Professional Documents
Culture Documents
اعداد
المحامي
محمد قطيشات
مدير وحدة البحث والتدريب في المجموعة الحقوقية للمحاماة والدراسات
مدير وحدة المساعدة القانونية للعلميين
الذي يتم فيه السناد وبغض النظر أيضا عن كون تلك المادة جريمة تستوجب العقاب أم ل
.
وبذات التعريف يكون القدح ولكنه يختلف عنه بشيء واحد فقط وهو أن القدح هو اعتداء
على كرامة وشرف واعتبار ذلك الشخص ولكن من دون تحديد مادة معينة .وهذا
يتطلب من قاضي الموضوع التمييز بين الواقعة ذات الكيان المستقل ) الذم ( وبين الحكم
العام او الوصف العام أو اسم الفاعل أو صيغة التشديد ) القدح (كلفظة سارق أو مغتصب
مسند الواقعة ذات الكيان المستقل يعتبر ذاما في أو هاتك عرض أو قاتل أو قتال قتلى .ف ُ
حين أن من يصدر حكما عاما أو قيما يعتبر قادحا ,حتى وأن كان قد استخلص هذا الحكم
1
من واقعة يعلمها ولكنه لم يصرح بها .
ولعل هذا هو السبب في أن عقاب الذم أشد من عقاب القدح في بعض القوانين لن اسناد
مادة معينة يجعل تصديق الواقعة أقرب الى الحتمال وتأثيرها على المحنى عليه أشد وطأة
.
ولكن من الهمية بمكان أن نشير الى أن التفرقة بين الذم والقدح أو بين تحديد الواقعة أو
ابهامها ل يمكن التوصل لها من خلل صيغة السناد فقط وانما ل بد من الخذ بعين العتبار
الظروف والملبسات التي أحاطت بالكلم فمثل وصف الصحفي لشخص أنه سارق ل يعد
قدحا اذا ثبت أنه كان يقصد واقعة معينة يمكن تحديدها من الظروف والملبسات التي
تحيط بالسناد .
ويمكن التأكيد على التعريف السابق للذم والقدح من خلل النصوص التالية :
وتنص المادة 188فقره 1من قانون العقوبات الردني علي أن " الذم هو إسناد مادة
معينة إلى شخص ما ولو في معرض الشك والستفهام من شأنها أن تنال من شرفه
وكرامته ،أو تعرضه إلى بغض الناس واحتقارهم سواء أكانت تلك المادة جريمة تستلزم
العقاب أم ل " ،في حين تضمنت في الفقرة الثانية تعريفا للقدح بأنه " العتداء علي
كرامة الغير أو شرفة أو اعتباره ولو في معرض الشك والستفهام من دون بيان مادة معينه
".
.2كيف تقوم جريمة الذم أو القدح :
يمكن لنا أن نستنتج من خلل التعريف المتفق عليه على مفهوم الذم والقدح أنه لبد من
توافر الركان التالية في الفعل الذي يصدر عن الجاني ) الذام أو القادح ( وهي :
2-1الركن الول :ركن مادي :
وهو ببساطة شديدة فعل السناد الذي يتم فيه نسبة المادة موضوع الذم الى المجني
عليه ,أو ما ينسبه القادح للمجني عليه والذي يجب في الحالتين أن يكون من شأنه أن
يؤدي الى النيل من كرامة وشرف واعتبار المجني عليه أو من شأنه تعرضه الى بغض
الناس واحتقارهم .
وفي هذا المجال ل بد من أخذ الملحظات التالية بعين العتبار :
الملحظة الولى : •
1الدكتور كامل السعيد /الحدود الفاصلة بين النقد المباح والذم والقدح /.ورقة عمل /المجلس العلى للعلم
شارتر /شارع عبد العزيز الثعالبي – بريد الكتروني
2 عمان – الشميساني – خلف بنك ستاندرد
qutaishat@cdfj.org
هاتف خلوي 00962777776778تلفاكس 5677205 6 00962صندوق بريد 211368
عمان -الرمز البريدي 1112
المجموعة الحقوقية المحامي
للمحاماة والدراسات محمد قطيشات
أنه لفرق بين من يقوم باسناد وقائع أو آراء أو أفعال من نسج الذام أم نسج غيره ام
بوصفها رواية ينقلها عن الغير ,فل فرق بين من ينشر أفكاره الشخصية وبين أفكار
غيره على شكل خبر أو اشاعة ,فنافل الكفر كافر في هذا المقام ,وذلك لن الذام
اسند بالنتيجة في كل الحالتين أمورا من شأنها النيال من كرامة المجني عليه وشرفه .
فقد قضي برفض دفاع للمتهم بأنه نقل العبارات التي نشرها عن جريدة أجنبية ) بانه
يستوي أن تكون عبارات القذف والسب التي أذاعها الجاني منقولة عن الغير أو من
إنشائه هو ذلك أن نقل الكتابة التي تتضمن جريمة ونشرها يعتبر في حكم القانون
2
كالنشر الجديد سواء بسواء (
وعلى ذلك نصت المادة 37من قانون المطبوعات والنشر الردني رقم 8لسنة 1998
على :
) تعامل المادة الصحفية المقتبسة أو المتضمنة معاملة المادة المؤلفة أو الصلية (
الملحظة الثانية : •
يشترط لقيام الذم أن تنتسب الواقعة الى الماضي والحاضر ,فل يقوم الذم اذا اسند
الشخص لخر واقعة تنتسب الى المستقبل ,كما لو نشر صحفي مقال عن وزير معين
للتو يشير فيه الى أن هذا الوزير متوقع منه أن يسرق مال الوزارة .
الملحظة الثالثة : •
أن السناد ل بد أن يقع على شخص معين ,والتعيين المقصود في هذا المقام ليس
بالضرورة أن يكون بالسم الجزئي أو الكامل ,وانما يكفي أن تكون العبارات التي صيغ
بها السناد صادرة بشكل يسهل معه تعييم ومعرف شخص المجني عليه الذي يقصده
الجاني دون أدنى شك ,ومن ذلك أن يذكر صحفي في مقاله الحرف الول للمجني
عليه أو حدد مهنته وموقعه الوظيفي ومكان عمله الحالي أو السابق أو المدينة أو القرية
الذي ولد فيه أو يقطن فيه .
الملحظة الرابعة : •
أن فعل السناد يقع على الشخص الطبيعي ) النسان ( ويمكن أن يقع على الشخص
المعنوي فمعظم القوانين العربية قد جرمت الذم و القدح الموجه الى مجلس المة
أوالهيئات الرسمية أو الجيش أو حتى الشركات والجهات الخاصة .والسبب في ذلك
الى أن المشرع قد اعترف اساسا لهذا الشخص المعنوي بالشخصية المعنوية وبكامل
الحقوق المتفرعة عنها ومنها حقه في الشرف والعتبار ,ناهيك عن وظيفته الجتماعية
التي تكون في العادة أهم من وظيفة الشخص العادي .
