Professional Documents
Culture Documents
تمهيد :
إن العلقة بين الصحافة والبرلمان تحكمها العديد من العتبارات
مثل العتبار السياسي والعتبار الجتماعي والهم من ذلك كيف
ينظر البرلمانييون الى الصحافة ودورها في الدولة وكيف ينظر
الصحفييون الى البرلمانيين ودورهم داخل قبة البرلمان ,والحقيقة
أن هذه العتبارات تثير جدلية كبيرة ليس من السهولة بمكان وضع
أطر عامة لحتواء هذه الجدلية خاصة في هذه الورقة .
ولكن يمكن القول أن العتبار القانوني الذي يحكم العلقة بين
الطرفين هو اعتبار واضح ومحدد بالقانون ول يثير تلك الجدلية
الواسعة ,حيث أن هذه العلقة تحكمها النصوص التشريعية بشكل
صريح ومباشر وبغض النظر عن تفصيلت هذه العلقة _ سواء
أكانت تعطي للصحفيين حقوقهم في ممارسة كاملة لحرية عملهم
الصحفي أم تمنحهم حقوقا ناقصة عن الشكل الدستوري المقرر لها
_ ال أنها بالنتيجة محددة بموجب نصوص تشريعية .
وبعيدا عن الجانب الفقهي يمكننا القول بأن الحقوق التي يتمتع بها
الصحفيين تجاه البرلمان قد تكون داخل قبة البرلمان مثل حضور
الجلسات البرلمانية وتغطية أخبار البرلمان وحقوق أخرى خارج قبة
البرلمان مثل تقييم أداء البرلمان والبرلمانيين ونقده .
لذا سنقسم هذه الورقة الى بابين رئيسين على النحو التي :
الباب الول :حقوق الصحفيين داخل قبة البرلمان .
الباب الثاني :حقوق الصحفيين خارج قبة البرلمان .
1
حق الصحفيين في حضور جلسات اللجان الدائمة و .2
المؤقتة وتغطيتها اخباريا .
حق الصحفيين في الحصول على محاضر الجلسات و .3
اوراق وبيانات البرلمان ونشرها .
ما هو المصدر أو الساس القانوني لهذه الحقوق ؟ •
ان حق الصحفيين في تغطية أخبار البرلمان يستند الى حق أكبر
وأشمل وهو حق الوصول الى المعلومات والحصول علها من
مصاردها وتداولها .وحقيقة ان هذا الحق ضمنته نصوص الدستور
الردني والمواثيق الدولية والقليمية التي صادق عليها الردن
واعتبرها جزءا من نظامه القانوني ووضعها في مرتبة أعلى من
القوانين الوطنية .
ومن المعروف أن الدستور هو القانون السمى والذي تنتتدرج تحتتته
التشريعات الختترى مثتتل القتتوانين والنظمتتة ولقتتد نتتص الدستتتور
الردنتتي فتتي المتتادة ) ( 15منتته علتتى أن الصحافة والطباعععة
حرتان ضمن حدود القانون .وعند القول بحرية الصحافة لبد متتن
النظر الى أركان هذه الحرية مجتمعة .متتن حريتتة اصتتدار الصتتحف
وحرية الطباعة والنشر وعدم وجتود رقابتة مستبقة أو لحقتة عليهتا
والركن الساسي وهو حق الصحفيين في الحصول على المعلومات
وتتتداولها وانستتيابها الطتتبيعي متتن مصتتدرها التتى أن تصتتل التتى
الجمهور .
كما نص الدستور وفي المادة : 85
تكون جلسات كل من المجلسين علنية على انه يجوز عقد جلسات
سرية بناء على طلب من الحكومة أو طلب خمسة من العضاء ثم
يقرر المجلس قيود الطلب الواقع أو رفضه
وبالتالي يكون الدستور الردني قد ضمن للصحفيين حقهم في
تغطية أخبار البرلمان لنه في الساس ضمن لهم حق الحصول
على المعلومات هذا كله من جانب .
ومن جانب آخر ضمنت المواثيق الدولية والقليمية حق الحصول
على المعلومات بشكل صريح للجمهور عامة وللصحفيين خاصة,
حيث نصت المادة ) (19من العهد الدولي الخاص بالحقوق
المدنية والسياسية-: 1
" /1لكل إنسان حق في اعتناق آراء دون مضايقة " .
1اعتمد وعرض للتوقيع والتصديق بموجب قرار الجمعية العامة للمم المتحدة 2200المؤرخ في 16
ديسمبر 1966تاريخ بدء النفاذ 23أذار . 1976
2
/2لكل إنسان حق في حرية التعبير ،ويشمل هذا الحق
حريته في التماس مختلف ضروب المعلومات والفكار
وتلقيها ونقلها إلى آخرين دونما إعتبار للحدود ،سواء
على شكل مكتوب أو مطبوع أو في قالب فني بأي وسيلة أخرى
يختارها .
2
ولقد كفل الميثاق العربي لحقوق النسان أيضا الحق في العلم
وحرية الرأي والتعبير وكذلك الحق في استقاء النباء والفكار
وتلقيها ونقلها إلى الخرين بأي وسيلة ودونما اعتبار للحدود
الجغرافية وهذا ما جاءت به المادة ) (32من الميثاق .
3
أجله ،وللوزراء أن يصطحبوا مستشاريهم وكبار موظفي وزاراتهم
لحضور هذه الجلسة( .
حقيقة أجابت المادة 198من قانون العقوبات الدرني والتي نصت على
أنه :
إيفاءً للغاية المقصودة من هذا القسم ،إن نشر أية مادة تكون ذما ً
أو قدحا ً يعتبر نشرا ً غير مشروع إل:
- 1إذا كان موضوع الذم أو القدح صحيحا ً ويعود نشره بالفائدة
على المصلحة العامة .
