You are on page 1of 134

‫منتدي الراية‬

‫‪- 55 -‬مجلس الشورى القطري ومجلس المة الكويتي‬


‫خلل السبوعين الماضيين ضرب الحراك الفكري أطنابه ما بين حوار أدللى بله الشليخ اللدكتور‬
‫خالد بن جبر َال ثاني رئيس اللجنة الدائمة للنتخابللات لجريللدة العللرب القطريللة فللي الثللالث مللن‬
‫مارس ‪. .‬‬
‫وما بين الردود على ما قال بلله ‪ . . .‬حيللث عللبر الللدكتور عللن رؤيتلله وحلملله بالنسللبة للمجلللس‬
‫النيابي القادم >< مجلس الشورى المنتخب والمنتظر ><وترتيبا على بعض الجابات التي أراد‬
‫من خللها الدكتور خالد توضيح رؤية اللجنة للبرلمان المنتظللر مقارنللة بمللا يحللدث فللي مجلللس‬
‫المة الكويتي حيث قال‪ :‬إن ما يحدث هناك ليس في مصلحة البلللد حيللث أسللقط البرلمللان خمللس‬
‫حكومات في فترة سنتين أو ثلث ثم أردف بصيغة الجمع قائل‪ :‬نحن ل نريلد مثلل هلذا البرلملان‬
‫بل نريد برلمانا يخدم البلد ويشجع الستقرار ‪ . . .‬وفي عبارة أخرى فللي سللياق الحللوار قللال‪ :‬ل‬
‫نرحب بمجلس يريد الخراب للبلد ‪ . . .‬أو مجلس يؤثر على سير العمل ‪ . . .‬أو ديمقراطيللة ينتللج‬
‫عنها مواطنون يخربون بلدهم! ! وبمثل هذه العبلارات يستشللعر القللارئ أن هنلاك تحلرزًا مللا أو‬
‫رغبة في تحجيم الدور المرتقب للمجلس القادم من حيللث تحديللد دوره وتقييللد مسللاره بالتطللابق‬
‫مع خط الحكومة رأيا وفكرا وعمل ‪. . .‬‬
‫وهنا تفتقد َالية من َاليات الفصل بين السلطات بحيث يكللون التلقللي فللي المصلللحة العامللة الللتي‬
‫لطالما تحتاج للتأني في الرؤية بل وتستوجب المراجعة والمحاسبة لكللون المحاسللبة مللا وجللدت‬
‫إّل تصللويبا لخلللل أو خطللأ يللترتب عليلله الضللرر بالمصلللحة العامللة وإّل لللم تكللن المشللاركة ><‬
‫الشورى >< واجبا شرعيا‪ . . .‬وديمقراطيا بمفهوم عصرنا الحاضر ‪ . . .‬وعليلله فالصللل حسللن‬
‫النية ومن غير المقبول أن يكون البرلمان الوطني هادما أو مخربا إّل في حلال اخلتراقه سياسليا‬
‫أو مخابراتيا ‪ . . .‬بمعنى وجود مللن ل يسللتحق تمثيللل الشللعب ‪ . . .‬فالنظللام السياسللي وإن تمثللل‬
‫بسلطات دستورية منظمة إّل أن القائمين عليها ما هم سوى بشر يصيبون ويخطئون ‪ . . .‬وبمللا‬
‫أن المجلس المرتقب منتخب بما يحقق مشاركة الشعب للحكومللة فللي مسلليرة الللوطن مللن حيللث‬
‫البناء وعلى كل الوجه فل مجال هنا للتشكيك بتلك المشاركة الشعبية قبل أن توجد ‪ . . .‬فمللن ل‬
‫يسعى لخدمة وطنه ل يعد مواطنا ول يليق به مثل هذا المجلس ‪ . . .‬إذا ابتداء لنفترض الصل ‪-‬‬
‫حسن النية ‪ -‬ونؤكد عليه من حيث كون المجلس النيابي بكامل عدده من النللواب مجلللس شللعبي‬
‫وطني غيللور ‪ . . .‬مللع ضلرورة تجنللب التنشللكيك بللأي نللائب فيلله سللواء كللان وصللوله للمجلللس‬
‫بالنتخاب المباشر أو بالتعيين ‪ . . .‬كما أن الشارة للبرلمان الكويتي بأنه معطل لعمللل الحكومللة‬
‫ولتقدم مسيرة التنمية يحتاج منا إلى وقفة‪ . . .‬وليسمح لي الدكتور خالد بالقول إن هللذه الرؤيللة‬
‫تتنافى مع سلطة المجلس التشريعية والممنوحة له وفقلا للدسلتور ‪ . . .‬فمجللس الملة الكويلتي‬
‫يتعرض لحملة تضليل وتشويه تعمل بل هوادة وبتواصل َاخذ في مداه ‪ . . .‬وهذا ما انعكس سلبا‬
‫على الرؤية بالنسبة لنا كمواطني مجلس التعاون‪. . .‬‬
‫والشهادة ل فهناك الغالبية العظمى التي ترى في مجلس المة الكويتي أنموذجا فريللدا ومتميللزا‬
‫على مستوى البرلمانات العربية بل ل يصل مستواه أي برلمان عربي َاخللر‪ ،‬وهللو بحللق مجلللس‬
‫يستحق الشادة‪ . . .‬وتفنيلدا لهللذا القللول نؤكلد أن ملن اختصاصللات السللطة التشلريعية الرقابلة‬
‫والتشريع ‪ . . .‬بل وتعد الرقابة متمثلة بالسؤال والستجواب والتحقيق من مظاهر التعللاون بيللن‬

‫‪1‬‬
‫السلطتين التشريعية والتنفيذية بل من مقتضيات النظللام الدسللتوري ومللن خصائصلله الجوهريللة‬
‫>< وهذا ملا يقللوم علللى أساسله نظلام الحكلم فلي الكللويت فكيلف نسللتنكر ملن المجلللس عمليلة‬
‫الستجواب أو المسللاءلة ونتغاضللى علن علزوف السللطة التنفيذيلة لمقتضلليات الدسلتور ! ‪. . .‬‬
‫وعليه يتبين أن ما يقوم به مجلس المة ل يعد هدما ول تعطيل لمسيرة التنمية بل ملن الواضللح‬
‫أن السلطة التنفيذيللة عللاجزة عللن اليفللاء بالتزاماتهللا الدسللتورية مللن حيللث القبللول بالمسللاءلة‬
‫والستجواب وفقا لضوابطه التي حددتها المحكمة الدسللتورية فهنللاك حقللوق وواجبللات متبادلللة‬
‫تصب في تلقيها لمصلحة الوطن والمواطن ‪ ،‬لذا يعد التنصل من قبلول السلتجواب نقيصلة فلي‬
‫عمل هذا الوزير أوذاك ولم يكن حل المجلس هو الحللل المثللل خلل تلللك السللنوات بللل كللان مللن‬
‫الولى التزام وخضوع الوزراء للستجواب لكلونه مطللب دسلتوري ويعلد ملن أكلبر مظلاهر ملا‬
‫للسلطة التشريعية من رقابة عللى السللطة التنفيذيلة ‪ ،‬وفيله عملل للصلالح العلام ومنلع لتفشلي‬
‫الفساد وما يترتب عليه من ضرر ينعكس على أمن الوطن واقتصاده بل وعلى المجتمع بللأفراده‬
‫وقيمه ومبادئه‪ . . .‬وربما يكون لتطرق الدكتور خالد لهذه الشكالية الدستورية مللا بيللن مجلللس‬
‫المللة الكويللتي والحكومللة ><السلللطة التنفيذيللة<< مللا يشللير إلللى أن السللتجوابات المتمثلللة‬
‫بالمحاسبة على التقصير وهي من خصللائص السلللطة التشللريعية ربمللا تكللون غيللر مرغوبللة أو‬
‫لليللات الدسللتورية الللتي‬
‫على أقل تقدير منتقصة في مجلس الشورى القطري وفي ذلللك تعطيللل ل َ‬
‫عملت على الفصل ما بين السلطات وفقا للتعاون فيما بينهم‪ . . .‬لذا من المللأمول أل تنحللرف أي‬
‫سلطة عن مسارها مما يعمل على تعطيل العمل لي من هللذه السلللطات‪ . . .‬فللأن يرفللض الللوزير‬
‫الستجواب عندما يكون خاضعا لضوابطه فهنا التعطيل نابع من التنفيذية ل التشريعية ولبد من‬
‫تحديد من يعمل على تأخير حراك التنمية وفقا لضوابط العملية الديمقراطية‪.‬‬
‫ولذا ترتب على اللبس في الربط ما بين مجلس المة الكويتي ومجلسللنا المنتظللر ببعللض الجمللل‬
‫التي تخوفت من الهدم وتعطيل المسار التنموي تلك التساؤلت المحقة في تخوفها وكان للكللاتب‬
‫‪ -‬فيصل محمد المرزوقي ‪ -‬الفضل في إثارة النقاش حول هذا الطلرح القيللم فلي دللتلله وإشللارته‬
‫بتساؤلت تحمل تطلعات المواطن القطري لمجلسه المأمول في مقللاله المنشللور بجريللدة الللوطن‬
‫في التاسع من مارس ‪ . . .‬حيث تساءل بدوره مستفهما عن ماهية مغزى بعض الجمل التي بنى‬
‫عليها الدكتور تخللوفه مملا يتسللبب بله المجللس مسللتقبل‪ . . .‬وحقيقللة اسللتطاع كلل ملن الشلليخ‬
‫الدكتور خالد والكاتب فيصل أن يمثل نواة للمجلس الذي نتمناه مللن حيللث النقللاش الموضللوعي‬
‫وطرح الرأي وتقبل الرأي اَلخر ‪ ،‬واكتمللل هلذا الطلرح بملا دار حللوله ملن َاراء شللكلت للنقلاش‬
‫قيمة مضافة‪ ،‬حيث كان التعقيب من الدكتور عبر برنامج ‪ -‬وطني الحبيب صباح الخير ‪ -‬وكللذلك‬
‫توضيح بجريدة الوطن فللي الحللادي عشللر مللن مللارس ‪ ،‬ومللا تبعلله مللن نقللاش مسللتفيض علللى‬
‫المنتديات مما يدلل على وعي شريحة ل يستهان بها بالدور المنشود للمجلللس والللذي لبللد وأن‬
‫يكون رقيبا نزيها ومحاسبا جريئا وأل يقتصر دوره على طأطأة وممالة للسلطة التنفيذية بحجللة‬
‫البناء ففي مثل هذا الحال ينطبق علينا المثل القائل ‪ -‬كأنك يابوزيد ماغزيت ‪ -‬فالبناء لبد له مللن‬
‫أدوات وَاليات ووسائل تخدمها تشريعات تحفللظ حللق الللوطن ومللواطنيه حكومللة وشللعبا سياسللة‬
‫واقتصادا ‪ . . .‬مع ضرورة الوعي بقيمة الستجواب والمساءلة حيث انهما أدوات رقابيللة تعتللبر‬
‫حقا لبد من حمايته وفقا لضوابط تخدم العملية الديمقراطية بحيث ل يتهرب وزير من المساءلة‬
‫أو الستجواب إذا ما كان خاضللعا للشللروط والضللوابط المعمللول بهللا دسللتوريا بمعنللى أل يكللون‬

‫‪2‬‬
‫للسلطة التنفيذية الحق بالتهرب من مظاهر الديمقراطية الحقة وإّل من الصل ل داعللي لمجلللس‬
‫شكلي معلق على واجهة الوطن ‪ . . .‬فالصورة حينئذ تكون مفضوحة كما نللرى فللي بعللض البلد‬
‫والتي ل يمكن أن تكون قدوة لنا ‪ -‬هذا ما نتمناه‪ . . .‬وليوفق ال الجميللع حكومللة وشلعبا لخدملة‬
‫وطننا الغالي قطر ‪.‬‬

‫*******************************************************‬

‫منتدي الراية‬
‫‪- 56 -‬دارفور يا جماعة‬
‫كثير منا ليعرف عن مشكلة دارفور سوى أخبار متفرقة فتارة هناك مجاعة وتللارة هنللاك حللرب‬
‫ونجد أن العلم ينقل أخبار المجاعات ثم يتناساها ‪ . . .‬وهكللذا حللتى تللدور دائرة المجاعللة مللرة‬
‫اخللرى ‪ ،‬ومللا إن تنتهللي المشللكلة حللتى تعللود ‪ . . .‬نعللم دارفللور منطقللة منكوبللة فمنللذ مجاعللات‬
‫‪1992 -1985 -1973‬م تحولت مناطق شللمال ووسللط دارفللور إلللى منللاطق صللحراوية وشللبه‬
‫صحراوية مما يعني تدهورا في الوضاع القتصادية والمعيشية للسكان خاصة وهم فللي الغللالب‬
‫من يعتمد على الرعي والزراعة ‪ ،‬أضف لذلك الصلراعات القليميلة ملن حلولهم ورواج تهريلب‬
‫السلحة وتنامي هجرة القبائل التشادية إلى القليم مما أدى إلى تفاقم الحاجللة والفقللر الللذي أدى‬
‫بدوره تزامنا مع عوامل الصراع القليمي والقبلي إلى بروز ظاهرة النهب والسطو فللزاد الطيللن‬
‫بلة هذا الوضع المني المتلدهور ‪ ،‬وحللتى نكلون عللى بينللة فلإقليم دارفللور يعلادل فلي مسلاحته‬
‫مساحة ثلث دول أوروبية هي ‪ -‬فرنسا ‪ -‬هولندا ‪ -‬والبرتغال ‪ -‬ويبلغ عدد سكان القليم أكثر من‬
‫ستة مليين متنوعي العراق وكان مما يميز هذا القليم التجانس والتعايش السلمي بيلن قبلائله‬
‫ولكن في ظل تلك العوامل المذكورة َانفا بالضافة لنفللوس مريضللة عملللت علللى النجللاة بنفسللها‬
‫على حساب مصالح اَلخرين تسربت المياه إلى السللفينة حيللث عمللت الفوضللى وتأجللج الصللراع‬
‫فيما بين القبائل الفريقية والعربية وتفاقمت الوضاع باسلتعانة الحكوملة فلي دفلن الفتنلة عللى‬
‫قبائل دون أخرى مما أفقدها التوازن في تسلليير دفللة هللذه السللفينة فحللدثت الخفاقللات وتللدخلت‬
‫قوى النسانية العرجاء ‪ ،‬ومملا لشلك فيله أن النسلان فلي دارفلور يسلتحق الحمايلة والنصلرة‬
‫وكان من الولى أن تتداعى الدول العربية والسلمية لنصرة هؤلء ولكن ‪ . . .‬وحقا لنعلللم لمللا‬
‫يتقيد العرب في حل إشكالياتهم مفسحين الفرصة للغريب للتدخل باسللم النسللانية الللتي لللم نرهللا‬
‫في أفغانستان ول فلي العلراق وَاخرهلا فلي غلزة فللم يتحلرك مجللس الملن لرفلع دعلوى عللى‬
‫مجرمي الحروب في تلك الدول المنكوبة باسم مكافحة الرهاب بل أوجد لهم الذرائع ‪ . . .‬ولكنلله‬
‫مدفوع بإنسانية ساسة أمريكا وأوربا تكّرم مشللكورا ! برفللع دعللوى ضلّد البشللير فللي ‪ 31‬مللايو‬
‫‪ 2005‬إثر اعتماد القرار ‪ 1523‬بناء عللى الفصلل السلابع ملن ميثلاق الملم المتحلدة والمتعللق‬
‫ضلللد العلللرب‬
‫بالتهديلللد للسللللم والملللن اللللدوليين ‪ -‬هلللذا البنلللد السلللابع بنلللد مللللزم لُيفعلللل إّل ّ‬
‫والمسلمين ‪ . . .‬أما مشعل حللرائق العللالم المعتللوه بللوش ومللن قبللله المتعفللن شللارون وغيرهللم‬
‫وأخيرا وليس بَاخر بيريز وأولمرت وليفني وبارك ‪ ،‬والنتن قادم على الطريق كفانا ال شره فقد‬

‫‪3‬‬
‫أعطاهم ذات المجلس حصانة ضّد هذا البند ! ‪ . . .‬والُعقد تتزايد مهما تمت محاولة حلحلتها فللي‬
‫سبيل تجريم عتاة الطغاة في العالم برفللع الللدعوى ضلّدهم ‪ . . .‬ليتجللدد الظهورعللبر وسللائط هللم‬
‫صانعوها ليجرمللوا مللن خللهللا فلنللا وعلنللا حسللب أهللوائهم ومصللالحهم ‪ . . .‬حيللث لمصللالح‬
‫للشعوب في زرع الفتن وزعزعة الوطان والعمل على تفكيك الدول ‪ . . .‬ولللذا فللالتلعب بأزمللة‬
‫دارفور وعلى حساب ابنائها لم ينفك منذ تداعت المنظمات لنصرتهم فل الهياكل العظمية اكتست‬
‫لحما ول النفوس عرفت أمنا حيث طبق عليهم المثل القائل ‪ -‬حاميها حراميها ‪ -‬وكل يبحللث عللن‬
‫مصلحته وسط جموع جائعة هائمة مشردة ‪ . . .‬لقد شوهت السياسة عمللل المنظمللات النسللانية‬
‫فظهرت كمن يطعم الجائع اللقمة في ذات الوقت الذي يدس فيه السم ‪ ،‬وربمللا تكللون قضللية ><‬
‫لرش دي زوي >< التي تم فيهلا وقللف تهريللب أكلثر ملن ملائة طفللل واللتي أحبطللت فلي تشلاد‬
‫بفضيحة لدعاة الغاثة والنسانية شاهد ماثل غير بعيد ‪. . .‬‬
‫أضف إلى ذلك أن حماة النسانية هم في ذات الوقت دعاة للفرقة والتشرذم حيث ترتفع أصللوات‬
‫نشاز تتصارع وصول للحكم على حساب أمن وسلمة شعب دارفلور وليلس ببعيلد عنلا تصلريح‬
‫المدعو ‪ -‬عبدالواحد محمد نور ‪ -‬إبان اجتماع المصالحة في الدوحللة وبتبجلح ملن بلاريس اللتي‬
‫يحتمي فيها أنه عندما يتسلم الحكم في السودان سيفتتح سفارة لسللرائيل وكللأن فللي هللذا المللر‬
‫مفتاح الحل لنقاذ دارفور ! ! ! ولربما يكون قاتلو أطفال غزة هم حماة أبناء دارفور ومنقللذوهم‬
‫من الجوع والتشرد فياسبحان ال‪ . .‬واليوم هي ذات المشكلة التي جلبت للعرب وضعا مأسللاويا‬
‫جديدا حيث قرار الجنائية الدولية بتوقيف البشير ‪ -‬لإله إّل ال ‪ -‬لقد تللألم المللدعي العللام لوضللع‬
‫الدارفوريين ‪ ،‬واستجاب لدعوى مجلس المن وفتح تحقيقا في القضية في يونيللو ‪. . . 2005‬‬
‫ضللد البشللير ‪ . . .‬ويبللدو أن المللدعي العللام مورينللو‬‫وصللول لصللدار مللذكرة التوقيللف الخيللرة ّ‬
‫أوكامبو قد أصدر الدعوى معتمدا على ماقال به قوى التمرد ‪ . . .‬حيث يشهد إقليم دارفور حربللا‬
‫أهلية طاحنة وبحال من التواصل منذ ‪ 2003‬مما أوقع ‪ 300‬ألف قتيل عدا تشريد المليين وتلللك‬
‫الرقام إن صدقت فهي حقا مرعبة وتتوجب التدخل ‪ . . .‬إلّ أنله ملن النصلاف القلول أن التملرد‬
‫عندما يحدث في أي دولة فإنها لبد وأن تتصدى له حتى ليتفاقم على حساب البرياء ولكن هي‬
‫كيفية التصدي التي تحدد الخلص من عدمه ‪ . . .‬أضف إلللى ذلللك التللدخلت الخارجيللة ودورهللا‬
‫في تأجيج نيران الصراع بل تعد مشاركة في المأساة وتتحمل جزء ًا من العقوبة ‪ . . .‬إلّ أنه فلي‬
‫زمن قضاء الجلدين لنأمل عدل‪ . . .‬وبمقارنة بسيطة تدلل علللى فشللل الجنائيللة بينمللا هللي فللي‬
‫بداية مسارها نجد أن الرئيس بوش شلن حربلا ملدمرة عللى أفغانسلتان ردا عللى تفجيلر أبلراج‬
‫منهاتن رغم قصور الدلة وبراءة شعب أفغانسللتان منهللا ‪ . . .‬وطللال الللدمار العللراق بنللاء علللى‬
‫فرضية كاذبة ظالمة ولم تسلم ديار العرب والمسلمين حتى اليللوم مللن أسلللحة الللدمار المريكيللة‬
‫ومامن مدع عام ُينصف أو مجلس أمن يتحرك فاي مصللداقية تلللك الللتي يطللالبون فيهللا بتوقيللف‬
‫البشير ! أل يخجلون أم هو غرور القوة ‪ . . .‬ولكن هي القوة ذاتها لللن تللدوم لحللد ‪ . . .‬وهللاهي‬
‫دول الغللرب وقللد اسللتيقظت متوجعللة تئن تحللت وطللأة الزمللة الماليللة الللتي نتجللت عللن سياسللة‬
‫اقتصادية موغلة في الفساد كما هلي السياسلة العسللكرية وملا تللك الزمللة سللوى مرحللة بينملا‬
‫المرحلة اللحقة هي الغلبة على قلوى الفسلاد علاجل أم َاجل ‪ ،‬ولنشلك فلي ذللك فخللالق الكللون‬
‫ومدبره هو الدال بقوله ) إن الذين كفروا ينفقون أموالهم ليصدوا عن سبيل ال فسللينفقونها ثللم‬
‫تكون عليهم حسرة ثم يغلبون ‪ ( . . .‬النفال إذا مانراه اليوم من سياسة تعتمد على فسللاد وصللد‬

‫‪4‬‬
‫عن الهلدى لبلد للله ملن نهايللة تتلأتى عللى ثلث مراحلل ‪ -‬إنفلاق المللال فلي غيلر وجلوه الحللق‬
‫)فسينفقونها(‪.‬‬
‫‪ -‬خسارة المال والتحسر عليه )تكون عليهم حسرة(‪.‬‬
‫‪ -‬الغلبة كخاتمة للفساد بإذن ال )ثم يغلبون(‪.‬‬
‫فمن يعتبر يا أولي اللبلاب حفاظلا عللى حيلاة البشلرية عللى وجله هلذه الرض ‪ . . .‬فلالخير لله‬
‫وجوه بينة واضحة لتحتمل تشكك أوالتباس ‪. . .‬‬
‫وربما مذكرة توقيف الرئيس السوداني تثير في الشلعب العربلي شلجونا وشلجونا ‪ ،‬فبعلد إعلدام‬
‫رئيس العراق في يوم عيد المسلمين ها هي مذكرة التوقيف ضد رئيس َاخر وربمللا الحبللل علللى‬
‫الجرار فقد غدا العرب والمسلمون أشبه بالجدار الواطي الذي يعلوه المتجبرون حيللث ل احللترام‬
‫لشعب ول وفاء لصديق عمل على خدمتهم ضد شعبه فكيف إذا لللم يخللدمهم بللل ووقللف متصللديا‬
‫رافضا للملءات والنصائح‪.‬‬
‫مشاعر متصادمة ومتناقضة تواجهنا كشعوب فحكم أوباما الداعي إلى علقات تبنى على أسللس‬
‫من الحترام المتبادل والمصالح المشتركة يبتللدئ بمواصلللة عللدم الحللترام مللع اختلف الدوات‬
‫ليس إّل ‪ . . .‬فالقوى الناعمة تضرب من تحللت الحللزام وباسللم العدالللة والنسللانية ولكللن حسللب‬
‫مصللالح أحاديللة لتخللدم دول العللرب ولشللعوبها بللل بمعانللاتهم تسللتثمر مشللاريعها وتتللابع‬
‫استراتيجيات بعيللدة المللدى لتتغيللر بتغيللر الرئيللس إّل مللن الناحيللة التكتيكيللة فقللط ‪ . . .‬بللل هلي‬
‫تستكثر على البشلير ردة الفعلل بطلرد منظملات الغاثلة اللتي اتهمهلا بالتعلاون المخلابراتي ذي‬
‫الطابع التجسسي‪.‬‬
‫حقيقة ل أعلم لم لنلر منظملات وجمعيلات إغاثلة عربيلة إسللمية تعملل بصلورة متواصللة فلي‬
‫دارفور خاصة ونحن أمام رد فعل حكومة الخرطوم بطرد منظمات القللوى الناعمللة والللتي تعمللل‬
‫على مد المعونة بيد بينما اليد الخلرى موجهلة للظهلر بخنجلر مسلموم ‪ ،‬نعلم منظملات الغاثلة‬
‫الممية مخترقة وإن ضمت شرفاء بنوايا حسنة ‪ . . .‬ولنعلم كم من الزمن الذي تحتاجه لتكللوين‬
‫صورة صادقة بعيدة عن الختراق السياسي ‪ . . .‬والهم متى تكف يد الغرب عنا ضرر منظماتها‬
‫ولتتدخل في عمل منظمات الغاثة السلمية المدنية وهي حقا كفيلللة بإنقللاذ جللوعى ومشللردي‬
‫دارفور‪ .‬فقط كفوا أيديكم وارفعوا حصانتكم عن قوى التمرد الداعين للتفكك بدل من التوحللد فللي‬
‫زمن يؤكل به الضعفاء والصغار وإن تم الربت على أكتافهم لحين معين‪.‬‬

‫********************************************************‬
‫*********‬

‫منتدي الراية‬
‫‪ - 57 -‬من جديد ملتقى »أمريكا والعالم السلمي«‬
‫تحت شعار تحديات جديدة –ينعقد‪ -‬ملتقى أمريكا والعالم السلمي دورتلله السادسللة منطلقللا مللن‬
‫الدوحةفي‪ -‬عاصللمة قطللر والللتي رعللت جلسللاته الولللى منللذ عللام ‪2004‬م بالتعللاون مللع مركللز‬
‫بروكينغز ومن خلل مركز سابان لدراسللات الشللرق الوسللط والللذي يللديره مللارتن أنللديك وهللو‬
‫يهودي أمريكي وشغل منصب مساعد وزيلر الخارجيلة المريكيللة لشللؤون الشلرق الوسللط ><‬

‫‪5‬‬
‫‪ <<- 99 97‬كما شغل منصب سفير أمريكا في الكيان الصهيوني لفترتين متتاليتين إنتهللت فللي‬
‫عام ‪- 2001 -‬ويشغل حاليا منصب مدير مركز سابان التابع لمعهد بروكينغز والللذي اسللس فللي‬
‫‪ 2002 ^5 ^13‬وسمي باسم المتبرع الساسي لنشائه وهو رجل العمال اليهودي المريكي‬
‫حاييم سابان ‪– . . .-‬والحوار كمجادلة بالحسللنى مطلللب إنسللاني قبللل أن يكللون عقللائدي فالعللالم‬
‫يحتاج بحق للحوار خاصة فيما بين المتخاصلمين ولكلن ملا للم يحكلم هلذا الحلوار فكلر مسلتنير‬
‫حيادي لتغيب عنه حقائق التاريخ مع استقراء وقائع الحاضر فلن نسللتطيع أن نصللل إلللى كلمللة‬
‫سواء تحكم العلقة فيما بين المتحاورين في مثل هذه المنتديات ‪. . .‬‬
‫وفي حوار صحفي نشر بجريدة [ بالمس قال السيد هادي عمرو مدير مركز الدوحللة بروكينغللز‬
‫أنه فيما إذا أردنا تغييرا في نهللج الدارة المريكيللة علينللا كعللالم إسلللمي عربللي ان نعمللل علللى‬
‫تعزيز العلقات الدبلوماسية والشخصية ليس مع صناع القرار فلي تللك الدارة ولكلن ملع أولئك‬
‫الذين يحملون تأثيرا على صناع القرار وتللوجيه السياسللة الخارجيللة‪ . . .‬وفللي معللرض الحللديث‬
‫ذكر بأن العلقة مع قيادات الصف الثاني أو الثالث تكون نتائجها افضل ‪ . . .‬مستطردا بان هنللاك‬
‫مليوني شخص يعملون في الدارة المريكية ولكن الذين يؤثرون على صناعة القللرار والتللوجه‬
‫السياسي ليزيد عددهم على اللف وهؤلء هللم مللن أعنللي ضللرورة تعزيللز العلقللات الشخصللية‬
‫معهم‪. . .‬‬
‫وربما نجد في هذا الحديث مصداقية كبيرة حيث ثبت أن العلقة القوية عللى المسللتوى الرسللمي‬
‫مابين الدارة المريكية السابقة وقيادات العرب لم تثمر خيرا حيث إن صناع القرار بعيدون عللن‬
‫الفكر العربي السلمي بما يحمل من رؤى وتطلعللات‪ . . .‬فللإذا مللا نظرنللا إلللى العلقللة فيمللا بيللن‬
‫الشعوب نجدها سائرة نحو التصالح والتفاهم إذا ما توضللحت الرؤيلة‪ . . .‬ولكللن هلي السياسللات‬
‫الرسمية التي تعمل على زرع الشللكوك والتوجسللات مللن خلل وسللائل عللدة علللى رأسللها إعلم‬
‫يفتقد للحياد ويعمد للتضليل على مستوى القاعدة الشعبية العامة وفي هذا تأثير سلبي لما يتطلع‬
‫له الشعوب من خلل عقللد مثلل تلللك المنتلديات بللل ويستشلعر ملن خللهلا بللان هنلاك اسللتخفافًا‬
‫بمشاعره وحريته وتبسيطًا لقضاياه بل وتمويها متعمدًا للحقائق بالضافة لتأليب القوى العالمية‬
‫عليه بالترغيب والترهيب وهذا مما يولد الحباط والتشكك من فعالية مثللل هللذه المنتللديات الللتي‬
‫إنما اعتمدت بقرار سياسي ووضعت لها ميزانيللات ضللخمة أمل فللي تلقللي المعللارف وتصللحيح‬
‫المفللاهيم ونقللل الللرؤى وتوضلليح القضللايا الشللائكة علللى أسللس سللليمة تمهللد للتعللارف الحللق‬
‫والتعاون المثمر بعيدا عن سياسة القوة وفرض المر الواقع ‪. . .‬‬
‫ومما لشك فيه ان الشعوب تنشد الحريللة والمللن والسلليادة دون وصللاية مللن أحللد فهللل للعللرب‬
‫والمسلمين حق في ذلك ‪ . . .‬وقد سبق لميللر قطلر سلمو الشليخ حملد بللن خليفلة َال ثللاني وفللي‬
‫افتتاحيللة المنتللدى لعللام ‪ 2004 -‬التأكيللد‪ -‬علللى ) أن الحللوار الللدائم والصللريح علللى مختلللف‬
‫المستويات السياسية والثقافية والكاديمية هي السبيل لتوطيد صداقتنا على أسس ملن الشللراكة‬
‫والحللترام والتفللاهم المتبللادل الللتي يجللب تكريسللها كمبللادئ للتعامللل بيللن الللدول والشللعوب‬
‫كافة ‪ ( . . .‬واليوم يؤكد الرئيس المريكي أوباما في حفل تنصيبه في يناير الماضللي ‪- 2009 -‬‬
‫على مثل ذلك قائل إن العلقة لبللد أن تكللون محكومللة بالمصللالح المشللتركة والحللترام‪ . . .‬إذن‬
‫التحدي أمام المنادي بلالتغيير فلالعرب لطالملا رفعلوا شلعار الشلراكة وفقلا للمصلالح والحلترام‬
‫المتبادل‪ ،‬فكانت المواجهة بالحديد والنار وصول لمحرقة القرن في غللزة فلسللطين العربيللة ولللم‬

‫‪6‬‬
‫تكن أمريكا بمنأى عن هذه المحرقة فالسلح المستخدم في غللالبيته صللناعة أمريكيللة والتواطللؤ‬
‫مع بني إسرائيل لم يكن خفيا بل ظاهرا معلنا‪ . . .‬وربما تكللون هنلاك علدة مشلاكل عالقللة مللابين‬
‫أمريكا والعالم السلمي إّل أن القضية الفلسلطينية هلي أم القضلايا وبلدون حللل مشللكلة الشللعب‬
‫الفلسطيني باسترجاع حقه في وطنه فللن نصللل لمللا نبتغيلله مللن تعللاون محللاط بللالمن والرخللاء‬
‫فالعالم السلمي يجد نفسه مضطرا لرد الفعل من حيث مواجهته بعدوان يليه عدوان ونبع دماء‬
‫ل ينضب دون حياء من هذا المجتمع الدولي الذي تقوده أمريكا فإن أتى أوباما بسياسللة التغييللر‬
‫باستخدام سياسة القوة الناعمة ليستكمل بها سياسة القللوة الخشللنة المتوحشلة لملن سللبقه فللن‬
‫تحل الشكالية فالضرورة تحتم النظر للعالم السلمي بعين منصفة وكمللا أكللد علللى ذلللك رئيللس‬
‫مجلس الوزراء وزيللر الخارجيللة القطللري فللي ذات المنتللدى عللام >< بضللرورة اللللتزام بشللكل‬
‫صادق بما تمليلله أحكللام ميثللاق المللم المتحللدة‪ ،‬والقللانون الللدولي النسللاني‪ ،‬والعلن العللالمي‬
‫لحقوق النسان‪ ،‬ومواثيق حقوق النسان الخرى ومن أبرزهللا المواثيللق الللتي تخللص الحقللوق‬
‫السياسللية والثقافيللة والدينيللة والجتماعيللة والقتصللادية‪ ،‬وبعبللارة وجيللزة أن نعطللي للطبيعللة‬
‫المتعددة الطراف للعلقات الدولية ما تستحقه من احترام لكي تسوده قللوة القللانون وليللس قللوة‬
‫السياسة<<‪.‬‬
‫كلمات قليلة ولكنها تصللور الحللل للمشللهد التصللادمي مللابين أمريكللا والعللالم السلللمي ‪ ،‬وعلللى‬
‫المشاركين المريكيين في هذا المنتدى أن يعوا بأن الشعب العربي ومللن ثللم السلللمي بلللغ مللن‬
‫الوعي ما يؤهله لمتابعة الصورة كاملة وعليه فمنطق قوة السياسة ناعمة كانت أو خشنة ما لللم‬
‫تحترمه وتعي قضاياه فلن تسلتطيع أن تغيلر ملن النظلرة السلوداوية لنوايلا السياسلة المريكيلة‬
‫والتي لن تضر به وحده بل بالشعب المريكي الذي يلدفع ضلريبة حلروب هلو أول ملن يرفضلها‬
‫فيما لو توضحت له الصورة القاتمة للحقيقة المغيبة‪. . .‬‬
‫وربما نلحظ سوء النية في منتدى هذا العللام فيمللا يتعللق بالقضلية الفلسلطينية حيللث يغيللب فكلر‬
‫المقاومة التي تلهج باسمها الشعوب عربية وإسلمية بينما يحضر السيد صللائب عريقللات كللبير‬
‫المفاوضين الفلسطينيين كمتحدث كملا يشلارك السليد زيلاد أبلو عملرو رئيلس مجللس العلقلات‬
‫الخارجية في رئاسة السلطة الفلسطينية فيما يخص جلسة النقاش حول القضية الفلسطينية‪. . .‬‬
‫وفي مثل هذا التغييب عدم احترام للشعب وتوجهاته ورؤاه حول الللدفاع عللن حقللوقه ومواصلللة‬
‫اتهام المقاومة بالرهاب بينما إرهاب الدولة يعد دفاعا أوحربللا وقائيللة ليلس إّل‪ . . .‬منطللق قللوة‬
‫مخز ومرفوض ول يبنى على أساسه حوار منتج ونؤكلد عللى ملا قلال بلله سلمو أميلر قطلر فلي‬
‫مؤتمر الدوحة حول العلقات المريكية مع العالمين العربي والسلللمي عللام ‪2002‬م حيللث قللال‬
‫><أكدنا في الوقت نفسه و لنزال على ضرورة التمييز بين الرهاب بكل صوره وأشكاله وبيللن‬
‫الحق المشروع للشعوب في الدفاع عن نفسللها وتحريللر أراضلليها والكفللاح مللن أجللل اسللترجاع‬
‫حقوقها‪.<> . . .‬‬
‫أفل يحترم هذا المنتدى رؤية الدولة الحاضنة له ويدعو من ضللمن ضلليوفه مللن يمثللل الشللعوب‬
‫حقيقة بالنسبة للقضايا المصيرية والمفكللرون كللثر فالمللة تزخللر بهللم وتفتخللر ‪ . . .‬أمللا تللوجيه‬
‫الرأي العام من خلل جوقة المطبلين والمطأطئين فهنا يكون عدم الحترام الذي ننشللده ونسللعى‬
‫إليه خاصة وإن من تعاليم ديننا السلمي التعارف والتعاون على إعمار الرض بما ينفع البشر‪.‬‬
‫‪ . .‬فهل من ينظر في رؤية الشعوب‪ ،‬وكما قال بذلك الستاذ فيدريكو مايور ><عضو المجموعة‬

‫‪7‬‬
‫رفيعة‪ -‬المستوى لتحالف الحضارات والمدير السابق لمنظمة اليونسكو >< ‪<> 1999 -1987‬‬
‫مؤكدا على أن وقت الشعوب قد حان ‪. . .‬‬
‫فهل من يعتبر ليكون التغيير منطلقا بمنطق القانون‪ . . .‬وخلصة القول إن مثللل هللذه الحللوارات‬
‫إن لم يكن لها نتائج على أرض الواقع فهي ل تمثللل سللوى مضلليعة للللوقت بينمللا القللوة تفللرض‬
‫نتائجها على الشعوب بواقع مغللاير لتطلعاتهللا فللي الحريللة والمللن والتعللايش بمنطللق المصللالح‬
‫المشتركة والحترام المتبادل والذي نسمع به ولم نره حتى اليوم فمازال منطللق القللوة الضللاربة‬
‫يتلعب بالمصائر ولن تجدي حوارات بل نوايا حسنة مما يشكل الدافع لهذه الشللعوب لمواجهللة‬
‫القوة بمثلها ولكل فعل رد فعل مساو له في المقدار ومضاد له في التجاه‪ . . .‬فمللتى ينعللم العللالم‬
‫كل العالم بالعدل والمساواة بعيدا عن المكر ومضيعة الللوقت وهللدر المللال بينمللا الللدماء مللازالت‬
‫تسيل والشلء تتناثر واللم يتزايد وما من راع نزيه‬

‫********************************************************‬
‫********‬

‫منتدي الراية‬
‫‪ - 58 -‬القوة الناعمة والونروا مثال‬
‫يتردد مصطلح القوة الناعمة كمدخل لتحقيق أهداف الستراتيجيات الدولية حيث تحل تلك القوى‬
‫الناعمة عبر توظيف الدوات اللزمة من ثقافية ودينية وفكرية ومللا إلللى ذلللك فللي التللأثير علللى‬
‫المنظومللة الدوليللة بحيللث تتحقللق الهللداف عللن طريللق الجللذب والللترغيب بللدل مللن العللدوان‬
‫والترهيب‪ . . .‬ويردد المفكرون ذلللك المصللطلح كمنهللاج لهللذه الدولللة أو تلللك ويبللدو هللذا اللفللظ‬
‫كمصللطلح لغللوي جديللد نسللبيا إّل أنلله علللى الجللانب التطللبيقي يعتللبر قللديما وأثبللت فعاليللة ل‬
‫محدودة ‪. . .‬‬
‫من جانب اللفظ المستجد ><القوة الناعمللة<< فقللد طرحلله ><جوزيللف نللاي<< أسللتاذ وعميللد‬
‫العلوم السياسية في جامعللة هارفللارد ورئيللس السللتخبارات الللوطني المريكللي ومسللاعد وزيللر‬
‫الدفاع في عهد إدارة بيل كلينتون‪ . . .‬جوزيف ناي يجد بأن القوة العسكرية والقتصادية بمعنللى‬
‫><القوة القاسية أو الخشنة<< لم تعد كافية في الهيمنة والسلليطرة لللذا دعللا الوليللات المتحللدة‬
‫إلى استخدام القوة الناعمة فللي الترويللج والللترغيب لفكارهللا وسياسللاتها‪ . . .‬ويبللدو أن أوبامللا‬
‫عندما أخذ برفع شعار التغيير إنما عمد إلى تحقيق الهداف المنشللودة ارتكللازا علللى هللذه القللوة‬
‫الناعمة كأساس بينما القوة العسكرية والقتصادية ستظل رافدا لهذه السياسة الجديدة‪. . .‬‬
‫منطلقا من تلك المقدمة البسيطة نتطلع إلى وطننا العربللي واللذي يعلد مطمعلا لقللوى عديلدة لمللا‬
‫يتوافر له من إمكانيات وموارد فتارة نهاجم بقوى عسكرية قلاهرة ملدمرة وتلارة نهلادن بطلرق‬
‫ملتوية ظاهرها عدل ومساواة وعمار وباطنها ظلم وتفرقة وخللراب ويختلللط المللر علللى العامللة‬
‫البسطاء بل وعلى الجهال من الرؤساء وعندما يكون التعامل علللى جهللل وعللدم بينللة بالهللداف‬
‫البعيدة والمطامع الكامنة تمرر تلك القوة الناعمة بسلسة مطوعلة لي قلوى مواجهلة لهلا ‪. . .‬‬
‫وهكذا طلوعت الوسلائل المسلتخدمة فملن مؤسسلات تعليميلة وعلجيلة وتبشليرية إللى وسلائل‬

‫‪8‬‬
‫التقنية الحديثة كوسائل العلم المرئية منها والمسموعة والمقروءة وعلللى كللل التجاهللات‪. . .‬‬
‫وبلدت محلاولت ذاك الحملق اللذي حكلم أمريكلا لثملاني سلنوات باسلتخدام القلوتين ‪ -‬الناعملة‬
‫والقاسية‪ -‬كوسيلة لتسريع النتائج وربما نتذكر نغمة الديمقراطية التي بشر بها العراق كمنطلللق‬
‫لتعميمها في المنطقة وتعللالت النغمللات بللإملءات ظللاهرة وخفيللة حللتى تسللارع الجمللع لتشللجيع‬
‫النخللب السياسللية والفكريللة فللي اتخللاذ الديمقراطيللة منهاجللا للصلللح ومللع حللدة دوران اَللللة‬
‫العسكرية الطاحنة بما حملت من ظلم وترويع إلى نشوء حملللة مضللادة مللن الرفللض والمقاومللة‬
‫تشللكلت القللوى الشللعبية الرافضللة لسياسللة السللتحواذ علللى مقللدرات الشللعوب بللالقوة فللأثمرت‬
‫الديمقراطية التي دعا لها بوش َامل بوصول الموالين لهزيمللة منكللرة حيللث كللانت الغلبللة لللرأي‬
‫الشللعب ‪ -‬وفللوز حركللة حمللاس فللي فلسللطين مثللال متجليللا ‪ -‬وهللذه هللي الديمقراطيللة الشللعبية‬
‫المنشودة فتبدت حينئذ الرؤية العدوانية وتنحت تلك القوة الناعمة جانبا وتراجع من سللارع فللي‬
‫هذا النهج على مستوى القيادات بل وتم النقلب على رؤى المفكرين ومن استبشر مللن العامللة‬
‫وبقيت السلطات الدكتاتوريلة هلي المقربلة للدى بلوش لكونهلا تتملاهى ملع برنلامجه ومخططله‬
‫الرامي للسيطرة والتأثير المباشر بالقوة العسكرية والقتصادية وهكذا كان‪. . .‬‬
‫وبالنظر لما تبدى من نتائج معركة الفرقان في غزة نجد نماذج لتلك القوى الناعمة في ظاهرهللا‬
‫بللل ولربمللا الكللثير مللن العللاملين فيهللا مللن شللرق أوغللرب ل يعللوا ماهيللة الهللداف الخفيللة لهللا‬
‫ل مللن عوامللل الجللذب‬ ‫ويأخذون بهذا الجانب الظاهري البراق والذي يشد العجاب ويشللكل عللام ً‬
‫ويتجلللى وضللوحا فللي واقللع حللال وكالللة غللوث اللجئيللن الفلسللطينين التابعللة للمللم المتحللدة ‪-‬‬
‫الونروا ‪ -‬وتحركها أثناء الضربة الصللهيونية لغللزة حيللث تمثللل هللذا التحللرك بللالبطئ المحكللوم‬
‫بَاليات القصف ولم يتساو بحال من الحلوال ملع حركلة الهلل الحملر والمطلافئ رغلم صلعوبة‬
‫العمل للجهتين الخيرتين بل زاد الطين بلة أن الوكالة عنللدما يتعللرض أحللد موظفيهللا أو َالياتهللا‬
‫لعتداء صهيوني تهدد بتعليق عملياتها الغاثية في غزة مع العلم أن من تعللرض للعتللداء مللن‬
‫موظفيها كانوا من الفلسطينين ونجد في هذا التهديد أنه موجه للضللحية وليللس للجلد‪ ،‬فالكيللان‬
‫الصهيوني يقصف والفلسللطيني ُتمنللع عنلله الغاثللة وكلأن هنلاك اتفاقلًا ضلمني ملابين الجهللتين‬
‫لزيادة معاناة هللذا الشللعب هللذا مللن جللانب الحللداث أثنللاء الضللربة ‪ -‬وليعنللي ذلللك عللدم وجللود‬
‫الشرفاء فقد بدا الصدق بغضللبة جللون جينللج مللدير عمليللات الونللروا فللي غللزة حيللث قللال ‪ -‬إن‬
‫تحقيق العدل للفلسطينين ليتحقق عبر المساعدات الغذائية فقط‪ - . . .‬إّل انه ومن الجانب اَلخللر‬
‫وتأثرا بالتدخل السياسي في عمل هذه القوى ُتفتقللد المصللداقية وهللذا مللا تجلللى مللن خلل عمللل‬
‫الوكالة إبان الحرب وبعد توقف العدوان‪ ،‬والدللة تكمن بمشهدين بينين الول منهما يتمثللل بمللا‬
‫حدث من خطأ فني على حد توصيف الحكومة الشرعية في غزة ومصادرة المساعدات على حللد‬
‫توصيف ><الونروا<< فمن خلل المشهد يتبين للمتابع عللدة أمللور‪ - * .‬أن هنللاك تبللاطؤا فللي‬
‫توزيع المساعدات‪.‬‬
‫*‪ -‬حرمان متعمد لبعلض الفئات بينملا الجلوع ليفلرق بيلن لجلئ وغيلره فلالجميع فلسلطينيون‬
‫وعانوا من َاثار الحصار والحرب ‪.‬‬
‫* ‪ -‬مرور المساعدات ل<<لونروا<< بينما تتعطللل مسللاعدات الشللعب العربللي للغزاوييللن مللن‬
‫خلل الحكومة الشرعية حيث مللازال الكللثير مللن المسللاعدات محتجللزًا فللي رفللح المصللرية‪- * .‬‬
‫تصرف ربما دعت له الحاجة التي دفعت الحكومة للفت النظر لهذا الخلل في توزيلع المسلاعدات‬

‫‪9‬‬
‫للشعب المنكوب بالتواطؤ الدولي المتعمد مع تلك الحلرب الصللهيونية المتوحشللة وذاك الحصللار‬
‫السابق واللحق لها‪.‬‬
‫ولذا ل يجب التسرع بالحكم علللى مثللل هللذه الفعللال بالدانللة والتشللهير‪ ،‬فهنللاك شللعب محاصللر‬
‫ويتعرض لعملية فرز قذرة حتى في تقديم المعونات النسانية وهذا ما يدلل على مللدى الخللتراق‬
‫السياسي لتلك القوة الناعمة المتمثلة بوكالة الغوث الدولية المنبثقة عللن المللم المتحللدة منشللئة‬
‫الكيان بل وحاميته‪ . . .‬أما بالنسبة للمشهد الثللاني فيتمثللل فيمللا قللال بلله مكتللب منسللق الشللؤون‬
‫)النسانية! ( التابع للمم المتحدة من تبرئة الكيان من ضرب مدرسة الفاخورة التابعة للنللروا‪،‬‬
‫وأن القصف والقتل حصل خارج المدرسة‪ . . .‬وبذلك تكون ‪ -‬إسرائيل ‪ -‬بللريئة مللن جللرم قصللف‬
‫المدرسة أما ما حدث خارج أسوارها فلم تثبت حرمته بعد بل ربما هو مباح ومشروع في عرف‬
‫قوى الطغيان الناعم منها والخشن وكأن الجريمة تتمثل في ضرب جدران المدرسة ل في ضرب‬
‫وقتل وترويع من لجأ إليها فيالها من إنسانية‪. . .‬‬
‫هذا مثال حاضر لتلك القوة الناعمة التي يمارسها الغرب مع العرب والمسلمين للتحضير لجولللة‬
‫خشنة أخرى في حال تعطل مسار القوتين بالتوازي‪. . .‬‬
‫أما إن عرجنا على مثال سابق لطرح الستاذ جوزيف نلاي فيحضللرنا الللدور اللذي اضلطلعت بلله‬
‫منظمة ><فرسان مالطا<< فللي بدايللة ظهورهللا عللام ‪ 1070‬كهيئة إيطاليللة داعمللة تعمللل علللى‬
‫رعاية المرضى المسيحيين فلي مستشلفى )قلديس القلدس يوحنلا( قلرب كنيسلة القياملة وظللوا‬
‫يمارسون عملهم في ظل الدولة السلمية تحت مسمى فرسللان المستشللفى )السللتبارية( باللغللة‬
‫اليطالية إّل أنهم انخرطوا كعامل من عوامل المساندة للغزو الصليبي فيما بعد‪ . . .‬وهذا ما يؤكد‬
‫على أن القوة الناعمة بأدواتها المتنوعة والمتعددة وجهان لعملة واحلدة حيلث تحكمهلا ظلروف‬
‫الضعف والقوة للدول الراعية لها فهي فلي ظاهرهلا النعوملة والليونلة بينملا فلي باطنهلا أنيلاب‬
‫وأظفار تظهر وقت الحاجة لها والسؤال الذي يطرح نفسه لما يحلرم علينلا كعللرب ومسلللمين أن‬
‫نقيم منظمات إغاثية محمية من تلك المنظمة الممية بما أننا أعضاء فيهللا وتتلقللى نصلليبها مللن‬
‫أموالنا ولنا الحق في مساعدة أخوتنا وأوطاننا دون قيللد أو شللرط مللادامت المسللاعدات إنسللانية‬
‫أما أن تترك غزة لرحمة الونروا رغم القدرة المتوافرة لنا كعرب لمد يد العللون فهنللا تبللدو تلللك‬
‫القوى الناعمة التي يبشر بها الغرب أكذوبة لم تعد تنطلي على أحد بل هي أداة من ضمن أدوات‬
‫يستخدمها الغلرب للنيللل ملن سلليادة الوطلان وكرامللة الشلعوب خاصلة فلي حلال تطويللع بعلض‬
‫النظمة العربية لتلعللب دور القللوة الناعمللة مللع العللدو بينمللا تمللارس قسللوتها ووحشلليتها علللى‬
‫الشعب الذي عانى وما زال من تداعيات تلك السياسات المهادنة للغرب في سبيل تمرير برامجه‬
‫وأيدولوجياته السياسية التي ترفع من شأن أوطانه وتحط مللن شللأن أوطاننللا الللتي بللاتت فضللاء‬
‫مفتوحًا يتهددها الغرب والشرق‪.‬‬

‫******************************************************‬

‫زوايا الفكر‬
‫‪ - 59 -‬رسائل مابعد غزة ‪(2-2) . .‬‬
‫منتدي الراية‬

‫‪10‬‬
‫إيران‪ . .‬تركيا‪ . .‬وتقاطع على خط العرب مازالت سياسة بعض النظمة العربية تكللابر وبإصللرار‬
‫على توجيه عداء المة إلى جارة كانت ومازالت وستظل جارة ل يمكن لنا كعرب تجاهللل دورهللا‬
‫ومكانتها إضافة لتلك العلقة الخوية التي تستوجبها عقيدتنا كمسلمين نشهد بال ربللا وبمحمللد‬
‫نبيا‪. . .‬‬
‫وللسف مازال البعض منا مصرا على مواصلة هذا المنحى الخطير لمسللاره ومللداره وعلللى كللل‬
‫الوجله تزامنلا ملع ترضليخ إرادة الشلعب العربلي والعملل عللى تغييلب وعيله باعتبلار )الكيلان‬
‫السللرائيلي ( صللديقا يشللاركنا التخللوف مللن هللذا المللد )الطللائفي( وكللم نعجللب لسياسللة تعتمللد‬
‫الستخفاف بالعقول ‪ . . .‬فإن كانت إيران تسعى لتحقيللق مصللالحها وهللذا حللق لكللل دولللة فعلينللا‬
‫كعرب وبدل من النواح القتداء بهذا التوجه والعمل على النظللر لمصلالحنا مللن حيللث المنظومللة‬
‫المنية أول حتى ل نغدو مولولين تخوفا من وقوع الواقعة ‪ . . .‬ومن المهلم أّل نتجاهلل خطلورة‬
‫اللعب على الوتر المذهبي حيث انه ل يخدم الوطان ول الشعوب إن علللى المسللتوى القريللب أو‬
‫البعيد ‪ . . .‬مع التأكيد على أن العدو الصهيوني عدو ظاهر متوحش ل يمكن للله العيللش إّل علللى‬
‫مص الدماء يحدوه المل بتحقيق الحلم بدولة إسللرائيل الكللبرى مللا بيللن النهريلن الزرقيلن ‪. . .‬‬
‫إذن من هو الولى بالعداوة ‪ . .‬أما إذا ما اعتبرت إيران مخطئة بتسليح المقاومة إن في لبنان أو‬
‫فلسطين باعتبار أن هذا العون إنما يصب لمصلحة إيران ورغبتها بالتمدد ‪ . .‬فكم أحسنت إيللران‬
‫كدولة اختيار الطريق للوصول لهدفها فقضية فلسطين قضية عادلة يكسللب مللن يتبناهللا أنصللارا‬
‫ومددا ‪ . . .‬بينما مناصرة العدو الصهيوني خسارة مؤكدة حيث انه أول من يخذل مناصللريه مللن‬
‫العرب ولن يقبل هذا الكيان بالسلم المزعوم مهمللا تمللدد العللرب انبطاحللا أمللامه ‪ . . .‬والمسللألة‬
‫إنما تكمن في إضاعة الوقت ليس إّل ومن خلله تواصل إسللرائيل السللتعداد لقضللم مللا يعللترض‬
‫طريقها ولكن بأقل الخسائر ‪ . . .‬لذا يعتبر ترهيللب العللرب بالبللائد مللن التاريللخ خطللأ اسللتراتيجيا‬
‫يطحن الشعب ما بين عدو ظاهر وعدو نصنعه بأيللدينا ‪ . . .‬إذن لبللد للللوعي الغللائب مللن عللودة‬
‫وعلى كل مسلم أن يعي أن زمن كسرى قد ولى دون أمل برجوع ‪ . . .‬وهذه كانت بشارة رسولنا‬
‫وقائدنا ومعلمنا الول محمد صلى ال عليه وسلم وهو أولى بالتصللديق‪ ،‬وكللل ملا علدا ذلللك أذى‬
‫علينا أن نعد له ما استطعنا من عللدة بللدل مللن تأجيللج الفتللن والصللراعات فعللدونا واحللد وعلينللا‬
‫بالتلحم لمواجهته بدل من التفرق بالضرب على وتر الفتنة ‪ . . .‬فللإذا مللا كللانت إيللران هللي مللن‬
‫تقف وراء هذا الصمود السطوري للمقاومة فللأولى بنللا تللوجيه برقيللة مللن كلمللتين للجمهوريللة‬
‫اليرانية السلمية قائلين )شكرا لك( فلم يسبق لنا رؤيللة مثللل هللذا الصللمود لمقاومتنللا العربيللة‬
‫الشريفة في لبنان أو فلسطين رغم تعدد دولنا ووفرة ميزانياتنا ‪ . . .‬ونأمل من إيللران سلللك ذات‬
‫التوجه في العراق لن المر هناك يبدو مختلفا ومدعاة للقلق ومدخل لتأكيد التهللم فالعللدو واحللد‬
‫والنصرة لبد أن تكون لمن يقاوم هذا العدو ل لمن يقتل أخاه على اسس مذهبيللة بغيضللة تفللرق‬
‫ول تجمع ‪. . .‬‬
‫ومن ثم ما يتوجب علينا هو تأكيد الخوة بدل من الدانة والللتي وقفلت موقفللا مشلرفا تجلاه هللذا‬
‫العدوان سواء على مستوى الحكومة أو الشعب الذي لم تفقده العلمانية إيمانه وانتماءه فطللوبى‬
‫للرجال والنساء والطفال الذين خرجوا مناصرين تخنقهللم عللبراتهم الصللادقة المتضللامنة ولكللن‬
‫عبراتنا جميعا كعرب ومسلمين لن تؤتي ثمارها ما لم تجد قنوات لتفعيلهللا نصللرة للمستضللعفين‬
‫من إخوتنا‪.‬‬

‫‪11‬‬
‫فتحية إجلل وتقدير لردوغان لمواقفه المشرفة والتي توجت بالنسحاب من قاعللة كللان يجللري‬
‫فيهللا نقللاش حللول الوضللع بغللزة بحضللور مجللرم الحللرب بيريللز وعلللى هللامش منتللدى دافللوس‬
‫القتصادي ومثل هذا النسحاب احتجاجا صادقا على تواطللؤ ملحللوظ ممللن يللدير الجلسللة فظهللر‬
‫الغضب للحق بينا على ملمح الرجل بينما بدا عمرو موسى مترددا ينتظر إشارة ‪ -‬بان كي مون‬
‫‪ -‬للله بللالجلوس ‪ . . .‬كللم خيبللت ظننللا يللا مللن تغنينللا بعروبتللك وياللسللف قللد توضللحت الصللورة‬
‫الحقيقية لكلمات كنا نظنها مواقف وإذا بها مجرد كلمات فمنذ بدء العدوان تبدى فشلك فللي عللدة‬
‫مواقف وعلى رأسها تغيبك عن مؤتمر الدوحة لنصرة غزة‪ ،‬وتلها مساواتك في الخطأ مللا بيللن‬
‫فتح بسلطة أوسلو وحماس المجاهدة في غزة حيث تبدى غضللبك فللي المللؤتمر الصللحفي لختللام‬
‫مؤتمر الكويت وياليتك لم تغضب فلم يكن هذا موقعه‪. . .‬‬
‫وهكذا كنت راسبا وبامتياز! فهذه غزة التي بها كان الفرقان ما بين حق وباطللل‪ . . .‬والمللوت لللم‬
‫يلحق بعملية السلم فقط بل بالجامعة التي لم تفعل دورها بل ظلت منذ نشأتها الولى هامشللا بل‬
‫متن‪ . . .‬وما بين رجال حق وأرباب سلطة سجل اسم )عمرو موسللى( مللع الطللرف الثللاني وهللو‬
‫الخاسر بل شك والتاريخ شاهد‪ .‬الدحلباسيون ومجلس المة الكويت يفي سياق مقال سابق ورد‬
‫مصطلح )الدحلباسية( كمصطلح جديد في قاموس السياسة العربيلة ووجلدت تجاوبلا وثنلاء ملن‬
‫قراء اعتز بهم واقللدر لهللم هللذا التجللاوب ومللن الطللبيعي أن المتتبللع للسياسللة يعللي ماهيللة هللذا‬
‫المصطلح والمقصود بله فريلق سللطة أوسللو حيلث يتسليدها أكلابر مجرميهلا الملدعو ‪ -‬دحلن‬
‫ومعلمه عباس ‪ . . . -‬ول مجال للتنميق في زمن حصحصة الحلق ‪ . . .‬فهلذا الفريلق لله أولويلة‬
‫واحدة هي مكاسب سلطة ل تمت للشعب المرابط المقلاوم بكلل ملا قلدم ملن تضلحيات بصلللة بلل‬
‫الهدف السمى خنق امله بالتحرير وبدولة ذات سيادة وعاصمتها القدس وإن كانت مجرد جللزء‬
‫من فلسطين ول يعني هذا ضياع فلسطين الكبرى فالحق حق والزمن كفيلل ‪ . . .‬وليلس فلي هلذا‬
‫ن على هؤلء فالدانة ثابتة بالوثائق السرية بل والعلنية المؤكدة على ذاك التواطللؤ المشللبوه‬ ‫تج ٍ‬
‫انتهاء بالمشاركة في محرقة غزة واستعداد دحلن بقوة منتظرة عللى حلدود رفلح المصلرية ‪. .‬‬
‫قوة ملقحة بدماء بني صهيون المسعورة لمتصاص دماء من يتبقى على أرض غزة بعد أن تتم‬
‫اَللة الصهيونية مهمتها وتنتشر الفوضلى وخلاب الملل بلإرادة الل وانتصلر الشلعب بمرابطيله‬
‫ومجاهديه رغم التضحيات بما حملت من حزن وألم ‪. . .‬‬
‫وانكشفت الخيبة فأبى من أعماهم ال طريق التوبة فبدأت مرحلة أخرى من التخبط حيللث الهلللع‬
‫من ضياع أموال المساعدات والمعونات وهم مللن تعللود المتللاجرة بهللا وبللدأ الضللرب علللى وتللر‬
‫مرتخ باتهام حماس ببيع المساعدات وانطبق عليهم المثل القائل ‪ -‬كاد المريب أن يقلول خلذوني‬
‫‪ -‬فمللتى تكللون محاكمللة هللؤلء فمثلهللم ليجللب التسللامح معلله فكيللف بالتعامللل! وعنللد نقطللة‬
‫المساعدات نتوقف لتوجيه تحية إجلل وإكبار لنواب مجلس المة الكويتي لذاك الموقف المتميز‬
‫بالوضوح والصلبة في الجهر بالحق حيث قللالوا بصللوت مرفللوع‪ ،‬أبللي‪ ،‬رافللض لتسللليم أمللوال‬
‫الجهاد المقدمة من الفراد والحكومة للفاسلدين المتمرغيلن فلي سللطة أوسللو متبعينله برفلض‬
‫دعوة ‪ -‬عباس ‪ -‬لحضور قمللة الكللويت ‪ -20 -19-‬مللن الشلهر الماضللي ‪ . . .‬وكلم أثبللت هلؤلء‬
‫الرجال موقفا ذا مصداقية وجرأة عالية نفخلر بهلا حلتى ملع حضلور هلذا المتلواطئ رغملا علن‬
‫صوت الشعب ‪ . . .‬وبمثل هذا الموقف وغيلره مللن المواقللف يثبللت الللدليل المؤكللد علللى ملا قيللل‬
‫ويقال بكون مجلس المة الكويتي خير المجالس النيابية فللي الللوطن العربللي والتحيللة موصللولة‬

‫‪12‬‬
‫لقادة الكويت حيث الدستور الصادق الذي هيأ للشعب مثل هذا المجلس الحر الذي يتطاول عليلله‬
‫البعض هدفا للنيل منه نظلرا لملا تميلز بله ملن ثبلات فلي وجله الفسلاد والمفسلدين وبمثلل هلذه‬
‫المواقف يتبين الرجال ونعم بالرجال ل أشباههم ‪ . . .‬المال العام من العار على البعض أن يكون‬
‫ممن يمشي في جنازة المظلوم بينما هو مشارك في خذلنه وعامل من عوامللل مقتللله ‪ . . .‬وفللي‬
‫مثل هذا الوقت الذي يتلظى به الشعب العربي مللن محرقللة الجسللاد والقلللوب بهللذا القبللح الللبين‬
‫تتبارى المزايدات المالية تحت مسمى التبرع والمساعدة بينما هذا المال المقدم إن على مستوى‬
‫الفراد أو الدول ما هو إّل جهاد بالمال إن صدقت النيات حتى وإن جاء متأخرا مللع التأكيللد علللى‬
‫أنه ل يستوي منا من أنفق من قبل الفتح وقاتل ومن أنفق من بعد ولكللل جللزاء )‪ . . .‬ل يسللتوي‬
‫منكم من أنفق من قبل الفتح وقاتل أولئك أعظم درجة من الذين أنفقوا من بعد وقاتلوا وكل وعد‬
‫ال الحسنى وال بما تعملون خللبير( الحديللد )‪ (10‬لللذا جهادنللا المتللأخر خيللر إّل أنلله ل يتسللامى‬
‫وتلك اللدماء اللتي سلالت وللن يعلوض ملا ُفقلد ملن أرواح ولكنله ربملا يخفلف ملن وطلأة اللم‬
‫الجسدية والنفسللية ويشللكل معينللا للمزيللد مللن الصللمود لهللل غللزة المرابطيللن المجاهللدين ‪. . .‬‬
‫فقضية فلسطين معيار لليمان وفللي نصللرتها نصللر للعللرب والمسلللمين أول وللقضللية ثانيللا ول‬
‫يصح أن يبخس النصر حقه ‪ . . .‬لذا يتوجب على الجميللع النصللرة بالمللال والمسللاعدات العينيللة‬
‫وإعادة العمار وترميم النفوس فمن أراد عطاءه لوجه ال فله جزاؤه ومللن أراده لسللتر عللورة‬
‫أو نصرة عماله أو تدليس على العامة وتبييض لوجوه كساها الذل فله جزاء نيته ‪. . .‬‬
‫ومن الضرورة بمكان التأكيد على أن هذه المزايدت المالية ل تخدم أحدا ‪ . . .‬فالماللعام لم ُيللدفع‬
‫من جيوب شخصية بل لكل مواطن جزء فيه ويرتضي صللرفه نصللرة لهللؤلء المستضللعفين فللي‬
‫ضللل بللل هللو حللق‬ ‫فلسللطين وغللزة تحديللدا بعللد هللذه المحرقللة ‪ . . .‬وليللس لحللد فيلله مّنللة أو تف ّ‬
‫للمجاهدين المرابطين وواجب على إخوتهم وعليه فإن ما طالب به نللواب الكللويت وغيرهللم مللن‬
‫أبناء الشعب العربي من ضرورة إيصال هذا المال لقللادة حمللاس تحديللدا يعللد مطلبللا لكللل مللؤمن‬
‫صادق عربيا كان أومسلما وحتى من غيرهم من الحرار ‪ . . .‬وحكومة ‪ -‬هنية ‪ -‬هي القدر على‬
‫وضع المال في مصارف الحق وهم دونا عللن غيرهللم الولللى بالتأييللد ويكفينللا فضللائح وتهاونللا‬
‫باسم الشعب على الرغم من هذا ارتضت حماس بهيئة مختصللة للشللراف علللى إعللادة العمللار‬
‫منعا للمهاترات والتسويف في إنقاذ غزة‪ . . .‬فالحق حق وقليل مللن الحيللاء ضللرورة لحفللظ مللاء‬
‫الوجه إن كان به بقية ‪ . . .‬أما من يسعى لجعل سلطة أوسلو هي المسؤولة علن إعللادة العمللار‬
‫فهو مشارك في سرقة مللال العللرب والتضللييق علللى المحتللاجين ول يعنللي هللذا إغفللال المطالبللة‬
‫بالتعويض عن الضرر الذي أحدثته اَللة الصلهيونية فبجلانب ملحقلة المجرميلن ضلرورة علدم‬
‫التهاون بالحق المدني‪ . . .‬ومن الجدير بالذكر أّل يحتار المسلم على مستوى الجهة القدر علللى‬
‫توصيل المساعدات لملن يسللتحقها خاصللة أن التشللكيك الحاصللل مللدعاة لتثللبيط الهملم ومللن ثلم‬
‫التردد بالفعل‪ ،‬وما على المرء سوى استفتاء قلبه وبصلح نيته سيستدل علللى الجهللة الصللادقة‬
‫في نصرة إخوة لنا في غزة فلسطين وال أقدر على نصر المؤمنين‪ .‬كاتبة قطري ة‬

‫********************************************************‬
‫**************‬

‫‪13‬‬
‫زوايا الفكر‬
‫‪ - 60 -‬رسائل مابعد غزة ‪(2-1) . .‬‬
‫نورة الخاطر‬
‫منتدي الراية‬
‫باراك حسين اوباما العشرون من يناير لعام ‪2009‬م يوم مشهود في التاريخ النسللاني والللدولي‬
‫حيث تتبدى سنة الكون بالتغيير بتنصيب أول رئيس أمريكي أسود ومن أصللول أفريقيللة مسلللمة‬
‫في الوقت الذي قادت فيه أمريكا حربا شعواء على السلم والمسلللمين فللي أفغانسللتان والعللراق‬
‫ومن قبل فلسلطين اللتي للم يلرد اسلمها عللى لسلان أوباملا وربملا يكلون ذللك باعتبلار الطلرف‬
‫المحارب يهودي وليس أمريكيا مع العلم أن الكثير ملن السللرائيليين يحمللون جنسللية مزدوجلة‬
‫)إسرائيل ‪ -‬أمريكا( ولم يكن إسقاط مسمى فلسطين عبثا بل تصرف مقصود ربمللا يكللون لبللراء‬
‫الذمة من ظلم تطاول على حللق فلسللطين أرضللا وشللعبا وقيللادة ‪ . .‬بللل هللي فلسللطين أم القضللايا‬
‫وأساس الحرب والسلم بل العدل والظلم في المنطقة ‪. . .‬‬
‫وعلى الرغم من هذا التغافل المتعمد إّل أن المرء ووسط هذا الطغيللان ليمكللن للله أن يقللول علن‬
‫خطاب أوباما الرسمي سوى أنه خطاب مبشللر ومسللتدعي لمللل طللال انتظللاره وربمللا خفللت فلي‬
‫بعض النفوس ‪ . . .‬خطاب خاطب العالم السلمي على أساس من المصالح المشتركة والحترام‬
‫المتبادل وهذا مللابحت أصللوات الشللعوب بالمنللاداة بلله إن علللى مسللتوى قيللادات العللالم الظالمللة‬
‫والمتواطئة أو على مستوى قياداتنا العربية الممالئة والمنبطحللة علللى أرصللفة قللوى السللتكبار‬
‫تستجدي رحمة لتليق بالممالئين الذلء ‪. . .‬‬
‫كما تبدى من خلل الخطاب رغبة أوباما بتطبيق سياسة متوازنة في ظل عالم إسلمي مضللطهد‬
‫مدمر بحروب أمريكية متصهينة في ‪ -‬فلسطين ‪ . .‬أفغانسللتان ‪ . .‬العللراق ‪ -‬وبحللروب إقتصللادية‬
‫أسيادها أرباب الفساد وعلى رأسهم اليهود الصهاينة وأعوانهم ‪. . .‬‬
‫إرث صعب يتحمله قائد التغيير ويتطلب من جانب العلالم العربلي والسللمي التلوجه إللى تغييلر‬
‫مماثللل يفللرز أثللرا مصللححا لواقللع مريللر مرسللوم بسياسللة بعيللدة عللن نبللض الشللعب الحقيقللي‬
‫ومتقوقعة في سياج رجال سلطة جّل همهم إستغلل المناصب وجني المكاسب بعيدا عن مصللالح‬
‫الوطان ‪ . . .‬ومن غير المستساغ بقاء عالمنا العربي والسلمي مراوح مكللانه بللذات السياسللة‬
‫العقيمة التي أفرزت هذا الوضع المتردي ‪ . . .‬فمن نار إلى دمار يحكمه إسللتغلل للسلللطات ممللا‬
‫رسللخ للفسللاد والمحسللوبيات بمنللاخ لدور فيلله لصللوت الشللعب الحللر الللذي لتحكملله الفئويللات‬
‫والمذهبيات بل المصالح العليا للمة والتي أساسها حفظ أمن الللوطن وسلللمة الشللعب وليمكللن‬
‫لهذا الوطن ارتقاء دون القرار بحللق المقاوملة والللدفاع علن شلرف الملة وحلدود اللوطن ‪. . .‬‬
‫فبناء الوطن وتطويره بينمللا الفضللاء مفتللوح ل يحقللق للنمللاء الديمومللة المرتجللاة بللل يعللد هللذا‬
‫الفضاء مدعاة لفتقاد المن وهو وأعني به المن مرتكز البناء والنملاء فبلالمن ُيصلنع السلياج‬
‫الذي به نحفظ للمللة نهضللتها وتطورهللا ‪ . . .‬ونهضللة بل أمللن كمللن يبنللي قصللورا فللي الرمللال‬
‫تذروها الرياح متى اشتدت تياراتهللا أو ينثرهلا الجفللاف مللتى تسللربت رطوبتهللا ‪ . . .‬إذن فليكللن‬
‫التغييرهنا مسارا نواجه به خطوط التغيير هناك ‪ . . .‬فأوباما كرئيس للوليات المتحدة المريكية‬
‫محكوم باستراتيجية ليمكن له تخطيها اليوم أو غدا وبدا جليا للمتتبللع لخطللابه السياسللي مابعللد‬
‫التنصيب اعتماد ذات الخطاب السابق حيث طالب المقاومة بوقف صللواريخها وتناسللى المعتللدي‬

‫‪14‬‬
‫ومحللارقه وحصللاره واغتيللالته ومجللازره الللتي سللبقت صللواريخ حمللاس بعقللود ‪ . . .‬إنلله ذات‬
‫المنطق المعكوس وبدون العدالة لن يكون الحل بل ربما يزايد أوباما في التضييق على المقاومة‬
‫حتى لُيتهم بجذوره السلمية المتهمة بالرهاب ‪ . . .‬لللذا مللن غيللر الجللائز السللتمرار بسياسللة‬
‫الستجداء إياها لن في ذلك مزيدا من المذابح والترويع والتدمير والتفريط في الحقوق ‪. . .‬‬
‫قمة الكويت وهامش غزة تخوف العرب من اعتبار محرقة غزة قضية هامشية على جللدول قمللة‬
‫الكللويت القتصللادية والللتي أحسللنت الكللويت فللي العللداد لهللا منللذ عللام وأكللثر ‪ . . .‬وتكللررت‬
‫تصريحات القادة على نفي مثل هذه التخوفات باعتبار القضية هي الساس ‪. . .‬‬
‫وبدأت القمة بجلسة إفتتاحية تسليدت فيهللا القضلية موضلوع الخطابلات فكللانت جلسلة سياسللية‬
‫بامتياز وتأملنا خيرا رغم بعض السقطات التي بدت في بعض الخطابات ‪. . .‬‬
‫وللسف! جاء خبر المصالحات الفجائية ليضع علمات سؤال ضخمة متبوعة بعلمللات التعجللب‬
‫فمسألة الخلف مابين الرؤساء والقيللادات لتقتصللر علللى سللقطة هنللا وأخللرى هنللاك بللل تتعلللق‬
‫بمواقف وبرامج قيل عنها بأنها إستراتيجيات وحيدة ولمجال لغيرها فكيف يتم التصالح بجلسللة‬
‫غداء ‪ . .‬إذن المر ليعدو مشهدا تمثيليا لمتصاص غضب رجل الشارع البسلليط والللذي ليأخللذ‬
‫سوى بالصورة الظاهرية وبالرغم من ذلك لم ينطل المللر حللتى علللى هللذا الشللارع البسلليط ‪. . .‬‬
‫فالشعب العربي لم يعد مجرد رجل شارع فقد تشرب السياسة من خلل واقعه المعاش حيث بللات‬
‫يتابع تفاصيله خطوة بخطوة هذا ملن جلانب وملن جلانب َاخلر كلان التلوجس ملن بعلض الجملل‬
‫والكلمات والتي للسف الشديد تعتبر سقطات لكونها تحتمل تفاسير عدة ربمللا تسلليء أكللثر ممللا‬
‫تنفع فعندما يقول خادم الحرمين الشريفين والذي نأمل منله الكلثير للشلد ملن أزر المقاوملة فلي‬
‫فلسطين ‪ -‬أن التوراة تقول أن العين بالعين ولم تقل أن العين بمدينللة عيللون ‪ -‬فكأنمللا هللو بمثللل‬
‫هذا القول وأربو به عن ذلك يقول ‪ -‬أن ماكان مأمول من إسرائيل هلو اقتنللاص المقللاومين قلادة‬
‫ومقاتلين دونا عن هذا القصف العشوائي الذي قضى على اَللف من المدنيين مما أوقلع الحللرج‬
‫بقادة العلرب المطللالبين بالقضللاء عللى حمللاس وملن يناصلرها ملن قلوى المقاوملة فلي ضلربة‬
‫عسكرية سريعة ماحقة ومدمرة ‪. . .‬‬
‫والمطالبة تلك قد قالت بها حكومة العدو الصهيوني مرارا وتكرارا ولم يستطع المقاولون العرب‬
‫إنكارها بل البعض منهم أكد عليها لفظا وفعل وعلللى رأس هللؤلء فريللق سلللطة أوسلللو والللذين‬
‫فاقوا معلميهم العرب في تسميع الدرس ولأعلللم حقيقللة أيللن ولللد هللؤلء وكيللف قللرأوا التاريللخ‬
‫حيث أنه لحق لسرائيل بعين أو نصلف عيللن عنللد العلرب والفلسللطينيين تحديلدا بلل الحللق كللل‬
‫الحق بعيون وعيون للعرب والفلسطينين المنكوبين بمجازر وحشية ومحارق علنية علللى مللدى‬
‫عقود وعقود وعلى أيدي هؤلء اليهود الماكرين المحتلين لفلسطين ولم يكن لها حق في حللرب‬
‫أو اغتيال ولم يكن في المقاومة يوما اعتداء على هؤلء اليهود ‪ . .‬بل هللي مقاومللة تللدفع الظلللم‬
‫وتتصدى للعدوان ‪. . .‬‬
‫وعلى قادة العرب الجهر بهللذا الحللق فخيللر مللن انتظللار السللوء مللواجهته والظللرف اليللوم أكللثر‬
‫ملءمة لمواجهة هللذا الطغيللان الصللهيوني ونفيللره العظللم خاصللة فللي السياسللة المريكيللة فل‬
‫أوباما ولغيره قادر اليوم على التحرر من قيد مكائد اليهود خاصة فللي ظللل الزمللة القتصللادية‬
‫الللتي تعصللف بأمريكللا وبسللبب تلللك اليللد الصللهيونية ‪ . . .‬وإسللتنادا لهللذا الواقللع نللرى مشللهد‬
‫المصالحة بمن تولى فيه أدوار البطولة باهتا تظلله خطوط وخطوط فل مصالحة فللي ظللل غيللاب‬

‫‪15‬‬
‫ركنين اساسيين فيه وهما سوريا ومصر فكيف يكللون الخلص بللدون توافقهمللا ‪ . . .‬ولللذا ربمللا‬
‫يستمر رهن الوطان في خلفات ومناكفلات للرؤى ومصلالح تبلدو شخصلية وفئويلة ‪ . . .‬ومملا‬
‫يؤكد على صدق التوجس تبين عمق الخلفات بمجرد انتهاء أعمال المؤتمر والذي طالب بوقف‬
‫الحرب بعد أن توقفت ! ‪ . . .‬فإذا مللا اختلللف القللادة تحللرك المرجفللون والمنللافقون فللي اسللتنفار‬
‫الحمم الشيطانية عمل بتأجيج الفتن وفي حال التفللاق تعللود ذات البللواق ناشللطة ضللاربة علللى‬
‫طبول الوطنية الجريحة وهكذا حوصرت الوطان بمصالح الفراد ‪. . .‬‬
‫وظهر البيان الختامي باهتا هزيل مدلل على فشل المصالحات الشكلية والتي ليمكن جني الثمار‬
‫من خللها ‪ . . .‬وسنظل ندعو ال أن يعين هؤلء القادة على التطلع بعيللن مفتوحللة لهللذا التبللدل‬
‫الحاصل فيما حولنا فنحن نعايش عصر التغيير ومن غير الممكللن إجبللار المللواطن علللى متابعللة‬
‫أدوار مرسومة وبطولت وهمية بمشاهد هزلية فإن لم يكن المشهد المعروض يستحق العللرض‬
‫على شريط الفيلم الوثائقي التاريخي المنشود بما يعني تحديد طريق المسللار الللذي يعيللد للعللرب‬
‫مكانتهم وكرامتهم وسيادتهم فلن يكون له قبول وهو بذلك يعد فيلما فاشل ليستحق المتابعة ‪. .‬‬
‫‪ .‬فالقيادة إن لم ترتقي لتطلعات الشعوب بإعتبار صوت الشعب له ثقل واعتبار فل يمكللن لهللا أن‬
‫تنتظر من هذا الشعب رفع رايات النصر أوهتافات التأييد ‪. . .‬‬
‫فقمة الكويت أخفقت في نصر غزة ابتداء حيللث كّرمللت عبللاس وهللو مللن ل يسللتحق حيللث ثبللت‬
‫تواطؤه بل ومشاركته في محرقة غزة هذا عدا كونه رئيسا مع وقللف التنفيللذ بانتهللاء صلللحيته‬
‫بدءا من التاسع من يناير ‪ . . .‬وكان الولى فيما لو صدقت النوايلا دعللوة نلائب رئيلس المجلللس‬
‫التشريعي الفلسطيني السيد ‪ -‬أحمد بحر ‪ -‬كممثل للشعب الفلسطيني في حال اعتبار دعللوة هنيللة‬
‫أو من يمثل الفصائل محرجا للقيادات أمام المتواطئين في الحرب من قادة العالم )المتحضر(‪. . .‬‬
‫ومازال العرب يتأملون انتهللاء تللك الدوار المرسللومة يحللدوهم المللل بللدور يكلون للعللرب فيلله‬
‫العداد والخراج والنتاج بالضافة للتمثيل فمتى يكون ذلك؟! ‪.‬‬

‫********************************************************‬
‫**************‬

‫زوايا الفكر‬
‫‪- 61 -‬وجوه مسفرة‪ . .‬وأخرى عليها غبرة‬
‫منتدي الراية‬
‫كم هو الفرق شاسع ما بين غبار يكلل رؤوس الشلهداء والمصلابين فلي غلزة هاشلم‪ ،‬ومللا بيلن‬
‫غبار يكسو وجوه البعض على ساحة العرب فيفضح تواطؤًا معيبا مخزيًا لنفوس خانعة وأخللرى‬
‫خائنة متلعبة بدماء وكرامة هذا الشللعب المرابللط المكابللد المجاهللد‪ . .‬وهللن وهللوان يحكللم‪ :‬ذل‬
‫يكسو وجوهًا مسودة عليهللا غللبرة ترهقهللا قللترة‪ . .‬بينمللا غللزة برجالهللا ونسللائها وأطفالهللا قللد‬
‫أضحت قلعة للكرامة ومعيارا يتحدد بلله المللؤمن مللن المنللافق‪ ،‬وعنللد صللخرتها المتلونللة بللدماء‬
‫أبنائها يتبدى فصل الخطاب‪ ،‬نعم هناك حالة من الفرز ما بين رجال صدقوا ما عاهدوا الل عليلله‬
‫ورجال ل يستحقون الولية حيث إنهم أعجز عن القيام بواجباتهم‪ . . .‬فكللم نشللعر بالخجللل ممللن‬
‫تأملنللا فيهللم خيللرا وكللم نفخللر برجللال تمللاهوا مللع نبللض الشللعوب ونطقللوا بمللا تمليلله عليهللم‬

‫‪16‬‬
‫ضمائرهم ‪ . . .‬ل يهمنا هنا إلتواءات أو دسائس فالحق ليس مجرد أحللرف مصللفوفة بللل تعللابير‬
‫مرسومة ُتقرأ على الوجوه ‪ . . .‬وعليه ليحذر أي من المتلعبين بالكلمات فاليوم زمللن الفعللل ل‬
‫القول‪ . . .‬فالشعوب غير عابئة بقراءة الكلملات بلل بملا بعلد الكلملات فليحلذر ملن بقلبله ملرض‬
‫فاليوم فصل والتاريخ شاهد ‪ . . .‬فبينما كانت وزيللرة خارجيللة الكيللان الصللهيوني تتبللادل كلمللات‬
‫النصرة والوفاء وتوقع مذكرة تفاهم مع كوندوليزا رايس وزيرة خارجية )بوش ( لمنللع تهريللب‬
‫السلحة إلللى غللزة حيللث ُيقللر نظللام أمنللي جديللد لمنطقللة الشللرق الوسللط ومللا بيللن )الفريقيللن(‬
‫باستبعاد مقصود لهل المنطقة من عرب وعجم حيث ل دور لمن بللايع الصللهاينة علللى النصللرة‬
‫فكيف بمن يقاوم‪. . .‬‬
‫وهكذا ُوضع الجمع على الهامش من هذا النظام المني ما بين أمريكا وإسرائيل وبمساندة حلف‬
‫الناتو فمن يعتبر ‪ . . .‬وبحجج كثيرة وهي متوافرة ستحاصر البحار والممرات وصول لمحاصرة‬
‫العرب عموما وتضييق الخنللاق عللى كللل مجاهللد بينمللا تتواصللل شللحنات السلللحة لهللذا الكيللان‬
‫ليدافع عن نفسه ! أمام شعب عربي أعزل ربما نسمع يوما ما أنه كلان كمللا كلانت قبللائل الهنلود‬
‫الحمر ‪ . . .‬فهل هناك من ينتصر لهذا الشعب قبل وقللوع الواقعللة ؟! فالمشللهد حقللا مللؤلم فبينمللا‬
‫يتكالب العدو علينا بتوقيع تلك المذكرة المنية الجديدة وهولكللو مللتربص علللى بواباتنللا ينشللغل‬
‫العرب ما بين نصرة وخذلن لخوة لنا يتعرضون لمحرقة النازيين الجللدد‪ . . .‬وتبللدت حالللة مللن‬
‫النقسام المعيب حيث رفض البعض من قادة العرب المشاركة في قمة ) غللزة ( بالدوحللة والللتي‬
‫دعا لها أميرنا ‪ -‬أمير دولة قطر‪ -‬حمد بن خليفة َال ثاني ‪ -‬بشجاعة وقلب طاهر نقللي منللذ اليللوم‬
‫الثاني على العتداء النازي البغيض ويحق لنا كشعب خليجي واحد أن نفتخللر بأميرنللا وبجرأتلله‬
‫في نصرة هذا الشعب المظلوم ومناصرته لهذه المقاومة الشريفة برجالها ‪ . . .‬وهكللذا كللان بعللد‬
‫مخاض عسير حيث أضحت جمعة أمس الول يوما فاصل في تاريخ النظام العربي وإنعقدت قمة‬
‫الدوحة لنصرة غزة بعد مجاهدة تواصلت لواحد وعشرين يوما بينما دماء أهلنا في غللزة تسلليل‬
‫أنهارا على ارض فلسطين متزامنة مع دماء العرب والمسلمين التي تمللور وتفللور فللي الصللدور‬
‫ول تجد من يطفئها ‪ .‬وكان التحدي وعقدت قمة غزة بمن حضر ‪ . . .‬وتسللمرنا أمللام الفضللائيات‬
‫نتابع بقلوب مجروحة ونفوس مكلومة ‪ . . .‬وتوقفنا عند مشاهد وصور وأحرف وكلمللات وكللان‬
‫المشهد الذي أراد ال نصللرة الشللعوب بلله وهللو شللجاعة أميرنللا وصللدق سللريرته حيللث سللارع‬
‫بدعوة رجللال الصللدق والمانللة رجللال الفصللائل الفلسللطينية المجاهللدة المقاومللة عنللدما تهللاون‬
‫وتخاذل عن الحضور من يدعي أحقيته في الدفاع عن فلسطين وشعبها ففضحه اللل‪ ،‬فكللان مللن‬
‫المتخلفين الذين لعذر لهم ‪ . . .‬وكانت قمة غزة فاصلة مللن حيلث مشللاهد غيللر مسلبوقة نعللرج‬
‫على بعضها ‪. . .‬‬
‫‪ -‬التصميم على عقدها بمن حضر* لتسجيل موقف تجاه هذا الحدث الجلل ‪. . .‬‬
‫‪ -‬تخلف فريق تخاذل عن نصرة غزة ‪ *-‬حتى وإن كان المر متعلقا بمجرد كلمات منمقللة‪ -‬حيللث‬
‫كانت كلمة النصرة عصية على هؤلء ‪. . .‬‬
‫‪ -‬بجرأة غير معهودة تحمل هذا الرجل* الشجاع ‪ -‬حمد ‪ -‬تصللحيح الصللورة ودعللا مللن يسللتحق‬
‫الدفاع عن فلسطين فكان مشهدًا رائعًا أثلج صدورنا حيث جلس الرجال‪ -‬خالللد مشللعل ورمضللان‬
‫شلح وأحمد جبريل ‪ -‬متوحدين أمام الرأي العام العالمي وقيلت كلمة الصدق ‪. .‬‬
‫‪ -‬تميزت كلمات القادة بصدق الحق وعلو* الهمة وسط عالم يرفض مجرد النطق بمثل ذلك ‪. . .‬‬

