Professional Documents
Culture Documents
الباب الخامس
فتاوى وبحوث معاصرة حول الربا
وأحكامه
)(3
جمع وإعداد
الباحث في القرآن والسنة
علي بن نايف الشحود
1
ملللن عبلللادة اللللدينار واللللدرهم...واللللبيع أوسلللع بللاب ملللن
المعاملت...
* فالبيع:
* معناه لغة :فمطلق المبادلة وهو ضد الشراء ويطلللق اللبيع
على الشراء أيضا فلفظ البيع والشراء يطلق كل منهما على
مللا يطلللق عليلله الخللر فهمللا مللن اللفللاظ المشللتركة بيللن
المعاني المتضادة.
* وشرعا :هو مبادلة مال بمال على سبيل التراضي.
* أركانه :إيجاب وقبول.
* شرطه :اهلية المتعاقدين.
* محله :هو المال.
* حكمه :هو ثبوت الملك للمشتري فللي المللبيع وللبللائع فللي
الثمن إذا كان تاما وعند الجازة إذا كان موقوفا.
* حكمته :على ما ذكره الحافظ في الفتح إن حاجة النسللان
تتعلق بما فللي يللد صللاحبه غالبللا وصللاحبه قللد ل يبللذله ففللي
شرعية البيع وسيلة إلى بلوغ الغرض مللن غيللر حللرج اهللل....
وقد ذكر العلماء للبيع حكما كثيرة منها اتساع أمور المعللاش
والبقللاء .ومنهللا اطفللاء نللار المنازعللات والنهللب والسللرقه
والخيانات والحيل المكروهة .ومنها بقاء نظام المعاش وبقاء
العالم لن المحتاج يميل إلى ما في يد غيره فبغير المعاملللة
يفضي إلى التقاتل
والتنلللازع وفنلللاء العلللالم واختلل نظلللام المعلللاش).ذكلللره
الشوكانى فى النيل(.
* مشروعيته :ثابتة بالكتاب والسنة والجماع.
* أنواع البيوع.
-1فالمطلق ان كان ببيع بالثمن كالثوب بالدراهم.
-2المقايضة بالياء التحتية إن كان عينا بعين كالثوب بالعبد.
-3السلم إن كان بيع الدين بالعين.
-4الصرف إن كان بيع الثمن بالثمن.
-5المرابحة إن كان بالثمن مع زيادة.
2
-6التولية إن لن يكن مع زيادة.
-7الوضعية إن كان بالنقصان.
-8اللزم إن كان تاما .
-9غير اللزم إن كان بالخيار.
-10الصحيح والباطل والفاسد والمكروه ..........وغير ذلللك
مما هو مبسوط فى محله...
** التجار هم الفجار:
ثم ان البيع هو عمل التجللار لنلله سللبيل التجللارة ولكللن هللل
تعلم أن النيى صلللى الللله عليلله وسلللم قللال :إن التجللار هللم
الفجار ...فى المستدرك عن عبد الرحمللن بللن شللبل يقللول:
سمعت رسول الللله -صلللى الللله عليلله وسلللم -يقللول) :إن
التجار هم الفجار( .قالوا :يا رسول الله ،أليس قد أحللل الللله
الللبيع؟ قللال) :بلللى ،ولكنهللم يحلفللون فيللأثمون ،ويحللدثون
فيكذبون(...وقال هذا حديث صللحيح السللناد ،ولللم يخرجللاه.
انظر حديث رقم 1594 :في صحيح الجامع .
* وفى الترمذى كتاب الطلق واللعان .
ي صلى الله عليلله وسلللم مي َةِ النب ّ س ِ جارِ وَت َ ْ جاَء في الت ّ ّ ما َ باب َ
هم . إ ِّيا ُ
ل ي صللى اللله عليله وسللم قلا َ ن النلب ّ د ،عل ِ سلِعي ٍ ن أبلي َ *ع ْ
نصللللد ِّيقي َ ن وال ّ مللللعَ الن ّب ِّييلللل َ نَ ، ميلللل ُ دوقُ ال ِ صلللل ُ جُر ال ّ "الت ّللللا ِ
شَهداِء"....ليصح مرفوعا ) ضعيف ( انظللر حللديث رقللم : وال ّ
2499في ضعيف الجامع .
ه
ج لد ّهِ أن ّل ُ ن َ ن أِبيهِ ع ل ْ ة ،ع ْ ن رَِفاعَ َ ن عُب َي ْدِ ب ِ لب ِ عي َ ما ِ س َنإ ْ * وع ْ
ص لّلى .فَ لَرأى م َ ي صلى الله عليلله وسلللم إل َللى ال ُ معَ النب ّ ج َ خَر َ َ
ل جاُبوا ل َِرسللو ِ س لت َ َجللاِر" َفا ْ شَر الت ّ ّ مع ْ َ ل "َيا َ ن فَقا َ س ي َت ََباي َُعو َالّنا َ
َ َ
ه. م إ ِل َي ْل ِ
صللاَرهُ ْم وَأب ْ َ الله صلى الله عليه وسلم ،وَرفَُعوا أعَْناقَهُ ْ
ن ات َّقى الله م ِ جارًا .إل ّ َ مة ِ ف ُ ّ م ال ِْقَيا َ ن ي َوْ َجاَر ي ُب ْعَُثو َ ن الت ّ ّ ل "إ ّ فَقا َ
ق".صد َ َ وَب َّر و َ
قوله) :التاجر الصللدوق الميللن الللخ( أي مللن تحللرى الصللدق
والمانة كان في زمرة البرار ملن النلبيين والصلديقين وملن
3
توخى خلفهما كان في قرن الفجار مللن الفسللقة والعاصللين
قاله الطيبي....
* وعن ابن عمر :بلفظ التاجر المين الصللدوق المسلللم مللن
الشهداء يوم القيامة.
* وعن أنللس بللن مالللك بلفللظ :التللاجر الصللدوق تحللت ظللل
العرش يوم القيامة.
* وعن ابن عباس بلفظ :التاجر الصدوق ل يحجب من أبواب
الجنة.
*** فالتجار إما من البرار وإما من الفجار!!!!
* فمن اتقى الله بأن لم يرتكب كبيرة ول صلغيرة ملن غلش
وخيانة أي أحسن إلى الناس في تجارته أو قام بطاعللة الللله
وعبادته وصللدق أي فللي يمينلله وسللائر كلملله...واسللمع هللذا
الحديث المبشر بحب الله" :إن الله تعالى يحب سللمح الللبيع
سمح الشراء سمح القضاء" . ...أخرجلله الترمللذى عللن أبللي
هريللرة ).صللحيح ( انظللر حللديث رقللم 1888 :فللي صللحيح
الجامع ...وفى رواية عند البخارى دعللاء مللن النللبى بالرحمللة
حيث قال ":رحم الله عبدا سمحا إذا بللاع سللمحا إذا اشللترى
سمحا إذا قضى سمحا إذا اقتضى .أخرجه البخارى عن جابر
.....وفى روايللة البشللرة بللالمغفرة حيللث يقللول ":غفللر الللله
لرجل ممن كان قبلكم كللان سللهل إذا بللاع سللهل إذا اشللترى
سللهل إذا اقتضللى ).أخرجلله أحمللد( عللن جللابر )....صللحيح (
انظر حديث رقم 4162 :في صحيح الجامع .
واسمع الى هذه البشرة فى الكسب ":أطيب الكسب عمللل
الرجل بيده و كل بيع مبرور .... .أخرجه أحمد عن رافللع بللن
خديج ) ....صحيح ( انظر حللديث رقللم 1033 :فللي صللحيح
الجامع .
* ومن سار على ما كان من ديدن التجار مللن التللدليس فللي
المعاملت والتهالك على ترويللج السلللع بمللا تيسللر لهللم مللن
اليمان الكاذبة ونحوها مللن المخالفللات فللى الللبيع والتجللارة
حكم عليهم بالفجور ،وكانوا من الفجار....
4
** فأنت أيها التاجر إما مللن الفجللار والعيللاذ بللالله وإمللا مللن
البرار....فلماذا التجار مللن الفجللار أو كللادوا أن يكونللوا مللن
الفجار...أو كما قال لهم سيد الناس صلى الله عليه وسلللم :
جارًا ( ....لماذا....لماذا؟؟؟ م ال ِْقَيا َ
مة ِ ف ُ ّ جاَر ي ُب ْعَُثو َ
ن ي َوْ َ ن الت ّ ّ
"إ ّ
* هل تريد أن تعرف لماذا...نعم لبد أن تعرف...ثللم لبللد أن
تعرف ...فلو عرفت أيهللا المسلللم أيهللا التللاجر لبكيللت كللثيرا
ولضللحكت قليل ...ل بللل لللن تضللحك لن المصلليبة كللبيرة
والمصاب في الدين عظيم....لقد صرنا بسبب التجارة فجللار
لماذا ...أسمع:
أول :لننا نبيع بيوع فيها غرر:
* ففي الحديث عن أبي هريللرة "أن النللبي صلللى الل ّلله عليلله
وآله وسلم نهى عن بيع الحصللاة وعللن بيللع الغللرر" .....رواه
الجماعة إل البخاري.
قوله" :وعن بيع الغرر" ومن جملة بيع الغرر بيع السمك فللي
الماء… ومن جملته بيع الطير في الهواء… وهو مجمع علللى
ذلك والمعدوم والمجهول والبللق وكللل مللا دخللل فيلله الغللرر
بوجه من الوجوه.
قال النووي :النهي عن بيع الغللرر أصللل مللن أصللول الشللرع
يدخل تحته مسائل كثيرة جدا.
ثانيا :نبيع ما يجوز بيعه وما ل يجوز:
* وقد جاءت النصوص تبين تحريم بيللع العصللير ممللن يتخللذه
خمرا وكل بيع أعان على معصية.
* ففى الحديث عن أنس "لعن رسول الّله صلللى الل ّلله عليلله
وآله وسلم في الخمر عشللرة عاصللرها ومعتصللرها وشللاربها
وحللامله والمحمللول إليهللا وسللاقيها وبائعهللا وآكللل ثمنهللا
والمشتري لها والمشتراة له" ...رواه الترمذي وابن ماجة.
* وعن بريدة عند الطبراني في الوسط مللن طريللق محمللد
بللن أحمللد بللن أبللي خيثمللة بلفللظ " مللن حبللس العنللب أيللام
القطف حتى يللبيعه مللن يهللودي أو نصللراني أو ممللن يتخللذه
خمرا فقد نقحم النار على بصيرة" حسنه الحافظ فللي بلللوغ
5
المرام...وفى ذلك دليل على تحريم بيع العصير ممن يتخللذه
خمللرا وتحريللم كللل بيللع أعللان علللى معصللية قياسللا علللى
ذلك....أسمع!!!
ثالثا :نبيع مال نملك:
فقللد جللاءت النصللوص بللالنهي عللن بيللع مللا ل يملكلله ليمللض
فيشتريه ويسلمه.
* فعن حكيم بن حزام قال "قلت يا رسللول الل ّلله صلللى الل ّلله
عليه وآله وسلم ياتيني الرجل فيسألني عن البيع ليس عندي
ما أبيعه منلله ثللم أبتلاعه ملن السللوق فقلال ل تبللع مللا ليللس
عنللدك" ....رواه الخمسللة ) .صللحيح ( انظللر حللديث رقللم :
7206في صحيح الجامع .
قوله" :ما ليللس عنللدك" أي مللاليس فللي ملكللك وقللدرتك...
ويدل على ذلك معنى عنللد لغللة أنهللا تسللتعمل فللي الحاضللر
القريب وما هو في حوزتك وإن كان بعيللدا ....فمعنللى قللوله
صلى الّله عليه وآله وسلم "ل تبع ماليس عندك" أي مللاليس
حاضرا عندك ول غائبا في ملكللك وتحللت حوزتللك ....وظللاهر
النهي تحريللم مللالم يكللن فللي ملللك النسللان ول داخل تحللت
مقدرته ....قال البغللوي النهللي فللي هللذا الحللديث عللن بيللوع
العيان الللتي ل يملكهللا أمللا بيللع شلليء موصللوف فللي ذمتلله
فيجوز فيه السلم بشروطه...
رابعا :نبيع ما نملك قبل أن نقبضه ونحوزه:
* فالنصوص تنهي المشتري عن بيع ما اشتراه قبل قبضه:
* فعن جابر قللال "قللال رسللول الل ّلله صلللى الل ّلله عليلله وآللله
وسلم إذا ابتعت طعامللا فل تبعلله حللتى تسللتوفيه" .......رواه
أحمد ومسلم *.وعن أبي هريرة قال "نهى رسول الّله صلى
الل ّلله عليلله وآللله وسلللم أن يشللتري الطعللام ثللم يبللاع حللتى
يستوفي" ....رواه أحمد ومسلم .ولمسلللم "أن النللبي صلللى
الّله عليه وآله وسلم قال من اشترى طعامللا فل يللبيعه حللتى
يكتاله".
6
* وعن حكيم بن حزام قال "قلت يا رسول الّله أني أشللتري
بيوعا فما يحل لي منها وما يحرم على قال إذا اشتريت شيئا
فل تبعه حتى تقبضه".
رواه أحمد.
* وعن زيد بن ثابت "أن النبي صلى الل ّلله عليلله وآللله وسلللم
نهللى أن تبللاع السلللع حيللث تبتللاع حللتى يحوزهللا التجللار إلللى
رحالهم" ....رواه أبو داود والدارقطني.
خامسا :أننا نبيع لخر الذي بعناه اول بسبب الطمع:
* لقد دلت النصوص على المنع من بيع سلعة مللن رجللل ثللم
من آخر:
* فعن سمرة عن النلبي صللى الّلله عليله وآلله وسللم قلال
"أيما إمرأة زوجها وليان فهللي للول منهمللا وأيمللا رجللل بللاع
بيعا من رجلين فهو للول منهما".رواه الخمسة إل ابن ملاجه
لم يذكر فيه فصل النكاح وهو يدل بعمللومه علللى فسللاد بيللع
البائع للمبيع وإن كان في مدة الخيار.
سادسا :نستغل جهل المشترى لسعر السوق:
* فعن ابن عمر قال "نهى النبي صلى الّله عليه وآله وسلللم
أن يبيع حاضر لباد" .رواه البخاري والنسائي.
* وعن جابر "ان النبي صلى الل ّلله عليلله وآللله وسلللم قللال ل
يبيع حاضر لباد دعوا الناس يرزق الّله بعضهم مللن بعللض"...
رواه الجماعة إل البخاري.
* وعن أنس قال "نهينا أن يبيع حضر لباد وإن كان أخاه لبيه
وأمه".
متفق عليه .ولبي داود والنسائي "أن النبي صلى الّله عليلله
وآله وسلم نهى أن يبيع حاضر لباد وإن كان اباه وأخاه".
* وعن ابن عباس "قال قال رسول الّله صلى الّله عليه وآله
وسلم ل تلقوا الركبان ول يبع حاضر لباد فقيللل لبللن عبللاس
ما قوله ل يبع حاضر لباد قال ل يكون لله سمسلارا" ....رواه
الجماعة إل الترمذي.
7
* والحاديث تدل على أنلله ل يجللوز للحاضللر أن يللبيع للبللادي
من غير فرق بين أن يكون البادي قريبا للله أو أجنبيللا وسللواء
كان في زمن الغلء أول وسواء كان يحتاج إليه أهل البلللد أم
ل وسواء باعه له علللى التدريللج أم دفعللة واحللدة ....وقللالت
الشللافعية والحنابلللة أن الممنللوع إنمللا هللو أن يجيللء البلللد
بسلعة يريد بيعها بسللعر الللوقت فللي الحللال فيللأتيه الحاضللر
فيقول ضعه عندي لبيعه لك علللى التدريللج بللأغلى مللن هللذا
السعر.
سابعا :اننا نقع فى النجش وهو محرم ]...المزادات[:
* عن أبي هريرة "أن النبي صلى الّله عليه وآله وسلللم نهللى
أن يبيع حاضر لباد وان يتناجشوا".
* وعن ابن عمر قال "نهى النبي صلى الّله عليه وآله وسلللم
عن النجش".
متفق عليهما.
* قوله" :النجش بفتح النون وسللكون الجيللم بعللدها معجمللة
قال في الفتح وهللو فللي اللغللة تنفيللر الصلليد واسللتثارته مللن
مكان ليصاد يقال نجشت الصيد أنجشلله بالضللم نجشللا وفللي
الشللرع الزيللادة فللي السلللعة ويقللع ذلللك بمواطللأة البللائع
فيشتركان في الثم ويقع ذلك بغير علم البائع فيختص بللذلك
الناجش وقد يختص به البائع كمن يخللبر بللأنه اشللترى سلللعة
بأكثر مما اشللتراها بلله ليغللر غيللره بللذلك....وقللال الشللافعي
النجش أن تحضر السلللعة تبللاع فيعطللى بهللا الشلليء وهللو ل
يريد شراءها ليقتدي به السوام فيعطون بها أكثر ممللا كللانوا
يعطون لو لم يسمعوا سومه .قال ابن بطللال أجمللع العلمللاء
على أن الناجش عاص بفعله واختلفوا في البيع إذا وقع على
ذلك ونقل ابن المنذر عن طائفة من أهل الحديث فساد ذلك
البيع إذا وقع على ذلك وهو قللول أهللل الظللاهر وروايللة عللن
مالك وهو المشهور عند الحنابلللة إذا كللان بموطللأه البللائع أو
صنعته.
ثامن :نغرر بالتاجر الذى دخل فى التجارة حديثا:
8
* فعن ابن مسعود قال "نهللى النللبي صلللى الل ّلله عليلله وآللله
وسلم عن تلقي البيوع" ...متفق عليه ....فيه دليللل علللى أن
التلقي محرم.
* وعن أبي هريرة قال نهى النبي صلى الّله عليه وآله وسلم
أن يتلقى الجلب قال تلقاه انسان فابتاعه فصللاحب السلللعة
فيها بالخيار إذا ورد السوق" .رواه الجماعة إل البخاري وفيه
دليل على صحة البيع ....وظاهره أن النهي لجل صنعة البائع
وازالة الضرر عنه وصيانته ممن يخدعه ...وحمله مالك علللى
نفع أهل السوق ل على نفللع رب السلللعة ...والحللديث حجللة
للشافعي لنه أثبت الخيار للبائع ل لهل السوق اهل.
تاسعا :نبيع على بيع بعضنا:
* فعن ابن عمر "أن النبي صلى الّله عليه وآله وسلم قال ل
بيع أحدكم على بيع أخيه ول يخطب أحدكم على خطبة أخيلله
ل أن يأذن له".
رواه أحمد .وللنسائي "ل بيللع أحللدكم علللى بيللع أخيلله حللتى
يبتاع أو يذر" وفيه بيان أنه أراد بالبيع الشراء.
* وعن أبي هريرة "أن النبي صلى الّله عليه وآله وسلم قال
ل يخطب الرجل على خطبة أخيلله ول يسللوم علللى سللومه".
وفي لفظ "ل يللبيع الرجللل علللى بيللع أخيلله ول يخطللب علللى
خطبة أخيه" ....متفق عليه.
* وعن أنس "أن النبي صلى الّله عليه وآله وسلم باع قللدحا
وحلسا فيمن يزيد" ...رواه أحمد والترمذي.
قللوله" :ول يسللوم" صللورته أن يأخللذ شلليئا ليشللتريه فيقللول
المالك رده لبيعك خيرا منه بثمنه أو يقللول للمالللك إسللترده
لشتريه منك بأكثر وإنما يمنع من ذلللك بعللد اسللتقرار الثمللن
وركون أحدهما إلى الخر فإن كان ذلللك تصللريحا فقللال فللي
الفتح ل خلف في التحريم.
العاشرة :نأكل الربا شئنا أم أبينا:
* فقد جاءت النصوص تبين ما يجري فيه الربا ]...بيع الذهب
والصرف[:
9
* عن أبي سعيد قال "قال رسول الّله صلى الّله عليلله وآللله
وسلم ل تبيعوا الذهب بالذهب إل مثل بمثل ول تشفوا بعضها
على بعض ول تبيعوا الورق بللالورق إل مثل بمثللل ول تشللفوا
بعضها علللى بعللض ول تللبيعوا منهمللا غائبللا بنللاجز" ....متفللق
عليه .وفي لفظ "الذهب بالذهب والفضة بالفضة والبر بللالبر
والشعير بالشعير والتمر بالتمر والملح بالملح مثل بمثللل يللدا
بيد فمن زاد أو استزاد فقد أربى الخذ والمعطى فيه سواء"
رواه أحمد والبخاري .وفي لفظ "لتبيعوا الذهب بالللذهب ول
الورق بالورق إل وزنللا بللوزن مثل بمثللل سللواء بسللواء" رواه
أحمد ومسلم.
* وعن أبي هريرة عن النبي صلى الّله عليه وآله وسلم قللال
"الذهب بالذهب وزنا بوزن مثل بمثللل والفضللة بالفضللة وزنللا
بوزن مثل بمثل" .رواه أحمد ومسلم والنسائي.
* وعن فضالة بن عبيد عن النبي صلى الّله عليه وآله وسلللم
قال "ل تبيعوا الذهب بالذهب إل وزنا بوزن" ....رواه مسلللم
والنسائي وأبو داود.
قوله" :الذهب بالذهب" يدخل في الذهب جميللع أنللواعه مللن
مضروب ومنقوش وجيد ورديء وصحيح ومكسر وحلى وتللبر
وخالص ومغشوش .وقد نقللل النللووي وغيللره الجمللاع علللى
ذلك.
شللفوا" :الشللف بالكسللر الزيللادة ويطلللق علللى قللوله" :ول ت ُ ِ
النقص والمراد هنا ل تفضلوا.
قوله" :بناجز" أي ل تبيعوا مؤجل بحللال ....وأخللرج الشلليخان
والنسائي عن أبي المنهال قال سألت زيد بللن أرقللم والللبراء
بن عازب عن الصرف فقال نهى رسول الّله صلى الّله عليلله
وآله وسلم عن بيع الذهب بالورق دينللا .وأخللرج مسلللم عللن
أبي نضرة قال سألت ابن عباس علن الصلرف فقللال إل يلدا
بيد قلت نعم قال فل بأس *....وعن عمر بللن الخطللاب قللال
"قال رسول الّله صلى الّله عليه وآله وسلم الللذهب بللالورق
10
ربا الهاء وهاء والبر بالبر ربا الهاء وهللاء والشللعير بالشللعير
ربا الهاء وهاء والتمر بالتمر ربا إل هاء وهاء" ...متفق عليه.
الحادي عشر :نبيع بالعينة والعياذ بالله:
* عن ابن إسحاق السللبيعي عللن امرأتلله "أنهللا دخلللت علللى
عائشللة فللدخلت معهللا أم ولللد زيللد بللن أرقللم فقللالت يللا أم
المؤمنين أني بعت غلما من زيد بللن أرقللم بثمانمللائة درهللم
نسيئة وأني ابتعته منه بستمائة نقدا فقالت لها عائشللة بئس
ما اشتريت وبئس ما شريت إن جهاده مع رسول الّله صلللى
الّللله عليلله وآللله وسلللم قللد بطللل إل أن يتللوب" ....رواه
الدارقطني.
وفيه دليل على أنه ل يجوز لمللن بللاع شلليئا بثمللن نسلليئة أن
يشتريه من المشتري بدون ذلك الثمن نقدا قبل قبض الثمن
الول إما إذا كان المقصود التحيل لخذ النقد في الحللال ورد
أكثر منه بعد أيام فل شك إن ذلك من الربا المحللرم الللذي ل
ينفع في تحليله الحيل الباطلة...
* عن ابن عمر"أن النبي صلى الّله عليه وآله وسلم قللال إذا
ضن الناس بالدينار والدرهم وتبللايعوا بالعينللة واتبعللوا أذنللاب
البقر وتركوا الجهاد فللي سلبيل الّلله أنللزل الّلله بهلم بلء فل
يرفعه حتى يراجعوا دينهم".
رواه أحمللد وأبللو داود .ولفظلله "إذا تبللايعتم بالعينللة وأخللذتم
أذناب البقر ورضيتم بالزرع وتركتم الجهاد سلط الّله عليكللم
ذل ل ينزعلله حللتى ترجعللوا إلللى دينكللم" ) ...صللحيح ( انظللر
حديث رقم 423 :في صحيح الجامع .....
قال الرافعي :وبيع العينة هو أن يللبيع شلليئا مللن غيللره بثمللن
مؤجل ويسلمه إلى المشتري ثم يشللتريه قبللل قبللض الثمللن
بثمن نقد أقل من ذلك القدر انتهى.
** وقللللد انتشللللرت صللللورة ربويللللة تعللللرف بالرجللللل
المحفظة...يعنى يشتريلك فوري اللي أنت تريللده...ويحصللل
منك قسط...وهذا ربا صريح والعياذ بالله
ثاني عشر :نحتكر البضاعة:
11
* فعن سعيد بن المسيب عن معمر بن عبد الّله العدوي "أن
النبي صلى الّله عليلله وآللله وسلللم قللال ل يحتكللر ال خللاطئ
وكان سعيد يحتكر الزيت" .رواه أحمد ومسلم وأبو داود.
الثالثة عشر :القاصمة الغش وعدم تبيين العيب:
* فقد جاءت النصوص تدل على وجوب تبيين العيب:
* فعن عقبة بن عامر قال "سللمعت النللبي صلللى الل ّلله عليلله
وآله وسلم يقول المسلم أخلو المسللم ل يحلل لمسللم بلاع
من أخيه بيعا وفيه عيب إل بينه له" .رواه ابن ماجه.
* وعن واثلة قال "قللال رسللول الل ّلله صلللى الل ّلله عليلله وآللله
وسلم ل يحل لحد أن يبيع شيئا ال بين مللافيه ول يحللل لحللد
يعلم ذلك ال بينه" ...رواه أحمد.
* وعن أبي هريرة "أن النبي صلى الّله عليه وآله وسلللم مللر
برجل يبيع طعاما فادخل يده فيه فإذا هللو مبلللول فقللال مللن
غشنا فليس منا" ...رواه الجماعة إل البخاري والنسائي.
*** فهذا غيض مللن فيللض وبعللض السللباب الللتي يمكللن أن
تسلللاعدك عللللى إجابلللة السلللؤال ...لملللاذا التجلللار هلللم
الفجار...وليكن معلوم أن هذه الصور والسباب التى ذكرتهللا
هى نسبة قليلة من صور كللثيرة للمخالفللات الللتى يقللع فيهللا
التجار ...وقد تخيرت منها ما هو منتشر وكللثير الحللدوث بيللن
المتبايعان في التجارات ...وإل فهناك مخالفات التجللارة فللى
الفاكهة والخضروات ,وبيللع الحقللول والللزروع والثمللار وبيللع
الحيوان وصور كثيرة لعل من يسمعنى الن ...ليقللع فيهللا أو
لتمسه فأردت التنبيه على الضرورى...ول يظن ظان أن هذا
هو بيت القصيد وحسب...ل بللل هللذه امثلللة وسللوق التجللارة
فيلله الللويلت والللويلت...فالربويللات ...وحللرق البضللاعة...
والغلللللللللش التجلللللللللاري ...وضللللللللرب السللللللللعار...
والكذب...والتللدليس ..واللبيع بلاليمين والحللف...وغيللر ذللك
الكثير..
** أخللى المسلللم التللاجر كللن مللن البللرار ولتكللن مللن
الفجار...وأدخل الجنة من باب التجارة...وكن كمللا قللال ابللن
12
عمر" :كالتاجر المين الصللدوق المسلللم مللن الشللهداء يللوم
القيامة"....وكما قال ابن عباس بلفللظ" :التللاجر الصللدوق ل
يحجب من أبواب الجنة"....اللهم لتحجبنا عن الجنة ...أمين
*** وأذكر نفسى وإيللاك بمللا جللاء عللن عطيللة السللعدي "أن
النبي صلى الّله عليه وآله وسلم قال ل يبلغ العبللد أن يكللون
من المتقين حتى يدع ما ل بأس به حذرا لما به البأس".
رواه الترمذي...وفى ولفظ "تمام التقوى أن يتقي الّله حللتى
يترك ما يرى أنه حلل خشية أن يكون حراما".
* وعن أنس قال "ان كان النبي صلى الّله عليه وآللله وسلللم
ليصيب التمللرة فيقللول لللول أنللي أخشللى أنهللا مللن الصللدقة
لكلتها" ...متفق عليه....
*** هذا وما توفيقى ال بالله العلى الكبير ...سللبحانك اللهللم
وبحمدك ل إله إل أنت أستغفرك وأتوب إليك .
* * وصلى اللهم على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين * *
جمعه ورتبه وكتبه الفقير
د /السيد العربى بن كمال
==============
#فقه التنمية في السلم
أول ً -تعريف التنمية :
-التنمية من )نما(؛ أي زاد وكللثر ،وهللو مصللطلح ارتبللط فللي
العصللر الحللديث بالجللانب القتصللادي والمللالي والصللناعي،
وبقي ثابًتا في الذهن ضمن هذه الدائرة فقط..
-وكللثيًرا مللا تللتردد عبللارات )التنميللة الزراعيللة ،القتصللادية،
الصناعية ،والمالية.(..،
-أما النظرة السلمية لمفهوم التنميللة ،فتشللمل كللل جللانب
من جوانب الحياة؛ لن الحياة في نظر السلم يجب أن تنمو
دا؛ لن عدم النمو يعنللي التوقللف وا متكامل ً متوازًنا مضطر ً نم ّ
والتخلف والتراجع ،ثم الموت.
-ومن هنا كانت نظللرة السلللم إلللى التنميللة نظللرة شللاملة
كاملة دافعة ومحرضة على تحقيقها.
13
-ففي القول المأثور من تساوى أمسه ويومه فهو مغبون.
-وفي حديث الرسللول صلللى الللله عليلله وسلللم):لللو قللامت
الساعة وفي يد أحدكم فسيلة فليغرسها(.
-وجاء في قول الرسول -صلى الللله عليلله وسلللم) :-اعمللل
دا(. دا ،واعمل لخرتك كأنك تموت غ ً لدنياك كأنك تعيش أب ً
-وعنف عمر بن الخطاب -رضللي الللله عنلله -رجل ً بقللي فللي
المسجد ،وقد انطلق الناس إلى أعمالهم التنمويللة المختلفللة
ل :قم ،ل تمت علينا ديننا أماتك الله. قائ ً
ثانيًا -خصائص التنمية في الفقه السلمي :
-التنمية المتكاملة :المادية +المعنوية.
-التنمية المؤسسية :الرسمية +الجماعية) .ضللمان حقللوق
النسان( )الناس شركاء(
-التنمية الفردية :كلكم راع +كل مواطن مسئول وحارس.
-التنمية المتوازنة :للفرد +للمجتمع +للمناطق.
-التنمية الوسطية :كل ما زاد عن حده انقلب إلى ضده.
-الولوية في التنموية :تقديم التنمية الحاجية علللى الكماليللة
)غذائية +طبية +تعليمية +أمنية +بيئية(.
ثالثا ً -جوانب التنمية في السلم :
-1التنمية العلمية:
-السلم ُيعنى بالتنمية العلمية عنايللة فائقللة؛ لن العلللم هللو
الباب الوسع إلى اليملان ،وإلللى معرفللة سللنن اللله تعلالى،
وإلى التفكير في خلق السموات والرض ،وإلى أعطللاء الللله
ه
عب َللادِ ِ
ن ِمل ْ شللى الل ّل َ
ه ِ خ َمللا ي َ ْ
حق قدره ،ومن قوله تعالى} :إ ِن ّ َ
ماء{ )فاطر.(28 : ال ْعُل َ َ
-ومن هنا قول الرسول العظم -صلللى الللله عليلله وسلللم:-
)العلماء ورثة النبياء( ،وقوله أيضًا ):فضل العالم على العابد
كفضل الشمس والقمر(.
-ومن الشواهد القرآنية التي تحض على التنمية العلمية:
14
ة ل ّي َت ََفّقُهوا ْ م َ
طآئ َِف ٌ من ْهُ ْل فِْرقَةٍ ّ من ك ُ ّ -قوله تعالى} :فَل َوْل َ ن ََفَر ِ
ن{ ح لذ َُرو َ م يَ ْ م ل َعَل ّهُ ل ْجُعوا ْ إ ِل َي ْهِ ْ ذا َر َ م إِ َ مه ُ ْن وَل ُِينذُِروا ْ قَوْ َدي ِ ِفي ال ّ
)التوبة.(122 :
ُ
ن أوت ُللوا ذي َ م َوال ّل ِ منك ُ ْ مُنوا ِ نآ َ ذي َ ه ال ّ ِ -وقوله سبحانه} :ي َْرفَِع الل ّ ُ
ت{ )المجادلة.(11 : جا ٍ م د ََر َ ال ْعِل ْ َ
نل ذي َ ن َوال ّل ِ مللو َ ن ي َعْل َ ُذي َ وي ال ّ ِ ست َ ِل يَ ْ ل هَ ْ -وقوله عز وجل} :قُ ْ
ن{ )الزمر.(9 : مو َ ي َعْل َ ُ
مللاء{ عب َللادِهِ ال ْعُل َ َ ن ِ مل ْ ه ِ شللى الل ّل َ خ َ ما ي َ ْ
-وقول الله تعالى} :إ ِن ّ َ
)فاطر.(28 :
-ومن الشواهد النبوية التي تحض على التنمية العلمية:
-قول رسول الله صلى الله عليه وسلم) :فضل العالم على
العابد كفضل القمر على سائر الكواكب(.
-وقال) :العلماء ورثة النبياء(.
ضا) :أطلبوا العلم من المهد إلى اللحد(. -وقال أي ً
-وقال) :أطلبوا العلم ولو في الصين( ،وفي هذا بيان واضللح
الدللة على وجوب العناية بالتنمية العلمية.
-وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم) :من سلك طريًقللا
ما ،سلك الله به طريًقا مللن طللرق الجنللة ،وإن يطلب فيه عل ً
الملئكة لتضع أجنحتها رضا لطالب العلم() .رواه أبو داوود(.
-ويقول) :لن يشللبع المللرء مللن خيللر يسللمعه ..حللتى يكللون
منتهاه الجنة() .رواه الترمذي(.
-ويقول) :الكلمة الحكمة ضالة المؤمن ،فحيث وجللدها فهللو
أحق بها() .رواه الترمذي(.
-ويقول) :من تفقه في دين الله -عز وجل -كفاه الله تعللالى
ما أهمه ،ورزقه من حيث ل يحتسب() .رواه الخطيب(.
-ويقول) :باب من العلم يتعلمه الرجل خير له من الدنيا وما
فيها() .أخرجه الطبراني(.
-ويقول ابن المبارك :عجبت لملن للم يطللب العللم ..كيلف
تدعوه نفسه إلى مكرمة؟ ،وقللال أبللو الللدرداء :مللن رأى أن
الغدو في طلب العلم ليس بجهاد فقد نقص في رأيه وعقله.
15
-2التنمية اليمانية:
-من ركائز التنمية في السلم ما يتصل باليمان.
-فاليمان يجب أن ينمو باضطراد ،وكللل تعطللل فللي عمليللة
التنمية اليمانيللة ينعكلس سللًبا فللي حيلاة النسلان وسللوكه
ومجمل تصرفاته ،كما ينعكس بالتالي على المجتمع كّله.
• شواهد قرآنية :
ُ
ل مللن ي َُقللو ُ من ْهُللم ّ سوَرةٌ فَ ِ ت ُ ما أنزِل َ ْ ذا َ -يقول الله تعالى} :وَإ ِ َ
َ َ
م مان ًللا وَهُل ْ م ِإي َ من ُللوا ْ فََزاد َت ْهُل ْ نآ َ ذي َ ما ال ّ ِ ماًنا فَأ ّ ه هَذِهِ ِإي َ م َزاد َت ْ ُ أي ّك ُ ْ
ن{ )التوبة.(124 : شُرو َ ست َب ْ ِ يَ ْ
ت جَلل ْ ه وَ ِ كلَر الّلل ُ ذا ذ ُ ِ ن إِ َ ذي َ ن اّلل ِ مُنو َ مؤ ْ ِ ما ال ْ ُ -يقول سبحانه} :إ ِن ّ َ
م مان ًللا وَعَل َللى َرب ّهِل ْ م ِإي َ ه َزاد َت ْهُل ْ م آي َللات ُ ُ ت عَل َي ْهِل ْ ذا ت ُل ِي َل ْ م وَإ ِ َ قُل ُللوب ُهُ ْ
ن{ )النفال.(2 : ي َت َوَك ُّلو َ
دى ن اهْت َلد َْوا هُ ل ً ذي َ ه ال ّل ِ زي لد ُ الل ّل ُ -ويقللول عللز مللن قللائل} :وَي َ ِ
دا{ )مريللم: مَر ّ خي ٌْر ّ واًبا وَ َ ك ثَ َ عند َ َرب ّ َ خي ٌْر ِ ت َ حا ُ صال ِ َ ت ال ّ َوال َْباقَِيا ُ
.(76
َ
دا* ج ًسلل ّ ن ُ ن ل ِلذ َْقا ِ خّرو َ م يَ ِ ذا ي ُت َْلى عَل َي ْهِ ْ -ويقول جل جلله} :إ ِ َ
ن خلّرو َ ل* وَي َ ِ مْفُعلو ً ن وَعْلد ُ َرب َّنلا ل َ َ كلا َ ن َرب َّنلا ِإن َ حا َ سب ْ َ ن ُ وَي َُقوُلو َ
ن ي َب ْ ُ َ
عا{ )السراء.(109 -107 : شو ً خ ُ م ُ زيد ُهُ ْ ِ ن وَي َ كو َ ل ِلذ َْقا ِ
َ
مللا ذا َ ب َقاُلوا هَل َ حَزا َ ن ال َ ْ مُنو َ مؤ ْ ِ ما َرأى ال ْ ُ -وقال سبحانه} :وَل َ ّ
ماًنللا م إ ِل ّ ِإي َ ما َزاد َهُ ْ ه وَ َ سول ُ ُ ه وََر ُ صد َقَ الل ّ ُ ه وَ َ سول ُ ُ ه وََر ُ وَعَد ََنا الل ّ ُ
ما{ )الحزاب.(22 : سِلي ً وَت َ ْ
س قَلد ْ ن الن ّللا َ س إِ ّ م الن ّللا ُ ل ل َهُل ُ ن قَللا َ ذي َ -وقال عللز وجللل} :ال ّل ِ
م ه وَن ِعْ ل َ سب َُنا الل ّ ُ ح ْ ماًنا وََقاُلوا ْ َ م ِإي َ م فََزاد َهُ ْ شوْهُ ْ خ َ م َفا ْ مُعوا ْ ل َك ُ ْ ج َ َ
ل{ )آل عمران.(173 : كي ُ ال ْوَ ِ
• شواهد نبوية :
-يقول رسول الله -صلى الله عليه و سلم) :-ما مللن جرعللة
ب إلى الله من جرعة غيظ كظمها عبد ..ما كظمها إل مل أح ّ
بها جوفه إيماًنا(.
16
-ويقول -صلى الله عليه و سلم) :-جددوا إيمللانكم ،قيلل :يلا
رسول الله ،وكيف نجدد إيماننا؟ قال :أكثروا من قول ل إللله
إل الله() .رواه أحمد وغيره(.
-ويقول) :إن لكل شيء صقالة ..وصقالة القلوب ذكر الله(.
)رواه البيهقي(.
-ويقول) :ل تميتوا القلللوب بكللثرة الطعللام والشللراب ،فللإن
القلب كزرع يموت إذا كثر عليه الماء() .رواه الطبراني(.
-ويقول) :إياكم ومحقرات الذنوب ،فللإنهن ل يجتمعللن علللى
الرجل حتى يهلكنه(.
-ويقول):اليمان يخلق كما يخلق الثوب؛ أي يبلى(.
-ويقول) :اليمان يزيد وينقص(.
د،
-ويقللول) :يللا معشللر المسلللمين ،شللمروا فللإن المللر ج ل ّ
وتللأهبوا ،فللإن الرحيللل قريللب ،وتللزودوا فللإن السللفر بعيللد،
دا ل يقطعهللا إل وخففللوا أثقللالكم فللإن وراءكللم عقبللة كئو ً
دا،المخففون ..أيها الناس ،إن بين يدي السللاعة أمللوًرا شللدا ً
ما ،وزمًنا صعًبا ،يتملك فيها الظ ََلمة ،ويتصدر فيه وأهوال ً عظا ً
الفسقة ..فيضطهد فيه المرون بالمعروف ،ويضللام النللاهون
وا عليلله بالنواجللذ، عن المنكر ،فأعللدوا لللذلك )اليمللان( عضل ً
والجئوا إلى العمل الصالح ،وأكرهوا عليه النفوس ،واصللبروا
على الضراء ،تفضلوا إلى النعيم الدائم(.
-ويقول) :ل يبلغ العبد درجة اليمان حتى يكون الله ورسوله
أحب إليه مما سواهما(.
-ويقول) :أل أدلكم على ما يمحو الله به الخطايا ويرفللع بلله
الدرجات؟ ،قالوا :بلى يا رسلول اللله .قلال :إسلباغ الوضلوء
على المكاره ،وكثرة الخطا إلللى المسللاجد ،وانتظللار الصلللة
بعد الصلة ،فذلكم الرباط( )رواه مسلم(.
-ويقول عن ربه -عز وجل -في حللديث قدسللي) :إذا تقللرب
ي ذراعًللاي شللبًرا تقربللت إليلله ذراعًللا ،وإذا تقللرب إلل ّ
العبد إل ّ
تقربللت منلله باعًللا ،وإذا أتللاني يمشللي أتيتلله هرولللة() .رواه
البخاري(.
17
-ويقول عن ربه -عز وجل -في حللديث قدسللي):مللن عللادى
ي عبدي بشيء أحب لي ولّيا فقد آذنته بالحرب ،وما تقرب إل ّ
ي بالنوافللل ي مما افترضته عليه ،وما يزال عبدي يتقرب إل ّ إل ّ
حتى أحبه ،فإذا أحببته كنت سمعه الللذي يسللمع بلله ،وبصللره
الذي يبصر به ،ويده التي يبطش بها ،ورجله التي يمشي بها،
وإن سلللألني لعطينللله ،ولئن اسلللتعاذني لعيلللذنه() .رواه
البخاري(.
-ويقول):اتق الله حيثما كنت ،وأتبع السيئة الحسللنة تمحهللا،
وخالق الناس بخلق حسن() .رواه الترمذي(.
-ويقول) :إن الله تعالى يقول يا ابن آدم :تفرغ لعبللادتي أمل
ل،صدرك غنى ،وأسللد فقللرك ،وإن ل تفعللل ملت يللدك شللغ ً
ولم أسد فقرك() .رواه أحمد والترمذي(.
-ويقول) :الحسان أن تعبد الللله كأنللك تللراه ،فللإن لللم تكللن
تراه ،فإنه يراك() .من حديث طويل لمسلم(.
-وصدق الشاعر إذ يقول:
رأيت الذنوب تميت القلوب وقد يورث الذل إدمانها
وترك الذنوب حياة القلوب وخير لنفسك عصيانه
-3التنمية العبادية:
-ويتناول السلم الجللانب العبللادي )العبللادات( ،فيللدعو إلللى
ما( ،وبللذلك تبقللى العبللادة عا( ،والكثار منها )ك ّ العناية بها )نو ً
في تجدد وتألق ،وفي تنام دائم ومستمر.
• ومن الشواهد القرآنية :
َ
مصلللت ِهِ ْ م فِللي َ ن هُ ل ْ ذي َ ن* ال ّل ِ مُنو َمؤ ْ ِ ح ال ْ ُ -قوله تعالى? :قَد ْ أفْل َ َ
ن? )المؤمنون.(2 -1 : شُعو َ خا ِ َ
عون ََنات وََيللد ْ ُ خي َْرا ِ ن ِفي ال ْ َ عو َ سارِ ُكاُنوا ي ُ َ م َ -وقوله تعالى? :إ ِن ّهُ ْ
ن? )النبياء.(90: شِعي َ خا ِ كاُنوا ل ََنا َ َرغًَبا وََرهًَبا وَ َ
ت م وَإ ِ َ
ذا ت ُل َِيلل ْ ت قُُلوب ُهُ ْ جل َ ْه وَ ِ ذا ذ ُك َِر الل ُ ن إِ َ ذي َ -وقوله تعالى? :ال ّ ِ
ن? )النفال.(2 : م ي َت َوَك ُّلو َ
ماًنا وَعََلى َرب ّهِ ْ م ِإي َ ه َزاد َت ْهُ ْ عَل َي ْهِ ْ
م آَيات ُ ُ
ل ال ْ َ َ
ة
صللل ِ م ال ّ ت وَإ ِقَللا َ خي ْلَرا ِ م فِعْ َ حي َْنا إ ِل َي ْهِ ْ -وقوله تعالى? :وَأوْ َ
ن? )النبياء.(73 : دي َ عاب ِ ِ كاُنوا ل ََنا َ كاةِ وَ َ وَِإيَتاء الّز َ
18
م
ن ب ِلهِ وَهُ ل ْ
من ُللو َ خَرةِ ي ُؤْ ِن ب ِللال ِ من ُللو َ ن ي ُؤْ ِذي َ -وقوله تعالىَ? :وال ّل ِ
ن? )النعام.(92 : ظو َ حافِ ُ صل َت ِهِ ْ
م يُ َ َ عََلى
ن? )الحجللر: ك ال ْي َِقي ل ُحت ّللى ي َأ ْت ِي َل َ
ك َ -وقوله تعالىَ? :واعْب ُلد ْ َرب ّل َ
.(99
ن? )الزمللر: ري َشللاك ِ ِ ن ال ّ م ْ كن ّ ه َفاعْب ُد ْ وَ ُ ل الل ّ َ -وقوله تعالى?:ب َ ِ
.(66
• ومن الشواهد النبوية :
-قول رسللول الللله -صلللى الللله عليلله و سلللم ) :-مللن أكللثر
جللا ،ومللن كللل ضلليق الستغفار ..جعل الله له من كل هم فر ً
جللا ،ورزقلله مللن حيللث ل يحتسللب( .رواه أحمللد فللي مخر ً
مسنده.
-وقلوله -صللى اللله عليله وسللم -علن رب العلزة سلبحانه
وتعالى ..) :وما يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حللتى أحبلله،
فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع بلله ،وبصللره الللذي يبصللر
به ،ويده التي يبطش بها ،ورجله التي يمشي بها ..إلللى آخللر
الحديث(.
-وقوله ) :الحسان أن تعبد الله كأنللك تللراه ،فللإن لللم تكللن
تراه فإنه يراك(.
-وقللوله) :اللهللم ارزقنللي عينيللن هطللالتين ،تشللفيان القلللب
ما() .أخرجه بذرف الدمع من خشيتك قبل أن تصير الدموع د ً
الطبراني(.
-4التنمية الخلقية:
-قال رسول الللله -صلللى الللله عليلله وسلللم) :-أتللدرون مللن
المفلللس؟ قللالوا :المفلللس فينللا مللن ل درهللم للله ول دينللار.
فقال :إن المفلس من أمللتي مللن يللأتي يللوم القيامللة بصلللة
وصيام وزكاة ،ويأتي وقد شتم هذا ،وقذف هللذا ،وأكللل مللال
هذا ،وسفك دم هذا ،وضرب هذا ..فيعطي هذا من حسللناته،
وهذا مللن حسللناته ،فلإن فنيلت حسلناته قبللل أن يقضللي مللا
عليه ،أخذ من خطاياهم فطرحت عليه ،ثم طرح فللي النللار(.
)رواه مسلم(.
19
-وقال -صلى الله عليلله وسلللم ):-إن أحبكللم إلللي وأقربكللم
مني منزلة يوم القيامة ،أحاسنكم أخلًقا ،المللوطئون أكنافًللا،
الذين يألفون ويؤلفون(.
-وقال ) :ما من شيء بأثقل في ميزان المؤمن يوم القيامة
من حسن الخلق ،وإن الله يبغض الفاحش البذيء(.
-5التنمية الوحدوية والخوية:
• شواهد قرآنية :
ميًعا وَل َ ت ََفّرُقوْا?. .. ج ِ ل الل ّهِ َ حب ْ ِ موا ْ ب ِ َ ص ُ -قال الله تعالى? :اعْت َ ِ
)آل عمران.(103 :
ة? )الحجرات.(10: خو َ ٌن إِ ْ مُنو َ مؤ ْ ِما ال ْ ُ -وقال سبحانه? :إ ِن ّ َ
َ ُ ُ
حلد َةً وَأن َللا َرب ّك ُل ْ
م ة َوا ِ مل ً
مأ ّ مت ُك ُل ْ ن هَلذِهِ أ ّ -وقللال سللبحانه? :وَإ ِ ّ
ن? )المؤمنون.(52 : َفات ُّقو ِ
م?كلل ْ ح ُ ب ِري ُ شللُلوا ْ وََتللذ ْهَ َ عوا ْ فَت َْف َ -وقللال سللبحانه? :وَل َ ت ََنللاَز ُ
)النفال.(46 :
• شواهد نبوية:
-قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم) :-المؤمن للمؤمن
ضا(. كالبنيان المرصوص يشد بعضه بع ً
-وقال -صلى الله عليه وسلللم) :-المسلللم أخللو المسلللم ،ل
يخونه ول يكذبه ول يخدعه .كل المسلم على المسلم حللرام
عرضه وماله ودمه ،التقوى ههنا ،بحسب امرئ من الشر أن
يحقر أخاه المسلم() .رواه الترمذي(.
-وقال -صلى الله عليه وسلم) :-حق المسلم على المسلللم
خمس :رد السلم ،وعيادة المريض ،واتبللاع الجنللائز ،وإجابللة
الدعوة ،وتشميث العاطس() .متفق عليه(.
-وقال -صلللى الللله عليلله وسلللم) :-حللق المسلللم سللت :إذا
لقيته فسلم عليه ،وإذا دعاك فأجبه ،وإذا استنصللحك فانصللح
له ،وإذا عطس وحمد الله فشمته ،وإذا مرض فعللده() .رواه
مسلم(.
-6التنمية الدعوية والرعوية:
20
-والسلللم يجعللل كللل مسلللم خفيلًرا ومسللئول ً عللن سلللمة
المجتمللع وأمنلله الخلقللي ،علللى قاعللدة التواصللي بللالحق
والتواصللي بالصللبر ،ومللن خلل مسللئولية المللر بللالمعروف
والنهي عن المنكر ..وبذلك ينعللم المجتمللع السلللمي بنعمللة
العافية ،وتتراجع فيه ظواهر النحراف والنحدار والشذوذ.
• من الشواهد القرآنية:
ن إ ِل َللى ال ْ َ ُ -قول الله عز وجل? :وَل ْت َ ُ
ر
خي ْل ِ عو َ ة ي َلد ْ ُ مل ٌ مأ ّ منك ُ ْ كن ّ
منك َلللرِ وَأ ُوْل َئ ِ َ ويلللأ ْ
م ك هُللل ُ ن ال ْ ُ ِ للل َ ع ن
َ ْ و لل ل َ هْ ن َ ي َ و ف
ِ رو
ُ ْ ع م
َ ن ب ِلللال َْ روُ م
ُ ََ
ن? )آل عمران.(104 : حو َ مْفل ِ ُال ْ ُ
-وقول الله عز وجل? :وم َ
عا إ ِل َللى الل ّل ِ
ه من د َ َ ن قَوْل ً ّ
م ّ س ُ ح َ نأ ْ َ َ ْ
ن? )فصلت.(33 : مي َ سل ِ ِ م ْ ْ
ن ال ُ م َ ل إ ِن ِّني ِ حا وََقا َ صال ِ ً ل َ م َ وَعَ ِ
َ
ملَرنأ َ مل ْ م إ ِل ّ َ واهُ ْ جل َ من ن ّ ْ خي َْر ِفي ك َِثيرٍ ّ -وقوله عز وجل? :ل ّ َ
ل ذ َل ِل َ َ َ
ك مللن ي َْفعَ ل ْ س وَ َ ن ال َن ّللا ِ ح ب َي ْل َ ص لل َ ٍ ف أو ْ إ ِ ْ معْ لُرو ٍ صد َقَةٍ أوْ َ بِ َ
مللا? )النسللاء: ظي ًج لًرا عَ ِ ف ن ُلؤِْتيهِ أ ْ س لو ْ َ ت الل ّلهِ فَ َ ضا ِ مْر َ اب ْت ََغاء َ
.(114
• من الشواهد النبوية:
-قال رسول الله -صلى الله عليلله وسلللم):-مللن رأى منكللم
منك لًرا فليغيللره بيللده ،فللإن لللم يسللتطع فبلسللانه ،فللإن لللم
يستطع فبقلبه ،وذلك أضعف اليمان ،وليللس بعللد ذلللك حبللة
خردل من إيمان() .رواه مسلم(.
-وقال -صلى الله عليه و سلم ):-لتأمرن بالمعروف ،ولتنهن
عللن المنكللر ،أو ليسلللطن الللله عليكللم شللراركم ،فيللدعوا
خياركم فل يستجاب لهم(.
-وقال ):كلكم راع وكل راع مسئول عن رعيته(.
-وقال) :الدين النصيحة(.
دا خير لك من الدنيا وما -وقال) :لئن يهدي الله بك رجل ً واح ً
فيها ،وفي رواية :خير لك من حمر النعم(.
-7التنمية الخيرية الجتماعية:
-والسلم حلق في مجال التنمية الخيرية والجتماعيللة ،إلللى
مستويات ل تبلغها المدارك والعقول البشرية؛ وهو مللا جعللل
21
ضللا، البنيللة الجتماعيللة كالبيللان المرصللوص يشللد ّ بعضلله بع ً
م الجميع ،وصفهم الرسول -صلى الله عليه فالجميع يعيش هَ ّ
و سلللم -بقللوله( :مثللل المسلللمين فللي تللوادهم وتراحمهللم
وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد ،إذا اشتكى منه عضو تداعى
له سائر العضاء بالسهر والحمى(.
-وفي كتاب الله تعالى مئات اليات التي تحض على النفاق
في سبيل الله؛ بل إن معظم اليات تصف المسلللمين بللأنهم
ن? )البقرة.(3 : فُقو َ م ُين ِ ما َرَزقَْناهُ ْ م ّ آمنوا? :و ِ
َ
ه
ن ِفيل ِ خل َِفي َسلت َ ْ م ْ جعَل َك ُللم ّ مللا َ م ّ فُقللوا ِ -ويقول الله تعالى? :وَأن ِ
جٌر ك َِبيٌر? )الحديد.(7 : َفال ّذين آمنوا منك ُم وَأنَفُقوا ل َه َ
مأ ْ ُ ْ ِ ْ َ ِ َ َ ُ
مللان وَ َ حب ّللو َمللا ت ُ ِ م ّ فُقوا ْ ِ حّتى ُتن ِ -ويقول تعالىَ? :لن ت ََناُلوا ْ ال ْب ِّر َ
م? )آل عمران.(92 : ه ب ِهِ عَِلي ٌ ن الل ّ َ يٍء فَإ ِ ّ ش ْ من َ فُقوا ْ ِ ُتن ِ
َ
ة( سللّرا وَعَل َن ِي َل ً م ِ مللا َرَزقَْنللاهُ ْ م ّ -ويقللول سللبحانه? :وَأنَفُقللوا ْ ِ
)الرعد.(22 :
م? )البقللرة: سلك ُ ْ خي ْرٍ َفلنُف ِ ن َ م ْ فُقوا ْ ِ ما ُتن ِ -ويقول سبحانه? :وَ َ
.(272
صلل َةَ مللوا ْ ال ّ من ُللوا ْ ي ُِقي ُ
نآ َ ذي َ -ويقول سبحانه? :قُللل ل ّعِب َللادِيَ ال ّل ِ
ة? )إبراهيم.(31 : علن ِي َ ً سّرا وَ َ م ِ ما َرَزقَْناهُ ْ م ّ فُقوا ْ ِ وَُين ِ
صلللةَ ن ال ّ مللو َ ب وَي ُِقي ُ ن ب ِللال ْغَي ْ ِ من ُللو َ ن ي ُؤْ ِ ذي َ -ويقول سبحانه? :ال ّ ِ
ن? )البقرة.(3 : فُقو َ م ُين ِ ما َرَزقَْناهُ ْ م ّ وَ ِ
جعَل َك ُللم َ
مللا َ م ّ فُقللوا ِ سول ِهِ وَأن ِ مُنوا ِبالل ّهِ وََر ُ -ويقول سبحانه? :آ ِ
ه? )الحديد.(7 : ن ِفي ِ خل َِفي َ ست َ ْ م ْ ّ
كيًناسل ِ م ْ حب ّلهِ ِ م عَل َللى ُ ن الط ّعَللا َ مللو َ -ويقللول سللبحانه? :وَي ُط ْعِ ُ
سيًرا? )النسان.(8 : َ
ما وَأ ِ وَي َِتي ً
-وفي سنة رسول اللله -صللى اللله عليله وسللم -عشلرات
ض على مختلف أنواع البر والخير ..كالسير الحاديث التي تح ّ
في حوائج الناس ،ورفع الظلم عنهلم ،والمطالبلة بحقلوقهم،
وتيسير عسرهم ،وتنفيس كربهللم ،وكفالللة أيتللامهم ،ورعايللة
أراملهم ،وإيواء مشرديهم ،وإطعام الجائعين منهم.
22
-من ذللك قلوله -صللى اللله عليله وسللم ):-إن للله تعلالى
ما يختصهم بالنعم لمنافع العباد ،ويقرها فيهم ما بللذلوها، أقوا ً
فإذا منعوها نزعها منهم ،فحولها إلى غيرهم )رواه الطللبراني
وأبو نعيم في الحلية(.
-وقوله) :على كل مسلم صدقة ،قلال :أرأيلت إن للم يجلد؟
قال :يعمل بيديه فينفع نفسه ويتصللدق .قللال :أرأيللت إن لللم
يستطع؟ قال :يأمر بالمعروف أو الخيللر قللال :أرأيللت إن لللم
يفعل؟ قال :يمسك عن الشر فإنها صدقة() .متفق عليه(.
-وقال) :من جهز غازًيا في سبيل الله فقد غزا ،ومللن خلللف
غازًيا في أهله بخير فقد غزا() .متفق عليه(.
-وقوله ) :ل يؤمن أحدكم حتى يحب لخيه ما يحب لنفسه(.
)متفق عليه(.
-وقوله) :المسلم أخلو المسللم ،ل يظلمله ول يسلللمه ،مللن
كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته ،ومن فرج عنه كربة
فرج عنه بها كربة من كرب يوم القيامة ( ).متفق عليه(.
-ومن ذلك قوله) :من حما مؤمن ًللا مللن ظللالم بعللث الللله للله
كا يوم القيامة يحمي لحمه من نار جهنم(. مل ً
-وقوله) :من نفس عن مؤمن كربة ،نفللس الللله عنلله كللرب
الخرة(.
-وقوله ) :من سر مؤمًنا فقد سرني ،ومن سرني فقللد سللر
الله(.
-وقوله) :من كان في حاجة أخيه ،كان الله في حاجته(.
-وقوله ) :الساعي على الرملة والمسلكين ،كالمجاهلد فلي
سبيل الله وكالقائم الليل الصائم النهار(.
-وقوله) :إن لله خلًقا خلقهم لحللوائج النللاس ،يفللزع النللاس
إليهم في حوائجهم ،أولئك المنون من عذاب الله(.
-وهللذا عمللر بللن الخطللاب -رضللي الللله عنلله -يقللول عللام
مللا
المجاعة ،وقد أقسم علللى أل يللذوق سللمًنا ول لبن ًللا ول لح ً
حتى يحيا الناس :بئس الللوالي أنللا إذا شللبعت وجللاع النللاس،
ما إذا لم يمسسني ما يمسهم؟!. ولم إذن كنت إما ً
23
-وجاء في حق الجوار:
ش لي ًْئا كوا ْ ب ِلهِ َ ش لرِ ُ ه وَل َ ت ُ ْ دوا ْ الل ّل َ -في القللرآن الكريللمَ? :واعْب ُل ُ
جللاِر ن َوال ْ َ كي ِسا ِ م َ مى َوال ْ َ ذي ال ُْقْرَبى َوال ْي ََتا َ ساًنا وَب ِ ِ ح َ ن إِ ْ وال ِد َي ْ ِ وَِبال ْ َ
لسلِبي ِ ن ال ّ ب َواْبل ِ جن ِ ب ِبلال َ ح ِ صللا ِب َوال ّ جن ُل ِ جارِ ال ْ ُ ِذي ال ُْقْرَبى َوال ْ َ
َ
خللوًرا? خت َللال ً فَ ُم ْ
ن ُ من ك َللا َ ب َ ح ّه ل َ يُ ِ ن الل ّ َ م إِ ّ مان ُك ُ ْ ت أي ْ َ مل َك َ ْ ما َ وَ َ
)النساء.(36 :
-وفللي السللنة النبويللة الشللريفة :قللوله -صلللى الللله عليلله و
سلم):-من كان يؤمن بالله واليوم الخر فل يؤذ جللاره ،ومللن
كان يؤمن بالله واليوم الخر فليكرم ضيفه ،ومن كان يللؤمن
بالله واليوم الخر فليقل خيًرا أو ليصمت() .متفق عليه(.
-وقوله):خير الصحاب عند الله تعالى خيرهم لصاحه ،وخيللر
الجيران عند الله تعالى خيرهم لجاره() .رواه الترمذي(.
-وقوله) :ل يدخل الجنللة مللن ل يللأمن جللاره بللوائقه() .رواه
مسلم(.
-8التنمية النتاجية:
-والسلم يوجب على كل مواطن أن يعمل ،وأن يأكللل مللن
كسب يديه ،فهللو ل يرضللى للنللاس أن يكونللوا عللاطلين عللن
العمل ،عالة علللى الخريللن ،يسللتجدون النللاس أعطللوهم أو
منعوهم.
-وفقه التنمية في السلللم يللدعو إلللى تحقيللق التللوازن بيللن
عمارة الدنيا وعمارة الخرة ،على قاعدة قوله تعالىَ? :واب ْت َِغ
ن ال لد ّن َْيا مل َ ك ِ صلليب َ َ س نَ ِ خ لَرةَ َول َتن ل َ داَر ال ِ ه ال ل ّ ك الل ّل ُ مللا آت َللا َ ِفي َ
َ َ َ
ن
ض إِ ّ سللاد َ فِللي الْر ِ ك َول ت َب ْلِغ ال َْف َ ه إ ِل َي ْ َ
ن الل ّ ُ س َ ح َ ما أ ْ سن ك َ َ ح ِ وَأ ْ
ن? )القصص.(77 : دي َ س ِمْف ِ ب ال ْ ُ ح ّ ه ل يُ ِ الل ّ َ
-ويوم رأى عمر بللن الخطللاب -رضللي الللله -رجل ً بقللي فللي
المسجد وقد خرج الناس ،فخفقه بالدرة )العصا( وقال :قلم،
ل تمت علينا ديننا أماتك الله.
-ومن هديه -صلى الللله عليلله وسلللم -قللوله) :مللا أكللل أحللد
ما قط خير من أن يأكل من عمل يده ،وإن داوود كان ل طعا ً
يأكل إل من عمل يده(.
24
-وعندما صافح أحد المسلمين وشعر بخشونة في يده قللال:
دا.
إن هذه يد يحبها الله ،هذه يد لن تمسها النار أب ً
-وقال):اليد العليا خير من اليد السفلى(.
-ثم إن التشريعات التي تناولت الشئون التجاريللة المختلفللة
ووضعت أصولها وقواعدها
-وضللوابطها.لتؤكللد علللى مللدى اهتمللام السلللم بالتنميللة
التجارية ،من بيع وشراء ومرابحة ومشاركة.
-9التنمية الصناعية:
إن قاعللدة الخللذ بكللل أسللباب القللوة الللتي بينتهللا اليللة
ة? )النفللال(60 : ست َط َعُْتم ّ
من قُوّ ٍ دوا ْ ل َُهم ّ
ما ا ْ ع ّالكريمة? :وَأ َ ِ
لتؤكد وجوب الخذ بكل مقومات التنمية الصناعية في شللتى
المجللالت الللتي تعللود علللى النللاس بللالخير وليللس بالللدمار
والخراب ،بسبب وجهللة السللتعمال ،وبسللبب فللائض النتللاج
الصللناعي الللذي أدى إلللى تراكللم النفايللات والتلللوث الللبيئي،
الذي يتهدد العالم ،بالكوارث الصحية والبيئية.
-10تنمية الدارة والتقان:
-والسلللم منهللج حيللاة لتنظيللم كللل شلليء ،وهللو فللي كللل
سللا للنجللاح والجللودة ،نتيجللة تشللريعاته يعتللبر التنظيللم أسا ً
شفافية العمل وأخلقيته ،والتي عبر عنها رسول الله -صلللى
الله عليه وسلللم -أدق تعللبير حيللن قللال):إن الللله يحللب مللن
أحدكم إذا عمل العمل أن يتقنه(.
-في ضوء كل هذه المعطيات يتبين أن التنمية فللي السلللم
سياسللة شللاملة متوازنللة متكاملللة ،تفللرض علللى الفللرد
والمجتمللع الخللذ بجميللع أسللباب النمللاء والرتقللاء المللادي
والمعنوي.
-ووفق القاعدة النبوية الداعية إلللى النمللو والرتقللاء سللاعة
ما بعد يوم ،والتي تتجلى فللي القللول المللأثور: بعد ساعة ويو ً
من تساوى يوماه فهو مغبون ،وفي رواية :من تساوى يللومه
وأمسه فهو مغبون.
المرجع-فقه التنمية في السلم_موقع الرواق.
25
================
#إعصار جونو
د .لطف الله بن مل عبد العظيم خوجه
المحذر من شؤم المعصية اليوم غريب..!!..
لقد انتصر المنكرون؛ الذين ينكرون ربط الذنوب بالعقوبللات
والمصائب ..انتصروا ،ليس لملكهللم الحجللة والحللق ،بللل لن
من يملك الحجة ،ويعرف الحق سكت ؟!! .أو تغير ،وتطللور،
وتجدد!!.
كان التحذير من آثار المعاصي صوت ل يعلوه صللوت ..يللذكر
النللاس ،ويللردع المجللاهرين والمسللتهترين ،لكللن اليللوم عل
صوت من يفلسف البليا ،والمصائب ،والكللوارث الللتي علللى
تقع علللى النللاس والبلد ،بأنهللا ظللواهر طبيعيللة ،أو حسللابات
اقتصادية ،أو تحولت اجتماعية ،أو تطورات عصرية.
وهذه خسارة ،الخاسر فيهللا النسلان ،الللذي لللن يلدرك بهلذا
سبيل الخروج من الزمات التي تمر به أبللدا .والخاسللر فيهللا
المللة ،الللتي لللن تللدرك الطريللق لحللل أزماتهللا القتصللادية،
والسياسية ،والجتماعية ،والنفسية ،والمنية..
الصوت الللذي يربللط بيللن المعاصللي والعللذابات الللتي تلحللق
بالناس؛ أفرادا وجماعات ،هو الصوت ينفع الناس ..والصوت
الذين ينكر الربط هو الصوت يغر الناس ويضرهم.
***
العقوبات عموما أثر عن المخالفات المتعمدة خصوصا ،وغير
المتعمدة أحيانا .فأنت إذا كنت مسللؤول :تعللاقب مللن خللالف
القانون والنظام ..لم ؟.
لن المخالفة ضارة بالقللانون والنظللام ،ومللن ثللم بالمصلللحة
العامة والخاصة ،التي وضع القانون لجلها ،فمصلللحة النللاس
ل تتحقللق إل بالخضللوع للقللانون والنظللام ،فهللي متضللررة
بمخالفتها.
فالقانون ،والمخالفات ،والعقوبات .هذه الثلثة إذا وجد واحد
منها وجد الباقي ،فوجود القانون يعني وجود المخالفات ،ثللم
26
العقوبللات؛ لللذا فل تجللد قانونللا يخلللو مللن ذكللر المخالفللات
والعقوبات المناسبة لها.
فهذا المثال مسّلم به عند الجميع ،وعليه فل إنكار علللى مللن
ربط بين الللذنوب والمصلائب الخاصلة والعاملة؛ فأصللل عللة
وسبب العقوبات ثابت بالمثال النف ،وهو :المخالفات.
بقي إثبات ارتباط المصائب بالذنوب ،أو بعبارة أخرى :إثبللات
أن الذنوب هو السللبب المعيللن للمصللائب العامللة والخاصللة.
فنقول:
الشريعة قانون إلهي ،وجودهللا يعنللي وجللود المخالفللات ،ثللم
العقوبات ،وهللو كللذلك ،فالمخالفللات هللي المحرمللات؛ هللي:
تللرك العمللل بللالفرائض ،وفعللل المحرمللات .فللإذا وقعللت
المخالفللات هللذه اسللتوجبت العقوبللات الفرديللة والجماعيللة
بحسللبها؛ فكمللا أن مخالفللة القللانون يفضللي إلللى الضللرر،
وتعطيل المصلحة العامة والخاصللة :كللذلك مخالفللة القللانون
اللهي ،لكن بزيادة أن الضرر هنا يشمل الدين والدنيا.
فالمقارنة وحدها كافية في إثبللات :أن المخالفللات الشللرعية
سبب العقوبات اللهيللة .وعنللدنا زيللادة أدلللة :هللي النصللوص
الصللريحة ،الصللحيحة المخللبرة أن فعللل المخالفللات يللوجب
العقوبات ،هي على نوعين:
-عقوبات دينية ،وهي على قسمين:
oفي الدنيا ،كقللوله تعللالى} :الزانيللة والزانللي فاجلللدوا كللل
واحد منهما مللائة جلللدة ،{..فهللذا مثللال لمخالفللة اسللتوجبت
عقوبة دينية في الدنيا.
oوفي الخرة ،فالنصوص المخبرة بعذاب أهل الكبللائر :آكللل
الربا ،القاتل ،الزاني ..إلخ.
-عقوبللات دنيويللة ،هللي المصللائب تقللع علللى النسللان فللي:
نفسله ،وخاصلته ملن أهلله وملاله .أو تقلع عللى الملة :فلي
حرثهلللا ،ونسللللها .هلللي الشلللاملة كلللالبراكين ،واللللزلزل،
والعاصير ،والفيضانات ،والمراض ،والفقللر ..إلللخ ،كمللا فللي
قوله تعالى:
27
} oظهر الفساد فلي اللبر والبحلر بملا كسلبت أيلدي النلاس
ليذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون{.
} oوما أصابكم من مصيبة فبما كسللبت أيللديكم ويعفللو عللن
كثير{.
فبحسب النصوص السابقة ،فكل ما يقع من مصيبة فبللذنب،
وفي الثر في دعللاء العبللاس عللام الرمللادة ،لمللا استسللقى:
)اللهم إنه لم ينزل بلء من السماء إل بذنب ،ولم يكشللف إل
بتوبة( ،وإذا كان المخالف للنظام والقللانون فللي بلللد عرضللة
للعقوبة ،إل إذا ارتحل إلى بلد آخر ،فربما نجا ،فإن المخالف
للقانون اللهي هو عرضة للعقوبة في كل وقت ،وكل مكان،
بأنواعها.
فالعلقللة بيللن الللذنب والعقوبللة ثابتللة ،وهنللاك مللن يثبللت
العقوبللات الدينيللة ،لكللن يتسللاءل عللن الدنيويللة :مللا علقتهللا
بالللذنوب ،ونحللن نراهللا تقللع علللى المللؤمن والكللافر ..الللبر
والفاجر ..حتى على الرض المباركة ؟!.
فهللذا عنللده شللبهة ،جلؤهللا أن يقللال :نعللم ،إن المصللائب
والعقوبللات شللاملة .فمللن تأمللل مللا سللبق :أدرك هللذا .فقللد
تقرر :أن سبب العقوبات هو الذنب .وهو ليللس حصللرا علللى
الكافر ،كل؛ لن ذنب الكافر :شرك ،وكفر ،وكبلائر ،وصلغائر،
بينما المؤمن فذنبه كبللائر ،وصللغائر ،ليللس فيهللا فللوق ذلللك،
وليس من شرط العقوبة أن يكون الذنب كفرا ،بللل بالكبللائر
كذلك:
-قال تعالى} :يا أيها الذين آمنللوا اتقللوا الللله وذروا مللا بقللي
من الربا إن كنتم مؤمنين * فإن لم تفعلوا فأذنوا بحرب مللن
الله ورسوله.{..
-عن ابن عباس قال ":ما نقلض قللوم العهللد إل سللط اللله
عليهم عدوهم ،و ل فشت الفاحشة في قوم إل أخللذهم الللله
بالموت ،و ما طفف قوم الميزان إل أخذهم الله بالسللنين ،و
ما منع قوم الزكاة إل منعهم الللله القطللر مللن السللماء ،ومللا
جار قوم في حكم إل كان البأس بينهم -أظنه قال -و القتل
28
" .رواه الللبيهقي ،قللال اللبللاني" :و إسللناده صللحيح و هللو
موقوف في حكم المرفوع ،لنه ل يقللال مللن قبللل الللرأي".
السلسلة الصحيحة 107
-وقد هزم المسلمون في أحد لما خللالفوا أمللر النللبي صلللى
الله عليه وسلم بالعصيان وعدم الثبللات علللى مللواقعهم فللي
الجبل ،فقال تعالى} :أولما أصابتكم مصيبة قد أصبتم مثليهللا
قلتم أنى هذا قل هو من أنفسكم{.
-وفي حنين هزموا ،لمللا تعللاجبوا واغللتروا بكللثرتهم ،وقللالوا:
"لن نغلب اليوم من قلللة" .والعجللب والغللرور مللن الللذنوب،
قال تعالى} :ويوم حنين إذ أعجبتكم كثرتكم فلم تغن عنكللم
شيئا وضاقت عليكم الرض بما رحبت ثم وليتم مدبرين{.
فهذا عقوبللات عامللة دنيويللة :أمللراض ،وجللدب ،وحللرب اللله
ورسوله .وكذلك الهزيمة ،والزلزل ،والبراكين ،والفيضللانات،
والعاصللير ،والحللروب ،والللدمار ،والتشللريد ،وتغيللر منللاخ
الرض ،وفسللاد الطعللام والشللراب ،وضلليق الللزرق وانتشللار
العوز والفقر .كلها كانت بسبب ذنوب هي كبائر ،ليللس بينهللا
كفر ،والكفر أكبر ،والعقوبة عليه أعظم :تقع على المللؤمنين
كما تقع الكافرين أيضللا ،إذا اسللتوجبوا ذلللك ،شللاملة لجميللع
الناس ،بغير فرق بين الديانات ،وربما كانت على المسلللمين
أشد:
-إذ عندهم من العلم ما ليس عند غيرهم ،ومللن عنللده علللم
فقد قامت عليه الحجة.
-ولن الله تعالى جعل الدنيا للكافرين يقلبهم فيها في نعيم،
والخرة للمؤمنين.
فللإذا ثبللت الللذنب علللى المسلللم ،كللان معرضللا للعقوبللات
بأنواعها كالكافر ،إل أن الكافر عقوبته أغلظ:
-فالمسلم إذا سرق ،أو زنللى ،أو شللرب الخمللر ،أو قتللل ،أو
قذف يقام عليه الحد كالكافر.
-وإذا مات وعليه كبيرة ،كللانت تحللت المشلليئة ،فقللد يعللذب
بالنار ،إل أنه أخف ول يخلد.
29
***
قالت عائشة رضي الله عنها) :مللا رأيللت رسللول الللله صلللى
الله عليه وسلم مستجمعا ضاحكا قط ،حتى أرى منه لهواته،
إنما كان يتبسم .قالت :وكان إذا رأى غيما – أو ريحا – عرف
ذلك في وجهه .قالت :يا رسول الللله! ،النللاس إذا رأوا غيمللا
فرحوا ،رجاء أن يكون فيلله المطللر ،وأراك إذا رأيتلله عرفللت
في وجهك الكراهية؟ ،فقال :يا عائشة! ،ما يؤمنني أن يكون
فيه عذاب ،قللد عللذب قللوم بالريللح ،وقللد رأى قللوم العللذاب
فقالوا :هذا عارض ممطرنا( .رواه أحمد
فإعصار كالعصار المسمى بل"جونو" ،الللذي ضللرب سللواحل
عمان والمارات وإيران ،هو من العقوبات ،والقحط والجدب
العام ،مع ضيق فللي الللزرق وفللي النفللس ،وظهللور أمللراض
جديدة ..كل هذه سببها موجود في المسلمين ،من المجاهرة
بالعصيان .وفي أحوال كهذه ،فللإن العقوبللات العامللة سللتأخذ
الجميللع ،وتعللم المفسللد والمصلللح ،المرتكللب للللذنب وغيللر
المرتكللب ،مللا دامللوا جميعللا فللي مكللان واحللد ،قللال تعللالى:
}واتقوا فتنة ل تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة{.
فالمذنب معروف لم عوقب؟ ،فأما غير المذنب فذلك::
-إما لنه ساكت ،فقد ذكر تعالى نجللاة النللاهين عللن المنكللر
في قصة أصحاب السبت ،ولم يذكر نجاة الساكتين.
-أو راض بالمنكر ،فهو أولى ،وقللد قللال تعللالى} :وقللد نللزل
عليكللم فللي الكتللاب أن إذا سللمعتم آيللات الللله يكفللر بهللا
ويستهزء بها فل تقعدوا معهم حتى يخوضوا في حديث غيللره
إنكم إذا ً مثلهم{.
-أو مغلوب على أمره ،فهذا جاء فيلله أن أمللة تغللزو الكعبللة،
وفيهلم ملن المكلره ،فيخسلف اللله بهلم الرض جميعلا ،ثلم
يبعثلون علللى نيللاتهم ،عللن صللفية – وفلي روايلة أم سللمة -
قالت :قال رسول الللله صلللى الللله عليلله وسلللم ) :ل ينتهللي
الناس عن غزو هذا البيت ،حتى يغللزو جيللش حللتى إذا كللانوا
بالبيداء -أو بيداء من الرض -خسللف بللأولهم وآخرهللم ولللم
30
ينج أوسطهم .قلت :فإن كان فيهم من يكره؟! ،قال :يبعثهم
الله على ما فى أنفسهم ( .رواه ابن ماجة
وقد دلت النصوص على نجللاة المريللن بللالمعروف والنللاهين
عن المنكر من عموم العقوبة في قوله تعالى:
} -فلما نسوا ما ذكروا بلله أنجينللا الللذين ينهللون عللن السللوء
وأخذنا الذين ظلموا .{..
لكن هذا في عذاب الستئصال ،وهللو عللذاب قللد انتهللى مللن
الرض .صورته ما حصل لقوم :نوح ،وعللاد ،وثمللود ،ومللدين،
ولوط ،وأصحاب السبت :صيحة ،أو ريح فيها عللذاب أليللم ،أو
طوفلان مغلرق ،أو حجللارة مللن السلماء ،أو نلار تقللذف مللن
السحاب .فيهلك الجميع ،فل يبقى أحد} :فأصللبحوا ليللرى إل
مسلللاكنهم{ ،إل المنكلللرون ) :أنجينلللا اللللذين ينهلللون علللن
السوء.{..
وهذا النوع من العذاب انتهى ببعثة موسى عليه السلم ،قال
تعالى:
} -ولقد آتينا موسى الكتاب من بعد ما أهلكنا القرون الولى
بصائر للناس {.
لنه لم يكن جهاد ،ومع موسى شرع الجهلاد ،وتوقلف علذاب
الستئصال ،الذي ل يبقي أحدا إل الناهين عن المنكر ،وصللار
بدل عنه عذاب التذكير والتحذير ،وفلي هلذا العلذاب ل يلأمن
الناهون عن المنكر أن يصيبهم ما يصيب الظالمين} :واتقللوا
فتنة ل تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة{.
وقد أصيب النبي صلى الله عليه وسلم يوم أحد ،ومن معلله،
مللا أصللاب المخللالفين أمللره ،وتعرضللوا للقتللل ،وفللي عللام
الرمادة عم البلء الجميع ،حتى عمر رضي الللله عنلله وسللائر
الكبار.
***
ليس لنسان أن يبطل الللذكرى والعظللة بالعقوبللات العامللة،
بدعوى أنها تصيب الكللافر .فهللذا فللي أحسللن أحللواله جاهللل
31
بسنة الله تعالى الشرعية والكونية؛ أي أمره وخلقه ..إن لللم
يكن من الزائغين ،الذين قال تعالى فيهم:
} -وإذا ذكللر الللله وحللده اشللمأزت قلللوب الللذين ل يؤمنللون
بالخرة وإذا ذكر الذين من دونه إذا هم يستبشرون{.
} -ولقلللد أخلللذناهم بالعلللذاب فملللا اسلللتكانوا لربهلللم وملللا
يتضرعون{.
فهذا العصار "جونو" الذي ضرب سواحل جزيرة العللرب ،ل
شك أنه بسبب المعاصي ،وما أصاب وما يصيب الناس اليوم
مللن جللدب وقحللط ،وضلليق فللي الللرزق وفقللر ،وضلليق فللي
النفس ،وبرودة فللي العلقللات ..كللل هللذه وغيرهللا عقوبللات
تحذير ،لما الناس عليه من جرأة في المحرمات ،والستعلن
بهللا ..مللن ربللا ،ومعللاملت محرمللة ،وعللري وفسللاد عريللض،
واتخاذ الكافرين أولياء..
فهل كان الله تعالى تاركنا ننعللم بنعملله ،ونحللن نللروح ونغللدو
في سخطه ؟!.
=============
#الكتتاب في شركة المساهمة
الكتتاب :هللو عبللارة عللن دعللوة موجهللة إلللى أشللخاص غيللر
محددين للسهام في رأس المال.
فتطرح السهم ويعلن عنها فللي الصللحف ،أن هللذه الشللركة
تفتح باب المساهمة والكتتاب ،فيتقدم الناس ويللدخلون فللي
هذه الشركة ،ويدفعون قيم هلذه السلهم ،ويكونلون شلركاء
في شركة المساهمة.
ذكرنا أن شركة المساهمة ل تخرج عن أنللواع الشللركة الللتي
سبق أن بيناها ،ويتضح هذا أن مجلس الدارة في الشركة ل
يخرج عن ثلث حالت:
ل؛ وهذا هو الغالب ،فهنا -1أن يكون المجلس مساهما ً وعام ً
بذل مال وبدن.
البللدن :مللن مجلللس الدارة ،والمللال الول؛ مللن مجلللس
الدارة ،والمال الثاني من بقية المساهمين.
32
فهي تجمع بين العنان والمضاربة؛ شركة العنان :أن يشللتركا
في المال والبدن ،وشللركة المضللاربة؛ أن يللدفع إليلله المللال
ويقوم بالعمل ،فمن حيث أنه من كل منهما مال فهذه عنان،
ومن حيث أن أحدهما عمل والخر لللم يعمللل هللذه مضللاربة،
وتقدم أن كل من شركة العنان والمضاربة جائز.
-2أن يكللون مجلللس الدارة عللامل ً دون مسللاهمة ،فهللذه
شللركة عنللان ،لن المللال والعمللل مللن جميللع الشللركاء،
فالشركاء دفعوا المال ،والعمل أيضا ً منهللم لنهللم اسللتأجروا
مجلس الدارة.
-3أن يكون لمجلس الدارة نسبة من الربح من المساهمين
ومن مجلس الدارة العمل ،فمجلس الدارة لم يساهم لكللن
منه العمل ،فهذه شركة مضاربة.
فتلخص أن شركة المساهمة ل تخللرج عللن أنللواع الشللركات
التي ذكرها العلماء رحمهم الله.
تعريف السهم :
السهم في اللغة :النصيب .
وأما في الصطلح :فهو وثيقة يمثل حقا ً عيني لا ً أو نقللديا ً فللي
رأس مال الشللركة قابللل للتللداول – يعنللي للللبيع والشللراء –
ويعطي صاحبه حقوقا ً خاصة.
أنواع السهم :
تتنوع السهم إلى عدة أنواع من ثلث حيثيات:
أول ً :من حيث الحصة ؛ وتنقسم إلى قسمين :
– 1أسهم نقدية :وذلك أن يكون رأس مال الشللركة أسللهما ً
نقدية بحيث يدفع المساهمون نقودا ً من الذهب أو الفضة ،أو
ما يقوم مقام النقود من الوراق النقدية.
حكمها :العلماء متفقون على أنه إذا كان رأس مال الشللركة
أسهما ً نقدية أنها شركة صحيحة.
– 2أسهم عينية :وذلك أن يكون رأس مال الشركة عللروض
تجللارة ،كللأن يسللاهم النللاس بأقمشللة أو بللآلت أو مللواد
غذائية ...إلخ.
33
حكمها :فيها خلف بين العلماء:
أ– أكثر العلماء على أنه إذا كان رأس مال الشللركة عروضللا ً
فهذا ل يصح.
ب– ما ذهب إليه المام مالك وهو روايللة عللن المللام أحمللد،
واختاره شيخ السلم ابن تيمية وابلن القيللم؛ أن هلذا صللحيح
ول بأس بلله ،فلللو تشللارك اثنللان أو أكللثر وجعلللوا رأس مللال
الشركة من السيارات أو من الطعمة أو اللبسة أو غير ذلك
مما يتفقان عليه فإن هذا جائز ول بأس بلله ،ويعللرف نصلليب
كل واحد منهم من رأس مال الشركة.
التعليل :لن الصل في المعاملت الحل كما تقدم .
ثانيا ً :من حيث الشكل ؛ وتتنوع إلى نوعين :
–1أسهم اسمية :وهللي السللهم الللتي تحمللل اسللم صللاحبها
مدونا ً عليها.
حكمها :جائزة بالتفاق .
التعليل :لعدم الغرر فيها ،فهذا زيللد للله هللذا السللهم واسللمه
مدون على هذه الوثيقة .
–2أسهم لحاملها :وهي السهم التي يكتب عليها أن السللهم
لحامله بدون ذكر اسم المالك.
حكمها :ل تجوز .
التعليللل :لمللا فيهللا مللن الغللرر والجهالللة ،فللإن المالللك غيللر
معروف وهذا يؤدي إلى التنازع.
ومثل هذه السهم الن – كما ذكر بعللض البللاحثين – الغللالب
أنها غير موجودة.
ثالثًا :من حيث الحقوق ؛ وتنقسم إلى أقسام :
–1أسهم امتياز تعطي صاحبها أولوية الحصللول علللى شلليء
من الرباح دون بقية الشركاء.
ل :يخصص خمس بالمائة من الربح لهذه السهم ،والبللاقي مث ً
يوزع بالتسللاوي علللى الشللركاء بمللا فيهللم أصللحاب السللهم
الممتازة.
الحكم :محرمة ول تجوز .
34
التعليل :لنه ل يجوز أن يأخذ بعض الشركاء زيادة في الربللح
بل مقابل من زيادة عمل أو مال .
–2أسهم امتياز تخول أصحابها الحصول علللى فللائدة سللنوية
ولو لم تربح الشركة.
حكمها :محرمة ول تجوز .
التعليل :لن حقيقة هذه السهم أنها قرض بفائدة وهللذا مللن
الربا.
–3أسهم امتياز تعطللي أصللحابها الحللق فللي اسللتعادة قيمللة
السهم بكللامله عنللد تصللفية الشللركة قبللل المسللاهمين ولللو
خسرت الشركة .
حكمها :محرمة ول تجوز .
التعليللل :لن العلمللاء يللذكرون إذا كللان هنللاك خسللارة فللإن
الوضيعة تكون على قللدر المللال ،وعلللى هللذا يشللترك جميللع
الشركاء في الوضيعة والخسارة ،أمللا كللونه يخصللص لبعللض
الشركاء أن له أن يسحب أسللهمه ،ول يللدخل فللي الخسللارة
فهذا شرط باطل.
الشركة مبناها على العدل ،وذلللك بللأن يشللترك الجميللع فللي
المغنللم والمغللرم ،كمللا أنهللم يشللتركون فللي الربللح أيضللا ً
يشتركون في الخسارة ،وهذا هو أهللم شللروط الشللركة ،أن
تقوم على العللدل ،وذلللك بللأن يشللترك الجميللع فللي المغنللم
والمغرم.
وأما كونه يوضع أسهم امتيللاز لبعللض الشللركاء بحيللث إنلله ل
يدخل في الخسارة يستحق أن يسحب أسللهمه عنللد تصللفية
الشركة قبل الخرين ،ول يدخل في الخسارة فهللذا ل يجللوز،
لن العلماء يقولون :الشركة مبناها علللى العللدل والوضلليعة
على قدر المال.
–4أسللهم امتيللاز تعطللي المسللاهمين القللدامى الحللق فللي
الكتتاب قبل غيرهم.
حكمها :جائزة ول بأس بها .
التعليل:
35
–1لنها تشمل الجميع .
–2لن المساهمين لهم الحق في أل يدخلوا أحدا ً معهم فللي
الشركة .
–3السهم التي تعطي أصحابها أكثر من صوت .
حكمها :ل تجوز .
التعليلل :لملا فيهلا ملن التفلاوت فلي الحقلوق بلدون ملبرر
شرعي .
مسللألة :فللي حكللم المشللاركة فللي أسللهم الشللركات ذات
العمللال المشللروعة فللي الصللل إل أنهللا تتعامللل بللالحرام
أحيانا ً .
مثالها :شركة مساهمة تدعو إلللى الكتتللاب ،وهللذه الشللركة
أعمالها مباحة إل أن لها أعمال ً محرمة في بعللض الحيللان أو
دائمًا ،لكن هذه العمال يسلليرة ،ومللن ذلللك مللا حصللل قبللل
أشهر فيما يتعلق بشللركة التصللالت؛ فهللذه الشللركة قائمللة
على أعمال مباحة من المنافع المعروفة في التصال وخدمة
الهاتف وغيللر ذلللك مللن الخللدمات إل أن لهللا أعمللال ً محرمللة
أحيانلًا ،فهللل الللدخول فللي مثللل هللذه الشللركة وغيرهللا مللن
الشركات الللتي قللامت علللى أعمللال مباحللة إل أنهللا تتعامللل
أحيانا ً بالحرام ،فهل الكتتاب في مثل هذه الشللركة جللائز أو
غير جائز ؟
أشهر القوال في هذه المسألة ثلثة أقوال :
القول الول :أن الشتراك في مثل هذه الشركات ل يجللوز،
وذهب إلى هذا القول جمع من الباحثين الذين بحثوا في هذه
المسألة .
دليلهم :
–1عموم أدلة تحريم الربا ،كقول الله عللز وجللل )) :ي َللا أ َي ّهَللا
ه ل َعَل ّ ُ َ ْ
م
كلل ْ ة َوات ُّقوا ْ الل ّ َضاعََف ًم َضَعافا ً ّ مُنوا ْ ل َ ت َأك ُُلوا ْ الّرَبا أ ْنآ َ ذي َ ال ّ ِ
ن (( )آل عمران.(130: حو َ ت ُْفل ِ ُ
َ
م الّرب َللا(( )البقللرة: حلّر َه ال ْب َي ْلعَ وَ َ
ل الل ّل ُ
حل ّوقللوله تعللالى )) :وَأ َ
.(275
36
ي -صلى الله عليه وسلم -لعن آكل الربا وحديث جابر أن الن ّب ِ ّ
وموكله وكاتبه وشاهديه ،وقال)) :هم سواء(( .
وجلله الدللللة :أن المسللاهم فللي مثللل هللذه الشللركات الللتي
ترابي هللو مللراب سللواء كللان الربللا قليل ً أو كللثيرًا ،ول يجللوز
للمسلم ذلك أو أن يستمر فيه ولو كان قلي ً
ل.
–2ما ثبت في الصحيحين عن أبي هريرة -رضللي الللله عنلله-
ي -صلى الله عليلله وسلللم -قللال (( :إذا نهيتكللم عللن أن الن ّب ِ ّ
شيء فاجتنبوه(( .
فقال )) :عن شيء(( :وهذا يعم كل شيء سواء كان قليل ً أو
كثيرًا.
وجه الدللة :أن هذه نكرة في سللياق الشللرط فتعللم القليللل
والكثير .
– 3أنله ينظللر إلللى المصللالح المترتبللة علللى القللول بللالمنع،
فهناك مصالح كللثيرة تللترتب علللى القللول بللالمنع مللن ذلللك:
التخلص من مفاسد الربا.
ومنها :منع المسلمين من المشاركة في الشركات التي تقللع
في الربا مما يشجع المؤسسات الربوية إلى ترك الربا.
ومنها :أن ذلك يؤدي إلى فتللح البللواب للعمللال المشللروعة
لكي يستثمر فيها المسلمون أموالهم .
–4قاعدة أنه :إذا اجتمع الحلل والحرام فإنه يغلللب الحللرام
ل ،إل إذا كللان الحللرام غيللر منحصللر فللإنه يكللون ولو كان قلي ً
معفوا ً عنه ،كما لللو اختلللط فللي هللذا البلللد حللرام فهللذا غيللر
منحصر.
القول الثاني :أن الشتراك في هذه الشركات جللائز بشللرط
أل ينص نظامهللا الساسللي علللى التعامللل بالربللا ،مللع تقللدير
عنصر الحرام واستبعاد نسبته من عائدات السهم ،ويصللرف
في وجوه الخير.
دليلهم :
–1قاعدة :يجوز تبعا ً ما ل يجوز اسللتقلل ً ،وأنلله يغتفللر فللي
التابع ما ل يغتفر في المتبوع.
37
ل ،وإذا كللان تابع لا ً فمثل هذا الحرام جاء تبعا ً ولم يأت استقل ً
فإنه يكون مغتفرًا.
ي -صلللى وهذه القاعدة لها أمثلة في الشريعة؛ منها :أن الن ّب ِ ّ
الله عليه وسلم-حرق نخل بني النضير ،هللذا التحريللق يللؤدي
إلى قتل شيء من الحشرات والطيور وغير ذلك بالنار ،وهذا
ل يجوز لقوله -صلى الله عليه وسلم )) :-ول يعذب بالنار إل
رب النار(( .
لكن هذا القتل بالنار إنما جاء تبعا ً فلما كللان تابع لا ً ولللم يكللن
مقصودا ً لذاته كان جائزا ً ول بأس به.