- 2إذا كان موضوع الذم أو القدح مستثنى من المؤاخذة بناًء على
أحد السباب التية:
4
د .إذا كان موضوع الذم أو القدح هو في الواقع بيان
صحيح لي أمر قيل أو جرى أو أذيع في مجلس المة .
ويرتبط بهذه المسألة حالة أخرى شبيه لها وهي حالة قيام الصحفي
بنشر عبارات وردت في بيان صادر عن مجلس المة أو في محاضر
رسمية صادرة عن مجلس المة وكانت تشكل ذما أو قدحا فهل
يسأل الصحفي مثل هذه الحالة عن النشر ويعاقب أم ل ؟
قد اجابت أيضا المادة 198من قانون العقوبات على ذلك حيث
نصت على أنه :
إيفاًء للغاية المقصودة من هذا القسم ،إن نشر أية مادة تكون ذما ً
أو قدحا ً يعتبر نشرا ً غير مشروع إل:
أ .إذا كان موضوع الذم أو القدح قد نشر من قبل
الحكومة أو مجلس المة أو في مستند أو محضر
رسمي.
5
اللجنة المالية والقتصادية .
لجنة الشؤون العربية والدولية .
اللجنة الدارية .
لجنة التربية والثقافة والشباب .
لجنة التزجيه الوطني .
لجنة الصحة والبيئة .
لجنة الزراعة والمياه .
لجنة العمل والتنمية الجتماعية .
لجنة الطاقة والثروة المعدنية
لجنة الخدمات العامة والسياحة والثار .
لجنة الحريات العامة وحقوق المواطنين
لجنة فلسطين
لجنة الريف والبادية .
6
) يقتصر حضور جلسات اللجان على أعضاء المجلس وأمانة سر كل
لجنة والخبراء اللذين تستدعيهم ( .
كما اعتبرالمشرع أيضا اجتماع جلسات لحان مجلس العيان سرية
أيضا ً .حيث نصت المادة 15من النظام الداخلي لمجلس العيان:
) على جلسات اللجان سرية على أنه يجوز لي عضو في المجلس
أن يحضر اجتماعات اللجان التي ل يكون عضوا فيها دون أن يكون
له حق المشاركة في المناقشة أو التصويت (.
بمعنى أن المشرع حظر تماما حضور الصحفيين هذه الجلسات
وهذا حقيقة تقييد كبير لحرية الصحافة والصحفيين .ول يتمشى مع
المعايير الديمقراطية لعمل البرلمان لن الديمقراطيات حتى
الحديثة منها تسمح بتغطية واسعة لجلسات اللجان الدائمة وحتى
المؤقتة منها مثل لجان الستماع أو لجان تقصي الحقائق .
وحقيقة إن وجود هذا النص هو الذي يبيح منع حضور الصحفيين
جلسات اللجان الدائمة أو المؤقتة.
وما جرت عليه العادة والعرف _ دون وجود نص قانوني _ في
مجلس المة أنه قد يسمح للصحفيين بحضور احدى اجتماعات
اللجان عند مناقشة موضوع ما وذلك وفقا لما يراه رئيس اللجنة
المجتمعة ,ولكن في الغالب ل يسمح لهم بدخول قاعة الجتماع
لتغطية الجتماع ,وفي هذه الحالة يقوم المكتب العلمي لمجلس
المة بتغطية الجتماع وتزويد الصحفيين بأخبار الجتماع والتي تكون
دائما أخبارا رسمية .
ثالثا ً :فيما يتعلق بحق الصحفيين في الحصول على
محاضر الجلسات و اوراق وبيانات الرلمان ونشرها .
من المعروف ان مجلس النواب يعد العديد من الوراق و المحاضر
سواء أكانت لجلساته العلنية أم السرية .ولجتماعات اللجان
الدائمة أو المؤقتة .فهناك جدول أعمال لكل جلسة ) علنية أم
سرية ( من جلسات المجلس ,وهناك محضر تفصيلي لكل جلسة
من جلسات اللجان تدون فيه وقائع الجلسة وما اتخذ فيها من
قرارات وكذلك الحال بالنسبة لجلسات المجلس والتي قد تنتهي
بقرارات مكتوبة .
7
بالنسبة لمحاضر الجلسات البرلمانية العلنية :
لقد اعتبر المشرع أن محاضر الجلسات البرلمانية ) النواب والغيان
علنيةو متاحة للجميع وأن من حق الجمهور الطلع عليها وقد قرر
هذا الحق عندما ألزم البرلمان بشقيه النواب والعيان بضرورة نشر
محضر الجلسة البرلمانية في ملحق الجريدة الرسمية .وهذا ما
نصت عليه المادة 31من النظام الداخلي لمجلس العيان والمادة
82من النظام الداخلي لمجلس النواب .
بالنسبة لمحاضرالجلسات السرية لباقي أوراق المجلس
البيانات التي يصدرها:
بين المشرع الردني في المادة /83أ من النظام الداخلي لمجلس
النواب أنه :
تعتبر أوراق المجلس وبياناته سرية ل يجوز نشرها أو نشر أي شيء
منها ال بعد ادراجها في جدول العمال أو تحويلها للحكومة .
كما ونصت المادة 85من النظام الداخلي لمجلس النواب على :
يحرر محضر للجلسة السرية ,ال اذا قرر المجلس غير ذلك ويقوم
بتحرير المحضر مساعدا رئيس الجلسة ويوقعه معهما رئيس
الجلسة ثم يحفظ في المكان الذي يحدده رئيس المجلس ول يجوز
لغير النواب والحكومة الطلع عليه .
في حين لم يمنع النظام الداخلي لمجلس العيان من نشر أوراق
المجلس وبياناته ,أما بالنسبة لمحاضر الجلسات السرية فقد اعتبر
أنها سرية أيضا ول يجوز لغير العيان والحكومة الطلع عليها وهذا
ما نصت عليه المادة 32من النظام .
