Professional Documents
Culture Documents
مقدمة :
لوحظ مؤخرا ازدياد عدد الشكاوى التي قدمت بحق المواقع الخبارية
اللكترونية -بعد ازدياد ملموس في عدد هذه المواقع . -
وحقيقة لعب اطراف المعادلة في الحالة القانونية للمواقع اللكترونية
الخبارية لعبة " التخفي " فالمتضررين والنيابة العامة بصفتها ممثلة للحق
العام للمجتمع يبحثون عن بعض العلميين الذين يكتبون في المواقع
اللكترونية وعن ملكها أو ناشرينها وعن رؤساء تحريرها.
والبعض يختبأ وراء عدم انطباق بعض القوانين على المواقع اللكترونية
الخبارية والبعض الخر يختبئ وراء عدم وجود ما يثبت ملكيته للموقع
1
وآخرين عدم وجود أدلة قانونية مشروعة على ارتباطهم المهني بتلك
المواقع .
وخلل العامين 2008و 2009أقيمت العديد من القضايا على المواقع
اللكترونية بشكل متخبط ،فقسم منها اقيم أمام محاكم الصلح وقسم
منها اقيم أمام النيابة العامة التي أحالتها بدروها الى محاكم البداية ،
وبعضها اقيم على أشخاص ليسوا خصوما ً أساسا نظرا للخلط في
المسؤولية القانونية للمسؤولين عن المواقع الخبارية اللكترونية.
اضافة الى التخبط في الجرائم المسندة للعلميين وللمواقع الخبارية
اللكترونية نظرا للتخبط في تحديد القانون الواجب التطبيق .
المر الذي ترتب عليه انتقال متعدد للقضية بين قضاة محاكم الصلح وبين
المدعين العامين وبين محاكم البداية وبين محاكم الستئناف دون الدخول
بعد في موضوع القضية .
1فالنيابة العامة هي التي تمثل المجتمع وتباشر دعوى الحق العام أمام محكمة البداية بينما المشتكي أو المتضرر هو الذي يقوم بذلك
أمام محكمة الصلح.وفقا لقانون أصول المحاكمات الجزائية وقانون محاكم الصلح .
2
والذي أخضع المواقع الخبارية اللكترونية لقانون المطبوعات والنشر
حيث جاء في هذا القرار التي :
) .1يستفاد من نص المادة الثانية من قانون المطبوعات والنشر أن هناك
نوعين من المطبوعات أشار إليهما المشرع في هذه المادة وهما -:
النــوع الول -:ويشمل المطبوعة بشكل عام وقد عرفها المشرع بأنها
كل وسيلة نشر دونت فيها المعاني أو الكلمات أو الفكار بأي طريقة من
الطرق .
النـوع الثانـي -:ويشمل المطبوعة الدورية وهي المطبوعة الصحفية
المتخصصة بكل أنواعها والتي تصدر في فترات منتظمة .
وأن مناط الفصل في هذه الدعوى يتوقف على بيان ما إذا كان الموقع
اللكتروني يعتبر مطبوعة وفقا ً لتعريف المطبوعة الوارد في قانون
المطبوعات والنشر أم ل .وفي هذا فانه إذا كان النوع الثاني ل يتسع
نطاقه لشمول المواقع اللكترونية على اعتبار أن هذا النوع وحسبما جاء
بتعريف المشرع للمطبوعة الدورية بأنها تقتصر على المطبوعات الصحفية
التي تصدر في فترات منتظمة ول يعتبر الموقع اللكتروني بأي حال من
الحوال مطبوعة صحفية ،فإن النوع الول يتسع نطاقه لشمول المواقع
اللكترونية ،على اعتبار أن هذا النوع وحسبما جاء بتعريف المشرع
للمطبوعة بأنها كل وسيلة نشر تدون فيها الفكار والكلمات بأي طريقة
كانت ،وفي هذا فإن الموقع اللكتروني هو وسيلة من الوسائل التي يتم
فيها تدوين الفكار والمقالت ونشرها ،وبالتالي فإن المواقع اللكترونية
تعتبر من المطبوعات وفقا ً لتعريف المطبوعة الوارد في قانون
المطبوعات والنشر وتخضع لحكامه .كما أن المادة الخامسة من ذات
القانون وعندما نصت على ما يتوجب على المطبوعـات القيام بـه من
احتـرام الحقيقة والمتناع عن نشر ما يتعارض مع مبادئ الحرية ...نصت
على المطبوعات بشكل عام وحسبما جاء بالتعريف العام للمطبوعة
وليس كما جاء بتعريف المطبوعة الدورية المر الذي يستخلص منه أن
المشرع ميز في هذا القانون بين نوعين من المطبوعات ،المطبوعات
بصفة عامة والمطبوعات الدورية بصفة خاصة وأن المواقع اللكترونية
تدخل ضمن تعريف المطبوعات بصفة عامة وتخضع لحكام قانون
المطبوعات والنشر (.انتهى القرار .
