You are on page 1of 32

‫منهجية و مناهج البحث العلمي‬

‫و تطبيقها في القانون‬
‫خطة الدراسة‬
‫الباب الول ‪ :‬مسألة المعرفة العلمية و البحث العلمي‬
‫الفصل الول ‪ :‬مسألة المعرفة العلمية‬
‫المطلب ‪ : 2‬مفهوم المنهجية‬
‫المبحث ‪ 1‬ـ معنى المنهجية‬
‫المبحث ‪ 2‬ـ تكوين المنهجية‬
‫المبحث ‪ 3‬ـ علقة المنهجية بالفلسفة‬
‫المطلب ‪3‬ـ المنهج العلمي و البحث العلمي‬
‫الفصل الثاني ‪ :‬تصنيف المناهج و أنواعها‬
‫المطلب ‪ 1‬ـ المناهج الفلسفية العامة‬
‫المبحث ‪ 1‬ـ المنهج الميتافيزيقي‬
‫المبحث ‪ 2‬ـ المنهج الجدلي‬
‫المطلب ‪ 2‬ـ المنطق و المناهج المنطقية‬
‫المبحث ‪ 1‬ـ تعريف المنطق‬
‫المبحث ‪ 2‬ـ المنطق الشكلي‬
‫المبحث ‪ 3‬ـ المنطق الجدلي‬
‫الفصل الثالث ‪ :‬الستدلل‬
‫المبحث ‪ 1‬ـ الستنباط‬
‫المبحث ‪ 2‬ـ الستقراء‬
‫الفصل الرابع ‪ :‬مناهج العلوم الجتماعية و القانونية‬
‫المبحث ‪ 1‬ـ مناهج العلوم الجتماعية‬
‫المبحث ‪ 2‬ـ المناهج القانونية‬
‫المناهج الجزئية الخاصة المستخدمة في القانون‬
‫المبحث ‪ 1‬ـ مناهج القانون كعلم أو المعرفة العلمية للظواهر القانونية‬
‫مطلب ‪ 1‬ـ منهج المقارن‬
‫مطلب‪2‬ـ المنهج الحقوقي الشكلي ‪2‬‬
‫مطلب ‪ 3‬ـ المنهج الجدلي‬

‫المبحث ‪2‬ـ طرق التفسير و التكييف في العلوم القانونية‬


‫ن المر يتعلق هنا بمناهج و طرق الستدلل القانوني أي ما هي الجراءات‬ ‫إ ّ‬
‫الذهنية التي توصل القاضي من خللها إلى حل القضية المعروضة عليه و كيف يمر‬
‫من الوقعة أو الوقائع إلى تكييفها قانونيا و يطبق عليها القاعدة القانونية الملئمة ؟‬
‫إذا ما هو الجراء المنطقي المتبع من طرف القاضي للفصل في القضية المروحة‬
‫عليه ؟ يجب‬
‫م‬‫أول أن نذكر فيما يتمثل دور القاضي في المجتمع المحصور في تطبيق القانون ث ّ‬
‫المناهج المستخدمة في تفسير و تطبيق الحكام القانونية‬
‫ـ المنهج الشكلي ‪1‬‬
‫ـ المنهج المقارن ‪2‬‬
‫الفصل الخامس ‪ :‬متطلبات البحث العلمي‬
‫المبحث ‪ 1‬ـ الملحظة‬
‫المبحث ‪ 2‬ـ الفرضية‬
‫المبحث ‪ 3‬ـ التحقيق‬
‫البحث العلمي في العلوم الجتماعية‬
‫البحث العلمي في القانون‬
‫)القانون كفن ) طرق تأويل القواعد القانونية مناهج العلوم القانونية‬
‫الباب الثاني ‪ :‬منهجية إعداد البحث العلمي‬
‫الفصل الول ‪ :‬المشكل المنهجي‬
‫المبحث ‪ 1‬ـ الجراء العام‬
‫المطلب ‪ 1‬ـ الفوضي البداية‬
‫الشغف الكبير عن الحصول على المراجع‬
‫عدم التقييد بأشكالية‬
‫إستعمال العبارات المبهمة‬
‫المطلب ‪ 2‬ـ العمال الثلثة لجراء‬
‫القطيعة‬
‫البناء‬
‫الثبات‬
‫المطلب ‪ 3‬ـ المراحل السبعة للجراء‬
‫الفصل الثاني ‪ :‬القطيعة‬
‫م‪ 1/‬ـ سؤال النطلق‬
‫)م‪ 2/‬ـ الستكشاف ) القطيعة‬
‫م‪ 3/‬ـ الشكالية‬
‫الفصل الثالث ‪ :‬البنية البناء‬
‫م‪ 4/‬ـ بناء النموذج التحليلي‬
‫الفصل الرابع ‪ :‬الثبات‬
‫م‪ 5/‬ـ الملحظة الثبات‬
‫م‪6/‬ـ تحليل المعطيات‬
‫م‪ 7/‬ـ الخلصة‬
‫الببليوغرافيا المعتمدة‬
‫ـ عوابدي عمار ‪ 3 :‬مناهج البحث العلمي وتطبيقاتها في ميدان ـ العلوم القانونية و ‪1‬‬
‫الدارية " ديوان المطبوعات‬
‫الجامعيةالجزائر ‪ 1992‬تحت إشراف دليلو فيصل ‪ " :‬دراسات في المنهجية "‬
‫إعداد جماعي‬
‫ديوان المطبوعات الجامعية ‪ "1995‬محاضرات في فلسفة القانون ‪2 -‬‬
‫‪ : ALGER 1982‬إبراهيم أبو النجاء ‪3 OPU " -‬‬
‫‪4- GRAWITZ M Methodes des sciences sociales " Précis dalloz paris 1981‬‬
‫‪5- Miaille M "Introduction critique au droit " ed.F.Maspéro Paris 1978‬‬
‫‪6- De bruyene et al." Dynamique de la recherche en sciences sociales PUF Paris‬‬
‫‪1974‬‬
‫‪7- Brimo A. " les grands courants de la philosophie du droit et de l'Etat ed. Pédone‬‬
‫‪Paris‬‬
‫‪1978 .‬‬
‫‪8- DURKHEIM E. " Les régle de la méthode en sociologie " traduit en arabe dans‬‬
‫‪la‬‬
‫‪collection EL ANIS Alger 1990‬‬
‫" ‪9- QUIVY R.CAMPENHOUDT L.C " Manuel de recherche en sciences sociales‬‬
‫‪Ed.Dunod Paris 1988‬‬
‫‪10- Fragniére j.P " Comment réussir un mémoire " Ed. Dunod Paris 1988.‬‬

‫ن إقرار إدماج مادة " فلسفة و منها معاهد‬ ‫مقدمة البحث العلمي " في برامج إ ّ‬
‫العلوم الفزيائيةو الدارية قد جاء على أساس قناعة قوية و إرادة صريحة في إرسال‬
‫ن هذه المادة تهدف إلى تمكن الطلبة منذ السنة‬ ‫و بعث الفك العلمي في الجزائر إ ّ‬
‫م‬
‫الولى من طرق و مناهج البحث العلمي و ترسيخ قدراتهم على الفهم و التفسيير ث ّ‬
‫إكتساب كيفية تنظيم دراستهم و إعدادهم للقيام بمهامهم في حياتهم الطلبية و‬
‫ن المادة تطرح أساسا مسألة المعرفة العلمية ‪ -‬العلم‬ ‫المهنية على أحسن وجه و إ ّ‬
‫)البحث ) العلمي ‪ -‬و شروط إكتسابها و إنتاجها ‪ -‬علم المناهج ‪ ،‬مناهج البحث ‪1)-‬‬
‫)كيفية إنجاز بحث علمي )‪ (2‬و أخيرا عرض نقذي لهم المذاهب الفقهية حول )‪2‬‬
‫طبيعة القانون و أصله و غاياته )‪ (3‬يتكون البرنامج من قسمين كبيرين الباب الول‬
‫ما الباب الثاني على البعاد‬
‫يركز على البعاد النظرية لمسألة المنهج و المنهجية أ ّ‬
‫ن الباب الثالث يخصص لعرض المذهب‬ ‫الجرائية الخاصة بإعداد بحث علمي و أ ّ‬
‫‪.‬الفقهية في مجال القانون‬

‫الباب الول ‪ :‬مدخل لمسألة المنهج و منهجية البحث العلمي‬


‫ن من أهم المشاكل التي تعاني منها العلوم ‪ :‬ملحظة تدني المستوى النسانية ‪...‬‬ ‫إ ّ‬
‫هو التدريب على البحث العلمي بشقه النظري و التطبيقي و الذي يتوج في مرحاة‬
‫الولى بمذكرة تخرج ‪ ...‬التي كثر الحديث عن قيمتها العلمية و البيداغوجية خاصة‬
‫بعدما لوحظ من تدني مستوى العداد‬
‫فحين يعتبر " البحث العلمي من ضروريات هذا العصر ‪ ،‬فهو المحرك لكل تقدم في‬
‫كافة المجالت ‪ ...‬و لم تصل الدول الصناعية إلى ما وصلت إليه الفضل تشجيعها و‬
‫سهرها الدائم على تطوير البحث العلمي ‪ ،‬و إذا كانت هذه هي مكانة البحث العلمي‬
‫ن " المنهجية تعتبر محرك البحث العلمي ذاته‬
‫" في تقدم العلوم و المعرفة ‪ ،‬فإ ّ‬
‫السؤال ‪ :‬كيف ندخل الطلبة لمنهجية البحث العلمي ؟ ما أهمية المنهجية و علقتها‬
‫‪ .‬مع المعرفة العلمية ؟‬
‫الفصل الول ‪ :‬مشكل المعرفة العلمية‬
‫ن المشكل الساسي في هذا الموضوع هو مشكل المعرفة العلمية و شروط‬ ‫إ ّ‬
‫إنتاجه عامة و هو يتطلب تغطية الجانب الخاص بفلسفة البحث أي الفكر السائد و‬
‫المتبع في شتى البحاث العلمية ‪ ،‬و هذا ما يمثل الموضوع الساسي للمنهجية أو‬
‫علم المناهج أو علم العلوم ‪ ،‬وكما كانت تدعى في القديم " نظرية المعرفة " و هي‬
‫من إختصاص الفلسفة المنطقيين بينما تسمية اليبستمولجية تطلق على تفكير‬
‫‪ .‬العلماء الباحثين على مناهج و نتائج أبحاثهم‬
‫المبحث الول ‪ :‬تعريف فلسفة العلوم و البستومولوجيا‬
‫ن موضوع المعرفة و دراسة‬ ‫في البداية قد كان هذان المصطلحين متداخلين ‪ ،‬إذا أ ّ‬
‫تطور العلوم كان هذان المصطلحين متداخلين ‪ ،‬إذن موضوع المعرفة و دراسة‬
‫ما في بعد مع إنفصال العلوم عن‬ ‫تطور العلوم كان من إختصاص الفلسفة أ ّ‬
‫الفلسفة ‪ ،‬أدى هذا النفصال إلى بعض الغموض الذي أصبح يكتنف هذه‬
‫‪.‬المصطلحات ‪ ،‬ما هو المعنى الجديد لكل واحد منهما ؟‬
‫المطلب الول ‪ :‬النظرية العامة للمعرفة‬
‫ن هذه الخيرة تهتم بدراسة عامة لمشكل المعرفة العلمية و‬ ‫‪ le sujet et l'objet‬إ ّ‬
‫العلقة التي تربط بين الباحث و موضوع بحثه و هذا بطريقة مجردة ‪de la recherche-‬‬
‫‪ recherche‬و عامة ‪ ،‬و قد ظلت قائمة على التساؤل‬
‫لمن تعود الولوية للشخص العارف ‪ -‬الفكر الروح ‪ -‬و قد إنتهى إلى ترويج المنهج‬
‫ما المذهب المادي فركز على الشيء ـ و المادة ـ و طور المنهج الجدلي ‪،‬‬ ‫الصوري أ ّ‬
‫ن‬‫ما فلسفة العلوم فتهدف إلى تفكير شامل يتضمن كل العلوم و تطورها و كون أ ّ‬ ‫أ ّ‬
‫العلماء الباحثين أصبحوا هم بذات يتسألون عن مناهجهم و مساعيهم العلمية ‪-‬‬
‫فبذلك فهم يطراحون مشاكل فلسفية و يستعملون مصطلحات فلسفية ‪ ،‬و إنه هذا‬
‫‪ .‬هو الوقع الذي يعبر عليه مصطلح اليببستمولوجيا‬

‫المطلب الثاني ‪ :‬الليبستمولوجيا و أهمية التفكير اليبستمولوجي‬


‫‪ :‬ـ تعريف اليبستمولوجيا ‪1‬‬
‫ن مصطلح اليبستمولوجيا أكثر دقة لنها ل تهتم بالمبادىء العامة و تطور العلوم‬ ‫إ ّ‬
‫بالدراسة النقدية للمادي و الفرضيات و نتائج العلوم المختلفة من حيث تهدف إلى‬
‫تحديد صحت المنطق المستعمل و مداها الموضوعي‬
‫‪.‬نفس المرجع ص ‪5‬‬