ولبد في هذا المقام من التنويه الى أنه ل بد من التفريق بين الذم الذي يوجه الى
الشخص المعنوي وبين الذ الذي يوجه الى احد الفراد أو الموظفين الذين يعملون داخل
هذا الشخص المعنوي .فاسناد واقعة الى هيئة ل يعني أن هذا السناد موجه الى
العاملين فيها اللهم ال من عينت أشخاصهم وثبت امتداد الواقعة اليهم ,والعكس
صحيح .كما أنه ل بد من الملحظة الى أن ذم ممثل الشخص المعنوي ل يعني ذم
الشخص المعنوي نفسه وعليه لو أسند صحفي الى نقيب الطباء واقعة جارحة فل
ال اننا نرى أن قانون العقوبات الردني وفي المادة 366قد نص على أنه اذا وجه الذم أو
القدح الى ميت يحق لورثته دون سواهم اقامة الدعوى ,بمعنى أنه أقر بصلحية المتوفى
ليكون مجنيا عليه حتى ولو لم يمس العتداء شرف الحياء .
الملحظة السادسة : •
ليلزم في السناد أن يكون صريحا بل قد يكون في معرض الشك أو الستفهام وقد
يستخلص من الكلم في مجموعه .فاذا كان من الممكن لمن انتشر بينهم الكلم ان
يفهموه على ان المقصود منه واقعة شائنة الى شخص معين قامت الجريمة واستحق
العقاب .
ويتحقق السناد بأن تنسب الواقعة إلى الشخص باعتباره فاعل لها أو باعتباره معتدى عليه
بصورة مهينة قد تمس اعتباره وكرامته وتحط من قدرة بين الناس .مثال ذلك :ما اعتبرته
3القاضي شريف كامل – الجرائم الصحفية الجزء الثاني 1986شركة دار الشعاع للطباعة .القاهرة .ص 23
شارتر /شارع عبد العزيز الثعالبي – بريد الكتروني
4 عمان – الشميساني – خلف بنك ستاندرد
qutaishat@cdfj.org
هاتف خلوي 00962777776778تلفاكس 5677205 6 00962صندوق بريد 211368
عمان -الرمز البريدي 1112
المجموعة الحقوقية المحامي
للمحاماة والدراسات محمد قطيشات
محكمة النقض من أن )نشر إحدى الصحف أن اثنين اقتحما مكتب محام وقذفاه بزجاجات
الكوكاكول وانهال عليه ضربا بالعصي الغليظة وأمراه بخلع ملبسه ووقف المحامي عاريا
في مكتبه ثم أوثقاه بحزام جلد() .نقض 16يناير سنة 1962مجموعة الحكام س 13ص
( 47
4شرح قانون العقوبات – القسم الخاص – دار النهضة العربية القاهرة 1986ص .631
5عابدين الجزائية 5/8/1909استقلل س 6ر ,419المرصفاوي في قانون العقوبات ف 3177ص . 1030
شارتر /شارع عبد العزيز الثعالبي – بريد الكتروني
5 عمان – الشميساني – خلف بنك ستاندرد
qutaishat@cdfj.org
هاتف خلوي 00962777776778تلفاكس 5677205 6 00962صندوق بريد 211368
عمان -الرمز البريدي 1112
المجموعة الحقوقية المحامي
للمحاماة والدراسات محمد قطيشات
بينما من ل ينكر للشخص أهليته وقدرته المهنية واخلقياته المهنية ولكن جاء ليجادل في
مستوى هذه الهلية و والقدرة ومدى خبرته ل يعتبر ذاما .مثل قيام موجه الكلم
بالموازنة بين هذا الشخص وبين زملئه في نفس المهنة ويعطيه تقدير أقل منهم .أو أن
ينسب اليه وقائع يستفاد منها أنه لم يبذل كل مافي وسعه من خبرات وقدرات .
ونحن نعتقد بمنطقية الفقه والقضاء المصري لنه يوازن بين مصلحتين الولى هي فتح
المجال لي صاحب مهنة لن يمارس مهنته بطمأنينة ويمكنه من استغلل قدرته على
البداع لما في ذلك من مصلحة للمجتمع كله .والثانية تمكين الناقد والمتخصص
والعلم عامة من سلطة الرقابة على أعماله وكشف أخطائه حتى يتجنبها مستقبل وهذا
يحقق مصلحة المجتمع أيضا .
أخيرا لبد من الشارة الى أنه ل يعد من قبيل الذم السناد الذي يؤثر على المركز
المالي أو التجاري للمسند اليه ,كما لو أسند احدهم الى تاجر أنه على وشك الفلس أو
انه خسر على نحو فادح في مضاربته أو أنه يبيع بضاعة قديمة فمثل هذا ل يشكل
جريمة تبعا لذلك ل يستوجب عقابا ول احتقارا بخلف القول أن فلن يغش في الكاييل
أو في البضاعة ,لن مثل هذا اما ان يشكل جريمة أو يستوجب احتقاره. 6
2-1-2الفئة التي يجب أن ُيحدث السناد بالنسبة اليها بغضا أو احتقارا أو
ينال من شرف المجني عليه في
نظرها :
هذه الفئة هي الناس الذين يحيطون به من خلطاءه وعشرائه ومعارفه في الوسط الذي
يعيش فيه أو يعمل به قل مهما كان عددهم .
6د .محمود محمود مصطفى -شرح قانون العقوبات القسم الخاص – الطبعة الثامنة 1984و مطبعة جامهة القاهرة ص 351
7الدكتور كامل السعيد المرجع السابق
شارتر /شارع عبد العزيز الثعالبي – بريد الكتروني
6 عمان – الشميساني – خلف بنك ستاندرد
qutaishat@cdfj.org
هاتف خلوي 00962777776778تلفاكس 5677205 6 00962صندوق بريد 211368
عمان -الرمز البريدي 1112
المجموعة الحقوقية المحامي
للمحاماة والدراسات محمد قطيشات
وقد نصت المادة 73من قانون العقوبات الردني على وسائل العلنية على النحو
التي :
تعد وسائل للعلنية:
- 1العمال والحركات إذا حصلت في محل عام أو مكان مباح للجمهور أو
معرض للنظار أو حصلت في مكان ليس من المحال المذكورة غير أنها
جرت على صورة يستطيع معها أن يشاهدها أي شخص موجود في المحال
المذكورة .
- 2الكلم أو الصراخ سواء جهر بهما أو نقل بالوسائل اللية بحيث يسمعها
في كل الحالين من ل دخل له في الفعل.
- 3الكتابة والرسوم والصور اليدوية والشمسية والفلم والشارات
والتصاوير على اختلفها إذا عرضت في محل عام أو مكان مباح للجمهور،
أو معرض للنظار أو بيعت أو عرضت للبيع أو وزعت على أكثر من
شخص .
و القصد الجرمي هذا المتمثل بالعلم والرادة ل بد أن ينصرف الى كافة أركان جريمة
الذم والقدح وهي فعل السناد والعلنية حسبما تقدم .
والعلم بالسناد انما يكون من خلل توافر العلم اليقيني لدى المتهم بأن •
العبارات التي يستخدمها من شأنها المساس بكرامة وشرف المجني عليه .
أما بالنسبة للعلم بركن العلنية انما يتحقق بعلم الجاني بان النشاط – وهو
السناد -الذي قام به انما وقع بصورة علنية ,فاذا اعتقد بأن نشاطه ليس علنيا انتقى
القصد الجرمي وسقطت الجريم .