ومع الخذ بعين العتبار بأن القرار السابق انما هو اجتهاد قضائي وليس
سابقة قضائية كونه صادر من هيئة خماسية وليس هيئة عامة وبالتالي هو
اجتهاد غير ملزم ال للقضاة الدنى في ذات القضية الصادر فيها ذلك
القرار دون غيرهم ،ومع الخذ أيضا ان باب الجتهاد القضائي مفتوح امام
القضاة جميعا ً ،ال انه لزالت العديد من السئلة تتعالى حول قانونية
التوجه القائل بتطبيق قانون المطبوعات والنشر على المواقع اللكترونية
من جهة ومن جهة اخرى تثور اسئلة اخرى حول القانون الواجب التطبيق
على المواقع اللكترونية خاصة ان التجربة لزالت حديثة جدا ول يوجد
سوابق قضائية حول هذا الموضوع .
وقد ثارت اختلفات في وجهات النظر القانونية حول تلك المسألة بين
مؤيد ومعارض .
3
فعارض البعض ،انطباق قانون المطبوعات والنشر على الصحافة
اللكترونية للخوف من تطبيقه بكامل احكامه بما فيها التراخيص وشروط
العمل ورؤساء التحرير .اضافة الى اسس قانونية سنبينها في الصفحات
القادمة من هذه الدراسة .
أما البعض الخر ،أثنى على توجه محكمة التمييز في تطبيق قانون
المطبوعات والنشر على الصحافة اللكترونية ،نظرا لكون هذا القانون ل
يحتوي على عقوبات بدنية " الحبس " ول يمكن احالة العلميين الى
محكمة امن الدولة ،وبالتالي سوف يمنع توقيف العلميين .
4
.3نشرة وكالة النباء :وهي النشرة المعدة لتزويد المؤسسات الصحفية
وغيرها بالخبار والمعلومات والمقالت والصور والرسوم .
كما عرفت المطبعة بانها :المكان والجهزة المعدة لنتاج المطبوعات
بانواعها واشكالها ومراحلها المختلفة ول يشمل اللت الطابعة والكاتبة
والناسخة وآلت التصوير المعدة للغراض الخرى غير النشر .
ولهذا وحيث ان القرينة تدل على ان المطبوعة المقصودة بقانون
المطبوعات والنشر ل تشمل النشر من خلل المواقع اللكترونية فتكون
المواقع اللكترونية غير محكومة بقانون المطبوعات والنشر .
5
ومن الواضح أن هذا السؤال غاب عن بال التجاه القائل بأن العلم
اللكتروني خاضع لقانون المطبوعات والنشر :
-فهل نصوص القانون التي تفترض وجود صفة الصحفي -الذي هو
عضو النقابة المسجل في نقابة الصحفيين فقط -ينطبق على
مسؤولي المواقع اللكترونية في حين ان قانون نقابة الصحفيين ل
يشملهم اساسا ً .
-هل شروط واجراءات الترخيص الواردة في القانون والتي تقتصر
فقط على رخص المطبوعات الدورية والمتخصصة من الممكن أن
تنطبق على المواقع اللكترونية .
-هل شروط مالكي المطبوعات الدورية والمتخصصة ومدراءها
ورؤساء تحريرها تنطبق على مالكي ومدراء ورؤساء تحرير المواقع
اللكترونية .
-هل النصوص القانونية التجريمية الخاصة بعمل الصحفي – عضو
النقابة المسجل – ويعمل في المطبوعات الدورية ينطبق على
المواقع اللكترونية .
ان الجواب والذي يفترض فيه ان يكون جوابا ً قانونيا وليس اعتباطيا ً هو ان
المشرع عندما يضع نص قانوني انما يعالج حالة معينة ول يجوز تجاوزها
بأي حال من الحوال ويجب اللتزام بالتعريفات والصيغ الواردة في كل
نص قانوني.
وأن القول بخلف ذلك يجافي الحقيقة القانونية التي يمكن فهمها مباشرة
من خلل الصياغة العامة لنصوص قانون المطبوعات والنشر والسباب
الموجبة له .
6
الشد اذا كانت العقوبات المقررة في تلك التشريعات تزيد على العقوبة
المقررة في هذا القانون.