‫إذا فالبستمولوجيا هي دراسة نقدية تأتي فيما بعد تكوين النظريات وتتساءل عن‬
‫صحة العلوم معتبررة أياها كواقع قابل للملحظة و الوصف و التحليل و لهذا لما نريد‬
‫أن نبحث عن فلسفة أو منهجية علم معين فنستعمل كلمة إيبستمولوجيا ذلك العلم ‪،‬‬
‫و بالتالي و في مجال الحقوق أو القانون سنفصل إستعمال عبارة إيبستمولوجية‬
‫ن الولى تهتم بالمناهج العلمية‬
‫القانون بدل فلسفة المعرفة العلمية للقانون ل ّ‬
‫ما الثانية فهي تهتم بعرض التيارات و المذاهب‬ ‫المستخدمة في علم القانون‪ ،‬أ ّ‬
‫‪ .‬الفلسفية الواردة في مجال القانون ما فائدة و أهمية التفكير اليبستمولوجي ؟‬
‫ـ لمعرفة أهمية و ضرورة التفكير البستمولوجي يجب أن نتطرق للمشكل من ‪2‬‬
‫ن هناك إنتاج نظري متعدد و متنوع من طرف‬ ‫أساسه ‪ ،‬أي نلحظ في حياتنا اليومية أ ّ‬
‫البشر و الذي يتبلور في خطب كثيرة تهدف إلى فهم و تفسير الظواهر التي تحيط‬
‫به و تجعل التصالت الجتماعية ممكنة و لذلك يجب علينا أن ندرك ماهية هذه‬
‫الخطب‬
‫ن كل خطاب يبدو كأنه مجموعة متماسكة من الثباتات تفرض وجود منطق و نظام‬ ‫إ ّ‬
‫و إمكانيات إعادة إنتاجه و تطوره حسب قوانين خاصة به‪ ،‬ومن ميزات الخطاب ‪:‬‬
‫أنه مجرد و يقدم في شكل مفاهيم و تصورات ناتجة عن طرف الستدلل كلها مبنية‬
‫على التجريد ‪ ،‬وخاصة الفكر المجرد أنه لخضاع لجاذبية الملموس ‪ ،‬و يرتقي إلى‬
‫مستوى يسمح للبشر أن يسيطر على القل ذهنيا على الحداث و الظواهر التي‬
‫تحيط بهم ‪ ،‬و أنه ينفرد به النسان دون سواه كونه يعيش في مجتمع و هو إنتاج‬
‫متعدد و غزير و متداخل و المثال على ذلك هناك خطاب ديني خطاب فلسفي ‪،‬‬
‫ن كل خطاب من هذه‬ ‫خطاب إقتصادي ‪ ،‬أخلقي ‪ ...‬إلى غير ذلك ‪ ،‬و إذا أعتبرنا أ ّ‬
‫ن هذه‬‫الخطب خاص بقطاع معين من الحياة الجتماعية فإننا نقع في خطأ فادحال ّ‬
‫الخطب متداخلة في بعضها البعض و لكل وحد منها نوايا للسيطرة و الهيمنة على‬
‫ن‬
‫الخطب الخرى كونه يقدم تصورا و تفسيرا شامل للحياة الجتماعية و الظواهر ‪ ،‬أ ّ‬
‫هذه الملحظة تبدو أساسية بالنسبة لبقية الحديث الذي يهمنا أمام هذه الخطب ‪،‬‬
‫أين و كيف نستطيع أن نكشف بأنه حقيقيا علمي أو يتصف بميزات لنتاج العلمي أي‬
‫أنه قابل للتحقيق و البهان ؟ و يمكن أن يصيغ هذا السؤال بالكيفية التالية ‪ :‬ما هي‬
‫صفات الخطاب العلمي و ما هي ميزات المسعى العلمي ؟‬
‫‪ :‬ـ صفات المسعى و الخطاب العلمي ‪3‬‬
‫ن المسعى العلمي يعتبر بأنه بالدرجة الولى مسعى نقدي قائم على منهجية‬ ‫إ ّ‬
‫ن كل تفسير علمي لظاهرة ما يقوم على المبدأ التالي و هو أن فهم و‬ ‫علمية ل ّ‬
‫ن المعرفة‬ ‫تفسير الظواهر غير معطى أو تلقائي و ناتج عن الملحظة البسيطة و أ ّ‬
‫الحقيقية أو إكتشاف الواقع تفرض تحريات تذهب إلى ما وراء الظواهر كونها تهدف‬
‫إلى معرفة ماهية الشيء و لذا ل يمكن لي علم أن يقوم إل ّ إذا تخلى عن الملحظة‬
‫ن التفسير الذي يأتي تلقائيا ـ طبيعيا ـ ليس بعلم‬ ‫الحية البسيطة التي يقوم بها أحد ل ّ‬
‫ن المعرفة العلمية تكون دائما معرفة مبنية بالعقل أي قائمة على تصورات‬ ‫وأ ّ‬
‫نظرية التي تحدد و توجه الملحظة و تفرض طريقة أو طرق التحقيق و الثبات‬
‫ما نجد مثل في الدراسات القانونية نفس التفسيرات التي نجدها عند‬ ‫و لذا ل ّ‬
‫النسان العادي من حقنا أن نشك في صحة هذه التفسيرات التي تتنافى مع‬
‫المسعى العلمي الذي يفرض إقتراب نقدي للظواهر و تصورها في حركيتها و‬
‫‪.‬تداخلها و تفاعلها‬

‫‪ :‬أ ـ الفكر النقدي‬


‫فهو الفكر الذي يتطلع إلى الوصول إلى حقيقة الشياء و الظواهر أي إلى وجهها‬
‫ن المعرفة العلمية ل‬
‫المخفي و إستخراج كل ما تخفيه هذه الشياء و الظواهر ل ّ‬
‫تهدف أساسا لوصف ما هو ظاهر بل هي عملية إظهار ما هو مخفي و إجاد التركيب‬
‫ن الموقف العلمي النقدي يفرض علينا‬ ‫الباطني للشيء أو الموضوع أو الظاهر و أ ّ‬
‫عدم تقبل ) كل ما تسوقها إلينا اليديولوجيات و التخلي عن كل الفكار المسبقة‬
‫ن في مجال البحث العلمي ل‬ ‫التي تؤثر على طريقتنا لفهم الشياء و الظواهر ل ّ‬
‫يوجد مسعى ثاني إل ّ هذا المسعى كونه يسمح بالوصول إلى تصور الواقع تصورا‬
‫‪.‬مختلفا كل الختلف عن التصورات العامة التي تقوم على الحس العام‬
‫‪ :‬ب ـ إقتراب الواقع في تصور حركي و جدلي‬
‫ن المعرفة العلمية تتغير و‬
‫ن ضرورة التصور الجدلي يعود إلى وعي العلماء بأ ّ‬ ‫إ ّ‬
‫تتحول بدون هوادة كون نظام المعرفة مرتبط بالتاريخ فهو غير محدود و في تطور‬
‫ن‬
‫ن كل حل جديد يأتي بمشكل جديد فإن شأ ّ‬ ‫مستمر ‪ ،‬و العلم يبدو كلغز متجدد ل ّ‬
‫العلم شأن كل إنتاج بشري فهو غير مكتمل و خاضع لمبادىء التطور الجدلي ‪ ،‬و هذا‬
‫ن كل إثبات أو نظرية علمية قابل مبدئيا للمراجعة و التعديل ‪ ،‬ل يوجد حكم‬ ‫يعني أ ّ‬
‫‪ .‬علمي الذي يمكن أن نفول عنه بأنه لن يصحح يوما ما‬
‫ن المسعى العلمي هو مسعى حواري ناتج عن عملية ذهاب و إياب دائم بين‬ ‫إ ّ‬
‫الملموس و المجرد ‪ ،‬بين الموضوع و الفكر ليس هناك مقولة ذهنية ل تمس بشيء‬
‫‪ .‬للتجربة و ليس هناك حس غير منبثق من التجربة‬
‫بعد ذلك التطرق إلى ‪ DROIT ART‬ففي البداية سنحاول أن نعرف ما هو القانون و‬
‫‪ DROIT‬مسألة التمييز بين القانون كفن و المناهج الخاصة بكل واحد منهما ‪ ،‬المطلب‬
‫‪ .‬القانون كعلم ‪SCIENCE‬‬
‫الول ‪ :‬تعريف القانون‬
‫ن لمصطلح القانون معاني كثيرة فهو تارة مجموع القواعد الضابطة للسلوك و‬ ‫إ ّ‬
‫العلقات بين البشر في المجتمع و التي تؤدي مخلفاتها إلى تسليط الجزء أو فرض‬
‫إحترامها بالقوة عند الحاجة ‪ ،‬و تارة أخرى علم من العلوم التي تلقن في كليات‬
‫الحقوق ‪ ،‬و في نفس الوقت فهو يدل على معرفة هذه القواعد و هو أخيرا يحمل‬
‫معنى فلسفي و هو الحق و هو العدل و الهم يكمن في رأينا هل يمكن لنا أن نعتبر‬
‫القانون أو معرفتنا للقانون كمعرفة علمية ؟‬
‫القانون يمثل في أنين واحد علم و فن فهو علم أي فرع من فروع علم الجتماع‬
‫كونه محاولة تهدف إستنتاج من ملحظة الواقائع الجتماعية الحاجات القانونية للفرد‬
‫و المجتمع فهو فن يتجسد في تطبيقات معارف علمية مكتسبة مسبقا من أجل‬
‫‪.‬إعداد قوانين ملئمة‬
‫هذا هو دور المشرع ـ من جهة و من جهة ثانية تطبيق القواعد القانونية في الحياة‬
‫الجتماعية ـ و هذا هو دور القاضي ـ و الفقه الذي يعلق عليها القانون كعام يغترض‬
‫ما القانون كفن في حاجة لمناهج التفسير و‬ ‫الّلجوء إلى المناهج البحث العلمي أ ّ‬
‫‪ .‬التؤيل‬

‫الفصل الثاني ‪ :‬تعريف المنهجية و مناهج البحث العلمي‬


‫المطلب الول ‪ :‬تعريف المنهجية‬
‫ن كلمة أو علم المناهج أستخدمت لول مرة على يد الفيلسوف كانت عندما‬ ‫إ ّ‬
‫قسم المنطق إلى قسمين و هما مذهب المبادىء و هو الذي يبحث في الشروط و‬
‫الطرق الصحيحة للحصول على المعرفة‬
‫و علم المناهج الذي يهتم بتحديد الشكل العام لكل علم و بتحديد الطريقة التي‬
‫يتشكل و يتكون بها أي علم من العلوم فعلم المناهج هو إذا العلم الذي يبحث في‬
‫مناهج البحث العلمي و الطرق العلمية التي يكتشفها و يستخدمها العلماء و الباحثون‬
‫‪ .‬من أجل الوصول إلى الحقيقة‬
‫المنهجية فرع من فروع اليبستمولوجيا ) علم المعرفة ( تختص بدراسة المناهج أو‬
‫ما المنهج فهو‬‫الطرق التي تسمح بالوصول إلى معرفة علمية للشياء و الظواهر أ ّ‬
‫مجمل الجراءات و العمليات الذهنية التي يقوم بها الباحث لظهار حقيقة الشياء أو‬
‫ن المنهج هو موقف أمام الموضوع و‬ ‫الظواهر التي يدرسها و يمكن أيضا أن نعتبر بأ ّ‬
‫ن كلمة‬‫نتحدث في هذه الحالة مثل على المنهج التجريبي و المنهج الطبي ‪ ،‬و إ ّ‬
‫‪ .‬المنهج تعني أيضا الّلجوء إلى أنماط تحليلية خاصة بفروع علمية مميزة‬
‫‪ :‬تعريف المناهج و أنواعها‬
‫يتكون علم المنهجية من عناصر كثيرة ومن بينها‬
‫ـ المناهج الفلسفية العامة ‪ :‬المنهج الميتافيزيقي و المنهج الجدلي‬
‫ـ المناهج المنطقية المشتركة ‪ :‬مثل منهج الستنباط و الستقراء‬

‫___________________________________________________________________‬
‫_____‬
‫راجع المؤلفات المخصصة للمدخل للعلوم القانونية و النظرية العامة للقانون ‪3‬‬
‫‪ .‬عبد الرحمان المشار إليه من طرف عوابدي ص ‪147‬‬
‫ـ المناهج العلمية المشتركة ‪ :‬المنهج المقارنة التجريبي‬
‫ـ المناهج العلمية الجزئية الخلصة و هي تختلف من علم لخر ففي علم القانون مثل‬
‫‪ .‬هناك منهج المقارن و المنهج الشكلي و المنهج الوضعي و الجدلي ‪ ...‬إلى غير ذلك‬

‫المطلب الثاني ‪ :‬منهجية البحث العلمي‬


‫ن الفيلسوف الفرنسي " جاستون باشلر " قد عرف البحث العلمي بصفة وجيزة‬ ‫إ ّ‬
‫منتزع و مبني و محقق‬ ‫" جدا منتزع من الحكام "‬
‫ن الواقع العلمي المسبقة و الشائعة ‪ ،‬ومبني بالعقل أي نظري و‬ ‫كمايلي ‪ " :‬إ ّ‬
‫محقق أي أنه مؤكد بالبرهان و الدليل و بهذه الكيفية فهو يعرف ماهية و غاية العلم‬
‫و الخصائص و الجراءات الوجب إتباعها في البحث العلمي و أخيرا التطرق غلى‬
‫‪ .‬مفهوم البحث العلمي‬
‫‪.‬ـ مطلب ‪ :‬مفهوم العلم و المعرفة‪1‬‬
‫العلم هو المعرفة المنهجية لقانون الطبيعة و كل علم يمثل معرفة لجملة خاصة‬
‫من هذه القوانين الخاصة بعدد محدد من الظواهر و قد عرف أيضا بأنه " المعرفة‬
‫المنسقة التي تنشأ عن الملحظة و الدراسة و التجريب ‪ ...‬و التي تقوم بفرض‬
‫م دراسته‬ ‫تحديد طبيعة و أسس و أصول ما ت ّ‬
‫العلم هو فرع من فروع المعرفة خصوصا ذلك المتعلق بتنسيق ترسيخ الحقائق و‬
‫المبادىء‬
‫ن أغلب المحاولت الهادفة إلى تحديد معنى "‬ ‫المناهج بواسطة التجارب و الفروض إ ّ‬
‫ن العلم جزء من المعرفة يتضمن الحقائق والمبادىء و‬ ‫العلم تدور حول الفكرة " ‪ :‬إ ّ‬
‫القوانين و النظريات و المعلومات الثابتة و المنسقة و الطرق و المناهج العلمية‬
‫‪ .‬الموثوق بها لمعرفة و إكتشاف الحقيقة " بصورة قاطعة و يقينية‬
‫المطلب ‪ 2‬ـ العلم و المعرفة‬
‫ن المعرفة تشمل كل الرصيد الواسع‬ ‫ن مجال المعرفة أأوسع من العلم ذلك إ ّ‬ ‫إ ّ‬
‫من المعارف و العلوم التي إستطاع النسان ككائن مفكر أن يجمعه عبر تاريخ‬
‫‪ .‬النسانية ‪ :‬وهناك ثلثة أنواع أساسية للمعرفة‬
‫ـ المعرفة الحسية ‪ :‬وهي مجموعة المعارف و المعلومات التي تعرف عليها‪1‬‬
‫النسان حسيا فقط بواسطة الملحظات البسيطة و المباشرة و العفوية عن طريق‬
‫حواسه ‪ ...‬و من أمثلة المعرفة الحسية معرفة تعاقب‬
‫ـ المعرفة الفلسفية التأملية ‪ :‬و هي مجموع المعارف و المعلومات التي يتحصل‪2‬‬
‫عليها النسان بواسطة أساليب التفكير و التأمل الفلسفي لمعرفة السباب ـ‬
‫الحتميات البعيدة للظواهر و الشياء و المور ‪ ،‬مثل التفكير و التأمل في أسباب‬
‫الحياة و الموت و خلق الوجود و الكون المعرفة العلمية‬
‫و التجريبية ‪ :‬و هي المعرفة التي تتحقق على أساس الملحظات العلمية المنظمة‪- 3‬‬
‫و المقصودة للظواهر و الشياء و المور ووضع الفروض و إستخراج و إكتشاف‬
‫النظريات العامة و القوانين العلمية الثابتة و المنسقة القادرةعلى تفسير الظواهر و‬
‫الشياء " ‪ ...‬و المورعلميا و التنبؤ بما يحدث و التحكم في الظواهر و الشياء في‬
‫ن المعرفة أشمل و أوسع من العلم و العلم جزء و فرع‬ ‫خلصة القول نستخلص يأ ّ‬
‫من المعرفة حيث ينطبق مصطلح العلم على المعرفة العلمية التجريبية فقط ‪ ،‬ول‬
‫‪ .‬ينطوي على المعرفة الحسية و المعرفة الفلسفية التأملية‬

