Professional Documents
Culture Documents
المقدمة
يعتبر )التفاوض( من المور التي نمارسها باستمرار .لذا فإتقجان هجذا الفجن ،أمجرًا مهمجًا ججدًا خاصجة فجي مججال
الدارة المدرسية بوصفه تلجأ إلى هذه المهارة في إنجاز جل أعمالها بحكم ارتباط وظيفتها مباشرة فججي التعامججل
مع الفراد في محيط المجتمع المدرسي وخارجه والكلم يدل على شخصججية وسججلوك وأخلق المتحججدث فحججري
بالداريين والمعلمين أن يختاروا لنفسهم السلوب المثل لما تعكسه شخصياتهم من قدوة حسنة للجيال القادمة
التي تصاغ تكوينها المعرفي والقيمي متأثرة بمناهج التربية المعلومة والخفية منها.ومن خلل هذا البحث سنرى
كيف يمكننا تطوير مهاراتنا بهذا الفن ذلك من خلل الطلع على التطور التاريخي لججه ودور هججذه المهججارة فججي
حل ومواجهة مشاكل العمل من خلل تحليل المشكلة والحججوار البنججاء اليجججابي كإحججدى بججدائل الحلججول الناجحججة
والموضوعة على سلم الولويات في الختيار الول المنافس لعديد من البدائل الخرى ومججدة ثججم ستضججع أهميججة
ل إلججى
الحوار التفاوضي في اتخاذ القرارات العلمية والمنطقية التي من خللها نسير المؤسسججة المدرسججية وصججو ً
أهدافها المنشودة ،وبما أن التفاوض عملية ديناميكية تحدث في مواقف حياتنا اليومية وهي كمهججارة يحتججاج إليهججا
ل إلجى
عادة مدير المدرسة وغالبًا ما يلجأ إليها لتسيير المور العالقججة ،وفججي سججبيل تحقيججق أفضجل النتججائج وصججو ً
أجود الداء وسيتخلل البحث عرض أمثلة لمواقف بين أطراف تحتاج فيها الطججراف للتفجاوض لتفججادي المشججكلة
نراه مناسًبا لحل المشكلة ونحلله وسنورد الدللت المناسبة من موروثاتنا الحضججارية والدينيججة بوصججفها زاخججرة
بالعديد من المواقف الحواريججة والتفاوضججية الناجحججة وكججل ذلججك مغلججق بالطجابع الداري الحججديث الميسجر القابججل
للتداول والستخدام حسب متطلبات المنظومة الدارية الحديثة الخذة في التطوير المسججتمرة فججي التحججديث علججى
جميع المستويات بوصف مهارة الحوار اليجابي وفنون التفجاوض مججن العلجوم الساسجية الججتي تقجاس بهججا نججاح
المؤسسة المدرسية الحديثة التي اتخذت من القيم العليا رسالتها وأهدافها التربوية والتعليميججة علججى مججدى القريججب
والبعيد.
تساؤل ما هو التفاوض؟ هو سلوك طبيعي يستخدمه النسججان عنججد التفاعجل مججع محيطججه ،وهججو عمليججة التخجاطب
والتصالت المستمرة بين جبهتين للوصول إلى اتفاق يفي بمصالح الطرفين) ( .
وهي عملية الحوار والتخاطب والتصالت المستمرة بين طرفين أو أكثر بسبب وجود نقاط اتفاق واختلف فججي
المصالح المشتركة.
وقد تطور نشأة هذا العلم بناًءا على امتداده عججبر زاويججتين أساسججيتين الولججى زاويججة ضججرورية والثانيججة الزاويججة
الحتمية.
