You are on page 1of 16

‫تغطية الجرائم في مرحلة‬

‫التحقيق ومرحلة المحاكمة‪.‬‬

‫اعداد‬
‫المحامي‬
‫محمد قطيشات‬
‫مدير وحدة المساعدة القانونية للعلميين‬
‫مدير وحدة البحث والتدريب في المجموعة الحقوقية للمحاماة‬
‫والدراسات‬
‫تغطية الجرائم في مرحلة التحقيق ومرحلة المحاكمة‪.‬‬
‫القسم الول ‪ :‬مرحلة التحقيق‬
‫رأى المشرع أنه ليس من المصلحة العامة أن يفرض حظرا شامل على نشر‬
‫أخبار التحقيقات الجنائية في جميع الحالت ول يوجد ما يدعو الى ذلك‪.‬‬
‫بل أن المصلحة العامة قد تقتضي في بعض الحالت وجوب هذا النشر‪ ,‬بغية‬
‫إظهار الحيدة في مباشرة هذه التحقيقات أمام الرأي العام منعا ً للقالة‬
‫وإرضاء لشعور المواطنين بتحقيق العدالة‪.‬‬
‫هذا من ناحية‪ ,‬ومن ناحية أخرى فان القول بفرض حظر مطلق على نشر‬
‫كافة أخبار التحقيقات البتدائية في جميع الحالت ‪ ,‬يتعارض يقينا ً مع ممارسة‬
‫الصحافة لرسالتها في خدمة المجتمع بنشر الخبار والموضوعات التي تهم‬
‫الرأي العام ‪ ,‬كما يتعارض أيضا ً مع حرية الصحافة وحقها في النشر باعتباره‬
‫أحد المبادىء الساسية في الدستور‪.1‬‬
‫‪ (15) 1‬من الدستور الردني ‪-:‬‬
‫تكفل الدولة حرية الرأي ‪ ،‬ولكل أردني أن يعرب بحرية عن رأيه بالقول والكتابة والتصوير‬ ‫‪-1‬‬
‫وسائر وسائل التعبير بشرط أن ل يتجاوز حدود القانون ‪.‬‬
‫الصحافة والطباعة حرتان ضمن حدود القانون ‪.‬‬ ‫‪-2‬‬
‫ل يجوز تعطيل الصحف ول إلغاء امتيازها إل وفق أحكام القانون ‪.‬‬ ‫‪-3‬‬
‫يجوز في حالة إعلن الحكام العرفية أو الطوارئ أن يفرض القانون على الصحف‬ ‫‪-4‬‬
‫والنشرات والمؤلفات والذاعة رقابة محدودة في المور التي تتصل بالسلمة العامة وأغراض‬
‫الدفاع الوطني ‪.‬‬
‫كما نصت المادة الثامنة والثلثون من الدستور السوري على انه ‪:‬‬
‫لكل مواطن الحق في أن يعرب عن رأيه بحرية وعلنية بالقول والكتابة وكافة وسائل التعبير الخرى وأن‬
‫يسهم في الرقابة والنقد البناء بما يضمن سلمة البناء الوطني والقومي ويدعم النظام الشتراكي وتكفل‬
‫الدولة حرية الصحافة والطباعة والنشر وفقا ً للقانون‪.‬‬
‫ولذلك نجد أن المشرع قد حرص على أن يوازن بين مصلحة الناس في‬
‫معرفة ما يجري حولهم من أخبار الجرائم والتحقيقات التي تتم فيها ‪,‬وضمان‬
‫عدم تأثير النشر على هذه التحقيقات وكذا ضمان حق الشخاص في الحفاظ‬
‫على سمعتهم من جراء هذا النشر‪.‬‬
‫حيث أعطى القانون صفة السرية على إجراءات التحقيق وجعل‬
‫الصل حظر نشر هذه الجراءات والستثناء هو جواز النشر‬
‫بإجازة من النيابة العامة ‪.‬‬

‫‪ -‬تتت تتت تتتتتت ) ‪ (225‬تت تتتتت تتتتتتتت تتتتتتت تتت‬


‫تتت ‪:‬‬
‫يعاقب بالغرامة من خمسة دنانير إلى خمسة وعشرين دينارا ً من ينشر‪:‬‬
‫‪ - 1‬وثيقة من وثائق التحقيق الجنائي أو الجنحي قبل تلوتها في جلسة‬
‫علنية ‪.‬‬
‫‪ - 2‬محاكمات الجلسات السرية ‪.‬‬
‫‪ - 3‬المحاكمات في دعوى القدح ‪.‬‬
‫‪ - 4‬كل محاكمة منعت المحكمة نشرها ‪.‬‬
‫‪ -‬كما ونصت المادة ‪ 39‬من قانون المطبوعات والنشر الردني‬
‫على أنه ‪:‬‬
‫أ ‪ .‬يحظر على المطبوعة نشر كل ما يتعلق بأي مرحلة من مراحل التحقيق‬
‫حول اي قضية او جريمة تقع في المملكة ال اذا اجازت النيابة العامة ذلك‪.‬‬
‫ب‪ .‬للمطبوعة حق نشر جلسات المحاكم وتغطيتها ما لم تقرر المحكمة غير‬
‫ذلك ‪.‬‬
‫ج‪ .‬تنطبق احكام الفقرة )ا( من هذه المادة على مراسلي وسائل العلم‬
‫الخارجية وتطبق عليهم العقوبات المنصوص عليها في الفقرة )ج( من المادة‬
‫)‪ (47‬من هذا القانون‪.‬‬
‫‪ -‬كما ونصت المادة )‪ (14‬من قانون إنتهاك حرمة المحاكم على‬
‫أن ‪:‬‬
‫كل من نشر بإحدى الطرق المتقدم ذكرها إذاعات بشأن تحقيق جزائي قائم‬
‫يعاقب بالحبس مدة لتتجاوز ستة أشهر وبغرامة ل تزيد على خمسين دينارا‬
‫أو بإحدى هاتين العقوبتين ‪.‬‬

‫وجدير بالذكر أن مجرد مخالفة هذا الحظر‪ ,‬يعتبر في ذاتها جريمة بصرف‬
‫النظر عما اذا كان النشر المخالف يتضمن ذم ا ً أو قدحا ً أو اهانة أم ل‪.‬‬
‫وهذه الجريمة هي احدى جرائم النشر التي اوردها كل من التشريع الردني‬

‫ويشرط لقيام هذه الجريمة توافر الركن المعنوي ‪ ,‬وهوالقصد الجنائي العام‬
‫الذي يتمثل في اتجاه ارادة الجاني الى نشر المور المحظور افشاؤها أو‬
‫اذاعتها مع العلم بطبيعتها ‪,‬فل يتوافر القصد الجنائي اذا نشر شخص معلومات‬
‫بتحقيق وهو ل يعلم بقيام التحقيق أو بأنه محظور نشره‪.‬‬
‫محل الحظر‪:‬‬ ‫•‬
‫يتناول الحظر المنصوص عليه في المواد السابقة نشر أخبار بشأن تحقيق‬
‫جزائي قائم ومن ثم يكون محل الحظر هو نشر أخبار التحقيقات الجزائية ‪.‬‬

