‬
‫وبعض الحياء الدقيقة‪.‬‬

‫غلوكوز‪ATP +‬‬

‫يييييي ‪ - 6 -‬يييييي ‪ADP+‬‬

‫حمض فوسفو‬ ‫فركتوز ‪ -6-‬فوسفات‬ ‫غليكوز‪ -1-‬فوسفات‬


‫غلوكونيك‬

‫بنتوز‬ ‫فركتوز ‪ -6-1-‬فوسفات‬ ‫سكاكر متعددة ‪+‬‬


‫فوسفات ‪CO2‬‬
‫حمض البيروفيك ‪+‬‬
‫فوسفو غليسروألدهيد‬

‫‪ 3‬فوسفو غليسروألدهيد دي هيدروكسي أسيتون‬ ‫‪2ATP‬‬


‫فوسفات‬ ‫‪2H‬‬
‫‪2ATP‬‬ ‫‪2H‬‬ ‫حمض البيروفيك‬
‫‪1‬‬ ‫‪microbiology‬‬

‫حمض البيروفيك‬

‫كحول ايتيلي ‪+‬‬


‫فوسفو‬
‫غليسر ألدهيد‬

‫‪2ATP‬‬

‫‪2H‬‬

‫حمض‬
‫البيروفيك‬

‫(‬ ‫‪(E.M.P‬‬ ‫))‪E.D‬‬


‫)) ‪H.M.P‬‬

‫الشكل ‪63‬‬
‫الطرق الثلث المتبعة من قبل الحياء الدقيقة في تمثيل الغلوكوز‪.‬‬

‫ثالثا ً‪ -‬استقلب عديدات السكر والمواد البكتينية‬


‫والسليلوز‪:‬‬
‫تمتلك بعض الحياء الدقيقة القدرة على تفكيك بعض عديدات السكر كالينولين‬
‫والمانيتول والنشاء كما هي الحال في ‪ Clostridium pasteurinum‬وينتج عن هذا‬
‫التفكك حمض الزبدة وحمض الخل وغاز الهيدروجين وثنائي أكسيد الكربون‪ ,‬كما‬
‫يمكن لنوع آخر من الجنس نفسه ‪ C.pectinovorum‬أن يعطي النواتج السابقة‬
‫بتفكيكه للنشاء والبكتين والغليكوجين والديكستران‪ ,‬ويضاف إلى ما سبق قدرة‬
‫جراثيم أخرى على تفكيك السليلوز‪ ,‬وحتى الخشبين إلى سكريات بسيطة ثم إلى‬
‫حموض وكحولت ل تلبث أن تتفكك بوساطة أحد أنواع الجراثيم المنتجة للميتان‬
‫‪ Methanobacterium‬لنتج غاز الميتان ‪CH4.‬‬
‫‪1‬‬ ‫‪microbiology‬‬

