‫ﺍﳌﻜﺘﺒﺔ ﺍﻻﻟﻜﺘﺮﻭﻧﻴﺔﺍﺠﻤﻟﺎﻧﻴﺔ‬

‫‪www.fiseb.com‬‬

‫ﳎﻠﺔ ﺍﻟﻨﺒﺄ ﺍﻟﻌﺪﺩ ‪ ٥٤‬ﺫﻭﺍﻟﻘﻌﺪﺓ ‪١٤٢١‬ﻫـ‬

‫ﻋﺒــﺪ ﺍﳊﻜﻴــﻢ ﺍﻟﺴــﻠﻮﻡ‬

‫ﺇﺫﺍ ﻧﻈﺮﻧﺎ ﺇﱃ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﰲ ﺃﻗﻮﺍﳍﻢ ﻭﺃﻓﻌﺎﳍﻢ ﺭﺃﻳﻨﺎ ﺃﻥ ﻛﻞ ﺷﺨﺺ ﻣﻨﻬﻢ ﻓﺮﺩ ﳜﺘﻠﻒ ﻋﻦ ﻏﲑﻩ ﻣﻦ ﺟﻬﺔ‪ ،‬ﻭﻳﺸﺘﺮﻙ ﻣﻌﻪ ﰲ ﻋﺪﺩ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﻮﺍﺣﻲ ﻣﻦ ﺟﻬﺔ ﺃﺧﺮﻯ‪ ،‬ﻭﺃﻥ‬
‫ﺍﻻﺧﺘﻼﻑ ﻳﺒﻘﻰ ﺩﺍﺋﻤﹰﺎ ﺭﻏﻢ ﻭﺟﻮﺩ ﻋﺪﺩ ﻣﻦ ﻧﻮﺍﺣﻲ ﺍﻻﺷﺘﺮﺍﻙ‪ .‬ﻟﺬﻟﻚ ﻧﺴﺘﻄﻴﻊ ﺍﻟﻘﻮﻝ ﺑﺄﻥ ﻛﻞ ﺇﻧﺴﺎﻥ ﻳﺸﺒﻪ ﻛﻞ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻣﻦ ﺟﻬﺔ‪ ،‬ﻭﻳﺸﺒﻪ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻣﻦ ﺟﻬﺔ‬
‫ﺃﺧﺮﻯ‪ ،‬ﻭﻫﻮ ﻣﺘﻤﻴﺰ ﻣﻦ ﺟﻬﺔ ﺛﺎﻟﺜﺔ ﺣﻴﺚ ﺇﻧﻪ ﻳﻨﺘﻤﻲ ﺇﱃ ﻧﻮﻉ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻭﳛﻤﻞ ﺧﺼﺎﺋﺼﻪ ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ‪ ،‬ﻭﻳﺸﺒﻪ ﻋﺪﺩﹰﺍ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﰲ ﺑﻌﺾ ﺗﺼﺮﻓﺎﻬﺗﻢ ﻭﻣﻈﺎﻫﺮ‬
‫ﺳﻠﻮﻛﻬﻢ‪ ،‬ﻭﻟﻜﻨﻪ ﻳﺒﻘﻰ ﻣﺘﻤﻴﺰﹰﺍ ﻣﺘﻔﺮﺩﹰﺍ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﻫﻮ ﺷﺨﺺ‪ .‬ﰒ ﺇﻧﻨﺎ ﻛﺬﻟﻚ ﻧﺮﻯ ﺃﻥ ﺍﻟﻔﺮﺩ ﰲ ﺗﻔﺎﻋﻞ ﻣﺴﺘﻤﺮ ﻣﻊ ﺍﻟﺸﺮﻭﻁ ﻭﺍﻟﻈﺮﻭﻑ ﺍﻟﱵ ﲢﻴﻂ ﺑﻪ‪ :‬ﻓﻬﻮ‬
‫ﻳﺄﺧﺬ ﻣﻨﻬﺎ ﻭﻳﺘﺤﻤﻞ ﺁﺛﺎﺭﻫﺎ ﻣﻦ ﺟﻬﺔ‪ ،‬ﻭﻫﻮ ﳛﺪﺙ ﻓﻴﻬﺎ ﻧﻮﻋﹰﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻔﻌﻞ ﻣﻦ ﺟﻬﺔ ﺛﺎﻧﻴﺔ‪ .‬ﺍﻧﻪ ﻛﺜﲑﹰﺍ ﻣﺎ ﻳﻮﺍﺟﻪ ﻇﺮﻭﻓﻪ ﺑﻨﺠﺎﺡ ﻭﻳﺘﻜﻴﻒ ﻣﻌﻬﺎ ﺗﻜﻴﻔﹰﺎ ﻣﻨﺎﺳﺒﺎﹰ‪،‬‬
‫ﻭﻛﺜﲑﹰﺍ ﻣﺎ ﻳﻔﺸﻞ ﰲ ﻣﻮﺍﺟﻬﺘﻬﺎ ﲟﺎ ﻳﻠﺰﻡ‪ ،‬ﻭﻗﺪ ﻳﻄﻮﻝ ﻓﺸﻠﻪ‪ ،‬ﻭﻗﺪ ﻳﺼﺒﺢ ﺗﻜﻴﻔﻪ ﻣﻌﻬﺎ ﻏﲑ ﻣﻨﺎﺳﺐ ﻭﻏﲑ ﻣﺮﺽ‪.‬‬

‫ﻣﻌﲎ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ﻭﺧﺼﺎﺋﺼﻬﺎ‬

‫ﺍﺣﺘﻠﺖ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ﻣﻜﺎﻧﺔ ﻫﺎﻣﺔ ﰲ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺎﺕ ﺍﻟﻨﻔﺴﻴﺔ ﺧﻼﻝ ﺍﻟﺴﻨﻮﺍﺕ ﺍﻷﺭﺑﻌﲔ ﺍﻷﺧﲑﺓ‪ .‬ﻭﻳﺼﺪﻕ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻘﻮﻝ ﰲ ﺣﺎﻝ ﺩﺭﺍﺳﺔ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ﺍﻟﺴﻮﻳﺔ ﻛﻤﺎ ﻳﺼﺪﻕ‬
‫ﰲ ﺣﺎﻝ ﺩﺭﺍﺳﺔ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ﺍﳌﻀﻄﺮﺑﺔ‪ .‬ﻭﻗﺪ ﺳﺎﻋﺪ ﻋﻠﻰ ﺗﺄﻛﻴﺪ ﻫﺬﻩ ﺍﳌﻜﺎﻧﺔ ﻋﺪﺩ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻮﺍﻣﻞ ﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﺑﻴﻨﻬﺎ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﺇﱃ ﺍﻟﺴﻠﻮﻙ ﻋﻠﻰ ﺍﻧﻪ ﳛﺼﻞ ﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ﺗﻌﻤﻞ‬
‫ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﻫﻲ ﻭﺣﺪﺓ ﻣﺘﻜﺎﻣﻠﺔ ﻭﻓﻴﻬﺎ ﻛﻞ ﻣﺎ ﺗﻨﻄﻮﻱ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﻦ ﻋﻨﺎﺻﺮ ﻭﻣﺮﻛﺒﺎﺕ ﻭﺩﻭﺍﻓﻊ ﻭﻗﺪﺭﺍﺕ ﺇﻻ ﺃﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻻﻫﺘﻤﺎﻡ ﺍﻟﻌﻈﻴﻢ ﺑﺎﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ﻻ ﻳﺴﻠﻢ ﻣﻦ‬
‫ﺍﻻﺧﺘﻼﻑ ﰲ ﺍﳌﻨﺤﻰ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﺄﺧﺬﻩ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺎﺕ ﺍﻟﱵ ﲡﻌﻠﻬﺎ ﻣﻮﺿﻮﻋﹰﺎ ﻭﺫﻟﻚ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﻭﺟﻮﺩ ﺍﺗﻔﺎﻕ ﺣﻮﻝ ﺍﻋﺘﻤﺎﺩ ﺍﻟﻄﺮﻳﻘﺔ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﰲ ﺍﻟﺒﺤﺚ‪ .‬ﻭﻣﻦ‬
‫ﺍﳌﻤﻜﻦ ﺭﺅﻳﺔ ﻫﺬﺍ ﺍﻻﺧﺘﻼﻑ ﰲ ﺃﻭﻝ ﻣﺴﺄﻟﺔ ﻧﻌﺮﺽ ﳍﺎ ﻭﻫﻲ ﺗﻌﺮﻳﻒ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ﺃﻭ ﲢﺪﻳﺪﻫﺎ‪.‬‬
‫ﺗﻌﺮﻳﻒ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ‬
‫ﻳﻈﻬﺮ ﺍﻟﺸﺨﺺ ﻧﺎﻣﻴﹰﺎ ﻣﺘﻄﻮﺭﺍﹰ‪ ،‬ﻣﻦ ﺟﻬﺔ‪ ،‬ﻭﻳﻈﻬﺮ ﻣﻦ ﺟﻬﺔ ﺃﺧﺮﻯ‪ ،‬ﺛﺎﺑﺘﹰﺎ ﻧﻮﻋﹰﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺜﺒﺎﺕ ﰲ ﻣﻮﺍﻗﻔﻪ ﻭﺍﲡﺎﻫﺎﺗﻪ‪ .‬ﻳﺒﺪﻭ ﻣﺘﻔﺮّﺩﹰﺍ ﻣﺘﻤﻴﺰﹰﺍ ﻋﻦ ﻏﲑﻩ‪ ،‬ﻣﻦ ﺟﻬﺔ‪،‬‬
‫ﻭﻣﺸﺎﻬﺑﹰﺎ ﻏﲑﻩ‪ ،‬ﻣﻦ ﺟﻬﺔ ﺃﺧﺮﻯ‪ .‬ﻭﻫﻮ ﻛ ﹲﻞ ﻣﻮﺣٌﺪ‪ ،‬ﺃﻭ ﻭﺣﺪﺓ ﻣﺘﻜﺎﻣﻠﺔ‪ ،‬ﻣﻦ ﻃﺮﻑ‪ ،‬ﻭﻟﻜﻨﻪ ﻳُﺮﻯ ﻭﻳﺒﺤﺚ ﰲ ﻋﺪﺩ ﻣﻦ ﺍﳉﻮﺍﻧﺐ ﻭﺍﳉﻬﺎﺕ ﺍﳌﺘﻤﺎﻳﺰﺓ ﻣﻦ ﻃﺮﻑ‬
‫ﺁﺧﺮ ﻓﻜﻴﻒ ﻧﻌﺮّﻑ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﺮﻛﻴﺐ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺒﺪﻭ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺰﻭﺍﻳﺎ ﺍﳌﺘﻌﺪﺩﺓ؟ ﺗﻌﺮﻳﻒ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﺍﳌﻌﲎ ﺍﻟﻠﻐﻮﻱ ﻟﻠﻜﻠﻤﺔ‪ :‬ﺍﻟﺸﺨﺺ‪ ،‬ﰲ ﺍﻟﻠﻐﺔ‬
‫ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ‪ ،‬ﻫﻮ )ﺳﻮﺍﺩ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻭﻏﲑﻩ ﻳﻈﻬﺮ ﻣﻦ ﺑﻌﺪ( ﻭﻗﺪ ﻳُﺮﺍﺩ ﺑﻪ ﺍﻟﺬﺍﺕ ﺍﳌﺨﺼﻮﺻﺔ‪ ،‬ﻭﺗﺸﺎﺧﺺ ﺍﻟﻘﻮﻡ )ﺍﺧﺘﻠﻔﻮﺍ ﻭﺗﻔﺎﻭﺗﻮﺍ( ﺃﻣﺎ)ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ( ﻓﻜﻠﻤﺔ ﺣﺪﻳﺜﻪ‬
‫ﺍﻻﺳﺘﻌﻤﺎﻝ ﻻ ﳚﺪﻫﺎ ﺍﻟﺒﺎﺣﺚ ﰲ ﺃﻣﻬﺎﺕ ﻣﻌﺎﺟﻢ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ‪ ،‬ﻓﺈﺫﺍ ﻭﺟﺪﺕ ﰲ ﺑﻌﺾ ﺍﳊﺪﻳﺚ ﻣﻨﻬﺎ ﻓﻬﻲ ﺗﻌﲏ )ﺻﻔﺎﺕ ﲤﻴﺰ ﺍﻟﺸﺨﺺ ﻣﻦ ﻏﲑﻩ(‪ ،‬ﻭﻛﺎﻥ‬
‫ﺍﺳﺘﻌﻤﺎﳍﺎ ﻗﺎﺋﻤﹰﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﻌﲎ ﺍﻟﺸﺨﺺ ﺃﻱ ﻋﻠﻰ ﻣﻌﲎ ﻛﻞ ﻣﺎ ﰲ ﺍﻟﻔﺮﺩ ﳑﺎ ﻳﺆﻟﻒ ﺷﺨﺼﻪ ﺍﻟﻈﺎﻫﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺮﻯ ﻣﻦ ﺑﻌﺪ‪ ،‬ﻭﻋﻠﻰ ﻣﻔﻬﻮﻡ ﺍﻟﺘﻔﺎﻭﺕ‪ .‬ﺃﻣﺎ ﰲ ﺍﻟﻠﻐﺘﲔ‬
‫ﺍﻹﻧﻜﻠﻴﺰﻳﺔ ﻭﺍﻟﻔﺮﻧﺴﻴﺔ‪ ،‬ﻓﻜﻠﻤﺔ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ )‪ ( personality) (person alite‬ﻣﺸﺘﻘﺔ ﻣﻦ ﺍﻷﺻﻞ ﺍﻟﻼﺗﻴﲏ )‪، (persona‬‬
‫ﻭﺗﻌﲏ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻜﻠﻤﺔ ﺍﻟﻘﻨﺎﻉ ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻥ ﻳﻠﺒﺴﻪ ﺍﳌﻤﺜﻞ ﰲ ﺍﻟﻌﺼﻮﺭ ﺍﻟﻘﺪﳝﺔ ﺣﲔ ﻛﺎﻥ ﻳﻘﻮﻡ ﺑﺘﻤﺜﻴﻞ ﺩﻭﺭ‪ ،‬ﺃﻭ ﺣﲔ ﻛﺎﻥ ﻳﺮﻳﺪ ﺍﻟﻈﻬﻮﺭ ﲟﻈﻬﺮ ﻣﻌﲔ ﺃﻣﺎﻡ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻓﻴﻤﺎ‬
‫ﻳﺘﻌﻠﻖ ﲟﺎ ﻳﺮﻳﺪ ﺃﻥ ﻳﻘﻮﻟﻪ ﺃﻭ ﻳﻔﻌﻠﻪ‪ .‬ﻭﻗﺪ ﺃﺻﺒﺤﺖ ﺍﻟﻜﻠﻤﺔ‪ ،‬ﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻷﺳﺎﺱ‪ ،‬ﺗﺪﻝ ﻋﻠﻰ ﺍﳌﻈﻬﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻈﻬﺮ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﺸﺨﺺ ﻭﻬﺑﺬﺍ ﺍﳌﻌﲎ ﺗﻜﻮﻥ)ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ( ﻣﺎ‬
‫ﻳﻈﻬﺮ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺸﺨﺺ ﰲ ﺍﻟﻮﻇﺎﺋﻒ ﺍﳌﺨﺘﻠﻔﺔ ﺍﻟﱵ ﻳﻘﻮﻡ ﻬﺑﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺮﺡ ﺍﳊﻴﺎﺓ‪ .‬ﺗﻌﺮﻳﻒ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﻫﻲ ﳎﻤﻮﻋﺔ ﻣﻜﻮﻧﺎﺕ‪ :‬ﻳﻨﻈﺮ ﻣﻮﺭﺗﻦ ﺑﺮﻧﺲ‬
‫)‪(Mortonprince‬ﺇﱃ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﻫﻲ ﺍﺟﺘﻤﺎﻉ ﻟﻌﺪﺩ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻨﺎﺻﺮ ﺃﻭ ﻟﻌﺪﺩ ﻣﻦ ﺍﳌﻜﻮﻧﺎﺕ ﺍﻷﺳﺎﺳﻴﺔ‪ .‬ﻭﻫﻮ ﻳﻘﻮﻝ ﻋﻨﻬﺎ ﰲ ﻛﺘﺎﺑﻪ ﻋﻦ‬
‫ﺍﻟﻼﺷﻌﻮﺭ‪) :‬ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ﻫﻲ ﻛﻞ ﺍﻻﺳﺘﻌﺪﺍﺩﺍﺕ ﻭﺍﻟﱰﻋﺎﺕ ﻭﺍﳌﻴﻮﻝ ﻭﺍﻟﻐﺮﺍﺋﺰ ﻭﺍﻟﻘﻮﻯ ﺍﻟﺒﻴﻮﻟﻮﺟﻴﺔ ﺍﻟﻔﻄﺮﻳﺔ ﻭﺍﳌﻮﺭﻭﺛﺔ‪ ،‬ﻭﻫﻲ ﻛﺬﻟﻚ ﻛﻞ ﺍﻻﺳﺘﻌﺪﺍﺩﺍﺕ ﻭﺍﳌﻴﻮﻝ‬
‫ﺍﳌﻜﺘﺴﺒﺔ ﻣﻦ ﺍﳋﱪﺓ ‪ (Prince, 1934).‬ﻭﺗﻌﺮﻳﻒ ﻣﺜﻞ ﻫﺬﺍ ﳒﺪﻩ ﻋﻨﺪ ﻋﺪﺩ ﻏﲑ ﻗﻠﻴﻞ ﻣﻦ ﺍﳌﺸﺘﻐﻠﲔ ﻭﲞﺎﺻﺔ ﻣﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﲝﺚ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ﰲ‬
‫ﺍﻟﺜﻼﺛﻴﻨﺎﺕ ﻭﺍﻷﺭﺑﻌﻴﻨﺎﺕ ﻣﻦ ﻋﺼﺮﻧﺎ ﺍﳊﺎﱄ‪ .‬ﺗﻌﺮﻳﻒ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﺍﻟﺘﻜﻴﻒ ﻣﻊ ﺍﶈﻴﻂ ﺣﻮﳍﺎ‪ :‬ﺗﺄﺧﺬ ﺍﻟﺘﻌﺮﻳﻔﺎﺕ ﺍﻟﱵ ﺗﻨﻄﻠﻖ ﰲ ﲢﺪﻳﺪ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ﻣﻦ‬
‫ﻋﻤﻠﻴﺎﺕ ﺍﻟﺘﻜﻴﻒ ﺍﻟﱵ ﲤﺮ ﻬﺑﺎ ـ ﺗﺄﺧﺬ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺘﻌﺮﻳﻔﺎﺕ ﺍﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺍﲡﺎﻩ ﻓﺒﻴﻨﻬﺎ ﻣﺎ ﻳﻠﺢ ﻋﻠﻰ ﻋﻤﻠﻴﺎﺕ ﺍﻟﺘﻜﻴﻒ ﻭﻋﻠﻰ ﳎﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻨﺎﺻﺮ ﻳﺮﻯ ﺃﻥ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ‬
‫ﺗﻨﻄﻮﻱ ﻋﻠﻴﻬﺎ‪ .‬ﻭﺑﻴﻨﻬﺎ ﻣﺎ ﻳﻠﺢ ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻮﺩ ﻧﻈﺎﻡ ﰲ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ﻳﻌﻤﻞ ﰲ ﺗﻮﺟﻴﻪ ﺍﻟﺘﻜﻴﻒ‪ .‬ﻭﻓﻴﻬﺎ ﻣﺎ ﳚﻤﻊ ﺑﲔ ﻭﺟﻬﺘﲔ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺗﻄﻮﺭ ﻧﻈﺮﻳﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﰲ‬
‫ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ‪ .‬ﻳﺮﻯ ﺑﺎﻭﺩﻥ )‪ (Bowden‬ﺃﻥ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ )…‪ .‬ﻫﻲ ﺗﻠﻚ ﺍﳌﻴﻮﻝ ﺍﻟﺜﺎﺑﺘﺔ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻔﺮﺩ ﺍﻟﱵ ﺗﻨﻈﻢ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺍﻟﺘﻜﻴﻒ ﺑﻴﻨﻪ ﻭﺑﲔ ﺑﻴﺌﺘﻪ ‪).‬‬
‫)‪) (Bowden,1929‬ﺹ‪ .(٢٢‬ﻭﻳﺮﻯ ﺑﺮﺕ )‪(Burt‬ﺃﻥ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ )… ﻫﻲ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﻜﺎﻣﻞ ﻣﻦ ﺍﳌﻴﻮﻝ ﻭﺍﻻﺳﺘﻌﺪﺍﺩﺍﺕ ﺍﳉﺴﻤﻴﺔ‬
‫ﻭﺍﻟﻌﻘﻠﻴﺔ‪ ،‬ﺍﻟﺜﺎﺑﺘﺔ ﻧﺴﺒﻴﺎﹰ‪ ،‬ﺍﻟﱵ ﺗﻌ ّﺪ ﳑﻴﺰﹰﺍ ﺧﺎﺻﹰﺎ ﻟﻠﻔﺮﺩ‪ ،‬ﻭﺍﻟﱵ ﻳﺘﺤﺪﺩ ﲟﻘﺘﻀﺎﻫﺎ ﺃﺳﻠﻮﺑﻪ ﺍﳋﺎﺹ ﰲ ﺍﻟﺘﻜﻴﻒ ﻣﻊ ﺍﻟﺒﻴﺌﺔ ﺍﳌﺎﺩﻳﺔ ﻭﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ )‬
‫( )‪(Burt,1937‬ﺹ‪ (١٧‬ﻭﻳﺄﺧﺬ )ﺍﻳﺴﻨﻚ )‪) (Eysenck‬ﻣﻮﻗﻔﹰﺎ ﻳﻘﺘﺮﺏ ﻣﻦ ﻣﻮﻗﻒ ﺑﺮﺕ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺸﻲﺀ ﺣﲔ ﻳﻘﻮﻝ ﻋﻦ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ )…‪.‬‬
‫ﺃﻬﻧﺎ ﺍﻟﺘﻨﻈﻴﻢ ﺍﻟﺜﺎﺑﺖ ﺍﳌﺴﺘﻤﺮ ﻧﺴﺒﻴﹰﺎ ﳋﹸﻠﻖ ﺍﻟﺸﺨﺺ ﻭﻣﺰﺍﺟﻪ ﻭﻋﻘﻠﻪ ﻭﺟﺴﺪﻩ‪ ،‬ﻭﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﻨﻈﻴﻢ ﻫﻮ ﺍﻟﺬﻱ ﳛﺪﺩ ﺗﻜﻴﻔﻪ ﺍﻟﻔﺮﻳﺪ ﻣﻊ ﳏﻴﻄﻪ )‬
‫( )‪(Eysen,1950‬ﺹ‪ .(٣٨‬ﺃﻣﺎ ﺍﻟﺒﻮﺭﺕ ﻓﻴﻤﺮ ﻋﻠﻰ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺘﻄﻮﺭ ﰲ ﺗﻌﺮﻳﻔﻪ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ﺍﻧﻪ ﻳﻘﻮﻝ ﰲ ﻣﻄﻠﻊ ﺃﲝﺎﺛﻪ ﻋﻦ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ﺃﻥ )ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ‬
‫ﻫﻲ ﺍﻟﺘﻨﻈﻴﻢ ﺍﻟﺪﻳﻨﺎﻣﻴﻜﻲ ﰲ ﻧﻔﺲ ﺍﻟﻔﺮﺩ ﻟﺘﻠﻚ ﺍﳌﻨﻈﻮﻣﺎﺕ ﺍﳉﺴﻤﻴﺔ ﺍﻟﻨﻔﺴﻴﺔ ﺍﻟﱵ ﲢﺪﺩ ﺃﺷﻜﺎﻝ ﺍﻟﺘﻜﻴﻒ ﺍﳋﺎﺻﺔ ﻟﺪﻳﻪ ﻣﻊ ﺍﻟﺒﻴﺌﺔ )‪) (Allport,1937‬‬
‫(ﺹ‪ .(٤٨‬ﻭﻳﻘﻮﻝ ﰲ ﻣﻨﺎﺳﺒﺔ ﻻﺣﻘﺔ ﺃﻥ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ )ﻫﻲ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺼﻴﻐﺔ ﺍﻟﱵ ﻳﺘﻄﻮﺭ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﺍﻟﺸﺨﺺ ﻟﻴﻀﻤﻦ ﺑﻘﺎﺀﻩ ﻭﺳﻴﺎﺩﺗﻪ ﺿﻤﻦ ﺇﻃﺎﺭ ﻭﺟﻮﺩﻩ ‪).‬‬
‫( )‪(Allport,1961‬ﺹ‪)٨٢‬‬
‫ﺍﻟﺜﺒﺎﺕ ﻭﺍﻟﺘﻐﲑ ﰲ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ‬
‫ﲡﺘﻤﻊ ﰲ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ﺧﺎﺻﻴﺘﺎﻥ ﺃﺳﺎﺳﻴﺘﺎﻥ‪ ،‬ﺗﻈﻬﺮ ﺍﻷﻭﱃ ﻋﻠﻰ ﺷﻜﻞ ﺛﺒﺎﺕ ﰲ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ‪ ،‬ﻭﺗﻈﻬﺮ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﰲ ﺍﻟﺘﻐﲑ ﻭﺍﻟﺘﻄﻮﺭ ﺍﻟﻠﺬﻳﻦ ﻳﻨﺎﻻﻬﻧﺎ ﺧﻼﻝ ﺗﺎﺭﻳﺦ ﺣﻴﺎﻬﺗﺎ‪.‬‬
‫ﻓﻜﻴﻒ ﻧﻔﻬﻢ ﻫﺎﺗﲔ ﺍﳋﺎﺻﻴﺘﲔ ﺍﳌﺘﻼﺯﻣﺘﲔ‪ ،‬ﻭﻣﺎ ﻫﻲ ﺍﻟﻨﺘﺎﺋﺞ ﺍﻟﱵ ﺗﺘﺮﺗﺐ ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻮﺩﳘﺎ‪.‬‬
‫ﻳﺘﺄﻟﻒ ﻣﻦ‪:‬‬ ‫ﺛﺒﺎﺕ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ‪:‬‬
‫ﻼ ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ‬
‫‪ (١‬ﺍﻟﺜﺒﺎﺕ ﰲ ﺍﻷﻋﻤﺎﻝ‪ :‬ﻳﻈﻬﺮ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻨﻮﻉ ﻣﻦ ﺍﻟﺜﺒﺎﺕ ﰲ ﺍﲡﺎﻫﺎﺗﻨﺎ ﺍﳌﺨﺘﻠﻔﺔ ﺍﻟﱵ ﻳﻌﻜﺴﻬﺎ ﺳﻠﻮﻛﻨﺎ ﰲ ﺃﺷﻜﺎﻟﻪ ﺍﳌﺨﺘﻠﻔﺔ‪ ،‬ﻭﲞﺎﺻﺔ ﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﻣﻨﻬﺎ ﻣﺘﺼ ﹰ‬
‫ﺗﻌﺎﻣﻠﻨﺎ ﻣﻊ ﺍﻵﺧﺮﻳﻦ ﻭﺍﺣﺘﺮﺍﻣﻬﻢ ﻭﺍﻟﺘﺼﺮﻑ ﺑﺸﺆﻭﻬﻧﻢ‪ .‬ﻫﻨﺎ ﻧﻼﺣﻆ ﻛﻴﻒ ﻳﻈﻬﺮ ﺃﺣﺪﻧﺎ ﻣﺘﺠﻬﹰﺎ ﳓﻮ ﺍﻟﻠﻒ ﻭﺍﻟﺪﻭﺭﺍﻥ ﰲ ﺍﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ ﺍﻵﺧﺮﻳﻦ‪ ،‬ﻛﻤﺎ ﻳﻈﻬﺮ ﺍﻵﺧﺮ‬
‫ﻣﻌﺘﻤﺪﹰﺍ ﰲ ﺃﻋﻤﺎﻟﻪ ﻗﻮﺍﻋﺪ ﻣﻦ ﻧﻮﻉ ﺍﺣﺘﺮﺍﻡ ﻣﺼﻠﺤﺔ ﺍﻵﺧﺮﻳﻦ‪ ،‬ﻭﺣﻘﻮﻗﻬﻢ‪ ،‬ﻭﺍﻟﺸﻌﻮﺭ ﲡﺎﻩ ﺍﻟﻜﻠﻤﺔ ﻭﺍﳊﺮﻛﺔ‪.‬‬
‫‪ (٢‬ﺍﻟﺜﺒﺎﺕ ﰲ ﺍﻷﺳﻠﻮﺏ‪ :‬ﻫﻨﺎﻟﻚ ﻧﻮﻉ ﺁﺧﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﺜﺒﺎﺕ ﰲ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ﳝﻜﻦ ﺃﻥ ﻳﺴﻤﻰ ﺍﻷﺳﻠﻮﺏ ﺃﻭ ﺍﻟﺘﻌﺒﲑ‪ ،‬ﻭﻧﻌﲏ ﺑﻪ ﻣﺎ ﻳﻈﻬﺮ ﻋﻠﻴﻪ ﺃﻱ ﻋﻤﻞ ﻣﻘﺼﻮﺩ ﻧﻘﻮﻡ‬
‫ﺑﻪ‪ .‬ﻓﺎﻟﻄﺮﻳﻘﺔ ﺍﻟﱵ ﺗﺘﺒﻊ ﰲ ﺍﻹﻣﺴﺎﻙ ﺑﻠﻔﺎﻓﺔ ﺍﻟﺘﺒﻎ ﻭﺗﺪﺧﻴﻨﻬﺎ ﳝﻜﻦ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﻣﺜﺎ ﹰﻻ ﻭﺍﺿﺤﹰﺎ ﳌﺎ ﻫﻮ ﻣﻘﺼﻮﺩ ﻫﻨﺎ ﻣﻦ ﺍﻷﺳﻠﻮﺏ ﺃﻭ ﺍﻟﺘﻌﺒﲑ‪ ،‬ﻭﻛﺬﻟﻚ ﺍﻷﻣﺮ ﰲ ﻃﺮﻳﻘﺔ‬
‫ﺇﻣﺴﺎﻛﻨﺎ ﺑﺎﻟﻘﻠﻢ ﺣﲔ ﺍﻟﻜﺘﺎﺑﺔ‪ .‬ﻭﻗﺪ ﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﺑﲔ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺎﺕ ﺍﻟﻮﺍﺳﻌﺔ ﳍﺬﻩ ﺍﻟﻈﺎﻫﺮﺓ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﱵ ﻗﺎﻡ ﻬﺑﺎ ﺍﻭﻟﺒﻮﺭﺕ ﻭﻓﺮﻧﻮﻥ )‪(Allport-vernon‬‬
‫‪(1932).‬ﻭﻛﺎﻥ ﻣﻮﺿﻮﻉ ﺩﺭﺍﺳﺘﻬﻤﺎ ﺍﳊﺮﻛﺎﺕ ﺍﻟﺘﻌﺒﲑﻳﺔ ﻭﻗﺪ ﻻﺣﻈﻨﺎ ﺃﻥ ﻋﺪﺩﹰﺍ ﻣﻦ ﺍﳊﺮﻛﺎﺕ ﺍﻟﺘﻌﺒﲑﻳﺔ ﳝﻴﻞ ﺇﱃ ﺍﻟﺒﻘﺎﺀ ﻣﻊ ﺑﻌﻀﻬﺎ ﻭﺇﱃ ﺍﻟﺜﺒﺎﺕ ﻟﺪﻯ ﺍﻟﻔﺮﺩ‬
‫ﺣﲔ ﳝﺮ ﲟﻨﺎﺳﺒﺎﺕ ﳐﺘﻠﻔﺔ‪.‬‬
‫‪ (٣‬ﺍﻟﺜﺒﺎﺕ ﰲ ﺍﻟﺒﻨﺎﺀ ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻲ‪ :‬ﺇﻥ ﺃﻗﻮﻯ ﻣﺎ ﻳﻈﻬﺮ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺜﺒﺎﺕ ﻫﻮ ﺍﻟﺜﺒﺎﺕ ﰲ ﺍﻟﺒﻨﺎﺀ ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻲ‪ ،‬ﻭﻧﻌﲏ ﺑﺬﻟﻚ ﺍﻷﺳﺲ ﺍﻟﻌﻤﻴﻘﺔ ﺍﻟﱵ ﺗﻘﻮﻡ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ﻭﻣﻦ ﻫﻨﺎ‬
‫ﻧﻔﻬﻢ ﺗﻌﺮﻳﻒ)ﺑﺎﻭﺩﻥ ‪ (Bowden‬ﻟﻠﺸﺨﺼﻴﺔ ﺣﲔ ﻳﻘﻮﻝ ﺃﻬﻧﺎ ﺗﻠﻚ ﺍﳌﻴﻮﻝ ﺍﻟﺜﺎﺑﺘﺔ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻔﺮﺩ ﺍﻟﱵ ﺗﻨﻈﻢ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺍﻟﺘﻜﻴﻒ ﺑﻴﻨﻪ ﻭﺑﲔ ﺑﻴﺌﺘﻪ‪.‬‬
‫‪ (٤‬ﺍﻟﺜﺒﺎﺕ ﰲ ﺍﻟﺸﻌﻮﺭ ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻲ‪ :‬ﻟﻘﺪ ﻧﻮﻗﺶ ﺍﻟﺜﺒﺎﺕ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﺷﻌﻮﺭ ﺍﻟﻔﺮﺩ ﺩﺍﺧﻠﻴﹰﺎ ﺑﺎﺳﺘﻤﺮﺍﺭ ﻭﺣﺪﺓ ﺷﺨﺼﻴﺘﻪ‪ .‬ﻭﺍﺧﺬ ﺍﻟﺜﺒﺎﺕ ﺿﻤﻦ ﺍﻟﻨﻘﺎﺵ ﺍﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺍﺳﻢ ﻓﻘﺪ‬
‫ﺃﻃﻠﻖ ﻋﻠﻴﻪ ﺃﺣﻴﺎﻧﹰﺎ ﺍﺳﻢ ﻫﻮﻳﺔ ﺍﻟﺸﺨﺺ‪ ،‬ﻛﻤﺎ ﺃﻃﻠﻖ ﻋﻠﻴﻪ ﺃﺣﻴﺎﻧﹰﺎ ﺃﺧﺮﻯ ﺍﺳﻢ ﻭﺣﺪﺓ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ﻭﻫﻮ ﺇﳕﺎ ﻳﻈﻬﺮ ﺑﺎﻟﻮﺍﻗﻊ ﰲ ﺷﻌﻮﺭ ﺍﻟﻔﺮﺩ ﺩﺍﺧﻠﻴﹰﺎ ﻭﻋﱪ ﺣﻴﺎﺗﻪ‬
‫ﺑﺎﺳﺘﻤﺮﺍﺭ ﻭﺣﺪﺓ ﺷﺨﺼﻴﺘﻪ ﻭﻫﻮﻳﺘﻬﺎ ﻭﺛﺒﺎﻬﺗﺎ ﺿﻤﻦ ﺍﻟﻈﺮﻭﻑ ﺍﳌﺘﻌﺪﺩﺓ ﺍﻟﱵ ﲤﺮ ﻬﺑﺎ‪ ،‬ﻛﻤﺎ ﻳﻈﻬﺮ ﺑﻮﺿﻮﺡ ﰲ ﻭﺣﺪﺓ ﺍﳋﱪﺓ ﺍﻟﱵ ﳝﺮ ﻬﺑﺎ ﰲ ﺍﳊﺎﺿﺮ ﻭﺍﺳﺘﻤﺮﺍﺭ ﺍﺗﺼﺎﳍﺎ‬
‫ﻣﻊ ﺍﳋﱪﺓ ﺍﳌﺎﺿﻴﺔ ﺍﻟﱵ ﻛﺎﻥ ﳝﺮ ﻬﺑﺎ‪.‬‬
‫ﺇﻥ ﺍﻟﺜﺒﺎﺕ ﺍﻟﺬﻱ ﻛﻨﺎ ﻧﺘﺤﺪﺙ ﻋﻨﻪ ﻟﻴﺲ ﰲ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﺇﻻ ﺛﺒﺎﺗﹰﺎ ﻧﺴﺒﻴﹰﺎ‪ .‬ﻭﻫﻮ ﻬﺑﺬﺍ ﺍﳌﻌﲎ ﺑﻌﻴﺪ ﻋﻦ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺳﻜﻮﻧﹰﺎ ﺃﻭ ﺍﺳﺘﻤﺮﺍﺭﹰﺍ ﺃﺑﺪﻳﹰﺎ ﰲ‬ ‫ﺗﻐﲑ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ‪:‬‬
‫ﻭﺿﻊ ﻭﺍﺣﺪ ﺇﻥ ﺻﻔﺎﺕ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﻭﺍﻟﻨﻤﻮ ﻭﺍﻟﺘﻐﲑ ﻭﺍﻻﻧﻄﻼﻕ ﺍﻟﱵ ﺗﻌﱪ ﻋﻦ)ﺩﻳﻨﺎﻣﻴﻜﻴﺔ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ( ﺻﻔﺎﺕ ﺃﺳﺎﺳﻴﺔ ﳍﺎ ﻓﺎﻟﺸﺨﺺ ﳝﺮ ﺧﻼﻝ ﻃﻔﻮﻟﺘﻪ ﺑﺄﺷﻜﺎﻝ‬
‫ﳐﺘﻠﻔﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﻤﻮ ﰲ ﻧﻮﺍﺡ ﻣﺘﻌﺪﺩﺓ ﻣﻦ ﺑﻨﺎﺋﻪ‪ ،‬ﻭﻫﻮ ﻳﺘﻐﲑ ﻭﻳﺘﻄﻮﺭ ﺧﻼﻝ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻨﻤﻮ‪ ،‬ﺃﻧﻪ ﻳﻨﻤﻮ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﻣﻌﺎﺭﻓﻪ‪ ،‬ﻭﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﻗﺪﺭﺍﺗﻪ ﻭﻧﻮﻋﻴﺘﻬﺎ ﻭﻣﺴﺘﻮﺍﻫﺎ‪ ،‬ﻭﻳﻨﻤﻮ‬
‫ﰲ ﺃﺷﻜﺎﻝ ﺧﱪﺗﻪ ﻭﻣﻮﺍﻗﻔﻪ ﻣﻦ ﺍﳌﺆﺛﺮﺍﺕ ﺍﻟﱵ ﲢﻴﻂ ﺑﻪ ﺍﻧﻪ ﻳﺘﻔﺎﻋﻞ ﺑﺸﻜﻞ ﻣﺴﺘﻤﺮ ﻣﻊ ﻣﺎ ﳛﻴﻂ ﺑﻪ‪ ،‬ﻭﻳﺘﺮﻙ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﻔﺎﻋﻞ ﺁﺛﺎﺭﻩ ﰲ ﻣﻜﻮﻧﺎﺕ ﺷﺨﺼﻪ ﺇﻥ ﺻﻔﺔ‬
‫ﺍﻟﺘﻐﲑ ﺃﺳﺎﺳﻴﺔ ﻋﻨﺪﻩ‪ .‬ﻭﺣﲔ ﻳﺼﻞ ﺇﱃ ﻣﺮﺣﻠﺔ ﺍﻟﺮﺷﺪ ﺍﻟﱵ ﻧﺴﺘﻄﻴﻊ ﺃﻥ ﻧﻘﻮﻝ ﻋﻨﻬﺎ ﺃﻥ ﻣﻈﻬﺮ ﺍﻟﺜﺒﺎﺕ ﻗﺪ ﺍﺻﺒﺢ ﺍﻟﻐﺎﻟﺐ ﻓﻴﻬﺎ‪ ،‬ﻓﺈﻥ ﺍﻟﺘﻄﻮﺭ ﰲ ﺍﻟﺸﺨﺺ ﻳﺒﻘﻰ ﻣﻊ‬
‫ﺫﻟﻚ ﻣﺴﺘﻤﺮﹰﺍ ﻭﺇﻻ ﳌﺎ ﺃﻣﻜﻦ ﻓﻬﻢ ﻣﺎ ﻳﺼﻴﺐ ﺍﻟﻔﺮﺩ ﻭﺍﺠﻤﻟﺘﻤﻊ ﻣﻦ ﺗﻄﻮﺭ ﻭﺗﻘﺪﻡ‪ ،‬ﻭﻣﺎ ﻳﺼﻴﺐ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ﺍﻟﺸﺎﺫﺓ ﻣﻦ ﺗﻌﺪﻳﻞ ﺑﺘﺄﺛﲑ ﺍﻟﻌﻼﺝ‪ ،‬ﺇﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﻐﲑ ﰲ‬
‫ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ﻣﻼﺻﻖ ﻟﺜﺒﺎﻬﺗﺎ ﺍﻟﻨﺴﱯ ﻭﻏﲑ ﻣﺘﻌﺎﺭﺽ ﻣﻌﻪ ﻭﻛﺄﻧﻨﺎ ﰲ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﺃﻣﺎﻡ ﻃﺮﻳﻖ ﻭﺍﺳﻌﺔ ﺗﻜﻮﻥ ﺍﻟﻌﺮﺍﻗﻴﻞ ﻭﺍﳋﱪﺍﺕ ﻓﻴﻬﺎ ﻛﺜﲑﺓ ﻭﻣﺘﻨﻮﻋﺔ‪ ،‬ﻭﻫﻲ ﺗﺆﺛﺮ ﰲ ﻋﺎﺑﺮ‬
‫ﺍﻟﺴﺒﻴﻞ ﻭﻟﻜﻦ ﺍﻟﺴﺒﻴﻞ ﰲ ﺍﺗﺴﺎﻉ ﻓﻴﻪ ﻧﻮﻉ ﻣﻦ ﺍﻟﻮﺣﺪﺓ ﻭﺍﻟﺪﳝﻮﻣﺔ‪.‬‬
‫ﺍﻟﻨﻈﺮﻳﺎﺕ ﰲ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ‬
‫ﺳﻮﻑ ﻧﻘﻒ ﻓﻴﻤﺎ ﻳﻠﻲ ﻣﻦ ﺍﳊﺪﻳﺚ ﻋﻨﺪ ﺃﺭﺑﻊ ﻧﻈﺮﻳﺎﺕ ﰲ ﺍﻷﳕﺎﻁ ﻧﺄﺧﺬ ﺃﻭﻻﻫﺎ ﻣﻦ ﺣﻀﺎﺭﺓ ﺍﻟﻴﻮﻧﺎﻥ‪ ،‬ﻭﻧﺄﺧﺬ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﻭﺍﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ﻭﺍﻟﺮﺍﺑﻌﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺎﺕ ﺍﳊﺪﻳﺜﺔ‪:‬‬
‫ﻛﺎﻥ ﺍﺑﻴﻘﺮﺍﻁ‪ (HIPPOCRATES) (400‬ﻕ‪.‬ﻡ( ﻳﺮﻯ ﺃﻥ ﺍﻷﻣﺰﺟﺔ ﺗﻌﻮﺩ ﺇﱃ ﺃﺭﺑﻌﺔ ﺃﳕﺎﻁ‪ ،‬ﻭﻗﺪ‬ ‫ﺃ( ﺍﻷﳕﺎﻁ ﻋﻨﺪ ﺃﺑﻴﻘﺮﺍﻁ‪:‬‬
‫ﺍﻋﺘﻤﺪ ﰲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﺼﻨﻴﻒ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻨﺎﺻﺮ ﺍﻟﱵ ﻳﺘﻜﻮﻥ ﻣﻨﻬﺎ ﺍﳉﺴﻢ ﺍﻹﻧﺴﺎﱐ ﻭﺍﻹﺧﺘﻼﻃﺎﺕ ﺍﻟﱵ ﺗﺘﻜﻮﻥ ﺿﻤﻨﻪ ﻭﺍﻷﳕﺎﻁ ﺍﻷﺭﺑﻌﺔ ﻛﻤﺎ ﻳﺮﺍﻫﺎ ﻫﻲ‪:‬‬
‫‪ -١‬ﺍﳌﺰﺍﺝ ﺍﻟﺪﻣﻮﻱ ‪(the samguine temperament):‬ﻭﻳﻈﻬﺮ ﻣﻌﻪ ﺍﻟﺸﺨﺺ ﻧﺸﻄﹰﺎ ﻭﺳﺮﻳﻌﺎﹰ‪ ،‬ﻭﺳﻬﻞ ﺍﻻﺳﺘﺜﺎﺭﺓ ﻣﻦ ﻏﲑ ﻋﻤﻖ‬
‫ﺃﻭ ﻃﻮﻝ ﻣﺪﺓ‪ ،‬ﻭﻫﻮ ﺃﻣﻴﻞ ﺇﱃ ﺍﻟﻀﻌﻒ ﻣﻦ ﻧﺎﺣﻴﺔ ﺍﳌﺜﺎﺑﺮﺓ ﻭﺍﻟﺪﺃﺏ‪.‬‬
‫‪ -٢‬ﺍﳌﺰﺍﺝ ﺍﻟﺼﻔﺮﺍﻭﻱ ‪(the choleric temperament):‬ﻭﻳﻐﻠﺐ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺘﺴﺮﻉ‪ ،‬ﻭﻗﻠﺔ ﺍﻟﺴﺮﻭﺭ‪ ،‬ﻭﺷﺪﺓ ﺍﻻﻧﻔﻌﺎﻝ‪.‬‬
‫‪ -٣‬ﺍﳌﺰﺍﺝ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻭﻱ ‪: (the melanholic temperament):‬ﻭﻳﻐﻠﺐ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻻﻛﺘﺌﺎﺏ ﻭﺍﳊﺰﻥ‬
‫‪ -٤‬ﺍﳌﺰﺍﺝ ﺍﻟﺒﻠﻐﻤﻲ ﺃﻭ ﺍﻟﻠﻤﻔﺎﻭﻱ ‪ (the ghlematic temperament):‬ﻭﻳﻐﻠﺐ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺘﺒﻠﺪ ﻭﺍﻟﺒﻂﺀ‪ ،‬ﻭﺿﻌﻒ ﺍﻻﻧﻔﻌﺎﻝ ﻭﻋﺪﻡ‬
‫ﺍﻻﻛﺘﺮﺍﺙ‪ .‬ﺗﺮﺟﻊ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﳕﺎﻁ ﺍﻷﺭﺑﻌﺔ ﺇﱃ ﻏﻠﺒﺔ ﻭﺍﺣﺪ ﻣﻦ ﺃﺧﻼﻁ ﺍﳉﺴﺪ ﺍﻷﺭﺑﻌﺔ ﻭﻫﻲ‪ :‬ﺍﻟﺪﻡ ﻭﺍﻟﺼﻔﺮﺍﺀ‪ ،‬ﻭﺍﻟﺴﻮﺩﺍﺀ‪ ،‬ﻭﺍﻟﺒﻠﻐﻢ ﺇﻻ ﺃﻥ ﺍﺑﻴﻘﺮﺍﻁ ﻳﻀﻴﻒ ﺇﱃ ﺫﻟﻚ‬
‫ﻗﻮﻟﻪ‪ :‬ﺇﻥ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺍﻟﺴﻮﻱ ﺍﻟﺴﻠﻴﻢ ﻫﻮ ﺍﻟﺬﻱ ﲤﺘﺰﺝ ﻋﻨﺪﻩ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﻣﺰﺟﺔ ﺍﻷﺭﺑﻌﺔ ﺑﻨﺴﺐ ﻣﺘﻔﺎﻭﺗﺔ‪ .‬ﻭﻗﺪ ﺑﻘﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﺼﻨﻴﻒ ﻣﻘﺒﻮ ﹰﻻ ﰲ ﺃﻭﺭﻭﺑﺎ ﺧﻼﻝ ﺍﻟﻌﺼﻮﺭ‬
‫ﺍﻟﻮﺳﻄﻰ ﻭﺗﺮﻙ ﺁﺛﺎﺭﻩ ﰲ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻜﺘﺎﺑﺎﺕ ﺍﻷﺩﺑﻴﺔ‪.‬‬
‫ﻳﻮﻧﻎ‪ :‬ﻳﻌﺘﱪ ﺍﻟﺘﺼﻨﻴﻒ ﺍﻟﺜﻨﺎﺋﻲ ﻟﻠﺸﺨﺼﻴﺔ ﻛﻤﺎ ﻇﻬﺮ ﻋﻨﺪ ﻳﻮﻧﻎ )‪ (Jung, 1922‬ﻣﻦ ﺃﻭﺳﻊ ﺃﺷﻜﺎﻝ ﺍﻟﺘﺼﻨﻴﻒ ﺍﳊﺪﻳﺜﺔ‬ ‫ﺏ( ﺍﻷﳕﺎﻁ ﻋﻨﺪ‬
‫ﺍﻧﺘﺸﺎﺭﹰﺍ ﺃﻭ ﺗﺄﺛﲑﹰﺍ ﻟﺪﻯ ﺍﻟﻌﺎﻣﻠﲔ ﰲ ﻫﺬﺍ ﺍﳊﻘﻞ ﺃﻭ ﺍﳌﺘﺘﺒﻌﲔ ﻟﻪ ﻳﺮﻯ ﻳﻮﻧﻎ ﺃﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﳕﻄﲔ ﺭﺋﻴﺴﻴﲔ ﻟﻠﺸﺨﺼﻴﺔ‪:‬‬
‫ﺃﺣﺪﳘﺎ ﺍﳌﻨﻄﻠﻖ ﺃﻭ ﺍﳌﻨﺒﺴﻂ )‪(Exvovert‬‬
‫ﻭﺍﻟﺜﺎﱐ ﺍﳌﻨﻄﻮﻱ ﺃﻭ ﺍﳌﻨﻜﻤﺶ )‪(Imterovert‬‬
‫ﻭﻳﻜﻮﻥ ﺍﻻﲡﺎﻩ ﺍﻟﺮﺋﻴﺴﻲ ﻟﻸﻭﻝ ﳓﻮ ﺍﻟﻌﺎﱂ ﺍﳋﺎﺭﺟﻲ ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻟﺘﻤﺮﻛﺰ ﺍﻟﺮﺋﻴﺴﻲ ﻟﻠﺜﺎﱐ ﺣﻮﻝ ﺫﺍﺕ ﺍﻟﺸﺨﺺ ﻭﺩﺍﺧﻠﻪ‪ .‬ﻳﺘﻤﻴﺰ ﺍﳌﻨﻄﻠﻖ ﲝﺐ‬
‫ﺍﻻﺧﺘﻼﻁ‪ ،‬ﻭﺍﳌﺮﺡ‪ ،‬ﻭﻛﺜﺮﺓ ﺍﳊﺪﻳﺚ‪ ،‬ﻭﺳﻬﻮﻟﺔ ﺍﻟﺘﻌﺒﲑ‪ ،‬ﻭﺣﺐ ﺍﻟﻈﻬﻮﺭ‪،‬‬
‫ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻳﺘﻤﻴﺰ ﺍﻟﺜﺎﱐ ﺑﺎﳊﺴﺎﺳﻴﺔ ﻭﺍﻟﻌﻮﺯ‪ ،‬ﻭﺍﻟﺘﺄﻣﻞ ﺍﻟﺬﺍﰐ‪ ،‬ﻭﺍﻻﻧﻜﻤﺎﺵ‪ ،‬ﻭﺍﳌﻴﻞ ﺇﱃ ﺍﻟﻌﺰﻟﺔ‪ ،‬ﻭﻗﻠﺔ ﺍﳊﺪﻳﺚ ﺇﻥ ﺍﻻﺧﺘﻼﻓﺎﺕ ﺍﻷﺳﺎﺳﻴﺔ ﺑﲔ ﺍﻟﻨﻤﻄﲔ ﻛﻤﺎ‬
‫ﺫﻛﺮﻫﺎ ﻳﻮﻧﻎ ﺗﺸﲑ ﺇﱃ ﻋﺪﺩ ﻣﻦ ﺍﳉﻮﺍﻧﺐ‪ .‬ﻓﺎﳌﻨﻄﻠﻖ ﻳﻌﻤﻞ ﺑﺘﺄﺛﲑ ﻭﻗﺎﺋﻊ ﻣﻮﺿﻮﻋﻴﺔ ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻳﺘﺄﺛﺮ ﺍﳌﻨﻄﻮﻱ ﺑﻌﻨﺎﺻﺮ ﺃﻣﻴﻞ ﺇﱃ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﺫﺍﺗﻴﺔ ﺗﺄﻣﻠﻴﺔ‪ .‬ﻭﺳﻠﻮﻙ ﺍﻷﻭﻝ‬
‫ﻳﻮﺟﻬﻪ ﺍﻟﺸﻌﻮﺭ ﺑﺎﻟﻀﺮﻭﺭﺓ ﻭﺍﳊﺎﺟﺔ ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻳﺴﲑ ﺳﻠﻮﻙ ﺍﻟﺜﺎﱐ ﻋﻠﻰ ﻗﻮﺍﻋﺪ ﻭﻣﺒﺎﺩﺉ ﻋﺎﻣﺔ‪ .‬ﻭﻳﻜﻮﻥ ﺍﻷﻭﻝ ﺃﻗﻮﻯ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻜﻴﻒ ﺑﻴﺴﺮ ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻟﺜﺎﱐ ﻣﻘﺼﺮﹰﺍ‬
‫ﻣﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻨﺎﺣﻴﺔ‪ .‬ﻭﺍﻟﻌﺼﺎﺏ ﺍﻟﻐﺎﻟﺐ ﰲ ﺍﻷﻭﻝ ﻫﻮ ﺍﳍﺴﺘﲑﻳﺎ‪ ،‬ﺃﻣﺎ ﺍﻟﻐﺎﻟﺐ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺜﺎﱐ ﻓﺎﻟﻘﻠﻖ ﻭﺍﻟﻮﺳﻮﺍﺱ ﺍﳌﺘﺴﻠﻂ‪ ،‬ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﺍﳊﻜﻢ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﻨﻤﻄﲔ ﻳﺪﻋﻮ‬
‫ﺇﱃ ﺍﻟﻘﻮﻝ ﻋﻦ ﺍﳌﻨﻄﻠﻖ ﺍﻧﻪ ﺭﺟﻞ ﻋﻤﻞ ﻭﺇﺟﺮﺍﺀ ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻳﻘﺎﻝ ﻋﻦ ﺍﻟﺜﺎﱐ ﺍﻧﻪ ﺭﺟﻞ ﺗﺄﻣﻞ ﻭﻣﻨﺎﻗﺸﺔ‪.‬‬
‫ﻻ ﻳﻘﻒ ﻳﻮﻧﻎ ﻋﻨﺪ ﻫﺬﺍ ﺍﳊ ّﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﺼﻨﻴﻒ ﺍﻟﺜﻨﺎﺋﻲ‪ ،‬ﺑﻞ ﻳﻔﺼّﻞ ﺍﳊﺪﻳﺚ ﰲ ﺗﻌﺒﲑ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻭﳚﻌﻠﻪ ﰲ ﺃﺷﻜﺎﻝ‪ :‬ﻓﻬﻨﺎﻙ ﺍﳌﻨﻄﻠﻖ ﺍﻟﻌﻘﻼﱐ‪ ،‬ﻭﻫﻨﺎﻙ ﺍﳌﻨﻄﻠﻖ‬
‫ﺍﻟﻼﻋﻘﻼﱐ‪ .‬ﻭﻛﺬﻟﻚ ﻫﻨﺎﻙ ﺍﳌﻨﻄﻮﻱ ﺍﻟﻌﻘﻼﱐ ﻭﺍﳌﻨﻄﻮﻱ ﺍﻟﻼﻋﻘﻼﱐ ﻓﺈﺫﺍ ﻋﺮﻓﻨﺎ ﺃﻧﻨﺎ ﳕﻴﺰ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻌﻘﻼﱐ ﺑﲔ ﻣﻦ ﺗﻐﻠﺐ ﻋﻠﻴﻪ ﺻﻔﺎﺕ ﺍﻟﺘﻔﻜﲑ ﻭﻣﻦ ﺗﻐﻠﺐ ﻋﻠﻴﻪ‬
‫ﺻﻔﺎﺕ ﺍﳌﺸﺎﻋﺮ ﺍﻻﻧﻔﻌﺎﻟﻴﺔ‪ ،‬ﻓﺈﻧﻨﺎ ﳕﻴﺰ ﻋﻨﺪﺋﺬ ﺑﲔ ﻣﻨﻄﻠﻖ ﻋﻘﻼﱐ ﻣﻔﻜﺮ ﻭﻣﻨﻄﻠﻖ ﻋﻘﻼﱐ ﻣﺄﺧﻮﺫ ﲟﺸﺎﻋﺮﻩ ﺍﻻﻧﻔﻌﺎﻟﻴﺔ‪ .‬ﻣﺜﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﻤﻴﻴﺰ ﻣﻮﺟﻮﺩ ﻛﺬﻟﻚ ﻓﻴﻤﺎ‬
‫ﻳﺘﺼﻞ ﺑﺎﳌﻨﻄﻮﻱ‪ .‬ﻭﻟﻜﻞ ﻣﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﺷﻜﺎﻝ ﺻﻔﺎﺗﻪ ﻭﻛﺬﻟﻚ ﻟﻠﺸﻜﻞ ﺍﻟﻼﻋﻘﻼﱐ ﻳﻀﺎﻑ ﺇﱃ ﺫﻟﻚ ﺃﻥ ﺍﻟﻼﻋﻘﻼﱐ ﻋﻠﻰ ﺃﺷﻜﺎﻝ ﰲ ﺍﻟﻨﻤﻄﲔ‪ ،‬ﻭﻟﻜﻞ ﺻﻔﺎﺗﻪ‪.‬‬
‫ﻭﻓﻴﻤﺎ ﻳﻠﻲ ﺑﻴﺎﻥ ﺗﻔﺼﻴﻠﻲ ﻬﺑﺬﻩ ﺍﻷﺷﻜﺎﻝ‪:‬‬
‫‪ (١‬ﺍﳌﻨﻄﻠﻖ‪ :‬ﻣﺘﺠﻪ ﻋﺎﻡ ﳓﻮ ﺍﻟﻌﺎﱂ ﺍﳋﺎﺭﺟﻲ‪.‬‬
 ‫ﺃـ ﺍﳌﻨﻄﻠﻖ ﺍﻟﻼﻋﻘﻼﱐ‪:‬‬
‫‪ -١‬ﺍﻟﺘﻔﻜﲑ‪ :‬ﻣﻬﺘﻢ ﺑﺎﻟﻮﺍﻗﻊ ﻭﺍﻟﺘﺼﻨﻴﻒ ﺍﳌﻨﻄﻘﻲ‪ ،‬ﻭﺍﳊﻘﻴﻘﺔ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺔ‪.‬‬
‫‪ -٢‬ﺍﻟﺸﻌﻮﺭ ﺍﻻﻧﻔﻌﺎﱄ‪ :‬ﻧﺰﻭﻉ ﳓﻮ ﺍﻟﺘﻨﺎﺳﻖ ﻣﻊ ﺍﻟﻌﺎﱂ‪ ،‬ﺻﻼﺕ ﺣﺎﺭﺓ ﻣﻊ ﺍﻵﺧﺮﻳﻦ‪.‬‬
‫ﺏ ـ ﺍﳌﻨﻄﻠﻖ ﺍﻟﻌﻘﻼﱐ‪:‬‬
‫‪ -٣‬ﺍﻹﺣﺴﺎﺱ‪ :‬ﻣﺘﺠﻪ ﳓﻮ ﺍﳌﺼﺎﺩﺭ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭﺍﳌﺎﺩﻳﺔ ﻟﻠﺬﺓ ﻭﺍﻷﱂ‪ ،‬ﻭﳓﻮ ﻃﻠﺒﺎﺕ ﺍﻵﺧﺮﻳﻦ‪.‬‬
‫‪ -٤‬ﺍﳊﺪﺱ‪ :‬ﻳﺴﺘﺠﻴﺐ ﻟﻠﺘﻐﲑ‪ ،‬ﳛﻜﻢ ﻋﻠﻰ ﺍﻵﺧﺮﻳﻦ ﺑﺴﺮﻋﺔ‪ ،‬ﻣﻐﺎﻣﺮ‪ ،‬ﻣﻘﺎﻣﺮ‪.‬‬
‫‪ (٢‬ﺍﳌﻨﻄﻮﻱ‪ :‬ﻣﺘﺠﻪ ﻋﺎﻣﺔ ﳓﻮ ﺍﻟﺬﺍﺕ ﻭﺍﻷﻣﻮﺭ ﺍﳋﺎﺻﺔ‪.‬‬
‫ﺃ ـ ﺍﳌﻨﻄﻮﻱ ﺍﻟﻌﻘﻼﱐ‪:‬‬
‫‪ -١‬ﺍﻟﺘﻔﻜﲑ‪ :‬ﻧﻈﺮﻱ‪ ،‬ﺗﺄﻣﻠﻲ ﻳﺪﻭﺭ ﺣﻮﻝ ﺍﻷﻓﻜﺎﺭ‪ ،‬ﻏﲑ ﻋﻤﻠﻲ‪.‬‬
‫‪ -٢‬ﺍﻟﺸﻌﻮﺭ ﺍﻻﻧﻔﻌﺎﱄ‪ :‬ﻧﺰﻭﻉ ﳓﻮ ﺍﻟﺘﻨﺎﺳﻖ ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻲ‪ ،‬ﻣﺸﻐﻮﻝ ﺑﺄﺣﻼﻣﻪ ﺍﳋﺎﺻﺔ ﻭﻣﺸﺎﻋﺮﻩ‪.‬‬
‫ﺏ ـ ﺍﳌﻨﻄﻮﻱ ﺍﻟﻼﻋﻘﻼﱐ‪:‬‬