ومن هنا نقول اذا كان الذم أو القدح بواسطة المطبوعات يجب أن يعلم الصحفي أن
مقاله سوف ينشر في الصحيفة أو المجلة ..الخ .أما اذا اعتقد أن هذا المقال لن ينشر
فل يقوم القصد الجرمي .
وعليه لو أن صحفي أرسل مقاله لرئيس التحرير لمراجعته وتدقيقه وليس لغايات النشر
وقام رئيس التحرير بنشرها ل يقوم القصد الجرمي بحقه .
وبما أن القصد الجرمي يقوم على الرادة أيضا فل بد أن ينصرف ذلك لفعل •
السناد والعلنية أيضا .
وعليه اذا كان الذم أو القدح بواسطة المطبوعات فلبد أن تكون ارادة الصحفي قد
اتجهت نحو كتابة مقال من شأنه الساءة الى كرامة أو شرف المجني عليه .
وعلى هذا قضت محكمة النقض المصرية في حكم شهير لها " بأنه اذا كان الحكم قد
ادان المتهم على أساس أنه قصد العيب في الذات الملكية ,ثم قال ما مفاده أن هذا
المتهم حين ارتجل الخطبة المقول بتضمنها العيب كان في حالة انفعال وثورة نفسانية
فجمح لسانه وزل بيانه وانزلق الى العبارة التي تضمنت العيب ,فانه بكون قد اخطأ و
لنه اذا صح أن عبارة العيب قد صدرت عفوا من المتهم في الظروف والملبسات التي
8
ذكرها الحكم ,فان القول بأنه قصد أن يعيب يكون غير سائغ "
وكذلك الحال بالنسب الى ركن العلنية فلبد أن تتجه ارادة الصحفي انتشار عبارات
المقال –المتضمن الذم
9
أو القدح – بين الناس وهو ما يسمى) بقصد أو ارادة الذاعة ( عند بعض الفقهاء .
2-3-1والسؤال الكبير الذي يثور هنا هل لحسن النية دور في العفاء من
المسؤولية عن جرائم الذم والقدح أم هي من قبيل البواعث والتي لتعتبر
عنصرا من عناصر التجريم وبالتالي ل تؤثر على قيام أو انهدام الجريمة ؟
وفي هذا المجال نقول لقد أوردت معظم قوانين العقوبات العربي حسن النية من
المبادئ العامة وضمن كليات القانون فان ذلك يكفي للخذ بحسن النية كسبب للعفاء
من العقاب في جريمة الذم والقدح ولقد أخذ القضاء العربي على هذا الرأي في العديد
من قراراته فلقد استقر القضاء في الردن على أن حسن النية هو أمر معتبر في تبرير
الذم أو القدح ومن ذلك :
لقد نصت المادة 198من قانون العقوبات الردني على الحالت التي يكون فيها
الذم والقدح مباحا ً وعلى النحو التي :
المادة ): (198
إيفاءً للغاية المقصودة من هذا القسم ،إن نشر أية مادة تكون ذما ً أو
قدحا ً يعتبر نشرا ً غير مشروع إل:
- 1إذا كان موضوع الذم أو القدح صحيحا ً ويعود نشره بالفائدة على المصلحة
العامة .
- 2إذا كان موضوع الذم أو القدح مستثنى من المؤاخذة بناءً على أحد
السباب التية:
أ .إذا كان موضوع الذم أو القدح قد نشر من قبل الحكومة أو مجلس
المة أو في مستند أو محضر رسمي ،أو
ب .إذا كان موضوع الذم أو القدح قد نشر بحق شخص تابع للنضباط
العسكري أو لنضباط الشرطة أو الدرك وكان يتعلق بسلوكه كشخص
تابع لذلك النضباط ووقع النشر من شخص ذي سلطة عليه فيما يتعلق
بسلوكه ذاك إلى شخص آخر له عليه تلك السلطة نفسها ،أو .
ج .إذا كان موضوع الذم أو القدح قد نشر أثناء إجراءات قضائية من قبل
ض أو محام ِ أو شاهد أو فريق في شخص اشترك في تلك الجراءات كقا ِ
الدعوى ،أو .
د .إذا كان موضوع الذم أو القدح هو في الواقع بيان صحيح لي أمر قيل
أو جرى أو أذيع في مجلس المة ،أو
هـ .إذا كان موضوع الذم أو القدح هو في الواقع بيان صحيح عن شيء أو
أمر قيل أو جرى أو أبرز أثناء إجراءات قضائية متخذة أمام أية محكمة
بشرط أن ل تكون المحكمة قد حظرت نشر ما ذكر ،أو المحاكمة التي
تمت فيها تلك الجراءات ،تمت بصورة سرية ،أو
و .إذا كان موضوع الذم أو القدح هو نسخة أو صورة أو خلصة صحيحة
عن مادة سبق نشرها وكان نشر ذلك الموضوع مستثنى من المؤاخذة
بمقتضى أحكام هذه المادة .
- 3إذا كان النشر مستثنى من المؤاخذة فسيان في ذلك -إيفاءً للغاية
المقصودة من هذا القسم -أكان المر الذي وقع نشره صحيحا ً أو غير
صحيح أو كان النشر قد جرى بسلمة نية أم خلف ذلك.
ويشترط في ذلك أن ل تعفي أحكام هذه المادة أي شخص من العقوبة
التي يكون معرضا ً لها بموجب أحكام أي فصل آخر من هذا القانون أو أحكام
أي تشريع .
10شارع عبد العزيز الثعالبي – بريد الكترونيعمان – الشميساني – خلف بنك ستاندرد شارتر/
qutaishat@cdfj.org
هاتف خلوي 00962777776778تلفاكس 5677205 6 00962صندوق بريد 211368
عمان -الرمز البريدي 1112
المجموعة الحقوقية المحامي
للمحاماة والدراسات محمد قطيشات
وسوف نتطرق لحق النقد كمثال واقعي على الحالت التي يعتبر فيها
الذم مباحا ُ وذلك على النحو التي :
واذا كان الدستور قد قرر مبدأ حق النقد وصاغه صراحة ضمن نصوصه وقواعده .فل يمكسسن
أن نغل أن القوانين الوطنية كفلت هذا الحق أيضا ومن ذلك قانون العقوبات الردني لسسسنة
1960حيث نصت المادة) (192من قانون العقوبات :
) -1اذا طلب الذام ان يسمح له باثبات صحة ما عزاه الى الموظف المعتدى عليه فل يجاب
الى طلبه ال ان يكسسون مسسا عسسزاه متعلقسسا بواجبسسات وظيفسسة ذلسسك الموظسسف او يكسسون جريمسسة
تستلزم العقاب قانونًا.
-2فاذا كان الذم يتعلق بواجبات الوظيفة فقط وثبتت صحته فيسسبرأ السسذام وال فيحكسسم عليسسه
بالعقوبة المقررة للذم.