فنحن نعيش عصر المفاوضات سواء بين الفراد والجماعات المنظمة فججي المنظمججة المجتمعيججة المختلفججة وعلججى
المستويات الكبيرة والصغيرة بما فيها الجماعات في المؤسسة المدرسية أو على مستوى المم والشعوب فأخذت
النشأة الضرورية تتناسب طرديًا مجع العلقجة التفاوضجية المسجتمرة القائمجة بيجن أطرافجه أي مجا يتعلجق بالقضجية
التفاوضية التي لم يتم التفاوض بشجأنها .أمججا الزاويجة الخجرى نججد أن علجم التفجاوض يسجتمد حتميتججه مجن كججونه
المخرج أو المنفذ الحضاري الوحيد الممكن استخدامه لمعالجة القضايا التفاوضية العالقة بين أمم وشعوب العججالم
بشأن المشاكل والخلفات المتنازع عليها ) ( .ومن ناحية أخرى فجان التفجاوض يمثجل مرحلجة مجن مراحجل حجل
وقد نشأ العلم عبر التاريخ وأوردته النصوص التاريخية المختلفة وتاريخنا السلمي زاخر بالشواهد القصصججية
والدلة القرآنية حول هذا جانب كثيرة فالتفاوض كأداة للحوار جوهر الرسالة السلمية والسلوب القرآني خيججر
دليل على ذلك كأفضل أسلوب للقناع ،قال تعالى " :ادع إلى سبيل ربك بالحكمجة والموعظجة الحسجنة وججادلهم
بالتي هي أحسن " ،ويقول تعالى " :ل إكراه في الججدين" وهجذا مجن شجأنه أن يججؤدي إلجى نشجوء مواقجف حواريجة
تفاوضية حقيقيًا يؤدي بدوره إلى تبلور مفهوم التسامح مع الخر والمام علي رضجي الج عنجه يقجول " :النجاس
صنفان :أخ لك في الدين أو نظيججر لججك فججي الخلججق " وهججذه المقولججة تعطينججا النظججرة إلججى العججالم نظججرة تشججاركية
وقد تطور هذا العلم على مر العصور وأصبح في الوقت الراهن ضرورة وحتمية ونحن اليوم فججي عصججر العلججم
والتكنولوجيا .والتعدد والتنوع في أوجه النشاط البشري واتصججال البشججر ببعضججهم البعججض إعلميجًا وتكنولوجيجًا
عبر الوسائل المستحدثة مثل شبكة المعلومات الدولية النترنت ،وبهذا تصبح المعرفججة نشجاطًا جماعيجًا أو قاسجمًا
مشتركًا بين الجميع ومن شأن ذلك أن يسهل مهمة الساعين للحوار والتفاوض حول شتى المشاكل والقضايا ذات
الهمية بين الطرفين ،ومن المستحيل تجاهججل هججذا التطججور الممعرفججي الهججائل والخججذ بججه فججي عمليججات التحجاور
والتفاوض ،لقد انتهى عهد القرن التاسع عشر الذي كان قرن اليدولوجية وتعجدد النتمجاءات الثقافيجة والسياسججية
وكذلك القرن العشرون الذي كان قرن الحروب ولغجة الحجوار العسجكري وغلبجة نكهجة المحجور العسجكري علجى
استخدام مهارة التفاوض وتقسيم غنائم الحروب بين الحلفاء وفرض شجروط المنتصجر علجى المهجزوم مجن خلل
التفاقيات العسكرية المشهورة بين المعسكرات المتحاربة وفرض صوت المنتصر على المنهججزم بكججل جججبروت
وقوة ( ) .وأطل علينا القرن الحادي والعشرون قرن العولمة بكل ما يحمله من سمات النضججج وانججدماج مختلفججة
العراق في المجتمعات المفتوحة على بعضها عبر الفضاء والقمار الصناعية وقبله النترنت فهي واقعًا جديدًا
علينا أن نتعايش معه نتجنب سلبياته ونستثمر ايجابيات وأن لغة التفججاوض هججي سججبيلنا لتحقيججق ذلججك للنجججاح فججي
معايشة الخر ومواجهة تعدد أوجه النشاط النساني مدة تعدد الثقافات والديان واللوان وأنمججاط الحيججاة وإثبججات
صدق انتمائنا وقوة عقيدتنا ورسوخ حضارتنا في مواجهة التيار الجارف القادم.
