Professional Documents
Culture Documents
مقدمة:
إن من شروط نجاح السوق المالي إقامة سوق مالي نشط يسمح بتبسيط العمليات و
جلب االدخار و توظيف األموال .و إن االنتقال من اقتصاد المديونية إلى اقتصاد
األسواق المالية يتوجب وجود قاعدة مؤسساتية مالئمة و ظروف و محيط اقتصادي
مالئم.
و عندما نتناول الحديث عن البورصة في الجزائر يجب علينا أن ندرك جيدا أن
البورصة كأداة ليست هدفا أو غاية في حد ذاتها بل تعتبر أسلوبا تنمويا فعاال نجح في
أداء مهامه في الكثير من الدول التي تتميز بوضع اقتصادي مالئم مبني على قواعد
اقتصاد السوق و على هذا تبرز إشكالية الوضع االقتصادي للجزائر.
هل مناخ االستثمار على صعيد االقتصاد الجزائري يسمح لتواجد سوق مالي أو حتى
بورصة ألوراق مالية؟ فهذا ما سنحاول معرفته من خالل هذا البحث لدراسة بورصة
القيم المنقولة للجزائر و هذا بتطرق إلى مفاهيم عامة حول البورصة ثم بإعطاء
صورة عن بورصة الجزائر ونشأتها.
نظرا لالزمة االقتصادية التي تعيشها الجزائر و الخلل في التسيير بسبب هيمنة
القطاع العام و تذبذب وتيرة النمو االقتصادي و التبعية للخارج ،عرفت الجزائر
تحوالت هامة بغرض معالجة و تدارك الوضعية الحالية فسرعت باالصالحات
لتحرير االقتصاد و تهيئة المحيط ،ورغبة منها في ربح الوقت رأت السلطات
العمومية أنه من المفيد توفير آلية ذات فعالية بالنسبة لنظام اقتصاد السوق ،وهذا ما
حدث فعال وذلك بإنشاء بورصة الجزائر إذ أن البورصة تعتبر أداة فعالة ومكان
اللتقاء قوى االستثمار المختلفة ولها دور فعال في توجيه االقتصاد وتنشيطه إذ يتم
إعطاؤه قوة دفع أكبر وشمولية أعم وأوسع للمشروع االقتصادي الحضاري.
المطلب األول :عرض بورصة القيم المنقولة
الفرع األول :نشأة بورصة القيم المنقولة
تم تأسيس بورصة الجزائر في شهر 09ديسمبر سنة 1990برأسمال إجمالي قدره
32000.00د ج تحت اسم " شركة القيم المنقولة "SVMو هذا استنادا للمادة 01
من القانون رقم 88/03الصادر بتاريخ 02جانفي 1988و سميت شركة القيم
المنقولة تحاشيا لكلمة بورصة التي لها داللة إيديولوجية رأس المال هذا من جهة و
من جهة أخرى انعدام النص القانوني الذي ينظم عمليات البورصة الن التشريع
التجاري الساري المفعول لم يتطرق إلى هذه النشاطات.1
مراحل إنشاء بورصة الجزائر للقيم المنقولة :بدأت نشاطها بموجب المرسوم
التأسيسي للجنة تنظيم مراقبة عمليات البورصة رقم 10-93المؤرخ في 23ماي
1993والمعدل و المتمم بالقانون رقم 03-04الصادر بتاريخ 17فيفري .2 2000
حيث تعرفها المادة 01منه كما يلي " :تعد بورصة القيم المنقولة إطار لتنظيم و سير
العمليات فيما يخص القيم المنقولة التي تصدرها الدولة و األشخاص لآلخرين من
القانون العام والشركات ذات األسهم ،و قد كانت مراحلها
كما يلي: 3
المرحلة األولى 92-90 :تميزت بإنشاء عقد موثق لشركة القيم المنقولة SVM
وإصدار ثالث مراسيم تتعلق بالبورصة:
-المرسوم التنفيذي رقم 169-91 :في 28ماي 1991المتضمن تنظيم المعامالت
الخاصة بالقيم المنقولة.
-المرسوم التنفيذي رقم 170-91 :في 28ماي 1991حدد 10أنواع من القيم
المنقولة أشكالها ،شروط إصدارها وطرق ذلك ،تداولها وتحويلها.
