You are on page 1of 39

‫أهم أركان حرية الصحافة‬

‫قبل الحديث عن أهم الضمانات القانونية لحرية الصحافة ل بد لنا ابتداء من تسليط‬
‫الضوء على أهم الركان التي تقوم عليها هذه الحرية‪ .‬وذلك لن الغطاء القانوني‬
‫لحرية الصحافة ل يمكن أن يؤدي الغرض المقصود منه وهو ضمان ممارسة‬
‫الصحفيين لعملهم وتحقيق غاياته السامية في النطاق الدستوري المرسوم لها ما‬
‫لم يغلف كل عنصر من عناصر هذه الحرية بالغلف القانوني الذي ل يسمح‬
‫بالنتقاص منها او تضييق ممارستها ‪.‬‬
‫ومن هنا نقول انه وبالستناد الى أهم المعايير الدولية لحرية الصحافة والعلم فانه‬
‫يمكن لنا أن نعتبر الحريات التالية من اهم العناصر الضرورية لقيام حرية الصحافة ‪:‬‬

‫أول ‪ :‬حرية اصدار الصحف والمطبوعات ‪:‬‬

‫من الطبيعي أن نجد علقة مباشرة بين حرية اصدار الصحف والمطبوعات وبين‬
‫حرية الصحافة فلو تم تكبيل الحق في اصدار الصحف والمطبوعات بالعديد من‬
‫الشروط مثل شرط الترخيص المسبق وشرط رأس المال المطلوب لغايات‬
‫الترخيص ل يمكن لنا القول بوجود حرية كاملة للصحافة ‪.‬‬
‫فلقد أصبحت معظم البلدان الديمقراطية تأخذ بنظام الشعار دون الخذ بنظام‬
‫الترخيص المسبق ‪.‬‬
‫فل تتطلب )‪( 1‬أي بلد من البلدان الوروبية ول الوليات المتحد المريكية أو استراليا‬
‫اي شكل من اشكال الموافقة الحكومية على اصدار الصحف سواء أكانت تلك‬
‫الصحف دورية ام غير دورية‪ .‬وفي فرنسا واسبانيا والمملكة المتحدة تفرض‬
‫شروطا للتسجيل لكنها ل تملك حق رفض هذا التسجيل‬
‫ة نعتقد أن حرية اصدار الصحف تمتد لتشمل عاملين أساسيين هما ‪:‬‬ ‫وحقيق ً‬
‫حرية الطبع والنشر والتوزيع والعرض ‪.‬‬ ‫•‬
‫وحظر أي شكل من أشكال الرقابة المسبقة أو اللحقة‬ ‫•‬
‫ً‬
‫على الصحف والمطبوعات وذلك وفقا للنظرة الدستورية لحرية‬
‫الصحافة والطباعة ‪.‬‬

‫ثانيا ‪ :‬حرية الوصول الى المعلومات والحصول عليها وتداولها ‪:‬‬

‫تختلف المعلومات عن الفكار والراء والحكام الشخصية وبهذا الختلف يكون‬


‫الصحفي بحاجة الى المعلومات الصحيحة والدقيقة من مصادرها الموثوقة لبناء‬
‫الفكار والحكام ‪ ,‬فهل يمكن للصحفي العمل دون حاجته لصورة وثائق أو أرقام أو‬
‫إحصائيات أو صور أو حتى مجرد أخبار من مصادرها الصلية والتي في الغالب تكون‬
‫لدى الدوائر والجهات و المؤسسات الحكومية‪.‬وبذات الوقت من غير المتصور أيضا ً‬
‫وجود حرية للصحافة دون انسياب طبييعي للمعلومات بشفافية ‪.‬‬

‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫)‪ (1‬المصدر‪ :‬حرية الصحافة من منظور حقوق النسان_ كراسات ابن رشد ‪ -2‬تقديم د‪ .‬محمد السيد سعيد‪.‬‬
‫الناشر مركز القاهرة لدراسات حقوق النسان‪ .‬دراسة مقارنة لحرية الصحافة في الديمقراطيات الوروبية‬
‫وغير الوروبية ‪ .‬الصادر عن منظمة المادة )‪ (19‬عام ‪.1993‬‬
‫وعليه يفترض وجود آلية معينة تلزم المصادر التي تحوز المعلومات لغايات تمكين‬
‫الصحفي من الحصول على المعلومات وأن تعطي لهذا الصحفي حق التظلم‬
‫والستئناف للجهات القضائية عند حبس المعلومات عنه ‪.‬وهذا يعني بحكم الضرورة‬
‫عدم وجود قانون آخر يجعل الصل حظر نشر المعلومات ‪.‬‬
‫وهذه بعض النماذج من الدول الوروبية ‪.‬‬
‫)فتوفر النمسا وهولندا والسويد صراحة الحق الدستوري في الوصول الى‬
‫المعلومات التي بحوزة الحكومة وتتبع السويد والنمسا مبدأ اتاحة الطلع العام‬
‫على كل الوثائق ما لم يوجد تشريع يسمح صراحة باستثناء عكس ذلك‪ ،‬وفي‬
‫النمسا يوجد شرح مسهب لذلك المبدأ في المواد القانونية )الفيدرالية وتلك‬
‫الخاصة بالمقاطعات( المتعلقة بحرية تداول المعلومات‪ ،‬وحتى لو كان طلب‬
‫المعلومات يمس احد المجالت المستثناه فل بد ان توازن السلطات بين المصلحة‬
‫التي تعود على الصالح العام من كشف المعلومة والمصلحة التي تعود عليه من‬
‫بقائها طي الكتمان‪ ،‬والسلطات السويدية ملزمة بالبت في طلب المعلومة في بحر‬
‫) ‪(2‬‬
‫يوم واحد وال تعين عليها ان تقدم اسباب تأخرها في تلبية الطلب‬

‫لذا نعتقد بضرورة وجود تشريع يضمن حق الوصول للمعلومات لضمان هذا الركن‬
‫المهم من أركان حرية الصحافة و ان يقوم هذا التشريع على المبادئ الساسية‬
‫) ‪(3‬‬
‫التالية‪:‬‬

‫ينبغي أن يسترشد التشريع بمبدأ الحد القصى من المكاشفة ويعني‬ ‫‪‬‬


‫ذلك أن جميع المعلومات المتاحة لدي الهيئات العامة تكون معرضة‬
‫للنكشاف ‪ ،‬دون أن يتطلب الوصول إلى المعلومات بذل جهود مضنية ‪.‬‬
‫يجب أن يتضمن القانون إلزام الهيئات العامة بالقيام على نشر‬ ‫‪‬‬
‫وتوزيع المعلومات التي تحظ ى باهتمام عام ‪ ،‬مثل المعلومات حول عمل‬
‫الهيئات العامة وتمويلها ‪ ،‬والميزانيات العامة والقرارات التي تؤثر فيها ‪.‬‬
‫إن التشريع يجب أن يتضمن إعلما للمواطنين بان من حقهم‬ ‫‪‬‬
‫الحصول على المعلومات ونشرها والترويج لثقافة النفتاح داخل الحكومة‬
‫والتغلب ومكافحة ظاهرة السرية داخلها ‪.‬‬
‫كلما ضاق نطاق الستثناءات كلما كان ذلك افضل وعلى القانون أن‬ ‫‪‬‬
‫يضع نظاما واضحا للستثناء من حق الوصول إلى المعلومات ‪ ،‬وان يكون‬
‫المنع لتوقي ضرر واضح وان يكون هذا الضرر اكبر من المصلحة العامة في‬
‫كشف المعلومات ‪ ،‬وان يوضح ذلك في القانون على أسس واضحة‬

‫إن طلبات الحصول على المعلومات يجب أن يكفل لها القانون‬ ‫‪‬‬
‫سرعة البت فيها وان يوفر طريقة طعن محددة في قرار رفض التصريح‬
‫بها ‪ ،‬بما في ذلك إمكانية اللجوء إلى القضاء للطعن في قرار رفض إعطاء‬
‫المعلومات دون رسوم أو برسوم مخفضة ‪.‬‬

‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫)‪ (2‬المصدر‪ :‬حرية الصحافة من منظور حقوق النسان_المصدر السابق ‪.‬‬
‫)‪ (3‬تستند هذه المبادئ‪-‬نتيجة دراسات طويلة وتحاليل واستشارات يشرف عليها المركز الدولي لمناهضة‬
‫الرقابة على حرية التعبير وتسمى )منظمة المادة ‪ -(19‬إلى الخبرة الواسعة والعمل الشامل مع منظمات‬
‫شريكة في عدد من بلدان العالم‪ .‬وقد صدقت هذه المبادئ من قبل مقرر المم المتحدة الخاص عن حرية‬
‫الرأي والتعبير )التقرير السنوي لعام ‪ E / 4/ 2000 / 63 ، 2000‬الفقرة ‪ .( 43‬كما صدق عليها المقرر‬
‫الخاص لهيئة الوليات المريكية عن حرية الرأي والتعبير‬
‫)التقرير السنوي لعام ‪( 1999‬‬
‫يجب أن ينص القانون على أن تكون جميع اجتماعات الهيئات العامة‬ ‫‪‬‬
‫الحاكمة مفتوحة للجمهور ‪ ،‬حتى يصبح الجمهور واعيا بما تقوم به السلطات‬
‫ويتمكن من المشاركة في عملية صنع القرار ‪ ،‬كما ينبغي العلن عن‬
‫الجتماعات بموجب إخطار مناسب ‪.‬‬
‫يتعين أن يتضمن القانون نصا يفسر كل النصوص المتعلقة بتداول‬ ‫‪‬‬
‫المعلومات في أي قانون آخر تفسيرا يسمح بحرية الوصول إليها ‪ ،‬وإذ ساد‬
‫خلف بين حرية الوصول إلى المعلومات أو سريتها تسو د النصوص القانونية‬
‫التي تتيح حرية الوصول إلى المعلومات ‪.‬‬
‫أخيرا يجب أن يتضمن القانون حماية حقيقية وفاعلة للفراد الذين‬ ‫‪‬‬
‫يدلون بمعلومات بحسن نية ويناء على اعتقاد معلل لن المعلومات كانت‬
‫صحيحة إلى حد كبير وأنها كشف دلئل حول خرق القانون ‪ ،‬مع وضعهم‬
‫مباشرة تحت حماية القانون‬

‫استثناءات على الحق في تداول المعلومات ‪:‬‬

‫على الرغم من الهمية الكبيرة لتقرير حق الحصول على المعلومات ال اننا ل‬


‫نستطيع أن نغفل عن وجود معلومات واسرار ل يمكن إفشاءها ‪ .‬حتى في معظم‬
‫البلدان الوروبية يظل دائما ً للسلطالت الحكومية الحق في الحتفاظ بالمعلوات‬
‫التي قد يخل الكشف عنها بالعلقات الدولية أو بتطبيق القانون او بالمن أو‬
‫الحرمات الشخصية او السرار التجارية أو ما يقع في دائرة السرار العسكرية في‬
‫وقت الحرب ‪.‬‬
‫) ولكن بمجرد انتهاء العمليات العسكرية فإن كل المور تصبح محل جدل ونقاش‬
‫وفي الحدود المسؤولة التي ل تعرض حياة الناس للخطر‪ .‬ومن المثلة اليجابية في‬
‫هذا السياق الدور الذي لعبته الصحافة المصرية في كشف الفساد والنحرافات‬
‫العسكرية في الجيش المصري في حرب فلسطين عام ‪ 1948‬وهي النحرافات‬
‫التي أودت بالجيش إلى الهزيمة‪ .‬لقد كشفت الصحافة أسرار صفقات السلحة‬
‫والذخيرة الفاسدة‪ .‬ودعت الصحافة إلى تطهير الجيش من الفاسدين‪ ،‬وكانت تلك‬
‫الدعوة إحدى المقدمات القوية للتغيير السياسي الذي شهدته مصر في ‪ 23‬يوليو‬
‫)‪(4‬‬
‫‪ 1952‬على أيدي قيادات تنظيم "الضباط الحرار" الذي ولد داخل الجيش‪(.‬‬
‫لكن هذا ل يعني إستخدام الحكومات مبررات وحجج المن القومي والسلمة العماة‬
‫وغيره من المصطلحات غير المنضبطة كمبرر لفرض قوانين سرية المعلومات ‪.‬‬
‫بحيث يكون الصل هو المنح والستثناء هو المنح ‪.‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫)‪ (4‬د‪ .‬ابراهيم نوار انتهاكات حرية الصحافة في العالم العربي وكيفية مواجهتها _منتدى الصلح الديمقراطي‬
‫وحقوق النسان في العالم العربي ‪2004‬‬

‫ثالثا ً ‪ :‬وجود ضمانات لحماية حرية الصحفي في الرأي والتعبير وعدم‬


‫تقييد من خلل التشدد في إجراءات المحاكمة وتوسيع دائرة التجريم‬
‫والعقاب ‪.‬‬

‫الصل أن المشرع _ أي مشرع _ في تنظيمه لحرية الراي والتعبير بما في ذلك‬


‫التنظيم القانوني للصحافة انما يرسخ قيم الحرية احترام حقوق النسان ‪.‬‬
‫إل انه قد أصبح من المعروف ان نظرة الدول لحرية الصحافة ترتبط بسياستها‬
‫التشريعية في التجريم والعقاب ‪ .‬فمتى أرادت الدولة الحد من حرية الصحافة‬
‫نجدها توسع في دائرة التجريم والعقاب وتتشدد في اجراءات التحقيق والمحاكمة ‪.‬‬

‫وحيقة ونحن في هذا الصدد أرجو أن أستأذن زملئي الصحفيين المشاركين في‬
‫تسليط الضوء على أربع مصطلحات قانونية قد تكون مطروقة على مسامعهم‬
‫إل انها بحاجة إلى توضيح وذلك لرتباطها المباشر بموضوع هذه المحاضرة ‪:‬‬
‫‪ .1‬مبدأ شرعية الجرائم والعقوبات ‪.‬‬
‫‪ .2‬مبدأ قرينة البراءة ‪.‬‬
‫‪ .3‬مبدأ شخصية العقوبة ‪.‬‬
‫‪ .4‬التوقيف ) الحبس الحتياطي (‬

‫اول ً ‪ :‬مبدأ الشرعية ) ل جريمة ول عقوبة ال بنص (‬

‫وخلصة هذا المبدأ أنه ل يمكن ان يسأل أي شخص عن فعله إذا لم يكن هذا‬
‫الفعل خاضع لنص قانون يجرم هذا الفعل ويعتبره جريمة ويبين أركانها‬
‫وعناصرها بدقة بشكل ل يكتنفه الغموض ويحدد له عقوبة معينة ‪.‬‬
‫ويجب لعمال مبدأ شرعية الجرائم والعقوبات أن يحدد المشرع بلغة‬
‫مفهومه_ ليس لرجال القانون فقط بل للفرد العادي ايضًا_ تحديدا ً كافيا ً‬
‫الفعال التي اقتضت الضرورة تجريمها وان يبين بوضوح تام مختلف‬
‫عناصرها واركانها بحيث يكون الفرد العادي على علم تام بما اذا كان فعله او‬
‫امتناعه مباحا ام مجرما ول ينزلق الى التعبيرات الغامضة او المتميعة‬
‫)‪(5‬‬
‫المحملة باكثر من معنى ‪.‬‬

‫وتتجلى مخالفة المشرع لهذا المبدأ بكثرة النصوص المجرمة التي تصاغ‬
‫بطريقة فضفاضة واسعة ومرنة بحيث ل يمكن ضبطها بمعيار واحد ومحدد ‪.‬‬
‫مثل الشعور القومي ‪ ,‬هيبة الدولة ‪ ....‬الخ‬

‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫)‪ (5‬الستاذ عبد الله خليل _ الحماية القانونية للصحفيين واخلقيات العمل العلمي _ اصدارات مركز حماية‬
‫وحرية الصحفيين عام ‪2000‬‬
‫ثانيا ً ‪ :‬قرينة البراءة‬

‫ومؤداها أن النسان بريء الى ان تثبت إدانتـه بحكـم قضـائي قطعـي فتنهـار‬
‫عندئذ قرينة البراءة ‪ .‬فالقانون يقيم قرينــة قانونيــة علــى بــراءة كــل انســان‬
‫وبمقتضاها ل يكلف باثبات براءته ‪ ,‬وانما يقع ذلك علــى عــاتق النيابــة العامــة‬
‫ضمن وظيفتها الساسية في كشف الحقيقــة فتلــتزم باثبــات وقــوع الجريمــة‬
‫ونســبتها الــى المشــتكى عليــه وتقــديم الدلــة علــى ارتكــابه لهــا ول يكلــف‬
‫المشتكى عليه أن يثبت انه بريء ‪.‬‬

‫ثاثا ً ‪ :‬مبدأ شخصية العقوبة‬

‫وينصب مفهومه على أن النسان ل يسأل عن فعل غيره ‪ ,‬فالقانون الجزائي‬


‫ل يعرف المسؤولية التي تقوم على الخطأ المفترض أو المسؤولية عن فعل‬
‫الغير ‪.‬‬

‫رابعا ً ‪ :‬التوقيف‬

‫هو سلب حرية المشتكى عليه مدة من الزمن تحددها مقتضيات التحقيق‬
‫ومصلحته وفق ضوابط حددها القانون ‪ ,‬وتتمثل العلة من التوقيف لعتبارات‬
‫هامة تتمثل بالحتياط لحتمال فرار المتهم أو احتمال قيامه بتشويه أدلة‬
‫التهام‪ ,‬وقد يكون له دور في حماية المتهم نفسه من اهل المجني عليه ‪.‬‬
‫وتعتبر هذه العلل والمبررات أحد اهم الشروط الواجب توافرها في قانونية‬
‫التوقيف ‪ .‬اذ بدونها يكون التوقيف سلب للحرية دون وجه مشروع ‪.‬‬