ولكن هل يبقى العلم اللكتروني دون تنظيم قانوني بحيث يكون ملذا
لكل شخص يريد أن يرتكب نشر وبالتالي ل يساءل جزائيا ً أم أن هناك
اطارا ً قانونيا ً ينظم هذا القطاع من العلم ؟؟؟؟
ولكننا في ذات الوقت نعتقد أن لجرائم الذم والقدح خصوصية معينة ،
حيث نصت المادة 189من قانون العقوبات على التي :
لكي يستلزم الذم أو القدح العقاب ،يشترط فيه أن يقع على صورة
من الصور التية:
- 1الذم أو القدح الوجاهي ،ويشترط أن يقع:
أ .في مجلس بمواجهة المعتدى عليه .
ب .في مكان يمكن لشخاص آخرين أن يسمعوه ،قل عددهم أو
كثر .
- 2الذم أو القدح الغيابي ،وشرطه أن يقع أثناء الجتماع بأشخاص كثيرين
مجتمعين أو منفردين .
- 3الذم أو القدح الخطي ،وشرطه أن يقع :
أ .بما ينشر ويذاع بين الناس أو بما يوزع على فئة منهم من
الكتابات أو الرسوم أو الصور الستهزائية أو مسودات الرسوم
)الرسوم قبل أن تزين وتصنع( .
ب .بما يرسل إلى المعتدى عليه من المكاتيب المفتوحة )غير
المغلقة( وبطاقات البريد .
- 4الذم أو القدح بواسطة المطبوعات وشرطه أن يقع :
أ .بواسطة الجرائد والصحف اليومية .
ب .بأي نوع كان من المطبوعات ووسائط النشر .
ونعتقد ان الفقرة الثالثة من المادة 189عقوبات تضمنت عبارات الذم
والقدح الخطي وايضا كلمة الكتابات وحيث انها وردت بشكل مطلق
فالمطلق يجري على اطلقه .لذا يمكن اعتبار أي نوع من الكتابات
ً
خاضعة لحكام المادة 189عقوبات ومن ضمنها الكتابة اللكترونية ايضا .
المبحث الثاني
اشكالية مسؤولية الموقع اللكتروني الخباري :
8
حقيقة ل يعاني المدعين العامين من اشكالية تحديد مسؤولية الموقع
اللكتروني ،لن الواقع العملي أثبت أن المدعي العام يكتفي باقامة
وتحريك دعوى الحق العام تجاه الموقع اللكتروني ويسند لهم التهم ويعتبر
أحد العلميين المشتكى عليهم في الدعوى التي يحقق مالك الموقع أو
ناشره بمجرد ورود هذه المعلومة على لسان المشتكي دون التثبت فنيا
من صحة هذه المعلومة ومن ثم يحيل الدعوى برمتها الى المحكمة .
وبذات الوقت أكثر ما يعاني من هذه الشكالية هم القضاة الذين ينظرون
الدعاوى المقامة على المواقع اللكترونية الخبارية ،خاصة عند اجراء
التبليغات القانونية ،وكيفية افهامه التهمة المسندة له من النيابة العامة
وسؤاله عنها .
والسؤال المطروح دوما ،كيف يمكن التوصل الى صاحب الموقع واثبات
ذلك قانونيا ً ؟؟؟
ولكنني اعتقد انه حتى لو تمت الجابة على هذا التسؤال ،فانه لن يحل
اشكالية مسؤولية الموقع اللكتروني .
لن السؤال الذي نعتقد باولويته في الطرح في هذا المقام ،هو هل يعتبر
الموقع اللكتروني من ضمن الشخاص المسؤولين جزائيا وفقا لحكام
المسؤولية الواردة في المواد 84 -74من قانون العقوبات والتي حددت
فاعل الجريمة واحكام الشتراك الجرمي .؟؟؟
ولكن قبل الجابة على ذلك لبد من التعرف على الطبيعة الفنية وبالتالي
الطبيعة القانونية للموقع اللكتروني .لن تحديد ماهية الموقع اللكتروني
والتعرف على جسمه سيساعد في بناء نظرية قانونية سليمة حول طبيعته
القانونية وبالتالي تحديد مسؤوليته القانونية الجزائية.
يعد الموقع اللكتروني فكرة جديدة ارتبط ظهورها بظهور النترنت وزيادة
التبادل التجاري عبر الشركة ،بما يتضمنه ذلك من عمليات تبادل تجاري
2
ودفع الكتروني عبر مواقع النترنت.
وبعد مراجعة لنشأة المواقع اللكترونية وجدنا أن فكرتها جاءت نتيجة
انتشار التجارة اللكترونية ،حيث اتسع نطاق التجارة بالستفادة من
التطور التكنولوجي واصبح بالمكان تحقيق دعاية مهمة لكافة انواع السلع
والخدمات على جميع صفحات المواقع اللكترونية ،مع تمكين مستعمل
النترنت ،ومن خلل عملية بسيطة النتقال الفوري الى الموقع
اللكتروني المتضمن العلن التفصيلي عن السلعة او الخدمة . 3بدل من
بذل الجهد والوقت في النزول الى المقر الجغرافي لتلك الشركات ،
والكتفاء بزيارة المقر اللكتروني " الفتراضي " لها.