‫‪17‬‬
‫‪ -‬تغيب رجل العروبة عمرو موسى وسط* تسريبات إخبارية تقول إن هناك جهات عربية طلبت‬
‫منه ذلك لفقاد المؤتمر الصللفة القانونيللة ‪ -‬فلأي قانونيلة تلللك اللتي يتحللدث عنهلا هلؤلء وسللط‬
‫غوغائية الفعال ! ‪ -‬وهكذا ضعف الرجل ما بين التناوشات فضاق به الطريق ولللم يجللد مخرجللا‬
‫للمرور منه ليكن شاهدا على نصرة غزة والتي تمثل نصرة لقضية العرب العادلة ‪. . .‬‬
‫‪ -‬تكرر التصديق على موت عملية السلم* حيث المطلوب من العلرب دفلن تللك الجثلة المتعفنلة‬
‫والتي أفرزت أمراضا موجعة مستعصية منها العدوان على غزة والحبللل علللى الجللرار ‪ . .‬فكللان‬
‫قول الرئيس بشار السد ‪ -‬علينا بنقلها من سجل الحيللاء إلللى سللجل المللوات ‪ . . .‬فمللتى يكللون‬
‫ذلك ؟! ‪. . .‬‬
‫وظهر البيان الختامي ولكن بسقف محللدود ‪ . . .‬فكللانت الدانللة الشللديدة والللدعوات والمطالبللات‬
‫وتجميد العلقات وتعليق المبادرات ‪ . . .‬وعند التجميد والتعليق لنا وقفللة ‪ . . .‬فمللن الواضللح أن‬
‫ملؤتمر الدوحلة مقيلد بملن للم يحضلر ومسلاحة التحلرك أملامه محلدودة حرصلا عللى الجملاع‬
‫العربي ! ‪ . .‬إذا التجميد قابل للنعاش ‪ . . .‬والتعليق قابل للرتداد‪ . . .‬فإن كان التجميد والتعليق‬
‫مقبولين كخطلوة أولللى فلي زملن الضللعف والهلوان إّل أن المللأمول أّل نعلود للتطلبيع وأن ُنتبلع‬
‫التجميد بقطع كامل للعلقات وللبلد فل صللح ول تصللالح ملع أربلاب الفسللاد ‪ . . .‬ونرفلع الملر‬
‫كشعب قطري موحد بمطلب ملح متأملين من أميرنا الصادق نقي السلريرة أن يتواصلل بجهللوده‬
‫الشجاعة لتحقيق مثل هذا المطلب الشعبي لمصلحة قطر أول ومصلحة العرب والمسلللمين ثانيللا‬
‫بل ومصلحة العالم بأسره فل صلح أو رفاه بوجللود هللؤلء القتلللة مجرمللي الحللروب ومفسللدي‬
‫المجتمعات ‪. . .‬‬
‫وعلى الرئيس السوري أن يؤكد ما قاله من موت عملية السلم فسوريا مستهدفة إن سللالمت أو‬
‫حاربت كما هو حال فلسطين ‪. . .‬‬
‫ومن النتائج المهمة المترتبة على انعقاد مؤتمر غزة وما أكثرها ثورة فريللق أوسلللو علللى قطللر‬
‫وتطاولهم على مشاهد المؤتمر ونتائجه حيث وصفه المدعو ياسر عبدربه ‪ -‬بمهرجان الدوحة ‪-‬‬
‫مستنكرا قرار تجميد العلقات ! متسائل ساخرا ‪ . .‬ولم ل يكللون القطللع ‪ . .‬ولمللاذا العلقللات مللن‬
‫الصللل ‪ . .‬فالعلقللة لللم تكللن لهللا مسللببات ول تحكمهللا ضللرورات ‪ . . .‬تللأملوا كلمللات هللؤلء‬
‫الضالين ‪ . . .‬اَلن يستنكرون مثل هذه العلقات وفللي السللابق كللانت حقللا يطللالبون بلله ‪ . . .‬فكللم‬
‫فضحهم ال ولم تعد كلماتهم النارية اليوم قادرة على مسللح عللارهم فقللد سللقطوا بللأمر أسلليادهم‬
‫فالمهمة التي وكلوا بها قد فشلت ‪ . . .‬وهناك أدوار جديدة ليست على مقاسهم فيجللب عليهللم أن‬
‫يعوا تلك الحقيقة وليضرب بعضهم ببعض فال ناصر جنده ولو كللره المنللافقون ‪ . . .‬كمللا هللاجم‬
‫هذا المدعو دعوة قطر لرجال المقاومة وكم بدا مستثارا حانقا وهو يتحدث عنهم دون مسللميات‬
‫ويستنكر على قطر دعوتهم دون علم رجال سلطة أوسلو! ! ! حيث ادعى بأن سوء النوايللا بيللن‬
‫فيما حدث ! ولم يعي بأنهم يمكرون ويمكر ال وال خير المللاكرين ‪ . .‬فكللان فللي تقاعسللهم عللن‬
‫نصرة غزة شرف لمؤتمر الدوحة تمثل بحضور رجال المقاومة مما أكسبه مصداقية تجعللل منلله‬
‫مؤتمرا فاصل في التاريخ العربي ‪ . . .‬فكم كان سمو المير صادقا حازما فللي هللذه النصللرة فمللا‬
‫كان منه إّل أن بعث لهم بطائرة خاصة صباح اليوم ذاته فلم يتأخروا عن النصللرة رغللم أنهللم لللم‬
‫يكونوا ملدعوين ملن الصلل فلاليوم ليلس زملن التعلزز خاصلة ملع ملن تميلز بصلدق السلريرة‬
‫واستحق الثناء إنه أميلر قطلر حيلث رفلض تخلاذل فريلق أوسللو وأبلى أن تظلل كلملة فلسلطين‬

‫‪18‬‬
‫شاغرة فكانت كلمة ‪ . . .‬ول مكان للمتخلفين ‪ . . .‬فأراد ال أن ينعم علينللا كشللعوب بغيللابهم‪. . .‬‬
‫فإذا ما كانت شهادات التقدير عادة ما تقللدم بعللد إتمللام المهمللات إّل أن أميرنللا اسللتحق شللهادات‬
‫متقدمة فليحفظه ال حرا أبيا مناصرا للحق أينما كان وليوفقه ال بالبطانة الصللالحة‪ . .‬فمللؤتمر‬
‫نصرة غزة إضافة بينة‪ . .‬حتى وإن كللان البيللان الختللامي ومللا تله مللن مللؤتمر صللحفي لرئيللس‬
‫مجلس الوزراء وزير الخارجية القطري قد حكمته معطيات وضوابط هذا المجتمع الللدولي الللذي‬
‫نتعامل معه اليوم بحذر وترقب فالحكمللة مللع الصللدق لبللد أن تحكللم العلقللة خاصللة أن النظمللة‬
‫العربية لم تفك الرتباط بعد بالمبراطورية المريكية كما هلو الحلال بلدول أمريكلا اللتينيلة ‪. . .‬‬
‫ونأمل أّل يعود النظام العربي ليجاد مخرج للصهاينة بعد انتهاء الحرب على غزة بالضغط علللى‬
‫الطرف المذبوح كما أشار لذلك رئيس مجلس الوزراء القطري في ختلام ملؤتمره الصلحفي ‪. . .‬‬
‫ولتكن نتائج مؤتمر نصرة غزة خطوة أولى على طريق اللف ميل ‪ . . .‬فهناك رأي عللام عللالمي‬
‫يناصر قضيتنا وتأكد في قول بعض الصحفيين ضّد تسلليبي ليفنللي فللي مؤتمرهللا الخيللر المشللار‬
‫إليه في بداية المقال حيث وصفها بالرهابية وهاجمها َاخر وهللم مللن المريكييللن وليسللوا عربلًا‬
‫فنأمل أّل تهدم السياسة ما كشفته الوقائع من نازية بني صللهيون ولتكللن المطللاردة علللى جميللع‬
‫الوجه وبمساندة النظمة فالمقاومة حق ل يدان سواء كانت باليللد أو اللسللان وعلينللا أل نكتفللي‬
‫بأضعف اليمان ‪. . .‬‬
‫وعلى الساسة بقمة الكويت أل يخذلوا تلك الللدماء الطللاهرة‪ . .‬أو يسلرقوا نصلر المجاهللدين فلي‬
‫غزة كما قالت بذلك إمرأة عربية مغربية في معرض مناصرتها لغزة‪.‬‬

‫زوايا الفكر‬
‫‪ - 62 -‬اَلن حصحص الحق‬
‫منتدي الراية‬
‫‪ . . .‬ابتهج وزراء العرب مصفقين لصدور قرار ملزم يفتقد َلليات التنفيذ في مشهد مؤلم ومخللز‬
‫حيث الجهل يحكم من لم يشارك في وضع أنظمة تلك الجمعية مذ كانت مجرد عصبة أمميللة ‪. . .‬‬
‫وحيث ان اليهود المتجبرين هم واضعو أجنللدتها وقوانينهللا فهلم أعللم بلدهاليزها وممراتهلا لللذا‬
‫قرارات مجلسها ل ترتقي للزام تنفيذي اّل في حال تعلق المر بالعرب والمسلمين ‪ ،‬أما في حال‬
‫وضع كهذا الوضع المأساوي اللذي نعايشله ومعنلا العلالم بلأجمعه متابعلا محرقلة نلازيي القلرن‬
‫الجديد فالقرارات هزلية مراوغة في ظاهرها حق بينما باطنها يحمل بللاطل حقيللرا وهكللذا تبجللح‬
‫اولمرت برفض القرار) ‪ (1860‬لكونه ليحمل َاليات التنفيذ فعللاد الللوزراء وبمعيتهللم أميللن عللام‬
‫الجامعة العربية بخيبة مسعى حيث كان الوفد يستجدي غطاء مهلهل فل امكانية للتطريز اليوم ‪.‬‬
‫‪ . .‬ويا للحسرة فقد كان يرتجيه من عدو ظالم متجبر هدفه تركيع أمة تأبى الركوع لغير ال ‪. . .‬‬
‫وهللا نحللن نتللابع المعجللزة الربانيللة والللتي تحتللار أمامهللا العقللول فكيللف نصللف هللذا الصللمود‬
‫السطوري الذي نتابعه بغير المعجزة‪ . . .‬فاليوم يوم فصل ما بين حق وباطللل والقللارئ للتاريللخ‬
‫يكتشف ان سنن الكون تتكرر كلما تللوافرت لهللا ذات المعطيلات المؤديللة لتتلابع مشلاهدها بلذات‬
‫الرهاصات وكأننا أمام ذات الصورة فمنذ عقود طويلة تحالف ابن العلقمللي الللوزير الخللائن فللي‬
‫الخلفة العباسية مع التتار وعمل بجد واجتهاد لتمهيد الرضية التي تمكللن المغللول مللن اجتيللاح‬

‫‪19‬‬
‫بغداد وتحقيق مَاربهم بتولية مناصر لهم أمل بلأن يكلون هلو الخليفلة المطلاع ذا الكلملة الوللى‬
‫فحفظ الدور وعمل على تنفيذه باتقان ابتداء بالمشورات والتخطيط الذي يحمل بالظاهر ‪-‬عنللوان‬
‫لم الغيللوب ‪ . . .‬وهكللذا عمللل علللى‬ ‫مصلحة الدولة ‪ -‬بينما هناك عنوان خفللي ل يعلملله سللوى ع ّ‬
‫توجيه فكر الخليفة المستعصم بال للهتمام بالزراعة والتصنيع ! ولحاجة لتوجيه الجهد لبنللاء‬
‫غلف الحديث بكلم معسول يحوي السللم بيللن سللطور‬ ‫الجيش الذي بات يستنزف قدرات الدولة و ُ‬
‫لم يستشعرها الخليفة لقصور شاب وعيه السياسي بما يتطلبه الدور القيللادي مللن بعللد نظللر لللذا‬
‫أخذ الخليفة برأيه على اعتبار اخلصه للدولة وللخليفة ! وهذا ما يؤكد على دور البطانة والللتي‬
‫ندعو خالقنا بصلحها من حول قادتنا ‪ . . .‬وبالرغم من أن المستعصم بال كان حافظللا للقللرَان ‪،‬‬
‫مؤمنا خاشعا عابدا اّل ان افتقاره لحنكة السياسي البللارع و القيللادي المتمللرس وصللل بلله لحللال‬
‫مترد وبدولته الى ضعف في القدرة المنية حيث بلغ تعداد جيللش الدولللة السلللمية الللى عشللرة‬
‫َالف رجللل فللي عللام ‪ 654 -‬هجريللة‪ -‬بفللارق يصللل الللى تسللعين ألللف رجللل ابللان خلفللة والللده‬
‫المستنصر بال وبقوام مئة ألف جنللدي عللام ‪ 640 -‬هجريللة‪ -‬وهكللذا انهللارت الخلفللة العباسللية‬
‫بغزو التتار لبلد ل يمتلك جيشا يدافع عنلله فللي علام ‪ . . . 656‬وكللانت مذابللح ينللدى لهللا الجللبين‬
‫وتولى‪ -‬مؤيد الدين ابن العلقمي ‪ -‬الخلفة على جثث وأشلء أبناء وطنه فاذا به خليفة مع وقف‬
‫التنفيذ ‪ ،‬يتلقى الهانة من أصغر عسكري تتاري وأمام من ُيفترض أنهللم شللعبه وصللول لحبللس‬
‫نفسه في منزله حزنا وكمدا لما َال اليه الحال بعد عز ومكانة رفيعة فلي خلفلة المستعصلم بلال‬
‫حيث كان الوزير المقرب يأمر فيطاع وُيستشللار فُيؤخللذ برأيلله ‪ . .‬فكللان قلرار العللتزال وفللرض‬
‫القامة الجبرية الختيارية بعد واقعة بسيطة أكدت على وضع مأساوي يعايشه ويظن أن ل أحللد‬
‫يستشعره حيث كان يركب دابته وعساكر التتر ينهرونه باستخفاف ليسللرع بللدابته فرأتلله امللرأة‬
‫مسلمة بهذا الوضع المخزي فقالت له جملة بسيطة اّل أنها قاتلة دون سلح حيث قلالت ‪ -‬أهكللذا‬
‫كان بنو العباس يعاملونك ‪ -‬جملة بسيطة حملت دللت قوية مما جعللله يغتللم ويعتكللف فللي بيتلله‬
‫حيللث ل نصللر لحللاكم بل سلللطة ‪ ،‬حللاكم يحكللم مدينللة مللدمرة وشللعب مللن المللوات والمرضللى‬
‫والمعاقين‪. . .‬‬
‫فما أشبه اليوم بالبارحة في محرقة النازيين الجدد وحالنا يقول اننا لنقف أمام ابن علقمي واحد‬
‫بل كثر خيب ال مسعاهم وأرجع كيدهم لنحورهم قبل أن يتمكنوا مللن حكللم مللدن مللدمرة وشللعب‬
‫ميت وهو حي يئن جوعا ومرضا وقهرا ‪ . . .‬اليوم تبينت الحقيقة بوثيقة ربانية لتقبل التشللكيك‬
‫والتاريخ شاهد فاذا كانت بريطانيا تكشف عن وثائقها السرية بعد مرور ثلثين عاما فللإن الحللق‬
‫يتبين لصحابه منذ الوهلة الولى ولكن العامة يحتاجون لوعي وتحديد مسللار ليتللبينوا الحقيقللة‬
‫المعلنة اليوم بمعجزة ربانية ‪ . . .‬وها هو الحق وقد سطع بنللور ل تحجبلله غشللاوة وعلللى كافللة‬
‫المل ‪. .‬‬

‫الصامدون منهم والمتخاذلون ‪. .‬‬


‫الصادقون منهم والمنافقون ‪ . . .‬ولمجال اليوم لمنطقة وسط مما يجري في غزة الصللمود أمللام‬
‫محرقة اليهود ‪ . . .‬فإما ايمانا بّينا أونفاقا ظاهرا فاَلن حصحص الحق وليس هناك من مفر مللن‬
‫العتراف بالخطأ أو التوبة النصوح والصطفاف لجللانب المقاومللة الللتي تسللطر المعجللزات ‪. . .‬‬
‫حقا ان ما يحدث في غزة معجزة ربانية بكل المقاييس فمن يتصور أن هنللاك مللن يمتلللك القللدرة‬

‫‪20‬‬
‫وسط تلك الحمم السوداء والبيضاء حيث القنابل العادية المدمرة القاتلة وقنابل الفسللفورالممزقة‬
‫لكل بني البشر ‪. . .‬‬
‫حيث تتلون في مسرحية اجرامية حية على فضاء العالم ليتابعها الصغير قبل الكبير كشاهد على‬
‫جريمة القرن الجديد بوحشية غير مسبوقة بتقنياتها ونوايا القللائمين عليهللا وخبللث المتللواطئين‬
‫معهلا عللى مسلتقبل أمتهلم فتبلا للخونلة واللذين ملازالوا يكلابرون وقلد انكشلف خزيهلم فطلابع‬
‫الستكبار هو الذي أودى بمن سبقهم والدور َات عليهم باذن المطلللع الجبللار علللى سللوء نيللاتهم‬
‫وغدرهم بشعوبهم فاللهم أرنا فيهللم يومللا ‪ . . .‬وليعلللم هللؤلء بللان مصلليرهم سلليكون أقبللح مللن‬
‫مصير ابن العلقمي حيث ان الشعوب لبد أن تنتبه لما يحاك لها قبل أن تنزف دماؤها مجددا كما‬
‫نزفت في زمن التتار وما بعد التتار وفي مواقع عدة ملونة الرض بصبغة حمراء‪. . .‬‬
‫فلتكن دماء المرابطين في غزة عبرة لمن يعتبر فل مجال للصفح اليللوم لكللل المت لَامرين وبحللول‬
‫ال سيكون للمة نصر جديد بنصر المقاومة في فلسطين وبصمود هؤلء المرابطيللن ‪ . . .‬حيللث‬
‫بايع الشعب العربي بمسلميه ومسيحييه وبمعاضدة الشعب السلللمي كافللة تلللك الثلللة المرابطللة‬
‫من اَلخرين ‪ -‬والذين ليضيرهم من خذلهم ‪ - . . .‬على النصرة والقيادة وُرفعت رايللة المقاومللة‬
‫عالية بيد الشعوب وتلك هي النتخابات الحقيقية موثقة بالصللوت والصللورة ‪ . . .‬وكللل ماعللداها‬
‫مزور مزيللف مخللادع متلعللب بمصللير المللة عربيللة وكللم هلي كللثيرة تلككللانت أو اسلللمية‪. . .‬‬
‫المواقف التي تحتاج لتعليق فخلل اسبوع ما بين مقال ومقال تكللثر تصللريحات السللادة وأقاويللل‬
‫العبيد ‪ ،‬بينما دماء البرياء في غزة تنزف ومعاناتهم تتعاظم وعللذاباتهم تتضللخم فللي سللبيل الل‬
‫صدقا ل مراء فيه حيث نتابع بنقل حللي ارتفللاع سللبابة الشللهادة مللا بيللن الحيللاء والمللوات فللي‬
‫موقف عزة تقشعر له البدان فسبحان من ثبت هؤلء على الشللهادة فللي أصللعب مواقللف الحيللاة‬
‫حيث استقبال الموت ‪ . . .‬موت مشرف يعري العملء والخونة وُيصّدق بالللدم علللى حللق ليقبللل‬
‫التأويل والمساومة ‪ . . .‬فالمقاومة حق يستحق المساندة فمن يقف في صف العدو فهو منه ‪. . .‬‬
‫وهكذا ُكشفت حقيقة النظمللة حيللث ضللحت مللن قبللل بللالجيوش فللي حللرب ‪67‬م وهللا هللي اليللوم‬
‫تضحي بالمقاومة وان غدا لناظره قريب ‪ ،‬فإن كانت الخيانة بالمس قد ُنفذت وسط ظلمة الجهل‬
‫وعتمة الحقيقة‪. . .‬‬
‫فاليوم ذات العصبة بذات الوسائط وعلى رأسها فرقة ‪ -‬الدحلباسية ‪ُ -‬تستكمل استراتيجية العللدو‬
‫حيث تبيع وتشتري في دماء الشعوب مستبيحة للكرامة مدنسة للضللمائر بوقاحللة غيللر معهللودة‬
‫حيث حسرت عن رأسها وأعلنت عمالتها ‪ . . .‬ومهمللا بلررت وادعلت فللن يكللون هنلاك شلفاعة‬
‫حيث )حصحص الحق( بات العنوان الللذي ينطللق بلله الشللعب العربللي مللن المحيللط للخليللج فمللن‬
‫ينصر هذا الشعب اليوم ومن يبايعه على النصرة لدماء اخوته المسللتنزفة منللذ سللتين عامللا فللي‬
‫فلسطين ومن قبلها المغرب العربي واليوم العراق ولبنان والسودان والصومال والدور َات عللى‬
‫البقية الباقية ان استمرت عصبة الخيانة والتَامر على مسارها النهزامي العميل ‪ . .‬ول توصيف‬
‫َاخر وسط هذا الوضوح فقد فات زملان ‪ -‬الل ياسللت ‪ -‬حيللث أضللحت السللت اليللوم ليسللت سلليدة‬
‫الغناء العربي بل مصاصة دماء شهداء غزة ‪ -‬تسيبي ليفني ‪ -‬وزيللرة خارجيللة كيللان العللدو كمللا‬
‫وصفها وزير خارجية مصر العروبة ‪ -‬أبو الغيط ‪-‬فتعسا للمتَامرين ‪ . . .‬أمللا العللداء فللال كفيللل‬
‫بهم ‪. .‬‬

‫‪21‬‬
‫زوايا الفكر‬
‫‪) - 63 -‬عصاعص لبد أن تسقط(‬
‫منتدي الراية‬
‫لدينا في الخليج مثل شعبي يقول‪) :‬الللروس نللامت‪ .‬والعصللاعص قللامت( والعصللعص هللو أصللل‬
‫الذنب‪ . .‬والواقع اليوم يشهد على ما يحمله هذا المثل من دللت قوية تشير في مجملها لتفشللي‬
‫الجهل‪ ،‬السفاهة والضعف حيث تنخفض الرؤوس ذل أوقهرا لترتفع الذنللاب‪ . . .‬وهللا نحللن فللي‬
‫مسلسل العدوان المتكرر منذ وعد بلفور المشؤوم وإنشللاء عصللبة المللم ‪ 1919‬للتمهيللد لتنفيللذ‬
‫هللذا الوعللد وصللول لعلن قيللام الكيللان الصللهيوني ‪1948‬م‪ . .‬عصللبة أمميللة أنشللأت عصللابة‬
‫إجرامية مازال الوطن العربي يتلظى بنار حقدها العمى‪ . .‬فمنذ السبت ما قبل الماضي الموافللق‬
‫للسابع والعشرين من ديسمبر وكيان العدو يحتفللل بللدخول سللنة الميلد الجديللدة بأشلللء البشللر‬
‫ودخان المباني وإرهاب سياسي لعالم محكوم بلعبة المال والفساد‪ ،‬تلك هللي الحقيقللة الماثلللة بل‬
‫لف ودوران فالنظام السياسي العربي بل خانة رقمية في هذا المجتمللع الللدولي الصللامت بخللزي‬
‫فاضح‪ ،‬مجتمع دولي منغلق على نفسه منفللذا لخطلة مرسللومة ليعبللأ بمللن يصلرخ أويستصللرخ‬
‫منعزل عن رؤية الشعب اللدولي بملا يعنللي مجمللوع الشللعوب المحبللة للملن والسلللم باسللتثناء‬
‫العصابات وأصحاب المصالح الفاسدة‪ . . .‬ومادام المحروق مجرد شعب ليملك أوراق اللعبة‪. . .‬‬
‫فلضير باستمرار المحرقة للقضاء على ‪ -‬أعداء الفساد ‪ -‬بكل مكوناته وعلى رأس هللذا الفسللاد‬
‫هذا الكيان الهتلري المولود من رحم النازية البائدة‪ . . .‬كيللان مجللرم يحللرق العللالم بفسللاد ونللار‬
‫والويل لرأس يرتفع حيث الحكللم بقطعلله بقضللاء سللدوم‪ . .‬وخلل ثمانيللة أيللام تأكللد المعلللوم‪. . .‬‬
‫وانكشف ما لم يكللن مسللتورا‪ . . .‬ودار النظللام العربللي حللول نفسلله حيللث خللانت بلله َالللة الحللرب‬
‫الصهيونية التي لم تنجز المهمة خلل ساعات أو أيام كما استبشر بعض العصاعص قللائل علللى‬
‫أهل غزة الصمود فالشرعية قادمة وأحسنت مذيعة الخبار حين قالت متسائلة‪.‬‬
‫الشرعية قادمة على ظهر دبابة إسرائيلية فأسقط في يده‪. . .‬‬
‫وبينما سيناريو حربي العراق ولبنان يتواصل انعقد مؤتمر وزراء الخارجية العرب يوم الربعاء‬
‫الماضي وبعد انعقاد الوزاري الوروبللي لشللأن عربللي‪ .‬محرقللة غللزة‪ -‬وكمللا كللان متوقعللا خللرج‬
‫بخفي حنين ل خفي منتظر‪ -‬وبما أن الشعب لم ينتظر قرارا إّل أنه لم يأمللل بخروجلله متكئًا علللى‬
‫عكاز منحاز يتحمل وزر جريمة عصابة أنشئت تحلت مظلتلله‪ . . .‬وهكلذا كللان حيلث تواطللؤ بيلن‬
‫لمجلس المن ومددت مهلة العدوان أمل بتحقيق نتيجة المعركة التي تحمللل عنوانللا سللريا غيللر‬
‫العنوان المعلن بالرصاص المسللال أسللاله الل فلي قللوبهم العميلاء فالمعركلة معلد لهلا كمعركللة‬
‫‪-‬تركيع أمة ‪ -‬ومجلس الغبن هذا لعلقة للله بالشللأن العربللي حيللث إنلله أنشللىء للتمكيللن منلله ل‬
‫لنصرته فأدان المأمور‪ -‬بان كي مون ‪ -‬صواريخ المقاومة قبللل تقريللع صللواريخ وطللائرات بنللي‬
‫صهيون بل برر للعصابة فعلها وإن كان معترضا على الفراط بالقوة! ! وعاد القرار لمللن يحكللم‬
‫العالم بطريق مباشر وغير مباشر أل وهم عصابة صهيون الللتي سلليطرت علللى القللرار العللالمي‬
‫بَاليات ليست بالخفية وحتى رئيس التغيير ‪-‬أوباما ‪ -‬عجز عن التصللريح مبتللدئا بتطللبيق التغييللر‬
‫عجللل بقللرار تصللفيته المعللد مسللبقا‪. . .‬‬ ‫على برنامجه أوًل ولذا لم يتمكن بالنبس ببنت شفة وإّل ُ‬

‫‪22‬‬
‫حال سياسي موجع حيث كان ومازال‪ . . .‬فإرادتنا وسيادتنا مرهونللة بيللد عللدو حاقللد ورحللم الل‬
‫أمللرأ عللرف قللدر نفسلله‪ . . .‬إذن التسللاؤل الملللح يستصللرخ الحلللول فقللوانين حقللوق النسللان‬
‫ومعاهدات الحروب وعلى رأسها معاهدة جنيف معطلة حين يكون الجلاني بنلي صللهيون وبينمللا‬
‫أحرار الشعوب وعلى مستوى العالم تمور غضبا وغليانا تتواصل سيناريوهات الحللرب والللدمار‬
‫والفساد الخانق وبدل من المحاسبة يكافأ المجرم والفاسد وتحاسب الشللعوب الللتي علللى دمائهللا‬
‫ترتفع أذناب الذل والفساد‪ .‬والجريمة المتمثلة اليوم بغزو غللزة هاشللم بوحشللية حاقللدة وتواطللؤ‬
‫مشبوه يدلل على مدى العجز وتوسع دائرة السقوط في بؤر الرذيلة والفسللاد‪ . . .‬فكللم هللو حجللم‬
‫ملفات الخزي والعار التي تمتلكها مخابرات بني صهيون ضّد سللادة العللالم‪ .‬كللم قيللل ويقللال منللذ‬
‫بداية تلك الحملة الهتلرية‪. . .‬‬
‫والتاريخ يكتب شعارا رفع بأيدي خيللر أجنللاد الل علللى الرض فللي أول مظللاهرة احتجللاج علللى‬
‫العدو المحتل وفي مصر العروبة مصر الشموخ مصر التي يعللاني شللعبها اليللوم تللداعيات فسللاد‬
‫طال أرزاق البسطاء وحرية النشطاء‪ ،‬كللم نتعللاطف مللع هللذا الشللعب المنكللوب بسياسللة أخطللأت‬
‫التوجه ونحن من نعتز بقيادة ودور مصر في التاريخ فالخجل توسع ليطالنا كعرب بأخر تصريح‬
‫مخجل‪ . . .‬تلك هي الحقيقة التي يقول بها الشللعب المصللري قبللل غيللره‪ . . .‬ليللس هنللاك موقللف‬
‫عربي جللاد فالضللعف يكتنللف حللتى الصللادق منلله حيللث لسللند‪ . . .‬أفل يجللب الغضللب لمثللل هلذا‬
‫الوضع‪ . . .‬أليس خيرًا من الكلم السكوت‪ .‬إّل إن دوام الحللال مللن المحلال وتظلل مصلر شلامخة‬
‫برجالها وقيمتها وتاريخها وموقعها فلي قلوبنلا فتحيلة لشلعب مصللر ولتحيلا مصلر فهلي القلللب‬
‫وتظل هي الهم والمهم في المثلث الذي ينكسر العرب بإنكساره ويرتفع باكتمال أضلعه الثلثة‬
‫‪-‬مصللر‪ ،‬السللعودية‪ ،‬سللوريا‪ -‬فللإذا مللا صلللح القلللب والللرأس امتلكنللا الرادة الللتي تحيللي بقيللة‬
‫العضاء‪. . .‬‬
‫والشعب العربي ينتظر سلمة أعضائه فلتسقط تلك العصاعص ولترتفع الرؤوس لنتنفس هللواء‬
‫نقيا ينشر الوعي ويربي النفوس ويدفن النفايات في مكبات بعيدة عنا‪ . . .‬وتحيللة إجلل وتقللدير‬
‫للمجاهدين والمرابطين ولكللل صللوت حللر صللادق تحللرك ويتحللرك لنصللرة وطننللا العربللي ممثل‬
‫بقضيته العادلة قضية فلسطين‪.‬‬
‫* مشهد مخجل َاخللر حيللث عجلز البعلض علن أضلعف اليمللان فلي تأجيللل احتفللالت ليسلت لنلا‬
‫ولتمثل عقيدتنا وشارك عامدا باحتفالت صرف فيها مال وقيم ومبادىء ليستمتع بفجور يتلوى‬
‫على نغمات تقطر بحقد ولمبالة على جثث وأشلء وحزن وقهر على مستوى كللل مللن للله قلللب‬
‫وهو شهيد على محرقة الميلد التي أبى بنو صهيون أن يمرروها على خير فالمسيحي كالمسلللم‬
‫بالنسبة لهم ولكن لم يحن وقته بعد ويومه قادم مبتدأ بإفلسلله وإختلس أمللواله ليتحمللل العللرب‬
‫دفع التعويضات‪.‬‬
‫خدع بلقب الزعامة ُوصور بهيئة الوسامة وُألبس درع الشجاعة نطق وليته سكت فبنطقه‬ ‫* من ُ‬
‫سمد وسقط‪ . . .‬وُاسترجعت الصورة فإذا به نسللخة مشللوهة أفسللدت جيل بتمثيللل دور ممسللوخ‬
‫في مسرحية منقولة ُمترجمة مشاغبة مبتذلة ُتضحك القويلاء وتهلزم الضلعفاء وهكلذا كلان‪. . .‬‬
‫واليوم هو عاد لموضعه الذي به كان ليسقط في بحر تفاهته ملتقيا بالمكانة مع مترجم مشاغبته‬
‫المدعو‪ -‬إيلي شالوم‪ . . .‬وليستحق هذا الزعيلم اللورقي سلوى بطوللة وهميلة ورقيلة كملا هلي‬
‫بطولته في فيلم السفارة في العمارة‪.‬‬

‫‪23‬‬
‫* كاتب صهيوني يطالب بطرد قناة الجزيرة من الكيان متهما إياها بالتحريض ‪ ،‬فلللم يكتللف هللذا‬
‫المحتل الحاقد لعتراف الجزيرة بهذا الكيان ووضللع مسللمى إسللرائيل علللى أرض فلسللطين أمل‬
‫بصورة إعلمية واضحة بل واستبقت التطبيع مع العدو مقابلت واتصالت وجللوه تنعللق كللالبوم‬
‫في وجوهنا بحجج مكشوفة وظلم بيللن وحماقللة بوقاحللة‪ . . .‬وقللد شللبه الجزيللرة بملكللم يخللالف‬
‫شروط اللعبة حيث يمسك سكينًا بيد بينما باليد الخرى قفازا‪ . . .‬قائل إنها تسللتغل السللكين ضللد‬
‫الصهاينة كما هو حال الملكم حامل السكين ضّد خصمه‪ . . .‬وفي نهايللة المقللال طللالب الجزيللرة‬
‫بعنجهيللة قللائل )إن عللى الجزيللرة أن تغيللر مللن توجههللا‪ . .‬يجللب منعهللا مللن اسللتعمال السللكين‬
‫العلمية في الحلبة العلمية‪ ،‬هناك دماء إسرائيلية كثيرة على السللكين الللتي بيللدها ‪-‬والمعنللى‬
‫فضائية الجزيرة الموجودة في إمارة قطر في الخليج كما ذكر في مقاله‪ -‬مكمل انظروا بث القناة‬
‫لبضع دقائق‪ ،‬لحاجة للترجمللة فالصللورة واضللحة للجميللع‪ .‬انتهللى المقللال بحجللة عليلله ل علللى‬
‫الجزيرة فالصللورة حقللا واضللحة ناطقلة شلاهدة عللى محرقللة هتلريلة جديلدة لبللد ملن محاكمللة‬
‫مجرميها بمحكمة العدل الدوليلة كمجرملي حلرب هلم وملن سلبقهم ملن عتلاة صلهيون فاللدلئل‬
‫لتحتاج إلى تأكيد حيث تتجدد الجريمة حية موثقة بالصوت والصورة فسللحقا للطغللاة الصللامتين‬
‫على تلك المحرقة الصهيونية وماسبقها من جرائم ترتبللت علللى تسللليم فلسللطين لعصللابات بنللي‬
‫صللهيون‪ . . .‬ونحللن أول مللن يطللالب الجزيللرة بإظهللار تللأثير صللواريخ المقاومللة علللى الجبنللاء‬
‫فمطلبه مقبول مع علمنا اليقين بأن العدو ذاته هو أول من يعتم على المشهد المقابللل تهيبللا مللن‬
‫تأثيره على معنويات شعب إجرامي جبللان بينملا ترتفلع أسللهم نلاخبيه بمزيللد ملن القتلل وإسللالة‬
‫الدماء‪ . . .‬وكاذب هذا المحرر بما كتب كما هو كاذب بما فعل‪. . .‬‬
‫ونأمل بصدق مايقول بأن هناك دماء إسرائيلية كثيرة على سكين الجزيرة‪ . .‬ويعلم هو قبل غيره‬
‫أن العين بالعين والسن بالسن فكيف لمن هو بادئ بالظلم وهذا وارد في التللوراة والقللرَان ولكللم‬
‫يوم يامفسدي العالم فال يمهل للظالم ‪ . . .‬ولتصمد الجزيرة فالحقيقة تشفع للتنازلت‪.‬‬
‫* الدعوة اليوم موجهة للمطالبة بصمت الجبناء‪ . . .‬أمللا النظللام العربللي فليطللأطئ بللالراس فقللد‬
‫أخجلنا وكشف سواءاتنا فإذا ما أراد النتصار لذاته فليعد قراءة الصورة ولينتفض ليتبنللى خيللار‬
‫المقاومة ل الحرب وليصحح المسار ويصلح المعوج وينفض الغبللار بمللا يحللوي مللن متلعللبين‬
‫ومنافقين وخبثاء وعصللاعص متسلللقة عنللدئذ سلليلتف الشللعب حللوله وينصللره وسلليحافظ علللى‬
‫الكرسي الذي يبتغيه ولكللن بعللزة وكرامللة ووجلله يقابللل الللرب بشللهادة توبللة نصللوح ونأمللل أن‬
‫يتحللرك الصللادقون المللؤثرون ليضللغطوا علللى قللوى التللأثير ولننتصللر لحقنللا فللالعرب يمتلكللون‬
‫المللوارد إن ماديللة أوبشللرية أو جغرافيللة فكيللف بالتاريللخ فمللتى تكللون النتفاضللة الرافضللة‪. .‬‬
‫المصححة‪ . .‬الطاردة للخبث‪ . . .‬وقبل أن يتمكن أنصار الدجال من تمشيط الرض تمهيدا لسيره‬
‫عليها؟‬

‫زوايا الفكر‬
‫‪ - 64 -‬اللهم أفرغ عليهم صبرا وثبت أقدامهم‬
‫منتدي الراية‬

‫‪24‬‬
‫جثث‪ . .‬أشلء‪ . .‬موت‪ . .‬دمار بينما سبابة الشهادة ترتفع والنطق بها يرقلى للسللماء وسلط تللك‬
‫الجثث والشلء وبصوت يسمعه القاصي قبللل الللداني فسللبحان مللن أعللان هللؤلء البطللال علللى‬
‫النطق بالشهادة وسط هذا الموت الرهيلب ولكللن هلو اللطللف اللهلي اللذي أعلان اللسلان ورفللع‬
‫الصبع وسط الموت الحائم والغرغرة التي تسبق طلوع الروح‪ . .‬مشاهد تلدلل عللى تاريلخ أملة‬
‫وصل ذروة النحطاط‪ . .‬عار يلحق بالحاكم والمحكوم‪ . . .‬حماقات الصهاينة تدين تلك النظمة‪. .‬‬
‫‪ .‬لم يكن المطلوب من تلك النظمة إعلن الحرب ولكن محاصرة فلسطين وتجفيف منابع المداد‬
‫للمقاومة هي الجريمة‪ . . .‬مقاومة فلسطين مقيدة مغبونة لصالح سلطة سلمت وباعت وتواطأت‬
‫وبإسم القضية ساومت وزايدت بينما المقاومة حللرام عليهللا حلتى ملد يلدها لمللن يسلاعدها ولللو‬
‫بموقف‪ ،‬وحرام علينا أيضللا ملد اليللد لهلا‪ . . .‬علار ملا بعللده علار هلذا اللذي نشللهده عللى أرض‬
‫فلسطين‪. . .‬‬
‫لننتظر إدانة من عالم ينطق بما ليفعل‪. .‬‬
‫عالم يدين الضحية بدل من الجاني حيث صرحت واشنطن بأنه يجب أن تتوقف صواريخ حماس‬
‫على إسرائيل حتى يتوقف العنف هذه المجازر والشلء مجللرد عنللف بينملا صللواريخ المقاومللة‬
‫جريمة يعاقب عليها قانون واشنطن تحلت مسلمى الرهلاب‪ ،‬فيلا ربنلا المسلتعان ملن نستصلرخ‬
‫والعلم يقوده ظلمة قساة‪ . . .‬ووقع العدوان ولكن ما قبل العدوان يشكل إدانة لنظمة جللتنا بعللار‬
‫ما بعده عار وها نحن ما بين صمت مخجل ونفاق بّين وتواطؤ مشبوه نتابع ما أعلنته ‪ -‬ليفني ‪-‬‬
‫ومن القاهره! عزم قادة العدو بالقضاء على حماس والمقصود المقاومة حيث أن حماس ليسللت‬
‫تمثال منصوبا وسط غزة أو قصرا مشيدا على أطرافها بل شعبا يتمثللل المقاومللة ويجنللح للسلللم‬
‫ولكن بكرامة فالصلح مع العدو ل يحكمه التنازل والتواطؤ المكشوف ففلسطين وإن ُقبل التنللازل‬
‫عن أكثر من نصفها كواقع حال يفرض قبول الصلح ليعني البيع والتسليم كموثق يكبل الجيللال‪.‬‬
‫‪ . .‬فالحق والمنطق أن فلسطين وطن للجميع ولكنهللا هللي فلسللطين ول يمكللن القبللول بمسللميات‬
‫تترتب عليها أكبر سرقة في التاريخ المعاصر ومصلحة اليهود قبل العرب تقول بفلسللطين دولللة‬
‫ل‪ . . .‬فالخطللأ‬‫عربيللة يتعللايش بهللا الجميللع مسلللمون ومسلليحيون ويهللود إن حاضللرا أو مسللتقب ً‬
‫المتمثل بزرع الكيان ُيعد وبال على العللالم ولبللد مللن تصللحيحه‪ . . .‬فمنللذ إعلن دولللة إسللرائيل‬
‫والعالم يصحو ويفيق على جرائم قادة هللذا الكيللان‪ ،‬وجريمللة المللس ليسللت الولللى ولللن تكللون‬
‫الخيرة ولكن مرارتها في تعرض الشعب الفلسطيني في غزة لحصار ظالم من أنظمة العرب قبل‬
‫غيرهم وهم المدانون‪ ،‬أما العدو فهذا ديدنه وماذا ننتظر من عدو هذا منهجه‪ . . .‬كم هللو تواطللؤ‬
‫طال أمده وُتوج بهذا الهجوم الوحشي والذي لللم يفللرق بيللن شلليخ وطفللل‪ . . .‬عللار علللى أنظمللة‬
‫العللرب هللذا التواطللؤ والنفللاق المكشللوف حيللث إحللترام قللادة الصللهاينة واسللتقبالهم بكللل الللود‬
‫والترحاب بحجة خدمة القضية ولكن بال عليكم بعد هذه المشاهد أيحق لنا مساءلة تلك النظمة‬
‫علن أي قضلية يتكلمللون وهلم العلاملون عللى تطويللع الهملم وإذلل الشلعوب بتطللبيع مرفلوض‬
‫مرفوض حتى في مبادرة النظمة ذاتها حيث التطبيع مرتهن بشرط النسللحاب وقيللام دولللة ذات‬
‫سيادة بمعنى السليادة الحقيقيلة وليسلت المنقوصلة اللتي يعايشلها الشلعب العربلي فلي حاضلره‬
‫المشين حيث التلهي بالرفاه أوالتلظي بالجوع وسط دوامات مخيفة تحيط به‪. .‬‬
‫فليتذكر العالم الجاحد المنكر للحق والمتعامي عن الحقيقة تلللك المشللاهد الدمويللة ليللتيقين دللللة‬
‫العمليات الستشهادية مع إختلف السلح فلكل فعل ردة فعل‪ . . .‬ولم يكللن الفلسللطيني يومللا فلي‬

‫‪25‬‬
‫موقف الفعل بل هو منذ إحتلل أرضه ينتصب في موقف ردة الفعل فمن يدين هذا المقتول اليوم‪.‬‬
‫‪ . .‬بينما تلك الجريمة الوحشية جريمة مشتركة ل يعفى منهللا أحللد بمللا فيهللم تلللك السلللطة الللتي‬
‫تتحدث باسم فلسطين والذين ينتظلرون القضلاء عللى المقاومللة‪ . . .‬هللؤلء اللذين لوثلوا سلمعة‬
‫الفلسطيني وشوهوا سيرته حتى غدا منبوذا متهيبا منه‪ . . .‬ألم يكشف محمللد نللزال فللي برنامللج‬
‫بل حدود عن تلك الوثائق التي تؤكد على تجسس الفلسطيني على أنظمة العرب وعلى المقاومة‬
‫في فلسطين وصول للشيشان! ‪ . . .‬أل تتابع السلللطة تلللك الغللارات الخبيثللة وهللي تتللوالى حيللث‬
‫استشهد خلل ساعتين اكثر من ‪ 155‬بينما الجرحى يفوق المئتين‪.‬‬
‫ورغم تلك المشاهد في تكرار للمأساة المتواصللة منلذ عقلود نطلق الرويبضلة بالمطالبلة بوقلف‬
‫العدوان بعد التواطؤ ومطالبة العدو بالقضاء على المقاومة وتحت مسمى القضللاء علللى حمللاس‬
‫حلللل هللؤلء )‪ ( . . .‬جللرائم العللدو وطللالبوا بالمزيللد‪ . . .‬وكللم كنللا نأمللل أل تتحفنللا الرويبضللة‬
‫بتصريحات خائبة بالمطالبة بوقف العدوان وهي من طالبت به كفى تواطللؤا واسللتخفافا بللالعقول‬
‫فليصمت اليوم المتواطئون فالشعوب كرهت رؤيتهم أو سماع أصواتهم النشاز فالكرامة لتعنللي‬
‫حربا فقط بل موقفا مشرفا‪.‬‬
‫عار على أنظمة العرب تلك الجريمة التي بدأت ظهر أمس بعملية عسكرية إجرامية تحت مسمى‬
‫الدفاع بمنطق ‪ -‬ضربته لنه ضربني بعد ماضربته ‪ -‬فأي صواريخ تللك الللتي تلبرر للمحتللل تللك‬
‫الجريمة التي يقوم بها جيش عدوان مدعوم من قوى الظلم المدعيللة التحضللر بينمللا هللي بعيللدة‬
‫عنه ومتواطئة في جريمة القرن الماضي والحاضر والتي أتللت بقاعللدة عسللكرية يقودهللا أعللتى‬
‫المجرمين وأخبثهم حيث ملوا الرض جورا وفسادا وعدوانا‪ . . .‬لن نلوم العدو فهو عدو حاقد‪.‬‬
‫‪ . .‬ولكن اللوم على أنظمة عربية عاجزة متواطئة حّمللت الشلعوب علارا وألبسلته جبنلا بمنطلق‬
‫كلمات منمقة تدعي الحق وتتحدث بما لتفعل‪. . .‬‬
‫وهكذا ظلت تلك النظمة تماطل وتداور وتتلعب بحرص على المنصللب وبللإخلص للكرسللي فل‬
‫مصلحة للوطان تحكمها ول هتافات الشعوب المغبونة تستنهضها‪. . .‬‬
‫وبينما تتداعى المم على وطننا العربي يناضل الحكام من أجل تغييللر الدسللاتير وتللوريث البنللاء‬
‫فيما يسمى جمهوريات العرب‪ . . .‬غزة اليوم شهادة عار على نظام عربي فقللد بوصلللته وكشللف‬
‫عن الرأس بعد تعري الجسد ‪ . . .‬فبللأي وجلله سللتقابل النظمللة تلللك الشللعوب أم أنهللا اسللتمرأت‬
‫غسل الوجوه ب )‪ ( . . .‬فهلاهي التهلدئة وقلد انتهللت بخروقلات موثقلة دون اعللتراض أو إدانلة‬
‫بالمعنى الحقيقي للدانة بينما طالعتنا الصحف بالمس الول بصورة لللوزيرة ليفنللي ويللدها بيللد‬
‫أبوالغيط مع ابتسللامة عريضللة ترتسللم علللى وجههللا بينمللا ابتسللامة خجلللة ترتسللم عللى وجهلله‬
‫فابتسامة المنتصر تختلف‪. . .‬‬
‫فحال الصورة يقول قد أعلذر ملن أنلذر فقلد صلرحت بالقضلاء عللى حملاس والمعنلي المقاوملة‬
‫المطلوب رأسها أينما تكون على أرض العرب ففي العراق وفي فلسطين هي مجرد إرهاب حيللث‬
‫لحق في المقاومة في عصر النحطاط والنبطاح فبإتصال تل الزيارة المعيبة أكدت مصللر لغللزة‬
‫بأن الحال ماض للتهدئة بينما هناك استنفار على حللدود غللزة مللن قبللل مصللر لمنللع أي اخللتراق‬
‫فلسللطيني لمعللبر رفللح! ‪ . . .‬فضللائح تتبعهللا مذابللح والحللال كمللا الحللال لحيللاة لمللن تنللادي‪. . .‬‬
‫وكالعادة خرجت مظاهرات الشعوب المغبونة بأضعف اليمللان وفللي مصللر والردن أول وتتللالت‬
‫بشعارات تردد ماهو معلوم حيث رفع شعار )ياشعبنا دوس دوس على‪ . .‬الجاسوس (‪. . .‬‬

‫‪26‬‬
‫فهل تملك النظمة اليوم اتخاذ موقفا جادا حتى وإن تمثل بوقف احتفللالت الخللواء بللرأس السللنة‬
‫الجديدة بمزيد من المراقص والغواني وعلى أشلء وجثث أعادت للمخيلة مذابح صبرا وشاتيل‪.‬‬
‫‪ . .‬وهل يتجرأ النظام العربي بإعلن حقيقة هذا الكيان الصهيوني الرهابي الوحشي فل إرهللاب‬
‫سوى إرهابه ول جريمة سوى جرائمه ولتتوقف الدانات الكاذبة المتملقة المسللاوية فللي الجللرم‬
‫مابين الضحية والجلد‪. . .‬‬
‫وليعلن العرب بصراحة لتقبل التشكيك بأن حماس والجهاد والشللعبية وغيرهللم مللن المناضلللين‬
‫حركات مقاومة مشروعة ضّد خبثاء محتلين للرض مفسدين أينما يكونوا‪ . . .‬وليصمت الخونة‬
‫والعملء فالمر مكشوف والدلة بينة‪ . . .‬والحرقة أكبر من القدرة علللى التعللبير إّل أن الللواجب‬
‫يحتم علينا توجيه تحية شكر وعرفللان للمصللورين الللذين وثقللوا الصللورة فهللم مجاهللدون بحللق‬
‫والشكر موصول للقنوات الفضائية التي تنقل الحقيقة مصورة وإن كللانت فلي بعضللها مشلروطة‬
‫بالتحدث مع أركان جيش العدو أو المتحللدثين بإسللمه‪ ،‬وليحللرص الصللادقون علللى عللدم تللوجيه‬
‫الشكر لمتحدثي جيش الرهاب الصهيوني فكفانا جرحا‪. . .‬‬
‫ولنقول سوى اللهللم أفللرغ علللى مجاهللدي غللزة صللبرا وثبللت أقللدامهم وانصللرهم علللى اليهللود‬
‫المتجبرين وحسبنا ال ونعم الوكيل‪.‬‬

‫‪ - 65 -‬تاريخ وتأريخ‬
‫زوايا الفكر‬
‫منتدي الراية‬
‫الثامن عشر من ديسمبر لعام ألفين وثمانية ميلديللة يللوم يللؤرخ لمرحلللة جديللدة ويؤكللد تاريخلًا‬
‫يحق له الثبات في الذاكرة فيما بين المس واليوم‪ . .‬فلم يسبق للقطلري أن علاش مظلاهرة حلب‬
‫صادق وتلحم تعالت على كل سللبية تعلترض مسلار حيلاته كملا كلان فلي فرحتله بلذكرى تلولي‬
‫الشيخ جاسم بن محمد بن ثللاني رحملله الل لحكللم البلد ) الثللامن عشللر ملن ديسلمبر لعللام ألللف‬
‫وثمنمائة وثمان وسبعين‪ ( . .‬حيث اعتبر ذلك اليوم بدايلة تأسلليس دوللة قطللر الحديثلة ول شلك‬
‫بأن الشيخ جاسم يستحق لقب مؤسس الدولة الفتية نظرا لما تمثل به من إيمللان راسللخ ‪ . .‬فكللر‬
‫رشيد‪ . .‬دراية واسعة وعلم حيوي يرتكز على دستور ل يشوبه نقص وما نتللج عللن تللوافر تلللك‬
‫العوامل اليجابية من كرم وعطاء ليخالجه بخل ول شح ويشهد على ذلللك كللل مللن عاصللر تلللك‬
‫الفترة من تاريخ قطر الخالد في النفللوس ‪ . .‬وبنللاء عللى مللا مللر بقطللر مللن تاريللخ مجيللد يعتللبر‬
‫الحتفال بهذا اليوم كيوم وطني تجديدا لنهضة قطر وتواصل مع نهج المؤسس المعطاء وتأكيدا‬
‫على أصالة القطري وإرادته في حفظ الوطن والحرص على حمايته مللن عواصللف تتلطللم قربللا‬
‫وبعدا منه وعنه‪ . .‬فقطر اليوم تستكمل طريقا خطه المؤسس حين رسللم سياسللتها بثبللات وسللط‬
‫أمواج هديرها يصم الذان حين كان الخليج في مواجهة أطماع تمثلللت بللأكبر قللوتين متنافسللتين‬
‫على ممراته وخيراته َانذاك وها نحن نستعيد التاريخ بفترة مماثلة فمللا أشللبه اليللوم بالبارحللة‪. .‬‬
‫وكما ُرسمت سياسة قطر بحب للوطن وأبنائه فيما مضى ها نحن اليللوم نضللع الثقللة بقللادة قطللر‬
‫ليرسموا سياسة فاعلة تحفظ لللدولتنا أركانهللا وفعاليتهللا كعضللو صللحيح مسللاند للجسللد العربللي‬

‫‪27‬‬
‫المكمل له‪ . .‬ونعلللم يقينللا أن بلدنللا كغيرهللا مللن دولنللا العربيللة تللواجه وضللعا صللعبا حيللث تقللع‬
‫المنطقة وسط دوامة من الطماع التي كانت‪ . .‬ومازالت دائرة الطماع تللدور بتواصللل ل ينقطللع‬
‫متراوحة ما بين فتور وحدة وإن تراءى لنا حينا إنهللا بعيللدة عنللا إّل أنهللا ل تكللاد أن تبعللد حللتى‬
‫تعود بزمجرتها لترسي نذرها وعلماتها في فلك تلك المنطقة العربية التي حباها ال من الكنللوز‬
‫ما أثار شهية الكثير من القوى في الستحواذ عليها ‪ . . .‬لذا يعتبر اختيار هذا اليوم للحتفال بلله‬
‫كيوم وطني خالد اختيارا موفقلا يسلتدعي التأملل فيملا بيلن صلفحاته المكتوبلة منلذ يلومه الول‬
‫وحتى يومنا هذا مع الحرص على استخلص تجلاربه لنسلتمد منهلا العظلة والعلبرة ونتعللم ملن‬
‫نتائجها مايعيننا عللى تجلاوز المخلاطر وحفلظ أركلان الدوللة بملا يحفلظ لهلا عقيلدتها وإرادتهلا‬
‫وأمنها ورغد عيشها‪ . .‬نعم كان اليوم يوما متميزا بالصوت والصورة ومتحدثا ناطقا بازدواجية‬
‫رائعة ما بين ماض يتملكنا الحنين له وحاضر نعايش ازدهللاره ونهضللته ومسللتقبل واعللد نللأمله‬
‫من الباري العظيم ليكن زاهرا متغنيا بعشق الوطن بما يحوي ‪ . . .‬يللوم بلله عللزف اللحللن تكامللل‬
‫يروي حكاية شوق لتاريخ مضى مضيئا بذكرى الجللداد المؤسسللين ومتزامنللا مللع بدايللة تأريللخ‬
‫ليوم جديد مشع في الذاكرة لكبيرنا قبل الصللغير حيللث تللبين لنللا وفللي هلذا اليللوم بالتحديللد كيللف‬
‫ُرسمت اللوحة بإتقان وتجانس محبوك بألوان الطيف الرائعة بيد ممدوة بعطاء متواصل بللالخير‬
‫وللخير وتبشير بغد زاهر بنماء ورفلاه يعلد حلملا لكلل الشلعوب عللى وجله الرض ‪ . . .‬وتجللى‬
‫الشعار بتفعيل رائع للتكاتف والولء بعزة اليمان والنتماء وبأبهى صوره دون تفريللق مللا بيللن‬
‫فعل وَاخر فكلنا في حب قطر سواء لذا ل نستصغر الفعل حتى وإن كان مجرد ابتسامة مستبشرة‬
‫رسمت على الوجوه سعادة تعكس الفرح بما تراه وُتتابعة مللن فعاليللات رائعللة وُنسللجت بتطريللز‬
‫متقن ضمن تلك اللوحة التي وسعت حدود دولتنا الفتيللة بمللا شللملت مللن أركللان ‪ -‬أرض وقيللادة‬
‫وشعب ‪ -‬فكلنا اليوم ننصهر في بوتقة حب واحدة هي قطر موطنللا وحبللا وولء‪ ،‬وبحبنللا للللوطن‬
‫نشع حبا يضيء أرجاء عالمنا المحيط وإن لم يكن للمرء خير في ملوطنه فل خيلر فيله لغيلره‪. .‬‬
‫ولربما تضيق بنا الكلمات بعد ما قيل ويقال‪ . .‬إّل أن المشاركة التي استشعرها المواطن والمقيم‬
‫طربا وفرحا بتلك المناسبة بما ضمت من احتفالية نفخر بفعالياتها التي ارتقت لمسللتوى الحللدث‬
‫توجب علينا الثناء على تلك الجهود المبذولة ومارافقها من مشاركة اجتماعية تجلت فللي تلحللم‬
‫مشهود ما بين أفراد الشعب والقيادة وتمثلت بحب للوطن ل يماثله حب َاخر ول يشوبه اي أمللر‬
‫عارض أو طارئ فالوطن وعاء حاضللن حللافظ وموحللد للجميللع علللى اختلف أطيللافهم ورؤاهللم‬
‫وتطلعاتهم وكم لحب الوطن من عبلق ل يضلاهيه عبلق‪ . .‬فلاللهم احفلظ لنلا وطننلا َامنلا مطمئنلا‬
‫ووفق قادتنا في مسيرة النماء والعطاء واحفظ اللهم شعب قطر حرًا أبي لًا وسللط محيطلله العربللي‬
‫وأعز اللهم الجميع بالسلم عقيدة ومنهاجًا‪.‬‬

‫‪ - 66 -‬النسان في ذكرى إعلن حق مفترى عليه!‬


‫زوايا الفكر‬
‫منتدي الراية‬
‫)كل البشر يولدون أحرارا ومتساوين بالكرامة والحقللوق ويتميللزون بعقلول وضللمائر وواجبهلم‬
‫التعامل مع بعضهم البعض بروح الخوة( كلمات رائعة راقية تحوي معاني سللامية تلللك الللواردة‬

‫‪28‬‬
‫مابين القوسين والتي شكلت المادة الولى في إعلن حقوق النسان ‪ ،‬أما الواقع فيشللير إلللى أن‬
‫هناك ممن ليمتلكون عقوًل ولضمائر وتعاملهم مع الغير نابع من أهواء مزاجية وضمائر ميتللة‬
‫وعقول متوحشة إّل أنهم يمتلكون تسيير العالم حيث بأيللديهم يقبضللون علللى زمللام المللور ‪. . .‬‬
‫وماتسنى لهم الوصول لمواقع صنع القللرار إّل بضللعف تلللك المللم المقللرة لهللذا العلن المعنللي‬
‫بحق النسان المفترى عليه وعلى مختلف الجهات فمللن يلللوم المللرء إذا كللان رب الللبيت بالللدف‬
‫ضللاربا ‪ . . .‬فهللاهي المللم تحتفللل بالللذكرى السللتين لعلن حقللوق النسللان حيللث تللم التفللاق‬
‫بالجماع على تلك الوثيقة المعنية بالحق النساني والصادرة فللي العاشللر مللن ديسللمبر‪ -‬كللانون‬
‫الول ‪ -‬من عام ‪1948‬م ‪ ،‬مع تحفظ البعض على جزئية من المللادة ‪ 18‬المعنيللة بحريللة النسللان‬
‫بتغيير معتقده ‪ . . .‬بينما مواده الخرى كانت معنية بكرامة النسان وحقه بكل مايوفر له الحيللاة‬
‫الكريمة التي ليجوع فيها وليهان ‪ ،‬ولكن ولمفارقات القدر إنلله وفللي العللام ذاتلله صللدقت المللم‬
‫ذاتها على مايناقض إعلنها المدون بوثيقة حقوق النسان حيلث أقلرت بحلق جماعلة فلي نهلب‬
‫أرض ليست بأرضها وتشريد شعب من أرضه وهكذا بمرور اللذكرى السلتين لعلن هلذا الحلق‬
‫نجد أن هناك شعوبا وليس أفرادا قد ضاعت حقوقهم عامة فل أرض ولكرامللة ممللا ولللد أحقللادا‬
‫ترتبت عليها أفعال أضرت بكللثير مللن البشللر بينمللا مللن وضللعوا بأيللديهم تلللك الحقللوق ونظلّروا‬
‫بوجوب اللتزام بها هم أول من ناقض تلك المواد حيللث لعقللول ولضللمائر ولأخللوة ‪ . . .‬فمنللذ‬
‫ذاك التاريخ والعالم يحصد ثمار التنظير المناقض للفعل على أرضللية الواقللع فنجللد النسللان فللي‬
‫أفريقيا يحصد نتيجة شره اَلخرين بثرواته فيزداد جوعا وجهل وفسادا بينمللا هنللاك مللن ترهقلله‬
‫التخمة العائدة عليه من نتاج مناجم أفريقيا وثرواتها وبينمللا يتحللول النسللان هنللاك إلللى وحللش‬
‫ياكل لحم أخيه ‪ ،‬يتاجر الساسة بقضيته فترفع الهياكل العظميللة علللى وسللائط العلم كلمللا حللان‬
‫وقت إستغللها ويعتم على الصورة في حال إنتفاء الغرض من الترويج بينمللا الجيللاع علللى ذات‬
‫الحال دون شبع أو ارتواء ‪ . . .‬وهكذا ينام العالم ثم يصحوا على ذات الصللور المأسللاوية ولكللن‬
‫فقط حينما يضرب السللتغلل السياسلي أطنللابه ‪ . . .‬أمللا مَاسللي الحلروب الهجوميللة والعدوانيلة‬
‫الُمسببة فقد تطورت إلى حللروب إسللتباقية ) وقائيللة ( بل أسللباب ممللا أنعللش َالللة الكللذب ورفللع‬
‫الكذابين وماأتعس العالم عندما يقوده الكذب والدجل والغطرسللة وهكللذا تتفللاقم المَاسللي ويجنللي‬
‫النسان ظلمًا على ظلم وعلى مر العوام نجد الحقوق وقللد أضللحت حللبرًا علللى ورق ‪ . . .‬فمنللذ‬
‫ذاك العام وحتى يومنا هذا والنسان ُيخزن المزيد من ذكريات مؤلمة ناتجة عن كوارث الحروب‬
‫وتغول الظلم على حقوقه ولكن فقط مع تغيير المواقع ‪. . .‬‬
‫وتوجت السياسة منطق الظلم والعدوان بحربي افغانستان والعراق وبدل تشريد شعب واحلد فلي‬
‫شردت وُروعت شعوب كثيرة ‪ ،‬ومللازالت دائرة الحقللد والنتقللام تعصللف بالبريللاء مللع‬ ‫فلسطين ُ‬
‫بروز شبح الرهاب الذي رفعه بوش علما يلوح به في وجه القيلادات والشلعوب وانتهلى عهلده‬
‫برفع علم القرصنة جنبا إلى جنب مع علم الرهاب المخللزي للسياسللة والسياسللون حيللث ترتللب‬
‫عليه نقض ميثاق حق النسان بأغلب مللواده ‪ . . .‬ومللا تلللك الحتفاليللة بالللذكرى السللتين سللوى‬
‫إدانة للمم التي أقرت مبادئه بمواده الثلثين ‪ ،‬حيث لم يسلم من اختراقها أحللد فللإن وفللت دولللة‬
‫بجانب قصرت على جانب َاخر وأضحت السياسة قائمة على أساس من إعلم لعلقة للله بواقللع‬
‫حيث ُيعذب النسان وُتحتبس حريته وُيضيق عليه في رزقه بينما الرهاب شماعة لخللتراق كللل‬
‫حقوقه فبات ) الرهاب ( مصطلحًا مشاع يستغله من يمتلك قلللب حقللودًا وسلللحًا أسللود مشللوح‬

‫‪29‬‬
‫بالدم يرفعه في وجه كل معارض على حق كان أم باطل ‪ ،‬فتظللللت الرؤيللة وتللاهت الحقيقللة فللأي‬
‫ميثاق هذا الذي تعتز به تلك المم وهي لللم تسللتطع حمايللة بنللوده الللتي أكللدت عللى حقللوق أخللذ‬
‫القوياء بتفسيرها حسب الهواء والمصالح حيث تم التغاضي عن أهللم البنللود الللتي أكللدت عللى‬
‫أنه ) ليجوز تفسير أي جزء من هذا العلن بحيث يتيللح لي دولللة أو جماعللة أو فللرد أي حللق‬
‫في التورط بنشاط أوأداء أي فعل يؤدي إلى تدمير أوتعطيل أي من الحقوق أو الحريللات الللواردة‬
‫في هذا العلن ( وهكللذا بتنللا نتللابع الللدفاع المسللتميت عللن المثليللة والبغللاء المشللرع والتللدخل‬
‫بشؤون الدول والفراد من حيث اشتراطات لتخدم سوى واضعيها بينما تم التغاضي عن معانللاة‬
‫الشعوب الواقعة تحت الحتلل ومايصب على شللعوبها مللن أطنللان القنابللل وقاذفللات الصللواريخ‬
‫التي لم يسلم منها طفل ولُمسن ‪ . . .‬وانتهكت الكرامة في سجون من يستميت بالدفاع عن حللق‬
‫النسللان وأي إنسللان ! ‪ . . .‬وهكللذا دارت دائرة السللوء وتللوالت مشللاهد الحللوادث التفجيريللة‬
‫الوحشية واستغلل البشر بللإرادة أوبللدون لتنفيللذ تلللك العمليللات الوحشللية الللتي زرعللت الرعللب‬
‫والموت بينما الفاعل الساسي خفي حيث التهمة جاهزة حسب الهواء ومنطللق الحللروب يتهللدد‬
‫الشعوب في عالم يقف على كللف عفريللت بينمللا المغللردون بحقللوق النسللان مللا زالللوا ُينظللرون‬
‫وُيرتلون مواده ترتيل وكل منهللم يفسلرها حسلب الهلوى وتسلتمر الدوامللة تلدور بلالجمع وذاك‬
‫الحق المتغنى به مازال حق مفترى عليه حيللث الفسللاد يتضللخم ويرتفللع بأصللحابه ليجعللل منهللم‬
‫أسيادا وملوك مال يتحكمون بالرقاب والرزاق معا وبناء عليلله تتغنللى الطبقيللة فللي المجتمعللات‬
‫لتنحدر بالطبقة الوسطى مابين جنة ونار فإما قمة أو سفح ولوسط مما يعطل طاقللة المجتمعللات‬
‫ويحولها إلى فئتين متناقضتين فإما فقر مدقع وإما غنى فلاحش وربمللا تكلون الوليلات المتحللدة‬
‫كأغنى وأقوى دولة في العالم شاهدًا على هذا التناقض فمن يتصور دولة بهذه القوة وذاك الغنى‬
‫وكثير من أفراد الشعب يئن من ضنك الفقر الذي أصابه بمقتل ولنعنللي الفقيللر الللذي يجللد لقمللة‬
‫يومه وسكن نومه بل من ليجد كليهما ‪ . . .‬ويتكرر المشلهد فلي دول تعتللبر فلي نلادي الغنيللاء‬
‫فمن ذا المسؤول عن هؤلء إن لم تكللن دولهللم بممثليهللا القللائمين علللى شللؤونها هللم المعنيللون‬
‫بتردي الحال بهذا النسان فمتى نرى تلك المم وقد احتفلللت بتفعيللل ماصلّدقت عليلله فقللد سللئمنا‬
‫سمفونيات السياسة الماكرة المخادعة فهل نظرنا لهذا النسان المعذب المللروع المنبللوذ وغيللره‬
‫ممن يتقلب علللى الجمللر ويبتللع الغصللة ويختنللق باللقمللة بينمللا ُيحللرم عليلله الصللراخ أو مجللرد‬
‫الرفس عند طلوع الللروح ‪ ،‬ألللم يحللن الللوقت لعللالم بل مظللالم وحللروب تسللتعر بأجسللاد وأرزاق‬
‫البشر‪ . . .‬لعالم ُتفعل فيه إرادة الشعوب بما يضمن حق البشرية بإخاء وتعاون يضللمن حللق كللل‬
‫إنسان بوطنه وثقافته وكرامة عيشه وحرية حركته وتفاعله مع محيطه الوسع المتمثللل بالعللالم‬
‫من حوله ‪ . . .‬أل يتوجب تحديد دوائر النار والعمل على إطفائها بحق ليشوبه باطل أل يحق لنا‬
‫الحلم بعالم يسوده العدل والحب والسلم الذي ليمكن أن يتحقق برعاية الظلم وأهله‪.‬‬

‫‪ - 67 -‬ألم يحن وقت التنحي؟‬


‫زوايا الفكر‬
‫منتدي الراية‬

‫‪30‬‬
‫شيخ الزهر محمد سيد طنطاوي يثير الجدل من جديد بمصافحة حميمية وبكلتا يديه لرئيس بني‬
‫إسرائيل في مؤتمر حللوار الديللان وتللداعيات المصللافحة متواصلللة ‪ . . .‬وبينمللا تعللد مصللافحات‬
‫العرب مكسبا للصهاينة فهللي حتملا خسللارة للعللرب تللك هلي المعادللة ‪ . . .‬ولعجلب فلي سلعي‬
‫الصهاينة لمزيد من اللقاءات والمصافحات ولكن العجب العجاب في سباقنا المحموم لنيل الرضلا‬
‫بتلك المصافحات فإن يسعى المرء للمكسب فهلو حلق لله ولكلن إن يسلعى للخسلارة فهلذا حتملا‬
‫ضرب من الجنون أو النتحار فكيف نفسر تلك الظلاهرة اللتي أصلابت العلرب ممثليلن بقيلاداتهم‬
‫وبعض من علمائهم ‪ . . .‬وما هو ذاك السر الخافي والللذي حتمللا ليصللب فللي مصلللحة الوطللان‬
‫علللى المللدى البعيللد خاصللة وان مللا ترتللب علللى تلللك الظللاهرة مللاهو إّل مزيللد مللن التنللازلت‬
‫اللمتناهية وإن كانت محاطة بزخارف تزغللل العيلون وتظللل الحقلائق بتمجيلد الكلاذيب‪ ،‬حلتى‬
‫أضحى عاقلنا وكأنه المجنون ونزيهنا أشبه بالمجرم المغفل أما منافقنللا فهللو الللوطني المخلللص‬
‫وإذا ما استنجدنا بديننا قالوا بأنه المقيد لتطورنا وحريتنا بينما لغتنللا هللي سللبب نكبتنللا وتخلفنللا‬
‫فأين نحن من عقولنا ‪ . . .‬وها هي المسيرة تتواصل فبعللد القبللول بتنللازل القيللادات وبكللثير مللن‬
‫التحليل والتبرير فالضغوطات أكبر من القدرة علللى الصللد ‪ . . .‬نقللف اليللوم أمللام طأطللأة العلمللاء‬
‫وأي علماء إنهم من يمثلون القيادة الدينية ومن حفظة القرَان الذين نحللترم علمهللم‪ ،‬ولكللن أيللن‬
‫هم ممن هو قدوة لهم وهل من الممكللن تشللبيه فعللل شلليخ الزهللر الطنطللاوي بمصللافحة رئيللس‬
‫الصهاينة تلك المصافحة الحميمية وبكلتا اليدين بمصافحة نبينا الخالللد لليهللود فلأين الللثرى مللن‬
‫الثريا ‪ . . .‬فالمصللافحة الللتي تمللت بيللن الطنطللاوي وبيريللز فللي مللؤتمر الديللان الللذي دعللت للله‬
‫السعودية ومولته وافتتح في المم المتحدة في الربعاء الموافق للثاني عشر من نوفمبر الحالي‬
‫لم تكن مصافحة ليهودي بل مصافحة لرئيس الدولة الصهيونية المقامة على أرض فلسطين بللل‬
‫ومجرم حرب مارس ومازال صنوف التعللذيب علللى الشللعب الفلسللطيني ‪ . . .‬إذا المصللافحة هنللا‬
‫تحمل بعدا َاخر لعلقة له بمصافحة مسللم ليهلودي فنحللن نتعاملل ملع اليهللود كمللا نتعامللل ملع‬
‫غيرهم ‪ . . .‬أما من يسرق أرضنا ويعذب أخوتنا ويتواصل حصللاره الظللالم للمرابطيللن فلي غللزة‬
‫فالمصافحة إياها تحمل معاني مغايرة ليقبلها من به ذرة من كرامة ومجللرد القبللول بهللا مللدعاة‬
‫لمزيد من الخضوع والذل ‪ . . .‬ودليلنا ماثل بمؤتمرات الحللوار مللابين الديللان والصللح أتباعهللا‬
‫والتي ُمولت من قبل بعض الدول العربية وبالمال العام حيث ُدعي حاخامات اليهود وعللى أرض‬
‫العرب بحجة أننا لنتعامل مع الكيان وعصللبته وإنمللا مللع المعتللدلين مللن اليهللود ورويللدا رويللدا‬
‫وصلللنا للتعامللل مللع رؤسللاء العللدو ومجرميله ولكللن بتغليللف حسلن حيلث مقللر الجتملاع الملم‬
‫المتحدة‪ ،‬فإلى متى يستمر ذر التراب في العيون‪ ،‬وإلى متى تستغفل العقول ‪ . . .‬ومما لشك فيه‬
‫أننا نعايش فترة عصيبة نبتسم فيها ونحللن علللى وشللك البكللاء‪ ،‬ونتلظللى بالصللمت بينمللا داخلنللا‬
‫يستصرخ نخوتنا علنا نتمكن من النطق بالحروف التي ربما تريحنا من ضغط الكبت ‪ . . .‬نسللمي‬
‫الفعال بغير أوصافها ‪ ،‬ونصف الشياء بما يخالف مكوناتها ‪ . . .‬نتلعب باللفللاظ كمللا نتلعللب‬
‫بأنفسنا ‪ . . .‬نملك أراضي شاسعة ويبدو أننا أضعنا صكوك ملكيتهللا ‪ ،‬وبحللارا نتفنللن فللي دفنهللا‬
‫واحتكار مساحات صيدها ولشيء َاخر لنا بها بينما هي بوابة العالم الحاضللر بممراتهللا‪ ،‬وربمللا‬
‫نعجز فيما هو َات عن رد قراصنتها والذين توجوا خاتمة ‪ -‬بوش ‪ -‬بإلتهام سفن مبحرة خللهللا‪،‬‬
‫وكالعادة نحصد نحن ثمار الشر في كل مرة بينما بوابة الملوال بخيرهلا تنهملر عللى ملن ضليع‬
‫العالم بحروبه وفتنتلله وأزمللاته وأزلملله المسللتفدين مللن شللطحاته ‪ . . .‬نملللك المللوال ولنملللك‬

‫‪31‬‬
‫إرادتنا فتضحى أموال سائبة ل رقيللب عليهللا ولحسلليب تكللاد أن تتحللول إلللى مشللاع لكللل طللامع‬
‫ومتحايل حق إنتزاعها ‪ . . .‬ومن ذا يحاسللب مللن أخللذ مللال غيللر ذي حللرز‪ ،‬وهكللذا أضللحت بلد‬
‫يعللرب ‪ . . .‬ومللا علللى الغيللار سللوى إجللادة المللداخل والتلعللب بالكلمللات وتنميللق المسللميات‬
‫والمطلوب فقط تغليف المسمى بمعان وعللبر وعبللارات وأدلللة‪ ،‬والسللتنجاد بمللن يحسللن تمريللر‬
‫العمليللات والعمللولت بأحللاديث وَايللات تللؤطر لشللرعية الصللورة ومللن ثللم يجنللد أدوات العلم‬
‫وماعليه سوى انتظار عملية الدرار ‪. . .‬‬
‫وبهذا تكتمل الصورة ليضيع فيها من أحسن النية بينما يفللوز بالمكاسللب مللن خبثللت نيتلله حيللث‬
‫المعايير أضحت مقلوبة في زمن يحتكم للمللال وبالملال ممللا أفسلد الضللمائر وغيللب أهلل الللرؤى‬
‫والفكر ليتحولوا إلى مجرد منظرين يستمع لهم العامة ويصدقون على مقولتهم ثم ينفضون اليد‬
‫عنهم معلنين قصر همتهم وعجزهللم أمللام لقمللة العيللش وأي عيللش ‪ . . .‬وبينمللا نسللاير زخللرف‬
‫الحياة ومباهجها ونحلم بمزيد مللن نعيمهللا تحيللط بنللا وقللائع تهللدد صللفو عيشللنا وتنللذرنا بقللرب‬
‫نهايتنا لن مانسيناه فاق ما نتذكره وماخفي علينا أعظم ‪. . .‬‬
‫وتسلتمر اللدوائر تلدور بلالجمع وهلم فلي غفللة لهلون يخلافون الهملس ويتوجسلون شليئا ملا‬
‫يستشعرونه في دواخلهم ويصعب عليهم تحديده أو مجرد التلويح بما يقاربه‪ . . .‬فكل ماكان منذ‬
‫اغتصبت فلسطين ‪ . . .‬وما سوف يترتب على ما يحدث اليوم بينما غزة تعلن عجللز العللرب عللن‬
‫اتخاذ القرار والكتفاء بمجرد مساعدات وكأننلا نسلاعد جلوعى فيضلانات حلدثت فلي الصلين! !‬
‫وإسلمنا مازال منبلوذا موصلوما بالرهلاب مملا حلّول ديلار المسللمين إللى بلؤر رعلب وجلوع‬
‫ومللرض ومزيللد مللن أنيللن ولللدته فوضلى هّدامللة عملللت علللى هللدم النفللوس وصللول إلللى قللذف‬
‫الللرؤوس بوحشللية طللالت الللبر والبحللر ‪ . . .‬وكللم يحتللار المللرء فللي تحليللل المللور‪ ،‬فللالحوادث‬
‫متسارعة بكوارث سابحة بدماء تغطي مزيدا من الشلء وتنذر بمزيد مللن الرعللب يطللال الكللثير‬
‫من البرياء فأين المفر ونحن كوطن عربي نعيش وسط دائرة تموج بالغضللب والعنللف والجللور‬
‫والظلم وانتقام يتبعه انتقام بينما الحكمة غائبة في كل ماحصللل ويحصللل فلإلى ملتى ننعلي حظنلا‬
‫العاثر بمزيد من التنازلت وحوارات بل سند ُيفعل نتائجهللا حيللث يتمخللض الحللوار بحللوار يليلله‬
‫ونغدو في وضع أشبه بمن فسر الماء بالماء ولكن ليس بعد عناء بل بعد بعللثرة المللال وتضللييع‬
‫الوطللان وخنللق المللواطن بمزيللد مللن الفقللر والذلل وطأطللأة رأس وهللوان للله أول ولكللن بل‬
‫َاخر ‪ . . .‬والوقائع تقللول إنلله ليمكللن للعلرب التقللدم إن للم يكلن للسياسلة دور فاعلل فلي إسللناد‬
‫الشعوب وحفظ كرامتها وتعزيز الرادة العربية بالقرار السياسللي النللابع مللن المصللالح الوطنيللة‬
‫التي تحفظ للوطان مواردها المالية والبشرية والتي تعللزز قرارهللا الللداعي للسلللم الحللق‪ ،‬فلإذا‬
‫ماسلمنا جدل بالمبادرة العربية التي تبناها حكام العرب فكيللف نسللم باختراقهللا ملن قبلل الحكلام‬
‫ذاتهم فالتطبيع مع إسرائيل يسير على قدم وساق قبللل اسللترداد الرض ‪ ،‬بينمللا ُتطللوع الوسللائل‬
‫لخضاع الشعوب وما مصافحة الطنطاوي لبيريز تلك المصافحة الحميمية إل بإيحاء يملي عليلله‬
‫مافعله ولم تعد مثل تلك التصرفات بغريبة على شيخ الزهر فقللد تعللود علللى امتصللاص الغضللبة‬
‫الشعبية وليضيره المر مادام باقيا على منصبه ‪ . . .‬ولكن الحتجاج كامن في أن هلذا المنصلب‬
‫يعنى بتمثيل رأي المسلمين من خلل رئاسة جامعة إسلمية عريقة بتاريخها فكيف يتحللدث بمللا‬
‫ليرضي من يمثلهم أليس في هذا تشبها بمن يأتمر برأيهم بينما هللو غيللر ملللزم بلله‪ ،‬والتسللاؤل‬
‫المطروح ألم يحن الوقت للتنحي‪.‬‬

‫‪32‬‬
‫‪ - 68 -‬رمزية الموقع ودللته‬
‫زوايا الفكر‬
‫منتدي الراية‬
‫للسيادة رموز تتمثل بالشخوص الذين يمثللون ارادة الشلعب ويمتلكلون سللطة القلرار‪ . . .‬وفلي‬
‫العرف السياسي يعتبر وزير الخارجية الرجل الثالث في الدولة فهو رملز التمثيلل الخلارجي ملن‬
‫حيث توطيد علقة الدولة بمايحيط بها مللن عللالم علللى اسللس مللن الحللترام والتعللاون المحكللوم‬
‫بضوابط تحتكم لها الدول ولذا فوزارة الخارجية بما تشكله من ثقل سياسي وتمثيل خارجي وبما‬
‫يترتب على تلك السياسة من علقات جيدة ترتبط بها الدولة مع دول العالم كافة تعتللبر الواجهللة‬
‫المامية التي من خللها نحدد أطر علقاتنا الخارجيللة لللذا تحتللاج هللذه الواجهللة لمقومللات تللدلل‬
‫على هذا الثقل المعنوي لمثل هذه الوزارة السيادية وعليه هناك متطلبللات لللدعم هللذه المقومللات‬
‫من حيث شكلية المبنى وموقعه على خارطة الوطن من حيث الرمللز والدللللة بللل يعتللبر الموقللع‬
‫من الولويات في عرف الللدول‪ . . .‬فملن خلل هلذا المبنلى بمللا يضلم تتواصلل ديناميكيلة العملل‬
‫داخليا وخارجيا من خلل السفارات وملاينبثق عنهلا ‪ . . .‬وفلي بللدنا قطلر يقلع مبنلى الخارجيلة‬
‫مواجها للبحر وفي شللارع يعللد الول والشلهر فلي قطلر ‪ -‬شللارع الكللورنيش ‪ -‬وملن خلل هلذا‬
‫الشارع يمر كل زوار الدولة فهو واجهة للدولة ومدخل لضلليوف قطللر تللراه أعينهللم فللي طريللق‬
‫توجههم لمقار سكناهم وفي طريق مغادرتهم أرض اللوطن ‪ ،‬وفلي ذات اللوقت يقلع هلذا المبنلى‬
‫على يمين الديوان الميري الذي يمثل رمز السيادة الول حيث هو مقر عمل أمير البلد المفللدى‬
‫رجل الدولة الول ‪ . . .‬ومما لشك فيه أن لهذا الموقع رمزية للسيادة ودللة علللى ارادة الدولللة‬
‫ضد سلطتها التنفيذية بما تمثله مللن رمللوز‪ . . .‬ومللن غيللر المسللتغرب‬ ‫في تسيير سياستها بما يع ّ‬
‫القول بأن موقع الديوان الميري متوسط وزارتين سللياديتين همللا وزارتللا الداخليللة والخارجيللة‬
‫وباطللة علللى شللاطئ خليجنللا المتللللئ مللن أجمللل المشللاهد العمرانيللة فللي البلد ‪ ،‬لللذا أضللحى‬
‫ماتتناقله اللسن من نية لخلء مبنى الخارجيللة مللن مللوظفيه تمهيللدا لهللدمه مثللارًا للسللتغراب‬
‫والستنكار فهل من المستحب أن يكللون مقللر هللذه الللوزارة بمللا تعنيلله مللن ثقللل سياسللي ورمللز‬
‫سيادي مجرد برج مابين تلك البراج المتراصة في بناء ساهمت به تلللك الطفللرة الللتي أنعللم ال ل‬
‫بها على أرضنا الطيبة قطر ‪ ،‬وقبل أن يتفاجأ العالم بمايسمى اليوم أزمة القتصللاد العللالمي ‪. . .‬‬
‫أل يستحق المر اعادة النظر‪ . . .‬والسؤال الذي يطرح نفسه هل قرار الزالة بهدف اعادة البناء‬
‫فللي ذات الموقللع بهندسللة جديللدة وبمللا يتللوائم مللع المشللهد القللائم ‪ . .‬فللان كللان هللذا الهللدف‬
‫فلبأس ‪ . . .‬أما ان كان المر متعلقا بايجللاد مقللر َاخللر للخارجيللة وبعيللدا عللن الللديوان الميللري‬
‫بينما يتم اشغال الفراغ ببساط أخضر أوماعداه فل أظن بأنه قرار صللائب ونأمللل الللتروي وعللدم‬
‫التسرع بتنفيذ مثل هذا القرار ‪ . . .‬والتقدم بدراسة جدوى جديدة مفندة لجدوى الهدم من عللدمه‬
‫وعلى أساس من أهمية موقع الوزارة من الناحية السيادية مع الوضللع فللي العتبللار مللايمر بلله‬
‫العالم اليوم من أزمة اقتصللادية تسللتدعي ترشلليد السللتهلك ‪ . . .‬ول اظللن بأننللا كللدول خليجيللة‬
‫بمعزل عن انعكاسات تلك الزملة خاصللة أن اقتصلادنا قلائم عللى الطاقللة ملن بللترول ومشللتقاته‬

‫‪33‬‬
‫وليس بالخافي علينا هذا التدهور القياسي في سعر برميل النفط حيللث تخطللى الخمسللين هبوطللا‬
‫بعللد أن تخطللى المللائة ارتفاعللا خلل فللترة سللابقة ‪ ،‬والتللدهور كللان سللريعا متللأثرا بللاهتزازات‬
‫البورصة العالمية وماجرى فيها من تلعب واختلسات طالت أكبر البنللوك وأشللهرها فللي قللائدة‬
‫العالم الوليات المتحدة المريكية ‪ . . .‬وعليه ومن باب اللرأي واللرأي اَلخلر نلرى أن التخطيلط‬
‫لترميم المبنى وتوسعته خير من هدمه وليكن انتقال موظفيه عبارة عن فللترة انتقاليللة اسللتعدادًا‬
‫للعودة اليه فالموقع حق ليعوض ورمز نتطلع لبقائه ‪ . . .‬فالمشهد متكامللل مللع مللاحوله مللدعاة‬
‫لنشراح النفس بمجرد التطلع اليه ‪ . . .‬وليوفق ال المسؤولين لتخاذ القرار الصائب بشأنه‪.‬‬

