Professional Documents
Culture Documents
أ -القدمة
قبل أن نتحدث عن الدارس اللسانية ،جدير بنا أن نعرف تعريف اللسانية نفسها ،لكي ل نقع ف الطأ .فاللسانية عند أحد ممد
قدّور ف الديث عن تعريف اللسانية« :العلم الذي يدرس اللغة النسانية دراسة علمية تقوم على الوصف ومعاينة الوقائع بعيدا عن النعة
التعليمية والحكام العيارية» .وكلمة "علم" الواردة ف هذا التعريف لا ضرورة قصوى لتمييز هذه الدراسة من غيها ،لن أول ما يطلب ف
الدراسة العلمية هو اتباع طريقة منهجية والنطلق من أسس موضوعية يكن التحقق منها وإثباتا.
والعلم ب ث موضو عة درا سة طائ فة معي نة من الظوا هر لبيان حقيقت ها وعنا صرها ونشأت ا وتطور ها ووظائف ها والعلقات ال ت تر بط
بعضها ببعض ،والت تربطها بغيها ،وكشف القواني الاضعة لا ف متلف نواحيها.
سنتناول ف هذا البحث عن الدارس اللسانية .ونبدأ الديث أولّ عن الدارس الل سانيات العربية ،ث بعد ذلك عن الدارس اللسانية
الغربية.
إن علماء العرب ،مثل الاحظ والرجان والسكاكي وابن خلدون هم الذين أ سّسوا الدارس اللسانية العربية ،وبإمكاننا أن نتحدث
عنهم ف هذا الديث بداية من الدرسة البيانية مع الاحظ ث مدرسة النظم مع الرجان ث الدرسة الشمولية مع السكاكي لنصل إل الدرسة
الرتقائية مع ابن خلدون.
كان من الصح أن نقول الدرسة البيانية -التبيينية -حت نلتزم بعبارة الاحظ وبفكره كما كانا ف عنوان كتابه الشهور «البيان
والتبيي» ،لن إتباع التبيي للبيان الذي كان بالمكان الستغناء عنه ف العنوان طلبا للختصار دفع بالاحظ إل تشم السالك الوعرة
لستيعاب مدارك الكلم ف جيع مضانا ،لن البيان إن كان يعب بالصوص عن هذه الظاهرة اللسانية النسانية الت تثل المانة الت
عرضها ال على السماوات والرض فأبي أن يملنها وأشفقن منها وحلها النسان لنه كان ظلوما جهول ،وهي بالتال ظاهرة غيبية
بالدر جة الول ،فإن ال تبيي موضوع من الا حظ لو صف العلقات الل سانية ال ت تري ف عال الشهادة وت مع ب ي التكلم والخا طب
وتنقل البيان إل بلغة ،والكلم إل رسالة مع ما تتضمنه الرسالة من إلقاء وتلقي ورموز ومعاقد وحال ومقال ومقام كما تشرحه اليوم
اللسانيات الديثة.
والتأ مل ف حقي قة الكلم و ف كيف ية إنشائه وتطويره وعلق ته بالن سان م نذ بدء اللي قة إل أن صار بل غة ف سياسة الكون
والكلم .كل هذا ضمنها ف كتابيه «البيان والتبيي» و«اليوان» ،وقد اعتمد ف ذلك على ما جاء ف القرآن خاصة ما جعله أول مثل
للمدارس الكلمية الستمدة من القرآن الكري.
بدأ الاحظ بتلخيص أنواع الدللت ف خسة ل تزيد ول تنقص ،هي :اللفظ ث الشارة ث العقد ث الط ث النصبة .وسر هذا
التصنيف ل يزال لغزا ،لكن يبدو أنه قائم على النظرة الرتقائية الت تتلخص ف عبارة «العال الصغي سليل العال الكبي» الشهية عنده
حيث ينحدر اللفظ من الشارة ،والشارة من العقد ،والعقد من الط ،والط من النصبة.
كتاب السكاكي «مفتاح العلوم ف البلغة» ،كان له تأثي كبي على الجيال التالية ،فصارت آراؤه مرجعا للدارسي جعلته أكب
مدرسة لسانية ف العربية ،ول يعرف الدارسون مدرسة ماثلة لا من حيث التساع والشمول ف الثقافات الخرى.