من المهم جدًا نشر الوعي بين النجاس بأهميجة الحجوار التفاوضجي اليججابي باسجتخدام السجاليب العلميجة الحديثجة
وتسخير وسائل العلم والمناهجج الدراسجية وتصجميمها لتبجدأ الجيجال حجوارًا يوسجع مجداركنا ويعجدد خياراتنجا،
وتعزيز انتمائنا ،ويساعد على ذلك اتساع رقعة العالم السججلمي بججأطرافه المتراميججة المتصججلة مججع الخججر شججرقًا
وغربا شمال وجنوبا فهذا يوفر للمسلمين والعرب خاصة منتدى دوليًا أو منبرًا حواريًا لكي يتحاوروا ويتناقشججوا
بحيث تصبح لغة التفاوض اليجابي سمة أصيلة في حياتنجا وشخصجياتنا وبجذلك نجزرع فجي أجيالنجا الناشجئة عجن
طريق مؤسساتنا المدرسية هذه المهارة بقواعدها الذهبية ليتسنى لهم تبني قيم الحوار اليجابي والتفججاوض الحججر
مع بعضهم البعض ومن ثم مع غيرهم ليضيفوا بذلك إسهامات إضافية إلججى النسججق الخلقججي لعججالم رائع يسججوده
سنتعرض لعرض موقف عملي لمشكلة نتعرف من خللها على أهمية التفاوض ودوره في حل المشاكل وتفادي
التداعيات المستقبلية للمشاكل وثم سنطرح الحوار الذي نراه مناسجًبا لحججل المشججكلة ،ونحللججه حسججب مججا ورد فججي
الموقف :
) يعمل أحدا لمصانع بنظام الورديات ،حيث يوجد به ورديتججا عمججل )صباحيةجج مسججائية( .يججدير الورديججة الولججى
شاب ذكي ومؤهل ،أما الوردية الثانيججة فيججديرها موظججف قججد تجججاوز الخمسججين عامجًا قضججى عمججره فججي المصججنع
وذات يوم خطرت ببال الموظف الشاب فكرة جديدة لتطوير عمل اللت وزيججادة إنتاجيتهججا لكججن تنفيججذها يحججوي
بعض المخاطر على سلمة اللت وعرض الفكرة المدير وناقشه فيها ،فوافق المدير عليها.
أسرع الموظف بتنفيذ الفكرة ،وبالفعل زادت سرعة النتاج ،وعند اقتراب موعد انتهاء ورديته ،اضججطر الشججاب
للخروج مبكرًا من العمل ،لرتباطه بموعد مهم ،فكتب التعديلت التي أحدثها علججى عمججل اللت والهججدف منهججا
في ورقة ،ووضعها على طاولة الموظف صاحب الخبرة الذي يدير الوردية المسائية ،ولم يستطع انتظاره حججتى
وعندما حضر الموظف الخر إلى المصنع ،تفاجججأ بطريقججة العمججل لللت ففججزع مججن التغييججرات ،وخشججي علججى
اللت فأغلقها في الحال ،دون أن ينتبه للورقة التي على مكتبه مما أدى إلى خسارة كبيرة بسبب توقججف النتججاج
المطلوب :
افترض أنك مديًرا لهذا المصنع كيف ستحاور موظفيك ،بحيث ل تقلل من حرصهم على تطوير المصججنع ،وفججي
الوقت نفسه تبينهم للخطأ بحيث أل تحبط الموظفين لنهم كججانوا حريصججين علججى مصججلحة المصججنع فيجججب أن ل
تخسرهم وأن تخرجون بحلول للمشكلة ،وتتفادونها في المستقبل ،وتوجد الحلججول لهججذا الخطججأ ،فمججا حججدث سججبب
ضا.