ومنها :الدود في التمر ،فكون النسان يأخللذ التمللرة ويأكلهللا
وفيها شيء من الدود فهذا جائز ول بأس به ،لنه تابع ويثبللت
ل ،لكن لللو أخللرج هللذا الللدود ثللم أكللله تبعا ً ما ل يثبت استقل ً
قالوا :هذا ل يجوز لنه لم يكن تابعا ً وإنما أكله استقل ً
ل.
فقالوا :هذا نظير هذا ،فهذه شركة أعمالهللا تسللعين بالمللائة
حلل ،وأما الربا فيها فتابع ولللم يكللن مقصللودا ً لللذاته ،ولهللذا
اشترط أصحاب هذا القول أل ينص نظامهللا الساسللي علللى
التعامل بالربا.
الجواب عن هذا الدليل :
أجاب أصحاب القللول الول عللن هللذا السللتدلل فقللالوا :إن
الستدلل بهذه القاعدة في مثل هذا خطأ ،لن هذه القاعدة
ذكرها العلماء في المور التي تنتهي ،فل يستدل بها على أن
النسان يستمر فللي فعللل المحللرم ،لكللن فللي أمللور تنتهللي
عقود أو أفعال ..إلخ ،فهنا يغتفر في التابع ما ل يغتفللر فللي
المتبوع .
أما هذه الشللركات الللتي تتعامللل بللالحرام فإنهللا تسللتمر ،فل
نقول :للمسلم يجوز تبعا ً مللا ل يجللوز اسللتقلل ً واسللتمر فللي
فعل المحرم .
–2قاعلللدة :الحاجلللة إذا عملللت تنلللزل منزللللة الضلللرورة،
والضرورات تبيح المحظورات.
الجواب عن هذا الدليل :
38
أجاب أصحاب القول الول عن هذه القاعدة بجوابين :
أ– أن أكثر العلماء على خلف هذه القاعدة ،ولهللذا جللاء فللي
شلللرح الفلللرائد :الكلللثر عللللى أن الحاجلللة ل تقلللوم مقلللام
الضرورة .
ب– أن هذه القاعدة ذكر لها العلماء قيودا ً وشروطا ً فليسللت
على إطلقها ،ومن هذه القيود :أل يللأتي نللص مللن الشللريعة
بالمنع ،فإذا جاء نص من الشريعة بالمنع فإن الحاجة ل تنزل
منزلة الضرورة ،وهنا جاء النص من الشريعة بمنع الربا.
ومن القيود أيضا ً أن هذه الحاجة إنما تكون في الشياء الللتي
ورد بها نص من الشريعة ،من جواز عقللد السلللم ،والجللارة،
وجواز تضبي الناء ولبس الحرير لدفع القمل والحكة.
–3قاعدة :ما ل يمكن التحللرز منلله فهللو عفللو ،ومثللل هللذه
الشياء المحرمة ل يمكن التحرز منها .
الجواب عن هذا الدليل :
قلالوا :إن الللذي ل يمكللن التحللرز منله ويكلون عفللوا ً هلو مللا
يترتب عليه حرج ومشقة ،وكون النسان ل يللدخل فللي مثللل
هذه الشللركات ل يللترتب عليلله حللرج ومشللقة ،فللالن أنللاس
دخلوا وأناس لم يدخلوا ،فالذين لم يدخلوا لللم يصللبهم حللرج
ومشقة ،وبإمكانهم أن يستثمروا أملوالهم فلي أشلياء أخلرى
مباحة .
القول الثالث :التفصيل؛ حيللث قسللموا الشللركات إلللى ثلثللة
أقسام :
أ– شركات أصل نشاطها محرم ،كأن تقوم علللى بيللع الخمللر
أو تصنيعه أو بيع الخنزير ...إلخ .
فهذه ل يجوز الدخول فيها ،ول تداول أسهمها بيعا ً ول شراًء.
ب– شركات أصل نشاطها مباح لكن تتعامل بالمحرم أحيانللا ً
وهي صغيرة ،فهذه أيضا ً ل يجوز الدخول فيها .
ج -شركات أصل نشاطها مباح لكن تتعامل بللالمحرم أحيان لًا،
وهي شركات كبيرة ،ذات خدمات عامة ضرورية للمجتمع قد
تعجز عنها الدول ،فهذه ل بأس بالدخول فيها .
39
التعليل :وجود المصلللحة الكللبيرة فللي قيللام هللذه الشللركات
التي تعنى بالخدمة العامة.
الجواب عن هذا التعليل :
أجاب المانعون عن هذا التعليل بجوابين :
–1أن المصلللحة لكللي تكللون معتللبرة لبللد أن تتللوفر فيهللا
شروط منها :أل تخالف النص فإذا كللان فيهللا مخالفللة للنللص
فإنها ل تجوز .
–2المنازعة فلي المصلللحة فقلد يقلال :إن المصلللحة تكلون
بعدم الشتراك لما يترتب على ذلك من مصللالح ،وهللي فتللح
البواب لشركات مباحللة مشللروعة ،وأيضلا ً إلللزام مثللل هللذه
الشركات بالمعاملت المباحة المشروعة ،حيللث إن أصللحاب
هؤلء الشللركات يهمهللم دخللول النللاس ومشللاركتهم ،فكللون
الناس يحجمون عن الدخول معهم هذا يدفعهم إلللى تحسللين
أوضاعهم.
==============
#قصة أصحاب السبت
د .ياسر برهامي
)(1
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمللد لللله وأشللهد أل إللله إل الللله وحللده ل شللريك للله وأن
محمدا ً صلى الله عليه وسلم عبده ورسوله.
أما بعد:
فهللذه القصللة العظيمللة الللتي وردت فللي عللدة مواضللع مللن
القرآن ،وجعلها اللله علز وجلل موعظلة للمتقيلن ،كملا قلال
تسب ْ ِ م ِفي ال ّ منك ُ ْ دوا ْ ِن اعْت َ َ ذي َم ال ّ ِ سبحانه وتعالى) :وَل ََقد ْ عَل ِ ْ
مت ُ ُ
ن ي َلد َي َْها
مللا ب َي ْل َكال ً ل ّ َ
ها ن َ َ جعَل َْنا َ
ن فَ َ سِئي َ خا ِ كوُنوا ْ قَِرد َةً َ م ُفَُقل َْنا ل َهُ ْ
ن( ]البقللرة ،65:ل ،[66فكللل مللن مت ِّقي َ ة ل ّل ْ ُ
عظ َ ً خل َْفَها وَ َ
مو ْ ِ ما َ وَ َ
اتقى الله عز وجل وعلم هذه القصة ،فهو ينتفع بهللا ويتعللظ،
ويعلم أهميتها في حياة المسلمين عموما ً وخصوصًا.
40
هذه القصة وإن وقعت لمة غير أمتنا فقد وقعت في جماعة
من بني إسرائيل وإن لم يكن زمنها هو زمننللا ،إل أننللا نتعلللم
من قصص القرآن دائما كملا ذكلر اللله علز وجلل أنله علبرة
عْبللَرةٌ ّل ُوِْلللي م ِ صللهِ ْص ِ ن ِفللي قَ َ لصللحاب العقللول )ل ََقللد ْ َ
كللا َ
َ
ب{ ]يوسف ،[111 :فل بد أن نتعلم ،ونستفيد ،ونطبللق الل َْبا ِ
هللذه القصللص علللي واقعنللا وعلللي حياتنللا ،وليللس فقللط أن
نجعلها مجرد حكاية للتسلية.
فالله عز وجل ليس بينه وبين خلقه نسب ،بمعنللي أكللان لن
من فعل مثلما فعل الولون استحق مثل جزائهم فمن اتقللي
الللله سللبحانه وتعللالي نللال جللزاء المتقيللن السللابقين ،ومللن
أعرض عن ذكر الله سبحانه وتعالي وترك ما أمره الللله عللز
وجل به أو كفر أو فسق أو ابتدع ،أو عصي الله عز وجل نال
جزاء السابقين له الفاعلين ذلك.
ولقللد كللان الصللحابة رضللي الللله عنهللم يسللتفيدون أعظللم
السللتفادة ملن قصلص القللرآن وخطللابه علن السلابقين ،ول
يمنعهم أن نزول اليات كان لقللوام غيرهللم مللن أن يحللذروا
الشر الذي ذموا به وأن يقتدوا بالخير الذي مدحوا.
فهذا أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنلله يتللورع
عن كثير من طيبات المآكل والمشارب ويتنللزه عنهللا ويقللول
إني أخاف أن أكون كالذين قال الله لهلم و وبخهلم وقرعهلم
َ
مت َعُْتم ب َِهللا{ سللت َ ْ م الللد ّن َْيا َوا ْ حَيللات ِك ُ ُم ِفللي َ م ط َي َّبللات ِك ُ ْ)أذ ْهَب ُْتلل ْ
]الحقاف [21:مع أن الية بل إشكال فللي الكفللار كمللا ينللص
ن ك ََفلُروا عَل َللى الن ّللاِر،(.. ذي َض ال ّل ِ م ي ُعْلَر ُ على ذلك أولهللا )وَي َلوْ َ
ولكن الفهم العميق للصحابة رضي الله عنهم دلهم علللى أن
الذم للكفار كان على أعمال وصللفات معينللة فمللن شلاركهم
في بعضها استحق بعض جزائهم وغن لم يكن كافرا ً مثلهم.
وهذا حذيفة رضي الله عنه يسأل عن قللول الللله عللز وجللل:
ن(كللافُِرو َ م ال ْ َ هلل ُ ه َفللأ ُوْل َئ ِ َ
ك ُ ل الّللل ُ مللا َأنللَز َكللم ب ِ َ ح ُ
م يَ ْ مللن ّللل ْ )و َ َ
]المائدة [44 :قالوا نزلت في بني إسرائيل؟ فقللال متهكمللا ً
على من يريد تخصيصها بسب نزولها" :نعم الخوة لكللم بنللو
41
إسرائيل أن تكون لكلم كلل حللوة ولهلم كلل ملرة" ،ملع أن
سياق اليات وسبب نزولها في شلأن اليهللوديين الللذين زنيللا،
وكذا قال الحسن رحمه الله" :نزلت في أهللل الكتللاب وهللي
لنا واجبة" ،وكذا النخعللي" :نزلللت فيهللم ورضلليها الللله لهللذه
المة" ،فهذه أسباب عظيمة مللن أبللواب الفهللم فللي القللرآن
تميز به السلف رضوان الله عليهم وحرملله الكللثيرون الللذين
قصروا أنفسهم على النتفاع بما خوطبت به المة السلللمية
مدحا ً أو ذما ً أمرا ً أو نهيا ً فغاب عنهم خير عظيم ل يقدره.
وقال الشيخ محمللد بللن عبللد الوهللاب فللي فللوائد قصللة ذات
أنواط في قول رسول الله صلى الله عليه وسلم لمللن قللال
له أجعل لنا ذات أنواط كما لهم ذات أنواط قللال صلللى الللله
عليه وسلم" :الله أكبر إنها السنن قلتم والللذي نفسللي بيللده
ة ما ل َهُ ْ
م آل َِهلل ٌ جَعل ل َّنا إ ِل ًَها ك َ َ كما قالت بنو إسرائيل لموسى) :ا ْ
ن( ]العللراف [138 :لتتبعللن سللنن مللن جهَُلو َ م قَوْ ٌ
م تَ ْ ل إ ِن ّك ُ ْ
َقا َ
كان قبلكم".
قال في فوائده أن ما ذم الله به اليهود والنصارى فهو لنا أي
نحن مخاطبون به ومن فعله منا كان مذموما ً مثلهم.
ذلك أن كثيرا ً من الناس قد يظن ما ذكره الله عن الماضيين
أنه ليس لنا ويقول :وما لنا ولهؤلء؟ وهذا باطل فإن أسلوب
الصحابة رضي الله عنهم في القرآن وتطبيقه لللم يكللن أبللدا ً
كذلك فإنهم كانوا يرون أن ما خوطب به السللابقون خطللاب
لنا كذلك ألم يتعلموا ذلك من رسللول الللله صلللى الللله عليلله
وسلم حين قال له بعض النللاس أجعللل لنللا ذات أنللواط كمللا
لهم ذات أنواط قال صلى الله عليه وسلللم" :الللله أكللبر إنهللا
السللنن قلتللم والللذي نفسللي بيللده كمللا قللالت بنللو إسللرائيل
ن( جهَل ُللو َم تَ ْم قَوْ ٌ ل إ ِن ّك ُ ْ ة َقا َ ما ل َهُ ْ
م آل ِهَ ٌ جَعل ل َّنا إ ِل ًَها ك َ َ لموسى )ا ْ
لتتبعن سنن من كان قبلكم حذو القذة بالقذة حتى لو دخلللوا
جحر ضب لدخلتموه قالوا :يا رسول الله اليهللود والنصللارى؟
فقال :فمن".
42
فإذا علمنا أن هذه المة فيها من يتبع سنن السللابقين علمنللا
أنه لبد أن نحذر من كل منكر قص الللله علينللا أن السللابقين
فعلوه لنه سيوجد مسخ في هذه المللة أمللة السلللم علمنللا
مدى الخطر الذي يتهدد من ل يفهللم القللرآن الفهللم السللوي
الصحيح يقول النبي صلى الله عليه وسلم "سيكون في آخللر
الزمان خسف وقذف ومسخ فإذا ظهرت المعازف والقينللات
واستحلت الخمور".
ويزداد المر خطورة في حق من يخشى عليهللم اتبللاع سللنن
بني إسرائيل وذلك يزداد في آخر الزمان وسوف يوجللد فللي
المة من يقلد بنللي إسللرائيل والنصللارى حللذو القللذة بالقللذة
شبرا ً بشبر وذراعا ً بذراع كمللا قللال رسللول الللله صلللى الللله
عليه وسلم.
فالحذر من مشابهة ما فعلتلله هللذه الفئة مللن عصللاة وغللواة
بني إسرائيل واجب وها نحن نرى كمللا سللنبين إن شللاء الللله
كيللف انتشللرت الحيللل فللي المللة السلللمية مضللاهاة لهللل
الكتاب خصوصا ً عند من يرى إن المسلللمين لللن يتقللدموا إل
بمشابهتهم ومتابعتهم والعياذ بالله.
فمن هنا كان لبد ان نطبق مللا نسللمعه مللن قصللص القللرآن
على واقعنا وحياتنا.
والمللر أن نعلللم طبيعللة المللة الللتي سللتظل المواجهللة بيننللا
وبينهللا قائمللة إلللى قللرب قيللام السللاعة ،فللإذا علمنللا حقيقللة
هؤلء ،وعلمنا صفاتهم التي بينها الله عز وجللل فللي القللرآن،
وفضحهم بها،لم يغرنا غللار أو مغللرور ،ويظللن أنلله يمكللن أن
تنطلللي علللي المسلللمين دعللاوى المحبللة والسلللم والللوئام
والصداقة بيللن المسلللمين وبيللن أعللداء السلللم مللن اليهللود
خصوصا" وممن شابههم من النصارى كذلك .
فالمسلللمون يعلمللون أن عللداوتهم مللع اليهللود ل تنتهللي إل
بقتالهم ،كما أخبر النبي صلي الللله عليلله و سلللم فقللال ":ل
تقللوم السللاعة حللتى يقتتللل المسلللمون واليهللود ،فيقتللل
المسلللمون اليهللود ،حللتى يختللبئ اليهللودي وراء الحجللر و
43
الشجر ،فينطق الله الحجر والشجر ،فيقول " :يا مسلم ،هذا
يهللودي ورائي ،فتعللال فللاقتله ،إل الغللر قللد فللإنه مللن شللجر
اليهود.
و النبي صلي الله عليه و سلم أخبر أن أكبر الفتللن و أعظللم
أمر ما بين أدم إلي قيام الساعة هو الدجال ،وهللو منسللوب
أيضا إلي اليهود .فقد قال صلي الله عليله و سللم" :مللا بيلن
أدم إلي قيام الساعة أمر أكبر من اللدجال" وثبلت أن النلبي
صلي الله عليه و سلم أخبر أن اللدجال يهلودي .وقلال عليلله
الصلة و السلم ":يتبع الللدجال مللن يهللود أصللبهان سللبعون
ألفا عليهم الطيالسة ".وهذا يدل علي أن الللدجال هللو ملللك
اليهود المنتظر الذي ينتظرونه لفرض سلطانهم علي العللالم
كللله فيمللا يظنللون ،وأن هلكهللم يكللون مللع هلكلله أو بعللده
مباشرة كما قال رسول الله صلي الله عليه وسلم" :يوشللك
ل ،وإماما مقسطا فيكسللر أن ينزل فيكم ابن مريم حكما ً عد ً
الصليب ،ويقتل الخنزير ويضع الجزية.
وأن عيسي عليه السلم يقتل المسيح الدجال بحربتلله وذلللك
بباب لد قرب بيت المقدس.
فالظاهر أن ملحمة قتل اليهود تكون بعد قتل الدجال ملكهم
علللي يللد عيسللي عليلله السلللم وقللد سللبقت ملحمللة قتللال
النصارى من الروم )الوربيين( قبل ظهور الللدجال بالشللام و
بعدها تفتح القسطنطينية فتحا ثانيا كما أتت بللذلك الحللاديث
الصحيحة .
فإذا علمنا صللفات هللؤلء القللوم حللذرنا علللي أنفسللنا منهللا ،
وكذلك علمنا خطرهم ،وعلمنا حقيقتهم ،فل يمكللن أبللدا أن
نصدق في يوم من اليلام ملن يللدعي صلداقتهم ،ومللن يريللد
موالتهم ،والدوران في فلكهم ،ونعلم بذلك أن مللن أحبهللم
وودهم وسا فللي فلكهللم ،وحسللب مخططللاتهم فللإنه منللافق
عدو للسلم وإن صلي وصام وزعم أنه مسلم.
44
هذه القصة الكريمة ذكرها الله سبحانه وتعللالي فللي مواضللع
كما ذكرنا ،وتكررت ،إل أن أكللثر المواضللع تفصلليل ً كللان فللي
سورة العراف ،وحول آياتها يكون موضوعنا إن شاء الله.
)(2
َ
ر
حل ِ ضلَرةَ ال ْب َ ْ حا ِ ت َ كان َ ْن ال َْقْري َةِ ال ِّتي َ م عَ ِْ سأل ْهُ ْ قال تعالي } :وا َ ْ
شلّرعا ً م ُ سلب ْت ِهِ ْ م َ م ي َلوْ َ حيت َللان ُهُ ْ م ِ ت إ ِذ ْ ت َلأِتيهِ ْ سب ْ ِ ن ِفي ال ّ دو َ إ ِذ ْ ي َعْ ُ
ْ
ن، سلُقو َ مللا ك َللاُنوا ي َْف ُ هم ب ِ َ ك ن َب ْل ُللو ُم ك َذ َل ِ َ ن ل َ ت َأِتيهِ ْ سب ُِتو َ م ل َ يَ ْ وَي َوْ َ
َ ُ
م مَعللذ ّب ُهُ ْ م أو ْ ُ مهْل ِك ُهُ ْ ه ُ ما الل ّ ُ ن قَوْ ً ظو َ م ت َعِ ُ م لِ َ من ْهُ ْ
ة ّ م ٌ تأ ّ وَإ ِذ َ َقال َ ْ
مللا ن ،فَل َ ّ م ي َت ُّقللو َ م وَل َعَل ّهُل ْ معْلذَِرةً إ ِل َللى َرب ّك ُل ْ دا قَللاُلوا ْ َ دي ً ش ِ ذاًبا َ عَ َ
َ َ
خلذ َْنا سللوِء وَأ َ ن ال ّ ن عَل ِ ن ي َن ْهَلوْ َ ذي َ جي ْن َللا ال ّل ِ ما ذ ُك ّلُروا ْ ب ِلهِ أن َ سوا ْ َ نَ ُ
ما عَت َوْا ْ عَللن ن ،فَل َ ّ سُقو َ كاُنوا ْ ي َْف ُ ما َ س بِ َ ٍ ب ب َِئي ٍ موا ْ ب ِعَ َ
ذا ن ظ َل َ ُ َ ذيال ّ ِ
َ
ك ن َرّبل َ ن ،وَإ ِذ ْ َتلأذ ّ َ سلِئي َ خا ِ كوُنلوا ْ ِقلَرد َةً َ م ُ ه قُل َْنلا ل َُهل ْ ما ن ُُهوا ْ عَن ْ ُ ّ
ن ب إِ ّ ذا ِ سوَء ال َْعلل َ م ُ مه ُ ْ سو ُ من ي َ ُ مة ِ َ م إ َِلى ي َوْم ِ ال ِْقَيا َ ن عَل َي ْهِ ْ ل َي َب ْعَث َ ّ
م{ ) (167 -163سلورة حي ٌ ه ل َغَُفوٌر ّر ِ ب وَإ ِن ّ ُ ريعُ ال ْعَِقا ِ س ِ ك لَ َ َرب ّ َ
العراف"? .
يأمر الله عز وجل نبيه صلي الله عليه وسلم أن يسللأل بنللي
إسرائيل عن هذه القرية ،وهذا سؤال توبيللخ فللي الحقيقللة ،
لن أولئك الذين عاصروا النبي صلي الله عليه وسلم شابهوا
هؤلء الذين جعلهم الله قردة خاسئين ،فلذلك أمر بالسللؤال
عن شي يكتمونه مما جرى لسللفهم وهلم شلابهوهم فيله ،
وساروا علي نهجهم .
لذا نجد أن خاتمة القصة ذكر الله عللز وجللل فيهللا أنلله يبعللث
عليهم إلي يوم القياملة ملن يسلومهم سلوء العلذاب ،فملن
المقصللودون بعللد هلك المقصللودون هللم مللن كللانوا علللي
شاكلتهم مللن بقيللة اليهللود ،فهللذا تأكللد علللي الرتبللاط بيللن
الماضي والحاضر كما ذكرنا .
فهذه القصة توبيخ لبني إسرائيل في عهللد النللبي صلللي الللله
عليه وسلم لنهم يفعلون مثللل مللا فعللل أولئك مللن التحايللل
علي أمر الله وعدم اللتزام بشرعه قوله تعللالي ?:واسللألهم
عن القرية التي كانت حاضرة البحر?
45
أي علي ساحل البحر ،ما اسم القريللة ؟ ومللا اسللم البحللر ؟
ومن كان رئيسها ؟ كل هذا لم يذكره القرآن ،مللع أن كللثيرا
من الناس يبحثون في ذلك أثر البحث وذلك لنهم لم يفقهوا
جيدا طريقة القرأن إذ ل فائدة من السللماء كللثيرا ول فللائدة
من الماكن كثيرا ،ول في أي الزمنة بالضبط ،ل يعود علينللا
كبير فائدة من هذا ،وربما ل فائدة علي الطلق .
فما العظة في أن نعرف :هل هذه القرية أيلللة أم مللدين أم
منتنا -كما يقولون -بين مدين و عينونة أو غير ذلك ؟ ولذا لم
يصح عن النبي صلي الله عليه وسلم تحديد شيء من ذلك ،
وإنما نقل ما نقل مللن ذلللك عللن أهللل الكتللاب ،المهللم أنهللا
كانت قرية علي ساحل بحر ،وكان عملهم صيد السمك .
والختصار في الكلم القرآني بليغ غاية البلغة ،فقللد أوضللح
كل المللور مللن غيللر إخلل علللي الطلق بللأي مللن المعللاني
المطلوبة .
قال سبحانه وتعالي?:إذ يعدون? أي :حين يعدون ،و المعني
و اسألهم عن القرية حين عدت في السبت ،ما كان شأنها ؟
ذلك أن الللله عللز وجللل حللرم علللي اليهللود العمللل فللي يللوم
السبت ،وقد كان هذا نوعا مللن الصللار والغلل الللتي كللانت
عليهم ،والتي جعلها الله بسبب اختلفهم ،فإن اليللوم الللذي
أمروا بتعظيمه -أصل -هو يوم الجمعة ،لنه أعظم اليام عند
الله سبحانه وتعالي فاختلفوا علي نبيهم ،ولللم يطيعللوه فللي
أول المر عندما بلغهم ،فصرفهم الللله عللن يللوم الجمعللة ،و
جعلهم يعظمون يوم السبت حرمانا لهم يللوم الجمعللة .قللال
تعالي ?:إنما جعل السبت علي الذين اختلفوا فيه ? .
وأخبر النبي صلي الللله عليلله وسلللم فقللال" :نحللن الخللرون
الولون يوم القيامة ،ونحن أول من يللدخل الجنللة ،بيللد أنهللم
أوتوا الكتاب من قبلنللا وأوتينللا مللن بعللدهم ،فللاختلفوا ،فهللذا
يومهم الذي اختلفوا فيه هللدانا الللله للله ،قللال:يللوم الجمعللة،
فاليوم لنا وغدا لليهود ،وبعللد غللد للنصللارى" ولفللظ البخللاري
"نحن الخرون السابقون يوم القيامة،بيد أنهم أوتللوا الكتللاب
46
من قبلنا ،ثم هذا يللومهم الللذي فللرض عليهللم فللاختلفوا فيلله
فهدانا الله له ،فالناس لنا فيه تبع ،اليهود غدا والنصارى بعللد
غد"
يقصد صلللي الللله عليلله وسلللم أن يللوم الجمعللة كللان اليللوم
المعظم ولكنهم صرفوا عنه وجعل الله عز وجل عليهللم مللن
الغلل الصار تحريم العمل يوم السبت ،فل يجوز أن يعملوا
يللوم السللبت،ولبللد أن يتفرغللوا للعبللادة ،ولنهللم قللوم لللم
يحافظوا علي العبادات اليومية ،فللأمروا أن يتفرغللوا تفرغللا"
تاما" بترك العمل يوم العبادة السبوعية.
والمسلمون أمروا بيسللير مللن ذلللك ،وهللو وقللت أداء صلللة
َ
ذا ُنللوِدي مُنللوا إ ِ َ
نآ َ ذي َالجمعة ،قال الله عز وجل َ } :يا أي َّها ال ّ ِ
وا إ ِل َللى ذِك ْلرِ الل ّلهِ وَذ َُروا ال ْب َي ْل َ
ع معَلةِ َفا ْ
س لع َ ْ ن ي َوْم ِ ال ْ ُ
ج ُ م ْصلةِ ِ ِلل ّ
ن { ? فأمرهم الللله أن يللتركوا مو َ م ت َعْل َ ُ ن ُ
كنت ُ ْ م إِ ْخي ٌْر ل َك ُ ْ ذ َل ِك ُ ْ
م َ
أشغالهم بمجرد سماع الذان الذي يبللدأ الخطيللب بعللده فللي
الخطبة ،ويذهبوا للصلة في المسجد "فاسعوا إلي ذكر الله
" وأمرهللم بعللد أن ينصللرفوا مللن الصلللة أن ينتشللروا فللي
الرض و يبتغوا من فضل الله وذلك أن أمللة السلللم -بحمللد
الللله تبللارك و تعللالي -أهللل اللللتزام منهللم يحللافظون علللي
عباداتهم اليومية ويؤدون الصلللوات الخمللس ،فلللم يحتللاجوا
إلي ما احتاج إليه بنو إسرائيل من تفللرغ كامللل طللول اليللوم
عن العمل للعبادة في ذلك اليللوم ،وإنمللا لجللل محللافظتهم
علي العبادة اليومية فإنهم أكرموا ولم يحللرم عليهللم العمللل
يوم الجمعة ،وإنما أمروا ساعة الصلللة فقللط بللترك العمللل
للنصراف للصلة .
وقد اخترع اليهللود قصللة قبيحللة مللن بللاطلهم لتعليللل تحريللم
العمل يوم السبت وهي :أن الله تعالي بعد ان خلللق العللالم
ابتداء من يوم الحد ،انتهي يوم الجمعة واستراح في اليللوم
السابع لنه تعب :فلوجب علللي العبلاد أن يسلتريحوا ،أيضلا
ويتركوا العمل ويتفرغوا للعبادة :
47
وهذا من عظيم جهلهم و عظيم ظلمهم ،فرد الللله عليهللم :
ولقد خلقنا السموات و الرض وما بينهما في ستة أيللام ومللا
مسنا من لغوب .فاصبر علي ما يقولون ..الية لغوب يعني
:العياء الشديد .
فاخترعوا هذا الباطل ،وهم دائما يحرفون و يخترعون وهللم
طيلة أيام السللبوع مشللغولون بالكسللب و المعللاش ،فلهللم
الويل مما يضعون ويخترعون .
كان عمل هذه القرية صلليد السللمك ،وبللدأ اعتللداؤهم بصلليد
السمك يوم السبت _ بشيء عجيب ،قال سبحانه وتعللالي :
ْ
نل سلب ُِتو َ شلّرعا ً وَي َلوْ َ
م ل يَ ْ م ُسلب ْت ِهِ ْ
م َ
م َيلوْ َ
حيت َللان ُهُ ْ " إ ِذ ْ ت َلأِتيهِ ْ
م ِ
م " في يوم السبت المحرم عليهللم العملل فيله يجلدون ْ
ت َأِتيهِ ْ
البحر مليئا بالسماك ،والحيتان هنللا معناهللا السللمك ،وهللي
كذلك في كلم العللرب ،كللل سللمكة تسللمي حوتللا ،فكللانت
السللماك تللأتيهم يللوم السللبت فللي البحللر شللارعه زعانفهللا
وخراطيمها في المياه ،تظهر نفسها ،والسماك -قطعللا -ل
تدرك أيام السبوع ،ولكن قدر الله هذا المر العجيللب ويللوم
ل يسبتون ل تأتيهم باقي أيام السبوع ل تأتيهم ،ل يكون في
البحر سمكة واحدة ،فسبحان الله .
)(3
الحرام قليل والحلل كثير
نلحظ من هنا أمرا من أصللول التشللريع وذلللك باسللتقراء مللا
شرعه الله لعباده ،نجد أن الحرام في الصللل هللو القليللل ،
وأن الحلل فلي الصلل هلو الكلثير ،فلالمحرم يلوم واحلد و
المباح ستة أيام في شريعتهم ،وكذلك أمرنا نحن ،فإن الله
_عز وجل _ إينما أمرنا نترك العمل في وقللت وجيللز فقللط ،
وانظر في سائر مللا حللرم الللله غلللي عبللاده نجللد هللذا المللر
أيضا ،تجد الحرام قلة والجلل كثرة قال الله عز وجل ،هللو
الذي خلق لكللم مللا فللي الرض جميعلا ..كللل ملا فلي الرض
حلل ،ماذا استثني الله عز وجل ؟
48
استثني الميتة و الدم و لحم الخنزير وما أهل لغير الللله بلله ،
يعني جميع بهائم النعام حلل إل أن الجنزير محرم ،كللل مللا
في الرض جلل إل الجمر .
وهذه المحرمات ،وما حرمه النللبي صللي اللله عليله وسللم
كالحمار الهلي وكل ذي نان من السباع وكل ذي مخلب من
الطير .
ونجد المحرمللات ،مللن النسللاء صللنفا معللدودا مللن القللارب
وأحل لكم ما وراء ذلكم .
وبالنسبة للمعاملت ،فالشركة و المضاربة و البيع و الشراء
و الجارة و المزارعللة و المسللاقاة و أنللواع المعللاملت كلهللا
مباحة ،وإنما حرم الله الربا و الميسر ،فتجد أن كللل أنللواع
النشللطة النسللانية الصللل فيهللا الحللل إل مللا حرملله الللله ،
فالصل فللي التشللريع أن الحلل أكللثر مللن الحللرام ليللس إل
دائرة ضيقة .
ومع ذلك نجد في واقع حياة الناس إن الحللرام ينتشللر جللدا ،
حللتي يكللاد يغلللب الحلل ،ول يكللاد النسللان يجللد الحلل إل
بشق النفس ،وهللذا هللو الللذي وقللع لبنللي إسللرائيل فالللذي
حدث لهم أن الحرام الذي هو ضيق أصل اتسللع جللدا ،اتسللع
بمعني أنهم وجدوا السمك يوم السبت فقط ،والحلل الللذي
هم واسع ستة أيام يباح فيهللا الصلليد ،ل تظهللر سللمك علللي
الطلق.
ومثاله ما يقع الناس فيلله اليللوم ،فمللع أن أنللواع المعللاملت
المباحة كثيرة جدا ،والربا والميسللر المحللرم تجللد الربللا مل
السهل والوادي ومل كل مكان ،فل تكاد توجللد معاملللة إل و
فيها شبهة الربللا ،أو ربللا صللريح أو ميسللر -و العيللاذ بللالله -
فلماذا يحدث ذلك ؟
تجد الحرام هو الذي يتسع والحلل يضيق ،حللتي فللي بعللض
الماكن في بعض الزمنللة يكللاد الحللرام يمل البللد كلهلا ،ول
يكاد يوجد رزق حلل صاف -والعياذ بالله من ذلك -
49
فلماذا يضيق الله علي الناس ما أحل لهم ويوسع عليهللم مللا
حرم عليهم؟ يذكر الله عللز وجللل الحكمللة فللي ذلللك ويبينهللا
فيقول :كذلك نبلوهم بما كانوا يفسللقون "فهللذا اختبللار مللن
الله عز وجل فالفسق يعني الخروج عن طاعة الله عز وجل
،هو الذي يؤدي إلي أن يحدث ذلك ،فيضلليق الحلل علينللا و
يتسع الحرام ،ول حول ول قوة إل بالله .
فالنسان ل بد أن يفهم أن هناك علقة وطيللدة بيللن الطاعللة
والمعصللية مللن جللانب ،وبيللن الللرزق والكسللب مللن جللانب
أخر ،فالرزق إذا كان واسعا وفتنة للنسان ومن حرام ،فهذا
يريد الله بله الهلك ) ،سنسلتدرجهم مللن حيللث ل يعلملون و
أملي لهم إن كيدي متين (.
فمن وسع الله عللز وجللل عليلله فللي رزق محللرم وسللهل للله
طريق الحرام ،فهو يمتحن حتى ينظر ما يفعل ،فإن اسللتمر
علي الحرام الذي يكتسبه زاده الله سعة ثم أهلكه عز وجللل
_قال تعالي ":فلما نسوا ما ذكروا به فتحنا عليهم أبواب كللل
شي حتى إذا فرحوا بما أوتوا أخذناهم بغتة فإذا هم مبلسون
".
بل المؤمن ينظر إلي ما هو أعمق مللن ذلللك ،فهللو يللري أن
هناك ارتباط بين طبيعة العمل وكثرة الشغل ؛ وبيللن الللرزق
الللذي يصلليبه النسللان فكمللا قللال النللبي صلللي الللله عليلله
وسلم ":قال الله عز وجل " يا ابن أدم ،تفللرغ لعبللادتي أمل
قلبك غني وأمل يدك رزقا ،يللا ابللن أدم ل تباعللد منللي ،أمل
يديك شغل"
فالعبد المؤمن ينظر إللي العلقلة بيلن اللرزق و بيلن العملل
الللذي يعمللله ،فالعمللل الصللالح ييسللر للنسللان رزقللا حلل
طيبا ،من غير أن يشغل حياته ووقته ،بل يجد بعد ذلللك وقتللا
متسعا كي يعبد الله عز وجل و يتعلم العلم ،ويقللرأ أقللرأن ،
ويجد أنواع الطاعات المختلفة .
أما الذي يتعلل بأنه ل يفعللل شلليئا مللن ذلللك لنلله مشللغول ،
لماذا ل يقرأ أقرأن ؟ لماذا ل يحفظ القرأن ؟ لمللاذا ل يتعلللم
50
العلم الشرعي ؟ لماذا ل يدعو إلي الللله ؟ لمللاذا ل يصللاحب
أهل الخير والتقوى و الصلح ؟ يقول :مشللغول ليللس عنللده
وقت .
فلو كان هذا الرزق حلل كله لكان من علمات بعده من الله
أن يكون مشغول عن ربه سبحانه و تعالي و عن طاعته كمللا
قال عز و جل "يا بن أدم ل تباعد مني أمل قلبك فقرا و أمل
يديك شغل "
وخصوصللا إذا كللان الللرزق ل يشللعره بالكفايللة ،يعنللي أنلله
مشغول علي الدوام ليل و نهللارا و مللع ذلللك ل يجللد أن ذلللك
الدجل يكفيه ،يريد أكثر ،كما قال النبي صلللي الللله عليلله و
سلم ) :لو كان لبن أدم و أديا من ذهب أحب أن يكون للله و
أديان و لو كان له و أديان لبتغي لهما ثالثا ،ولن يمل فاه إل
التراب ويتوب الله علي من تاب (.
فهذا حال الغني المط غللي الللذي ل يشللبع صللاحبه أبللدا مللن
الدنيا ،ينال منها ويظل يريد المزيللد -والعيللاذ بللالله -وكللذلك
الفقر المنسي ،علي الطللرف الخللر المملللوءة يللدا صللاحبه
بالشغل ول يجد الكفايللة لتباعلده عللن اللله ،لللو أنله اقللترب
بإرادته وهملله مللن الللله سللبجابه وتعللالي ليسللر الللله للله مللا
يكفيه ،دون أن ينشغل الشغل الكثير .
قال ":ابن آدم تفرغ لعبادتي " وهل يعني ذلك أن نجلس في
المسجد ونترك أعمالنا وأشغالنا ؟
ليس بالطبع هذا هو المقصود ،إنما التفللرغ معنللاه أن يكللون
الهم و الرادة هما واحدا ،ف )تفرغ لعبادتي ( معناه :اجعل
همك طاعة الله وعبوديته ،العبادة بمفهومها الشللامل الللذي
يشللمل العبللادات الظللاهرة و الباطنللة وكللل مظللاهر حيللاة
النسان "،قل إن صلتي ونسكي ومحياي وممللاتي لللله رب
العالمين .ل شريك له وذلك أمرت وأنا أول المسلمين " .
فالصلة والنسك )الذبح( والحياة والموت كل ذلك لله عللز و
جل فلبد إن نسير فللي كللل أمورنللا وفللق شللرع اللله وعلللي
سبيله وعلي صراطه المستقيم ،فمعني " :تفللرغ لعبللادتي "
51
إن يكون هم النسان مرضاة الله عز و جل و أن يطيللع الللله
عز و جل ،فيمكن أن يكلون فلي زواجله فلي عبلادة ،وفلي
عمله في عبادة ،وفللي سلليره فللي عبللادة ،وذلللك لن نيتلله
وإرادته انصرفت إلي تحقيق مرضاة الللله سللبحانه وتعللالي ،
وليس المقصود أن يترك أعمال الدنيا والتكسللب و الللرزق ،
ويجلس في المسجد ،ويقول :أتفرغ للعبادة ،ليس هذا هللو
المقصود ،ولكن تفرغ لعبادتي بمعني اجعل الهم هما واحللدا
واصدق في أنك تريد مرضللاة الللله فللإذا تعللارض شللىء مللن
الدنيا مع مرضاة الللله قللدمت مرضللاة الللله سللبحانه وتعللالي
قطعا ،ولم تقدم شيئا مللن الللدنيا علللي طاعللة الللله وطاعللة
رسوله صلي الله عليه وسلم.
فل يتصور مسلم يقول :إنه يلترك الصللة فلي وقتهلا أو فلي
الجماعة من أجل أنه مشغول بعمل ،فهذا نقللص بل شللك و
هذا ليس بالمسلم الكامل الذي يؤدى حق الللله عللز و جللل ،
فالذي يفرط في واجبات الشرع من أجل أنة مشغول بالدنيا
بعيد عن الله.
والشد بعدا المشلغول بشلغل حلرام -والعيلاذ بلالله -وعملل
حرام ،يأكللل الربللا ،أو يغللش النللاس ،أو تعامللل بالميسللر و
القمللار ،ويتكسللب المكاسللب المحرمللة أو يعمللل أي عمللل
يعين فيه علي معصية الله -سبحانه وتعالي -فهذا فللي خطللر
عظيم ،وهللذا هلو البعيللد … أبعللد النللاس علن اللله سلبحانه
وتعالي.
نعود إلي قصتنا فنقول :كان هذا البتلء من عز وجللل لهللذه
القرية لعلهم يتوبون،كللان لبللد لهللم أن يفكللروا لمللاذا ضللاق
الرزق ،لماذا وجدنا الفقر ،لبد أن هنللاك سللبب ،كللان لبللد
أن ينظللروا هللذه النظللرة ويفكللروا هللذا التفكيللر ،وهللو أن
الفسق هو السبب ،كما قال سبحانه وتعالي ":ومللا أصللابكم
من مصيبة فما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير "
وليللس المطلللوب أن يكللون النسللان ذا مللال كللثير ،فحاجللة
النسان تحصل بالكفاية ،أي أن يجد ما يكفيه كما دعا النللبي
52
صلي الله عليه وسلم "اللهللم اجعللل رزق آل محمللد قوتللا "،
القللوت هللو الللذي يكفللي ،دون أن يحتللاج لحللد ،فهللذا هللو
المطلوب ،وهذا مع طاعة الله هو أمثل الحوال وهو أفضللل
ما يكون مع أن النفس النسانية بطبيعتهللا الجاهلللة الظالمللة
تريد الزيادة علي الكفاية ،وتريللد أكللثر وأكللثر ،ولكللن النللبي
صلي الله عليه وسلم بين أن أفضللل الللرزق هللو مللا اختللاره
لنفسه ولهله وهو القوت الللذي ل يكللون أنقللص ممللا تحتللاج
فيضرك ذلك ،بأن تضطر إلي سللؤال النللاس ،ول زائدا عللن
الحاجللة فيشللغلك فلللذلك نقللول أن الللرزق عنللدما يضلليق
بالنسللان إلللي درجللة الفقللر المنسللي أو يتسللع إلللي الغنللي
المطغي فلبد أن ينظر إلي أنه مقصر في طاعة الله.
فالفسق والمعاصي هي آلتي تجلللب المصللائب والبلء ،كمللا
قال سبحانه وتعالي لخير الناس بعد النبياء" :أو لما أصابتكم
مصيبة قد أصبتم مثليها قلتم أنللي هللذا "..قللل هللو مللن عنللد
أنفسكم إن الله علي كل شي قللدير " فكللل مللا يصلليبنا مللن
مصائب فيما كسبت أيدينا ،فإذا وجدنا المر قد ضاق ،فلبللد
أن ننظر في أفعالنا فنتوب إلي الللله عللز وجللل ليتسللع مللرة
أخري.
كللان علج هللذه القريللة أن يتوبللوا إلللي الللله عللز وجللل مللن
المعاصي والفسق الذي ارتكبللوه ،فيعللود المللر كمللا كللان ،
يتسع الحلل ويضيق الحرام ،تأتي السللماك كمللا تللأتي لكللل
الناس في كل أيام السبوع .
كيف بدأ تصرف بني إسرائيل ،لللم يفهمللوا معنللي المتحللان
ومعني البتلء ،فالله ضيق عليهم ليرجعللوا إلللي الهللدي فلللو
يستجيبوا ،إنما شرعوا يتحايلون علي شرع الله ،لللم يعلمللوا
أن السمك إنما يتحرك بأمر من الللله عللز وجللل ،بللل غفلللوا
عن ذلك ،فكأن السمك يعرف اليام فيحتال عليهم ،فقللالوا
نحن نحتال عليه.
فبدأ أحدهم ينصب شبكة يوم الجمعة ،أي يجئ قبل السلبت
،فيقع السمك في الشبك يوم السللبت ،وياخللذها هللو الحللد
53
،فوجد بعض النللاس رائحللة السللمك يشللوى فيمللا يللذكرون ،
فتتبعوا الرائحة حتي وجدوها في بيت واحللد منهللم ،فجعلللوا
يسألون كيف أتي بالسمك وهم يشتاقون له جدا فقللد مللرت
عليهللم أيللام ،أو أسللابيع ،وربمللا شللهور -والللله أعلللم -وهللم
يشتاقون للسللمك ،فلأخبرهم بمللا صللنع ،فأخللذوا يتللدافعون
علي فعل ما ويقولون "لم نصللطد يللوم السللبت ،لللم نعمللل
يوم السبت "وكذبوا ،فمتي حصل الصلليد فللي الحقيقللة ؟ …
يوم السبت.
)(4
التحايل على شرع الله
والتحايل علي شرع الله صللفة مللن صللفات اليهللود ،ولكنهللا
ورثت فيمن أشبههم ممن ينتسللب إلللي السلللم وكمللا حللذر
النبي صلللى الللله عليلله وسلللم مللن ذلللك فقللال" :ل تشللبهوا
باليهود فتستحلوا الله بأدنى الحيل".
فاستحلل محارم الله بأدنى الحيل والتحايل على شرع الللله
سمة يهودية والعياذ بالله ،وهناك من يفعلها من المسلللمين،
ل،كمن يسمي الربا بغير اسمه ليضل النللاس ،كالسللتثمار مث ً
أو يسميه بالفائدة ،أو عائدا ً أو نحو ذلللك ،وهللو فللي الحقيقللة
ربا.
ومن يتعامل مع الناس بالقراض والزيادة عليه أو بللالقراض
الذي تشترط فيه شروط معينة كللبيع أو إجللارة أو عقللد آخللر
كما يصنع كثيرا ً من الناس ،يقرضهم قرضا ً للصرف علللى مللا
يحتاجون من أرض وغيرها بشرط أن يبيعوا له إنتاج أرضهم،
وهذا للسف كثير.
أو مثل كثيرا ً من الناس الذين يتعاملون بأنواع مللن القللروض
بفائدة مللن البنللوك أو صللناديق السللتثمار أو رجللال العمللال
وغيرها ،كل ذلك من الربا المحرم ،وإن سللمي بغيللر اسللمه،
حتى ولو تبرع بفتوى باطلة بعض من ينتسب إلى أهل العلم،
وهو ليس منهم وإن كان عند الناس يشار إليه بالبنللان ،فللإن
من احل مللا أجمللع العلمللاء علللى تحريملله ،وإن كللان متللأول ً
54
ويزعم إنلله مجتهللد ،فهللو مبطللل ،لللن الجتهللاد ل يكللون فللي
خلف الجماع.
ومن الحيل المنتشرة نكاح التحليل ،الذي يطلق امرأته ثلثللا ً
ثم يتفق مع رجل يحلهللا للله ،يسللمى فللي الشللرع السلللمي
التيس المستعار ،كما قال صلى الله عليه وسلم" :لعن الللله
المحلل والمحلل له" ،وذلك بأن يتفق مللع رجللل بللأن يللتزوج
امرأته ويطؤها أو ل يطؤها ،ثللم يطلقهللا بعللد يللوم أو يللومين،
يزعم بذلك أنه يحله للول ،فهذا من التحايل على شرع الله،
بل ذلك يبطل العقد الثاني ،ول يحلها للزوج الول.
وهناك أنواع من الحيل في البيوع ،مثل بيع العينللة وهللو نللوع
من الربا لكن بحيلة على الربا ،وذلك بأنه يقول لمن يريد أن
يقللترض ملله مللائة مثل ً والرجللل لللن يقرضلله مللائة إل بمللائة
وعشرون ،فيقول :اشترِ مني هذه السلعة بمائة ،وهو يعللرف
ما سوف يتم ،فيشتريها بمائة ويقبضللها إيللاه ،ثللم يقللول :أنللا
أشتريها منك بالتقسيط بمائة وعشرون ،فرجعت له سلللعته،
وأصبح مدينا ً بمائة وعشرون ،وهو قبض مائة فصارت المللائة
مائة وعشرون ،ودخلت بينهما السلعة.
وقريب جدا ً من هللذا مسللألة التللورق وصللورته لللو أن رجل ً ل
يجد من يقرضه فيشتري سلعة من السوق بالتقسيط بسللعر
مائة وعشرون ،وهو يعلم أنهللا تسلاوي ملائة ،فيبيعهلا بمللائة،
وهذا التورق بيع عينة من ثلثة أطراف ).(1
فالتعامل بالتقسيط بدون ضوابط شللرعية يوقللع النللاس فللي
الربا كثيرا ً والعياذ بالله بنوع من التحايللل ،فالتقسلليط نفسلله
جائز ولكن بضوابطه الشرعية.
فما يتم في المعارض مثل ً من أنهم يأتون بسلع ل يملكونهللا،
ول يشترونها ،ولكن يقولون :نحللن نحضللر لللك السلللعة الللتي
تريدها ،وسندفع لك الثمن ،وسللدد لنللا أنللت بعللد ذلللك ،فهللذا
الوسيط الذي ل يمتلللك السلللعة ،ولكللن يبيعهللا قبللل تملكهللا
وقبضها ،والواجب أن يستلم السلللعة وتقللع فللي ضللمانه ،ثللم
يبيعها بعد ذلك ،وله الحق في أن يربللح ،لن الرسللول صلللى
55
الله عليه وسلم نهى عن ربح ما لم يضمن ،فأما أن يقول له
اشتري ما تريد ،وأنا أسدده لك وأنللت تسللدد لللي بعللد ذلللك،
فهذا هو القرض الذي جر نفعا ً بل شك وطالمللا أنلله لللم يحللز
السلعة ولم يمتلكها في يده ،ويقبضها ل يجوز أن يربح فيها.
وهذا نوع من التحايل علللى مللا حللرم الللله عللز وجللل ،لللذلك
نقول :الحذر واجب من التحايل على الشللرع ،خصوص لا ً فللي
باب الربا ،فإنه من أخطر البواب التي يقللع فيهللا كللثيرا ً مللن
الناس من التحايل على شرع الله كما فعل اليهود فللي هللذه
القصة.
بدأ المر كما ذكرنا بأنهم صاروا يعتللادون فللي السللبت بهللذه
الطريقة ،وهو أنهم ينصبون الشباك يللوم الجمعللة ،ويأخللذون
السمك يوم الحد ،وقيل إنهم حفروا حفرا ً يقع فيهللا السللمك
عندما يمد البحر ،ثم إذا جاء الجذر عجز السمك عن الخروج
من الحفللر ،فيتنللاولنه يللوم الحللد فللالله أعلللم ،لكنهللم كللانوا
يتحايلون بطريقة معينة على عدم الصيد يوم السبت.
)(5
المر بالمعروف والنهي عن المنكر وفوائد الدعوة إلى الله:
هنا انقسم المجتمع في هذه القرية إلى ثلثة أقسام:
-1قوم معتدين يفعلون هذه الحيلة المحرمة.
-2قوم آخرون رفضوا ذلك ،وأبوا ،وهم قللوم صللالحون نهللوا
المسلليئين عللن ذلللك ،ودعللوا إلللى الللله عللز وجللل وشللرعوا
ينهونهم عن العتداء في السبت.
-3أمللة ثالثللة سللكتت عللن الللدعوة ،وليللس هللذا فقللط ،بللل
ُ
م م ل ِل َ
من ْهُ ل ْ
ة ّمل ٌتأ ّ شرعت تيئس الدعاة ،قال تعالى) :وَإ ِذ َ َقال َ ْ
دا قَللاُلوا ْ ظون قَومللا الل ّله مهل ِك ُهل َ
دي ً شل ِذاًبا َم عَل َ معَلذ ّب ُهُ ْ
م أوْ ُ ُ ُ ْ ُ ْ ت َعِ ُ َ ْ ً
ن( ]العللراف ،[164:فهللذه م وَل َعَل ّهُ ل ْ
م ي َت ُّقللو َ معْذَِرةً إ ِل َللى َرب ّك ُل ْ
َ
الطائفللة قللالت للللدعاة إلللى الللله نحللو مللا نسللمع اليللوم "ل
فللائدة"" ،ل تتعبللوا أنفسللكم"" ،هللل أنتللم الللذين تصلللحون
الكون"" ،الفساد مستمر"" ،ولن تأتي الدعوة ثمرتهللا"" ،بللل
لبد أن يهلك هؤلء على ضللهم".
56
وهذا الصنف نوع من الناس ل يريد المشلاركة اليجابيلة فلي
تغيير الشر والفسللاد ،فهللو يعلللم الخيللر مللن الشللر ،ويشللعر
بالتأنيب من نفسه اللوامة لنلله مقصللر ،ويللود لللو أن النللاس
كلهم مقصرون ،ولذلك يقول لغيره دع عنللك إتعللاب نفسللك،
ودع عنك ما تبللذل مللن دعللوة ،وأمللر بللالمعروف ونهللى عللن
المنكر ،فإنه ل فائدة!!.
وهذا منه تبرير لموقفه السلبي في ثوب نصيحة ،ول شك أن
هذا جهل كبير منهللم بفلوائد اللدعوة إللى اللله تعلالى ،عللى
الداعي نفسه ،وعلى المجتمع بصفة عامة.
وإن كان الللدعاة إلللى الللله أفهللم لللوظيفتهم وواجبهللم الللذي
افترض على المة من هللؤلء الللذين يثبطللون الللدعاة دائم لًا،
ذلللك لن الللدعاة يعلمللون أن الللدعوة إلللى الللله لهللا هللدفين
أساسيين ،ول تخلوا من فائدة طالما وجد هذان الهدفان.
الهدف الول وهو الثر العام للدعوة:
إبلغ الحق للناس أعذارا ً إلى الله عز وجللل ،فللإنه يكللون لنللا
عذر بين يدي الله سبحانه ،إذا كان المنكر يفعل فقلنا للناس
إنه منكر ،وبلغناهم شرع الله عز وجل ،وهذا الهللدف يحصللل
بمجللرد فعللل الللدعوة ،وبمجللرد إبلغ الحللق للنللاس سللواء
اسللتجابوا أم لللم يسللتجيبوا ،الللتزموا أو لللم يلللتزموا ،قبلللوا
الدعوة أو لم يقبلوها ،فذلك حاصل بدون النظر إلى النتيجة،
وهذا يثاب عليه العبد بين يدي الللله فللي الخللرة ويثللاب فللي
الدنيا بمنع نزول العقاب العام ومنع تعذيب الجميع ،وذلك أن
تعذيب الجميع ونزول الفتن التي ل تخص الظلمة فقط ،إنمللا
يقع عندما يظهر المنكر ول يغيره أحد ،كما قال رسللول الللله
صلى الله عليه وسلم" :إذا رأى الناس المنكر فلللم يغيللروه،
أوشك الله أن يعمهللم بعقللاب" ،فالعللذار هنللا معنللاه إظهللار
كراهيتنا للمنكر ،وعذرنا بين يدي الله أننا بلغنا الحق.
والحللق أنلله عنللد التأمللل فللي الدلللة المتعلقللة بشللأن وجللود
الطائفة المؤمنة في مجتمع تظهر فيلله المنكللرات يمكننللا أن
نلحظ أن هناك عدة مراتب وأحوال:
57
المرتبة الولى:
أن تكون الدعوة ظاهرة وشعر السلللم ظللاهرا ً فللي مجتمللع
من المجتمعات وتكللون كلمللة الحللق معلومللة ،فعنللد ذلللك ل
يعذب الله الجميع ،بلل إذا نللزل عللذاب نجللى اللله الملؤمنين
َ
ته ل ِي َُعللذ ّب َُهم وَأنلل َكان لل ّ ُ
ما َ الدعاة ،كما قال الله عز وجل( :وَ َ
ن)]النفللال،[33: سلت َغِْفُرو َم يَ ْم وَهُل ْ معَلذ ّب َهُ ْه ُ ن الل ّ ُ ما َ
كا َ م وَ َ
ِفيهِ ْ
أي :وفيهم من يستغفر ،ولو أن النبي صلى الله عليه وسلللم
خرج من عندهم لنللزل فيهللم العللذاب ،وذلللك يللدلنا علللى أن
وجود النبي صلى الله عليلله وسلللم كللان أمان لا ً لمتلله وهكللذا
ظهور الللدعوة إلللى الللله عللز وجللل ،أمللام لكللل مجتمللع مللن
المجتمعات من العقاب العام ،فإذا ضاعت الدعوة ،فإن ذلك
يؤذن بعذاب الجميع.
فإذا كانت لديهم قوة على التغيير باليد لم يكن الوعظ كافيًا،
بل لبد من إزالة المنكر ،كما قللال صلللى الللله عليلله وسلللم:
"مللن رأى منكللم منكللرا ً فليغيللره بيللده ،فللإن لللم يسللتطع
فبلسانه ،فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف اليمان" ،لكللن
إذا ترتب على التغيير باليد مفاسد معتبرة أو إيذاء معتللبر للله
أو لهله أو لعموم المسلمين لم يكن له ذلك).(2
المرتبة الثاني:
أن يكون هناك من هو صالح في نفسه وعللاجز عللن أن يبلللغ
كلمة الحق للناس ،لن الناس يمنعونه ويكرهونه على تركها،
فهؤلء قد يقع العذاب عليهم جميع لًا ،ويبعثللون علللى نيللاتهم،
وقد يدفع الله العذاب عن الناس بهم ،فهو سبحانه يفعل هذا
وذاك ،ولكنه سبحانه وتعالى ل يعذب أمة بأسرها مللع ظهللور
المر بالمعروف والنهي عن المنكر ،لن العللذاب يحللدث مللع
عدم الستجابة لمر الله عز وجل لكن إذا وجللد مللن يسللكت
لعجزه ،مستضعف ساكت عن الحق ل يستطيع أن يقوله ول
جللا ٌ
ل أن يعلنه فهذا قد ورد فيلله قللول الللله تعللالى ) :وَل َلوَْل رِ َ
كم صلليب َ ُ
م فَت ُ ِؤوهُ ْم َأن ت َط َل ُ مللوهُ ْ م ت َعْل َ ُت لّ ْ مَنا ٌمؤ ْ ِساء ّ ن وَن ِ َ مؤ ْ ِ
مُنو َ ّ
58
شللاء ل َل ْ
و مللن ي َ َ مت ِلهِ َ
ح َه فِللي َر ْ ل الل ّ ُ خ َعل ْم ٍ ل ِي ُد ْ ِ
معَّرةٌ ب ِغَي ْرِ ِ من ُْهم ّ ّ
َ
ما( ]الفتح.[33: م عَ َ
ذاًبا أِلي ً ن ك ََفُروا ِ
من ْهُ ْ ذي َ ت ََزي ُّلوا ل َعَذ ّب َْنا ال ّ ِ
فالله دفع عن أهل مكة العذاب الليللم علللى الجميللع لوجللود
طائفة مستضعفة ،وإن لم تكن تدعو إلى الحق وتظهره مللن
أجل عجزها.
وورد في مثل هؤلء أيضا ً قوله صلى الله عليه وسلم" :يغزو
جيش الكعبة ،فللإذا كلانوا ببيلداء مللن الرض يخسلف بلأولهم
وأخرهم" ،وقالت عائشة رضي الله عنها قلت يا رسول الله:
يخسف بأولهم وأخرهم وفيهم أسللواقهم ومللن ليللس منهللم؟
قال صلى الله عليلله وسلللم " :يخسللف بللأولهم وأخرهللم ثللم
يبعثون على نياتهم".
وفي رواية أخرى قالت أم سلللمة :إن الطريللق تجمللع فيهللم
المجبللور والمستبصللر وابللن السللبيل ،قللال صلللى الللله عليلله
وسلم " :يهلكون مهلكا ً واحدًا ،ثم يصدرون مصادر شتى".
ومن عجز عن الدعوة يكللون معللذورًا ،وإن احتمللل أن ينللزل
العللذاب العللام بللدرجات متفاوتللة ،ليللس شللرطا ً أن يكللون
ل ،بل قد يكون أنواعا ً من المحن العامة ،لو قلنا مثل ً مستأص ً
المجاعات ،سوء الحال ،الفقر الشديد ،المللراض المنتشللرة،
الزلزل ،العاصير ،وهذه يمكن أن تصلليب الصللالح والطالللح،
وهذا نوعا ً من العذاب الللذي يصلليب الجميللع إذا كللانت هنللاك
طائفة مستضعفة ل تستطيع ان تؤدي دورها في الدعوة إلى
الله والمر بللالمعروف والنهللي عللن المنكللر ،بحيللث ل تظهللر
شعائر السلم.
فربما عذب البعض من البرياء ويكون ثواب لا ً لهللم عنللد الللله،
ويكون نزول العللذاب العللام تكفيللرا ً لسلليئاتهم ويبعثللون يللوم
ة لّ القيامة على نياتهم ،ومن هذا قللوله تعللالىَ( :وات ُّقللوا ْ فِت ْن َل ً
ة) ]النفال.[25: ص ًخآ ّ م َ منك ُ ْ موا ْ ِ ن ظ َل َ ُ ذي َ ن ال ّ ِصيب َ ّتُ ِ
قال ابن كثير رحمه الللله عللن ابللن عبللاس فللي تفسللير هللذه
الية" :أمر الللله المللؤمنين أل يقللروا المنكللر بيللن ظهرانيهللم
فيعمهم اللله بالعلذاب" ،وهلذا تفسلير حسلن جلدًا ،ثلم ذكلر
59
جملة من الحاديث في وجوب المر بالمعروف والنهللي عللن
المنكر ،منهللا حللديث أم سلللمة زوج النللبي صلللى الللله عليلله
وسلم قالت :سللمعت رسللول الللله صلللى الللله عليلله وسلللم
يقول" :إذا ظهرت المعاصي في أمتي عمهم الله بعذاب من
عنده" ،فقلت :يا رسول الله أما فيهم أناس صالحون؟ قللال:
"بلى" ،قلت :فكيف يصنع أولئك؟ فقال" :يصيبهم مللا أصللاب
الناس ثم يصيرون إلى مغفرة من الله ورضوان" ،وله شاهد
من حديث ابن ماجه من حديث عائشة.
ويؤيد هذا حديث زينب بنت جحش زوج النبي صلى الله عليه
وسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم استيقظ من نومه وهو
يقول" :ل إله إل الله ويل للعللرب مللن شللر قللد اقللترب فتللح
اليللوم مللن ردم يللأجوج ومللأجوج مثللل هللذه )وعقللد سللفيان
الراوي بيده عشللرة أي حلللق حلقللة( قلللت :يللا رسللول الللله
أنهلك وفينللا الصللالحون قللال" :نعللم إذا كللثر الخبللث" متفللق
عليه.
وهذا الحديث يوضح الحالة التي نزل بها العللذاب العللام ،مللع
وجود الصالحين وهو كثرة الخبث.
وهللو الفسللق والفجللور وقيللل الزنللا خاصللة ،قللال النللووي:
والظاهر أنه المعاصي مطلقًا .ويلحظ أنلله ل يكللون النسللان
صالحا ً إل وهو يؤدي الواجب عليه ،ولو كان قادرا ً على المللر
بالمعروف والنهي عن المنكر بدرجة من الدرجات ولللم يقللم
به لم يكن صالحًا.
المرتبة الثالثة:
أن يوجد من يقدرون علللى الللدعوة والتغييللر فل يفعلللون ،أو
الوعظ فيسللكتون ول ينتقلللون عللن مكللان المنكللر فيكونللون
لمستحقون للعذاب لتقصلليرهم كمللا قللال تعللالى( :وَقَلد ْ ن َلّز َ
ذا سمعتم آيات الل ّه يك ََفر بها ويستهزأ ُ َ
ِ ُ ُ َِ َُ ْ َْ َ ن إِ َ َ ِ ْ ُ ْ َ ِ بأ ْ م ِفي ال ْك َِتا ِ عَل َي ْك ُ ْ
ذا م إِ ًث غَي ْلرِهِ إ ِن ّك ُل ْدي ٍح ِضوا ِفي َ خو ُ حّتى ي َ ُ م َ معَهُ ْ دوا ْ َب َِها فَل َ ت َْقعُ ُ
م جهَّنلل َن ِفللي َ ري َ ن َوال ْ َ
كللافِ ِ مع ُ ا ل ْ ُ
مَنللافِِقي َ جللا ِ ه َ ن الّللل َ م إِ ّ مث ْل ُُهلل ْ ّ
ميًعا) ]النساء.[164: ج ِ َ
60
فمن سمع آيات الله يكفر بها ويستهزئ بها ،وهو قللادر علللى
أن يغير ولم يغير ،ولم ينتقل ،فهو آثم بسللكوته وبلله يبللدأ إذا
نزل العذاب العام ،كما في بعللض الثللار ،أن قريللة أمللر الللله
بهلكهللا ،فتقللول الملئكللة" :يللا رب إن فيهللم عبللدك فلن
ي قللط" ،أي لللم فيقول :فبه فابدؤوا فإنه لللم يتمعللر وجلله فل ّ
يتغير وجه عند رؤية المنكللر ،ولللذلك مللن كللان يجلللس علللى
مائدة تدار عليها الخمر ملعون مثل من يشربها والعياذ بللالله
ذلك أنه مشارك لهم وهم يشربون.
وروى المام أحمد عللن حذيفللة ابللن اليمللان أن رسللول الللله
صلى اللله عليله وسللم قلال" :واللذي نفسلي بيلده لتلأمرن
بالمعروف ولتنهللون عللن المنكللر أو ليوشللكن الللله أن يبعللث
عليكم عقابا ً من عنده ثم لتللدعنه فل يسللتجاب لكللم" ،وفللي
رواية له قال" :أو ليبعثللن الللله عليكللم قوملا ً ثللم تللدعونه فل
يستجيب لكم".
وروى البخاري عن النعمان بن بشير رضي الله عنه مرفوعًا:
"مثل القائم على حدود الله والواقللع فيله كمثللل قلوم ركبللوا
سللفينة فأصللاب بعضللهم أسللفلها وأوعرهللا وشللرها وأصللاب
بعضهم أعلها فكان الذين في أسفلها إذا استقوا الماء مللروا
على من فوقهم فآذوهم فقالوا لو خرقنللا فللي نصلليبنا خرق لا ً
فاستقينا منه ولم نؤذ من فوقنا فإن تركوهم وأمرهم هلكللوا
جميعا ً وإن اخذوا على أيللديهم نجللوا جميعلًا" ورواه الترمللذي
في الفتن.
وهللذه الحللاديث تختلللف عللن الحللاديث الللتي ذكرناهللا فللي
المرتبللة الثانيللة وذلللك أن السللاكتين عنللا مقصللرون آثمللون
مستحقون للعقاب في الدنيا والخرة.
لنهم غير صالحين لعدم قيامهم بالواجب ،كما قال سعيد بن
المسيب في قوله تعالى( :يا أ َيها ال ّذين آمنوا ْ عَل َيك ُ َ
مسك ُ ْ
م أنُف َ
ْ ْ ِ َ َ ُ َ َّ
م) ]المللائدة .[105:قللال" :إذا ذا اهْت َلد َي ْت ُ ْ ضل ّ
ل إِ َ من َكم ّضّر ُ
ل َ يَ ُ
أمرت بالمعروف ونهيت عن المنكر فل يضلرك ملن ضلل إذا
61
اهتديت" رواه ابن جرير عنه ،وروى عن حذيفللة وغيللر واحللد
من السلف مثل ذلك.
ومن هنا يظهر لنا أهمية الدعوة إلى الله في تحقيق الهللدف
الول وهو العذار إلى الله وثمرته منع العقاب العام والفتنللة
الشاملة وهذا الهدف يتم تحقيقه إذا بلغ الحق للناس وظهللر
مللن حلقّ ِ ل ال ْ َشعار الدين بين النللاس كمللا قللال تعللالى( :وَقُل ِ
شاء فَل ْي َك ُْفْر) ]الكهف.[29: من َ من وَ َ شاء فَل ْي ُؤْ ِمن َ ّرب ّك ُ ْ
م فَ َ
ومللن اجللل تحصلليل هللذه الغايللة تجللوز أو تسللتحب أو تجللب
القامة بيللن ظهرانللي الكفللار والظلمللة والفسللقة كمللا أقللام
الرسل صلوات الله وسلمه عليهم أجمعيللن فللي ديللار الكفللر
ووسط الكفار للقيام بواجب البلغ ،وبقى رسول الله صلللى
الله عليه وسلم ثلثة عشللر عاملا ً فللي مكللة والصللنام حللول
الكعبة يراها صللباحا ً ومسللاءا ً فللي بيللت الللله الحللرام صللابرا ً
محتسبا ً لكي يبلغ الحق لجميع الناس.
والمة مكلفة بالقيام بهذا الواجب واجب البلغ بالنيابللة عللن
رسول الله صلى الله عليه وسلم كما قال" :بلغوا عنللي ولللو
آية" ،وقال" :فليبلغ الشاهد منكم الغائب".
الهدف الثاني الثر العاجل:
من أهداف الدعوة احتمال استجابة البعض ،قالوا:
ن( .
م ي َت ُّقو َم ( ،ثانيًا ) :وَل َعَل ّهُ ْ
معْذَِرةً إ َِلى َرب ّك ُ ْلَ ) :قاُلوا ْ َ
أو ً
جزمللوا بالمعللذرة ،وتمنعللوا أو رجللوا التقللوى ،النتيجللة الللتي
نتمناها ونرجوها هي التقوى ،وجزموا بالمعللذرة ،لللم يقولللوا:
لعله معذرة وليتقوا ،بللل قللالوا :معللذرة أي نللدعوا إلللى الللله
معذرة ،لعلهم يتقون ،وذلك أن نتيجة الدعوة إلى الله ليست
بيد الداعي ،فهل يجزم أحد بأن المللدعو سللوف يسللتجيب أو
يهتدي؟ ،ل يعلم ذلك إل الله ،فهؤلء الللدعاة رجللوا أن يهللدي
الله طائفة منهم لعلهم يتقون مع تكرار الوعظ.
فالداعي إلى الله عز وجللل مللن شللفقته وحبلله للخيللر يحللب
ل ،ول يريللد بللدعوته أن يعللذبوا أو يهلكللوا، للنللاس الهدايللة أو ً
ب الصحابة على ذلللك فالرسول صلى الله عليه وسلم لم ير ّ
62
قط ،بل يقللول لعلللي رضللي الللله عنلله وقللد أخللبره أن خيللبر
ستفتح على يديه وخيبر من أغنى حصون اليهود الذين معهللم
من الموال ما معهم ...يقول" :انفذ على رسلك حللتى تنللزل
بساحتهم ،فادعهم إلى السلللم ،وأخلبرهم بمللا يجلب عليهلم
من حق الله تعالى فيهللم ،فللوالله لن يهللدي الللله بللك رجللل
واحدا ً خير لك من حمر النعم".
ولذلك يقول العلماء :إن من ضمن فوائد الدعوة ونفعها الثر
العاجل المباشر أن يستجيب المدعو مباشرة ،كأن تقول للله
ل فيطيللع ويقللوم ويصلللي ،وتقللول للمللرأة: اتق الله ،قم فص ّ
اتقي الله والبسي الحجاب الشرعي ،فتقول سألبسه وتفعل
فع ً
ل.
وهذا الثر هو المحبوب المرجو لدى الداعية في أن يستجيب
المدعو إلى الله تعالى مباشرة ،ويتللوب إلللى اللله عللز وجللل
من معصيته وينجو ملن علذاب اللله قبلل أن يهللك بإصلراره
على معصيته ،وهذا ول شك قليل إل أنه موجود ،فقليللل مللن
يشبه أبا بكر الصديق في سرعة اسللتجابته للحللق ،ورجللوعه
إليه ،فعندما عرض عليه النبي صلى الله عليه وسلم السلم
لم يتلعثم ،ولم يتردد لحظة ،وقبللل مباشللرة ،والصللحابة بعللد
ذلك تأدبوا بهذا الدب ،فتعلموا فكانوا واقفين ورجاعين عنللد
كتاب الله تعالى.
وهكذا ينبغي أن يكون المؤمن ،إذا ذكر يتللذكر ،وهللذه علمللة
على حيللاة القلللب وصللحته ،ذلللك لن النسللان ل يخلللوا مللن
معصية ،لكن إذا ذكر يتذكر وينيب ،ويتللوب ويرجللع إلللى الللله
سبحانه وتعالى.
الهدف الثالث الثر الجل:
وهللو داخللل أيضللا فللي قللوله تعللالى عللن المللؤمنين (وَل َعَل ّهُل ْ
م
ن) ،وذلك لن الللدعوة إلللى الللله تللؤدي إلللى مللا يسللميه ي َت ُّقو َ
العلماء "إحداث نكاية" في القلللب الفللاجر والعاصللي ،وربمللا
يؤثر ذلك في الكافر بتكرار المر والنهي بأن يرتكب المنكللر
وهو غير مطمئن إليه لتكرير التذكير :أنت علللى منكللر ،أنللت
63
على حرام ،فيحدث نكاية فوق نكاية في قلبه ،إلللى أن يمللن
الله تعالى عليه في الللوقت الللذي يشللاء عللز وجللل بالهدايللة
فيهتدي ،ويترك المنكر.
فتقللول لمللن ل يصلللي :قللم فصلللي ،فيقللول :الللله يهللديني،
ل ،ونقللول للمللرأة :ارتللدي وعنللدما يكللبر ويعقللل يصلللي فع ً
الحجاب ،فهللو فللرض ،فتقللول :إن شللاء الللله عنللدما أتللزوج،
وعندما تعقل تتحجب بالفعل.
وهذا أمر مشهود ،وكثيرا ً جدا ً مللن النللاس ينصللح مللرات ،ثللم
في المرة بعد المائة يلتزم ويهتدي.
فمنللذ خمسللة وعشللرين عاملا ً تقريبلا ً لللم تكللن هنللاك امللرأة
واحدة ترتدي الزي الشرعي إل نادرا ً جدًا ،ثم بدأت الصللحوة
السلللمية منللذ خمسللة وعشللرين عامللًا ،وكللانت الملبللس
القصيرة آنذاك عادية جللدًا ،وفللي الريللف والمدينللة لللم تكللن
امرأة تغطي شعرها ،ثم بدأ الحجاب يظهر.
الن من هن في سن الربعين أو الخامسة والربعيللن ل تكللاد
توجد من تكشف عن شعرها في هللذا السللن إل قليللل جللدًا،
كن مللن قبللل متبرجللات ،وسللمعن أن الحجللاب واجللب ،وأن
المرأة لبد أن ترتديه ،وبعللد سللنين عنللدما مللن الللله عليهللن
بالهداية استجبن.
فالهداية من عند الله ،ونحن ل نعلم متى يسللتجيب المللدعو،
لكن على القل سيتأثر قلبه ،ويعلم أنه مخطللئ ،هللذه ثمللرة
من ثمرات الدعوة لكنهللا ثمللرة مخفيللة ل تظهللر فللي الحللال
ويرجى بإذن الله أن تثمر في المستقبل.
فالنسان الذي يحس أنه مخطئ أفضللل بل شللك مللن الللذي
يرى نفسه على صواب ،فالول قلبه متغير نحو هللذا المنكللر،
ل يقر المنكر ويقول :أنا على خطأ ،والثاني الخطللر والشللد
جرما ً الذي قلب المعروف منكرًا ،والمنكر معروفًا ،أصبح مللا
يفعله هو الصواب ،وما تقوله له أنت هو الخطأ.
64
ولذلك يريد أعداء السلللم أن يفعللل النللاس المنكللر ،وليللس
هذا فقط بل يفعلونه ويرونه صوابًا ،فالللذي يأكللل الربللا وهللو
يعلم انلله مخطللئ ،خيللر مللن الللذي يللأكله ول يللرى بلله بأسلًا،
والمتبرجة الللتي تعلللم خطأهللا خيللر مللن الللتي تقللول" :هللذه
حرية ،وهذا الذي ينبغي أن يكون ،والناس كلها تتقللدم وأنتللم
تتخلفون".
هذا من الممكن أن يوصلها إلى الكفر والعياذ بالله ،بللل هللذا
فعل ً من الكفر ،إذا كانت قللد بلغتهللا الحجللة ،واعتقللاد القلللب
وعمله وانقياده من أعظم أركللان اليمللان ،فإحللداث النكايللة
في قلب العاصي من أثللر الللدعوة ،وهللو يحللافظ علللى قللول
القلللب وعمللله وإن كللان ضللعيفا ً ل يسللتطيع التللأثير فللي
الجوارح.
فللإذا نظرنللا فللي تاريخنللا السلللمي ،وبالتحديللد فللي تاريللخ
الصحابة رضي الله عنهم ،نجد خالد بن الوليد مثل ً أسلم بعللد
عشرين سنة ،كان خللها يحارب السلم ،وكذلك عمللرو بللن
العاص أسلما بعد صلح الحديبية وغيرهما كثير.
فبقللاء الللدعاة إلللى الللله فللي مثللل تلللك القريللة يكللون لحللد
الهدفين:
الول :أن يوجد أناس لم تبلغهم الللدعوة ،فبقللاء الللدعاة مللن
أجل إبلغهم الدعوة.
الثاني :استجابة قلوب البعض كليا ً وبسرعة أو جزئيا ً ولو بعللد
مدة.
والذي يجعل الصغير والكبير يفعل المنكللرات ،أنلله يجللد فللي
كل الناس منكرا ً منتشرا ً بشكل عادي ،فلو أن كل من شللتم
أو سب أو قذف وجد من يقول له :اتق الله ،وهذا حرام ،لن
ينشأ الصغير متعللودا ً علللى سللب الللدين ،أو سللب الم والب
واستعمال ألفاظ القذف والتهام بالزنا والفواحش وكل منها
يستوجب حدًا ،وربما يرتكب الواحد منهم عدة جللرائم كللبرى
في لحظة واحدة مما يستوجب عددا ً من الحدود ،فللإذا وجللد
65
من يقول :اتقوا الله ،للن يكلون الملر بسليطا ً وطبيعيلا ً عنلد
الناس ولن يهون في نظرهم.
مثل ً ل يوجد في مجتمعنا اليوم شابا ً يقبل فتاة في الطريللق،
ولكن قد يحدث فللي بعللض المللاكن الخللرى ،فلللو لللم ينكللر
الناس عليهم فسنجد بعد عدة أعوام رجال ً يقبلون نساًء فللي
الطرقات ،أما لو قلنا لهم اتقوا الله ،هللذا حللرام سلليخجلون،
أما سكوتنا نحن فهو الحياء المذموم والخجل غير الشرعي.
)(6
َ
ن ن عَل ِ ن ي َن ْهَلوْ َذي َ جي َْنا ال ّ ِما ذ ُك ُّروا ْ ب ِهِ أن َ سوا ْ َ ما ن َ ُ قال تعالى ) :فَل َ ّ
سوِء ( ]العراف ،[165:عندما تركللوا مللا ذكللروا بلله أنجللى ال ّ
الله الذين ينهون عن السوء ،فذكر ربنا نجاة الدعاة إلى الله
مللوا ْ ن ظ َل َ ُذي َ من العللذاب العللام بسللبب دعللوتهم( ،وَأ َ َ
خ لذ َْنا ال ّل ِ
ن) ،يللبين سللبحانه أن الظلمللة سلُقو َ كاُنوا ْ ي َْف ُ ما َ س بِ َ
ب ب َِئي ٍ
ذا ٍب ِعَ َ
عذبوا عذابا ً شديدا ً بفسقهم.
فأين السللاكتون؟ أيللن الللذين قللالوا :لللم تعظللون قوملا ً الللله
مهلكهم؟ سكت عنهم القرآن كما سكتوا عن الدعوة ،سكت
الله عن الساكتين عن الحق ،ولللذلك اختلللف العلمللاء فيهللم،
فمنهم من قال :نجوا لنهم كرهوا المنكر ،فمن كللره المنكللر
وعرف أنه منكر فهذه أول خطوات النجاة ،وهذا مروي عللن
ابن عباس رضي الله عنهما أنه رجع عن القول بهلكهم ،قال
حماد بن زيللد عللن داود بللن الحصللين عللن عكرمللة عللن ابللن
نظو َ م ت َعِ ُ عباس في الية ،قال" :ما أدري أنجا الذين قالوا (ل ِ َ
ذاًبا َ م ع َل َ قَوما الل ّه مهل ِك ُه َ
دا) ،أم ل؟" ،قللال: دي ًشل ِ معَ لذ ّب ُهُ ْ م أو ْ ُ ُ ُ ْ ُ ْ ْ ً
فلم أزل به حتى عرفته أنهم قد نجوا فكساني حلة،
قال ابن كثير رحمه الله" :ولكن رجوعه أي ابن عبللاس إلللى
قول عكرمة في نجاة الساكتين أولى من القول بهللذا )يعنللي
قوله الخر بهلكهم( .لنه تبين حالهم بعد ذلك والله أعلم.
س )...اليللة، ب ب َِئي ل ٍ ذا ٍ مللوا ْ ب ِعَ ل َ
ن ظ َل َ ُ ذي َ خذ َْنا ال ّ ِوقوله تعالى( :وَأ َ َ
فيه دللة على ان الذين بقوا نجوا.
66
وواضح أن حكم الساكتين مما يفهم من الية وليس صللريحًا،
لذلك فالحتمال وارد أن يكونوا من الطائفة الهالكللة لللتركهم
الواجب عليهم ،ويحتمل أنهم نجوا بكرهيتهم والله أعلم.
وابن عباس كان يبكي رضي الله عنه عند سللماع هللذه اليللة
وتلوتهللا ،وهللذا مللن تطللبيق الصللحابة للقللرآن عملي لا ً علللى
واقعهلم ،قللال ابللن عبللاس" :رأينللا أشللياء وسللكتنا" ،فلنللا أن
نتخيل المنكرات أيام ابن عباس ماذا كان نوعهللا لكللي يبكللي
ابن عباس؟ ،ولما أشار إليه عكرمة بللأنهم ربمللا يكونللون قللد
نجللوا لنهللم كرهللوا المنكللر كسللاه ثللوبين ،ذلللك أن المللر
المختلف فيه غير الذي نص عليه القرآن ،فنحن نحلللف بللالله
جي َْنا َ
أنه من دعا إلى الله من هذه الطائفة نجا قال تعالى( :أن َ
سللوِء ) ،ول نسللتطيع أن نحلللف ول أن ن ال ّ ن عَ ل ِ ن ي َن ْهَ لوْ َ
ذي َ ال ّ ل ِ
نجللزم بشللأن الطائفللة السللاكتة ،ولللذلك مللن أرد أن ينجللو،
فليدخل في ضمان النجاة بإذن الله تبارك وتعالى.
كوُنوا ْ ِقللَرد َةً م ُ ه قُل َْنا ل َهُ ْ
ما ن ُُهوا ْ عَن ْ ُ عن ّ ما عَت َوْا ْ َ قال تعالى( :فَل َ ّ
ن). سِئي َ خا ِ َ
لمللا رأت الطائفللة الواعظللة عللدم السللتجابة مللن الطائفللة
المعتدية في السبت ،رحللوا وهلذه كلانت بدايلة النجلاة لهلم
وبنوا سللورا ً بينهلم وبيللن أهللل المعصللية كمللا ذكلر ذللك ابللن
عباس رضي الله عنهما.
كيف كانت نجاة الدعاة إلى الله؟ انعزلوا بعد أن اكملللوا بلغ
الحق إلى الناس وانعدمت الستجابة ،ول يرجى أن يستجيب
أحللد لن العتللاة صللاروا يقللابلون الللدعوة بالبللاء والعللراض
والتولي عن الذكر فالدعوة استنفدت كل أهدافها ،فلبد مللن
الرحيل إلى مكان آخر نستطيع أن نعبد الله فيه.
نذي َ م ل ِل ّل ِ
من ُللوا ات ُّقللوا َرب ّك ُل ْ نآ َ ذي َ عَبادِ ال ّ ِ
ل َيا ِ كما قال تعالى( :قُ ْ
أ َحسنوا في هَذه الدنيا حسن ٌ َ
مللا ي ُلوَّفى ة إ ِن ّ َ
س لع َ ٌض الل ّهِ َوا ِ ة وَأْر ُ ِ ِ َّْ َ َ َ ْ َ ُ ِ
ب) ]الزمللر ،[10:وقللال( :ي َللا َ
سللا ٍ ح َ جَرهُللم ب ِغَي ْلرِ ِ نأ ْ صللاب ُِرو َ ال ّ
َ
ة فَإ ِي ّلللللا َ
ي سلللللعَ ٌ ضلللللي َوا ِ ن أْر ِ من ُلللللوا إ ِ ّنآ َ ذي َ عب َلللللادِيَ ال ّللللل ِ ِ
ن) ]العنكبوت ،[56:فللالله عللز وجللل أمرنللا أن نعبللده دو ِ َفاعْب ُ ُ
67
في مكان من الرض ،فلو لم توجد فائدة من الدعوة إطلقا ً
فل يجوز أن نبقى في هذه البلدة التي تنتشر فيها المنكرات،
كما قال المام مالك بن انس" :ل يحللل لحللد أن يبقللى فللي
بلدة يسب فيها السلف" ،فإذا كان الرب يسب والدين يسب
والعياذ بالله ،فإذا كنت تبقى للدعوة إلى الللله والعللذار إلللى
الللله ولكللي يسللتجيب أحللد مللن أبنللاء المسلللمين للحللق ،أو
تستنقذ مسلما ً من هلكة فلتقم ،أمللا أن تبقللى لمجللرد الكللل
والشرب ،ولمجرد تحصيل المللوال ،فل يجللوز أن تبقللى فللي
مكان ينتشر فيه المنكر من أجل أغراض دنيوية.
فهذه الطائفة المعذبة "عتوا عما نهللوا عنلله" فبعللد أن كللانوا
يتحايلون ،استمروا فللي الجللرام اكللثر ،فشللرعوا يصللطادون
يوم السبت مباشرة ،ويعتدون فللي السللبت مباشللرة والعيللاذ
بالله ،وفي يوم من اليام أمر الله عز وجل هلذا الملر اللذي
ن) ،أمللر س لِئي َخا ِ كوُنوا ْ قِ لَرد َةً َم ُ ذكره سبحانه وتعالى( :قُل َْنا ل َهُ ْ
تكوين ،أمر الله عز وجللل بكللن فكللانوا قللردة أذلء خاسللئين
مسخوا قردة والعياذ بالله.
فللي يللوم مللن اليللام أراد الصللالحون أن يعرفللوا مللاذا فعللل
أصحابهم؟ فتسلقوا السور ،أو فتحوا بينهلم بابلًا ،فللم يجلدوا
في القرية أحدًا ،ووجدوا قردة تتعللاوى ،فنزلللوا ينظللرون مللا
الشللأن ،فللم يجللدوا أحلدا ً منهللم وكلان القلرد يعلرف قريبله
وجاره ،ول يعرفه ذلك القريب ،فيللأتيه ويشللمه ويربللت عليلله
فيقول" :ألم أكن أنهاك؟ فيشير أن نعم ،ويبكي ول يسللتطيع
أن يتكلم والعياذ بالله ،وقيل مسخ شبابهم قللردة وشلليوخهم
خنازير وذلك أن الله ذكر مسخ الخنازير أيضا ً والخنزير أقبح،
من عند َ الل ّهِ َ
ة ِ مُثوب َ ً
ك َ من ذ َل ِ َ شّر ّ كم ب ِ َ ل أ ُن َب ّئ ُ ُ
ل هَ ْ قال تعالى( :قُ ْ
م ال ِْقلَرد َةَ َوال ْ َ
خن َللاِزيَر وَعَب َلد َ من ْهُل ُ
ل ِ جع َ َ ب عَل َي ْهِ وَ َ ض َ ه وَغَ ِه الل ّ ُل ّعَن َ ُ
َ ت أ ُوْل َئ ِ َ
واء سلللل َ عللللن َ ل َ ضلللل ّكانللللا ً وَأ َ م َ شللللّر ّ ك َ طللللا ُ
غو َ ال ّ
ل) ]المائدة.[60: سِبي ِ ال ّ
وهذا المسخ سيقع في هذه المة مثله عندما تشرب الخمور
وتضرب المعازف على الرؤوس كما قللال النللبي صلللى الللله
68
عليلله وسلللم" :ليكللونن مللن أمللتي أقللوام يسللتحلون الحللر
والحرير والخمر والمعازف ،ولينزلن أقواما ً إلللى جللانب علللم
يروح عليهم بسارحة لهم يأتيهم لحاجة ،فيقولون ارجللع إلينللا
غدا ً فيبيتهم الله ويضع القلم ،ويمسخ آخريللن قللردة وخنللازير
إلى يوم القيامة".
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال :قللال رسللول الللله صلللى
الله عليه وسلم" :يمسلخ قلوم ملن أمللتي فلي آخللر الزملان
قردة وخنازير" ،قيل :يا رسول الله ويشهدون أل إله إل الللله
وأنك رسول الله ويصومون؟ ،قال" :نعم" ،قيل :فما بللالهم؟
قللال" :يتخللذون المعللازف والقينللات والللدفوف ويشللربون
الشربة ،فباتوا على شرابهم ولهوهم ،فأصبحوا وقد مسللخوا
قردة وخنازير".
وعند ابن ماجة عن أبي مالك الشعري قال :قا لرسول الللله
صلى الللله عليلله وسلللم" :ليشللربن نللاس مللن أمللتي الخمللر
يسللمونها بغيللر اسللمها ،يضللرب علللى رؤوسللهم بالللدفوف
والمغنيات ،يخسللف الللله بهللم الرض ويجعللل منهللم القللردة
والخنازير".
مع أن هللذا قللد انتشللر والعيللاذ بللالله ،وهنللاك نللوع آخللر مللن
المسللخ ،وهللو نللوع اخطللر مللن المسللخ الظللاهر ،هللو مسللخ
الباطن ،والعياذ بالله وهو أن يصير النسان عبللدا ً لغيللر الللله،
لل هَ ل ْ أن يعبد النسان الطللاغوت ،كمللا قللال عللز وجللل( :قُ ل ْ
ب ضل َ ه وَغَ ِ ه الل ّل ُمللن ل ّعَن َل ُ
عند َ الل ّلهِ َ ة ِ مُثوب َ ً
ك َ من ذ َل ِ َ شّر ّكم ب ِ َ أ ُن َب ّئ ُ ُ
ك ت أ ُوْل َئ ِ َ
غو َ خن َللاِزيَر وَعَب َلد َ الط ّللا ُ
م ال ِْق لَرد َةَ َوال ْ َ من ْهُ ل ُل ِ جع َ َعَل َي ْهِ وَ َ
َ
ل( المللائدة ،[60 :عبللد س لِبي ِ
واء ال ّ سل َل عَللن َ ضل ّ كان لا ً وَأ َ م َش لّر ّ َ
الطللاغوت شللر النللواع الثلثللة ،لنلله بللدء بللالقردة ثللم ثنللى
بالخنازير ثم ثلث بعبدة الطاغوت فللالقرد خيللر مللن الخنزيللر
فالقرد أشبه بالنسان والقرد يغار على أنثاه ،يقول عمرو بن
ميمون أحد ثقات التللابعين :فللي الجاهليللة رأيللت قللردا ً شللابا ً
وقردة شابة ،والقردة الشابة معها قرد عجوز ،فأشللار القللرد
الشللاب للقللردة وكللانت واضللعة يللدها تحللت رأس العجللوز،
69
فنيمتلله ،وسلللت يللدها مللن تحللت رأسلله ،وذهبللت مللع القللرد
الشاب ،قال :فوقع عليها )زنللا بهللا( ،وأنللا أنظللر ،ثللم رجعللت
فوضللعت يللدها تحللت رأس القللرد العجللوز )زوجهللا( فللانتبه
فشلمها فصلاح ،فلاجتمعت القلرود فلأتى بلالقردين الزانييلن
فرجمتهم القرود حتى ماتللا" ،فللالقرد يغللار والخنزيللر ل يغللار
على أنثاه ،القرد يجوز بيعه إذا كان منه منفعة لحفظ المتللاع
ل ،والخنزير ل يجوز بيعه بحال ،والقللرد طللاهر العيللن فللي مث ً
الحياة ،والخنزير نجس دائمًا.
والسوأ من هذين عبلد الطللاغوت ،وهللم كللثيرون جلدًا ،لكللن
شكلهم بشر يرتدون الحلل ،وتعظمهم الناس ،ولكنهللم عبيللد
الشيطان وجنده مللن الكفللار المشللركين واليهللود والنصللارى
وعبيللد المنللافقين ،ينفللذون كللل مخططللاتهم فللي الكفللر
والضلل ،ويقولون :هي أوامللر علينلا ،واللذي يعلرف أن هلذا
كفللر وضلللل وحللرب للسلللم ومللع ذلللك ينفللذه فهللو عبللد
الطاغوت ،عبد الشيطان ،هؤلء شر الثلثة ،مسخت قلللوبهم
وبواطنهم ،فهذا الذي ذكر الله مللن مسللخهم ،ثللم مللاتوا بعللد
ذلك.
ن( أي أذلء. سِئي َ كوُنوا ْ قَِرد َةً َ
خا ِ م ُقال عز وجل ) :قُل َْنا ل َهُ ْ
وفي الحديث الصحيح" :أن الله لم يجعل لمسخ نسل ً
ل" ،بعللد
أن مسخوا ماتوا ولم يتناسلللوا ،فيقللال لليهللود :أنهللم إخللوان
القردة والخنازير ،وليسوا أبناء القردة والخنازير لنهم ليسلوا
أبنائهم لكنهم أشباههم وإخوانهم في صفاتهم وأفعالهم.
فهذه بعض فوائد هذه القصة العظيمة نسأل الللله تعللالى أن
ينفعنا بما فيها من موعظة ،وأن يوفقنا للعمل بطاعته والمر
بالمعروف والنهي عن المنكر وأن ينجينا عن مضلللت الفتللن
ما ظهر منها وما بطن.
---------------
) (1المنع من التللورق ملذهب عمللر بلن عبلد العزيللز وماللك
ورجحه شيخ السلم ابن تيمية وذكر أنه مذهب ابن عباس.