‫‪ .‬المطلب الثالث ‪ :‬وظائف و أهداف العلم‬


‫ن هدف العلم و وظيفة العلم الساسية و الصلية هي إكتشاف النظام السائد في‬ ‫إ ّ‬
‫هذا الكون و فهم قوانين الطبيعة و الحصول على الطرق اللزمة للسيطرة على‬
‫قوى الطبيعة و التحكم فيها ‪ ،‬و ذلك عن طريق زيادة قدرة النسان على تفسير‬
‫الحداث و الظواهر و التنبؤ بها و ضبطها و يمكن أن نستخلص من هذه الغاية‬
‫‪.‬الصلية و الساسية للعلم وظائف ثلث‬
‫‪ :‬أول ‪ :‬ـ غاية و وظيفة الكتشاف و التفسير‬
‫ن الغاية و الوظيفة الولى للعلم تتمثل في إكتشاف القوانين العلمية العامة و‬‫إ ّ‬
‫الشاملة للظواهر و الحداث المتشابهة و المترابطة و المتناسقة و ذلك عن طريق‬
‫تصنيف و تحليل الظواهر و الحداث بواسطة مختلف الفرضيات العلمية ‪ ،‬والقيام‬
‫بتجارب علمية تمكننا من الوصول إلى مختلف القوانين العلمية الموضوعية عامة‬
‫‪ .‬كانت و شاملة لتفسير هذه الظواهر و الوقائع و الحداث‬
‫ثانيا ‪ :‬غاية و وظيفة الضبط و التحكم‬
‫ن من أهم وظائف العلم الضبط و التحكم العلمي في الظواهر و الحداث من‬ ‫إ ّ‬
‫أجل السيطرة عليها و توجيهها و إستغلل النتائج لخدمة النسانية‬
‫ثالثا ‪ :‬غاية و وظيفة التنبؤ‬
‫و تتعلق هذه الغاية بالتعرف على طرق و سير الحداث و الظواهر الطبيعية و‬
‫الجتماعية بهدف التأثير عليها أو تجنب إثارها على النسانية و المثلة على ذلك‬
‫تتمثل في التنبىء بمواعد الخسوف و الكسوف ‪ ،‬تطور الحوال الجوية ‪ ،‬معرفة‬
‫تقلب الرىء العام سياسيا و إجتماعيا و غير ذلك من المور التي يمكن التوقع و‬
‫التنبىء العلمي بحتميتها و ذلك لخذ الحتياطات و الجراءات العلمية لتفادي الثار‬
‫‪ .‬الجابية‬
‫المبحث الثاني ‪ :‬مفهوم البحث العلمي‬
‫ن البحث العلمي " هو وسيلة للستعلم و الستقصاء المنظم و الدقيق الذي يقوم‬ ‫إ ّ‬
‫به الباحث بفرض إكتشاف معلومات أو علقات جديدة بالضافة إلى تطوير أو‬
‫تصحيح أو تحقيق المعلومات الموجودة فعل على أن يتبع في هذا الفحص و‬
‫‪ ... " .‬الستعلم الدقيق ‪ ،‬خطوات لمنهج العلمي‬
‫‪ .‬و إختيار الطريقة و الدوات اللزمة للبحث و جمع البيانات‬
‫الفصل الثاني ‪ :‬مفهوم المنهج و علم المناهج‬
‫المبحث ‪ 1‬ـ مفهوم المنهج‬
‫ّ‬
‫المطلب ‪1‬ـ تعريف المنهج ‪ :‬المنهج في اللغة العربية هو الطريق و هو مشتق من‬
‫ما في‬‫فعل نهج أي سلك و ينطوي أيضا على معنى إصطلحي يدل على التتابع أ ّ‬
‫اليونانية فكان في البداية يعني الدراسة ‪ ،‬البحث النظر المعرفة ‪ ،‬كما يعني‬
‫الطريق ‪ ...‬و ل يتحدد معناه الصطلحي ‪ ،‬إل ّ في بداية القرن السابع عشر حيث‬
‫أصبح يدل على " طائفة من القواعد العامة المصوغة من أجل الوصول إلى الحقيقة‬
‫‪ " .‬في العلم‬
‫و قد وردت تعريفات عديدة بشأنه و فيما يلي البعض منهاز‬
‫نفس المرجع ص ‪18‬ـ‪10‬‬
‫" الباب الثاني ‪ " :‬منهجية البحث العلمي‬
‫يجب علينا في البداية أن نحدد معنى منهجية البحث العلمي كصيرورة الستقراء و‬
‫م‬
‫تفسير الواقع أي كعملية أو نشاط فكري يختلف عن مسألة المناهج المنطقية ث ّ‬
‫ماذا يجب علينا أن نفهم من مصطلح البحث العلمي في العلوم الجتماعية عموما و‬
‫الحقوقيت خاصة ‪ .‬ثمذ بعد ذلك تحديد مضمون المنهجية كأسلوب تنظيم و تصوير‬
‫‪ .‬شامل لجزاء البحث العلمي و اللتزام بتنفيذها مرحلة تلو الخرى‬
‫ن المنهجية بمفهومها الواسع ممكن الن تفهم كفلسفة البحث العلمي أو الفكر‬ ‫إ ّ‬
‫السائد و المتبع في البحاث العلمية ‪ ،‬و الغاية من تعريف الطالب بالمنهجية‬
‫كأسلوب عام تهدف إلى تجنبه من الوقوع في الخطاء " التي يقع فيها عادة "‬
‫الباحث المبتدىء و بهذا المعنى المنهجية العامة للبحث العلمي تقوم على ثلثة‬
‫‪ :‬مبادىء أساسية هي‬
‫‪ .‬ـ مبدأ القطيعة مع الحكام ) الفكار ( المسبقة‪1‬‬
‫‪ .‬ـ مبدأ بناء أو إختيار إطار نظري يهيكل البحث‪2‬‬
‫‪ .‬ـ مبدأ التحقيق‪3‬‬
‫ن هذه المبادىء تتجسد في سبع مراحل‬ ‫‪:‬و إ ّ‬
‫ـ مرحلة تحديد القضية أو سؤال النطلق ‪1‬‬
‫ـ مرحلة القراءة و المقابلت الستقرائية ‪2‬‬
‫ـ مرحلة وضع أو تحديد إشكالية البحث ‪3‬‬
‫ـ مرحلة بناء أو إدراج البحث في إطار نموذج تحليلي معروف ‪4‬‬
‫ـ مرحلة جمع و تصنيف المعلومات ‪5‬‬
‫ـ تحليل المعلومات ووضع خطة الصياغة النهائية ‪6‬‬
‫‪ .‬ـ الخلصة ‪7‬‬
‫الفصل الول ‪ :‬منهجية البحث و البحث العلمي‬
‫‪ :‬المبحث الول‬
‫ن عملية إنجاز أو إعداد بحث علمي تشبه إلى حد ّ كبير‬ ‫تعريف منهجية البحث ‪ :‬إ ّ‬
‫عملية البحث أو التنقيب عن النفط فالحفر أو في أي أرض كانت بل نجاح برنامج‬
‫العثور على النفط التنقيب ل يتم ‪ ،‬يتوقف على إتباع خطة أو مسعى معين‬
‫ن‬
‫م يأتي في الخير التنقيب ( و إ ّ‬ ‫) دراسة نوعية الحقول تحد سد تقنيات البحث ث ّ‬
‫هذه العملية تفترض مساهمة كفاءات شتى ) مهندسون في علم الرض ‪ ،‬مهندسون‬
‫في تقنيات ) الحفر ‪ ،‬وتقنيين منفذين للخطة أو العمل و ل يحق لنا أن ننتظر من‬
‫رئيس المشروع أن يكون متمكنا من كل التقنيات المستعملة و إنما دوره الحقيقي‬
‫يتوقف على مدى قدرته في تصور المشروع في التنقيب عن النفط ‪ ،‬فعلى الباحث‬
‫أن يكون له تصور واضح لما يبحث فيه ) تحديد موضوع البحث ‪ ،‬وضع خطة منهجية‬
‫عمل و هذه الخيرة ل تتمثل في التقنيات الممكن إتباعها بل ألية ذهنية لستظهار و‬
‫ن الباحث لما‬ ‫لستقراء الواقع أو الموضوع كتصور شامل لبعاد البحث و لهذا فإ ّ‬
‫يتلقى صعوبات كبيرة التي تكاد أن تجهض مشروع بحثه فالسبب ل يعود لعدم نجاعة‬
‫التقنيات المستعملة بل لعدم تمكينه من تحديد و إتباع منهجية تشمل كل أجزاء‬
‫البحث و الغريب في المر أن هناك مؤلفات كثيرة تزعم تلقن منهجية بمفهومها‬
‫الواسع أي كتصور شامل لمتطلبات البحث كونها تكتفي في غالب الحالت بعرض أو‬
‫سرد التقنيات و المناهج بمنعزل عن أي تفكير نظري في التحكم في صيرورة و‬
‫‪ .‬تصور البحث‬
‫ن هذه المحاولة منا تهدف إلى تقديم هذه المنهجية العامة أو خطوات المسعى‬ ‫وإ ّ‬
‫العلمي أي كطريقة إعداد البحث العلمي لكل من يطمح إلى أدنى تكوين ممكن في‬
‫ن‬
‫مجال البحث و القيام بعمل أو إنجاز مذكرة بأكثر حظ ممكن للتوفيق أو النجاح و إ ّ‬
‫قضية التكوين في مجال البحث تهدف إلى تنمية قدرات الطالب في وضع و تحديد‬
‫م القيام بتنفيذ هذه الخطة مرحلة بمرحلة‬ ‫‪ .‬تصور شامل لبحثه ث ّ‬
‫‪ .‬المبحث الثاني ‪ :‬المشكل المنهجي في البحث‬
‫ن‬
‫ن النطلق في البحث أو أي عمل آخر بتعريض دائما لنفسر المشكل أي أ ّ‬ ‫إ ّ‬
‫موضوع البحث يظل غامضا بحيث ندرك ماذا نريد أن نبحث فيه و ل نعلم كيف نبدأ‬
‫‪ .‬البحث‬
‫إننا نأمل أن نعمل كيف نبدأ البحث إننا نأمل أن العمل يكون مفيدا و ينتهي بتقديم‬
‫إقتراحات ملموسة مع الشعور في نفس الوقت بالياس أو الخيبة قبل البداية فيه ‪.‬‬
‫وهكذا عموما تنطلق جل العمال الطلبة و حتى الباحثين في مجال العلوم‬
‫الجتماعية ‪ ،‬ومع ذلك ل يجب أن تقلقنا هذه الفوضى البدائية ‪ ،‬بالعكس فإنها تدل‬
‫على أن الفكر السليم ل يتقبل أن يتغدى بالبديهيات و الحكام المسبقة من أجل‬
‫ذلك يجب أن نتفادى الوقوع فيما يسمى بالروب إلى المام و الذي يأخذ إشكال‬
‫‪ :‬عديدة و من بينها الشكال التالية‬
‫‪ .‬ـ الشغف الشديد لقراءة الكتب و المراجع‬
‫‪ .‬ـ عدم الهتمام بوضع الفرضيات‬
‫‪ .‬ـ اللجوء إلى إستعمال المصطلحات المعقدة و المضللة‬
‫‪ :‬و هذا ما سنوضحه كمايلي‬
‫‪ :‬ـ فيما يخص الشغف الشديد لقراءة الكتب ‪1‬‬
‫ن هذه الصيغة من صيغ الهروب إلى المام تمثل في عملية حشو الدماغ أو الذاكرة‬ ‫إ ّ‬
‫بمعلومات و معطيات عديدة مع أمل الوصول أو العثور على الفكرة أمل الوصول أو‬
‫العثور على الفكرة نيرة التي تسمح لنا بتحديد موضوع البحث الذي نحن بصدد‬
‫ن كثرة المعلومات الغير‬ ‫ن هذا المقف يؤدي ل محالة إلى اليأس ل ّ‬ ‫البحث فيه و إ ّ‬
‫المرتبة تضلل التفكير و لهذا يجب علينا أن نعود قليل إلى الوراء و نركز على عملية‬
‫ن القيام‬
‫التفكير الصحيح و الجاد في القضية ‪ ،‬بدل الحشو المفرط للذاكرة و إ ّ‬
‫بالقراءة المتأنية للنصوص قليلة و مختارة بعناية أكثر فائدة وتجنب الباحث في‬
‫ن أغلبية الطلبة أو الباحثين‬
‫الوقوع في هذا النوع من صيغ الهروب إلى المام بحيث أ ّ‬
‫ن‬
‫يتخلوا عن أبحاثهم بسبب عدم إنطلقهم الحسن و تجدر بنا الشارة هنا أن نؤكد بأ ّ‬
‫قانون بذل أقل جهد ممكن قاعدة أساسية حتى في مجال البحث العلمي و هو ) هذا‬
‫القانون يفرض تتبع أقصر سبيل ممكن للوصول إلى أحسن نتيجة ‪ ،‬وهذا يلزمنا أن ل‬
‫نقوم بعمل مهم بدون أن نفكر أو نحدد بدقة ما نحن بصدد البحث عنه و الطريقة‬
‫‪ .‬التي يجب إتباعها‬
‫و في الخلصة أن على الطالب أن يتنجب عملية الحشو التي تعيق العمل الحسن‬
‫للفكر مع ترتيب المعلومات حتى يعمل هذا الخير بطريقة منظمة و مبدعة ‪ ،‬و‬
‫الغاية من هذا أن ل ينشغل الطالب بتكديس المعلومات بل أن يلقي كل إهتمامه‬
‫‪ .‬على تحديد التصور الشامل لعمله‬