2
د .شريف محمد غنام ،النقود اللكترونية ،دار الجامعة الجديدة ,السكندرية 2007ص . 10
3
د .هاني دويدار ،نظرات في التنظيم القانوني للتجارة اللكترونية .ص 9
9
تعددت التعريفات الخاصة بالموقع اللكتروني ،خلل العقد الماضي .
واختلفت مضامينها بسبب تعدد الزاوية التي ينظر اليها في تعريف الموقع
اللكتروني .
فتعريفه بالنظر الى طبيعته الفنية يختلف عن تعريفه من زاوية تكوينه
واللذان يختلفان عن تعريفه بالنظر الى وظيفة الموقع اللكتروني .وعليه
سنطرح التوجهات الثلث لتعريف الموقع اللكتروني وفقا للتي :
10
اما الثاني الموقع اللكتروني من الدرجة الثانية ويقصد به)second level
(domain nameويمثله الحروف الولى من اسم المشروع او المنظمة او
حروف كل اسم.
ولتوضيح ذلك نعرض مثال,فمثل موقع منظمة التجارة العالمية )(wto
فسيكون عنوان الموقع على النحو التالي) ( http: //www.wto.orgويكون )
(http://wwwهو الجزء الثابت من العنوان ,الذي تتشابه فيه كل العناوين
عبر النتر نت ,ويكون المقطع) ( orgهو اسم الموقع اللكتروني من
المستوى الول ,اما) (wtoفهو اسم الموقع اللكتروني من المستوى
الثاني.
ثالثًا :تعريف الموقع اللكتروني استنادا الى وظيفته:
بالضافة الى التعريفات السابقة التي استندت الى الطبيعة الفنية للموقع
اللكتروني وتلك التي استندت الى تكوينه نجد ان جانبا اخر من الفقه
يستند في تعريفه الى الوظيفة التي يؤديها هذا الموقع ,فقيل انه يعد بديل
للعنوان البريدي الذي يحدد عنوان شخص بعينه او موقع شركة على شبكة
النتر نت.7
وبالشارة الى كل ما تقدم حول تعريف الموقع اللكتروني نجد ان هنالك
الكثير من التعريفات التي تدور حول الموقع اللكتروني ,فمن هذه
التعريفات ان الموقع اللكتروني "عنوان للمشروعات عبر شبكة
النترنت ,وهو عنوان افتراضي لنه ل يحدد مواقع المشروعات على ارض
8
الواقع ولكنه يحددها على شبكة النترنت.
,بينما نجد رأيا اخر يعرف الموقع اللكتروني بانه عنوان فريد ومميز يتكون
من عدد من الحرف البجدية اللتينية او الرقام التي يمكن بواسطتها
الوصول لموقع ما على النترنت فهو وسيلة التصالت عبر شبكة
النترنت.9
و الن وبعد التعرف على ماهية الموقع اللكتروني من عدة جوانب يمكن
لنا الوصول الى الطبيعة القانونية للموقع اللكتروني.
9انظر رامي علوان ,المنازعات حول العلمات التجارية واسماء مواقع النترنت ,دراسة منشورة في
مجلة الشريعة والقانون الصادر عن كلية الشريعة والقانون بجامعة المارات ,العدد ,2005 ,22ص
246
11
وكذلك المر من حيث تكوينه من جزئين ,الثابت والمتغير .فالثابت وهو )
,. (wwwيحدد ان الموقع يوجد على شبكة التصالت العالمية)world wide
. (webاذن هو بمثابة سند ملكية يثبت حق صاحب الموقع بشغل مساحة
على شبكة النترنت الدولية .
ولتثبيته اوضح تماما كمن يملك حق النتفاع أو الملكية في مساحة
جغرافية معينة من مدينة عمان .ويستخدم هذه المساحة الجغرافية لدارة
اعماله .فهو كالمبنى للشركة ،تسير اعمالها من خلله ويكون موطنها .
اما الجزء المتغير وهو الذي يطلق عليه اسم الموقع اللكتروني او)domain
(name
, ,فهو الذي يميز المشروع عن غيره من المشروعات ,بمعنى آخر هو
عنوان .واذا ما ضربنا ذات المثال السابق فيكون الجزء المتغير هو عبارة
عن عنوان الشركة وليس اسمها .
وبالنظر للتكييف القانوني للموقع اللكتروني من ناحية وظيفته فانه يلعب
دور الموطن الفتراضي للشخص .