) (2راجع كتاب المر بالمعروف للمؤلف
70
===============
#ضرورة تنمية ثروات المسلمين
ه ,ونعللوذ ُ بللاللهِ مللن ه ,ونستغفر ُ ن الحمد َ ِلله نحمدهُ ونستعين ُ إ ّ
ل مض ل َ ه فل ُ ن َيهدهِ الل ل ُ ت أعماِلنا ,م ْ شرورِ أنفسنا ,ومن سّيئا ِ
ن ل إله إل الله وحدهُ ل ن ُيضلل فل هاديَ له .وأشهد ُ أ ّ ه ,وم ْ ل ُ
َ
ن ذي َ ن محمدا ً عبدهُ ورسولهَ )) .يا أي ّهَللا ال ّل ِ ك له ,وأشهد ُ أ ّ شري َ
َ
ن(( )آل مو َ سل ِ ُ م ْ م ُ ن إ ِّل وَأن ْت ُ ْ موت ُ ّ حقّ ت َُقات ِهِ َول ت َ ُ ه َ مُنوا ات ُّقوا الل ّ َ آ َ
َ
ن مل ْ م ِ خل ََقك ُل ْ ذي َ م ال ّ ِ س ات ُّقوا َرب ّك ُ ُ عمرانَ )) .(102:يا أي َّها الّنا ُ
ساًء جال ً ك َِثيرا ً وَن ِ َ ما رِ َ من ْهُ َث ِ جَها وَب َ ّ من َْها َزوْ َ خل َقَ ِ حد َةٍ وَ َ س َوا ِ ن َْف ٍ
َ
م ن عَل َي ْك ُل ْ ه ك َللا َ ن الل ّل َ م إِ ّ حللا َ ن ب ِهِ َواْلْر َ ساَءُلو َ ذي ت َ َ ه ال ّ ِ
َوات ُّقوا الل ّ َ
ه وَُقول ُللوا َ
من ُللوا ات ُّقللوا الل ّل َ نآ َ ذي َ َرِقيبًا(( )النساءَ)) .(1:يا أي َّها ال ّل ِ
قَول ً سديدا ً * يصل ِح ل َك ُ َ
ن مل ْ م وَ َ م ذ ُن ُللوب َك ُ ْ م وَي َغِْف لْر ل َك ُل ْ مال َك ُ ْ م أعْ َ ْ ُ ْ ْ َ ِ ْ
ظيمًا(( )الحزاب.(71-70: وزا ً عَ ِ ه فََقد ْ َفاَز فَ ْ سول َ ُ ه وََر ُ ي ُط ِِع الل ّ َ
ي
ب اللله ,وخيلُر الهلدي هلد ُ ث كتا ُ ن أصدقَ الحدي ِ أما بعد ُ :فإ ّ
ل محللدثاُتها ,وكللل محدثلةٍ بدعللة ,وكل ّ محمدٍ ص وشّر المللورِ ُ
ل ضللةٍ في النار . بدعةٍ ضللة ,وك ّ
أما بعد ُ أيها المسلمون:
َ ً
ة قرونا طويلة من الغفللةِ والضللياع ,والنللوم ِ فقد عاشت الم ُ
ت مللن ت العميق ,حتى إذا ما أفاقت من غفلِتها وصح ْ سبا ِ وال ُ
سها ممزقللة العقللائد ,مبعللثرةَ الجللزاء, رقدِتها ,إذا بها تجد ُ نف َ
صللنِع ض المخلصللين إلللى محاوللةِ ُ ما حدا ببع ِ منهكة القوى ,م ّ
شيٍء ماُُ ,يخّللص أمَتهللم ملن محنِتهلا ,وينتشلُلها مللن تخلِفهللا
ة
دم بعقبلةٍ كللؤود مللن قلل ِ مهم تص ُ وتبعيِتها ,فإذا بآمالهم ِ وأحل ِ
ن لديهم آمال ً في ضعف التمويل ,إ ّ ح الموارد ،و ُ ت وش ّ المكانا ِ
ح ل شحي ٌ ن الما َ س والمعاهد ،لك ّ بناِء المساجد ,وإنشاِء المدار ِ
ب وكفالةِ الللدعاة، ن لديهم آمال ً في طباعةِ الكت ِ في أيديهم ,إ ّ
ن لللديهم آمللال ً فللي رعاي ل ِ
ة ح فللي أيللديهم .إ ّ ل شللحي ٌ ن الما َ لك ّ
ل ن المللا َ اليتام ِ والرامللل ،وتعاهلدِ الفقللراِء والمحتللاجين ،لكل ّّ
ن لديهم آمللال ً فللي إطعللام ِ الجللوعى ,و إ ح في أيديهم ,إ ّ شحي ٌ
ن المللال شللحيح فللي أيللديهم. ش وسترِ الُعراة ،لك ّ رواِء العط ِ
71
ب الموال ل باستجداِء أربا ِ ن الح ُ ل يا ترى ؟! هل يكو ُ فما الح ُ
ف ل باسللتعطا ِ ن الحلل ُ طلبللا ً لحسللاِنهم وصللدقاتهم؟ أم يكللو ُ
ة
ل برفللع الرايل ِ ب أن ُيمطَر ذهبا ً وفضة ؟!أم يكون الح ُ السحا ِ
ه
ط الواقِع ومرارت ِ ن الهزيمة والتراجع أمام ضغ ِ البيضاء ,وإعل ِ
ي rبقللوله )) لن يغللدَو ل فيما أرشد َ إليه النللب ُ ن الح ُ ؟!أم يكو ُ
ل رجل ً دكم فيحط ُللب علللى ظهللرهِ خيلٌر للله مللن أن يسللأ َ أحل ُ
ل من اليدِ السفلى, ن اليد َ الُعليا أفض ُ أعطاهُ أو منعه ذلك ,فإ ّ
ن تعول(( ].[1 ْ
وابدأ بم ْ
ه النبويَ الكريم ،فشمروا عللن ن هذا التوجي َ ه الخير و َ ل فق َ فه ْ
ن مللن ب الرض يبتغو َ ساعدِ الجد ِ والرجولة ,ومشوا في مناك ِ
ت ن فللي مشللروعا ِ سللهم ,ويسللاهمو َ فضللل الللله وُيعّفللون أنف َ
ل في تمويِلها عبدةُ الدينارِ والللدرهم, م بخ َ
الخير المعطلة ،يو َ
ل كر الشباب الخّير ون في استثمارِ طاقاِتهم ,واسللتغل ِ هل ف ّ
ة
ن بقللو ٍ إمكانللاِتهم ,وأصلللحوا الني ّللة والَقصللد ,ونزلللوا الميللدا َ
ق الحلل سللببا ً لنفِعهللم, ن ما اكتسبوه مللن الللرز ِ وذكاء ،ليكو َ
واسللتغناِئهم مللن جهللة ،ورافللدا ً مللن روافللدِ دعللم ِ الللدعو ِ
ة
ي ت الخيرِ من جهةٍ أخرى ,أليللس فللي تللوجيهِ النللب ِ ومشروعا ِ
ه إلى ضرورةِ الخللذِ ل وأوضح ُ صلى الله عليه وسلم أكبُر دلي ٍ
ب الكسللب ،وتنمي لةِ المللوارد نصللرةً للللدين و إ عفاف لا ً بأسللبا ِ
ن الللثروة ك الخيللر و َ للنفس ,وإحسانا ً للخرينُ .ترى لللو امتل ل َ
ل ن عليلله أحللوا ُ ن القصدِ وسلمةِ التدبير ،كيف ستكو ُ مع حس ِ
عهم؟!وكم من المعاهدِ ل إليه أوضا ُ المسلمين؟! وكيف ستؤو ُ
ة
ب الناِفعة الملؤثر ِ العلميةِ المنتجة سيرُفعونها ؟!كم من الكت ِ
ئ والمساجدِ سيبُنونها ؟!كم من سيطبُعونها؟! كم من الملج ِ
سونها ؟!لللو البارِ سيحُفرونها؟ وكم من الجسادِ العاريةِ سيك ُ
ن القصدِ وسلمةِ التدبير .كلم حس ِ امتلك الخير ون الثروة مع ُ
ة
مللن أسللرةٍ فقيللرةٍ سلليكُفلونها ؟وكللم مللن أرمل لةٍ محروم ل ٍ
جونها ؟!هللاك – دونها ؟!وكللم مللن فئةٍ مريض لةٍ سلليعال ُ سيسع ُ
ن ف تكلو ُ ن ملن خلِلله كيل َ يرحمك اللله – حلديثا ً صلحيحا ً تتلبي ُ
ة التللدبير حيللن تقللع ة العقللل ,وسللخاُء النفللس ,وسلللم ُ رجاح ُ
72
ل ح يتقللي الللله ويراقب ُلله ,لللم يسللتو ْ ل صللال ٍ الثروةُ في يد رج ل ٍ
ة طريقلا ً إليلله ،فهللو يشلُعر ف النانيل ُ الجشعُ عليلله ,ولللم تعللر ْ
س بمعانللاِتهم .اسللتمعْ إلللى ك حللاجَتهم ,ويحل ُ بللالخرين ويللدر ُ
ث أبي هريرةَ عن رسول الله صلللى الللله عليلله وسلللم ، حدي ِ
ن ن بللأمواِلهم ،وكيللف يللديرو َ ف الخيللر و َ ف يتصللر ُ لللترى كيلل َ
ل ن والبعدين )) بينمللا رج ل ٌ ل ببركتها القربي َ ممتلكاِتهم ،لتشم َ
ة في فلةٍ من الرض فسمع صوتا ً في سحابة ،اسللقي حديقلل َ
ة ُفلن فتنحى ذلك السحاب ،فأفرغ ماَءه في حرة فإذا شرج ٌ
ت الماءََ كل ّلله ,فتتب لعَ المللاء ،فللإذا شراج قد استوعب ْ من تلك ال ِ
ل المللاَء بمسللاحاته ,فقللال للله مللا م في حديقةِ ُيحلوّ ُ ل قائ ٌ رج ٌ
ت الس لم ِ الللذي اسمك يرحمك الله ؟!قال :فلن فإذا بلله ذا ُ
ل قليللل فتعجللب ،وأردف سللائل ً مللرة ب قب َ ه في السحا ِ سمع ُ
ت صوتا ً في السحاب الذي هذا ماؤه يقول أخرى !!إّني سمع ُ
ت هللذا, ما إذ قللل َة فلن فما تصنعُ فيها ؟!قال :أ ّ أسقي حديق َ
ه ,وآكل أنا وعيالي ج منها فأتصدقُ بثلث ِ ظر إلى ما يخر ُ فإّني أن ُ
ث الباقي(( ]!![2 ثلَثه ,وأرد ّ في الحديقةِ الثل َ
ح ل الصللال ُ ف هللذا الرجل ُ انظلْر – يرحمللك الللله – كيللف يتصللر ُ
ف ل ح لٌر كريللم يع ل ُ م ماَله إ ّّنه أول ً ؟ :رج ل ٌ بثروِته؟ وكيف يقس ُُ
ما في أيدي الخريللن .وثانيلا ً :هلو سه وأولَده ,ويستغني ع ّ نف َ
م النفللس ,يتعاهلد ُ الفقللراءَ ب ,كريل ُ جللواد ٌ سللخي طللاهُر القلل ِ
ضلله ث أر ِ ص لهم ُثلل َ والمساكين وذوي الحاجةِ والفاقة ،فيخص ُ
المباركة.
ك فكللرا ً ن التللدبير ،يمل ل ُ ح العقل ،حس ل ُ ل راج ُ ثم هو ثالثا ً :رج ٌ
ث نتلاج حلديقِته فيهلا، استثماريا ً حيلًا ,فهلو يعيلد ُ اسلتثماَر ث ُْلل َ
ل لللم لمضللاعفةِ النتللاِج ورفلِع الكفللاءة ,ثللم هللو رابعلا ً :رجل ٌ
ت س مع عتبا ِ ن في مغارة ,أو جل َ يتقوقعْ في صومعة أو يترهب ْ
مر عللن سللاعده، دهم ،ولكن ّلله شل ّ ت مللوائ ِ اللئام يستجديْ ُفتللا َ
ب يللده، ك بماسللحاته ,وج لد ّ واجتهللد ،يأك ُللل مللن كس ل ِ وأمس ل َ
خر للله السللحاب يسللقي سل ّ ف ثللوِبه ,ف ُ ح العللرقَ بطللر ِ ويمس ل ُ
ل الشهيد ،شهيد ُ السلللم - عه ,وهذا البط ُ حديقَته ويروي زرو َ
73
ف ف تصللر َ عثمان رضي الله عنه -مللاذا صللنع بللثروتهِ ؟ وكي ل َ ُ
بأملكهِ ؟!
أليس هو الللذي حَفللر بئَر ُرومللة ؟ وس لّبل مللاَءه للمسلللمين.
ش الُعسللرة وأنفقَ فيه بل حساب ؟! أليس هو الذي جّهز جيل َ
ف دينللارٍ مللن بثلثمللائةِ بعيلرٍ بأقتابهللا وأحل سللها ؟!وجللاء بللأل ِ
ل صلى الله عليه وسلم ذهب ،فصّبها في حجرِ رسو ِ
ت العللالم ن ذهبللت ثللروا ُ ة في الله :إّننا نتسللاءل أيل َ أيها الحب ُ
يوم َزهِد َ فيها الخيرون ,واغتروا بدعوات الخاملين ،التي رفللع
ب شللطٌر كللبيٌر منهللا فللي ة وأذناُبهم.ألللم يللذه ْلواَئها المتصوف ُ
أيللدي اليهللود؟!فمللاذا صللنع اليهللود؟ يللوم امتلكللوا الللثروة,
س الموال؟! مللاذا صللنع وسيطروا على عوامل النتاج ,ورؤو ِ
خروا ثرواِتهم في تنفي لذِ سياسللاِتهم التوسللعية، اليهود ألم يس ّ
طهللم الجهنميللة؟ ألللم يوظفللوا ثرواِتهللم فللي تطويللِع وخط ِ
ت العالميللة ،لخدمللة مللآِربهم وأهللداِفهم ,وتبنللي السياسللا ِ
ضاياهم وتوجهاِتهم ؟! ق َ
نف اليهود ُ ثروَتهم لبناِء قوةٍ عسكريةٍ ضاربة ،يرعبو َ ألم يوظ ْ
ود مللن بها المسلمين ويبتزونهم ,وُيذّلونهم؟ ألم يفللر ْ
ض اليه ل ُ
ك الربا ،وُيفسللدوا العللالم بمللا أنشللأوه مللن ل ثرواِتهم بنو َ خل ِ
سكر والعربدة , ن والخلعة ،وبيوت ال ُ دور الف ّ
ومللاذا صللنعَ النصللارى يللوم امتلكللوا الللثروة ؟! ألللم يوظفللوا
ه ,عللبر مللا جهللزوه مللن ثروَتهللم فللي تنصلليرِ العللالم ِ وإضلللل ِ
ت التنصلليريةِ الهائلللة؟! ألللم ت الضللخمة ،والبعثللا ِ الرسللاليا ِ
دهم ,وُيدّنسللوا ن خاصللة علللى عقللائ ِ يساوموا فقراَء المسلمي َ
َ
فطرهم مقابل شربة من مللاٍء ملللوث ،أو لقم لةٍ مللن طعللام ٍ
فاسد؟
هم كللالقطيع ،إلللى ل المسلللمين فللي بللواخر ِ ألم يحملوا أطفا َ
خ العقيدة وُتدمُر الخلق ؟! ألللم يسللخْر النصللارى ث ُتمس ُ حي ُ
ب في ثروَتهم في بناِء الكنائس وطباعةِ النجيل ,ورفِع الصلي ِ
ت م بالمحاصلليل ،وضللاق ْ ت حقللوله ُ ل مكللان ؟!ويللوم فاض ل ْ كل ّ
م ملللن كلللثرة النتلللاج ،هلللل أطعموهلللا الفقلللراءَ مزارعهللل ُ
74
والمساكين ,والجوعى والمحرومين ؟! أم ألقوا بالفائض في
ب ط السللعار ،وتفاديللا ً لغضلل ِ ة هبللو ِ عللْرض المحيللط ،خشللي َ َ
ن والتجلللار؟ فلللأين هلللم رسلللل الرحملللة وملئكلللة الزارعيللل َ
م امتلكللوا الللثروة, الحسان؟!ماذا صنعَ الروافض الكفللرة يللو َ
ض ل الطائلة؟! ماذا صللنع الرواف ل ُ ت في أيديِهم الموا ُ وتكدس ْ
ظفوها ,ولي شيٍء سللخروها؟! ألللم بالثروة ؟! وبأي شيٍء و ّ
هنا وهناك ؟! ن ُيؤججوا الفت َ
ة بالسلللح كمللا فللي أفغانسللتان ألم يمللددوا الخليللا التخريبي ل َ
ن خرافلاِتهم اللتي طواهلا الزملا ُ ة ُ دوا طباعل َ ولبنان ؟! ألم يعي ُ
ن ؟! ألم ينافسوا النصارى الصللليبين فللي ت السني َ منذ عشرا ِ
عهم ن فقلَر المسلللمين وجللو َ غللزوِ القللارةِ السللوداء ،مسللتغلي َ
ض كبللارا ً وجهَلهم ،وغفلة أهل السللنة عنهللم ,فلقنللوهم الرف ل َ
ة
ل عللن بكللر ِ ت قبائ ُ ت ُقرى بأكمِلها ,وارتد ْ وصغارا ً حتى تشيع ْ
ل ض الشللقياء يللوم امتلكللوا المللا َ أبيهللا ؟!مللاذا صللنع الرواف ل ُ
ف خروا أبللواَقهم وإذا عللاِتهم فللي الرجللا ِ والللثروة ،ألللم يسلل ّ
سللّنة ل ال ُ خزعبلتهم ,والكيدِ له ِ وتأجيِج الفتن ،ونشرِ بدعِهم و ُ
ك سللنة يللوم امتل ل َ ل ال ُ صنعَ ُفساقُ أه ِ حماة الملة ؟! بل ماذا َ و ُ
بعضهم الثروة ؟! أما أفسدوا أبناَءهم وأسَرهم بما هيئوه لهم
شلر والفتنلة ؟!أملا بلددوا أملواَلهم فلي إرواءِ ب ال ّ ملن أسلبا ِ ِ
هم ؟! وإشباِع غرورهم؟! أمللا علمللوا شهواِتهم وإرضاِء غرائز ِ
ن فللي ل والمحللروم؟ أمللا علمللوا أ ّ ن في أموالهم ِ حقا ً للسائ ِ أ ّ
ن في أموالهم حقلا ً أموالهم ِ حقا ً للرملةِ واليتم ؟!أما علموا أ ّ
ِ
ن السبيل؟! للمجاهِدِ واب ِ
ت الشللللمال؟! ت اليميللللن وذا َ فلمللللاذا ُتبعللللثُر المللللوال ذا َ
ة ومجمدة تشللكو إلللى ربهللا قسللوةَ ت الخيرِ معطل ٌ ومشروعا ُ
ف الطباع ,وبر ود المشاعر . القلوب ،وجفا َ
ظ الخيرون ،ويسارعون إلى إعللدادِ القللوةِ الللتي فمتى يستيق ُ
مللا م َ دوا ل َهُل ْ
عل ّل جلللله ))وَأ َ ِ ُأمروا بإعللداِدها يقللول البللاري جل ّ
ن قُوّةٍ ) ((..النفال. (60: م ْ م ِ ست َط َعْت ُ ْا ْ
75
ة اليللوم هللي القللوةُ القللاهرة, ن القوةَ القتصللادي َ وقد علموا أ ّ
ذات الكلمةِ المسموعة ,والضربةِ الموجعة !!
ر
بارك الله لي ولكم بالقرآن العظيم ،ونفعني وأّيا كللم بالللذك ِ
ه هو الغفوُر الرحيم . الحكيم ،واستغفر الله لي ولكم إن ّ ُ
الخطبة الثانية
ض ويرفع ,ويضُر وينفع ,أل إلى الحمد لله ُيعطي ويمنع ,ويخف ُ
م عللى الرحملةِ المهلداة, ُ
الللهِ تصليُر الملور .وأصللي وأسلل ُ
مسداة ,وعلى آلهِ وأصحابه والتابعين . والنعمةِ ال ُ
أما بعد أيها المسلمون :
فمن الوسائل المثمللرة والمفيللدة فللي تنميللة المللال وزيللادة
بركته:
أول ً :تكللوين الشللركات بيللن الخيريللن ,ولللو بللروؤس أمللول
صللغيرة ,وعلللى شللكل أسللهم ٍ ميسللورة ,اسللتعدادا ً لللدخول
السواق وميادين المنافسة المشروعة.
ة أحللوال السللوق ،وتلمللس حاجللات النللاس, ثانيللا ً :دراسلل ُ
ومحاولة تلبية المتطلبات المفقودة بأسعار معقولة.
ة أيجلللاد َ بلللدائل ذات جلللودةٍ عاليلللة للسللللع ثالثلللا ً :محاولللل َ
المعروضة ,بأسعار مغرية لتحقيق النجاحات المأمولة .
ق جديدة لترويج البضائع في المللدن ح أسوا ٍ ة فت ُ رابعا ً :محاول ُ
الصغيرة ،وتلبية احتياجاتها.
ض غمللار المنافسللات العقاريللة ,عللبر شللراء خامسللا ً :حللو ُ
المخططات الحديثة وتسويقها بأسعار منافسة.
سادسا ً :الستثمار الصلحي ,بفتلح المصللحات وفللق ضللوابط
شرعية ,وتلفي المحاذير الموجودة الن ,من اختلط وخلفه
.
سللابعا َ :السللتثمار الصللناعي والنتللاجي ,والزراعللي بطللرق
مدروسة ومتأنية .
ن السلللم ديللن الجهللاد ,والعبللادة ،وديللن أيها المسلللمون :إ ّ
القتصاد والسياسة ,ودين الجتماع و الدارة وغيرها .ومنللابر
ل هللذهالجمللع والجماعللات ،ل ينفللي بمعللزل عللن طللرق ك ل ّ
76
المصللالح العظيمللة ,علللى أسللاس مللتين مللن العلللم النللافع
والمنهج السديد.
ل ة قب َ م إّنا نسأُلك إيمانا ً ُيباشُر قلوبنا ،ويقينا ً صادقًا ،وتوب ً الله ّ
ك ك لللذةَ النظ لرِ إلللى وجه ل َ ت ،ونسأل ُ َ ة بعد المو ِ ت ،وراح ً المو ِ
ةمضللرة ،ول فتن ل ً ك في غِير ضللراَء ُ م ,والشوق إلى لقائ ِ َ الكري ِ
مضلة،
ن ،واجعلنا هُللداةً مهتللدين,ل ضللالَين ول م زينا بزينةِ اليما ِ الله ّ
ب مضلللين ,بللالمعروف آمريللن ,وعللن المنكللر نللاهين ،يللا ر ّ ُ
ُ
العالمين ,أل وصلوا وسلموا على من أمرتللم بالصلللة عليلله،
إملام المتقيللن ،وقلائد الغلّر المحجليللن وعلللى أللهِ وصللحابته
أجمعين.
ة وولةِ الموِر ,يا ح الئم َ دور ،وأصل ِ ن وال ُ م آمنا في الوطا ِ الله ّ
عزيُز يا غفور ,سبحان ربك رب العزة عما يصفون.
] [1رواه مسلم ) (1042من حديث أبي هريرة . t
] [2رواه مسلم ) (2984من حديث أبي هريرة . t
==============
#الكسب الطّيب
الخطبة الولى
الحمد لله ،أمر بالكل من طيبات الرزق ،كما أمللر بشللكره
وهللو الغفللور الشللكور ،وأشللهد أن ل إللله إل الللله وحللده ل
شريك له
َ
دورِ { ، صلل ُت ال ّذا ِم بِ َ ه عَِلي ٌ ض إ ِن ّ ُ
ت َوالْر ِ ماَوا ِس َ
ب ال ّ م غَي ْ ِ عال ِ ُ } َ
دا عبده ورسوله ،أسوةُ كل صّبارٍ شكور ، وأشهد أن محم ً
مه عليه ،وعلى آله وأصحابه ،ومن تبعهللم ت الله وسل ُ صلوا ُ
بإحسان إلى يوم النشور
أما بعد :
فيا أيها المسلمون اتقللوا الللله تعللالى وكلللوا مللن طيبللات مللا
م إ ِّيلاهُ شلك ُُروا ْ ل ِّللهِ ِإن ُ
كنُتل ْ رزقكم الله ،واعملوا صلالحا ً } َوا ْ
ن{. دو َ ت َعْب ُ ُ
معشر المسلمين :
77
ن للنللاس فللي َ
لقد شرع السلم طللرائقَ لكسللب المللال ,أذِ َ
ة في حب المللال إتباعها إذا أرادوا أن يشبعوا رغبتهم الفطري َ
ده المسلللم مللن خلل الللتزامه ل مللال يسللتفي ُ وجمعلله ,وك ل ُ
ب الشرعية ,يعتبر حلل ً طيًبا ,لصلاحبه الحل ُ
ق ق الكس ِ بطرائ ِ
ف ول معصللية ،أمللا سلَر ٍ في تملكه والنتفللاِع بلله ،فللي غيللر َ
ر
ل أخللرى غيل ِ ن مللن وسللائ َ المال الللذي يحصللل عليلله النسللا ُ
مشروعة ,فهو مال خبيث ,ل يجوز للمسلللم أن يتملكلله ول
م على تحري الكسللب الطيللب , أن ينتفع به ولقد حث السل ُ
ب ولللو كللان قليل ً ،وحللذر مللن الكسللب الخللبيث ,ولللو أعج ل َ
ث خِبيلل ُ وي ال ْ َ سللت ُ َ ِ ن كللثرُته ،قللال تعللالى ُ } :قللل ل ّ ي َ ْ النسللا َ
َ َ
ب ه َيا أوِْلي الل ْب َللا ِ ث َفات ُّقوا ْ الل ّ َ خِبي ِ ك ك َث َْرةُ ال ْ َ جب َ َ ب وَل َوْ أعْ َ َوالط ّي ّ ُ
ن { قللال الحسللن رحملله الللله )) :الخللبيث حللو َ م ت ُْفل ِ ُ كلل ْ ل َعَل ّ ُ
والطيب :الحلل والحرام (( وقال القرطبي رحمه الله :هو
م في جميع المور ُ ،يتصوُر في المكاسب ،والعمللال ، )) عا ٌ
ث ملن هلذا والناس ،والمعارف من العلوم وغيرهلا ،فلالخبي ُ
ن للله عاقبللة وإن كللثر ، جللب ،ول تحسلل ُ كِللله ل يفلللح ول ي ُن ْ ِ
ل العاقبة (( . والطيب وإن قل ،نافعٌ ،جمي ُ
عباد الله :
ل ،واستجابة الدعاء ،كما أن الخللبيث ب سبب للقبو ِ إن الط َي ّ َ
ل سو ُ ل َر ُ ل َ :قا َ ن أ َِبي هَُري َْرةَ رضي الله عنه َقا َ بضد ذلك ،فعَ ْ
َ
ب لَ ه ط َي ّل ٌ ن الل ّل َ س إِ ّ م )) :أي َّها الن ّللا ُ سل ّ َ ه عَل َي ْهِ وَ َ صّلى الل ّ ُ الل ّهِ َ
َ ل إل ط َيبلللا ،وإن الل ّللل َ
ه
ملللَر ب ِللل ِ ملللا أ َ ن بِ َ مِني َ ملللؤْ ِ ملللَر ال ْ ُ هأ َ َ َِ ّ ًّ ِ ي َْقب َللل ُ
َ
ت ن الط ّي ّب َللا ِ مل َ ل ك ُل ُللوا ِ سل ُ ل } :ي َللا أي ّهَللا الّر ُ ن ،فََقللا َ س لِلي َ مْر َ ال ْ ُ
م { ) (51سللورة ن عَِليلل ٌ مُلللو َ مللا ت َعْ َ حا إ ِّنللي ب ِ َ صللال ِ ً مُلللوا َ َواعْ َ
َ
مللا ت َ من ط َي ّب َللا ِ مُنوا ْ ك ُُلوا ْ ِ نآ َ ذي َ المؤمنون ،وقال َ } :يا أي َّها ال ّ ِ
ن { ) (172سللورة دو َ م إ ِّياهُ ت َعْب ُل ُ كنت ُ ْ شك ُُروا ْ ل ِل ّهِ ِإن ُ م َوا ْ َرَزقَْناك ُ ْ
ش لع َ َ َ
ملد ّ ث أغَْبلَر ،ي َ ُ سلَفَر ،أ ْ َ ل ال ّ طيل ُ ل يُ ِ جل َ م ذ َك ََر الّر ُ البقرة ،ث ُ ّ
ه شللَرب ُ ُ م ْ م ،وَ َ حَرا ٌ ه َ م ُ مط ْعَ ُ ب ،وَ َ ب َيا َر ّ ماِء َ ،يا َر ّ س َ ي َد َي ْهِ إ َِلى ال ّ
َ
ك ب ل ِذ َل ِ َ جا ُ ست َ َحَرام ِ ،فَأّنى ي ُ ْ م ،وَغُذِيَ ِبال ْ َ حَرا ٌ ه َ س ُ مل ْب َ ُ م ،وَ َ حَرا ٌ َ
(( رواه مسلللم .قللال بعللض العلمللاء فللي قللوله } كلللوا مللن
78
ل على العمللل ، دم الله الك َ الطيبات واعملوا صالحا { )) :ق ّ
ل الخبيث يثّبط عللن ل خير ،وأك َ ل الطّيب يعين على ك ّ لن أك َ
ب الشر والبلء (( .والكل من الطيب للل كل خير ،ويفتح أبوا َ
َ
سلِعيدٍ ن أب ِللي َ أيهللا المسلللمون لل سللبب لللدخول الجنللة ،فعَل ْ
ه صلّلى الل ّل ُ ل الل ّلهِ َ سللو ُ ل َر ُ ل :قَللا َ خد ْرِيّ رضي الله عنه قَللا َ ال ْ ُ
َ ن أَ َ
ن مل َ سلن ّةٍ ،وَأ ِ ل ِفلي ُ مل َ ل ط َي ًّبلا ،وَعَ ِ كل َ مل ْ م َ )) : سلل ّ َ عَل َي ْهِ وَ َ
ن ل الل ّلهِ :إ ِ ّ سللو َ ل ي َللا َر ُ ج ٌ ل َر ُ ة ،فََقا َ جن ّ َ ل ال ْ َ خ َ ه ،دَ َ وائ َِق ُ س بَ َ الّنا ُ
ن ن فِللي قُ لُرو ٍ كو ُ س لي َ ُ ل وَ َ س ل َك َِثي لٌر ،قَللا َ م فِللي الن ّللا ِ ذا ال ْي َلوْ َ هَ ل َ
دي (( رواه الترمذي رحملله الللله .قللوله ) :بللوائقه ( أي : ب َعْ ِ
ةشروره وفساده .ولقد كللان السلللف الصللالح عليهللم رحم ل ُ
الله يتحرون الحلل ،ويتقون المتشابه ،طلب ًللا للسلللمة فللي
دينهللم وأعراضللهم ،عمل ً بقللول الرسللول صلللى الللله عليلله
ملللا ن ،وَب َي ْن َهُ َ م ب َي ّللل ٌ حلللَرا َ ن ال ْ َ ن ،وَإ ِ ّ ل ب َي ّللل ٌ حل َ َ ن ال ْ َ وسللللم )) :إ ِ ّ
ن ات َّقلللى مللل ْ س ،فَ َ ن الن ّلللا ِ مللل ْ ن ك َِثيلللٌر ِ مهُللل ّ ت ،ل َ ي َعْل َ ُ شلللت َب َِها ٌ م ْ ُ
ت، ن وَقَعَ ِفللي ال ّ َ ال ّ
شللب َُها ِ م ْ ضه ِ ،و َ َ عْر ِ دين ِهِ وَ ِ ست َب َْرأ ل ِ ِ ت،ا ْ شب َُها ِ
َ ل ال ْ ِ
ن كأ ْ شل ُ مللى ُ ،يو ِ ح َ ح لو ْ َ عى َ عي ي َْر َ كالّرا ِ حَرام ِ َ ، وَقَعَ ِفي ال ْ َ
َ َ
مللى الّللل ِ
ه ح َ ن ِ مللى ،أل َ وَإ ِ ّ ح ً ك ِ مِللل ٍ ل َ كلل ّ ن لِ ُ ي َْرَتللعَ ِفيللهِ ،أل َ وَإ ِ ّ
َ
ح صللل َ َ ت َ ح ْ صللل َ َ ذا َ ة ،إِ َ ضللغَ ً م ْ سللدِ ُ ج َ ن ِفللي ال ْ َ ه ،أل َ وَإ ِ ّ م ُ حللارِ ُ م َ َ
َ َ ّ ُ ْ ّ ُ ْ
ي هلل َ ه ،أل وَ ِ سللد ُ كللل ُ ج َ سللد َ ال َ ت فَ َ سللد َ ْ ذا فَ َ ه ،وَإ ِ َ سللد ُ كللل ُ ج َ ال َ
ب (( رواه البخاري ومسلم ،واللفظ لمسلم . ال َْقل ْ ُ
ة ابنه رضي الله فهذا أبو بكر رضي الله عنه تقول عنه عائش ُ
ج خ لرِ ُ م يُ ْ غل ٌ ن ل َب ِللي ب َك ْلرٍ ُ كا َ عنها كما في صحيح البخاري َ )) :
مللا جللاَء ي َوْ ً ج له ِ ،ف َ َ خَرا ِ ن َ مل ْ ل ِ ن أ َب ُللو ب َك ْلرٍ ي َأ ْك ُل ُ ج ،وَك َللا َ خَرا َ ه ال ْ َ لَ ُ
ذا ؟ مللا هَ ل َ م :أت َد ِْري َ
َ
ه ال ُْغل ُ ل لَ ُ ه أ َُبو ب َك ْرٍ ،فََقا َ من ْ ُل ِ يٍء فَأ َك َ َ ش ْ بِ َ
َ
ن فِللي سللا ٍ ت ل ِن ْ َ ت ت َك َهّن ْل ُ ل :ك ُن ْل ُ مللا هُلوَ ؟ قَللا َ ل أُبو ب َك ْرٍ :وَ َ فََقا َ
ه ،فَل َِقي َن ِللي خ لد َعْت ُ ُ ة ِ ،إل أ َن ّللي َ ن ال ْك َِهان َل َ ُ سل ح ِ مللا أ ْ
ُ
جاهِل ِي ّلةِ ،وَ َ ال ْ َ
ل أ َُبو ب َ ْ َ َ فَأ َعْ َ
كللرٍ َيللد َهُ خ َ ه ،فَأد ْ َ من ْ ُ ت ِ ذي أك َل ْ َ ذا ال ّ ِ ك ،فَهَ َ طاِني ب ِذ َل ِ َ
يٍء ِفي ب َط ِْنه (( .وذكر إن أبا حنيفللة رحملله الللله ش ْ ل َ فََقاَء ك ُ ّ
كان تاجر ب َّز ل أي يبيع القماش والثياب لل وكللان للله شللريك ،
فقال لشريكه يوما ً :أخشى أن ل أكون حاضللرا ً هللذا اليللوم ،
79
ولكللن الللبّز الفلنللي فللي بعضلله خللروق ،فللإن بعتهللا فللبّين
صها حتى يكون على بينة من أمره ،وإن صاحبه للمشتري نق َ
باعها ولم يخبر المشتري بللذلك ،فجللاء أبللو حنيفللة فسللأله ،
فقال :بعُتله دون أن أخللبر بملا فيله مللن عيللب ،قلال :هللل
أطلعته ؟ قال :ل ،اشللتراه منللي وذهللب ،قللال :أتعرفلله ؟
قال :ل ،قال :فإن نصيبي من هذا البّز صدقة لله ،ل أريللد
أن آكل ما أعلم أن فيه غشا ً لحد ،لني أرشدتك أن تبّين له
العيب فلم تبين للله .هكللذا كللان الصللالحون ،يطبقللون علللى
أنفسهم ما يعلمون قبل أن يقولوه للخرين ،وهكذا بلغ بهللم
الصدق والمانة والورع
مبلغا ً نالوا به العزة في الدنيا ،والبركللة فللي الللرزق ،ولهللم
ة الللرزق الثواب الحسن عنللد الللله تعللالى .عبللاد َ الللله /بركل ُ
بة الرزق أمٌر يجعله الللله فللي قل ل ِ ليست بكثرِته ،ولكن برك َ
سم الله له ،قال النبي صلى الله عليلله ضى بما ق َ العبد ،فير َ
وسلم )) قد أفلح من أسلم ,ورِزق كفافللاً ,وقّنعلله الللله بمللا
آتاه (( رواه مسلم من أسباب بركةِ الّرزق ل أيها المسلللمون
جَعل ل ّ ُ
ه ه يَ ْ ق الل ّ َ من ي َت ّ ِ ل الحوال } ،وَ َ وى الله تعالى في ك ّ ل تق َ
ب{ ] الطلق ، [ 3 ، 2 : س ُ حت َ ِ ث ل َ يَ ْ حي ْ ُ ن َ م ْه ِ جا وَي َْرُزقْ ُخَر ًم ْ َ
حن َللا َ ْ ْ ْ َ
ن أه ْ ل َ َ َ
من ُللوا َوات َّقلوْا لَفت َ ْ ل الُقلَرى ءا َ وقال سبحانه } :وَللوْ أ ّ
من ض{ ] العراف ، [ 96 :و ِ عَل َي ِْهم ب ََر َ
ماء َوالْر ِ س َ ن ال ّ م َت ّ كا ٍ
ب ة الرحم ،ففي الحديث )) :من أح ّ ب بركة الرزق صل ُ أسبا ِ
ملله (( صللل ذا رح ِ سط له فللي رزقلله فلي ِ سأ في أثره ويب َ أن ُين َ
رواه البخاري ومسلم .ومن أسباب بركة الرزق النفللاقُ فللي
ة علللى المسللاكين والمحتللاجين ،قللال وجوه الخيللر والصللدق ُ
خْيللُر هللوَ َ ه وَ ُ ىء فَُهللوَ ي ُ ْ َ تعللالى } :ومللا َ
خل ُِفلل ُ ْ شلل مللن ّ م
ْ تلل
ُ ق
ْ ف
َ أن َ َ
ن{] سللبأ . [ 39 :فبركللة الللرزق فللي الللدنيا ل ل أيهللا الّرازِِقي ل َ
ضه ،وبركته في الخرة ما ف الله عليك عو َ المسلم ل أن يخل َ
ينالك من الثللواب العظيللم ،فللي يللوم ٍ أنللت أحللوج فيلله إلللى
مثقال ذّرة من خير .نسأل الله تعالى أن يعيننا على أنفسنا ،
وأن يخّلص مكاسبنا من كل حرام وشبهة .أقول قللولي هللذا
80
وأسللتغفر الللله العظيللم لللي ولكللم ولسللائر مللن كللل ذنللب
فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم .
الخطبة الثانية
الحمد لله علللى فضللله وإحسللانه والشللكر للله علللى تللوفيقه
وامتنانه وأشهد أن ل إله إل الله وحده ل شريك للله ،تعظيملا ً
لشأنه وأشهد أن محمدا ً عبده ورسوله الداعي إلللى رضللوانه
صلى الله عليه وعلى آللله وأصللحابه وأتبللاعه وسلللم تسللليما ً
كثيرًا.
أما بعد:
فيأيهللا المسلللمون :اتقللوا الللله تعللالى واكتفللوا بللالحلل عللن
الحرام والمتشابه لعلكم تفلحون.معشر المسلللمين_ لللو خل
المسلم بنفسه وتفكر في كسبه لبلغ منلله العجللب كللل مبلللغ
كيف يسوقه الشيطان إلى طلرائق الكسلب الحلرام ويغريله
بها وقللد علللم أن الللرزق مقسللوم ل يزيللد فيلله الخللوض فللي
الحرام ،كما ل ينقصه الوقوف عنللد حللدود الحلل .فقللد روي
عن جابر رضي الله عنه مرفوعا ) :ل تستبطئوا الرزق فللإنه
جملوا فللي لم يكن عبد ليموت حتى يبلغ آخر رزق هو له ،فأ ْ
الطلب :أخذ الحلل وترك الحرام ( رواه ابللن حبللان ،وجللاء
في الحديث ) لللو فللر أحللدكم مللن رزقلله أدركلله كمللا يللدركه
الموت( رواه الطبراني .
لذا على المسلم أن يكتفي بللالحلل ،وأن يتقللي الشللبهات ،
اقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم ،فقللد كللان علللى جللانب
عظيللم مللن الللورع وتللرك الشللبهات كيللف ل وهللو قللدوة
الصالحين وأسوة التقياء والورعين .فعن أنللس رضللي الللله
عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم وجد تمرة فللي الطريللق
فقال ) :لول أني أخاف أن تكون من الصدقة لكلتهللا ( رواه
البخاري ومسلم .فليجتهد المسلم والمسلمة في تللرك كللل
ما فيه شبهة استبراء لدينه وعرضه .
فللإن كللان موظفللا حللافظ علللى سللاعات دواملله كللامل ولللم
يتشاغل عن واجبه الوظيفي بعمل خللاص حللتى يكللون راتبلله
81
آخر الشهر من الحلل الطيب ،وإن كان تاجرا لم يغش ولللم
يغرر بالمشترين ولللم يكتللم العيللب عنهللم ليكللون ربحلله مللن
الحلل الطيب ،وإن كان مقلاول ً حلافظ عللى شلروط العقلد
فنفذها جميعا واكتفى برقابة الله عن كل رقيب ووضع نصب
عينيله قللول اللله تعلالى):يأيهللا الللذين آمنللوا أوفلوا بلالعقود(
المائدة .1وإن كان عامل ً لم يدخل في عمل ل يحسللنه كمللا
يفعل كثير من المسلمين فيفسدون أكللثر ممللا يصلللحون ول
يبلللالون بلللالجر اللللذي يأخلللذونه أملللن الحلل هلللو أم ملللن
الحرام؟.عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلللى
الله عليه وسلللم قللال ) :يللأتي علللى النللاس زمللان ل يبللالي
المرء مللا أخللذ أمللن الحلل أم مللن الحللرام( رواه البخللاري .
نسأل الللله العفللو والعافيللة فللي الللدنيا والخللرة .وأن يكفينللا
بالحلل عن الحرام والمتشابه .عبللاد الللله إن الللله وملئكتلله
يصلون علللى النللبي يأيهللا الللذين آمنللوا صلللوا عليلله وسلللموا
تسليما ً اللهم صل وسلم علللى عبللدك ورسللولك نبينللا محمللد
وارض اللهم عن الصحابة أجمعين وعن التابعين ومن تبعهللم
بإحسان إلى يوم الدين وعنا معهم بعفوك وإحسانك وفضلك
ورحمتللك يللا أرحللم الراحميللن اللهللم أعللز السلللم وانصللر
المسلمين وأذل الشللرك واخللذل المشللركين ودمللر أعللداءك
أعلداء اللدين .اللهللم ادفلع عنلا الغلء والوبلاء والربلا والزنلا
والزلزل والمحن وسوء الفتن ما ظهر منها وما بطن ،اللهم
انصر المجاهدين في سبيلك المضطهدين في دينهم في كللل
مكان ،اللهم انصرهم ،وكن لهللم عون ًللا وظهيلًرا ،وهيللئ لهللم
من لدنك ولًيا ونصلليًرا ،اللهللم ارحللم ضللعفه واجللبر كسللرهم
واشلللف مرضلللاهم واغفلللر لموتلللاهم برحمتلللك يلللا أرحلللم
الراحميللن.اللهللم عليللك بللاليهود المعتللدين وسللائر الكفللرة
الظالمين ،اللهللم ألللق الرعللب فللي قلللوبهم ،وفللرق جمعهللم
وشتت شملهم ،وأنزل بهللم بأسللك الللذي ليللرد عللن القللوم
المجرمين ،يا قوي يا عزيز .اللهم حبللب إلينللا اليمللان وزينلله
في قلوبنا ،وكره إلينا الكفر والفسوق والعصيان واجعلنا من
82
الراشدين .ربنا اغفللر لنللا ولخواننللا الللذين سللبقونا باليمللان،
ولتجعل في قلوبنا غل للذين آمنللوا ربنللا إنللك رؤوف رحيللم .
ربنا ظلمنللا أنفسللنا وإن لللم تغفللر لنللا وترحمنللا لنكللونن مللن
الخاسرين ،ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الخرة حسنة وقنللا
عذاب النار .عباد الله :إن الله يأمر بالعدل والحسان وإيتللاء
ذي القربللى وينهللى عللن الفحشللاء والمنكللر والبغللي يعظكللم
لعلكللم تللذكرون وأوفللوا بعهللد الللله إذا عاهللدتم ولتنقضللوا
اليمان بعد توكيللدها وقللد جعلتللم الللله عليكللم كفيل ً إن الللله
يعلم ما تفعلون.فاذكروا الله الجليل يذكركم ،واشكروه على
نعمه يزدكم ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون.
==============
#حكم الكتتاب في شركة سبكيم
فضيلة الدكتور محمد العصيمي :ما حكم الكتتاب في شركة
سبكيم؟ جزاكم الله خيرا
المجيب :االشيخ :محمد بن سعود العصيمي
الحمد لللله والصلللة والسلللم علللى رسللول الللله وعلللى آللله
وصحبه ومن واله ،وبعد:
فقللد اطلعللت علللى نشللرة الكتتللاب المفصلللة للشللركة
السعودية العالمية البتروكيماويات )سبكيم(
المنشللورة فللي موقللع هيئة السللوق الماليللة ،وتللبين لللي أن
أغلللراض الشلللركة الحاليلللة أغلللراض مباحلللة وهلللي إنتلللاج
البتروكيماويللات وتصللب فللي خانللة دعللم القتصللاد الللوطني،
ونشللد علللى يللد القللائمين عليهللا فللي أهميللة تلللك النشللطة
القتصللادية النافعللة .وهللي شللركة قابضللة لمجموعللة مللن
الشركات هي :الشلركة العالميلة للميثلانول وشلركة الخليللج
للصناعات الكيميائية المتقدمة المحللدودة ،ومجمللع السلليتيل
وهو عبارة عن عدة شركات.
وبدراسة القللوائم الماليللة للفللترة المنتهيللة فللي 31ديسللمبر
2005م تبين أنها تحتوي على بنود محرمة هي الستثمار في
سللندات التنميللة الحكوميللة بقيمللة 259.5مليللون ريللال،
83
بالضافة إلى قروض ربوية )باستثناء قللرض صللندوق التنميللة
الصناعي( تبلللغ 1118مليللون ريللال ،وقللد حصلللت الشللركة
على ربا من السندات الحكومية قدره 36,9مليون ريال.
وحيث إن ذلك الواقع هللو واقللع الشللركة فل يجللوز الكتتللاب
فيها .وفي الختام ،أذكر للقائمين علللى الشللركة وفيهللم مللن
أهل الخير والصلح بتقوى الله سبحانه وتعالى باجتناب الربللا
تمويل واستثمارا ،وأن يؤمنوا على ممتلكللات الشللركة تأمينللا
تعاونيا بدل التأمين التجاري ،كما أتمنى على القللائمين علللى
الشلللركة أن يتلللم تمويلللل مجملللع السللليتيل ملللن صلللندوق
الستثمارات العامة بالطريقة السلمية وليس قرضللا تجاريللا
كما ذكر فللي النشللرة .ول يفللوتني أن أشللكرهم علللى تغييللر
قللروض الشللركة العالميللة للميثللانول إلللى تمويللل إسلللمي
وأشكرهم كذلك علللى ودائع المرابحللة الللتي تقللارب المليللار
ريللال وينتظللر المسللاهمون المزيللد مللن ذلللك التحللول فللي
القريب العاجل.
والله أعلم ،وصلى الله وسلللم علللى نبينللا محمللد وعلللى آللله
وصحبه أجمعين.
أرجو من فضيلتكم بيان الحكم الشرعي للكتتاب في شللركة
سبكيم
المجيب :د .يوسف بن عبد الله الشبيلي
عضو هيئة التدريس بالمعهد العالي للقضاء
الحمد لله والصلة والسلم على رسول الله ،أما بعد
فإن نشاط شركة سبكيم –وهي الشركة السلعودية العالميلة
للبتروكيماويللات-فلي الصللناعات البتروكيماويلة .وهللو نشللاط
مباح .وقد شرعت الشركة منذ العام الماضي في اتخاذ عددٍ
من الجراءات لتحويل ودائعهللا البنكيللة وقروضللها إلللى صلليٍغ
مجازة من بعض الهيئات الشرعية ،إل أن هذه الجراءات للم
تكتمل حيث ل يزال لديها بعض السندات والقروض التي لللم
تتخلص منها.
84
وبما أن الغلب في نشاط الشركة الباحة فالللذي يظهللر هللو
جواز الكتتاب فيها ،لسيما وأن أمللوال المكتتللبين لللن تللوجه
إلللى شلليء مللن أنشللطة الشللركة أو إلللى سللداد القللروض
المستحقة عليها بل ستدفع جميعها إلى المؤسسين البائعين.
ومن اكتتب ثم باع أسهمه بربللح قبللل أن يسللتحق شلليئا ً مللن
الرباح التي توزعها الشركة فليس عليه تطهير شلليء منهللا-
أي من أرباح المضاربة ،-أما من احتفللظ بأسللهمه إلللى حيللن
استحقاق الرباح التي توزعها الشركة فقد يلزمه تطهير تلك
الرباح –أي أرباح الستثمار ،-وسيبين ذلك في حينه إن شللاء
الله.
وإني أحث القائمين على هذه الشركة وغيرها من الشركات
المساهمة إلى المبادرة إلى تنقية جميع معاملتها من العقود
المحرمللة أو المشللبوهة؛ فللإن جللواز الكتتللاب فللي الشللركة
للمسللاهمين ل يعفللي القللائمين عليهللا مللن إثللم أي معاملللة
محرمة يأذنون بها ولو قّلت ،فالله قد حذرنا من الربا وتوعللد
من تعامل به بحرب منه ومن رسوله صلى الله عليه وسلم.
نسأل الله يوفقنا إلى ما يرضيه ،وأن يجنبنا أسللباب سللخطه
وعقابه ،وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه
أجمعين.
===============
#جواز الكتتاب في جبل عمر
المجيب :الشيخ :محمد بن سعود العصيمي
الحمد لللله والصلللة والسلللم علللى رسللول الللله وعلللى آللله
وصحبه ومن واله ،وبعد:
فقد كثر السؤال عن حكم الكتتاب فللي )شللركة جبللل عمللر
للتطوير( ،وحيث إن نشاط الشركة نشاط مباح ،وهو تطللوير
بعض الراضي المحيطة بالحرم المكي الشريف ،ولم يظهللر
في القوائم المالية المنشورة في نشللرة الكتتللاب المطولللة
قروض ول استثمارات محرمة ،فأرى جواز الكتتاب بها.
85
وإنللي أسللأل الللله للقللائمين علللى هللذه الشللركة المباركللة
التوفيللق والسللداد ،وأن يسللتمروا علللى نهجهللم القللويم فللي
التمويل والستثمار السلمي ،ويكونوا عند مستوى تطلعللات
المستثمرين خاصة أن اللجنة التأسيسية تتكون من رجللالت
عرفوا بحرصهم على التعاملت المالية السلمية .وإني أذكر
كل مساهم أن الربا حرام في كل وقت وفي كل مكان ،وهو
أشد حرمة في مكللة وعنللد بيللت الللله الحللرام .وأذكرهللم أن
المشركين قبل بعثة النبي صلى الله عليه وسلم لم يللروا أن
يجعلوا في تمويل بناء الكعبة إل مال ً طيبًا ،فلللم يللدخلوا مهللر
بغي ول بيعا ً ربويا ً ول مظلمة أحللد مللن النللاس .والمسلللمون
أولللى بللذلك التقللدير والحللترام لللدين لللله سللبحانه وتعللالى
مللنشَعائ َِر الل ّهِ فَإ ِن َّها ِ من ي ُعَظ ّ ْ
م َ وللمشاعر المقدسة] ،ذ َل ِ َ
ك وَ َ
وى ال ُْقُلو ِ
ب[. ت َْق َ
والله أعلم ،وصلى الله وسلللم علللى نبينللا محمللد وعلللى آللله
وصحبه أجمعين.
ما حكم الكتتاب في شركة جبل عمر؟
المجيب :د .يوسف بن عبد الله الشبيلي
عضو هيئة التدريس بالمعهد العالي للقضاء
الحمد لله والصلة والسلم على رسول الله ،أما بعد:
فإن نشاط هذه الشركة في تطوير بعض الراضي المحيطللة
بالحرم المكي الشريف ،وهو نشللاط مبللاح ،ولللم يظهللر فللي
القللوائم الماليللة المنشللورة فللي نشللرة الكتتللاب المطولللة
قروض ول استثمارات محرمة ،فالذي يظهللر جللواز الكتتللاب
بها.
وإنللي أسللأل الللله للقللائمين علللى هللذه الشللركة التوفيللق
والسداد ،وأن يستمروا على نهجهم في التمويللل والسللتثمار
السلمي ،ويكونوا عند مستوى تطلعات المستثمرين خاصللة
أن نشاط الشللركة فللي أفضللل بقعللة فللي الرض .وأذكرهللم
وجميع القائمين على الشركات بأن الربا حرام في كل وقت
وفي كل مكان ،وهو أشللد حرملة فلي مكلة وعنلد بيلت اللله
86
الحرام .وقد كان المشركون في الجاهلية يعظمون بيت الله
الحرام فلم يجعلوا في تمويل بناء الكعبة إل مال ً طيبللًا ،فلللم
يدخلوا مهر بغي ول بيعا ً ربويلا ً ول مظلمللة أحللد مللن النللاس.
والمسلمون أولى بذلك التقدير والحترام لدين لللله سللبحانه
شلَعائ َِر الل ّل ِ
ه م َ مللن ي ُعَظ ّل ْ ك وَ َ وتعالى وللمشاعر المقدسة] ،ذ َل ِ َ
ب[. وى ال ُْقُلو ِ من ت َْق َ فَإ ِن َّها ِ
وصلللى الللله وسلللم علللى نبينللا محمللد وعلللى آللله وصللحبه
أجمعين.
===============
#كاتب يستحل ربا البنوك
اطلعللت علللى مللا كتبلله الكللاتب يوسللف أبللا الخيللل بعنللوان
) ضرورة مراعاة المقاصد عند إعمال الحكام الشرعية( في
العللدد ،13855والللذي انتهللى فيلله إلللى اسللتحلل فللوائد
جة مراعاة المقاصد ! القروض البنكية !! بح ّ
وقد بنى مقاله على معلومة خاطئة -وما ُبني على خطأ فهو
ن السلللم ح لّرم الربللا أّول مللا خطأ -وهللي كمللا يقللول )) :أ ّ
حّرمه في بيئة فقيرة وصفها إبراهيم عليه السلللم بأّنهللا )واد
ولها الفقر إلللى مجتمللع طبقللي ((..إلللى غير ذي زرع ،بيئة ح ّ
كة شّرفها الله .وما ذكره خطأ مللن آخر ما ذكر ،وهو يقصد م ّ
ن وصللف إبراهيللم -عليلله السلللم -لمك ّللة كللان وجوه ،منها أ ّ
ن الكللاتب أكمللل اليللة لعللرف معناهللا قبل دعوته لهللا ،ولللو أ ّ
الصحيح ،وتتمة اليةَ)) :فاجع ْ َ
م وي إ ِل َي ْهِل ْس ت َهْل ِ ن الّنا ِ م َل أفْئ ِد َةً ّ ْ َ
ن(( )إبراهيم.(37 : شك ُُرو َ م يَ ْت ل َعَل ّهُ ْ مَرا ِن الث ّ َ م َ َواْرُزقُْهم ّ
فاسللتجاب الللله دعللوة خليللله عليلله السلللم ،ورزقهللم مللن
الطيبات..
حلّرم تحريملا ً ن الربللا إّنمللا ُ والوجه الثللاني -وهللو المهللم :-أ ّ
قاطعا ً في أواخر العهد المدني بعللد أن بلغللت دولللة السلللم
كمال عزها ،وبعد أن أنزل الله)) :ال ْيو َ
م م ِدين َك ُل ْت ل َك ُل ْ مل ْل ُم أك ْ َ َ ْ َ ّ
ً َ َ َ
م ِدينا(( )المائدة : سل َ َ م ال ِ ْ ت لك ُ ُ ضي ُ مِتي وََر ِ م ن ِعْ َت عَلي ْك ُ ْ م ُم ْ
وَأت ْ َ
.(3
87
ن آيات الربا هي آخللر مللا نللزل مللن القللرآن كمللا هللو ولذا فإ ّ
معلوم عند أهل العلم ،فأين المجتمع الطبقي في زمن سللّيد
الخلق ل عليه أفضل الصلة والتسللليم لل ودولتلله ،وهللو الللذي
ُبعث لزالة مثل هذا المجتمع ؟!..
َ ْ
ة(( )آل ضللاعََف ً ض لَعافا ً ّ
م َ مللا قللوله تعللالى)) :ل َ ت َلأك ُُلوا ْ الّرب َللا أ ْأ ّ
عمران .(130 :فقد نزل -كما هو معلوم -في أعقاب غزوة
أحد في السنة الثالثة للهجللرة ،قبللل أن يحلّرم الربللا تحريملا ً
ن كثير من الناس ،ممن ل علللم قاطعًا ،فل مفهوم له كما يظ ّ
له بنصوص الشريعة ،ومقاصدها وتدرجها في بعض الحكام.
م من الللذي يحللدد المقاصللد الشللرعية ،هللل يحللددها كللاتب ث ّ
صحفي غيللر متخصللص ،أم يحللددها العلمللاء الراسللخين فللي
العلم ؟
ما احتجاج الكاتب بما تفعله شركات التقسيط أو البنوك من أ ّ
شراء السلع نقدا ً شراء صوريا ً ثم بيعهلا عللى النلاس بفلوائد
كبيرة باسم التورق ،فهذا وإن أجازه بعض أهل العلم ،فالذي
عليه أهل التحقيق أّنه ل يجللوز ،وقللد نب ّلله إلللى ذلللك المجمللع
الفقهي التابع لرابطة العللالم السلللمي فللي دورتلله السللابعة
عشرة بمكة المكرمة ،وانتهى إلى تحريمه من وجوه ،وأّنه ل
يعدو أن يكون ضللربا ً مللن التحايللل ،وبي ّللن الفللرق بينلله وبيللن
ي ،وقد قامت صحيفة الرياض مشكورة بنشللر التورق الحقيق ّ
هذا القرار ضمن قرارات المجمع في عددها ). (12960
مللد الصللالح ذر منه شيخنا العلمللة مح ّ وممن نّبه إلى ذلك وح ّ
العثيمين رحمه الله ،في محاضللرة للله بعنللوان ) الحيللل فللي
المعاملت( ألقاها فللي مدينللة الريللاض ،وقللد سللمعته بللأذني
وكنت من بين الحضور.
ل ن كل ّ
ن من القواعد المهمة في موضوع المعاملت أ ّ هذا ،وإ ّ
قرض جّر نفعا ً مشروطا ً أو معلوما ً فهو ربا.
وختاما ً ،آمل من الكاتب أن يتنّبه إلى ذلك ،وأل يستعجل في
طرح مثل هذه القضايا الخطيرة قبل استشللارة أهللل العلللم،
والله ولي التوفيق.
88
=============
#التعويض عن الضرار المترتبة على المماطلة
في الديون )(1/2
الدكتور /سلمان بن صالح الدخيل
الحمد لله وحده ،والصلة والسلللم علللى مللن ل نللبي بعللده،
نبينا محمد وعلى آله وصحبه ،وبعد:
فهذا بحث في التعويض عن الضرار المترتبة على المماطلة
في الديون وأحكامها.
وفيه تمهيد ومبحثان:
المبحللث الول :ضللرر مجللرد التللأخير فللي المماطلللة فللي
الديون.
المبحث الثاني :الضرر الناتج عن فوات الربح المفترض فللي
المماطلة في الديون.
تمهيد:
المماطلة في الديون تعود بالضللرر علللى أهللل الحقللوق مللن
جهة تأخر ديونهم ،ومنعهم من النتفاع بها تلك المللدة وعللدم
تمكنهم من التصرف فيها ،وهذا التأخر في سداد الديون هللو
في نفسه ضرر ،وقد يترتب عليه ضرر آخر مللن جهللة فللوات
أرباح متوقعة أو متيقنة ،وقد يكون الضرر فعليلا ً كلأن يحملله
هللذا التللأخر والمماطلللة إلللى تكبللد الخسللائر الماديللة لجللل
اسللتخلص حقلله والظفللر بلله أو ببعضلله فضللل ً عللن الضللرر
المعنللوي الللذي قللد يتكبللده الللدائن مللن الحللزن والبتللذال
بالمرافعة والمخاصمة وكثرة التردد ،المللر الللذي يتنللزه عللن
مثله أهل المروءات.
لذا فإن بحث التعويض عن الضرار المترتبة على المماطلللة
في الديون ،من جهة جواز التعويض المالي عنهللا أو عللدمه،
يعللد مللن أهللم مسللائل هللذا البحللث ،وهللي مللن المسللائل
المعاصرة الملحة في كثير من الجهللات ذات العلقللة ،وقبللل
الشروع في بيان هللذه الضللرار ،يجللدر بيللان معنللى الضللرر،
وشللروط التعللويض المللالي عنلله ،وتحريللر محللل النللزاع فللي
89
التعويض عن أضرار المماطلة في الديون ،والكلم في ذلللك
ينتظم في ثلثة مباحث:
المبحث الول :تعريف الضرر.
ضللر فللي اللغللة :ضللد النفللع ،ويطلللق علللى سللوء الحللال، وال ّ
والفقللر ،والشللدة فللي البللدن والمللرض) ،(1ومنلله قللوله
ضّر").(2
ي ال ّ
سن ِ َ
م ّ
_تعالى_َ " :
والضرر في الصطلح :يطلق على"كل أذى َيلحقُ الشللخص،
سواء أكان فللي مللال متقللوم محللترم ،أو جسللم معصللوم ،أو
عرض مصون").(3
المبحث الثاني :شروط التعويض المالي للضرر.
نللص العلمللاء علللى قاعللدة هللي مللن القواعللد الكللبرى فللي
الشريعة ،وهي أن الضرر يزال ،وقد يكون زوال هللذا الضللرر
بالتعويض المالي ،إل أن التعويض أخص مللن الضللرر ،فليللس
كل ضرر يعوض بالمال كي يزول ،وقد ذكر الفقهاء شللروطا ً
لستحقاق الضرر للتعويض المالي) ،(4وهي ما يلي:
الشرط الول :أن يكون الضرر في مال.
فل ضللمان علللى مللا ليللس مللال ً كللالكلب والميتللة والللدم
المسفوح(5).
الشللرط الثللاني :أن يكللون المللال متقوملا ً مملوكلا ً للمتلللف
عليه.
وهذا يشمل المباح ،فل يجب الضمان بإتلف الخمر والخنزير
علللى المسلللم؛ لسللقوط تقللوم الخمللر والخنزيللر علللى حللق
المسلم).(6
الشرط الثالث :أن يكون في إيجاب التعويض فائدة.
بمعنى إمكان الوصول إلى الحق ودفع الضرر حللتى ل يكللون
إيجاب التعويض عبثًا؛ لعدم القدرة على الوصول إلى الحللق،
فل يضمن المسلم بإتلف مال الحربي ،ول العكس.
الشرط الرابع :أن يكون المتلف من أهل الضمان.
وذلك بأن يكون له أهلية وجوب ،وأهلية الوجوب تثبللت لكللل
إنسان بدون قيد ول شرط ).(7
90
الشللرط الخللامس :أن يكللون الضللرر محقللق الوقللوع بصللفة
دائمة.
فل يضلللمن بمجلللرد الفعلللل الضلللار دون حصلللول الضلللرر
واسللتمراره ،كمللن حفللر حفللرةً فللي طريللق ،فسللقط فيهللا
إنسان ،فلم يصب بشيء ،أو قلع سنا ً فنبتللت أخللرى مكانهللا)
،(8وكذا ل يضمن الضرر المحتمل وقللوعه ،أو ضللرر تفللويت
الفرصة ،أو الضرر المعنوي.
المبحث الثالث :تحريللر محللل النللزاع فللي الضللرار المترتبللة
على المماطلة في الديون ،وحكم التعويض عنها:
التعويض عن أضرار المماطلة في الديون ،هو أهم المسللائل
المتعلقة بهذا البحث؛ وذلك لنها هي الصيغة المطبقة عالميا ً
في معالجللة الللديون المتعللثرة ،سللواء كللان هللذا التعللثر فللي
السداد بسبب المطل أو غيره ،وقد نصت القوانين الوضللعية
على مشروعية التعويض المالي ضد التأخر في وفاء الديون،
ونظرا ً لنتشار البنوك السلمية وتضررها من المماطلة فللي
الديون بشكل أوضح من البنوك الربوية ،لكونهللا تحللرم الربللا
فلي معاملتهلا فقللد أثيلرت هلذه المسلألة فللي محيللط هلذه
البنوك السلمية ،وحصل فيها خلف بين المعاصرين ،وهو ما
سنعرضه _بإذن الله_ في هذا الفصل .
وقبل الشروع في تفصيل الضرار المترتبللة علللى المماطلللة
فللي الللديون ،تجللدر الشللارة إلللى تحريللر محللل النللزاع فللي
المسألة ،وبيان أحكام اتفق عليها الفقهاء المعاصللرون بمللن
فيهم القائلون بجواز التعويض ،وهي كما يلي :
ل :اتفق الفقهاء المعاصللرون علللى أن المللدين المعسللر ل أو ً
يجوز إلزاملله بللدفع تعللويض مقابللل تللأخيره فللي الوفللاء؛ لن
المعسر مستحق للنظار إلى الميسللرة ،واللللزام بللالتعويض
ينافي النظار المأمور به شرعًا.
وقد نص على هذا القائلون بجواز التعويض المالي عن ضللرر
مماطلة المدين:
91
قال الشيخ مصطفى الزرقاء" :واستحقاق هذا التعويض على
المدين مشروط بللأن ل يكللون للله معللذرة شللرعية فللي هللذا
التأخير ،بل يكون مليئا ً مماطل ً يسللتحق الوصللف بللأنه ظللالم
كالغاصب" ).(9
وقال الشيخ عبد الله بن منيع ":الغرامة ل يجوز الحكللم بهللا،
إل بثلثة شروط هي :ثبللوت المطللل واللللي ،وثبللوت القللدرة
على السللداد ،وانتفللاء ضللمان السللداد لللدى الللدائن كللالرهن
والكفالة المليئة" ).(10
وقال الدكتور الضللرير " :ل يجللوز أن يطللالب البنللك المللدين
المعسر بتعويض ،وعليه أن ينتظره حتى يوسر " ).(11
ثانيًا :اتفق الفقهاء المعاصرون على منللع اشللتراط التعللويض
دين مع تحديد نسللبة معين لةٍ أو المالي عن التأخر في سداد ال ّ
مبلٍغ محدٍد؛ لن ذلك صورة من صور ربلا الجاهليلة المحللرم)
.(12
ثالثًا :يخرج من النزاع ما يحكم به الحاكم من عقوبة تعزيرية
ماليللة إذا رأى المصلللحة فللي ذلللك ،موردهللا بيللت المللال،
ومصرفها مصالح المسلللمين؛ لن المللال المللأخوذ مللن بللاب
الزواجر ل من باب الجوابر).(13
المبحللث الول :ضللرر مجللرد التللأخير فللي المماطلللة فللي
الديون.
المطلب الول :صورة ضرر مجرد التأخير في المماطلة فللي
الديون .إذا تأخر المدين في وفاء دينلله عللن الللوقت المحللدد
المتفق عليه مللع الللدائن ومضللت مللدة ،فللإن مجللرد التللأخير
ضرر ،وإن لم يفته به ربح مفللترض ،أو مللتيقن ،أو تلحللق بلله
خسارة ،أو يتلأثر بشليء وللو معنويلًا ،فمجلرد التلأخير ضلرر
يستحق الدائن مقابله عوضا ً ماليًا ،سواء كان المدين معسرا ً
أولم يكن ،بل يستحق التعللويض المللالي بمجللرد التللأخر عللن
المدة المتفق عليها ولو ليوم واحد.
ومثاله :أن يتعاقدا بيعا ً مؤجل ً بعد سنة ،أو مقسطا ً يدفع كللل
شهر كذا من الثمن ،فإذا تأخر المللدين عللن الوفللاء بللالتزامه
92
في الموعد المحدد ،فإن عليه عن كل يوم مبلغا ً مللن المللال
قدره كذا،أو ما نسبته كذا من الثمن ،تعويضا ً عللن التللأخرفي
السداد.
وهللذه الصللورة هللي المطبقللة فللي أكللثر البنللوك الربويللة،
والمشروطة في أكثر البطاقات المصللرفية القراضللية ،ولهللا
عدة أسماء ،منها :الغرامة التأخيريللة ،والفللوائد التأخيريللة ،أو
بدل التأخير ،أو خدمة الديون.
المطلب الثاني :حكم التعويض عن مجرد التأخر ذاته.
دين بصللورته السللابقة التعويض عن مجرد التأخر في وفاء الل ّ
محرم قطعلًا ،إذ هللو عيللن ربللا الجاهليللة الللذي نللزل القللرآن
دين قال له الدائن: بتحريمه ،فقد كان المدين إذا حل عليه ال ّ
إما أن تقضي وإما أن تربي.
وهللو مللا ابتليللت بلله كللثير مللن البنللوك وأقرتلله كللثير مللن
النظمة،ويقوم عليه التعامل الدولي ،وعليه أكللثر المصللارف
في العالم.
وأدلة تحريم هذا التعويض هي أدلة تحريم الربا ،وهي كللثيرة
ض منها فيما يلي: متنوعة ،وأشير إلى بع ٍ
الدليل الول:
َ
م الّربلا" ) ،(14إللى حلّر َ ه ال ْب َْيلعَ وَ َ ل الّلل ُ حل ّ قوله _تعلالى_" :وَأ َ
م ِفيَهللا َ ُ
عاد َ فَأول َئ ِ َ
ب الّنارِ هُ ْ حا ُ ص َ كأ ْ ن َ م ْ قوله في آخر الية" :وَ َ
ن" ).(15 دو َ خال ِ َُ
الدليل الثاني:
َ
ي ه وَذ َُروا َ
مللا ب َِق ل َ مُنوا ات ُّقوا الل ّل َ نآ َ َ قوله _تعالى_َ" :يا أي َّها ال ّ ِ
ذي
ْ
نمل َب ِ حلْر ٍ م ت َْفعَل ُللوا فَلأذ َُنوا ب ِ َ ن لَ ْ ن فَإ ِ ْ مِني َمؤ ْ ِ م ُ ن ك ُن ْت ُ ْن الّربا إ ِ ْ م َ ِ
َ
ن َول مللو َ م ل ت َظ ْل ِ ُ وال ِك ُ ْمل َ سأ ْ ؤو ُ م ُر ُ م فَل َك ُ ْ ن ت ُب ْت ُ ْ
سول ِهِ وَإ ِ ْ الل ّهِ وََر ُ
ن" ).(16 مو َ ت ُظ ْل َ ُ
و الدللة من اليات من ثلثة أوجه:
الوجه الول:
أن الله نص على تحريم الربللا ،وتوعللد ملن فعلله بعلد علمله
بالتحريم بعذاب النار ،وأمللر المللؤمنين بللترك الربللا ووضللعه،
93
وآذن من لم يذره بالحرب ،ومللن حللارب الللله ورسللوله فهللو
الخاسر المهزوم قطعًا.
الوجه الثاني:
دل عموم اليات على أن الدائن ل يسللتحق علللى المللدين إل
رأس ماله ،وهذا العموم يشمل المللدين الموسللر والمعسللر،
والمماطل والباذل ،والمدين المماطل داخل في هذا العموم
من جهة أنه يجب عليه وفاء رأس المال فقط دون ربا ،ولللم
يسللتثن مللن وجللوب الداء إل المعسللر العللاجز فينظللر إلللى
ميسرته ،فالقول باستحقاق الدائن للتعللويض المللالي مقابللل
مماطلة المدين وتأخره في الوفاء مخالف لعموم اليات.
الوجه الثالث:
أن الربا المحرم الذي كللان العللرب يأخللذونه هللو زيللادة فللي
دين مقابل تأخير أدائه ،فظهللر أن التعللويض المللالي مقدار ال ّ
دين داخللل فللي الربللا المحللرم، لجللل التللأخر فللي وفللاء ال ل ّ
وتسميته بالغرامة التأخيرية ،أو الفوائد التأخيرية ،أو تعويضللا ً
عن ضرر ،أو أنه عقوبة مالية ،ل ينقله من كونه ربًا ،ول يللؤثر
في الحكم بشيء؛ لن العبرة بالمقاصد والمعاني ل باللفاظ
والمباني.
الدليل الثاني:
ما ورد عن أبي هريرة _رضي الله عنلله_ قللال :قللال رسللول
الله _صلى الله عليه وسلللم_ " :اجتنبللوا السللبع الموبقللات،
قالوا :يا رسول الله ،وما هن؟ :قال :الشرك بالله ،والسحر،
وقتل النفس التي حرم الله إل بالحق ،وأكل الربا ،وأكل مال
اليتيم ،والتولي يللوم الزحللف ،وقللذف المحصللنات المؤمنللات
الغافلت " ).(17
وجه الدللة من الحديث:
دل الحديث على أن الربا من كبللائر الللذنوب ،وذلللك يقتضللى
الترهيب من أخذه ومقارفته ،وإلزام المدين بتعلويض اللدائن
ماليا ً مقابل التأخر في السداد أخ لذ ٌ للربللا المحللرم ومقارفللة
له ،فيكون باط ً
ل.
94
الدليل الثالث:
ما ورد عن جابر _رضي الله عنلله_ قللال" :لعللن رسللول الللله
_صلللى الللله عليلله وسلللم_ آكللل الربللا ،ومللوكله ،وكللاتبه ،و
شاهديه ،وقال :هم سواء " ).(18
وجه الدللة من الحديث:
دل الحديث على تحريللم الربللا أخللذا ً وإعطللاًء وتعاون لا ً عليلله،
وإلزام المدين بدفع زيادة على رأس ماله مقابل تللأخره فللي
ي تعويض لا ً عللن م َسل ّالوفاء هو من الربا المحرم ،فيحرم وإن ُ
ضرر الدائن.
الدليل الرابع:
ما ورد عن جابر _رضي الله عنه_ في قصة حجللة الللوداع أن
النبي _صلى الله عليه وسلم_ قال ":ربللا الجاهليللة موضللوع،
وأول ربا أضع ربانا ربا عباس بن عبد المطلب ،فإنه موضللوع
كله ").(19
وفي لفظ " :أل وإن كل ربا ً من ربا الجاهليللة موضللوع ،لكللم
رؤوس أموالكم ،ل تظلمون ول تظلمون " ).(20
وجه الدللة من الحديث:
دل الحديث أن الربا موضوع وباطللل ،وذلللك يقتضللي تحريللم
أخذه ،وعليه فليس للدائن على المدين إل رأس ماله فقللط،
وإلزام المدين بدفع تعويض مالي زائد على أصل دينه مقابل
مماطلته في الوفاء مخالف لمدلول الحديث.
الدليل الخامس:
إجماع العلماء على تحريم الربا ،ومن الربا المحللرم :الزيللادة
دين لجللل تللأخير وفللائه ،ومللن أنللواع الزيللادة علللى أصللل الل ّ
الربويللة المحرمللة :تعللويض الللدائن عللن مماطلللة المللدين
المماطل؛ لنه زيادة في مقابل التأخر في الوفللاء ،والجمللاع
منعقد على تحريم الربا ،ومن عبارات العلمللاء فللي ذلللك مللا
يلي:
95
قللال ابللن المنللذر " :وأجمعللوا أن المسلللف إذا شللرط عنللد
السلف هدية أو زيادة ،فأسلف على ذلللك ،أن أخللذه الزيللادة
ربا " ).(21
المبحث الثاني :الضرر الناتج عن فوات الربح المفترض فللي
المماطلة في الديون. .
وفيه مطلبان:
المطلللب الول :صللورة الضللرر الناتللج عللن فللوات الربللح
المفترض في المماطلة في الديون.
إذا تأخر المدين في وفاء دينه عن وقته المحدد المتفق عليه
مع الدائن ومضللت مللدة كللان مللن المفللترض أن يربللح فيهللا
سلّلم إليلله فللي وقتلله ،إذ بإمكللانه أن
الدائن من ماله لو أنلله ُ
يستثمره في تجارة أو مضاربة أو مزارعة ونحللو ذلللك ،إل أن
دين في وقته قد فللوت علللى المدين بمماطلته وعدم وفاء ال ّ
الدائن تلك الرباح المفترضة ،فهل له المطالبة بتعويضه عن
ضرر فوات هذا الربح الذي كان يتوقع حصوله لول المماطلة
في الديون أم ل؟
مثاله :باع رجل سيارة بيعا ً مؤجل ً بمئة ألف ريال إلى سللنة –
ل -فماطللل المللدين فللي الوفللاء شللر مث ً
بمرابحللة قللدرها العُ ْ
سنتين ،فلو أن ماله سدد في حينلله ولللم يماطللل بلله لمكنلله
تكللرار هللذه المرابحللة مرتيللن خلل السللنتين اللللتين ماطللل
فيهما المدين ،ولربح فيها ربحا ً مقداره عشرون ألف لا ً تقريب لًا،
فهل للدائن أن يطالب المدين المماطل بتعويضه عللن ضللرر
فوات ربحه المفترض خلل سنتين أم ل؟
المطلب الثاني :حكم التعويض عن الضرر الناتج عللن فللوات
الربح المفترض في المماطلللة فللي الللديون اختلللف العلمللاء
المعاصرون في حكم تعويض الدائن عن ضرر فللوات منفعللة
المال وربحه بسبب مماطلة المدين القادر على الوفاء علللى
قولين:
القول الول:
96
عللدم جللواز إلللزام المللدين المماطللل القللادر علللى الوفللاء
بتعويض مالي غير مشروط في العقد يللدفعه للللدائن مقابللل
فوات منفعة ماله وتضرره بذلك مدة التأخير.
وبهللذا القللول صللدرت قللرارات المجللامع الفقهيللة ،والهيئات
العلمية ،وهو قول جمهور العلماء المعاصرين ).(22
جاء في قرار المجمع الفقهي التابع لرابطة العالم السلللمي
في دورته الحادية عشر عام 1409هل ما نصلله " :إن الللدائن
إذا شرط على المدين أو فرض عليه أن يدفع للله مبلغ لا ً مللن
المال غرامة مالية جزائية محللددة أو بنسللبة معينللة إذا تللأخر
عن السداد في الموعد المحدد بينهما ،فهو شللرط أو قللرض
باطل ،ول يجب الوفاء به بل ول يحللل ،سللواء كللان الشللارط
هو المصرف أو غيره؛ لن هذا بعينه هللو ربللا الجاهليللة الللذي
نزل القرآن بتحريمه " ).(23
وجاء في قرار مجمع الفقه السلمي التابع لمنظمة المؤتمر
السلمي فللي دورتله السادسلة المتعللق بلبيع التقسليط ملا
يلي:
" ثالثًا :إذا تللأخر المشللتري المللدين فللي دفللع القسللاط عللن
دين،الموعللد المحللدد ،فل يجللوز إلزاملله أي زيللادة علللى ال ل ّ
بشرط سابق أو بدون شرط؛ لن ذلك ربا محرم.
رابعًا :يحرم على المدين المليء أن يماطل في أداء ما حللل
من القساط ،ومع ذلك ل يجوز شرعا ً اشتراط التعويض في
حالة التأخر عن الداء" ).(24
وجللاء فللي معيللار المللدين المماطللل المعتمللد مللن المجلللس
الشللرعي لهيئة المحاسللبة والمراجعللة للمؤسسللات الماليللة
السللللمية ،ملللا يللللي)" :ب(ل يجلللوز اشلللتراط التعلللويض
المالي...سواء كان التعويض عن الكسللب الفللائت )الفرصللة
الضائعة( ،أم عن تغير قيمللة العملللة) .ج( ل تجللوز المطالبللة
القضائية للمدين المماطل بالتعويض المالي نقدا ً أو عينا ً عن
دين" ).(25 تأخير ال ّ
97
ومنعته أيضا ً هيئة الرقابللة لبنللك التنميللة التعللاوني السلللمي
بالسودان بتأريخ 6/8/1406هل).(26
القول الثاني:
جواز إلزام المللدين المماطللل القللادر علللى الوفللاء بتعللويض
مالي غير مشروط فللي العقللد يللدفعه للللدائن مقابللل فللوات
منفعة ماله مدة التأخير.
وقال به بعض المعاصرين ).(27
قال الزرقاء ":مبدأ تعويض الدائن عن ضرره نتيجة لمماطلة
دين في موعده مبدأ مقبول فقهي لًا ،ول المدين وتأخير وفاء ال ّ
يوجد في نصللوص الشللريعة وأصللولها ومقاصللدها العامللة مللا
يتنافى معه ،بل بالعكس يوجد ما يؤيللده ويللوجبه واسللتحقاق
هذا التعويض على المدين مشروط بأنه ل يكللون للله معللذرة
شرعية فللي هللذا التللأخير ،بللل يكللون مليئا ً ممللاطل ً يسللتحق
الوصف بأنه ظالم كالغاصب " ).(28
وقال الشيخ عبد الله بن منيع " :القول بضمان ما فللات مللن
منافع المال نتيجة مطل أدائه لمستحقه قول تسللنده قواعللد
الشريعة وأصولها ،والنصوص الصريحة والواضللحة فللي ذلللك
مللن كتللاب الللله _تعللالى_ وسللنة رسللوله _صلللى الللله عليلله
وسلم_ " ).(29
وأصحاب هذا القول مختلفون أيضًا :فللي حقيقللة هللذا المللال
المللدفوع للللدائن ،هللل هللو عقوبللة تعزيللرة زاجللرة ،أم أنهللا
تعويض مالي جابر لضرر واقللع؟ ويللترتب عليلله كيفيللة تقللدير
المال المدفوع .ومن له سلطة التطبيق؟ خلف على رأيين:
م هذا المال بناء على أنه تعزيللز بالمللال، الرأي الول :أن غُْر َ
والتعويض إنما هو على سللبيل التبعيللة ،وعلللى ذلللك فمقللدار
التعزير بالمال ل يشترط أن يكون مسلاويا ً للضلرر الحقيقلي
الفعلي ،أو الربح الفائت ،وهو رأي الشيخ عبد الله بن منيع.
قال _حفظه الله_ تعقيبا ً على الشيخ مصطفى الزرقا " :ومع
اتفللاقي مللع فضلليلته فللي النتيجللة إل أننللي أرى أن العقوبللة
المالية تعزيرية ،وليست تعويضا ً " ).(30
98
وقال بعد ذلك " :ولكننا نقول بأنها عقوبة وليست تعويضا ً إل
على سبيل التبعية").(31
وقال في موضع آخر " :خلصة هذه الوقفللة :أننللا إذا اعتبرنللا
ما يأخذه الدائن من المدين تعويضا ً فقط ،فهذا العتبار يحيل
المر من حل إلى تحريم ...وإن اعتبرنا ما يغرمه المدين من
مال لقللاء مطللله عقوبللة ليللس لهللا ارتبللاط أو علقللة بحجللم
الضللرر الواقللع علللى الللدائن مللن المطللل ،وإنمللا تكييفهللا
وتقديرها راجع إلى ما يللوجب الللردع والزجللر ،فهللذا العتبللار
صحيح").(32
م هذا المال بناء على أنه تعويض لللدائن الرأي الثاني :أن غُْر َ
عن ضرره الذي أصابه بسللبب مماطلللة مللدينه ،وعليلله فقللد
شرطوا أن يكون التعويض مساويا ً للضرر الواقع.
ثم اختلف أصحاب هذا الرأي فيمللن يتللولى تقللدير التعللويض،
وكيفية تقديره:
) (1يللرى الشلليخ مصللطفى الزرقللا :أن القضللاء وحللده هللو
صاحب السلطة الوحيد فللي تقللدير التعللويض ،وتقللدير ضللرر
الدائن ،وتقلدير علذر الملدين فلي التلأخر ،ول يجلوز التفلاق
مسبقا ً بين الدائن والمدين علللى تقللدير معيللن لضللرر تللأخير
دين.
ال ّ
وتقدير الضلرر يكلون بمقلدار ملا فلات ملن ربلح معتلاد فلي
طريق التجارة العامة بأدنى حدوده العادية ،فيما لو أنه قبض
مللاله واسللتثمره بللالطرق المشللروعة الحلل فللي السلللم
كالمضللاربة والمزارعللة ونحوهمللا ول عللبرة لسللعر الفللائدة
المصرفية ،وتعتمد المحكمة في هذا التقدير رأي أهل الخبرة
في هذا الشأن ،وبعد وجود البنوك السلمية يمكن للمحكمة
أن تعتمد في تقللدير التعللويض بنللاء علللى مللا تللوزعه البنللوك
السلمية من أرباح سنوية).(33
) (2يللرى الللدكتور الضللرير :أنلله يجللوز التفللاق بيللن الللدائن
والمللدين -العميللل والبنللك -علللى التعللويض عللن الضللرر
الحقيقي الفعلي مسبقًا.
99
ويكون تقديره على أساس الربح الفعلي الذي حققه الللدائن
– البنك -في المدة التي تأخر فيها المدين عن الوفاء).(34
) (3أن التعللويض يكللون بقللدر الربللح الللذي حصللل عليلله
المماطل من جراء متاجرته بالمال الذي ماطل فيه).(35
الدلة:
أدلة القول الول:
استدل القائلون بعللدم جللواز إلللزام المللدين المماطللل بللدفع
تعويض مالي للدائن عن ضرر فوات منفعة ماله وربحه خلل
مدة المماطلة بمايلي:
الدليل الول:
عموم أدلة تحريم الربا ،ومنها:
َ
م الّربا").(36 حّر َه ال ْب َي ْعَ وَ َ
ل الل ّ ُ ح ّ قوله _تعالى_" :وَأ َ
َ
ن
مللو َم ل ت َظ ْل ِ ُوال ِك ُ ْ
م َ
سأ ْؤو ُ م فَل َك ُ ْ
م ُر ُ ن ت ُب ْت ُ ْوقوله _تعالى_" :وَإ ِ ْ
سَرة").(37 مي ْ َسَرةٍ فَن َظ َِرةٌ إ َِلى َ ذو عُ ْ ن ُ كا َ ن َ ن وَإ ِ ْ َول ت ُظ ْل َ ُ
مو َ
وجه الدللة من اليتين:
دلت اليتين على تحريم الربا وإبطللاله ،ورد أصللحاب الللديون
إلللى رؤوس أمللوالهم بل زيللادة ول تعللويض عللن تللأخرٍ فللي
الوفاء ،ولم تفرق في ذلك بين موسللر ومعسللر ،وبيللان ذلللك
تفصيل ً من خمسة أوجه:
الوجه الول :أن تعويض الدائن عن ضرر فوات منفعة المال
دين ،فهو زيادة مدة المماطلة إنما هو عوض عن تأخر أداء ال ّ
في دين ثابت مقابل الجل ،وهو عين ربا الجاهلية الذي كانوا
يفعلللونه ،وصللورته :إمللا أن تقضللي وإمللا أن تربللي ،واختلف
السم ل يغير في المعنى والحكم شيئًا ،والعبرة بالمقاصللد ل
باللفاظ ).(38
الوجه الثاني :أن آيات تحريللم الربللا ورد الللدائن التللائب عللن
الربا إلى رأس ماله عامة،لم تفرق بين مدين معسر ومللدين
موسر باذل ومدين مماطل ،فالزيادة على رأس المللال ربللا،
سواء كان المدين موسرا ً أو معسللرًا ،والفللرق بيللن المعسللر
100
والموسر إنما هو فللي وجللوب النظللار إلللى الميسللرة وتللرك
المطالبة ).(39
الوجه الثالث :أن تخصيص المماطل بالتعويض دون المعسللر
مخالف لمدلول اليات التي حرمللت الظلللم علللى الطرفيللن،
فظلم الدائن هو أخذه زيادة على رأس ماله ،وظلللم المللدين
دين لصللاحبه ،ولللم يخللص هللو ممللاطلته بوفللاء رأس مللال الل ّ
المعسر إل بوجوب إنظاره إلى الميسرة.
الوجه الرابع :أن التعويض المالي عن ضللرر المماطللل ظلللم
بنص الية؛ لنه زيادة على رأس المللال ،ولللو كللان المماطللل
ظالما ً بمطله ،فإنه ل يجوز رد الظلم بظلم آخر).(40
الوجه الخامس :أن الله _عز وجل_ أبطللل الربللا ورد الللدائن
لرأس ماله فحسب ،ولو كان يسللتحق تعويضلا ً عللن مللا فللاته
من منللافع ملاله المحتملل ،للبين ذللك وأوضللحه وفللرق بيللن
الصورتين.
المناقشة:
نوقش الستدلل باليتين بعللدم التسللليم بللأن التعللويض عللن
ضرر المماطل من جنس الربا ،وذلك من أربعة أوجلله ،وهللي
كالتالي:
الوجه الول:أن الزيادة الربوية في مسألة ) أتقضي أم تربي
( فللي غيللر مقابلللة عللوض ،فهللي نتيجللة تللراض بيللن الللدائن
والمدين على تأجيللل السللداد مقابللل زيللادة فللي الجللل ،أمللا
التعويض فهو مقابل تفويت منفعة على الدائن بل رضا ً منلله)
.(41
الجابة:
أجيب عن ذلك بما يلي:
ل :عدم التسليم بأن الزيادة الربوية في غير مقابلة عوض، أو ً
بل هللي فللي مقابللة عللدم السللتفادة مللن المللال خلل مللدة
التأجيل ،وحبس المال ،وعدم انتفاع صاحبه به.
ثانيلًا :أن المرابيللن المعاصللرين حللللوا أخللذ الربللا بمثللل هللذا
التعليل ،وابتكروا نظرية الفرصللة الضللائعة لتللبرير أخللذ الربللا
101
المحرم ،و هي نفسللها حجللة مللن يللرى التعللويض ،ولللو كللان
دين جلائزًا ،لبلاح التعويض عن الربح الفائت على صلاحب الل ّ
الشارع الفائدة على الديون المأخوذة للستثمار في التجللارة
والصناعة؛ لن هذه الفائدة تعويض للللدائن عللن منللافع مللاله
مدة بقائها عند المللدين ،وكللذا المقللرض بل فللائدة تلحللق بلله
ح للله مضار وتفوته منافع من جراء قرضلله المجللاني ،ولللم ي ُب َل ْ
زيادةٌ أو نفعٌ يزيد على رأس المال إن وقع مشروطا ً ونحللوه،
فدل ذلك على أن التعويض نوع من الربا ).(42
الوجه الثاني:
ة سللفًا ،ومحلددةٌ لجلل تلأخير أن الزيلادة الربويلة مشلروط ٌ
مستقبلي برضا ً من الطرفين ،أما التعللويض فهللو لجللل رفللع
ض وقللع الظلم الواقع على صاحب المللال ،ولجللل تللأخير مللا ٍ
بغير رضا ً من صاحب المال ).(43
الجابة:
أجيب عن ذلك بما يلي:
ل :أن هذا التفريق نظري ل يصلح أن يكون مناطا ً للحكللم، أو ً
ثم على القول بجللواز التعللويض يصللبح المللر معلوم لا ً سلللفا ً
بالعرف ،والمعروف عرفا ً كالمشروط شرطا ً ).(44
ثانيًا :نسلم أن المطل ظلم واقع على صاحب المال ،إل أنلله
ليس كل ظلم وضرر يلحللق النسللان مللن غيللره يعللد موجبلا ً
لتعويضه ماليا ً ).(45
الوجه الثالث:
أن الزيادة الربوية الجاهلية ل تفرق بين مدين موسر ومللدين
معسللر ،فمللتى حللل الجللل طللولب بالوفللاء أو بالزيللادة ،أمللا
ل ،وإذا ثبللت التعويض فل يلزم به إل من كللان موسللرا ً ممللاط ً
إعساره ،فل يلزم بأداء أي تعويض).(46
الجابة:
أجيب عن ذلك بما يلي:
ل :النصللوص فللي تحريللم أخللذ الربللا عامللة لللم تفللرق بيللن أو ً
المعسر والموسللر ،فكلهمللا ل يجللوز أخللذ الربللا منلله ،إل أن
102
المعسر روعلي فلي وجلوب تلأخيره وتحريلم مطلالبته حلتى
يوسر ،فيبقى الموسر مطالبا ً برأس المال فقط دون زيادة.
دين مقابللل التللأخير فللي ثانيًا :أن أخذ مال زائد عن أصللل ال ل ّ
دين ل يخرج عن ثلث حالت: وفاء ال ّ
-1حالة المدين الذي ل يجد ما يقضي به ،وهي محللل اتفللاق
على منع التعويض؛ لكون الزيادة ربا محرمًا ،وتحرم مطالبته
لعسرته ،وحكمه التأجيل بل زيادة.
دين علللى تللأخيره -2حالة المدين الذي يتفق مللع صللاحب الل ّ
مقابل الزيادة ،وهي محل اتفاق على منللع التعللويض ،لكللونه
نوع من ربا الجاهلية المحرم الصريح.
-3حالة المدين الممتنع الذي ل يقضي ما عليه ،فيضللع عليلله
دين زيادة ،وهي موضوع بحثنا ،وحكم التعويض هنللا صاحب ال ّ
دين ،فالعلماء لم يفرقللوا بيللن محرم؛ لنه زيادة على أصل ال ّ
الزيادة في الحالتين السابقتين وهللذه الحالللة ،فالزيللادة ولللو
سميت تعويضا ً عن ضرر داخلللة فللي ربللا الجاهليللة المحللرم)
.(47
ثالثًا :أن هذا التعويض إن كان لجل جبر ضرر الللدائن وليللس
لعقاب المللدين ،فل فللرق بيللن أن يكللون المللدين موسللرا ً أو
ضر معسرًا، م ِمعسرًا؛ لن المتضرر يستحق الجبر ولو كان ال ُ
كما يستحق الرش على الجاني ولو كان فقيرا ً ).(48
الوجه الرابع :أن نسبة الزيادة الربوية معلومة للطرفين فللي
بداية العقد ،أمللا التعللويض فل يمكللن معرفللة نسللبته ابتللداًء،
وإنما يتحدد بناء على مللا فللات مللن ربللح حقيقللي خلل مللدة
المماطلة ).(49
الجابة:
أجيب عن ذلك بما يلي:
ل :أن هللذا فللرق غيللر مللؤثر ،وذلللك أنلله مللتى اشللترطت أو ً
الزيادة ،أو قام عرف يللدل عليهللا ،أو أمكللن فرضللها للللدائن،
فهي ربا ،سواء حددت في العقد ،أو بعده ،أو حددها القضاء،
أو التحكيم ،وسواء كانت كثيرة أو قليلة.