‫بعد هذه الطللة السريعة على أهم المقومات التي لها دور نعتقد انه رئيسي في‬
‫تدعيم جذور حرية الصحافة ‪ ,‬سنتوجه مباشرة في الفصل القادم الى اهم‬
‫الضمانات في البناء القانوني الردني والتي تمثل ضمانة لحرية الصحافة‪ ,‬أما ما‬
‫مدى نجاح هذه الضمانات في توفير الحماية القانونية للصحفيين وهل لها دور كبير‬
‫في قيام أركان حرية الصحافة على أرض الواقع فسيكون ذلك مدار بحث الفصل‬
‫الثاني من هذه المحاضرة ‪.‬‬

‫الفصل الول‬
‫الضمانات التشريعية لحرية الصحافة‬
‫أول ً ‪ :‬الصحافة والعلم في الدستور الردني لسنة ‪: 1952‬‬
‫من المعروف أن الصحافة والعلم بشكل عام هما مظهرين أساسيين لحرية الرأي‬
‫والتعبير بل وهما عنصرين ضروريين لوجود حرية الرأي والتعبير ‪.‬‬
‫ومن المعروف أن حرية الرأي والتعبير هي إحد أهم الحقوق والحريات العامة التي‬
‫ل يجوز المساس بها والتي كفلتها الدساتير وحرصت على النص عليها في مطلع‬
‫موادها وقبل الحديث عن أجهزة الدولة ونظام الحكم ‪.‬‬
‫وكون حرية الرأي والتعبير حق لصيق بشخص النسان فهي من ضمن حريته‬
‫الشخصية أيضا ً والتي ضمنتها معظم دساتير العالم ومنها الدستور الردني بالنص‬
‫عليها باعتبار ) الحرية الشخصية مصونة (‬
‫ولقد كفل الدستور الردني لسنة ‪ 1952‬وفي المادة )‪ (15‬منه حرية الرأي والتعبير‬
‫بشكل عام بل وخصص الصحافة والطباعة بحرية مستقلة ‪ .‬حيث نصت تلك المادة‬
‫على التي ‪-:‬‬
‫المادة )‪-: (15‬‬
‫تكفل الدولة حرية الرأي ‪ ،‬ولكل أردني أن يعرب بحرية عن رأيه‬ ‫‪-1‬‬
‫بالقول والكتابة والتصوير وسائر وسائل التعبير بشرط أن ل يتجاوز حدود‬
‫القانون ‪.‬‬
‫الصحافة والطباعة حرتان ضمن حدود القانون ‪.‬‬ ‫‪-2‬‬
‫ل يجوز تعطيل الصحف ول إلغاء امتيازها إل وفق أحكام القانون ‪.‬‬ ‫‪-3‬‬
‫يجوز في حالة إعلن الحكام العرفية أو الطوارئ أن يفرض القانون‬ ‫‪-4‬‬
‫على الصحف والنشرات والمؤلفات والذاعة رقابة محدودة في المور التي‬
‫تتصل بالسلمة العامة وأغراض الدفاع الوطني ‪.‬‬
‫ينظم القانون أسلوب المراقبة على موارد الصحف ‪.‬‬ ‫‪-5‬‬

‫ومن المعروف أن الدستور هو القانون السمى والعلى في أي دولة وعلى الدولة‬


‫بجميع سلطاتها الخضوع لمبدأ سيادة الدستور وبالتالي فإنه يكون لزاما ً على أي‬
‫سلطة عامة أيا ً كان شأنها وأيا ً كان وظيفتها وطبيعة الختصاصات المسندة إليها‬
‫النزول عند قواعد الدستور ومبادئه وإلتزام حدوده وقيوده ‪ ،‬فإن هي خالفتها أو‬
‫تجاوزتها شاب عملها عيب مخالفة الدستور وخضع ‪ -‬متى انصبت المخالفة على‬
‫قانون أو نظام ‪ -‬للرقابة القضائية ‪.‬‬
‫و وفقا ً لنص المادة )‪ (15‬من الدستور فانه ل يجوز فرض رقابة مسبقة على‬
‫الصحافة او الطباعة بمعنى فرض رقابة على المادة الصحفية او المطبوعة قبل‬
‫نشرها ويستفاد ذلك من عبارة ]الصحافة والطباعة حرتان ضمن القانون[ و يمكن‬
‫استخلص ذلك ايضا ً من مفهوم المخالفة لنص الفقرة الرابعة من نفس المادة‪.‬‬
‫بمعنى انه في غير الحالت الواردة في الفقرة الرابعة ل يجوز فرض رقابة على‬
‫الصحافة والطباعة‪.‬‬
‫والملحظ على نص المادة )‪ (15‬من الدستور الردني شأنها شأن معظم الدساتير‬
‫تحيل إلى القانون أمر تنظيم استعمال المواطنين لحريتهم في التعبير ومن ضمنها‬
‫حرية الصحافة وذلك من خلل إستخدامه لعبارة ) ضمن حدود القانون ( ‪ .‬وهو‬
‫أمر قد ل يكون محل خلف إذا التزمت السلطة التشريعية عند سنها للقوانين‬
‫بالحق الدستوري وعدم إفراغه من مضمونه وعدم إرهاقه بالقيود التي تضيق من‬
‫سمائه ‪ .‬وبشأن إحالة الدستور إلى القوانين لغايات تنظيم الحقوق والحريات‬
‫الواردة فيه فقد أرست المحكمة الدستورية العليا في مصر عددا ً من المبادئ‬
‫الهامة ‪ ،‬وحقيقة تشكل هذه المبادئ سياسية واضحة ودقيقة من العدالة أن يتبعها‬
‫)‬
‫المشرع عند تنظيمه لتلك الحقوق والحريات العامة و من أهم هذه المبادئ التي‬
‫‪-: (6‬‬
‫‪ -1‬إن حقوق النسان وحرياته الساسية ‪ -‬وعلى رأسها الحق في التعبير ‪ -‬يجب‬
‫النظر إليها على انها قيم عليا تنتظم حقوقا ً غير قابلة للنقسام فل يجوز تجزئتها‬
‫وإرهاقها بقيود تنال منها ‪ ،‬فحقوق النسان جميعها ل يجوز عزلها عن بعضها‬
‫البعض ‪ ،‬بل يتعين أن تتوافق ‪ ،‬وتتناغم فيما بينها لتتكامل بها الشخصية النسانية‬
‫في أكثر توجهاتها عمقا ً ونبل ً )‪. ( 7‬‬
‫‪ -2‬إن السلطة التي يملكها المشرع في مجال تنظيم الحقوق وإن كان الصل‬
‫فيها إطلقها ‪ ،‬إل أن القيود التي قد يفرضها الدستور لصون هذه الحقوق من‬
‫صور العدوان المحتمل عليها هي التي تبين تخوم الدائرة التي ل يجوز أن‬
‫يتداخل التنظيم التشريعي فيها هادما ً للحقوق التي يكفلها الدستور أو مؤثرا في‬
‫ً‬
‫محتواها بما ينال منها ‪ ،‬ومن ثم تمثل تلك الدائرة مجال ً حيويا ً ل يتنفس الحق إل‬
‫من خللها ‪ ،‬ول يكون تنظيم هذا الحق ممكنا ً من زاوية دستورية إل فيما وراء‬
‫حدودها الخارجية ليكون إقتحامها مجانبا ً لتنظيمه ‪ ،‬وعدوانا ً عليه ادخل إلى‬
‫مصادرته أو تقييده )‪. (8‬‬

‫وحقيقة يمكننا أن نستخلص مبدأ جامع من هذين المبدأين وهو أن القانون ل يجوز‬
‫أن يفرغ الحقوق الدستورية ومن ضمنها الحق في التعبير من مضمونها بدعوى‬
‫تنظيمها وأن عليه واجب إحترامها وتوسيع نطاق ممارستها ومنع أي قيود عليها‬
‫ترهقها ‪ .‬وأن النص القانوني الذي ل يحترم ذلك يعتبر في حقيقته نصا ً غير دستوريا ً‬
‫يمكن الطعن عليه وتجاهله ‪.‬‬

‫ولقد كان للقضاء الردني عدة تجارب في هذا المجال وأهمها ‪:‬‬
‫قرار محكمة العدل العليا بتاريخ ‪ 26/1/1998‬م بإعتبار قانون المطبوعات والنشر‬
‫رقم )‪ (27‬لسنة ‪ 1997‬مؤقت قانونا ً مخالفا ً للدستور ويجب وقف العمل به ‪ .‬ومن‬
‫أهم ما جاء بذلك القرار ‪-:‬‬
‫) إن معالجة أوضاع الصحافة ليست خطرا ً جسيما ً واضحا ً ول وضعا ً طارئا ً مهما ً‬
‫فليس شأن الصحافة شأن الكوارث التي تقع أو الحرب التي تنشب فجأة أو الفتنة‬
‫التي توجب مجابهة سريعة لئل ينشر خطرها في كيان الدولة وتعصف‬
‫بمؤسساته ( ‪.‬‬

‫___________________________________________________‬
‫)‪ (6‬المصدر ‪ :‬المحامي بالنقض الستاذ نجاد البرعي ‪/‬حرية التعبير بين الدساتير العربية والعهد الدولي‬
‫للحقوق المدنية‬
‫والسياسية ‪ /‬اصدارات مركز حماية وحرية الصحفيين‪.‬‬
‫)‪(7‬حكم المحكمة الدستورية العليا ‪6‬ابريل ‪ 1996‬مجموعة أحكام المحكمة الجزء السابع ص ‪. 551‬‬
‫)‪ (8‬حكم المحكمة الدستورية العليا ‪5‬أغسطس ‪ 1995‬مجموعة أحكام المحكمة الجزء السابع ص ‪. 106‬‬
‫ثانيا ً ‪ :‬الصحافة والعلم في المعاهدات والمواثيق الدولية‪:‬‬
‫تعتبر الصحافة أحد أهم أشكال حرية الرأي والتعبير وهذه الحرية من أهم حقوق‬
‫النسان والتي تعتبر لصيقة بشخص النسان‪.‬‬
‫ً‬
‫ولقد وضعت المم المتحدة وبعض الوكالت المتخصصة منذ نشأتها نظاما لحماية‬
‫حقوق النسان وتعزيزها يرتكز على نوعين من آليات التطبيق ‪ :‬تعرف الولى‬
‫بالليات التعاهدية أي التي تستند إلى التزامات ملزمة قانونا أخذتها الدول على‬
‫عاتقها بموجب مختلف المعاهدات مثل العهد الدولي للحقوق المدنية والسياسية‬
‫وغيرها من المعاهدات الدولية ‪ .‬أما الثانية فتعرف بأسم الليات غبر التعاهدية أي‬
‫تلك التي أنبثقت من إجراءات إتخذتها أحهزة المم المتحدة للنظر في النتهاكات‬
‫التي تقع داخل نطاق إختصاصها ‪.‬‬

‫ومن المعروف أن المعاهدة أو التفاقية الدولية أو الميثاق أو العهد الدولي جميعها‬


‫عبارة عن نصوص دولية ثنائية أو متعددة الطراف ) إقليمية أو دولية ( تتضمن‬
‫مجموعة من الحقوق واللتزامات التي يجب على الدول أن تحترمها‬
‫وتعمل على تنفيذها بعد المصادقة عليها ‪.‬‬
‫مثال على التفاقية الدولية ‪ :‬العهد الدولي للحقوق المدني والسياسة ‪.‬‬
‫مثال على التفاقية القليمية ‪ :‬الميثلق العربي لحقوق النسان ‪.‬‬
‫وعليه إن أي دولة توقع بإختيارها على أي معاهدة دولية تكون قد إلتزمت قانونيا ً‬
‫بموجب أحكام هذه المعاهدة الدولية ‪.‬‬

‫وذلك بخلف " العلن " والذي هو عبارة عن نص دولي يتضمن مجموعة من‬
‫المبادئ الساسية المتعلقة بموضوع معين ويصدر العلن بالجماع إما في إختتام‬
‫مؤتمر دولي خاص بموضوع معين أو عن الجمعية العامة للمم المتحدة وليس‬
‫للعلن أي قوة إلزامية بل قوة معنوية أو أدبية ‪ .‬مثال ‪ :‬العلن العالمي‬
‫لحقوق النسان ‪.‬‬
‫و لقد كفلت العديد من المعاهدات والمواثيق الدولية والعلنات حرية الرأي‬
‫والتعبير كضمانة أساسية لحرية الصحافة والعلم ‪ .‬ومن أهم هذه المعاهدات‬
‫والمواثيق الدولية التي إنضم إليها الردن وصادق عليها ‪.‬‬

‫‪ -1‬العلن العالمي لحقوق النسان * ‪-:‬‬


‫لقد نصت المادة )‪ (19‬من العلن العالمي لحقوق النسان على أنه ‪ ) :‬لكل‬
‫شخص الحق في حرية الرأي والتعبير ‪ ،‬ويشمل هذا الحق حرية إعتناق الراء‬
‫دون أي تدخل ‪ ،‬وإستقاء النباء والفكار وتلقيها وإذاعتها بأي وسيلة كانت دون‬
‫تقيد بالحدود الجغرافية ( ‪.‬‬
‫لكن ل بد من التأكيد هنا إلى أن هذا العلن ليس له قوة إلزامية وإنما هو‬
‫إلتزام أدبي بين دول العالم ‪.‬‬
‫‪ -2‬العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية * ‪-:‬‬
‫لقد كفلت المادة ) ‪ (19‬من هذا العهد حرية الرأي والتعبير وحقيقة تعتبر هذه‬
‫المادة بمثابة دستور عالمي يكفل حرية الرأي والتعبير حيث تنص على أن ‪-:‬‬
‫__________________________________________________‬
‫* اعتمد بموجب قرار الجمعية العامة ‪) 217‬د‪ (3-‬المؤرخ في ‪ 10‬ديسمبر ‪. 1948‬‬
‫* اعتمد وعرض للتوقيع والتصديق بموجب قرار الجمعية العامة للمم المتحدة ‪ 2200‬المؤرخ في ‪16‬‬
‫ديسمبر ‪ 1966‬تاريخ بدء النفاذ‬
‫‪23‬أذار ‪. 1976‬‬
‫‪ " /1‬لكل إنسان حق في اعتناق آراء دون مضايقة " ‪.‬‬
‫‪ /2‬لكل إنسان حق في حرية التعبير ‪ ،‬ويشمل هذا الحق حريته في التماس‬
‫مختلف ضروب المعلومات والفكار وتلقيها ونقلها إلى آخرين دونما إعتبار‬
‫للحدود ‪ ،‬سواء على شكل مكتوب أو مطبوع أو في قالب فني بأي وسيلة‬
‫أخرى يختارها ‪.‬‬

‫على أن تلك المادة ل تعترف بتلك الحرية بشكل مطلق ولكنها تضع لها بعض‬
‫الضوابط القانونية وهذا ما نصت عليها الفقرة الثالثة من المادة )‪-: (19‬‬
‫‪ /3‬تستتبع ممارسة الحقوق المنصوص عليها في الفقرة )‪ (2‬من هذه المادة‬
‫واجبات ومسئوليات خاصة وعلى ذلك يجوز إخضاعها لبعض القيود ولكن‬
‫شريطة أن تكون محددة بنص القانون وأن تكون ضرورية ‪-:‬‬
‫أ( لحماية المن القومي أو النظام العام أو الصحة العامة أو الداب العامة‬
‫ب( لحترام حقوق الخرين أو سمعتهم ‪.‬‬
‫وفضل ً عن ذلك فإن المادة )‪ (20‬من العهد تضع قيدين أساسيين على حرية التعبير‬
‫هما الدعاية إلى الحرب ‪ ،‬والدعوة إلى الكراهية فتنص المادة على أنه ‪-:‬‬
‫)) تحظر بالقانون أي دعاية للحرب ‪ ،‬كما تحظر بالقانون أي دعوة إلى الكراهية‬
‫القومية أو العنصرية أو الدينية تشكل تحريضا ً على التمييز أو العداوة أو العنف ((‬
‫على أن تلك القيود والضوابط جميعها ووفقا ً لحصر لفظ العهد الدولي للحقوق‬
‫المدنية والسياسية في المادة )‪ (19‬يتعين أن تكون تلك القيود مقبولة في مجتمع‬
‫ديمقراطي ‪ .‬ووفقا ً للتعليق العام رقم )‪ (10‬والصادر من لجنة حقوق النسان في‬
‫المم المتحدة على نص المادة )‪ (19‬من العهد)‪ . (9‬فقد قالت اللجنة بشأن الحق‬
‫في اعتناق آراء دون مضايقة ) هذا حق ل يسمح العهد بأي استثناء له أو قيد‬
‫عليه ( ‪.‬‬
‫وبشأن الفقرة الثانية من المادة )‪ (19‬المتعلقة بحماية الحق في حرية التعبير‬
‫قالت اللجنة ‪-:‬‬
‫) أنه نظرا ً لتطور وسائل العلم الجماهيرية المدنية ‪ ،‬يلزم اتخاذ التدابير الفعالة‬
‫لمنع الرقابة على وسائط العلم بشكل يتعارض مع حق كل فرد في حرية التعبير‬
‫بطريقة ل ينص عليها في الفقرة )‪. ( (3‬‬

‫ولقد نصت المادة الثانية من العهد الدولي للحقوق المدنية والسياسية على التي ‪-:‬‬
‫‪-1‬تتعهد كل دولة طرف في هذا العهد باحترام الحقوق المعترف بها فيه ‪ ،‬وبكفالة‬
‫هذه الحقوق لجميع الفراد الموجودين في إقليمها والداخلين في وليتها ‪.‬‬
‫‪ -2‬تتعهد كل دولة طرف في هذا العهد ‪ ،‬إذا كانت تدابيرها التشريعية أو غير‬
‫التشريعية القائمة ل تكفل فعل ً إعمال الحقوق المعترف بها في هذا العهد ‪ .‬بأن‬
‫تتخذ طبقا ً لجراءاتها الدستورية ولحكام هذا العهد ‪ ،‬ما يكون ضروريا ً لهذا‬
‫الاعمال من تدابير تشريعية أو غير تشريعية ‪.‬‬
‫___________________________________________________________________‬
‫)‪ (9‬وثيقة المم المتحدة ‪ A/38/40‬المرفق السادس ‪ ،‬اعتمدته اللجنة ضمن أعمال دورتها التاسعة عشرة‬
‫عام ‪. 1983‬‬