8
ولتوضيح هذا المر نقول أنه وان كان النظام الداخلي لمجلس
النواب قد أجاز عقد جلسات سرية ل يمكن للصحفيين تغطيتها
مباشرة في المادة 84وأشار أنه ل يجوز لغير النواب والحكومة
الطلع على محاضر الجلسة السرية في المادة . 85ال أن النظام
نفسه لم يرتب أي مسوؤلية على مخالفة هذا الحظر بمعنى أن
نصوص النظام الداخلي للمجلس أو في أي تشريع آخر _ على حد
علمنا المتواضع _ وحيث أن الصل في المور الباحة وحيث أن مبدأ
الشرعية ) الركن المفترض في أي جريمة ( يقول أنه ل جريمة ول
عقوبة ال بنص وحيث أن ل يوجد نص قانوني يجرم و /أو يعاقب
على النشر في نثل هذه الحالة فيكون قيام الصحفي بنشر ما دار
في الجلسات السرية أمرا مباحا ً .
9
ما أجراه بحكم عمله .حيث نصت المادة 191من قانون
العقوبات على:
] يعاقب على الذم بالحبس من ثلثة أشهر ال سنتين اذا كان
موجها الى مجلس المة أو أحد أعضاءه أثناء عمله أو بسبب
ما أجراه بحكم عمله أو الى احدى الهيئات الرسمية او
المحاكم أو الدارات العامة أو الجيش أو الى أي موظف أثناء
قيامه بوظيفته أو بسبب ما أجراه بحكمها [ .
ولكن هل هذا يعني أنه ل يجوز التعرض بالنقد الى أداء
البرلمان والبرلمانيين ,وهل يمكن التعرض الى الحياة الخاصة
النواب أو العيان أم أن ذلك من قبيل المحرمات تلتي ل
يجوز القتراب منها .
حقيقة للجابة على هذه الستفسارات لبد من معرفة الحدود
الفاصلة بين الذم والقدح من جهة وبين حق النقد كاحدى
صور الذم والقدح المباح .
لذا سنقسم هذا الباب الى قسمين :
الفسم الول :جريمة الذم والقدح بين النظرية والتطبيق .
القسم الثاني :حق النقد وتطبيقاته على البرلمان و
البرلمانيين
10
وكذلك جرم القدح لنه يشكل اعتداء على كرامة الغير أو شرفه أو
اعتباره حتى بدون بيان مادة معينة.
الدكتور كامل السعيد /الحدود الفاصلة بين النقد المباح والذم والقدح /.ورقة عمل 4
11
السناد فقط وانما ل بد من الخذ بعين العتبار الظروف
والملبسات التي أحاطت بالكلم فمثل وصف الصحفي لشخص أنه
سارق ل يعد قدحا اذا ثبت أنه كان يقصد واقعة معينة يمكن
تحديدها من الظروف والملبسات التي تحيط بالسناد.
ويمكن التأكيد على التعريف السابق للذم والقدح ) القذف والسب
( من خلل نص المادة 188فقره 1من قانون العقوبات الردني
على أن " الذم هو إسناد مادة معينة إلى شخص ما ولو في معرض
الشك والستفهام من شأنها أن تنال من شرفه وكرامته ،أو تعرضه
إلى بغض الناس واحتقارهم سواء أكانت تلك المادة جريمة تستلزم
العقاب أم ل " ،في حين تضمنت في الفقرة الثانية تعريفا للقدح
بأنه " العتداء على كرامة الغير أو شرفة أو اعتباره ولو في معرض
الشك والستفهام من دون بيان مادة معينه ".
.2كيف تقوم جريمة الذم أو القدح :
يمكن لنا أن نستنتج من خلل التعريف المتفق عليه على مفهوم
الذم والقدح أنه لبد من توافر الركان التالية في الفعل الذي يصدر
عن الجاني ) الذام أو القادح ( وهي :
2-1الركن الول :ركن مادي :
وهو ببساطة شديدة فعل السناد الذي يتم فيه نسبة المادة موضوع
الذم الى المجني عليه ,أو ما ينسبه القادح للمجني عليه والذي
يجب في الحالتين أن يكون من شأنه أن يؤدي الى النيل من
كرامة وشرف واعتبار المجني عليه أو من شأنه تعرضه الى بغض
الناس واحتقارهم.
وفي هذا المجال ل بد من أخذ الملحظات التالية بعين العتبار :
الملحظة الولى : •
أنه لفرق بين من يقوم باسناد وقائع أو آراء أو أفعال من نسج
الذام أم نسج غيره ام بوصفها رواية ينقلها عن الغير ,فل فرق
بين من ينشر أفكاره الشخصية وبين أفكار غيره على شكل خبر
أو اشاعة ,فنافل الكفر كافر في هذا المقام ,وذلك لن الذام
اسند بالنتيجة في كل الحالتين أمورا من شأنها النيال من كرامة
المجني عليه وشرفه.
فقد قضي برفض دفاع للمتهم بأنه نقل العبارات التي نشرها عن
جريدة أجنبية ) بانه يستوي أن تكون عبارات القذف والسب التي
أذاعها الجاني منقولة عن الغير أو من إنشائه هو ذلك أن نقل
12
الكتابة التي تتضمن جريمة ونشرها يعتبر في حكم القانون
5
كالنشر الجديد سواء بسواء (
وعلى ذلك نصت المادة 37من قانون المطبوعات والنشر
الردني رقم 8لسنة 1998على :
) تعامل المادة الصحفية المقتبسة أو المتضمنة معاملة المادة
المؤلفة أو الصلية (
الملحظة الثانية : •
يشترط لقيام الذم أن تنتسب الواقعة الى الماضي والحاضر ,
فل يقوم الذم اذا اسند الشخص لخر واقعة تنتسب الى
المستقبل ,كما لو نشر صحفي مقال عن نائب نجح في
النتخابات للتو يشير فيه الى أن هذا النائب لن يقوم بأي
شيء يخدم فيه الداء البرلماني .