‫النشر‪:‬‬ ‫•‬
‫تحدد المواد السابقة النشر المحظور بأنه النشر الذي يتم بإحدى طرق‬
‫العلنية المنصوص عليها في المادة ‪ 73‬عقوبات أردني وهي على النحو‬
‫التي ‪:‬‬
‫تعد وسائل للعلنية‪:‬‬
‫‪ - 1‬العمال والحركات إذا حصلت في محل عام أو مكان مباح‬
‫للجمهور أو معرض للنظار أو حصلت في مكان ليس من‬
‫المحال المذكورة غير أنها جرت على صورة يستطيع معها أن‬
‫يشاهدها أي شخص موجود في المحال المذكورة ‪.‬‬
‫‪ - 2‬الكلم أو الصراخ سواء جهر بهما أو نقل بالوسائل اللية‬
‫بحيث يسمعها في كل الحالين من ل دخل له في الفعل‪.‬‬
‫‪ - 3‬الكتابة والرسوم والصور اليدوية والشمسية والفلم‬
‫والشارات والتصاوير على اختلفها إذا عرضت في محل عام‬
‫أو مكان مباح للجمهور‪ ،‬أو معرض للنظار أو بيعت أو عرضت‬
‫للبيع أو وزعت على أكثر من شخص ‪.‬‬

‫فالنشر المحظور ليس هو النشر في الصحف والمطبوعات وحدها‪ ,‬بل أنه‬


‫يتحقق بأي من طرق العلنية الخرى المذكورة في المادة ‪73‬عقوبات أردني ‪,‬‬
‫فكما يتحقق بالكتابة يمكن أن يتحقق بالقول عن طريق خطاب عام أو عن‬
‫طريق الذاعة بالراديو ‪ ,‬أو عن طريق الصورة ‪ ,‬وكذا بسائر طرق‬
‫العلنيةالخرى‪.‬‬

‫كما تتحقق المخالفة اذا تقرر الحظر ثم نشر أي خبر من أخبار التحقيق‪ ,‬حتى‬
‫إذا كان هذا الخبر قد قدحق نشره فيما مضى قبل أن يصدر قرار الحظر‪.‬فل‬
‫يجوز القول بأن أعادة النشر لتعد مخالفة للحظر باعتبار أن الخبر متى أصبح‬
‫معلوما ً للكافة بالنشر الول‪ ,‬فل يصبح هنالك محل للحظر أو معنى للحظر‬
‫ذلك ان القانون قد قرر عدم قبول أي مبرر أوعذر من أحد للفلت من‬
‫المسئولية الجزائية عن وقوع أي جريمة من جرائم النشر أو الجرائم التي‬
‫تقع بواسطة الصحف‬

‫التحقيق الجزائي ‪:‬‬ ‫•‬


‫يقصد بالتحقيق الجزائي‪ ,‬التحقيق الذي تجريه سلطة التحقيق‪ ,‬فل يشمل‬
‫التحقيق النهائي الذي تجريه المحكمة ‪ .‬والتحقيق البتدائي الذي يحظر نشر‬
‫أخباره هو التحقيق الذي يجريه قاضي التحقيق أو الذي تجريه النيابة العامة‪.‬‬

‫أخبار التحقيق‪:‬‬ ‫•‬


‫أخبار التحقيق التي يحظر نشرها تتناول بطبيعة الحال‬ ‫‪-‬‬
‫نشر محاضر التحقيق نفسها بما فيها أقوال الشهود‬
‫ومحضر استجواب المتهم ومحاضر النتقال والمعاينة‬
‫وتقارير الخبراء وغيرها من اجراءات التحقيق وكذا‬
‫كافة نتائجها مثل اجراءات القبض والتفتيش وما‬
‫يسفر عنه ومثل أوامر التوقيف أو الفراج التي تصدر‬
‫عن سلطة التحقيق قبل التصرف في التحقيق‪.‬‬
‫و اذا تضمن النشر في هذه الحالة وقائع أو أو أمورا أو‬ ‫‪-‬‬
‫عبارات تخدش شرف الشخاص أو تمس اعتبارهم أو تلوث‬
‫سمعتهم‪ ,‬فان من قام بالنشر تتوافر في حقه المسئولية‬
‫الجزائية عما يتضمنه هذا النشر من الذم أو القدح أو الهانة‪ ,‬هذا‬
‫فضل ً عن مسئوليته الجزائية عن جريمة مخالفة حظر النشر في‬
‫حد ذاتها‪ .‬ذلك أن صيغة الحظر تتسع أي خبر بشأن التحقيق‪,‬‬
‫فسواء كان النشر كليا ً أو جزئيا ً وسواء كان مصدره وثائق‬
‫التحقيق أم أي مصدر آخر‪ ,‬فأن الحظر يشمله في كل هذه‬
‫الحالت‪.‬‬
‫ول يشترط لتحقيق مخالفة الحظر أن يكون الخبر كاذبا ً‬ ‫‪-‬‬
‫كما ل يشترط وقوع ضرر نتيجة النشر فكل ما أشترطه القانون‬
‫هو مجرد أن يكون الخبر بشأن هذا التحقيق‪.‬‬
‫‪ -‬ولكن الحظر ليشمل خبر وقوع الجريمة‪ .‬اذ يجب التمييز بين خبر‬
‫وقوع الجريمة ذاتها وبين أخبار التحقيق المتعلقة بهذه الجريمة وهي التي يرد‬
‫عليها الحظر ‪.‬فالجريمة حدث عام ليمكن حجب وقوعه عن الجمهور ‪ ,‬ومن‬
‫حق الرأي العام أن يعرف ما يقع من جرائم فور وقوعها وأن يراقب كيفية‬
‫قيام السلطات بواجبها ‪ ,‬وليست هناك أي مصلحة تقتضي بقاء خبر ارتكاب‬
‫جريمة في طي الكتمان‪.‬‬
‫بيد أن نشر خبر وقوع الجريمة يجب ال يتعدى مجرد الخبار البسيط الخالي‬
‫من أي تفصيل فليتعدى ذلك الى بيان كيفية ارتكابها وذكر أسماء المتهمين‬
‫الذين تقرر القبض عليهم‪,‬فمثل هذه الخبار تعد متعلقة بالتحقيق‪.‬‬
‫‪ -‬كذلك ليعتبر من أخبار التحقيق التي يحظر نشرها مجرد خبر‬
‫عن بدء التحقيق أو عن قرب أنتهائه ‪,‬فهذه الخبار ل تمس شأنا ً‬
‫من شئون التحقيق‪.‬‬
‫‪ -‬ويلحظ أن نشر صورة المتهم أو المجنى عليه أو الشاهد أو غيرهم ممن‬
‫يكون متصل ً بالتحقيق المقرر حظر نشر أخباره‪ ,‬يعتبر نشرا ً محظورا ً أيضا ‪.‬‬
‫ً‬
‫‪ -‬كذلك فان نشر صور تمثل كيفية ارتكاب الجريمة ‪ ,‬أو تمثل المحققين وهم‬
‫يقومون بمعاينة مكان الحادث أو وهم يقومون بأية أجراء من اجراءات‬
‫التحقيق ‪ ,‬هذا النشر يعتبرنشر لخبر يتعلق بالتحقيق ويخل في نطاق الحظر‬
‫المقرر‪.‬‬