‫‪ -١‬ﺍﻹﺣﺴﺎﺱ‪ :‬ﻣﺘﺠﻪ ﳓﻮ ﺍﻛﻔﺎﺀ ﺍﳋﱪﺓ ﺍﳊﺴﻴﺔ‪.‬‬
‫‪ -٢‬ﺍﳊﺪﺱ‪ :‬ﻣﺘﺠﻪ ﳓﻮ ﺍﻟﺘﺄﻣﻞ ﺍﻟﺬﺍﰐ‪)،‬ﺳﻮﻳﻌﺎﰐ( ﻭﻣﺄﺧﻮﺫ ﺑﺎﻟﻄﻘﻮﺱ‪.‬‬
‫ﺍﻧﻄﻠﻖ ﺑﺎﻓﻠﻮﻑ )‪ (Pavlov‬ﰲ ﺍﳋﻄﺎﺏ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﻟﻘﺎﻩ ﰲ ﻣﺆﲤﺮ ﺍﳉﺮﺍﺣﲔ ﺍﻟﺮﻭﺱ ﻳﻮﻡ‪ ٦ /‬ﻛﺎﻧﻮﻥ ﺍﻷﻭﻝ‬ ‫ﺝ( ﺍﻷﳕﺎﻁ ﻋﻨﺪ ﺑﺎﻓﻠﻮﻑ‪:‬‬
‫‪١٩٢٧‬ﻡ ﻣﻦ ﺛﻼﺛﺔ ﻣﻨﻄﻠﻘﺎﺕ ﺃﺳﺎﺳﻴﺔ ﻋﻨﺪ ﺷﺮﺡ ﻧﻈﺮﻳﺘﻪ ﻋﻦ ﺃﳕﺎﻁ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ‪ .‬ﻳﺬﻫﺐ ﰲ ﺍﻷﻭﻝ ﺇﱃ ﺃﻥ ﺍﳉﻬﺎﺯ ﺍﻟﻌﺼﱯ ﻫﻮ ﻣﺮﻛﺰ ﺍﻟﻔﻌﺎﻟﻴﺎﺕ ﺍﻟﻨﻔﺴﻴﺔ‪ ،‬ﻭﺃﻥ ﻣﺎ‬
‫ﻼ ﻛﺎﻓﻴﹰﺎ ﻋﻠﻰ‬
‫ﻳﺴﻤﻴﻪ ﺑﻌﻀﻬﻢ ﺑﺎﻻﺭﺗﺒﺎﻃﺎﺕ ﺍﻟﻨﻔﺴﻴﺔ ﻟﻴﺲ ﺇﻻ ﺍﺭﺗﺒﺎﻃﺎﺕ ﻓﺰﻳﻮﻟﻮﺟﻴﺔ ﻭﺍﻥ ﳐﺘﻠﻒ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺎﺕ ﺍﳌﺨﱪﻳﺔ ﺍﻟﱵ ﻗﺎﻡ ﻬﺑﺎ ﻟﻔﺘﺮﺓ ﻃﻮﻳﻠﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺰﻣﻦ ﺗﻌﻄﻲ ﺩﻟﻴ ﹰ‬
‫ﺫﻟﻚ‪ .‬ﻭﻳﺬﻫﺐ ﰲ ﺍﻟﺜﺎﱐ ﺇﱃ ﺃﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﻇﺎﻫﺮﺗﲔ ﺃﺳﺎﺳﻴﺘﲔ ﰲ ﺍﻟﺘﻜﻮﻳﻦ ﺍﻟﻨﻔﺴﻲ ﻟﻺﻧﺴﺎﻥ)ﻭﺍﳊﻴﻮﺍﻥ( ﳘﺎ ﻋﻤﻠﻴﺘﺎ ﺍﻹﺛﺎﺭﺓ ﻭﺍﻟﻜﻒ‪ ،‬ﻭﺍﻬﻧﻤﺎ ﻣﺘﺮﺍﺑﻄﺘﺎﻥ‪ ،‬ﻭﺍﻥ ﻓﻌﺎﻟﻴﺔ‬
‫ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ)ﻭﺍﳊﻴﻮﺍﻥ( ﻣﻨﻄﻠﻖ ﻣﻨﻬﻤﺎ ﺑﺎﺳﺘﻤﺮﺍﺭ‪ ،‬ﻭﺃﻥ ﺍﻷﻭﱃ ﲤﺜﻞ ﻧﺸﺎﻁ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻭﺇﻧﺘﺎﺟﻪ ﺑﻴﻨﻤﺎ ﲤﺜﻞ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ‪ ،‬ﻭﻫﻲ ﺍﻟﻜﻒ‪ ،‬ﺍﻟﱰﻭﻉ ﺍﱃ ﺍﻟﺮﺍﺣﺔ ﻭﺍﺳﺘﻌﺎﺩﺓ ﺍﻟﻨﺸﺎﻁ‬
‫ﻭﲪﺎﻳﺔ ﺍﳋﻼﻳﺎ ﻣﻦ ﺍﻹﻋﻴﺎﺀ ﻭﺍﻹﻓﺮﺍﻁ ﰲ ﺻﺮﻑ ﺍﻟﻄﺎﻗﺔ ﺃﻣﺎ ﺍﳌﻨﻄﻠﻖ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ ﻓﺎﻟﻘﻮﻝ ﺑﺄﻥ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﳛﻤﻞ ﻗﺪﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻜﻴﻒ‪ ،‬ﻭﺃﻧﻪ ﰲ ﺫﻟﻚ ﳛﻤﻞ ﺍﻟﻜﺜﲑ ﻣﻦ‬
‫ﺍﻷﻓﻌﺎﻝ ﺍﳌﻨﻌﻜﺴﺔ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﻴﺔ ﺍﻟﱵ ﺗُﺮﻯ ﺛﺎﺑﺘﺔ ﻭﻣﺘﻨﺎﺳﺒﺔ ﻣﻊ ﻣﺆﺛﺮﻫﺎ ﺍﻷﺻﻠﻲ‪ ،‬ﻭﺍﻟﻜﺜﲑ ﻣﻦ ﺍﻷﻓﻌﺎﻝ ﺍﳌﻨﻌﻜﺴﺔ ﺍﻟﺸﺮﻃﻴﺔ ﺍﻟﱵ ﺗﻜﻮﻥ ﻣﻜﺘﺴﺒﺔ ﻭﻗﺎﺑﻠﺔ ﻟﻠﺘﻌﺪﻳﻞ‬
‫ﻭﺍﻟﺘﺤﻮﻳﻞ‪ ،‬ﻣﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﳌﻨﻄﻠﻘﺎﺕ ﻳﺄﰐ ﺑﺎﻓﻠﻮﻑ ﻟﻠﺤﺪﻳﺚ ﻋﻦ ﺃﳕﺎﻁ ﺍﳌﺰﺍﺝ ﻋﻨﺪ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﺍﳊﺪﻳﺚ ﻋﻦ ﺍﻷﳕﺎﻁ ﺍﻟﱵ ﳚﺪﻫﺎ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻜﻠﺐ ﻋﻠﻰ ﺃﺳﺎﺱ ﺃﻥ‬
‫ﺍﻟﺘﺸﺎﺑﻪ ﰲ ﺍﻟﺘﻜﻮﻳﻦ ﺍﻟﻔﺰﻳﻮﻟﻮﺟﻲ ﺑﲔ ﺍﻻﺛﻨﲔ ﻳﻜﻔﻲ ﳌﺜﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﻌﻤﻴﻢ ﻓﻬﻨﺎﻙ ﺃﻭ ﹰﻻ ﳕﻄﺎﻥ ﻣﺘﻄﺮﻓﺎﻥ ﻳﻘﺎﺑﻞ ﺃﺣﺪﳘﺎ ﺍﻹﺛﺎﺭﺓ ﻭﺷﺪﻬﺗﺎ ﻭﻳﻘﺎﺑﻞ ﺍﻟﺜﺎﱐ ﺍﻟﻜﻒ ﻭﻫﺪﻭﺀﻩ‪.‬‬
‫ﻭﻫﻨﺎﻙ ﺛﺎﻧﻴﹰﺎ ﺣﺎﻝ ﻣﺘﻮﺳﻂ ﻣﻌﺘﺪﻝ ﻋﻨﺪﻩ ﺷﻲﺀ ﻣﻦ ﺍﻟﻄﺮﻓﲔ ﻭﻟﺬﻟﻚ ﻓﻬﻮ ﻣﺘﻮﺍﺯﻥ‪ .‬ﻭﻟﻜﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﳊﺎﻝ ﺍﳌﺘﻮﺳﻂ ﻳﻌﻮﺩ‪ ،‬ﻫﻮ ﻧﻔﺴﻪ‪ ،‬ﺇﱃ ﳕﻄﲔ ﺗﺒﻌﹰﺎ ﻟﻐﻠﺒﺔ ﺍﻹﺛﺎﺭﺓ ﺃﻭ‬
‫ﺍﻟﻜﻒ؛ ﻓﺘﻜﻮﻥ ﺍﻹﺛﺎﺭﺓ ﻫﻲ ﺍﻟﻐﺎﻟﺒﺔ ﰲ ﺃﺣﺪﳘﺎ‪ ،‬ﻭﻳﻜﻮﻥ ﺍﻟﻜﻒ ﻫﻮ ﺍﻟﻐﺎﻟﺐ ﰲ ﺍﻟﺜﺎﱐ‪ .‬ﻭﻫﻜﺬﺍ ﳓﺼﻞ ﻋﻠﻰ ﺃﳕﺎﻁ ﺃﺭﺑﻌﺔ ﻟﻸﻣﺰﺟﺔ ﻛﻤﺎ ﻳﻘﻮﻝ ﺑﺎﻓﻠﻮﻑ‪ ،‬ﻭﻫﻲ ﻛﻤﺎ‬
‫ﻳﻠﻲ‪:‬‬
‫‪ -١‬ﺍﳌﻨﺪﻓﻊ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺘﻤﻴﺰ ﺑﺸﺪﺓ ﺍﻻﺳﺘﺜﺎﺭﺓ‪ ،‬ﻭﺍﻻﻧﺪﻓﺎﻉ‪ ،‬ﻭﺍﻟﻄﻴﺶ ﻭﻛﺜﺮﺓ ﺍﻟﺘﺴﻠﻂ‪ ،‬ﻭﺍﻟﻌﺪﻭﺍﻧﻴﺔ ﻭﻳﺒﺪﻭ ﺫﻟﻚ ﻭﺍﺿﺤﹰﺎ ﻋﻨﺪ ﺍﳊﻴﻮﺍﻥ ﺍﻟﺬﻱ ﳝﻴﻞ ﺇﱃ ﺍﻟﻌﺪﻭﺍﻥ‪.‬‬
‫‪ -٢‬ﺍﳋﺬﻭﻝ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺘﻤﻴﺰ ﺑﻀﻌﻒ ﺍﻟﻨﺸﺎﻁ‪ ،‬ﻭﺗﻄﺮﻑ ﺍﳍﺪﻭﺀ‪ ،‬ﻭﺍﻻﻛﺘﺌﺎﺏ ﻭﺍﻟﺴﻜﻴﻨﺔ‪ ،‬ﻭﺍﳋﻀﻮﻉ‪ ،‬ﻭﺍﻟﺘﺨﺎﺫﻝ‪.‬‬
‫‪ -٣‬ﺍﻟﻨﺸﻂ ﺍﳌﺘﺰﻥ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺘﻤﻴﺰ ﺑﺎﻻﻋﺘﺪﺍﻝ ﻣﻊ ﻇﻬﻮﺭ ﺍﻟﻨﺸﺎﻁ ﻭﻛﺜﺮﺓ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﻭﺍﳌﻠﻞ ﺍﻟﺴﺮﻳﻊ ﺣﲔ ﻻ ﻳﻮﺟﺪ ﻣﺎ ﻳﺸﻐﻠﻪ‪ ،‬ﻭﻫﻮ ﻓﻌّﺎﻝ ﻭﻣﻨﺘﺞ‪.‬‬
‫‪ -٤‬ﺍﳍﺎﺩﺉ ﺍﳌﺘﺰﻥ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺘﻤﻴﺰ ﺑﺎﻟﻘﺒﻮﻝ ﻭﺍﶈﺎﻓﻈﺔ ﻭﺍﻟﺮﺯﺍﻧﺔ‪ ،‬ﻭﻫﻮ ﻋﺎﻣﻞ ﺟﻴﺪ ﻭﻣﻨﻈﻢ‪.‬‬
‫ﻭﻳﻨﻌﻄﻒ ﺑﺎﻓﻠﻮﻑ ﳓﻮ ﺍﻷﳕﺎﻁ ﻋﻨﺪ ﺍﺑﻴﻘﺮﺍﻁ ﻟﻴﻘﺎﺭﻥ ﺑﻴﻨﻬﺎ ﻭﺑﲔ ﻣﺎ ﻗﺎﻝ ﺑﻪ ﻫﻮ ﻳﻘﻮﻝ ﺑﺎﻓﻠﻮﻑ ﺃﻥ ﺍﺑﻴﻘﺮﺍﻁ ﻗﺪ ﺍﻗﺘﺮﺏ ﻣﻦ ﺍﳊﻘﻴﻘﺔ ﻛﺜﲑﹰﺍ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ‬
‫ﻗﻮﻟﻪ ﺑﺎﻷﳕﺎﻁ ﺍﻷﺭﺑﻌﺔ ﻟﻠﻤﺰﺍﺝ‪ ،‬ﻭﻟﻜﻨﻪ ﺍﺑﺘﻌﺪ ﻋﻤﺎ ﻳﻘﺒﻠﻪ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺍﳊﺪﻳﺚ ﰲ ﺍﻷﺳﺎﺱ ﺍﻟﺬﻱ ﺍﻋﺘﻤﺪﻩ ﰲ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺘﺼﻨﻴﻒ‪ ..‬ﻭﺍﳌﻘﺎﺭﻧﺔ ﺑﲔ ﺍﻷﳕﺎﻁ ﰲ ﺍﻟﻄﺮﻓﲔ ﺗﻘﻮﺩ ﺇﱃ‬
‫ﻣﺎ ﻳﻠﻲ‪:‬‬
‫ﺃ ـ ﻳﻘﺎﺑﻞ ﻣﺰﺍﺝ ﺍﳌﻨﺪﻓﻊ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻘﻮﻝ ﺑﻪ ﺑﺎﻓﻠﻮﻑ ﺍﳌﺰﺍﺝ ﺍﻟﺼﻔﺮﺍﻭﻱ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻘﻮﻝ ﺑﻪ ﺍﺑﻴﻘﺮﺍﻁ‪.‬‬
‫ﺏ ـ ﻳﻘﺎﺑﻞ ﻣﺰﺍﺝ ﺍﳋﺬﻭﻝ ﻋﻨﺪ ﺑﺎﻓﻠﻮﻑ ﺍﳌﺰﺍﺝ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻭﻱ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻘﻮﻝ ﺑﻪ ﺍﺑﻴﻘﺮﺍﻁ‪.‬‬
‫ﺟـ ـ ﻳﻘﺎﺑﻞ ﻣﺰﺍﺝ ﺍﻟﻨﺸﻂ ﺍﳌﺘﺰﻥ ﻋﻨﺪ ﺑﺎﻓﻠﻮﻑ ﺍﳌﺰﺍﺝ ﺍﻟﺪﻣﻮﻱ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻘﻮﻝ ﺑﻪ ﺍﺑﻴﻘﺮﺍﻁ‪.‬‬
 ‫ﺩ ـ ﺃﻣﺎ ﻣﺰﺍﺝ ﺍﳍﺎﺩﺉ ﺍﳌﺘﺰﻥ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻘﻮﻝ ﺑﻪ ﺑﺎﻓﻠﻮﻑ ﻓﻴﻘﺎﺑﻠﻪ ﻋﻨﺪ ﺍﺑﻴﻘﺮﺍﻁ ﺍﳌﺰﺍﺝ ﺍﻟﺒﻠﻐﻤﻲ ﺃﻭ ﺍﻟﻠﻤﻔﺎﻭﻱ‪.‬‬
‫ﻭﻳُﻌﺮّﺝ ﺑﺎﻓﻠﻮﻑ ﻋﻠﻰ ﺍﻻﺿﻄﺮﺍﺑﺎﺕ ﺍﻟﻨﻔﺴﻴﺔ ﻟﻴﻘﻮﻝ ﺑﺄﻥ ﻧﺴﺒﺔ ﻣﻦ ﻳﺄﰐ ﺇﱃ ﺍﻟﻌﻴﺎﺩﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﻤﻄﲔ ﺍﻷﻭﻟﲔ ﺍﳌﺘﻄﺮﻓﲔ‪ ،‬ﺍﳌﻨﺪﻓﻊ ﻭﺍﳋﺬﻭﻝ ﻫﻲ ﺃﻋﻠﻰ ﺑﻜﺜﲑ ﻣﻦ ﻧﺴﺒﺔ‬
‫ﻣﻦ ﻳﺄﰐ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﻤﻄﲔ ﺍﳌﻌﺘﺪﻟﲔ ﺃﻭ ﺍﳌﺘﺰﻧﲔ ﻭﺍﻟﻈﺎﻫﺮ ﺃﻥ ﲤﻜﻦ ﺍﻷﺧﲑ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻜﻴﻒ ﻣﻊ ﺷﺮﻭﻁ ﺍﳊﻴﺎﺓ ﻭﻣﻮﺍﺟﻬﺘﻬﺎ ﲟﺎ ﳚﺐ ﺩﻭﻥ ﺗﻄﺮﻑ ﻫﻮ ﺃﻗﻮﻯ ﻣﻦ ﲤﻜﻦ‬
‫ﺍﻷﻭﻟﲔ ﻓﺈﺫﺍ ﺃﺧﺬﻧﺎ ﻣﺎ ﻳﻐﻠﺐ ﻣﻦ ﺍﺿﻄﺮﺍﺏ ﰲ ﺍﻟﻨﻤﻄﲔ ﺍﻷﻭﻟﲔ ﻭﺟﺪﻧﺎ ﺍﻟﻐﻠﺒﺔ ﻟﻠﻮﻫﻦ ﺍﻟﻌﺼﱯ ﰲ ﺣﺎﻟﺔ ﺍﳌﻨﺪﻓﻊ ﻭﺍﳍﺴﺘﲑﻳﺎ ﰲ ﺣﺎﻟﺔ ﺍﳋﺬﻭﻝ‪.‬‬
‫ﺃﻭﺿﺢ ﺷﻠﺪﻭﻥ )‪ (sheldon,1942‬ﰲ ﻧﻈﺮﻳﺘﻪ ﻋﻦ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ﺃﻬﻧﺎ ﺗﺮﺟﻊ ﺇﱃ ﺛﻼﺛﺔ ﺃﳕﺎﻁ ﻣﺰﺍﺟﻴﺔ‪ ،‬ﻭﺍﻥ‬ ‫ﻫـ( ﺍﻷﳕﺎﻁ ﻋﻨﺪ ﺷﻠﺪﻭﻥ‪:‬‬
‫ﻛﻞ ﳕﻂ ﻣﻦ ﺃﳕﺎﻁ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ﻳﻘﺎﺑﻞ ﺗﺮﻛﻴﺒﹰﺎ ﺟﺴﻤﻴﹰﺎ ﻣﻌﻴﻨﹰﺎ ﻭﻫﻮ ﰲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﺼﻨﻴﻒ ﻳﻌﻮﺩ ﺇﱃ ﺗﺮﻛﻴﺐ ﺍﳉﺴﻢ ﻭﻣﺎ ﻳﻐﻠﺐ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﺍﻟﻮﺯﻥ‪ ،‬ﻭﳕﻮ ﺍﻟﻌﻀﻼﺕ‬
‫ﻭﺍﻟﻄﻮﻝ‪ ،‬ﻭﻣﺎ ﻳﺘﺼﻞ ﻬﺑﺎ‪ ،‬ﻟﻴﻘﻮﻝ ﰲ ﺍﻟﻨﻬﺎﻳﺔ ﺑﻮﺟﻮﺩ ﺛﻼﺛﺔ ﺃﺷﻜﺎﻝ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﺮﻛﻴﺐ‪ ،‬ﻭﻳﺮﻯ ﻛﺬﻟﻚ ﺃﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﺷﻜﺎﻝ ﺍﻟﺜﻼﺛﺔ ﺗﺘﻤﺎﻳﺰ ﺑﺘﺄﺛﲑ ﻣﻦ ﻋﻮﺍﻣﻞ ﺍﻟﺘﻌﻠﻢ‬
‫ﻭﺍﺣﺘﻴﺎﺟﺎﺕ ﺍﳉﺴﻢ ﻭﺇﺷﺒﺎﻋﻬﺎ ﻭﺗﻄﻤﻴﻨﻪ ﰒ ﻳﻨﺘﻬﻲ ﻣﻦ ﲝﺜﻪ ﺇﱃ ﺍﻟﻘﻮﻝ ﺑﻮﺟﻮﺩ ﺃﳕﺎﻁ ﻟﻠﺸﺨﺼﻴﺔ ﺗﻘﺎﺑﻞ ﺃﺷﻜﺎﻝ ﺗﺮﻛﻴﺐ ﺍﳉﺴﻢ ﺍﻟﺜﻼﺛﺔ‪ .‬ﻭﺣﲔ ﺗﺴﻤﻴﺔ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﳕﺎﻁ‬
‫ﳒﺪﻩ ﻳﺸﺘﻖ ﺍﻷﲰﺎﺀ ﻣﻦ ﺍﻟﱰﻭﻉ ﺍﻟﺒﺎﺩﻱ ﻓﻴﻬﺎ ﺇﱃ ﺣﺎﺟﺎﺕ ﺍﻟﻄﻌﺎﻡ ﰲ ﺍﻟﺘﺮﻛﻴﺐ ﺍﻷﻭﻝ ﻭﺍﳊﺮﻛﺔ ﻭﺍﻟﻨﺸﺎﻁ ﰲ ﺍﻟﺜﺎﱐ‪ ،‬ﻭﻋﻤﻞ ﺍﻟﺪﻣﺎﻍ ﰲ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﳕﺎﻁ ﺍﻟﺜﻼﺛﺔ‬
‫ﻫﻲ ﺍﻟﺘﺎﻟﻴﺔ‪:‬‬
‫‪ -١‬ﺍﻟﻨﻤﻂ ﺍﳊﺸﻮﻱ ‪: (viscerotonia):‬ﻭﻫﻮ ﳕﻂ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻘﺎﺑﻞ ﺗﺮﻛﻴﺐ ﺍﳉﺴﻢ ﺍﳌﻮﺻﻮﻑ ﻋﺎﻣﺔ ﺑﺼﻔﺔ )ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻲ ﺍﻟﺘﺮﻛﻴﺐ )‬
‫)‪(Endomorphy‬ﻭﻳﻐﻠﺐ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻻﺳﺘﺮﺳﺎﻝ ﰲ ﳑﺎﺭﺳﺔ ﻣﺎ ﻳﺘﺼﻞ ﺑﺸﺆﻭﻥ ﺍﻟﺘﻐﺬﻳﺔ ﻭﺍﻟﺸﺆﻭﻥ ﺍﻟﻌﺎﻃﻔﻴﺔ ﻭﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭﺇﻧﻨﺎ ﻫﻨﺎ ﺃﻣﺎﻡ ﺷﺨﺺ ﻳﻨﺎﻡ‬
‫ﻼ ﺯﺍﺋﺪﺍﹰ‪ ،‬ﻭﻳﱰﻉ ﳓﻮ ﺍﻟﺒﻌﺪ ﻋﻦ ﺍﳊﺴﺎﺳﻴﺔ ﻭﺍﻟﻘﻠﻖ ﻭﻋﺪﻡ ﺍﻻﻃﻤﺌﻨﺎﻥ ﻭﻫﻮ ﻳﺘﻤﻴﺰ ﺑﺴﻬﻮﻟﺔ ﺍﻟﺘﻮﺍﻓﻖ‬
‫ﺑﺴﻬﻮﻟﺔ ﻭﻻ ﻳﺴﺘﻔﻴﻖ ﺧﻼﻝ ﺍﻟﻠﻴﻞ ﺑﺴﻬﻮﻟﺔ ﺍﻧﻪ ﳝﻴﻞ ﺇﱃ ﺍﻷﻛﻞ ﻣﻴ ﹰ‬
‫ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﻭﲝﺴﻦ ﺍﻟﺼﺪﺍﻗﺔ ﻣﻊ ﻛﻞ ﻣﻦ ﻳﻌﺮﻓﻪ‪ ،‬ﺃﻧﻪ ﺑﺪﻳﻦ ﻏﺎﻟﺒﺎﹰ‪ ،‬ﻣﺴﺘﺪﻳﺮ ﺍﳉﺴﻢ ﻋﻨﺪ ﻭﺳﻄﻪ‪ ،‬ﻭﺯﻧﻪ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺃﻋﻈﻢ ﻣﻦ ﻧﺴﺒﺔ ﻣﺎ ﻋﻨﺪﻩ ﻣﻦ ﻋﻀﻼﺕ‪ ،‬ﻭﻣﻴﻠﻪ ﺇﱃ‬
‫ﺍﻟﺮﺍﺣﺔ ﻭﺍﻻﺳﺘﺮﺧﺎﺀ ﻇﺎﻫﺮ‪.‬‬
‫‪ -٢‬ﺍﻟﻨﻤﻂ ﺍﳉﺴﻤﻲ ‪ (somatotonia):‬ﻭﻫﻮ ﳕﻂ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻘﺎﺑﻞ ﺗﺮﻛﻴﺐ ﺍﳉﺴﻢ ﺍﳌﺴﻤﻰ)ﺍﳌﻌﺘﺪﻝ ﺍﻟﺘﺮﻛﻴﺐ( ﻳﺘﻤﻴﺰ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻨﻤﻂ ﺑﺘﺤﻤﻞ‬
‫ﺍﻷﱂ ﺑﺮﺿﻰ ﻭﺇﺭﺍﺩﺓ‪ ،‬ﻭﺍﻟﱰﻭﻉ ﺇﱃ ﺍﻟﺴﻴﻄﺮﺓ ﻭﺍﻟﻌﻤﻞ‪ ،‬ﻭﻫﻮ ﺣﲔ ﻳﺘﺤﺪﺙ ﺇﱃ ﺁﺧﺮ ﻳﻨﻈﺮ ﺇﻟﻴﻪ ﻭﺇﱃ ﻋﻴﻨﻴﻪ ﻣﺒﺎﺷﺮﺓ‪ ،‬ﻋﻨﺪﻩ ﻣﻴﻞ ﺻﺎﺩﻕ ﳓﻮ ﺍﻟﺘﺪﺭﺏ ﺍﻟﺮﻳﺎﺿﻲ‬
‫ﺍﻟﻘﺎﺳﻲ‪ ،‬ﳛﺐ ﺍﳊﻤﺎﻡ ﺍﻟﺒﺎﺭﺩ ﻭﺍﻟﺴﺒﺎﺣﺔ ﻋﺎﺭﻳﹰﺎ ﻭﺍﻻﺷﺘﺮﺍﻙ ﰲ ﻣﻐﺎﻣﺮﺍﺕ ﺗﺘﻄﻠﺐ ﺟﻬﺪﹰﺍ ﺟﺴﺪﻳﹰﺎ ﺷﺪﻳﺪﹰﺍ ﺍﻧﻪ ﳝﺜﻞ ﺍﳌﺰﺍﺝ ﺍﻟﺮﻳﺎﺿﻲ ﻭﻳﺘﻤﻴﺰ ﺑﺎﻟﺘﻨﺎﺳﻖ ﺍﳉﺴﺪﻱ‬
‫ﻭﺍﳊﺮﻛﺔ‪.‬‬
‫‪ -٣‬ﺍﻟﻨﻤﻂ ﺍﳌﺨﻲ ‪(cerebrotonia):‬ﻭﻫﻮ ﳕﻂ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻘﺎﺑﻞ ﺗﺮﻛﻴﺐ ﺍﳉﺴﻢ ﺍﳌﺴﻤﻰ)ﺍﳋﺎﺭﺟﻲ ﺍﻟﺘﺮﻛﻴﺐ‬
‫)‪(Ectomorphy‬ﺍﻧﻪ ﺷﺨﺺ ﻻ ﻳﺘﺤﻤﻞ ﺍﻷﱂ ﺑﺮﺿﻰ ﻭﺇﺭﺍﺩﺓ‪ ،‬ﻭﳝﻴﻞ ﺇﱃ ﺍﳊﺴﺎﺳﻴﺔ ﻭﺳﺮﻋﺔ ﺍﻻﻧﻔﻌﺎﻝ‪ ،‬ﻭﻻ ﳚﺪ ﻣﺘﻌﺔ ﰲ ﳎﺮﺩ ﺭﻓﻘﺔ ﺍﻵﺧﺮﻳﻦ ﻭﻻ‬
‫ﻼ ﻣﻦ ﺍﻷﺻﺪﻗﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﺪﺩ ﺍﻟﻜﺒﲑ‪ ،‬ﻭﻻ ﻳﺒﺪﻱ ﺍﻟﺼﺪﺍﻗﺔ ﺑﺴﻬﻮﻟﺔ ﰒ ﺍﻧﻪ ﻻ ﻳﺆﺛﺮ ﺍﻻﺷﺘﺮﺍﻙ ﰲ ﻣﻐﺎﻣﺮﺍﺕ‬
‫ﻳﻌ ّﺪ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺮﻓﻘﺔ ﻋﻨﺼﺮﹰﺍ ﻫﺎﻣﹰﺎ‪ .‬ﺍﻧﻪ ﻳﻔﻀﻞ ﻋﺪﺩﹰﺍ ﻗﻠﻴ ﹰ‬
‫ﺗﺘﻄﻠﺐ ﺟﻬﺪﹰﺍ ﺟﺴﻤﻴﹰﺎ ﺷﺪﻳﺪﹰﺍ ﻭﻻ ﳛﺐ ﺍﻟﺴﺒﺎﺣﺔ ﻋﺎﺭﻳﹰﺎ ﻭﺍﻟﻐﺎﻟﺐ ﻋﻨﺪﻩ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﳓﻴ ﹰﻼ‪.‬‬
‫ﻣﺎ ﻫﻲ ﻣﻜﻮﻧﺎﺕ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ؟‬
‫ﻳﺮﻯ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﺃﻥ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ﰲ ﺍﻷﻋﻤﺎﻕ ﺑﻨﺎﺀ ﺛﻼﺛﻲ ﺍﻟﺘﻜﻮﻳﻦ‪ ،‬ﻭﺃﻥ ﻛﻞ ﺟﺎﻧﺐ ﰲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﻜﻮﻳﻦ ﻳﺘﻤﺘﻊ ﺑﺼﻔﺎﺕ ﻭﻣﻴﺰﺍﺕ ﺧﺎﺻﺔ‪ ،‬ﻭﺃﻥ ﺍﳉﻮﺍﻧﺐ ﺍﻟﺜﻼﺛﺔ‬
‫ﺗﺆﻟﻒ ﰲ ﺍﻟﻨﻬﺎﻳﺔ ﻭﺣﺪﺓ ﻣﺘﻔﺎﻋﻠﺔ ﻭﻣﺘﻤﺎﺳﻜﺔ ﻫﻲ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ‪ ،‬ﻫﺬﻩ ﺍﳉﻬﺎﺕ ﺃﻭ ﺍﳉﻮﺍﻧﺐ ﺍﻟﺜﻼﺛﺔ ﻫﻲ‪) :‬ﺍﳍﻮ( ‪ ،‬ﻭ)ﺍﻷﻧﺎ( ‪ ،‬ﻭ)ﺍﻷﻧﺎ ﺍﻷﻋﻠﻰ(‪ .‬ﺃﻣﺎ)ﺍﳍﻮ ‪)(the‬‬
‫‪id) :‬ﻓﺬﻟﻚ ﺍﻟﻘﺴﻢ ﺍﻷﻭﱄ ﺍﳌﺒﻜﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻀﻢ ﻛﻞ ﻣﺎ ﳛﻤﻠﻪ ﺍﻟﻄﻔﻞ ﻣﻌﻪ ﻣﻨﺬ ﺍﻟﻮﻻﺩﺓ ﻣﻦ ﺍﻷﺟﻴﺎﻝ ﺍﻟﺴﺎﺑﻘﺔ ﻭﺍﻧﻪ ﳛﻤﻞ ﻣﺎ ﻳﺴﻤﻴﻪ ﻓﺮﻭﻳﺪ ﺍﻟﻐﺮﺍﺋﺰ ﻭﻣﻦ ﺑﻴﻨﻬﺎ‬
‫ﻏﺮﺍﺋﺰ ﺍﻟﻠﺬﺓ ﻭﺍﳊﻴﺎﺓ ﻭﺍﳌﻮﺕ‪ .‬ﻭﻫﻮ ﻳﻌﻤﻞ ﲢﺖ ﺳﻴﻄﺮﺓ ﻣﺎ ﻳﻀﻤﻪ ﻣﻨﻬﺎ‪ .‬ﻭﻣﺎ ﻫﻮ ﻣﻮﺟﻮﺩ ﻓﻴﻪ ﻻ ﳜﻀﻊ ﺇﺫﻥ ﳌﺒﺪﺃ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﺃﻭ ﻣﺒﺎﺩﺉ ﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﺍﳌﻨﻄﻘﻴﺔ ﻟﻸﺷﻴﺎﺀ ﺑﻞ‬
‫ﻳﻨﺪﻓﻊ ﲟﺒﺪﺃ ﺍﻟﻠﺬﺓ ﺍﻻﺑﺘﺪﺍﺋﻲ‪ ،‬ﻭﻛﺜﲑﹰﺍ ﻣﺎ ﻳﻨﻄﻮﻱ ﻋﻠﻰ ﺩﻭﺍﻓﻊ ﻣﺘﻀﺎﺭﺑﺔ‪ .‬ﺍﻧﻪ ﻻ ﺷﻌﻮﺭﻱ ﻭﻫﻮ ﳝﺜﻞ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﺔ ﺍﻻﺑﺘﺪﺍﺋﻴﺔ ﻭﺍﳊﻴﻮﺍﻧﻴﺔ ﰲ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ‪ .‬ﻭﺃﻣﺎ)ﺍﻷﻧﺎ ‪) (the‬‬
‫‪ego):‬ﻓﻴﻨﺸﺄ ﻭﻳﺘﻄﻮﺭ ﻷﻥ ﺍﻟﻄﻔﻞ ﻻ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ﺃﻥ ﻳﺸﺒﻊ ﺩﻭﺍﻓﻊ )ﺍﳍﻮ( ﺑﺎﻟﻄﺮﻳﻘﺔ ﺍﻻﺑﺘﺪﺍﺋﻴﺔ ﺍﻟﱵ ﲣﺼﻬﺎ‪ ،‬ﻭﻳﻜﻮﻥ ﻋﻠﻴﻪ ﺃﻥ ﻳﻮﺍﺟﻪ ﺍﻟﻌﺎﱂ ﺍﳋﺎﺭﺟﻲ ﻭﺍﻥ‬
‫ﻳﻜﺘﺴﺐ ﻣﻦ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺼﻔﺎﺕ ﻭﺍﳌﻤﻴﺰﺍﺕ ﻭﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ )ﺍﳍﻮ( ﻳﻌﻤﻞ ﺗﺒﻌﹰﺎ ﳌﺒﺎﺩﺋﻪ ﺍﻻﺑﺘﺪﺍﺋﻴﺔ ﺍﻟﺬﺍﺗﻴﺔ‪ ،‬ﻓﺈﻥ)ﺍﻷﻧﺎ( ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ﺃﻥ ﳝﻴﺰ ﺑﲔ ﺣﻘﻴﻘﺔ ﺩﺍﺧﻠﻴﺔ ﻭﺣﻘﻴﻘﺔ ﻭﺍﻗﻌﻴﺔ‬
‫ﺧﺎﺭﺟﻴﺔ‪ .‬ﻓﺎﻷﻧﺎ ﻣﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻨﺎﺣﻴﺔ ﳜﻀﻊ ﳌﺒﺪﺃ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ‪ ،‬ﻭﻳﻔﻜﺮ ﺗﻔﻜﲑﹰﺍ ﻭﺍﻗﻌﻴﹰﺎ ﻣﻮﺿﻮﻋﻴﹰﺎ ﻭﻣﻌﻘﻮ ﹰﻻ ﻳﺴﻌﻰ ﻓﻴﻪ ﺇﱃ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﺘﻤﺸﻴﹰﺎ ﻣﻊ ﺍﻷﻭﺿﺎﻉ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ‬
‫ﺍﳌﻘﺒﻮﻟﺔ‪ .‬ﻫﻜﺬﺍ ﻳﻘﻮﻡ )ﺍﻷﻧﺎ( ﺑﻌﻤﻠﲔ ﺃﺳﺎﺳﲔ ﰲ ﻧﻔﺲ ﺍﻟﻮﻗﺖ‪ :‬ﺃﺣﺪﳘﺎ ﺃﻥ ﳛﻤﻲ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ﻣﻦ ﺍﻷﺧﻄﺎﺭ ﺍﻟﱵ ﻬﺗﺪﺩﻫﺎ ﰲ ﺍﻟﻌﺎﱂ ﺍﳋﺎﺭﺟﻲ‪ ،‬ﻭﺍﻟﺜﺎﱐ ﺃﻥ ﻳﻮﻓﺮ ﻧﺸﺮ‬
‫ﺍﻟﺘﻮﺗﺮ ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻲ ﻭﺍﺳﺘﺨﺪﺍﻣﻪ ﰲ ﺳﺒﻴﻞ ﺇﺷﺒﺎﻉ ﺍﻟﻐﺮﺍﺋﺰ ﺍﻟﱵ ﳛﻤﻠﻬﺎ)ﺍﳍﻮ( ﻭﰲ ﺳﺒﻴﻞ ﲢﻘﻴﻖ ﺍﻟﻐﺮﺽ ﺍﻷﻭﻝ ﻳﻜﻮﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻧﺎ ﺃﻥ ﻳﺴﻴﻄﺮ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻐﺮﺍﺋﺰ ﻭﻳﻀﺒﻄﻬﺎ ﻷﻥ‬
‫ﺇﺷﺒﺎﻋﻬﺎ ﺑﺎﻟﻄﺮﻳﻘﺔ ﺍﻻﺑﺘﺪﺍﺋﻴﺔ ﺍﳌﺮﺗﺒﻄﺔ ﻣﻌﻬﺎ ﳝﻜﻦ ﺃﻥ ﻳﺆﺩﻱ ﺇﱃ ﺧﻄﺮ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺸﺨﺺ‪ .‬ﻓﺎﻻﻋﺘﺪﺍﺀ ﻋﻠﻰ ﺍﻵﺧﺮﻳﻦ ﺑﺘﺄﺛﲑ ﺍﻟﺘﻮﺗﺮ ﺍﻟﻨﺎﺷﺊ ﻋﻦ ﺍﻟﻐﻀﺐ ﳝﻜﻦ ﺃﻥ ﻳﺆﺩﻱ‬
‫ﺇﱃ ﺭ ّﺩ ﺍﻵﺧﺮﻳﻦ ﺭﺩﹰﺍ ﳝﻜﻦ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺧﻄﺮﹰﺍ ﻋﻠﻰ ﺣﻴﺎﺓ ﺍﳌﻌﺘﺪﻱ ﻧﻔﺴﻪ ﻭﻫﻜﺬﺍ ﻳﻘﺮﺭ ﺍﻷﻧﺎ )ﻣﱴ( ﻭ)ﺃﻳﻦ( ﻭ)ﻛﻴﻒ( ﳝﻜﻦ ﻟﺪﺍﻓﻊ ﻣﺎ ﺃﻥ ﳛﻘﻖ ﻏﺮﺿﻪ ـ ﺃﻱ ﺃﻥ‬
‫ﻋﻠﻰ )ﺍﻷﻧﺎ( ﺃﻥ ﳛﺘﻔﻆ ﺑﺎﻟﺘﻮﺗﺮ ﺣﱴ ﳚﺪ ﺍﳌﻮﺿﻮﻉ ﺍﳌﻨﺎﺳﺐ ﻟﻨﺸﺮﻩ‪ .‬ﻭﻫﻜﺬﺍ ﻳﻌﻤﻞ ﺍﻷﻧﺎ ﻃﺒﻘﹰﺎ ﳌﺒﺪﺃ )ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ( ﳐﻀﻌﹰﺎ ﻣﺒﺪﺃ ﺍﻟﻠﺬﺓ ﳊﻜﻤﻪ ﻣﺆﻗﺘﹰﺎ‪ .‬ﻭﻧﺄﰐ ﺇﱃ ﺍﳉﺎﻧﺐ‬
‫ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ ﻭﻫﻮ )ﺍﻷﻧﺎ ﺍﻷﻋﻠﻰ ‪ (the super ego:‬ﻫﻨﺎ ﳒﺪ ﺃﻧﻔﺴﻨﺎ ﺃﻣﺎﻡ ﺣﺎﺿﻦ ﻟﻠﻘﻴﻢ ﻭﺍﳌﺜﻞ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭﺍﻟﺪﻳﻨﻴﺔ ﺍﻟﱵ ﺭﰉ ﺍﻟﻄﻔﻞ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﰲ ﺑﻴﺘﻪ‬
‫ﻭﻣﺪﺭﺳﺘﻪ ﻭﳎﺘﻤﻌﻪ‪) .‬ﻓﺎﻷﻧﺎ ﺍﻷﻋﻠﻰ( ﳝﺜﻞ ﺍﻟﻀﻤﲑ ﺍﶈﺎﺳﺐ‪ ،‬ﻭﻫﻮ ﻳﺘﺠﻪ ﳓﻮ ﺍﻟﻜﻤﺎﻝ ﺑﺪ ﹰﻻ ﻣﻦ ﺍﻟﻠﺬﺓ‪ ،‬ﻭﳍﺬﺍ )ﺍﻷﻧﺎ ﺍﻷﻋﻠﻰ( ﻣﻈﻬﺮﺍﻥ‪ ،‬ﺍﻟﻀﻤﲑ ﻭﺍﻷﻧﺎ ﺍﳌﺜﺎﱄ‪ .‬ﳝﺜﻞ‬
‫ﺍﻷﻭﻝ ﺍﳊﺎﻛﻢ ﺑﻴﻨﻤﺎ ﳝﺜﻞ ﺍﻟﺜﺎﱐ ﺍﻟﻘﻴﻢ‪ .‬ﻓﺈﺫﺍ ﺃﺭﺩﻧﺎ ﺗﻠﺨﻴﺺ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺒﻨﺎﺀ ﺍﻟﺜﻼﺛﻲ ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻲ ﻟﻠﺸﺨﺼﻴﺔ ﻛﻤﺎ ﻳﺮﺍﻩ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﻗﻠﻨﺎ ﻣﺎ ﻳﻠﻲ‪ :‬ﺇﻥ ﺍﻷﻧﺎ ﻫﻮ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻮﺟﻪ‬
‫ﻭﻳﻨﻈﻢ ﻋﻤﻠﻴﺎﺕ ﺗﻜﻴﻒ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ﻣﻊ ﺍﻟﺒﻴﺌﺔ‪ ،‬ﻛﻤﺎ ﻳﻨﻈﻢ ﻭﻳﻀﺒﻂ ﺍﻟﺪﻭﺍﻓﻊ ﺍﻟﱵ ﺗﺪﻓﻊ ﺑﺎﻟﺸﺨﺺ ﺇﱃ ﺍﻟﻌﻤﻞ‪ ،‬ﻭﻳﺴﻌﻰ ﺟﺎﻫﺪﹰﺍ ﺇﱃ ﺍﻟﻮﺻﻮﻝ ﺑﺎﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ﺇﱃ‬
‫ﺍﻷﻫﺪﺍﻑ ﺍﳌﺮﺳﻮﻣﺔ ﺍﻟﱵ ﻳﻘﺒﻠﻬﺎ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ‪ ،‬ﻭﺍﳌﺒﺪﺃ ﰲ ﻛﻞ ﺫﻟﻚ ﻫﻮ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ‪ .‬ﺇﻻ ﺃﻧﻪ ﻣﻘﻴﺪ ﰲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺎﺕ ﲟﺎ ﻳﻨﻄﻮﻱ ﻋﻠﻴﻪ )ﺍﳍﻮ( ﻣﻦ ﺣﺎﺟﺎﺕ‪ ،‬ﻭﻣﺎ ﻳﺼﺪﺭ ﻋﻦ‬
‫)ﺍﻷﻧﺎ ﺍﻷﻋﻠﻰ( ﻣﻦ ﺃﻭﺍﻣﺮ ﻭﻧﻮﺍﻫﻲ ﻭﺗﻮﺟﻴﻬﺎﺕ ﻓﺈﺫﺍ ﻋﺠﺰ ﻋﻦ ﺗﺄﺩﻳﺔ ﻣﻬﻤﺘﻪ ﻭﺍﻟﺘﻮﻓﻴﻖ ﺑﲔ ﻣﺎ ﻳﺘﻄﻠﺒﻪ ﺍﻟﻌﺎﱂ ﺍﳋﺎﺭﺟﻲ ﻭﻣﺎ ﻳﺘﻄﻠﺒﻪ )ﺍﳍﻮ( ﻭﻣﺎ ﳝﻠﻴﻪ )ﺍﻷﻧﺎ ﺍﻷﻋﻠﻰ(‬
‫ﻛﺎﻥ ﰲ ﺣﺎﻟﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﺮﺍﻉ ﳛﺪﺙ ﺃﺣﻴﺎﻧﹰﺎ ﺃﻥ ﻳﻘﻮﺩﻩ ﺇﱃ ﺍﻻﺿﻄﺮﺍﺑﺎﺕ ﺍﻟﻨﻔﺴﻴﺔ‪ .‬ﻧﻈﺮﻳﺔ ﺍﻟﺴﻤﺎﺕ ﰲ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ‪ :‬ﳝﻴﻞ ﺍﻻﲡﺎﻩ ﺍﳌﻮﺿﻮﻋﻲ ﰲ ﲝﺚ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ‬
‫ﻭﻗﻴﺎﺳﻬﺎ ﺇﱃ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺃﻬﻧﺎ ﺗﺮﻛﻴﺐ ﻳﻀﻢ ﳎﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻤﺎﺕ )‪ (traits‬ﳝﻜﻦ ﻛﺸﻔﻬﺎ ﻭﻭﺿﻌﻬﺎ ﻭﺇﺧﻀﺎﻋﻬﺎ ﻟﻠﻘﻴﺎﺱ ﰲ ﻭﺍﺣﺪ ﺃﻭ ﺍﻛﺜﺮ ﻣﻦ‬
‫ﺃﺷﻜﺎﻟﻪ ﺍﳌﺘﻌﺪﺩﺓ‪ .‬ﻭﻟﻨﺒﺤﺚ ﺃﻭ ﹰﻻ ﻣﻔﻬﻮﻡ ﺍﻟﺴﻤﺔ‪ .‬ﻛﻴﻒ ﻧﻔﻬﻢ ﺍﻟﺴﻤﺔ‪ :‬ﳝ ّﺮ ﺍﻟﺸﺨﺺ ﺑﻈﺮﻭﻑ ﻣﺘﻨﻮﻋﺔ ﺍﻟﺸﺮﻭﻁ ﺧﻼﻝ ﺣﻴﺎﺗﻪ ﺍﻟﻴﻮﻣﻴﺔ ﻭﻳﻮﺍﺟﻬﻬﺎ ﺑﺄﺷﻜﺎﻝ ﻣﻦ‬
‫ﺍﻟﺴﻠﻮﻙ ﻓﺈﺫﺍ ﺟﻌﻠﻨﺎ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺸﺨﺺ ﻣﻮﺿﻮﻉ ﻣﻼﺣﻈﺔ ﺗﺒﲔ ﻟﻨﺎ ﻣﻦ ﺳﻠﻮﻛﻪ ﺍﻧﻪ ﻳﻨﻘﻞ ﺧﱪﺍﺕ ﻟﺪﻳﻪ ﻣﻦ ﻣﻴﺪﺍﻥ ﺃﻭ ﺇﻃﺎﺭ ﺳﺎﺑﻖ ﺇﱃ ﺁﺧﺮ‪ ،‬ﻭﺃﻥ ﲦﺔ ﺻﻔﺎﺕ ﻳﺘﻜﺮﺭ‬
‫ﻇﻬﻮﺭﻫﺎ ﰲ ﺃﺷﻜﺎﻝ ﻣﻦ ﺳﻠﻮﻛﻪ‪ .‬ﻟﻨﺄﺧﺬ ﻣﺜﺎ ﹰﻻ ﻣﻦ ﺣﻴﺎﺓ ﺇﻧﺴﺎﻥ‪ ،‬ﻧﻼﺣﻈﻪ ﰲ ﻣﻮﺍﻗﻒ ﺗﺘﻄﻠﺐ ﲢﻤﻞ ﺍﳌﺴﺆﻭﻟﻴﺔ‪ ،‬ﻧﻘﻒ ﻋﻨﺪ ﺷﺎﺏ ﰲ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﺍﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ﻣﻦ ﺩﺭﺍﺳﺘﻪ‬
‫ﺍﳉﺎﻣﻌﻴﺔ ﻭﻧﻼﺣﻆ ﺳﻠﻮﻛﻪ ﺍﻟﻴﻮﻣﻲ ﻟﻌﺪﺩ ﻣﻦ ﺍﻷﻳﺎﻡ‪ .‬ﺇﻥ ﻣﻦ ﲨﻠﺔ ﻣﺎ ﻧﺮﺍﻩ ﻋﻨﺪﻩ ﺍﻧﻪ ﻳﺘﺎﺑﻊ ﺩﺭﺍﺳﺘﻪ ﺑﺎﻧﺘﻈﺎﻡ‪ ،‬ﻭﺍﻧﻪ ﻳﻌﺪ ﻣﺎ ﻳﻄﻠﺐ ﻣﻨﻪ ﻣﻦ ﻣﻬﻤﺎﺕ ﺑﺸﻜﻞ ﻣﻨﺎﺳﺐ‬
‫ﻓﺈﺫﺍ ﺩﻋﻲ ﺇﱃ ﺇﺑﺪﺍﺀ ﺍﻟﺮﺃﻱ ﺃﻋﺮﺏ ﻋﻦ ﺭﺃﻳﻪ ﻭﺩﺍﻓﻊ ﻋﻨﻪ‪ .‬ﻭﺇﺫﺍ ﻛﻠﻒ ﺑﺈﻋﺪﺍﺩ ﺭﺣﻠﺔ ﻳﺸﺎﺭﻙ ﻓﻴﻬﺎ ﺯﻣﻼﺅﻩ ﺃﻋﺪﻫﺎ ﺷﺎﻋﺮﹰﺍ ﲟﺴﺆﻭﻟﻴﺘﻪ ﻋﻦ ﻛﻞ ﺟﺰﺀ ﻣﻨﻬﺎ‪ .‬ﻭﺣﲔ‬
‫ﳚﺘﻤﻊ ﻣﻊ ﺍﻵﺧﺮﻳﻦ ﻳﺒﺪﻭ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﺼﻐﻴﹰﺎ ﳌﺎ ﻳﻘﺎﻝ‪ ،‬ﺑﻌﻴﺪﹰﺍ ﻋﻦ ﺍﻟﺴﺮﻋﺔ ﰲ ﺍﻻﻧﻔﻌﺎﻝ‪ ،‬ﺣﺮﻳﺼﹰﺎ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﻳﻌﻄﻲ ﻛﻞ ﺇﻧﺴﺎﻥ ﺣﻘﻪ ﻭﺃﻥ ﳛﻤﻞ ﻛﻞ ﺇﻧﺴﺎﻥ ﻣﺴﺆﻭﻟﻴﺔ‬
‫ﻋﻤﻠﻪ‪ ،‬ﻓﺈﺫﺍ ﻭﻗﻊ ﻣﻨﻪ ﻣﺎ ﳝﻜﻦ ﺃﻥ ﻳﻼﻡ ﻋﻠﻴﻪ‪ ،‬ﻭﻛﺎﻥ ﳐﻄﺌﹰﺎ ﺃﻭ ﻣﻘﺼﺮﺍﹰ‪ ،‬ﺍﻋﺘﺮﻑ ﲟﺴﺆﻭﻟﻴﺘﻪ ﻭﺃﻧﻜﺮ ﻋﻠﻰ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺍﺗﻜﺎﳍﻢ ﻋﻠﻰ ﻏﲑﻫﻢ ﻭﺗﻘﻠﺒﻬﻢ ﻭﲢﻤﻴﻞ‬
‫ﺍﻵﺧﺮﻳﻦ ﻣﺴﺆﻭﻟﻴﺎﺕ ﺃﺧﻄﺎﺋﻬﻢ ﺇﻧﻨﺎ ﻫﻨﺎ ﺃﻣﺎﻡ ﻋﺪﺩ ﻣﻦ ﻇﺮﻭﻑ ﺍﳊﻴﺎﺓ ﻭﺃﺷﻜﺎﻝ ﻣﻦ ﺳﻠﻮﻙ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺸﺎﺏ ﺃﻥ ﺑﲔ ﻇﺮﻭﻓﻪ ﺍﻟﱵ ﻧﻄﺎﻟﻊ ﺃﻣﺮﻫﺎ ﺷﻴﺌﹰﺎ ﻣﻦ ﺍﻻﺷﺘﺮﺍﻙ‬
‫ﺑﺸﺮﻁ ﺃﻭ ﺍﻛﺜﺮ ﻭﺑﲔ ﺃﺷﻜﺎﻝ ﺳﻠﻮﻛﻪ ﺍﻟﱵ ﻻﺣﻈﻨﺎﻫﺎ ﻋﻨﺼﺮ ﻣﺸﺘﺮﻙ ﻳﻨﺴﺎﺏ ﻓﻴﻬﺎ ﻛﻠﻬﺎ ﻭﻫﻮ ﻧﺰﻭﻋﻪ ﺍﻹﳚﺎﰊ ﳓﻮ ﲢﻤﻞ ﺍﳌﺴﺆﻭﻟﻴﺔ‪ .‬ﺇﻧﻨﺎ ﻧﻌﺘﱪ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﱰﻭﻉ‬
‫ﺍﻹﳚﺎﰊ ﺗﻌﺒﲑﹰﺍ ﻋﻦ ﲰﺔ ﻣﻦ ﲰﺎﺕ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ‪ ،‬ﺃﻣﺎ ﺗﻨﻈﻴﻤﻪ ﺍﻷﻣﻮﺭ‪ ،‬ﻭﺩﺃﺑﻪ‪ ،‬ﻭﺇﺻﻐﺎﺅﻩ‪ ،‬ﻭﺗﺼﻤﻴﻤﻪ‪ ،‬ﻓﺄﺷﻜﺎﻝ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻠﻮﻙ ﺗﻨﻌﻜﺲ ﻓﻴﻬﺎ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺴﻤﺔ؛ ﻭﺍﻟﺴﻤﺔ ﺇﺫﹰﺍ‬
‫ﻫﻲ ﺍﺻﻞ ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺘﻤﻴﺰ ﺑﻪ ﺍﻟﺸﺨﺺ‪ ،‬ﻭﻫﻲ ﺗﺒﻄﻦ ﺃﺷﻜﺎﻝ ﺳﻠﻮﻛﻪ ﺍﻟﻈﺎﻫﺮ‪ .‬ﺑﻨﺎﺀﹰﺍ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﻧﺴﺘﻄﻴﻊ ﺍﻟﻮﺻﻮﻝ ﺇﱃ ﻣﺎ ﻳﻠﻲ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺘﺎﺋﺞ ﺍﻟﱵ ﺗﺸﻜﻞ ﺍﻷﺳﺎﺱ ﰲ ﻧﻈﺮﻳﺔ‬
‫ﺍﻟﺴﻤﺎﺕ‪ -١ :‬ﺇ ﹼﻥ ﻛﻞ ﲰﺔ ﻫﻲ ﻧﺰﻭﻉ ﻟﺪﻯ ﺍﻟﺸﺨﺺ ﻟﻼﺳﺘﺠﺎﺑﺔ ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﻣﻌﻴﻨﺔ ﳓﻮ ﻧﻮﻉ ﻣﻦ ﺍﳌﺆﺛﺮﺍﺕ‪ -٢ .‬ﺇ ﹼﻥ ﻟﺪﻯ ﻛﻞ ﺷﺨﺺ ﻋﺪﺩﹰﺍ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻤﺎﺕ‪،‬‬
‫ﻭﳎﻤﻮﻋﻬﺎ ﻫﻮ ﺍﻟﺬﻱ ﳝﻴﺰ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ‪.‬‬
‫ﻛﻴﻒ ﳛﺪﺙ ﺗﻜﻮﻥ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ؟‬
‫ﺃ‪ -‬ﺍﻻﺳﺘﻌﺪﺍﺩﺍﺕ ﺍﻷﻭﻟﻴﺔ‪ :‬ﻳﻮﻟﺪ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻣﺰﻭﺩﹰﺍ ﺑﻌﺪﺩ ﻏﲑ ﻗﻠﻴﻞ ﻣﻦ ﺍﻻﺳﺘﻌﺪﺍﺩﺍﺕ ﺍﻟﺴﻠﻮﻛﻴﺔ ﺍﻧﻪ ﻳﻘﻮﻡ ﺑﻌﺪﺩ ﻣﻦ ﺍﻷﻓﻌﺎﻝ ﺍﳌﻨﻌﻜﺴﺔ ﺍﳌﺘﺨﺼﺼﺔ ﺍﻟﺒﺴﻴﻄﺔ‪ ،‬ﻛﻤﺎ‬
‫ﻳﻘﻮﻡ ﺑﻌﺪﺩ ﻣﻦ ﺍﻷﻓﻌﺎﻝ ﺍﳌﻌﻘﺪﺓ ﺍﻵﺗﻴﺔ ﻋﻦ ﻧﻈﺎﻡ ﺍﻷﻓﻌﺎﻝ ﺍﳌﻨﻌﻜﺴﺔ ﺍﻟﺒﺴﻴﻄﺔ‪ .‬ﺏ ‪ -‬ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺍﻟﺘﻌﻠﻢ‪ :‬ﻫﻨﺎﻙ ﻋﺪﺓ ﻣﻔﺎﻫﻴﻢ ﺗﻔﺴﺮ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺍﻟﺘﻌﻠﻢ ﻭﺗﺸﺮﺡ ﻣﺎ ﻳﻮﺟﺪ ﰲ‬
‫ﺍﻷﺳﺲ ﻣﻨﻬﺎ‪ ،‬ﻭﺑﲔ ﺃﻫﻢ ﻫﺬﻩ ﺍﳌﻔﺎﻫﻴﻢ ﻣﺎ ﻳﻠﻲ‪ :‬ﺍﻟﺪﺍﻓﻊ ﺃﻭ ﺍﳊﺎﺟﺔ ﺍﳌﺜﲑﺓ ﺍﻻﺳﺘﺠﺎﺑﺔ‪ ،‬ﺍﻹﺷﺮﺍﻁ‪ ،‬ﺍﻟﺘﻌﺰﻳﺰ‪ .‬ﺃﻣﺎ ﺍﻟﺪﺍﻓﻊ‪ :‬ﻓﻘﻮﺓ ﳏﺮﻛﺔ ﺗﺪﻓﻊ ﺑﺎﻟﻔﺮﺩ ﺇﱃ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻣﻦ‬
‫ﺍﺟﻞ ﺇﺷﺒﺎﻉ ﻏﺮﺽ ﺍﻟﺪﺍﻓﻊ ﺃﻭ ﺍﳊﺎﺟﺔ ﻗﺪ ﻳﻜﻮﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺪﺍﻓﻊ ﺣﺎﺟﺔ ﺃﻭﻟﻴﺔ ﻭﻫﻮ ﻋﻨﺪﺋﺬ ﻣﺘﺼﻞ ﺑﺎﻟﺘﺮﻛﻴﺐ ﺍﻟﺒﻴﻠﻮﺟﻲ ﻟﻺﻧﺴﺎﻥ‪ .‬ﻭﺃﻣﺎ ﺍﳌﺜﲑ )‪: (stimulus‬‬
‫ﻓﻬﻮ ﺗﻠﻚ ﺍﻹﺷﺎﺭﺓ ﺍﻟﱵ ﺗﻮﺟﻪ ﺍﻻﺳﺘﺠﺎﺑﺔ ﻟﺘﺼﺪﺭ ﻋﻦ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ‪ .‬ﻭﺍﳌﻘﺼﻮﺩ ﻣﻦ ﺍﻻﺳﺘﺠﺎﺑﺔ )‪: (Response‬ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺴﻠﻮﻙ ﺍﻟﺒﺴﻴﻂ ﺃﻭ ﺍﳌﻌﻘﺪ ﺍﻟﺬﻱ‬
‫ﻳﺪﻓﻊ ﺇﻟﻴﻪ ﺍﻟﺪﺍﻓﻊ ﳌﻮﺍﺟﻬﺔ ﺍﳌﺜﲑ ﻭﺗﻠﺒﻴﺔ ﻏﺮﺽ ﺍﻟﺪﺍﻓﻊ ﻧﺘﻴﺠﺔ ﺫﻟﻚ‪ .‬ﺃﻣﺎ ﺍﻻﺭﺗﺒﺎﻁ ﺑﲔ ﺍﳌﺜﲑ ﻭﺍﻻﺳﺘﺠﺎﺑﺔ ﻓﻴﻔﺴﺮﻩ ﺍﻻﺷﺮﺍﻁ‪ .‬ﻭﻳﺄﰐ ﺑﻌﺪ ﺫﻟﻚ ﻣﺼﻄﻠﺢ ﺍﻟﺘﻌﺰﻳﺰ ﻭﻣﺎ‬
‫ﻳﺮﺗﺒﻂ ﺑﻪ ﻣﻦ ﺇﻃﻔﺎﺀ ﺃﻭ ﺗﺜﺒﻴﻂ ﻭﻳﻜﻮﻥ ﺍﻟﺘﻌﺰﻳﺰ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﺍﻟﱵ ﺗﺴﺎﻋﺪ ﰲ ﺗﻘﻮﻳﺔ ﺍﻻﺭﺗﺒﺎﻁ ﺑﲔ ﺍﳌﺜﲑ ﻭﺍﻻﺳﺘﺠﺎﺑﺔ‪ .‬ﺝ‪ -‬ﺗﻌﻠﻢ ﺍﻟﺪﻭﺍﻓﻊ ﺍﻟﺜﺎﻧﻮﻳﺔ‪ :‬ﻳﺘﻢ ﺗﻜﻮﻳﻦ ﺍﻟﺪﻭﺍﻓﻊ‬
‫ﺍﻟﺜﺎﻧﻮﻳﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ﺍﺳﺘﻨﺎﺩﹰﺍ ﺇﱃ ﻋﻤﻠﻴﺎﺕ ﺍﻟﺘﻌﻠﻢ‪ ،‬ﻭﺗﻘﻮﻡ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺪﻭﺍﻓﻊ ﺑﻮﻇﺎﺋﻒ ﻣﻬﻤﺔ ﰲ ﺣﻴﺎﺓ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺳﻮﺍﺀ ﻛﺎﻧﺖ ﺑﺎﲡﺎﻩ ﻣﺎ ﻫﻮ ﻣﻨﺎﺳﺐ ﻭﺳﻮﻱ ﺃﻡ ﻛﺎﻧﺖ‬
‫ﺑﺎﲡﺎﻩ ﺁﺧﺮ‪.‬‬
 ‫ﺍﳋـــﻼﺻـــﺔ‬
‫ﻟﻜﻞ ﻓﺮﺩ ﺷﺨﺼﻴﺘﻪ ﺍﳌﺘﻤﻴﺰﺓ‪ ،‬ﻭﻟﻜﻨﻪ ﰲ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﻧﻔﺴﻪ ﻣﺸﺘﺮﻙ ﻣﻊ ﺍﻵﺧﺮﻳﻦ ﰲ ﺍﻟﻜﺜﲑ ﻣﻦ ﻣﻈﺎﻫﺮ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ﺇﻥ ﰲ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ﻧﻮﻋﹰﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺜﺒﺎﺕ ﻳﺒﺪﻭ ﰲ‬
‫ﺃﺳﺎﻟﻴﺒﻬﺎ ﻭﺍﲡﺎﻫﺎﻬﺗﺎ ﻭﺷﻌﻮﺭﻫﺎ ﺑﺎﺳﺘﻤﺮﺍﺭ ﻫﻮﻳﺘﻬﺎ‪ ،‬ﻭﻟﻜﻦ ﻓﻴﻬﺎ ﻛﺬﻟﻚ ﻧﻮﻋﹰﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻐﲑ ﻭﺇﻻ ﳌﺎ ﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﺍﳌﻤﻜﻦ ﻓﻬﻢ ﺍﻟﻨﻤﻮ ﻭﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﻭﻣﻦ ﻫﻨﺎ ﻳﻜﻮﻥ ﺃﻣﺮ ﺇﺣﺎﻃﺔ‬
‫ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ﺑﺘﻌﺮﻳﻒ ﺷﺎﻣﻞ ﺃﻣﺮﹰﺍ ﺻﻌﺒﹰﺎ ﻗﺪ ﻳﺘﺠﻪ ﺍﻟﺘﻌﺮﻳﻒ ﳓﻮ ﲤﻴﺰﻫﺎ ﻋﻦ ﻏﲑﻫﺎ ﻭﻗﺪ ﻳﺘﺠﻪ ﳓﻮ ﺍﺋﺘﻼﻑ ﺍﻟﺼﻔﺎﺕ ﺍﻟﱵ ﺗﻜﻮﻬﻧﺎ ﻭﺗﻨﻄﻮﻱ ﻋﻠﻴﻬﺎ‪ ،‬ﻭﻗﺪ ﻳﺬﻫﺐ ﺇﱃ ﻣﺎ‬
‫ﻳﺒﺪﻭ ﰲ ﲰﺎﻬﺗﺎ ﺃﻭ ﺇﺟﺮﺍﺀﺍﻬﺗﺎ ﻭﻣﻦ ﻫﻨﺎ ﻧﺼﺎﺩﻑ ﻋﺪﺩﹰﺍ ﻏﲑ ﻗﻠﻴﻞ ﻣﻦ ﺃﺷﻜﺎﻝ ﺗﻌﺮﻳﻒ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ‪.‬‬
‫ﺍﳌﺼـــــﺎﺩﺭ‪:‬‬
‫)‪(1‬ﺍﻹﲡﺎﻫﺎﺕ ﺍﻟﻮﺍﻟﺪﻳﺔ ﰲ ﺗﻨﺸﺌﺔ ﺍﻟﻄﻔﻞ‪ /‬ﳒﻴﺐ ﺍﺳﻜﻨﺪﺭ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ‪ /‬ﺩﺍﺭ ﺍﳌﻌﺮﻓﺔ ﺍﻟﻘﺎﻫﺮﺓ)‪ (٢) .(١٩٥٩‬ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ﻭﺍﻟﻌﻼﺝ ﺍﻟﻨﻔﺴﻲ‪ /‬ﲪﺪ ﻋﻤﺎﺩ ﺍﻟﺪﻳﻦ‬
‫ﺇﲰﺎﻋﻴﻞ‪ /‬ﻣﻜﺘﺒﺔ ﺍﻟﻨﻬﻀﺔ ﺍﳌﺼﺮﻳﺔ‪ ،‬ﺍﻟﻘﺎﻫﺮﺓ )‪ (٣) .(١٩٥٩‬ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﻭﺍﻟﺼﺤﺔ ﺍﻟﻨﻔﺴﻴﺔ‪ /‬ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﺣﺎﻓﻆ‪ /‬ﺩﺍﺭ ﺍﳍﻼﻝ‪ ،‬ﺍﻟﻘﺎﻫﺮﺓ ﺗﺄﻟﻴﻒ ﻭﺇﺷﺮﺍﻑ‪ :‬ﻭ‪ .‬ﺩ‪ .‬ﻭﻭﻝ‬
‫)‪(W.D. wall). (4‬ﻣﺸﻜﻼﺕ ﺍﻟﻄﻔﻞ ﺍﻟﻴﻮﻣﻴﺔ‪ /‬ﺍﺳﻌﺪ ﺭﻣﺰﻱ‪ /‬ﺩﺍﺭ ﺍﳌﻌﺎﺭﻑ ﲟﺼﺮ‪ ،‬ﺍﻟﻘﺎﻫﺮﺓ )‪ ،(١٩٥٣‬ﺗﺄﻟﻴﻒ ﺩ‪ .‬ﺟﻼﺱ ﺗﻮﻡ‬
‫)‪(DouglasA thom). (5‬ﺍﻷﻣﺮﺍﺽ ﺍﻟﻨﻔﺴﻴﺔ ﻭﺍﻟﻌﻘﻠﻴﺔ‪ /‬ﺃﲪﺪ ﻋﺰﺕ ﺭﺍﺟﺢ‪ /‬ﺩﺍﺭ ﺍﳌﻌﺎﺭﻑ ﲟﺼﺮ‪ ،‬ﺍﻟﻘﺎﻫﺮﺓ)‪ (٦) .(١٩٦٥‬ﺍﻟﺘﻜﻴﻒ ﺍﻟﻨﻔﺴﻲ‪/‬‬
‫ﻣﺼﻄﻔﻰ ﻓﻬﻤﻲ‪ /‬ﻣﻜﺘﺒﺔ ﻣﺼﺮ‪ ،‬ﺍﻟﻘﺎﻫﺮﺓ‪ (٧) .‬ﺃﺿﻮﺍﺀ ﺍﻟﻄﺐ ﺍﻟﻨﻔﺴﻲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ﻭﺍﻟﺴﻠﻮﻙ‪ /‬ﳏﻤﺪ ﺍﲪﺪ ﻏﺎﱄ‪)/‬ﺗﺮﲨﺔ( ﻣﻜﺘﺒﺔ ﺍﻟﻘﺎﻫﺮﺓ ﺍﳊﺪﻳﺜﺔ‪ ،‬ﺍﻟﻘﺎﻫﺮﺓ‬