11شارع عبد العزيز الثعالبي – بريد الكترونيعمان – الشميساني – خلف بنك ستاندرد شارتر/
qutaishat@cdfj.org
هاتف خلوي 00962777776778تلفاكس 5677205 6 00962صندوق بريد 211368
عمان -الرمز البريدي 1112
المجموعة الحقوقية المحامي
للمحاماة والدراسات محمد قطيشات
-3واذا كان موضوع الذم جريمة وجرت ملحقة ذلك الموظف بها وثبسست ان السسذام قسسد عسسزا
ذلك وهو يعلم براءة الموظف المذكور انقلسسب السسذم افسستراء ووجسسب عنسسدئذ العمسسل بأحكسسام
المواد القانونية المختصة بالفتراء (
و لقد عرفت المادة ) (169من قانون العقوبات الردني الموظف العام بأنه ] كسسل موظسسف
عمسسومي فسسي السسسلك الداري أو القضسسائي ،وكسسل ضسسابط مسسن ضسسباط السسسلطة المدنيسسة أو
العسكرية أو فرد من أفرادها ،وكل عامل أو مستخدم في الدولة أو في إدارة عامة [.
على أي حال يخلص من تلك النصوص مايأتي :
أول ً :إباحة توجيه أي أمر أو واقعة الى الموظف العام ما دامت ليست كاذبة.
ثانًيا :من حق من يسند الى الموظف العام أي أمر من المــور الــتي لوصــحت
لوجبت عقابه أو احتقاره ,من حقه أن يثبت صحة هذه المور.
ثالثا :ان يكون النقد موجها للواجبات الوظيفية أو ان يكون جريمــة تســتلزم
العقاب .
وتفصيل ذلك أن حق النعسسي علسسى التصسسرفات المسسوظفين العمسسومين هسسو فسي الحقيقسسة حسسق
نقدهم فيما يتعلق باعمال وظائفهم التي تهسسم المجتمسسع.وقسسد أبسساحت المسسادة 192عقوبسسات
استعمال هذا الحق اذاكان عن وقائع ثابتة وتتعلق باعمسسال الوظيفسسة .وهسسذه الشسسروط هسسي
ذاتها الشروط اللزمسسة لسسستعمال حسسق النقسسد بصسسفة عامسسة ,أي النقسسد المسسوجه للمسسوظفين
العمومين أو الموجه لغيرهم من آحاد الناس.
نقول ولئن كانت تلك المسادة القانونيسة قسد نصست صسراحة علسى اسستعمال هسذا الحسق فسي
مواجهة الموظف العام ومن في حكمه فقط ,فان علة ذلك هي رغبة المشرع في أن يسسبرز
مدى أهمية حق النقد فنص عليه في أخطر مكان له وادقه وهو ميدان الوظيفة العامسسة ومسسا
في حكمها اذ هو الميسسدان الوحيسسد السسذي يمكسسن أن يثسسار الشسسك والجسسدل حسسول مسسدى امكسسان
استعمال حق النقد فيه ,وذلك بسبب ما يحظى به الموظف العام من حصسسانات وامتيسسازات
11
بحكم الوظيفة العامة
ولما كان الهدف من ارساء مبدأ حق النقد وتقنينه هو تتبع التصرفات والعمال والراء السستي
ترتبط بالمصالح الجتماعية المختلفة أو تتصل بها ,وتناولها بالمناقشة والتقييم وابداء الرأي
11النقد المباح سنة ,1977المستشار الدكتور عماد عبد الحمية النجار ص 85ومابعدها.
12شارع عبد العزيز الثعالبي – بريد الكترونيعمان – الشميساني – خلف بنك ستاندرد شارتر/
qutaishat@cdfj.org
هاتف خلوي 00962777776778تلفاكس 5677205 6 00962صندوق بريد 211368
عمان -الرمز البريدي 1112
المجموعة الحقوقية المحامي
للمحاماة والدراسات محمد قطيشات
فيها بغية مقاومة الفساد والنحراف وتصحيح الخطاء في كافة الميسسادين بمسسا يحقسسق تقسسدم
المجتمع نحو الفضل ,فمن غيسسر المتصسسور أن يقصسسر المشسسرع اسسستعمال حسسق النقسسد علسسى
ااتصرفات أو العمال الراء التي تصدر عن الموظفين العمومين ومن في حكمهسسم فحسسسب
دون غيرهم .
ً
فغني عن الذكر أن كسسثيرا مسن هسسذه التصسسرفات أو العمسال أو الراء السستي تتصسسل بالمصسسالح
الجتماعية تصدر من أشخاص ليعتبرون من الموظفين العمومين ومن هم في حكمهم مسسن
ذوي الصسسفة النيابيسسة العامسسة أو المكلفيسسن بخدمسسة عامسسة .اذ لمسسراء أنسسه يوجسسد الكسسثير مسسن
الشخاص –غير الموظفين العمومين ومن في حكمهم –يؤدون أعمال ً أو يمارسسسون أنشسسطة
في مجالت مختلفة وعديدة لتعد جزءا ً من العمل العام أوتتصل بسسه بشسسكل مسسن الشسسكال ,
فتؤثر بالتالي تأثيرا ً مباشرا ً وواضحا ً على المصالح الجتماعية المختلفسسة فسسي كافسسة الميسسادين
12
ومختلف المجالت.
من ذلك – على سبيل المثال – زعماء الحزاب أعضسساء مجسسالس ادارتهسسا ولجانهسسا الفرعيسسة ,
ورؤساء النقابات وأعضاء مجالس ادارتها وفروعها.ورؤساء الجمعيات والمنظمسسات والهيئات
والمؤسسات وسائر التكتلت والتجمعسسات غيسسر الحكوميسسة السستي تباشسسر خدمسسة عامسسة أياكسسان
نوعها وكذا أعضاء مجالس ادارتها ولجانها الفرعية وفروعها ,والكتاب والمفكرون والفنانون
في مختلف المجالت الفنيسة ,والرياضسيون المعتمسدون فسي التحسادات الرياضسية أو النديسة
الرياضية في كافة اللعاب الرياضية ومختلف ميادين الرياضة ,وغير ذلك ممن يؤدون اعمال
أو يمارسون نشاطات مختلفة ترتبط بالمصالح الجتماعية على أختلف أنواعها و أشكالها.
وللدللة علىذلك نقول أن المشرع عندما قرر حق النقد أقتضى ذلك حتمسسا اباحسسة الوسسسيلة
الى أستعماله ,أي أباحة الفعال التي تستهدف الستعمال المشروع للحق ,سواء للحصول
على مايتضمنه من مزايا أولمباشرة مايخوله من سلطات .وأساس اعتبسسار أسسستعمال الحسسق
سببا ً للباحة هو وجوب تحقيسسق التسسساق وعسسدم التنسساقض بيسسن قواعسسد القسسانون ,اذ يصسسطدم
المنطق أن يقرر المشرع حقا ً ثم يعاقب على الفعال التي يستعمل بها ,فيكون معنسسى ذلسسك
التناقض بين قواعد القانون وتجريد الحق من كل قيمة.