‫ولما كان الحظر ينصب على نشر أخبار بشأن التحقيق ‪,‬فأنه ليتناول نشر‬
‫أية تعليقات ذات صفة عامة ولو كانت تشير الى الجريمة التي يجري التحقيق‬
‫بشأنها‪ .‬فنشر مقال بمناقدحة وقوع جريمة معينة أو سلسلة من الجرائم‬
‫ينتقد فيه كاتبه سلطات المن لتهاونها في اتخاذ الجراءات اللزمة لضبط‬
‫الجناة في الوقت المناقدح ‪ ,‬أو نشر انتقاد للتراخي في التحقيق أو مطالبة‬
‫باذاعة بيان عن نتيجة التحقيق ‪ .‬كل ذلك يعتبر تعليقات ليشملها طالما أن‬
‫هذه التعليقات لتتناول وقائع التحقيق‪.‬‬
‫النطاق الزمني للحظر‪:‬‬ ‫•‬
‫لقد أشار القانون ان نطاق الحظر يبدأ ببدأ التحقيق ‪ ,‬وبأي مرحلة من مراحل‬
‫التحقيق وبالمنطق فانه ينتهي بانتهاء هذا التحقيق سواء بالحالة الى المحكمة‬
‫أم بالحفظ فبصدور هذا القرار تخرج القضية من حوزة المحقق ويعتبر‬
‫التحقيق غير قائم‪.‬‬
‫ما ولو كان التحقيق قد انتهى‬
‫ولكن لبد من الشارة الى أن الحظر يظل قائ ً‬
‫ل‪ ,‬مادامت سلطة التحقيق لم تتصرف فيه بعد لي قدحب من القدحاب ‪.‬‬ ‫فع ً‬

‫القسم الثاني ‪ :‬مرحلة المحاكمة‬

‫على العكس من مرحلة التحقيق تاتي مرحلة المحاكمة فقد قرر المشرع‬
‫الردني والسوري أن تكون المحاكمات علنية يستطيع الجميع حضورها بما‬
‫في ذلك الصحفيين وتغطيتها اخباريا ‪:‬‬
‫وعلى ذلك نصت المادة )‪ ( 39‬من قانون المطبوعات والنشر‬
‫الردني رقم )‪ (8‬لسنة ‪: 1998‬‬
‫] للمطبوعة حق نشر جلسات المحاكم وتغطيتها ما لم تقرر‬
‫المحكمة غير ذلك ‪[ .‬‬
‫وعلى الرغم من ذلك فإن نشر أخبار التحقيقات الجزائية سواء‬
‫بإجازة من النيابة العامة ام عدم إجازتها أو أخبار المحاكمات‬
‫العلنية أو السرية إذا كان من شأنه التأثير في رجال النيابة أو‬
‫غيرهم من الموظفين المكلفين بالتحقيق وفق قانون أصول‬
‫المحاكمات الجزائية الردني أو السوري أو من شأنه التأثير في‬
‫الشهود الذين يطلبون لداء الشهادة في ذلك التحقيق أو أمورا ً‬
‫من شأنها منع شخص من الفضاء بمعلومات هامة للمحقق أو‬
‫كان من شأن ذلك النشر التأثير في الرأي العام لمصلحة أحد‬
‫أطراف التحقيق أو ضده أو المتهم أو ضده أو التأثير في القضاة‬
‫فإن مثل هذا النشر يعتبر جريمة) تسمى جريمة التأثير على‬
‫سير العدالة ( ويعاقب عليها قانون إنتهاك حرمة المحاكم‬
‫الردني بالحبس مدة ل تتجاوز ستة أشهر وبغرامة ل تزيد على‬
‫خمسين دينارا أو بإحدى هاتين العقوبتين‬

‫حيث ينص المادة ‪ 11‬من قانون انتهاك حرمة المحاكم رقم )‪ (9‬لسنة ‪1959‬‬
‫علي عقاب " كل من نشر بإحدى الطرق المنصوص عليها في الفقرة الثالثة‬
‫من المادة )‪ 2(68‬من قانون العقوبات أمورا من شانها التأثير في القضاة‬
‫اللذين يناط بهم الفصل في دعوى مطروحة امام اية جهة من جهات القضاء‬
‫في الردن او في رجال القضاء او النيابة او غيرهم من الموظفين المكلفين‬
‫بتحقيق وفق احكام قانون اصول المحاكمات الجزائية او التاثير في الشهود‬
‫اللذين قد يطلبون لداء الشهادة في تلك الدعوى او في ذلك التحقيق أو أمور‬
‫من شانها منع شخص من الفضاء بمعلومات أولي الشان أو التأثير في الرأي‬
‫العام لمصلحة طرف في الدعوى أو التحقيق أو ضده يعاقب بالحبس مدة ل‬
‫تتجاوز ستة اشهر و بغرامة ل تزيد علي خمسين دينار أو بإحدى هاتين‬
‫العقوبتين" ‪ ،‬و أركان هذه الجريمة تماثل أو تقترب من أركان الجريمة‬
‫المنصوص عليها في المادة ‪ 15‬من ذات القانون والتي تنص علي أن "كل من‬
‫نشر طعنا بحق قاض أو محكمة أو نشر تعليقا علي حكم قاصدا بذلك تعريض‬
‫مجرى العدالة للشك و التحقير يعاقب بالحبس مدة ل تزيد علي سنة واحدة‬
‫أو بغرامة ى تتجاوز مائة دينار أو بكلتا هاتين العقوبتين"‪.‬‬
‫ولكن السؤال الذي يثور في هذا المقام ما هي الحكام القانونية‬
‫التي تتعلق بجرائم التأثير على سير العدالة وما هي الطريقة‬
‫لتغطية اخبار المحاكمات دون التأثير على أي طرف من أطراف‬
‫الخصومة ؟‬