‫‪ :‬ـ عدم الهتمام بوضع الفرضيات ‪2‬‬


‫ن عدم الهتمام بوضع أو تحديد الفرضية أو الفرضيات ) أي كإجابة مؤقتة للسؤال (‬ ‫إ ّ‬
‫يمثل السبب الرئيسي في فشل البحث بدون أن نعلم ماذا نحن بصدد البحث فيه و‬
‫‪ .‬طبيعة المعلومات التي نريد جمعها‬
‫‪ .‬و هذا يفرض علينا أن نهتم بتحديد مشروع البحث بدقة‬
‫‪ :‬ـ إستعمال المصطلحات المعقدة و المضللة‪3‬‬
‫ن الباحثين المبتدئين يتميزون بهذا الميل أو الظاهرة كونهم مندهشين أو متأثرين‬‫إ ّ‬
‫بمركزهم كجامعيين جدد و ما يعتقدونه فيما تخص مفهوم البحث العلمي و هذا‬
‫لخفاء ضعفهم ‪ ،‬الشيء الذي يفسر لجوئهم لستعمال العبارات المعقدة و غير‬
‫‪ .‬المفهومة ‪ ،‬عاملين بالفكرة بأنذ كل ما هو معقد فهو علم‬
‫و هناك خاصيتان تميز مشاريعهم أي طموح كبير و غموض تام ‪ ،‬فهم يختارون‬
‫ن هذه المشاريع تقدم في شكل خطاب غامض و‬ ‫مواضيع ضخمة صعبة المنال ‪ .‬وإ ّ‬
‫رنان يدل على عدم وجود مشروع بحث واضح و مفيد أسلوب البساطة و المطلوب‬
‫من هؤولء الباحثين إعتماد الوضوح مع تعريف ككل العبارات المستعملة و شرح كل‬
‫‪ .‬الجمل التي تعبر عن مشروع بحثهم‬
‫ّ‬
‫ن البحث ليس إل محاولة‬ ‫ن الوعي بهذه المشكلة يسمح للباحث أن يدرك بأ ّ‬ ‫وإ ّ‬
‫للكشف عن الحقيقة ‪ ،‬ليس كحقيقة بمعناها المطلق و إنما كحقيقة نسبية قابلة‬
‫‪.‬للتعميق مع مداومة التساؤل فيها‬
‫و بعد تقديم هذه الصيغ للهروب إلى المام سنحاول أن نتعرض إلى كيفية النطلق‬
‫‪ .‬الحسن لكل بحث و المراحل التي يجب إتباعها‬
‫‪ .‬الفصل ‪ 2‬ـ مراحل إعداد البحث العلمي‬
‫ن مشكل المعرفة العلمية يطرح نفسه بنفس الكيفية بالنسبة للظواهر الجتماعية‬ ‫إ ّ‬
‫‪ .‬أو الطبيعية في كلتا الحالتين الفرضيات‬
‫تتحقق من خلل المعطيات الناتجة عن الملحظة أو التجربة إذن يجب على كل‬
‫ن تقديم تسلسل‬ ‫بحث ) باحث ( أن يتمثل إلى بعض المبادىء المشتركة ‪ ،‬و أ ّ‬
‫المسعى العلمي يقوم على إحترام مبادىء أساسية و هي القطيعة و البناء ‪ ،‬و‬
‫التحقيق تتمثل في و بهذا المفهوم أن المسعى العلمي طريقة للتقدم نحو هدف و‬
‫ن عرض المسعى العلمي يتمثل في وصف المبادىء الساسية الواجب إستعمالها‬ ‫أ ّ‬
‫في أي عمل علمي ‪ ،‬و في هذا الطار يجب أن نؤكد على أن المناهج الخاصة ل‬
‫تمثل إل ّ وسائل أو طرق جزئية في خدمة المسعى العلمي في تصوره الشامل و‬
‫ن هذه الملءمة ل تمنع‬ ‫يجب أن تتلءم هذه التقنيات الخاصة مع مجالت البحث ‪ ،‬و أ ّ‬
‫‪ .‬الباحث أن يظل وفيا للمبادىء الساسية للمسعى العلمي‬
‫و إذ نركزهنا بصفة خاصة على المسعى و ليس على المناهج الخاصة فهذا يعود‬
‫إلى إعتقادنا بأنه يمكن لنا أن ننتهج هذه الطريقةللقيام بأي بحث علمي ‪ ،‬و بهذا‬
‫‪ .‬الصدد يجب أن نتساءل عن ماهية المبادىء العامة التي يجب مراعاتها في أي بحث‬
‫دا‬
‫ن الفيلسوف الفرنسي جاستون باشلر قد عرف البحث العلمي بصفة وجيزة ج ّ‬ ‫إ ّ‬
‫ن الواقع العلمي منتزع و مبني و محقق " أي منتزع من الحكام المسبقة‬ ‫كمايلي " إ ّ‬
‫‪ ،‬ومبني على الفكر أو العقل ‪ ،‬و محقق في الواقع و هكذا يظهر المسعى العلمي‬
‫كأنه مسار قائم على ثلثة أعمال معرفية متسلسلة و المتمثلة في القطيعة و البنية‬
‫‪ .‬و التحقيق‬
‫‪ :‬المطلب ‪ : 3‬العمال الثلثة للمسعى العلمي‬
‫لفهم التماثل الموجود بين مراحل البحث و العمال المعرفية الثلثة ‪ ،‬يجب علينا أن‬
‫‪ .‬نفسر المبادىء المتضمنة في هذه العمال الثلثة و المنطق الذي يربط بينهما‬
‫ن‬‫ن المعارف التي نحملها مفخخة ل ّ‬ ‫ـ مبدأ القطيعة ‪ :‬تجدر الشارة بنا هنا إلى أ ّ‬
‫أفكارنا مشحونة بالمظاهر التلقائية و الحكام المسبقة مع الميل إلى تفضيل بعض‬
‫التصورات على التصورات الخرى و إذا إعتقدنا بأنه يمكن لنا أن نبني على الرمل‬
‫أي على أفكار غير مؤكدة فهذا خطأ ‪ ،‬و لهذا نفهم ضرورة إدخال القطيعة مع هذا‬
‫النوع من المعلومات ‪ ،‬وهذه الخيرة تفرض علينا التخلي عن الحكام المسبقة و‬
‫ن القطيعة تعتبر كاول عمل‬ ‫البديهات الخاطئة و التي تعيق معرفة الحقيقة و إ ّ‬
‫‪ .‬مؤسس للمسعى العلمي أ‪ ,‬المعرفة العلمية‬
‫مبدأ البنية ‪ :‬ل يمكن لنا أن نقوم بإدخال القطيعة إل ّ من خلل تصور نظري مسبق‬
‫الذي يعبر عن المنطق الذي يعتقد الباحث بأنه هو الذي يتحكم في الظاهرة ‪.‬‬
‫وبفضل هذه البنية الذهنية فيمكن للباحث أن يحدد الجراءات التي يجب القيام بها و‬
‫ن بدون البنية النظرية ل يمكن‬ ‫النتائج التي يتوقع الوصول إليها من خلل الملحظة ل ّ‬
‫‪.‬أن يكون التحقيق ممكنا‬
‫‪ :‬مبدأ التحقيق‬
‫ن‬ ‫ّ‬
‫ن كل إقتراح ل يمكن له أن يتميز بالصفة العلمية إل إذا كان قابل للتحقيق و إ ّ‬ ‫إ ّ‬
‫‪ .‬هذا المبدأ يتطلب المواجهة مع الواقع و هذه تتمثل بالتجربة أو التحقيق‬
‫‪ :‬المراحل السبعة للمسعى العلمي‬
‫إنه ل يمكن الفصل بين العمال الثلثة للمسعى العلمي فهي متتالية و تفرض بعضها‬
‫البعض ‪ ،‬فالقطيعة مثل ل تحقق فقط في بداية البحث بل تكتمل في البنية و أن هذه‬
‫الخيرة ل يمكن أن تكون هي الخرى إل ّ بعد القيام بتنفيذ المراحل الخاصة بالقطيعة‬
‫‪ .‬بينما التحقيق ل يمكن إل ّ بنجاعة البنية‬
‫ن هذه العمال الثلثة للمسعى العلمي تتجسد من خلل تسلسل إجراءات‬ ‫وإ ّ‬
‫ن المخطط‬ ‫مختلفة طيلة إنجاز البحث و المتمثلة في سبع مراحل و بالرغم من أ ّ‬
‫التالي يفصل هذه المراحل ‪ ،‬و لكن في الواقع فهي مترابطة و متداخلة و تفرض‬
‫‪ .‬بعضها البعض‬
‫المرحلة ‪ : 1‬تحديد القضية القطيعة‬
‫المرحلة ‪ : 2‬الستكثاف‬
‫الشكالية ‪ : 3‬المرحلة‬
‫المرحلة ‪ : 4‬البنية النظرية المرجعية البنية‬
‫المرحلة ‪ : 5‬الملحظة التحقيق‬
‫المرحلة ‪ : 6‬تحليل المعطيات‬
‫المرحلة ‪ : 7‬تقديم النتائج‬
‫المبحث الول ‪ :‬مرحلة إختيار الموضوع‬
‫ن المشكل الول الذي يعيشه الباحث يتمثل بكل بساطة في معرفة الكيفية‬ ‫إ ّ‬
‫الحسنة لنطلق عمله لنه ليس من السهل أن يتوصل المرء تلقائيا إلى ترجمة ما‬
‫هو إهتمام أو إنشغال غامض بقضية ما أو موضوع ما في شكل مشروع بحث عملي‬
‫دقيق ‪ ،‬و الخشية من النطلق السيء تجعل أن الباحث يظل يدور في حلقة مفرغة‬
‫أو يلجأ إلى صيغة من صيغ الهروب إلى المام التي تحدثنا عنها سابقا ‪ ،‬أو التخلي‬
‫‪ .‬نهائيا عن مشروعه‬
‫ن هناك حل آخر للخروج من هذه‬ ‫و سنحاول طيلة هذه المرحلة أن نعرف الطالب بأ ّ‬
‫‪ .‬المشكلة‬
‫ن الصعوبة في النطلق ناتجة في غالب الحيان من الشغف الشديد و التسرع‬ ‫إ ّ‬
‫‪ .‬باللمام بكل جوانب الموضوع و تقديمه في شكل مشروع بحث مرضي‬
‫ن البحث هو شيء يبحث فيه و يبحث عن نفسه فهو صيرورة‬ ‫و هنا يمكن أن نذكر بأ ّ‬
‫نحو معرفة أحسن أو أكمل و يجب أن يقبل هكذا مع كل ما يتضمن من تردد و‬
‫‪.‬شكوك و عدم التأكد‬
‫و هناك من يعيش هذا الواقع في شكل قلق مشل ‪ ،‬وهناك من يعتبره كظاهرة‬
‫عادية و محفزة ‪ ،‬و لذا يجب على الباحث أن يختار بسرعة أولي يكون قدر‬
‫المستطاع واضحا حتى ينطلق العمل بدون خيط هادىء أو دال تردد في وضع أو‬
‫إختيار الخيط الدال الولي حتى و لو بدى له بأنه بسيط أو ناتج عن تفكير غير كاف و‬
‫حتى لو يغير التجاه طيلة البحث أو الطريق و المهم أن يعتبر هذا النطلق ما هو إل ّ‬
‫‪ .‬مؤقت يمكن أن يصحح أو يعمق حتى الوصول إلى النتيجة النهائية‬
‫و السؤال القائم يكمن فيما يتمثل هذا الخيط الهادىء ‪ ،‬وما هي المعايير التي يجب‬
‫المتثال لها حتى يؤدي الوظيفة المنتظرة منه ‪ ،‬فهو يأتي في شكل مشروع سؤال‬
‫‪ .‬إنطلقي الذي يجب أن يراعي بعض الشروط‬
‫المطلب الثاني ‪ :‬مشروع سؤال النطلق‬
‫ن أفضل طريقة لمعالجة موضوع ما تتمثل في صيغته التالية و التي أعطت ثمارها‬ ‫إ ّ‬
‫مع التجربة ‪ ،‬والتي تفرض على الباحث أن يحاول أن يعبر عن مشروع بحثه في‬
‫شكل سؤال إنطلقي ‪ ،‬و الذي يحاول من خلله أن يحدد بأكثر دقة ممكنة فيما‬
‫يبحث فيه ‪ ،‬أو كاف ‪ ،‬أن يوضحه أو يستوعبه و لكي تؤدي هذه العملية وظيفتها‬
‫بأحسن صورة فهي تستوجب مراعاة بعض القواعد أو المعايير التي سنحددها شيئا ‪.‬‬
‫ن أشهر المؤلفين‬ ‫و لفهم الطبيعة و مداها الحقيقي لهذه العملية يجب أن نشير هنا أ ّ‬
‫أو الباحثين ل يترددون في التعبير عن مشاريعهم في شكل أسئلة بسيطة وواضحة‬
‫‪ .‬حتى لو كانت هذه الخيرة مبنية على تفكير نظري عميق‬
‫و المثال على ذلك السؤال التالي " ما الذي يجعل بعض الناس يترددون في‬
‫‪ " .‬زياراتهم للمتاحف عكس الغلبية التي ل تفعل ذلك ؟‬
‫‪:‬ـ صفات السؤال الحسن‪1‬‬
‫ّ‬
‫ن تقديم مشروع بحث في شكل سؤال النطلق ل يمكن أن يكون مفيدا إل إذا‬ ‫إ ّ‬
‫كان هنا السؤال مصاغ بطريقة حسنة ‪ ،‬و هذا ليس بالمر السهل ‪ ،‬لنه يجب أن‬
‫يراعي هذا السؤال بعض الشروط التي سنوضحها من خلل تقديم بعض المثلة مع‬
‫ن الهدف الساسي للسؤال هوانه يرغم الباحث لكي يوضح نواياه و حدود و‬ ‫الذكر بأ ّ‬
‫ن وضع السؤال يمثل الداة‬ ‫آفاق بحثه و بهذا المعنى تتضح لنا الفكرة التي ترى با ّ‬
‫الولى لدخال ما يسمى بالقطيعة مع الحكام المسبقة و العتقادات الشائعة و غير‬
‫المؤكدة و يمكن أن نحصر الصفات المنتظرة من السؤال في ثلثة عبارات‬
‫‪ :‬هي ‪ :‬الوضوح ‪ ،‬الواقعية ‪ ،‬النجاعة ‪ 1.‬ـ صفات الوضوح‬
‫تمثل صفة الوضوح في التحديد و الدقة ‪ ،‬و أن ل يكون مبهما و أن يكون عملي ‪.‬‬
‫وسنقدم مثال عن سؤال غير واضح ‪ :‬ما هي آثار الصلحات على حياة المواطن‬
‫دا في الحقيقة عن أي آثار نتحدث‬ ‫الجزائري ؟ فهذا السؤال يبدو غامضا وواسعا ج ّ‬
‫هل هي آثار إقتصادية أو إجتماعية أو سياسية أو ثقافية أو غير ذلك ‪ ،‬و عن حياة‬
‫المواطن هل هي حياته المهنية أو العائلية أو الثقافية أو غير ذلك و يمكن لنا أن نمد‬
‫قائمة التأويلت الممكنة لهذا السؤال الذي ل يوضح لنا النوايا الحقيقية لصاحبه و لذا‬
‫نفهم ضرورة صياغة السؤال بكيفية دقيقة و محددة بحيث ل يكون معناه غامض ‪،‬‬
‫‪ .‬ومنه فمن الضروري تحديد و حتى تعريف العبارات الواردة في صياغته‬
‫ن السؤال واضح ‪ ،‬و ذلك بعرضه على بعض‬ ‫و هناك وسيلة بسيطة للتأكد من أ ّ‬
‫الشخاص مع المتناع عن أي تعليق أو تقديم المعنى ‪ ،‬حتى يفصح كل شخص عن‬
‫فهمه الخاص للسؤال ‪ .‬فيصبح هذا الخير واضحا و محدد إذا كانت كل التفسيرات‬
‫ن تركيزنا هذا عن ضرورة دقة‬ ‫تصب في إتجاه واحد و مطابقته لنية صاحبه و أ ّ‬
‫ووضوح السؤال ل يعني بأنه يجب أن يكون ضيقا أو محدود المجال ‪ ،‬بل يمكن أن‬
‫ن السؤال الغامض المبهم ‪ ).‬فهو السؤال الذي يدل بصدق‬ ‫يكون واسعا و مفتوحا ل ّ‬
‫ن قدرتنا لمعالجته تتوقف على‬ ‫عن ماذا نبحث فيه و نحاول توصيله ( للخرين ‪ ،‬أي أ ّ‬
‫‪.‬وضوحه‬
‫ن صفة الواقعية تتعلق بإمكانية الداء أو القيام بإنجاز البحث مع‬ ‫صفة الواقعية ‪:‬إ ّ‬
‫الخذ بعين العتبار القدرات و الموارد التي تتوفر للباحث في معالجة موضوعه ‪ ،‬و‬
‫سنأخذ مثال عن سؤال صعب المعالجة ‪ :‬هل للقادة الغرب تصور و موقف موحد‬
‫ن معالجة سؤال مثل هذا يتطلب‬ ‫أمام قضية الغزو الثقافي الغربي و الياباني ؟ فإ ّ‬
‫بدون شك سنين طويلة و ميزانية معتبرة و مراسلين أكفاء ‪ ،‬فإذا لم تتوفر للباحث‬
‫هذه المكانيات فيستحسن أن يتخلى عنه و لذا يجب على الباحث قبل أن يصيغ‬
‫سؤاله أن يتأكد من معارفه و موارده الزمنية و المالية و المرجعية الضرورية‬
‫‪ .‬لمعالجة السؤال أو الموضوع‬
‫و في الخير فنقول بأنه يجب على السؤال أن يكون موضوعيا أي واقعيا بمعنى‬
‫‪ .‬أن يكون متناسبا مع الموارد المتوفرة عند الباحث‬

‫‪ :‬صفة النجاعة‬
‫ن صفة النجاعة تدل أول و قبل كل شيء على أهداف و نوايا الباحث أي ) فهم‬ ‫إ ّ‬
‫ما هو موجود بغية توضيحه إستخلص بعض القواعد العامة التي تتحكم في‬
‫الظاهرة ‪ ،‬أو دراسة تنبؤته فل يصح للباحث العلمي أن يكون ذو طلبع أخلقي أو‬
‫فلسفي أو إيديولوجي أي أنه مبني على حكم كسبق و أفكار شائعة‬
‫ـ _أ_مثلة ‪ :‬مبدا العدالة الجتماعية ؟ يبدو أن هدف صاحب هذا السؤال ل يتمثل ‪1‬‬
‫‪ .‬في دراسته و تحليل‬

‫‪1 ‬‬
‫‪‬‬ ‫‪ ‬‬
‫‪2 ‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪3 ‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪4 ‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪5 ‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪6 ‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬

‫‪1-‬‬
‫‪‬‬‫تعريف ‪ :‬إ ّ ‪  ‬‬
‫ن لكلمة المقارنة تعني لغوّيا المقايسة بين ظاهرتين أو أكشثر بهشدف تقريششر أوجشه الشششبه و الختلف‬
‫فيما بينها ‪.‬أّما إصطلحّيا فالمقارنة هي أحد الساليب المنطقية الساسية لمعرفة الواقششع الموضششوعي ‪ .‬وينبغششي‬
‫تمييز المقارنة لمنهج منطقي عن التحليل المقارن الذي هو أحد المناهج الفرعية المستخدمة في البحششث العلمششي‬
‫و هو أسلوب للتعميم النظري و يعتبر منهجششا جزئيشا عنششد تطشبيقه علششى ميشدان محشدد فشي العلشوم مثشل التحليششل‬
‫‪ .‬القتصادي المقارن و القانون المقارن أو التشريع المقارن‬
‫تبدأ معرفة أي موضوع بتميزه عن الموضوعات الخرى و بتجديد أوجه الشبه و الختلف بينششه و بيششن‬
‫ن عملية المعرفة في جانب مهم من جوانبهشا‬ ‫الموضوعات الخرى و التي هي من طراز واحد و يمكن القول بأ ّ‬
‫هي عملية يقع فيها التشابه و الختلف في وحدة وثيقة مثال نحن نعرف ماذا يعنششي إلقششاءا مقارنششة بششالخلق و‬
‫‪ .‬ذلك على أساس تبيان أوجه الشبه و الختلف فيما بينهما‬
‫ن مغزى المنهج المقارن يصبح أكثر و ضوحا إذا أخذنا بعين العتبار أن المقارنة تستخدم من قبل الّناس‬ ‫إّ‬
‫‪ .‬في جميع أوجه نشاط الّناس‬

‫‪ :‬أنواع المقارنة ‪ :‬تنقسم المقارنة إلى نوعين‬

‫ـ مقارنة إعتيادّية ‪ :‬و هي مقايسة بين ظاهرتين أو أكثر من جنس واحد تكششون كقاعششدة أوجششه الشششبه بينهمششا ‪1‬‬
‫أكثر من أوجه الختلف ‪ ،‬و غالبا ما تكشون أوجشه الششبه تشدور حشول الظشاهرتين المقشارنتين ‪ .‬أّمشا الختلف‬
‫فغالبا ما يدور حول شكل الظاهرتين المقارنتين ‪ :‬مثل مقارنة النظمة السياسية البرجوازّيششة بعضششها بششالبعض‬
‫‪.‬الخر‬

‫ـ مقارنة مغايرة ‪ :‬و هي مقارنة بين ظاهرتين أو أكثر من جنس واحد تكون أوجه التشابه بينهمششا أقشل مشن ‪2‬‬
‫‪ :‬أوجه الختلف ‪ ،‬فغالبا ما نمس جوهر الظاهرتين المقارنتين مثال‬

‫ن التشابه ‪ URSS‬بالنظام السياسي ‪ USA‬مقارنة النظام السياسي‬


‫مثل هذه المقارنة تعتبر مقارنة مغايرة و أ ّ‬
‫‪ .‬بينهما يمس الختلف الجوهر‬

‫ن الحصول على إستنتاجات صحيحة بإسششتخدام منهششج المقارنششة يشششترط اللششتزام بعششدد مششن‬ ‫قواعد وشروط ‪ :‬إ ّ‬
‫‪ :‬الضوابط و القواعد أهمها‬
‫ـ أن تقارن يعني أن تتبع فقط أثر المفاهيم من الخط الواحد أي ليس تعكششس موضششوعات و ظششواهر و أشششياء ‪1‬‬
‫من صنف واحد للواقع الموضوعي و ل يجوز مطلقا مقارنششة مششا يقششارن مثل ‪ :‬مقارنششة حركششة الميكانيكششة مششع‬
‫‪ .‬حركة الحياء ‪ ،‬أو القانون مع الحجر‬
‫ن طرق هذه القاعدة للمقارنة في المحاجية أو البحث العلمي يؤدي إلى نتائج غير دقيقة و بالتالي خاطئة‬ ‫‪.‬إ ّ‬
‫ن المنهشج المقشارن ‪2‬‬ ‫ـ أن تقارن يعني أن تلحظ أو تجد شيئا مشتركا بين الظواهر و الموضشوعات المقارنشة إ ّ‬
‫يستلزم هذا الشيء المشترك بين الموضشوعات المقارنشة و هشذا الششيء ممكشن أن يكشون علمششة أو خاصششية أو‬
‫‪ .‬رابطة ما‬
‫ن هذه القاعدة تبدوا واضششحة أكششثر‬ ‫ن طرق هذه القاعدة ينفي المقارنة و يشوش الفكر ‪ ،‬ولكن ينبغي ملحظة أ ّ‬‫إّ‬
‫‪ .‬بالنسبة للمقارنة العتّيادية‬
‫‪ .‬أّما المقارنة المغايرة فتستلزم أن تلحظ أن تفتش عن الشيء المختلف جوهريا بين الموضوعات المقارنة‬
‫ـ أن تقارن يعني أن تقارن و تميز الموضوعات بتلك العلئم التي تنطوي على مغزى جوهر هششام مثل عششن ‪3‬‬
‫‪ .‬مقارنة القوانين يجب التركيز على جوهرها أول ثمّ أشكالها ثانيا‬
‫المعاصرة مع دولة الفراعنة ‪ USA‬ـ أن تقارن يعني أن تعتمد دائما المبدأ التاريخي فل يجوز مثل مقارنة ‪4‬‬
‫‪ .‬على الرغم من أنهما معا يشكلن ظاهرة واحدة و هي ظاهرة الدولة‬
‫ـ أن تقارن ينبغي أن تحدد غرض المقارنة أي ما الذي تستهدفه من المقارنة و إلى ماذا تريد أن تصل مثال ‪5 :‬‬
‫‪ .‬تقارن نظرية معينة أو لغرض تفضيل نظام على آخر أو لغرض توحيد القانون عن نطاق إقليمي مثل‬

‫ـ أن تقارن ينبغي أن تستخدم مقولت و مصطلحات الموضششوع بطريقششة سششلمية و توظيفهششا صششحيحا ‪ .‬ففششي ‪6‬‬
‫إطار القانون مثل ‪ :‬ل تستطيع أن تبحث مما لم تعرف بصورة دقيقششة مصششطلحات و مقششولت القششانون مثل ‪:‬‬
‫‪.‬نظام القانون فرع القانون مؤسسة ‪ -‬الهلية ‪ -‬اللتزامات‬

‫ـ عندما نقارن يجب أن تكششون معلوماتنششا حششول موضششوعات المقارنششة واسششعة و عميقششة ‪ .‬مثششال ‪ :‬ليسششتطيع ‪7‬‬
‫الباحث أن يقارن بين النظام القششانون أنجلوسكسششوني و نظششام القششانون الجرمششاني اليطششالي دون أن يكششون قششد‬
‫‪ .‬درس دراسة شاملة و إطلع بصورة عميقة و هكذا بالنسبة للنظم و الموضوعات الخرى‬

‫‪ :‬دور المقارنة في عملية المعرفة و البحث العلمي‬

‫ن المعرفة و إقامة البرهان و تقرير المفاهيم تعتمد إعتمادا كبيرا على المقارنة و لّما كانت عملية المعرفة‬ ‫إّ‬
‫ن النسششان أدرك ذلششك بششوعي ‪ ،‬ولششم‬ ‫ن المقارنة لعبت إذن دورا هامششا بغششض النظششر عششن أ ّ‬
‫أي معرفة النسان فإ ّ‬
‫يدركه كما هو المر مثل بالنسبة للكتشاف النسان للهواء دون أن يعششرف شششيئا عششن تركيبششه الكميششائي الششذي‬
‫‪.‬عرف في وقت لحق‬
‫‪.‬للطبيعة و المجتمع جرت معا في الوقت الذي ظهر فيه النسان *‬
‫كذلك المقارنة كانت معروفة منذ القدم و لكنها فقدت أهميتها في القرون الوسطى و لم تبعث من جديد في أوربا‬
‫ن البحششث العلمششي و عمليشة‬ ‫ل في القرن ‪ 19-18‬و ذلك باللرتباط مع تقدم العلوم و منها علم المناهج علمششا بششأ ّ‬ ‫إّ‬
‫المعرفة هي من عمليات المقارنة أي المقارنة تساعد البحث العلمي و كثيرا ما يقتصر البحث على تبيان أوجششه‬
‫‪.‬الشبه و الختلف بين الظواهر المدروسة‬

‫‪ :‬ـ المنهج الحقوقي الشكلي ‪1‬‬

‫ن المنهج الحقوقي الشكلي في حقيقة المر خلصة عاّمة لمميزات مشتركة بين عدد من المناهج الحقوقية‬ ‫إّ‬
‫‪ :‬الفرعّية و أهمها‬
‫ش منهج الشرح على المئون ‪1‬‬
‫ش منهج الحقوقي الوضعي ‪2‬‬
‫ش منهج الحقوقي المعياري ‪3‬‬
‫‪.‬ش منهج الحقوقي الصرف ‪4‬‬
‫و المنهج الحقوقي الشكلي يفهم القانون فهما ذو غمائيا و ينطلق من منهجّية لعلم القانون تقف مبدئيا على الض شّد‬
‫‪ :‬من المنهج الحقوقي الماركسي و اهم خصائصه هي‬

‫ن الخاصّية الساسشية لهشذا المنهشج هشي تفسشير القشانون كمحشرك أول للمجتمشع و لهشذا ‪1‬‬
‫ـ الخاصّية الولى ‪ :‬إ ّ‬
‫فالباحث الحقوقي الشكلني يفترض أن بالمكان تعجيل تقدم المجتمع بالساليب فوقّيششة أي بمسششاعدة القششانون و‬
‫ن الحياة الجتماعية تفسيرها مشروط بالقانون‬ ‫‪.‬أ ّ‬

‫ـ الخاصية الثانية ‪ :‬هي القائلة بإمكانّية دراسة الظواهر القانونّية بحّد ذاتها معزولة عن الظواهر القتصادية ‪2‬‬
‫ن أسششاس فششي دراسششة القششانون ‪،‬‬‫و الجتماعية و القانون حسب هذا المنهج نظام مغلق مكتف ذاتيششا معنششى ذلششك أ ّ‬
‫ليس البحث عن الرابطة السببّية بين القاعدة و البناء الفوقي أي بين القتصششاد و القششانون و بالتششالي هششي رابطششة‬
‫صة و هي القاعدة المعيارّية‬‫‪ .‬خا ّ‬

‫ـ الخاصية الثالثة ‪ :‬ينظر إلى القانون كواقع وضعي ل يحتششاج إلششى أي تششبريرات أكسششيولوجيا ) أخلقيششة ( ‪3‬‬
‫ن مثشل هششذه الدلراسشة هشي مششن‬
‫بمعنى ل يجوز دراسة القانون بإعتباره عادل أو غير عشادل جيشّد أو سشيىء ل ّ‬
‫‪.‬ميادين علم الخلق الصحيح في دراسة القانون هو كما هو أو كواقع ل شك فيه‬

‫ن ربششط البحششث الحقششوقي ‪4‬‬


‫ـ الخاصية الرابعة ‪ :‬هو وضع القانون على الضّد مششن إيديولوجّيششة إعتقششادا منهششم أ ّ‬
‫ن اليديولوجّية ذائّية و ليست إنعكاسا للواقع كما هو‬ ‫باليديولوجّية أمر ل يطيق بالبحث الحقوقي العلمي و ل ّ‬
‫‪ .‬الحال في العلوم المتخصصة‬

‫ي هذا المنهج لمكانية معرفة جوهر الدول و القانون عند بحثها علمّيششا ‪ .‬ولهششذا ‪5‬‬ ‫ـ الخاصية الخامسة ‪ :‬هي نف ّ‬
‫ينبغششي أن ندرسششها كظششواهر ل أكششثر و ل أقششل و نحششن ل نسششتطيع أن نعششرف مششا وراء هششذه الظششواهر مششا هششي‬
‫أسبابها ‪ ،‬ماهو أصلها و منشأها‪ -‬و هي موضوعات ل يمكن أن تكون معروفة من قبل علم الحقوق‬
‫‪ .‬القانون هو أفكار تجريدّية ل علقة لها بالظواهر‬

‫ـ الخاصية السادسة ‪ :‬هي فصل القانون من حيث الشكل عم مضمونه بعيارة أخرى أن شكل نّية هي عقيدة ‪6‬‬
‫ن الفقه عنششدهم هششو‬ ‫ن القانون عندهم هو ل أكثر من مفهوم شكلي صرف و بالتالي فإ ّ‬ ‫المنهج الحقوقي الشكلي ل ّ‬
‫عبارة عن نظام من أنظمة المنطق " علم الكلم " القانون فيه هو عبارة عششن مقدمششة كششبرى و المششادة الواقعيششذة‬
‫‪.‬مقدمة صغرى ‪ ،‬و الستنتاج هو القرار أو مقدمة البحث‬

‫ن المنهج الحقوقي الشكلي هو منهج وصفي بعبششارة أخششرى يركششز فششي الدراسششة علششى ‪7‬‬
‫ـ الخاصية السابعة ‪ :‬إ ّ‬
‫‪.‬الجوانب الخارجية للظاهرة و ل يهتم بأية جوانب أخرى‬

‫ـ الخاصية الثامنة ‪ :‬إنذ المنهج الحقوقي الشكلي يدرس علقات التباين بين الدولة و القشانون دراسشة موحشدة ‪8‬‬
‫الجانب و ل يكشف عن روابطها الحقيقية المتبادلة و القانون حسب هذا المنهج هو عبارة عن أوامر الدولشة و‬
‫الدولة تعتبر ليست خالقششا و ل مصشدرا للقششانون فقششط و أنهششا هششي تسشبق القششانون تاريخيششا و منطقيشا ومشن هشذه‬
‫‪.‬الخاصية ينبغي تفسير قواعد القانون بإعتبارها نتاج إعتبار إعتباطي لرادة الدولة‬

‫ن قواعد القانون الدولي الشرائع الدينية ليست قانونا لسبب قانونا ‪9‬‬ ‫ـ الخاصية التاسعة ‪ :‬يفترض هذا المنهج أ ّ‬
‫ن صششاحب السششيادة ل‬‫ن القانون هو أمر الدولة لمواطنيها ‪ .‬و القانون الدستوري ل يعتشبر قانونششا بسششبب مششن أ ّ‬
‫لّ‬
‫يمكن أن يكون مسؤول أمام القانون الذي هو من صغة و هو بطبيعته متحررا من اللتزامات القانونية ‪.‬و مششن‬
‫‪.‬غير المعقول أن يكون صاحب السيادة منظما لقواعد القانون و خاضعا لها‬