‫)‪ (٨‬ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ﻭﻗﻴﺎﺳﻬﺎ‪ /‬ﻟﻮﻳﺲ ﻛﺎﻣﻞ‪ /‬ﻣﻜﺘﺒﺔ ﺍﻟﻨﻬﻀﺔ ﺍﳌﺼﺮﻳﺔ‪ ،‬ﺍﻟﻘﺎﻫﺮﺓ)‪).١٠٥٩‬‬ ‫‪ /١٩٦٦‬ﺗﺄﻟﻴﻒ ﻭﻟﻴﻢ ﻣﻨﺠﺰ ﻭﻣﻨﺮﻭﻟﻴﻒ‪.‬‬

‫ﺍﻟﻌﺪﺩ ‪٥٣‬ﺷﻮﺍﻝ ‪١٤٢١‬ﻫـ‬

‫ﺍﻟﺘﻔﻜﲑ ﻭﺣﻞ ﺍﳌﺸﻜﻼﺕ‬

‫ﻋﺒﺪ ﺍﳊﻜﻴﻢ ﺍﻟﺴﻠﻮﻡ‬
‫ﺍﳌﻘﺪﻣﺔ‬
‫ﲢﺘﻞ ﻣﺴﺄﻟﺔ ﺍﻟﺘﻔﻜﲑ ﰲ ﻋﻠﻢ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﻭﰲ ﻋﻠﻮﻡ ﺃﺧﺮﻯ ﻭﰲ ﺍﳊﻴﺎﺓ ﺑﻮﺟﻪ ﻋﺎﻡ ﻣﻜﺎﻧﺔ ﺭﺋﻴﺴﻴﺔ ﻷﻥ ﻣﻬﻤﺔ ﺍﻟﺘﻔﻜﲑ ﺗﻜﻤﻦ ﰲ ﺇﳚﺎﺩ ﺣﻠﻮﻝ ﻣﻨﺎﺳﺒﺔ ﻟﻠﻤﺸﻜﻼﺕ‬
‫ﺍﻟﻨﻈﺮﻳﺔ ﻭﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﺍﳌﻠﺤﺔ ﺍﻟﱵ ﻳﻮﺍﺟﻬﻬﺎ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﰲ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﺔ ﻭﺍﺠﻤﻟﺘﻤﻊ ﻭﺗﺘﺠﺪﺩ ﺑﺎﺳﺘﻤﺮﺍﺭ ﳑﺎ ﻳﺪﻓﻌﻪ ﻟﻠﺒﺤﺚ ﺩﻭﻣﹰﺎ ﻋﻦ ﻃﺮﺍﺋﻖ ﻭﺃﺳﺎﻟﻴﺐ ﺟﺪﻳﺪﺓ ﲤﻜﻨﻪ ﻣﻦ ﲡﺎﻭﺯ‬
‫ﺍﻟﺼﻌﻮﺑﺎﺕ ﻭﺍﻟﻌﻘﺒﺎﺕ ﺍﻟﱵ ﺗﱪﺯ ﻭﺍﻟﱵ ﳛﺘﻤﻞ ﺑﺮﻭﺯﻫﺎ ﰲ ﺍﳌﺴﺘﻘﺒﻞ ﻭﻳﺘﻴﺢ ﻟﻪ ﺫﻟﻚ ﻓﺮﺻﹰﺎ ﻟﻠﺘﻘﺪﻡ ﻭﺍﻻﺭﺗﻘﺎﺀ‪ .‬ﻳﻌﺪ ﺍﻟﺘﻔﻜﲑ ﻛﻌﻤﻠﻴﺔ ﻣﻌﺮﻓﻴﺔ ﻋﻨﺼﺮﹰﺍ ﺃﺳﺎﺳﻴﺎ ﰲ ﺍﻟﺒﻨﺎﺀ‬
‫ﺍﻟﻌﻘﻠﻲ ‪ -‬ﺍﳌﻌﺮﰲ ﺍﻟﺬﻱ ﳝﺘﻠﻜﻪ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻭﻳﺘﻤﻴﺰ ﺑﻄﺎﺑﻌﻪ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﻭﺑﻌﻤﻠﻪ ﺍﳌﻨﻈﻮﻣﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﳚﻌﻠﻪ ﻳﺘﺒﺎﺩﻝ ﺍﻟﺘﺄﺛﲑ ﻣﻊ ﻋﻨﺎﺻﺮ ﺍﻟﺒﻨﺎﺀ ﺍﳌﺆﻟﻒ ﻣﻨﻬﺎ ﺃﻱ ﻳﺆﺛﺮ ﻭﻳﺘﺄﺛﺮ‬
‫ﺑﺒﻘﻴﺔ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺎﺕ ﺍﳌﻌﺮﻓﻴﺔ ﺍﻷﺧﺮﻯ ﻛﺎﻻﺩﺭﺍﻙ‪ ،‬ﻭﺍﻟﺘﺼﻮﺭ‪ ،‬ﻭﺍﻟﺬﺍﻛﺮﺓ‪ ...‬ﺍﱁ ﻭﻳﺆﺛﺮ ﻭﻳﺘﺄﺛﺮ ﲜﻮﺍﻧﺐ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ﺍﻟﻌﺎﻃﻔﻴﺔ‪ ،‬ﺍﻻﻧﻔﻌﺎﻟﻴﺔ ﻭﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ‪ ...‬ﺍﱁ ﻭﻳﺘﻤﻴﺰ‬
‫ﺍﻟﺘﻔﻜﲑ ﻋﻦ ﺳﺎﺋﺮ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺎﺕ ﺍﳌﻌﺮﻓﻴﺔ ﺑﺄﻧﻪ ﺃﻛﺜﺮﻫﺎ ﺭﻗﻴﹰﺎ ﻭﺍﺷﺪﻫﺎ ﺗﻌﻘﻴﺪﹰﺍ ﻭﺃﻗﺪﺭﻫﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﻔﺎﺫ ﺇﱃ ﻋﻤﻖ ﺍﻷﺷﻴﺎﺀ ﻭﺍﻟﻈﻮﺍﻫﺮ ﻭﺍﳌﻮﺍﻗﻒ ﻭﺍﻻﺣﺎﻃﺔ ﻬﺑﺎ ﳑﺎ ﳝﻜﻨﻪ ﻣﻦ‬
‫ﻣﻌﺎﳉﺔ ﺍﳌﻌﻠﻮﻣﺎﺕ ﻭﺇﻧﺘﺎﺝ ﻭﺍﻋﺎﺩﺓ ﺇﻧﺘﺎﺝ ﻣﻌﺎﺭﻑ ﻭﻣﻌﻠﻮﻣﺎﺕ ﺟﺪﻳﺪﺓ‪ ،‬ﻣﻮﺿﻮﻋﻴﺔ ﺩﻗﻴﻘﺔ ﻭﺷﺎﻣﻠﺔ‪ ،‬ﳐﺘﺼﺮﺓ ﻭﻣﺮﻣﺰﺓ‪.‬‬
‫ﺗﻌﺮﻳﻒ ﺍﻟﺘﻔﻜﲑ‬
‫ﺇﻥ ﻛﻠﻤﺔ ﺍﻟﺘﻔﻜﲑ‪ ،‬ﻛﻤﺎ ﻳﺸﲑ ﻛﺜﲑ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﺎﺣﺜﲔ ﻳﻌﻮﺯﻫﺎ ﺍﻟﺘﺤﺪﻳﺪ ﺳﻮﺍﺀ ﰲ ﻟﻐﺔ ﺍﳊﻴﺎﺓ ﺍﻟﻴﻮﻣﻴﺔ ﺃﻭ ﰲ ﻟﻐﺔ ﻋﻠﻢ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﻓﻘﺪ ﺗﺸﲑ ﺇﱃ ﻛﺜﲑ ﻣﻦ ﺃﳕﺎﻁ ﺍﻟﺴﻠﻮﻙ‬
‫ﺍﳌﺨﺘﻠﻔﺔ ﻭﺍﱃ ﺃﻧﻮﺍﻉ ﻣﺘﺒﺎﻳﻨﺔ ﻣﻦ ﺍﳌﻮﺍﻗﻒ‪ .‬ﻟﺬﺍ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﻌﻮﺑﺔ ﲟﻜﺎﻥ ﺗﻌﺮﻳﻒ ﺍﻟﺘﻔﻜﲑ ﺃﻭ ﺍﺧﺘﻴﺎﺭ ﺗﻌﺮﻳﻒ ﻣﻌﲔ ﻟﻪ ﺗﺘﻤﺜﻞ ﻓﻴﻪ ﻃﺒﻴﻌﺔ ﺍﻟﺘﻔﻜﲑ ﻭﻣﻬﺎﻣﻪ ﻭﻭﺳﺎﺋﻠﻪ‬
‫ﻭﻧﺘﺎﺟﺎﺗﻪ ﻭﲢﺪﻳﺪ ﺍﳌﻈﺎﻫﺮ ﺍﻟﱵ ﻳﺘﺠﻠﻰ ﻓﻴﻬﺎ‪ .‬ﻟﺬﻟﻚ ﺳﻨﻌﻤﺪ ﺇﱃ ﻋﺮﺽ ﳕﺎﺫﺝ ﻣﺘﻨﻮﻋﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻌﺮﻳﻔﺎﺕ ﻧﻮﺭﺩﻫﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺤﻮ ﺍﻟﺘﺎﱄ‪ (١ :‬ﺗﻌﺮﻳﻒ ﺍﻟﺘﻔﻜﲑ ﲟﻌﻨﺎﻩ‬
‫ﺍﻟﻌﺎﻡ‪ :‬ﺃ‪ .‬ﺍﻟﺘﻔﻜﲑ ﲟﻌﻨﺎﻩ ﺍﻟﻌﺎﻡ‪ ،‬ﻫﻮ ﻧﺸﺎﻁ ﺫﻫﲏ ﺃﻭ ﻋﻘﻠﻲ ﳜﺘﻠﻒ ﻋﻦ ﺍﻹﺣﺴﺎﺱ ﻭﺍﻻﺩﺭﺍﻙ ﻭﻳﺘﺠﺎﻭﺯ ﺍﻻﺛﻨﲔ ﻣﻌﹰﺎ ﺇﱃ ﺍﻷﻓﻜﺎﺭ ﺍﺠﻤﻟﺮﺩﺓ‪ .‬ﻭﲟﻌﻨﺎﻩ ﺍﻟﻀﻴﻖ ﻭﺍﶈﺪﺩ ﻫﻮ‬
‫ﻛﻞ ﺗﺪﻓﻖ ﺃﻭ ﳎﺮﻯ ﻣﻦ ﺍﻷﻓﻜﺎﺭ‪ ،‬ﲢﺮﻛﻪ ﺃﻭ ﺗﺴﺘﺜﲑﻩ ﻣﺸﻜﻠﺔ ﺃﻭ ﻣﺴﺄﻟﺔ ﺗﺘﻄﻠﺐ ﺍﳊﻞ ﻛﻤﺎ ﺍﻧﻪ ﻳﻘﻮﺩ ﺇﱃ ﺩﺭﺍﺳﺔ ﺍﳌﻌﻄﻴﺎﺕ ﻭﺗﻘﻠﻴﺒﻬﺎ ﻭﺗﻔﺤﺼﻬﺎ ﺑﻘﺼﺪ ﺍﻟﺘﺤﻘﻖ ﻣﻦ‬
‫ﺻﺤﺘﻬﺎ‪ ،‬ﻭﻣﻌﺮﻓﺔ ﺍﻟﻘﻮﺍﻧﲔ ﺍﻟﱵ ﺗﺘﺤﻜﻢ ﻬﺑﺎ ﻭﺍﻵﻟﻴﺎﺕ ﺍﻟﱵ ﺗﻌﻤﻞ ﲟﻮﺟﺒﻬﺎ‪ .‬ﺏ‪ .‬ﺍﻟﺘﻔﻜﲑ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﻧﻔﺴﻴﺔ ﺫﺍﺕ ﻃﺒﻴﻌﺔ ﺍﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺗﺘﺼﻞ ﺍﺗﺼﺎ ﹰﻻ ﻭﺛﻴﻘﹰﺎ ﺑﺎﻟﻜﻼﻡ‬
‫ﻭﺗﺴﺘﻬﺪﻑ ﺍﻟﺘﻨﻘﻴﺐ ﻭﺍﻟﻜﺸﻒ ﻋﻤﺎ ﻫﻮ ﺟﻮﻫﺮﻱ ﰲ ﺍﻷﺷﻴﺎﺀ ﻭﺍﻟﻈﻮﺍﻫﺮ ﺃﻱ ﻫﻮ ﺍﻻﻧﻌﻜﺎﺱ ﻏﲑ ﺍﳌﺒﺎﺷﺮ ﻭﺍﳌﻌﻤﻢ ﻟﻠﻮﺍﻗﻊ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﲢﻠﻴﻠﻪ ﻭﺗﺮﻛﻴﺒﻪ‪ .‬ﺝ‪ .‬ﺍﻟﺘﻔﻜﲑ‬
‫ﻫﻮ ﺍﻻﻧﻌﻜﺎﺱ ﺍﻟﻮﺍﻋﻲ ﻟﻠﻮﺍﻗﻊ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﺍﳋﺼﺎﺋﺺ ﻭﺍﻟﺮﻭﺍﺑﻂ ﻭﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﺍﳌﻮﺿﻮﻋﻴﺔ ﺍﻟﱵ ﻳﺘﺠﻠﻰ ﻓﻴﻬﺎ‪ ،‬ﺃﻱ ﺍﻧﻌﻜﺎﺱ ﻟﺘﻠﻚ ﺍﳌﻮﺿﻮﻋﺎﺕ ﺍﻟﱵ ﻻ ﻳﻄﺎﳍﺎ ﺍﻹﺩﺭﺍﻙ‬
‫ﺍﳊﺴﻲ ﺍﳌﺒﺎﺷﺮ‪ .‬ﺩ‪ .‬ﺍﻟﺘﻔﻜﲑ ﻧﺸﺎﻁ ﻭﲢﺮﻱ ﻭﺍﺳﺘﻘﺼﺎﺀ ﻭﺍﺳﺘﻨﺘﺎﺝ ﻣﻨﻄﻘﻲ ﻧﺘﻮﺻﻞ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻘﻪ ﺇﱃ ﺍﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺘﺎﺋﺞ ﺍﻟﱵ ﺗﺒﲔ ﻣﺪﻯ ﺍﻟﺼﺤﺔ ﻭﺍﳋﻄﺄ ﻷﻳﺔ‬
‫ﻣﻌﻄﻴﺎﺕ ﻛﺎﻧﺖ‪ .‬ﻫـ‪ .‬ﺍﻟﺘﻔﻜﲑ ﲤﺜﻞ ﺩﺍﺧﻠﻲ ﻟﻸﻫﺪﺍﻑ ﻭﺍﻟﻮﻗﺎﺋﻊ ﻭﺍﻷﺷﻴﺎﺀ ﺍﳋﺎﺭﺟﻴﺔ‪ (٢ .‬ﺗﻌﺮﻳﻒ ﺍﻟﺘﻔﻜﲑ ﻛﺴﻠﻮﻙ‪ :‬ﺃ‪ .‬ﺍﻟﺘﻔﻜﲑ ﺳﻠﻮﻙ ﻣﻨﻈﻢ ﻣﻀﺒﻮﻁ‬
‫ﻭﻣﻮﺟﻪ‪ ،‬ﻟﻪ ﻭﺳﺎﺋﻠﻪ ﺍﳋﺎﺻﺔ ﰲ ﺍﳌﺴﺘﻮﻯ ﺍﻟﺮﻣﺰﻱ ﻭﻟﻪ ﻃﺮﺍﺋﻘﻪ ﰲ ﺗﻘﺼﻲ ﺍﳊﻠﻮﻝ ﻭﺍﳊﻘﺎﺋﻖ ﰲ ﺣﺎﻝ ﻋﺪﻡ ﻭﺟﻮﺩ ﺣﻞ ﺟﺎﻫﺰ ﳍﺎ‪ .‬ﺏ‪ .‬ﺍﻟﺘﻔﻜﲑ ﺳﻠﻮﻙ ﻋﻘﻠﻲ ﳜﻀﻊ‬
‫ﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﺍﻟﻀﺒﻂ ﻭﺍﻟﺘﻮﺟﻴﻪ ﰲ ﺍﻧﺘﺨﺎﺏ ﺍﻟﻌﻨﺎﺻﺮ ﻭﺍﻟﺮﻣﻮﺯ ﰲ ﳎﺎﻝ ﺍﻟﻔﻜﺮﺓ ﻭﺿﺒﻂ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺮﻣﻮﺯ ﻭﺍﻟﻌﻨﺎﺻﺮ ﺍﳌﻔﻴﺪﺓ ﺫﺍﺕ ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﺎﳌﺸﻜﻠﺔ‪ ،‬ﺃﻱ ﺍﻧﻪ ﺳﻠﻮﻙ ﺃﻭ ﻧﺸﺎﻁ‬
‫ﻋﻘﻠﻲ ﻳﺘﻮﻟﺪ ﻭﻳﻨﺸﻂ ﺑﺴﺒﺐ ﻭﺟﻮﺩ ﻣﺸﻜﻠﺔ ﻓﺸﻠﺖ ﺍﻷﳕﺎﻁ ﺍﻟﺴﻠﻮﻛﻴﺔ ﺍﳌﻌﺘﺎﺩﺓ ﻭﺍﳌﻜﺘﺴﺒﺎﺕ ﺍﻟﺴﺎﺑﻘﺔ ﰲ ﺇﳚﺎﺩ ﺣﻞ ﳍﺎ‪ .‬ﻭﻟﻜﻲ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻟﺘﻔﻜﲑ ﻣﻀﺒﻮﻃﹰﺎ ﺷﺄﻧﻪ ﺷﺄﻥ‬
‫ﺃﻳﺔ ﻓﻌﺎﻟﻴﺔ ﻓﻼﺑﺪ ﻣﻦ ﺃﻥ ﻳﺄﺧﺬ ﺷﻜﻞ ﳐﻄﻂ ﺫﻫﲏ ‪ -‬ﻣﻌﺮﰲ ﺩﺍﺧﻠﻲ‪ .‬ﻭﻟﻜﻲ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﻮﺟﻬﹰﺎ ﳚﺐ ﺃﻥ ﻳﺪﺭﺝ ﺍﳍﺪﻑ ﰲ ﻫﺬﺍ ﺍﳌﺨﻄﻂ ﻭﺍﻟﺬﻱ ﺳﻴﺘﺤﻘﻖ ﻣﻦ ﺟﺮﺍﺀ‬
‫ﻭﺿﻊ ﺍﳌﺨﻄﻂ ﻣﻮﺿﻊ ﺍﻟﺘﻨﻔﻴﺬ‪ .‬ﻭﺍﻟﺘﻨﻔﻴﺬ ﺑﺪﻭﺭﻩ ﻳﺴﺘﻠﺰﻡ ﲢﺪﻳﺪ ﺍﻷﺩﻭﺍﺕ ﻭﺍﻟﻮﺳﺎﺋﻞ ﺍﻟﻼﺯﻣﺔ ﻭﺍﻧﺘﻘﺎﺀ ﻃﺮﺍﺋﻖ ﻟﻠﺤﺼﻮﻝ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻟﻠﻤﻀﻲ ﻗﺪﻣﹰﺎ ﺑﺎﲡﺎﻩ ﺍﻟﻌﺜﻮﺭ ﻋﻠﻰ ﺍﳊﻞ‬
‫ﺃﻭ ﲢﻘﻴﻖ ﺍﳍﺪﻑ‪ (٣ .‬ﺍﻟﺘﻔﻜﲑ ﻛﻌﻤﻠﻴﺔ ﻋﻘﻠﻴﺔ‪ :‬ﺃ‪ .‬ﺍﻟﺘﻔﻜﲑ ﻫﻮ ﺇﺣﺪﻯ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺎﺕ ﺍﻟﻌﻘﻠﻴﺔ )‪ (mentaloperations‬ﺍﻟﱵ ﻳﺴﺘﺨﺪﻣﻬﺎ ﺍﻟﻔﺮﺩ‬
‫ﰲ ﺍﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ ﺍﳌﻌﻠﻮﻣﺎﺕ‪ ،‬ﻭﻫﻮ ﻋﻠﻰ ﻧﻮﻋﲔ‪ :‬ﺍﻟﺘﻔﻜﲑ ﺍﻟﺘﻘﺎﺭﰊ ‪ convergent thinking‬ﻭﺍﻟﺘﻔﻜﲑ ﺍﻟﺘﺒﺎﻋﺪﻱ ‪divergent‬‬
‫‪thinking.‬ﺏ‪ .‬ﺃﻣﺎ ﺑﻴﺎﺟﻴﻪ ﻓﻴﻌﺮﻓﻪ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺗﻌﺮﻳﻔﻪ ﻟﻠﻔﻜﺮ ﺑﺄﻧﻪ ﺗﻨﺴﻴﻖ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺎﺕ ﻭﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﺗﺸﺒﻪ ﺍﻟﻘﺎﻋﺪﺓ ﺍﻟﱵ ﺗﻌﺪ ﻧﻮﻋﹰﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﻴﻎ ﺍﻟﻔﻜﺮﻳﺔ ﻭﻣﻦ‬
‫ﻣﻴﺰﺍﻬﺗﺎ ﺃﻬﻧﺎ ﻗﺎﺑﻠﺔ ﻟﻠﻌﻜﺲ ﲤﺎﻣﺎﹰ‪ ،‬ﻛﻌﻤﻠﻴﺔ ﺗﺮﺑﻴﻊ ﺍﻟﺮﻗﻢ )‪ ٦٤=٢(٨‬ﻭﻣﻦ ﰒ ﻋﻜﺲ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﺟﺬﺭ ﺍﻟﺮﻗﻢ ‪ (٤ .٨=٦٤‬ﺗﻌﺮﻳﻒ ﺍﻟﺘﻔﻜﲑ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﻋﻼﻗﺘﻪ‬
‫ﺑﺎﻟﺬﺍﻛﺮﺓ‪ :‬ﺃ‪ .‬ﻋﺮّﻑ ﺇﺩﻭﺍﺭﺩ ﺑﻮﻫﻮ ‪ Edward Boho‬ﰲ ﻛﺘﺎﺑﻪ )ﺁﻟﻴﺔ ﺍﻟﻌﻘﻞ ‪ (١٩٦٩‬ﺍﻟﺘﻔﻜﲑ ﺑﺄﻧﻪ ﺗﺪﻓﻖ ﻟﻠﻨﺸﺎﻁ ﻣﻦ ﻣﻨﻄﻘﺔ ﺇﱃ ﺃﺧﺮﻯ ﻋﻠﻰ‬
‫ﺳﻄﺢ ﺍﻟﺬﺍﻛﺮﺓ‪ ،‬ﻭﻫﻮ ﺗﺪﻓﻖ ﳎﻬﻮﻝ ﺑﺸﻜﻞ ﻛﺎﻣﻞ ﻭﻳﺘﺒﻊ ﺣﺪﻭﺩ ﺳﻄﺢ ﺍﻟﺬﺍﻛﺮﺓ‪ .‬ﻭﻋﻠﻰ ﺍﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﺃﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﺪﻓﻖ ﳎﻬﻮﻝ ﲤﺎﻣﹰﺎ ﻓﺎﻥ ﺃﳕﺎﻃﹰﺎ ﺫﺍﺕ ﺗﻨﻈﻴﻢ ﻣﻌﲔ ﺗﺆﺛﺮ‬
‫ﰲ ﺍﲡﺎﻩ ﺍﻟﺘﺪﻓﻖ ﻭﳝﻜﻨﻬﺎ ﺃﻥ ﺗﺼﺒﺢ ﺭﺍﺳﺨﺔ‪ .‬ﺏ‪ .‬ﺍﻟﺘﻔﻜﲑ ﻗﺪ ﻳﻜﻮﻥ ﺗﺪﻓﻘﹰﺎ ﺃﻭ ﺗﻮﺍﺭﺩﹰﺍ ﻏﲑ ﻣﻨﺘﻈﻢ ﺍﺣﻴﺎﻧﹰﺎ ﻣﻦ ﺍﻷﻓﻜﺎﺭ ﻭﺍﻟﺼﻮﺭ ﻭﺍﻟﺬﻛﺮﻳﺎﺕ ﻭﺍﻻﻧﻄﺒﺎﻋﺎﺕ ﺍﻟﻌﺎﻟﻘﺔ‬
‫ﰲ ﺍﻟﺬﻫﻦ ﻭﺗﺪﻭﺭ ﺣﻮﻝ ﻣﺴﺄﻟﺔ ﻣﺎ ﻣﻦ ﺍﺟﻞ ﺣﻠﻬﺎ‪.‬‬
‫ﺍﳋﺼﺎﺋﺺ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﺘﻔﻜﲑ ﺍﻹﻧﺴﺎﱐ‬
‫ﻳﺘﻤﻴﺰ ﺍﻟﺘﻔﻜﲑ ﺍﻹﻧﺴﺎﱐ ﺑﺼﻮﺭﺓ ﻋﺎﻣﺔ ﺑﺎﳋﺼﺎﺋﺺ ﺍﻟﺘﺎﻟﻴﺔ‪ (١ :‬ﺍﻟﺘﻔﻜﲑ ﻭﺍﻟﻠﻐﺔ ﻳﺆﻟﻔﺎﻥ ﻭﺣﺪﺓ ﻣﻌﻘﺪﺓ ﻻ ﺗﻨﻔﺼﻢ‪ .‬ﻓﺎﻟﻠﻐﺔ ﻭﺍﺳﻄﺔ ﺍﻟﺘﻌﺒﲑ ﻋﻦ ﺍﻟﺘﻔﻜﲑ ﺑﻞ ﻫﻲ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ‬
‫ﺍﳌﺒﺎﺷﺮ ﻟﻪ ﻭﻫﻲ ﺗﻀﻔﻲ ﻋﻠﻴﻪ ﻃﺎﺑﻌﹰﺎ ﺗﻌﻤﻴﻤﻴﹰﺎ‪ .‬ﻓﻤﻬﻤﺎ ﻳﻜﻦ ﺍﳌﻮﺿﻮﻉ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻔﻜﺮ ﻓﻴﻪ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻭﻣﻬﻤﺎ ﺗﻜﻦ ﺍﳌﺴﺄﻟﺔ ﺍﻟﱵ ﻳﻌﻤﻞ ﳊﻠﻬﺎ ﻓﺎﻧﻪ ﻳﻔﻜﺮ ﺩﻭﻣﹰﺎ ﺑﻮﺳﺎﻃﺔ‬
‫ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺃﻱ ﺍﻧﻪ ﻳﻔﻜﺮ ﺑﺸﻜﻞ ﻣﻌﻤﻢ‪ .‬ﻭﻗﺪ ﺃﺷﺎﺭ ﺑﺎﻓﻠﻮﻑ ﺇﱃ ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﲔ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﻭﺍﻟﺘﻔﻜﲑ ﺣﲔ ﻋﺮﻑ ﺍﻟﻜﻠﻤﺔ ﺑﺄﻬﻧﺎ ﺇﺷﺎﺭﺓ ﻣﺘﻤﻴﺰﺓ ﻣﻦ ﺍﺷﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﻭﻣﺆﺷﺮ ﺧﺎﺹ‬
‫ﻼ )ﺇﻬﻧﺎ ﺗﻌﺪ ﲡﺮﻳﺪﹰﺍ ﻟﻠﻮﺍﻗﻊ ﻭﺗﺴﻤﺢ ﺑﺎﻟﺘﻌﻤﻴﻢ(‪ (٢ .‬ﻳﺘﺴﻢ ﺍﻟﺘﻔﻜﲑ ﺑﺎﻹﺷﻜﺎﻟﻴﺔ‪ :‬ﺃﻱ ﺃﻥ ﺍﻟﺘﻔﻜﲑ‬ ‫ﳛﻤﻞ ﻃﺎﺑﻌﹰﺎ ﺗﻌﻤﻴﻤﻴﺎﹰ‪ ،‬ﻛﻤﺎ ﻛﺘﺐ ﻋﻦ ﺍﻻﺷﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﻜﻼﻣﻴﺔ ﻗﺎﺋ ﹰ‬
‫ﻳﺘﺨﺬ ﻣﻦ ﺍﳌﺸﻜﻼﺕ ﻣﻮﺿﻮﻋﹰﺎ ﻟﻪ؛ ﻭﳍﺬﺍ ﳜﺘﺼﺮ ﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﻭﻛﻴﻔﻴﺔ ﺍﻧﺘﻈﺎﻣﻬﺎ ﰲ ﺣﺎﻟﺔ ﻣﺸﺨﺼﺔ ﺃﻭ ﰲ ﺃﻳﺔ ﻇﺎﻫﺮﺓ ﺗﺆﻟﻒ ﻣﻮﺿﻮﻉ ﺍﳌﻌﺮﻓﺔ ﺃﻭ ﻳﺒﺪﺃ ﺍﻟﺘﻘﺼﻲ ﻋﺎﺩﺓ‬
‫ﺑﺎﻻﺳﺘﺠﺎﺑﺔ ﺇﱃ ﺍﻹﺷﺎﺭﺓ ﺍﻟﻜﻼﻣﻴﺔ‪ ،‬ﻭﻳﻌﺪ ﺍﻟﺴﺆﺍﻝ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﺒﺪﺃ ﺑﻪ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺍﻟﺘﻔﻜﲑ ﻫﻮ ﺗﻠﻚ ﺍﻹﺷﺎﺭﺓ ﻓﻔﻲ ﺍﻟﺴﺆﺍﻝ ﺗﺼﺎﻍ ﻣﺴﺄﻟﺔ ﺍﻟﺘﻔﻜﲑ‪ ،‬ﻭﺍﻟﺴﺆﺍﻝ ﻫﻮ ﺍﻛﺜﺮ‬
‫ﺍﻷﺷﻜﺎﻝ ﺍﻟﱵ ﺗﱪﻫﻦ ﻋﻠﻰ ﻭﺣﺪﺓ ﺍﻟﺘﻔﻜﲑ ﻭﺍﻟﻠﻐﺔ‪ ،‬ﻭﻣﺎ ﺍﻟﺘﻔﻜﲑ ﺳﻮﻯ ﻣﺴﺄﻟﺔ ﳏﺪﺩﺓ ﺻﻴﻐﺖ ﰲ ﻗﺎﻟﺐ ﺳﺆﺍﻝ‪ .‬ﻭﺍﻟﺒﺤﺚ ﻋﻦ ﺍﺟﺎﺑﺔ ﺍﻟﺴﺆﺍﻝ ﺍﳌﻄﺮﻭﺡ ﻳﻜﺴﺐ‬
‫ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺍﻟﺘﻔﻜﲑ ﻃﺎﺑﻌﹰﺎ ﻣﻨﻈﻤﹰﺎ ﻭﻫﺎﺩﻓﹰﺎ‪ (٣ .‬ﻳﻌﺪ ﺍﻟﺘﻔﻜﲑ ﳏﻮﺭﹰﺍ ﻟﻜﻞ ﻧﺸﺎﻁ ﻋﻘﻠﻲ ﻳﻘﻮﻡ ﺑﻪ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻭﻫﺬﺍ ﻣﺎ ﳝﻴﺰ ﺍﻟﻨﺎﺣﻴﺔ ﺍﻟﻜﻴﻔﻴﺔ ‪ -‬ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﺍﻟﺬﻫﻨﻴﺔ ﺣﱴ ﻋﻨﺪ‬
‫ﻃﻔﻞ ﰲ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﻣﻦ ﻋﻤﺮﻩ‪ ،‬ﺇﺫ ﻣﺎ ﻳﺰﺍﻝ ﻳﺘﻌﻠﻢ ﺍﻟﻠﻐﺔ ‪ -‬ﻋﻦ ﺍﻻﺷﻜﺎﻝ ﺍﻟﺒﺪﺍﺋﻴﺔ ﻟﻠﺘﺤﻠﻴﻞ ﻭﺍﻟﺘﺮﻛﻴﺐ ﺍﻟﱵ ﺗﺘﻤﻜﻦ ﺍﳊﻴﻮﺍﻧﺎﺕ ﺍﻟﺮﺍﻗﻴﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﻴﺎﻡ ﻬﺑﺎ‪ (٤ .‬ﺗﻘﻮﻡ ﻋﻤﻠﻴﺔ‬
‫ﺍﻟﺘﻔﻜﲑ ﻋﻠﻰ ﺃﺳﺎﺱ ﺍﳋﱪﺓ ﺍﻟﱵ ﲨﻌﻬﺎ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻭﻋﻠﻰ ﺃﺳﺎﺱ ﻣﺎ ﳛﻤﻠﻪ ﻣﻦ ﺗﺼﻮﺭﺍﺕ ﻭﻣﻔﺎﻫﻴﻢ ﻭﻗﺪﺭﺍﺕ ﻭﻃﺮﺍﺋﻖ ﰲ ﺍﻟﻨﺸﺎﻁ ﺍﻟﻌﻘﻠﻲ ﳑﺎ ﻳﺸﲑ ﺇﱃ ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ ﺍﻟﻮﺛﻴﻘﺔ‬
‫ﺑﲔ ﺍﻟﺬﺍﻛﺮﺓ ﻭﺍﻟﺘﻔﻜﲑ ﻣﻦ ﺟﻬﺔ ﻭﺍﱃ ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﲔ ﺍﻟﺘﻔﻜﲑ ﻭﺍﳌﻌﺎﺭﻑ ﻣﻦ ﺟﻬﺔ ﺃﺧﺮﻯ‪ (٥ .‬ﻟﻠﺘﻔﻜﲑ ﻣﺴﺘﻮﻳﺎﺕ ﻋﺪﻳﺪﺓ ﻓﻘﺪ ﻳﺘﺤﻘﻖ ﰲ ﻣﺴﺘﻮﻯ ﺍﻷﻓﻌﺎﻝ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﺃﻭ‬
‫ﰲ ﻣﺴﺘﻮﻯ ﺍﺳﺘﺨﺪﺍﻡ ﺍﻟﺘﺼﻮﺭﺍﺕ ﺃﻭ ﺍﻟﻜﻠﻤﺎﺕ ﺃﻱ ﻋﻠﻰ ﺷﻜﻞ ﳐﻄﻂ ﺩﺍﺧﻠﻲ ﻭﻳﺸﺘﻤﻞ ﺍﻟﺘﻔﻜﲑ ﻋﻠﻰ ﻋﺪﺩ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺎﺕ ﺍﻟﱵ ﺗﺘﺼﺪﻯ ﳌﻌﺎﳉﺔ ﺍﳌﻌﻠﻮﻣﺎﺕ ﺑﻄﺮﺍﺋﻖ‬
‫ﻣﺘﻨﻮﻋﺔ ﻣﺜﻞ )ﺍﻟﺘﺮﻛﻴﺐ‪ ،‬ﺍﻟﺘﺤﻠﻴﻞ‪ ،‬ﺍﻟﺘﺼﻨﻴﻒ‪ ،‬ﺍﳌﻘﺎﺭﻧﺔ‪ ،‬ﺍﻟﺘﺠﺮﻳﺪ‪ ،‬ﺍﻟﺘﻌﻤﻴﻢ‪ ...‬ﺍﱁ( ﻭﻟﻜﻲ ﻳﺘﻤﻜﻦ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺑﻮﺳﺎﻃﺘﻬﺎ ﻣﻦ ﺣﻞ ﺍﳌﺴﺎﺋﻞ ﺍﳌﺨﺘﻠﻔﺔ ﺍﻟﱵ ﻳﻮﺍﺟﻬﻬﺎ‬
‫ﻧﻈﺮﻳﺔ ﻛﺎﻧﺖ ﺃﻡ ﻋﻤﻠﻴﺔ‪ ،‬ﻋﻠﻴﻪ ﺃﻥ ﻳﻮﻇﻒ ﺍﳌﻨﻈﻮﻣﺔ ﺍﻟﻜﺎﻣﻠﺔ ﳍﺬﻩ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺎﺕ ﺗﺒﻌﹰﺎ ﻟﺸﺮﻭﻁ ﻭﻟﺪﺭﺟﺔ ﺍﺳﺘﻴﻌﺎﺑﻪ ﳍﺎ‪ (٦ .‬ﺍﻟﺘﻔﻜﲑ ﻻ ﻳﻨﻔﺼﻞ ﻋﻦ ﻃﺒﻴﻌﺔ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ﺃﻱ‬
‫ﺃﻥ ﺍﻟﺘﻔﻜﲑ ﻟﻴﺲ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﻣﺴﺘﻘﻠﺔ ﻭﺇﳕﺎ ﻫﻮ ﻋﻨﺼﺮ ﻫﺎﻡ ﻣﻦ ﻣﻜﻮﻧﺎﺕ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ﻳﻌﻤﻞ ﰲ ﺇﻃﺎﺭ ﻣﻨﻈﻮﻣﺘﻬﺎ ﺍﻟﺪﻳﻨﺎﻣﻴﻜﻴﺔ‪ .‬ﻭﻻ ﻭﺟﻮﺩ ﻟﻪ ﺧﺎﺭﺝ ﻫﺬﺍ ﺍﻹﻃﺎﺭ‪.‬‬
‫ﺍﳋﺼﺎﺋﺺ ﺍﻟﻔﺮﺩﻳﺔ ﺍﳌﻤﻴﺰﺓ ﻟﻠﺘﻔﻜﲑ‬
‫ﺇﻥ ﺍﳌﻼﺣﻈﺔ ﺍﻟﻴﻮﻣﻴﺔ ﻟﺴﻠﻮﻙ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻣﻦ ﺣﻮﻟﻨﺎ ﻭﺧﺎﺻﺔ ﰲ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﺗﺸﲑ ﺇﱃ ﻣﺪﻯ ﺍﺧﺘﻼﻓﻬﻢ ﰲ ﺧﺼﺎﺋﺺ ﺗﻔﻜﲑﻫﻢ ﻓﺒﻌﻀﻬﻢ ﻳﺘﻤﻴﺰ ﺑﺴﺮﻋﺔ ﺍﻟﺘﻔﻜﲑ ﻭﺃﺻﺎﻟﺘﻪ‬
‫ﻭﻣﺮﻭﻧﺘﻪ ﻭﻋﻤﻘﻪ ﻭﺑﻌﻀﻬﻢ ﺍﻵﺧﺮ ﻳﺘﻤﻴﺰ ﺑﺒﻂﺀ ﺍﻟﺘﻔﻜﲑ ﻭﻋﺪﻡ ﺍﻟﻘﺪﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﲡﺎﻭﺯ ﺍﻻﻃﺮ ﻭﺍﻟﻘﻮﺍﻟﺐ ﺍﻟﱵ ﺣﻔﻈﻬﺎ ﻭﺑﺎﻟﺘﺎﱄ ﻳﻌﺠﺰ ﻋﻦ ﺇﺩﺭﺍﻙ ﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﺍﳉﻮﻫﺮﻳﺔ ﰲ‬
‫ﻇﻮﺍﻫﺮ ﻣﺘﺸﺎﻬﺑﺔ ﻣﻊ ﺇﻬﻧﺎ ﺗﺮﺗﺒﻂ ﻓﻴﻤﺎ ﺑﻴﻨﻬﺎ ﺑﻌﻼﻗﺎﺕ ﻣﺸﺘﺮﻛﺔ‪ .‬ﺇﺫﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﺧﺼﺎﺋﺺ ﻛﺜﲑﺓ ﻟﻠﺘﻔﻜﲑ ﺗﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻟﻔﺮﻭﻕ ﺍﻟﻔﺮﺩﻳﺔ ﺑﲔ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺳﻨﻜﺘﻔﻲ ﺑﺬﻛﺮ ﺃﳘﻬﺎ‪:‬‬
‫‪ (١‬ﺍﻷﺻﺎﻟﺔ‪ :‬ﺇﻥ ﺍﻷﺻﺎﻟﺔ ﰲ ﺍﻟﺘﻔﻜﲑ ﺗﺘﺠﻠﻰ ﺍﻛﺜﺮ ﻣﺎ ﺗﺘﺠﻠﻰ ﰲ ﺍﻟﻘﺪﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﺭﺅﻳﺔ ﺍﳌﺸﻜﻠﺔ ﻭﲢﺪﻳﺪﻫﺎ ﻭﻃﺮﺣﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺷﻜﻞ ﻣﺴﺄﻟﺔ ﻭﺍﻟﻘﺪﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﺇﳚﺎﺩ ﺣﻞ‬
‫ﻣﻼﺋﻢ ﻭﺟﺪﻳﺪ ﻭﻣﺒﺘﻜﺮ ﳍﺎ ﺍﻋﺘﻤﺎﺩﹰﺍ ﻋﻠﻰ ﻗﻮﺍﻩ‪ ،‬ﻭﻗﺪ ﺃﺷﺎﺭ ﺟﻴﻠﻔﻮﺭﺩ ﺇﱃ ﺃﻥ ﺃﺻﺎﻟﺔ ﺍﻟﺘﻔﻜﲑ ﺗﻌﲏ ﺇﻧﺘﺎﺝ ﻣﺎ ﻫﻮ ﻏﲑ ﻣﺄﻟﻮﻑ‪ ،‬ﻣﺎ ﻫﻮ ﺑﻌﻴﺪ ﺍﳌﺪﻯ‪ ،‬ﻣﺎ ﻫﻮ ﺫﻛﻲ‬
‫ﻭﺣﺎﺫﻕ ﻣﻦ ﺍﻻﺳﺘﺠﺎﺑﺎﺕ)‪ (٢ .(١‬ﺍﳌﺮﻭﻧﺔ‪ :‬ﻣﺮﻭﻧﺔ ﺍﻟﺘﻔﻜﲑ ﺗﻌﲏ ﺍﻟﻘﺪﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﺇﺟﺮﺍﺀ ﺗﻐﻴﲑ ﻣﻦ ﻧﻮﻉ ﻣﺎ‪ :‬ﺗﻐﻴﲑ ﰲ ﺍﳌﻌﲎ ﺃﻭ ﺍﻟﺘﻔﺴﲑ ﺃﻭ ﺍﻻﺳﺘﻌﻤﺎﻝ ﺃﻭ ﻓﻬﻢ ﺍﳌﺴﺄﻟﺔ‬
‫ﺃﻭ ﺍﺳﺘﺮﺍﺗﻴﺠﻴﺔ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺃﻭ ﺗﻐﻴﲑ ﰲ ﺍﲡﺎﻩ ﺍﻟﺘﻔﻜﲑ ﲝﻴﺚ ﻳﺆﺩﻱ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﻐﻴﲑ ﺇﱃ ﺍﻟﻌﺜﻮﺭ ﻋﻠﻰ ﺍﳊﻞ ﺍﳌﻼﺋﻢ ﻟﺸﺮﻭﻁ ﺍﳌﺴﺄﻟﺔ ﻣﻮﺿﻮﻉ ﺍﻟﺘﻔﻜﲑ‪ .‬ﻭﻗﺪ ﻣﻴﺰ ﺟﻴﻠﻔﻮﺭﺩ‬
‫ﻧﻮﻋﲔ ﻣﻦ ﺍﳌﺮﻭﻧﺔ ﰲ ﺍﻟﺘﻔﻜﲑ‪ :‬ﺍﳌﺮﻭﻧﺔ ﺍﻟﺘﻠﻘﺎﺋﻴﺔ‪ ، Flexifility spenleneous‬ﻭﺍﳌﺮﻭﻧﺔ ﺍﻟﺘﻜﻴﻔﻴﺔ ‪Adaptire‬‬
‫)‪blexifility. 3‬ﺍﻟﺴﺮﻋﺔ )ﺍﻟﻄﻼﻗﺔ(‪ :‬ﺗﺒﺪﻭ ﺍﻟﺴﺮﻋﺔ ﰲ ﺍﻟﺘﻔﻜﲑ ﻻﺯﻣﺔ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﻀﺮﻭﺭﻱ ﺍﲣﺎﺫ ﻗﺮﺍﺭﺍﺕ ﻫﺎﻣﺔ ﺧﻼﻝ ﻭﻗﺖ ﻗﺼﲑ ﺟﺪﹰﺍ ﺃﺛﻨﺎﺀ‬
‫ﺍﳊﺮﻭﺏ ﻭﺍﻟﻜﻮﺍﺭﺙ‪ ،‬ﻭﺍﳌﻔﺎﺟﺂﺕ ﺍﳌﺨﺘﻠﻔﺔ ﻭﺍﳌﻮﺍﻗﻒ ﺍﳌﺸﻜﻠﺔ ﺍﻟﱵ ﺗﺘﻄﻠﺐ ﺣﻠﻮ ﹰﻻ ﻋﺎﺟﻠﺔ ﻭﺑﺴﺮﻋﺔ ﺧﺎﻃﻔﺔ ﻭﻫﺬﻩ ﺍﳊﺎﻟﺔ ﻏﺎﻟﺒﹰﺎ ﻣﺎ ﻳﻮﺍﺟﻬﻬﺎ ﺍﻟﺘﻠﻤﻴﺬ ‪ -‬ﺍﳌﺘﻌﻠﻢ ﰲ‬
‫ﺍﻟﺼﻒ ﻭﺧﺎﺭﺟﻪ ﻛﻤﺎ ﺇﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﳌﻮﺍﻗﻒ ﻫﻲ ﺍﻟﱵ ﻳﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻌﻬﺎ ﻋﻤﺎﻝ ﻣﺮﺍﻛﺰ ﺍﻟﺘﻮﺟﻴﻪ ﻭﻟﻮﺣﺎﺕ ﺍﻟﺘﺤﻜﻢ ﻭﻗﺎﺩﺓ ﻭﺳﺎﺋﻂ ﺍﻟﻨﻘﻞ ﺍﻻﺳﺮﻉ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﻮﺕ‪ ...‬ﺍﱁ‪.‬‬
‫ﻭﺗﺘﺄﺛﺮ ﺍﻟﺴﺮﻋﺔ ﰲ ﺍﻟﺘﻔﻜﲑ ﺑﻌﻮﺍﻣﻞ ﻋﺪﻳﺪﺓ ﻭﺑﺎﻟﻌﻮﺍﻣﻞ ﺍﻻﻧﻔﻌﺎﻟﻴﺔ ﺑﺸﻜﻞ ﺧﺎﺹ ﻟﻜﻦ ﺗﺄﺛﲑ ﺍﻻﻧﻔﻌﺎﻻﺕ ﻭﺍﻟﺘﻮﺗﺮ ﻭﺍﻟﻘﻠﻖ ﻣﺘﻔﺎﻭﺕ ﻟﻠﻐﺎﻳﺔ‪ ،‬ﻓﻘﺪ ﺗﺆﺩﻱ ﺇﱃ ﻧﺘﺎﺋﺞ‬
‫ﺳﻠﺒﻴﺔ ﺗﻌﻴﻖ ﺟﺮﻳﺎﻥ ﺍﻟﺘﻔﻜﲑ ﻭﺗﻜﻮﻥ ﺳﺒﺒﹰﺎ ﰲ ﺑﻄﺌﻪ ﻭﺿﻌﻒ ﻧﺘﺎﺟﻪ ﻭﻗﺪ ﺗﻨﺸﻄﻪ ﻭﺗﺰﻳﺪ ﻣﻦ ﻣﺮﺩﻭﺩﻩ‪ .‬ﺇﻥ ﺍﻟﻌﻼﻣﺔ ﺍﳌﻤﻴﺰﺓ ﻷﻱ ﺗﻔﻜﲑ ‪ -‬ﺑﻐﺾ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﻋﻦ ﺧﺼﺎﺋﺼﻪ‬
‫ﺍﻟﻔﺮﺩﻳﺔ ‪ -‬ﻫﻲ ﺍﻟﻘﺪﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﲤﻴﻴﺰ ﻣﺎ ﻫﻮ ﺟﻮﻫﺮﻱ ﻭﺍﻟﺘﻮﺻﻞ ﺇﱃ ﺗﻌﻤﻴﻤﺎﺕ ﺟﺪﻳﺪﺓ‪ .‬ﻓﺎﻟﺘﻔﻜﲑ ﻻ ﻳﻘﻒ ﻋﻨﺪ ﺗﻘﺮﻳﺮ ﻭﺟﻮﺩ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻈﺎﻫﺮﺓ ﺃﻭ ﺗﻠﻚ ﻣﻬﻤﺎ ﻛﺎﻧﺖ‬
‫ﺑﺮﺍﻗﺔ ﻭﳑﺘﻌﺔ ﻭﺟﺪﻳﺪﺓ ﻭﻣﻔﺎﺟﺌﺔ‪.‬‬
‫ﺍﻟﺪﺍﻓﻌﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﻔﻜﲑ‬
‫ﻳﻨﻄﻠﻖ ﺍﻟﺘﻔﻜﲑ ﺑﻮﺟﻪ ﻋﺎﻡ ﻣﺜﻠﻪ ﻣﺜﻞ ﺃﻱ ﻧﺸﺎﻁ ﺁﺧﺮ ﻟﻺﻧﺴﺎﻥ ﻣﻦ ﺣﺎﺟﺎﺕ ﻭﺩﻭﺍﻓﻊ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ﻓﺈﺫﺍ ﱂ ﺗﻮﺟﺪ ﺣﺎﺟﺔ ﻭﺩﺍﻓﻊ ﻟﻠﺘﻔﻜﲑ‪ ،‬ﻻ ﳝﻜﻦ ﺃﻥ ﻧﻔﻜﺮ‪ ..‬ﺇﻥ‬
‫ﻋﻠﻢ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﻳﺪﺭﺱ ﺍﳊﺎﺟﺎﺕ ﻭﺍﻟﺪﻭﺍﻓﻊ ﺑﺎﻋﺘﺒﺎﺭﻫﺎ ﺍﻟﻘﻮﻯ ﺍﻟﱵ ﺗﺪﻓﻊ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺇﱃ ﺍﻻﳔﺮﺍﻁ ﰲ ﻧﺸﺎﻁ ﻋﻘﻠﻲ ﻭﻳﺪﺭﺱ ﺍﻟﺸﺮﻭﻁ ﺍﻟﱵ ﳚﺐ ﺗﻮﺍﻓﺮﻫﺎ ﻟﺘﱪﺯ ﺍﳊﺎﺟﺔ ﺇﱃ‬
‫ﺍﻟﺘﺤﻠﻴﻞ ﻭﺍﻟﺘﺮﻛﻴﺐ ﻭﺍﻟﺘﺠﺮﻳﺪ ﻭﺍﻟﺘﻌﻤﻴﻢ‪ ...‬ﺍﱁ ﻭﺍﻟﻌﻼﻗﺔ ﺍﻟﻮﺛﻴﻘﺔ ﺑﲔ ﺍﻟﻨﺸﺎﻁ ﺍﻟﻌﻘﻠﻲ ﻭﺍﳊﺎﺟﺎﺕ ﻭﺍﻟﺪﻭﺍﻓﻊ ﺗﻈﻬﺮ ﺑﻮﺿﻮﺡ ﰲ ﺣﻘﻴﻘﺔ ﺃﻥ ﺍﻟﺘﻔﻜﲑ ﻫﻮ ﺩﺍﺋﻤﹰﺎ ﺗﻔﻜﲑ‬
‫ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ﻭﺩﻭﺍﻓﻊ ﺍﻟﺘﻔﻜﲑ ﺍﻟﱵ ﻳﺘﺼﺪﻯ ﳍﺎ ﻋﻠﻢ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﺗﻨﺘﻤﻲ ﺇﱃ ﻧﻮﻋﲔ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﻭﺍﻓﻊ‪ (١ :‬ﺩﻭﺍﻓﻊ ﻣﻌﺮﻓﻴﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﺑﺎﻟﺘﻔﻜﲑ‪ :‬ﰲ ﻫﺬﻩ ﺍﳊﺎﻟﺔ ﺗﻜﻮﻥ ﺍﻟﺪﻭﺍﻓﻊ‬
‫ﻭﺍﻟﺮﻏﺒﺎﺕ ﻭﺍﻻﻫﺘﻤﺎﻣﺎﺕ ﻫﻲ ﺍﳌﺜﲑﺍﺕ ﻭﺍﻟﻘﻮﻯ ﺍﶈﺮﻛﺔ ﻭﺍﶈﻔﺰﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻘﻴﺎﻡ ﺑﺎﻟﻨﺸﺎﻁ ﺍﻟﻌﻘﻠﻲ ﻣﺜﻞ‪ :‬ﺣﺐ ﺍﻻﺳﺘﻄﻼﻉ ﻟﺪﻯ ﺍﻷﻃﻔﺎﻝ‪ (٢ .‬ﺍﻟﺪﻭﺍﻓﻊ ﺍﳌﻌﺮﻓﻴﺔ‬
‫ﺍﳋﺎﺭﺟﺔ ﻋﻦ ﺍﻟﺘﻔﻜﲑ‪ :‬ﺗﻜﻮﻥ ﺩﻭﺍﻓﻊ ﺍﻟﺘﻔﻜﲑ ﺧﺎﺭﺟﻴﺔ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﺒﺪﺃ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺍﻟﺘﻔﻜﲑ ﲢﺖ ﺗﺄﺛﲑ ﻋﻮﺍﻣﻞ ﺧﺎﺭﺟﻴﺔ ﻭﻟﻴﺲ ﲢﺖ ﺗﺄﺛﲑ ﺍﻫﺘﻤﺎﻣﺎﺕ ﻣﻌﺮﻓﻴﺔ ﲝﺘﺔ‪.‬‬
‫ﺃﻧﻮﺍﻉ ﺍﻟﺘﻔﻜﲑ‬
‫ﻫﻨﺎﻙ ﺗﺼﻨﻴﻔﺎﺕ ﻛﺜﲑﺓ ﻻﻧﻮﺍﻉ ﺍﻟﺘﻔﻜﲑ‪ .‬ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﺍﻋﺘﻤﺪ ﰲ ﺗﺼﻨﻴﻔﻪ ﻟﻠﺘﻔﻜﲑ ﻋﻠﻰ ﻧﻮﻋﲔ‪ :‬ﺍﻟﺘﻔﻜﲑ ﺍﳊﺴﻲ ‪ -‬ﺍﻟﻌﻤﻠﻲ‪ ،‬ﻭﺍﻟﺘﻔﻜﲑ ﺍﺠﻤﻟﺮﺩ ‪ -‬ﺍﻟﻨﻈﺮﻱ‪ ،‬ﻭﺑﻌﻀﻬﻢ‬
‫ﺍﻵﺧﺮ ﻣﺜﻞ ﺑﻴﺎﺟﻴﻪ ﺻﻨﻒ ﺃﻧﻮﺍﻉ ﺍﻟﺘﻔﻜﲑ ﰲ ﺿﻮﺀ ﻣﺮﺍﺣﻞ ﳕﻮﻩ ﺍﳋﺎﺻﺔ‪ :‬ﺣﺴﻲ ﺣﺮﻛﻲ‪ ،‬ﺣﺪﺳﻲ )ﻣﺎ ﻗﺒﻞ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺎﺕ( ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺎﺕ ﺍﳊﺴﻴﺔ ‪ -‬ﺍﳌﻠﻤﻮﺳﺔ‪ ،‬ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺎﺕ‬
‫ﺍﻟﺸﻜﻠﻴﺔ )ﺍﻟﺘﻔﻜﲑ ﺍﻟﻔﺮﺿﻲ ﺍﺠﻤﻟﺮﺩ(‪ ،‬ﻛﻤﺎ ﺻﻨﻒ ﺑﺮﻭﻧﺮ ﺍﻟﺘﻔﻜﲑ ﺇﱃ‪ :‬ﺣﺴﻲ ‪ -‬ﺣﺮﻛﻲ‪ ،‬ﺍﻳﻘﻮﱐ‪ ،‬ﺭﻣﺰﻱ‪ ،‬ﺃﻣﺎ ﺃﻟﻜﻮﻧﲔ ﻓﻘﺪ ﺫﻛﺮ ﺍﻷﻧﻮﺍﻉ ﺍﻟﺘﺎﻟﻴﺔ‪ :‬ﺣﺴﻲ ‪-‬‬
‫ﺣﺮﻛﻲ‪ ،‬ﺣﺴﻲ ‪ -‬ﺻﻮﺭﻱ‪ ،‬ﻧﻈﺮﻱ ﳎﺮﺩ‪ .‬ﻭﻓﻴﻤﺎ ﻳﻠﻲ ﺷﺮﺡ ﻣﻮﺟﺰ ﻟﻜﻞ ﻧﻮﻉ ﻣﻦ ﺍﻷﻧﻮﺍﻉ ﺍﻟﺜﻼﺛﺔ ﺍﻷﺧﲑﺓ‪ (١ :‬ﺍﻟﺘﻔﻜﲑ ﺍﳊﺴﻲ ‪ -‬ﺍﻟﻌﻤﻠﻲ ﻭﻫﻮ ﺷﻜﻞ ﺍﻟﺘﻔﻜﲑ‬
‫ﺍﻟﺴﺎﺋﺪ ﻋﻨﺪ ﺍﻷﻃﻔﺎﻝ ﰲ ﺍﻟﺴﻨﻮﺍﺕ ﺍﻟﺜﻼﺙ ﺍﻷﻭﱃ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﻮﻻﺩﺓ ﺣﻴﺚ ﻳﻠﺠﺄﻭﻥ ﺇﱃ ﻣﻌﺎﳉﺔ ﺍﻷﺷﻴﺎﺀ ﻭﺍﻟﺘﻌﺮﻑ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﻣﺎ ﻳﻘﻮﻣﻮﻥ ﺑﻪ ﻣﻦ ﺣﺮﻛﺎﺕ‬
‫ﻭﺃﻓﻌﺎﻝ ﻭﻣﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﻓﻌﺎﻝ ﺍﳌﺎﺩﻳﺔ ﺍﳊﺴﻴﺔ ﻳﺴﺘﺨﻠﺼﻮﻥ ﻣﻌﺎﺭﻓﻬﻢ‪ .‬ﻭﻫﺬﺍ ﻳﻌﲏ ﺃﻥ ﺍﻟﻨﺸﺎﻁ ﺍﳊﺴﻲ ‪ -‬ﺍﳊﺮﻛﻲ ﻫﻮ ﺍﻟﻨﺸﺎﻁ ﺍﻷﻭﻝ ﻭﺍﻷﺳﺎﺱ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺴﺘﻨﺪ ﺇﻟﻴﻪ‬
‫ﻼ ﻋﻤﻠﻴﹰﺎ ﻭﰲ ﺇﻃﺎﺭ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻨﺸﺎﻁ ﻳﻨﻤﻮ ﺗﻔﻜﲑﻩ ﻭﻛﻞ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺎﺕ‬ ‫ﺍﻟﺘﻔﻜﲑ ﺍﻟﻨﻈﺮﻱ‪ .‬ﻭﻫﻜﺬﺍ ﻧﻼﺣﻆ ﺃﻥ ﺍﻟﺘﻔﻜﲑ ﻟﻠﻄﻔﻞ ﻭﻻ ﺳﻴﻤﺎ ﰲ ﺳﲏ ﺣﻴﺎﺗﻪ ﺍﻷﻭﱃ ﻳﺄﺧﺬ ﺷﻜ ﹰ‬
‫ﺍﳌﻌﺮﻓﻴﺔ ﺍﻷﺧﺮﻯ ﻟﺪﻳﻪ‪ (٢ .‬ﺍﻟﺘﻔﻜﲑ ﺍﳊﺴﻲ ‪ -‬ﺍﻟﺼﻮﺭﻱ ﺇﻥ ﺍﻟﺸﻜﻞ ﺍﻻﺑﺴﻂ ﻟﻠﺘﻔﻜﲑ ﺍﳊﺴﻲ ‪ -‬ﺍﻟﺼﻮﺭﻱ ﺃﻭﻝ ﻣﺎ ﻳﻈﻬﺮ ﻟﺪﻯ ﺍﻷﻃﻔﺎﻝ ﰲ ﺳﻦ ﻣﺎ ﻗﺒﻞ ﺍﳌﺪﺭﺳﺔ‬
‫ﺃﻱ ﰲ ﺍﻟﻔﺘﺮﺓ ﺑﲔ )‪ (٦-٣‬ﺳﻨﻮﺍﺕ ﻋﻠﻤﹰﺎ ﺑﺎﻥ ﺻﻠﺔ ﺍﻟﺘﻔﻜﲑ ﺑﺎﻷﻓﻌﺎﻝ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﺗﻈﻞ ﻗﺎﺋﻤﺔ ﻟﺪﻳﻬﻢ ﻟﻜﻨﻬﺎ ﻻ ﺗﻈﻞ ﻭﺛﻴﻘﺔ ﺍﻟﺼﻠﺔ ﻬﺑﺎ ﺑﺸﻜﻞ ﻣﺒﺎﺷﺮ ﻛﻤﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﻋﻠﻴﻪ‬
‫ﰲ ﺍﻟﺴﺎﺑﻖ‪ .‬ﺇﺫﻥ ﻳﻔﻜﺮ ﺍﻟﻄﻔﻞ ﰲ ﺍﻟﺴﻦ ﺍﳌﺬﻛﻮﺭ ﺍﻋﺘﻤﺎﺩﹰﺍ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺼﻮﺭ ﺍﳊﺴﻴﺔ ﻷﻧﻪ ﻻ ﳝﺘﻠﻚ ﺍﳌﻔﺎﻫﻴﻢ ﺑﻌﺪ‪ (٣ .‬ﺍﻟﺘﻔﻜﲑ ﺍﺠﻤﻟﺮﺩ ﺇﻥ ﺍﻷﻃﻔﺎﻝ ﰲ ﺍﳌﺪﺭﺳﺔ ﺍﻻﺑﺘﺪﺍﺋﻴﺔ‬
‫ﻻﺳﻴﻤﺎ ﰲ ﺍﻟﺼﻔﻮﻑ ﺍﻷﻭﱃ ﻣﻨﻬﺎ‪ ،‬ﺗﻨﻤﻮ ﻟﺪﻳﻬﻢ ﻭﻋﻠﻰ ﺃﺳﺎﺱ ﺍﳋﱪﺓ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﺃﺷﻜﺎﻝ ﺑﺴﻴﻄﺔ ﺟﺪﹰﺍ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻔﻜﲑ ﺍﺠﻤﻟﺮﺩ‪ .‬ﻓﺒﺎﻹﺿﺎﻓﺔ ﺇﱃ ﺍﻟﺘﻔﻜﲑ ﺍﳊﺴﻲ ‪ -‬ﺍﳊﺮﻛﻲ‬
‫ﻭﺍﻟﺘﻔﻜﲑ ﺍﳊﺴﻲ ‪ -‬ﺍﻟﺼﻮﺭﻱ ﻳﱪﺯ ﺷﻜﻞ ﺟﺪﻳﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻔﻜﲑ ﻳﻌﺘﻤﺪ ﻋﻠﻰ ﺍﳌﻔﺎﻫﻴﻢ ﻭﺍﻷﺣﻜﺎﻡ ﺍﺠﻤﻟﺮﺩﺓ ﻓﻬﻮ ﺑﺎﻟﻄﺒﻊ ﺣﺲ ﺃﻭﱄ ﻭﺑﺴﻴﻂ‪ .‬ﺍﻣﺘﻼﻙ ﺍﻷﻃﻔﺎﻝ ﻟﻠﻤﻔﺎﻫﻴﻢ‬
‫ﰲ ﺳﻴﺎﻕ ﺍﺳﺘﻴﻌﺎﻬﺑﻢ ﻷﺳﺲ ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ﺍﳌﺨﺘﻠﻔﺔ ﻛﺎﻟﺮﻳﺎﺿﻴﺎﺕ‪ ،‬ﻭﺍﻟﻔﻴﺰﻳﺎﺀ‪ ،‬ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ‪ ،‬ﺍﻟﻨﻤﻮ‪ ...‬ﺍﱁ ﻟﻪ ﺃﳘﻴﺔ ﻋﻈﻴﻤﺔ ﰲ ﳕﻮﻫﻢ ﺍﻟﻌﻘﻠﻲ ﺍﻟﻼﺣﻖ‪ .‬ﺇﻥ ﺍﻟﺘﻔﻜﲑ ﺍﺠﻤﻟﺮﺩ ﻛﻤﺎ‬
‫ﺃﺷﺮﻧﺎ ﺇﱃ ﺫﻟﻚ ﰲ ﺗﻌﺮﻳﻒ ﺍﻟﺘﻔﻜﲑ ﻳﺘﺠﺎﻭﺯ ﺣﺪﻭﺩ ﺍﳌﻌﺮﻓﺔ ﺍﳊﺴﻴﺔ ﻟﻜﻨﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﻻ ﳝﻜﻨﻪ ﺍﺑﺪﹰﺍ ﺃﻥ ﻳﻨﻘﻄﻊ ﻋﻦ ﺍﺻﻠﻪ ﻭﻣﻨﺸﺌﻪ ﺃﻱ ﻋﻦ ﺍﻻﺣﺴﺎﺳﺎﺕ‬
‫ﻭﺍﻻﺩﺭﺍﻛﺎﺕ ﻭﺍﻟﺘﺼﻮﺭﺍﺕ‪.‬‬
‫ﺍﻟﻮﺣﺪﺍﺕ ﺍﻷﺳﺎﺳﻴﺔ ﻟﻠﺘﻔﻜﲑ ﺃﻭ ﺍﻟﺒﲎ ﺍﻟﻌﻘﻠﻴﺔ‬
‫ﺇﻥ ﺍﻟﺸﺮﻁ ﺍﻟﻀﺮﻭﺭﻱ ﻟﺘﻌﻠﻢ ﻭﺍﻛﺘﺴﺎﺏ ﺃﻳﺔ ﻣﻌﻠﻮﻣﺎﺕ ﺟﺪﻳﺪﺓ ﻳﻜﻤﻦ ﰲ ﺗﻮﻓﺮ ﻋﺪﺩ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﲎ ﺍﻟﻌﻘﻠﻴﺔ ﺍﻟﱵ ﺗﻘﻮﻡ ﲟﻌﺎﳉﺔ ﻭﺍﻋﺪﺍﺩ ﺍﳌﺎﺩﺓ ﺍﻷﺳﺎﺳﻴﺔ ﻟﻠﺘﻔﻜﲑ ﻭﺍﻟﱵ‬
‫ﻳﻘﻮﻡ ﺍﻟﺘﻔﻜﲑ ﺑﺪﻭﺭﻩ ﺑﺘﻮﺣﻴﺪﻫﺎ ﰲ ﻧﺴﻴﺞ ﻣﺘﻤﺎﺳﻚ ﻋﻠﻰ ﺷﻜﻞ ﺧﱪﺓ ﺷﺎﻣﻠﺔ ﻣﻌﻘﺪﺓ ﻣﺘﻨﻮﻋﺔ ﻭﻣﺘﻌﺪﺩﺓ ﺍﳌﺴﺘﻮﻳﺎﺕ ‪ -‬ﻣﻮﺿﻮﻋﺎﺕ ﻭﻣﻨﺎﻫﺞ ﻭﻧﺘﺎﺟﺎﺕ‪ .‬ﻭﺗﺘﻜﻮﻥ‬
‫ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺒﲎ ﺍﻟﻌﻘﻠﻴﺔ ‪ -‬ﺍﳌﻌﺮﻓﻴﺔ ﻣﻦ ﻫﻴﺎﻛﻞ ﺍﻟﺼﻮﺭ ﺍﻷﻭﻟﻴﺔ‪ ،‬ﻭﺍﻟﺼﻮﺭ ﺍﳌﺘﻔﺎﻭﺗﺔ ﺍﻟﺪﻗﺔ ﻭﺍﻟﺸﻤﻮﻝ‪ ،‬ﻭﺍﻟﺮﻣﻮﺯ‪ ،‬ﻭﺍﳌﻔﺎﻫﻴﻢ ﻭﺍﻟﻘﻮﺍﻋﺪ ﻭﺍﳌﺒﺎﺩﺉ ﻭﺍﻟﻘﻮﺍﻧﲔ ﻭﺍﻟﻨﻈﺮﻳﺎﺕ‪(١ .‬‬
‫ﳐﻄﻄﺎﺕ ﺃﻭ ﻫﻴﺎﻛﻞ ﺍﻟﺼﻮﺭ ﺍﻷﻭﻟﻴﺔ‪ :‬ﺗﺆﻟﻒ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻮﺣﺪﺍﺕ ﺍﳌﻜﻮﻧﺎﺕ ﺍﻟﺮﺋﻴﺴﻴﺔ ﻟﻘﺎﻋﺪﺓ ﺍﳍﺮﻡ ﺍﳌﻌﺮﰲ ﻟﺪﻯ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻭﺍﻟﺒﻨﻴﺔ ﺍﻟﻌﻘﻠﻴﺔ ﺍﻷﻭﻟﻴﺔ ﺍﻟﱵ ﻳﻜﺘﺴﺒﻬﺎ ﰲ‬
‫ﺳﻴﺎﻕ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺍﻟﺘﻌﻠﻢ ﺍﳌﻤﺘﺪﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻣﺘﺪﺍﺩ ﺣﻴﺎﺓ ﺍﻟﻔﺮﺩ‪ .‬ﻓﺎﳌﺨﻄﻂ ﺍﻷﻭﱄ ﻫﻮ ﻧﺘﺎﺝ ﲤﺜﻞ ﺍﳉﻬﺎﺯ ﺍﳌﻌﺮﰲ ﺍﻷﻭﱄ ﻟﻠﺴﻤﺎﺕ ﻭﺍﳋﺼﺎﺋﺺ ﺍﻟﺮﺋﻴﺴﺔ ﻭﺍﳍﺎﻣﺔ ﳊﺪﺙ ﺃﻭ‬
‫ﻇﺎﻫﺮﺓ ﺃﻭ ﺷﻲﺀ ﻣﻌﲔ‪ .‬ﺍﻧﻪ ﻛﻤﺎ ﻳﻘﻮﻝ )ﻭﻳﺴﱪﻍ( ﰲ ﻛﺘﺎﺑﻪ )ﺍﻟﺬﺍﻛﺮﺓ ﻭﺍﻟﺘﻔﻜﲑ ﻭﺍﻟﺴﻠﻮﻙ ‪ (١٩٨٠‬ﻟﻴﺲ ﺻﻮﺭﺓ ﻓﻮﺗﻮﻏﺮﺍﻓﻴﺔ ﻟﻠﺤﺪﺙ ﺃﻭ ﺍﻟﻈﺎﻫﺮﺓ ﺃﻭ ﺍﻟﺸﻲﺀ ﻭﺇﳕﺎ‬
‫ﻼ‪ :‬ﻫﻲ ﺍﳌﺴﻄﺮﺓ ﺃﻭ ﺍﻟﻌﺼﺎ ﺍﻟﱵ ﳛﻤﻠﻬﺎ ﺃﻭ ﺍﻟﺼﺮﺍﻣﺔ ﺍﻟﱵ ﻳﺘﺼﻒ ﻬﺑﺎ‪ ،‬ﺃﻣﺎ ﺍﻟﺴﻤﺎﺕ‬ ‫ﻫﻮ )ﳕﻂ ﻋﻘﻠﻲ ﳎﺮﺩ( ﻓﻘﺪ ﺗﻜﻮﻥ ﺍﻟﺴﻤﺔ ﺍﻟﻼﺯﻣﺔ ﻟﻠﻤﺨﻄﻂ ﺍﻷﻭﱄ ﻟﻠﻤﻌﻠﻢ ﻣﺜ ﹰ‬
‫ﺍﻷﺧﺮﻯ ﻓﻐﲑ ﻫﺎﻣﺔ ﻭﺑﻌﺒﺎﺭﺓ ﺃﺧﺮﻯ ﻓﺈﻥ ﳐﻄﻄﺎﺕ ﺍﻟﺼﻮﺭ ﺍﻷﻭﻟﻴﺔ ﺃﺷﺒﻪ ﺑﺎﻟﻜﺎﺭﻳﻜﺎﺗﲑ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺒﺎﻟﻎ ﰲ ﺇﺑﺮﺍﺯ ﺑﻌﺾ ﲰﺎﺕ ﺍﻟﺸﺨﺺ ﻭﻳﻀﺨﻤﻬﺎ‪ ،‬ﺇﻬﻧﺎ ﺍﳍﻴﺎﻛﻞ‬
‫ﺍﻷﺳﺎﺳﻴﺔ ﻟﻸﺷﻴﺎﺀ ﻭﺍﻟﻈﻮﺍﻫﺮ ﻭﺍﻟﻨﺎﺱ ﺍﻟﱵ ﺗﻨﺘﺞ ﻋﻦ ﻋﻤﻞ ﺍﻻﺩﺭﺍﻛﺎﺕ ﻭﺗﺒﻘﻰ ﻛﺂﺛﺎﺭ ﳍﺎ‪ (٢ .‬ﺍﻟﺼﻮﺭ‪ :‬ﺍﻟﺼﻮﺭ ﻫﻲ ﺻﻮﺭ ﺍﻷﺷﻴﺎﺀ ﺍﳌﺎﺩﻳﺔ ﺍﻟﱵ ﺗﻨﻄﺒﻊ ﻭﺗﺴﺠﻞ‪ ،‬ﻭﺍﻥ‬
‫ﻛﻞ ﺻﻮﺭﺓ ﺣﺴﻴﺔ ﻫﻲ ﻋﺒﺎﺭﺓ ﻋﻦ ﻋﺪﺩ ﻛﺒﲑ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻨﺎﺻﺮ ﺍﻟﱵ ﺗﻮﺟﺪ ﰲ ﻋﻼﻗﺔ ﳏﺪﺩﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﺸﺎﺑﻪ ﻭﺍﻻﺗﺴﺎﻕ )ﻭﺗﺘﻤﻴﺰ ﺑﻌﻤﻮﻣﻴﺔ ﻣﺒﺪﺃ ﺍﻧﺘﻈﺎﻣﻬﺎ ﺍﻟﺰﻣﲏ ﻭﺍﳌﻜﺎﱐ(‬
‫)‪) (٢‬ﻭﺗﻈﻬﺮ ﰲ ﻭﻋﻲ ﺍﻟﻔﺮﺩ ﻛﻤﻮﺿﻮﻋﺎﺕ ﻟﻠﻤﻌﺮﻓﺔ‪ .(٣)( ( ...‬ﻭﺍﻟﺼﻮﺭﺓ ﻣﺮﻛﺒﺔ ﻭﻣﻌﻘﺪﺓ ﺗﺘﻜﻮﻥ ﰲ ﻣﺴﺘﻮﻯ ﻣﺎ ﻣﻦ ﻣﺴﺘﻮﻳﺎﺕ ﺗﻄﻮﺭ ﺍﳌﺨﻄﻂ ﺍﻷﻭﱄ ﺃﻭ‬
‫ﺍﳍﻴﻜﻠﻲ‪ ،‬ﻭﻫﻲ ﺍﺳﻬﻞ ﻟﻠﺘﻨﺎﻭﻝ ﻭﺍﻻﺳﺘﺨﺪﺍﻡ ﻭﺍﳌﻌﺎﳉﺔ‪ (٣ .‬ﺍﻟﺮﻣﻮﺯ‪ :‬ﻫﻲ ﺃﲰﺎﺀ ﻣﻘﺮﺭﺓ ﺗﻌﺮﻑ ﻬﺑﺎ ﺍﻷﺷﻴﺎﺀ ﻭﺍﻟﻈﻮﺍﻫﺮ ﻭﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺎﺕ ﻛﺄﲰﺎﺀ ﺍﻷﺷﻴﺎﺀ ﻭﺍﻷﺭﻗﺎﻡ‪ .‬ﺍﻟﻔﺮﻕ‬
‫ﺑﲔ ﺍﳌﺨﻄﻂ ﺍﻷﻭﱄ ﻭﺍﻟﺮﻣﺰ ﻫﻮ ﺃﻥ ﺍﻷﻭﻝ ﻏﲑ ﳏﺪﺩ ﺑﺸﻜﻞ ﻣﺴﺒﻖ ﺇﺫ ﳝﺜﻞ ﻣﺸﻬﺪﹰﺍ ﻣﺎ ﺃﻭ ﺻﻮﺗﹰﺎ ﻣﻌﻴﻨﹰﺎ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﺍﻻﺣﺘﻔﺎﻅ ﺑﺎﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﺍﳌﺎﺩﻳﺔ ﺍﻟﱵ ﻛﺎﻧﺖ ﺟﺰﺀﹰﺍ‬
‫ﻣﻦ ﺍﳋﱪﺓ ﰲ ﺣﲔ ﺃﻥ ﺍﻟﺮﻣﺰ ﻃﺮﻳﻘﺔ ﺍﺻﻄﻨﻌﻬﺎ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻟﺘﺤﻞ ﺇﺷﺎﺭﺓ ﻣﺎ ﳏﻞ ﺣﺪﺙ ﺃﻭ ﻭﺍﻗﻌﺔ ﻭﺗﺴﺘﺨﺪﻡ ﺍﻟﺮﻣﻮﺯ ﰲ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺗﻜﻮﻳﻦ ﺍﳌﻔﺎﻫﻴﻢ‪ (٤ .‬ﺍﳌﻔﺎﻫﻴﻢ‪:‬‬
‫ﺍﳌﻔﻬﻮﻡ ﺍﻛﺜﺮ ﺛﺮﺍﺀﹰﺍ ﻭﴰﻮ ﹰﻻ ﻣﻦ ﺍﻟﺮﻣﺰ ﻓﻬﻮ ﳛﻞ ﳏﻞ ﲨﻠﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﻔﺎﺕ ﺍﳌﺸﺘﺮﻛﺔ ﻟﻔﺌﺔ ﻣﻦ ﺍﳌﺨﻄﻄﺎﺕ ﺍﻷﻭﻟﻴﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﺼﻮﺭ ﺑﻴﻨﻤﺎ ﳛﻞ ﺍﻟﺮﻣﺰ ﳏﻞ ﺷﻲﺀ ﺃﻭ ﺣﺪﺙ ﻣﺎ‬
‫ﺃﻱ ﺃﻥ ﺍﳌﻔﻬﻮﻡ ﺻﻔﺔ ﺃﻭ ﺻﻔﺎﺕ ﺗﺸﺘﺮﻙ ﻓﻴﻬﺎ ﻋﺪﺓ ﺃﺷﻴﺎﺀ ﺃﻭ ﻇﻮﺍﻫﺮ‪ ،‬ﻭﳝﺘﻠﻚ ﺑﺎﻟﺘﺎﱄ ﺗﻠﻚ ﺍﳋﺼﺎﺋﺺ ﻭﺍﻟﺼﻔﺎﺕ ﺍﻟﱵ ﺗﺸﺘﺮﻙ ﻓﻴﻬﺎ ﳎﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ ﺍﳋﱪﺍﺕ ﺃﻭ‬
‫ﺍﻷﺷﻴﺎﺀ‪ :‬ﺍﻟﺸﺠﺮﺓ‪ ،‬ﺍﻟﻨﻬﺮ‪ ،‬ﺍﻟﺪﳝﻘﺮﺍﻃﻴﺔ‪ ،‬ﺍﻟﺸﺠﺎﻋﺔ‪ ..‬ﺍﱁ ﻭﺗﻘﻮﻡ ﺍﳌﻔﺎﻫﻴﻢ ﻋﻠﻰ ﺃﺑﻌﺎﺩ ﻣﺸﺘﻘﺔ ﻣﻦ ﺭﻣﻮﺯ ﺃﻭ ﺻﻮﺭ ﺃﻭ ﳐﻄﻄﺎﺕ ﺃﻭﻟﻴﺔ ﺃﻭ ﻣﺸﺎﻋﺮ ﻣﺜﻞ ﺍﺷﺘﻘﺎﻕ ﺍﻟﺮﻗﻢ‬
‫‪ - ٥ -‬ﻣﻦ ﺍﻟﺪﺍﺋﺮﺓ ﻭﺍﺷﺘﻘﺎﻕ ﻣﻔﻬﻮﻡ ﺍﳋﻮﻑ ﻣﻦ ﻣﺸﺎﻋﺮ ﺍﳋﻮﻑ ﻣﻦ ﺣﻴﻮﺍﻥ ﻣﺎ ﻭﻟﻠﻤﻔﺎﻫﻴﻢ ﻋﺪﻳﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﻔﺎﺕ ﻧﺬﻛﺮ ﻣﻨﻬﺎ‪ (١) :‬ﺩﺭﺟﺔ ﺍﻟﺘﺠﺮﻳﺪ‪ :‬ﻛﻠﺐ‪،‬‬
‫ﺻﺪﺍﻗﺔ‪ ،‬ﻋﺪﺍﻟﺔ )‪ (٢‬ﺩﺭﺟﺔ ﺍﻟﺘﻌﻘﻴﺪ‪ :‬ﻭﺗﺘﻮﻗﻒ ﻋﻠﻰ ﻋﺪﺩ ﺍﻷﺑﻌﺎﺩ ﺃﻭ ﺍﻟﺼﻔﺎﺕ ﻭﺗﺒﺎﻳﻦ ﻣﺴﺘﻮﻯ ﲤﺜﻠﻬﺎ ﺃﻭ ﺍﺳﺘﺪﺧﺎﳍﺎ‪ ،‬ﻭﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﺍﻟﻘﺎﺋﻤﺔ ﺑﻴﻨﻬﺎ‪ (٣) .‬ﺩﺭﺟﺔ‬
‫ﺍﻟﺘﻤﺎﻳﺰ‪ :‬ﻭﻫﻲ ﺍﻟﺪﺭﺟﺔ ﺍﻟﱵ ﳝﻜﻦ ﻓﻴﻬﺎ ﻟﻠﻤﺠﻤﻮﻋﺔ ﺍﻷﺳﺎﺳﻴﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﻔﺎﺕ ﺍﳌﺸﺘﺮﻛﺔ ﺍﻟﱵ ﲤﺜﻠﻬﺎ ﻫﺬﻩ ﺍﳌﻔﺎﻫﻴﻢ ﺃﻭ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﱵ ﺗﺘﻤﺜﻞ ﰲ ﺍﻻﺷﻜﺎﻝ ﺍﳌﺨﺘﻠﻔﺔ ﻭﺍﳌﺘﺸﺎﻬﺑﺔ‬
‫ﺍﻟﱵ ﲢﺪﺩ ﺍﻟﻨﻤﺎﺫﺝ ﺍﳌﺘﺒﺎﻳﻨﺔ ﻟﻠﻤﻔﻬﻮﻡ‪ .‬ﻣﺜﺎﻝ‪ :‬ﻣﻔﻬﻮﻡ ﺍﳌﱰﻝ ﻣﺘﻤﺎﻳﺰ ﺇﱃ ﺣﺪ ﻛﺒﲑ ﻷﻧﻪ ﻳﺘﺠﻠﻰ ﰲ ﺃﺷﻜﺎﻝ ﻋﺪﻳﺪﺓ ﻣﺘﻨﻮﻋﺔ‪ :‬ﻛﻮﺥ‪ ،‬ﻗﺼﺮ‪ ،‬ﻓﻴﻼ‪ ،‬ﺑﻨﺎﺀ‪ .‬ﺑﻴﻨﻤﺎ ﺍﳌﻔﺎﻫﻴﻢ‬
‫ﺍﳌﺘﻌﻠﻘﺔ ﺑﺼﻔﺎﺕ ﺍﻷﺷﻴﺎﺀ ﻣﺘﻔﺎﻭﺗﺔ ﺍﻟﺘﻤﺎﻳﺰ )ﺟﺬﺍﺏ‪ ،‬ﺑﺎﻫﺖ‪ ،‬ﲨﻴﻞ‪ ،‬ﻗﺒﻴﺢ( ﺃﻣﺎ ﻣﻔﻬﻮﻡ ﺃﻣﻠﺲ ﻓﻬﻮ ﻗﻠﻴﻞ ﺍﻟﺘﻤﺎﻳﺰ‪ ،‬ﻭﻣﻔﻬﻮﻡ ﺍﳌﻌﻠﻢ ﻣﺘﻔﺎﻭﺕ ﺍﻟﺘﻤﺎﻳﺰ‪ :‬ﻣﻌﻠﻢ ﺍﺑﺘﺪﺍﺋﻲ‪،‬‬
‫ﺛﺎﻧﻮﻱ‪ ،‬ﺟﺎﻣﻌﻲ‪ ،‬ﻣﻌﻠﻢ ﺣﺮﻓﺔ‪ ...‬ﺍﱁ‪ (٤) .‬ﻣﺮﻛﺰﻳﺔ ﺍﻷﺑﻌﺎﺩ‪ :‬ﺃﻱ ﺃﻥ ﺍﻟﺼﻔﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﺼﻔﺎﺕ‪ ،‬ﺍﳋﺎﺻﻴﺔ ﺃﻭ ﺍﳋﺼﺎﺋﺺ ﺍﳌﺴﻴﻄﺮﺓ ﺃﻭ ﺍﻟﺮﺋﻴﺴﻴﺔ ﺑﲔ ﺍﳋﺼﺎﺋﺺ ﻭﺍﻷﺑﻌﺎﺩ‬
‫ﺍﻷﺧﺮﻯ ﺗﺆﻟﻒ ﻗﻄﺐ ﺍﻟﺮﺣﻰ ﰲ ﺍﳌﻔﻬﻮﻡ ﻭﺍﳌﺮﺗﻜﺰﺍﺕ ﺍﻷﺳﺎﺳﻴﺔ ﻟﻪ‪ .‬ﻓﻤﻔﻬﻮﻡ ﺍﻟﻄﻔﻞ ﺍﻟﺮﺿﻴﻊ ﻳﻘﻮﻡ ﻋﻠﻰ ﺧﺎﺻﻴﺔ ﺍﻟﻌﻤﺮ ﺃﻭ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﻌﻤﺮ‪ ،‬ﻭﻣﻔﻬﻮﻡ ﺍﳊﻴﻮﺍﻥ ﻳﻘﻮﻡ‬
‫ﻋﻠﻰ ﺃﺑﻌﺎﺩ ﺍﻟﺘﻜﺎﺛﺮ ﻭﻫﻀﻢ ﺍﻟﻄﻌﺎﻡ ﻭﻃﺮﺡ ﺍﻟﻔﻀﻼﺕ‪ ...‬ﺍﱁ‪.‬‬
‫ﻭﻇﺎﺋﻒ ﺍﻟﺘﻔﻜﲑ‬
‫ﺗﺘﻌﺪﺩ ﻭﻇﺎﺋﻒ ﺍﻟﺘﻔﻜﲑ ﻟﺪﻳﻨﺎ ﻛﺒﺸﺮ ﺑﺘﻌﺪﺩ ﺍﳌﻬﻤﺎﺕ ﻭﺍﳌﺴﺎﺋﻞ ﺍﳊﻴﻮﻳﺔ ﺍﻟﱵ ﳒﺎﻬﺑﻬﺎ ﰲ ﺣﻴﺎﺗﻨﺎ ﺍﻟﻴﻮﻣﻴﺔ ﻭﺗﺘﻄﻠﺐ ﺍﺟﺎﺑﺎﺕ ﻭﺣﻠﻮ ﹰﻻ ﻣﻨﺎﺳﺒﺔ ﳍﺎ ﻓﺎﻟﺘﻔﻜﲑ ﰲ ﺍﻷﺷﻴﺎﺀ‬
‫ﻭﺍﻟﻈﻮﺍﻫﺮ ﻭﺍﻟﻨﺎﺱ ﻭﺍﳌﻮﺍﻗﻒ ﻳﺆﺩﻱ ﺇﱃ ﻧﺘﺎﺋﺞ ﳐﺘﻠﻔﺔ ﺗﺒﻌﹰﺎ ﻟﻄﺒﻴﻌﺔ ﺍﳌﻌﻠﻮﻣﺎﺕ ﻭﻛﻤﻴﺘﻬﺎ ﻭﻧﻮﻋﻴﺘﻬﺎ ﻭﻟﻠﻘﺪﺭﺍﺕ ﺍﻟﻌﻘﻠﻴﺔ ﻭﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﺍﻟﱵ ﳝﺘﻠﻜﻬﺎ ﺍﻟﻔﺮﺩ ﻭﻃﺒﻘﹰﺎ ﻟﻸﻫﺪﺍﻑ‬
‫ﺍﳌﺘﻮﺧﺎﺓ ﻣﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﳌﻌﺎﳉﺔ ﻭﳍﺬﺍ ﺳﻨﻨﺼﺮﻑ ﻋﻦ ﳎﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻮﻇﺎﺋﻒ ﺍﻟﱵ ﻳﺆﺩﻳﻬﺎ ﺍﻟﺘﻔﻜﲑ ﻭﻧﻘﺘﺼﺮ ﻋﻠﻰ ﻭﻇﻴﻔﺘﲔ ﺍﺳﺎﺳﻴﺘﲔ ﳘﺎ ﺇﻧﺸﺎﺀ ﺍﳌﻌﺎﱐ‪ ،‬ﻭﺍﻻﺳﺘﺪﻻﻝ‪.‬‬
‫‪ (١‬ﺇﻧﺸﺎﺀ ﺍﳌﻌﺎﱐ‪ :‬ﻳﻌﺮﻑ ﺍﳌﻌﲎ ﺑﺄﻧﻪ ﺍﻟﻔﻜﺮﺓ ﺍﻟﻜﻠﻴﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﺍﻟﱵ ﺗﺪﻝ ﻋﻠﻰ ﻓﺌﺔ ﻣﻦ ﺍﻷﺷﻴﺎﺀ ﻳﺸﺘﺮﻙ ﺍﻓﺮﺍﺩﻫﺎ ﺑﺼﻔﺎﺕ ﻣﻌﻴﻨﺔ ﳑﻴﺰﺓ ﻣﺘﺸﺎﻬﺑﺔ‪ .‬ﻭﻳﺘﻢ ﺗﻜﻮﻳﻦ ﺍﳌﻌﺎﱐ‬
‫ﺑﺎﻻﻋﺘﻤﺎﺩ ﻋﻠﻰ ﺍﻻﺩﺭﺍﻛﺎﺕ ﺍﳊﺴﻴﺔ ﻭﺍﳋﱪﺍﺕ ﺍﳌﺒﺎﺷﺮﺓ ﺃﻭ ﺑﺎﺳﺘﺨﺪﺍﻡ ﺍﻟﻘﺪﺭﺓ ﺍﻟﺘﻤﻴﻴﺰﻳﺔ ﻭﺍﻻﻋﺘﻤﺎﺩ ﻋﻠﻰ ﻋﻤﻠﻴﱵ ﺍﻟﺘﺠﺮﻳﺪ ﻭﺍﻟﺘﻌﻤﻴﻢ ﺃﻱ ﺑﺎﺩﺭﺍﻙ ﺻﻔﺔ ﺍﻟﺜﺒﺎﺕ‬
‫)ﺍﻟﺘﺸﺎﺑﻪ( ﻭﺍﻟﺘﻤﺎﻳﺰ )ﺍﻻﺧﺘﻼﻑ( ﰲ ﺍﻷﺷﻴﺎﺀ‪ ...‬ﻭﻣﻊ ﻣﺮﻭﺭ ﺍﻟﺰﻣﻦ ﻭﺍﻟﺘﻤﻜﻦ ﻣﻦ ﺍﺳﺘﺨﺪﺍﻡ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺗﺼﺒﺢ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﻣﻌﺘﻤﺪﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺮﻣﻮﺯ ﺃﻱ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﺍﳌﻌﺎﱐ‬
‫ﻭﺍﳌﻔﺎﻫﻴﻢ ﺗﺘﻢ ﺑﺎﻟﺘﺪﺭﻳﺞ ﻭﻃﺒﻘﹰﺎ ﻟﻨﻮﻉ ﺍﳌﻌﺎﱐ‪ :‬ﺣﺴﻴﺔ ﻣﺒﺎﺷﺮﺓ‪ ،‬ﺷﺒﻪ ﺣﺴﻴﺔ ﻭﻏﲑ ﻣﺒﺎﺷﺮﺓ‪ ،‬ﻋﻘﻠﻴﺔ ﳎﺮﺩﺓ‪ .‬ﻭﳑﺎ ﻳﺴﺎﻋﺪ ﻋﻠﻰ ﺗﻜﻮﻳﻦ ﺍﳌﻌﺎﱐ ﺻﻴﺎﻏﺘﻬﺎ ﺑﻘﺎﻟﺐ ﺭﻣﺰﻱ‬
‫ﺃﻭ ﻛﻼﻣﻲ ﳑﺎ ﳛﺮﺭﻫﺎ ﺑﺎﻟﺘﺎﱄ ﻣﻦ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﺍﳊﻲ ﻭﻣﻦ ﺍﻟﺰﻣﺎﻥ ﻭﺍﳌﻜﺎﻥ‪ (٢ .‬ﺍﻻﺳﺘﺪﻻﻝ‪ :‬ﺍﻻﺳﺘﺪﻻﻝ ﻧﻮﻉ ﻣﻦ ﺍﶈﺎﻛﻤﺔ )ﺇﺻﺪﺍﺭ ﺣﻜﻢ( ﺃﻱ ﺇﻗﺎﻣﺔ ﻋﻼﻗﺔ ﺑﲔ ﺣﺪﺛﲔ‬
‫ﺃﻭ ﻇﺎﻫﺮﺗﲔ ﺃﻭ ﻣﻔﻬﻮﻣﲔ ﺃﺣﺪﳘﺎ ﻣﻌﺮﻭﻑ ﻭﺍﻵﺧﺮ ﳎﻬﻮﻝ‪ .‬ﻭﻳﻌﺘﻤﺪ ﺍﻻﺳﺘﺪﻻﻝ ﰲ ﺟﻮﻫﺮﻩ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﺔ ﺍﺠﻤﻟﺮﺩﺓ ﻟﻠﻌﻤﻠﻴﺎﺕ ﺍﻟﻌﻘﻠﻴﺔ ﻭﻫﻮ ﻋﻠﻰ ﻧﻮﻋﲔ‪ :‬ﺃ(‬
‫ﺍﺳﺘﺪﻻﻝ ﻣﺒﺎﺷﺮ ﺃﻱ ﻣﺴﺘﻨﺪ ﺇﱃ ﺩﻟﻴﻞ ﻣﺎﺩﻱ ﻣﺒﺎﺷﺮ ﻭﺷﻮﺍﻫﺪ ﻭﻗﺮﺍﺋﻦ ﻭﺇﻣﺎﺭﺍﺕ ﻣﺎﺩﻳﺔ ﺣﺴﻴﺔ‪ .‬ﺏ( ﺍﺳﺘﺪﻻﻝ ﻏﲑ ﻣﺒﺎﺷﺮ ﻭﻳﺴﺘﺨﺪﻡ ﰲ ﺣﺎﻝ ﻋﺪﻡ ﻣﻼﺋﻤﺔ‬
‫ﺍﻻﺳﺘﺪﻻﻝ ﺍﳌﺒﺎﺷﺮ ﻟﻌﺪﻡ ﺗﻮﻓﺮ ﻗﺮﺍﺋﻦ ﻭﺃﺩﻟﺔ ﺣﺴﻴﺔ‪ ،‬ﻛﻤﺎ ﳛﺪﺙ ﻋﻨﺪ ﳏﺎﻭﻟﺔ ﺣﻞ ﻣﺸﺎﻛﻞ ﻣﻌﻴﻨﺔ ﻻ ﺗﻘﻮﺩ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﺘﺮﺍﺑﻄﺎﺕ ﺃﻭ ﺍﻷﺣﻜﺎﻡ ﺇﱃ ﺍﻟﻮﺻﻮﻝ ﻟﻠﺤﻞ‬
‫ﺍﳌﻄﻠﻮﺏ ﻋﻨﺪﺋﺬ ﻧﻠﺠﺄ ﻟﻠﻔﺮﻭﺽ ﺍﻟﱵ ﲤﺘﺤﻦ ﻭﻳﺘﻢ ﺍﻟﺘﺜﺒﺖ ﻣﻦ ﺻﺤﺘﻬﺎ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺍﻟﺘﺠﺮﺑﺔ ﺍﻟﻔﻌﻠﻴﺔ ﻭﰲ ﺣﺎﻝ ﺍﻟﺘﺜﺒﺖ ﻣﻨﻬﺎ ﺗﺼﺒﺢ ﻗﺎﻧﻮﻧﹰﺎ ﳝﻜﻦ ﺗﻌﻤﻴﻤﻪ‪ .‬ﻋﻠﻰ ﺳﺒﻴﻞ‬
‫ﺍﳌﺜﺎﻝ‪ :‬ﺗﻜﻮﻥ ﺍﺳﺘﺪﻻﻻﺕ ﺍﻟﻄﻔﻞ ﰲ ﺳﻦ ﻣﺎ ﻗﺒﻞ ﺍﳌﺪﺭﺳﺔ )ﻣﻦ ‪ ٦-٣‬ﺳﻨﻮﺍﺕ( ﺳﺒﺒﻴﺔ ﺍﺣﻴﺎﺋﻴﺔ ﻧﻔﻌﻴﺔ ﻛﻲ ﺗﻼﺋﻢ ﺫﺍﺗﻪ ﺃﻭ ﻋﺎﳌﻪ ﺍﻟﺬﺍﰐ ﻭﻫﻲ ﻟﻴﺴﺖ ﻛﺬﻟﻚ ﻋﻨﺪ‬
‫ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺍﻟﺮﺍﺷﺪ ﺣﻴﺚ ﻳﺼﺒﺢ ﺍﻻﺳﺘﺪﻻﻝ ﻣﻮﺿﻮﻋﻴﹰﺎ ﺃﻭ ﻳﺄﺧﺬ ﻫﺬﺍ ﺍﳌﻨﺤﻰ‪ .‬ﻭﺍﻟﺘﻔﻜﲑ ﰲ ﺗﺼﺪﻳﻪ ﻟﻠﻤﺸﻜﻼﺕ ﻭﺇﳚﺎﺩ ﺍﳊﻠﻮﻝ ﳍﺎ ﻭﺗﻮﻟﻴﺪ ﺍﳌﻌﺎﱐ ﻭﺍﻻﺳﺘﺪﻻﻻﺕ ﰲ‬
‫ﺳﻴﺎﻕ ﺫﻟﻚ ﻳﺴﺘﻐﺮﻕ ﺯﻣﻨﹰﺎ ﻭﻳﻘﻮﻡ ﺑﺴﻠﺴﻠﺔ ﻣﻦ ﺍﳋﻄﻮﺍﺕ ﺭﻳﺜﻤﺎ ﻳﻌﺜﺮ ﻋﻠﻰ ﺍﳊﻞ ﻭﻳﺴﺪ ﺍﻟﻔﺠﻮﺓ ﺑﲔ ﻣﺎ ﻫﻮ ﻣﻌﻠﻮﻡ ﻭﳎﻬﻮﻝ ﻭﻫﺬﻩ ﺍﳋﻄﻮﺍﺕ ﳍﺎ ﺗﻌﺎﻗﺐ ﻣﻨﻄﻘﻲ‬
‫ﻭﺗﺴﻠﺴﻞ ﻣﻨﺘﻈﻢ‪ ،‬ﻭﳑﺎ ﻳﻌﻮﻕ ﺇﻧﺸﺎﺀ ﺍﳌﻌﺎﱐ ﻭﺍﻷﻓﻜﺎﺭ ﺃﻣﻮﺭ ﻋﺪﻳﺪﺓ ﻧﺬﻛﺮ ﻣﻨﻬﺎ‪ -١ :‬ﻋﺪﻡ ﻭﺟﻮﺩ ﺗﻔﺴﲑ ﺳﺎﺑﻖ ﻟﻸﺷﻜﺎﻝ ﺃﻭ ﺍﳌﻮﻗﻒ ﺍﳌﺸﻜﻞ‪ -٢ .‬ﻋﺪﻡ ﻭﺟﻮﺩ‬
‫ﻣﻌﻠﻮﻣﺎﺕ ﻭﻗﻮﺍﻋﺪ ﻛﺎﻓﻴﺔ‪ -٣ .‬ﻭﺟﻮﺩ ﻗﺎﻋﺪﺓ ﺃﻭ ﻗﻮﺍﻋﺪ ﺛﺎﺑﺘﺔ ﻭﺭﺍﺳﺨﺔ ﻳﺼﻌﺐ ﺗﻐﻴﲑﻫﺎ‪ -٤ .‬ﺍﳋﻮﻑ ﻣﻦ ﺍﳋﻄﺄ ﻭﺍﻟﻨﻘﺪ ﻭﺍﻟﺘﻘﻮﱘ‪ -٥ .‬ﺗﻘﻮﱘ ﺍﳌﻌﺎﱐ ﻭﺍﻷﻓﻜﺎﺭ ﺃﻱ‬
‫ﺇﺩﺭﺍﻙ ﻣﺪﻯ ﻗﻴﻤﺘﻬﺎ ﻭﺇﺩﺭﺍﻙ ﺍﳉﻤﺎﻋﺔ ﻭﺗﻘﺒﻠﻬﺎ ﳍﺬﻩ ﺍﻷﻓﻜﺎﺭ‪ .‬ﻭﻛﺬﻟﻚ ﺇﺩﺭﺍﻙ ﻣﺪﻯ ﳐﺎﻟﻔﺘﻬﺎ ﻟﻠﻤﻌﺎﻳﲑ‪.‬‬
‫ﺍﻟﺘﻔﻜﲑ ﻭﻃﺮﻳﻘﺔ ﺣﻞ ﺍﳌﺸﻜﻼﺕ‬
‫ﻫﻨﺎﻙ ﻋﻼﻗﺔ ﻭﺛﻴﻘﺔ ﺑﲔ ﺍﻟﺘﻔﻜﲑ ﻭﺣﻞ ﺍﳌﺸﻜﻼﺕ؛ ﺫﻟﻚ ﻻﻥ ﺣﻞ ﺍﳌﺸﻜﻼﺕ ﻳﺘﺤﻘﻖ ﺣﺼﺮﹰﺍ ﺑﻮﺍﺳﻄﺔ ﺍﻟﺘﻔﻜﲑ ﺑﺄﳕﺎﻃﻪ ﺍﳌﺨﺘﻠﻔﺔ‪ ،‬ﻭﻻ ﳝﻜﻦ ﲢﻘﻘﻪ ﻋﻦ ﺃﻱ ﻃﺮﻳﻖ‬
‫ﺁﺧﺮ‪ ،‬ﻭﺍﻥ ﺍﻟﺘﻔﻜﲑ ﻭﻃﺮﺍﺋﻘﻪ ﻭﺃﺳﺎﻟﻴﺒﻪ ﻭﻧﺘﺎﺟﺎﺗﻪ ﺗﺘﻜﻮﻥ ﻋﻠﻰ ﺃﻓﻀﻞ ﻭﺟﻪ ﰲ ﺳﻴﺎﻕ ﺣﻞ ﺍﳌﺸﻜﻼﺕ‪ ،‬ﺃﻱ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﺼﻄﺪﻡ ﺍﳌﺘﻌﻠﻢ ﺑﺎﻋﺘﺒﺎﺭﻩ ﺣﻼ ﹰﻻ ﻟﻠﻤﺸﺎﻛﻞ ﺃﻭ‬
‫ﺍﳌﺴﺎﺋﻞ ﻭﺍﳌﻬﺎﻡ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻤﻴﺔ‪ ،‬ﺑﺎﳌﺸﻜﻼﺕ ﻭﺍﳌﺴﺎﺋﻞ ﺍﻟﱵ ﺗﺘﻨﺎﺳﺐ ﻣﻊ ﻣﺴﺘﻮﻯ ﳕﻮﻩ ﺍﻟﻌﻘﻠﻲ‪ ،‬ﻭﻳﺘﻤﻜﻦ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻮﺟﻪ ﰲ ﻣﻌﻄﻴﺎﻬﺗﺎ‪ ،‬ﻭﺻﻴﺎﻏﺘﻬﺎ‪ ،‬ﻭﻣﻌﺮﻓﺔ ﺣﺪﻭﺩﻫﺎ‪،‬‬
‫ﻭﺍﳊﺼﻮﻝ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺒﻴﺎﻧﺎﺕ ﻭﺍﳌﻌﻠﻮﻣﺎﺕ ﺍﳌﺘﺼﻠﺔ ﻬﺑﺎ‪ ،‬ﻭﺍﳚﺎﺩ ﺣﻠﻮﻝ ﳍﺎ‪ .‬ﺍﻟﻌﻮﺍﻣﻞ ﺍﳌﻌﺮﻗﻠﺔ ﻟﻄﺮﻳﻘﺔ ﺣﻞ ﺍﳌﺸﻜﻼﺕ‪ ..‬ﺗﻮﺟﺪ ﻋﻮﺍﻣﻞ ﻋﺪﻳﺪﺓ ﺗﻌﺮﻗﻞ ﺍﻟﻮﺻﻮﻝ ﺇﱃ ﺍﳊﻞ‬
‫ﺍﳌﻨﺎﺳﺐ ﻟﻠﻤﺸﻜﻠﺔ ﻭﺗﺆﺩﻱ ﺇﱃ ﺍﺳﺘﺠﺎﺑﺎﺕ ﻏﲑ ﻣﻼﺋﻤﺔ ﻭﻟﻌﻞ ﻣﻦ ﺃﳘﻬﺎ ﺍﻟﻌﻮﺍﻣﻞ ﺍﻟﺘﺎﻟﻴﺔ‪ -١ :‬ﺍﻟﺘﻬﻴﺆ ﺍﻟﻌﻘﻠﻲ‪ :‬ﻭﻫﻮ ﺍﻟﺘﻬﻴﺆ ﺍﻟﺬﻱ ﳚﻌﻞ ﺍﻟﻔﺮﺩ ﻳﺴﺘﺠﻴﺐ ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ‬
‫ﻣﻌﻴﻨﺔ ﻭﳛﺪ ﻣﻦ ﻣﺪﻯ ﺍﻟﻔﺮﺿﻴﺎﺕ ﺍﳌﻘﺘﺮﺣﺔ ﻭﻳﺆﺩﻱ ﺇﱃ ﺍﻟﺘﻌﻠﻖ ﲝﻠﻮﻝ ﻏﲑ ﻣﻼﺋﻤﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﻋﺪﻡ ﺻﻼﺣﻴﺘﻬﺎ‪ -٢ .‬ﺍﻟﺘﺜﺒﺖ ﺍﻟﻮﻇﻴﻔﻲ‪ :‬ﻭﻳﺸﲑ ﺇﱃ ﺇﺻﺮﺍﺭ‬
‫ﺍﻟﻔﺮﺩ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻤﺴﻚ ﺑﺎﳊﻠﻮﻝ ﺍﻟﺴﺎﺋﺪﺓ‪ -٣ .‬ﺍﻟﺘﻨﻔﻴﺬ‪ :‬ﻭﺫﻟﻚ ﺑﺘﻄﺒﻴﻖ ﺍﳊﻠﻮﻝ ﺍﻟﱵ ﰎ ﺍﻟﺘﺜﺒﺖ ﻣﻦ ﺻﺤﺘﻬﺎ‪.‬‬

‫ﻃﺮﺍﺋﻖ ﺇﻧﺸﺎﺀ ﺍﳌﻌﺎﱐ ﻭﺍﻻﺳﺘﺪﻻﻻﺕ‬

‫ﺗﺘﻌﺪﺩ ﺍﻟﻄﺮﺍﺋﻖ ﻭﺍﻷﺳﺎﻟﻴﺐ ﺍﻟﱵ ﻳﺴﺘﺨﺪﻣﻬﺎ ﺍﻟﺘﻔﻜﲑ ﰲ ﺇﻧﺸﺎﺀ ﺍﳌﻌﺎﱐ ﻭﺗﻜﻮﻳﻦ ﺍﳌﻔﺎﻫﻴﻢ ﻭﺍﻻﺳﺘﺪﻻﻻﺕ ﻭﺍﶈﺎﻛﻤﺎﺕ‪ ،‬ﻟﻜﻨﻨﺎ ﺳﻨﻜﺘﻔﻲ ﺑﺬﻛﺮ ﺍﻟﻄﺮﻳﻘﺘﲔ ﺍﻟﺮﺋﻴﺴﻴﺘﲔ‬
‫ﻭﳘﺎ‪ :‬ﺃ‪ .‬ﻃﺮﻳﻘﺔ ﺍﻻﺳﺘﻨﺘﺎﺝ‪ :‬ﻫﻮ ﺭﺩ ﺍﳉﺰﺋﻲ ﺇﱃ ﺍﻟﻜﻠﻲ ﺃﻱ ﺗﻄﺒﻴﻖ ﻗﺎﻋﺪﺓ ﻋﻠﻰ ﺣﺎﻟﺔ ﺟﺰﺋﻴﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﻭﻣﻌﺮﻓﺔ ﻭﻓﻬﻢ ﺍﻷﺷﻴﺎﺀ ﻭﺍﻷﻓﻜﺎﺭ ﺍﳋﺎﺻﺔ ﺍﺳﺘﻨﺎﺩﹰﺍ ﺃﻭ ﺍﻧﻄﻼﻗﹰﺎ‬
‫ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺎﻋﺪﺓ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ‪ .‬ﺏ‪ .‬ﻃﺮﻳﻘﺔ ﺍﻻﺳﺘﻘﺮﺍﺀ‪ :‬ﻫﻮ ﲨﻠﺔ ﺍﻻﺟﺮﺍﺀﺍﺕ ﺍﻟﱵ ﻧﻘﻮﻡ ﻬﺑﺎ ﻋﻨﺪ ﻣﻌﺎﳉﺔ ﺍﳊﺎﻻﺕ ﺍﳉﺰﺋﻴﺔ ﺍﳌﺘﻌﺪﺩﺓ ﻟﻠﻮﺻﻮﻝ ﻣﻨﻬﺎ ﺇﱃ ﺍﻟﻘﺎﻋﺪﺓ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﻭﺍﳌﻌﺎﱐ‬
‫ﻭﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﺍﻟﻜﻠﻴﺔ‪ .‬ﻭﻳﺘﻨﻘﻞ ﺍﻟﺘﻔﻜﲑ ﺧﻼﻝ ﻧﺸﺎﻃﻪ ﺩﻭﻣﹰﺎ ﻣﻦ ﺍﻻﺳﺘﻨﺘﺎﺝ ﺇﱃ ﺍﻻﺳﺘﻘﺮﺍﺀ ﻭﻣﻦ ﺍﻻﺳﺘﻘﺮﺍﺀ ﺇﱃ ﺍﻻﺳﺘﻨﺘﺎﺝ ﻭﻫﻜﺬﺍ‪ .‬ﲟﻌﲎ ﺃﻥ ﻛﻞ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﻣﻦ ﻛﻼ‬
‫ﺍﻟﻄﺮﻳﻘﺘﲔ ﺗﻌﺘﻤﺪ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺧﺮﻯ ﻭﺗﺴﺘﻔﻴﺪ ﻣﻨﻬﺎ ﻭﺗﻐﻨﻴﻬﺎ ﻭﺗﺘﻜﺎﻣﻞ ﻣﻌﻬﺎ‪ .‬ﻭﺍﻻﻟﺘﺰﺍﻡ ﺑﺎﺳﺘﺨﺪﺍﻡ ﺍﻷﺳﺎﻟﻴﺐ ﻭﺍﻷﺩﻭﺍﺕ ﺍﳌﺄﻟﻮﻓﺔ ﻭﺍﻟﺘﻘﻠﻴﺪﻳﺔ ﰲ ﺍﻟﺘﻔﻜﲑ ﻳﻘﻠﻞ ﻣﻦ‬
‫ﺍﺣﺘﻤﺎﻝ ﻭﺻﻮﻟﻪ ﺇﱃ ﺣﻞ ﺍﳌﺸﻜﻠﺔ ﰲ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﺍﳌﻨﺎﺳﺐ‪ .‬ﺝ‪ .‬ﺍﻻﻓﺘﺮﺍﺿﺎﺕ ﺍﻟﻜﺎﻣﻨﺔ ﺍﻟﱵ ﻳﻔﺘﺮﺿﻬﺎ ﺍﻟﻔﺮﺩ ﻋﻦ ﺍﳌﺸﻜﻠﺔ ﺃﻭ ﻣﺎ ﻳﺆﻟﻒ ﺃﺳﺎﺳﹰﺎ ﻭﺧﻠﻔﻴﺔ ﳍﺬﻩ ﺍﻟﻔﺮﻭﺽ‬
‫ﻣﺜﻞ ﺍﻻﲡﺎﻫﺎﺕ ﻭﺍﳌﻌﺘﻘﺪﺍﺕ‪ ...‬ﺍﱁ‪.‬‬
‫ﺍﳋﻼﺻﺔ‬
‫ﻟﻘﺪ ﺍﺯﺩﺍﺩ ﺍﻻﻫﺘﻤﺎﻡ ﰲ ﺍﻟﺴﻨﻮﺍﺕ ﺍﻷﺧﲑﺓ ﲝﻞ ﺍﳌﺸﻜﻼﺕ ﰲ ﺇﻃﺎﺭ ﺳﻴﻜﻮﻟﻮﺟﻴﺔ ﺍﻟﺘﻔﻜﲑ‪ ،‬ﻭﺍﻟﺘﻔﻜﲑ ﺍﻻﺑﺘﻜﺎﺭﻱ ﺑﺼﻮﺭﺓ ﺧﺎﺻﺔ‪ ،‬ﻭﰲ ﺇﻃﺎﺭ ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﺑﺼﻮﺭﺓ ﻋﺎﻣﺔ‪،‬‬
‫ﻭﺗﺘﺠﻠﻰ ﺃﳘﻴﺔ ﻃﺮﻳﻘﺔ ﺣﻞ ﺍﳌﺸﻜﻼﺕ ﻛﺈﺣﺪﻯ ﺃﻫﻢ ﻃﺮﺍﺋﻖ ﺗﻨﻤﻴﺔ ﺍﻟﺘﻔﻜﲑ ﰲ ﺃﻥ ﺍﳌﺘﻌﻠﻢ ﰲ ﺷﺮﻭﻁ ﺍﳌﻮﺍﻗﻒ ﺍﻻﺷﻜﺎﻟﻴﺔ ﻳﻜﺘﺸﻒ ﻋﻨﺎﺻﺮ ﺟﺪﻳﺪﺓ ﻭﻳﻨﻤﻲ ﺃﺳﺎﻟﻴﺐ‬
‫ﻏﲑ ﻣﺄﻟﻮﻓﺔ ﻭﳜﺘﱪ ﻓﺮﺿﻴﺎﺕ ﻭﺗﻮﻗﻌﺎﺕ ﻣﻦ ﺻﻨﻌﻪ ﻫﻮ‪ ،‬ﻭﺑﻔﻀﻞ ﺫﻟﻚ ﻭﻧﺘﻴﺠﺔ ﻟﻪ ﻳﺼﺒﺢ ﻗﺎﺩﺭﹰﺍ ﻋﻠﻰ ﲡﺎﻭﺯ ﻗﺪﺭ ﺍﻛﱪ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﻌﻮﺑﺎﺕ ﺍﻟﱵ ﺗﻮﺍﺟﻬﻪ‪ ،‬ﻭﻋﻠﻰ ﺍﲣﺎﺫ‬
‫ﻗﺮﺍﺭﺍﺕ ﺍﻛﺜﺮ ﺩﻗﺔ ﻭﻣﻼﺀﻣﺔ‪.‬‬
‫ﺍﳌﺼﺎﺩﺭ‬
‫)‪1‬ﺃﺑﻮ ﺧﻮﻓﺎ‪ ،‬ﻣﺮﺍﺣﻞ ﺍﻟﻨﻤﻮ‪ ،‬ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻣﻮﺳﻜﻮ‪ (٢ .١٩٧٢ ،‬ﺗﻴﺨﺎﻣَﲑﻭﻑ‪ ،‬ﻙ‪ :‬ﺳﻴﻜﻮﻟﻮﺟﻴﺔ ﺍﻟﺘﻔﻜﲑ‪ ،‬ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻣﻮﺳﻜﻮ‪ (٣ .١٩٨٤ ،‬ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺴﺘﺎﺭ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ‪:‬‬
‫ﺃﺻﺎﻟﺔ ﺍﻟﺘﻔﻜﲑ‪ ،‬ﻣﻜﺘﺒﺔ ﺍﻻﳒﻠﻮ ﺍﳌﺼﺮﻳﺔ‪ ،‬ﺍﻟﻘﺎﻫﺮﺓ‪ (٤ .١٩٧٩ ،‬ﺳﻴﺪ ﳏﻤﺪ ﻏﻨﻴﻢ‪ :‬ﺳﻴﻜﻮﻟﻮﺟﻴﺔ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ‪ ،‬ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻨﻬﻀﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ‪ ،‬ﺍﻟﻘﺎﻫﺮﺓ‪.١٩٧٨ ،‬‬
‫ﺍﳍﻮﺍﻣﺶ‬
‫‪1 -‬ﻓﺎﺧﺮ ﻋﺎﻗﻞ‪ ،‬ﺍﻻﺑﺪﺍﻉ ﻭﺗﺮﺑﻴﺘﻪ‪ ،‬ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻟﻠﻤﻼﻳﲔ‪ ،‬ﺑﲑﻭﺕ‪ ،‬ﻁ‪ ،١٩٧٩ ،٢‬ﺹ‪ - ٢ .٢٩‬ﺍﻟﻜﺎﺗﺐ ﻟﻮﻣﻮﻑ‪١٩٦٣ ،‬ﻡ‪ - ٣ .‬ﺭﻭﺑﻨﺸﺘﲔ‪١٩٥٦ ،‬‬

‫‪1‬ـ ﻣﺪﺧﻞ )ﻣﻦ ﺍﻟﺪﻻﻻﺕ ﺇﱃ ﺍﻹﺷﻜﺎﻟﻴﺔ(‬

‫ﺇﻥ ﻣﻔﻬﻮﻡ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ‪ ،‬ﻣﻔﻬﻮﻡ ﻣﺘﺪﺍﻭﻝ ﰲ ﺍﻻﺻﻄﻼﺡ ﺍﻟﻴﻮﻣﻲ‪ ،‬ﺣﻴﺚ ﻳﻘﺎﻝ ﻋﺎﺩﺓ ﺇﻥ ﻟﻔﻼﻥ ﺷﺨﺼﻴﺔ ‪ ،‬ﻭﻳﻘﺼﺪ ﺑﺬﻟﻚ ﻣﺎ ﻳﺘﻤﻴﺰ ﺑﻪ ﺍﻟﻔﺮﺩ ﻋﻦ ﻏﲑﻩ ﻣﻦ‬
‫ﺧﺼﻮﺻﻴﺎﺕ ﺟﺴﻤﺎﻧﻴﺔ ﺃﻭ ﻣﻜﺎﻧﺔ ﺍﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﳑﻴﺰﺓ ‪ ،‬ﻣﺮﺗﺒﻄﺔ ﺑﺜﺮﻭﺗﻪ ﺃﻭ ﻧﻔﻮﺫﻩ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﺃﻭ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ‪ ...‬ﻭﻋﻠﻰ ﻋﻜﺲ ﺫﻟﻚ ‪ ،‬ﻧﺴﻤﻊ ﺑﻀﻌﻒ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ﺃﻭ‬
‫ﺍﻧﻌﺪﺍﻣﻬﺎ ‪ ،‬ﻭﻳﺮﺍﺩ ﺑﺬﻟﻚ ﺍﻹﺷﺎﺭﺓ ﺇﱃ ﺻﻔﺎﺕ ﺍﻻﻬﻧﺰﺍﻣﻴﺔ ‪ ،‬ﻭﺍﻻﺳﺘﺴﻼﻡ ‪ ،‬ﻭﺍﳋﻨﻮﻉ ‪ ،‬ﺍﻟﱵ ﳝﻜﻦ ﺃﻥ ﺗﻐﻠﺐ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻔﺮﺩ ‪ .‬ﻭﻫﺬﺍ ﻣﺎ ﻳﺆﻛﺪ ﺃﻥ ﻣﻔﻬﻮﻡ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ‪،‬‬
‫ﻣﺮﺗﺒﻂ ﰲ ﺍﻟﺘﻤﺜﻞ ﺍﻟﺸﺎﺋﻊ ‪ ،‬ﺑﺎﳌﻈﺎﻫﺮ ﺍﳋﺎﺭﺟﻴﺔ ﺍﻟﻘﺎﺑﻠﺔ ﻟﻺﺩﺭﺍﻙ ﺍﳌﺒﺎﺷﺮ ؛ ﳑﺎ ﻳﺒﲔ ﺃﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﺧﻠﻂ ﺑﲔ ﻣﻔﻬﻮﻡ ﺍﻟﺸﺨﺺ ﻭﻣﻔﻬﻮﻡ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ‪ .‬ﻭﻫﺬﺍ ﻣﺎ ﻳﺪﻓﻌﻨﺎ ﺇﱃ‬
‫ﺍﻟﺘﺴﺎﺅﻝ ﺣﻮﻝ ﺣﻘﻴﻘﺔ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﻼﺯﻡ ‪ ،‬ﻭﻣﺪﻯ ﺍﺭﺗﺒﺎﻁ ﻣﻔﻬﻮﻡ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ﺑﺎﳌﻈﺎﻫﺮ ﺍﳋﺎﺭﺟﻴﺔ ﺍﳌﻤﻴﺰﺓ‬
‫ﳒﺪ ﻣﻔﻬﻮﻡ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ﰲ ﺍﻟﻠﺴﺎﻥ ﺍﻟﻌﺮﰊ ﻻ ﻳﺒﺘﻌﺪ ﻛﺜﲑﺍ ﻋﻦ ﺍﻻﺻﻄﻼﺡ ﺍﻟﻌﺎﺩﻱ ‪ .‬ﺃﻣﺎ ﰲ ﺍﳊﻘﻞ ﺍﳌﻌﺠﻤﻲ ﺍﻟﻔﺮﻧﺴﻲ ‪ ،‬ﻓﺈﻧﻪ ﻳﻼﺣﻆ ﺃﻥ ﺍﳌﻌﲎ ﺍﻹﻳﺘﻴﻤﻮﻟﻮﺟﻲ‬
‫ﻟﻠﻜﻠﻤﺔ ﻳﺮﺗﺒﻂ ﺑﻜﻠﻤﺔ ‪ persona‬ﺍﻟﻼﺗﻴﻨﻴﺔ ‪ ،‬ﺍﻟﱵ ﺗﻌﲏ ﺍﻟﻘﻨﺎﻉ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻀﻌﻪ ﺍﳌﻤﺜﻞ ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻬﻪ ﺣﱴ ﻳﺘﻘﻤﺺ ﺍﻟﺪﻭﺭ ﺍﳌﺴﻨﺪ ﻟﻪ ‪ .‬ﻭﻳﺘﻮﺳﻊ ﻫﺬﺍ ﺍﳌﻔﻬﻮﻡ ﻟﻴﺠﻌﻠﻨﺎ‬
‫ﻧﺘﺴﺎﺀﻝ ﻋﻦ ﻃﺒﻴﻌﺔ ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ ﺍﳌﻤﻜﻨﺔ ﺑﲔ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ﻭﺍﻟﺪﻭﺭ ﺑﺎﻋﺘﺒﺎﺭ ﺍﻟﻔﺮﺩ ﻳﺆﺩﻱ ﰲ ﺣﻴﺎﺗﻪ ﺍﻟﻴﻮﻣﻴﺔ ﺃﺩﻭﺍﺭﺍ ﺍﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﳑﻴﺰﺓ‪ .‬ﻭﻫﺬﺍ ﻣﺎ ﻳﺴﺘﺪﻋﻲ ﻭﻗﻮﻓﺎ ﺃﻭﻟﻴﺎ ﻋﻨﺪ‬
‫ﻣﻔﻬﻮﻡ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ﰲ ﺍﻟﺘﻤﺜﻠﲔ ﺍﻟﻔﻠﺴﻔﻲ ﻭﺍﻟﻌﻠﻤﻲ‪.‬‬
‫ﺇﻥ ﻣﻌﲎ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ﻳﺮﺗﺒﻂ ﰲ ﺍﻻﺻﻄﻼﺡ ﺍﻟﻔﻠﺴﻔﻲ ﺑﻮﺿﻌﻴﺔ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﰲ ﻓﻠﺴﻔﺔ ﻣﻌﻴﻨﺔ ‪ .‬ﻓﻨﺠﺪ ﻛﺎﻧﻂ ﻣﺜﻼ ﳝﻴﺰ ﺑﲔ ﻣﻔﻬﻮﻡ ﺍﻟﺸﺨﺺ ﻭﻣﻔﻬﻮﻡ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ‪.‬‬
‫ﻓﺎﻟﺸﺨﺺ ‪ -‬ﻋﻨﺪﻩ ‪ -‬ﻫﻮ ﺍﻟﻔﺮﺩ ﺍﳌﺒﺎﺷﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﻨﺴﺐ ﻟﻪ ﻣﺴﺆﻭﻟﻴﺔ ﺃﻓﻌﺎﻟﻪ ﻭﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ﻫﻲ ﺍﻟﻜﻴﻨﻮﻧﺔ ﺍﻟﻌﺎﻗﻠﺔ ﺍﻟﱵ ﳚﺐ ﺃﻥ ﺗﺪﺭﻙ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﰲ ﺣﺮﻳﺘﻬﺎ ﻭﺣﺪﻭﺩ‬
‫ﺍﻟﻮﺍﺟﺐ ﺍﻷﺧﻼﻗﻲ ‪ .‬ﻭﺗﺮﺗﺒﻂ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ﰲ ﺍﻟﻄﺮﺡ ﺍﳍﻴﺠﻠﻲ ﺑﺎﻟﻮﻋﻲ ﺑﺎﻟﺬﺍﺕ ﰲ ﺇﻃﺎﺭ ﺍﻟﺼﲑﻭﺭﺓ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﻭﺍﳌﻄﻠﻘﺔ ﳊﺮﻛﺔ ﺍﻟﻮﺟﻮﺩ‪.‬‬
‫ﺃﻣﺎ ﰲ ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ‪ ،‬ﻓﺈﻥ ﻣﻔﻬﻮﻡ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ﻳﺘﺤﺪﺩ ﰲ ﺛﻼﺙ ﻣﻨﻈﻮﻣﺎﺕ ﺃﺳﺎﺳﻴﺔ‪:‬‬
‫ﻣﻨﻈﻮﻣﺔ ﺍﻟﺸﺨﺺ‪:‬ﻭﻳﻘﺼﺪ ﻬﺑﺎ ﺍﻟﺴﻤﺎﺕ ﺍﳌﻤﻴﺰﺓ ﻟﻺﻧﺴﺎﻥ ﻛﻌﻀﻮﻳﺔ ﺑﻴﻮﻟﻮﺟﻴﺔ ﻭﻛﻜﻴﻨﻮﻧﺔ ﻣﺴﺆﻭﻟﺔ ﺃﺧﻼﻗﻴﺎ‪ ،‬ﻭﻗﺎﻧﻮﻧﻴﺎ‪ ،‬ﻭﺍﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺎ‪.‬‬
‫ﺍﳌﻨﻈﻮﻣﺔ ﺍﻟﺴﻴﻜﻮﻟﻮﺟﻴﺔ ‪ :‬ﻭﻳﻘﺼﺪ ﻬﺑﺎ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﺇﱃ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻛﺤﻴﺎﺓ ﻧﻔﺴﻴﺔ ﺗﻨﻤﻮ ﻭﺗﺘﻐﲑ ﺑﻨﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﻣﻌﻄﻴﺎﺕ ﺫﺍﺗﻴﺔ ﻭﻣﻮﺿﻮﻋﻴﺔ‪ ،‬ﻭﻣﺎ ﻳﺘﺮﺗﺐ ﻋﻦ ﻣﺮﺍﻛﻤﺔ ﲡﺎﺭﺏ‬
‫ﻭﺧﱪﺍﺕ ﺗﻨﻌﻜﺲ ﻋﻠﻰ ﺳﻠﻮﻛﻴﺎﺕ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻭﺣﻴﺎﺗﻪ ﺍﻟﻔﺮﺩﻳﺔ‪.‬‬
‫ﺍﳌﻨﻈﻮﻣﺔ ﺍﻟﺴﻮﺳﻴﻮﺛﻘﺎﻓﻴﺔ ‪ :‬ﻭﻳﻘﺼﺪ ﻬﺑﺎ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﺇﱃ ﺍﻟﻔﺮﺩ ﰲ ﺗﻔﺎﻋﻠﻪ ﻣﻊ ﳏﻴﻄﻪ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ )ﺍﳌﺆﺳﺴﺎﺕ ‪ ،‬ﻭﺍﻵﻟﻴﺎﺕ ‪ ،‬ﻭﺍﻷﻧﻈﻤﺔ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ…(‪.‬‬
‫ﺇﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﻨﻮﻉ ﻭﺍﻻﺧﺘﻼﻑ ﰲ ﲢﺪﻳﺪ ﺍﳌﻌﲎ ﺍﻟﺪﻻﱄ ﳌﻔﻬﻮﻡ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ﻳﺆﻛﺪ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﺔ ﺍﻹﺷﻜﺎﻟﻴﺔ ﳊﻘﻴﻘﺔ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ‪ ...‬ﻭﻫﺬﺍ ﺑﺎﻟﻀﺒﻂ ﻣﺎ ﺗﺮﲨﺘﻪ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ‬
‫ﺗﺴﺎﺅﻻﺕ ﻧﻌﺘﱪ ﺍﻹﺟﺎﺑﺔ ﻋﻨﻬﺎ ﻫﻲ ﺍﳍﺎﺟﺲ ﺍﻟﺬﻱ ﺳﻴﻘﻮﺩ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺪﺭﺱ ‪:‬‬
‫ﻫﻞ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ﻧﻈﺎﻡ ﺧﺎﺭﺟﻲ ﺃﻡ ﺇﻬﻧﺎ ﻣﻔﻬﻮﻡ ﳎﺮﺩ؟‬ ‫·‬
‫ﻫﻞ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ﺑﻨﺎﺀ ﺳﻴﻜﻮﻟﻮﺟﻲ ﳏﺾ ؟ ﺃﻡ ﺃﻬﻧﺎ ﺣﺘﻤﻴﺔ ﺳﻮﺳﻴﻮﺛﻘﺎﻓﻴﺔ؟‬ ‫·‬
‫ﻫﻞ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ﻧﺘﺎﺝ ﺣﺘﻤﻲ ؟ ﺃﻡ ﺃﻬﻧﺎ ﺑﻨﺎﺀ ﻭﺍﻉ ﻭﻣﺴﺆﻭﻝ ﻳﻨﺸﺌﻪ ﺍﻟﻔﺮﺩ ﲟﺤﺾ ﺇﺭﺍﺩﺗﻪ؟‬ ‫·‬