-المرسوم التنفيذي رقم 171-91 :في 28ماي 1991يتعلق بلجنة البورصة.
المرحلة الثانية 93-92 :واجهت شركة القيم المنقولة صعوبات تتعلق بمهمتها
ووظيفتها ،وقد تم رفع رأسمالها من 230000دج إلى 9320000دج وصدر :
-المرسوم رقم 08-93 :لـ 25/04/93المكمل للقانون التجاري حيث حددت فيه
مختلف أنواع القيم المنقولة التي يمكن إصدارها.
-المرسوم رقم 10-93 :لـ 03/05/93حدد المحاور الكبرى لسير القيم المنقولة في
الجزائر ،الوساطة – لجنة تنظيم ومتابعة عمليات البورصة ، COSOBولجنة
تسيير بورصة القيم .SGBV
المرحلة الثالثة 95-93 :حيث تم إصدار نصين تشريعيين:
حتى يمكن التفاوض حول األوراق المالية و مبادلتها طبقا لقاعدة العرض و الطلب و
بالتالي ضمان وظيفتها في النشاط االقتصادي .و إلرساء بورصة للقيم المنقولة في
الجزائر لجأت الدولة إلى سن العديد من القوانين و المراسيم الموجهة لتنظيم عمليات
البورصة و الهياكل و المؤسسات المشرفة على سيرها و أحكام و شروط المتدخلين
فيها.
تتضمن البنية القاعدية لبورصة الجزائر ثالث عناصر أساسية أسندت لها وظائف
بالغة األهمية ويتعلق األمر بـ:1
)1شركة تسيير بورصة القيم SGBV :وتقوم أساسا على المادة 18من المرسوم
باإلشراف على إدخال المؤسسات إلى البورصة ،تسيير حصص البورصة ،القيام
بعمليات المقاصة ونشر المعلومات .فهي عبارة عن شركة ذات أسهم إذ يبلغ رأس
مالها اآلن 240.000,00دج ، .حيث األعضاء المؤسسين لشركة إدارة بورصة القيم
تخلو عن حصصهم في رأس مال شركة إدارة بورصة القيم لصالح شركات
متخصصة في الوساطة في األوراق المالية وهي:
-1شركة الراشد المالي التي تضم كل من.CNMA, CCR, BEA :
-2المؤسسة المالية لإلرشاد والتوظيف SOFICOPالتي تضم كل منCAA،:
.BDL BNA
-3المؤسسة المالية العامة SOGIEFIالتي تضم كل منCAAT, CNEP, :
.CPA
-4شركة توظيف القيم المنقولة SPDMالتي تضم كل من.BADR, CAAR :
-5شركة UNION BROKE RAGEالمؤسسة من طرف UNION :
.BANK
مرت بورصة الجزائر بالعديد من المراحل وعرفت العديد من المشاكل منذ أنشاء
القيم المنقولة سنة ،1992وبعد أن تم فتحها كانت الشركة المدرجة ضمن البورصة
كمايلي:
)1شركة سونا طراك :هي شركة برأسمال يقدر بـ 240مليار دج ،حيث أصدر
وزير الطاقة والمناجم قرار إصدار القرض السندي لسونا طراك بمبلغ 5مليار دج،
تحت رقم 805بـ 09/11/1997حيث قامت لجنة تنظيم ومراقبة عمليات البورصة
في إطار ممارسة نشاطها بمنح تأشيرتها األولى تحت رقم 001/97لـ
18/11/1997لصالح شركة سونا طراك على السندات التي أصدرتها بعد توقيع
العقد بين سونا طراك والبنك الخارجي الجزائري ،وقد بدأت هذه العملية في
10/01/1998بمبلغ أولي قدره 5مليار دج بنسبة %13كضريبة مخفضة وبعالوة
إصدار بنسبة ، % 5.2ونظرا إلقبال الجمهور قد ارتفع المبلغ إلى 12مليار دج ،
وقد بلغت عدد سندات سونا طراك 115000سند بقيمة إجمالية تقدر بـ 5مليار دج
.1
)2مجمع رياض سطيف :هي شركة أسهم برأسمال المقدر بـ 4مليار دج أسندت في
02/04/1990لمدة 99عاما وهي خاضعة ألحكام القانون التجاري ،طرح المجمع
1مليون سهم لالكتتاب العام بقيمة اسمية تقدر بـ 2300دج للسهم الواحد وامتداد
فترة االكتتاب من 02نوفمبر 1998إلى 15ديسمبر 1998إذ تمكن الجمهور من
الحصول على األسهم من لدى شبابيك البنوك التي كونت نقابة خصيصا لهذه العملية،
يأتي عل رأسها بنك الفالحة والتنمية الريفية .2وهي أسهم عادية ،تأشيرة COSOB
01/98المؤرخ في .06/19983 /27
)3مجمع صيدال :المتخصص في إنتاج وتسويق المواد الصيدالنية بحيث بدأت
عملية دخول صيدال في البورصة عندما أعطى المجلس الوطني لمساهمات الدولة
واإلشارة في سنة 1988لمجمع الكيمياء والصيدلة بفتح جزء من رأسمالها
للخوصصة الجزئية لصيدال وهذه الخطوة تمت على %20من رأسمال المؤسسة أي
2.5مليار دينار بـ 2مليون سهم بقيمة اسمية تقدر 250دينار للسهم الواحد.