‫‪ - 69 -‬وتغيرت أمريكا ‪ . . .‬فكيف نواكب التغيير‪. . .‬‬


‫زوايا الفكر‬
‫منتدي الراية‬
‫لم يكن الشعب المريكي فقط من اختار التغيير بل شاركه العالم أجمللع بتصللويت غيللر ملللزم فللي‬
‫اختيار أوباما رئيسا يحكم العالم بما يمتلك النظام السياسي المريكي من قوة ونفوذ‪. . .‬‬
‫وهكذا تلوافقت الراء ملابين علالم خلارجي محكلوم بالعصلا المريكيلة المتجلبرة‪ ،‬وداخلل متللق‬
‫لنتللائج تلللك السياسللة المتماديللة فللي ظلمللة الرؤيللة الحاديللة حيللث النللا تحكللم مجموعللة مللن‬
‫المحافظين المتطرفين والقائلة بقانون الغاب ‪ -‬بقوتي ل أحد بمقدوره الوقوف أمللامي ‪ . . .‬ومللن‬
‫لم يكن معنا فهو ضدنا ‪ -‬ومن خلل هذا البعد السياسي المتوحد أشرفت نهايللة الوليللة البوشللية‬
‫على كارثة اقتصادية لم يسبق لها مثيل في التاريخ ويحتاج المر إلى عقلية يوسف عليه السلم‬
‫ليتمكن القادم الجديد من إنقاذ البلد من سنين عجاف تنتظرها إن لم تتمكن الدارة الجديللدة مللن‬
‫تصحيح وضع خاطئ تسبب به تلعب لصلوص الملال واللثروات‪ . . .‬هلذا بجلانب سلمعة ملوثلة‬
‫بالظلم والعدوان وصورة مشوهة لمبادئ متبناه بالدستور‪ . . .‬ففي العهد البللائد تجلللت سياسللات‬
‫الظلم فأضحى العالم بحرًا يموج بالغضب وتتنازعه الرغبللة بالنتقللام مللن سياسللة عممللت الظلللم‬
‫وعملت على تأجيج الفتن وتنمية البغضاء وبذر جمرات النار في مواقع عديدة بينما عمللدت فللي‬
‫مواقع أخرى إلى إشعال نيران مازالت تتطاول بألسنتها حيث تحترق بها أجسللاد الضللعفاء ممللن‬
‫ليس لهم بالعير ول بالنفير فل هم بالقادرين على الفرار ول هللم ممللن يمتلكللون القللرار أو حللتى‬
‫المشاركة فيه في منطقة محكومة بأنظمة سلطوية متسلطة‪ ،‬حيللث ل يمكللن للشللعوب الرؤيللة إّل‬
‫من خلل رؤيتها‪ ،‬والويل والثبور لمن يشذ أو يشير لنتائج تلك السياسات الخاطئة‪ . . .‬وهللذا مللا‬
‫يجب على النظمة العربية تحديدا تفهمه وبالتالي البدء بالتصحيح فالوضع الخاطئ ليولد سوى‬
‫مزيد من الخطاء التي تؤدي لكوارث كانت ومازالت نتائجها في تراكم ينذر بالمزيد من الضعف‬
‫والهوان وإن امتلكنا مقومات القوة والرفعة من مبادئ وموارد‪. . .‬‬
‫ومن الطبيعي أّل نأمل من أوباما العتراف بالذنب التاريخي المترتب علللى سللرقة فلسللطين مللن‬
‫قبل النتداب البريطاني ومن ثم المسارعة من قوى العالم بالعتراف بهذه السرقة كواقع ل مفللر‬
‫من التسليم به‪ . . .‬فإسرائيل ككيان معترف به من تلك المنظمة الللتي تضللم دول العللالم الملتزمللة‬

‫‪34‬‬
‫بما تمليه من قوانين موجهة بإرادة القوياء‪ ،‬قابلة للنمو وقادرة على فللرض إرادة القللوة مللا لللم‬
‫تجد قوة مواجهة لغطرستها وتماديها بفرض واقع معكوس كان ومازال يتسبب بزعزعللة المللن‬
‫والسلم الدوليين واللذين أضحيا مجرد جملة بل مضمون‪ . . .‬وعليه فاوباما سلليعمل علللى تغييللر‬
‫أمريكا نعم ولكنه لن يعمل على تغيير حالنا المتردي فأمريكا تحكمها مصالح واوباما بشر كغيره‬
‫يعيش عمره وهو ينادي بمبادئ وقيم ولكن عندما يكون في موقع السلطة ووهلج اللترف ونعيلم‬
‫الحكم يندر من يتمسك بمبادئه وهنا تتبدى المصلحة لتحكللم المبللادئ وتحقيقهللا كللامن فللي مللدى‬
‫ملءمتها لتلك المصالح فإن توافقت كان بها وإّل فلتؤجل لوقت َاخر وربما يطول الوقت‪. . .‬‬
‫وحتى ل نشطح بالخيال فيكفينا من الشعب المريكي تحقيق هذا المطلللب بللالتغيير والللذي ترتللب‬
‫عليه انتخاب أوباما‪ . . .‬أما بالنسبة للعرب فهنا حال َاخر والمطلوب هو العمل عللى التغييللر ملن‬
‫الداخل ‪ ،‬فالتغيير ل يمكن مواجهته إّل بتغيير مثله‪ ،‬ول يمكن لي كللان أن يحللترم مللن ل يحللترم‬
‫نفسه‪ ،‬وحتى في نطاق السرة يكون التعامل اكثر وضوحا وتأثيرَا مع الشخص الفاعل والمللؤثر‬
‫بينما يظل المتقوقع راكدا بل دور أو تطور يحقق له ما يأمله ويتطلع إليه ما لم يتحللرك لتحقيقلله‬
‫بالتفاعل مع محيطه في نطاق السللرة كمنطلللق ومللن ثللم المجتمللع كنطللاق أوسللع وهكللذا الحللال‬
‫بالنسبة للدول‪. . .‬‬
‫وبناء على ذلك تابعنا احتفالية كيان بني إسرائيل بفوز أوباملا بتوغلل فلي غلزة وقتلل سلتة ملن‬
‫أبنائها بدم بارد رغم الهدنة المتوافق عليها‪ ،‬والحجج أيا كانت لتقدم ول تؤخر فيما تفعله الداة‬
‫العسكرية الصهيونية فالمهم والهم إيصال الرسالة العتيادية والتي تعني أن إسلرائيل لهلا اليللد‬
‫الطولى مهما تغيرت القيادة المريكية فالمر سيان ‪ . . .‬وعلى الجانب العربي تمللادى فريللق فللي‬
‫التنكيل والسر لكل من ينتمي للفريق المقاوم تسهيل لتمرير الجندة السابقة! وجعل المر واقعًا‬
‫مسلمًا به أمام القيادة المريكية القادمة‪ . . .‬ومن خلل هذا المشهد البسيط يتبين لنا كيللف يعمللل‬
‫الكيان لتعزيز قوته وفرض رأيه وكيف يعمل فريق فللي دعللم رؤيللة الكيللان السللرائيلي المتجللبر‬
‫والمغرور بدعم القوى التي أوجدته بمعنى أننا ثابتون علللى بلدة مقيتللة وجبللن ل حللدود للله ول‬
‫نستطيع حتى قراءة المتغيرات وملاتتطلبه ملن تكتيكللات متوائمللة معهللا ومتجانسللة مللع أطيافهلا‬
‫لنبتدئ بصدق تحكمه مصالح استراتيجية لَانية تخدم مصالح أفراد لللن يطللول بهللم العمللر مهمللا‬
‫توهموا ذلك ‪ ،‬فتسعمائة وخمسين من السنين لم يستشعرها نوح عليه السلم إّل كمن دخللل مللن‬
‫باب وخرج من باب مقابل له‪ ،‬فياليت هؤلء اللهين بمصائر الشعوب يستشعرون حقيقة الحيللاة‬
‫ولذة العيش الدنيوي الضامن لخلود ل ينتهي وسط نعيم ليقيسه العقل ولللم تشللهده العيللن مهمللا‬
‫يجهد اللسان في وصفه‪ . . .‬والمر جدا بسيط فهي مجرد خطوات محسوسة باتجاه جديد وعلللى‬
‫مسار مضاء بثوابت تستدعي الهمم‪ . . .‬ومن غيرالمنطقللي أواللئق أن تكللون ردة فعللل الجللانب‬
‫العربللي مجللرد الستبشللار بقللدوم أوبامللا دون حللراك فللي مللواجهته لننللا بمثللل هللذا التصللرف‬
‫سيتخطانا موكبه دون أن يتمكن من رؤيتنا وماهو الحال الذي اصبحنا نعايشه بفعللل جللرائم مللن‬
‫سبقه‪ . . .‬وسنظل بعدم التحرك صوب الموكب بتغيير يواكب التغييللر الحللادث كمللن هللو بانتظللار‬
‫القطار في محطة تم إغلقها على غفلة منا وما علينا حينئذ سوى انتظار التوجيهات والملءات‬
‫الجديدة‪ . . .‬وكأننا بهذا الوطن العربي بل شعب بل مجرد مجموعات صلغيرة يلوحى لهلا فتلأتمر‬
‫خاضعة طائعة وسط مسار مجهول ‪ . . .‬فإذا ما اسلتمر الحلال عللى ملاهو عليله فل نللوم سلوى‬
‫أنفسنا‪. . .‬‬

‫‪35‬‬
‫لذا المأمول مللن أنظمتنللا عامللة أن تبللادر إلللى عقللد لقللاء قمللة تصللالحي مللن خلللله تضللع خطللة‬
‫تصالحية مع شعوبها أول بحيث يكون للشللعب كلمللة مشللاركة بهللا تللواجه النظمللة تلللك الحقبللة‬
‫الجديدة وليكن التغيير من داخل النظمة لتحفظ بذلك بقاءها المدعوم بإرادة الشعب‪. . .‬‬
‫فاوباما إن لم يجد أمامه من يحترم نفسه باحترامه لشعبه فلن يكللون بللذلك ملزمللا بللاحترامه‪. . .‬‬
‫إذا التغيير المراد هو الحتكام لرادة الشعب من خلل مجالس نيابية تحتكللم لمبللدأ ‪ -‬ماخللاب مللن‬
‫استشار ‪ -‬على أل يكون الرأي منافقا أو مواليا لفئة على حساب أخرى بل ناطقا بالحق ولشيء‬
‫غير الحق ولو على النفس وعندئذ سيعلو شأن الحاكم والمحكوم أمللا فللي حللال تغيللر العللالم مللن‬
‫حولنا ونحن زمحلك سرس بل تقدم إلى المام بل تقهقر إلى الخلف فويل لنا من شر يتربص بنا‬
‫حيث سنظل فضاء فارغا يتطلع الكثير من حولنا لما يملؤه‪.‬‬

‫‪ - 70 -‬منتدى الفضائيات ‪ . .‬وتحد في وجه التحدي‬


‫رؤية إجتماعية‬
‫منتدي الراية‬
‫نعلم يقينا بان القوال المناقضة للفعال ممقوتة وتدلل علللى خلللل مللا يكتنللف النفللوس ‪ ،‬لللذا مللن‬
‫المهم عندما ينشد الجمع معالجة فعل بات يؤثر تأثيرا سلبيا على المجتمللع أّل يكتفللي بللالقوال ‪،‬‬
‫فالقول مجرد القول أمام الفعل ربما يكون غير ذي تأثير من حيث النسللبة والتناسللب‪ . . .‬فعنللدما‬
‫نقول لفاسق أنت فاسق ومن ثم نتركه لحاله بل ونتعامل معه وكللأن المللر ل يعللدو إبللراء للذمللة‬
‫فالنتيجة هنا صفر وسيظل هذا المرء فاسقا ومع اليللام سلليكون الضللرر علينللا أكللبر مللن مجللرد‬
‫وجوده بيننا‪ . . .‬وهذا ل ينفي كون كلمة الحق واجبة ومطلوبة بإلحاح‪ ،‬فالكلمة الطيبة في زمللن‬
‫الخبث تتخطى مرتبة الصدقة حيث تعد واجبا ليس بالسهل علينا إنجازه بمعللزل عللن غيرنللا مللن‬
‫أفراد مجتمعنا خاصة في ظل معطيات عصرنا الحاضر‪ ،‬لذا مللن الضللرورة بمكللان تفعيللل الكلمللة‬
‫وتتبع مضمونها بالتطبيق المنتج للثلر الفاعللل فلي سللبيل محلو تلأثير سللبيات الفضللائيات وملا‬
‫ترتب عليها من سلوكيات غير مرغوبة‪. . .‬‬
‫وهذا هو المأمول من ‪ -‬منتدى الفضائيات والتحدي القيمي والخلقللي ‪ -‬حيللث تبنللى الللدعوة للله‬
‫المجلس العلى لشؤون السرة وتبتدئ جلساته اليوم برعاية كريمة من صاحبة السمو الشلليخة‬
‫موزة بنت ناصر المسللند حللرم سللمو الميللر المفللدى حيللث انطلقللت فكرتلله مللن رسللالة وجهتهللا‬
‫صاحبة السمو إلى العالم العربي من خلل قمة مجلس التعاون في دورتها الثامنة والعشرين في‬
‫ديسمبر من العام الماضي‪ . . .‬فالفضاء المفتوح أضحى سلحا ذا حللدين وبينمللا يمضللي سلللحه‬
‫السلبي بقوة اندفاع منذرة بالخطر نجد الجانب اليجابي منه وقد أضحى مختلطا مموها تائها في‬
‫معمعة المنافسة وصول لقنوات يعتبرها البعض جادة بينما هي خليط من هذا وذاك‪ . . .‬بل هنلاك‬
‫قنوات متخصصة في الللدعوة والرشللاد وتتبنللى المنهللج الجللاد ويقللوم عليهللا رجللال فكللر وعلللم‬
‫ومتبناه من ذات المؤسسات التي تبث فضائيات التغريب والتضللليل‪ . . .‬ومللا ذلللك سللوى التفللاف‬
‫من هؤلء على الحقيقة البينة وكأني بهؤلء وهم يطبقون المفاهيم بصورة مغلوطة على اساس‬
‫من مبدأ ‪ -‬الحسنات يللذهبن السلليئات ‪ -‬ولنتسللامح إذا ونسللامح فكمللا يبللث الغللث يعللرض الدسللم‬

‫‪36‬‬
‫ومادام ال العلي العظيم يسامح عبده فكيف بالفراد ونتناسى عن عمد بللأن ال ل يمحللو السلليئات‬
‫بتوبة نصوح تكثر من الحسنات‪ . . .‬فعن أي فضائيات نتحدث إذا ‪ . .‬وملن هلم الشلخوص اللذين‬
‫نوجه لهم اللوم ؟! ‪ . . .‬فلنتغاض إذا ولنمرر المر من حيث كوننللا أصللحاب القللرار ولنللا الخيللار‬
‫فإما أن نختللار هللذا أو ذاك‪ . . .‬وكمللا خلقنللا الل نعللود فقللد خلقنللا علللى الفطللرة وأمامنللا الطللرق‬
‫مفتوحة فإما فجور أو إيمان وهذا بالضبط مايقوم به أصحاب الفضائيات! ! ! ‪.‬‬
‫وعنللد هلذه النقطلة باللذات علينللا وجلوب التوقلف والتفكيللر مليللا‪ . . .‬فلأن نبيللح المحرمللات فلي‬
‫مجتمعاتنا بعناوين مختلفة وبحجج واهية مع علمنللا يقينللا بوجللوب محاربتهللا لهللو الللذنب الللذي‬
‫سنحاسب عليه يومللا‪ . . .‬ومجللرد الكتفللاء بللالتخوف مللن َاثارهللا ودعللوة الفللراد للتحصللن مللن‬
‫ضللررها بللدفاعات فرديللة غيللر متكاملللة ل يعللدو سللوى التهللرب مللن المواجهللة وإخلل بالعقللد‬
‫الجتماعي ما بين السلطة والشعب وهنا مكمن الخلللل والضللرر‪ . . .‬وعلللى منللوال القللائلين بللأن‬
‫الفضاء مفتوح وهناك الغث والسمين وما على المرء سوى التمحيص والختيللار نقللع فللي دائرة‬
‫التخوف من فتنة تصيب شبابنا خاصة حيللث تتنللازعهم الرغبللات مللابين حللق وباطللل ومللايترتب‬
‫على كل منهما من متعة ولهو هذا علدا ملا يلترتب عللى الباطلل تحديلدا ملن تخفلف واسللتخفاف‬
‫بالقيم والمبادئ والتي باتت تشكل عبئًا على الشباب على وجه الخصللوص فهللم يعيشللون زمانللا‬
‫جديدا بكل معطياته وفي وسط فضاءات مفتوحة ل على قنوات موجهة فقط بل ونمط حياة متغير‬
‫متبدل طال نظم التعليم والتعاملت والحياة الجتماعية ذاتها لذا المعالجة إنمللا تكللون بدايللة ببللث‬
‫الوعي بمنوال متراكم يصل بالفراد إلى قناعة تامة بقيمة المبدأ وقوة الللدفع الللذي تشللكله القيللم‬
‫في بناء مجتمعات قوية تمتلك إرادتها وتحفظ سيادة أوطانها ولن تكون للعرب سيادة حقة ما لللم‬
‫توجه طاقة شبابها للبناء ابتداء ببناء الفكللر وانتهللاء ببنللاء الللوطن مللن خلل طاقللة المجتمعللات‬
‫اليجابية المستمدة من طاقة أفراده‪ . . .‬لذا الحديث عن فساد الفضللائيات ومللا يللترتب علللى ذلللك‬
‫من إفساد للنفوس وتوجيه الطاقات لمجرد إشباع الغرائز وعلى حسللاب المبللادئ والقيللم يحتللاج‬
‫لمراجعة البدايات منذ مراحلها الولى فالقضللية ليسللت وليللدة السللاعة بللل هللي مراحللل تراكميللة‬
‫للسياسة دور فاعل فيها حيث ابتدأت بجرعات مخففة بسيطة يتحمل الجسد سللمومها ويسللتطيع‬
‫التوقي ضد مفعولها الضار بمضادات قيمية خلقية فاعلة بقوة مملا يحصللن النفلوس ملن َاثارهلا‬
‫السلبية على المدى القصير‪ ،‬ومللع تزايللد الجرعللات بللات الجسللد أضللعف بتلللك المضللادات حيللث‬
‫أضحت غير فاعلللة فللي درء تلللك السللموم فنشللطت بأفكارهللا وطروحاتهللا ونظرياتهللا فللاختلطت‬
‫بمفاهيم التحرر والتحرير والتطور والتطوير وضرورة تقبل التغييللر والتجديللد ونشللط القللائمون‬
‫عليها بإبراز المبشرين بها من خلل إحلل قيم مموهة وبسلط مبلادئ مشللوهة وصللول لمرحلللة‬
‫التفكيك الجذري والتي باتت تشكل هذا الخطر الداهم والمتمثل بوضلوح تلام ملن خلل فضلائيات‬
‫المراقص والدجل والشعوذة والسحر المتاح فسحرت العين ومن ثم العقول وأضحينا فللي واقللع‬
‫مختلف ومخيف بل أشبه بمن فتن قبلنا ويبدو المر وكأننلا نقلف ملن جديلد أملام الملكيلن ببابللل‬
‫هاروت وماروت حيث قال ‪ -‬إنما نحن فتنة‪ - . . .‬نعم هذا هو الحال فنحن أمام فتن بينة وتتللوافر‬
‫لها َاليات الحماية وديمومة البقاء رغم هللذه الصللرخات‪ . . .‬فهللذا الفضللاء مللا هللو إل جللزء مللن‬
‫منظومة متكاملة عاملللة علللى هللدم قيمنللا وأخلقيللات شللبابنا بأيللدينا وبأسللماء متعللددة متنوعللة‬
‫وتحتمل معاني كثيرة يفسرها كل على هواه‪ . . .‬وبكللثرة التفاسللير يختلللط الحابللل بالنابللل وتظللل‬
‫المواجهة مفتوحة وماعلينا كأفراد سوى التحصن من الللداخل ول مفللر مهمللا قيللل ويقللال فنحللن‬

‫‪37‬‬
‫أعجز مللن منللع شللبابنا ملن المتابعللة حيللث القنللوات لللم تعللد مقصللورة عللى فضللائيات نسللتطيع‬
‫تشفيرها خاصة وأن هؤلء الشباب أقدر من أولياء المورعلى فللك هللذه الشللفرات لللذا مواجهللة‬
‫التيار لتكون إّل من خلل التحصين الداخلي كأسللاس ومللن ثللم البحللث عللن َاليللات أخللرى كفيلللة‬
‫بتحقيق الحصانة المأمولة ‪. . .‬‬
‫فإذا ماعدنا لمناقشة موضوع المنتدى والشكر موصول للقائمين عليه والمشللاركين بلله‪ . . .‬لبللد‬
‫وأن نعي بأن لهذا الفضاء أبعادًا متعددة منها * ‪ -‬البعد السياسي ‪.‬‬
‫* ‪ -‬البعد القتصادي ‪.‬‬
‫* ‪ -‬البعد الجتماعي ‪.‬‬
‫فأصحاب القنوات الفضائية يعدون من ذوي النفوذ القتصادي والسياسي من حيللث قللوة الصلللة‬
‫بأنظمة الحكم ‪ ،‬وضخامة السيولة المادية المستقاة مللن خلل تلللك الصلللة‪ . . .‬وهكللذا بللدأت تلللك‬
‫القنوات الفضائية بدافع ذي بعد سياسي ومن ثم انطلقت من حيث بعد َاخلر تجللاري ينشلد الربللح‬
‫السريع وسط مجتمعات هشللة تشللربت مفللاهيم التنللازلت علللى أنهللا سللعي للوصللول لمجتمعللات‬
‫متطورة تعتمد مبادئ صورية بمفاهيم منمقة الكلمات تتللداخل بهللا معللان سللامية بينمللا مرونتهللا‬
‫تحتمل التلعب بها والدخول من خللها وصول للتهجين والتطويللع ‪ ،‬وللنصللاف تعتللبر بللدايات‬
‫التذبذب والفساد خاصة من ناحية الفضاء الذي يحاول المنتدى معالجللة تللداعياته السلللبية عللائد‬
‫لما يعرف اليوم بمرحلة الفن الصيل دون تمييللز مللابين أصلليل أو مايخللالطه حللتى بللات الجميللع‬
‫يترحم على ذاك الفن ومايحمله مللن قيللم وأخلقيللات رغللم مللا اشللتمل عليلله مللن عللري ومجللون‬
‫وفسق وفرض قيمًا جديدة على أنها مسار للنهوض بالمجتمع وهللانحن اليللوم نعللايش امتللداداته‬
‫ليس إّل وربما نجد التمييز مابين ضرر تلك المرحلة ومرحلة عصرنا اليوم كامن في ضيق أفللق‬
‫أومساحة النتشار وما يترتب عليه من تأثير من حيث اقتصارها فيما مضى على فئات محللدودة‬
‫أما اليوم فنحن أمام فضاء مفتوح غير مقنن ولمحدود‪. . .‬‬
‫ونحن كمجتمعات مسؤولون مسؤولية مباشرة عملا وصللت لله فئة منلا عامللة بقصلد أو بلدون‬
‫قصد على إنهاك قدراتنا النتاجية من خلل فضائيات اللهللاء واللهللو وإشللغال الجميللع بتفاهللات‬
‫المللور علدا ذاك التعللتيم المقصللود علللى حقللائق الواقللع الللذي تعايشلله المللة مللن حيللث أسللبابه‬
‫ومسبباته ومتطلباته وواجباتنا تجللاه النهللوض بأوطاننللا دون قيللد علللى الحريللات فللي جللانب أو‬
‫إطلقها في جلانب َاخللر حسلب رؤى محلددة بتوجهلات فرديلة غيلر جمعيللة‪ . . .‬إذا نحللن بعملوم‬
‫المجتمعات من تغاضينا خوفا أو طمعا ‪ ،‬بل واستطبنا لكثير مللن التحلللل والنحلل الللذي صللاحب‬
‫مايسمى بفترات النهضة الفنية والثقافية رغللم ماشللابها مللن هفللوات ليسللت بالهينللة‪ . . .‬كلمللات‬
‫ربمللا تللثير غضللب البعللض منللا إّل أنهللا حقيقللة لبللد وأن نلللوم أنفسللنا عليهللا فالمسللؤولية‬
‫تضامنية‪ . . .‬والتنللازل لينتللج سللوى تنللازل مثللله فللأفلم الفللن ) الجميللل ( كللانت مليئة بالفسللاد‬
‫والفساد‪ . . .‬ولكن هي فقط كميللة الجرعللات المصللروفة وتلللك النشللوة بالسللتمتاع مللن صللنعت‬
‫الغفلة التي مررت الكثير من الجرعات وجعلتنا ننسى في خضم نشوتنا تداعيات المستقبل اَلتية‬
‫به ‪ ،‬ومادامت معالجة المستجد بمعزل عن العتراف بما سللبقه فلللن تكللون المعالجللة شللافية بللل‬
‫وقتية تنتهي بمجرد توصيات تضيف كمًا ورقيًا يضلاف لملا قبلله حيلث يبقلى شلاهدا يعفينلا ملن‬
‫اللوم ليس إّل‪ . . .‬وهذا مايجب عللى منتللدى الفضللائيات أن يتللداركه وليكللن لقطللر دولللة وقيلادة‬
‫وشللعب سللبق فللي الفعللل الللداعم للقللول خاصللة وأن القللوال كللثيرة وسللبقنا للتحللذير كللثر ممللن‬

‫‪38‬‬
‫استشعروا الخطر ‪ ،‬أما الفعل فما زال أمامنا مفتوحًا حيث الدعم متوافر ومن أعلى القمة‪. . .‬‬
‫وقوة الدفع المطلوبة لبد أن تكون من جميع الجهات فالحكومات قادرة والقتصاد فاعللل وهنللاك‬
‫مجالت كثيرة لتفعيله والمجتمع مهيأ للصلللح ‪ ،،‬وإن كللان الفضللاء مفتوحللا فوسللائل تللوجيهه‬
‫متحكم بها ‪ ،‬بل هي بيد النظمة دون غيرها وخير دليل على ذلك ما أقدمت عليلله سلللطة عربيللة‬
‫بإغلق فضائيتين بعد أيام قلئل من تبنللي وزراء العلم العللرب لوثيقللة تنظللم البللث الفضللائي ‪،‬‬
‫ولم تكن من ضمن هذه الفضللائيات مراقللص الفضللاء وشللعوذته بللل توقللف بللث قنلاة ‪ -‬البركللة ‪-‬‬
‫القتصادية ‪ ،‬وقناة ‪ -‬الحكمة ‪ -‬المتخصصة في علوم السنة النبوية ومللن قبللل قنللوات قيللل بأنهللا‬
‫تثير الفتن الطائفية‪. . .‬‬
‫كما منعت مناقشات على فضائيات معينة ل لضررها على النش ء ولكن لنعكاسللاتها علللى بقللاء‬
‫النظمة‪ . . .‬إذا هذا الفضاء المشوه لقيمنا وأخلقياتنا مقدور عليلله فللي ظللل أنظمللة لتللتردد فللي‬
‫إغلق فضائيات لتتناسب وتوجهاتها السياسية‪ . . .‬ومللن المؤكللد أن حمايللة أجيللال المللة مقللدم‬
‫على حماية أنظمة مريضة ينخر الفساد في أجسللادها المتهالكللة ومافسللاد المجتمعللات إلّ بفسللاد‬
‫أنظمتها‪ . . .‬والخلل الحاصل اليوم متشلعب التوجهلات والتجاهلات وليقتصللر عللى جلانب دون‬
‫َاخر وعلى كل أفراد المجتمع كل في مجاله معالجللة ذلللك الخلللل ابتللداء بنفسلله وانتهللاء بتضللافر‬
‫الجهود مع منظومة المجتمع‪ . . .‬ونأملل لمنتلدى الفضلائيات النجلاح فلي تحقيلق اَلملال بتلوافر‬
‫َاليات الدفع الفاعلة من مؤسسات المجتمع عامة لفرق بيللن حكللومي ومللدني‪ ،،‬والحريللة إن لللم‬
‫تكن منضبطة لتعد حرية بل انفلتًا غير محسوب‪ ،،‬والنيللة إن لللم تكللن صللادقة لتطللرح ثمللرا‪،،‬‬
‫ومن خلل النية الصلادقة تكلون الحريلة مسلؤولة منتجلة للرأي علام فاعلل يمتللك القلدرة عللى‬
‫التوعية المجتمعية بنشر الحقائق التي تنير الللدرب وتصللحح المعللوج منلله علللى كللل التجاهللات‬
‫والمستويات وصول لتحقيق منظومة اجتماعية ديمقراطية حية متحركة يتفاعل فيهللا المسللؤول‬
‫من أعلى القمة مع الفللرد وإن كللان مللن أضللعف فئات المجتمللع‪ . . .‬وبدايللة النطلق كلمللة حللق‬
‫فلتكن لكلماتنا قوة المحركات التي بها يسير قطار التصحيح المنشود‪ . . .‬وليوفللق ال ل كللل جهللد‬
‫طيب على هذه الرض الطيبة ‪.‬‬

‫‪ - 71 -‬ومن يكره التغيير ؟‬


‫زوايا الفكر‬
‫منتدي الراية‬
‫باراك أوبامللا ‪ -‬التغييللر المنشللود حيللث ان الشللعب المريكللي قللد ضللاق ذرعللا بالحقبللة البوشللية‬
‫المتمثلللة بحكللم الب والبللن ومابينهمللا فقللد كللانت سللنينا عجافللا علللى الشللعب المريكللي داخللل‬
‫الوليات المتحدة وشرا مستطيرا على العالم من حوله ‪ ،‬حيللث كللثر الظلللم وتمللادى الطغللاة فللزاد‬
‫البؤس من جوع إلى مرض إلى فساد عّم شتات الدول ‪. . .‬‬
‫وعلى حساب مجموع السكان كانت هناك فئات بسيطة تزداد تخملة بينملا يعللم الشللقاء بالحصلار‬
‫والفساد والحروب بقية سكان الرض وماذلك إّل بسبب سياسة الستحواذ البوشية التي زرعللت‬

‫‪39‬‬
‫الفتن وسعت لتحقيق النبوءات التي تؤمن بها والتي لللم يجللن منهللا العللالم خيللرا ‪ . . .‬ويبللدو أن‬
‫اَللة التي تتحكم بفوز هذا الرئيس أو ذاك قد خضعت لهذا المطلب الشعبي الجارف وليمكن لهللا‬
‫أن تجاهر بالمطالبة بغيره لذا نجد تقدم أوباما بخطوات فارقللة أمللام مرشللح الحللزب الجمهللوري‬
‫ماكين الذي كان اختياره فاشل حتى في من يكللن نائبللا للله ‪ . . .‬وللحقيقللة َامللل مللن كللل قلللبي أن‬
‫يفوز أوباما حيث أن العالم يحتاج إلى قيادة جديدة ذات فكر متوقد ‪ ،‬وربما تتوافر في هذا الرجل‬
‫صفات كثيرة مما لشك فيه أن الرتابة والوقوف في مكان ثللابت دون حللراك فعللل ممللل وبغيللض‬
‫فالنسان خلق متحركللا فلاعل ‪ ،‬لللذا فلإنه ملن غيلر الطللبيعي ان يستسلليغ الجملود إنسللان سلوي‬
‫متفاعل بما حوله ‪ . . .‬وبالحراك تتطور حياة هذا النسان على كوكب الرض مذ وجللد أبونللا َادم‬
‫عليه السلم ‪ ،‬وهكذا انتقل هذا المخلوق من طور إلى طور ليتكيف مع ظللروف وضللعه ومنللاخه‬
‫ومايحيط به من كائنات ‪ . . .‬وهذا التغيير المرغوب والمطلوب إنما يكون للفضللل ‪ . . .‬وببعللض‬
‫من تللدوير الفكللر نجللد أن التغييللر ذاتلله يتطللور بالنسللان بللوتيرة بطيئة رتيبللة تمليهللا الظللروف‬
‫الطبيعية من حوله في بعض الحيان ‪ ،‬وفللي احيللان أخللرى يكللون التغييللر ملحللا ويسللير بللوتيرة‬
‫متسارعة حيث يتحرك بإرادة النسان التي تشكل الدافع الرئيسي له فتدفع به دفعا لحداث الثللر‬
‫اليجابي وذلك في حال مواجهة خطر ما أيا كان المتسبب بهذا الخطر ‪ ،‬وكثيرا مللايثور النسللان‬
‫في وجه مايحدثه إنسان َاخر من أعمال غير سوية وما يترتب عليهللا مللن انعكاسللات تطللال بنللي‬
‫البشر جميعا حيث أن الشر يعم كما يقال ‪ . . .‬وهكذا كان في الشعار الللذي رفعلله مرشللح الحللزب‬
‫الديمقراطي لتتوافر في غيره من حيث الدماء المختلطة فهو من أب أسود وأم بيضللاء أمللا مللن‬
‫الناحية العلمية فهو خريج هارفرد تلك الجامعة العريقة فإذا ماعرجنا على الثقافة هوبحق يتميز‬
‫بحكم تربيته والظروف التي عايشها بسعة الطلع وإللمام بثقافات متعددة فهو مسيحي متحدر‬
‫من أصول إسلمية لذا هوعلى دراية بالديان السماوية التي نحترمهللا ونللؤمن بهللا ‪ ،‬وليهمنللي‬
‫هنا مناصرة أوباما كرئيللس للدولللة المريكيللة لقضللايا العللرب والمسلللمين لكللوني متأكللدة بأنهللا‬
‫ليست من أولوياته ‪ ،‬إّل إنه من المؤكد أن إحقاق السلم والمن الدوليين من مهام رئيللس أقللوى‬
‫دولة في العالم اليوم ‪ . . .‬لذا من المهم أن يكون هذا الرئيس نصيرا للحق وساعيا لتقوية دعائم‬
‫العدل على وجه الرض ‪ ،‬وهذا بحد ذاته كفيل بنصر القضللايا العادلللة وعلللى رأسللها أم القضللايا‬
‫قضية فلسطين المحتلة فلنأمل بإحقاق العدل بذاك لتغيير الذي ينشده الشعب المريكي‪ . . .‬وربما‬
‫يتخوف البعض مللن أن هللذا التغييللر سلليطالنا منلله شللر اشللد ملن سللابقه خاصللة وأن إرهاصللات‬
‫المرحلة القادمة بدأت بطحن اقتصاد الدولللة المريكيللة وإنعكللاس هللذه الزمللة علللى اقتصللاديات‬
‫الدول بما فيها دولنا ‪ . . .‬وليس بخللاف عللى الجميللع ملن هللم المتحكمللون بعجلللة القتصللاد فلي‬
‫عصرنا الحللالي ‪ . . .‬ويبللدو أن المللراد مللن هللذا النقلب القتصللادي مللاهو إّل شللخص الرئيللس‬
‫أوباما في حال فلوزه ليسلهل بالقتصلاد دون غيلره التحكلم بقلرار وإرادة الدوللة المريكيلة فلي‬
‫عهدها الجديد ومن ثم توجيه سياستها حسب أهواء من يظنون أنهم عللى وشلك التحكلم بالعلالم‬
‫بيد من حديد تأمر فتطاع وتقرر فتنفذ ‪ . . .‬ومما لشك فيه أن هذا التلعب بلالموال علن طريلق‬
‫القروض والبورصات العالمية والسللندات وراءهللا مؤسسللون لهللذه اللعبللة ومخططللون لضللمان‬
‫استمراريتها وصول لتحقيق الهداف المرجوة من وراءها بينما كان من دعائم نجاحها ‪ -‬وعللى‬
‫حد ماذكر في وثائق خبثاء صهيون ‪ -‬جهل الطراف المتلقفة لهذه الخطللط والفكللار لمللا ورائهللا‬
‫من أهداف ‪ ،‬إضافة لجهل النظمة بأمور الدولة وفساد اللوزراء وملن فلي دائرتهلم ويلتقلي ملع‬

‫‪40‬‬
‫ذلك جهلل ملوظفي الدوللة المعنييلن بلالمور الماليلة ‪ ،‬وبمثلل هلذا الجهلل تصلبح اللدول مدينلة‬
‫للمصارف إلى الحد الذي ليمكن أن تتحرر منه أبدا ‪ . . .‬لذا من الواضح أن هذه الزمللة الماليللة‬
‫التي تعصف بالعالم من فعل فاعل فالموال نهبت فللي وضللح النهللار وضللاع فيهللا الصللغار بينمللا‬
‫اكتفى الكبار بما ُترك لهم على امل أل تتكشف ملفاتهم السوداء ولن ينجو من هذه الكارثة سوى‬
‫الواقفون على بعد من المضاربات ولعبة البورصات المالية التي قامت على وهم فانهارت به في‬
‫جيوب اللصوص الكبار ليعاد من خللهم واعني بذلك كبار اللصللوص التحكللم بمصللائر الشللعوب‬
‫من جديد حيث ان ‪ -‬العتراف بالفلس يكون خير دليل على أنه ليوجد بيلن الحكوملة والشلعب‬
‫أية مصلحة مشتركة هذا ماقال به الخبثاء إياهم وهذا مايسعون له بالفعل بإفقار الحكومات اللتي‬
‫لطالما تلعبت بقوت الشعوب المغبونة ‪ ،‬وهكذا الباطل ليولد سوى باطل مثله ‪. . .‬‬
‫ومن خلل هذا النهب بطرقه الملتوية يامل اللصوص بالتلعب من جديد بمصائر الشعوب وعللن‬
‫طريق استثمار أموالهم المنهوبة فللي كسللب ولئهللم وإحللترامهم حيللث يتمثللل ظهللور اللصللوص‬
‫بصورة المنقذين للبشرية من دوامة البورصات وتداعياتها فهل هناك مللن يتعللظ ‪ . .‬خاصللة وأن‬
‫الصحف الصهيونية باتت تحذر مللن تللداعيات الزمللة الماليللة والللتي سللتفوق فللي َاثارهللا مجللرد‬
‫تسجيل الخسائر الرهيبة الللتي تعرضلت لهللا هلذه المؤسسلة أوتلللك وترجللع هلذه المخللاوف إللى‬
‫تسرب تقارير غير مؤكدة على حد ماذكرته صحيفة يديعوت أحرونوت السرائيلية تشير إلللى أن‬
‫معظم المواقع القتصادية على شبكة النلترنت تتحلدث علن ملؤامرة يهوديلة لتخريلب القتصلاد‬
‫العالمي من أجل تحقيق مصالح خفية لحفنة من أباطرة المال من اليهلود اللذين ليمكللن التعلرف‬
‫على هويللاتهم بسللهولة ‪ . . .‬كمللا كشللفت الصللحيفة عللن التهامللات الموجهللة لدارة بنللك ليملان‬
‫براذرز المريكي والللذي أسسللته مجموعللة مللن المهللاجرين اليهللود اللمللان فللي العللام ‪ 1850‬م‬
‫بسحب ‪ -‬أربعمائة مليار دولر من أصول البنك وتهريبها إلى إسرائيل المر الذي عجللل بانهيللار‬
‫البنك وإعلن إفلسه ‪ . . .‬ومعروف مايترتب على إعلن الفلس من ضياع حقوق المتعاملين ‪.‬‬
‫‪..‬‬
‫ومن خلل تحذير الصحيفة يتبين أن التقارير المؤكدة ليست من نسج العللرب المتهميللن بمعللاداة‬
‫السامية بل من المريكييلن أنفسللهم ومللن مسلؤولين رفيعلي المسلتوى فلي اللبيت البيللض ‪. . .‬‬
‫والتساؤل الذي يطرح نفسه ‪ ،‬ماسر مللاتطرحه الصللحف الصللهيونية مللن تخللوف وتقللارير وهللل‬
‫وراء هذا الكشف التفاف على الحقائق وصول لكمال الخطط المرسومة ؟! ‪. . .‬‬
‫ونختم بقول مدبر الكون ومحركه العظم ) وكذلك جعلنا في كللل قريللة أكللابر مجرميهللا ليمكللروا‬
‫فيها ومايمكرون إّل بأنفسهم وما يشعرون ( النعام >< ‪<> 123‬‬

‫‪ - 72 -‬مابين وبين ‪ . .‬دراسة الدكتور عبدال الكبيسي وتعقيب المجلس العلى للتعليم‬
‫رؤية اجتماعية‬
‫مهما بلغ المرء من العلم والخبرة والرؤية في جانب إّل أن هللذا المللر يظللل ناقصللا مللن جللوانب‬
‫أخرى حيث ان الكمال ل وحده ويظل عللم الفلرد قاصلرا ملالم يتملم بعللم وعملل الجماعلة فلال‬
‫سبحانه وتعالى يخاطب اليهود وهم أهل علم ومعرفة وعلى لسللان نللبيه الخللاتم قللائل )‪ . . .‬ومللا‬

‫‪41‬‬
‫أوتيتم من العلم إّل قليل(<< السراء ‪ <> 85‬واَلية تنطبق على بني َادم جميعا لذا يظل كل منللا‬
‫محتاجا للرأي اَلخر بل وينشده أينما يكللون ليعللزز بتلللك الللرؤى علملله ويوسللع معرفتلله ويؤكللد‬
‫معلوماته ويثبت خبراته ‪ . . .‬ومن منطلق المشاركة المجتمعية يظل المللرء متابعللا وراصللدا لمللا‬
‫يجري في مجتمعه إن سلبا أوإيجابا معززا بدوره اليجابيات ومفندا السلبيات عل وعسى أن تتم‬
‫مراجعتها بروية وتأن ليتسنى بتلك الرؤية المتأنية تصحيح الخطوات المتعللثرة بخطللوات واثقللة‬
‫لتتراجع للوراء بقدر ما تجهد في تسوية الطريق وتبين مسللاره قبللل التمللادي بالسللير فيلله ‪. . .‬‬
‫ومنذ البدء بمبادرة >< تعليم لمرحلة جديدة عام ‪ <> 2004‬بصورة المدارس المستقلة بفوجها‬
‫الول والمجتمع بعمومه يرغب بنجاح التجربة وتحقيق الهدف المأمول بتطوير النظام التعليمللي‬
‫والنتقال به إلى وضع أفضل ‪. . .‬‬
‫وعلى افتراض أن مرحلة المدارس المستقلة مرحلة تجريبية َاثرت أن أتابع بصمت تلك التجربة‬
‫رغم ظهورها بمظهر ‪ -‬مرحلة تفكيكية لنظللام سللابق ‪ . . . -‬وكللثرت التسللاؤلت ومللابين مرحللب‬
‫ورافض وراغب ومتردد دارت حركة التجربة مابين شد وجذب خاصة وأن تطوير التعليم تزامن‬
‫مع مرحلة ضعف عام للمة وحروب عصفت بديار العرب والمسلمين وتهجم لم يكن خفيللا علللى‬
‫السلم والمسلمين وكان مرتكز الهجللوم منصللبًا علللى مناهللج التعليللم بعمللوم الللوطن السلللمي‬
‫وخاصة اوطان العرب ‪ ،‬ومن الطبيعي أن يتهيب أفراد المجتمع أي تجربللة جديللدة فللي ظللل هللذه‬
‫الظروف فكيف إذا كان هذا التجديد يطال عصب الدولة ودعامة قوتها أل وهو التعليللم لللذا تركللز‬
‫التخوف والتهيب المجتمعي على مرتكزين أساسيين في تكوبن المجتمللع وسلليادة الللوطن وهمللا‬
‫‪ -1‬عقيدته السلمية الُمحاربة‪.‬‬
‫‪ -2‬هويته المتمثلة بلغته العربيللة وهللي لغللة القللرَان دسللتوره السللمى‪ .‬وهكللذا تراوحللت الرؤيللة‬
‫المجتمعية مابين رغبة ورهبة حيث الرغبة في التطوير ملحة فللي السللتجابة بينمللا الرهبللة مللن‬
‫قصور يشوب علم العقيدة وينال من لغة المجتمع السيادية بل وهويته التي بها يعتز تضغط على‬
‫العصاب وتلثير التلوجس ملن انعكاسلات سللبية ربملا تطلال بضلررها أجيلال اللوطن بلل عملاد‬
‫المستقبل الذي نتطلع إليه ‪ . . .‬وما بيللن وبيللن حللاول المجتمللع تخطللي التهيللب بمللا يسللمعه مللن‬
‫تطمينات ومايتطلع له المسؤولون من تعليم حداثي مدعم بلغة العصللر ملع الحللرص عللى هويلة‬
‫المجتمع وعدم المساس بمتانللة التعليللم الشللرعي المنشللود ‪ . . .‬إّل أن الشللكالية الللتي صللاحبت‬
‫التجربة ظلت متواصلة ومازالت الصوات المفندة والناقدة تتوالى برصد سلبيات التجربللة حيللث‬
‫ان الهداف النبيلة والنوايا الحسللنة لتكفللي بمعللزل عللن التطللبيق المثللل وبمللا أن التطللبيق لللب‬
‫التجربة ومناط تحقيق الهدف قد أصابها الوهن في مناح عديللدة حيللث المللر مللردود للشللخوص‬
‫وكيفية رؤيتها فللي تطللبيق المعللايير المطلوبللة والللتي تعتمللد عليهللا المرحلللة التعليميللة الجديللدة‬
‫باعتبارها منهجية للمسيرة للذا تلاهت المرحللة ملابين قلوة الدارة وصلواب رؤيتهلا فلي بعلض‬
‫المدارس وضعفها فلي البعللض اَلخللر وهكلذا شللاب اللغللط تلللك التجربلة الوليللدة ‪ . . .‬وللم تنفلك‬
‫التساؤلت تطرح هنا وهناك ‪ . . .‬وفي حلقة نقاشلية ملع مجموعلة ملن فئات المجتملع دعلا لهلا‬
‫المجلس العلى للتعليم بتاريخ الثالث من يونيو ‪2007‬م استمعنا لراء جيدة وأخللرى ذات عمللق‬
‫وتوضحت لنا بعض المفاهيم وغابت عنا أخرى وبدا واضحا بان الهداف نبيلة والرؤية طموحة‬
‫إّل أن الهدف لبد له من وسيلة تطبيقية صحيحة حتى يتسنى له التحقيق أمللا وقللد شللاب اللبللس‬
‫طريقة التطبيق فقد كان اللغط السائد خاصة من أولياء المللور منصللبا علللى سللوء التطللبيق مللن‬

‫‪42‬‬
‫قبل المكلفين به‪ . . .‬ومن خلل مراجعة بعض الملحظللات المسللجلة فللي اوراقللي الخاصللة علللى‬
‫سبيل تفهم اللغط الللذي صللاحب المرحلللة وجللدت أن القاعللدة المجتمعيللة وإن كللانت قاعللدة غيللر‬
‫متخصصة وليعني قولها الصواب التام أونقيضه إّل أنها تشكل رأيًا عامًا له بواعثه وهي تعللزو‬
‫هذا التذبذب إلى عدة أسباب سجلتها على سبيل التوثيق ليس إّل ‪ ،‬متمهلة في الدلء بللالرأي ‪. .‬‬
‫‪ .‬منها ‪ -1‬التسرع في التطبيق ‪.‬‬
‫‪ -2‬غياب الشفافية من حيث استراتيجية التعليم فالمرحلة تعتمد على نوايا طيبة وطمللوح جامللح‬
‫بينمللا الخطللة متروكللة حسللب رؤيللة اصللحاب الللتراخيص ومحكومللة بمعللايير تسللتدعي تفاسللير‬
‫حكم الهواء في مجمل الرؤى المختلفة‪.‬‬ ‫متنوعة بمعنى ت ّ‬
‫‪ - 3‬الترخيص متاح لمن هوكفؤ ولمن يدعي الكفاءة حيث ان معيار الختيار غير مفهوم فهنللاك‬
‫من كان بالفعل جديرا بإدارة مدرسة وهناك من هو دون ذلك وثبت ذلك بالتجربة وأغلقت بعللض‬
‫المدارس ‪.‬‬
‫‪ -4‬ضبابية الرؤية حيث ان وجود معايير لتوضح كيفية وضع المناهللج وتوحيللد المقاصللد الللتي‬
‫تؤسس لجيل متماسك موحد الرؤى قوي النتماء‪.‬‬
‫‪ - 5‬مؤسسة )راند ( ومايدور حولها من لغط لمن حيث الخبرة والتجربة بللل مللن حيللث اختلف‬
‫الرؤية والهدف حيث تحكم المؤسسة توجهات تتعارض ومللا نطمللح إليلله مللن تعليللم مللدعم بقيللم‬
‫ومبادئ محكومة برسالة خالدة يحددها دستورنا العظم القرَان الكريم وسنة نبينا الخاتم‪.‬‬
‫بهذه السباب ومادونهللا كللان التذبللذب بقبللول المرحلللة بصللورة متكاملللة ‪ ،‬وظللللت أتتبللع نبلض‬
‫الشارع متمهلة في رؤيتي بالرغم من البحللث علن إجابللات شللافية ممللن للله خللبرة بهللذا المجللال‬
‫التربوي المهم ووجدت أن المجتمع منقسم إلى شريحتين الولى منها متشائمة متوجسة رؤيتها‬
‫سلبية ومتناقضة فهي تقدح قدحا في نمط التعليم الجديد بينما تبحث عن مدارس مستقلة لتلحللق‬
‫بها الولد ! ‪ . . .‬وفئة تنتمي لهذه المرحلة من حيث المسؤولية ومجال العمل وهي تكيل المللدح‬
‫بل حساب للعملية برمتها مضفية عليها الكمال رغم سعيها لتسجيل أبنائهلا فلي ملدارس خاصلة‬
‫مدفوعة الثمن ! وهنا ايضا يبدو مدى التناقض فيما بين الطرح والتطبيق وفي ظل هذه التجربلة‬
‫هناك استثناءات لما ذكر سابقا وبين تلك الفئة والخرى فئة ثالثة بدت عاثرة الحظ حيث مازالت‬
‫تللدور فللي فلللك المللدارس الحكوميللة القابعللة تحللت لللواء وزارة التربيللة والتعليللم والللتي سللرت‬
‫الشاعات بقرب انقراضها وتبدى في هذه النقطة أن مرحلة التعليم الجديدة قسللمت فئات الطلب‬
‫المتلقين للعلم إلى فئتين فئة تحظلى بتعليللم متطلور وأخللرى بتعليللم يللتراءى للمللرء أنلله متخلللف‬
‫فحللدث هنللا الخلللل متمثل بمخالفللة صللريحة لنللص الدسللتور الللذي يحللث علللى تكللافؤ الفللرص‬
‫والمساواة مابين أفراد المجتمع فمن المسؤول عن هذا الخلللل ؟! ‪ . . .‬وظلللت التسللاؤلت ُتطللرح‬
‫وتدور حولها النقاشات والراء مابين مفند ومؤيد وبينما كان الحلم بتطوير َاليات وزارة التربية‬
‫والتعليم وإدخال منهج تعلم اللغة النجليزية كلغة ثانية مدعمة السس منذ مراحل التعليم الولى‬
‫بحيث ينجز الطالب مرحلة التعليم البتدائي وقد امتلك أسس اللغة السللليمة ومللا أن يتخللرج مللن‬
‫المرحلة الثانوية إّل وقد أجاد اللغة إجللادة تللؤهله لخللوض الدراسللات العليللا بثقللة تسللاندها لغتلله‬
‫ل بنظام المدارس المستقلة وبدا المر‬ ‫الولى ولغة العصر باعتبارها لغة ثانية كان النقلب متمث ً‬
‫وكأننا في حالة عصف لغوي يتقدم باللغة النجليزية على حساب لغة الشعب الرسمية ومايترتب‬
‫على ذلك من تداعيات تطال عموم المجتمع بما فيهم كوادر الدراسات العليا حيللث انسللحب منهللم‬

‫‪43‬‬
‫الكثير متواريا مع ما لزم هذا النسحاب من إحساس بالنقص فمللن ليمتلللك اللغللة النجليزيللة ل‬
‫حظ له ولقيمة إّل من رحم ربي ‪. . .‬‬
‫وفي ظل التتبع لماطرح من قبل الختصاصيين والمربين والتلميذ وأولياء المللور اطلعللت علللى‬
‫ما طرحه الدكتور عبدال الكبيسي أستاذ أصول التربية ومللدير جامعللة قطللر السللابق ونشللر فللي‬
‫جزئين في جريدة [ العدد ‪ -9632 -‬بتاريخ ‪ 21 - 20‬سبتمبر الماضي حيللث تنللاول فللي طرحلله‬
‫فلسفة النظام التربوي المتمثل بالمدارس المستقلة بإسلوب تميز بالسلسللة وبسللاطة المفللردات‬
‫مع عمق المعنى ووضوح الرؤية مع حس وطني عال ورغبة متناميللة فللي التطللوير بللل والحللث‬
‫عليه مع مراعاة تلفي السلبيات التي من الممكن أن تعتريه وقد وجدت في هذه الدراسللة إجابللة‬
‫لكثير من التساؤلت المطروحة إن لم تكن جميعها وتبيانللا لسللباب حالللة التذبللذب الللتي اصللابت‬
‫أفراد المجتمع تجاه تلك المرحلة التعليمية الجديدة والمتمثلة بتجربة المللدارس المسللتقلة والللتي‬
‫ضح الدكتور عبللدال ان التجللارب فللي‬ ‫لم تكن تجربة بمعناها المتعارف عليه كما تبين لنا حيث و ّ‬
‫النظم التربوية تجري في العادة على فصل من الفصول أومرحلة من المراحل فإذا نجحت عممت‬
‫على باقي الفصول ‪ . . .‬بينما اختلف نظام المدارس المستقلة عن ذلك بتحويل مللدارس حكوميللة‬
‫بمبانيها وأجهزتها وبعض من كوادرها إلى مدارس مستقلة وهذا بحد ذاته متعللارض مللع رؤيللة‬
‫مؤسسة راند المتعاقد معها لتقديم مشروع متكامل لتطوير التعليم في دولتنللا الغاليللة قطللر حيللث‬
‫رأت وأعني بذلك المؤسسلة أن وزارة التربيلة والتعليللم غيللر مؤهلللة لقيلادة متطلبللات الصللح‬
‫الللتربوي المرغللوب بحكللم ‪ -‬نظامهللا الللبيروقراطي ذي الطللابع المركللزي كمللا ذكللر الللدكتور فللي‬
‫دراسته ‪ -‬فكيف بهذا القول بينما علللى أرض الواقللع كللوادر الللوزارة مللن مربيللن ومدرسللين بللل‬
‫وحتى المباني ماهي إّل من رحم تلك الوزارة فكيف ليكون التطوير من خللها ؟! ‪ . . .‬ولم يغب‬
‫عن طرح الدكتور إيجابية المرحلة والهدف المنشللود منهللا ورؤيللة وتطلللع المسللؤولين لتطللوير‬
‫النظام التعليمي وتشكيل مرحلة جديدة تؤسللس لظهللور جيلل واع متعللم قلادر عللى تفعيللل دوره‬
‫الجتماعي من خلل علمه وعمله وانطلقا من هذا الطمللوح فنللد الللدكتور فللي دراسللته وبرؤيللة‬
‫ثاقبة متخصصة منظور التعليم لمرحلة جديدة من خلل تفنيد الجوانب المختلفة التي من الممكن‬
‫أن تؤثر عليه بالسلب وذلك بتقسيمها لسبع قضايا مشكل ضوءا مسلطا علللى إشللكالية المرحلللة‬
‫المعتمدة من الدولة من منطلق التطوير والتنوير ونشير إلللى لللب القضللايا المطروحللة مللن خلل‬
‫الدراسة ‪ - 1‬غياب الفلسفة الواضحة حيث الضبابية تحكم العملية التعليمية مما يغيللب المقاصللد‬
‫المأمولة للمجلس العلى للتعليم وهيئته التنفيذية ‪. . .‬‬
‫‪ -2‬منهج تعليمي غير متكامل ويفتقد الطار العللام الللذي يوحللد الرؤيللة لتحقيللق نتيجللة مؤسسللة‬
‫على علم نافع وقيم عليا تخدم الجيال وتحقق النماء والنتماء للمجتمع والوطن ‪. . .‬‬
‫‪ - 3‬تهميش اللغة العربية وهي لغة الوطن السلليادية ولغللة شللعبه العربللي المسلللم لصللالح اللغللة‬
‫النجليزية وصفتها لغة العصر وماترتب على ذلك من هضم حق أبناء الوطن بفللرص عمللل هللذا‬
‫عدا التأثيرات السلبية المترتبة على هيمنة الثقافة الغربية وماينتج عنها من طرح ثقافي يشللطر‬
‫وجدان التلميذ ‪. . .‬‬
‫‪ -4‬التركيز على مواد معينة مما يعني الخلل بالتوازن المعرفي ‪. . .‬‬
‫‪ -5‬الختلف فللي النظللام الداري والمللالي مللابين التطللبيق فللي قطللر بنظللام المللدارس المسللتقلة‬
‫والنظام التجريبي باسللم المللدارس التعاقديللة فللي الوليللات المتحللدة ‪ . . .‬عللام ‪ 1990‬وقللد حقللق‬

‫‪44‬‬
‫تراجعا أدى إلى إغلق مانسبته مابين ‪ %5 - %11‬والسباب متفاوتة ‪. . .‬‬
‫‪ - 6‬تعميم التجربة مملا أفقلدها خصلائص التجربلة واللتي تطبلق عللى نطلاق ضليق حلتى تثبلت‬
‫نجاحها ومن ثم يتم التعميم على نطاق أوسع كمرحلة لحقة ‪ . . .‬وفي هللذا السللياق ذاتلله يلحللظ‬
‫ظواهر أخرى بدأت في البروز للعلن متمثلة فلي اللدعوة إللى استضلافة ملدارس أجنبيلة خاصلة‬
‫لنشاء فروع لها للتدريس أبناء الجاليات الجنبية فحسب وإنما لتدريس أبنلاء القطرييلن كلذلك‬
‫من خلل صرف كوبونات لولياء المور لتغطية مصارف أبنائهم في تلك المدارس ‪. . .‬‬
‫‪ - 7‬ضخامة المسؤولية التاريخية التي تتحمل نتائجها الدولة والمجتمع من حيللث كللم المخللاطرة‬
‫فللي تشللكيل شخصللية أطفالنللا وصللياغة نمللط تفكيرهللم ونظرتهللم للحيللاة مللن خلل تنشللئتهم‬
‫الجتماعيلة والثقافيلة اللتي يهلدف النظلام اللتربوي الجديلد إللى تحقيقهلا ‪ . . .‬هلذا بلالرغم ملن‬
‫إيجابيات المرحلة التي تظهر بتفاوت مابين مدرسة وأخرى حسب جودة الدارة واتساع رؤيتهللا‬
‫ومابين فقر أخرى وضيق الفلق لمضللامين التعليلم المطلوبلة للديها حيللث تعتملد المرحللة عللى‬
‫الرؤية الشخصية وقدرتها على تطبيق المعايير المفروضة‪.‬‬
‫ولم يغفل المجلس العلى للتعليم عن متابعة تلك الدراسللة بللل والتعقيلب عليهللا ملن خلل مكتللب‬
‫التصال والعلم وهذه إيجابية تحسب للمجلس وتؤكد علللى الرغبللة الصللادقة فيمللا ننشللده مللن‬
‫تطوير وتابعت التعقيلب كملا تلابعت الطلرح الملذكور وقلد تميلز بطلرح موضلوعي راق وهلادئ‬
‫ومتقبل للرأي اَلخر بصدر رحب ومفند للطرح بصورة منظمللة إّل أنلله ركللز علللى إبللراز الهللدف‬
‫المنشود ومايتطلع له القائمون على تلك المبادرة المعنية بالتطوير من خلل عللرض ماجللاء فللي‬
‫كلمة سموالشيخ تميم بن حمد َال ثاني ولي العهد رئيللس المجلللس العلللى للتعليللم فللي افتتللاح ‪-‬‬
‫منتدى تعليم لمرحلة جديدة مبادرة تطوير التعليم العام في قطر ‪ -‬حيث ليختلف اثنان على جودة‬
‫الطرح وصدق الهدف وطموح الرؤية وليس هذا هو مجال الدراسة التي تناولها الدكتور عبدال‬
‫فالحديث ليس عن المنظور العام والمأمول من هذا التجديد بللل عللن كيفيللة التحقيللق والللتي ذكللر‬
‫سمو الشيخ أنهلا معقلدة وتحتلاج لنفلس طويلل فلالمر يتعللق بمسلتقبل أجيلال اللوطن للذا ركلز‬
‫الدكتور على النظام التعليمي بمنظور المدارس المستقلة وكيفية التطبيق بالصورة الللتي ظهللرت‬
‫بها ومدى ملئمة ذلك المنظور للبيئة القطرية ومكونها الساسي وهو النسان ‪ . . .‬خاصللة وأن‬
‫الهدف المرجو يجب أّل يتعارض مع ثوابت المة الدينية والثقافية او سلخ ناشئتها مللن هللويتهم‬
‫كما ورد في التعقيب المنشور بجريللدة [ العللدد ‪ -9654 -‬بتاريللخ ‪ 12‬اكتللوبر ‪2008‬م ‪ . . .‬وكمللا‬
‫تللبين مللن خلل التعقيللب أن المجلللس العلللى للتعليللم يرمللي لتحقيللق ذات الهللدف الللذي ينشللده‬
‫الدكتور في دراسته إّل أن المحاولة بنفي بعض السلللبيات الللتي ذكرهللا الللدكتور لللم ترتللق لللذات‬
‫الوضوح الذي تللبين مللن خلل الدراسللة اَلنفللة الللذكر فللالتعقيب يعيللدنا للنقطللة الولللى حيللث ان‬
‫تدريس العلوم الجتماعية والعلللوم الشللرعية يتفللاوت مللن حيللث القللوة والضللعف مللا بيللن إدارة‬
‫وأخللرى ‪ ،‬وقلد شللهدت والحللق يقلال بلان هنلاك ملدارس تطبللق مناهللج وزارة التربيللة والتعليلم‬
‫وتحرص على هذا الجانب وهي بحق حريصة على عدم تهميشلله إّل أن هلذا المللر علائد للدارة‬
‫التي تتولى المدرسللة كمللا ذكللر ‪ ،‬فهللب بامتلكهللا رؤيللة قاصللرة مللن حيللث مفهللوم هللذا الجللانب‬
‫التربوي العقائدي وتأثيره المستقبلي فكيف يتم الضبط إن لم يكن المنهج واضللحا ومحللددا ومللن‬
‫خلللله يتللم الختيللار والتنللوع ‪ . . .‬أمللا بالنسللبة للتعقيللب فيمللا يتعلللق وتهميللش اللغللة العربيللة‬
‫واعتمادها كمادة دراسية فليعد شافيا حيث ان اللغة العربية لتعتبر الولى في النظللام التعليمللي‬

‫‪45‬‬
‫الجديللد ومللع مللرور السللنين بللذات النظللام ستتلشللى اللغللة العربيللة كلغللة تخاطبيللة خلل اليللوم‬
‫الدراسي ورويدا رويدا سيضعف تأثيرها وقدرة الطلب على التفكير من خللها‪ . . .‬أما بالنسللبة‬
‫لطرح سنغافورة كمثال فلم يكن المللر موفقللا فلهللذه الدولللة وضللع وظللرف مختلفللان تمامللا عللن‬
‫قطر ‪ ،‬وينطبق المر على كندا وهولندا كنملوذج وذللك ملن حيلث اختلف اللبيئة ‪ . . .‬فالعتملاد‬
‫على لغتين تعني الهتمام باللغة الم كأساس بينما اللغة الثانية رديفة لها وما يحدث فللي نظامنللا‬
‫التعليمي الجديللد المتمثللل بمدارسللنا المسللتقلة معللاكس لللذلك حيللث تعتللبر اللغللة النجليزيللة هللي‬
‫الساس بينما تتوارى اللغة العربيللة خجلللة وراءهللا ‪ . . .‬هللذا مللع التأكيللد علللى رغبللة المجتمللع‬
‫الطامحة بتعليم مواكب للنهضة ومحفز للعقول والهمم مع ضرورة تعلم لغة العصر بإجللادة تامللة‬
‫ترتقي بالفرد وتؤهله لمستقبل عملي ناجع‪ .‬لذا نرى أن دراسة الدكتور عبللدال ورؤيتلله لقضللية‬
‫على قدر كبير من الهمية هذا إن للم تكلن قضلية التعليلم هلي الهلم فلي بنلاء الوطلان وتلدعيم‬
‫أساسات البناء تستدعي إعادة القراءة ومناقشة الطرح عن طريق اجتماعات متخصصللة مللابين‬
‫المسؤولين وصاحب الدراسة وصول بذلك للنتيجللة المبتغللاة مللن وراء تطللوير التعليللم بمرحلتلله‬
‫الجديدة والتي نتمنى لها التوفيق بصنع جيل قادر على التقدم بالوطن والنهوض بالمجتمع‪.‬‬

‫‪ - 73 -‬الوقف ودوره في تنمية المجتمع‬


‫زوايا الفكر‬
‫منتدي الراية‬
‫حسب تقرير صدر مؤخرا حّلت دولة قطر المرتبة الثانية عالميللا مللن حيللث نسللبة الغنيللاء الللى‬
‫عدد السكان بينما حلت كل مللن المللارات والكللويت المرتبللتين الرابعللة والخامسللة ‪ . . .‬والنسللب‬
‫تتفاوت بيلن الللدول وهللذا راجللع للسياسللات العامللة ونمللط الحركللة القتصللادية وفلرص الحللراك‬
‫وليخفى تواجد عدد كبير من رجالت العمللال وغيرهللم مللن الثريللاء المنضللمين لقائمللة أغنللى‬
‫الغنياء في كل دولة عربية وان كانت النسلبة لعلدد السلكان أقلل ملن نظيراتهلا فلي هلذه اللدول‬
‫الثلث المذكورة َانفًا حيث نسبة الغنياء أكبر مما يعني ان الهوة بين الفقراء والغنياء ضللعيفة‬
‫ومن الممكن تلفيها بتبني سياسات واجراءات تسلاعد عللى ردم الهللوة ونحمللد الل أننلا نعيللش‬
‫وسط بيئة الفللارق فيهللا بيللن الفقللراء والغنيللاء مللن السللهل التغلللب عليلله اذا ماحسللنت النيللات‬
‫وصدقت العمللال ‪ . . .‬كملا أنله ملن المهلم التأكيللد عللى نسلبة الفقلر المتنلامي فلي دول عربيلة‬
‫واسلمية وتركز الثروة عند فئات محدودة مما شكل خلل فلي تللك المجتمعلات ومللا ترتللب عللى‬
‫ذلك من اضطرابات واشكاليات تدفع المجتمعات ثمنها فقللرا ‪ ،‬بطالللة ‪ ،‬تشللردًا ‪ ،‬تللوترا ‪ ،‬جريمللة‬
‫وأضف الى ذلك فتنة تتنامى في بيئات حاضنة تستقل مثل تلك الوضاع المنذرة بالخلل ‪ . . .‬فاذا‬
‫ماأخذ العلماء والباحثون مثل تلللك الوضللاع غيللر المتوازنللة فللي مجتمعاتنللا السلللمية بللالبحث‬
‫والدراسة فلبد أن تتفتق الذهان عن أفكار وخطط تستلزم جهات نافذة فاعلة تتبنى تلك الخطللط‬
‫وتترجم الفكار الى عمل يثمر معالجة حقيقية تعمل على ردم الهوة بما يحقق التجانس والتكافللل‬
‫فيما بين طبقات المجتمع فل نسمع بفقر مدقع وسط تخمة مترفة تاهت بها الموازين فتخصصت‬
‫في تبذير المال يمنة ويسرة ولكن في غير وجوه الخير مما سبب النقمة والتبرم لدى عامللة مللن‬

‫‪46‬‬
‫الفقللراء يتلقللون أخبللار الفسللاد المللالي والداري والخلقللي لفئة احتكللرت الحركللة القتصللادية‬
‫وعملت على أكل أموال الناس بالباطل واعتمدت المحاباة والتغطية على النتهاكات لكسب المال‬
‫ومن ثم توجيهه فيما ليخدم التنمية المجتمعية الواجبللة علللى المسلللم سللواء كللانت علللى جللانب‬
‫الستثمار في الموارد البشرية أوغيرها ‪ . . .‬وبما أن المللؤمن حريللص علللى البحللث عللن أوجلله‬
‫الخير ليكن له منها نصيب يدخره ليوم لُيظلم فيه العباد فكل منللا يلقللى ثمللرة عمللله ان كللان فللي‬
‫جللانب العبللادات أو المعللاملت فالحيللاة الللدنيا قائمللة علللى هللذين الركنيللن الساسلليين فالنسللان‬
‫مخلوق لهدف ولم يخلق عبثا ودور هذا المخلوق مرتبط بجانبين أساسليين بهملا يكلون المسلار‬
‫مثملرا والحيلاة أكلثر راحلة واسلتقرارا وهملا اعملار اللروح بالعبلادة واعملار الرض بالعملل ‪،‬‬
‫فاليمان الصادق بوحدانية ال الول واَلخر ومايستتبع ذلللك مللن قيللم ومبللادئ همللا القللوة الللتي‬
‫يستمد منها النسان قوته وثباته على الحللق وان أحللاطت بلله قللوى معاكسللة للله فاليمللان أقللوى‬
‫السلحة التي تمد النسان بالقوة والقدرة على الصبر والثبات وتخطي الصعاب حيث اليقين بللأن‬
‫الرزق والحياة والممات بيد ال ‪ ،،‬ولو اجتمللع النللاس عللى أن يضلروه بشليء فللن يضللروه اّل‬
‫بشيء كتبه ال عليه وينطبق المر على المنفعة ‪. . .‬‬
‫ومن منطلق هذا البحث عن أوجه الخير يبرز دور الوقف السلمي كنظام أثبللت دورا فلاعل فلي‬
‫خدمة المجتمع ‪ . . .‬وبناء على أهمية هلذا الللدور كلانت دعللوة صلالون الوجبللة الثقللافي الثنيلن‬
‫الماضي وبرعاية كريمة وحضور فاعل من صاحبة السمو الشيخة موزة بنت ناصر المسند لعدد‬
‫من أساتذة العلم واصحاب الرأي والفكر لمناقشلة دور الوقلف فلي تنميلة المجتملع ‪ ،‬هلذا اللدور‬
‫الذي بدأ يتقاصر بالرغم من أهميته كرافد من روافد التنمية خاصة في ظل هذا التنامي لللرؤوس‬
‫الموال العربية والسلمية تزامنا مع بروز طبقية بغيضة بدت بينة في كثير مللن دولنللا العربيللة‬
‫حيث تتركز الثروة عند فئات محددة بينما العامة يعانون الفقللر بللدرجاته وان كللانت دول الخليللج‬
‫أفضلها من حيث المداخيل الماليللة اّل أن هللذا المللر ليعنللي انتفللاء الفقللر فمللا زال هنللاك فقللراء‬
‫يتطلعون لرفع مستواهم المعيشي وينشدون حراكا اجتماعيا مسللاندا للحللراك الرسللمي فللي دفللع‬
‫الضيق عنهم ‪ . . .‬ولشك بأن الوقف من أفضل النظمة فللي تلللك المعالجللة فالصللدقة بمفهومهللا‬
‫العادي ربما تسد حاجة مؤقته أوتطعم جائعا لوقت معين وربما تكسوه وتوفر له دعاملة مسلاندة‬
‫لفترة محددة مع بقاء حالة الفقر على ماهي عليله بينملا الملر عللى جلوانب عديلدة يتطللب ح ً‬
‫ل‬
‫ل بايجاد مداخيل ثابتة بتوفير فرص انتاجية غير منقطعة بمعنى فرص عمل وأبللواب‬ ‫جذريا متمث ً‬
‫رزق متواصلة وهنا نتمثل الوقف كنظام اسلمي كان له دور عظيم في صدر الدولة السلمية ‪،‬‬
‫فديننا السلمي يدعو للتكافل ل للتواكل وبذلك يكمل الفراد قصور الدولة حيللث الكمللال ل ل ‪. . .‬‬
‫فان كانت زكاة المال تطهير له في حياة المرء فالوقف نجاة له بعد الممات حيث العمللل يتواصللل‬
‫دون انقطاع فتضحى هذه الصدقة صدقة جارية وتمثل استثمارا لينقطللع وأجللرا متواصللل حللتى‬
‫قيام الساعة فكللم هللو الجللر المللترتب عليلله وكللم ذنللب سلليغفر بللدعوة محتللاج أونصللرة مظلللوم‬
‫ورعاية يتيم وبما أننا نعايش واقعا معاصرا نتبين من خللله جلانبين سللبيين هملا انحسلار دور‬
‫الوقف اليجابي بتنمية المجتمع تزامنا مللع نقللص الللوعي المجتمعللي بمفهللوم الوقللف حيللث فئة‬
‫كبيرة من الشباب لتفرق بين الوقف والصدقة وربما يختللط المفهللوم بالزكلاة لللذا يحتللاج المللر‬
‫الى اعادة العتبار لهذا النظام الرائع بانتهاج اسلوب توعية فاعل يتبين فيه المرء أوجه النفاق‬
‫ودللت الوقف وأنواعه وكيفية التطبيق المثل له وتحقيق العدالة ملن خللله وملا يلترتب عللى‬

‫‪47‬‬
‫تطويره بما يتناسب وتطور نمط المعيشة وأبواب الرزق ولكي نصل لنظام ينتج الغاية التي وجد‬
‫لها لبد أوًل من معالجة الخلل الطارئ وبالخص على مستوى التطبيق والذي انعكس سلبا على‬
‫الحافز لدى الفراد فهناك من يشتكي عدم القدرة علللى متابعللة مللاله الموقللوف مللن حيللث أوجلله‬
‫الصرف هذا علدا ملا اعللترى هلذا النظللام مللن خللل تمثللل فلي بعللض الحلالت بالتصلرف بالملال‬
‫الموقوف دون الرجوع لصاحب الصل مع العلم أن الوقف يعني حبللس الصللل وتسللبيل المنفعللة‬
‫بمعنى عدم جواز التصرف اّل في حال انتفاء المنفعللة والحاجللة للتبللديل بالتصللرف أوغيللره مللع‬
‫احاطة الُموقف أوورثته بمثللل هلذا الجللراء واّل فلان الثقللة تتقاصلر وتللؤدي للعللزوف علن هللذا‬
‫النظام لغيره من الوجه مما ينعكس سلبا عليه كنظام يشكل دعامة من دعامات البناء المجتمعي‬
‫وبابا من أبواب الخير للفرد المسلم وورثته العاملين على رعايته ومن النقاط اليجابية التي أكلد‬
‫عليها حضور الندوة تركزت في ضرورة ‪ -1‬تحرير الوقف من الحتكلار بجهلة واحلدة ملع بقلاء‬
‫الشراف العام من الدولة والمتابعة من الُموقف للمال أو ورثته ‪. . .‬‬
‫‪ -2‬التوعية بالوقف كنظام اسلمي متكامل ليقتصر على جانب يختص بوجه بمعزل عن الوجوه‬
‫الخرى التي يتطلبها بناء المجتمع‪. . .‬‬
‫‪ -3‬ضرورة وجود المؤسسة البحثية القادرة على وضع الدراسات الجادة التي تخدم فاعليللة هللذا‬
‫النظام وتتلفى القصور الذي شابه له على مدى القرون‪. .‬‬
‫‪ -4‬الشفافية في مصارف الوقف من حيث خدمة الهدف الذي وضع له وكيفيللة ادارتلله ورعللايته‬
‫كمورد مالي يحتاج للتطوير والتدوير بما يحقق الغرض منه‪ . .‬وليخفى علينا كمسلمين حاجتنللا‬
‫لنظام الوقف كنظام متكامل ساند فاعل في خدمة مجتمعاتنا وصول الى خدمة قضايانا خاصة في‬
‫ظل هذه الغمة التي تمر بالمة حيث يشبع البعض تخمة واسرافا بينما هناك من ُيحاصللر وُيمنللع‬
‫عنه التمويل للشيء سوى الثبات على كلمة الحق‪. .‬‬

‫‪-- 74 -‬الفساد عندما يتدثر بأردية الفن والعمل‬


‫زوايا الفكر‬
‫منتدي الراية‬
‫قال نبينا الكريم عليه الصلللة والسلللم >< سلليأتي علللى النللاس سللنوات خللداعات يصللدق فيهللا‬
‫خون فيها المين ‪ ،‬وينطق فيها الرويبضه‬ ‫الكاذب وُيكذب فيها الصادق ‪ -‬ويؤتمن فيها الخائن وُي ّ‬
‫‪ ،‬قيل وما الرويبضه ؟ قال الرجل التافه يتكلم بأمر العامة<<‪.‬‬
‫والمؤلم حقا تمثل هذه الصور في واقعنا المعاش بما ليحتمل التشللكيك ‪ ،،‬وعنللد تتبللع مثللل هللذه‬
‫الصور نجد الدافع لتمثلها كامنا فلي حللب الشلهوات وعللى رأسللها شلهوة الملال ‪ ،‬فالمللال نعمللة‬
‫عظيمة تحتاج للشكر اّل أن المال للله جللانب سلللبي يتمثللل فللي فتنتلله الللتي تحتللاج للتحصللن مللن‬
‫ضررها بإيمان صادق وخلق قويم وضمير واع متيقظ وصللحبة خّيلرة صللادقة ‪ ،‬وان كنللا لنعللدم‬
‫وجود مثل هؤلء الذين يعمر بهم الكون اّل انه وللسف الشديد هناك بالمقابل من لم تتوافر لهم‬
‫مثل هذه العوامل والسباب وهكذا تنامي المال في يد من لم يعتبر بنعمته بللل تملكتلله فتنتلله فتللاه‬
‫في غرور وتعال وكأنه ملك الكون ولم يعد هناك من يملكه ونسي في غمرة شهوة المال أنه عبد‬

‫‪48‬‬
‫ضعيف أمام خالقه والمطلع على مكنون نفسه ‪ . . .‬وفي ظل الغفلة وتذبذب القيم تكاثرت الصور‬
‫غير المرغوبة من محدثي النعم ومحبي أكل أموال الناس بالباطل وتزايد المرتشللون والراشللون‬
‫وضعاف النفوس ومن تملكتهم فتنة المال فأضللحوا فللي ظللل انفتللاح يحكملله الفسللاد قللوة تتحكللم‬
‫بالقتصاد والعباد فصدقت بقوتها وعظمتها وأخذت بها النرجسللية مأخللذا ووجللدت بيئة حاضللنة‬
‫لها من متحذلقين ومنافقين ومنتفعيللن فاستشللعرت عظملة ليسللت لهلا فتملكهلا الغلرور وتللألهت‬
‫واعتقللدت بأحقيتهللا بإحيللاء انسللان أومللوته ‪ ،‬مثللل هللذه الشخصلليات المريضللة متواجللدة منهللا‬
‫ماكشف ال ستره وهناك كثرة مازالت تتمخللتر بفسللادها وطغيانهللا ‪ . . .‬ولربمللا نللرى مثللل هللذه‬
‫الصللور بوضللوح فللي جللانبين تلوثللا بشللكليات يجللب أل تكللون فيهمللا وهمللا جانبللا الفللن والعمللل‬
‫فالصورة اليوم لجانب الفن سوداوية ولخلف في ذلك فالوسط المتدثر بالفن وسط فاسللد منحلط‬
‫بشلهادة البعلض منله هلذا فلي الغلالب وان كلان لبلد ملن وجلود السلتثناءات ‪ . . .‬والشلخوص‬
‫الممثلة لهذا النحطاط وجدت بيئة حاضنة بمجموعة من رجال الملال والسلللطة فأضلحى الفسللاد‬
‫في جانب مكمل له على الجللانب اَلخللر امللا القللوة الدافعللة لللذلك فتمثلللت بُتبللع تأخللذهم الصللورة‬
‫البراقة ولينظرون لما وراءها وهكذا وجد هلذا الوسلط الفاسلد بشخوصله الممثليللن لله تعظيملا‬
‫وتقديرا وتفاني بالخدمة والجتهاد بعمليات التغطية فالكل يعتمد مبدأ ‪ -‬أنا ومن بعللدي الطوفللان‪-‬‬
‫وهكذا رأينا الرجل يتقبل العزاء بزوجته المقتولة شر قتلة بينما هو يعلم أنهللا قلد تزوجلت وهللي‬
‫على ذمته باعتبار ورقة الزواج الثانية دفعلا للزنلا أملام رب مطللع كريلم ! ! هلذا علدا العلقلات‬
‫المتعددة والشكاليات التي ملت الصحف الصفراء فعن أي زوج نتحدث ومللاهي الرجولللة الللتي‬
‫من الممكن اسباغها عليه ‪ ،‬أما في حال رجل العمال البارز والذي أعطاه ال من المللال والجللاه‬
‫مالم يتيسر لكثير غيره فقد وقع في شر اعماله حيث أوقعت بلله فتنللتين لللم يجللد منهمللا مهربللا ‪-‬‬
‫فتنة المال ‪ ،‬وفتنة النساء‪ -‬فل هو رضي بالحلل وصان عرضه ولهو تللاب وسللخر مللاله لللدفن‬
‫عاره ‪ . . .‬ويحتار المرء فيما وصل اليلله رجللل العمللال المصللري هشللام طلعللت مصللطفى حيللث‬
‫السم له بريق اّل انه لم يخدم صاحبه فالفعل الذي أقدم عليه اتسم بحماقة بّينلة وللو حّكلم عقلله‬
‫لكان المبلغ الذي دفعه للقاتل وسيلة لمحو عاره مع المطربة المغللدورة وطللي الصللفحة والتوبللة‬
‫ل القادر على الغفران وحماية عبده ‪. . .‬‬
‫ولكنه العتداد المبالغ بالللذات والللتي تصللور للمللرء قللدرات وتللوحي للله بعظمللة تصللونها متانللة‬
‫العلقة برجال سلطة وحصانة توجبها مناصب وجدت لخدمللة الشللعب واذا بهللا وبللال عليلله ‪. . .‬‬
‫وفجأة يستيقظ مثل هؤلء التائهين في بحر العظمة والغرور على تهاوي الحصون في لحظة لللم‬
‫تكن متخيلة ‪ ،‬وهكذا بتصرفه الحمللق أفقللد المتطلعيللن لحمللايته لكللل الوراق الللتي مللن الممكللن‬
‫تقديمها كوسيلة لنقاذه فليذهب اذا ليعيش غيره ‪. . .‬‬
‫جريمة منكرة لشخوص فاسدة سّيرتها فتنة المال وحلب الشلهوات ووصلللت بهلا لعللى مراتلب‬
‫الجريمة بل محاذير أو تخوف فملن تلعللب بالملال وتشللويه للقيللم وتضللليل للعامللة الللى ازهللاق‬
‫الرواح ببساطة دون وازع من ضمير أوخلق وبمثل هؤلء تتشوه صور نأمل أن يعللاد تنقيتهللا‪.‬‬
‫فالمال والمنصب لهما وهج جاذب وزادهما العلم تلميعا فتاه الناس بالعجاب بهذا أوذاك حتى‬
‫وان كره الوسلائل الملترتب عليهلا جملع الملال أوالطريقلة المؤديلة للوصلول للمنصلب فبمجلرد‬
‫وصول أي من الناس ذكرا كان أوانثى لموقع مالي كبير أومنصب سياسي مرموق اّل وفتحت له‬
‫أبواب ربما تستعصي على النسان العللادي حللتى نللرى الكللثير مللن النللاس وقللد تغيللرت نظرتهللم‬

‫‪49‬‬
‫الظاهرة لهذا المتمكن فيتم التغاضللي ببسللاطة عللن أي سللمعة سلليئة أوطبللع بللذئ أو وسللط بيئي‬
‫متخلخل قد نشأ به ‪ ،‬ولن نقول أن هناك تمويها وتضليل قد أدى لهذه النتيجللة بللل هنللاك عوامللل‬
‫عديدة سللاعدت علللى بلروز نوعيللات مللن البشللر هلي شللر بكللل مللاترمز للله دللللة الكلمللة ولكللن‬
‫الخضوع لها والتظاهر بتمجيدها وتعظيمها هو البلء الذي أبتليت فيه مجتمعاتنللا فللاذا ماحاولنللا‬
‫تسليط الضوء على عوامل ساعدت على تواجد هذه النوعية غير السوية في مواقللع ليسللت هللي‬
‫بأهل لها نذكر ‪ -1 :‬سياسة عامللة وفللرت الللبيئة المسللاندة وسللهلت الجللراءات الداعمللة وتحللت‬
‫مسمى النفتاح والتطوير والسياحة وغيرها من المسميات تكاثرت الطحالب دون رقابة أوتدقيق‬
‫فتنامى المال ولكن تحت راية من لم يتحصن من فتنته وتداعى الفن ولكنه بعيد علن مظللة الفلن‬
‫الراقي بمعانيه السامية وهكذا تاهت الحقيقة‪.‬‬
‫‪ -2‬مجتمعات واقعة تحت تأثير الصورة منساقة للوهج أيللا كللان مصللدره أو مللايترتب عليلله مللن‬
‫ضرر‪.‬‬
‫‪ -3‬وعللي دينللي يتقاصللر بالرؤيللة الثاقبللة فيضلللل القيللم والمبللادئ ويمللوه الطللرق المؤديللة لهللا‬
‫ويضعف الوازع المغذي للضمائر‪.‬‬
‫‪ -4‬اعلم مطبل عللازف علللى وتللر المبالغللة قللدحا أومللدحا فل فاصللل بيللن هللذا أوذاك فالبوصلللة‬
‫ضائعة ‪ ،‬فمن هو مرفوع للسماء متغنى بنزاهته وخلقه ومداد القلم ليشبع من اضفاء مللاليس‬
‫به من المحاسن عليه حيث السوق يحكم وقد أضحى مابين يوم وليلة مادة للقدح حيللث الصللورة‬
‫لم تعد مضللة وهكذا ينحرف التوجه بكل بسللاطة وتتبللدل النغمللة ويتحللول العللازفون عنلله لتعللاد‬
‫المعزوفة بذات النغمة لمن يحل محله هكذا دون تدبر أوحياء‪.‬‬
‫‪ -6‬ضغوط تمارس على فئة جادة مطلعة ترى الفساد وقد طغى وترفع الصوت مطالبة بالصلح‬
‫ولكن بل أمل فالفساد ضارب أطنابه‪.‬‬
‫فالمأمول تكاثف الجهود في معالجة مثل هذه الظواهر التي من الممكللن أن تتسللبب فيمللا ليحمللد‬
‫عقباه على مجتمعاتنا عامة فليراجع كل منا حساباته وليجعل ال املامه فيملا يقلول ويفعلل علنلا‬
‫نتدارك مافات قبل ان تغرق بنا السفينة السائرة بل ربان يحكمها ‪ . .‬اللهم اهلدنا جميعلا لملا فيله‬
‫الخير‪.‬‬

‫‪ - 75 -‬حريق يكشف حقيقة‬


‫زوايا الفكر‬
‫منتدي الراية‬
‫حريق مجلس الشورى المصري ليس كأي حريق وإن كان السبب إهمال غير مقصود أو شللبهة‬
‫خفيللة‪ . . .‬والختلف فلي التوصلليف نلابع مللن موقللع الحريلق الللذي تطللاولته النيللران بألسللنتها‬
‫الصفراء فلهذا المبنى خصوصية في المكانة والقيمة التاريخية والرمزية لذا ملن المسللتهجن أن‬
‫ينشب الحريق وتتطاول ألسنة اللهب هكذا دون إنذار محذر في بدايته أو معالجة لحقة لتوسللعه‬
‫بإمكانيات قادرة على إحتوائه والتقليل من أضراره ونحمد ال ان الخسائر البشللرية كللانت علللى‬
‫أضيق نطاق وهذا من رحمة ربي‪ . . .‬ومن المخجل حقا كيفية محاصرة النيران واللتي بلدت فلي‬