‫‪.A‬استقلب النتروجين‪:‬‬
‫تملك بعض الحياء الدقيقة غيرية التغذية القدرة على استهلك النتروجين بأشكاله‬
‫المختلفة التي تصادف في الطبيعة‪ ,‬لذلك تختلف النواع الميكروبية في قدرتها على‬
‫استخدام شكل معين من النتروجين وفي نوع البروتينات والنزيمات التي تحتويها‪.‬‬
‫‪.a‬ننننننن ننننننننن ننننن‪:‬‬
‫تتميز بعض الجراثيم على عكس معظم الكائنات الخرى غيرية التغذية بقدرتها على‬
‫الستفادة من النتروجين الجوي‪ ,‬وتحويله إلى مركبات يمكنها الدخول في تكوين‬
‫النتروجين العضوي‪ ,‬ومن هذه ما يعيش حرا ً مثل ‪Azotobacter – Spirillum‬‬
‫‪ -Clostridium‬ومنها ما يوجد متعايشا ً مع جذور النباتات الراقية مثل جراثيم العقد‬
‫الجذرية ‪.Rhizobium‬‬
‫‪.b‬ننننننن ننننننننن نننننن‪:‬‬
‫تفرز الحياء الدقيقة أنزيمات بروتيناز خارجية تعمل على هدم البروتينات‬
‫وتحويلها إلى ببتيدات تتحلل بدورها بأنزيمات الببتيداز إلى حموض أمينيه‪:‬‬
‫أمينية حموض ‪Peptidase‬ببتيدات ‪Proteinase‬بروتين‬
‫وتتميز أنواع الجنس ‪ Clostridium‬وبخاصة ‪ C.histolyticum‬وبعض أنواع‬
‫‪ Actinomyces‬بقدرتها الكبيرة على تفكيك البروتينات بالمقارنة مع الجناس‬
‫‪ Proteus, Pseudomonas‬بينما تتميز أنواع الجنس ‪ Streptococcus‬بقدرة‬
‫ضعيفة على التفكيك‪ ,‬أما أنزيمات الببتيداز فهي داخلية وموجودة جرثومية عديدة‬
‫نذكر منها ‪.Bacillus pyocyanic‬‬
‫لقد بينت الدراسات الحديثة باستخدام النظائر أن الحمض المينية الموسومة‬
‫)المعلمة( ‪ Labeled‬بالنظير ‪ 15N2‬والموجودة في بيئي نمو كائن ميكروبي‪ ،‬تدخل‬
‫في تكوين بروتيناته الخلوية كما يمكن لهذه الحموض المينية أن تتحول إلى بعضها‬
‫بعضا ً كما يلي‪:‬‬
‫العديد من الحموض المينية التي تتحول إلى‬
‫بروتينات‬ ‫بعضها البعض‬ ‫حموض أمينيه‬ ‫أمونيا‬ ‫‪N2‬‬

‫‪.c‬ننننننن ننننننننن نننننننننن )نننننننن(‪:‬‬


‫تستعمل الحموض المينية الناتجة عن المرحلة السابقة‪ ,‬إما في تركيب‬
‫البروتينات وغيرها من التراكيب الخلوية فتشكل غذاء لبقية الحياء الدقيقة‪ ،‬أو‬
‫أنها تتفكك بوساطة بعض الجراثيم من أنواع ‪ Micrococcus‬و ‪Proteus‬‬
‫‪ vulgarism‬إلى حموض أبسط‪ ,‬وذلك إما بنزع المجموعات المينية‬
‫‪ Deamination‬أو إزالة جزيئات ‪ Decarboxylation CO2‬وينطلق عن‬
‫تفكك المونيوم )النشادر( الذي يمكن أن‪:‬‬
‫‪1‬‬ ‫‪microbiology‬‬