حيث رأسمالها اإلجمالي يقدر بـ 2.5مليار دج ،ثمن العرض 800دج للسهم،
والعرض العمودي تم التصريح به من طرف COSOBبتأشيرة رقم 98/04في
.24/12/1998بعد قيام صيدال بمذكرة إعالم وانطالق العرض بتاريخ
15/01/1999لمدة شهر حتى 15/02/1999حتى تم بيع كل األسهم المعروضة
وتحقيق الهدف بنسبة .)1 143%إذا استطاعت صيدال بعرضها %20من
رأسمالها ،أن تبيع أكثر من عدد األسهم المطروحة ،حيث تحصلت على 2مليون و
300ألف أمرا بالشراء مع نهاية العملية ،منها أن مليون و 400ألف سهم ،بيعت
للمواطنين أي األشخاص الطبيعيين 700ألف سهم ،كما تم بيع 705000سهم
للمؤسسات المالية و 233000لألشخاص المعنويين و 16500لعمال مجمع صيدال2
.
)4مؤسسة األوراسي :مؤسسة متخصصة في مجال الخدمات الفندقة السياحة،
رأسمالها 217مليون دج ،فقد اتخذ قرار دخولها على البورصة من طرف الجنة
الوطنية للمساهمات الدولية بتاريخ . 05/02/1998متبوعة بالجمعية العامة غير
عادية للمساهمين بتاريخ ،21/06/1998وكانت قيمة العرض العمومي تخص
%20من رأسمال االجتماعي أي ما يعادل 1.5مليار دج موزعة على 1.2مليون
سهم بسعر 400دج للوحدة ولقد توج هذا العرض بالنجاح حيث كان الطلب على
األسهم يفوق الحصة المعروضة. )3
فإن إحصائيات هذا العرض تذكر بأن 1.34سهم بيع للمشترين أي ما يعادل 186.3
من توقعات الشركة القابضة للخدمات 72000سهم بينما اشترى أشخاص معنويين
أكثر من 350000سهم وهو ما يساوي %146من التوقعات أما عدد األسهم التي
اقتناها عمال مؤسسة التسيير السياحي فتصل إلى 2070سهم. 4
2002
المجموع
2001
السنوات
سونا طراك صيدال رياض األوراسي سوناطراك صيدال رياض األوراسي البيانات
7810 2275426 391301 352814 1141613 10412 1896140
654950 326788 1285878حجم
األوامر
22019 195341 2510 361445 70907 84074 165082 3427 323490
141575حجم
التداول
2765095 193911565 129358900 369112600 695148160
52324895 47422190 152091620 281379200 533217905قيم
التداول
2386 1476 9501 276 13639 1543 2698 5920 352 10513عدد
األوامر
959 409 1403 127 2898 557 1956 1907 139 4559عدد
المبادالت
التعليق:
من خالل المنحنى نالحظ أن حجم األوامر بدأ في االرتفاع في كال من مجمع صيدال
ورياض سطيف منذ سنة 1999وثم بدأ في االنخفاض منذ 2001إلى أن وصل إلى
الحد األدنى له في سنة .2002وان حجم األوامر لالوراسى بدأ في االرتفاع ابتداء
من سنة اإلدراج 2000إلى أن وصل إلى أعلى مستوى له في 2001وبعدها في
االنخفاض كالبقية .أما فيما يخص سوناطراك فكان حجم األوامر نسبي بالنسبة
للشركات األخرى.