‫‪50‬‬
‫وضع غير متكافئ مع قوة اللهللب‪ ،‬وإكتمللل النقللص بطللول الفللترة الزمانيللة الللتي اسللتمتعت بهللا‬
‫النيران بالتهام ماترد عليه ألسنتها المتطاولة في تحد لمكانيات هزيلة كشفت عن قصللور شللديد‬
‫ونقيصة تلحق بالنظام بكل أدواته‪ ،‬فمنذ توقيع الرئيس الراحل أنللور السللادات لتفاقيللات السلللم‬
‫مع بني إسرائيل مافتئ كل مسؤول بقناعة أوبدون من ترديد مقولللة ‪ -‬أن السلللم مللع الصللهاينة‬
‫يهدف للرتقاء بمصر أرضا وشعبا وسيادة وتسخير ميزانية الدولة العامللة بمعنللى مللال الشللعب‬
‫لخدمة الشعب وتطوير الخللدمات المقدمللة للله‪ ،‬وتللرددت ترنيمللة )مللش حنحللارب( وكللأن مطلللب‬
‫الشعب هو الحرب! )ومصر أول( وكأن هناك من يقول مصر أخيرا‪. . .‬‬
‫وتكررت تلك المقولت في مواقع الشدائد التي تحتللاج مللن مصللر موقفللا يللدلل علللى عظمللة هللذا‬
‫الوطن وعطاء هذا الشعب‪ . . .‬والمقولة ملثيرة للشلمئزاز حقلا‪ ،‬فلالحرب للم وللن تكلون مطلبلا‬
‫ورغبة شعبية وعلى مستوى شعوب العالم كافة فالسلم هو الصل فهو السلم ومنه السلم وما‬
‫الحرب سوى كره على كره ولكن الضرورة تحكم‪ . . .‬ويغيب عن بال أي نظام أن الشعوب تنشللد‬
‫السلم لالحرب وليس هناك من يسعى للموت والضنك والضيق فالسلللم هللو الغايللة المنشللودة‪،‬‬
‫إّل أن مواقف الرجال تسللتدعي كلمللة صللدق ووقفلة حلق وترجملة القلول لواقلع مشللهود ينطللق‬
‫بإيجابية أي فعل وإن كان مرا وغير متقبل من عامة الشعب فعلى النتائج تتضللح الللرؤى ولكننللا‬
‫كعرب عموما نتقبل قرارات فوقية ليس للشعب بها رأي أوله فيها خيار وبالرغم من ذلك يحاول‬
‫التأقلم معها فلربما مايراه النظام يتسم بوضوح اكثر مما يراه العامة‪ ،‬أمللا وقللد إتضللحت الرؤيللة‬
‫وكشف الفساد صورا تؤكد على أن الصورة المرسومة لتحلاكي الواقلع المعللاش فهنلا لبللد ملن‬
‫المساءلة والحساب‪ ،‬هكذا هو الحال مع الشعوب الحرة القادرة على الحراك وفللرض القللرار‪. . .‬‬
‫فالشعب المصري قبل في غالبيته وعلى مضض اتفاقية السلم كقرار سيادي‪ ،‬بينما على النطاق‬
‫الشعبي ظل رافضا تعزيزه بالتطبيع بمعناه المتكامللل إعمللال بمللا يمليلله العقللل وحقللائق الحاضلر‬
‫والماضللي‪ ،‬وبمللا يؤسللس لمسللتقبل َات فمللع مللرور السللنوات ثبللت بمللا ليحتمللل الشللك أن تلللك‬
‫المعاهدة كانت خيرا على دولة بني إسرائيل دون غيرها وبشهادة مللن مفكللري طرفللي المعاهللدة‬
‫وعلى حد قول أحد الكتاب الصهاينة بمقللال نشللر بجريللدة هلَارتس حللديثا )‪ . . .‬لللم تكللن معاهللدة‬
‫السلم مع مصر مجرد صفقة جيدة‪ ،‬بل إنجازا عظيما وأحللد النتصللارات السياسللية الكللبيرة‪. . .‬‬
‫فقد مكنت معاهدة السلم إسرائيل من أن تقتطع من النفقة المنية إقتطاعا حادا ‪.‬‬
‫وكللان ذلللك إسللهاما كللبيرا فللي انللدفاع القتصللاد إلللى المللام وهللو أحللد أسللس القللوة الرئيسللية‬
‫للدولة‪ . . .‬وأنه ينبغي أن نقول أن عشرات السللنين بل حللرب بيللن مصللر وإسللرائيل هللي وضللع‬
‫يوجد فيه غالبون خاصة‪ ،‬ودولة إسرائيل هي الغالبة( نعم فهذا ماأثبتته اليام فإسرائيل هي مللن‬
‫تتحصل على مكتسبات إتفاقية السلم‪ ،‬بينما مصر تئن تحت رحمة المعونات فالقتصاد مضروب‬
‫والموارد تصب لصالح العدو والبترول المصري تسللتفيد منلله إسللرائيل بللأرخص السللعار بينمللا‬
‫ثمن البرميل وصل لمستوى غير مسبوق وعلى مستوى العالم ‪ . . .‬فتحييد مصر بإتفاقية السلم‬
‫كان مكسبا صللهيونيا دون منللازع‪ ،‬أمللا بالنسللبة لمصللر فالصللورة مختلفللة تماملًا فهنللاك إنفتللاح‬
‫وإزدهار لفئة خاصة تتفضللل بمللا يزيللد علللى الكثريللة هللذا إن كللانت النفللوس جلّوادة‪ ،‬وإّل فللإن‬
‫الصورة ستنقلب راسا على عقب حيث ينعكس الفقللر وتخلللف مسللتوى الخللدمات علللى الكثريللة‬
‫لينعم القلية بمزايا القتطاع من الجانب المني لحساب الزدهار القتصادي‪. . .‬‬
‫فالحريق الذي نشب في مجلس الشورى المصري وإن تقبل المرء حدوثه كقضاء وقدر حيث أن‬

‫‪51‬‬
‫مثللل هللذه الحللوادث مللن الممكللن حللدوثها فللي أي بلللد وأي موقللع‪ ،‬إّل أن كيفيللة المعالجللة هللي‬
‫المستهجنة والمستغربة من نظام رهن إرادة وسلليادة مصلر بإسللم تطللوير البلللد والسللعي لرفعللة‬
‫شأن المواطن بتوفير أفضل الخدمات التي تجعل من حياة الفرد أفضل وأيسر إّل ان الواقع وفللي‬
‫كل شدة يثبت صورة معاكسة لما يردده النظللام مللن تصللريحات براقللة تتشللدق بتطللوير المرافللق‬
‫والخدمات‪ ،‬حيث أن الشدائد هي من تؤكد على فعالية مثل تلك الخدمات‪. . .‬‬
‫وللمانة كلمة يقولها المصري قبل غيره بدت تلك الخدمات في أسوأ حالتها عند كل أزمللة تمللر‬
‫بهذا الشعب‪ ،‬وأزمة رغيف العيش ليسللت ببعيللدة عنللا‪ ،‬وكللم تسللببت أحللداثها بالضللنك والضلليق‬
‫للكثير وكان المشهد محزنا بما تناقلته الخبللار مللن صللور وتعليقللات‪ . . .‬ويللوم الثلثللاء التاسللع‬
‫عشر من شهرنا الجاري وقف المرء متصلبا أمام نيران تلتهللم الحجللر والللورق بحريللق يتحللدى‬
‫إمكانيات متواضعة لترتقي لهمة هذا الشعب العظيم الذي يتابع دلئل عجز الدولة عللن الرتقللاء‬
‫بخدماتها للمستوى الذي يليق بمصر تاريخا وحضارة وشعبا‪ ،‬حيث ظهرت المطافئ وهي مرفق‬
‫ذو أهمية قصوى بمستوى ليرتقي مع ما يأمله الملواطن ملن نظللام يرعلاه ‪،‬وكلم بللدت خراطيللم‬
‫المطافئ عاجزة قاصرة عن الوصول بمياهها لموقع الحريلق المرتفلع وملن زاويلة أخلرى تلابع‬
‫المشاهد على الفضائيات طائرة عمودية بدت بحبل متدل بنهايته مايشبه قربة الماء ولكن بحجم‬
‫اكبر قليل‪ ،‬هكذا بدا المشهد وال العالم وتراءى للمتابع وهي تقذف بقليل من الماء علللى ألسللنة‬
‫لهب متعالية بأدخنتها مما أثار القلق على ذلك الطيار الشللجاع الللذي إقتحللم المخللاطر بإمكانيللات‬
‫ليست على قدر الطموح ‪ . . .‬بل ومايثير الحيرة بدت هذه الطائرة بحبلهللا المتللدلي وهللي تقللترب‬
‫من مياه النيل بقربتها ومن ثم ترتفع ليتوجه بها الطيار مرة أخرى للموقع الملتهللب ليقللذف بمللا‬
‫حمل من نزر قليل من المياه على ألسنة نيران أتت على دور متكامل‪ ،‬المشهد ليصدق وليمكللن‬
‫ترجمته فهل حقا هذا هو ماحدث أم أن في المر شيئًا َاخر ولم تتبين الصورة للمتابع على وجلله‬
‫الحقيقة‪ ،‬وما نعلمه والمفترض أن يكون إختصاص الطائرات العمودية بإستخدام بللودرة تحجللب‬
‫الوكسجين عن النار وتقلل من العوامل المساعدة على الحللتراق إّل أن مثللل هللذه المكانيللة لللم‬
‫تكن متوافرة لذا إستمر الحريق مستمتعا بعواملل مسلاعدة لله عللى السللتمرارية حلتى سللاعات‬
‫الصباح الولى من اليوم التالي ‪ . . .‬فاين هي إذا نتائج القتصاد المفتوح وإنعكاس التخفيف من‬
‫النفقات المنية على مستوى الخدمات العامة ‪. .‬‬
‫وكيف للم تتمكلن ميزانيلة الدوللة العاملة بعلد هلذه السلنوات العجلاف ملن سللم يلترنم بنتلائجه‬
‫مسؤولي النظام من تطوير تلك الخدمات والمرافق ‪ ،،‬وأين هللي مليللارات المعونللات المريكيللة‪،‬‬
‫ثمن السلم مع بني إسرائيل والتي ُرهنت الرادة والسيادة بإسمها وكيف لم تنعكس إيجابا علللى‬
‫رفع مستوى تلك الخدمات العامة ومنها المطافئ على سبيل المثال حيللث بللدت فللي هللذا الحللادث‬
‫بإمكانيات متواضعة أمام قدرات بشرية هائلة لنشكك بجاهزيتها وقدرتها علللى إقتحللام الصللعاب‬
‫والمخاطر في تأدية مهامها ولكنها ُكبلت بقدرات متواضعة تؤكد على عجز ظللاهر يخفللي وراءه‬
‫ماوراءه‪ ،‬حتى وإن بدا هذا العجز متعريا خجول أمام صحوة الشعب المصري وإحتجاجه سللواء‬
‫عرف بالنكتللة السللاخرة الللتي تشللير للمشللكلة بأبسللط وأقصللر عبللارة أو‬ ‫بالسلوب الساخر حيث ُ‬
‫بالنقد البين الللذي لللم يعللد يجامللل علللى حسللاب كرامللة الشللعب وسلليادة الللوطن‪ . . .‬والمللر حقلًا‬
‫يستدعي المكاشفة والمصللارحة والمحاسللبة حللتى تعللود مصللر قللائدة علللى المسللتويين المحلللي‬
‫والعربي‪ ،‬والحق ليمنعه سلم متى ماكان يحمل معنى حروفه‪ ،‬ولتقيمه الحرب إن كانت لمجرد‬

‫‪52‬‬
‫توسع أوتحقيق مصالح‪ ،‬فالحق بين في أي موضع كان وما ينشللده ليتطلللب سللوى إرادة صلللبة‬
‫ونية صادقة في الصلح والتطوير والحرص على كرامة النسان أيا كان هذا النسان‪.‬‬

‫‪ - 76 -‬الهدنة ل تعني استسلما‬


‫زوايا الفكر‬
‫منتدي الراية‬
‫في خبر منقول عن صحيفة هارتس السرائيلية يقللول حمامللة السلللم وصللديق الحكللام شلليمون‬
‫بيريز أن فرص التوصل إلى اتفاق سلم مع الفلسطينذين تكللاد تكللون شللبه معدومللة ‪ . . .‬وتللابع‬
‫الخبر سياقه بأن هذا القول ‪ -‬من قائد دعاة مايسمى بالسلم ‪ -‬قد فاجأ عددا من الشخصيات لدى‬
‫حضورها مأدبة عشاء في منزل وزير الحرب السللرائيلي إيهللود بلاراك كمللا اعتللبرت الصللحيفة‬
‫تلك التصريحات متناقضة مع شخصية بيريز المتفائلة خاصة وأنه من المشاركين بإتفاق اوسلو‬
‫‪ . . .‬وليته لم يكن هذا التفاق الذي مابرحت الساحة الفلسللطينية تجللتر تللداعياته السلليئة ليومنللا‬
‫هذا ‪ . . .‬وبعودة للخبر يتفق العقلء ممن لتهمهللم مسللميات بقللدر إعتبلارهم بالفعللال ونتائجهللا‬
‫بالتأكيد على أن اليهود لم ولن يكونوا حمائم سلم في يوم من اليام ومن يتعامل مع بيريز على‬
‫إعتبار أنه شخص ودود محب للسلم وحريللص عليلله إنمللا يكللذب عللى نفسلله قبللل الكللذب عللى‬
‫اَلخرين بل من يدعي ظلما وذل بأن تعامله مع الحمللائم خدمللة للقضللية لكللونهم دعللاة سلللم لللم‬
‫يراعللي تللك القضللية وهللو يتعامللل ملع الصللقور والنسللور ولفلرق عنللده بيللن صللهيوني وَاخللر‬
‫فالقضية في نظره تحكمها أبعاد سياسية بعيدة كللل البعللد عللن خدمللة القضللية الفلسللطينية مهمللا‬
‫علت طبول السلم المتغنى به وتراقص دعاته فالحقيقة هلي ماقلال بله بيريلز فلي عشلاء بلاراك‬
‫السبت الماضي ‪ ،‬فالجمع اليهودي في هذا الموقف صللادق فللي قللوله فالسلللم مللع الفلسللطينيين‬
‫بعيد المنال لنه من الصعب أن يتنازل بنو إسرائيل عن بلع فلسطين وقضللم أراضلليها والمسللألة‬
‫في نظرهم إنسحابات تضليلة بينما الطوق محكم علللى الرقللاب ولمفللر مللن التضللييق والحصللار‬
‫حتى تسنح الفرصة من جديد لسترجاع ملاتم النسلحاب منله فالمسلألة مجلرد تكتيلك صلهيوني‬
‫ليجد من قادة العرب جدية في مواجهته ول يعني هللذا المللر جهلهللم بالنوايللا السللرائيلية الللتي‬
‫لتفرق بين أراضي ماقبل ‪ . . 67‬ومابعدها ‪ ،‬بل تجاهل تلك الحقيقة يؤكد على التواطؤ مع العدو‬
‫فللي تمييللع الحللق وتضللييع الللوقت عللل وعسللى أن تمضللي السللنون دون تعكيللر صللفو تلللك‬
‫الستثمارات الدنيوية حتى يقضي ال أمرا كان مفعول ‪ ،‬ولكن بعيد عنهللم وعللن زمللانهم وربمللا‬
‫زمان أنجالهم ‪ . . .‬وهاهم اليهود على نقضهم للعهللود بللاقون وللسللف بمسللاعدة ممللن إشللتروا‬
‫دنياهم بَاخرتهم ولن ينفع معهم فضائح أو كشف لمستور ‪ ،‬ومن تعود على كشف عورته للعللدو‬
‫ل نظنه يبالي بإنكشافها علللى مللن عللداه وكمللا يقللال هللي خاربللة خاربللة ‪ . . .‬وربمللا يتمثللل هللذا‬
‫التواطئ فيما ترتب على الهدنة بين الفلسطينيين وبني إسرائيل والتي ُأعتبرت سللارية منللذ يللوم‬
‫الخميس ماقبل الماضي ‪ ،‬فالهدنة بين بني إسلرائيل و حكوملة الوحلدة الفلسلطينية اللتي تلواجه‬
‫حصارا ظالما طال بضرره أكثر من مليون ونصف المليون فلسطيني لتعني إستسلما بل حفاظا‬
‫على حقوق تجاهلها رعاة التحضللر ودعللاة حقللوق النسللان ‪ . . .‬ففللي الللوقت الللذي يتشللدد فيلله‬

‫‪53‬‬
‫رئيس السلطة ويصر على رفض اللقاء والحوار مع الحكومة المنتخبة والشرعية بإسللم الشللعب‬
‫حتى وإن دعى له ‪ ،‬تتواصل لقاءاته بقادة العللدو وليتللورع عللن أخللذهم بالحضللان بللالرغم مللن‬
‫مواجهته عوامل التعرية السياسية دون الكللف عللن القللول بإسللتمرار المفاوضللات القائمللة علللى‬
‫التخلي عن المقاومة ومطاردة المرابطين الصادقين والتضييق عليهللم والقبللول بحصللار الشللعب‬
‫متحججا بأن هذا الفعل مترتب على مايسمى إنقلب حماس وكأن مايسمى بالنقلب لللم تكللن للله‬
‫مسببات توجبه ‪ . . .‬وكم يحلم الكثير بمحو المقاومين عن وجه الرض والمبادرة بالقيام بالفعللل‬
‫تطهيرا ليد العدو ‪ ،‬ولكن العدو ذاتله هلو ملن يعتلبر بلالظروف الدوليلة اللتي تجيلز لله التصلفية‬
‫الجزئيللة بمعنللى القضللاء علللى المقاومللة علللى مراحللل بحيللث يبللدو المللر مقبللول لللدى أطرافلله‬
‫المتوافقين عليه سرا بينما ظاهرهم يدعو للمفاوضللات العبثيللة ‪ . . .‬والكارثللة تتواصللل بتواصللل‬
‫هؤلء المتنطعين بالسلم ومن الفلسطينين قبل غيرهم بالسللعي لتخريللب الهدنللة مللابين حكومللة‬
‫الوحدة في غزة وإسرائيل والمرعية من قبلل النظلام المصلري فهنلاك صلواريخ تنطللق بادعلاء‬
‫الرد على خروقات بني صهيون هذه الصواريخ ملن قبلل فصليل محلدد )‪ ( . .‬وهللو بللذلك يهللدف‬
‫للنتقام ملن حملاس والجهللاد وللم يللراع الظلروف الللتي يملر بهللا الشلعب الفلسلطيني فلي غلزة‬
‫والضفة أيضا ولربما هلو يعتقلد بلأنه بمثلل هلذا التصلرف ينقلل رسلالة مفادهلا‪ -‬بملا أنكلم كنتلم‬
‫تطلقون الصواريخ إبان المفاوضات العباسية مع العدو ولتللدعو فرصللة لتمامهللا فل هدنللة مللع‬
‫العدو مادام الطلرف اَلخلر هلو أنتلم أيهلا )الرهلابيون( وَاخلر هلذه الصلواريخ ملا أعلنلت عنله‬
‫مجموعة تطلق على ذاتها قوات بدر وتسلتدعي الللذاكرة هنلا قلوات بلدر التابعلة للسلللطة والللتي‬
‫تلقت تدريبا عاليا في الردن وبمساعدة من أمريكا وإسرائيل ودخلت الضللفة لحفللظ المللن ولكللم‬
‫أن تتوقعوا ماهية المن المقصود ‪ . . .‬وتبدو المساواة من قبل تلك الجهات التي تقف وراء تلللك‬
‫الخروقللات بيللن تلللك المفاوضللات الستسلللمية والسللاس الللتي بنيللت عليلله وهللو التخلللي عللن‬
‫المقاومة وبين تلك الهدنة الوقائية وأساسها الحفاظ على حق المقاومة مادامت الراضي محتلة‬
‫والقرار مخطوف والسيادة بعلم الغيللب وشللتان بيللن النقيضللين ‪ ،،‬وليللس مللن المسللتغرب بللروز‬
‫مسمى مثير للشمئزاز ومدعاة للغثيان وراء مثل هذه النتهاكات غير تامبررة ‪ ،‬بل الدهللى هللو‬
‫رده المؤكد على صللحة مسللاره المشللبوه ‪ ،‬وخبللث نوايللاه القائلللة بللالبحث عللن مصللالح الشللعب‬
‫الفلسطيني وهو أبعد مايكون عن ذلك بل صفاقته وصلت حد ليجللوز التوقللف عنللده وربمللا مللن‬
‫الخطأ ذكر إسمه أوالشللارة إليلله بطريقللة مباشللرة فتللاريخه أسللود وليحتللاج للتأكيللد وكللان ملن‬
‫الولى إخضاعه لمحاكمة غيبية يحاسب فيها على كل ما اقترفته يداه من أفعال أضرت بالقضللية‬
‫وتسببت بمقتل الكثير من الفلسطينبين وعلى رأسهم الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات ‪ . . .‬حتى‬
‫إذا ماتوفرت القرائن وثبتت بالدلة والبراهين يصدر الحكم عليه بما يحقق العدالة المنشودة ‪،،،‬‬
‫أما في حال تركه يصول ويجول بأقواله وأفعاله مع القبللول بمللا يتللوافر للله مللن رعايللة وحمايللة‬
‫ليستحقها فإن المر سيفرخ الكثير ممن هم على شاكلته والخطر المللترتب علللى أفعللالهم يفللوق‬
‫خطر العدو حيث أن العدو بّين والمجاهلدين أقللدر عللى مللواجهته أملا المنللافقون فهلم كلالمرض‬
‫الخبيث ليتبين ضرره إّل فلي حللال إسلتفحاله وإنتشللاره بالجسللد عنللدئذ يصلعب علجله بلل فلي‬
‫علجه معاناة تفوق مرحلة ماقبل إكتشافه وربما تودي بالجسد إلى الفناء ‪ ،‬لذا ومراعاة للرض‬
‫ومن يسكنها لبد من الخذ على يد هؤلء باللجوء للقانون وعقللد المحاكمللات الجللادة وإن غللاب‬
‫المتهمون وأن تسير المحاكمات على مهل وبتروي فللي عللرض الحقللائق المثبتللة بتللوافر الدلللة‬

‫‪54‬‬
‫كاملة وكشفها للمواطن العربي أول وللرأي العالمي ثانيا ‪ . . .‬وعندئذ ليحق لدعاة الللذل والعللار‬
‫العللتراض أوالنطللق بمللا ليفعلللون وعلللى قللادة العللرب أن يتنبهللوا لحقيقللة مهمللة وربمللا هللم‬
‫متغافلون عنهلا حيللث أن ممللالة العلدو للم تعلد تجلدي وأول المتضللررين منهللا هلم القللادة فبنلو‬
‫صللهيون يسللتخدمونهم مطايللا لتحقيللق أغللراض لتخللدم سللوى الصللهيونية وحماتهللا ليللس إّل‪،‬‬
‫فالسلم ل ُيبنى بالقوال بل بالفعال وبما أن النوايا غير صادقة لم يتحقق هذا السلم ليومنا هللذا‬
‫‪ ،‬وربما يحتاج المر لزمن َاخر له مرارة أشد من سابقتها ول مفر من تجرعهلا حلتى يلأتي هلذا‬
‫العالم قائد منصف يمتلك القوة في الحق والمدعومة بقوة السلح فمن يكون هذا القائد يللاترى ؟‬
‫والذي لن تهم جنسيته بقدر ما تهم رؤيته للحقائق الماثلة بعيد عن وهج الكراسي المضللة عللن‬
‫صنعة منه‪. .‬‬
‫حقيقة الخشب الم ّ‬
‫فهل نأمل خيرا بمن يقود سفينة الرض لبر النجاة خاصة وأنه ما باليد سوى القول ب ‪ -‬لحللول‬
‫ولقوة إّل بال ‪.‬‬

‫‪ - 77 -‬البحر حياة ياحماة البيئة‬


‫زوايا الفكر‬
‫منتدي الراية‬
‫حاضرنا ان أخذناه بمعللزل عللن ماضللينا فلللن نسللتطيع أن نصللنع دعللائم قويللة صللامدة لمسللتقبل‬
‫أجيالنا خاصة ومنطقتنللا الخليجيللة تعللايش واقعللا غريبللا فللي ظللل عولمللة ينشللط القللائمون علللى‬
‫ترويجها باختزال التاريخ ليؤسسوا حضارة جديدة قائمة علللى أسللاس مللن مصللالح تخللدم رعللاة‬
‫العولمة والطامعين في تعميم رؤية أحادية تحاكي مصالح سياسية تطمح في خدمة أهداف دينية‬
‫واجتماعية وانسانية تعنى بفئة محددة تللرأس العولمللة وتنللادي بالتسللارع فللي دخولهللا وتصللبغ‬
‫عليها من المزايا ماتزغلللل بلله عيللون مللن ليلرون أبعللد مللن أرنبللة أنللوفهم ‪ . . .‬فللاذا مللا فهمنللا‬
‫العولمة على أنها عالم بل حدود فل يعني ذلك القبول بمسللح التاريللخ ومسللخ الهويللة بللل نتقبللل‬
‫هذه العولمة على أنها عالم يزدهر بتكافللل الللدول وتعللاونهم فلي تحقيللق مصلالح مشللتركة تللدفع‬
‫الجوع عن الجائعين وتحمي المهددين بكوارث طبيعية أو مصطنعة بحروب مدمرة تعطي الحللق‬
‫لطراف قوية على حساب أطراف ضعيفة عاجزة عن الردع بذات القوة التي توقف مسيرة هللذه‬
‫الحروب العمياء التي لم تعد تفرق بيلن ملدني أو حربلي بلل القتلل للديها عللى مجلرد الشلبهة ل‬
‫اليقين ‪ . . .‬فاذا ما نظرنا لدولنا الخليجية وعدنا بالذاكرة لعقود مضللت حيللث كللان البحللر مصللدر‬
‫حياة ورزق ومنتجع متعة واسترخاء لتبين لنللا كيللف كللانت الحيللاة بسلليطة سللعيدة رغللم شللظف‬
‫العيش ولتذكرنا كيف كانت الطفولة متميزة رائعة تلعب مياه بحللر هللادئة تتجللاوب مللع براءتلله‬
‫فتسعده وتمتعه وتعلملله ‪ ،‬وعللى شلواطئه تربلت أجيللال وعرفلت الطفولللة معنللى المتعللة وقيمللة‬
‫التعرف والعلم من مكونات البحر حيث البحللر واليللابس يشللكلن الجغرافيللا والتاريللخ فهمللا بيئة‬
‫تربي وتعلم ‪ . . .‬أما اليوم فالبحر ُيدفن ‪ ،‬والصحراء تنعي حظهللا بغيللاب العمللار عنهللا فتتعللرى‬
‫كاشفة رأسها نافثة برمالها فللي الهللواء حسللرة عللى فكللر تعللداها بللل َاخللذ فللي دفللن ميللاه تظلللل‬

‫‪55‬‬
‫سماءها بأبخرة تخفف ملن وطلأة حرارتهلا ‪ ،‬فلأين هلي الشلواطئ الطبيعيلة اللتي يلتراكض لهلا‬
‫الطفال من بيوتهم وقريب من ناظر السر ‪ ،‬وأين نحن من خليجنا الضيق في مسللاحته الضللحل‬
‫في عمقه من جرافات الدفن المتبارية في هضللمه فالخليللج يعللد امتللدادا هامشلليا ضللحل للمحيللط‬
‫الهندي ويقدر طوله بما يقارب ‪ 990‬كم بينما يتراوح عرضه بحد أقصللى حللوالي مللن ‪ 340‬الللى‬
‫‪210‬كم ويضيق عند مضيق هرمز لحوالي ‪ 55‬كم ‪ . . .‬وبالرغم من هذه الحقائق البينللة تتوسللع‬
‫كللل دولللة فللي مخططللات الللدفن لتبنللي جللزرا ومللدنا يكللون فيهللا المللواطن غريبللا يحلللم بمجللرد‬
‫استثماربسيط لسكن مرفه ‪ . . .‬فكيف يحدث هذا الللدفن بهللذا التسللارع دون الللتروي والنصللات‬
‫لمن يحذر من مغبة هذا التواصل المحموم في دفن مياه البحر وما يتطلبه هذا الدفن من ضرورة‬
‫استخدام بعللض المللواد الكيميائيللة فللالخطر ليتهللدد الللبيئة فقللط بللل وصللحة النسللان ولكللن مللن‬
‫يعقل ‪ . . .‬فاذا ما حسبنا العائد القتصادي البحت المرجللو ملن دفنله ل يمكلن معللادلته بالخسلارة‬
‫الناجمة من اختلل توازن البيئة وخسارة مساحة ليست بالهينة من مصدر طبيعي للرزق وثروة‬
‫مترتبة على استغلله بما يخدم حاضر ومستقبل المنطقة ول يخدم حاضرا مقطوعا عن ماضلليها‬
‫ومستقبلها ‪ . . .‬بل ونتابع بصللمت جهللدا ُيبللذل بطيللب خللاطر فللي سللبيل اغللراء الجنللبي للقللدوم‬
‫للسكن والتوطن على حساب صاحب الرض الذي يجد نفسه منبوذا بطريقة عشللوائية ل اراديللة‬
‫يسكن على هامش المدن الجديدة ويتخوف من مستقبل مجهول يستدعي في ذاكرته صورا غيللر‬
‫مرغوبة كأن يكون مستقبله ضمن مجموعة من البشر يطلق عليهللم )سللكان أصللليون( كمللا هللم‬
‫سكان أستراليا الحقيقيون والذين ل يشكل لهم العتذار الذي تقدم به المستوطنون الجللدد الللذين‬
‫تملكوا البلد وحكموها ربحا أوخسارة ‪ . . .‬فهللم فللي النهايللة مجللرد سللكان أصللليين لللن ينفعهللم‬
‫الصل ولن يمحي من ذاكرتهم مرارات السنين التي حولتهم لطبقة دونيللة تسللتجدي لقمتهللا مللن‬
‫وافدين بل ومجرمين منفيين سادوا فأضحوا هم أصحاب البلد وحكامها ‪ . . .‬فاللهم ارحم الخليللج‬
‫ومواطنيه مما يتهللدد مصلليرهم وكمللا حللذر المفكللر الخليجللي وزيللر الصللحة والتعليللم البحرينللي‬
‫السابق الدكتور علي فخرو في لقائه مع أحمد منصور فللي حلقللة )بل حللدود( الربعللاء الماضللي‬
‫أنه وخلل العشر السنوات القادمة سيكون الخطر كلبيرا ‪ . . .‬والملدة قصليرة وحلديثه علن خللل‬
‫التركيبللة السللكانية مللثير للقلللق فللي حللال لللم يأخللذ القللادة الخليجيللون بعيللن العتبللار تحللذيرات‬
‫المفكرين والدارسين لخطورة مايتهدد المنطقللة مللن خلخلللة الللبيئة الطبيعيللة والجتماعيللة بتلللك‬
‫التغييرات الجغرافيلة اللتي لتراعلي اللبيئة ‪ ،‬والديمغرافيلة اللتي تمجلد الجنلبي الغربلي باللذات‬
‫وتبني له مدنا وجزرا وتوفر له أفضل المكانيات وتسعى لستيراد عمالة أجنبية فائضللة لتعميللر‬
‫تلك الجزر والمدن وعلى غفلة منلا سلنجد أنفسلنا فلي يلوم ملن اليلام وقلد أضلحينا غربلاء فلي‬
‫أوطاننا ومسيرة حياتنا بكل مناحيها في يد الجنلبي المعتملد عللى عمالللة غريبللة عنلا لتبنلي لله‬
‫بينما نحن زيادة عدد ليس اّل ‪ . . .‬ولنعني بهذا القللول كراهيللة التغييللر والتطللوير ولكللن عنللدما‬
‫يكون هذا الشيء على حساب أصحاب الرض بل والرض ذاتها فهنا مكمللن الخطللورة حيللث ان‬
‫الزخرفة عندما تتزايد بما ل يخدم مواطني الرض ويعزز قيمهم ويعلي عقيدتهم فل طللائل منهللا‬
‫بل هي نذير شؤم ونهاية اعمار ل بدايته ‪ . . .‬والبحر حياة ل مجرد مد وجزر ‪ ،‬والخللالق عنللدما‬
‫خلق الكون خلقه بحكمة وتوازن يعجز العقل البشري علن تحديلد مللدى هلذه الحكمللة وقلدر هلذا‬
‫التوازن مهما أوتي من علم ومعرفة والنتقاص من مياه البحر لبد وأن يخل باليابسة مهما قللال‬
‫النسللان بعكللس ذلللك بللل ويخلخللل تللوازن الحيللاة البحريللة بمللا تشللكله مللن مصللادر رزق لهللذا‬

‫‪56‬‬
‫النسان ‪ . . .‬فأين حماة البيئة من هذه )المغرفة( التي تعمل علللى فقللدان المعللالم البيئيللة لتشللوه‬
‫بها معالم أخرى ‪. . .‬‬
‫فاليابسة تستنزف ليدفن البحر فأي عقلية تلك التي لتعرف مصلللحتها ففللي الللوقت الللذي يتهللدد‬
‫فيه الجفاف العالم تعمل منطقتنا عللى زيلادة مسلاحات التصلحر عللى حسلاب الميلاه ‪ ،‬أيعقلل أن‬
‫نكون على هذا القدر من الغفلة وعدم الدراية بمثل مخاطر الدفن التي تتهللدد حياتنللا ‪ ،‬وهللل مللن‬
‫المتصور أن ننتظر النفع من هؤلء الجانب المستفيدين من مثل هللذا العمللار الللذي يللأتي علللى‬
‫حساب بحرنا وثروتنا بل وديننا وقيمنا ‪ . . .‬ومما ل شك فيه أنله وعنلدما تنفلد مصلادر التمويلل‬
‫ونعني به الثروة البترولية أو الستغناء عنها بمصادر طاقة بديلة مما ينعكس سلبا علللى قللدرتنا‬
‫بتوفير المكانيات التي تحفظ لهذه المدن الجديدة سلمتها وازدهارها ونجد أنفسللنا أمللام مللوارد‬
‫اقتصادية متواضعة ل نستطيع من خللها توفير ما نوفره اليوم من رفاهية منقطعة النظير لهللذا‬
‫الجنبي الذي ل يبحث عن مصدر رزق بل ينشد المزيد من الرفاهية والعمل على توسيع نشاطه‬
‫القتصادي المتزايد والذي لن يقبل بأقل مما هو متلوافر لله اليلوم ‪ ،‬حينئذ سليولي هلذا الجنلبي‬
‫الدبر ويتركنا لمواجهة مصير مجهول بمدن صماء مهجللورة أتللت علللى بحرنللا فهضللمته وعلللى‬
‫ثروتنا فضيعتها ‪ . . .‬بل هذه المدن الغريبلة عنلا ستشلكل فائضلا وعلبئا عللى الدوللة بمكوناتهلا‬
‫الرئيسية أرض وشعب وقيادة فمن يتعظ ‪ . .‬وكيف نحمي بيئتنا وننهض بأجيالنا ؟! ‪.‬‬

‫‪ - 78 -‬التجار بالبشر أم المتاجرة بإرادة الدول؟‬


‫زوايا الفكر‬
‫منتدي الراية‬
‫باتت أطروحات السياسة العالمية تتبنى مصطلحات في ظاهرها الخير بينما الشر كل الشر كللامن‬
‫في باطنها بفعل نيات القائمين عليها فالرغبللة مللن خلل انشللائها ترتبللط بمحاولللة الضللغط علللى‬
‫الدول وممارسة البتزاز السياسي المندرج تحت خانللة تلللك المصللطلحات البراقللة ذات الهللداف‬
‫النسانية السامية بينما حقيقة الهداف في تنللاقض تللام للشللكلية الظللاهرة للعيللان بللل هللي تتخللذ‬
‫مسارا معاكسا لها لذا اضحت قرارات المم المتحدة التي تفرض على الدول متطلبات ملزمة فللي‬
‫موضع الشك من حيث سيطرة قوى عالمية على اصدارها ومن ثم التحكم في توجهاتهللا الخفيللة‬
‫ليتبدى للناظر أن المسالة لعبة دولية تتفوق فيهللا القللوة عللى كللل قيمللة ومبللدأ فل قلانون يحكللم‬
‫ولضللمير يصللحو ‪،‬وهللذا مللاترتب عليلله الفشللل العللالمي فللي مكافحللة الجللوع والفقللر والفسللاد‬
‫وتداعيات الحروب والظلم الواقع على بني البشر من جراء تلك السياسات التي تحكمها مصللالح‬
‫فئويللة افتقللدت القيللم السللوية فتللاهت فللي خيلء متوهمللة الخلللود فللي دنيللا نهايللة المللرء فيهللا‬
‫للتراب ‪. .‬‬
‫وكم ُنفاجأ بقرارت نستشعر بعدها عنا في الشكلية والمضمون فمنللذ صللدور قللرار انشللاء مكتللب‬
‫مكافحة التجار بالبشر عام ‪ 2005‬م وكل منا يسأل الثلاني وهلل لللدينا اتجلار بالبشلر ‪ . .‬اّل أننللا‬
‫نعلم يقينا بان هناك املءات تفرض على الدول فتنتج قرارات عمل بسد الذرائع ‪ ،‬لنكتشف فيمللا‬
‫بعد أن مايتخوف منه المرء قد حصل فما هذه المللور المسللتجدة علللى مجتمعاتنللا والللتي تصللدر‬
‫بقرارت مشفوعة بحسن النية سللوى وسلليلة مللن خللهللا يتللم الضللغط عللى الللدول فلي عمليللات‬

‫‪57‬‬
‫ابتزاز سياسي لم يعد خفيا‪ . . .‬ومكافحة التجار بالبشر وان كان مصطلحا غريبا عنا اّل أنه فللي‬
‫طوعت المعاني رسالة سامية وذات هدف نبيل ‪ ،‬ونعي نحن المسلللمين‬ ‫معناه الذي نفهمه متى ما ُ‬
‫قبل غيرنا معنى المساواة وأحقية النسان بالعيش بكرامة تضمن له عللدم السللتعباد أو المهانللة‬
‫فمنذ بزوغ رسالة السلم الخالد ُنبذت العبودية وبدأ المسلمون في معالجتها بحكمة إلهية جعلت‬
‫العتق كفارة وله أجر كبير ورويدا رويدا فهم المسلم أن الرق عمل غير انساني ولبد من وضللع‬
‫نهاية له ‪ ،‬والخليفة الثاني الفللاروق رضللي الل عنلله هللو صللاحب المقولللة الللتي تجسللد المعنللى‬
‫بعبارة رائعة باقية على مر الزمن ‪ -‬متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا ‪ -‬ولم يكللن‬
‫المضروب الذي انتصر له الخليفة عبدا بل حرا اّل أنه تعرض لمهانة وظلللم اعتللبر اسللتعبادا‪. . .‬‬
‫اذا كمبدأ نحن اولى بنبذ الرق أو الظلم والستغلل بشتى صوره وان كان هنللاك تجللاوزات وهللذا‬
‫وارد فهو بجهل من جانب وضعف اليمان من جانب َاخر والقوانين الوضعية عالجت المر ومن‬
‫غير المقبول ممارسة أي نوع مما يندرج تحت خانلة التجللار بالبشللر حيلث انلله يتضللمن حسلب‬
‫التعريللف العللالمي ‪ -‬اسللتعمال القللوة‪ ،‬أو الللتزوير‪ ،‬أو الكللراه‪ ،‬وهللي عبللارات قانونيللة تشللمل‬
‫التخويف‪ ،‬والخطف‪ ،‬والضرب‪ ،‬والغتصاب‪ ،‬والغش ‪ ،‬والهجر‪ ،‬والقتل العمللد‪ .‬وُيسللتخدم بعللض‬
‫الضحايا للعمل كأرقاء في المصانع والمزارع‪ ،‬في حين يستخدم غيرهم‪ ،‬وبشكل رئيسي النسللاء‬
‫والفتيات‪ ،‬كأرقلاء فلي بيلوت دعلارة فلي ملدن تتلوزع فلي جميلع أنحلاء العلالم‪ .‬وهنلاك غيرهلم‬
‫يحتجللزون للعمللل فللي العبوديللة المنزليللة‪ُ .‬يخطللف الطفللال للعمللل كجنللود‪ ،‬وُيرغمللون علللى أن‬
‫يتحولوا الى متسولين فللي الشللوارع‪ ،‬أو يتللم اغللواؤهم واسللاءة معللاملتهم ليصللبحوا أرقللاء فللي‬
‫تجارة سرية ُتعللرف بالسللياحة الجنسللية بالطفللال ‪ -‬ويبللدو مللن بعللض التوصلليفات الللواردة فللي‬
‫التعريف أن هناك تخطيطا يبتغي الوصول لهداف معينة تحقق له مكاسب محددة مسللبقا ‪ . . .‬اّل‬
‫أنه من الواجب أّل نغفل أعيننا عن أن الكثير من هذه التوصيفات تبدو واضحة للعللالم مللن خلل‬
‫ممارسات تتكرر على مدار الساعة فلي فلسللطين والعلراق وأفغانسلتان مللن قبللل قلوات الحتلل‬
‫ومهما ُبررت تلك الممارسات اللانسللانية فهللي جريمللة كللبرى بحللق النسللان الواقللع تحللت هللذا‬
‫الحتلل الظالم ‪. . .‬‬
‫فأين النصاف في مثل هذا الوضع المأساوي أم أن الحروب شريفة وتشفع لكبائر جنودها ! ‪. .‬‬
‫جرملة وغيلر‬ ‫ومما ل شك فيه أن أي عمل فيه مساس بكرامة النسان وتعد على حقوقه تعتلبر م ّ‬
‫مباحة شرعا و قانونا ولم نر لها وجودا ظاهرا في مجتمعاتنا الخليجيللة حيللن كللانت هللي الغالبللة‬
‫ن الل علللى منطقتنللا بللالخير الللوفير وبللاتت الحاجللة‬
‫في تواجدها وأحكامها ‪ . . .‬أما اليوم وقد مل ّ‬
‫ملحة للتطوير فقد تدفقت جموع من البشر على هذه المنطقة الوادعة استرزاقا حينا وطمعا حينا‬
‫َاخر ‪ . . .‬وُفتحت بيوت في بلدان كثيرة برزق من ال من خلل أرض الخليللج المعطللاء فلللم نكللن‬
‫سوى طاقة فرج للكثير من بني البشر ولكن هو النسان الذي ليعللرف للقناعللة سللبيل وتتقللاذفه‬
‫شرور الحسد والحقد فيتفّعل الطمع مترجما النوايا الى أفعال ربمللا تقطللع أرزاق البعللض وتضللر‬
‫أيما اضرار بالبعض اَلخر ‪ . . .‬ومهما حاولت دول الخليج ممالة هذا الشر وسللد المنافللذ أمللامه‬
‫نجده يفتح له منافذ جديدة بصور براقة فيها تمويه للحقيقة وضرب على أوتار حماية النسللانية‬
‫وتفعيل حقوق النسان ‪ ،‬بينما الحاملون لهذا اللواء والمنادون بتطبيقه هم أول مللن يهضللم هللذه‬
‫الحقوق ويتلعب بهذا النسان الذي يدعون الدفاع عنه ‪ ،‬والشللاهد أمامنللا اليللوم يتمثللل بتقريللر‬
‫وزارة الخارجية المريكية حول التجار بالبشلر حيلث أدرجلت أربلع دول خليجيلة عللى اللئحلة‬

‫‪58‬‬
‫السوداء وهي قطر ‪ ،‬السعودية ‪ ،‬الكويت و سلطنة عمان ‪ . . .‬ويكفينا تعليقا ما أكد عليلله وزراء‬
‫خارجية دول مجلس التعاون بأن المعلومات الواردة في التقرير مغلوطة وغير صحيحة وتهلدف‬
‫الى ممارسة ضغوط غير مبررة لهداف سياسللية ‪ . . .‬وليللس هللذا بغريللب ‪ ،‬وحقيقللة أن ساسللة‬
‫أمريكا قد أثبتوا للعالم عدم احترامهم للصديق ‪ . .‬ولنعلم أي عقوبللات يهللددون بهللا هللذه الللدول‬
‫فهل المطلوب الموافقة على كل السياسات الرعناء الداعية للحروب المدمرة لتعفللو عنللا أمريكللا‬
‫وترحمنا من ايقاع العقوبلة والحرملان ملن المسلاعدات وأي مسلاعدات ! فهلم صلناع السياسلة‬
‫المريكية قبل غيرهم على علم بقدر المسللاعدات الماليللة والسياسللية واللوجسللتية المقدمللة مللن‬
‫دول الخليج الصديقة كما يسمونها ‪ . .‬ولسنا كدول بحاجة لمسللاعدة هللؤلء فالمصللالح مشللتركة‬
‫مابين أخذ وعطاء وما نأمله منهم هو كلف شلرورهم عنلا وعلن اخوتنلا العلرب والمسللمين ول‬
‫داعي لمثل هذا التغول والتهديد غير مبرر على حد بيان وزراء مجلس التعاون ‪ ،‬ولتكن العلقللة‬
‫فيما بين الدول علقة تعاون وتعللارف وتبللادل مصللالح بعيللدا عللن غطرسللة القللوة والتكللبر فلال‬
‫أكبر ‪ ،‬ومابين يوم وليلة يغير من حال الى حللال ‪ . . .‬وليجللب عللى دولنللا الستسلللم لمثللل تلللك‬
‫التهديدات المتعجرفة فالمسألة أضحت متاجرة بقرار وسيادة اللدول وتللك جريملة كلبرى ل تقلل‬
‫عن جريمة التجار بالبشر ولبد من وقفهللا لينعلم البشللر كلل البشلر بللالمن والمللان بعيللدا علن‬
‫المتاجرات غير الشللريفة ‪ . .‬وعلللى ملن يضللع تلللك التقللارير ان ينصللف النسللان ملن السللتعباد‬
‫المريكللي الللذي يتلعللب بمصللير النسللانية حيللث يسللجن النسللان بل تهمللة ويللروع ويقتللل بل‬
‫ذنب ‪. . .‬‬
‫ُتنهب ثرواته دون محاسبة وُتحللرق أرضلله وُيحتللل وطنلله ‪ . . .‬ومللن ثللم يرفللع المجللرم الصللوت‬
‫مناديا بحق النسان وأي انسان هذا الذي تتحدث عنلله أمريكللا‪ . .‬ومنظماتهللا )النسللانية( والللتي‬
‫تغتصب و تختطف ولمن محاسب‪ . .‬فأين هي النسانية يا من يدعي الحللرص عليهللا مللع يقيننللا‬
‫بأن هناك أصواتا من داخل امريكا وغير أمريكا تعرف الحق وتطالب به ولكللن هيهللات لهللا ذلللك‬
‫في ظل تحكم الهواء في السياسة ‪ . . .‬واللهم انصر الحق أينما كان ‪. .‬‬

‫‪ - 79 -‬أوطان للبيع‬
‫زوايا الفكر‬
‫منتدي الراية‬
‫عن طريق البريد اللكتروني وصلني مقال قصير بكلمات بسيطة في حروفها عميقة فللي معناهللا‬
‫قرأته بحزن وأعدت القراءة ثانية وثالثة وكم استشعرت قوة المعنى وعمق الجرح وسط حروف‬
‫وكلمات قليلة خرجت من القلب فوصلت للقلب ‪ . . .‬خاطبت العقل فتوهج محلل صدمته‪. . .‬‬
‫ترجمت الواقع فَالمت المرء رغم وضوح هذا الواقع المر للعيان كلمات جمعت مفارقات فكم هي‬
‫‪..‬‬
‫بسيطة بعمق وعميقة بجرح ‪ . .‬جميلة بقبح وقبيحة بحسن ‪ . .‬رائعة بحللزن وحزينللة بصللدق ‪. .‬‬
‫ياه لقوة تأثيرها على القارئ وحقللا تسللتحق الشللادة ‪ . . .‬فهللي كلمللات قليلللة ُنشللرت فللي مقالللة‬
‫قصليرة للكلاتب المللاراتي محملد صلقر الزعلابي ‪ ،‬اّل أن العيللون والعقللول قلد تلقفتهللا بتسلارع‬

‫‪59‬‬
‫وتداولتها اليدي فيما بين قارئ وقللارئ علللى امللل أن ُيعلللم الصللاحي النللائم فالكللاتب يحللذر مللن‬
‫هوجة فيها تباع الوطان على غفلة من أهلها حيث ل رقيب ول حسيب فالصوت واحللد والقللرار‬
‫واحد ‪ . . .‬ومللن ضللمن مللا قللال نعللرض فقرتلله الولللى ‪ :‬يتحللدث الكللثير مللن العقلء هللذه اليللام‬
‫وبالصوت العالي المسموع عما يدور فلي أرض اللوطن ‪ ،‬وملا يلدور ليلس بسلر ‪ ،‬فلبيع اللوطن‬
‫يدور في أرقى فنادق الدولة ‪ ،‬وبإذن من أعلى الجهات ‪ ،‬وبإشراف كامل من الجهللات المختصللة‬
‫بأخذ أفضل الراضي ومن ثم تخصيصها حتى التسليم ‪ ،‬والسهر علللى تللوفير أعلللى المواصللفات‬
‫وأفضل الطرق والخدمات وأجمل الحدائق والمولت ‪ ،‬وأرقى المدارس الجنبية والجامعات ‪ .‬ثللم‬
‫نأتي لنتحدث عن الوطن وما أدراك ماالوطن ‪ ،‬وطن يبنى للغير ويسكن من الغير ويعطللى خيللره‬
‫للغير ‪ ،‬ثم يقال للمواطن )الخادم( ‪ :‬اسهر على راحة الوطن ‪ ،‬فالوطن لك وأنت للوطن ! ‪. . .‬‬
‫أما في الفقرتيللن الخيرتيلن فللترجم العقلل أفكللاره بإحسلاس الجللداد اللذين واجهللوا الهولنللديين‬
‫والبرتغال والنجليز مضحين بأرواحهم في سبيل الوطن ‪ . . .‬قائل ‪) :‬وياللعجب يا وطن ‪ ،‬نبكللي‬
‫على القطرة ونحن نهدر النهر ‪ ،‬نبكي على التمرة ونحن نقطع النخل ‪ ،‬نبكي على جزيرة ونحللن‬
‫نصنع في البحر جزرا ثم نبيعها لمن يدفع أكثر ‪ .‬لقللد أصللبحنا اضللحوكة العللالم يللا وطللن ‪ ،‬نبنللي‬
‫أعلى برج في العللالم والمللواطن يسللقط سللقف بيتلله علللى رأسلله ‪ ،‬يتواصللى النللاس مللن الشللرق‬
‫والغرب على وطننا للعيش فيه والمواطن ل يجللد وظيفللة ‪ ،‬فلمللاذا السللكوت يللاوطن! الغريللب يللا‬
‫وطن أصبح حبيبا ‪ ،‬وابن الوطن أصبح غريبًا يسأل الجنبي أن يساعده بوظيفة مندوب علقللات‬
‫أوحتى سكرتير أو سائق ‪ ،‬لن الوطن ل يسللتطيع أن يللوفر للله وظيفللة فللي السللوق الحللرة الللتي‬
‫يملكها الجنبي ‪ -‬وبلدنا يوفر اَلَلف من الوظائف للجنللبي ويوقللع التفاقيللات ليعمللل الجنللبي ‪-‬‬
‫والمواطن ل وظيفة له‪.‬‬
‫ل تحزن يا وطن فغدا يحصل الجنبي على حقوقه كاملة بعد أن يملك الرض ويصبح شريكا فللي‬
‫كل شيء ‪ ،‬وقد يصبح للمواطن حينها شأن ووطن‪. . .‬‬
‫وغدا سنقول ‪) :‬كانت لنا أرض وكان لنا وطن ‪ . . . ( . . .‬انتهى المقال بوجع في القلب وغصللة‬
‫بالحلقوم فحال منطقتنللا الخليجيللة فللي تشللابه يكللاد ان يتطللابق ‪ ،‬والحيللرة تكتنللف هللذا المللواطن‬
‫فتتشابك السئلة بل اجابات شافية ‪ ،‬وتتواصل النغمات بعروض اعلميللة براقللة بينمللا المللواطن‬
‫يتوجللع ويئن مللن خلل برامللج تنطللق بواقللع مغللاير للعنللاوين القائلللة بالرخللاء لكللل مللواطن ‪. .‬‬
‫والمعلنة عن اتفاقيات بالمليارات وأموال تتدفق بل قياس لمسللاعدة الشللرق والغللرب فمللا الللذي‬
‫يجري بحق على أرض الخليج ‪ ،‬هل هي طاحونة تدور على ارضية واسللعة لتطحللن مللن تطحللن‬
‫في سبيل اتخام َاخرين ل يعلمون عن هذه الطاحونة شيئا ‪ ،‬لَم كل هذه المفارقات والمتناقضللات؟‬
‫فبينما التقارير تتوارد عن ميزانيات تتضخم ومعدلت دخل عاليللة للمللواطن الخليجللي المحظللوظ‬
‫حيث تقول التقارير ان دخل المواطن في هللذه الدولللة أو تلللك هللو العلللى عالميللا نجللد أن هنللاك‬
‫تذمرا وتململ يطال هذا المواطن فيزيد من تلوتره وانزعلاجه ملن تقلارير تتحلدث علن رفلاهيته‬
‫بينما هو كمواطن بسيط أو لنسمه المواطن العادي ل يتمكن من بناء بيت يأويه مللع أسللرته فللي‬
‫ظل تضخم َاخذ بأكل الخضر واليابس ‪ . . .‬فأين يكمن الخلل ياترى ؟ وللَم هلذا التللوتر وكللل هللذا‬
‫النزعاج؟ ‪ . .‬لَم هذه النتكاسة في ديمغرافية السكان؟ وكيللف يضلليع الخليجللي فللي خضللم مللوج‬
‫بشري متفاوت الجناس والثقافات والمكتسبات؟ ‪ . .‬كيف يجد المواطن نفسه وحيدا غريبا بزيلله‬
‫الخليجي وسط جموع غريبة عليه وفي وطنه ‪ . .‬فأين هو الوطن؟ ‪ . .‬وما مصير هذه الثروة في‬

‫‪60‬‬
‫ظل منطقة يتهددها وضع غير مستقر بينمللا تحللوم حولهللا غربللان سللود طامعللة بخيرهللا حالمللة‬
‫بامتصاص رحيقها المتدفق بينما العمل جار على قدم وساق ليجاد بدائل لهذه الطاقللة البتروليللة‬
‫الللتي وان شللكلت الللدعم القتصللادي الكللبير اّل أن وتيللرة الطفللرة المتسللارعة فلي ظللل معطيللات‬
‫اقليمية منذرة بالخطر شكلت تخلخل في استقرارالوطن والمن النفسي والمعيشللي للمللواطن؟‪. .‬‬
‫ولم يعد المر متعلقا بواسطة الجنبي ليجاد فرصة عمل للمواطن بل الحال وصل الى أن يشللفق‬
‫الجنبي على المواطن فيذهب بسيارة هذا المواطن ليصلحها في الكراج المتكفل بإصلح عربتلله‬
‫كأجنبي في حال تعطلها وعلى حساب الوطن وأي وطن ‪ . .‬فيلله الجنللبي البعيللد يفللوق المللواطن‬
‫بالراتب بالضافة لكافة المتيازات سكن راق ‪ ،‬تذاكر سفر ‪ ،‬رسوم مدارس ‪ ،‬وصليانة عربلات ‪،‬‬
‫وبدل مشتروات والخافي أعظم ‪ . . .‬فعندما يفضل الوالد الشخص الغريب علللى ابنلله البللار يثللور‬
‫التساؤل وهذا هو ما ينطبق على حال الللوطن ‪ ،‬وعنللدما نقللول ذلللك نعنللي فئة المللواطنين الللذين‬
‫يشكلون القاعدة العامة ل تلك الفئة التي تعيش في بحبوحة من العيش و من الواجب أل تنسليها‬
‫النعمة من هم دونها من عامة الشعب ممن ل يمتلكون القدرة على المزاحمة واقتنللاص الفللرص‬
‫حيث كثر المتلقفون الجانب وساعدتهم عللى ذللك تشلريعات هيلأت لهلم مناخلا رائعلا فلاجتمعت‬
‫الخبرة مع تسهيلت قانونية ومالية وضاع المللواطن فللي متاهللة نقللص الخللبرة وقلللة المكانللات‬
‫الداعمة فتمكن الجنبي وثبت أقدامه على حساب هذا المللواطن غيلر القللادر عللى خللوض غمللار‬
‫تلك الثورة في العمران والمشللاريع الضللخمة الللتي تحتللاج لمقومللات ل يمكللن للمللواطن البسلليط‬
‫صنعها دون سند من الدولة التي ينتمي اليها ‪. . .‬‬
‫ومن هذا المنطلق ارتفعت وتيرة الضيق وتعالت نبرة الشكوى فالرتفاع بمسللتوى المعيشللة فللي‬
‫عصرنا الحاضر ل يتطلب حركة منقوصة أو كما يقال )هبة ريح( فهذه الهبللة ل يمكللن أن تصللل‬
‫بالمرء مالم يمتلك أساسيات اللعبة الجديدة من خبرة وفللن فلي الدارة ولغللة أجنبيللة فلي وسللطه‬
‫العربي المحلي ! ومورد مالي داعم‪ . .‬وأبسط مثال من الممكن الشارة اليه يتمثللل فيمللا لللو أراد‬
‫مواطن أن يترجم فكرة محدودة بافتتاح محل من خلله يبتدئ مشروع تجاري صغير فأول عائق‬
‫يواجهه هو العائق المادي حيللث ارتفللاع تكلفللة اليجللار ومللا الللى ذلللك مللن مسللتلزمات فتتوقللف‬
‫الخطوة الولى فكيف يتخطاها بخطوة ثانية ‪ . . .‬فعلى العقلء أّل يتناسوا هذا الواقع وأن يعملوا‬
‫على التنوير فالمواطن الخليجي وعلى كافة مستوياته أولى مللن البعيللد ولبللد مللن رفللع مسللتواه‬
‫بتوفير العوامل المساندة له كل حسب قدراته على أساس من أحقيته لسكن لئق ووظيفة تللؤهله‬
‫لعيش كريم ومنافذ مساندة لرفع مستواه حتى ل يكون هناك محتاجا يقول بقلة الحيلة ‪ ،‬وعنللدئذ‬
‫نقول نعم لوطان اسست للمواطن قواعد ثابتة يبني من خللها أعمدة تقول هذا وطني وتلك هي‬
‫هويتي أبني ليعمللر الللوطن وأعمللل لعللي الشللأن ‪ . . .‬وعلينللا أن نتللذكر حكمللة قلال بهللا المللام‬
‫والخليفة الرابع علي بن أبي طالب كّرم ال وجهه ان الفقر في الوطن غربة والغنللى فللي الغربللة‬
‫وطن‪. . .‬‬
‫وليس منا من يود أن يسمع أن هناك مواطنا فقيرا ل يجد عمل أوسللكنا بينمللا المليللارات تتللدفق‬
‫على أوطاننا برزق من ال ونعمة لبد من مقابلتها بالشكر وحسن التللدبير فالنعمللة زائلللة ان لللم‬
‫يصاحبها الشكر‪ . . .‬وما علينا سوى التدبر في حفظ الوطان ل بيعها بغفلة من البعللض وبجهللل‬
‫أو حماقة من بعض َاخر ‪ ،‬فالنتيجة واحدة ان لم تحسب الخطوات وما للوطن سوى أبنائه فرفقللا‬
‫بهم‪.‬‬

‫‪61‬‬
‫‪ - 80 -‬شيء ما ‪. .‬‬
‫زوايا الفكر‬
‫منتدي الراية‬
‫هناك دائما شيء ما مابين السطور محكية كانت أو مكتوبللة حيللث إن الفللرد منللا إنمللا يعللبر عمللا‬
‫يجول بداخله بالسلوب الذي يراه مناسبا ويحاول تمريره للمتلقي بالطريقة التي يرى مناسللبتها‬
‫لخرين ‪. . .‬‬
‫لتوصيل الفكرة بما ليتسبب بالذى ل َ‬
‫فالغرض من الطرح والنقاش يكمن في مداولة الفكرة وتمحيصللها بالخللذ والعطللاء حللتى تكتمللل‬
‫الصورة وعندئذ يستطيع المرء تكوين رأي يعتمد عليلله باتخللاذ الحكللم الللذي يللراه منطقيللا ومللن‬
‫الممكن البناء عليه هذا بالنسبة للعقلء‪ ،‬أما مايختص بلالجهلء فلالمر مختللف حيللث إن أمثللال‬
‫هؤلء يسارعون بتكوين الرأي حسب المزاج وماترتئيه النفس فيتبعون الهوى في الحكم وبذلك‬
‫تصدر أحكامهم متسللرعة وغيللر موزونللة وبل سللند يللدعمها فيثبللت خطؤهللا بتسللارع أكللبر مللن‬
‫سرعة إصدارها ويتعاظم الجهل بالصرار على تزكية النفس بعللدم العللتراف بالخطللأ وتتواصللل‬
‫الحكام العشوائية الهوائية فالمهم الوقوف على أعتللاب ملدارج الرضلا الللذي يتطللع إليلله أمثلال‬
‫هؤلء مع تمنية النفس بالوصول لتحقيق الهدف الكامن بين حناياها وهللو هللدف يحمللل رغبللات‬
‫خاصة ترتفع بهم لمواقع ليستحقونها فكيف بمن هم على هذه الشاكلة عنللدما يحللاولون تشللكيل‬
‫رأي عام تتذبذب فيه الرؤى حول مبادئ راسخة وحقائق لتخطئها العين‪ ،‬فهل هناك مللن يشللكك‬
‫بللأن فلسللطين اغتصللبت وأن العللراق وطللن عربللي محتللل مسللتباح وأن لبنللان كللادت تللودي بلله‬
‫التدخلت الدولية بأفرعها المحلية والقليمية إللى ملال تحملد عقبلاه وقلس عللى ذللك كلثير ملن‬
‫الوقائع الماثلة هنللا وهنللاك‪ . . .‬ومللن المتعللارف عليلله أن اللرؤى وإن اختلفللت إل أن هنللاك ملن‬
‫يمتلك اللبراهين عللى قلوة ملوقفه وللن نقلول صلدق سلريرته وبالنسلبة للسياسلة فكلملا كلان<‬
‫الموقللف متسللقا ومقاربللا للهللداف العليللا للمللة العربيللة والسلللمية كللان أقللرب للحللق وأجللدر‬
‫بالنصرة ‪ . . .‬ولكن هل كل من نادى وصرخ مطالبا بالحق كان على حق ؟ هنا لبد من تمحيللص‬
‫الفعال ل القوال فمتى ما كان التطابق فيما بينهما يصل بنا لتحقيق الهدف المنشود وجب علينا‬
‫النصرة ومتى ماشذ القول عن الفعل كان علينا التريث وتأجيل الحكم فقراءة مابين السللطور فللي‬
‫أحيان كثيرة لتصل بنا للحقيقة كاملة بل ربما تنتقص منها وسائل نستزيد بها قوة لضللعفا ‪. . .‬‬
‫وبما أن قضية فلسطين هي قضية العرب الولى التي أدى التخاذل في نصلرتها إللى ملانحن فيلله‬
‫من تداعيات خطيرة أودت بنا للوقوف موقف الخائف الذي يحاول استرضاء خصللمه بمللا يزيللده‬
‫استئسادا عليه برز لنا صناع رأي متخاذلون تفضحهم سطورهم التي لم تعللد تتللوارى خجل كمللا‬
‫كانت بل البعض منهم باتت إسقاطاتهم تحتاج لوقفة منا لتصحيح الرؤى عللل وعسللى يكللون فللي‬
‫الذكرى منفعة للمؤمنين‪ . . .‬وبما أننا نعيش عالما ينادي بالقبول بالواقع كما هو بمعنى التسللليم‬
‫والطأطأة حيث ل حيلة ولوسلليلة حللتى الكلمللة بمنظللورهم يجللب أل تتماشللى مللع الحللق بللل مللع‬
‫الواقع فنحن مجبرون على العتراف بأن هناك كيانا إسرائيليا كّون نفسه على أنقللاض فلسلطين‬
‫وتشريد أهلها‪ ،‬وفوق ذلك علينا أل نتحدث عللن حللق لجئيللن يتطلعللون للعللودة ونعنللي بهللم مللن‬

‫‪62‬‬
‫يعايشون شظف العيش في مخيمات الشتات ومهانة العجلز فلي ظلل المراهنلات‪ ،‬وزد عللى ذللك‬
‫وإمعانا في الصفع ضرورة العتراف بالقدس عاصمة لبني إسرائيل كاملة أوجزء منها فمتروك‬
‫للمداولت السلمية‪ ! . . .‬تعسف في الظلم مستقو بقبول السياسة العربية لكللثير مللن الطروحللات‬
‫التي َامنت بأن الهم والمهم إنمللا يكمللن بللالخلص مللن وجللع الللرأس واقصللر الطللرق لللذلك هللو‬
‫استرضاء بني إسرائيل‪ ،‬حيث توالت بوادر حسللن النيللة ملن العللرب وصلول لسترضلاء اليهلود‬
‫عامة وليس من يغتصب فلسطين فقط مع العلم أن التاريخ يثبت بأن العرب خيلر مللن تعاملل ملع‬
‫اليهود ولكن هيهات لنا قبل غيرنا استيعاب الحقيقة بما ينعكس إيجابا على قضيتنا‪ ،‬فالمر اليوم‬
‫خاضع لقوانين غربية تقول بعدم معاداة السامية وماعلينا سوى الللتزام بقلوانينهم الوضلعية ل‬
‫قوانيننللا اللهيللة الللتي ليأتيهللا الباطللل‪ . . .‬فبللالمس طالعتنللا الصللحف بتعييللن سللفيرة يهوديللة‬
‫بحرينية من مجموع خمسين يهوديا بحرينيا كمبعوثة لدولة البحرين العربية الخليجية المسلللمة‬
‫لدى المم المتحدة وماهذا إل في سبيل إبللداء حسللن النيللة واسترضللاء يهللود العللالم حيللث بللاتت‬
‫الحقائق مقلوبة ولحول ولقوة إلبال‪ . . .‬أما على الجانب العلمي فقد بتنا نرى كتللاب التفتللح‬
‫والتحرر يسقطون خياراتهم المترتبة على الخيللارات السياسللية سياسللة الواقللع طبعللا ‪ -‬باعتبللار‬
‫القدس ‪ -‬عاصمة بني صهيون ومللن الطللبيعي أنهللم سيسللتدركون هللذا السللقاط عنللد المواجهللة‬
‫بالقول المقصود القدس الغربية‪ ،‬وهكذا ُقسللمت القللدس كمللا قسللمت فلسللطين وقبللل أن يتحصللل‬
‫الفلسطينيون على جزئية من أرض فلسطين التاريخية ليقيموا عليها دولللة سلليادية قللادرة علللى‬
‫البقاء وحماية نفسها من العداء لدولة تستجدي حتى الماء بدأت طروحات القدس تطفللو علللى‬
‫السطح ‪ . . .‬ومما لشك فيه بلأن هنلاك دورة جديلدة لممارسلة لعبلة ملاتحت الطاوللة ملن جديلد‬
‫فالخبار تتوالى عن مفاوضات سورية إسرائيلية ليعلم عنها المتلقي سوى النللزر القليللل‪ ،‬وبمللا‬
‫أن المور خفية ولم تتبلور أبعادها بعد فخير من الكلم السكوت‪ . . .‬وليقتصر المللر علللى مثللل‬
‫ذلللك فهنللاك العجللب العجللاب مللن التصللريحات المتضللاربة والتلميحللات المتناقضللة والكتابللات‬
‫المتساقطة بما غث وعاب فعلى سبيل المثللال لالحصللر قللرأت عبللارة فللي مقالللة نشللرت للكللاتب‬
‫جهاد فاضل في جريدة الراية بتاريخ السادس والعشرين من هذا الشهر وكم َالمتني تلك العبللارة‬
‫التي ماكان يجب أن تصدر من كاتب عربي حيث كتب فيما كتب )‪ . . .‬فمفاوضات اسللطنبول بيللن‬
‫السوريين والسرائيليين تحمل لحزب ال كل يوم أخبارا جديرة بأن يستخلص نتائجها‪ .‬ففي غللد‬
‫قريب سيتم الصلح بين سوريا وإسرائيل وسيكون لسوريا سفارة في القدس ولسللرائيل سللفارة‬
‫في دمشق‪.‬‬
‫وأولمرت يقول بكل وضوح إن السوريين يعرفون جيدا ماذا نريد منهم‪ ( . . .‬فالكللاتب هنلا يقللول‬
‫بسفارة سورية في القدس وليس في تل أبيب‪ ،‬بمعنى اعتراف كاتبنللا الفاضللل بالقللدس كعاصللمة‬
‫أبدية للكيان الصهيوني‪ . . .‬هكللذا بكللل بللرود يكتللب بيللديه اعللترافه بالقللدس عاصللمة للصللهاينة‬
‫وماعلينا سوى التقبل بالمر الواقع ورويدا رويدا نتعللود ومللا أسللهل تعللود بنللي يعللرب‪ . .‬فحللتى‬
‫على الخبث والمنكر يتعودون! وهكذا أضحينا نتحدث بل اعتبار للحقيقللة والعدالللة بمللا نقللول أو‬
‫نعمل‪. . .‬‬
‫وماينطبق على الفرد العادي حيث محوره محيطه الذي يعايشه لينطبق على من يتبنون تشللكيل‬
‫رأي عام فاعل حيث يتضخم الدور بحراك المجتمع وتفاعله مع قضللاياه محليللة كللانت أو قوميللة‬
‫لما للكلمة من دور في تشكيل الوعي المجتمعي العام وتوجيهه لما فيه الخير كل الخير من خلل‬

‫‪63‬‬
‫العيش الكريم والتمكن من أسباب المنعة والقوة لذا على الكاتب أن يحرص على التنوير ووضع‬
‫سن القلم على مقربة من الجرح في محاولة للفت النظر إليه ومن ثم مسارعة المختص لتقصللي‬
‫السباب الموصلة لكيفية العلج الناجع ‪ . . .‬ومن خلل ماُيكتب وماُيقال يتحقق الفرز مللابين قلللم‬
‫صادق يبتغي الرقي وينشد العزة ومابين أقلم صفراء تنشد الشهرة والتقرب لهذا أوذاك ومابين‬
‫ن مجهر القلارئ الفطلن هلو‬ ‫أقلم تائهة لمن هؤلء ولهؤلء حيث الولوية للظهور ولغير إلأ ّ‬
‫الذي يحدد مصداقية تلك القلم والقوال‪ ،‬وفي عللالم السياسللة كمللا عللالم المجتمللع تتواجللد تلللك‬
‫الصللناف بللدرجات وميللول ورغبللات ومللابين سللطور وسللطور نستشللف رؤى متفاوتللة وَاراء‬
‫محكومة بهللا وربملا تتللداخل الحكللام بمللا يمثللله شللخص هلذا النسللان فلي واقعله عنلدما تكللون‬
‫الفرصة سانحة للتعرف عليه عن قرب‪ . . .‬وتحية لكل عربي مناصر لقضيته بما يزيدها تماسللكا‬
‫وقوة في ظل هذا الضللعف العللام الللذي نعايشلله‪ . . .‬واللهللم ارحللم أمتنللا ممللن ليمتلكللون الفطنللة‬
‫وماهم سوى تبع يساقون كالغنام‪. . .‬‬
‫ومضة ‪ :‬دائما مايستمد الكاتب قوة الدفع من تفاعل القّراء مع مايطرحه من أراء وأفكار ولشك‬
‫أن القارئ هو المحرك الذي يشكل طاقة الكاتب وُيحّمله مسللؤولية أمانللة الكلمللة وماأكبرهللا مللن‬
‫أمانة فكيف إذا كان هذا القارئ ممن يشهد لهم بالكفاءة والحضور المجتمعللي الللواعي والفّعللال‪،‬‬
‫فتحية شكر وتقدير وعرفان لسللعادة السلليد شللريدة بلن سللعد الكعللبي علللى ذاك الللرأي المنشللور‬
‫بجريدة الراية يوم الثلثاء الماضي وماورد فلي اللقلاء المنشلور بصلفحة المجللس الدبلوماسلي‬
‫بالمس حيث اعتبرهذه الشهادة وساما أتوشح به وقول أعتز بقائله‪ ،‬فعندما يكون القارئ بمثللل‬
‫هلذا التميلز عللى مسلتوى المجتملع تكلون المسلؤولية أعظلم وأتمنلى أن أكلون علللى قلدر هلذه‬
‫المسؤولية وشكرا لجميع القراء من يتواصل منهم ومن تصلني ردود اقواله عن بعد شكرا فأنتم‬
‫الطاقة المحركة والظهر الساند‪. .‬‬

‫ً ‪ - 81 -‬عندما تكون أخا‬


‫زوايا الفكر‬
‫منتدي الراية‬
‫يوم تاريخي يسجل بحروف من ذهب من حيث الموقع والموضللوع والشللخوص ‪ . . .‬يللوم فلارق‬
‫في تاريخ الدبلوماسية العربية وان كانت مدعومللة بللأطراف دوليللة ‪ . . .‬يللوم ُفعلللت فيلله الخللوة‬
‫حيلث نصلرة الخ ظالملا كلان أو مظلوملا ‪ ،‬بمعنلى نصلرة الحلق بتبيلان مواضلع ضلعف الظلالم‬
‫وخطئه ووضعه بالنقطة التي يرى من خللها أين يكمن الخلل ‪ . . .‬يوم يؤكد على حقيقة تطللالب‬
‫بها الشعوب حيث ل ممانعة من التعاون مع الغير بما ليضللير المللة أو ينتقللص مللن حقهللا ‪. . .‬‬
‫وبمعنى َاخر مصلحة الغير ل تكون على حساب مصلحة المة ‪ ،‬وانما التعاون ُيبنى على أسللاس‬
‫سد بموقف القيادة القطرية‬ ‫من التقاء المصالح ‪ ،‬وهكذا كان في مثل هذا اليوم التاريخي الذي تج ّ‬
‫بمساندة الشعب والذي هلل لهذا الموقف بل ويفتخر به ‪ . . .‬موقف يحسب لقطر قيللادة وشللعبا ‪،‬‬
‫قطر الخير حاضنة اتفاق الدوحة في اجتماع المتحاورين اللبنانيين ‪ . . .‬هللذا الجتمللاع الللذي مللا‬
‫كان له أن ينعقد لول الضمانة التي ساندت الموقف القطللري حيللث قللال رئيللس مجلللس الللوزراء‬

‫‪64‬‬
‫وزير الخارجية القطري لكافة أطراف الشكالية اللبنانية بأن هذا الموقف القطري في عقد اللقاء‬
‫وتداول الحوار وصول للتفاهم والخروج من المأزق يحظى بتأييد ودعم كافة الطراف المرتبطة‬
‫بالفريقين وهم ‪ -‬أمريكا ‪ ،‬السعودية ‪ ،‬سوريا ‪ ،‬ايران ‪ -‬وفي هذا تكمللن حنكلة السياسللة القطريللة‬
‫فوساطة قطر لم تأت من فراغ أو استعراض للعضلللت بللل قطللر بقيللادة سللمو الميللر كللانت هلي‬
‫الطرف الوفر حظا لمثل هذه الوساطة الخّيرة حيث كانت تقف على مسافة متسللاوية مللن جميللع‬
‫الطراف ‪ ،‬وهي الدولة التي لم تتحيز لفريق ضلّد َاخللر بللل اسللتوعبت الجميللع وسللمعت لوجهللة‬
‫النظر بمعزل عن التحيز لهذا الطرف أو ذاك مما هيلأ لهلا موقعللا ملئملا لوسللاطة نزيهلة تسللمو‬
‫بالجميع وتحفظ ماء وجه المخطللئ وتعللزز دور المطلللب الحللق وهللو الحفللاظ علللى لبنللان أرضللا‬
‫وشعبا ومقاومة ‪. . .‬‬
‫ولبنان يستحق كما قال بذلك سمو المير ‪. . .‬‬
‫وهكذا انتهى الحوار الى مثللل هللذا التفللاق التللاريخي حيللث هّلللل العللرب كللل العللرب تأييللدا لهللذا‬
‫النجاز ‪ . .‬وكان معيللار النجللاح الحقيقللي ذاك التهليللل الشللعبي العفللوي حيللث تشللابكت الخطللوط‬
‫وتعالت الزغاريد وخرجت الجموع للشوارع فرحا وابتهاجلا وكلم افتقلدنا مثلل هلذا الفلرح اللذي‬
‫يحفظ لنا أوطاننا عزيزة صامدة أمام ذاك التغول الطامع بضعفها وتفرقها الى أحزاب وشيع ‪. . .‬‬
‫فأن تكون وسيطا بما يحفظ للمة كرامتها دون انتقاص لحقهلا فلي اللدفاع والمقاومللة خيلر مللن‬
‫الوقوف موقفا سلبيا ل يقدم ول يؤخر أو اتخاذ موقف يدعم مواقف العللدو علللى حسللاب الللوطن‬
‫حيللث المراوغللة واللللف والللدوران فللي لعللب الدوار المسيسللة المسلليئة والمشللينة والمجافيللة‬
‫لتطلعات الشعوب ‪ . . .‬ويحق لنللا كشلعب قطلري أن نفتخللر باللدور القطلري فلي لبنلان حيللث ان‬
‫النجاح في التوصل لتفاق يعيد للبنان حيويته ويحفظ للشعب كرامته ويفتح بابا للرخللاء والمللن‬
‫بمعالجة الجروح ووضع المور بنصابها الحقيقي وسّد باب الفتنة علللى الراغللبين بأخللذ الدوار‬
‫المشبوهة والتي لتخدم لبنان وشعبه بل تخدم مصالح فردية على حساب شعب ينشد المن يعللد‬
‫انجازا بكل ما تعنيه الكلملة ملن معنللى‪ . . .‬فبعللدا للتلعلب بأوتلار الفتنللة والتهديللد بهللا فلي ظلل‬
‫أوضاع اقليمية منذرة بعواقب مريرة ل ينشدها أي شعب محب للحياة ‪ ،‬وأّل تكون علللى حسللاب‬
‫كرامتلله وسلليادته ‪ . . .‬وهكللذا تحقللق النجللاز علللى أرض الدوحللة وخيللرا فعلللت بنقللل رؤوس‬
‫المواجهة للدوحة حيث تعانق أشعة الشمس الصفراء بحرارتها المعهودة تموجات ميللاه الخليللج‬
‫العربي الدافئة لتعلن عظمة الخالق مسير الكون ‪ ،‬وتدلل على جماليات المللن والمللان والت لَاخي‬
‫والتَازر باعثة بنسمات الرياح حبا يهز قلب من افتقده ليبحث عللن طريللق للوصللول اليلله وهكللذا‬
‫كان حيث استشعر المتحاورون معنى الحوار وقيمة التفاق على حفظ لبنان بمقاومته فللي وجلله‬
‫الطماع ليرتد المشروع المريكي متقهقرا للوراء معلنا فشل الباطل في وجه الحق ليظل الوطن‬
‫العربي قويا بقيادة تفعل دورها بقبول الدوار عندما تنعكس علللى أمتهللا بللالخير ‪ ،‬فالتعللاون مللع‬
‫المجتمع الدولي مقبول عندما تلتقي المصالح وهذا ما يجب على ساسة أمريكللا تفهملله ومللن ثللم‬
‫تقبله ومن هذا المنطلق تجد مكانا للتقبل الشعبي حيث ان طريق فرض المر الواقع بتجنيد شلللل‬
‫الفرقة والتشرذم لينتج عنه سوى التعثر بأوحاله ودماء المنكوبين بلله وكللم هللوالظلم كللبيرا ول‬
‫يمكن ان يتحقق به المل بخلق شرق أوسط كبير فالخالق هو ال ول غير ‪ . . .‬وما ذاك المسللار‬
‫سوى مسار محكوم بالفشل وان طال زمانه ‪ ،‬فالمقاومللة حللق مكفللول ل يحللق للمجتمللع الللدولي‬
‫استلبه من مجتمع لحساب مجتمع َاخر ‪ . . .‬والولللى بالمقاومللة هللو ذاك الواقللع تحللت الحتلل‬

‫‪65‬‬
‫وتداعياته من فقدان للملن والسللتقرار ‪ . . .‬ونأملل أن تتواصللل تلللك المواقلف اللرائدة لقيادتنللا‬
‫العربية انطلقا من الموقف القطري في حل الشكالية اللبنانية التي أخذت معها ضحايا كللثر مللن‬
‫بني البشر وخلفت وراءها ضيقا وقهرا وفقرا لمسه الشعب اللبناني ففر منه من فر وعانى منه‬
‫من عانى وحانت لحظة الخلص باتفاق الدوحة ببشرى ُزفت للعللرب أجمعيلن فلي يلوم الربعلاء‬
‫الموافق للواحد والعشرين من الشهر الحالي بذات الشروط التي طالبت بها المعارضة كحق مللن‬
‫الحقللوق الشللعبية الللتي تحفللظ للبنللان سلليادته وللشللعب اللبنللاني وحللدته وتماسللكه فللي وجلله‬
‫الطماع ‪ . . .‬فان لم تكن قويا صامدا ستهتز الرض من تحت قدميك وهكذا عاشت لبنان وبقيللت‬
‫المقاومة حرة صامدة ‪ . . .‬ولنعلن كشعب قطري فخرنا بتلك الوساطة وذلك النجاز وشكرا سمو‬
‫المير وهنيئا للبنانيين هذا التفاق وعليكم دونا عن كل العرب جميعا تعزيز هذا التفللاق بتمريللر‬
‫علب المحبة الصافية لتعمر القلوب بالحب والنفوس بالرضى فالكل اخللوة علللى أرض الجمللال ل‬
‫فرق بين هذا الفريق أو ذاك ولتكن الحزاب مصدر قوة ل مصدر فرقة وشقاق وليمت الحاقدون‬
‫والمتَامرون بحقدهم ودسائسهم ‪ ،‬وتحية للصدق والصادقين‪. .‬‬

‫‪ - 82 -‬بدون اتفاق لرجوع‬


‫منتدي الراية‬
‫كم استشعرت مصداقية الشعار الذي رفعه اللبنانيون ممن انعكسلت عليهللم َاثللار الحلرب الهليلة‬
‫بإعاقات دائمة لم تفت في عضدهم ولم تهزم ارادتهم أو تضعف علقتهلم بلالوطن الحلبيب حيلث‬
‫رفعوا اللفتات وقد ُكتب عليها )اذا ما اتفقتوا مللاترجعوا( ممللا يشللير الللى الضللجر مللن مناكفللات‬
‫السياسة ورعاتها على حساب أمن الوطن والمواطن > ومللن الطللبيعي أن قلللوب العللرب جميعللا‬
‫تتوجه للدوحة بأمل أن تثمر النوايا الحسنة لنتيجلة تحفلظ للبنلان سليادته واسلتقراره وللبنلانين‬
‫أمنهم وأمانهم ‪ . . .‬وكما أكد أمير دولتنا الحبيبة حضرة صاحب السمو الشيخ حمد بن خليفللة َال‬
‫ثاني حفظه ال لضيوفه المتشاكسين في افتتاح حوار الدوحة بالمس الول ‪ -‬الجمعللة ‪ 16‬مللايو‬
‫برعاية الجامعة العربية‪ . . .‬بأن قطر بلد يعرف حدوده وليسعى لدور يفوق طللاقته لكنلله يطمللح‬
‫أن يكون ساحة لقاء للنوايا الحسللنة‪ . .‬ولبنللان يسللتحق منللا جميعللا أن نحللافظ عليلله ونصللونه ‪-‬‬
‫وصدق في القول فلبنان بلد الجمال والثقافة والنفتاح على العالم بما يحوي ملن طلوائف وفلرق‬
‫ويستحق من الصغير قبللل الكللبير حمللايته مللن التفكللك أو التنللاحر فهللو بلللد كللبير فللي دوره وان‬
‫صغرت مساحته وهو بحق ليتحمل التجاذبات الدولية أو القليمية ‪ ،‬ومللن واجللب العللرب جميعللا‬
‫العمل على حمايته‪. . .‬‬
‫لذا على الفرقاء اللبنانيين التمعن في الشعار المرفوع والتدبر فيما وراءه حيللث أن هللذا الشللعار‬
‫يتبناه المجتمع المدني اللبناني على كافة أطيافه فالمواطن العادي ينشللد المللن والمللان ويبحللث‬
‫عن فرص الرتقاء بمستواه القتصادي ومايترتب عليه من مسللتوى معيشللي يحفللظ للله كرامتلله‬
‫ومن غير الجائز التلعب بوطنه وجهده فللي سللبيل نصللرة هللذا الفريللق أو ذاك فلبنللان أولللى أن‬

‫‪66‬‬
‫ينتصر له فهو الجامع لكل اللبنانيين ‪ . . .‬لذا المللأمول أن يكللون التفللاهم علللى أسللس ذات متانللة‬
‫وصمود حتى لتذروها الرياح بمجرد العودة للديار تحت شعارات بوهيمية توحي بالتفاق بينمللا‬
‫هم يضمرون شيئا َاخر ‪ ،‬وعلى هؤلء اختيار المنافي ان لم يتصالحوا على مللايعزز دور الللوطن‬
‫لالفصيل‪. . .‬‬
‫وحتى يتحقق التوافق والتصالح الذي ينشده الشعب الللذي تحّمللل ومللازال نتللائج تلللك المناكفللات‬
‫العبثية لبللد علللى المتفاوضللين مللن أخللذ المللر بجديللة واخلص مسللنود بحللب لبنللان وعروبتلله‬
‫وشعبه وليمكن أن يتحقق ذلك دون تفكر فيما مضى وتدبر لما هو َات بمراجعلة ثاقبلة للخطلاء‬
‫على التكون النقطة في بداية السطر بالنسبة للمتحاورين لن في ذلك انتقاص للحقيقة باقتطللاع‬
‫سياق الحللداث واسللباب الوقللائع ممللا يشلوه الطلرح ويبنللي نتلائج مغلوطللة تعمللل عللى التللأزيم‬
‫والتأجيج ‪ . . .‬وكلم شللدني الكلاتب والمفكلر القللدير محملد حسلنين هيكلل فلي حللديثه ملع محمللد‬
‫كريشان في الحلقلة الثانيلة مللن ‪ -‬مللع هيكللل ‪ ،‬حلق يللأبى النسلليان ‪ -‬حينمللا تسللاءل المللذيع علن‬
‫استخدام حزب ال اللبنللاني لسلللحه فلي الللداخل بمواجهللة خصللومه السياسلليين ‪ . . .‬حيلث قلال‬
‫مشكلتنا كعرب بأننا نأخذ التطورات بمنأى عن ماقبلها من حوادث ووضح بللالقول بللأن المشللكلة‬
‫بالنسبة لنا تكون بأن كل حدث يلغي ماقبله ‪. . .‬‬
‫وكم كان حكيما في اجابته وصادقا في قوله فالكثير منا وضع النقطة في بداية الجملللة لنهايتهللا‬
‫وتعالى صوته منددا باستخدام السلح في الداخل وتكرر على لسان البعض ذات المقولت عندما‬
‫أخذت حماس المبادرة وسدت باب الفتنة على دحلن وأمنه مع تناسللي اللدور الللذي اضللطلع بله‬
‫دحلن ومن وراءه والخطة التي كان من المأمول تنفيذها على يديه بمؤازرة قواته المنيللة ‪. . .‬‬
‫ويبدو أن بعض الفرقاء في لبنان ينفذون ذات الخطة مع اختلف الموقع بينما الهدف واحد ومع‬
‫الفارق مابين الوضع في فلسطين ولبنان اّل أن النتيجة المرجو الوصللول اليهللا تكمللن فللي رأس‬
‫المقاومة بغض النظر عن ماهيتها فالمهم والولى أل يتهدد بني صللهيون أحللد مللا سللنيا كللان أو‬
‫شيعيا مهمللا اختلفللت السللباب والنوايللا ‪ . . .‬وان كنللا نتفللق بللأن السلللح ليجللب بللأي حللال مللن‬
‫الحوال استخدامه ضّد أبناء الوطن الواحد اّل أن العاقل قبل أن يتحدث عليلله أن يتمهللل ويتفكللر‬
‫ويستدعي السباب ويضع الملور فلي نصلابها ملن حيلث تسلسلل الحلوادث وتصلاعدها ملرورا‬
‫بتراكماتها ‪ ،‬ولنعني بهذا القول تبرير استخدام السلح الّ أنه ليمكن اعفللاء الطللراف الخللرى‬
‫من وقوع تلك الشكالية فالجميع مشترك بما حللدث وعليلله تحمللل مسللؤولياته فالمسللؤولية تقللع‬
‫ابتداء على من تسبب في اثارة الطرف اَلخر بمحاولة تحجيمه والقضاء على قللوته مللن منطلللق‬
‫التمكن من القرار بالرغم من عدم اعتراف اَلخللر بلأحقيته فلي اصلدار هلذا القللرار ‪ . . .‬للذا مللن‬
‫الواجب التوافق على مصلحة لبنللان ملع وجلوب بقلاء المقاومللة كسلند للجيللش وقلوة فلي وجلله‬
‫المطامع بمن يمثلها أيا كان وعلى رأسهم طبعا العدو الصهيوني وكملا قلال هيكلل ‪ -‬لحريلة فلي‬
‫لبنان دون توافق ‪ -‬وما على الفرقاء سوى التوافلق عللى حفلظ لبنلان قويلا جميل صلامدا قلادرا‬
‫على الوقوف امام المطامع والتحديات بتوافق أبنللائه وتعللاونهم علللى حمللايته وأل يكللون الللدعم‬
‫الخارجي ضّد مصلحة هذا البلد أوامتداده كوطن عربي واحد بشعبه وأرضه وأهدافه خاصة فللي‬
‫ظل هذا الوضع المأزوم مع تصاعد لهجة العدو بينما هو من يدعي الصداقة ولنتلذكر بعضللا ملن‬
‫كلمات بوش أمام الكنيست في ذكرى نكبتنا كعرب بضياع فلسطين حيث بدا سللعيدا محتفل بقيللام‬
‫كيان بني صهيون مشددا على كونه واحة الديمقراطيللة متعاميللا عللن مليللون ونصللف فلسللطيني‬