وعلى ذلك يكون حق النقد سببا ً لباحة ما قسسد يشسستمل عليسسه مسسن مسسساس بسسالغير مسسن جهسسة
13
اعتباره أو سمعته أو شرفه ,بعبارات تعتبر قذفا ً أوسببا ً أو أهانة في نظر قانون العقوبات
3-3نطاق حق النقد
نقصد بنطاق حق النقد معنيين اثنين المعنى الول :شمول حق النقد لتصرفات الشخص
وللشخص نفسه و المعنى الثاني :أمتداد حق النقد لمواجهة تصرفات الشخص العام
13شارع عبد العزيز الثعالبي – بريد الكترونيعمان – الشميساني – خلف بنك ستاندرد شارتر/
qutaishat@cdfj.org
هاتف خلوي 00962777776778تلفاكس 5677205 6 00962صندوق بريد 211368
عمان -الرمز البريدي 1112
المجموعة الحقوقية المحامي
للمحاماة والدراسات محمد قطيشات
النقد المشروع -بحسب الصل – هسسو فعسسل ليسسس فيسسه قسسذف ولسسسب واهانسسة أي ليسسس فيسسه
مساس بشرف الغير أو أعتباره أو سمعته ,وأنما فيه نعي أو استنكار لتصرفه أو عمله بغير
قصد المساس بشخصه من جهة شرفه أو اعتباره.
فسالحكم علسسى الشسسخص أنمسسا يكسسون بسسالحكم علسى تصسسرفاته,وذلسسك باعتبسسار أن النعسي علسى
التصرفات هوبالضرورة نعى على نفس الشخص صاحب التصرف فيؤثر بالقطع على شرفه
أو اعتباره أو سسسمعته ,وبعبسسارة أخسسرى فسسان تعييسسب أعمسسال الشسسخص أو آرائه أو اسسستهجانها
واستظهار مسا يشسوبها مسن عسوار وأوجسه نقسص وقصسور ,هسو حتمسا ً تعيسب للشسخص نفسسه
ومساس به بشكل أو بآخر من جهة أعتباره ومكانته وقيمته في المجتمع الذي يعيش فيه .
ولمراء أن القسول بسأن النقسد -فسي جميسع الحسوال-هسو مجسرد نعسي فقسط علسى تصسرفات
الشخص أو أعماله أو آرائه دون مساس البتة بالشسسخص نفسسسه ,لمسسراء أن هسسذا القسسول هسسو
قول نظري بحت يتنافى مع حقيقسسة الواقسسع العملسسي السسذي نعرفسسه جميع سا ً ونعيشسسه فسسي دنيسسا
الناس.
والحقيقة والواقسسع أن النعسسي أو النقسسد لتصسسرفات الغيسسر أوأعمسساله أو آرائه يتضسسمن فسسي ذات
الوقت – في جل الحالت ان لسسم يكسسن كلهسا – نقسسدا ً موجهسا ً لسسذات الشسسخاص أصسسحاب هسسذه
التصرفات أو العمال أو الراء ,بما يمكن أن يمس مكانتهم أو سمعتهم أو شسسرفهم بحسسسب
الحوال.
ولذلك قيل – بحق – في ضوء هذا النظر لمعنى نطاق حق النقد ,قيسسل ) ...وبالتسسالي يكسسون
النقد في العادة مكونا في الغلب العم لجريمة القذف أو السب أو الهانة(...
وعلى حد تعبير بعض الفقه الذي ذهب في ايضاح هذا المعنى الى القول بسسان ):حسسق النقسسد
مباح مادام منصبا ً على العمل ومناقشته من الوجهة الفنية .ومادام النقد في هذا النطاق فل
شأن للقانون الجنائي به ولو صيغ في عبارة قاسية أو عبارة تهكمية ...ولكن اذا تعدى النقسسد
الى شرف الشخص وأعتباره الذي يحميسه القسانون الجنسائي انقلسب السى قسذف ووقسع تحست
طائلة العقاب(..
ً
وصفوة القول أن حق النقد أو النقد المشرع ينصب – أصسل – علسسى تصسسرفات الشسسخاص أو
أعمالهم أو آرائهم ,ويشتمل في معظم الحيان الشخاص أنفسهم أصحاب هذه التصسسرفات
أو العمال أو الراء وذلك بحكم الضرورة وبحكم التصال الطبيعي الذي ليمكن تجزئته بيسسن
الشخص ننفسه وتصرفاته وأعمال وآرائه.
غير أنه يشترط في كل الحوال حتى يظل النقد في دائرة المشروعية :
أول ً :أل يكون منصبا ً أصل ً على الشخاص فقط دون أعمالهم أو تصرفاتهم او آرائهم ,أي
أل يكون النقد موجها ً
لذات الشخاص وواقعا ً عليهم فحسب.
ثانيًا :أل يكون النقد – ولسسو تعلسسق بالتصسسرفات أو العمسسال أو الراء – مسسستهدفا ً بسسه أساس سا ً
المساس بالشخص نفسه بقصد
الساءة اليه من جهة شرفه أ و أعتباره أوو سمعته ,أي أل يكون النقد وسسسيلة لتلسسويث
سمعة الشخص واداة أو فرصة
14شارع عبد العزيز الثعالبي – بريد الكترونيعمان – الشميساني – خلف بنك ستاندرد شارتر/
qutaishat@cdfj.org
هاتف خلوي 00962777776778تلفاكس 5677205 6 00962صندوق بريد 211368
عمان -الرمز البريدي 1112
المجموعة الحقوقية المحامي
للمحاماة والدراسات محمد قطيشات
وبعبارة أخرى تقدير مااذا كان النقد قد وقع على الشخاص أنفسهم بغير داع ودون مقتض ,
أم انه قد شملهم بغير قصد في سياق تناوله أصل ً لثمة تصسسرف أو عمسسل او راي خسساص بهسسم
بحكم التصال الطبيعي بين الشخص وبين ما يصدر عنه من تصرفات أو أعمال أو آراء.
تقدير ذلك يعتبر من أدق المسائل وأكثرها أختلفا ً في الرأي وهوو يرتبط بغير شسسك أرتباطسا ً
وثيقا ً بمسألة مدى أستناد الرأي او التعليق الى الواقعة الثابتة محل النقد ومدى تناسبه معها
,وبمسألة مدى ملءمة الرأي أو التعليق للواقعة الثابتسسة محسسل النقسسد ومسسدى تناسسسبه معهسسا ,
وبمسألة حسن النية
ويدخل تقدير ذلك كله في اختصاص محكمة الموضوع طبقا ً للقواعد العامة في القانون .
اذ يتصدى لعمل عام – كل في مجاله – يتحمسسل حتمسا ً مسسسئولية تصسديه الدبيسسة والجتماعيسسة
والقانونية ومايلزم ذلك بالضرورة من امكان أن تتعرض تصسسرفاته أو أعمسساله أو آرائه لبسسداء
الرأي فيها ونقدها ,مع ما قد يسسترتب علسى ذلسسك مسسن شسسمول النقسسد للشسسخص نفسسسه بحكسسم
التصال الطبيعي بين الشخص وكل مايصدر عنه من تصرفات أو أعمال أو آراء وذلسسك علسسى
نحو ما سلف بيانه.
