You are on page 1of 19

‫اليوم الرابع – جلسة العمل الولي ‪.

‬‬

‫الشكاليات القانونية في الجرائم‬


‫المرتكبة بواسطة المواقع‬
‫اللكترونية‬

‫المحامي محمد قطيشات‪.‬‬


‫مدير المجموعة الحقوقية للمحاماة والدراسات‬
‫المستشار القانوني لمركز حماية وحرية الصحفيين‬
‫مدير وحدة المساعدة القانونية للعلميين" ميلد"‬

‫مقدمة ‪:‬‬
‫لوحظ مؤخرا ازدياد عدد الشكاوى التي قدمت بحق المواقع الخبارية‬
‫اللكترونية ‪-‬بعد ازدياد ملموس في عدد هذه المواقع ‪. -‬‬
‫وحقيقة لعب اطراف المعادلة في الحالة القانونية للمواقع اللكترونية‬
‫الخبارية لعبة " التخفي " فالمتضررين والنيابة العامة بصفتها ممثلة للحق‬
‫العام للمجتمع يبحثون عن بعض العلميين الذين يكتبون في المواقع‬
‫اللكترونية وعن ملكها أو ناشرينها وعن رؤساء تحريرها‪.‬‬
‫والبعض يختبأ وراء عدم انطباق بعض القوانين على المواقع اللكترونية‬
‫الخبارية والبعض الخر يختبئ وراء عدم وجود ما يثبت ملكيته للموقع‬

‫‪1‬‬
‫وآخرين عدم وجود أدلة قانونية مشروعة على ارتباطهم المهني بتلك‬
‫المواقع ‪.‬‬
‫وخلل العامين ‪ 2008‬و ‪ 2009‬أقيمت العديد من القضايا على المواقع‬
‫اللكترونية بشكل متخبط ‪ ،‬فقسم منها اقيم أمام محاكم الصلح وقسم‬
‫منها اقيم أمام النيابة العامة التي أحالتها بدروها الى محاكم البداية ‪،‬‬
‫وبعضها اقيم على أشخاص ليسوا خصوما ً أساسا نظرا للخلط في‬
‫المسؤولية القانونية للمسؤولين عن المواقع الخبارية اللكترونية‪.‬‬
‫اضافة الى التخبط في الجرائم المسندة للعلميين وللمواقع الخبارية‬
‫اللكترونية نظرا للتخبط في تحديد القانون الواجب التطبيق ‪.‬‬
‫المر الذي ترتب عليه انتقال متعدد للقضية بين قضاة محاكم الصلح وبين‬
‫المدعين العامين وبين محاكم البداية وبين محاكم الستئناف دون الدخول‬
‫بعد في موضوع القضية ‪.‬‬

‫وعليه اجتهدت في هذه الورقة ان اسلط الضوء على اهم المشكلت‬


‫القانونية التي تثور عند وقوع جريمة عبر المواقع اللكترونية الخبارية‬
‫‪.‬وفقا للتقسيم التي ‪:‬‬
‫المبحث الول ‪ :‬اشكالية القانون الواجب التطبيق والمحكمة‬
‫المختصة ‪:‬‬
‫المبحث الثاني ‪ :‬اشكالية مسؤولية الموقع اللكتروني‬
‫الخباري ‪:‬‬
‫المبحث الثالث‪ :‬اشكالية مسؤولية صاحب الموقع اللكتروني‬
‫الخباري وكاتب المادة‬
‫الصحفية ومدخل المعلومات أو المواد الصحفية‪:‬‬
‫المبحث الرابع ‪:‬اشكاليات الثبات‬
‫المطلب الول ‪ :‬اشكالية اثبات هوية الفاعل واثبات عناصر‬
‫الجرم المادي والمعنوي ‪:‬‬
‫المطلب الثاني ‪ :‬هل النشر عبر الموقع اللكتروني الخباري‬
‫يعتبر احد وسائل العلنية‬
‫المفترضة ‪:‬‬

‫المبحث الول ‪:‬‬


‫اشكالية القانون الواجب التطبيق والمحكمة المختصة ‪:‬‬
‫دارت تلك الشكالية حول مسألتين هامتين ‪ ،‬الولى ‪ :‬المحكمة المختصة‬
‫بين محكمة البداية ومحكمة الصلح وما يترتب عليها من اختلف في‬
‫‪1‬‬
‫الجراءات والجهة التي تباشر دعوى الحق العام وتتابعها امام المحكمة‬
‫واختلف أيضا في مدد الطعون والجهات التي تنظر الطعون ‪ .‬أما المسألة‬
‫الثانية ‪ :‬النصوص القانونية الواجبة التطبيق الجرائم المرتكبة بواسطة‬
‫المواقع اللكترونية وما يترتب عليها من اختلفات في العقوبات ‪.‬‬
‫واعتقد البعض ان تلك الشكاليات زالت بصدور قرار محكمة التمييز‬
‫الردنية )جزاء( رقم ‪) 1729/2009‬هيئة خماسية( تاريخ ‪10/1/2010‬‬

‫‪ 1‬فالنيابة العامة هي التي تمثل المجتمع وتباشر دعوى الحق العام أمام محكمة البداية بينما المشتكي أو المتضرر هو الذي يقوم بذلك‬
‫أمام محكمة الصلح‪.‬وفقا لقانون أصول المحاكمات الجزائية وقانون محاكم الصلح ‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫والذي أخضع المواقع الخبارية اللكترونية لقانون المطبوعات والنشر‬
‫حيث جاء في هذا القرار التي ‪:‬‬
‫) ‪ .1‬يستفاد من نص المادة الثانية من قانون المطبوعات والنشر أن هناك‬
‫نوعين من المطبوعات أشار إليهما المشرع في هذه المادة وهما ‪-:‬‬
‫النــوع الول ‪ -:‬ويشمل المطبوعة بشكل عام وقد عرفها المشرع بأنها‬
‫كل وسيلة نشر دونت فيها المعاني أو الكلمات أو الفكار بأي طريقة من‬
‫الطرق ‪.‬‬
‫النـوع الثانـي ‪ -:‬ويشمل المطبوعة الدورية وهي المطبوعة الصحفية‬
‫المتخصصة بكل أنواعها والتي تصدر في فترات منتظمة ‪.‬‬
‫وأن مناط الفصل في هذه الدعوى يتوقف على بيان ما إذا كان الموقع‬
‫اللكتروني يعتبر مطبوعة وفقا ً لتعريف المطبوعة الوارد في قانون‬
‫المطبوعات والنشر أم ل ‪ .‬وفي هذا فانه إذا كان النوع الثاني ل يتسع‬
‫نطاقه لشمول المواقع اللكترونية على اعتبار أن هذا النوع وحسبما جاء‬
‫بتعريف المشرع للمطبوعة الدورية بأنها تقتصر على المطبوعات الصحفية‬
‫التي تصدر في فترات منتظمة ول يعتبر الموقع اللكتروني بأي حال من‬
‫الحوال مطبوعة صحفية ‪ ،‬فإن النوع الول يتسع نطاقه لشمول المواقع‬
‫اللكترونية ‪ ،‬على اعتبار أن هذا النوع وحسبما جاء بتعريف المشرع‬
‫للمطبوعة بأنها كل وسيلة نشر تدون فيها الفكار والكلمات بأي طريقة‬
‫كانت ‪ ،‬وفي هذا فإن الموقع اللكتروني هو وسيلة من الوسائل التي يتم‬
‫فيها تدوين الفكار والمقالت ونشرها ‪ ،‬وبالتالي فإن المواقع اللكترونية‬
‫تعتبر من المطبوعات وفقا ً لتعريف المطبوعة الوارد في قانون‬
‫المطبوعات والنشر وتخضع لحكامه ‪ .‬كما أن المادة الخامسة من ذات‬
‫القانون وعندما نصت على ما يتوجب على المطبوعـات القيام بـه من‬
‫احتـرام الحقيقة والمتناع عن نشر ما يتعارض مع مبادئ الحرية ‪ ...‬نصت‬
‫على المطبوعات بشكل عام وحسبما جاء بالتعريف العام للمطبوعة‬
‫وليس كما جاء بتعريف المطبوعة الدورية المر الذي يستخلص منه أن‬
‫المشرع ميز في هذا القانون بين نوعين من المطبوعات ‪ ،‬المطبوعات‬
‫بصفة عامة والمطبوعات الدورية بصفة خاصة وأن المواقع اللكترونية‬
‫تدخل ضمن تعريف المطبوعات بصفة عامة وتخضع لحكام قانون‬
‫المطبوعات والنشر ‪ (.‬انتهى القرار ‪.‬‬