ما يمكن استنتاجه أن حجم األوامر كان اكبر بالنسبة لصيدال و األوراسي رغم
دخولها األخيرة عن البقية.
التعليق:
نالحظ أن قيمة تداول سوناطراك في ارتفاع متزايد حتى سنة 2000في المقابل نرى
إن قيمة تداول رياض سطيف موافقة له بعدها بدا في االنخفاض من 2002حتى
أدنى حد تحقق خالله 2002كما أن قيمة تداول صيدال استمرت في االرتفاع إلى
غاية 2001بعدها راحت في االنخفاض وذلك إلى غاية .2002
ومنه نستنتج أن سوناطراك كانت أكبر الشركات التي سجلت قيمة تداول عظمى.
المنحنى ( :)4يوضح عدد األوامر.
التعليق:
تميز بأن عدد األوامر لشركة صيدال بدأ في االرتفاع المستمر منذ 1999إلى غاية
الحد األقصى خالل سنة 2001وبعدها سجل انخفاض حاد إلى غاية سنة . 2002أما
رياض سطيف تزايد عدد األوامر لها إلى غاية 2000التي كانت بها عدد األوامر
كبيرة بعدها بدأ في النقصان حتى 2002و األوراسي التي كان االرتفاع المسجل في
عدد األوامر من سنة . 2000
أما سوناطراك فقد سجل تزايد نسبي بعدها العودة إلى النقصان ونستنتج أن لصيدال
كان محتل المركز األول من حيث عدد األوامر المتدفق إلى البورصة على اختالف
كل الشركات األخرى بما فيها سوناطراك.
المنحنى ( :)5يوضح عدد المبادالت
التعليق:
الحظنا أن عدد المبادالت لكل من صيدال ورياض سطيف في تصاعد إلى أن وصل
أعلى قيمة له خالل سنة 2000وبعدها بدا في االنخفاض النسبي لصيدال وانخفاض
حاد لرياض سطيف إلى غاية سنة 2002و األوراسي الذي تزايد ابتدءا من سنة
2000إلى غاية 2001وبعدها بدأ يقل العدد إلى أن وصل الحد األدنى له في سنة
، 2002وفيما يخص سوناطراك سجل تزايد متباين في عدد المبادالت إلى أن عاد
إلى التراجع ابتدءا من سنة . 2000
ونستنتج أن صيدال كانت المتصدرة لعدد المبادالت كما للرياض غير أن األخيرة
تراجع العدد فيها.
المطلب الثالث :أسباب ضعف االستثمارفي بورصة الجزائر متطلبات تفعيل دورها
الفرع االول :أسباب ضعف االستثمارفي بورصة الجزائر
تعرف بورصة الجزائر مشاكل كثيرة مما أدى إلى وجود عراقيل تشد من نشاط
البورصة وحالت دون انطالقتها الفعلية أهمها :
* العراقيل القانونية :وتتمثل في تلك القوانين التي تقف حجر عثرة في تحقيق بعض
المبادئ االقتصادية التي تهيئ الظروف المناسبة لقيام البورصة ،كالتسيير اإلداري،
عدم مواكبة القوانين للتطورات االقتصادية ن التباطؤ في سن التشريعات التي
تستجيب لمتطلبات اقتصاد السوق. 1
-أن أغلب الشركات ملك الدولة حيث الزالت حتى اآلن العديد من المؤسسات
العمومية الجزائرية تعاني من اضطرابات مالية وقد تمت لفترات طويلة ،أن السبب
األول في الحالة التي آلت إليها يعود إلى سوء التسيير الذي يتضح في :غياب
الكفاءات المهنية الالزمة ،إهمال وتضييع الطاقات اإلنتاجية وعدم اإلحساس
بالمسؤولية مادامت األمالك عمومية وليست خاصة.2
-معدالت النمو هي معدالت مالية ماعدا البعض منها الذي ينحصر في عدد قليل أو
في قطاع وحيد وهو قطاع المحروقات الذي يشكل الركيزة األولى لالقتصاد
الجزائري.