‫‪ ٢‬ـ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ﻭﺃﻧﻈﻤﺔ ﺑﻨﺎﺋﻬﺎ ﺇﻥ ﲢﺪﻳﺪ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ﻛﺒﻨﺎﺀ ﺃﻭ ﻛﻨﻈﺎﻡ ﳛﺘﻢ ﻣﻌﺎﳉﺔ ﺍﳌﺴﺄﻟﺔ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺍﻟﻄﺮﻭﺣﺎﺕ ﺍﻟﱵ ﺣﺎﻭﻟﺖ ﲤﺜﻞ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ﰲ ﻣﻨﻈﻮﻣﺔ‬
‫ﻓﻜﺮﻳﺔ ﻣﻌﻴﻨﺔ ‪ ،‬ﻭﻋﻠﻴﻪ ﳒﺪ ﺃﻧﻔﺴﻨﺎ ﺃﻣﺎﻡ ﺧﻄﺎﺑﺎﺕ ﲢﺎﻭﻝ ﻛﻞ ﻣﻨﻬﺎ ﺣﺼﺮ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ﰲ ﲤﺜﻼﻬﺗﺎ ﺍﳋﺎﺻﺔ ‪ .‬ﻭﺣﱴ ﺗﻜﻮﻥ ﻣﻘﺎﺭﺑﺘﻨﺎ ﺇﺟﺮﺍﺋﻴﺔ ﻧﻘﻮﻡ ﲝﺼﺮ ﻫﺬﻩ‬
‫ﺍﳋﻄﺎﺑﺎﺕ ﰲ ﺍﳋﻄﺎﺏ ﺍﻟﻔﻠﺴﻔﻲ ‪ ،‬ﻭﺍﳋﻄﺎﺏ ﺍﻟﻌﻠﻤﻲ ‪ :‬ﺍﻟﺴﻴﻜﻮﻟﻮﺟﻲ ﻣﻨﻪ ﻭﺍﻟﺴﻮﺳﻴﻮﺛﻘﺎﰲ ‪.‬‬
‫ﻓﻔﻲ ﺍﳋﻄﺎﺏ ﺍﻟﻔﻠﺴﻔﻲ ﳒﺪ ﺃﻥ ﻣﻌﻈﻢ ﺍﻟﻔﻼﺳﻔﺔ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺗﻨﺎﻭﻟﻮﺍ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ‪ ،‬ﺗﻨﺎﻭﻟﻮﻫﺎ ﻛﻨﻈﺎﻡ ﳎﺮﺩ ﻣﺮﺗﺒﻂ ﺑﺎﻟﻮﻋﻲ ‪ .‬ﻓﻬﺬﺍﺩﻳﻜﺎﺭﺕ ‪ ،‬ﻳﺴﺘﺒﻌﺪ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ‬
‫ﺍﳋﺼﺎﺋﺺ ﺍﳉﺴﻤﻴﺔ ﻫﻲ ﺍﻟﱵ ﲤﻴﺰ ﺍﻟﺸﺨﺺ ﻋﻦ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ؛ ﻷﻥ ﻛﻴﻨﻮﻧﺔ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ﻻﺑﺪ ﺃﻥ ﺗﺮﺗﺒﻂ ﺑﺼﻔﺔ ﻻ ﺗﻘﺒﻞ ﺍﻟﺸﻚ ‪ ،‬ﻭﻻ ﲢﻞ ﰲ ﻣﻜﺎﻥ ‪ .‬ﻭﺣﻴﻨﻤﺎ ﻧﻔﻜﺮ‬
‫ﻣﻠﻴﺎ ‪ ،‬ﳒﺪ ﻋﻨﺪ ﺩﻳﻜﺎﺭﺕ ﺻﻔﺔ ﺍﻟﺘﻔﻜﲑ ﻫﻲ ﺍﻟﺼﻔﺔ ﺍﻷﺳﺎﺳﻴﺔ ﻭﺍﻟﻮﺣﻴﺪﺓ ﺍﻟﱵ ﲤﻴﺰ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ‪ .‬ﻭﻣﻦ ﲦﺔ ﻳﺮﺗﺒﻂ ﻣﻔﻬﻮﻡ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ﻋﻨﺪ ﺩﻳﻜﺎﺭﺕ ﺑﺎﻷﻧﺎ ﺍﳌﻔﻜﺮﺓ ﺃﻭ‬
‫ﺍﻟﺬﺍﺕ ﺍﻟﻮﺍﻋﻴﺔ )ﺃﻭ ﺍﳉﻮﻫﺮ ﺍﳌﻔﻜﺮ(‪ :‬ﻓﺤﻴﻨﻤﺎ ﺗﻨﻘﻄﻊ ﺍﻟﺬﺍﺕ ﻋﻦ ﺍﻟﺘﻔﻜﲑ ﺗﻨﻘﻄﻊ ﻋﻦ ﺍﻟﻮﺟﻮﺩ‪ .‬ﻟﺬﺍ ﻳﻘﻮﻝ ﺩﻳﻜﺎﺭﺕ ‪" :‬ﺇﺫﺍ ﺍﻧﻘﻄﻌﺖ ﻋﻦ ﺍﻟﺘﻔﻜﲑ‪ ،‬ﺍﻧﻘﻄﻌﺖ ﻋﻦ‬
‫ﺍﻭﺟﻮﺩ" ‪ ...‬ﻭﻛﺎﻥ ﻫﺬﺍ ‪ ،‬ﺗﻘﺮﻳﺒﺎ ‪ ،‬ﻫﻮ ﺍﻟﺘﺼﻮﺭ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﺒﻨﺎﻩ ﺍﺑﻦ ﺳﻴﻨﺎ ﺣﻴﻨﻤﺎ ﺭﺑﻂ ﺑﲔ ﺍﻷﻧﺎ ﻭﺍﻟﻮﻋﻲ ‪ ،‬ﻭﺍﻋﺘﻘﺪ ﺃﻥ ﺍﻷﻧﺎ ﳝﻜﻦ ﺃﻥ ﺗﻨﻘﻄﻊ ﻋﻦ ﻛﻞ ﺷﻲﺀ ﺇﻻ ﻋﻦ‬
‫ﺇﻧﻴﺘﻬﺎ ‪ .‬ﻭﻣﻦ ﲦﺔ ﻳﺴﺘﺒﻌﺪ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ﻣﺮﺗﺒﻄﺔ ﺑﺎﳌﻈﺎﻫﺮ ﺍﳉﺴﻤﺎﻧﻴﺔ ﻭﺍﳊﺴﻴﺔ‪.‬‬
‫ﺃﻣﺎ ﻛﺎﻧﻂ ﻓﻴﻌﺘﱪ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ﻣﻮﺿﻮﻋﺎ ﻟﻌﻘﻞ ﺃﺧﻼﻗﻲ ﻋﻤﻠﻲ ‪ ،‬ﺑﺎﻋﺘﺒﺎﺭ ﺃﻥ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ﻋﻨﺪﻩ ﺫﺍﺕ ﺃﺧﻼﻗﻴﺔ ‪ ،‬ﻷﻥ ﻣﺎ ﳝﻴﺰ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻋﻦ ﺍﻟﻜﺎﺋﻨﺎﺕ ﺍﻷﺧﺮﻯ ‪ ،‬ﻛﻮﻧﻪ‬
‫ﳝﺘﺎﺯ ﺑﺎﻟﻌﻘﻞ ‪ .‬ﻭﺣﻴﻨﻤﺎ ﻳﺴﺘﻌﻤﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﺩﺍﺓ ﺳﻴﻜﺘﺸﻒ ﺑﺄﻧﻪ ﻳﻌﻤﻞ ﲟﻘﺘﻀﻰ ﺍﻟﻮﺍﺟﺐ ﺍﻷﺧﻼﻗﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﳛﺘﻢ ﻋﻠﻴﻪ ﺃﻥ ﳛﺘﺮﻡ ﺫﺍﺗﻪ ﻭﳛﺘﺮﻡ ﺍﻵﺧﺮﻳﻦ ‪ ،‬ﻷﻧﻪ ﻳﻜﺘﺸﻒ‬
‫ﺫﺍﺗﻪ ﺑﺎﻋﺘﺒﺎﺭﻩ ﻣﻮﺟﻮﺩﺍ ﳝﻠﻚ ﻛﺮﺍﻣﺔ ‪ .‬ﻭﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻷﺳﺎﺱ ﺗﺮﺗﺒﻂ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ﺑﻮﻋﻲ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺑﻘﻴﻤﺘﻪ‪ ،‬ﻭﺑﺎﻟﺘﺎﱄ ﻭﻋﻲ ﺍﻟﺬﺍﺕ ﻟﻨﻔﺴﻬﺎ ﺑﺎﻋﺘﺒﺎﺭﻫﺎ ﻭﺟﻮﺩﺍ ﺃﺧﻼﻗﻴﺎ ‪...‬‬
‫ﻟﻜﻦ ﺳﺎﺭﺗﺮ ﻳﺮﻯ ﺃﻥ ﺍﻟﻮﻋﻲ ﺑﺎﻟﺬﺍﺕ ﻻ ﻳﻜﻮﻥ ﺗﻠﻘﺎﺋﻴﺎ ‪ ،‬ﺑﻞ ﻫﻮ ﻭﻋﻲ ﻳﻜﻮﻥ ﲝﻀﻮﺭ ﺍﻵﺧﺮ ‪ .‬ﻓﻘﺪ ﺃﻗﻮﻡ ﺑﺸﻲﺀ ﻣﺎ ‪ ،‬ﻭﻟﻜﻦ ﺣﲔ ﺃﺭﻓﻊ ﺭﺃﺳﻲ‪ ،‬ﺃﻛﺘﺸﻒ ﻧﻈﺮﺓ‬
‫ﺍﻵﺧﺮ ﺇﱄ ﻓﺄﺷﻌﺮ ﺑﺎﳋﺠﻞ ‪ ،‬ﻓﺄﻋﺮﻑ ﺑﺄﱐ ﺫﺍﺕ ﺧﺠﻮﻟﺔ ﻷﱐ ﺃﻧﻈﺮ ﺇﱃ ﻧﻔﺴﻲ ﻧﻈﺮﺓ ﺍﻵﺧﺮ ﺇﱄ‪ ،‬ﻭﺑﺘﻌﺒﲑ ﺃﺩﻕ ﻓﺎﻵﺧﺮ ﳚﻌﻠﲏ ﺃﻣﻮﺿﻊ ﺫﺍﰐ ‪ ...‬ﻭﻋﻠﻴﻪ ‪ ،‬ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻐﲑ‬
‫ﻳﻠﻌﺐ ﺩﻭﺭﺍ ﺃﺳﺎﺳﻴﺎ ﰲ ﺍﻟﺘﻌﺮﻑ ﻋﻦ ﺷﺨﺼﻴﺘﻨﺎ‪ ،‬ﻟﻜﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻮﻋﻲ ﻳﻈﻞ ﳏﺪﻭﺩﺍ ﻓﻬﻮ ﺷﻌﻮﺭ ﻧﺴﱯ‪ ،‬ﻷﻧﻪ ﻳﺘﻢ ﰲ ﺍﳊﺪﻭﺩ ﺍﻟﱵ ﺟﻌﻠﻨﺎ ﺍﻵﺧﺮ ﻧﺘﻤﺜﻠﻬﺎ…‬
‫ﳔﻠﺺ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺇﱃ ﺃﻥ ﺍﳋﻄﺎﺏ ﺍﻟﻔﻠﺴﻔﻲ ‪ ،‬ﻏﺎﻟﺒﺎ ﻣﺎ ﻳﻌﺘﱪ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ﻧﻈﺎﻣﺎ ﳎﺮﺩﺍ ﺧﺎﺻﺎ ﺑﺎﻟﺸﺨﺺ ‪ ،‬ﻭﻳﺮﺗﺒﻂ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺑﺎﻟﻮﻋﻲ ‪ ،‬ﺑﺎﻋﺘﺒﺎﺭ ﺃﻥ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ‬
‫ﻛﻴﻨﻮﻧﺔ ﻭﺍﻋﻴﺔ ﺑﺬﺍﻬﺗﺎ‪ ،‬ﺇﻣﺎ ﻛﺬﺍﺕ ﻣﻔﻜﺮﺓ‪ ،‬ﺃﻭ ﻛﺬﺍﺕ ﺃﺧﻼﻗﻴﺔ‪ ،‬ﺃﻭ ﻛﻤﻮﺿﻮﻉ ‪ ...‬ﺍﱁ ‪ .‬ﻓﻬﻞ ﻫﺬﺍ ﻫﻮ ﺍﻟﺘﻤﺜﻞ ﺍﻟﻌﻠﻤﻲ ﻟﻠﺸﺨﺼﻴﺔ ؟‬
‫ﺇﻥ ﻣﻔﻬﻮﻡ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ‪ ،‬ﻣﻮﺿﻮﻉ ﺣﻈﻲ ﻛﺜﲑﺍ ﺑﺎﻫﺘﻤﺎﻣﺎﺕ ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ‪ ،‬ﺇﱃ ﺍﳊﺪ ﺍﻟﺬﻱ ﳝﻜﻨﻨﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﻮﻝ ﺑﺄﻥ ﻫﺪﻑ ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﰲ ﻬﻧﺎﻳﺔ ﺍﳌﻄﺎﻑ ﻫﻮ‬
‫ﺩﺭﺍﺳﺔ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ‪.‬‬
‫ﻓﺎﳋﻄﺎﺏ ﺍﻟﺴﻴﻜﻮﻟﻮﺟﻲ ﺃﻣﻴﻞ ﺇﱃ ﺩﺭﺍﺳﺔ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ﻛﻜﻴﻨﻮﻧﺔ ﻓﺮﺩﻳﺔ ﻭﻛﺒﻨﺎﺀ ﺳﻴﻜﻮﻟﻮﺟﻲ‪ ،‬ﻭﻣﺎ ﳝﻴﺰ ﻫﺬﺍ ﺍﳋﻄﺎﺏ ﻫﻮ ﺍﻟﺘﻨﻮﻉ ﻭﺍﻻﺧﺘﻼﻑ‪ .‬ﻓﺎﻟﺴﻠﻮﻛﻴﺔ ﺍﻟﱵ‬
‫ﻳﺘﺰﻋﻤﻬﺎ ﻭﺍﻃﺴﻮﻥ ﺗﻌﺘﱪ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ﻧﺘﻴﺠﺔ ﺍﻟﺘﻌﻮﺩ ﻭﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﻌﻠﻢ ‪ .‬ﻳﻘﻮﻝ ﻭﺍﻃﺴﻮﻥ ‪ ":‬ﺃﻋﻄﻮﱐ ﻋﺸﺮﺓ ﻣﻦ ﺃﻃﻔﺎﻝ ﺃﺻﺤﺎﺀ ﺃﺳﻮﻳﺎﺀ ﺍﻟﺘﻜﻮﻳﻦ ‪ ،‬ﻓﺴﺄﺧﺘﺎﺭ ﺃﺣﺪﻫﻢ‬
‫ﺟﺰﺍﻓﺎ ‪ ،‬ﰒ ﺃﺩﺭﺑﻪ ‪ ،‬ﻓﺄﺻﻨﻊ ﻣﻨﻪ ﻣﺎ ﺃﺭﻳﺪ ‪ :‬ﻃﺒﻴﺒﺎ ‪ ،‬ﺃﻭ ﻓﻨﺎﻧﺎ ‪ ،‬ﺃﻭ ﻋﺎﳌﺎ ‪ ،‬ﺃﻭ ﺗﺎﺟﺮﺍ ‪ ،‬ﺃﻭ ﻟﺼﺎ ﺃﻭ ﻣﺘﺴﻮﻻ ‪ ،‬ﻭﺫﻟﻚ ﺑﻐﺾ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﻋﻦ ﻣﻴﻮﻟﻪ ﻭﻣﻮﺍﻫﺒﻪ ‪ ،‬ﺃﻭ ﺳﻼﻟﺔ‬
‫ﺃﺳﻼﻓﻪ ‪ " .‬ﺇﻥ ﻫﺬﺍ ﻣﺎ ﻳﺆﻛﺪ ﺃﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﳌﺪﺭﺳﺔ ﺗﺄﺛﺮﺕ ﻛﺜﲑﺍ ﺑﺘﺠﺎﺭﺏ ﺑﺎﻓﻠﻮﻑ ‪ .‬ﻓﻜﺎﻧﺖ ﻧﻈﺮﻬﺗﺎ ﺇﱃ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻧﻈﺮﺓ ﺁﻟﻴﺔ ﻣﻴﻜﺎﻧﻴﻜﻴﺔ ‪ .‬ﲟﻌﲎ ﺃﻥ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻻ‬
‫ﲢﺮﻛﻪ ﺩﻭﺍﻓﻊ ﻣﻮﺟﻬﺔ ﳓﻮ ﻏﺎﻳﺎﺕ ‪ ،‬ﺑﻞ ﻣﺜﲑﺍﺕ ﺗﺼﺪﺭ ﻋﻨﻬﺎ ﺍﺳﺘﺠﺎﺑﺎﺕ ﻋﻀﻠﻴﺔ ﻭﻏﺪﻳﺔ ﳐﺘﻠﻔﺔ ‪ .‬ﻭﻣﻦ ﲦﺔ‪ ،‬ﺗﻜﻮﻥ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ﻫﻲ ﳎﻤﻮﻉ ﺍﻟﺴﻠﻮﻛﺎﺕ ﺍﻟﱵ ﳝﻜﻦ‬
‫ﺃﻥ ﺗﻼﺣﻆ ﻣﻮﺿﻮﻋﻴﺎ ﺩﻭﻥ ﺍﻟﺮﺟﻮﻉ ﺇﱃ ﻣﺎ ﳛﺲ ﺑﻪ ﺍﻟﻔﺮﺩ ﻣﻦ ﻣﺸﺎﻋﺮ ﺃﻭ ﺣﺎﻻﺕ ﺷﻌﻮﺭﻳﺔ ‪ .‬ﻳﻘﻮﻝ ﻭﺍﻃﺴﻦ ‪ " :‬ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ﻫﻲ ﳏﺼﻠﺔ ﺃﻧﻮﺍﻉ ﺍﻟﻨﺸﺎﻁ ﻋﻨﺪ‬
‫ﺍﻟﻔﺮﺩ ﺑﺄﺳﻠﻮﺏ ﻣﻮﺿﻮﻋﻲ ﳌﺪﺓ ﻛﺎﻓﻴﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺰﻣﻦ ﰲ ﻣﻮﺍﻗﻒ ﳐﺘﻠﻔﺔ ﺗﺘﻴﺢ ﺍﻟﺘﻌﺮﻑ ﻋﻨﻪ ﻋﻦ ﻛﺜﺐ‪ .‬ﻛﻤﺎ ﺃﻬﻧﺎ ﲤﺜﻞ ﳎﻤﻮﻉ ﻋﺎﺩﺍﺗﻪ ﺍﻟﱵ ﲤﻴﺰﻩ ﻋﻦ ﻏﲑﻩ ﻣﻦ ﺍﻷﻓﺮﺍﺩ ‪.‬‬
‫"‬
‫ﺃﻣﺎ ﺍﳌﺪﺭﺳﺔ ﺍﻟﺸﻌﻮﺭﻳﺔ ‪ -‬ﺍﻟﱵ ﺍﺳﺘﻠﻬﻤﺖ ﺃﻃﺮﻭﺣﺘﻬﺎ ﻣﻦ ﻧﻈﺮﻳﺎﺕ ﺑﺮﻏﺴﻮﻥ ﻭ ﻭﻳﻠﻴﺎﻡ ﺟﻴﻤﺲ ‪ -‬ﻓﺈﻥ ﳍﺎ ﺗﺼﻮﺭﺍ ﳐﺎﻟﻔﺎ ﻋﻦ ﺍﳌﻨﻈﻮﺭ ﺍﻟﺴﻠﻮﻛﻲ ‪ ،‬ﻋﻠﻰ ﺍﻋﺘﺒﺎﺭ ﺃﻬﻧﺎ‬
‫ﺗﺮﻯ ﺃﻥ ﺍﻟﻈﺎﻫﺮﺓ ﺍﻟﺴﻴﻜﻮﻟﻮﺟﻴﺔ ﻇﺎﻫﺮﺓ ﺷﻌﻮﺭﻳﺔ ﺑﺎﻃﻨﻴﺔ ‪ ،‬ﻭﻣﻦ ﲦﺔ ‪ ،‬ﺗﻜﻮﻥ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ﻧﻈﺎﻣﺎ ﺳﻴﻜﻮﻟﻮﺟﻴﺎ ﺑﺎﻃﻨﻴﺎ ﻻ ﻳﺘﻤﺜﻠﻪ ﺑﻮﺿﻮﺡ ﺇﻻ ﺍﻟﻔﺮﺩ ﻧﻔﺴﻪ ‪ .‬ﻓﻘﺪ‬
‫ﻳﻜﻮﻥ ﺻﺪﻳﻖ ﻣﺎ ﺣﺰﻳﻨﺎ ‪ ،‬ﻣﺜﻼ ‪ ،‬ﻭﻗﺪ ﺃﺣﺰﻥ ﳊﺰﻧﻪ‪ ،‬ﻟﻜﻦ ‪ ،‬ﻻ ﳝﻜﻨﲏ ﺃﻥ ﺃﻃﺎﺑﻖ ﺣﺰﱐ ﻣﻊ ﺣﺰﻧﻪ‪ .‬ﻭﻣﻦ ﲦﺔ‪ ،‬ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻟﺴﺒﻴﻞ ﺍﻟﻮﺣﻴﺪ ﳌﻌﺮﻓﺔ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ﻫﻮ ﻣﻨﻬﺞ‬
‫ﺍﻻﺳﺘﺒﻄﺎﻥ ) ﺃﻭ ﻣﻨﻬﺞ ﺍﻟﺘﺄﻣﻞ ﺍﻟﺬﺍﰐ( ‪ ،‬ﺍﻟﺬﻱ ﳚﻌﻞ ﺍﻟﻔﺮﺩ ﻳﻨﻐﻤﺲ ﰲ ﺫﺍﺗﻪ ﻟﻜﻲ ﳜﱪﻧﺎ ﻋﻦ ﺧﱪﺍﺗﻪ ﺍﻟﺸﻌﻮﺭﻳﺔ‪ .‬ﺃﻣﺎ ﺍﻻﻋﺘﻤﺎﺩ ﻋﻠﻰ ﺍﳌﻼﺣﻈﺔ ﺍﳋﺎﺭﺟﻴﺔ ‪ -‬ﻛﻤﺎ‬
‫ﺗﻌﺘﻘﺪ ﺍﻟﺴﻠﻮﻛﻴﺔ ‪ -‬ﻓﻬﻮ ﲟﺜﺎﺑﺔ ﳏﺎﻭﻟﺔ ﺩﺭﺍﺳﺔ ﺷﻌﻮﺭ ﻓﻨﺎﻥ ‪ ،‬ﻣﺜﻼ ‪ ،‬ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺣﺠﻢ ﺍﻟﻠﻮﺣﺔ ﺍﻟﱵ ﺭﲰﻬﺎ ﻭﻧﻮﻋﻴﺔ ﺍﻟﺼﺒﺎﻏﺔ ﺍﻟﱵ ﺍﺳﺘﻌﻤﻠﻬﺎ ‪ ...‬ﺍﱁ ‪.‬‬
‫ﺃﻣﺎ ﻣﺪﺭﺳﺔ ﺍﻟﺘﺤﻠﻴﻞ ﺍﻟﻨﻔﺴﻲ ﻓﺘﺨﺘﻠﻒ ﻋﻦ ﺍﳌﺪﺭﺳﺘﲔ ﺍﻷﻭﻟﻴﲔ ﻻﻋﺘﻘﺎﺩﻫﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﻼﺷﻌﻮﺭ ﻫﻮ ﺃﻫﻢ ﻣﻨﻄﻘﺔ ﺳﻴﻜﻮﻟﻮﺟﻴﺔ ﻧﺴﺘﻄﻴﻊ ﲟﻮﺟﺒﻬﺎ ﺃﻥ ﻧﻔﻬﻢ ﺳﻠﻮﻛﺎﺗﻨﺎ ﺳﻮﺍﺀ‬
‫ﻣﻨﻬﺎ ﺍﻟﺴﻮﻳﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﺸﺎﺫﺓ ‪ .‬ﻭﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﳌﻨﻄﻠﻖ ﻧﺴﺘﻄﻴﻊ ﺃﻥ ﻧﻘﻮﻝ ﺑﺄﻥ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ﰲ ﺗﺼﻮﺭ ﻓﺮﻭﻳﺪ ﲟﺜﺎﺑﺔ " ﺟﺒﻞ ﺍﳉﻠﻴﺪ " ‪:‬ﺃﻱ ﺃﻥ ﻣﺎ ﻫﻮ ﺧﻔﻲ ﺃﺿﺨﻢ ﺑﻜﺜﲑ ﳑﺎ‬
‫ﻳﻈﻬﺮ ‪ .‬ﻓﻜﻴﻒ ﻳﺘﺸﻜﻞ ﺍﻟﻼﺷﻌﻮﺭ ؟‬
‫ﻳﻌﺘﻘﺪ ﻓﺮﻭﻳﺪ ﺃﻥ ﺑﻨﺎﺀ ﺷﺨﺼﻴﺘﻨﺎ ﻳﺘﻜﻮﻥ ﻣﻦ ﺛﻼﺛﺔ ﻣﻜﻮﻧﺎﺕ ‪ ،‬ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ ﻓﻴﻤﺎ ﺑﻴﻨﻬﺎ ﻫﻲ ﺍﻟﻜﻔﻴﻠﺔ ﺑﺘﻔﺴﲑ ﺣﻴﺎﺗﻨﺎ ﺍﻟﻨﻔﺴﻴﺔ ‪ .‬ﻭﻫﺬﻩ ﺍﳌﻜﻮﻧﺎﺕ ﻫﻲ‪:‬‬
‫ﺍﳍﻮ ‪ :‬ﻭﻫﻮ ﻧﺴﻖ ﺳﻴﻜﻮﻟﻮﺟﻲ ﻳﺘﺄﻟﻒ ﻣﻦ ﺍﳌﻜﻮﻧﺎﺕ ﺍﻟﻐﺮﻳﺰﻳﺔ ﻭﺍﻟﺪﻭﺍﻓﻊ ﻭﺍﻻﻧﻔﻌﺎﻻﺕ ﺍﳌﻮﺭﻭﺛﺔ ‪ .‬ﻭﻳﺘﻤﺮﻛﺰ ﺍﳍﻮ ﺣﻮﻝ ﻣﺒﺪﺃ ﺍﻟﻠﺬﺓ ﺃﻭ ﻣﺎ ﻳﺼﻄﻠﺢ‬ ‫·‬
‫ﻓﺮﻭﻳﺪ ﻋﻠﻰ ﺗﺴﻤﻴﺘﻪ ﺑﱰﻋﺔ ﺍﻟﻠﻴﺒﻴﺪﻭ‪ .‬ﻷﻥ ﳘﻪ ﺍﻷﺳﺎﺳﻲ ﻫﻮ ﺍﳊﺼﻮﻝ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻠﺬﺓ ﻭﺩﻓﻊ ﺍﻷﱂ ‪ ،‬ﺣﻴﺚ ﻻ ﻳﻌﺮﻑ ﻣﻌﲎ ﺍﻟﺘﺄﺟﻴﻞ‪ .‬ﻭﻣﻦ ﺧﺼﺎﺋﺺ ﺍﳍﻮ‬
‫ﺃﻧﻪ ﺑﻌﻴﺪ ﻋﻦ ﺍﳌﻨﻄﻖ ﻭﺍﻟﻌﻘﻞ ﻟﻜﻮﻧﻪ ﻳﺘﺼﻒ ﺑﺎﻟﺘﻬﻮﺭ ﻭﺍﻻﻧﺪﻓﺎﻉ‪ ،‬ﻭﻻ ﻳﺘﻤﺜﻞ ﺍﻟﺴﲑﻭﺭﺍﺕ ﺍﳌﻨﻄﻘﻴﺔ ﻭﺍﻷﺧﻼﻗﻴﺔ … ﺇﱁ‪.‬‬
‫ﺍﻷﻧﺎ‪ :‬ﻭﻫﻮ ﺍﳉﺰﺀ ﻣﻦ ﺍﳍﻮ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﻼﺀﻡ ﻣﻊ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ‪ .‬ﻭ ﻫﻮ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺴﻴﻜﻮﻟﻮﺟﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺘﺼﻒ ‪ -‬ﻋﻠﻰ ﻋﻜﺲ ﺍﳍﻮ ‪ -‬ﺑﺎﻟﺘﻌﻘﻞ ﻭﺍﻟﺮﺯﺍﻧﺔ ﻭﺍﳊﻜﻤﺔ ‪.‬‬ ‫·‬
‫ﻭﻣﻦ ﲦﺔ ‪ ،‬ﻓﺈﻧﻪ ﻳﺘﻤﺮﻛﺰ ﺣﻮﻝ ﻣﺒﺪﺃ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ‪ ،‬ﻭﳘﻪ ﺍﻷﺳﺎﺳﻲ ﻫﻮ ﺗﻠﺒﻴﺔ ﺭﻏﺒﺎﺕ ﺍﳍﻮ ﺑﺸﻜﻞ ﻳﺘﻼﺀﻡ ﻣﻊ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﻭﻻ ﻳﺜﲑ ﻏﻀﺐ ﺍﻷﻧﺎ ﺍﻷﻋﻠﻰ ‪.‬‬
‫ﺍﻷﻧﺎ ﺍﻷﻋﻠﻰ ‪ :‬ﻭﻫﻮ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﻨﻔﺴﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﳝﺜﻞ ﲨﻴﻊ ﺍﻟﻘﻴﻢ ﺍﻷﺧﻼﻗﻴﺔ ﻭﺍﻟﻌﺎﺩﺍﺕ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ‪.‬ﻭﻳﺘﺸﻜﻞ ﺍﻷﻧﺎ ﺍﻷﻋﻠﻰ ﺑﻔﻌﻞ ﺍﻷﻭﺍﻣﺮ ﻭﺍﻟﻨﻮﺍﻫﻲ ) ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ‬ ‫·‬
‫( ؛ ﻭﻣﻨﻪ ﻧﺴﺘﻮﺣﻲ ﻣﺎ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﻭﻣﺎ ﻻ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﺍﻟﻘﻴﺎﻡ ﺑﻪ ‪ .‬ﻭﻫﻮ ﻣﺎ ﳝﺎﺛﻞ ﰲ ﺣﻴﺎﺗﻨﺎ ﺍﻟﻨﻔﺴﻴﺔ ﻣﻔﻬﻮﻡ ﺍﳌﺜﺎﻟﻴﺔ ﺍﻷﺧﻼﻗﻴﺔ‪ ،‬ﻭﻣﺎ ﻳﻘﺎﺑﻞ ﰲ ﺍﻻﺻﻄﻼﺡ‬
‫ﺍﻷﺧﻼﻗﻲ ﺍﻟﻌﺎﺩﻱ ﻣﻔﻬﻮﻡ ﺍﻟﻀﻤﲑ ‪.‬‬
‫ﺇﻥ ﺍﻷﻧﺎ ﺇﺫﻥ ﻳﻮﺟﺪ ﰲ ﺑﺆﺭﺓ ﺍﻟﺼﺮﺍﻉ ﺑﲔ ﺿﻐﻂ ﺍﳍﻮ‪ ،‬ﻭﺭﻏﺒﺎﺕ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ‪ ،‬ﻭﻣﺘﻄﻠﺒﺎﺕ ﺍﻷﻧﺎ ﺍﻷﻋﻠﻰ ‪ .‬ﻭﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﳌﻨﻄﻠﻖ ﻧﻔﻬﻢ ﳌﺎﺫﺍ ﺗﻘﺮﻥ ﺍﻟﻔﺮﻭﻳﺪﻳﺔ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ‬
‫ﺍﻟﺴﻮﻳﺔ ﺑﻘﻮﺓ ﺍﻷﻧﺎ‪ ..‬ﻓﺎﻟﺮﻏﺒﺎﺕ ﺍﻟﱵ ﻟﻦ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ﺍﻷﻧﺎ ﺗﻠﺒﻴﺘﻬﺎ ﻓﺈﻧﻪ ﻳﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﻛﺒﺤﻬﺎ ﰒ ﻛﺒﺘﻬﺎ ﰲ ﺍﻟﻼﺷﻌﻮﺭ‪ .‬ﻫﻜﺬﺍ ﻳﺘﺸﻜﻞ ﺍﻟﻼﺷﻌﻮﺭ ﻭﻳﺘﻀﺨﻢ‪ .‬ﻭﻟﻜﻲ‬
‫ﻳﺘﺸﻜﻞ ﺍﻷﻧﺎ ﺑﺼﻮﺭﺓ ﺟﻴﺪﺓ ﻻﺑﺪ ﻣﻦ ﺇﺣﺎﻃﺔ ﺍﻟﻄﻔﻞ ﺑﺘﺮﺑﻴﺔ ﻭﺍﻋﻴﺔ ﻭﺗﻔﻬﻢ ﻭﺍﺿﺢ ﳌﺮﺍﺣﻞ ﺍﻟﻨﻤﻮ ﺍﳉﻨﺴﻲ ﻟﺪﻳﻪ ) ﺍﳌﺮﺣﻠﺔ ﺍﻟﻔﻤﻴﺔ ‪ ،‬ﺍﳌﺮﺣﻠﺔ ﺍﻟﺸﺮﺟﻴﺔ‪ ،‬ﺍﳌﺮﺣﻠﺔ‬
‫ﺍﻟﻘﻀﻴﺒﻴﺔ‪ ،‬ﻣﺮﺣﻠﺔ ﺍﻟﻜﻤﻮﻥ‪ ،‬ﺍﳌﺮﺣﻠﺔ ﺍﻟﺘﻨﺎﺳﻠﻴﺔ (‪ ،‬ﻭﺍﻟﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﻛﺒﺖ ﺍﻟﻌﻘﺪﺓ ﺍﻷﻭﺩﻳﺒﻴﺔ ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﺳﻠﻴﻤﺔ‪ .‬ﻫﻜﺬﺍ ﻧﺴﺘﻄﻴﻊ ﺍﻟﻘﻮﻝ ﺑﺄﻥ ﺍﻷﻧﺎ ﻳﻮﺟﺪ ﻛﺬﻟﻚ ﲢﺖ‬
‫ﺿﻐﻂ ﻣﻜﺒﻮﺗﺎﺕ ﺍﻟﻼﺷﻌﻮﺭ ﻷﻬﻧﺎ ﺗﻈﻞ ﻳﻘﻈﺔ‪ ،‬ﻭﺗﺘﺤﲔ ﺍﻟﻔﺮﺹ ﺍﻟﱵ ﺗﻀﻌﻒ ﻓﻴﻬﺎ ﺭﻗﺎﺑﺔ ﺍﻷﻧﺎ ﻟﺘﺨﺮﺝ ﺇﱃ ﺍﻟﺴﻄﺢ‪ .‬ﻭﺍﳌﺮﺽ ﺍﻟﻨﻔﺴﻲ )ﺍﺿﻄﺮﺍﺑﺎﺕ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ(‬
‫ﻋﺒﺎﺭﺓ ﻋﻦ ﺗﺪﻓﻖ ﻣﻜﺒﻮﺗﺎﺕ ﺍﻟﻼﺷﻌﻮﺭ‪ ،‬ﻭﺗﺼﺮﻳﻒ ﻣﻔﻀﻮﺡ ﻟﺮﻏﺒﺎﺕ ﺍﳍﻮ‪ ...‬ﻭﺣﱴ ﻻﺗﺼﻞ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ﺇﱃ ﻫﺬﻩ ﺍﳌﺮﺣﻠﺔ ﺍﳊﺮﺟﺔ‪ ،‬ﻓﺈﻬﻧﺎ ﺗﻠﺠﺄ )ﻟﻠﺘﺨﻔﻴﻒ ﻣﻦ ﺣﺪﺓ‬
‫ﺍﻟﺘﻮﺗﺮ ﺍﻟﻨﻔﺴﻲ( ﺇﱃ ﻣﻴﻜﺎﻧﻴﺰﻣﺎﺕ ﺩﻓﺎﻋﻴﺔ )ﻣﺜﻞ ﺍﻟﻜﺒﺖ‪ ،‬ﻭﺍﻟﺘﱪﻳﺮ‪ ،‬ﻭﺍﻟﺘﻘﻤﺺ‪ ،‬ﻭﺍﻹﺳﻘﺎﻁ‪ ،‬ﻭﺍﻟﻨﻜﻮﺹ‪ ،‬ﻭﺍﻹﻋﻼﺀ‪...‬ﺍﱁ( ‪ .‬ﻛﻤﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﺘﺤﻠﻴﻞ ﺍﻟﻨﻔﺴﻲ ﻳﻌﺘﱪ ﰲ ﺣﺪ‬
‫ﺫﺍﺗﻪ ﻣﻨﻬﺠﺎ ﻋﻼﺟﻴﺎ‪ ،‬ﻭﺇﻋﺎﺩﺓ ﺗﺮﺑﻴﺔ‪ .‬ﻭﻳﻌﺘﻤﺪ ﺍﻟﺘﺤﻠﻴﻞ ﺍﻟﻨﻔﺴﻲ‪ ،‬ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺳﱪ ﺃﻏﻮﺍﺭ ﺍﻟﻼﺷﻌﻮﺭ‪ ،‬ﻋﻠﻰ ﻋﺪﺓ ﻃﺮﻕ‪ ،‬ﺃﳘﻬﺎ ‪ :‬ﺍﻟﺘﻨﻮﱘ ﺍﳌﻐﻨﺎﻃﻴﺴﻲ‪ ،‬ﻭﺍﻟﺘﺪﺍﻋﻲ ﺍﳊﺮ‪،‬‬
‫ﻭﲢﻠﻴﻞ ﻭﺗﺄﻭﻳﻞ ﲡﻠﻴﺎﺕ ﺍﻟﻼﺷﻌﻮﺭ )ﺍﻷﺣﻼﻡ‪ ،‬ﻓﻠﺘﺎﺕ ﺍﻟﻠﺴﺎﻥ‪ ،‬ﺯﻻﺕ ﺍﻷﻗﻼﻡ‪ ،‬ﺍﻟﻨﺴﻴﺎﻥ ‪...‬ﺍﱁ(‬
‫ﺇﻧﻪ‪ ،‬ﻻ ﲣﻔﻰ ﻋﻠﻰ ﺃﺣﺪ ﺃﳘﻴﺔ ﺍﻟﺘﺤﻠﻴﻞ ﺍﻟﻨﻔﺴﻲ‪ ،‬ﻟﻜﻦ ﺫﻟﻚ‪ ،‬ﻻ ﻳﻌﲏ ﺳﻼﻣﺘﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻴﻮﺏ‪ ،‬ﻭﻧﻔﺲ ﺍﻟﻨﻘﺪ ﳝﻜﻦ ﺗﻮﺟﻴﻬﻪ ﺇﱃ ﺍﳌﺪﺭﺳﺘﲔ ﺍﻟﺴﻠﻮﻛﻴﺔ‪ ،‬ﻭﺍﻟﺸﻌﻮﺭﻳﺔ‪.‬‬
‫ﻭﻋﻠﻴﻪ‪ ،‬ﻓﺈﻥ ﺍﻟﺮﺅﻳﺔ ﺍﳌﻮﺿﻮﻋﻴﺔ ﺗﺴﺘﺪﻋﻲ ﻣﻨﺎ ﺍﻟﻘﻮﻝ ﺑﺄﻥ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺔ ﺍﻟﺴﻴﻜﻮﻟﻮﺟﻴﺔ ﻟﻠﺸﺨﺼﻴﺔ ﺗﻌﲏ ﺩﺭﺍﺳﺘﻬﺎ ﺑﺄﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻣﻨﻬﺞ‪.‬‬
‫ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﺍﳋﻄﺎﺏ ﺍﻟﺴﻴﻜﻮﻟﻮﺟﻲ ﻳﻨﻈﺮ ﺇﱃ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ﻛﻨﻈﺎﻡ ﻧﻔﺴﻲ‪ ،‬ﻓﺈﻥ ﺍﳋﻄﺎﺏ ﺍﻟﺴﻮﺳﻴﻮﺛﻘﺎﰲ ﻳﻌﺘﱪ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ﺑﻨﺎﺀ ﺳﻮﺳﻴﻮﺛﻘﺎﻓﻴﺎ‪ ،‬ﻭﻣﻨﺘﻮﺟﺎ ﺍﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺎ ﳏﻀﺎ‪.‬‬
‫ﺫﻟﻚ ﻷﻥ ﺍﻟﻈﻮﺍﻫﺮ ﺍﻟﺴﻮﺳﻴﻮﻟﻮﺟﻴﺔ ﰲ ﺍﻋﺘﻘﺎﺩ ﺩﻭﺭﻛﺎﱘ ‪ Durkheim‬ﺗﺘﺴﻢ ﺑﺎﻟﺴﻠﻄﺔ ﻭﺍﻟﻘﻬﺮ‪ ،‬ﻭﻣﻦ ﲦﺔ‪ ،‬ﻻ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ﺍﻟﻔﺮﺩ ﺃﻥ ﳛﻴﺪ ﻋﻨﻬﺎ ﺩﻭﻥ ﺃﻥ ﻳﺘﻌﺮﺽ‬
‫ﻟﻀﻐﻂ ﺁﻟﻴﺎﺕ ﺍﻟﻀﺒﻂ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ‪ .‬ﻭﺣﱴ ﻳﻨﺪﻣﺞ ﺍﻟﻔﺮﺩ ﺑﺸﻜﻞ ﻣﻨﺎﺳﺐ‪ ،‬ﻓﺈﻥ ﺍﺠﻤﻟﺘﻤﻊ ‪ -‬ﻛﻤﺎ ﻳﺮﻯ ﺟﻲ ﺭﻭﺷﻲ ‪ Guy Rocher -‬ﻳﻘﻮﻡ ﺑﺒﻨﺎﺀ‬
‫ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﺍﻟﺘﻨﺸﺌﺔ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ‪ ،‬ﻭﺫﻟﻚ ﺑﻮﺍﺳﻄﺔ ﻣﺆﺳﺴﺎﺕ ﺍﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺗﻘﻮﻡ ﺑﺘﻜﻴﻴﻒ ﺍﻟﻔﺮﺩ ﻣﻊ ﺍﻟﻨﻈﻢ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭﺍﻟﻘﻴﻢ ﺍﻷﺧﻼﻗﻴﺔ ﺍﳌﻘﺒﻮﻟﺔ ‪ ...‬ﻫﻜﺬﺍ‬
‫ﺗﺘﺄﺳﺲ ﺃﳕﺎﻁ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ﺑﺎﻟﺼﻮﺭ ﺍﻟﱵ ﻳﺮﺗﻀﻴﻬﺎ ﺍﺠﻤﻟﺘﻤﻊ‪ .‬ﻭﻛﻤﺎ ﻳﺮﻯ ﺭﺍﻟﻒ ﻟﻴﻨﺘﻮﻥ ‪ ، R. Linton‬ﻓﺈﻥ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ﺗﻨﻘﺴﻢ ‪-‬ﺩﺍﺧﻞ ﺃﻱ ﳎﺘﻤﻊ‪ -‬ﺇﱃ‬
‫ﺷﺨﺼﻴﺔ ﺃﺳﺎﺳﻴﺔ‪ ،‬ﻭ ﺷﺨﺼﻴﺎﺕ ﻭﻇﻴﻔﻴﺔ‪ .‬ﻭﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ﺍﻷﺳﺎﺳﻴﺔ ﺗﻌﱪ ﻋﻦ ﺳﻠﻮﻙ ﻭﺍﺣﺪ ﻣﺸﺘﺮﻙ ﳒﺪﻩ ﻋﻨﺪ ﲨﻴﻊ ﺃﻓﺮﺍﺩ ﺍﺠﻤﻟﺘﻤﻊ ﺍﻟﻮﺍﺣﺪ‪ ،‬ﺣﻴﺚ ﻳﺘﺼﺮﻓﻮﻥ ﺇﺯﺍﺀ‬
‫ﻣﻮﺍﻗﻒ ﻣﻌﻴﻨﺔ ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﳕﻄﻴﺔ ﻗﻄﻴﻌﻴﺔ‪ ،‬ﺑﻐﺾ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﻋﻦ ﺍﻟﻔﺮﻭﻕ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ‪ .‬ﺃﻣﺎ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔﺍﻟﻮﻇﻴﻔﻴﺔ ﻓﻬﻲ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ﺍﻟﱵ ﺗﺘﻮﻗﻒ ﻋﻠﻰ ﻋﻮﺍﻣﻞ ﺍﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ )‬
‫ﻛﺎﻟﻄﺒﻘﻴﺔ‪ ،‬ﻭﺍﻟﺴﻦ‪ ،‬ﻭﺍﳉﻨﺲ‪ ،‬ﻭﺍﳌﺴﺘﻮﻯ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻤﻲ ‪...‬ﺍﱁ (‪ .‬ﻭﲡﻌﻞ ﺍﻷﻓﺮﺍﺩ ﻳﺘﻘﻤﺼﻮﻥ ﺇﺯﺍﺀﻫﺎ ﻣﻮﺍﻗﻒ ﻣﻌﻴﻨﺔ‪ ،‬ﻭﺳﻠﻮﻛﺎﺕ ﲤﻴﺰﻫﻢ ﻋﻦ ﺑﻌﻀﻬﻢ ﺍﻟﺒﻌﺾ‪ .‬ﻭﻣﻦ ﲦﺔ‬
‫ﻧﻔﻬﻢ ﺃﻥ ﺇﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺗﺘﻮﻗﻒ ـ ﰲ ﻣﻨﻈﻮﺭ ﺍﳋﻄﺎﺏ ﺍﻟﺴﻮﺳﻴﻮﺛﻘﺎﰲ ـ ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻮﺩﻩ ﺩﺍﺧﻞ ﳏﻴﻂ ﺍﺟﺘﻤﺎﻋﻲ‪ ،‬ﻟﻜﻮﻧﻪ ﻻ ﻳﺘﻮﻓﺮ ﻋﻠﻰ ﻏﺮﻳﺰﺓ ﺧﺎﺻﺔ ﺑﺎﻟﻨﻮﻉ‬
‫ﺍﻹﻧﺴﺎﱐ ‪ .‬ﻓﺈﺫﺍ ﻋﺰﻟﻨﺎ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻋﻦ ﺑﲏ ﺟﻨﺴﻪ ﻳﺼﺒﺢ ﻛﺎﺋﻨﺎ ﻏﺮﻳﺒﺎ ) ﻟﻮﺳﻴﺎﻥ ﻣﺎﻟﺼﻮﻥ"‪L. Malson‬ﺃﻃﺮﻭﺣﺔ ﺍﻷﻃﻔﺎﻝ ﺍﳌﺘﻮﺣﺸﻮﻥ" (‪ .‬ﻓﻼ ﳝﻜﻦ ﺗﻔﺴﲑ‬
‫ﺃﻧﻈﻤﺔ ﺍﻟﻘﺮﺍﺑﺔ ‪-‬ﻣﺜﻼ – ﺑﺎﻟﻐﺮﻳﺰﺓ ﺍﳉﻨﺴﻴﺔ ﻷﻬﻧﺎ ﲣﻀﻊ ﺇﱃ ﻗﺎﻧﻮﻥ ﺛﻘﺎﰲ ﺃﻻ ﻭﻫﻮ ﻗﺎﻧﻮﻥ ﲢﺮﱘ ﺍﻟﺰﻭﺍﺝ ﻣﻦ ﺍﶈﺎﺭﻡ‪ .‬ﻭﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻷﺳﺎﺱ ﻓﺈﻥ ﺍﻷﺳﺒﻘﻴﺔ ﺗﻌﻄﻰ ﻟﻠﺜﻘﺎﰲ‬
‫ﻋﻠﻰ ﺣﺴﺎﺏ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﻲ‪ .‬ﻓﺎﻟﺜﻘﺎﰲ ﻫﻮ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻮﺟﻪ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﻲ ﻭﻳﺆﻃﺮﻩ )ﻟﻴﻔﻲ ﺳﺘﺮﻭﺱ‪Lévi-Strauss).‬‬
‫ﻛﻤﺎ ﺃﻛﺪﺕ ﻣﺎﺭﻏﺮﻳﺖ ﻣﻴﺪ‪ M. Mead‬ﺃﻥ ﻻ ﻋﻼﻗﺔ ﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ﻛﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻭﺍﳌﺮﺃﺓ ﺑﺎﻟﻄﺒﻴﻌﺔ )ﺍﻟﻔﻄﺮﺓ(‪ ،‬ﻷﻬﻧﺎ ﻭﻗﻒ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻨﺸﺌﺔ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ‪ .‬ﺣﻴﺚ‬
‫ﻭﺟﺪﺕ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺒﺎﺣﺜﺔ ﺍﻷﻧﺜﺮﻭﺑﻮﻟﻮﺟﻴﺔ ﺛﻼﺙ ﻗﺒﺎﺋﻞ ﰲ "ﻏﻴﻨﻴﺎ ﺍﳉﺪﻳﺪﺓ" ﺗﺘﻤﻴﺰ ﻓﻴﻬﺎ ﺷﺨﺼﻴﺘﺎ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻭﺍﳌﺮﺃﺓ ﻋﻦ ﺍﳋﺼﻮﺻﻴﺎﺕ ﺍﻟﱵ ﻧﻌﺮﻓﻬﺎ ﰲ ﳎﺘﻤﻌﺎﺗﻨﺎ‪ .‬ﻓﻔﻲ‬
‫ﻗﺒﻴﻠﺔ "ﺃﺭﺍﺑﺶ"‪ ،‬ﻭﺟﺪﺕ ﺃﻥ ﺷﺨﺼﻴﺔ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺷﺨﺼﻴﺔ ﺳﻠﺒﻴﺔ ﻭﻭﺩﻳﻌﺔ ﻭﻃﻴﻌﺔ ﻭﻛﺬﻟﻚ ﺣﺎﻝ ﺍﳌﺮﺃﺓ‪ .‬ﻭﰲ ﻗﺒﻴﻠﺔ "ﻣﻮﻧﺪﻭﺟﻮﻣﺮ"‪ ،‬ﻭﺟﺪﺕ ﺃﻥ ﺷﺨﺼﻴﺘﺎ ﺍﻟﺮﺟﻞ‬
‫ﻭﺍﳌﺮﺃﺓ ﺗﺘﺴﻤﺎﻥ ﺑﺎﻟﻐﻠﻈﺔ ﻭﺍﻟﻄﺒﻊ ﺍﳋﺸﻦ‪ ...‬ﺃﻣﺎ ﰲ ﻗﺒﻴﻠﺔ "ﺗﺸﺎﻣﺒﻮﱄ" ﻭﺟﺪﺕ ﺃﻥ ﺷﺨﺼﻴﺔ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺫﺍﺕ ﻃﺒﻊ ﻟﲔ ﻭﻣﺴﺎﱂ‪ .‬ﻓﺎﻟﺮﺟﻞ ﻫﻮ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻬﺘﻢ ﺑﺘﺮﺑﻴﺔ‬
‫ﺍﻷﻃﻔﺎﻝ ﻭﺍﻟﺮﻗﺺ ﻭﻳﺮﻋﻰ ﺍﻟﺒﻴﺖ؛ ﺃﻣﺎ ﺷﺨﺼﻴﺔ ﺍﳌﺮﺃﺓ ﻓﺈﻬﻧﺎ ﺗﺘﺴﻢ ﺑﺎﳋﺸﻮﻧﺔ ﻭﺍﻟﺘﺴﻠﻂ‪ .‬ﻓﺎﳌﺮﺃﺓ ﻫﻲ ﺍﻟﱵ ﻬﺗﺘﻢ ﺑﺎﻟﺼﻴﺪ ﻭﺗﺴﲑ ﺍﺠﻤﻟﺘﻤﻊ ﺭﻏﻢ ﺃﻥ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ‬
‫ﺃﺑﻴﺴﻲ‪.‬‬
‫ﻭﺍﻧﻄﻼﻗﺎ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﻳﺘﺄﻛﺪ ﺃﻥ ﺍﳋﻄﺎﺏ ﺍﻟﺴﻮﺳﻴﻮﺛﻘﺎﰲ ﻳﺒﲔ ﺃﻥ ﺷﺨﺼﻴﺔ ﺍﻟﻔﺮﺩ ﺗﺘﻮﻗﻒ ﻋﻠﻰ ﻧﻮﻋﻴﺔ ﺍﺠﻤﻟﺘﻤﻊ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺘﺮﻋﺮﻉ ﺩﺍﺧﻠﻪ‪.‬‬
‫ﻣﻨﺬ ﺑﺪﺍﻳﺔ ﺍﻟﻘﺮﻥ ‪١٩‬ﻇﻬﺮﺕ ﻓﻠﺴﻔﺎﺕ ﻣﻬﺪﺕ ﺇﱃ ﺑﺮﻭﺯ ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﻭﺗﺆﻛﺪ ﺣﺘﻤﻴﺔ ﺍﻟﻮﺟﻮﺩ ﺍﻹﻧﺴﺎﱐ‪ ،‬ﻭﺳﻠﺒﻴﺔ ﺍﻟﻔﺮﺩ ﰲ ﺍﺧﺘﻴﺎﺭ ﻣﺼﲑﻩ‪ .‬ﻓﻬﺬﺍ ﻣﺎﺭﻛﺲ ـ‬
‫ﻣﺜﻼ ـ ﻳﻘﻮﻝ ‪":‬ﻟﻴﺲ ﻭﻋﻲ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻫﻮ ﺍﻟﺬﻱ ﳛﺪﺩ ﻭﺟﻮﺩﻫﻢ؛ ﺑﻞ ﺇﻥ ﻭﺟﻮﺩﻫﻢ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﻫﻮ ﺍﻟﺬﻱ ﳛﺪﺩ ﻭﻋﻴﻬﻢ"‪ .‬ﻭﻗﺪ ﺗﻄﻮﺭ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﺼﻮﺭ ﰲ ﻓﻠﺴﻔﺎﺕ‬
‫ﳐﺘﻠﻔﺔ ﻛﺎﻟﺒﻨﻴﻮﻳﺔ ﺍﻟﱵ ﺍﻋﺘﱪﻫﺎ ﺭﻭﺟﻴﻪ ﻏﺎﺭﻭﺩﻱ "ﻓﻠﺴﻔﺔ ﻣﻮﺕ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ" ﻷﻧﻨﺎ ﳒﺪ ‪ -‬ﻣﺜﻼ ‪ -‬ﻟﻴﻔﻲ ﺳﺘﺮﻭﺱ ﻳﻘﻮﻝ ﺑﻮﺟﻮﺩ ﺑﻨﻴﺎﺕ ﺍﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ﻭﺍﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺗﻌﻤﻞ‬
‫ﲟﻌﺰﻝ ﻋﻦ ﺍﻷﻓﺮﺍﺩ ﻭﺧﺎﺭﺟﺎ ﻋﻦ ﺇﺭﺍﺩﻬﺗﻢ‪ ،‬ﻭﳒﺪ ﻛﺬﻟﻚ ﺃﻟﺘﻮﺳﲑ ‪ Althusser‬ﻳﻘﻮﻝ ﺑﻀﺮﻭﺭﺓ ﺍﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺩﺍﺧﻞ ﻭﺣﺪﺍﺕ ﺍﻹﻧﺘﺎﺝ ﻛﺮﻣﻮﺯ ﻻ‬
‫ﻛﺄﺷﺨﺎﺹ‪ ..‬ﻭﻛﺎﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻧﻌﻜﺎﺳﺎ ﻟﱪﻭﺯ ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﺍﻟﱵ ﺍﲣﺬﺕ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻛﻤﻮﺿﻮﻉ ﳍﺎ ﻭﺣﺎﻭﻟﺖ ﺑﻌﺾ ﺍﳌﺪﺍﺭﺱ ﺍﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﲟﻨﺎﻫﺞ ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ‬
‫ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﻴﺔ‪ ،‬ﺣﱴ ﺗﻀﻤﻦ ﻟﻨﻔﺴﻬﺎ ﺍﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﺍﳌﻮﺿﻮﻋﻲ ﻣﻊ ﺍﻟﻈﻮﺍﻫﺮ ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ‪.‬‬
‫ﻫﻜﺬﺍ ﺣﺎﻭﻟﺖ ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﺃﻥ ﺗﻌﺘﱪ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ‪ -‬ﺑﺸﻜﻞ ﺃﻭ ﺑﺂﺧﺮ ‪ -‬ﻧﻮﻋﺎ ﻣﻦ ﺍﳌﻨﺘﻮﺝ ﺍﳊﺘﻤﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﻧﺴﺘﻄﻴﻊ ﺍﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻌﻪ ﲟﻮﺿﻮﻋﻴﺔ‪ ،‬ﻟﺬﺍ ﻧﺴﺠﻞ ﺍﻟﺘﻘﺎﺀ‬
‫ﺍﳋﻄﺎﺑﲔ )ﺍﻟﺴﻴﻜﻮﻟﻮﺟﻲ ﻭﺍﻟﺴﻮﺳﻴﻮﺛﻘﺎﰲ( ﰲ ﻛﺜﲑ ﻣﻦ ﺍﳉﻮﺍﻧﺐ‪ .‬ﻓﻬﺬﻩ ﺍﻟﺴﻠﻮﻛﻴﺔ ‪ -‬ﻣﺜﻼ ‪ -‬ﺗﻌﺘﱪ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ﻧﺘﻴﺠﺔ ﻟﻌﻮﺍﻣﻞ ﻣﻮﺿﻮﻋﻴﺔ ﻭﻓﺮﻧﺎﻫﺎ ﳍﺎ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ‬
‫ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﻌﻮﺩ‪ ...‬ﻭﻫﺬﺍ ﻓﺮﻭﻳﺪ ﻳﻌﺘﱪ ﺑﻌﺾ ﻣﻜﻮﻧﺎﺕ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ )ﺍﻷﻧﺎ ﻭﺍﻷﻧﺎ ﺍﻷﻋﻠﻰ( ﻧﺘﻴﺠﺔ ﻟﻠﺘﻔﺎﻋﻞ ﻣﻊ ﺍﶈﻴﻂ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ‪ ،‬ﻭﺫﻟﻚ ﻣﺎ ﻳﻔﺴﺮ ﺍﻟﺘﺄﺛﲑ ﺍﳌﺘﺒﺎﺩﻝ‬
‫ﻭﺑﺎﻟﺘﺎﱄ ﺑﺮﻭﺯ ﻣﻔﺎﻫﻴﻢ ﺟﺪﻳﺪﺓ ﺗﺆﻛﺪ ﺍﻟﺘﻜﺎﻣﻞ ﺑﲔ ﺍﳋﻄﺎﺑﲔ ‪ :‬ﺍﻟﻌﻘﻞ ‪/‬ﺃﻭ ﺍﻟﻀﻤﲑ‪ /‬ﺍﳉﻤﻌﻲ )ﺩﻭﺭﻛﺎﱘ( ﺍﻟﻼﺷﻌﻮﺭ ﺍﳉﻤﺎﻋﻲ )ﻳﻮﻧﺞ(‪ ،‬ﺍﻟﻼﺷﻌﻮﺭ ﺍﻟﺒﻨﻴﻮﻱ )ﻟﻴﻔﻲ‬
‫ﺳﺘﺮﻭﺱ( ‪...‬ﺍﱁ‪.‬‬
‫ﺇﻥ ﺍﻋﺘﺒﺎﺭ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ﻣﻨﺘﻮﺟﺎ ﺣﺘﻤﻴﺎ ﻳﻌﲏ ﺇﻟﻐﺎﺀ ﻛﻞ ﻓﺮﺩﺍﻧﻴﺔ ﻭﺣﺮﻳﺔ ﰲ ﺳﻠﻮﻙ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ‪ .‬ﻭﻫﺬﺍ ﻓﻌﻼ ﻣﺎ ﻳﺪﻓﻊ ﺑﻨﺎ ﺇﱃ ﺍﻟﺘﺴﺎﺅﻝ ﺍﻟﺘﺎﱄ ‪ :‬ﺃﻻ ﳝﻠﻚ ﺍﻟﻔﺮﺩ ﺩﻭﺭﺍ ﰲ‬
‫ﺑﻨﺎﺀ ﺷﺨﺼﻴﺘﻪ؟‬
‫ﻟﻘﺪ ﺍﻃﻠﻌﻨﺎ ﻋﻠﻰ ﺃﻃﺮﻭﺣﺎﺕ ﺗﺆﻛﺪ ﺍﺭﺗﺒﺎﻁ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ﺑﺎﻟﻮﻋﻲ‪ ،‬ﻟﻜﻦ ﻫﻨﺎﻙ ﺃﻃﺮﻭﺣﺎﺕ ﺃﺧﺮﻯ ﻻ ﺗﻌﺘﱪ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ﺇﺩﺭﺍﻛﺎ ﻭﺍﻋﻴﺎ ﻭﺳﻠﺒﻴﺎ ﻓﻘﻂ؛ ﻭﺇﳕﺎ ﺗﻌﺘﱪ‬
‫ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ﻭﻋﻴﺎ ﺇﳚﺎﺑﻴﺎ ﻭﺑﻨﺎﺀ ﻳﺆﺳﺴﻪ ﺍﻟﻔﺮﺩ ﻧﻔﺴﻪ‪ .‬ﻓﻠﻴﺴﺖ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ﳎﺮﺩ ﺇﻧﺘﺎﺝ ﻳﺘﺼﺮﻑ ﺿﻤﻦ ﻋﻼﻗﺎﺕ ﻣﺴﺘﻘﻠﺔ ﻋﻦ ﺇﺭﺍﺩﺗﻪ ﻛﻤﺎ ﻳﻘﻮﻝ ﺑﻮﻝ ﻫﻮﺩﺍﺭ‪،‬ﻭﺇﳕﺎ ﻫﻲ‬
‫ﺗﻔﺎﻋﻞ ﺩﻳﻨﺎﻣﻲ ﻭﺍﻉ ﻳﺒﻨﻴﻪ ﺍﻟﻔﺮﺩ ﻭﻳﻮﺟﻬﻪ‪ .‬ﻭﰲ ﻧﻔﺲ ﺍﻟﺘﻮﺟﻪ ﻳﺮﻯ ﺑﺮﻏﺴﻮﻥ ﺃﻥ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ﺩﳝﻮﻣﺔ ﻣﻄﻠﻘﺔ ﺗﻌﺘﱪ ﻓﻴﻬﺎ ﻛﻞ ﻣﺮﺣﻠﺔ ﺣﺎﺿﺮﺓ ﲡﺮﺑﺔ ﺟﺪﻳﺪﺓ ﳏﻜﻮﻡ‬
‫ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺑﺎﻟﺘﺠﺎﻭﺯ‪ .‬ﻭﻣﻦ ﲦﺔ ﺗﻜﻮﻥ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ﺑﻨﺎﺀ ﻣﺴﺘﻤﺮﺍ ﳜﺘﺎﺭﻩ ﺍﻟﻔﺮﺩ ﺑﻮﻋﻲ ﻣﻨﻪ‪ .‬ﻓﺎﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ﻟﻴﺴﺖ ﺇﻧﺘﺎﺟﺎ ﻫﻨﺪﺳﻴﺎ‪ ،‬ﻷﻥ ﺍﻟﻨﺘﻴﺠﺔ ﺍﳍﻨﺪﺳﻴﺔ ﻧﺘﻴﺠﺔ ﻣﺴﺘﻮﺣﺎﺓ‬
‫ﻣﻦ ﻓﺮﺿﻴﺎﺕ ﻻ ﳜﺘﺎﺭﻫﺎ ﺍﻟﻔﺮﺩ ﻭﺗﻔﺮﺽ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﳉﻤﻴﻊ‪ .‬ﺃﻣﺎ ﺍﳊﻴﺎﺓ ﻓﺈﻬﻧﺎ ﺇﻣﻜﺎﻧﺎﺕ ﻣﺘﻌﺪﺩﺓ ﻭﳐﺘﻠﻔﺔ‪ ،‬ﻟﻮ ﺍﻓﺘﺮﺿﻨﺎ ﺃﻬﻧﺎ ﺗﻜﺮﺭﺕ ﻻ ﻳﻌﲏ ﺫﻟﻚ ﺑﺎﻟﻀﺮﻭﺭﺓ ﺃﻧﻨﺎ‬
‫ﺳﻨﺠﺪ ﺍﺳﺘﺠﺎﺑﺎﺕ ﻣﺘﻜﺮﺭﺓ ﻭﻣﺘﻤﺎﺛﻠﺔ‪.‬‬
‫ﺃﻣﺎ ﺳﺎﺭﺗﺮ ﻓﻴﻌﺘﱪ ﺍﳊﻴﺎﺓ ﺍﺧﺘﻴﺎﺭﺍ ﻗﻠﻘﺎ ﻷﻥ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ﻣﺸﺮﻭﻉ ﻣﺴﺘﻘﺒﻠﻲ ﻳﺴﺘﺪﻋﻲ ﻣﻦ ﺍﻟﻔﺮﺩ ﲡﺎﻭﺯ ﻭﺟﻮﺩﻩ ﺍﳊﺎﺿﺮ‪ .‬ﻛﻤﺎ ﺃﻥ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ‪ ،‬ﺣﻴﻨﻤﺎ ﻳﺒﲏ ﺷﺨﺼﻴﺘﻪ‪،‬‬
‫ﻓﺈﻧﻪ ﻳﺒﲏ ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﲨﻌﺎﺀ‪ .‬ﻭﻫﻜﺬﺍ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺑﺎﺳﺘﻤﺮﺍﺭ ﺃﻣﺎﻡ ﺳﻠﺴﻠﺔ ﻻ ﻣﺘﻨﺎﻫﻴﺔ ﻣﻦ ﺍﻹﻣﻜﺎﻧﺎﺕ‪ ،‬ﻳﻮﺟﻪ ﺷﺨﺼﻴﺘﻪ ﳓﻮﻫﺎ‪ ،‬ﻓﻴﺨﺘﺎﺭ ﺑﻌﻀﻬﺎ ﺩﻭﻥ ﺍﻟﺒﻌﺾ‬
‫ﺍﻵﺧﺮ‪ .‬ﻭﻣﺎ ﺍﻻﺧﺘﻴﺎﺭ ﺇﻻ ﳑﺎﺭﺳﺔ ﻭﺍﻋﻴﺔ ﻳﻘﻮﻡ ﻬﺑﺎ ﺍﻟﻔﺮﺩ ﺑﻜﺎﻣﻞ ﺍﻹﺭﺍﺩﺓ ﻭﺍﳊﺮﻳﺔ‪ .‬ﻭﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻷﺳﺎﺱ ﻳﺘﻀﺢ ﺃﻥ ﺍﻟﺒﻌﺾ ﻳﻨﺴﻰ ﺃﻥ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ﻇﺎﻫﺮﺓ ﻭﺍﻋﻴﺔ‪ ،‬ﻻ‬
‫ﳝﻜﻦ ﺃﻥ ﲣﻀﻊ ﻷﻱ ﻗﻮﺍﻧﲔ ﺣﺘﻤﻴﺔ‪ ،‬ﻷﻬﻧﺎ ﺗﺘﺴﻢ ﺑﺎﻻﺳﺘﻤﺮﺍﺭﻳﺔ‪ ،‬ﺍﻟﺘﻐﲑ‪ ،‬ﻭﺍﻟﺘﺠﺪﺩ‪.‬‬
‫ﻛﺎﺳﺘﻨﺘﺎﺝ ﻋﺎﻡ ﻧﻘﻮﻝ ‪ :‬ﺇﻥ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ﺗﻔﺎﻋﻞ ﺩﻳﻨﺎﻣﻲ ﺑﲔ ﺍﻹﺭﺙ ﻭﺍﻟﺘﺮﺍﺙ‪ ،‬ﺑﲔ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﻲ ﻭﺍﻟﺜﻘﺎﰲ‪ ،‬ﺑﲔ ﺍﻟﻨﻔﺴﻲ ﻭﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ‪ ...‬ﻭﻣﺎ ﺗﻌﺪﺩ ﺍﻟﺘﻌﺎﺭﻳﻒ ﻭﺍﺧﺘﻼﻑ‬
‫ﺍﻟﺪﻻﻻﺕ ﺇﻻ ﺩﻟﻴﻞ ﻋﻠﻰ ﺻﻌﻮﺑﺔ ﺩﺭﺍﺳﺔ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ‪ .‬ﻭﻫﺬﺍ ﻻ ﻳﻌﲏ ﺃﻥ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ﻇﺎﻫﺮﺓ ﻣﺘﻌﺎﻟﻴﺔ ﻋﻦ ﻛﻞ ﲝﺚ ﻣﻮﺿﻮﻋﻲ‪ ،‬ﻷﻥ ﺫﻟﻚ ﺗﺸﻜﻴﻚ ﰲ ﻋﻠﻤﻴﺔ ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ‬
‫ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ‪.‬ﺇﻻ ﺃﻧﻪ ﻻ ﳚﺐ ﺃﻥ ﻧﻨﺴﻰ ﺃﻥ ﺍﻟﻈﺎﻫﺮﺓ ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﲣﺘﻠﻒ ﻋﻦ ﺍﻟﻈﺎﻫﺮﺓ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﻴﺔ‪ ،‬ﻭﻣﻦ ﲦﺔ ﻧﻔﻬﻢ ﺑﺄﻥ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ﻟﻴﺴﺖ ﻇﺎﻫﺮﺓ ﳏﻨﻄﺔ‪ .‬ﻓﺎﻟﺪﺭﺍﺳﺔ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ‬
‫ﻟﻠﺸﺨﺼﻴﺔ ﺗﺴﺎﻫﻢ ﰲ ﺑﻠﻮﺭﻬﺗﺎ ﳓﻮ ﺍﻷﻓﻀﻞ‪ ،‬ﻭﲡﻨﺒﻬﺎ ﺍﻟﺴﻘﻮﻁ ﰲ ﻛﺜﲑ ﻣﻦ ﺍﻷﻣﺮﺍﺽ ﺍﻟﺴﻴﻜﻮﻟﻮﺟﻴﺔ ﻭﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ‪ ،‬ﻭﺗﻌﻴﻨﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻤﺮﺩ ﻭﺍﻟﺘﺠﺪﺩ ﻭﺑﻨﺎﺀ ﻣﺴﺘﻘﺒﻠﻬﺎ‬
‫ﺑﻜﺎﻣﻞ ﺍﻟﻮﻋﻲ ﻭﺍﳊﺮﻳﺔ ﻭﺍﻹﺭﺍﺩﺓ ﻭﺍﳌﺴﺆﻭﻟﻴﺔ‪.‬‬

‫ﺍﻟﻜﺒﺢ ‪ :‬ﺇﻳﻘﺎﻑ ﺍﻟﺮﻏﺒﺔ ﻭﻣﻨﻌﻬﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﺤﻘﻖ‪ .‬ﺍﳌﻴﻜﺎﻧﻴﺰﻣﺎﺕ ﺍﻟﺪﻓﺎﻋﻴﺔ ‪ :‬ﺗﺴﻤﻰ ﻛﺬﻟﻚ "ﺣﻴﻞ ﺍﻟﺘﻮﺍﻓﻖ" ﺃﻭ "ﺍﳊﻴﻞ ﺍﻟﺪﻓﺎﻋﻴﺔ" ﻭﻫﻲ ﳎﻤﻮﻉ‬ ‫ﻣﻠـﺤﻖ‬
‫ﺍﳌﻴﻜﺎﻧﻴﺰﻣﺎﺕ ﺍﻟﱵ ﺗﻠﺠﺄ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﺍﻷﻧﺎ ﻟﻠﺘﺨﻔﻴﻒ ﻣﻦ ﺣﺪﺓ ﺍﻟﺘﻮﺗﺮ ﻭﺍﻟﺼﺮﺍﻉ ﺍﻟﻨﻔﺴﻴﲔ‪ .‬ﻭﻣﻦ ﺃﳘﻬﺎ ﻧﺬﻛﺮ ‪ :‬ﺍﻟﺘﱪﻳﺮ ‪ :‬ﻭﻫﻮ ﺣﻴﻠﺔ ﲟﻮﺟﺒﻬﺎ ﻳﻘﻮﻡ ﺍﻷﻧﺎ ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ‬
‫ﻻﺷﻌﻮﺭﻳﺔ ﺑﺘﱪﻳﺮ ﺍﻷﺧﻄﺎﺀ ﻭﺍﳍﻔﻮﺍﺕ ﺣﱴ ﻻ ﳛﺲ ﺑﻌﻘﺪﺓ ﺍﻟﺬﻧﺐ ﻭﺑﺎﻟﺘﺎﱄ ﻋﻘﺎﺏ ﺍﻷﻧﺎ ﺍﻷﻋﻠﻰ ﻓﻴﱪﺭ ﺑﺎﻟﻈﺮﻭﻑ ﺃﻭ ﺳﻮﺀ ﺍﳊﻆ ‪ ..‬ﺍﻹﺳﻘﺎﻁ ‪ :‬ﻭﻫﻮ ﺣﻴﻠﺔ‬
‫ﲟﻮﺟﺒﻬﺎ ﻳﻘﻮﻡ ﺍﻷﻓﺮﺍﺩ ﺑﺈﺳﻘﺎﻁ ﻋﻴﻮﻬﺑﻢ ﻭﻫﻔﻮﺍﻬﺗﻢ ﻋﻠﻰ ﺍﻵﺧﺮﻳﻦ‪ .‬ﻓﺎﳌﺮﺗﺸﻲ ﻳﺮ ﻯ ﺃﻥ ﲨﻴﻊ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻣﺮﺗﺸﻮﻥ‪ .‬ﻭﻗﺲ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ … ﺍﻟﻨﻜﻮﺹ ‪ :‬ﻫﻮ ﺣﻴﻠﺔ‬
‫ﲟﻮﺟﺒﻬﺎ ﻳﺘﺮﺍﺟﻊ ﺍﻟﺒﻨﺎﺀ ﺍﻟﻨﻔﺴﻲ ﻟﻠﺸﺨﺼﻴﺔ ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﻻﺷﻌﻮﺭﻳﺔ ﺇﱃ ﻣﺮﺣﻠﺔ ﺳﺎﺑﻘﺔ ﻣﻦ ﳕﻮﻫﺎ‪ .‬ﻣﺜﻼ ﺍﳌﺮﺍﻫﻘﺔ ﺍﳌﺘﺄﺧﺮﺓ‪ ،‬ﺃﻭ ﺗﺼﺎﰊ ﺍﻟﺸﻴﺦ …ﺇﱁ‪ .‬ﺍﻹﻋﻼﺀ ‪ :‬ﻭﻳﺴﻤﻰ‬
‫ﻛﺬﻟﻚ "ﺍﻟﺘﺼﻌﻴﺪ" ﺃﻭ "ﺍﻟﺘﺴﺎﻣﻲ"‪ .‬ﻭﻫﻮ ﺣﻴﻠﺔ ﻻﺷﻌﻮﺭﻳﺔ ﲟﻮﺟﺒﻬﺎ ﻳﻘﻮﻡ ﺍﻟﻔﺮﺩ ﺑﺘﻔﺮﻳﻎ ﻣﻜﺒﻮﺗﻪ ﰲ ﺃﻋﻤﺎﻝ ﺳﺎﻣﻴﺔ ﻭﻧﺒﻴﻠﺔ ﲢﻈﻰ ﺑﺈﻋﺠﺎﺏ ﺍﺠﻤﻟﺘﻤﻊ ‪ :‬ﻛﺎﻟﺮﻳﺎﺿﺔ‪،‬‬
‫ﻭﺍﻟﻔﻦ‪ ،‬ﻭﺍﻟﻨﺠﺎﺡ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﻲ ﻭﺍﳌﻬﲏ ‪ ..‬ﺇﱁ‪ .‬ﺍﻟﺘﺤﻠﻴﻞ ﺍﻟﻨﻔﺴﻲ ‪ :‬ﻫﻮ ﻣﻨﻬﺞ ﺍﳌﺪﺭﺳﺔ ﺍﻟﻼﺷﻌﻮﺭﻳﺔ ﻟﺬﺍ ﺗﺴﻤﻰ ﻛﺬﻟﻚ ﲟﺪﺭﺳﺔ ﺍﻟﺘﺤﻠﻴﻞ ﺍﻟﻨﻔﺴﻲ‪ .‬ﻭﻬﺗﺪﻑ ﻣﻦ ﺧﻼﻟﻪ‬
‫ﺳﱪ ﺃﻏﻮﺍﺭ ﺍﻟﻼﺷﻌﻮﺭ ؛ ﻛﻤﺎ ﺗﻌﺘﱪﻩ ﻃﺮﻳﻘﺔ ﻋﻼﺟﻴﺔ ﻭﺇﻋﺎﺩﺓ ﺗﺮﺑﻴﺔ ﻷﻧﻪ ﳝﻜﻦ ﻣﻦ ﺇﻋﺎﺩﺓ ﺩﻣﺞ ﺍﻟﻔﺮﺩ ﺩﺍﺧﻞ ﺍﺠﻤﻟﺘﻤﻊ‪ .‬ﻭﻳﺘﺄﻟﻒ ﻫﺬﺍ ﺍﳌﻨﻬﺞ ﻣﻦ ﻋﺪﺓ ﻃﺮﻕ ﻧﺬﻛﺮ‬
‫ﺃﳘﻬﺎ ﻓﻴﻤﺎ ﻳﻠﻲ ‪ :‬ﺍﻟﺘﺤﻠﻴﻞ ﺍﻟﻨﻔﺴﻲ ‪ :‬ﻫﻮ ﻣﻨﻬﺞ ﺍﳌﺪﺭﺳﺔ ﺍﻟﻼﺷﻌﻮﺭﻳﺔ ﻟﺬﺍ ﺗﺴﻤﻰ ﻛﺬﻟﻚ ﲟﺪﺭﺳﺔ ﺍﻟﺘﺤﻠﻴﻞ ﺍﻟﻨﻔﺴﻲ‪ .‬ﻭﻬﺗﺪﻑ ﻣﻦ ﺧﻼﻟﻪ ﺳﱪ ﺃﻏﻮﺍﺭ ﺍﻟﻼﺷﻌﻮﺭ ؛‬
‫ﻛﻤﺎ ﺗﻌﺘﱪﻩ ﻃﺮﻳﻘﺔ ﻋﻼﺟﻴﺔ ﻭﺇﻋﺎﺩﺓ ﺗﺮﺑﻴﺔ ﻷﻧﻪ ﳝﻜﻦ ﻣﻦ ﺇﻋﺎﺩﺓ ﺩﻣﺞ ﺍﻟﻔﺮﺩ ﺩﺍﺧﻞ ﺍﺠﻤﻟﺘﻤﻊ‪ .‬ﻭﻳﺘﺄﻟﻒ ﻫﺬﺍ ﺍﳌﻨﻬﺞ ﻣﻦ ﻋﺪﺓ ﻃﺮﻕ ﻧﺬﻛﺮ ﺃﳘﻬﺎ ﻓﻴﻤﺎ ﻳﻠﻲ ‪ :‬ﺍﻟﺘﻨﻮﱘ‬
‫ﺍﳌﻐﻨﺎﻃﻴﺴﻲ ‪ :‬ﻫﻮ ﺗﻨﻮﱘ ﺇﳛﺎﺋﻲ‪ ،‬ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻘﻪ ﻳﺘﻢ ﺇﻳﻬﺎﻡ ﺍﻟﻔﺮﺩ ﺑﺄﻧﻪ ﻧﺎﺋﻢ ﺣﱴ ﻳﺘﻤﻜﻦ ﺍﶈﻠﻞ ﺍﻟﻨﻔﺴﻲ ﻣﻦ ﺳﺆﺍﻟﻪ‪ .‬ﺍﻟﺘﺪﺍﻋﻲ ﺍﳊﺮ ‪ :‬ﻫﻮ ﻃﺮﻳﻘﺔ ﻳﺘﻢ ﲟﻮﺟﺒﻬﺎ ﺟﻌﻞ‬
‫ﺍﻟﻔﺮﺩ ﻳﺘﻜﻠﻢ ﺑﻄﻼﻗﺔ ﻭﲝﺮﻳﺔ ﲝﻴﺚ ﻳﺘﺮﻙ ﺃﻓﻜﺎﺭﻩ ﺗﺘﺪﺍﻋﻰ ﺩﻭﻥ ﺃﻥ ﻳﻔﻜﺮ ﰲ ﺃﳘﻴﺘﻬﺎ ﺃﻭ ﳜﻀﻌﺎ ﻟﺘﺮﺗﻴﺐ ﺯﻣﲏ ﺃﻭ ﻣﻨﻄﻘﻲ … ﲢﻠﻴﻞ ﻭﺗﺄﻭﻳﻞ ﲡﻠﻴﺎﺕ ﺍﻟﻼﺷﻌﻮﺭ ‪:‬‬
‫ﺗﻌﺘﻘﺪ ﻣﺪﺭﺳﺔ ﺍﻟﺘﺤﻠﻴﻞ ﺍﻟﻨﻔﺴﻲ ﺃﻥ ﺍﻟﺮﻏﺒﺎﺕ ﺍﳌﻜﺒﻮﺗﺔ ﰲ ﺍﻟﻼﺷﻌﻮﺭ ﻟﻴﺴﺖ ﻣﻴﺘﺔ‪ ،‬ﻷﻬﻧﺎ ﰲ ﻏﻠﻴﺎﻥ ﻣﺴﺘﻤﺮ ﻭﺣﺮﻛﺔ ﺩﺍﺋﺒﺔ ﺗﻨﻈﺮ ﺿﻌﻒ ﺭﻗﺎﺑﺔ ﺍﻷﻧﺎ ﻟﺘﻔﺼﺢ ﻋﻦ‬
‫ﻧﻔﺴﻬﺎ‪ .‬ﻭﻧﻈﺮﺍ ﻷﳘﻴﺔ ﻣﻌﺮﻓﺔ ﺍﳌﻜﺒﻮﺕ ﰲ ﻋﻼﺝ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﻌﺮﻑ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻓﺈﻥ ﺍﶈﻠﻞ ﺍﻟﻨﻔﺴﻲ ﻳﻮﱄ ﺃﳘﻴﺔ ﻛﱪﻯ ﺇﱃ ﺍﻟﻄﺮﻕ ﺍﳌﻠﺘﻮﻳﺔ ﻭﺍﻟﺮﻣﺰﻳﺔ ﺍﻟﱵ ﺗﺴﺘﻌﻤﻠﻬﺎ‬
‫ﺍﳌﻜﺒﻮﺗﺎﺕ ﻟﻠﺘﻌﺒﲑ ﻋﻦ ﳏﺘﻮﻯ ﺍﻟﻼﺷﻌﻮﺭ ‪ ،‬ﻭﺗﺴﻤﻰ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻄﺮﻕ ﲡﻠﻴﺎﺕ ﺍﻟﻼﺷﻌﻮﺭ‪] ..‬ﻛﺎﻷﺣﻼﻡ‪ ،‬ﻭﺍﻟﻨﺴﻴﺎﻥ‪ ،‬ﻭﻓﻠﺘﺎﺕ ﺍﻟﻠﺴﺎﻥ‪ ،‬ﻭﺍﻟﻜﺘﺎﺑﺔ )ﺃﻭ ﺍﻟﺮﺳﻢ( ﻋﻠﻰ‬
‫ﺍﳉﺪﺭﺍﻥ ﺃﻭ ﺍﻟﻄﺎﻭﻻﺕ …ﺇﱁ‪ ،‬ﻭﺇﺿﺎﻋﺔ ﺍﻷﺷﻴﺎﺀ ﺃﻭ ﲢﻄﻴﻤﻬﺎ ‪ ..‬ﺇﱃ ﻏﲑ ﺫﻟﻚ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﺠﻠﻴﺎﺕ‪].‬‬