‫ولقد صدق الردن على العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية في ‪28‬‬
‫أيار ‪. (10)1975‬‬

‫‪ -3‬الميثاق العربي لحقوق النسان * ‪:‬‬


‫ولقد كفل هذا الميثاق الحق في العلم وحرية الرأي والتعبير وكذلك الحق في‬
‫استقاء النباء والفكار وتلقيها ونقلها إلى الخرين بأي وسيلة ودونما اعتبار للحدود‬
‫الجغرافية وهذا ما جاءت به المادة )‪ (32‬من الميثاق ‪ .‬ولكن لم يترك الميثاق هذه‬
‫الحريات مطلقة حيث أشار في الفقرة الثانية من المادة )‪ (32‬أن هذه الحقوق‬
‫والحريات تمارس في إطار المقومات الساسية للمجتمع ول تخضع إل للقيود التي‬
‫يفرضها احترام حقوق الخرين أو سمعتهم أو حماية المن الوطني أو النظام العام‬
‫أو الصحة العامة أو الداب العامة ‪ .‬وبموجب الميثاق تتعهد كل دولة طرف في هذا‬
‫الميثاق بأن تكفل لكل شخص خاضع لوليتها حق التمتع بالحقوق والحريات‬
‫المنصوص عليها في هذا الميثاق ) م‪/3/‬أ( من الميثاق ‪.‬‬

‫ولقد صدرت الرادة الملكية السامية بالموافقة على قرار مجلس الوزراء رقم )‬
‫‪ (1197‬تاريخ ‪ 23/3/2004‬المتضمن الموافقة على الميثاق العربي لحقوق النسان‬
‫ونشر الميثاق في الجريدة الرسمية عدد ‪ 4658‬تاريخ ‪. 16/5/2004‬‬

‫موقع المعاهدات والتفاقيات الدولية الخاصة بحقوق النسان في‬


‫النظام القانوني الردني ‪-:‬‬
‫يقول الدكتور مخلد الطراونة )‪ ) (11‬أنه على الرغم من ان المادة )‪ (33‬من الدستور‬
‫الردني لم تتعرض لمكانه المعاهدات والتفاقات في النظام القانوني الردني إل‬
‫أننا نجد أن هناك إجتهادا ً قضائيا ً لدى محكمة التمييز الردنية الموقرة يعطي فيه‬
‫للمعاهدات الدولية مكانة ومنزلة تعلو على القوانين والتشريعات الردنية المعارضة‬
‫لها سواء أكانت المعاهدة سابقة أم لحقة للقانون الردني ( ‪.‬‬
‫ويسوق مثال ً على ذلك قرار محكمة التمييز في القضية رقم ‪ 38/91‬تاريخ ‪ 18‬أيار‬
‫‪: 1991‬‬
‫ً‬
‫) إن من المتفق والمستقر عليه قضاءا أن القوانين المحلية السارية المفعول هي‬
‫الواجبة التطبيق ما لم يرد في معاهدة أو إتفاق دولي ما يخالف أحكام هذه‬
‫القوانين وهذه القاعدة ل تتأثر بأسبقية القانون المحلي على التفاق الدولي أو‬
‫بأسبقية القانون الدولي على القانون المحلي ( ‪.‬‬
‫_______________________________________________________________________________‬

‫)‪ (10‬تقرير ‪( United Nations Development programme ( UNDP‬‬


‫* تمت الموافقة عليه من قبل مجلس الجامعة العربية على المستوى الوزاري في دورته العادية رقم )‪(121‬‬
‫‪.‬‬
‫)‪ (11‬القوة اللزامية للمعاهدات والتفاقيات الدولية الخاصة بحقوق النسان ‪ /‬منشورات اليونسيف‬

‫ثالثا ‪:‬الصحافة والعلم في القوانين العلمية الردنية ‪:‬‬


‫من أهم القوانين التي قررت أركان حرية الصحافة ‪:‬‬
‫قانون المجلس العلى للعلم رقم )‪ (26‬لسنة ‪ 2004‬حيث نصت‬ ‫•‬
‫المادة )‪ (7‬منه على العلم الردني يستند على المبادئ والثوابت التالية ‪:‬‬

‫د _ اللتزام بأحكام الدستور والقوانين والسترشاد بمبادئ الميثاق‬


‫الوطني في ضمان حرية‬
‫الرأي وتعزيز النهج الديمقراطي والتعددية السياسية ‪.‬‬
‫و _ توفير المناخ للبداع الفكري والفني والعلمي والثقافي‪.‬‬
‫ح – تأكيد حرية تداول المعلومات والحرص على المصداقية في إظهار‬
‫الحقيقة ونقل الخبار بما‬
‫ل يمس أمن الوطن ومصالحه العليا وفقا لحكام القوانين المعمول‬
‫بها ‪.‬‬
‫قانون المطبوعات والنشر رقم )‪ (8‬لسنة ‪ 1998‬وتعديلته حيث‬ ‫•‬
‫كررت المادة الثالثة منه ذات نص المادة ‪ 15‬من الدستور الردني ‪ .‬حيث‬
‫نصت على ‪:‬‬
‫الصحافة والطباعة حرتان وحرية الراي مكفولة لكل اردني وله ان يعرب عن رايه‬
‫بحرية القول والكتابة والتصوير والرسم وغيرها من وسائل التعبير والعلم‬
‫كما نصت المادة ‪ 6‬على ‪:‬‬
‫تشمل حرية الصحافة ما يلي‪:‬‬
‫أ ‪ .‬اطلع المواطن على الحداث والفكار والمعلومات في جميع المجالت‪.‬‬
‫ب ‪ .‬افساح المجال للمواطنين والحزاب والنقابات والهيئات الثقافية والجتماعية‬
‫والقتصادية للتعبير عن افكارهم وآرائهم وانجازاتهم‪.‬‬
‫ج ‪ .‬حق الحصول على المعلومات والخبار والحصاءات التي تهم المواطنين من‬
‫مصادرها المختلفة وتحليلها وتداولها ونشرها والتعليق عليها‪.‬‬
‫د ‪ .‬حق المطبوعة الدورية والصحفي في ابقاء مصادر المعلومات والخبار التي تم‬
‫الحصول عليها سرية‬
‫ونصت المادة ‪ 8‬على ‪:‬‬
‫للصحفي الحق في الحصول على المعلومات وعلى جميع الجهات الرسمية‬
‫والمؤسسات العامة تسهيل مهمته واتاحة المجال له للطلع على برامجها‬
‫ومشاريعها وخططها ‪.‬‬
‫كما ونصت المادة ‪ 11‬على أنه ‪:‬‬
‫أ ‪ .‬لكل اردني ولكل شركة يمتلكها اردنيون الحق باصدار مطبوعة صحفية‪.‬‬
‫ب‪ .‬لكل حزب سياسي اردني مسجل حق اصدار مطبوعاته الصحفية‪.‬‬
‫ج‪ .‬لمجلس الوزراء بناء على تنسيب الوزير منح رخصة لصدار النشرات للجهات‬
‫التالية‪:‬‬
‫‪ .1‬وكالة النباء الردنية‪.‬‬
‫‪ .2‬وكالة انباء غير اردنية شريطة المعاملة بالمثل‪.‬‬

‫الفصل الثاني‬
‫القيود الواردة على حرية الصحافة في التنظيم القانوني الردني‬

‫ل بد من التأكيد على أن حرية الصحافة والعلم تجسد إلىحد كبير المستوى الذي‬
‫بلغته حرية الرأي والتعبير في هذه الدولة أو تلك وذلك لننا ل نستطيع بأي حال من‬
‫الحوال عندما نتحدث عن الصحافة والعلم أن نتجاهل حق حرية الرأي والتعبير ول‬
‫نستطيع أن ننكر هذا الحق الدستوري المقدس لكل أردني حسب تعبير الدستور‬
‫الردني في المادة ‪ 15‬منه ) لكل أردني أن يعرب بحرية عن رأيه بالقول والكتابة‬
‫والتصوير وسائر وسائل التعبير بشرط أن ل تتجاوز حدود القانون ( ‪.‬‬

‫ومن هنا وبعد إستعراضنا للضمانات الدستورية والدولية لحرية الصحافة والعلم‬
‫وبعد الطللة السريعة على العديد من القوانين والنظمة المتعلقة بالصحافة‬
‫والعلم يمكننا بإطمئنان طرح التساؤل التي ‪-:‬‬
‫هل ينطلق المشرع من رؤيا توسع من حرية الصحافة والعلم‬
‫وتستلهم نص وروح الدستور والمعايير والمعاهدات والمواثيق الدولة‬
‫المتعلقة بالصحافة والعلم ؟! وإذا كانت نقطة إنطلقه تتجه نحو كل‬
‫ذلك هل نصوص التشريعات صالحة وكافيه ليصاله إلى ذلك الهدف ؟!‬
‫حقيقة يمكننا الجابة على التساؤل السابق من خلل المحاور التالية ‪-:‬‬
‫المحور الول ‪ :‬المسؤولية الجزائية وإجراءات التحقيق والمحاكمة‬
‫والمحكمة المختصة ‪.‬‬
‫المحور الثاني ‪ :‬دائرة التجريم والعقاب ‪.‬‬
‫المحور الثالث ‪ :‬حق الوصول على المعلومات والحصول عليها وتداولها ‪.‬‬
‫المحور الرابع ‪ :‬حرية الصحافة والطباعة والرقابة عليها في قانون نقابة‬
‫الصحفيين و قانون المطبوعات والنشر ‪.‬‬

‫المحور الول ‪ :‬المسؤولية الجزائية وإجراءات التحقيق والمحاكمة‬


‫والمحكمة المختصة ‪.‬‬

‫أول ً ‪ :‬المسؤولية الجزائية ‪:‬‬


‫نصت المادة )‪ (77‬عقوبات على أن ‪:‬‬
‫) الشريكان في الجريمة المقترفه بالكلم المنقول بالوسائل اللية على ما ورد في‬
‫الفقرة الثانية من المادة )‪ (73‬أو في الجريمة المقترفه بإحدى الوسائل المذكورة‬
‫في الفقرة الثالثه من المادة نفسها هما صاحب الكلم أو الكتابة والناشر إل أن‬
‫يثبت الول أن النشر تم دون رضاه (‪.‬‬
‫ولقد نصت المادة )‪ (78‬من قانون العقوبات على ‪:‬‬
‫) عندما تقترف الجريمة بواسطة الصحف يعد ناشرا ً مدير الصحيفة المسؤول فإذا‬
‫لم يكن من مدير ‪ ،‬فالمحرر أو رئيس تحرير الصحيفة (‬

‫إن المسؤولية المقررة في هذا النص وهي المسؤولية على أساس التتابع وبما أنها‬
‫واردة في قانون العقوبات وهو قانون عام فإنه يطبق على جميع الجرائم المرتكبة‬
‫خلفا ً لحكام القانون مالم يرد نص خاص بشأن المسؤولية ‪.‬‬
‫أما المسؤولية عن جرائم المطبوعات المرتكبة خلفا ً لحكام قانون المطبوعات‬
‫فقد فرق قانون المطبوعات والنشر رقم )‪ (8‬لسنة ‪ 1998‬وتعديلته بين الجرائم‬
‫المرتكبة بواسطة المطبوعات الدورية وبين الجرائم المرتكبة بواسطة المطبوعات‬
‫غير الدورية وذلك في المادة ‪ 41‬من القانون ‪.‬‬
‫حيث نصت م‪/41 /‬ب على ما يلي ‪-:‬‬
‫) تقام دعوى الحق العام في جرائم المطبوعات الدورية على رئيس التحرير‬
‫المسؤول وكاتب المادة الصحفية أو معدها بإعتبارهم فاعلين أصليين ويكون مالك‬
‫المطبوعة مسؤول ً بالتضامن والتكافل عن الحقوق الشخصية الناجمة عن تلك‬
‫الجرائم وفي نفقات المحاكم ‪ ،‬ول يترتب عليه أي مسؤولية جزائية إل إذا ثبت‬
‫إشتراكه أو تدخله الفعلي في الجريمة ( ‪.‬‬
‫بمعنى أن المشرع جعل المسؤولية الجزائية عن جرائم المطبوعات الدورية مثل‬
‫الصحف اليومية والسبوعية مسؤولية مفترضة على رئيس التحرير‪.‬‬
‫و جعلها مسؤولية جزائية وفق أحكام القواعد العامة على كاتب المادة الصحفية‬
‫بإعتباره فاعل ً أصليا ً وكذلك الحال لمسؤولية مالك المطبوعة الجزائية فهي وفق‬
‫الحكام العامة للشتراك الجرمي ‪.‬‬

‫كما ونصت م‪ /41/‬ج على ‪-:‬‬


‫) تقام دعوى الحق العام في جرائم المطبوعات غير الدورية على مؤلفها كفاعل‬
‫أصلي وعلى ناشرها كشريك له وإذا لم يكن مؤلف المطبوعة أو الناشر معروفا ً‬
‫فيلحق مالك المطبعة ومديرها معا ً بالدعوى الجزائية ( ‪.‬‬
‫ولقد قررت هذه المادة المسؤولية الجزائية على التتابع بحيث ُيسأل المؤلف‬
‫كفاعل أصلي وعلى الناشر كشريك في الجريمة ‪.‬فإذا لم يكن أحدهما معروفا ً‬
‫فيسأل مالك المطبعة ومديرها معا ً ‪.‬‬

‫حقيقة بعد أن حدد المشرع المسؤولية عن الجرائم المرتكبة بواسطة المطبوعات‬


‫خلفا ً لحكام قانون العقوبات وخلفا ً لحكام قانون المطبوعات ل بد من الشارة‬
‫إلى أنه من المعروف فقها ً أن النسان ل ُيسأل جزائيا ً عن فعل غيره ول يجوز‬
‫توقيع العقوبة على شخص لم يرتكب فعل ً جرميا ً عن وعي وإرادة تجسيدا لمبدأ‬
‫شخصية العقوبة ‪.‬‬

‫ولقد نصت المادة ‪ 74/1‬عقوبات على أنه ) ل يحكم على أحد بعقوبة ما لم يكن قد‬
‫أقدم على الفعل عن وعي وإرادة ( ‪.‬‬
‫ونصت المادة )‪ (75‬عقوبات على أن ) فاعل الجريمة هو من أبرز إلى حيز الوجود‬
‫العناصر التي تؤلف الجريمة أو ساهم مباشرة في تنفيذها ( ‪.‬‬
‫وعليه تكون المسؤولية الجزائية على أساس التتابع والمسؤولية المقترضة لرئيس‬
‫تحرير المطبوعة الدورية ‪ .‬فيه مخالفة صارمة لمبدأ شخصية العقوبة ناهيك عن‬
‫مخالفة مبدأ قرينة البراءة والذي يعني أن الصل في النسان البراءة وكأحد أهم‬
‫النتائج المترتبة علىذلك المبدأ هو إلقاء عبء الثبات على النيابة العامة وليس على‬
‫المشتكى عليه‬
‫وذلك لن مثل هاتين المسؤوليتين تعني إعفاء النيابة العامة من واجبها في إثبات‬
‫العلم والراده لدى رئيس التحرير وهو ما يعني بذات الوقت نقل عبء إثبات نفي‬
‫الجرم على كاهل رئيس التحرير‪.‬‬
‫وتطبيقا ً لذلك فقد قضت المحكمة الدستورية العليا في القضية رقم )‬
‫‪ (19‬قضائية دستورية في أول فبراير سنة ‪ 1997‬حكما ً تاريخيا ً يقضي‬
‫بعدم دستورية المادة ‪ 195‬عقوبات مصري التي تفترض مسؤولية‬
‫رئيس التحرير ‪ .‬حيث تنص تلك المادة على ‪ ) :‬مع عدم الخلل بالمسؤولية‬
‫الجنائية بالنسبة لمؤلف الكتابة أو واضع الرسم أو غير ذلك من طرق التمثيل‬
‫يعاقب رئيس تحرير الجريدة أو المحرر المسؤول عن قسمها الذي حصل فيه‬
‫النشر إذا لم يكن ثمة رئيس تحرير بصفته فاعل ً أصليا ً للجرائم التي ترتكب‬
‫بواسطة صحيفته ومع ذلك يعفى من المسؤولية الجنائية إذا أثبت أن النشر حصل‬
‫دون علمه وقدم منذ بدء التحقيق كل مالديه من المعلومات والوراق للمساعدة‬
‫على معرفة المسؤول عما نشر ‪ .‬أو إذا أرشد في أثناء التحقيق عن مرتكب‬
‫الجريمة وقدم كل مالديه من المعلومات والوراق لثبات مسؤوليته ‪ ،‬وأثبت فوق‬
‫ذلك أنه لو لم يقم بالنشر لعرض نفسه لخسارة وظيفته في الجريدة أو لضرر‬
‫جسيم ( ‪.‬‬
‫ويتشابه نص المادة ‪/41‬ب مطبوعات ونشر أردني مع نص م‪195 /‬‬
‫عقوبات مصري مع فارق إيجابي يحسب لصالح النص المصري حيث‬
‫قرر بذات النص حالت لعفاء رئيس التحرير من المسؤولية الجنائية ‪.‬‬
‫ومع ذلك فقد حكمت المحكمة الدستورية العليا المصرية عدم دستورية ذلك النص‬
‫ومن أهم ما جاء بذلك الحكم ‪:‬‬
‫)وحيث أن المقرر كذلك أن الصل في الجريمة أن عقوبتها ل يتحمل بها إل من‬
‫أدين كمسؤول عنها ‪ ،‬وهي عقوبة يجب أن تتوازن وطأتها مع طبيعة الجريمة‬
‫وموضوعها بما مؤداه أن الشخص ل يزر غير سوء عمله ……‪ ..‬وأن ) شخصية‬
‫العقوبات ( وتناسبها مع الجريمة عملها يرتبطان بمن يعد قانونا ً ) مسؤول ً عن‬
‫إرتكابها ( ومن ثم نفترض شخصية العقوبة التي كفلها الدستور بنص م‪66 /‬‬
‫) شخصية المسؤولية الجنائية ( ‪.‬‬
‫وأضافت المحكمة‪ ) :‬ويندرج تحت هذه الحقوق إفتراض البراءة بإعتبارها أصل ً‬
‫ثابتا ً يتعلق بالتهمة الجنائية من ناحية إثباتها وليس بنوع أو قدر العقوبة المقررة لها‬
‫ولن مؤداه أل تعتبر واقعة تقوم بها الجريمة ثابتة بغير دليل وحيث أن إفتراض‬
‫براءة المتهم وصون الحرية الشخصية من كل عدوان عليها أصلن كفلهما‬
‫الدستور ( ‪.‬‬
‫ً‬
‫وحيث كفل الدستور الردني ضمنا في نصوصه وكذلك العديد من التفاقيات الدولية‬
‫ومن أهمها العهد الدولي للحقوق المدنية والسياسية ‪ -‬هذين المبدأين ) شخصية‬
‫العقوبة وقرينة البراءة ( فإنني أستطيع القول أن النصوص التي تقرر المسؤولية‬
‫الجزائية الناجمة عن الجرائم المرتكبة بواسطة المطبوعات المستندة إلى التتابع أو‬
‫الفتراض هي نصوص غير دستورية ومجافية للعدالة ومجافية للمنطق السليم إذ‬
‫ليس من الممكن أن يحيط رئيس التحرير ويلم بكل ما ينشر في صحيفة تتعدى‬
‫صفحاتها وتكثر مقالتها ويبحث في كل جزئية أو عبارة تضمنتها المقالت بعينين‬
‫الفاحص ‪.‬‬
‫ولماذا نفترض مسؤولية رئيس التحرير ابتداءً طالما أنه ُيسأل وفق‬
‫القواعد العامة في قانون العقوبات التي تقرر المسؤولية الجزائية‬
‫وفق قواعد الشتراك الجرمي ‪.‬فتمييزه بهذا الشكل يخالف نصا ً‬
‫دستوريا ً وهو أن الجميع أمام القانون سواء ‪.‬‬