‫ن هذا المنهج يضفي شششكل التصششميم علششى الدولششة ‪ ،‬وهششي حسششب هششذا المنهششج هششي ‪10‬‬ ‫ـ الخاصية العاشرة ‪ :‬إ ّ‬
‫ن الدولة ظاهرة متعششددة الجششوانب‬ ‫ظاهرة حقوقّية أو هي شكل حقوقي لحاصل جمع الناس في حين أنّنا نعرف أ ّ‬
‫‪.‬لها حقوق‬
‫‪ :‬نقد المنهج الحقوقي الشكلي‬
‫ن نقطة الضعف الولى في هذا المنهج هي دراسته للظواهر القانونّية دراسششة وحيششدة الجششوانب ل تكشششف ‪1‬‬ ‫ـإّ‬
‫عن روابطها و إشتراطها المبدئي بالعلقات القتصادية و الجتماعية و من هنا ينشأ تفسير ذاتي لهذه الظواهر‬
‫‪.‬ل يطابق الواقع‪.‬الموضوعي‬
‫ـ نقطة الضعف الثانّية فيه هي رفضه للمعايير الخلقية المششر الششذي يتعششذر معششه علششى سششبيل المثششال تقييششم ‪2‬‬
‫‪ .‬تشريعات العنصرّية أو الفاشية‬
‫ي هذا الرباط بينهما هو من قبيل رؤية الواقشع مشن خلل ‪3‬‬ ‫ـ إنه يضع القانون على الضّد من اليديولوجّية و نف ّ‬
‫‪.‬الرغبات الذاتّية‬
‫ن مثششل ‪4‬‬ ‫ن خطأ هذا المنهج ل يمكن في التشديد على أهمّية إستخدام المنطق الشكّلي في ميششدان الحقششوق ‪.‬فششإ ّ‬‫ـإّ‬
‫هذا الستخدام صحيح و إنما يكمن في تضخيم دور المنطق الشكّلي و بالتالي تحويله إلى منهششج عقيششم معششزول‬
‫‪.‬عن الحياة الواقعية‬
‫ـ يعتبر هذا المنهج منهجا بدائيا لنه يجعل البحث الحقوقي مقتصرا على وصف الروابط الخارجّية للظواهر ‪5‬‬
‫‪ .‬من دون الوقوف على القوانين الكامنة‬
‫ي و الشرائع الدينّية و التي هي قوانين فعلّيششة ‪6‬‬ ‫ي للقانون الدولي و الدستور ّ‬
‫ن هذا المنهج حرف الطابع الفعل ّ‬
‫ـإّ‬
‫‪.‬تضبط ميادين كاملة في العلقات الجتماعية‬

‫ن هذا المنهج عندما ينظر إلى القانون بإعتباره تعششبيرا عششن إرادة الدولششة إسششتخراج نتششائج إيجابيششة مفيششدة ‪7‬‬
‫ـإّ‬
‫‪ .‬أهمها تثبيت مبدأ علوية القانون و خضوع القاضي للقانون و مبدأ الشرعّية‬
‫ن هذا المنهج عاجز عن دراسة القانون من حيث الروابط النسبّية و الوظيفيةو المنظومة و غيرها ‪8‬‬ ‫‪.‬ـ إ ّ‬
‫ن المبدأ التاريخي و الجدلي غريب عن هذا المنهج و لذلك ل يسششتطيع و غيششر مقتششدر أن يص شّور القششانون ‪9‬‬ ‫ـإ ّ‬
‫‪.‬كظاهرة معقدة و متعددة الجوانب‬
‫ن الشكلذاتية و البتعاد عن مضمون القانون و جوهره أدت بأصحابه إلى الخطأ المنطقي عنششد تحديششدهم ‪10‬‬ ‫ـإّ‬
‫للمفاهيم ينحصر هذا الخطأ في إستبدال التعريف بتكرار الكلمة و معناها المر الذي ل يعطي تعريفششا للشششيء ‪،‬‬
‫‪.‬بقولهم القانون هو القانون و الحق هو الح ّ‬
‫ق‬
‫ن المنهج هو طريقة و ليس نظرية‬ ‫ومعنى هذا التعريف أ ّ‬

‫تعريف هيجل للمنهج ‪ - :‬المنهج هششو عبششارة عششن أداة تقششف إلششى جششانب الشششخص وسششيلة يسششتطيع مششن خللهششا‬
‫‪.‬الشخص أن يرتبط بالموضوع‬
‫ن المنهششج عنششده ل‬
‫ن التعريف يعني أن هيجل يختلف عن ديكارت بتأكده عن الجششانب النششوعي للمنهششج أي أ ّ‬ ‫وأّ‬
‫‪.‬يشمل الطريقة فقط بل ينطوي على نظرية و مضمون معين أي مضمون فلسفي‬

‫المبحث الثاني ‪ :‬تصنيف المناهج و أنواعها‬


‫‪ :‬يتكون علم المنهجية من عناصر كثيرة و من أهمها‬
‫‪.‬ـ من المناهج الفلسفية العامة ‪ :‬المنهج الميتافيزيقي و المنهج الجدلي ‪1‬‬
‫‪ .‬ـ من المناهج المنطقية المشتركة ‪ :‬مثل منهج الستنباط و الستقرار و الستدلل ‪2‬‬
‫‪.‬ـ من المناهج العلمية المشتركة ‪ :‬المنهج الرياضي المنهج التجريبي ‪ ،‬منهج الملحظة إلخ ‪3‬‬
‫ـ من المناهج العلمية الجزئية ) الخاصة ( ‪ :‬و هي تختلششف مششن علششم لخششر ‪ ،‬ففششي علششم الحقششوق مثل فهنششاك ‪4‬‬
‫‪ .‬المنهج المقارن و المنهج الشكلي و المنهج الوضعي و الجدلي ‪ ...‬إلخ‬

‫‪ .‬المبحث ‪ (1.1 -3‬المناهج الفلسفية العامة‬

‫‪ :‬المطلب ‪ -2.1‬المنهج الميتافيزيقي‬

‫‪.‬الميتافيزيقا كلمة يونانية الصل و معناها الّلغوي ماوراء الطبيعة أو ما وراء الوجود الطبيعي‬
‫أمشّشا المعنى الصطلحي فقد تغير من فترة لخرى من تاريخ الفلسفة و مع ذلك يمكن لنا أن نشدركها بششالحواس‬
‫‪ .‬أو بالتجريب ‪ ،‬و إنما بالعتماد على التأمل و الفتراض‬
‫أّما في الفلسفة المثالية القديمة ‪ ،‬الميتافيزيقا تعبر عن علم فلسفي حشول المبششادىء الروحيششة للوجششود و حشول ‪-‬‬
‫المواضيع أو الحياء التي ل يمكن لنششا لن نششدركها بششالحواس أو بششالتجريب ‪ ،‬و إنمششا بالعتمششاد علششى التأمششل و‬
‫‪.‬الفتراض‬
‫‪ .‬أّما في الفلسفة المعاصرة الميتافيزيقا تعني البحث في الوجود و عن الروح ‪-‬‬
‫و تعني الميتافيزيقية بأنها المنهج الذي يفرض دراسة و بحث الظواهر ليس في تطورهششا ) فششي حركيهششا ( و ‪-‬‬
‫إنّما في حالتها الساكنة ‪ ،‬و غالبا ما يقتصر هذا المنهج على تحليل الظواهر و تصنيفها منفصلة عن محيطها أو‬
‫‪.‬عن الشياء التي تتفاعل معها‬
‫ويرى بعض الفلسفة أن علم ماراء الوجود الفيزيائي تسشمية للشروح الول أو وجشود كشائن أول ل يمكشن أن ‪-‬‬
‫تدركه الحواس و يتحكم في الشياء و الكون يعلمنا القوانين التي تحكشم الطبيعشة ‪ ،‬و بالتأمشل فقشط يمكشن لنشا أن‬
‫‪ .‬نتوصل إلى معرفة هذه القوانين‬
‫ن الفيلسوف الميتافيزيقي يتجاهل حقيقة الحركية و التغيير و في حالة العتراف بهمششا فهششو يردهششا إلششى إرادة‬ ‫وإ ّ‬
‫‪.‬أو قدرة الكائن‬

‫الخارق للعادة وهو تأخذها دائما في حالة الكسون و الثبات و يعتمد علششى أشششكال و قششوانين المنطششق الشششكلي أو‬
‫‪ .‬الصوري‬
‫‪ :‬المنطق الشكلي ) الصوري ( و قوانين‬
‫‪.‬ل بد أول أن نعرف المنطق ثّم تحديد المبادىء أو القوانين التي تحكمه‬

‫‪.‬تعريف المنطق الصوري ) الشكلي ( ‪- :‬المنطق كلمة أغريقية تعني لغويا فكر أو عقل أو قانون‬
‫‪.‬و المنطق بالمعنى الصطلحي هو علم أشكال و قوانين التفكير الصحيح‬
‫ن الهتمام الساسي فيه موجه إلى الشكل بمعششزل عششن المضششمون ‪،‬‬ ‫و سمي بهذا السم أي المنطق الصوري ل ّ‬
‫ومعنى ذلك أنه يهتم بالشكل الصحيح أثناء المناقشة أو البحث العلمي و ل يهتم بالمضمون أي أنه يرتكششز علششى‬
‫الساليب الصحيحة الشكلية في الحوار و في البحث و هو يشبه في ذلك قواعد النحو في الّلغششة الششذي يهتششم كمششا‬
‫نعلم بدراسة الشكل أو تركيب الكلمات أو الجمل و ل يهتم بمحتواها الّلغوي و هو يشبه أيضا الرياضشيات الشتي‬
‫تنظر للعلقات و الشكال بمعزل عششن الشششياء الماديششة الملموسششة ‪ ،‬و مششع ذلششك يظششل المنطششق الشششكلي مفيششد و‬
‫‪ .‬ضروري في الستدلل‬

‫قوانين المنطق الصوري ) الشكلي ( ‪- :‬يقصد بقوانين المنطق الترابط الداخلي بين الفكار أي المبششادىء الششتي‬
‫ن هششذه المبششادىء هششي روح‬
‫يتحرك و فقها العقل في طلبششه للمعرفششة و قششد عششبر عششن هششذه المبششادىء ل ينبنيششتز أ ّ‬
‫‪.‬وعصبه و أساس روابطه و هي ضرورية له كضرورة العضلت و الوتار العصبية للمشي‬
‫‪ :‬و هناك ثلثة مبادىء هي‬

‫أ ‪ -‬مبدأ الهوية ) التطابق ‪ ،‬التماثل ( ‪- :‬الذي يقول أّنكل ما هو موجششود هششو موجششود و الشششيء هششو الشششيء و‬
‫بصفة رمزية أ هي أ أي إذا كان الشيء مفهوم فل مغايرة بين الشيء و ذاته بل هما أمششر واحششد ‪ ،‬و هششذا المبششدأ‬
‫ن كل شيء هو مطابق لذاته‬ ‫‪.‬يقرر أ ّ‬
‫‪ :‬ومن هذا القانون مطلبات ) مبد_أن ( وهما‬

‫ب ‪ -‬مبدأ عدم التناقض ‪ - :‬الذي يشرى بشأنه ل يمكشن لنشا أن نعتشبر أن مشا هشو متطشابق غيشر متطشابق أي عشدم‬
‫‪.‬التناقض بين الشيء و ذاته‬
‫ج ‪ -‬مبدأ الثالث المرفوع ‪ - :‬أي أنه ليس هناك وضع ثالث ممكن بين الموجود أو العدم أي ل يكون الشيء في‬
‫نفس الوقت و ل يكون فكل حالة ثالثة بينهما مرفوعة أي أنششه ل يوجششد أمششر ثششالث بيششن المريششن ‪ ،‬فمثل أّمششا أن‬
‫‪.‬يكون أسود أو أبيض و ل توجد حالة ثالثة‬

‫المطلب ‪ -3‬المنهج الجدلي ‪ - :‬فالمنهج الجدلي تيار فلسفي مضاد للتيار الميتافيزيقيششة فهششو يقششوم علششى تصششور‬
‫‪ .‬مختلف الشياء و الفكار و الكون ويلجأ إلى منطق خاص و هو المنطق الجدلي‬

‫تعريف الجدل ‪ -:‬الجدل كلمة إغريقية تعني لغويا المحادثة أو الحوار ‪ ،‬و أّما من الناحية الصطلحية فقد تغير‬
‫‪ .‬هذا المعنى عبر الزمان‬
‫في البداية و في وقت الغريق كان الجدل يعني فن إدارة الحوار و المناقشة و السششتدلل علششى الحقيقششة مششن ‪-‬‬
‫خلل التناقضات الموجودة في حديث الخصم ‪ ،‬والجدل أيضا طريقة للسئلة و الجوبة و إستدلل الحقائق مشن‬
‫‪ .‬خلل هذه السئلة و الجوبة‬
‫ن الجدلية تعتبر كعلم فلسشفي حشول القشوانين الكشثر عموميشة الشتي تعتبربمثابشة ‪-‬‬ ‫أّما في الوقت الحالي فإ ّ‬
‫أسششس التفكيششر و الدراسششة العلميششة للظششواهر الطبيعيششة و الجتماعيششة و الفكريششة ‪ ،‬و الجششدل هششو منهششج‬
‫المعرفة العالمية و على عكششس المنهششج الميتششافيزيقي فهششو يششدرس الشششياء و الظششواهر فششي تناقضششها و‬
‫‪.‬تفاعلها و تذاخلها المتبادل و يؤكد على مبدأ التطور الذاتي للشياء‬

‫ن العامشل ‪-‬‬ ‫و الجدل يعني كل عملية تطور أو ضرورة تطور أي شيء من بشدايته و مراحشل تطشوره و يشرى أ ّ‬
‫ن الطبيعششة‬‫مادي أي ل يوجششد أي شششيء خششارج الوجششود الفيزيششائي و ل يوجششد أي شششيء خششارج المششادة ويششرى أ ّ‬
‫ن أسباب هذا التطور ناتجة ‪ ،‬فى حركيتهششا الذاتيششة وليششس بفعششل أي قششوة‬ ‫والمجتمع والفكارفي تطور مستمر وأ ّ‬
‫خارقة خارجة عن قوة الطبيعة‪ ،‬وأن المنهج الجدلى يعتبر الطبيعششة كعبششارة عششن الواقششع الموضششوعى الموجششود‬
‫المستقل عن وعينا البشرى وأن الوجود ليس له بداية ول نهاية وهو يتطور بتطششور المششادة مششن الشششكال الششدنيا‬
‫‪ .‬إلى الشكال العليا‬
‫ن الشششياء و الظششواهر بأنهششا ليسششت تامششة‬ ‫فهو يفسر الظواهر و يرجع أسبابها دائما إلى عوامل مادية و يعتبر أ ّ‬
‫‪.‬الصنع بل تتغير بإستمرار و تتأثر بأسباب التغير‬
‫ن جميششع‬ ‫و المنطق فهششو يششدرس الظششواهر و الشششياء مششن زوايششا الصششلة و الششترابط الموجششودة بينهمششا ويششرى بششأ ّ‬
‫ن جميششع الظششواهر و الشششياء متناقضششة‬ ‫الظواهر و الشياء من زوايا الصلة و الترابط الموجود بينهما ويرى بأ ّ‬
‫ن التناقض وليد العوامل الخارجية وهو يحدد تطور الشياء و الظواهر‬ ‫‪ .‬داخليا ) ذاتيا ( و أ ّ‬

‫‪ :‬المطلب‪ 4‬ـ مبادىء المنطق الجدلي‬

‫أـ تعريف المنطق الجدلي ‪ :‬هو علم الشكال و القششوانين الششتي يمكششن مششن معرفششة الحقششائق عششن طريششق الفكششار‬
‫الناتجة عن تطور الواقع في الفكششر النسششاني ‪ ،‬و المنطششق الجششدلي ل يعششارض المنطششق الشششكلي بششل يششرى بششأ ّ‬
‫ن‬
‫الّلجوء إلى هذا الخير ضروري مشع العتبششار بشأنه منطششق غيشر ‪ ،‬متكامششل لنششه يهتشم بالشششكل فقششط ‪ ،‬و يهمشل‬
‫المضمون و يعتبر بالمنطق الجششدلي منطقششا متكششامل لنششه يهتششم بالشششكل فقششط ‪ ،‬و لهششذا يمكششن تسششميته بششالمنطق‬
‫الجوهري وسبب هذا المنطق هو عندما ندرس الظواهر نجدها في حركية و تغيير مستمر لكونهششا تخضششع إلششى‬
‫مبدأ التطور و لهذا يجب أن يكون التفكير و البحث العلمششي فششي الشششياء و الظششواهر أخششذا بعيششن العتبششار هششذا‬
‫‪.‬المبدأ أي ينبغي أن ندرس الشياء ليس في وضعها الساكن أو الثابت بل في حركاتها‬