‫ﺍﻟﺸﺨﺼﻴــﺔ‬
‫ﺗﺄﻟﻴﻒ ‪ :‬ﺭﻳﺘﺸﺎﺭﺩ ﺱ‪ .‬ﻻﺯﺍﺭﻭﺱ‬
‫ﺗﺮﲨﺔ ‪ :‬ﺩ‪ .‬ﺳﻴﺪ ﳏﻤﺪ ﻏﻨﻴﻢ ‪ -‬ﻣﺮﺍﺟﻌﺔ ‪ :‬ﺩ‪ .‬ﳏﻤﺪ ﻋﺜﻤﺎﻥ ﳒﺎﰐ‬
‫ﺩﺍﺭ ﺍﻟﺸﺮﻭﻕ‬

‫‪q‬ﻓﻬــﺮﺱ ﺍﳌﻮﺿﻮﻋــﺎﺕ ‪/ CONTENTS / SOMMAIRE‬‬

‫§ﺗﺼﺪﻳﺮ ﺍﻟﻄﺒﻌﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ‬
‫§ ﺗﺼﺪﻳﺮ ﺍﳌﺆﻟﻒ‬
‫§ ﺍﻟﻔﺼﻞ ﺍﻷﻭﻝ‪:‬‬
‫‪o‬ﻃﺒﻴﻌﺔ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ‬
‫‪o‬ﺃﺑﻨﻴﺔ ﻭﻋﻤﻠﻴﺎﺕ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ‬
‫‪o‬ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ﻛﺎﺳﺘﺪﻻﻝ ﻋﻦ ﺍﻟﺒﻨﺎﺀ ﻭﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺔ‬
‫‪o‬ﺍﺳﺘﺮﺍﺗﻴﺠﻴﺎﺕ ﻟﻠﺒﺤﺚ ﰲ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ‬
‫‪o‬ﻧﻈﺮﻳﺔ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ‬
‫§ ﺍﻟﻔﺼﻞ ﺍﻟﺜﺎﱐ‪:‬‬
‫‪o‬ﻭﺻﻒ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ‬
‫‪o‬ﻟﻐﺔ ﺍﻟﺴﻤﺎﺕ‬
‫‪o‬ﻟﻐﺔ ﺍﻷﳕﺎﻁ‬
‫‪o‬ﻭﺣﺪﺓ ﺍﻟﺘﺤﻠﻴﻞ ﰲ ﻭﺻﻒ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ‬
‫§ ﺍﻟﻔﺼﻞ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ‪:‬‬
 ‫‪o‬ﳕﻮ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ‬
‫‪o‬ﺍﻟﻨﻈﺮﻳﺔ ﺍﻟﻨﻔﺴﻴﺔ ﺍﳉﻨﺴﻴﺔ ﻋﻨﺪ ﻓﺮﻭﻳﺪ‬
‫‪o‬ﻧﻈﺮﻳﺔ ﺑﻴﺎﺟﻴﻪ ﻋﻦ ﺍﻟﻨﻤﻮ ﺍﳌﻌﺮﰲ‬
‫‪o‬ﺃﻭﺟﻪ ﺍﻟﺘﻌﺎﺭﺽ ﻭﺍﻟﺘﺪﺍﺧﻞ ﺑﲔ ﻓﺮﻭﻳﺪ ﻭ ﺑﻴﺎﺟﻴﻪ‬
‫§ ﺍﻟﻔﺼﻞ ﺍﻟﺮﺍﺑﻊ‪:‬‬
‫‪o‬ﺩﻳﻨﺎﻣﻴﺎﺕ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ‬
‫‪o‬ﳕﻮﺫﺝ ﺧﻔﺾ ﺍﻟﺘﻮﺗﺮ‬
‫‪o‬ﺍﻷﺳﺎﻟﻴﺐ ﺍﻹﺿﺎﻓﻴﺔ ﻟﻨﻤﻮﺫﺝ ﺧﻔﺾ ﺍﻟﺘﻮﺗﺮ‪ :‬ﺍﻟﺘﺄﺛﲑﻳﺔ‬
‫‪o‬ﳕﻮﺫﺝ ﺍﻟﻘﻮﺓ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺍﻟﻨﻤﻮ‬
‫‪o‬ﺗﻀﻤﻨﺎﺕ ﺍﻟﻨﻤﺎﺫﺝ ﺍﻟﺪﺍﻓﻌﻴﺔ ﺍﻟﺜﻼﺛﺔ‬
‫‪o‬ﻣﻮﺿﻮﻋﺎﺕ ﺃﺧﺮﻯ ﻟﺪﻳﻨﺎﻣﻴﺎﺕ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ‬
‫§ ﺍﻟﻔﺼﻞ ﺍﳋﺎﻣﺲ‪:‬‬
‫‪o‬ﳏﺪﺩﺍﺕ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ‪ -‬ﺍﻟﻌﻮﺍﻣﻞ ﺍﻟﺒﻴﻮﻟﻮﺟﻴﺔ‬
‫‪o‬ﺍﻟﺘﻄﻮﺭ ﺍﻟﺒﻴﻮﻟﻮﺟﻲ ﻭﺍﻟﺜﻘﺎﰲ‬
‫‪o‬ﺍﻟﺘﺄﺛﲑﺍﺕ ﺍﻟﻮﺭﺍﺛﻴﺔ‬
‫‪o‬ﺍﻟﺘﺄﺛﲑﺍﺕ ﺍﻟﻔﺴﻴﻮﻟﻮﺟﻴﺔ‬
‫§ ﺍﻟﻔﺼﻞ ﺍﻟﺴﺎﺩﺱ‪:‬‬
‫‪o‬ﳏﺪﺩﺍﺕ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ‪ -‬ﺍﻟﻌﻮﺍﻣﻞ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ‬
‫‪o‬ﺍﻟﺘﺄﺛﲑ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﺍﳌﺘﻌﺎﺻﺮ‬
‫‪o‬ﺍﻟﺘﺄﺛﲑ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﺍﻟﻨﻤﺎﺋﻲ‬
‫‪o‬ﻣﻴﻜﺎﻧﺰﻣﺎﺕ ﺍﻟﺘﺄﺛﲑ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ‬
‫‪o‬ﺍﶈﺪﺩﺍﺕ ﺍﻟﺒﻴﻮﻟﻮﺟﻴﺔ ﰲ ﻣﻘﺎﺑﻞ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ‪ :‬ﻣﺒﺎﺩﺉ ﺍﻟﺘﻔﺎﻋﻞ‬
‫§ ﺍﻟﻔﺼﻞ ﺍﻟﺴﺎﺑﻊ‪:‬‬
‫‪o‬ﺗﻘﻴﻴﻢ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ‬
‫‪o‬ﻣﺒﺎﺩﺉ ﺍﻟﺘﻘﻴﻴﻢ‬
‫‪o‬ﺃﺳﺎﻟﻴﺐ ﺍﻟﺘﻘﻴﻴﻢ‬
‫‪o‬ﺗﻘﻴﻴﻢ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ‪ :‬ﻧﻈﺮﺓ ﻋﺎﻣﺔ‬
‫§ ﻗﺮﺍﺀﺍﺕ ﻣﻘﺘﺮﺣﺔ‬
‫§ ﺍﳌﺮﺍﺟﻊ‬
‫‪q‬ﺗﻘﺪﻳــﻢ ﺍﻟﻜﺘــﺎﺏ‪/ PREFACE‬‬
‫ﺍﻫﺘﻢ ﻛﺜﲑ ﻣﻦ ﻋﻠﻤﺎﺀ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﺑﺪﺭﺍﺳﺔ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ﻭﳏﺎﻭﻟﺔ ﻭﺿﻊ ﻧﻈﺮﻳﺔ ﳍﺎ ﺗﻘﻮﻡ ﺑﺘﻔﺴﲑ ﺳﻠﻮﻙ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﰲ ﺇﻃﺎﺭ ﻣﻨﻄﻘﻲ ﻣﻨﻈﻢ‪ .‬ﻭﻗﺪ ﻭﺿﻌﺖ ﻋﺪﺓ ﻧﻈﺮﻳﺎﺕ‬
‫ﻟﻠﺸﺨﺼﻴﺔ ﻣﻦ ﻭﺟﻬﺎﺕ ﻧﻈﺮ ﳐﺘﻠﻔﺔ‪ ،‬ﻟﻜﻞ ﻣﻨﻬﺎ ﻣﺰﺍﻳﺎ‪ ،‬ﻛﻤﺎ ﺃﻥ ﻟﻜﻞ ﻣﻨﻬﺎ ﺃﻳﻀﺎ ﺑﻌﺾ ﺃﻭﺟﻪ ﺍﻟﻘﺼﻮﺭ ﺍﻟﱵ ﺃﺛﺎﺭﺕ ﺑﻌﺾ ﺍﻻﻧﺘﻘﺎﺩﺍﺕ ﺣﻮﳍﺎ‪.‬‬
‫ﺇﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﺬﻱ ﻧﻘﺪﻣﻪ ﻫﻮ ﳏﺎﻭﻟﺔ ﺟﻴﺪﺓ ﻭﻣﻮﻓﻘﺔ ﰲ ﻋﺮﺽ ﻧﻈﺮﻳﺎﺕ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ﺍﳌﺨﺘﻠﻔﺔ ﻋﺮﺿﺎ ﺩﻗﻴﻘﺎ ﻳﺮﻛﺰ ﺑﺼﻔﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﳌﻌﺎﱂ ﺍﻟﺮﺋﻴﺴﻴﺔ ﺍﻟﱵ ﺗﺘﻤﻴﺰ‬
‫ﻬﺑﺎ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻨﻈﺮﻳﺎﺕ‪ .‬ﻛﻤﺎ ﺃﻧﻪ ﻳﻘﺎﺭﻥ ﺑﻴﻨﻬﺎ ﻣﻘﺎﺭﻧﺔ ﺩﻗﻴﻘﺔ ﺗﻮﺿﺢ ﻧﻘﺎﻁ ﺍﻻﺧﺘﻼﻑ ﻭﺃﻭﺟﻪ ﺍﻟﺘﺪﺍﺧﻞ ﺑﻴﻨﻬﺎ ﲝﻴﺚ ﻳﻌﻄﻲ ﺍﻟﻘﺎﺭﺉ ﺻﻮﺭﺓ ﻭﺍﺿﺤﺔ ﺩﻗﻴﻘﺔ ﻟﻨﻈﺮﻳﺎﺕ‬
‫ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ﺍﳌﺨﺘﻠﻔﺔ ﻭﺇﺳﻬﺎﻣﺎﻬﺗﺎ ﺍﳍﺎﻣﺔ ﰲ ﺩﺭﺍﺳﺔ ﺳﻠﻮﻙ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻭﻓﻬﻤﻪ‪ .‬ﻭﺑﺎﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﺃﻥ ﺍﳌﺆﻟﻒ ﻗﺼﺪ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻛﺘﺎﺑﻪ ﳐﺘﺼﺮﺍ ﻧﺴﺒﻴﺎ‪ ،‬ﺇﻻ ﺃﻧﻪ ﻣﻊ ﺫﻟﻚ ﻓﻘﺪ‬
‫ﺯﻭﺩﻧﺎ ﺑﻨﺘﺎﺋﺞ ﻛﺜﲑ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺎﺕ‪ ،‬ﻭﻋﺮﺽ ﺃﺛﻨﺎﺀ ﻣﻨﺎﻗﺸﺘﻪ ﻟﻨﻈﺮﻳﺎﺕ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ﻭﺍﳌﻘﺎﺭﻧﺔ ﺑﻴﻨﻬﺎ ﺁﺭﺍﺀ ﻛﺜﲑ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﺎﺣﺜﲔ ﲝﻴﺚ ﺃﺻﺒﺢ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﻣﺮﺟﻌﺎ ﻗﻴﻤﺎ ﻭﻣﻔﻴﺪﺍ‬
‫ﻟﻜﻞ ﻣﻦ ﻳﺮﻏﺐ ﰲ ﺩﺭﺍﺳﺔ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ﻭﻧﻈﺮﻳﺎﻬﺗﺎ ﺍﳌﺨﺘﻠﻔﺔ‪ ،‬ﻭﺍﳌﺆﺛﺮﺍﺕ ﺍﳌﺨﺘﻠﻔﺔ ﺍﻟﱵ ﺗﻠﻌﺐ ﺩﻭﺭﺍ ﻫﺎﻣﺎ ﰲ ﺗﻜﻮﻳﻦ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ﻭﳕﻮﻫﺎ‪.‬‬
‫ﻋﺮﺽ ﺍﳌﺆﻟﻒ ﻧﻈﺮﻳﺎﺕ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ﺍﳌﺨﺘﻠﻔﺔ ﻭﻗﺎﺭﻥ ﺑﻴﻨﻬﺎ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﻧﻮﺍﺡ ﺃﺭﺑﻊ ﺭﺋﻴﺴﻴﺔ ﺗﻌﺘﱪ ﻋﺎﺩﺓ ﻣﻦ ﺍﻷﺳﺌﻠﺔ ﺍﻟﺮﺋﻴﺴﻴﺔ ﺍﻟﱵ ﺗﺜﺎﺭ ﺩﺍﺋﻤﺎ ﰲ ﻛﻞ ﺩﺭﺍﺳﺔ ﺟﺎﺩﺓ‬
‫ﻟﻠﺸﺨﺼﻴﺔ ﻭﻫﻲ‪ :‬ﻛﻴﻒ ﺗﻮﺻﻒ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ‪ ،‬ﻭﻛﻴﻒ ﺗﻨﻤﻮ‪ ،‬ﻭﻣﺎ ﻫﻲ ﺩﻳﻨﺎﻣﻴﺎﻬﺗﺎ‪ ،‬ﻭﻣﺎ ﻫﻲ ﳏﺪﺩﺍﻬﺗﺎ؟‬
‫ﻓﻔﻴﻤﺎ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﻮﺻﻒ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ﻭﺍﻷﺳﺎﻟﻴﺐ ﺍﳌﺨﺘﻠﻔﺔ ﺍﻟﱵ ﺗﺴﺘﺨﺪﻣﻬﺎ ﺍﻟﻨﻈﺮﻳﺎﺕ ﺍﳌﺨﺘﻠﻔﺔ ﰲ ﺍﻟﻮﺻﻒ‪ ،‬ﻓﻘﺪ ﺷﺮﺡ ﺍﳌﺆﻟﻒ ﻧﻈﺮﻳﺔ ﺍﻟﺴﻤﺎﺕ ﻭﺧﺎﺻﺔ ﻋﻨﺪ‬
‫ﺟﻮﺭﺩﻭﻥ ﺃﻟﺒﻮﺭﺕ ﺭﺍﺋﺪ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻨﻈﺮﻳﺔ‪ .‬ﻭﺷﺮﺡ ﺃﻳﻀﺎ ﻧﻈﺮﻳﺔ ﺍﻷﳕﺎﻁ ﻭﺧﺎﺻﺔ ﰲ ﺻﻮﺭﻫﺎ ﺍﳊﺪﻳﺜﺔ ﻋﻨﺪ ﻛﺎﺭﻝ ﻳﻮﻧﺞ ﰲ ﳕﻄﻲ ﺍﻻﻧﺒﺴﺎﻁ ﻭﺍﻹﻧﻄﻮﺍﺀ‪ ،‬ﻭﻋﻨﺪ ﺳﻴﺠﻤﻨﺪ‬
‫ﻓﺮﻭﻳﺪ ﰲ ﺃﳕﺎﻁ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ﺍﻟﻔﻤﻴﺔ ﻭﺍﻟﺸﺮﺟﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﻨﺎﺳﻠﻴﺔ‪ .‬ﻭﻗﺎﺭﻥ ﺍﳌﺆﻟﻒ ﺑﲔ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﺳﺎﻟﻴﺐ ﺍﳌﺨﺘﻠﻔﺔ ﰲ ﻭﺻﻒ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ‪ ،‬ﻭﺍﻟﻮﺣﺪﺍﺕ ﺍﻟﱵ ﺗﺴﺘﺨﺪﻣﻬﺎ ﰲ‬
‫ﺍﻟﺘﺤﻠﻴﻞ‪ ،‬ﻭﺫﻛﺮ ﻛﺜﲑﺍ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﺤﻮﺙ ﺍﻷﺧﺮﻯ ﺍﻟﱵ ﺗﻨﺎﻭﻟﺖ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻨﻮﺍﺣﻲ‪.‬‬
‫ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﻨﻤﻮ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ﻓﻘﺪ ﺷﺮﺡ ﺍﳌﺆﻟﻒ ﻣﺮﺍﺣﻞ ﺍﻟﻨﻤﻮ ﺍﻟﻨﻔﺴﻲ ﺍﳉﻨﺴﻲ ﻋﻨﺪ ﻓﺮﻭﻳﺪ‪ ،‬ﻭﺍﻟﺘﻌﺪﻳﻼﺕ ﺍﻟﱵ ﺃﺩﺧﻠﻬﺎ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﻟﻔﺮﻭﻳﺪﻳﻮﻥ ﺍﶈﺪﺛﻮﻥ ﻭﺧﺎﺻﺔ‬
‫ﺃﺭﻳﻜﺴﻮﻥ‪ .‬ﻭﺷﺮﺡ ﺃﻳﻀﺎ ﻧﻈﺮﻳﺔ ﺟﺎﻥ ﺑﻴﺎﺟﻴﻪ ﰲ ﻣﺮﺍﺣﻞ ﺍﻟﻨﻤﻮ ﺍﳌﻌﺮﰲ‪ ،‬ﻛﻤﺎ ﻗﺎﺭﻥ ﺑﲔ ﻧﻈﺮﻳﺔ ﻓﺮﻭﻳﺪ‪ ،‬ﻭﻧﻈﺮﻳﺔ ﺟﺎﻥ ﺑﻴﺎﺟﻴﻪ ﻣﺒﻴﻨﺎ ﺃﻭﺟﻪ ﺍﻟﺘﺪﺍﺧﻞ ﻭﺍﻟﺘﻌﺎﺭﺽ‬
‫ﺑﻴﻨﻬﻤﺎ‪ ،‬ﻛﻤﺎ ﻧﺎﻗﺶ ﻛﺜﲑﺍ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﺤﻮﺙ ﺍﻷﺧﺮﻯ ﰲ ﻫﺬﺍ ﺍﺠﻤﻟﺎﻝ‪.‬‬
‫ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﺪﻳﻨﺎﻣﻴﺎﺕ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ﻓﻘﺪ ﺫﻛﺮ ﺍﳌﺆﻟﻒ ﺁﺭﺍﺀ ﺍﻟﻨﻈﺮﻳﺎﺕ ﺍﳌﺨﺘﻠﻔﺔ ﻟﻠﺸﺨﺼﻴﺔ ﻋﻦ ﻃﺒﻴﻌﺔ ﺍﻟﺪﺍﻓﻌﻴﺔ ﻋﻨﺪ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ‪ ،‬ﻭﺷﺮﺡ ﺍﻟﻨﻈﺮﻳﺎﺕ ﺍﻟﺜﻼﺙ ﺍﻟﺮﺋﻴﺴﻴﺔ‬
‫ﻟﻠﺪﺍﻓﻌﻴﺔ ﻭﻫﻲ "ﺧﻔﺾ ﺍﻟﺘﻮﺗﺮ"‪ ،‬ﻭ" ﺍﻟﺘﺄﺛﲑﻳﺔ"‪ ،‬ﻭ"ﺍﻟﻘﻮﺓ ﺍﻟﺪﺍﻓﻌﺔ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺍﻟﻨﻤﻮ"‪ ،‬ﻭﻋﺮﺽ ﺁﺭﺍﺀ ﺭﻭﺍﺩ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻨﻈﺮﻳﺎﺕ ﻭﺃﻫﻢ ﺍﻟﻘﺎﺋﻠﲔ ﻬﺑﺎ‪ .‬ﻓﻔﻴﻤﺎ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﻨﻈﺮﻳﺔ‬
‫ﺧﻔﺾ ﺍﻟﺘﻮﺗﺮ ﻓﻘﺪ ﺷﺮﺡ ﺍﳌﺆﻟﻒ ﺁﺭﺍﺀ ﻓﺮﻭﻳﺪ‪ ،‬ﻭﺑﻌﺾ ﺍﻟﻔﺮﻭﻳﺪﻳﻦ ﺍﶈﺪﺛﲔ‪ ،‬ﻭﺃﺻﺤﺎﺏ ﻧﻈﺮﻳﺔ ﺍﻟﺘﻌﻠﻢ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﺍﻻﺭﺗﺒﺎﻁ ﻭﺍﻟﱵ ﻳﻌﺘﱪ ﻣﻴﻠﻠﺮ ﻭﺩﻭﻻﺭﺩ ﻣﻦ ﺃﻫﻢ‬
‫ﺍﳌﻨﺎﺩﻳﻦ ﻬﺑﺎ ﻭﺍﻟﺸﺎﺭﺣﲔ ﳍﺎ‪ .‬ﻭﻗﺪ ﺃﻭﺿﺢ ﺍﳌﺆﻟﻒ ﺃﳘﻴﺔ ﺧﻔﺾ ﺍﻟﺘﻮﺗﺮ ﰲ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺍﻟﺘﻌﻠﻢ ﺳﻮﺍﺀ ﰲ ﻧﻈﺮﻳﺔ ﺍﻟﺘﺤﻠﻴﻞ ﺍﻟﻨﻔﺴﻲ ﻟﻔﺮﻭﺑﺪ ﺃﻭ ﻋﻨﺪ ﻣﻴﻠﻠﺮ ﻭﺩﻭﻻﺭﺩ ﻭﻏﲑﳘﺎ‬
‫ﻣﻦ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﻧﻈﺮﻳﺔ ﺍﻟﺘﻌﻠﻢ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﺍﻻﺭﺗﺒﺎﻁ‪ ،‬ﻭﺫﻛﺮ ﺃﻣﺜﻠﺔ ﻛﺜﲑﺓ ﻟﺘﻮﺿﻴﺢ ﻛﻴﻒ ﳛﺪﺙ ﺍﻟﺘﻌﻠﻢ ﺑﺎﻟﺘﺮﺍﺑﻂ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺍﻟﺘﺪﻋﻴﻢ‪ .‬ﻭﻓﻴﻤﺎ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻟﺘﺄﺛﲑﻳﺔ ﻓﻘﺪ‬
‫ﺷﺮﺡ ﺍﳌﺆﻟﻒ ﺭﺃﻱ ﺭﻭﺑﺮﺕ ﻫﻮﺍﻳﺖ ﺭﺍﺋﺪ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻨﻈﺮﻳﺔ ﻭﺃﻫﻢ ﻣﻦ ﺷﺮﺣﻬﺎ ﻭﻧﺎﺩﻯ ﻬﺑﺎ‪.‬‬
‫ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﻨﻈﺮﻳﺔ ﺍﻟﻘﻮﺓ ﺍﻟﺪﺍﻓﻌﺔ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺍﻟﻨﻤﻮ ﻓﻘﺪ ﺷﺮﺡ ﺍﳌﺆﻟﻒ ﺁﺭﺍﺀ ﺭﻭﺟﺮﺯ ﻭﻣﺎﺳﻠﻮ ﻭﳘﺎ ﻣﻦ ﺃﻫﻢ ﺭﻭﺍﺩ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻨﻈﺮﻳﺔ‪ .‬ﻛﻤﺎ ﻧﺎﻗﺶ ﺍﳌﺆﻟﻒ ﻛﺜﲑﺍ ﻣﻦ‬
‫ﺍﻟﺒﺤﻮﺙ ﺍﻷﺧﺮﻯ ﺍﻟﱵ ﺗﻠﻘﻲ ﺍﻟﻀﻮﺀ ﻋﻠﻰ ﻣﻮﻗﻒ ﺍﻟﻨﻈﺮﻳﺎﺕ ﺍﳌﺨﺘﻠﻔﺔ ﻣﻦ ﻣﻮﺿﻮﻉ ﺩﻳﻨﺎﻣﻴﺎﺕ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ‪.‬‬
‫ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﲟﺤﺪﺩﺍﺕ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ﻓﻘﺪ ﺗﻨﺎﻭﻝ ﺑﺎﻟﺸﺮﺡ ﻛﻼ ﻣﻦ ﺗﺄﺛﲑ ﺍﻟﻌﻮﺍﻣﻞ ﺍﻟﺒﻴﻮﻟﻮﺟﻴﺔ ﻭﺍﻟﺒﻴﺌﻴﺔ ﰲ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ‪ .‬ﺃﻣﺎ ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﺘﺄﺛﲑ ﺍﻟﻌﻮﺍﻣﻞ ﺍﻟﺒﻴﻮﻟﻮﺟﻴﺔ ﻓﻘﺪ‬
‫ﺷﺮﺡ ﺍﳌﺆﻟﻒ ﺗﺄﺛﲑ ﺍﻟﻌﻮﺍﻣﻞ ﺍﻟﻮﺭﺍﺛﻴﺔ ﰲ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ﻭﺫﻛﺮ ﰲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺼﺪﺩ ﺩﺭﺍﺳﺎﺕ ﺷﻠﺪﻭﻥ ﻭﻛﺮﺗﺸﻤﺮ‪ ،‬ﻛﻤﺎ ﺷﺮﺡ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺎﺕ ﺍﳊﺪﻳﺜﺔ ﻋﻦ ﺗﺄﺛﲑ ﺍﳍﺮﻣﻮﻧﺎﺕ‬
‫ﻭﺍﻷﺑﻨﻴﺔ ﺍﻟﻔﺴﻴﻮﻟﻮﺟﻴﺔ ﰲ ﺍﻟﺴﻠﻮﻙ‪ ،‬ﻭﺫﻛﺮ ﺃﻣﺜﻠﺔ ﻛﺜﲑﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺎﺕ ﰲ ﻫﺬﺍ ﺍﺠﻤﻟﺎﻝ‪ .‬ﻭﻓﻴﻤﺎ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﺘﺄﺛﲑ ﺍﻟﻌﻮﺍﻣﻞ ﺍﻟﺒﻴﺌﻴﺔ ﰲ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ﻓﻘﺪ ﺫﻛﺮ ﺍﳌﺆﻟﻒ ﻛﺜﲑﺍ‬
‫ﻣﻦ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺎﺕ ﺍﻟﱵ ﺗﺒﲔ ﺗﺄﺛﲑ ﺍﻟﻌﻮﺍﻣﻞ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ ﰲ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ‪ .‬ﻭﻧﺎﻗﺶ ﺍﳌﺆﻟﻒ ﺃﻳﻀﺎ ﺍﻟﺘﻔﺎﻋﻞ ﺑﲔ ﺍﶈﺪﺩﺍﺕ ﺍﻟﺒﻴﻮﻟﻮﺟﻴﺔ ﻭﺍﶈﺪﺩﺍﺕ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ‬
‫ﻭﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ ﻭﺗﺄﺛﲑ ﺫﻟﻚ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ‪.‬‬
‫ﺧﺘﻢ ﺍﳌﺆﻟﻒ ﻛﺘﺎﺑﻪ ﺑﻔﺼﻞ ﻋﻦ ﺗﻘﻴﻴﻢ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ﺷﺮﺡ ﻓﻴﻪ ﺍﳌﺒﺎﺩﺉ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﺘﻘﻴﻴﻢ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ‪ ،‬ﻭﺗﻜﻠﻢ ﻋﻦ ﺍﻷﺳﺎﻟﻴﺐ ﺍﳌﺨﺘﻠﻔﺔ ﻟﺘﻘﻴﻴﻢ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ﻭﻫﻲ‪ :‬ﺗﺎﺭﻳﺦ‬
‫ﺍﳊﻴﺎﺓ‪ ،‬ﻭﺍﳌﻘﺎﺑﻠﺔ‪ ،‬ﻭﻣﻘﺎﻳﻴﺲ ﺍﻟﺘﻘﺪﻳﺮ‪ ،‬ﻭﺍﻻﺧﺘﺒﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﻨﻔﺴﻴﺔ‪ ،‬ﻭﺍﳌﻼﺣﻈﺔ ﺍﳌﺒﺎﺷﺮﺓ‪ .‬ﻭﻗﺪ ﺑﲔ ﻣﺰﺍﻳﺎ ﻛﻞ ﺃﺳﻠﻮﺏ ﻭﻋﻴﻮﺑﻪ‪.‬‬
‫ﻻ ﺷﻚ ﺃﻥ ﻣﺎ ﺍﺣﺘﻮﺍﻩ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﻣﻦ ﻣﻌﻠﻮﻣﺎﺕ ﻛﺜﲑﺓ ﻋﻦ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ﰲ ﲨﻴﻊ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻨﻮﺍﺣﻲ ﺍﻟﱵ ﺃﺷﺮﻧﺎ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﺳﺎﺑﻘﺎ ﳚﻌﻠﻪ ﻣﺮﺟﻌﺎ ﻣﻔﻴﺪﺍ ﻟﻜﻞ ﻣﻦ ﻳﺮﻳﺪ‬
‫ﺩﺭﺍﺳﺔ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ﺩﺭﺍﺳﺔ ﺩﻗﻴﻘﺔ ﻭﻋﻤﻴﻘﺔ‪ .‬ﻭﻗﺪ ﻭﻓﻖ ﺍﻟﺰﻣﻴﻞ ﺍﻷﺳﺘﺎﺫ ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭ ﺳﻴﺪ ﳏﻤﺪ ﻏﻨﻴﻢ ﻛﻞ ﺍﻟﺘﻮﻓﻴﻖ ﰲ ﺗﺮﲨﺘﻪ ﳍﺬﺍ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺗﺮﲨﺔ ﺩﻗﻴﻘﺔ ﻭﰲ ﺃﺳﻠﻮﺏ‬
‫ﺑﻠﻴﻎ ﻭﻭﺍﺿﺢ ﻭﺩﻗﻴﻖ‪ .‬ﻓﻠﻪ ﺟﺰﻳﻞ ﺍﻟﺸﻜﺮ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﺑﺬﻟﻪ ﻣﻦ ﺟﻬﺪ ﻣﻮﻓﻖ ﰲ ﺗﺮﲨﺔ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻌﺘﱪ ﺇﺿﺎﻓﺔ ﻗﻴﻤﺔ ﻭﻣﻔﻴﺪﺓ ﳌﻜﺘﺒﺘﻨﺎ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﰲ ﳎﺎﻝ ﻋﻠﻢ‬
‫ﺍﻟﻨﻔﺲ ‪.‬‬
 ‫________________________________________________________‬

‫ﻣﻮﻗﻊ ﺍﳉﻠﻴﺲ ﺇﺷﺮﺍﻑ ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭ ﲰﲑ ﺳﻠﻴﻤﺎﻥ ﺍﻟﻌﻤﺮﺍﻥ‬

‫ﺃﻋﺮﻑ ﻧﻔﺴﻚ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺍﻟﻨﺼﻒ ﺍﻟﻜﺮﻭﻱ ﻟﻠﻤﺦ ) ﳎﺎﻟﺲ ﺍﻟﺘﻤﻴﺰ ﻭﺍﻟﻨﺠﺎﺡ ‪ ،‬ﺃﻋﺮﻑ ﻧﻔﺴﻚ )‬
‫ﻻ ﺟﺪﻳﺪ ﺍﺫﺍ ﻗﻠﻨﺎ ﺇﻥ ﺍﻟﻨﺼﻒ ﺍﻟﻜﺮﻭﻱ ﺍﻻﻳﺴﺮ ﻣﻦ ﺍﳌﺦ ﻣﺴﺆﻭﻝ ﻋﻦ ﺍﻋﻀﺎﺀ ﺍﳉﺴﻢ ﺍﳌﻮﺟﻮﺩﺓ ﰲ ﺍﻟﻨﺼﻒ ﺍﻻﳝﻦ ﻭﺍﻥ ﺍﻟﻨﺼﻒ ﺍﻟﻜﺮﻭﻱ ﺍﻻﳝﻦ ﻣﻦ ﺍﳌﺦ ﻣﺴﺌﻮﻝ‬
‫ﻋﻦ ﺍﻋﻀﺎﺀ ﺍﳉﺴﻢ ﺍﳌﻮﺟﻮﺩﺓ ﰲ ﺍﻟﻨﺼﻒ ﺍﻻﻳﺴﺮ ﻭﻫﺬﻩ ﻫﻲ ﺍﻟﻮﻇﻴﻔﺔ ﺍﻟﻔﺴﻴﻮﻟﻮﺟﻴﺔ ﺍﳌﻌﺮﻭﻓﺔ ﻃﺒﻴﺎ ﻟﻠﺠﻤﻴﻊ ﻭﻟﻜﻦ ﺍﳉﺪﻳﺪ ﻫﻮ ﺍﻥ ﺍﻟﻨﺼﻔﲔ ﺍﻟﻜﺮﻭﻳﲔ ﳍﻤﺎ ﻭﻇﺎﺋﻒ‬
‫ﺍﺧﺮﻯ ﺃﻫﻢ ﻭﺍﺧﻄﺮ ﻣﻦ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻮﻇﻴﻔﺔ ﺍﻟﻔﺴﻴﻮﻟﻮﺟﻴﺔ ﺍﻻ ﻭﻫﻲ ﺍﻟﻮﻇﺎﺋﻒ ﺍﻟﻌﻘﻠﻴﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺣﻴﺔ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﻭﺍﻟﻨﻔﺴﻴﺔ‪ .‬ﻓﺎﳌﺦ ﺍﻻﻧﺴﺎﱐ ﳝﺜﻞ ﻣﺎ ﻳﻘﺮﺏ ﻣﻦ ﺛﻠﺚ ﺍﳋﻼﻳﺎ‬
‫ﺍﻟﻌﺼﺒﻴﺔ ﰲ ﺍﳉﺴﻢ ﻛﻠﻪ ﻭﻗﺸﺮﺗﻪ ﺍﳋﺎﺭﺟﻴﺔ ﲤﺜﻞ ﻣﺴﺎﺣﺔ ﻛﺒﲑﺓ ﻣﻦ ﺳﻄﺢ ﺍﳌﺦ ﻭﻫﻲ ﺍﻫﻢ ﺍﺟﺰﺍﺋﻪ ﻭﺗﺴﻤﻰ ﺍﻟﻘﺸﺮﺓ ﺍﻟﻜﺮﻭﻳﺔ ) ﳑﺜﻠﺔ ﻃﺒﻌﺎ ﺑﺎﻟﻨﺼﻔﲔ ﺍﻟﻜﺮﻭﻳﲔ‬
‫ﺍﻻﳝﻦ ﻭﺍﻻﻳﺴﺮ( ﻭﻳﺮﺗﺒﻂ ﻫﺬﺍﻥ ﺍﻟﻨﺼﻔﺎﻥ ﲝﺰﻣﺔ ﻋﺼﺒﻴﺔ ﺗﺴﻤﻰ ﺍﳉﺴﻢ ﺍﳉﺎﺳﻲ‪ .‬ﻭﻗﺪ ﺗﻮﺻﻠﺖ ﺍﻻﲝﺎﺙ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﺍﱃ ﺍﻥ ﻣﻨﻄﻘﺔ ﻛﺒﲑﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺸﺮﺓ ﺍﳌﺨﻴﺔ ﻭﻫﻲ‬
‫ﻗﻮﺱ ﳑﺘﺪ ﻣﻦ ﺍﻻﺫﻥ ﺍﱃ ﺍﻻﺫﻥ ﻣﺎﺭﺍ ﺑﺴﻄﺢ ﺍﳌﺦ ﻣﺴﺆﻭﻟﺔ ﻋﻦ ﺍﻟﻮﻇﺎﺋﻒ ﺍﳊﺴﻴﺔ ﻭﺍﳊﺮﻛﻴﺔ ﻭﺗﺴﻤﻰ ﺑﺎﻟﻘﺸﺮﺓ ﺍﳊﺮﻛﻴﺔ ﺍﻻﻭﻟﻴﺔ ﻭﺧﻠﻒ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻘﻮﺱ ﻳﻮﺟﺪ ﻗﻮﺱ‬
‫ﺁﺧﺮ ﻣﺴﺆﻭﻝ ﻋﻦ ﺍﻟﻮﻇﺎﺋﻒ ﺍﳊﺴﻴﺔ ﺍﻟﻌﻀﻮﻳﺔ ﺣﻴﺚ ﻳﺴﺘﻘﺒﻞ ﺍﻻﺷﺎﺭﺍﺕ ﻣﻦ ﺍﳉﻠﺪ ﻭﺍﻟﻌﻈﺎﻡ ﻭﺍﳌﻔﺎﺻﻞ ﻭﺍﻟﻌﻀﻼﺕ ﻭﰲ ﺍﳉﺰﺀ ﺍﳋﻠﻔﻲ ﻟﻠﻤﺦ ﺧﺎﺻﺔ ﺍﻟﺴﻄﺢ‬
‫ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻲ ﻟﻠﺼﻮﺹ ﺍﳋﻠﻔﻴﺔ ﻣﻨﻄﻘﺔ ﺍﻟﺮﺅﻳﺎ ﺑﻴﻨﻤﺎ ﺗﻮﺟﺪ ﻣﻨﻄﻘﺔ ﺍﻟﺴﻤﻊ ﰲ ﺍﻟﻨﺼﻮﺹ ﺍﻟﺼﺪﻏﻴﺔ ﻭﺍﻟﺸﻢ ﰲ ﻣﻨﻄﻘﺔ ﺍﺳﻔﻞ ﺍﻟﻔﺼﻮﺹ ﺍﻻﻣﺎﻣﻴﺔ‪ .‬ﻭﺑﻨﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﺗﻠﻚ‬
‫ﺍﻟﻮﻇﺎﺋﻒ ﻭﺍﻋﺘﻤﺎﺩ ﻋﻠﻰ ﺩﺭﺍﺳﺔ ﺳﻠﻮﻙ ﺍﳌﺮﺿﻰ ﺍﳌﺼﺎﺑﲔ ﺑﺘﻠﻒ ﰲ ﺍﺣﺪ ﺍﺟﺰﺍﺀ ﺍﳌﺦ ﰎ ﺍﻟﺘﻮﺻﻞ ﺍﱃ ﺍﻥ ﺍﻟﻴﺪ ) ﰲ ﺍﺣﺪﻯ ﺍﳊﺎﻻﺕ ﺍﳌﺮﺿﻴﺔ ﺍﳌﺪﺭﻭﺳﺔ( ﻗﺎﺩﺭﺓ ﻋﻠﻰ‬
‫ﺍﻟﻜﺘﺎﺑﺔ ﻟﻜﻨﻬﺎ ﻋﺎﺟﺰﺓ ﻋﻦ ﺭﺳﻢ ﺍﻱ ﺷﻜﻞ ﻫﻨﺪﺳﻲ ﺍﻭ ﺣﱴ ﻧﺴﺨﻪ ﻭﺍﻟﻌﻜﺲ ﺻﺤﻴﺢ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﻴﺪ ﺍﻟﻴﺴﺮﻯ ﻣﻦ ﺟﺎﻧﺐ ﺁﺧﺮ ﰎ ﺍﻟﻜﺸﻒ ﻋﻦ ﻭﻇﺎﺋﻒ ﺟﺪﻳﺪﺓ‬
‫ﻟﻠﻤﺦ ﺑﺎﺳﺘﺨﺪﺍﻡ ﺍﳉﻠﺴﺎﺕ ﺍﻟﻜﻬﺮﺑﺎﺋﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺑﻌﺾ ﺍﺟﺰﺍﺀ ﺍﳌﺦ ﺍﻭ ﺑﻘﻄﻊ ﺍﳉﺴﻢ ﺍﳉﺎﺳﻲ ﻋﻨﺪ ﺑﻌﺾ ﺍﳌﺮﺿﻰ ﺍﻭ ﺑﺄﺳﻠﻮﺏ ﺍﻟﺴﻤﻊ ﺍﻟﻨﺼﻔﻲ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﺍﻟﺴﻤﻊ ﺑﺄﺫﻥ‬
‫ﻭﺍﺣﺪﺓ ﻭﻣﻨﻊ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﻣﻦ ﲰﺎﻉ ﺍﻱ ﺻﻮﺕ ﺍﻭ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﺣﺮﻛﺔ ﺍﻟﻌﲔ ﳝﻴﻨﺎ ﻭﻳﺴﺎﺭﺍ ﻭﲨﻴﻊ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻄﺮﻕ ﺗﻌﺘﻤﺪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻄﺒﻴﻖ ﺍﻟﻔﺮﺩﻱ ﻟﻜﻞ ﻣﻔﺤﻮﺹ ﻭﻣﻦ ﺗﻠﻚ‬
‫ﺍﻟﻄﺮﻕ ﰎ ﺍﻟﺘﻮﺻﻞ ﺍﱃ ﺍﻟﻮﻇﺎﺋﻒ ﺍﻻﺗﻴﺔ ﻟﻠﻨﺼﻔﲔ ﺍﻟﻜﺮﻭﻳﲔ‪ :‬ﺃﻭﻻ‪ :‬ﻭﻇﺎﺋﻒ ﺍﻟﻨﺼﻒ ﺍﻻﻳﺴﺮ‪ ١ :‬ـ ﻗﺮﺍﺀﺓ ﺍﻟﺘﻔﺎﺻﻴﻞ‪ ٢ .‬ـ ﺍﻟﺒﺤﺚ ﻋﻤﺎ ﻫﻮ ﺍﻛﻴﺪ ﺍﻭ ﺣﻘﻴﻘﺔ ‪٣‬‬
‫ـ ﺍﺳﺘﺮﺟﺎﻉ ﺍﻻﲰﺎﺀ ﻭﺍﻟﻜﻠﻤﺎﺕ ﻭﺍﻟﺘﻮﺭﺍﻳﺦ‪ ٤ .‬ـ ﺍﻟﺘﻔﻜﲑ ﺍﻟﻠﻔﻈﻲ‪ ٥ .‬ـ ﺍﻟﺘﻔﻜﲑ ﺍﳌﻨﻄﻘﻲ ‪ ٦‬ـ ﺍﻟﺘﻮﺻﻞ ﻟﺘﻨﺒﺆﺍﺕ ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﻣﻨﻈﻤﺔ ‪ ٧‬ـ ﺍﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ ﺷﻲﺀ‬
‫ﻭﺍﺣﺪ ﰲ ﻧﻔﺲ ﺍﻟﻮﻗﺖ ‪ ٨‬ـ ﺍﻟﻀﺒﻂ ﻭﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ‪ ٩‬ـ ﺍﻟﻜﺘﺎﺑﺔ ﺍﻟﻮﺍﻗﻌﻴﺔ ‪ ١٠‬ـ ﺣﻀﻮﺭ ﺍﻟﺬﻫﻦ ﺍﻟﺪﺍﺋﻢ ‪ ١١‬ـ ﲰﺎﻉ ﺍﻟﺸﺮﺡ ﺍﻟﻠﻔﻈﻲ ﻭﺗﻨﻈﻴﻤﺔ ﰲ ﺧﻄﻮﺍﺕ ‪ ١٢‬ـ‬
‫ﺗﺬﻛﺮ ﺍﻻﺷﻴﺎﺀ ﺍﳌﺘﻌﻠﻤﺔ ﻓﻘﻂ‪ ١٣ ..‬ـ ﲡﻤﻴﻊ ﺍﻻﺷﻴﺎﺀ ‪ ١٤‬ـ ﺍﻟﺮﻫﺎﻥ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻫﻮ ﻣﺆﻛﺪ‪ ١٥ .‬ـ ﺷﺮﺡ ﺍﳌﺸﺎﻋﺮ ﺑﻠﻐﺔ ﻣﺒﺎﺷﺮﺓ ‪ ١٦‬ـ ﺣﺐ ﺍﳍﺪﻭﺀ ﺍﺛﻨﺎﺀ‬
‫ﺍﻟﻘﺮﺍﺀﺓ ﺍﻭ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺔ‪ ١٧ .‬ـ ﺍﻟﺘﺨﻄﻴﻂ ﺍﻟﻮﺍﻗﻌﻲ‪ ١٨ .‬ـ ﻣﻌﺮﻓﺔ ﻣﺎ ﳚﺐ ﻋﻠﻴﻪ ﻋﻤﻠﻪ ‪ ١٩‬ـ ﺍﻻﺳﺘﺠﺎﺑﺔ ﺍﻻﳚﺎﺑﻴﺔ ﳌﺎ ﻫﻮ ﻣﻨﻄﻘﻲ‪ ٢٠ .‬ـ ﺍﻟﺘﻔﻜﲑ ﺍﺛﻨﺎﺀ ﺍﳉﻠﻮﺱ‪.‬‬
‫ﺛﺎﻧﻴﺎ‪ :‬ﻭﻇﺎﺋﻒ ﺍﻟﻨﺼﻒ ﺍﻷﳝﻦ‪ ١ :‬ـ ﺍﻟﻘﺮﺍﺀﺓ ﻟﻼﻓﻜﺎﺭ ﺍﻟﺮﺋﻴﺴﻴﺔ ‪ ٢‬ـ ﺍﻟﺒﺤﺚ ﻋﻦ ﺍﻻﺧﺘﺼﺎﺻﺎﺕ ﻏﲑ ﺍﳌﺆﻛﺪﺓ ‪ ٣‬ـ ﺗﺬﻛﺮ ﺍﻟﺼﻮﺭ ﻭﺍﻟﺘﺨﻴﻼﺕ ‪ ٤‬ـ ﺍﻟﺘﻔﻜﲑ‬
‫ﰲ ﺍﻟﺼﻮﺭ ﻭﺍﻟﺘﺨﻴﻼﺕ ‪ ٥‬ـ ﺍﻟﺘﻔﻜﲑ ﺍﳊﺪﺳﻲ ‪ ٦‬ـ ﺍﻟﺘﺒﺆ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﺍﳊﺪﺱ ‪ ٧‬ـ ﺍﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ ﻋﺪﺓ ﺍﺷﻴﺎﺀ ﰲ ﻭﻗﺖ ﻭﺍﺡ ‪ ٨‬ـ ﻋﺪﻡ ﺍﻟﺜﺒﺎﺕ ﰲ ﺍﻟﺘﺠﺮﻳﺐ‬
‫ﻭﺍﺧﺘﺒﺎﺭ ﲨﻴﻊ ﺍﻻﺣﺘﻤﺎﻻﺕ ﺍﳌﻤﻜﻨﺔ ‪ ٩‬ـ ﺍﻟﻜﺘﺎﺑﺔ ﺍﳋﻴﺎﻟﻴﺔ ‪ ١٠‬ـ ﺷﺮﻭﺩ ﺍﻟﺬﻫﻦ ﺍﺣﻴﺎﻧﺎ ‪ ١١‬ـ ﻣﺸﺎﻫﺪﺓ ﺍﻟﺸﻲﺀ ﰒ ﳏﺎﻭﻟﺔ ﺍﻟﻘﻴﺎﻡ ﺑﻪ‪ ١٢ .‬ـ ﺗﺬﻛﺮ ﺍﳊﻘﺎﺋﻖ‬
‫ﺍﳌﺴﺘﻨﺘﺠﺔ ﻣﻦ ﻏﲑ ﺍﳌﺘﻌﻠﻤﺔ ‪ ١٣‬ـ ﺍﻻﺑﺪﺍﻉ ﻭﲢﺴﲔ ﺍﳍﻮﺍﻳﺎﺕ ‪ ١٤‬ـ ﺣﺐ ﺍﻟﺘﺨﻤﲔ ‪ ١٥‬ﺷﺮﺡ ﺍﳌﺸﺎﻋﺮ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﺍﻟﺸﻌﺮ ﻭﺍﻟﻐﻨﺎﺀ ﻭﺍﻟﺮﻗﺺ ﻭﺍﻟﺮﺳﻢ ‪ ١٦‬ـ‬
‫ﺍﻻﺳﺘﻤﺎﻉ ﻟﻠﻤﻮﺳﻴﻘﻰ ﺍﺛﻨﺎﺀ ﺍﻟﻘﺮﺍﺀﺓ ﺍﻭ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺔ ‪ ١٧‬ـ ﺍﳊﻠﻢ ﻭﺍﳋﻴﺎﻝ ﰲ ﺍﻟﺘﺨﻄﻴﻂ ‪ ١٨‬ـ ﺣﺐ ﺍﻟﺘﻌﻠﻤﻴﺎﺕ ﻏﲑ ﺍﶈﺪﺩﺓ‪ ١٩ .‬ـ ﺍﻻﺳﺘﺠﺎﺑﺔ ﺍﳌﻮﺟﺒﺔ ﳌﺎ ﻫﻮ‬
‫ﻭﺟﺪﺍﱐ ‪ ٢٠‬ـ ﺍﻟﺘﻔﻜﲑ ﺍﺛﻨﺎﺀ ﺍﻻﺳﺘﻠﻘﺎﺀ ﻫﺬﻩ ﻟﻴﺴﺖ ﻛﻞ ﺍﻟﻮﻇﺎﺋﻒ ﺑﻞ ﺍﳘﻬﺎ ﺇﻥ ﺻﺢ ﺍﻟﺘﻌﺒﲑ ﻭﻋﻠﻰ ﺍﺳﺎﺳﻬﺎ ﻭﺿﻊ ﺗﻮﺭﺍﻧﺲ ﻭﻣﺴﺎﻋﺪﻳﻪ ﺍﺧﺘﺒﺎﺭﺍ ﻟﻘﻴﺎﺱ ﻛﻞ‬
‫ﻭﻇﻴﻔﺔ‪ .‬ﺗﺮﺟﻢ ﺍﻻﺧﺘﺒﺎﺭ ﺍﱃ ﻟﻐﺎﺕ ﻋﺪﻳﺪﺓ ﻭﰎ ﺍﻟﺘﻮﺻﻞ ﺍﱃ ﻧﺘﺎﺋﺞ ﻣﻬﻤﺔ ﻭﻣﺜﲑﺓ ﰲ ﺁﻥ ﻭﺍﺣﺪ ﻭﰲ ﺍﻻﺳﺒﻮﻉ ﺍﻟﻘﺎﺩﻡ ) ﺍﻥ ﺷﺎﺀ ﺍﷲ ﺳﻨﺴﺘﻌﺮﺽ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻨﺘﺎﺋﺞ ﻭﺍﺳﺌﻠﺔ‬
‫ﺍﻻﺧﺘﺒﺎﺭ ﻟﺘﺘﻌﺮﻑ ﻋﺰﻳﺰﻱ ﺍﻟﻘﺎﺭﻯﺀ ﻋﻦ ﺍﻟﻨﺼﻒ ﺍﻟﻜﺮﻭﻱ ﺍﳌﺴﻴﻄﺮ ﻋﻠﻴﻚ‪) .‬ﺃﻋﻤﺎﻕ‬
 ‫ﺃﳕﺎﻁ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ )‪ ) (١‬ﳎﺎﻟﺲ ﺍﻟﺘﻤﻴﺰ ﻭﺍﻟﻨﺠﺎﺡ ‪ ،‬ﺃﻋﺮﻑ ﻧﻔﺴﻚ )‬

‫ﺍﺳﻢ ﺍﳌﺆﻟﻒ‪ :‬ﳏﻤﺪ ﺳﻌﻴﺪ ﺍﻟﻌﻤﻮﺩﻱ ﺗﺮﻛﻲ ﻣﺼﻠﺢ ﺍﳍﺬﱄ‬

‫ﳜﺘﻠﻒ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻋﻦ ﺑﻌﻀﻬﻢ ﺍﻟﺒﻌﺾ ﺑﻨﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﺃﺭﺑﻌﺔ ﳏﺎﻭﺭ‪ .‬ﻓﺘﺠﺪ ﻛﻞ ﺷﺨﺺ ‪ -‬ﺑﻨﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﻩ ﺍﶈﺎﻭﺭ ‪ -‬ﺑﺸﺨﺼﻴﺔ ﲤﻴﺰﻩ ﻋﻦ ﻏﲑﻩ ‪ .‬ﻭ ﺩﻋﻨﺎ ﺍﻵﻥ ﻧﻮﺿﺢ‬
‫ﺫﻟﻚ‪ :‬ﺃﻭﻻ ‪ /‬ﺍﶈﺎﻭﺭ ﺍﻷﺭﺑﻌﺔ ﻫﻲ‪ :‬ﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﺗﻠﻘﻲ ﺍﳌﻌﻠﻮﻣﺎﺕ ﺍﳊﻜﻢ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻣﻮﺭ ﺗﻨﻈﻴﻢ ﺍﻷﻣﻮﺭ ﻭ ﻟﻜﻞ ﺷﺨﺺ ﺣﻮﻝ ﻛﻞ ﳏﻮﺭ ﺷﺨﺼﻴﺔ ﺗﺘﺠﻪ ﳝﻴﻨﺎ ﺃﻭ ﴰﺎﻻ‪ .‬ﲟﻌﲎ ﺃﻥ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺣﻮﻝ‬
‫ﳏﻮﺭ ﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﺇﻣﺎ ﻣﻨﻔﺘﺤﲔ ﺃﻭ ﺍﻧﻄﻮﺍﺋﻴﲔ ‪ ،‬ﻭ ﺣﻮﻝ ﳏﻮﺭ ﺗﻠﻘﻲ ﺍﳌﻌﻠﻮﻣﺎﺕ ﺇﻣﺎ ﺣﺴﻴﲔ ﺃﻭ ﺣﺪﺳﻴﲔ ‪ ،‬ﻭ ﺣﻮﻝ ﳏﻮﺭ ﺍﳊﻜﻢ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻣﻮﺭ ﺇﻣﺎ ﻋﻘﻼﻧﻴﲔ ﺃﻭ ﻋﺎﻃﻔﻴﲔ ‪ ،‬ﻭ ﺣﻮﻝ ﳏﻮﺭ ﺗﻨﻈﻴﻢ‬
‫ﺍﻷﻣﻮﺭ ﺇﻣﺎ ﻣﻨﻈﻤﲔ ﺃﻭ ﺗﻠﻘﺎﺋﻴﲔ‪ .‬ﻭ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﻳﻜﻮﻥ ﻛﻞ ﺷﺨﺺ ﻳﺘﺼﻒ ﺑﺄﺭﺑﻊ ﺻﻔﺎﺕ )ﺻﻔﺔ ﻣﻦ ﻛﻞ ﳏﻮﺭ( ‪ ،‬ﻭ ﳎﻤﻮﻉ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺎﺕ )ﺃﳕﺎﻁ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ( ﺍﻟﱵ ﳝﻜﻨﻨﺎ ﺗﺸﻜﻴﻠﻬﺎ ﻣﻦ ﻫﺬﻩ‬
‫ﺍﶈﺎﻭﺭ ‪ ١٦‬ﳕﺎﻃﺎ‪.‬‬
‫ﻣﻨﻄﻮﻱ)‪(I‬‬ ‫?‬ ‫ﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ‬ ‫?‬ ‫ﻣﻨﻔﺘﺢ)‪(E‬‬
‫ﺣﺪﺳﻲ)‪(N‬‬ ‫?‬ ‫ﺗﻠﻘﻲ ﺍﳌﻌﻠﻮﻣﺎﺕ‬ ‫ﺣﺴﻲ)‪? (S‬‬
‫ﻋﺎﻃﻔﻲ)‪(F‬‬ ‫?‬ ‫ﺍﳊﻜﻢ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻣﻮﺭ‬ ‫?‬ ‫ﻋﻘﻼﱐ)‪(T‬‬
‫ﺗﻠﻘﺎﺋﻲ)‪(P‬‬ ‫ﺗﻨﻈﻴﻢ ﺍﻷﻣﻮﺭ ?‬ ‫ﻣﻨﻈﻢ)‪? (J‬‬
‫ﻫﻮ ﻭﺻﻒ ﻟﻠﺸﺨﺺ ﺍﳌﻨﻔﺘﺢ ‪ ،‬ﺍﳊﺪﺳﻲ ‪ ،‬ﺍﻟﻌﺎﻃﻔﻲ ‪ ،‬ﺍﻟﺘﻠﻘﺎﺋﻲ‪ .‬ﻭ ﻫﻜﺬﺍ‪ ...‬ﺛﺎﻧﻴﺎ ‪ /‬ﺩﻋﻨﺎ ﻧﺴﺮﺩ‬ ‫ﻭ ﻋﻨﺪ ﺃﺧﺬﻙ ﳊﺮﻑ ﻣﻦ ﻛﻞ ﳏﻮﺭ ﲣﺮﺝ ﺑﻨﻤﻂ ﻣﻦ ﺃﳕﺎﻁ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ﻣﺜﻼ ‪ENFP‬‬
‫ﺗﻌﺠﺒﻪ ﺍﻟﺘﺠﻤﻌﺎﺕ ﻭﺍﳊﻔﻼﺕ ﻭﻳﻄﻴﻞ ﺍﳉﻠﻮﺱ ﻓﻴﻬﺎ ‪ .‬ﻳﻜﻮﻥ ﻗﺮﻳﺐ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺱ‬ ‫ﲰﺎﺕ ﻛﻞ ﺻﻔﺔ ﻓﻴﻤﺎ ﻳﻠﻲ‪ :‬ﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﻣﻨﻔﺘﺢ ) ﺍﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ‪ ،‬ﺧﺎﺭﺟﻲ "‪) "E‬ﻳﺘﻔﺎﻋﻞ ﻣﻊ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺑﺴﻬﻮﻟﺔ‪.‬‬
‫ﻛﺜﲑﹰﺍ‪ .‬ﻳﺘﻌﺎﺭﻑ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻐﺮﺑﺎﺀ ﺑﺴﺮﻋﺔ‪ .‬ﻟﻪ ﺃﺻﺪﻗﺎﺀ ﻛﺜﲑﻭﻥ‪ .‬ﺳﻬﻞ ﺍﻟﻮﺻﻮﻝ ﺇﱃ ﺷﺨﺼﻴﺘﻪ ﺃﻱ ﺳﻬﻞ ﺃﻥ ﺗﻔﻬﻤﻪ ) ﺗﻘﺮﺃﻩ ( ‪ .‬ﳝﻞ ﻣﻦ ﺍﳉﻠﻮﺱ ﻟﻮﺣﺪﻩ ‪ .‬ﻳﺘﻜﻠﻢ ﺃﻛﺜﺮ ﻭﻳﺴﻤﻊ ﺃﻗﻞ ﺃﻭ ﳚﺪ‬
‫ﺻﻌﻮﺑﺔ ﻓﻴﻪ‪ .‬ﻳﺮﺩ ﻋﻠﻰ ﺍﳍﺎﺗﻒ ﺃﻭ ﺍﻟﻄﺎﺭﻕ ﺑﺴﺮﻋﺔ ‪ .‬ﻣﻘﺒﻮﻝ ﺍﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺎ ﻭﻳﻨﺸﻐﻞ ﺑﺎﻟﻨﺎﺱ ﺑﺴﺮﻋﺔ ‪ .‬ﻳﻔﻀﻞ ﺗﻮﻟﻴﺪ ﺍﻷﻓﻜﺎﺭ ﻣﻊ ﳎﻤﻮﻋﺘﻪ ‪ .‬ﻳﺴﺘﻬﻠﻚ ﺍﻟﻄﺎﻗﺔ ﲝﺮﻳﺔ ‪ .‬ﻳﺘﻜﻠﻢ ﺑﺪﻭﻥ ﺗﻔﻜﲑ ‪.‬‬
‫ﻣﺘﺤﺪﺙ ﺟﻴﺪ ‪ .‬ﻳﺮﻛﺰ ﰲ ﺍﻷﺣﺪﺍﺙ ﺍﳋﺎﺭﺟﻴﺔ ‪ .‬ﻗﺪ ﻻ ﳛﺐ ﺍﻟﻘﺮﺍﺀﺓ ﻷﻬﻧﺎ ﺗﻌﲏ ﺑﻘﺎﺀ ﻭﻩ ﻟﻮﺣﺪﻩ ﺇﺫﺍ ﱂ ﻳﺪﺭﺏ ﻧﻔﺴﻪ ﻋﻠﻴﻬﺎ ‪ .‬ﺍﻧﻄﻮﺍﺋﻲ ) ﺩﺍﺧﻠﻲ "‪ ) "I‬ﳛﺐ ﺍﳉﻠﻮﺱ ﻟﻮﺣﺪﻩ ‪ .‬ﻻ‬
‫ﳛﺐ ﺍﻻﺣﺘﻜﺎﻙ ﺍﻟﻜﺜﲑ ﻣﻊ ﺍﻟﻨﺎﺱ ‪ .‬ﻳﻔﻜﺮ ﰲ ﺍﻷﻣﻮﺭ ﺑﻌﻤﻖ ﺩﺍﺧﻞ ﻧﻔﺴﻪ ‪ .‬ﺃﺻﺪﻗﺎﺀﻩ ﺍﳌﻘﺮﺑﻮﻥ ﻗﻠﻴﻠﻮﻥ ﻭﻟﻜﻦ ﺑﻌﻤﻖ ‪ .‬ﻳﺴﺘﻤﻊ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻜﻼﻡ ‪ .‬ﺻﻌﺐ ﺍﻟﻮﺻﻮﻝ ﺇﱃ ﺷﺨﺼﻴﺘﻪ ‪ .‬ﻳﻔﻜﺮ‬
‫ﺑﺪﻭﻥ ﻛﻼﻡ ﻋﺎﺩﺓ ‪ .‬ﳛﺘﺎﺝ ﺇﱃ ﺍﻟﻮﺣﺪﺓ ﺃﻭ ﺍﳋﺼﻮﺻﻴﺔ ‪ :‬ﻣﺴﺘﻤﻊ ﺟﻴﺪ ‪ .‬ﻳﺮﻛﺰ ﰲ ﺍﻷﺣﺪﺍﺙ ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻴﺔ ‪ .‬ﺑﺴﺒﺐ ﺑﻘﺎﺀ ﻭﻩ ﻟﻮﺣﺪﻩ ﻗﺪ ﻳﺼﺒﺢ ﻗﺎﺭﺋﹰﺎ ﳑﺘﺎﺯﹰﺍ‪ .‬ﺗﻠﻘﻲ ﺍﳌﻌﻠﻮﻣﺎﺕ ﺍﳊﺪﺳﻲ‬
‫"‪"N‬ﳚﺬﺑﻪ ﺍﳋﻴﺎﻝ ﻭﺍﻟﺘﻮﻗﻌﺎﺕ ‪ .‬ﳛﺐ ﺍﺠﻤﻟﺎﺯ ﻭﺍﻟﺮﻣﺰ ﻭﺍﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﻮﺭﻳﺔ ‪ .‬ﳛﺐ ﺍﳌﺜﺎﻟﻴﺔ ‪ .‬ﳛﺐ ﺍﻟﺘﺨﻄﻴﻂ ﻭﻳﺘﻘﻨﻪ ﻭﻗﺪ ﻻ ﻳﻨﺠﺰ ﻣﺎ ﻭﺿﻌﻪ ﰲ ﺍﳋﻄﺔ ‪ .‬ﳛﺐ ﺍﻹﺑﺪﺍﻉ ﻭﺍﻟﺘﺠﺪﻳﺪ ﻭﻳﻜﺮﻩ‬
‫ﺍﻟﺮﻭﺗﲔ ﻭﻳﺘﻌﺐ ﻓﻴﻪ‪ .‬ﻳﻌﺘﻤﺪ ﻋﻠﻰ ﺇﺣﺴﺎﺳﻪ ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻲ‪ .‬ﻳﻬﺘﻢ ﲟﺎ ﻭﺭﺍﺀ ﺍﳊﺪﺙ ﻭﺍﺭﺗﺒﺎﻁ ﺍﳌﻌﻠﻮﻣﺔ ‪ .‬ﻳﻌﻄﻲ ﺍﳌﻌﻠﻮﻣﺎﺕ ﺑﺸﻜﻞ ﻋﺎﻡ ﻭﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﻏﲑ ﻣﺒﺎﺷﺮﺓ ﻭﺑﺪﻭﻥ ﺗﻔﺎﺻﻴﻞ ‪ .‬ﻳﺘﻜﻴﻒ ﻣﻊ‬
‫ﺍﳌﺴﺘﻘﺒﻞ ﻭﻳﻔﻜﺮ ﻓﻴﻪ ‪ .‬ﳎﺪﺩ ﻭﻣﻄﻮﺭ ‪ .‬ﻳﺴﺘﺨﺪﻡ ﻃﺮﻕ ﺟﺪﻳﺪﺓ ﻭﳐﺘﻠﻔﺔ ﳊﻞ ﺍﳌﺸﺎﻛﻞ ﻭﺍﻟﻮﺻﻮﻝ ﺇﱃ ﺍﻷﻫﺪﺍﻑ ‪ .‬ﻳﺘﻌﻠﻢ ﺍﻷﻣﻮﺭ ﺍﳉﺪﻳﺪﺓ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺃﻓﻜﺎﺭ ﻋﺎﻣﺔ ‪ .‬ﻳﻨﺘﻘﻞ ﻣﻦ ﻓﻜﺮﺓ ﺇﱃ‬
‫ﺃﺧﺮﻯ ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﻏﲑ ﻣﻨﺘﻈﻤﺔ ﰲ ﻛﻼﻣﻪ ‪ .‬ﳝﻴﻞ ﺃﻥ ﻳﻔﻜﺮ ﰲ ﻋﺪﺓ ﺃﺷﻴﺎﺀ ﰲ ﺁ ﹰﻥ ﻭﺍﺣﺪ ﻭﻳﻜﺮﻩ ﺷﺮﻭﺩ ﺍﻟﺬﻫﻦ‪ .‬ﻳﺮﻯ ﺍﻟﺘﻔﺎﺻﻴﻞ ﳑﻠﺔ ‪ .‬ﺳﺮﻳﻊ ﺍﻟﻔﻬﻢ ﻟﻠﺘﻠﻤﻴﺢ ) ﻳﻔﻬﻤﻬﺎ ﻭﻫﻲ ﻃﺎﺋﺮﺓ (‪ " .‬ﺫﻛﻲ‬
‫ﻋﺎﺩﺓ" ‪ %٢٥ .‬ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺱ ‪ .‬ﺍﳊﺴﻲ "‪"S‬ﳚﺬﺑﻪ ﺍﳊﻘﻴﻘﺔ ﻭﺍﻟﻮﺍﻗﻌﻴﺔ ‪ .‬ﳛﺐ ﺍﻟﻮﺿﻮﺡ ﰲ ﺍﻟﺘﻌﺒﲑ ﻭﺍﳊﺮﻓﻴﺔ ‪ .‬ﻳﻜﺮﻩ ﺍﳌﺜﺎﻟﻴﺔ ﻭﳛﺐ ﺍﻟﻮﺍﻗﻌﻴﺔ ‪ .‬ﻣﻨﺠﺰ ﻭﻋﻤﻠﻲ ﺃﻛﺜﺮ ﻳﻔﻀﻞ ﺍﻟﻨﺎﺣﻴﺔ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ‬
‫ﳛﺐ ﺍﻹﻧﺘﺎﺝ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﺨﻄﻴﻂ ‪ .‬ﳛﺐ ﺍﻟﺮﻭﺗﲔ ﻭﻻ ﳛﺐ ﺍﻟﺘﻐﻴﲑ ﻭﺍﻟﺘﺠﺪﻳﺪ ) ﻻ ﺗﻐﲑ ﻋﻠﻴﻨﺎ ( ‪ .‬ﻳﻌﺘﻤﺪ ﻋﻠﻰ ﲡﺎﺭﺑﻪ ﻭﺧﱪﺍﺗﻪ ‪ .‬ﻳﻬﺘﻢ ﺑﺎﳊﺪﺙ ﻭﺍﳌﻌﻠﻮﻣﺔ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﺑﺪﻭﻥ ﻣﺘﻌﻠﻘﺎﻬﺗﺎ ‪ .‬ﻳﻌﻄﻲ‬
‫ﺍﳌﻌﻠﻮﻣﺎﺕ ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﻣﻨﺘﻈﻤﺔ ‪ ..،٣،٢،١‬ﺑﺎﻟﺘﻔﺼﻴﻞ ‪ .‬ﻳﺘﻜﻴﻒ ﻣﻊ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﻭﻳﻨﻬﻤﻚ ﻓﻴﻪ ‪ .‬ﺗﻘﻠﻴﺪﻱ ‪ .‬ﻳﺴﺘﺨﺪﻡ ﻃﺮﻕ ﻗﻴﺎﺳﻴﺔ ﻭﺛﺎﺑﺘﺔ ﻭﻣﺘﻜﺮﺭﺓ ﳊﻞ ﺍﳌﺸﺎﻛﻞ ‪ .‬ﻳﺘﻌﻠﻢ ﺍﳉﺪﻳﺪ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺍﶈﺎﻛﺎﺓ‬
‫ﻭﺍﳌﻼﺣﻈﺔ ‪ .‬ﻳﻨﺘﻘﻞ ﰲ ﺍﻷﻓﻜﺎﺭ ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﻣﻨﻬﺠﻴﺔ ﻭﻣﻨﻈﻤﺔ ﰲ ﻛﻼﻣﻪ‪ .‬ﳛﺐ ﺍﻟﺘﺮﻛﻴﺰ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﺗﻌﻠﻤﻪ ﺍﻵﻥ ﻭﻻ ﻳﻔﻜﺮ ﰲ ﺍﳌﻮﺿﻮﻉ ﺇﻻ ﰲ ﻭﻗﺘﻪ‪ .‬ﻳﺮﻯ ﺍﻟﺘﻔﺼﻴﻞ ﻣﻬﻢ‪ .‬ﻏﺎﻟﺒﹰﺎ ﻻ ﻳﻔﻬﻢ ﺍﻟﺘﻠﻤﻴﺢ )‬
‫)ﻳﻬﺘﻢ ﺃﻛﺜﺮ ﺑﺎﳌﺒﺎﺩﺉ ﻭﺍﻟﻘﻮﺍﻧﲔ ﳛﺐ ﺍﻹﻗﻨﺎﻉ ﻭﺍﻻﻗﺘﻨﺎﻉ ﻣﻮﺿﻮﻋﻲ ﰲ ﺃﺣﻜﺎﻣﻪ‬ ‫ﺍﳊﻜﻢ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻣﻮﺭ ﺍﻟﻌﻘﻼﱐ )ﺍﳌﻔﻜﺮ "‪"T‬‬ ‫ﻗﺪ ﻳﺘﻬﻢ ﺑﺒﻂﺀ ﺍﻟﻔﻬﻢ ﻭﺍﻟﺒﺴﺎﻃﺔ (‪ %٧٥ .‬ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺱ‪.‬‬
‫ﻳﻬﻤﻪ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﻘﺒﻮﻝ ﻋﻘﻠﻴﹰﺎ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻳﺮﻯ ﺍﳋﻠﻞ ﻭﺍﻟﻌﻴﻮﺏ ﻭﳝﻴﻞ ﺇﱃ ﻛﻮﻧﻪ ﻧﺎﻗﺪ ﻣﻌﻴﺎﺭﻱ ﻭﺛﺎﺑﺖ ﻭﻋﺎﺩﻝ ﻭﻣﺘﺠﺮﺩ ﲢﻠﻴﻠﻲ ﻫﺪﻓﻪ ﺍﳊﻘﻴﻘﺔ ﻳﻘﺮﺭ ﺃﻛﺜﺮ ﺑﻌﻘﻠﻪ ﻳﺴﺘﻔﻬﻢ ﻋﻤﺎ ﺗﻮﺻﻞ ﺇﻟﻴﻪ‬
‫ﺍﻵﺧﺮﻭﻥ ﻣﻦ ﻧﺘﺎﺋﺞ ﻷﻬﻧﺎ ﻗﺪ ﺗﻜﻮﻥ ﺧﺎﻃﺌﺔ ﻳﻼﺣﻆ ﺍﻻﺳﺘﻨﺘﺎﺝ ﻭﺍﻟﺘﻔﻜﲑ ﺍﳋﺎﻃﺊ ﻳﻔﻀﻞ ﺍﻟﺼﺪﻕ ﻭﻳﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﲝﺰﻡ ﻳﺘﻮﻗﻊ ﻣﻦ ﺍﻵﺧﺮﻳﻦ ﺍﻻﻟﺘﺰﺍﻡ ﺑﺎﳌﺒﺎﺩﺉ ﺍﳌﻨﻄﻘﻴﺔ ﺍﳌﺸﺎﻋﺮ ﺗﻘﺒﻞ ﺇﺫﺍ‬
‫ﻛﺎﻧﺖ ﻣﻨﻄﻘﻴﺔ ﺍﳌﻮﺍﺟﻬﺔ ﺳﻬﻠﺔ ﻋﻨﺪﻩ ‪ %٥٠‬ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺍﻟﻌﺎﻃﻔﻲ ) ﺍﳌﺸﺎﻋﺮﻱ "‪) "F‬ﻳﺮﺍﻋﻲ ﺍﻟﻨﻔﺴﻴﺎﺕ ﻛﺜﲑﹰﺍ ﻳﺘﺄﺛﺮ ﺑﺎﻷﺣﺎﺳﻴﺲ ﻭﺍﳌﺸﺎﻋﺮ ﻳﺮﺍﻋﻲ ﺍﻟﻈﺮﻭﻑ ﺍﶈﻴﻄﺔ ﰲ ﺃﻣﺎﻛﻨﻪ ﻳﻬﻤﻪ‬
‫ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﺘﺠﺎﻧﺲ ﻣﻊ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﳛﺐ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺩﺑﻠﻮﻣﺎﺳﻴﹰﺎ ﻭﻣﻨﺎﻭﺭﹰﺍ ﻭﻳﻈﻬﺮ ﺍﻷﻓﻀﻞ ﰲ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺇﻧﺴﺎﱐ ﻭﺷﺨﺼﻲ ﻭﻣﺘﻘﻠﺐ ﻭﻣﻘﺪﺭ ﺗﻌﺎﻃﻔﻲ ﻫﺪﻓﻪ ﺍﻻﻧﺴﺠﺎﻡ ﻳﻘﺮﺭ ﺃﻛﺜﺮ ﺑﻘﻠﺒﻪ ﻳﻮﺍﻓﻖ ﻋﻠﻰ‬
‫ﻣﺎ ﺗﻮﺻﻞ ﺇﻟﻴﻪ ﺍﻵﺧﺮﻭﻥ ﻣﻦ ﻧﺘﺎﺋﺞ ﳑﺎ ﳚﻌﻠﻬﻢ ﻳﺴﺘﻤﻌﻮﻥ ﺇﻟﻴﻪ ﺃﻛﺜﺮ ﻳﻼﺣﻆ ﺣﺎﺟﺔ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺇﱃ ﺍﻟﺪﻋﻢ ﻳﻔﻀﻞ ﺍﻟﻠﺒﺎﻗﺔ ﻭﻳﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺑﻌﻄﻒ ﻳﺘﻮﻗﻊ ﻣﻦ ﺍﻵﺧﺮﻳﻦ ﺍﻟﺘﻌﺮﻑ ﻋﻠﻰ ﺍﻻﺧﺘﻼﻓﺎﺕ‬
‫ﺩﻗﻴﻖ ﰲ ﻣﻮﺍﻋﻴﺪﻩ ﻭﻣﻨﻈﻢ ﻭﻣﺮﺗﺐ ﻳﺮﺗﺎﺡ ﺑﻌﺪ ﺍﲣﺎﺫ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ‬ ‫ﺗﻨﻈﻴﻢ ﺍﻷﻣﻮﺭ ﺍﳌﻨﻈﻢ ) ﺍﳊﻜﻢ "‪) "J‬‬ ‫ﺍﻟﻔﺮﺩﻳﺔ ﺑﲔ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺃﻱ ﻣﺸﺎﻋﺮ ﻓﻬﻲ ﻣﻘﺒﻮﻟﺔ ﻻ ﳛﺐ ﺍﳌﻮﺍﺟﻬﺔ ‪ %٥٠‬ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺱ‬
‫ﻳﺸﻌﺮ ﺑﺎﻟﺮﺿﺎ ﻋﻨﺪ ﺍﻧﺘﻬﺎﺀ ﺍﳌﺸﺮﻭﻉ ﻣﺴﺘﻘﺮ ﻭﻣﻘﺮﺭ ﻭﺛﺎﺑﺖ ﻳﻬﺘﻢ ﺑﺎﻹﻧﺘﺎﺝ ﻭﺍﻻﻧﺘﻬﺎﺀ ﻣﻦ ﺍﻷﻋﻤﺎﻝ ﺣﺎﺳﻢ ﻭﻣﺴﺘﻌﺠﻞ ﻋﻨﺪﻩ ﺟﺪﻭﻝ ﺃﻋﻤﺎﻝ ﻭﻳﺘﺒﻌﻪ ﻭﻳﺮﺗﺒﻚ ﺇﺫﺍ ﱂ ﻳﺴﲑ ﻛﻤﺎ ﻫﻮ ﻳﺘﺨﺬ‬
‫ﺍﻟﻘﺮﺍﺭﺍﺕ ﺑﺴﺮﻋﺔ ﻳﻔﻀﻞ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﰲ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﰲ ﺍﳌﺸﺎﺭﻳﻊ ﻣﻌﻠﻮﻣﺔ ﺍﻟﻨﻬﺎﻳﺔ ﻳﻔﻀﻞ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻋﻨﺪﻩ ﺍﺧﺘﻴﺎﺭ ﻭﺍﺣﺪ ﻣﻨﺠﺰ ﻭﳐﻄﻂ ﻣﻘﺪﻣﺎ ﻳﻨﺠﺢ ﰲ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﻭﻻ ﳛﺐ ﺗﻐﻴﲑ ﺍﳋﻄﺔ ‪ %٥٠‬ﻣﻦ‬
‫ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺍﻟﺘﻠﻘﺎﺋﻲ ) ﺍﳌﺪﺭﻙ "‪ )" P‬ﳛﺐ ﺍﻟﺪﻗﺔ ﻭﺍﻟﺘﺮﺗﻴﺐ ﻟﻜﻨﻪ ﻗﺪ ﻻ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﻨﻈﻢ ﻭﻣﺮﺗﺐ ﳛﺐ ﺍﻟﺘﺠﺮﻳﺐ ﻗﺒﻞ ﺍﲣﺎﺫ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﻭﳝﻬﺪ ﻟﻪ ﻳﺸﻌﺮ ﺑﺎﻟﺮﺿﺎ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﺒﺪﺃ ﺗﻨﻔﻴﺬ ﻣﺸﺮﻭﻉ ﻣﺎ ﻣﻌﻠﻖ‬
‫ﻭﻣﺮﻥ ﻭﳚﻤﻊ ﺑﻴﺎﻧﺎﺕ ﻭﻣﻌﻠﻮﻣﺎﺕ ﺃﻛﺜﺮ ﻳﻬﺘﻢ ﲟﺮﺍﺣﻞ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺍﻻﻧﺘﻬﺎﺀ ﻣﻨﻪ ﲡﺮﻳﱯ ﻭﻣﺘﺮﺩﺩ ﻭﻳﺮﻯ ﺃﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﺍﻟﻜﺜﲑ ﻣﻦ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﻗﺪ ﳜﻄﻂ ﻭﻟﻴﺲ ﺷﺮﻃﹰﺎ ﺍﺗﺒﺎﻉ ﺍﳋﻄﺔ ﻭﻣﺴﺘﻌﺪ‬
‫ﻟﻠﻤﺘﻐﲑﺍﺕ ﻳﺘﻤﻬﻞ ﻭﻳﺘﺮﻭﻯ ﰲ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﻟﻌﻞ ﺍﻷﺣﺪﺍﺙ ﺗﺘﻐﲑ ﳛﺐ ﺍﳌﺸﺎﺭﻳﻊ ﻣﻔﺘﻮﺣﺔ ﺍﻟﻨﻬﺎﻳﺔ ﻳﻔﻀﻞ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﺍﺧﺘﻴﺎﺭﺍﺗﻪ ﻣﻔﺘﻮﺣﺔ ﻭﻏﲑ ﳏﺪﺩﺓ ﻣﺘﺨﺼﺺ ﻃﻮﺍﺭﺉ ﻭﻳﺘﻜﻴﻒ ﻛﻤﺎ ﺗﺄﰐ ﺍﻷﻣﻮﺭ‬
‫ﻻ ﺑﺄﺱ ﺑﺎﻟﺘﻐﻴﲑ ﺣﺴﺐ ﺍﻟﻈﺮﻭﻑ ﻭﻣﺘﻬﻢ ﺑﺄﻧﻪ ﻏﲑ ﻣﺮﺗﺐ ‪ %٥٠‬ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺱ‪ .‬ﺛﺎﻟﺜﺎ ‪ /‬ﻋﻨﺪ ﲢﺪﻳﺪﻙ ﻟﻸﺣﺮﻑ ﺍﻟﱵ ﲤﺜﻠﻚ ﳕﻄﻚ ﻣﺜﻼ ﺳﺘﺼﻞ ﺇﱃ ﺍﺣﺘﻤﺎﻝ ﻣﻦ ﺃﺻﻞ ‪ ١٦‬ﺍﺣﺘﻤﺎﻝ ﺃﺻﻼ ‪ -‬ﻛﻤﺎ‬
‫ﺫﻛﺮﻧﺎ ﺳﺎﺑﻘﺎ ‪ -‬ﻭ ﻛﻞ ﳕﻂ ﻟﻪ ﺍﲰﻪ ﻭ ﲰﺎﺗﻪ ﻭ ﻫﺬﺍ ﻣﺎ ﺳﻨﻔﺼﻠﻪ ﰲ ﺍﳌﻘﺎﻝ ﺍﻟﻘﺎﺩﻡ ﺇﻥ ﺷﺎﺀ ﺍﷲ‪ .‬ﻭ ﺇﱃ ﺍﻟﻠﻘﺎﺀ‪........‬‬

‫ﺍﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ ﺍﻟﺬﺍﺕ ) ﳎﺎﻟﺲ ﺍﻟﺘﻤﻴﺰ ﻭﺍﻟﻨﺠﺎﺡ ‪ ،‬ﺃﻋﺮﻑ ﻧﻔﺴﻚ )‬