‫ومع الخذ بعين العتبار بأن القرار السابق انما هو اجتهاد قضائي وليس‬
‫سابقة قضائية كونه صادر من هيئة خماسية وليس هيئة عامة وبالتالي هو‬
‫اجتهاد غير ملزم ال للقضاة الدنى في ذات القضية الصادر فيها ذلك‬
‫القرار دون غيرهم‪ ،‬ومع الخذ أيضا ان باب الجتهاد القضائي مفتوح امام‬
‫القضاة جميعا ً ‪ ،‬ال انه لزالت العديد من السئلة تتعالى حول قانونية‬
‫التوجه القائل بتطبيق قانون المطبوعات والنشر على المواقع اللكترونية‬
‫من جهة ومن جهة اخرى تثور اسئلة اخرى حول القانون الواجب التطبيق‬
‫على المواقع اللكترونية خاصة ان التجربة لزالت حديثة جدا ول يوجد‬
‫سوابق قضائية حول هذا الموضوع ‪.‬‬
‫وقد ثارت اختلفات في وجهات النظر القانونية حول تلك المسألة بين‬
‫مؤيد ومعارض ‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫فعارض البعض ‪ ،‬انطباق قانون المطبوعات والنشر على الصحافة‬
‫اللكترونية للخوف من تطبيقه بكامل احكامه بما فيها التراخيص وشروط‬
‫العمل ورؤساء التحرير‪ .‬اضافة الى اسس قانونية سنبينها في الصفحات‬
‫القادمة من هذه الدراسة ‪.‬‬
‫أما البعض الخر‪ ،‬أثنى على توجه محكمة التمييز في تطبيق قانون‬
‫المطبوعات والنشر على الصحافة اللكترونية ‪ ،‬نظرا لكون هذا القانون ل‬
‫يحتوي على عقوبات بدنية " الحبس " ول يمكن احالة العلميين الى‬
‫محكمة امن الدولة ‪ ،‬وبالتالي سوف يمنع توقيف العلميين ‪.‬‬

‫و رأي الباحث في مسألة القانون الواجب التطبيق وبالتالي تحديد‬


‫المحكمة المختصة ‪ ،‬هو أن المشرع الردني وضع العلم – لغايات تنظيمه‬
‫‪ -‬في عدة قوالب قانونية محددة بحيث جعل كل قالب قانوني في تشريع‬
‫مستقل ‪ .‬وكانت الحكمة من وراء ذلك التفريق في التخصصات‬
‫والختصاصات واعطاء كل قسم من أقسام العلم الخبرة التي تحتاجها ‪,‬‬
‫فنجده وضع العلم المرئي والمسموع ‪ -‬بما يشمله من بث هوائي ) اذاعة‬
‫ومحطات أرضية وفضائية (‪ -‬في قانون العلم المرئي والمسموع وكذلك‬
‫وضع الصحافة المكتوبة بما يشملها من صحف وكتب ومجلت في قانون‬
‫المطبوعات والنشر ‪ .‬وحدد في كل قانون النطاق الذي يجب ان يشمله‬
‫القانون ‪.‬‬

‫وبقي العلم اللكتروني عن طريق الشبكة الدولية للمعلومات " النترنت‬


‫" الذي ينظر اليه المشرع الردني أنه اعلم عالمي وليس من المنطق أن‬
‫يقوم بوضع تشريع تنظيمي محلي لعلم عالمي يمارس من خارج الردن‬
‫وُيقرأ في مواقع الكترونية خارج الردن وهي ايضا ل تنتمي الى بلد معين‬
‫لذا نجده استثناه من تطبيق أي قانون خاصة قانون العلم المرئي‬
‫والمسموع وهو المكان الطبيعي للمواقع اللكترونية‪.‬‬
‫وعليه فيكون العلم اللكترني غير خاضع لقانون المطبوعات والنشر‬
‫فمن خلل استعراض جميع احكام قانون المطبوعات والنشر نجد ان ما‬
‫يستخلص منها انه يعالج المطبوعات الورقية الخطية وان النشر من خلل‬
‫الموقع اللكتروني ليس من ضمن وسائل النشر المقصودة وفق احكام‬
‫قانون المطبوعات والنشر المعرفة بالمادة الثانية منه ‪.‬‬
‫ذلك ان تلك المادة قد بينت المطبوعات المقصودة بالقانون وهي ‪:‬‬
‫‪ .1‬المطبوعة الدورية ‪ :‬وهي المطبوعة الصحفية المتخصصة بكل انواعها‬
‫والتي تصدر في فترات منتظمة وتشمل ‪:‬‬
‫أ ‪ -‬المطبوعة اليومية ‪ :‬وهي المطبوعة التي تصدر يوميا بصورة مستمرة‬
‫باسم معين وارقام متتابعة وتكون معدة للتوزيع على الجمهور ‪.‬‬
‫ب‪ -‬المطبوعة غير اليومية ‪ :‬وهي المطبوعة التي تصدر بصورة منتظمة‬
‫مرة في السبوع او على فترات اطول وتكون معدة للتوزيع على‬
‫الجمهور ‪.‬‬
‫‪ .2‬المطبوعة المتخصصة ‪ :‬وهي المطبوعة التي تختص في مجال محدد‬
‫وتكون معدة للتوزيع على المعنيين بها او على الجمهور وذلك حسبما تنص‬
‫عليه رخصة اصدارها‬

‫‪4‬‬
‫‪ .3‬نشرة وكالة النباء ‪ :‬وهي النشرة المعدة لتزويد المؤسسات الصحفية‬
‫وغيرها بالخبار والمعلومات والمقالت والصور والرسوم ‪.‬‬
‫كما عرفت المطبعة بانها ‪ :‬المكان والجهزة المعدة لنتاج المطبوعات‬
‫بانواعها واشكالها ومراحلها المختلفة ول يشمل اللت الطابعة والكاتبة‬
‫والناسخة وآلت التصوير المعدة للغراض الخرى غير النشر ‪.‬‬
‫ولهذا وحيث ان القرينة تدل على ان المطبوعة المقصودة بقانون‬
‫المطبوعات والنشر ل تشمل النشر من خلل المواقع اللكترونية فتكون‬
‫المواقع اللكترونية غير محكومة بقانون المطبوعات والنشر ‪.‬‬

‫بالرجوع الى نص المادة الثانية من قانون المطبوعات والنشر نجدها تنص‬


‫على التي ‪:‬‬
‫المطبوعة ‪ :‬كل وسيلة نشر دونت فيها المعاني أو الكلمات أوالفكار بأي‬
‫طريقة من الطرق‪.‬‬
‫وحقيقة ان ظاهر النص يوحي ان المواقع اللكترونية تدخل في تعريف‬
‫المطبوعة ‪.‬‬
‫وعلى الرغم من ذلك ل يمكن القول بأي حال من الحوال أن العلم‬
‫اللكتروني خاضع لقانون المطبوعات والنشر وذلك للسباب التالية ‪:‬‬

‫‪ .1‬ان تعريف المطبوعة ل ينظر اليه بشكل مستقل ‪ ،‬فمالعروف‬


‫ان المشرع عندما يضع تعريفا ً عاما ً ويلحقه بتعريفات‬
‫تفصيلية فل يصبح العام عاما ً وانما يصبح خاصا ومتعلقا‬
‫بالتعريفات التفصيلية التي تشرح وتفصل التعريف العام ‪.‬‬
‫وهذا ما حدث في قانون المطبوعات النشر فبعدما عرف‬
‫المطبوعة بأنها ) كل وسيلة نشر دونت فيها المعاني أو‬
‫الكلمات أوالفكار بأي طريقة من الطرق‪ (.‬فقد فصل وبين‬
‫ما هي المطبوعات المقصودة لغايات تطبيق القانون ‪ .‬بعد‬
‫هذا التفصيل لتعريف المطبوعة ل يمكن القول ان المشرع‬
‫كان يقصد شمول الصحافة اللكترونية بتعريف المطبوعة ‪ ،‬اذ‬
‫لو قصد ذلك لكان عينها وعرفها وفصلها كما فعل في باقي‬
‫التعريفات ول يمكن ان يترك المر دون تحديد‪.‬‬
‫‪ .2‬ان كل نوع من انواع المطبوعات الواردة في التعريفات‬
‫السابقة له احكام قانونية وتنظيمية واردة في القانون وهذا‬
‫وضع منطقي اما الصحافة اللكترونية ل يوجد أي حكم‬
‫ينظمها في هذا القانون ول في أي قانون آخر ‪.‬‬
‫ومن غير المعقول ان يعتبر المشرع امرا ما من ضمن النطاق التطبيقي‬
‫لي قانون دون ان يضع له احكامه القانونية التنظيمية في نفس القانون‬
‫لنه سيكون من قبيل اللغو والمشرع ل يلغو ‪.‬‬
‫‪ .3‬ان السؤال المنطقي في هذا المقام ليس هو " هل يشمل‬
‫تعريف المطبوعة المواقع اللكترونية ام ل ؟ " بل هو " هل‬
‫تصلح نصوص قانون المطبوعات والنشر رقم ‪ 8‬لسنة ‪1998‬‬
‫وتعديلته للتطبيق على المواقع اللكترونية والصحافة‬
‫اللكترونية ؟ "‬