وقد صنف السكاكي العلوم اللسانية ف شكل شجرة أصلها ثابت ف قواعد اللغة وفروعها ف السماء تشمل جيع أنواع الكلم.
والتطور يشمل أول فرعي :النحو والصرف ،ث يرتقي النحو والصرف إل درجة البلغة ،فيخلف علم العان «النحو» وعلم
البيان «الصرف» ،ويلف مقتضى الال ف البلغة مقتضى الوضع ف النحو بإدراج النطق والستدلل ف العملية عملية التحويل كما
يدرج مع مقت ضى الال مقت ضى القام ومقت ضى القال ،ويرت قي من البل غة إل علوم ال سلوب ف م ستوى علم البد يع ،فيخلف البيان
الحسنات اللفظية والعان الحسنات العنوية ،ول يعرف العلماء عندنا حت الن أن انتقال السكاكي من البيان إل العانـي ليس شيئا
آخر سوى انتقال من علم البلغة إل علم السلوب الذي أصبح علما قائما بذاته اليوم ،وجعل الكثي من الدباء واللسانيي ل ييزون
بي الطائف الدقيقة ف البلغة والسلوب ،وجعلهم يعدون الوجوه البديعية زبدا رابيا يذهب جفاء ول ينفع الناس .وقد ساهم بعض
أصحاب البديع بتصنعهم وتكلفهم ف تأكيد هذا النطباع ،وبعد البديع يرتقي الكلم إل مرتبة الشعر مع العروض والقافية .فالعروض
يلف التراكيب النحوية والعنوية ،والقافية تلف البيان ،وعند اكتمال هذه الطبقات كلها ينتقل إل الدبية .ومفهوم الدب يمع بي
القول والعمل يعن بي التربية [التأديب] والقول السن ،وليس فوق الدب إلّ العجاز القرآنـي الذي ينقل القول والفعل السن إل
مدارك الغيب حيث يلتقي صواب القول بصواب العمل.
وهكذا يطمح السكاكي ف مفتاحه إل النفاذ إل جيع العلوم اللسانية والغيبية.
إن النظرية الرتقائية مبنية على طبقات خس متراصفة يعب عنها ابن خلدون بالطوار ،ويقصد بالطور الفترة الزمنية الت ينتقل
فيها الكائن لسانيا كان أو إنسانيا أو حيوانيا من صورته الول إل صورة أخرى كما أن لو كان حقيقة أخرى وليست تطورا داخليا
لقيقة واحدة تنتقل من طور إل طور حت تنتهي إل غايتها.
والطور عند ابن خلدون هو الال عند البلغيي ،وقد أخذوه عن التصوفة ووظفها ابن خلدون لبناء نظرية التحصيل وهي تنص
على أن العن ينشأ أول ما ينشأ عن الفعل ،فإذا تكرر الفعل صار صفة ،وإذا تكررت الصفة صارت حال (أعن صفة غي ثابتة) ،وإذا
تكررت الال صارت ملكة (أي مقاما كما يقول التصوفة)
والنظام الما سي هذا يري ف ت سلسل مطرد من أ سفل إل أعلى صعودا ،و من أعلى إل أ سفل نزول ف صورة هرم ية أو ف
شكل شجرة أصلها ضيق وهو واسع ،وفرعها واسع وهو ضيق دقيق ،هذه الشجرة هي النوال الذي رصت فيه جيع العان الت تعمر
الكون كلمات كانت أم أشخاصا وأشياء.
وهي أعيان متفرقة ،إذا جعت ونظمت شكلت أكوانا متراصفة ف منوال عمران واحد ،إذا ركبت ف الفعال كانت عمرانا
فعليا ،وإذا ركبت ف أفكار وألفاظ لسانية كانت عمرانا فكريا وكلميا .والذوات الت ف آخر كل أفق من العوال مستعدة لن تنقلب
إل الذوات الت تاورها من السفل والعلى استعدادا طبيعيا كما ف العناصر السمانية البسيطة وكما ف النخل والكرم من آخر أفق
النبات مع اللزون والصدف من أفق اليوان ،وكما ف القردة الت استجمع فيها الكيس والدراك مع النسان صاحب الفكر والروية.