خسارة كبيرة للمصنع ،لكن بالطبع خسارة موظفين أكفاء كهؤلء ،تعتبر خسارة كبيرة أي ً
مقترح الحوار المناسب لحل المشكلة ،وتحليل الموقف وأبعاده المختلفة ،قبل أن نبدأ في الحوار ،علينا أن نتوقججع
أن كل الموظفين "الشاب ج والكبير في السن" يترقبون لوم المدير لهم أو حتى معاقبتهم على ما قججاموا بججه ،لججذلك
فهم مستعدون للدفاع عن أنفسهم في حالة توجيه أي لوم أو عتاب ،فما قجاموا بججه لججم يكججن إل لمصججلحة المصججنع،
) يطلب المدير الموظف الشاب ) اسمه محمد ( في البداية للجتماع به 0فيدخل الموظف الى مكتب المدير بثقة
00ولكن مستعد للدفاع عن نفسة في حال توجيه اي اتهام له ،ويرحب فيه المدير بابتسامه ويبدأ بمحاورته :
المدير :مرحبا محمد 0تفضل بالجلوس 0كيف حالك ؟ اتمنى ان جميع امورك علججى مجا يججرام ،يجلجس )محمججد(
ويكتف يده 0وينظر الى المدير مستعدا للدفاع عن نفسججة 0المججدير :محمججد 0انججت مججن المججوظفين الججذين يفخجر
المصنع بوجودهم فيه ،وكفاءتك فججي العمججل ممتججازه ومماسججك جيججد ،وهججذا كلججه اثججر فججي تطججور سججير المصججنع
خصوصا فكره تعد حل طريقة تشغيل الجهزه لمضاعفة النتاج 0التى طرحتها البارحة 0محمد :نعم نعججم 00
هذه الفكره ستضاعف النتاج %60وستغطى اسواق )واسترسل متحمسا يشرح فكرته تلك(0
المدير :انت على علم بالطبع بما حدث البارحة من ايقاف للمصنع مما ادى الججى خسججارة فججي النتججاج ،ولكنججا ان
شاء ال ستعوضها بفكرتك 0لكي اود ان استمع لرايك في سبب حدوث هذه المشكله ؟
محمد :الفكره ممتازه 00لكني اعتقد اننا يججب ان نخطجط لطريقجة تنفيجذها اكجثر فعنجدما نفجذتها 0تركجت ورقجة
للموظف الخر ،ليكون لديه علم لما اجريته مجن تعجديلت فلقجد كنجت مضجطرا للخجروج مبكجرا مجن العمجل 00
ولكنه للسف لم يرها 00بل راى اللت تعمل بشكل مغاير عما تعود علية فذهل واعتقد ان خلل مججا ألججم بهججا ،
فأطفأها 0المدير :اذا المشكله ليست في الفكره 0وانما يسبب امر اخر ما هو برأيك؟ محمد) :نعم المشكله كانت
في طريقه التعامل بيننا كموظفين 00فكان على ان اتاكد من ان الورقة ستصل الججى الموظججف الخججر 0فججالمر
ليس بسيطا 0وكان على الموظف الخر ايضا استشارتك قبل اطفاء الجهزه ،وعدم النفعال .المدير :اذن ماذا
الموظف محمد وقد نسي الدفاع عن نفسة ،وخوفه من التهججام 0مججن الفضججل ان نحسججن وسججيلة التصججال بيججن
الموظفين حتى يسهل علينا التشاور في شؤون المصنع،وايضججا علينججا اتبججاع نظامججا محججددا فججي تطججبيق الفكججار،
وذلك بإخبار الجميع عنها 0وان وان وان ) ويستمر محمد في سرد الحلول( 0وانتهى الحوار بينهمججا بوعججد مججن
المدير بجميع الموظف الشاب مع الموظف الخججر لتطججبيق هججذه الحلججول ،فخججرج محمججد وهججو متحمججس لفكججار
انتاجية متطوره جديده ( 0يدعو المدير الموظف الخر )أبو علي( فيدخل وهو متوترًا يفكر فيمججا يججرد فيججه علججى
تساؤلت المدير.
المدير :أهل عم أبو علي ،تفضل بالجلوس ،كيف حالك ؟ هل أطلب لك شيئا تشربه .
فتعرف كل صغيرة وكبيرة فيه ،وربما تكون أكثر من معرفة بالته وطريقة عملها ،ولول خبرتك ما كنا وصلنا
لمستوانا الحالي.
المدير :حسنًا عم أبو علي ،من خبرتك ومعرفتك لمججاذا حججدثت المشججكلة البارحججة فججي المصججنع هججل بإمكانججك أن
توضح المر لي ؟
عم أبو علي يفكر في السؤال :فلم يتوقع أن يسأله المدير هذا السؤال !!! ثم أجاب :السباب كثيرة ،أولها أنني لججم
أكن أعلم عن الفكرة مسبقًا ..ولم أعلجم بالورقجة الججتي تركهجا لجي )محمجد( علجى مكتججبي ال اليججوم ،فلقجد اشججتغلت
ل مجا قججد
البارحجة بالعمجل ،وعنجدما رأيججت اللت أثنجاء جولجتي التفقديججة عليهججا ،فججوجئت بهججا ،وظننجت أن خل ً
المدير :إذن ما هي الحلول التي تطرحها لحل لهذه المشكلة؟ حتى نتفاداها في المرات القادمة؟
عم أبو علي:علينا أن نتبع نظاما واضحا في إجراء التغييجرات ،أي أن أي تغييجر يعتمججد يججب أن نعلمججه بججه قبججل
تنفييذه ،وعلينا أيضا أن نوثق الروابط بين الموظفين وأن نتشاور ونتحاور في أمور المصنع بسلسة أكبر.