‫‪5‬‬
‫ومن الواضح أن هذا السؤال غاب عن بال التجاه القائل بأن العلم‬
‫اللكتروني خاضع لقانون المطبوعات والنشر ‪:‬‬
‫‪ -‬فهل نصوص القانون التي تفترض وجود صفة الصحفي‪ -‬الذي هو‬
‫عضو النقابة المسجل في نقابة الصحفيين فقط ‪ -‬ينطبق على‬
‫مسؤولي المواقع اللكترونية في حين ان قانون نقابة الصحفيين ل‬
‫يشملهم اساسا ً ‪.‬‬
‫‪ -‬هل شروط واجراءات الترخيص الواردة في القانون والتي تقتصر‬
‫فقط على رخص المطبوعات الدورية والمتخصصة من الممكن أن‬
‫تنطبق على المواقع اللكترونية ‪.‬‬
‫‪ -‬هل شروط مالكي المطبوعات الدورية والمتخصصة ومدراءها‬
‫ورؤساء تحريرها تنطبق على مالكي ومدراء ورؤساء تحرير المواقع‬
‫اللكترونية ‪.‬‬
‫‪ -‬هل النصوص القانونية التجريمية الخاصة بعمل الصحفي – عضو‬
‫النقابة المسجل – ويعمل في المطبوعات الدورية ينطبق على‬
‫المواقع اللكترونية ‪.‬‬

‫ان الجواب والذي يفترض فيه ان يكون جوابا ً قانونيا وليس اعتباطيا ً هو ان‬
‫المشرع عندما يضع نص قانوني انما يعالج حالة معينة ول يجوز تجاوزها‬
‫بأي حال من الحوال ويجب اللتزام بالتعريفات والصيغ الواردة في كل‬
‫نص قانوني‪.‬‬

‫اذن ل يمكن بأي حال من الحوال تطبيق النصوص الخاصة بالمطبوعات‬


‫الدورية بانواعها وبرؤساء التحرير والصحفيين الواردة بقانون المطبوعات‬
‫والنشر على المواقع اللكترونية‪.‬‬

‫وأن القول بخلف ذلك يجافي الحقيقة القانونية التي يمكن فهمها مباشرة‬
‫من خلل الصياغة العامة لنصوص قانون المطبوعات والنشر والسباب‬
‫الموجبة له ‪.‬‬

‫طبعا ل يمكن ان يغيب عن البال الخلفات القانونية السابقة حول تطبيق‬


‫قانون المعاملت اللكترونية والتي لم تصل الى حد الختلفات التطبيقية‬
‫القضائية حيث حسم القضاء تلك المسألة في مهدها وتوالت القرارات‬
‫القضائية على عدم اخضاع المواقع اللكترونية لقانون المعاملت‬
‫اللكترونية والذي جعل المدعين العامين يحجمون عن تحويل العلميين‬
‫على قانون المعاملت اللكترونية ‪.‬‬
‫والخلصة القانونية لتلك الشكالية تتمثل بأن المشرع الردني عاقب في‬
‫قانون المعاملت اللكترونية رقم ‪ 85‬لسنة ‪ 2001‬في المادة ‪ 38‬منه‬
‫كل من يرتكب فعل يشكل جريمة بموجب التشريعات النافذة بواسطة‬
‫استخدام الوسائل اللكترونية بالحبس مدة ل تقل عن ثلثة اشهر ول تزيد‬
‫على سنة او بغرامة ل تقل عن )‪ (3000‬ثلثة الف دينار ول تزيد على )‬
‫‪ (10000‬عشرة الف دينار او بكلتا هاتين العقوبتين ‪ ،‬ويعاقب بالعقوبة‬

‫‪6‬‬
‫الشد اذا كانت العقوبات المقررة في تلك التشريعات تزيد على العقوبة‬
‫المقررة في هذا القانون‪.‬‬

‫وظاهر النص أن المواقع اللكترونية تخضع لقانون المعاملت اللكترونية‬


‫ولكان اذا ما دققنا أكثر نجد أن المادة الثانية من قانون المعاملت‬
‫اللكترونية عرفت المعاملت المقصودة في القانون بانها )اجراء او‬
‫مجموعة من الجراءات يتم بين طرفين او اكثر لنشاء التزامات على‬
‫طرف واحد او التزامات تبادلية بين اكثر من طرف ويتعلق بعمل تجاري او‬
‫التزام مدني او بعلقة مع أي دائرة حكومية ( ‪.‬‬
‫اما المادة الثالثة فقد حددت الهدف من القانون وهو ‪:‬‬
‫أ‪ -‬تسهيل استعمال الوسائل اللكترونية في اجراء المعاملت وذلك مع‬
‫مراعاة احكام أي قوانين اخرى ودون تعديل او الغاء لي من هذه‬
‫الحكام ‪.‬‬
‫ب‪ -‬يراعى عند تطبيق احكام هذا القانون قواعد الهدف التجاري الدولي‬
‫ذات العلقة بالمعاملت اللكترونية ودرجة التقدم في تقنية تبادلية ‪.‬‬
‫كذلك فان المادة ‪ 5‬من ذات القانون حددت المعاملت التي تطبق عليها‬
‫القانون بانها المعاملت التي يتفق اطرافها على تنفيذ معاملتهم بوسائل‬
‫الكترونية ما لم يرد فيه نص صريح يقضي بغير ذلك ‪.‬‬
‫اما نشر مجموعة من الخبار أو المقالت أو التحقيقات الصحفية او غير‬
‫من فنون العمل الصحفي فل تعتبر معاملت ينشأ عنها التزامات تتعلق‬
‫بعمل تجاري او التزام مدني ‪ ،‬وبالتالي ل تخضع لقانون المعاملت‬
‫اللكترونية‬

‫ولكن هل يبقى العلم اللكتروني دون تنظيم قانوني بحيث يكون ملذا‬
‫لكل شخص يريد أن يرتكب نشر وبالتالي ل يساءل جزائيا ً أم أن هناك‬
‫اطارا ً قانونيا ً ينظم هذا القطاع من العلم ؟؟؟؟‬

‫حقيقة عالجت الحكام والقواعد العامة في قانون العقوبات الردني‬


‫الجرائم التي ترتكب من خلل العلم باعتباره وسيلة من وسائل العلنية‬
‫والتي تستند عليها جميع النصوص القانونية التي تجرم الفعال الجرمية‬
‫التي ترتكب بواسطة النشر ‪.‬‬
‫وفي هذا المجال أورد الفقه ان هناك نوعين من العلنية ‪ ،‬الول ‪ :‬علنية‬
‫مفترضة بحكم القانون ول تحتاج الى اثبات وهذا ما نصت عليه المادة ‪73‬‬
‫من قانون العقوبات على التي ‪:‬‬
‫تعد وسائل للعلنية‪:‬‬
‫‪ - 1‬العمال والحركات إذا حصلت في محل عام أو مكان مباح للجمهور أو‬
‫معرض للنظار أو حصلت في مكان ليس من المحال المذكورة غير‬
‫أنها جرت على صورة يستطيع معها أن يشاهدها أي شخص موجود في‬
‫المحال المذكورة ‪.‬‬
‫‪ - 2‬الكلم أو الصراخ سواء جهر بهما أو نقل بالوسائل اللية بحيث يسمعها‬
‫في كل الحالين من ل دخل له في الفعل‪.‬‬
‫‪ - 3‬الكتابة والرسوم والصور اليدوية والشمسية والفلم والشارات‬
‫‪7‬‬
‫والتصاوير على اختلفها إذا عرضت في محل عام أو مكان مباح‬
‫للجمهور‪ ،‬أو معرض للنظار أو بيعت أو عرضت للبيع أو وزعت على‬
‫أكثر من شخص ‪.‬‬
‫أما النوع الثاني ‪ :‬هو العلنية غير المفترضة والتي تحتاج الى اثبات من‬
‫قبل المتضرر او النيابة العامة ‪.‬وهي غير الحالت المحددة في نص المادة‬
‫‪ 73‬من قانو العقوبات ‪.‬‬
‫ولقد جرى الفقه الحديث على اعتبار المواقع اللكترونية الخبارية من‬
‫النوع الثاني ‪ ،‬أي لبد ان يقيم المتضرر والنيابة العامة البينة على توافر‬
‫العلنية ‪ ،‬وان الناس قل عددهم ام كثر قد اطلعوا على مضمون المادة‬
‫الصحفية المنشورة عبر النترنت ‪.‬‬