‫التأثير عن طريق النشر علي الخصومة الجنائية‪.‬‬


‫‪ .1‬الخصومة معناها ‪.‬‬
‫لم يذكر النصين الجنائيين سواء في مصر أو الردن – واللذان جاءا متطابقين‬
‫تقريبا ‪-‬كلمة الخصومة ولكنهما تكلما عن اطراف هذة الخصومة ‪ ،‬فنصوص‬
‫التجريم تتكلم عن التأثير علي كل من ‪-:‬‬
‫القضاة اللذين يناط بهم الفصل في دعوى مطروحة أمام أية‬ ‫‪‬‬
‫جهة من جهات القضاء ‪ .‬ويلحق بهؤلء اعضاء النيابة العامة او غيرهم‬
‫من الموظفين المكلفين بالتحقيق ‪.‬‬
‫‪ 2‬عند مراجعة المادة ‪ 68‬من قانون العقوبات الردني وجدناها تتكلم عن الشروع ‪ ،‬ونتصور أن الشارع يقصد‬
‫المادة ‪ 73‬من قانون العقوبات والتي تتكلم عن العلنية ‪ ،‬وتذهب الي أن " تعد من وسائل العلنية ‪-:‬‬
‫‪ .1‬العمال والحركات إذا حصلت في محل عام أو مكان مباح للجمهور أو معرض لنظار أو حصلت في‬
‫مكان ليس من المحال المذكورة غير انها جرت علي صورة يستطيع معها أن يشاهدها أي شخص‬
‫موجود في المحال المذكورة‪.‬‬
‫‪ .2‬الكلم أو الصراخ سواء جهر بهما أو نقل بالوسائل اللية بحيث يسمعها في كل الحالين من ل دخل‬
‫له في الفعل ‪.‬‬
‫‪ .3‬الكتابة والرسوم والصور اليدوية والشمسية والفلم والشارات والتصاوير علي اختلفها في محل‬
‫عام أو مكان مباح للجمهور ‪ ،‬أو معرض للنظار أو بيعت أو عرضت للبيع أو وزعت علي اكثر من شخص‬
‫‪.‬‬
‫الشهود سواء الحاليين اللذين قد يطلبون لداء الشهادة في تلك‬ ‫‪‬‬
‫الدعوى أو في ذلك التحقيق ‪ ،‬أو المستقبليين اللذين قد يملكون‬
‫معلومات عن تلك الدعوى ويؤدي النشر الي منعهم من الفضاء بها ‪.‬‬
‫الرأي العام ‪ ،‬وهو مجموع المواطنين اللذين يمكن عن طريق‬ ‫‪‬‬
‫النشر تشكيل تفكير جماعي لديهم يعين علي التأثير علي سير‬
‫الخصومة الجنائية لمصلحة طرف في الدعوى أو التحقيق أو ضده‪.‬‬
‫والتأثير علي أي من هذة الطراف أو كليهم انما هو تأثير علي الخصومة‬
‫نفسها سواء اكان ذلك التأثير عن طريق دفع طرف منها بشكل مباشر أو غير‬
‫مباشر الي اتخاذ موقف معين أو منعه من اتخاذ موقف معين أو اتخاذه ولكن‬
‫علي نحو مختلف عما كان يمكن أن يتخذه فيما لو لم يتعرض لمثل هذا التأثير‬
‫‪.‬‬
‫فالخصومة الجنائية ليست شكل مجردا ولكنه عمل إجرائي وموضوعي‬
‫تمارسه إطراف متعددة ‪ ،‬ويري الشارع ضرورة وأهمية أن تباشره بتجرد‬
‫ودون الخضوع لمؤثرات خارجية ‪.‬‬
‫‪. 2-1‬التعليق علي القاضي ‪.‬‬
‫يعتبر التعليق علي القاضي الذي ينظر خصومة جنائية تعليقا مجرما ما دام‬
‫يؤدي بأي شكل من الشكال إل التأثير فيه أو حتى مظنة هذا التأثير ‪ ،‬ول‬
‫يشترط القانون تناول قاضي الحكم بالتعليق بل أن التعليق علي المحقق قد‬
‫يكون من شانه التأثير في القاضي الذي سوف ينظر الدعوى بعد ذلك ‪ ،‬فمن‬
‫يعلق علي تحقيق اجري بمعرفة النيابة العمة – الدعاء العام – بأنه ظالم أو‬
‫غير محايد أو تعرض فيه المحقق لضغوط أيا كانت طبيعتها – يمكن أن يؤثر‬
‫في القاضي الذي ينظر الدعوى ‪ ،‬كما ل يشترط أن يتناول التعليق تصرفات‬
‫القاضي في الخصومة المطروحة بل قد يتناول التعليق شخص القاضي نفسه‬
‫أو سلوكه ما دام لهذا التعليق اثر علي الخصومة الجنائية المطروحة علية ‪،‬‬
‫فمن يعلق علي قاضي ينظر في دعوى تتعلق بفكر يعتنقه المتهمين بأنه إنما‬
‫يعتنق فكرا مماثل أو حتى مخالفا للفكر الذي يعتنقه المتهمين ‪ ،‬وسواء أكان‬
‫التعليق بالطعن علي القاضي أو تأييده فهو في الحالين صالح لكي يكون محل‬
‫للعقاب ‪.‬‬
‫‪.2-2‬التعليق علي المتهم والخصم في الدعوى ‪.‬‬
‫قد يكون التعليق الذي يجرمه الشارع تعليقا علي الخصم في الدعوى أو علي‬
‫المتهم فيها ‪ ،‬والنوع الخير من اشد النواع خطورة علي الخصومة الجنائية‬
‫التي تعتمد بالساس علي أقوال الشهود ‪ ،‬فالتعليق علي المتهم أو ضده قد‬
‫يؤدي إلى التأثير علي أقوال الشهود لصالح المتهم أو ضده ‪.‬‬
‫وسواء أكان التعليق ضد المتهم أو لمصلحته فهو يمثل في الحالين إعاقة‬
‫لسير العدالة فهذا النوع من التعليق قد يؤدي إلى تأليب الرأي العام ضد‬
‫المتهم وهو يخل – فيما لو كان التعليق ضد المتهم – بمبدأ أن المتهم برئ‬
‫حتى تثبت إدانته ‪.‬‬
‫والتعليق ضد المتهم في نطاق تلك الجريمة ل يشترط فيه أن ينطوي علي‬
‫ذم أو قدح ولكن يكفي فيه احتمال التأثير في سير العدالة ‪ ،‬وفي ذلك تقول‬
‫محكمة القاهرة البتدائية حول تعليقات نشرتها الصحف ضد متهمة بالقتل‬
‫الخطأ " أن تلك التعليقات والتي اختارت فيها الصحف أسلوبا من شأنه أن‬
‫يجر النقمة علي المتهمة ‪ ،‬ثم المطالبة لها بأقصى العقوبات ‪ ،‬والستهزاء‬
‫بدفاعها وأسانيدها ‪ ،‬وتقديم المتهمة إلى بني وطنها في صورة شيطان‬
‫يعصف بالرواح و يتلهي بالدماء ويدمر الممتلكات ‪ ،‬ثم التهكم بدفاع الفتاه‬
‫والتعريض بكل من يقول عنها كلمة طيبة تنفعها في محنتها ‪ ،‬كل ذلك وقليلة‬
‫يكفي قد ألهب شعور السخط لدي الكثيرون حتى هيمنت عليهم روح المقت‬
‫والنتقام واستبدت بهم فكرة التجريم والجزاء إلى الحد الذي حمل البعض‬
‫ومنذ فجر التحقيق علي التبرع بشهادات ملفقة يزعم أصحابها بل عقل ول‬
‫عدل انهم راو المتهمة ترتكب الحادث أو تفر من مكانه وان هذا العرض‬
‫الخاطئ قد حمل المتهمة مضانك أشتاتا بما أقحم علي قضيتها من تأثيرات‬
‫‪3‬‬
‫ضارة وصناعية ‪ ،‬ربما كانت تجعلها ضحية خطأ قضائي خطر "‪.‬‬
‫أما عن التعليق علي خصم في دعوى قضائية منظورة أمام القضاء فنجد له‬
‫تطبيقا في الحكم الذي أصدرته محكمة جنح قصر النيل وانتهت فيه إلى أن‬
‫مهاجمة أحد النقاد لشاعر في دعوى رفعها بالمطالبة بالتعويض عن العتداء‬
‫علي حق المؤلف ‪ ،‬هذا الهجوم يعتبر تأثيرا في القضاء وفي الرأي العام‬
‫بطريق مناجزه المدعي في دعواه والقلل من شانها‪.4‬‬
‫‪.2-3‬التعليق بإبداء الرأي في الدعوى ‪.‬‬
‫قد يكون التعليق علي الدعوى بإبداء رأي صريح في مركز المتهم فيها ‪،‬‬
‫يقدحق القضاء في إصدار الحكم ‪ ،‬سواء بالتنبؤ به أو بتأكيد إدانة المتهم أو‬
‫براءته‪.‬‬
‫كما أن إبداء الرأي في الحكم الذي ينتظر صدوره قد يكون صريحا ‪ ،‬فانه قد‬
‫يتحقق باليحاء به ‪ .‬كذلك فان نشر حكم المحكمة قبل صدوره قد يعتبر في‬
‫بعض الحالت من قبيل إبداء الرأي الذي قد يؤثر في المحكمة ‪،‬‬
‫‪ .3‬الركان القانونية لجريمة التأثير علي سير العدالة‪.‬‬
‫جريمة التأثير علي سير العدالة هي من الجرائم التي يشترط لتمام قيامها‬
‫توافر أركان ثلث ‪-:‬‬
‫‪ . 3-1‬العلنية ‪ :‬العلنية ركن أساسي من أركان تلك الجريمة ‪ ،‬مادامت تلك‬
‫العلنية تؤدي إلى التأثير ‪ ،‬وأي طريق من طرق العلنية يكفي ما دام يحقق‬
‫التأثير المطلوب علي أي عنصر من عناصر الخصومة الجنائية ‪.‬‬