الملحظة الثالثة : •
أن السناد ل بد أن يقع على شخص معين ,والتعيين المقصود
في هذا المقام ليس بالضرورة أن يكون بالسم الجزئي أو
الكامل ,وانما يكفي أن تكون العبارات التي صيغ بها السناد
صادرة بشكل يسهل معه تعييم ومعرف شخص المجني عليه
الذي يقصده الجاني دون أدنى شك ,ومن ذلك أن يذكر صحفي
في مقاله الحرف الول للمجني عليه أو حدد مهنته وموقعه
الوظيفي ومكان عمله الحالي أو السابق أو المدينة أو القرية
الذي ولد فيه أو يقطن فيه.مثل أن يذم صحفي نائب
ويقول " أن ذلك النائب هو المحامي الوحيد في اللجنة
الزراعية "
الملحظة الرابعة : •
أن فعل السناد يقع على الشخص الطبيعي ) النسان ( ويمكن
أن يقع على الشخص المعنوي فالقانون الردني جرم الذم و
القدح الموجه الى مجلس المة أوالهيئات الرسمية أو الجيش أو
حتى الشركات والجهات الخاصة .والسبب في ذلك الى أن
المشرع قد اعترف اساسا لهذا الشخص المعنوي بالشخصية
المعنوية وبكامل الحقوق المتفرعة عنها ومنها حقه في الشرف
والعتبار ,ناهيك عن وظيفته الجتماعية التي تكون في العادة
أهم من وظيفة الشخص العادي.
13
ولبد في هذا المقام من التنويه الى أنه ل بد من التفريق
بين الذم الذي يوجه الى الشخص المعنوي وبين الذم الذي يوجه
الى احد الفراد أو الموظفين الذين يعملون داخل هذا الشخص
المعنوي .فاسناد واقعة الى هيئة ل يعني أن هذا السناد موجه
الى العاملين فيها اللهم ال من عينت أشخاصهم وثبت امتداد
الواقعة اليهم ,والعكس صحيح .كما أنه ل بد من الملحظة الى
أن ذم ممثل الشخص المعنوي ل يعني ذم الشخص المعنوي
نفسه وعليه لو أسند صحفي الى رئيس مجلس النواب
واقعة جارحة فل تقبل الدعوى من مجلس النواب أو
من أحد أعضاءه مادام أن المستهدف من الذم شخص
رئيس المجلس دون المجلس أو أعضاءه.
وأخيرا يمكن أن يقع فعل السناد على أي مجموعة من الناس
حتى ولو لم تكن لها شخصية معنوية ويمكن لي فرد من أفراد
هذه المجموعة أن يقاضي الذام.
الملحظة الخامسة : •
ليلزم في السناد أن يكون صريحا بل قد يكون في معرض
الشك أو الستفهام وقد يستخلص من الكلم في مجموعه.فاذا
كان من الممكن لمن انتشر بينهم الكلم ان يفهموه على ان
المقصود منه واقعة شائنة الى شخص معين قامت الجريمة
واستحق العقاب.
• الملحظة السادسة :
ويتحقق السناد بأن تنسب الواقعة إلى الشخص باعتباره فاعل لها
أو باعتباره معتدى عليه بصورة مهينة قد تمس اعتباره وكرامته
وتحط من قدرة بين الناس .مثال ذلك :ما اعتبرته محكمة النقض
من أن )نشر إحدى الصحف أن اثنين اقتحما مكتب محام وقذفاه
بزجاجات الكوكاكول وانهال عليه ضربا بالعصي الغليظة وأمراه بخلع
ملبسه ووقف المحامي عاريا في مكتبه ثم أوثقاه بحزام جلد(.
)نقض 16يناير سنة 1962مجموعة الحكام س 13ص ( 47
2-1-1مجالت السناد.
أول :السناد في مجال العقيدة الدينية:
اذا أسند شخص لخر أنه ينتمي الى دين معين أو الى عقيدة
معينة أو أنه على غير ذي دين فنعتقد أن مثل هذا السناد ليعتبر
من قبيل الذم انطلقا من مبدأ حرية الديان المقررة في
14
التشريعات ,ولكن يورد الفقه الحالة التي من شأن هذا السناد
أن يؤدي الى بغض الناس أو احتقارهم أو نفورهم منه مثل القول
ان المدير الفلني على دين كذا ول يقبل تعيين أي عامل لم يكن
من هذا الدين .او رجل الدين فلن يدين بدين آخر سرا بدين
آخر .ومثل القول ان فلن رجل ملحد او من عبدة الشيطان.
ول يسعنا ال أن نأخذ بهذا الرأي لوجاهته بل نرى أنه من غير
الممكن ان يكون هناك قاعدة عامة تحكم هذا الموضوع في كل
المجتمعات اذ ل بد أن يأخذ كل بلد على حده فالمجتمعات
السلمية مثل السعودية يكون السناد فيها بان فلن غير دينه
الى المسيحية من قبيل الذم.
شرح قانون العقوبات – القسم الخاص – دار النهضة العربية القاهرة 1986ص .631 6
عابدين الجزائية 5/8/1909استقلل س 6ر ,419المرصفاوي في قانون العقوبات ف 3177ص .1030 7
15
بينما من ل ينكر للشخص أهليته وقدرته المهنية واخلقياته
المهنية ولكن جاء ليجادل في مستوى هذه الهلية و والقدرة
ومدى خبرته ل يعتبر ذاما .مثل قيام موجه الكلم بالموازنة بين
هذا الشخص وبين زملئه في نفس المهنة ويعطيه تقدير أقل
منهم.أو أن ينسب اليه وقائع يستفاد منها أنه لم يبذل كل مافي
وسعه من خبرات وقدرات.
ونحن نعتقد بمنطقية الفقه والقضاء المصري لنه يوازن بين
مصلحتين الولى هي فتح المجال لي صاحب مهنة لن يمارس
مهنته بطمأنينة ويمكنه من استغلل قدرته على البداع لما في
ذلك من مصلحة للمجتمع كله .والثانية تمكين الناقد والمتخصص
والعلم عامة من سلطة الرقابة على أعماله وكشف أخطائه
حتى يتجنبها مستقبل وهذا يحقق مصلحة المجتمع أيضا.