ولما كان التصدي للعمل العام بهذا المعنى الواسع هو الذي يستوجب زيادة نصيب الشخص
من عبء حق النقد ,ومن ثم فان حق النقد ليس له من حياة الشخص ال الجانب المتصل
بعمله العام أما الجانب الذي ليتصل قط بهذا العمل وليس من شسسأنه أن يسسؤثر فيسسه فينبغسسي
أن يبقى مستورا ً .
بيد أنه كثيرا ً ماتؤثر ظروف الحياة الخاصة للشخص على عملسه العسام تسأثيرا ً واضسحا ً .حسالئذ
يكون لحق النقد أن يقتحم هذه الظروف الخاصة للشخص وأن يكشف سبرها ويميط اللثام
عنها باعتبارها تتصل بعمله العام.
ومن البديهي أن هذه التصرفات والعمال والراء السستي تتعلسسق بمصسسلحة المجتمسسع يمكسسن أن
تصدر من جميع الشخاص الذي ينطبق عليهم وصف الشخص العام ,وذلك سواء كانوا من
الموظفين العمومين أم من غيرهم.
15
3-4شروط حق النقد
يمكن ان ننتهي الي ان حق النقد مباح بشروط أربعة هي أن يكون الموضوع الذي يوجه
إليه النقد ثابتا ومسلم به وان يكون الموضوع الذي يوجه إليه النقد مما يهم الجمهور وان
يكون النقد موجها أساسا لهذا الموضوع وان يكون النقد ملئما ومناسبا مع الموضوع الذي
يوجه إليه مقترنا بحسن النية .وسوف نتناول باليضاح تلك الشروط الخمسة علما بان بعض
القوانين العربية تشترط شروطا اضافية من قبيل ان القاذف ل بد وان يبلغ السلطات
بمضمون الجريمة التي اكتشفها ومن اجلها استعمل رخصة القذف والسب في حق
الموظف العام .
أول :الواقعة ثابتة ومسلم بها .
يذهب الفقه إلي إن الناقد ل يباشر حق النقد إل على أساس نوعين من بين الوقائع :
النوع الول هي وقائع أصبحت بالفعل في حوزة الجمهور بفعل أصحابها نتيجة عرضهم إياها
على الجمهور أو أصبحت كذلك نتيجة الشهرة التي استقرت بها الواقعة في البيئة المحلية
أو العامة على إنها واقعة مسلمة معروفة .
15المصدر المحامي نجاد البرعي – المباح والمعاقب عليه في القذف والسب – ورقة عمل مقدمة في ورشة الحماية القانونية
للمحامين -البحر الميت 2002
16شارع عبد العزيز الثعالبي – بريد الكترونيعمان – الشميساني – خلف بنك ستاندرد شارتر/
qutaishat@cdfj.org
هاتف خلوي 00962777776778تلفاكس 5677205 6 00962صندوق بريد 211368
عمان -الرمز البريدي 1112
المجموعة الحقوقية المحامي
للمحاماة والدراسات محمد قطيشات
والنوع الثاني هي وقائع لم تصبح بعد في حوزة الجمهور وإنما يكشفها الناقد .على أن
ثبوت الواقعة ل يقتضي أن تكون ثابتة سلفا ً و إنما إذ أثير الجدل في صحتها يكون في وسع
الناقد التصدي لثباتها و إقامة الدليل عليها
وتقول محكمة استئناف ابو ظبي في هذا الخصوص " الطعن في حق الموظفين العمومين
ونقدهم يستلزم توافر حسن النية ،وحسن النية يجب ان يتضمن درجة معقولة من العناية
والنتباه في اسناد امر او واقعة تحوي قدحا ،فالمتهم اذا لم يوفق في اثبات صحة ما
اسندة الي الموظف فل اقل من ان يوضح السانيد المعقولة التي دفعته الي نشر ذلك ،
وانه كان مدفوعا بدوافع نبيلة ولم يكن مهمل في تحري ما اسنده ونشرة والتثبت منه ،
ونفس القواعد المطبقة علي الموظفين العمومين تطبق ايضا علي كل المشتغلين
بالمسائل العامة ،ويجب ان تكون المسئلة متعلقة بالصالح العام اي متعلقة بالحكومة او
إحدي مصالحها او بسعادة الجمهور او بالمجتمع بصفة عامة ،وكن النقد يجب ان يكون
تعبير عن رأي صادر بامانة دون تعسف في التقدير او الستنتاج ول تحركة الهواء الشخصية
وهدفة خدمة الصالح العام ل المصالح الخاصة ،وإذ كان مبنيا علي وقائع وجب ان تكون
تلك الوقائع ثابتة وان يكون ابداء الرأي بحسن نية اي مع العناية والتثبت والتحري
ثانيا ً :الهمية الجتماعية للواقعة
الهمية الجتماعية للواقعة شرطا ً أوليا لباحة القذف وان كان من المسلم انه ليس ميدان
الوظيفة العامة وحده هو ما يهم الناس فكثير من الميادين يتصل اتصال ً وثيقا ً وحيويا ً بحياة
الناس ول يتعلق بالوظيفة العامة أو شاغلها ،ومن المعلوم أن هناك جانب من حياة بعض
الفراد الخاصة لد دللته و أثره على حياتهم العامة أو الوظيفية مما يكون من المفيد
كشفه حماية للمجتمع فرجل الدين الذي يتعاطى المخدرات مثل ً ل يكون في نقد هذا
الجانب الخاص من حياته قذفا ً بل من المصلحة كشف هذه العورة حتى يرتدع هو وغيره
عن هذا السلوك الشائن صيانة للدين ،ويبقي تقدير الهمية الجتماعية للواقعة محل
خلف ،فمن المعروف ان هناك من الوقائع ما يهم مجموع الجمهور قطعا مثل حالت
فساد داخل السلطة التشريعية ،او سؤ انفاق داخل مؤسسات مالية ،او حتي السلوك
الشخصي لكثير من قادة الرأي والفكر باعتبار ان السلوك الشخصي للشخص العام
المسئول ل ينفصل عن طريقة اداؤة لعملة وينعكس في بعض الحيان سلبا علية ،ولكن
ماذا عن السلوك الشخصي لفنانة او فنان ،او ل عب كرة ،البعض يري ان كل من يحب
ان تتابعه الصحف ل بد وان يتحمل نصيبة من متابعة الصحف قدحا او مدحا وبالتالي فان
هؤلء وقد وضعوا انفسهم في دائرة الضؤ فان تصرفاتهم جميعا تعتبر مما يهم الجمهور ،
فهو والموظف العام سواء بسواء ،والبعض الخر يري انتصرفات هؤلء ليس لها قيمة
اجتماعية ولن الصحف تنشرها من باب النميمة ،ول يمكن ان يعتبر ما يوجه اليهم نوع من
النقد المباح ،إل ان انصب علي اعمالهم المهنية دون حياتهم الشخصية .