‫ولكننا في ذات الوقت نعتقد أن لجرائم الذم والقدح خصوصية معينة ‪،‬‬
‫حيث نصت المادة ‪ 189‬من قانون العقوبات على التي ‪:‬‬
‫لكي يستلزم الذم أو القدح العقاب‪ ،‬يشترط فيه أن يقع على صورة‬
‫من الصور التية‪:‬‬
‫‪ - 1‬الذم أو القدح الوجاهي‪ ،‬ويشترط أن يقع‪:‬‬
‫أ ‪ .‬في مجلس بمواجهة المعتدى عليه ‪.‬‬
‫ب ‪ .‬في مكان يمكن لشخاص آخرين أن يسمعوه‪ ،‬قل عددهم أو‬
‫كثر ‪.‬‬
‫‪ - 2‬الذم أو القدح الغيابي‪ ،‬وشرطه أن يقع أثناء الجتماع بأشخاص كثيرين‬
‫مجتمعين أو منفردين ‪.‬‬
‫‪ - 3‬الذم أو القدح الخطي‪ ،‬وشرطه أن يقع ‪:‬‬
‫أ ‪ .‬بما ينشر ويذاع بين الناس أو بما يوزع على فئة منهم من‬
‫الكتابات أو الرسوم أو الصور الستهزائية أو مسودات الرسوم‬
‫)الرسوم قبل أن تزين وتصنع( ‪.‬‬
‫ب ‪ .‬بما يرسل إلى المعتدى عليه من المكاتيب المفتوحة )غير‬
‫المغلقة( وبطاقات البريد ‪.‬‬
‫‪ - 4‬الذم أو القدح بواسطة المطبوعات وشرطه أن يقع ‪:‬‬
‫أ ‪ .‬بواسطة الجرائد والصحف اليومية ‪.‬‬
‫ب ‪ .‬بأي نوع كان من المطبوعات ووسائط النشر ‪.‬‬
‫ونعتقد ان الفقرة الثالثة من المادة ‪ 189‬عقوبات تضمنت عبارات الذم‬
‫والقدح الخطي وايضا كلمة الكتابات وحيث انها وردت بشكل مطلق‬
‫فالمطلق يجري على اطلقه ‪ .‬لذا يمكن اعتبار أي نوع من الكتابات‬
‫ً‬
‫خاضعة لحكام المادة ‪ 189‬عقوبات ومن ضمنها الكتابة اللكترونية ايضا ‪.‬‬

‫المبحث الثاني‬
‫اشكالية مسؤولية الموقع اللكتروني الخباري ‪:‬‬

‫‪8‬‬
‫حقيقة ل يعاني المدعين العامين من اشكالية تحديد مسؤولية الموقع‬
‫اللكتروني ‪ ،‬لن الواقع العملي أثبت أن المدعي العام يكتفي باقامة‬
‫وتحريك دعوى الحق العام تجاه الموقع اللكتروني ويسند لهم التهم ويعتبر‬
‫أحد العلميين المشتكى عليهم في الدعوى التي يحقق مالك الموقع أو‬
‫ناشره بمجرد ورود هذه المعلومة على لسان المشتكي دون التثبت فنيا‬
‫من صحة هذه المعلومة ومن ثم يحيل الدعوى برمتها الى المحكمة ‪.‬‬
‫وبذات الوقت أكثر ما يعاني من هذه الشكالية هم القضاة الذين ينظرون‬
‫الدعاوى المقامة على المواقع اللكترونية الخبارية ‪ ،‬خاصة عند اجراء‬
‫التبليغات القانونية ‪ ،‬وكيفية افهامه التهمة المسندة له من النيابة العامة‬
‫وسؤاله عنها ‪.‬‬
‫والسؤال المطروح دوما ‪ ،‬كيف يمكن التوصل الى صاحب الموقع واثبات‬
‫ذلك قانونيا ً ؟؟؟‬

‫ولكنني اعتقد انه حتى لو تمت الجابة على هذا التسؤال ‪ ،‬فانه لن يحل‬
‫اشكالية مسؤولية الموقع اللكتروني ‪.‬‬
‫لن السؤال الذي نعتقد باولويته في الطرح في هذا المقام ‪ ،‬هو هل يعتبر‬
‫الموقع اللكتروني من ضمن الشخاص المسؤولين جزائيا وفقا لحكام‬
‫المسؤولية الواردة في المواد ‪ 84 -74‬من قانون العقوبات والتي حددت‬
‫فاعل الجريمة واحكام الشتراك الجرمي ‪ .‬؟؟؟‬
‫ولكن قبل الجابة على ذلك لبد من التعرف على الطبيعة الفنية وبالتالي‬
‫الطبيعة القانونية للموقع اللكتروني ‪ .‬لن تحديد ماهية الموقع اللكتروني‬
‫والتعرف على جسمه سيساعد في بناء نظرية قانونية سليمة حول طبيعته‬
‫القانونية وبالتالي تحديد مسؤوليته القانونية الجزائية‪.‬‬

‫‪ ‬ماهية الموقع اللكتروني‪:‬‬

‫يعد الموقع اللكتروني فكرة جديدة ارتبط ظهورها بظهور النترنت وزيادة‬
‫التبادل التجاري عبر الشركة ‪ ،‬بما يتضمنه ذلك من عمليات تبادل تجاري‬
‫‪2‬‬
‫ودفع الكتروني عبر مواقع النترنت‪.‬‬
‫وبعد مراجعة لنشأة المواقع اللكترونية وجدنا أن فكرتها جاءت نتيجة‬
‫انتشار التجارة اللكترونية ‪ ،‬حيث اتسع نطاق التجارة بالستفادة من‬
‫التطور التكنولوجي واصبح بالمكان تحقيق دعاية مهمة لكافة انواع السلع‬
‫والخدمات على جميع صفحات المواقع اللكترونية ‪ ،‬مع تمكين مستعمل‬
‫النترنت ‪ ،‬ومن خلل عملية بسيطة النتقال الفوري الى الموقع‬
‫اللكتروني المتضمن العلن التفصيلي عن السلعة او الخدمة‪ . 3‬بدل من‬
‫بذل الجهد والوقت في النزول الى المقر الجغرافي لتلك الشركات ‪،‬‬
‫والكتفاء بزيارة المقر اللكتروني " الفتراضي " لها‪.‬‬

‫‪ ‬تعريف الموقع اللكتروني ‪:‬‬

‫‪2‬‬
‫د‪ .‬شريف محمد غنام ‪ ،‬النقود اللكترونية ‪ ،‬دار الجامعة الجديدة‪ ,‬السكندرية ‪ 2007‬ص ‪. 10‬‬
‫‪3‬‬
‫د‪ .‬هاني دويدار ‪ ،‬نظرات في التنظيم القانوني للتجارة اللكترونية ‪ .‬ص ‪9‬‬

‫‪9‬‬
‫تعددت التعريفات الخاصة بالموقع اللكتروني ‪ ،‬خلل العقد الماضي ‪.‬‬
‫واختلفت مضامينها بسبب تعدد الزاوية التي ينظر اليها في تعريف الموقع‬
‫اللكتروني ‪.‬‬
‫فتعريفه بالنظر الى طبيعته الفنية يختلف عن تعريفه من زاوية تكوينه‬
‫واللذان يختلفان عن تعريفه بالنظر الى وظيفة الموقع اللكتروني ‪ .‬وعليه‬
‫سنطرح التوجهات الثلث لتعريف الموقع اللكتروني وفقا للتي ‪:‬‬

‫أول ‪ :‬تعريف الموقع اللكتروني استنادا الى الطبيعة الفنية‬


‫للموقع ‪:‬‬
‫يعرف الموقع من حيث طبيعته الفنية بانه عبارة عن تحويل او نقل‬
‫مجموعة من الرقام في صورة حروف تشكل مصطلحا هو في الساس‬
‫عنوان الموقع اللكتروني ‪.‬‬
‫لن النترنت هو شبكة تصل الكمبيوترات بعضها ببعض في انحاء العالم ‪،‬‬
‫وتصل هذه الكمبيوترات عن طريق بروتوكول يسمى ) ‪ ( IP‬وهو كناية عن‬
‫مجموعة من الرقام يكتبها مستخدم النترنت للوصول للموقع الذي‬
‫‪4‬‬
‫يريده ‪ ،‬حيث ان شبكة النترنت مليئة بالمليين من المواقع اللكترونية ‪.‬‬
‫ونظرا لصعوبة حفظ هذه الرقام الكبيرة وصعوبة التعامل معها قررت‬
‫الهيئات والشركات التي تعمل في مجال النترنت ان تستبدل بهذه الرقام‬
‫حروفا بسيطة يسهل التعامل معها وحفظها ‪ ،‬وعلى ذلك بمجرد كتابة‬
‫المستهلك لبعض الحروف التي تشتق من اسم موقع الشركة أو علمتها‬
‫التجارية يصل الى موقعها مباشرة ‪ ،‬وبالتالي يستطيع المستهلك أن يصل‬
‫الى المواقع اللكتروني لي شركة بدل من كتابة مجموعة من الرقام ‪.5‬‬