‫ﺐ ﺍﻟﻔﻀﻮﻝ ﻭﻣﻌﺮﻓﺔ ﺧﻔﺎﻳﺎ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﻭﺣﻘﺎﺋﻖ ﺍﻷﻣﻮﺭ ﲟﻌﺰﻝ ﻋﻦ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻭﺧﻔﻴﺔ ﲝﻴﺚ ﺗﺒﻘﻰ ﺍﻟﻨﺘﺎﺋﺞ ﺭﻫﻨﹰﺎ ﺑﺼﺎﺣﺒﻬﺎ ﻭﺣﺒﻴﺴ ﹰﺔ ﻟﺪﻳﻪ‪..‬‬
‫ﺍﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ ﺍﻟﺬﺍﺕ ﻗﺪ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﻦ ﺍﳌﻔﻀّﻞ ﻟﺪﻯ ﺍﻟﻜﺜﲑﻳﻦ ﺣ ّ‬
‫ﺐ ﻭﺑﺼﺮﺍﺣﺔ ﻋﻦ ﺍﻷﺳﺌﻠﺔ ﺍﳌﺒﻴّﻨﺔ ﺃﺩﻧﺎﻩ ﻭﻣﻦ ﹼﰒ‬
‫ﺖ ﺃ ﹾﻥ ﺗﺪﺭﻙ ﺑﻌﻀﹰﺎ ﻣﻦ ﺧﻔﺎﻳﺎ ﺷﺨﺼﻴّﺘﻚ ﻭﺃﻥ ﺗﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻌﻬﺎ ﺑﺘﺠﺮّﺩ ﻋﻦ ﻣﺸﺎﻋﺮ ﺍﻷﻧﺎ ﻭﺍﻟﺬﺍﺕ ﻭﺍﻟﻨﻔﺲ ﺍﳌﻐﺮﻭﺭﺓ‪ ،‬ﻓﻤﺎ ﻋﻠﻴﻚ ﺇ ﹼﻻ ﺃﻥ ﲡﻴ َ‬‫ﺇ ﹾﻥ ﺃﺣﺒﺒ َ‬
‫ﺗﻀﻊ ﻟﻨﻔﺴﻚ ﺍﻟﺪﺭﺟﺎﺕ ﺍﳌﻨﺎﺳﺒﺔ ﻭﲢﺼﻲ ﻣﺎ ﺟﻨﻴﺘﻪ ﻭﲢﺼﻞ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺘﻴﺠﺔ ﺍﻟﻨﻬﺎﺋﻴّﺔ‪ ..‬ﺍﻟﺴﺆﺍﻝ ﺍﻷﻭّﻝ‪ :‬ﰲ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺃﻧﺖ ﻣﺴﺆﻭﻝ ﻋﻦ ﳎﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ ﺍﳌﻮﻇﻔﲔ ﺗﺮﺑﻄﻚ ﺑﺒﻌﻀﻬﻢ ﻋﻼﻗﺔ ﺧﺎﺻﺔ‪ ،‬ﺃﻣّﺎ‬
‫ﺍﻟﺒﻌﺾ ﺍﻵﺧﺮ ﻓﺈ ﹼﻥ ﻋﻼﻗﺘﻚ ﻬﺑﻢ ﳎﺮّﺩ ﻋﻼﻗﺔ ﺭﺋﻴﺲ ﲟﺮﺅﻭﺳﻴﻪ‪ .‬ﰲ ﺃﺣﺪ ﺍﻷﻳّﺎﻡ ﻓﻮﺟﺌﺖ ﺑﺄﺣﺪ ﺍﳌﻮﻇﻔﲔ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﻮﻉ ﺍﻟﺜﺎﱐ ﻭﻗﺪ ﻗﺎﻡ ﺑﻌﻤﻞ ﻳﺴﺘﺤ ّﻖ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﻜﺎﻓﺄﺓ ﻛﺒﲑﺓ ﻫﻞ‪ :‬ﺃ‪ -‬ﻬﺗﻨّﺌﻪ ﺑﺎﻹﳒﺎﺯ‬
‫ﺍﻟﻜﺒﲑ ﺍﻟﺬﻱ ﺣﻘﹼﻘﻪ ﻭﺗﺴﺎﻋﺪﻩ ﻗﺪﺭ ﺍﻹﻣﻜﺎﻥ ﰲ ﺍﳊﺼﻮﻝ ﻋﻠﻰ ﺍﳌﻜﺎﻓﺄﺓ ﺍﻟﱵ ﻳﺴﺘﺤﻘﹼﻬﺎ‪ .‬ﺏ‪ -‬ﺗﻈﻬﺮ ﻓﺨﺮﻙ ﻬﺑﺬﺍ ﺍﻹﳒﺎﺯ ﻭﻟﻜﻦ ﰲ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﻧﻔﺴﻪ ﻻ ﺗﺴﺎﻋﺪﻩ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﻳﺄﺧﺬ ﺣﻘﹼﻪ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺴﺘﺤّﻖ‪.‬‬
‫ﻱ ﺷﺨﺺ ﰲ ﻣﻮﺿﻮﻉ ﻻ ﺗﻌﺮﻑ ﻋﻨﻪ ﺃﻳّﺔ ﻣﻌﻠﻮﻣﺔ‪،‬‬ ‫ﻱ ﺷﻲﺀ‪ .‬ﺍﻟﺴﺆﺍﻝ ﺍﻟﺜﺎﱐ‪ :‬ﺇﺫﺍ ﺳﺄﻟﻚ ﺃ ّ‬ ‫ﺕ‪ -‬ﺗﺮﻓﺾ ﺃﻥ ﺗﺴﺎﻋﺪﻩ ﻭﺗﻘﻮﻝ ﻟﻪ ﺑﺄ ﹼﻥ ﻫﺬﺍ ﻭﺍﺟﺒﻪ ﻭﻣﻦ ﺻﻤﻴﻢ ﻋﻤﻠﻪ ﻭﻻ ﻳﻮﺟﺪ ﻣﺎ ﻳﺴﺘﺤ ّﻖ ﻋﻠﻴﻪ ﺃ ّ‬
‫ﻫﻞ ﺗﺪّﻋﻲ ﻣﻌﺮﻓﺘﻚ ﻬﺑﺬﺍ ﺍﳌﻮﺿﻮﻉ ﻭﻟﻜﻨّﻚ ﺗﻔﻀّﻞ ﺍﻟﺼﻤﺖ ﰲ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﺍﳊﺎﱄ؟ ﺃ‪ -‬ﻧﻌﻢ‪ .‬ﺏ‪ -‬ﻻ‪ .‬ﺟـ‪ -‬ﺃﺣﻴﺎﻧﹰﺎ‪ .‬ﺍﻟﺴﺆﺍﻝ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ‪ :‬ﻫﻞ ﲢﺮﺹ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﺗﻈﻬﺮ ﰲ ﻋﻤﺮ ﺃﺻﻐﺮ ﺑﻜﺜﲑ ﻣﻦ‬
‫ﺐ ﺍﳉﻠﻮﺱ ﻣﻌﻪ‬ ‫ﻋﻤﺮﻙ ﺍﳊﻘﻴﻘ ّﻲ ﻭﺇﺫﺍ ﻇﻬﺮﺕ ﺃﻳّﺔ ﺷﻌﲑﺍﺕ ﺑﻴﻀﺎﺀ ﲢﺎﻭﻝ ﺇﺧﻔﺎﺀﻫﺎ؟ ﺃ‪ -‬ﺃﺣﻴﺎﻧﹰﺎ‪ .‬ﺏ‪ -‬ﻻ‪ .‬ﺟـ‪ -‬ﻧﻌﻢ‪ .‬ﺍﻟﺴﺆﺍﻝ ﺍﻟﺮﺍﺑﻊ‪ :‬ﺇﺫﺍ ﻫﺒﻂ ﻋﻠﻴﻚ ﺿﻴﻒ ﻏﲑ ﻣﺮﻏﻮﺏ ﻓﻴﻪ ﻭﺃﻧﺖ ﻻ ﲢ ّ‬
‫ﻱ ﺃﻥ ﻳﺘﺮﻙ ﺑﻴﺘﻚ ﺑﻌﺪ ﻭﻗﺖ ﻗﺼﲑ ﻣﻦ ﺍﳉﻠﺴﺔ‪ .‬ﺕ‪ -‬ﺗﺮﺣّﺐ ﺑﻪ‬ ‫ﻭﻻ ﳏﺎﺩﺛﺘﻪ ﻫﻞ‪ :‬ﺃ‪ -‬ﲢﺎﻭﻝ ﺑﻜ ﹼﻞ ﻗﻮّﺗﻚ ﺃﻥ ﺗﺘﺨﻠﹼﺺ ﻣﻨﻪ ﺃﻭّﻝ ﳊﻈﺔ‪ .‬ﺏ‪ -‬ﺗﺮﺣّﺐ ﺑﺎﻟﻘﺪﺭ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺸﻌﺮﻩ ﺃﻧّﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﻀﺮﻭﺭ ّ‬
‫ﺏ ﻓﻴﻪ‪ .‬ﺍﻟﺴﺆﺍﻝ ﺍﳋﺎﻣﺲ‪ :‬ﻫﻞ ﺗﺸﻌﺮ ﺑﺎﳊﻘﺪ ﻷ ﹼﻥ ﻭﺍﺣﺪﹰﺍ ﻣﻦ ﺯﻣﻼﺋﻚ ﺍﺳﺘﻄﺎﻉ ﺃﻥ ﻳﻜﺴﺐ ﻭ ﱠﺩ ﺭﺋﻴﺴﻚ ﻭﺳﺮﻕ ﻛ ﹼﻞ‬ ‫ﺑﺸﻜﻞ ﺯﺍﺋﺪ ﻭﻭﺩﻭﺩ ﻟﻠﻐﺎﻳﺔ ﲝﻴﺚ ﻻ ﻳﺸﻌﺮ ﰲ ﺃﻳﺔ ﳊﻈﺔ ﺃﻧّﻪ ﻏﲑ ﻣﺮﻏﻮ ٍ‬
‫ﺐ ﺍﺠﻤﻟﺎﻣﻠﺔ ﺍﻟﱵ ﺗﺼﻞ ﺃﺣﻴﺎﻧﹰﺎ ﺇﱃ ﺣ ّﺪ ﺍﻟﻨﻔﺎﻕ ﻟﻠﻀﺮﻭﺭﺓ‬
‫ﺍﻷﺿﻮﺍﺀ ﺭﻏﻢ ﻋﺪﻡ ﻛﻔﺎﺀﺗﻪ‪ ،‬ﻭﺗﻌﺒّﺮ ﻋﻦ ﺍﺳﺘﻴﺎﺋﻚ ﻫﺬﺍ ﺑﺸﻜ ٍﻞ ﻋﻠﲏّ؟ ﺃ‪ -‬ﻧﻌﻢ‪ .‬ﺏ‪ -‬ﻻ‪ .‬ﺟـ‪ -‬ﺃﺣﻴﺎﻧﹰﺎ‪ .‬ﺍﻟﺴﺆﺍﻝ ﺍﻟﺴﺎﺩﺱ‪ :‬ﻫﻞ ﲢ ّ‬
‫ﻚ ﺍﻟﺪﺭﺟﺎﺕ ﺍﻟﱵ ﺗﺴﺘﺤﻘﹼﻬﺎ ﺣﺴﺐ ﺍﻟﺘﺎﱄ‪ :‬ﺍﻟﺴﺆﺍﻝ ﺍﻷﻭّﻝ‪ :‬ﺃ‪ -‬ﺛﻼﺙ‬ ‫ﺖ ﺃﻥ ﲡﻴﺐ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺳﺌﻠﺔ ﻓﺄﻋﻄﻲ ﻟﻨﻔﺴ َ‬‫ﺍﻟﻘﺼﻮﻯ؟ ﺃ‪ -‬ﻧﻌﻢ‪ .‬ﺏ‪ -‬ﻻ‪ .‬ﺟـ‪ -‬ﺃﺣﻴﺎﻧﹰﺎ‪ .‬ﺍﻟﻌﻼﻣﺎﺕ‪ :‬ﺇﺫﺍ ﺍﺳﺘﻄﻌ َ‬
‫ﺩﺭﺟﺎﺕ‪ .‬ﺏ‪ -‬ﺩﺭﺟﺘﺎﻥ‪ .‬ﺟـ‪ -‬ﺩﺭﺟﺔ ﻭﺍﺣﺪﺓ‪ .‬ﺍﻟﺴﺆﺍﻝ ﺍﻟﺜﺎﱐ‪ :‬ﺃ‪ -‬ﺩﺭﺟﺔ ﻭﺍﺣﺪﺓ‪ .‬ﺏ‪ -‬ﺛﻼﺙ ﺩﺭﺟﺎﺕ‪ .‬ﺟـ‪ -‬ﺩﺭﺟﺘﺎﻥ‪ .‬ﺍﻟﺴﺆﺍﻝ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ‪ :‬ﺃ‪ -‬ﺩﺭﺟﺘﺎﻥ‪ .‬ﺏ‪ -‬ﺛﻼﺙ ﺩﺭﺟﺎﺕ‪ .‬ﺟـ‪-‬‬
‫ﺩﺭﺟﺔ ﻭﺍﺣﺪﺓ‪ .‬ﺍﻟﺴﺆﺍﻝ ﺍﻟﺮﺍﺑﻊ‪ :‬ﺃ‪ -‬ﺛﻼﺙ ﺩﺭﺟﺎﺕ‪ .‬ﺏ‪ -‬ﺩﺭﺟﺘﺎﻥ‪ .‬ﺟـ‪ -‬ﺩﺭﺟﺔ ﻭﺍﺣﺪﺓ‪ .‬ﺍﻟﺴﺆﺍﻝ ﺍﳋﺎﻣﺲ‪ :‬ﺃ‪ -‬ﺛﻼﺙ ﺩﺭﺟﺎﺕ‪ .‬ﺏ‪ -‬ﺩﺭﺟﺔ ﻭﺍﺣﺪﺓ‪ .‬ﺟـ‪ -‬ﺩﺭﺟﺘﺎﻥ‪ .‬ﺍﻟﺴﺆﺍﻝ ﺍﻟﺴﺎﺩﺱ‪:‬‬
‫ﺃ‪ -‬ﺩﺭﺟﺔ ﻭﺍﺣﺪﺓ‪ .‬ﺏ‪ -‬ﺛﻼﺙ ﺩﺭﺟﺎﺕ‪ .‬ﺟـ‪ -‬ﺩﺭﺟﺘﺎﻥ‪ .‬ﺍﻟﻨﺘﻴﺠﺔ ﺍﻟﻨﻬﺎﺋﻴّﺔ‪ :‬ﲢﺖ ‪ ٧‬ﺩﺭﺟﺎﺕ‪ :‬ﺃﻧﺖ ﺇﻧﺴﺎﻥ ﺑﺎﻟﺘﺄﻛﻴﺪ ﺗﻀﺤﻚ ﻋﻠﻰ ﻧﻔﺴﻚ ﻭﺃﻧﺖ ﺗﻌﺮﻑ ﺫﻟﻚ ﺟﻴّﺪﺍﹰ‪ ،‬ﲢﺎﻭﻝ ﺃﻥ ﺗﻈﻬﺮ‬
‫ﺖ‬‫ﻱ ﻣﺮﺍﺟﻌﺔ ﺍﻟﺬﺍﺕ ﻣﻦ ﻭﻗ ٍ‬ ‫ﻱ ﺣﺎﻝ ﻣﻦ ﺍﻷﺣﻮﺍﻝ ﻭﻣﻦ ﺍﻟﻀﺮﻭﺭ ّ‬ ‫ﲟﻈﻬﺮ ﺍﳊﺮﻳﺺ ﻋﻠﻰ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻵﺧﺮﻳﻦ ﻭﺃﻧﺖ ﺃﻭّﻝ ﻣﻦ ﻳﻬﻀﻢ ﻫﺬﻩ ﺍﳊﻘﻮﻕ ﻷﺳﺒﺎﺏ ﺷﺨﺼﻴّﺔ ﲝﺘﺔ ﻻ ﻋﻼﻗﺔ ﳍﺎ ﺑﺎﳌﻮﺿﻮﻋﻴّﺔ ﺑﺄ ّ‬
‫ﻵﺧﺮ ﺣﱴ ﺗﺴﺘﻌﻴﺪ ﺗﻮﺍﺯﻧﻚ ﺍﻟﻨﻔﺴ ّﻲ‪ .‬ﻣﻦ ‪ ٧‬ﺇﱃ ‪ ١٢‬ﺩﺭﺟﺔ‪ :‬ﺃﻧﺖ ﺇﻧﺴﺎﻥ ﻣﺘﻮﺍﺯﻥ ﺟﺪﹰﺍ ﻻ ﺗﻀﺤﻚ ﻋﻠﻰ ﻧﻔﺴﻚ ﻭﻻ ﺗﻜﺬﺏ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺃﻳﻀﺎﹰ‪ ،‬ﻭﻟﻜﻨﻚ ﰲ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﻧﻔﺴﻪ ﺗﺪﺭﻙ ﺑﺄ ﹼﻥ ﺍﺠﻤﻟﺎﻣﻠﺔ ﰲ‬
‫ﺑﻌﺾ ﺍﻷﺣﻴﺎﻥ ﻣﻄﻠﻮﺑﺔ ﰲ ﻫﺬﻩ ﺍﳊﻴﺎﺓ ﻭﺍﻟﱵ ﻫﻲ ﲟﺜﺎﺑﺔ ﺍﳌﻠﺢ ﻭﺍﻟﻔﻠﻔﻞ ﺍﻟﻀﺮﻭﺭﻳّﲔ ﻟﻌﻤﻠﻴّﺔ ﺍﻟﺪّﻓﻊ ﻟﻸﻣﺎﻡ‪ ،‬ﺃﻧﺖ ﺳﻌﻴﺪ‪ ،‬ﻭ َﻣ ْﻦ ﺣﻮﻟﻚ ﺃﻳﻀﹰﺎ ﺳﻌﺪﺍﺀ ﺑﻚ‪ .‬ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ‪ ١٢‬ﻧﻘﻄﺔ‪ :‬ﺃﻧﺖ ﺇﻧﺴﺎﻥ ﻭﺍﺿﺢ‬
‫ﻱ ﺍﻋﺘﺒﺎﺭ ﰲ ﺍﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻭﺍﳌﻬ ّﻢ ﻋﻨﺪﻙ ﻫﻮ ﺍﳊ ّﻖ ﻭﺍﻟﻀﻤﲑ ﻭﺇﺭﺿﺎﺀ ﻧﻔﺴﻚ‪ ،‬ﻭﻫﺬﺍ ﺍﻷﻣﺮ ﻏﺎﻟﺒﹰﺎ ﻣﺎ ﳚﻠﺐ‬
‫ﺟﺪﺍﹰ‪ ،‬ﲡﻴﺪ ﺍﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ ﻧﻔﺴﻚ ﻭﺿﻤﲑﻙ ﻭﺍﺿﺢ ﻛﺬﻟﻚ ﻣﻊ ﺍﻵﺧﺮﻳﻦ‪ ،‬ﻻ ﺗﻀﻊ ﺃ ّ‬
‫‪.‬‬ ‫ﻚ ﺍﻟﻜﺜﲑ ﻣﻦ ﺍﳌﺘﺎﻋﺐ ﻭﺍﳌﺸﺎﻛﻞ‪ ،‬ﻭﻟﻜﻨﻚ ﰲ ﺍﻟﻨﻬﺎﻳﺔ ﻻ ﺗﺄﺑﻪ ﺑﺬﻟﻚ ﻃﺎﳌﺎ ﺃﻧّﻚ ﺗﺮﺿﻲ ﻧﻔﺴﻚ ﰲ ﺁﺧﺮ ﺍﻷﻣﺮ‪ ،‬ﻭﻫﺬﺍ ﻳﻜﻔﻴﻚ ﰲ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﺍﻟﺮﺍﻫﻦ‬
‫ﻟ َ‬

‫ﺍﺧﺘﺒﺎﺭ ﺳﻠﻜﺲ ) ﳎﺎﻟﺲ ﺍﻟﺘﻤﻴﺰ ﻭﺍﻟﻨﺠﺎﺡ ‪ ،‬ﺃﻋﺮﻑ ﻧﻔﺴﻚ )‬

‫ﻼ‬
‫ﻓﻴﻤﺎ ﻳﻠﻲ ﺳﺘﺔ ﻭﲬﺴﻮﻥ ﲨﻠﺔ ﻧﺎﻗﺼﺔ‪ :‬ﺍﻗﺮﺃ ﻛﻞ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﻣﻨﻬﺎ ﻭﺃﻛﻤﻠﻬﺎ ﺑﻜﺘﺎﺑﺔ ﺃﻭﻝ ﻣﺎ ﻳﺮﺩ ﺇﱃ ﺫﻫﻨﻚ‪ ،‬ﺇﺫﺍ ﱂ ﺗﺘﻤﻜﻦ ﻣﻦ ﺇﻛﻤﺎﻝ ﲨﻠﺔ ﻣﺎ ﺍﺗﺮﻛﻬﺎ ﰒ ﻋﺪ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻓﻴﻤﺎ ﺑﻌﺪ‪ :‬ﺃﺷﻌﺮ ﺃﻥ ﻭﺍﻟﺪﻱ ﻗﻠﻴ ﹰ‬
‫ﻣﺎ‪ ........‬ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻻ ﺗﻜﻮﻥ ﺍﻟﻈﺮﻭﻑ ﰲ ﺟﺎﻧﱯ‪ ......‬ﻟﻘﺪ ﻛﻨﺖ ﺃﺭﻳﺪ ﺩﺍﺋﻤﹰﺎ ﺃﻥ‪ ......‬ﻟﻮ ﺃﻧﲏ ﻛﻨﺖ ﺍﳌﺴﺌﻮﻝ ﺍﻷﻭﻝ‪ ......‬ﻳﺒﺪﻭ ﱄ ﺍﳌﺴﺘﻘﺒﻞ‪ ......‬ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻫﻦ ﺃﻋﻠﻰ ﻣﲏ‪ ......‬ﺃﻧﺎ‬
‫ﻼ ﻭﺍﻣﺮﺃﺓ ﻣﻌﹰﺎ‪..........‬‬ ‫ﺃﻋﻠﻢ ﺃﻬﻧﺎ ﲪﺎﻗﺔ‪ ،‬ﻭﻟﻜﻨﲏ ﺃﺧﺎﻑ ﻣﻦ‪ .......‬ﺃﺷﻌﺮ ﺑﺄﻥ ﺍﻟﺼﺪﻳﻖ ﺍﳊﻖ‪ ...........‬ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻛﻨﺖ ﻃﻔ ﹰ‬
‫ﻼ‪ ...‬ﻓﻜﺮﰐ ﻋﻦ ﺍﳌﺮﺃﺓ ﺍﻟﻜﺎﻣﻠﺔ‪ .........‬ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺃﺷﺎﻫﺪ ﺭﺟ ﹰ‬
‫ﺃﺳﺮﰐ ﺇﺫﺍ ﻗﻮﺭﻧﺖ ﲟﻌﻈﻢ ﺍﻷﺳﺮ ﺍﻷﺧﺮﻯ‪ .................‬ﻋﻤﻠﻲ ﺃﻧﺎ ﺃﻛﺜﺮ ﺍﻧﺴﺠﺎﻣﺎ ﻣﻊ‪ .........‬ﺃﻣﻲ‪ ..............................‬ﺃﻧﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﺳﺘﻌﺪﺍﺩ ﻷﻥ ﺃﻗﻮﻡ ﺑﺄﻱ ﺷﻲﺀ ﻳﻨﺴﻴﲏ ﺫﻟﻚ‬
‫ﺍﻟﻮﻗﺖ ﺍﻟﺬﻱ‪ ...............‬ﺑﻮﺩﻱ ﻟﻮ ﺃﻥ ﺃﰊ ﻗﺎﻡ ﲟﺠﺮﺩ‪ ......‬ﺃﻋﺘﻘﺪ ﺃﻥ ﻋﻨﺪﻱ ﺍﻟﻘﺪﺭﺓ ﻋﻠﻰ‪ ..........‬ﺳﺄﻛﻮﻥ ﰲ ﺳﻌﺎﺩﺓ ﺗﺎﻣﺔ ﺇﺫﺍ‪ ..............‬ﻟﻮ ﺃﻥ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻋﻤﻠﻮﺍ‬
‫ﻷﺟﻠﻲ‪ ...................‬ﺇﻧﲏ ﺃﺗﻄﻠﻊ ﺇﱃ‪ ............‬ﰲ ﺍﳌﺪﺭﺳﺔ‪ ،‬ﺍﳌﺪﺭﺳﻮﻥ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﺪﺭﺳﻮﻧﲏ‪ ................‬ﺃﻛﺜﺮ ﺃﺻﺪﻗﺎﺋﻲ ﻻ ﻳﻌﻠﻤﻮﻥ ﺃﱐ ﺃﺧﺎﻑ ﻣﻦ‪ ..........‬ﺃﻧﺎ ﺃﺣﺐ ﺍﻟﻨﺎﺱ‬
‫ﺍﻟﺬﻳﻦ‪ ........‬ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻛﻨﺖ ﺃﻋﺎﱐ ﻛﺎﻧﺖ ﺣﺎﻟﱵ‪ ......‬ﺃﻇﻦ ﻣﻌﻈﻢ ﺍﻟﺒﻨﺎﺕ‪ ...........‬ﺷﻌﻮﺭﻱ ﳓﻮ ﺍﳊﻴﺎﺓ ﺍﻟﺰﻭﺟﻴﺔ ﺃﻬﻧﺎ‪ ........‬ﺃﺳﺮﰐ ﺗﻌﺎﻣﻠﲏ ﻛﻤﺎ ﻟﻮ‪ ...........‬ﺃﻥ ﻫﺆﻻﺀ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺃﺷﺘﻐﻞ‬
‫ﻣﻌﻬﻢ‪ ...........‬ﺃﻧﺎ ﻭﺃﻣﻲ‪ .......‬ﻛﺎﻧﺖ ﺃﻛﱪ ﻏﻠﻄﺔ ﺍﺭﺗﻜﺒﺘﻬﺎ‪ ..............‬ﺃﻭﺩ ﻟﻮ ﺃﻥ ﻭﺍﻟﺪﻱ‪ .................‬ﺃﻛﲑ ﻧﻘﻄﺔ ﺿﻌﻒ ﻋﻨﺪﻱ‪ ........‬ﺍﻟﺸﻲﺀ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﻃﻤﺢ ﺇﻟﻴﻪ‬
‫ﺳﺮﹰﺍ‪ .........‬ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﻌﻤﻠﻮﻥ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ‪ .......‬ﰲ ﻳﻮﻡ ﻣﻦ ﺍﻷﻳﺎﻡ ﺃﻧﺎ‪ .........‬ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺃﺭﻯ ﺭﺋﻴﺴﻲ ﻗﺎﺩﻣﹰﺎ‪ ............‬ﺑﻮﺩﻱ ﻟﻮ ﲣﻠﺼﺖ ﻣﻦ ﺍﳋﻮﻑ ﻣﻦ‪ .....‬ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺃﺣﺒﻬﻢ‬
‫ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻏﲑﻫﻢ‪ ......‬ﻟﻮ ﺃﱐ ﻋﺪﺕ ﺻﻐﲑﹰﺍ ﻛﻤﺎ ﻛﻨﺖ‪ ......‬ﺃﻋﺘﻘﺪ ﺃﻥ ﻣﻌﻈﻢ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ‪ ..............‬ﻣﻌﻈﻢ ﺍﻷﺳﺮ ﺍﻟﱵ ﺃﻋﺮﻓﻬﺎ‪ .......‬ﺃﺣﺐ ﺃﻥ ﺃﺷﺘﻐﻞ ﻣﻊ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺍﻟﺬﻳﻦ‪ ......‬ﺃﻇﻦ ﺃﻥ‬
‫ﻣﻌﻈﻢ ﺍﻷﻣﻬﺎﺕ‪ .........‬ﺣﻴﻨﻤﺎ ﻛﻨﺖ ﺻﻐﲑﺍﹰ‪ ،‬ﻛﻨﺖ ﺃﺣﺲ ﺑﺎﻟﺬﻧﺐ ﳓﻮ‪ ............‬ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﳊﻆ ﺿﺪﻱ‪ .............‬ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺃﺻﺪﺭ ﺍﻷﻭﺍﻣﺮ ﻟﻠﻐﲑ‪ ،‬ﺃﻧﺎ‪ .............‬ﺇﻥ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﺎ‬
‫ﺃﻃﻤﺢ ﺇﻟﻴﻪ ﻣﻦ ﺍﳊﻴﺎﺓ‪ ........‬ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﺘﻘﺪﻡ ﰊ ﺍﻟﻌﻤﺮ‪ ............‬ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺃﻋﺘﱪﻫﻢ ﺃﻋﻠﻰ ﻣﲏ‪ .......‬ﺗﻀﻄﺮﱐ ﳐﺎﻭﰲ ﺃﺣﻴﺎﻧﹰﺎ ﺇﱃ ﺃﻥ‪ ...........‬ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻻ ﺃﻛﻮﻥ ﺑﲔ ﺃﺻﺪﻗﺎﺋﻲ‪،‬‬
‫ﻳﺸﻌﺮﻭﻥ‪ .............‬ﻣﻦ ﺃﻛﺜﺮ ﺫﻛﺮﻳﺎﺕ ﻃﻔﻮﻟﱵ ﻭﺿﻮﺣﹰﺎ ﻛﺎﻧﺖ‪ ......‬ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻛﻨﺖ ﻃﻔ ﹰ‬
‫ﻼ ﻛﺎﻧﺖ ﺃﺳﺮﰐ‪ ..............‬ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﺸﺘﻐﻠﻮﻥ ﻣﻌﻲ‪ ،‬ﻛﻨﺖ ﺃﻋﺘﱪﻫﻢ )ﺃﻭ ﻛﺎﻧﻮﺍ‬
‫ﻳﻌﺘﱪﻭﻧﲏ(‪ ..............‬ﺃﻧﺎ ﺃﺣﺐ ﺃﻣﻲ‪ ،‬ﻟﻜﻦ‪ ...........‬ﺃﺳﻮﺃ ﻣﺎ ﺍﺭﺗﻜﺒﺘﻪ ﰲ ﺣﻴﺎﰐ ﻛﺎﻥ‪ .............‬ﻧﻨﺘﻴﺠﺔ ﻫﺬﺍ ﺍﻻﻣﺘﺤﺎﻥ ﻫﻮ ﺃﻥ ﺗﻌﺮﻑ ﺫﺍﺗﻚ ﺑﻨﻔﺴﻚ ﻭﺃﻥ ﺗﻌﱪ ﻋﻤﺎ ﰲ ﺫﺍﺗﻚ‬
‫ﺑﺼﻮﺭﺓ ﺃﻭﺿﺢ ﺃﲤﲎ ﺃﻧﻚ ﻋﱪﺕ ﻋﻤﺎ ﺑﻨﻔﺴﻚ‬

‫ﻫﻞ ﺃﻧﺖ ﺇﻧﺴﺎﻥ ﺇﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ) ﳎﺎﻟﺲ ﺍﻟﺘﻤﻴﺰ ﻭﺍﻟﻨﺠﺎﺡ ‪ ،‬ﺃﻋﺮﻑ ﻧﻔﺴﻚ )‬

‫ﻫﻞ ﺃﻧﺖ ﺫﻭ ﺷﺨﺼﻴﺔ ﻣﻔﺘﻮﺣﺔ ﺃﻡ ﺃﻧﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﻌﺐ ﺍﻻﺗﺼﺎﻝ ﲟﻮﺟﺘﻚ ﺍﳋﺎﺻﺔ ؟ ﻫﻞ ﲢﺴﻦ ﺍﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ ﲨﻴﻊ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺎﺕ ﲟﺎ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﺼﻌﺒﺔ ﻭ ﺍﳌﻘﻔﻠﺔ ﺃﻡ ﺃﻧﻚ‬
‫ﻱ ﺣﺮﺝ‬ ‫ﺗﺸﻴﺢ ﺑﻮﺟﻬﻚ ﻭ ﺗﻮﱄ ﺇﺫﺍ ﻋﺒﺲ ﺃﺣﺪ ؟ ﺍﻛﺘﺸﻒ ﻧﻔﺴﻚ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺍﻹﺟﺎﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺳﺌﻠﺔ ﺍﻟﺘﺎﻟﻴﺔ ﺑﺼﺪﻕ ﻭ ﺇﺧﻼﺹ ﻗﺪﺭ ﺍﻹﻣﻜﺎﻥ ‪ -١ .‬ﻟﻴﺲ ﻟﺪ ّ‬
‫ﰲ ﺍﻻﻋﺘﺮﺍﻑ ﺑﺄﺧﻄﺎﺋﻲ ﺃﻭ ﺳﻮﺀ ﺗﺼﺮﻓﺎﰐ ‪ -٢ .‬ﺃﺧﺸﻰ ﺑﺄﱐ ﻃﺎﺋﺶ ﻧﻮﻋﹰﺎ ﻣﺎ ﻭ ﻻ ﺃﺗﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ ﺍﳊﻴﺎﺓ ﲜﺪﻳﺔ ‪ -٣ .‬ﻳﻨﻔﺬ ﺻﱪﻱ ﻣﻦ ﺃﻭﻟﺌﻚ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﻄﻴﻠﻮﻥ‬
‫ﺍﳊﺪﻳﺚ ‪ -٤ .‬ﺃﻧﺎ ﻣﺎﻫﺮ ﰲ ﺍﻟﺘﺨﻠﹼﺺ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺍﳌﻀﺠﺮﻳﻦ ﻭ ﺍﳌﺘﻌﺒﲔ ‪ -٥ .‬ﺃﺣﺐ ﺃﻥ ﺃﺭﻯ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻣﺴﻠﹼﲔ ﺑﺪﺭﺟﺔ ﺃﻛﱪ ﻭ ﺃﻛﺜﺮ ﳑﺎ ﰲ ﺍﳊﻘﻴﻘﺔ‪ -٦ .‬ﻟﺪﻱ‬
‫ﺃﺭﻗﺎﻡ ﻫﻮﺍﺗﻒ ﻋﺪﺩ ﻣﻦ ﺍﻷﺷﺨﺎﺹ ﺃﺗﺼﻞ ﻬﺑﻢ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺃﻛﻮﻥ ﻣﻜﺘﺌﺒﹰﺎ ﺃﻭ ﻣﻨﺨﻔﺾ ﺍﳌﻌﻨﻮﻳﺎﺕ ‪ -٧ .‬ﺣﻀﻮﺭ ﺍﳊﻔﻼﺕ ﺍﻟﻜﺒﲑﺓ ﻭ ﺍﻟﺼﺎﺧﺒﺔ ﻟﻴﺲ ﻫﻮﺍﻳﱵ ‪-٨ .‬‬
‫ﺐ ﻛﺜﲑﹰﺍ ﺍﻷﺷﻴﺎﺀ ﺍﻟﱵ ﺗﻠﻔﺖ ﺍﻧﺘﺒﺎﻩ ﺍﻟﻨﺎﺱ ‪ -١١ .‬ﻗﺪ ﺃﺧﺎﻃﺮ‬
‫ﺃﺷﻌﺮ ﰲ ﺃﻥ ﲦﺔ ﺟﻮﺍﻧﺐ ﻃﻴّﺒﺔ ﰲ ﻛﻞ ﺇﻧﺴﺎﻥ ‪ -٩ .‬ﻻ ﺃﺭﺗﺎﺡ ﻣﻊ ﺍﳌﺘﻌﺼﺒﲔ ﻷﻓﻜﺎﺭﻫﻢ ‪-١٠‬ﺃﺣ ّ‬
‫ﲝﻴﺎﰐ ﳌﺴﺎﻋﺪﺓ ﺻﺪﻳﻖ ﻟﻜﻦ ﻻ ﺃﻫﺘﻢ ﺃﻥ ﺃﻗﺪﻡ ﺍﳌﺴﺎﻋﺪﺍﺕ ﺍﻟﺒﺴﻴﻄﺔ ﻷﻧﺎﺱ ﻻ ﺃﻫﺘﻢ ﻬﺑﻢ ‪-١٢ .‬ﰲ ﺍﻟﻘﻀﺎﻳﺎ ﺍﳌﻬﻤﺔ ﺃﺅﻣﻦ ﺑﻀﺮﻭﺭﺓ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﳌﺮﺀ ﺻﺎﺩﻗﹰﺎ ‪ ،‬ﺣﱴ‬
‫ﻭ ﻟﻮ ﻛﺎﻥ ﺫﻟﻚ ﻣﺆﺫﻳﹰﺎ ‪-١٣ .‬ﺃﻛﺮﻩ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺍﳌﺘﻤﻠﻘﲔ ﻭ ﺍﳌﺨﺎﺩﻋﲔ ‪-١٤ .‬ﰲ ﺑﻌﺾ ﺍﻷﺣﻴﺎﻥ ﺃﻻﻃﻒ ﺃﺷﺨﺎﺻﹰﺎ ﻻ ﺃﺳﺘﻠﻄﻔﻬﻢ ﺣﻘﻴﻘﺔ ‪-١٥ .‬ﰲ ﺑﻌﺾ‬
‫ﺍﻷﺣﻴﺎﻥ ﺃﺳﺤﺐ ﻗﺎﻃﻊ ﺍﳍﺎﺗﻒ ﻭ ﺃﺗﻮﻗﻒ ﻋﻦ ﺍﻟﺮ ّﺩ ﻋﻠﻰ ﻃﺮﻗﺎﺕ ﺍﻟﺒﺎﺏ ﻷﲤﺘّﻊ ﺑﻌﺰﻟﺔ ﲨﻴﻠﺔ ‪-١٦ .‬ﺣﲔ ﺃﺷﻌﺮ ﺑﺜﻘﺔ ﺑﺎﻟﻨﻔﺲ ﻻ ﺃﺣﺪ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ﻣﻘﺎﻭﻣﱵ ‪-١٧ .‬‬
‫ﺇﺫﺍ ﻣﺎ ﺍﺳﺘﺮﺟﻌﺖ ﺍﳌﺎﺿﻲ ‪ ،‬ﺃﺟﺪ ﺃﻥ ﺣﻴﺎﰐ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﺴﻠﻴّﺔ ﻭ ﺛﻘﺎﻓﻴّﺔ ﲟﺎ ﰲ ﺫﻟﻚ ﺍﳌﺮﺍﺣﻞ ﺍﻟﺴﻴﺌﺔ ﻣﻨﻬﺎ ‪-١٨ .‬ﻻ ﺃﲤﺘﻊ ﺑﺎﳌﺪﺍﻋﺒﺎﺕ ﻭ ﺍﻟﻨﻜﺎﺕ ﺳﻮﺍﺀ ﻣﻊ ﻧﻔﺴﻲ ﺃﻭ‬
‫ﻣﻊ ﺍﻵﺧﺮﻳﻦ ‪-١٩ .‬ﻏﺎﻟﺒﹰﺎ ﻣﺎ ﺃﻭﺍﺟﻪ ﻣﺘﺎﻋﺐ ﰲ ﺍﺧﺘﻴﺎﺭ ﺍﳍﺪﻳﺔ ﺍﳌﻨﺎﺳﺒﺔ ﻟﺸﺨﺺ ﻣﺎ ‪ - ٢٠ .‬ﺣﲔ ﺃﺿﻄﺮ ﻷﻥ ﺃﻗﻮﻝ )ﻻ( ﺃﻗﻮﻝ )ﻻ( ﺑﺸﻜﻞ ﺩﺑﻠﻮﻣﺎﺳﻲ ‪.‬‬
‫ﺍﻟﻌﻼﻣﺎﺕ ‪ :‬ﺃﻋﻂ ﻧﻔﺴﻚ ‪ ٥‬ﻋﻼﻣﺎﺕ ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﻣﻦ ﺍﻹﺟﺎﺑﺎﺕ ﺍﻵﺗﻴﺔ ‪ -١ :‬ﺧﻄﺄ ‪ -٢ -‬ﺻﺢ ‪ -٣‬ﺧﻄﺄ ‪ -٤‬ﺻﺢ ‪ -٥‬ﺻﺢ ‪ -٦‬ﺧﻄﺄ ‪ -٧‬ﺧﻄﺄ ‪ -٨‬ﺻﺢ‬
‫‪ -٩‬ﺧﻄﺄ ‪ - ١٠‬ﺻﺢ ‪ -١١‬ﺧﻄﺄ ‪ -١٢‬ﺧﻄﺄ ‪ -١٣‬ﺧﻄﺄ ‪ -١٤‬ﺻﺢ ‪ -١٥‬ﺻﺢ ‪ -١٦‬ﺧﻄﺄ ‪ -١٧‬ﺻﺢ ‪ -١٨‬ﺧﻄﺄ ‪ -١٩‬ﺧﻄﺄ ‪ - ٢٠‬ﺻﺢ ‪ .‬ﺍﻟﻨﺘﻴﺠﺔ‬
‫ﺍﻟﻨﻬﺎﺋﻴﺔ ‪ :‬ﲢﺖ ‪ ٣٥‬ﻧﻘﻄﺔ ‪ :‬ﲤﻴﻞ ﻛﻞ ﺍﻻﻫﺘﻤﺎﻡ ﺇﱃ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﺴﺘﺄﻫﻠﻮﻥ ﺻﺪﺍﻗﺘﻚ ‪ ،‬ﻭ ﺗﺸﻌﺮ ﺑﺄﻥ ﺍﻟﻮﺩ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﺍﻟﻌﺸﻮﺍﺋﻲ ﻣﻀﻴﻌﺔ ﻟﻠﻮﻗﺖ ‪ ..‬ﻻ ﻬﺗﺘﻢ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ‬
‫ﺷﻌﺒﻴﹰﺎ ‪ ،‬ﺗﻔﻀﻞ ﺍﺣﺘﺮﺍﻡ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺑﺪﻝ ﺣﺒّﻬﻢ ﻟﻚ ‪ ...‬ﺗﺘﻤﺴّﻚ ﲟﺒﺎﺩﺉ ﻗﻮﻳﺔ ﻭ ﺛﺎﺑﺘﺔ ‪ ....‬ﻟﻴﺲ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻬﻞ ﻛﺴﺐ ﺻﺪﺍﻗﺘﻚ ﺃﻭ ﺗﻘﺪﻳﺮﻙ ﻟﻜﻦ ﺍﻟﺸﺨﺺ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻔﻌﻞ‬
 ‫ﺫﻟﻚ ﳛﻈﻰ ﺑﺈﺧﻼﺻﻚ ‪ .‬ﻣﻦ ‪ ٣٥‬ﺇﱃ ‪ ٦٥‬ﻧﻘﻄﺔ ‪ :‬ﲢﺴﻦ ﺍﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻟﻜﻨﻚ ﲤﻴﻞ ﺇﱃ ﺍﺳﺘﺨﺪﺍﻡ ﺍﻟﺘﻤﻴﻴﺰ‪ .‬ﺧﻼﻝ ﺍﺳﺘﺨﺪﺍﻣﻚ ﳌﻬﺎﺭﺍﺗﻚ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺃﻧﺖ‬
‫ﻣﺴ ﹼﻞ ﻭ ﻧﺪﱘ ﻭ ﻣﺘﻔﻬّﻢ ﻣﻊ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﲢﺒﻬﻢ ﻟﻜﻨﻚ ﻣﻊ ﺫﻟﻚ ﺗﻔﻀﻞ ﺃﻥ ﺗﺒﻘﻲ ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺎﻓﺔ ﻋﺎﻃﻔﻴﺔ ﻣﻊ ﺍﻷﺷﺨﺎﺹ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻻ ﻳﻄﺎﺑﻘﻮﻥ ﻣﺰﺍﺟﻚ ‪ ،‬ﻭ ﻻ ﺗﻘﻀﻲ ﻭﻗﺘﹰﺎ‬
‫ﻼ ﻣﻊ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺎﺕ ﺍﻟﻌﺪﻭﺍﻧﻴﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﻼﻣﺒﺎﻟﻴﺔ ‪ - .‬ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ‪ ٦٥‬ﻧﻘﻄﺔ ‪ - :‬ﺃﻧﺖ ﲢﺴﻦ ﺍﻧﺘﻘﺎﺀ ﺍﻟﻜﻠﻤﺔ ﺍﳌﻨﺎﺳﺒﺔ ﻭ ﺍﻟﺘﺼﺮﻑ ﺍﻟﻼﺋﻖ ﻹﺳﻌﺎﺩ ﺍﻟﻨﺎﺱ ‪ .‬ﻓﺄﻧﺖ‬
‫ﺳﻬ ﹰ‬
‫ﺻﺎﺣﺐ ﻗﻠﺐ ﻛﺒﲑ ﻭ ﻧﻔﺲ ﻛﺮﳝﺔ ﻭ ﺗﺮﻳﺪ ﺍﳋﲑ ﻟﻠﻨﺎﺱ ﻭ ﻳﻔﻴﺾ ﻗﻠﺒﻚ ﺑﺎﻟﺘﺴﺎﻣﺢ ﻣﻊ ﺃﺧﻄﺎﺋﻬﻢ ‪ -‬ﻭ ﺗﻮﺩ ﺇﺳﻌﺎﺩﻫﻢ ﺣﱴ ﻭ ﻟﻮ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻻ ﻳﺴﺘﺤﻘﻮﻥ ﺫﻟﻚ ‪...‬‬
‫ﻟﺬﻟﻚ ﻓﺈﻥ ﻏﺎﻟﺒﻴﺔ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺳﺘﺠﺪ ﺻﻌﻮﺑﺔ ﰲ ﻣﻌﺎﻣﻠﺘﻚ ‪.‬‬

‫ﻧﺒﻮﺀﺍﺕ ﻣﺴﺘﻘﺒﻠﻴﺔ ﲣﺼﻚ ) ﳎﺎﻟﺲ ﺍﻟﺘﻤﻴﺰ ﻭﺍﻟﻨﺠﺎﺡ ‪ ،‬ﺃﻋﺮﻑ ﻧﻔﺴﻚ )‬

‫ﺍﺳﻢ ﺍﳌﺆﻟﻒ‪ :‬ﳏﻤﺪ ﺳﻌﻴﺪ ﺍﻟﻌﻮﻟﻘﻲ‬

‫ﻳﻬﺘﻢ ﻛﺜﲑ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺑﺘﺘﺒﻊ ﻧﺒﻮﺀﺍﺕ ﺍﳌﺴﺘﻘﺒﻞ ﻭﺍﻟﱵ ﻏﺎﻟﺒﺎ ﻣﺎ ﺗﺪﻭﺭ ﺣﻮﻝ ﻧﺒﻮﺀﺍﺕ ﻋﺎﻣﻪ‪ ،‬ﻭﻗﺪ ﻳﻬﺘﻢ ﺍﻟﺒﻌﺾ ﻣﻨﻬﻢ ﺑﺎﻟﺒﺤﺚ ﰲ ﻧﺒﻮﺀﺍﺕ ﲣﺼﻪ ﻣﺜﻞ ﺍﻟﺮﺅﻯ ﻭﺍﻷﺣﻼﻡ‪ ،‬ﻣﻌﺘﻘﺪﺍ ﺃﻬﻧﺎ ﺳﺘﺆﺛﺮ ﻋﻠﻰ‬
‫ﳎﺮﻯ ﺣﻴﺎﺗﻪ ﻓﻼ ﺑﺪ ﻣﻦ ﺍﲣﺎﺫ ﺍﻻﺣﺘﻴﺎﻃﺎﺕ ﺍﻟﻼﺯﻣﺔ‪ .‬ﻭﺳﺄﺩﻟﻚ ﰲ ﻫﺬﻩ ﺍﳌﻘﺎﻟﺔ ﺍﻟﻘﺼﲑﺓ ﻋﻠﻰ ﻃﺮﻳﻘﺔ ﺑﺴﻴﻄﺔ ﺟﺪﺍ‪ ،‬ﻭﰲ ﻣﺘﻨﺎﻭﻝ ﻛﻞ ﺃﺣﺪ‪ ،‬ﻭﻣﻊ ﺫﻟﻚ ﻫﻲ ﻓﻌﺎﻟﺔ ﺟﺪﺍ ﰲ ﺻﻨﻊ ﻧﺒﻮﺀﺍﺕ ﻣﺴﺘﻘﺒﻠﻴﺔ‬
‫ﳏﻘﻘﺔ ﺑﺈﺫﻥ ﺍﷲ‪ .‬ﻓﻬﻞ ﺗﻌﻠﻢ ﺃﻧﻚ ﺃﻧﺖ ﻣﻦ ﻳﺼﻨﻊ ﻣﺴﺘﻘﺒﻠﻪ ﺇﻥ ﺣﺴﻨﺎ ﺃﻭ ﺳﻴﺌﺎ‪ ،‬ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺃﻓﻜﺎﺭﻙ ﻭﺃﻗﻮﺍﻟﻚ ﻭﺃﻓﻌﺎﻟﻚ !!! ﻓﻼ ﲢﺘﺎﺝ ﺇﱃ ﺍﻟﺒﺤﺚ ﻫﻨﺎ ﻭﻫﻨﺎﻙ ﻭﺃﻥ ﺗﻄﺮﻕ ﺃﺑﻮﺍﺏ ﻣﻌﱪﻱ ﺍﻟﺮﺅﻯ‬
‫ﻟﻠﺘﻌﺮﻑ ﻋﻠﻰ ﺗﻔﺴﲑ ﺭﺅﻳﺎ ﺭﺃﻳﺘﻬﺎ ﻟﻼﻃﻤﺌﻨﺎﻥ ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺘﻘﺒﻠﻚ‪ ،‬ﻓﻘﻂ ﺗﺄﻣﻞ ﰲ ﺃﻓﻜﺎﺭﻙ ﻭﺃﻗﻮﺍﻟﻚ ﻭﺃﻓﻌﺎﻟﻚ ﻭﺳﺘﺠﺪ ﻓﻴﻬﺎ ﺻﻮﺭﺓ ﻛﺎﻣﻠﺔ ﳌﺎ ﺳﻴﻜﻮﻥ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﺴﺘﻘﺒﻠﻚ ﺑﺈﺫﻥ ﺍﷲ‪ .‬ﻻ ﺗﺘﻌﺠﻞ ﰲ ﺍﳊﻜﻢ‬
‫ﻋﻠﻰ ﻛﻼﻣﻲ ﻭﺗﺎﺑﻊ ﻗﺮﺍﺀﺓ ﺍﻟﺴﻄﻮﺭ ﺍﻟﺘﺎﻟﻴﺔ‪ .‬ﺃﻓﻜﺎﺭﻙ ﻭﺃﻗﻮﺍﻟﻚ ﺣﻘﺎﺋﻖ ﺍﳌﺴﺘﻘﺒﻞ ‪ :‬ﻗﺎﻝ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﺣﻜﺎﻳﺔ ﻋﻦ ﻳﻌﻘﻮﺏ ) ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ ( ‪) :‬ﻗﺎﻝ ﺇﱐ ﻟﻴﺤﺰﻧﲏ ﺃﻥ ﺗﺬﻫﺒﻮﺍ ﺑﻪ‪ ،‬ﻭﺃﺧﺎﻑ ﺃﻥ ﻳﺄﻛﻠﻪ‬
‫ﺍﻟﺬﺋﺐ ﻭﺃﻧﺘﻢ ﻋﻨﻪ ﻏﺎﻓﻠﻮﻥ ( ﻳﻮﺳﻒ ‪ .١٣‬ﻓﻌﻠﻰ ﺍﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﺃﻥ ﺍﻟﺬﺋﺐ ﱂ ﻳﺄﻛﻞ ﻳﻮﺳﻒ ) ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ ( ﻭﻟﻜﻦ ﺍﺧﻮﺗﻪ ﺃﺧﺬﻭﺍ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻌﺒﺎﺭﺓ ﻣﻦ ﻓﻢ ﺃﺑﻴﻬﻢ ﻭﺟﻌﻠﻮﻫﺎ ﺣﺠﺘﻬﻢ ﻓﻴﻤﺎ ﺑﻌﺪ ﻛﻤﺎ ﻗﺎﻝ‬
‫ﺍﳌﻔﺴﺮﻭﻥ‪ .‬ﻭﻗﺪ ﻛﺎﻥ ﻧﺒﻴﻨﺎ ﳏﻤﺪ ) ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ( ﻳﻌﺠﺒﻪ ﺍﻟﻔﺄﻝ‪،‬ﻓﻔﻲ ﺻﺤﻴﺢ ﻣﺴﻠﻢ ﻋﻦ ﺃﰊ ﻫﺮﻳﺮﺓ )ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ( ﻗﺎﻝ‪ :‬ﻗﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ) ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ( ‪ ) :‬ﻻ ﻋﺪﻭﻯ‬
‫ﻭﻻ ﻫﺎﻣﺔ ﻭﻻ ﻃﲑﺓ ﻭﺃﺣﺐ ﺍﻟﻔﺄﻝ ﺍﻟﺼﺎﱀ (‪ .‬ﻭﻛﺎﻥ ﻳﺄﻣﺮ ﻣﻦ ﺭﺃﻯ ﺭﺅﻳﺎ ﻻ ﺗﻌﺠﺒﻪ ﺃﻥ ﻻ ﳛﺪﺙ ﻬﺑﺎ ﺃﺣﺪﺍ ﻓﺈﻬﻧﺎ ﻻ ﺗﻀﺮﻩ‪ .‬ﻓﻔﻲ ﺍﳌﺴﺘﺪﺭﻙ ﻋﻦ ﺃﰊ ﺳﻌﻴﺪ ﺍﳋﺪﺭﻱ ) ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﻋﻨﻪ ( ﺃﻧﻪ‬
‫ﲰﻊ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ) ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ( ﻳﻘﻮﻝ ‪ ) :‬ﺇﺫﺍ ﺭﺃﻯ ﺃﺣﺪﻛﻢ ﺍﻟﺮﺅﻳﺎ ﳛﺒﻬﺎ ﻓﺈﳕﺎ ﻫﻲ ﻣﻦ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﻓﻠﻴﺤﻤﺪ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻭﻟﻴﺤﺪﺙ ﲟﺎ ﺭﺃﻯ‪ ،‬ﻭﺇﺫﺍ ﺭﺃﻯ ﻏﲑ ﺫﻟﻚ ﳑﺎ ﻳﻜﺮﻩ ﻓﺈﳕﺎ ﻫﻲ ﻣﻦ‬
‫ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﻓﻠﻴﺴﺘﻌﺬ ﺑﺎﷲ ﻣﻦ ﺷﺮﻫﺎ ﻭﻻ ﻳﺬﻛﺮﻫﺎ ﻷﺣﺪ ﻓﺈﻬﻧﺎ ﻻ ﺗﻀﺮﻩ (‪ .‬ﻭﰲ ﺳﲑﺗﻪ ﺍﻟﺼﺤﻴﺤﺔ ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺮﻭﻳﻪ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻱ ) ﺭﲪﻪ ﺍﷲ ( ﺃﻥ ﻋﺎﺋﺸﺔ ) ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﻋﻨﻬﺎ ( ﺯﻭﺝ ﺍﻟﻨﱯ ) ﺻﻠﻰ ﺍﷲ‬
‫ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ( ﺣﺪﺛﺖ ﺃﻬﻧﺎ ﻗﺎﻟﺖ ﻟﻠﻨﱯ )ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ( ‪ :‬ﻫﻞ ﺃﺗﻰ ﻋﻠﻴﻚ ﻳﻮﻡ ﻛﺎﻥ ﺃﺷﺪ ﻣﻦ ﻳﻮﻡ ﺃﺣﺪ؟ ﻗﺎﻝ ‪ :‬ﻟﻘﺪ ) ﻟﻘﻴﺖ ﻣﻦ ﻗﻮﻣﻚ ﻣﺎ ﻟﻘﻴﺖ‪ ،‬ﻭﻛﺎﻥ ﺃﺷﺪ ﻣﺎ ﻟﻘﻴﺖ ﻣﻨﻬﻢ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﻌﻘﺒﺔ‬
‫ﺇﺫ ﻋﺮﺿﺖ ﻧﻔﺴﻲ ﻋﻠﻰ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﻳﺎ ﻟﻴﻞ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﻛﻼﻝ ﻓﻠﻢ ﳚﺒﲏ ﺇﱃ ﻣﺎ ﺃﺭﺩﺕ‪ ،‬ﻓﺎﻧﻄﻠﻘﺖ ﻭﺃﻧﺎ ﻣﻬﻤﻮﻡ ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻬﻲ ﻓﻠﻢ ﺃﺳﺘﻔﻖ ﺇﻻ ﻭﺃﻧﺎ ﺑﻘﺮﻥ ﺍﻟﺜﻌﺎﻟﺐ‪ ،‬ﻓﺮﻓﻌﺖ ﺭﺃﺳﻲ ﻓﺈﺫﺍ ﺃﻧﺎ ﺑﺴﺤﺎﺑﺔ ﻗﺪ‬
‫ﺃﻇﻠﺘﲏ ﻓﻨﻈﺮﺕ ﻓﺈﺫﺍ ﻓﻴﻬﺎ ﺟﱪﻳﻞ ﻓﻨﺎﺩﺍﱐ ﻓﻘﺎﻝ ‪ :‬ﺇﻥ ﺍﷲ ﻗﺪ ﲰﻊ ﻗﻮﻝ ﻗﻮﻣﻚ ﻟﻚ ﻭﻣﺎ ﺭﺩﻭﺍ ﻋﻠﻴﻚ ﻭﻗﺪ ﺑﻌﺚ ﺍﷲ ﺇﻟﻴﻚ ﻣﻠﻚ ﺍﳉﺒﺎﻝ ﻟﺘﺄﻣﺮﻩ ﲟﺎ ﺷﺌﺖ ﻓﻴﻬﻢ‪ ،‬ﻓﻨﺎﺩﺍﱐ ﻣﻠﻚ ﺍﳉﺒﺎﻝ ﻓﺴﻠﻢ ﻋﻠﻲ ﰒ‬
‫ﻗﺎﻝ ‪ :‬ﻳﺎ ﳏﻤﺪ ﻓﻘﺎﻝ ﺫﻟﻚ ﻓﻴﻤﺎ ﺷﺌﺖ ﺇﻥ ﺷﺌﺖ ﺃﻥ ﺃﻃﺒﻖ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺍﻷﺧﺸﺒﲔ‪ ،‬ﻓﻘﺎﻝ ﺍﻟﻨﱯ ) ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ( ‪ ) :‬ﺑﻞ ﺃﺭﺟﻮ ﺃﻥ ﳜﺮﺝ ﺍﷲ ﻣﻦ ﺃﺻﻼﻬﺑﻢ ﻣﻦ ﻳﻌﺒﺪ ﺍﷲ ﻭﺣﺪﻩ ﻻ ﻳﺸﺮﻙ ﺑﻪ‬
‫ﺷﻴﺌﺎ ( ﻭﻫﻜﺬﺍ ﺻﻨﻊ ﻧﺒﻴﻨﺎ ) ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ ( ﻣﺴﺘﻘﺒﻞ ﺩﻳﻦ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﺑﺘﺄﻳﻴﺪ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﻟﻪ ﻭﺑﻔﺄﻟﻪ ﺍﳊﺴﻦ ﺩﺍﺋﻤﺎ ﻭﺃﺑﺪﺍ ﺣﱴ ﰲ ﺃﺣﻠﻚ ﺍﳌﻮﺍﻗﻒ ﻭﺷﻮﺍﻫﺪ ﺫﻟﻚ ﰲ ﺳﲑﺗﻪ ﻛﺜﲑﺓ‪ .‬ﺃﻗﻮﺍﻟﻚ‬
‫ﻭﺃﻓﻌﺎﻟﻚ ﺗﺆﺛﺮ ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺘﻘﺒﻞ ﺍﻵﺧﺮﻳﻦ ﻓﺎﺣﺬﺭ ‪ :‬ﺃﺧﱪﱐ ﺃﺣﺪ ﺍﻷﺳﺎﺗﺬﺓ ﺍﳌﺮﺑﲔ ﺫﺍﺕ ﻣﺮﺓ ﺃﻧﻪ ﺃﺭﺳﻞ ﺃﺣﺪ ﺗﻼﻣﻴﺬﻩ ﻟﺸﺮﺍﺀ ﺑﻌﺾ ﺍﻷﻏﺮﺍﺽ ﺍﻟﻼﺯﻣﺔ ﻟﻺﻋﺪﺍﺩ ﳊﻔﻞ ﰲ ﺍﳌﺪﺭﺳﺔ‪ ،‬ﻭﺃﻋﻄﺎﻩ ﻗﻄﻌﺔ‬
‫ﻧﻘﺪﻳﺔ ﺃﻛﱪ ﻣﻦ ﺍﳌﺒﻠﻎ ﺍﻟﻼﺯﻡ‪ ،‬ﻭﻋﻨﺪﻣﺎ ﺃﻋﺎﺩ ﺑﺎﻗﻲ ﺍﻟﻨﻘﻮﺩ ﻷﺳﺘﺎﺫﻩ ﺃﺧﺬ ﺍﻷﺳﺘﺎﺫ ﺍﻟﻨﻘﻮﺩ ﻭﻭﺿﻌﻬﺎ ﰲ ﺟﻴﺒﻪ ﺩﻭﻥ ﺃﻥ ﻳﻌﺪﻫﺎ‪ ،‬ﻓﺎﺳﺘﻐﺮﺏ ﺍﻟﺘﻠﻤﻴﺬ ﺍﻷﻣﺮ ﻭﺳﺄﻝ ﺃﺳﺘﺎﺫﻩ ﳌﺎﺫﺍ ﻻ ﺗﻌﺪ ﺍﻟﻨﻘﻮﺩ ؟ ﻓﻘﺎﻝ ‪:‬‬
‫ﻭﳌﺎﺫﺍ ﺃﻋﺪﻫﺎ‪ ،‬ﺃﻧﺎ ﺃﺛﻖ ﺑﺄﻣﺎﻧﺘﻚ ! ﻓﻄﺄﻃﺄ ﺍﻟﺘﻠﻤﻴﺬ ﺭﺃﺳﻪ ‪ ،‬ﻓﺴﺄﻟﻪ ﺃﺳﺘﺎﺫﻩ ‪ :‬ﻣﺎ ﺑﺎﻟﻚ ؟ ﻓﻘﺎﻝ ‪ :‬ﺇﻥ ﺃﰊ ﻳﻌﺪ ﺑﺎﻗﻲ ﺍﻟﻨﻘﻮﺩ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﻋﻴﺪﻩ ﻟﻪ ﺩﺍﺋﻤﺎ‪ .‬ﻟﻘﺪ ﻭﺻﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﻻﺑﻦ ﺇﱃ ﺩﺭﺟﺔ ﺍﻋﺘﻘﺪ ﻓﻴﻬﺎ ﺃﻧﻪ ﻏﲑ‬
‫ﺟﺪﻳﺮ ﺑﺜﻘﺔ ﺍﻵﺧﺮﻳﻦ ﺑﻪ ﻭﺫﻟﻚ ﻧﺘﻴﺠﺔ ﻟﻄﺮﻳﻘﺔ ﺃﺑﻴﻪ ﰲ ﻣﻌﺎﻣﻠﺘﻪ‪ ،‬ﻭﻫﺬﺍ ﻗﺪ ﻳﻘﻮﺩﻩ ﺇﱃ ﺃﻥ ﻳﻘﻊ ﰲ ﺍﶈﻈﻮﺭ‪ .‬ﻓﻠﻤﺎﺫﺍ ﻧﺪﻓﻊ ﻣﻦ ﳓﺐ ﳓﻮ ﻣﺎ ﻧﻜﺮﻩ ﳍﻢ ﻭﰲ ﺇﻣﻜﺎﻧﻨﺎ ﺃﻥ ﳒﻨﺒﻬﻢ ﺫﻟﻚ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺍﻟﺘﻨﺒﻪ‬
‫ﳌﺎ ﻧﺮﺳﻞ ﺇﻟﻴﻬﻢ ﻣﻦ ﺭﺳﺎﺋﻞ ﺳﻮﺍﺀ ﻛﺎﻧﺖ ﺃﻗﻮﺍﻝ ﺃﻡ ﺃﻓﻌﺎﻝ‪ .‬ﻟﻘﺪ ﺑﻴﻨﺖ ﺇﺣﺪﻯ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺎﺕ ﺍﳊﺪﻳﺜﺔ ﺃﻥ ﺍﻟﻄﻔﻞ ﻳﺘﻠﻘﻰ ﰲ ﺍﳌﺘﻮﺳﻂ ‪ ١٥٠٠٠٠‬ﺭﺳﺎﻟﺔ ﺳﻠﺒﻴﺔ ﻭﺫﻟﻚ ﺣﱴ ﺑﻠﻮﻏﻪ ﺳﻦ ﺍﻟﺜﺎﻣﻨﺔ ﻋﺸﺮ‪.‬‬
‫ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻻ ﻳﺘﺠﺎﻭﺯ ﻋﺪﺩ ﺍﻟﺮﺳﺎﺋﻞ ﺍﻹﳚﺎﺑﻴﺔ ‪ ٦٠٠‬ﺭﺳﺎﻟﺔ‪ .‬ﻭﺍﻟﺮﺳﺎﺋﻞ ﺍﻟﱵ ﻧﻘﺼﺪﻫﺎ ﻫﻨﺎ ﻟﻴﺴﺖ ﳎﺮﺩ ﺍﻟﻜﻠﻤﺎﺕ ﺍﻟﱵ ﳔﺎﻃﺐ ﻬﺑﺎ ﺍﻵﺧﺮﻳﻦ‪ ،‬ﺑﻞ ﺗﺸﻤﻞ ﺗﻌﺎﺑﲑ ﺍﻟﻮﺟﻪ ﺍﳌﺼﺎﺣﺒﺔ ﻟﻠﺮﺳﺎﻟﺔ‪ ،‬ﻭﺣﺮﻛﺎﺕ‬
‫ﺍﻟﻴﺪﻳﻦ ﻭﺍﳉﺴﻢ ﻋﻤﻮﻣﺎ‪ ،‬ﻛﻤﺎ ﻭﺟﺪ ﺃﻥ ﻟﻨﱪﺓ ﺍﻟﺼﻮﺕ ﺃﺛﺮ ﰲ ﺫﻟﻚ ﺃﻳﻀﺎ‪ .‬ﻭﻣﻦ ﻫﻨﺎ ﻧﻔﻬﻢ ﺟﺎﻧﺒﺎ ﺟﺪﻳﺪﺍ ﰲ ﺣﺪﻳﺚ ﺍﳌﺼﻄﻔﻰ ) ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ( ﺣﲔ ﻗﺎﻝ ‪ ) :‬ﻭﺗﺒﺴﻤﻚ ﰲ ﻭﺟﻪ ﺃﺧﻴﻚ‬

‫ﺤﺒﱠﺔ‪،‬‬
‫ﺻﺪﻗﻪ (‪ .‬ﺇﻥ ﺍﻟﻜﻠﻤﺔ ﺍﻟﺼﺎﺩﻗﺔ‪ ،‬ﺍﳌﺼﺤﻮﺑﺔ ﺑﺎﻹﳝﺎﺀﺍﺕ ﺍﶈﺒﺒﺔ‪ ،‬ﺍﶈﻤﻮﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﻮﺟﺔ ﻣﻦ ﻧﱪﺓ ﺍﻟﺼﻮﺕ ﺍ ﹸﳌ ِ‬
‫ﺍﳌﻐﻠﻔﺔ ﺑﻮﺷﺎﺡ ﻣﻦ ﻣﺸﺎﻋﺮ ﺍﳊﺐ‪ ،‬ﳍﺎ ﺃﺛﺮ ﻋﺠﻴﺐ ﰲ ﻧﻔﺲ ﻣﺘﻠﻘﻴﻬﺎ‪ .‬ﻛﻨﺖ ﰲ ﺯﻳﺎﺭﺓ ﺻﺪﻳﻖ ﱄ ) ﺃﲪﺪ ( ﰲ ﻣﻜﺘﺒﻪ ﻹﳒﺎﺯ ﻋﻤﻞ ﻛﺎﻥ‬
‫ﺑﻴﻨﻨﺎ‪ ،‬ﻭﺑﻴﻨﻤﺎ ﻛﻨﺎ ﻧﺘﺒﺎﺩﻝ ﺍﻷﺣﺎﺩﻳﺚ‪ ،‬ﺟﺎﺀ ﻟﺰﻳﺎﺭﺗﻪ ﺷﺎﺏ ) ﺧﺎﻟﺪ ( ﱂ ﻳﺒﻠﻎ ﺍﻟﺜﻼﺛﲔ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻤﺮ‪ ،‬ﻭﺩﺍﺭﺕ ﺃﺣﺎﺩﻳﺚ ﺍﻟﺬﻛﺮﻳﺎﺕ ﻓﺬﻛﺮ ﺧﺎﻟﺪ ﺣﺎﺩﺛﺔ ﻟﻪ ﻣﻊ ﺃﲪﺪ ﻻ ﻳﺰﺍﻝ ﻳﺬﻛﺮﻫﺎ ﻣﻊ ﺍﻧﻘﻀﺎﺀ ﺳﻨﲔ‬
‫ﻋﺪﻳﺪﺓ ﻋﻠﻴﻬﺎ‪ ،‬ﻭﲢﺪﺙ ﺑﻠﻬﺠﺔ ﺻﺎﺩﻗﺔ ﻋﻦ ﺃﺛﺮ ﺗﻠﻚ ﺍﳊﺎﺩﺛﺔ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺃﻧﻪ ﻛﻠﻤﺎ ﺗﺬﻛﺮﻫﺎ ﺩﻋﺎ ﻷﲪﺪ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻗﺪﻣﻪ ﻟﻪ ﻣﻦ ﺩﻋﻢ ﻣﻊ ﺃﻥ ﺃﲪﺪ ﻻ ﻳﺘﺬﻛﺮ ﺗﻠﻚ ﺍﳊﺎﺩﺛﺔ ﻟﺒﺴﺎﻃﺘﻬﺎ‪ .‬ﻭﻣﻠﺨﺺ ﺍﻟﻘﺼﺔ ﺃﻥ‬
‫ﺃﲪﺪ ﻛﺎﻥ ﻳﺸﺎﺭﻙ ﰲ ﺇﺩﺍﺭﺓ ﲪﻠﺔ ﻣﻦ ﲪﻼﺕ ﺍﳊﺞ‪ ،‬ﻭﻛﺎﻥ ﺧﺎﻟﺪ ﻭﻗﺘﻬﺎ ﻳﺸﺎﺭﻙ ﰲ ﺗﻠﻚ ﺍﳊﻤﻠﺔ ﻭﳌﺎ ﳚﺎﻭﺯ ﻋﻤﺮﻩ ﺍﻟﺜﺎﻣﻨﺔ ﻋﺸﺮ ﻋﺎﻣﺎ‪ .‬ﻭﻗﺪ ﺍﻗﺘﺮﺡ ﺃﲪﺪ ﻋﻠﻰ ﻣﺪﻳﺮ ﺍﳊﻤﻠﺔ ﺃﻥ ﻳﻜﻠﻒ ﺧﺎﻟﺪ‬
‫ﲟﻬﻤﺔ ﺍﻟﺴﻘﺎﻳﺔ‪ ،‬ﺗﻮﻓﲑ ﺍﳌﺎﺀ ﳊﺠﺎﺝ ﺍﳊﻤﻠﺔ‪ .‬ﻛﺎﻥ ﻣﺪﻳﺮ ﺍﳊﻤﻠﺔ ﻳﺸﻚ ﰲ ﻗﺪﺭﺓ ﺧﺎﻟﺪ ﻋﻠﻰ ﺃﺩﺍﺀ ﺗﻠﻚ ﺍﳌﻬﻤﺔ‪ ،‬ﻓﺄﺳﺮ ﻷﲪﺪ ﺑﺬﻟﻚ ﻭﻟﻜﻦ ﺧﺎﻟﺪ ﺗﻨﺒﻪ ﳊﺪﻳﺜﻬﻤﺎ ﻓﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﺃﲪﺪ ﺇﻻ ﺃﻥ ﻗﺎﻝ ﳌﺪﻳﺮ‬
‫ﺍﳊﻤﻠﺔ ‪ :‬ﺑﻠﻰ ﺇﻥ ﺧﺎﻟﺪ ﻗﺎﺩﺭ ﺑﺈﺫﻥ ﺍﷲ ﻋﻠﻰ ﺃﺩﺍﺀ ﻫﺬﻩ ﺍﳌﻬﻤﺔ‪ .‬ﻓﻜﺎﻧﺖ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻜﻠﻤﺎﺕ ﻣﺜﻞ ﺍﻟﻮﻗﻮﺩ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺪﻓﻊ ﺧﺎﻟﺪ ﻹﺗﻘﺎﻥ ﻋﻤﻠﻪ ﻃﻮﺍﻝ ﺍﳊﻤﻠﺔ‪ ،‬ﺑﻞ ﺇﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻜﻠﻤﺎﺕ ﻗﺪ ﺻﺎﺭﺕ ﺣﺎﻓﺰﺍ ﺩﺍﺋﻤﺎ‬
‫ﻟﻪ‪ ،‬ﻛﻠﻤﺎ ﺗﺬﻛﺮﻫﺎ ﺩﻋﺎ ﻟﺼﺎﺣﺒﻬﺎ‪ .‬ﺇﻥ ﻛﻠﻤﺎﺗﻨﺎ ﻻ ﻳﻘﺘﺼﺮ ﺗﺄﺛﲑﻫﺎ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﺑﻞ ﻳﺘﺠﺎﻭﺯ ﺇﱃ ﻛﻞ ﻣﻦ ﳛﻴﻂ ﺑﻨﺎ‪ ،‬ﺧﺼﻮﺻﺎ ﺇﺫﺍ ﺻﺎﺣﺐ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻜﻠﻤﺎﺕ ﺗﻌﺎﺑﲑ ﺻﺎﺩﻗﺔ ﻭﻣﺸﺎﻋﺮ ﻓﻴﺎﺿﺔ‪ .‬ﻓﻠﻤﺎﺫﺍ ﻧﺒﺨﻞ‬
‫ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻔﺴﻨﺎ ﻭﻋﻠﻰ ﻣﻦ ﳓﺐ ﻬﺑﺬﻩ ﺍﻟﻜﻠﻤﺎﺕ ﺍﻟﱵ ﻻ ﺗﻜﻠﻔﻨﺎ ﺍﻟﻜﺜﲑ‪ .‬ﻻ ﻧﺴﺘﻄﻴﻊ ﺃﻥ ﻧﺸﻜﻚ ﰲ ﺣﺴﻦ ﻧﻴﺔ ﺍﻵﺑﺎﺀ ﻭﺍﻷﻣﻬﺎﺕ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﻜﺜﺮﻭﻥ ﺗﺮﺩﺍﺩ ﺍﻟﻨﺼﺎﺋﺢ ﻋﻠﻰ ﺃﺑﻨﺎﺋﻬﻢ ﻭﻟﻜﻦ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﺃﻥ ﻧﺘﺄﻣﻞ‬
‫ﻃﻮﻳﻼ ﰲ ﻧﺘﺎﺋﺞ ﺗﻜﺮﺍﺭ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻨﺼﺎﺋﺢ‪ .‬ﻟﻌﻞ ﻭﺍﺣﺪﺍ ﻣﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻨﺘﺎﺋﺞ ﺍﳌﺒﺎﺷﺮﺓ ﲢﻔﻴﺰ ﺍﻷﺑﻨﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻌﺮﻑ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﻩ ﺍﳌﻤﻨﻮﻋﺎﺕ‪ ،‬ﻓﻜﻞ ﳑﻨﻮﻉ ﻣﺮﻏﻮﺏ‪ ،‬ﺃﻣﺎ ﺍﻟﻨﺘﻴﺠﺔ ﺍﻷﺧﺮﻯ ﻭﺍﻟﱵ ﻻ ﻳﻨﺘﺒﻪ ﳍﺎ‬
‫ﺍﻟﻜﺜﲑ ﻓﻬﻲ ﺩﻓﻊ ﺍﻷﺑﻨﺎﺀ ﺇﱃ ﺗﻠﻚ ﺍﳌﻤﻨﻮﻋﺎﺕ ﻷﻬﻧﻢ ﻳﺸﻌﺮﻭﻥ ﺃﻧﻨﺎ ﻻ ﻧﺜﻖ ﻬﺑﻢ ﻭﻣﺎ ﺩﺍﻣﻮﺍ ﻟﻴﺴﻮﺍ ﳏﻞ ﺛﻘﺔ ﻓﻠﻢ ﻻ ﻳﺄﺗﻮﻥ ﺗﻠﻚ ﺍﳌﻤﻨﻮﻋﺎﺕ‪ .‬ﻭﺇﺫﺍ ﺗﺄﻣﻠﻨﺎ ﰲ ﻣﻮﻗﻒ ﺁﺧﺮ ﻣﻦ ﻗﺼﺔ ﻳﻮﺳﻒ ) ﻋﻠﻴﻪ‬
‫ﺍﻟﺴﻼﻡ (‪ ،‬ﰲ ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﱃ ‪ ) :‬ﻭﻟﻘﺪ ﳘﺖ ﺑﻪ‪ ،‬ﻭﻫﻢ ﻬﺑﺎ ﻟﻮﻻ ﺃﻥ ﺭﺃﻯ ﺑﺮﻫﺎﻥ ﺭﺑﻪ ( ﻳﻮﺳﻒ ‪ .٢٤‬ﻓﻔﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﳌﻮﻗﻒ ﺍﳊﺮﺝ‪ ،‬ﺍﻟﺬﻱ ﻻ ﻳﺄﻣﻦ ﻛﺜﲑ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻋﻠﻰ ﻓﻠﺬﺍﺕ ﺃﻛﺒﺎﺩﻫﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﻮﻗﻮﻉ ﻓﻴﻪ‬
‫ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺰﺍﺟﺮ ﻭﺍﻟﺮﺍﺩﻉ ﻟﻴﻮﺳﻒ ) ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ ( ﺭﺅﻳﺘﻪ ﻟﱪﻫﺎﻥ ﺭﺑﻪ‪ ،‬ﻓﻤﺎ ﻫﻮ ﺍﻟﱪﻫﺎﻥ ﺍﻟﺬﻱ ﺭﺁﻩ ﻳﻮﺳﻒ ) ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ (؟ ﻗﺎﻝ ﺍﺑﻦ ﻛﺜﲑ ) ﺭﲪﻪ ﺍﷲ ( ﰲ ﺗﻔﺴﲑﻩ ‪ ) :‬ﺃﻧﻪ ﺭﺃﻱ ﺻﻮﺭﺓ ﺃﺑﻴﻪ‬
‫ﻳﻌﻘﻮﺏ ﻭﻫﻮ ﻳﻌﺾ ﺇﺻﺒﻌﻪ ﺑﻔﻤﻪ (‪ .‬ﻓﻜﺎﻧﺖ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺼﻮﺭﺓ ﻛﺎﻓﻴﺔ ﻟﺮﺩﻋﻪ ﻭﺯﺟﺮﻩ‪ .‬ﺇﻬﻧﺎ ﺻﻮﺭﺓ ﺍﻷﺏ ﺍﶈﺐ ﺍﳌﺸﻔﻖ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺜﻖ ﺑﺎﺑﻨﻪ ﻭﻻ ﳜﻄﺮ ﺑﺒﺎﻟﻪ ﺃﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻻﺑﻦ ﳝﻜﻦ ﺃﻥ ﻳﻘﻊ ﰲ ﺍﶈﻈﻮﺭ‪.‬‬
‫ﺗﻜﻤﻠﺔ ﺍﳌﻮﺿﻮﻉ‬

‫ﺍﺳﻢ ﺍﳌﺆﻟﻒ‪ :‬ﳏﻤﺪ ﺳﻌﻴﺪ ﺍﻟﻌﻮﻟﻘﻲ‬

‫ﻛﻴﻒ ﺗﺼﻨﻊ ﻣﺴﺘﻘﺒﻞ ﻋﻼﻗﺎﺗﻚ ﺑﺎﻵﺧﺮﻳﻦ ‪ :‬ﺩﻋﲏ ﺃﺳﺄﻟﻚ ﺳﺆﺍﻻ‪ ،‬ﺇﺫﺍ ﻛﻨﺖ ﻋﻠﻰ ﻣﻮﻋﺪ ﻣﻊ ﺻﺪﻳﻖ ﻋﺰﻳﺰ ﻋﻠﻴﻚ ﲢﺒﻪ ﺣﺒﺎ ﻋﻈﻴﻤﺎ‪ ،‬ﻭﺗﺄﺧﺮ ﻋﻦ ﺍﳊﻀﻮﺭ ﰲ ﻣﻮﻋﺪﻩ‪ ،‬ﻣﺎ ﺍﻟﺬﻱ ﳜﻄﺮ ﺑﺒﺎﻟﻚ ﺃﻥ‬
‫ﻳﻜﻮﻥ ﺳﺒﺐ ﺗﺄﺧﺮﻩ ؟ﺭﲟﺎ ﺑﺪﺃ ﺍﻟﻘﻠﻖ ﻋﻠﻴﻪ ﻳﺴﺎﻭﺭﻙ ﺣﻮﻝ ﺳﺒﺐ ﺗﺄﺧﺮﻩ‪ ،‬ﻓﺮﲟﺎ ﻫﻮ ﻣﺮﻳﺾ ﺃﻭ ﺣﺪﺙ ﻟﻪ ﺣﺎﺩﺙ ﺑﺎﻟﺴﻴﺎﺭﺓ ﰲ ﻃﺮﻳﻘﻪ ﺃﻭ ‪ ...‬ﺃﻭ ‪ ،...‬ﻭﻫﻜﺬﺍ ﺗﺒﺪﺃ ﺗﺘﻮﺍﱃ ﻋﻠﻴﻚ ﺍﻷﻋﺬﺍﺭ ﺍﻹﳚﺎﺑﻴﺔ‬
‫ﻟﺬﻟﻚ ﺍﻟﻌﺰﻳﺰ‪ ،‬ﺣﱴ ﺇﺫﺍ ﻭﺻﻞ ﺑﺎﺩﺭﺗﻪ ﺑﻜﻞ ﳍﻔﺔ ﻭﺷﻮﻕ ﻟﻠﺴﺆﺍﻝ ﺑﻠﻐﺔ ﺍﶈﺐ ﻋﻦ ﺳﺒﺐ ﺍﻟﺘﺄﺧﺮ ﻭﺗﺪﻋﻮ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻟﺴﺒﺐ ﺧﲑﺍ‪ .‬ﺳﻠﻮﻛﻚ ﻫﺬﺍ ﺳﻴﺠﻌﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺸﺨﺺ ﻳﻘﺪﻡ ﺇﻟﻴﻚ ﺍﻻﻋﺘﺬﺍﺭ ﺍﳊﺎﺭ‬
‫ﻟﺘﺄﺧﺮﻩ ﻭﻳﻌﺪﻙ ﺃﻥ ﻻ ﻳﺘﻜﺮﺭ ﻫﺬﺍ ﺍﻷﻣﺮ‪ ،‬ﻭﺳﻴﻜﻮﻥ ﺣﺮﻳﺼﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﻮﺍﻋﻴﺪﻩ ﻣﻌﻚ ﳌﺎ ﺭﺁﻩ ﻭﲰﻌﻪ ﻭﳌﺴﻪ ﻣﻦ ﻣﺸﺎﻋﺮ ﻓﻴﺎﺿﺔ ﺗﺪﻝ ﻋﻠﻰ ﺍﳊﺐ‪ .‬ﻭﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﻘﻴﺾ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﻟﻮ ﺍﺳﺘﻘﺒﻠﺘﻪ ﺑﻌﺒﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﻠﻮﻡ‬
‫ﻭﺍﻟﺘﻘﺮﻳﻊ ﻟﻌﺪﻡ ﺍﻛﺘﺮﺍﺛﻪ ﺑﻚ‪ ،‬ﻭﺗﺮﻛﻚ ﺗﻨﺘﻈﺮ ﺍﻟﺴﺎﻋﺎﺕ ﺍﻟﻄﻮﻳﻠﺔ‪ ،‬ﻭﺍﻧﺸﻐﺎﻟﻪ ﺑﺄﻣﻮﺭ ﺃﺧﺮﻯ ﻫﻲ ﰲ ﻧﻈﺮﻙ ﺃﻗﻞ ﺃﳘﻴﺔ ﻣﻦ ﻣﻮﻋﺪﻙ ﻣﻌﻪ‪ ،‬ﰒ ﺑﺪﺃﺕ ﺗﺬﻛﺮ ﻟﻪ ﻭﰲ ﺃﺳﻠﻮﺏ ﻫﺠﻮﻣﻲ ﺍﻟﺸﻜﻮﻙ ﺍﻟﱵ‬
‫ﺭﺍﻭﺩﺗﻚ ﺣﻮﻝ ﺃﺳﺒﺎﺏ ﺗﺄﺧﺮﻩ ﻣﻦ ﺃﻧﻪ ﻛﺎﻥ ﰲ ﺻﺤﺒﺔ ﺷﺨﺺ ﺁﺧﺮ ﺃﻭ ﻏﲑ ﺫﻟﻚ‪ ،‬ﺃﻗﻮﺍﻟﻚ ﻫﺬﻩ ﻭﻃﺮﻳﻘﺘﻚ ﰲ ﺍﻟﺘﻌﺒﲑ ﻋﻦ ﻗﻠﻘﻚ ﻟﺘﺄﺧﺮﻩ ﺳﺘﺠﻌﻠﻪ ﻳﻔﻜﺮ ﰲ ﺍﳌﺴﺘﻘﺒﻞ ﺃﻥ ﻋﻠﻴﻪ ﺃﻥ ﻳﺘﻬﺮﺏ ﻣﻦ‬
‫ﻣﻮﺍﻋﺪﺗﻚ ﻭﺍﳉﻠﻮﺱ ﻣﻌﻚ ﳌﺎ ﳜﺸﻰ ﺃﻥ ﻳﻨﺎﻟﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﻠﻮﻡ ﻭﺍﻟﺘﻘﺮﻳﻊ‪ .‬ﻭﺗﻜﻮﻥ ﺑﺬﻟﻚ ﻗﺪ ﺻﻨﻌﺖ ﻣﺴﺘﻘﺒﻠﻚ ﺑﻨﻔﺴﻚ ﻭﺟﻌﻠﺖ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﻜﻮﻙ ﺣﻘﺎﺋﻖ ﻣﺴﺘﻘﺒﻠﻴﺔ ﻭﻧﺒﻮﺀﺍﺕ ﳏﻘﻘﺔ!! ﻗﻮﺓ ﺗﺄﺛﲑ ﺃﻓﻜﺎﺭﻧﺎ‬
‫ﻋﻦ ﺫﻭﺍﺗﻨﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺘﻘﺒﻠﻨﺎ ‪ :‬ﺇﻥ ﺗﺄﺛﲑ ﺃﻓﻜﺎﺭﻧﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺘﻘﺒﻠﻨﺎ ﺣﻘﻴﻘﺔ ﻣﺸﺎﻫﺪﺓ ﰲ ﻛﺜﲑ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺼﺺ ﺍﻟﻮﺍﻗﻌﻴﺔ‪ ،‬ﻭﻟﻜﲏ ﺃﺧﺘﻢ ﻬﺑﺬﻩ ﺍﻟﻘﺼﺔ ﻋﻦ ﺭﺟﻞ ﻳﺪﻋﻰ ﻣﻴﺘﺸﻞ‪.‬ﻛﺎﻥ ﻳﻘﻮﺩ ﺩﺭﺍﺟﺘﻪ ﺍﻟﻨﺎﺭﻳﺔ ﻋﻠﻰ‬
‫ﺃﺣﺪ ﺍﻟﻄﺮﻕ ﺍﻟﺴﺮﻳﻌﺔ ﺑﺴﺮﻋﺔ ﺗﺘﺠﺎﻭﺯ ﻣﺎﺋﺔ ﻛﻴﻠﻮ ﻣﺘﺮ ﰲ ﺍﻟﺴﺎﻋﺔ‪ .‬ﻭﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﻋﺎﺩ ﺑﺒﺼﺮﻩ ﺑﺎﲡﺎﻩ ﺍﻟﺸﺎﺣﻨﺔ ﺍﻟﱵ ﺃﻣﺎﻣﻪ‪ ،‬ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﺍﻟﺘﻔﺖ ﻗﻠﻴﻼ ﺇﱃ ﻣﺸﻬﺪ ﺷﺪّﻩ ﻋﻠﻰ ﺟﺎﻧﺐ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ‪ ،‬ﱂ ﻳﻜﻦ ﺃﻣﺎﻣﻪ ﺇﻻ‬
‫ﺛﺎﻧﻴﺔ ﻭﺍﺣﺪ ﻟﺘﺠﻨﺐ ﺍﻻﺻﻄﺪﺍﻡ ﺑﺎﻟﺸﺎﺣﻨﺔ ﺍﻟﱵ ﺗﻮﻗﻔﺖ‪ .‬ﱂ ﻳﺴﺘﻄﻊ ﺍﻟﺘﻮﻗﻒ ﻓﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﻣﻨﻪ ﺇﻻ ﺃﻥ ﺍﻧﺰﻟﻖ ﺑﺪﺭﺍﺟﺘﻪ ﲢﺖ ﺍﻟﺸﺎﺣﻨﺔ‪ .‬ﱂ ﻳﻔﻖ ﺇﻻ ﰲ ﺍﳌﺴﺘﺸﻔﻰ ﻭﻗﺪ ﻟﻒ ﻣﻌﻈﻢ ﺟﺴﺪﻩ ﺍﶈﺘﺮﻕ‬
‫ﺑﺎﻟﺸﺎﺵ ﺍﻟﻄﱯ‪ .‬ﱂ ﻳﺴﺘﺴﻠﻢ ﻟﻸﻣﺮ ﻓﻌﺎﺩ ﳌﻤﺎﺭﺳﺔ ﺣﻴﺎﺗﻪ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﻴﺔ ﻭﻟﻜﻦ ﺣﺎﺩﺛﺎ ﺁﺧﺮ ﺃﺩﻱ ﺇﱃ ﺷﻞ ﻧﺼﻔﻪ ﺍﻷﺳﻔﻞ‪ ،‬ﻭﺫﻟﻚ ﺑﻌﺪ ﺗﻌﺮﺿﻪ ﻟﺴﻘﻮﻁ ﻃﺎﺋﺮﺓ ﻛﺎﻥ ﻳﺴﺘﻘﻠﻬﺎ‪ .‬ﻛﺜﲑ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻳﺴﺘﺴﻠﻢ‬
‫ﻭﻳﻜﻮﻥ ﻟﺪﻳﻪ ﻋﺬﺭ ﻛﺎﻑ ﻟﻠﻔﺸﻞ ﰲ ﺣﺎﻝ ﺗﻌﺮﺿﻪ ﻟﺒﻌﺾ ﻣﺎ ﺗﻌﺮﺽ ﻟﻪ ﻣﻴﺘﺸﻞ‪ .‬ﻭﻟﻜﻦ ﻣﻴﺘﺸﻞ ﱂ ﻳﺴﺘﺴﻠﻢ‪ .‬ﻟﻘﺪ ﻋﻤﻞ ﺣﱴ ﺃﺻﺒﺢ ﺭﺟﻞ ﺃﻋﻤﺎﻝ ﳝﻠﻚ ﺍﳌﻼﻳﲔ‪ ،‬ﻭﻗﺪ ﻭﺻﻞ ﺑﻪ ﺍﻷﻣﺮ ﺇﱃ ﺗﺮﺷﻴﺢ‬
‫ﻧﻔﺴﻪ ﻟﻠﻜﻮﳒﺮﺱ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﺗﺸﻮﻩ ﻭﺟﻬﻪ‪ ،‬ﻭﻛﺎﻥ ﺷﻌﺎﺭ ﲪﻠﺘﻪ ) ﺃﺭﺳﻠﻮﱐ ﺇﱃ ﺍﻟﻜﻮﳒﺮﺱ ﻭﻟﻦ ﺃﻛﻮﻥ ﳎﺮﺩ ﻭﺟﻪ ﲨﻴﻞ ﺁﺧﺮ ﻫﻨﺎﻙ(‪ .‬ﻟﻘﺪ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺴﺒﺐ ﺍﻟﺮﺋﻴﺴﻲ ﰲ ﳒﺎﺡ ﻣﻴﺘﺸﻞ ﰲ ﲡﺎﻭﺯ‬
‫ﻫﺬﻩ ﺍﶈﻦ ﺃﻧﻪ ﻛﺎﻥ ﳛﺪﺙ ﻧﻔﺴﻪ ﺃﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﳊﻮﺍﺩﺙ ﺇﳕﺎ ﻭﻗﻌﺖ ﳊﻜﻤﺔ ﻻ ﻳﻌﻠﻤﻬﺎ ﻫﻮ‪ ،‬ﻭﺃﻧﻪ ﻻ ﺑﺪ ﻣﻦ ﺃﻥ ﳍﺎ ﻓﺎﺋﺪﺓ ﱄ ﻭﺳﺄﻋﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻌﺮﻑ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻔﺎﺋﺪﺓ‪ .‬ﻭﻗﺪ ﺍﺳﺘﻄﺎﻉ ﺃﻥ ﳛﻮﻝ ﺗﻠﻚ‬