‫‪ 3‬حكم صادر من محكمة القاهرة البتدائية –دائرة الجنح المستأنفة في الدعوى رقم ‪6290‬لسنة ‪ 1955‬جنح‬
‫عابدين‪.‬‬
‫‪ 4‬الحكم الصادر في دعوى النيابة العمومية رقم ‪807‬لسنة ‪ 1962‬في ‪13‬ديسمبر ‪ ، 1962‬وتتلخص القضية‬
‫في أن أحد النقاد كان قد كتب تعليقا علي دعوى رفعها أحد الشعراء ضد وزارة الثقافة وآخرين يطالبهم فيها‬
‫بتعويض قدره ثلثة اللف جنية لنها نشرت أبياتا من شعرة علي إنها من شعر المرحوم الشاعر ناجي ‪،‬‬
‫وعلق الناقد علي ذلك متهكما بان هذه الدعوى ليست إل محاولة انتهازية من المدعي ليحتل له مكانا تحت‬
‫الشعر ومكانا تحت البنك مع انه لو بيع شعر المدعي كلة لما قدروه في سوق الشعر بثلثة مليمات ‪.‬‬
‫وكان المدعي قد رفع دعواه بمباشرة عن تهم الذم والسب والتأثير في القضاء‪ ،‬وفي أثناء نظر الدعوى‬
‫تنازل المدعي عن دعواه ‪ ،‬ولكن المحكمة راءت بحق أن هذا التنازل ل يؤثر علي سير الدعوى الجنائية‬
‫بالنسبة لجريمة التأثير ‪ .‬فقضت بانقضاء الدعوى الجنائية بالنسبة لجريمتي الذم والسب مع تغريم كل من‬
‫المسئول عن النشر والكاتب خمسة جنيهات مع إيقاف التنفيذ وذلك عن تهمة التأثير ‪.‬‬
‫د‪ .‬جمال العطيفي مرجع سابق ص ‪.122‬‬
‫‪ .3-2‬القصد الجنائي ‪ .‬هو ركن أساسي من أركان الجريمة ‪ ،‬فتلك الجريمة‬
‫من الجرائم العمدية والتي يجب أن يتوافر فيها القصد الجنائي العام لدي‬
‫المتهم بالضافة إلى القصد الجنائي الخاص و الذي يستخلص من ذات الكتابة‬
‫المنشورة ‪ .‬فيجب أن يتوافر لدي المتهم اول العلم بكافة عناصر الجريمة‬
‫وإرادة إحداث النتيجة ‪ ،‬وليس معني ذلك أن النيابة العامة يتعين عليها أن‬
‫إثبات قصد التأثير لدى الناشر في الشخاص المذكورين في مادة العقاب أو‬
‫في الرأي العام ‪ ،‬ولكن يكفي أن تكون المادة بطبيعتها وما أحيط بها كافية‬
‫لحداث التأثير حتى لو لم يقصد المتهم الي ذلك بل وحتي لو لم يكن يرغب‬
‫فيه أصل ‪.‬‬
‫‪ . 3-3‬التأثير ‪.‬‬
‫حماية أطراف الخصومة من التأثير هو الهدف النهائي الذي تغياة الشارع من‬
‫نصوص القانون المانعة ‪ ،‬وهدفه النهائي هو أن تمضي الخصومة بأطرافها‬
‫في جو هادئ ل تتأثر إل بما يطرح في مجلسها من اوجه دفاع ودفوع ‪ ،‬ومن‬
‫هنا فإن ركن التأثير هو الركن الجوهري في قيام تلك الجريمة ‪.‬‬
‫‪ .3-3-1‬التأثير في القضاة اللذين ينظرون دعوى مطروحة أمامهم‪:‬‬
‫يحمي المشرع من تأثير النشر القضاة اللذين يناط بهم الفصل في الدعوى‬
‫آيا كانت المحكمة التي يجلس فيها القاضي‪ .‬و العبرة بتحديد صفة القاضي‬
‫الذي يحميه المشرع من التأثير هو القانون ‪ ،‬فيجب بداءة ان يكون مختصا‬
‫بالفصل في خصومة قضائية ‪ ،‬فالمحكم يعتبر علي هذا الساس قاضيا لنه‬
‫يقوم بوظيفة قضائية و يكون التأثير في القضاة بآي طريقة يمكن بواسطتها‬
‫إحداثه كالتهديد أو التلويح أو تصعيب الفصل في القضية "كالصحفي الذي‬
‫يقول في مقالة بمناقدحة نظر دعوى سياسية أن مهمة القضاة اللذين‬
‫يحكمون في قضايا سياسية في هذه اليام ليست سهلة إذ اصبح من‬
‫المحتمل أن تشكل وزارة جديدة في خلل مدة قصيرة و أن ما يعد جريمة‬
‫في عهد هذه الوزارة سوف تحقدحه الوزارة التية إحدى الحسنات فضل عن‬
‫أن الحركة القضائية القادمة سيحل موعدها في غير هذا العهد و القاضي‬
‫يجب أن يكون بعيد النظر و أل يتعجل فان في العجلة الندامة" ‪.‬‬
‫و تحمي هذه المادة القاضي أو القضاة وهم ينظرون في أي إجراء من‬
‫إجراءات الخصومة مثل مد الحبس الحتياطي ‪ ،‬كما تحمي قاضي الحالة و‬
‫قضاة المحاكم المدنية و المجالس الحقدحية و المحاكم الشرعية و المجالس‬
‫العسكرية و محكمة القضاء الداري و أي جهة أخرى من جهات القضاء في‬
‫البلد ‪.‬‬
‫ولكن ل تمتد تلك الحماية الستثنائية من التأثير إلى معاوني القضاء مثل‬
‫الخبراء و المحضرين و وموظفي أقلم الكتاب لن هؤلء جميعا ل يباشرون‬
‫وظيفة قضائية تختص بالتحقيق أو الحكم ‪ ،‬ولكنهم من معاوني القضاة‪. 5‬‬