‫ثانيا ً ‪ :‬تعريف الموقع اللكتروني استنادا الى تكوينه ‪:‬‬


‫ووفقا لهذا التعريف يتكون الموقع اللكتروني من جزئين‪,‬جزء ثابت وجزء‬
‫متغير ‪.‬ويتمثل الجزء الثابت دائما في المقطع ) ‪. (www‬ويشير هذا الجزء‬
‫الى البروتوكول المستخدم‪,‬ويحدد ان الموقع يوجد على شبكة التصالت‬
‫العالمية)‪.6(world wide web‬‬
‫ويشير هذا الجزء الى جميع المشروعات والشركات والشخاص الذين‬
‫يمتلكون مواقع على الشبكة ‪.‬اما الجزء المتغير ‪,‬وهو الجزء الذي يلي هذا‬
‫الجزء الثابت‪,‬فهو الذي يميز المشروع عن غيره من المشروعات ‪,‬وهو‬
‫الذي يطلق عليه اسم الموقع اللكتروني او)‪ (domain name‬وينقسم هذا‬
‫الجزء الى نوعين‪:‬‬
‫الول وهو العنوان اللكتروني من الدرجة الولى )‪(top level domain name‬‬
‫ويمثله المقطع )‪(com‬او)‪(org‬او)‪ (net‬او المواقع اللكترونية التي تنتهي‬
‫بحرفين من حروف الدول والتي تسمى اسماء المواقع اللكترونية الوطنية‬
‫مثل ) ‪ ( jo‬اي ‪. JORDAN‬‬
‫‪ 4‬د‪ .‬سامي منصور ‪ ،‬نظام الثبات في القانون اللبناني والتقنيات الحديثة ‪ ،‬ورقة عمل مقدمة ضمن اعمال المؤتمر العلمي الول حول‬
‫الجوانب القانونية والمنية للعمليات اللكترونية والذي عقده مركز البحوث والدراسات ‪ ،‬اكاديمية شرطة دبي ‪ ،‬المارات العربية‬
‫المتحدة بتاريخ ‪ 28-26‬ابريل ‪. 2003‬‬
‫‪ 5‬د‪ .‬شريف محمد غنام ‪ ،‬دراسة منشورة في مجلة الحقوق ‪ /‬مجلس النشر العلمي بجامعة الكويت ‪ ،‬العدد الثالث ‪ ،‬سبتمر ‪ , 2004‬ص‬
‫‪. 321‬‬
‫‪ 6‬د‪.‬سهير فهمي حجازي‪,‬مقدمة في تكنولوجيا الحاسبات والشبكات‪,‬القاهرة‪ ,1998,‬ص‬
‫‪288‬‬

‫‪10‬‬
‫اما الثاني الموقع اللكتروني من الدرجة الثانية ويقصد به)‪second level‬‬
‫‪ (domain name‬ويمثله الحروف الولى من اسم المشروع او المنظمة او‬
‫حروف كل اسم‪.‬‬
‫ولتوضيح ذلك نعرض مثال‪,‬فمثل موقع منظمة التجارة العالمية )‪(wto‬‬
‫فسيكون عنوان الموقع على النحو التالي)‪ ( http: //www.wto.org‬ويكون )‬
‫‪ (http://www‬هو الجزء الثابت من العنوان ‪,‬الذي تتشابه فيه كل العناوين‬
‫عبر النتر نت ‪,‬ويكون المقطع)‪ ( org‬هو اسم الموقع اللكتروني من‬
‫المستوى الول ‪,‬اما)‪ (wto‬فهو اسم الموقع اللكتروني من المستوى‬
‫الثاني‪.‬‬
‫ثالثًا‪ :‬تعريف الموقع اللكتروني استنادا الى وظيفته‪:‬‬
‫بالضافة الى التعريفات السابقة التي استندت الى الطبيعة الفنية للموقع‬
‫اللكتروني وتلك التي استندت الى تكوينه نجد ان جانبا اخر من الفقه‬
‫يستند في تعريفه الى الوظيفة التي يؤديها هذا الموقع‪ ,‬فقيل انه يعد بديل‬
‫للعنوان البريدي الذي يحدد عنوان شخص بعينه او موقع شركة على شبكة‬
‫النتر نت‪.7‬‬
‫وبالشارة الى كل ما تقدم حول تعريف الموقع اللكتروني نجد ان هنالك‬
‫الكثير من التعريفات التي تدور حول الموقع اللكتروني ‪,‬فمن هذه‬
‫التعريفات ان الموقع اللكتروني "عنوان للمشروعات عبر شبكة‬
‫النترنت ‪,‬وهو عنوان افتراضي لنه ل يحدد مواقع المشروعات على ارض‬
‫‪8‬‬
‫الواقع ولكنه يحددها على شبكة النترنت‪.‬‬
‫‪,‬بينما نجد رأيا اخر يعرف الموقع اللكتروني بانه عنوان فريد ومميز يتكون‬
‫من عدد من الحرف البجدية اللتينية او الرقام التي يمكن بواسطتها‬
‫الوصول لموقع ما على النترنت فهو وسيلة التصالت عبر شبكة‬
‫النترنت‪.9‬‬

‫و الن وبعد التعرف على ماهية الموقع اللكتروني من عدة جوانب يمكن‬
‫لنا الوصول الى الطبيعة القانونية للموقع اللكتروني‪.‬‬

‫‪ ‬الطبيعية القانونية للموقع اللكتروني ‪:‬‬

‫نعتقد انه وبالنظر العميق في التعريفات الثلث السابقة للموقع اللكتروني‬


‫‪ ،‬نجد ان القاسم المشترك بينها هو اعتبارالموقع اللكتروني عنوانا وموطنا‬
‫افتراضيا لصاحبه على شبكة النترنت‪.‬‬
‫فمن حيث طبيعته الفنية هو عنوان والذي كان في الساس عبارة عن‬
‫مجموعة من الرقام تم تحويلها الى احرف جمعت ليتشكل منها ذلك‬
‫العنوان ‪.‬‬
‫‪ 7‬د‪.‬محمد حسام لطفي ‪,‬المشكلت القانونية في مجال المعلوماتية ‪,‬بحث مقدم الى‬
‫مؤتمر تحديات حماية الملكية الفكرية من منظور عربي ودولي ‪,‬القاهرة‪,‬ص ‪.94‬‬
‫‪8‬‬
‫د‪.‬شريف محمد غنام النقود اللكترونية‪ ,2007,‬ص ‪326‬‬

‫‪ 9‬انظر رامي علوان ‪,‬المنازعات حول العلمات التجارية واسماء مواقع النترنت ‪,‬دراسة منشورة في‬
‫مجلة الشريعة والقانون الصادر عن كلية الشريعة والقانون بجامعة المارات ‪,‬العدد ‪ ,2005 ,22‬ص‬
‫‪246‬‬

‫‪11‬‬
‫وكذلك المر من حيث تكوينه من جزئين‪ ,‬الثابت والمتغير ‪.‬فالثابت وهو )‬
‫‪,. (www‬يحدد ان الموقع يوجد على شبكة التصالت العالمية)‪world wide‬‬
‫‪ . (web‬اذن هو بمثابة سند ملكية يثبت حق صاحب الموقع بشغل مساحة‬
‫على شبكة النترنت الدولية ‪.‬‬
‫ولتثبيته اوضح تماما كمن يملك حق النتفاع أو الملكية في مساحة‬
‫جغرافية معينة من مدينة عمان‪ .‬ويستخدم هذه المساحة الجغرافية لدارة‬
‫اعماله ‪ .‬فهو كالمبنى للشركة‪ ،‬تسير اعمالها من خلله ويكون موطنها ‪.‬‬
‫اما الجزء المتغير وهو الذي يطلق عليه اسم الموقع اللكتروني او)‪domain‬‬
‫‪(name‬‬
‫‪, ,‬فهو الذي يميز المشروع عن غيره من المشروعات ‪ ,‬بمعنى آخر هو‬
‫عنوان ‪ .‬واذا ما ضربنا ذات المثال السابق فيكون الجزء المتغير هو عبارة‬
‫عن عنوان الشركة وليس اسمها ‪.‬‬
‫وبالنظر للتكييف القانوني للموقع اللكتروني من ناحية وظيفته فانه يلعب‬
‫دور الموطن الفتراضي للشخص ‪.‬‬
‫فعندما يقوم شخص أو شركة باتخاذ موقع الكتروني على شبكة النترنت ‪،‬‬
‫يكون بذلك اختار مقرا قانونيا افتراضيا ً ترتبط به مصالحه ويباشر من‬
‫خلله نشاطه وعمله ‪ ،‬وكيفية التصال به ومدوناته‪ . 10‬ويعتبر انشاء الموقع‬
‫الكتروني ‪ ،‬تصريحا ً من صاحبه لمتصفحي النترنت لزيارة هذا الموقع ‪.‬‬
‫وحيث اننا توصلنا الى الموقع اللكتروني هو عبارة عن موطن وعنوان‬
‫لصاحبه ‪.‬‬
‫فاننا نعتقد انه ليمكن بأي حال من الحوال مقاضاة الموطن بل صاحب‬
‫الموطن‪ .‬وهذا ينفي القول السائد بأن الموقع اللكتروني الخباري هو‬
‫كالجريدة الورقية يمكن مقاضاتها‪.‬‬