‫ثانيا ً ‪ :‬إجراءات التحقيق والمحاكمة والمحكمة المختصة ‪.‬‬


‫تختلف إجراءات التحقيق والمحاكمة بإختلف المحكمة المختصة بنظر الدعوى ‪.‬‬
‫وينعقد الختصاص في الجرائم المرتكبة بواسطة المطبوعات إلى احدى المحاكم‬
‫التالية ‪-:‬‬
‫محكمة البداية ‪.‬‬ ‫‪-1‬‬
‫ً‬
‫حيث تختص بالنظر في جميع الجرائم التي ترتكب خلفا لحكام قانون‬
‫المطبوعات والنشر ‪ .‬وذلك بموجب نص م‪/41/‬أ ‪ .‬من قانون المطبوعات‬
‫والنشر ‪.‬‬

‫محكمة الصلح ‪.‬‬ ‫‪-2‬‬


‫حيث تختص بالنظر في الجنح التي ل تتجاوز أقصى العقوبة فيها السجن مدة‬
‫سنتين ) مثل جرائم الذم والقدح ( ما عدا ‪-:‬‬
‫أ‪ /‬الجنح المبينة في الباب الول من الكتاب من قانون العقوبات رقم ‪ 16‬لسنة‬
‫‪ 1960‬وهي الجنح‬
‫الواقعة على أمن الدولة الداخلي والخارجي ‪.‬‬
‫ب‪ /‬الجنح التي ورد نص خاص بأن تنظر فيها محكمة أخرى غير محاكم الصلح ‪.‬‬
‫وذلك بموجب قانون محكمة محاكم الصلح رقم ‪ 15‬لسنة ‪ 1952‬وتعديلته ‪.‬‬
‫وهذا يعني أن محكمة الصلح تختص بنظر شكوى الذم والقدح المرتكبة‬
‫بواسطة الصحف إذا تم تحريك الشكوى امامها من قبل المدعي بالحق‬
‫الشخصي ‪.‬‬

‫محكمة أمن الدولة في ‪-:‬‬ ‫‪-3‬‬


‫أ‪ /‬الجرائم الواقعة عن أمن الدولة الداخلي والخارجي المنصوص عليها في‬
‫قانون العقوبات رقم‬
‫)‪ (16‬لسنة ‪). 1960‬المرتكبة بواسطة وسائل العلم(‬
‫ب‪ /‬الجرائم الواقعة خلفا ً لحكام قانون حماية أسرار ووثائق الدولة رقم )‬
‫‪ (50‬لسنة‬
‫‪) .1971‬التي يرتكبها العلميون(‬
‫ج‪ /‬مخالفة أحكام المادة )‪ (195‬من قانون العقوبات رقم )‪ (16‬لسنة ‪1960‬‬
‫) جريمة إطالة‬
‫اللسان على جللة الملك ( ‪ ).‬المرتكبة بواسطة وسائل العلم(‬
‫بناء على هذا التحديد لختصاص المحاكم نستطيع أن نحدد النقاط المتعلقة بالمور‬
‫التالية ‪-:‬‬
‫‪ /1‬مثول الصحفي أمام المحكمة المختصة طوال إجراءات المحاكمة في‬
‫جرائم النشر‬
‫) المطبوعات (‪.‬‬
‫‪ /2‬تعرض الصحفي للتوقيف في جرائم النشر ) المطبوعات ( ‪.‬‬
‫‪ /3‬مدى قابلية الطعن تمييزا ً بأحكام المحاكم المختصة بالنظر في جرائم‬
‫النشر أو المطبوعات وأثر ذلك ‪.‬‬

‫‪ -1‬مثول الصحفي أمام المحاكم طوال اجراءات المحاكمة في جرائم‬


‫النشر ) المطبوعات(‪.‬‬

‫حقيقة إن الناظر للتشريعات الجزائية الردنية يجد أنها ل تجيز حضور محام وكيل‬
‫عن الصحفي أمام المحاكم إل بوجود ذلك الصحفي ‪.‬‬
‫حيث أن جريمة النشر ) المطبوعات( التي يحال عليها الصحفي إما أن تكون جناية‬
‫أو جنحة ‪ ،‬ولقد أفرد المشرع الردني نصوصا ً قانونيا ً خاصة بأصول الجراءات‬
‫الجزائية أمام المحكمة بصفتها محكمة جنح وأخرى بصفتها محكمة جنايات في‬
‫قانون أصول المحاكملت الجزائية رقم) ‪ (9‬لسنة ‪.1961‬كما وحدد قانون محاكم‬
‫الصلح ايضا ً كيفية حضور المشتكى عليه جلسات المحاكمة‪.‬‬
‫وفي القانونين يجبر المشرع الردني الصحفي على المثول أمام المحاكم طوال‬
‫جلسات المحاكمة ورتب نتائج سلبية على عدم مثوله ‪.‬‬

‫ال انه يوجد نص في قانون اصول المحاكمات الجزائية يجيز للصحفي عدم المثول‬
‫أمام المحاكم أو أن ينيب عنه وكيل ً في حالة واحدة نصت عليها المادة ‪ 168‬من‬
‫ذات القانون حيث نصت ‪-:‬‬
‫]يسوغ للظنين في دعاوي الجنحة غير المعاقب عليها بالحبس أن ينيب عنه وكيل ً‬
‫ما لم تقرر حضوره بالذات ‪[.‬‬
‫وحقيقة ل يوجد تطبيق عملي لهذه المادة في المحاكم هذا من جهة ومن جهة‬
‫أخرى يقتصر حق الصحفي في ذلك فقط عندما تكون الجنحة غير معاقب عليها‬
‫بالحبس ‪ ،‬وهذا فقط يكون عندما يعاقب بموجب قانون المطبوعات والنشر لن‬
‫كل العقوبات الواردة فيه هي من نوع الغرامة ‪.‬‬

‫ويعتبر الصحفيون مثولهم امام المحاكم قيدا ً على حرية الصحافة‬


‫وعائقا ً قويا ً امام ممارستهم أعمالهم الصحفية‪.‬‬
‫ة نعتقد ان مثول الصحفيون امام المحكمة قد يكون له اهمية كبيرة تحقيقا ً‬
‫وحقيق ً‬
‫للعدالة _له وعليه_ في بعض القضايا ويجب ان يترك لقاضي الموضوع امر تحديد‬
‫هذه الهمية؛ فله ان يأمر بحضور الصحفي جلسات المحاكمة وله ان يعفيه‬
‫منها ‪,‬هذا من جهة‪ .‬ومن جهة أخرى ومن واقع تجربة عملية متواضعة ونظرا ً‬
‫لعمل الصحفي الذي يتطلب منه السرعة والدقة ومواكبة الخبار والحداث قد‬
‫يتعذر عليه حضور بعض جلسات المحاكمة وقد يتصادف ذلك مع حضور شاهد في‬
‫القضية فيتم سماع الشاهد في غيابه ويحرم من حق مناقشته لن المحامي وكيل‬
‫الصحفي ليس له حضور دون موكله الصحفي فلو كان هناك نص يجيز للمحكمة‬
‫قبول حضور وكيل عن الصحفي لما حرم هذا الحق الذي سيؤثر بالنتيجة على‬
‫نتيجة الحكم‪.‬‬
‫فمثل ً في مصر ينص قانون تنطيم الصحافة على أنه في الجرائم التي تقع‬
‫بواسطة الصحف ليشترط حضور الظنين أو المتهم شخصيا ً بشرط انابة وكيل‬
‫عنه )محام( ال اذا أمرت المحكمة بحضوره شخصيا ً ‪.‬‬
‫صفة الستعجال في قضايا المطبوعات ‪:‬‬ ‫•‬
‫لقد نصت المادة )‪/41‬أ( من قانون المطبوعات والنشر على ان تعطى قضايا‬
‫المطبوعات صفة الستعجال‪ .‬لقد ثبت في الواقع العملي أن صفة الستعجال‬
‫في هذه القضايا تحرم الصحفي من تقديم بعض دفاعه لتعذر احضاره شاهد‬
‫دفاع لكثر من جلسة على سبيل المثال‪ .‬لذا نعتقد أنه ل بد من ازالة صفة‬
‫الستعجال عن هذه القضايا‪.‬‬

‫‪ -2‬الحتفاظ بالصحفي عند الضابطة العدلية وتعرضه للتوقيف في‬


‫جرائم النشر )المطبوعات( ‪.‬‬
‫• نصت المادة )‪ (7‬فقرة )ب‪ ( 1/‬من قانون محكمة أمن الدولة رقم )‪(17‬‬
‫لسنة ‪ 1959‬وتعديلته على ‪:‬‬
‫] يمارس المدعي العام وأي من مساعديه من أفراد الضابطة العدلية‬
‫وظائفهم إستنادا ً للصلحيات الممنوحة لهم بموجب أحكام قانون‬
‫أصول المحاكمات الجزائية المعمول به ‪ ،‬ويجوز لفراد الضابطة‬
‫العدلية عند الضرورة الحتفاظ بالمشتكى عليهم مدة ل تتجاوز سبعة‬
‫أيام قبل إحالتهم للمدعي [ ‪.‬‬

‫وهذا يعني أن الصحفي إذا ما أسند له جريمة من اختصاص محكمة أمن الدولة‬
‫يكون من حق الضابطة العدلية الحتفاظ به ومنع التصال بينة وبين أي شخص‬
‫لمدة سبعة أيام ‪ .‬ول يخفى على أحد مخاطر ذلك كوسيلة إكراه تؤثر على إرادة‬
‫الصحفي ‪.‬‬
‫وهذا على الرغم من أن نص المادة ‪ 114‬من قانون أصول المحاكمات الجزائية‬
‫الردني رقم )‪ (9‬لسنة ‪ 1961‬وتعديلته أوجبت على أفراد الضابطة العدلية وتحت‬
‫طائلة البطلن سماع أقوال المشتكى عليه فور إلقاء القبض عليه ‪ ،‬وإرساله خلل‬
‫أربع وعشرين ساعة إلى المدعي العام ‪.‬‬

‫أما فيما يتعلق بتوقيف الصحفي فلقد أجاز المشرع توقيفه وفقا ً للشروط‬
‫التالية ‪:‬‬
‫• ففد نصت المادة ‪ 114‬من قانون أصول المحاكمات الجزائية رقم )‪ (9‬لسنة‬
‫‪ 1961‬وتعديلته على ‪:‬‬
‫] بعد استجواب المشتكى عليه يجوز للمدعي العام أن يصدر بحقه‬
‫مذكرة توقيف لمدة ل تتجاوز خمسة عشر يوما ً إذا كان الفعل‬
‫المسند إليه معاقبا ً عليه بالحبس لمدة تزيد على سنتين أو بعقوبه‬
‫جنائية مؤقته ‪ ،‬وتوافرت الدلئل التي تربطه بالفعل المسند إليه ‪،‬‬
‫ويجوز له تجديد هذه المدة كلما إقتضت مصلحة التحقيق ذلك … [ ‪.‬‬

‫*نصت المادة )‪ (7‬فقرة )ب‪ ( 2/‬من قانون محكمة أمن الدولة رقم )‪ (17‬لسنة‬
‫‪ 1959‬وتعديلته على ‪:‬‬
‫] على الرغم مما ورد في قانون أصول المحاكمات الجزائية المعمول‬
‫به للمدعي العام إصدار مذكرة توقيف بحق المشتكى عليه في الجنح‬
‫الداخلة في إختصاص أمن الدولة لمدة ل تتجاوز خمسة عشر يوما ً‬
‫قابلة للتجديد إذا إقتضت مصلحة التحقيق ذلك على أن ل تتجاوز مدة‬
‫التجديد شهرين [‬

‫بمعنى أن الجرائم التي تقع من الصحفيين و تكون خلفا لحكام قانون المطبوعات‬
‫ل يتم فيها توقيف الصحفيين لن هذا القانون ل يعاقب على تلك الجرائم بالحبس‬
‫ويكتفي فقط بالغرامة ‪.‬‬
‫وكذلك الحال فانه ل يتم توقيف الصحفيين في الجرائم التي تكون من اختصاص‬
‫محكمة الصلح فقط لن عقوبة هذه الجرائم الحبس لمدة ل تزيد على سنتين مثل‬
‫جرائم الذم والقدح‪.‬‬
‫أما الجرائم والتي تدخل ضمن اختصاص محكمة أمن الدولة فهذه يتم فيها توقيف‬
‫الصحفيين‪ .‬وبالرجوع إلى معظم تلك الجرائم وخاصة الجرائم الواقعة على أمن‬
‫الدولة الداخلي والخارجي نجد أن مبررات التوقيف ل تتوافر فيها‪ .‬فهذه الجرائم ل‬
‫تستدعي التوقيف حيث ل يخشى من تأثير الصحفي على المن العام ول يوجد‬
‫خطورة إجرامية في الفعل أو الفاعل تستدعي عزله عن المجتمع‪.‬‬

‫لذا نعتقد بعدم قانونية مثل هذا التوقيف ابتداءً‪ .‬ناهيك عما يمثله التوقيف من عقوبة‬
‫مسبقة سيكون أثرها ليس على سلب حرية الصحفي فقط وانما تقييد لحرية‬
‫الرأي والتعبير وحرية الصحافة بحيث اصبح التوقيف قيدا يخافه الصحفي أثناء عمله‬
‫ووسيلة ضغط على الصحفيين‪.‬ول بد من وجود نص قانوني يمنع توقيف الصحفيين ‪.‬‬
‫فمثل ً لقد نصت المادة ‪ 135‬من قانون أصول المحاكمات الجنائية والمادة ‪ 41‬من‬
‫قانون تنظيم الصحافة المصريين على حظر توقيف الصحفي إل في حالة واحدة‬
‫وهي ذم رئيس الجمهورية‪.‬‬
‫وكذلك الحال في لبنان فانه ل يجوز توقيف الصحفيين من جرائم المطبوعات‪.‬‬

‫و يعتبر التوقيف قيداً على حرية الصحافة ويعتبر عدم جواز التوقيف‬
‫في الجرائم التي ترتكب بواسطة الصحف حصانة للصحفي لضرورة‬
‫الحرص على تأكيد حرية الصحافة وتوفير اكبر قدر من الطمأنينة لهم‬
‫) ‪(12‬‬
‫أثناء تأدية عملهم‪.‬‬

‫حقيقة يمكنني القول أن الستمرار في توقيف الصحفيين يعطي طابع غير مريح‬
‫عن حرية الصحافة في الردن الديمقراطي‪.‬‬
‫فمثل ً لقد اعتبرت العديد من المنظمات المحلية والدولية توقيف صحفي في بداية‬
‫شهر أيار من هذا العام )انه يهدف إلى الضغط على الصحافة الردنية التي تمارس‬
‫على نفسها رقابة ذاتية واسعة حتى ل تتخطى الخطوط الحمر التي وضعتها‬
‫) ‪(13‬‬
‫السلطات(‪.‬‬

‫‪ /3‬مدى قابلية الطعن تمييزا بأحكام المحاكم المختصة بالنظر في‬


‫جرائم النشر أو المطبوعات واثر‬
‫ذلك ‪:‬‬

‫جرائم النشر )المطبوعات( أما أن تكون جناية ) أي أن الجريمة تكون عقوبتها ثلث‬
‫سنوات وأعلى( و إما أن تكون جنحة ) أي أن الجريمة تكون عقوبتها دون الثلث‬
‫سنوات (‪.‬‬
‫وهذه الجرائم الجنائية والجنحوية اما أن تكون من اختصاص المحاكم العادية أو من‬
‫اختصاص محكمة أمن الدولة‪.‬‬
‫أما بالنسبة لختصاص المحاكم العادية‪:‬‬ ‫‪-‬‬
‫فقد نصت المادة ‪ 270‬من قانون أصول المحاكمات الجزائية رقم )‪ (9‬لسنة‬
‫‪ 1961‬على انه‪:‬‬
‫)يقبل الطعن بطريق التمييز جميع الحكام والقرارات الجنائية الصادرة عن‬
‫محكمة الستئناف وقرارات منع المحاكمة الصادرة عن النائب العام في‬
‫القضايا الجنائية(‪.‬‬