‫ن المنطق الجدلي يعتبر كأساس منهجي لكل العلوم بحيث يمكن‬ ‫ب ‪ -‬أهمية هذا المنطق ‪ :‬أهمية هذا المنطق ‪ ،‬أ ّ‬
‫الباحث من معرفشة الشترابط و التشذاخل بيشن الظشواهر و تطورهشا المتنشاقض ويمكشن البشاحث أن يجعشل أفكشاره‬
‫‪ .‬ملئمة مع الواقع أو الموضوع المدروس و يمكنها أيضا من الوصول إلى نتائج جديدة و الحقائق‬

‫ن المنطق الجدلي يقدم صورة عامة للتطور الواقع ككل و كيفية تطوره ) تغيره‬ ‫‪).‬وأ ّ‬
‫ن الجدل هو منطق التطور و الترابط بين الظششواهر و هششو يتكششون ‪2‬‬
‫ـ قوانين المنطق الجدلي ‪- :‬يمكن القول بأ ّ‬
‫‪ :‬من ثلثة قوانين أساسية تمكننا من الوصول إلى إستنتاجات عن‬
‫ـ نشوء التطور ‪1‬‬
‫ـ مصدر التطور ‪2‬‬
‫ش إتجاه التطور ‪3‬‬

‫‪ :‬ـ قانون تحول التغيرات الكمية إلى تغيرات كيفية ‪1‬‬


‫ن أي ظاهرة ندرسها نلحظ فيها تغيرات ذات جانب كمي و يقصد به ما يتعلق بزيادة‬ ‫يشير هذا القانون إلى أ ّ‬
‫أو نقصان أساسا و التي ل يتغير من طبيعة الظاهرة المعنية و لكن في التغير الكمي ل يمكن أن يستمر إلى مششا‬
‫ل نهاية فعند نقطة محددة يتحول التغيير الكمي إلى تغير كيفي أو نوعي و هذه النقطة المحدودة تسمى بششالطفرة‬
‫ن الشيء يأخذ صششورة مفششاجئة و ينشششأ‬ ‫أو القفزة النوعية و يحدث التغيير الكيفي دائما بشكل مفاجيء نسبيا أي أ ّ‬
‫ن التغيير الكيفي يحدث دائما بعد تغير كمي و هكذا في التغيرات الكمية و الكيفيششة مرتبطششة فيمششا‬‫شيء جديد و أ ّ‬
‫بينها و تؤثر بعضها على بعشض و هشذا القشانون يجيشب علشى السشؤال المتعلشق بنششأة التطشور أي كيشف يحشدث‬
‫‪.‬التطور‬

‫‪ :‬ـ قانون وحدة صراع الضداد ‪2‬‬


‫ن جميع الظواهر مهما كانت متناقضة في حد ذاتها أي توجد فيها جوانب و إتجاهات‬ ‫يشير هذا القانون إلى أ ّ‬
‫متضات بعضها مع الخر و لكن الجوانب المتناقضششة فششي الشششيء تفششرض بعضششها علششى البعششض الخششر‪ ،‬و ل‬
‫يمكن تصور أحداها دون الخر ‪ ،‬لنها تقع في ترابششط عضششوي و فششي وحششدة ل إنفصششال بينهمششا و هششي وحششدة‬
‫‪.‬الضداد‬

‫ن صراع الضداد حسب هذا المنطششق يفسشر مصششدر التطشور وهشو الصششراع فشي الظششواهر ‪ ،‬أي صششراع‬ ‫إّ‬
‫ن وحدة الضداد هي شششرط مششن شششروط الصششراع ‪ ،‬وبتطششور‬ ‫مطلق ‪ ،‬و هو يوجد في الظاهرة ذاتها ‪ ،‬و يعين أ ّ‬
‫‪.‬يأتي نتيجة تغلب أحد الطراف في الصراع‬

‫‪ :‬ـ قانون نفي النفي ‪3‬‬


‫ن التطور يحششدث خلل نفششي الجديششد‬ ‫يشير هذا القانون إلى أنه ل يصح أن نفهم التطور الجديد و هذا يعني أ ّ‬
‫للقديم و لكن نفيه للقديم ل يعني القضاء عليه كليا بل تظهر السمات اليجابية للقششديم فششي الجديششد بشششكل أرفششع و‬
‫ن التطششور‬‫ن التطور يتضمن معنى الرجوع إلى نقطة النطلق و لكن على أساس جديد و أرقششى و أ ّ‬ ‫أسمى أي أ ّ‬
‫‪ .‬يكتب دائما في النهاية طابعا متصاعدا‬
‫و النفي ليس عنصرا أذخل في الظاهرة من الخارج بل هو إنتاج التطور الذاتي الداخلي للشششيء أو الظششاهرة و‬
‫‪ .‬هذا القانون يجيب عن إتجاه التطور‬
‫ل يمكن أن يجرى في أي ميدان من ميادين الحياة تطور ل ينفي وجود أشكاله السابقة و ل يقوم على أساس أي‬
‫درجة من درجات التطور تنفي الدرجة السابقة و ترفعها في الوقت نفسه إلى درجة جديدة محافظة على كل مشا‬
‫‪ .‬هو إيجابي في القديم مثال عن ذلك ‪ :‬الطبيعة ‪ :‬الثمرة ‪ ،‬البرعم ‪ ،‬الزهرة‬
‫المجتمع حلول تشكيلت إجتماعية و إقتصادية بدل التشكيلت القديمششة ‪ :‬العبوديششة ‪ ،‬القطاعيششة ‪ ،‬الرأسششمالية و‬
‫‪.‬الفكر تطور المعرفة ‪ :‬نظريات جديدة أرقى من سابقتها‬
‫ش يحدد مسار و إتجاه التطور العام الذي يكتسب في النهاية خطأ منعرجا صاعدا ‪2‬‬
‫‪ .‬ـ يعبر عن تكرار لبعض صفات المرحلة الولى لمرحلة أعلى من هذا التطور ‪3‬‬
‫‪ .‬ـ يبرهن على الطابع التقدمي للتطور ‪4‬‬
‫وبالضافة إلى هذه القوانين الساسية توجشد قششوانين غيشر أساسشية فشي المنطشق الجشدلي و يطلششق عليهششا إسششم ‪-‬‬
‫المقولت و المقولة هي مفهوم أوسع من المفاهيم العتيادية ذات طاقة إستيعابية أكششبر و المقششولت كششثيرة فششي‬
‫المنطق الجدلي أهمها الشكل و المضمون ‪ ،‬المظهر و الجوهر ‪ ،‬العلة و المعلول ‪ ،‬العششام والخششاص و المنفششرد‪،‬‬
‫‪.‬الضرورة و الدقة البنية و الوظيفة‬

‫الفصل ‪ :2‬المناهج المنطقية المشتركة‬


‫ن المجموعة الثانية من المناهج هي المناهج المنطقية المشتركة و هي مثششل المناهششج الفلسششفية العامششة‬ ‫إّ‬
‫تستخدم من قبل جميع العلوم و لكنها تختلششف عششن المناهششج الفلسششفية العامششة فششي كونهششا تسششتخدم فششي مرحلششة أو‬
‫مراحل محددة من عملية البحث العلمي ثّم هي ل تنطوي علشى مضشمون فلسشفي تقتصشر علشى الجشوانب الفنيشة‬
‫المتعلقة بأسلوب التفكير الصحيح المجششرد وهششذه المناهــج كــثيرة أهمهــا ‪ :‬السششتدلل السششتنباط ‪ ،‬السششتقراء‬
‫‪ ...‬التحليل و التركيب‬

‫المبحث ‪ -1.1‬منهج الستدلل ‪ :‬يكتسب النسان من عملية إدراك الواقع معارف جديدة و يحصل على البعض‬
‫ن قسششما‬
‫منها عن طريق التأمل الحي وبنتيجة تأثير الشياء وموضوعات العالم الخارجي علششى الحششواس غيششر أ ّ‬
‫كبيرا من المعارف يحصل عليها النسان عن طريق التفكير المجرد عن طريق الستدلل العقلششي أي بطريقششة‬
‫إستنتاج معارف جديدة من المعارف المتواجدة و السائدة بين الناس وهشذه المعششارف الشتي يتشم الحصششول عليهششا‬
‫‪ .‬بهذه الطريقة نطلق عليها إسم الستنتاجات و هذه الستنتاجات يتم التوصل إليها عن طريق الستدلل‬

‫تعريف الستدلل ‪ :‬هو شكل من أشكال الفكر نستنتج بواسطته من حكم واحد أو عدة أحكام معارف جديدة و *‬
‫ن أي إستدلل يتكون من مقدمات و نتيجة‬
‫‪.‬أّ‬

‫‪ .‬تعريف مقدمات الستدلل ‪ :‬هي الحكام المنطق منها المعروفة و الشائعة نستنتج منها أحكام جديدة *‬

‫تعريف النتيجة ‪ :‬حكم جديد نحصل عليه بطريقة منطقية من المقدمات *‬

‫تعريف الستنتاج ‪ :‬عملية النتقال الفكري من المقدمات إلى االنتيجة مثششال ‪ :‬القاضششي ل يسششتطيع المشششاركة *‬
‫‪.‬في القضية إذا كان هو المجنى عليه‬
‫‪.‬القاضي هو المجنى عليه ‪-‬‬
‫القاضي ل يستطيع المشاركة في النظر في القضية ‪-‬‬
‫ن الول هو مقدمة كبرى والثاني مقدمة صغرى و الحكششم الثششالث‬ ‫ن الحكمين الولين هما المقدمات و أ ّ‬
‫نلحظ أ ّ‬
‫هو نتيجة و من الحسن في الستدلل كتابششة مقششدمات و النتيجششة علششى النفششراد أي وضششعها أفقيششا بعضششها عششن‬
‫البعض الخر و النتيجة تكتب عادة تحت خط أفقي يفصلها عن مقدمتها و تعيين الخاتمة المنطقية أّما كلمششة إذا‬
‫‪.‬أو ما يقاربها من معنى فهي تلفظ و ل تكتب و طبقا لهذه القاعدة فالمثال المذكور أعله‬
‫ن صلة التناسب المنطقية بين المقدمات تفترض رابطة بالمضمون أي ينبغي أن تكون المقدمة الصششغرى تمتششد‬ ‫إّ‬
‫‪ .‬لصلة مع المقدمة الكبرى و ذلك من حيث المحتوى‬
‫‪.‬مثال ‪ :‬القاضي ل يستطيع المشاركة في القضية لنه هو المجني عليه‬
‫ن الحكام الششواردة فششي المقششدمتين الولششى و الصششغرى ل‬
‫المتهم يملك حق الدفاع و هنا ل نستطيع الستنتاج ل ّ‬
‫تملك مضمون مشترك في القضية و هذا يعني منطقيشا أنهمشا غيشر مششتركين و غيشر مرتبطيشن ببعضشهما أنشه‬
‫ل إذا تشوفرت الششروط‬‫للحصول على المعارف الجديدة حقيقية في مجشرى عمليشة السشتدلل ل يمكشن أن يتشم إ ّ‬
‫‪ :‬التالية‬
‫ـ وجود مضمون مشترك في المقدمتين الكبرى و الصغرى و هذا المضمون المشترك هو ما نسميه بالرابطة ‪1‬‬
‫‪ .‬المنطقية‬
‫‪.‬ـ ينبغي أن تكون الحكام المنطقية حقيقية أي يجب أن تكون المقدمات صادقة تماما و مطابقة للواقع ‪2‬‬
‫ن نلتزم بقواعد الستنتاج التي تشترط جوابا شكليا في السششتدلل أي مراعششاة ‪3‬‬ ‫ـ ينبغي في مجرى الستدلل أ ّ‬
‫‪ .‬الدقة في شكل و صورة الستدلل‬

‫المبحث ‪ -2‬أنواع الستدلل ‪ :‬ينقسم الستدلل إلى أنواع مختلفة و ذلك طبقا لمعايير مختلفششة مششن بينهششا تقسششيم‬
‫الستدلل حسب معيار و إتجاه النتيجة المنطقية أي حسب طابع الروابط بيششن المعشارف علششى درجششات مختلفششة‬
‫‪:‬من التشارك المجسد و المستغرق أي الوجود في المقدمات و النتائج و حسب هذا المعيار ينقسم الستدلل إلى‬

‫منهج الستدلل الستنباطي ‪ :‬يعتبر هذا المنهج أحد أساليب الستدلل و الستنباط يشير إلى أي إسشتنتاج ‪1 -‬‬
‫أو إستدلل بوجه عام ‪ ،‬أّما بالمعنى الصطلحي فهو عبارة عن دليل يتخد فيه التفكيششر طريقششه مشن العششام إلشى‬
‫الخاص من المبدأ العام إلى التطبيقات الجزئية‬
‫‪(INDUCTION) .‬‬

‫ن المنهج الستنباطي يبدأ البحث بالعتماد على كلية عقلية عامة و هي ما تسششمى بالمقششدمات و هششي قششد تكششون‬ ‫إّ‬
‫‪ .‬فكرة مبرهن عليها أو بديهية أو غيرهما تم نستنبط منها النتائج الجزئية الخاصة و ذلك وفق المنطق الشكلي‬
‫ن نتشائج السشتنباط مسشتنبطة مشن‬ ‫ن النتائج هي عبشارة عشن أفكشار تنبثشق منطقيششا مشن مشا يسشبقها معنشى ذلششك أ ّ‬
‫إّ‬
‫المقدمات أي زلها طابعا مخفيا و ينبغششي إستخلصششها مششن المقششدمات بطريقششة التحليششل المنطقششي و أهششم طريقششة‬
‫يستخدمها المنطق الشكلي فششي السششتنباط مششا يسششمى بالقيششاس و هششي الصششورة النموذجيششة للششدليل السششتنباطي )‬
‫) الستنباط = القياس‬
‫القياس كقاعدة يتألف من ثلثة أجزاء مقدمتان كبرى و صغرى و نتيجة‬
‫‪ 1‬ـ كل إنسان فاني‬ ‫مثال ‪ :‬كل البشر معرضون للخطر‬
‫‪ 2‬ـ محمد إنسان‬ ‫الستادة بشر‬
‫‪ 3‬ـ محمد فاني‬ ‫الستادة معرضون للخطر‬

‫ـ الستقراء ‪ :‬يعتبر الستقراء أحد طرق الستدلل و الستقراء لغة هو التباع و يشير إلششى الششوجه الخششر ‪2‬‬
‫من الستدلل بوجه عام ‪ ،‬أّما المعنى الصطلحي فهو عبارة عن دليل منطقي فيه الفكششر طريقششة مششن الخششاص‬
‫‪ .‬إلى العام و من الفرد إلى الكل‬
‫للستقراء مكانا هاما في الحصول على معارف جديدة على ششكل الفهشم للتجربشة البششرية بطريقشة إسشتخلص‬
‫ن المعرفة الصحيحة في أي ميدان من ميششادين العلششم و الممارسششة تبششدأ مششن‬ ‫القواعد العامة من القواعد الجزئية أ ّ‬
‫المعرفة التجريبية أي تحليل الخواص و الكيفيات اللزمة للظواهر التي يركز الباحث العلمي عليه إنتباهه أثناء‬
‫عملية المعرفة و يشاهد ما يتكرر من خواص في ظروف وشروط متششابهة المشر الشذي يسشاعد البشاحث علشى‬
‫ن التكرار ليس صفة فردية بل صفة عامششة ملزمششة لجميششع الظششواهر الششتي هششي مششن‬ ‫التوصل إلى فكرة مفادها أ ّ‬
‫صنف واحد مّما يساعد على إثبات الحكم للكل و الساس يكمششن النتقششال المنطقششي مششن المقششدمات إلششى النتششائج‬
‫حيششث نجششد الروابششط السششببية و الخششواص الضششرورية للظششواهر مششن خلل عموميتهششا و تكرارهششا و مششن خلل‬
‫ن الوظيفة الرئيسية للستقراء هي التعميم أي الحصول على أحكام عامة و التعميمششات مششن‬ ‫تأكيدها بالتجربة ‪ ،‬أ ّ‬
‫حيث مضمونها تنطوي على طابع متنوع أي ممكن أن تكون التعميمات بسيطة مأخودة من الممارسة العلمية و‬
‫‪.‬ممكن أن تكون تجريبية في علم من العلوم كما يمكن تكون أحكام منطقية عامة‬