‫بعدما تعرفنا على ماهية الموقع اللكتروني وطبيعته القانونية نعود من‬
‫جديد لطرح التساؤل حول مدى اعتبار الموقع اللكتروني من ضمن‬
‫الشخاص المسؤولين جزائيا وفقا لحكام المسؤولية الواردة في قانون‬
‫العقوبات ‪.‬‬
‫نقول – من باب التذكير – ان المشرع الردني ساوى في المسؤولية‬
‫الجزائية فيما اذا كان الفاعل شخصا طبيعيا أو معنويا ً ولكنه فرق بينهما‬
‫من حيث العقوبة فالهيئات المعنوية ل تواجه ال الغرامات المالية‪.‬‬
‫ومن الممكن ان يكون الشخص ) معنويا او طبيعيا ( فاعل أو شريكا او‬
‫متدخل أو محرضا ً وهذا واضح في المواد ‪ 84 -74‬عقوبات ‪.‬‬
‫وبعد استبعاد امكانية ان يكون الموقع اللكتروني شخصا طبيعيا ‪ ،‬نطرح‬
‫امكانية ان يكون الموقع اللكتروني هيئة معنوية حتى تكون مسؤولة جزائيا‬
‫عن اعمال مديرها واعضاء ادارتها وممثليها وعمالها عندما يأتون هذه‬
‫العمال باسم الهيئة أو باحدى وسائلها بصفتها شخصا معنويا ً ‪.‬وفقا لما جاء‬
‫في المادة ‪ 74‬عقوبات ‪.‬‬
‫كنا قد توصلنا وعند الحديث عن الطبيعة الفنية والقانونية للموقع‬
‫اللكتروني انه عبارة عن موطن وعنوان لصاحبه ‪ -‬الذي يمكن أن يكون‬

‫‪ 10‬د‪ .‬نبيل صبيح ‪ ،‬حماية المستهلك في التعاملت اللكترونية ‪ ،‬دراسة قانونية منشورة في مجلة الحقوق الكويتية الصادرة عن مجلس‬
‫النشر العلمي بجامعة الكويت‪ ،‬العدد ‪ -2‬السنة ‪ ،32‬يونيو ‪ 2008‬منشورات المجلس – الكويت ‪ 2008‬ص ‪.199‬‬

‫‪12‬‬
‫شخصا طبيعيا أو معنويا – وعليه ل يمكن القول – برأينا – ان الموقع‬
‫اللكتروني عبارة عن هيئة معنوية أو شخص معنوي ‪ .‬هذا من جهة ‪.‬‬
‫ومن جهة اخرى ونظرا لعدم وجود تعريف للهيئة المعنوية او الشخص‬
‫المعنوي في قانون العقوبات ‪ ،‬فانه لبد من الرجوع الى القواعد العامة‬
‫الواردة في القانون المدني والتي عرفت في المادة ‪ 50‬منه والتي جاء‬
‫فيها ‪:‬‬
‫الشخاص الحكمية هي ‪:‬‬
‫‪ .1‬الدولة والبلديات بالشروط التي يحددها القانون والمؤسسات العامة‬
‫وغيرها من المنشآت التي يمنحها القانون شخصية حكمية‪.‬‬
‫‪ .2‬الهيئات والطوائف الدينية التي تعترف لها الدولة بشخصية حكمية‪.‬‬
‫‪ .3‬الوقف ‪.‬‬
‫‪ .4‬الشركات التجارية والمدنية‪.‬‬
‫ً‬
‫‪ .5‬الجمعيات والمؤسسات المنشاة وفقا لحكام القانون‪.‬‬
‫‪ .6‬كل مجموعة من الشخاص او الموال تثبت لها الشخصية الحكمية‬
‫بمقتضى نص في القانون‪.‬‬

‫وعليه وحيث ان المواقع اللكترونية ليست من ضمن الشخاص الحكمية‬


‫الواردة في المادة السابقة فل يمكن القول بانها هيئات معنوية وبالتالي‬
‫تكون مسؤولة جزائيا ‪.‬‬
‫ولبد الشارة الى هنا ما يردده البعض حول ما يسمى بتسجيل الموقع‬
‫اللكتروني ‪ ،‬اذ ليوجد تسجيل للموقع اللكتروني أساسا ً ‪ ،‬وليمكن ذلك‬
‫من ناحية فنية وتقنية ‪ ،‬لن التسجيل يعني وجود جهة قادرة فنيا على‬
‫تسجيل الموقع ‪ ،‬ويفرض ايضا وجود آليات للتسجيل وقوانين وتشريعات‬
‫وجود جهات تمنح التراخيص ‪ ،‬وايضا اغلق المواقع غير المسجلة‬
‫والمرخصة‪ ،‬طبعا هذا كله في حال كان الموقع اللكتروني حاصل على‬
‫المساحة الفتراضية التي يشغلها الموقع على النترنت من سيرفرات‬
‫) شركات مضيفة ( أردنية ‪ .‬ول يشمل المواقع التي تحصل على تلك‬
‫المساحة من سيرفرات أجنبية ‪.‬‬
‫ولكن في الوقت ذاته من الممكن تسجيل شركة في وزارة الصناعة‬
‫والتجارة يكون من ضمنها انشاء موقع الكتروني على النترنت ‪ .‬ويمكن لها‬
‫ان تسجل اسم الموقع اللكتروني كاسم تجاري لها ‪ .‬وظهرت مؤخرا بعض‬
‫الشركات التي تقوم بذلك لغايات حماية حقوقها في الملكية الفكرية ‪،‬‬
‫ولكن يجب التفرقة بين مخاصمة الموقع اللكتروني وبين ومخاصمة‬
‫الشركة التي تملك ذلك الموقع اللكتروني ‪.‬‬
‫فمخاصمة الموقع اللكتروني نفسه بينا سابقا انها غير ممكنة قانونا ً ‪ ،‬بينما‬
‫تطبق القواعد العامة في مخاصمة الشركات باعتبارها اشخاصا معنوية ‪.‬‬

‫‪13‬‬
‫المبحث الثالث‬
‫اشكالية مسؤولية صاحب الموقع اللكتروني الخباري‬
‫وكاتب المادة الصحفية ومدخل المعلومات أو المواد‬
‫الصحفية‪:‬‬

‫ولكن قبل الحديث عن المسؤوليات لبد أن نبدي رأينا في أن الركن‬


‫المادي في الجريمة المرتكبة بواسطة النترنت من خلل الموقع‬
‫اللكتروني الخباري يتكون في الغالب من أكثر من سلوك جرمي واحد ‪.‬‬
‫بحيث تحتاج الجريمة الى اكثر من فاعل واحد لتحقيق عناصرها عندها‬
‫يكون كل واحد منهم فاعل أصلي للجريمة ‪.‬وفقا لما ورد في المادة ‪74‬‬
‫عقوبات ‪.‬‬
‫ولكن هذا ل يمنع من قيام الركن المادي على سلوك جرمي واحد في هذا‬
‫النوع من الجرائم التي ترتكب بواسطة النترنت كمن ينشر على صفحته‬
‫على الفيس بوك ‪ ((Facebook‬أو على مدونته ما يسئ الى أحد‬
‫الشخاص ‪.‬‬

‫مسؤولية صاحب الموقع اللكتروني الخباري ‪:‬‬ ‫‪(1‬‬

‫حيث عرفت المادة ‪ 75‬من قانون العقوبات الفاعل بأنه من أبرز إلى حيز‬
‫الوجود العناصر التي تؤلف الجريمة أو ساهم مباشرة في تنفيذها‪.‬‬
‫وبناًء عليه فإن الفاعل هو من يرتكب الركن المادي للجريمة من نشاط‬
‫ونتيجة ورابطة سببية تقترن بالركن المعنوي للجريمة‪ .‬وحيث ل يحكم على‬
‫أحد بعقوبة ما لم يكن قد أقدم على الفعل عن وعي وإرادة عمل ً بالمادة‬
‫‪ 74‬من قانون العقوبات وحيث أن القصد الجرمي في الجرائم القصدية‬
‫يعتبر ركنا ً هاما ً يتوجب على النيابة العامة إثباته فيه من خلل ثبوت أن‬
‫المشتكى عليه كان مدركا ً لحقيقة الجرم المسند له ودللته الجزائية إدراكا ً‬
‫يقينيا ً ل افتراضيًا‪ .‬لهذا‬
‫فيمكننا القول ان صاحب الموقع اذا لم يقم بأي فعل يساهم أو يساعد في‬
‫ظهور المادة الصحفية على الموقع اللكتروني الخباري سواء بالطلع‬
‫عليه واعادة صياغته كما يفعل البعض ‪ ،‬ام من خلل اجازة نشره ‪ ،‬أو‬
‫السماح لي شخص في استخدام مفاتيح الموقع اليوز نيم والباسوورد )‬
‫‪ ( user name , Password‬كما يشاء وقتما شاء فانه بذلك يكون قد ساهم‬
‫مباشرة في تنفيذ الجريمة أو تدخل في ارتكابها ومحكمة الموضوع صاحبة‬
‫الصلحية في تقدير ذلك ‪.‬‬
‫ولكن اذا لم تثبت النيابة العامة كل ذلك ‪ ،‬وكان ليملك الوعي الكامل‬
‫والرادة الكاملة مثل سفره خارج البلد او مرضه وسمح لحد القائمين‬
‫على تحديث الموقع باستخدام مفاتيح الموقع فانه ليمكن ان يكون‬
‫مسؤول ً جزائيا ‪.‬‬
‫خاصة ان نص المادة ‪ 74‬في صريح لفظه وواضح دللته يشير الى ان‬
‫الفاعل اما ان ينفرد بجريمته او يسهم معه غيره في ارتكابها فاذا اسهم‬
‫فاما ان يصدق على فعله وحده وصف الجريمة التامة واما ان يأتي عمدا‬
‫عمل تنفيذيا فيها اذا كانت الجريمة تتركب من جملة افعال سواء بحسب‬