‫ﲡﺪﻭﻩ ﻭﻣﻦ ﺍﻵﻥ ﻭﺻﺎﻋﺪﺍ ‪ :‬ﺭﺍﻗﺐ ﺃﻓﻜﺎﺭﻙ ﻭﺍﺟﻌﻠﻬﺎ‬ ‫ﺍﶈﻦ ﺇﱃ ﻣﻨﺢ‪ .‬ﻭﰲ ﺍﳋﺘﺎﻡ ﺇﻟﻴﻚ ﺷﻌﺎﺭ ﻣﻘﺘﺮﺡ ‪ :‬ﺗﻔﺎﺀﻟﻮﺍ ﺑﺎﳋﲑ‬
‫ﺇﳚﺎﺑﻴﺔ ﺩﺍﺋﻤﺎ ﻭﺭﺍﻗﺐ ﺃﻗﻮﺍﻟﻚ ﻭﺃﻓﻌﺎﻟﻚ ﻭﺍﺟﻌﻠﻬﺎ ﺇﳚﺎﺑﻴﺔ ﺩﺍﺋﻤﺎ ﻭﺃﻃﺮﺩ ﻛﻞ ﻓﻜﺮﺓ ﺳﻠﺒﻴﺔ ﺗﺮﺍﻭﺩﻙ ﻭﺃﻭﻗﻒ ﻛﻞ‬
‫ﻛﻠﻤﺔ ﺃﻭ ﻓﻌﻞ ﺳﻠﱯ ﳛﺎﻭﻝ ﺃﻥ ﻳﺒﺪﺭ ﻋﻨﻚ‬

‫ﻛﻴﻒ ﺗﻜﺴﺐ ﺛﻘﺔ ﻧﻔﺴﻚ ) ﳎﺎﻟﺲ ﺍﻟﺘﻤﻴﺰ ﻭﺍﻟﻨﺠﺎﺡ ‪ ،‬ﺃﻋﺮﻑ ﻧﻔﺴﻚ )‬

‫ﻛﻴﻒ ﺗﻜﺘﺴﺐ ﺍﻟﺜﻘﺔ ﰲ ﻧﻔﺴﻚ ؟ ﺇﻥ ﺍﻟﺜﻘﺔ ﺑﺎﻟﻨﻔﺲ ﻫﻲ ﻃﺮﻳﻖ ﺍﻟﻨﺠﺎﺡ ﰲ ﺍﳊﻴﺎﺓ ‪ ،‬ﻭﺇﻥ ﺍﻟﻮﻗﻮﻉ ﲢﺖ ﻭﻃﺄﺓ ﺍﻟﺸﻌﻮﺭ ﺑﺎﻟﺴﻠﺒﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﺮﺩﺩ ﻭﻋﺪﻡ ﺍﻻﻃﻤﺌﻨﺎﻥ‬
‫ﻟﻺﻣﻜﺎﻧﺎﺕ ﻫﻮ ﺑﺪﺍﻳﺔ ﺍﻟﻔﺸﻞ ﻭﻛﺜﲑ ﻣﻦ ﺍﻟﻄﺎﻗﺎﺕ ﺃﻫﺪﺭﺕ ﻭﺿﺎﻋﺖ ﺑﺴﺒﺐ ﻋﺪﻡ ﺇﺩﺭﺍﻙ ﺃﺻﺤﺎﻬﺑﺎ ﳌﺎ ﻳﺘﻤﺘﻌﻮﻥ ﺑﻪ ﻣﻦ ﺇﻣﻜﺎﻧﺎﺕ ﺃﻧﻌﻢ ﺍﷲ ﻬﺑﺎ ﻋﻠﻴﻬﻢ‬
‫ﻟﻮ ﺍﺳﺘﻐﻠﻮﻫﺎ ﻻ ﺳﺘﻄﺎﻋﻮﺍ ﻬﺑﺎ ﺃﻥ ﻳﻔﻌﻠﻮﺍ ﺍﻟﻜﺜﲑ ‪ .‬ﻭﺇﻟﻴﻚ ﺑﻌﺾ ﺍﳋﻄﻮﺍﺕ ﺍﻟﱵ ﳝﻜﻦ ﻬﺑﺎ ﺍﻟﺘﺨﻠﺺ ﻣﻦ ﻛﺜﲑ ﻣﻦ ﺍﻷﻓﻜﺎﺭ ﻭﺍﳌﺸﺎﻋﺮ ﺍﻟﺴﻠﺒﻴﺔ ﰲ ﺣﻴﺎﺗﻚ‬
‫‪ ،‬ﺳﻮﺍﺀ ﻛﺎﻧﺖ ﰲ ﺍﻟﻔﻜﺮ ﺃﻭ ﺍﻟﺴﻠﻮﻙ ﺃﻭ ﺍﻷﺧﻼﻕ ﺃﻭ ﺍﻟﻌﺎﺩﺍﺕ ﺃﻭ ﺍﻟﻜﻠﻤﺎﺕ ﺃﻭ ﻏﲑﻫﺎ ‪ ،‬ﻟﺘﺮﻓﻌﻬﺎ ﻣﻦ ﻋﻠﻰ ﻛﺎﻫﻠﻚ ﻭﲢﺮﺭ ﻧﻔﺴﻚ ﻣﻦ ﻭﻃﺄﻬﺗﺎ‬
‫ﻭﺗﻨﻄﻠﻖ ﺑﺎﻟﻨﻔﺲ ﳓﻮ ﺍﳊﻴﺎﺓ ﺑﺜﻘﺔ ﺃﻛﱪ ﻭﺁﻣﺎﻝ ﻣﺸﺮﻗﺔ ﺃﻭﺳﻊ ‪ :‬ﺣﺪﺩ ﺑﺘﺠﺮﺩ ﻭﺑﻼ ﻣﺒﺎﻟﻐﺔ ﺃﻫﻢ ﺍﻷﻓﻜﺎﺭ ﻭﺍﻟﺼﻔﺎﺕ ﺍﻟﺴﻠﺒﻴﺔ ﰲ ﺣﻴﺎﺗﻚ ‪ .‬ﺃﻓﺮﺩ ﻛﻞ‬
‫ﻼ ﺃﻭ‬ ‫ﻓﻜﺮﺓ ﺃﻭ ﺻﻔﺔ ﻋﻠﻰ ﺣﺪﺓ ‪ .‬ﻓﻜﺮ ﻓﻴﻬﺎ ﺗﻔﻜﲑﹰﺍ ﻣﻨﻄﻘﻴﹰﺎ ﲢﻠﻴﻠﻴﹰﺎ ﻳﺆﺩﻱ ﺇﱃ ﻣﻌﺮﻓﺘﻬﺎ ﻭﺫﻟﻚ ﲟﻌﺮﻓﺔ ﺃﺳﺒﺎﻬﺑﺎ ﻭﺣﻘﻴﻘﺘﻬﺎ ﻭﻫﻞ ﻫﻲ ﻭﺍﻗﻊ ﺣﻘﻴﻘﻲ ﻓﻌ ﹰ‬
‫ﻭﻫﻢ ﻭﺧﻴﺎﻝ ‪ .‬ﺇﻥ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﻦ ﺍﻷﻭﻫﺎﻡ ﻓﺤﺮﺭ ﻧﻔﺴﻚ ﻣﻨﻬﺎ ﻭﺇﻥ ﻛﺎﻧﺖ ﻭﺍﻗﻌﹰﺎ ﺣﻘﻴﻘﻴﹰﺎ ﻓﺘﺨﻠﺺ ﻣﻦ ﺃﺳﺒﺎﻬﺑﺎ ﻭﻗﻠﺼﻬﺎ ﺇﱃ ﺃﺩﱏ ﻗﺪﺭ ﳑﻜﻦ ‪ ،‬ﻭﺍﻋﻠﻢ ﺃﻥ‬
‫ﺍﻟﺼﻔﺔ ﻛﻤﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺃﻛﺜﺮ ﺭﺳﻮﺧﹰﺎ ﰲ ﺣﻴﺎﺗﻚ ﻛﻠﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﺍﺳﺘﺒﻌﺎﺩﻫﺎ ﳛﺘﺎﺝ ﺃﻛﱪ ﻭﺯﻣﻦ ﺃﻃﻮﻝ ‪ .‬ﺍﺭﺑﻂ ﺫﻫﻨﻚ ﻭﻓﻜﺮ ﺑﺸﻜﻞ ﻣﺮﻛﺰ ﻭﻟﻴﻜﻦ ﰲ‬
‫ﳊﻈﺎﺕ ﺻﻔﺎﺀ ﻭﺑﻌﺪ ﻋﻦ ﺍﻟﺸﻮﺍﻏﻞ ﻭﺍﻟﻘﻠﻖ ﲟﻮﻗﻒ ﺇﳚﺎﰊ ﻣﻬﻢ ﰲ ﺣﻴﺎﺗﻚ ﻣﺴﺘﻌﻴﺪﹰﺍ ﻛﻞ ﺗﻔﺎﺻﻴﻠﻪ ﻣﻦ ﺻﻮﺕ ﻭﺻﻮﺭﺓ ﻭﻣﺸﺎﻋﺮ ﻭﺃﺟﻮﺍﺀ ﳏﻴﻄﺔ ‪ ،‬ﻓﺈﺫﺍ‬
‫ﺑﻠﻐﺖ ﺍﻟﺬﺭﻭﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺸﺎﻁ ﺍﻟﺬﻫﲏ ﻭﺍﻻﺭﺗﻴﺎﺡ ﺍﻟﻨﻔﺴﻲ ﻭﺍﻻﻧﺸﺮﺍﺡ ﺍﻟﻘﻠﱯ ﻭﻏﺒﺖ ﻋﻦ ﻭﺍﻗﻌﻚ ﺃﻭ ﻛﺪﺕ ﻓﺤﺮﻙ ﺷﻴﺌﹰﺎ ﻣﻦ ﺟﻮﺍﺭﺣﻚ ﺃﻭ ﻳﻮﻡ ﺯﻭﺍﺟﻚ‬
‫ﺃﻭ ﻟﻴﻠﺔ ﻗﻤﺘﻬﺎ ﷲ ﺃﻭ ﲰﺎﻋﻚ ﺧﲑﹰﺍ ﺳﺎﺭﹰﺍ ﻟﻠﻤﺴﻠﻤﲔ ﺃﻭ ﺃﻭﻝ ﻳﻮﻡ ﺭﺃﻳﺖ ﻓﻴﻪ ﺃﺣﺪ ﺍﳊﺮﻣﲔ ﺃﻭ ﳓﻮ ﺫﻟﻚ ‪ .‬ﻛﺮﺭ ﺫﻟﻚ ﻣﺮﺍﺕ ﻭﻣﺮﺍﺕ ﺣﱴ ﻳﺮﺗﺒﻂ ﻫﺬﺍ‬
‫ﺍﳌﻮﻗﻒ ﺍﻹﳚﺎﰊ ﺑﻜﻞ ﻣﺸﺎﻋﺮﻩ ﻭﺗﺪﺍﻋﻴﺎﺗﻪ ﺍﻟﻨﻔﺴﻴﺔ ﻭﺍﻟﺸﻌﻮﺭﻳﺔ ﻬﺑﺬﻩ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺁﻟﻴﹰﺎ ﻓﺒﻤﺠﺮﺩ ﺻﺪﻭﺭ ﻫﺬﻩ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﻣﻨﻚ ﺗﻨﺘﻘﻞ ﺁﻟﻴﹰﺎ ﺇﱃ ﺗﻠﻚ ﺍﳊﺎﻟﺔ‬
‫ﺍﻟﻨﻔﺴﻴﺔ ﺍﻹﳚﺎﺑﻴﺔ ﺍﻟﻌﺎﻟﻴﺔ ‪ ،‬ﻭﺇﻥ ﱂ ﺗﺘﺬﻛﺮ ﺍﳌﻮﺍﻗﻒ ﺍﳌﺎﺩﻱ ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻥ ﺳﺒﺒﹰﺎ ﳍﺎ ‪ .‬ﺇﺫﺍ ﻭﺭﺩﺕ ﻋﻠﻴﻚ ﺃﻱ ﻣﻦ ﺗﻠﻚ ﺍﳌﺸﺎﻋﺮ ﺃﻭ ﺍﻷﻓﻜﺎﺭ ﺍﻟﺴﻠﺒﻴﺔ ﰲ ﺃﻱ‬
‫ﻼ ﻭﲣﺮﺝ ﻣﻦ ﺗﻠﻚ ﺍﻷﻓﻜﺎﺭ ﰒ ﺗﺘﺨﻴﻞ ﺃﻣﺎﻣﻚ ﻟﻮﺣﺔ ﻛﺘﺐ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﲞﻂ ﺑﺎﺭﺯ ﻭﻟﻮﻥ ﺻﺎﺭﺥ ﻛﻠﻤﺔ )‬ ‫ﻣﻮﻗﻒ ﻓﻤﺎ ﻋﻠﻴﻚ ﺇﻻ ﺃﻥ ﺗﻐﻤﺾ ﻋﻴﻨﻴﻚ ﻗﻠﻴ ﹰ‬
‫ﻼ ﻭﺭﺍﺀﻫﺎ‬ ‫ﻗﻒ( !‪ .‬ﺗﺄﻣﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻜﻠﻤﺔ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﻭﻛﺮﺭ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﺮﺓ ﺑﻌﺪ ﺃﺧﺮﻯ ﺣﱴ ﻛﺄﻧﻚ ﱂ ﺗﻌﺪ ﺗﺮﻯ ﻏﲑﻫﺎ ‪ .‬ﲡﺎﻭﺯﻫﺎ ﺑﻨﻈﺮﻙ ﻣﺘﺨﻴ ﹰ‬
‫ﻼ ﻛﻞ ﺫﻟﻚ ﻭﺃﻧﺖ ﻣﻐﻤﺾ ﻟﻌﻴﻨﻴﻚ ‪ .‬ﺍﻧﺘﻘﻞ ﺇﱃ ﺍﳌﺜﲑ ﺍﻹﳚﺎﰊ‬ ‫ﻼ ﻭﲤﺘﻊ ﺑﻪ ﻗﻠﻴ ﹰ‬
‫ﺣﺪﺍﺋﻖ ﻏﻨﺎﺀ ﻭﺃﻬﻧﺎﺭﹰﺍ ﺟﺎﺭﻳﺔ ﻭﻃﻴﻮﺭﹰﺍ ﻣﻐﺮﺩﺓ ﻭﻧﺴﻴﻤﹰﺎ ﻣﻦ ﺍﳍﻮﺍﺀ ﻋﻠﻴ ﹰ‬
‫ﻼ ﺣﱴ ﺗﺘﺒﺪﻝ ﺣﺎﻟﺘﻚ ﺍﻟﻨﻔﺴﻴﺔ ﻭﲣﺘﻔﻲ ﻣﺸﺎﻋﺮﻙ ﺍﻟﺴﻠﺒﻴﺔ ﺗﺎﻣﹰﺎ‬‫ﻭﺣﺮﻙ ﺍﳉﺎﺭﺣﺔ ﺍﻟﱵ ﺃﺻﺒﺤﺖ ﻣﻔﺘﺎﺣﹰﺎ ﻟﻪ ﻛﻤﺎ ﰲ ﺍﻟﻔﻘﺮﺓ ﺭﻗﻢ )‪ (٥‬ﻭﺍﺳﺘﻐﺮﻕ ﻓﻴﻪ ﻗﻠﻴ ﹰ‬
‫ﻋﺪ ﻟﻠﺘﻔﻜﲑ ﻓﻴﻤﺎ ﻛﻨﺖ ﻓﻴﻪ ﻣﻦ ﺷﺄﻥ ﻭﻣﻦ ﻋﻤﻞ ‪ .‬ﺇﺫﺍ ﻋﺎﺩﺕ ﺍﻷﻓﻜﺎﺭ ﺍﻟﺴﻠﺒﻴﺔ ﻟﻺﳊﺎﺡ ﻣﺮﺓ ﺃﺧﺮﻯ ﻓﺘﻮﻗﻒ ﻋﻦ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﲤﺎﻣﹰﺎ ﰲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻠﺤﻈﺎﺕ ‪،‬‬
‫ﻭﻋﺶ ﻓﻘﻂ ﰲ ﺫﻛﺮﻳﺎﺕ ﺍﳊﺎﻟﺔ ﺍﻹﳚﺎﺑﻴﺔ ‪ .‬ﻻ ﺗﻨﺲ ﺍﻟﻠﺠﻮﺀ ﺇﱃ ﺍﷲ ﺍﺑﺘﺪﺍﺀ ﻭﻬﻧﺎﻳﺔ ‪ ،‬ﻷﻧﻪ ﻫﻮ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﺿﺤﻚ ﻭﺃﺑﻜﻰ ‪ ،‬ﻓﺒﺎﻟﺘﻮﺑﺔ ﻭﺍﻻﺳﺘﻐﻔﺎﺭ ﻭﺩﻭﺍﻡ‬
‫ﺫﻛﺮ ﺍﷲ ﲢﻴﺎ ﺍﻟﻘﻠﻮﺏ ‪.‬‬

‫ﻟﻐﺔ ﺍﻟﻌﻴﻮﻥ ) ﳎﺎﻟﺲ ﺍﻟﺘﻤﻴﺰ ﻭﺍﻟﻨﺠﺎﺡ ‪ ،‬ﺑﻼ ﺣﺪﻭﺩ )‬

‫ﻟﻐﺔ ﺍﻟﻌﻴﻮﻥ ﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﱃ ) ﻓﺈﺫﺍ ﺟﺎﺀ ﺍﳋﻮﻑ ﺭﺃﻳﺘﻬﻢ ﻳﻨﻈﺮﻭﻥ ﺇﻟﻴﻚ ﺗﺪﻭﺭ ﺃﻋﻴﻨﻬﻢ ﻛﺎﻟﺬﻱ ﻳﻐﺸﻰ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﻦ ﺍﳌﻮﺕ( ﻭﻗﺎﻝ ﺍﻟﺸﺎﻋﺮ‪ :‬ﺇﻥ ﺍﻟﻌﻴﻮﻥ ﻟﺘﺒﺪﻱ ﰲ ﻧﻮﺍﻇﺮﻫﺎ‪ ..............‬ﻣﺎ ﰲ ﺍﻟﻘﻠﻮﺏ ﻣﻦ‬
‫ﺍﻟﺒﻐﻀﺎﺀ ﻭﺍﻹﺣﻦ ﻭﻗﺎﻝ ﺍﻵﺧﺮ‪ :‬ﺍﻟﻌﲔ ﺗﺒﺪﻱ ﺍﻟﺬﻱ ﰲ ﻗﻠﺐ ﺻﺎﺣﺒﻬﺎ ‪............‬ﻣﻦ ﺍﻟﺸﻨﺎﺀﺓ ﺃﻭ ﺣﺐ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻧﺎ ﺇﻥ ﺍﻟﺒﻐﻴﺾ ﻟﻪ ﻋﲔ ﻳﺼـــﺪﻗﻬﺎ ‪..........‬ﻻ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ﳌﺎ ﰲ ﺍﻟﻘﻠﺐ‬
‫ﻛﺘﻤﺎﻧﺎ ﻓﺎﻟﻌﲔ ﺗﻨﻄﻖ ﻭﺍﻷﻓﻮﺍﻩ ﺻـــﺎﻣﺘﺔ ‪ .......‬ﺣﱴ ﺗﺮﻯ ﻣﻦ ﺻﻤﻴﻢ ﺍﻟﻘﻠﺐ ﺗﺒﻴﺎﻧﺎ ﻧﻌﻢ ﺇﻥ ﺍﻟﻌﻴﻮﻥ ﻟﻴﺴﺖ ﻭﺳﻴﻠﺔ ﻓﻘﻂ ﻟﺮﺅﻳﺔ ﺍﳋﺎﺭﺝ ﺑﻞ ﻫﻲ ﻭﺳﻴﻠﺔ ﺑﻠﻴﻐﺔ ﻟﻠﺘﻌﺒﲑ ﻋﻤﺎ ﰲ ﺍﻟﺪﺍﺧﻞ ﺃﻱ ﻣﺎ‬
‫ﰲ ﺍﻟﻨﻔﻮﺱ ﻭﺍﻟﻘﻠﻮﺏ ﻭﻧﻘﻠﻪ ﻟﻠﺨﺎﺭﺝ ‪ .‬ﻓﻬﻨﺎﻙ ﺍﻟﻨﻈﺮﺍﺕ ﺍﻟﻘﻠﻘﺔ ﺍﳌﻀﻄﺮﺑﺔ ﻭﻏﲑﻫﺎ ﺍﳌﺴﺘﻐﻴﺜﺔ ﺍﳌﻬﺰﻭﻣﺔ ﺍﳌﺴﺘﺴﻠﻤﺔ ‪ ،‬ﻭﺃﺧﺮﻯ ﺣﺎﻗﺪﺓ ﺛﺎﺋﺮﺓ ‪ ،‬ﻭﺃﺧﺮﻯ ﺳﺎﺧﺮﺓ ‪ ،‬ﻭﺃﺧﺮﻯ ﻣﺼﻤﻤﺔ ‪ ،‬ﻭﺃﺧﺮﻯ‬
‫ﺳﺎﺭﺣﺔ ﻻ ﻣﺒﺎﻟﻴﺔ ‪ ،‬ﻭﺃﺧﺮﻯ ﻣﺴﺘﻔﻬﻤﺔ ﻭﺃﺧﺮﻯ ﳏﺒﺔ ‪ ،‬ﻭﻫﻜﺬﺍ ﺗﺘﻌﺪﺩ ﺍﻟﻨﻈﺮﺍﺕ ﺍﳌﻌﱪﺓ ﻭﻗﺪ ﲰﻰ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻨﻈﺮﺍﺕ ) ﺧﺎﺋﻨﺔ ﺍﻷﻋﲔ ( ‪ .‬ﻭﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﰲ ﺗﻌﺎﻣﻠﻪ ﻣﻊ ﻟﻐﺔ ﺍﻟﻌﻴﻮﻥ ﻳﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻌﻬﺎ‬
‫ﻛﻮﺳﻴﻠﺔ ﺗﻌﺒﲑ ﻋﻤﺎ ﰲ ﻧﻔﺴﻪ ﻟﻶﺧﺮﻳﻦ ‪ ،‬ﻭﻛﺬﺍ ﻳﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻌﻬﺎ ﻛﻮﺳﻴﻠﺔ ﻟﻔﻬﻢ ﻣﺎ ﰲ ﻧﻔﻮﺱ ﺍﻵﺧﺮﻳﻦ ‪ .‬ﺍﻟﺘﻌﺒﲑ ﺍﻷﻣﺜﻞ ﺑﺎﻟﻌﻴﻮﻥ ‪ :‬ﺇﺫﺍ ﺃﺭﺩﺕ ﺇﻳﺼﺎﻝ ﻣﺮﺍﺩﻙ ﺑﻌﻴﻨﻴﻚ ﻓﺎﺣﺮﺹ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻣﻮﺭ ﺍﻵﺗﻴﺔ ‪:‬‬
‫ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﻋﻴﻨﺎﻙ ﻣﺮﺗﺎﺣﺘﲔ ﺃﺛﻨﺎﺀ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﳑﺎ ﻳﺸﻌﺮ ﺍﻵﺧﺮ ﺑﺎﻻﻃﻤﺌﻨﺎﻥ ﺇﻟﻴﻚ ﻭﺍﻟﺜﻘﺔ ﰲ ﺳﻼﻣﺔ ﻣﻮﻗﻔﻚ ﻭﺻﺤﺔ ﺃﻓﻜﺎﺭﻙ ‪ .‬ﲢﺪﺙ ﺇﻟﻴﻪ ﻭﺭﺃﺳﻚ ﻣﺮﺗﻔﻊ ﺇﱃ ﺍﻷﻋﻠﻰ ‪ ،‬ﻷﻥ ﻃﺄﻃﺄﺓ ﺍﻟﺮﺃﺱ ﺃﺛﻨﺎﺀ‬
‫ﺍﳊﺪﻳﺚ ‪ ،‬ﻳﺸﻌﺮ ﺑﺎﳍﺰﳝﺔ ﻭﺍﻟﻀﻌﻒ ﻭﺍﳋﻮﺭ ‪ .‬ﻻ ﺗﻨﻈﺮ ﺑﻌﻴﺪﹰﺍ ﻋﻦ ﺍﳌﺘﺤﺪﺙ ﺃﻭ ﺗﺜﺒﺖ ﻧﻈﺮﻙ ﰲ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﺃﻭ ﺍﻷﺭﺽ ﺃﺛﻨﺎﺀ ﺍﳊﺪﻳﺚ ‪ ،‬ﻷﻥ ﺫﻟﻚ ﻳﺸﻌﺮ ﺑﺎﻟﻼﻣﺒﺎﻻﺓ ﲟﻦ ﺗﺘﺤﺪﺙ ﻣﻌﻪ ﺃﻭ ﺑﻌﺪﻡ‬
‫ﺍﻻﻫﺘﻤﺎﻡ ﺑﺎﳌﻮﺿﻮﻉ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﺘﺤﺪﺙ ﻓﻴﻪ ‪ .‬ﻻ ﺗﻄﻴﻞ ﺍﻟﺘﺤﺪﻳﻖ ﺑﺸﻜﻞ ﳏﺮﺝ ﻓﻴﻤﻦ ﺗﺘﺤﺪﺙ ﻣﻌﻪ ‪ .‬ﺃﺣﺬﺭ ﻣﻦ ﻛﺜﺮﺓ ﺍﻟﺮﻣﺶ ﺑﻌﻴﻨﻴﻚ ﺃﺛﻨﺎﺀ ﺍﳊﺪﻳﺚ ‪ ،‬ﻷﻥ ﻫﺬﺍ ﻳﺸﻌﺮ ﺑﺎﻟﻘﻠﻖ ﻭﺍﺿﻄﺮﺍﺏ ‪ .‬ﺍﺑﺘﻌﺪ‬
‫ﻋﻦ ﻟﺒﺲ ﺍﻟﻨﻈﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﻘﺎﲤﺔ ﺃﺛﻨﺎﺀ ﺍﳊﺪﻳﺚ ﻣﻊ ﻏﲑﻙ ‪ ،‬ﻷﻥ ﺫﻟﻚ ﻳﻌﻴﻖ ﺑﻨﺎﺀ ﺍﻟﺜﻘﺔ ﺑﻴﻨﻚ ﻭﺑﻴﻨﻪ ‪ .‬ﺃﺣﺬﺭ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﻈﺮﺍﺕ ﺍﻟﺴﺎﺧﺮﺓ ﺍﻟﺒﺎﻫﺘﺔ ﺇﱃ ﻣﻦ ﻳﺘﺤﺪﺙ ﺇﻟﻴﻚ ﺃﻭ ﺗﺘﺤﺪﺙ ﻣﻌﻪ ‪ ،‬ﻷﻥ ﺫﻟﻚ ﻳﻨﺴﻒ‬
‫ﺟﺴﻮﺭ ﺍﻟﺘﻔﺎﻫﻢ ﻭﺍﻟﺜﻘﺔ ﺑﻴﻨﻚ ﻭﺑﻴﻨﻪ ‪ ،‬ﻭﻻ ﻳﺸﺠﻌﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻻﺳﺘﻤﺮﺍﺭ ﰲ ﺍﻟﺘﻮﺍﺻﻞ ﻣﻌﻚ ﻭﺭﺏ ﻧﻈﺮﺓ ﺃﻭﺭﺛﺖ ﺣﺴﺮﺓ ‪ .‬ﻛﻴﻒ ﺗﻔﻬﻢ ﻣﺎ ﰲ ﻧﻔﻮﺱ ﺍﻵﺧﺮﻳﻦ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﻧﻈﺮﺍﺕ ﻋﻴﻮﻬﻧﻢ ؟‪ .‬ﻟﻘﺪ ﻗﺎﻡ‬
‫ﻋﻠﻤﺎﺀ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﺑﺎﻟﻜﺜﲑ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﺏ ﻟﻠﻮﺻﻮﻝ ﺇﱃ ﻣﻌﺮﻓﺔ ﺩﻻﻻﺕ ﺣﺮﻛﺎﺕ ﺍﻟﻌﻴﻮﻥ ﻋﻤﺎ ﰲ ﺍﻟﻨﻔﻮﺱ ‪ ،‬ﻭﺭﺣﻢ ﺍﷲ ﺍﺑﻦ ﺍﻟﻘﻴﻢ ﺍﻟﺬﻱ ﻗﺎﻝ ‪ :‬ﺇﻥ ﺍﻟﻌﻴﻮﻥ ﻣﻐﺎﺭﻳﻒ ﺍﻟﻘﻠﻮﺏ ﻬﺑﺎ ﻳﻌﺮﻑ ﻣﺎ ﰲ ﺍﻟﻘﻠﻮﺏ‬
‫ﻭﺇﻥ ﱂ ﻳﺘﻜﻠﻢ ﺻﺎﺣﺒﻬﺎ ‪ .‬ﻭﻛﺎﻥ ﳑﺎ ﻭﺻﻠﻮﺍ ﺇﻟﻴﻪ ﻛﻤﺎ ﺫﻛﺮ ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭ ﳏﻤﺪ ﺍﻟﺘﻜﺮﻳﱵ ﰲ ﻛﺘﺎﺑﻪ ) ﺁﻓﺎﻕ ﺑﻼ ﺣﺪﻭﺩ ( ‪ :‬ﺍﻟﻨﻈﺮ ﺃﺛﻨﺎﺀ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﺇﱃ ﺟﻬﺔ ﺍﻷﻋﻠﻰ ﻟﻠﻴﺴﺎﺭ‪ :‬ﻳﻌﲏ ﺃﻥ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻳﻌﱪ ﻋﻦ‬
‫ﺻﻮﺭ ﺩﺍﺧﻠﻴﺔ ﰲ ﺍﻟﺬﺍﻛﺮﺓ ‪ ،‬ﻭﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﻳﺘﻜﻠﻢ ﻭﻋﻴﻨﺎﻩ ﺗﺰﻳﻐﺎﻥ ﳉﻬﺔ ﺍﻟﻴﻤﲔ ﻟﻸﻋﻠﻰ ﻓﻬﻮ ﻳﻨﺸﺊ ﺻﻮﺭﹰﺍ ﺩﺍﺧﻠﻴﺔ ﻭﻳﺮﻛﺒﻬﺎ ﻭﱂ ﻳﺴﺒﻖ ﻟﻪ ﺃﻥ ﺭﺁﻫﺎ ﺃﻣﺎ ﺇﻥ ﻛﺎﻧﺖ ﻋﻴﻨﺎﻩ ﺗﺘﺠﻬﺎﻥ ﳉﻬﺔ ﺍﻟﻴﺴﺎﺭ ﻣﺒﺎﺷﺮﺓ‬
‫ﻓﻬﻮ ﻳﻨﺸﻲ ﻛﻼﻣﹰﺎ ﱂ ﻳﺴﺒﻖ ﺃﻥ ﲰﻌﻪ ‪ ،‬ﻭﺇﻥ ﻧﻈﺮ ﳉﻬﺔ ﺍﻟﻴﻤﲔ ﻟﻸﺳﻔﻞ ﻓﻬﻮ ﻳﺘﺤﺪﺙ ﻋﻦ ﺇﺣﺴﺎﺱ ﺩﺍﺧﻠﻲ ﻭﻣﺸﺎﻋﺮ ﺩﺍﺧﻠﻴﺔ ﻭﺇﻥ ﻧﻈﺮ ﳉﻬﺔ ﺍﻟﻴﺴﺎﺭ ﻣﻦ ﺍﻷﺳﻔﻞ ﻓﻬﻮ ﻳﺴﺘﻤﺘﻊ ﺇﱃ ﻧﻔﺴﻪ ﻭﳛﺪﺛﻬﺎ‬
‫ﻼ ‪ .‬ﻫﺬﺍ ﰲ ﺣﺎﻟﺔ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺍﻟﻌﺎﺩﻱ ‪ ،‬ﺃﻣﺎ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺍﻷﻋﺴﺮ ﻓﻬﻮ ﻋﻜﺲ ﻣﺎ ﺫﻛﺮﻧﺎ ﲤﺎﻣﹰﺎ ‪ .‬ﻭﺑﻨﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﻩ ﺍﳌﻌﻠﻮﻣﺎﺕ ﳝﻜﻨﻚ ﺃﻥ ﲢﺪﺩ ﻛﻤﻦ ﺃﻱ ﺍﻷﳕﺎﻁ‬ ‫ﰲ ﺩﺍﺧﻠﻪ ﻛﻤﻦ ﻳﻘﺮﺃ ﻣﻊ ﻧﻔﺴﻪ ﻣﺜ ﹰ‬
‫ﻳﺘﺤﺪﺙ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻭﻫﻮ ﻳﺘﺤﺪﺙ ﻣﻌﻚ ﺑﻞ ﻭﻳُﻤﻜﻨﻚ ﻋﻨﺪ ﻗﺮﺍﺀﺓ ﻗﺼﻴﺪﺓ ﺃﻭ ﻗﻄﻌﺔ ﻧﺜﺮﻳﺔ ﺃﻥ ﲢﺪﺩ ﺍﻟﻨﻤﻂ ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻥ ﻳﻌﻴﺸﻪ ﺻﺎﺣﺒﻬﺎ ﻋﻨﺪ ﺇﻋﺪﺍﺩﻩ ﳍﺎ ﻫﻞ ﻫﻮ ﺍﻟﻨﻤﻂ ﺍﻟﺴﻤﻌﻲ ﺃﻭ ﺍﻟﺼﻮﺭﻱ ﻣﻦ‬
‫ﺍﻟﺬﺍﻛﺮﺓ ﺃﻭ ﳑﺎ ﻳﻨﺸﺌﻪ ﺃﻭ ﻣﻦ ﺍﻷﺣﺎﺳﻴﺲ ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻴﺔ ‪ ،‬ﻭﺫﻟﻚ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺗﺄﻣﻞ ﻛﻼﻣﻪ ﻭﺗﺼﻨﻴﻔﻪ ﰲ ﺃﺣﺪ ﺍﻷﺻﻨﺎﻑ ﺍﻟﺴﺎﺑﻘﺔ‬

‫ﺭﺍﺟﻊ ﻣﻌﻠﻮﻣﺎﺗﻚ ﻭﺃﻧﺖ ﻧﺎﺋﻢ ) ﳎﺎﻟﺲ ﺍﻟﺘﻤﻴﺰ ﻭﺍﻟﻨﺠﺎﺡ ‪ ،‬ﺑﻼ ﺣﺪﻭﺩ )‬

‫>‪} --‬ﺩﺭﺍﺳﺔ ﺃﻣﺮﻳﻜﻴﺔ ﺟﺪﻳﺪﺓ ﺃﺟﺮﻳﺖ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻘﻄﻂ ﺃﻥ ﺍﻟﺪﻣﺎﻍ ﻳﺒﻘﻰ ﻣﺘﻨﺒﻬﹰﺎ ﺃﺛﻨﺎﺀ ﺍﻟﻨﻮﻡ ﻭﻳﻘﻮﻡ ﲟﺮﺍﺟﻌﺔ ﻣﺎ ﺧﺰﻥ ﻓﻴﻪ ﺃﺛﻨﺎﺀ ﺍﻟﻴﻘﻈﺔ‪ .‬ﻭﻣﻦ ﺍﳌﺘﻮﻗﻊ‬
‫ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﳍﺬﻩ ﺍﻟﻨﺘﺎﺋﺞ ﺩﻭﺭ ﻛﺒﲑ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺒﺸﺮ ﻭﺧﺎﺻﺔ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﺮﻳﺪﻭﻥ ﲢﺴﲔ ﻗﺪﺭﺍﺕ ﺍﻟﺘﻌﻠﻢ ﻭﺍﻟﺘﺬﻛﺮ ﻟﺪﻳﻬﻢ ‪ ،‬ﻭﻟﻌﻞ ﺃﻛﺜﺮ ﺍﻟﻔﺌﺎﺕ ﺍﻟﱵ ﻬﺗﻤﻬﺎ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺔ ﻫﻢ‬
‫ﺍﻟﻄﻼﺏ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﻌﺎﻧﻮﻥ ﻟﻴﻠﺔ ﺍﻻﻣﺘﺤﺎﻥ ﻣﻦ ﺍﻹﺣﺴﺎﺱ ﺑﺄﻬﻧﻢ ﻧﺴﻮﺍ ﺍﳌﻌﻠﻮﻣﺎﺕ ﺍﻟﱵ ﺩﺭﺳﻮﻫﺎ ﻭﺃﻬﻧﻢ ﳛﺘﺎﺭﻭﻥ ﺑﲔ ﺍﺧﺘﻴﺎﺭ ﺍﻟﻨﻮﻡ ﺃﻭ ﻣﺰﻳﺪ ﻣﻦ ﺍﳌﺮﺍﺟﻌﺔ‪ .‬ﻭﻗﺪ ﻭﺟﺪ‬
‫ﺍﻟﺒﺎﺣﺜﻮﻥ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﺍﻟﻨﻮﻡ ﻳﺴﺎﻋﺪ ﺑﺼﻮﺭﺓ ﻛﺒﲑﺓ ﻋﻠﻰ ﺣﺪﻭﺙ ﺍﻟﺘﻐﲑﺍﺕ ﺍﳌﻄﻠﻮﺑﺔ ﺫﻫﻨﻴﹰﺎ ﰲ ﺍﺗﺼﺎﻝ ﺍﳋﻼﻳﺎ ﺍﻟﻌﺼﺒﻴﺔ ﻭﺍﳌﺦ ‪ ،‬ﻭﳍﺬﻩ ﺍﻻﺗﺼﺎﻻﺕ ﺩﻭﺭ ﺃﺳﺎﺳﻲ ﰲ‬
‫ﻗﺪﺭﺓ ﺍﳌﺦ ﰲ ﺍﻟﺘﺤﻜﻢ ﰲ ﺍﻟﺴﻠﻮﻙ ﻭﺍﻟﺘﻌﻠﻢ ﻭﺍﳌﺬﺍﻛﺮﺓ‪ .‬ﻭﺻﺮﺡ ﺍﻟﱪﻭﻓﺴﲑ ﻣﺎ ﻳﻜﻞ ﺳﺘﺮﻳﻜﺮ ﺑﺄﻥ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺔ ﺗﺜﺒﺖ ﺃﻥ ﺍﻟﻄﺎﻟﺐ ﻟﻮ ﺭﺍﺟﻊ ﺩﺭﻭﺳﻪ ﺟﻴﺪﹰﺍ ﺣﱴ ﻧﺎﻝ ﻣﻨﻪ‬
‫ﺍﻟﺘﻌﺐ ﰒ ﻧﺎﻡ ‪ ،‬ﻓﺈﻥ ﺍﳌﺦ ﺳﻴﺴﺘﻤﺮ ﰲ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺃﺛﻨﺎﺀ ﺍﻟﻨﻮﻡ ﺑﻨﻔﺲ ﺍﻟﻄﺮﻳﻘﺔ ‪ ،‬ﻛﻤﺎ ﻟﻮ ﻇﻞ ﺍﻟﻄﺎﻟﺐ ﻃﻮﺍﻝ ﺍﻟﻠﻴﻞ ﻳﺮﺩﺩ ﻣﺎ ﺩﺭﺳﻪ‪ .‬ﳎﻠﺔ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ‬

‫>‪--‬‬

‫ﻗ ﻊ اﻟﺒﺮﻣﺠ ﺔ‬
‫ﺳﻠﺴﻠﺔ ﺗﻌﺮﻑ ﻋﻠﻰ ﳕﻄﻚ ﺍﻟﺸﺨﺼﻲ ﺍﻟﱪﺍﻣﺞ ﺍﻟﻌﻘﻠﻴﺔ ﺍﻟﻌﺎﻟﻴﺔ‪ :‬ﻬﺗﺘﻢ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﱪﺍﻣﺞ ﻟﻠﺘﻌﺮﻳﻒ ﺑﺄﳕﺎﻁ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺍﳌﺨﺘﻠﻔﺔ ﻭﻫﻮ ﺃﻥ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻳﺴﺘﺠﻴﺒﻮﻥ ﺑﻄﺮﻕ ﳐﺘﻠﻔﺔ‬
‫ﻋﻠﻰ ﻧﻔﺲ ﺍﻟﺮﺳﺎﻟﺔ‪ .‬ﻓﻠﻤﺎﺫﺍ ﻳﺮﻯ ﺷﺨﺺ ﺃﻥ ﻧﺼﻒ ﺍﻟﻜﺄﺱ ﻓﺎﺭﻍ ﺑﻴﻨﻤﺎ ﺍﻷﺧﺮ ﻳﺮﺍ ﺃﻥ ﻧﺼﻒ ﺍﻟﻜﺄﺱ ﻣﻠﻲﺀ؟ ﳌﺎﺫﺍ ﻳﺴﻤﻊ ﺷﺨﺺ ﻣﺎ ﺭﺳﺎﻟﺔ ﻓﻴﺤﺲ ﺑﺎﻟﻨﺸﺎﻁ‬
‫ﺑﻴﻨﻤﺎ ﺍﻵﺧﺮ ﻻ ﻳﺴﺘﺠﻴﺐ ﳍﺎ ﺃﺑﺪﺍ ؟ ﺍﻟﱪﺍﻣﺞ ﺍﻟﻌﻘﻠﻴﺔ ‪:‬ﻫﻲ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﺇﱃ ﻣﻌﺮﻓﺔ ﻛﻴﻔﻴﺔ ﻣﻌﺎﳉﺔ ﺍﻟﻔﺮﺩ ﻟﻠﻤﻌﻠﻮﻣﺎﺕ ﻓﻬﻲ ﺑﺮﺍﻣﺞ ﺩﺍﺧﻠﻴﺔ ﻋﻘﻠﻴﺔ ﻧﺴﺘﺨﺪﻣﻬﺎ ﰲ ﲢﺪﻳﺪ‬
‫ﻣﺎ ﻧﻨﺘﺒﻪ ﺇﻟﻴﻪ ﻣﻦ ﻣﻌﻠﻮﻣﺎﺕ ‪ .‬ﻭﻣﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﱪﺍﻣﺞ ﻣﺎ ﻳﻠﻲ‪ :‬ﻭﻫﻨﺎﻙ ﺑﺮﺍﻣﺞ ﳐﺘﻠﻔﺔ ﺍﻻﺳﺘﺨﺪﺍﻣﺎﺕ ﻓﻤﻨﻬﺎ ﺑﺮﺍﻣﺞ ﻋﻘﻠﻴﺔ ‪ :‬ﺑﺮﺍﻣﺞ ﲢﻔﻴﺰ ‪ ،‬ﺑﺮﺍﻣﺞ ﻟﻠﻤﺮﺟﻌﻴﺔ ‪ ،‬ﺑﺮﺍﻣﺞ‬
‫ﻟﻠﻌﻼﻗﺎﺕ‪ ،‬ﺑﺮﺍﻣﺞ ﻟﻸﺳﺒﺎﺏ ‪ ،‬ﺑﺮﺍﻣﺞ ﻋﻦ ﺣﺠﻢ ﺍﳌﻌﻠﻮﻣﺎﺕ‪ ،‬ﺑﺮﺍﻣﺞ ﺍﲣﺎﺫ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ‪ ،‬ﺑﺮﺍﻣﺞ ﻟﻠﺘﻜﻴﻒ ﻭﺍﻟﺘﻨﻈﻴﻢ‪ ،‬ﺑﺮﺍﻣﺞ ﻟﻺﺩﺭﺍﻙ ﺑﺮﻧﺎﻣﺞ ﺍﻟﺘﺤﻔﻴﺰ ﻟﻠﻘﺮﺏ ﻣﻦ ﺃﻭ‬
‫ﺍﻻﺑﺘﻌﺎﺩ ﻋﻦ ﺍﻟﻨﻤﻂ‪ :‬ﻳﻮﺟﺪ ﺳﺒﺒﲔ ﺃﺳﺎﺳﲔ ﻟﻌﻤﻞ ﺃﻱ ﺷﺨﺺ ﻟﺸﻲﺀ ﻣﺎ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺍﻻﻗﺘﺮﺍﺑﻴﲔ ‪ :‬ﻳﻌﻤﻠﻮﻥ ﺍﻷﺷﻴﺎﺀ ﻷﻬﻧﻢ ﻳﺮﻳﺪﻭﻥ ﺍﻟﻮﺻﻮﻝ ﺇﱃ ﺣﺼﻴﻠﺔ ﻣﻌﻴﻨﺔ ﺃﻭ‬
‫ﺃﻫﺪﺍﻑ ﺃﻭ ﺃﺷﻴﺎﺀ‪ .‬ﻳﺘﺤﻔﺰﻭﻥ ﻷﻥ ﻟﺪﻳﻬﻢ ﺍﻟﻄﻤﻮﺡ ﻭﺍﻻﳒﺎﺯ ﻭﺍﻷﺧﺬ‪ ،‬ﻭﺍﳊﺼﻮﻝ‪ ،‬ﻭﺍﻟﺒﻠﻮﻍ‪ .‬ﳍﻢ ﻗﺎﺋﻤﺔ ﺃﻭﻟﻮﻳﺎﺕ ﻭﻟﺪﻳﻬﻢ ﺇﺩﺍﺭﺓ ﺟﻴﺪﺓ ﳍﺬﻩ ﺍﻷﻭﻟﻮﻳﺎﺕ‪ .‬ﻟﺪﻳﻬﻢ‬
‫ﺻﻌﻮﺑﺔ ﰲ ﲢﺪﻳﺪ ﺍﻟﺸﻲﺀ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺮﻳﺪﻭﻥ ﺍﻻﺑﺘﻌﺎﺩ ﻋﻨﻪ‪ .‬ﻟﺪﻳﻬﻢ ﻋﺪﻡ ﺍﻟﻮﻋﻲ ﺑﺎﻷﺷﻴﺎﺀ ﺍﻟﱵ ﻻ ﺗﻌﻤﻞ ﺃﻭ ﺍﻷﺷﻴﺎﺀ ﺍﳋﺎﻃﺌﺔ‪ .‬ﻟﺪﻳﻬﻢ ﺍﺳﺘﺠﺎﺑﺔ ﳑﺘﺎﺯﺓ ﻟﻠﺒﻮﺍﻋﺚ‬
‫ﻭﺍﶈﻔﺰﺍﺕ‪ .‬ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺍﻻﺑﺘﻌﺎﺩﻳﲔ ‪ :‬ﻳﻌﻤﻠﻮﻥ ﺍﻷﺷﻴﺎﺀ ﺑﺴﺒﺐ ﺃﻬﻧﻢ ﻳﺮﻳﺪﻭﻥ ﺍﻻﺑﺘﻌﺎﺩ ﻋﻦ ﻭﺿﻊ ﻣﻌﲔ‪ .‬ﻳﺘﺤﻔﺰﻭﻥ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺍﻟﺘﺤﺮﻙ ﺑﺎﻻﺑﺘﻌﺎﺩ ﻋﻦ‪ ،‬ﻭﺍﻟﺘﺨﻠﺺ ﻣﻦ‬
‫ﺍﻟﻀﻐﻂ‪ ،‬ﺃﻭ ﳛﺼﻞ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﺤﺮﺭ‪ ،‬ﻟﺪﻳﻬﻢ ﻣﺸﻜﻠﺔ ﰲ ﺍﻟﺒﻘﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻫﺪﺍﻑ ﺃﻭ ﺇﺩﺍﺭﺓ ﺍﻷﻭﻟﻮﻳﺎﺕ‪ .‬ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻬﻮﻟﺔ ﺃﻥ ﻳﺘﺄﺛﺮ ﺑﺎﳌﻮﺍﻗﻒ ﺍﻟﺴﻠﺒﻴﺔ‪ .‬ﻟﺪﻳﻬﻢ ﺍﺳﺘﺠﺎﺑﺔ ﳑﺘﺎﺯﺓ‬
‫ﻟﻠﺘﻬﺪﻳﺪ ﻭﺍﳌﺮﺽ‪ .‬ﺍﻟﺸﻲﺀ ﺍﳋﺎﺹ ﺍﻟﺬﻱ ﳚﻌﻞ ﺍﻟﺸﺨﺺ ﻳﺘﺤﺮﻙ ﻟﻪ ﺃﻭ ﻳﺒﺘﻌﺪ ﻋﻨﻪ ﻫﻲ ﺍﻟﻘﻴﻢ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ‪ .‬ﺍﻭﻟﻘﻴﻢ ﻫﻲ ﺗﻠﻚ ﺍﻷﺷﻴﺎﺀ ﺍﻟﱵ ﻳﻘﻀﻲ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻓﻴﻬﺎ‬
‫ﻭﻗﺘﻪ ﻭﻃﺎﻗﺘﻪ ﻭﻣﺼﺎﺩﺭﻩ ﺳﻮﺍﺀ ﻟﻠﻮﺻﻮﻝ ﺇﱃ ﺷﻲﺀ ﻣﺎ ﺃﻭ ﺍﻻﺑﺘﻌﺎﺩ ﻋﻦ ﺷﻲﺀ ﻣﺎ ‪ .‬ﻟﺘﺤﻔﻴﺰ ﺷﺨﺺ ﻣﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻀﺮﻭﺭﻱ ﺃﻥ ﺗﻌﺮﻑ ﻫﻞ ﻫﻮ ﺍﻗﺘﺮﺍﰊ ﺃﻡ ﺍﺑﺘﻌﺎﺩﻱ ﻭﺃﻳﻀﺎ‬
‫ﻣﻌﺮﻓﺔ ﻣﺎﻫﻮ ﺍﻟﺸﻲﺀ ﺍﳋﺎﺹ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻘﺘﺮﺏ ﻣﻨﻪ ﺃﻭ ﻳﺒﺘﻌﺪ ﻋﻨﻪ‪ .‬ﻣﺜﺎﻝ ‪ :‬ﰲ ﺗﺮﺑﻴﺔ ﺍﻷﺑﻨﺎﺀ ﻗﺪ ﻳﺴﺘﺨﺪﻡ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺍﳉﺰﺭﺓ ﰲ ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﻭﻳﺮﺍﻫﺎ ﻫﻲ ﺍﻟﻄﺮﻳﻘﺔ ﺍﻟﺼﺤﻴﺤﺔ‬
‫ﻭﺁﺧﺮﻭﻥ ﻳﺮﻭﻥ ﺃﻥ ﺍﺳﺘﺨﺪﺍﻡ ﺍﻟﻌﺼﺎ ﻫﻲ ﺍﻟﻄﺮﻳﻘﺔ ﺍﻟﺼﺤﻴﺤﺔ ﰲ ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ‪ .‬ﻭﺍﻟﺼﺤﻴﺢ ﻫﻮ ﺃﻥ ﻛﻼ ﺍﻟﻄﺮﻳﻘﺘﲔ ﺻﺤﻴﺤﺔ ﻟﻜﻨﻬﺎ ﺗﻜﻮﻥ ﻓﻌﺎﻟﺔ ﺍﺫﺍ ﻋﺮﻓﻨﺎ ﻣﺎ ﻫﻮ ﺍﻟﱪﻧﺎﻣﺞ‬
‫ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺴﺒﲑ ﻋﻠﻴﻪ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻄﻔﻞ ﻓﻠﻮ ﻛﺎﻥ ﺑﺮﻧﺎﳎﻪ ﺍﺑﺘﻌﺎﺩﻱ ﻓﻼ ﻳﺼﻠﺢ ﺃﻥ ﺗﻘﻮﻝ ﻟﻪ ﻟﻮ ﺫﺍﻛﺮﺕ ﻭﳒﺤﺖ ﺳﺄﻋﻄﻴﻚ ﻛﺬﺍ ﻭﻛﺬﺍ ﻭﺍﳕﺎ ﳝﻜﻦ ﺃﻥ ﺗﻘﻮﻝ ﻟﻪ ﻛﻼﻣﺎ‬
‫ﻳﺒﻌﺪﻩ ﻋﻦ ﺍﻟﻔﺸﻞ ﻣﺜﻞ ﺍﺫﺍ ﱂ ﺗﺬﺍﻛﺮ ﻭﺳﺘﺼﺒﺢ ﻣﺜﻞ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﻌﻤﻠﻮﻥ ﰲ ﻛﺬﺍ ﻭﻛﺬﺍ ﻣﻦ ﺍﻷﺷﻴﺎﺀ ﻭﺍﳊﺮﻑ ﺍﻟﱵ ﻫﻮ ﻳﺒﺘﻌﺪ ﻋﻨﻬﺎ ﺃﻭ ﻻﻳﺮﻏﺒﻬﺎ ﻭﻋﻜﺲ ﺫﻟﻚ ﻟﻮ ﻛﺎﻥ‬
‫ﺍﻟﻄﻔﻞ ﺑﺮﻧﺎﳎﻪ ﺍﻗﺘﺮﺍﰊ ﻭﺃﺧﺬﻧﺎ ﻬﻧﺪﺩﻩ ﻭﻧﺘﻮﻋﺪﻩ ﺇﻥ ﱂ ﻳﺬﺍﻛﺮ ﻓﺴﻨﻔﻌﻞ ﻓﻴﻪ ﻛﺬﺍ ﻭﻛﺬﺍ ﻓﻬﺬﺍ ﺍﻷﺳﻠﻮﺏ ﻟﻦ ﻳﺆﺛﺮ ﻓﻴﻪ‪ ،‬ﻭﺍﳕﺎ ﳝﻜﻦ ﺃﻥ ﺗﻘﻮﻝ ﻟﻪ ﻛﻼﻣﺎ ﺍﻗﺘﺮﺍﰊ ﻟﻮ‬
‫ﳓﺠﺖ ﺳﺘﺤﻘﻖ ﻃﻤﻮﺣﺎﺗﻚ ﻭﺍﳒﺎﺯﺍﺗﻚ ﻭﺳﺘﺼﻞ ﺇﱃ ﺃﻫﺪﺍﻓﻚ ﻭﻣﺴﺘﻘﺒﻠﻚ‪ .‬ﻭﺧﺬ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ ﰲ ﺍﻟﺘﻔﺎﻭﺽ ﻭﰲ ﺍﻟﺒﻴﻊ ﻭﰲ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﻭﻏﲑﻫﺎ ﻣﻦ ﺍﻷﻣﻮﺭ‪.‬‬
‫ﺍﻷﺳﺘﺎﺫ ﺍﻟﻔﺎﺿﻞ ﺍﻟﻄﻤﻮﺡ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻋﻠﻴﻜﻢ ﻭﺭﲪﺔ ﷲ ﻭﺑﺮﻛﺎﺗﻪ ﻣﺎ ﺃﺭﻭﻉ ﻣﺎ ﺗﻜﺘﺐ !!!! ﻭﻣﺎ ﺃﻛﺜﺮ ﻗﻴﻤﺔ ﻛﺘﺎﺑﺎﺗﻚ ﻟﻮ ﻭﻋﺎﻫﺎ ﺍﳌﺮﺑﻮﻥ ﺑﺎﻟﺬﺍﺕ !!!! ﻫﺬﺍ ﻧﺪﺍﺀ ﻣﲏ‬
‫ﻟﻜﻞ ﻣﺮﺏ ٍ ﺃﻥ ﻳﻌﻲ ﻭﻳﺘﻔﻬﻢ ﻛﻞ ﻛﻠﻤﺔ ﺗـــُـﻜﺘﺐ ﰲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺴﻠﺴﻠﺔ ‪ ،‬ﻷﻥ ﺍﳌﺘﻮﻗﻊ ﺃﻥ ﻓﻴﻬﺎ ﻋﻈﻴﻢ ﺍﻟﻔﺎﺋﺪﺓ ﺟﺰﺍﻙ ﺍﷲ ﻋﻨﺎ ﻛﻞ ﺧﲑ ﻭﳓﻦ ﰲ ﺍﻧﺘﻈﺎﺭ ﺑﻘﻴﺔ‬
‫ﺍﻟﺴﻠﺴﻠﺔ ﺣﻠﻘﺔ ‪٠٠٠‬ﺣﻠﻘﺔ ﲢﻴﺎﰐ ‪ --------------------------------------------‬ﺍﻟﺪﻋﺎﺀ ﺳﻬﺎﻡ ﺍﻟﻠﻴﻞ ﺍﻟﱵ ﻻ ﲣﻄﺊ ﺇﺫﺍ ﱂ ﺗﻘﺪ ﺳﻔﻴﻨﺔ ﺣﻴﺎﺗﻚ ‪ ...‬ﻓﺴﻴﻘﻮﺩﻫﺎ ﻟﻚ‬
‫ﺍﻵﺧﺮﻭﻥ ﺃﻧﺖ ﻧﺘﻴﺠﺔ ﻣﺎ ﺗﻔﻜﺮ ﺑﻪ ‪ ،‬ﻓﺎﺣﺮﺹ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﺃﻓﻜﺎﺭﻙ ﺇﳚﺎﺑﻴﺔ ‪ --------‬ﻣﺸﺮﻓﺔ ﺗﺮﺑﻮﻳﺔ ﻭﻣﺪﺭﺑﺔ ﲟﺮﻛﺰ ﺍﻟﺘﺪﺭﻳﺐ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﳑﺎﺭﺱ ﻣﻌﺘﻤﺪ ﰲ ﺍﻟﱪﳎﺔ ﺍﻟﻠﻐﻮﻳﺔ ﺍﻟﻌﺼﺒﻴﺔ ﻣﻦ ﺍﳌﺮﻛﺰ ﺍﻟﻜﻨﺪﻱ ﻭﺍﳌﻌﻬﺪ‬
‫ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻴﺔ‬ ‫ﺍﳌﺮﺟﻌﻴﺔ‬ ‫ﺑﺮﻧﺎﻣﺞ‬ ‫ﺍﳌﺪﻳﻨﺔ ‪ :‬ﺍﻟﺮﻳﺎﺽ ﻋﺪﺩ ﺍﳌﺸﺎﺭﻛﺎﺕ ‪٥٦ :‬‬ ‫‪INLPTA‬‬ ‫ﺍﻷﻣﺮﻳﻜﻲ ‪ ..‬ﳑﺎﺭﺱ ﻣﻌﺘﻤﺪ ﰲ ﺍﻟﺘﻨﻮﱘ ﺍﻹﳛﺎﺋﻲ ‪ ..‬ﳑﺎﺭﺱ ﻣﻌﺘﻤﺪ ﰲ ﺍﻟﱪﳎﺔ ﺍﻟﻠﻐﻮﻳﺔ ﺍﻟﻌﺼﺒﻴﺔ ﻣﻦ‬
‫ﻭﺍﳌﺮﺟﻌﻴﺔ ﺍﳋﺎﺭﺟﻴﺔ ﺃﺧﻮﰐ ﻭﺃﺧﻮﺍﰐ ﺍﻟﻜﺮﺍﻡ ﻧﻈﺮﺍ ﳌﺎ ﻻﺣﻈﺘﻪ ﻣﻦ ﺗﻔﺎﻋﻠﻜﻢ ﻣﻊ ﺍﻟﱪﺍﻣﺞ ﺍﻟﻌﻘﻠﻴﺔ ﺍﻟﻌﻠﻴﺎ ﻭﺍﻟﻔﻮﺍﺋﺪ ﺍﻟﱵ ﺣﺼﻠﺘﻢ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻣﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺴﻠﺴﻠﺔ ﻓﻠﻦ ﺃﲞﻞ ﺑﺄﻱ‬
‫ﻣﻌﻠﻮﻣﺔ ﺗﻜﻮﻥ ﻣﺘﻮﻓﺮﺓ ﻟﺪﻱ ﻭﺫﻟﻚ ﺣﱴ ﺗﻌﻢ ﺍﻟﻔﺎﺋﺪﺓ ﻭﺭﺏ ﻗﺎﺭﺉ ﺃﻭﻋﻰ ﻣﻦ ﻛﺎﺗﺐ ﻭﺍﻧﺘﻢ ﻛﺬﻟﻚ ﺍﺭﺟﻮ ﺍﻥ ﺗﻜﺮﻣﻮﱐ ﺑﺎﺳﺘﻔﺴﺎﺭﺍﺗﻜﻢ ﻭﻣﻼﺣﻈﺎﺗﻜﻢ ﺍﻟﱵ ﻻ‬
‫ﺃﺳﺘﻐﲏ ﻋﻨﻬﺎ ﺃﺑﺪﺍ ﻭﺍﱃ ﺣﻠﻘﺔ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻭﻫﻲ ﻋﻦ ﺑﺮﻧﺎﻣﺞ ﺍﳌﺮﺟﻌﻴﺔ ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻴﺔ ﻭﺍﳌﺮﺟﻌﻴﺔ ﺍﳋﺎﺭﺟﻴﺔ ﺇﻃﺎﺭ ﺍﳌﺮﺟﻌﻴﺔ ﺍﳌﺮﺟﻌﻴﺔ ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻴﺔ ﻭﺍﳌﺮﺟﻌﻴﺔ ﺍﳋﺎﺭﺟﻴﺔ ﺍﻟﻨﻤﻂ‬
‫‪ :‬ﻳﻮﺟﺪﻃﺮﻳﻘﺘﲔ ﺃﺳﺎﺳﻴﺘﲔ ﻟﺘﻘﻴﻴﻢ ﺃﻱ ﺷﺨﺺ ﺃﻭ ﻣﻮﻗﻒ ﺃﻭ ﺧﱪﺓ ﺃﻭ ﺷﻲﺀ ﻣﺎ‪ .‬ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺍﺻﺤﺎﺏ ﺍﳌﺮﺟﻌﻴﺔ ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻴﺔ‪ :‬ﻳﻘﻴّﻤﻮﻥ ﺍﻷﺷﻴﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﺃﺳﺎﺱ ﻣﺎ ﻣﻨﺎﺳﺐ‬
‫ﻭﻳﻼﺋﻢ ﺗﻔﻜﲑﻩ‪ .‬ﻳﻌﻄﻲ ﺍﻟﺘﺤﻔﻴﺰ ﺍﻟﺬﺍﰐ ﻟﻨﻔﺴﻪ ﻭﻳﻌﻤﻞ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﲟﻔﺮﺩﻩ‪ .‬ﻗﺮﺍﺭﺍﻬﺗﻢ ﺑﻨﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻳﺮﻳﺪﻭﻥ ﺃﻥ ﻳﻌﻤﻠﻮﻩ ﻭﻛﻴﻒ ﻳﻌﻤﻠﻮﻩ‪ .‬ﻟﺪﻳﻪ ﻣﺸﻜﻠﺔ ﰲ ﻗﺒﻮﻝ ﺍﻟﻨﺎﺱ‬
‫ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﻣﻨﺎﺳﺒﺔ ﺃﻭ ﰲ ﺍﻟﻨﻘﺪ ﻭﺍﻟﺘﻐﺬﻳﺔ ﺍﻟﺮﺟﻌﻴﺔ‪ .‬ﺭﲟﺎ ﳚﻤﻊ ﺍﳌﻌﻠﻮﻣﺎﺕ ﻣﻦ ﺍﻵﺧﺮﻳﻦ ﻭﻟﻜﻨﻪ ﻫﻮ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺘﺨﺬ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ‪ .‬ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺍﳌﺮﺟﻌﻴﺔ ﺍﳋﺎﺭﺟﻴﺔ‪ :‬ﻳﻘﻴّﻤﻮﻥ‬
‫ﺍﻷﺷﻴﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﺃﺳﺎﺱ ﻣﺎ ﻳﻼﺋﻢ ﺗﻔﻜﲑ ﺍﻵﺧﺮﻳﻦ‪ .‬ﳛﺘﺎﺟﻮﻥ ﺍﻵﺧﺮﻳﻦ ﻟﻴﻌﻄﻮﻫﻢ ﺍﻟﺘﻮﺟﻴﻪ ﻭﺍﻟﻨﺼﺢ ﻭﺍﻟﺘﺤﻔﻴﺰ‪ .‬ﻻ ﻳﺴﺘﻄﻴﻌﻮﻥ ﺍﲣﺎﺫ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﺑﺄﻧﻔﺴﻬﻢ‪ .‬ﳛﺘﺎﺟﻮﻥ ﺇﱃ‬
‫ﺍﻟﺘﻐﺬﻳﺔ ﺍﻟﺮﺟﻌﻴﺔ ﻟﻸﺷﻴﺎﺀ ﺍﻟﱵ ﻋﻤﻠﻮﻫﺎ‪ .‬ﳚﺪﻭﻥ ﺻﻌﻮﺑﺔ ﻟﻺﺑﺘﺪﺍﺀ ﰲ ﺍﳌﻬﻤﺔ ﻭﺍﻻﻧﺘﻬﺎﺀ ﻣﻨﻬﺎ ﺇﻻ ﺇﺫﺍ ﻭﺟﺪﻭﺍ ﺷﺨﺺ ﺁﺧﺮ ﻳﻌﻄﻴﻬﻢ ﺍﻟﺘﻮﺟﻴﻪ ﻭﺍﻟﺘﻐﺬﻳﺔ ﺍﻟﺮﺟﻌﻴﺔ‪.‬‬
‫ﻟﻠﺘﻌﺮﻑ ﻋﻠﻰ ﺍﳌﺮﺟﻌﻴﺔ ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻴﺔ ﻭﺍﳋﺎﺭﺟﻴﺔ ﺍﺳﺄﻝ ﻣﺜﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﺳﺌﻠﺔ ‪ :‬ﻛﻴﻒ ﺗﻌﺮﻑ ﺍﻧﻚ ﻋﻠﻰ ﺣﻖ ﺃﻭ ﰲ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﺍﻟﺼﺤﻴﺢ‪.‬؟ ﻛﻴﻒ ﺗﻌﺮﻑ ﺃﻧﻚ ﺗﻘﻮﻡ ﺑﻌﻤﻠﻚ‬
‫ﻋﻠﻰ ﺃﺣﺴﻦ ﻭﺟﻪ ؟ ﻣﺜﺎﻝ‪ :‬ﺍﳌﺮﺟﻌﻴﺔ ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻴﺔ‪ :‬ﺃﻧﺎ ﺍﻋﺮﻑ‪ .‬ﺍﻋﺮﻑ ﻣﺎ ﺑﺎﻟﺪﺍﺧﻞ‪ .‬ﺍﺷﻌﺮ ﺑﻪ ﺩﺍﺧﻠﻴﺎ‪ .‬ﺍﺷﻌﺮ ﺍﻧﻪ ﺻﺤﻴﺢ ﺃﻧﺎ ﺍﻟﺬﻱ ﺍﻗﺮﺭ ﺍﺷﻌﺮ ﺍﻧﻪ ﻣﻨﺎﺳﺐ‪.‬‬
‫ﺍﳌﺮﺟﻌﻴﺔ ﺍﳋﺎﺭﺟﻴﺔ‪ :‬ﻣﺪﻳﺮﻱ ﻗﺎﻝ ﻋﲏ‪ .‬ﻋﻤﻴﻠﻲ ﺍﺧﱪﱐ ‪ .‬ﺍﻧﻈﺮ ﺇﱃ ﺷﻜﻞ ﻣﺒﻴﻌﺎﰐ ﺍﻟﺸﻬﺮﻳﺔ‪ .‬ﻣﺸﺘﺮﻳﺎﺕ ﺍﻟﺰﺑﻮﻥ‪ .‬ﺃﺧﺬﺕ ﺍﳌﻜﺎﻓﺄﺓ‪ .‬ﻭﻟﻜﻢ ﲢﻴﺎﰐ ‪-----------‬‬
‫‪ ---------------------------------‬ﺣﺴﻦ ﺣﺪﺍﺩ‪ :‬ﻣﺪﺭﺏ ﻣﻌﺘﻤﺪ ﰲ ‪ - NLP‬ﻣﻦ ﺍﻻﲢﺎﺩ ﺍﻟﻌﺎﳌﻲ ‪ ،‬ﻭﻣﻌﺎﰿ ﺑﺎﻟﱪﳎﺔ ﺍﻟﻠﻐﻮﻳﺔ ﺍﻟﻌﺼﺒﻴﺔ ‪ ،‬ﳑﺎﺭﺱ ﻣﻌﺘﻤﺪ ﰲ ﻋﺒﺪﺍﻟﺮﲪﻦ‬
‫ﺍﳌﺪﻳﻨﺔ ‪ :‬ﺍﻟﺴﻌﻮﺩﻳﺔ‬ ‫‪: Dec 2001‬‬ ‫ﺗﺎﺭﻳﺦ ﺍﻟﺘﺴﺠﻴﻞ‬ ‫ﺍﳌﺪﻳﺮ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻟﻠﻤﻨﺘﺪﻯ‬ ‫ﺍﻟﻔﻴﻔﻲ‬
‫‪ -‬ﺃﻬﺑﺎ ﻋﺪﺩ ﺍﳌﺸﺎﺭﻛﺎﺕ ‪ ٢١٤ :‬ﺃﺧﻲ ﺍﻟﻜﺮﱘ ﺍﻷﺳﺘﺎﺫ ﺣﺴﻦ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻋﻠﻴﻜﻢ ﻭﺭﲪﺔ ﺍﷲ ﻭﺑﺮﻛﺎﺗﻪ ‪ ،‬ﻭ ﺑﻌﺪ ‪ :‬ﻓﺄﻭﺩ ﺑﺪﺍﻳﺔ ﺃﻥ ﺃﺷﻜﺮﻙ ﻛﺜﲑﺍ ﻹﺛﺮﺍﺀ ﻫﺬﻩ ﺍﳌﻨﺘﺪﻳﺎﺕ‬
‫ﺑﻜﺘﺎﺑﺎﺗﻚ ﺍﻟﻘﻴﻤﺔ ‪ ،‬ﻭ ﻗﺪ ﻛﻨﺖ ﻋﻘﺪﺕ ﺍﻟﻌﺰﻡ ﻋﻠﻰ ﻛﺘﺎﺑﺔ ﺳﻠﺴﻠﺔ ﻋﻦ ﺍﻟﱪﺍﻣﺞ ﺍﻟﻌﻘﻠﻴﺔ ﺍﻟﻌﻠﻴﺎ ‪ ،‬ﰒ ﺣﺎﻟﺖ ﺍﻟﺸﻮﺍﻏﻞ ﺑﻴﲏ ﻭ ﺑﲔ ﺍﳌﺒﺎﺩﺭﺓ ‪ ،‬ﻓﺠﺎﺀﺕ ﻣﻮﺿﻮﻋﺎﺗﻚ‬
‫ﻋﻠﻰ ﻗﺪﺭ ﻟﺘﺸﺒﻊ ﺭﻏﺒﺎﺕ ﺍﳌﻨﺘﻈﺮﻳﻦ ﻓﺠﺰﺍﻙ ﺍﷲ ﺧﲑﺍ ‪ .‬ﰒ ﺃﺣﺐ ﺗﻌﻠﻴﻘﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﺎﺫﻛﺮﺗﻪ ﻋﻦ ﺑﺮﻧﺎﳎﻲ ﺍﻻﺑﺘﻌﺎﺩ ﻭﺍﻻﻗﺘﺮﺍﺏ ﺃﻥ ﺃﻭﺿﺢ ‪ ،‬ﺃﻥ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻟﻴﺴﻮﺍ ﺻﻨﻔﲔ‬
‫ﺍﺛﻨﲔ ﻓﻘﻂ ﰲ ﻫﺬﺍ ‪ ،‬ﺻﻨﻒ ﺍﺑﺘﻌﺎﺩﻱ ﲝﺖ ﻭﺻﻨﻒ ﺍﻗﺘﺮﺍﰊ ﲝﺖ ‪ .‬ﺑﻞ ﺍﳌﺴﺄﻟﺔ ﻧﺴﺒﻴﺔ ‪ ،‬ﻓﻘﺪ ﻳﻜﻮﻥ ﺑﺮﻧﺎﻣﺞ ﺍﻻﺑﺘﻌﺎﺩ ﻫﻮ ﺍﻟﻐﺎﻟﺐ ﻋﻨﺪ ﻓﻼﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺱ ‪ ،‬ﻟﻜﻦ ﻻ‬
‫ﻳﻌﲏ ﻫﺬﺍ ﺃﻧﻪ ﻟﻦ ﻳﻜﻮﻥ ﰲ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺴﻴﺎﻗﺎﺕ ﺍﻗﺘﺮﺍﺑﻴﺎ ‪ ،‬ﻭ ﻗﺪ ﻳﻐﻠﺐ ﻋﻠﻰ ﺷﺨﺺ ﺁﺧﺮ ﺑﺮﻧﺎﻣﺞ ﺍﻻﻗﺘﺮﺍﺏ ‪ ،‬ﻟﻜﻦ ﻻ ﻳﻌﲏ ﻫﺬﺍ ﺃﻧﻪ ﻟﻦ ﻳﻜﻮﻥ ﰲ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺴﻴﺎﻗﺎﺕ‬
‫ﺍﺑﺘﻌﺎﺩﻳﺎ ‪ .‬ﻓﻬﻲ ﻛﻐﲑﻫﺎ ﻣﻦ ﺻﻔﺎﺕ ﺍﻷﳕﺎﻁ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ﻣﺮﺗﺒﻄﺔ ﺑﺎﳌﻮﺍﻗﻒ ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﻗﺎﺕ ‪ .‬ﻭﻣﻦ ﻫﻨﺎ ﻓﺈﻥ ﻋﻠﻢ ﺍﻟﱪﳎﺔ ﺍﻟﻠﻐﻮﻳﺔ ﺍﻟﻌﺼﺒﻴﺔ ﻳﻘﺴﻢ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﳍﺬﻳﻦ‬
‫ﺍﻟﱪﻧﺎﳎﲔ ﺇﱃ ﺃﺭﺑﻌﺔ ﺃﺻﻨﺎﻑ ‪ -١ :‬ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺑﺮﻧﺎﻣﺞ ﺍﻻﺑﺘﻌﺎﺩ ‪ -٢ .‬ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺑﺮﻧﺎﻣﺞ ﺍﻻﻗﺘﺮﺍﺏ ‪ -٣ .‬ﻣﻦ ﻳﻐﻠﺐ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺍﻻﻟﺒﺘﻌﺎﺩ ﻣﻊ ﺑﻌﺾ ﺍﻻﻗﺘﺮﺍﺏ ‪-٤ .‬‬
‫ﻣﻦ ﻳﻐﻠﺐ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺍﻻﻗﺘﺮﺍﺏ ﻣﻊ ﺑﻌﺾ ﺍﻻﺑﺘﻌﺎﺩ ‪ .‬ﻭ ﺃﺭﻳﺪ ﺃﻥ ﺃﺿﻴﻒ ﺃﻳﻀﺎ ﺃﱐ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺗﻌﺎﻣﻠﻲ ﻣﻊ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺍﳌﺸﻜﻼﺕ ﺭﺃﻳﺖ ﺃﻥ ﺃﻛﺜﺮ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﻘﻌﻮﻥ ﺃﺳﺮﻯ‬
‫ﻟﻌﺎﺩﺍﺕ ﺳﻠﻮﻛﻴﺔ ﺳﻠﺒﻴﺔ ﻣﺜﻞ ﺍﻟﺘﺪﺧﲔ ﻭ ﺍﳌﺨﺪﺭﺍﺕ ﺃﻭ ﺍﻟﺘﻬﻮﺭ ﰲ ﺍﻟﻘﻴﺎﺩﺓ ﺃﻭ ﺍﳌﻌﺎﻛﺴﺎﺕ ﻫﻢ ﻣﻦ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺑﺮﻧﺎﻣﺞ ﺍﻻﻗﺘﺮﺍﺏ ‪ ،‬ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﺘﺤﻔﺰﻭﻥ ﻟﻺﻏﺮﺍﺀ ﻭ‬
‫ﻳﺘﺄﺛﺮﻭﻥ ﺑﻪ ‪ ،‬ﻭﺍﻹﻏﺮﺍﺀ ﻫﻮ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﻭﻗﻌﻬﻢ ﰲ ﺫﻟﻚ ‪ ،‬ﻭﻳﻨﺒﻐﻲ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﻟﻐﺘﻨﺎ ﺍﻟﱵ ﳔﺎﻃﺒﻬﻢ ﻬﺑﺎ ﻫﻲ ﻟﻐﺔ ﺍﻹﻏﺮﺍﺀ ﺍﻹﳚﺎﰊ ﺇﺫﺍ ﺃﺭﺩﻧﺎ ﻓﻌﻼ ﺃﻥ ﻧﻜﺴﺒﻬﻢ ﻭ ﻧﺆﺛﺮ ﻓﻴﻬﻢ‬
‫‪ .‬ﺃﻛﺮﺭ ﻟﻚ ﺷﻜﺮﻱ ﻭ ﺗﻘﺪﻳﺮﻱ ﻭﻟﻠﺠﻤﻴﻊ ﲢﻴﺎﰐ ‪ ) -------------------------------------------- .‬ﺷﺎﻋﺮ ( ﻣﺪﺭﺏ ﺍﻟﱪﳎﺔ ﺍﻟﻠﻐﻮﻳﺔ ﺍﻟﻌﺼﺒﻴﺔ‬
‫‪NLP‬‬
‫ﺃﺧﻲ ﺍﻟﻜﺮﱘ ﻋﺒﺪﺍﻟﺮﲪﻦ ﺍﻟﻔﻴﻔﻲ ﺍﺷﻜﺮﻙ ﻋﻠﻰ ﺍﻻﺿﺎﻓﺎﺕ ﻭﻫﻲ ﺇﺿﺎﻓﺎﺕ ﺭﺍﺋﻌﺔ ﻭﻟﻴﺲ ﻏﺮﻳﺐ ﻋﻠﻴﻚ ﻣﺜﻞ ﺫﻟﻚ ﻓﺄﻧﺖ ﺍﻷﺳﺘﺎﺫ ﺍﻟﻘﺪﻳﺮ ﰲ ﺍﻟﱪﳎﺔ‬
‫ﺍﻟﻠﻐﻮﻳﺔ ﺍﻟﻌﺼﺒﻴﺔ ﻭﺍﳌﺮﺟﻊ ﺍﻟﺬﻱ ﻻ ﻳﺴﺘﻬﺎﻥ ﺑﻪ‪ .‬ﻭﻗﺪ ﺃﻋﻄﺖ ﺍﳌﻮﺿﻮﻉ ﺭﻭﻧﻘﺎ ﻭﺷﻜﻼ ﺁﺧﺮ ‪ .‬ﻓﻠﻚ ﻛﻞ ﺍﳊﺐ ﻭﺍﻟﺸﻜﺮ ‪---------------------------‬‬
‫‪ -----------------‬ﺣﺴﻦ ﺣﺪﺍﺩ‪ :‬ﻣﺪﺭﺏ ﻣﻌﺘﻤﺪ ﰲ ‪- NLP‬‬
‫ﻣﻦ ﺍﻻﲢﺎﺩ ﺍﻟﻌﺎﳌﻲ ‪ ،‬ﻭﻣﻌﺎﰿ ﺑﺎﻟﱪﳎﺔ ﺍﻟﻠﻐﻮﻳﺔ ﺍﻟﻌﺼﺒﻴﺔ ‪ ،‬ﳑﺎﺭﺱ ﻣﻌﺘﻤﺪ ﰲ ﺍﻟﻘﺮﺍﺀﺓ ﺍﻟﺘﺼﻮﻳﺮﻳﺔ ﻟﻪ ﺍﻫﺘﻤﺎﻣﺎﺕ ﺇﺩﺍﺭﻳﺔ‬
‫ﺑﺮﻧﺎﻣﺞ ﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ )ﺍﻟﺘﺸﺎﺑﻪ ﻭﺍﻟﻔﺮﻭﻕ( ﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﺍﻟﺘﺸﺎﺑﻪ ﻭﺍﻻﺧﺘﻼﻑ‬ ‫ﻭﻋﻼﻗﺎﺕ ‪ HYHaddad@hotmail.com‬ﺍﺑﻼﻍ ﺍﳌﺸﺮﻑ ﻋﻦ ﻫﺬﻩ‬
‫ﺍﻟﻨﻤﻂ‪ :‬ﰲ ﺃﻱ ﻭﺿﻊ ﻧﻼﺣﻆ ﺃﻭ ﻧﺮﻛﺰ ﺍﻻﻧﺘﺒﺎﻩ ﻋﻠﻰ ﻭﺍﺣﺪ ﻣﻦ ﺷﻴﺌﲔ‪ .‬ﺇﻣﺎ ﺍﻥ ﻧﺮﻛﺰ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﺸﺎﺑﻪ ﺍﻭ ﻧﺮﻛﺰ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻔﺮﻭﻕ‪ .‬ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺍﻟﺘﺸﺎﺑﻪ‪ :‬ﻳﻼﺣﻈﻮﻥ‬
‫ﺍﻷﺷﻴﺎﺀ ﺍﳌﺘﺸﺎﻬﺑﺔ ﻭﻳﻄﺎﺑﻘﻮﻬﻧﺎ ﻣﻊ ﺧﱪﺍﻬﺗﻢ ﺍﻟﺴﺎﺑﻘﺔ‪ .‬ﻳﺮﻳﺪﻭﻥ ﻋﺎﳌﻬﻢ ﻳﺒﻘﻰ ﻋﻠﻰ ﺣﺎﻟﺔ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﻣﺘﺸﺎﻬﺑﺔ‪ .‬ﻻ ﳛﺒﻮﻥ ﺍﻟﺘﻐﻴﲑ ﻳﻄﻠﺒﻮﻥ ﺍﻟﺘﻐﻴﲑ ﻛﻞ ‪ ١٥‬ﺳﻨﺔ ﺇﱃ ‪٢٥‬‬
‫ﺳﻨﺔ‪ .‬ﺍﻟﺘﺸﺎﺑﻪ ﻣﻊ ﺍﻻﺳﺘﺜﻨﺎﺀ‪ :‬ﻳﻼﺣﻈﻮﻥ ﺍﻟﺘﺸﺎﺑﻪ ﺃﻭﻻ ﰒ ﺍﻻﺧﺘﻼﻑ‪ .‬ﳛﺒﻮﻥ ﺃﻥ ﺗﺒﻘﻰ ﺍﻷﺷﻴﺎﺀ ﻣﺘﺸﺎﻬﺑﺔ ﺑﺼﻮﺭﺓ ﻧﺴﺒﻴﺔ‪ .‬ﺍﻟﺘﻐﻴﲑ ﳛﺪﺙ ﺑﺼﻮﺭﺓ ﻣﺘﺪﺭﺟﺔ ﻭﺑﻄﻴﺌﺔ‪.‬‬
‫ﻳﻄﻠﺐ ﺍﻟﺘﻐﻴﲑ ﻛﻞ ‪ ٧-٥‬ﺳﻨﻮﺍﺕ‪ .‬ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺍﻟﻔﺮﻭﻕ‪ :‬ﻳﻼﺣﻈﻮﻥ ﺍﻷﺷﻴﺎﺀ ﺍﳌﺨﺘﻠﻔﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﻐﲑ ﻣﺘﻄﺎﺑﻘﺔ ﳋﱪﺍﻬﺗﻢ ﺍﻟﺴﺎﺑﻘﺔ‪ .‬ﳛﺒﻮﻥ ﺍﻟﺘﻐﻴﲑ ﻭﻳﺮﻳﺪﻭﻧﻪ ﺛﺎﺑﺖ‪ .‬ﻻ‬
‫ﳛﺒﻮﻥ ﺍﻟﻮﺿﻊ ﺍﻟﺜﺎﺑﺖ ﺃﻭ ﺍﳌﺴﺘﻘﺮ‪ .‬ﻳﻌﺘﻘﺪﻭﻥ ﰲ ﺍﻟﺘﻐﻴﲑ ﻭﻳﻄﻠﺒﻮﻧﻪ‪ .‬ﻭﳛﺒﻮﻥ ﺍﻟﺘﻐﻴﲑ ﺍﳉﺬﺭﻱ‪ .‬ﻟﻮ ﻛﺎﻥ ﻋﻤﻠﻬﻢ ﻟﻴﺲ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﺘﻐﲑ ﺍﻟﻜﺎﰲ ﻓﺈﻬﻧﻢ ﻳﻨﺘﻘﻠﻮﻥ ﲤﺎﻣﺎ ﺇﱃ ﻣﻜﺎﻥ‬
‫ﺁﺧﺮ‪ .‬ﳛﺒﻮﻥ ﺍﻟﺘﻐﻴﲑ ﰲ ﺍﳌﻬﻤﺎﺕ ﻛﻞ ‪ ١٨-٩‬ﺷﻬﺮ‪ .‬ﺍﻓﺮﻕ ﻣﻊ ﺍﻻﺳﺘﺜﻨﺎﺀ‪ :‬ﰲ ﺍﻟﺒﺪﺍﻳﺔ ﻳﻼﺣﻈﻮﻥ ﺍﻻﺧﺘﻼﻑ ﰒ ﺍﻟﺘﺸﺎﺑﻪ ﳛﺒﻮﻥ ﺍﻟﺘﻐﻴﲑ ﻭﺍﻟﺘﻨﻮﻉ‪ .‬ﻻ ﳛﺒﻮﻥ ﺍﳉﻤﻮﺩ‬
‫ﻭﺍﻟﺜﺒﺎﺕ ﰲ ﺍﻟﻮﺿﻊ ‪ .‬ﺍﻟﺘﻐﻴﲑ ﻻ ﻳﻜﻮﻥ ﺟﺬﺭﻱ ﻟﻜﻦ ﻻﺑﺪ ﺃﻥ ﳛﺪﺙ‪ .‬ﳛﺒﻮﻥ ﺗﻐﻴﲑ ﻣﻬﻤﺎﻬﺗﻢ ﻛﻞ ‪ ٣٦-١٨‬ﺷﻬﺮ‪ .‬ﳝﻜﻦ ﺍﻛﺘﺸﺎﻓﻪ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺍﻟﺴﺆﺍﻝ ﺣﻮﻝ ‪:‬‬
‫ﻣﺎﻫﻲ ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﲔ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﻌﻤﻠﻪ ﺍﻵﻥ ﻭﺍﻟﺬﻱ ﻋﻤﻠﺘﻪ ﻗﺒﻞ ﺷﻬﺮ‪ .‬ﻣﺜﺎﻝ‪ :‬ﺍﻟﺘﺸﺎﺑﻪ‪ :‬ﻳﻘﻮﻝ ﻳﻮﺟﺪ ﺗﺸﺎﺑﻪ ‪ ،‬ﺗﻘﺮﻳﺒﺎ ﺣﻮﻝ ﺑﻌﺾ ‪،‬ﺃﻭ ﺗﺸﺒﻪ ﺑﻌﺾ‪ .‬ﺍﻟﻔﺮﻕ ﻣﻊ‬
‫ﺍﻻﺳﺘﺜﻨﺎﺀ‪ :‬ﺃﻧﺎ ﺍﻋﻤﻞ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ‪ ،‬ﺍﻟﻌﻤﻞ ﰲ ﺍﻷﺳﺎﺱ ﻣﺘﺸﺎﺑﻪ ﻭﻋﻠﻰ ﺍﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﺍﻣﺘﻠﻚ ﻣﺴﺆﻭﻟﻴﺔ ﺍﻛﱪ‪ .‬ﺍﻟﻔﺮﻭﻕ‪ :‬ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﺧﺘﻠﻒ ﲤﺎﻣﺎ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻛﻨﺖ ﺃﻧﺎ‬
‫ﺍﳌﺴﺆﻭﻝ ﻋﻨﻪ‪ .‬ﺃﻧﺎ ﺍﻋﻤﻞ ﻋﻤﻞ ﺟﺪﻳﺪ ﺑﺎﻟﻜﺎﻣﻞ‪ .‬ﺍﻟﻔﺮﻭﻕ ﻣﻊ ﺍﻻﺳﺘﺜﻨﺎﺀ‪ :‬ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺗﻐﲑ ﺗﻐﲑ ﺟﺬﺭﻱ‪ ،‬ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺮﻏﻢ ﺃﱐ ﻣﺎ ﺯﻟﺖ ﰲ ﻧﻔﺲ ﺍﳌﻜﺘﺐ‪------------- .‬‬
‫‪ -------------------------------‬ﺣﺴﻦ ﺣﺪﺍﺩ‪ :‬ﻣﺪﺭﺏ ﻣﻌﺘﻤﺪ ﰲ‬
‫ﺷﻰﺀ ﺭﺍﺋﻊ ﺃﺧﻲ ﺍﻟﻜﺮﱘ ﺍﻟﻄﻤﻮﺡ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻋﻠﻴﻜﻢ ﻭﺭﲪﺔ ﺍﷲ ﻭﺑﺮﻛﺎﺗﻪ‬
‫ﻣﺸﺎﺭﻛﺘﻢ ﻋﻦ ﺍﻟﱪﺍﻣﺞ ﺍﻟﻌﻘﻠﻴﺔ ﺍﻟﻌﻠﻴﺎ ﺭﺍﺋﻌﺔ ‪ ،‬ﻭﻟﻜﻨﲏ ﺃﻧﺘﻈﺮ ﺗﻔﺼﻴﻼﺕ ﺃﻛﺜﺮ ﻋﻤﺎ ﲢﺪﺛﺘﻢ ﻓﻴﻪ ﺇﱃ ﺍﻵﻥ ‪ .‬ﻛﻤﺎ ﺃﺭﺟﻮ ﺍﻟﺘﻜﺮﻡ ﺑﺎﻟﻄﺮﺡ ﻭﺍﻟﺘﺤﺪﺙ ﺣﻮﻝ ﺍﻟﱪﻧﺎﻣﺞ‬
‫ﺍﻟﻌﻘﻠﻲ ﺍﳌﺴﻤﻰ " ﰲ ﺍﻟﺰﻣﻦ ﻣﻘﺎﺑﻞ ﺧﻼﻝ ﺍﻟﺰﻣﻦ " ﻣﻊ ﺫﻛﺮ ﺃﻣﺜﻠﺔ ﻋﺪﻳﺪﺓ ﺣﻮﻝ ﺍﻟﱪﺍﻣﺞ ﺍﻟﻌﻘﻠﻴﺔ ﺍﻟﻌﻠﻴﺎ ‪ .‬ﻣﻊ ﺷﻜﺮﻱ ﺍﳉﺰﻱ ﳌﺎ ﺗﻘﺪﻣﻮﻧﻪ ﻟﻨﺎ ﻣﻦ ﺧﱪﺍﺕ ﻣﺘﻤﻴﺰﺓ ‪،‬‬
‫ﻭﻓﻘﻜﻢ ﺍﷲ ﻭﺭﻋﺎﻛﻢ ‪،‬ﻭﻋﻠﻰ ﺍﳋﲑ ﺳﺪﺩ ﺧﻄﺎﻛﻢ‪ -------------------------------------------- .‬ﻟﻜﻢ ﲨﻴﻌﺎ ﺣﱯ ﻭﻋﻈﻴﻢ ﺗﻘﺪﻳﺮﻱ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ﻣﻌﻠﻢ ﺭﻳﺎﺿﻴﺎﺕ ‪ -‬ﺩﺑﻠﻮﻡ ﰲ‬