‫‪ 5‬إذ كان من الصحيح أن تلك المادة ل تمد الحماية ضد التأثير إلى أعوان القضاة ممن يقومون بأعمال إدارية‬
‫‪ ،‬إل إننا نري أن مد تلك الحماية إلى الخبراء ضروريه فهم يقومون بأعمال فنية من ناحية ‪ ،‬كما أن القضاة‬
‫يعتنقون آراؤهم في الغالب باعتبار انه من الصعب علي القضاة أن يشقوا طريقهم في بعض الدعاوى بغير‬
‫الستناد علي آراء هؤلء الخبراء ‪ ،‬مثال ذلك الطباء الشرعيين ‪ ،‬والخبراء الحسابيين والهندسيين …‪.‬الخ ‪.‬‬
‫أما عن الساس القانوني لحماية القضاة فيحكمه مبدأ القتناع الشخصي‪ -‬في‬
‫المسائل الجنائية ‪ -‬وهو مبدأ مستقر في جميع التشريعات الجنائية سواء‬
‫يتعلق بتقدير الدلة أم بتقدير العقوبات و يسرى هذا المبدأ علي المحقق كما‬
‫يسرى علي القاضي‬

‫وحماية القاضي من التأثير‪ -‬في وجهة نظرنا – هو أهم انواع الحماية واشدها‬
‫طلبا ‪ ،‬فالقاضي يعيش في المجتمع فل يمكن أن يبقي منعزل عما يجرى فيه‬
‫و عما يحسه كل فرد و هذا القاضي إنسان كالخرين فهو ليس بالضرورة‬
‫قديسا أو بطل فمن الممكن أن يخضع في قضائه للتحيز و الهوى ‪.‬‬
‫فما دام القضاء يتوله بشر فل معدي لنا بالتسليم بان القاضي قد تسيطر‬
‫عليه فكرة ثابتة و قد يتأثر بها في حكمه و تدفعه إلى التحيز فالتحيز صفة‬
‫تغلب علي الطباع البشرية هو يدخل حرم القضاء ل مع القاضي وحده بل مع‬
‫الشهود و مع المحامين … و لكن ليس هناك ما هو اخطر من التحيز في‬
‫محراب العدالة فلذلك يجب أن تتوافر في القاضي درجة عالية من الذكاء و‬
‫الثقافة و الخبرة‪.6‬‬
‫و من هذا يبدو وجوب إحاطة القاضي بسياج واق ضد التحيز و الهوى و هو ما‬
‫يدعو إلى حسن اختيار القضاة و توفير الستقلل لهم و وضع قواعد بشأن‬
‫صلحية القاضي و أهليته للفصل في الدعوى و تحديد الحالت التي تعتبر‬
‫قرينة علي عدم حيدته و التي تترتب عليها منعه من الحكم أو جواز رده عنه‬
‫مثلما إذا كانت له علقة بأحد الخصوم أو كان له رأى أو مصلحة يخشى معها‬
‫أل يفصل في الدعوى بحيادية تامة و لذلك أجيز للقاضي أن يتنحى إذا‬
‫استشعر الحرج من أن ينظر الدعوى التي طرحت عليه‪.‬‬
‫ولن القضاة كبشر يختلف بعضهم عن بعض ‪ ،‬فمنهم من يسهل التأثير عليه‬
‫بما تنشره الصحف و منهم من يصعب التأثير عليه ‪ ،‬فإن القانون ل يشترط‬
‫في جريمة نشر أمور من شانها التأثير في القضاة ‪ ،‬أن يقع التأثير فعل‬
‫فالمعيار ليس معيار تأثر قاضي بالذات ‪ ،‬لنه يكاد يكون من المستحيل أن‬
‫نعرف هل المقال الذي تضمن تعليقا علي دعوى منظورة قد أحدثت تأثيره‬
‫في القاضي ؟ و إلى أي مدى ؟ فليس المهم أن المحكمة كانت ضعيفة إلى‬
‫حد أنها قد تأثرت فعل بالنشر بل يكفي أن تكون قد تعرضت لمثل هذا النشر‬
‫الذي كان من شانه يحدث هذا الثر أو الذي قصد به إلى إحداث هذا الثر ذلك‬
‫أن حيدة القاضي قد تتأثر سواء بوعي منه أم بغير وعي نتيجة هذا النشر‪.‬‬
‫و إذا افترضنا أن المحكمة لن تتأثر بما تنشره الصحف من تعليقات ضارة‬
‫بشان قضية منظورة أمامها سواء أكانت هذه التعليقات تتسم بالتحيز ضد‬
‫طرف في الدعوى أم لمصلحته أم تقترن بالتلويح للقضاء بوعيد أو ترغيب‬
‫فهل يصدق الرأي العام أن حكم القضاء الذي صدر بعد ذلك هو عنوان الحق‬
‫و العدل؟‪.‬‬

‫‪- 6‬و قد ذكر الستاذ كردوازا آن هناك قوى خفية تؤثر علي حكم القاضي مثل المور التي يحبها و التي ل‬
‫يحبها و ما يميل إليه و ما يتحامل عليه و مثل العقد الغريزية و العواطف و العادات و المعتقدات التي تكون‬
‫شخصية النسان‬
‫‪ . 3-3-2‬الموظفون المكلفون بإجراء تحقيقا ما ‪:‬‬
‫الموظف المكلفون بإجراء تحقيق ما هم هؤلء الذين ل يقومون بمهمة‬
‫القاضي ولكنهم يوطئون له اكناف مهمته ‪ ،‬ويدخل في عدادهم قضاة التحقيق‬
‫و رجال النيابة و الضبطية القضائية في الحوال التي تكون لهم فيها سلطة‬
‫التحقيق قانونا ‪ ،‬و غيرهم من الموظفين اللذين يقومون بتحقيق أمر معين‬
‫كمفتشي وزارة الداخلية أو موظفي إدارات التحقيقات بالوزارات و المصالح‬
‫سواء أقاموا بالتحقيق من تلقاء أنفسهم بناء علي حق يستمدونه من القانون‬
‫أو بناء علي انتداب ممن يملك ندبهم لتحقيق أمر جنائي أو إداري أو مدني‪.‬‬
‫‪.3-3 – 3‬الشهود اللذين يطلبون لداء الشهادة في الدعوى أو التحقيق ‪:‬‬
‫الشهادة هي الطريق المألوف للثبات في المسائل الجنائية كما أنها إحدى‬
‫قدحل الثبات المحدودة في المسائل المدنية‪.7‬‬
‫‪8‬‬
‫و لما كانت الشهادة الخاطئة أو المضللة من أهم أقدحاب الخطاء الجنائية‬
‫و ل يمكن للقاضي في حالت كثيرة أن يكشف خطأها أو تضليلها فلذلك‬
‫أحاطها المشرع بكثير من الضمانات للتحقق من صدقها فالشاهد يحلف‬
‫اليمين حتى يشعر بمسئوليته عن صدق روايته أمام الله و الضمير ‪، 9‬و‬
‫القانون يرسم طريقة سماع أقوال الشهود و كيفية مناقشتهم و مواجهتهم‬
‫للتحقق من أن الشاهد غير متحيز أو متأثر‪ 10‬فإذا ثبت انه شهد زورا كان‬
‫مسؤول عن جريمة الشهادة الزور و إذا تبين أن هناك من أغراه علي هذه‬
‫الشهادة كان هذا المحرض مسؤول أيضا كشريك في هذه الجريمة ‪.11‬‬
‫و الواقع أن الشهادة هي نتاج نفسي يجب تحليله حتى يمكن التحقق من انه‬
‫قد تكون تكوينا سليما و حتى يمكن للقاضي الطمئنان إليه ‪ ،‬فالشاهد يتأثر‬
‫بعوامل مختلفة قد ل يكون منها الحق أو حتى تحقيق مصلحة خاصة أو الرغبة‬
‫في النتقام كما أنها قد ل تكون إكراها أو ضغطا أو تهديدا‬
‫وتأتي أهمية حماية الشاهد من تأثير النشر من انه قد يندفع نتيجة هذه‬
‫الفكار التي تتسلط علي ذهنه و نتيجة ما يستقر في باطنه من أن القضية‬
‫التي يشهد فيها قد حظيت باهتمام الرأي العام أو سخطه إلى المبالغة في‬
‫التصوير أو التحريف في الرواية إلى تصديق ما سمعه و ما قرأه عنها‬
‫خصوصا إذا لم يكن متأكد من المعلومات التي سيدلي بها أو إذا كان ممن‬
‫يخضعون بسهولة لليحاء فتختلط معلوماته الشخصية بالتعليقات و النباء التي‬
‫نشرت عنها و يبدو ذلك واضحا في الحالت التي تنشر فيها الصحف ما تتوقع‬
‫أن يدلي به الشاهد من أقوال مما يحمله علي أن يجعل أقواله مسايرة‬