‫‪14‬‬
‫طبيعتها او طبقا لخطة تنفيذها وعندئذ يكون فاعل مع غيره اذا صحت لديه‬
‫نية التدخل في ارتكابها ولو ان الجريمة لم تتم بفعله وحده بل تمت بفعل‬
‫واحد او اكثر ممن تدخلوا معه فيها عرف او لم يعرف اعتبارا بأن الفاعل‬
‫مع غيره هو بالضرورة شريك يجب ان يتوافر له وبه ‪ -‬على القل ‪ -‬مما‬
‫يتوافر لدى الشريك من قصد المساهمة في الجريمة او نية التدخل فيها‬
‫اذا وقعت نتيجة التفاق بين المساهمين ولو لم ينشأ ال لحظة تنفيذ‬
‫الجريمة تحقيقا لقصد مشترك هو الغاية النهائية من الجريمة اي ان يكون‬
‫كل منهم قصد الخر في ايقاع الجريمة المعينة واسهم فعل بدوره في‬
‫تنفيذها بحسب الخطة التي وضعت او تكونت لديهم فجأة واذ لم يبلغ دوره‬
‫على مسرحها حد الشروع ‪ .‬ولما كان القصد امرا باطنيا يضمره الجاني‬
‫وتدل عليه بطريق مباشر او غير مباشر العمال المادية المحسوسة التي‬
‫تصدر عنه فانه العبرة بما يستظهره الحكم من وقائع تشهد لقيامه ‪.‬‬

‫وفي حال اعتبار المحكمة صاحب الموقع اللكتروني الخباري شريكا وفقا‬
‫لنص المادة ‪ 76‬عقوبات والتي تشير الى انه ‪:‬‬
‫إذا ارتكب عدة اشخاص متحدين جناية او جنحة او كانت الجناية او الجنحة‬
‫تتكون من عدة افعال فأتى كل واحد منهم فعل ً او اكثر من الفعال‬
‫المكونة لها وذلك بقصد حصول تلك الجناية او الجنحة اعتبروا جميعا ً‬
‫شركاء فيها وعوقب كل واحد منهم بالعقوبة المعينة لها في القانون كما لو‬
‫كان فاعل ً مستقل ً لها ‪.‬‬
‫فان مؤدى ذلك يتطلب من محكمة الموضوع أن تبرز في الواقعة‬
‫الجرمية التي قنعت بها أفعال كل واحد من المشتركين في هذه الجريمة‬
‫وبشكل مفصل وتحديد دوره وبيان فيما اذا كانت هذه الفعال من الفعال‬
‫المكونة لهذه الجريمة او ساهمت في ارتكابها ام ل ومن ثم تطبيق حكم‬
‫القانون حسب درجة مساهمة هذه الفعال‪.‬‬
‫بمعنى آخر يجب عليها أن تبين الدور أو الفعل الذي قام به صاحب الموقع‬
‫بالتفصيل ‪ ،‬واسباغ حكم القانون على ذلك الفعل ‪.‬‬
‫مع الخذ بعين العتبار انه اذا انعدمت عناصر الشتراك في الشريك فل‬
‫يكون هناك اشتراك بل تعدد في الجرائم وتعدد في الجناة‪ ،‬وهذه الجرائم‬
‫ل تجمعها ال صلة الرتباط التي تجيز رفع دعوى واحدة بشانها ولكن ل‬
‫يسأل كل جان ال عن الفعل الذي ارتكبه‪.‬‬

‫مسؤولية كاتب المادة الصحفية ‪:‬‬ ‫‪(2‬‬

‫نعتقد أنه ل يوجد خلف حول هذه المسؤولية فيطبق عليها القواعد العامة‬
‫في قانون العقوبات ‪ ،‬فهو معد المادة الصحفية وهو الذي يرغب بنشرها‬
‫عبر وسيلة من وسائل العلنية " النترنت " ومتى ما توافر لديه القصد‬
‫الجرمي فانه يكون مسؤول قانونا عن الجرم المسند اليه حسب الحال ‪.‬‬

‫مسؤولية مدخل البيانات " المواد الصحفية‬ ‫‪(3‬‬


‫والمعلومات ‪:‬‬

‫‪15‬‬
‫نعتقد انه سيكون هناك اشكالية حقيقة في مسؤولية هذا الشخص اذا ما‬
‫عرضت حالة واقعية امام القضاء ‪.‬‬
‫ومصدر هذه الشكالية هو ما ورد في المادة ‪ 74‬عقوبات من انه ل يحكم‬
‫على احد بعقوبة ما لم يكن قد أقدم على الفعل عن وعي وإرادة ‪.‬‬
‫ولكن اذا ما نظرنا الى طبيعة عمل هذا الشخص وآليته في انجازه سنجد‬
‫ان هذه الشكالية غير مبررة ‪ .‬وانها من الوضوح بمكان ‪ ،‬المر الذي يدفع‬
‫بعدم مسؤوليته عن الجرائم التي تسند له‪.‬‬
‫فهذا الشخص يعتمد عمله دوما على السرعة في ادخال المعلومات‬
‫والبيانات والخبار ‪ ،‬بمعنى آخر هو المسؤول عن تحديث الموقع‬
‫اللكتروني الخباري ‪ ،‬وقد يصل عدد ساعات عمله الى اكثر من ‪ 12‬ساعة‬
‫في اليوم ‪.‬‬
‫وعادة يقوم هذا الشخص بتحديث الموقع بما يرد اليه من مواد في‬
‫الساس مطبوعة الكترونيا ً ‪ ،‬وهو حقيقة يطلع عليها ويقرأها ولكن قراءة‬
‫المتصحف للنترنت أي بطريقة القراءة المسحية وهي القراءة التي‬
‫لتعتمد على قراءة كل كلمة ‪.‬‬
‫وهو يقوم بهذا الدور لنه عمله يرتكز على الناحية الشكلية لتلك المواد‬
‫المطبوعة ولديه معايير شكلية يجب عليه أن يحققها منها ‪ :‬وجود روابط‬
‫للمعلومات الكثيفة ‪ ،‬توزيع الفقرات بشكل منسق ‪ ،‬يهتم بعدد الكلمات‬
‫في كل فقرة ‪ ،،،،‬الخ‪.‬‬
‫طبعا قد يقال ان مثل هذه الدوار تتطلب قراءة المادة المراد تحميلها‬
‫على الموقع لكن في واقع المر هو يقرأ ول يقرأ فهو يقرأ لتنقية الشكل‬
‫وليس لتنقية المحتوى ‪ ،‬وجل اهتمامه وتركيزه على اللفاظ والمباني ل‬
‫على المقاصد والمعاني ‪ ،‬واذا كنا نتحدث عن جرم ذم وقدح الذي قد‬
‫تظهر فيه الساءات ال أن الحال ليس واحدا في جرائم النيل من هيبة‬
‫الدولة أو التأثير على سير العدالة أو النيل من المكانة القتصادية للدولة ‪.‬‬
‫واذا ما نظرنا لمفهوم الوعي والرادة وفقا للفقه والقضاء فانه ليمكن‬
‫القول بان مثل هذا الشخص يدرك ويعي ويريد الفعل الجرمي المنسوب‬
‫اليه ‪.‬‬
‫ة من شأنها شل ارادته‬ ‫فالظروف العملية التي يعمل بها زمانا ومكانا وآلي ً‬
‫في ارتكاب الجريمة ‪ ،‬وتغيب وعيه عن آثارها ‪.‬‬

‫المبحث الرابع‬
‫الثبات‬
‫قد تكون اشكالية الثبات في الجرائم المرتكبة بواسطة النترنت هي‬
‫احدى مشكلت القانون التي يعاني منها هذا العصر ‪ ،‬فالتطور التكنولوجي‬
‫وصل في بعض الحيان حدودا أبعد من نطاق القانون ‪.‬‬
‫فهناك العديد من المواقع مجهولة الهوية ‪ ،‬والتي ترتكب بواسطتها‬
‫عشرات الجرائم يوميا ً ‪.‬‬

‫ول تستطيع الجهزة المنية إغلق أي موقع مخالف حيث يمكن بكل‬
‫بساطة أن تكون هوية صاحب الموقع مخفية ومكان الستضافة خارج‬
‫الردن ومن غير المعروف هوية الشخاص أو الجهات القائمة على إدارة‬

‫‪16‬‬
‫الموقع‪ .‬ولكن هذا السيناريو ل يختلف عن الكتب الممنوع تداولها في‬
‫الردن فعندما تطبع مطبعة ما في لبنان على سبيل المثال كتابا ً تعتبره‬
‫دائرة المطبوعات والنشر مخالف للتشريعات الردنية فالذي يحدث أنه‬
‫تقوم دائرة المطبوعات والنشر بالتعميم على نقاط الردن الحدودية بمنع‬
‫‪11‬‬
‫إدخال هذا الكتاب إلى الردن‪.‬‬