103
ثانيًا :أن هذا الفرق نظريٌ ليس بعملي ،إذ إن نسللبة تحقيللق
الربلاح ملن العمليلات السلتثمارية فلي البنلوك والمصلارف
معلومللة تقريبللًا ،خصوصللا ً أن معظللم عمليللات المصللارف
السلللمية تللدور حللول المرابحللة المؤجلللة ،ونسللبة أرباحهللا
معلومة في الجملة ،فآل المر إلللى العلللم بنسللبة التعللويض،
إذا كللان التعللويض راجللع إلللى معللدل الربحيللة خلل مللدة
المماطلة).(50
الدليل الثاني:
ما ورد عن عمرو بن الشريد عن أبيه أن رسول الله _صلللى
الله عليه وسلم_ قال " :لي الواجد يحل عرضه وعقوبته " )
.(51
وجه الدللة من الحديث:
دل الحديث على عدم مشروعية تعللويض الللدائن عللن ضللرر
مماطلة غريمه ،وذلللك أن النللبي _صلللى الللله عليلله وسلللم_
أحللل عللرض المماطللل وعقللوبته فقللط ولللم يحللل مللاله،
فالمشللروع فللي حللق المماطللل الواجللد شللكايته ،وفضللحه،
وعقوبته بما يزجره ويردعه عن المطل ،ولللو كللان التعللويض
الجللابر لضللرر المماطلللة مشللروعا ً لللبينه _صلللى الللله عليلله
وسلم_ ؛ لشدة الحاجة إليه ،والسللكوت فللي موضللع الحاجللة
بيان ).(52
المناقشة:
نوقش الستدلل بالحديث بأن عمللوم لفللظ العقوبللة يشللمل
العقوبة المالية ،والنصوص العامة في اعتبار العقوبة الماليللة
ضللربا ً مللن التعزيللر صللريحة وواضللحة ،ومللن أنللوع العقوبللة
المالية :تمليك الغير ،وتعللويض الللدائن عللن ضللرر المماطلللة
داخل فيها ).(53
الجابة:
أجيب بأنه ل يصح اعتبار التعويض المالي للدائن عللن ضللرره
من باب العقوبة المالية؛ لمرين:
104
الول :أن ولية إيقاع العقوبات التعزيرة للحاكم ،و التعللويض
هنا يقع بالشرط أو العرف ،ويباشره الدائن ،فخرج عن كونه
تعزيرا ً بالمال ،ولو فوض تنفيذ العقوبات إلى آحللاد النللاس أو
صح لكونه مشروطا ً فللي العقللد ،لفضللى ذلللك إلللى فوضللى
واضطراب ل يقرها الشرع ).(54
الثاني :أن المراد من العقوبة الزجللر والللردع وليللس الجللبر،
وإل لوجب جبر ضرر الدائن من مماطلة مدينه المعسر.
الدليل الثالث:
أن مسألة المماطلة في الللديون وتللأخر المللوال المسللتحقة
بيد من يجللب عليهللم أداؤهللا لصللحابها ليسللت مسللألة نازللة
تحتاج إلى اجتهاد جديد ،بل هي من المسللائل السللابقة الللتي
يكللثر وقوعهللا ،ويعللاني منهللا النللاس فللي سللائر الوطللان
والزمان ،وباستقراء ما ذكره العلماء في المللدين المماطللل
بغير حق من العقوبات نجد أنه لم ينقل عن أحلد منهللم قبلل
هذا العصر أنه قضى أو أفتى بجللواز التعللويض المللالي لجللل
المماطلللة فللي الللديون ،مللع أن فكللرة تعللويض الللدائن عللن
الربللاح الفائتللة والمتوقعللة مقابللل مللاله المحبللوس عنللد
المماطل قريبة إلى أذهانهم -لو كانت جائزة -؛ إذ هي جزاء
من جنس العمل ،ومعاملة بنقيض القصللد ،وقللد نصللوا علللى
العقوبللات الزاجللرة عللن المماطلللة فللي الللديون ،كالسللجن،
والضرب ،والمنع من فضول المباحات ،وبيللع المللال ونحللوه،
ولم يذكروا التعويض المالي عن ضللرر المماطللة ،ممللا يللدل
على أنه متقللرر لللديهم أن التعللويض المللالي للللدائن بسللبب
المطل أنه داخل في الربا المحرم ،سواء كان مقابل التأخر،
أو فوات الربح المتوقع ،أو الضرر الفعلي؛ إذ هللو زيللادة فللي
دين مقابل زيادة في أجل السداد).(55
المناقشة:
نوقش بأن الفقهاء لللم يبحثللوا هللذه المسللألة فللي عصللرهم؛
لعللدم حللاجتهم إليهللا ،إذ للم يكللن أمللر التجلارة ملن الهميلة
والتأثير مثل ما أصبح عليه في العصر الحاضر ،وكان وصللول
105
الدائن إلى حقله فلي عصلرهم ميسلورا ً وسلريعًا ،بخلف ملا
عليه الوضع الن من طول الجراءات وتأخرها ).(56
الجابة:
أجيب عن المناقشة بما يلي:
عدم التسليم بأن الفقهاء لم يبحثوا هذه المسللألة ،بللل إنهللم
حللوا عليهللا ،ولللم يتوقفللوا عنللدها كللثيرًا؛
بحثوها إل أنهم لم ي ُل ِ ُ
لكونها فللي نظرهللم مللن مسلللمات الفقلله ،إذ هللي مشللمولة
بعموم نصوص القرآن والسنة في تحريم الربا ،ومنه :الزيادة
دين مقابل التأخير ).(57 في ال ّ
وبيانا ً لذلك يقال :إن الفقهاء من خلل استقراء كلمهللم فللي
المماطلللة ،ومللا يشللابهها مللن أحكللام ،يظهللر أنهللم ل يللرون
التعويض المالي مقابل تأخر المال ،وأن المماطل ليس عليه
دين، إل أداء المال لصاحبه ،وأن المطل ل يوجب زيادة في ال ّ
ول يستحق به غلة المال ،وبيان ذلك فيما يلي:
ل :أن أكللثر العلمللاء فسللروا العقوبللة فللي الحللديث :بأنهللا أو ً
الحبلس ،وقللد فسللرها بللذلك وكيلع ،وسللفيان الثللوري ،وابللن
المبارك.
قال ابن المنذر ":أكثر من نحفظ قللوله مللن علمللاء المصللار
دين ،ومملن نحفلظ ذللك عنله: وقضاتهم يرون الحبس في ال ّ
مالك ،وأصحابه ،والشافعي ،والنعمان ،وأصحابهما ،وأبو عبيد
،وبه قال سوار بن عبد الله ،وعبيللد الللله بللن الحسللن ،وقللد
روينا هذا القول عن شريح ،والشللعبي ،وكللان عمللر بللن عبللد
العزيز يقول ":يقسم ماله بين الغرماء ول يحبس" ).(58
وقال الجصاص " :جعل مطل الغني ظلمًا ،والظالم ل محالة
مستحق للعقوبة ،وهي الحبس؛ لتفللاقهم علللى أنلله لللم يللرد
غيره " ).(59
وقال ابن تيمية " :يعاقب الغني المماطل بالحبس ،فإن أصر
عوقب بالضرب حللتى يللؤدي الللواجب ،وقللد نللص علللى ذلللك
الفقهاء من أصحاب مالك ،والشافعي ،وأحمللد ،وغيرهللم ،ول
أعلم في هذا خلفا ً " ).(60
106
دين وامتنللع ،ورأى وقال أيضًا ":ولو كللان قللادرا ً علللى أداء ال ل ّ
الحاكم منعه من فضول الكل والنكاح فله ذلك؛ إذ التعزير ل
يختص بنوع معين ،وإنما يرجع فيلله إلللى اجتهللاد الحللاكم فللي
نللوعه وقللدره ،إذا لللم يتعللد حللدود الللله " ) ،(61والقللول
بالتعويض المالي عن ضرر المماطلة فللي الللديون تعلدٍ علللى
حدود الله ،فيمنع منه؛ لنه ربا.
فظهر بما سبق أن السابقين يرون زجر المماطل بالعقوبات
الرادعة ،وهللم متفقللون علللى عللدم القللول بجللواز التعللويض
المالي للدائن علللى مللدينه المماطللل؛ إذ للو قيللل بله لنقللل،
فالقول بالتعويض اجتهاد جديد في مقابلة هذا التفاق ).(62
سّنة" :لم يقل أحد من العلمللاء قال الدكتور أحمد فهمي أبو ِ
ل ،فللالفتوى بللأن المللدين تجللوز بتغريمه – أي المماطللل -مللا ً
عقوبته بتغريم المال....اجتهاد جديد فللي مقابلللة الجمللاع" )
.(63
ثانيًا :أن الفقهاء تكلموا عن مسائل -أشد من المماطلة في
الديون ُ -تمن َعُ فيها الموال عن أصحابها أزمانا ً طويلللة ظلم لا ً
وعدوانًا ،ولللم يوجبللوا فيهللا إل ضللمان المثللل ،ككلمهللم فللي
الموال المسروقة ،والمغصوبة ،وأمللوال المانللات المعتللدى
عليهللا ،وربللح المللال المغصللوب ،فيقللاس عليهللا تضللمين
المماطل رأس المال فقط وعدم تغريمه من باب أولى.
ومن أقوال الفقهاء في المال المغصوب ما يلي:
قللال فللي الهدايللة " :ومللن غصللب شلليئا ً للله مثللل ،كالمكيللل
والمللوزون ،فهلللك فللي يللده ،فعليلله...ضللمان مثللله...؛ لن
الواجب هو المثل" ).(64
وقال في المعونة " :الشيء المغصوب مضمون باليد ،فمللن
غصب شيئا ً فقد ضمنه إلللى أن يللرده ،فللإن رده كمللا غصللبه،
سقط عنه الضمان ولزم المالك قبوله " ).(65
وقال في )روضة الطالبين( " :ما كان مثلي لا ً ضللمن بمثللله" )
.(66
107
وقال في )المغنلي( ":وملا تتماثلل أجللزاؤه وتتقلارب صللفاته
كالدراهم والدنانير....ضمن بمثله بغير خلف" ).(67
ومن أقوالهم في المال المسروق ما يلي:
قال ابن المنذر " :وأجمعوا أن السارق إذا قطع ووجد المتاع
بعينه ،أن المتاع يرد على المسروق منه " ).(68
وقال في الكتاب ":إذا قطع السارق والعين قائمة فللي يللده،
دها " ).(69
ر ّ
وقللال فللي المعونللة ":إذا قطللع السللارق ثللم وجللد الشلليء
المسروق عنده ،لزمه رده إلى مالكه").(70
رم السارق ما سرق ،قطع أو لم يقطللع، ُ
وقال في الم " :أغ ِ
م ما أتلف للعباد" ).(71 غر َ قط حد ّ الله ُ والحد لله فل ُيس ِ
وقال في المغني ":ل يختلف أهل العلم في وجوب رد العين
المسروقة على مالكها إذا كانت باقية ،فأما إن كللانت تالفللة،
فعلى السارق رد قيمتها ،أو مثلها إن كانت مثلية ،قطع أو لم
يقطللع ،موسللرا ً كللان أو معسللرا ً " ) .(72و َ
مْنللعُ المللال مللن
صاحبه بسبب الغصب والسرقة أشد ظلما ً من َ
من ْعِ لهِ بسللبب
المماطلللة ،ومللع ذلللك لللم يوجبللوا علللى الغاصللب والسللارق
ض عن ضرر التللأخر أو فللوات منللافع المللال أو الضللرر التعوي َ
الحقيقي مقابل بقاء المال عنده تلك المدة ،وحرمان صاحبه
من النتفاع به.
ثالثًا :نص بعض الفقهللاء علللى عللدم ضللمان الغاصللب للربللح
المفللترض )الفرصللة الضللائعة( ،والغاصللب أشللد ظلم لا ً مللن
المماطل ،ومن ذلك ما يلي:
قال البهوتي ":ول يضمن ربح فات على مالك بحبس غاصب
مال تجارة مدة يمكن أن يربح فيها ،إذا لم يتجر فيله غاصلب
" ).(73
وأمللا غيللر الحنابلللة ،فهللم ل يقولللون بضللمان الغاصللب لربللح
المال المحقق ،فضل ً عن ضمانه للربح المفترض ).(74
108
رابعًا :نص بعض الفقهاء على أن المماطل ليس عليه إل أداء
دين ،ول يغللرم رأس ماله ،وأن المطل ل يوجب زيادة في اللل ّ
غلة المال ،فمن ذلك:
ما قاله الشيخ عليللش)- (75بعللد ذكللره قللول الوانللوغي بلأن
المماطل يضمن قيمة ما آلت إليه السكة الجديللدة ،فيمللا إذا
دين بطلللت الفلللوس أو عللدمت -مللا يلللي " :بحللث بللدر اللل ّ
القرافي مع الوانوغي بأن تقييده -أي المدين المماطل -لللم
يللذكره غيللره مللن شللراح المدونللة ،وشللراح ابللن الحللاجب،
وللبحث فيه مجال ظاهر ،لن مطل المللدين ل يللوجب زيللادة
دين ،وله طلبه عند الحاكم ،وأخذه منه جبرًا ،كيف وقد في ال ّ
دخللل عنللد المعاملللة معلله علللى أن يتقاضللى حقلله منلله كمللا
دفعه ..وبحث فيه بعض أصحابنا :بأن غايته – أي :المماطللل-
أن يكللون كالغاصللب ،والغاصللب ل يتجللاوز معلله مللا غصللب
ا.هل...وقد ذكر في المعيللار أن ابللن لللب :سللئل عللن النازلللة
نفسللها،فأجللاب :بللأنه ل عللبرة بالمماطلللة ،ول فللرق بيللن
المماطل وغيره إل في الثم ".
وقد ذكر العدوي) (76فللي نفللس المسللألة مللا نصلله " :فللإن
قلت مللا الفللرق بينلله –أي :المماطللل -وبيللن الغاصللب الللذي
يضمن المثلى -أي في هذه المسألة -ولو بغلء ،مع أنه أشد
ظلما ً من المماطل أو مثله؟ فالجواب :أن الغاصب لما كللان
يغرم الغللة فللي الجمللة خفللف عنلله ،ول كللذلك المماطللل".
وهذا نص واضح على أن المماطل ل يغللرم شلليئا ً يزيللد علللى
أصل الحق.
خامسًا :نص الحطاب المالكي على منع التعويض المللالي إذا
كان مشروطًا ،فقال " :إذا التزم المدعى عليه للمدعي ،أنلله
إن لم يوفه حقه في وقت كذا ،فله عليه كللذا وكللذا ،فهللذا ل
يختلف في بطلنلله؛ لنله صللريح الربللا ،وسللواء كللان الشلليء
دين أو غيره ،وسواء كان شيئا ً معينللا ً الملتزم به من جنس ال ّ
أو منفعة " ) ،(77والحكم بالتعويض بل شرط يللؤول إلللى أن
109
يكللون مشللروطا ً بللالعرف ،فيصللبح عرفلا ً لزملًا ،والمعللروف
عرفا ً كالمشروط شرطًا.
الدليل الرابع:
أن التعويض عن ضرر المماطلة إن لللم يكللن رب لا ً فللي ذاتلله،
فهو ذريعة موصلة إليه ،وسلد ّ الللذرائع مللن القواعللد الفقهيللة
المعتبرة شرعًا) ،(78والقول به يفتللح بللاب الربللا ،والتواطللؤ
على أخذه ،بحجة التعللويض عللن الضللرر ،أو فللوات النتفللاع،
وبنفس حجللة التعللويض عللن الضررانتشللر أخللذ الربللا ،وب لّرَر
المرابون ظلم المدينين والمعسرين ،وبيللان هللذا مللن أربعللة
أوجه:
الوجه الول:
أن النصارى قد استحلوا الربا المحرم فلي شلريعتهم بسللبب
دعوى التعويض عن الضرر ،إذ كللان إجمللاعهم منعقللدا ً علللى
تحريللم الربللا ،إل أن الضللعف بللدأ يللدب فللي صللفوفهم خلل
القرنيللن السللادس عشللر والثللامن عشللر ،حللتى وقللع رجللال
الكنائس في الربا ،بنللاء علللى فتللوى مجمللع انتشللار اليمللان
المقللدس فللي رومللا ،والللتي أجللازت أخللذ الربللا فللي مقابلللة
الخطر من فقد أصل المللال ،ثللم أث ّللرت الحللوال القتصللادية
دين النصللراني حللتى ضلليقوا دائرة الربللا، على آراء رجللال الل ّ
فأباحوا الفائدة استثناًء في الحالت التية:
-1إباحة التعويض للمقلترض علن أي خسلارة حصللت عليله
بسبب القرض.
-2إباحة التعويض عن الربح الفائت.
-3إباحة الشرط الجزائي الذي يلتزم بسببه المقترض إذا لم
يسدد القرض في الميعاد وتأخر في وفائه ،بللأن يللدفع مبلغ لا ً
إضافيًا ،وقد ترددت الكنيسللة فللي إباحللة هللذا الشللرط بللادئ
المر ،ثم أجازته ).(79
قال أحد النصارى ":إذا لحق المقرض ضرر ناجم عللن تللأخير
المقلترض علن الوفلاء فلي الميعلاد المحلدد للسلداد ،يصلبح
للمقرض الحللق فللي مطالبللة المقللترض بللالتعويض شللريطة
110
إثبات الضرر الذي انتللاب المقللرض " ) ،(80فللالتعويض عللن
ضرر تأخر المدين هي حجة من أباح الربا من النصارى.
الوجه الثاني:
توسع بعض المصارف السلللمية الللتي أخللذت بفتللوى جللواز
التعويض في تطبيق التعللويض ،إذ صللار التعللويض عللن ضللرر
المماطلللة كالفللائدة الربويللة ،ممللا حمللل بعللض مللن أفللتى
بللالتعويض أن يللتراجعوا عللن فتللواهم؛ لعللدم إمكللان تطللبيق
شروطهم التي قيدوا بها الجواز).(81
الوجه الثالث:
أن صاحب المال لللن يلللح علللى المللدين بتسللديد دينلله ،ولللن
يحرص على متابعللة مللدينه ،إذ إنلله سيحصللل مللن المماطللل
ض مالي عن مماطلته ،بل ربما يطمع على أصل ماله مع عو ٍ
في هذا العوض ويتطلع لتللأخره ومطللله ،ومللن جهللة أخللرى:
فإن المدين المماطل لن يبالي في الوفاء في زمللن السللداد
المحدد ،بل سيستسللهل التعللويض ،ويستصللعب دفللع المبلللغ
دين ،فينقلب التعللويض مللع مللرور الزمللن إلللى كامل ً لوفاء ال ّ
اتفاق عرفي على التأخير بزيادة – تسمى تعويضا ً عللن ضللرر
– وهي ذريعة يجب سدها ومنعها.
الوجه الرابع:
أن تأخير تحديد مقدار التعويض يفضي إلى النزاع ،مع ما فيه
مللن صللعوبة التقللدير ،فليللس مللن المسللتبعد أن يتللم تحديللد
التعللويض فللي بدايللة العقللد أو يربللط بعللدد اليللام ،كمللا فللي
الفوائد الربوية أو بنسبة معينة ونحوه ،وهذا يؤدي إلللى الربللا
المحرم بالتفاق ،ولللذلك لللزم القللول بمنللع التعللويض؛ سللدا ً
للذريعة ،وصونا ً للشريعة ).(82
الدليل الخامس:
أن جواز التعويض عن ضرر المماطلة في الديون -عند مللن
يقول به -مقيد بشروط تخرجه عللن الربللا ،وهللذه الشللروط
نظرية يصعب تحقيقها في الواقع العملي ،فمنها:
111
ل :شرط عدم كللون المللدين معسللرًا؛ لن المعسللر منظللر أو ً
بنللص القللرآن حللتى يوسللر ،إل أن التحقللق مللن اليسللار أو
العسار أمر صعب في الللوقت الحاضللر ،ويكللاد يتعللذر علللى
اللدائن التحقلق ملن كلل حاللة بعينهلا ،ل سليما فلي البنلوك
والمصارف التي يتعاملل معهللا اللف ،ولللذا نجللد أنله ُيحتللال
على إسقاط هللذا الشللرط -وهللو عللدم كللونه معسللرا ً – بللأن
يكتب في العقد شرط آخر :وهللو أن المللدين يعتللبر موسللرًا،
ويعاملل بنلاء عللى ذللك ملا للم يحكلم عليله بحاللة الفلس
قانونًا ،وهي حالة نهائية ل توجد إل نادرًا ،ممللا يللدل علللى أن
كللثيرا ً مللن المللدينين الللذين يطللالبون بللالتعويض هللم مللن
المعسرين حقا ً ).(83
ثانيللًا :القللول بللالتعويض المللالي علللى المللدين المماطللل
مفروض بناء على أسللاس وقللوع ضللرر علللى الللدائن بسللبب
المماطلة ،وهو فوات فرصة الربح ،إذ يفترض أن هذا المللال
لو دفللع لصللاحبه لمكللن أن يسللتثمر بتجللارة ،أو مضللاربة ،أو
صناعة ،أو مشاركة ،فيربللح كللذا ،وهللذا إن جللاز نظريلًا ،فهللو
بعيد عمليًا؛ لن الدائن ل يقطع بتنمية ماله واستثماره ،ثم لو
استثمره فإنه ل يقطع بحصلول الربلاح ،فضلل ً علن تحديلدها
بمقدار معين ،إذ ماله معرض للربح والخسلارة ،وهلذا ظلاهر
في المصارف والبنوك ،إذ ل تستفيد مللن كللل مللا لللديها مللن
أموال ،بل إن نسبة السيولة غالبا ً ما تكون أكثر مللن النسللبة
المحددة التي يجب الحتفاظ بها من قبل البنللوك المركزيللة)
،(84فإذا كان عند الللدائن مللال – فللائض نقللدي – يمكللن أن
يدفع بلله عللن نفسلله الضللرار الطللارئة ،ويسللتغل أي فرصللة
استثمارية يظن أنها تدر له ربحًا ،فإن دعوى الضرر ل تقبللل،
ويبطل شرط حصول الضرر.
"أدلة القول الثاني:
اسللتدل القللائلون بجللواز إلللزام المللدين المليللء المماطللل
بتعويض الدائن عن ضرر فوات منفعة ماله وربحه المفللترض
بتسعة أدلة ،وهي ما يلي:
112
الدليل الول:
اليات الدالة على وجوب الوفاء بالعقود ،والمانات ،وتحريللم
أكل المال بالباطل ،ومن ذلك:
مُنوا أوُْفوا ِبال ْعُُقوِد" ).(85 َ َ
نآ َ َ قوله _تعالى_" :يا أي َّها ال ّ ِ
ذي
ت إ ِل َللى َ وقللوله _تعللالى_" :إن الل ّله يلأ ْمرك ُ َ
دوا اْل َ
مان َللا ِ ن ت ُلؤَ ّ مأ ْ َ َ ُ ُ ْ ِ ّ
أ َهْل َِها" ).(86
َ ْ َ
م
كلل ْ وال َك ُ ْ
م ب َي ْن َ ُ مُنوا ل ت َأك ُُلوا أ ْ
ملل َ نآ َ ذي َ وقوله _تعالى_َ" :يا أي َّها ال ّ ِ
بال ْباطل إّل أ َ
م" ).(87 من ْك ُ ْ ض ِ ٍ را
َ َ ت ن
ْ َ ع ً ة رَ جاَ ِ ت ن
َ ن تَ ُ
كو ْ ِ َ ِ ِ ِ
وجه الدللة من هذه اليات:
دلت اليات على وجوب الوفاء بالعقد ،وأداء المانة ،وتحريم
أكل المللال بالباطللل ،وتللأخير الوفللاء عللن ميعللاده دون رضللا
صاحبه يعد من أكل المال أو منفعته بالباطل ،وعليلله فيكللون
المتخلف ظالما ً لصاحب المال ،ومسللؤول ً عللن الضللرر الللذي
يلحقه من جراء مماطلته ،فيضمن منفعة ماله تلللك المللدة )
.(88
المناقشة:
نوقش الستدلل باليات من ثلثة أوجه:
الوجه الول:
أن مدلول هذه اليات خارج عن محل النزاع ،وهللو التعللويض
عن منافع المال الفائتة بالمماطلة.
الوجه الثاني:
دين أكل ً لمنفعللة المللال عدم تسليم كون التأخير فللي أداء ال ل ّ
بغيللر حللق خلل تلللك المللدة الللتي ماطللل فيهللا المللدين؛ لن
قابلية النقللود للزيللادة أمللر محتمللل ،فل تعللد منفعللة محققللة
الوجللود قللد أكلهللا المللدين المماطللل عللدوانا ً حللتى يطللالب
بالتعويض المالي عنها ).(89
الوجه الثالث:
أن اعتبللار المللدين المماطللل بغيللر عللذر ظالملا ً معتللديا ً أمللر
مسلم ل خلف فيه لنص الحديث علللى ذلللك ،ومنشللأ ظلملله
إلحاقه الضرر بالدائن نتيجة تأخير الوفاء عللن وقتلله بل عللذر،
113
ن بغيره ظلما ً يعللد موجب لا ًه النسا ُ
إل أنه ليس كل ضرر يلحُق ُ
للتعويض المالي).(90
الدليل الثاني:
ما ورد عن النبي _صلى الله عليه وسلم_ أنه قال " :ل ضرر
ول ضرار ").(91
وجه الدللة من الحديث:
دل الحللديث علللى تحريللم الضللرر ووجللوب إزالتلله ،والضللرر
الواقع على الدائن ل يزول إل بتعويضه مالي لا ً عمللا فللاته مللن
منللافع مللاله خلل مللدة المماطلللة ،بللل إن معاقبللة المللدين
المماطل بغير التعويض المالي ل يفيد الدائن المتضرر شيئًا،
فل يرتفع ضرره إل بذلك ).(92
المناقشة:
نوقش الستدلل بهذا الحديث من أربعة أوجه:
الوجه الول:
تسليم تحريم الضرر ووجوب إزالته بالطرق الشللرعية ،لكللن
من أين لكم أن زوال الضرر ل يكون إل بالتعويض المللالي؟؛
إذ إن إزالة هذا الضرر بللالتعويض المللالي ليللس مللن مللدلول
النص صراحة ول إشارة ،ولو كللان هللذا النللص يللدل علللى أن
دين ضرر المماطل يزال بفرض زيادة مالية تضاف لصللل ال ل ّ
تعويضا ً له عن ضرر فوات ربحه خلل مدة المماطلة لللوجب
الحكم بها ،و لوجب على كل قاض ومفت أن يقضللي ويفللتي
بالتعويض المالي ،ولكن لم يوجد في التاريخ قللاض أو مفللت
حكم أو أفتى بذلك مع كثرة قضايا المماطلة في الديون في
كل عصر ومصر ).(93
الوجه الثاني:
أن ضرر الدائن المعترف بلله شلرعا ً هلو علدم حصلوله علللى
ماله في وقته المحدد ،وإزالة هذا الضرر بأن يسلم إليه ذلك
المبلغ الذي هو حقه ،وليس من حقه أخذه ما يزيد عن مبلللغ
دينه؛ لنه ربا ).(94
الوجه الثالث:
114
أن من فروع القاعدة الفقهية المستنبطة من هذا الحديث) :
الضرر يزال ( قاعدة مقّيدة لها ،وهللي ) :أن الضللرر ل يللزال
بمثله ول بما هو أشللد منلله( ،وفللي إلللزام المللدين المماطللل
بالتعويض المالي إزالة للضرر بمثل الضرر الواقللع بللل أشللد؛
إذ يفرض عليه الربا ،وت ُن َّزل المنفعة المحتملة منزل المحققة
المستوفاة ،فهو مقابلة لظلم المطللل بظلللم مللن نللوع آخللر)
.(95
الوجه الرابع:
قولكم" :معاقبة المدين المماطللل بغيللر التعللويض المللالي ل
يفيد الدائن المتضرر شيئا ً " ،ل يعني جواز الحكم بللالتعويض؛
لن هللذه المسللألة -أي عقوبللة المماطللل -ل تعالجهللا أص لل ً
قاعدة الجوابر؛ لخروجها عن نطاقها ،وانضوائها تحت قاعللدة
الزواجر ،التي تكفل دفع هذه المفسدة واستئصالها من حياة
الناس ،والعقوبات الشرعية ليس من شأنها الجبر ،ووظيفتها
تنحصر في الزجر ،فالسارق إذا قطعت يده ،أو المحللارب إذا
أقيم عليه حد الحرابة ،فللإن هللذه العقوبللات ل تزيللل الضللرر
المادي عن المتضرر المظلوم؛ لن من شأن العقوبات زجللر
الناس عن الظلم ،ومنعهم من اقتراف الذنوب الموجبللة لهللا
درءا ً للمفسدة المتوقعة).(96
الدليل الثالث:
ما ورد عن أبي هريرة _رضي اللله عنله_ قلال :قلال _صللى
الله عليه وسلم_ " :مطل الغني ظلم " ).(97
الدليل الرابع:
ما ورد عن عمرو بن الشريد عن أبيه عن النبي _صلللى الللله
عليه وسلم_ " :لي الواجد يحل عرضه وعقوبته".
وجه الدللة من الحديثين:
دين مللن القللادر علللىدل الحديثان أن المماطلة فللي أداء الل ّ
الوفاء ظلم يستحق فللاعله الفضلليحة والعقوبللة ،ومللن أنللواع
العقوبة التعزيرية :التعزير بالمال ،وهو مشروع كما قرر ذلك
المحققين من أهل العلم ،والتعزير بالمال أنواع:
115
النوع الول :إتلف.
النوع الثاني :تغيير.
النوع الثالث :تمليك للغير.
ومن النوع الثللالث :تعللويض الللدائن عللن فللوات منللافع مللاله
خلل مدة المماطلة ).(98
ومن شواهده :مضاعفة الغرم على سارق مال يوجب حللدا ً )
.(99
المناقشة:
نوقش الستدلل بالحديثين من ستة أوجه:
الوجه الول:
عللدم التسللليم بللأن العقوبللة الماليللة داخلللة فيمللا دل عليلله
الحديث من مشروعية عقوبة المماطل؛ بناء على فهللم أهللل
العلم لها ،إذ قصروا هللذه العقوبللة علللى الحبللس ،والضللرب،
وبيع المال ،ونحللو ذلللك ،ولللم ينقللل عللن أحللد منهللم تفسللير
العقوبة هنا :بتغريللم المماطللل مللال ً عوض لا ً عللن تللأخره فللي
الوفاء يدفع لصالح الللدائن ،بللل نصلوا عللى أن العقوبللة هلي
الحبللس ،والضللرب ،وبيللع المللال ،واتفللاقهم علللى ذكللر هللذه
العقوبللات مللع إعراضللهم عللن القللول بللالتعويض مللع وجللود
المقتضي للقول به من كثرة حوادث المماطلة فللي الللديون،
دليللل علللى أنلله متقللرر لللديهم منعلله؛ لشللتماله علللى الربللا
المحرم ).(100
الوجه الثاني:
أن الحللديث أحللل أمريللن مللن المماطللل ،همللا :العللرض
والعقوبة ،ولللم يقللل) :ويحللل مللاله( ،فللالعرض يعنللي :جللواز
شكايته وذمه وذكللره بسللوء المعاملللة ،والعقوبللة كمللا سللبق
معناها :الحبس ،والضللرب ،وبيللع المللال ،ونحللوه ،ممللا شللأنه
الزجر والردع ،وأما الجبر بللالتعويض ،فليللس داخل ً فيهللا ،وإل
لشرع التعويض في حق المعسر المتأخر في الوفاء متى مللا
أيسر ولم يقل به أحد ).(101
الوجه الثالث:
116
أن مضللاعفة الغللرم علللى سللارق مللا ل يللوجب حللدا ً ل يصللح
السللتدلل بله علللى مللا نحللن فيلله مللن حكللم إلللزام المللدين
المماطل بدفع تعويض مقابل المماطلة؛ لن هذا الحكم ثبت
بالنص الشرعي ،وذلللك فيمللا رواه عمللرو بللن شللعيب)(102
عن أبيه عن جده أن رسول اللله _صللى اللله عليله وسللم_
سئل عن الثمر المعلللق ،فقللال " :ملن أصلاب بفيله مللن ذي
حاجة غير متخذ خبنة فل شيء عليه ،ومللن خللرج بشللي منلله
فعليه غرامة مثليه والعقوبة ،ومللن سللرق منلله شلليئا ً بعللد أن
رين فبلغ ثمللن المجللن فعليلله القطللع ،ومللن سللرق ج ِ
يؤويه ال َ
دون ذلك فعليه غرامة مثليه والعقوبة ".
ومثله الحديث الخر عن عمرو بن شعيب عن أبيه عللن جللده
قال" :سمعت رجل ً من مزينة يسأل رسول الله _صلى الللله
عليه وسلم_ ،قال :يا رسول الله جئت أسللألك عللن الضللالة
من البل؟ قال :معها حللذاؤها وسللقاؤها تأكللل الشللجر وتللرد
الماء ،فدعها حتى يأتيها باغيها ،قال :الضالة من الغنم؟ قال:
لللك أو لخيللك أو للللذئب ،تجمعهللا حللتى يأتيهللا باغيهللا ،قللال:
الحريسة) (103التي توجللد فللي مراتعهللا؟ قللال :فيهللا ثمنهللا
مرتين ،وضرب نكال ،وما أخذ من عطنه ،ففيه القطع إذا بلغ
ما يؤخذ من ذلك ثمن المجن ").(104
وجه الدللة من الحديثين:
أن النبي _صلى الله عليه وسلم_ فرق بين العقوبة والغرامة
المالية ،مما يدل على أن العقوبة يراد بها الجزاء البدني مللن
حبس وضرب وتضييق ونحوه ،ويؤيده :قوله _صلى الله عليه
وسلم_ " :ل عقوبة فللوق عشللرة ضللربات إل فللي حللد مللن
حدود الله ") ،(105كما يؤيده أيضًا :تفريقه _صلى الله عليه
وسلم_ بين العرض والعقوبة فيما يحل من المماطل الواجد،
مللع أن الشللكوى والتظلللم وذكللره بسللوء المعاملللة عقوبللة
بالمعنى العام ،وبناء على مللا سللبق ،يظهللر أن العقوبللة فللي
الحديث يراد بها الجزاء الواقع على بدن المماطل دون ماله،
والله أعلم ).(106
117
الوجه الرابع:
أن الصل في العقوبات الشللرعية أن تكللون زاجللرة رادعللة،
وليللس مللن شللأنها أن تجللبر الضللرر ،والعقوبللات الزاجللرة
شرعت لكي ترفع المفسدة عن حياة الناس وتستأصلها ،أما
التعللويض فللإنه ربمللا حمللل الطرفيللن علللى التواطللؤ علللى
المماطلة والتحايل لخذه ،فيصبح هذا التعويض سللتارا ً للربللا
المحرم) ،(107فالتعويض ل يعالج مشكلة المطللل بقللدر مللا
يزيدها تعقيدًا.
الوجه الخامس:
أن ولية التعزير بالمال – على افللتراض أن التعللويض داخللل
في التعزير بالمال -للحللاكم وليسللت للللدائن ،وقيللام الللدائن
بتطبيق العقوبللة علللى المللدين وتنفيللذها يللؤدي إلللى فوضللى
ونزاع ل يقره شرع ول يقبله عقللل ،ولللذا لللم يقللل أحللد بللأن
للدائن أن يعاقب المدين بللالحبس ،أو الضللرب ،دون الحللاكم
الشرعي).(108
الوجه السادس:
أن هذا المال المأخوذ من المدين المماطل تعزيللرًا ،ل يخلللو
إما أن يذهب إلى بيت المال ،أو إلى الدائن ،فإن ذهللب إلللى
بيت المال كما هو الشأن فللي الغرامللات الماليللة التعزيريللة،
فإن الغرض وهو تعويض الدائن لم يتحقق - ،ول ينفع الللدائن
تغريم المدين في هذه الحالة ،فتبقى العقوبات الخرى أنفللع
للله؛ لكونهللا تضلليق علللى المللدين فللي عرضلله وبللدنه حللتى
يسدده ،-وقد ل يلحق المدين ضرر مللن دفللع الغرامللة لللبيت
المال إن كان غنيًا ،أو كان يربح من المال الللذي يماطللل بلله
أكثر مما يدفعه من الغرامة.
وأما إن ذهبت إلى الللدائن ،فللإن المللر يللؤول إلللى أن تكللون
زيادة في دين مقابل زيادة في أجل ،وهو عين ربللا الجاهليللة
المحرم ،إذ ل فرق بينهما في النتيجة ).(109
الدليل الخامس:
118
أن من أسس الشريعة ومقاصدها العامة عدم المساواة بين
الميللن والخللائن ،وبيللن المطيللع والعاصللي ،وبيللن العللادل
والظالم ،وبين المنصف والجائر ،ول بين من يللؤدي الحقللوق
إلى أصحابها ومن يؤخرها.
ول شلك أن تللأخير الحللق عللن صللاحبه عمللدا ً ومطل ً بل عللذر
م وجوٌر بشهادة النصللوص الشللرعية ،وفيلله ضللرر شرعي ظل ٌ
لصاحب الحلق بحرملانه منلافع مللاله مللدة التللأخير اللتي قلد
تطول كثيرًا ،فإذا لم يلزم المماطل بتعللويض صللاحب الحللق
عن ضرر هذا التأخير ،كانت النتيجة أن هذا الظللالم العاصللي
يتساوى مع المين العادل الللذي ل يللؤخر الحقللوق ول يلحللق
الضرار ،إذ كلهما يؤدي مقدار الللواجب فقللط ،بللل إن ذلللك
يغري ويشللجع المماطللل علللى ممللاطلته ،والجللزاء الخللروي
بمعاقبة هذا الظالم ل يفيد صاحب الحق المهضوم شيئا ً فللي
الدنيا ،وحفظ المال مقصود للشارع ،لللذا جعللل للله ضللمانات
قضائية لتحصيله في الدنيا قبل الخرة ،ومنها هذا التعويض )
.(110
المناقشة:
نوقش بعدم تسليم دعوى أن عدم تعويض الدائن عللن ضللرر
المماطلة يستلزم مساواة المماطل بغيره ،وأن ذلك يشللجع
على المماطلة ،وذلك من ثلثة أوجه:
الوجه الول:
أن المسلم الذي يؤمن بالله واليوم الخر يخاف كل الخللوف
مللن الوقللوع فيمللا حرملله الللله _تعللالى_ مللن مماطلللة أهللل
الحقوق بغير عذر؛ لنه ظلم للعباد يترتب عليه ما أعده الللله
للظالمين من عقوبة حذرت منهللا النصللوص الشللرعية ،فهللو
ظلمللات يللوم القيامللة ،وسللبب لسللخط الللله ونقمتلله علللى
الظالم ،وهو فاتح لبواب السماء لسللتجابة دعللوة المظلللوم
علللى ظللالمه ،وهللذا الللوازع اليمللاني هللو الحامللل للمللؤمن
والزاجللر للله كيل يقللع فللي المماطلللة قبللل أن تفللرض عليلله
غرامة تعويضية للدائن).(111
119
الوجه الثاني:
أنه في حال ضعف الللوازع اليمللاني فللي قلللب المللدين عللن
زجره عن الوقوع في المماطلة ،فإن اقترفه للمماطلة بغيللر
حللق يصلليره فللي حكللم الشللريعة ظالم لا ً يسللتحق الشللكوى
الفاضحة ،والعقوبة الزاجرة ،وهمللا كافيتللان بللردع المماطللل
الظالم عن ظلمه ،وكفلله عللن المخالفللة بقللوة ل تعللدلها أيللة
غرامة مالية ).(112
الوجه الثالث:
أنه فلي حللال ضلعف اللوازع اليمللاني ،وعللدم وجللود الللرادع
ق لحكام الشريعة في المماطلين-كما يبرر السلطاني ال ُ َ
مطب ِ ِ
بذلك من أجاز التعويض ضللرورة ،-فللإن الللواجب علللى أهللل
الموال أن يحتاطوا بالخذ بللالجوانب التوثيقيللة الللتي تضللمن
حفظ حقوقهم ،وذلللك بعللدم التوسللع فللي عقللود المللداينات،
وعمل الدراسات الجادة واللزمة للمشاريع الستثمارية قبللل
الللدخول فيهللا ،وتقييللم جللدوها القتصللادية ،وأخللذ الضللمانات
الكافية لحفظ الحق واستيفائه ،كللالرهن والضللمان ونحوهللا،
والتحري في المعاملة مع ذوي المانة والصدق والكفللاءة ،إذ
كثيرا ً ما يكون من أسباب المطل حصول التفريط فللي هللذه
المور.
الترجيح:
بعد عرض القللولين وأدلتهمللا ومللا ورد عليهللا مللن المناقشللة
والتوجيه ،يتبين أن القول الول هو الراجح ،وهللو عللدم جللواز
إلزام المدين بتعويض مالي يدفعه للدائن مقابل ضرر فللوات
دين ،وذلللك منفعة المال وربحه بسبب ممللاطلته بالوفللاء بال ل ّ
لما يلي:
(1قوة أدلللة القللائلين بللالمنع ،وتللوجيه المناقشللات الللواردة
عليها ،مع مناقشة أدلة القول الثاني ،وبيان أنها ل تدل علللى
التعويض المالي.
(2اختلف القائلين بالتعويض في تكييفه ،هللل هللو تعزيللر أم
تعويض؟ وفي كيفية تقديره؟ دليل على ضعف هذا القول.
120
(3أن النتيجللة النهائيللة للتعللويض هللي نفللس نتيجللة الربللا،
والفرق بينهما فللي التخريجللات فقللط ،فهللو يأخللذ مللال ً زائدا ً
بسبب التأخر في زمن الوفاء.
(4إن التعويض عن ضرر المماطلة إذا لم يكن ربا ً في ذاتلله،
فهو ذريعة إلى الربا ،فيمنع.
(5ما سبق نقله عن أهل العلم بأن المثلي يضللمن بللالمثلي،
دين ،وأنلله ل فللرق بيللن وأن المماطلة ل توجب زيادة فللي الل ّ
المماطل وغيره إل في الثم ،وأنه بالشرط يمنع اتفاقًا ،فكذا
باللزام القضائي ،والله أعلم.
التعويض عن الضرار المترتبة على المماطلة فللي الللديون )
(2/2
----------------------------------
) (1ينظر :معجم مقللاييس اللغللة ص ) ،(598لسللان العللرب
ص ) ،(4/482القاموس المحيط ص ) ،(550المصباح المنير
ص ).(136
) (2سورة النبياء ،جزء من الية ).(83
) (3التعويض عن الضرر في الفقه السلمي للدكتور محمللد
بوساق ص ) ،(68ينظر :معجم المصطلحات القتصادية فللي
لغة الفقهاء ص ).(219
) (4ينظر في هذه الشروط :الضللمان فللي الفقلله السلللمي
للشيخ علللي الخفيللف ) ،(48التعللويض عللن الضللرر للللدكتور
محمللد بوسللاق ص ) ،(211-177ونظريللة الضللمان للللدكتور
وهبة الزحيلي ص ) (188وما بعدها ا.هل
) (5اختلف الفقهاء في ضللمان المنللافع؟ بنللاء علللى خلفهللم
في مالية المنافع ،فقال الجمهور " :هي مضمونة؛ لنها مللال
يمكن تقويمه وأخذ العوض عنه والمبادلة بينه وبين المللال "،
وخالف الحنفية فقالوا :بعدم مالية المنللافع ،والمللال كللل مللا
يمكن تملكه من أي شيء ،والمنافع ل تملك ول تدخر ،ينظر:
المبسوط ) ،(11/79الموسوعة الفقهية ) ،(13/37التعويض
عن الضرر د .محمد المدني بوساق ص ).(180
121
) (6ينظر :بللدائع الصللنائع ) ،(7/167الضللمان للخفيللف ص )
،(169التعويض عن الضرر لبوساق ص ).(188
) (7أهلية الوجوب :هي صلحية النسان لوجوب الحقوق للله
وعليه معا ً أو للله أو عليلله ،ومبنللى ذلللك وجللود ذمللة صللالحة،
ينظللر :بللدائع الصللنائع ) ،(7/168الشللرح الكللبير للللدردير )
،(3/443قواعللللد الحكللللام ) ،(1/186القنللللاع )،(2/354
الموسوعة الفقهية الكويتية ).(7/152
) (8ينظلللر :بلللدائع الصلللنائع ) ،(7/315الخرشلللي )(8/42
المهذب ) ،(2/205المغني ).(12/133
) (9حول جواز إلزام المدين المماطل بتعويض الدائن ،مجلة
دراسللات اقتصللادية إسلللمية .ع ،2 :م ،3:ص) ،(20ينظللر:
تعليق زكي شعبان عليه ص ) ،(198مجلة الملك عبد العزيز
مجلد ص ).(20
) (10بحث في مطل الغني وأنه ظلم يحل عرضلله وعقللوبته
ضمن مجموع فتاوى وبحوث الشيخ ).(3/239
) (11التفللاق علللى إلللزام المللدين الموسللر بتعللويض ضللرر
المماطل ص ) ،(112ينظر :التعويض عن الضرر من المدين
المماطل لمحمد الزحيلي ص ) ،(82بحوث في قضايا فقهية
معاصرة للعثماني ص ).(37
) (12التعلويض عللن الضللرر مللن المللدين الماطللل د .محمللد
دينالزحيلي ص ) ،(82التعويض عن ضرر المماطلة فللي اللل ّ
بين الفقه و القتصاد د.محمد ابن الزرقاء ود .محمد بن علي
القري ص ).(38
) (13خللروج هللذه المسللألة مللن النللزاع ل لكللون العقوبللة
بللالتعزير بالمللال مسللألة متفللق عليهللا ،بللل لن الخلف فللي
التعويض ليس مبنيا ً على جواز التعزير بالمال ،أما مللا يتعلللق
بالتعزير بالمال ،فيقال:
التعزير بأخذ المال محل إشكال ،ومسألة تحتاج إلى تحريللر،
وذلك أن كثيرا ً مللن العلمللاء نصللوا فللي مواضللع علللى حرمللة
التعزير بالمال ،وتحريم أخذه بللدون حللق وطيللب نفللس مللن
122
صاحبه ،ويعللون المنللع بللالخوف مللن تسلللط الجبللابرة علللى
أموال الناس ،وأخذها بالتشهي ظلملا ً وبغيلا ً بللدعوى التعزيللر
بالمال .
قال ابن عابدين " :المذهب عدم التعزير بأخذ المال " ،وقال
قبل ذلك " :وعن أبي يوسف :يجوز التعزير للسلللطان بأخللذ
المال ،وعندهما وباقي الئمة ل يجوز ا.هللل ...ول يفللتى بهللذا،
لما فيه من تسليط الظلمة على أخذ مللال النللاس فيللأكلونه،
… وأفاد في البزازيللة :أن معنللى التعزيللر بأخللذ المللال علللى
القول به :إمساك شيء من ماله عنه مدة لينزجر ثللم يعيللده
الحاكم إليه ،ل أن يأخذه الحاكم لنفسه ،أو لبيت المللال كمللا
يتوهمه الظلمة ،إذ ل يجوز لحد من المسلمين أخذ مال أحد
بغيللر سللبب شللرعي "].ينظللر :حاشللية ابللن عابللدين )-4/61
.[ (62
ل إنسللان ". ب من الذنوب ما َ ح ُ
ل ذن ٌ وقال المام مالك " :ل ي ُ ِ
] ينظللر :البيللان والتحصلليل لبللن رشللد ) ،[ (9/359وقللال
الدسوقي " :ول يجوز التعزير بأخذ المال إجماعللا ً "] .ينظللر:
حاشية الدسوقي على الشرح الكبير ).[ (4/355
وقال الشافعي " :ل يعاقب رجل في ماله ،وإنما يعاقب فللي
بدنه ،وإنما جعل الله الحدود على البدان ،وكذلك العقوبلات،
فأما الموال فل عقوبة عليها"] .ينظر :الم ).[ (4/265
وقللال ابللن قدامللة " :التعزيللر يكللون بالضللرب ،والحبللس،
والتوبيخ ،ول يجوز قطع شيء منه ول جرحله ،ول أخلذ مللاله؛
لن الشرع لم يرد بشيء من ذلك عن أحد يقتللدي بلله ،ولن
الواجب أدب ،والتأديب ل يكون بالتلف "] .ينظر :المغنللي )
.[ (12/526
فهذه عبارات العلماء في تحريم التعزير بأخذ المال ،حللتى ل
ُيفتح الباب للظلمة لستباحة أموال الناس المعصللومة ،قللال
في القناع ) " :(4/246قال الشيخ -يعني ابللن تيميللة :-وقللد
يكون التعزير بالنيل من عرضه ،مثل أن يقال له :يا ظالم ،يا
معتدي ،وبإقامته من المجلس ،وقال :التعزيللر بالمللال سللائغ
123
إتلفا ً وأخذًا ،وقول أبي محمد المقدسي -يعني الموفق ابللن
قدامة :-ل يجوز أخذ ماله ،إشارة منه إلى مللا يفعللله الحكللام
الظلمة " ا.هل.
ل بللالجواز علللى مسللائل مخصوصللة ن تيمية القو َ وقد خّرج اب ُ
في مذاهب أهللل العلللم ،وبيللن أن العلمللاء ممللن نللص علللى
المنع يقللول بله فللي تفاصليل بعلض المسلائل ،قلال _رحملله
الللله_" :والتعزيللرات بالعقوبللات الماليللة مشللروع أيضلًا،فللي
مواضع مخصوصللة ،فللي مللذهب مالللك فللي المشللهور عنلله،
ومذهب أحمد في مواضع بل نللزاع عنلله ،وفللي مواضللع فيهللا
نزاع عنه ،والشافعي في قول ،وإن تنازعوا في تفصيل ذلللك
"] .ينظر :الحسبة ص ).[(93
ولمزيد من البحث في التعزير بالمال ،ينظر :الفتاوى الكبرى
) ،(5/530الطرق الحكمية ص ) ،(207فتاوى الشيخ محمللد
بلن إبراهيلم ) ،(12/125كتللاب التشللريع الجنلائي السللمي
لعبد القادر عوده ) ،(1/705والتعزير في الشريعة السلمية
للللللدكتور عبللللدالعزيز عللللامر ص ) ،(409-394الحللللدود و
التعزيرات عنللد ابللن القيللم للشلليخ بكللر أبللو زيللد ص )-496
،(498التعزير بالمال لماجد أبو رخية ص .270-255
) (14سورة البقرة ،جزء من الية ).(275
) (15سورة البقرة ،جزء من الية ).(275
) (16سورة البقرة اليتين )(278و).(279
) (17أخرجه البخاري في الصحيح ،كتاب الوصللايا بللاب قللول
مى ظ ُْلم لًا". الللله _تعللالى_" :إن ال ّلذين ي لأ ْك ُُلو َ
ل ال ْي َت َللا َ
وا َ
مل َ
نأ َْ ِ َ َ ِ ّ
]سللورة النسللاء ،جللزء مللن اليللة ) (5/462) [(10برقللم )
،(2766ومسلللم فللي الصللحيح ،كتللاب اليمللان ،بللاب بيللان
الكبائر وأكبرها ).(1/92
) (18أخرجللله مسللللم فلللي الصلللحيح ،كتلللاب المسلللاقاة
والمزارعة ،باب الربا ).(11/26
) (19أخرجه مسلللم فللي الصللحيح ،كتللاب الحللج ،بللاب حجللة
النبي _صلى الله عليه وسلم_ ).(8/182
124
) (20أخرجه أبو داود في سننه ،كتاب البيوع ،باب وضع الربا
) ،(9/131ورقم الحديث ) ،(3332وابن مللاجه فللي السللنن،
كتللاب المناسللك ،بللاب الخطبللة فللي يللوم النحللر )،(2/1015
ورقم الحديث ).(3055
) (21الجمللاع ) ،(136أحكللام القللرآن ) ،(1/638المغنللي )
،(6/52المجمللوع ) ،(9/391ينظللر :القللوانين الفقهيللة ص )
،(165بداية المجتهد ) ،(2/128إعلم الموقعين ).(2/103
) (22وممن اختاره من المعاصرين وكتب لنصرته:
الستاذ الدكتور أحمد فهمي أبو سنة في مجلللة الزهللر ص )
،(754ج) ،(7السنة ) (63رجب 1411هل
والدكتور نزيه كمللال حمللاد فللي المؤيللدات الشللرعية لحمللل
المدين المماطل على الوفاء ص ).(295
والللدكتور علللي السللالوس كمللا فللي مجلللة المجمللع ،العللدد
السادس ).(264 /1
والدكتور تقي العثماني في كتللابه بحللوث فللي قضللايا فقهيللة
معاصرة ص ).(40
والدكتور محمد شبير كما في الندوة الرابعللة لللبيت التمويللل
الكويتي ص ).(281
والدكتور حسن المين كما في تعليقه على بحللث الزرقللا ص
) (41في مجلة دراسات اقتصادية إسلمية )م،3:ع.(2:
والللدكتور رفيللق المصللري كمللا فللي مجلللة المجمللع ،العللدد
السادس ).(1/334
والشيخ عبدالله بن بيه كما في تعليقه على بحث الزرقللا ص
) (54في مجلة دراسات اقتصادية إسلمية )م-3:ع.(2:
دين شلعبان كمللا فللي تعليقلله علللى بحللث والللدكتور زكللي الل ّ
الزرقا ص ) ،(99في مجلة جامعة الملك عبللد العزيللز )م(1:
عام 1409هل.
والدكتور محمللد زكللي عبللد الللبر كمللا فللي تعليقلله علللى رأي
الضرير ص ) ،(61في مجلة جامعة الملك عبد العزيللز )م(3:
عام 1411هل.
125
والدكتور محمد القري كما في مجلة المجمع ،العدد الثامن )
.(3/679
) (23قرارات المجمع الفقهي السلمي التابع لرابطة العالم
السلمي ص ).(268
) (24مجلة المجمع العدد ).(448-447 / 1) (6
) (25المعللللايير الشللللرعية لهيئة المحاسللللبة والمراجعللللة
للمؤسسات المالية السلمية ص).(34
) (26الجراءات المقترحة لمواجهة المماطلللة ،د .أحمللد بللن
علي عبد الله ص).(6
) (27وممن اختاره من المعاصرين وكتب لنصرته:
الشيخ مصطفى بلن أحملد الزرقلاء رحمله اللله فلي مقلاله:
حول جواز إلزام المدين المماطل بتعويض للدائن ،نشر فللي
مجلة دراسات اقتصللادية فقهيللة ،ص ) ،(20-11مجلللد )– 3
ع (2:سنة 1417هل.
والشيخ عبد الله بن سليمان بن منيع في بحثه :مطل الغنللي
ظلم وأنه يحلل عرضله وعقلوبته ،نشلر فلي مجملوع فتلاوى
وبحوث الشيخ ).(266-3/191
والللدكتور محمللد الزحيلللي فللي بحللث غيللر منشللور بعنللوان:
التعويض عللن الضللرر مللن المللدين المماطللل ،ص ،82 -81
مقلللدم لهيئة المحاسلللبة والمراجعلللة للمؤسسلللات الماليلللة
السلمية بالبحرين 1421هل.
والدكتور عبلد الحميلد البعللي فلي كتلابه :أساسليات العملل
المصرفي السلمي ص).(59-57
والشيخ محمد خاطر كمللا فللي ورقللة :الجللراءات المقترحللة
لمواجهة المماطلة ص ).(5
والدكتور عبد العزيز القصار في كتابه :مطل الغني ظلللم ص
).(76
) (28جواز إلزام المدين المماطل ص ).(20
) (29بحث في أن مطل الغني ظلم ).(3/193
) (30بحث في أن مطل الغني ظلم ).(3/240
126
) (31بحث في أن مطل الغني ظلم ).(3/252
) (32مطل الغني ظلم للمنيع ).(3/264
) (33حول جواز إلزام المدين المماطل بتعويض الللدائن ص
) ،(20وقد أكد الشيخ أن التفاق المسبق على تقللدير ضللرر
الدائن له محذور كبير ،وهللو أن يصللبح التعللويض ذريعللة لربللا
مستور بتواطؤ بين الدائن والمدين ،كأن يتفقا علللى القللرض
على فوائد زمنية ربوية ،ثم يعقد القرض لمدة قصيرة ،وهما
متفاهمان على أن ل يسدد المدين القرض في ميعاده ،لكللي
يستحق الدائن عليه تعويض تأخير متفق عليه مسللبقا ً يعللادل
سعر الفائدة .ولذا قال " :لذلك ل يجوز في نظري إذا أقرت
فكرة التعللويض عللن ضللرر التللأخير ،أن يحللدد هللذا التعللويض
باتفاق مسبق ،بل يجب أن يناط تقدير التعللويض بالقضللاء ".
ينظر :حول جواز إلزام المدين ص ).(19-18
) (34التفللاق علللى إلللزام المللدين الموسللر بتعللويض ضللرر
المماطل ) ،(112علما ً أن الشيخ ليس ممن يقللول بتعللويض
الضللرر بفللوات الربللح المفللترض كمللا سلليأتي فللي المبحللث
القادم.
) (35المنهلللج المحاسلللبي لعمليلللات المرابحلللة ص )،(120
الخدمات المصرفية للشبيلي ).(2/608
) (36سورة البقرة ،جزء من الية ).(275
) (37سورة البقرة ،جزء من اليتين )(279و).(280
) (38ينظر :تعليق ابن بيه على بحث الزرقاء ص ).(49
) (39ينظر :تعليق ابن بيه على بحث الزرقاء ص ).(48
) (40ينظر :المؤيدات الشرعية لحمل المللدين علللى الوفللاء
ص ).(292
) (41ينظر :بحث في مطل الغني للمنيع ).(3/249
) (42ينظر :تعليق د.رفيق المصللري ص ) ،(63تعليللق زكللي
الدين شعبان ص ).(200
127
) (43ينظر :بحث فللي مطللل الغنللي ظلللم ) ،(3/250ينظللر:
مقال :حول جواز إلزام المدين المماطل بتعويض للدائن ص
).(19
) (44بحوث في قضايا فقهية معاصرة للعثماني ص ).(42
) (45المؤيدات الشرعية ص ).(209
) (46بحث فللي مطللل الغنللي ) ،(3/251بحللوث فللي قضللايا
فقهية معاصرة للعثماني ص ).(39
) (47تعليق :ابن بيه في تعليقه على الزرقا ص ).(49
) (48ينظر :تعليق محمد زكي عبلد اللبر عللى بحلث الضلرر
ص ) (62مجلة الملك عبد العزيز )م1400 (3:هل.
) (49ينظللر :مقللال :حللول جللواز إلللزام المللدين المماطللل
بتعويض للدائن ص) ،(19بحوث في قضللايا فقهيللة معاصللرة
للعثماني ص ).(39
) (50ينظر:بحوث في قضايا فقهية معاصللرة للعثمللاني ص )
.(43
) (51سبق تخريجه ص ).(43
) (52ينظر :بحوث في قضايا فقهية معاصرة للعثمللاني ص )
.(40
) (53ينظر :بحث في مطل الغني للمنيع ).(3/251
) (54ينظر :بحوث في قضايا فقهية معاصرة للعثمللاني ص )
.(42
) (55ينظللر :بحللوث فللي قضللايا فقهيللة معاصللرة ص )،(40
مجللللة الزهلللر سلللنة ) 63جلللزء (7ص ) ،(754المؤيلللدات
الشرعية ص ) ،(291تعليق ابن بيه على بحللث الزرقللا ص )
،(51تعليق حسن المين على بحث الزرقا ص).(43
) (56مقللال :حللول جللواز إلللزام المللدين المماطللل بتعللويض
للدائن ص ).(12
) (57ينظر :تعليق ابن بيه على مقال الزرقا ص ).(48
) (58الشراف ).(146-1/145
) (59أحكام القرآن للجصاص ).(1/648
128
)(60السياسة الشرعية ص ).(64
) (61الختيارات الفقهية من فتاوى ابللن تيميللة للبعلللي ص )
.(202
) (62مقال للدكتور أحمد فهمي أبو سنه ،مجللة الزهلر ص)
،(754ينظر :بحوث فللي قضللايا فقهيللة معاصللرة للعثمللاني)
.(42
) (63مجلة الزهر ص ) (754جزء ) (7عام ).(63
) (64الهداية مع فتح القدير ).(9/318
).(2/1214) (65
) (66روضة الطالبين ).(5/18
) (67المغني ).(7/362
) (68الجماع ص ).(160
) (69للقللدوري ص ) ،(194وقللال شللارحه فللي اللبللاب )
" :(3/210باتفاق".
).(3/1428) (70
).(8/371) (71
).(12/454) (72
) (73شرح منتهى الرادات ).(3/873
ولم أجد أحدا ً قال بتضمين الغاصب لربح المال المفترض إل
قللول ً مرجوحللا ً لبعللض المالكيللة ،بللل حكللى بعضللهم اتفللاق
المالكية على خلفه ،وأن ربح الدراهم المغصوبة للغاصب.
قللال القرافللي فللي الللذخيرة ) " :(8/317إذا غصللب دراهللم
ودنانير فربح فيها -أي تحقق الربح -فثلثة أقوال :قلال ماللك
وابن القاسم :ل شيء لك إل رأس المال....وعن ابن حبيب:
إن تجر فيهللا موسللرا ً فللله-أي الغاصللب -الربللح لقبللول ذمتلله
الضللمان أو معسللرا ً فلللك –أي للمغصللوب منلله...-وعللن ابللن
سحنون :لك ما كنت تتجر فيها لو كانت في يديك ولللم يتجللر
فيها الغاصب بلل قضلاها فللي ديللن أو أنفقهللا " .وحكللى ابلن
رشللد التفللاق علللى أنهللا للغاصللب ،قللال فللي المقللدمات
الممهللدات ) ":(2/497مللا اغتللل منهللا بتصللريفها وتفويتهللا
129
وتحويل عينها كالدنانير يغتصبها فيغتلها بالتجارة فيها...فالغلة
له –أي الغاصب -قول ً واحدا ً في المذهب" ،قال العدوي فللي
حاشيته على الخرشي) (6/143بعد ذكر القللوال السللابقة":
الراجح أن الربح للغاصب مطلقًا ،كمللا أفللاده بعللض الشلليوخ
خصوصا ً وقد علمللت أنلله كلم مالللك وابللن القاسللم ،وحكللى
التفاق عليه ابن رشد ".
) (74وهو ملذهب الحنفيللة ،والراجللح عنلد المالكيللة ،وأظهللر
الللوجهين عنللد الشللافعية ،واحتمللال عنللد الحنابلللة ،ينظللر:
المبسوط ) ،(11/78مجمع الضللمانات ص ) ،(130الرسللالة
ص ) ،(233الخرشللي علللى خليللل مللع العللدوي)،(6/143
المهللذب ) ،(14/248روضللة الطللالبين ) ،(5/59المغنللي )
،(7/399الفروع) ،(4/494النصاف ).(15/277
) (75ينظر :منح الجليل ).(533-4/532
) (76ينظر :الخرشللي مللع حاشللية العللدوي ) ،(5/55والغلللة
عند المالكية تشمل المنافع والزوائد ،ينظر :نظرية الضللمان
للخفيف ص ).(51
) (77ينظر :تحرير الكلم على مسائل اللتزام ص ).(176
) (78ينظللر :الفللروق للقرافللي ) ،(2/32موسللوعة القواعللد
الفقهية ).(6/30
)(79ينظللر :متللأخرات البنللوك السلللمية ص ) ،(46عقللد
القللرض فللي الشللريعة السلللمية والقللانون الوضللعي لعلء
خروفة ص) ،(201وفللي قللرار مجمللع الفقلله السلللمي فللي
مكة رقم) (5في الدورة العاشرة ،وهو بشأن الرد على مللن
أباح الفائدة الربوية ما نصله " :المجمللع يسللتنكر بشللدة هللذا
البحث....لمخالفته النصوص الواضحة والجماعات القاطعللة،
وترويجه للشبه والحجج الزائفة ،بنقله عللن الجهلللة لمقاصللد
الشريعة :أن الربا تعويض عن حرمان المقللرض بمللاله مللدة
القرض ،وهي من شبه اليهود في إحللهللم الربللا " ]قللرارات
المجمع ص).[(225-224
130
) (80وهو توما الكويني ،ينظر :تعليق المصللري علللى بحللث
الزرقا جواز إلزام المدين المماطل بالتعويض ص ).(62
) (81وهو الشيخ الضرير ،مجلللة جامعللة الملللك عبللد العزيللز
)م،(5:ل 1413هل ص ) ،(70الجراءات المفترضللة لمواجهللة
المماطلة ص ).(5
) (82ينظر :الخدمات المصرفية ).(628 /2
) (84بحوث في قضايا فقهية معاصرة للعثماني ص ).(42
) (85المنهلللج المحاسلللبي لعمليلللات المرابحلللة ص )،(115
الخدمات المصرفية ).(2/626
) (86سورة المائدة ،جزء من الية ).(1
) (87سورة النساء ،جزء من الية ).(58
) (88سورة النساء ،جزء من آية ).(29
) (89مقللال :حللول جللواز إلللزام المللدين المماطللل بتعللويض
للدائن ).(14-13
) (90ينظر :المؤيدات الشرعية ).(290
) (91ينظر :المؤيدات الشرعية ).(290
) (92رواه ابن ماجة في سننه واللفظ له في كتاب الحكام،
باب من بنى في حقه ما يضر بجاره ) (2/784حديث رقللم )
،(2340ورواه أحمللد فللي المسللند ) (5/327عللن عبللادة
_رضي الله عنه_.
ورواه الحللاكم فللي المسللتدرك ،كتللاب الللبيوع )،(58-2/57
والدارقطني في السنن ،كتللاب القضللية والحكللام )(4/228
ورقللم الحللديث) ،(85والللبيهقي فللي السللنن الكللبرى ،كتللاب
الصلح ،باب ل ضرر ول ضرار ) (6/69عن أبي سعيد _رضلي
الله عنه_.
ورواه مالك في الموطأ عن عمرو بن يحيى المازني عن أبيه
مرفوعلا ً فللي كتللاب القضللية ،بللاب القضللاء فللي المرافللق )
(2/745وهو مرسل قال النووي " :للله طللرق يقللوي بعضللها
بعضا ً " ،وقال ابن رجللب " :قللال ابللن الصلللح هللذا الحللديث
أسللنده الللدارقطني مللن وجللوه ،ومجموعهللا يقللوي الحللديث
131
ويحسنه وقد تقبله أهل العلللم واحتجللوا بلله " ]جللامع العلللوم
والحكم ص ) ،[(330-329وصححه اللباني في إرواء الغليل
) (3/408حديث رقم ) ،(896وينظر :نصب الراية للزيلعي )
،(4/384فيض القدير).(6/432
) (93ينظللر :مقللال حللول جللواز إلللزام المللدين المماطللل
بتعويض للدائن ص ).(15
) (94ينظر :بحوث في قضايا فقهية معاصللرة للعثمللاني ص)
.(40
) (95ينظر :بحوث في قضايا فقهية معاصللرة للعثمللاني ص)
.(40
) (96ينظللللر :الشللللباه والنظللللائر للسلللليوطي ص)،(176
موسللوعة القواعللد الفقهيللة ) ،(6/257المؤيللدات الشللرعية
ص).(292-291
) (97المؤيدات الشرعية ص ) (292ويؤيد هللذا المعنللى :أن
الزواجر ل تقبل الجبر ،فعل النبي _صلى الللله عليلله وسلللم_
حينما رد على العرابي -والللد العسلليف الللذي زنللى بللامرأة
جره -التعويض المالي الذي بذله لزوج المللرأة ،وهللو مئة مؤ ّ
شللاة ووليللدة ،وأمللر بإقامللة الحللد الشللرعي تحصلليل ً لزجللر
النللاس ،وحللتى ل يتواطللأ النللاس علللى الجللرائم والللذنوب،
ويتراضوا بالمعاوضة عنها ماليًا ،قال _صلى الله عليه وسلم_
" :والذي نفسي بيده لقضللين بينكمللا بكتللاب الللله ،الوليللدة
والغنم رد عليك ،وعلى ابنك جلد مئة وتغريب عللام ،واغللد يللا
أنيس إلى امرأة هذا فإن اعترفت فارجمها"] .الحديث أخرج
البخاري في صحيحه ،كتاب الصلح ،بللاب إذا اصللطلحوا علللى
جور فالصلح مردود ) (5/355وقم الحللديث)،(2696-2695
ومسلم في صحيحه ،كتاب الحدود ،باب حد الزنا )(11/205
من حديث زيد بن خالد ،وأبي هريرة [.
وأطال القرافلي الّنفلس فللي التفريللق بيلن قاعلدة الزواجلر
والجوابر في الذخيرة ) ،(8/289والفروق ).(1/213
132
) (98ينظر :الحسبة ص ) ،(93ومجموع الفتللاوى )-28/109
.(119
) (99ينظر :بحث في مطل الغني ).(206-3/200
) (100ينظر :بحث في مطل الغني ) ،(3/200الحسبة ص )
.(107
) (101ينظر :بحوث في قضايا فقهية معاصرة للعثماني ص)
.(42
) (102ينظر :بحوث في قضايا فقهية معاصرة للعثماني ص)
.(42
) (103أخرجه أبو داود في سننه واللفظ للله ،كتللاب الحللدود
بللاب مللا ل قطللع فيلله ) (12/37رقللم الحللديث )،(4380
والنسائي في سننه ،كتاب قطع السارق ،بللاب الثمللر يسللرق
بعد أن يؤويه الجريللن ) (8/85رقللم الحللديث) ،(4958وابللن
ماجه في السنن كتاب الحللدود بللاب مللن سللرق مللن حللرز )
(2/865رقم الحديث) ،(2596وابن الجارود فللي المنتقللى )
(1/210رقم الحديث) ،(827والبيهقي في السنن الكللبرى )
،(4/153والحللاكم فللي المسللتدرك فللي كتللاب الحللدود )
،(4/381و حسنه اللباني كما في إرواء الغليل ).(8/69
) (104الحريسة :هي التي تؤخللذ ملن المرعلى ،وليللس فيله
قطع لعدم الحرز ،ينظر ::شرح السنة للبغوي).(8/319
) (105رواه المام أحمد في المسند واللفللظ للله )،(2/180
والبغوي في شرح السنة فللي كتللاب العطايللا بللاب اللقطللة )
(8/318وقد حسن إسناده شللعيب الرنللؤوط وأصللحابه فللي
تخريج المسند).(11/274
وقد روى البيهقي عن الشافعي أنه قال " :ل تضعف الغرامة
على أحد في شيء ،إنما العقوبة في البدان ل في المللوال،
وإنما تركنا تضعيف الغرامة من قبل أن رسللول الللله _صلللى
الله عليه وسلم_ قضى فيما أفسدت ناقة الللبراء بللن عللازب
أن على أهل الموال حفظها بالنهار ومللا أفسللدت المواشللي
بالليل ،فهو ضامن على أهلها :قال :فإنما يضمنونه بالقيمة ل
133
بقيمللتين " ] ينظللر :السللنن الكللبرى للللبيهقي )،[(8/279
والقول بالتضعيف هو مذهب المام أحمد وهو من مفرداتلله،
ينظللر :الحكللام السلللطانية لبللي يعلللى ص ) ،(280شللرح
الزركشي ).(6/336
) (106رواه البخاري في صحيحه عن أبي بردة _رضللي الللله
عنه_ ،كتاب الحدود ،باب كم التعزير والدب ) (12/183رقم
الحديث )(8648و).(8649
دين للللدكتور سللامي ) (107ينظر :موقللف الشللريعة مللن ال ل ّ
السويلم ص ).(40
) (108ينظر :بحوث في قضايا فقهية معاصرة للعثماني ص)
،(42المؤيدات الشرعية ).(295-292
) (109ينظر :بحوث فللي قضللايا فقهيللة معاصللرة للعثمللاني)
.(42
) (110ينظر :مجلة الزهر )ج ،(7:عام 63:ص ).(754
) (111ينظر :جواز إلزام المدين المماطل بالتعويض للزرقا،
بتصرف ص ).(16
) (112ينظر :المؤيدات الشرعية ص).(293
المصدر :موقع المسلم
==============
#تأملت في بطاقات الصرف اللي
عبد الله بن حميد الفلسي
الحمللد لللله رب العللالمين ،والصلللة والسلللم علللى أشللرف
النبياء والمرسلين ،أما بعد:
مع التطور المستمر للشللبكات الماليللة Financial Networks
وامتلك بعض البنللوك لشللبكات خاصللة بهللا ،قللامت بإصللدار
بطاقات تمكن حاملها من الوصول إلللى حسللابه لللدى البنللك
والسحب منه عن طريق أجهللزة الصللراف اللللي Automated
Teller Machinesواختصارها ».«ATM
ويمكن تعريف هذه البطاقة بأنها» :أداة دفع وسحب نقللدي ،
كللن حاملهللا مللن الشللراء بمللاله يصللدرها بنللك تجللاري ،تم ّ
134
الموجود لدى البنك ،ومن الحصول على النقد من أي مكللان
مع خصم المبلغ من حسابه فورا ً ،وتمكنه من الحصول على
خدمات خاصة« ).(1
ولها نوعان ): (2
.1بطاقات الصراف اللللي الداخليللة :وهللي البطاقللات الللتي
تؤدي وظائفها داخل دولة واحدة ،ومع تطور التصالت أمكن
استعمالها في جهاز أي بنك مللن خلل شللبكة تنظللم العلقللة
بين البنوك والعملء.
.2بطاقات الصراف اللي الدولية :وهللي الللتي تتبللع منطقللة
دوليلللة ترعلللى هلللذه البطاقلللات ،بحيلللث يسلللتطيع حاملهلللا
استخدامها في جميع أنحاء العالم ،ومن أمثلتها بطاقلة )فيللزا
إلكترون( التابعة لفيزا ،وبطاقللة )مايسللترو( التابعللة لماسللتر
كللارد ،ويتللم التعامللل بهللا مللن خلل شللبكة دوليللة توفرهللا
المنظمة الراعية للبطاقة.
ومما سبق يتضح لنا الفلرق بيلن بطاقلات السلحب الجلاري،
وبطاقات الئتمللان ) ،(3وهللذه الفللروق نوجزهللا فيمللا يلللي )
-: (4
أن بطاقلات الحسلاب الجلاري مرتبطلة برصليد حاملهلا فلي
در لها ،فل يمكن لحاملهللا أن يسللحب أو يشللتري ص ِ
م ْ
البنك ال ُ
دع في البنللك المصللدر ،أمللا البطاقللات بأكثر من رصيده المو َ
الئتمانية فإنها ل ترتبط برصيد حاملهللا ،بللل قللد ل يكللون للله
رصيد فلي البنللك المصللدر ،وإنملا تعتمللد عللى ثقلة المصلدر
بالملءة المالية لحامللل البطاقللة وقللدرته علللى السللداد عنللد
استحقاق الدفع .
أن البنك المصدر لبطاقة الحساب الجاري ُيعد موفيا ً للقرض
في حال السحب النقدي بها ،والعميل )المقرض( إنما يقللوم
باستيفاء دينه أو بعضه ،أما في البطاقة الئتمانية فللإن البنللك
المصدر ُيعد مقرضا ً عند استعمال حامل البطاقة لها ،ويكون
مدينا ً للبنك بمقدار استعماله للبطاقة.
135
عند السحب النقدي بالبطاقات الئتمانية ُتحسب نسبة مئوية
مللن المبلللغ المسللحوب ،أمللا السللحب النقللدي ببطاقللات
الحسللاب الجللاري فهللو مجللاني أو ُيحتسللب رسللوم ماليللة
مقطوعة غالبًا.
أن بطاقللات الحسللاب الجللاري تعللد مللن بطاقللات السللداد
الفوري ،أما البطاقات الئتمانية فهي بطاقات تقسيط تعتمللد
على تدوير الئتمان في غالبها.
أن بطاقات الحسللاب الجللاري تعللد مللن البطاقللات المجانيللة
بالنسبة للبائع ،أما البطاقات الئتمانية فيتكبد البائع فيها دفللع
رسم أو نسبة مئوية من قيمة الفاتورة.
أن البطاقللات الئتمانيللة بطاقللات ذات ربحيللة مباشللرة ،إذ
صدرت لجل الربح المباشر بسبب كثرة الرسوم المفروضللة
عليها ،أما بطاقات الحسللاب الجللاري فهللي ذات ربحيللة غيللر
مباشللرة ،فالربللح ليللس هللدفا ً لصللدارها فللي الصللل ،لكللن
الخدمات التي تقدمها أصبحت تدر ربحا ً على المصدر .
الغالب أن بطاقللات الحسللاب الجللاري ل يصللدرها إل البنللوك
لرتباطها برصيد حاملها لدى البنللك المصللدر ،أمللا البطاقللات
الئتمانيلللة فقلللد تصلللدرها البنلللوك أو المنظملللات الدوليلللة
والمؤسسللات الماليللة؛ لنهللا ل ترتبللط برصلليد حاملهللا لللدى
المصدر .
يعتمللد اسللتعمال بطاقللات الحسللاب الجللاري علللى تطللور
التصالت اللكترونية ،ول يمكن أن ُتستعمل بشللكل يللدوي ،
أما البطاقات الئتمانية فقد تستعمل بشكل يدوي خاصة في
الدول غير المتقدمة.
والتكييللف الشللرعي لبطاقللات الصللرف اللللي أو السللحب
الجاري ): (5
هذا النوع ل يمكن اعتباره مللن بطاقللات الئتمللان؛ لشللتراط
المصرف وجود رصيد عنده ،على عكللس بطاقللات الئتمللان،
التي ل يشترط المصرف وجلود رصليد عنلده ،وللذلك يمكلن
اعتبار هذا العقد من عقود الحوالة ،على أساس أن المعاملة
136
بين العميل والمصرف معاملة دين أو قرض ،حيللث أن رأس
مال المصارف مللن إيللداعات النللاس ،ولهللذا فللإن المصللرف
مدين لعميله.
والظاهر جواز التعامل مع هللذا النللوع ،وخاصللة أن كللثير مللن
المصارف السلمية تصدرها ،وأما مللا يصللدر مللن المصللارف
الربوية لهذا النوع ،فإنه غير جائز شرعًا؛ والسللبب فللي ذلللك
يرجع لتعاملت هذه البنللوك بالربللا الصللريح ،الللذي تضللافرت
الدلة من الكتاب والسنة وإجماع المسلللمين علللى تحريملله،
رغم تغييرهم لمسمى الربا الحقيقي إلللى )الفللوائد البنكيللة(؛
إل أن المضللمون والمعنللى واحللد ،وكللم مللن الحقللائق الللتي
حرمللة فللي الشللريعة السلللمية تللم تغييرهللا لخللداع النللاس
لترويجها.
ومن المسائل الللتي تللثير شللكوك كللثير مللن النللاس ،مسللألة
السحب من أجهزة الصللرف اللللي الللتي تعللود ملكيتهللا إلللى
بنوك أخرى ،حيث يتم أخذ مبلللغ مقطللوع – درهمللان فقللط -
نظير هذه الخدمة ،فهذا المبلغ المأخوذ ل يوجد مانع شللرعي
في أخذه؛ لنه رسوم خدمة ،لّنه من بللاب الجعالللة ،و يأخللذ
حكم أجرة تحويل المال أو إيصاله إل أن بعض البنوك تجعللل ُ
الرسم نسللبة مئويللة بللدل ً مللن المبلللغ المقطللوع ،تتللأثر هللذه
النسبة بالمبلغ المسحوب زيادةً و ُنقصانا ً ،فهذه صللورة مللن
صور الربا ،و ل يجوز التعامل بها البتة .
والله أعلم ،وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمللد وعلللى
آله وصحبه أجمعين.
------------------------------------------------------------------
--------------
) (1عبد الرحمن الحجي ،البطاقات المصرفية ،ص 57
) (2صالح محمد الفوزان ،البطاقات الئتمانية تعريفهللا وأخللذ
الرسوم علللى إصللدارها والسللحب النقللدي بهللا ،موقللع صلليد
الفوائد.
137
) (3لقد عرف مجمع الفقه السلمي بطاقات الئتمان بأنهللا:
مصللدره لشللخص طللبيعي أو اعتبللاري ،بنللاء »مستند يعطيلله ُ
على عقد بينهما ،يمكنه من شراء السلللع أو الخللدمات ممللن
يعتمد المستند دون دفع الثمن حال ً لتضللمنه الللتزام المصللدر
بالدفع ،ومن أنواع هذا المستند ما يمكن من سحب نقود من
المصللارف« أ.هللل انظللر :مجلللة مجمللع الفقلله السلللمي )
(7/1/717القرار رقم ) (65/1/7عام 1412هل.
) (4انظلللر :محملللد العصللليمي ،البطاقلللات اللدائنيلللة ،ص
.145،148،176،184والحجي ،مرجللع سللابق ،ص .60نقل ً
عن صالح الفوزان ،مرجع سابق.
) (5عبد الله الحمادي ،التكييف الشرعي لبطاقات الئتمللان،
ص .24-23وبكلللر أبلللو زيلللد ،بطاقلللة الئتملللان ،ص .23
والبطاقات الئتمانية ،مللن إعللداد وزارة الوقللاف السللعودية،
أحمد عبد الكريم نجيب ،فتوى بعنللوان) :بطاقللات الئتمللان(،
منشوره بموقع إسلم أون لين بتاريخ 17/4/2002م..
==============
#احفظ الله ؛ يحفظك !
تأليف :
أبي حمزة عبد اللطيف بن هاجس الغامدي
غفر الله له ولوالديه وللمسلمين
حقوق الطبع محفوظة
إل ّ لمن أراد طبعه وتوزيعه مجانا ً لوجه الله تعالى
بسم الله الرحمن الرحيم
م هذه الوراق منك ،فاجعلها لك .. اللهُ ّ
م يعللرض عنللك ،ويللدعوم ل تجعلني ممن يللدل عليللك ث ُل ّ اللهُ ّ
م يفر منك..
إليك ث ّ
م فاجعلني عبدا ً لك وحدك ،وأغنني بفضلك عمن سواك اللهُ ّ
..
ي العظيم ! وة إل بالله العل ّ
ول حول ول ق ّ
138
الحمد لله الخافض الرافع ،القابض الباسط ،المعز المذل ،
المحيي المميت ،ل إله إل ّ هو ،إليه المصير .
والصلة والسلللم ،علللى البشللير النللذير ،والسللراج المنيللر،
محمد بن عبد الله ،وعلى آله وصحبه ،ومن سار على نهجه
ن بسنته ،إلى يوم البعث والنشور . ،واست ّ
أما بعد :
أخي الحبيب ..1
احفظ الله ..يحفظك !
هذا واجبك ..وذلك كرمه ..
هذه مهمتك ..وتلك مّنته وفضله ..
هذه رسالتك ..وذّياك جوده وإحسانه وبّره ..
ب سواه .. فأنت عبده ،وليس لك ر ّ
وهو سّيدك ومولك ،ونجاتك في رضاه ..
وأنت الفقيللر إليلله ،الحقيللر بيللن يللديه ،وهللو الغنللي عنللك ،
المقتدر عليك ..
فلن تعجزه في ملكه ،وأنللت فللي قبضللته ،وتحللت سللطوته
وته .. وجبروته وق ّ
ولن تغيب عن سمعه وبصللره ،وأنللت فللي علملله ،وتمضللي
بعنايته ورعايته ..
ولن تسللتغني عنلله ،وأنللت مللن خلقلله ،وتأكللل مللن رزقلله ،
وتتقلب في نعمته ..
فأنت إلى غضبه ونقمته ..وذلك من تمام عدله !
أو إلى رحمته ومّنته ..وذلك من كمال فضله !
عن ابن عباس رضي الله عنهمللا ،قللال :كنللت خلللف النللبي
ملك ُ صلى الله عليه وسلم يوما ً ،فقال " :يلا ُ
م ،إن ّللي أعل ُ
غل ُ
ك ،إذاظ الله تجللدهُ ُتجاهل َ ك ،احف ِ ظ الله يحفظ َ كلمات :احف ِ
ن َ
ت فاستعن بللالله ،واعلللم أ ّ ل الله ،وإذا استعن َ ت فاسأ ِ سأل َ
ك بشلليء ك بشيء لم ينفعللو َ معت على أن ينَفُعو َ ُ
ة لو اجت َ م َ
ال ّ
ضّروك بشيء لم ك ،وإن اجتمُعوا على أن ي ُ ه الله ل َ إل ّ قد كت َب َ ُ
139
ت م وجّفلل ِ ت القل ُ ه الله عليك ُ ،رفع ِ يضّروك إل ّ بشيء قد كَتب ُ
ف "2 ح ُ ص ُ
ال ّ
فاحفظ الله ..يحفظللك فللي العاجلللة والجلللة ،وفللي الللدين
والدنيا .
ل شلبهة وشلهوة ،وعقللك احفظ الله ..يحفظ قلبك ملن كل ّ
ك وحيرة . يش ٍ من أ ٍ
ل عادٍ وصللائل ،وغللادرٍ وفللاجر ، احفظ الله ..يحفظك من ك ّ
ل ذي شر . ومن شّر ك ّ
ل احفظ الله ..يحفظك في أصِلك وعِقِبك ،وفللي مال ِللك وك ل ّ
دخراتك . مكتسباتك وم ّ
احفللظ الللله ..يحفظللك } ..فللالله خيللر حافظلا ً وهللو أرحللم
الراحمين {3
احفظ الله ..في إيمانك
ن الللله تعللالى لللم يخلقللك احفظ الله فللي إيمانللك ،وأعلللم أ ّ
سللدى .قللال تعللالى }:أفحسللبتم أنمللا عبث لا ً ،ولللن يتركللك ُ
خلقناكم عبثا ً وأنكللم إلينللا ل ترجعللون * فتعللالى الللله الملللك
الحق ل إله إل هو رب العرش الكريم { 4
مة جسيمة ؛ أل وهي عبللادته وإّنما خلقك لغاية عظيمة ،ومه ّ
س الحاجة إليها . التي هو في غاية الغنى عنها ،وأنت في أم ّ
ن والنس إل ّ ليعبدون * ما أريللد قال تعالى }:وما خلقت الج ّ
منهم من رزق وما أريد أن يطعمون * إن الله هو الرزاق ذو
القوة المتين { 5
ف أعظم ،وأيّ مكانةٍ أكرم من أن تكللون عبللدا ً لللله وأيّ شر ٍ
ب الله ؟! كما يح ّ
ومما زادني شرفا ً وتيها وكدت بأخمصي أطأ الثريا
دخولي تحت قولك يا عبادي وأن صّيرت أحمد لي نبيا ً
ل ما يحبه الله ويرضاه والعبادة ل أيها الحبيب ل اسم جامعٌ لك ّ
من القوال والفعللال الظللاهرة والباطنللة ،وهللي التعبللد لللله
تعالى بفعل أوامره ،واجتناب نللواهيه وزاجللره ،حبلا ً وخوفلا ً
ة. ورجاًء وذل ّ ً
140
فل ُيعبد ُ إل ّ الله تعالى ،ول ُيعبللد سللبحانه إل ّ كمللا شللرع عللن
طريق رسول الله صلى الله عليه وسلم .
ومن مقتضى هذه العبودية التي هي أشللرف مقامللات العبللد
أل ّ ُيصرف شلليئا ً مللن العبللادات الشللرعية لغيللر الللله تعللالى ،
ل فيملا هلو ملن فتسلوية غيلر اللله تعلالى ملع اللله علّز وجل ّ
ك ل يغفره الله تعالى ،ول ينفع معه خصائص الله تعالى شر ٌ
ن الله ل يغفر أن يشرك به ة أو عمل .قال تعالى } :إ ّ طاع ٌ
ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء ومن يشرك بالله فقللد افللترى
إثما عظيما ً {6
ومن مظاهر الشرك التي ذاعت وشاعت في ديار المسلمين
هذه القبور والضرحة والمزارات التي ُتقص لد ُ وتعبللد وتللدعى
ح بأركانهللا ،سل ُ وترجى وتخشللى مللن دون الللله تعللالى ،وُيتم ّ
ل جدرانها ،ويعكف الناس عليها باكين داعين متضرعين وُتقب ُ
،فتراهم ل ويا للسف ل حول القبر ركعا ً سجدا ً ،يبتغون مللن
عوضا ً وسلوانا ً ،وهم ل ويا الميت فضل ً ورضوانا ً ،ولمصائبهم ِ
ة وخللذلنا ً .
ة وخسللرانا ً ،وذل ّل ً للحسرة ل قد ملؤوا أكّفهم خيب ل ً
قال تعالى }:وملن أضلل مملن يللدعو ملن دون اللله مللن ل
يستجيب له إلى يوم القيامة وهم عن دعائهم غللافلون * وإذا
حشر الناس كانوا لهم أعداء وكانوا بعبادتهم كافرين {7
ب قللولهم ،وغفلتهللم عللن ربهللم وخللالقهم فإن تعجب ! فعج ٌ
ومللولهم الللذي بيللده مقاليللد المللور ،وتصللريف الحللوال ،
وتقدير ما كان ،وما سيكون ،وأمره بين )الكاف ( و )النللون
( } إنما أمره إذا أراد شيئا ً أن يقول له كن فيكون {8
ت مرتهنيللن بأعمللالهم ،مجزييللن وتعّلقللت قلللوبهم بللأموا ٍ
دموا ،ل يملكون لنفسهم نفعا ً بأفعالهم ،قد أفضوا إلى ما ق ّ
ول ضرا ً ،ول موتا ً ول حياةً ول نشورا ً .قال تعالى }:ول تدع
من دون الله ما ل ينفعك ول يضرك فإن فعلت فإنك إذا ً مللن
الضالمين * وإن يمسسك الله بضر فل كاشف له إل ّ هو وإن
يردك بخير فل راد لفضله يصيب به من يشاء من عباده وهللو
الغفور الرحيم {9
141
فتأمل ل زادنا الله وإّياك بصيرة وهدى ل كيف ُتصرف العبللادة
التي ل يجوز صرفها إل ّ لله تعللالى لهللذه القبللور والضللرحة ،
فترى صور الصلة إليهللا ،والعكللوف عليهللا ،والطللواف بهللا ،
وتقبيلهللا واسللتلمها ،وتعفيللر الخللدود علللى ترابهللا ،وعبللادة
أصللحابها ،والسللتغاثة بهللم ،وسللؤالهم النصللر والظفللر ،
والعافية في الجسد ،والبركة في الولد ،والمن في البلللد ،
وقضاء الديون ،وتسلية المحزون ،وتفريج الكربات ،وإغاثة
اللهفات ،وإغنللاء ذوي الفاقللات والحاجللات ،ومعافللاة أولللي
العاهات والبلّيات ...
نسوا الله ،فنسيهم ،ودعوا غيره ،فللتركهم ،وأوكلهللم إلللى
ن عظيللم ،قللال تعللالى ..... }:قللل أنفسللهم ،فبللاؤا بخسللرا ٍ
ن
أفرأيتم ما تدعون من دون الله إن أرادني الله بضر هل هلل ّ
ن ممسللكات رحمتلله كاشفات ضره أو أرادني برحمة هللل ه ل ّ
قل حسبي الله عليه يتوكل المتوكلون {10
احفظ الله ..في شعائره .
وملن أعظمهلا وأجّلهللا شلعيرة الصلللة ،فإنهلا الفيصلل بيللن
ة الهدايللة ،وتركهللا علمللة السلللم والكفللر ،وأداؤهللا علم ل ُ
الضلل والغواية ،فهي الصلة بين العبللد ورب ّلله ،فللإذا تركللت
انقطعت الصلة ،ول يبالي الله في أي وادٍ هلك تاركها .
عن جابر بللن عبللد الللله رضللي الللله عنهمللا ،قللال :سللمعت
رسول الله صلى الله عليلله وسلللم يقللول ”:إن بيللن الرجللل
والشرك والكفر ترك الصلة “11
وعن بريدة رضي الله عنه ،قللال :قللال رسللول الللله صلللى
الله عليه وسلم ”:العهللد الللذي بيننللا وبينهللم الصلللة ،فمللن
تركها فقد كفر “ 12
وقللد توعّللد الللله تعللالى مللن تهللاون فللي أدائهللا فللأنقص مللن
خشوعها ،وضّيع من أركانها وواجباتها ،وأخرجها عن وقتها ل
مع أدائه لها ل بالويل ! ،وهو شديد العقللاب وأليللم العللذاب .
قللال تعللالى } :فويللل للمصلللين * الللذين هللم عللن صلللتهم
ساهون {.13
142
جمللع فما بالك بمن تركها وهجرها وأصبح ل يؤديهللا إل ّ فللي ال ُ
والمناسبات ؟!!
قال تعالى عن المجرمين } “ :ما سلككم في سقر * قللالوا
لم نك من المصلين {14
وهي ل أيها الحبيب ل أّول ما ُيسأل العبد عليه من عمللله يللوم
صُلحت وُقبلت ،فقد أفلح وأنجللح ،وكللانت للله القيامة ،فإن َ
نللورا ً وبرهانلا ً ونجللاةً يللوم القيامللة ،ومللن تهللاون فللي أدائهللا
وضّيعها ،فلم يقم بها كما أمر الله تعالى فقد خاب وخسللر ،
وحشر مع هامان وفرعون وقارون وأمّية بن خلف ،وهو في
الخرة من المقبوحين !
قللال تعللالى }:حللافظوا علللى الصلللوات والصلللة الوسللطى
وقوموا لله قانتين {15
احفظ الله ..في بصرك .
احفظ الله في جارحة النظللر ،فل تقل ّللب البصللر فيمللا ح لّرم
الله ،ول تتّبع به عورة عبد مسلم ،فإنه من تتبع عللورة عبللد
مسلم تتبع الله عورته ،ومن تتبع الله عورته فضحه ولو في
قعر داره !