فعندما يقوم شخص أو شركة باتخاذ موقع الكتروني على شبكة النترنت ،
يكون بذلك اختار مقرا قانونيا افتراضيا ً ترتبط به مصالحه ويباشر من
خلله نشاطه وعمله ،وكيفية التصال به ومدوناته . 10ويعتبر انشاء الموقع
الكتروني ،تصريحا ً من صاحبه لمتصفحي النترنت لزيارة هذا الموقع .
وحيث اننا توصلنا الى الموقع اللكتروني هو عبارة عن موطن وعنوان
لصاحبه .
فاننا نعتقد انه ليمكن بأي حال من الحوال مقاضاة الموطن بل صاحب
الموطن .وهذا ينفي القول السائد بأن الموقع اللكتروني الخباري هو
كالجريدة الورقية يمكن مقاضاتها.
بعدما تعرفنا على ماهية الموقع اللكتروني وطبيعته القانونية نعود من
جديد لطرح التساؤل حول مدى اعتبار الموقع اللكتروني من ضمن
الشخاص المسؤولين جزائيا وفقا لحكام المسؤولية الواردة في قانون
العقوبات .
نقول – من باب التذكير – ان المشرع الردني ساوى في المسؤولية
الجزائية فيما اذا كان الفاعل شخصا طبيعيا أو معنويا ً ولكنه فرق بينهما
من حيث العقوبة فالهيئات المعنوية ل تواجه ال الغرامات المالية.
ومن الممكن ان يكون الشخص ) معنويا او طبيعيا ( فاعل أو شريكا او
متدخل أو محرضا ً وهذا واضح في المواد 84 -74عقوبات .
وبعد استبعاد امكانية ان يكون الموقع اللكتروني شخصا طبيعيا ،نطرح
امكانية ان يكون الموقع اللكتروني هيئة معنوية حتى تكون مسؤولة جزائيا
عن اعمال مديرها واعضاء ادارتها وممثليها وعمالها عندما يأتون هذه
العمال باسم الهيئة أو باحدى وسائلها بصفتها شخصا معنويا ً .وفقا لما جاء
في المادة 74عقوبات .
كنا قد توصلنا وعند الحديث عن الطبيعة الفنية والقانونية للموقع
اللكتروني انه عبارة عن موطن وعنوان لصاحبه -الذي يمكن أن يكون
10د .نبيل صبيح ،حماية المستهلك في التعاملت اللكترونية ،دراسة قانونية منشورة في مجلة الحقوق الكويتية الصادرة عن مجلس
النشر العلمي بجامعة الكويت ،العدد -2السنة ،32يونيو 2008منشورات المجلس – الكويت 2008ص .199
12
شخصا طبيعيا أو معنويا – وعليه ل يمكن القول – برأينا – ان الموقع
اللكتروني عبارة عن هيئة معنوية أو شخص معنوي .هذا من جهة .
ومن جهة اخرى ونظرا لعدم وجود تعريف للهيئة المعنوية او الشخص
المعنوي في قانون العقوبات ،فانه لبد من الرجوع الى القواعد العامة
الواردة في القانون المدني والتي عرفت في المادة 50منه والتي جاء
فيها :
الشخاص الحكمية هي :
.1الدولة والبلديات بالشروط التي يحددها القانون والمؤسسات العامة
وغيرها من المنشآت التي يمنحها القانون شخصية حكمية.
.2الهيئات والطوائف الدينية التي تعترف لها الدولة بشخصية حكمية.
.3الوقف .
.4الشركات التجارية والمدنية.
ً
.5الجمعيات والمؤسسات المنشاة وفقا لحكام القانون.
.6كل مجموعة من الشخاص او الموال تثبت لها الشخصية الحكمية
بمقتضى نص في القانون.
13
المبحث الثالث
اشكالية مسؤولية صاحب الموقع اللكتروني الخباري
وكاتب المادة الصحفية ومدخل المعلومات أو المواد
الصحفية:
حيث عرفت المادة 75من قانون العقوبات الفاعل بأنه من أبرز إلى حيز
الوجود العناصر التي تؤلف الجريمة أو ساهم مباشرة في تنفيذها.