وهناك اتفاق علي ان كل من يدخل في ميدان السياسة ومن يدخل فيها يجب أن يكون
محل ً للمراجعة والمراقبة والمناقشة والنقد والنتقاد لما يتضمنه هذا الميدان من خطورة و
أهمية بحيث ل يمكن حمايتها أو السهر عليها مع تقييد حرية اللسنة والقلم وتطبيقا ً لذلك
قضى بأنه لما كان الكاتب السياسي لم يمس ذات المنقود الشخصية فان كل نقد مها بلغ
من العنف والمرارة ليس إهانة ول سب
17شارع عبد العزيز الثعالبي – بريد الكترونيعمان – الشميساني – خلف بنك ستاندرد شارتر/
qutaishat@cdfj.org
هاتف خلوي 00962777776778تلفاكس 5677205 6 00962صندوق بريد 211368
عمان -الرمز البريدي 1112
المجموعة الحقوقية المحامي
للمحاماة والدراسات محمد قطيشات
ويقول الستاذ شريف كامل انه " بالنسبة للشخاص الذين يدخلون مجال السياسة بأي
صفة أيا كانت وعلى اختلف مواقعهم فان العتبار السياسي للشخص يباح للبحث والتعليق
والمناقشة والتقييم وإبداء الرأي دون أن يعتبر المساس به إساءة إلي اعتباره.
اما نقد الوقائع التاريخية فالمر فيه مختلف فاليعض يري ان المؤرخ ما دام قد روى الوقائع
متوخيا ً الدقة محتاطا ً متثبتا ً فتقديره لهذه الوقائع وتعليقه عليها مهما يكن مريرا ً أو موجعا ً ل
يعرضه للمسئولية إذ هو في حكمه حر يوزع ثناؤه أو لومه حسب اعتقاده ل يخضع إل
لرقابة الرأي العام – والوقائع الصحيحة تضحي ملكا ً للتاريخ الذي ينبغي إل يحرسه موت
الميت لن أحكامه على الموات تعظ الحياء أما ما ينال ورثة الميت من أذى بسبب ذلك
في سمعتهم أو اعتبارهم فانه يعود على مورثهم .وفى حكم شهير للقضاء المصري حول
النقد التاريخي انتهى القضاء إلى تبرئة صحفي من تهمة القذف عن مقال نشره وصف فيه
السيدة أمينة البارودى بأنها كانت تشتغل بالجاسوسية لمأرب خاص وتتصل بخائن يستغل
زوجته الحسناء في امور غير شريفة وان لها اتصال غير شريف بآخرين وذلك في معرض
حديثه عن خروج الفرنسيين من سوريا ولبنان وقد سبب القضاء لحكم البراءة بقوله " ومما
يجب إل يغرب عن البال أن المتهم الول صحفي ورئيس تحرير مجلة ومن واجب مهمته أن
يطلع الجمهور على ما يرى أن من المصلحة العامة وجوب الطلع عليه غير مدفوع بعوامل
شخصية ول ريب في أن الموضوع الذي نقله لقرائه هو من تلك المواضيع التي يهم الكافة
في بلد الشرق الوسط أن يعلموا بحقيقتها والتيارات الظاهرة والخفية فيها والسياسات
التي تتنازعها ،وهو ما يستشف من ذلك المقال وينصرف إليه الذهن فل يتعلق منه
بالشخاص إل قدر ضئيل ل يلبث أن يزول أثره ويبقى بعد ذلك منه درسا ً نافعا ً ووقائع
تستحق التسجيل عن فترة من الزمن اضطربت فيها بلد الشرق الوسط بأحداث ذات
بال".
علي انني اري ان النقد التاريخي اذا انصرف الي دور شخص محدد فانه يتعين علي القاذف
ان يلتزم حدود حق النقد بمعني ان ل يكون في النقد سب ول قذف ول اهانة ،وان يمكن
ان يثبت وجهة نظرة ويدلل عليها ،وال يترتب علي ذلك النقد اساءة الي ورثة الشخصية
المتوفاة ،باعتبار انه في مصر وفي ظل عدم وجود نص محدد استقر الفقه علي عدم
امتداد القذف إلى الشخص الميت حيث أنه طالما كان المشرع يجرم القذف في حق
النسان باعتباره انتقاصا من شرفة واعتباره وكانت الحقوق تنقضي بوفاة صاحبها فإنه
ينبغي القول بان القذف ل يقع علي المتوفى.
و نجد أن القانون الردني ينص في المادة 366علي انه " إذ وجه الذم أو القدح إلى الميت
يحق لورثته دون سواهم إقامة الدعوى " ،ويلحظ أن هذا النص استثنائي ويقصر المطالبة
بالحق الشخصي علي ورثة المتوفى علي مقتض القواعد العامة .وفي تقديرنا أن هذا
النص يضيق كثير من نقد التاريخ حيث يمكن أن يتم ملحقة الصحفيين من قبل ورثة
المتوفى ،وهم في ذلك يستطيعون تقييد حق الصحفي أو الكاتب في النقد.
18شارع عبد العزيز الثعالبي – بريد الكترونيعمان – الشميساني – خلف بنك ستاندرد شارتر/
qutaishat@cdfj.org
هاتف خلوي 00962777776778تلفاكس 5677205 6 00962صندوق بريد 211368
عمان -الرمز البريدي 1112
المجموعة الحقوقية المحامي
للمحاماة والدراسات محمد قطيشات
الصل في النقد انه يوجه إلي تصرفات الشخص ،فل تثريب علي الناقد في نقد ذات
أشخاص أصحاب التصرفات بحكم ذلك التصال الطبيعي بين الشخص وبين تصرفاته و
أعماله و أرادته .
ً
والفقه على انه يجب دائما أن يكون الموضوع بالنسبة إلي النقد بمثابة السباب بالنسبة
للحكم تشهد بصحته أو بخطئه وبقصده أو بشططه فإذ ذكر الرأي بغير ذكر الموضوع الذي
يستند إليه ل يكن نقدا ً ويستطيع الناقد وهو يبدى الرأي في عمل الشخص أو تصرفه أن
يلمس جانبا من حياته الخاصة و أخلقه الشخصية مهما كانت قوة العبارة المستعملة في
النقد مادام أن ذلك من مقتضيات النقد ومن لوازمه بحسب نوع الموضوع الذي يتناوله
النقد وما دام لم يثبت أن ذلك النقد كان وسيلة مقصورة أو فرصه لتلويث سمعة الشخص
والساءة إلي شرفه أو اعتباره أو مكانته في المجتمع .
رابعا ً :أن يكون النقد متلئم مع الموضوع الذي يوجه إليه وبحسن نية.
ول يبقى من شروط إباحة النقد إل كونه متلئما ً مع الموضوع وان يكون بحسن نية ومعنى
ذلك أن الناقد حكم عليه أن يتعرض للنفع العام فيما يبديه من آراء وان يعتقد صحة رأيه .