ل لللك مللن أولئك النسللاء ول تنظللر بلله إلللى امللرأة ل تحلل ّ
المتبرجللات اللئى نزعللن الحيللاء وكشللفن الغطللاء ،وعّريللن
ل نللاظر ، ن كّلهللا أو بعضللها ،وأصللبحن مبتللذلت لكل ّ أجساده ّ
ن كاسلليات عاريللات ،مللائلت ل فللاجر ،فهلل ّومطمعللا ً لكلل ّ
ن كأسنمة الُبخت المائلة ،ل يللدخلن الجن ّللة مميلت ،رؤوسه ّ
ول يجدن ريحها .
ن لك الولى وليست لك الثانية ، فل تتبع النظرة النظرة ،فإ ّ
فالنظرة سهم مسموم من سهام إبليس ،قال تعالى }:قل
ضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم ذلك أزكللى للمؤمنين يغ ّ
ن الله خبير بما يصنعون {16 لهم إ ّ
ل الحللوادث مبللدؤها مللن النظللر ومسللتعظم النللار مللن كلل ّ
مستصغر الشرر
143
والمرء ما دام ذا عين يقلبها في أعيللن الغيللد محفللوف علللى
الخطر
يسّر ناظره ما ضّر خاطره ل مرحبا ً بسرور عاد بالضرر
احفظ الله في :سمعك .
ط مللن ل ساق ٍ فل تسمع به ما حّرم الله تعالى ،ونزهه عن ك ّ
ة
دة ،ونعم ل ٌح مللن حللديث ،فللإّنه عاري ّللة مسللتر ّ ل ،وقبي ل ٍ
قللو ٍ
ل عنه يوم لقللاء الللله .قللال تعللالى : مستوفاة ،وأنت مسئو ٌ
ن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كللان عنلله مسللئول ً { }إ ّ
17
ل الحللذر أن ُتصللغي بسللمعك للمعللازف وأحللذر لل أخللي لل كل ّ
والغناء ،فإنها تصد ّ عن ذكر الله تعالى ،وتزين المحرمللات ،
وُتغري بارتكاب الموبقات ،وُتفقد النسان مروءتلله وعللدالته
ت النفللاق فيلله ،وتجعللل ورجولته ،وتطمس على قلبلله وُتنب ل ُ
القلب ساهيا ً لهيا ً غافل ً عن رّبه وموله ،وتزيد في الشللهوة
وتوقع في الشقوة ،فهي رقية الزنا ،ومهاد الفاحشة ،تقود
إلى البلّية ،وتوقع في الرزّية ،فيسقط العبد بها فيما يغضب
الله ،وتوقعه فيما ل تحمد عقباه!!
وصللدق الللله حيللن قللال } :ومللن النللاس مللن يشللتري لهللو
الحديث ليضل عن سبيل الله بغير علم ويتخذها هللزوا ً أولئك
ى مسللتكبرا ً كللأن لهم عذاب مهين * وإذا تتلى عليه آياتنللا ولل ّ
لم يسمعها كأن في أذنيه وقرا ً فبشره بعذاب أليم {18
ولهو الحديث كما عّرفه ابن مسعود وابن عباس رضللي الللله
عنهم ؛ بأّنه الغناء .وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم
ن من أمتي أقوام يستحّلون الحللر والحريللر والخمللر ”:ليكون ّ
والمعازف “19
احفظ الله في :فرجك .
ل لللك .قللال ج ل يح ل ّفل تقضللي شللهوتك ووطللرك فللي فللر ٍ
تعالى }:ول تقربوا الزنا إنه كان فاحشة وساء سبيل {20
ل ما يؤدي إليهللا مللن منظللوٍر وأحذر الفواحش ودواعيها ،وك ّ
ومقللروٍء ومسللموٍع ،وكللن مللن الحللافظين لفروجهللم .قللال
144
تعالى }:والذين هم لفروجهم حافظون * إل ّ علللى أزواجهللم
أو ما ملكت أيمانهم فإنهم غيللر ملللومين * فمللن ابتغللى وراء
ذلك فأولئك هم العادون {21
وقال صلى الله عليلله وسلللم ":ل يزنللي الزانللي حيللن يزنللي
وهو مؤمن " .22
قال تعالى }:والذين ل يدعون مع الله إللله آخللر ول يقتلللون
النفس التي حرم الله إل ّ بالحق ول يزنون * ومن يفعل ذلللك
يلق أثاما ً يضاعف له العذاب يوم القيامة ويخلد فيلله مهانللا *
إل ّ من تاب 23{..
ولقد بين رسول الله صلى الللله عليلله وسلللم صللورة عللذاب
الزنللاة وكيللف يعللاقبهم الللله تعللالى بشللّر أعمللالهم ،وقبيللح
أفعالهم ،والجزاء من جنس العمل ،وذلك فللي قللوله صلللى
الله عليه وسلم ”:رأيت الليلة رجلين أتيللاني ،فأخللذا بيللدي
فأخرجللاني إلللى أرض مقدسللة “ ..فللذكر الحللديث إلللى أن
هب مثللل التن ّللور أعله ضلي ّقٌ وأسللفل ُ قال ”:فانطلقنا إلى ُثقل ٍ
ب ارتفعللوا حللتى كللاد َ أن واسعٌ ،يتوقّد ُ تحته نارا ً ،فللإذا اقللتر َ
ل ونسللاءٌ دت رجعللوا فيهللا ،وفيهللا رجللا ٌ خم ل َ
يخُرجللوا ،فللإذا َ
ه فللي م قال في آخر الحديث ... ”:والللذي رأيت َل ُ عراةٌ “ ...ث ّ ُ
م الّزناةُ “24 ب فه ُالّثق ِ
احفظ الله في :عقلك .
فل ُتغط ّللله بالمسلللكرات ول تحجبللله بالمخلللدرات ول تتلفللله
بالخمور .
قللال تعللالى }:يللا أيهللا الللذين آمنللوا إنمللا الخمللر والميسللر
والنصاب والزلم رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلكم
تفلحللون * إنمللا يريللد الشلليطان أن يوقللع بينكللم العللداوة
والبغضاء في الخمر والميسر ويصلدكم علن ذكلر اللله وعللن
الصلة فهل أنتم منتهون {25
لقد كّرم الله تعالى بني آدم بهذا العقل ،ومّيزه به عن سائر
ن من عقل ؟! المخلوقات ،فكيف يسعى في جنو ٍ
145
ب الخمللر قال رسول الله صلى الله عليلله وسلللم ”:ل تشللر ِ
ل شّر “ .26وقللال صلللى الللله عليلله وسلللم ”: فإّنها مفتاح ك ّ
رب الخمللر فللي الللدنيا للم يشلربها فلي الخللرة إل ّ أن من ش ِ
يتوب “ .27وقال صلى الله عليلله وسلللم ”:ل يللدخل الجن ّللة
مدمن خمر “ 28
وقال صلى الله عليه وسلم ”:من شرب الخمللر وسللكر لللم
بتقبل له صلة أربعين صباحا ً ،وإن مات دخل النار ،فإن تا َ
ب الله عليه ،وإن عاد فشرب وسللكر لللم تقبللل للله صلللة تا َ
أربعين صباحا ً ،فإن مات دخل النار ،فإن تاب تاب الله عليه
،وإن عاد فشرب فسكر لم تقبل له صلللة أربعيللن صللباحا ً ،
فإن مات دخل النار ،فإن تاب تاب الله عليه ،وإن عاد كلان
حقا ً على الله أن يسلقيه مللن ردغلة الخبلال يلوم القياملة “.
قالوا :يا رسول الله ! وما ردغللة الخبللال ؟ قللال ”:عصللارة
أهل النار “ 29
احفظ الله في :قدمك .
فل تمشي إلى حلرام ،ول تخطللو بهللا إللى خطيئة .وإي ّللاك !
إّياك أن تحملك هذه القدام إلى كللاهن أو سللاحر أو مشللعوذ
أو دجال ممللن يللدعون علللم الغيللب ،فيسللتحوذ علللى مالللك
بالخداع ،ويهللدم دينللك بالكللذب ،ويسلللب كرامتللك وعقلللك
بالمراوغة !
ن ليسللتعينوا فإّنهم يتكلمون رجما ً بالغيب أو يستحضرون الج ّ
بهم على ما يريدون ،فل يجوز الللذهاب إليهللم ول سللؤالهم ،
ول تصديقهم ،ول السكوت عليهم .قال رسللول الللله صلللى
الله عليه وسلم ”:من أتى عرافا ً فسأله عن شيء لم ُتقبللل
له صلة أربعين يوما ً “30
دقه بملا وقال صلى الله عليه وسللم ”:ملن أتلى كاهنلا ً فصل ّ
يقول فقد كفر بما ُأنزل على محمد"31
سقم ،أو سك ال ّ م بك اللم ،أو م ّفيا أيها الخ المبتلى :إذا أل ّ
شاك السللوء ،فالجللأ إلللى الللذي بيللده ضك المرض ،أو تغ ّ أم ّ
الشفاء ،وبأمره دفع البلء ؛ وهو الله ! ول أحد سواه .قللال
146
مللن يجيللب المضللطر إذا دعللاه ويكشللف السللوء تعللالى }:أ ّ
ه مع الله .قليل ً ما تذكرون {. 32 ويجعلكم خلفاء الرض أإل ٌ
مع الخذ بالسللباب ،والعتمللاد أول ً وآخللرا ً ،ظللاهرا ً وباطن لا ً
من داٍء إل ّ وله دواء على مسّبب السباب ورب الرباب ،فما ِ
،علملله مللن عملله ،وجهللله مللن جهللله ،وقللل مقالللة العبللد
الصالح والرسول الناصح }:وإذا مرضت فهو يشفين { 33
احفظ الله في :بطنك .
فل تأكل أموال الّناس بالباطللل ،ول ُتغللذيه إل ّ بطريللق مبللاح
ل وسبيل حلل .قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ”:كلل ّ
سحت فالن ّللار أولللى بلله “ .34والسللحت هللو جسدٍ نبت من ال ّ
ب ،ول يأكللل إل ّ الحرام .فالمؤمن ل مثلك إن شاء الله ل طي ٌ
ن اللله طيبا ً .قال رسلول اللله صللى اللله عليله وسللم ”:إ ّ
ن الله أمللر المللؤمنين بمللا أمللر بلله ل إل ّ طيبا ً ،وإ ّ ب ل يقب ُطي ٌ
المرسلللين ،فقللال }:يللا أيهللا الرسللل كلللوا مللن الطيبللات
واعملوا صالحا ً إني بما تعملون عليم { ، 35وقال } :يا أيها
م ذكللر الذين آمنوا كلوا مللن طيبللات مللا رزقنللاكم ، 36{..ثل ّ
سفر أشعث أغبر ،يمد يده إلى السللماء :يللا الرجل يطيل ال ّ
رب ! يا رب ! ومطعملله مللن حللرام ،ومشللربه مللن حللرام ،
غذي بالحرام ،فأّنى ُيستجاب للله ؟! “ وملبسه من حرام ،و ُ
37
ن الذين يللأكلون أمللوال فل تأكل مال اليتيم .قال تعالى }:إ ّ
اليتامى ظلما ً إنما يأكلون في بطونهم نارا ً وسيصلون سعيرا ً
{38
وتأخذ مالك عن طريق رشوة ،فلقد لعن رسول الللله صلللى
الله عليه وسلم الراشي المرتشي . 39والرائش بينهما .
ول تكسب مالك من ربا .قال رسول الللله صلللى الللله عليلله
ُ
ملله “ حوبا ً .أيسرها أن ينكح الرجللل أ ّ ن ُ وسلم ”:الربا سبُعو َ
ف تلللك الللدرجات أن 40والحوب هو الثم ،والمللراد أن أخ ل ّ
مه ل عياذا ً بالله ! ل وما أح لد ٌ أكللثر مللن ربللا إل ّ يزني الرجل بأ ّ
كان عاقبة أمره إلى قَّلة ،وخاتمة حاله إلللى خسللارة .قللال
147
تعالى }:يمحق الله الربا ويربي الصدقات والله ل يحب كللل
كفار أثيم {41
فل تكن محاربا ً لله تعالى فوق أرضه ،وتحت سللمائه ،وفللي
ملكه ،وأنت عبد ٌ من عبيده ،وتأكل من رزقه ،وتتقّلب فللي
نعمه .قال تعالى }:يا أيها الذين آمنوا اتقللوا الللله وذروا مللا
بقي من الربا إن كنتم مؤمنين * فإن لم تفعلوا فأذنوا بحرب
من الله ورسوله وإن تبتم فلكم رؤوس أموالكم ل تظلمللون
ول تظلمون {42
سبل الحرام ،وتجّنب الشللبهات ، فأحذر ل أخي الكريم ل من ُ
وأطب مطعمك تكللن مسللتجاب الللدعوة ،مبللارك الخطللوة ،
طّيب الجسد ،قد أعددت الجواب للسؤال العظيم يوم تقف
وحيدا ً فريدا ً بين يدي الّرب العظيم ،فُتسأل عن هذا المال :
هل أخذته من طريق حلل ؟ وأجملت في الطلب ؟
وهل حفظته حين أتاك في مكان مباح ؟
وهل أنفقته ل يوم أنفقته ل في طريق جائز ؟
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ":ل تزول قللدما ابللن
من عندِ رّبه حلتى ُيسلأل علن خمللس :علن آدم يوم القيامة ِ
عمره فيما أفناه ماله من أين اكتسبته؟ وفيما أنفقته ؟ 43 ُ
احفظ الله في :لسانك .
جرم ،فقد أوكل الله بك ملئكة ل جرم عظيم ال ُ فإنه صغير ال ِ
يفارقونلللك ،وشلللهودا ً ل ُيغادرونلللك ،يكتبلللون ملللا تقلللول ،
ويستنسخون ما تفعللل .قللال تعللالى }:إذ يتلقللى المتلقيللان
عن اليمين والشمال قعيد * ما يلفظ من قول إل ّ لديه رقيب
عتيد { 44
ل ما ولعّلك تناسيتها ،وخلف ظهرك ألقيتها ،ولكنك سترى ك ّ
قلت وفعلت أما ناظريك يوم القيامة .قال تعالى }:ووضللع
الكتاب فترى المجرمين مشفقين مما فيه ويقولللون ياويلتنللا
مال هذا الكتاب ل يغادر صغيرة ول كبيرة إل ّ أحصاها ووجدوا
ما عملوا حاضرا ً ول يظلم ربك أحدا ً {45
148
فل تتكّلم بالغيبة والنميمة والسخرية والستهزاء ،ول تطعللن
في مسلم ،ول تلعن مؤمن ،فللالمؤمن ليللس بالطعللان ،ول
باللعلللان ،ول بالفلللاحش البلللذيء ،والمسللللم ملللن سلللِلم
المسلمون من لسانه ويده .قال رسول الله صلى الله عليه
ت كل لي ما بين رجليه وما بين لحييه ،تللو ّ
كل ُ وسلم ":من تو ّ
ه بالجّنة "46
ل ُ
فتجّنللب سللقطات اللسللن ،وهفللوات الحللديث ،وكبللوات
الكلمللات ،وهللل يكللب النللاس فللي الن ّللار علللى وجللوههم إل ّ
حصائد ألسنتهم ؟!
لت اللسان أن تحلف بغير الله تعالى ،فللإنه ل ومن أعظم ز ّ
يجوز الحلللف بغيللر الللله تعللالى ،بللل إن ّلله مللن بللاب الشللرك
الصغر ،وربما ارتقى إلى رتبة الشلرك الكلبر عنلدما يعتقلد
ة تساوي منزلللة الحالف في المحلوف أن له قدرا ً أو له منزل ً
الله تعالى وقدره !
ي ،ول تقسم بحياة فلن أو برأسه ،ول فل تحلف بنبي أو ول ّ
مة ،ول بالمانة ،ول بالطلق بالشرف ،ول بالكعبة ،ول بالذ ّ
،ول بالحرام .قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ":مللن
حلف بغير الله فقد كفر أو أشرك "47
ن الللله ينهللاكم أن تحلفللوا وقال صلى الللله عليلله وسلللم ":إ ّ
مت "48 بآبائكم ،فمن كان حالفا ً فليحلف بالله أو ليص ُ
احفظ الله في :نسائك .
احفظ الله في زوجتك وبناتك وأخواتك وجميع نسائك ،فأنت
ن بالحجللاب الللذي يسللتر راٍع ومسئول عن رعيتللك ،فللألزمه ّ
ن التللبرج والسللفور ،ومللواطن ن ،وجنبهلل ّ
كامللل أجسللاده ّ
ة ،ولؤلللؤةٌ الفتللن ،وأمللاكن الّريللب ،فللالمرأة دّرةٌ مكنونلل ٌ
ف ململلس ، ة ،فل تمتد إليها يد عابث ،ول تلمسها ك ّ مصون ٌ
ول تنهشها عين مريللض .قللال تعللالى }:يللا أيهللا النللبي قللل
نلزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن مللن جلبيبهلل ّ
ذلك أدنى أن ُيعرفن فل يؤذين وكان الله غفورا ً رحيما ً {49
149
ة على عرشها داخل فالمرأة لب ُد ّ أن تقّر في مملكتها ،متربع ً
بيتها ،تؤدي حقوق ربهلا ،وتقللوم بواجبللات زوجهللا ،وترعللى
صغارها .
سامي !هذا شرفها الغالي ! وعّزها ال ّ
لجللة خّراجللة ،مخالطللة للجللانب ،مزاحمللة ول تكللون و ّ
للرجال ،فتقع فريسة لذئاب البشر الذين ينهشون أغلللى مللا
م ُيلقونها تحت أقدامهم ،رخيصة مبتذلللة ،ومللا ذلللك فيها ،ث ّ
إل ّ لنها خالفت أمر ربها ،وعصت رسولها ،ولم تحافظ على
سها !نف ِ
قال تعالى }:وقرن فللي بيللوتكن ول تللبرجن تللبرج الجاهليللة
الولى وأقمن الصلة وآتين الزكاة وأطعن الله ورسللوله {...
50
م لمللادةوفي ذلك ل أيها الكريم ل ل س لد ّ لبللاب الفتنللة ،وحس ل ٌ
الرذيلللة ،وصلليانة للمجتمللع ،ومزيللد ترابللط بيللن السللر ،
وطهللرة للقلللوب ،ومنللع للللذنوب ،ودفللع للموبقللات .قللال
ن متاعا ً فسألوهن من وراء حجللاب تعالى ... }:وإذا سألتموه ّ
ذلكم أطهر لقلوبكم وقلوبهن 51{..
جللب فهل نستجيب ل أيها الحبيب ل لنداء الللله ورسللوله ،ونح ّ
ن عللن جبه ّن من مواقع الزلل والخلل ،ونح ُ نساءنا ،ونحفظه ّ
مخالب العابثين ،وأنياب المعتدين ؟!
أم نسير على خطى الكفار والفجار الذين ل يرجون الللله ول
الدار الخرة ،ونعّري أجساد نسلائنا ،ونحلور بناتنلا ،ونظهلر
أرجل وشعور أخواتنا ؟!
فنهدر ل بأيدينا ل كرامتنا ،ونقتل ل بأنفسنا ل مروءتنا ،ونلغللي
حيائنا وعفتنا؟!
ذلك ما ل نرجوه وما ل نأمله !!
قال تعالى }:ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا ً عظيما {
52وقال تعالى }:ومن يعص الله ورسوله فقد ضللل ضلللل ً
مبينا ً {53
احفظ الله في :أولدك .
150
احفظ الللله فللي أولدك ،وعلمهللم آداب السلللم ،وشللمائل
ل راٍع ل كل ّ
رسول النام صلى الله عليلله وسلللم ،فللالله سللائ ٌ
ما استرعاه ،أحفظ ذلك أم ضّيع ؟! ع ّ
وجنبهم بؤر الفساد ،ومسببات النحراف ،وأحطهللم بسللياج
الرفقللة الصللالحة ،وحفظهللم القللرآن ،وعلمهللم السللّنة ،
ب، وفقههم فلي اللدين ،فهلم ليسلوا بحاجلة لطعلام ٍ وشلرا ٍ
كحاجتهم وشديد رغبتهم فللي الللدين ،فللإّنهم يصللبرون علللى
الجوع والعطش ،لكّنهم ل يصبرون على الّنار !
وده أبوه ع كان ما على فينا الفتيان ئ ناش وينشأ ُ
ّ ُ
وما دان الفتى بحجى ولكن يعوده التدين أقربوه
قال تعالى }:يا أيها الذين آمنوا قللو أنفسللكم وأهليكللم نللارا ً
وقودها الناس والحجارة عليها ملئكة غلظ شداد ل يعصللون
الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون {54
الخاتمة
...وبعد :
أيها الحبيب ..المحفوظ بحفظ الله ...
ب بالّرب ،فل دافللع للسللوء غيللره ،ول مللانع للبلء عّلق القل َ
سواه ..
وهو كافيك مما يؤذيك ،ول يكفيك شيٌء عن الله ..
ف عبللده ؟! ويخوفونللك بالللذين قال تعالى } :أليس الله بكا ٍ
من دونه 55{..
وامل قلبك برجاه ،واقطع رجاك ممن عداه ،فالمر أمللره ،
والخلق خلقه ،والعبللد عبللده ،والقللدر قللدره ،ول مللانع لمللا
أعطى ،ول معطي لما منع ،ول قابض لما بسط ،ول باسط
لما قبض ،ول إله إل ّ الله ،فل معبود بحقّ سوى الله !
دك إليه ،ومآلك الوقللوف بيللن يللديه ،فيسللألك واعلم أن مر ّ
ل كبير وصغير ،وعظيم وحقير .قال تعالى } :فوربك عن ك ّ
لنسألنهم أجمعين * عما كانوا يعملون {.56
ل شلليءٍ ن الله بكلل ّ عد ّ للسؤال جوابا ً ،وللجواب صوابا ً ،فإ ّ فأ ِ
ل شيٍء قدير . عليم ،وهو على ك ّ
151
وكتبه
عبد اللطيف الغامدي
حفظه الله من خزي الدنيا ومن عذاب الخرة
جدة )(21468
ص .ب ) (34416
=============
#مناقشة هادئة للقول بجواز ينساب
مناقشة علمية هادئة للقول بجواز الكتتاب في ينساب
الحمد لله ،والصلللة والسلللم علللى نبينللا محمللد وعلللى آللله
وصحبه أجمعين .أما بعد
فقد أخرجت قبل أسبوع رسالة بعنوان )ثلث رسائل عاجلللة
حول الكتتاب في شركة ينساب( .
ثللم اطلعللت علللى بعللض المناقشللات العلميللة المكتوبللة
والشفوية عبر القنوات الفضائية من بعض المشايخ الفضلللء
الذين أفتوا بالجواز ،وقد لحظت تضمنها بعض الخطللاء فللي
النقللل وقللراءة نشللرة الصللدار ،فحللاولت بعللدها التصللال
ببعضهم مرارا ً فلم يتيسر .
ونظرا ً لستشكال كثير من الناس حولها ،رأيللت إخللراج هللذه
المناقشة العلمية على أل ينفك قارئهللا عللن الرسللائل الثلث
اللللتي سلللبق نشلللرها فلللي موقلللع نلللور السللللم بتاريلللخ
16/11/1426هل ،وفق النقاط التية :
أول ً ُ :نسب القول بجواز الكتتاب فللي الشللركات المختلطللة
بالربا إلى فضيلة الشيخ محمد بن عثيمين رحمه الله تعالى .
والقرب أنلله رجللع عللن فتللواه ؛ فقللد أفللتى أول ً بللالجواز مللع
النصللح والتأكيللد علللى تركهللا ،فللي فتللوى بخللط يللده بتاريللخ
21/4/1412هل ،ثم أفتى بتحريمها في فتواه المنشورة فللي
مجلة الدعوة بتاريخ 1/5/1412هل والتي بين فضلليلته حرمللة
الكتتاب فيها ،وأن من اكتتب فيها جاهل ً فإنه يسعى في فك
الشتراك ،فإذا لم يتمكن أخرج النسبة المحرمة ،وهذا نص
السؤال والجواب :
152
السؤال :ما الحكم الشرعي في أسهم الشركات المتداولللة
في السواق ،هل تجوز المتاجرة فيها ؟
الجللواب :ل أسللتطيع أن أجيللب علللى هللذا السللؤال ؛ لن
الشللركات الموجللودة فللي السللواق تختلللف فللي معاملتهللا
بالربا ،وإذا علمت أن هذه الشركة تتعامل بالربا وتوزع أرباح
الربا على المشتركين ،فإنه ل يجللوز أن تشللترك فيهللا ،وإن
كنت قد اشتركت ثم عرفللت بعللد ذلللك أنهللا تتعامللل بالربللا ،
فإنك تللذهب إلللى الدارة وتطلللب فللك اشللتراكك ،فللإن لللم
تتمكن ،فإنك تبقللى علللى الشللركة ،ثللم إذا قُللدمت الربللاح
وكان الكشف قللد بيللن فيلله مللوارد تلللك الربللاح فإنللك تأخللذ
الرباح الحلل ،وتتصدق بالرباح الحرام تخلص لا ً منهللا ،فللإن
كنت ل تعلم بللذلك فللإن الحتيللاط أن تتصللدق بنصللف الربللح
تخلصا ً منه ،والباقي لك ؛ لن هذا ما في اسللتطاعتك ،وقللد
قال الله تعالى ":فاتقوا الله ما استطعتم" .انتهت الفتوى .
وللشيخ رحمه الللله فتللوى أخللرى بللالمنع مطلقلًا ،وهللي غيللر
مؤرخة ،وهذا نص السؤال والجواب :
السؤال :لقد انتشللرت فللي زماننللا هللذا الشللركات التجاريللة
بأنواعها المختلفة وكثر المساهمون فيها بللأموالهم بحثلا ً عللن
ن بعلض المسلاهمين يحصلل عللى الربح ولكن الذي يحدث أ ّ
ربللح ليللس مللن عمللل تلللك الشللركة ولكنلله مللن المتللاجرة
بسندات السهم التي ساهم بها فيبيع السند الذي قيمته مثل ً
100ريللال يللبيعه بللل 200ريللال أو أكللثر حسللب قيمللة تلللك
السندات في ذلك الوقت ،فهل هذا التعامللل بهللذه الطريقللة
صحيح أم ل ؟
الجواب :التعامل صحيح إذا كانت الشركة التي سللاهم فيهللا
خالية من الربا ،فإن بيع النسان نصلليبه مللن الشللركة بربللح
جائز ول حرج فيه ،لكن بشرط أن يكون معلوما ً لدى البللائع
والمشتري ،فيعرف أن له مثل ً 10أسهم أو 15سللهما ً مللن
كذا وكذا حتى ل يبقى المر مشكل ً فإذا كان معلومللا ً فللإنه ل
بأس به سلواء كلان ذللك فلي الشلركات أو فللي مسلاهمات
153
عقارية كذلك أهل ) .فتاوى للتجار ورجال العمللال ص - 47
. (48
ولو وجد فتللاوى غيللر مؤرخللة أو احتمللل المللر عللدم معرفللة
التاريخ ،فإن القرب لفتاوى الشيخ هللو التحريللم ،لمللا علللم
عنه من شدة تحرزه من أخذ الربا ،وتحريمه تأجير المحلت
على صوالين الحلقة التي تحلللق اللحللى ،وعلللى التموينللات
التي تبيع الدخان ،إضللافة إلللى تحريملله للعمللل فللي البنللوك
الربويللة حارسللا ً أو سللائقا ً ،أو اليللداع فيهللا فللي الحسللاب
الجاري ؛ لنه من التعاون على الثم والعدوان .
وما نحن فيه أولى بالمنع .
ثم لو فرضللنا أن المللر ل يلزال مشلتبها ً ،أو ثبللت أن القلول
الخير للشيخ هو الجواز ،فإن العبرة فللي معرفللة الحلق هلو
الدليل ،وليس من الصواب دفللع النللاس بفتللوى الشلليخ ابللن
عثيمين رحمه الللله إلللى الكتتللاب فللي شللركة ينسللاب الللتي
أعلنت الربا الصراح نظاما ً لها في المعاملت المالية.
ثانيا ً :أكد بعللض المشللايخ أن الشللركة إنمللا وضللعت الللودائع
الربوية من أموال المكتتبين المؤسسللين فقللط دون اكتتللاب
المواطنين .
وهذا غير صحيح ،فإن الشركة قد نصت علللى أنهللا سللتدخل
مجموع أموال المكتتبين المؤسسين ،وكذلك الكتتاب العللام
في حساب الفوائد ،وقد نصت الشركة على ذلك ،
وأورد هنا نص ما جللاء فللي نشللرة الصللدار ) ص " : ( 60
حقوق المساهمين :
رأس المللال المللدفوع مللن قبللل المؤسسللين – بالريللالت) -
(3.656.250.000ورأس المال المتوقع من الكتتاب العام
). (1.968.750.000
ثم جاء في )ص (61ما نصه :الرصدة لدى البنوك :وديعللة
لجلللل ) .. (5.566.657.000الوديعلللة لجلللل ،والحسلللاب
الجاري محتفظ بهما لدى بنك محلي ،وتحقق الوديعة لجللل
عمولة سنوية – أي فوائد ربوية – بنسبة %4.85تقريبا ً اهل.
154
وبهذا يتضح دخول أموال الكتتاب العام من الجمهور فيها .
ثالثا ً :ذكر بعض المشايخ أن الشركة ستأخذ تمويل ً من بعض
البنوك ؛ إما بقروض تجارية ،وإما بمرابحات إسلمية .
وهذا غير صحيح ،فمن تأمل نص ما جاء في نشرة الصللدار
يجد أن البنك الذي وعللد بالتمويللل ABN AMROيقللوم الن
بالتفاوض مع المصارف الدولية والقليمية والمحليللة لتقللديم
قروض تجارية وإسلمية عادية للمشروع .
أي أن أنهم وعدوا بالقتراض الربوي وغيللر الربللوي ،وليللس
المر على سبيل التردد ،هذا أول ً .
وثانيا ً :أن البنك المتعهد بالتمويل سيقدم مجموع ما تحصللل
له من هذه البنوك لشللركة ينسللاب ،فهللل سلليكون وسلليطا ً
بأجرة ،أو مقرضا ً بفائدة فيكون القرض حينئذ كله بالربا؟! .
وهذا نللص مللا جللاء فللي نشللرة الصللدار ) :ص : (29تمويللل
المشروع :حصلت سابك لصالح ينساب ،على التزام خطي
مبللدئي مللن بنللك إيلله.بللي.إن.أمللرو ABN AMROبمللوجب
خطاب الللتزام مللؤرخ فللي 30نوفمللبر 2005تعهللد بمللوجبه
بتغطية تسهيلت تمويلية بدون حق الرجللوع علللى المسللاهم
الرئيس بقيمة 13.125مليون ريال سعودي -أي 13مليارا
ومائة وخمسا وعشرين مليون ريال سعودي – "اهل .
وجاء أيضا ً في نفس الصفحة تحت عنوان :القللروض ورأس
المال العامل البتدائي " :يقوم بنلك إيله.بلي.إن.أمللرو حاليلا ً
بالتفاوض مع المصارف الدولية والقليميللة والمحليللة وبعللض
الجهللات الشللبه حكوميللة لتقللديم قللروض تجاريللة وإسلللمية
عادية للمشروع ..إضافة لتسهيلت القروض المللذكورة أعله
،سيطلب قرض لتمويل رأس المال العامل البتدائي بقيمللة
833مليلللون ريلللال سلللعودي ،ويتلللم ترتيبللله كجلللزء ملللن
القروض"اهل .
ون من خطورة الربا على كثير من الناس ،بل حتى رابعا ً :ه ّ
علللى كللثير مللن طلبللة العلللم مللا ذكللر مللن أن نسللبة الجللزء
155
المحرم في الشركة ل يتجاوز الواحد فللي اللللف ،وأن هللذه
نسبة قليلة جدا ً .
وهللذا الطلق غيللر صللحيح أيضلا ً .ويللزول اللبللس بالتوضلليح
التي :أودعت ينساب ما تحصللل لهللا مللن أمللوال المكتتللبين
المؤسسين في وقت قصير فحصلت عوائد ربوية مقللدارها )
ل( فالحقيقة إذا ً أن الشركة قللامت بتوظيللف 4.375.000ريا ً
أموال المكتتبين المؤسسين في الحرام وهو الربا ،ووعللدت
بإجراء ذلك في أموال الكتتاب العام كما سبق بيانه .
ومما يؤكد تهاون الناس بجريمة الربا أن الناس لو قيللل لهللم
بأن الشللركة سللتقوم بتشللغيل أمللوال المكتتللبين مللدة شللهر
واحد فقط في المتللاجرة فللي المخللدرات أو الخمللور أو دور
البغاء ،وأن العائد منها سلليكون واحللدا ً فللي المليللون :لنفللر
المؤمنون الناس من ذلك بالفطرة ،ولللم تكللن كلمللة )واحللد
في المليون( سببا ً في تساهلهم بالكتتاب ،فكيف بأخذ الربا
الذي هو أعظم منها ؟!.
خامسا ً :العبرة في معرفة نظام الشركة هو نشرة الصللدار
الرسمية .وينبني عليه أمران :
الول :أنه ل عبرة بالكلم الشفوي ،لن الشللركات الكللبرى
ل تعمل إل وفق نظللام رسللمي ،ومجللالس إداريللة ،ورقابللة
صارمة بمطابقة مافي نشرة الصدار .
الثاني :أن ما وعدت به الشركة من القللروض الربويللة ،قللد
وقع عليه المكتتب .فل يقال فيه نشارك ؛ لنه قد يتغيللر ،أو
أن المللر محتمللل ،ونحللو ذلللك ممللا تنفيلله نشللرة الصللدار
الرسمية للشركة .
وأدعو الجميع إلللى تأمللل نللص مللا جللاء فللي نشللرة الصللدار
)صللفحة أ ( تحللت عنللوان ) إشللعار هللام ( :وتتحمللل سللابك
كامللل المسللؤولية عللن دقللة المعلومللات الللواردة فللي هللذه
النشرة ،وتؤكد حسب علمها واعتقادها بعد إجراء الدراسات
الممكنة وإلى الحد المعقول :أنه ل توجللد أيللة وقللائع أخللرى
يمكن أن يؤدي عدم تضمينها في هذه النشرة إلى جعللل أيللة
156
إفللادة واردة هنللا مضللللة ..ويتحمللل كللل مسللتلم لنشللرة
الصدار قبل اتخاذ قرار السلتثمار مسلؤولية الحصلول عللى
استشارة مهنية مستقلة بخصوص الكتتاب ..اهل .
وأخيرا ً :
إن سبب حرصي وكتابتي في هذا الموضوع أن المللر أوسللع
من أن يكون بحثا ً فقهيا اجتهادي لا ً ؛ لن الفتيللا بللالجواز سللبب
أساس في بقاء الربا في الشللركات القائمللة والقادمللة ؛ لن
إقبال الناس على الكتتاب وارتفاع السهم مبني فللي أكللثره
على الفتيا بالجواز ،ولو لم يفت بالجواز لمللا أقبللل النللاس ،
ولخضعت الشركة وأمثالها حينئذ إلى مطالب العلماء -بللإذن
الله تعالى -وقبلللوا باشللتراط وجللود اللجنللة الشللرعية الللتي
ترشحها جهة علمية مستقلة .
وعليه فإن هذه المناقشة إنما هللي حسللبة علللى منكللر الربللا
في الشللركات ،والهجللر مللن أقللوى وسللائل إنكللاره ،وأرهللا
متعينللة فللي هللذه المرحلللة .راجيلا ً أن يطلللع مللن قللرأ هللذه
المناقشة على الرسائل الثلث السابقة .
وبهذا تنتهي المناقشة والحمد لله رب العالمين .
================
#هل خسرت في السهم ؟
الحمد لله مالك الملك يؤتي الملك مللن يشللاء وينزعلله ممللن
يشاء ويعز من يشاء ويذل من يشاء بيده الخير وهو على كل
شيء قدير ،أحمده عز وجل وأشكره وأثني عليه الخير كللله،
وأشهد أن ل إله إل الله وحده ل شللريك للله ،للله الملللك وللله
الحمد وهو على كللل شلليء قللدير ،وأشللهد أن محمللدا ً عبللده
ورسوله صلى الله عليه وعلى آللله وأصللحابه وسلللم تسللليما ً
كثيرًا ....أما بعد :
فيا أيها المسلمون :اتقوا الله حق التقوى وراقبوه في السر
والنجوى واعلموا أنه ل تخفللى عليلله خافيللة مللن أمللر عبللاده
ن ((دي َ
ج ِ
سللا ِ
ك ِفللي ال ّم * وَت ََقل َّبلل َ
ن ت َُقللو ُ
حيلل َ
ك ِ ذي َيللَرا َ ))اّللل ِ
)الشعراء . (219
157
يبتلللي عبللاده بالسللراء والضللراء والنعمللة والبأسللاء والصللحة
ة وَإ ِل َي ْن َللا شّر َوال ْ َ
خي ْرِ فِت ْن َل ً والمرض والغنى والفقر ))وَن َب ُْلو ُ
كم ِبال ّ
ن (( )النبياء . (35 :جُعو َ
ت ُْر َ
أيهللا المسلللمون :لقللد جللاءت هللذه الشللريعة الغللراء بكللل
الخيرات والكمالت ،وحرمت جميع الضللرار والمفسللدات ؛
فأباحت للناس الطيبات وحرمللت عليهللم الخبللائث وشللرعت
لهللم طللرائق يطلبللون بهللا المللال الحلل والللرزق المبللارك
فأباحت معاملت البيوع والشراء والجللارة والشللركة وأنللواع
ط
الحوالت والضمانات وغيرهللا مللن المعللاملت وفللق ضللواب ٍ
شرعية
ب مرعية . وآدا ٍ
وإذا كان لكل أمة فتنة فملا هللي فتنلة هلذه المللة ؟ ،يجيبنلا
المصطفى صلى الله عليه وسلم بقوله )) :إن لكل أمة فتنة
،وفتنة أمتي المال ((].[1
دت فللي عللالم اليللوم طللرائق كللثيرة لكسللب المللال وقللد جل ّ
وتحقيق الثراء السريع .من أشهرها كما يعلم الجميللع هللي :
وسلليلة التجللار فللي سللوق السللهم الماليللة العالميللة منهللا
والمحلية .
وأصلللها كمللا هللو معللروف أسلللوب غربللي رأسللمالي أخللذه
المسلمون عن الدول الغربية الللتي يحكللم أسللواقها القللانون
المدني ،وقد قامت هيئات شرعية في عدد مللن البنللوك فللي
البلد السللللمية بضلللبطه وتعلللديله ليتوافلللق ملللع الحكلللام
الشرعية وحصل بللذلك خيللر كللثير ولكللن بقللي فيلله فجللوات
كبرى طالما حذر منها الناصحون والغيورون .
مثللل آليللات الللبيع والشللراء وحركللات المضللاربة العشللوائية
والتضخم اللمنطقي ،والكذب والتغرير،والنجللش فللي بعللض
أوامر الشراء ،والنجش المضاد ونحو ذلك مما شاب أسللواق
السهم وأفسدها....
وكلللانت تللللك الشلللركات منهلللا ملللا هلللي محرملللة بلخلف
كالشللركات الربويللة أو الللتي أصللل نشللاطها محللرم ،ومنهللا
158
شللركات مختلطللة أصللل نشللاطها مبللاح ولكنهللا ُتقللرض أو
تقترض بالربا وقد أباحها بعللض أهللل العلللم بضللوابط معينللة،
والصحيح أنها محرمة ل يجوز الدخول فيها على الراجللح مللن
أقوال جماهير العلماء المعاصرين والمجامع واللجان الفقهية
والشرعية والقسم الثالث شللركات مباحللة يجللوز المسللاهمة
فيها وهي معروفة عند أهلل هلذا الشلأن ،وهلي اللتي أصلل
نشاطها مباح وسلمت من القروض الربوية .
أيهللا المسلللمون :وفللي هللذه اليللام بللدأت أسللواق السللهم
بالنزول والنحدار حيث المؤشللرات تنللزف نسللبا ً يوميللة فللي
أكللثر دول الخليللج وبعللض الللدول العربيللة ...وذهللل النللاس
واندهشوا وأصيبوا بحالة من الوجوم والستغراب فللي بدايللة
الملللر ثلللم بلللدأ مسلسلللل الخسلللائر والمصلللائب وحّللللت
بالمسللاهمين خسللائر فادحللة ،وجللوائح فاجعللة ،فللترى بعللض
القوم لجلها صرعى يتجرعون منها غصص البلوى ويرفعللون
بسببها الشكوى فكم ترى من مهموم مغموم مثقل بالللديون
وتسمع عن آخرين ارتفع عندهم ضللغط الللدم أو السللكري أو
كليهما فأدخلوا المستشفيات والمصحات وسمع النللاس عللن
حالة وفيات ،ومنهم من أصيب بانهيللار عصللبي؛ لجللل فقللده
جميع ما يملك ،وتصفية جميع محفظته التي كان قد اقترض
نصللف رأس المللال فيهللا مللن أحللد البنللوك فاسللتوفى البنللك
مستحقاته وبقيت الخسلارة يتجرعهلا هلذا المسللكين لوحلده
إلى غير ذلك من مسلسل المصائب والنكبات الللتي أفرزتهللا
هذه الزمة وهذا النهيار السريع .
ول ينكر أحد أن المال محبب إلى النفوس فطرة فهو عصب
الحياة وشقيق الروح وبقدر ما يتمنللى المللرء الحيللاة والبقللاء
فهو يتمنى المال كمللا قللال النللبي صلللى اللله عليلله وسلللم :
))يهللرم ابللن آدم وتشللب معلله اثنتللان الحللرص علللى المللال
والحرص على العمر(( ].[2
من حديث أنللس بللن مالللك وفللي البخللاري مللن حللديث أبللي
هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلللى الللله عليلله
159
وسلم )) :ل يزال قلب الكبير شابا في اثنتين في حب الللدنيا
وطول المل(( .
وفي هذه المصيبة الماليللة والنقيصللة الدنيويللة نللذكر أنفسللنا
والمسلمين بعدة قضايا علها أن تساهم في التعزية والتسلية
للخاسرين من جهة ،ومن جهة أخللرى علهللا أن تسللاهم فللي
تصللحيح المسللار وضللبط السللتثمار لعمللوم المسللتثمرين
والمساهمين .
القضية الولى :يا كل مصللاب بخسللارة فللي هللذه السللهم ،
اعلم أن الله ابتلك فلي المنلع كمللا ابتلك فللي العطللاء قلال
َ َ
م(( )آل عمللران : س لك ُ ْم وَأنُف ِ وال ِك ُ ْمل َ ن فِللي أ ْ تعللالى )) :ل َت ُب ْل َلوُ ّ
. (186
جللوِعف َوال ْ ُ خللو ْ ن ال ْ َمل َ يٍء ّشل ْ م بِ َ وقللال سللبحانه )) :وَل َن َب ْل ُلوَن ّك ُ ْ
َ
ن ((ري َ صللاب ِ ِش لرِ ال ّ ت وَب َ ّ س َوالث ّ َ
م لَرا ِ ل َوالنُف ل ِ وا ِم َ
ن ال َ م َ
ص ّوَن َْق ٍ
)البقرة . (155 :
القضية الثانية :إن هذه الحادثة مورد من موارد الصللبر وهللو
فريضة الوقت في هذه المصيبة ،فتذكر -أخي المسلللم -أن
الصبر على أقدار الله المؤلمة أحد أصول اليمان قال صلللى
الله عليه وسلم "واعلم أن ما أصابك لللم يكللن ليخطئك ومللا
أخطأك لم يكن ليصيبك" أخرجه أبو داود بسند صحيح .
وقال صلى الله عليه وسلم )) :واعلم أن النصللر مللع الصللبر
وأن الفرج مع الكرب وأن مع العسر يسرا(( ].[3
والصبر عباد الله من جميل الخلل ،و محمللود الخصللال ،فل
تتسخط على أقدار الله ول تقع فللي سللب الللدهور والزمللان
ولتلطم وجها أو تشق جيبا ،واحذر أن تفتح على نفسك باب
الشيطان الكبير وهو كلمة "لو" ؛ فتقول لو أنلي ملا فعلللت ،
لو أني ما ساهمت ...إنه أمر قضي وانتهى قللال صلللى الللله
عليه وسلم )) :احرص على ما ينفعك واستعن بالله ول تعجز
وإن أصابك شيء فل تقل لو أني فعلت كذا لكللان كللذا وكللذا
ولكللن قللل قللدر الللله ومللا شللاء فعللل فللإن لللو تفتللح عمللل
الشيطان (( ].[4
160
والمؤمن يصبر اختيارا ً ،ومن لم يصبر صبر الكرام سل سلللو
البهائم .
يقول عمر رضي الله عنه :وجدنا خير عيشنا بالصبر .
ويقول علي بن أبي طالب -رضي الله عنله -الصلبر مطيلة ل
تكبو ][5
يجرى القضاء وفيلله الخيللر نافلللة *** لمللؤمن واثللق بللالله ل
لهي
إن جاءه فرح أو نابه ترح *** في الحالتين يقول الحمد لله
وقال الحسن -رحمه الللله" -والعبللد كنللز مللن كنللوز الخيللر ل
يعطيه الله إل لعبدٍ كريم عنده " وصدق من قال :
والصبر مثل اسمه ملّر مللذاقه *** لكللن عللواقبه أحلللى مللن
ل
العس ِ
وإذا صبر المؤمن زاد إيمانه ،وتطلع بعللده إلللى الرضللا ،وهللو
أعلى درجة من الصبر التي يحفظه الله بها عن مللا هللو أشللد
منها .
يقول ابن القيم -رحمه الله -الرضا باب الله العظم ،وجنللة
الدنيا ،ومستراح العابدين وقرة عيللون المشللتاقين ...ومللن
مل قلبه من الرضا بالقدر مل الله صللدره غنللى وأمن لا ً وف لّرغ
قلبه لمحبته والنابة إليه والتوكل عليه ،ومن فاته حظه مللن
الرضا إمتل قلبه بضدِ ذلك واشتغل عما فيه سللعادته وفلحلله
][6
ي
ف بالرضللا علن اللله قلد فلاز الرضل ّ إذا اشتدت البلوى تخّف ْ
المراقب
وكم نعمة مقرونة ببلية على الناس تخفى والبليا مواهب
ة تسللتوجب القضية الثالثة :إن في هذا الحللدث عللبرةً وعظ ل ً
الخروج مللن المظللالم ،والتوبللة مللن المللآثم ..فكللم ماطللل
أقوام بحقوق غيرهم ؟ ...بل وتحايلوا على أموال النللاس أو
أسمائهم رغبة في الثراء السريع والتجارة العاجلللة ،فمنعللوا
حقوقا ً لصحابها طمعا ً في المال وربمللا كتمللوا عنهللم مقللدار
الرباح واستأثروا بها عنهم مستغلين جهلم بحقيقللة الكتتللاب
161
وحركللة السللهم ...وكللم ولللغ النللاس فللي السللهم المحرمللة
الربوية منها أوالمختلطة ،وتساهلوا في ذلك ولم يبلالوا بللأي
تحذير أو توجيه ...أليس الربا شؤم وبلء مؤذن بالحرب مللن
مُنللوا ْ ات ُّقللوا ْ َ
نآ َ ذي َرب الرض والسماء قال تعالى َ)) :يا أي َّها ال ّ ِ
م ت َْفعَُلوا ْ ن * فَِإن ل ّ ْ مِني َ مؤ ْ ِ كنُتم ّ ن الّرَبا ِإن ُ م َ ي ِما ب َِق َ ه وَذ َُروا ْ َ الل ّ َ
م فَل َ ُ ْ
س ؤو ُ م ُر ُ كلل ْ سللول ِهِ وَِإن ت ُب ُْتلل ْ ن الّلللهِ وََر ُ ملل َب ّ حللْر ٍ َفللأذ َُنوا ْ ب ِ َ
َ
ن (( )البقرة . (279 : مو َ ن وَل َ ت ُظ ْل َ ُ مو َ م ل َ ت َظ ْل ِ ُ وال ِك ُ ْ م َ
أ ْ
ق
ح ُم َ أليس الربا يمحق الخيرات والبركات :قال تعالى )) :ي َ ْ
ل ك َّفللارٍ أ َِثيلم ٍ (( ب ك ُل ّ حل ّ ت َوالل ّل ُ
ه ل َ يُ ِ صلد ََقا ِ ه ال ّْرَبا وَي ُْرِبي ال ّ الل ّ ُ
) البقرة . (276 :
ولذلك إشتد خللوف السلللف مللن الحللرام وحللذروا منلله أشللد
التحذير ،إمتثال ً لقوله صلى الله عليه وسلم )) :ل يقبل الللله
صلة بغير طهور ول صدقة من غلول (( ].[7
وقال ابللن مسللعود ل يكتسللب عبللد مللال ً حراملا ً فينفللق منلله
فيبارك فيه ول يتصدق به فيتقبل منه ول يتركه خلللف ظهللره
إل كلان زاده إللى النللار ،إن اللله ل يمحللو السليء بالسليء
ولكللن ولكللن يمحللو السلليء بالحسللن ،إن الخللبيث ل يمحللو
الخبيث" .
وكللانت المللرأة توصللي زوجهللا عنللدما يخللرج للعمللل وطلللب
الرزق فتقول له "يا هذا اتق الله فينا :إنا لنصبر على الجوع
ول نصبر على النار" .
وللذنوب -عباد الله : -عقوبات وبليات وأزمات ونكبللات وقللد
تساهل الناس بالربا والمشتبهات إلللى حللد كللبير نسللأل الللله
السلمة والعافية حيث تطّلب بعللض النللاس المللال والتجللارة
من أي طريق قال صلللى الللله عليلله وسلللم )) :يللأتي علللى
الناس زمان ل يبالي المرء ما أخذ المللال أمللن حلل أم مللن
حرام(( ].[8
وكم من قضايا ومخالفات شرعية حصلت في زحمة انشغال
الناس في أسواق السهم ،
162
فمنها :ترك الصلة بالكلية ،أو تأخيرها عن وقتها في صالت
السهم وأمام الشاشات .
وكللم مللن قضللايا الكللذب والللتزوير والشللاعات والتوصلليات
الكاذبللة ...أليسللت كلهللا ذنللوب ومعاصللي وبعضللها موبقللات
وكبائر ؟ ! .
عباد الله :والمخيف في المر أن العقوبللة إذا حل ّللت ونزلللت
ة لّ شملت الجميع إل من رحم ربك قال تعالى َ)) :وات ُّقوا ْ فِت ْن َ ً
َ
ديد ُ
شل ِ ه َ ن الل ّل َ مللوا ْ أ ّ
ة َواعْل َ ُ
صل ً
خآ ّ
م َ مللوا ْ ِ
منك ُل ْ ن ظ َل َ ُ ن ال ّل ِ
ذي َ صيب َ ّ
تُ ِ
ب(( )النفال . (25 : ال ْعَِقا ِ
وفللي البخللاري بللاب إذا أنللزل الللله بقللوم عللذابا بعثللوا علللى
أعمللالهم قللال ابللن حجللر رحملله الللله وفللي الحللديث تحللذير
وتخويف عظيم لمن سكت عن النهي فكيللف بمللن داهللن ؟!
فكيللف بمللن رضللي ؟! فكيللف بمللن عللاون ؟! نسللأل الللله
السلمة ][9
ويقللول ابللن القيللم رحملله الللله عللن الللذنوب وآثارهللا ومللن
عقوبات الذنوب أنها تزيل النعم وتحل النقم ،ومن تأمل مللا
قص الله في كتابه من أحوال المم اللذين أزال نعمله عنهلم
وجد أن سبب ذلك جميعله إنملا هلو مخالفلة أملره وعصليان
رسله وكذلك من نظر في أحوال أهل عصره وما أزال عنهم
من نعم وجد ذلك من سوء عواقب الذنوب كما قيل
إذا كنت في نعمة فارعها *** فإن المعاصي تزيل النعم
وحطها بطاعة رب العباد *** فرب العباد سريع النقم ][10
وقال أيضا ً وكأنه يشاهد حال الناس اليللوم " :ومللن عقوباتهللا
أنها تزيل النعم الحاضرة وتقطع النعم الواصلة فتزيل
الحاصل وتمنع الواصلل ،فلإن نعلم اللله ملا حفلظ موجودهلا
بمثل طاعته ول ُأستجلب مفقودها بمثل طاعته ،فللإن ماعنللد
الله ل ينال إل بطاعته ،وقد جعللل الللله سللبحانه لكللل شلليء
ة تبطله ،فجعللل أسللباب نعملله الجالبللة لهللا طللاعته، سببا ً وآف ً
وآفاتها المانعللة منهللا معصلليته ،فللإذا أراد حفللظ نعمتلله علللى
163
عبده ألهمه رعايتها بطاعته فيها ،وإذا أراد زوالهلا عنله خلذله
حتى عصاه بها .
ومن العجب علللم العبللد بللذلك مشللاهدة فللي نفسلله وغيللره
وسماعا لما غاب عنه من أخبار مللن أزيللت نعلم اللله عنهلم
بمعاصيه وهو مقيم على معصية الله ][11
القضية الرابعة :إن جمع الموال فللي مجللال واحللد وموضللع
واحلد إضلافة إلللى كلونه عرضلة للللزوال والخسللارة فللي أي
لحظة ،ففيه أيضا ً تعطيل لمصالح وتجارات وصناعات أخرى
كم تركها الناس وصّفوا أموالهم وبللاعوا منللازلهم وحاجيللاتهم
بل واقترضوا لمدد طويلة وهكذا جمعوا مدخراتهم ليركموهللا
جميعا في سوق السهم ؟ فكان ماكان والله المستعان.
ولعل في هذه الحادثللة دعللوة إلللى التعقللل والتللوازن وتنويللع
التجارة والستثمار لئل تتعطللل مصللالح المسللمين أو تلذهب
أموالهم هدرا ً وهباًء في يوم وليلة
القضية الخامسللة :وليللس وقللود هللذه السللهم هللم الثريللاء
وحدهم والراغبون في أكل أموال الناس مللن أي طريللق بللل
اصطلى بنارها ضعفاء ونساء ودخلللت فيهللا أمللوال مسللاكين
ويتامى وأرامل وأيامى طلبا ً للرزق الحلل وتغطية للتكللاليف
السللرية ،وسللدادا لللديون سللابقة ...ومللن هنللا وجللب علللى
المسئولين وفقهم الله وصّناع القرار وأهل الحللل والعقللد أن
ينظللروا فللي هللذه القضللية ويحفظللوا أمللوال المسلللمين ول
يدعوها تنزف يوميا ً وتذوب كمللا يللذوب الجليللد ،علللى مللرأى
دنا بالمسلللئولين وولة الملللر ومسلللمع ملللن الجميلللع وعهللل ُ
اهتمامهم بأمور الرعية وأحوالها في قضايا كثيرة ليست هذه
بأقللل منهللا بللل حقيقللة هللي أشللد ووقعهللا أنكللى حيللث إن
الحصائيات تقول :إن ما يزيد علللى أربعللة ملييللن فللرد قللد
دخلوا في سوق السهم .
وقلما تجد بيتا ً إل وله نصيب منها بقليل أو كثير .
وإذا كان يقال "إن النظام ل يحمى المغفليللن" فكيللف يللترك
ثللمتلعللبين خلل فللترات ماضللية مزيللدا ً مللن النجللش وب ل ّ
164
الطمئنان وتصدير التوصيات الكاذبة وإغللراء المجتمللع بقللوة
السوق ومتانته من خلل وسللائل العلم وتسللابق المحلليللن
الفنييللن فللي الذاعللات والقنللوات لبللث الثقللة والطمأنينللة ،
ودراسلللة المؤشلللرات وتبلللادل التوصللليات ورفلللع معلللدلت
المضاربة في شركات ل تستحق عشر قيمتها الحالية .
ثم بين غمضة عين وانتباهتها يحصل هذا النهيار ويخرج كبللار
المضاربين من السوق وتختفي السيولة مباشللرة ويتضللاعف
العرض ول يقللابله طلبللات شللراء بل مسللوغات اقتصللادية أو
أسللباب أمنيللة أو اجتماعيللة بللل علللى العكللس ،الوضللاع
القتصادية والمنية بحمد اللله عللى أحسلن حلال ...ثلم للم
نللرى أولئك بعللد ...بللل تللواروا عللن النظللار وتلشللت تلللك
التوصيات والتحليلت و في بعضهم شبه بمن قال الله عنه :
م وَعْد َ ال ْ َ َ
ق
حلل ّ ه وَعَد َك ُ ْ ن الل ّ َ مُر إ ِ ّي ال ْ ض َ ما قُ ِ ن لَ ّ طا ُ شي ْ َ ل ال ّ ))وََقا َ
ن إ ِل ّ َأن سلل ْ َ ي عَل َي ْ ُ َ
طا ٍ مللن ُ كلم ّ ن ِلل َ كا َ ما َ م وَ َ خل َْفت ُك ُ ْ م فَأ ْ عدت ّك ُ ْ وَوَ َ
َ
مللا أن َلا ْ َ
كم ّ سل ُمللوا ْ أنُف َ موِني وَُلو ُ م ِلي فَل َ ت َُلو ُ جب ْت ُ ْ
ست َ َ م َفا ْ د َعَوْت ُك ُ ْ
من ن ِ مو ِ شَرك ْت ُ ُ ما أ َ ْ ت بِ َي إ ِّني ك ََفْر ُ خ ّ صرِ ِ م ْم بِ ُ
َ
ما أنت ُ ْ م وَ َ خك ُ ْ صرِ ِ م ْ بِ ُ
َ
م(( )إبراهيم . (22 : ب أِلي ٌ ذا ٌ م عَ َ ن ل َهُ ْ مي َ ظال ِ ِ ن ال ّ ل إِ ّ قَب ْ ُ
الخطبة الثانية
الحمد لله والصلة والسلم على أشرف النبيللاء والمرسلللين
نبينا محمد وعلى اله وصحبه إلى يوم الدين :
القضية السادسة :إن الخسارة في المال مهمللا كللانت فلللن
تعادل خسارة الدين والخلق وخسارة النفس والرواح .
فالمال كالريش ينبت ثم يزول ثم ينبت وهكذا ..
وقد قيل :أحتال للمال إن ضاع فاجمعه
ولست للدين إن ضاع بمحتال
فهللل تسللاوي أموالللك كلهللا أن تسللهر ليلللة علللى السللرر
البيضاء ،ثم ماذا لو أصيبت إحدى رجليك أو يديك بألم شديد
وقرر الطباء بتر هذه الرجل أو تلك اليد ؟ .
أرأيت لو قيل إن هناك علجا ً في أقاصي الدنيا وقيمته جميللع
ما تملك أتراك تدفع هذا المال لصحتك ؟! ..
165
قطعا ً ل أظن عاقل ً يللتردد فللي ذللك ...إذا ً أل تحمللد الللله أن
عافاك فللي بللدنك وأطرافللك فلقللد أعطللى كللثيرا وأخللذ قليل
سع في الرزق فله الحمد على ما أعطى وله ورزق وأنعم وو ّ
الحمد على ما منع .
ول تنظر – أخي المسلم -إلى النعللم المفقللودة وإنمللا انظللر
إلى النعم الموجودة واستمتع بها واشكر الله على أن أبقللاك
صحيحا ً مسلما ً ،والخسارة هي خسارة النفللس والهللل يللوم
س لُروا خ ِن َ ذي َن ال ّل ِري َ سل ِ ن ال ْ َ
خا ِ القيامة بالكفر والمعاصي )) :إ ِ ّ
ن (( ن ال ْ ُ
مِبي ل ُ سَرا ُ خ ْ ك هُوَ ال ْ ُمةِ أ ََل ذ َل ِ َ
م ال ِْقَيا َم ي َوْ َ
َ
م وَأهِْليهِ ْ سه ُ ْأنُف َ
َ
)الزمر .(15 :
القضللية السللابعة :ومللن دروس هللذه الحادثللة أن ل ينظللر
المسلم إلى السباب المادية وحللدها ويعتمللد عليهللا وينسللى
سؤال الله تعالى وطلب الرزق منه وتعليق المللور بمشلليئته
تبارك وتعالى .
وكللم نللرى مللن يجللزم بأخبللار مسللتقبلية دون تعليللق ذلللك
بالمشيئة وتذكر جميع المور والمحفزات والتوصلليات وكللون
مستوى السوق بفضل كللذا وكللذا وبسللبب كللذا وكللذا وليللس
لمشيئة الله وذكر الللله وفضللل الللله وعطللائه أي ذكللر علللى
لسان الكثيرين من رجللال العمللال وأهللل القتصللاد والمللال
وقللد عللد العلمللاء ذلللك نوعلا ً مللن كفللر النعللم قللال تعللالى :
م ُينك ُِرون ََها(( )النحل .(83 : ت الل ّهِ ث ُ ّ م َ ن ن ِعْ َ )) ي َعْرُِفو َ
يقول مجاهد :هو قول الرجل :هذا مالي ورثته عن آبائي .
وقال عون بن عبد الله :يقولون :لول فلن لم يكن كذا .
دادا ً َ
جعَل ُللوا ْ ل ِّللهِ أنل َوقال ابن عباس :عند قوله تعلالى)) :فَل َ ت َ ْ
َ
ن (( )البقرة .(22 : مو َ م ت َعْل َ ُ
وَأنت ُ ْ
قال :النداد هو :الشرك أخفى من دبيب النمل على صللفاة
سوداء في ظلمة الليل ،
وهو أن تقول :والله وحياتك يا فلن وحياتي .
وتقول :لول كليبة هذه لتانا اللصوص ولول البللط فللي الللدار
لتى اللصوص ...وقول الرجل لول الله وفلن . "...
166
ومن دروس هذه الحادثة :أن ل يتعلق النسان بأخبار شائعة
ويبني تجارته على توصيات خادعة لم تبنى على أسس مالية
واقتصادية صحيحة
القضية الثامنة :الواجب أن يقتصد النسان في طلب الللدنيا
ول يصاب بالسللعار والهيللام ورائهللا فكللم رأينللا ورأى الجميللع
السللراب المتكللاثرة فللي الكتتابللات ،وازدحللام الطرقللات
والمصللارف ،بللل والقيللام بالسللفار إلللى دول مجللاورة مللع
العنت والمشقة وترك الهل والولد والوظيفة لجللل لمعللان
المكاسب وبريقها
وكم تساهل النللاس فلي الطاعللات والعبللادات ورأينللا أقوامللا
تركوا صلة الرحم والجتماع بالقرابة وقضاء حقوق الوالللدين
لجل العكوف فللي صللالت السللهم أو أمللام جهللاز الحاسللب
يقول صلى اللله عليلله وسللم)) :قللد أفللح ملن أسللم ورزق
كفافا ً وقنه الله بما آتاه ((].[12
والقناعة أعظم كنللز وإذا رزق العبللد القناعللة أشللرقت عليلله
شمس السعادة .
ومن جميل ما يروى لميللر المللؤمنين علللي بللن أبللي طللالب
-رضي الله عنه: -
أفادتني القناعة كل عز *** وهل عز أعز من القناعة
فصّيرها لنفسك رأس مال *** وصّير بعدها التقوى بضاعة
تحز ربحا وتغنى عن بخيل *** وتنعم في الجنان بصبر ساعة
وقال الشافعي رحمه الله :
رأيت القناعة كنز الغنى *** فصرت بأذيالها ممسك
فل ذا يراني على بابه *** ول ذا يراني به منهمك
وصرت غنيا ً بل درهم *** أمّر على الناس شبه الملك
وقال آخر :
اقنع بما ترزق يا ذا الفتى *** فليس ينسى ربنا نمله
م له إن أقبل الرزق فقم قائما ً *** وإن تولى مدبرا ً ن َ ْ
القضية التاسعة :ول يجوز أن تنعكس آثار هذه الحادثة عللى
السرة والولد أو الزوجة أو الخوان بسبب الديون وتللداخل
167
المللوال وحصللول الخسللارة لن هللذا أمللر خللارج عللن قللدرة
النسان فل تضاعف خسارتك فتغضب من أي موقف ويتغيللر
مزاجك ،وتتبدل أخلقك على والديك وزوجتك وأولدك .
وبهذه المناسبة نذكر إخواننا الدائنين والمقرضين :أن يتقللوا
الله ويرحموا المعسرين وينظرونهم أو يتجللاوزوا عنهللم قللال
صلى الله عليه وسلم "من أنظر معسرا أو وضع عنلله أظللله
الله في ظله يوم ل ظل إل ظله" .أخرجه مسلم من حديث
عبادة بن الصامت – رضي الله عنه .
القضية العاشرة والخيرة :فلنعلم أن ما يقضللي الللله قضللاءً
للمللؤمن إل كللان للله فيلله خيللر كمللا ثبللت بللذلك الخللبر عللن
المعصوم صلى الله عليه وسلم فكم فللي هللذه المحنللة مللن
منحة وفي هذه النقمة من نعمة ففيها عبر وعظللات ودروس
للجميع وفيها تقوية للمؤمن وتللدريب للله علللى الصللبر وفيهللا
النظر إلى قهر الربوبية وذل العبودية .
وفيها خضوع النسان لربلله وانطراحلله بيللن يللديه ولللول هللذه
النوازل لم ُيرى النسان على باب اللتجاء والمسلكنة ،واللله
تعالى يبتلى خلقه بعوارض تللدفعهم إلللى بللابه يسللتغيثون بلله
فهذه من النعم في طي البلء :كم نعمة لتسللتقل بشللكرها
لله في طي المكاره كامنة .
قال سفيان بن عيينة ) :وما يكره العبد خير له مما يحب لن
ما يكرهه يهيجه للدعاء وما يحبه يلهيه( ]. [13
ويقول المنبجي رحمه الله :وليعلللم أهللل الصللائب أنلله لللول
محن الدنيا ومصائبها لصاب العبد مللن أدواء الكللبر والعجللب
والفرعنة وقسوة القلب ومللا هللو سللبب هلكلله عللاجل ً وآجل ً
فمن رحمة أرحم الراحمين أن يتفقده في الحيان بأنواع من
أدوية المصائب تكون حمية له من هذه الدواء وحفظا لصحة
عبوديته وإستفراغا ً للمواد الفاسدة الرديئة المهلكة فسبحان
من يرحم ببلئه ويبتلي بنعمائه كما قيل :
قد ينعللم الللله بللالبلوى وإن عظمللت *** ويبتلللي الللله بعللض
القوم بالنعم
168
فلول أنه سبحانه وتعالى يداوي عباده بأدوية المحللن والبتلء
لطغوا و بغللوا وعتللوا وتجللبروا فللي الرض وعللاثوا بالفسللاد ،
فإن من شيم النفوس إذا حصل لها أمر ونهي وصحة وفللراغ
وكلمة نافذة من غير زاجر شرعي يزجرهللا تمللردت وسللعت
في الرض فسادا ً مع علمهم بما فعل بمن قبلهللم فكيللف لللو
حصل لهم مع ذلك إهمال ؟ .اهل
وفيهللا العلللم بحقللارة الللدنيا وهللو أنهللا أدنللى مصلليبة تصلليب
النسان تعكر صللفوه وتنغللص حيللاته وتنسلليه ملذه السللابقة
والكيس الفطن ل يغتر بالدنيا بل يجعلها مزرعة للخرة .
وفقني الله وإياكم لغتنام هذه الحياة بالباقيات الصللالحات ،
والتزود من أعمال الخير والبر .
دوا ْ فَ لإ ِ ّ
ن ه الل ّل ُ
ه وَت َلَزوّ ُ خي ْرٍ ي َعْل َ ْ
مل ُ ن َ
م ْما ت َْفعَُلوا ْ ِقال تعالى )) :وَ َ
َ ُ
ب (( )البقللرة : ن ي َللا أوْل ِللي الل َْبللا ِ وى َوات ُّقللو ِ خي ْلَر ال لّزادِ الت ّْق ل َ
َ
. (197
اللهم أيقظ قلوبنا من الغفلت ،وطهر جوارحنا من المعاصي
ق سرائرنا من الشرور والبليات. والسيئات ،ون ِ
اللهللم باعللد بيننللا وبيللن ذنوبنللا كمللا باعللدت بيللن المشللرق
والمغرب ،ونقنا من خطايانللا كمللا ينقللى الثللوب البيللض مللن
الدنس ،واغسلنا من خطايانا بالماء والثلج والبرد.
اللهللم اختللم بالصللالحات أعمالنللا ،وثبتنللا علللى الصللراط
المستقيم بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الخرة ،اللهم
اجعلنا من المتقين الذاكرين الذين إذا أساؤوا استغفروا ،وإذا
أحسنوا استبشروا.
اللهم انصر إخواننا المجاهدين فللي سللبيلك فللي كللل مكللان،
الللذين يريللدون أن تكللون كلمتللك هللي العليللا ،اللهللم ثبتهللم
وسددهم ،وفرج همهم ونفس كربهم وارفع درجللاتهم .اللهللم
واخللز عللدوهم مللن اليهللود والنصللارى ،ومللن شللايعهم مللن
الباطنيين والمنافقين ،وسعى في التمكيللن لهللم وتسللليطهم
على المسلمين ،اللهم فرق جمعهم ،وشتت شملهم ،وخالف
بين كلمتهم ،واجعلهم غنيمة للمسلمين وعبرة للمعتبرين.
169
اللهم عليك بهللم ،اللهللم زلللزل بهللم الرض ،وأسللقط عليهللم
كسفا ً من السماء ،اللهم أقم علم الجهاد ،واقمع أهللل الزيللع
والبدع والعناد والفساد ،اللهم آمنا في أوطاننا ،وأصلح ووفق
أئمتنللا وولة أمورنللا ،سللبحان ربللك رب العللزة عمللا يصللفون
وسلم على المرسلين والحمد لله رب العالمين .
] [1رواه أحمد والترمذي بسندٍ صحيح .
] [2متفق عليه .
] [3أخرجه أحمد والبيهقي وصححه اللباني .
] [4أخرجه مسلم من حديث أبي هريرة – رضي الله عنه -
] [5ذكرها ابن القيم في عدة الصابرين ،ص . 124
] [6مدارج السالكين . 202 ، 2/172
] [7أخرجه مسلم .
] [8رواه البخاري من حديث أبي هريرة رضي الله عنه .
] [9فتح الباري -ابن حجر ] جزء - 13صفحة . [ 61
] [10بدائع الفوائد . 2/432
] [11الجواب الكافي ،ص . 73
] [12رواه مسلم
][13الفرج بعد الشدة ،ص . 22
==============
#جمعية الموظفين مالها وما عليها 2-1
وهذه من المسائل التي يكللثر الن وقوعهللا والسللؤال عنهللا،
وإن كان الكثر على جوازها ،لكن كللون طللالب العلللم يفهللم
دليل القول الخر وما يجاب عنه ،ودليل من قال بالجواز وما
اعتمد عليه ،هذا مهم جدا ً .
–1تعريفها :
الجمعية مأخوذة من الجتماع .
والموظفون :جمع موظف ،وهو مللن يعمللل لللدى الدولللة ،أو
في مؤسسة ،أو شللركة ،وأضلليفت الجمعيللة للمللوظفين لن
الغالب أن من يتعامل فيهلا موظفلون ،و إل فإنهلا قلد تكلون
بين التجار أو المزارعين أو الصناع ونحو ذلك ،فإن الموظللف
170
يتحصل علللى مرتللب شللهري مطللرد ،فللإذا كللان كللذلك فللإنه
يتمكن من الدخول في هذه الجمعية.
أما بالنسبة للتاجر أو الفلح أو الصانع ونحوهم فقللد يتحصللل
له ذلك المرتب أو الغلة في آخر الشللهر وقللد ل يتحصللل للله
ذلك .
– 2صورها :
جمعية الموظفين لها ثلث صور :
الصورة الولى :أن يتفق عدد من الشللخاص علللى أن يللدفع
كل واحد منهم مبلغا من المال متساويا عند نهاية كللل شللهر
أو كل شهرين ،أو كل سنة حسب ما يتفقون عليه .
الصورة الثانية:أن يتفق عدد من الشخاص على أن يدفع كل
واحد منهم مبلغا ً من المال متساويا ً عنللد نهايللة كللل شللهر أو
شهرين مع اشتراط أل ينسحب أحد منهم حتى تنتهي الدورة
– يعني حتى يدور عليهم الخذ.
الصورة الثالثة :كالصورة الثانية ،أن يتفق عدد من الشخاص
على أن يدفع كل واحد منهم مبلغا ً من المال متساويا ً يأخللذه
أحدهم عند نهاية كل شهر أو شهرين ،حتى تنتهللي أكللثر مللن
دورة؛ دورتان أو ثلث إلخ حكم الصورة الولى :
هذه الصورة أشار إليها العلماء -رحمهللم الللله -وممللن أشللار
إليها أبو زرعة الرازي وهو مللن أئمللة المحللدثين وأشللار إلللى
جوازها .
لما وجدت هذه الصورة الن وكثر تعامل الناس بهللا ،اختلللف
فيها المتأخرون في جوازها ،هل هي جائزة أو ليسللت جللائزة
على قولين :
القول الول :أنها معاملة جائزة ول بأس بهللا ،وهللذا قللال بلله
أكثر المتأخرين ،وممن قال به مللن المتللأخرين :الشلليخ عبللد
العزيز بن باز -رحمه الله ،-وكان الشيخ محمللد ابللن عللثيمين
يقول :كان الشيخ يرى التحريم ثم راجعته فيها ،ثم رجع إلللى
الجواز.
171
وكذلك مما قال به الشيخ محمد بن عثيمين :وقد انتصللر لهللا
كللثيرًا ،وفللي بعللض كلملله أنهللا مللن العمللال المندوبللة لمللا
سيأتي ،من أنها تفك حاجات المحتللاجين ،وأنهللا تغنللي كللثيرا ً
من الناس عن اللتجاء إلى البنوك الربوية وغيللر ذلللك ،ولمللا
فيها من التعاون على البر والتقوى.
وكذلك الشيخ عبد الله بن جللبرين وغللالب أعضللاء هيئة كبللار
العلماء في المملكة يرون أن هذه المعاملة جللائزة ول بللأس
بها .
القول الثاني :أنها محرمة ول تجوز ،ومن أشهر من قال بهذا
الشيخ صالح الفوزان ،وكذلك الشيخ عبللد العزيللز آل الشلليخ
مفتي المملكة الن .
أدلة القول الول :وهو الجواز :
–1قالوا :إن هللذا العقللد مللن العقللود الللتي جللاءت الشللريعة
بجللوازه ،لن حقيقللة هللذا العقللد هللو قللرض فيلله إرفللاق
بالمقترض ،حيث أن المقترض يأخللذ القللرض ويللرد مثللله ول
زيادة عليه ،يعني هللو يأخللذ –مثل ً – ألفلا ً أو ألفيللن أو خمسللة
آلف ثم يردها ،وليس هناك زيادة عليه ،فهذا قرض ل يخللرج
عن القرض المعتاد ،إل أن الفرق بينه وبين القللرض المعتللاد
أن القللراض فللي الجمعيللة يشللترك فيلله أكللثر مللن شللخص،
والقرض المعتاد يكون بين شخص وآخر .
–2كذلك أيضا ً استدلوا بالصللل ،وأن الصللل فللي مثللل هللذه
الشياء الحل ،الصل في المعاملت الحللل ،وقللد ذكرنللا هللذا
في الضابط الول من الضوابط التي تدور عليها المعاملت .
–3وكذلك أيضا ً قالوا :فللي هللذا تعللاون علللى الللبر والتقللوى،
فمثل ً هذه الجمعية طريق لسد حاجة المحتاجين ،وإعانة لهم
على البعد عن البنوك الربوية ،والمعللاملت المحرمللة كالربللا
ونحو ذلك .
–4كذلك أيضا ً استدلوا بأن المنفعللة الللتي تحصللل للمقللرض
في هذه الجمعية ل تنقللص المقللترض ،يعنللي قللد يقللال :بللأن
المقرض قد انتفع لكنهم يقولون :إن المقرض وإن حصل للله
172
شيء من النتفاع إل أن هذه المنفعة ل تنقص المقترض ،ول
يحصل له ضرر ،بل النتفاع متبادل بين المقرض والمقللترض
كل منهللم ينفللع الخللر ،مللع أنله سلليأتي– إن شللاء الللله – مللا
المراد بالمنفعة التي نص الصحابة علللى أنهللا ربللا؟ يعنللي مللا
المراد بكل قرض جر نفعا ً فهو ربا؟ ما المراد بهللذه المنفعللة
الللتي إذا كللانت فللي القللرض فهللي مللن الربللا كمللا ورد عللن
الصحابة؟ هذا سيأتي بيانه إن شاء اللله ،وأن مللا قللد يحصللل
للمقرض مقابل قرضه من النتفاع أنه ليللس داخل ً فللي هللذه
المنفعة التي حكم عليها الصحابة -رضي الللله تعللالى عنهللم-
بأنها ربا.
أدلة القول الثاني :وهو التحريم:
–1قالوا :القرض فللي هللذه الجمعيللة قللرض مشللروط ،فيلله
القرض من الخر فهو قرض جر نفعًا ،وكل قللرض جللر نفع لا ً
فهو ربا ،هذا خلصللة الللدليل ،فهللذا يزيللد يقللرض عمللرًا ،لللم
يقرضه إل بشرط أن يقرضه هو ،فهذا قرض جر نفعًا.
يبقى ما هو الدليل على أن القرض الذي جر نفعا ً محللرم ول
يجوز:
أما من السنة فقللد ورد فللي ذلللك أحللاديث حللديثان أو ثلثللة،
ي -صلللى الللله عليلله وكلها ل تثبت من ذلك ما يروى عن الن ّب ِل ّ
وسلم -أنه قال )) :كل قرض جر نفعا ً فهو ربا ((.
ي -صلى الله عليه وسلم ،-وكللذلك أيضلا ً هذا ل يثبت عن الن ّب ِ ّ
ي -صللى اللله عليلله وسلللم -أنله استدلوا بما يروى عللن الن ّب ِل ّ
قال )) :إذا أقرض أحدكم قرضلا ً فأهللدى للله ،أو حمللله علللى
دابة فل يركبها ،ول يقبلها إل أن يكون جللرى بينلله وبينلله قبللل
ذلك ((.
هذا أيضا ً أخرجه ابن ماجه وهو ضعيف ل يثبت.
لكن القرض الذي جر نفعا ً ورد تحريمه عن الصللحابة -رضللي
الله عنهم -جماهير الصحابة :
173
فمن ذلك ما ورد عن فضالة بن عبيد -رضي الله تعالى عنه-
أنه قال )) :كل قرض جر منفعة فهللو ربللا(( أخرجلله الللبيهقي
في سننه .
وكذلك أيضا ً في صحيح البخاري أن عبد الله بللن سلللم قللال
لبي بردة -رضي الله عنهمللا )) :-إنللك فللي أرض الربللا فيهللا
فاش ،إذا كان لك على رجل حق فأهدى إليك حمللل تبللن ،أو
ت فل تقبل(( .شعير ،أو قَ ّ
وكذلك أيضا ورد نحو هذا عن عمللر -رضللي الللله عنلله -وعللن
ابن عمر وأبللي هريللرة وابللن مسللعود وأنللس ،وابللن عبللاس-
رضي الله عنهم -فجماهير الصحابة يللرون أن المنفعللة الللتي
يفيد منها المقرض أنها محرمة وأنها من الربا ،وقللد ورد عللن
ابللن عمللر أنلله قللال )) :مللن أسلللف سلللفا ً فل يشللترط إل
قضاءه(( أخرجه مالك في الموطأ وإسناده صحيح .
فتلخللص أن تحريللم المنفعللة للمقللرض وارد عللن الصللحابة-
رضي الله تعالى عنهم.-
لكن ورد عن الصحابة -رضي الله تعالى عنهم -إجللازة بعللض
المنللافع للمقللرض ،وحينئذ يحتللاج إلللى ضللبط المنفعللة الللتي
تكون محرمة .
فالصحابة -رضي الله تعالى عنهم -أجازوا السفتجة ،كما ورد
عللن الحسللن وعلللي بللن أبللي طللالب ،والزبيللر وغيرهللم مللن
الصحابة ،والسفتجة :هللي أن تقللرض شللخاص مللال ً فللي بلللد
فيعطيللك إيللاه فللي بلللد آخللر ،فهنللا المقللرض اسللتفاد أمللن
الطريق ،فالخطر الذي قد يحصل للله أثنللاء السللفر قللد زال،
فقد يكون المكان بعيدا ً فهللو بحاجللة أن يحفللظ المللال ،وقللد
يضيع عليه ،فمنفعة الحفظ والسلمة مما قد يحصل للله مللن
خطر إلى آخره هذا قد زال.
وكذلك أيضا ً أجاز العلماء بعض المنللافع للمقللرض فقللالوا :ل
بأس أن يقللرض الشللخص فلحلله دراهللم ،لكللي يقللوم الفلح
بشراء اللت والبذور ويعمل في أرض المقرض ،فللأنت مثل ً
ساقيت زيدا ً من الناس أو زارعته على أن يعمل في أرضللك
174
ولم يكن معه دراهم ،فل بأس أن تقرضه ويقوم بالعمل فللي
أرضك ،مع أنك تستفيد الن ،أو مثل ً تقرضلله ويقللوم بالعمللل
في بيتللك فللأنت الن تسللتفيد ،فهللذا القللرض أجللازه العلمللاء
رحمهم الله .
وأيضا ً قال شيخ السلم :ل بأس أن يقول للفلح اعمل معي
وأعمل معك ،اعمل معللي اليلوم فللي حصللاد الللزرع أو جلذاذ
النخل ،وأنا أعمل معك غدا ً في حصاد الزرع أو جذاذ النخل.
===============
#فتاوى السهم والبنوك
فتاوى السهم والبنوك
بسم الله الرحمن الرحيم
فضيلة الشيخ :عبد الرحمن الشثري
سّلمه كاتب عدل في المدينة المنورة
الله
السلم عليكم ورحمة الله وبركاته .
ت على هذه الك ُّراسة المتعّلقلة بشليء مللن وبعد :فقد اطلع ُ
صللور المبايعللات التجاريللة بالسللهم البنكيللة ونحوهللا ,وقللد
ن الرشاد إلى مواطن الصور المنقولة . ُ
س َ ح ُأحسن النقل ,و َ
وأسأل الله أن يوفقك فللي عملللك ,والمثللابرة فللي تحصلليل
العلم .
ت نقلته إل ّ في جزئيات يسلليرة َ ُ
مةِ ما أن َوإنِني أوافق على عا ّ
ل ُتؤّثر .
والله يحفظكم ,والسلم عليكم ورحمة الله وبركاته .
صالح بن محمد اللحيدان
رئيس مجلس القضاء العلى سابقا ً
14/3/1426هل
بسم لله الرحمن الرحيم
الحمد لله ,وصلى الله وسلم على رسوله نبينا محمد وعلى
آله ,ورضي الله عن صحبه ومنتبعهم بإحسان ,وبعد :
175
ت علللى مللا جمعلله الخ فللي الللله فضلليلة الشلليخ فقللد اطلعل ُ
عبدالرحمن بن سعد الشللثري مللن فتللاوى سللماحة الشلليخ :
عبدالعزيز بن باز تغمده الله برحمته ,وفتاوى اللجنة الدائمة
للبحوث العلمية والفتاء ,وما أفتى به الشيخ العلمللة محمللد
بلن علثيمين تغملده اللله برحمتله ,بتحريلم الّربلا والوسلائل
حي َللل الللتي ُاسلُتحدثت لخللذه وإعطللائه , الموصلللة إليلله ,وال ِ
ومنها :
بيع البنك مال يملك :من سيارة ,أو عمارة علللى المحتللاج ,
بمجلّرد أن يختلار المحتلاج السليارة ,أو العملارة ,أو بضلاعة
أخرى من طرف ثالث ,فيدفع البنك قيمتها لمالكهللا ,وُيقي ّللد
على المحتاج قيمتها ,والزيادة المقابلة للتأجيل ,وهذا العقد
قد اجتمع فيه الّربا والحتيال على الله سللبحانه ,وهللو عمللل
اليهود أصحاب السبت ,والذين باعوا الشللحم وأكلللوا ثمنلله ,
وقالوا :إنما حّرم الله علينا أكل الشحم ,فحّقت عليهم لعنة
الله ,ورسوله ,وملئكته ,والناس أجمعين .
سللأل عللن هللذا الصللنيع مللن علمللاء السلللف ولهذا أفتى من ُ
م ذنبا ً من الّربا الصريح .الصالح :بأنه أعظ ُ
دموقد أحسن الشيخ عبدالرحمن في جمعلله فتللاوى مللن تق ل ّ
ذكرهم ,بتحريم التأمين علللى الحيللاة ,والسلليارة ,والبضللائع,
ونحوهللا مللن بطاقللات التخفيللض ,والمعللاملت المجهولللة ..
وتحريم العمل في البنوك الّربوية ,ولو في وظيفة ل ُيباشللر
فيها الموظف كتابة عقد ربللوي ,لمللا فللي ذلللك مللن التعللاون
على الثم والعدوان ,وكلذا المسلاهمة فلي الشلركات اللتي
عللرف عنهللا تعللاطي الّربللا مللع البنللوك ,بتوديللع أمللوال ُ
مقابل أرباح ربوية . المساهمين فيها ُ
ح أصحاب البنللوك الّربويللة ,والمؤسسللين وإني بدوري :أنص ُ
للشركات المساهمة التي تتعامل بالّربا ,والعللاملين معهللم ,
بأن يتوبوا إلى الله سبحانه من هذه الجريمللة الشللنيعة الللتي
ذن بحربه ,وأل يغللتّروا ن الله سبحانه وتعالى مرتكبها ,وتأ ّ ل َعَ َ
176
م يأخللذه أخللذ بإمهال الله لهم ,فإنه سبحانه ُيملي للظالم ث ل ّ
عزيز مقتدر .
ح إخللواني العلمللاء وطلب العلللم الللذين اتخللذت منهللم وأنص ُ
جة على استحلل معاملتهم الّربوية ,وكللذا البنوك الّربوية ح ّ
شركات التأمين ومؤسساته التي تتعامل بما ح لّرم الللله مللن
ح أولئك الخوة :أن يتخّلوا أكل أموال الناس بالباطل ...أنص ُ
مرابلون ل بهلا ال ُ عن تلك اللجلان وعلن فتلاواهم اللتي اسلتح ّ
وأكلة الموال بالباطل ما حّرم الله سبحانه بأدنى الحيل .
دم في الختام بنصلليحة لللولة أمرنللا حفظهللم الللله وإنني لتق ّ
بالسلم :بأن ُيحاربوا هذا المنكللر العظيللم الللذي تللأّذن الللله
سبحانه بحرب مللن فعللله أو رضللي بلله ,وأن ُيوقفللوا الجهللة
ن ليل نهار في إذاعللة )بنللو رامللا( وغيرهللا ,وُترهللق التي ُتعل ُ
أصللحاب الجللوالت بللأن يتصلللوا بهللا ليحصللل المتصللل علللى
جعل على المتصل مبلغ لا ً خيالي لا ً جائزة )المليون( ريال ً ,وقد ُ
يصل إلى عشرات الريالت قبل فراغه من التصللال ,فصللار
مئات الللللوف وأكلللثر ,يتصللللون منخلللدعين بهلللذا الزيلللف
والكذب ..والذي لو كان صدقا ً لكلانت الجللائزة حراملا ً علللى
ح ولة أمرنا حفظهم الللله ووقللاهم معطي ,كما أنص ُ الخذ وال ُ
من كل سوء ومكروه ,أن يبللذلوا مللا فللي وسللعهم فيوقفللوا
إذاعللة )بنللو رامللا( والجهللات العلميللة الخللرى المرئيللة
ث ما فيلله خلعللة وفتنللة تللدعو والمسموعة والمقروءة عن ب ّ
مللوجب لمقللت الللله وعقللابه , الناس إلى الرذيلة والفسللاد ال ُ
نسللأل الللله أن ينصللر دينلله ,ويحفللظ حكومتنللا وشللعبها
بالسلم ,آمين .
وصلى الله وسلم على رسوله نبينا محمد وآله .
قال ذلك وكتبه الفقير إلى الله
عبدالرحمن بن حماد العمر
في 30/2/1426هل
بسم الله الرحمن الرحيم
177
الحمد لله رب العالمين ,والصلة والسلم على نبينللا محمللد
وعلى آله وصحبه والتابعين .
لء فللي ت هللذه الفتللاوى للعلمللاء الج ّ أمللا بعللد :فقللد قللرأ ُ
المملكة العربية السعودية برئاسللة سللماحة شلليخنا الشلليخ :
عبدالعزيز بن باز ,رحم الله المللوات ,ومت ّلعَ الحيللاء متاع لا ً
حسنا ً ..فيما يتعلق بللالبنوك ,والللتي جمعهللا أخونللا الشلليخ :
ن صللنعا ً عبدالرحمن بن سعد الشثري وفقه الله ,ولقد أحس َ
في جمع هذه الفتاوى لنشللرها وتوزيعهللا علللى النللاس ,فللي
وقللت تكللالب كللثير مللن النللاس علللى الللدنيا ,وأقبلللوا علللى
المساهمات في البنوك وغيرها من غير تللبّين ول علللم بهللذه
السللهم ,وهللل هللي متمشللية وموافقللة ِلمللا أبللاحه الشللرع
المطهّللر أم ل ,وذلللك بسللبب ضللعف اليمللان ورقّللة الللدين,
مللا حلّرم والواجب على المسلللم أن يتقللي الللله وأن يبتعللد ع ّ
ن يتوّقف فيما اشَتبه عليه حّتى ل يقع فيما حّرم الللله الله ,وأ ْ
عز وجل .
ي صللى اللله عليله ن النللب ّ وقد ثبت في الحللديث الصللحيح :أ ّ
ن الحلل بّين والحرام بّين ,وبينهما أمللور وسلم قال )) :إ ّ
ن كثيٌر من الناس ,فمللن ات َّقللى الشللبهات مشتبهات ل يعلمه ّ
فقد استبرأ لدينه وعرضه ,ومن وَقَعَ في الشبهات وَقَلعَ فللي
مى ُيوشك أن يقع فيه(( . ح َ
الحرام ,كالراعي َيرعى حول ال ِ
ن النللبي وفي حللديث الحسللن بللن علللي ,وسللنده حسللن ,أ ّ
ك(( ك إلى ما ل َيريب ُ َ صلى الله عليه وسلم قال )) :د َعْ ما َيريب ُ َ
ك فيه . ك فيه إلى ما ل تش ّ أي :د َعْ ما َتش ّ
وإنني بهذه المناسبة :أرى طبع هللذه الفتللاوى ونشللرها بيللن
م علللى بصلليرة فللي دينلله فيمللا يتعل ّللق الناس ,ليكون المسل ُ
بالمساهمات .
وأسأل الله أن ُيثيب الشيخ عبدالرحمن على عنللايته وجمعلله
لهلذه الفتلاوى ,وأن ينفلع بله وبجهلوده ,وأن يجعلل العملل
خالصلا ً لللوجهه الكريللم ,وأن يجعلنللا وإيللاه مللن دعللاة الحل ّ
ق
وأنصاره ,وأسأله سبحانه أن ينفع بهذه الفتاوى خاصللة ,وأن
178
ُيوفللق عمللوم المسلللمين للفقلله فللي دينلله ,والبصلليرة فللي
شريعته ,كما أسأله سبحانه أن ُيثبتنا على دينه القللويم ,وأن
يتوفانا على السلم غيللر مغيريللن ول مبللدلين ,إنلله سللبحانه
جواد كريم .
وصلى الله وسلم على عبدالله ورسوله نبينا وإمامنا وقللدوتنا
محمد بن عبدالله وعلى آله وأصحابه وأتباعه ومن واله .