‫‪67‬‬
‫يعايشون حصارا وتجويعا واقصاء وتلعبا بمفاوضات هلمية مع شلل تبيع ولتشتري وتستمر‬
‫لعبة المفاوضات بينما الضعفاء هم من يعاني الموت والحزن والجوع ومامن مجيب فبوش يرى‬
‫بأن قاعدته السرائيلية خلقت ‪ -‬وهي أبعد ماتكون عن الخلق ‪ -‬مجتمعا حديثا فللي أرض الميعللاد‬
‫وموجها حديثه لليهلود قلائل‪ -‬أنتللم نللور للغيلار ‪ ،‬أنتلم حفظلة ارث ابراهيللم ‪ ،‬اسلحق ويعقلوب‬
‫)ليعترفون باسماعيل وذريته( أنتم بنيتم ديمقراطية هائلة ستبقى الللى البللد ! )خيللب ال ل ظنلله(‬
‫وسلليكون بوسللعها دومللا العتمللاد علللى الوليللات المتحللدة المريكيللة الللى جانبهللا ‪ ،‬ودعللا لهللا‬
‫بالبركة ‪ . . .‬هذا هو بوش الصديق وتلك هي مقولته )اسرائيل وبس ( أما الغيار فللالى الجحيللم‬
‫ان لم يباركوا هذا الكيان وهذا هو معيار الصداقة ولغير ‪ ،‬فملاذا نلترجى ملن هكلذا صلديق فملا‬
‫بالك بالعدو ‪ . . .‬وماعلينا كعرب سوى تحديد العدو ومواجهته وبدون هذا الكيان سيكون العللرب‬
‫أقدر على مواجهة الطامعين أيا كانوا‪.‬‬

‫‪ - 83 -‬إعصار نرجس اللبناني‬


‫زوايا الفكر‬
‫منتدي الراية‬
‫يتابع عامة الناس ماتمليه وسائل العلم من عناوين وأخبللار بتقللارير دسللمة أومبسللترة بقصللد‬
‫رسم خطا لتوجه هذا المتلقي أوذاك لعلها تفوز بدعم يخدم توجههللا ويسللير بهللديها ‪ . . .‬وبينمللا‬
‫تحكم المصالح الفرقاء يتذبذب المتابع العادي مابين طرح وطرح فتارة يأخللذ بلرأي هلذا الفريللق‬
‫ويرى منطقيته وتارة يقول برأي الفريق اَلخللر ويلتللوي بمسللار فكللره تجللاه رؤيتلله المعروضلله‬
‫ومابين هؤلء وهؤلء تتشابك الرؤى واليدلوجيات ويتتابع الشحن وصول للحللال الللذي نتللابعه‬
‫اليوم في بلد عربي‪ ،‬عزيز علينا كعلرب وخيللر لنلا أن نتعاضللد بوحلدة اللرأي بلدل مللن التجلاذب‬
‫مابين فكر وفكر على حساب مصلحة شعب عربي ينشد الستقرار والمن ‪ ،‬وبعيدا عن سياسللية‬
‫الفرقاء وفتنة المذهبية البغيضة وتراكمات أحداث التاريخ السوداوية لنسلللط الضللوء علللى اراء‬
‫العامة النابعة من تتبع مناوشات الشاوس في لبنللان أو لنقللل فريقللي المعارضللة والمللوالة تلللك‬
‫الراء المبنية على نتائج الرؤية المتشكلة من طروحات يتللداولها المفكللرون مللن عللى صللفحات‬
‫وسائل العلم بكافة اشكالها ‪ . . .‬فهناك فريق ضللته طروحات الفتنة مابين السنة والشيعة تلك‬
‫الفتنة التي عملت السياسة الصهيونية على اذكائها في العراق فأمللدت الشلليعة بوسللائل البطللش‬
‫ومكنت لهم في البلد وجعلللت منهللم حكامللا مسللتبدين وتغاضللت عامللدة عللن ذاك التعللاون الللبين‬
‫مابين النظام اليراني وحكومة العراق الجديد أمل في تحقيق مكاسب على حساب العراق وأهللله‬
‫وأذكت نلار الفتنللة وسلللطت ميليشليات الللدم مللن الشليعة عللى اخلوانهم ملن السللنة ممللن كلانوا‬
‫يتجاورون معهم بالمسكن وبينم مودة ورحمللة حيللث الللتزواج مللابين الطرفيللن ميسللرا والنسللب‬
‫يجمع مابين هؤلء وهؤلء ولكن تجنيد فئات خاصة حاقدة على الجميع من سنة وشلليعة عملللت‬
‫على التفرقة ووجدت الظهر المساند‪ ،‬فأمريكا تحقق هلدفا وايللران تسللعى للتشللفي ونصللر المللة‬
‫اليرانية بمدها الشيعي وهذا من حقها فكل يعمل على مصالحه ‪ ،‬ولم تكن لتجرؤ على السللتفادة‬
‫من وضع العراق المأساوي لول تلك المساعدات اللوجستيه من طلرف العلدو المحتلل حلتى وان‬
‫لم يكن ذلك بمعاهدة أواتفاق ّبيللن ومللاعليه سللوى الكتفللاء بغللض البصللر ‪ . . .‬ومللازال المشللهد‬
‫المرعب متواصل بانقلب الحكم على المليشلليات المسللنودة والللتي عللاثت فللي أهللل العللراق قتل‬

‫‪68‬‬
‫وتدميرا وتبدى انقلب الحكومة على أعوانها من الشيعة ‪ ،‬بينما الحصللاد أرواح ودمللاء وحللزن‬
‫وَاهات يتلظى بها البسطاء من شيعة أهل العراق وكم نتعاطف مع مأساتهم المروعة فهللم أخللوة‬
‫غرر بهم واستجابوا لنزعات الجاهلية واليوم هم من يحصد ثمار السياسة السللتعمارية الخبيثللة‬
‫التي هللوا لها ‪ . . .‬هذا المشهد بدمويته يراد له النتقال الى لبنلان الخضلر الخصليب ملن خلل‬
‫اللعللب علللى الحبللل المللذهبي ‪ . . .‬فحللال الشللد والجللذب مللابين ايلران وأمريكللا يسللتوجب الحللذر‬
‫والحيطة وتعزيز المواقف وتحصين الجبهات ‪ ،‬ومن الطبيعي أن تلجأ أي دولة لما يعزز موقفهللا‬
‫ويحمي أمنها ‪ . . .‬لذا بات اللعب على حبال المذهبية مابين الموالة والمعارضللة بللالتركيز علللى‬
‫اذكاء نار الفتنة مابين السنة والشيعة حيث ان حزب ال وهو الفريللق المقللاوم لسللرائيل ينتمللي‬
‫للشيعة ‪ ،‬وتلذذ البعض بمضغ لبان اللعبة متناسلليا أن الهللدف الصللهيوني السللمى هللو اسللتغلل‬
‫الغبياء والخبثاء والحاقدين من الطرفين للعمل على اشعال الفتيل ومللن ثللم ليرحللل هللذا المعللة‬
‫أوذاك الداهية معززا مكرما وله دور لحق بعد أن تحرق النار الخضر واليللابس ويتحكللم العللدو‬
‫برقاب العباد ‪ . . .‬وحينئذ يعود ليلأتمر بللأمر العللدو ويعلللن وصللايته علللى شللعب مهللان مضللطهد‬
‫بلحول ولقوة بعد أن تكون الفتنة قد حرقت من حرقت وعصرت من عصرت ولللم يتبللق سللوى‬
‫جذوع نخل خاوية ‪ . . .‬وتخوفا من هذا المصير المراد سوق الشعوب العربية له شعبا بعللد َاخللر‬
‫علينا أن نمد النظر قليل ونعمل الفكر كثيرا ولنراجع القوال ونتابع الفعال فللان كللان حللزب ال ل‬
‫مسنودا من ايران وسوريا فالفريق اَلخر مسنود من أمريكا وبني اسرائيل هذا أول ‪ ،‬أما الثللاني‬
‫من المر فان حزب الل مللن أفلراد الشللعب اللبنللاني وان كللان ولؤه لمرجعيتلله فلي ايللران فهللذا‬
‫يحكمه المذهب اّل أن سلحه لم يلوجه لخ بلل لعلدونا جميعللا فللم نخلذله فهللو للم ينصلر قضللية‬
‫فلسطين فقط بل من خلله تم التأكيلد عللى كشلف اشلكالية مستعصلية تنخلر فلي عضلد أنظمتنلا‬
‫العربية التي عجزت عن مساندة المقاومة الفلسطينية الصادقة ومازالت تحاصر حماس وتضيق‬
‫عليها ثم تعيب عليها تلقي المساعدة ملن ايلران وتلدعي بلأن تقبلل حملاس لتللك المسلاندة انملا‬
‫يصب في مساندة مشروع المللد الشلليعي! انلله منطللق الفتنللة ذاتلله الللتي تعللزف عليلله المنظومللة‬
‫الصهيونية ‪ ،‬والمحلاولت سلائرة عللى قللدم وسللاق لجرجلرة هللذا السللح للللداخل حللتى يتبجلح‬
‫العملء قائلين انه سلح المقاومة الذي يضرب لبنان وهذا هو ماحدث فعل بعد قرارت الحكومللة‬
‫بناء على تفجير قضية شبكة اتصالت حزب ال من قبل جنبلط ‪ . . .‬وقبل أن نعيلب عللى حلزب‬
‫ال المساندة اليرانية علينا أن ننظر لعيبنا فالنظام اليراني يعمل ضمن استراتيجية تخللدم هلدفه‬
‫المسللتقبلي كمللا هللي كللل الللدول واسللتطاع فللي خلل فللترة زمنيللة قصلليرة قياسللا لعمللر القضللية‬
‫الفلسطينية التي تتغنللى النظملة العربيللة بالعمللل عللى نصلرتها أن يجعللل ملن هلذا الحلزب قلوة‬
‫يحسب لها حساب قوة في السللح وقللوة فلي المنطلق وقللدرة عللى ضللبط المواقلف ‪ . . .‬وعملل‬
‫حزب ال على بنللاء منظومللة دفاعيللة فاعلللة اسللتنادا لمنطللق مقللاومته للعللدو الصللهيوني الللذي‬
‫لتختلف المة على عداوته وشره المستطير ولم يكتف بالتنظير بل واجه ببطولة تجللاوزات هللذا‬
‫العدو وتصللدى لعتلداءاته المتكلررة واسللتطاع اذلللله فلي حلرب تمللوز ‪2006‬م وأعللاده بخيبلة‬
‫يتحدث بها الركبان ‪ ،‬بينما الفريق اَلخر معيب ابتداء بمسللاندة الصللهيونية والثقللة بلله فللي غيللر‬
‫محلها هذا عدا أنه يتعاضد مع شلة من القتلة والمجرمين وهذا مما يزيللد المللف تلويثللا وأضلف‬
‫الى ذلك ضعف حجته ومنطقه فهو عاجز أن يطالب بالقاء سلللح المقاومللة ويصللر علللى تجريللد‬
‫حزب ال من سلحه متناسيا أن من ُيلوجه لله الخطللاب يعلللم بللأنه لفلرق بيلن سلللح المقاوملة‬

‫‪69‬‬
‫وسلح حزب ال فهما سلح واحد لفريق واحد يقف معلنا توجيه سلحه للعدو ولغيللر ‪ ،‬فكيللف‬
‫يطالب فريق أمريكا بنزع سلح حزب ال لكونه يشكل دولة داخل الدولة وهذا هو التوافق التللام‬
‫مع المطلب الصهيوني ‪ . .‬وكيف يقتنع المتابع بصللحة رأي المللوالة وسللندها وهللم مللن يللدينون‬
‫أنفسهم باشاعة خطاب التخوف من المد الشيعي بينما هم على النقيض تجلاه الحكومللة العراقيلة‬
‫)الشيعية( والتي تأتمر بأمر سيد الطرفيللن ساسللة أمريكللا الصللهاينة المحللافظين أو غيرهللم مللن‬
‫الموالين ‪ ،‬هذا التناقض في التعامل مع الطرفيللن يسللتدعي طللرح السللئلة لمللاذا اليللوم الصللرار‬
‫على نزع سلح حزب ال بغض النظر عللن الفكللر العقللائدي والتوجهللات السياسللية الخفيللة كمللا‬
‫يروج لها ‪ . . .‬وان صح مايقول به البعض من تواطؤ خفللي مللابين ايللران وأنصللارها مللن جهللة‬
‫وساسة أمريكا وصهاينتها من جهة أخرى‪ ،‬فماذا نسمي هذا النقياد العمى الذي يتبعه الفريللق‬
‫سلم الخيط والمخيط فاسرائيل تسللرح وتمللرح علللى أرضللنا العربيللة وياحسللرتاه ‪. . .‬‬ ‫اَلخرحيث ّ‬
‫وبناء عليلله فلالرأي الولللى بالخللذ بلله هللو أن نصللحح مسللارنا كمسلللمين ونعمللل علللى تصللفية‬
‫الجواء فيما بيننا فل يمكن بحال من الحوال أن نؤجلج صلراعا مضلى عليله الزملن ملع ايللران‬
‫وننسى صراعا مازال يعصلف بأرضلنا ويحاصلر اخواننلا ويعملل عللى نشلر مفاسلده فلي خليلا‬
‫مجتمعاتنا ‪ ،‬علينا كشعوب أن نرى بمنظار أوسلع الفللرق ملابين خطللر وخطلر فلان كللانت ايلران‬
‫تناصر حزب ال لمقاتلللة اسلرائيل علدونا الول فلي مواجهلة لمريكللا اللتي تتهللددها وتتوعلدها‬
‫بالويل والثبور فهنا يتحقق فللي العللرف السياسللي التقللاء المصللالح ومللن الللواجب اسللتغلل هللذا‬
‫الوضع التاريخي ووضع اليد باليد في سبيل ردع عللدو شللرس متللوحش ‪ . . .‬أمللا ايللران جارتنللا‬
‫البدية فعلينا أن نحتكم لحكم السلم معها فل ضرر ولضرار ‪ . . .‬ومن غير الجائز أن نمد اليللد‬
‫لعدو المسلمين الول ونناصره بالمال والمواقللف السياسللية ففلسللطين مللازالت ضللائعة وشللعبها‬
‫الحر محاصر مضيق عليه مابين قتل وتجويع وترويع والعراق يمر بمأساة لم نشهد لهللا مللثيل‪،‬‬
‫ومستضعفو الصومال يواجهون احتلل مسنودا بقصف امريكي حارق ولكن بل حياة لمن تنادي‬
‫بينما النظام العربي يقلب لشعبه ظهر المجن ويللوجهه لفتللح عللداوة جديللدة وبللاب شللر مسللتحكم‬
‫متناسيا عدوا ظاهرا مابرح يتلذذ بجلده والتحايل عليه بمسميات وتوجهات ‪ ،‬واللحظة تستوجب‬
‫الفطنة وما يحدث في لبنان فتنة لبد من اخمادها بابقللاء سلللح حللزب الل سلللح مقللاوم مللوجه‬
‫لصدر العدو ‪ . . .‬والذنب كل الذنب على من يحاول اعادة توجيهه ليضرب به الخوة فيما بينهللم‬
‫سللرع باصللدار الحكللام‬ ‫مما ليخدم سوى عدونا الخطر ‪ ،‬وعلى القارئ أن يتّمهل بحكملله وأل يت ّ‬
‫فهناك خطة أمريكية تخدم الصللهيونية ولهللا موالللون وأعللوان وليجللب أن ننصللرها أو نتمللاهى‬
‫معها بأي شللكل مللن الشللكال ‪ ،‬كمللا أنلله مللن المللأمول أل يكللون الشللعب العربللي مطيللة لنللزوات‬
‫النظمة‪ ،‬وخير لنا أن نأخذ من النظام اليرانللي مثل فهللو يخطللط لخدمللة منهللج مسللتقبلي يخللدم‬
‫المة اليرانية بينما الغالب من النظمة العربية أنها تعمل لخدمة مصالح خاصة بأنظمة شمولية‬
‫تنظر لمصالح القائمين عليها قبل النظر في مصالح الشعب‪.‬‬

‫‪ - 84 -‬صدأ الذاكرة يثقل الرؤوس‬

‫‪70‬‬
‫زوايا الفكر‬
‫منتدي الراية‬
‫عنونأحد كتاب الصللهاينة مقللاله فلي جريللدة يللديعوتأحرونوت العبريللة ب )رسللالة لمللن يريللدون‬
‫البادة لنا( ذات السلوب الصهيوني المتمسكن إمعانا للتمكن من عدوه فهو يدعي‪-‬أنإحدى مزايا‬
‫سياسللة المللن الصللهيوني هللي التحفظللات الللتي تفرضهاإسللرائيل علللى نفسللها فللي تعاطيهللامع‬
‫استخدام القوة والتزامها بخط كبح للجماح في ردود فعلهللا علللى تهديللدات البللادة ‪ ! ! -‬اسلللوب‬
‫يستجدي الرثاء ففيه تهديد لنا مبطن بللالخوف منللا‪ ،‬وكللأنه يقللول احللذروا غضللبتنا ‪ ،‬بللل ويؤكللد‬
‫علىللأن إسللرائيل تتبنللى لنفسللها كوابللح وتحفظللات علللى اسللتخدام قوتهللا الدفاعيللة بفضلللرثها‬
‫الخلقللي وقيمهللا اليهوديللة! ! فتللذكروا ياأعداءإسللرائيل بللأن اليهللود يتعللاملون معكللم برحمللة‬
‫وإنسانية‪ . . .‬كم هم كاذبون فالمؤكد بالصوت والصورة مدى الظلم والجور العائدين لذاك الرث‬
‫وتلك القيم‪. . .‬‬
‫ويسترجع الكاتب في مقاله تنامي الكراهية ضّد دولته اللقيطللة متناسلليا حقللائق التاريللخ بللل هللو‬
‫يدلل عللى كراهيللة العللالم لللدولته بالسللتطلع الخيللر الللذي أجرتلله ال بللي بللي سللي والللذي اكللد‬
‫علىأنإسرائيل تكادأن تكون المكروهة بين دول العلالم‪ . . .‬ويعللي الكللاتب قبلل غيلره بلان دولتللة‬
‫مكروهللة بالفعللل لللدى الشللعوب كافللة لكونهللا سللببالزمات والصللراعات فللي العللالم وليللس فقللط‬
‫منطقتنا العربية المسماة منطقة الشرق الوسط في محاولةلستبدال القلب النابض بحب العروبة‬
‫بقلب جديد ينبض بحب بني صهيون‪ . . .‬ثم يعيب الكاتب على دولته سياستها الهللادئة تجللاه مللن‬
‫يهدد بإبادةإسرائيل‪ . . .‬وهكذا هم اليهود ماكرون في القول والفعل فكل هللذه الوقللائع المترجمللة‬
‫علىأرضية الواقع حيث تتوالى جرائم قتل البرياء منأطفال ونساء وشللبابأمام أعيللن العللالم فللي‬
‫مناظر مؤلمة مدللة عللى الخلزي اللذي يجللل رؤوس ساسلة العلالم الملدعي التحضلر واللداعي‬
‫لحرمة حق النسان لتعني شيئا لهللذا الكللاتب وأمثللاله فأطفللال فلسللطين والعللراق يقضللون نزفللا‬
‫بقذائف ملدفعياتهم ورصلاص أسللحتهم بينملا هلو ينشلد المزيلد وكلم هلو صلوت الظللم طاغيلا‪،‬‬
‫والمصيبة العظمأن الدعوةلبادة هذا الكيان والتي يسللتغلها اليهللود فللي اسللتجداء النصللرة فللي‬
‫كثير منها لتكون صادقة بل مجرد مناورات تكتيكية لحصد مكاسب سياسية ضللررها علللى غيللر‬
‫اليهود أكبر وتداعياتهاأعم على العالم‪ . . .‬ومهمللا كللانت السياسللة مللاهر ة فللي اللعللب والتحايللل‬
‫فالحقيقة التي لجدال فيها تقول بأن دولة بنيإسرائيل وهم لحقيقة وعنللدما يقللال بزوالهللا فإنمللا‬
‫يصدق القول بزوال الوهم لاليهود فزوال الوهم سنة كونية‪ ،‬والسراب لبللدأن يعللي نللاظره بللأنه‬
‫سراب مهما كانت مسيرته طويلة ‪ ،‬وعلى هؤلء اليهودأن يعوا حقيقة زوال هذا الكيلان للكلونه‬
‫مكروها بل لكونه وهما رسمته عقول خبيثة وبالتبعيللة تطللال الطائلللةمن يحميللة ويتكسللب منلله‪،‬‬
‫ولندع تهديدات ايران بمحو اسرائيل من الوجود جانبا حيث استغلها الصللهاينة لسللتجداء مزيللد‬
‫من عون النفير المتكسب من وجود هذا الكيان ليس إّل‪ . . .‬فهاهم حاخامات اليهود يؤكدون ذلك‬
‫عند زيارتهم للشيخ القرضاوي رئيس التحاد العالمي لعلماء المسلللمين يللوم الربعللاء الماضللي‬
‫في منزله بالدوحة وذلك من بللاب الحللوار والتواصللل الللذي تنتهجلله السياسللة العربيللة حيللث تللم‬
‫التأكيد علىأنإسرائيل هي سلبب الصلراع فلي هلذه المنطقلة وأن الحلل يكملن بزوالهابلوأشلادوا‬
‫بالمعاملة النسانية المتميزة التي عايشها اليهود مع المسلمين على مر القرون وأكللدوا علىللأن‬
‫قيام هذه الدولة كان شرا ووبال على اليهودأنفسهم‪ . . .‬ومن وجهللة النظللر الخاصللةأجد أن هللذا‬

‫‪71‬‬
‫البللاب الللذي يللدلف منلله الحاخامللات فيلله طاقللة فللرج لليهللود وعلللى مغتصللبي فلسللطين وجللوب‬
‫القتناص قبل فوات الوان فمثللل هللذا القللول يعتللبر خللط رجعللة يحفللظ لهللؤلءأمنهم حيللن تحيللن‬
‫اللحظة اللهية بنصرة الحق وأصحابه فحماس ليست مبعوثاإيرانيا كمللا يللدعي الكللاتب المللذكور‬
‫بل هم مع إخوتهم الصادقين مهما كانت انتساباتهم الفصائلية رجال صدقوا ماعاهدوا ال ل عليلله‬
‫وهم ينشدون الحق ويدعون للتهدئة نصرة للمستضعفين والذين تمللارس عليهللم دولللة الطغيللان‬
‫نازية لم يعهدها العالم من حيث التمكين والتواصل في ممارسة الوحشية والغلظة والجرام ض لّد‬
‫من سرقتأرضه وحوصر في رزقه وانتهكت كرامته ‪ ،‬ومن يستقوي بال فإن الل بللاق ليمللوت‪،‬‬
‫أما من يستقوى بساسة أمريكا أو بمن باعوا ضللمائرهم فليعلمأنهمللإلى فنللاء‪ ،‬عنللوان يسللتدعي‬
‫التعليق‪ - :‬حبال الكذب وإن طالت قصيرة وربما نستشهد بمثل واقعي قريب منا فأمريكللا نصللبت‬
‫لها حكومة في العراق تسيرها حيثما تشاء فتارة توجهها للقضاء على أبناء العللراق مللن السللنة‬
‫بواسطة ميليشيات تأتمر بأمرها فتبدو طائفية نجسة مثيرة للفتنة‪ ،‬ثم تنقلللب بهللا لتللدوس أبنللاء‬
‫طائفتها في انقلب مروع وفاجعة جديدة تطال الشيعة هلذه الملرة ولكلن بيلد الحكوملة الملوالين‬
‫لها‪ . .‬هذه الحكومة المناصرة ليران المستقبلة لزعمائها بالحب والترحاب هي من تصدح اليوم‬
‫بالتغني بباطلها وتعديها عللى العللراق! ‪ . .‬وَاخلر تلللك النحنلاءات الماثلللة ذللك العنللوان الملفللت‬
‫للنظر والمثير للفضول بتتبع كلماته القليلة فهو مجرد خبر بسيط نشر في الصفحة الخيللرة مللن‬
‫عدد الشرق السبوعي بالمس يقول ‪ -‬لو طارت ذبابة يعرفون أين ستحط ‪-‬فاعتقدت لول وهلللة‬
‫بأن المقصود بهذا الخبر هي المخابرات المريكية ويتذكر القللارئ أن المللؤمنين بهللا قللد وصلللت‬
‫بهم المبالغة للحد القائل بقدرتها على معرفة ماركة فانلة الرئيس العراقي السابق صللدام حسللين‬
‫رحمه ال فأثبتت اليلام أنهلم للم يعرفلوا حلتى مخبلأه إّل بدسيسلة ملن طلامع‪ . .‬إّل أن المفاجلأة‬
‫تحققت عند قراءة الخبر حيث تبين بأن المقصود بذلك المخابرات السورية )ياسبحان ال( فهذه‬
‫المخابرات باتت متمكنة حتى من الذباب الذي لبد وأن تعرف اين سيحط رحاله قبللل ان يرفللرف‬
‫بجناحيه‪ . . .‬يالمهزلة القول افل يخجل هؤلء المتخبطون بتصلريحاتهم العنتريللة فلذاك الرئيللس‬
‫عباس يقول لمريكا ‪ -‬إبحثوا عن غيري ‪ -‬بعد أن وّقع وتنازل وساند رجال الفرقة والفتنة حللتى‬
‫حوصرت غزة وعاث بها المفسدون قصفا ورميا وتجويعللا وخرابللا بينملا هللو يحتضللن اولمللرت‬
‫ويقدم له البقلوة السورية اللذيذة بعلبة خشبية باهرة الجمال مع نقش نافر وزخللارف وملفوفللة‬
‫بعناية وبداخلها ورقة كتب عليها مبادئ مبادرة السلم العربية باللغة العبريللة مرفقللة بتوقيعللات‬
‫كل دول الجامعة العربية مع أعلمهللا كدللللة علللى صللدق النوايللا العربيللة‪ ! . . .‬امللا اليللوم فهللذا‬
‫المستشار يقول بأن سوريا سبب بلء العراق‪ ،‬وهكللذا تتلللون القللوال وتسللتبدل الدوار فأمريكللا‬
‫تأمر وعلى التبع الطاعة حتى تنتهي المهمة ثم ل دور ولمكان فملن يتعللظ‪ . . .‬ورغلم أن الخلبر‬
‫كان مختزل قصيرا إنما يصور واقعا مخزيللا فمستشللار المللن القللومي المريكللي عفللوا العراقللي‬
‫وليسمح لنا القارئ حيث اختلط الرؤية يتسبب بمثل هذا الخطأ ويحق لنا التساؤل اين هو المن‬
‫القومي للعراق وأهله مع مثل هذا القول الذي يتفوه به المستشار العراقي حيث وجه انتقادا لكل‬
‫من سوريا وإيران مشيرا أن الموت الذي يعايشلله العراقيللون يلأتي ملن هلذين البلللدين ولمجللال‬
‫لتصديق الخبار المتواردة بصور حية لموت ينتزع أرواح المللدنيين مللن أطفللال ونسللاء ويللدمي‬
‫قلوب الحياء ومؤكدا بالخبار القائلة بقصف الجيش المريكي لهللذه المنطقلة أو تللك ملع تللولي‬
‫حكومة المالكي المؤتمرة بأمره بالقضاء على معارضيها وعلى رأسللهم ميليشلليا الصللدر والللذي‬

‫‪72‬‬
‫يحتمي بإيران بينما الموت يحصد الفقراء المستضعفين خاصة وان تلللك الحكومللة قللد اسللتنفذت‬
‫جهد ميليشيات الدم والتي أدت الواجب بصفاقة الجبنللاء ووقاحللة العللداء حللتى حرقللت ورقتهللا‬
‫تماما ويبدو أن التخلص منها بات واجبا قوميا!‬

‫‪ - 85 -‬من حولنا تدور الدوائر‬


‫زوايا الفكر‬
‫منتدي الراية‬
‫بينما المواطن الخليجي على وجه العموم منشغل بتغول التضخم وسريان البطالللة المقنعللة منهللا‬
‫والسافرة وتراكم القروض وشح المعروض منأدواتالرتقاء بالمستوى القتصادي للفرد العللادي‬
‫والذي يتلقى ضربات تشل قدرتهعلى تحديد مصلدرها فبينملا العملران يتطلاول بالبنلاء فمنلأبراج‬
‫تناطح شمس الصحراءإلى فنادق تصافح يد الغرباء بالضافة لمنتجعات سللياحية أشللبه مللاتكون‬
‫بمدن مصغرة تسحر عين الرائيإّل أنها بعيدة عن متناول يد هذا المواطن البسيط الذي يتابع تلك‬
‫الثورة القتصادية وفائض الموازنات العامة بينما هو يعايش ضغوطات تطحنه حتىأضللحى فللي‬
‫وضع غريب فل هو بالفقير ول هلو بلالغني‪ . . .‬ول هلو بقلادر عللى مضلاهاة الصلورة النمطيلة‬
‫الكاذبة للخليجي المليونير القادر على شراء كللل مايحتللاجه‪،‬أو تقبللل دور المللواطن الغللارم الللذي‬
‫تنهكه الديون وينوء ظهره بتحمل واجبات أسرية واجتماعية عاجز عن التماهي معها فهو بحق‬
‫يعايش واقعا مرا يلتف حوله في ذات الوقت الذي يللواجه فيلله تللوحش تلللك الجاليللات المسللتجدة‬
‫والتي جذبتها رائحة الموال فتدفقت بل حساب وضيقت عليه الخناق بل طال التوجس مللن كللان‬
‫يشاركه العيش على تلك الرض منأخوة عربأحبوه وأحبهم‪ . . .‬وعمالة طيبة انعكس بهللا الحللال‬
‫اليوم فتمردت هيالخرى ولم يعد الخليجي يعاني مر التضللخم والغلء فلي ظللل ميزانيللات تفيللض‬
‫فيضا على الغرباء بلضحى في مواجهة لؤم وحقد دفين يواجهه في منزله وفي مصدر رزقه بل‬
‫وفي تعاملته وماتقتضيه احتياجاته فكيلف يكلون التعاملل ملع فئة غريبلة انتهازيلة وفلوق ذللك‬
‫تنظللر للمللواطن نظللرة دونيللة تحكمهللا قاعللدة راسللخة فللي ذهنيللات تافهللة تقللول بكوننللا‪-‬أغنيللاء‬
‫ولكنأغبياء‪ -‬وعليه فالحق كل الحق مع التلعب بنللا وماعلينللا سللوى الذعللان للغللش والتللدليس‬
‫وقلة الذوق والحياء واللؤم وأيضا حرام علينا ردة الفعل فما هؤلء سوى عمالللة لهللا الحللق كللل‬
‫الحق وماأنشئت جمعيات حقوق النسللانإّل لحفلظ حقهاأمللا الملواطن فملا عليلله سللوى الرضلوخ‬
‫لقللوانين تكبللله وتضلليق عليلله وإّل فهللو ظللالم ليراعللي حللق النسللان وكللأنه خللارج نطللاق‬
‫النسانية‪. . .‬‬
‫وربما يطول بنا المر في حال توصيف هللذا التنللاقض الللذي يعايشلله المللواطن الخليجللي العللادي‬
‫الذي ننشد رفعته ويستحق منا المطالبة بحقوقهإّلأننا نود من خلل تلك الشارةإلى التنبه لغفلللة‬
‫الكثرية من المواطنين عن مايدور حول منطقتنا من دوائر َاخذة بالتساع حيث كللل منللا منشللغل‬
‫بحاله وسط دوامة المفارقات والمتناقضات بينمللا الللدوائر تللدور مللن حولنللا وخطرهللا يتهللددنا ‪،‬‬
‫فالعراق يعايش مأساة مرة تداعياتها لتبعد عللن هللذا المللواطن الخليجللي اَلمللن الطيللب المسللالم‬

‫‪73‬‬
‫الذي لم يبدر منه شرا في يوم من اليام بينما الشرر يتطاير من حوله رغبة في تللدميره وتشللفيا‬
‫ن بها ال عليه ويأبى الحاقدون حكمة ال ويطمعون بهذه‬ ‫به وليس من سبب لذلك سوى ثروة م ّ‬
‫الثروة ويخططونلستنزافها دون اعتبار لمن يعيش على هذه الرض ‪ ،‬ولذلكلن تنفع الطيبة مللع‬
‫من امتلت قلوبهم حقدا وحسدا وعملوا على التدمير والفساد بل ومنأي منفذ وباب يسللتطيعون‬
‫من خلله تحقيق ملَاربهم فهلم ليلترددون فلي وللوجه وإن كللان السلير محكوملًا بللالمرور عللى‬
‫جماجم وأجساد‪ . . .‬فمنطقتنا اليوم وهي تعايش انتعاشًاإقتصاديًا ضخمًا يستفيد منه الجنبي قبل‬
‫المواطن تواجه عدوًا متعدد الطراف ومتنوع التوجهات ومابين كماشة ضاغطة تتوارد الخبللار‬
‫المنذرة بالويل والثبللور‪ ،‬فلأداة الصلهيونية الضلخمة متمثللة بعصللاأمريكا الغليظللة تلدفع العلرب‬
‫لهاوية سحيقة نبتهل للهأن ينقذنا منها‪،‬فل صداقة نفعت ول حوارًاأثمر نتيجة بينة‪ ،‬فمن نتحاور‬
‫معه في واد ومللن يرسللم السياسللات فللي واد َاخللر وهللانحن كعللرب محشللورون فللي الزاويللة بللل‬
‫ويتكرر لدغنا من ذات الجحرأكثر مللن مللرة ومللا مللن متعللظ‪ . . .‬فكيللف نوصللف الحللال ورسللولنا‬
‫الكريم عليه أفضل الصلة والسلم هو من قال‪) :‬ليلدغ المؤمن من جحلر مرتيلن(‪ . . .‬فهلل هلو‬
‫ضعف اليمانأم عاد بناالمر لجاهلية تعيش في جلبللاب فضللفاض ملن خللله تطمللح بللالعون ملن‬
‫وسيط ينقل نداءها للله‪ . . .‬فالخليج يتوسط صراعًا مرعبًا فبينما غزة محاصللرة ومصللر مكبلللة‬
‫والسودان والصومال واليمن في وضع غير مطمئن هاهو ملف الضربة الصهيونية لسللوريا فللي‬
‫السللادس مللن سللبتمبر ‪2007‬م يعللاد فتحلله بمناقشللة مجلللس النللواب والشلليوخ المريكللي لهللذه‬
‫الضربة لينتهي الجتماع بتوجيه اتهام لسوريا ببناء مفاعل نووي بمساعدة كوريا الشللمالية ! !‬
‫هكذا صّدقت السياسة المريكية على تلك الضربة الصهيونية ببصمة مؤكللدة الحللق فللي الهجللوم‬
‫الرادع فليمكنأن تقوم للعللرب قائمللة فالمفاعللل النللووي العراقللي دمللر وهللو مللازال جنينللا بينمللا‬
‫السوري رفعت العصا قبل الحمل وعلى النقيض من تلك الرؤية المريكيللة الكاشللفة لكللل مفاعللل‬
‫نووي عربي وهما كانأم حقيقة لتمتد يد القاعدة الصهيونية لتأكيد الكذبة بضربة قاضية يختلللف‬
‫الحال مع غير العرب‪ ،‬فالمفاعلت ُتنشأ ثم ُتعمر وتكبر وتبدو للنللاظر وهللي تحبللو وعنللدما تقللف‬
‫على قدميها تنعقأمريكا مهددة متوعللدة ومللاعلى الطللرف اَلخللرإّل رفللع الصللوت بالمقابللل بللذات‬
‫النبرة تهديدا ووعيدا بينما نحن محشورون بالوسط‪ ،‬فللإذا مللا تلقللى بللوش وحيلله اللهللي وغللزا‬
‫العراق فإنإسرائيل هي من تمارس الزغاريد بينماإيران تنال من الوليمة حصتها وترتفعأسهمها‪.‬‬
‫‪ . .‬ومن ذا يتصدى لقوى دولة في العالم كما صرح بذلك الرئيس اليرانللي محمودأحمللدي نجللاد‬
‫في احتفالية يوم الجيش في السابع عشر من شهرإبريل الحالي وكللرر تهديللده وتحللذيره للكيللان‬
‫الصهيوني الذيأزفت نهايته ‪ . . .‬فهل نفلرح ملع العلللم‪) . . .‬إن الل ل يحلب الفرحيللن(أم نسللتعيد‬
‫شريط الذكرى المؤلم عندما هّدد النظام العراقي بمحو نصفإسرائيل من الوجللود ولنعللرف لمللاذا‬
‫حّدد النصف فقط وماتبع ذللك مللن خطللة مرسللومة بعنايللة للطاحللة بهللذا النظللام‪ ،‬وإذا بللالطريق‬
‫لتدمير نصف الكيان الصهيوني يحتم عليه المرور من الكللويت وسللقطفي الفللخ فتعللاظمت لهجللة‬
‫العدو وأضحى العراق رابع قوة في العالم بل ويمتلكأسلحة دمار شامل ‪. . .‬‬
‫ويافرحة ماتمت وإن كانت واضحة المعالممن البداية وتم ضرب العراق ونظامه وتبدت الحقيقللة‬
‫بخروج الفاعي من جحورها ولم تعد هناك صقور أونسور تهاجمها وتحطمللت بوابتنللا الشللرقية‬
‫على مرأى ومسمع منا‪ . . .‬واليوم سوريا محاصرة ما بيلن غلزل مفضللوح وجللرح مفتلوح فإمللا‬
‫النزف وإمللا الفضلليحة بينمللاإيران تللواجه الغللرب بسلليلمن الوعيللد والتهديللد ولنعللرف منهجهللا‬

‫‪74‬‬
‫لمحوإسرائيل من الوجود وماهو الطريق الذي ستسلكه وهل يتحتم عليها المرور بطريق مماثللل‬
‫لطريق النظللام العراقللي السابقأمأنمحوإسللرائيللهي تتكفللل بلله طيرأبابيللل تمحوهللا بحجللارة مللن‬
‫سجيل وماهذا على ال ببعيد‪ ،‬ولكننا نستقرئ تهديدات بشرية ومصالح تقتضيها سياسللة دوليللة‬
‫ظالمة بينما سياستنا ترسمإستراتيجية تائهة لم تتبين بعد العدو مللن الصللديق فتللارة هللذا وتللارة‬
‫ذاك وبينما من حولنا يتضخم على حسابنا نلهو نحن فرحين بثروة طائلة تظلل سماءنا بللالتزامن‬
‫مع تضخم يهد عضدنا وطاحونة تلتهمرؤيتنا وأحلمنللا وقللدراتنا وتناشللدبحقالغراب فللي بلدنللا‬
‫في الوقت الذي تتكاثر فيه الطحالب لتلوث مياهنا وتتعملق الحشرات لتنهش وتقضللم ماتتحصللل‬
‫عليه من قوتنا بل ويتهدد الحال مستقبل احفادنافأي تطور ننشللد ونحللن نللواجه تهديللدا مزدوجللا‬
‫بينماأرضنا تتوسط دوائر الصراع ولاعتقدأن هناك من يعتبر بهذا النسان العربي الللذي عللايش‬
‫لهللوب صلليف قللائظ وبللرد شللتاء قللارص وتحمللل الجللوع والعطللش وجللاور بحللرًا احتضللنه‬
‫ن الل عليلله بللرزق واسللع توافللدت الفللواه‬ ‫وأرضًاأحبته رغم فقرها وشح رزقها واليللوم وقللد مل ّ‬
‫الجائعة والمتخمة لتنال من هذا الخير بينملا القللوب ملن حولنلا لتحملل سلوى الحقلد المعجلون‬
‫باللؤم وماعلىأبناء الخليج سوى اللف والللدوران وترقللب مللا تنتهيللإليه سياسللة مافيللا الحللروب‬
‫المدمرة التي تنشد مصلحتها بمعزل عن مصالح العالم فأنا ومن بعدي الطوفللان فهللل نفيللق مللن‬
‫غيبوبتنا وننتبه لما نحن فيه من تذبذبأنتجته سياسة العللدوان والظلللم فهللل نتعللظ ونسللتعيدإيمان‬
‫مفقود حتى نتقيتأثيرات اللدغ السام خاصة وأن الجسد ليمتلك الحصللانة بينمللا التريللاق الشللافي‬
‫في يد عدونا الذي لن يرحمنا مادمنا ضعفاء نستجدي النصللرة منلله‪ . . .‬وحروفنللا ليسللت فلسللفة‬
‫فارغة بل ترجمة لواقللع محسللوس يقللول بلله المفكللرون والمحللللون والللذين يستنهضللون المللة‬
‫لتحفظ للديار أمنها وللعرب كرامتهمفإلى متى نكونالضعف بينما العدو يستمد قوته من خللنا‪.‬‬

‫‪ - 86 -‬الصمت ليعني القبول‬


‫زوايا الفكر‬
‫منتدي الراية‬
‫قول سمو المير بضرورة رفع القيود عن العلم تعني فتح الباب للرأي والرأي اَلخر‪ ،‬وسللموه‬
‫عندما دعا مرارا وتكرارا لتفعيللل هلذه الحريللة العلميللةإنما رغللب بظهورأصللوات قلادرة عللى‬
‫إبداء الرأي بشجاعة تسلتوجبها اللحظلة الراهنلة اللتي تعيشلها دولتنلا الفتيلة قطلر كجلزء مهلم‬
‫وفاعل في وطننا العربي الكبير ومحيطنللا السلللمي الوسللع ومجللال التعللارف الكللبر مللن خلل‬
‫التواصل مع العالم بشكله الشمولي ‪ ،‬فمن قطر انطلقللت فضللائية الجزيللرة الللتي مللازالت تتصللدر‬
‫فضللائيات العللرب بللل تنللافس الفضللائيات العالميللة علللى المراكللز الولللى وبتللوجيه مللن سللمو‬
‫الميرإنشللئ مركللز الدوحللة لحريللة العلم‪ . . .‬وبهللذه الحريللة المهللداة ومللن منطلللق ماقللال بلله‬
‫الدستور في المادة )‪ - ( 46‬لكل فرد الحق في مخاطبة السلطات العامة ‪ -‬من حقنللا كقطرييللن أّل‬
‫نتردد في تلك المخاطبة بل الحق بلذاته يلقلي عللى عاتقنلا واجبلًا يتمثلل بالمشلاركة فلي الطلرح‬
‫اليجللابي كمسللاهمة منللا برفعللة شللأن الللوطن وحرصللا علللى مصلللحته علللى مسللتوى القيللادة‬
‫والشللعب‪ . . .‬وليخللامرني شللك بللأن قيادتنللا ترغللب بمشللاركة قويللة صللادقة بعيللدة عللن النفللاق‬

‫‪75‬‬
‫والتملقأو السعي للوصول للمناصب من جللانب وتنللأى بنفسللها عللن التضللييق علللى كلمللة الحللق‬
‫وإقرارها وتعلم يقينا كما نعلم بأن الضللغوطات الممارسللة علللى وطننللا العربللي وصلللت مسللتوى‬
‫يرتقي لمستوى الجريمة حيث أن السياسللة المريكيللة بقادتهللا اليللوم تعمللل جاهللدة علللى تركيللع‬
‫الشعب العربي وإذلله لذا هي تفرض مال يمكن تحمله وتستفز المشاعر بقللدر ليمكللن تجللاهله‪،‬‬
‫وماهللذا بالسلللوب الللذي تعمللل مللن خلللله علللى تحسللين صللورةأمريكاأو تقبلفعالهللا المنافيللة‬
‫لقوالها‪ . . .‬ومن الواضحأن السياسللة المريكيللة تتعامللل مللع الشللعب العربللي مللن خلل كتابللات‬
‫المستشرقين القدامى بمعنى التعامل مع حفاة عراة ليمتلكون الوعي السياسي الللذي يحللدد لهللم‬
‫نقاط الضعف والقوة مما يمكنهم من الشارة للعلدو دون مواربلةأوخوف ملع القلدرة عللى تلبّين‬
‫مواضع الصداقة وكيفية التواصل معها‪ ،،‬ومن الطبيعيأننا كمواطنين عربأو قطرييللن علللى وجلله‬
‫الخصوص لنعارض التعارف والتعاون وصول لتوطيد عرى الصللداقة بيللن دولتنللا ودول العللالم‬
‫كافة بما فيهاأمريكا ولكن بناء علىأسس من الحترام المتبادل والمصالح المشللتركة‪ . . .‬وربمللا‬
‫يتساءل القارئ لما كل هذه المقدمة وماهو المر المسللتجد فللي سياسللة قادةأمريكللا المحللافظين!‬
‫وللللرد علللى التسللاؤل لبللدأن نؤكللد علللى ان الشللعب القطللري شللعب حللي واع متمسللك بقيللادته‬
‫ومتلحم معها ولن يسمح لسياسة الفتنة والتخريب زعزعة هذا الستقرار والتلحلم إّل انلله مللن‬
‫الضروري رفع الصوت عاليا ليسمعه القاصي والللداني ملرددا‪-‬ل لزيللارة مجرمللة الحللرب لينفللي‬
‫للدوحة ‪ -‬فالشعب القطري شعب حي يرغب الحياة بعزة وكرامة ويتطلع بأمل لنهضللة مسللتدامة‬
‫مع كفالة حقه في مخاطبة السلطات العامة وعليه لبدأن نؤكد على حقيقة هامة حيثأن السللكوت‬
‫في عصرنا الحالي ليعني القبول فيأغلب الحوال وصمت صحافتنا عن التعليق ليعني قيدا بقدر‬
‫مايعني حساسية الجلرح فكلم َالمنلا المشلهد ولملس جرحلًا ينزففلي خاصلرتنا‪ ،‬فمبلادرة العلرب‬
‫التيإنطلقت من خلل مؤتمر القمة ببيروت عام ‪2002‬م قالت بالتطبيع بعد تنفيذإلتزام بنيإسرائيل‬
‫ببنود تنتقص كثيرا من الحقوق ولكن كما يقال منأجل السلم قال قادة العرب بللذلك‪ . . .‬وبللالرغم‬
‫من ذلك قوبلت المبادرة برفض اسرائيلي مباشر وعلى لسان شارون قبل رقللدته السللريرية ممللا‬
‫يعنيأن الخطة الصللهيونية ماضللية دون تعلديل أوتغييلر اللهلم إّل ملن بعللض المراوغلات القاتلللة‬
‫للوقت بينما تهضم السرقات والحقوق وتتواصل الجريمة التاريخية في حقنا كعربأجمعين وعلى‬
‫الرغم من هذا الوضللوح السللرائيلي الللبين تجللاه المبادرةأخللذ العللرب بالتنفيللذ مللن جللانب واحللد‬
‫وفرضوا على أنفسهم اللتزام ببند التطبيع دون قيدأو شرط مع إغفال رأي الشللعب تلللك الورقللة‬
‫الرابحللة فيمللا لللو اسللتخدمت كعامللل مسللاند وقللوي‪،‬إّل أن قللوة الغطرسللة وجنللون العظمللة‬
‫الصهيوأمريكية حالت دون التعاطي والتجانس بين ماتطرحه القيللادة وماينشللده الشللعب‪ ،‬حيثللأن‬
‫التوفيق مابين قرار القمة ورؤية القاعدة يجعل من التنفيللذ عمليللة مسلاعدة للزرع بللذرة السلللم‬
‫الحقيقي القائم على العدالة والنصاف‪ . . .‬والحقيقة تقول بأن الشعب سند للقيلادة معلاون وحلام‬
‫لها في وقت الزمات ورأيه فاعل في تقدم الوطان‪ ،‬وكم هي السياسة المريكيللة ضللاغطة علللى‬
‫القيادات بحجة حقوق النسان وتفعيل الديمقراطية‪ ،‬فكيف تكون الحقوقأو ُتفعل المشاركة عندما‬
‫تفرض أمريكا العدو صديقا وتفتح له بوابات الوطان رغما عن إرادة الشعوب وهل تعتقد لينفي‬
‫بزيارتهاأنها فرضتأمرا واقعا بتقبل هذا الكيان الستيطاني المتوحش الذي يمللارس نللازيته عللى‬
‫شعب فلسطين ويبث فساده على مساحة واسعة من العالم بينما تتركز مشاريعه التدميريللة علللى‬
‫وطننا العربي وهل من الممكنأن نتقبل رأي وزيللر الشللؤون الخارجيللة العمللاني عنللدما قللال بللأن‬

‫‪76‬‬
‫مشاركة لينفي ضرورية لنقل وجهللات النظللر العربيللة لكيللان بنيإسللرائيل ومعإحترامنللا لشللخص‬
‫الوزير يحق لنا التساؤل أيعتقد سعادة الوزير يوسف بن علويأن الكيان الصهيوني مازال جللاهل‬
‫بوجهة النظر العربية وأن إنفتاح دول الخليج وقبول زيللارات مجرمللي الحللرب لرضلله الطللاهرة‬
‫هي مفتاح حلشكالية عدم الفهم الصهيوني لوجهة النظر العربية؟! ‪. . .‬‬
‫فبإسللم منللاظرات الدوحللة صللمتنا علللى زيللارة شلليمون بيللرز وباسللم منتللدى الدوحللة الثللامن‬
‫للديمقراطية والتنمية والتجللارة الحللرة )‪ 15 -13‬ابريللل الحللالي( فجعنللا بوجللود لينفللي متحدثللة‬
‫متحديللة لمشللاعرنا ومللن علىأرضللنا‪ . . .‬فبللال علللى بللوش صللاحب الرؤيةاللهيللة الللتي دعتلله‬
‫لتوجيه جيشه الجرار لتدميرأفغانستان ثم العراق بوابللة العللرب الشللرقية وتركلله سللراحا مراحللا‬
‫للمتلعللبين عللدا مللد اَللللة الصللهيونية بمللدد يعينهللا علللى دفللن قضللية فلسللطين‪ ،‬كيللف يللرى‬
‫نتيجةأفعاله اليوم وهل هذه مكافأة الصداقة التي يقدمها للخليج وأهله‪ . . .‬ثم اليللس مللن حقوقنللا‬
‫النسانية عدم التعدي على كرامتناأوإذللنا وعلىأرضنا‪. . .‬‬
‫فأمريكا التي يحركها مقال واحد يثير الرأي العام وتحاول جاهدة التعرف على كاتبه حري بهللاأن‬
‫تحترم كرامة هذا الشلعب اللذي يشلكل اللرأي العلام ولُتراجلع سياسلة التفرقلة اللتي تبناهلا بنلي‬
‫صهيون منذإتفاقية كامب ديفيد سنة ‪1979‬م وليتساءل مسؤولوها السياسيون في سفاراتها فللي‬
‫بلدنا والذين يتابعون الرؤية الشعبية ويتحايلون بدعوات تحت مسميات يلوم‪ . .‬ويلوم‪ . .‬للدعوة‬
‫هذا الكاتبللأو ذاك لتللبين الرؤيللة عللن كثللب ‪ . . .‬هللل تقبللل الشللعب المصللري هللذا الكيانللأم مللازال‬
‫معارضا وبصوت مسموع لهذا التحايل عليه بإسم التفاقيات والتفاهمات‪ . . .‬فإذا مارفض القلب‬
‫ضخ الدم لمثل هذا الجزء المزروع فكيف تتقبله العضاء ‪ . . .‬لم يكن هللذا ولللن يكللون ومللاعلى‬
‫ساسة الغرب سوى النظر بعين العتبللار لكرامللة الشللعب العربللي علللى وجلله العمللوم ومللواطني‬
‫الخليج على وجه الخصوص فمنطقتنا حريللة بالحفللاظ عليهللا هويللة وتراثللا وتاريخللا وثللروة لللن‬
‫يحرم منها العالم فأخلقياتنا وديننا تدعوان للتعاون والتعلارف ولنحملل كراهيلةلي شلعبأو فئة‬
‫بمن فيهم اليهود والختلفإنما نابع من التعدي علىأوطاننا ومبادئنا وصول للتعللدي علللى ديننللا‬
‫وكم كبرت كلمات تطاولت عللى نبينلا ودسللتورنا السلمى القللرَان الكريللم‪ . . .‬فكيللف بلال نقلوي‬
‫عرى الصداقة التي ننشدها في ظل هذا التعدي على كرامتنا والسللتخفاف بمشللاعرنا اليللس مللن‬
‫حقنا كبشرأن نطالب جمعيات حقوق النسان بالنظر في قضيتنا حيث يفرض عدونا علينا فرضللا‬
‫لنطيقه ولنتحمله‪. .‬‬

‫زوايا الفكر‬
‫‪ - 87 -‬أولمرت يهدد غزة والنظام المصري يعلن التأهب على حدودها‬
‫منتدي الراية‬
‫بينما سكان غزة يعانون حصارا جللائرا متللوغل فلي الفحللش تشللارك بعللض النظمللة العربيللةفي‬
‫تفعيل هذا الحصار تحقيقا لهزيمللة حكومللة حمللاس المنتخبللة حيللث انهللا تحكللم ببرنامللج يخللالف‬
‫مخططاتهم المعلنة منها والخفية ومابين حديث منمق واجتماعات لذر الرماد فللي عيللون العامللة‬

‫‪77‬‬
‫تستمر اللعبة ‪ ،‬بينما الحقيقة تعلللن عللن ذاتهللا كمللا هللي الشللمس فللي سللماء بل غيللوم‪ ،‬فسلليادة‬
‫الوطان منتقصة بل جدال والنظمة محكومة بل ارادة مهما نمقت من القول أو تغنت بفعللل ‪. . .‬‬
‫ودعونا من كلمات جوفللاء لتنطلللي عللى عاقلل ‪ ،‬فهنلاك مليلون ونصللف يعلانون قهللرا وجوعلا‬
‫فالحدود مغلقة بينما تتصاعد لهجة التهديللد للضللعيف العللاجز ‪ ،‬وليللس هنللاك مللن مللبرر لغلق‬
‫معبر رفح فهو يقع مابين فلسطين ومصر وهما بمنطق بسيط بل عجن وطحن دولتان عربيتللان‬
‫تجمعهما علقات قوية راسخة هذا عدا حق دفع العتللداء ان وقللع علللى احللداهما فهنللاك ميثللاق‬
‫دفاع مشترك ‪ ،‬وبما أن هذا الحق عبارة عن حللبر علللى ورق فجامعتنللا العربيللة لتملللك قرارهللا‬
‫وكم نرثى لحال أمينها العام الستاذ عمرو موسى هذا الرجللل الللذي نحللترمه ونثللق فللي وطنيتلله‬
‫واخلصه ولكن ما الحل اذا كان الوجود مجرد اسم وصورة وهذا ماتبتغيه النظمة وتعمللل علللى‬
‫تحقيقه من خلل سحب الصلحيات أو تعطيلها والشللاهد علللى القللول أن الجامعللة العربيللة تقللف‬
‫عاجزة أمام هذا الحصار كما وقفت بالمس أمام حصار العراق واليوم أمام العبث بمصلليره كبلللد‬
‫وشعب‪ . . .‬وكما تقف اللحظة الراهنة عاجزة أمام تهديد أولمرت للغزاويين بمزيد مللن التصللعيد‬
‫حيث قال مستغل حدثا احتفاليا في مقر كديما في بيتح تكفا )أعدكم بأن يكون ردنللا علللى حمللاس‬
‫بحيث لتتمكن المنظمة من مواصلة العمل ضّد مواطني اسرائيل مثلما تعمل اليوم‪ ( . . .‬متناسيا‬
‫أن حماس تمثل حكومة شرعية وتدافع عن شعب يواجه اجراما وغطرسة وظلما دوليا وتخللاذل‬
‫عربيا‪ . . .‬وعلى الجانب المقابلل يعللن النظلام المصلري حاللة التلأهب ويسلتنفر حلرس الحلدود‬
‫تخوفا من انفجللار يهلدد بله المحاصللرون الجلائعون ‪ ،‬وعللى مسللار متللواز تبنلى الجللدر لحكلام‬
‫الحصللار علللى الجللوعى والمرضللى بالضللافة لصللوات نشللاز تهللدد وتتوعللد مللن خطللر تعللدي‬
‫الغزاويين على سيادة مصر وتم التجاهل المقصود لمقولة مبارك في اقتحام الحللدود الول ‪ -‬لللن‬
‫نتركهم يجوعون أو بمعنى َاخر جوعى وسيقضللون حللوائجهم ويعللودون‪ -‬وكللأن القللول فرضللته‬
‫الواقعة ليللس اّل ! أمللا اليللوم فليمللت هللؤلء المحاصللرون بغيظهللم وجللوعهم وحرمللانهم وتحيللا‬
‫العروبة‪. . .‬‬
‫هذه هي السيادة المصرية التي يتغنى بها المنافقون والتي لم يتحفونا بسلليمفونياتها ابللان مقتللل‬
‫الطفلة المصرية سماح أبوجراد برصاص صهيوني وقبلها كان مقتل حميدان سليمان في القرية‬
‫ذاتها والمتاخمة للحدود عند معبر كرم أبوسالم ‪ ،‬وتلهما مقتل الجنللدي المصللري حمللاد سللويلم‬
‫وكم وكم ‪ ،‬وللم يكلن هنلاك اغلق للمعلابر أو تلأهب لحلرس الحلدود وواصلل الصلهاينة العبلور‬
‫للتمتع بمحميتهم الطبيعية في شرم الشليخ دون رقيلب ولحسليب اللهلم اّل ملن حراسلة مشلّددة‬
‫حفاظا على أمنهم وأمانهم فهل هذه هي السيادة ! ولكن هو أولمرت من وضح لنا المللور حيللث‬
‫قال في تصريح سابق لجريدة جيروزاليم بوست السرائيلية‪ -‬عندما أفكلر فلي ملايمكن أن تكلون‬
‫المور لو أننا نتعامل مع أشخاص غير مبارك‪ ،‬أصلي يوميا من أجل سعادته وصللحته‪ -‬ويللاترى‬
‫كم عدد من يصلي اولمرت من أجل سعادتهم وصحتهم ‪. ! ! . .‬‬
‫مامن شك أن المواطن العربي يعايش قهرا غير مسبوق حيث يتكللالب العللداء علللى أمتلله بينمللا‬
‫ُيحجم دور القيادة الى مجرد أدوات تنفيذية بيد هلذا العلدو ذاتلله ‪ ،‬ويتبلدى هلذا العجللز ملن خلل‬
‫سم العللرب مللابين فريقيللن يتوسللطهما ثللالث تعلللق‬‫تصريحات بل واقع مساند تثبته الفعال ‪ ،‬وُيق ّ‬
‫عليه شماعة هذه الهجمة المتوحشة لغة وفعل وعلى عدة مستويات وصللول للمسللتوى الثقللافي‬
‫المتمثل بالعلم المرئي والمقروء كالرسومات الدنماركية والفلم الهولندية ومابينهما ‪ . .‬فللاذا‬

‫‪78‬‬
‫ما استثنينا الفريق المتهم بالرهاب فهناك فريق متشدد وَاخر معتدل وبينما يتقزم دور من يطلق‬
‫عليهم المعتدلون فالمواقف متطابقة مع رؤية العدو ممللا يشللكك فللي قللدرتها علللى كسللب الللرأي‬
‫العام وجذبه للتوافق معها حيث ان التجربللة تثبللت أن واقللع الحللال لينطبللق علللى المصللطلح فل‬
‫العتدال مفهوم في ظل هذه التبعية العارية بل لباس يسترها حللتى وان كللان غللللة مللن قمللاش‬
‫شفاف فبالرغم من هذا العتدال الذي تتوكأ عليه النظمة بحجة مصلحة الشللعوب نتللابع أزمللات‬
‫تتفاقم فمن فقر يستشري كما النار في الهشيم الى أزمات تتفجر هنا وهنللاك فالمعللارض أضللحى‬
‫عللدوا وهللو المحللب والمنللافق بلات مقربللا وهللو العللدو وارتفعللت العصللاعص كمللا يقللال ودفنللت‬
‫الللرؤوس وبللاتت المعارضللة مصللطلحا أشللبه مللايكون بالمللاء العكللر الللذي يحللاول المتملقللون‬
‫والمتلعبون الصيد فيه وانزوت المعارضة الحقيقية مابين أسوار اسللمنتية طوعللا‪ -‬بالنسللحاب‬
‫والتقهقر‪ -‬أو كرهلا بالتقييلد الرسلمي وتوسلليع مسلاحات السللجون ‪ . . .‬وفيمللا للو عرجنلا عللى‬
‫التشدد وأطرافه فل نكاد نعرف المقصود منه فالمصطلح مبهم ومساره غير مفهوم ‪. . .‬‬
‫فكيان بني اسرائيل ليرغللب بوجللود نشللطاء ولمقللاومين وغللدا هللو المظلللوم المللدافع وصلّدقت‬
‫الدول العربية على مثل ذلك ومررت المفاهيم بواسطة وعاظ السلطين وكتاب الرفللوف وبللرزت‬
‫لنللا مصللطلحات مثللل دعللاة الكراهيللة والحللروب والنتحللاريين بالضللافة للقليللات المتشللددة‬
‫والمتطرفين والتي باتت حكرا على العرب والمسلللمين بينمللا تغاضللى هللؤلء عللن التعليللق علللى‬
‫حروب أمريكا الستباقية وشركات المتلاجرة بللدمائنا وتناسللى صلناع الستسللم أخللوة العروبللة‬
‫والسلم وفي عرفهم لم تعد المة جسدا واحدا كما قال نبينا عليلله الصلللة والسلللم ‪ . . .‬وهكللذا‬
‫اختلط الحق بالباطل وماعلى المواطن سوى مواصلة الطريق فالحياة لبللد أن تسللتمرول منللاص‬
‫من كبت القهر والغضب ومتابعة الكاذيب ‪ . . .‬بلوُفرض النفللاق واّل فالعصللا جللاهزة‪ ،‬والجللرام‬
‫أيا كان مصدره معلوما أو مجهلول منسلوبا للمسللمين تحلت مصلطلح الرهلاب ‪ ،‬أملا المقاوملة‬
‫وكلمة الحق والتعارض مع اطروحات النهزامييللن والمستسللمين ان نجلت ملن تهملة الرهللاب‬
‫فلن تنجو من اندراجها بكافة أنواعها تحت مصطلح التطرف والتشدد المرفوضين مللن قبللل هللذا‬
‫العدو الظاهر الذي نواجهه قيادة وشعبا والباطن المتلحف بأردية الشللرف والوطنيللة‪ ،‬وفللي ظللل‬
‫هذا الوضع المأسلاوي المسلتمر تنقسلم القيلادة ملابين فريلق خلائف عللى سللطته وفريلق تلابع‬
‫برؤيته قابل لهذا الوضع بارادته فالمصلحة الخاصة تحكلم وتتحكلم ‪ . . .‬فلأين للملواطن التحلرك‬
‫وسط هذه الوضاع المقلوبة رأسا على عقب ‪ ،‬فكل شيء يسير بالمقلوب ولمفر من النحنللاء ‪،‬‬
‫والظهور أضحت مطايا لتمرير المخططات المذلة والمهينة لترسم للمواطن العربي واقعللا جديللدا‬
‫مطالبا بمعايشته والتأقلم معه ومن يرفض فل مكان له ‪ . . .‬صورة قاتمة لواقع مللاض بل تغييللر‬
‫فما نصللبح فيلله نمسللي عليلله ‪ . . .‬وهللاهو جيللش المرتزقللة المريكللي يعيللث خرابللا فللي العللراق‬
‫وسلطته المحمية في منطقته الغبراء تمللارس ملحقللة معارضلليها بالتعللاون مللع جيللش الحتلل‬
‫وتقتل وتروع الشعب العراقي الذي تدعي قيادته طريق التحرر والرفاه ‪ ،‬ولغة الللدم مترجمللة بل‬
‫رحمة والحكام تصدر بل تحكيم أوقضاء وكم كشفوا أنفسللهم حيللث حكمللوا علللى صللدام حسللين‬
‫بالعدام بناء على حكم قضائي ضّد معارضين مخربين ثبت عليهم الفعل ‪. . .‬‬
‫فكيف يكون حراما على صللدام محاكمللة المعارضللين بينمللا حلل عليهللم ملحقتهللم وقتلهللم دون‬
‫محاكمات ‪ ،‬كيف نصف هذا الواقع الذي يعايشه العراقيون اليوم ومن يكسب عند المقارنة مابين‬
‫نظام ماقبل الحتلل ومابعده ‪ . . .‬انهم يعيلدون وسللام البطولللة لصللدام بأسللهل الطللرق وأنجعهلا‬

‫‪79‬‬
‫فترجمة الواقع الذي يعايشه العراقيون على كافة أطيافهم يغني عن القول‪ ،‬فأين العراق بللالمس‬
‫رغم الخطاء وأين منه واقع اليللوم ‪ ،‬هللذه الصللورة فللي العللراق يعللاد رسللمها اليللوم علللى غللزة‬
‫فالحصللار مطبللق والتهديللد متواصللل لمرحلللة مابعللد الحصللار والحجللة جللاهزة محاربللة منظمللة‬
‫ارهابية وخلياها المستيقظة منها والنائمة وماهذه الخليا سوى شعب فلسلطين والمقصلود هلم‬
‫المرابطون الصابرون ومن يناصرهم ويشد على أياديهم من خارج فلسطين ويستثنى منهم شلة‬
‫العملء والمتواطئون وما أكثرهم ‪ ،‬وحسبنا ال ونعم الوكيل‪.‬‬

‫‪ - 88 -‬حالة صعبة ‪ . .‬توحد ومتلزمة داون‬


‫زوايا الفكر‬
‫منتدي الراية‬
‫في الثاني من هلذا الشلهر انطلقلت حمللة الشلفّلح الثانيلة والمعنيلة بالتوعيلة بملرض التوحلد ‪،‬‬
‫وللوهلة الولى وبمجرد سماع المسمى يعي المرء بأن هذا المرض يتسبب بعزلة وتقوقلع حللول‬
‫الذات ‪ ،‬وكما نعرف من خلل تلك الحملت التوعوية بأن هذا المرض يعتبر نوعا مللن العاقللات‬
‫التي تصيب الطفال وتتضحأعراضه خلل السنوات الثلث الولى منأعمارهم وتبين بالدراسللات‬
‫حولهللأن نسللبة العاقللة الذهنيللة تصللل الللى ‪ %70 -60‬وتتفللاوت مللابين الخفيفللة والمتوسللطة‬
‫والشديدة مما يدلل على وجود خلل يتمثل في تلف جزء من المخ‪. .‬‬
‫وبناء على تلك المعلومات التي يسللتقيهاالفراد مللن خلل التوعيللة والرشللاد مللن الممكللن تللبين‬
‫أعراض التوحد عند الطفل في سنواته الولى ومتابعة علجه والهتمام بوضعه وتنمية المدارك‬
‫التي تتبدى بمهارات معينة يتميز بها المصابون بالمرض ‪ ،‬وبماأن التعرف على المللرض يعتللبر‬
‫حديثا حيث تحلدد نللوعه سلنة ‪ 1943‬م فلان العلمللاء عكفلوا عللى تحليللل شخصليات لهلاأثر فلي‬
‫التاريخ كشخصية بيتهوفن ‪ -‬صاحب السمفونيات الشهيرة ‪ -‬ورجح الكثير منهم اصابته بمللرض‬
‫التوحد ‪ ،‬وفي هذا فتح بوابة المل حيثأن هذا المرض ليعني اليأس لسر المصابين به ‪ ،‬بل من‬
‫الممكن توجيه المريض الى مهارة معينة ربما يتفوق فيها علللى الصللحاء بللالرغم مللن صللعوبة‬
‫تكللوين العلقللات الجتماعيللة وعللدم القللدرة علللى التواصللل مللع القللران فللي اللعبللأو النشللاطات‬
‫الجتماعية نظرا لعجز المريض في بلورة كيفية التعامل والتخاطب فالكثير منهم ليمتلك قاموسا‬
‫لغويا يهيئه لمثلل هلذا التخلاطب ملع اَلخريلن تزامنلا ملع الرغبلة بالعزللة والنغلق‪ ،‬اّلأن هلذا‬
‫ليعني الحباط والستسلم‪.‬‬
‫ومع كل الشكر لهذا الجهد الذي يبذله مركلز الشلّفلح ملن خلل القلائمين عليله يبلدوأن التوعيلة‬
‫شابها بعض القصور ‪ . .‬فلللم يللرد بصللورة واضللحة بللأن العاقللة بالمتلزمللة داون مللن الممكللن‬
‫اقترانها بالتوحد بمعنى اعاقتين ذهنيتين تلتقي عند مصاب واحد وبماأن التوعية بتلك العاقتين‬
‫تأتي منفصلة كل على حده ويتحدد للمتابع الطلع على اعاقة المتلزمة داون بكونها تشوه فللي‬
‫الكروموسومات يحللدث عنللد مرحللة التلقيللح الولللى مملا يتسللبب بخللل يلؤدي اللى ولدةأطفلال‬
‫بقدرات ذهنية محللدودة نسللبيا مملا يعنللي درجلات ملن التخلللف المعرفللي وبململح متميزةأشللبه‬
‫ماتكون بملمح سكان منغوليا لذاأطلق عليه بداية مسمى المنغولية حتى قام الدكتور النجليللزي‬

‫‪80‬‬
‫جون لنق داون بتوصيف هذه العاقة وصفا مفصل عام ‪1865‬م وأن هللذه العاقللة ناتجللة عللن‬
‫وجود ثلث نسخ من كروموسوم ‪ 21‬بدل من نسللختين فللي المولللود الطللبيعي ولللذا سللميت تلللك‬
‫العاقة بمتلزمة دوان نسبة لهذا العالم ‪ . . .‬وبناء على ذللك صللنفت كلل اعاقلة عللى حلده وللم‬
‫ينتبلله الهللل وحللتى الختصاصلليين لجتمللاع تلللك العللوارض ‪ ،‬وأن معللاق المتلزمللة داون مللن‬
‫الممكن اصابته بالتوحد وفي هذاالمر خطورة على الطفل لكون الكتشاف يأتي متللأخرا ‪ ،‬ونللدلل‬
‫على ذلك بالقول بأنه عندما يصنف الهل حالة طفل المتلزمة داون بالنطواء وعدم التللأقلم مللع‬
‫اَلخرين دون ربط ذلك المر بالتوحد فمن باب أولىللأّل يفللوت عللى الختصاصلليين التنبلله لمثللل‬
‫هذا المر ‪ ،‬ولكن الكمال ل ‪ . . .‬وفات اوان اللوم والعتاب فهناك حالة لطفلة مصابة بالمتلزمللة‬
‫داون وتكرر تشخيص انعزالها وعدم تأقلمها مع زملئها بالنطواء بالرغم من التحاقها بالمركز‬
‫منذ السنة الولى لفتتاحه وعندما بلغت الطفلة الثانية عشرة مللن عمرهللا وبللدأت تللدخل مرحلللة‬
‫عمرية مختلفة ملن حيلث التغيلرات العضلوية ‪ -‬الفيسلولوجي والنفسلية ‪ -‬السليكلوجي ‪ -‬بمعنلى‬
‫دخول مرحلة المراهقة ظهرت عليها عوارض التوحد بدرجةأوضح والللتي لللم تخفللى علىللأفراد‬
‫السرة ‪ ،‬ولكن الشك لزم اليقين لكون الطفلة مصابة باعاقة محددة ولربما تشللابهت العللوارض‬
‫في بعض جوانبها ‪ . . .‬ولم يحللدث ربطللأوتنبه واشللارة ملن قبلل المختصللين المعنييللن بالمتابعلة‬
‫لمكانيللة حللدوث ذلللك الللترابط مللابين العللاقتين ‪ . . .‬وفجللأة صللامت الطفلللة عللن الكلم وزادت‬
‫رغبتها بالعزلة وعدم الرغبة بمشاركة اَلخرين بل تراجع التواصل الى مستويات منذرة بالخطر‬
‫‪...‬‬
‫وهنا لبد من تلوجيه الشلكر والتقلدير لملن تنبله ابتلداء وأعلان الم بالنصليحة والفعلل ونخلص‬
‫بالذكر طبيبتين متابعتين لحالة الطفللة الوللى منهملا هلي طبيبلة السلنان ‪ -‬د‪ .‬عائشلة يعقلوب‪-‬‬
‫حيث لم يفتها التنبه لحالتها المتردية فقررت عرضها مشكورة على مختص بمثل تلللك الحللالت‪،‬‬
‫وعند هذا المختص ذكرت له الم تخوفها من حالة التوحد فما كان جوابه سللوى القللول ‪ -‬عنللدها‬
‫متلزمة داون وتخافين التوحد‪ ،‬تماما كمثل من هومصاب بالسرطان ويخاف النفلللونزا ‪ -‬رد لللم‬
‫يكلن موفقلا وللم تسلتطع الم السلتجابة لنصلحهأيا كلان ‪ . . .‬أملاالخرى فهلي الطبيبلة المعنيلة‬
‫بمتابعة الغدة الدرقية ‪ -‬د‪ .‬مريم العلي ‪ -‬والتي ساءها حال الطفلة عنللد رؤيتهللا حيللث بللدا التغيللر‬
‫في شخصيتها واضحا للبلس فيله ‪ ،‬فأكلدت عللى ضلرورة العلرض عللى طلبيب نفسلي ‪ ،‬وكللان‬
‫تشخيص الحالة بالكتئاب مع عللدم اسللتبعاد الصللابة بالتوحللد‪ ،‬وبللدأت الطفلللة العلج ‪ ،‬وتتللالت‬
‫اليام مابين تحسن وانتكاسة حتى تقرر عرضها على اختصاصي معني بالتوحد لتحديد عوارض‬
‫المرض فكانت نتيجة الختبار اصابة الطفلة بالتوحللد بدرجللة قريبللة مللن الحللاد ‪ . . .‬خللبر صللادم‬
‫ومؤلم حيث ان العوارض لم تكن خفية ولكن تغييب الللوعي علىأسللاس مللن عللدم الربللط مللابين‬
‫التقاء العاقتين تسبب في تأخر علج الطفلة والتي كانت علللى استعدادأفضللل للعلج فيمللا لللوتم‬
‫تشخيص المرض في سنوات العمر الولى ‪ ،‬وعليه لبدأن تشتمل حملة التوعية بمرض التوحللد‬
‫على امكانية اقترانه باعاقلات أخلرى وعللى السلر التنبله لهلذه العاقلة لكلون الهملال يتسلبب‬
‫باصابة الطفل بتخلف شديد يضر بقدراته الدراكية والعقلية مع مايصاحبه مللن معانللاة للمصللاب‬
‫واسرته ‪ . . .‬اذا نحنأمللام حالللة خاصلة وصللعبة ولكلن المللل متللوافر اذا مللاتلقى وعلي السللرة‬
‫وجهدها بجهد المعنيين بالعاقة من أخصائيين ومسؤولين وليحمي ال اطفالنللا ويعيللن المبتلللى‬
‫منهم ولنحمد ال على كل حال فالمؤمن أمره كله خير انأعطي شكر وان ابتلي صبر‬

‫‪81‬‬
‫‪ - 89 -‬أبناء القبائل مصطلح يحمل دللت‬
‫زوايا الفكر‬
‫مقالت‬
‫فجأة وبل مقدمات تصدر الشاشات الفضائية خبرا علاجل مفلاده أن ‪ -‬أبنلاء القبلائل فلي الكلويت‬
‫يتجمهرون للمطالبة بالفراج عن أبنللائهم المحتجزيللن ‪ ،‬وبغللض النظللر عللن خلفيللات الخبربللدت‬
‫الصللياغة مللثيرة للتللوجس والقلللق وتحمللل دللت غيللر محمللودة نأمللل أّل تكللون مقصللودة ‪. . .‬‬
‫فالكويت لتحتاج الى فتيل أزمة جديدة تؤجج لفتنة لللن يطللال شللررها الكللويت فقللط بللل سللتتعداه‬
‫متغلغلة فلي النسليج الحتملاعي الخليجلي عللى وجله العملوم ‪ . . .‬وبتأملل لصلياغة هلذا الخلبر‬
‫القصير نسلتخلص بعلض اللدللت الخطيلرة رغلم قصلر المحتلوى منهلا عللى سلبيل المثلال ‪-1‬‬
‫تصنيف المواطنين اعلميا الى فئات ومسميات‪.‬‬
‫‪ -2‬استثارة الحمية والغيرة والفزعة التي تحكم العقلية العربيلة وهللي صلفات حميللدة مللتى مللاتم‬
‫توظيفها في الجانب الصحيح وخطرها أعظم في حال اللتفاف حولها لتحقيق مَارب خبيثة‪.‬‬
‫‪ -3‬اساءة غير مباشرة لشريحة أساسية ومكون رئيسي من مكونات المجتمع الكويتي‪.‬‬
‫‪ -4‬تشويه القبلية واظهارها بمظهللر المشللاغب بللالرغم مللن أن حللق العللتراض مصللان وسللبق‬
‫للمواطن الكويتي التعبير عن اعتراضه في مواضع عديدة دون تصنيف أو تحديد‪.‬‬
‫‪ -5‬تسليط الضوء على مصللطلح متعللارف عليلله اجتماعيللا بمللا يحفللظ للله حللق النتمللاء للجللذور‬
‫بمعزل عن الوطنية العامة والتي لها الولء والوفاء فالوطن جامع مانع‪.‬‬
‫‪ -6‬المصللطلح كتوصلليف اعلمللي للمللواطن الكويللتي مسللتجد وغيللر ملئم خاصللة وأن المنطقللة‬
‫تعايش مرحلة خطيرة من الفوضى الخلقة الللتي تمارسللها الصللهيوامريكية فللي العللراق العربللي‬
‫المجاور للكويت فمصطلح القبائل والعشللائر والللتي كللانت تعيللش بسلللم ووئام ماقبللل الغللزو قللد‬
‫طفت على سطح العلم بصورة مؤججة للفتن والخراب ‪. . .‬‬
‫‪ -7‬اشارة غير مباشرة للتفريق مابين مذهب وَاخر حيث أن أبناء القبائل يمثلون المذهب السللني‬
‫في الكويت‪. . .‬‬
‫فاذا ما افترضنا أن المتظاهرين من طرف َاخر فكيف ستكون الصياغة العلميللة ان قبلنللا بمثللل‬
‫هذا التوصيف ولنتصور مثل هذا الوضع كأن يصاغ الخبر ب ‪ -‬أبنللاء القبللائل أو أبنللاء البحارنللة‬
‫أو أبناء البدون ولربما يقول الخبر أبنللاء ذوي الصللول غيللر العربيللة أم مللاذا بللال عليكللم ! ! !‬
‫واعتقد انه ليس هناك عاقل يحبذ مثل تلك التوصيفات والصياغات فنحن في الخليج شعب واحللد‬
‫نتعايش كأخوة تجمعنا روابط المواطنللة والجللوار والنسللب والعلقللات فللي تماسللك وطنللي مللتين‬
‫لفرق بين مكون وَاخر اّل بما تمليه العمال والخلقيات والتفاني في خدمة الللوطن وحمللايته ‪،‬‬
‫فكيللف ببعضلنا اليلوم وهلو يملللي للعللدو ويمهللد للله الطريلق بعلللم أو بجهلل مملا يللؤدي لخلخلللة‬
‫الستقرار الجتماعي وزرع الفتنة بينما الواجب علينا كمواطنين العمللل علللى حفللظ البنللاء قويللا‬
‫صامدا فجميعنا أخوة علينا واجب الخلص في حبنا لبعضنا البعض بصدق النوايا وحسن العمل‬
‫ورفض الملءات التي توغل الصدور وتؤجج للفتن وذلك باعتماد المفاضلة بللالتقوى الللتي بهللا‬

‫‪82‬‬
‫نعمل على ترسيخ قواعد هذا البيت الخليجي الذي تحيط به الطماع من كل جانب‪. .‬‬
‫فالقبلية مفهوم تاريخي واجتماعي تحكمه أطر العادات والتقاليد ويتجذر تاريخه بتاريخ الجزيرة‬
‫العربية مما يحفظ لهذه القبائل حق الكينونة والبقللاء والتطللور والرتقللاء فهللم الصللل والتاريللخ‬
‫شاهد وعلى مر القرون ومع بزوغ نللور السلللم وتوسللع العللرب بالفتوحللات حللدث تمللازج هللذا‬
‫المكون الساسي لمجتمع الجزيرة العربية ومنها الخليجية بمفهوم العصر الحللديث مللع مكونللات‬
‫اجتماعية وافدة وبتراض وتوافق تام بناء على اساس من مساواة الشريعة السلمية التي باتت‬
‫تحكم العرب وتنأى بهم من وحل الصللراعات والخلفللات القائمللة علللى جاهليللة التنللابز باللقللاب‬
‫والتفاخر بالجداد فالمبدأ الذي يحكم العرب وهم وعللاء السلللم وحمللاته هللو المسللاواة ولفللرق‬
‫بين عربي ولأعجمي اّل بالتقوى فهذا هو ميزان ومعيار المفاضلة ومع نشوء الدول بمفاهيمها‬
‫الحديثة ودساتيرها الوضعية كانت المساواة مبدأ لخلف عليه وأساسا للمواطنة الحقة وحافظللا‬
‫للمن والمان ومرسخا لدعامات السيادة من حيث تناغم العمل والعطاء مابين الشللعب والحللاكم‬
‫أيا كان نوع هذا النظام القائم ‪ . . .‬وبما أن دول مجلللس التعللاون الخليجللي هللي مرتكللز الجزيللرة‬
‫العربية فان جذور هذه القبائل متشعبة وباقية بذات المسميات كحق من حقوق المواطنة المدنية‬
‫اّل أن هذه الصول والتسميات لتجيز الفصل فيما بينها وبين أفراد المجتمع اَلخرين فللي كيفيللة‬
‫ومع تطور الوعي السياسي والثقافة العامة لهذا المللواطن الخليجللي العربللي لبللد ان يكللون هللذا‬
‫المواطن أقدر من غيره على استيعاب معنى المواطنة والعمل على ترسيخ مبدأ المساواة انطلقا‬
‫من قناعة تامة بمبادئ الدين السلمي الحنيف ‪ ،‬فبالسلم أعز ال العرب وبالعتقاد بغيللره لللن‬
‫ينالوا سوى الذل والهوان وانطلقا من هذه القاعدة السامية لبد من الحرص علللى أمللن الللوطن‬
‫والمواطن بالدعوة الى الصلح والمشللاركة السياسللية النشللطة والفاعلللةل الصللورية المتملقللة‬
‫المنافقة وبما أن الكويت هي بوابة الجزيرة العربية والمؤشر العلى على وضعها القليمي فمما‬
‫لشك فيه أن تعطيل البرلمان واستقالة الحكومة لتسر المللواطن الخليجللي عمومللا فهللي مؤشللر‬
‫على خلل منذر بعواقب خطيرة فالكويت منبر الديمقراطيللة الخليجيللة الحقللة والبرلمللان الكويللتي‬
‫يعتبر انموذجا مشرفا للمشاركة الشعبية الحرة ‪. . .‬‬
‫ومن المؤلم تلك الدللة الخطيرة التي برزت على حين غفلة وفي ظل حللل مجلللس المللة وتقللديم‬
‫الحكومة لستقالتها تهربللا مللن المسللاءلة والسللتجواب الللذي انمللا يصللب فللي مصلللحة الكللويت‬
‫وشعبها والشفافية والوضوح مطلب يتغنى به الجميع اّل أنه وعند التطبيق لنجللد للله محل ممللا‬
‫يوجب طرح التساؤل ما الضللير فللي الخضللوع للسللتجواب ومواجهللة الحجللة بالحجللة دون هللذا‬
‫الضجيج والتعطيل الذي ليخدمنا كخليجيين على وجه الخصوص وكعرب على العموم ومن غير‬
‫الجائز أوالمستحب أن تقف السلطتان التشريعية والتنفيذية في مواجهة بعضهما البعض كأعداء‬
‫مما يؤدي للتصادم الذي به تتعطل َالية المشاركة وعلينا أن نعي جميعا أن القبلية لها بعد قللومي‬
‫يضيف ولينقص ولكن بمفهوم المواطنة فهناك المساواة وهي المرتكز وعلينا جميعا كمواطنين‬
‫امتلك الوعي السياسي القادر على تطويع اَلليات بما يخدم حق المواطنة النابعللة مللن الحللرص‬
‫على الوطن وحمايته من أي اعتداء مادي أو معنوي يمس كرامة الشللعب ولللن يتللم ذلللك اّل مللن‬
‫خلل المشاركة الشعبية القائمة على أساس من الرغبة بالصلح والتطوير المبني علللى دعللائم‬
‫القيم السامية والثوابت الراسخة‪.‬‬

‫‪83‬‬
‫‪ - 90 -‬أمر بمعروف أم فضح لمستور؟؟‬
‫زوايا الفكر‬
‫منتدي الراية‬
‫تناقلت الصحف في السبوع الماضي خبرًا مثيرًا للسى والحزن على حال بعض شبابنا وبعللض‬
‫ممن هو مكلف بالنصح والرشاد لهللذه الشلريحة الساسلية فلي دعلائم المجتمللع بللل هلي عملاد‬
‫الجيال القادمة‪ ،‬ومن الطبيعيللأن تللرد الخطللاء مللن الكللبير والصللغير علللى حللد سللواء وإن كللان‬
‫الشبابأكثر عرضة للطيش نظرا لصغر السن ونقص الخبرة مع غياب القدوة في ظل عصر طغت‬
‫عليلله الشللكليات وتسلليده السللتهلك حللتى فلي المشللاعر فغللاص الشللباب فلي مغللامرات العشللق‬
‫والهوى عله يسد فراغًا لم يجد ما يمله فيظل معطيات ل تغيب عن ذهللن المتبصللر المتفكللر بمللا‬
‫تمر به المجتمعات من تغيرات انعكست سلبًا على سلوكيات وأخلقيللات الشللباب فكللان حريللا بنللا‬
‫البحث عن حلول تنير الطريق لعماد المستقبل‪ ،‬وبما انناأمة كانت من خيللر المللم لتبنيهللا قاعللدة‬
‫المر بالمعروف والنهي عن المنكر كان لبد من تفعيل هذه القاعدة بما يخدمأفراد المة‪ ،‬ولللذال‬
‫اعتراض على تشكيل هيئة تعمل على الرشاد والتوعية بما يحقق نفع الفرد وينعكس خيرًا على‬
‫المجتمع‪ ،‬وبما اننا في الخليج شعب واحد تربطه أواصللر القربللى والنسللب والجللوار فمللا يحللدث‬
‫بالكويت يعلمه من كان في عمان والبحرين ملع بقيلة دول مجللس التعلاون وكلذا ملا يحلدث فلي‬
‫السعوديةأو قطر والمارات سواء نشر هذا الخبر في وسللائل العلم المعروفللةأو تللم تنللاقله مللا‬
‫بين الفراد فإن كان العالم قرية صغيرة فنحن في الخليجأقرب لبعضنا من سكان تلللك القريللة بللل‬
‫نحللن نمثللل حيللا متراصللا فللي بيللوته وأفللراده وتلللك ميللزة نستشللعرها ونلمسللها فللي علقاتنللا‬
‫الجتماعية المتراصة والمتقاربة‪ ،‬لذا يمسنا الحزن كمللا هللو الفللرح ونتفاعللل مللع الحللدثأيًا كللان‬
‫وكأنه حدث يمسنا مباشرة‪ ،‬وخبر ملحقة هيئة المر بالمعروف والنهللي عللن المنكللر المتشللكلة‬
‫في السعودية لثنين من الشباب )ذكر وأنثى( مما حدا بالشاب لمحاولة النجاة بنفسله وملن معله‬
‫من فضيحةمؤكدة جعلته يقود بسرعة وينحرف في اتجاه خللاطئ ممللا عرضللهما لحللادث مرعللب‬
‫حللّول الشللابإلى مجللرد عظللام بعللدإن احللترق الجسللد بينمللا ُفصللل رأس الفتللاة عللن جسللدها‬
‫المحترق‪. . .‬‬
‫نهاية مأساوية لشللابين ربمللا ارتكبللا خطللأ لبللدأن للله مسللبباته وملبسللاتهإّلأنه ل يسللتحق هللذا‬
‫الجزاء بل يكفيهما رعبا اكتشاف فعلتهما ومحاولتهما النجاة بأنفسللهما فهللذا بحللد ذاتلله درس ل‬
‫ينسى وكان من الولى وقف المطاردة مادامت الشبهة مجرد اختلء وهناك وسائلخرى لمتابعة‬
‫المر والستر خير في مثل هذا الحاللن نهاية الشابين المأساوية تحولت بنظرة الرأي العام عللن‬
‫خطئهما إلى خطأأكبر منه بل تحّوللمر للتعاطف معهما وتجريلم عملل ملن لحقهملا بغيلر وجله‬
‫حق على افتراض صحة هذا الخبر‪ ،‬فالدين النصيحة نعم‪ ،‬والمر بللالمعروف واجللب ل شللك فيلله‬
‫ولكن تغيير المنكر له شروط ومحاذير ودين السلم دين رحمة وسلم ل دين رعب وإجرام فمللا‬
‫حدث تسبب بمقتل شابين لمجرد شبهة وإن كانت القرينة قوية بفرارهماإّلأن المتهم بريء حتى‬