وهذا ل يعن أكثر ما يعنيه مبدأ «العال الصغي سليل العال الكبي» الذي بن عليه الاحظ نظريته.
وهذا التطور الرتقاؤي إذا طبقناه على الكلم كان الرتقاء كالتال،ففـي السـفل ندـ الدللت التـ ل تتحدد أبعادهـا إلّ إذا
أدرجت ف شبكة نوية ،والشبكة النحوية ل تظهر قيمتها الكلمية إلّ إذا أدرجت ف الطبقة الت فوقها طبقة البلغة .والبلغة الت هي
مطابقة الكلم لقتضى الال ترتقي إل طبقة السلوب الت تمع العبارة البلغية وتضيف إليها البديع أي إبداعات التكلم ،لن السلوب
هو العلمات الدالة على شخص التكلم أو الصانع للعمران.
وكيفية صنع التراكيب الكلمية ككيفية صنع التراكيب العمرانية تضع للذكاء والذق ،ولذلك فكر ابن خلدون ف المع بي
التراكيب العمرانية والتراكيب اللسانية ف علم واحد للتراكيب ساه فقه التراكيب .ففقه التراكيب هو كل شيء ف نظرية ابن خلدون.
والتراكيب الرتقائية هي وحدها الت تكن من الرتقاء إل مدارك العجاز ف القرآن الكري بيث يكن القول أن التراكيب العنوية تبدأ
عند العناصر العليا الؤلفة لنظم القرآن الذي ل تدركه إلّ خواص النفوس.
وهذه التراك يب أو سع من أن ياط ب ا ف قوا عد معي نة و هي ال ت ي ب تعليم ها للناشئة بال مع في ها ب ي التراك يب الل سانية
والتراك يب العمل ية ك ما تري بالف عل ف الوا قع اليو مي اليدا ن و ف العلقات ب ي الشخاص ف الحوال والقامات ال ت يعيشون في ها،
وهي خلصة منوال ابن خلدون.
وفقه التراكيب يتلخص ف نظر ابن خلدون ف مفهوم السلوب ،وهو أسى ما توصل إليه التفكي اللدون ف لسانيته الرتقائية.
لقد لقت آراء سوسي ونظرياته ،ف النصف الول من القرن العشرين من النجاح قسطا عظيما ،بي عدد كبي من الدارسي وكانت
معينا لعدد من الدارس قامت على البادئ النظرية الت أرسى سوسي قواعدها ،والسس النهجية الت سطر معالها ووضعها 1.ومن تلك الدارس
اللسانية الغربية ،هي :
1
وو صف العلمات البارزة ال ت ل ا دور ف تأل يف القام .وهناك خا صية أخرى هامة للبنية هي التمي يز بي معا قد الكلم ف ـي متلف
وجوهها وبي إنازها أقوال ويترتب عن هذا أننا نستخلص من النص أو من النصوص الختلفة الناجة عن ألفاظ القول نظاما للغة.
وهكذا يتعي علي نا دراسة نظام اللغة ك ما يري ف ل ظة من اللحظات عند مطابقت ها لقت ضى الال ،و هي دراسة نيية ،لن
الدراسة الزمنية (التاريية) تبدو متنافية مع دراسة اللغة كنظام.
أما القطب الذي تدور عليه رحى الوظيفية فيتمثل ف التقطيع الزدوج :التقطيع الول ويتناول الكلمات ف صورتا اللفظية ومن
حيث مضمونا .فبفضل هذا التقطيع يكن الصول على تراكيب غي مدودة من العبارات انطلقا من عدد مدود من القاطع.
والتقطيع الثان ل يعن فيه إلّ بالصورة اللفظية ،فاستبدال مقطع صوت من القاطع الذكورة بقطع من نفس النوع ل يؤدي ف
كل حالة إل نفس التغيي العنوي فنقل « ـا» من سال إل زال ،ل يغي صورة الدلولت (الت هي متلفة ف أصلها عكس ما هو الال
عل يه ف التقط يع الول ح يث يكون كتب تُ/كتب تَ /كتب تِ ن فس اللف ظة ك تب أل صقت ب ا أ صوات متل فة :ضم ي التكلم والخا طب
والخاطبة).