‫من هنا نستطيع القول ان جرائم النشر الجنائية التي تنظرها المحاكم العادية‬
‫يمكن الطعن فيها أمام محكمة التمييز‪.‬‬
‫واما جرائم النشر الجنحوية فل يمكن تمييزها إل عن طريق‬
‫) النقض بأمر خطي( وفقا للمادة ‪ 291‬أصول جزائية بأمر من وزير العدل‬
‫لوقوع إجراء فيها مخالف للقانون او لصدور حكم او قرار فيها مخالف‬
‫للقانون وكان الحكم او القرار مكتسب الدرجة القطعية ولم يسبق لمحكمة‬
‫التمييز التدقيق في الجراء او الحكم او القرار المطعون فيه‪.‬‬
‫ومن المعروف أن مثل هذا الطعن يطبق في حدود ضيقة جدا لعتبارات قانونية‬
‫وواقعية عديدة ل مجال لذكرها في هذا المقام‪.‬‬

‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫)‪ (12‬يحيى شقير – المعايير الدولية لحرية الصحافة – منشورات بمركز حماية الصحفيين‬
‫)‪ (13‬منظمةمراسلون بل حدود – خبر صحفي – المشرق العلمي‪12/05/2004 .‬‬

‫أما بالنسبة لختصاص محكمة أمن الدولة‪:‬‬ ‫‪-‬‬


‫فقد نصت المادة ‪/9‬ب من قانون محكمة أمن الدولة رقم ‪ 17‬لسنة ‪1959‬‬
‫وتعديلته السارية المفعول على‪:‬‬
‫)مع مراعاة الحكام الفقرة )ج( من هذه المادة تكون‬ ‫‪.1‬‬
‫أحكام محكمة أمن الدولة في الجنايات قابلة للتمييز خلل ثلثين‬
‫يوما من تاريخ تفهيمها إذا كانت وجاهية ومن تاريخ تبليغها إذا‬
‫كانت غيابية وذلك بالنسبة للنائب العام و المحكوم عليه(‪.‬‬
‫تكون أحكام محكمة أمن الدولة في الجنح قابلة للطعن‬ ‫‪.2‬‬
‫لدى محكمة التمييز خلل خمسة عشر يوما ً من تاريخ صدورها إن‬
‫كانت وجاهية وتاريخ تبليغها إن كانت غيابية او بحكم الوجاهي‬
‫وتسري هذه الحكام على الفعال المقترفة بعد نفاذ أحكام هذا‬
‫القانون ‪.‬‬
‫وتجدر الشارة هنا إلى أن البند الثاني من الفقرة من المادة السابقة تم‬
‫إضافته بموجب القانون المعدل رقم )‪ (22‬لسنة ‪ 2004‬والذي تم العمل به‬
‫منذ تاريخ نشره في الجريدة الرسمية في ‪ 1/6/2004‬بعد أن كانت قرارات‬
‫محكمة امن الدولة في الجنح قطعية ل يطعن فيها بموجب قانون معدل في‬
‫‪ . 8/10/2001‬ولقد أصدرت محكمة امن الدولة خلل هذه الفترة بعض‬
‫القرارات بحق الصحافة منها تعليق صدور جريدة أسبوعية لمدة شهرين‬
‫وحبس ثلث صحفيين ‪.‬‬
‫وحقيقة يعتبر عدم قبول الطعن بقرارات محكمة البداية‬
‫الجنحوية أمام محكمة التمييز في قضايا المطبوعات والنشر‬
‫قيدا ً غير مباشر على حرية الصحافة ؟‬
‫لكن ما هو الثر المترتب على عدم قابلية قرارات محكمة البداية‬
‫الجنحوية في قضايا النشر والمطبوعات للطعن بها تمييزا؟!‬

‫حقيقة ومن واقع تجربة عملية متواضعة نجد أن هذه النوعية من القضايا‬
‫تتمتع بخصوصية معينة لعدة اعتبارات أهمها‪:‬‬
‫ارتباط حرية الصحافة والعلم بحق دستوري وهو حرية الرأي‬ ‫‪-‬‬
‫والتعبير‪.‬‬
‫أن حرية الصحافة مكفولة بموجب معاهدات دولية والردن‬ ‫‪-‬‬
‫أحد أطراف هذه المعاهدات‪.‬‬
‫أن الصحفي في العادة والصل يهدف إلى تحقيق مصلحة‬ ‫‪-‬‬
‫عامة‪.‬‬
‫أخيرا وهذا حقيقة هو الهم أن هناك العديد من‬ ‫‪-‬‬
‫النقاط القانونية المتصلة بهذا النوع من القضايا هي محل‬
‫خلف بين المحاكم ول يوجد استقرار قضائي عليها خاصة‬
‫كونها مسائل اجتهادية‪.‬‬

‫والكل يعلم أهمية الدور الذي تلعبه محكمة التمييز الموقرة في وضع سوابق‬
‫قضائية مستقرة تهتدي بها المحاكم عند تعرضها لمسائل اجتهادية‪.‬‬
‫لجميع تلك العتبارات نرى ضرورة وأهمية بالغة لرقابة محكمة التمييز من الناحية‬
‫الموضوعية وليس فقط من الناحية القانونية على جميع جرائم المطبوعات‪.‬‬
‫يقول المستشار هشام البسطويسي نائب رئيس محكمة النقض المصرية الحالي‬
‫)‪( 14‬‬
‫عن محكمة النقض المصرية وقضائها‪:‬‬
‫إن قضاة محكمة النقض )) اتخذوا من فكرة مراقبة صحة تطبيق القانون – في‬
‫أحوال كثيرة – إطارا عاما يتسع لخضاع الحكم الجائر لمعايير العدالة والمساواة‬
‫والحرية والديمقراطية‪ .‬ولم يقتصر هذا المسلك لقضاة النقض على قضايا الرأي‬
‫والحريات العامة ولكن كان هذا مسلكهم في كل أنواع القضايا والمنازعات انتصارا‬
‫لعقيدة الحرية والعدالة المساواة التي فطر الله الناس عليها ووثقها لهم برسالت‬
‫رسله‪ ،‬ولكنه في خصوص قضايا حرية الصحافة كان هذا المسلك خطا ثابتا وظاهرا‬
‫جعلت له حدودا وضوابط‪((.‬‬

‫والنقاط الجتهادية المتعلقة بجرائم الرأي أو النشر والمطبوعات متعددة ل نستطيع‬


‫حصرها في هذا المقام‪ ،‬لكن من أهم تلك النقاط هو كيفية تفسير المقال أو‬
‫الكاريكاتير‪.‬‬
‫حقيقة أن هذا الموضوع نواجه فيه بعض الختلفات بين المحاكم على كيفية تفسير‬
‫المقال أو الكاريكاتير‪.‬‬

‫وتنبع أهمية هذا الموضوع إلى أن قضايا النشر والمطبوعات ل تقتصر على دعاوى‬
‫الذم والقدح ولكنها تمتد لتشمل عددا من القضايا المختلفة مثل الجرائم الواقعة‬
‫على أمن الدولة أو ازدراء الديان ويعتبر البدء في تفسير عبارات المقال مسألة‬
‫أولية لمعرفة النموذج العقابي الذي يندرج تحت وصفه المقال موضوع الدعوى‪.‬‬
‫ومنبع الخلف بالنسبة لتفسير المقال أن البعض يقوم بتفسير المقال فقط على‬
‫أساس العبارة أو العبارات الواردة فيه دون النظر إلى مجموع الكلم أي المقال‬
‫ككل‪.‬‬

‫وفي هذا المجال يقول المحامي نجاد البرعي )‪ (15‬وفي مجال جرائم القذف انه إذا‬
‫كانت اللفاظ عربية سليمة عادية فسرها القاضي طبقا لمعناها الطبيعي إل إذا‬
‫أثبت أن لها معنى آخر‪ ،‬فان كانت عامية أو سوقية أو اصطلحية في الحرف أو‬
‫التجارة فان الظروف هي التي تحدد حقيقة المراد منها مع ملحظة العرف والعادة‬
‫المعلومين للمتهم والمجني عليه ولمن نشر بينهم القول أو الكتابة‪.‬‬
‫وخلصة ما تقدم أن التفسير ينظر فيه إلى مجموع الكلم والى اللغة والعرف‬
‫والظروف الخاصة بالجاني و المجني عليه والوسط الذي نشر فيه الكلم‪.‬‬

‫ويستطرد قائل أن الحكام في مصر استقرت بأنه‪:‬‬


‫)لتفسير كلمات المقال يجب حمل الكلمات والعبارات والرسوم على معناها العادي‬
‫وان العبرة بالمقال كله في مجموعة دفعة واحدة فل يصح تجزئة المقال أو‬
‫الخطاب أو الرسم واعتبار جزءا منه ماسا بأحد مع صرف النظر عن باقيه وانما‬
‫العبرة به ككل وانه إذ اشتمل المقال على معنيين إحداهما سيئ والخر مباح كان‬
‫على محكمة الموضوع أن توازن بين المرين مستندة إلى مختلف الظروف‬
‫والعبارات(‬
‫)نقض ‪ – 20 ، 6/10/69‬مجموعة الحكام ص ‪( 1014‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫)‪ (14‬حرية الصحافة في قضاء محكمة النقض المصرية – اصدارات مركز حماية وحرية الصحفيين‪2004.‬‬
‫)‪ (15‬نجاد البرعي – محامي بالنقض – حدود القاضي في تفسير وتكييف المقال ‪ /‬اصدارات مركز حماية‬
‫وحرية الصحفيين ‪2003‬‬
‫أما في الكاريكاتير تحل الصور محل اللفاظ والعبارات وترمز إلى معنى‬
‫معين فيه نقد أو تعليق أو ذم أو تحريض أو مدح‪.‬‬
‫ويتألف الكاريكاتير من عنصرين‪ :‬الرسم والمعنى الذي يريده الرسام من‬
‫الصورة‪ ،‬وهو في الغالب يحمل معنيين أحدهما مباشر تدل عليه الصورة‪،‬‬
‫والخر غير مباشر وهو الذي يرمي إليه الفنان‪ ،‬والقاعدة في هذا الخصوص‬
‫أن الرسام ل يحاسب إل على المعنى غير المباشر الذي يريد أن يوصله إلى‬
‫الناس إذا كان هذا المعنى معاقب عليه‪ .‬أما المعنى المباشر الذي تمثله‬
‫الصورة أو الرسم فل يحاسب عليه إل إذا خرج فيه عن الحدود المعقولة‬
‫للدعابة بان كانت شائنة في ذاتها على أساس أن اختياره لهذه الصورة أو‬
‫الرسم كان تعمدا ورغبة في التحقير والتشهير وليس مجرد إبداء رأي أو‬
‫توجيه نقد‪.‬‬

‫لذا نعتقد بأهمية وجود قرارات تمييزية ترسي قواعد لتفسير المقال أو‬
‫الكاريكاتير وغيرها من النقاط محل الخلف وذلك وصول نحو تحقيق العدالة‪.‬‬
‫وهذا ل يتحقق إل بوجود رقابة لمحكمة التمييز على أحكام المحاكم في‬
‫قضايا المطبوعات‪.‬‬

‫فمثل في مصر )‪ (17‬تراقب محكمة النقض اعتبارا من ‪ 25‬ديسمبر ‪1939‬‬


‫تفسير محكمة الموضوع لعبارات المقال الصحفي أو الرسم الكاريكاتيري‬
‫حيث اصدر بهذا التاريخ حكما ويقضي ) أن لمحكمة النقض في الجرائم التي‬
‫تقع بطريق النشر أن تراقب محكمة الموضوع فيما ترتبه من النتائج‬
‫القانونية على المقال موضوع المحاكمة وذلك ل يكون إل بان تبحث في‬
‫المقال لتتبين مناحيه وتستظهر مراميه ثم تطبق القانون على وجهه الصحيح‬
‫على أساس ما يتبين لها من حقيقة المر فيه(‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫)‪ (17‬نجاد البرعي ‪-‬حدود القاضي في تفسير وتكييف المقال ‪.‬‬
‫المحور الثاني‪ :‬دائرة التجريم والعقاب‬

‫من خلل النظرة الشمولية للنصوص القانونية التي تتضمن قواعد التحريم والعقاب‬
‫المتعلقة بالصحافة والعلم والتي تتناثر بين عدة قوانين يمكننا القول أن المشرع‬
‫الردني يوسع من دائرة التجريم والعقاب كأحد أهم الوسائل للضغط على حرية‬
‫الصحافة والرقابة عليها ما أمكن ‪ .‬فتارة نجده يكثر من استخدام المصطلحات‬
‫الغامضة والمطاطية والتي قد يكون من الصعب إيجاد معيارمحدد لتوضيحها وإزالة‬
‫ما بها من غموض مما يؤدي للخروج عن مبدأ شرعية الجرائم ‪ .‬وتارة اخرى أخرى‬
‫يخرج عن مبدأ قرينة البراءة ناهيك عن التشدد في العقوبات السالبة للحرية ‪.‬‬
‫ومن المثلة على ذلك ‪:‬‬
‫أول ً ‪ :‬ذم مجلس المة او أحد أعضائه أو الهيئات الرسمية‬
‫والموظفين العمومميين ‪.‬‬

‫المادة ]‪ [191‬من قانون العقوبات الردني ‪:‬‬


‫ً‬
‫) يعاقب على الذم بالحبس من ثلثة أشهر إلى سنتين إذا كان موجها إلى مجلس‬
‫المة أو أحد أعضائه أثناء عمله أو بسبب ما أجراه بحكم عمله أو إلى احدى الهيئات‬
‫الرسمية أو المحاكم أو الدارات العامة أو الجيش أو إلى أي موظف أثناء قيامه‬
‫بوظيفته أو بسبب ما أجراه بحكمها (‬

‫اثبات الذم في حق الموظفين العموميين‪ ).‬نقد الموظف العام(‬


‫المادة] ‪: [192‬‬
‫)‪ -1‬اذا طلب الذام ان يسمح له باثبات صحة ما عزاه الى الموظف‬
‫المعتدى عليه فل يجاب الى طلب ال ان يكون ما عزاه متعلقا بواجبات وظيفة‬
‫ذلك الموظف او يكون جريمة تستلزم العقاب قانونًا‪.‬‬
‫‪ -2‬فاذا كان الذم يتعلق بواجبات الوظيفة فقط وثبتت صحته فيبرأ الذام وال فيحكم‬
‫عليه بالعقوبة المقررة للذم‪.‬‬
‫يلحظ من خلل نص الفقرة الثانية من المادة ‪ 192‬عقوبات ان المشرع نقل عبء‬
‫الثبات وجعله علىعاتق الذام بدل ً من ان يكون على عاتق النيابة العامة مخالفا ً في‬
‫ذلك قرينة البراءة وفقا ً للمفهوم التي تم توضيحه سلفا ً ‪.‬‬
‫حقيقة أن هذا النهج للمشرع الردني خاصة في موضوع في غاية الهمية وهو نقد‬
‫أعمال الموظف العام يعتبر قيدا ً كبيرا ً على عمل الصحفيين خاصة ‪ ،‬أن الصحفيين‬
‫غالبا ما يعتمدون على مصادر تطلب عدم الكشف عن نفسها ‪ ،‬مما يجعل إثبات‬
‫البينة مستحيل عمليا ‪..‬‬

‫ثانيا ً ‪ :‬في الجرائم الواقعة على أمن الدولة ‪:‬‬

‫المادة )‪ (130‬من قانون العقوبات‪:‬‬


‫‪ ) -1‬من قام في المملكة زمن الحرب أو عند توقع نشوبها بدعاية ترمي إلى‬
‫إضعاف الشعور القومي أو إيقاظ النعرات العنصرية أو المذهبية عوقب بالشغال‬
‫الشاقة المؤقتة(‬

‫المادة )‪ (132‬من قانون العقوبات‪:‬‬


‫) كل أردني يذيع في الخارج وهو على بينــة مــن المــر أنبــاء كاذبــة أو‬ ‫‪-1‬‬
‫مبالغا فيها من شأنها أن تنال من هيبة الدولة أو مكانتها‪ ،‬يعاقب بالحبس مدة‬
‫ل تنتقص عن ستة اشهر وبغرامة ل تزيد على خمسين دينارا(‬

‫المادة )‪/8‬د( من قانون حماية أسرار ووثائق الدولة‬


‫)م‪ (8/‬تصنف بدرجة محــدود أيــة معلومــات أو وثــائق محميــة تتضــمن‬ ‫‪-1‬‬
‫معلومات تنطبق عليها أوصاف التالية‪:‬‬
‫التقارير التي من شأنها إفشاء مضمونها احداث تــأثير ســيئ علــى الــروح‬
‫المعنوية للمواطنين ما لم يؤذن بنشرها‪.‬‬
‫من المعروف أن المشرع هو الذي يحدد الفعال المعدة جرائم ويبين مضمونها من‬
‫أركان وعناصر بدقة ووضوح بطريقةل يكتنفها اللبس والغموض‪ .‬كما انه هو الذي‬
‫يحدد العقوبات المقررة لها نوعا أو مقدارا‪ .‬فهدا المبدأ _ أي مبدأ الشرعية_‬
‫يضع حدا فاصل بين ما للشارع وبين ما للقاضي من اختصاص ويقع على عاتق‬
‫سلطات الدولة مراعاته‪ .‬وان قيمة هذا المبدأ تتجلى في كونه ضمانة للحريات‬
‫) ‪(18‬‬
‫الشخصية وهو الفيصل بين ما هو محظور وما هو غير محظور‪.‬‬

‫و لقد حكمت المحكمة الدستورية العليا المصرية في قرارها رقم )‪ (59‬لسنة‬


‫‪ 1997‬الذي نشر في الجريدة الرسمية المصرية بالعدد رقم )‪ (7‬لسنة ‪1997‬‬
‫بتاريخ ‪: 13/2/1997‬‬
‫) إن الصل في النصوص العقابية أن تصاغ في حدود ضيقة تعريفا‬
‫بالفعال التي جرمها المشرع وتحديدا لماهيتها لضمان أل يكون‬
‫التجهيل بها موطنا للخلل بحقوق كفلها الدستور للمواطنين كتلك‬
‫التي تتعلق بحرية عرض الراء وضمان تدفقها من مصادرها المختلفة‬
‫وكذلك بالحق في تكامل الشخصية وان يؤمن كل فرد ضد القبض أو‬
‫العتقال غير المشروع(‬