‫•يستعمل من قبل الميكروبات غيرية التغذية لنه الصيغة الكثر تمثل ً‬


‫لها‪ ,‬وبخاصة في صيغته المرجعة )‪ (ONH2‬أو )‪.(NH2-‬‬
‫•يدخل في جزيئات بعض الحموض المينية فيكون بعض الميدات‬
‫مثل السبارجين والغلوتامين‪.‬‬
‫•يندمج مع غاز ثنائي أكسيد الكربون فيعطي اليوريا )البولة(‪.‬‬
‫إل أن هذا التفاعل ل يستعمل المونيوم الحر‪ ,‬وإنما يستعمل حمض الغلوتاميك‬
‫وحمض السبارتيك كمواد ناقلة للمونيوم‪.‬‬
‫‪.a‬ننننننن ننننننننن نننننننن‪:‬‬
‫يستطيع بعض ميكروبات التربة والمياه استعمال المواد اللعضوية كمصدر‬
‫للطاقة )لللكترونات( أثناء نموها‪,‬فجراثيم النترجة تستطيع أن تحول المونيوم‬
‫الناتج عن تفكك المواد العضوية في التربة إلى نتريت ونترات بوساطة جراثيم‬
‫‪ Nitrosomonas‬و ‪ Nitrobacter‬كما أوضحنا سابقًا‪ ,‬أما بالنسبة لجراثيم‬
‫المياه نذكر النوع ‪ Nitrosocystes ocean‬الذي يؤكسد المونيوم في البحار‪.‬‬
‫‪.b‬ننننن ننن ننننننننن ‪:Dinitrification‬‬
‫وهي عكس عملية النترجة السابقة إذ يتم فيها نزع النتروجين من مركباته‪,‬‬
‫وبذلك تستطيع بعض أنواع من جنس ‪ Chromobacterium‬و ‪Serratia‬‬
‫تحويل النترات الموجودة في أوساطها السائلة إلى نتروجين حر‪:‬‬
‫‪NO3NO2 N2O N2‬‬
‫وهذا ما يقوم به بعض جراثيم التربة في الظروف الهوائية أيضا ً مثل أنواع‬
‫‪ Thiobacillus‬أو ‪.Clostridium‬‬
‫‪.A‬استقلب الفوسفور‪:‬‬
‫يدخل الفوسفور في بعض المراحل الساسية لتجمع الطاقة وتحررها أثناء عمليات‬
‫الستقلب الخلوية ولذلك فهو يلعب دورا ً فيزيولوجيا ً مهمًا‪ ,‬وتستطيع بعض الجراثيم‬
‫مثل ‪ Nocardia corllina‬و ‪ Bacillus megaterium‬أن تمعدن الفوسفور العضوي‬
‫الموجود في البيئة المحيطة بها في صورة حموض نووية‪ ,‬بيورينات ‪,Purines‬‬
‫بريميدينات ‪ Pyrimidines, ATP‬أو مركبات دبالية‪.‬‬
‫بينما تقوم أنواع ميكروبية أخرى منتجة لغاز ‪ CO2‬بتفكيك الفوسفات غير المذابة (‪Ca3‬‬
‫‪ PO4)2‬وجعلها مذابة )‪ (Ca HPO4‬وصالحة للستعمال من قبل الكائنات الخرى‪.‬‬
‫وجدير بالذكر أن كمية الفوسفات داخل الخلية الميكروبية تبقى ثابتة على الغم من‬
‫تغيراتها في الوسط الخارجي‪ ,‬حيث يدخل بغضها في عمليات الستقلب الخلوية‬
‫ويختزن على شكل فوسفات متعددة تستعمل عند الحاجة‪.‬‬
‫‪1‬‬ ‫‪microbiology‬‬

‫‪.B‬استقلب الكبريت‪:‬‬
‫تتميز بعض الميكروبات بقدرتها على أكسدة بعض المركبات الكبريتية للحصول على‬
‫الطاقة المخزونة في تلك المركبات‪ ,‬وهكذا تستطيع بعض الجراثيم مثل ‪ E.coli‬و‬
‫‪ Bacillus subtilis‬أن تفكك هوائيا ً أو ل هوائيا ً البروتينات والحموض المينية‬
‫الكبريتية منتجة الكبريت الحر أو ‪ H2S‬أو غير ذلك‪ ,‬كما في تفكك حمض السيستئين‬
‫إلى حمض البيروفيك‪:‬‬
‫‪CH2SH-CHN2-COOH+H2OenzymesCH3-CO-‬‬
‫‪COOH+H2S+NH2‬‬
‫ثم تقوم بعض جراثيم المياه مثل ‪ Thiothrix‬و ‪ Beggiatoa‬بأكسدة ‪ H2S‬إلى ماء‬
‫وكبريت‪:‬‬
‫‪2H2S+12O2 2H2O+2S+E‬‬
‫وبفضل هذه الطاقة تستطيع الجراثيم إنتاج السكريات‪:‬‬
‫‪E+H2O+CO2 (CH2O)+O2‬‬
‫وقد دلت التجارب على أن الوكسجين المنطلق يستخدم مباشرة لكسدة جزيئة‬
‫جديدة من ‪ H2S‬بينما يتوضع الكبريت الناتج داخل الخلية‪ ,‬أي أن هناك علقة ثابتة بين‬
‫كمية ‪ CO2‬الممتصة من قبل الجراثيم وكمية ‪ H2S‬المتفككة مما يدل على ازدواجية‬
‫التفاعل‪.‬‬
‫ومما يجدر ذكره أن بعض أنواع جراثيم الجنس ‪ Thiobacillus‬الموجودة في‬
‫التربة تستطيع أن تؤكسد مختلف المركبات الكبريتية إلى حالة كبريتات‪.‬‬
3 microbiology

You might also like