والتقطيع الثان إن كان يؤدي إل إناز عشرات من القاطع الصوتية (فونيمات) فهو يؤدي بالصوص إل عشرات اللف من
الدللت الختلفة وعكس ما يراه ياكوبسن ،فإن مارتين ل يرى من الضروري إدخال تقطيع ثالث يهم الصائص الت تيز الروف أما
الفونولوجية العامة (علم الصوات العامة) ،فإن مارتين يرجع الردودية الوظيفية الت هي وظيفة لسانية ،إل اختلف الصوات ،وانطلقا
من التمييز الام بي الظواهر الصوتية والظواهر الفونولوجية (الرفية الوظيفية) .يضع مارتين ف تقابل الشروط الضرورية للتوصيل حيث
يشترط وجود أق صى ما ي كن من الوحدات ال ت يشترط في ها أن تكون على جا نب أ كب من الختلف مقا بل بذل أ قل ما ي كن من
الهد بعدد من الوحدات القل تباينا.
والبحث عن النسجام بي هذين الشرطي يؤدي إل القتصاد اللغوي أو إل تسي الردود الوظيفي .فكل وحدة من وحدات
العباراة تصبح خاضعة إل نوعي من الضغوط التقابلة:
ضغط نيي ناتج عن تعاقب اللفاظ ف سلسلة الكلم وفيه [تاذب] بي الوحدات التجاورة وضغط عمودي تفرضه الوحدات
أو الكلمات النحدرة ف السدى والت كان بالمكان أن تل ف ذلك الوضع.
فالضغط الول قائم على التماثل والضغط الثان على التباين ،وهذه التاه الوظيفي ينقل نفس الوظيفة إل التراكيب النحوية.
هكذا ييز مارتين بي الكلمات الوظيفية .فيكون التمييز بي الدوات الت لا الصدارة وبي الدوات التممة الت تأت ف آخر الكلمة أو
بي الصيغ الصرفية الت تعي اليئة أو الهة أو العدد أو أدوات التعريف والتنكي.
ويعت مد ياكوب سن من جه ته على وظائف الكلم ( ف نظرة التكلم من كل مه) .ونظرة ال سامع وعلى الر سالة وال سياق وعلى
التصال بي الرسل والتقبل وعلى معقد الكلم codeوكلها تساهم ف تديد الوظيفة النفعالية أو التعبيية أو اللفظية النشائية أو
الشعرية أو وظيفة الد أو الربط للمعان فيما بينها.
والشبكـة النحويـة composanteيعنـ البنيـة النحويـة مكونـة مـن قسـمي كـبيين .الصـل الذي يدد البنيات الصـلية
والتحويلت الت تكن من النتقال من البنية العميقة التولدة عن الصل إل البنية الظاهرة الت تتجلى ف الصيغة الصوتية وتصبح بعد
ذلك جل منجزة بالفعل.
وهكذا يولد الصل ضربي من التركيب:
أول :الم سعت صوتا
ثانيا :الطفل يغن
والقسم التحويلي للنحو يكن من القول:
الم سعت أن الطفل يغن.
ث الم سعت الطفل يغن.
وليست هذه إلّ بنية ملتبسة ل تصبح جلة فعلية منجزة إلّ بنقلها إل القواعد الصوتية والصل مكون من قسمي:
أ -القسم أو الصل التفريعي وهو مموع القواعد الت تدد العلقات النحوية الت هي العناصر القومة للبنية العميقة وتثيلها ف رموز
تصنيفية هكذا:
ت س +ت ف ،و ت س هو رمز للصنف السي ،و ت ف رمز للصنف الفعلي ،والعلقة النحوية هي علقة الفعل بالفاعل (ت
= تركيب ،س = اسي ،ف = فعلي).
ب -العجم أو قاموس اللغة هو مموع الوجوه الصرفية العجمية الحددة ف أصناف من الصائص الميزة ،فنجد أن كلمة الم تدد ف
العجم بأنا اسم مؤنث حي إنسان .فالصل هو الذي يدد الرموز « :ال» أداة التعريف « ،س» اسم « ،ف» فعل ف الاضر.