‫‪- 7‬فالمسائل المدنية يمكن فيها إعداد الدليل مقدما بعكس المسائل المدنية فموضوعها جرائم ترتكب و ل‬
‫يتصور إعداد دليل كتابي سابق بشأنها‬
‫‪- 8‬و قد أشارت المذكرة اليضاحية لمشروع تنقيح القانون المدني المصري إلى عيوب الشهادة كوسيلة‬
‫للثبات حتى في المسائل المدنية )مجموعة العمال التحضيرية ‪ ،‬الجزء الثالث ‪ ،‬ص ‪(359‬‬
‫‪- 9‬انظر المادة ‪ 283‬إجراءات جنائية و المادة ‪ 212‬من قانون المرافعات المصري والمادة ‪219‬فقره ‪ 2‬من‬
‫قانون أصول المحاكمات الجزائية الردني‪.‬‬
‫‪- 10‬فالشاهد يؤدى شهادته علي انفراد بغير حضور بقية الشهود )المادتين ‪ 112‬و ‪ 278‬إجراءات و ‪210‬‬
‫مرافعات(‬
‫‪ 11‬تراجع المواد من ‪ 214‬إلى ‪ 217‬من قانون العقوبات الردني والذي يحكم موضوع الشهادة الزور ‪.‬‬
‫لتجاهات النشر كما أن هناك خطا من أن هذا النشر قد يجعل بعض‬
‫الشخاص يحجمون عن التقدم للدلء بشهادتهم‬
‫ل يشترط أن يكون الشاهد قد اعلم ليحضر أمام المحكمة أو أمام المحقق‬
‫بل يكفي احتمال دعوته للشهادة و تقدير هذا الحتمال متروك لقاضي‬
‫الموضوع ‪ ،‬و ل يشترط أن يكون التأثير في شخص معين طلب للشهادة أو‬
‫يحتمل طلبه بل تتوافر أركان التأثير عاما غير موجه إلى شخص معين ما دام‬
‫من شانه منع شخص مجهول من الفضاء بمعلومات لولى المر و مثاله أن‬
‫يقول صحفي "أن الذي يتقدم للشهادة لمصلحة هذا المتهم إنما يطعن وطنه‬
‫الطعنة النجلء فان الجريمة واقعة علي البلد كلها في شخص رئيس حكومتها‬
‫و زعيم أغلبيتها البرلمانية و سيعرف الوطن من هم أولئك الخونة اللذين‬
‫يتجرءون بشهادتهم المصطنعة علي معاونة هذا الثيم علي الفلت من يد‬
‫العدالة و سيكشف عن اليدي الخفية التي تحركه و سيحاقدح أصحابها حسابا‬
‫عسيرا ل هوادة فيه"‪.‬‬
‫‪ . 3-3-4‬التأثير في الرأي العام ‪:‬‬
‫يعرف الرأي العام في القانون و الفقه بانه الحكم الذي يصدره المجتمع في‬
‫مسالة ذات أهمية عامة بعد بحث واع معقول ‪.‬‬
‫و في تعريف للرأي العام أدق و أوضح انه تعبير عن موضوع معين يكون‬
‫موضوع مناقشة و بأنه اتجاهات أفراد الشعب إزاء مشكلة معينة في حالة‬
‫انتمائهم إلى مجموعة اجتماعية واحدة و بأنه موقف الجمهور من مسالة‬
‫عامة جارية و بأنه اتفاق الفكار حول أي شيء يهم النسان و بأنه مجموعة‬
‫من الفكار و المشاعر المشتركة بين أغلبية الناس في بلد معين بصدد‬
‫مسألة تهم الجموع و بأنه الشعور الذي يسيطر علي جماعة معينة يحس‬
‫أفرادها بأنه يربطهم معا و لعل هذا التعريف الخير هو افضل التعريفات‬
‫لوضوحه و بساطته‪.‬‬
‫و لبد لتكوين الرأي العام من أن يتعرف كل فرد علي ما يعرفه سائر الفراد‬
‫في الجماعة و ما يدور بخلدهم بصدد مسالة معينة لكي تبرز المسالة واضحة‬
‫للوعي الجتماعي فيصل إلى حكم بشأنها فهو متوقف علي التصال المستنير‬
‫فإذا لم يكن ثمة اتصال البتة فل رأى عام و كلما زادت متانة التصال لتعميم‬
‫التعليم و تبادل النصاف و المودة بين الموسرين و الفقراء و اصبح التعبير‬
‫السليم عادة مستفيضة في جميع طبقات المجتمع ‪.‬‬
‫و الرأي العام الحقيقي رهين بالحكم الديمقراطي الحر فالبلد التي ترهق‬
‫القيود القانونية صحفها و تستأذن الدارة في عقد اجتماعاتها العامة ‪ ،‬ول‬
‫يجوز فيها أن تصدر الصحف بغير موافقات متعددة من الحكومات ول يباح‬
‫فيها تملك الفراد لوسائط التصال ‪ ،‬مثل تلك البلدان ل يتكون فيها رأى عام‬
‫صحيح‪.‬‬
‫وتعد الصحافة في مقدمة العوامل التي تؤثر في تكوين الرأي العام و في‬
‫توجيهه و مثلها الوسائل الحديثة للتصال بالجماهير مثل الذاعة و‬
‫التليفزيون ‪ ،‬ففي كل مجتمع يتولد شعور عام يهتم بالمسائل العامة‬
‫المشتركة و الصحافة و غيرها من وسائل النشر ترضي نزعة الهتمام بهذه‬
‫المسائل و هي تنبه الرأي العام و تحرك مشاعره و تفرض عليه منطقها إذ‬
‫هي توزع أفكارها علي المليين بسرعة و في نفس الوقت فيتولد نوع من‬
‫التوافق في الفكار لن الفرد في المجتمع يتجه إلى أن يتصرف كالخرين‬
‫فاتحاد الفكار الذي تحققه الصحف يجذب أفراد المجتمع و يصبهم في قوالب‬
‫متماثلة‪.‬‬
‫غير أن الصحافة أحيانا ل يهمها القيام بواجبها في الرقابة و التوجيه بقدر ما‬
‫يهمها أن تعمل علي زيادة توزيعها ‪ ،‬و إذا كان الرأي العام هو الجهاز الذي‬
‫تقاس به القيم الجتماعية فان هذا الجهاز يجب أن يبقي مصونا من العوامل‬
‫المصطنعة للتأثير ‪ ،‬و إذا كانت أحكام القضاء يجب أن تكون صدى لضمير‬
‫المجتمع و إذا كان ل يمكن أن تبقي بمعزل عن القيم الجتماعية التي يعبر‬
‫عنها الرأي العام فان الصحافة قد تتجه إلى إحداث تأثير في ضمير المجتمع‬
‫في مسائل يجب أن يكون الرأي فيها مستمدا من الوقائع المعروضة علي‬
‫القضاء وحدها ‪.‬‬
‫و من هذا تبدو خطورة التأثير الذي يحدثه النشر علي الرأي العام بصدد‬
‫دعوى معينة مطروحة علي القضاء ‪ .‬فقد أصبحت الصحافة قوة ضخمة تبعث‬
‫القارئ علي تصديق ما ينشر بها ‪ ،‬و حتى القارئ المثقف ل يمكنه أن يميز‬
‫فيما يطالعه بين الحقائق و الراجيف و ليس ما لديه الوقت الكافي لن يمعن‬
‫التفكير فيما يطالعه و أن يكون فيها رأى سليم بل ليس هناك ما يدعوه إلى‬
‫أن يجهد نفسه في تحري حقيقة ما نشرته الجريدة ‪ .‬فالجهل و التسرع و‬
‫عدم المبالة كلها عوامل تلعب دورها و تساعد علي أن يحدث النشر أثره‬
‫فاغلب القراء ل يعرفون أل أن جريمة قد ارتكبت و أن شخصا تعسا عليه أن‬
‫يدفع الثمن‪.‬‬
‫الفرع الثاني‬
‫جريمة نشر ما يجري في الجلسات السرية للمحاكم وما يلحق بها من‬
‫تحقيقات ‪.‬‬
‫الصل أن المحاكمات علنية والتحقيقات سرية تلك هي القاعدة العامة ‪،‬‬
‫فالمحاكمات يجب أن تجري تحت بصر الجمهور الذي قد يجد فيها نوع من‬
‫إشباع الشعور بالعدالة أو لون من ألوان الردع‪.‬‬
‫علي أن المحكمة قد تجد في بعض الحيان لدواع تقدرها أن تأمر بجعل‬
‫الجلسة سرية ‪ ،‬أما مراعاة لشعور أحد أطراف الخصومة مثل جرائم‬
‫الغتصاب مثل ‪ ،‬أو لتعلق بعض المعلومات التي سوف تتداول بالمن القومي‬
‫للبلد ‪ ،‬وغير ذلك من العتبارات التي تقدرها ‪ ،‬ومن نافلة القول أن نقرر بان‬
‫الجلسة ل تكون سرية علي المحاميين ول المتهمين ول أعضاء النيابة العامة ‪،‬‬
‫ولكنها قد تكون سرية علي الجمهور ‪ ،‬وفي تقديري فان القول بان وقائع‬
‫الجلسة تجري في غير علنية أوقع كثير واضبط من القول بأنها سرية ‪ ،‬كما‬
‫أن هناك بعض الجرائم التي يري المشرع أن مصلحة المجتمع أو افراده‬
‫تقتضي عدم النشر فيها إطلقا ‪ ،‬مثل جرائم الشرف أو الخلق أو دعاوي‬
‫الحوال الشخصية وغير ذلك ‪.‬‬
‫‪ .1‬النصوص في القانون الردني مثال ً ‪. :‬‬
‫تنص المادة ‪ 12‬من قانون انتهاك حرمة المحاكم رقم )‪ (9‬لسنة ‪ 1959‬علي‬
‫عقاب "كل من نشر باحدى الطرق المتقدم ذكرها في الدعاوى الحقوقية او‬
‫الجزائية التي قررت المحاكم سماعها في جلسة سرية او في الدعاوى‬
‫المتعلقة بالجرائم التي تقع بواسطة الصحف أو دعاوى الذم و القدح و القدح‬
‫و افشاء السرار او في دعاوى الطلق و الهجر و البنوة الطبيعية يعاقب‬
‫بالحبس مدة ل تتجاوز سنة و بغرامة ل تقل عن عشرين دينارا و ل تزيد علي‬
‫المائة دينار او باحدى هاتين العقوبتين"‪.‬وتستطرد المادة المشار اليها فتقرر‬
‫بانه " و ل يعاقب علي مجرد نشر موضوع الشكوى او علي مجرد نشر‬
‫الحكم و مع ذلك ففي الدعاوى التي يجوز فيها اقامة الدليل علي المور‬
‫المدعي بها يعاقب علي اعلن الشكوى او علي نشر الحكم بالعقوبة‬
‫المنصوص عليها في هذه المادة ما لم يكن نشر الحكم او الشكوى قد حصل‬
‫بناء علي طلب الشاكي او اذنه‪".‬‬
‫وفضل عما تقدم تنص المادة ‪ 13‬من القانون المشار اليه ايضا بعقاب "كل‬
‫من نشر باحدى الطرق المتقدم ذكرها ما جرى في المداولت السرية في‬
‫المحاكم او نشر بغير امانة و بسوء قصد ما جرى في الجلسات العلنية في‬
‫المحاكم يعاقب بالحبس مدة ل تتجاوز سنة و بغرامة ل تقل عن عشرين‬
‫دينارا و ل تزيد علي مائة دينار او باحدى هاتين العقوبتين "‬
‫و تنص المادة ‪ 14‬من القانون نفسة علي معاقبة "كل من نشر باحدى‬
‫الطرق المتقدم ذكرها إذاعات بشان تحقيق جزائي قائم يعاقب بالحبس مدة‬
‫ل تتجاوز ستة اشهر و بغرامة ل تزيد عن خمسين دينار او بإحدى هاتين‬
‫العقوبتين"‬