المدير :أشكرك عم أبو علي :فما ذكرته أنت قريب مما ذكره الموظججف محمججد .وسججأجمعكم معجًا قريبجًا لتججدارس
نلحظ من الحججوار أن المججدير اسججتخدام أسججلوب النقججاش وطججرح السججئلة وابتعججد عججن أسججلوب الحبججاط وتججوجيه
التهامات وإذا أردنا أن نعدد أهم المبادئ التي تضججمنت حجوار المججدير الناجججح مججع مجوظفيه نسجتطيع أن نجملهجا
كالتالي :
كن أذنًا صاغية للطرف الخر وجهز نفسك لعملية النصات وركز انتباهك على ما يقوله الطرف الخر.
اصبر على كلم محدثك واحذر الملل واعمل على امتصاص مشاعر الهجوم لديه.
كن ربانًا ماهرًا فالمحاور الناجح هو الذي ل يستأثر بالحديث حتى تتيح لنفسك فرصة لستيعاب كلمججه وتكججوين
الجأ إلى دبلوماسية الطراء قبل النقد واستخدم أسلوب القناع بالستفهام.
أخيرًا استخدم أسلحة القناع مثججل القنججاع بججذكر قصججة القنججاع بالمقارنججة والبججدائل ،القنججاع بالصججورة الذهنيججة،
القناع ببيان المزايا والعيوب والقناع بالبدء مباشرة والبدء بالهم وبأسلوب المجاز) ( .
المفاوض الذي يحاول تحقيق الفائدة القصججوى للطججراف المتفاوضججة عججن طريججق توسججيع دائرة الفججائدة وإدخججال
فكل نوع من هؤلء المفاوضين يلجأ إلى استخدام استراتيجية تفاوضية مناسبة :
استراتيجية التفاوض عن طريق توسيع دائرة التفاوض لتحقيق المصالح الخاصة) (.
وقد اتخذت عملية التفاوض لنفسها مسارات عدة صيغت على هيئة نظريات في التفاوض مثل :
المسار الكلسيكي :كل مفاوض يقف موقف معين ويدافع عنه قدر المكان بشتى الطرق.
المسار التفاوضي المنظم :وتعتمججد علججى مسججاعدة المفاوضججين علججى الوصججول الىاتفججاق حكيججم ومرضججي يحقججق
المصالح المشروعة لكل أطراف التفاوض بأقصى حد ممكن ،مع عدم إغفال محيط العمل والقوى الخرى ) ( .
وهناك عدة أسس يجب إتباعها لنجاح عملية التفاوض المنظم واتخاذ القرار الناجح تجاه الموقف المتنازع عليه :
فصل الشخاص عن المشكلة يجب أن يرى المفاوضون بعضهم على أنهم جنبًا إلججى جنججب ويهججاجمون المشججكلة
فهذا التركيز يؤدي إلى الوصجول إلجى طريججق مسجدود فجي المفاوضجات أو التوصجل إلجى إنصجاف حلجول مؤقتججة
إيجاد احتمالت بدائل حلول واختبارات مختلفة قبل محاولة الوصول إلى اتفاق.
اختيار معيار موضوعي لمقياس صلحية التفاق الذي تم التوصل إليه ممكن أن يكون هذا المعيار الموضججوعي
قانون مدة القوانين أو رأي أهل الخبرة أو غيره والتفاق على هذا المعيار قبل البدء في عملية التفاوض.
إن الهدف الحقيقي من اتخاذ مبدأ التفاوض في مواجهة المشاكل والوصول الججى مصججلحة المؤسسججة هججو تحسججين
الداء والحصول على الفائدة العظمى من العمليات الدارية والتربوية في المؤسسججة المدرسججية لججذا علججى المججدير
الناجح أن يتخذ لنفسه الهيئة المناسبة اذا ما دخل في مرحلة التفاوض لمواجهججة التهديججد الججذي يترصججد بمؤسسججته
وعلى الرئيس أن يتجنب قدر المكان إرسال رسائل ضمنية أثناء عملية التفاوض بأن العقججاب قججادم ممججا يججترتب
مثل :
-1ل تفاوض وأنت غاضب ..وإل سوف تتوه الحقائق وسط الصوات العالية والمشاعر السلبية.