‫‪84‬‬
‫تثبت إدانته هذاإن افترضنا التهمة والستر في السلم أوجب في مثل تلللك الحللالت والتوعيللة ل‬
‫ل ول رسللوله‬ ‫ل بل والتسبب بموته ميتة بشعة ل يرضاها ا ّ‬ ‫تكون بالمطاردة وكشف من ستره ا ّ‬
‫ول نرضاها كمسلمين فخير الخطائين التوابون هذا أوًل وثانيًا لم تكن مثل تلك المطاردة المؤدية‬
‫للقتل بالخبر الجديد فكلناأبناء وطن واحد والخبار تتللوارد عللن ملحقللة بعللض الشللباب بطريقللة‬
‫خاطئة تؤدي لوقوع حوادث مميتة للشباب ل لمن يلحقهم وهنا لبد منإثارة السؤال لماذا يحدث‬
‫ذلك لمجرد شبهة بسرعةأو اختلء رغم وجود البدائل كتسجيل رقم السيارة ومتابعة المر لحقا‬
‫كحل من الحلول في التوعية أولثبات الجرم ومن ثمإيقاع الجزاء‪ . . .‬كما انه ومن الملحظ قبللل‬
‫عقد من الزمان لم تكن الصحافة تمتلك حرية نقل مثل تلك الخطاء لبعلض ملن وظفلوا فلي هلذه‬
‫الهيئةأو تلك الجهة بالرغم من كون بعض العاملين فيها غيرأهل لمثللل هللذه الوظيفللة مللن حيللث‬
‫الللوعي العلمللي والثقللافي عللدا عللن الفهللم الصللحيح للللدين السلللمي لبعللض المنتسللبين للهيئة‬
‫رغمأهمية وجودها وذلك من حيث طريقة التعامل وكيفية التطبيق للمر بالمعروف والنهي عللن‬
‫المنكر فكان ان تزايدت تلك التجاوزات من مثلهؤلء الفراد حتى طفح الكيل فتشوهت سمعة من‬
‫يقوم بفعل عظيم ومطلوب بل عليه يتأسس بناء مجتمعي قوي ليتحللول المرإلىللأفراد يتسللببون‬
‫بالرعب لملن يراهلم يتلابعونه بنظراتهلم ويلحقلونه بتجلاوزاتهم اللفظيلة والفعليلة حلتى تحلّول‬
‫المرإلى قضية مطروحة للنقاش بينللأفراد المجتمللع ومللن ثللم تطورهللا فللي الطللرح العلنللي علللى‬
‫وسائل العلم علىأنواعها المتعددة وصولإلى نتيجة مهمللة تسللتدعي وجللوب تطللبيق القاعللدة‬
‫)المر بالمعروف والنهي عن المنكر( على منهم مكلفللون بهللا حيللث تللبين افتقللار البعللض منهللم‬
‫لساسيات هذا المنطق الديني الذي يعيدناإلى مصاف خيرالمللم وللسللف تللبين للعامللةأن هلؤلء‬
‫وأمثالهمأحوج للنصح‪ . . .‬والخطأ نابع من تعديهم فللي المللر والفعللل بللل تطللاول المللر للتسللبب‬
‫بمنكر يغترفونهإما بجهلو بحماقة رغللم نبللل المهمللة الللتي وكلللوا بهللا فالمحافظللة علللى النفللس‬
‫والدين والعرض من مقاصد الشريعة التي يجب علىكل مسلم عدم الجهللل بهللا وأرواح الشللباب‬
‫وسمعة السر من المور التي اعتنى بها السلم وحرص علللى رعايتهللا بللالوعظ حينللا والللردع‬
‫في حال الجهر بالسوء وبالستر حينا والساس هو حفظ المجتمع من التفكللك والتنللاحر ومللاأكثر‬
‫الوسائل المؤدية لذلك‪ . . .‬ومن الممكنللأن يبتلللع الملرء تلللك الخطللاء اللفظيللة فلي التعامللل معلله‬
‫ولكنأن يتسبب دعاة المر بالمعروف بفضح المستورأو بحوادث يملوت فيهللا الشلباب فهنللا لبلد‬
‫من وضع خطوط حمراء وإعادة النظر فيمن هللو معنللي بللالتطبيق حيللث ثبللت السللوء فللي كيفيللة‬
‫التعاطي مع الوقائع مما ترتب عليه نتيجة عكسيةأضرت بالمجتمع وانعكسلت سلللبا عللى قاعلدة‬
‫واجبة‪ ،‬وشوهت سمعة ديللن علينللا حللق الللدفاع عللن تعللاليمه السللمحة وتوجيهللات نللبيه العظيللم‬
‫والذي ما كان فظا غليظ القلب بل كان رحيما بشوشا سمحا كريمًا في تعامله وأخلقياته فإن كنللا‬
‫بحق مؤمنين برسالته فلنتشبه به عّلنا نجد النجللاة فللي الللدنيا قبللل اَلخللرة هللذا مللع الوضللع فللي‬
‫العتبارأن وتيرة نقد تصرفات بعض رجال الهيئة قد تسببت بتلقف بعللض الشللامتين والحاقللدين‬
‫لها رغبة في الساءة لديننا وتعاليمه والدعاء بما ل يليق وتعدىالمر مجللرد الخطللاء الفرديللة‬
‫والتي تحتاج لتصويب بشكل عاجل وملح خدمة للدين وتدليل على محبة نبيه الهادي الذي طلاله‬
‫التطاول ممن يحارب السلم وتعاليمه وليكن النقاش بموضوعية تنصف المظلوم وتردع الظللالم‬
‫عن ظلمه بتبيان حقائق هذا الدين وأخلقيات نللبي البشللرية الللذيأمر بللدرء الحللدود بالشللبهات ل‬
‫ل عليه وسلللم قللال‪:‬‬ ‫بالتسبب بالكوارث المميتة بناء على شبهات ولنتذكر أن نبينا محمدًا صلى ا ّ‬

‫‪85‬‬
‫ل في الدنيا واَلخرة( فكيف بمن يلحق المستور ليكشفه؟‬
‫)من ستر مؤمنا ستره ا ّ‬

‫‪ - 90 -‬إسقاطات جارحة ونفاق يتسيد الساحة ‪ . .‬فمن نحاسب وعلى من نعتب؟‬


‫المنتدى‬
‫الحزاب تلتقي سرا وجهرا للنيل من المقاومللة ووصللمها بالرهللاب والتطللرف محكتمللة لقاعللدة‬
‫اللعب على المصالح وهكذا يتسيد باطل القوة ونفاق الخوة الرافعين رايات الوطنيللة تزامنلًا مللع‬
‫هجمة شرسة على الدين السلمي ورموزه على ذات المنوال المتلعب بالوراق والحقائق ففي‬
‫عام ‪ 2005‬نشرت صحيفة دنماركية رسوما تشير لنمط العربي في الذهنية الغربيلة الحاقلدة فلي‬
‫محاولة اسقاط دنيئة تلصق الرهاب بالسلم ورسول البشرية الخاتم فثار المسلمون دفاعا عللن‬
‫هذا المّكرم الذي لم ينطق عن هوى ومابعث إّل هداية لمن ضل أو غوى ‪ ،‬ولكن ال ل يهللدي مللن‬
‫يشاء وسيظل هناك حطب ُيجمع ليكون وقودا لنار لتشبع ممن تلون وتبللدل بللإغراق فللي ضلللل‬
‫ليشفع اونفاق هو بالفعل أفجع ‪ . . .‬وهاهي الرسوم ذاتها والتي هي أبعد ماتكون عللن الرسللول‬
‫العظيم في تصويرها أواشاراتها ُترفع كرمز لحرية العلم وتأكيد على شجاعة دعاة الحرية‪. . .‬‬
‫وهكذا يعاد النشر مرة تلو المرة في سياق حرب اعلمية متوازية مع حللرب العسللكر مسللتخدمة‬
‫الرسومات للنيل من وعي الملة بقصلد لفلت أنظللار البسلطاء ‪ -‬واللذين يعلدون وقللودا للحلروب‬
‫الدامية ‪ -‬عن تلك الدماء المستباحة في فلسطين والعللراق والصللومال وأفغانسللتان ‪ . . .‬محاولللة‬
‫رخيصة يتصدى لها العقلء بوضع النقاط على الحروف وان كان المر متوقفللا بالدرجللة الولللى‬
‫سليد النفلاق‬‫على موقف سياسي جاد للبس فيه ولنفلاق ‪ ،‬ولكلن أيلن منلا ذللك ونحلن نعلايش ت ّ‬
‫وأهله بوضوح فاق وضوحهم لعمر بن الخطاب عندما طالب باجتثاث المنافق عبدال بن أبي بن‬
‫سلول إّل أن نبي الرحمة السياسي الماهر بنظرته الثاقبة رفض الرأي حتى ليتحدث الناس بللأن‬
‫محمدا يقتل أصحابه ‪ . . .‬وماهم بالصللحاب بللل هللم أشللد الخصللام وهللاهو الحاضللر ُيعيللد كشللف‬
‫فضائحهم بتقارير من يمالؤنه عللى حسلاب أمتهلم‪ . . .‬وعللى سلبيل المثلال لالحصلر كلم تنطلع‬
‫دحلن بالوطنية وهو من تَامر على شعب فلسطين وقادته البطال وهو اليوم ودماء أطفال غللزة‬
‫لم تجف بعد يطالب كوادر فتح فللي رسللالة سللرية قللائل ) لتللتركوا لعللواطفكم ول مشللاعركم ول‬
‫انفعالتكم أن تدفعكم للتورط والنخراط في معركة ليست معركتكم ولمعركة شعبكم الفلسطيني ‪.‬‬
‫‪ ( ! ! ! . .‬كم هو َافاق هذا المتواطئ بل هو بفجور ليخجل مللن فضللائحه العائمللة علللى السللطح‬
‫ويبدو مستمتعا بإسالة الدماء في غزة تشفيا بحماس ! فدحلن يخدم مصالحه الخاصة ومصالح‬
‫من هو مستفيد مثله واللوم ليقع على هذا الفاك بل على طوابير تلمعه وتصللدقه رغللم وضللوح‬
‫الرؤية ‪ . . .‬وهاهو سنده الكبر أبومازن يستلقي لسحب الدماء مناصرة لجرحى المرابطيللن فللي‬
‫غزة ومعه رئيس وزرائه في حركة مكشوفة يتقزز منها المرء بللل يتسللاءل سللاخرا مللن سلليقبل‬
‫بمثل هذه الدماء الفاسدة بل من الساس هل هناك دماء أم هلي الصلورة المنافقلة المكشلوفة بل‬
‫ستر أوغطاء وما أكلثر الصلور فللم يعلد فلي الملر خفلاء ولكلن الل غلالب عللى أملره وسلتظل‬
‫فلسطين عزيزة وسيخرجن العز منهلا الذل وهلذا هلو حلال المنلافقين فلي الماضللي والحاضلر‬
‫جلردت الشلعوب إل ملن‬ ‫الذي يشهد سيطرتهم البغيضة والتي جلبت الخلراب وأضلاعت اللديار و ُ‬

‫‪86‬‬
‫دعاء وبعض من هتاف صارخ مترجم لذاك الوجع الذي تختزنه الصللدور ‪ ،‬وكمللا نقلللت فضللائية‬
‫الجزيرة في تظاهرة مجموعة من النخب المصرية ترديد الهتللاف القللائل )يللا أصللحاب الجللللة ‪،‬‬
‫والفخامة ‪ ،‬والسمو ‪ ،‬اتفو ‪ ،‬اتفو‪ ( . . .‬فأي وجع نعايش كعرب وسط هذا الخللراب فالنفللاق بللات‬
‫ُمشرعا دون حجاب فلمن نلجأ وبمن نستغيث وهذا هو الحال ‪ ،‬فياجزيرة الفضائيات الحرة كيللف‬
‫بك وأنت تنقلين هذا الواقع المؤلم ‪ ،‬وكيف بنا ونحن نعتبرك الفضل رغللم التحفظللات ‪ . . .‬كيللف‬
‫للعامة الفصل بين الصادق والمنافق في ظللل تلللك السللقاطات والمغالطللات‪ . . .‬وبمفهللوم الللرأي‬
‫والرأي اَلخر الذي تعتمده الجزيرة منهاجًا نفهم بللأن احتجللاج المسلللم علللى الللدنمارك الرافضللة‬
‫لدانة نشرالرسوم ‪ ،‬والمشجعة على استمرارية الهجمة مللن خلل تللداعي الخبللار الكاذبللة عللن‬
‫محاولة اغتيال رسام فاشل لن يضير السلم وجوده من عدمه منطلللق مللن ادراك عميللق بكللون‬
‫هللذا الطللرف الللدنماركي عللدو بتللوجهه ونظرتلله الستشللرافية رغللم هللذا التعللاون التجللاري‬
‫أوالدبلوماسي المحكوم بشرائع المم المتكتلة بجمعية تحكمها نظرة أحادية الجانب معروف مللن‬
‫يترأسللها ومللن أنشللاها مللن الصللل ويكفينللا المقارنللة مللابين علللم المللم المتحللدة وعلللم الكيللان‬
‫الصهيوني الحاكم في وليات أمريكا وفللي فلسللطين وأكنافهللا ‪ ،‬أمللا وأن تللأتي فضللائية الجزيللرة‬
‫لتتغنى باستفتاء مواجهة الهجمة على السلم هل تتم بالحتجللاج أم بللالحوار تللبريرا لسللقاطات‬
‫متعددة منها استضافة فيصل القاسللم فلي برنللامجه الشللهير يللوم الثلثللاء الماضللي لمللرأة نكللرة‬
‫حاقدة تصطك أسنانها بينما هي تنطق بلغتنا وتستمد جذورها من أرضنا متسلحة باتبللاع الهللوى‬
‫خاوية الحجة إّل من ترديد كلمات قرأتها فللي كتللاب الل الخالللد الللذي عجللز دهللاء النسللان عللن‬
‫تحريفه أوتزويره متلفظة بللأحط العبللارات فللي اسللاءة علنيللة للسلللم ولخللالق البشللرية جمعللاء‬
‫ليللات ُمؤكللدة علللى ارهابيللة اللفللظ الللداعي للقتللل والقتللل المضللاد ‪ ،‬ذات السللطوانة‬ ‫ُمنكللرة ل َ‬
‫المشروخة فنحن الرهابيين القتلة وهلم الملدافعون أصلحاب الحلق وماقتلنلا إّل بأيلدينا وحصلاد‬
‫أفعالنا وبوقاحة منقطعة النظيللر قلالت )السلللم قللال لتبللاعه أن يقتلللوا وُيقتلللوا وهللاهم يقتلللون‬
‫وُيقتلللون فللأين الغضاضللة ! هللم ‪ -‬تقصللد المسلللمين‪ -‬يريللدون الشللهادة وأن يلتقللوا بحوريللاتهم‬
‫العذراء وكل ماهنالك أن اسرائيل تسارع لهم في طلبهللم فللأين الخلللل فللي ذلللك ‪ ( . . .‬ولللم يتبللق‬
‫سوى مطالبتنا بشكر بني صهيون على الحتلل والقتل فما الضير أن نذهب للجنة وندع الرض‬
‫لبللداع الخبثللاء مللن أمثللال هللؤلء اليهللود ومللن يناصللرهم حيللث وصللفت هللذه النكللرة الرسللام‬
‫الدنماركي بالمبدع لكونه اطلع على تعاليم القرَان الرهابية ومللا فعللله إّل انعللاكس لهللذه الرؤيللة‬
‫البداعية ! بل لربما هي ترى بقلبها العمى جيوشنا العربية مع شللركات المللوت المعلنللة تقاتللل‬
‫داخل الوليات الصهيوأمريكية أوعلى أراضي أوربا وروسيا بينما الجيش الصللهيوأمريكي قللابع‬
‫هناك على أرضه يحرس حدوده مسللتكينا مسللالمًا ‪ ،‬وتواصللل غيهللا بمطالبتنللا بللالعتراف بحللق‬
‫اَلخر بالحياة وتعني اسرائيل بالتحديد لكونها تستحق العيش ‪ ،‬ولكن على أرضنا ونهب ثرواتنللا‬
‫ومص دمائنا ! ! ورغم أدب وثقافة واطلع الستاذ طلعت رميح وحجته القوية في مواجهتهللا ‪،‬‬
‫واصلت هلي بلذاءتها بحجلة ضلعيفة مقتطعلة الكلملات ملن القلرَان بل سلياق أو مناسلبة تنزيلل‬
‫تستدعي القياس أوتربية تسمو بالنفس وتتماشى مع فطرة النسان وتبجحت وتطاولت وشللتمت‬
‫واساءت بينما عجزت عن ادانلة نازيلة بنلي صلهيون أو القبلول بالتشلكيك بمجلرد علدد اليهلود‬
‫بمحرقة هتلر متحججة بالوثائق التاريخية ! وكم فرح مذيعنا الول بمثل هذا الجبن وظنه نصللرا‬
‫أو مخرجللا للله مللن حللرج أوقللع نفسلله بلله عنللدما قللال نعللم تشللككين بالعقللائد والكتللب السللماوية‬

‫‪87‬‬
‫وتتطاولين علللى الخللالق بينمللا تللؤمنين بالوثللائق التاريخيللة المتعلقللة بالمحرقللة ‪ . . .‬وإلللى هنللا‬
‫وتنتهي الحلقة بمثل ما بدأت به‪ ،‬شكر لحاقدة وقحة وبدعوة منا وربما فوق ذلك مبلغ من المللال‬
‫ليس بهين وبمنطلق العلدو نملارس حريلة العلم ‪ ،‬ومادمنلا نقبلل باستضلافة مثلل هلذه النكلرة‬
‫لتتطاول على خالق الكون بمن فيه وُتحرف معاني القرَان حسب أهواء مللن يجيرهللا ببعلض مللن‬
‫المللال وكللثير مللن التلميللع لتكللون محللاورة علللى فضللائيات عالميللة وهللي مللن لتمتلللك الحجللة‬
‫ولالبرهان وكل ماتحصلت عليه هو قراءة مغلوطة لكتاب ال الخالد فكيف نطالب العالم باحترام‬
‫توجهنا برفض سب الديان والرسل والنبياء المعصومين ‪،‬ونحن مللن نتيللح لهللم الفللرص لمثللل‬
‫هذا التعدي! فحقا تناقضنا فاق القدرة على التصديق أو القبول به ومهما ألبسنا تلللك النكللرة مللن‬
‫ألقاب أو توصيفات فإن ماينطبق علللى الجزيللرة للسللف هللي ذات التوصلليفات ولكللن علللى وزن‬
‫افعل لفعيل ‪ ،‬فالجزيرة علللى علللم برؤيتهللا وتوجههللا فهللي مللن تللثرثر بحقللارة منقطعللة النظيللر‬
‫ومجرد اقتراح اسمها ومن ثم توجيه الدعوة لها فيه تعد ليمحي جرحه العتذار الذي تقدمت به‬
‫الجزيرة وان كان العتراف بالخطلأ فضليلة وحسلنا كلان التلوجه بمنلع العلادة أو نشلرها علبر‬
‫موقع الجزيرة اللكتروني ‪ . . .‬ولحول ولقوة إّل بال وحسبنا ال ونعم الوكيللل فهلل هنلاك ملن‬
‫يعترض على ذلك ويعتبر التوكل على ال إرهابًا ‪ . . .‬ربما يكون ذلك!‬

‫‪ - 91 -‬عاجل ‪ . .‬ملوك الصواعق يهددون بالمحارق‬


‫المنتدى‬
‫عندما تخترق العولمة السياج الوطني وتتغلغل في ارادته وقللراره منتهكللة سلليادة المللم متعديللة‬
‫على الثوابت والمبادئ والقيم متطاولة على العقائد مهددة بالويلل والثبلور لملن يخللالف التلوجه‬
‫المفروض باسم العولمة صح هذا التوجهأو لم يصح فعندئذ نحنأمام خطر يتهللدد البشللرية عامللة‬
‫دون استثناء سواء على المدى القريب أوالبعيد فالمحارق المشتعلة والخرى المهدد بها تعنيأن‬
‫هناك قوة طاغية متحكمة ‪ ،‬قوة متجبرة ظالمة متعدية متوحدة ترى عبر دائرة صغيرة وتتصللف‬
‫بقوة وقدرة طاغيتين متحررتين منأي قيدأو شرط مما يعني احتكامها لفكر سلطوي محللدد بللأطر‬
‫وأنساق يتبناها فريق ل يمكنله القتناع بوجود فرقأخرى تشاركه هذا الكون لللذا هللو فللي وضللع‬
‫العاجز عند الحاجة لمد النظرلبعد مما يدعيهأو ينشده فالمبدأ الذي يحدد مساره نحنأول وأخيرا‬
‫وليغللرق الجمللع وان كللانوا كللثرة مللادام فريقنللا قللادرا علللى النجللاة بنفسلله مللن الطوفللان الللذي‬
‫نسعىبأيدينا لصنعه وتوفير الملدد والطاقللة اللزميلن لتحقيقله ومللن خلل هلذا المنظلور يتبللدى‬
‫للمتابع لما يكتنف العالم من فوضى اللغو والفعل بأن قاعدة هللذا الفريللق الممسللك بزمللام القللرار‬
‫العولمي ل تحتكم لمبادئ سوية تهدف لرفعة شأن هذا النسانأيا كان بالرغم من التغني بحقللوقه‬
‫كذريعةلتمام تلك اللعبة العبثية المتخفيلة تحلت مسلميات براقلة واللتي للم تعلد تنطللي علىأحلد‬
‫والموقف منها انمللا تحللدده مصللالح خاصللة تحكللم سياسللة الفللرد كمللا تحكللم سياسللة الللدول ‪. . .‬‬
‫وبماأن النسان انما يطمح للعيللش الهنللي بتللوافر المللن والللرزق المحللاطين بسللياج العللدل ومللا‬
‫يحويه منأمانة وكرامة وشجاعة ل تخشى في ال لومة لئم فمن الطبيعيأن يكون المسللار لحفللظ‬
‫هذهالرض التي تحفظ للنسان حياته بما توفره من يابس وماء وفضاء وهواء هو العمللل علللى‬
‫الحفاظ على حياة من يبني ويعمر من يحب ويعاون ملن يقنللع بملاأعطي ويسللعى لملد يللد العلون‬
‫حللرم لتكتمللل دورة الحيللاة بالتكافللل والتعللارف فيمللا بيللن النسللان وأخيلله النسللان بغللض‬ ‫لمن ُ‬

‫‪88‬‬
‫النظرعنأية مفارقة في اللون والجنس والعقيدة فلكم دينكم ولي دين ‪. . .‬‬
‫ولكن وياللحزن عندماُيؤسر المل ويحدد مسار الطملوح بملا يحفلظ للطغلاة قلدرتهم عللى الظللم‬
‫والتعدي ليظل هذا النسان يللدور فللي فلكهللم بللإرادة منهللأو بجهلو بعجللز عللن التغييللر فللي ظللل‬
‫معطيات غير مساعدة بل مكبلة لله محبطلة لهمتلله عاملللة علللى اسلباغ الحللق بالباطللل والعكللس‬
‫صحيح وليس هناك شاهدأكبر على تلك المقدمة مما يحدث علىأرضنا العربية مللن طغيللان فللاق‬
‫الحد فالعراق ينازع بصمت بينما غزة تحترق ونباح بني صهيون يتعالىأما لبنان وسوريا فعلى‬
‫شللفا فتنللة سللتحرق الخضللر واليللابس وحللدث ولحللرج عللن السللودان والصللومال وأفغانسللتان‬
‫وستتداعى دول أخرى على ذات المسار بينما قللادة المللة يصللعب بنلا توصلليف الحللال الللذي هللم‬
‫عليه فالحال يسر العدو بقدر ما يغيظ الحبيب ‪ ،‬وعليه فلبد من يقظة بوعي لقيادة فقدت الللوعي‬
‫بضرورة التنبه للحبيب لن خسارتهأعظم من الكسب بسرورعدو لن ينفع ‪ . . .‬حيللث ان غضللب‬
‫الحبيب سيضر بهاأيما اضرار حين تكتشف فجأة وعلللى حيللن غللرة محاصللرتها بريللاح عاصللفة‬
‫وصواعق مدمرة موجهة ممن عملت على اسعاده وادخال السرور لنفسه معتقدة بأن باب الريح‬
‫قد سد بسروره المصطنع وحينئذ ستبحث عن المحب الذي كان ولن تجده لسبب بسيط هللو عللدم‬
‫وجودها بقربه عندما كلان بلأمس الحاجلة لهلذا الوجلود ‪ . . .‬وسلتجد نفسلها وحيلدة بعلد تخللي‬
‫وفرار من تقبلت وجللودهم بصللفتهم ذوي الللرأي المناصللر ومللا هللم سللوى حفنللة مللن المنللافقين‬
‫والمتملقينأو الممولين من قبل العدو لمناصرة موالتها لعدوه عللى حسلاب شلعب محلب لللوطن‬
‫حريص على قيللادته وحللتى التعللاطف لللن تجللده ممللن كللان محبللا فالحبأضللحى ماضلليا ل يحكملله‬
‫الحاضر لمن فقد المصداقية في الحفاظ على سيادة البلد وحق العباد لذا لن يضلليره مصللير مللن‬
‫تهاون وتغاض بل تلعب وتعامى عنَالم الشعب وسيتابع بصمت مللوت النظللام كمللا كللان متابعللا‬
‫بصمت لموت شعب ماديا كان هذا الموتأو معنويا حيث ان الغلدر بلله كشلعب كانللأعظم بوجودهللا‬
‫ولن يختلف المر بغيابهاأما هذا العدو فهذا ديدنه الغللدر ونقللض المواثيللق ‪ . . .‬نعللم هلي حقيقللة‬
‫مرة يستشعرها كل من يمتلك ذرة مللن اليمللان بللال ول نعنللي ملحللق الديانللة كمسلللمأو يهللودي‬
‫ومسيحي فاليمان يعتمر القلب ويصحح مسار الرؤيللةأما المسللميات فمجللرد تبعيللة ربمللا تلحللق‬
‫بفاجرأو فاسق وربما كافر فكم من مسلم ل يمت للسلللم بصلللة ويصللح القللول علللى غيللره ‪. . .‬‬
‫وعندما يتابع المرء هذا الواقع الذي يعايشه النسان في فلسطين المحتلة وفي غللزة علللى وجلله‬
‫الخصوص يعاين وعلى مدار الساعة قصف‪ ،‬موت ‪ ،‬دمار وحصار يقفأمام حقيقة صللارخة بظلللم‬
‫النسانلخيه النسان واشارة بينة للمجرم والمرئي بالعين والقلب ول يمكن للمرءأن يخطئه أيللا‬
‫كان موقعه وواقعه ويطغى اليقين على الشك بأن هناك بالفعللل فريقللا واحللدا يحكللم العللالم ولكنلله‬
‫فريق خبيث تمثل الفساد بفعله وخلقه وتوحد بطبعه ومساره وعللاش فللي دائرة مليئة بصللواعق‬
‫محرقة مدمرة بمجرد الضغط عليها وها هو يمارس لعبة الضغط على الصواعق مشعل الحرائق‬
‫المدمرة للحرث والنسل بينما هو ذاته من يستصرخ مدعيا الطهر منددا بمللن يعمللل علللى اطفللاء‬
‫الحرائق برش الماءأو العمل على الوصول لمعقله لكف شره عن بني البشر ولللذلك هللو يتمللادى‬
‫بالصراخ معتقدا قدرته على التضليل فيتماهى بالخداع والتدليس ولكنه بهذا التماهيُيسقط حقائق‬
‫ل تخطئها العينُمبرهنا على خسة وضلللله ‪ ،‬وهللل هنللاك ضلللل ووهللم اكللبر ممللا يعايشلله طغللاة‬
‫العصر الحديث وأس الخراب صهاينة بني اسرائيل الساعين لخنق البشرية أمل بالفوز بللالرض‬
‫كللرض مللا اكتشللف منهللاأو مللازال فللي علللم الغيللب وهللل ماأصللابهم علىم لّر القللرون اّل بمللا‬

‫‪89‬‬
‫صنعتأيديهم وبعون ومن يللواليهم ‪ . . .‬وهللا هونللائب وزيللر الحللرب الصللهيوني فللي كيللان الشللر‬
‫المسمى اسرائيل يهللدد الفلسللطينيين ويللدعيأنهم يعرضونأنفسللهم )للشللي( اسللقاط بللاللفظ يللدينه‬
‫ويفضحه فهو انما صرح بما ل يود مذكرا بمحارق هتلر ضّد البعللض منهللم تلللك المحللارق الللتي‬
‫يتكسبون من ورائهاوُيشرعون باسمها ويتلحفون بردائها دونللأن يعللي هللذا المتلقللي سللبب تلللك‬
‫المحارق بمعنى ما الذي حدا بهتلر للقيام بهذا الفعل ضّد اليهود بالللذات ونعنللي محللارق الفللران‬
‫بالتحديد حيث ان محارق هتلر متشعبة وطالت المليين ‪ . . .‬كم هم خبثاءهؤلء اليهود وكللم هللم‬
‫نازيونبلكثر من نازية هتلللر فهللم يعملللون عللى ابلادة شللعب تحللت ملرأى ومسلمع العللالم بينملا‬
‫يتلبسون ثوب البراءة ويدعون الوجلع كلل الوجلع ملن تللك الصلواريخ اللتي بيلد ملن يحلاولون‬
‫القضاء عليه لكونها تسبب له وخزا مزعجا وتعمل عللى تعطيلل بعلض المهلام وتأجيلل الخلرى‬
‫مما يطيلمد عملية البادة ‪ ،‬فياله من ارهاب ذاك الذي تمارسه الفئة المغضوب عليها والمحكوم‬
‫عليها بالفناء وكان من الولىأن تقف صامتة مكبلة مستقبلة الموت بترحاب محتسللبة الشللهادة‬
‫بموت هانئ ل يصيب أحدا من الطرفاَلخر بضرر وبهذا المنطق يسللايرها دعللاة النهزاميللة مللن‬
‫سلطويينأو من ُيطلق عليهم مفكرون في زمن الرويبضة والخواء وشعار القواعد المقلوبة حيث‬
‫ان صواريخ المقاومة هي السبب فللي تلللك الحللرب الضللروس بينمللا قصللف الطللائرات والمللدافع‬
‫وتدمير البناء وقتللطفال والنساء ومحاصرة شللعب بللأكمله مللا هللي سللوى ردة فعللل مشللروعة‬
‫مبررة ل تدمع لها عين ول يرف جفن ومن هذا المنطلق يتبللارى قللادة العللرب بالمطالبللة بوقللف‬
‫الصواريخ باعتبارها عبثية وحجة للصهاينة في حال من الستخفاف بالعقول لم يسبق للله نظيللر‬
‫ففيما سبق لم يكن بيد الفلسطيني سوى الحجر وكان الحال هو الحال فما المتغير في سياسة هذا‬
‫الفريق الفاك منذ كان جيشه عبارة عن عصابات ‪ . . .‬أل يخجل القادة العرب مللن التنللازع علللى‬
‫حضور قمتهم السنوية والتي ل يأمل منها الشعب العربي خيللرا بينمللا ملللوك الصللواعق يعيثللون‬
‫حربا ودمارا مما يتسبب بضنك وشدة ومعاناةلخوة لهم في غزة وبغداد ولبنانو ‪ . . .‬وكللان مللن‬
‫الولىأن ُتتبع فضائياتنا الخبار العاجلللة المليئة برائحللة الغللدر والمللوت بخللبر عاجللل مفادهللأن‬
‫ملوك الصواعق يحكمون العالم وما على البشرية سوى انتظار مصيرها المحتوم‪.‬‬

‫‪ - 92 -‬المال العام ‪ . .‬قضية تضع حرية العلم العربي على المحك‬


‫المنتدى‬
‫المال العام قضية حساسة مازال العلم العربي عاجزا عللن فتللح ملفاتهللا ‪ ،‬وبللالرغم مللن تبللاين‬
‫ردة الفعل تجاه بعض بنود الوثيقة العلمية التي أقرها وزراء العرب في اجتماعهم الخيللر مللع‬
‫معارضة دولة قطر وتحفظ لبناني وماخلص له هذا التباين مللابين مؤيللد لهللا مللن حيللث التفسللير‬
‫شتم هذا الفريلق الرافلض قيلودا هادفلة للتضلييق‬ ‫الذي يعتمده لبنودها ومابين رافض لها حيث ي ّ‬
‫على مساحة الحرية المحدودة والممنوحة لبعض القنوات الفضلائية يبلدو تسلاوغ حجلة الفريلق‬
‫المؤيد مع ماطالب بلله وزراء العلم المنطلقيللن مللن خلل رؤيللة سياسللية لتنظيميللة ممللا يللثير‬
‫الشكوك حول الغرض من اقرار مثل هذه الوثيقة في مثل هذا الظرف الذي يستوجب المصللارحة‬
‫وكشف المستور منعا لتداعيات ربما تطال النظمة ذاتها في غفلللة مللن الشللعوب البسلليطة الللتي‬
‫غيبت عن الوعي في بعديه السياسللي والقتصللادي ولللم تللزل تللداور مكانهللا مللن حيللث النعللرات‬

‫‪90‬‬
‫القبلية والتحيز واللتفاف حول القبيلة أو الفئة أو المذهب بعيدا عن النظللرة الوطنيللة الشللمولية‬
‫مما يعني أن البعد الجتماعي أيضا مازال مغيبا تتحكم به ولءات فئوية ‪ . . .‬وبغياب مفهوم تلك‬
‫البعاد تزامنا مع النفور الشعبي لتلك السياسة العامة اللتي أفقلدت النظملة المصلداقية وشلككت‬
‫في قدرتها على التوافق مع التطلعللات الشللعبية بالتنميللة بمفهومهللا الشللامل مللع مراعللاة تحديللد‬
‫العدو واقرار الحدود الرادعة لتماديه وتطللاوله بللدل مللن هللذه التنللازلت المتواصلللة علللى مللدى‬
‫عقود مضت مما أثبت بما ليدع مجال للشك فشل هذه السياسة في ادارة الزمات السلليادية ممللا‬
‫تسبب بخسارة مزيد من الرض وتللدهور فللي أمللن واقتصللاد الفللرد ‪ ،‬هللذا التنللاقض أوجللد هللوة‬
‫واسعة مابين الشعب والقيادة مما يستدعي التوجس مللن أي قللرار مسللنود بللارادة سياسللية ‪. . .‬‬
‫فهذه الحرية العلمية التي يعتقد الساسة بانطلقها من قمقمها لم تستدع هذا النفيللر المتخللوف‬
‫من سطوتها إّل تهيبا من وعي شعبي يهدد بقاء هذه النظمة فالتخوف لينبللع مللن هللذا النحلل‬
‫الفضائي المعتمد على العري والتفسخ الخلقي والذي انما أنشئ ليؤسس لمرحلة ثقافية جديدة‬
‫تعتمد على ملهاة لتبني شعوبا بقللدر ماتحلافظ عللى أنظملة وبتتبللع هلذه القنلوات الخاصللة نجللد‬
‫مموليها اما أمراء ليمكنهم الضرار بالنظام المنتمين له أو أفللراد تللابعون للنظمللة وحريصللون‬
‫على خدمتها بينما القنوات الخرى والمختصللة بالللدعوة والعللون مللن حيللث البرامللج المناصللرة‬
‫للمضطهدين والمعذبين بفعل العدوان الخلارجي فملا هلي سللوى يللد مملدودة بلالعون ليلس اكللثر‬
‫ولتمس النظمة بنقد أو كشف لمستور ولتهيب منها مللادامت تنتهللج هللذا المنهللج القللائم علللى‬
‫الدعوة والمناصللرة لن فلي وجودهلا ملجللأ وتنفيسلا أحلادي الجلانب ‪ . . .‬اذا المقصللود بالتقييللد‬
‫والتضييق هي تللك القنلوات الللتي تطلال السياسلة العاملة وتسللط الضلوء عللى جلوانب اللوهن‬
‫وتسمح للمعارضين بالدلء بارائهم أو النهيللق بأصللواتهم فهنللاك معارضللة لهللا أهللداف خاصللة‬
‫تهدف لنصرة فريق على حساب فريق َاخر ليس أكثر لذا لتعد معارضة بالمفهوم الشعبي فان لم‬
‫تكن المعارضة تطمح لخدمة الشعب بمفهوم الشلعب عاملة دون التحيلز الفئوي أو الحزبلي فللن‬
‫تكون صادقة في التلوجه والعطلاء فلاذا ماأمعنلا النظلر فلي ملدى الحريلة الممنوحلة للفضلائيات‬
‫العربية نجد الجزيرة متسيدة بالرغم من التوجهات التي فرضتها كقناة مستقلة مثللل وضللع اسللم‬
‫)اسرائيل( على خارطة فلسطين مستثنية الضفة والقطاع مما يعني توجها سياسيا عربيا ودوليا‬
‫مقرا ومتفقا عليه هذا عدا اللقاءات المتتابعللة مللع نشللطاء ومسللؤولين صللهاينة بمللا يللدلل علللى‬
‫تطويع المواطن العربي على التأقلم مع الواقع كواقع لمفر منه كما انها متهمللة بالتغاضللي عللن‬
‫الدور القطري في السياسة العامة بحكم التمويل الضخم والرض الحاضنة حيث وصفها البعض‬
‫بأنها ُوجدت لتشتم الجميع وتسكت عن قطر‪ ،‬مما استدعى انشللاء فضللائية العربيلة لتسللكت علن‬
‫الجميع وتتطاول على قطر ‪ . . .‬وماهذه الحرية التي ينشللدها المللواطن العربللي إّل أنلله وبللالرغم‬
‫مما توصم بلله الجزيللرة تظللل الجزيللرة الفضللائية القنللاة الوسللع انتشللارا والكللثر قبللول لكونهللا‬
‫احترمت الوعي الشعبي وتماهت مع رغبته بالطلع على ماخفي من تلعللب بقللدراته وتصللوير‬
‫غلفللت بمسللميات مشللبوهة‬ ‫الواقع دون تحريللف وتسللليط الضللوء علللى بعللض التجللاوزات الللتي ُ‬
‫كصفقات السلح على سبيل المثللال لالحصللر ‪ ،‬هللذه الصللفقات الملياريللة الللتي أضللحت فضلليحة‬
‫مدوية عندما عجزت عن ردع كتيبة عراقية واحدة احتلللت الكللويت عللام ‪1990‬م واذا بمليللارات‬
‫الدولرات الخرى تضيع من جديد باستئجار جيوش غريبة للدفاع عن هذه الرض وكأن الوطن‬
‫العربي لتجمعه وحدة ميثاق دفاع مشترك ‪ ،‬اذا الجزيرة معنيللة بالوثيقللة فلي جانبهللا الهللم ‪. . .‬‬

‫‪91‬‬
‫وهنا وعند هذه النقطة بالذات نتساءل هل ناقشللت تلللك الفضللائيات الللتي تتخللوف منهللا النظمللة‬
‫مسألة التلعب بالمال العام بصورة واضحة بينة أوبمنطللق الشللفافية المتشللدق بهللا ‪ ،‬مللن خلل‬
‫استضافة مفكرين وعلماء بالقتصاد أوخبراء بخطط التنمية ام ان المسألة اقتصرت على مناكفة‬
‫النظمة لبعضها البعض بعيدا عما يخدم الشعوب على المدى البعيد ‪ ،‬فقضية مناقشة المال العلام‬
‫قضية أساسية تضع جميع القنوات المتخوف من تنويرها للشعوب المغيبة على المحك من خلل‬
‫المصداقية والجرأة في مناقشة هذا التسيب بالتعامل مع مال عام لكل مواطن حق فيه وليقتصللر‬
‫المر على دول الخليج بكونها الدول الغنية بل على الوطن العربي عامة من محيطه الللى خليجلله‬
‫فهناك هدر فلي الملال العلام أضلر ايملا اضلرار بلالمواطن البسليط بينملا اسلتفادة الفئة الحاكملة‬
‫تتضاعف أضف الى ذلك فئة قليلة ملن الشللعب امللا لقربهلا مللن النظلام أو لقللدرتها عللى تطويللع‬
‫خبراتها وعلمها للستفادة من مشاريع التنمية بما يحقق لها المكاسب بينما القاعدة تترنح على‬
‫السطح عاجزة عن مجاراة هذا الواقع المتسارع بخطواته التطويرية والمتبني للشللكلية بصللورة‬
‫بارزة حيث أن التنمية في بعدها القتصادي لتحقللق التكللافؤ والعدالللة الجتماعيللة فللاذا ماأخللذنا‬
‫البراج السكنية كشكلية للتنمية في بعض الللدول الخليجيللة فمللا هللو المللردود القتصللادي العللائد‬
‫على الوطن والمواطن ‪ . .‬أم هي تنمية تختص بالمستفيد من ملكية تلللك البللراج حيللث تأجيرهللا‬
‫للقطاع العام أو الخاص بينما العائد تنعم به فئة محظوظة خللدمتها الظللروف ممللا يللؤطر لطبقيللة‬
‫بغيضة تخل بالتوازن المجتمعي ‪ ،‬فاذا مااعتبرنا بالبراج كوسيلة للتنميللة لصللبح مللن حللق كللل‬
‫مواطن برج يستفيد من عائداته لتنمية موارده وهكذا تعم الفائدة الجميع على المللدى البعيللد فللي‬
‫حال تنامي نسبة السكان ‪ . . .‬كما أن هناك منطقة محظورة لللم تتطللرق لهللا الفضللائيات الحللرة !‬
‫مثل الحللديث عللن المخصصللات الماليللة لفللراد بعللض العللائلت الحاكمللة الجمهوريللة النتخابيللة‬
‫المتوارثة منها أو تلك النظمة الوراثية كنظام مقر ومعترف به والشهادة ل بان بعض النظمللة‬
‫الوراثيللة خاصللة الخليجيللة عملللت ومللازالت تحللاول مراعللاة الشللعب مللن حيللث الرفاهيللة الللتي‬
‫يستحقها كمواطن فللي دول غنيللة وان شللاب تلللك المحللاولت خلللل هنللا أو هنللاك ممللا يسللتوجب‬
‫النقاش وفتح الملفات ‪ . . .‬وهكذا يثور التساؤل كيف ُنفسر سللكوت تلللك الفضللائيات الحللرة عللن‬
‫فتح المجال لمناقشة مثل هذه القضية المهمة حيللث القتصللاد عصللب الحيللاة لللذا المزايللدة علللى‬
‫حرية بعض الفضائيات أو العمل على التضييق على قرارها بمللا يخللدم النظمللة ل الشللعوب فيلله‬
‫عودة للوراء بما ليحقق التقدم المنشود وعلى مستوى البعاد المذكورة بصورة مجتمعللة حيللث‬
‫ان الحرية منقوصة من الصل وما زالت رغم تواجد تلك الفضائيات المسماة حلرة إّل أنهلّا تظلل‬
‫مقيدة بعوامل عديدة بينما النظمة تنشد المزيد من التقييد‬

‫مركز معلومات الراية‬


‫‪ - 93 -‬بمخاطبة العقل يكسب حزب ال‬
‫المنتدى‬
‫ربماأضحت العاطفة عيبا يوصم بها الشعب العربي ممثل بللالمواطن رفللع مقامهللأو هبللط والللذي‬
‫تحوللى مجردأداة متحركة تعيش لتأكل وتتمتلع وصلوًل للنشلغال بتوافهلالمور فتجلده يتحلرك‬

‫‪92‬‬
‫ويثور منأجل اسم قبيلة‪،‬أو صحن كسر لزميله‪،‬أو لخسارة فريقلله فيسللب ويشللتم ويحطللم وربمللا‬
‫يقتل بينما هو ذاته الذي ل تحركه الشدائد فاخوانه في حصار جللائر مللن عللدو غاصللبُيقتلون كللل‬
‫يوم بغارات وحشية وتجويع وترويع بينما هو صامت مع الصللامتين ل يثللور ول يتحللرك إّل فللي‬
‫سمح له بالتعبير ول أكثر وهكذا تعود على الستكانة والستسلللم حيللث ان السللياط جللاهزة‬ ‫حال ُ‬
‫لتلتهب على ظهره في حال خالف الوامرأو حللاد عللن الطريلق وهللو الملم عنللد ظهللور عجلزأو‬
‫قصور فهو شماعة النظمة في حلال الصلمتأو الكلم بينمللا النظملة شلماعة للله فلي تلبرير ذات‬
‫الحال وكل منهمللا يللدور حللول السللاقية فلي حلال يصلعب توصلليفه ولكلن موقللف القلوة بيللد ملن‬
‫يمتلكأدوات اللعبة وما على المواطن إّل التمثل بجمل الصلحراء والصلبر عللى الجلوع والعطلش‬
‫وتخزين جرعات الغبن والقهر وما على النظمةإّل التيقن بأن هذا المواطن لن يتمثل من الجمللل‬
‫الصبر بل سيصل المر به وهو كارهإلى حقد الجمل وهنا ستكون الطامة على من سعى لتحويله‬
‫لسفينة الصحراء العطشى حيث ل ماء ول كل‪ ،‬فكرامته تنتهللك أمللام نللاظريه وسلليادته مخترقللة‬
‫وقراره مخطوف‪ ،‬بينما المال العام منتهب يوزع هنا وهناك‪ ،‬بل هو المال الذي يمول الداة التي‬
‫بها ُتفككأوطانه وُيقتلبناؤه وإخوته وُيذل بها قادته وتتزايد الضغوط بينما الممول هو المخنللوق‬
‫وما من منتبه رشيد يستدعي العقللل وإن وجللد وصللم بالجهللل واسللتدعى التاريللخ البللائد لتغليفلله‬
‫بللأحط الصللفات ليغللم علللى هللذا الشللعب ويظللل سللابحا فللي بوهيميللة بل ململلح ‪ . . .‬وكللم‬
‫أشبعتناأنظمتنا العربية بالمطالبة بتحكيم العقل وفهم المعطيات مدعية بأن صراخ الشللعب ليللدلل‬
‫إّل على عاطفلة مأسلورة بالشلعارات بينملا الخطلاب العلملي المفلروض خطلاب ضلاغط عللى‬
‫ل على تحفيزها في ظل شارع معطلل علن العملل فيتعلاظم الحسلاس بلالعجز وسلط‬ ‫العاطفة عام ً‬
‫غابة مليئة بالوحوش فكيف بهذا المواطن من خلص ‪ . . .‬هذا الحال ليس بجديد أو وليد أحداث‬
‫مستجدة أضافت نكبة العراق لنكبة فلسطين بينما محاصرة السودان تمضي على قدم وساق وما‬
‫أحداث تشاد والنتائج المترتبة عليها عنا ببعيد‪ . .‬إذ الحال المللتردي متواصللل منللذ عقللود مضللت‬
‫وما بينأسر‪ ،‬قتل‪ ،‬تجويع‪ ،‬ترهيب وانتقاص سيادة يتقلب المواطن على جمر يسهى عن حرارتلله‬
‫ساعة بينما يتلظى بناره ساعات‪ . .‬والعمل جار على التطويع والتركيع باسم التطبيع والحللق مللا‬
‫زال بعيدا بعيدا وأوضاع المة في انتكاسة مريعة ومشهد لبنان المأساوي المنذر بللالخطر دللللة‬
‫على سياسة موغلة بالتخبط وفقدان الستراتيجية فمرض وطننا العربي ليس وليد اللحظة ومللن‬
‫يعاني من أعراضه ويتعايش مع أوجاعه هو المللواطن حيللث تقللرح الجللروح وتضللخمالورامفي‬
‫حال من التواصل منذ تفكيك الوطن العربي وزرع دولة الكيان الصهيوني في قلبه وها هو الحال‬
‫اليوم قد تبدل للسوأ فالتراكمات صنعت جبال من الذل والقهر‪.‬‬
‫والمرض أضحى مكشوفا وتشخيصله بّيلن ول يستعصلي عللى طلبيب علام‪ ،‬خاصلة وأن العلم‬
‫صناعه يبدعون في أكاذيب وحقائق فيخلطون المللاء بللالزيت‬ ‫)الحر! ( قد تسيد الموقف وأضحى ُ‬
‫سلحرت عينله‬ ‫ويدسون السم بالعسل وأمام المتلابع والمشلاهد ولكنله متلابعُغيب ذهنله ومشلاهد ُ‬
‫وقليل هم الناجون من هذه الوجبات الدسمة بما غث وخاب‪ ،‬والشاهدالبرز خلل هذه الفترة هو‬
‫التنازع ملابين الملوالة والمعارضلة فلي لبنلان فبينملا المعارضلة بقيلادة حلزب الل تعملل عللى‬
‫مخاطبة العقل عكف الفريق اَلخر على مخاطبة العاطفة ونصب المشانق في لوحاته الجماهيرية‬
‫في عودة خائبة لما كانت النظمة تطللالب بالبتعللاد عنلله‪ . .‬وهكللذا تفللوق حللزب الل فللي خطللابه‬
‫وإدارته للمعركة بينما حزب جعجع وجنبلط في خسارة متزايدةأمام العقل العربللي الللذي لللم يعللد‬

‫‪93‬‬
‫مغيبًا رغم حالة السر المفروضة عليه ففي يوم ) الفلنتين المحتفل به! ( تعالت نبرة الكراهيللة‬
‫وتشّدد الخطاب ففريق يحتفل بذكرى مقتل الحريري بينما الفريق اَلخرُيشيع عماد مغنيه ‪ . .‬أمللا‬
‫قنواتنلا العربيلة الفضلائية السلائرة فلي طلور التضللييق بوثيقلة العلم المقللرة بإحتملاع وزراء‬
‫العلم العرب في الجامعة يللوم الثلثلاء الماضللي فمللا زالللت تللترنم بقصللائد مللدحأو هجللاء لهللذا‬
‫الفريقأو ذاك وما على المشاهد سوى الفرز والتفنيدلصدار الحكم ‪. . .‬‬
‫وبالمنطق الذي تمثلته المعارضة اللبنانية ومخاطبتها لعقل المشاهد منلذ دأبلت يكفينلا السلتماع‬
‫لمنطللق ناصللر قنللديل وأنيللس النقللاش وعزمللي بشللارة ونجللاح واكيللم والكللثير مللن ذوي الللرأي‬
‫والخبرة وسيلة للتأكد بأن للعقل مسارًا ‪ . . .‬كماأن وضللع محاربللة اسللرائيل كهللدف عللى جللدول‬
‫الولويات وصول لتحقيق الهداف يعد مكسبا لمعركة العلم وكمأجادت هذه الدارة باتخاذ هذه‬
‫الوسيلة من حيثأن كيان اسللرائيل عللدو للعللرب والمسلللمين وعلللى محاربتهاإجمللاع ل يمكللن أن‬
‫تبّدله طروحات فارغة تتلعب بالمشاعر فلي وقللت يتطلبإعملال العقللل‪ ،‬وكللان ملن الولللى علللى‬
‫النظمة العربية مخاطبة السياسة المريكية بمنطق العقل فإن كان قادةأمريكا المسيرون بأدوات‬
‫الصهيونية حريصين على استقرار المنطقة ومتوجسين من خطرإيران فكان من الولللى تطويللع‬
‫الوسائللتأمين الحماية من خلل توثيق العلقة معإيران كدولة جارة كانت وستظل جللارة للللوطن‬
‫العربي بينما العدو الذي ُتلزمنا بوضع اليد معه ما هو إّل كيان مزروع وزواله حتميللة قرَانيللة ل‬
‫مفر منها وحتى اليهودأنفسهم يعلمون تلك الحقيقةإّلأنهم يحاولون باستماتةإطالة مدة بقاء هللذا‬
‫الكيان ليس أكثر فأين العقل مللن التعللاون مللع بنللي اسللرائيل وهللم مللن عرفللوا بنقللض المواثيللق‬
‫وتاريخهم مخز وعقيم وشتاتهم في الرض لحكمة أرادها ال ول مفر منها فكيف ُتسير الشعوب‬
‫لهدف معني بالحرص على سيادة المة وأمن مواطنيها بينما الطريق أعوج ومساره ل يصل بنا‬
‫للهدف المنشود مهما قطعنا فيه من أميال‪ ،‬وإن كان لبد مللن تحقيللق العدالللة فمللا علللى النظمللة‬
‫سوى قراءة المعطيات وتمحيللص النتللائج عللى مللدى العقللود الماضللية ومللن ثللم اتخللاذ الخطللوة‬
‫الصائبة والعودة علن المسلار الخلاطئ وتلوجيه البوصللة للبر الملان وإن تطللب الملر خلوض‬
‫المستنقعات‪ ،‬فأن تتلقى الدعم منأي كان خير من تلقيه من بني اسرئيل فهم العدو بللللد العللداء‬
‫وما دام المسلم يدافع عن حقه وأرضه بمقاتلتهم فهو على الطريلق الصلواب ويعلد مقاوملا دون‬
‫البحث عن النوايا فالمحاسب عليها هو ال ‪ . . .‬ومقاومة العدو واجب وطنللي ودينللي ومحاسللبة‬
‫حزب ال على النوايا أمر مرفوض حتى ُتترجم النية لما يفترضلله البعللض منللا فهنللا لكللل حادثللة‬
‫حديث وسيظل المواطن العربي مع المقاومة في لبنان وفلسطين والعراق ما دام سلحها موجهًا‬
‫لصللدور العللداء أمللا لللي عنللق الحقيقللة وتمجيللد العللدو واعتبللاره صللديقا ومصللافحته وتقللبيله‬
‫والللدعوة للتصللالح معلله بللالرغم مللن تواصللل عللدوانه وصلللفه وإصللراره علللى نهللب الرض‬
‫ومحاصرة وقهر الشعب بالتعاون مع أنظمة عليلة تنشد السلللمة للعللروش بينمللا الوطللان بمللن‬
‫فيها على شفا جرف هاو فهنا الكارثة التيل تقبل المجاملة والخطر المحدق بأمتنللا لللن ينللال مللن‬
‫الشعب بشكل منفرد بل سيلحق بالنظمة الخللائرة القلوى والللتي للم يعلد بمقللدورها إرضلاء بنلي‬
‫صهيون فهم جهنم ال على أرضه ومهما قدم لهم من تنازلت فهم ينشدون المزيد‪.‬‬

‫‪94‬‬
‫‪ - 94 -‬النتحارية امرأة معاقة )منغولية( فمن المجرم إذًا؟!‬
‫المنتدى‬
‫التفجيرات اسلوب وحشي عقيم لينتج سللوى الخللراب والمللوت ولشللك بللأن هللذه النتيجللة غيللر‬
‫مرغوبة لبني البشر عامةلن بهما تعم الفوضى وتتهاوى القيم ويغيب العقل لتعود البهيمية هي‬
‫الحكم والميللزان الللذي تسللير بلله الحيللاة النسللانيةإلى فنائهللا المحتللوم‪ ،‬والنمللوذج المثللل لهللذه‬
‫الوحشية يتمثل بعدة صور تتضح في مواقع متفرقة مللن هللذا العللالم متباعللدة كانتللأو متقاربللة‪. .‬‬
‫ولكلن لوأخلذنا الصلورة ملن جلانب العلراق المحتلل فقلط لتمثلل لنلا هلذا التجنلي الصلارخ عللى‬
‫النسانية بكل ما تحتويه هذه الكلمة من معان وما تتأمله مكوناتهللا مللن احتياجللات‪ ،‬فللالتفجيرات‬
‫العبثية وسط جموع البسطاء من البشر والساعين على رزقهم بما قدر لهللم مللن مللوارد بسلليطة‬
‫ليمكن وصفه بالرهاب مجردا من توابعه‪ ،‬فنحنأمام جرائم وحشية بكل جوانبها الحاضللرة بمللن‬
‫يطلق عليهم النتحاريين والمفتقدة بمنُيسير هذه الدمى البشرية لمصيرها السود ‪ . . .‬ففي يللوم‬
‫الجمعة الماضي تجددت حرب النجاسة بتفجيرينأحدهما نشر المللوت والرعللب فللي سللوق الغللزل‬
‫لبيع الطيور والحيوانات في وسط بغداد فاختلطتأشلء الطيوربأشلء البشر في مشللهد مأسللاوي‬
‫صارخ‪ . .‬والثاني عم بخرابه سوقا شعبية في منطقة بغداد الجديدة جنوب شرق العاصلمة وكلان‬
‫عدد القتلى الضللخم منللذ ستةأشللهر وكمللا ورد فللي الخبللار فللإن مللن تكفلتابإنجللاز تلللك المهمللة‬
‫النجسة في كل من الموقعين امراتيللن )انتحللاريتين( كمللا هللو الوصللف شللائع‪ ،‬وتنللاقلت الخبللار‬
‫حقيقة مللرة شللاهدة علللى عصلر الجللرام البوشللي حيللث لمفللر مللن الحقيقللة بعللد تناقللل الصللور‬
‫الفاضحة لهذا الحتلل الوحشي وما نتج عنه ومنه من جرائم حرب لبللد لهللا مللن محاسللبة وإّل‬
‫وقعت الواقعة التي لن تبقي ولن تللذر‪ ،‬والحقيقللة وإن كللانت مللرة ففيهللا تجللل ووضللوح لحقللائق‬
‫لطالمللا قللال بهللا ذوو الضللمائر الحيللة ولكللن إعلم العللدو الضللارب بأكنللافه عّتللم عليهللا وض لّلل‬
‫ملمحهاإّلأن ال العليم الحكيللم الممهللل للظللالم ليأخذهأخللذ عزيللز مقتللدر قلّدر فظهللرت الحقيقللة‬
‫برأس الضحية التي لبد من الدفاع عنها والسعي لخللذ حقهللا ممللن ظلموهاأسللوة بغيرهللا ممللن‬
‫تدعي لجان حقوق النسللان الللدفاع عنهللم باللسللان فقللط أمللام قللوى الفجللور والطغيللان فلللم يعللد‬
‫للضعيف من حق سوى الصراخ في نفق مسدود بل هلواء‪ . .‬والحقيقللة الشللاهدة كمللا هللو جسللد‬
‫فرعون شاهد على فنلائه كلانت رأس )النتحاريلة( بملمحله شلاهدا وعلبرة لملن يعتلبر خاصلة‬
‫لهؤلء المتأمركينمن ُكتاب المة والذين لهم لهم سوىإلصاق تهمة الكراهية والرهاب بللأمتهم‬
‫دون فاصل مابينحق وباطل‪ ،‬ولو عاد كل متأمل للصور التي نشللرت فللي الجللرائد لتللبين للله بللأن‬
‫رأس النتحارية يحمل ملمح محددة وخاصة بفئة معينة‪ . .‬ومن لم يعلم فليتلقى المفاجأة فإحدى‬
‫هاتين المرأتين كانت معاقة بمتلزمة داون )المنغوليللة( كمللا اتضللح مللن معللالم الللرأس والللوجه‬
‫الذي لم يتشوه بفعل النفجار وربما لحظ المتابع متعجبا مستنكرا تجمع البعض لتصوير الرأس‬
‫رغم بشاعة المشهدإلأن مافطن له الجمللع حللري بللالتوثيق بالشللهادة الحيللة والصللورة الناطقللة‬
‫فحقيقة )النتحارية( المظلومة كانت أكبر بشلاعة ملن المشللهد ذاتلله‪ ،‬ولنتصورمريضللة بقلدرات‬
‫عقلية محدودة وهي تخطط للنتحار الجماعي عجبي‪ ،‬وسبحان من يقدر القللدار فلربمللا لللم يللدر‬
‫بخلد المجرمين الحقيقيين بقاء رأس الضحية سليما ودليل على حقيقة قال بها كل متتبع بضمير‬
‫حي لمعاناة شعب العللراق‪ ،‬فالجريمللة المنظمللة الللتي ُتنسللب للقاعللدة فللي كللل الحللوال كشللماعة‬
‫للمحتللل للتهللرب مللن تبعللات جريمللة الحتلل وتعميللم الفوضللى الهّدامللة تؤكللد بللأن هللؤلء‬

‫‪95‬‬
‫الموصوفين بالنتحاريين ونخص منهم المعنيين بالتفجيرات وسللط الحيللاء والسللواق الشللعبية‬
‫مسلليرون دونللإرادةأو علللم والتفجيراتإنمللا تحللدث بمتللابعتهم عللن بعللد حتىللإذا ماوصللل الهللدف‬
‫ضغط على الصاعق ليموت البرياء بمن فيهللم المللدعو ‪ -‬انتحللاري ‪ -‬وسللواء تللم‬ ‫للموقع المحدد ُ‬
‫التفجير بحزام ناسف كما هو الحال مللع هلذه المللرأة المعاقللة‪ ،‬أو بواسللطة متفجللرات تلزرع فللي‬
‫سيارةأو عربةأو ما شاء لعقول الشر ابتكاره وتسخيرهلداء تلللك المهمللة القللذرة بواسللطة هللذا‬
‫النسان البرئ السائر لحتفه المرير بتخطيط خبيث فالنتيجة واحدة الموت وتعميللم الفوضللى‪. . .‬‬
‫والرجحأن هذا المتهم المجني عليه ممن تحل عليه الرحمة نظرا لواقع الحال المعاش والحاجللة‬
‫التي دفعته للتكسب من وراء هذه الجهللات المشللبوهة ليمللوت بغفلللة منللأمره ويأخللذ فللي مللوتته‬
‫الكثير من بنللي البشللر وغيرهللم مللن كائنللات حيللة وأرواح رطبللة فيهللا الجللر‪ . .‬والعامللل اَلخللر‬
‫والمؤكد على يد الخبث وعملء الحتلل يكمن في تزامن تلك التفجيرات الجراميللة مللع تصللاعد‬
‫هجمللات المقاومللة ضللد الحتلل وجنللوده فكلمللا زادت عمليللات المقاومللة وتتللالت النعللوش فللي‬
‫الجللانب الحتللللي حلللت لعنتلله علللى البسللطاءفي علقللة طرديللة مللابين تزايللد وتيللرة المقاومللة‬
‫ووحشية الجريمة‪ . .‬وهكذا هم يمارسون الجريمة والبادة والللتي تأخللذ مسللميات رسللمية تتخللذ‬
‫طابع القضاء علىالرهاب من جانب وعلى الجانب اَلخر ترويع البسطاء وقتلهم لكسللب التأييللد‬
‫الشعبي لحرب الرهاب الصهيوأمريكية بالمنطق المعكوس ذاته‪ ،‬وفي الحالتين الفاعل واحد هو‬
‫الحتلل بجنوده وشركاته الدموية وعملء الصهيونية المتمددينبأطرافهم وعقلولهم عللى أرض‬
‫العراق وما تلك الدوامة التي وظفت العملء وضعاف النفوس والعقيدةإّل جزء من مخطط يهدف‬
‫لبروز عالم جديد ليس به غير فئة تحكم وتتحكم ورعللاة مستضللعفين يعملللون لخدمللة تلللك الفئة‬
‫العنصرية النازية التي تؤمن بأن البشر لم يخلقوا على هيئة البشرإّل لخدمتهم فقط‪ ،‬وتتعالى نار‬
‫الحقد فللي حالللة مللن التشللفي والتلللذذ بمشللاهد الللدماء والشلللء لللذاك المللواطن العراقللي الللذيل‬
‫يحتلرضا ولم يقتللل صللهيونيا دون وجله حلق‪ ،‬ومملا لشلك فيهلأن مثللل هلذه الجلرائم تؤديللإلى‬
‫التشويش على تلك المقاومة النزيهة بل هي تلويث لها في أذهان العامة والذين يفتقدون النظرة‬
‫التحليلية والربط مابين الوقائع واستقراء النتائج ومن هو المستفيد من هللذا الللدمار الللذي يطللال‬
‫كل بيت في العراق هل هي المقاومةأم الحتلل فالمواطن العادي البسيط المنشغل بما ح لّل عليلله‬
‫من موت ودمار وجللوع وتضللييق منافللذ الللرزق تكتنفلله الحيللرة بينمللا هللو يتسللاءل كيللف يكللون‬
‫المجاهد مجاهدا وهومن يفجر نفسه في البرياء البسطاء ممن لحول لهم ولقوة فتضعف همته‬
‫ويشللكك فللي مقللاومته بللل وفللي لحمتلله ووطنيتلله ويجللد فللي الحتلل ملذا متوهمللاإنه الحللامي‬
‫والمنقذ‪ . .‬وهكذا تختلط الوراق وتتلعب اَللة العلمية بحربها ضد الشعوب لتصللوير المجللرم‬
‫بأدواتهأيا كانت عرباأو عجملا بالفاتلح العظيلم بينملا البرئإرهلابي‪ ،‬مجلرم‪ ،‬انتحلاري‪ ،‬متطلرف‪،‬‬
‫متشدد وداع للكراهية والبغضاء وخذ من هذه الوصاف ماتشاء لتعمر بهللا كتابللات النهزامييللن‬
‫العرب في وصفهم لرجال المةوأبطالها وضحاياها وحسبنا ال ونعم الوكيل‪.‬‬

‫‪ - 95 -‬زوايا الفكر ‪ ..‬وجوه بل أسماء وأسماء بل وجوه‬


‫بقلم ‪ :‬نورة الخاطر ‪..‬بالنسبة للنسان الذي تحكمه علقات اجتماعيلة واسلعة وتلزمله بلالتعرف‬
‫علي العديد من بني المجتمع وغيرهم ممن يشاركونه العيش في هذا الوطن وكل منهم للله شللأن‬
‫يغنيه فهذا معني بعمل خيري وآخر معني بشأن ثقافي أو اجتماعي أوعمل وطنللي يجتمللع حللوله‬

‫‪96‬‬
‫الكثير مما يوجب التعرف والتعارف فيما بين المشاركين عدا تلك المعرفة العابرة والتي تحكمها‬
‫مثل تلك اللقاءات حسب المناسبة وموضوعها‪ ،‬نجده يألف مثل تلك الوجللوه الللتي تعلّرف عليهللا‬
‫بالرغم من تباعد مسافات الزمن ما بين لقاء وآخر لذا كثيرا ما يقع المرء منا في ذات الشكالية‬
‫المعنية بوجوه بل أسماء حيث تاهت المسميات وسط زحام المعلومات والمعارف والمهللام الللتي‬
‫تتدافع في هذا الرأس الصغير في حالة من التوازي حينللا والتصللادم حينللا آخللر بينمللا الهللوامش‬
‫أضحت متضخمة بما تزخر به‪ ،‬لذا تلتقي الوجوه بابتسامة فللرح اللقللاء المتجللدد ومعرفللة أكيللدة‬
‫بهذه الملمح إّل إنه عند البحث عن التعريف المعني بالسم نجده قد تاه منا ونحاول اسللترجاعه‬
‫من ذاكرة مثقلة وسط زحام اللقاء وما يعتريه من مجاملت وربما حوارات يسللتلزمها الجتمللاع‬
‫ولكن هيهات لنا سبر تلك الغوار المتعرجة والمتشابكة والللتي يصللعب العبللور وسللط دهاليزهللا‬
‫التي احكم الخالق صنعها ويحتاج المر إلي رابط يجمللع المعلومللة ويرتبهللا فللي الللذهن وعصللي‬
‫علينا ايجاده ولربما نتدارك المر بطلب المساعدة لذاكرة مرهقة مما أتخمت بلله ولكللن مثللل هللذا‬
‫الطلب من الصعب تكراره ما بين حين وآخللر لكللونه محرجللا للسللائل والمسللؤول‪ ،‬ويللزداد المللر‬
‫تعقيدا في حال تعرف أحدهما علي الخر بالسم والصللفة بينملا المعنللي بمبادللة المعرفللة علاجز‬
‫عن إنعاش تلك الللذاكرة الرافضللة لسللتدعاء السللم بللالرغم مللن الحنيللن والشللوق والرغبللة فللي‬
‫استدعائه‪ ...‬ونخلص إلي حقيقللة واحللدة أن الكللثير ممللن تتلوه أسللماؤهم عنلا هللم محللل ترحيلب‬
‫واستئناس بوجودهم أمامنا ولكلن هلي فلترات اللقلاء القليللة فلي علددها المتباعلدة فلي زمانهلا‬
‫والموجزة في كلماتها حيث انهلا ل تتجلاوز السللم والتحيلة والعتبلار بمكنلون النفلس التواقلة‬
‫للتواصل‪ ،‬هذا متعلق بشخوص تحتفظ خلزائن الللذاكرة بململح سلمحة علللت وجلوههم وكلمللات‬
‫طيبة عطرت ألسنتهم بينما هي السماء من تللاهت فلي لحظللات ضلعف منهلا‪ ...‬وعلللي مسلارات‬
‫أخري هناك أسماء خّلدها التاريخ اسما وصورة ول يمكن للذاكرة أن تتوه عللن احتضللانها بينمللا‬
‫هناك فئة معينة ونخص ولنعم وإن كانوا من الكثرة بمكان قد تميزوا بوجللوه ُمسللخت ملمحهللا‬
‫ولم يعد بمقدورنا قراءة تفاصيل تجاعيدها أو إشاراتها وتعابيرها ‪ ،‬وهي كما نراها جافة بفقدها‬
‫لمائها ‪ ،‬وممسوخة بانسحاب وطنيتها وانسلخ كرامتها وتسرب نخوتها وضعف عقيدتها حللتي‬
‫أضحت معالم بل ملمح وبقيت في ذاكرتنا مجرد أسماء بل وجللوه‪ ،‬وأقللوال بل عطللاء ‪ ،‬وأفعللال‬
‫تصب مصالحها في خانة العداء ليزداد بؤسنا بهذا النتماء لمثل هللؤلء‪ ،‬منهللم مللن غللاب عنللا‬
‫ومنهم من ل يزال ُيضنينا ويوجع قلوبنا ويضاعف نكسللاتنا‪ ،‬وهكللذا يللوم عللن يللوم يبقللي السللم‬
‫كشللائبة عالقللة بللذاكرتنا وبتاريللخ أمتنللا بينمللا ململلح الوجللوه حاضللرا قللد تللآكلت فللي النفللوس‬
‫ومستقبل علي صفحات التاريخ ول تستحق من أبناء المة سللوي البصللق وكللثيرا عليهللا ذللك ‪،‬‬
‫فهي في يوم من أيام التاريخ كانت ضمن هراوات استخدمها العدو لجلد جسد المة حيللث عللادت‬
‫بنا لجاهلية بغيضة يضرب فيها البعض رقاب البعض ل فرق بين أخ أو ابن عللم‪ ،‬هللذا عللدا زرع‬
‫ل ما فعله رجال الفتنة فللي فلسللطين والعللراق ولبنللان والصللومال والبللؤر‬ ‫الفتنة والتآمر وخذ مث ً‬
‫المنتشرة في كل بقعة علي أرض الوطن العربي منه والسلمي وما كان الدافع لهؤلء يسللتحق‬
‫مثل هذا العناء فكيف بدراهم وبعض من قصور وعربات ووهم بقيادة أوما شابه وهي تعادل في‬
‫نفوسللهم تسللليم العللدو الرض ومللا تحللوي‪ ،‬والتفريللط بالشللرف والسلليادة علللي قائمللة العللرض‬
‫والطلب لمن يرغب‪ ،‬وباسم السلم ُتسوغ للستسللم‪ ،‬وتحججلا باتفاقيلات اهلترأت اختراقللا ملن‬
‫قبل العدو ُتساهم بالقتل واحكام الحصار لخوة الدم والجوار وهكذا ملن أجلل القلاب وبعلض ملن‬

‫‪97‬‬
‫المال ُمنح من ُمنح مزيدا منها فذاك رجل أعمال يملك المليارات وهذا قائد همام ل يشق له غبار‬
‫وهناك مفكر حامللل لكللبر الشللهادات‪ ...‬وتحللت بنللد النتمللاء علللي الرعيللة الللولء لكللل هللؤلء ‪،‬‬
‫والروح والدم لهم فداء‪ ،‬والموت في سبيلهم وطنيللة وإستشللهاد ول بقللاء لشللهادة أو جهللاد فللي‬
‫زمن الكراهية والرهاب‪...‬‬
‫وُفرض العجز علي الجمللع‪ ،‬النلاطق منهللم والصللامت‪ ،‬المقيلد أو المرخيللة أسلاوره فلالهم معملم‬
‫والسكوت نعمة والعتراض جحود‪ ...‬وها نحن ُمسللمرون نتللابع ونسللترجع وجوهللا بل ململلح‪،‬‬
‫وعقللوًل بل تللدبر‪ ،‬وقلوب لًا بل ضللمائر وتزايللدت تلللك السللماء المصللفوفة علللي الطرقللات وفللي‬
‫الرفف‪ ،‬وتناست هي قبل غيرها أنه لبد لمن هو معاصر من يوم تكون فيه مجللرد أجسللاد علللي‬
‫النعوش في حالة تمدد بل روح‪ ،‬وذكري محاطة بسواد يلف السم والصورة علي السواء بينمللا‬
‫السللائرون فللي مللواكب الركللب منللافقون أو خللائفون وخاضللعون مصللاحبون بألسللن الجمللوع‬
‫المستبشرة بالغياب المؤمنة بعدل الوارث المبديء المعيد قائلة‪ ،‬اذهبوا إلي رب غير ظلم للعبيد‬
‫وهناك حتما ستتعرفون علي حق كنتم عنلله تحيللدون‪ ،‬وحقللا‪ ،‬تعسللت تجللارة بهللا إلللي المناصللب‬
‫تسيرون أو سياسة من ورائها تتكسبون وعلي حساب شلعوب تائهلة ملا بيلن غفلللة واسلتغفال‪،‬‬
‫وطمع واستضعاف‪ ،‬وقهر وارتهان‪ ،‬ووصاية واحتلل‪ ...‬إّل أن المل ل يخبو ملن النفللوس فهللو‬
‫باق بضوء خافت هنا وآخر يكاد يضيء هناك والحاجة فقط إلي قليل من الهواء لتتعالي الشللعلة‬
‫ويعود الضياء لينير أمة لبد لها من بقاء‪..‬‬

‫‪ - 96 -‬زوايا الفكر ‪ ..‬واقعة تنشيء اللتزام‬


‫بقلم ‪ :‬نورة الخاطر )كاتبة قطرية ( ‪..‬في اشتداد أزمة الحصار الفاجر علي غللزة وصللوًل لقطللع‬
‫الكهرباء وهي شريان الحياة المتمدنة الحديثة بل مقومات الحياة وتواصلللها مللع الخللر ليمكللن‬
‫لها أن تتأتي دون الكهرباء‪ ،‬هب شعب غزة البي الشجاع للدفاع عن نفسه وهذا حق مكفول ‪...‬‬
‫فما كان منه سوي التوجه للبوابة الوحيدة التي تربطه بأخوة له في الللدين واللغللة فمصللر قلللب‬
‫المة النابض‪ ،‬هي بالنسبة لغزة الرئة التي يتنفللس بهللا هللذا الشللعب بالضللافة لكونهللا المتللداد‬
‫السلتراتيجي والقلوة السلاندة والملدد النسلاني فهنلا علقلة جلوار وقرابلة ونسلب‪ ،‬للذا اعتملد‬
‫الفلسللطينيون فللي التجللاه إلللي هللذا المعللبر تحديللدا علللي أبعللاد عديللدة منهللا البعللد الللديني‪.. ،‬‬
‫العربي‪ .. ،‬الجتماعي والثقافي فأواصر العلقة أبعد من جدران وحدود مصطنعة ‪...‬‬
‫وهنا وفي هذه النقطة الفاصلة مللابين الحللدود تجلللي الموقللف وكللم كللان صللعبًا ومللؤثرا واكتمللل‬
‫المشهد المأساوي بتجمع النسلوة أملام بوابلة المعلبر وتنقللت الصلورة الفضلائية ملابين مشلهد‬
‫وآخر فكنا في لحظة أمام سجن كللبير تقللف خلفلله جمللوع جائعللة غاضللبة مسللترحمة مستنهضللة‬
‫للهمم‪ ،‬وعلي الجانب الخر إصطف الخوة بالمتاريس والخوذات ولكن بصمت وتأمللل وتعللاطف‬
‫لم يسبق لنا رؤيته من رجال أمن عرب أمام مظاهرة غضب ‪...‬‬
‫نعم الموقف عصيب ودقيق والتصرف محسوب وموزون فعليه تترتب نتيجللة فاصلللة ليتحملهللا‬
‫النظام‪ ،‬ويتواصل المشهد والمعبر مازال مغلقا أمام الجموع بينما غالبية الشعب العربي في حال‬
‫من التصلب والمتابعة لمشهد غير مسبوق فنحن أمام اكللبر سللجن فللي العللالم يضللم بيللن جنبللاته‬
‫فوق المليون ونصف المليون من بني البشر وهلم جميعلا أخلوة لنلا مأسلورون بحقلد الصلهاينة‬
‫ودسائس حكومتهم الخفية في وضع يصللعب توصليفه‪ ،‬فل هللو كشلعب معلزول محاصلر بلملدد‬

‫‪98‬‬
‫متمكن من توفير آليات الرد أوحتي الحياة الكريمة ولهو قادر علي فك الحصار أو فرض القرار‬
‫ولكللن الرادة لتحتللاج سللوي اليمللان بالواحللد الّقهللار ولغيللره‪ ،‬وأمللام مشللهد رجللال المللن‬
‫المتللوجس مللن الموقللف المنتظللر لقللرار يسللنده ويقللوي مللوقفه أمللام أخللوة يأمللل مللن كللل قلبلله‬
‫بمساعدتهم‪ ،‬تجلي موقف مشرف آخللر‪ ،‬وهنللاك فللي القللاهرة ‪ -‬قللاهرة العللدو علللي الللدوام ‪ -‬فئة‬
‫فاعلة تحركت للتظاهر ضّد هللذا الظلللم‪ ،‬وفللي مصللر علللت الصللوات وتتللالت التظللاهرات وعلللي‬
‫النقيض من موقف رجال المن علي بوابة رفح تابعنا ماكان مألوفًا من ألوف مؤلفللة مللن رجللال‬
‫المن وهي تكبح التحرك في الشارع لتعيد الصلوات لجلدران وأسلوار ونحملد الل عللي إنفلت‬
‫الصورة من عقالها فالعلم النافع يعم البشر بنفعه بينما الشر يعمم الموت والدمار وإن كان العلللم‬
‫والشر من مصدر واحد ولكن أهل العللم يختلفللون علن دعلاة الشللر وساسلته واللهلم انفعنلا بمللا‬
‫علمتنا ‪...‬‬
‫وبنعمة من ال لم تعد الصورة مأسورة‪ ،‬وتعالت همة فضائية الجزيرة وكالعادة كانت سباقة فللي‬
‫نقل الواقعة وبالصورة الجلية الوضوح وعلي جوانب عدة‪ ،‬فتارة هي هناك وتارة هي هنللا عللي‬
‫الحدود الفاصلة مابين أوطاننا‪ ،‬وعندما بلغ اليأس منا مبلغا تجلي المشهد بتفجير الجدار‪..‬‬
‫ماذا جدار شارون علي حدود مصر!! ل إنه جدار آخر سابق لجدار العزل العنصري الفاصل وما‬
‫اكثر الفواصل ‪ ..‬إنه ‪ -‬جدار عازل مابين مصر وفلسللطين ! ‪ ... -‬لبللأس فمللن أجللل حللل القضللية‬
‫تبنللي الجللدر وتتكللرر اللقللاءات وفللي ذروة الزمللات مللع جبللابرة الجللرام بنللي صللهيون وتفتللح‬
‫السفارات والمكاتب وتتصافح اليدي بل المر وصل للعناق والخذ بالحضان والعللتراف بحللق‬
‫المجرم بالتمتع بسرقته وحقه بالدفاع عنها‪ ،‬ومن أجل القضية ! كل شئ مباح حتي التعاون مللع‬
‫الشيطان وعصيان الخالق العظيم والرحمن الرحيم يعتبر من مستلزمات القضية ‪...‬‬
‫ليضير فانتظروا ونحن معكم منتظرون ‪ ...‬ولكن هي الوقائع من تفرض حال يختلف عن الحال‪،‬‬
‫حكم‬ ‫وهكذا دخلت الجموع الُمجوعة أرض مصر آمنة مطمئنة مع إلغاء كل الحسابات فهذا شعب ُ‬
‫عليه بالعقاب الجماعي لكونه إختار قللادته بنزاهللة ورفللض حربللا أهليللة لتبقللي ولتللذر ووضللع‬
‫مؤججيها في خانة مكشوفة وفشل مخطط الفتنة بخيبة القائمين عليه ونصر ال شللعب فلسللطين‬
‫في غزة ورأينا مشاهد الجموع الللتي فللاقت مئات اللللوف وهللي تللتزود بمسللتلزمات الحيللاة مللن‬
‫مصر وأمام هذا المشهد النساني غير المسللبوق تجلللت معللان وحقللائق فرضللتها واقعللة إقتحللام‬
‫الجدار وكسر الحصار نتبين بعض منها‬
‫‪ -1‬عظمة كل من الشعبين الفلسطيني والمصري فّكبرنا وهّللنا وقلنا صدق ال وعده فهذه مصر‬
‫)‪ ...‬وقال ادخلوا مصر إن شاء ال آمنين( يوسف ‪- 99 -‬‬
‫‪ -2‬اللتزام الذي فرضته الواقعة حيث القبول بهذا الدخول ورفض التجويللع والمحاصللرة لشللعب‬
‫محتل أعزل يواجه طائرات العدو وقذائفه علي مدار السللنين يومللا بيللوم وسللاعة بسللاعة‪ ،‬فكللان‬
‫تصريح الرئيس المصري باللتزام النساني بقضاء حوائج هذا الجائع ‪ ...‬موقفا يحسللب للقيللادة‬
‫وحسنة تمحو سيئة فشكرا لمصللر ورجالهللا الللذين قللالوا ل للحصللار ورفعللوا الصللوت وفرضللوا‬
‫القرار‪.‬‬
‫‪ -3‬ماوقع به العدو من دوار حول نفسه وقد فلت القرار من يده وفشلللت خطتلله بممارسللة القتللل‬
‫بدم بارد والحصار المظلل بالكلاذيب الدوليلة المتغنيلة بلالمجتمع اللدولي الحريلص عللي الملن‬
‫والسلم الدوليين والمتغني بدوره بحقوق النسان بينمللا البشللر يموتللون كللل يللوم بترتيبللات هللذا‬

‫‪99‬‬
‫المجتمع الكاذب المنافق والذي يجعل مصالحه الفئوية مقدملة عللي دملاء وحقلوق وحريلة بنلي‬
‫البشر‪.‬‬
‫‪ -4‬الوقائع التي تمليها إرادة الشعوب توجب الللتزام الملترتب عللي النظملة حللتي وإن تغللافلت‬
‫عنه بحجج واهية أوضغوط ظالمة أو واقع حال كذبته بطللولت الرجللال‪ ،‬وبهللذه الرادة الشللعبية‬
‫لم يعد للعذر مجال‪.‬‬

‫‪ - 97 -‬زوايا الفكر ‪ ..‬شارع ‪ ..‬فارغ أم ُمفرغ ؟!‬


‫بقلم ‪ :‬نورة الخاطر )كاتبة قطرية( ‪..‬بينما شارون يتعذب في غيبوبته في حال من رفض السماء‬
‫والرض لنتانته وفظاعة جرائمه وسوء خاتمته يتبجح بعض الحاخامللات بتلللك الحقيقللة معلليللن‬
‫مأساته بتنازله عن أرض اليهود في غزة‪ ،‬وبناء علللي تلللك التخللاريف يمعللن بنللو صللهيون فللي‬
‫التأكيد علي أن غزة مازالت لقمة في اليد فلهم متي شاءوا تعللذيب مللن عليهللا وسللد المنافللذ فللي‬
‫وجوههم وصول للتركيع التام وما النسحاب سوي تكتيك محسوب تحرس حدوده قوات صائمة‬
‫عن كل حق ومالها سوي تنفيذ الوامر ولذلك تستمر العتللداءات الللتي لتحتلاج إلللي ذرائع ولللم‬
‫تكن وليدة اللحظة بل تتواصل مع اعتراض خافت بعض من الوقت وغض للطرف في كل وقللت‪،‬‬
‫ومن المفارقات المحزنة أنه وبالمس الول طالعتنا وسائل العلم بالهجمات الجرامية النازيللة‬
‫التي يمارسها بنو صهيون علي أبطال غزة المحاصرين في السجن الكبير بينما هناك خللبر آخللر‬
‫يفيد بأن الحكومة المصرية أعلنت اكتشاف مخبللأ أسلللحة ومتفجللرات فللي سلليناء وقللد كللان مللن‬
‫المفترض تهريبها لقطاع غزة‪!...‬‬
‫وعلي صعيد آخللر سللبق وأعلللن وزيللر الخارجيللة المصللري أن مصللر ستشللتري ) بالمسللاعدات‬
‫المالية المريكية بلالطبع! ( أجهلزة فنيلة متقدملة ملن الوليلات المتحلدة لحكلام المراقبلة عللي‬
‫الحدود مابين مصر وفلسطين ‪ !...‬أما في الخليج فقد أسللتقبل بللوش إسللتقبال الفللاتحين وأقيمللت‬
‫شللرعت السلليوف اللمعللة وُقللدمت الصللقور ‪ ..‬رمللوز‬ ‫العرضات وتراقصت الفتيات الصللغيرات و ُ‬
‫تهاوت وفقدت رمزية الشموخ والعزة أمام فرعون العصر والذي ليمكن للله استشللعار رمزيتهللا‬
‫وكيف لحمق مثله وضع المور في نصابها وهو من تتجرأ وزيرة خارجيته لتمرير ورقة جافللة‬
‫ُكتب عليها إصمت أو لنقل إخرس وإذا به يقرأها بزهو ‪...‬‬
‫كيف لنا تبرير العتداءات الصهيونية بضوء أمريكي أخضر ورئيس أمريكا ذاته يتحللرك حسللب‬
‫الشارات الضوئية الصهيونية ‪ ...‬كيف لنا التغاضي عن تواطؤ المتخللاذلين بينمللا الكلمللات الللتي‬
‫يطلقها قادتنا فاقدة للمصللداقية والفعللال محكومللة بللالوامر العلنيللة منهللا والخفيللة ‪ ...‬كيللف لنللا‬
‫مداوة الجروح وتخفيف لوعة النفوس وهيلاج العواطللف ونحللن نتلابع ردود الفعلل السللتهلكية‬
‫التي يقول بها رئيس السلطة الفلسطينية في تهديد العدو العامل علي تعريته بينما هو من يضمه‬
‫بالحضان‪ ،‬عباس يقول إما وقف العتداء وإما وقف التفاوض وتقديم الستقالة‪ ،‬بينما الصللديق‬
‫أولمرت يقول إنها الحرب‪ ،‬وكيف للحللرب أن تقللوم بطللرف واحللد قللوي مدجللج بللأعتي السلللحة‬
‫واشدها ضررًا بينما الخر عليه تلقي الضربات ‪...‬‬
‫أي حرب تلك التي يبصم علي شرعيتها دعللاة الديمقراطيللة البغيضللة ‪ ..‬وأي شللعوب تلللك الللتي‬