‫‪: Dec 2001‬‬ ‫ﺗﺎﺭﻳﺦ ﺍﻟﺘﺴﺠﻴﻞ‬ ‫ﻣﺸﺮﻑ ﻣﺘﺨﺼﺺ‬ ‫ﺍﻟﻄﻤﻮﺡ‬

‫ﺍﳌﺪﻳﻨﺔ ‪ :‬ﺍﻟﺮﻳﺎﺽ ﻋﺪﺩ ﺍﳌﺸﺎﺭﻛﺎﺕ ‪ ٥٦ :‬ﺍﱃ ﺃﺧﻲ ﺍﻟﻜﺮﱘ ‪ elyas_sayed‬ﺃﺷﻜﺮﻙ ﺃﺧﻲ ﺍﻟﻜﺮﱘ ﻋﻠﻰ ﺍﻋﺠﺎﺑﻚ ﲟﻮﺍﺿﻴﻊ ﺳﻠﺴﻠﺔ ﺍﻷﳕﺎﻁ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ‬
‫‪ .‬ﻭﻣﻦ ﺟﻬﱵ ﺃﺣﺎﻭﻝ ﺍﻥ ﺍﺗﻄﺮﻕ ﺍﱃ ﺍﳌﻮﺿﻮﻋﺎﺕ ﺍﻟﱵ ﻬﺗﻢ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﲟﺨﺘﻠﻒ ﻓﺌﺎﻬﺗﻢ‪ .‬ﻭﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻻﺳﺘﻔﺴﺎﺭﻙ ﺍﻧﻚ ﺗﺮﻳﺪ ﺍﳌﺰﻳﺪ ﺣﻮﻝ ﺍﳌﻮﺿﻮﻉ ﻓﺄﺭﺟﻮ ﻣﻨﻚ ﺍﻥ‬
‫ﺗﺴﺎﻋﺪﱐ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ ﺑﺄﻥ ﲢﺪﺩ ﱄ ﺍﻟﺸﻲﺀ ﺍﻟﻐﺎﻣﺾ ﺍﻟﺬﻱ ﳛﺘﺎﺝ ﺍﱃ ﺗﻮﺿﻴﺢ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﺍﻷﺳﺌﻠﺔ ﻭﺍﻧﺎ ﰲ ﺍﻧﺘﻈﺎﺭ ﺃﺳﺌﻠﺘﻚ‪ .‬ﻭﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﺘﺼﻨﻴﻒ ﺍﻟﺰﻣﻦ ﻓﻬﻮ ﺳﻴﺄﰐ ﺍﻥ‬
‫ﺷﺎﺀ ﺍﷲ ﺿﻤﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﳊﻠﻘﺎﺕ ﻓﻘﻂ ﺗﺎﺑﻊ ﻣﻌﻨﺎ ﻭﺳﺘﺠﺪ ﺍﳌﺰﻳﺪ ﺃﻛﺮﺭ ﺷﻜﺮﻱ ﻭﺗﻘﺪﻳﺮﻱ ﻟﻚ ﺃﺧﻲ ﺍﻟﻜﺮﱘ‪------------------------------------- .‬‬
‫‪- NLP‬‬ ‫‪ -------‬ﺣﺴﻦ ﺣﺪﺍﺩ‪ :‬ﻣﺪﺭﺏ ﻣﻌﺘﻤﺪ ﰲ‬
‫ﺑﺮﻧﺎﻣﺞ ﺍﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ ﺣﺠﻢ ﺍﳌﻌﻠﻮﻣﺎﺕ ﻫﻮ ﺑﺮﻧﺎﻣﺞ ﻟﻠﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ ﺣﺠﻢ ﺍﳌﻌﻠﻮﻣﺎﺕ ﺑﺮﻧﺎﻣﺞ ﺍﻟﺘﻔﺼﻴﻠﻴﻮﻥ ﻭﺍﻻﲨﺎﻟﻴﻮﻥ ﺍﻟﻨﻤﻂ‪ :‬ﻫﻮ ﳕﻂ ﻟﻠﺘﻔﻜﲑ ﻓﺎﻟﺒﻌﺾ ﻳﻔﻜﺮ ﻭﻳﻘﺪﻡ ﺍﳌﻌﻠﻮﻣﺔ‬
‫ﺑﺈﺣﺪﻯ ﺍﻟﻄﺮﻳﻘﺘﲔ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺍﻟﺘﻔﺼﻴﻞ ‪) :‬ﺍﻟﺘﺤﺪﻳﺪ ﻭﺍﻟﺪﻗﺔ ( ﻳﻌﻄﻴﻚ ﻛﻞ ﺍﻟﺘﻔﺎﺻﻴﻞ ﺍﻟﺼﻐﲑﺓ‪ .‬ﻟﺪﻳﻬﻢ ﺍﻻﺳﺘﻄﺎﻋﺔ ﻭﺍﻻﻣﻜﺎﻧﻴﺔ ﰲ ﻓﻬﻢ ﺍﻟﻘﻄﻌﺔ ﺍﻟﺼﻐﲑﺓ ﻣﻦ‬
‫ﺍﳌﻌﻄﻴﺎﺕ‪ .‬ﳛﺒﻮﻥ ﻭﻳﻔﻀﻠﻮﻥ ﺃﻥ ﻳﻨﻈﻤﻮﺍ ﺍﳌﻌﻠﻮﻣﺔ ﺍﻟﺼﻐﲑﺓ ﺑﺎﻟﺘﺘﺎﺑﻊ‪ .‬ﻻ ﻳﺴﺘﻄﻴﻌﻮﻥ ﺃﻥ ﻳﺘﺤﺴﺴﻮﺍ ﻭﻻ ﳚﺪﻭﺍ ﺍﺣﺴﺎﺱ ﻭﻣﻼﺀﻣﺔ ﻟﻠﺼﻮﺭ ﻭﺍﻷﺷﻜﺎﻝ ﺍﻟﻜﺒﲑﺓ‬
‫ﻭﳚﺪﺩﻭﻥ ﺻﻌﻮﺑﺔ ﰲ ﲢﺪﻳﺪ ﺍﻷﻭﻟﻮﻳﺎﺕ‪ .‬ﰲ ﺍﻟﻐﺎﻟﺐ ﻻ ﻳﺴﺘﻄﻴﻌﻮﻥ ﺭﺅﻳﺔ ﺍﻟﻐﺎﺑﺔ ﻟﻮﺟﻮﺩ ﺍﻷﺷﺠﺎﺭ‪ .‬ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺍﻻﲨﺎﻝ )ﺍﳌﻔﺎﻫﻴﻢ ﺍﻟﻜﻠﻴﺔ(‪ :‬ﻳﻌﻄﻮﻙ ﺍﻟﺼﻮﺭﺓ‬
‫ﺍﻟﻜﻠﻴﺔ‪ .‬ﺍﻛﺜﺮ ﺗﻼﺅﻣﺎ ﻣﻊ ﺍﳌﻌﻠﻮﻣﺎﺕ ﺍﻻﲨﺎﻟﻴﺔ‪ .‬ﳚﺪﻭﻥ ﺍﺣﺴﺎﺳﻬﻢ ﻭﺍﻧﻔﺴﻬﻢ ﰲ ﺍﻃﺎﺭ ﻛﺒﲑ‪ .‬ﻳﺮﻯ ﺍﳌﺸﺮﻭﻉ ﺑﺎﻟﺸﻤﻮﻝ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ﺃﻥ ﻳﺘﺨﻴﻞ ﻭﻳﻔﻬﻢ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺑﺄﺟﺰﺍﺋﻪ‬
‫ﺍﻟﻀﺮﻭﺭﻳﺔ‪ .‬ﻭﻟﻜﻨﻬﻢ ﻳﺮﻭﻬﻧﺎ ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﻋﺸﻮﺍﺋﻴﺔ‪ .‬ﺭﲟﺎ ﻳﺘﺤﺪﺛﻮﻥ ﰲ ﺍﳌﺴﺘﻮﻳﺎﺕ ﺍﻟﻜﻠﻴﺔ ﻭﻗﺪ ﻳﻜﻮﻥ ﰲ ﺍﳌﺴﺘﻮﻳﺎﺕ ﺍﻟﱵ ﻗﺪ ﳚﺪ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻵﺧﺮﻭﻥ ﺻﻌﻮﺑﺔ ﰲ ﻓﻬﻤﻬﻢ‪ .‬ﰲ‬
‫ﺍﻟﻐﺎﻟﺐ ﻻ ﻳﺮﻭﻥ ﺍﻷﺷﺠﺎﺭ ﺍﳌﻮﺟﻮﺩﺓ ﰲ ﺍﻟﻐﺎﺑﺔ‪ .‬ﺍﻷﺳﺌﻠﺔ ﺍﻟﺘﺼﻨﻴﻔﻴﺔ‪ :‬ﺃﺧﱪﱐ ﻣﺎﺫﺍ ﺗﺮﻳﺪ ؟ ﺃﺧﱪﱐ ﻣﺎﺫﺍ ﺗﺮﻳﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﻨﻚ؟ ﺗﺮﻳﺪ ﺍﻟﺼﻮﺭﺓ ﺍﻟﻜﺒﲑﺓ ﺍﻭﻻ ﺃﻭ ﺗﺮﻳﺪ‬
‫ﺍﻟﺘﻔﺎﺻﻴﻞ ﺃﻭﻻ‪ .‬ﻣﺎﺫﺍ ﺗﺮﻳﺪ ﺃﻥ ﺗﻌﺮﻑ ﻋﻦ ﺍﳌﺸﺮﻭﻉ ؟ ﰲ ﺍﻟﻌﻤﻮﻡ‪ :‬ﺍﺳﺘﻤﻊ ﺍﱃ ﺍﳉﻤﻞ ﺍﻟﱵ ﻳﺘﺤﺪﺛﻬﺎ‪ .‬ﺍﻷﻣﺜﻠﺔ‪ :‬ﺍﻟﺘﻔﺼﻴﻠﻲ‪ :‬ﺍﺭﻳﺪ ﻛﺎﻣﻞ ﺧﺪﻣﺔ ﺑﻨﻜﻜﻢ ﺍﳌﻮﺟﻮﺩ‬
‫ﻋﻠﻰ ﺑﻌﺪ ﺛﻼﺛﺔ ﻭﻧﺼﻒ ﻛﻴﻠﻮﺍﻣﺘﺮ ﰲ ﺗﻘﺎﻃﻊ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﺍﻟﺴﺮﻳﻊ ﻣﻊ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﺍﻟﻔﺮﻋﻲ ﻭﺍﻟﺬﻱ ﺃﻋﻄﺎﱐ ﻫﺪﻳﺔ ﳎﺎﻧﻴﺔ‪ .‬ﻭﻗﺪﻡ ﱄ ﻣﻮﻇﻒ ﺍﻟﻌﻤﻼﺀ ﺍﻟﺸﺎﻱ ﻭﺍﻟﻘﻬﻮﺓ ﻭﻗﺪ‬
‫ﲢﺪﺛﺖ ﻣﻌﻪ ﻛﺜﲑﺍ ﻋﻦ ﺍﳋﺪﻣﺎﺕ ﺍﳌﻮﺟﻮﺩﺓ ﰲ ﺍﻟﺒﻨﻚ ﺧﺪﻣﺔ ﺍﻟﺘﻠﻔﻮﻥ ﻭﺍﻟﻨﺖ ﻭﺑﻄﺎﻗﺎﺕ ﺍﻟﻔﻴﺰﺍ ﻭﺑﻄﺎﻗﺎﺕ ﺍﻟﺸﺒﻜﺔ‪ .‬ﻓﻬﻮ ﺳﻴﺤﻜﻲ ﻟﻚ ﻗﺼﺔ ﺣﻴﺎﺗﻪ‪ .‬ﺍﻻﲨﺎﱄ ‪:‬‬
‫ﺍﺭﻳﺪ ﺍﻟﺒﻨﻚ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻮﻓﺮ ﱄ ﺍﻟﺮﺍﺣﺔ ﰲ ﺍﻟﺘﻌﺎﻣﻞ‪ .‬ﻭﻟﻜﻢ ﲢﻴﺎﰐ ‪ --------------------------------------------‬ﺣﺴﻦ ﺣﺪﺍﺩ‪ :‬ﻣﺪﺭﺏ ﻣﻌﺘﻤﺪ ﰲ‬
‫ﻋﺒﺪﺍﻟﺮﲪﻦ ﺍﻟﻔﻴﻔﻲ ﺍﳌﺪﻳﺮ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻟﻠﻤﻨﺘﺪﻯ ﺗﺎﺭﻳﺦ ﺍﻟﺘﺴﺠﻴﻞ ‪ : Dec 2001‬ﺍﳌﺪﻳﻨﺔ ‪ :‬ﺍﻟﺴﻌﻮﺩﻳﺔ ‪ -‬ﺃﻬﺑﺎ ﻋﺪﺩ ﺍﳌﺸﺎﺭﻛﺎﺕ ‪ ٢١٤ :‬ﺃﺧﻲ ﺍﻟﻜﺮﱘ ﺍﻷﺳﺘﺎﺫ‬
‫ﺣﺴﻦ ﺳﻠﻤﻪ ﺍﷲ ﺍﻷﺧﻮﺓ ﻭ ﺍﻷﺧﻮﺍﺕ ﺭﻭﺍﺩ ﺍﳌﻨﺘﺪﻯ ﺍﻟﻜﺮﺍﻡ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻋﻠﻴﻜﻢ ﻭﺭﲪﺔ ﺍﷲ ﻭﺑﺮﻛﺎﺗﻪ ‪ ،‬ﻭ ﺑﻌﺪ ‪ :‬ﻓﺎﲰﺤﻮﺍ ﱄ ﺃﻥ ﺃﺿﻴﻒ ﻣﻠﺤﻮﻇﺔ ﺟﺪﻳﺮﺓ ﺑﺎﻻﻫﺘﻤﺎﻡ ‪،‬‬
‫ﻭﻫﻲ ﺃﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﱪﺍﻣﺞ ﺍﻟﻌﻘﻠﻴﺔ ﻣﺮﺗﺒﻄﺔ ﺑﺒﻌﻀﻬﺎ ﺍﺭﺗﺒﺎﻃﺎ ﻣﻠﺤﻮﻇﺎ ‪ ،‬ﻭﺇﺫﺍ ﻋﺮﻓﺖ ﺃﺣﺪﻫﺎ ﻋﻨﺪ ﻓﻼﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺍﺳﺘﻄﻌﺖ ﺃﻥ ﲣﻤﻦ ﻛﺜﲑﺍ ﻣﻦ ﺑﺮﺍﳎﻪ ﺍﻷﺧﺮﻯ ‪،‬‬
‫ﻓﻤﺜﻼ ﺑﺮﻧﺎﻣﺞ ) ﺍﻟﺘﺸﺎﺑﻪ ( ﻣﺮﺗﺒﻂ ﺍﺭﺗﺒﺎﻃﺎ ﻗﻮﻳﺎ ﺑﱪﻧﺎﻣﺞ ) ﺍﻹﲨﺎﻝ ( ‪ ،‬ﻭﳘﺎ ﻣﺮﺗﺒﻄﺎﻥ ﺑﱪﻧﺎﻣﺞ ) ﺧﻼﻝ ﺍﻟﺰﻣﻦ ( ‪ ،‬ﻓﻤﻦ ﻋﺮﻓﺖ ﺃﻥ ﺑﺮﻧﺎﳎﻪ ﺧﻼﻝ ﺍﻟﺰﻣﻦ ﻓﺈﻧﻚ‬
‫ﺗﺴﺘﻄﻴﻊ ﺃﻥ ﲣﻤﻦ ﺃﻧﻪ ﺇﲨﺎﱄ ﻭ ﺗﺸﺎﻬﺑﻲ ‪ ،‬ﺑﻞ ﺗﺴﺘﻄﻴﻊ ﺃﻥ ﲣﻤﻦ ﺃﻳﻀﺎ ﺃﻥ ﻣﺮﺟﻌﻴﺘﻪ ﺧﺎﺭﺟﻴﺔ ﺇﱃ ﺣﺪ ﻣﺎ ‪ ،‬ﻷﻧﻪ ﻻ ﻳﻜﻮﻥ ﻛﺬﻟﻚ ﺇﻻ ﰲ ﺣﺎﻟﺔ ﺍﻧﻔﺼﺎﻝ ) ﻣﻮﻗﻊ‬
‫ﺍﳌﻘﺎﺑﻞ ﺃﻭ ﺍﶈﺎﻳﺪ ( ‪ .‬ﻭﰲ ﻣﻘﺎﺑﻞ ﺫﻟﻚ ﻫﻨﺎﻙ ﺍﺭﺗﺒﺎﻁ ﻭﺛﻴﻖ ﺑﲔ ﺑﺮﻧﺎﻣﺞ ) ﺍﻟﻔﺮﻭﻕ ( ﻭ ﺑﺮﻧﺎﻣﺞ ) ﺍﻟﺘﻔﺼﻴﻞ ( ﻭﺑﺮﻧﺎﻣﺞ ) ﰲ ﺍﻟﺰﻣﻦ ( ‪ ،‬ﻓﻤﻦ ﻋﺮﻓﺖ ﺃﻥ ﺑﺮﻧﺎﳎﻪ ﰲ‬
‫ﺍﻟﺰﻣﻦ ﻓﺈﻧﻚ ﺗﺴﺘﻄﻴﻊ ﺃﻥ ﲣﻤﻦ ﺃﻧﻪ ﺗﻔﺼﻴﻠﻲ ﻳﺮﻛﺰ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻔﺮﻭﻕ ‪ ،‬ﺑﻞ ﺗﺴﺘﻄﻴﻊ ﺃﻥ ﲣﻤﻦ ﺃﻥ ﻣﺮﺟﻌﻴﺘﻪ ﺩﺍﺧﻠﻴﺔ ﺇﱃ ﺣﺪ ﻛﺒﲑ ﻷﻧﻪ ﻻ ﻳﻜﻮﻥ ﻛﺬﻟﻚ ﺇﻻ ﰲ ﺣﺎﻟﺔ‬
‫ﺍﲢﺎﺩ ) ﻣﻮﻗﻊ ﺍﻟﺬﺍﺕ ( ‪ .‬ﻭ ﻗﺪ ﺗﺄﻛﺪ ﱄ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﺮﺍﺑﻂ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﳑﺎﺭﺳﱵ ﺍﻟﻄﻮﻳﻠﺔ ﻣﻊ ﺃﳕﺎﻁ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺍﳌﺨﺘﻠﻔﺔ ‪ ،‬ﺣﱴ ﺻﺎﺭ ﻋﻨﺪﻱ ﻛﺎﻟﻘﺎﻋﺪﺓ ﺍﳌﺆﻛﺪﺓ ‪ ،‬ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺮﻏﻢ‬
‫ﻣﻦ ﺃﻧﻪ ﻳﻐﻠﺐ ﻋﻠﻲ ﺷﺨﺼﻴﺎ ﺑﺮﻧﺎﻣﺞ ) ﺍﻟﻔﺮﻭﻕ ( ‪ ،‬ﻭﻟﻌﻞ ﺇﺧﻮﺍﱐ ﺍﳌﻤﺎﺭﺳﲔ ﻳﻠﺤﻈﻮﻥ ﺫﻟﻚ ‪ .‬ﻭ ﻟﺴﺖ ﺃﺷﻚ ﰲ ﺃﻥ ﳍﺬﻩ ﺍﻟﻘﺎﻋﺪﺓ ﺷﻮﺍﺫ ‪ ،‬ﻟﻜﻨﻬﺎ ﰲ ﻧﻈﺮﻱ‬
‫ﺗﺒﻘﻰ ﻗﻠﻴﻠﺔ ‪ .‬ﺃﻣﺮ ﺁﺧﺮ ﺃﺣﺐ ﺃﻥ ﺃﺅﻛﺪ ﻋﻠﻴﻪ ﻓﻴﻤﺎ ﳜﺼﻨﺎ ﻣﻊ ﺃﻧﻔﺴﻨﺎ ‪ ،‬ﻭ ﻫﻮ ﺃﻥ ﻋﻠﻢ ﺍﻟﱪﳎﺔ ﺍﻟﻠﻐﻮﻳﺔ ﺍﻟﻌﺼﺒﻴﺔ ﻻ ﻳﻜﺸﻒ ﻟﻨﺎ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﱪﺍﻣﺞ ﺍﻟﻌﻘﻠﻴﺔ ﻟﻨﻔﻬﻢ ﺃﻧﻔﺴﻨﺎ‬
‫ﻭﻧﺴﺘﺴﻠﻢ ﻟﻄﺒﺎﺋﻌﻨﺎ ﻛﻤﺎ ﻫﻲ ‪ ،‬ﺑﻞ ﻟﻜﻲ ﻧﻔﻬﻢ ﺃﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﱪﺍﻣﺞ ﻫﻲ ﺍﻟﱵ ﺗﻮﺟﻪ ﺍﺳﺘﺠﺎﺑﺎﺗﻨﺎ ﻏﲑ ﺍﻟﻮﺍﻋﻴﺔ ‪ ،‬ﻭﺑﺎﻟﺘﺎﱄ ﳓﺎﻭﻝ ﺍﻣﺘﻼﻙ ﺍﳌﺮﻭﻧﺔ ﰲ ﲡﺎﻭﺯ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﱪﺍﻣﺞ‬
‫ﺑﻮﻋﻲ ‪ ،‬ﻭﻟﻜﻲ ﺃﺯﻳﺪ ﺍﻷﻣﺮ ﺗﻮﺿﻴﺤﺎ ﺳﺄﺿﺮﺏ ﺑﻌﺾ ﺍﻷﻣﺜﻠﺔ ‪ :‬ﺻﺎﺣﺐ ﺑﺮﻧﺎﻣﺞ ﺍﻻﺑﺘﻌﺎﺩ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﺃﻥ ﻻ ﻳﺴﺘﺴﻠﻢ ﻟﺘﺨﻮﻓﺎﺗﻪ ﺍﻟﺰﺍﺋﺪﺓ ‪ ،‬ﻭ ﻋﻠﻴﻪ ﺃﻥ ﻳﺘﺬﻛﺮ ﺃﻥ ﺑﺮﻧﺎﳎﻪ‬
‫ﻫﺬﺍ ﻫﻮ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻀﺨﻤﻬﺎ ﺃﻛﺜﺮ ﳑﺎ ﻫﻲ ﰲ ﺃﺭﺽ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ‪ .‬ﺻﺎﺣﺐ ﺑﺮﻧﺎﻣﺞ ﺍﻟﺘﺸﺎﺑﻪ ‪ ،‬ﻋﻠﻴﻪ ﺃﻥ ﻻ ﻳﺴﺘﺴﻠﻢ ﻟﻠﻤﻠﻞ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺘﺴﺮﺏ ﺇﱃ ﻧﻔﺴﻪ ﻣﻦ ﺷﻌﻮﺭﺓ ﺑﺎﻟﺮﻭﺗﻴﻨﻴﺔ‬
‫ﺍﳌﻤﻠﺔ ﺍﳌﻜﺮﻭﺭﺓ ﰲ ﺣﻴﺎﺗﻪ ‪ ،‬ﻭﻋﻠﻴﻪ ﺃﻥ ﻳﺘﺬﻛﺮ ﺃﻥ ﺑﺮﻧﺎﳎﻪ ﻫﻮ ﺍﳌﺴﺆﻭﻝ ﻋﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺸﻌﻮﺭ ‪ ،‬ﻭ ﻋﻠﻴﻪ ﺃﻥ ﻻ ﻳﺘﺴﺮﻉ ﰲ ﺍﲣﺎﺫ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭﺍﺕ ﺑﻨﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﻗﻴﺎﺳﻪ ﺍﻟﺘﺸﺎﻬﺑﻲ‬
‫ﺍﻷﻭﱄ ﻋﻠﻰ ﺍﳊﺎﻻﺕ ﺍﻷﺧﺮﻯ ‪ .‬ﺻﺎﺣﺐ ﺑﺮﻧﺎﻣﺞ ﺍﻟﻔﺮﻭﻕ ﻋﻠﻴﻪ ﺃﻥ ﻻ ﻳﺴﺘﺴﻠﻢ ﳊﲑﺗﻪ ﺑﲔ ﺍﳌﻌﺎﻳﲑ ﺍﳌﺘﻌﺪﺩﺓ ﻭﺍﻻﺣﺘﻤﺎﻻﺕ ﺍﳌﺨﺘﻠﻔﺔ ‪ ،‬ﻓﺈﻥ ﺑﺮﻧﺎﳎﻪ ﻫﻮ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻮﻗﻌﻪ‬
‫ﰲ ﺫﻟﻚ ‪ .‬ﻣﻦ ﺍﳌﻬﻢ ﺩﺍﺋﻤﺎ ﺃﻥ ﻧﺴﺄﻝ ﺃﻧﻔﺴﻨﺎ ﺃﻳﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺑﺮﺍﳎﻨﺎ ‪ ،‬ﻫﻞ ﺍﳋﺎﺭﻃﺔ ﻫﻲ ﺍﻟﻌﺎﱂ ؟ ﻫﻞ ﺗﺼﻮﺭﺍﺗﻨﺎ ‪ -‬ﺃﻳﺎ ﻛﺎﻧﺖ ‪ -‬ﻣﻄﺎﺑﻘﺔ ﻟﻠﻮﺍﻗﻊ ؟ ﺇﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺴﺆﺍﻝ‬
‫ﺳﻴﺪﺭﺑﻨﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻣﺘﻼﻙ ﺍﳌﺮﻭﻧﻪ ﺍﻟﺮﺍﺋﻌﺔ ﰲ ﲡﺎﻭﺯ ﻣﺎ ﲤﻠﻴﻪ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﺑﺮﺍﳎﻨﺎ ﺍﻟﻌﻘﻠﻴﺔ ‪ .‬ﻟﻜﻢ ﲨﻴﻌﺎ ﻭﻷﺧﻲ ﺣﺴﻦ ﺧﺼﻮﺻﺎ ﲢﻴﺎﰐ ﻭ ﺗﻘﺪﻳﺮﻱ ‪.‬‬
‫ﺍﳌﺪﻳﻨﺔ ‪ :‬ﺍﻟﺴﻌﻮﺩﻳﺔ‬ ‫‪: Feb 2002‬‬ ‫*‪*Noura‬ﺗﺎﺭﻳﺦ ﺍﻟﺘﺴﺠﻴﻞ‬ ‫‪NLP Master Practitioner‬‬
‫ﺃﺳﺎﺗﺬﰐ ﺍﻟﻜﺮﺍﻡ ‪ /‬ﺍﻷﺳﺘﺎﺫ ﺣﺪﺍﺩ ‪ ،‬ﺍﻷﺳﺘﺎﺫ ﺍﻟﻔﻴﻔﻲ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻋﻠﻴﻜﻢ ﻭﺭﲪﺔ ﺍﷲ ﻭ ﺑﺮﻛﺎﺗﻪ ﺑﺪﺍﻳﺔ ﺍﻭﺟﻪ ﺷﻜﺮﻱ ﻭ ﺗﻘﺪﻳﺮﻱ ﻟﻜﺎﺗﺐ‬ ‫ﻋﺪﺩ ﺍﳌﺸﺎﺭﻛﺎﺕ ‪١٣٥ :‬‬
‫ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺴﻠﺴﻠﻪ ﺍﻷﺳﺘﺎﺫ ﺣﺪﺍﺩ ‪ ،‬ﻭﺍﻟﺸﻜﺮ ﻣﻮﺻﻮﻝ ﻟﺼﺎﺣﺐ ﻭ ﻣﺸﺮﻑ ﻫﺬﻩ ﺍﳌﻨﺘﺪﻳﺎﺕ ﺍﻷﺳﺘﺎﺫ ﺍﻟﻘﺪﻳﺮ ﺍﻟﻔﻴﻔﻲ ‪ ..‬ﺑﺎﺭﻙ ﺍﷲ ﻓﻴﻜﻤﺎ ﻭ ﺯﺍﺩﻛﻤﺎ ﻣﻦ ﻓﻀﻠﻪ ‪ ..‬ﻃﺮﺡ‬
‫ﲨﻴﻞ ﻭ ﺗﻔﺼﻴﻞ ﺭﺍﺋﻊ ‪ ..‬ﻭ ﺃﺳﻠﻮﺏ ﺷﻴﻖ ﰲ ﺳﺮﺩ ﺍﳌﻌﻠﻮﻣﺎﺕ ﻭ ﺭﺑﻄﻬﺎ ‪ ..‬ﺧﺼﻮﺻﺎ ﺃﻬﻧﺎ ﺗﺘﻌﻠﻖ ﲟﺠﺎﻝ ﺷﻴّﻖ ‪..‬ﳎﺎﻝ) ﺍﻟﱪﺍﻣﺞ ﺍﻟﻌﻘﻠﻴﺔ ( ﻭ ﺇﻟﻴﻜﻤﺎ ﺧﺼﻮﺻﺎ ﻭ‬
‫ﺇﱃ ﺑﺎﻗﻲ ﺍﳌﱪﳎﲔ ﻭ ﺍﳌﱪﳎﺎﺕ ﻋﻤﻮﻣﺎ ﺃﻭﺟﻪ ﺗﺴﺎﺅﱄ ﺍﻟﺘﺎﱄ ‪ :‬ﺃﺛﻨﺎﺀ ﺩﺭﺍﺳﱵ ﳌﻮﺿﻮﻉ ﺍﻟﱪﺍﻣﺞ ﺍﻟﻌﻘﻠﻴﺔ ﲢﺪﻳﺪﺍ ﻻﺣﻈﺖ ﻇﺎﻫﺮﺓ ﺇﺧﺘﻼﻑ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﱪﺍﻣﺞ ﺣﺴﺐ‬
‫ﻣﻮﻗﻊ ﺍﻹﺩﺭﺍﻙ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻌﻴﺸﻪ ﺍﻟﺸﺨﺺ ‪ ،‬ﻓﻬﻞ ﳍﺬﺍ ﺗﻔﺴﲑ ؟؟ ﻣﺜﺎﻝ ‪ :‬ﻟﺪﻳﻨﺎ ﺷﺨﺺ ﻳﻌﻴﺶ ﰲ ﻣﻮﻗﻊ ﺍﻟﺬﺍﺕ ﻭﻫﻮ ﺗﻔﺼﻴﻠﻲ ﺇﱃ ﺍﻟﻨﺨﺎﻉ ﻓﻴﻤﺎ ﳜﺺ ﺫﺍﺗﻪ ‪ ،‬ﻭ ﺑﺮﻧﺎﳎﻪ‬
‫ﻓﺮﻭﻕ ﺑﺸﻜﻞ ﻭﺍﺿﺢ <<< ﺇﻻ ﺃﻧﻪ ﺇﲨﺎﱄ ﰲ ﻛﻞ ﻣﺎ ﳜﺺ ) ﺍﻵﺧﺮﻳﻦ ( ﻭ ﺗﺘﺸﺎﺑﻪ ﻋﻨﺪﻩ ﺍﻷﺣﻮﺍﻝ ﻭ ﺍﻷﺣﺪﺍﺙ ﺍﻟﱵ ﲣﺺ ﺍﻵﺧﺮﻳﻦ ؟؟؟ ﻫﻨﺎ ﳒﺪ ﺃﻧﻪ ﺑﻌﺾ‬
‫ﺑﺮﺍﳎﻪ ﺇﺧﺘﻠﻔﺖ ﻣﺎ ﺑﲔ ﺍﻟﺬﺍﺕ ﻭ ﺍﻵﺧﺮﻳﻦ ‪....‬ﻓﻬﻞ ﻫﺬﺍ ﺃﻣﺮ ﻃﺒﻴﻌﻲ ﻭ ﻣﺄﻟﻮﻑ ؟ ﺃﲤﲎ ﺃﻥ ﺃﺟﺪ ﺗﻔﺴﲑﺍ ﳌﺜﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﳊﺎﻻﺕ ﺍﻟﱵ ﺗﻮﺍﺟﻬﲏ ﻭ ﺍﻟﱵ ﻗﺪ ﺗﻮﺍﺟﻪ‬
‫ﺍﻵﺧﺮﻳﻦ ﺣﱴ ﻳﺘﺤﻘﻖ ﻟﻨﺎ ﻓﻬﻢ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﱪﺍﻣﺞ ﺑﺸﻜﻞ ﺃﻋﻤﻖ ‪ .....‬ﻛﻞ ﺍﻟﺸﻜﺮ ﻭ ﺍﻟﺘﻘﺪﻳﺮ ‪ .‬ﰎ ﺍﻟﺘﺤﺮﻳﺮ ﺑﻮﺍﺳﻄﺔ *‪ *Noura‬ﺑﺘﺎﺭﻳﺦ ‪ ٢٠٠٢-٠٦-١٦‬ﺍﻟﺴﺎﻋﺔ‬

‫‪: Dec‬‬ ‫ﺗﺎﺭﻳﺦ ﺍﻟﺘﺴﺠﻴﻞ‬ ‫ﻣﺸﺮﻑ ﻣﺘﺨﺼﺺ‬ ‫ﺍﻟﻄﻤﻮﺡ‬ ‫‪PM ١١:٣٢‬‬

‫ﺍﱃ ﺃﺧﱵ ﺍﻟﻜﺮﳝﺔ ﻧﻮﺭﺍ ﺃﺧﱵ ﺍﻟﻜﺮﳝﺔ ﺃﺷﻜﺮﻙ ﺷﻜﺮﺍ ﺧﺎﺻﺎ ﻋﻠﻰ ﺃﺳﺌﻠﺘﻚ ﻭﺍﺳﺘﻔﺴﺎﺭﺍﺗﻚ ﺍﻟﻘﻴﻤﺔ ﻭﺍﻟﱵ ﻓﺘﺤﺖ‬ ‫‪2001‬ﺍﳌﺪﻳﻨﺔ ‪ :‬ﺍﻟﺮﻳﺎﺽ ﻋﺪﺩ ﺍﳌﺸﺎﺭﻛﺎﺕ ‪٥٦ :‬‬
‫ﺁﻓﺎﻗﺎ ﺟﺪﻳﺪﺓ ﰲ ﺍﻟﺘﻌﻠﻢ ﻓﻠﻠﻪ ﺩﺭّﻙ ‪ .‬ﺃﻧﺎ ﺃﺭﻳﺪ ﺍﻟﺒﺤﺚ ﻋﻦ ﺍﻻﺟﺎﺑﺔ ﺍﳌﺒﻨﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺒﺤﺚ ﻭﺗﻘﺼﻲ ﺍﳌﻌﻠﻮﻣﺎﺕ ﻣﻊ ﺍﳋﱪﺓ ﻭﺍﻟﺘﺠﺮﺑﺔ ﺍﱃ ﺫﻟﻚ ﺍﳊﲔ ﺃﺭﺟﻮ ﺃﻥ ﺗﺘﻘﺒﻠﻲ‬
‫ﺃﻧﺖ ﻭﲨﻴﻊ ﺍﻷﺧﻮﺓ ﺃﺧﻠﺺ ﲢﻴﺎﰐ ‪ --------------------------------------------‬ﺣﺴﻦ ﺣﺪﺍﺩ‪ :‬ﻣﺪﺭﺏ ﻣﻌﺘﻤﺪ ﰲ ‪ - NLP‬ﻣﻦ ﺍﻻﲢﺎﺩ ﺍﻟﻌﺎﳌﻲ‬
‫ﻋﺒﺪﺍﻟﺮﲪﻦ ﺍﻟﻔﻴﻔﻲ ﺍﳌﺪﻳﺮ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻟﻠﻤﻨﺘﺪﻯ‬
‫ﺃﺧﱵ ﺍﻟﻜﺮﳝﺔ ﻧﻮﺭﺓ ﺳﻠﻤﻬﺎ ﺍﷲ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻋﻠﻴﻜﻢ ﻭﺭﲪﺔ ﺍﷲ‬ ‫ﺗﺎﺭﻳﺦ ﺍﻟﺘﺴﺠﻴﻞ ‪ : Dec 2001‬ﺍﳌﺪﻳﻨﺔ ‪ :‬ﺍﻟﺴﻌﻮﺩﻳﺔ ‪ -‬ﺃﻬﺑﺎ ﻋﺪﺩ ﺍﳌﺸﺎﺭﻛﺎﺕ ‪٢١٤ :‬‬
‫ﻭﺑﺮﻛﺎﺗﻪ ‪ ،‬ﻭﺑﻌﺪ ‪ :‬ﻓﺴﺆﺍﻟﻚ ﻋﻦ ﺍﺧﺘﻼﻑ ﺍﻟﱪﺍﻣﺞ ﺍﻟﻌﻘﻠﻴﺔ ﺑﺎﺧﺘﻼﻑ ﻣﻮﺍﻗﻊ ﺍﻻﺩﺭﺍﻙ ﺳﺆﺍﻝ ﻋﻤﻴﻖ ﻳﺪﻝ ﻓﻌﻼ ﻋﻠﻰ ﻓﻬﻢ ﺩﻗﻴﻖ ﳌﻬﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﱪﳎﺔ ﺍﻟﻌﺼﺒﻴﺔ ﻭﳑﺎﺭﺳﺔ‬
‫ﺩﻗﻴﻘﺔ ﳍﺎ ‪ ،‬ﻭﺃﺷﻜﺮﻙ ﻛﺜﲑﺍ ﻋﻠﻰ ﺣﺮﺻﻚ ﻭﺇﻃﺮﺍﺋﻚ ‪ .‬ﻭﺳﺄﺣﺎﻭﻝ ﺃﻥ ﺃﳋﺺ ﺟﻮﺍﰊ ﰲ ﺍﻟﻨﻘﺎﻁ ﺍﻟﺘﺎﻟﻴﺔ ﻭﺭﲟﺎ ﺍﺣﺘﺎﺝ ﺍﻷﻣﺮ ﻻﺣﻘﺎ ﺇﱃ ﺗﻔﺼﻴﻞ ﺃﻛﺜﺮ ‪ -١ :‬ﻟﺪﻳﻨﺎ‬
‫ﻗﺎﻋﺪﺓ ﰲ ﺍﻟﱪﳎﺔ ﺍﻟﻠﻐﻮﻳﺔ ﺍﻟﻌﺼﺒﻴﺔ ﺗﻘﻮﻝ ‪ :‬ﺇﻧﻚ ﺣﻴﺚ ﺗﻀﻊ ﻭﻋﻴﻚ ﺗﺸﺘﻐﻞ ﺑﺮﺍﳎﻚ ‪ ،‬ﺃﻱ ﺃﻥ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﰲ ﺃﻱ ﻣﻮﻗﻊ ﻣﻦ ﺍﳌﻮﺍﻗﻊ ﺍﻟﺜﻼﺛﺔ ) ﺍﻟﺬﺍﺕ ﻭ‬
‫ﺍﻵﺧﺮ ﻭﺍﳌﺮﺍﻗﺐ ( ﻓﺈﻥ ﺑﺮﺍﳎﻪ ﺗﺸﺘﻐﻞ ﲟﺎ ﻳﻨﺎﺳﺐ ﺫﻟﻚ ﺍﳌﻮﻗﻊ ‪ ،‬ﻭ ﻟﺬﻟﻚ ﻳﻌﺘﱪ ﺍﺧﺘﻼﻑ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﱪﺍﻣﺞ ﻣﻦ ﻣﻮﻗﻊ ﺇﱃ ﻣﻮﻗﻊ ﺃﻣﺮ ﻃﺒﻴﻌﻲ ‪ ،‬ﻭﰲ ﲤﺮﻳﻦ ) ﺗﻮﺍﺯﻡ‬
‫ﻣﻮﺍﻗﻊ ﺍﻹﺩﺭﺍﻙ ( ﻧﺴﺎﻋﺪ ﺍﻟﺸﺨﺺ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻨﻘﻞ ﺑﲔ ﻫﺬﻩ ﺍﳌﻮﺍﻗﻊ ﻭﺍﻟﻨﻈﺮ ﻟﻠﻘﻀﻴﺔ ﻣﻦ ﺍﳌﻮﺍﻗﻊ ﺍﳌﺨﺘﻠﻔﺔ ‪ ،‬ﻭ ﻧﺮﻯ ﺃﻥ ﺭﺃﻳﻪ ﰲ ﻛﻞ ﻣﻮﻗﻊ ﻳﻜﻮﻥ ﳐﺘﻠﻔﺎ ﻋﻦ ﺭﺃﻳﻪ ﰲ‬
‫ﺍﳌﻮﻗﻊ ﺍﻷﻭﻝ ‪ ،‬ﻭﻫﺬﺍ ﻳﺪﻝ ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻪ ﻳﺮﻯ ﺍﻷﻣﺮ ﺭﺅﻳﺔ ﳐﺘﻠﻔﺔ ‪ ،‬ﻓﻘﺪ ﻳﻜﻮﻥ ﺣﺬﺭﺍ ﺧﺎﺋﻔﺎ ﰲ ﻣﻮﻗﻊ ﺍﻟﺬﺍﺕ ) ﺍﺑﺘﻌﺎﺩ ( ‪ ،‬ﻓﺈﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﰲ ﻣﻮﻗﻊ ﺍﻵﺧﺮ ﻻﻡ ﻧﻔﺴﻪ ﻋﻠﻰ‬
‫ﺍﻟﺘﺮﺩﺩ ﻭﺍﳋﻮﻑ ‪ ،‬ﻭﺭﺃﻯ ﺍﻹﻗﺪﺍﻡ ﻭ ﺍﳌﺒﺎﺩﺭﺓ ) ﺍﻗﺘﺮﺍﺏ ( ‪ ،‬ﻭﻗﺪ ﻳﺼﺮ ﰲ ﻣﻮﻗﻊ ﺍﻟﺬﺍﺕ ﻋﻠﻰ ﺭﺃﻳﻪ ﻭﻳﺒﺤﺚ ﻋﻦ ﺣﻆ ﻧﻔﺴﻪ ﻭ ﺭﻏﺒﺎﺗﻪ ﺍﳋﺎﺻﺔ ) ﻣﺮﺟﻌﻴﺔ ﺩﺍﺧﻠﻴﺔ‬
‫ﻭﻋﺎﺋﺪ ﺩﺍﺧﻠﻲ ( ‪ ،‬ﻭﰲ ﻣﻮﻗﻊ ﺍﻵﺧﺮ ﺭﲟﺎ ﻗﺪﺭ ﺭﺃﻱ ﺍﻵﺧﺮﻳﻦ ﻭﻻﻡ ﻧﻔﺴﻪ ﻋﻠﻰ ﺃﻧﺎﻧﻴﺘﻪ ﻭﺭﺃﻯ ﺿﺮﻭﺭﺓ ﻣﺮﺍﻋﺎﺓ ﻣﺼﺎﱀ ﺍﻵﺧﺮﻳﻦ ) ﻣﺮﺟﻌﻴﺔ ﺧﺎﺭﺟﻴﺔ ﻭﻋﺎﺋﺪ‬
‫ﺧﺎﺭﺟﻲ ( ‪ ،‬ﻭﻗﺪ ﻳﺮﻛﺰ ﻋﻠﻰ ﺩﻗﺎﺋﻖ ﺍﻷﻣﻮﺭ ﻭﻳﻀﺨﻤﻬﺎ ﰲ ﻣﻮﻗﻊ ﺍﻟﺬﺍﺕ ) ﺗﻔﺼﻴﻞ ( ‪ ،‬ﻭﻗﺪ ﻳﺮﻯ ﻧﻔﺴﻪ ﻣﺒﺎﻟﻐﺎ ﻭﻣﻬﻮﻻ ﰲ ﻣﻮﻗﻊ ﺍﻵﺧﺮ ) ﺇﲨﺎﻝ ( ‪ ،‬ﻭﻫﻜﺬﺍ‬
‫ﲣﺘﻠﻒ ﺑﺮﺍﻣﺞ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺍﻟﻌﻘﻠﻴﺔ ﺍﻟﱵ ﲢﻜﻢ ﻧﻈﺮﺗﻪ ﺑﺎﺧﺘﻼﻑ ﺍﳌﻮﻗﻊ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻀﻊ ﻓﻴﻪ ﻭﻋﻴﻪ ﻭ ﺇﺩﺭﺍﻛﻪ ‪ ،‬ﻭﻟﻮ ﻛﺎﻧﺖ ﺑﺮﺍﻣﺞ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺍﻟﻌﻘﻠﻴﺔ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﰲ ﺍﳌﻮﺍﻗﻊ ﺍﻟﺜﻼﺛﺔ‬
‫ﳌﺎ ﺗﻐﲑﺕ ﻧﻈﺮﺗﻪ ﻟﻠﻘﻀﻴﺔ ﺍﻟﻮﺍﺣﺪﺓ ‪ .‬ﻭﺧﻼﺻﺔ ﻫﺬﺍ ﺃﻥ ﺃﻱ ﺇﻧﺴﺎﻥ ﳝﺘﻠﻚ ﺍﳌﺮﻭﻧﻪ ﰲ ﺍﻟﺘﻨﻘﻞ ﺑﲔ ﻫﺬﻩ ﺍﳌﻮﺍﻗﻊ ﻓﺈﻥ ﺑﺮﺍﳎﻪ ﺍﻟﻌﻘﻠﻴﺔ ﺳﺘﺘﻐﲑ ﺑﺘﻐﲑ ﺍﳌﻮﺍﻗﻊ ﺍﻟﱵ ﻳﻀﻊ‬
‫ﻭﻋﻴﻪ ﻓﻴﻬﺎ ﻭﻳﻨﻈﺮ ﻟﻸﻣﻮﺭ ﻣﻦ ﺯﺍﻭﻳﺘﻬﺎ ‪ -٢ .‬ﺗﻜﻮﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻈﺎﻫﺮﺓ ﻭﺍﺿﺤﺔ ﺟﻠﻴﺔ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺸﺨﺺ ﻣﻐﺮﻗﺎ ﰲ ﻣﻮﻗﻊ ﺍﻟﺬﺍﺕ ‪ ،‬ﺃﻭ ﻛﺎﻥ ﻣﻐﺮﻗﺎ ﰲ ﻣﻮﻗﻊ ﺍﻵﺧﺮ ‪،‬‬
‫ﻋﻨﺪ ﺫﻟﻚ ﻳﺘﻀﺢ ﺍﻟﺘﺒﺎﻳﻦ ﺍﻟﺸﺪﻳﺪ ﺑﲔ ﺑﺮﺍﳎﻪ ﺍﻟﻌﻘﻠﻴﺔ ‪ ،‬ﻭﻳﺰﺩﺍﺩ ﺍﻷﻣﺮ ﺗﻌﻘﻴﺪﺍ ﺇﺫﺍ ﻋﺮﻓﻨﺎ ﺃﻧﻪ ﻗﺪ ﳜﺘﻠﻒ ﺍﻟﱪﻧﺎﻣﺞ ﺍﻟﻮﺍﺣﺪ ﻋﻨﺪﻩ ﺑﺎﺧﺘﻼﻑ ﺍﻟﺴﻴﺎﻗﺎﺕ ‪ .‬ﻓﺎﳌﻐﺮﻕ ﰲ‬
‫ﻣﻮﻗﻊ ﺍﻟﺬﺍﺕ ﺗﻔﺼﻴﻠﻲ ﺟﺪﺍ ﰲ ﻣﺸﺎﻋﺮﻩ ﻫﻮ ﺇﲨﺎﱄ ﰲ ﻣﺸﺎﻋﺮ ﺍﻵﺧﺮﻳﻦ ‪ ،‬ﻷﻧﻪ ﻻ ﻳﺸﻌﺮ ﲟﺸﺎﻋﺮ ﺍﻵﺧﺮﻳﻦ ﺗﻔﺼﻴﻼ ﻛﻤﺎ ﻳﺸﻌﺮ ﺑﺬﺍﺗﻪ ‪ .‬ﻭﰲ ﺍﳌﻘﺎﺑﻞ ﻫﻮ ﺇﲨﺎﱄ‬
‫ﺟﺪﺍ ﰲ ﻧﻘﺪ ﺫﺍﺗﻪ ﻷﻧﻪ ﻻ ﻳﺮﻯ ﺃﺧﻄﺎﺀﻩ ‪ ،‬ﻭﻫﻮ ﺗﻔﺼﻴﻠﻲ ﺟﺪﺍ ﰲ ﻧﻘﺪ ﺍﻵﺧﺮﻳﻦ ﻷﻥ ﺣﻮﺍﺳﻪ ﻟﻴﺴﺖ ﻣﻮﺟﻬﺔ ﺇﱃ ﺫﺍﺗﻪ ﺑﻞ ﻣﻮﺟﻬﺔ ﺇﻟﻴﻬﻢ ‪ .‬ﻭﻋﻜﺲ ﺫﻟﻚ ﲤﺎﻣﺎ‬
‫ﺍﳌﻐﺮﻕ ﰲ ﻣﻮﻗﻊ ﺍﻵﺧﺮ ‪ ،‬ﻓﻬﻮ ﺗﻔﺼﻴﻠﻲ ﺟﺪﺍ ﰲ ﻣﺎ ﳜﺺ ﻣﺸﺎﻋﺮ ﺍﻵﺧﺮﻳﻦ ﺇﲨﺎﱄ ﰲ ﻣﺸﺎﻋﺮﻩ ﻫﻮ ‪ ،‬ﻭﻫﻮ ﺗﻔﺼﻴﻠﻲ ﰲ ﻧﻘﺪ ﺫﺍﺗﻪ ﺇﱃ ﺣﺪ ﺟﻠﺪ ﺍﻟﺬﺍﺕ ‪ ،‬ﺇﲨﺎﱄ ﰲ‬
‫ﻧﻘﺪ ﺍﻵﺧﺮﻳﻦ ﻳﻠﺘﻤﺲ ﳍﻢ ﺍﳊﺠﺞ ﻭﺍﳌﻌﺎﺫﻳﺮ ﺩﺍﺋﻤﺎ ‪ .‬ﻭﰲ ﻧﻈﺮﻱ ﺃﻥ ﻣﺮﺩ ﻫﺬﺍ ﺍﻻﺧﺘﻼﻑ ﺇﱃ ﺑﺮﻧﺎﻣﺞ ) ﺍﻟﻌﺎﺋﺪ ( ﺍﻟﺬﻱ ﳛﻜﻢ ﻛﻞ ﻣﻮﻗﻊ ﻣﻦ ﻫﺬﻳﻦ ﺍﳌﻮﻗﻌﲔ ‪،‬‬
‫ﻓﺎﳌﻐﺮﻕ ﰲ ﻣﻮﻗﻊ ﺍﻟﺬﺍﺕ ﻋﺎﺋﺪﻩ ﺩﺍﺧﻠﻲ ﻭﻫﻮ ﺗﻔﺼﻴﻠﻲ ﰲ ﻛﻞ ﻣﺎ ﳝﺜﻞ ﻋﺎﺋﺪﺍ ﺩﺍﺧﻠﻴﺎ ‪ ،‬ﺇﲨﺎﱄ ﰲ ﻛﻞ ﻣﺎ ﻋﺪﺍﻩ ‪ ،‬ﻭﺍﳌﻐﺮﻕ ﰲ ﻣﻮﻗﻊ ﺍﻵﺧﺮ ﻋﺎﺋﺪﻩ ﺧﺎﺭﺟﻲ ‪ ،‬ﻭﻫﻮ‬
‫ﺗﻔﺼﻴﻠﻲ ﰲ ﻛﻞ ﻣﺎ ﳝﺜﻞ ﻋﺎﺋﺪﺍ ﺧﺎﺭﺟﻴﺎ ‪ ،‬ﺇﲨﺎﱄ ﰲ ﻛﻞ ﻣﺎ ﻋﺪﺍﻩ ‪ .‬ﻛﻤﺎ ﺃﻥ ﻫﺬﺍ ﻟﻪ ﺻﻠﺔ ﻭﺛﻴﻘﺔ ﺑﻄﺒﻴﻌﺔ ﺍﻟﺘﻌﻤﻴﻢ ﻭ ﺍﳊﺬﻑ ﺍﻟﱵ ﲢﻜﻢ ﻣﺮﺷﺤﺎﺕ ﺍﻹﺩﺭﺍﻙ ﻟﺪﻯ‬
‫ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ‪ ،‬ﻭ ﻣﻌﻠﻮﻡ ﺃﻥ ﻛﻞ ﺗﻌﻤﻴﻢ ﺑﺎﻋﺘﺒﺎﺭ ﻫﻮ ﺣﺬﻑ ﺑﺎﻋﺘﺒﺎﺭ ﺁﺧﺮ ‪ ،‬ﻓﻤﻦ ﻋﻤﻢ ﺍﻟﺬﺍﺕ ﻓﻘﺪ ﺣﺬﻑ ﺍﻵﺧﺮ ﻭﻣﻦ ﻋﻤﻢ ﺍﻵﺧﺮ ﻓﻘﺪ ﺣﺬﻑ ﺍﻟﺬﺍﺕ ‪ ،‬ﻭﻣﻦ ﻋﻤﻢ‬
‫ﺍﻟﻌﺎﺋﺪ ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻲ ﻓﻘﺪ ﺣﺬﻑ ﺍﻟﻌﺎﺋﺪ ﺍﳋﺎﺭﺟﻲ ﻭ ﻣﻦ ﻋﻤﻢ ﺍﻟﻌﺎﺋﺪ ﺍﳋﺎﺭﺟﻲ ﻓﻘﺪ ﺣﺬﻑ ﺍﻟﻌﺎﺋﺪ ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻲ ‪ ،‬ﻭ ﻣﻦ ﻫﻨﺎ ﻧﺮﻯ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻳﻔﺼﻞ ﻓﻴﻤﺎ ﻋﻤﻢ ﻭﳚﻤﻞ ﻓﻴﻤﺎ‬
‫ﺣﺬﻑ ‪ -٣ .‬ﺍﲰﺤﻲ ﱄ ﺃﺧﱵ ﺍﻟﻜﺮﳝﺔ ﺃﻥ ﺃﺯﻳﺪﻙ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺸﻌﺮ ﺑﻴﺘﺎ ‪ ،‬ﻓﺄﻗﻮﻝ ﺇﻥ ﺑﺮﺍﳎﻚ ﺍﻟﻌﻘﻠﻴﺔ ﻗﺪ ﲣﺘﻠﻒ ﺑﺎﺧﺘﻼﻑ ﺃﺩﻭﺍﺭﻙ ﰲ ﺍﳊﻴﺎﺓ ‪ ،‬ﻓﻘﺪ ﻳﻐﻠﺐ ﻋﻠﻴﻚ‬
‫ﻛﺰﻭﺟﺔ ﺑﺮﺍﻣﺞ ﻏﲑ ﺍﻟﱵ ﺗﻐﻠﺐ ﻋﻠﻴﻚ ﻛﺒﻨﺖ ﺃﻭ ﺃﻡ ‪ ،‬ﻭﻗﺪ ﲣﺘﻠﻒ ﺑﺮﺍﳎﻚ ﺍﻟﻌﻘﻠﻴﺔ ﺑﺎﺧﺘﻼﻑ ﺃﺟﺰﺍﺀ ﻧﻔﺴﻚ ﲡﺎﻩ ﻗﻀﻴﺔ ﻭﺍﺣﺪﺓ ‪ ،‬ﻟﻴﺲ ﻫﺬﺍ ﻓﺤﺴﺐ ﺑﻞ ﻗﺪ‬
‫ﳚﺘﻤﻊ ﻋﻨﺪ ﺷﺨﺺ ﻭﺍﺣﺪ ﺑﺮﻧﺎﳎﺎﻥ ﻋﻘﻠﻴﺎﻥ ﻧﻘﻴﻀﺎﻥ ﲡﺎﻩ ﻗﻀﻴﺔ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﻭﻣﻦ ﻫﻨﺎ ﻳﻨﺸﺄ ﺍﻟﺼﺮﺍﻉ ﺍﻟﻨﻔﺴﻲ ﲡﺎﻩ ﺍﻷﻣﺮ ﺍﻟﻮﺍﺣﺪ ‪ .‬ﺃﻋﻠﻢ ﺃﺧﱵ ﺍﻟﻜﺮﳝﺔ ﺃﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻜﻼﻡ‬
‫ﻗﺪ ﳛﺘﺎﺝ ﺇﱃ ﺑﺴﻂ ﻭ ﲤﺜﻴﻞ ﻭ ﺷﺮﺡ ‪ ،‬ﻟﻜﲏ ﺃﻗﺘﺼﺮ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﻩ ﺍﻹﺷﺎﺭﺍﺕ ﳌﺎ ﳌﺴﺖ ﻓﻴﻚ ﻣﻦ ﻓﻬﻢ ﻋﻤﻴﻖ ﳍﺬﻩ ﺍﳌﺴﺎﺋﻞ ‪ .‬ﺃﺳﺄﻝ ﺍﷲ ﻟﻚ ﻭ ﻟﻠﺠﻤﻴﻊ ﺍﻟﺘﻮﻓﻴﻖ‬
‫ﻭﺍﻟﺴﺪﺍﺩ ‪ .‬ﻭﻟﻜﻢ ﲨﻴﻌﺎ ﲢﻴﺎﰐ ﻭ ﺗﻘﺪﻳﺮﻱ ‪ ) -------------------------------------------- .‬ﺷﺎﻋﺮ ( ﻣﺪﺭﺏ ﺍﻟﱪﳎﺔ ﺍﻟﻠﻐﻮﻳﺔ ﺍﻟﻌﺼﺒﻴﺔ ‪ NLP‬ﻣﻌﺘﻤﺪ‬

‫ـ ﺍﺗﺒﻊ ﺳﻴﺎﺳﺔ‬ ‫ﻣﻦ ﺍﻻﲢﺎﺩ ﺍﻟﻌﺎﳌﻲ‪INLPTA nlp_af@hotmail.com & ICQ : 71567115 1‬‬
‫ﺍﻹﻧﺼﺎﺕ‪ :‬ﺍﻛﺘﺸﻒ ﻣﺎﺫﺍ ﻋﻨﺪ ﻣﻮﻇﻔﻴﻚ ‪ ،‬ﻻ ﺗﺘﻜﻠﻢ ﻭﻻ ﺗﻌﻠﻖ ‪ ،‬ﻓﻘﻂ ﻭﺟﻪ ﺍﻷﺳﺌﻠﺔ ﻭﺃﻧﺼﺖ ﳌﺎ ﻳﻘﺎﻝ ‪٢ .‬ـ ﻣﺎﺭﺱ ﺳﻴﺎﺳﺔ ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺍﳌﻔﺘﻮﺡ ﺩﻉ ﻣﻮﻇﻔﻴﻚ ﻳﻌﻠﻤﻮﻥ ﺃﻬﻧﻢ ﻳﺴﺘﻄﻴﻌﻮﻥ ﺃﻥ ﻳﺄﺗﻮﺍ‬
‫ﺇﻟﻴﻚ ﺇﺫﺍ ﻭﺍﺟﻬﺘﻬﻢ ﺃﻱ ﻣﺸﻜﻠﺔ‪٣ .‬ـ ﺃﺧﱪﻫﻢ ﺃﻥ ﺍﻷﺧﺒﺎﺭ ﺍﻟﺴﻴﺌﺔ ﻫﻲ ﺍﻟﱵ ﻳﺘﻢ ﺇﻳﺼﺎﳍﺎ ﻟﻠﻤﺴﺆﻭﻟﲔ‪٤ .‬ـ ﺍﺿﺒﻂ ﺭﺩﻭﺩ ﻓﻌﻠﻚ ﻋﻨﺪ ﲰﺎﻋﻚ ﲝﺪﻭﺙ ﺧﻄﺄ ﻣﺎ‪ .‬ﻻ ﺗﻌﺎﻗﺐ ﺍﻟﺸﺨﺺ ﺍﻟﺬﻱ‬
‫ﳛﻤﻞ ﺇﻟﻴﻚ ﺍﻷﺧﺒﺎﺭ ﺍﻟﺴﻴﺌﺔ ‪ ،‬ﻭﻻ ﺗﺘﺠﻬﻢ ﰲ ﻭﺟﻬﻪ‪٥ .‬ـ ﺍﻋﻘﺪ ﺍﺟﺘﻤﺎﻋﺎﺕ ﻭ ّﺩﻳّﺔ ﻏﲑ ﺭﲰﻴﺔ ﺑﺸﻜﻞ ﺩﻭﺭﻱ‪ .‬ﺍﻋﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﺗﺮﺗﻴﺐ ﺍﻟﺮﺣﻼﺕ ﻭﺍﳊﻔﻼﺕ ﻭﺣﻔﻼﺕ ﺍﻟﻄﻌﺎﻡ ﺍﳉﻤﺎﻋﻴﺔ ﳌﻮﻇﻔﻴﻚ‬
‫‪ .‬ﺇﻥ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻋﺎﺩﺓ ﻣﺎ ﻳﺘﻜﻠﻤﻮﻥ ﺧﻼﻝ ﺍﻟﺮﺣﻼﺕ ﻋﻦ ﺃﺷﻴﺎﺀ ﻻ ﻳﺘﺤﺪﺛﻮﻥ ﻋﻨﻬﺎ ﰲ ﺍﳌﻜﺘﺐ ‪ .‬ﺇﻥ ﺣﻀﻮﺭﻙ ﻟﻠﻘﺎﺀﺍﺕ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﳚﻌﻠﻚ ﻣﺘﻮﺍﺟﺪﹰﺍ ﺑﻴﻨﻬﻢ ﻭﻗﺮﻳﺒﹰﺎ ﻣﻨﻬﻢ ‪٦ .‬ـ ﺃﺛﻨﺎﺀ ﺍﺟﺘﻤﺎﻋﻚ‬
‫ﻣﻊ ﻣﻮﻇﻔﻴﻚ ﺍﻃﻠﺐ ﻣﻨﻬﻢ ﺗﻘﺎﺭﻳﺮ ﻣﻨﺘﻈﻤﺔ ﺣﻮﻝ ﺳﲑ ﺍﻟﻌﻤﻞ ‪ .‬ﺇﻳﺎﻙ ﺃﻥ ﲢﻜﻢ ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﻏﲑ ﻣﻨﺼﻔﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻳﺮﺩ ﻣﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺘﻘﺎﺭﻳﺮ‪٧ .‬ـ ﺩﻋﻬﻢ ﻳﺮﻭﻥ ﺃﻧﻚ ﺑﺸﺮ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﲰﺔ ﺍﻟﺘﻮﺍﺿﻊ‬
‫‪.‬‬ ‫ﻭﺍﻻﻋﺘﺮﺍﻑ ﺑﺎﳋﻄﺄ‪ .‬ﺍﻋﺘﺮﻑ ﺑﺄﺧﻄﺎﺋﻚ ‪ ،‬ﻭﺍﻋﺘﺬﺭ ﻋﻦ ﻣﺎ ﺑﺪﺭ ﻣﻨﻚ ﺇﺫﺍ ﻛﻨﺖ ﻗﺪ ﺁﺫﻳﺖ ﻣﻮﻇﻔﹰﺎ ‪ ،‬ﻓﺈﻧﻚ ﺇﺫﺍ ﺃﺷﻌﺮﻬﺗﻢ ﺑﺒﺴﺎﻃﺘﻚ ﻓﺴﻮﻑ ﺗﻜﻮﻥ ﺃﻛﺜﺮ ﻗﺮﺑﹰﺎ ﻣﻨﻬﻢ‬

‫ﻣﺸﺮﻭﻉ ﺇﺻﻼﺡ ﺫﺍﺕ ﺍﻟﺒﲔ‬

‫ﻗﺒﻞ ﺍﻟﺪﺧﻮﻝ ﰲ ﲡﺮﺑﺔ ﺍﻟﺰﻭﺍﺝ ﺍﻟﺜﺎﱐ ‪:‬‬

‫ﻣﻘﺪﻣﺔ ‪:‬‬
‫ﺃﻳﹰﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺃﺳﺒﺎﺏ ﻓﺸﻞ ﺯﻭﺍﺟﻚ ﺍﻷﻭﻝ ﻓﻼﺑﺪ ﻣﻦ ﺍﻻﺳﺘﻔﺎﺩﺓ ﻣﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﳋﱪﺓ ﺍﻟﻔﺎﺷﻠﺔ ﰲ ﺍﻟﺘﻨﻘﻴﺐ ﻋﻦ ﺍﳉﻮﺍﻧﺐ ﺍﻹﳚﺎﺑﻴﺔ ﺍﻟﱵ ﻛﺎﻧﺖ ﲢﻮﻳﻬﺎ ‪ ،‬ﺑﻞ ﳚﺐ ﲢﻮﻳﻞ‬
‫ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺘﺠﺮﺑﺔ ﺍﻟﻔﺎﺷﻠﺔ ﺇﱃ ﺧﱪﺓ ﺇﳚﺎﺑﻴﺔ ﻳﺴﺘﻔﺎﺩ ﻣﻨﻬﺎ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﺪﺧﻮﻝ ﰲ ﺣﻴﺎﺓ ﺯﻭﺟﻴﺔ ﺟﺪﻳﺪﺓ ‪.‬‬
‫ﺳﻮﺍﺀ ﻛﺎﻧﺖ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﺳﺒﺎﺏ ﻣﺘﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻟﺰﻭﺝ ﺃﻭ ﺍﻟﺰﻭﺟﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﺃﻭ ﺍﻟﻈﺮﻭﻑ ﺍﶈﻴﻄﺔ ﻬﺑﺎ ‪ ،‬ﻓﻼ ﺑﺪ ﻣﻦ ﻣﺮﺍﻋﺎﺓ ﻫﺬﻩ ﺍﳉﻮﺍﻧﺐ ﻋﻨﺪ ﺍﻹﻗﺪﺍﻡ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺰﻭﺍﺝ‬

‫ﺃﻭ ﹰﻻ ‪ :‬ﲤﻬﻞ ﻭﻻ ﺗﺴﺘﻌﺠﻞ ‪:‬‬ ‫ﻣﻦ ﺟﺪﻳﺪ ﻭﻫﻲ ‪:‬‬

‫· ﺍﻻﻧﻔﺼﺎﻝ ﻳﻌﲏ ﺧﺮﻭﺝ ﺇﻧﺴﺎﻥ ﻣﻦ ﺣﻴﺎﺗﻚ ﻭﺍﻟﻨﺘﻴﺠﺔ ﻧﺸﻮﺀ ﻓﺮﺍﻍ ﻋﺎﻃﻔﻲ ﻭﻧﻔﺴﻲ ﻭﻋﻀﻮﻱ ﺃﻱ ﻭﺟﻮﺩ ﺣﺎﺟﺎﺕ ﻏﲑ ﻣﺸﺒﻌﺔ ‪ ،‬ﳑﺎ ﻳﻀﻄﺮﻙ ﺇﱃ ﺍﻟﺴﻌﻲ‬
‫ﻭﺑﺴﺮﻋﺔ ﲢﺖ ﺿﻐﻂ ﺍﳊﺎﺟﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﺮﻏﺒﺔ ﺑﺎﻻﻧﺘﻘﺎﻡ ﻣﻦ ﺍﻟﻄﺮﻑ ﺍﻵﺧﺮ ﺍﻭ ﺍﺗﻘﺎﺀ ﺍﻟﻀﻐﻮﻁ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺃﻭ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ﺍﱃ ﺍﻟﺰﻭﺍﺝ ﻣﻦ ﺟﺪﻳﺪ ‪ ،‬ﻟﺬﻟﻚ ﳚﺐ ﺍﻻﻧﺘﺒﺎﻩ‬
‫ﻫﻨﺎ ﺍﱃ ﺍﻟﺪﻭﺍﻓﻊ ﺍﳊﻘﻴﻘﻴﺔ ﻟﻠﺰﻭﺍﺝ ﺃﻱ ﻻﺑﺪ ﻣﻦ ﺇﳚﺎﺩ ﺣﻮﺍﺭ ﻣﻊ ﻧﻔﺴﻚ ﲢﺪﺩ ﻣﻦ ﺧﻼﻟﻪ ﺍﻹﺟﺎﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﳎﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ ﺍﻷﺳﺌﻠﺔ ﺍﻟﺘﺎﻟﻴﺔ ‪:‬‬

‫‪ -١‬ﻣﺎ ﻣﺪﻯ ﺣﺎﺟﱵ ﻟﻠﺰﻭﺍﺝ ؟‬

‫‪ -٢‬ﻣﺎ ﻫﻲ ﻣﻮﺍﺻﻔﺎﺕ ﺷﺮﻳﻚ ﺣﻴﺎﰐ ﺍﳉﺪﻳﺪ ؟‬
‫‪ -٣‬ﻣﺎ ﻫﻲ ﺍﻻﻟﺘﺰﺍﻣﺎﺕ ﻭﺍﻟﺘﻀﺤﻴﺎﺕ ﺍﻟﱵ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﻣﺮﺍﻋﺎﻬﺗﺎ ؟‬
‫‪ -٤‬ﻣﺎ ﻣﺼﲑ ﺍﻷﺑﻨﺎﺀ ﰲ ﻇﻞ ﺍﻟﺰﻭﺍﺝ ﺍﳊﺎﱄ ؟‬
‫‪ -٥‬ﻣﺎ ﻫﻲ ﻃﺒﻴﻌﺔ ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ ﻣﻊ ﺍﻟﺰﻭﺟﺔ ﺍﻷﻭﱃ ﰲ ﺣﺎﻝ ﻭﺟﻮﺩﻫﺎ ؟‬
‫‪ -٦‬ﻣﺎ ﻫﻲ ﺍﳌﺸﺎﻛﻞ ﺍﳌﺘﻮﻗﻌﺔ ﻭﻛﻴﻒ ﺳﺄﻭﺍﺟﻬﻬﺎ ؟‬
‫‪ -٧‬ﻣﺎ ﻣﺪﻯ ﺍﻻﺳﺘﻔﺎﺩﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﺠﺮﺑﺔ ﺍﻷﻭﱃ ؟‬
‫ﺛﺎﻧﻴﹰﺎ ‪ :‬ﺃﺣﺴﻦ ﺍﻻﺧﺘﻴﺎﺭ ‪:‬‬
‫· ﻭﺿﻮﺡ ﺍﻟﺮﺅﻳﺔ ﻭﺟﻼﺀ ﺍﻟﺼﻮﺭﺓ ﺍﻟﺬﻫﻨﻴﺔ ﻟﺸﺮﻳﻚ ﺍﳊﻴﺎﺓ ﺍﳉﺪﻳﺪ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﺍﳌﻮﺍﺻﻔﺎﺕ ﻭﺍﻟﺼﻔﺎﺕ ﺍﻟﱵ ﳚﺐ ﺗﻮﺍﻓﺮﻫﺎ ﺑﺎﻟﺸﺮﻳﻚ ﺣﱴ ﺗﻘﻮﺩ ﺍﳊﻴﺎﺓ ﳓﻮ ﺍﻟﺘﻮﺍﻓﻖ‬
‫ﻭﺍﻻﻧﺴﺠﺎﻡ ﻓﻌﻠﻰ ﺳﺒﻴﻞ ﺍﳌﺜﺎﻝ ‪:‬‬
‫· ﲢﺪﻳﺪ ﺍﳌﺴﺘﻮﻯ ﺍﻟﻌﻠﻤﻲ ﻭﺍﻟﺜﻘﺎﰲ ﻭﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻱ ﻭﺍﳌﺮﺣﻠﺔ ﺍﻟﻌﻤﺮﻳﺔ ﻭﺍﳉﻨﺴﻴﺔ‪،،‬ﺑﺎﳌﻴﻞ ﺍﻟﻌﺎﻃﻔﻲ‪ ،‬ﺍﻟﻘﺒﻮﻝ ﺍﻟﻌﻘﻠﻲ ﺣﺴﻦ ﺍﻟﺴﲑ ﻭﺍﻟﺴﻠﻮﻙ‪،‬ﺍﻟﻨﻈﺮﺓ ﺍﻹﳚﺎﺑﻴﺔ ﺇﱃ ﺍﳊﻴﺎﺓ‬
‫ﺍﻟﺰﻭﺟﻴﺔ ﻭﻣﻌﺮﻓﺔ ﺍﻷﺩﻭﺍﺭ ﺍﳌﺘﻮﻗﻌﺔ‪،،،‬‬
‫· ﺍﻹﻣﻜﺎﻧﺎﺕ ﻭﺍﻻﻟﺘﺰﺍﻣﺎﺕ ﺍﳌﺎﺩﻳﺔ ﻭﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺍﻟﱵ ﻧﺸﺄﺕ ﻣﻦ ﺍﻟﺰﻭﺍﺝ ﺍﻷﻭﻝ‪،‬ﲢﺪﻳﺪ ﻃﺒﻴﻌﺔ ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ ﻣﻊ ﺍﻷﻭﻻﺩ ﺇﻥ ﻭﺟﺪﻭﺍ ﻭﲢﺪﻳﺪ ﻣﻮﻗﻊ ﺍﻟﺴﻜﻦ‪،‬ﺍﻟﺘﻌﺮﻑ ﻋﻠﻰ‬
‫ﺍﳌﻬﺎﺭﺍﺕ ﻭﻗﺪﺭﺍﺕ ﺍﻟﻄﺮﻑ ﺍﻵﺧﺮ‪،‬ﺍﻟﻔﺮﺹ ﺍﳌﺘﺎﺣﺔ ﻟﺘﺨﻄﻴﻂ ﻣﺴﺘﻘﺒﻞ ﺃﻓﻀﻞ‪ ،‬ﺍﻛﺘﺸﺎﻑ ﺟﻮﺍﻧﺐ ﺍﻟﺘﺸﺎﺑﻪ ﻭﺍﻻﺧﺘﻼﻑ ﰲ ﺃﳕﺎﻁ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ‪،‬ﺍﻟﻘﺪﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﺇﳚﺎﺩ‬
‫ﻧﻈﺎﻡ ﻭﻣﻨﻬﺞ ﻟﻠﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﺰﻭﺟﻴﺔ‪،‬ﺍﻻﺗﻔﺎﻕ ﻋﻠﻰ ﺃﺳﻠﻮﺏ ﺇﺩﺍﺭﺓ ﺍﳋﻼﻓﺎﺕ ﻭﺍﻷﺯﻣﺎﺕ ﻭﺍﻷﺣﺪﺍﺙ ﺍﻟﻀﺎﻏﻄﺔ ﰲ ﺍﳊﻴﺎﺓ ﺍﳉﺪﻳﺪﺓ ﻭﻫﻲ ﻋﻮﺍﻣﻞ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﺍﻟﺘﻔﻜﲑ ﻬﺑﺎ ﻋﻨﺪ‬
‫ﺍﻻﺧﺘﻴﺎﺭ ‪.‬‬
‫ﺛﺎﻟﺜﹰﺎ ‪ :‬ﺗﺰﻭﺝ ﺑﺈﺭﺍﺩﺗﻚ ‪:‬‬
‫‪ -١‬ﻻ ﲣﻀﻊ ﻟﻠﻀﻐﻮﻁ ﻭﻻ ﺗﺴﺘﺴﻠﻢ ﺑﺴﺮﻋﺔ ﻟﻠﺤﺎﺟﺎﺕ ﺑﻞ ﺃﻋﻂ ﻟﻠﻌﻘﻞ ﻭﻗﺘﻪ ﻭﻣﺴﺎﺣﺘﻪ‪،‬ﻭﻟﻠﻨﻔﺲ ﳎﺎ ﹰﻻ ﻟﻠﺘﺄﻛﺪ ﻣﻦ ﺍﳌﻴﻞ ﻭﺍﻟﻘﺒﻮﻝ ‪.‬‬
 ‫‪ -٢‬ﻻ ﺗﻠﺘﺰﻡ ﰲ ﺷﺮﳛﺔ ﳏﺪﺩﺓ ﻭﻻ ﺗﻘﺼﺮ ﺍﺧﺘﻴﺎﺭﻙ ﰲ ﻣﺴﺘﻮﻯ ﳏﺪﺩ‪،‬ﻭﻻ ﺗﻮﺍﻓﻖ ﺍﺳﺘﺠﺎﺑﺔ ﻟﺮﻏﺒﺔ ﺃﺣﺪ ‪.‬‬
‫‪ -٣‬ﺗﺰﻭﺝ ﺑﺈﺭﺍﺩﺗﻚ ﺍﶈﻀﺔ ﻭﺗﺄﻛﺪ ﻣﻦ ﻗﺒﻮﻟﻚ ﻟﻠﺸﺨﺺ ﺍﻵﺧﺮ ﻋﻘﻠﻴﹰﺎ ﻭﻋﺎﻃﻔﻴﹰﺎ ‪.‬‬
‫ﺭﺍﺑﻌﹰﺎ ‪ :‬ﺭﺳﻢ ﻣﻨﻬﺞ ﳊﻴﺎﺗﻚ ‪:‬‬
‫‪ -١‬ﲢﺪﻳﺪ ﺍﻷﻫﺪﺍﻑ ﺍﻟﻘﺮﻳﺒﺔ ﻭﺍﻟﺒﻌﻴﺪﺓ ﻟﻠﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﺰﻭﺟﻴﺔ ﺍﳉﺪﻳﺪﺓ ﻳﺴﺎﻋﺪﻙ ﻋﻠﻰ ﻭﺿﻊ ﺧﻄﺔ ﻭﺃﺗﺒﺎﻉ ﺃﺳﻠﻮﺏ ﻭﻃﺮﻳﻘﺔ ﻟﻨﺠﺎﺣﻬﺎ ‪.‬‬
‫‪ -٢‬ﻗﻮﻡ ﺣﻴﺎﺗﻚ ﺃﻭ ﹰﻻ ﺑﺄﻭﻝ ﻭﻋﺎﰿ ﺍﳌﺸﻜﻠﺔ ﰲ ﻭﻗﺘﻬﺎ ﻭﻻ ﺗﺒﺪﻋﻬﺎ ﺗﺘﻔﺎﻗﻢ ﻭﺗﻜﱪ ﰲ ﻧﻔﺴﻚ ﺃﻭ ﻧﻔﺲ ﺷﺮﻳﻚ ﺣﻴﺎﺗﻚ ‪.‬‬
‫‪ -٣‬ﻣﺎﺭﺱ ﺃﺳﺎﻟﻴﺐ ﺍﻟﺘﻮﺍﺻﻞ ﺍﻟﻌﻘﻠﻲ ﻭﺍﻟﻌﺎﻃﻔﻲ ﻭﺍﻋﺘﻤﺎﺩ ﺍﳊﻮﺍﺭ ﺃﺳﻠﻮﺑﹰﺎ ﻟﻠﻮﺻﻮﻝ ﺇﱃ ﺍﻻﺗﻔﺎﻕ ‪.‬‬
‫‪ -٤‬ﺗﻌﺮﻑ ﻋﻠﻰ ﺟﻮﺍﻧﺐ ﺍﻻﺧﺘﻼﻑ ﻭﲡﻨﺐ ﺍﳌﻘﺎﺭﻧﺔ ﺑﲔ ﺷﺮﻳﻚ ﺣﻴﺎﺗﻚ ﺍﳊﺎﱄ ﻭﺍﳌﺎﺿﻲ ‪.‬‬
‫ﻧﺘﻤﲎ ﻟﻚ ﺍﺧﺘﻴﺎﺭﹰﺍ ﻣﻮﻓﻘﹰﺎ ﻭﺣﻴﺎﺓ ﺯﻭﺟﻴﺔ ﺳﻌﻴﺪﺓ ‪.‬‬

‫ﻭﺍﷲ ﺍﳌﻮﻓﻖ‬