-2واجه فورا ..فالتأجيل يؤدي إلى تفاقم الداء غير الكف للمروس أو زيادة ايجاد حل مناسب للمشكلة.
-3واجه في خصوصية ..ل تعنجف أو توبيجخ المجوظفين فجي وججود الخريجن أنجه يحطجم الجروح المعنويجة لهججم
-4كن محددًا ..حدد جزئية المشكلة المطلوب الحل لها ..بججدل مججن النقضججاض بججالهجوم الشخصججي العججام علججى
الموظف.
-5دعم نفسك بالبيانات ..فالمعلومات الكافية تعطيك آفاق ومساحات تفاوضية تضمن الحصول علججى أكججبر فججائدة
ومصلحة للمؤسسة.
-6كن واضحًا ..عبر عن المشكلة باسججتخدام كلمججات وضجاحة ومحججددة ليججس ليهججا لبججس العمججل للمؤسسججة وتجابع
-7أعط توجيهاتك .بعد ان تأخذ المقترحات من الموظف وأبدأ عملية تحديد خطة العمل للمؤسسة وتججابع تنفيججذها
أول :مرحلة التحليل :وهي عملية جمججع البيانججات وتحديججد الهججداف وعليججه أن يسججتعد فججي هججذه المرحلججة بإتبججاع
خطواتها المهمة.
-1العداد الجيد عن طريق كتابة نقاط من تحليل موقف التفاوض وتحليل مصالح الطرف الخر الججذي سججيدخل
-2التعلم والجتماع بأطراف النزاع واحترام آراء الخرين والخذ بها وتحليلها بموضوعية.
-3مراجعة الذات عدة طريق مراجعة مواقفه مجع نفسججه وإعجادة مناقشجة الطجرف الخجر اذا مججا ثبجت خطجأ هجذه
ثانيا :مرحلة التخطيط :بناء على التحليل يقوم المفاوض بإعداد خطة التفاوض وتشتمل الخطة على :
ثالثًا :مرحلة المناقشات ) التفاوض الفعلي ( :وفي هذه المرحلة الهامة على المتفاوض أن يتبع الخطوات الهامججة
التالية :
الستمرار في عملية تحليل الوضاع وتحليل التغذية الراجعة أثناء الموقف الحواري.
التركيز الشديد في المفاوضات وأخذ الوقت اللزم في استيعاب ما يقال حتى لو تطلب ذلك طلب فترة راحة مججن
جلسة المفاوضات.
محاولة تقديم حلول إيجابية جديدة وعدم تكرار الصيغ التفاوضية من أجل إحراز تقدم منشود وناجح في الموقف
التفاوضي.
الستفسججار المسججتمر عججن كججل شججيء حججول الموضججوع للحصججول علججى معلومججات وحقججائق وليججس فرضججيات أو
تخمينات.
أن يدرك المفاوض الوقت المناسب للتوقف عن التفاوض حين يحقججق أهججدافه وينجججح فججي الحصججول إلججى الفججوائد
وعليه كذلك معرفة متى يكون عليه ترك قاعة التفاوض أو التفكير في التفاوض مع مجموعة أخرى أو العتماد
على نفسه في حل المشكلة ) ( وإذا ما وصلت المفاوضجات إلجى طريججق مسجدود مجن الممكججن التغلججب علجى ذلجك
طلب مراجعة الطراف لمواقفهم والنظر في السباب الذي جعل كل طرف يتمسك بموقفه.
من الممكن تأجيل عنصر من العناصر لفترة لحقة وإعلن التفاق علججى عناصججر محججددة يتججم اتخججاذ الخطججوات
لتطبيق ما اتفق عليه وذلك يوجد مناخ من التفاهم الجيد مما يؤدي إلى استكمال عملية التفاوض بنجاح.
استبدال المتفاوض المتعنت بآخر أكثر مرونة وعلى الجهة المتفاوضة إيقاف المفاوضات مع هذا المتعنت وبججدء
تغييججر أسججلوب التفججاوض وليججس الموضججوع الصججلي وتحديججد لقججاء المراجعججة قواعججد التفججاوض قبججل اسججتكمال
المفاوضات.