كتبه
عبدالعزيز بن عبدالله الراجحي
في 19/2/1426هل
بسم الله الرحمن الرحيم
ل زمان فترة من الرسللل ,بقايللا الحمد لله الذي جعل في ك ّ
ن منهللم ل إلى الهدى ,وَيصلبرو َ ن من ض ّ عو َ من أهل العلم َيد ُ
صرون بنللور الللله على الذى ُ ,يحيون بكتاب الله الموتى ,وُيب ّ
س قلد أحيلوه ,وكلم ملن ل لبليل َ مى ,فكم ملن قتيل ٍ ل العَ َ أه َ
حن أثَرهم علللى النللاس ,وأقبل َ دوه ,فما أحس َ ل تائهٍ قد هَ َ ضا ّ
أثَر الناس عليهمَ ,ينفللون عللن كتللاب الللله تحريللف الغللالين ,
وانتحال المبطلين ,وتأويللل الجللاهلين ,الللذين عقللدوا ألويللة
البدع ,وأطلقوا عقال الفتنة ,فهللم مختلفللون فللي الكتللاب ,
مجمعون علللى مفارقللة الكتللاب ,يقولللون مخالفون للكتابُ , ُ
ّ
على الله ,وفي الله ,وفي كتللاب الللله بغيللر علللمَ ,يتكلمللون
جّهال النللاس بمللا ُيش لّبهون بالمتشابه من الكلم ,ويخدعون ُ
عليهم ,فنعوذ بالله من فتن الضالين ].[1
ن الللله ل والصلة والسلم على عبدالله ورسوله القائل )) :إ ّ
م ض الِعل ل َ ن َيقب ل ُن العبللادِ ,ولك ل ْ م َ عه ِ م انتزاعا ً َينتز ُ ض الِعل َ َيقب ُ
س ُرؤسللاءَ خلذ َ النللا ُملا ً ات ّ َ
عال ِ َق َ
ِ ض العلماِء ,حّتى إذا لم ي ُب ْل ِ بقب
ضّلوا(( ].[2 َ
ضّلوا وأ َ سئ ُِلوا فأفتوا بغير علم ٍ ,فَ َ جّهال ً ,فَ ُ ُ
ث هذا الِعلم مروِيّ عنه صلى الله عليه وسلم قوُله َ)) :ير ُ وال َ
ن ,وانتحلا َ
ل ل الجلاهلي َ ن عنه تأويل َ عدوُله َ ,ينُفو َ ف ُخل َ ٍل َ من ك ّ
ف الغالين(( ].[3 ن ,وتحري َ مبطلي َ ال ُ
179
ورضي الله عن صحابته والتابعين ,ومن تبعهم بإحسان إلللى
دين . يوم ال ّ
ي
ن مللن علمللات السللاعة الللتي أخللبر عنهللا النللب ّ أما بعد :فإ ّ
صلى الله عليه وسلم :ظهور الّربا ,وانتشاره بيللن النللاس ,
وعدم المبالة بطرق جمع المال ,بللل وعللدم المبللالة بأكللل
الحرام ,وعدم تحّري الحلل في المكاسللب ,فعللن عبللدالله
ي صلى الللله عليلله وسلللم بن مسعود رضي الله عنه عن النب ّ
ن ي َد َيّ الساعةِ َيظهُر الّربا ,والّزنللا ,والخللم((] أنه قال )) :بي َ
.[4
ل الللله صلللى الللله ن رسللو َ وعن أبي هريرة رضي الله عنلله أ ّ
ن ل ُيبللالي المللرءُ س زما ٌ ن َعلى النا ِ عليه وسلم قال َ)) :ليأت ِي َ ّ
م(( ]. [5 را ح ن م م أ ل حل ن م بما َأخذ َ المال ,أ َ
ٍ َ َ ْ ِ ْ ٍ ْ ِ
وعن النعمان بن بشير رضي الله عنه قال :قال النبي صلى
ن ,وبين َُهما أمللوٌر م ب َي ّ ٌ حَرا ُ ن ,وال َ ل بي ّ ٌ الله عليه وسلم )) :الحل ُ
مللا ن لِ َ
ه عليلله مللن الثللم كللا َ شلب ّ َ ك مللا ُ ن تلَر َ م ْ ة ] ,[6فَ َ مشت َب ِهَ ٌ ُ
ك َ
ك فيه من الثم أوش َ ش ّ ن اجت ََرأ على ما ي َ ُ ن أتَر َ
م ِ ك,و َ استبا َ
مى الله ,من َيرت لعْ حللول ح َ ن ,والمعاصي ِ أن ُيواقع ما اسَتبا َ
ه((]. [7 مى ُيوشك أن ُيواقِعَ ُ ح َال ِ
ت مللن وقال الحسن بن علي رضي الله تعالى عنهما :حفظ ُ
ك إلى مللا ل رسول الله صلى الله عليه وسلم )) :د َعْ ما َيريب ُ َ
ة(( .[8]. ب ريب ٌ ن الكذ َ ة ,وإ ّ طمأنين ٌ ن الصدقَ ُ ك ,فإ ّ َيريب ُ َ
وفي الصحيح ][9في ذكر رؤيا النبي صلى الله عليه وسلللم ,
ل- ت أنلله كللان يقللو ُ وفيه )) :فانطلقنا فأتينا على ن َهَرٍ -حسب ُ
ح ,وإذا على ح َيسب ُ ل ساب ٌ ل الد ّم ِ ,وإذا في النهَرِ رج ٌ أحمَر مث ِ
ملعَ عنللده حجللارةً كللثيرة ,وإذا ذلللك ج َ ل قللد َ ط الن ّهَلرِ رجل ٌ ش ّ
م يللأتي ذلللك الللذي قللد جملعَ عنللده ح ,ثل ّ سب َ َ ح ما َ سب َ َح َ الساب ُ
ع
م يرج ُ جرا ً فينطلقُ يسب ُ
ح ,ث ّ ح َ ه َ م ُ الحجارةَ فَيفغَُر له فاهُ في ُل ِْق ُ
ت جللرا ً ,قللال :قل ل ُ ح َ ه َ م ُإليه ,كّلما رجعَ إليه فَغََر له فاهُ فأل َْق َ
ق(( . ق انط َل ِ ْ َ
ل :قال لي :انطل ِ ِ لهما :ما هذان ؟ قا َ
180
ر َ وفي آخره )) :وأما الّرج ُ
ح فللي الن ّهَ ل ِ ت عليه َيسللب ُ ل الذي أتي َ
ل الّربا(( ].[10 حجارةَ فإنه آك ُ م ال ِ وي ُْلق ُ
وعن كعب بن عجرة رضي الله عنه قللال :قللال لللي رسللول
جَرةَن عُ ْ بب َ ك بالله يا كع ُ الله صلى الله عليه وسلم ُ)) :أعيذ ُ َ
ُ
دقهم ي أبللواَبهم فصلل ّ ش َمن غَ ِ من أمراَء يكونون من بعدي ,فَ َ
ت منه , مّني ولس ُ ذبهم ,وأعانهم على ظلمهم ,فليس ِ في ك َ ِ
ش فلللم ي أبوابهم أو لللم َيغ ل َ ش َ ض ,ومن غَ ِ ي الحو َ ول ي َرِد ُ عل ّ
مّني وأنا دقهم في كذبهم ,ولم ُيعنهم على ظلمهم ,فهو ِ ُيص ّ
عجللرةَ :الصلللةُ ن ُ ب بل َ ض ,يللا كع ل ُ ي الحللو َ سي َرِد ُ عل ل ّمنه ,و َ
ة كمللا ئ الخطيئ َ ة ُتطف ُ ة ,والصدق ُ ة حصين ٌ جن ّ ٌم ُ ن ,والصو ُ برها ٌ
ت م نَبلل َ ن عجرة :إنه ل َيرُبو َلحلل ٌ بب َ ئ الماُء الناَر ,يا كع ُ ُيطف ُ
ت إل ّ كانت الناُر أولى به(( ].[11 ح ٍ س ْ من ُ
ن الناظر بعين البصيرة إلللى واقللع المسلللمين فللي العللاَلم وإ ّ
اليوم :
ل ما تطرحلله البنللوك أو الشللركات يجد ل ََهفهم الشديد إلى ك ّ
من أسهم ومعاملت ,فالكثير ُيساهم ويتعامل بدون استفتاء
معتبرين ].[12 من أهل العلم ال ُ
من التبس عليه الحلل مللن الحللرام والقليل يستفتي ولكن م ّ
ضللهم فلن المتتب ّللع للرخللص ؟ من طلبة العلم ,بل يقصللد بع ُ
أي :المتتّبع لهون أقوال العلماء في مسائل الخلف ...وما
م ممللن يأخللذ ن هللذا ديللن ,فلينظللر المسللل ُ نأ ّ عَِلم المسللكي ُ
من يجعله بينه وبين رّبه تبارك وتعالى . دينه ,و َ
قال المام ابن القيم رحمه الله تعالى ) :وذ َك ََر أبو عمر عن
ل عللى ربيعلة فوجلده يبكلي , خل َل أنله د َ َ مالك :أخبرني رجل ٌ
ة دخلللت عليللك ؟ وارتللاعَ لبكللائه , فقال :ما ُيبكيك ؟ أمصلليب ٌ
م له ,وظهَر في السلللم عل ْ َ
نل ِ م ْ ي َ فقال :ل ,ولكن اسُتفت َ
أمٌر عظيم ,قال ربيعة :وَلبعض من ُيفتى ههنا أحقّ بالحبس
سّراق ( ].[13 من ال ّ
ظفي اللجللان مون بمللو ّ ض يعتمد ُ علللى فتللاوى مللن ُيس ل ّ والبع ُ
ب صل َ مللن ن َ َ م ّالشرعية عند البنللوك فللي العللالم السلللمي ,و ِ
181
معارضللة الكللثير نفسه مفتيا ً لها ولسللهمها ومعاملتهللا ,مللع ُ
معتبرين . منها لفتاوى العلماء ال ْ ُ
فيقع بذلك الفساد لثلثة أوجه :
الول :أصحاب البنوك ,يقولون :لول أّنا على صواب لنكللر
ظفو هذه اللجان الشرعية ,وكيف ل نكون مصلليبين علينا مو ّ
وهم يأكلون من أموالنا ,ويعملون لدينا ؟! .
الثاني :العوام وضعاف النفللوس ,فللإنهم يقولللون :ل بللأس
ظفي هللذه ن مللو ّ بالمساهمة والتعامل مللع هللذه البنللوك ,فللإ ّ
اللجان الشرعية ل يبرحون عندهم .
والثللالث :موظفللو اللجللان الشللرعية حيللث حملللوا أوزارهللم
وأوزارا ً مع أوزارهم .
قال شلليخنا صللالح بللن فللوزان الفللوزان وفقلله الللله تعللالى :
)والللله أنللا ل أعللرف هللذه الهيئات الشللرعية ,وأخشللى أنهللا
مسألة حيلة فقط ,أو أنهم يختصللون ناسلا ً يوافقللونهم علللى
ضللرون ناس لا ً باسللم طلبللة علللم علللى رغبتهللم , رغبتهم ُ ,يح ّ
ُيوافقونهم وُيعطونهم شهادة شرعية ,أنا أخشللى مللن هللذا ,
إذا كانوا صللادقين أنهللم يتح لّرون الشللرع ,لمللاذا ل يسللألون
اللجنة الدائمة ,أو هيئة كبار العلمللاء ,إذا كللانوا سلليحترزون
ونون لجنللة مللن عنللدهم ,لجنللة هللم من الحرام ,أم إنهم ُيك ّ
الذين يشكلونها على رغبتهم ,فأنا ما أثق مللن هللذا العمللل ,
ول أرى العتماد عليه( ].[14
182
ك فلي م ملا حلا َ س ,والثل ُ مرات -ال ْب ِّر ما اطمأنلت إليه النفل ُ
س وأفتللوك(( ] ك النللا ُ ن أفتللا َ دد في الصللدر ,وإ ْ النفس ,وتر ّ
. [16
ي صلى الللله وعن أبي برزة السلمي رضي الله عنه عن النب ّ
م القيامللة حت ّللى دما عب لدٍ يللو َ ل قَ ل َ عليه وسلم قللال )) :ل ت َلُزو ُ
ن ل ,وعَ ل ْ م لهِ فيمللا فَعَ ل َ عل ْ ِما َأفَناهُ ,وعن ِ مرِهِ في َ ن عُ ْ ل عَ ْ ُيسأ َ َ
ه(( َ مال ِه م َ
ملا أبل ُ مهِ في َ سل ِ ج ْ ن ِ ه ,وعَ ْ ه وفيما أنفَق ُ سب َ ُ ن اكت َ َ ن أي َ َ ِ ِ ْ
]. [17
قال شيخ السلم محمد بن عبدالوهاب رحمه الله تعالى :
ل الله ,أو ب من أطاعَ العلماَء والمراَء في تحريم ما أح ّ ) با ُ
تحليل ما حّرم الله فقد اتخذهم أربابا ً مللن دون الللله :وقللال
ل عليكم حجللارةٌ ك أن َتنلز َ ابن عباس رضي الله عنهماُ :يوش ُ
ل الله صلى الله عليه وسلم ، ل رسو ُ ل :قا َ من السماء ،أقو ُ
ل أبو بكرٍ وعمر ؟! ]. [18 ن :قا َ وتقولو َ
ت لقللوم ٍ عَرفللوا السللناد َ وقال المام أحمد بللن حنبللل :عجبل ُ
حته ،يللذهبون إلللى رأي سللفيان ،والللله تعللالى يقللول : وص ل ّ
ة أ َْو م فِت ْن َل ٌ صلليب َهُ ْ
َ
م لرِهِ أن ت ُ ِ
خللال ُِفون عَ ل َ
نأ ْ ْ َ ن يُ َ ذي َ ح لذ َرِ ال ّل ِ )) فل ْي َ ْ
م(( )النور. (63: َ م عَ َ
ب أِلي ٌ ذا ٌ صيب َهُ ْ يُ ِ
ة :الشرك ،لعّله إذا رد ّ بعض قللوله , أتدري ما الفتنة ؟ الفتن ُ
أن يقع في قلبه شيٌء من الزيغ فيهِلك ]. [19
ي صلللى وعن عديّ بن حاتم رضي الله عنه :أنلله سللمعَ النللب ّ
خ ُ َ الله عليه وسلم يقرأ ُ هذه الية )) :ات ّ َ
م م وَُرهَْبللان َهُ ْ حَباَرهُ ْ ذوا ْ أ ْ
َ
ه(( )التوبة. (31: ن الل ّ ِ دو ِ من ُ أْرَبابا ً ّ
ل ت له :إنا لسنا نعبدهم ,قال )) :أليس ُيحّرمون ما أح ّ فقل ُ
ت: الله فتحّرمللونه ,وُيحل ّللون مللا حلّرم اللله فتحل ّللونه ,فقلل ُ
سللنه ] بلى ,قال :فتلك عبادتهم (( رواه أحمد والترمذي وح ّ
.[21] ([20
إذا ً :فُيخشى على من اّتبعَ عاِلما ً مجتهدا ً على خطئه في
م مساهمة في ذلك البنك أو تلك الشركة ,وهللو يعل ل ُ تحليل ال ْ ُ
ب من الشرك : مخطئ :أن يكون له نصي ٌ م ُ ن هذا العال ِ ُ أ ّ
183
قال شيخ السلم ابن تيمية رحمه الله تعللالى ) :ولكللن مللن
ن هذا أخطأ فيما جاء به الرسول الله صلى الللله عليلله مأ ّ عل َ
ل عن قول الرسول صلى م اتبعه على خطئه ,وعد َ وسلم ,ث ّ
مللهب من هللذا الشللرك الللذي ذ ّ الله عليه وسلم فهذا له نصي ٌ
الله ,ل سّيما إن اتبع في ذلك هواه ونصره باللسللان واليللد ,
ف للرسول صلى الله عليلله وسلللم ,فهللذا مع علمه أنه مخال ٌ
ك يستحقّ صاحبه العقوبة عليلله ,ولهللذا اتفللق العلمللاء : شر ٌ
على أنه إذا عرف الحقّ ل يجوز له تقليد أحد في خلفه ] (..
.[22
وقال الوزير ابللن هللبيرة ) :مللن مكايللد الشلليطان أنلله ُيقيللم
أوثانلا ً فللي المعنللى ُتعبللد مللن دون الللله ,مثللل أن يتللبين للله
ظم عنده ,قللد الحق ,فيقول :هذا ليس بمذهبنا ,تقليدا ً لمع ّ
دمه على الحق( ].[23 ق ّ
وعن زياد بن حدير قال :قال لي عم لُر بللن الخطللاب رضللي
لت :ل ,قا َ م :قال :قل ُ م السل َ ما ي َهْدِ ُف َالله عنه) :هل تعر ُ
ة
م الئمل ِ حك ْل ُق بالكتللاب ,و ُ ل المناف ِ دا ُ ج َة العاِلم ,وَ ِه زل ّ ُ م ُ :ي َهْدِ ُ
ضّلين( ].[24 م ِ ال ُ
ة عللاِلم ؟ قللال : م الداريّ رضي الله عنه ) :ما زل ّل ُ سئل تمي ٌ و ُ
م, ب منه العللال ِ ُ سى أن َيتو َ س فُيؤخذ ُ به ,فع َ ل بالنا ِ م ي َزِ ّ العال ِ ُ
ن به( ].[25 س يأخذو َ والنا ُ
وقللال سللليمان الللتيمي ت 143هلل رحملله الللله تعللالى ) :لللو
ك الشللّر م ,اجتمعَ في َ ل عال ِ ٍ ل عال ِم ٍ ,أو زّلة ك ّ ت برخصة ك ّ أخذ َ
كّله( ].[26
م فيه خلفًا( ].[27 قال ابن عبد البر ) :هذا إجماعٌ ل أعل ُ
ن الطاعة نللوٌر , وعلى طالب الحقّ أن يبتعد عن الذنوب ) فإ ّ
ة ,وكّلما قويت الظلمة ازدادت حيرُته ,حّتى ة ظلم ٌ والمعصي َ
مهِلكللة وهللو ل يشللعر , يقعَ في البدع والضللللت ,والمللور ال ُ
كأعمى خرج في ظلمة الليل يمشي وحده ( ].[28
وعليه أن يستعين بالله تعللالى ويتضلّرع إليلله بالللدعاء ليهللديه
إلى الحقّ ,فإنه هو الهادي سبحانه إلى سواء السبيل ,ففي
184
ل إل ملن هلديته , الحديث القدسي )) :يا عبادي :كّلكم ضلا ٌ
فاستهدوني أهدكم(( ]. [29
ي صلى الله عليه وسّلم الذي كللان يسللتفتح وليدعُ بدعاء النب ّ
ل ل وميكائيل َ جبرائيل َ ب َ م َر ّبه صلته إذا قام من الليل )) :اللُهل ّ
ة
ب والشهاد ِ م الغي ِت والرض ,عال ِ َ ل ,فاطَر السموا ِ وإسرافي َ
مللان ,اهْلدِِني ل ِ َك فيما كانوا فيه يختلفو َ ن عباد َ م بي َ
ت تحك ُ ,أن َ
طمن تشاُء إلى صرا ٍ ك تهدي َ ك ,إن َ ف فيه من الحقّ بإذن َ اخت ُل ِ َ
م(( ].[30 مستقي ٍ
وبين يللديك أخللي المسللم :مختللارات فيملا يتعّللق بالسللهم
لء :سماحة الشلليخ محمللد والبنوك ..من فتاوى علمائنا الج ّ
بن إبراهيم آل الشيخ ,وأصحاب السماحة والفضلليلة رئيللس
وأعضللاء اللجنللة الدائمللة للبحللوث العلميللة والفتللاء ,ومللن
قرارات المجمع الفقه السلمي ,وهيئة كبار العلماء ,ومللن
فتاوى سماحة شيخنا عبدالعزيز بن عبدالله بن باز ،وسماحة
شيخنا محمللد الصللالح العللثيمين ,وفضلليلة شلليخنا صللالح بللن
ي لمللا فوزان الفوزان ,رحم الله المتوّفى منهم ,ووفللق الحل ّ
ُيحبه ويرضاه ,آمين
ويسّرني أن أشكر مشايخي الفضلء :سماحة الشيخ الوالللد
صالح بن محمد اللحيدان ,وفضيلة الوالد الشيخ عبدالرحمن
بللن حمللاد العمللر ,والوالللد الشلليخ عبللدالعزيز بللن عبللدالله
الراجحللي ,أشللكرهم علللى قراءتهللم لصللل هللذه الرسللالة
ت عليهللا كللثيرا ً مللن الفتللاوى ممللا والتقللديم لهللا ,وقللد أضللف ُ
دم ذكرهم ,رزقهم الله الفردوس العلى مللن وجدته لمن تق ّ
الجنة ,وكذلك أشكر شيخي الجليل الوالد صالح بللن فللوزان
الفوزان ,على قراءته لصل هذه الرسالة ,كما أشكر الشيخ
الفاضل عبدالله بللن محمللد الحمللود ,علللى نصللحه وتللوجيهه,
جعل الله مْنزلهما ووالللديهما الفللردوس العلللى مللن الجنللة,
ن ربنا لسميع الدعاء . ووالدينا وأهلينا وجميع المسلمين ,إ ّ
وإلى الفتاوى نفعني الللله وإيللاكم والمسلللمين بهللا ,وجعلهللا
جة لنا ل علينا. ح ّ
ُ
185
بماذا يأخذ المسلللم فللي المسللائل الخلفيللة :الفتللوى رقللم
2171في 28/10/1398هل .
السؤال :ما الحكم في المسائل الخلفيللة ،هللل نتبللع القللول
الرجح والدليل القوى ،أو نتبع السهل واليسر ،انطلقا ً من
مبدأ التيسير ل التعسير ؟
ل شللرعي بللالتخيير كللان الجواب :إذا كان في المسللألة دلي ل ٌ
المكّلف في سعة فللله أن يختللار اليسللر ،انطلقلا ً مللن مبللدأ
التيسللير فللي الشللريعة مثللل الخصللال الثلث فللي كفللارة
ي صلى اليمين :الطعام والكسوة والعتق ِ ،لما ثبت عن النب ّ
ما سللَرهُ َ ن إل اختاَر أي َخي َّر بين أمري ِالله عليه وسلم أنه )) :ما ُ
ما َلم يكن إْثما ً ,فإن كان إْثما ً كان أبعد َ الناس منه (( ].[31
ن فعليله أن يّتبلع القلول ل لمجتهلدي َ ما إن كانت مجلّرد أقلوا ٍ أ ّ
الذي يشهد ُ له الدليل أو الرجح دليل ً ،إن كان عنللده معرفللة
بالدلة صحة ودللللة ،وإن كللان ل خللبرة للله بللذلك فعليلله أن
س لأ َُلوا ْ
يسأل أهل العلم الموثللوق بهللم ،لقللوله تعللالى َ)) :فا ْ
ن(( )النبياء.(7: مو َ م ل َ ت َعْل َ ُ
كنت ُ ْ أ َهْ َ
ل الذ ّك ْرِ ِإن ُ
فإن اختلفوا عليه أخذ بالحوط له فلي دينله ،وليلس لله أن
ن تتبع الرخللص يتبع السهل من أقوال العلماء فيعمل به ،فإ ّ
ل يجوز .
وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسّلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والفتاء
الرئيس نائب الرئيس عضو عضو
عبللدالرزاق عفيفللي عبدالله بن قعود عبدالله بن غديان
عبدالعزيز بن عبدالله بن باز
*****
التحذير من الفتاوى التي ُتجيز التعامللل مللع البنللوك ،والللتي
تنشرها بعض الصحف ) :فتاوى البلد الحرام ص 681-677
(.
من عبد العزيز بن عبدالله بن باز إلى من يللراه مللن إخواننللا
المسلمين ،وفقني اللله وإيلاهم سللوك صلراطه المسلتقيم،
186
موجّنبنا جميعا ً طريق المغضوب عليهم والضالين ،آمين ،سل ٌ
عليكم ورحمة الله وبركاته .
دعايات للمساهمة في البنوك الّربويللة أما بعد :فقد كثرت ال ّ
في الصحف المحلية والجنبية ،وإغراق الناس بإيداع أموالهم
فيهللا مقابللل فللوائد ربويللة صللريحة معلنللة ،كمللا تقللوم بعللض
الصحف بنشر فتاوى لبعض الناس ُتجيز التعامللل ملع البنللوك
ن فيه معصية لللله ددة ،وهذا أمٌر خطير ،ل ّ الربوية بفوائد مح ّ
ولرسللوله صلللى الللله عليلله وسلللم ومخالفللة لمللره ،والللله
خللال ُِفون عَل َ
ه
م لرِ ِ نأ ْ ْ َ ن يُ َ ذي َ حذ َرِ ال ّ ِ سبحانه وتعالى يقول )) :فل ْي َ ْ
م(( . َ م عَ َ َأن تصيبهم فتن ٌ َ
ب أِلي ٌ ذا ٌ صيب َهُ ْ ة أو ْ ي ُ ِ ُ ِ َُ ْ ِ َْ
ومللن المعلللوم مللن الللدين بالدلللة الشللرعية مللن الكتللاب
ب المللوال ن الفللوائد المعّينللة الللتي يأخللذها أربللا ُ والسللنة :أ ّ
م مسللاهمتهم ،أو إيللداعهم فللي البنللوك الّربويللة حللرا ٌ مقابللل ُ ُ
سحت ،وهي من الّربا الذي حّرمه الللله ورسللوله صلللى الللله ُ
عليلله وسلللم ،ومللن كبللائر الللذنوب ،وممللا َيمحلقُ البركللة ،
ب عدم قبول العمل . وُيغضب الّرب عز وجل ،وُيسب ّ ُ
ح عن رسول الله صلى الله عليه وسلللم :أنلله قللال : وقد ص ّ
ن بما ن الله أمَر المؤمني َ ل إل ّ طيبا ً ،وإ ّ ب ل َيقب ُ ن الله طي ّ ٌ )) إ ّ
َ
ن مل َ ل ك ُل ُللوا ِ سل ُ ن ،فقللال )) :ي َللا أي ّهَللا الّر ُ أم لَر بلله المرسلللي َ
م(( )المؤمنللون: ن عَِلي ٌ مُلو َ ما ت َعْ َ صاِلحا ً إ ِّني ب ِ َ مُلوا َ ت َواعْ َ الط ّي َّبا ِ
َ
مللا ت َ مللن ط َي ّب َللا ِ من ُللوا ْ ك ُل ُللوا ْ ِ نآ َ ذي َ , (51وقللال )) :ي َللا أي ّهَللا ال ّل ِ
م(( )البقرة. (172: َرَزقَْناك ُ ْ
ملد ّ يللديه إلللى ث أغللبَر ،ي َ ُ سللفَر ،أشللع َ ل ال ّ ل ُيطي ُ ج َ م ذكَر الّر ُ ث ّ
م، شَرُبه حللرا ٌ م ْ م،و َ حَرا ٌ ه َ م ُ مطع ُ ب!و َ ب ! يا ر ّ السماء ،يا ر ّ
َ
ك (( ب لللذل َ حَرام ،ف لأّنى ُيسللتجا ُ م ،وغُلذِّيَ بللال َ سه حللرا ٌ مل ْب َ ُ
و َ
رواه مسلم ].[32
وليعلم كل مسلم :أنه مسئول أمام ربه عللن مللاله ملن أيلن
ي صلى الله عليه اكتسبه وفيما أنفقه ،ففي الحديث عن النب ّ
ماعبد يوم القيامة حللتى ُيسللأل ل قَد َ َ وسلم أنه قال )) :ل تزو ُ
187
عن شبابه فيما أبله ،وعن عمره فيما أفناه ،وعن مللاله مللن
أين جمعه وفيما أنفقه ،وعن علمه ماذا عمل فيه(( ].[33
واعلم يا عبد َ الله -وفقنا الله وإياك لما فيه رضاه -أن الّربا
كبيرة من كبائر الذنوب التي جاء تحريمها مغّلظلا ً فللي كتللاب
الله وسنة رسول صلللى الللله عليلله وسلللم ،بجميللع أشللكاله،
من ُللوا ْ ل َ َ
نآ َ ذي َ مياته ،قال تعالى )) :ي َللا أي ّهَللا ال ّل ِ وأنواعه ،ومس ّ
َ ْ
ن(( )آل حو َ م ت ُْفل ِ ُ ه ل َعَل ّك ُ ْ ة َوات ُّقوا ْ الل ّ َ ضاعََف ً م َ ضَعافا ً ّ ت َأك ُُلوا ْ الّرَبا أ ْ
عمران. (130:
َ
س ل الن ّللا ِ وا ِ مل َ من ّربا ً ل ّي َْرب ُلوَ فِللي أ ْ ما آت َي ُْتم ّ وقال تعاللى )) :وَ َ
ه(( )الروم. (39: عند َ الل ّ ِ فََل ي َْرُبو ِ
ْ
م مللا ي َُقللو ُ ن إ ِل ّ ك َ َ مللو َ ن الّرَبا ل َ ي َُقو ُ ن ي َأك ُُلو َ َ ذي وقال تعالى )) :ال ّ ِ
طان من ال ْمس ذ َل َ َ
ما ال ْب َي ْل ُ
ع م َقاُلوا ْ إ ِن ّ َ ك ب ِأن ّهُ ْ َ ّ ِ شي ْ َ ُ ِ َ ه ال ّ خب ّط ُ ُ ذي ي َت َ َ ال ّ ِ
عظ َ ٌ َ
من ة ّ مو ْ ِ جاءهُ َ من َ م الّرَبا فَ َ حّر َ ه ال ْب َي ْعَ وَ َ ل الل ّ ُ ح ّ ل الّرَبا وَأ َ مث ْ ُ ِ
ُ
ن عَللاد َ فَأوَْلل لئ ِ َ َ
ك مل ْ مُرهُ إ َِلى الل ّهِ وَ َ ف وَأ ْ سل َ َ ما َ ه َ ى فَل َ ُ َّرب ّهِ َفانت َهَ َ
ن(( )البقرة. (275: دو َ خال ِ ُ م ِفيَها َ ب الّنارِ هُ ْ حا ُ ص َ أ ْ
َ
ي مللا ب َِق ل َ ه وَذ َُروا ْ َ مُنوا ْ ات ُّقوا ْ الل ّل َ نآ َ َ وقال تعالى َ )) :يا أي َّها ال ّ ِ
ذي
ْ
ن مل َ ب ّ حْر ٍ م ت َْفعَُلوا ْ فَأذ َُنوا ْ ب ِ َ ن * فَِإن ل ّ ْ مِني َ مؤ ْ ِ كنُتم ّ ن الّرَبا ِإن ُ م َ ِ
ب اللله ورسلوله ، ة من حلار َ م جريم َ ه(( فما أعظ َ سول ِ ِ الل ّهِ وََر ُ
نسأل الله العافية من ذلك .
ع
ي صلللى الللله عليلله وسلللم )) :اجتنبللوا السللب َ وقللال النللب ّ
ك بالله ل الله ،قال :الشر ُ ن يا رسو َ ت ،قالوا :وما ه ّ الموبقا ِ
ل م الللله إل ّ بللالحقّ ،وأكل ُ س الللتي حلّر َ ل النفل ِ سحُر ،وقت ُ ،وال ّ
ف ف ،وقللذ ُ م الّزحلل ِ م ،والتللوّلي يللو َ ل اليللتي ِ مللا ِ ل َ الّربللا ،وأكلل ُ
ت (( متفق على صحته].[34 ت المؤمنا ِ ت الغافل ِ المحصنا ِ
ن وفي صحيح مسلم عن جابر رضللي الللله عنلله قلال )) :ل َعَل َ
ه، مللوك ِل َ ُ ل الّربللا ،و ُ ل الللله صلللى الللله عليلله وسلللم آك ِل َ رسو ُ
واٌء(( . س َ م َ ل :هُ ْ ديهِ ،وقا َ ه ،وشاهِ َ وكات ِب َ ُ
ض الدلة من كتاب الله وسنة رسللوله محمللد صلللى فهذه بع ُ
ن تحريم الّربللا وخطللره علللى الفللرد الله عليه وسلم التي ُتبي ّ ُ
من تعامل به وتعاطاه فقللد ارتكللب كللبيرة مللن ن َ والمة ،وأ ّ
188
محاربلا ً للله ولرسلوله صللى اللله كبائر الذنوب ،وقد أصلبح ُ
ل مسلم ُيريد الله والدار الخللرة : عليه وسلم ،فنصيحتي لك ّ
أن يتقي الله سبحانه وتعالى فلي نفسله وملاله ،وأن يكتفللي
ما فع ّ بما أباحه الله ورسوله صلى الله عليه وسلم ،وأن َيك ّ
حّرمه الله ورسوله صلى الله عليه وسلم ،ففيمللا أبللاح الللله
كفاية وغنى عما حّرم ،وعلى المسلللم الناصللح لنفسلله الللذي
ُيريد لها الخير والنجاة من عذاب الله ،والفوز برضاه ورحمته
،أن يبتعد عن الشتراك في البنوك الّربوية ،أو اليللداع فيهللا
ن المسللاهمة فيهللا أو بفللوائد أو القللتراض منهللا بفللوائد ،ل ّ
ل ذلللك مللن اليداع فيها بفوائد ،أو القللتراض منهللا بفللوائد كل ّ
المعاملت الّربوية ،ومن التعاون على الثللم والعللدوان الللذي
وى نهى الله عنه بقوله سبحانه )) :وَت ََعاوَُنوا ْ عَل َللى ال ْللبّر َوالت ّْق ل َ
ديد ُ شل ِ ه َ ن الل ّل َه إِ ّ ن َوات ُّقللوا ْ الل ّل َ
وَل َ ت ََعاوَُنوا ْ عََلى ال ِث ْلم ِ َوال ْعُلد َْوا ِ
ب(( )المائدة. (2: ال ْعَِقا ِ
ج بنفسك ،ول تغتّر بكللثرة البنللوك ق الله يا عبد َ الله ،وان ُ فات ِ
ل مكان ،ول بكثرة الّربوية ،ول بكثرة انتشار معاملتها في ك ّ
ن ذلك ليس دليل ً على إباحتها ،وإنما هللو متعاملين معها ،فإ ّ ال ْ ُ
مخالفلللة شللرعه ، ل على كثرة العراض عللن أمللر الللله و ُ دلي ٌ
َ َ
ضمن ِفي الْر ِ والله سبحانه وتعالى يقول )) :وَِإن ت ُط ِعْ أك ْث ََر َ
ه(( )النعام. (116: ل الل ّ ِ سِبي ِ
عن َ ك َ ضّلو َ يُ ِ
م الللله مللا أنع ل َ ومللع السللف الشللديد أن كللثيرا ً مللن النللاس ل َ ّ
سعَ عليهللم مللن فضللله ،وأغنللاهم بكللثرة المللال ، عليهم ،وو ّ
أصبحوا ل يهتمون بالعمل بأحكللام السلللم ،والسللتغناء بمللا
أباح الله لهم عما حّرم عليهم ,إنما يهتمللون بمللا ي ُللدّر عليهللم
المال من أيّ طريق كان ،حلل ً كان أم حراما ً ،وما ذلللك إل
لضعف إيمانهم ،وقّلة خوفهم مللن ربهللم عللز وجللل ،وغلبللة
ب الللدنيا علللى قلللوبهم ،نسللأل الللله لنللا ولهللم السلللمة حل ّ
ع
ل مللا ُيخللالف شللرعه المطهّللر ،وهللذا الواق ل ُ والعافية من ك ّ
ضللب الللله ن بحلللول غَ َ المؤلم لحال كثير من المسلمين ،مؤذ ٌ
ذرا ً ومنذرا ً من شؤم المعاصي مح ّ ونقمته ،وقد قال سبحانه ُ
189
م من ُ
كلل ْ مللوا ْ ِ
ن ظ َل َ ُ ن اّللل ِ
ذي َ والللذنوب َ)) :وات ُّقللوا ْ فِت َْنلل ً
ة ل ّ تُ ِ
صلليب َ ّ
ة(( )النفال.(25: ص ًخآ ّ َ
جه نصيحتي إلللى المسللئولين فللي الصللحف المحّليللة ُ
وإني أو ّ
خاصللة ،وفللي صللحف البلد السلللمية عامللة :أن ُيطّهللروا
ي
ل ما ُيخالف شرع الله المطّهر ،في أ ّ صحافتهم من نشر ك ّ
مجال من مجللالت الحيللاة ،كمللا ُأوصللي الجهللات المسللئولة
بالتأكيد على رؤساء الصحف بأن ل ينشروا شيئا ً فيه مخالفللة
ب عليهلم ، ن هلذا أملٌر واجل ٌ كأ ّ للدين اللله وشلرعه ،ول شل ّ
صروا فيه . وسُيسألون عنه أمام الله إذا ق ّ
كما ُأوصللي إخللواني المسلللمين عامللة أن يتقللوا الللله تبللارك
سكوا بكتاب ربهم وسنة نبيهم محمد صلى الله وتعالى ،ويتم ّ
عليه وسلم ،وأن يكتفوا بما أحللله الللله ،ويحللذروا مللا حّرملله
الله ،ول يغتّروا بما قد ُيكتب أو ُينشر مللن فتللاوى أو مقللالت
ُتجيز المساهمة في البنوك الّربوية أو اليداع فيها بفللوائد ،أو
ن هللذه الفتللاوى والمقللالت لللم ل من سوء عاقبة ذلك ،ل ّ ُتقل ّ ُ
ن على أدلة شرعية ل من كتاب الله ول مللن سللنة رسللول ت ُب ْ َ
الله صلى الله عليه وسلم ،وإنما هي آراء الّرجال وتللأّولتهم،
مضّللت الفتن . نسأل الله لنا ولهم الهداية والعافية من ُ
والله المسئول أن ُيوفّ لقَ المسلللمين عامللة ،وولة أمللورهم
خاصة للعمل بكتاب ربهم وسنة نبيهم محمد صلى الله عليلله
وسلللم ،وتحكيللم شللرع الللله فللي جميللع شللئونهم الخاصللة
والعامللة ،وأن يأخللذ بنواصلليهم إلللى مللا فيلله صلللح دينهللم
ودنيللاهم ،وأن ُيجّنللب الجميللع طريللق المغضللوب عليهللم
ي ذلك والقادُر عليلله ,وصلللى الللله وس لّلم والضالين ،إنه ول ّ
علللى خيللر خلقلله نبينللا محمللد وعلللى آللله وصللحبه أجمعيللن،
والسلم عليكم ورحمة الله وبركاته .
مفتي عام المملكة العربية السعودية
ورئيس هيئة كبار العلماء ،وإدارة البحوث العلمية والفتاء
عبد العزيز بن عبدالله بن باز
190
البنك الهلي :الفتوى رقم 7655ج 58-15/57من مجموع
فتاوى اللجنة .
ف الجميللع ل في البنك الهللي ,وكمللا َيعلر ُ السؤال :إنني أعم ُ
ت إلللى العمللل ن البنك يتعامل ببعض الفوائد ,وقد اضللطرر ُ أ ّ
فيه بعد أن بحثت مدة ثمانية أشللهر عللن عمللل فلللم أجللد إل
فيه ,وبعيد عن وظائف القروض التي يتعامل بها بالّربا ,وقد
ن راتبلله حللرام ,والعمللل ت من بعض الناس العامة :بأ ّ سمع ُ
ن الراتب ت من أحد العلماء يقول :إ ّ فيه حرام ,وأيضا ً سمع ُ
ب أي ب كمللا يكس ل ُ حلل ,حيث الموظف يعمل بيده ,ويكس ل ُ
شللخص آخللر ,وهللو مللن العلمللاء الللذين يظهللرون علللى
ن الّربللا علللى صللاحب البنللك والثللم ,ومللا التلفزيللون ,وأ ّ
الموظف إل عامل مثل غيره ,أرجو إفتائي ؟ .
مللا فيلله مللن م ,لِ َ الجواب :العمل فللي البنللوك الّربويللة حللرا ٌ
التعاون على الّربا ,وقد قال الله تعالى )) :وَل َ ت ََعاوَُنوا ْ عَل َللى
ن ((سللواء كللان التعللاون بكتابللة الصللك ,أو ال ِْثللم ِ َوال ُْعللد َْوا ِ
الشهادة فيه ,أو التقييد في الحساب بالسجلت ,أو نقلل ملا
و ,وتسللهيل الوسللائل كتب من مكتب إلى آخللر ,أو تهيئة الج ل ّ ُ
للقيام بالعمال الّربوية ,ونحو ذلك .
وبالله التوفيق ,وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه
وسّلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والفتاء
الرئيس نائب الرئيس عضو عضو
عبدالله بن قعود عبدالله بللن غللديان عبللدالرزاق عفيفللي
عبدالعزيز بن عبدالله بن باز
***
سئل سماحة الشيخ عبدالعزيز بللن عبللدالله بللن بللاز رحملله و ُ
الله تعالى ) س 236مجموع فتاوى سماحته ج . ( 19/386
ك أنه لي ولد اسللمه ع ع م وأنلله مللديون نحللو السؤال ُ :أفيد َ
مائة ألف ريال في زواج ,وفللي سلليارة يركبهللا ,وأنلله دخللل
في البنك الهلي بعمل مراسل براتب نحو ألللف وخمسللمائة
191
ريال ,ويقول بعض الناس :إن راتبه حرام ,وناس يقولون :
دين , حلل ,والله يعلم أنه دخل في هللذا البنللك لضللرورة الل ّ
ومصاريف أهله ,لذا نرجو الفادة حللال ً عللاجل ً ؟ وهللذا والللله
يحفظكم .
ل في البنوك الّربوية ,كالبنللك الهلللي الجواب :ل يجوُز العم ُ
ل ب علللى ابنللك المللذكور أن َيللدعَ العملل َ المللذكور ,والللواج ُ
سلَر المذكور ,ويلتمس العمل فللي جهللات أخللرى سللليمة ,ي ّ
ل مسلم . لك ّ ح حاَله وحا َ الله أمره ,وأصل َ َ
***
البنلللك العربلللي اللللوطني :الفتلللوى رقلللم 4327ج
. 37-15/36
دم البنللك السؤال :لي دكاكين تقع على طريق الحجاز ,وتقل ّ
ن هذا البنللك مللن البنللوك الللتي الوطني لستئجارها ,وحيث إ ّ
تتعامل بالّربا ؟ فهل يجوُز لي تأجير هذا البنك وأمثللاله ممللن
يتعامل بالّربا ؟ أفتونا أثابكم الله .
الجواب :ل يجوُز ذلك ,لكون البنك المذكور سيتخذها مق لّرا ً
ن للتعامل بالّربا المحّرم ,وتأجيرها عليلله لهللذا الغللرض تعللاو ٌ
معه في عمل محّرم ,وقد قال الله تعالى )) :وَت ََعاوَُنوا ْ عََلى
ن . ((
وى وَل َ ت ََعاوَُنوا ْ عََلى ال ِث ْم ِ َوال ْعُد َْوا ِاْلبّر َوالت ّْق َ
وبالله التوفيق ,وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه
وسّلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والفتاء
نائب الرئيس الرئيس عضو عضو
عبللدالرزاق عفيفللي عبدالله بن قعود عبدالله بن غديان
عبدالعزيز بن عبدالله بن باز
* * *
سئل سماحة الشيخ عبدالعزيز بللن عبللدالله بللن بللاز رحملله و ُ
الله تعللالى ) مجمللوع فتللاوى سللماحته س 230ج -19/376
. ( 377
192
السؤال :هل يجللوُز تللأجير عمللارة أو جللزء منهللا إلللى البنللك
العربي الوطني ؟ أحسن الله إليكم وجزاكم خيرا ً ؟ .
الجواب :ل يجوُز التأجيُر علللى البنللك العربللي الللوطني ,ول
مللا فللي ذلللك مللن التعللاون علللى غيره من البنوك الّربوية ,ل ِ َ
الثم والعدوان ,وقد نهى الله سبحانه عن ذلك في قوله عز
ْ َ وجل )) :وَت ََعاوَُنوا ْ عََلى اْلبّر َوالت ّْق ل َ
وى وَل َ ت َعَللاوَُنوا عَلللى ال ِث ْلم ِ
ب(( ,وفّ لقَ الللله ديد ُ ال ْعَِقللا ِ
شل ِ ه َ ن الل ّل َ ن َوات ُّقوا ْ الل ّل َ
ه إِ ّ َوال ْعُد َْوا ِ
الجميعَ لما ُيرضيه ,والسلم عليكم ورحمة الله وبركاته .
مفتي عام المملكة العربية السعودية :عبدالعزيز بن عبدالله
بن باز
***
بنك الرياض :الفتوى رقم 5524ج . 507-13/506
ت فللي شللركة ,وأفَلسللت هللذه السؤال :كان لللي مسللاهما ٌ
الشركة قبل 25عاملا ً ,وكللان هنللاك أوصللياء عللى الشلركة
اشتروا بالمبلغ المتبقي أسهما ً في بنك الرياض قبل 25عاما ً
بمبلغ ألف ريال للسهم الواحللد ,والن ثمللن السللهم الواحللد
30ألف ريال ,وأنا بحاجة لهلذا المبللغ ,فهلل يجلوز للي أن
ن شللراءهم لسللهم بنللك آخذ المبلغ الحالي للسهم ؟ علما ً بأ ّ
م بدون علمنا طيلة هذه المدة . الرياض ت ّ
م أمسللك الجللواب :تس لّلم المبلللغ كل ّلله ,أصللله وفللائدته ,ث ل ّ
دق بالفللائدة فللي وجللوه الخيللر , ك ,وتصل ّ ك ل َل َ مل ْ ٌ
أصله ,لنه ِ
وضك خيرا ً منها ,وُيعينك لنها ربا ً ,والله ُيغنيك من فضله وُيع ّ
هخَرجًا* وَي َْرُزقْ ُ م ْ
ه َجَعل ل ّ ُ ه يَ ْق الل ّ َ من ي َت ّ ِ على قضاء حاجتك ))وَ َ
ب(( )الطلق.(3-2: س ُ حت َ ِث َل ي َ ْ حي ْ ُ
ن َ م ْ ِ
وبالله التوفيق ,وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه
وسّلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والفتاء
نللللائب الرئيللللس عضللللو عضللللو
الرئيس
193
عبللدالرزاق عفيفللي عبدالله بن قعود عبدالله بن غديان
عبدالعزيز بن عبدالله بن باز
***
سئل سماحة شيخنا عبدالعزيز بللن عبللدالله بللن بللاز رحملله و ُ
الله تعالى ) :فتاوى علماء البلد الحرام ص . ( 672-671
ف شديد ٌ حول المساهمة السؤال :حصل بيني وبين أخي خل ٌ
في بنلك الريلاض المطروحلة أسلهمه للكتتلاب هلذا العلام ,
ن هللذا حللرام ,لنلله ت لله :إ ّحول جواز المساهمة فيه ,فقل ُ
ن فيه شبهة وليس بحرام ,والسؤال يتعامل بالّربا ,وقال :إ ّ
هو عن :
أول ً :حكم المساهمة في البنك المذكور ؟ .
ثانيا ً :حكم منح السماء لشخص يريد المساهمة بها في هذا
ن صللاحب السللماء يللرى الحرمللة ؟ نرجللو مللن البنك ,مللع أ ّ
سماحتكم جوابنا سريعا ً ,والله يحفظكم .
الجواب :وعليكللم السلللم ورحمللة الللله وبركللاته ,وبعللد :ل
تجوز المساهمة في هذا البنك ول غيره من البنوك الّربويللة ,
ن ذللك كّلله ملن ول المساعدة في ذلك بإعطاء السلماء ,ل ّ
التعاون على الثم والعدوان ,وقد نهى الله سبحانه عن ذلك
وى وَل َ ت ََعاوَُنوا ْ في قوله عز وجل )) :وَت ََعاوَُنوا ْ عََلى اْلبّر َوالت ّْق َ
ن(( . عََلى ال ِث ْم ِ َوال ْعُد َْوا ِ
ل ن آك ِل َي صلى الله عليه وسلم )) :أنلله ل َعَل َ وقد ثبت عن النب ّ
واٌء(( سل َ م َ ل :هُ ل ْ ديهِ ,وقللا َ ه ,وشللاهِ َ ه ,وكللات ِب َ ُ مللوك ِل َ ُ
الّربللا ,و ُ
خّرجه المام مسلم في صحيحه ]. [35
وفق الله الجميع لما ُيرضيه ,والسلللم عليكللم ورحمللة الللله
وبركاته .
عبدالعزيز بن عبدالله بن باز 7/7/1412هل
***
الفتوى رقم 2620ج . 43-15/41
السؤال :اضطّرته ظللروف المعيشللة للعمللل ,وسللابقَ فللي
ديللوان المللوظفين العللام ,ولللم ُيحللالفه النجللاح ,وأرغمتلله
194
ظروفه حسب قوله إلى العمل فللي بنللك الريللاض ,ويللذكر :
أنه عمل بأغلب أقسامه ,ووجده يتعامل بالّربا ,عين الّربللا ,
حيث ُيقرض الشخص تسعة آلف ريال ,ويرتد المبلغ عشرة
آلف ريال ,بالضافة إلى كشللف الحسللاب للعملء بفللائدة ,
خلَرج تراكملت سٌر من هللذا العملل ,وأنله للو َ متح ّ ويذكر أنه ُ
ن راتبلله مللن البنللك دخللله الوحيللد ,ويطلللب عليه الديون ,ل ّ
إرشاده .
ل فللي البنللوك الللتي تتعامللل بالمعاملللة الللتي الجواب :العمل ُ
وصفتها ,والتي هي عين الّربللا ل يجللوز ,لدلللة تحريللم الّربللا
الواردة في الكتاب والسنة وإجماع المة ,ومنها :
ل الله صلللى ن رسو َ ما روى ابن مسعود رضي الله عنه )) :أ ّ
ه (( ه ,وكاتب ُ دي ِ ه ,وشاهِ َ موك ِل َ ُ ل الّربا ,و ُ ن آك ِ َالله عليه وسلم ل َعَ َ
أخرجه الخمسة ,وصححه الترمذي ].[36
ي صلللى ن النب ّ وما رواه جابر بن عبدالله رضي الله عنه )) :أ ّ
ه,دي ِه ,وشللاهِ َ ه ,وكات ِب َ ُ موك ِل َ ُ ل الّربا ,و ُ ن آك ِ َالله عليه وسلم ل َعَ َ
واٌء (( ].[37 س َ
م َ وقا َ
ل :هُ ْ
ل فيلله طاعللة لللله سللبحانه ك العمل َ ب عليللك :أن تللتر َ فالواج ُ
ذرا ً مللن غضللب الللله حل َ ورسوله صلللى الللله عليلله وسلللم ,و َ
وعقابه ,والتماس عمل آخر مما أباح الله عز وجل ,وأبشللر
ت عملك في البنك من أجللل الللله بالتيسير والتسهيل إذا ترك َ
جعَللل ل ّل ُ
ه ه يَ ْق الل ّل َ مللن ي َت ّل ِ ل )) :وَ َ سللبحانه ,لقللوله ع لّز وج ل ّ
ب(( . س ُ ث َل ي َ ْ
حت َ ِ حي ْ ُ ن َ م ْ
ه ِ خَرجًا* وَي َْرُزقْ ُم ْ
َ
وبالله التوفيق ,وصلى الله علللى نبينللا محمللد وآللله وصللحبه
وسّلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والفتاء
الرئيس عضو نائب الرئيس عضو
عبللدالرزاق عفيفللي عبدالله بن قعود عبدالله بن غديان
عبدالعزيز بن عبدالله بن باز
***
195
البنك السعودي الهولندي :الفتوى رقم 4331ج 51-15/50
.
ُ
ل فللي بنللك مللن ت أعمل ُ السللؤال :أحيطكللم علملا ً بللأنني كنل ُ
ت فيه حللال البنوك واسمه :البنك السعودي الهولندي ,عمل ُ
تخّرجي من الثانويللة بعللام ولمللدة 6أو 7شللهور ,وأخللبرني
ن العمل بالبنك حرام ,حيللث إنلله يتعامللل فللي أحد ُ الزملء بأ ّ
ت بالخطوط السعودية كطللالب بعض حساباته بالّربا ,فالتحق ُ
ت البنللك ومللا أود ّ أن أسللأله هللو :هللل الرواتللب فللي ,وتركل ُ
السبعة شهور التي استلمتها ُتعتبر حراما ً ؟ حيث إنني أعمللل
كموظف فقط ,أتقاضى راتب لا ً علللى عملللي وجهللدي ,وهللل
دق بجميع ما تسّلمته من قبل من رواتب ومبالغ يلزم أن أتص ّ
ت العمل بالبنك ؟ ,أو يكفي أنني ترك ُ
لت العملل َ ك تركلل َ ت :من أن َ الجواب :إذا كان الواقعُ كما ذكر َ
ج ت أنلله ل يجللوز العمل ُ ُ
ل فللي البنللك ,فل حلَر َ به بعد أن أخللبر َ
دة الشللهر ل عملك لللديه مل ّ مقاب َ عليك فيما قبضته من البنك ُ
دق بها ,وتكفي التوبللة عللن ذلللك, المذكورة ,ول يلزمك التص ّ
َ
ه ال ْب َي ْل َ
ع ل الل ّل ُ حلل ّ
عفى الله عنا وعنك ,لقول الله سبحانه)) :وَأ َ
ف سللل َ َ ما َ ه َ ى فَل َ ُمن ّر َب ّهِ َفانت َهَ َ ة ّ عظ َ ٌ مو ْ ِ
جاءهُ َ من َ م الّرَبا فَ َ حّر َ وَ َ
ُ
ن عَللاد َ فَأوَْلل لئ ِ َ َ
م ِفيهَللا ب الن ّللارِ هُ ل ْ حا ُ
صل َكأ ْ مل ْمُرهُ إ َِلى الل ّهِ وَ َ وَأ ْ
ن(( .دو َخال ِ ُ َ
وبالله التوفيق ,وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه
وسّلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والفتاء
نلللللللائب الرئيلللللللس عضلللللللو عضلللللللو
الرئيس
عبللدالرزاق عفيفللي عبدالله بن قعود عبدالله بن غديان
عبدالعزيز بن عبدالله بن باز
***
البنللك السللعودي البريطللاني :الفتللوى رقللم 20507ج
14-15/12
196
السللؤال :لللدينا عمللارة فللي موقللع ممتللاز ,وعلللى أفضللل
الشوارع في مدينة الطللائف بحمللد الللله ,والن يللترد ّد ُ علينللا
مديُر البنك السعودي البريطاني ,وذلك لسللتئجار المعللارض
التي تحت هذه العمارة لجعل الفرع الرئيسي للبنك بالطائف
بها ,بمبلغ مغر جدا ً ,ولملدة عشلر سلنوات ,وسلوف يلدفع
دما ً ,ونحللن أصللحاب العمللارة فللي حاجللة خمس سنوات مقل ّ
ماسة إلى السيولة في الوقت الحاضر لسداد بعللض الللديون
التي ترتبت على هذه العمارة ,وديون أخرى للغير ُ ,أحرجنللا
ض منا يريد تأجيرهللا علللى منهم من كثرة ترددهم علينا ,البع ُ
م علينللا , ك إثمه عليه ,ول إثل َ البنك لسداد تلك الديون ,والبن ُ
لننا لم نتعامل معه بالّربللا ,ول مللع غيللره بحمللد الللله ,وهللو
مستأجر كغيره مللن المسللتأجرين ,والبعللض منللا يقللول :إن
ْ َ ً
فلللي ذللللك إثملللا ملللن بلللاب )) :وَل َ ت َعَلللاوَُنوا عَللللى ال ِث ْلللم ِ
ن , (( والن نحللن فللي حيللرة مللن أمرنللا ,أفتونللا َوال ُْعللد َْوا ِ
جُر علللى البنللك وإثملله عليلله ,أم نحللن مللأجورين ,هللل نللؤ ّ
جرنا عليه تلك المعللارض ؟ حللتى أصحاب العمارة آثمون إذا أ ّ
نتمكن من الرد على البنك المستعجل على إجابتنا .
الجللواب :ل يجللوُز تللأجيُر المحلت للبنللوك ,لنهللا تتخللذها
ل الله صلى الله عليلله ن رسو ُ لت للتعامل بالّربا ,وقد ل َعَ َ مح ّ
ه(( .ديهِ ,وكات ِب َ ُ ه ,وشاهِ َ موك ِل َ ُ
ل الّربا ,وَ ُ وسّلم )) :آك ِ َ
ن عللى أكلل الّربلا بأخلذ ل في ذللك ,لنله أعلا َ جُر َيدخ ُ والمؤ ّ
الجرة في مقابل ذلللك ,والللله تعللالى يقللول )) :وَل َ ت َعَللاوَُنوا ْ
ب (( . ديد ُ ال ْعَِقا ِش ِ ه َ ن الل ّ َ
ه إِ ّن َوات ُّقوا ْ الل ّ َ عََلى ال ِث ْم ِ َوال ْعُد َْوا ِ
غنيللة عللن الحللرام ,وقللد قللال الللله سللبحانه : وفللي الحلل ُ
ث َل حْيل ُ ن َ مل ْه ِ خَرجلًا* وَي َْرُزْقل ُ م ْه َ جَعلل ّلل ُ ه يَ ْق الّلل َ ملن ي َّتل ِ )) وَ َ
ب(( . س ُ حت َ ِ
يَ ْ
وبالله التوفيق ,وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه
وسّلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والفتاء
الرئيس نائب الرئيس عضو عضو عضو
197
عبدالعزيز بكر أبو زيد صالح الفوزان عبدالله بن غديان
آل الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن باز
***
البنلللك السلللعودي المريكلللي :الفتلللوى رقلللم 4490فلللي
30/3/1402هل .
ن للديّ خمسلة عشلر سلهما ً ملن أسلهم السؤال :أُفيلدكم أ ّ
رأس مال البنك السعودي المريكي ,حيث اسللتردتها عنللدما
ن نظللام هللذا البنللك مللن قيللل طرحللت للكتتللاب ,وأسللمع أ ّ
طرحللت وقال :ل يخلو في تعامله المالي مللن الّربللا ,والن ُ
دد فللي شللرائها ,بللل أسهم جديدة للمساهمين الُقدامى وأتر ّ
أعتزم بناًء على فتواكم التخّلص حتى من السللهم القديمللة ,
أنقذوني بفتوى سريعة .
ك فللي البنللوك الللتي تتعامللل بالّربللا , الجواب :أول ً :الشترا ُ
م للدلللة الللواردة فللي تحريللم كالبنك المذكور ونحللوه ,محلّر ٌ
الّربا ,وفي تحريم التعاون على الثم والعدوان .
ب على من اشترك فيه أن يتوب إلى الللله سللبحانه ثانيا ً :يج ُ
س مللاله فقللط ,تخّلصلا ً مللن الّربللا ب رأ َ وتعللالى ,وأن َيسللح َ
المحّرم بالكتاب ,والسنة ,وإجماع المسلمين ,قال تعالى :
َ
ن الّرَبلا ِإن مل َ ي ِ ملا ب َِقل َه وَذ َُروا ْ َ مُنوا ْ ات ُّقوا ْ الّلل َنآ َ َ )) َيا أي َّها ال ّ ِ
ذي
ْ
ه
سول ِ ِن الل ّهِ وََر ُ م َ ب ّحْر ٍ م ت َْفعَُلوا ْ فَأذ َُنوا ْ ب ِ َ ن * فَِإن ل ّ ْ مِني َ مؤ ْ ِ كنُتم ّ ُ
َ
ن((مو َن وَل َ ت ُظ ْل َ ُمو َ م ل َ ت َظ ْل ِ ُ وال ِك ُ ْ
م َ
سأ ْ ؤو ُ م ُر ُ م فَل َك ُ ْ وَِإن ت ُب ْت ُ ْ
وبالله التوفيق ,وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه
وسّلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والفتاء
نللللائب الرئيللللس عضللللو عضللللو
الرئيس
عبللدالرزاق عفيفللي عبدالله بن قعود عبدالله بن غديان
عبدالعزيز بن عبدالله بن باز
***
198
بطاقة فيزا )سامبا( لدى البنك السعودي المريكي :الفتللوى
رقم 17611ج . 525-13/524
السللؤال ُ :يتللداول بيللن النللاس فللي الللوقت الحاضللر بطاقللة
)فيزا( سامبا ,صادرة من البنك السعودي المريكي ,وقيمة
هذه البطاقة إذا كانت ذهبية ) (485ريال ً ,وإذا كانت فضللية
دد هلذه القيملة سلنويا ً للبنلك لملن يحملل ) (245ريلا ً
لُ ,تسل ّ
بطاقللة )فيللزا( للسللتفادة منهللا كاشللتراك سللنوي ,طريقللة
استعمال هذه البطاقة :أنه يحق لمن يحمل هذه البطاقة أن
دديسحب من فروع البنك المبلغ الللذي ُيريللده )سلللفة( وُيسل ّ
دد بنفس القيمة ,خلل مدة ل تتجاوز ) (54يوما ً ,وإذا لم ُيس ّ
المبلغ المسحوب )السلفة( في خلل الفترة المحددة ,يأخذ
البنك عن كل مللائة ريللال مللن )السلللفة( المبلللغ المسللحوب
فوائد ,قيمتها ريال ً وخمللس وتسللعين هللللة ) (1.95كمللا أ ّ
ن
البنك يأخذ عن كللل عمليللة سللحب نقللدي لحامللل البطاقللة )
(3.5ريال عن كل )مائة ريال( تسحب منهللم ,أو يأخللذون )
(45ريال ً كحد ّ أدنى عن كل عملية سحب نقدي ,ويحق لمن
يحمل هذه البطاقلة :شلراء البضللائع ملن المحلت التجاريلة
التي يتعامل معها البنك ,دون أن يللدفع مللال ً نقللديا ً ,وتكللون
سلفة عليه للبنك ,وإذا تأخر عن سداد قيمة الذي اشللتراه )
(54يوما ً ,يأخذون على حامل البطاقة عللن كللل مللائة ريللال
مللن قيمللة البضللاعة المشللتراة مللن المحلت التجاريللة الللتي
يتعامل معها البنك فوائد قيمتها ريال ً وخمس وتسعين هللة )
, (1.95فمللا حكللم اسللتعمال هللذه البطاقللة ,والشللتراك
السنوي مع هذا البنك للستفادة مللن هللذه البطاقللة ؟ والللله
يحفظكم ويرعاكم .
ل بطاقة )سللامبا فيللزا( كمللا ُذكللر ,فهللو الجواب :إذا كان حا ُ
مرابيللن ,وأكللل أمللوال النللاس إصللداٌر جدي لد ٌ مللن أعمللال ال ُ
بالباطل ,وتللأثيمهم ,وتلللويث مكاسللبهم وتعللاملهم ,وهللو ل
ج عن حكم ربا الجاهلية المحلّرم فللي الشللرع المطهّللر : َيخر ُ
199
) إما أن َتقضي ,وإما أن تربي ( لهذا فل يجللوُز إصللداُر هللذه
البطاقة ,ول التعامل بها .
وبالله التوفيق ,وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه
وسّلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والفتاء
عضللللو عضللللو عضللللو عضللللو
الرئيس
بكر أبو زيد صالح الفوزان عبدالعزيز آل الشيخ عبدالله
بن غديان عبدالعزيز بن عبدالله بن باز
***
بنك الجزيرة :الفتوى رقم 6760في 22/3/1404هل .
السؤال :لي تسعون سهما ً في بنك الجزيرة منذ تأسيسلله ,
ت الرباح ,وحال ً غيللر معروفللة العللدد خلل السللنوات استلم ُ
التي عقب التأسيس ,وصرفتها في حينها مع مصاريف حياتنا
ت هذه السهم للبيع لدى فرع تبللوك ,وقللال اليومية ,وعرض ُ
لللي موظللف الفللرع المللذكور :بإمكانللك بيللع جميللع السللهم
الموجودة في البنك بمبلللغ تسللعمائة ريللال للسللهم الواحللد ,
ت للستفسللار ولكني شكيت في جللواز بيعهللا شللرعا ً ,وتريثل ُ
من فضيلتكم :هل الربللاح الللتي سللبق أن اسللتلمتها وأربللاح
السهم مستقبل ً حلل أم ربا ً ,وهل يجوز لللي أن أبيللع جميللع
أسهمي بالبنك المذكور بالمبلغ الذي ذكرته ,أو بمبلغ أكثر أو
أقل ؟ أفتوني أثابكم الله .
خذ ْ جميعَ الثمللن , ك في البنك المذكور ,و ُ م َ
الجواب :ب ِعْ أسهُ َ
ت بلله فللي البنللك , واحتفظ لنفسك بأصل المبلغ الذي ساهم َ
ن المساهمة فللي وأنفق ما زاد عنه في وجوه البّر العامة ,ل ّ
م ,واسللتغفرِ الللله ب من ذلللك حللرا ٌ م ,والكس ُ ي حرا ٌ ك ربو ٍ بن ٍ
ب إليه مما مضى ,واحذر العودة إليلله ,وبللالله التوفيللق , وت ُ ْ
وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسّلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والفتاء
الرئيس نائب الرئيس عضو
200
عبدالرزاق عفيفي عبللدالعزيز بللن عبدالله بن قعود
عبدالله بن باز
***
شللركة الراجحللي للصللرافة والتجللارة ,ومكتللب الكعكللي
سللئل سللماحة مفللتي عللام المملكللة الشلليخ للصللرافة ُ :
عبدالعزيز بن عبدالله بللن بللاز رحملله الللله تعللالى ) س 235
مجموع فتاوى سماحته ج . ( 385-19/384
السؤال :ما حكم من تضللطره ظروفلله للعمللل فللي البنللوك
والمصللارف المحليللة الموجللودة فللي المملكللة مثللل :البنللك
الهلللي التجللاري ,وبنللك الريللاض ,وبنللك الجزيللرة ,والبنللك
العربللي الللوطني ,وشللركة الراجحللي للصللرافة والتجللارة,
ومكتب الكعكي للصرافة ,والبنك السعودي المريكي ,وغيللر
ذلك من البنوك المحلية ,علما ً بأنهلا تفتللح حسلابات التللوفير
للعملء ,والموظللف يشللغل وظيفللة كتابيللة مثللل :كللاتب
حسللابات أو مللدّقق ,أو مللأمور سللنترال أو غيللر ذلللك مللن
الوظائف الدارية ,وهذه البنوك ُيوجد بها مزايا عديدة تجللذب
الموظفين إليها مثل َ :بدل سكن ُيعادل اثني عشر ألف ريال
تقريبا ً أو أكثر ,ورواتب شهرين في نهاية السنة ,فمللا الحكللم
في ذلك ؟ .
ت عللن مللا ثب ل َ
ل في البنوك الّربوية ل يجللوز ,ل ِ َ الجواب :العم ُ
ه,موك ِل َ ُل الّربا ,و ُ ي صلى الله عليه وسّلم في لعن )) آك ِ َ النب ّ
م فللي واٌء (( أخرجلله مسللل ٌ سل َم َ ل :هُ ْ ديهِ ,وقا َ ه ,وشاهِ َ وكات ِب َ ُ
صحيحه .
ما في ذلك من التعاون علللى الثللم والعللدوان ,وقللد قللال ول ِ َ
وى وَل َ ت ََعاوَُنوا ْ عََلللى الله سبحانه )) :وَت ََعاوَُنوا ْ عََلى اْلبّر َوالت ّْق َ
ب (( ديد ُ ال ْعَِقا ِ ش ِه َ ن الل ّ َ ن َوات ُّقوا ْ الل ّ َ
ه إِ ّ ال ِث ْم ِ َوال ْعُد َْوا ِ
***
سللئل سللماحة الشلليخ البنللك السللعودي التجللاري المتحللد ُ :
عبدالعزيز بللن عبللدالله بللن بللاز رحملله الللله تعللالى ) فتللاوى
إسلمية ج . ( 2/399
201
السؤال :هل تجوُز المساهمة في البنوك العاملللة بالمملكللة
أمثال :البنك السعودي المريكي ,والبنك السعودي التجاري
المتحد ,التي مطروحة أسهمه الن للكتتاب العام ,وغيرهللا
من البنوك ؟ أفيدونا جزاكم الله عنا ألف خير .
ة فللي البنللوك الّربويللة ,كمللا ل الجللواب :ل تجللوُز المسللاهم ُ
ن ذلللك مللن ت الّربوية ملع البنللوك وغيرهللا ,ل ّ تجوُز المعامل ُ
التعللاون علللى الثللم والعللدوان ,والللله سللبحانه يقللول :
ْ َ )) وَت ََعللاوَُنوا ْ عََلللى اْلللبّر َوالت ّْقلل َ
وى وَل َ ت ََعللاوَُنوا عَلللى ال ِْثللم ِ
ن(( . َوال ْعُد َْوا ِ
***
سللئل سللماحة الشلليخ عبللدالعزيز شراء وبيع أسهم البنوك ُ :
بن عبللدالله بللن بللاز رحملله الللله تعللالى ) فتللاوى إسلللمية ج
. ( 400-2/399
دة , السؤال :مللا حكللم شللراء أسللهم البنللوك وبيعهللا بعللد مل ّ
بحيث ُيصبح اللف بثلثة آلف مثل ً ,وهل ُيعتبر ذلك من الّربا
؟.
ع
الجواب :ل يجوُز بيعُ أسهم البنوك ,ول شراؤها ,لكونها بيل ُ
نقللود بنقللود بغيللر اشللتراط التسللاوي والتقللابض ,ولنهللا
ن معهللا ل بللبيع ول شللراء , مؤسسات ربويللة ل يجللوُز التعللاو ُ
وى وَل َ ت ََعاوَُنوا ْ لقول الله سبحانه )) :وَت ََعاوَُنوا ْ عََلى اْلبّر َوالت ّْق َ
ن ((. عََلى ال ِث ْم ِ َوال ْعُد َْوا ِ
ل ن آك ِل َ ي صلى الله عليه وس لّلم أنلله )) ل َعَ ل َ ت عن النب ّ ما ثب َ ول ِ َ
واٌء (( سل َم َ ل :هُ ل ْ ديهِ ,وقللا َه ,وشللاهِ َ ه ,وكللات ِب َ ُ مللوك ِل َ ُالّربا ,و ُ
ك. س مال ِ َ ك إل ّ رأ ُ س لَ َ
م في صحيحه ,ولي َ م مسل ٌ رواه الما ُ
ك من المسلمين :هللي الحللذُر مللن جميللع ك ولغير َ ووصي ِّتي ل َ
المعاملت الّربوية ,والتحذير منها ,والتوبة إلى الللله سللبحانه
ة لللله محارب ل ٌ ن المعللاملت الّربويللة ُ ف مللن ذلللك ,ل ّ س لل َ َمما َ
سبحانه ولرسوله صلى الله عليه وسلم ,ومن أسباب غضب
الله وعقابه .
202
ْ
ن إ ِل ّ مللو َ ن الّرَبا ل َ ي َُقو ُ ن ي َأك ُُلو َ َ ذيكما قال الله عز وجل )) :ال ّ ِ
م َقاُلوا ْ طان من ال ْمس ذ َل َ َ
ك ب ِأن ّهُ ْ َ ّ ِ شي ْ َ ُ ِ َ ه ال ّ خب ّط ُ ُ ذي ي َت َ َ م ال ّ ِما ي َُقو ُ كَ َ
َ
جللاءهُ مللن َ م الّرب َللا فَ َ حلّر َ ه ال ْب َي ْعَ وَ َ ل الل ّ ُ ح ّ ل الّرَبا وَأ َ مث ْ ُ ما ال ْب َي ْعُ ِ إ ِن ّ َ
َ
ن مل ْ مُرهُ إ ِل َللى الل ّلهِ وَ َ ف وَأ ْ سل َ َ ما َ ه َ ى فَل َ ُ من ّ َرب ّهِ َفانت َهَ َ ة ّ عظ َ ٌ مو ْ ِ َ
ه ال ّْرَبا ُ
حقُ الل ّ ُ م َ ن * يَ ْ دو َ خال ِ ُم ِفيَها َ ب الّنارِ هُ ْ حا ُ ص َ كأ ْ عاد َ فَأوَْللئ ِ َ َ
َ
ل ك َّفارٍ أِثيم ٍ (( ].[38 ب كُ ّ ح ّ ه ل َيُ ِ ت َوالل ّ ُ صد ََقا ِ وَي ُْرِبي ال ّ
َ
مللا ه وَذ َُروا ْ َ من ُللوا ْ ات ُّقلوا ْ الّلل َ نآ َ َ وقال عّز وجل َ )) :يا أي ّهَللا اّلل ِ
ذي
ْ
ب حْر ٍ م ت َْفعَُلوا ْ فَأذ َُنوا ْ ب ِ َ ن * فَِإن ل ّ ْ مِني َ مؤ ْ ِكنُتم ّ ن الّرَبا ِإن ُ م َ ي ِ ب َِق َ
َ
ن مللو َ م ل َ ت َظ ْل ِ ُ وال ِك ُ ْ
م َسأ ْ ؤو ُ م ُر ُ م فَل َك ُ ْ سول ِهِ وَِإن ت ُب ْت ُ ْ ن الل ّهِ وََر ُ م َ ّ
دم من الحديث الشريف . ما تق ّ ن(( ,ول ِ َ مو َ وَل َ ت ُظ ْل َ ُ
***
شللراء وبيللع أسللهم الشللركات :الفتللوى رقللم 6823فللي
12/4/1404هل.
السللؤال :هللل يجللوز المسللاهمة بالشللركات والمؤسسللات
المطروحة أسهمها للكتتاب العام ,فللي الللوقت الللذي نحللن
ن هللذه الشللركات أو المؤسسللات ك مللن أ ّ ُيساورنا في الش ل ّ
تتعامل بالّربا في معاملتها ,ولم نتأكد من ذلللك ,مللع العلللم
أننا ل نستطيعُ التأك ّد َ من ذلك ,ولكللن كمللا نسللمع عنهللا مللن
حديث الناس ؟ .
ت الللتي ل تتعامللل بالّربللا ت والمؤسسللا ُ الجللواب :الشللركا ُ
وشيء مللن المحّرمللات يجللوز المسللاهمة فيهللا ,وأمللا الللتي
م المساهمة فيها , تتعامل بالّربا وشيء من المحّرمات فيحر ُ
م, ط للله أن ل ُيسللاه َ ك في أمللر شللركة مللا ,فللالحو ُ وإذا ش ّ
ك((],[39 ك إلللى مللا ل َيريب ُل َ أخذا ً من الحديث )) :د َعْ ما َيريب ُل َ
وبالله التوفيق ,وصلى الله علللى نبينللا محمللد وآللله وصللحبه
وسّلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والفتاء
الرئيس نائب الرئيس عضو عضو
عبللدالرزاق عفيفللي عبدالله بن قعود عبدالله بن غديان
عبدالعزيز بن عبدالله بن باز
203
***
سئل سماحة الشيخ عبللد المساهمة في الشركات والبنوك ُ :
الرزاق عفيفي نائب رئيس اللجنة الدائمة للفتاء رحمه الللله
تعالى ) :فتاوى ورسائل سماحته ص . ( 474
سللئل الشلليخ :عللن المسللاهمات فللي الشللركات السللؤال ُ :
والبنوك ؟ .
الجواب :فقال الشيخ -رحملله الللله ) : -المسللاهمات كّلهللا
محل ريبة ,ل ُيساهم النسان في أيّ شركة مللن الشللركات
إل ّ على طريقة المضاربة بنسبة من الربح ( .
***
شراء وبيع السهم :الفتوى رقم 4016ج . 321-13/320
السؤال :حكم شراء السللهم بللأكثر مللن رأس المللال ,وقللد
ت بعض السهم وبعتها بأكثر مللن الشللراء ,فمللا حكللم اشتري ُ
التصّرف فيها ؟ علما ً بأنه يوجد عندي بعض السهم ؟ .
ل نقللودا ً تمللثيل ً كلي لا ً أو
الجواب :إذا كانت هذه السهم ل ُتمث ّ ُ
غالبا ً ,وهي معلومة للبائع والمشتري جللاز بيعهللا وشللراؤها ,
ل أرضللا ً أو لعمللوم أدلللة جللواز الللبيع والشللراء ,وإنمللا ُتمّثلل ُ
سيارات أو عمارات ونحو ذلك ,وبالله التوفيق ,وصلى الللله
على نبينا محمد وآله وصحبه وسّلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والفتاء
الرئيس نائب الرئيس عضو
عبللدالرزاق عفيفللي عبللدالعزيز عبدالله بن غديان
بن عبدالله بن باز
***
شللركة السللمدة العربيللة السللعودية ) سللافكو ( ) :مجمللوع
فتاوى ورسائل سماحة الشلليخ محمللد بللن إبراهيللم بللن عبللد
اللطيللف آل الشلليخ -مفللتي المملكللة ,ورئيللس القضللاة ,
والشئون السلمية -رحمه الله تعالى ج . ( 168-6/167
قال رحمه الله تعالى ) :فقد اطلعنا على قرار مجلللس إدارة
شركة السمدة العربية السللعودية ) سللافكو( المنشللور فللي
204
الصحف المحليللة ،ومنهللا جريللدة الريللاض رقللم 876وتاريللخ
28/12/1387هل وُوجد من ضمنه ما يتعلق بللالقتراض ،وأن
الشركة اقترضت من البنوك ما يزيد على 22مليلون دولر ,
إلى أن قال :وبمجرد استلم الشركة لهذه الموال باشللرت
في استثمارها لدى البنوك المحليللة والجنبيللة ،ريثمللا يحيللن
موعد دفعها للشركات المتعاقد معها ،وحققت الشركة منللذ
بدايتها حتى تاريخ 31ديسمبر 1976مبلغ . 6838245
ول يخفللى أن مثللل هللذه الشللركة الللتي سللاهم فيهللا أنللاس
كثيرون مللن المللواطنين ،الللذين يرغبللون الكسللب الحلل ول
يقصدون الّربا بوجه من الوجوه ،ومرابات الشركة بللأموالهم
تجعللل كسللبهم خبيث لا ً حرام لا ً ,فلهللذا يتعيللن علللى الشللركة
اجتناب هذه المعاملت الّربوية الخبيثة ,وسنكتب علللى هللذا
كتابة مستوفاة فيما بعد ،وإنما أردنا التنبيه على هذا بصللورة
مسللتعجلة اسللتجابة لمراجعللة الللذين اسللتنكروا هللذا مللن
المواطنين ،نستنكر هذا ،ونرجللو مللن المسللئولين ملحظللة
ذلك بصورة مستمرة ,والله الموفق ,والسلم عليكم .
مفتي الديار السعودية
***
شركة جمعية التموين المنزلي :قال سللماحة الشلليخ محمللد
بن إبراهيم آل الشيخ رحملله الللله تعللالى ) :مجمللوع فتللاوى
سماحته ج .(167-7/160
)فقللد سللمعنا نبللأ تأسلليس شللركة باسللم ) جمعيللة التمللوين
اْلمْنزلي ( لموظفي الدولة بالريللاض ,وقللد اتصللل بنللا بعللض
الخوان من طلبة العلللم والمنتسللبين إليلله ،وأطلعونللا علللى
صللورة مللن اللئحللة النظاميللة لهللذه الجمعيللة ،فجللرى منللا
دراستها .
ف أن تكون مشتملة على مواد ل ُيقّرها من رضي الللله ونأس ُ
ربًا ,والسلم دينًا ,ومحمدا ً صلى الله عليلله وسلّلم نبيلًا ،كمللا
أننا نستغرب أن تكون صادرة من أهل الفطرة ،فإنا لله وإنا
ن فللي هللذا والللله لشلليء مللن العللراض إليلله راجعللون ,وإ ّ
205
ض عَللن ونسيان آيات الله ،قللال الللله تعللالى )) :ومل َ
ن أعْلَر َ َ َ ْ
َ
مللى* م لةِ أعْ َ م ال ِْقَيا َ ش لُرهُ ي َلوْ َ ح ُ ضللنكا ً وَن َ ْ ة َ ش ً مِعي َ ه َ ن لَ ُ ري فَإ ِ ّ ِ ذِك ْ
ك كلذ َل ِ َل َ صلليرًا* َقلا َ مللى وَقَلد ْ ُ َ ح َ َقا َ
ت بَ ِ كنل ُ شْرت َِني أعْ َ م َ ب لِ َ ل َر ّ
ن َ َ َ ْ َ َ َ َ َ أَ
مل ْ زي َ ِ ل ج
ْ َ ن ك ِ ل ذ ل ك َ و لى* ل س
َ تن
ُ م
َ ْ وَ ي ل ا ك ِ ل ذ ك َ و ها َ َ ت سي
ِ َ ن ف نا
َ ُ تيا
َ آ ك ْ تَ ت
َ خ لَرةِ أ َ َ ب اْل ِ ت َرب ّهِ وَل َعَ ل َ َ
ش لد ّ وَأب َْقللى(( ذا ُ من ِبآَيا ِ م ي ُؤْ ِ ف وَل َ ْ سَر َ أ ْ
)طه. (127-124:
ونحن إذ نأسف على هذا وننكره بألسنتنا وأقلمنللا وقلوبنللا ..
نفيد بملحظاتنا فيما يأتي :
أول ً :جاء في المادة الرابعة من الحكللام المللالي مللا نصلله :
يدفع كل عضو في الجمعيلة رسلم خدملة بالنسلبة للقلروض
الللتي يسللتلفها مللن الجمعيللة ،وتحللدد الجمعيللة قيمللة هللذه
العمولة .أ.هل .
وملحظتنا على المادة من حيث الشتراط فللي القللرض :إذ
ن الغرض من القرض :الرفاق والقربة ،والشللتراط علللى أ ّ
المقترض أن يدفع رسم خدمة بالنسبة للقرض التي يسللتلفه
من الجمعية ُيخرجه عن أصله المشروع إلى أنللواع الّربللا ،إذ
قد أجمع العلماء علللى تحريللم كللل شللرط فللي القللرض ج لّر
ن نفعللا ً ،قللال ابللن المنللذر رحملله الللله ) :أجمعللوا علللى أ ّ
المسلف إذا شرط علللى المسللتلف زيللادة أو هديللة فأسلللف
ن أخذ الزيادة على ذلك ربا ً ( أ.هل].[40 على ذلك ,أ ّ
وسواء كانت الزيادة في القدر أو الصفة ...وعن أبللي بللردة
نت عب لد َ الللله ب ل َ ة فلقي ل ُ ت المدين ل َ ابن أبي موسى قال :قدم ُ
ك ن لَ َ ش ،فإذا كا َ ض فيها الّربا فا ٍ ك بأر ٍ ل لي ) :إن َ سلم ٍ ،فقا َ
شلعيرٍ ,أو ل َ مل َ مل َ َ
ح ْ ن ,أو ِ ل ت ِب ْل ٍ ح ْ دى إليك ِ حقّ فأه َ ل َ على رج ٍ
ت فل تأخذه فلإنه ربلًا( رواه البخلاري فلي صلحيحه ] ل قَ ّ حم َ ِ
.[41
ثانيا ً :جاء في المادة الثالثة من الحكام المالية الفقللرة )ب(
التي هذا نصها :تدفع الجمعيللة عمولللة علللى التللوفيرات ،ل
تزيد نسبتها على %3سنويا ً ،وذلك في حالة الوديعة ,لجل
هذه المادة باطلللة مللن أساسللها ،وهللي تشللتمل علللى الّربللا
206
الصريح المحّرم شرعا ً في كتاب الله تعللالى ،وعلللى لسللان
َ
ل حل ّرسوله صلى الله عليه وسلّلم ,قللال الللله تعللالى )) :وَأ َ
م الّرَبا (( . ه ال ْب َي ْعَ وَ َ
حّر َ الل ّ ُ
ت(( ..وقللال صد ََقا ِه ال ّْرَبا وَي ُْرِبي ال ّ حقُ الل ّ ُ م َ وقال تعالى )) :ي َ ْ
صلى الله عليه وسّلم فيما رواه عبد الله بللن حنظلللة رضللي
م أشد ّ مللن سللتة ل وهو يعل ُ م ربا ً يأكله الرج ُ الله عنه )) :دره ُ
وثلثين زنية (( رواه أحمد ،ورجاله رجال الصحيح].[42
ن الّربا بقسللميه :ربللا ن ما تعنيه هذه المادة هو عي ُ ول شك أ ّ
الفضل ,و ربا النسيئة ,بيان ذلك :أن العضللو فللي الجمعيللة
ُيسلم مبلغا ً من المال كألف ريال ) (1000مثل ً ،فللإذا طلبلله
بعد عام سّلمته له بزيادة قدرها ثلثللون ريللال ,فربللا الفضللل
في هذا :أنه سّلمها ألفا ً وسّلمته ألفا ً وثلثين ريال ).(1030
وربا النسليئة :أنله سلّلمها ألفلا ً فلي الحلال ،وسلّلمته إيلاه
بزيادة بعللد عللام ,يتضللح بطلن هللذا وأنلله هللو الّربللا الصللريح
بقسميه من الحاديث الصحيحة الثابتة عن رسول الله صلللى
الله عليه وسلم ،ومنها :ما رواه عبللادة بللن الصللامت رضللي
ب ي صللى اللله عليله وسلّلم قلال )) :اللذ ّهَ ُ الله عنه عن النب ّ
ة ,والب ُلّر بللالب ُّر ,والشللعيُر بالشللعيرِ , ة بالفض ِ ب ,والفض ُ ذه ِ بال ّ
واٍء َ ,يدا ً ل ,سواًء بس َ مث ْ ٍمث ْل ً ب ِ ِ
ح بالملح ِ , مل ْ ُوالّتمُر بالّتمرِ ,وال ِ
نف شئتم ,إذا كللا َ ف فبيعوا كي َ بيدٍ ,فإذا اختلفت هذه الصنا ُ
ن وضوح ما ذكرنا يدا ً بيدٍ (( رواه أحمد ومسلم ][43ونعتقد ُ أ ّ
ُيعفينا من السترسال في استقصاء الحاديث وأقوال العلماء
.
صه ُ :تحللال ثالثا ً :جاء في المادة الثانية من القسم )هل( ما ن ّ
جميع الخلفللات الللتي تتعلللق بأعمللال الجمعيللة تفسللير هللذه
دعون بالنيابة عنهم ,أو اللئحة والقائمة بين العضاء الذين ي ّ
دعون بيللن العضللاء الحللاليين والعضللاء السللابقين الللذين ي ل ّ
بالنيابة عنهم من جهة واحدة ,والجمعية ومجلس الدارة من
جهة أخرى :إلى وزارة العمللل والشللئون الجتماعيللة ,الللتي
حك ّلم ٍ واحللد أو أكللثر م َ ل فللي الخلفللات أو ُتحيللله إلللى ُ تفص ل ُ
207
للفصللل فيلله ،ويكللون القللرار الللذي ُتصللدره وزارة العمللل
كم والمحكمون المقترن بوزارة والشئون الجتماعية أو المح ّ
العمل قطعيا ً غير قابل للستئناف .
ح العراض عن حكم إننا قبل أن نستنكَر هذا ،ونبين أنه صري ُ
مللن أولئك لَ : الله ورسوله صلى الللله عليلله وسلّلم ،نتسللاء ُ
كام الذي سيفصلون فيما َيحللدث مللن مشللاكل فللي هللذه الح ّ
الشركة من أمثالها ؟ ومع هذا تكللون أحكللامهم قطعيللة غيللر
قابلة للستئناف ،ول للتمييلز ؟ إنهللم قلانونيون ،قلد يكونللوا
عرفللوا بعللض أشللياء ،ولكللن ليللس منهللا قطعلا ً أحكللام الللله
ورسوله صلى الله عليه وسّلم ,فإنا لللله وإنللا إليلله راجعللون
))َرب َّنا ل َ ت ُزِغْ قُُلوب ََنا ب َعْد َ إ ِذ ْ هَد َي ْت ََنا (( )آل عمران. (8:
لو سمعنا بهذا خلارج بلدنلا لكلان منلا السلتنكار والسلتياء ،
ولكن ما الذي يكون منا إذا كان هذا المر فللي عقللر دورنللا ،
ومللن أبنللاء ل نللزال نعتقللد فيهللم بقيللة باقيللة مللن الفطللرة
السللليمة ،والتمسللك بتحكيللم الشللريعة ،إن الللله سللبحانه
م فِللي وتعالى يقول في محكم كتابه الكريم )) :فَ لِإن ت َن َللاَزعْت ُ ْ
ْ ّ م ت ُؤْ ِ ل ِإن ُ دوهُ إ َِلى الل ّهِ َوالّر ُ يٍء فَُر ّ َ
ن ِباللهِ َوالي َوْم ِ مُنو َ كنت ُ ْ سو ِ ْ ش
ل(( )النساء.(59: ن ت َأ ِْوي ً س ُ ح َ
َ
خي ٌْر وَأ ْك َ خرِ ذ َل ِ َ ال ِ
جَر ش َ ما َ ك ِفي َ مو َ حك ّ ُ ى يُ َ حت ّ َ ن َ مُنو َ ك ل َ ي ُؤْ ِ ويقول أيضا ً )) :فَل َ وََرب ّ َ
موا ْ َ
س لل ّ ُ ت وَي ُ َ ض لي ْ َ مللا قَ َ م ّحَرج لا ً ّ م َ سه ِ ْ دوا ْ ِفي أنُف ِ ج ُ م ل َ يَ ِ م ثُ ّ ب َي ْن َهُ ْ
سِليمًا(( )النساء.(65: تَ ْ
م هلل ُ ك ُ ه فَأ ُوَْللللئ ِ َ ل الل ّ ُ ما َأنَز َ كم ب ِ َ ح ُ م يَ ْ من ل ّ ْ ويقول تعالى )) :وَ َ
ن(( )المائدة. (44: كافُِرو َ ال ْ َ
ن(( مو َ م الظ ّللال ِ ُ ك هُ ل ُ ه فَأ ُوَْلللئ ِ َ ل الل ّل ُ مللا أنلَز َ حك ُللم ب ِ َ م يَ ْ من ل ّ ْ )) وَ َ
)المائدة.(45:
ُ مللا َأن لَز َ
ن(( س لُقو َ م ال َْفا ِ ك هُ ل ُ ه فَأوَْلل لئ ِ َ ل الل ّل ُ كم ب ِ َ ح ُ م يَ ْ من ل ّ ْ )) وَ َ
)المائدة. (47:
َ َ
ن مل َ ن ِ سل ُ ح َ نأ ْ مل ْ ن وَ َ جاهِل ِي ّلةِ ي َب ْغُللو َ م ال ْ َ حك ْ َ ويقول تعالى )) :أفَ ُ
ن(( )المائدة.(50: كما ً ل َّقوْم ٍ ُيوقُِنو َ ح ْ الل ّهِ ُ
208
ويقول تعالى )) :أ َل َم تر إَلى ال ّذين يزعُمو َ
من ُللوا ْ ب ِ َ
مللا مآ َ ن أن ّهُ ل ْ ِ َ َْ ُ َ ُ ْ ََ ِ
موا ْ إ ِل َللى َ ل إ ِل َي ْل َُأنزِ َ
حللاك َ ُن أن ي َت َ َ دو َ ريل ُِ مللن قَب ْل ِل َ
ك يُ ل ِمللا أنلزِ َ ك وَ َ
ن َأن طا ُ شللي ْ َ ريللد ُ ال ّ َ
مللُروا ْ أن ي َك ُْفللُروا ْ ِبللهِ وَي ُ ِ
ُ
ت وََقللد ْ أ ِغو ِ طللا ُ ال ّ
ضل َل ً ب َِعيدًا(( )النساء. (60: م َ ضل ّهُ ْ
يُ ِ
قيل :نزلت في رجلين اختصما فقال أحللدهما :نللترافع إلللى
النبي صلى الله عليه وسلم ,وقال الخر :نترافع إلى كعللب
بن الشرف ,ثللم ترافعللا إلللى عمللر ،فللذكر القصللة ،فقللال
للذي لم يرض برسول الله صلى الله عليه وسّلم :أكللذلك ؟
قال :نعم ,فضربه بالسيف فقتله].[44
ن التحللاكم إلللى غيللر كتللاب الللله تعللالى وسللنة ول يخفى ..أ ّ
ف الللله صل َ ة كللبرى ،وَ َ رسوله صلللى الللله عليلله وسلّلم جريمل ٌ
صللت ن مللا ن ّ كأ ّ أصحابها بللالكفر والظلللم والفسللوق ،ول شل ّ
ن التحللاكم إلللى الطللاغوت ( .. عليه المادة المذكورة هو عي ل ُ
انتهى .
***
سئل شيخنا عبلدالعزيز بلن عبلدالله شركة اتحاد التصالت ُ :
الراجحي وفقه الله تعالى ) صدرت هذه الفتوى مللن مكتللب
فضيلته برقم /210/26ف في 11/5/1426هل ( .
ت شركة اتحاد التصالت مؤخرا ً خدمللة الشللتراك فللي ح ْ ط ََر َ
دم -بحسب ما أعلنته ن الشركة ستق ّ الهاتف النقال ,علما ً بأ ّ
-ما يلي :
أول ً :استقبال القنوات الفضائية عللبر جهللاز النقللال والللتي ل
يخفى على فضيلتكم ما تحمله هللذه القنللوات الفضللائية مللن
شرور وأضرار علللى الفللراد والمجتمعللات ل سلليما الشللباب
والفتيات الذين تستهويهم هذه الخدمة ؟ .
ثانيا ً :مشاهدة المتصل للطرف الخر والعكس ,وما تحمللله
هذه الخدمة من فتح بللاب مللن أبللواب الشلّر ل يعلللم ضللرره
وآثاره إل الله تعالى .
209
ثالثا ً :قيام الشركة بتوظيف النساء ,وفتح بللاب لغيرهللا مللن
الشركات أن تحذو حذوها ,وما قللد يحمللله ذلللك مللن وجللود
اختلط الرجال بالنساء ؟ .
فهل يجوز الشتراك في هذه الشركة ؟ ..واستعمال خدمللة
الجوال الذي تطرحه ؟ .
الجواب :فإذا كللان حللال شللركة اتحللاد التصللالت كمللا ذكللر
السائل :تستقبل القنللوات الفضللائية عللبر جهللاز النقللال بمللا
تحمله هذه القنوات الفضائية من شرور وفتن وعريّ للرجال
والنساء ,وكذلك مشاهدة المتصل للطرف الخر والعكللس ,
ن في هذا من الضرار العظيمة ما ل يعلمه إل الله كأ ّ فل ش ّ
من القضاء على الحشمة والخلق والستر والعفاف ,وكذلك
قيام الشركة بتوظيف النساء للّرد ّ على المتصلين ,ومللا قللد
يتسبب من ذلك من اختلط الرجال بالنساء مما يكون سللببا ً
لوقوع الفواحش والمنكرات لهذه المور المذكورة .
ن هللذا مللن التعللاون فل يجوُز الشتراك في هذه الشركة ,ل ّ
على الثم والعدوان ,قال الله تعالى )) :وَت ََعاوَُنوا ْ عََلللى اْلللبّر
ن الل ّل َ
ه ه إِ ّن َوات ُّقللوا ْ الل ّل َ وى وَل َ ت ََعاوَُنوا ْ عََلى ال ِث ْم ِ َوال ْعُد َْوا ِ َوالت ّْق َ
ب(( . ديد ُ ال ْعَِقا ِ ش ِ َ
ول يجوُز استعمال خدمة الجوال الذي تطرحه بحيث ُيشللاهد
المتصل للطرف الخر وبالعكس ,لنه وسيلة إلللى مشللاهدة
النساء الذي هو سبب في الفتنة والفساد ,والشريعة جللاءت
بسد ّ الذرائع )]. ([45
والوسائل الموصلة إلى الباطل ,كما قال الله تعللالى )) :وَل َ
دوا ً ب ِغَي ْل ِ
ر ه ع َل ْ سلّبوا ْ الل ّل َ ن الل ّلهِ فَي َ ُ دو ِ مللن ُن ِ عو َ ن ي َد ْ ُذي َسّبوا ْ ال ّ ِ تَ ُ
م(( )النعام. (108: عل ْ ِ
ُ ٍ
وإنني أناشد ُ شركة اتحاد التصالت أن تتقي الله تعللالى وأن
ما أعلنته :من توظيف النسللاء ,واسللتقبال القنللوات تعدل ع ّ
الفضائية عبر جهاز النقال ,وكذا مشاهدة المتصللل للطللرف
الخر والعكس ,درءا ً للفتنة ,ومنعا ً لسباب الشّر والفساد .
210
أسأل الله لنا ولهلم الهدايللة والعافيللة ملن الفتنلة وأسلبابها ,
ي ذلللك والقللادر والثبات على الدين والستقامة عليه ,إنه ول ّ
عليه ,وصلى الله وسّلم وبارك على عبللدالله ورسللوله نبينللا
محمد وعلى آله وصحبه والتابعين .