‫ش أسس الستقراء ‪ :‬يقصد بالسس المستلزمات التي من دونها ل يمكن الحديث عششن السششتقراء و السششتقراء*‬
‫‪ :‬يقوم على ثلثة أسس رئيسية هي‬
‫الملحظة ‪ ،‬التجربة و صنع الفروض و رابعا البرهان عليها بإستخلص قششوانين عامششة و السششتقراء بإعتبششاره‬
‫‪ .‬إنتقال الفكر من الجزء إلى العام يجب أن يعتمد على الملحظات‬

‫‪ :‬ـ أنواع الستقراء ‪ :‬ينقسم إلى قسمين رئيسيين‬

‫ـ الستقراء التام ‪ :‬إستقراء يقيني يعطي نتيجة صحيحة تماما لنه يقوم على إستقراء كل جزئيات موضششوع ‪1‬‬
‫البحث و فحص عناصره و إستنتاج قضية عامة على ضوء ذلك ‪ ،‬و ذلك الستقراء بعناصششر ظششاهرة معينششة و‬
‫ل علششى ظششواهر مششن‬
‫لكن هذا النوع في الستقراء يوجه له إنتقال أساسي و هو لكونه محدودا لنششه ل ينطبششق إ ّ‬
‫‪ .‬صنف واحد يمكن ملحظة كل أفرادها أو عناصرها و مثل هذا النوع من الظواهر هي ظواهر بسيطة‬
‫‪ .‬مثال ‪ :‬هذا مثلث متساوي الضلع ‪ ،‬هذا مختلف الضلع و هذا مثلث متساوي الساقين‬
‫‪ .‬إستنتاج ‪ :‬كل مثلث لبد أن يكون إّما متساوي أو مختلف أو متساوي الساقين‬

‫هذا النوع من الستقراء هو إستقراء بسيط يستخدم في الحياة اليومية و هو يقيشن وأكيشد لنشه قشائم علشى معرفشة‬
‫خواص جميع الظاهرة و لكن الظواهر في الطبيعة و المجتمع ليست جميعا بهذه البسشاطة و لهشذا يلجششؤون إلشى‬
‫‪.‬نوع آخر من الستقراء و هوالستقراء الناقص‬

‫ـ الستقراء الناقص ‪ :‬إستقراء غير يقيني أي يعطي النتيجة ليست بالضرورة صحيحة مطلق الصحة لنششه ‪2‬‬
‫‪.‬يقوم على إستقراء بعض جزئيات موضوع البحث و تدقيق بعض عناصر الظاهرة و ليس كّلها‬

‫ن النتقال المنطقي من الستقراء الناقص في بعض عناصر صنف معين من الظواهر إلى جميع عناصر هششذا‬ ‫إّ‬
‫الصنف ل يعتبر إعتباطيا أي من دون أساس و إنما هششو مششبرر و مؤسششس علششى أسششاس تجريبيششة ثابتششة تؤكششدها‬
‫الممارسة في آلف السنين و تعكس رابطة شمولية أي قششانون و مششع ذلششك ينتقششد هششذا النششوع مششن السششتقراء ل ّ‬
‫ن‬
‫النتيجة المستخلصة منه ضعيفة و إحتمالية و غير متوثق منها تماما و تبقششى بمثابششة إششكالية أو فرضششية تحتشاج‬
‫إلى البرهنة و إحتمالية التعميم في إستنتاجات الستقراء ناقص هي نتيجة لنقششص التجربششة المششر الششذي يتطلششب‬
‫‪ .‬إستكمال التجربة للوصول إلى نتائج يقينية مؤكدة و لكن إستكمال التجربة ليس دائما أمرا سهل‬
‫مثال ‪ :‬النسان يحرك فكه السفل عند الكل‬
‫‪ .........‬السد نفس الشيء‬
‫‪ ............‬القط‬
‫‪ .‬كل حيوان يحرك فكه عند الكل =‬
‫يعتبر هذا الستقراء ناقصا لنه لم يجر فحص على كل الحيوانات و هذا ل ينفي أنششه ليششس لششه قيمششة علميششة بششل‬
‫‪.‬بالعكس في ذلك أنه مرحلة هامة من مراحل البحث العلمي يساعد على وضع الفرضية و إستكمال البحث‬

‫‪ :‬نقد منهج الستقراء‬


‫‪ .‬ـ يساعد على إتقان الدلة بفنها و الحجج المنطقية ‪1‬‬
‫ـ يخرج الستقراء من دائرة المنطق الشكلي لنه يشترط أن تكون المقدمات معبرة تعبيرا صادقا عن الوقائع ‪2‬‬
‫‪.‬كما هي في الواقع‬
‫ـ المغزى الكبير للستقراء ينحصر في أّنه يركز النتبششاه علششى دراسششة و كششذا ملحظششة الوقششائع و الظششواهر ‪3‬‬
‫ن التعميم ممكن فقط لنتيجة حركة الفكششر مششن‬ ‫المنفردة و من ثمة تأسيس التعميم على دراسات المفردات و هو أ ّ‬
‫الخاص إلى العام و هذه الحركة تعتبر مبدأ القانون من مراحل البحث العلمي الصحيح و كل تجاهششل لششه يششؤدي‬
‫‪.‬كقاعدة إلى الخطاء‬
‫ـ نتائج الستقراء قد تكون غير إحتمالية صششادقة عنششدما التعميشم يشششمل كششل جزئيشات الظششاهرة مشن الصششنف ‪4‬‬
‫ن المعرفششة تششواجه‬
‫الواحد و هذا هو الستقراء التام أّما في الستقراء النششاقص الناتششج علششى الغلششب إحتماليششة ل ّ‬
‫‪.‬ظواهر غير محدودة العناصر المر الذي يتعذر معه شمول دراستها‬

‫ن التعميم الستقرائي الذي يستند على ملحظة بعض الوقائع الكثر منها و ليس كلها ممكن أن يؤدي إلى ‪5‬‬ ‫ـإّ‬
‫إستنتاجات خاطئة و لهذا ل يجوز إعتبار الستقراء هو المنهج الوحيد و إنما الصششحيح هششو العششتراف بششأهميته‬
‫الكبرى و إعتباره واحدا من المناهج التي تؤدي إلى التعميم العلمي الصحيح و الفضل و إستخدام هششذا المنهششج‬
‫‪.‬دائما مع منهج الستنباط كذلك عن عملية البحث‬
‫ن إضفاء صفة الطلق على الستقراء كمنهششج منطقششي وحيششد لتعميششم المعرفشة السشتنتاجات يشؤدي إلششى ‪6‬‬ ‫ـإ ّ‬
‫ن جميششع الوقششائع و‬
‫الوقوع فششي الخطششأ تجريششبي أي مجششرد تكششديس الوقششائع و الخششوف مششن التعميمششات بحجششة أ ّ‬
‫الظواهر التي على أساسها و بعد دراستها يتم الستنتاج العام و ل يمكن تعدادها بحكم كونها في أغلب الحالت‬
‫‪ .‬غير معقولة‬
‫ن المفاهيم و هي متطششورة‪7‬‬ ‫ـ من نواقص هذا المنهج أنه غير منفردا أن ينظر إلى الظواهر المتطورة بسبب أ ّ‬
‫على الدوام و لهذا ل يستطيع الستقراء أن يتابع التطور و التغيير في الدراسششة و لهششذا بواسششطته نحصششل علششى‬
‫إستنتاجات فقط و ما هو عام فالظواهر من خواص فالظواهر ممكششن تششذخل بهششا خششواص جديششدة غيششر واضششحة‬
‫‪.‬للعيان و بالتالي ل نستطيع أن نضمنها في مفهوم الصنف المعين‬
‫ن الستقراء يعمم فقط ماهو متشابه في الشياء و ل يسششتطيع ملحظششة التناقضششات و الختلفششات الذاخليششة ‪8‬‬ ‫ـإّ‬
‫التي تعتبر مصدر تطور الشياء و لهذا فالستقراء وحده يمكن أن يؤدي إلى الخطأ خصوصا بالنسششبة لدراسششة‬
‫الشياء التي يلعششب فيهششا مبششدأ التطششور دورا هامششا و عنششدئد ينبغششي الخششذ بنظششر العتبششار الظششروف التاريخيششة‬
‫‪.‬للظاهرة‬
‫‪ :‬مقارنة بين منهجي الستقراء و الستنباط‬

‫‪ :‬ـ نقاط التشابه*‬


‫‪ .‬كلهما منهجين مشتركين يستخدم في جميع العلوم ‪-‬‬
‫‪ .‬كلهما منهج منطقي يستخدم في مراحل معينة من البحث العلمي ‪-‬‬
‫كلهما ل ينطوي علشى مضشمون فلسشفي معتقششدي و إنمششا يقتصششر علششى الجشوانب الفنيشة المتعلقششة بالسشلوب ‪-‬‬
‫‪ .‬الصحيح المجرد‬

‫‪.‬كلهما يساعد على إتقان فن الدلة و الحجج المنطقية ‪-‬‬


‫كلهما يظهر في درجة واحدة مع نظيره الخر و ينبغي إعتبارهما ل منهجين كليين مكتفيين ذاتيا بل جانبين ‪-‬‬
‫من المعرفة الصحيحة بالواقع مترابطان على نحو ل يقبل النفصال و يكمششل كششل بعضششهما الخششر و ل يجششوز‬
‫‪ .‬المبالغة أحادية الجانب في الستنباط كما يفعل العقليون أو في الستقراء كما يفعل التجريبيون‬

‫‪ :‬ش نقاط الختلف*‬


‫‪ .‬إنّ إحدى مقدمتي الستنباط على القل يجب أن تكون كلية و لكن نتيجة الستنباط قد تكون جزئية أو كلية‬
‫‪ :‬بينما الستقراء دائما مقدماته جزئية و نتائجه كلية مثال الستنباط‬

‫مثال ‪ :‬نتيجة جزئية ‪ :‬كل إنسان يموت‬


‫زيد إنسان‬
‫‪.‬زيد يموت‬
‫ن زيد يموت و هذه النتيجة أصغر من مقدمتها أي أنهششا جزئيششة لنهششا تخششص‬ ‫هنا إستخرجنا بطريقة إستنباطية أ ّ‬
‫زيد من الّناس بينما المقدمة الكبرى كل إنسان يموت هي مقدمة كلية لنها تشمل جميع الّناس بهذا المعنى يقششال‬
‫ن التفكير في الستنباط يأخذ طريقة من العام إلى الخاص لكن أحيانا يحدث شدود في هذه القاعششدة و هششي فششي‬ ‫بأ ّ‬
‫‪ :‬المثال التي‬
‫‪.‬قياس نتيجة كلية و نتيجة كلية ‪ :‬الحيوان إّما صامت أوناطق‬
‫‪.‬الصامت يموت و الناطق يموت‬
‫‪.‬إذن ‪ :‬الحيوان يموت‬
‫ن الحيوان يموت و هذه النتيجة مساهمة للمقدمة التي ساهمت في تكوين الششدليل‬ ‫هنا إستنتجنا بطريقة إسنباطية أ ّ‬
‫ن الصامت و الناطق هششم كششل الحيششوان ‪ ،‬بمششوجب‬ ‫عليها و هي مقدمة كلية ‪ ،‬الصامت يموت و الناطق يموت ل ّ‬
‫‪.‬المقدمة الخرى الحيوان إّما صامت أو ناطق‬
‫تهتم بالشكل و الصورة و المقدمات دون أن يهتم بصدقها بينما يهتم بالستقراء و إنما بمطابقششة مقششدماته للواقششع‬
‫‪ .‬بالضافة إلى إهتمامه بالشكل المنطقي و لهذا فهو يعتبر منهج علمي‬

‫نتيجة الستنباط صادقة صدقا مطلقا من الناحية الشكلية أّما النتيجة الستقراء و ل سيما الستقراء الناقص فهي‬
‫ل فششي‬
‫دائما إحتمالية و ذلك من حيششث مطابقتهششا للواقششع و ل مششن حيششث شششكلها و ل يكششون لهششا اليقيششن المطلششق إ ّ‬
‫الحالت الستقرائية البسيطة و سبب إحتماليتها لننا نصل في النتيجة الستقرائية إلى قانون عام يخص ظاهرة‬
‫معينة مع أننا لم نستقرأ إل مجموعة محششددة مششن أصششناف الظششاهرة ثشّم نفهششم الحكششم فششي النتيجششة علششى غيششر مششا‬
‫مسششتقبل و ل نلحظهششا و لهششذا يعتششبر الحكششم‬ ‫إستقراء في الصناف و هذا التعميم يتنششاول ظششواهر أو قششد‬
‫‪ .‬إحتمالي‬
‫يركز الستنتاج على النتيجة في الستنباطات دائما من المقدمات و دائما على أساس القششانون عششدم التنششاقض ‪-‬‬
‫بعبارة أخرى أن النتيجة دائما موجودة أو متضمنة في المقدمات النتيجششة أّمششا أن تكششون أصششغر مششن مقششدمتها أو‬
‫مساوية لها أّما في الدليل الستقرائي فل يكفي لتبريره قانون عدم التناقض و لهذا قد تعترضه تغرة فشي تكشوينه‬
‫‪.‬المنطقي‬
‫تحتوي النتيجة الستقرائية دائما معرفة جديدة تختلف عما هو مقدم في المقدمات بينما في السششتنباط ل تجششد ‪-‬‬
‫ن نتيجته هي دائما في المقدمات و كل ما في المششر ننشششرها و نبسششطها أو تضششمنها‬ ‫معرفة جديدة في النتيجة ل ّ‬
‫في الجزئيات‬.

‫ـ منهج التحليل‬
‫يعتبر منهجا منطقيا مشتركا تستخدمه جميع العلششوم و التحليششل لغششة يعنششي التفكيششك أو التجششزئة أّمششا فششي المعنششى‬
ّ ‫الصششطلحي فالتحليششل هششو عبششارة عششن منهششج منطقششي يسششتخدم فششي البحششث العلمششي و ينحصششر معنششاه فششي أ‬
‫ن‬
‫الموضوع المدروس فكريا أو عمليا يجرى إلى عناصره المكونة‬
( ‫ ( و هذه الخصائص تدرس على إنفراد كشأجزاء مشن كشل مؤيشد‬...‫ العلقات‬، ‫ الخصائص‬، ‫ العلئم‬، ‫الجزاء‬
‫بغرض معرفة جوهر الظاهرة المدروسة و أساسا المولد أي الذي يحدد ملمحها الخرى و يتحكم فششي قوامهششا‬
‫ و التحليل يوضح على الضد من التركيب كاسلوب منطقي من أساليب‬.

    



      
    

       

     

      

       
   
 

        
     

        

       

         
   
        
      

        
       
  

     
    
        
      
      
    

       

        
    
         

   .
   

      
       

       

      

      

       
  

      
      

    

      

    
1 
    :

      :

       

     


      


      

   

2 
  

      

      
  

    

     

       

       
  

       



        

    
        

        

     
      
         

       

        
       
   

    
       

        
      .

        

        

         

       
      
     
      

     ،

        
     .

      

         
        
      

     

         

       
      
3    :

        
         
       
        
        
     
     
      
       

     

      

   

      

        

      

     

      

      

      

     

      

      
       

        


You might also like