-وإن الضرائب تمثل عبئا ثقيال على المؤسسات المصرحة بنشاطها ولذلك فإن
اللجوء إلى السوق الموازية يخفف منها أو تكون منعدمة.
* وكذلك انتشار التضخم وعدم ارتفاع عائد األسهم ،ضعف االدخار لدى األفراد
بسبب غالء المعيشة ن عدم تدفق رأس المال األجنبي الذي يعود على انعدام الثقة
وتدهور الوضع االقتصادي بسبب الظروف الخاصة التي تعيشها البالد ،ضعف
المنافسة في السوق المالية لقلة الشركات المصدرة بسبب تعثر مسار الخوصصة .
* العراقيل السياسية :يضم الميدان السياسي كذلك عقبات تحول دون قيام البورصة
بدورها العام والفعال في التنمية ،فأمام األوضاع األمنية المتدهورة وغير المستقرة
التي مرت بها الجزائر والزالت اليمكن ضمان فعالية السوق في تحقيق التنمية ،حتى
أن هذه األوضاع كانت سببا المتناع العديد من المستثمرين األجانب عن االستثمار
في بالدنا.1
* العراقيل اإلدارية :تبين في أنماط البيروقراطية التي تسود اإلدارة الجزائرية ،حيث
تعقيد اإلجراءات وعدم المرونة في التعامل والسرعة والتفاعل المطلوبين .
-وجود عدد كاف من األوراق المالية المطروحة في السوق تسمح للمستثمر أن
يختار الشكل الذي يناسبه وبطريقة ناجحة.
-وجود أسواق لألوراق المالية تسمح بتحويل هذا النوع من االدخار طويل األجل
إلى مال نقدي سائل عند الطلب فبالنسبة للجزائر عدد المؤسسات قليل جدا وال يعبر
عن فروع النشاطات االقتصادية المختلفة ،وال عن حقيقة النشاط االقتصادي،
والوعي االستثماري ضعيف فمازالت ثقافة االكتناز مهيمنة على أفكار الفرد واعتماد
المؤسسات على تمويل الذاتي ،و وجود ثغرات .كبيرة في النظم القانونية المنظمة
للسوق المالية وعدم مطابقتها لمتطلبات التطور االقتصادي المعاصر ،والدليل على
ذلك كثرة التغيرات القانونية وتعديل اإلصالحات وبما يسمى "إصالح اإلصالح".1
-محدودية السوق الثانوية الخاصة بتداول األوراق المالية ،ضآلة الطلب على
األوراق المالية قد يرجع إلى انعدام الثقة ،ضعف الوعي االستثماري ،وجود قيود
تشريعية ،عدم قدوم المستثمر األجنبي فحتى تكتسب البورصة فعاليتها يجب أن يكون
االقتصاد حرا ،وتزداد حيويتها وأهميتها في االقتصاد الوطني :كلما زاد عدد
الشركات المسجلة فيها كما زاد عدد األوراق المطروحة للتداول وعدد المتعاملين
واتساع النشاط االقتصادي ،فكلما كانت البورصة فعالة كانت أقدر على توطيد
النشاط االقتصادي للدولة والنظام االقتصادي القائم.