‫وعليه يكون استخدام المشرع لعبارات واسعة وفضفاضة في النصوص المجرمة‬


‫أحد أهم المؤشرات على توسع المشرع في دائرة التجريم‪.‬‬

‫وما نص المادة )‪ (118‬من قانون العقوبات إل مثال على استخدام ألفاظ‬


‫غيرمنضبطة وعدم احكام أركان الجريمة وجعلها على نتائج محتملة والتي تعاقب‬
‫عليها بالعتقال المؤقت مدة ل تقل عن خمس سنوات" كل من خرق التدابير التي‬
‫اتخذتها الدولة للمحافظة على حيادها في الحرب" ومن اقدم على أعمال أو كتابات‬
‫أو خطب لم تجزها الحكومة معرض المملكة لخطر أعمال عدائية أو عكر صلتها‬
‫بدولة أجنبية أو عرض الردنيين لعمال ثأرية تقع عليهم أو على أموالهم‪".‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫)‪ (18‬الدكتور كامل السعيد ‪ /‬الحكام العامة للجريمة بقانون العقوبات الردني ص )‪(44‬‬
‫وتأكيد لما تقدم سأتناول المثالين التاليين‪:‬‬
‫)‪(19‬‬
‫‪ -1‬جرائم النيل من هيبة الدولة ومن الشعور القومي‬

‫فقد عالجت المواد من ‪ 130‬إلى ‪ 132‬من قانون العقوبــات الردنــي جريمــة النيــل‬
‫من هيبة الدولة ومن الشعور القومي ‪،‬فنصت المادة ‪ 130‬على انه " مــن قــام فــي‬
‫المملكة في زمن الحرب أو عند توقع نشوبها بدعايــة ترمــي إلــى إضــعاف الشــعور‬
‫القومي أو إيقاظ النعرات العنصرية أو المذهبية عــوقب بالشــغال الشــاقة المؤقتــة‬
‫"‪.‬‬

‫وتذهب المادة ‪ 131‬بند ‪ 1‬إلى انه " يستحق العقوبة المبينة في المادة السابقة من‬
‫أذاع في المملكة في الحوال عينها أنباء يعرف أنها كاذبة أو مبالغ فيها من شانها أن‬
‫توهن من نفسية المة " وتضيف المادة ذاتها في البند الثاني " إذا كــان الفاعــل قــد‬
‫أذاع هذه النباء وهو يعتقد صحتها ‪ ،‬عوقب بالحبس مدة ل تقل عن ثلثة اشهر " ‪.‬‬

‫أما المادة ‪ 132‬فتعاقب في البند الول " كل أردني يذيع في الخارج وهو على بينة‬
‫من المر أنباء كاذبة أو مبالغ فيها من شانها أن تنال من هيبة الدولة أو مكانتها ‪،‬‬
‫يعاقب بالحبس مدة ل تنقص عن ستة اشهر وبغرامة ل تزيد على خمسين دينارا "‬
‫ول تقل العقوبة عن سنة واحد ة إذ كان ما ذكر موجها ضد جللة الملك أو ولي‬
‫العهد أو أحد أوصياء العرش "‪.‬‬

‫نننننن ننن ننن نننننن نننننننن نننننننن ‪-:‬‬

‫• الملحظة الولى‪ :‬أن المشرع لجأ إلى عبارات غير منضبطة أو فضفاضة ‪،‬‬
‫فالمادة ‪ 131‬بند ‪ 1‬ل تعاقب فقط على نشر أنباء كاذبة وهو أمر منضبط وسهل‬
‫الثبات ولكنها تعاقب على نشر أنباء مبالغ فيها ‪ ،‬وهو أمر ل يمكن معرفة معياره‬
‫لضبطه فما قد يعتبره فرد انه مبالغة قد ير ى آخرون انه اقل من الحقيقة بكثير ‪،‬‬
‫فضل عن أن النطاق الزماني للنص يدعو إلى البلبلة ‪،‬فالحديث عن زمن الحرب‬
‫معلوم وهو وجود عمليات عسكرية على الجبهة واشتباك بين قوات الدولة وقوات‬
‫معادية لها ‪ ،‬لكن عبارة أو توقع نشوبها ‪ ،‬تحمل كثير من الغموض ‪ ،‬فتوقع نشوب‬
‫الحرب من عدمه مسالة تختلف فيها التقديرات فالوضع المتوتر الراهن بين الكثير‬
‫من الدول العربية وإسرائيل قد يدعو إلى توقع نشوب حرب بينها رغم وجود‬
‫معاهدات سلم مع مصر والردن ‪ ،‬وهو المر الذي ل يمكن أن يعرفه حتى الكثير‬
‫من المتنفذين ‪.‬‬
‫• الملحظة الثانية‪ :‬إن تلك النصوص ل تعتبر أن حسن النيـة سـببا للباحـة أو حـتى‬
‫مانعا للعقاب ‪ ،‬فلو أذاع الردني في الخارج أنباء يعتقد بصــحتها ‪ ،‬مســتندا فــي ذلــك‬
‫لسباب معقولة فان هذا المر لن يعفيه من عقوبة الحبس لثلثة اشهر‪.‬‬

‫وكما لحظنا فان النشر في الخارج هو محل التجريم حتى لو كان صحيحا مادام هذا‬
‫النشر ينال من هيبة الدولة او شــرفها او اعتبارهــا … فــإذ نشــر شــخص مقــال عــن‬
‫وقائع فساد مالي في الردن مثل فان ذلك كله يقع تحت طائلــة التجريــم حــتى وان‬
‫كان ما نشره صحيحا مادام ذلك يمس هيبة الدولة او شرفها‪.‬‬

‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫)‪ (19‬المصدر_)جرائم النشر ذات الطابع السياسي في القانون الردني بالتطبيق على القانون المصري(‬
‫نجاد البرعي المحامي بالنقض‪/‬اصدارات مركز حماية وحرية الصحفيين ‪.2003‬‬

‫الجرائم التي تنال من الوحدة الوطنية او تعكر الصفاء بين‬ ‫‪-2‬‬


‫عناصر المة‪ .‬المادة ‪ 150‬من قانون العقوبات‪.‬‬

‫لقد كانت المادة ‪ 150‬عقوبات قبل تاريخ ‪ 2/10/2001‬تنص على‪:‬‬

‫)كل كتابة او خطابــة او عمــل بقصــد منــه او ينتــج عنــه إثــارة النعــرات المذهبيــة او‬
‫العنصرية او الحض على النزاع بين الطوائف ومختلف عناصر المة يعاقب بــالحبس‬
‫مدة ستة اشهر الى ثلث سنوات وبغرامة ل تزيد على خمسين دينار(‬

‫ال انه وبتاريخ ‪ 2/10/2001‬تم تعديل هذه المادة بموجب قانون مــؤقت رقــم )‪(54‬‬
‫لسنة ‪ 2001‬ونشر بالجريدة الرسمية بتاريخ ‪ 8/10/2001‬ويلحظ ان التعــديل جــاء‬
‫بعد حوالي شهر من الهجمات الرهابيــة علـى نيويـورك‪ .‬وهــذا القـانون المعـدل لـم‬
‫يقتصر على تعديل م‪ 150/‬فقط بل وعدل المادة )‪ (147‬عقوبات المتعلقة بتعريــف‬
‫الرهاب‪.‬‬

‫وقد يتساءل البعض ما الغاية من التنويه لذلك‪ .‬حقيقففة أننففا نتجففه فففي‬
‫هذا المثال ليس لبيان المآخذ على النص القانوني وتعديله وانما لبيان‬
‫الظروف المحيطة بتعديل النص القانوني مففع بيففان السففباب الموجبففة‬
‫للتعففديل وذلففك لتوضففيح السياسففة التشففريعية الففتي يتبعهففا المشففرع‬
‫الجزائي‪.‬‬

‫ومن هنا نقول لقد كانت لئحة السباب الموجبة للقانون المـؤقت رقـم )‪ (54‬لسـنة‬
‫‪ 2001‬قانون معدل لقانون العقوبات تنص على‪:‬‬

‫) نظرا لن مفهوم العمل الرهابي قد توسع وتعددت أســاليب تنفيــذه بحيــث اصــبح‬
‫النص المتعلق به في قانون العقوبات النافذ المفعول قاصـرا ً علـى شـمول أحكـامه‬
‫لجميع حالت ووسائل تنفيذ العمال الرهابية ونظرا لضرورة تشديد العقوبات علــى‬
‫كل من يرتكب جرائم الرهاب فقد تم وضع هذا القانون المعــدل لســد هــذا النقــص‬
‫) ‪(20‬‬
‫في قانون العقوبات الحالي وبصورة خاصة للسباب التالية‪:‬‬

‫توسيع نطاق مفهوم العتداء علــى أمــن الدولــة ســواء كــان فرديــا او‬ ‫‪-1‬‬
‫جماعيــا وتجريـم أعمـال الخطـف بقصــد ابــتزاز الجهـات الرسـمية والخاصـة‬
‫وتجريم اي أعمال تؤدي الى المساس بأمن الدولة الداخلي والخارجي‪.‬‬
‫منع الصحف والمطبوعات من نشــر مــا يســيء الــى الوحــدة الوحــدة‬ ‫‪-2‬‬
‫الوطنيـــة وحريـــات الشـــخاص وكرامتهـــم والـــى هيبـــة الدولـــة وســـمعتها‬
‫وكرامتها ‪..........‬الخ‬

‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫)‪ (20‬هذه السباب مرفقة مع القانون المعدل ومحفوظة لدى البرلمان‪.‬‬

‫وفعل تم تعديل المادة ‪ 150‬عقوبات لتصبح بالنص التي‪:‬‬

‫‪ -1‬على الرغم مما ورد في اي تشريع آخر‪ ،‬يعاقب بــالحبس علــى كــل كتابــة او‬
‫خطاب او عمل يذاع باي وسيلة كانت او على نشر خبر بصحيفة او باي مطبوعة‬
‫من شان اي منها الساءة للوحدة الوطنية او التحريض على ارتكاب الجــرائم او‬
‫زرع الحقــاد وبــذر الكراهيــة و الشــقاق بيــن أفــراد المجتمــع أو اثــارة النعــرات‬
‫المذهبيــة أو العنصــرية أو الســاءة الــى كرامــة الفــراد وســمعتهم وحريــاتهم‬
‫الشخصــية أو زعزعـة أوضــاع المجتمــع الساســية بالترويــج للنحــراف او فســاد‬
‫الخلق او بنشر معلومات او إشاعات كاذبة او بالتحريض علــى الضــطرابات او‬
‫العتصامات او على عقد الجتماعات العامة بشــكل يخــالف أحكــام التشــريعات‬
‫النافذة او بأي فعل من شأنه المس بهيبة الدولة او سمعنها او كرامتها‪.‬‬
‫‪ -2‬إذا تم نشر الخبر بواسطة صحيفة او مطبوعة فيكون رئيس تحرير الصــحيفة‬
‫ومالكها مسؤولين عما ينشر فيها ويعاقب كل منهمــا بــالحبس مــدة ل تقــل عــن‬
‫ثلثة اشهر ول تزيد عن ستة اشهر او بغرامــة ماليــة ل تزيــد علــى خمســة آلف‬
‫دينار او بكلتا العقوبتين كما ويقضى بإغلق الصحيفة او المطبوعة بصورة مؤقتة‬
‫او دائمة وفقا لما تقرره المحكمة‪.‬‬

‫ولن أتطرق للمآخذ الواضحة جدا على هذه المادة أهمهــا افــتراض مســئولية رئيــس‬
‫التحرير ومالك الصحيفة‪ ،‬لكن أود الشارة الى ان هــذه المــادة بقيــت بهــذا الشــكل‬
‫لمدة سنتين تقريبا‪ .‬وقد صدر عن محكمة أمن الدولة خللها بعــض الحكــام اســتنادا‬
‫لهذه المادة ومنها قرار قضى بحبس كاتب مقال لمــدة سـتة اشــهر ومــدير التحريـر‬
‫لمدة شهرين ورئيس التحرير ثلثة اشــهر‪ .‬وتــم إغلق الصــحيفة لمــدة شــهرين مــن‬
‫‪(21).‬‬
‫تاريخ الغلق الصادر عن المدعي العام‬
‫علــى أي حــال عــاد المشــرع وقــام بتعــديل نــص المــادة ‪ 150‬عقوبــات بتاريــخ‬
‫‪ 21/4/2003‬بموجب قانون معدل رقم )‪ (45‬لسنة ‪ . 2003‬و أرجعه للنص القــديم‬
‫ولكن الملفت للنظر ما ورد في السباب الموجبة للتعديل حيث جاء فيها‪:‬‬

‫)لقد تم وضع هذا القانون المعدل بهدف العودة الــى النــص الصــلي للمــادة )‪(150‬‬
‫عقوبات قبل التعديل حيث ان هذه المادة سبق تعديلها لسد فراغ فــي ظففل عففدم‬
‫وجود جهات تمارس الرقابة على مهنة الصففحافة‪ ،‬وبعــد تشــكيل المجلــس‬
‫العلى للعلم وتحمله لمهامه بموجب قانون المجلس العلى للعلم كان ل بد مــن‬
‫تعديل هذه المادة والعودة للنص السابق ‪.(..‬‬

‫يقول الدكتور محمد نور فرحات أستاذ القانون والمستشــار القــانوني للتحــاد العــام‬
‫للصحفيين العرب)‪ .(22‬عند حديثه عن حالة الصحافة العربية في عام ‪ 2003‬بموضوع‬
‫القانون والحرية‪ -:‬ان الموازنة الدقيقة بيــن قيمــة الحريــة مــن ناحيــة وقيمــة المــن‬
‫والنظام من ناحية ثانية‪ ،‬هي موازنة مختلــة فــي التشــريعات العربيــة لصــالح الكفــة‬
‫الثانية دون الولى‪ .‬ويحار المرء عنــدما يطـالع عـددا مـن التشــريعات العربيــة كيـف‬
‫يمكــن للســلطات العامــة فــي هــذه المجتمعــات ان تطبــق هــذا الكــم الهــائل مــن‬
‫التشريعات المطاطة الغامضة العبارة القاسية الزاجرة في وقت يتحدث فيه الجميع‬
‫عن اللتزام بقيم التعددية والديمقراطية وحقوق النسان؟‬

‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫)‪ (21‬قرار رقم ‪ . 103/2003‬قطعي‪ .‬تاريخ ‪17/2/2003‬‬
‫)‪ (22‬حالة الصحافة العربية ‪ 2003‬المؤتمر السنوي للمنظمة العربية لحرية الصحافة‬

‫وكيف يمكن للصحفيين أهل الفكر والرأي ان يباشروا عملهم وان يعبروا عن آرائهم‬
‫مع ضمان حد أدنى من أمنهم الشخصي في وجود هــذا الكــم الهــائل مــن النصــوص‬
‫العقابية التي تعاقب على الفكر والرأي‪....‬‬

‫وضرب أمثلة ذلك من النصوص العقابية العربية ومنها‪:‬‬

‫المواد التي تعاقب على التحريض على بغض طائفة او طوائف‬ ‫‪-‬‬
‫من الناس‬
‫المواد التي تعاقب على التحريض على عدم النقياد للقوانين‬ ‫‪-‬‬
‫المواد التي تعاقب على العيب في حق ممثل دولة أجنبية‬ ‫‪-‬‬
‫المواد التي تعاقب على ســب مجلــس الشــورى أو غيرهــا مــن‬ ‫‪-‬‬
‫الهيئات‪.‬‬

‫المحور الثالث‪ :‬حق الوصول للمعلومات والحصول عليها وتداولها‬

‫كنا قد بينا ان الدستور الردني وفي المادة ‪ 15‬منه نص على ان )الصحافة‬


‫والطباعة حرتان ضمن حدود القانون(‪.‬‬
‫واوضحنا ان القانون يجب ان ل ينتقص حقا كفله الدستور ويقتصر دوره على‬
‫تنظيمه فقط‪ .‬وعليه ان هذا التنظيم يجب ان ل يهدم اي عنصر من عناصر حرية‬
‫الصحافة‪ .‬بل على العكس ل بد من ترسيخ هذه العناصر ابتداءً ومن ثم يلعب بدائرة‬
‫التنظيم وفق المحددات الدستورية للحق المكفول‪ .‬ولقد كفلت المادة )‪ (19‬من‬
‫العهد الدولي للحقوق المدنية والسياسة والعلن العالمي لحقوق النسان وكذلك‬
‫الميثاق العربي لحقوق النسان هذا الحق ايضا‪ .‬ويعتبر حق الوصول للمعلومات‬
‫والحصول عليها وتدوالها احد اهم المقومات الساسية لحرية العلم عامة ولحرية‬
‫الصحافة خاصة‪ .‬اذ ل يمكن تصور قيام صحافة حرة بغير حرية وصول المعلومات‪.‬‬
‫واذا كان المشرع يلزم الصحفي بأن ل ينشر معلومات غير موثقة او غير دقيقة فانه‬
‫يجب على هذا المشرع ان يضمن لهذا الصحفي الحق في الحصول على‬
‫المعلومات من مصادرها‪.‬‬

‫لكن هل حق الوصول للمعلومات والخبار والوثائق الرسمية والدارية‬


‫وتداولها مكفول للجميع و‪/‬او للصحفيين على ارض الواقع؟! وهل‬
‫وضع المشرع النصوص القانونية الكفيلة بحق الجمهور والصحافة‬
‫خاصة بالوصول للمعلومات؟!‬
‫كنا قد بينا أن المادة ) ‪ (6‬من قانون المطبوعات والنشر نصت على ان حرية‬
‫الصحافة تشمل حق الحصول على المعلومات والخبار والحصاءات التي تهم‬
‫المواطنين من مصادرها المختلفة وتحليلها ونشرها والتعليق عليها‪.‬‬
‫كما و نصت المادة )‪ (8‬من ذات القانون على انه‪:‬‬
‫) للصحفي الحق في الحصول على المعلومات وعلى حميع الجهات الرسمية‬
‫والمؤسسات العامة لتسهيل مهمته واتاحة المجال له للطلع على برامجها‬
‫ومشاريعها وخططها(‪.‬‬