‫‪100‬‬
‫تنشللد ديمقراطيللة العللراق‪ ،‬أفغانسللتان‪ ،‬باكسللتان‪ ،‬وآخللر مايتمثللل لنللا مللن ديمقراطيللة بللوش‬
‫وصهاينته مايجري في كينيا اليوم رعب وترويع وقتل ودماء وتناحر قبلللي مبغللوض فل أقامهللا‬
‫ال من ديمقراطية تلك التي ينشدونها ويعملون علي تعميمها ‪...‬‬
‫نعايش بألم حربا متواصلة لتحتاج إلي ضوء أخضر أو أصفر فهي في حال من مدد الشر الذي‬
‫ليشبع‪ ،‬ولم نشهد لها توقفًا حتي في ظل تلك الهدنلة اللتي فرضلتها فصلائل المقاوملة ملن أجلل‬
‫إنجللاح مفاوضللات عبللاس وجهللازه التفاوضللي‪ ،‬ومللن العيللب أن يستسلللم الفلسللطيني لملءات‬
‫خارجية تعمل علي دفن قضيته وتحويل الشعب إلي مجرد سكان بل هوية ‪ ...‬واليوم لأحد يطلب‬
‫من عباس الستقالة فل داعي أن يضع نفسلله فللي هللذا الوضللع المخللزي لنلله أعجللز مللن تنفيللذ‬
‫مايهدد به ولكن إن أراد لشعبه الخير ولقضيته الحل فعليه بوقللف التفللاوض مللع العللدو وتللوجيه‬
‫الدفة لغزة والجلللوس علللي مللائدة واحللدة مللع حكومللة الشللعب‪ ،‬الحكومللة الفلسللطينية المنتخبللة‬
‫وليست المقالة فالشعب مصدر السلطات وليس توجهات الفراد‪...‬‬
‫ولجدال بأن المأساة التي يمر بها الشللعب العربللي أكللثر سللوءًا مللن بشللاعة الصللورة‪ ،‬والوضللع‬
‫العام منلذر بلالخطر‪ ،‬والركلود اللذي تعايشله النظملة ملن الممكلن أن يعرضلها للغلرق‪ ،‬كملا أن‬
‫الصورة الضبابية للشعب العربي ليمكن أن تصب في مصلللحة النظمللة وبالتللالي الخطللر يتهللدد‬
‫الوطن فالصورة العامة مخزية ‪ ...‬فهناك دول محتلة وأخري تحت الوصاية والقرار الحر مغيللب‬
‫وحال أمتنا العربية كحال بني إسرائيل مع فرعون مصر إل أن هللذا الوضللع السللتثنائي لبللد للله‬
‫من نهاية وماعلينا سوي نبذ الستسلم والخنوع والتخلي عن المل بظهور موسي جديد فزمللن‬
‫المعجزات وظهور النبياء قد ولي‪..‬‬
‫وعملنا اليوم هومقياس عزنا وهو في ذات الوقت مصدر ذلنا إن إتسللم بالخضللوع والللترقب لمللا‬
‫يجود به العدو علينا من فضل وأي فضل! وليعني القول الدعوة للحرب رغللم إعلنهللا مللن قبللل‬
‫العدو‪ ،‬فهناك وسائط مؤثرة نواجه بها طغاة الغرب وحماة عصللابات الجريمللة والعللدوان هللؤلء‬
‫اليهود المزروعون كشتلت نار في فلسطين‪ ،‬فالحرب فوضي ودمار وخراب ولكن مكمللن القللوة‬
‫بإتحاد القرار مع ماتملكه تلك النظمة من مقومات مع ضرورة الستقواء بالشعب العربي الللذي‬
‫يفور غضللبًا‪ ،‬والللتركيز علللي بللث الللوعي ومبللادئ الخللوة والمفاضلللة ملع نبللذ جاهليللة القبليللة‬
‫والعنصرية والحث علي سمو الخلق ومكللارم الخلق بللاعلم جللاد رزيللن ُيفّعللل الللدور اليجللابي‬
‫للشعب وُيوظف قواه في خدمة الوطن بدًل من تفريغ الشارع العربللي مللن أبنللائه وتركلله مراحللا‬
‫لنباح الكلب ‪...‬‬
‫ِفلم يخلو الشارع العربي من أبنائه ؟ ولم نلوم هذا الشارع ؟ وهومقيد بتحكللم النظمللة بالعنللاق‬
‫والرزاق في غفلة من عظمة هذا الشعب وقللدرته علللي حمايتهللا مللن هللذه الضللغوط الللتي تكبللل‬
‫قرارهلا ‪ ...‬للن نكلذب عللي أنفسلنا ونقلول أيلن مؤسسلات المجتملع الملدني فهلي مجلرد صلور‬
‫محكومة بمعونات وإمدادات تلك النظمة في بعضها وبالتضييق والسجون في بعضها الخر ‪...‬‬
‫وكيف يكون لهذا المستكين النهوض دون تنظيم مللدعوم يحفللظ للشللعوب أمنهللا‪ ،‬أمانهللا‪ ،‬حريللة‬
‫رأيها‪ ،‬مرونة حركتها و تماهي هدفها مع المصلحة العامة بعيدا عن توجس النظمة من ضللياع‬
‫الكراسي والذي هو في الساس لب الكارثة التي نعايشها ‪ ...‬متي نللري الشللارع مملللوءًا بشللعب‬
‫حي قللادر علللي نقللل الصللورة الصللادقة للسلللم والمسلللمين بللل وتعللاليم المسلليح عليلله السلللم‬
‫والمبشر بخاتم النبياء ورسول الضياء عليه أفضل الصلة والسلم ‪...‬‬

‫‪101‬‬
‫متي يتملكنللا الللوعي ويعللزز خطواتنللا ‪ ...‬أل يسللتدعي المللر جلسللات مصللارحة ومصللالحة بيللن‬
‫الشعب وقادته مما يؤطر لعلقات صحية تحفللظ لوطننللا العربللي سلليادته وقللراره وكرامللة شللعبه‬
‫وأمانه ‪ ...‬نأمل ذلك ‪...‬‬

‫‪ ..98 -‬رئيس باليجار‬


‫بقلم ‪ :‬نورة الخاطر ‪..‬في سنته الخيرة قرر بوش إتمام مقرراته الواجبة بزيللارة مواقللع نزواتلله‬
‫وتحقيق أحلمه وتحقق تنبؤاته التي أكد من خللهللا أنلله مجللرد مبعللوث للرادة اللهيللة ومعنللي‬
‫ل بتحقق ظهور المسيح‪...‬‬ ‫بزيادة جرعات الظلم النساني والقهر المتنامي والعهر السياسي أم ً‬
‫والللذي يعتقللد بللوش بمناصللرته بكللل ماأقللدم عليلله مللن خطللط مللدمرة زادت مللن جرعللات الظلللم‬
‫والخلوف عللي ملدار الكلرة الرضلية وإن كلان مركلز اللزلزل واللبراكين البوشلية منطلقلا ملن‬
‫منطقتنا العربية والسلمية مبتدئًا بافغانستان ومثنيلًا بللالعراق ولللم يجللن العللالم مللن هللذا الفعللل‬
‫سوي مزيلد ملن الضلطراب والفوضلي عللي مسلتوي الملن وتناميلا فلي سلعار التضلخم عللي‬
‫مستوي القتصاد والحبل علللي الجللرار حللتي نهايللة ‪ 2008‬واللهللم أجرنللا مللن تللداعيات الفعللال‬
‫البوشية‪ ،‬واخلف العالم بخير منه‪ ،‬وإن كان المل عصيًا بالنسبة للضعفاء من أمثالنللا ولكللن الل‬
‫أكرم منا في فعله وهو من يمهل وليهمل‪...‬‬
‫وتابع العرب وغيرهم مهرجان العسكرة المريكية في مياه الخليج العربللي وعنلد مضلليق هرملز‬
‫طرحت التمثيلية العلمية السمجة بسيناريو هللش ركيللك‬ ‫بالتحديد ففي مستهل الزيارة البوشية ُ‬
‫قال بتحرش زوارق ايرانية صغيرة ببوارج امريكية ضخمة فكنا أمام مشهد هزلي أشبه مايكون‬
‫بتحدي مجموعة من النمل بالوقوف أمام أقدام فيلة هائجة غاضبة‪ ،‬وفي مثل هذا التصرف كسر‬
‫لقاعدة الجداد ذوي العقل والحكمة عندما اقترب جيش سليمان عليه السلم ملن واد النملل فلإذا‬
‫بنملة محذرة الجمع ‪ » -‬حتي إذا أتللواعلي واد النمللل قلالت نملللة ياأيهللا النمللل ادخلللوا مسللاكنكم‬
‫ليحطمنكم سليمان وجنوده وهم ليشعرون« النمل )‪.(18‬‬
‫ومع الفارق في القياس حيث إن الجيش السليماني لم يتقصد النمل إًل أن الحيطللة واجبللة فكيللف‬
‫إن كان قاصدًا فالمواجهة حينئذ لتكون بالوقوف أمامه بل هناك وسائل وإمكانيات تسللتطيع مللن‬
‫خللها مجاميع النمل غض مضاجع الجنود‪ ،‬فكيف بال لمثل هذا السيناريو السللخيف أن ينطلللي‬
‫علللي المتللابع العللادي بللل هوبالصللورة الللتي ظهللر بهللا علللي وسللائل العلم معنللي بالتشللويش‬
‫والترويع وخلط الحقائق إًل إن الرواية كانت سمجة ضعيفة في حبكتها ولم يكتب لهللا النجلاح أو‬
‫حتي الديمومة لذا سارعت التقارير للتشكيك فيها وصوًل للبحرية المريكية التي أكدت مثل تلللك‬
‫التقارير‪...‬‬
‫ومضي بوش في جولته غير عابئ بمن حوله وأبلدي ملن الحلب لليهلود مايبلديه العاشلق اللذي‬
‫تملكته الصبابة لمعشوقته وأكّد علي مطالب بني صهيون كالببغاء فهو مجللرد »رئيللس باليجللار‬
‫» علي حد توصيف امرأة عربية أمية متابعة للسياسة وإن لم تتعلم فللي مللدارس أو جامعللات إّل‬
‫أنها ملكت اساسيات من المعرفة والوعي وقالت بهذا الوصف الذي وصف الحالة التي تعايشللها‬
‫أمريكا بموجز الكلم‪ ،‬فالرئيس بوش يؤدي دورا معروفًا ولكن بطريقة مكشوفة للعيان مما ميللزة‬
‫عن غيرة من الرؤساء السابقين للوليات المتحدة‪..‬‬
‫وكما فعلها من سبقه زار بوش نصب ياد فاشيم التللذكاري لضللحايا النازيللة مللن اليهللود‪ ،‬وكللأن‬

‫‪102‬‬
‫مأساة النازية في حربهم العالمية الثانية لم تنللل مللن غيرهللم ولكللن هكللذا هللم اليهللود مهللرة فلي‬
‫البتزاز حتي أضحت زيارة النصب مقررة علللي كللل مللن يللزور هللذا الكيللان وظهللر بللوش مثبتلًا‬
‫الطاقية علي رأسه وإن كان قد ثبتها ضمنيًا منذ ايامه الولي في مهمة الرئاسة المريكية‪...‬‬
‫وأمام النصب بدا حزينًا مندمجًا في الدور مع انسلل الدموع من عينيه وعلي ضللحايا المحرقللة‬
‫أصدر الهات ونجح بامتياز في امتحان هذا المقرر وانتهت الزيارة بضللمان أمللن ورفللاه الدولللة‬
‫اليهودية في قلب المة العربية‪..‬‬
‫وانتقللل للجلانب الخلر بزيلارة الجلزء الخللر ملن فلسللطين والمعنللي بللالعرب وفلي إتمللام حمللة‬
‫التضليل العالمية للشعوب الغربية علي وجه الخصوص ُفللرش السللجاد الحمللر واصللطف رجللال‬
‫المن علي الجانبين وتهادي بوش ورئيس السللطة عبلاس بخطواتهملا وكأننلا أملام دوللة حلرة‬
‫متكاملة الركان ول ينقصها سوي العلن فقط ‪ ،‬ومن الطبيعي وعند رؤية تلك المشلاهد تعزيلز‬
‫النظرة السلبية عن العرب وإظهار إيجابيات اليهود فالفلسطينيون قد نالوا الدولة التي ينشدونها‬
‫بمساعدة الدولة الديمقراطية » اسرائيل » والمبراطورية العظمي أمريكا وهم في عيش رضللي‬
‫‪ -‬أرض‪ ،‬رئيس‪ ،‬رجال أمن‪ ،‬بروتوكول‪ ،‬استقبالت علي مستوي الرؤساء ‪ -‬أما الشعب فصللورة‬
‫هلمية والسبب تلك الجماعات المتشددة والعصية‪! ...‬‬
‫لذا فإعلن الدولة متوقف علي إنجللاز السللتحقاق الكللبر وهللو القضللاء علللي الرهللابيين الللذين‬
‫يقضون مضللاجع اليهللود البريللاء ويزايللدون فللي وضللع العراقيللل أمللام أحلم السلللم بالمطالبللة‬
‫بسيادة حقيقية وحقوق متكاملة تضللمن قيللام دولللة فلسللطينية بمواصللفات الدولللة القللادرة علللي‬
‫حماية شعبها وأمنها ل دولة صورية قادرة علي البقاء أو الحياة !‪...‬‬
‫مصطلح فضفاض يعني المؤقتة بل ضمان حينا‪ ،‬أو القادرة علللي إطعللام الشللعب وتهجينلله حينللا‬
‫آخللر بينمللا الصللهاينة يحكمللون تلبيبهللا بللالتحكم فللي معابرهللا ومللداخلها ومخارجهللا وحللتي‬
‫مخصصاتها المالية بل ومن ُيقبل من أبنائها في العودة إليها ومن ُيرفض منهم‪...‬‬
‫كم هي الطروحات السياسية خبيثة ومتلعبة وتتبنلي اللدس والخللط حلتي ليلراءي للبعلض أنله‬
‫ملك الدنيا وماعليها وماعليه سوي استنزاف الضعف حتي الموت ليظللل البقللاء للقللوي‪ ، ،‬فلللم‬
‫يعد البعض يتصرف من خلل منظور النسانية بللل مللن خلل منظللور القللوة والغطرسللة البعيللدة‬
‫عن ملمسة نبض الشارع واستشعار وجع المغبون وأنيللن المريللض وقهللر المستضللعف‪ ،‬وفللي‬
‫الوقت الضائع من لعبة بوش الجرامية هانحن نتللابع مراسلليم زيللارة باطلللة لحكللم باطللل وعلللي‬
‫هامش الحقيقة الناطقة نقف أمام ‪ -‬صم بكم عمي فهم ليعقلون‪...‬‬

‫‪ - 99 -‬بأمانة ‪ ..‬نزع الملكية مابين فرح الماضي وحزن الحاضر‬


‫بقلللم ‪:‬الكاتبللة _ نللورة الخللاطر ‪..‬منللذ مايقللارب ثلثللة عقللود أو يزيللد ترجمللت الللثروة النفطيللة‬
‫إنعاسكات عائدتها علي المجتمع الخليجي بللوجه عللام بخطللط تطللوير متباينللة فللي نموهللا فمنهللا‬
‫الخمسينية ومنها الكثر تسلارعا وفللي ظلل عجلللة التطلوير اللدائرة ُفعللت قللوانين نلزع الملكيلة‬
‫للمنفعة العامة وتحركت الجرافات لتشق الطرقات ولتجرف في طريقها بيوتًا آيلة للسللقوط‪ ،‬وإن‬
‫تعافت فهي مجرد بيوت مبنية بالطين وفي أفضل الحوال بالسللمنت دون أي رتللوش مللن صللبغ‬
‫أو حجر‪ ،‬بيوت ضيقة متهالكة وحتي وإن إتسعت إل إنها لتمتلك مواصفات يأسف عليها المللرء‬

‫‪103‬‬
‫بينما العائد المترتب عللي هلذا الحلق كلان ضلخما مملا يعنلي امتلك القلدرة عللي إعلادة إعملار‬
‫ماتبقي من أرض أو شراء أرض جديدة وبناء عقللار متكامللل وبمواصللفات تهيللئ للسللرة راحللة‬
‫اكبر ويظل هناك فائض مما يهيئ فرص دخل جديدة ترفع مللن المسللتوي المعيشللي للسللرة كمللا‬
‫تساهم في إنعاش القتصاد الوطني‪ ،‬هذا هو الحال في السابق لذا كان قرار نزع الملكية يلمللس‬
‫شغاف القلوب فرحا وطربا بل جميع السر تأمله وتنتظره بفارغ الصبر وما أن يتللم إخطللار فللرد‬
‫بوقوع أرضه أومسكنه ضمن مخطط النزع حتي يسللارع النللاس لتلقللف الخللبر لتتقللاذفه اللسللن‬
‫مبشرة به لتتوالي التهاني والتبريكات علي صاحب الحظ السعيد‪ ...‬ولكن الحال لم يعللد كمللا كللان‬
‫فقد تبدلت الوضاع والظروف وإنحرفت بها الزاوية فما كان إستبشارا بالمس تحول اليوم إلللي‬
‫هم وغم وبدل التهاني أضحت المواساة لمن يدخل بيته دائرة التخطيللط وكأننللا أمللام مريللض فلي‬
‫حال منازعة وننشد له الشفاء‪ ،‬ويتواصل الدعاء بأل يكون في المر صحة‪...‬‬
‫فما سر هذا التبدل في المشاعر والحاسيس لمر متطابق هللو ‪ -‬نللزع الملكيللة للمنفعللة العامللة ‪-‬‬
‫كيف اضحي المستبشرون إن وجدوا مجرد استثناء بينمللا القاعللدة فللي حللال مللن الهللم والضلليق‬
‫وكأن في نزع المنازل منازعة للروح ‪ ،‬بينملا التلذمر والتململل المصلحوب بلالحيرة هلو السلائد‬
‫بالنسبة للجمع الكبر ‪ ،‬فأين هي الرض المناسبة وإن وجللدت كيللف يرتفللع البنللاء فللي ظللل هللذا‬
‫السعار المتضخم‪ ،‬بل في حال تعويض الموقع كيف يتم التعويض عن جيران تللآلف بهللم ومعهللم‬
‫مما شكل عاملل اسللتقرار وإطمئنللان نفسللي‪ ،‬فالخسللارة إذًا مزدوجلة فل العللائد المللادي يتلوازي‬
‫وحجم الخسارة بينما المعنوي مفقود ول تعلويض فيله‪ ،‬فملن ذا القلادر عللي تعلويض الملواطن‬
‫مافاته من ربح ومالحق به من خسارة مادية ومعنوية في ظل مخطللط التطللوير والحداثللة والللتي‬
‫تطللاولت ولللم يسلللم منهللا حللتي تلللك المبللاني الحكوميللة ذات الللدللت والتاريللخ والمواقللع‬
‫الستراتيجية المتميزة مما شكل إرثًا رائعا في النفوس وتآلفا محمودا مع المكان وأمل بأن ينللال‬
‫التطوير بنيتها بالترميم والتجميل وإذا بللالواقع يعلللن العللدام ويطللالب بللالخلء السللريع ليلملللم‬
‫الموظف اسفه مع أوراقه منتقل لموقع وبناء جديدين ليجد نفسه فجأة في أحد البراج المتنامية‬
‫يعايش واقعا مغايرًا وارتفاعات لم يألفها في وطن تميز بسهوله المنبسطة الواسعة‪ ،‬بل هلو فلي‬
‫حال من معاناة غير معتادة حيث تواصل إنتظار المصاعد أمل فللي الوصللول للمكللاتب أو للنللزول‬
‫منها في حال إنتهاء الدوام ويتكرر التأخير بينما هلو داخلل مقلر العملل‪ ...‬فيكتنفله شلعور متنلام‬
‫بالغربة وإن كان في وطنه وداخل مقللر وظيفتله‪ ،‬أحاسليس متضلاربة متناقضلة ل تتوقللف علللي‬
‫مجرد فقدان منزل عند البعض بل ومقر عمل أحبه وتوافرت به بيئة خصبة ومناسللبة مللن حيللث‬
‫المواصفات والموقع‪.‬‬
‫فأين هو الفاصل مابين فرح الماضي الذي يلمس شللغاف القلللوب ومللابين حلزن الحاضللر الللذي‬
‫ينازع الرواح‪ ،‬وليس في المر مبالغة فهذا مانلمسه من أفواه المعنيين والذين طالهم هذا الحق‬
‫بالنزع‪...‬‬
‫فهل في المر سوء تخطيط أم تسرع‪ ..‬أم هو متعلق بضعف العائد المادي مما يشكل العجللز عللن‬
‫توفير البدائل المناسبة والمتوازية بالقيمة مع ماتم نزعه سواء علي الجانب المادي أو المعنوي‬
‫‪ ..‬أم هي إشكالية كامنة في النفوس المرهقة الواقعة تحت ضغط الظروف المحيطلة سلواء عللي‬
‫النطاق المحلي أو الدولي مما جعلها لتتقبل هذا النقلب الحضاري المتسارع والللذي اتللي عللي‬
‫أجمل الذكريات دفعة واحدة فشّكل ضغطًا علي العواطف مما ضلاعف الللم والحسلاس بالضليق‬

‫‪104‬‬
‫والحسرة‪ ..‬أم هي مجموع تلك العوامل متكاتفة؟ خاصة وأن الواقع مسللتعص علللي الفهللم بينمللا‬
‫المستقبل مجهول في ظل معطيات اقليمية ودولية تكتنفها مخططات تنظر لمنطقتنا نظللرة حسللد‪،‬‬
‫وترقب للحظة سانحة لللتهام‪ ...‬فلنسارع اذًا لختزان الذكري بالقلوب وفي إنعكاس الصور قبل‬
‫أن تصبح أثرا بعد عين‪...‬‬
‫والتسللاؤل الللذي يثللور فللي ظللل هللذا التللذمر والتململلل الملحللوظين‪ ،‬أل تحتللاج خطللط التطللوير‬
‫والتحديث إلي مراجعة وإعادة نظر وتأن في الدراسة وتؤدة في الخطوات‪.‬‬

‫‪ ..100 -‬مليون دولر لكل مواطن مصري!‬


‫بقلم ‪ :‬الكاتبة ل نورة الخاطر ‪ ..‬بل استئذان من سلطة الحتلل الصهيوني سمحت مصر العروبة‬
‫وقلبها النابض للحجاج الفلسطينيين من قطاع غزة بالدخول مللن ذات المخللرج ‪ -‬معللبر رفللح ‪! -‬‬
‫هذا ما ورد في شريط أخبار القنوات الفضائية وهو خللبر يللثير السللي أكللثر ممللا يتللوقعه المللرء‬
‫لكونه خبرًا مبتورًا ليس له مدخلت أو مخرجات بل هو أبعد ما يكون عن الحقيقية وإّل ما سبب‬
‫معاناة الحجيج ليام متواصلة حتي وصل المر بالبعض منهم لمفارقة الحياة متألمًا آسللفًا حزينلًا‬
‫لما وصلت له الحال من ترد أصاب المواطن العربي بمقتل‪...‬‬
‫والمر ل يتعلق بمجرد قضية العالقين المفرج عنهم بتأشيرات دخول من معبر فاصل بيللن وطللن‬
‫عربي وآخر بعد تفتيش دقيق للحقائب مللن قبللل المللن المصللري أمل فللي كسللب رضللا وتسللامح‬
‫سلطة العدو صاحبة الشأن والسطوة ويدلل علي ذلك تلك المعاناة غير المللبررة لحجللاج بسللطاء‬
‫عانوا مشقة أداء منسكهم بعد إن استطاعوا إليه سبيل وإذا بللأخيهم النسللان يسللتقبلهم بللالحجز‬
‫والتقييد والحرمان من أبسط الحقوق لمجرد إرضللاء الكيللان الصللهيوني المسللتقوي بقللوة طغللاة‬
‫العالم وسادته في وقتنا الحاضر‪ ،‬بل المر يتعلللق بسلليادة العللرب الواقعللة تحللت المحللك حيللث ل‬
‫تملللك بعللض النظمللة سللوي التنكيللل بهللذا العربللي لثبللات براءتهللا وحسللن أدائهللا متعللللة بسللد‬
‫الذريعة‪...‬‬
‫فعن أي سيادة أو حرية قرار نتحدث إن كان المواطن العربي الفلسطيني ليمكن له المرور مللن‬
‫مراكز الحدود العربية إّل بموافقة بني صهيون‪ ،‬وبعيدًا عللن الغضللب لمللن يخللالفني الللرأي فهللذا‬
‫مجرد رأي واجتهاد ولندع العواطف جانبا فانتقاد موقف الحكومة المصرية ل يعني التقليللل مللن‬
‫حجم ومكانة مصر في القلوب فمصر قلب المة النابض ابي من ابي ورضي من رضي والتاريخ‬
‫يصنعه الرجال وتخلده المواقف المشرفة وما أكثر مواقف الشرف بتاريخ مصر ولكل زمن دولة‬
‫ورجال‪...‬‬
‫وخبر عدم الستئذان الذي تناقلته الشرائط الخبارية نفته التقارير اللحقللة حيللث قللالت مصللادر‬
‫أمنية مصرية بأن حل أزمة الحجيج جاء باتفاق ثلثي بين الرئيللس المصللري ورئيللس الللوزراء‬
‫الصهيوني ورئيس السلطة الفلسطينية أضلع المعاناة اللتي ملرت بالحجيلج‪ ...‬ونظلرًا لهشاشلة‬
‫الموقف العربي وما يعانيه الفلسطينون في قطاع غزة من حصار جائر تشارك به الدول العربيللة‬
‫وعللدوان صللهيوني متواصللل وجنللائز شللهداء تتزايللد يومللا علن يللوم وموقللف عصلليب تمللر بلله‬
‫المقاومة ومن يتبناها أثني رئيس الحكومة الفلسللطينية )الُمقالللة كمللا يحلللو للسلللطة توصلليفها(‬
‫علي الموقف المصري الذي رفض البتزاز‪ ...‬موقف سياسي يحمد لسماعيل هنية‪...‬‬
‫فرفض البتزاز موقف رائع ويسللتحق التشللجيع ولكللن الحقيقللة الللتي ل تقبللل الجللدال أن الكيللان‬

‫‪105‬‬
‫الصهيوني يمارس البتزاز والقهر علي خلفية القوة المسنودة بالتقللاء مصللالح الغللرب مللع هللذا‬
‫الكيان عدا تلك المساعدات غير المحمودة لهذا النظام العربي أو ذاك والشاهد عللي ذللك موقلف‬
‫الكيان من وزير الخارجية المصري الذي تحدث بجرأة غيللر مسللبوقة ضلّد هللذا الكيللان المتحفللز‬
‫للضرار بكل ما يمت للعربي من حق‪ ،‬أرض‪ ،‬إنسان‪ ،‬كرامة‪ ،‬حرية أو سيادة ففي عرفه ل يحق‬
‫ل المختار( شعب طغي وتبطر علي خالقه ولم يقبللل‬ ‫لنا كعرب سوي خدمة بني صهيون )شعب ا ّ‬
‫بحكمته وكفر بانبيائه ولم يعترف بمحمد نبيًا لكونه عربيًا ومن خارج سللة بنللي إسللرائيل‪ ،‬لللذا‬
‫أضحي أبو الغيط بين ليلة وضحاها متطرفا لصراحته وجرأته في الرد علي ذاك الصلللف والللذي‬
‫لبد من وقفه عند حدود معينة إن تمادي في الضغط علي مصر وتشويه تاريخها فللالمر متعلللق‬
‫بانتقاد أداء الحكومة المصرية تجاه المقاومين الفلسطينين وما يستتبع ذلللك مللن وجللود النفللاق‬
‫فيما بين الحدود وما يوجبه حسن الداء من معونة أمريكية سنوية!‬
‫وصل التبجح الصلهيوني لتهلام مصلر بممارسلة عملل بشلع بشلأن تهريلب السللحة ملن شلبه‬
‫جزيرة سيناء إلي قطاع غزة وما يترتب علي ذلك من تداعيات إقليمية‪ ...‬وفي هذا القللول تهديللد‬
‫مبطن لمصر وصوًل للتلميح بالتأثير علي الموقف المريكي بخصوص تلك المعونللة المريكيللة‪،‬‬
‫معونة مذلة جعلت من مصر حبيسة حائرة‪...‬‬
‫ولربما لو اتخذت مصر منهاجا مختلفا فلي تصلريف هلذه المعونلة لعللام واحللد يعتلبر ختامللا لهلا‬
‫باعتماد جزء منها لصالح الشللعب بشللكل مباشللر‪ -‬ومللاذا يعنللي ثملانون أو تسلعون مليلون أمللام‬
‫مليللارات ‪ -‬وبمعللدل مليللون دولر لكللل مللواطن بشللرط تللوفير اسللتثمار داخلللي بمللا يحقللق لهللذا‬
‫المللواطن مسللتوي معيشلليًا مرتفع لًا بمللدخول ثللابت يعللود علللي الللوطن والمللواطن بللالنفع لكللان‬
‫القتصاد والشعب في حال أفضل من استمرار تلك المعونة المجهولللة المخللارج والللتي لللم يللأمن‬
‫بها النظام من التهديد والوعيد ولم تغن الشعب من جوع او تيسر من ضيق حال‪...‬‬
‫فكر شاطح في الخيال ويثير الستغراب ولكللن فللي مثللل هللذا الوضللع والظللرف لبللد مللن انقلب‬
‫يعني بتغيير المسار فلعل وعسي يكون فيلله حللل يغنللي مصللر عللن مسللاعدات مشللروطة بخدمللة‬
‫مشللاريع الغللرب علللي حسللاب مصللالح الشللعب المصللري المتوجللع مللن سياسللات ل تخللدمه‬
‫استراتيجيا‪ ،‬ولعل الوقت قد حان للتخلص من هذا الذل والهوان ليس علللي مصلر فقلط بلل عللي‬
‫المة‪ ،‬ويا ليتها تكون السنة الخيرة لتسلم تلك الموال التي قيدت مصر وحصرت سياستها فللي‬
‫نفق المن الصهيوني الذي لن يشبع عزفًا علي هذه المنظومة‪...‬‬
‫مساعدات مخجلة من الممكن أن تضطلع بجزء منهللا الللدول العربيللة بشللرط تقييللد مسللارها بمللا‬
‫يخدم الشعب المصري وسيادة مصر العظيمة ول شرط غيره مع ما يستوجبه المللر مللن ترشلليد‬
‫وتنظيم وإعمال للقيللم النسللانية )ولللو أن أهللل القللري آمنللوا واتقللوا لفتحنللا عليهللم بركللات مللن‬
‫السماء والرض‪ (...‬العراف ‪. 96‬‬
‫فقضية المعونة المريكية لبد لها مللن وقللف وإّل فليتحمللل العللرب جميعللا مسللؤولية الللذل الللذي‬
‫يعايشونه في مواقف أنظمتهم‪ ...‬فها هو الجيللش القللوي فللي المنطقللة يمللارس اعتللداءاته علللي‬
‫الفلسطينيين علي مدار الساعة ول حق لهذا الفلسطيني بالسلح للللدفاع علن نفسلله فإملا بقبللول‬
‫الموت لطرف والذل للطرف الخر‪ ،‬قبول مصحوب بالرضا الذي يحكمه عقللد الذلل الصللهيوني‬
‫وإّل فالجمع العربي بمصطلحي العتدال والتشدد واقع في خانة التطرف وصول لخانة الرهللاب‬
‫التي تبيح للعدو القصف والتدمير دون إذن مسبق أو انتقاد لحق‪...‬‬

‫‪106‬‬
‫والشللاهد مواصلللة البللتزاز الصللهيوني للنظللام المصللري بالتأكيللد علللي تواطللؤ قللوات المللن‬
‫المصرية مع حركة حماس بتهريب السلحة وبالرغم مما في هذا المر من شرف ل يحتللاج إلللي‬
‫نفي ول نسللتغربه مللن المصللري ذي التاريللخ المشللرف فللي خدمللة قضلليته العربيللة والسلللمية‬
‫الولي‪ ،‬إّل أنه مستبعد في ظل ظرف اليوم وما يحيط به مللن قللوي متربصللة والللتي تفللوق قللدرة‬
‫هذا الرجل المني بالذات‪ ...‬ومن غير المستبعد ان تكون هناك نية مبيتة لمصللر ابتللداء بللالتهجم‬
‫علي وزير خارجيتها وانتقاد ضعف موقفها المساند لمن )إسرائيل( المستضعفة وسللط وحللوش‬
‫العرب!‪.‬‬
‫وسبق للغضب الصهيوني إزاحة عمرو موسي عن تلك الوزارة السيادية‪ ،‬واليوم يتكرر الهجوم‬
‫علي أحمد أبو الغيط والويل لمن يجرؤ علي الساة لبني صهيون ولو بقول الحقيقة‪.‬‬

‫‪..- 101 -‬بأي وجه وبأي حق‬


‫الكاتبة ‪ :‬نورة الخاطر ‪ ..‬نعايش أياما مباركات تستوجب منا التزود من نفحاتها بصالح العمللال‬
‫فهذه مواسم للطاعات ‪ ،‬والحسنات فيها مضاعفة علي كل مايحتسبه المؤمن من قول أو فعل ‪...‬‬
‫إّل أن نفللوس الشللر المعشعشللة بيللن الزوايللا وفللي أحيللان فللي الصللدارة متلبسللة ثللوب الوطنيللة‬
‫واليمان تأبي الخير للنفس كان أو للمة ‪ ،‬وهاهي تواصل العمل بوجوه متعددة متحدثللة بللالحق‬
‫والعدل بينما هي من تعمل فلي الظلم علللي تغييلب الحللق ونبللذ العداللة والسللعي بالفتنللة تحقيقللا‬
‫لمصلالح فئويلة ل تخلدم وطنلا ولملواطن ويكفينلا جوللة متأمللة بأوضلاع أمتنلا العربيلة عاملة‬
‫والشاهد الكبر مايحدث في لبنان العرب لبنان التسامح فهاهم اللبنانيون البسطاء وقد مّلوا تلللك‬
‫اللعبة الخبيثة المسللماة سياسللة ملابين مللوالة ومعارضللة حيلث وقللف الحلال وتعطيلل المصللالح‬
‫وتهديد الرزاق وكل منهما يتغني علللي ليله فل لبنللان كسللب ول اللبنللانيون فللي ربللح ممللا هللو‬
‫حاصل باختلط الحابل بالنابل فلم يعد هناك تمييز بين مجرم تلطخللت يللداه بالللدماء وآخللر يللدعي‬
‫العفاف والطهر فاليوم الجميع في سلة واحدة يتناحرون عللي سللطة تهلدد كيلان اللوطن وأملان‬
‫المواطن وهاهي ذات الحال تنتقل للعرب اجمعين فقد مللنا تلك المهاترات والمنللاظرات ولللم تعللد‬
‫الثقة متواجدة بينما البرياء يتساقطون يوما بعد يوم من أجل مصلحة هذا أوذاك ففللي ذمللة مللن‬
‫تلك الدماء المهدرة والمجرم طليق يسير في الجنازات رافعا شعارات مرددا الكلمات تلو الكلمات‬
‫بينما الحصاد كساد في كساد ‪...‬‬
‫ل بل هي تأمل منهللم فللرًا لكللرًا ‪،‬‬‫الناس لم تعد تأمل خيرا من هذا ول ذاك ولم تعد تنتظر منهم ح ً‬
‫فلبنان لم يعد قادرا علي تحمل هذه المناورات وتلك البيانات الللتي فقللدت سللحرها وانقلبللت علللي‬
‫سحرتها فبال عليكم دعوا لبنان لبنائه الصادقين الوفياء لملن بنلي وعّملر لملن عملل واجتهلد‬
‫من فلحين ومهندسين وبنائين ‪ ،‬من أطباء وشعراء ‪ ،‬من رجال ونساء وأطفال أنللاروا الللدروب‬
‫بالحب والعطاء بهم يعيش الوطن وبه يعيشللون ‪ ،‬ولتخملد نلار السياسليين وتلللف أطملاعهم فلي‬
‫ملفاتهم من ولغ في الدماء منهم ومن تناحر عليها فلم يعد هناك فاصل بين هللؤلء وهللؤلء فللي‬
‫ظل هذا التناحر والتنابز وتعطيللل مصللالح البسللطاء واطلق يللد المللوت لتحصللد الرواح لمجللرد‬
‫تحقيق أهداف لتخدم سوي القائمين عليها فالرجللاء كللل الرجللاء أن تتفقللوا علللي الرحيللل ليحللل‬
‫المحايدون فلربما تتمكن السفينة من البحار فأبناء لبنان اليوم ينادون بما قال بلله جللبران خليللل‬

‫‪107‬‬
‫جبران » لكم لبنانكم ولي لبناني » فدعوا لبنان لمن بني وعّمر ونادي بالخاء ونشر الحب ‪...‬‬
‫‪###‬‬
‫فلكيًا تحدد يوم الثلثاء ابتداء لشهر كريم مبارك به يوم عظيم فاصل في تاريخ أمتنا السلللمية‬
‫ألوهو يوم عرفة الذي به أكمل ال دينه حيث أنزل علي نبيه فللي يللوم الجمعللة الموافقللة لوقفللة‬
‫عرفة في حجللة الللوادع فلي العللام العاشللر للهجللرة اليللة الكريمللة »‪ ...‬اليللوم أكملللت لكللم دينكللم‬
‫وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم السلم دينا ‪ » ...‬المائدة »‪«3‬‬
‫وحيث ثبتت الرؤية بالعين المجردة فقد أعلنت المملكة العربية السعودية يوم الثنين اليوم الول‬
‫لشهر ذي الحجة لسنتنا هذه وبما أن الرؤية بالعين توجب الحكم وجمعا لكلمة المسلللمين ومنعللا‬
‫للفرقة والختلف ودرءا للفتنة وحرصا علي تحقيق الحج الكبر بللالوقوف علللي عرفللة »الحللج‬
‫عرفة » أخذ المسلمون بهللذه الشللهادة ليوافللق عرفللة يللوم الثلثللاء الموافللق الثللامن عشللر مللن‬
‫ديسمبر الحالي ‪ ،‬ولكن وللسف الشديد أعلن السيستاني يوم الجمعة عيدا للمسلمين !!‬
‫فل هو وافق الفلكيين ول أخذ برؤية العين المجردة فقد تفرد وانفرد برأي مغاير للجمللع وبمثللل‬
‫هذا العلن للسيستاني دعوة للشيعة بيوم عرفة مخالف لوقفة المسلمين عامة فكيف بمثل هللذا‬
‫الرأي المخلالف وهلل فلي هلذا تيسلير وعملل عللي جملع كلملة المسللمين فلي وقلت هلم أحلوج‬
‫مايكونون إليه إللي مللن يجملع كلمتهللم ويوحلد صلفوفهم حيللث تتكلالب المللم عليهللم فلي وضللع‬
‫مأساوي غير مسبوق وأكثر من يعاني ويلته هم أهلنا في العراق المحتللل وقلس علللي ذللك فللي‬
‫فلسطين وغللزة المحاصللرة وكللثير مللن بلد المسلللمين‪ ...‬حقيقللة يثللور تسللاؤل موجللع مللاموقف‬
‫اخوتنا الشليعة ملن مثلل هلذا العلن ‪ ..‬ايقبللون بمخالفلة اجملاع المسللمين! وهلل ملن الجلائز‬
‫السللماح لهلم بعرفللة مغللايرة فلي ظللل رفلض المسللمين لمثللل هلذا العلن المنفللرد فلي تلوجهه‬
‫ورؤيته؟!‬
‫فإلي متي بال عليكم نختلف ونخالف ‪ ،‬ألللم يحللن الللوقت بعللد لتكللن أمتنللا أمللة واحللدة ذات كلمللة‬
‫واحدة ووقفة واحدة بها نوجه رسالة قائلللة هللذا هللو السلللم الحللق وهللؤلء هللم المسلللمون ‪...‬‬
‫فبال عليكم ارحموا التبع من توجهات وتوجيهات لتخدم المة بقدر ماتضللرها ولتجمعللوا كلمللة‬
‫المة في أبسط أمورها بالتفاق علي بداية شهري الصوم والحج ‪ ،‬ومن غير الجائز بقللاء المللر‬
‫متأرجحا دون اتفاق ‪ ،‬ويعيبنا في مثللل هللذا المللر إقحللام التوجهللات السياسللية الدنيويللة فللالحكم‬
‫بالعقيدة وبما أوجبه ال من وفاق واتفاق أولي من الختلف ‪ ،‬أما الخطأ ان وقع ففللي ذمللة مللن‬
‫يخطئ عامدًا متعمدًا ‪ ،‬وهاهو الهلل شاهد يكذب ويصدق‪ ...‬أم في المر هلل آخر ؟!!!‬
‫فيامعشر المسلمين تللبينوا الحقيقللة ملن حجللم الهلل ولعيلب بللالعتراف بالخطللأ ففيلله فضلليلة‬
‫لنقيصة وليكن للحق كلمته ‪ ،‬واللهم ارحم عبادك في أيامك المباركة وأعنا علللي تحمللل سياسللة‬
‫أرهقتنا وفرقت صفوفنا وجعلتنا أضعف أمة في الناس بعد أن كنللا خيللر المللم فللإلي مللتي يتكللرر‬
‫ذات السؤال ! وإلي متي تسود الفرقة ؟ ومتي يحين الخلص بخلصنا من نفوس الشر ومحللبي‬
‫الفتنة ‪...‬‬
‫ملحظة‪:‬‬
‫بمناسبة اليام العشرة المباركة أهنئكم وأتمني أن يعيدها ال عليكم بالخير كما أود العتذار عللن‬
‫عدم مواصلة الكتابة خلل السبوعين القادمين نظرًا لسفري للديار المقدسة ونلتقي علي خير‪.‬‬

‫‪108‬‬
‫‪ - 102 -‬بأمانة ‪ ..‬ل دائرة ول كوتا‬
‫بقلم ‪ :‬نورة الخاطر ‪ ..‬مجتمعنا القطري مقدم علي خطوة رائدة تعد مطلبا شعبيا ملحلًا مللن حيللث‬
‫كون المشاركة في صنع القرار من خلل سلطة تشريعية منتخبة تتحدث بصوت الشعب وللشعب‬
‫منتحية جانب تحقيق المصلحة الوطنية التي من خللها تتضللح مسللارات العلقللة مللابين الشللعب‬
‫الممثل بالمجلس النيابي )الشوري( والحكومة الممثلة )بالسلطة التنفيذية( مرتكز مهللم وحيللوي‬
‫في تقدم الوطان ونفع الشعب بالحرص علي التطور وتقدم الخطي بثبات ل يطغللي علللي ثللوابت‬
‫أمة عريقة تنشد المجد وتتطلع إليه‪ ،‬ويحدونا المل بمجلس منتخب قادر علللي اسللتقراء الواقللع‬
‫ليتسني له ممارسللة دوره التشللريعي والرقللابي بجللدارة وكفللاءة مشللهودة وعليلله فلبللد إذا مللن‬
‫التوعية المجتمعية باعتماد المرشح لكفللاءته بعيللدا عللن اعتبللارات الفئويللة والقبليللة الللتي ربملا‬
‫توصلنا إلي نتيجة تجعل من مجلسنا المنتخب أداة تسيرها الهواء والمصالح الضلليقة‪ ،‬وبمللا أن‬
‫الخطوة الولي لنشوء المجلس تتمثللل بالنتخللاب العللام السللري المباشللر ومللا يسللتلزم ذلللك مللن‬
‫دوائر انتخابية فقد طرحللت الكاتبللة القللديرة نللورة آل سللعد خلل السللبوعين المنصللرمين نظلرة‬
‫مستقبلية متقدمة متطلعة إلي تقليص الدوائر طامحللة بأحلمهللا وصللول لنظللام الللدائرة الواحللدة‬
‫متأملة أن يكون التحرر مللن قبضللة الفئويلة والقبليللة عللي تلبيلب الللدوائر النتخابيللة المتعللددة‬
‫باقرار تلك الدائرة‪ ،‬وربما أشاركها الحلم ولكن عند إسللقاطه علللي الواقلع أري بعللدم جلدواه فلي‬
‫الوقت الحاضر فالمجتمع ما زالت تحكمه أطر محددة أتت علي ذكر بعضها الكاتبة منها النتمللاء‬
‫القبلي والتحيللز الفئوي إضللافة للللوعي السياسللي المنقللوص فمجتمعنللا حللديث عهللد بالمشللاركة‬
‫السياسية ويحتاج إلي سبر الطريق بخطوات متأنية واثقة فاحصة ثاقبة متطلعة ليمينلله ويسللاره‬
‫ل فلي الوصلول للنتيجلة المثللي بإتملام التجربلة لخطواتهلا‬ ‫مستكشلفة خبايلاه متقدملة للملام أم ً‬
‫العملية المكسبة للخبرات العائدة بالنفع علي أفراد هذا المجتمع ‪...‬‬
‫لذا اختصار المسافة والستعجال بالوصول لنهاية الطريق بقفزة عالية ربمللا تللؤدي إلللي ضللرر‬
‫واضرار فمجتمعاتنا العربية في الغالب تتلقي تلك الحرية في المشللاركة كهبللات تقللدم مللن القمللة‬
‫لتتلقفها القاعدة بحبور وابتهاج وكأنها تفضل‪ ،‬لذا ليقدم عليها المرء بوعي كاف لمتطلباتها بل‬
‫يعتقد جازما بأن المشاركة ماهي سوي اثبات اسم العائلة أو القبيلة ليتسني للله حصللد المكاسللب‬
‫من برستيج ووجاهة اجتماعية والتي بدورها تشكل غشاوة تظلل رؤيته لماهية المجلس ودوره‬
‫الفّعال في تلك المشاركة من حيث كون الرأي مرتبطا ارتباطا وثيقا بهوية الوطن وثللوابته ممثل‬
‫بإرادة شعبية صلبة بعيدا عن النكفاء والتقوقع علي أي وجه كللان > والللدور المنللاط بللالمجلس‬
‫ريادي في مراقبلة السللطة التنفيذيلة وملن ثلم المحاسلبة عللي التقصلير ول يتسلني لله ذللك إّل‬
‫بامتلك ممثلية وعيا سياسيا واجتماعيا من خللهما تتحدد تلك المصالح المأمولة ‪...‬‬
‫ول شك أن في تقليص عدد الدوائر ايجابية لخلف عليها ولكن بنظام الللدائرة الواحللدة اسللتباق‬
‫لمسار الدرب ولن يسلم المر مما نخشاه فما زال المرشح والناخب في الطورالول من المرحلة‬
‫الديمقراطية والتي تحتاج للتدرج وصول لمرحلة الدائرة الواحدة والتي بللدورها تحتللاج لدراسللة‬
‫متأنيلة وتجربلة متمكنلة فلنلدع الملور تأخلذ مجراهلا الطلبيعي ليتكلون بلذلك اللوعي السياسلي‬
‫المطلوب ثم نمد الخطوة بلالنظر للدسلتور وملايتطلبه فلي هلذه الناحيلة فلالمر يحتلاج لقرارهلا‬
‫بقانون مدروس بتأن وعمق‪ ،‬خاصة وأن هنللاك تجللارب سللابقة تللرددت فللي قبللول تلللك الخطللوة‬
‫نظراللتخوف من عدم ملءمتها مع النظم السللارية ونظللرة المجتمللع للعمليللة النتخابيللة‪ ،‬فنظللام‬

‫‪109‬‬
‫الدائرة ربما يحقق نتيجة أفضل من خلل طرح قوائم انتخابية وتلك أيضًا مرحلة متقدمة تستلزم‬
‫التدرج والتأني وصول لتطبيقها تحقيقا للكفاءة المطلوبة وتمكينًا للمرأة دون تحيز أوتمييز كمللا‬
‫هو الحال بمن يطالب بنصيب للمرأة ) الكوتا( حيث تواصل الكاتبة الدكتورة موزة المالكي تفنيللد‬
‫المطالبة في مقالتها السبوعية )همسة ود( من منطلق الحرص علي تمثيل المرأة فللي المجلللس‬
‫المأمول قيامه ول أعتقد بكون هذا التمييز إيجابيا ما دام فيه تعللارض ملع الدسللتور اللذي ينلص‬
‫علي المساواة ولندع عنا المحسنات بايجابيته فهنا يقع التناقض ‪ ...‬ومللا دام المجلللس المرتقللب‬
‫يتكون من خمسة وأربعين عضوا يتم انتخاب ثلثين عضوا ‪...‬‬
‫بينما يعين المير العضاء الخمسة عشر من الوزراء أو غيرهم ‪ ...‬فمن حق المرأة أن تطللالب‬
‫بإنصافها من خلل التعيين علي أساس المساواة‪ ،‬ولتدع المسار النتخابي يأخذ مجراه الطللبيعي‬
‫ولتتقدم من لهللا القللدرة علللي المنافسللة للتنللافس علللي عضللوية المجلللس بللذات الجتهللاد الللذي‬
‫يمارسلله الرجللل فللإن أثبتللت كفللاءة واسللتطاعت تنللوير التطلعللات المجتمعيللة وإنعللاش الللوعي‬
‫السياسي والجتماعي بما تمثله من طرح وجدارة فللي القللول والفعللل بمللا يتماشللي مللع مصلللحة‬
‫الوطن والشعب فلها السبق‪ ،‬وإن لم تتمكن في ظلل هلذا العلرف الجتملاعي اللذي يحكلم النظلرة‬
‫العامة للمرأة من إحراز تقدم فيكفيها حينئذ شرف المحاولة ومللن ثللم العمللل بجللد ومثللابرة علللي‬
‫تصحيح النظرة‪ ،‬مع الصرار علي مواصلة الدرب وأّل يكون الخفلاق عائقلًا وحتملا ‪ -‬ملن سلار‬
‫علي الدرب وصل ‪ -‬أما تخطي الحواجز وإشكاليات المجتمع بالقفز فوقها ففي هللذا تحللد وإجبللار‬
‫يدفع بهذا المجتمع لرفضها وعدم القتناع بها‪ ،‬ول شك أن المرأة قادرة بالعقل والحكمللة وتمثللل‬
‫القيم والمبادئ علي فرض احترامها ومن ثللم وصللولها معللززة مكرمللة للمجلللس النيللابي وبثقللة‬
‫لتشوبها شائبة التزكية الفوقية اللتي ربملا تخلل بلالنظرة المجتمعيلة المأموللة وماعلينلا سلوي‬
‫الستبشار بتلك الخطوات المؤدية للمشاركة في صنع القرار ولكن بتأن ل تشوبه شائبة القفزات‬
‫المتسرعة ‪...‬‬

‫‪ ..- 103 -‬أخبار خفيفة‬


‫بقلم ‪ :‬نورة الخاطر ‪ ..‬كثيرا ماُيستخدم مصطلح أخبار خفيفة للشارة إلي تلك الخبار القصلليرة‬
‫التي تتناقلها وكالت النباء وتنشر عادة علي الصفحات الخيرة للجرائد اليومية‪ ،‬ومن المنظور‬
‫الذي يشير إليه المصطلح فالخبار المعنية بالخفيفة هي تلك الللتي لترتبللط بسياسللات معينللة بللل‬
‫نتيجة لفعال فردية بمفهومها العام أو وقائع وطرائف حدثت هنا وهناك وغير مقيدة بضوابط أو‬
‫معنية بإحداث نتيجة ما ولتستدعي تحليل أو تفنيدا يرهق العقل والقلب‪ ،‬وبمفهوم الفرد العادي‬
‫هللو مصللطلح للتفريللق فيمللا بينهللا وبيللن تلللك الدسللمة المعنيللة بأخبللار السياسللة ومللا تسللتجلبه‬
‫تداعياتها من حروب وإشكاليات وكوارث هذا عدا التضييق علي الناس في حرية العمل والتنقللل‬
‫والبحث عن الرزق فهذه أفواج المهلاجرين غيلر الشلرعيين نتيجلة البطاللة وضليق اليلد واللتي‬
‫يكابدون مرارتها في بلدهللم وصللعوبة التحللرر مللن هللذا القيللد نظللرا للعجللز عللن تللوفير وسلليلة‬
‫مناسبة للهجرة وما تؤدي إليه تلك الحاجة وقلللة الحيلللة مللن مغللامرة غيلر محسللوبة ومللايترتب‬

‫‪110‬‬
‫عليها من معاناة جسدية ونفسية هذا إن كتب ال لهم النجللاة مللن المللوت غرقللا أو اختناق لًا‪ ،‬مللع‬
‫العلم ان الخالق سبحانه وسع علي النسان فشرع له التنقل في أرضه الواسعة بحثًا عن الللرزق‬
‫أوللنجاة بنفسه وحماية لعقيدته‪ ،‬هذه ومثلها هي الخبار الثقيلة والمترتبلة عللي السياسلة اللتي‬
‫ضيقت علي النسان في رزقه وحريته بل وصلت إلي حرمانه من حقه باسم الللدفاع عللن حقللوق‬
‫النسان‪...‬‬
‫تناقضات ومفارقات يعجز المرء عن هضمها هذا عدا مايلحق بمثل تلللك السياسللة مللن تحليلت‬
‫وتقارير تصيب المرء بتلبك في العقل وحزن في القلب وعسر في المزاج مما يسللتدعي التهللرب‬
‫من متابعة تلك الخبار الجالبة للهم والضيق بما تشتمل عليلله مللن مللوت وخللراب ديللار ويتتللابع‬
‫الهرب وصوًل لتجنب التحليلت والمقالت السياسية من منطلق ليس بالمكللان أفضللل ممللا كللان‬
‫رغم وقوف الجمع الغفير مشدوها مللذهول أمللام تلللك الفواجللع الللتي تتسللبب بهللا مجموعللة مللن‬
‫البشر ممن يمتلكون عيونا مبصرة إّل أن القلوب قد أعماها ال عللن البصللر والبصلليرة‪ ،‬ومنهللم‬
‫من فقد الحيلة وأسقط فلي يلده فسلللم أوراقله وتلاه مغللرورًا بخلوائه‪ ،‬ومنهلم ملن أعمللاه الطملع‬
‫وتناسي بني جنسه وطبق المثل القائل ) جلد ليس بجلدك جر عليه الشوك ( ومنهم مللن أخللذ بلله‬
‫حب الدنيا مأخذا فأشرك بربه وظن بغيره القوة والجبروت وكلأنه مللك الحيلاة والملوت فأطلاعه‬
‫ونسي طاعة مدبر الكون ووسط هذه الدوامة يعيش بقية الخلق علللي خلف أجناسللهم وألللوانهم‬
‫وأعمالهم وطموحاتهم وأحلمهم وهكذا تستمر الحياة بحلوها ومرها‪ ،‬ولمثل تللك السلباب يلجلأ‬
‫الكثير منا للهرب من وسط الدوامة عله يجد ملجأ تستطيب به النفس فاجترار اللم لن يجدي مع‬
‫وضع راكد الحركة فيه كعدمها‪ ،‬وماهذا الهرب أو التهرب سوي حيلة مللن المللرء للتمللويه علللي‬
‫الذات في سبيل البحث عن تلك الراحة النفسية المنقوصة إن لم تكن مفقودة في ظل هذا العصللر‬
‫المريض بأبنائه المتجنين عليه‪...‬‬
‫لذا كثيرا ما يرد لمسامعنا القول القائل بتجنب تلللك الخبللار وقلراءة الجريللدة مللن الخلللف لتتبللع‬
‫الخبار الخفيفة ليجد فيها المرء متنفسًا يريح بلله تللك العصلاب المرهقلة والعقلل العاملل علللي‬
‫تفنيللد الكللاذيب وتطويللع الحقللائق والربللط مللابين القللوال فتلللك الخبللار ماوضللعت إّل للتخفيللف‬
‫والتسلية وإراحة العقل المتعب ولكللن وعنللد هللذا المصللطلح نقللف متللأملين هللل حقلًا هللي أخبللار‬
‫خفيفة أم هي اشبه ماتكون بأطباق حلويات مضافة لوجبة دسمة ليأكلها المرء متناسيًا تهديدات‬
‫السكر والضغط والكليسترول وماجلبته نظم التغذية المستجدة علي مجتمعاتنا الناشللئة المتطلعللة‬
‫للحداثة والتطوير فكان أول ماتطور لدينا عادات غريبة تداخلت بعادات ماضللية فاصللابتنا بعسللر‬
‫مزاج مضاف لعسر الهضم فإزدادت المشكلة تعقيدا فلم تعد تلك الوجبات المسللماة أخبللار خفيفللة‬
‫مدعاة لتيسير التلبك الذهني بل زادت الذهن انشغاَل والمزاج عسرا‪ ،‬وهانحن نتلقي تلك الخبار‬
‫علي علتها دون تعليق جاد ممن عمل علي نقلها علي صفحات الجريدة وبمثل هذا الفعللل ودون‬
‫قصد نعمل علي تمرير الغث والمروع والمللثير للغضللب تحللت مصللطلح أخبللار خفيفللة‪ ،‬ومللاعلي‬
‫ل مللن‬‫المتلقي سوي العمل علي كبت غضبه وحيرته أو محاولة تخفيللف تللوتر أعصللابه فخللذ مث ً‬
‫تلك الخبار المعنية هذا العنوان والذي نشرته الرايللة فللي التاسللع مللن الشللهر الماضللي ‪ -‬موقللع‬
‫ايراني ‪ :‬نانسي عجرم أجمل مع لبللس الحجللاب ‪ -‬وكللان الخللبر مصللحوبًا بصللورة للفنانللة وهللي‬
‫متحجبة والغريب أن هنللاك تعليقلًا ضللمن الخللبر يقللول أن تلللك الصللورة المعالجللة بالفوتوشللوب‬
‫تزامنت مع ظهور صور كثيرة لنانسي تتضمن مشاهد من ألبومهللا الجديللد بصللور مغللايرة لتلللك‬

‫‪111‬‬
‫الصورة المحجبة ! انتهي الخبر والذي وجللد اسللتغرابا مللن القللارئ فكيللف بهللذا الموقللع ونعنللي‬
‫القائمين عليه وهم يقضللون وقتلا وجهللدا باسلتغلل تقنيلة حديثلة للم يصللنعوها أو يعملللوا علللي‬
‫اكتشاف سر صناعتها فيما لينفع المرء وليثري عقللله بللل هللذا الجهللد افتقللد الللوعي والخلفيللة‬
‫الثقافية فتلك الفنانة المعنية مسيحية وليسللت بمسلللمة فكيللف ألبسللوها الحجللاب قبللل أن تهتللدي‬
‫للسلم هذا عدا أن هناك الكثير من المسلللمات تخليللن عللن حجللابهن بحثللا عللن الجمللال بللوجهه‬
‫الحديث فالولي قبل أن ُنظهر نانسي بالحجاب العمل علي التوعية بقيمة هللذا الحجللاب والحكمللة‬
‫في فرضه والفائدة العائدة من ارتدائه علي المدي البعيد وليس القريب للمرأة المسلللمة المعنيللة‬
‫بالمر‪ ،‬خاصة وأن المرأة بطبيعتها ذات ضعف تجاه الجملال والتجُملل ويحتلاج الملر إلللي إرادة‬
‫قوية مصحوبة بوعي إيماني عميق كما يحتاج المر منا إلي تسامح في طللرح القضللية وتوعيللة‬
‫مصحوبة باللفظ الجميل والبشاشة في السارير وأن يسلك الدعاة مسلك التنوير بالدعاء بهدايللة‬
‫السافرات خير من شتمهمن أو إلصللاق العيللوب والمآخللذ بهللن فكللم مللن مسلللمة تتحلللي بللالخلق‬
‫القويم إّل أنها ضعيفة أمام لبس الحجاب والعكس صحيح فالمسألة تحتاج إلي وعي ودراية بللدَل‬
‫من إلباس المسيحية الحجاب لتأكيد حقيقة روحانية لتعيها هي و ل كثير من المسلمات ‪...‬‬
‫ومن جانب آخر هناك بعض من تلك الخبار كنقل صورة تمساح وبين أسنانه يد بشرية مما يثير‬
‫ل أم من الفضللل‬ ‫الحزن ويستدعي الكآبة وقس علي ذلك من مثل تلك الخبار فهل هي خفيفة فع ً‬
‫أن نبحث لها عن مصطلح آخر؟! ‪...‬‬

‫‪ ..103 -‬فتاة ليست بفتاة ‪ ...‬وجلد بدل الرجم‬


‫الكاتبة ‪ :‬نورة الخاطر ‪ ..‬فتاة القطيف عنوان مثير جاذب لقضللية إعلميلة أثيلرت عللي مسلتوي‬
‫العالم بالرغم من كون الدعوي شأنًا محليًا وحكللم بهللا القضللاء بحكللم تعزيللري مخفللف ‪ ...‬إّل أن‬
‫هناك من حاول الصطياد في الماء العكر لتحقيق مطامع شخصية علي حساب القضللية وضللرب‬
‫عدة عصافير بحجر واحد معتقدًا بأن التدخلت الجنبية في الشؤون الداخلية مكسب يتحقق مللن‬
‫ورائه الشهرة له كمحام والخلص لموكلته )الزانية المغتصلبة( وأخلذت القضلية مسلارًا ملتويلا‬
‫كل يستغلها حسب رؤيتله ومطلامعه فظهلرت أول ملاظهرت عللي كونهلا قضلية اغتصلاب لفتلاة‬
‫ضعيفة مغلوبة علي أمرها ومن منطقة تسكنها أقلية وبدا الحكم قاسلليًا ظالمللا غيللر متمللاش مللع‬
‫أحكام السلم من حيث إكراه المرأة واستغلل ضعفها النثوي أمام سبعة من الوحللوش الدميللة‬
‫التي لم ترحم حتي ذاك الشهم الذي حاول مساعدتها ومللن ثللم الحكللم عليهللا بالجلللد والحبللس !!‬
‫هكذا ظهرت القضية بعناصر مجافيللة للحقيقللة والسللبب فللي ذلللك المسللارعة فللي طللرح القضللية‬
‫للرأي العام قبل توثيق عناصرها مما سمح لثارة البلبلة وخلط الوقائع وفتللح المجللال للتللدخلت‬
‫الخارجية والطعن في القضاء السلمي‪ ..‬وعود علي بدء فعنللد اللتروي فلي النظللر للقضلية ملن‬
‫جوانب عدة وفي ظل حكم كهذا تبدو العناصر المطروحة غير مكتملة وهناك حلقة مفقودة حتمللًا‬
‫وكان من المفروض علينا كعرب أجمعيللن وليلس المجتملع السلعودي منفللردا قبلل الشلروع فلي‬
‫الللدفاع عللن أمللر مللا أوتللبرير حللدث مللا البحللث عللن الحلقللات المفقللودة فللي القضللية وحلحلللة‬
‫العناصرللوصول للمنطق في الحكم وإن بدا ظالما فل يمكن أن أسللارع لدانللة حكللم قضللائي قبللل‬

‫‪112‬‬
‫الطلع علي حيثيات القضية وكما قلال عليله الصللة والسللم )لتقلل خيلرا أو لتصلمت( إّل أنله‬
‫وللسف هناك من سارع في الخوض فيها حيث كانت العاطفة حكمًا ودون تللدبر أو عقللل ووجللد‬
‫فيها العدو ضالته لتحقيق مطامع لتخدمنا كعرب ومسلمين بللأي حللال مللن الحللوال سللواء علللي‬
‫مستوي المرأة أو علي مستوي المجتمع والوطن ‪ ...‬ومن منطلق العنوان العلمللي والتفاصلليل‬
‫الممتلئة بالمغالطللة والكللاذيب حللادت بللالمتلقي الرؤيللة واتخللذت القضللية مسللارات غيللر سللوية‬
‫تداخلت بها عناصر مثيرة للغط والفتنة منها‬
‫‪ - 1‬عدم إنصاف المرأة عند القضاء السعودي وتعدي المر منطق الدفاع عن المرأة‪ ،‬فكم ظلمت‬
‫المرأة في مواقع كثيرة دون النبس ببنت شفة ولكن في هذه المرة المر مختلف وفيه تداخل من‬
‫أطراف خارجية ) تدخل في السلطة القضائية للمملكة ( ‪.‬‬
‫‪ - 2‬إثارة الفتنة المذهبية بعنوان فتاة القطيللف حيللث الشللارة لكونهللا شلليعية ) دق إسللفين بيللن‬
‫الشيعة والسنة في المملكة ومنطلق للتدخلت الخارجية بإسم حقوق النسان !!(‪.‬‬
‫‪ -3‬تساؤلت طرحت بشأنها علي وزير الخارجية السعودي أثناء مشاركته في مؤتمر أنا بوليس‬
‫المعني بقضية فلسطين ! مما يؤكد علي استغلل القضية للضغط علي المملكة العربية السعودية‬
‫سياسيا ‪.‬‬
‫‪ - 4‬الساءة لحكام الشريعة السلمية في سبيل إضعاف اللدين وأحكلامه فلي ظلل هلذه الهجملة‬
‫ضّد السلم وأتباعه ‪.‬‬
‫ومن خلل ترابط مثل تلك العناصر المشبوهة تعللالت أصللوات مللن يللدعي الحريللة والديمقراطيللة‬
‫مدافعا عن الفتاة السعودية ‪ -‬فتاة القطيف ‪ -‬متناسيا هذا المدافع الظلللم الواقللع علللي المللرأة فللي‬
‫مواقع عديدة من العالم فكم قضية اغتصاب تقع وكم جريمة قتل ضّد المللرأة والقاتللل مجهللول أو‬
‫مريض يحتاج للرأفة لينطلق من جديد لممارسة العنللف والجريملة ضللد الملرأة ذاتهلا‪ ،‬هلذا علدا‬
‫الضياع في المجهول فل عرض مصان ولحرمة لزواج في ظل الحرية غير المنضبطة ‪...‬‬
‫ألم يكن من الولي للمرشح المريكي مثل هيلري كلينتون وغيرهللا اللتفللات لشللؤونه الداخليللة‬
‫بدًل من دفاعه عن المرأة المسلمة والللتي تللواجه الظلللم وتللؤمر بللالتخلي عللن حيائهللا وحجابهللا‬
‫بإسم الحرية‪ ،‬ثم بأي حق تثار القضية إعلميللا بطريقللة مغلوطللة تشللوه حكللم الشللريعة وتسلليء‬
‫لسياسة الدولة من خلل قضية ذات شأن محلي ومللن الممكلن تلفللي أي قصلور فيهلا مللن خلل‬
‫التدرج القضائي الذي من خلله تراجع حيثيات القضية ويعللاد النظللر فللي الحكللم الصللادر عنهللا‪،‬‬
‫كيف لمرشحي أمريكللا طللرح مثللل هللذه القضللية وكأنهللا قضللية تمللس الشللعب المريكللي ! وهللل‬
‫أصبحت السعودية وليللة أمريكيللة دون علللم الشللعب ‪ ...‬أل يكفللي تلللك الضللغوط علللي السلللطات‬
‫التنفيذية منناحية السياسة الخارجية ليس علي المملكة فحسب بل علللي العللرب أجمعيللن لننتقللل‬
‫لمرحلة التللدخل فللي السلللطة القضللائية فللي محاولللة لسللتبدال دسللتور القللران والسللنة بقللوانين‬
‫وضعية مخالفة له ‪ ...‬وللعلم وبعد أن اضللطرت وزارة العللدل السللعودية لطللرح حيثيللات القضللية‬
‫بتفاصيلها مرغمة لوقف حملة إعلمية مشوهة ومسيسة وللسف كانت المرأة المغتصبة ممثلة‬
‫بمحاميها طرفًا في توسيع دائرتها للتأثير علي الحكم القضائي بدا الحكم رحيما جدًا بل متسامحا‬
‫حيث درأ الحد بالرغم من عدم وجود الشبهة فللالمرأة معترفللة بالزنللا والجنللاة معللترفون بللذنبهم‬
‫الكبير ومعهم العشيق فإذا مانظرنا للقضية مللن منطلللق البيللان الصللادر مللن وزارة العللدل فحكللم‬
‫الشريعة هنا الرجم حتي الموت لكون المرأة معترفة بالزنا وهي محصنة بالزواج‪ ،‬فللإذا ماأخللذنا‬

‫‪113‬‬
‫بالتراجع عن العتراف بالزنا كشبهة لدرء الحد فكيف بخيانة الزوج والخلوة مع رجل غيللر ذي‬
‫محرم في مكان مظلم بعيد عن الناس مما أفسح لوحوش الليل اقتناص الفريسة بسهولة ويسر‪،‬‬
‫إذا هناك جريمة متعددة الجوانب فتحللت ملفاتهلا بلدعوي مرفوعللة ملن طللرف اللزوج المخللدوع‬
‫وكان لبد من الحكم فيها وقد اتخللذ القضللاة حكمللا تعزيريللا مخففللا بنللاء علللي معطيللات اشللتملت‬
‫عليها حيثيات القضية‪ ،‬ولكن وبمجرد إعلن الحقيقة ببيللان وزارة العللدل نعقللت منظمللة هيللومن‬
‫رايتس حامية حمي حقوق النسان محتجة علي البيان معتبرة فيه كشللف للسللتر وإسللاءة للفتللاة‬
‫)المرأة المتزوجة ( وكأن المطلوب السكوت علي الهجمة الشرسة ضّد مؤسسللة القضللاء وحكللم‬
‫الشريعة حتي يتسني لدعاة الحرية التهجم علي السلم وقللوانينه والللدعوة لسللتبدالها بقللوانين‬
‫وضعية تبيح للمرأة حرية الزنا متي شاءت وتدين الزوج كمغتصب إن أصر علي ممارسللة حقلله‬
‫الشرعي دون رضاها فالرضي يحكمها بالحق والباطل‪ ،‬فمن خلل المرأة يتدخل الغللرب لتحقيللق‬
‫هيمنته علي مجتمعات مازالت تنشللد السلليادة والحريللة الحقيقيللة حريللة المبللادئ والقيللم‪ ،‬حريللة‬
‫العدالة والعدل‪ ،‬حرية الكرامة والفضيلة‪ ،‬حرية محكومللة بتعللاليم الخللالق وسللنن أنبيللائه‪ ،‬حريللة‬
‫تحفظ للمؤمن عقيدته ودينه السلمي الذي به ختمت الديانات وتعللزز سللنة نللبيه خللاتم النبيللاء‬
‫والمرسلين فإلي متي ينخرنلا الضللعف ونعجللز علن أخللذ حقنللا بللإرادة حلرة نزيهلة ننللاقش فيهلا‬
‫مسائلنا ومشاكلنا بمجادلة لتودي بنا للتهلكة منعا لمثل هذه التدخلت السافرة التي تصطاد مللن‬
‫خلل بركنا السنة بغياب المشاركة الشعبية الفاعلة والصادقة‪.‬‬

‫‪ - 104 -‬بأمانة ‪ - ..‬عنف إيه‪...‬؟! ‪-‬‬


‫بقلم ‪ :‬نورة الخاطر ‪...‬يبدو أن المم المتحدة غدت أشبه ماتكون بالمؤسسات الصورية الللتي مللا‬
‫أن تشللهر عللن كيانهللا المعنللوي وتتغنللي بأهللدافها الرائعللة الصللياغة حللتي تصللطدم المجتمعللات‬
‫بتطبيق أبعد مايكون عن النفع العام فيختلط بعملها الحابل بالنابل وتصبح مجرد صورة منفصلللة‬
‫عن واقعها وليستفيد منها سوي القائمين عليها أما المجتمع فل ينال منها سوي الطنطنة إن لم‬
‫يكللن الذي المتسللتر بثللوب المنفعللة‪ ،‬وهللذا بالفعللل مللا أثبتتلله اليللام ومللا علينللا سللوي الرجللوع‬
‫للجمعيات الخيرية المتظللة بثوب المم أو الخاصة وماترتب علي نتائج أفعالها والمثللال القريللب‬
‫ضلبطت بلالجرم‬ ‫جمعيلة أنقلذوا الطفلال الفرنسلية العامللة عللي حلدود تشلاد والسلودان واللتي ُ‬
‫المشهود وقضية الطفال المختطفين بهدف عرضهم للبيع لمن يدفع أكثر‪...‬‬
‫وغيرهم ممن يدعي حماية المشردين واللجئين وإذا بجنوده وقد ثبت عليهم اغتصللاب النسللاء‬
‫والطفال فأي عنف نتحدث عنه بينما من يدعي الحماية هو الذئب الخبيث‪ ...‬ول يعني ذلك كوننا‬
‫ضد التذكير بالعنف الممارس علي المللرأة ولكللن أن يكللون حقللا يللراد بلله باطللل فهنللا لمفللر مللن‬ ‫ّ‬
‫التوقف وإعادة النظر فقد أقرت المم المتحدة يوم الخامس والعشرين » نوفمبر » مللن كللل عللام‬
‫ضللد المللرأة‪ ،‬وترتللب علللي ذلللك دعللوة الحكومللات‬ ‫يوما للتأكيد علي مفهوم القضاء علي العنللف ّ‬
‫والمنظمات الدولية والمنظمات غير الحكومية إلي تنظيم أنشطة في ذلك اليللوم وهللوأمر جيللد إن‬
‫صح المسار‪...‬‬
‫وقبل أن نتطرق للشأن المحلي نتوجه بسؤالنا لتلك الهيئة الم والتي أقللرت هللذا اليللوم العللالمي‬

‫‪114‬‬
‫متسائلين بطرب مع الستئذان لسيدة الطرب العربي رحمها ال ‪ -‬عنف إيه اللي إنت جاي تقللول‬
‫عليه إنت عارف قبله معني العنف إيه؟! ‪ -‬أل يجب علي تلك المنظمة العالمية أن تزأر بالصللوت‬
‫ضد المرأة ليمارس من قبللل أفللراد فقللط بللل هنللاك دول تمارسلله تحللت السللمع‬ ‫معلنة بأن العنف ّ‬
‫والنظر ودون وازع أوحذر؟ أل يتابع المسؤولون مايجري لنسلاء فلسلطين؟ أل تتعلرض الملرأة‬
‫هناك للضرب والمهانة والتعذيب والقهر؟ أل يختطف الزوج والبناء تحت ناظريها؟ ومللا رأيكللم‬
‫بالمرأة التي ُيهدم منزلها بما يحوي بينما هللي تتلقللي الهانللات والركللل والضللرب بللالهروات إن‬
‫تمسكت بزاوية أوركن؟‪ ..‬أل يتلابع هللؤلء تللك المللرأة وهللي تضللرب بقسللوة وتركللل بينمللا هلي‬
‫تتشبث بابنها المعصوب العينين المساق إلي عربة جنود الحتلل ليقضي سنوات من العمر فللي‬
‫السر بينما المرأة الم والخت والبنة تعاني العنف والقهر‪..‬‬
‫وإذا ماعرجنا علي العراق ألم ير هؤلء كيف يركل جنود أمريكا ومرتزقتها البواب في منتصف‬
‫الليل ليقذفوا المرأة في الزوايا بعد الترويع والهانة ومللن ثللم يجرجللر الحبللاب أمللام عينيهللا بل‬
‫حول ول قوة وبعضهم ليتمكن حتي من انتعال نعليه بل لربما تم القتل بللدم بللارد تحللت ناظريهللا‬
‫بينما تتلقي هي الضربات بأكعاب المسدسات إن أبدت دفاعا أو اعتراضا‪...‬‬
‫وفي الصومال المرأة تحمل عتادها علي ظهر مقوس بينما طفل علي الكتف وآخرون تجرجرهللم‬
‫بيد واهنة متوجهة بهم للمجهول هربا مللن تللدخلت أمريكللا قللائدة المللم وعملءهللا‪ ...‬والسللؤال‬
‫الللذي يفللرض نفسلله ألللم يعلللن هلذا اليللوم احتجاجللا علللي الغتيللال السياسللي للخللوات الثلث ‪-‬‬
‫ميرابال ‪ -‬واللواتي كن من السياسيات النشطات في الجمهورية الدومينيكية والذي تبنللاه الحللاكم‬
‫الدومينيكي روفاييل ترخيليو في العام ‪1961‬م؟‪..‬‬
‫فما بالكم اليوم تتناسون المرأة التي تواجه العنف المعنوي والجسدي والمادي وصول للتعللذيب‬
‫والقتل علي ايدي ساسة الطغيان والظلم؟‪ ..‬وهل تحتاجون لمزيللد مللن السترسللال وأنتللم شللهود‬
‫زور علي جرائم الحروب الحتللية والستباقية والهجومية؟ أم أن عنف الفراد أشد وطئا بينما‬
‫هو حالت استثنائية‪ ،‬وليعني القول التغاضي عنه ولكن من الولي رعاية المرأة وصللون حقهللا‬
‫بللالعيش المللن وحمايتهللا ملن العنللف العللام والللذي يطللال الملييلن بصللورة مأسللاوية تسللتدعي‬
‫استنفار المم المتحدة لكل مؤسساتها للدفاع عن المرأة في هللذا اليللوم وعلللي وجلله الخصللوص‬
‫ضد الدول التي تمارس العنف وأل تستغل هللذا اليللوم للتللدخل فللي شللؤون الللدول الداخليللة باسللم‬
‫ّ‬
‫الدفاع عن المرأة‪...‬‬
‫أما علي النطاق المحلي فهناك حقا حالت من المعاناة تتعرض من خللهللا المللرأة لعنللف يحتللاج‬
‫لوقفة جادة وقد كان للدكتورة كلثم الغانم أستاذ علم الجتماع المشللارك فللي جامعللة قطللر تحليللل‬
‫ضلد الملرأة فلي المجتملع‬ ‫اجتماعي منطقي عرضت له في الحلقلة النقاشلية حلول نتلائج العنلف ّ‬
‫القطري والتي نظمها المجلس العلي للسرة مشكورًا يوم الحد الماضي‪...‬‬
‫ولكن وحتي ل يؤخذ المر بحساسية من الرجل فالعنف الممارس علللي المللرأة وإن كللان الرجللل‬
‫الطرف الغالب فيه إّل أن المرأة في كثير من الحيان تواجه العنف من المرأة ذاتها وهذه النقطة‬
‫بالذات يجب أن تؤخذ في العتبار عند مناقشة هذه المسألة وهي بحق مشكلة متعللددة الجللوانب‬
‫ضللد‬
‫تواجهها المرأة في السرة وفي نطاق العمل‪ ،‬كما أنه من الواجب ونحن نتحدث عن العنللف ّ‬
‫المرأة أّل نغفل الدور الريادي للرجل في الدفاع عن المرأة وتوفير سللبل الحمايللة لهللا‪ ،‬والللتركيز‬
‫علي هذا الجانب من الضرورة بمكان حتي ل نحيد عن الهدف السمي والللذي مللن خلللله نحفللظ‬

‫‪115‬‬
‫كرامة السرة عامة بكل فرد فيها وأل نقلل مللن قللدرالرجل وقيمتلله وكرامتلله أمللام المللرأة‪ ،،‬مللع‬
‫ضرورة التأكيد علي أن من يظلم ويمارس العنف يفتقد معني الرجولة وليصح أن نعيد للله لقللب‬
‫الرجل إّل بعد تصحيح الوجهة والمسار‪ ،،‬أما النقطة الخلري والمهملة فتلتركز فلي تكلوين هلذه‬
‫المرأة المعرضة للعنف فهي تنطوي تحت فئة محرومة بل سند معنوي أو مادي لذا من الللواجب‬
‫التركيز علي تعزيز الموقف بضلمان السلند حلتي تسلتطيع أن تتحلدث علن مأسلاتها بملأمن ملن‬
‫تداعيات البوح ومايترتب عليه من ضرر ربما يكون أشد إيلما مللن العنللف ذاتلله والمسللألة حقلًا‬
‫تطول والمساحة للرأي أضيق مما يراد طرحه ونختم القول بخير قول لمن هو علي أعظللم خلللق‬
‫من لفظ وفعل حيث قال »خيركم خيركم لهله » »واستوصوا بالنساء خيللرا »واللللبيب بالشللارة‬
‫يفهم وشكرا للجهود الطيبة والنوايا الحسنة ووفقنا ال جميعا لما فيه خير المجتمع وصلحه‪...‬‬

‫‪ ..104 -‬الشادة الصهيونية تعني الدانة الشعبية‬


‫بقلم ‪ :‬نورة الخاطر ‪..‬يبدو أن حال الوطن العربي متوقف علي نتلاج مللؤتمر خريفللي بل حصللاد‪،‬‬
‫فهذا لبنان يؤجل التفاق علي مسمي رئيس للبلد إلي يوم الجمعة القادم أي بعللد انعقللاد خريللف‬
‫مؤئمر بوش وصهاينته الفللذاذ بيللومين‪ ،‬وهكللذا انتقلللت صلللحيات حفللظ المللن فللي لبنللان إلللي‬
‫مسؤولية قائد الجيش مباشرة لخلو مقعد الرئيس بانتهلاء ملدة رئاسلته وعجلز القلوي اللبنانيللة‬
‫علي اتفاق موحد يجمع الشمل ويوحد الرؤيللة ممللا حللدا بللالرئيس اللبنللاني لحللود لتوديللع موقللع‬
‫الرئاسة بقرار تكليف الجيش صلحية حفظ المللن فللي جميللع الراضللي اللبنانيللة ووضللع جميللع‬
‫القوي المسلحة تحت تصرفه اعتبارًا من مساء الجمعة الماضية وكان له تللبريره بينمللا رفضللت‬
‫الحكومة هذا القرار وهكذا هي لعبة السياسة‪ ،‬واللهم احفظ لبنان وأهله ‪...‬‬
‫وعلي الضفة الخري اجتمعت اللجنة الوزارية لمبادرة السلم العربية في مصر العروبللة‪ ،‬ومللن‬
‫مقر الجامعة العربية صدر إعلن الموافقة علي حضور مؤتمر بوش الخريفي ولللم يكللن متوقعللا‬
‫غير ذلك‪ ،‬وللحقيقللة كللان موقللف القيللادة صللعبا أمللام الشللعوب ولكللن لمفللر فالضللغوط أصللعب‪،‬‬
‫فبالرغم من إعلن رئيس السلطة الفلسطينية أملام اجتملاع وزراء الخارجيلة المعنلي علن فشلل‬
‫التوصل إلي وثيقة مشتركة مابين طرفي النزاع برئاسة عباس واولمرت ُأعلنت الموافقة ‪...‬‬
‫وفللي معللرض رد وزيللر الخارجيللة السللعودي الميللر سللعود الفيصللل علللي التسللاؤل المطللروح‬
‫بخصوص مصافحة وزيرة الخارجية السرائيلية قال » نحن غير مستعدين أن نكلون جلزءًا ملن‬
‫عمل مسرحي في الجتماعات‪ ،‬المصافحات واللقاءات التي لتعبر عللن الموقللف السياسللي نحللن‬
‫غير مستعدين لها »‪.‬‬
‫وبماذا نرد علي قول سموالمير سوي ماتغنت به ليلي مراد ‪ -‬كلم جميل كلم معقول مااقللدرش‬
‫أقول حاجة عنه ‪ -‬ولكن واقع الحال يقول غيلر ذلللك فمللا ملؤتمر الخريللف سلوي عملل مسللرحي‬
‫يتحقق من خلله عللدة أهلداف منهلا تللبييض وجلله بللوش الملطللخ بللدماء الفغللانيين والعراقييلن‬
‫وحللتي الفلسللطينيين‪ ،‬وبسللواد الفتنللة المسللماة فوضللي والمسللتعرة فللي العللراق وافغانسللتان‬
‫وباكستان والعمل جار علي استنساخها في لبنان وفلسطين هللذا مللن جللانب وبتمكيللن الصللهاينة‬
‫من فلسطين وشعبها بالتزامن مع تطويع العرب وتمرير مخطط التطبيع من جانب آخر ‪...‬‬
‫ولو كان العمل مقتصرا علي كلمات فقط فماأجملها وما أيسرها ولكن المؤلم في المر أن الفعللل‬

‫‪116‬‬
‫منفك عنها وغير مرتبط بها بل هو محكللوم بللإملءات وشللروط وضللغوط يعززهللا التفللرق الللذي‬
‫يسود المة والضعف الذي ينخر في جسدها‪ ،‬وحينئذ تفقد الكلمات دللتهللا وملمحهللا الجماليللة‬
‫وتغدو مجرد صورة باهتة فاقدة لي بريق عند الشعب‪ ،‬خاصة وأن هذا الشللعب العربللي المعنللي‬
‫بالقول أصبح مجرد متفرج وإن كان يمتلك من اللوعي ملايؤهله لفهلم الموقلف وتلداعياته وهلو‬
‫ليس بالغبي ولكنه متوجع مريض منشللغل بواقللع مخللالف للقللول منكللب بكللل طللاقته علللي رصللد‬
‫حقائق لتغيب عن عين المواطن البسيط فما بالك بالسياسي العالم ببواطن المور ‪...‬‬
‫إذا هللو علللي علللم وليللس بجاهللل ولكنلله فللي حللال مللن مقاومللة العجللز بعلج تقرحللات الجللروح‬
‫وتأوهات الحزان وضغوطات المعيشة وتعريات الديمقراطية وشللفافيات الحريللات المتغنللي بهللا‬
‫والخوف أن تعصف به الدوائر وهو علي حال من النكفلاء والنطوائيلة‪ ...‬وبنلاء عللي الموقلف‬
‫ت انطلقللا مللن موقللف قللوة‬ ‫العام يتبدي الموقف السياسي فالموافقة العربية علي الحضور لم تللأ ِ‬
‫سياسية كانت أو شعبية فحال الشعب مترتب علي حال القيادة ‪...‬‬
‫وهكذا أشادت إسرائيل بالمشاركة العربية في أنا بوليس المقرر عقده في السابع والعشرين مللن‬
‫هذا الشهر وما الشادة سوي إدانة معلنة تعيب القيادة أمام الشعوب وهللذا بالضللبط ماتسللعي للله‬
‫الصهيونية فمن ضمن الخطة الموضوعة اليقاع ما بين الشعوب وقادتهم بل تحقير القيادة أمام‬
‫الشعب تزامنًا مع تهميش الشعب أمام القيادة‪ ،‬وعلي هذا المنوال يواصل بنو إسرائيل مسلليرتهم‬
‫في القضاء علي المة العربية وإنشاء شرق أوسط جديد بل هوية حقيقية ‪...‬‬
‫وهكذاصرحت وزيرة الخارجية تسيبي ليفني بأن المؤتمر يعنلي نقطلة اطلق للعمليلة السياسلية‬
‫وليس نقطة انتهائها !!!! إذا مانقطة انطلق مدريد وأوسلللو وتفاهمللات واتفاقيللات تتللالت علللي‬
‫إثرهما؟ أفي كل لقاء أواجتماع يتوجب علي العرب العودة لنقطللة الصللفر بينمللا لسللرائيل الحللق‬
‫في البدء بما انتهت إليه وعلي حد قول الوزيرة الصهيونية ‪ -‬لبد من تنفيذ المرحلة الولللي مللن‬
‫خارطة الطريق بالقضاء علي المقاومللة ‪ -‬والمسللماة إرهابللا ‪ -‬ونللزع أسلللحتها فللاي منكللر نحللن‬
‫مطللالبون بلله‪ ،‬والمنكللر الكللبر فللي الموافقللة عليلله ‪ ...‬بللل أكللدت ليفنللي علللي وضللوح الموقللف‬
‫السللرائيلي وموافقللة العللالم عليلله »وصللدقت فللي ذلللك فل مراوغللة فللي المللر« وهكللذا ُتركللت‬
‫المراوغة وتداعيات النفاق بمجملها ليتحملها قادة العرب منفردين مكرهين ليستمر التنللازل تلللو‬
‫التنازل وبل حول ولقوة ‪...‬‬
‫فليللذهب العللرب ممثليللن بساسللتهم وليعيللدوا التجربللة رغللم ثبللات فشلللها لعللدم اكتمللال عناصللر‬
‫نجاحها‪ ،‬وليرسموا الوعود وليبرروا لنفسهم ماعجزوا عن تبريره لشللعوبهم فنحللن حقللا نرثللي‬
‫لحالهم فوضعهم صعب ومخجل وهم أعلم بالحال ولكنه لللم يعللد مسللتورا فرحمللاك يللاحي يللاقيوم‬
‫ودعاؤنا لك بأن تلطف بهذه المنطقة التي باتت مسللتلقية علللي براكيللن تفللور مللن تحللت السللطح‬
‫رغللم البتسللامات والوعللود والحلم بمسللتقبل آمللن معللزز بللدفاعات قويللة تحمللي ثللروة العللرب‬
‫البشرية والمالية المتدفقة بمليارات ضللخمة تحتللاج للللوعي التللام فللي إدارتهللا والسللتفادة منهللا‬
‫ليتتشكل من خلل استثمارها ثروة لحاضر المة ومستقبل أجيالها ‪...‬‬
‫وواقللع العللرب اليللوم حقلًا مهيللن ويحتللاج لمراجعللة صللادقة ل تخالطهللا المطللامع‪ ،‬بينمللا تعزيللز‬
‫الدفاعات يتطلب مشاركة الشعب ل العمل علي تهميشه وإضعافه‪ ،‬أما السيادة فتحتاج للمواجهة‬
‫بالرأي والحنكة والحيلة لللتقهقر والنكفاء والتراجع للزوايا لنه حينئذ لن نجد مساحة نتحللرك‬
‫من خللها وستكون الهزيمة منكرة يتجرعهللا الشلعب والقيللادة معللا ولنقلول سللوي اللهلم سلدد‬