أخيرا لبد من الشارة الى أنه ل يعد من قبيل الذم السناد الذي
يؤثر على المركز المالي أو التجاري للمسند اليه ,كما لو أسند
احدهم الى تاجر أنه على وشك الفلس أو انه خسر على نحو
فادح في مضاربته أو أنه يبيع بضاعة قديمة فمثل هذا ل يشكل
جريمة تبعا لذلك ل يستوجب عقابا ول احتقارا بخلف القول أن
فلن يغش في الكاييل أو في البضاعة ,لن مثل هذا اما ان
يشكل جريمة أو يستوجب احتقاره.8
8د .محمود محمود مصطفى -شرح قانون العقوبات القسم الخاص – الطبعة الثامنة 1984و مطبعة جامهة
القاهرة ص 351
9الدكتور كامل السعيد المرجع السابق
16
2-1-2الفئة التي يجب أن ُيحدث السناد بالنسبة اليها
بغضا أو احتقارا أو ينال من شرف المجني عليه في
نظرها :
هذه الفئة هي الناس الذين يحيطون به من خلطاءه وعشرائه
ومعارفه في الوسط الذي يعيش فيه أو يعمل به قل مهما كان
عددهم.
17
باستقراء الصيغ التي استخدمت في النصوص القانونية والتي
جرمت الفعال التي تقوم عليها جريمة الذم والقدح ) القذف
والسب ( يمكن لنا الستناج بل التأكيد على أن جريمة الذم
والقدح هي من الجرائم القصدية التي تقوم على العلم والرادة
ويكفي فيها القصد العام ,بمعنى أن هذه الجريمة ل تقوم على
الخطأ حتى ولو ترتب عليها المساس بكرامة أو شرف المجني
عليه.وبالتالي فانها ل تستوجب العقاب وان كانت المسؤولية
المدنية متوافرة وتستوجب التعويض المدني.
و القصد الجرمي هذا المتمثل بالعلم والرادة ل بد أن ينصرف
الى كافة أركان جريمة الذم والقدح وهي فعل السناد والعلنية
حسبما تقدم.
والعلم بالسناد انما يكون من خلل توافر العلم اليقيني •
لدى المتهم بأن العبارات التي يستخدمها من شأنها المساس
بكرامة وشرف المجني عليه.
أما بالنسبة للعلم بركن العلنية انما يتحقق بعلم الجاني بان
النشاط – وهو السناد -الذي قام به انما وقع بصورة علنية ,فاذا
اعتقد بأن نشاطه ليس علنيا انتقى القصد الجرمي وسقطت
الجريم.
ومن هنا نقول اذا كان الذم أو القدح بواسطة المطبوعات يجب
أن يعلم الصحفي أن مقاله سوف ينشر في الصحيفة أو المجلة..
الخ .أما اذا اعتقد أن هذا المقال لن ينشر فل يقوم القصد
الجرمي.
وعليه لو أن صحفي أرسل مقاله لرئيس التحرير لمراجعته
وتدقيقه وليس لغايات النشر وقام رئيس التحرير بنشرها ل يقوم
القصد الجرمي بحقه.
وبما أن القصد الجرمي يقوم على الرادة أيضا فل بد •
أن ينصرف ذلك لفعل السناد والعلنية أيضا.
وعليه اذا كان الذم أو القدح بواسطة المطبوعات فلبد أن تكون
ارادة الصحفي قد اتجهت نحو كتابة مقال من شأنه الساءة الى
كرامة أو شرف المجني عليه.
وعلى هذا قضت محكمة النقض المصرية في حكم شهير لها "
بأنه اذا كان الحكم قد ادان المتهم على أساس أنه قصد العيب
في الذات الملكية ,ثم قال ما مفاده أن هذا المتهم حين ارتجل
الخطبة المقول بتضمنها العيب كان في حالة انفعال وثورة
18
نفسانية فجمح لسانه وزل بيانه وانزلق الى العبارة التي تضمنت
العيب ,فانه بكون قد اخطأ و لنه اذا صح أن عبارة العيب قد
صدرت عفوا من المتهم في الظروف والملبسات التي ذكرها
10
الحكم ,فان القول بأنه قصد أن يعيب يكون غير سائغ "
وكذلك الحال بالنسب الى ركن العلنية فلبد أن تتجه ارادة
الصحفي انتشار عبارات المقال –المتضمن الذم أو القدح – بين
الناس وهو ما يسمى) بقصد أو ارادة الذاعة ( عند بعض
11
الفقهاء.
19
.2قرار محكمة بداية جزاء عمان رقم 8503/95
تاريخ 5/6/97الذي جاء فيه :
وبالتدقيق تجد المحكمة بأن الظنين قد قدم للمحكمة
المصادر التي قام ببناء مقاله عليها ,مما يتضح للمحكمة
ويثبت حسن نيته كما أن واجبه كصحفي يحتم عليه نشر مثل
هذه الخبار والمعلومات .لذا تقرر المحكمة اعلن عدم
مسؤوليته.
20
القسم الثاني :حق النقد وتطبيقاته على البرلمان
و البرلمانيين
21
واذا كان الدستور قد قرر مبدأ حق النقد وصاغه صراحة ضمن
نصوصه وقواعده .فل يمكن أن نغل أن القوانين الوطنية كفلت هذا
الحق أيضا ومن ذلك قانون العقوبات الردني لسنة 1960حيث
نصت المادة) (192من قانون العقوبات :
) -1اذا طلب الذام ان يسمح له باثبات صحة ما عزاه الى الموظف
المعتدى عليه فل يجاب الى طلبه ال ان يكون ما عزاه متعلقا
بواجبات وظيفة ذلك الموظف او يكون جريمة تستلزم العقاب
قانونًا.