‫وفي عالم النترنت يملك الردن السيادة على النترنت داخل حدوده‬
‫الجغرافية فيمكنه بكل بساطة التعميم على شركات النترنت أو على‬
‫نقطة إتصال النترنت الوحيدة مع العالم الخارجي بحجب الموقع المخالف‬
‫للتشريعات الردنية وهكذا يتم إيقاف الموقع في الردن وهذا بحد ذاته‬
‫ضربة قاصمة لي موقع أردني حيث أن زوار الموقع من الردن يشكلون‬
‫من ‪ 90-70‬بالمئة‪.‬‬

‫وسيؤدي هذا الجراء إلى تصعيب عملية تحديث الموقع من الردن بشكل‬
‫كبير جدا ً مما سيؤدي إلى موت الموقع عمليًا‪.‬‬

‫والمخيف في المر أن الجهات المنية ل تحتاج إلى صلحيات قضائية أو‬


‫علقات دولية ليقاف المواقع الموجودة خارج الردن فبإمكانه إيقافها‬
‫عمليا ً عن العمل بكبسة زر‪.‬‬

‫لذا لبد من ايجاد نظريات جديدة حول الثبات بواسطة النترنت ومن اهم‬
‫اشكاليات الثبات التالي ‪.‬‬

‫المطلب الول ‪:‬‬


‫اشكالية اثبات هوية الفاعل واثبات عناصر الجرم المادي‬
‫والمعنوي ‪:‬‬

‫هذه الشكالية الهم في عصرنا والتي انتجت بعض الكتشافات في ســبيل‬


‫معرفة هوية الفاعلين‪.‬‬

‫ولن اقدم أي جديد اذا مـا تطرقـت لقرينـة الـبراءة واهـم النتـائج المترتبـة‬
‫عليها وهو القاء عبء الثبات كل عنصر من عناصــر الجريمــة علــى عــاتق‬
‫النيابة العامة ‪.‬‬

‫ولكن قد يكون هناك جدة اذا ما قلنا ان قلة مــن النــاس يعــرف أن لكــل‬
‫جهـاز كمــبيوتر مشــبوك علـى شـبكة داخليـة رقميـن ‪ .IP address‬واحــد‬
‫داخلي وآخر خارجي‪ .‬فعندما تزور موقع ما من داخــل شــبكة المؤسســة أو‬
‫الشركة التي تعمل بها‪ ،‬سيسجل عند سيرفر الموقع رقــم الــ ‪ ip‬الخــارجي‬
‫لشركتك والذي تتشارك به أنت وجميع موظفي الشركة‪ .‬وفي هذه الحالــة‬
‫ل يمكن تتبع من هو الشخص داخل هذه الشــركة أو المؤسســة الــذي قــام‬
‫‪12‬‬
‫بإرسال تعليق ما‪.‬‬

‫‪11‬‬
‫المصدر مادة صحفية لخبير امن المعلومات رعد نشيوات – منشورة في صحيفة الحدث السبوعية تاريخ ‪17/1/2010‬‬
‫‪12‬‬
‫المصدر مادة صحفية لخبير امن المعلومات رعد نشيوات – منشورة في صحيفة الحدث السبوعية تاريخ ‪17/1/2010‬‬

‫‪17‬‬
‫إل أنه بالمكان تحليل طريقة تكــوين الشــبكة الداخليــة للشــركة وفحــص‬
‫أجهزتها لتحديد من أرسـل التعليــق أو قـام بتحـديث الموقـع‪ .‬ففـي عالمنــا‬
‫اليوم يوجد علم كامل يدعى الدلة الجنائية الرقميــة ‪Digital Forensics‬‬
‫والــذي يختــص بإســتخراج الدلــة القانونيــة مــن الجهــزة الرقميــة كــأجهزة‬
‫الحاسوب والهواتف النقالة وغيرها‪ .‬فحتى لو قام الشخص بإلغاء معلومــاته‬
‫أو قام بعملية فورمات للكمبيوتر‪ ،‬يمكن لخصائي الدلة الرقمية إســترجاع‬
‫وإستخلص الدلة الـتي تثبـت مـاذا كـان يفعــل هــذا الشـخص أو مـا كـانت‬
‫نشاطاته على النترنت من المواقع التي يزورها وتاريخ زيارتها وإن كان قد‬
‫أرسل تعليق أم ل‪.‬‬

‫ومن آخر قصص نجاح الدلة اللكترونية طريقة كشف وكالــة الســتخبارات‬
‫المريكية ‪ CIA‬عن شبكة أمريكيين في باكستان يخططون لهجمات إرهابية‬
‫حيث وقع جهاز الكمبيوتر المحمول لحد أفــراد الخليــة بيــد الـ ـ ‪ CIA‬والــتي‬
‫قامت بتحليل الدلة عليه ووجدت أن هنالك عنــوان بريــد اللكــتروني علــى‬
‫موقع ياهوو تم الدخول إليه مرة واحدة من الجهاز المحمــول وعنــد فحــص‬
‫البريد اللكتروني عثرت الستخبارات المريكية علـى خطــط الخليــة الــتي‬
‫كانت محفوظة على سيرفر تابع لشركة ياهوو في اليابان‪.‬‬

‫المطلب الثاني ‪:‬‬


‫هل النشر عبر الموقع اللكتروني الخباري يعتبر احد وسائل‬
‫العلنية المفترضة ‪:‬‬
‫يذهب البعض‪ 13‬الى اعتبار الموقع اللكتروني محل مباح للجمهور وفقا‬
‫للتعريف الوارد في الفقرة الثالثة من المادة ‪ 73‬من قانون العقوبات‬
‫والتي جاء فيها ‪) :‬الكتابة والرسوم والصور اليدوية والشمسية والفلم‬
‫والشارات والتصاوير على اختلفها إذا عرضت في محل عام أو مكان‬
‫مباح للجمهور‪ ،‬أو معرض للنظار أو بيعت أو عرضت للبيع أو وزعت‬
‫على أكثر من شخص ‪( .‬‬
‫ال أننا نخالفهم الرأي ‪ ،‬حيث أن مفهوم المحل العام المعرض للجمهور ل‬
‫ينطبق على المواقع اللكترونية ‪ ،‬وسندنا في ذلك ما ورد في المادة في‬
‫الثانية من قانون العقوبات والتي عرفت المحل العام ‪:‬‬
‫) كل طريق عام وكل مكان أو ممر يباح للجمهور المرور به أو الدخول‬
‫إليه في كل وقت وبغير قيد أو كان مقيدا ً بدفع مبلغ من النقود وكل بناء أو‬
‫مكان يستعمل إذ ذاك لي اجتماع أو حفل عمومي أو ديني أو كساحة‬
‫مكشوفة ‪( .‬‬
‫وهذا يعني أن المشرع الردني قصد بالمكان المعرض للجمهور هو المكان‬
‫الواقعي الملموس وليس الفضاء الفتراضي " النترنت "‬
‫ونقول هنا وفي هذا المجال أورد الفقه ان هناك نوعين من العلنية ‪ ،‬الول‬
‫‪ :‬علنية مفترضة بحكم القانون ول تحتاج الى اثبات وهذا ما نصت عليه‬
‫المادة ‪ 73‬من قانون العقوبات على التي ‪:‬‬
‫‪ 13‬انظر القاضيين جلل الزعبي واسامة المناعسة في كتابهما جرائم تقنية نظم المعلومات الكلترونية دارسة مقارنة الطبعة الولى‬
‫‪ 2010‬دار الثقافة الصفحة ‪.285‬‬

‫‪18‬‬
‫تعد وسائل للعلنية‪:‬‬
‫‪ - 1‬العمال والحركات إذا حصلت في محل عام أو مكان مباح للجمهور أو‬
‫معرض للنظار أو حصلت في مكان ليس من المحال المذكورة غير‬
‫أنها جرت على صورة يستطيع معها أن يشاهدها أي شخص موجود في‬
‫المحال المذكورة ‪.‬‬
‫‪ - 2‬الكلم أو الصراخ سواء جهر بهما أو نقل بالوسائل اللية بحيث يسمعها‬
‫في كل الحالين من ل دخل له في الفعل‪.‬‬
‫‪ - 3‬الكتابة والرسوم والصور اليدوية والشمسية والفلم والشارات‬
‫والتصاوير على اختلفها إذا عرضت في محل عام أو مكان مباح‬
‫للجمهور‪ ،‬أو معرض للنظار أو بيعت أو عرضت للبيع أو وزعت على‬
‫أكثر من شخص ‪.‬‬
‫أما النوع الثاني ‪ :‬فهو العلنية غير المفترضة والتي تحتاج الى اثبات من‬
‫قبل المتضرر او النيابة العامة ‪.‬وهي غير الحالت المحددة في نص المادة‬
‫‪ 73‬من قانون العقوبات ‪.‬‬
‫ولقد جرى الفقه الحديث على اعتبار المواقع اللكترونية الخبارية من‬
‫النوع الثاني ‪ ،‬أي لبد ان يقيم المتضرر والنيابة العامة البينة على توافر‬
‫العلنية ‪ ،‬وان الناس قل عددهم ام كثر قد اطلعوا على مضمون المادة‬
‫الصحفية المنشورة عبر النترنت ‪.‬‬

‫‪19‬‬

You might also like