‫‪117‬‬
‫مسيرة العرب وهييء لقادتهم البطانة الصالحة وجنبهم الوهن المؤدي للهلك ‪ -‬اللهم آمين ‪.-‬‬

‫‪ - 105 -‬بأمانة ‪..‬الحافظ ال‪ ..‬ولو ُكلفنا به لما حفظناه‬


‫بقلم ‪ :‬الكاتبة نورة الخاطر ‪ ..‬بالمس الول طالعتنا صحفنا الوطنية الثلث بخبر مفلاده إكتشلاف‬
‫طالب الثانوية العامة حسن محمد عن أخطاء فادحة فلي آيللات قرآنيللة بكتلاب التربيللة السللمية‬
‫للصلف الثلالث الثلانوي الفصلل الدراسلي الول!! وأشلارت جريلدة الرايلة إللي تناولهلا السلابق‬
‫لخطاء وردت في بعض المصاحف‪...‬‬
‫وإن أردنا التعريج عللي المسلتوي الشلعبي فللم تكلن ردود الفعلال متغاضلية بلل هنلاك غضلب‬
‫واستنكار نلمسلله مللن خلل التعليقللات والنقاشللات إّل أن هللذه الراء غيللر ُمفّعلللة علللي مسللتوي‬
‫الرأي العام بلالرغم ملن خطلورة الملر لكلون السلتهانة بمثلل هلذه الخطلاء تلدلل عللي انعلدام‬
‫المسؤولية المناط بها الحرص علي كتاب ال مصدر التشريع الول ودستور الحياة لمة السلم‬
‫كافة ومن العار علينا التغيير فيه أو التحريف بالزيادة أو الحذف ‪ ...‬وحللتي وإن إطمللأنت قلوبنللا‬
‫كمؤمنين لقدسية القرآن وصونه محفوظا إلي يوم القيامة بقللدرة القللادر الللذي تعهللد بحفظلله إنللا‬
‫نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون الحجر ‪ 9‬إّل أن هذا المر ليُعفينا من مسؤولية ماحدث‪.‬‬
‫ومن الطبيعي أل يتملكنا الشك في ضياع القرآن مادام الحافظ هو ال ونعلم يقينا بأننللا لللو وكلنللا‬
‫بحفظه لما حفظناه ولخالطه التغييلر والتحريلف منلذ أملد طويلل كملا هلو حلال الكتلب السلماوية‬
‫السابقة له‪ ،‬وهكذا هو النسان ضعيف في طبعه رغم غروره بقدراته‪ ،‬إّل أن المر ليخلو ونحن‬
‫في مثل هذا المر غير معفيين من المساءلة كل حسب موقعه مللن التكليللف المنللاط بلله‪ ...‬وحفللظ‬
‫ال للقرآن ليعني التواكل والتساهل‪ ...‬وحريا بنا عدم التجاهل أو تبسيط المللر وتمريللره وكللأنه‬
‫لم يكن بل لبد من إكسابه أهمية وطرحه للنقاش علي طاولة البحث‪...‬‬
‫فالحفاظ علي القرآن من حيث التللدقيق والمراقبللة والمراجعللة مسللؤولية لتحتمللل أي وجلله مللن‬
‫وجوه القصور أو الهمال والذي لبد وأن يتحمل التبعات المترتبة عليه من ُكلف به‪ ،‬فنحن أمللام‬
‫أمانة عظيمة حملها النسان بظلمه وجهله والمانة التي نتحملها في مثل هللذا الموقللف تقتضللي‬
‫مواجهته بشجاعة بالمطالبة بمساءلة من وُكَل بالطباعللة أو بالمراجعللة والتللدقيق وهنللا موضللع‬
‫المسؤولية‪ ،‬فالمر جد عظيم وقد تكرر في دول عربية قبلنا وكان لها موقللف محسللوب ومسللجل‬
‫ففي الكويت ثارت أزمة أدت إلي تقديم عضو برلماني كويتي اسللتجوابا لللوزير العللدل والشللؤون‬
‫السلمية في الكويت عام ‪1999‬م علي خلفية طباعللة بعللض المصللاحف بأخطللاء ملحوظللة كمللا‬
‫تكرر الخطأ في العام ‪2002‬م وتمثل بفقدان بعض الصفحات والنتقال من سورة إلي أخري قبللل‬
‫اكتمال السورة السابقة علي الرغم من كون المصاحف مختومة بختم المراجعة النهائية!‬
‫واعتبر في مثل هذا الخطأ إساءة إلي سللمعة الكللويت فالمسللؤولية ليسللت بالهينللة ويحسللب هللذا‬
‫الموقف للكويت ورجالها ويؤكللد علللي مرونللة مجلسللها الشللعبي ‪ -‬مجلللس المللة ‪ -‬القللادر علللي‬
‫المشللاركة وتفعيللل القللرارت للتصللدي للفسللاد علللي أي وجلله كللان‪ ...‬وفللي اليمللن فتحللت وزارة‬
‫الوقللاف والرشللاد تحقيقللا موسللعا بسللبب أخطللاء وردت فللي مصللحف للقللرآن تكفلللت اليمللن‬

‫‪118‬‬
‫بطباعته‪...‬‬
‫وهاهو ذات الخطأ يتكرر في قطر بداية في أخطاء وردت في بعللض المصللاحف وإنتهللاء بكتللاب‬
‫التربية السلمية‪ ...‬والتي تنبه لها الطلالب حسلن اللذي يسلتحق التقلدير عللي فطنتله وانتبلاهه‬
‫وجزاه ال خير الجزاء فقد كان له السبق في اكتشللاف الخطللأ حيللث طللاف المللر علللي المللدرس‬
‫ومن قبلله لجلان المراجعلة والتلدقيق فملن نحاسلب وهلل نكتفلي بالمطالبلة بتصليح الخطلأ دون‬
‫مساءلة المتهاونين والمخطئين‪...‬‬
‫ولن يعتبر المر بالتغاضي عن الخطأ هينا بل هو أوقع علي النفس من الخطأ ذاته لن في المللر‬
‫استهانة واستخفافًا بعظمة كلمات ال‪ ...‬ومهانة لمة عظيمللة برسللالتها وتشللريعها‪ ...‬فللإلي مللن‬
‫نتوجه في مثل هذا الشأن؟!‬
‫أليست وزارة الوقاف والشؤون السلمية معنية بمثل هللذا الطللرح وعليهللا تللترتب المسللؤولية‬
‫فيما يخص الخطأ في المصاحف بينما تتحمللل وزارة التربيللة والتعليللم الخطللأ الللوارد فللي منهللج‬
‫التربية السلمية المدرسي‪...‬‬
‫أل يجب مراجعة الخلل ووضع الليات التشريعية والتنفيذية العاملللة علللي تفللادي الخطللأ وعللدم‬
‫تكراره بالنسبة للمصاحف كاعتماد الطباعة في مطابع مشهود لها بالطباعللة الحسلنة الصللحيحة‬
‫ووضع جهاز مستقل‪ ،‬معني بالمراقبة والشراف‪ ،‬والعملل عللي اختيلار خيلر الملدققين بالنسلبة‬
‫للمناهللج المدرسللية وتشللريع الجللزاءات الرادعللة للمقصللرين والمهمليللن مللع اعتمللاد التشللجيع‬
‫للمخلصين الجادين في عملهم حتي يتلم الفلرز عللي اللوجه الصلحيح اللذي يحفلظ للعملل قيمتله‬
‫وللمجتمع حقه‪ ،‬فارحمونا يرحمكم ال‪.‬‬

‫‪ ..106 -‬حرب علي الهامش‬


‫بقلم ‪ :‬نورة الخاطر ‪ ..‬بعيدا عن الحضللارة المتمثلللة بللالعمران‪ ،‬بالديناميكيللة العمليللة‪ ،‬بالتعدديللة‬
‫الفكرية والحزبية التي تعتمد المجادلة بالحسللني‪ ،‬بالشللعب الحللي المتحللرك دفاعللا عللن وطنلله و‬
‫مواطنته عن حقوقه المحلية وكرامته الخارجية من حيث إنعكاسللات السياسللات الخارجيللة علللي‬
‫أمنلله وأمللانه لنللدع كللل هللذا علللي جللانب لكوننللا متفقيللن علللي سلللمة هللذه الشللكلية واعجابنللا‬
‫بإنجازاتها وانما التأكيد مللرارا وتكللرارا علللي الجللانب المظلللم فللي زوايللا هللذه الحضللارة ونعنللي‬
‫الغربية بالتحديد لكونها النموذج الممثل للحضارة بوجهها العولمي الجديد القديم‪...‬‬
‫هذا الجانب المظلم والذي تحكمه شلة من الساسة ليمثلون حقيقة وجهللة النظللر الشللعبية علللي‬
‫وجهها الكمل بالرغم من كونهم منتخبين علي أسس مللن برامللج خدميللة داخليللة تعنللي بتطللوير‬
‫الخدمات المقدمة لهذا الشعب مع براويز ضخمة من العيب السياسة التي ُتحول سماد المللزارع‬
‫إلي بريق من الذهب بفعل سحر أعين الناس وعقلولهم بمقلولت ومقلالت واعلم ضلارب عللي‬
‫الدفوف لمصلحة مللن ترضللي عنلله الجهللات المتنفللذة والممسللكة بتلبيللب القتصللاد وهللو عمللاد‬
‫الوطان ودهلاليز السياسلة المتحكملة فلي الرزاق وبهلذا ُيرفلع اللذليل وُيجملل القبيلح ويصلبح‬
‫السللفيه مللدبرا والحمللق حكيمللا والمهللووس جللديرا بقيللادة الدولللة وهكللذا يتللولي السلللطة مللن‬
‫ليستحقها‪ ،‬وبالعالم تاهت البوصلة‪ ،‬وباسم الحرية‪ ،‬المساواة‪ ،‬العدل والشفافية ُقسمت الوطللان‬
‫مابين متقدم ومتخلف مداس بالقدام مظلوم مهان وُمحرم عليه الصراخ‪ ...‬وبجانب تلك الحروب‬
‫الوقائية العسلكرية الوحشلية تتزايلد الدللة عللي حلروب متعلددة ومتكلررة عللي هلامش حلرب‬

‫‪119‬‬
‫العسكر بل هي في حالة من الستمرارية المتجددة‪...‬‬
‫وتحت مسميات براقة تتكاثر المنظمات النسانية المتلبسة ثوب الرحمة بينما باطنها فيه العللذاب‬
‫الصارخ بوحشيته وقذارته ودناءة نفللوس المقللدمين عليلله ومللن يمللدهم بأسللباب السللتمرارية‪،‬‬
‫وتبدت لعبة ليست بالولي ولن تكللون الخيللرة مللادامت سياسللة المللم المتحللدة تحكمهللا عصللبة‬
‫أسستها علي مبادئ صورية بينة وتحكمهللا بمبللادئ فعليللة خفيللة تسلليرها مصللالح فئويللة بللاتت‬
‫تسود العالم وتسوقه للهاوية‪ ،‬ولكن هو العار الذي ل ُيخجل من تمرغ به فمسللألة خطللف أطفللال‬
‫ابريللاء تسللتدعي مناشللدة رئيللس فرنسللا لرئيللس تشللاد بإيجللاد طريقللة تحفللظ مللاء وجلله جميللع‬
‫الطراف!! بمعني الدمدمة علي القضللية بعللد الفضلليحة المخزيلة لمللن يلدعي الحضلارة ويناشللد‬
‫العالم بتطبيق الديمقراطية والعمل بمبادئ العدالة ومراعاة حقوق النسللان لنتأكللد مللن جديللد ان‬
‫النسان المعني ماهو سوي من يخدم السياسة الغربية وعالمها أما ماعداهم فلحق ول إنسللانية‬
‫وليمت الفلسطينيون في غلزة تحللت الحصللار والقصللف والعراقيلون فلي العللراق باسللم التحريلر‬
‫وليتسللاقط المللدنيون فللي افغانسللتان وباكسللتان والصللومال ودارفللور ووو‪ ...‬أمللا جللرائم العللالم‬
‫المتقدم النساني الحضاري فلبد من تغطيتها وحفظ ماء وجه مجرميهللا لللذلك ليجللب أن تطللول‬
‫فضيحة المنظمة الفرنسية الخاصة والتي رفعت شعار انقذوا الطفال!‬
‫ومن أجل هذا الهدف النساني قررت وخططت لعملية استعبادية تعيلدنا لقلرون مضلت فخطفلت‬
‫اكثر من مائة طفل تتراوح أعمارهم مابين عام إلي تسعة أعوام تحلت مظللة النسلانية والهلدف‬
‫استخدامهم كقطع غيار وترويج فساد‪ ،‬أما بيعهم لمن يرغب بالتبني علي حد الهدف المعلن فمللا‬
‫هو سوي تغطية للعملية الفضيحة حيث مقولة نقل اليتام لتربيتهم وحمايتهم‪ ،‬بينما من اختطفوا‬
‫ليسوا بأيتام ودسائس السياسة الغربية سبب بلئهم وتشردهم‪ ،‬ودائما ماينسي الكاذب قللوله لللذا‬
‫يتحسس رأسه في كثير من الحيان فيفضح نفسه ولو كانت القضية محصورة بالتبني لكان لهللا‬
‫اساليب قانونية تتوافق مع القوانين الدولية‪...‬‬
‫وهكذا كان حيث انكشفت اللعبة وفي يوم الخميس الموافق للخامس والعشرين من شهر اكتللوبر‬
‫الماضي حيث حطت الطائرة من طراز بوينج ‪ 727‬وغير المسجلة في قائمللة الللرحلت المتجهللة‬
‫لفرنسا في مطار أبيتشي ‪ ،‬وبينما حاولت المنظمة الفرنسللية ‪ -‬لرش دي زو ‪ -‬الدعللاء بكللونهم‬
‫أيتام وهدفها المعلن منذ وجودها هو جلب اليتام لفرنسا لتبنيهم من قبل عللائلت فرنسللية إّل إن‬
‫حبل الكذب قصير والدلة علي سوء النية وبشاعة الجريملة ليمكللن دحضللها وحلتي وإن حلاول‬
‫العلم الفرنسللي الللدفاع عللن المنظمللة والتضللامن مللع مجرميهللا وامتللداح جرأتهللم فللي اقتحللام‬
‫الصعاب انقاذا لهؤلء اليتام وايجاد حضنا اوروبيا يحميهم من الضياع والموت وسللط مخيمللات‬
‫اللجوء والتشرد والذي ساعد علي وجودها تدخلت الغرب وفتنته مابين الللدول وشللعوبها ومللن‬
‫ثم التحكم في مصليرها كأوطلان وشلعوب وهلاهو العلراق شلاهد عللي حريلة الغلرب وإنسلانيته‬
‫ولوكللانت النيللة طيبللة لتخللذت مسللارا سللويا بللدل مللن دلئل العبوديللة المستنسللخة ملن القللرون‬
‫الغابرة‪ ...‬وباسم الحضارة أغلق ملف الفضلليحة وُاطللق سلراح المتهميللن واللذين اطلللق عليهلم‬
‫الرأي العام الفرنسي صفة المغامرين السذج وليس المجرميللن لكللونهم غللامروا مللن أجللل انقللاذ‬
‫الطفولة المعذبة يالها من إنسللانية‪ ...‬ولكللن هكللذا هلم الشلعوب المتخلفلة ليتمكنللون مللن قلراءة‬
‫مابين السطور‪ ...‬ورغم ثبوت أدلة الجريمة سنظل نحن المتخلفون الل إنسانيون ولنسجل الدلة‬
‫ولداعي للتفنيد‪.‬‬

‫‪120‬‬
‫‪ -1‬التضليل بالضمادات الطبية والتي وضعت لليحاء بحاجتهم للعلج وانكشف المستور وتللبين‬
‫ان الطفال جميعا بصحة جيدة‪ ،‬فلماذا الضمادات؟!‬
‫‪ -2‬الكشف عن سرقة بعضهم من أهله واستدراج البعض الخر من الحقول المجللاورة بواسللطة‬
‫البسكويت وما يماثله مما يغري الطفال أهكذا يكون التبني؟!‪.‬‬
‫‪ -3‬التواطؤ علي هللدف المتللاجرة بالطفولللة وانتهللاك حقوقهللا رغللم صللخب الموسلليقي المتغنيللة‬
‫بحقوق الطفل‪.‬‬
‫‪ -4‬الحماية السياسية حيث وساطة الرئيس الفرنسي والضغوط الممارسة علي الرئيس التشادي‬
‫وما قيل علن وسللاطة الصللديق الصلدوق لسللاركوزي الرئيللس معملر القللذافي وهكللذا بتنللا ُنكلرم‬
‫المجرمين علي حسلاب إنسلانية الملواطن وكملا انتهلت فضليحة حقلن الطفلال الليلبيين باليلدز‬
‫بافتداء مجرميها‪ ...‬انتهت فضيحة خطف الطفللال فللي تشللاد وتحللرر المجرمللون بينمللا الضللحايا‬
‫يواجههم المجهول في ظل انتشار جمعيات الستعباد المتلحفة بثوب النسانية‪.‬‬

‫‪-‬‬

‫‪ - 107 -‬صدي الواقع ‪ ..‬سياحة الشؤم‬


‫بقلم ‪ :‬نورة الخاطر ‪ )..‬بلد السياحة الجنسية بامتياز! وبها مدينة‪ ..‬والتي تعتبر قطعة ذهبية مللن‬
‫حيث موقعها السياحي المتميز وتفردها بمواقعها الثرية ومسابحها الخاصة والمغلقة ونواديهللا‬
‫الرياضية وإقاماتها المحروسة التي يتوفر البعض منها علي صبية وفتيات صغيرات يمكنهللم أن‬
‫يقوموا بتلبية رغبات خاصة للسياح!(‪.‬‬
‫تلك المقدمة تعتبر من باب التسويق والدعاية التي أعلنت عنها وكالة أسللفار بلجيكيللة مضللطلعة‬
‫بتنظيللم رحلللة سللياحية جنسللية! ذكللرت أنهللا علللي مسللتوي عللال وأفللردت الوكالللة فللي إعلنهللا‬
‫خطط لهللم ضللمن البرنامللج السللياحي اللقللاء‬ ‫اللكتروني مكانة خاصة لزبائنها من الشواذ اللذين ُ‬
‫مع أمثالهم من المثليين )‪ (..‬في أماكن جللد حميميللة ورومانسللية خاصللة! لقضللاء أجمللل الليلالي‬
‫وفي أماكن معروفة للسياح المثليين‪...‬‬
‫ربما يتصور القارئ أن الوكالة تروج لزبائنها قضاء هذا الوقت في بلد أوربللي أو آسلليوي ممللن‬
‫عرف عنهم تجارة البغاء والشذوذ إّل أنه وياللحزن يعني ببلد عربي مسلم وبمدينة غالبيتها من‬ ‫ُ‬
‫المسلللمين بلللد يئن شللعبها تحللت وطللأة الفقللر والبطالللة ويتغللرب مواطنوهللا شللرقا وغربللا طلبللا‬
‫للرزق‪ ،‬إن المدينة المعنية هي مراكش المغربية والمللاكن المعروفللة فيهللا حللددت بالسللم هكللذا‬
‫جهارا نهارا منها ‪ -‬مرقص الباشا ‪ ،،‬نبكي بيتش ‪ ،،‬الشاطئ الحمر والتي أطلقت عليها الوكالللة‬
‫وصف ‪ -‬وجهات الحلم في مستوي ألف ليلة وليلللة ‪ -‬حيللث تللوافر غلمللان قللوم لللوط وجللواري‬
‫النخاسة‪...‬‬
‫ومن المغاربللة كمللا نللص العلن قللائل ) المثلييللن المغاربللة (‪...‬هللذا ماتللداولته وكللالت النبللاء‬
‫وتناقلته العديد من الصحف المغربيللة وكمللا قيللل أنلله مللن المرتقللب أن يللثير موقللف السلللميين‬
‫المغاربة وجمعيات حماية الطفولة! وكللأن الشللعب المغربللي مجموعللات وأقليللات فللأي جماعللات‬

‫‪121‬‬
‫إسلمية والشعب المغربي في غالبيته من المسلمين بل ويحكمه من تسمي بخير السماء الملللك‬
‫المغربي محمد السادس وبنص الدستور ‪ -‬هو أمير المؤمنيين والممثل السللمي للمللة المغربيللة‬
‫ورمز وحدتها وضامن دوام الدولة واستمرارها وهو حامي حمي الدين‪-...‬‬
‫فأي سياحة تلك التي يروج لها في بلد إسلمي وبمناقضللة صللريحة لنللص الدسللتور‪ ،‬فل أقامهللا‬
‫ال من سياحة إذا اعتمدت المنكر والفسللق والفجللور مللدخل للكسللب ومللبررا لجللذب مللن يطلللق‬
‫عليهم مجازا مسمي السواح‪ ،‬وماهم سوي فجرة وعبدة لهوي النفللس والشلليطان‪...‬إنلله الكسللب‬
‫الحرام وتجارة الرقيق التي يدعي الغرب محاربتها وإذا به مللن يجيزالتعامللل والعمللل بهللا ولكللن‬
‫بعد تغليفها بمسميات أخري‪...‬فكم طغي النسان وظن أنه ملك الدنيا بما فيها فحق له مللال يحللق‬
‫لغيره فاستبد وظلم وظن بالخلود فلحساب ولعقاب ‪ -‬ومن أمللن العقوبللة أسللاء الدب ‪ -‬خاصللة‬
‫وأن الدول تغاضت وتساهلت وتحللت بمفاهيم مغلوطة وقوانين هشللة ممجوجللة تمللالي الهللواء‬
‫وتنشد الحرام بالحرام‪ ،‬لذا تعالت مثل تلك الصوات المنكللرة بأباطيلهللا فل خللوف يللوجبه الللردع‬
‫ولدين يهذب النفس ويّقّوم الخلق‪ ،‬فهل أغنت هذه السياحة المحرمة هذا البلد ؟ وهل جلبللت للله‬
‫خيرا؟ أم هي دنيا الغرور التي تزخرفت حتي ظن المرء أنه ملك الرض ومن عليها وغفللل عللن‬
‫ساعة يحل فيها غضب الرحمن علي قوم فجروا وضلللوا ليؤخللذ الصللالح بالطالللح سللاعة لينفللع‬
‫فيها الندم‪...‬‬
‫وهاهو عالمنا السلمي يعايش واقعًا مريرا فل حللاكم يلللتزم بواجبللاته ولشللعب مشللارك وقللادر‬
‫علي وقف تيار الغواية والفساد ‪ ،،‬والفساد بات ديدن السياسة وتجارة من لضللمير للله ولذمللة‬
‫ضيعت المانة وتاهت بنا المسارات وسط مفاهيم فقدت مضللامينها وغاياتهللا فمفهلوم السللياحة‬ ‫ف ُ‬
‫فيما مضي من الزمان يعني النتشار في الرض طلبا لللرزق‪ ،‬للعللم‪ ،‬للصلحبة‪ ،‬للفلرار بالعقيلدة‬
‫من الضطهاد‪ ،‬لتفريج الهللم‪ ،‬وهنللاك أغلراض متعلددة لمفهللوم السللياحة فلي الرض بلأمن وبل‬
‫خوف فقد كان في السفار مكاسب جمة أما اليوم فمقابل كل مكسب مفاسد من الصللعب حصللرها‬
‫وسعيد الحظ من يعود من رحلته وقد تمكن من مصارعة هوي النفس ومغالبتها لمللا فيلله الخيللر‬
‫الذي يورث راحة البال‪...‬‬
‫وجريا وراء زمان يتقارب ويتسارع مع تطور حركة البشر تللم اخللتزال مصللطلح السللياحة علللي‬
‫مفهوم واحد يعني بالتنقل مابين البلد بهدف قضاء وقت ممتللع مريللح بل التزامللات روتينيللة أو‬
‫عملية أو خلقية وروحانية عنللد البعللض‪ ،‬وهكللذا مللن الممكللن تعريللف مجموعللات زائرة بعبللارة‬
‫سواح‪ ،‬وباتت السياحة تجارة مربحة يتباري فلي مكاسللبها شلركات ومكلاتب وأفلراد كللل حسللب‬
‫مايقدمه من خدمات لهؤلء السواح‪ ،‬ومع الترويللج والتسللويق لهللذه التجللارة دخلللت الللدول فللي‬
‫مضمار هذا الكسب وأضحت السياحة مطلبا اقتصاديا يحقق عائدا ماديا علي الدولة ذاتها‪ ،‬ومللن‬
‫أجل تلك المكاسب حرصت الدول علي تهيئة الظروف المساعدة علي إنعاش القتصللاد مللن بللاب‬
‫شلللرعت قلللوانين وُأقيملللت منشلللآت متنوعلللة الغايلللات‬
‫السلللياحة فأنشلللئت وزارات مختصلللة و ُ‬
‫والمضامين‪...‬‬
‫وبتعللاقب دورات الزمللن وتطللور قللدرات وإمكانيللات الللدول والفللراد تنللوعت أسللاليب السللياحة‬
‫وغايات الفراد > ولم يعد المر مقتصرا علي ترويح وكسب معرفللي يضلليف بعللدا ثقافيللا يللثري‬
‫العقل ويزدان بله الملرء رونقلا وبهلاء‪ ،‬بلل تبلارت اللدول وشلركات السلياحة فلي عمليلة جلذب‬
‫السواح ولم تكتف بالعناية بالمزارات التاريخية أو بالتراث الللوطني وترويللج البضللاعة المحليللة‬

‫‪122‬‬
‫بل إنحرف المسار إلي التباري بإباحة الفسق وجور النحلل‪ ،‬ودخلت الدول السلمية في جحر‬
‫الضب‪ ،‬وأضحت المسكرات من اشتراطات شلركات الفنللادق العالميللة وبالتبعيللة لبللد ملن تللوافر‬
‫الغانيات والفاجرات وأماكن اللهو المنكر الذي تنتعش به الشياطين وصللوًل لنعللاش بدعللة قللوم‬
‫لللوط المخسللوف بهللم الرض حيللث لحيللاة ولنمللاء بينمللا يقاسللي مبتللدعيها العللذاب إلللي قيللام‬
‫الساعة‪...‬فتجددت الدعوة وكان لهللا أتباعهللا المعاصللرون حيللث الشللذوذ مطلبللا وحقللا يسللتدعي‬
‫المناصرة بتشريعات تنصف أتباعه!‬
‫وهم شذاذ الرض وعامل مللن عوامللل الفنللاء المضللافة لعوامللل تهللدد البشللرية كثقللب الوزون‬
‫وتوابعه فهم بحق ثقب خطير في مبادئ وقيم النسلانية ويحتلاج إللي الرتلق بالتصلدي لزبلانيته‬
‫وتفنيد الضرر المللترتب عللي فعلهللم الخللبيث حيللث اختللت الملوازين وانتشللرت تجلارة اسللتعباد‬
‫الطفال من صبيان وفتيات أضف لذلك الحيوانات من فئة القللرود فللي بعللض البلد ذات السللمعة‬
‫السيئة‪ ،‬والتي تجد لها نفوسا شريرة تنشدها وتبتغيها فتجد من يعمللل علللي تزويقهللا وتجميلهللا‬
‫بعبارات التحرر من قيود الديان التي ضيقت علللي الحريللات وحّرمللت مباهللج الحيللاة علللي مثللل‬
‫هؤلء المنتسبين لبني النسان‪...‬‬
‫وبما أن الشيطان يمتلك قدرات تؤهله لتجنيد التبع وسوقهم لتنفيللذ مخطللط الغللواء ))‪...‬لزينللن‬
‫لهم في الرض ولغوينهم أجمعين (( الحجر ‪ ،، 39‬سرت الغواية بأفراد حملوا جمرتها الخبيثة‬
‫وصول لسياسات دول تسيرها أهواء من حادت بهم السبل فضلوا المسار وانسلخوا من مفللاهيم‬
‫القيم والخلق الكريم وتعاليم الخالق العظيم فتجلي ضعف الوازع الديني وتحققت الغواية‪ ،‬وباسم‬
‫السياحة أبيحت المحرمات وعاد الكثير من العبلاد إللي بدعللة قلوم لللوط وسللميت ظلمللا وعللدوانا‬
‫حقوق وحريات وتفاخر الفجرة بالشذوذ ولم يعد العللتراف بللالمنكر منفللرا فهللذا الفنللان الفلنللي‬
‫المشهور يجد التعظيم والتبجيل ويدعي علي موائد الملللوك وذاك الللوزير الغربللي يقللف مصللرحا‬
‫بشذوذه بل خجل في سبيل مناصرة المطالبين بحقوق المثلية!!‬
‫بل تعدي المر رجال الفن والسياسة وتباري باقترافه بعض المتلبسين ثوب التقللي والرهبانيللة‪،‬‬
‫والزهد والتعبد ولو اقتصر المر علي أفراد لهان المر باعتبار انعكاس الوزر علي صاحبه‪ ،‬أما‬
‫وأن يتحول المر إلللي مشللاع وتتبللاري شللركات المتللاجرة بللالعراض للترويللج لتجارتهللا باسللم‬
‫السياحة وفي بلدنا السلمية فهنا يتحمل الوزر ولي المر الذي تغاضي وتبسط وتجاهل مُمررا‬
‫المنكر مستسهل الغواية اعتقادًا ببعدها عن محيط أسرته الصغيرة‪...‬‬
‫وكأنه غير مساءل عن رعية و ُّكل أمرها وعليه وزر مايبتللدعه بعللض مللن ابنائهللا ‪ -‬إن لللم يتللم‬
‫شرعت باسمه وبموافقته‪ ،‬فالحاكم المسلللم عليلله واجبللات‬ ‫ردعهم ‪ -‬أو ما تسمح بإباحته قوانين ُ‬
‫وله حقوق وطالما الللتزم بالواجبللات حقللت للله الطاعللة فللإذا ماحللاد عنهللا وجللب تقللويمه وعليلله‬
‫مراجعة ذاته ل التعلل بمكاسب لم تعد علي الشعوب إّل وبال وفقرا وبطالة وضياعا‪...‬‬
‫وكم نأمل أن نري بلدنا العربية ترعي سياحة طاهرة مطهرة يفللر لهللا المللرء تخففللا مللن ذنللوبه‬
‫وطغيان نفسه عله يجد فيها تحللررا مللن إدمللان علللي محرمللات تنتهللك صللحة النفللس والجسللد‪..‬‬
‫وبلدنا السلمية بلد حضارة وتاريخ وهي بحق عوامل جذب للسائح إضافة لما يتوافر لها من‬
‫ن بها الخالق‪ ،‬فلم يعمل البعلض عللي تشللويه وجههللا الحضللاري بمفاسلد وإفسلاد‪..‬؟‬ ‫إمكانيات م ّ‬
‫فلندع للمفسدين فسادهم ومفسديهم‪...‬‬
‫ل بمن ينشد الراحة والستجمام والمعرفة والتاريخ ولكن بنقللاء نفللس وجسللد عنللدئذ تكللون‬ ‫وأه ً‬

‫‪123‬‬
‫السياحة خيرا علي البلد والعباد‪ ،‬وبل شك أن بل دنا تمتلك ملن المكانيللات والمللوال ماُيمكنهلا‬
‫من فرض قوانين عادلة هادفة إلي حمايللة النسللان وضللمان حقللة وصللون كرامتلله فللي طفولتللة‬
‫وشبابه وشيخوخته‪ ...‬فهل نأمل بالسبق وترجمة الحلم إلي واقع مزهر بالمل؟‪...‬‬

‫‪ - 108 -‬بأمانة ‪ ..‬سوء تقدير ل اختيار‬


‫بقلللم ‪ :‬نللورة الخللاطر ‪ ..‬فللي احتفاليللة تدشللين شللعار ملللف الدوحللة لستضللافة دورة اللعللاب‬
‫الولمبيللة واولمبيللاد المعللاقين ‪2016‬م‪ .‬والللذي أقيللم يللوم الخميللس الماضللي الموافللق للخللامس‬
‫والعشرين من الشللهر وبرعايللة وحضللور ولللي العهللد الميللن‪ ،‬حللرص المنظمللون علللي إيصللال‬
‫رسائل متعددة من خلل تلك الحتفالية وتبين مدي الهتمام والحرص علي ظهور حفل التدشللين‬
‫بما يؤهل لقطر ترسيخ قدرتها واستعدادها لستضللافة الولمبيللاد وبحللق كللان العللداد والسللخاء‬
‫متميزين واستطاع المنظمون والمشاركون لفت النتباه وإثارة العجاب ولن ُنضيف جديدًا علي‬
‫تلك التغطية العلمية الوافية لحتفالية التدشين والتي ُتوجت بتلك الرسالة العفوية الللتي أكللدت‬
‫علي دعم السرة والطفللل وحللق الرعايللة البويللة حيللث ظهللر ولللي العهللد الميللن حللامل طفلتلله‬
‫الصغيرة ‪ -‬المياسة ‪ -‬بين يديه وفي حضنه‪ ،‬فكانت الرسالة النسللانية الرائعللة والراقيللة حيللث ل‬
‫ُتنسللي المهللام والمسللؤوليات الب رعايللة أطفللاله وإظهللار الحللب والرحمللة لهللم‪ ،‬فكللم أدت تلللك‬
‫المشاهد معاني سامية وأكّدت علي أخلق كريمة حيث التواضع والبسللاطة والمشللاركة الحيويللة‬
‫المعطاءة بروح الحب واللفة‪ ،‬صورة رائعة تجلت في أجمل معانيها‪...‬‬
‫ولكن وكما يقال الكمال ل وحده فلبد هنا من الشارة إلي أن هناك رسللالة علللي قللدر كللبير مللن‬
‫الهمية قد ضلت طريقها بل قصد حيث تبدي سوء التقللدير ّل الختيللار‪ ،‬فعنللدما أراد البعللض أن‬
‫يبعث برسالة توحي باهتمام الدولة وقدرتها علي رعاية ذوي العاقة وقع الختيار علللي الطفللل‬
‫أحمد رمضان وهو من ذوي العاقة الذهنية الذي حظي برعاية وتأهيللل ارتفللع بمسللتواه وأّهللله‬
‫للمشاركة والتعامل مع أفراد المجتمع‪ ،‬ولكن أن تكون مشللاركته بتلوة آيللات مللن الللذكر الحكيللم‬
‫فاسمحوا لنا‪ ،‬ففي المر سوء تقدير ورأي جانبه الصواب‪ ،‬فنحن أمام كلم الل سلبحانه وتعلالي‬
‫وحري بالمؤمن أن يتعلمه وُيعلمه ويتدراسه في ليله ونهاره ورسولنا الكريم يقول )والذي يقرأ‬
‫القرآن وهو ماهر مع السفرة الكرام البررة‪ ،‬والذي يقرأ القرآن ويتتعتع فيه وهو عليه شللاق للله‬
‫أجران(‪..‬‬
‫هذا فيما يخص القراءة الفردية تطوعا وإيمانا‪ ،‬ويختلللف الوضللع فلي حللال القللراءة فللي حضللرة‬
‫الجماعة‪ ...‬ومن الطللبيعي أّل يفوتنللا التلوجه بالشلكر لمركلز الشللفلح علللي هلذا الهتمللام بتعليللم‬
‫القرآن لذوي العاقة الذهنية ونأمل بإيصال معانيه لمفاهيمهم المتواضلعة‪ ،‬وآجرهلم الل خيلرا‪،‬‬
‫فهذا المركز بحق تاج علي رأس صاحبة السمو الشيخة موزة بنت ناصر المسند والتي حرصت‬
‫علي إنشائه وتطوره فأنلار بأشلعته جلوانب وزوايلا أسللرية كللانت تعلايش الحيللرة والقللق علللي‬
‫مصير فلذات أكبادها‪...‬‬
‫ولكن فيما يخص قلراءة الطفلل أحمللد فلي تلوة افتتاحيللة التدشللين‪ ،‬فنقلول بللأن هنلاك أولويللات‬
‫والهم قبل المهم‪ ،‬والقرآن الكريم كلم ال الذي تخشع وتتصدع للله الجبللال ويتللوجب علللي مللن‬
‫يقرأه إجادة القراءة وعلي قدر ما يستطيع‪ ،‬مع ضلرورة تلدبر ألفلاظه ومعلانيه فيملا بينله وبيلن‬
‫نفسه‪...‬‬

‫‪124‬‬
‫أما في حللال قلراءة القلرآن عللي مل ملن النللاس فلبللد هنللا ملن تللوافر شللروط عللي المقريلء‬
‫والسللامع فللي آن واحللد ومللن شللروط المقريللء‪ ..‬العقللل‪ ،‬البلللوغ‪ ،‬الضللبط‪ ،‬التمكللن المعرفللي‪،‬‬
‫الخبرة‪ ...‬الخ‪ ،‬أما السامع فعليه الستماع والنصات )وإذا قريء القرآن فاستمعوا للله وأنصللتوا‬
‫لعلكم ترحمون( العراف‪. 204 :‬‬
‫وإن تجاوزنا عن البلوغ من حيث كون اليات المقروءة بسيطة ومعدودة ول ضير فللي قراءتهللا‬
‫من الطفل المميز أو من دونه إن امتللك القلدرة واللذكاء فيتلبين هنلا ملدي حلرج الموقلف اللذي‬
‫وضع فيه الطفل أحمد دون وعي منه‪ ،‬والحرج الذي نعنيه إنما كان علي مللن تللابع ذاك المشللهد‬
‫من مواطنين ومقيمين من بني السلم حيث كانت الساءة غير المقصودة لكلمللات ال ل سللبحانه‬
‫وتعالي فبدأ الطفل متأتأ متلعثما غير مباٍل من حيث الضحك والحركة‪ ،‬فأثار غيللرة المسلللم علللي‬
‫قرآنه‪ ،‬فضاعت الرسالة المأمولة وضلت طريقها للسف الشديد‪...‬‬
‫و من الجدر تقدير الموقف حق قدره وإن كللان ل بللد مللن وضللع معللاق فللي هللذا الموضللع فمللن‬
‫الولي التفكير بطفل كفيف‪ ،‬أومن ذوي العاقة الحركية وهم من يتوافر لهللم شللرط العقللل الللذي‬
‫يمكنهم مللن إجللادة قللراءة القللرآن وتقديسلله والخشللوع لللدي قراءتلله وجللذب السللامع للسللتماع‬
‫والنصات له وإثارة إعجابه‪ ،‬وهذا هو الواجب والمأمول‪ ،‬أما الطفل أحمد فمن الممكن تشللجيعه‬
‫ودمجه وإفساح المجال لمشاركته بقراءة نشيد وطنللي أو دينللي‪ ،‬أو إلقللاء كلمللة مختصللرة تؤكللد‬
‫علي قدراته دون حصره فللي هلذا المشللهد الللذي أسللاء لملن فكللر وقلرر إظهللاره بهللذه الصللورة‬
‫المسيئة للقرآن الكريم مما أثار الغضب والغيرة‪ ،‬غضب علللي مللن قلّدر فأسللاء التقللدير‪ ،‬وغيللرة‬
‫علي القرآن والطفللل معللا‪ ،‬والضللرورة تحتللم مراعللاة الللوعي لللدي المللواطن وعللدم السللتخفاف‬
‫بوعيه ومشاعره‪...‬‬
‫ففي الليلة ذاتها تلقيت إتصالت عدة تستنكر سوء التقدير الذي حاد بالرسالة عن طريقهللا حللتي‬
‫أن إحدي الخوات المتصلت ‪ -‬والتي أخللذتها الحميللة والغيللرة علللي آيللات الل سللبحانه وتعللالي‬
‫وحرصا علي هذه الطفولة البريئة ‪ -‬ذكرت لي بأن لديها عاملة منزلية قد أشهرت إسلللمها منللذ‬
‫سلنتين كلانت تتلابع حفلل التدشلين وبمجلرد انتهلاء قلراءة الطفلل أحملد جاءتهلا مسلتنكرة هلذا‬
‫حشللر‬‫الختيار قائلة بأن هذا كلم ال الذي ل يأتيه الباطل‪ ...‬فكيف بهللذا المشللهد المللؤلم والللذي ُ‬
‫فيه الطفل البريء‪...‬‬
‫ومتابعة أخري استنكرت الوضع وأغلقت التلفاز ظنًا منها بأن هناك استهانة غير مقبولة و قبللل‬
‫أن تعي بأن القاريء طفل معاق ذهنيا و بل حللول للله ول قللوة بللل هللو بللذل الجهللد وأحسللن بمللا‬
‫يستطيع‪ ،‬ولكنه الخطأ‪..‬‬
‫نعم إنه الخطأ بإساءة التقدير والغفلة لمن فّكر ودّبر ووضع الفقرة إياها‪ ،‬وأيضًا لمن سللمح بهللا‬
‫دون مراجعة أو تدقيق‪ ،‬ونأمل أّل يتكرر مثل هذا الخطأ فالمعاق في دولتنا يجد رعايلة واهتمامللا‬
‫بالغين علي المستوي الخاص والعام‪ ،‬وتسليط الضوء علي هذا الهتمام يحتاج إلي فطنة وذكللاء‬
‫وتفعيل لدور المعاق كل حسب قدراته وامكانياته ولكن ليللس بمثللل هلذه الصللورة المؤلمللة حقلًا‪،‬‬
‫وليسامحنا ال جميعًا‪.‬‬

‫‪ .. 109 -‬خريف في مؤتمر الخريف‬


‫بقلم ‪ :‬نورة الخاطر ‪ ..‬تتواصل اجتماعات الرئيس الفلسطيني محمود عباس مع رئيس الللوزراء‬

‫‪125‬‬
‫الصهيوني اولمرت‪ ،‬ومع تكرار هذه الجتماعللات لنخللرج سللوي بنتيجللة واحللدة وهللي تسللويق‬
‫الكيان السرائيلي وتلميع صورته أمام شعوب العللالم لن السياسلليين عللالمون بسللر اللعبللة مللن‬
‫بداياتها وماهم سوي جنود لتنفيذ مخطط عالمي لتثللبيت أركللان هللذا الكيللان وعلللي حسللاب أمللن‬
‫العللالم وأمللانه‪ ،‬ومللن أجلل إتقلان اللعبلة وتمريرهلا عللي العامللة ملن النللاس تتواصلل مثللل تللك‬
‫المؤتمرات والجتماعلات المفرغللة ملن أي محتلوي بللل مرتكزهلا الساسللي الصللورة والعلرض‬
‫العلمي فنحن في عصر العلم بل منازع ويترتب علي تحقيلق هلذا الهلدف عقلد الجتماعلات‬
‫وتكللرار الملؤتمرات وفلي كلل منهلا يحلرص دهللاة السياسلة السلرائيلية عللي الظهللور بمظهللر‬
‫المحبين والراغبين بإشاعة ثقافة السلم والتواصل مللع الخللر ولكللن حسللب المقللاس المطلللوب‬
‫لذلك تبرز صورة اولمرت كممثل لبني اسرائيل وهو يطبطب علي ظهور وأكتاف رجللال السلللطة‬
‫الفلسطينية مداعبا بحنو‪ ،‬بينما وجوه الطرف الخللر يغشللاها الللذل والنكسللار وابتسللامات وجللع‬
‫دفين يثير الشفقة‪ ،‬مشاهد مخزية‪ ،‬مؤلمة نتابعها علي مضض في اجتماع إثر اجتماع والنتيجللة‬
‫خواء ولتتعدي المراحل التجميليللة الولللي الللتي يضللطلع بهللا خريللف المللؤتمر المزمللع انعقللاده‬
‫بمبادرة من الرئيس بوش والذي يقود أمريكا بطريقة أشبه ماتكون ‪ -‬برجل مجنون يركض وفي‬
‫يده شفرة ‪ -‬علي حد توصيف الرئيللس الروسللي فلديميللر بللوتين والللذي كللان لللوقت قريللب مللن‬
‫أصدقاء أمريكا بل أداة مطواع في يدها‪ ،‬ولكن الكيللل طفللح علللي مللا يبللدو‪ ،‬ولللم يعللد عنللد بللوش‬
‫اعتبار بعدو أوصديق‪...‬‬
‫لذا بتنا نتابع تساقط وريقات خريللف المللؤتمر قبللل أوانهللا حيللث تبللدت للنللاظر وهلي متدحرجللة‬
‫تجمعها الرياح في الزوايا والركان لتأتي المقشللة لزاحتهللا مللن الطريللق‪ ،‬نعللم هللو خريللف فللي‬
‫الفكر والنوايا لذا لبد أن ينتج خريفا في الجتماعات والمؤتمرات لكونها بعيدة عن تحديد مسار‬
‫الحق فما زالت القوة هي التي تفرض الباطل حقا‪ ،‬وماعلي شجعان السلللم البعيللد المنللال سللوي‬
‫تحريك قاطرة التنازلت بمزيد من الرضللوخ والخضللوع وهكللذا هللو حللال التفاقللات والتفاهمللات‬
‫الحاضرة منها والسابقة حيث تنتهي بتأجيل التفللاوض علللي القضللايا الساسللية لمرحلللة نهائيللة‬
‫لنعرف حقيقة متي تحين لحظتها فمنذ أوسلو وما تلهو لم يجد الفلسللطينيون سللوي مزيللد مللن‬
‫الضنك والضيق ومحاولت التفريق وزرع الفتن‪ ،‬وهكذا انفللض اجتمللاع الجمعللة الماضللية فيمللا‬
‫بين عباس واولملرت بمعيللة وفللدي التفلاوض بل نتيجللة تللذكر‪ ،‬حيللث لتقللدم بشللأن مايسلمي »‬
‫الوثيقة المشتركة » وهكذا هو قاموس الكلمات والوعود الكاذبة في حال من التواصللل وليمكللن‬
‫له التوقف عند حد فالمر برمته مجرد كلمات وكلملات بينملا أرض الواقلع تنطلق بوضلع مغلاير‬
‫فبالموازاة مع طبطبة اولمرت علي ظهر عباس وأعضاء وفده ‪ -‬حتي بدا الذئب المللاكر بصللورة‬
‫الحمل الوديع بينما خضوع الطرف الخر وابتساماته الذليلة توحي بالستسلم والعتراف بذنب‬
‫المقاومة وشرعية الحتلل ‪ -‬يتواصل الصلف الصهيوني في تحد لمن يجتمع بهللم خاضللعا ذليل‬
‫حيللث ل حللرص علللي تلميللع أو حفللظ لمللاء وجلله مللراق منللذ أمللد‪ ،‬وعليلله تتمللادي يللد الجيللش‬
‫السرائيلي بالقصف وتكرار الغارات عللي المحاصللرين فللي غلزة ورجللال المقاومللة فلي الضللفة‬
‫بينما سجانوه يعتدون علي السجناء ويقتلون ويروعون في وقت تتعللالي فيلله أصللوات سياسلليي‬
‫بني اسرائيل بتشديد العقوبات علي الشلعب الفلسلطيني المناضلل فلي القطلاع حلتي ُيسللم بحقله‬
‫ويعيد الوضع إلي ماكان عليه حيث يعم الفساد ويعمل أزلم الفتنللة عللي تأجيللج الفلتللان وإخملاد‬
‫جذوة النضال‪ ،‬وضع مأزوم ولصللوت ولنفيللر لهللذا الشللعب المظلللوم ‪ ،‬فلللم يعللد للعللرب صللوت‬

‫‪126‬‬
‫مسموع والمسلمون ليسللوا بحللال أفضللل مللن إخللوانهم العللرب حيللث الحللروب أو التلويللح بهللا‪،‬‬
‫واللعبة السياسية باتت مرهقة مرة المذاق مملا جعلل الكلثيرون يفلرون ملن متابعتهلا حلتي وإن‬
‫تعلق المر بمقال‪ ،‬نعم تحطم المل عنللد غالبيللة العامللة ويللتردد للسللماع تجنللب سللماع الخبللار‬
‫أوقراءة التحليلت والتقارير أو حتي المقالت عندما يتعلق المر بالسياسة وما ذلك سللوي كفللر‬
‫بسياسة عصرنا الحاضر وعدم الثقة بمن يقوم عليها أويقودها‪ ،‬ولكي يهنأ الفرد عليلله أن يغفللل‬
‫ويتغافل فليس بالمكان اكثر مما كان‪...‬‬
‫فالشعوب ضعيفة مخنوقة بلقمة العيش‪ ،‬والوطان مقيدة محاصرة بالبوارج والسفن وماجللادت‬
‫به عقول الشر من أسلحة فتاكة لترعي في بني البشر إًل ولذمة‪ ،‬وعليه ما علي المتابع سللوي‬
‫إبراء ذمته والدعوة لرفع اليدي للسماء ففوق كل ذي علم عليللم‪ ،‬وهللو العظللم مللن كللل عظيللم‬
‫والقدر علي نصرة الضعيف في وقت يعتقد فيه أن الللدائرة تضلليق وتضلليق بينمللا الفللرج قريللب‬
‫لغريب حتي وإن انعقد مؤتمر التركيع والتغييب باسللم السلللم والتقريللب‪ ،‬وتحللت عنللوان يليللق‬
‫بمضمونه وهلو مللؤتمر الخريلف حيللث تتعلري الغصلان ملن وريقاتهلا الصلفراء لتتنللاثر عللي‬
‫الطرقات تحذوها الرياح بينما الجذور ثابتة في الرض لتعيد تجديد البناء فهناك حق وال ناصر‬
‫له ولقنوط من رحمة ال وفضله‪ ،‬ولن ُتهزم الرادة بنغمات تتكللرر بمحتللوي واحللد‪ ،‬ومللا نغمللة‬
‫الخريف سوي واحدة منها‪ ،‬نغمة ُيراد لهلا السللتمرارية والتواصللل بتقلارير‪ ،‬تحليلت‪ ،‬كتابلات‪،‬‬
‫لقاءات‪ ،‬زيارات واجتماعات لتختلف عما سواها إل ببعض الشكليات كتغير بعض الوجوه بينما‬
‫المضامين ثابتة فالهدف الصهيوني بالتوسع والستيطان ماض ولن يوقفه سوي حللق لللن يغفللل‬
‫عنه المطالبون طال الزمان أوقصر‪ ،‬ولكللن هللي الحيلللة والللدهاء مللن طللرف القللوي والسللتكانة‬
‫والخنوع من الطرف الضعيف وزد علي ذلك نللار الفرقللة والتشللرذم والللتي تزيللد الوضللع حرجللا‬
‫وتقزما‪ ،‬وبهلذا الضلعف‪ ،‬التشلرذم‪ ،‬الفرقلة‪ ،‬النفلاق والفسلق تتعلالي ألسلنة النلار وملن خللهلا‬
‫يتحقق لدهاة السياسة ومجانينهللا تمريللر مخطاطللاتهم الراميللة لتحقيللق أحلم ومصللالح البعللض‬
‫وهوس وتخاريف تعشعش في بعض الرؤوس الخري‪...‬‬
‫ويظل السؤال المحير قائمًا هل يتمكن من ليتسني له امتلك شئ آخر غير عقله القفز مللن هللذه‬
‫السفينة المخطوفة بينما هي تبحر في محيط متلطم المواج تتقاذفه أحلم العظمة الجنونية لمن‬
‫سلم القيادة بل دفة فأضحي قبطانًا مبحرا بينما الدفة بيد غيللره بللل بيللد مللن يظللن أن العللالم وإن‬ ‫ُ‬
‫عمه الدمار والتهمه الحريق فللالخير كللل الخيللر فللي بقللاء كيللان واحللد بلله نرتجللي المللل وعليلله‬
‫العتماد في إعادة تكوين العالم بصورته الجديدة‪...‬‬
‫إذًا لبأس أن يهلك العالم في الفوضي وما أسهل تمريرها ومن ثم يأتي ملك اليهود المنتخب من‬
‫ال ليبعث العالم من جديد وكما ورد في نصوص مدونللة ومحفوظللة لجللداد بنللي صللهيون حيللث‬
‫الحلم الذي تتراءي للحفاد علماته وإن كانت علمات سللتؤدي بهللم أنفسللهم لهاويللة ليللس لهللا‬
‫قرار‪ ،‬حيث ُيقرالجداد بمواثيقهم قائلين ‪) -‬إن حكومتنللا سللتكون ذات شللأن لنهللا سللتكون قويللة‬
‫وسوف تنظم وتقود بدًل من أن تزحف بل أمل وراء قادة من الناس أوخطبللاء ليملللون التحللدث‬
‫بأمثلة فارغة يسمونها المبادئ السامية والتي ليست إّل أراء طوباوية‪...‬‬
‫وفي تأكيد آخر يقولون ‪ -‬هذا الحاكم المنتخب من ال ‪ -‬سبحانه وتعالي عما يقولون ‪ -‬قللد اخللتير‬
‫من العلي لكي يسحق القوي السيئة المنبعثة من الغرائز‪ ،‬وليس من الذكاء‪...‬‬
‫إن هذه القوي هي الغالبة الن وتتمثل بالسرقة وبكل أعمال العنللف الللتي تمللارس باسللم الحريللة‬

‫‪127‬‬
‫والحق‪ ،‬وقد دمرت كل نظللام اجتمللاعي لكللي تقيللم عللرش ملللك اسللرائيل وسللوف ينتهللي دورهللا‬
‫بوصوله للسلطة‪ ،‬ويكون حينذاك من الضروري أن يكنسها من طريقله حلتي ليبقلي منهللا قلذي‬
‫ولحصاة‪ (- ...‬ويتبين لنا مدي قابلية تطبيق مثل هذا القللول علللي واقللع اليللوم مللن حيللث الللدور‬
‫الذي يضطلع به بوش ومن ورائه سدنته مللن الصللهاينة والللذين يطمعللون مللن خلللله للوصللول‬
‫لهدافهم المرسومة وعندئذ تحين لحظة الخلص ليبقي من يعتقد بأنه القوي والذكللي والحللق‬
‫بملكية العالم!‪.‬‬
‫وما مؤتمر الخريف المعزوف علي اوتاره المرتخية سوي حلقة من ضمن حلقات‪ ،‬ولكن للسف‬
‫علينا تدور الدوائر فالضغوط التي يواجهها العرب من الصعب ردهللا فللي ظللل الوضللع السياسللي‬
‫والمني القائمين‪ ،‬فكم الخطار المحدقة به مخيف ومروع حيث طبول الحرب تقرع علي أطرافه‬
‫بينما دواخله مفككة متراخية‪ ،‬وأصحاب العزم منه محاصرون مضيق عليهللم حللتي ليكللاد المللرء‬
‫منهم أن يفقد الكسجين المساعد علي تسلليير وظللائف العقللل والجسللد بينمللا مطللأطئر الللرؤوس‬
‫يدورون في فللك لمتنلاه ملن التنلازلت واللهلاث وراء قطلرة تحفلظ ملاء اللوجه ولكلن بل أملل‬
‫والشاهد علي هذه المأساة تلك الجتماعللات المتكللررة لزلم السلللطة الفلسللطينية مللع مغتصللبي‬
‫فلسطين والرافضين لكل حللق مشللروع للشللعب الفلسللطيني وهللم مللن القللوة حيللث قللالوا وبللالفم‬
‫الملن ل قدس‪ ،‬ولحق عودة‪ ،‬ول لحدود ‪..67‬م‪ ،‬ودعوا وبصراحة لخفض سقف التوقعات مللن‬
‫نتائج مؤتمر الخريف المأمول انعقادة في نوفمبر المقبل في أنابوليس قللرب واشللنطن وبمبللادرة‬
‫من قائد الحرية الدموية ‪ -‬بوش الرئيس ‪ -‬وهكذا هو إذًا خريللف فللي مللؤتمر الخريللف ونأمللل أّل‬
‫نكون فيه الخراف‪.‬‬

‫‪ - 110 -‬بأمانة ‪ ..‬حيازة السلح ‪ ..‬ونزغ الشيطان‬


‫الكاتبة ‪ -‬نورة الخاطر ‪..‬في تحقيللق نشللر علللي صللفحات الرايللة بللالمس الول بعنللوان ‪ -‬حيللازة‬
‫المواطنين للسلح ‪ ..‬تحت المجهر ‪ -‬كان لها السبق فلي ملمسللة وضلع حللرج يتلداول المجتملع‬
‫علي استحياء الحديث بنتائج مترتبة علي حيازته وأضرار يتسبب بها استعماله ‪ ،‬إمللا بللترخيص‬
‫أوبدونه وانعكاس هذه الثار المترتبة علي مثل تللك الحيللازة علللي الفلراد والمجتمللع علللي حللد‬
‫سواء ‪ ،،‬وأشار التحقيق لسلمة الوضع المني في البلد حيللث لحاجللة لمثللل تلللك الحيللازة مللن‬
‫عللدمها ‪ ،‬وحللاول المعنيللون بللالتحقيق ملمسللة هللذا الوضللع مللن خلل اراء المللواطنين وذوي‬
‫الختصاص وذلك انطلقا من حادثة ثاني أيام العيد والتي راح ضحيتها طفل الثلث سللنوات بيللد‬
‫أخيه ذي الخمس سنوات ‪ ،‬مأساة مروعة ومحزنة أضفت بظللها علي أسرة تمنت قضاء رحلة‬
‫طيبة في عيد فطر مبارك إّل أن الرياح حادت بجادة السفينة ‪ ،‬وفي غفلة منهلا تحللول العيلد إللي‬
‫مأتم مفجع سيلغي بظلله القاسية والمحزنة عللي أفلراد السلرة الكبلار منهلم والصلغار > ففلي‬
‫لحظة من الهمال واللمبالة تضيع حياة طفل ويروع آخر بصللدمة ربمللا تللترك آثارهللا النفسللية‬
‫علي حياته المستقبلية بينما تهتز مشاعر أسرة مكلومة حيث وقع المحظور بل قصد ولعمد ‪...‬‬
‫وتعاطف جميع القراء مع هذه العائلة‪...‬‬
‫ولكن لبد من التساؤلت بخصوص حيللازة مثللل تلللك السللئلة والللتي وفاهللا التحقيللق حقهللا مللن‬
‫الناحية القانونية وكذلك رد فعل المواطن تجاه مثل تلك الحيازة ولنرغب في الللتركيز علللي هللذه‬
‫المأساة لمدي حساسيتها من ناحية ضحاياها وانعكاس النتيجة المؤلمة والجارحة علللي السللرة‬

‫‪128‬‬
‫وأعانهم ال علي مصيبتهم وألهمهم الصبر وجزاهم الجر ‪ ،‬مللع الوضللع فللي العتبللار ضللرورة‬
‫أخذ العبرة والعظة من مثل هذا الخطلأ القاتلل ونأملل أّل تتكلرر مثلل تللك الحلوادث الناتجلة علن‬
‫الغفلة والتبسط بمثل تلك المور وخاصة ترك السلح في متناول الطفال وكأننا نترك كأس السم‬
‫مكشوفا ليتجرعه الغافل عن ضرره وكأنه شراب محلي ‪...‬‬
‫والمر الذي لبد من الشارة إليلله بللل والللتركيز عليلله هللو أن الغفلللة وعللدم الحتيللاط فللي هللذه‬
‫الحادثة لينفي استخدام السلح في مواقع أخري بنوايا مبيتة أو تحللت تللأثير عوامللل وتراكمللات‬
‫يسعي ويسعد الشيطان في تعظيمها والنفخ فلي لهيبهلا ‪ ،‬وربملا كلان خيلرا أّل تتطلرق الصلحف‬
‫لمثل تلك الحوادث حتي ليأخذ بها أصحاب النفللوس المريضللة ‪ ،‬ولكللن عللدم التغطيللة العلميللة‬
‫ليمنللع كونهللا متداولللة مللابين النللاس حيللث تكللررت حللوادث حيللازة وإسللتخدام السلللحة غيللر‬
‫المرخصة ‪ ،‬أو المرخصة ولكن بيد مغايرة لمن رخصت له أوهدف بعيد عن غاية الترخيص‪...‬‬
‫ففي ظل ثورات الغضب المذمومة والتي تلح بإصرار عجيب علي دعوة الشلليطان ليكللن جليسللا‬
‫فيها وبنزغ منه تنطلق رصاصات الغضب لتصيب أعز الناس فتكون مثل هللذه الحللوادث شللرارة‬
‫لفتنة ربما تطال أسر متعددة بأحقاد وعداوات كان من الممكن أّل تكون ‪ ...‬ويحق لنللا التسللاؤل ‪:‬‬
‫لَم يحمل البعض السلح ليوجهه لصدور أقرب الناس إليه؟ أل تكفللي الضللغائن والحقللاد ‪ ...‬فكللم‬
‫قرأنا وسمعنا عن صديق يقتل أعز أصدقائه أو أخ يقتل أخاه أو ابن عمه أو أخواته أو أو أو ‪...‬‬
‫مصائب يقف المرء أمامها مذهول مأخوذًا بمرارتها ووجعها فكيف في لحظة فاصلة مللن الزمللن‬
‫تموت أجمل المشاعر ويحل محلها الرغبة في القصاء لمجرد سماع شائعة أوتللواتر كلللم جللارح‬
‫أل يجب تحكيم العقل في مثل تلك اللحظات ‪ ،‬بل الصح من القول أنها اللحظات التي يتللبين فيهللا‬
‫حضور العقل مللن غيللابه ‪ ،‬والغضللب إن لللم يكللن لل ودفاعلا عللن العللرض والللوطن يعللد غضللبا‬
‫مذموما بفعله ونتائجه وهو الغضب المغيب للعقل ‪ -‬أداة التكليف والتفكير وتحليللل المللور‪ -‬ومللا‬
‫أقسي تغييب العقل الذي يتدبر به النسان الحق ملن الباطلل وقلد أوصلي رسلولنا الكريلم بلالحلم‬
‫وهو علي عكس الغضب فالغضب جمرة من جمرات جهنم إّل أنها تكمللن فللي قلللب بنللي النسللان‬
‫وتتبدي علي ملمحه وكما قال عليه أفضل الصلة والسلم أل وأن الغضب جمللرة فللي قلللب ابللن‬
‫آدم ‪ ،‬أما رأيتم إلي حمرة عينيه وانتفاخ أوداجه وما أحاط بالحلق والعروق ؟! فمن أحللس بشللئ‬
‫من ذلك فليلصق بالرض ‪...‬‬

‫لذا علينا أن نعين بعضنا البعض علي تفادي الغضللب ومعالجللة النفللس بترويضللها علللي الصللبر‬
‫والناة حتي يكون الحلم لها رفيقا ‪ ،‬ولتعني كل أسرة بتربية أبنائها علي فضائل الحلم ومايترتب‬
‫عليه من خير النتائج في الدنيا وجزيل الجر في الخرة فبللالحلم ترافقنللا وتحفنللا الملئكللة بينمللا‬
‫بالغضب تحف بنا شياطين الجن والنس وينشط الشيطان فيكون النزغ الذي فرق مابين يوسللف‬
‫عليه السلم وإخوته ‪ ،‬بل هو النزغ الشيطاني الذي كان له السللبق بتحمللل وزر أول جريمللة فللي‬
‫التاريخ النساني حيث قتل قابيل أخاه هابيل ‪ ....‬وهكذا هو الشيطان يتصيد هفوات البشر ويسعد‬
‫بثوراتهم العصبية التي تنسيهم فضائل الحلم والصبر فيجد البواب وقد شللرعت للله مللن بوابللات‬
‫الغضب فيحقق نتائج باهرة تصل لهدار الدماء وسلب الرواح ‪...‬‬
‫وكم هي عظيمة تلك الرواح التي تضيع بل سبب موجب بللل فللي لحظللة مللن الضللعف النسللاني‬
‫الذي تخالطه مطامع الحياة الدنيا فتنسيه مبادئ وقيم وعلي رأسها قيمة الحياة التي أوجدنا اللل‬

‫‪129‬‬
‫لنحرص عليها ونقدرها حق قدرها فهي ثمينلة عنلد ملن أوجلدها والويلل لملن يجلرؤ عللي قتلل‬
‫نفسه ‪ ،‬فكيف بمن يعميه غضبه فيزهق روحا حرم الل قتلهلا إّل بللالحق ‪ ...‬كلم هلي كلبيرة عنللد‬
‫ال ‪ ،‬وكم هو خطأ قاتل حيازة السلح بل حاجة له فمهمللا قيللل فللي أسللباب حيللازته فليمكللن أن‬
‫تساوي لحظة الندم في استخدامه في غير موضعه ودولتنا ول الحمد آمنة مطمئنللة بفضللل منلله‬
‫ورحمة‪...‬‬
‫لذا لبد من استحضار الحلم بمعانيه السامية ليتمكن النسان من ضبط النفللس المللارة بالسللوء‬
‫في مواضع الغضلب الملذموم فلالحلم سليد الخلق وهلو ملن يعيلن صلاحبه عللي تخطلي نتلائج‬
‫أخطاء الخرين أو الوقوع بالخطأ من الصل ‪ ،‬بل من خلله نسد منافذ الشيطان ونحلق بأنفسللنا‬
‫في مجال رحب من التسامي فتحفنا الملئكة وتتكفل بالدفاع عنا ولندلل علي مثل ذلك من سللنتنا‬
‫ل آذي أبا بكر الصديق رضي الل عنلله بكلم فللي أثنللاء جلوسلله مللع‬ ‫الشريفة حيث ورد ‪ -‬أن رج ً‬
‫النبي صلي ال عليه وسلم ‪ ،‬فصمت أبوبكر ‪ ،‬ثم شتمه الرجل ملرة ثانيلة فسلكت أبلوبكر ‪ ،‬ولملا‬
‫شتمه للمرة الثالثة رد عليه ابوبكر ‪ ،‬فقام النبي صلللي ال ل عليلله وسلللم مللن المجلللس ‪ ،‬فللأدركه‬
‫ل ‪ :‬أغضبت علي يارسول ال ؟ فأخبره عليه الصلة والسلم أن ملكًا من السماء كان‬ ‫أبوبكر قائ ً‬
‫يرد عنه ‪ ،‬ويدافع عنه ‪ ،‬فلما رد هو انصرف الملك ‪ ،‬وقعد الشيطان ‪ ،‬ولم يكن لرسول ال صلي‬
‫ال عليه وسلم أن يجلس مع الشيطان‪.‬‬
‫ولو تأملنا هذا الحديث وأردنا به قياسا علي واقعنا اليوم لرأينا العجللب العجللاب فعنللدما يتعللرض‬
‫البعلض للشلتيمة وهلي صلفة العلاجز أو الجاهلل ويلواجهه الطلرف الخلر بالسلكوت ُيتهلم هلذا‬
‫الساكت بالضعف والجبن وعدم القدرة علي المواجهة ‪ ،‬ومن الصللعب استحضللار الحلللم كتشللبيه‬
‫لئق لمثل هذا الساكت بل نجد من ُيحرض علي الرد بل والتطاول باليللد لتصللل المللور إلللي قبللح‬
‫في التعامل وجاهلية بالنتائج ‪ ...‬فمتي نعي مثل تلك القيم ونتمثلها في مسلكنا وسلوكياتنا ‪ ،‬ملتي‬
‫يترفع النسان عن الصغائر ويتسامي بأخلقه فيكون قدوة لغيره ‪ ،‬متي يعللي النسللان أن الشللدة‬
‫والقوة والتمكن بالعقل لباليد ‪،،‬فعليله الصللة والسللم يقلول ليلس الشلديد بالصلرعة ‪ -‬مغالبلة‬
‫الناس وضربهم ‪ -‬إنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب ‪.‬‬
‫فلتكن الدعوة عامة بتجنللب الغضللب المللذموم والصللرار علللي حصللره فللي حللدود ضلليقة تفاديلًا‬
‫للضلرار المترتبلة عللي إنفلت خطلامه ولنمللك سللوي تقللديم معالجللة بسلليطة تنفللع فلي وقلت‬
‫الغضب قال بها أكرم خلللق الل وأعظمهللم خلقللا وتكللون مللن خلل ثلث أمللور يللأتي بهللا عنللدما‬
‫يستشعر انفلت العصاب إما‬
‫‪ - 1‬السكوت ‪.‬‬
‫‪ - 2‬الجلوس علي الرض إن كان واقفا ‪.‬‬
‫‪ - 3‬الوضوء بالماء أو الغتسال ‪.‬‬
‫ما أبسطها من أمور ومللا أقللدرنا عليهللا فهللل نأخللذ بهللا لنتجنللب التهللور والسللتعجال فللي جلللب‬
‫السلح واستخدامه في لحظة تعمي بها البصائر فيكللون التحسللر والوجللع وقللت لينفللع الللتراجع‬
‫والندم ‪.‬‬
‫*************************‬
‫‪..- 1 1 1 -‬مات الهتافون ‪ ..‬وعاشت بوتو‬
‫بقلم ‪ :‬نورة الخاطر ) كاتبللة قطريللة( ‪..‬مللاذا حققللت باكسللتان مللن علودة بوتللو‪ ،‬ومللن هوالرابللح‬

‫‪130‬‬
‫والخاسللر فللي هللذه اللعبللة فيمللا بيللن أحجللار الشللطرنج‪ ،‬بللل السللؤال الهللم مللن هللو المحللرك‬
‫الخفي ؟! ‪...‬‬
‫ووسط هذا المشهد العبثي المأساوي والذي يعم هذه الدولة السلمية اصطف الهتافون بل ثمللن‬
‫علي جنبات طريق مسيرة العودة المرسومة للسيدة بينظير بوتو‪ ،‬والتي عاشللت ثمللاني سللنوات‬
‫متنعمة متلذذة بالتنقل مابين دبي ولندن فلي منفاهلا الختيلاري بينملا يأكلل أنصلارها ملن عاملة‬
‫الشعب الحصرم ‪...‬‬
‫وهكذا هم الهتافة علي الدوام يصطفون للهتاف والتلويح للشخوص بتجرد عن المضامين فمللرة‬
‫ضد الشخص وعليه‪ ،‬وفي مرة تالية له ومعه ‪ ..‬ولفلرق عنلد هلؤلء بيلن النعلم والل ‪ ...‬وضلع‬ ‫ّ‬
‫تتجلي به حالة من الغرابة والعجب‪ ،‬مما يولد في النفس رد فعل مثير للسي والوجع وهل نملللك‬
‫غيرهما؟! ‪...‬‬
‫وبما أن الجماهير الهتافة لتمتلك الوعي السياسي أو حتي الجتماعي فقد أضللحت أداة يحركهللا‬
‫اللعبون بالسياسات والمستهينون بالوطان فما بللالكم بالشللعوب‪ ،‬ووسللط هللذا الحللال المنحللدر‬
‫بوديان الطمع‪ ،‬الخضوع‪ ،‬الجهل والتهور فلعللبرة ولعظللة تتكللرر الحللوادث المرعبللة بفظاعللة‬
‫ووقاحة في عالمنا السلمي بعربه وعجمه‪ ،‬فتللارة يخللرج هللذا السياسللي مغضللوبًا عليلله تلعنلله‬
‫الجماهير وتارة يعود مرضيًا عليه وتهتف له ذات الجماهير‪...‬‬
‫ياله ملن مشللهد سياسللي محلزن ومخجلل‪ ،‬ووسللط هلذا الجملع المسلليس علادت رئيسلة وزراء‬
‫باكستان السابقة بعد خروجها من الوزارة لمرتيللن متتللاليتين ) ‪ 1990‬إثللر إقالتهللا ‪ 1996 -‬إثللر‬
‫خسللارة حزبهللا( بفضللائح فسللاد وأحكللام بالسللجن دون تنفيللذ بسللبب هروبهللا للخللارج ليبقللي‬
‫المناصرون يتلقون الموت حينا والطحن والعجن حينا آخلر‪ ،‬بينمللا تلم اصلدار قلرار بمنعهلا ملن‬
‫دخول البلد ‪...‬‬
‫وبطلب من الرئيس برويز مشرف قائد انقلب العسكر في دولة تدعي العلمانية والديمقراطية تم‬
‫إقرار تشريع بتحديد عدد المرات المسموح بها بتولي منصب رئيللس الللوزراء إلللي مرتيللن فقللط‬
‫مما يحول دون ترشح بينظير بوتو للمنصب لثالث مرة ‪...‬‬
‫إّل أنه من الواضح أن قرارات الرئيس كيمينه الغموس التي استفتح بها رئاسللته للبلد وقيللادته‬
‫للعباد‪ ،‬وبما أن للضرورة أحكاملًا فلي منطللق الحكللام حيللث ُيفصللل المبللدأ علللي قيللاس المصللالح‬
‫الشخصية والملءات الخارجية‪ ،‬تبدت ساطعة لحظة الحاجة لعودة مثل هذه الشخصللية المللثيرة‬
‫للجدل مما حدا بالرئيس الهمام لصدار مرسوم بالعفو عن هللذه السليدة‪ ،‬وهلو بلذاته ونعنللي بلله‬
‫الرئيس من سارع لعتقال رئيس الوزراء السابق أيضا نواز شريف إثر عودته للبلد وترحيللله‬
‫بعد ساعات من وصلوله إللي منفلاه ملرة أخلري‪ ،‬هكلذا هلي السياسلة لعبلة مصلالح فرديلة كملا‬
‫يبدو ‪ ...‬ففي بساطة متناهية ُتلغي أحكام القضاء وُيستهان بالتشريعات وتقضم القرارات ‪ ...‬فعن‬
‫أي ديمقراطية يتحدثون وإلي أي شعب يتوجهون؟!‬
‫أبعد هذا التقسيم القطاعي لفئات الشعب الواحد وفللي ظللل هللذه الفوضللي والسياسللة المحكومللة‬
‫بالرأي الوحد‪ ،‬يرتجي الشعب صلحًا أو إصلحًا؟ ‪...‬‬
‫وبمثل هذه السياسة المتلعبة فلعجب في سيادة الفوضي وتوهج ألسنة الفتنة وإرتفاع أعمللدة‬
‫الدخان ‪ ...‬وهكذا كان في يوم عودة السيدة المدانة بالفساد ‪ -‬الخميللس السللود الموافللق الثللامن‬
‫عشر من اكتوبر الجاري ‪ -‬عودة غير ميمونة ولمحمودة النتائج فقد طالبت بعزة الثم أّل يمنللع‬

‫‪131‬‬
‫أنصارها من الخروج لستقبالها فتوهمت حالمة بالرياحين تفوح من حولها‪ ،‬وإذا برائحة شللواء‬
‫الجساد تزكم النوف وتثير الصدمة بمشهد مروع بوحشيته ودمويته فعدد القتلي يقارب المللائة‬
‫والربعين ممن وصفتهم بوتو بالشرفاء من الطبقات العاملة‪ ،‬بينما الجرحي أضللعاف هللذا العللدد‬
‫ل بجثتلله المتحركللة ليفجرهللا‬ ‫وظلل الحزن والرعب عمت المليين‪ ،‬حيث انطلق ذاك المغيب عق ً‬
‫وسط الجموع بينما السيدة بوتو محمية محصنة بالعربة المصفحة‪ ،‬وضمن مواويل الرعب التي‬
‫نعايشها انفصل الرأس عن الجسد وتناثرت جثث البسطاء وسط برك من الللدماء والشلللء فمللن‬
‫يعوض هؤلء أرواحهم ودماءهم وأحزانهم ‪..‬‬
‫أم أن المر سينحصر ببوتو وحمايتها علي حساب هؤلء‪ ...‬فقد صور المشللهد ببسللاطة توزيللع‬
‫التهامات حسب الهواء فمن يتهم القاعدة ومن يتهم وكالت المخابرات أوبعض قادة الجيش‪...‬‬
‫فلتكن إذا التصفية لهؤلء في ضربة قاضية قابضة بيدي برويز مشرف وبينظير بوتللو ولتكتمللل‬
‫المهمللة المحللددة ببسللاطة الخللواء وخبللث اللعبللة السياسللية ودهللاء المكللر المخللابراتي وشللهوة‬
‫السلطة الخائبة والحنث بيمين لم يكن معقودا بل هي اليمين الغموس‪ ،‬يمين كاذبة فاجرة لم يجن‬
‫منها الشعب سوي الموت‪ ،‬الجوع‪ ،‬الرعللب والحللزن ‪ ...‬مشللهد مفجللع وإن لللم يعللد غريبلًا علللي‬
‫بلدنا السلمية فرائحة التفجيرات العبثية والملوت المجلاني أضلحت ملن سلمات خيبلة سياسلة‬
‫الطغاة ‪...‬‬
‫فأي عبث هذا الذي تمارسه سياسة الجهل والتبعية ؟ ومتي ستحين لحظة الشفافية الحقة حيث‬
‫تكون المشاركة الشعبية الواعية المتجذرة بقيم ومبادئ إسلللمية حقللة وإنسللانية مبتغللاة تحللترم‬
‫كرامة النسان وتحقن دماءه وتحفظ حقوقه فلربما حانت لحظة الستفاقة ‪...‬‬
‫أل تنتفض الضمائر الحية بهؤلء المغيبين لينيروا بالحق عالمًا زادت ظلمته ويعمدوا إلي تنبيه‬
‫الُنوم لتستفيق تلللك الجمللوع المسلليرة‪ ،‬التائهللة وسللط الفوضللي العارمللة وبللذلك نعفللي مللن تلللك‬
‫المشاهد المروعة‪ ...‬فلكم ال يامن ضاعت أرواحكللم وأرزاقكللم فللي سللبيل بوتللو وأمثالهللا ل فلي‬
‫سبيل ال‪ ،‬وسبحانه الغفور الرحيم ‪...‬‬

‫‪ - 112 -‬بأمانة ‪ ...‬عرس الدم مسرحية أسبانية‪ ..‬فلَم الخلجنة؟!‬


‫بقلم ‪ :‬نورة الخاطر ‪:‬‬
‫كتب الستاذ جابر الحرمي في رأي وقضية المنشور في جريدة الشرق بتاريخ الحادي عشر من‬
‫اكتوبر منتقدا الغفلة التي سمحت بعرض مسلسل عرس الدم علي قناة وطنية حريصة علللي قيللم‬
‫المجتمع وأخلقيات أفراده وجادة في الحفاظ عليها قويللة راسللخة‪ ،‬وعليلله كيللف تكللون الجللازة‬
‫لمثل هذا العمل بل وحصريا مما يعني دفع مبالغ طائلة لعمل هادم محللرض علللي العنللف‪ ،‬القتللل‪،‬‬
‫الغتصللاب والسللادية فلي تعللذيب النسللاء هللذا عللدا التجللاوزات الخللري المتمثلللة فللي شللخوص‬
‫المسلسل المتغرب والغريب فمهما كانت بعض التحولت التي نشهدها في مجتمعنا إّل أنهللا تظللل‬
‫دخيلللة ومسللتهجنة بللل مريللرة صللادمة فهللي مجللرد اسللتثناءات لتشللكل القاعللدة ول ل الحمللد‬
‫فمجتمعاتنا الخليجية مازالت متعافيللة متجانسللة إّل أنهللا تحتللاج للتحصللين مللن تلللك الفيروسللات‬
‫والميكروبات المنتشرة هنا وهنللاك‪ ،‬ولللم تقصللر القلم الجللادة بالتصللدي لمثللل تلللك الطروحللات‬
‫المبالغة في تصوير الواقع المؤلم بطريقة توحي بالتسويق لتلك الممارسات المؤذيللة إمللا بقصللد‬
‫أو بجهل لتداعيات مثل هذا الطرح ‪ ...‬ويبللدو أن الكسللب المللادي مللن جللانب والمعنللوي المتمثللل‬

‫‪132‬‬
‫بشهرة خادعة من جانب آخر قد طغي علي الرسلالة الجلادة لمثلل هلذه العملال المقحملة بلالفن‬
‫وجمالياته‪ ،‬وأحمد ال علي عدم متابعتي لي من المسلسلت التي اتخم بها الشللهر الفضلليل‪ ،‬إّل‬
‫أنني تابعت تلك الحتجاجات الموجهللة لبعللض منهللا ممللا حللدا بللإدارة التلفزيللون لترحيللل موعللد‬
‫مسلسل نعم ول إلي مابعد منتصف الليل‪ ،‬وتتالت النتقادات حيث أجمع معظم الكتللاب والكاتبللات‬
‫علي رأي واحللد بكللون بعللض المسلسلللت الخليجيللة منهللا علللي وجلله الخصللوص هادمللة للقيللم‬
‫والمباديء ‪ ...‬بل هي مسوقة لمفاهيم مستوردة في ظل ثقافة الستهلك السللائدة والللتي أنهكللت‬
‫الجيوب والنفس وأعمت القلوب قبلل العيلن‪ ،‬إّل أن السلتاذ جلابر الحرملي ركلز عللي تلوقيت‬
‫مسلسل – عرس الدم‪ ،‬الرابعة عصرا – وبذلك لمس نقطللة الخطللورة فللي عرضلله وتسللويقه –‬
‫ونعجللب لللم لللم يتللم ترحليلله هللو الخللر – وكمللا قللال ‪ ... -‬الم )المللرأة( منشللغلة بللترتيب مللائدة‬
‫الفطللار‪ ...‬بينمللا الب ) الرجللل ( إمللا فللي راحللة مابعللد سللاعات العمللل أو آخللذ زاويللة لقللراءة‬
‫القران ‪ ...‬وعندها من سيكون المتابع لمثل هذا الغث إنهم فئة الطفال والمراهقين ‪ ...‬وهللذا هللو‬
‫الواقع الفعلي حيث تسني لي رؤية بعض المشللاهد أثنللاء تللوجهي لعللداد مللائدة الفطللار‪ ،‬بينمللا‬
‫الولد في حالة انسجام منقطع بمن حوله فبدا لي ذاك الرجل الغريب بشللعره الشللقر وهويعللذب‬
‫تلك الفتاة بحرقها بالشمع المسال ‪ !!...‬مشللهد لللم نشللهده ولللم نسللمع بلله مللن قبللل فللي منطقتنللا‬
‫الخليجية فطرحت سؤال ماهذا وإذا ببعض الردود المقتضبة كوني قطعللت تسلسللل المتابعللة فمللا‬
‫كان تعليقي سوي هذا المر ليمت للواقع بصلللة لللم يحللدث ونأمللل أّل يحللدث بعللد هلذا التسللويق‬
‫المشين وبالرغم من عنوان المسلسل والذي لم يكن غريبا إّل أنه لم يحضرني لحظتها أن يكللون‬
‫تعريبًا لنص غربي‪ ،‬وكان العجب عندما بحثت عن هذا النص فوجدت ما توقعت تغريب وتدشين‬
‫لعادات أبعد ماتكون عن مجتمعاتنا بكل مافيها مللن سلللبيات وإيجابيللات ‪ ،‬فعللرس الللدم مسللرحية‬
‫اسبانية كتبها الشاعر السباني الشهير ) فيدريكو غرسيا لوركا ( والذي أعللدم بالرصللاص عللام‬
‫‪1936‬م علي يد اتباع الديكتاتور السباني فرانكو إبان الحرب الهلية السبانية بيمنللا عمللره لللم‬
‫يتعد الثمانية والثلثين عاما وقد كان أديبا مبدعا وعايش فترة زمنية صعبة وحاكي واقعا مؤلما‬
‫وصللادما صللوره مللن خلل مسللرحياته وأشللعاره ولمللس بلله جللروح مجتمعلله ل مجتمعنللا ‪...‬‬
‫والسؤال الذي يفرض نفسه إذا كان التعريللب بمعنللي الترجمللة لدب الغللرب أمللرًا جيللدًا ومللدعاة‬
‫للتعللارف والطلع علللي ثقافلات الشللعوب فلمللا الخلجنللة وإسللقاط مثللل هلذا العمللل علللي واقعنللا‬
‫الخليجي وهوبعيد عنله – أليكفينلا هلذه السللوكيات المنحرفلة اللتي تلبرز ملابين وقلت وآخلر ‪،‬‬
‫أليجب أن نتصدي لها بتعميم القيللم السللامية وإبللراز السلللوكيات المطبوعللة بأخلقيللات ننشللدها‬
‫ونحرص علي متانتها ‪ ...‬فإذا ما تلمسنا العذر بكون قصللائد وأشللعار – لوركللا – تتمحللور حللول‬
‫سهول الندلس ‪ ،‬مما يقربنا لتاريخ صورناه بأجمل الحلل فكان الحنين لكل ماله صلللة بلله‪ ،‬فلمللا‬
‫ليكون النقل والتعريب ببذل قليل من الجهد ليتسني به فرز الغث مللن السللمين لنأخللذ مايتماشللي‬
‫مع قيمنا وعاداتنا وأخلقياتنللا مجنللبين أنفسللنا ومجتمعاتنللا واقعللا صللادمًا لللبيئة بعيللدة عنللا فللي‬
‫أخلقياتها وقيمها ومبادئها بل وعقيدتها ‪ ...‬والنتيجة الللتي نخلللص إليهللا أن خلجنللة المسللرحية‬
‫بهذه الصورة سقوط مريع لكل من شارك فيله‪ ،‬فلأي فلن هلذا ؟! إنله ببسلاطة وبصلريح العبلارة‬
‫الغراق في فخ سلللبيات العولمللة بل رادع أو ضللابط‪ ،‬وبهللذا المسلسللل وأشللباهه نحمللل معللاول‬
‫الهدم بمكابرة وجهل‪ ،‬وكما شوه البعللض منلا ديننللا السلللمي بتطرفلله‪ ،‬تشللدده ومغللالته هلاهو‬
‫البعض الخر يشوه مجتمعاتنا بترديه في قاع التحلل والتفسخ الخلقي‪ ،‬فليراجع القائمون علي‬

‫‪133‬‬
‫مثل هذه العمال نتائج أعمالهم‪ ،‬ولعيللب فللي الخطللأ بللل العيللب فللي الصللرار عليلله‪ ،‬ومسلسللل‬
‫عرس الدم وبدون مجاملللة مسلسللل سللييء وخللبيث فللي طرحلله وتسللويقه ودعونللا مللن تطويللع‬
‫كلمات ذات معني كالفن‪ ،‬النفتاح‪ ،‬التنوير‪ ،‬التحذير ووضع اليد علي موضع اللللم‪ ،‬لنخللدم بمثللل‬
‫هذه القوال نفوسا ضعيفة أغراها الجهل حينا والطمع حينا آخر فالطلع علللي الثقافللة العالميللة‬
‫مرغوب ومطلوب ولكن إسقاطها علي مجتمعاتنا بهذه الصورة يندرج في خانة الجريمللة والللتي‬
‫لبد لها من جزاء فمن يحاسب هؤلء ‪ ..‬ولنا في كل عام أصوات تستصرخ القائمين علي إجللازة‬
‫مثل تلك النصوص المسماة زورا وبهتانا مسلسلللت رمضللانية‪ ،‬إّل أنلله صللراخ هللائم فللي بللراح‬
‫واسع بل صوت أو صدي فهو صراخ أشبه مايكون بجدل عقيم بل طائل‪ ،‬صراخ للسللف خللافت‬
‫ليجد متنفسا أو تفعيل سوي بعض من الوعود النية والتي مللاتلبث أن تكللون أشللبه بالمهللديء‬
‫لتعود حليمة لعادتها القديمة بإصرار عجيب علي تسويق القبح والخبث بمسميات تتلعللب علللي‬
‫أوتار الحداثة والتطور‪ ...‬وكم نتسامح ونتنازل ونغض الطرف عل وعسي أن يكون الخيللر فيمللا‬
‫نكره‪ ،‬وبدواخلنا يتعاظم الخوف علي الجيال القادمة فلربما وجدت نفسها بصورة مباشللرة أمللام‬
‫التنازل الخطر فإما العقيدة وإما القبض علي الجمر الحارق فاللهم ارحم أجيالنا من هللذا الوبللاء‬
‫الداهم ‪.‬‬
‫******************************‬

‫‪134‬‬

You might also like