واامعجم يستبدل كل رمز بكلمة من اللغة.
الم (ال +أم) زمان (ز) أنت النسج.
قواعد تويل هذه البنية العميقة إل بنية ظاهرة
ال +أم انتها +زمان +ال +نسيج (الم نسجت)
وف الوقت ذاته ترج ف قواعد صوتية :الم أنت النسيج.
فاستنتجنا من خلل الصل مموعة من القومات النهائية ( )terminalesوالكونات النحوية سواء من حيث العدد أو من حيث
الال.
يضاف إليها الصيغ الصرفية وهي مهيئه لستقبال العان حسب القواعد الوجودة ف الصيغ الدللية ولكي تتحقق تعرض على
النوال التحويلي.
وعمليات التحو يل تقلب البنيات العمي قة إل بنيات ظاهرة دون أن ت س بالتحو يل أي بالتأو يل الدلل الذي يري ف م ستوى
البنيات العميقة .أما التحويلت الت كانت وراء وجود بعض القومات فإنا تتم ف مرحلتي إحداها بالتحويل البنيوي للسلسلة التركيبية
لكي نعرف هل هي منسجمة مع تويل معي؟ والثان باستبدال بنية هذا التركيب بالزيادة أو بالذف أو بتغيي الوضوع أو بالبدال،
فنصل حينئذ إل سلسلة متتالية من التحويلت تتطابق مع البنية الارجية ،و هكذا يكون حضور العامل الجهول ف متتالية الصل تؤدي
إل تغيات تعـل مـن جلة :الب يقرأ الريدة /الريدة قرئت مـن الب ،وهذه السـلسلة مـن الكلمات التتاليـة تول إل جلة منجزة
بالفعل ف الستوى الرف والصوت ،وهذه القواعد تدد الكلمة الشتقة من التصرف ف النسيج العجمي وف القومات النحوية وتزودها
ببنية صوتية .فالتركيب الرف هو الذي يول الفردة العجمية «الطفل» إل جلة من العـلمات الصوتية :ال/طف/ل ،وعلى النظرية
التوليد ية أن تعطي نا قاعدة صوتية (عا مة) كون ية ت كن من و ضع قائ مة للوجوه ال صوتية وقائ مة للن سجة المك نة ف هذه التراك يب
باعتمادها على النسخة الم ،أي النسخة الكونية (القادرة على ضبط قائمة بالصائص الصوتية وقائمة على التراكيب المكنة بي هذه
الصائص والنسجة المكنة الت تلتئم معها.
والصائص الصوتية والنظرية يب أن تدنا بنظرية دللية كونية قادرة على وضع قائمة بالفاهيم المكنة ،وتتطلب إذن وجود
أصل كون يكون النسخة الم الت تولد الصائص الدللية .وف الخي على هذه النظرية أن تقدم لنا نظرية تضبط التراكيب النحوية
أع ن (و ضع) قائ مة بالعلقات النحو ية ال صلية وقائ مة بالعمليات التحويل ية ال ت تكون قادرة على إعطاء و صف بنيوي لم يع ال مل،
فهذه الواضيع تكون إذن مهام عالية على النحو التوليدي أن يضبطها ف وجوه لسانية كونية ف مستوياتا الثلثة؛ الصوتية والدللية
والتركيبية.
نكتفي دراستنا عن الدارس اللسانية ،عربيةً كانت أم غربيةً ،ونستخلص من تلك الدراسة فيما يلي:
إن الدارس اللسانية كما سبق درسها ،لا تأثيات كبية ف بناء اللغة وتطورّها. -1
إن الدارس الل سانية العرب ية هي :الدر سة البيان ية مع الا حظ ،ومدر سة الن ظم مع الرجا ن ،والدر سة الشمول ية مع ال سكاكي، -2
والدرسة الرتقائية مع ابن خلدون.
إن الدارس اللسانية الغربية ،هي :الدر سة البنيوية مع سوسي ،والدرسة النسقية مع هلم سليف ،والدرسة الوظيفية مع ياكوبسن -3
ومارتين ،والدرسة التوزيعية مع بلومفيلد ،والدرسة التوليدية مع تشومسكي ،والدرسة التحويلية مع ز.س .هريس.