-2فاذا كان الذم يتعلق بواجبات الوظيفة فقط وثبتت صحته فيبرأ
الذام وال فيحكم عليه بالعقوبة المقررة للذم.
-3واذا كان موضوع الذم جريمة وجرت ملحقة ذلك الموظف بها
وثبت ان الذام قد عزا ذلك وهو يعلم براءة الموظف المذكور
انقلب الذم افتراء ووجب عندئذ العمل بأحكام المواد القانونية
المختصة بالفتراء (
22
ثالثا :ان يكون النقد موجها للواجبات الوظيفية أو ان يكون جريمة
تستلزم العقاب.
وتفصيل ذلك أن حق النعي على التصرفات الموظفين العمومين هو
في الحقيقة حق نقدهم فيما يتعلق باعمال وظائفهم التي تهم
المجتمع.وقد أباحت المادة 192عقوبات استعمال هذا الحق اذاكان
عن وقائع ثابتة وتتعلق باعمال الوظيفة .وهذه الشروط هي ذاتها
الشروط اللزمة لستعمال حق النقد بصفة عامة ,أي النقد
الموجه للموظفين العمومين أو الموجه لغيرهم من آحاد الناس.
13النقد المباح سنة ,1977المستشار الدكتور عماد عبد الحمية النجار ص 85ومابعدها.
23
فمن غير المتصور أن يقصر المشرع استعمال حق النقد على
ااتصرفات أو العمال الراء التي تصدر عن الموظفين العمومين
ومن في حكمهم فحسب دون غيرهم.
فغني عن الذكر أن كثيرا ً من هذه التصرفات أو العمال أو الراء
التي تتصل بالمصالح الجتماعية تصدر من أشخاص ليعتبرون من
الموظفين العمومين ومن هم في حكمهم من ذوي الصفة النيابية
العامة أو المكلفين بخدمة عامة.اذ لمراء أنه يوجد الكثير من
الشخاص –غير الموظفين العمومين ومن في حكمهم –يؤدون
أعمال ً أو يمارسون أنشطة في مجالت مختلفة وعديدة لتعد جزءا ً
من العمل العام أوتتصل به بشكل من الشكال ,فتؤثر بالتالي
تأثيرا ً مباشرا ً وواضحا ً على المصالح الجتماعية المختلفة في كافة
14
الميادين ومختلف المجالت.
24
وعلى ذلك يكون حق النقد سببا ً لباحة ما قد يشتمل عليه من
مساس بالغير من جهة اعتباره أو سمعته أو شرفه ,بعبارات تعتبر
15
قذفا ً أوسببا ً أو أهانة في نظر قانون العقوبات
15الدكتور محمود نجيب حسنى المرجع السابق ص 175والدكتور محمود مصطفى في شرح قانون
العقوبات القسم العام سنة 1974ص ,161والستاذ محمد عبد الله في جرائم النشر سنة ,1951ص
309ومابعدها
25
الراء ,بما يمكن أن يمس مكانتهم أو سمعتهم أو شرفهم بحسب
الحوال.
ولذلك قيل – بحق – في ضوء هذا النظر لمعنى نطاق حق النقد ,
قيل ) ...وبالتالي يكون النقد في العادة مكونا في الغلب العم
لجريمة القذف أو السب أو الهانة(...
وعلى حد تعبير بعض الفقه الذي ذهب في ايضاح هذا المعنى الى
القول بان ):حق النقد مباح مادام منصبا ً على العمل ومناقشته من
الوجهة الفنية.ومادام النقد في هذا النطاق فل شأن للقانون الجنائي
به ولو صيغ في عبارة قاسية أو عبارة تهكمية...ولكن اذا تعدى النقد
الى شرف الشخص وأعتباره الذي يحميه القانون الجنائي انقلب
الى قذف ووقع تحت طائلة العقاب(..
وصفوة القول أن حق النقد أو النقد المشرع ينصب – أصل ً – على
تصرفات الشخاص أو أعمالهم أو آرائهم ,ويشتمل في معظم
الحيان الشخاص أنفسهم أصحاب هذه التصرفات أو العمال أو
الراء وذلك بحكم الضرورة وبحكم التصال الطبيعي الذي ليمكن
تجزئته بين الشخص ننفسه وتصرفاته وأعمال وآرائه.
أول ً :أل يكون منصبا ً أصل ً على الشخاص فقط دون أعمالهم أو
تصرفاتهم او آرائهم ,أي أل يكون النقد موجها ً
لذات الشخاص وواقعا ً عليهم فحسب.
ثانيًا :أل يكون النقد – ولو تعلق بالتصرفات أو العمال أو الراء –
مستهدفا ً به أساسا ً المساس بالشخص نفسه بقصد
الساءة اليه من جهة شرفه أ و أعتباره أوو سمعته ,أي أل
يكون النقد وسيلة لتلويث سمعة الشخص واداة أو فرصة
للتشهير به والحط من مكانته في المجتمع.
وبعبارة أخرى تقدير مااذا كان النقد قد وقع على الشخاص أنفسهم
بغير داع ودون مقتض ,أم انه قد شملهم بغير قصد في سياق
تناوله أصل ً لثمة تصرف أو عمل او راي خاص بهم بحكم التصال
الطبيعي بين الشخص وبين ما يصدر عنه من تصرفات أو أعمال أو
آراء.
26
تقدير ذلك يعتبر من أدق المسائل وأكثرها أختلفا ً في الرأي وهوو
يرتبط بغير شك أرتباطا ً وثيقا ً بمسألة مدى أستناد الرأي او التعليق
الى الواقعة الثابتة محل النقد ومدى تناسبه معها ,وبمسألة مدى
ملءمة الرأي أو التعليق للواقعة الثابتة محل النقد ومدى تناسبه
معها ,وبمسألة حسن النية
ويدخل تقدير ذلك كله في اختصاص محكمة الموضوع طبقا ً للقواعد
العامة في القانون.