أظهر أنك كمفاوض تفهم موقف الطرف الخر وتهتم بهم وتحسن الستماع إليهم.
وعلى أطراف التفاوض أن تلتزم بالمبادئ الخلقية لعملية التفججاوض الناجججح والبتعججاد عججن الحيججل اللأخلقيججة
لتحقيق منافع غير عادلة من عملية التفاوض فعلجى المتفاوضججين أن يتحلججوا بالتعامججل العجادل والمانججة والصججدق
والحترام المتبادل.
الخاتمة
وختامًا نؤكد على أن عملية التفاوض عملية مستديمة يقوم بها النسان منذ ولدته وحتى مماته ،فنحججن نتفججاوض
في اليوم عدة مرات ،وعلى عدة موضوعات نتفاوض عند شراء سلعة ونتفاوض مع عائلتنا ومع أولدنججا ومججع
مديرينا وموظفينا.
وكمديرى ومديرات المجدارس نتفجاوض مجع المدرسججين وأوليجاء أمجور الطالبججات ومججع الطالبجات ومجع الجهجزة
الحكومية التي نتعامل معها ،فالتفاوض هو عملية التخاطب والتصالت مع الطرف الخجر للحصجول علجى مجا
نريد فلبد أن نسعى أن تكون مفاوضاتنا ناجحة من أجل تحقيق أهداف المؤسسة المدرسية.
فعملية التفاوض والحوار تؤدي إلججى إزكججاء الفكججار وتنميتهججا ،ويقججرب بيججن القلججوب ويصججفيها ،بججل هججو البوابججة
الواسعة ا لتي ندخل من خللها إلى بوتقة الدنيا المليئة بالمتغيرات وعليه فججالحوار المججراد هججو النقججاش اليجججابي
القائم على أسس صحيحة وسليمة معتمدة علجى أصجول وفنجون خاصجة بجه منهجا اختيجار الججو المناسجب للحجوار
ومراعاة عنصر الهدوء والبتعاد عن الجماعيججة والغوغائيججة ومراعججاة الظججروف النفسججية والجتماعيججة للطججرف
الخر بأن يكون مرتاحًا ول يعاني من أي مشاكل تؤرقه .كذلك عليه الفصججل بيجن الفكجرة وصجاحبها فجالختلف
في الرأي ل يفسد للود قضية ،أيضا حسن الستماع قيل أن كجل متحجدث بجارع مسجتمع بجارع فهنجاك فجرق بيجن
النقاش وتبادل الراء ،وبين الستبداد بالرأي الذي هو إجهججاض لعمليججة الحججوار والقضججاء علججي ،علججى أن تججذكر
احترام الطرف الخر من أهم الساس في القضية التحاورية عن طريجق انتقجاء الكلمجات وتجنجب السجتهزاء بجه
والسخرية منه أو التعالي على الطرف الخججر ،بججل ينبغججي للمحججاور أن يتسججم حججديثه بججالحب المتبججادل ،وكلمججات
الخاء والتعبير الصادق وذلك بغض النظر عن نوع الفكار والتي يحملها الطرف المقابل سواء كانت صججحيحة
أو خاطئة ،ودائمًا على المفاوض الناجح أن يقوم بعملية البحث عن النقاط المشتركة في قضية التفاوض ويجعلها
منطلقًا للدخول في موضوع الحوار ،لما يحدثه ذلك من تضييق لفجوة الخلف بينهما وتقريجب وجهجات النظججر ،
وبناء جسر من التفاهم إلى المر محل التفاوض ثم إذا فكرنا في الهدف الساسي المرجو من الحوار ،أليججس هججو
القضاء على الشقة بين الطرفين ،وتوحيد الرؤى من أجل بناء مجتمع يسوده المحبة والخاء ،قججال تعججالى" :قججل
تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم أل نعبد إل ال ول نشرك به شيئا( )( هذا على مستوى الختلف العقائدي فما
بالنا ونحن نلتقي في نقاط مشتركة عديدة تربطنا وأسجمى هجذه الهجداف هجي تحقيجق أهجداف المؤسسجة التربويجة
بتهيئة الجيال القادرة على البناء والحفاظ على منجزات الوطن والسعي نحو تقديم إضافات حضارية في النسيج
....................................................
www.chaberman.com -6
www.alnoor.world.com -7
-8