وبناًء عليه فإن الفاعل هو من يرتكب الركن المادي للجريمة من نشاط
ونتيجة ورابطة سببية تقترن بالركن المعنوي للجريمة .وحيث ل يحكم على
أحد بعقوبة ما لم يكن قد أقدم على الفعل عن وعي وإرادة عمل ً بالمادة
74من قانون العقوبات وحيث أن القصد الجرمي في الجرائم القصدية
يعتبر ركنا ً هاما ً يتوجب على النيابة العامة إثباته فيه من خلل ثبوت أن
المشتكى عليه كان مدركا ً لحقيقة الجرم المسند له ودللته الجزائية إدراكا ً
يقينيا ً ل افتراضيًا .لهذا
فيمكننا القول ان صاحب الموقع اذا لم يقم بأي فعل يساهم أو يساعد في
ظهور المادة الصحفية على الموقع اللكتروني الخباري سواء بالطلع
عليه واعادة صياغته كما يفعل البعض ،ام من خلل اجازة نشره ،أو
السماح لي شخص في استخدام مفاتيح الموقع اليوز نيم والباسوورد )
( user name , Passwordكما يشاء وقتما شاء فانه بذلك يكون قد ساهم
مباشرة في تنفيذ الجريمة أو تدخل في ارتكابها ومحكمة الموضوع صاحبة
الصلحية في تقدير ذلك .
ولكن اذا لم تثبت النيابة العامة كل ذلك ،وكان ليملك الوعي الكامل
والرادة الكاملة مثل سفره خارج البلد او مرضه وسمح لحد القائمين
على تحديث الموقع باستخدام مفاتيح الموقع فانه ليمكن ان يكون
مسؤول ً جزائيا .
خاصة ان نص المادة 74في صريح لفظه وواضح دللته يشير الى ان
الفاعل اما ان ينفرد بجريمته او يسهم معه غيره في ارتكابها فاذا اسهم
فاما ان يصدق على فعله وحده وصف الجريمة التامة واما ان يأتي عمدا
عمل تنفيذيا فيها اذا كانت الجريمة تتركب من جملة افعال سواء بحسب
14
طبيعتها او طبقا لخطة تنفيذها وعندئذ يكون فاعل مع غيره اذا صحت لديه
نية التدخل في ارتكابها ولو ان الجريمة لم تتم بفعله وحده بل تمت بفعل
واحد او اكثر ممن تدخلوا معه فيها عرف او لم يعرف اعتبارا بأن الفاعل
مع غيره هو بالضرورة شريك يجب ان يتوافر له وبه -على القل -مما
يتوافر لدى الشريك من قصد المساهمة في الجريمة او نية التدخل فيها
اذا وقعت نتيجة التفاق بين المساهمين ولو لم ينشأ ال لحظة تنفيذ
الجريمة تحقيقا لقصد مشترك هو الغاية النهائية من الجريمة اي ان يكون
كل منهم قصد الخر في ايقاع الجريمة المعينة واسهم فعل بدوره في
تنفيذها بحسب الخطة التي وضعت او تكونت لديهم فجأة واذ لم يبلغ دوره
على مسرحها حد الشروع .ولما كان القصد امرا باطنيا يضمره الجاني
وتدل عليه بطريق مباشر او غير مباشر العمال المادية المحسوسة التي
تصدر عنه فانه العبرة بما يستظهره الحكم من وقائع تشهد لقيامه .
وفي حال اعتبار المحكمة صاحب الموقع اللكتروني الخباري شريكا وفقا
لنص المادة 76عقوبات والتي تشير الى انه :
إذا ارتكب عدة اشخاص متحدين جناية او جنحة او كانت الجناية او الجنحة
تتكون من عدة افعال فأتى كل واحد منهم فعل ً او اكثر من الفعال
المكونة لها وذلك بقصد حصول تلك الجناية او الجنحة اعتبروا جميعا ً
شركاء فيها وعوقب كل واحد منهم بالعقوبة المعينة لها في القانون كما لو
كان فاعل ً مستقل ً لها .
فان مؤدى ذلك يتطلب من محكمة الموضوع أن تبرز في الواقعة
الجرمية التي قنعت بها أفعال كل واحد من المشتركين في هذه الجريمة
وبشكل مفصل وتحديد دوره وبيان فيما اذا كانت هذه الفعال من الفعال
المكونة لهذه الجريمة او ساهمت في ارتكابها ام ل ومن ثم تطبيق حكم
القانون حسب درجة مساهمة هذه الفعال.
بمعنى آخر يجب عليها أن تبين الدور أو الفعل الذي قام به صاحب الموقع
بالتفصيل ،واسباغ حكم القانون على ذلك الفعل .
مع الخذ بعين العتبار انه اذا انعدمت عناصر الشتراك في الشريك فل
يكون هناك اشتراك بل تعدد في الجرائم وتعدد في الجناة ،وهذه الجرائم
ل تجمعها ال صلة الرتباط التي تجيز رفع دعوى واحدة بشانها ولكن ل
يسأل كل جان ال عن الفعل الذي ارتكبه.