ويقصد بالشخص العام 16كل شخص طبيعي رجل ً كان أو امرأة ,
وكذا كل شخص أعتباري وكل مؤسسة أو هيئة أو منظمة ,ولو لم
تكن لها شخصية اعتبارية مستقلة – يتصدى أو تتصدى لقيادة الناس
أو أرشادهم أو سياستهم أو العمل باسمهم في أمر من المور
العامة سواء مس مصلحة عامة شاملة أو مصلحة محلية محدودة أو
مصلحة خاصة بفئة من الناس.فيصدق هذا الوصف على الموظفين
العمومين والمكلفين بخدمة عامة ومن لهم صفة نيابية كأعضاء
مجلس المة أو مجالس المحافظات أو المدن أو القرى ,
والمرشحين للتنخاب أو العضوية في هذه المجالس .ويصدق هذا
الوصف على أعضاء مجالس ادارات النقابات وفروعها والجمعيات
27
والمؤسسات التي تباشر خدمة عامة والمرشحين لعضويتها وعلى
زعماء الحزاب وأعضاء مجالس إدارتها ولجانها الفرعية .كما يصدق
هذا الوصف على الصحف والدوريات ودور النشر ورؤساء تحريرها
ومحرريها والمشرفين على ادارتها.
ويصدق أيضا ً على مديري وأعضاء مجالس المؤسسات المالية
والقتصادية والتجارية التي تعتمد في تمويلها على اكتتاب الجمهور
أو دعوته للكتتاب فيها.وينطبق كذلك هذا الوصف على المهندسين
والطباء سواء كانوا من العاملين في الحكومة أو القطاع العام أم
كانوا من غير العاملين في الحكومة أو القطاع العام.وأيضا ً هذا
الوصف على الكتاب والمفكرين والفنانين في مختلف مجالت
الفن .وكذا ينطبق على التحادات الرياضية والندية الرياضية
والرياضين التابعين لها في كافة اللعاب الرياضية ومختلف ميادين
الرياضة.فكل من هؤلء اذ يتصدى لعمل عام – كل في مجاله –
يتحمل حتما ً مسئولية تصديه الدبية والجتماعية والقانونية ومايلزم
ذلك بالضرورة من امكان أن تتعرض تصرفاته أو أعماله أو آرائه
لبداء الرأي فيها ونقدها ,مع ما قد يترتب على ذلك من شمول
النقد للشخص نفسه بحكم التصال الطبيعي بين الشخص وكل
مايصدر عنه من تصرفات أو أعمال أو آراء وذلك على نحو ما سلف
بيانه.
ولما كان التصدي للعمل العام بهذا المعنى الواسع هو الذي
يستوجب زيادة نصيب الشخص من عبء حق النقد ,ومن ثم فان
حق النقد ليس له من حياة الشخص ال الجانب المتصل بعمله
العام أما الجانب الذي ليتصل قط بهذا العمل وليس من شأنه أن
يؤثر فيه فينبغي أن يبقى مستورًا.
بيد أنه كثيرا ً ماتؤثر ظروف الحياة الخاصة للشخص على
عمله العام تأثيرا ً واضحا ً.حالئذ يكون لحق النقد أن يقتحم هذه
الظروف الخاصة للشخص وأن يكشف سبرها ويميط اللثام عنها
باعتبارها تتصل بعمله العام.
ومن البديهي أن هذه التصرفات والعمال والراء التي تتعلق
بمصلحة المجتمع يمكن أن تصدر من جميع الشخاص الذي ينطبق
عليهم وصف الشخص العام ,وذلك سواء كانوا من الموظفين
العمومين أم من غيرهم ,فمن الممكن التعرض لحياة النائب
الخاصة اذا كانت تصرفاته الخاصة من شأنها التأثير على أداءه
داخل البرلمان .
28
17
شروط حق النقد
29
عامة ،وكن النقد يجب ان يكون تعبير عن رأي صادر بامانة دون
تعسف في التقدير او الستنتاج ول تحركة الهواء الشخصية وهدفة
خدمة الصالح العام ل المصالح الخاصة ،وإذ كان مبنيا على وقائع
وجب ان تكون تلك الوقائع ثابتة وان يكون ابداء الرأي بحسن نية
اي مع العناية والتثبت والتحري
ثانيا ً :الهمية الجتماعية للواقعة
الهمية الجتماعية للواقعة شرطا ً أوليا لباحة القذف وان كان من
المسلم انه ليس ميدان الوظيفة العامة وحده هو ما يهم الناس
فكثير من الميادين يتصل اتصال ً وثيقا ً وحيويا ً بحياة الناس ول يتعلق
بالوظيفة العامة أو شاغلها ،ومن المعلوم أن هناك جانب من حياة
بعض الفراد الخاصة لد دللته و أثره على حياتهم العامة أو
الوظيفية مما يكون من المفيد كشفه حماية للمجتمع فرجل الدين
الذي يتعاطى المخدرات مثل ً ل يكون في نقد هذا الجانب الخاص
من حياته قذفا ً بل من المصلحة كشف هذه العورة حتى يرتدع هو
وغيره عن هذا السلوك الشائن صيانة للدين ،ويبقي تقدير الهمية
الجتماعية للواقعة محل خلف ،فمن المعروف ان هناك من الوقائع
ما يهم مجموع الجمهور قطعا مثل حالت فساد داخل السلطة
التشريعية ،او سؤ انفاق داخل مؤسسات مالية ،اوحتى السلوك
الشخصي لكثير من قادة الرأي والفكر باعتبار ان السلوك
الشخصي للشخص العام المسئول ل ينفصل عن طريقة اداؤة
لعملة وينعكس في بعض الحيان سلبا علية ،ولكن ماذا عن السلوك
الشخصي لفنانة او فنان ،او ل عب كرة ،البعض يري ان كل من
يحب ان تتابعه الصحف ل بد وان يتحمل نصيبة من متابعة الصحف
قدحا او مدحا وبالتالي فان هؤلء وقد وضعوا انفسهم في دائرة
الضؤ فان تصرفاتهم جميعا تعتبر مما يهم الجمهور ،فهو والموظف
العام سواء بسواء ،والبعض الخر يري انتصرفات هؤلء ليس لها
قيمة اجتماعية ولن الصحف تنشرها من باب النميمة ،ول يمكن ان
يعتبر ما يوجه اليهم نوع من النقد المباح ،إل ان انصب على
اعمالهم المهنية دون حياتهم الشخصية.