تشجيع التوظيفات بصفة عامة و التوظيفات في سوق رؤوس األموال بصفة خاصة،
قدمت السلطات المالية االمتيازات التالية لمستثمرين ،وذلك ضمن قانون المالية لسنة
: 19982
-إعفاء األرباح الموزعة على المساهمين من الضرائب
-إعفاء األرباح الرأسمالية المحققة من بيع األوراق المالية من الضرائب ،سواء
كانت لصالح أفراد أو شركات
-إعفاء الفوائد المحققة من التوظيف في السندات وغيرها من األوراق المالية من
الضرائب
-إعفاء العمليات التي تجري على األوراق المالية من حقوق التسجيل
-يقدر العائد على االستثمار في المتوسط في بورصة الجزائر بـ %7.95مع العلم
إن أسعار الفائدة السائدة على المدخرات تقدر بحوالي %7وأن معدل التضخم هو
%1في 2000حسب التقرير السنوي لصندوق النقد الدولي لهذه السنة ،إن
االستثمار في القطاع المالي قد استحوذ على جزء هام من هذا المبلغ متمثل في
االستثمار الجانب في هذا اإلطار قدره 70مليار دينار(حوالي 1مليار دوالر ) في
قطاع المحروقات واستثمروا في قطاع خدمات (عدى السياحة الصحة والتجارة)
أكثر من 34مليار دينار(حوالي 486مليون دوالر) ،إلنشاء البنوك الخاصة
والفروع وعليه استفادت من االمتيازات التي تمنحها وكالة دعم االستثمار APSI
والمتمثلة في :
-1أثناء االنجاز:
اإلعفاء من الرسم على القيمة المضافة TVAعلى السلع والخدمات التي تدخل
مباشرة في إنجاز االستثمار.
• اإلعفاء من الضريبة العقارية
• اإلعفاء من رسوم التحويل على شراء العقارات
-2أثناء االستغالل ) لمدة تتراوح بين 5و 7سنوات(
• اإلعفاء من الضريبة على أرباح الشركات (.)IBS
• اإلعفاء من الرسم على الرسم على النشاط الصناعي للعمال(. )TAIC
• اإلعفاء من الدفع الجزافي على أجور العمال) (.VF
• تخفيض نسبة مساهمة أرباب العمل في الضمان االجتماعي على %26بدال من
.%75
/2الرفع من مستوى الدخل الحقيقي لكل فرد :ال يمكن الحديث عن توجيه مدخرات
العائالت دون تحديد مستوى الدخل الحقيقي العائد لكل مواطن مع العلم يوجد عالقة
كبيرة بين مستوى الدخل الحقيقي لكل فرد وتوجيه االدخار نحو التوظيف في القيم
المتداولة ،ال بد من رفع المستوى المعيشي للمجتمع رغم أن مؤشرات التضخم
منخفضة حاليا في الجزائر ،إال أن هذا لم يساهم في تنشيط البورصة.
/3االنفتاح الكبير على الجمهور والتنويع في األدوات المالية :تتميز البورصات
الفعالة بالعدد الكبير للمتدخلين بها سواء بصفتهم عارضين أو طالبين لألوراق
المالية،تتميز بتنويع األدوات المالية التي تعد عامل جدب للمدخرين ،والتفتح الكبير
على الجمهور وتتميز بورصات البلدان المتخلفة و الدول العربية والجزائر خاصة
لضعف الصفقات الناجمة عن :العدد المحدود للمتدخلين ،غياب اإلدارة في االستثمار
المتوسط وطويل األجل في القيم المتداولة ،الطابع العائلي لعدد كبير من المؤسسات
والتي تعتمد على التمويل الذاتي لتوسيع أنشطتها ،عدم تنويع األدوات المالية على
هده البورصات عدم توظيف االدخار في شكل سندات إما النخفاض العائد أو ألسباب
دينية كتحريم الفائدة.
/4الكفاءة اإلعالمية لسوق البورصة :تكون بورصة القيم المتداولة فعالة إذ كانت
جملة المعلومات المفيدة لتقيم األوراق المالية يتم عكسها على الدوام في األسعار
وتسمح بدلك بإتحاد القرارات االدخار واالستثمار تبعا لهده األسعار .
/5توجيه القدرات التمويلية الموجودة نحو االستثمارات المنتجة والمربحة :إن
بورصة القيم المتداولة الفعالة بإمكانها توجيه القدرات التمويلية الموجودة نحو
االستثمارات المنتجة والمربحة ،ومنه فانه ينبغي التأكد من وجود مشاريع مربحة
على المستوى االقتصادي والمالي ،ألن مرودية المؤسسات المسجلة في قيد الشروط
الالزمة لجذب االدخار وإعادة توجيهه نحو المشاريع التنموية.