‫ولكن هل يكفي نص المادتين السابقتين لضمان حق الصحفيين في الحصول على‬


‫المعلومات ‪ ،‬بحيث يستطيع الصحفي مراجعة اي جهة رسمية ويطلب منها وثائق او‬
‫معلومات؟!‬
‫في البداية ارجو ان أبين التي‪:‬‬
‫ان نص المادة )‪ (8‬من نانون المطبوعات والنشر ل يحتوي‬ ‫‪-1‬‬
‫على ما يلزم الجهات الحكومية و المؤسسات الرسمية والعامةلغايات‬
‫تمكين الصحفي من الحصول على المعلومات‪ ،‬وهذا واضح من‬
‫الصياغة القانونية للمادة‪.‬‬
‫وحتى لو قامت الجهات المذكورة في م‪ 8/‬بتمكين الصحفي‬ ‫‪-2‬‬
‫من الحصول على المعلومات فانه ل يستطيع الحصول ال على‬
‫البرامج و المشاريع و الخطط دون غيرها من تلك الجهات‪.‬‬
‫ل يوجد في نص المادة )‪ (8‬مطبوعات اجراءات محددة لكيفية‬ ‫‪-3‬‬
‫الحصول على المعلومات ولم تلزم الجهات المذكورة فيها باصدار‬
‫قرار برفض او قبول طلب الصحفي‪.‬‬
‫ان نص المادة )‪ (8‬ترك امر تحديد وتصنيف المعلومات بيد‬ ‫‪-4‬‬
‫الهيئات والجهات الحكومية والرسمية دون معيار محدد‪ .‬ولم يحدد‬
‫النص من هي الهيئات العامة التي يمكن للصحفي تقديم طلب لها‬
‫للحصول على المعلومات‪.‬‬
‫واذا كان هناك استثناء على المعلومات بحيث ل يمكن نشرها فان هذا الستثناء‬
‫لم يحدد بموجب هذا النص‪.‬‬
‫عدم فاعلية نص المادة )‪ (8‬مطبوعات ونشر امام القيود‬ ‫‪-5‬‬
‫التشريعية المفروضة على حق الحصول على المعلومات ومن اهمها‬
‫فانون حماية اسرار ووثائق الدولة رقم )‪ (50‬لسنة ‪1971‬‬
‫ولقد عرف هذا القانون وفي المادة الثانية منه السرار والوثائق‬
‫المحمية بالتي ‪-:‬‬
‫) أية معلومات شفوية أو وثيقة مكتوبة أو مطبوعة مختزلة أو‬
‫مطبوعة على ورق مشمع أو ناسخ أو أشرطة تسجيل أو الصور‬
‫الشمسية والفلم أو المخططات أو الرسوم أو الخرائط أو ما‬
‫يشابها والمصنفة وفق أحكام هذا القانون ( ‪.‬‬

‫‪ -‬ولقد قسم هذا القانون السرار والوثائق المحمية إلى ثلثة أقسام درجات ‪-:‬‬
‫‪ -3‬محدود‬ ‫‪ -2‬سري‬ ‫‪ -1‬سري للغاية‬

‫وكأمثلة على ذلك ما يلي ‪-:‬‬


‫المادة ]‪ - [3‬تصنف بدرجة ) سري للغاية ( أية أسرار أو وثيقة محمية إذا تضمنت‬
‫المور التالية ‪-:‬‬
‫) أ‪ -‬أية معلومات يؤدي إفشاء مضمونها لشخاص تقتضي طبيعة عملهم‬
‫الطلع عليها أو الحتفاظ بها أو حيازتها إلى حدوث أضرار خطيرة بأمن الدولة‬
‫الداخلي أو الخارجي أو إلى فائدة عظيمة لية دولة أخرى من شأنها أن تشكل أو‬
‫يحتمل أن تشكل خطرا ً على المملكة الردنية الهاشمية ( ‪.‬‬
‫المادة ]‪ - [8‬تصنف بدرجة )محدود ( أية معلومات أو وثائق محمية تتضمن‬
‫معلومات تنطبق عليها الوصاف التالية ‪-:‬‬
‫د‪-‬التقارير التي من شأنها إفشاء مضمونها إحداث تأثير سيئ على الروح‬
‫المعنوية للمواطنين مالم يؤذن بنشرها ‪.‬‬

‫اضافة الى ذلك اعتبر القانون نفسه في المادة )‪ (10‬منه انه حتى الوثائق التي ل‬
‫ً‬
‫تشملها احكام هذا القانون تعتبر وثائق عادية ولكن ل يجوز افشاء مضمونها لغير‬
‫اصحاب العلقة بها ما لم يصرح بنشرها!!!‬
‫كما ونصت المادة )‪ (13‬من القانون على‪:‬‬
‫)يحظر اخراج الوثائق المحمية من الدوائر الرسمية ما لم تكن الضرورة قد اقتضت‬
‫ذلك ولمنع الحتفاظ بها في المساكن والماكن العامة ويحظر طباعة او نسخ‬
‫الوثائق المحمية خارج الدوائر الرسمية(‪.‬‬

‫ومن خلل المادة )‪ (16‬من ذات القانون نلحظ مدى تشدد المشرع والمغالة في‬
‫العقوبة حيث نصت على ‪:‬‬
‫من وصل إلى حيازته أو علمه أي سر من السرار أو المعلومات أو أية وثيقة محمية‬
‫بحكم وظيفته أو كمسؤول أو بعد تخليه عن وظيفته أو مسئوليته لي سبب من‬
‫السباب فأبلغها أو أفشاها دون سبب مشروع عوقب بالشغال الشاقة المؤقتة مدة‬
‫ل تقل عن عشر سنوات‬

‫والملحظ على هذا القانون ان المشرع لم يضع معيارا لهمية تلك السرار كما لم‬
‫يتضمن القانون وسيلة وطريقة للتظلم من قرارات تصنيف السرار فضل عن‬
‫توسعه في عملية التصنيف واستخدامه عبارات غير منضبطة في صياغة النصوص‪.‬‬
‫ومنها المادة )‪ (8‬فانون حماية اسرار ووثائق الدولة والتي تذهب الى انه ) تصنف‬
‫بدرجة )محدود( اية معلومات او وثائق محمية تتضمن معلومات تنطبق عليها‬
‫الوصاف التالية‪ :‬التقارير التي من شأن افشاء مضمونها احداث تأثير‬
‫سيىء على الروح المعنوية للمواطنين ما لم يؤذن بنشرها‪(.‬‬

‫وبناء على ما تقدم يمكننا القول بأن القانون الردني يعتبر ان الصل هو السرية‬
‫وان العلنية بالنسبة لوثائق الدولة هي استثناء وهو يشمل بالحماية مواد ل يجب ان‬
‫تشملها الحماية‪ ،‬بل يعتبر شمولها بالحماية ضد الدستور الردني ذاته الذي كفل‬
‫حرية الراي في المادة ‪ 15‬منه‪.‬‬

‫حقيقة نعتقد انه من المستوعب جدا ان تضع اي دولة وثائقها واسرارها في‬
‫تصنيف السرية مثل المعومات العسكرية كقيد على حرية الوصول للمعلومات لن‬
‫هذه القيود منطقية ولها اسبابها ومبرراتها المشروعة‪.‬‬
‫لكن من غير المستوعب ان يكون الصل هو الحظر والستثناء هو العلنية وايضا ان‬
‫يكون تصنيف سرية الوثائق بقانون كامل و ليكون هناك قانون يحمي حق الوصول‬
‫للمعلومات يضمن حق الحصول على المعلومات والوثائق الدارية والرسمية ويكون‬
‫فيه استثناءات محددة ومحدودة في المعلومات بمجالت معينة مثل المن والحياة‬
‫الشخصية‪ .‬بما يضمن توسيع دائرة الشفافية والرقابة المطلوبة على الجهزة‪.‬‬

‫لذا يمكننا القول باطمئنان ان المشرع ينظر الى حق الصحفيين بالحصول على‬
‫المعلومات وتداوله نظرة متشددة ويكاد يكون المبدأ الحاكم بهذا الشأن هو مبدأ‬
‫الحظر ل الباحة والتقييد ل التاحة‪.‬وهو بذلك يهدم ركن هام جدا من اركان حرية‬
‫الصحافة والعلم في الردن‪.‬‬

‫المحور الرابع ‪ :‬حرية الصحاقة والطباعة والرقابة عليها في قانون‬


‫نقابة الصحفيين قانون المطبوعات والنشر ‪:‬‬

‫حق ممارسة العمل الصحفي ‪:‬‬

‫قانون نقابة الصحفيين رقم )‪ (15‬لسنة ‪. 1998‬‬ ‫‪-1‬‬


‫ولقد عرف هذا القانون الصحفي بأنه عضو النقابة المسجل في سجل الصحفيين ‪،‬‬
‫واتخذ الصحافة مهنة له وفق أحكام هذا القانون وعرف العضو بأنه الصحفي‬
‫المسجل في النقابة وفق أحكام هذا القانون وبين القانون أن المؤسسة الصحفية‬
‫التي تطبق عليها أحكامه هي الشخص الطبيعي أو المعنوي الذي يصدر في المملكة‬
‫مطبوعة صحفية ول تشمل المؤسسات الرسمية والحزاب والندية والنقابات‬
‫والجمعيات والمدارس والهيئات المحلية والدبلوماسية والتي تصدر مطبوعة صحفية‬
‫‪.‬‬
‫ومن أهم الحكام الواردة في هذا القانون هي الشروط الواجب توافرها في من‬
‫يسجل في النقابة وكيفية وشروط تدريبه ولقد بينت المادة )‪ (16‬من القانون أنه ل‬
‫يجوز لي مؤسسة صحفية في المملكة استخدام أي شخص في أي عمل صحفي‬
‫إذا لم يكن من العضاء المدرجة أسماءهم في سجل الصحفيين الممارسين ‪.‬ولقد‬
‫أشارت المادة ‪ 18‬من القانون إلى أنه يحظر على غير الصحفيين الممارسين‬
‫مراسلة الصحف الجنبية والعلن عن أنفسهم بصفة صحفي أو بأي عبارة تعطي‬
‫هذا المعنى وأشارت ذات المادة إلى أن من يخالف ذلك يعاقب بالحبس مدة ل تقل‬
‫عن شهر أو بغرامة ل تقل عن مائتي دينار ول تزيد على خمسمائة دينار ‪.‬‬
‫وقد حظر القانون بموجب المادة )‪ (42‬منه على الصحفي ممارسة أي عمل آخر‬
‫غير المهنة الصحفية كالعمال التجارية ومنعته من الجمع بين عضوية النقابة وأي‬
‫نقابة أخرى وحظرت عليه مخالفة ميثاق الشرف الصحفي وقبول أي هبات أو‬
‫تبرعات مالية أو عينية أو مساعدات أخرى مهما كان نوعها أو صورتها ‪ .‬وألزم‬
‫القانون الصحفي بالمحافظة على سرية مصادر معلوماته والتحقق من صحة‬
‫المعلومات والخبار قبل نشرها‬

‫لقد عرفت المادة )‪ (2‬من قانون المطبوعات والنشر الصحفي بأنه عضو‬
‫النقابة المسجل في سجلها واتخذ الصحافة مهنة له وفق احكام‬
‫قانونها‪.‬‬
‫ونصت المادة ‪10‬منه على أنه ‪:‬‬
‫ل يجوز لغير الصحفي ممارسة مهنة الصحافة باي شكل من اشكالها‬
‫بما في ذلك مراسلة المطبوعات الدورية ووسائل العلم الخارجية او‬
‫تقديم نفسه على انه صحفي ول يشمل ذلك من يقتصر عمله على‬
‫كتابة المقالت‪.‬‬

‫حقيقة ان ارتباط الصحافة بحق حرية الرأي والتعبير بصفتها أحد أهم مظاهر‬
‫ممارسة ذلك الحق يجعل من اشتراط عضوية النقابة لممارسة هذا الحق أو‬
‫الشتغال بالصحافة انتهاكا ً صارخا ً للمبدأ الدستوري الذي يقرر حقا ً دستوريا ً متساويا ً‬
‫لجميع الردنيين في المعرفة والتعريف والتعبير الوارد بنص المادة )‪ (15‬من‬
‫الدستور ‪.‬كما ويخالف العديد من المواثيق الدولية التي صادق عليها الردن والتي‬
‫تنص على جواز النتساب للنقابات وليس على الزامية العضوية فيها ‪.‬‬

‫حرية إصدار الصحف والرقابة عليها ‪.‬‬


‫أول ً ‪ :‬حرية إصدار الصحف والرقابة عليها ‪:‬‬

‫الترخيص المسبق ورأس المال ‪:‬‬ ‫•‬


‫لقد إشترط قانون المطبوعات والنشر الترخيص المسبق لصدار الصحف وفرض‬
‫شروطا ً مالية لصدار المطبوعات حيث نصت المادة )‪ (12‬من القانون على ‪-:‬‬
‫يقدم طلب الحصول على رخصة إصدار مطبوعة صحيفة أو متخصصة‬
‫إلى الوزير متضمنا ً البيانات التالية ‪-:‬‬
‫اسم طالب الرخصة ومحل إقامته وعنوانه ‪.‬‬ ‫‪-1‬‬
‫اسم المطبوعة ومكان طبعها وصدورها ‪.‬‬ ‫‪-2‬‬
‫مواعيد صدورها ‪.‬‬ ‫‪-3‬‬
‫مادة تخصصها ‪.‬‬ ‫‪-4‬‬
‫اللغة أو اللغات التي تصدر بها ‪.‬‬ ‫‪-5‬‬
‫اسم رئيس التحرير ‪.‬‬ ‫‪-6‬‬
‫كما ونصت المادة )‪ (13‬من القانون أنه يشترط المنح الرخصة‬
‫لمطبوعة دورية فيما يتعلق برأسمالها ما يلي ‪-:‬‬
‫أن ل يقل رأسمالها المدفوع عن نصف مليون دينار إذا‬ ‫‪-1‬‬
‫كانت مطبوعة صحفية يومية ‪.‬‬
‫أن ل يقل رأسمالها المدفوع عن خمسين ألف دينار إذا‬ ‫‪-2‬‬
‫كانت مطبوعة صحفية غير يومية ‪.‬‬
‫أن ليقل رأسمالها المدفوع عن خمسة آلف دينار إذا‬ ‫‪-3‬‬
‫كانت مطبوعة صحفية متخصصة ‪.‬‬
‫تستثني المطبوعة الصحفية اليومية وغير اليومية ‪ ،‬التي‬ ‫‪-4‬‬
‫يرغب أي حزب سياسي بإصدارها من الحد الدنى من رأس‬
‫المال المنصوص علية في كل من الفقرتين )أ( و )ب( من هذه‬
‫المادة ‪.‬‬
‫ونعتقد أن الترخيص المسبق وإشتراط رأس المال لغايات الترخيص قد يشكل‬
‫بعض العوائق أمام حرية الصحافة ولو بشكل غير مباشر ‪ .‬حيث إن الترخيص‬
‫المسبق لصدار المطبوعات الصحفية يعتبر قيدا على حرية الصحافة والعلم ‪.‬‬
‫حيث أن اصدار الصحف يتوقف على الموافقة المنية بكامل مستوياتها على هذا‬
‫الصدار ‪.‬‬
‫كما إن اشتراط حد أدنى لرأس المال لغايات إصدار المطبوعــات الصــحفية يشــكل‬
‫عائقا ً أمام حرية الصحافة والعلم ‪ .‬وإن مثل هذا الشرط يجعل من أصدار الصحف‬
‫اليومية مثل ً أمر في غايــة الصــعوبة بــالنظر إلــى مســتوى الــدخل والمعيشــة داخــل‬
‫المملكة وهذا بالتالي يساعد الحكومة على إمتلكها لنسبة عالية من رأس مال تلــك‬
‫الصحف ‪.‬‬
‫وقد تشكل التكلفة العاليـة لصـدار الصـحف خاصـة اليوميـة عائقـا ً أمـام القـادمين‬
‫الجدد لهذه الصناعة مما يساعد على إحتكار السوق للصحف الموجودة ‪.‬‬
‫واذا كان الهدف من الترخيص المسبق ضمان قيام أهلية الصحف لممارســة العمــل‬
‫الصحفي بمهنية فإن باقي نصوص قانون المطبوعات والنشر تكفل وبشــكل صــريح‬
‫وواضح ضمان إلتزام المطبوعات الصحفية بأحكام القانون فقد تضمن نصوصا ً تلزم‬
‫المطبوعات الصحفية باحترام الحقيقة والمتناع عن نشر مبادئ الحرية والمسؤولية‬
‫مثــل م‪ 5 /‬مــن ذات‬ ‫الوطنية وحقوق النســان وقيــم المــة العربيــة والســلمية‬
‫القانون‪.‬‬
‫بالضافة إلى مواد تلزم احترام الحريات الشخصية للخرين والنظام العام‬
‫والداب والخلق ‪ .‬ولقد رتبت عقوبات على مخالفة تلك الحكام ‪.‬‬
‫ة إن الحكمة من سن قانون المطبوعات والنشر هي معالجة القضايا المتعلقــة‬ ‫حقيق ً‬
‫بصناعة النشر وتنظيم المهنة الصــحفية وتحديــد المخالفــات وجــرائم المطبوعــات ‪.‬‬
‫بشكل ل يتعارض مع سقف الحرية التي كفلهــا الدســتور الردنــي الــذي ضــمن حــق‬
‫التعبير عن الفكار والراء ونشرها ‪.‬‬
‫وكنا قد أوضحنا سلفا ً أنه من المعروف في الفقه الدستوري في حال ترك الدستور‬
‫للقانون حق تنظيم حق معين يجب أل يقوم هذا القانون بإبطال أو تعطيل هذا‬
‫الحق‪ .‬وحيث تناول قانون المطبوعات والنشر أحكام قانونية تتعلق بإصدار الصحف‬
‫والرقابة عليها وإيقافها أو سحب الترخيص الممنوح لها بشكل متشدد المر الذي‬
‫يؤدي إلى تعقيد إجراءات إصدار الصحف أو مضايقة العاملين بها بعد إصدارها أو‬
‫إغلقها في بعض الحيان ‪ .‬فيكون بقاء تلك النصوص يشكل مخالفة صريحة‬
‫للدستور الردني الذي كفل حرية الرأي والتعبير بالضافة لمخالفته للعهد الدولي‬
‫للحقوق المدنية والسياسية ‪.‬‬