كتبه /عبدالعزيز بن عبدالله الراجحي
***
من عنللد البنللوك :الفتللوى المساهمة في الشركات الللتي ت ُللؤ ّ
رقم 8715ج . 409-13/408
السؤال :التأمين لدى البنوك بفائدة ,أو الخذ منها بفللائدة ,
م ورب لا ً ,والمسللاهمة بالشللركات الوطنيللة :مثللل : هذا حللرا ٌ
شركة السمنت ,شركة الكهربللاء ,شللركة الغللاز ,الشللركة
الزراعية في حرض ,الشركة الزراعية في حللائل ,الشللركة
الزراعيللة فللي القصلليم ,شللركة سللابك بالجبيللل ,شللركة
من عند البنوك مللا تحصللل السماك ,جميع هذه الشركات ت ُؤَ ّ
عليه من المساهمين ,وتأخذ عليها فائدة بنسبة تللتراوح مللن
% 8إلى % 6سلنويا ً ,وللم ُتمنللع ملن الجهميلة الرسللمية ,
فهللل المسللاهمة بهللذه الشللركات حللرام ؟ علمللا ً بأنهللا لللم
سللس للّربللا ,أفيللدونا جزاكللم الللله عنللا وعللن المسلللمين ُتؤ ّ
خيرا ً .
ت ,فإيللداعُ أمللوال هللذه الجواب :إذا كللان الواقلعُ كمللا ذكللر َ
سللس هللذه م ت ُؤَ ّم ,ولللو ل َل ْ الشركات في البنوك بفللائدة حللرا ٌ
ن العتبار بالواقع ل بالتأسيس . الشركات للتعامل بالّربا ,ل ّ
وبالله التوفيق ,وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه
وسّلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والفتاء
نللللائب الرئيللللس عضللللو عضللللو
الرئيس
عبللدالرزاق عفيفللي عبدالله بن قعود عبدالله بن غديان
عبدالعزيز بن عبدالله بن باز
***
211
المساهمة في شركات التأمين :الفتللوى رقللم 1526مجلللة
البحوث ج . 79-18/78
ن عنللدهم شللركات مسللاهمة خاصللة ل يقو ُ
ل بللأ ّ السؤال :رج ٌ
بالعمللال التجاريللة والزراعيللة والبنللوك وشللركات التللأمين
والبللترول ,ويحللقّ للمللواطن المسللاهمة فيهللا هللو وأفللراد
عائلته ,فما الحكم الشرعي في ذلك ؟ .
م فلي هلذه الشلركات إذا الجواب :يجوُز للنسلان أن ُيسلاه َ
ن كان تعاملها بالّربا فل يجوُز ذلللك, كانت ل تتعامل بالّربا ,فإ ْ
لثبوت تحريم التعامل بالّربا فللي الكتللاب والسللنة والجمللاع,
وكللذلك ل يجللوُز للنسللان أن ُيسللاهم فللي شللركات التللأمين
جَهال َل ِ
ة ض لَرر وال َ ن عقود التأمين مشللتملة علللى ال ّ التجاري ,ل ّ
جَهاَلللةِ والّربللا
ضللَررِ وال َوالّربللا ,والعقللود المشللتملة علللى ال ّ
ة في الشريعة السلمية . محّرم ٌ
وبالله التوفيق ,وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه
وسّلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والفتاء
الرئيس نائب الرئيس عضو
عبدالرزاق عفيفلي عبلدالعزيز بلن عبدالله بن غديان
عبدالله بن باز
***
التللأمين التجللاري والتللأمين التعللاوني ) :بيللان مللن اللجنللة
الدائمة حول التللأمين التجللاري والتللأمين التعللاوني ( الفتللوى
رقم 19406ج . 269-15/266
الحمد لله رب العالمين ,والصلة والسلم على نبينللا محمللد
وعلى آله وصحبه .
صلد ََر مللن هيئة كبللار العلمللاء قللراٌر سلب َقَ أن َ أما بعد :فللإنه َ
ض لَرِر
ما فيلله مللن ال ّ بتحريم التأمين التجاري بجميع أنواعه ,ل ِ َ
مخاطرات العظيمة ,وأكل أمللوال النللاس بالباطللل ,وهللي وال ُ
أموٌر ُيحّرمها الشرعُ المطّهر ,وينهى عنها أش لد ّ النهللي ,كمللا
صد ََر قراٌر من هيئة كبار العلماء بجواز التأمين التعاوني وهللو َ
212
الذي يتكون من تبرعللات المحسللنين ,وُيقصللد بلله مسللاعدة
المحتللاج والمنكللوب ,ول يعللود ُ منلله شلليٌء للمشللتركين ,ل
ن قصللد رؤوس أمللوال ول أربللاح ول أي عللائد اسللتثماري ,ل ّ
المشترك ثواب الله سبحانه وتعالى بمساعدة المحتاج ,ولم
ل في قوله تعالى )) :وَت َعَللاوَُنوا ْ يقصد عائدا ً دنيويا ً ,وذلك داخ ٌ
ن (( وفللي وى وَل َ ت ََعاوَُنوا ْ عَل َللى ال ِث ْلم ِ َوال ْعُ لد َْوا ِ عََلى اْلبّر َوالت ّْق َ
ن العَب ْلدِ ه فللي عَ لوْ ِ ي صلى الله عليه وسّلم )) :والل ُ قول النب ّ
ح ل إشللكال َ ما َ
خيلهِ ((] ,[46وهللذا واضل ٌ نأ ِ ن العَب ْد ُ في عَوْ ِ كا َ َ
فيه .
ن ظهللَر فللي الونللة الخيللرة مللن بعللض المؤسسللات ولكلل ْ
موا سل ّ ب للحقائق ,حيث َ س على الناس ,وقل ٌ والشركات تلبي ٌ
ن التجاري المحّرم تأمينا ً تعاونيا ً ,ونسبوا القول بإباحته التأمي َ
دعايللة إلى هيئة كبللار العلمللاء مللن أجللل التغريللر بالنللاس وال ّ
ل ة من هذا العمل كلل ّ لشركاتهم] ,[47وهيئة كبار العلماء بريئ ٌ
ح في التفريق بين التللأمين التجللاري ن قرارها واض ٌ البراءة ,ل ّ
والتللأمين التعللاوني ,وتغييللر السللم ل ُيغي ّللر الحقيقللة ,ولجللل
البيان للناس ,وكشللف التلللبيس ,ودحللض الكللذب والفللتراء,
صد ََر هذا البيان ,وصلى الله وسلللم علللى نبينللا محمللد وآللله َ
وصحبه أجمعين .
المفتي العام للمملكة العربية السعودية
ورئيس هيئة كبار العلماء ,ورئيللس اللجنللة الدائمللة للبحللوث
العلمية والفتاء
عبد العزيز بن عبد الله بن باز
***
حي :الفتوى رقم 19399ج . 294-15/292 التأمين الص ّ
السؤال :بعض المؤسسات والشركات الهليللة تكفللل العلج
الطبي لموظفيها وُأسرهم ,ومن أجل ذلك تتفللق مللع بعللض
المستشللفيات الهليللة لتللأمين هللذا العلج ,وتكللون صللورة
التفاق كالتالي :
213
ل شللخص -1تدفع المؤسسة للمستشفى مبلغا ً شهريا ً عن ك ّ
ض النظر عن عللدد الزيللارات قدره 100مائة ريال فقط ,بغ ّ
التي يترد ّد ُ بها المريض على المستشفى لتلّقي العلج .
-2يتوّلى المستشفى علج الشخاص وصرف الدوية اللزمة
م المر .
ن لز َ لهم ,وإجراء بعض العمليات الجراحية إ ْ
ومن المعلوم أنه في بعض الشللهر ُينفلقُ المستشللفى علللى
علج الشخص أكثر من 100مائة ريال ,وخاصة إذا ُأجريللت
للله عمليللة جراحيللة أو نحوهللا ,وأحيانللا ً ُأخللرى قللد ل يللأتي
ممحتاجا ً لذلك ,ومن ث ّ الشخص إلى المستشفى ,لنه ليس ُ
فإنه لم يستهلك شلليئا ً مللن المللائة ريللال ,أو اسللتهلك جللزءا ً
يسيرا ً منها ,والسؤال هو :
أول ً :هللل هللذا التللأمين الطللبي جللائز شللرعا ً ,أو أنلله مللن
جهاَلة والغرر ؟ . الشروط المبنية على ال َ
ثانيا ً :هل هذا يدخل في باب الجعالللة الجللائزة شللرعا ً ,كمللا
قللال بللذلك بعللض البللاحثين فللي مجلللة البحللوث الفقهيللة
المعاصرة ,العدد 31؟ .
ثالثا ً :ما صورة التأمين الطبي التعاوني الجائزة شرعا ً ؟ .
الجللواب :مللا ُذكللر فللي السللؤال هللو مللن التللأمين التجللاري
جهالللة ,وأكللل أمللوال النللاس المحّرم ِ ,لما فيه من الغََرر وال َ
ق
بالباطل ,والتأمين التعاوني الجللائز هللو :أن ُيوضللع صللندو ٌ
ُتجمعُ فيه تبّرعات المحسنين لمساعدة المحتللاجين للعلج أو
متللبّرع ,وإنمللا ُيقصللد بلله ي لل ُ
ب مللال ّغيره ,ول يعود ُ منه كس ٌ
مساعدة المحتاجين ,طلبا ً للجر والثواب من الله تعالى .
وبالله التوفيق ,وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه
وسّلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والفتاء
عضللللو عضللللو عضللللو عضللللو
الرئيس
بكر أبو زيد صالح الفوزان عبدالله بن غديان عبدالعزيز
آل الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن باز
214
***
الفتوى رقم 4560ج . 296-15/295
حةِ ,وذلللك م الشرع في التللأمين علللى الص ل ّ السؤال :ما حك ُ
من عليله مبلغلا ً شلهريا ً أو سلنويا ً إللى شلركة بأن َيدفع الملؤَ ّ
ن عليه إذا دعت مؤ َ ّ
م ُ مقابل أن تقوم الشركة بعلج ال ُ التأمين ُ
الحاجة إلى ذلك على حسابها ,علما ً بأنه إذا لم يكللن هنالللك
ن عليه فإنه ل يسترد ّ ما دفعه من تأمين ؟ مؤ َ ّ
م ُ حاجة لعلج ال ُ
.
جللز , ت لللم ي َ ُ ي كما ذكر َ ح ّالجواب :إذا كان واقع التأمين الص ّ
ن علللى م لؤ َ ّ
م ُ ض ال ُ
مخاطرة ,إذ قد َيمللر ُ ما فيه من الغََررِ وال ُ لِ َ
ج بللأكثَر ممللا د َفَ لعَ للشللركة ,ول تلزملله صحته كللثيرا ً ,وُيعال َل ُ
مث َل ً ,ول ي ُلَرد ّ دة شهر أو شللهرين َ م ّ
ض ُالزيادة ,وربما ل َيمر ُ
ل مللا كللان كللذلك فهللو نللوعٌ مللن إليه مما دفعه للشركة ,وك ّ
مرةِ .مقا َ
ال ُ
وبالله التوفيق ,وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه
وسّلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والفتاء
الرئيس عضو عضو
عبلللدالله بلللن غلللديان عبلللدالله بلللن قعلللود
عبدالعزيز بن عبدالله بن باز
***
سئل سللماحة الشلليخ محمللد الصللالح التأمين على الرخصة ُ :
العثيمين رحمه الله تعالى ) 809قضللية تهللم المسلللم ورأي
العلماء فيها ( .
السؤال :ماذا تقولون فيما تقوم به الشركة الوطنية للتأمين
التعاوني في التأمين على الرخصللة الخاصللة ،بحيللث تتكفللل
بمسؤولياتك تجاه الغير ،نتيجللة حللادث سلليارة ،لغايللة ثلثللة
ملييللن ريللال علللى أن تللدفع لهللا اشللتراك 365ريللال فللي
السنة ،وجزاكم الله خيرا ً ؟ .
م ،لنه من الميسر].[48 الجواب :هذا العقد التأميني حرا ٌ
215
***
م بلله القللانون مللن تللأمين فللي حللوادث السلليارات : مللا يحكل ُ
الفتوى رقم 2759ج . 250-15/249
السؤال :ما رأي السللم فلي التلأمين عللى السليارات ضلد ّ
الحللوادث ,وإذا حللدث حللادث وكللان الطللرف الثللاني هللو
م لي القانون بغرامة ,فهل يجوز أخللذها ب فيه ,وحك َ َ المتسب ّ ُ
؟.
الجللواب :التللأمين علللى السلليارات مللن التللأمين التجللاري ,
والتأمين التجاري محّرم ِ ,لما يشتمل عليه من الّربللا والغللرر
والجهالة وغير ذلك من مبّررات التحريم ,فل يجوُز لللك أخللذ
ما حكم لك به القانون بناء على التأمين ,ومن ترك شيئا ً لله
هق الل ّل َ
من ي َت ّل ِوضه الله خيرا ً منه ,كما قال سبحانه )) :وَ َ ع ّ
ب(( . س ُ ث َل ي َ ْ
حت َ ِ حي ْ ُ
ن َم ْ
ه ِخَرجًا* وَي َْرُزقْ ُ
م ْه َ جَعل ل ّ ُيَ ْ
وبالله التوفيق ,وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه
وسّلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والفتاء
نللللائب الرئيللللس عضللللو عضللللو
الرئيس
عبللدالرزاق عفيفللي عبدالله بن قعود عبدالله بن غديان
عبدالعزيز بن عبدالله بن باز
***
الشلللتراك فلللي بطاقلللات التخفيلللض للللدى المستشلللفيات
والمستوصفات :الفتوى رقم 18017ج . 274-15/271
خصلله :نريللد أن نعمللل سئلت اللجنة الدائمة ما مل ّ السؤال ُ :
في مستوصفنا الطبي برنامج مخّفض لعلج المترددين علللى
المستوصف طوال السنة بالصيغة التاليللة :يللدفع المشللترك
في البرنامج مبلغا ً معينا ً ُتقّرره الدارة ,والذي يشمل إجللراء
الكشف الطبي كّلما أراد المشترك طللوال مللدة الشللتراك ,
وذلك إلى ثلث مرات في الشهر إذا دعت الحاجة ,بالضافة
إلى المميزات التالية :حصوله على خصم % 5على الدوية
216
,وحصللوله علللى خصللم % 15علللى العمليللات الجراحيللة ,
وحصوله على خصم % 20على التحاليل الطبية ,وحصللوله
على خصللم % 5علللى تركيبللات السللنان ,وقيمللة البرنامللج
ك وأسللرته يكللون بل ل للشخص الواحد 580ريال ً ,وإذا اشللتر َ
475ريال ً في السنة على الشخص الواحد .
وكذلك لللدينا برنامللج متابعللة الحمللل ,مللن أول الحمللل إلللى
موعد الللولدة بمبلللغ 800ريللال ً ,وبمثللل مللا مضللى تقريبلا ً ,
وكللذلك لللدينا برنامللج الطفللل بمبلللغ 490ريللال ً عللن السللنة
الواحدة وبمثل ما مضى ,فهل يجوز هذا العمل ,والشتراك
فيه ؟ .
الجواب :هذا العمل نوعٌ من أنواع التأمين التجاري الصحي ,
وهللو مح لّرم ,لنلله مللن عقللود المقللامرة والغَ لَرر ,فللالمبلغ
دة سللنة أو المدفوع من المستأمن ليحصل به على خصللم م ل ّ
أكثر أو أقل ,قد ل يستفيد ُ منلله مطلق لا ً ,لعللدم حللاجته إلللى
دة ,فيغلللرم بهلللذا ملللاله ويغنمللله المستوصلللف تللللك المللل ّ
المستوصللف ,وقللد يسللتفيد منلله كللثيرا ً ,ويفللوق مللا دفعلله
ب م منهمللا كاس ل ٌ مضاعفا ً ,فيغنم ويغرم المستوصف ,فالغان ُ
ن المقللامرة ل عي ل ُ م خاسٌر فيه .وهذا العم ُ في رهانه ,والغار ُ
َ
ن
ذي َ ص الكتاب ,قللال الللله تعللالى )) :ي َللا أي ّهَللا ال ّل ِ المحّرمة بن ّ
َ َ
لم ِن عَ َ م ْس ّ ج ٌ م رِ ْ ب َوالْزل َ ُ صا ُسُر َوالن َ مي ْ ِ مُر َوال ْ َ خ ْ ما ال ْ َ
مُنوا ْ إ ِن ّ َ
آ َ
ن(( )المائدة. (90: حو َ جت َن ُِبوهُ ل َعَل ّك ُ ْ
م ت ُْفل ِ ُ ن َفا ْ طا ِ شي ْ َ ال ّ
ي صلى الله عليه ل في هذا كله مغّرر به ,وقد نهى النب ّ والما ُ
وسلم عن بيع الغَرر] ,[49وبالله التوفيق ,وصلى اللله علللى
نبينا محمد وآله وصحبه وسّلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والفتاء
عضللللو عضللللو عضللللو عضللللو
الرئيس
بكر أبو زيد صالح الفوزان عبدالعزيز آل الشيخ عبدالله
بن غديان عبدالعزيز بن عبدالله بن باز
***
217
الشللتراك فللي بطاقللات التخفيللض] ,[50كبطاقللة المعل ّللم :
الفتوى رقم 19558ج . 17-15/16
السؤال :حكم بطاقللة المعل ّللم ,والللتي ُيؤخللذ عليهللا رسللوم
معينة ,من أجل حصوله على تخفيضات مللن بعللض الفنللادق
والمستشفيات والمراكز والمحال التجارية ؟ .
الجواب :بطاقة المعّلم على هللذا النظللام المللذكور ,وهللو :
مللا فيهللا مللنأخذ ُ الرسوم عليها ,غي لُر جللائزة شللرعًا] ,[51ل ِ َ
الغَ لَرر وأكللل المللال بالباطللل ,وبنللاًء علللى ذلللك :فل يجللوُز
إصدارها ,ول التعامل بها .
وبالله التوفيق ,وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه
وسّلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والفتاء
نللائب الرئيللس عضللو عضللو عضللو
الرئيس
بكر أبو زيد صالح الفوزان عبدالله بن غديان عبدالعزيز
آل الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن باز
***
المساهمة فللي شللركة الراجحللي المصللرفية :الفتللوى رقللم
18670في 5/3/1417هل .
ت فللي شللركة الراجحللي المصللرفية عنللد السللؤال :سللاهم ُ
تأسيسها بمبلغ وقدره 3500ريال ,قيمللة 35سللهم ,والن
صلَرفت أصبحت قيمة السللهم حللوالي 50000ريللال ,وقللد َ
الشركة أرباحا ً للمساهمين علللى السللنوات الماضللية ,فهللل
صللرفت جللائزة , الزيادة في قيمة هذه السهم والرباح التي ُ
أم أنها غير جائزة ؟ أفتونا .
ت فيها ل تتعامل الجواب :إذا كانت هذه الشركة التي ساهم َ
ل لللك ,وإن كللانت بللالحرام مللن الّربللا وغيللره فأرباحهللا حل ٌ
م,تتعامل بالحرام فالمساهمة فيها ل تجللوز ,وأرباحهللا حللرا ٌ
وبالله التوفيق ,وصلى الله علللى نبينللا محمللد وآللله وصللحبه
وسّلم .
218
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والفتاء
نللائب الرئيللس عضللو عضللو عضللو
الرئيس
بكر أبو زيد صالح الفوزان عبدالله بن غديان عبدالعزيز
آل الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن باز
***
شراء السهم من شركة الراجحي :الفتوى رقللم 19018ج
. 352-14/351
دة أسللهم مللن شللركة الراجحللي ت علل ّالسللؤال :اشللتري ُ
المصرفية للستثمار ,وأريد بيعها الن ,والسؤال :مللا حكللم
شراء السهم من هذه الشركة ,وما حكم بيعها ,وهل يجللوز
أن أتعامل مع الشركة المذكورة بشراء أسهم أو بيعها ؟ .
الجواب :إذا كانت السهم أسهما ً تجارية ,عبارة :عن نقللود
ُيباع بها وُيشترى طلبا ً للربح ,فل يجوُز بيعها ,لنه يكون بيللع
نقود بنقود غائبة ,وغير متساوية ,وذلللك هللو الّربللا بنللوعيه :
التفاضل والنسيئة .
وبالله التوفيق ,وصلى الله علللى نبينللا محمللد وآللله وصللحبه
وسّلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والفتاء
نللللائب الرئيللللس عضللللو عضللللو
الرئيس
عبللدالعزيز آل صللالح الفللوزان بكللر أبللو زيللد
عبدالعزيز بن عبدالله بن باز الشيخ
***
شراء أسماء الغير للمساهمة بها :مجلة الحسبة ) العدد 59
عام 1425هل ( .
سئل فضلليلة شلليخنا صللالح بللن فللوزان الفللوزان وفقلله الللله ُ
تعالى :
السؤال :ما حكم شراء أسماء الغير من أجل المساهمة في
الشركات المساهمة والبنوك ؟.
219
الجللواب :شللراء أسللماء الغيللر مللن أجللل المسللاهمة فللي
الشركات المساهمة والبنوك هللو مللن الللتزوير المحلّرم ،فل
م عليلله ، يجوز فعله ،والثمن الذي يأخذه صاحب السم حرا ٌ
م عليه أيضا ً والكسب الذي يحصل عليه مشتري السماء حرا ٌ
م الشركات المساهمة الغالب عليها أن تشتغل بالّربا ،فل ،ث ّ
يجوُز المساهمة فيها ،وكذلك البنوك هللي مؤسسللات ربويللة
فل تجوز المساهمة فيها .
***
الصللناديق السللتثمارية فللي البنللوك المحّليللة :الفتللوى رقللم
21406في 23/3/1421هل .
السؤال :هناك عدد من الصللناديق السللتثمارية فللي البنللوك
المحلية والتي تقول :أنها تعمل وفق الشريعة السلمية من
خلل تجارة المرابحة ,حيللث يتللم شللراء سلللع غيللر محّرمللة
شللرعا ً ,مثللل :المعللادن ,الزيللوت النباتيللة ,والسلليارات ,
متاجرة فيها ,وُتساهم في رأس مللال الصللندوق وغيرها ,وال ُ
عدد من الشركات والمؤسسات المحليللة والعالميللة ,والللتي
يغلب على أنشطتها التجارية في المواد غير المحّرمة شرعا ً
كما سبق ذكره ,فما حكم الشللتراك فللي هللذه الصللناديق ؟
علما ً بأنها تأخذ % 10من الرباح نظير أتعابها ,علما ً أنهللا ل
تضمن الربح ؟ .
ك اسللتثمارا ً شللرعيا ً فللي غيللر البنللوك , الجواب :استثمر مال َ َ
دقون ن البنوك أساسا ً قائمة على التعامل الّربوي ,فل ُيص ل ّ ل ّ
نفي قولهم :إنهم يستثمرون الموال اسللتثمارا ً شللرعيا ً ,ل ّ
ن التعامللل ملع العبرة بغالب أحللوالهم فل ُيوثلق بهلم ,كملا أ ّ
هللذه البنللوك الّربويللة فيلله تشللجيعٌ لهللم ,وإعانللة لهللم علللى
الستمرار في معاملتهم المحّرمة ,وكل ذلك يشمله النهللي
المنصوص عليه في قللول الللله تعللالى )) :وَل َ ت َعَللاوَُنوا ْ عَل َللى
ب(( . ديد ُ ال ْعَِقا ِ ن الل ّ َ
ه َ
ش ِ ن َوات ُّقوا ْ الل ّ َ
ه إِ ّ ال ِث ْم ِ َوال ْعُد َْوا ِ
وبالله التوفيق ,وصلى الله علللى نبينللا محمللد وآللله وصللحبه
وسّلم .
220
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والفتاء
عضلللللللللو عضلللللللللو عضلللللللللو
الرئيس
عبللدالله الغللديان صللالح الفللوزان بكللر أبللو زيللد
عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ
***
شللللهادات السللللتثمار :الفتللللوى رقللللم 6605فللللي
10/2/1404هل .
مى بشهادات الستثمار السؤال :عندنا أيضا ً في بلدي ما ُيس ّ
التي ُتباع في البنوك وهللي بللدون فللوائد ،أي :لللو اشللتريت
م أردت أن أردها ولو بعد عشللر سللنوات أو أكللثر أو شهادة ث ّ
أقل فهي ترد بنفس السلعر اللذي اشلتريت بله ،وبعلد ذللك
يقوم الكمبيوتر بسحب رقللم مللن أرقللام الشللهادات المباعللة
في البلد ويكللون هللذا هللو الفللائز الول ،ويوجللد فللائز ثللاني
وثالث إلى أكثر من ) (400فائز ،ويحصل الفللائز الول علللى
عشرين ألف جنيه قيمللة الجللائزة ،فأريللد أن أعللرف أنله لللو
ت من أحد الفللائزين فهللل م كن ُ اشتريت من هذه الشهادات ث ّ
يجوز لي أن آخذ هذا المبلغ أم ل ؟ وهل أكون مرتكب إثلم ؟
.
الجواب :ما ذكرته في سؤالك مما يتعّلق بشهادة السللثتمار
م ،بل من كبللائر نوع من أنواع القمار -اليانصيب -وهو محّر ٌ
الذنوب بالكتاب والسنة والجماع .
وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسّلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والفتاء
نللللائب الرئيللللس عضللللو عضللللو
الرئيس
عبللدالرزاق عفيفللي عبدالله بن قعود عبدالله بن غديان
عبدالعزيز بن عبدالله بن باز
***
221
صللندوق التللوفير :الفتللوى رقللم 2923فللي 8/4/1400
هل .
السؤال :هل يجللوُز للنسللان أن ي ُللودع أمللواله فللي صللندوق
التوفير ؟ .
الجلواب :ل يجلوُز وضلع أملواله فلي البنلك أو فلي صلندوق
معّينللة أو نسللبة التللوفير أو عنللد تللاجر أو نحللو ذلللك بفللائدة ُ
معلومة من رأس ماله كسبعة أو تسعة في المائة مللن رأس
ت تحريملله بالكتللاب والسللنة المللال ،لنلله ربللا ً ،وقللد ثبلل َ
والجماع ،ول يجوُز أيضا ً إيداعه فيما ُذكر أو نحللوه بل فللائدة
ن يتعامل بالّربا ِلما فللي ذلللك مللن التعللاون معلله علللى م ْ
عند َ َ
المحّرم إل إذا اضطر إلللى إيللداعه لخللوف سللرقته أو غصللبه
مثل ً فيجوُز بل فوائد .
وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسّلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والفتاء
الرئيس عضو نائب الرئيس عضو
عبدالله بن قعود عبللدالله بللن غللديان عبللدالرزاق عفيفللي
عبدالعزيز بن عبدالله بن باز
***
سللئل سللماحة القتراض من أجل المساهمة في الشركات ُ :
الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله تعللالى ) س 911
مجموع فتاوى سماحته ج . ( 113-18/112
السللؤال :مللا حكللم المسللاهمة مللع الشللركات ؟ ومللا حكللم
القتراض لشراء السهم ؟.
الجواب :وضع السهم في الشركات فيه نظر ،لننا سللمعنا
أنهم يضعون فلوسهم لللدى بنللوك أجنبيللة ،أو شللبه أجنبيللة ,
ن
ح ذلللك فللإ ّويأخذون عليها أرباحا ً ،وهذا من الّربا ،فللإن صل ّ
ن الّربللا مللنم ،ومن كبائر الذنوب ,ل ّ وضع السهم فيها حرا ٌ
ن وضلع أعظلم الكبللائر ،أمللا إن كلانت خاليلة مللن هلذا ,فللإ ّ
ل إذا لم يكن هناك محذوٌر شرعي آخر . السهم فيها حل ٌ
222
وأما استدانة الشخص ليضللع مللا اسللتدانه فللي هللذه السللهم
ه ،سللواء اسللتدان ذلللك بطريللق شللرعي سلللَف ِ فللإنه مللن ال ّ
كالقرض ،أو بطريللق ربللوي صللريح ،أو بطريللق ربللوي بحيلللة
ُيخادع بها رّبه والمؤمنين ،وذلللك لنلله ل يللدري هللل يسللتطيع
دين ، الوفاء في المستقبل أم ل ،فكيللف يشغل ذمته بهذا ال ّ
ن دو َ جل ُ ن َل ي َ ِ ذي َ ف ال ّل ِ س لت َعِْف ِ وإذا كان الله تعللالى يقللول )) :وَل ْي َ ْ
مللا م ّ ب ِ ن ال ْك َِتا َ ن ي َب ْت َُغو َذي َ ضل ِهِ َوال ّ ِ من فَ ْ ه ِ م الل ّ ُ حّتى ي ُغْن ِي َهُ ْ كاحا ً َ نِ َ
خي ْللرا ً َوآت ُللو ُ َ
مللن هم ّ م َ م ِفيهِ ل ْ مت ُ ْ
ن عَل ِ ْ م إِ ْ كات ُِبوهُ ْ م فَ َ مان ُك ُ ْ ت أي ْ َ مل َك َ ْ َ
َ
نن أَرد ْ َ م عََلى ال ْب َِغللاء إ ِ ْ هوا فَت ََيات ِك ُ ْ م وََل ت ُك ْرِ ُ ذي آَتاك ُ ْ ل الل ّهِ ال ّ ِ ما ِ ّ
مللن ه ِ ن الل ّ َ ن فَإ ِ ّ رههّ ّ من ي ُك ْ ِ حَياةِ الد ّن َْيا وَ َ ض ال ْ َ صنا ً ل ّت َب ْت َُغوا عََر َ ح ّ تَ َ
م(( )النور.(33: حي ٌ ن غَُفوٌر ّر ِ ب َعْدِ إ ِك َْراهِهِ ّ
ن الحاجللة دمين إلى السللتقراض ,مللع أ ّ مع َ ولم ُيرشد هؤلء ال ُ
ي
إلى النكاح أشد ّ من الحاجة إلى كثرة المللال ،وكللذلك النللب ّ
م يسللتطع البللاءة إلللى ن ل َل ْ م ْ صلى الله عليه وسّلم لم ُيرشد َ
ذلك ،ولم ُيرشد من لم يجد خاتما ً من حديللد يجعللله مهللرا ً ]
ب أن ل على أن الشللارع ل ُيحلل ّ [52إلى ذلك ،فإذا كان هذا د ّ
ديون ،فليحللذر العاقللل الحريللص علللى يشغل المرء ذمته بال ل ّ
ديون ( ..إلخ . سمعت ِهِ من التوّرط في ال ّ دينه و ُ
***
العمل في البنللوك الحاليللة :الفتللوى رقللم 1338ج -15/38
. 39
السؤال :ما حكم العمل في البنوك الحالية ؟ .
الجللواب :أكللثُر المعللاملت فللي البنللوك المصللرفية الحاليللة
م بالكتللاب والسللنة وإجمللاع يشللتمل علللى الّربللا ,وهللو حللرا ٌ
ن من أعان ي صلى الله عليه وسّلم :بأ ّ م النب ّ حك َ َ المة ,وقد َ
آكل الّربا ,وموكله ,بكتابة له ,أو شهادة عليلله ,ومللا أشللبه
ذلك ,كان شريكا ً لكله وموكله في اللعنة والطرد من رحمة
الله ,ففي صحيح مسلم وغيره :من حديث جابر رضي الله
ل الّربللا , ل الله صلى الله عليلله وسلّلم آك ِل َ ن رسو ُ عنه )) :ل َعَ َ
واٌء(( . س َ م َ ل :هُ ْ ديهِ ,وقا َ ه ,وشاهِ َ ه ,وكات ِب َ ُ موك ِل َ ُ و ُ
223
ن لربللاب البنللوك والذين يعملون في البنوك المصرفية أعللوا ٌ
فللي إدارة أعمالهللا :كتابللة ,أو تقييللدًا ,أو شللهادة ,أو نقل ً
للوراق ,أو تسليما ً للنقود ,أو تسّلما ً لها ..إلى غير ذلك مما
ملللل النسلللان ن عَ َمرابلللي ,وبهلللذا ُيعلللرف أ ّ
فيللله إعانلللة لل ُ
م ,فعلللى المسلللم أن يتجن ّللب ذلللك , بالمصارف الحالية حرا ٌ
ب مللن الطللرق الللتي أحّلهللا الللله ,وهللي وأن يبتغللي الكس ل َ
كللثيرة ,وليتللق الللله رّبلله ,ول ُيعللّرض نفسلله للعنللة الللله
ورسوله ,وبالله التوفيق ,وصلى الله على نبينا محمللد وآللله
وصحبه وسّلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والفتاء
الرئيس نائب الرئيس عضو عضو
عبللدالرزاق عفيفللي عبدالله بن منيع عبدالله بن غديان
عبدالعزيز بن عبدالله بن باز
***
القسام السلمية في البنوك الّربوية :الفتللوى رقللم 5317
ج . 56-15/55
السؤال :هل هناك أقسام معّينة في البنك حلل كمللا يللترد ّد ُ
الن ؟ وكيف ذلك إذا كان صحيحا ً ؟ .
مستثنى فيمللا الجواب :ليس في أقسام البنك الّربوي شيٌء ُ
ن علللى الثللم ن التعللاو َ مطهّللر ,ل ّيظه لُر لنللا مللن الشللرع ال ُ
ل من جميع موظفي البنك . والعدوان حاص ٌ
وبالله التوفيق ,وصلى الله علللى نبينللا محمللد وآللله وصللحبه
وسّلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والفتاء
الرئيس نائب الرئيس عضو
عبدالرزاق عفيفي عبللدالعزيز عبدالله بن قعود
بن عبدالله بن باز
***
224
سئل سماحة الشيخ عبد الرزاق عفيفي -رحمه الله تعللالى و ُ
-نللائب رئيللس اللجنللة الدائمللة للفتللاء ) فتللاوى ورسللائل
سماحته ص . ( 475
سئل الشيخ :بعض البنوك ُيعلن عن نفسه أنه بنك السؤال ُ :
إسلمي ول يتعامل بالربا ؟ فهل يكفي هذا لليللداع فيلله ,أم
كد من صحة ذلك ؟ . ل ب ُد ّ من البحث والتأ ّ
الجواب :فقللال الشلليخ -رحملله الللله ) : -ل ب ُلد ّ مللن التأك ّللد
والبحث عن كون البنك ل يتعامل بالّربا ( .
اليداع في البنوك بللدون فللوائد :الفتللوى رقللم 1080ج
. 13/345
السؤال :هل إيداع النقود في البنللك بفللائدة أو بللدون فللائدة
حللرام ؟ والقللتراض مللن البنللك بفللائدة لحاجللة السللتهلك
حرام ,أو التجارة حرام ؟ .
الجواب :إيللداعُ نقللود فللي البنللوك ونحوهللا تحللت الطلللب أو
م ,وإيداعها مقابل النقود التي أودعها حرا ٌ مثل ً بفائدة ُ , ل َ ج ٍلَ َ
ك تتعامللل بالّربللا فيمللا لللديها مللن أمللوال بدون فائدة في بنو ٍ
مللا فللي ذلللك مللن إعانتهللا علللى التعامللل بالّربللا , مح لّرم ,ل ِ َ
سع في ذلك ,اللهم إل ّ إذا كان مضطرا ً والتمكين لها من التو ّ
ليداعها خشية ضياعها أو سرقتها ,ولم يجد وسيلة لحفظهللا
إل ّ اليداع في البنوك الّربوية ,فرّبما كان له في إيداعها فيها
رخصة من أجل الضرورة .
ض منه إن كان بفائدة ربوية فهو ض البنك أو القترا ُ وأما إقرا ُ
م ,سواء كان ذلللك لحاجللة السللتهلك ,أو كللان للتنميللة حرا ٌ
والسللتثمار عللن طريللق التجللارة أو الصللناعة أو الزراعللة أو
غيرها من طرق النتاج لعموم أدلللة تحريللم الّربللا ,وإن كللان
إقراض البنك من دون ربا ً فهو جائز ,وبالله التوفيق ,وصلى
الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسّلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والفتاء
225
نللللائب الرئيللللس عضللللو عضللللو
الرئيس
عبللدالرزاق عفيفللي عبدالله بن منيع عبدالله بن غديان
عبدالعزيز بن عبدالله بن باز
***
استلم الراتب عن طريق البنوك التي تتعامل بالّربا :الفتوى
رقم 16501ج . 289-13/288
السؤال :نحن من موظفي هذه الدولللة والللتي قللامت علللى
الشريعة السلمية السمحاء ,أدام الله عّزها وبقاءها ,وفللي
الونة الخيرة بدأت إدارتنا بصرف رواتبنا الشللهرية بشلليكات
دث مشللايخنا علللى البنللك الهلللي التجللاري ,وكللثيرا ً مللا تح ل ّ
جزاهم الله خيللرا ً عللن أنظمللة هللذه البنللوك ,ممللا أثللار فللي
نفوسنا الشك والريبة حيال قبولنا لطريقة هذا الصرف ,لللذا
أردنا عرض هذا الموضللوع علللى سللماحتكم ,راجيللن إفادتنللا
عن مدى تقبل صللرف رواتبنللا عللن طريللق هللذا البنللك أو مللا
ُيماثله ,مع وجود البديل لهذا دون أدنى مشّقة ,مثل صرفها
نقدا ً عن طريق أمين الصندوق الموجود لدينا ,أو عن طريق
ن العقد المللبرم بيللن البريللد والبنللك شركة الراجحي ,علما ً أ ّ
م إيللداع صللافي الرواتللب فللي البنللك خلل الهلللي :أن يتلل ّ
السبوعين الولين من كل شهر ,ويبدأ صرف الرواتللب فللي
25من كل شهر ,أي :بعد 10أيام من اليداع ؟ .
الجواب :ل بللأس بأخللذ الرواتللب الللتي ُتصللرف عللن طريللق
البنك ,لنك تأخذها في مقابل عملك فللي غيللر البنللك ,لكللن
بشرط :أن ل تتركها في البنك بعللد المللر بصللرفها لللك مللن
أجل الستثمار الّربوي ,وبللالله التوفيللق ,وصلللى الللله علللى
نبينا محمد وآله وصحبه وسّلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والفتاء
عضللللو عضللللو عضللللو عضللللو
الرئيس
226
عبدالله بكر أبو زيد صالح الفوزان عبدالعزيز آل الشيخ
بن غديان عبدالعزيز بن عبدالله بن باز
***
أخذ البنك مبلغ ) (10ريال على صرف الراتب إذا كانت عللن
طريق غيره من البنوك :الفتللوى رقللم 16180ج -13/286
. 287
السؤال :كثيرا ً ما تردنا أسئلة عللن حكللم أخللذ البنللوك مبلللغ
ن الفللرد عشرة ريالت مقابل إعطاء الفرد راتبه ,بمعنللى :أ ّ
ُيعطى شيكا ً براتبه من قبل الفرع المالي على بنللك الريللاض
دة الزحللام لللدى البنللك , فرع المدينة العسكرية ,ولكللن لشل ّ
يذهب الفرد إلى بنك الراجحي أو البنك الهلي بنفس الشيك
,فيطلب منهللم صللرف راتبلله ,فيطلبللون منلله مبلللغ عشللرة
مقابل صرف راتبه من قبلهم ,والبنك بدوره يسللحب ريالت ُ
سّلم له ملن قبلل الفلرد ,آملل الراتب بموجب الشيك الذي ُ
التكلّرم بللالرفع لجهللات الختصللاص لعطائنللا فتللوى شللرعية
حول هذا الموضوع ؟ .
ل ل يجللوُز ,بللل هللو مللن المعللاملت الجللواب :هللذا العملل ُ
الّربوية ,لنه بيعُ دراهم بدراهم مع الزيادة ,وبالله التوفيق ,
وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسّلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والفتاء
عضلللللو عضلللللو عضلللللو عضلللللو
الرئيس نائب الرئيس
بكر أبو زيد صالح الفوزان عبللدالعزيز آل الشلليخ عبللدالله
بن غديان عبدالرزاق عفيفيي عبدالعزيز بن باز
***
شراء الراضي وتعميرها عللن طريللق البنللوك :الفتللوى رقللم
19492ج . 13/401
مى إسلمية ,وهي : السؤال :بعض البنوك تنتهج سياسة ُتس ّ
أنلله يشللتري الرض بمعرفتنللا ,وُيس لّلمها لنللا لقللاء ضللمانات
مرهللادة معينللة ,وكللذلك يتفللق مللع المقللاول ُيع ّ وشروط ومل ّ
227
ب رغبتنا ,ولمدة سللنة أو سللنتين أو أكللثر ,وهللو بللدوره س َح َ َ
دة دد المقترض قبللل الملل ّ هذا يحسب له ربحا ً سنويا ً ,وإن س ّ
يخصللم للله ربللح بقيللة المللدة ,هللل هللذه الطريقللة ُتعتللبر
إسلمية ؟ وما تنصحون به حيالها .
ممرهللا لكللم ,ث ل ّ
ك يشللتري الرض وُيع ّ الجواب :إذا كان البن ل ُ
عماره مع زيادة , دفع ثمنا ً للرض وتكاليف َ يسترجع منكم ما َ
ض جّر نفعا ً ,وقد أجمعَ العلماُء على فهذا ربا ً صريح ,لنه قر ٌ
ة فهو ربًا]. [53 ض جّر منفع ً ل قر ٍ نك ّ أ ّ
وبالله التوفيق ,وصلى الله علللى نبينللا محمللد وآللله وصللحبه
وسّلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والفتاء
نلللللائب الرئيلللللس عضلللللو عضلللللو
الرئيس
عبللدالعزيز آل الشلليخ صللالح الفللوزان بكللر أبللو زيللد
عبدالعزيز بن عبدالله بن باز
***
شراء السيارات والبيوت من البنوك بالتقسيط :الفتوى رقم
21286في 18/1/1421هل .
السؤال :انتشر بين النللاس الشللراء مللن البنللوك بالتقسلليط
ن البنللك ل يملللك مقابللل الزيللادة فللي سللعر المللبيع ,علملا ً أ ّ
السيارة أو العمارة ,وليست عنده ,وإنما يختارها المشللتري
م يأتي إلللى البنللك يطلبهللا ,والبنللك يقللوم لك ,ث ّ م ّمن أحد ال ُ
بشرائها ودفع قيمتها النقدية ,وُيسّلمها للمشتري بالتقسلليط
بعد أن ُيوّقع العقد بينهما ,ويلتزم بالشللروط المطلوبللة فللي
التسديد ,ويستلمها بعد ذلك .
والسؤال هو :هل يجوز هذا البيع ؟ لننللا نسللمع منكللم ومللن
العلماء ونقرأ في الحديث :أنه ل يجوز للنسان أن يبيع شيئا ً
إل ّ إذا ملكه وحازه إلى رحللله ] ,[54والبنللك فللي الواقللع لللم
يملك هذه السيارة أو العمارة ,ولم يشتريها لنفسلله ,وإنمللا
اشتراها لهذا المشتري الذي طلبها بعينها بعدما طلبهللا علللى
228
مل َْزما ً بشرائها لو عدل ن المشتري ليس ُ جون بأ ّ أنها له ,ويحت ّ
عنلله ,لكللونهم يعلمللون أنلله عللازم عليهللا ,ولللول ذلللك لللم
يشتروها ؟ ,والسؤال الثاني :يشترط البنك على المشللتري
م بدفع ما يلحللق البنللك مللن أنه لو عدل عن الشراء فإنه ملز ٌ
نقص نتيجة عدوله عن الشراء ,فهل هللذا الشللرط صللحيح ,
ن لديهم فتوى شرعية بللذلك ,وإذا كللان لللديه دعي البنك أ ّ وي ّ
فتوى بذلك فهل هي شرعية أم احتيال علللى الللله سللبحانه ,
ن الحقيقة في هذه المعاملة :هي شراء نقد بنقللد وزيللادة, ل ّ
جعلت واسطة لسللتحلل الّربللا لكن تلك السيارة أو العمارة ُ
ن المللر قللد شللاع وعظللم بأدنى الحيل ,أفتونا مللأجورين ,فللإ ّ
انتشاره ؟ .
ن حقيقتهللا ل بالمعاملة المذكورة ,ل ّ الجواب :ل يجوُز التعام ُ
ض بزيادة مشروطة عند الوفاء ,والصللورة المللذكورة مللا قر ٌ
هللي إل حيلللة للتوصللل إلللى الّربللا المحلّرم بالكتللاب والسللنة
ب تللرك التعامللل بهللا طاعللة لللله وإجمللاع المللة ,فللالواج ُ
ولرسوله صلى الله عليه وسلم .
وبالله التوفيق ,وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه
وسّلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والفتاء
عضلللللللللو عضلللللللللو عضلللللللللو
الرئيس
عبللدالله الغللديان صللالح الفللوزان بكللر أبللو زيللد
عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ
***
الفتوى رقم 20838في 2/3/1420هل .
السؤال :هناك بنك يشتري كل ما أطلبه من أثاث أو قطعللة
ول راتللبي ُ
أرض أو سيارة بشرط :أن أكون موظف ,وأن أح ّ
في ذلك البنك ولمدة خمس سنوات ,وذلللك ضللمانا ً لحقلله ,
فمثل ً :أذهب إلى ذلك البنللك وأقللول للله ُ :أريللد منللك شللراء
سيارة ,فيقول لي :اذهب إلللى الشللركة أو المعللرض الللذي
229
توجد فيها السيارة التي تريدها ,وأعطني من ذلك المعللرض
مبّين فيها قيمة السلليارة ,فللإذا أو تلك الشركة ورقة رسمية ُ
أحضللرت الورقللة ,أعطللاني شلليك باسللم تلللك الشللركة أو
المعرض بلله قيمللة السلليارة ,وبرفقتلله ورقللة مكتوبلا ً فيهللا :
ادفعوا لحامل هذا الشيك سلليارته ,فللإذا كللان ثمللن السلليارة
ملائة أللف ريلال ,فلإنه ُيضليف عليهلا % 7للسلنة الواحلدة
مقابل الللبيع الجللل ,ولمللدة خمللس سللنوات ,فيصللبح ثمللن ُ
ي في الوراق الرسمية لدى البنك مللائة وخمللس السيارة عل ّ
وثلثون ألف ريال .
ت شراء قطعللة أرض فللإنه يطلللب وهناك مثال آخر :إذا أرد ُ
ُ
مني إحضار ورقة من مكتب العقار أبّين فيهللا قيمللة الرض ,
ي الشيك وُيضيف % 7فائدة مقابل الجل ولمللدة م يدفع إل ّ ث ّ
خمس سنوات ,فإذا كان ثمن الرض مائة ألف ريللال ُيصللبح
ي لذلك البنك 135أللف ريلال ,هلل هلذا اللبيع نلوعٌ ملن عل ّ
دما ً ,ولمللدة خمللس سلَلم ,لنلله ضللمن حّقلله مقل ّ أنواع بيع ال ّ
ي أوراق وتعهللدات سنوات ,حيللث أنللي موظللف ,وأخللذ عل ل ّ
بموجبها تحول راتبي تلقائيلا ً لللذلك البنللك ,فيأخللذ كللل شللهر
قسطه ,ويترك لي الباقي ,وهل هللذا الللبيع جللائز شللرعا ً أم
ل؟.
ن حقيقتهللا الجواب :ل يجوُز التعامل بالمعاملة المذكورة ,ل ّ
قللرض بزيللادة مشللروطة عنللد الوفللاء ,والصللورة المللذكورة
مجّرد حيلللة ,وإل فهللي معاملللة ربويللة محّرمللة فللي الكتللاب
والسنة وإجماع المة ,فيجلب تلرك التعاملل بهلا طاعلة للله
جعَللل ل ّل ُ
ه ق الل ّل َ
ه يَ ْ من ي َت ّ ِولرسوله صلى الله عليه وسلم )) :وَ َ
ب(( . س ُ ث َل ي َ ْ
حت َ ِ حي ْ ُ
ن َ
م ْ خَرجًا* وَي َْرُزقْ ُ
ه ِ م ْ َ
وبالله التوفيق ,وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه
وسّلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والفتاء
عضلللللللللو عضلللللللللو عضلللللللللو
الرئيس
230
عبللدالله الغللديان صللالح الفللوزان بكللر أبللو زيللد
عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ
***
سئل سماحة الشيخ محمد بن صللالح العللثيمين رحملله الللله و ُ
تعالى ) فتاوى معاصرة ص . ( 52-47
ن بعللض الشللركات :يللأتي إليهللا السللؤال :لقللد لللوحظ أ ّ
الشخص وهو بحاجة إلى شللراء أثللاث أو سلليارة أو منللزل أو
غير ذلك -وهي غير مملوكة لدى الشركة -فتقللوم الشللركة
م بيعها على هذا الشخص بالتقسيط مع بشراء هذه الحاجة ث ّ
م تقللوم الشللركة أخذ الفللوائد عليهللا ,أو ُتكّلفلله بشللرائها ,ثل ّ
سب الفواتير وتأخذ على هذا الشخص فائدة ح َ بتسديد المبلغ َ
,فما الحكم ؟
ن ملن اسلتقرض ملائة أللف ريلال الجلواب :ملن المعللوم أ ّ
ل قسط ,وتزيد هللذه ليوفيها على أقساط مع زيادة % 8لك ّ
ن هذا مللن الّربللا ,ربللا النسبة كّلما امتد ّ الجل ,أو ل تزيد ,أ ّ
النسيئة والفضل ,وأنه يزداد ُقبحا ً إذا كان كّلمللا امت لد ّ الجللل
ازدادت النسبة ,وهذا من ربا الجاهلية الذي قال الللله فيلله :
ة َوات ُّقللوا ْ َ ْ َ
ضللاعََف ً م َ ضَعافا ً ّ مُنوا ْ ل َ ت َأك ُُلوا ْ الّرَبا أ ْ نآ َ ذي َ )) َيا أي َّها ال ّ ِ
ن* ري َ ت ل ِل ْك َللافِ ِ
ع لد ّ ْن* َوات ُّقللوا ْ الن ّللاَر ال ّت ِللي أ ُ ِ حللو َ م ت ُْفل ِ ُ ه ل َعَل ّك ُ ْ
الل ّ َ
َ
ن(( )آل عمللران-130: مللو َح ُ ل ل َعَل ّك ُ ْ
م ت ُْر َ سو َ ه َوالّر ُ طيُعوا ْ الل ّ َ وَأ ِ
. (132
ل علللى ل علللى هللذه المعاملللة َتحي ّل ٌ ن التحي ّل َ ومن المعلوم :أ ّ
محارم الله ,ومكلٌر ,وخللداعٌ لمللن يعلللم خائنللة العيللن ومللا
ل على محللارم الللله ن التحي ّ َ ُتخفي الصدور ,ومن المعلوم :أ ّ
دهال يجعلهللا حلل ً بمجللّرد صللورةٍ ظاهُرهللا الحلل ومقصللو ُ
الحرام .
دها إل ل علللى محللارم الللله ل يزي ل ُ ن التحي ّل َ ومللن المعلللوم :أ ّ
ل عليها يقعُ في محذورين : متحي ّ َ ن ال ُ قبحًا ,ل ّ
المحذور الول :الخداع ,والمكر ,والتلعب بأحكام الله علّز
وجل .
231
المحللذور الثللاني :مفسللدة ذلللك المح لّرم الللذي تحي ّللل إلللى
الوصول إليه ,لنها تحققت بذلك الحيلة .
ل على محارم الله تعالى وقوعٌ فيما ن التحي ّ َ ومن المعلوم :أ ّ
مشابها ً لهم في ذلك ,ولهذا ل ُ متحي ّ ُن ال ُ ارتكبته اليهود ,فيكو ُ
حّلوا جاء في الحديث )) :ل ترتكبوا ما ارتكبت اليهود ,فتسللت ِ
حيل(( ].[55 م الله بأدنى ال ِ محار َ
ن مللن قللال مللل المتجلّرد عللن الهللوى :أ ّ ومن المعلللوم للمتأ ّ
لشخص ُيريد ُ سيارة :اذهللب إلللى المعللرض وتخي ّللر السلليارة
م أبيعها عليك مؤجلللة التي ُتريد ,وأنا أشتريها من المعرض ث ّ
بأقساط ,أو قال لشخص يريد أرضا ً :اذهب إلللى المخطللط
م أبيعهللا وتخّير الرض التي تريد وأنا أشتريها من المخطط ث ل ّ
عليك مؤجلة بأقساط ...
مللل المنصللف المتجلّرد عللن هللوى أقول :من المعلللوم للمتأ ّ
ل على الّربللا , ن التعامل على هذا الوجه من التحي ّ ِ النفس :أ ّ
ن التاجر الذي اشترى السلعة لم يقصد شراءها ولللم وذلك ل ّ
يكن ذلك يدور في فكره ,ولم يكن اشتراها من أجل الزيادة
التي يحصل عليها منه في مقابلة التأجيل ,ولهذا كّلمللا امت لد ّ
الجللل كللثرت الزيللادة ,فهللو فللي الحقيقللة كقللول القللائل :
مقابللل التأجيللل , ُ
أقرضللك ثمللن هللذه الشللياء بزيللادة ربويللة ُ
ولكنه أدخل بينهما سلعة ,كما ثبللت عللن ابللن عبللاس رضللي
م سئل عن رجل باع من رجللل حريللرة بمئة ث ل ّ الله عنهما أنه ُ
اشتراها بخمسين ,فقال :دراهللم بللدراهم متفاضلللة دخلللت
بينهما حريرة .
قال ابن القيم رحمه الله 5/103من تهلذيب السلنن :وهلذا
الّربا تحريمه تابعٌ لمعنللاه وحقيقتله ,فل يللزول بتبللدل السللم
بصورة البيع .اهل .
وأنت لو قارنت مسللألة العينللة بهللذه المسللألة لوجللدت هللذه
المسألة أقرب إلى التحّيل على الّربا من مسألة العينللة فللي
ن العينة كما قال الفقهللاء :أن يللبيع سلللعة بعض صورها ,فإ ّ
ن م يشتريها منه نقدا ً بأقل ,مللع أ ّ على شخص بثمن مؤجل ث ّ
232
البائع قد ل ينوي حيللن بيعهللا أن يشللتريها ,ومللع ذلللك يحللرم
عليه ,ول ي ُللبّرُر هللذه المعاملللة قللول البللائع المتحي ّللل :أنللا ل
ُأجبره على أخذ السلعة التي اشللتريُتها للله ,وذلللك لنلله مللن
المعلوم أن المشتري لللم يطلبهللا إل ّ لحللاجته إليهللا وأنلله لللن
يرجع عن شرائه ,ولم نسمع أحدا ً من الناس الذين يشللترون
ن التللاجر هذه السلللع علللى هللذا الللوجه رجللع عللن شللرائه ,ل ّ
ن المشتري لللن يرجللع, المتحّيل قد احتاط لنفسه وهو يعلم أ ّ
اللهم إل أن يجد في السلعة عيبا ً أو نقصا ً في المواصفات .
فإن قيل :إذا كانت هذه المعاملة مللن التحي ّللل علللى الّربللا ,
فهل من طريق تحصل به مصلحة هذه المعاملة بدون تحّيللل
على الّربا ؟ .
ن الله تعالى بحكمته ورحمته لم ُيغلق عن عبللاده الجواب :أ ّ
أبواب المصالح ,فإنه إذا حّرم عليهم شيئا ً مللن أجللل ضللرره
فتح لهم أبوابا ً تشتمل على المصالح بدون ضرر .
والطريللق للسلللمة مللن هللذه المعاملللة :أن تكللون السلللع
موجودة عند التاجر فيبيعها على المشترين بثمن مؤجل ولللو
بزيادة على الثمن الحال ,ول أظن التاجر الكللبير ُيعجللزه أن
يشتري السلع الللتي يللرى إقبللال النللاس عليهللا كللثيرا ً ليبيعهللا
إياهم بالثمن الذي يختاره فيحصل له ما يريد مللن الربللح مللع
السلمة من التحّيل على الّربا ,وربما يحصل له الثواب فللي
الخرة إذا قصد َ بللذلك التيسللير علللى العللاجزين علللى الثمللن
ي صلللى الللله عليلله وسلللم )) :إنمللا الحللال ,فقللد قللال النللب ّ
العمال بالنيات ,وإنما لكل امرئ مللا نللوى (( )] , ([56ومللا
ذكره السائل :مللن كللون الشللركة ُتكل ّللف المشللتري بشللراء
السلعة التي ُيريدها ,فإن كانت ُتريد أن يكون وكيل ً عنها في
ذلك فهذه هي المسألة التي تكّلمنا عنها ,وإن كانت تريد أن
ض جّر نفعا ً ,ول إشكال في أنه ربللا ً يشتريها لنفسه فهذا قر ٌ
صريح .
***
233
مللن الحلللول الشللرعية فللي بيللع السلليارات :الفتللوى رقللم
17337في 28/10/1414هل .
السؤال :حضر عنللدي رجللل وقللال :أعطنللي مبلللغ 23000
ثلثة وعشرون ألف ريال ,وبعد سنة ُأعطيك سيارة داتسون
غمارة واحدة موديل , 94فهل هذا جائز ,أم ل ؟ .
دم لشخص مبلغ لا ً مللن المللال علللى أن الجواب :يجوز أن ُتق ّ
ط بالوصف ,ويكللون ذلللك مللن مقابله سيارة تنضب ُ َيرد عليك ُ
سَلم الذي هو :تعجيللل الثمللن وتأجيللل المثمللن ,ل ّ
ن قبيل ال ّ
ط أن يقبللض الثمللن السيارة تنضبط بالوصف ,ولكللن ُيشللتر ُ
ل معلوم لا ً ,وبللالله كامل ً في مجلس العقد ,وأن يكللون الج ل ُ
التوفيق ,وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسّلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والفتاء
نائب عضو عضو عضو عضو
الرئيس الرئيس
بكر أبو زيد صالح الفوزان عبللدالعزيز آل الشلليخ عبللدالله
بن غديان عبدالرزاق عفيفيي عبدالعزيز بن باز
***
سئل سللماحة الشلليخ محمللد بللن شراء العملت والشيكات ُ :
صالح العثيمين رحمه الله تعالى ) فتاوى معاصرة ص : ( 46
السؤال :ما حكم شراء العملت الجنبية مللن البنللوك ؟ وإذا
أراد شخص أن يشتري دولرا ً أو غيره بريالت ,هل ُيشللترط
التقابض ؟ وهل الشيك من البنك ُيعتبر قبضا ً ؟ .
الجواب :شراء الُعملت مللن البنللوك أو غيرهللا جللائز ,لكللن
ُيشترط أن يكون التقابض قبل التفّرق ,لن العملت يجللري
فيها ربا النسيئة ,فإذا تقابضا قبل التفّرق فل بأس .
حواَلة ,بدليل :أنه لللو أما الشيك :فل نرى أنه تسليم ,لنه َ
ج لعَ علللى صللاحبه الللذي اسللتلم الشلليك مثل ً فضللاع منلله َ ,ر َ
أعطاه إياه ,ولم يقل إنللي قبضللتك ,فل شلليء لللك ,وعلللى
هذا :يقع في ربا النسيئة .
***
234
معنللى ربللا الفضللل وربللا النسلليئة :الفتللوى رقللم 18612ج
. 331-13/330
ضللل ببيللان ربللا الفضللل وربللا النسلليئة , السؤال :نرجللو التف ّ
والفرق بينهما ؟ .
الجواب :ربا النسيئة مأخوذ مللن النسللأ ,وهللو التللأخير ,وهللو
دين علللى المعسللر ,وهللذا هللو ربللا ب ال ل ّ نوعللان :الول :قلل ُ
لجللل ,فللإذا ح ل ّ ل مؤ ّ الجاهلية ,فيكون للرجل على الرجل مللا ٌ
ما أن تقضللي ,وإمللا أن تربللي ,فللإن دين :إ ّ قال له صاحب ال ّ
مقابللل دين ُ قضللاه وإل زاد الللدائن فللي الجللل وزاد فللي اللل ّ
دين في ذمة المدين . التأجيل ,فيتضاعف ال ّ
الثاني :ما كان في بيع جنسين اتفقا في عل ّللة ربللا الفضللل ,
مع تأخير قبضهما أو قبض أحدهما ,كلبيع اللذهب باللذهب أو
جل ً أو بللدون تقللابض فللي بالفضللة ,أو الفضللة بالللذهب مللؤ ّ
مجلس العقد .
ما ربا الفضل :فهو مأخوذ ٌ من الفضل ,وهلو :الزيلادة فلي أ ّ
أحد العوضين ,وجاءت النصوص بتحريمه فللي سللتة أشللياء ,
وهللي :الللذهب ,والفضللة ,والُبللر ,والشللعير ,والتمللر ,
والملح .
م التفاضللل بينهمللا , حلُر َ فإذا ِبيلعَ أحلد ُ هللذه الشللياء بجنسلله َ
وُيقاس على هذه الشياء الستة مللا شللاركها فللي العل ّللة ,فل
جّيد ,وكذا مث َل ً :بيع كيلو ذهب رديء بنصف كيلو ذهب َ يجوز َ
الفضللة بالفضللة ,والللبّر بللالب ُّر ,والشللعير بالشللعير ,والتمللر
بالتمر ,والملح بالملح ,ل يجللوز بيللع شلليء منهللا بجنسلله إل
مث ْل ً بمثل ,سواًء بسواٍء ,يدا ً بيدٍ . ِ
لكن يجوز بيع كيلللو ذهللب بكيلللوين فضللة إذا كللان يللدا ً بيللد ,
ب لختلف الجنس ,وقد قال صلى الله عليه وسّلم )) :اللذ ّهَ ُ
شللعيرِ , شللعيُر بال ّ ضةِ ,والب ُّر بالب ُّر ,وال ّ ة بالِف ّ ض ُب ,والِف ّ بال ّ
ذه ِ
واٍء ,ي َد َا ً
س َ
واًء ب َ س َلَ , مث ْل ً ِبمث ْ ٍ
حِ , ح بال ِ ْ مل ْ ُ
مل ِ والّتمُر بالّتمرِ ,وال ِ
ن م ,إذا كللا َ شئت ُ ْ ف ِ ف فبيُعوا كي َ ت هذه الصنا ُ بي َدٍ ,فإذا اختل ََف ْ
235
يد َا ً بيدٍ (( رواه مسلم من حديث عبللادة بللن الصللامت رضللي
الله عنه].[57
وبالله التوفيق ,وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه
وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والفتاء
نللللائب الرئيللللس عضللللو عضللللو
الرئيس
عبللدالعزيز آل صللالح الفللوزان بكللر أبللو زيللد
عبدالعزيز بن عبدالله بن باز الشيخ
***
بيللع شللهادة الزراعللة :الفتللوى رقللم 12564ج -13/221
. 222
السؤال :أنا رجل مزارع عندي قمح قليل مقداره :رد واحد
على سيارة قلبي عادي ,وعندي شللهادة مللن الزراعللة إنللي
مزارع ,ثم أبيع زرعي على أخي في ثمللن معلللوم ,مقللداره
10000ريال مثل ً ,ثم أخي يأخذ مني الشللهادة الللتي عنللدي
من الزراعة ,ويحط مع زرعي هذا القليللل عيللش كللثير مللن
مزرعته ,يمل سيارة كبيرة سللكس أو عايللدي أو تريلللة ,ثللم
ُيسلمه لمطاحن الدقيق هو ,وشهادة في اسمي ,علما ً أنني
بايعه في المبلغ المذكور عشللرة آلف ريللال , 10000فهللل
هذا يجوز لي أم هللذا مللن التحي ّللل الممنللوع ,والكللذب علللى
الحكومة ؟ أرجللو الجابللة فللي أسللرع وقللت ممكللن إن شللاء
ن الحاجة إلى ذلك ماسة ,وأكثر المزارعين واقعيللن الله ,ل ّ
في هذا ,وحجتهم يقولون :ما فيه بأس ,البائع يأخذ القيمللة
في سعر معلوم ,والشاري تنفعله الشلهادة ,ول عللى البلائع
مضّرة .
الجواب :إذا كللان الملُر كمللا ُ
ذكللر فل يجللوز ِ ,لمللا فيلله مللن
ش والكذب . الغ ّ
وبالله التوفيق ,وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه
وسّلم .
236
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والفتاء
الرئيس نائب الرئيس عضو
عبللللدالرزاق عفيفللللي عبللللدالله بللللن غللللديان
عبدالعزيز بن عبدالله بن باز
***
طباعة تعريف لمن سيأخذ سلللفة مللن البنللك :الفتللوى رقللم
15229ج . 60-15/58
السؤال :أنا موظللف بجامعللة ,قسللم النسللخ ,ومللن ضللمن
طبيعة عملنا الذي نقوم به :طباعة تعاريف لبعض منسللوبي
الجامعة ,لغرض أخذ سلفة من بنك القاهرة ,والذي تتعامل
ن البنللك يأخللذ مللن معه الجامعة في صرف الرواتب ,علما ً أ ّ
جراء هذه السلفة من العميل %10فائدة ربوية فللوق قيمللة
السلفة ,فأرجو من سماحتكم توضيح التي :
ده قبللل -1ما حكم قيامي بنسخ هذا التعريف ,وحكم من أع ّ
نسخه ) علما ً بأننا مجبورون على هذا العمل ( ؟ .
-2ما حكم المستفيد من هذا التعريف ؟ .
-2حكم عمل البنك ؟ وجزاكم الله خيرا ً .
الجواب :ل يجوُز هذا النسخ ,ول التعريللف لصللاحبه إذا كللان
ن بله عللى المعلّرف والناسلخ يعلللم أن المكتللوب لله يسلتعي ُ
المعاملة الّربوية ,لعموم الحديث الصحيح عللن رسللول الللله
ن آكللل الربللا ,ومللوكله , صلى الللله عليلله وسلللم )) :أنلله لعل َ
وكاتبه ,وشاهديه (( .
وقال )) :هم سللواٌء (( رواه مسلللم فللي صللحيحه ,ولعمللوم
وى وَل َ ت ََعاوَُنوا ْ قول الله عز وجل )) :وَت ََعاوَُنوا ْ عََلى اْلبّر َوالت ّْق َ
ب(( . ديد ُ ال ْعَِقا ِ
ش ِ ه َ ن الل ّ َ ن َوات ُّقوا ْ الل ّ َ
ه إِ ّ عََلى ال ِث ْم ِ َوال ْعُد َْوا ِ
وبالله التوفيق ,وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه
وسّلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والفتاء
نلللائب الرئيلللس عضلللو عضلللو عضلللو
الرئيس
237
عبدالعزيز آل الشلليخ صللالح الفللوزان عبللدالله بللن غللديان
عبدالرزاق عفيفيي عبدالعزيز بن باز
***
قرار هيئة كبار العلماء فللي المسللابقات التجاريللة :مضللمون
القرار رقم 162وتاريخ 26/2/1410هل .
) درس المجلس موضوع المسابقات التجارية بصفة عامللة ،
ج لها بواسللطة بعللض وسللائل العلم ،أو بواسللطة التي ُيروّ ُ
بعض المؤسسات التجارية كالتي سبق ذكرها آنفا ً ].[58
وبعد دراسة المجلس لموضوع هذه المسابقات الللتي لجللأت
إليها بعللض الشللركات والمؤسسللات لطلللب الحصللول علللى
الموال الكثيرة دون مقابللل اعتمللادا ً علللى التغريللر والخللداع
لعامة الناس ،وبعد اطلعه على البحث المعد في الموضوع
ص علللى تحريللم الميسللر وتللأمله للدلللة الشللرعية الللتي تن ل ّ
ل معاملة فيهللا مقللامرة أو تغريللر أو أكللل للمللال )القمار( لك ّ
بالباطل أو إضرار بالخرين ،اتضح للمجلس تحريم مسللابقة
مى بالللدولر الصللاروخي ، جاسابا الدولية ،ومسابقة مللا ُيس ل ّ
ومسابقة مؤسسة رشا التجارية وأمثالها ِ ،لما تشللتمل عليلله
ن كللل هذه المسابقات من أكللل أمللوال النللاس بالباطللل ،ل ّ
مشترك يدفع مبلغا ً من المال مخللاطرة ،وهللو ل يللدري هللل
يحصل على مقابل أم ل ،وهذا هللو القمللار ،وِلمللا فيهللا مللن
التلعب بعقول الناس والتغرير بهم ،وخداعهم ،وجميع هذه
المسابقات من الميسر ،وهو مح لّرم شللرعا ً كمللا فللي قللول
َ
سلُر مي ْ ِ ملُر َوال ْ َ خ ْمللا ال ْ َ من ُللوا ْ إ ِن ّ َنآ َ الله سبحانه )) :ي َللا أي ّهَللا ال ّل ِ
ذي َ
َ َ
مجت َن ُِبوهُ ل َعَل ّك ُ ْ
ن َفا ْ شي ْ َ
طا ِ ل ال ّ م ِ ن عَ َ م ْس ّ ج ٌ م رِ ْ ب َوالْزل َ ُ صا ُ َوالن َ
داوَةَ م ال َْعلل َ كلل ُن َأن ُيوِقللعَ ب َي ْن َ ُ طا ُشللي ْ َ ريللد ُ ال ّ مللا ي ُ ِ ن* إ ِن ّ َ حللو َت ُْفل ِ ُ
ن ّ علن ذِ ْ صلد ّك ُ ْ مرِ َوال ْ َ ضاء ِفي ال ْ َ َوال ْب َغْ َ
كلرِ الللهِ وَعَل ِ م َ سرِ وَي َ ُ مي ْ ِ خ ْ
الصل َة فَه ْ َ
ن(( )المائدة (91-90:والله الموفلق ، منت َُهو َ ل أنُتم ّ ّ ِ َ
وصلللى الللله علللى عبللده ورسللوله نبينللا محمللد وعلللى آللله
وصحبه .
هيئة كبار العلماء
238
***
لت دمللة مللن الشللركات والمؤسسللات والمح ّ الجللوائز المق ّ
التجارية :فتاوى إسلمية ج . 366-2/365
الحمد لله ,والصلة والسلم على رسول الله وآله وصحبه .
لت أمللا بعللد :فقللد لللوحظ قيللام بعللض المؤسسللات والمح ّ
التجارية بنشر إعلنات في الصحف وغيرها عن تقديم جللوائز
لمللن يشللتري مللن بضللائعهم المعروضللة ,ممللا ُيغللري بعللض
الناس على الشراء من هللذا المحللل دون غيللره ,أو يشللتري
سلعا ً ليس له فيها حاجة ,طمعا ً فللي الحصللول علللى إحللدى
هذه الجوائز .
دي إلللى ن هذا نوعٌ من القمار المحّرم شرعا ً ,والمؤ ّ وحيث أ ّ
أكل أموال الناس بالباطل ,وِلما فيه مللن الغللراء والتس لّبب
في ترويج سلعته وإكساد سلعة الخريللن المماثلللة ممللن لللم
ن ت تنللبيه المسلللمين علللى أ ّ مقامرته ,لذلك أحبب ُ ُيقامر مثل ُ
هذا العمل محّرم ,والجائزة التي تحصل عن طريقله محّرملة
مللن الميسللر المحلّرم شللرعًا ,وهللو القمللار ,فللالواجب علللى
أصحاب التجارة الحذر من هذه المقامرة ,وليسعهم ما يسللع
مُنوا ْ ل َ َتللأ ْك ُُلوا ْ نآ َ ذي َ
َ
الناس ,وقد قال الله سبحانه َ)) :يا أي َّها ال ّ ِ
م منك ُل ْ ض ّ را َ لَ ت لن ل َ ع ً ةرَ جا َ ِ ت نَ كو ل إ ِل ّ َأن ت َ ُ ِ ِ ط با
َ م ِبال ْ ْ م ب َي ْن َك ُ
ْ وال َك ُ َ م
ْ
أَ
ٍ َ
ك ل ذ َل ِل َ من ي َْفعَ ل ْ حيمًا* وَ َ م َر ِ ن ب ِك ُ ْ كا َ ه َ ن الل ّ َ م إِ ّ سك ُ ْ وَل َ ت َْقت ُُلوا ْ أنُف َ
ك عَل َللى الل ّل ِ
ه ن ذ َل ِل َ ص لِليهِ ن َللارا ً وَك َللا َ ف نُ ْ س لو ْ َ عُلد َْوانا ً وَظ ُْلم لا ً فَ َ
سيرًا(( )النساء.(30-29: يَ ِ
وهذه المقامرة ليست من التجارة التي ُتباح بالتراضي ,بللل
هي من الميسر الذي حّرمه الله ِ ,لمللا فيلله مللن أكللل المللال
بالباطل ,وِلما فيه من إيقاع الشحناء والعداوة بين النللاس ,
مللا ال ْ َ َ
ملُر خ ْ من ُللوا ْ إ ِن ّ َ نآ َ ذي َ كما قللال الللله سللبحانه )) :ي َللا أي ّهَللا ال ّل ِ
شللي ْ َ َ َ
ن طا ِ ل ال ّ ملل ِ ن عَ َ ملل ْ س ّ جلل ٌ م رِ ْ ب َوالْزل َ ُ صللا ُ سللُر َوالن َ مي ْ ِ َوال ْ َ
طا َ
م ن أن ُيوقِلعَ ب َي ْن َك ُل ُ شي ْ َ ُ ريد ُ ال ّ ما ي ُ ِ ن* إ ِن ّ َ حو َ م ت ُْفل ِ ُ جت َن ُِبوهُ ل َعَل ّك ُ ْ َفا ْ
عن ذِك ْرِ الّللل ِ
ه م َ صد ّك ُ ْ سرِ وَي َ ُ مي ْ ِمرِ َوال ْ َ خ ْ ضاء ِفي ال ْ َ داوَةَ َوال ْب َغْ َ ال ْعَ َ
ن(( . وعَن الصل َة فَه ْ َ
منت َُهو َ ل أنُتم ّ ّ ِ َ َ ِ
239
والله المسئول أن يوفقنا وجميع المسلللمين لمللا فيلله رضللاه
وصلح أمر عباده ,وأن ُيعيذنا جميعا ً مللن كللل عمللل ُيخللالف
شرعه ,إنه جواد كريم ,وصلى الله وسّلم على نبينللا محمللد
وآله وصحبه .
عبد العزيز بن عبد الله بن باز
الرئيس العللام لدارات البحللوث العلميللة ,والفتللاء والللدعوة
والرشاد
***
دمها بعض البنوك قرعة بيللن مللن يفتللح حكم الجوائز التي ُتق ّ
لديها حسابا ً :الفتوى رقم 18528ج . 197-15/196
السؤال :بعض البنللوك التجاريللة بللدول الخليللج تقللوم بوضللع
جوائز ,مثل :سيارات ,أو بيوت جاهزة لمن يفتح في البنك
حساب توفير لحفظ أمواله ,وتعمل قرعة بين زبائن البنك ,
م يفوز بالجائزة أحد الزبائن ,فما حكم هذه الجائزة ,سواء ث ّ
كانت عينية أو مادية ؟ .
ن هللذه الجللوائز غيللرالجواب :إذا كان المللر كمللا ذكللر ,فللإ ّ
مقابللل إيللداع المللوال فللي البنللوك جائزة ,لنها فوائد ربوية ُ
الربوية ,وتغيير السماء ل ُيغير الحقائق .
وبالله التوفيللق ،وصلللى الللله علللى نبينللا محمللد وصللحه
وسّلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والفتاء
الرئيس نائب الرئيس عضو عضو عضو
بكر أبو زيد صالح الفوزان عبدالله بن غديان عبدالعزيز
آل الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن باز
***
شراء العلب الغذائية التي بداخلها جوائز نقدية :الفتوى رقم
20656في 6/11/1419هل .
ت إلى إحدى البقالت قبل أيللام لشللراء حليللب السؤال :ذهب ُ
لولدي ،فقال لي البللائع :عنللدنا نللوعٌ مللن الحليللب بللداخله
جوائز نقدية عبارة عن ريالت :تبدأ من ريال إلى 500ريال
240
،فاشتريت أربع علب طمعا ً في المال ،فوجدت فللي اثنللتين
منها :ريال ً في كللل علبللة ،وفللي الثالثللة :عشللرة ريللالت ،
ل لي هللذه المبللالغ ، وفي الرابعة :خمسمائة ريال ،فهل تح ّ
ي أن أفعللل بهللا ؟ وإذا كللان ذلللك وإذا لم يكن ذلك فماذا علل ّ
حرامللا ً فلمللاذا ل ُتمنللع حللتى ل يقللع النللاس فللي الحللرام ؟
أرشدونا جزاكم الله خيرا ً .
ن الصل عللدم جللواز وضللع نقللود أو هللدايا داخللل الجواب :إ ّ
ما في ذلك من التغرير بالناس معّلبات والبضائع التي ُتباع ل ِ َ ال ُ
وجلب أكبر قللدر ممكللن مللن الزبللائن ،وصللرف النللاس عللن
بضائع الناس الللتي ل يوجللد فيهللا مثللل ذلللك ،وشللراء علللب
الحليب المشتملة على نقود بداخلها يتفاوت قدرها من علبللة
إلى أخرى لجل ما بها من نقود ل يجوز شرعا ً ،بل هللو مللن
مللا فيلله مللن الغ لَرر والجهالللة ،الميسللر الللذي حّرملله الللله ل ِ َ
ن حقيقته اسللترداد بعللض مللاله أو ولدخول ذلك في الّربا ،ل ّ
ن الجهل بالتسللاوي م التعامل به ،ل ّ أكثر منه ،وذلك ربا ً َيحر ُ
كالعمل بالتفاضل ،وعلى ذلك ل يجوز لك أخللذ هللذه المبللالغ
الللتي وجللدتها داخللل الحليللب ،وعليللك أن ُترجعهللا لصللحابها
سللر لللك ذلللك ،وإل ّ فتخل ّللص منهللا المللوردين للحليللب إن تي ّ
دق بها على الفقراء والمساكين . بالتص ّ
وبالله التوفيق ،وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه
وسّلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والفتاء
نللللللائب الرئيللللللس عضللللللو عضللللللو
الرئيس
عبدالعزيز آل عبدالله بن غديان صالح الفوزان
عبدالعزيز بن عبدالله بن باز الشيخ
***
مسلللللابقات الصلللللحف :الفتلللللوى رقلللللم 18172فلللللي
15/10/1416هل .
241
السؤال :ما حكم شللراء الصللحف بغللرض الفللوز بالمسللابقة
التي ُتطرح فيها مقابل مبلغ من المال لمللن ُيحللالفه الحللظ ،
ن المسابقة عبارة عن أسئلة ثقافية عامللة ،ويتخللهللا علما ً بأ ّ
بعض السئلة الدينية ؟ .
الجواب :هذه المسللابقات الللتي ُتنشللر فللي بعللض الصللحف
الغرض منها ترويج الصحف والدعاية لها ،وليس القصد منها
ن ذلللك مللن أكللل نشر العلم ،فل تجللوز المشللاركة فيهللا ،ل ّ
مللا فيهللا مللن المغللامرة ،وقللد تكللون هللذه المللال بالباطللل ل ِ َ
الصحف أو المجلت الللتي تعمللل المسللابقات تحمللل أفكللارا ً
ب الحلذُر منهلا ،وعلدم سليئة تريلد ترويجهلا ونشلرها ،فيجل ُ
الشتراك فيها .
وبالله التوفيللق ،وصلللى الللله علللى نبينللا محمللد وصللحه
وسّلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والفتاء
نلللائب الرئيلللس عضلللو عضلللو عضلللو
الرئيس
بكر أبو زيد صالح الفوزان عبدالله بن غديان عبدالعزيز
آل الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن باز
***
قللرار مجمللع الفقلله السلللمي حللول سللوق الوراق الماليللة
والبضائع ) البورصة ( :مجلة البحوث ج . 377 -52/367
الحمد لله وحده ،والصلة والسلم على مللن ل نللبي بعللده ،
سيدنا ونبينا محمللد ،وآللله وصللحبه ،وسلللم تسللليما ً كللثيرا ً ،
وبعد :
ن مجلللس المجمللع الفقهللي السلللمي قللد نظللر موضللوع فإ ّ
سوق الوراق المالية والبضائع )البورصة( وما ُيعقد فيها مللن
عقود بيعا ً وشراء على العملت الورقية وأسللهم الشللركات ،
وسندات القروض التجارية والحكومية] ،[59والبضللائع ،ومللا
جللل ،ومللا كللان منهللا علللى كللان مللن هللذه العقللود علللى مع ّ
طلع مجللس المجملع عللى الجلوانب اليجابيلة جل ,كما ا ّ مؤ ّ
242
المفيللدة لهللذه السللوق فللي نظللر القتصللاديين والمتعللاملين
فيها ،وعلى الجوانب السلبية الضاّرة فيها .
)أ( فأما الجوانب اليجابية المفيدة فهي :
ل تلقي البائعين والمشترين أول ً :أنها ُتقيم سوقا ً دائمة ُتسهّ ُ
،وتعقد فيها العقود العاجلة والجلة على السهم والسللندات
والبضائع .
ثانيللا ً :أنهللا ُتسللّهل عمليللة تمويللل المؤسسللات الصللناعية
والتجاريللة والحكوميللة عللن طريللق طللرح السللهم وسللندات
القروض للبيع .
ثالث لا ً :أنهللا ُتس لّهل بيللع السللهم وسللندات القللروض للغيللر،
درة لهللا ل تصللّفي ن الشللركات المصلل ّ والنتفللاع بقيمتهللا ،ل ّ
قيمتها لصحابها .
رابعا ً :أنها ُتس لّهل معرفللة ميللزان أسللعار السللهم وسللندات
القروض والبضائع ،وتموجاتها في ميدان التعامل عن طريق
حركة العرض والطلب .
)ب( وأما الجوانب الضارة في هذه السوق فهي :
ن العقود الجلة التي تجري في هللذه السللوق ليسللت أول ً :أ ّ
في معظمها بيعا ً حقيقيا ً ،ول شللراء حقيقيلا ً ،لنهللا ل يجللري
فيها التقابض بين طرفي العقد فيما ُيشترط له التقابض فللي
العرضين أو أحدهما شرعا ً .
ن البائع فيها غالبا ً يبيع ما ل يملك من عملت وأسللهم ثانيا ً :أ ّ
أو سندات قروض أو بضللائع علللى أمللل شللرائه مللن السللوق
وتسليمه في الموعد ،دون أن يقبض الثمن عند العقد ،كما
هو الشرط في السلم .
ن المشتري فيها غالبا ً يبيع ما اشتراه لخر قبل قبضه ثالثا ً :أ ّ
،والخر يبيعه أيض لا ً لخللر قبللل قبضلله ،وهكللذا يتكللرر الللبيع
والشللراء علللى الشلليء ذاتلله قبللل قبضلله ،إلللى أن تنتهللي
الصفقة إلى المشتري الخير الذي قد يريد أن يتسّلم المللبيع
مللن البللائع الول الللذي يكللون قللد بللاع مللا ل يملللك ،أو أن
ُيحاسللبه علللى فللرق السللعر فللي موعللد التنفيللذ ،وهللو يللوم
243
التصفية ،بينملا يقتصلر دور المشلترين والبلائعين غيلر الول
والخير على قبض فرق السعر في حالة الربح ،أو دفعه في
حالللة الخسللارة ،فللي الموعللد المللذكور ،كمللا يجللري بيللن
مقامرين تماما ً . ال ُ
رابعا ً :ما يقوم به المتمولون من احتكار السللهم والسللندات
والبضائع في السوق للتحكم في البائعين الللذين بللاعوا مللا ل
يملكون علللى أمللل الشللراء قبللل موعللد تنفيللذ العقللد بسللعر
أقل ،والتسليم في حينه ،وإيقاعهم في الحرج .
ن خطورة السوق المالية هللذه تللأتي مللن اتخاذهللا خامسا ً :أ ّ
ن السعار فيهللا ل وسيلة للتأثير في السواق بصفة عامة ،ل ّ
تعتمللد كليللا ً علللى العللرض والطلللب الفعلييللن مللن قبللل
المحتللاجين إلللى الللبيع أو إلللى الشللراء ،وإنمللا تتللأثر بأشللياء
كثيرة ،بعضها مفتعل من المهيمنيللن علللى السللوق ،أو مللن
المحتكرين للسلع أو الوراق المالية فيها ،كإشاعة كاذبللة أو
ن ذلللك نحوها ،وهنا تكمللن الخطللورة المحظللورة شللرعا ً ،ل ّ
دي إلى تقلبات غير طبيعية في السللعار ،ممللا ي ُللؤثر علللى ُيؤ ّ
الحياة القتصادية تأثيرا ً سيئا ً .
ولين إللى ممل ّ وعلى سبيل المثال ل الحصر :يعمد كبار ال ْ ُ
طرح مجموعة من الوراق مللن أسللهم أو سللندات قللروض ،
فيهبط سلعرها لكلثرة العلرض ،فُيسلارع صلغار حمللة هلذه
الوراق إلى بيعها بسعر أقل ،خشية هبوط سعرها أكللثر مللن
ذلك وزيادة خسارتهم ،فيهبط سعرها مجددا ً بزيادة عرضهم
،فيعود الكبار إلى شراء هذه الوراق بسللعر أقللل بغيللة رفللع
سعرها بكثرة الطلب ،وينتهي المر بتحقيق مكاسب للكبار،
وإلحللاق خسللائر فادحللة بللالكثرة الغالبللة وهللم صللغار حملللة
الوراق المالية ،نتيجللة خللداعهم بطللرح غيللر حقيقللي لوراق
مماثلة ،ويجري مثل ذلك أيضا ً فللي سلوق البضلائع ،وللذلك
قللد أثللارت سللوق البورصللة جللدل ً كللبيرا ً بيللن القتصللاديين،
والسبب في ذلك :أنها سّببت في فللترات معّينللة مللن تاريللخ
العالم القتصادي ضياع ثروات ضخمة في وقت قصير ،بينمللا
244
جهللد ،حللتى إنهللم فللي الزمللات سلّببت غنللى الخريللن دون ُ
ب الكللثيرون بإلغائهللا ،إذ الكللبيرة الللتي اجتللاحت العللالم طللال َ
تذهب بسببها ثروات ،وتنهللار أوضللاع اقتصللادية فللي هاويللة،
وبللوقت سللريع ،كمللا يحصللل فللي الللزلزل والنخسللافات
ن مجلللس المجمللع الفقهللي الرضللية ،ولللذلك كللله :فللإ ّ
السلمي ،بعللد اطلعلله علللى حقيقللة سللوق الوراق الماليللة
والبضائع ) البورصة ( وما يجري فيها من عقود عاجلة وآجلللة
على السهم وسندات القللروض والبضللائع والعملت الورقيللة
ومناقشتها في ضوء أحكام الشريعة السلمية ُيقّرر ما يلي :
ن غاية السللوق الماليللة )البورصللة( هللي إيجللاد سللوق أول ً :أ ّ
مستمرة ودائمة يتلقى فيهللا العللرض والطللب والمتعللاملون
بيعللا ً وشللراء ،وهللذا أمللر جيللد ومفيللد ،ويمنللع اسللتغلل
المحترفين للغافلين والمسترسلين الذين يحتللاجون إلللى بيللع
أو شراء ،ول يعرفللون حقيقللة السللعار ول يعرفللون المحتللاج
ن هللذه المصلللحة إلى البيع ومن هو محتاج إلى الشراء ،ولك ل ّ
الواضحة يواكبها في السواق المذكورة )البورصة( أنواع من
الصفقات المحظورة شرعًا ،والمقللامرة حكللم شللرعي عللام
ب بيان حكم المعاملت التي تجري فيها ،كل بشأنها ،بل يج ُ
واحدة منها على حده .
ن العقود العاجلة على السلع الحاضرة الموجودة في ثانيا ً :أ ّ
ملك البائع التي يجري فيها القبض فيمللا ُيشللترط للله القبللض
في مجلس العقد شرعا ً هي عقود جائزة ،ما لم تكن عقودا ً
على محّرم شرعا ً ،أما إذا للم يكلن الملبيع فلي مللك البلائع
م ل يجللوز سللَلم ،ثلل ّ
فيحللب أن تتللوافر فيلله شللروط بيللع ال ّ
للمشتري بعد ذلك بيعه قبل قبضه .
ن العقود العاجلة على أسهم الشركات والمؤسسللات ثالثا ً :أ ّ
حين تكون تلك السهم في ملك البائع جائزة شللرعًا ،مللا لللم
تكن تلك الشللركات أو المؤسسلات موضللوع تعاملهللا محلّرم
شرعا ً كشركات البنوك الربويللة ،وشللركات الخمللور ،فحينئذ
يحرم التعاقد في أسهما بيعا ً وشراًء .
245
ن العقللود العاجللة والجللة علللى سللندات القللروض رابعلا ً :أ ّ
بفائدة ،بمختلف أنواعها غير جللائزة شللرعا ً ،لنهللا معللاملت
تجري بالّربا المحّرم .
ن العقللود الجلللة بأنواعهللا ،الللتي تجللري علللى خامسللا ً :أ ّ
المكشوف ،أي :على السهم والسلع التي ليست في ملللك
البائع ،بالكيفية التي تجري فللي السللوق الماليللة )البورصللة(
غير جائزة شرعا ً ،لنها تشتمل على بيع الشخص ما ل يملك
،اعتمادا ً على أنه سيشتريه فيما بعد وُيسّلمه فللي الموعللد ،
ح عن رسول الللله صلللى الللله ي عنه شرعا ً ِ ،لما ص ّ وهذا منه ّ
عليه وسّلم أنه قال )) :ل تبع ما ليس عندك(( ].[60
وكذلك ما رواه المام أحمد وأبو داود بإسناد صحيح عن زيللد
ي صلى الله عليه وسللّلم ن النب ّ بن ثابت رضي الله عنه )) :أ ّ
نهللى أن ُتبللاع السلللع حيللث تبتللاع حللتى يحوزهللا التجللار إلللى
رحالهم (( ].[61
سادسلللا ً :ليسلللت العقلللود الجللللة فلللي السلللوق الماليلللة
سللَلم الجللائز فللي الشللريعة ) البورصللة ( مللن قبيللل بيللع ال ّ
السلمية ،وذلك للفرق بينهما من وجهين :
)أ( في السوق المالية )البورصة( ل ُيدفع الثمن في العقللود
جل دفع الثمن إلللى موعللد الجلة في مجلس العقد ،وإنما ُيؤ ّ
سَلم يجللب أن ي ُللدفع فللي ن الثمن في بيع ال ّ التصفية ،بينما أ ّ
مجلس العقد .
)ب( في السوق )البورصة( ُتباع السلعة المتعاقد عليها وهي
دةفي ذمة البائع الول ،وقبل أن يحوزها المشتري الول علل ّ
بيوعات ،وليللس الغللرض مللن ذلللك إل قبللض أو دفللع فللروق
السعار بين البللائعين والمشللترين غيللر الفعلييللن ،مخللاطرة
منهم على الكسب والربح ،كالمقامرة سواء بسللواء ،بينمللا
ل يجوز بيع المبيع في عقد السلم قبل قبضه .
دم يرى المجمع الفقهي السلمي : وبناًء على ما تق ّ
ب على المسللئولين فللي البلد السلللمية أن ل يللتركوا أنه يج ُ
أسواق البورصة فللي بلدهللم حلّرة تتعامللل كيللف تشللاء فللي
246
عقود وصفقات ،سواء أكانت جائزة أو محّرمة ،وأل يللتركوا
المتلعبين بالسعار فيها أن يفعلوا ما يشاءون ،بل يوجبللون
فيها مراعاة الطرق المشروعة في الصفقات التي تعقد فيها
،ويمنعون العقود غير الجائزة شرعا ً ،ليحولوا دون التلعللب
الذي يجّر إلى الكللوارث الماليللة ،ويخللرب القتصللاد العللام ،
ن الخير كللل الخيللر فللي الللتزام ويلحق النكبات بالكثيرين ،ل ّ
ل شيء ،قال الللله تعللالى : طريق الشريعة السلمية في ك ّ
َ
ل س لت َِقيما ً فَللات ّب ُِعوهُ وَل َ ت َت ّب ِعُللوا ْ ال ّ
س لب ُ َ م ْطي ُ ص لَرا ِ
ذا ِهل ل َن َ)) وَأ ّ
ن(( م ت َت ُّقلو َ كم ِبلهِ ل َعَل ّ ُ
كل ْ صلا ُ م وَ ّ كل ْسلِبيل ِهِ ذ َل ِ ُعلن َ م َ فَت ََفلّرقَ ب ِ ُ
كل ْ
)النعام. (153:
ي التوفيق ،والهادي إلى سواء السبيل ، والله سبحانه هو ول ّ
وصلى الللله علللى سلليدنا ونبينللا محمللد ،وعلللى آللله وصللحبه
وسّلم .