وهناك اتفاق على ان كل من يدخل في ميدان السياسة ومن يدخل
فيها يجب أن يكون محل ً للمراجعة والمراقبة والمناقشة والنقد
والنتقاد لما يتضمنه هذا الميدان من خطورة و أهمية بحيث ل يمكن
حمايتها أو السهر عليها مع تقييد حرية اللسنة والقلم وتطبيقا ً
30
لذلك قضى بأنه لما كان الكاتب السياسي لم يمس ذات المنقود
الشخصية فان كل نقد مها بلغ من العنف والمرارة ليس إهانة ول
سب
ويقول الستاذ شريف كامل انه " بالنسبة للشخاص الذين يدخلون
مجال السياسة بأي صفة أيا كانت وعلى اختلف مواقعهم فان
العتبار السياسي للشخص يباح للبحث والتعليق والمناقشة والتقييم
وإبداء الرأي دون أن يعتبر المساس به إساءة إلى اعتباره.
31
كما انه من المستقر عنده انه " ل تترتب على الناقد أن يلجأ إلى
السخرية من الشخص أو العمل الذي ينفذه ول يبطله أن نستعمل
فيه عبارات مرة وقاسية إذ المناسبة التي يساق فيها النقد قد
تقتضي نوعا ً من قارس القول ومر العبارة وعنف اللفظ ول يعد
ذلك قذفا ً ول سبا ً ما دام الناقد يبغى المصلحة العامة وليس
التشهير ومرتبطا ً بالواقعة محل النقد ومتصل ً بها وثمة صلة بين
الواقعة وبين ما يقول ذلك إن الحدود بين النقد المباح وبين السب
المعاقب عليه ليست ثابتة أو جامدة "
إذا كان القانون يدافع عن شرف وسمعة الفراد فهو ليس كذلك
فيما يتعلق بالموهبة الدبية أو الفنية لهم ،فالقانون يترك باب النقد
مفتوحا على مصراعيه فيما يتعلق بثمرات الفنون والداب والعلوم،
فحرية النقد فيها تكاد تكون بل حدود ما دام ينشد النفع العام ول
يتجاوز العمل الفني أو الدبي أو العلمي الذي عرضه صاحبه لحكم
الجمهور ،فلكل إنسان أن ينتقد كتابا أو مقال أو قصيدة أو رسما
وأن يبين سخفه أو غلطه وأن يسخر من مؤلفه بشرط أن يقصد
النفع العام وأل يهاجم خلق صاحبه فيما ل صلة له بالكتاب أو
المقال أو الشعر أو الرسم ول دليل عليه منه ،أما إذا استطرد من
32
التعليق على العمل إلى ذكر وقائع ليست مذكورة فيه وارد فها
بتعليقات جارحة تشين المؤلف عندئذ قد خرج من النقد إلى
القذف.
وفي هذا المعنى قالت محكمة مصر البتدائية) :أن النقد العلمي
والدبي جائز ما دام ل يتناول سوى المؤلفات نفسها بدون تعرض
إلى شخصية المؤلف أو كرامته ول حرج على من ينقد أي مؤلف
أدبي أو علمي ولو بألفاظ بالغة منتهى الشدة لن المؤلف إذ أدلى
بمؤلفاته إلى الجمهور أصبح من حقهم أن يتناولوه بكل قدح أو مدح
لن المؤلفات الدبية أو العلمية ل تتولد لها أية حياة في عالم الداب
والعلوم إل بتقدير الجمهور لها -بذلك يكون من حق كل قارئ أن
يتناول تلك المؤلفات بالتحبيذ أو بالتقريع وأن يبحث مآخذها
ومصادرها وأن ينقد أسلوبها والخطاء التي حوتها إلى غير ذلك،
وعلى المؤلف أن يتسع صدره بحيث يحتمل كل طعنات يطعن فيها
مؤلفه مهما كانت شديدة وقارصة لن من ينشر كتابه يعتبر أنه قبل
ضمنا أن يستهدف لكل نقد أو تقريع ولو بأسلوب تهكمي سخري
فضل عن أن حرية النقد لزمة لرتقاء الفنون والداب وهذا صالح
عام يجب أن تضحي في سبيله اعتبارات الفراد.
33
أما بالنسبة للنقد التاريخي فهو يتعلق بالمنهج التاريخي ونقد
النصوص التاريخية للتأكد من صحتها وعدم تناقضها ،والمر الذي
يجعل النقد ضروريا ً في مجال التاريخ هو نفسه الذي يجعل النقد
ضروريا ً في العمل القضائي .فالنقد هنا يعني التيقن والتحقق
والفحص والتحليل وكشف التناقض ،وإن مهمة النقد التاريخي هي
أن نميز في الوثيقة ما يمكن قبوله على أنه حق 18.ومن ثم فإذا
كانت ضرورة النقد في المجال التاريخي تتحدد بما شوهه من
تناقض ل سبيل إلى دفعه بين وثيقتين فإن ضرورة النقد في العمل
القضائي تأتي من منطلق إمكانية وجود التناقض بين شهود الواقعة
الواحدة )المرجع السابق ص .(20
وخلصة القول أنه يجوز للصحافة نقد الداء البرلماني سواء أكان
البرلمان أم البرلمانيين وذلك استنادا للحكام والشروط السابقة
) 18أنظر في ذلك كتاب النقد التاريخي نصوص ترجمها عن الفرنسية واللمانية /عبد الرحمن بدوي ،دار
النهضة العربية .(1970
34