‫الرقابة على الصحف ‪:‬‬ ‫•‬

‫أما من حيث الرقابة على الصحف فإنه حقيقة ل يوجد نصوص قانونية تجيز الرقابة‬
‫المسبقة أو اللحقة على الصحف إل في حالة أعلن ال ولكن يعتقد بعض‬
‫الصحفيون ) أن هناك نوعا ً من الرقابة المسبقة على الصحف حيث دخل مصطلح‬
‫ديكتاتورية ‪ ،‬المطابع ‪ ،‬إلى قاموس الحياة السياسة من أوسع أبوابه وبعد أن‬
‫تكرست فكرة الرقابة المسبقة ‪ ،‬على عمل الصحفيين ‪ ،‬كحقيقة واقعية في كثير‬
‫من الحيان ‪ .‬ويشير هذا البعض أن الصحف السبوعية ‪ ،‬أكثر من غيرها من هذه‬
‫الرقابة ‪ ،‬بالنظر إلى الوضاع القتصادية التي تعاني منها ‪ ،‬مما يضطرها إلى‬
‫الطباعة لدى إحدى الصحف اليومية الثلث ‪ ،‬الرأي ‪ ،‬الدستور والعرب اليوم حيث‬
‫تمتلك هذه الصحف مطابع تجارية خاصة بها ‪ .‬وبطبيعة الحال فإن هذه اللية تتيح‬
‫للسلطات بشكل أو بآخر الطلع على مضامين ما ينشر في الصحف السبوعية (‬
‫وضربوا مثل ً على ذلك منع صحيفة المجد من الطباعة )‪ (7‬مرات بسبب نشرها‬
‫لخبار سياسية مختلفة ‪ .‬وذلك وفقا ً لما جاء في تقرير حالة الحريات العلمية في‬
‫الردن عام ‪ 2003‬الصادر عن مركز حماية وحرية الصحفيين والذي شارك فيه عدد‬
‫من الصحفيين البارزين ‪.‬‬

‫ثانيا ً ‪ :‬حرية الطباعة والرقابة عليها ‪.‬‬


‫نصت المادة )‪ (26‬من قانون المطبوعات والنشر على ‪:‬‬
‫م‪ /26/‬أ_ يحظر على المطبوعة المتخصصة الكتابة في غير المجال‬
‫المرخص به أو تغيير موضوع تخصصها‬
‫دون الحصول على موافقة مسبقة من الوزير بناء على‬
‫توصية من المدير‬
‫ب _ يجب على كل مطبوعة متخصصة تزويد الدائرة بثلث نسخ‬
‫عند صدور كل عدد من‬
‫أعدادها ‪.‬‬

‫ونصت المادة )‪ (34‬مطبوعات ‪:‬‬


‫على مالك المطبعة أو مديرها المسؤول بما في ذلك مطابع‬
‫الصحف التقيد بما يلي ‪-:‬‬
‫الحتفاظ بسجل يدون فيه أسماء المطبوعات‬ ‫‪-1‬‬
‫الدورية وعدد النسخ من كل مطبوعة يتم طباعتها ‪.‬‬
‫الحتفاظ بسجل يدون فيه بالتسلسل عناوين‬ ‫‪-2‬‬
‫المؤلفات التي بطبعها وأسماء أصحابها وعدد النسخ‬
‫المطبوعة من كل منها ‪.‬‬
‫أن يبرز للمدير أو من يفوضه هذه السجلت إذا طلب‬ ‫ج‪-‬‬
‫الطلع عليها ‪.‬‬

‫أن يودع لدى الدائرة نسختين من كل مطبوعة غير‬ ‫‪-8‬‬


‫دورية تطبع في مطبعتها وذلك‬
‫قبل توزيعها ‪.‬‬

‫و نصت المادة ‪ 35‬مطبوعات ‪:‬‬


‫على كل من يرغب في طبع كتاب في المملكة أن يقدم‬ ‫‪-1‬‬
‫نسختين من مخطوط هذا الكتاب إلى الدائرة قبل البدء في‬
‫طبعه ‪ ،‬وللمدير إجازة طبعة وله منع طبعة إذا تضمن الكتاب ما‬
‫يخالف القانون على أن يبلغ مؤلف الكتاب قراره بذلك خلل‬
‫شهر من تاريخ تقديمه ‪.‬‬
‫للمدير إلغاء إجازة أي كتاب أو مخطوط إذا خالف صاحبها‬ ‫‪-2‬‬
‫شرطا ً من شروط الجازة بالضافة أو الحذف وعلى المدير أن‬
‫يصادر جميع النسخ ‪.‬‬

‫أن اكبر انتهاك لحرية الصحافة وحرية الرأي والتعبير هو فرض رقابــة مســبقة علــى‬
‫الطباعة‪ .‬ووجميع هذه المــواد تفــرض بشــكل صــريح الرقابــة المســبقة‪ .‬وفــي ذلــك‬
‫مخالفة صارخة للدستور الردني والمواثيق الدولية التي صادق عليها الردن ‪.‬‬

‫مصطلحات واسعة وفضفاضة‪:‬‬

‫المادة )‪(5‬‬
‫على المطبوعات احترام الحقيقة والمتناع عن نشر مايتعارض مع‬
‫مبادئ الحرية والمسؤولية الوطنية وحقوق النسان وقيم المة‬
‫العربية والسلمية ‪.‬‬

‫ل بد أن يكون المعيار المهني الصحفي أساسا ً للتزام المطبوعات وليست المبادئ‬


‫التي ل يوجد لها ضابط محدد‪ .‬ناهيك عن المفاهيم غير المنضبطة التي توضع فيه‬
‫هذه المبادئ‪ .‬هذا أضافة الى أن الحقيقة قد تتعارض مع المصلحة الوطنية فكيف‬
‫سيكون للصحفي الموازنة بين احترام الحقيقة والمسؤولية الوطنية ‪.‬‬

‫المادة )‪ (7‬آداب مهنة الصحافة ملزمة للصحفي وتشمل ‪:‬‬


‫د‪ -‬المتناع عن نشر كل ما من شأنه ان يثير العنف أو يدعو الى اثارة‬
‫الفرقة بين المواطنين بأي شكل من الشكال‬

‫أن العبارات الواردة في تلك الفقرات تعتبر عبارات واسعة وفضفاضة وليس لها‬
‫ضابط محدد‪ .‬كذلك أن الفقرة )د( من القانون الصلي أو المشروع المعدل تضع‬
‫قيدأ ُ كبيرا على حرية الصحافة‪ .‬لن المشرع استخدم عبارات ) من شأنه أن يثير‬
‫العنف ‪ ) (....‬من شأنه التحريض على العنف أو الدعوة ( فهذه العبارات ليس لها‬
‫ضابط محدد ‪.‬‬

‫حق النقد‬
‫عند استعراض جميع نصوص القوانين الخاصة بالصحافة والمطبوعات بما فيها‬
‫قانون المطبوعات والنشر ل يمكننا أن نجد معيار وضبط واحد وواضح لمفهوم حق‬
‫النقد والحدود الفاصلة بينه وبين الذم والقدح ومدى هذا الحق ‪.‬‬
‫فل بد من وضع مفهوم واضح وشامل لحق النقد لتغطية حالت النقد المباحة قانونا ً‬
‫بالشكل الذي يفعل ممارسة الصحفيين لهذا الحق ‪.‬‬

‫حق الوصول للمعلومات ‪:‬‬


‫المادة ) ‪:( 8‬‬
‫للصحفي الحق في الحصول على المعلومات وعلى جميع الجهات‬
‫الرسمية والمؤسسات العامة تسهيل مهمته واتاحة المجال له للطلع‬
‫على برامجها ومشاريعها وخططها ‪.‬‬

‫حيث ان الهدف من تقرير حق الوصول للمعلومات هو توسيع دائرة الشفافية‬


‫وتسهيل الوصول للوثائق والمعلومات وهو وسيلة فعالة للمسائلة والمحاسبة‬
‫للدارة العامة ‪.‬و إزاء عدم وجود قانون خاص في التشريع الردني يضمن حق‬
‫الوصول للمعلومات وتداولها وعلى الرغم من تحفظنا على تنظيم مثل هذا الحق‬
‫الدستوري بنص مادة واحدة وليس بقانون كامل ل بد من وضع نص قانوني يضمن‬
‫ممارسة الصحفيين لحق الوصول والحصول على المعلومات من الجهات الرسمية‬
‫وغيرها وتداولها ‪ .‬خاصة أن النص الصلي ل يضمن ممارسة فعلية للصحفيين لذلك‬
‫الحق للسباب التالية ‪-:‬‬
‫ل يوجد في ما يلزم الجهات الحكومية والمؤسسات الرسمية والعامــة‬ ‫‪-1‬‬
‫لغايـات تمكيـن الصـحفي مـن الحصـول علـى المعلومـات ويتضـح ذلـك مـن‬
‫الصياغة القانونية للمادتين ‪.‬‬
‫وحتى لو قــامت تلــك الجهــات بتمكيــن الصــحفي مــن الحصــول علــى‬ ‫‪-2‬‬
‫المعلومات فإنه ل يستطيع الحصــول إل علــى البرامــج والمشــاريع والخطــط‬
‫دون غيرها من تلك الجهات وذلك حسب تعبير النص القانوني للمادة‪.‬‬
‫ل يوجــد فــي نــص المــادة إجــراءات محــددة لكيفيــة الحصــول علــى‬ ‫‪-3‬‬
‫المعلومات ولم تلزم الجهات المـذكورة فيهــا بإصـدار قـرار يرفــض أو قبـول‬
‫طلب لصحفي ‪.‬‬
‫إن نص المادة )‪ (8‬ترك أمر تحديــد وتصــنيف المعلومــات بيــد الهيئات‬ ‫‪-4‬‬
‫والجهات الحكومية والرسمية دون معيار محدد وواضح فالستثناءات ل بد ان‬
‫تكون محددة ومحدودة في المعلومات المتعلقة بمجالت المـن و السياسـة‬
‫الخارجية او المصالح اقتصادية عليـا والحيـاة الخاصـة للمــواطنين ولـم يحــدد‬
‫النص من هي الهيئات العامة التي يمكن للصحفي تقديم طلب لهــا للحصــول‬
‫على المعلومات ‪.‬وإذا كان هناك أي استثناء على المعلومات بحيــث ل يمكــن‬
‫نشرها فإن هذا الستثناء لم يحدد بموجب نص المادة ‪.‬‬
‫عدم فاعلية نص المادة أمام القيود التشــريعية المفروضــة علــى حــق‬ ‫‪-5‬‬
‫الحصول على المعلومات ومن أهمها قانون حماية أسرار ووثائق الدولة رقم‬
‫)‪ (50‬لســنة ‪ 1971‬الــذي يفــرض ســرية مطلقــة علــى جميــع أوراق ووثــائق‬
‫الدولة ‪.‬‬

‫الرقابة على إستيراد المطبوعات من الخارج ‪:‬‬

‫المادة )‪: (31‬‬


‫أ ‪ .‬على مالك المكتبة او دار التوزيع او دار النشر ان يقدم للمدير‬
‫نسختين مستردتين من كل مطبوعة يستوردها من خارج المملكة قبل‬
‫توزيعها او بيعها لجازة ذلك‪.‬‬
‫ب‪ .‬للمدير ان يمنع دخول المطبوعة للمملكة اذا تضمنت ما يخالف‬
‫احكام هذا القانون‪.‬‬
‫وهذه المادة من الواضح أنها تفرض رقابة مسبقة على المطبوعات الواردة من‬
‫الخارج دون شروط محددة‪.‬‬
‫وحقيقة لبد من وجود نص يضمن استيراد المطبوعات من الخارج بشكل يحافظ‬
‫على الحرية التي رسمها الدستور للصحافة بحيث يحقق التي ‪:‬‬
‫• يجعــل الصــل إباحــة دخــول وتــداول المطبوعــات الــواردة مــن الخــارج الــى‬
‫الردن‪.‬‬
‫• ول يجعل هناك أي إجراءات وترتيبات لدخول تلك المطبوعات ‪.‬‬
‫• ويضع معيار واحــد منبــط لمنــع دخــول تلــك المطبوعــات دون أن يكــون فــي‬
‫عبارة مطاطية مثل عبارة ) مخالفة أحكام القانون ( بحيــث توضــع أســتثناءات‬
‫واضحة ومحددة بالنص ‪.‬‬
‫• يحدد مدة زمنية لقرار أو إلغاء أمر منع دخول تلك المطبوعات بـ ‪ 24‬ســاعة‬
‫من قبل جهة القضاء المستعجل ‪.‬‬

‫المحكمة المختصة ‪:‬‬


‫المادة ‪41‬‬
‫أ ‪ .1.‬تختص محكمة البداية بالنظر في جرائم المطبوعات التي ترتكب‬
‫خلفا لحكام هذا القانون واي قانون اخر ذي علقة وتعطى قضايا‬
‫المطبوعات صفة الستعجال ‪ ،‬وعلى المحكمة الفصل في أي قضية‬
‫ترد اليها خلل واحد وعشرين يوما من تاريخ ورودها الى قلم المحكمة‬
‫‪.‬‬

‫إن هذه المادة ل تمنع بعض المحاكم الخرى من النظر في بعض جرائم‬
‫المطبوعات فبالرجوع إلى المادة )‪ (3‬من قانون محكمة أمن الدولة رقم )‪(7‬‬
‫لسنة ‪ 1959‬وتعديلته نجدها تعطي لمحكمة أمن الدولة الختصاص بالنظر في‬
‫بعض قضايا المطبوعات باعتبارها محكمة استثنائية خاصة تشكل في أحوال خاصة‬
‫تقتضيها المصلحة العامة مما يجعل قانونها أولى بالتطبيق ‪.‬‬
‫] لطفا ً أنظر قرار محكمة التمييز رقم ‪ 492/99‬تاريخ ‪ 1/8/99‬صفحة‬
‫‪ 673/8‬من المجلة القضائية لسنة ‪ 1999‬والذي جاء فيه ‪:‬‬
‫ل تستطيع المحاكم النظامية النظر بأي جريمة داخله في اختصاص‬
‫محكمة أمن الدولة بموجب قانونها الخاص [ ‪.‬‬

‫المسؤولية المفترضة لرئيس التحرير والمسؤولية على أساس التتابع‬


‫‪:‬‬
‫المادة )‪: ( 41‬‬
‫د‪ .‬تقام دعوى العام في جرائم المطبوعات الدورية على رئيس‬
‫التحرير المسؤول وكاتب المادة الصحفية كفاعلين اصليين ‪ ،‬ويكون‬
‫مالك المطبوعة مسؤول بالتضامن والتكافل عن الحقوق الشخصية‬
‫المترتبة على تلك الجرائم وعن نفقات المحاكمة ول يترتب عليه أي‬
‫مسؤولية جزائية ال اذا ثبت اشتراكه او تدخله الفعلي في الجريمة ‪.‬‬

‫هف‪ .‬تقام دعوى الحق العام في جرائم المطبوعات غير الدورية على‬
‫مؤلف المطبوعة كفاعل اصلي وعلى ناشرها كشريك له واذا لم يكن‬
‫مؤلفها او ناشرها معروفا فتقام الدعوى على مالك المطبعة ومديرها‬
‫المسؤول ‪.‬‬

‫طالما أن رئيس التحرير أو غيره مثل مدير المطبوعة المتخصصة ابتداًء يمكــن أن‬
‫ُيسأل وفق القواعد العامة ) أحكام الشتراك الجرمي ( في قانون العقوبات لماذا‬
‫نفــترض مســؤوليتة ناهيــك عــن مخالفــة افــتراض المســؤولية الجزائيــة لمبــدأين‬
‫أساسيين هما ‪ :‬شخصية العقوبة وقرينة البراءة ‪.‬‬

‫نشر سير إجراءات التحقيق القضائي ‪:‬‬


‫المادة )‪(38‬‬
‫أ ‪ .‬يحظر على المطبوعة نشر كل ما يتعلق باي مرحلة من مراحل‬
‫التحقيق حول اي قضية او جريمة تقع في المملكة ال اذا اجازت‬
‫النيابة العامة ذلك‪.‬‬
‫ب‪ .‬للمطبوعة حق نشر جلسات المحاكم وتغطيتها ما لم تقرر‬
‫المحكمة غير ذلك ‪.‬‬
‫قد يكون التحقيق والحفاظ على سريته والخوف من التأثير على مجريات التحقيق‬
‫والدلة مثل تأثر الشهود بالرأي العام أحد اوجه العدالة ولكن بذات الوقت ل بد من‬
‫مراعاة الرأي العام في الطلع على مسار جهاز القضاء في إحقاق الحق وإقامة‬
‫العدل وبيان مدى توافر الضمانات الكافية للمحاكمة النزيهة والعادلة والتي تتوافر‬
‫فيها كافة حقوق الدفاع ‪.‬‬

‫تغطية جلسات البرلمان ‪:‬‬


‫ل يوجد في قانون المطبوعات والنشر نص يضمن للصحفي في حدود تأديته لعمله‬
‫الحق في حضور الجتماعات العامة وجلسات المجالس النيابية والمحلية‬
‫والجمعيات العمومية للنقابات والتحادات والنوادي والجمعيات وغيرها من‬
‫مؤسسات عامة ‪.‬‬
‫ة وأنه قد ازدادت في الونة الخيرة ظاهرة منع الصحفيين من حضور جلسات‬ ‫خاص ً‬
‫مجلس النواب والعيان دون مسوغ قانوني ‪.‬ودون وجود رقابة على ذلك المنع فلبد‬
‫من تقرير حق نشر تلك الجلسات ومثيلتها بموجب القانون ‪.‬‬

You might also like