وفى ذلك تقول محكمة النقض " إذا كانت العبارات المنسوبة إلى المتهم مقذعة وجاءت
بأسلوب عام ل تبرز فيه واقعة بعينها يمكن القول بان المتهم كان ينقدها ،ومن أثرها إن
تصور فى خيال القارئ افدح المكارة أذرى الصفات التى يمكن أن تسند إلى هيئة الحكم
فى البلد فصيغة التعميم هذه تشهير صريح ل يفيد فيه القول بحسن نية كما أن التعميم ل
ينقلب إلى تخصيص بوقائع معينة جائز إثباتها لمجرد ورودها على لسان المتهم "
كما انه من المستقر عنده انه " ل تترتب على الناقد أن يلجأ إلى السخرية من الشخص أو
العمل الذي ينفذه ول يبطله أن نستعمل فيه عبارات مرة وقاسية إذ المناسبة التي يساق
فيها النقد قد تقتضي نوعا ً من قارس القول ومر العبارة وعنف اللفظ ول يعد ذلك قذفا ً ول
سبا ً ما دام الناقد يبغى المصلحة العامة وليس التشهير ومرتبطا ً بالواقعة محل النقد ومتصل ً
بها وثمة صلة بين الواقعة وبين ما يقول ذلك إن الحدود بين النقد المباح وبين السب
المعاقب عليه ليست ثابتة أو جامدة "
صــور النـــقد
ونقد العتبار السياسي للشخص مباح للمناقشة والبحث والشك والنكار دون أن يعتبر
المساس به قذفا أو سبا .لن طبيعة النظام الديمقراطي بما تستوجبه من حق المناقشة
العامة وحق المعارضة ورقابة الرأي العام على الساسة والقادة وضرورة الحتكام إلى
الناخبين في أوقات دورية -وإشراك الشعب في مسؤوليات الحكم تجعل من المستحيل
حماية العتبار السياسي بجزاء جنائي.
19شارع عبد العزيز الثعالبي – بريد الكترونيعمان – الشميساني – خلف بنك ستاندرد شارتر/
qutaishat@cdfj.org
هاتف خلوي 00962777776778تلفاكس 5677205 6 00962صندوق بريد 211368
عمان -الرمز البريدي 1112
المجموعة الحقوقية المحامي
للمحاماة والدراسات محمد قطيشات
وكذلك لن كل ما يدخل في ميدان السياسة ومن يدخل فيها يجب أن يكون محل المراقبة
والمراجعة والنقد والنتقاد إذ المصالح التي تزدحم في هذا الميدان من الهمية والخطورة
بحيث ل يمكن إعطاؤها حقها من الحماية مع تقييد حرية اللسنة والقلم.
إذا كان القانون يدافع عن شرف وسمعة الفراد فهو ليس كذلك فيما يتعلق بالموهبة الدبية
أو الفنية لهم ،فالقانون يترك باب النقد مفتوحا على مصراعيه فيما يتعلق بثمرات الفنون
والداب والعلوم ،فحرية النقد فيها تكاد تكون بل حدود ما دام ينشد النفع العام ول يتجاوز
العمل الفني أو الدبي أو العلمي الذي عرضه صاحبه لحكم الجمهور ،فلكل إنسان أن ينتقد
كتابا أو مقال أو قصيدة أو رسما وأن يبين سخفه أو غلطه وأن يسخر من مؤلفه بشرط أن
يقصد النفع العام وأل يهاجم خلق صاحبه فيما ل صلة له بالكتاب أو المقال أو الشعر أو
الرسم ول دليل عليه منه ،أما إذا استطرد من التعليق على العمل إلى ذكر وقائع ليست
مذكورة فيه وارد فها بتعليقات جارحة تشين المؤلف عندئذ قد خرج من النقد إلى القذف.
وفي هذا المعنى قالت محكمة مصر البتدائية) :أن النقد العلمي والدبي جائز ما دام ل
يتناول سوى المؤلفات نفسها بدون تعرض إلى شخصية المؤلف أو كرامته ول حرج على
من ينقد أي مؤلف أدبي أو علمي ولو بألفاظ بالغة منتهى الشدة لن المؤلف إذ أدلى
بمؤلفاته إلى الجمهور أصبح من حقهم أن يتناولوه بكل قدح أو مدح لن المؤلفات الدبية أو
العلمية ل تتولد لها أية حياة في عالم الداب والعلوم إل بتقدير الجمهور لها -بذلك يكون
من حق كل قارئ أن يتناول تلك المؤلفات بالتحبيذ أو بالتقريع وأن يبحث مآخذها ومصادرها
وأن ينقد أسلوبها والخطاء التي حوتها إلى غير ذلك ،وعلى المؤلف أن يتسع صدره بحيث
يحتمل كل طعنات يطعن فيها مؤلفه مهما كانت شديدة وقارصة لن من ينشر كتابه يعتبر
أنه قبل ضمنا أن يستهدف لكل نقد أو تقريع ولو بأسلوب تهكمي سخري فضل عن أن حرية
النقد لزمة لرتقاء الفنون والداب وهذا صالح عام يجب أن تضحي في سبيله اعتبارات
الفراد.
فالنقد الفني يؤدي إلى جعل التجربة الجمالية أفضل عن طريق جعل الدراك الجمالي أقدر
على التمييز ،وهو يتيح لنا أن نرى ما لم نكن نراه من قبل .وهو يوجه انتباهنا إلى تألق
المادة الحسية أو سحرها ،وإلى عمق الشكل والطريقة التي يؤدى بها بناؤه الشكلي إلى
توحيد العمل ،وإلى معنى الرموز والروح المعنوية والروح التعبيرية للعمل بأسره ،والنقد
يعطينا إحساسا ً " بالمقصد الجمالي " للعمل )أنظر كتاب النقد الفني دراسة جمالية
وفلسفية تأليف جيروم ستولنتيز ترجمة د .فؤاد زكريا بطبعة جامعة عين شمس 1974صس
20شارع عبد العزيز الثعالبي – بريد الكترونيعمان – الشميساني – خلف بنك ستاندرد شارتر/
qutaishat@cdfj.org
هاتف خلوي 00962777776778تلفاكس 5677205 6 00962صندوق بريد 211368
عمان -الرمز البريدي 1112
المجموعة الحقوقية المحامي
للمحاماة والدراسات محمد قطيشات
(748ويمكن القول بأن النقد الفني هو الذي يجعلنا ننظر إلى شيء لم ننظر إليه أبدا ً من
قبل.
أما بالنسبة للنقد التاريخي فهو يتعلق بالمنهج التاريخي ونقد النصوص التاريخية للتأكد من
صحتها وعدم تناقضها ،والمر الذي يجعل النقد ضروريا ً في مجال التاريخ هو نفسه الذي
يجعل النقد ضروريا ً في العمل القضائي .فالنقد هنا يعني التيقن والتحقق والفحص والتحليل
وكشف التناقض ،وإن مهمة النقد التاريخي هي أن نميز في الوثيقة ما يمكن قبوله على أنه
حق 16.ومن ثم فإذا كانت ضرورة النقد في المجال التاريخي تتحدد بما شوهه من تناقض ل
سبيل إلى دفعه بين وثيقتين فإن ضرورة النقد في العمل القضائي تأتي من منطلق إمكانية
وجود التناقض بين شهود الواقعة الواحدة )المرجع السابق ص .(20
16
)أنظر في ذلك كتاب النقد التاريخي نصوص ترجمها عن الفرنسية واللمانية /عبد الرحمن بدوي ،دار النهضة العربية .(1970
21شارع عبد العزيز الثعالبي – بريد الكترونيعمان – الشميساني – خلف بنك ستاندرد شارتر/
qutaishat@cdfj.org
هاتف خلوي 00962777776778تلفاكس 5677205 6 00962صندوق بريد 211368
عمان -الرمز البريدي 1112