نعتقد أنه ل يوجد خلف حول هذه المسؤولية فيطبق عليها القواعد العامة
في قانون العقوبات ،فهو معد المادة الصحفية وهو الذي يرغب بنشرها
عبر وسيلة من وسائل العلنية " النترنت " ومتى ما توافر لديه القصد
الجرمي فانه يكون مسؤول قانونا عن الجرم المسند اليه حسب الحال .
15
نعتقد انه سيكون هناك اشكالية حقيقة في مسؤولية هذا الشخص اذا ما
عرضت حالة واقعية امام القضاء .
ومصدر هذه الشكالية هو ما ورد في المادة 74عقوبات من انه ل يحكم
على احد بعقوبة ما لم يكن قد أقدم على الفعل عن وعي وإرادة .
ولكن اذا ما نظرنا الى طبيعة عمل هذا الشخص وآليته في انجازه سنجد
ان هذه الشكالية غير مبررة .وانها من الوضوح بمكان ،المر الذي يدفع
بعدم مسؤوليته عن الجرائم التي تسند له.
فهذا الشخص يعتمد عمله دوما على السرعة في ادخال المعلومات
والبيانات والخبار ،بمعنى آخر هو المسؤول عن تحديث الموقع
اللكتروني الخباري ،وقد يصل عدد ساعات عمله الى اكثر من 12ساعة
في اليوم .
وعادة يقوم هذا الشخص بتحديث الموقع بما يرد اليه من مواد في
الساس مطبوعة الكترونيا ً ،وهو حقيقة يطلع عليها ويقرأها ولكن قراءة
المتصحف للنترنت أي بطريقة القراءة المسحية وهي القراءة التي
لتعتمد على قراءة كل كلمة .
وهو يقوم بهذا الدور لنه عمله يرتكز على الناحية الشكلية لتلك المواد
المطبوعة ولديه معايير شكلية يجب عليه أن يحققها منها :وجود روابط
للمعلومات الكثيفة ،توزيع الفقرات بشكل منسق ،يهتم بعدد الكلمات
في كل فقرة ،،،،الخ.
طبعا قد يقال ان مثل هذه الدوار تتطلب قراءة المادة المراد تحميلها
على الموقع لكن في واقع المر هو يقرأ ول يقرأ فهو يقرأ لتنقية الشكل
وليس لتنقية المحتوى ،وجل اهتمامه وتركيزه على اللفاظ والمباني ل
على المقاصد والمعاني ،واذا كنا نتحدث عن جرم ذم وقدح الذي قد
تظهر فيه الساءات ال أن الحال ليس واحدا في جرائم النيل من هيبة
الدولة أو التأثير على سير العدالة أو النيل من المكانة القتصادية للدولة .
واذا ما نظرنا لمفهوم الوعي والرادة وفقا للفقه والقضاء فانه ليمكن
القول بان مثل هذا الشخص يدرك ويعي ويريد الفعل الجرمي المنسوب
اليه .
ة من شأنها شل ارادته فالظروف العملية التي يعمل بها زمانا ومكانا وآلي ً
في ارتكاب الجريمة ،وتغيب وعيه عن آثارها .
المبحث الرابع
الثبات
قد تكون اشكالية الثبات في الجرائم المرتكبة بواسطة النترنت هي
احدى مشكلت القانون التي يعاني منها هذا العصر ،فالتطور التكنولوجي
وصل في بعض الحيان حدودا أبعد من نطاق القانون .
فهناك العديد من المواقع مجهولة الهوية ،والتي ترتكب بواسطتها
عشرات الجرائم يوميا ً .
ول تستطيع الجهزة المنية إغلق أي موقع مخالف حيث يمكن بكل
بساطة أن تكون هوية صاحب الموقع مخفية ومكان الستضافة خارج
الردن ومن غير المعروف هوية الشخاص أو الجهات القائمة على إدارة
16
الموقع .ولكن هذا السيناريو ل يختلف عن الكتب الممنوع تداولها في
الردن فعندما تطبع مطبعة ما في لبنان على سبيل المثال كتابا ً تعتبره
دائرة المطبوعات والنشر مخالف للتشريعات الردنية فالذي يحدث أنه
تقوم دائرة المطبوعات والنشر بالتعميم على نقاط الردن الحدودية بمنع
11
إدخال هذا الكتاب إلى الردن.
وفي عالم النترنت يملك الردن السيادة على النترنت داخل حدوده
الجغرافية فيمكنه بكل بساطة التعميم على شركات النترنت أو على
نقطة إتصال النترنت الوحيدة مع العالم الخارجي بحجب الموقع المخالف
للتشريعات الردنية وهكذا يتم إيقاف الموقع في الردن وهذا بحد ذاته
ضربة قاصمة لي موقع أردني حيث أن زوار الموقع من الردن يشكلون
من 90-70بالمئة.