/6حصول المدخرين على عوائد معقولة مقابل توظيفاتهم واستثماراتهم المالية :إن
الحصول على عوائد معقولة لقاء توظيف واستثمار األموال في البورصة يعد شرطا
أساسيا لوجود بورصة فعالة تستقطب أكبر عدد ممكن من المدخرين ،ووجود
شركات مساهمة ناجحة.
/7تكييف بورصة القيم المتداولة مع التحوالت وتحويل الهياكل االقتصادية :من
الضروري أن يكون لبورصة القيم المتداولة إطار مؤسساتي وتنظيمي مرن يسمح
لها بتطور والتكييف على الدوام مع التغيرات الحاصلة وذلك مدى قدرتها على التأقلم
مع مختلف األزمات مهما كانت طبيعتها ،فإن متطلبات قيام بورصة قيم متداولة فعالة
هو مقدرتها على تحويل الهياكل االقتصادية وذلك من خالل تقديم تسهيالت الالزمة
للمؤسسة السيرة جيدا وترقيتها.
/8وجود حد أدنى من االستقرار السياسي واستقرار القانوني :يعتبر االستقرار
السياسي أهم عامل الجتذاب رؤوس األموال الفائضة بدل المدخرين وحسن توجيهها
كما أن وجود هذا االستقرار يسمح بتطوير البورصات و ترقيتها ،أما بخصوص
االستقرار القوانين ووجود جهاز تشريعي مرن فإن استقرار القوانين يعتبر من
المتطلبات التي تساهم بفاعلية لترقية ونمو سوق البورصة ،وتوفير جهاز تشريعي
يمكنه أن يساير الحياة االقتصادية في تطورها وباستطاعته التكييف واالنسجام مع
المتغيرات الحاصلة على الحركة االقتصادية على النحو الذي يضمن حقوق
المتدخلين في بورصة القيم بناءا على تنظيمات تشريعية تتم على أساسها مختلف
العمليات بهدف السوق.
/9وجود جهاز مصرفي متكامل :يعتبر وجود هذا العامل وسيلة مهمة لترقية ونمو
البورصات ذلك ألن مثل هذه المؤسسات التي تختص في الوساطة المالية تتطلع
بالقيام بدورها على مستويات عديدة من ذلك مقدرتها على تعبئة االدخار ،وتوفير
الفرص االستثمارية في صورة مشاريع والتوسط بين عرض السيولة الفعلية والطلب
الحقيقي عليها فإن الجهاز المصرفي يعتبر دعامة أساسية لوجود بورصة قيم فعالة
ذلك لما تختص به بصفته وسيط مال يعمل على تعبئة االدخار وترقية وحسن توجيهه
.
خاتمة:
إن إنشاء بورصة فعالة أصبح مطلبا ضروريا من مطالب اقتصاد السوق وفاعلية
النشاط االقتصادي ومسايرة التحوالت االقتصادية المحلية والعالمية ،ولقد مرت
بورصة الجزائر بعدة مراحل وعرفت العديد من المشاكل منذ إنشاء شركة القيم
المنقولة سنة 1992فهناك عدة عوامل تؤثر على أداءها وفعاليتها في االقتصاد
ايجابيا وسلبيا.
ومن خالل تعرضنا لدراسة أو محاولة التعرف على وضعية البورصة في الجزائر
كنموذج للدول النامية ،فبعد االنفتاح يتم تداول 3أسهم لثالث شركات هي:
أسهم شركة الرياض سطيف -أسهم شركة صيدال – أسهم فندق األوراسي.
إضافة إلى القرض المستندي لسونا طراك المتداولة لمدة 5سنوات 04/01/1998
وانتهى في 04/01/2003وبعد التعرف على نشاط األسهم وحالة األوراق المالية في
البورصة ،فان التداول يتم في يوم واحد ولمدة ساعة واحدة في األسبوع .
حتى رغم التعديالت واالمتيازات لتشجيع التوظيفات بشكل مغري ،لكن مازال
االستثمار ضعيفا في البورصة ويبقى مشكلة وحتى يتحسن أداء البورصة وفاعليتها
البد أن تتوفر العناصر التالية:
-التعديالت الضرورية لالقتصاد.
-إصالح نضام تشجيع على االستثمار الذي أصبح غير مالئم.
-إجراء مساندة لتفعيل الخوصصة.
-االستفادة من التطورات العالمية.