‫‪ .2‬ملحظات عامة ‪.‬‬


‫يلحظ أن القانون الردني منع النشر في وعاقب علية في قدحع حالت‬
‫ضمنها المواد ‪ 12‬و ‪ 13‬و ‪ 14‬من قانون انتهاك حرمة المحاكم وهي ‪-:‬‬
‫‪ .1‬الجلسات السرية ‪.‬‬

‫‪ .2‬الدعاوى المتعلقة بالجرائم التي تقع بواسطة الصحف ‪.‬‬


‫‪ .3‬دعاوى الذم و القدح و القدح و إفشاء السرار‪.‬‬
‫‪.4‬دعاوى الطلق و الهجر و البنوة الطبيعية‪.‬‬

‫وتضيف المادة ‪ 13‬من القانون المشار إليه حالتين أخريين‬


‫هما ‪-:‬‬
‫‪ .5‬نشر ما يجري في المداولت السرية في المحاكم ‪.‬‬
‫‪.6‬النشر بغير أمانة و بسوء قصد ما جرى في الجلسات العلنية في المحاكم‪.‬‬
‫يضاف علي ذلك حالة اخري نصت عليها المادة ‪ 14‬من القانون نفسة هي ‪-:‬‬
‫‪.7‬نشر إذاعات بشان تحقيق جزائي قائم ‪.‬‬

You might also like