وسيؤدي هذا الجراء إلى تصعيب عملية تحديث الموقع من الردن بشكل
كبير جدا ً مما سيؤدي إلى موت الموقع عمليًا.
لذا لبد من ايجاد نظريات جديدة حول الثبات بواسطة النترنت ومن اهم
اشكاليات الثبات التالي .
ولن اقدم أي جديد اذا مـا تطرقـت لقرينـة الـبراءة واهـم النتـائج المترتبـة
عليها وهو القاء عبء الثبات كل عنصر من عناصــر الجريمــة علــى عــاتق
النيابة العامة .
ولكن قد يكون هناك جدة اذا ما قلنا ان قلة مــن النــاس يعــرف أن لكــل
جهـاز كمــبيوتر مشــبوك علـى شـبكة داخليـة رقميـن .IP addressواحــد
داخلي وآخر خارجي .فعندما تزور موقع ما من داخــل شــبكة المؤسســة أو
الشركة التي تعمل بها ،سيسجل عند سيرفر الموقع رقــم الــ ipالخــارجي
لشركتك والذي تتشارك به أنت وجميع موظفي الشركة .وفي هذه الحالــة
ل يمكن تتبع من هو الشخص داخل هذه الشــركة أو المؤسســة الــذي قــام
12
بإرسال تعليق ما.
11
المصدر مادة صحفية لخبير امن المعلومات رعد نشيوات – منشورة في صحيفة الحدث السبوعية تاريخ 17/1/2010
12
المصدر مادة صحفية لخبير امن المعلومات رعد نشيوات – منشورة في صحيفة الحدث السبوعية تاريخ 17/1/2010
17
إل أنه بالمكان تحليل طريقة تكــوين الشــبكة الداخليــة للشــركة وفحــص
أجهزتها لتحديد من أرسـل التعليــق أو قـام بتحـديث الموقـع .ففـي عالمنــا
اليوم يوجد علم كامل يدعى الدلة الجنائية الرقميــة Digital Forensics
والــذي يختــص بإســتخراج الدلــة القانونيــة مــن الجهــزة الرقميــة كــأجهزة
الحاسوب والهواتف النقالة وغيرها .فحتى لو قام الشخص بإلغاء معلومــاته
أو قام بعملية فورمات للكمبيوتر ،يمكن لخصائي الدلة الرقمية إســترجاع
وإستخلص الدلة الـتي تثبـت مـاذا كـان يفعــل هــذا الشـخص أو مـا كـانت
نشاطاته على النترنت من المواقع التي يزورها وتاريخ زيارتها وإن كان قد
أرسل تعليق أم ل.
ومن آخر قصص نجاح الدلة اللكترونية طريقة كشف وكالــة الســتخبارات
المريكية CIAعن شبكة أمريكيين في باكستان يخططون لهجمات إرهابية
حيث وقع جهاز الكمبيوتر المحمول لحد أفــراد الخليــة بيــد الـ ـ CIAوالــتي
قامت بتحليل الدلة عليه ووجدت أن هنالك عنــوان بريــد اللكــتروني علــى
موقع ياهوو تم الدخول إليه مرة واحدة من الجهاز المحمــول وعنــد فحــص
البريد اللكتروني عثرت الستخبارات المريكية علـى خطــط الخليــة الــتي
كانت محفوظة على سيرفر تابع لشركة ياهوو في اليابان.
18
تعد وسائل للعلنية:
- 1العمال والحركات إذا حصلت في محل عام أو مكان مباح للجمهور أو
معرض للنظار أو حصلت في مكان ليس من المحال المذكورة غير
أنها جرت على صورة يستطيع معها أن يشاهدها أي شخص موجود في
المحال المذكورة .
- 2الكلم أو الصراخ سواء جهر بهما أو نقل بالوسائل اللية بحيث يسمعها
في كل الحالين من ل دخل له في الفعل.
- 3الكتابة والرسوم والصور اليدوية والشمسية والفلم والشارات
والتصاوير على اختلفها إذا عرضت في محل عام أو مكان مباح
للجمهور ،أو معرض للنظار أو بيعت أو عرضت للبيع أو وزعت على
أكثر من شخص .
أما النوع الثاني :فهو العلنية غير المفترضة والتي تحتاج الى اثبات من
قبل المتضرر او النيابة العامة .وهي غير الحالت المحددة في نص المادة
73من قانون العقوبات .
ولقد جرى الفقه الحديث على اعتبار المواقع اللكترونية الخبارية من
النوع الثاني ،أي لبد ان يقيم المتضرر والنيابة العامة البينة على توافر
العلنية ،وان الناس قل عددهم ام كثر قد اطلعوا على مضمون المادة
الصحفية المنشورة عبر النترنت .
19