رئيللس مجلللس المجمللع نللائب الرئيللس
الفقهي
عبدالعزيز بن عبدالله بللن د .عبدالله عمر نصيف
باز
العضاء
صالح بن فوزان الفوزان عبدالله العبدالرحمن البسام
محمللد الصللالح العللثيمين محمللد بللن عبللدالله بللن سللبيل
محمد محمود الصواف مصطفى أحمد الزرقاء
محملللدح رشللليد قبلللاني محملللد سلللالم علللدود
محمد الشاذي النيفر
عبدالقللللدوس الهاشللللمي أبللللو بكللللر جللللومي
محمد رشيدي
محمد أحمد قمر
مقّرر مجلس المجمع الفقهي السلمي
***
الخاتمة :
247
من ُللوا ْ َ
نآ َ ذي َب سبحانه وتعللالى )) :ي َللا أي ّهَللا ال ّل ِ قال شديد ُ العقا ِ
م ن* َفللِإن ّللل ْ مِني َ مؤ ْ ِ كنُتم ّ ن الّرَبا ِإن ُ م َي ِ ما ب َِق َ ه وَذ َُروا ْ َ ات ُّقوا ْ الل ّ َ
ْ
س ؤو ُ م ُر ُ م فَل َك ُل ْ سول ِهِ وَِإن ت ُب ْت ُ ْ ن الل ّهِ وََر ُ م َ ب ّ حْر ٍ ت َْفعَُلوا ْ فَأذ َُنوا ْ ب ِ َ
َ
ن(( . مو َ ن وَل َ ت ُظ ْل َ ُ مو َ م ل َ ت َظ ْل ِ ُ وال ِك ُ ْ م َ أ ْ
ن تلد َعَ شلليئا ً لللله علّز ك ل َل ْ وقال صلى الله عليه وسّلم )) :إن ّ َ
ك منه ((].[62 دلك الله به ما هو خيٌر ل َ َ ل إل ب ّ وج ّ
م حك َل ٌ مجِلس لا ً للللذكر إل ّ قللال :الللله َ س َ وكللان معللاذ ل يجل ل ُ
ن ورائكللم فَِتن لا ً َيكللثُر فيهللا مل ْ ن ِ مرتللابون ،إ ّ ك ال ْ ُ ط ،هل َل َ سل ٌ قِ ْ
ن والمنللافقُ ، خ لذ َهُ المللؤم ُ ن ،حللتى َيأ ُ ح فيها القرآ ُ ل ،وُيفت ُ الما ُ
ك شل ُح لّر ،فيو ِ ة ،والصغيُر والكبيُر ،والعب لد ُ وال ْ ُ ل والمرأ ُ والّرج ُ
ن ،مللا ت القلرآ َ ن يقول :ما للناس ل ي َّتبعوِني وقد ْ قلرأ ُ لأ ْ قائ ٌ
َ
ن مللا ه ،فإّياكم ومللا ابت ُللدعَ فللإ ّ ي حّتى أبتد َعَ َلهم غيَر ُ مت ِّبع ّ مب ُ هُ ْ
ن قللد ن الشلليطا َ ة الحكي لم ِ ،فللإ ّ ذركم َزي ْغَ ل َ ة ،وُأح ل ّ ابُتدع ضلل ٌ
ق
ل المنللاف ُ ة الضللةِ على لسان الحكيم ،وقد يقللو ُ ل كلم َ يقو ُ
ن ك الللله أ ّ ت لمعاذ :مللا ي ُللدريِني رحمل َ ل :قل ُ ة الحقّ ،قا َ كلم َ
ة ل كلم ل َ ن المنافقَ قد ْ يقو ُ ة الضللةِ ،وأ ّ ل كلم َ م قد يقو ُ الحكي َ
ت الللتي ن كلم الحكيم ِ المشتهَِرا ِ م ْ الحقّ ،قال :بلى ،اجتنب ِ
ن ك عنلله ،فللإنه لعل ّلله أ ْ ك ذلل َ ل لهللا :مللا هللذه ،ول ي َث ِْنين ّل َ ُيقللا ُ
ن على الحقّ نورًا( ].[63 ُيراجع ،وتل ّقَ الحقّ إذا سمعته ،فإ ّ
مللن سللواه كفانا الله بحلللله عللن حراملله ,وأغنانللا بفضللله ع ّ
)) إ ُ
ما ت َوِْفيِقي إ ِل ّ ِبالل ّهِ عَل َي ْ ِ
ه ت وَ َ ست َط َعْ ُ ما ا ْ ح َ صل َ َ ن أِريد ُ إ ِل ّ ال ِ ْ ِ ْ
ُ
ب(( )هود. (88: ت وَإ ِل َي ْهِ أِني ُ ت َوَك ّل ْ ُ
جهدي ،والحمد لله رب العالمين . هذه نصيحتي وغاية ُ
وصلى الله وسّلم على عبده ورسوله محمد وآله وصحبه .
________________________________________
] [1خطبة المام أحمد بن حنبل رحمه الله تعالى في كتابه :
الرد على الجهمية والزنادقة ص . 57-55
248
ف ب :كي ل َ ] [2رواه المام البخللاري واللفللظ للله ح ) 100بللا ٌ
ن ب عمُر بلل ُ م ( ؟ ,وقال رحمه الله تعالى » :وكت َ ض العل ُ ُيقب ُ
ن مللن حللديث ن حزم ٍ :انظر ما كللا َ عبد العزيز إلى أبي بكر ب ِ
ت خفل ُ ه ,فللإني ِ رسللول الللله صلللى الللله عليلله وسلللم فللاكتب ُ
ي صلى ث النب ّ ب العلماِء ,ول تقبل إل ّ حدي َ س العلم ِ وذها َ د ُُرو َ
مللن م َ م ,ولَيجلسوا حّتى ُيعل ّل َ شوا العل َ الله عليه وسلم ,ولُيف ُ
سّرا ً « .ن ِ ك حّتى يكو َ م ل َيهل ِ ُ ن العل َ م ,فإ ّ ل َيعل َ ُ
ب :رفللع العلللم وقبضلله , ورواه المللام مسلللم ح 2673بللا ُ
وظهور الجهل والفتن في آخر الزمان .
ب :الرجل مللن ] [3رواه البيهقي في الكبرى ح ) 20700با ُ
أهل الفقه ُيسأل عن الرجل من أهل الحديث فيقول :ك ُّفللوا
دث بما لم َيسمع ,أو أنه ل ُيبصللر عن حديثه لنه يغلط أو ُيح ّ
الفتيللا ( وابللن عسللاكر فللي تاريللخ مدينللة دمشللق ج , 7/38
ححه المام أحمد ) فتح المغيث للسخاوي ج . ( 1/297 وص ّ
] [4رواه الطبراني في الوسط ح , 7695وقال الهيثمي ) :
ورجاله رجال الصحيح ( مجمع الزوائد ج . 4/118
] [5رواه المام البخاري ح 1977باب قول الله تعالى } :ي َللا
َ ْ َ
ة َوات ُّقللوا ْ الل ّل َ
ه ضللاعََف ًم َ مُنوا ْ ل َ ت َأك ُُلوا ْ الّرَبا أ ْ
ض لَعاًفا ّ نآ َ ذي َ أي َّها ال ّ ِ
ن{ ) (130سورة آل عمران. حو َ م ت ُْفل ِ ُ ل َعَل ّك ُ ْ
هشّبهة :قللال ابللن منظللور ) :مشللكلة ُيشللب ُ م َمشتبهة و ُ ]ُ [6
بعضللها بعضللا ً ( لسللان العللرب ج , 2/266وقللال العينللي :
) الشبهات هي المور التي لم يّتضح حكمها ( عمللدة القللاري
ج . 2/297
ن, ل بي ّللل ٌب :الحل ُ ] [7رواه الملللام البخلللاري ح ) 2051بللا ٌ
ت(. ن ,وبينهما مشتبها ٌ والحرام بي ّ ٌ
] [8أخرجه المام أحمد ح , 1723والترمللذي واللفللظ للله ح
حح إسناده الحافظ ابن 2518وقال ) :حسن صحيح ( ,وص ّ
حجر في تغليق التعليق ج . 3/211
] [9أي صللحيح المللام البخللاري رحملله الللله تعللالى ح 6640
) باب :تعبير الرؤيا بعد صلة الصبح ( .
249
عوقب آكل الّربللا بسللباحته فللي ] ) [10قال ابن هبيرة :إنما ُ
النهر الحمر ,وإلقامه الحجارة :لن أصل الّربللا يجللري فللي
الذهب ,والذهب أحمر ,وأما إلقللام المل َللك للله ال َ
حجللر فللإنه
إشارة إلى أنه ل ُيغني عنه شيئا ً ,وكذلك الّربللا فللإن صللاحبه
ل أن ماله يزداد ,والله من ورائه يمحقه ( فتح الباري ج يتخي ّ ُ
. 12/445
] [11رواه أحمد ح , 14481والترمللذي واللفللظ للله ح 614
باب :ما ذكر في فضل الصلللة ,وقللال الهيثمللي ) :ورجللاله
ثقللات ( مجمللع الللزوائد ج , 10/231وصللححه الحللافظ ابللن
حجر في المالي المطلقة ص . 214
] [12وهم ) فقهاء السلم ,ومن دارت الفتيا علللى أقلوالهم
عنللوا بضللبطصللوا باسللتنباط الحكللام ,و ُ خ ّبين النام ,الذين ُ
قواعد الحلل والحرام ( إعلم المللوقعين للمللام ابللن القيللم
رحمه الله تعالى ج . 1/7
ل عمللاد النللاس عليهللم وهم أيضا ً ) :الذين جعل الله عّز وجل ّ
فلي الفقلله والعللم ,وأمللور اللدين والللدنيا( ُ,ينظلر :تفسلير
الطبري ج . 3/327
] [13بدائع الفوائد ج . 3/277
] [14الّربا وبعض صوره المعاصرة ص . 42
وصدقَ شيخنا حفظه الله ) لماذا ل يسألون اللجنة الدائمللة ,
أو هيئة كبار العلماء ( فقد كان من هدي السلف الصالح كمللا
مبارك رحمه الله تعالى ) :كان فقهاء أهللل قال المام ابن ال ُ
المدينة الذين كانوا يصدرون عن رأيهم سبعة :ابن المسليب
,وسليمان بن يسللار ,وسللالم ,والقاسللم ,وعللروة ,وعبيللد
الله بن عبد الله ,وخارجة بن زيد ,وكانوا إذا جاءتهم مسألة
دخلوا فيها جميعا ً فنظروا فيها ( سير أعلم النبلء للللذهبي ج
, 4/461تهذيب التهذيب لبن حجر ج , 3/378فتح المغيللث
للسخاوي ج . 3/159
سعة فقه شليخنا -حفظله اللله -فللي ل على َ وأيضا ً :مما يد ّ
قللوله ) :لمللاذا ل يسللألون اللجنللة الدائمللة ,أو هيئة كبللار
250
ن ولي المر فللي هللذه البلد – حفظهللا الللله العلماء ( حيث أ ّ
صلَر الفتيللا فللي المللور العامللة علللى هيئة كبللار بالسلللم – قَ َ
العلماء وعلى اللجنة الدائمللة للفتللاء ,وهللذا أيضلا ً للله أصللله
سنة أمير المللؤمنين عمللر بللن الخطللاب رضللي ي من ُ الشرع ّ
ل: الله عنه ,فعن محمد بللن سلليرين رحمله الللله تعللالى قللا َ
ت ُ ْ ل عُمر رضي الله عنه لبن مسعود أ َل َل ُ ) قا َ
م أن َّبل لأ ,أو أنللبئ ُ ْ ٍ ِ َ ُ
ها ( أخرجلله ن ت َوَّلى قاّر َ م ْها َ
حاّر َ ل َ ت بأمير ,وَ ّ ك ُتفِتي وََلس َ أن ّ َ
ة
شللد ّ ِب :الفتيا وما فيه مللن ال ّ الدارمي واللفظ له ح 175با ُ
ص , 77وعبد الرزاق في مصنفه ح , 15293وابن عبد البر
في الجامع ج , 2/143والذهبي في السير ج . 2/495
ل قال أبللو داود فللي سللننه ح ) : 4481وقللال الصللمعي :وَ ّ
ن ت َوَّلى هَي ّن ََها ( .م ْ دها َ ل شدي َ ها :و ّ ن ت َوَّلى قاّر َم ْها َ
حاّر َ َ
ب عمللر ن مللذه َ ل علللى أ ّ قال الذهبي رحمه الله تعالى ) :ي َللد ّ
م من أفتى بل إذن ( السللير ج رضي الله عنه :أن َيمنع الما ُ
. 2/495
وروى المام المروزي في )ما رواه الكابر ح 47ص : ( 61
ت مناديلا ً ُينللادي بالمدينللة :أل ل عن ابن وهب قال ) :سللمع ُ
ك بللن أنللس ,وابللن أبللي ذئب( وانظللر : س إل مالل ُ ُيفتي النللا َ
العلو للعلي الغفار للللذهبي ح 351ج 2/967وفيلله ) :ن ُللودي
مّرة بالمدينة بأمر المنصور . (..
ت سنة ثمان وقال أبو الوليد الباجي :قال ابن وهب ) :حجج ُ
ك بللن س إل مالل ُ ح :ل ُيفللتي النللا َ ح َيصي ُ وأربعين ومائة ,وصائ ٌ
أنللس ,وعبللد العزيللز بللن أبللي سلللمة( التعللديل والتجريللح ج
, 2/699وانظللر :تاريللخ بغللداد ج , 10/436المنتظللم لبللن
الجوزي ج . 8/275
وروى المام البخاري رحملله الللله فللي تللاريخه ح 2999عللن
عبد الله بن إبراهيم بن عمر بن كيسان قال ) :أخبرني أبي :
سح :أل ل ُيفتي النللا َ أذكرهم في زمان بني أمية صائحا ً يصي ُ
إل عطاُء ,فإن لم يكن عطاء فابن أبي نجيح( وانظر :أخبللار
مكللللة للفللللاكهي ح 1643ج , 2/347طبقللللات الفقهللللاء
251
للشيرازي ص , 57تهذيب الكمال للمللزي ج , 20/78تاريللخ
مدينة دمشق ج . 40/385
]ُ [15ينظر :الفتاوى الكللبرى الفقهيللة للهيتمللي ج , 4/324
وكتاب زجر السفهاء عن تتبع رخص الفقهاء ,لجاسم الفهيللد
الدوسري ص . 22-20
وازداد ظهوُر هذا المنهج في هذا العصر :عندما ُتللوّفي كبللار
أهل العلم المشهود لهم بالعلم والعمل .
ومللن أبللرز أصللول هللذا المنهللج :النظللر إلللى المقاصللد دون
سع في فهم خاصية الُيسر في السلم ,تتّبللع النصوص ,التو ّ
متشللابه ,تعميللم إعمللال محكللم واّتبللاع ال ْ ُ الرخللص ,تللرك ال ْ ُ
قاعدة عموم البلوى فللي التخفيللف ,الخللذ بمبللدأ التلفيللق ,
جعل الخلف دليل ً ,البحث عن القوال السللاقطة ليرفعللوا -
ج عن الكثير من الناس الذين وقعوا في كثير بزعمهم -ال ْ َ
حَر َ
من المعاملت الربوية ...
ن
ملل ْوينتمي لمنهج التيسير المعاصر مدرستان هما :مدرسة َ
مون أنفسهم بالسلميين ,وغالبهم من المتللأّثرين بحركللة ُيس ّ
الخوان المسلمين ,والثانية :مدرسة العلمانيين ,ومن أبرز
م يتعللارض مللع ن الدين صحيح ما ل َل ْ سماتهم :أنهم يعتبرون أ ّ
ور ُ ,ينظر :منهج التيسللير المعاصللر -دراسللة تحليليللة - التط ّ
رسالة ماجستير ,للشيخ عبدالله بن إبراهيم الطويللل -ط 1
-دار الفضيلة .
] [16أخرجه المام أحمد ح , 18035والللدارمي ح , 2533
وأبو يعلى ح , 1587وحسنه النووي في رياض الصللالحين ح
. 591
] [17رواه الترمذي وقال ) :هللذا حللديث حسللن صللحيح ( ح
2417باب :ما جاء في شأن الحساب والقصاص .
ج به المام ابن القيللم فللي إعلم ] [18ذكره بهذا اللفظ واحت ّ
الموقعين ج , 2/238ومعناه ثللابت فللي الحللديث الللذي رواه
المام أحمد ح , 3121وابن عبد البر في جامع بيان العلم ج
, 2/196والمقدسللي فللي الحللاديث المختللارة ح , 357
252
سنه ابن مفلح فللي الداب الشللرعية ج , 2/74والهيثمللي وح ّ
ححه أحمللد شللاكر ,ولفللظ في مجمع الزوائد ج , 3/234وص ّ
ع
المام أحمد :عن ابن عباس رضي الله عنهما قللال ) :تمت ّل َ
ي صلى الله عليه وسلم ,فقال عللروة بللن الزبيللر َ :نهللى النب ّ
أبو بكر وعمللر عللن المتعللة ! فقللال ابللن عبللاس :مللا يقللول
عَُرّية ,قال :يقول َ :نهى أبو بكر وعمر عللن المتعللة ,فقللال
ي صلللى الللله سي َهْل ِ ُ ُ
كون ,أقول :قال النب ّ ابن عباس :أراهم َ
عليه وسلم ,ويقول :نهى أبو بكر وعمر ! ( .
] ( [19ذكر هذا الثر شيخ السلم ابن تيمية رحمه الللله فللي
كتابه :الصارم المسلول على شاتم الرسول صلى الله عليه
وسلم ج 117-2/116بلفظ ) :وقيل له – أي للمام أحمد -
ث ويذهبون إلى رأي سفيان وغيره , دعون الحدي َ ن قوما ً ي َ ّ :إ ّ
ث ,وعرفللوا السللناد ب لقللوم سللمعوا الحللدي َ فقللال :أعجلل ُ
ه ويذهبون إلى رأي سفيان وغيره ,قال الله عون َ ُ وصحته ,ي َد َ ُ
ضللا قَ لد ْ كم ب َعْ ً ضل ُ عاء ب َعْ ِ م ك َلد ُ َ ل ب َي ْن َك ُل ْ سو ِ عاء الّر ُ جعَُلوا د ُ َ َ} :ل ت َ ْ
ن خللال ُِفو َن يُ َ
ذي َ حذ َرِ ال ّل ِذا فَل ْي َ ْوا ًم لِ َ منك ُ ْ ن ِ سل ُّلو َ ن ي َت َ َ ذي َ ه ال ّ ِ م الل ّ ُ ي َعْل َ ُ
م{ )(63 َ م عَل َ عَلن أ َملره َأن تصلليبهم فتنل ٌ َ
ب أِليل ٌ ذا ٌ صلليب َهُ ْ ة أو ْ ي ُ ِ ُ ِ َُ ْ ِ َْ ْ ْ ِ ِ
سورة النللور وتدري ما الفتنللة ؟ الكفللر ,قلال اللله تعلالى :
ن دعو َ ل { ) (191سللورة البقللرة في َل َ ن ال َْقت ْ ِ
م َ شد ّ ِ ة أَ َ } َوال ِْفت ْن َ ُ
الحديث عللن رسللول الللله صلللى الللله عليلله وسلللم وتغلبهللم
أهواؤهم إلى الرأي ( وذكره ابن مفلح في الفروع ج 6/375
مقارب . بلفظ ُ
وذكر بعض العلماء قريبا ً من هذا الثر عن المام مالك رحمه
الله تعالى ُ ,ينظللر :الفقيلله والمتفقلله للخطيللب ج , 1/379
واعتقاد أهللل السللنة لللكللائي ج , 1/144وذم الكلم وأهللله
للهللروي ج , 3/115ومللواهب الجليللل للمغربللي ج , 3/40
والباعث على إنكار البدع والحوادث لبي شامة ص . 21
] [20رواه الترمللذي ح 3095بللاب :ومللن سللورة التوبللة ,
ت النللبي صللى اللله ولفظه :عن عدي بن حللاتم قلال ) :أتيل ُ
ي
ب مللن ذهللب ,فقللال :يلا عللد ّ عليه وسلم وفي عنقي صلي ٌ
253
اطَرح عنك هلذا اللوثن ,وسلمعته يقلرأ ُ فلي سلورة بلراءة :
ذوا ْ أ َحبارهُم ورهْبانه َ
نح اْبلل َ سي َم ِ ن الل ّهِ َوال ْ َ دو ِمن ُ م أْرَباًبا ّ ْ َ َ ْ َُ َ َُ ْ خ ُ}ات ّ َ
ُ
ه
حان َ ُ سلب ْ َهلوَ ُ ه إ ِل ّ ُدا ل ّ إ َِلل َ
حل ً دوا ْ إ ِل ًَهلا َوا ِ
مُروا ْ إ ِل ّ ل ِي َعْب ُ ُ
ما أ ِ م وَ َ مْري َ ََ
ملا إنهلم للم َ شلرِ ُ ملا ي ُ ْ
ن{ ) (31سلورة التوبلة ،قلال :أ َ كو َ عَ ّ
يكونوا َيعبدونهم ,ولكنهم كانوا إذا أحّلوا لهم شيئا ً استحّلوه ,
وإذا حّرموا عليهم شيئا ً حّرموه ( ,ورواه أيضا ً :البيهقي فللي
الكبرى ح 20137باب :مللا يقضللي بلله القاضللي وُيفللتي بلله
المفتي فإنه غير جائز له أن ُيقّلد أحلدا ً ملن أهلل دهلره ,ول
أن يحكم أو ُيفتي بالستحسان ,قال الله جل ثناؤه َ} :يا أ َي َّها
م من ُ َ ال ّذين آمنوا ْ أ َطيعوا ْ الل ّه وأ َطيعوا ْ الرسو َ ُ
كلل ْ مرِ ِ ل وَأوِْلي ال ْ ّ ُ َ َ ِ ُ ِ ُ ِ َ َ ُ
م كنت ُل ْ ل ِإن ُ سللو ْ ِ دوهُ إ ِل َللى الل ّلهِ َوالّر ُ يٍء فَُر ّ ش ْ م ِفي َ فَِإن ت ََناَزعْت ُ ْ
ن ت َلأِوي ً َ خلرِ ذ َل ِل َ ن ِبالل ّهِ َوال ْي َوْم ِ ال ِ
ل{ )(59 سل ُ ح َ خي ْلٌر وَأ ْ ك َ مُنو َ ت ُؤْ ِ
سنه شيخ السلم ابللن تيميللة فللي كتللاب سورة النساء ,وح ّ
ج به المام ابن عبد الللبر :علللى فسللاد اليمان ص , 64واحت ّ
التقليد ) جامع بيان العلم وفضله ج . ( 2/109
] [21فتح المجيد شرح كتاب التوحيد ص . 427-419
] [22مجموع الفتاوى ج . 7/71
] [23لوامع النوار ج . 2/465
كراهية أخذِ الللّرأي , ب :في َ ] [24أخرجه الدارمي ح 220با ٌ
وأبو نعيم في الحلية ج , 4/196وابن عبد البر في الجامع ج
. 2/110
] [25تاريخ مدينة دمشق ج . 11/81
] [26أخرجه ابن الجعد في مسنده ح , 1319وأبو نعيم في
الحليللة ج , 3/32وذكللره ابللن القيللم فللي إغاثللة اللهفللان ج
, 1/230وغيره .
] [27جامع بيان العلم وفضله ج , 2/92وذكر غير واحد مللن
ص فس لقٌ ( ُينظللر مثل ً :إعلم ن تتب ّلعَ الّرخ ل ِ أهللل العلللم ) :أ ّ
الموقعين ج , 4/222مطالب أولي النهى ج , 1/371حاشية
ابن عابدين ج . 6/290
] [28الجواب الكافي ص . 84-83
254
] [29رواه مسلم في باب :تحريلم الظللم ح , 2577وقلال
المام أحمللد عللن هللذا الحللديث ) :هللو أشللرف حللديث لهللل
الشام ( مجموع فتاوى شيخ السلم ج . 510 /8
] [30رواه المللام مسلللم رحملله الللله تعللالى ح 770بللاب :
الدعاء في صلة الليل وقيامه .
ب] [31رواه المام البخاري رحمه الله تعللالى ح 3560بللا ُ
ي صلى الله عليه وسّلم . صفةِ النب ّ
] [32ح 1015باب :قبول الصللدقة مللن الكسللب الطيللب
وتربيتها .
دم تخريجه . ] [33رواه البزار ح , 1435وقد تق ّ
] [34رواه المامان البخاري ح 2615باب قول الله تعللالى :
ْ }إن ال ّلذين يلأ ْك ُُلو َ
ن فِللي مللا ي َلأك ُُلو َ مى ظ ُل ْ ً
مللا إ ِن ّ َ ل ال ْي َت َللا َ
وا َمل َ
نأ ْ َ ِ َ َ ِ ّ
سِعيًرا{ ) (10سورة النساء ،ومسلم ن َ صل َوْ َ سي َ ْ
م َناًرا وَ َطون ِهِ ْبُ ُ
ح 89باب :بيان الكبائر وأكبرها .
] [35ح 1598باب :لعن آكل الّربا ومؤكله .
] [36رواه المللام أحمللد ح 3725ج , 1/393وأبللو داود ح
3333باب :آكل الّربا وموكله ,وابن ماجللة ح 2277بللاب :
ح( ن صحي ٌ س ٌح َ ث َ التغليظ في الّربا ,والترمذي وقال ) :حدي ٌ
ح 1206باب :ما جاء فللي أكللل الّربللا ,والنسللائي ح 5104
كتاب الزينة .
] [37رواه المللام مسلللم ح 1598بللاب :لعللن آكللل الّربللا
ومؤكله .
] [38قلللال الحلللافظ أبلللو القاسلللم الغرنلللاطي ) :أجملللع
ن المعنى :ل يقومون من قبللورهم فللي البعللث المفسرون أ ّ
إل كللالمجنون ( كتللاب التسللهيل لعلللوم التنزيللل ج -1/167
. 168
] [39أخرجلله المللام أحمللد ح 1723ج , 1/200والترمللذي
وقللال ) :حسللن صللحيح ( ح 2518واللفللظ للله ,وصللحح
إسناده الحافظ ابن حجر ) تغليق التعليق ج . ( 3/211
] [40الجماع لبن المنذر رقم 508ص . 95
255
] [41ح 3603باب :مناقب عبد الله بللن سلللم رضللي الللله
عنه .
] [42رواه المام أحمد ح , 22007وغيره ,وقال الهيثمي :
) ورجاله رجال الصحيح ( مجمع الزوائد ج . 4/117
] [43رواه المامللان أحمللد ح , 22779ومسلللم ح 1587
ب :الصرف وبيع الذهب بالورق نقدا ً . با ُ
]ُ [44ينظر :تفسير السمرقندي ج , 1/339تفسير البغوي
ج , 1/446تفسير القرطللبي ج , 247-5/246الللدر المنثللور
للسيوطي ج . 2/582
ل مللن أصللول الشللريعة ن ) سللد ّ الللذرائع أصلل ٌ
) ] ( [45إ ّ
السلمية ،وحقيقته :منع المباحللات الللتي ُيتوصللل بهللا إلللى
مفاسد أو محظورات ..ول يقتصر ذلك على مواضع الشتباه
والحتياط ،وإنما يشتمل كل ما من شللأنه التوصللل بلله إلللى
الحرام ( قرارات وتوصيات مجمع الفقلله السلللمي ص 209
بتصرف .
وعّرف الباجي ت 474هلل هللذه القاعللدة بقللوله ) :المسللألة
التي ظاهرها الباحة وُيتوصل بها إلى فعل المحظور ( إحكام
الفصول في أحكام الصول ص 765للباجي .
وشيخ السلم ابن تيمية ت 728هل بقوله ) :الذريعة :الفعل
الللذي ظللاهره أنلله مبللاح وهللو وسلليلة إلللى فعللل المح لّرم (
الفتاوى الكبرى ج . 3/256
ولقد اتفقت جميع المذاهب الربعة على إعمال قاعللدة سللد ّ
الذرائع في الذريعة الللتي تللؤول إلللى المح لّرم قطعلا ً ,وفللي
الذريعة التي تؤول إلى المحّرم ظنا ً ) ُينظر :قواعد الحكللام
في مصالح النام للعز بن عبد السلللم ص , 76والموافقللات
للشاطبي ج . ( 3/350
] [46رواه المام مسلم رحملله الللله تعللالى ح 2699بللاب :
فضل الجتماع على تلوة القرآن وعلى الذكر .
] [47وهما :شللركة التللأمين التعللاوني ,والشللركة المتحللدة
ذكر ذلك في بداية الفتوى المذكورة . للتقسيط ,وقد ُ
256
] [48والميسللر هللو :القمللار ) ُينظللر :تفسللير الطللبري ج
, 4/324معالم التنزيل للبغللوي ج , 1/252الجللامع لحكللام
القرآن ج , 53-2/52الصحاح مادة يسللر , 2/857المصللباح
المنير ص 351مادة ي س ر ( .
] [49روى المام مسلم رحمه الللله تعللالى عللن أبللي هريللرة
رضي الله عنلله قللال ) :نهللى رسللو ُ
ل الللله صلللى الللله عليلله
وسلم عن بيلع الحصلاة ,وعلن بيلع الَغلَرر ( ح 1513بلاب :
بطلن بيع الحصاة والبيع الذي فيه غرر .
] [50لقد ) نّبهت وزارة التجارة في المملكة إلى الحذر في
التعامل مع من يعرضون البطاقللات التجاريللة الخاصللة بمنللح
تخفيضات وخصومات في المحال والمعارض التجارية ,وأنلله
م تصفية العديد من الشركات والمؤسسات الللتي ُتعلللن قد ت ّ
عن تخفيضات وهمية مكذوبة ل حقيقة لهلا – ُينظلر :جريلدة
الجزيللرة السللبت 29/2/1415هللل العللدد 7982ص ( 23
الحوافز التجارية التسويقية ص 191-190رسللالة ماجسللتير
للشيخ خالد المصلح .
] [51أمللا ) البطاقللات التخفيضللية الللتي ُتمنللح للمسللتهلكين
مكافأة لهم على التعامل ,أو تشجيعا ً عليه :جائزة ل محذور
فيها ..وقد ذهب إلى إباحة هذا النوع من بطاقات التخفيللض
اللجنللة الدائمللة ..ففللي جللواب لهللا عللن هللذا النللوع قللالت
اللجنة :بطاقة التخفيض التي تحملها ليللس لهللا مقابللل ,فل
حرج عليك في استخدامها والنتفاع بهللا ( الحللوافز التجاريللة
التسويقية ص . 194
] [52رواه البخاري ح 4855باب :المهللر بللالعروض وخللاتم
مللن حديللد ,ومسلللم ح 1425بللاب :الصللداق وجللواز كللونه
تعليللم قللرآن وخللاتم حديللد ,وغيللر ذلللك مللن قليللل وكللثير ,
واستحباب كونه خمسمائة درهم لمن ل يجحف به .
] [53قال ابن المنذر رحمه الله تعالى ) :وأجمعوا على أن
شللر السلللف هديللة أو زيللادة ،فأسلللفه المسلف إذا شرط عُ ْ
257
ن أخذه الزيادة ربا ً ( الجماع لبللن المنللذر رقللم على ذلك ،أ ّ
508ص . 95
ف وبي لعٌ , س لل َ ٌ ل َ حل ّ
] [54كقوله صلى الله عليه وسلم ) :ل ي َ ِ
س من ,ول بيعُ ما ليلل َ ح ما لم ُيض َ ن في بيٍع ,ول رب ُ ول شرطا ِ
ك ( رواه أحمللد ح , 6671وأبللو داود ح ) 3504بللاب : عنللد َ
في الرجل يبيع ما ليس عنللده ( والترمللذي وقللال ) :حللديث
حسن صحيح ( ح 1234باب :مللا جللاء فللي كراهيللة بيللع مللا
ن الحديث ثابت ) مجملوع ليس عندك ,وذكر شيخ السلم بأ ّ
الفتاوى ج . ( 20/350
ف وبيعٌ ( قال ابن الثير ) :هو مثل أن يقول :بعتك هللذا سل َ ٌ ) َ
العبد بألف على أن تسلفني ألفا ً ,إنمللا ُيقرضلله ليحللابيه فللي
ل قلرض جلّر منفعلة نك ّ الثمن ,فيدخل في حد ّ الجهالة ,ول ّ
ح ( النهاية ج 2/390 ن في العقد شرطا ً ول يص ّ فهو ربا ً ,ول ّ
وب ن َْقللدا ً ك هللذا الث ّل ْ ك ب ِعْت ُل َ ولل َ ن فللي ب َي ْلٍع ( ) :هللو كَق ْ شلْرطا ِ ) َ
ن في ب َْيعةٍ ( النهاية ج ة بديناَرْين ,وهو كالب َْيعتي ْ ِ بدينارٍ ,وَنسيئ َ ً
. 2/459
ح ما لم يضمن ( قال العظيم آبادي ) :يعنللي ل يجللوز أن )رب ُ
يأخذ ربح سلعة لم يضمنها ,مثل :أن يشللتري متاعلا ً ويللبيعه
ل وربحلله ل إلى آخر قبل قبضه من البللائع ,فهللذا الللبيعُ باط ل ٌ
يجوز ,لن المبيع في ضمان البللائع الول وليللس فللي ضللمان
المشتري منه لعدم القبض( عون المعبود ج . 293-9/292
ت زيت لا ً وعن عبدالله بن عمر رضي الله عنهما قللال ) :ابتع ل ُ
ل فأعطللاني ما استوجبُته لنفسي َلقَينللي رج ل ٌ ق ,فل ّ سو ِ في ال ّ
ل مللن ب على يده ,فأخذ َ رج ٌ ت أن أضر َ سنا ً ,فأرد ُ به ربحا ً ح َ
ث ه حي ُ ل :ل تبعْ ُ ت فقا َ ن ثاب ٍ ت فإذا زيد ُ ب ُ خلفي بذراعي فالتف ّ
ل الللله صلللى الللله ن رسللو َ ك ,فإ ّ حل ِ َ
ه حتى تحوَزهُ إلى َر ْ ابتعْت َ ُ
ث ُتبتللاعُ حللتى يحوَزهللا سلل َعُ حيل ُ عليه وسلللم نهللى أن ُتبللاعَ ال ّ
جاُر إلى رحاِلهم ( رواه أبللو داود ح 3499بللاب :فللي بيللع الت ّ ّ
الطعام قبل أن ُيستوفى ,وروى البخاري عللن عبللد الللله بللن
س فللي عه لدِ ت النللا َ عمر رضي الله عنهما قللال ) :لقللد رأي ل ُ
258
جَزاف لا ً -يعنللي ن ِ ل الله صلى الللله عليلله وسلللم َيبتللاعو َ رسو ِ
ن أن ي َللبيُعوه فللي مكللانهم حت ّللى ي ُللؤوُهُ إلللى م ُ -يضلَرُبو َ الطعا َ
جزافا ً من رأى إذا اشترى طعاما ً ِ بَ : حاِلهم ( ح ) 2030با ُ رِ َ
ب في ذلك ( ,ورواه حِله ,والد ِ ه إلى َر ْ ه حتى ُيؤوِي َ ُ أن ل َيبيعَ ُ
ب :بطلن بيع المبيع قبل القبض ( . مسلم ح ) 1527با ُ
وقد أجمع العلماء على النهي عن بيع ما َلم يملك ) المبدع ج
. ( 4/18
وقال ابن المنللذر ) :بيللع مللا ليللس عنللدك يحتمللل معنييللن :
أحدهما :أن يقول :أبيعك عبللدا ً أو دارا ً معينللة وهللي غائبللة ,
فيشبه بيع الغرر ,لحتمال أن تتلف أو ل يرضللاها ,ثانيهمللا :
أن يقول :هذه الدار بكذا على أن أشتريها لك من صللاحبها ,
أو على أن ُيسلمها لك صاحبها ( فتح الباري ج . 4/349
] [55قال المام ابن القيم رحمه الللله تعللالى ) :روى ابللن
بطة وغيره بإسناد حسن ( وسللاق الحللديث ,انظللر :حاشللية
ابللن القيللم ج , 9/244وقللال ابللن عبللدالهادي رحملله الللله
ن الحديث ثابت ) تنقيح تحقيق أحللاديث التعليللق ج تعالى :بأ ّ
. ( 3/426
ن بدُء الوحي إلى ف كا َ ب :كي َ ) ] ( [56رواه البخاري ح 1با ٌ
ل ذكللره : ل الللله جل ّ ل الله صلى الله عليه وسلم ,وقللو ُ رسو ِ
حي ْن َللا إ َِللى ن ُللو َ حي َْنلا إ ِل َي ْل َ َ
ه
مللن ب َعْلدِ ِ ن ِ ح َوالن ّب ِّييل َ ٍ ملا أوْ َ ك كَ َ }إ ِن ّللا أوْ َ
َ َ
ط سلَبا ِ ب َوال ْ حقَ وَي َعُْقللو َ سل َ ل وَإ ْ ْعي َ ما ِس َ م وَإ ِ ْ هي َ حي َْنا إ َِلى إ ِب َْرا ِ وَأوْ َ
َ
داُوود َن َوآت َي َْنللا َ ما َ سللل َي ْ َ
ن وَ ُ هللاُرو َ س وَ َ ب وَُيللون ُ َ سللى وَأّيللو َ عي َ وَ ِ
َزُبوًرا{ ) (163سورة النساء.
ب :الصرف وبيع الذهب بالورق نقدا ً . ] [57ح 1587با ُ
] [58وهللي :مسللابقة جاسللبا الدوليللة ،ومسللابقة الللدولر
الصاروخي ،ومسابقة مؤسسة رشا للتجارة .
] [59السهم :حصة الشخص ُتمثل جزءا ً شللائعا ً مللن رأس
مقابللل مبلللغ مال شللركة أهليللة أو هيئة حكوميللة ،يسللتحقها ُ
يدفعه للستثمار في مشروع .
259
والسند ُ :هو صك بمبلغ لشخص أقرضه لشللركة مسللاهمة أو
در بنسبة مئوية ثابتلة ملن هلذا هيئة حكومية بفائدة ،عادة ُتق ّ
المبلغ .
)ُينظر :بورصة الوراق المالية والضرائب ،لسماحة الشلليخ
عبدالرزاق عفيفي رحملله الللله تعللالى ،نللائب رئيللس اللجنللة
الدائمة للبحوث العلمية والفتاء( .
] [60رواه الئمللة :أحمللد ح ، 15346وأبللو داود ح 3503
باب :في الرجل يللبيع مللا ليللس عنللده ,والترمللذي ح 1232
باب :ما جاء في كراهية بيع ما ليس عنللدك ،وابللن ماجللة ح
2187باب :النهي عن بيع ما ليس عندك ,وعن ربح ما لللم
يضمن ،والنسائي ح 4613بيع ما ليس عند البائع .
] [61رواه أبو داود ح 3499باب :في بيللع الطعللام قبللل أن
يسللتوفي ،والللبيهقي فللي الكللبرى ح ، 10473والحللاكم ح
، 2271ورواه المام أحمد ح 4517من روايللة عبللدالله بللن
عمر قال ) :أنهم كانوا ُيضربون على عهد رسول الله صلللى
الللله عليلله وسلللم إذا اشللتروا طعاملا ً جزافلا ً أن يللبيعوه فللي
مكانه حتى ُيؤُوه إلى رحالهم ( .
] [62رواه المام أحمد ح , 23124والبيهقي في الكبرى ح
, 10603وقال الهيثمي ) :ورجالها رجال الصللحيح ( مجمللع
الزوائد ج . 10/296
ب لللزوم السللنة ,وعبللد ] [63رواه أبللو داود ح 4611بللا ُ
الرزاق في مصنفه ح , 20750والحللاكم فللي المسللتدرك ح
8422كتاب الفتن والملحم ,وقللال ) :هللذا حللديث صللحيح
على شرط الشيخين ولم يخرجاه (
==============
#المساهمة في الشركات
الشركات نوعان :
النوع الول :شركات ذات نشاط محللرم ؛ كللالبنوك الربويللة،
وكشللركات بيللع الللدخان ،وأشللرطة الغنللاء ،والمجلت الللتي
260
تحللوي صللورا ً محرمللة ،فهللذه ل يجللوز المسللاهمة فيهللا ،لن
عملها محرم ،والتحريم في هذا النوع واضح.
النللوع الثللاني :شللركات ذات نشللاط مبللاح ،ولكنهللا تقللرض
وتقترض بالربا ،وهذا النوع من الشركات ل يجوز المسللاهمة
فيها ،ووجه التحريللم :أن السللهم مللك مشلاع فللي الشللركة؛
فأي نشاط للشلركة فالمسلاهم شلريك فيله ،وعليله فلإنه ل
يجوز المساهمة في الشركات التي تقترض وتقللرض بالربللا،
َ
ملاه وَذ َُروا َ من ُللوا ات ُّقلوا الّلل َ نآ َ َ قال الله تعالىَ ")) :يا أي َّها ال ّل ِ
ذي
ْ
ب م ت َْفعَُلوا فَأذ َُنوا ب ِ َ
حْر ٍ ن لَ ْ
ن * فَإ ِ ْ مِني َمؤ ْ ِم ُ ن ك ُن ْت ُ ْ
ن الّرَبا إ ِ ْم َ ي ِب َِق َ
َ
ن
مللو َ م َل ت َظ ْل ِ ُوال ِك ُ ْ
م َ
سأ ْ م ُرُءو ُ م فَل َك ُ ْن ت ُب ْت ُ ْسول ِهِ وَإ ِ ْ ن الل ّهِ وََر ُ م َِ
ن"(( )البقرة ،278ل . ( 279وعللن جللابر بللن عبللد مو َوََل ت ُظ ْل َ ُ
الله -رضي الله عنه -قال ") :لعن رسللول اللله -صلللى الللله
عليه وسلم -آكل الربا ،ومؤ كله ،وكللاتبه ،وشللاهديه ،وقللال :
هم سواء "( أخرجه مسلم .
وقد قال بعض أهللل العلللم المعاصللرين بالتفصلليل بيللن الربللا
الكثير والربا اليسير ،فإن كان الربا قليل ً جاز وإل فل.
وحددوا الربا اليسير وفق الشروط التية :
.1أل يتجاوز إجمللالي المبلللغ المقللترض بالربللا عللن الثلللث ،
والرأي الخر أل يتجاوز %25من إجمالي موجودات الشركة
.
.2أل تتجاوز الفوائد الربويللة ،أو أي عنصللر محللرم عللن %5
من إيرادات الشركة .
.3أل يتجاوز القراض بالربا ،أو أي استثمار أو تملللك محللرم
عن %15من إجمالي موجودات الشركة.
وقد عللوا الجواز بالحاجة ،وعموم البلوى ،فجميع الشللركات
الكبرى المساهمة ترابي إل ما ندر ،والناس بحاجة إلى تنمية
أمللوالهم ول يجللدون إل هللذه الشللركات ،وخصوصلا ً أصللحاب
رؤوس الموال الصغيرة ،وفي القول بالتحريم تضيق عليهم،
ومتى مللا انللدفعت هللذه الحاجللة عللاد الحكللم إلللى التحريللم،
261
وتندفع الحاجة بوجود الشركات الملتزمة بالضوابط الشرعية
.
والقول الراجح في المسألة هو التحريم :
.1لن الربا محرم شرعا ً قليله وكللثيره ،وقللد أجمللع العلمللاء
علللى حرمتلله مطلقللًا ،ول أعللرف أحللدا ً مللن أهللل العلللم
المتقدمين قال بجواز ربا النسيئة عند الحاجلة ،إذا كلان أقلل
من الثلث ،بل جاءت النصوص بتعظيم جريمة الربا ،حتى لللو
ل؛ فعن عبد الله بن حنظلللة غسلليل الملئكللة -رضللي كان قلي ً
الله عنهما -قال :قال رسول الله -صلى الله عليه وسلللم: -
)" درهم ربا يأكله الرجل وهو يعلللم أشللد مللن سللتة وثلثيللن
زنية "( أخرجه أحمد بسند صحيح .وعن عبد الله بن مسللعود
-رضي الله عنه -عن النبي -صلى الله عليه وسلم -قللال ") :
الربا ثلثة وسبعون بابا ً أيسرها مثل أن ينكح الرجل أمه (" ..
أخرجه الحللاكم وصللححه ووافقلله الللذهبي ،والحللديث صللحيح
بمجموع شواهده.
.2لو سلمنا جدل ً بالجواز عند الحاجللة ،فللإن المسللاهمة فللي
هذه الشركات ليست من الحاجة ؛ لن حاجة تنميللة المللوال
مندفعة بأنواع التجارة الخللرى؛ كللالبيع والشللراء الفللردي ،أو
بالتوكيللل ،أو بالمضللاربة ،أو بأسللهم شللركات العقللار الللتي ل
تتعامل بالربا ،وهي كثيرة ولله الحمد وغير ذلك.
.3أن هللذا القللول ) :وهللو القللول بجللواز المسللاهمة فللي
الشركات التي تتعامل بالربا القليل ( :فيه إسهام فللي بقللاء
هذه الشركات على هذا المسلك الربللوي ،ودعللوة لمشللاركة
الناس فيها ،وتضييق ضمني للشركات السلمية الناشئة .
ولو كانت الفتوى صريحة في المنع ،للجأت هللذه الشللركات-
إن شاء الله -في بلد المسلمين إلى وضع اللجان الشللرعية،
والبعد عن الربا ؛ لن معظم الناس أقدموا علللى المسللاهمة
بناًء على الفتوى الشللرعية ،وخصوصلا ً مللع اللوعي الشلرعي
في السنوات الخيرة ،والمشايخ يدركون هللذه الحقيقللة مللن
262
خلل كللثرة أسللئلة النللاس عنهللا ،والللتي ربمللا طغللت علللى
أسئلتهم في الطهارة والصلة .
النوع الثالث :النوع الثاني :شركات ذات نشلاط مبلاح ،وهلي
ل تقرض ول تقترض بالربا ،والمساهمة فيهللا جللائزة ،لبعللدها
عن المحرمات.
أمللا تللداول أسللهمها بيع لا ً وشللراًء مللن خلل المحللافظ ،فللله
تفصلليل آخللر ،ول أريللد عرضلله الن حللتى أناقشلله مللع أهللل
الختصاص الفقهي
==============
#تداول ..ولكن ؟
أمة السلم :
ة قلبيللة ، ط بالقلب ،وارتفاعٌ للسللكرِ فللي الللدم ،و سللكت ٌ هبو ٌ
ة
ل مسلللم ٍ س وجنون ،كل ذلك جرى ويجري ،ل من أجلل ِ وهو ٌ
ل مؤمنةٍ َبقَر العلدو بطَنهللا ،ول مللن ضها ،ول من أج ِ انتهك عر ُ
ط ل مسلم ٍ مزقَ الكافُر أعضاُءه ،كل ؛ ولكن من أجل هبللو ٍ أج ِ
في السهم المالية !! فما بين لحظةٍ وأخرى ترتف لعُ السللعاُر
س ل يتحملللون تلللك المواقللف، وتنخفض ،وتزيد ُ وتنقص ،فأنا ٌ
فإذا بهم صرعى على السرةِ البيضاء ،وربما انتقللل آخللرون
مللن هللذه الللدارِ إلللى دارٍ أخللرى ،ول حللول ول قللوة إل بللالله
العظيم !!
ض إخواننا الذين فتنوا في السهم الماليللة ،فبللاع هذا حال بع ُ
ل الفوزِ بأعلى المكاسللب، ل ما يملك من عقارٍ ودار من أج ِ ك َ
ف ت البنللوك ،وخل ل َ ن في صال ِ وأسرِع المرابح ،فترى المسكي َ
ب اللي ُيحدقُ بعينه في أسعارِ السهم ،لعله ت الحاس ِ شاشا ِ
د -صلللى أن يظفَر بشيٍء يفوُز به ،ونحن من على منبرِ محم ٍ
ةة معطللرةً بالخللاء ،محمل ل ً ل رسللال ً الللله عليلله وسلللم -نرسل ُ
ة ن لهللم الخيللر ،ونللود ُ لهلم العافيللة ،رسللال ً بالصفاء ،لمللن ُنكل ُ
ل أن ح هادفللة ،فآم ل ُل في طياِتها وصايا مخلصللة ،ونصللائ َ تحم ُ
تجد آذنا صاغية ،وقلوبا ً واعية .
الوصية الولى :
263
ي ج غربللي ،مبنل ٌ م جميعا ً أن سوقَ السللهم ِ نمللوذ ٌ يجب أن نعل َ
على فلسفةِ القتصادِ الرأسمالي ،والذي يعتمد أساسا ً علللى
ل ه القماَر والحتكللار ،فالص ل ُ الربا بأشكالهِ المختلفة ،ويخالط ُ ُ
ت محرمة ،ل بلد للمسللمين أن يجلردوهُ فيه أنه سوقُ شبها ٍ
ل وُلوجهِ واستيراده ،وهو وإن كللان ب المحرمةِ قب َ من الشوائ ِ
ن ق منافعَ اقتصادية ،إل أن هذه المنافعَ يمكلل ُ ً
قائما على تحقي ِ
ة الللتي ُتللدار تحقيَقها بدون ما يحتوي عليه من مفاسد ،فاللي ُ
ل ت شرعية ،تللدوُر حللو َ بها السوق؛ ل تزال ُتعاني من إشكال ٍ
ة ،إضللافة إلللى ت المساهم ِ ض الشركا ِ ل به بع ُ الربا الذي تتمو ُ
ت ب لمعلومللا ٍ ب وغللش ،وتسللري ٍ ل مللن خللداٍع وكللذ ٍ مللا يحصل ُ
ب ة ،ويجل ل ُ
جللو ِت المصالح المر ُ خاطئة داخل السوق ،مما ُيفو ُ
ط المفاسد ،ولهذا كثيرا ً ما نتساءل ،مللا س لُر الصللعودِ والهبللو ِ
م عللدم ِ تغي لرِ واق لِع لهللذه السللهم ِ مللن لحظ لةٍ لخللرى ؟ رغ ل َ
ضللها مها ؟!! بللل بع ُ ل علللى أسلله ِ ت التي يجري التعام ُ الشركا ِ
في خسارة !!!
ة السللهم ،فهنللاك أيهللا المسلللمون :ينبغللي أن نعللي لعبلل َ
ف الللله تعللالى ول ترجللو الللداَر الخللرة، ت ل تخللا ُ مجموعللا ٌ
ض ت خاصللة؛ مللع بعل ِ يتحكمون في السللوق ويعقللدون اتفاقللا ٍ
ل مها؛ وبالمقاب ل ِ ن في زيادة أسعارِ أسلله ِ ت التي يرغبو َ الشركا ِ
ت أخللرى بمللا يملكللون مللن ن أسللعاَر أسللهم ِ شللركا ٍ يكسللرو َ
سيطرةٍ ماليةٍ احتكاريةٍ علللى السللوق ،ولهللذا فهللم يتلعبللون
ب بما قد يؤدي فعل ُلله ل لعبو اليانصي ِ بأسعارِ السهم؛ كما يفع ُ
ف فئام ٍ هذا إلى أضرارٍ اقتصادية؛ فها نحن اليوم نرى انصللرا َ
س عللن المشللاريِع النتاجي لةِ الفاعلللة ،ركض لا ً وراءَ مللن النللا ِ
ح العاجلة؛ فقلي بربك؟! الربا ِ
264
ألم تتقلص حركة البناء في البلد ؟!!
ألم تتقلص الحركة التجارية في البلد ؟!!
ألللم يخسللر أصللحاب المصللانع والمحلت بسللبب وقللوف
المشللاريع التجاريللة أو بسللبب تللأخر دفللع المسللتحقات ؛ لن
الموال تحرك في السهم ؟!!
ق ل في هللذه السللو ِ ح بالتعام ِ وبناًء على ما سبق فإنني ل أنص ُ
ل ضها فوق بعللض ،وإننللي آمل ُ ت بع ُ ة ،فهي شبها ٌ بحالِتها الراهن ِ
ة
ب الخبرةِ القتصادية والمالي ِ ل العلم ِ الشرعي وأصحا ِ من أه ِ
ج ت التي ُتداُر بها السوق؛ ليجللادِ مخللر ٍ إعادةَ النظرِ في الليا ِ
ح المعتبرة . ي و اقتصادي ُيحققُ المصال َ شرع ٍ
الوصية الثانية :
ق وقللد سللبقَ لللك أن ل فللي هللذا السللو ِ ت إل الللدخو َ ن أبي ل َ فإ ْ
لك أل تستعم ْ ل والحرام ،فإني أنصح َ ت ما فيه من الحل ِ تعلم َ
ح طعما ً سهل ً للكبللاِر ك في السهم؛ لنك قد تصب ُ جميعَ ما تمل ِ
ك بمبل لٍغ دون أن تشعر ،فإذا بي أراك ُتساهم في بداي لةِ أمللر َ
ل له لعابك؛ ثم تطمعُ فتزيد َ مللن ي ،فيعطوَنك طعما ً يسي ُ رمز ٍ
ب ل الفللوزِ بمكاسل َ ل فتربللح؛ فتللبيعَ بيتللك مللن أجل ِ س المللا ِ رأ ِ
ت ك إل وقللد أصللبح َ س َ ت قياسي؛ فل تشعْر بنف ِ ضخمةٍ في وق ٍ
من المفلسين ،ول حول ول قللوة إل بللالله !! إذن ليللس مللن
ه فللي سلللةٍ واحللدة ،ول مللانعَ أن ض كل ّل ُالحكمةِ أن تضعَ الللبي َ
هم باسللمهِ والخلُر بمللاله ويكللون هما ُيسللا ُ ن أحللد ُ يشترك اثنا ِ
ب التفاق ؛ ولكلن اللذي ُيمنلعُ منله أن ح بينهما على حس ِ الرب ُ
م ليللس م للمساهمةِ بلله فللي الشللركات؛ )لن السل َ تبيعَ الس َ
ب في ذلللك مللن الكللذب، ل ول في حكم ِ المال ،ولما يترت ُ بما ٍ
ص للله خصل َ ولن المشتريَ يأخذ ُ بالسم ِ أسهما ً زيادةً على ما ُ
ة
ث العلمي ِ ة للبحو ِ ة الدائم ُ وهو ل يستحُقها ( هكذا قالت اللجن ُ
والفتاء .
الوصية الثالثة :
ة ولللو ل بالربا أو فيها نسللب ُ ت التي تتعام ُ ل مع الشركا ِ ل تتعام ْ
ب على الله ورسللوله ،فيللا ن للحر ِ ة من الربا ،فالربا إعل ٌ قليل ٌ
265
ب الله ورسوَله أتراه ينتصر ؟!! يقول الله جل ترى من يحار ُ
َ
ن الّربا م َي ِ ما ب َِق َه وَذ َُروا َ مُنوا ات ُّقوا الل ّ َ نآ َ َ جللهَ )) :يا أي َّها ال ّ ِ
ذي
ْ
ن الل ّل ِ
ه مل َب ِ حلْر ٍم ت َْفعَل ُللوا فَلأذ َُنوا ب ِ َ ن ل َل ْ ن ،ف َ لإ ِ ْ مِني َم لؤ ْ ِ
م ُ ن ك ُن ْت ُ ْ إِ ْ
َ
ن َول مللو َ م ل ت َظ ْل ِ ُ وال ِك ُ ْملل َ سأ ْ ؤو ُ م ُر ُ م فَل َ ُ
كلل ْ ن ت ُب ُْتلل ْ
سللول ِهِ وَإ ِ ْ وََر ُ
ن(( )البقرة. (279: مو َ ت ُظ ْل َ ُ
ل وقال -صلى الله عليلله وسلّلم )) : -درهللم ربللا يللأكّله الرجل ُ
وهللو يعلللم ؛ أش لد ّ مللن سللتةٍ وثلثيللن زنيللة(( ]رواه أحمللد و
صححه اللباني ]صحيح الترغيب -الرقللم [ 1855عللن عبللد
الله بن حنظلة -رضي الله عنه. [-
ث وسللبعون بابللا ؛ وقال عليلله الصلللة و السلللم )) :الربللا ثل ٌ
ل أملله (( ]صللححه اللبللاني فللي ح الرج ل ُ ل أن ينك ل َ أيسُرها مث ُ
صحيح الترغيب ).[ (1851
ل الحرام . ك لك ِ سك وأهل َ ض نف َ فاتق الله في نفسك ول تعر ْ
م ول ة لحل ٌ ل الجن َ ل النبي صلى الله عليه وسّلم )) :ل يدخ ُ يقو ُ
ت ،الناُر أولى به (( ]رواه الطبراني ورجللاله ت من سح ٍ م نب َ د ٌ
ثقاة ،عن كعب بن عجرة -رضي الله عنه ،-ورواه أحمد عللن
جابر -رضي الله عنه -ورجاله رجال الصحيح [ .
ت شراَء أسهم ِ أيّ شللركةٍ فعليللك م إذا أرد َ ولذلك أيها المسل ُ
م ن تسللاه َ لأ ْ ح بحللا ٍ طها مباح لًا ،فل يص ل ّ ن نشا َ ت من أ ّ أن تتثب َ
ك الربويلللة ،أو ن التجلللاري ،أو البنلللو ِ ت التلللأمي ِ فلللي شلللركا ِ
ن ت المصنعةِ للسلِع التي حرمها الله تعللالى ،كالللدخا ِ الشركا ِ
ة من الربا إيداعا ً م الشرك ُ ن تسل َ أو الخمرِ وما شابه ذلك ،و أ ْ
ط جاَز تللداوُله حيللن ت عليه هذه الشرو ُ واقتراضًا ،فما انطبق ْ
ق المالية ،وهذا ما يقودنا . ح في السو ِ يطر ُ
أيها الخوةُ في الله :
ك ق السللتثمارِ الموجللودةِ فللي البنللو ِ ث عللن صللنادي ِ للحللدي ِ
م علللى فتللوى بجللوازِ أسللهم ِ الشللركاتِ، التجارية ،فكّلها تقللو ُ
م لله، ل ل يسعُ المقا ُ ب تفصي ٍ ض بالربا حس َ ض وُتقرِ ُ التي تقتر ُ
ن ن يقضلليا ِ ن] [1قراريل ِ ن مشللهورا ِ ن فقهيللا ِ وقد أصدَر مجمعا ِ
ن ن يحويللا ِ بتحريم ِ هذا النوِع من الشركات ،وهللذان المجمعللا ِ
266
ل: ب إلى هذا القو ِ ة من علماِء العصرِ المعتبرين ،وممن ذه َ ثل ٌ
ة ،وعلللى ث العلميلةِ والفتللاِء بالمملكل ِ ة للبحللو ِ ة الدائمل ُ اللجنل ُ
ن باز ،رحمه الله . خ عبد ُ العزيزِ ب ِ ة الشي ِ سها سماح ُ رأ ِ
ب عسلليٌر ، فاتق الله أيها المسلم ،و استبرأ لدينك؛ فالحسللا ُ
ة ،والخرةُ باقية . ف مهول ،والدنيا زائل ٌ والموق ُ
أيها المسلمون :
كب البنللو ِ ه عليهللا ،وهللي أن غللال َ ة حللريٌ التنللبي ُ وهنللا قضللي ُ
ن شللرعية ،ولكنهللا تفتقلُر إلللى م ،يوجد لها لجا ٌ الموجودةِ اليو َ
م
ت للرقابةِ الشرعية ،والتي تتولى التدقيقَ على ما يقو ُ إدارا ٍ
ت ث المخالفللا ُ ت تجاريللة ،ومللن هنللا تحللد ُ ك من عمليللا ٍ به البن ُ
ة فللي ذلللك ت الشللرعي ُ ت بلله الهيئا ُ والتي أحيانا ُتخالف ما أفت ْ
البنك .
ب ما ذكللر، ل حس َ ق يعم ُ ك في أي صندو ٍ ولذا ل يجوُز الشترا ُ
ت فيهللا ت الللتي تللوفر ْ سلله فللي الشللركا ِ ل بنف ِ وعليلله أن يعمل َ
ض المستثمرين الثقاة الشرو ُ
ث عن بع ِ ط السابقة ،أو أن يبح َ
ن وق لعَ أحيانلا ً دون عللم ٍ بشللراءِ ليستثمَر له أمللواَله فيهللا ،وإ ْ
ت غي لرِ نقيللة ،فللإن م لشركا ٍ ن له أنها أسه ٌ ت تبي َ أسهم ٍ لشركا ٍ
م فهللي ح من هللذه السلله ُ ص منها ببيعها ،وما رب َ عليه أن يتخل َ
له .
الوصية الرابعة :
ك بالمانلةِ فللي ت مضماَر السهم فعليل َ أخي الكريم :إذا دخل َ
ق
ش ول خداع ،فل يح ُ ح لهم ،فل غ َ س ،والنص ِ ل مع النا ِ التعام ِ
س فللي أسللعارِ السللهم ،أو أن ب على النللا ِ ل أن تكذ َ لك بحا ٍ
م هذه الشركةِ في ازدياد ،وفي حقيقِتها أنها مُهم أن أسه َ ُتوهِ َ
ت في خسارةٍ ،أو تللدعي أنللك تسللتثمُر أمللواَلهم فللي شللركا ٍ
ي -صلللى الللله ل بللالحرام ،فللالنب ّ ت الحل َ ت قد خلط َ نقية ،وأن َ
عليه وسلم -يقول )) :من غشنا فليللس منللا(( رواه مسلللم ،
ل لحدٍ يللبيعُ شلليئا ً إل وقال -صلى الله عليه وسلم )) : -ل يح ُ
ل لمن علم ذلللك إل بّينلله (( ]رواه الحللاكم بّين ما فيه ،ول يح ُ
267
وصححه ووافقه الللذهبي عللن واثلللة بللن السللقع رضللي الللله
عنه . [.
ن بالخيللارِ مللا لللم وقال -صلللى الللله عليلله وس لّلم)) : -البيعللا ِ
ن كتمللا ن صللدقا وبينللا ب ُللورك لهمللا فللي بيعهمللا ،وإ ْ يتفرقا ،فإ ْ
ة بيعهما(( ]متفق عليه عن حكيم بن حللزام محقت برك ُ وكذبا ُ
رضي الله عنه[ .
الوصية الخامسة :
ب الماليللة ،لهللا بري لقٌ ولمعللان؛ قللد تص لد ّ م والمكاس ل ُ السلله ُ
ن عن ذكرِ الله تعالى وعن الصلة ؛ فليتق الله أولئك ؛ النسا َ
ن فعَلهم ذاك خطٌر وعظيم ،فقل لي بربك ؟ ماذا بعللد أن فإ ْ
ت الهائلللة، ت بعللدك المليللارا ِ ل الطائلللة ،وتركل َ ت المللوا َ جمع َ
ت فللي طاع لةِ ربللك ،مللاذا ت صلللَتك ،وفرط ل َ وأنت قللد ضلليع َ
تنفُعك تلك الموال ؟!!
ت علللى ُ
صك على جمِع حطام ِ الللدنيا إذا أوقفل َ ماذا ينفُعك حر ُ
ر، ة للبش ل ِ سقر؟ وما أدراك ما سقر ؟ ل ُتبقي ول تذر ،لواح ل ٌ
ة عشر ؟!! عليها تسع ُ
ت ث وراَءهللا إذا أوقفل َ صك على السهم ِ واللهل ِ ماذا ينفُعك حر ُ
ة
ة ويسللرةً عللن حسللن ٍ ث يمن ل ً ت تبح ُ بين يدي الله تعالى ،وبدأ َ
واحدةٍ ُتنجيك بإذن الله تعالى من ناره وجحيمه فلم تجد ؟!!
جاَرةٌ َول م تِ َ ل ل ت ُل ِْهيهِ ْ جا ٌ يا أخي كن ممن قال الله فيهم )) :رِ َ
وم لا ً ن يَ ْ خللاُفو َ صلللةِ وَِإيت َللاءِ الّزك َللاةِ ي َ َ ن ذِك ْرِ الل ّهِ وَإ َِقام ِ ال ّ ب َي ْعٌ عَ ْ
َ
صاُر(( )النور. (37: ب َواْلب ْ َ ب ِفيهِ ال ُْقُلو ُ ت َت ََقل ّ ُ
ت ت علللى صلللِتك ،وداوم ل َ واعلم رعاك الللله أنللك إذا حللافظ َ
ب فضلِله، ح لللك الللرزاقُ الكريللم أبللوا َ علللى طاعلةِ ربللك ،فتل َ
ملن ث ل تحتسب ،يقول الله تعلالى)) :وَ َ ك الخيُر من حي ُ وجاء َ
من ب وَ َ س ُ حت َ ِث َل ي َ ْ حي ْ ُن َ م ْ ه ِجا * وَي َْرُزقْ ُ خَر ً م ْه َ جَعل ل ّ ُ ه يَ ْق الل ّ َ ي َت ّ ِ
َ
ه ل الل ّل ُ جع َ ل َ مرِهِ قَ لد ْ َ ه َبال ِغُ أ ْ ن الل ّ َ
ه إِ ّ
سب ُ ُ
ح ْ ل عََلى الل ّهِ فَهُوَ َ ي َت َوَك ّ ْ
يٍء قَد ًْرا(( )سورة الطلق . (3.2: ش ْ ل َ ل ِك ُ ّ
268
سلله ن نف َ س مللن دا َ ي صلى الله عليه وسلم)) :الكي ّ ُ يقول النب ّ
سه هواهللا وتمنللى ت ،والعاجُز من اتبعَ نف َ ل لما بعد المو ِ وعم َ
على الله الماني(( رواهُ الترمذي .
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم .
الخطبة الثانية
الوصية السادسة :
ج ما وجلب عليللك مللن زكلاةٍ فلي ن تخر َ عليك أخي الفاضل أ ْ
ب بللذلك وليللس الشللركة ،وزكللاةُ ت المطللال ُ أسهمك؛ لنك أن َ
ج وفقَ الطريقةِ التية: السهم ِ ُتخر ُ
ت فللي الشللركةِ بقصلدِ السللتفادةِ مللن ريلِع ت سللاهم َ إن كنل َ
ب هللذه ن صللاح َ ة ،فللإ ّ السهم ِ السنوية ،وليللس بقص لدِ التجللار ِ
ب الزكاةُ في ل السهم ،وإنما تج ُ السهم ِ ل زكاةَ عليه في أص ِ
ض ل مللن يللوم ِ قبل ِ ن الحللو ِ الربح ،وهي ربلعُ العشلرِ بعلد َ دورا ِ
ح إن كان نصابا ً . الرب ِ
م بقص لدِ التجللارة ،فزكاُتهللا زكللاةُ ت السه َ ت قد اقتني َ وإن كان َ
ك، ل زكاتللك وهللي فللي ملكل َ ض التجللارة ،فللإذا جللاَء حللو ُ عرو ِ
ق ل بما اشتريَتها به ،وإذا لللم زكيَتها بقيمِتها الحاليةِ في السو ِ
ع
ج رب َ ل الخبرة ،فيخر ُ ق ،زكيت قيمَتها بتقويم ِ أه ِ ن لها سو ٌ يك ْ
ك القيمةِ ومن الربِح ،إذا كان للسهم ِ ربح . العشرِ من تل َ
م ثمَنهللا إلللى وإذا باعَ المساه َ
ل ضل َ مه فللي أثنللاِء الحللو ِ م أسهُ َ ُ
ل زكلاته .أملا المشلتري كاه معله ،عنلدما يجيلُء حلو ُ ماِله وز ّ
م الللتي اشللتراها علللى النحللوِ السللابق ،وإذا فُيزكللي السلله َ
م، جها المسللاه ُ ة الزكاةَ فيكتفي بذلك ول يخر َ ت الشرك ُ أخرج ِ
ل واحد. ن في ما ٍ ب زكاتا ِ س لئل تج َ وكذلك العك ُ
الوصية السابعة :
ن من العلماِء قال ل قائلهم :فل ٌ س فيقو ُ ل النا ُ كثيرا ً ما يتساء ُ
ن قللال بحرمِتهللا، بجوازِ شللراِء أسللهم ِ الشللركةِ الفلنيللة ،وفل ٌ
ف نوفقُ بينهما ؟ فكي َ
269
ل العل لم ِ فللي ف بين أه ل ِ ب الخل ِ م أن سب َ وأقول :يجب أن نعل َ
لة في شركةٍ أصلُلها حل ٌ هذه القضيةِ هو؛ هل يجوُز المساهم ُ
ة من الربا أم ل ؟ ة قليل ٌ
وفيها نسب ٌ
فبعضهم يرى جواز ذلك ،وقد ذكرت لك في ثنايا الخطبللةِ أن
ة المسللاهمةِ فللي ذلللك؛ لن الللله جماهيَر العلماِء يرون حرمل َ
ن علللى الث لم ِ ره ،ونهانللا عللن التعللاو ِ حللرم الربللا قليللهِ وكللثي ِ
والعدوان .
ت حرصلا ً عللى دينله، ب الشلبها ِ ن يتجن َ ل في المسلم ِ أ ْ والص ُ
ث وحفظا ً لخرته ،ولذلك أخبر صلى الله عليه وسلم في حدي ِ
ق عليه عن ذلللك بقللوله)) :إن الحلل ن بشير المتف ِ نب ِ النعما ِ
بين وإن الحرام بين وبينهما أمور مشللتبهات ل يعلمهللن كللثير
من الناس فمن اتقى الشللبهات فقللد اسللتبرأ لللدينه وعرضلله
ومن وقع في الشبهات وقع في الحرام كالراعي يرعى حول
الحمى يوشك أن يرتع فيه(( .
م والمشتبه هو ما اخت ُِلف في حله أو تحريمه ،وفسللرها المللا ُ
ة بيللن ن حنبللل رحملله الللله بأنهللا منزل ل ٌ الزاهد ُ الورعُ أحم لد ُ بل ُ
ل والحللرام ،وقللال :مللن اتقاهللا فقللد اسللتبرأ لللدينه، الحل ِ
ن ن بل ُل والحللرام ،وقللال سللفيا ُ ط الحل ِ وفسرها تللارةً بللاختل ِ
ل ن حتى يجعلل َ ة اليما ِ ب عبد ٌ حقيق َ عيينة -رحمه الله : -ل ُيصي ُ
م ومللا بيَنه وبين الحرام ِ حللاجزا ً مللن الحللِ ،وحللتى يللدعَ الثل َ
تشابه منه.
نسأل الله أن يكفينا بحلله عن حرامه وبفضله عمن سواه .
] [1ل وهما المجمعُ الفقهي التابع لمنظمة المؤتمر السلمي
بجدة والمجمع الفقهي التابع لرابطللة العللالم السلللمي فللي
مكة المكرمة .
================
#المكاسب الخبيثة
ه ,ونعللوذ ُ بللاللهِ مللن ه ,ونستغفر ُ ن الحمد َ ِلله نحمدهُ ونستعين ُ إ ّ
ل مض ل َ ه فل ُ ن َيهدهِ الل ل ُ ت أعماِلنا ,م ْ شرورِ أنفسنا ,ومن سّيئا ِ
ه وحدهُ ل ن ل إله إل الل ُ ن ُيضلل فل هاديَ له .وأشهد ُ أ ّ ه ,وم ْ ل ُ
270
َ
ن ذي َن محمدا ً عبدهُ ورسولهَ )) .يا أي ّهَللا ال ّل ِ ك له ,وأشهد ُ أ ّ شري َ
َ
ن (( [ مو َ سللل ِ ُ م ْم ُ ن إ ِّل وَأن ُْتلل ْ موت ُ ّ حقّ ت َُقات ِهِ َول ت َ ُ ه َ مُنوا ات ُّقوا الل ّ َ آ َ
َ
م خل ََقك ُل ْ ذي َ م ال ّل ِ س ات ُّقللوا َرب ّك ُل ُ آل عمرانَ )).]102:يا أي َّها الّنا ُ
جللال ً ك َِثيللرا ً مللا رِ َ من ْهُ َ ث ِ جَها وَب َل ّ من َْها َزوْ َ خل َقَ ِ حد َةٍ وَ َ س َوا ِ ن ن َْف م ْ ِ
َ ٍ
ن ن الل ّل َ
ه ك َللا َ م إِ ّ حللا َ ن ب ِلهِ َواْلْر َ ساَءُلو َ ذي ت َ َ ه ال ّ ِ
ساًء َوات ُّقوا الل ّ َ وَن ِ َ
َ
ه من ُللوا ات ُّقللوا الل ّل َ نآ َ ذي َ م َرِقيبا ً (( [النساءَ )) .]1:يا أي َّها ال ّ ِ عَل َي ْك ُ ْ
وُقوُلوا قَول ً سديدا ً * يصل ِح ل َك ُ َ
م م ذ ُُنللوب َك ُ ْ م وَي َغِْفْر ل َك ُ ْ مال َك ُ ْ م أعْ َ ْ ُ ْ ْ َ ِ ْ َ
ظيملا (( [الحللزاب: ً وزا عَ ِ ً ه فََقد ْ فَللاَز فَل ْ َ
سول ُ ه وََر ُ ّ
ن ي ُط ِِع الل َ م ْ وَ َ
.]71-70
ي
ب اللله ,وخيلُر الهللدي هللد ُ ث كتللا ُ د :فإن أصدقَ الحدي ِ ما بع ُ أ ّ
ل بدعللةٍ ل محدثةٍ بدعة ,وك ّ محدثاُتها ,وك ّ محمدٍ rوشّر المورِ ُ
ل ضللةٍ في النار ضللة ,وك ّ
أما بعد ُ ،أّيها المسلمون :
ف اليمان ,وضعف اليقين باليوم الخر, ت ضع ِ ن من علما ِ فإ ّ
ب الدنيا ,وإيثاَرها على الخرة ,والتعلقَ بالشبهِ الواهيةِ في ح َ
ل بأي وجهٍ كان ,ولقللد تعللددت فللي زماننللا هللذا, ل الما ِ تحصي ِ
ب الحللرام ،الللتي وقللع فيهللا الكللثيرون ،فللأهلكوا ب الكس ِ أبوا ُ
ت فالنللار سللح ٍ ل جسلدٍ نبللت مللن ُ بذلك أنفسهم وأهليهم ،وكل ّ
أولى به ,ووقعَ آخرون في الشبهات ,ومن وقع في الشبهات
ع
ك أن يرت َ ل الحمىُ ,يوش ُ وقع في الحرام ِ كالراعي يرعى حو َ
ن حمللى الل لهِ محللارمه, ك حمللى ،أل وإ ّ ل مل ل ٍ ن لك ل ّ فيه ،أل وإ ّ
ل وجمعلله، ب المللا ِ ومللن المصللادرِ الخبيثللةِ المحرمللةِ لكسلل ِ
ه فيلله حقلًا ،أو ن لل ُ ت مال المسلمين بدعوى أ ّ ة من بي ِ السرق ُ
ة وهو ضللعيف ،أو ة قوي ٌ ن الحكوم َ ن ما يتعاطاهُ ل يكفيه ،أو أ ّ أ ّ
ل ،وتبدأ هللذه ُ ك من الدعاوى التي ل ُتغنيهِ عند اللهِ فتي ً غيَر ذل َ
ة
ل المسلللمين ,بسللرق ِ ت مللا ِ الجريمة -أعنى السرقة -من بي ل ِ
ن الريللالت ة ،وتنتهللي بسللرقةِ مليي ل َ قل لم ٍ أو ورق لةٍ أو محللبر ٍ
ق الللتزوير ،ممللا ينطلللي علللى البشللر, ل وطللر ِ بش لّتى الحي ل ِ
ب والشهادة ،الذي ل تخفللى م الغي ِ ب البشر ،عال ُ ف لر ّ وينكش ُ
ق
عليه خافيللة ،وهللو العزي لُز الحكيللم ،ول يللدري ذلللك السللار ُ
271
ي الملرِ وحللدهُ بللل ه فللي هللذا ليللس ولل ّ ن خصللم ُ نأ ّ المسكي ُ
ه هللو ن خصللم ُ المسلمون جميعًا ،فقد سرقَ من مالهم ,بللل إ ّ
ن ل )) :إ ِ ّ م العزيُز الجبار ،الذي يقللو ُ ه الواحد ُ القهار ,المنتق ُ الل ُ
َ ب ال ْ َ
ن يأ ْ ن ل ِن َِبلل ّ ما َ
كا َ ه )) :وَ َ سبحان ُ ل ُ ن(( ويقو ُ خائ ِِْني َ ح ّ ه ل يُ ِ الل ّ َ
مةِ (( . م ال ِْقَيا َ
ل ي َوْ َ ما غَ ّت بِ َ ل ي َأ ِ ن ي َغْل ُ ْم ْ ل وَ َ ي َغُ ّ
ق غيلرِ مشللروع، ل بطريل ٍ ت المللا ِ ل :هلو الخلذ ُ مللن بيل ِ والغلو ُ
ل النفوذ والجاه ,فمللن ب والحتيال ،أو استغل ِ كالتزويرِ والكذ ِ
ل للحرام -والعياذ ُ بالله -حاكم لا ً ل سارقٌ آك ٌ ل ذلك فهو غا ّ فع َ
م م مسللل ُ كان أو محكومًا ،رئيسا ً كان أو مرؤوسًا ،أخرج الما ُ
ل في صحيحة من حديث أبي هريرة -t-قللال قللام فينللا رسللو ُ
م قال : م أمره ،ث ُ ّ ه ,وعظ َ ظم ُالله rذات يوم فذكر الغلول فع ّ
ٍ
ه )) ل ألفين أحدكم يجيُء يللوم القيام لةِ علللى رقبتلله بعي لرٍ ل ل ُ
ك لللك شلليئا ً ل :ل أمل ُ ل :يا رسول الله أغثني ،فأقو ُ رغاء ،يقو ُ
قد أبلغتك ,ل ألفين أحدكم يجي لُء يللوم القيامللة علللى رقبتلله
ل :ل ل الللله أغثنللي فللأقو ُ ل :يللا رسللو َ س له حمحمة فيقللو ُ فر ٌ
ك لك شيئا ً قد أبلغتك ,ل ألفين أحدكم يجيُء يوم القيامللة أمل ُ
ل: ل :يا رسول الله أغثني ،فللأقو ُ على رقبته شاةُ لها ُثغاء يقو ُ
ك لك شلليئا ً قللد أ بلغتللك ,ل ألفيللن أحللدكم يجي لءُ يللوم ل أمل ُ
س لها صلياح ،فيقلول :يللا رسلول اللله القيامة على رقبته نف ٌ
ك لك شيئا ً قد أبلغتك ,ل ألفيللن أحللدكم أغثني ،فأقول :ل أمل ُ
يجيُء يوم القيامة على رقبته رقاع تخنقه ،فيقول :يا رسللول
ل :ل أملللك لللك شلليئا ً قللد أبلغتللك ,ل ألفيللن الله أغثني ،فأقو ُ
ب أحللدكم يجيلُء يللوم القيامللة علللى رقبتلله صللامت -أي ذه ل ٌ
ل :ل أملللك لللك وفضة -فيقول :يا رسللول الللله أغثنللي ،فللأقو ُ
ل م مخيللفُ ،يزلللز ُ ث عظي ل ٌ شيئا ً قد أبلغتللك هللذا (( ) (1حللدي ٌ
ب الحيلةِ ويهُزهللا هللزًا ،فمللن سللرقَ شللاةً أو بعيللرًا ،أو القلللو َ
م القياملةِ عللى ه يلو َ مل ُل ,جاَء َيح ِ سرقَ ما ً سيارةً أو متاعًا ،أو َ
ب إلى الله تعالى ،ويُرد ّ ه ،مفضوحا ً بين العباد ،إل ّ أن يتو َ رقبت ِ
ل الللله ت المللال ،وحللتى المجاه لد ُ فللي سللبي ِ ه إلى بي ِ ما سرق ُ
ه من الغنيمةِ كبيرًا ،لللو انتظللر القسللمة، ن نصيب ُ الذي قد يكو ُ
272
ة يللوم ة -لكللانت عليلله ندامل ً فإّنه لللو اختلللس مخيطلًا-إي إبللر ً
القيامة يقول )) : rأّدوا الخيط والمخيللط ،وإي ّللاكم والغلللول،
ل ه عاٌر على أهلهِ يللوم القيامللة (( ) ، (2وهللذا مجاهلد ٌ ُقتل َ فإن ّ ُ
هة – رضللي الللله عنهللم -هنيئا ً لل ُ ل الله ،فقال الصحاب ُ في سبي ِ
ن بالشهادةِ يا رسول الله ,قال )) :كل ّ والذي نفسي بيللده إ ّ
ب عليه نارًا ,أخذها يوم خيبر مللن الغنللائم ،لللم ة ,لتلته ُ الشمل َ
ك أو ل بشللرا ٍ س فجللاَء رج ل ٌ ُتصبها المقاسم قللال :فََف لزِعَ النللا ِ
ل الللله : r شراكين ،وقال :أخللذتهما يللوم خيللبر فقللال رسللو ُ
ك أو شراكان في النار (( ) (3متفق عليه. شرا ٌ
ه ك يللا إلهللي!! هللذا المجاهلد ُ فللي سللبيلك ،البللائعُ نفسل ُ رحما َ
ن ه المارةُ بسرقةِ شيٍء زهيد ،قد يكو ُ س ُ ه نف ُلمرضاتك ,تدفع ُ
ب عليه ما م يلته ُ ه لو صبر حتى القسمة ،ث ُ ّ مستحقا ً لعظم من ُ
ل العبللادِ ن حا ُ ك يا الله ! فكيف يكو ُ ه نارا ً تلظى ,رحما َ اختلس ُ
المقصللرين فللي طاعتللك ،السللادرين فللي غّيهللم وضللللهم ،
ن لعظم من ذلك أو أحقلَر منلله ،وهللذا مجاهلد ٌ آخللر السارقي َ
ت المال ,فلانظروا إلللى مصلليرهِ ونهللايته! علن س من بي ِ اختل َ
ل ت المللا ِ عبد الله بن عمرو بن العاص t -قللال :كللان فللي بي ل ِ
ل له :كركرة فمات ،فقال النبي )) :rهو فللي النللاِر، ل ُيقا ُ رج ٌ
فللذهبوا ينظللرون إليلله فوجللدوا عبللاءةً قللد غّلهللا (( ) (4رواه
البخاري ،
ل فللي غللزوةِ خيللبر, ن رجل ُقت ل َ وعن خالد بن زي لدٍ الجهنللي ،أ ّ
ي -عليه الصلة والسلم -من الصلةِ عليلله وقللال: فامتنعَ النب ّ
ه فوجدنا خرزا ً من ل ،قال :ففتشنا متاع ُ ن صاحبكم قد غ ّ )) إ ّ
خرزِ اليهود ,ل يساوي درهمين (( ).(5
ل ل اللله rيمتنلعُ علن الصللةِ عللى رجل ٍ سلبحان اللله ,رسلو ُ
ل مللا يسللاوي درهميللن, ت المللا ِ مجاهد ,اختلس من بي ِ مسلم ٍ ُ
ن ف المؤلفةِ والمليين المكدسة ،إ ّ فكيف بمن يسرقون اللو َ
ب أو ألقلى السللمعَ وهلو ه قلل ٌفي ذللك للذكرى لمللن كلان لل ُ
ل كللذلك ،هللدايا المللوظفين ،الللتي ل فللي الغلللو ِ شهيد ،ويدخ ُ
273
يهلللديها إليهلللم أولئك المتعهلللدون ,ملللن أصلللحاب المصلللانِع
ة ,أو التكريم ,أو الصداقة، والمؤسسات ,باسم الدعاي ِ
حميدٍ الساعد ي -t -قال )) :استعمل رسول الللله r عن أبي ُ
رجل ً من الزد على صدقات بني سليم ،ي ُللدعى ابللن اللتللبيه،
فلما جاَء يحاسبه قال :هذا مللالكم وهللذا ُأهللدي إلللي ،فقللال
مك ,حللتى تأتيللك ت أبيك وأ ّ ل الله : rفهل ّ جلست في بي ِ رسو ُ
ت صادقًا؟ ثم خطبنا فحمد الله وأثنى عليه ,ثللم هديتك إن كن َ
مللا ل منكم علللى العمللل ,م ّ ما بعد ,فإّني استعمل الرج َ قال :أ ّ
ة أهللديت ل ,هذا مالكم ،وهللذه هدي ل ٌ ه ،فيأتيني فيقو ُ ول ني الل ُ
ت أبيه وأمه ,حتى تأتيه هديته ,إن كللان س في بي ِ لي ،أفل جل َ
صادقا ً ؟ واللهِ ل يأخذ ُ أحدا ٌ منكللم منهللا شلليئًا ,بغيلرِ حّقلله ,إل
ن أحللدا ً منكللم ه يللوم القيامللة فل أعرفل ّ ه تعالى يحملل ُ ي الل ُ لق َ
ه رغللاء ،أو بقللرةً لهللا خللوار ,أو شللاةً ل بعيرا ً لل ُلقي الله يحم ُ
تيعر ،ثم رفعَ يديه ,حتى رؤي بياض إبطيلله يقللول اللهللم هللل
بلغت بصر عيني وسللمع أذنللي (( ) (6أخرجلله مسلللم .وفللي
ث عدي بن عميرة الكندي قال, صحيح مسلم كذلك :من حدي ِ
ل الله rيقول )) :مللن اسللتعملناهُ منكللم علللى ت رسو َ سمع ُ
ل ,فكتمن َللا مخيطلا ً فمللا فللوق ,كللان غلللول ً يللأتي بلله يللوم عم ٍ
ل أسود ٌ من النصار ،كللأني انظ لُر م إليه رج ٌ القيامة ،قال :فقا َ
إليلله ,فقللال :يللا رسللول الللله اقبللل عن ّللى عملللك -وبللالتعبير
المعاصللر ,اقبلل اسلتقالتي مللن العملل -قلال رسللول اللله r
ل كللذا وكللذا قللال -عليلله الصلللة ومالك؟ قال :سللمعتك تقللو ُ
ل, ه الن :من استعملناهُ منكللم علللى عمل ٍ والسلم :-وأنا أقول ُ
فليجئ بقليله وكثيرة (( ). (7
ض ل كذلك :ما يتقاضللاهُ بع ل ُ ت الما ِ ل في السرقةِ من بي ِ ويدخ ُ
ن باسللم ِ خللارج الللدوام أو النتللداب ،مللن غيللرِ أن المللوظفي َ
ت ؤهم فللي مسلليرا ِ ل ،وإّنمللا ت ُللدرج أسللما ُيقوموا بالمهملةِ فع ً
ب ض الموظفين يتغي ُ الرواتب ,وهم جالسون في بيوتهم ،وبع ُ
عللن عمل لهِ اليللوم واليللومين والثلثللة بل عللذرٍ شللرعي ,أو ل
ج لقضللاِء ت الللدوام ِ الرسللمي ,فيعتللاد ُ الخللرو َ ل سللاعا ِ يستكم ُ
274
ت ح النللاس ،وحاجللا ِ ك مصللال َ مشللاغلهِ الخاصللة ,معطل ً بللذل َ
ك كللهِ ل يتللورعُ عللن اسللتلم ِ مرتبلله المراجعين ,وهو مللع ذلل َ
ن* مط َّفِفي َ ل ل ِل ْ ُ ه إذ يقول )) :وَي ْ ٌ كامل ً غيَر منقوص ,وصدقَ الل ُ
ذا ك َللاُلوهُم أوَ ذا اك ْت َللاُلوا عَل َللى الن ّللا
ْ ْ ن * وَإ ِ َ س لت َوُْفو َ س يَ ْ ِ ن إِ َ ذي َ ال ّل ِ
خس لرون * َأل يظ ُلن ُأول َئ ِ َ َ
ن * ل ِي َلوْم ٍ مب ُْعوث ُللو َ م َ ك أن ّهُ ل ْ ّ َ م يُ ْ ِ ُ َ وََزُنوهُ ْ
ن (( [المطففين]6-1: مي َ ب ال َْعال َ ِ س ل َِر ّ م الّنا ُ م ي َُقو ُ ظيم ٍ * ي َوْ َ عَ ِ
ه يتغيبللون عللن ن رؤسللائ ُ ض أولئك الموظفين بأ ّ وقد يتعذُر بع ُ
س ل ن َْف ل ٍ ك المساكين قللوله تعللالى )) :ك ُل ّ ل ،ونسي أولئ َ العم ِ
ة (( [المدثر. ]38: هين َ ٌ
ت َر ِ سب َ ْ ما ك َ َ بِ َ
خلللَرى (( [النعلللام: ُ
ه تعلللالىَ )) :ول ت َلللزُِر َوازَِرةٌ وِْزَر أ ْ وقلللول ُ
م مت ُل ْ م إ ِذ ْ ظ َل َ ْ م ال ْي َلوْ َ ن ي َن َْفعَك ُل ُ ه جللل جلللله )) :وَل َل ْ ]164وقول ُ
ش لت َرِ ُ م ِفي ال ْعَ ل َ َ
ل فللي ن (([الزخللرف ]39:ويللدخ ُ كو َ م ْ ب ُ ذا ِ أن ّك ُ ْ
ض ه بعل ُ ت مللال المسلللمين ،مللا يفعلل ُ ل والسرقة من بي ِ الغلو ِ
ن ب بفللواتيرِ الشللراء ,فتللدو َ ت مللن تلع ل ٍ مللأموري المشللتريا ِ
ف القيملللةِ الحقيقيلللةِ للسللللع م المشلللتريات بأضلللعا ِ أرقلللا ُ
ق
ن فللر ُ ض الباعةِ الظلمللة ،فيكللو ُ ئ من بع ِ المشتراة ،وبتواط ٍ
ف الخللائن للمانللة، ه ذلللك الموظ ل ُ ل ,يللأكل ُ سحتا ً وغلللو ً القيمةِ ُ
ه، ف شهوةَ نفسلله ،وهللوى قلب ل ِ ض الناس خل َ وهكذا ينساقُ بع ُ
ق ذته ،فيتفانى في جمعهِ مللن أيّ طريلل ٍ ُتغريه حلوةُ المال ول ّ
ه- مللا قللول ُ ه أم مللن حللرام ,أ ّ ل جمعَ مال ُ كان ،ل يفكُر أمن حل ٍ
سحت ,فالناُر أولى بلله, ل جسدٍ من ُ عليه الصلة والسلم :-ك ّ
م ب الحرام ،الله ل ّ م جنبنا الكس َ فهذا آخُر شيٍء ُيفكُر فيه ،الله ّ
ك ك عن حرامك ،وب َ م أغنينا بحلل َ سحت والغلول ,الله ّ جنبنا ال ُ
عمن سواك.
ر
ن العظيم ،ونفعني وأّيا كللم بالللذك ِ ه لي ولكم بالقرآ ِ ك الل ُ بار َ
ه هو الغفوُر الرحيم ه لي ولكم إن ّ ُ الحكيم .واستغفُر الل َ
الخطبة الثانية
ض ويرفع ,ويضُر وينفع ,أل إلى الحمد ُ لله ُيعطي ويمنع ,ويخف ُ
م عللى الرحملةِ المهلداة, ُ
الللهِ تصليُر الملور .وأصللي وأسلل ُ
ة المسداة ,وعلى آلهِ وأصحابه والتابعين, والنعم َ
275
د:
ما بع ُ أ ّ
ب الحرام متعللددةً ومتنوعللة ،وقللد تفتقللت ن مصادَر الكس ِ فإ ّ
ل، ن النللس والجللن ,فللاخترعوا ألوان لا ً وأشللكا ً ل شللياطي ِ عقللو ُ
ض تلللك ب حصلُرها فضلل ً عللن تفصلليلها ،وأن َللا أذكلُر بعل ُ يصللع ُ
ة أخللرى ه جللل جلللله ,مناسللب ً الكسب الحرام ،حتى ييسَر الل ُ
س مللن شللرها ،وشلّر الوقلوِع لتوضيحها وبيانها ,وتحلذيرِ النلا ِ
ل ه أشللكا ٌ ح ل لبس فيه ،ول ل ُ فيها ,فمن ذلك ،الربا وأمرهُ واض ٌ
م :الرشللوة ب الحللرا ِ وصور ,كبيِع العينةِ وغيرها ومللن المكسل ِ
قلللال -عليللله الصللللة و السللللم )) :-لعلللن اللللله الراشلللي
والمرتشللي والرئشللى بينهمللا (( ) ، (8ومنهللا كللذلك ،بيللعُ
شت الفسادِ كالدشو ِ ن ,أو آل ُ ت أو الدخا ِ الخمور ,أو المخدرا ِ
ن ي ,وحلللوا ُ ن الكلللب ,ومهلُر البغل ّ ونحوها ,ومنهللا كللذلك :ثمل ُ
ن نظيلَر كهللانته ،ومنهللا كللذلك: الكاهن ،أي ما يتعاطاه الكللاه ُ
ف المنحرفلللة .،والفلم ِ ت الفاسلللدة ,والصلللح ِ ن المجل ِ ثمللل ُ
الماجنة والشرطةِ الخليعة.
ل ة قب َ م إّنا نسأُلك إيمانا ً ُيباشُر قلوبنا ،ويقينا ً صادقًا ،وتوب ً الله ّ
ك ك لللذةَ النظ لرِ إلللى وجه ل َ ت ،ونسأل ُ َ ة بعد المو ِ ت ،وراح ً المو ِ
ة
مضللرة ،ول فتن ل ٍ ك في غِير ضللراَء ُ م ,والشوقُ إلى لقائ ِ َ الكري ِ
مضلة،
مهتللدين ,ل ضللالَين ول ن واجعلنا هُللداةً ُ م زي َّنا بزينةِ اليما ِ الله ّ
ب ف آمريللن ,وعللن المنكللر نللاهين يللا ر ّ مضلللين ,بللالمعرو ِ ُ
ُ
العالمين ,أل وصلوا وسلموا على من أمرتللم بالصلللة عليلله،
م المتقيلن ،وقلائد ُ الُغلّر المحجليلن ،وعللى أللهِ وصلحابته إما ُ
أجمعين.
م عن الخلفاِء الراشدين أبي بكرٍ وعمر وعثمللان وأرضي الله ّ
وعلي
ة وولةِ الموِر ,يا ح الئم َ ن والدور ،وأصل ِ م آمّنا في الوطا ِ الله ّ
ب العللزةِ عمللا يصللفون وسلللم عزيُز يا غفور ,سبحان رّبك ر ّ
على المرسلمين .
للللللللللللللللللللللللللللللللللل
276
-1رواه مسلم ) (1831من حديث أبي هريرة . t
-2رواه المللام أحمللد ) (22766مللن حللديث عبللادة بللن
الصامت . t
–3رواه البخاري ) (6329من حديث أبي هريرة . t
–4رواه البخاري ) (2909عن عبد الله بن عمرو رضي الللله
عنهما.
–5رواه أبو داود ) (2710عن زيد بن خالد الجهني .
-6رواه مسلم ) (1832عن أبي حميد الساعدي . t
-7رواه مسلم ) (1833عن عدي بن عميرة الكندي . t
-8أخرجه احمد والبيهقي من حديث ثوبان.
=============
#السهم والسندات وأحكامها في الفقه
السلمي
هذا عنوان لرسالة كتبهللا د /أحمللد بللن محمللد الخليللل وفللي
نهاية البحث ذكر خاتمة ضمنها أهم النتائج التي توصللل إليهللا
وهي :
أول ً :أحكام السهم :
أ – أحكام السهم تأسيسا ً وأنواعا ً :
-1يجوز الشتراك في شركة المساهمة وهي شركة شرعية
تخرج على شركة العنان أو العنللان والمضللاربة حسللب حللال
المساهمين مع مجلس الدارة.
-2ل تجللوز المسللاهمة فللي الشللركات الللتي أنشللئت لقصللد
مزاولة العمال المحرمة.
-3تجوز المساهمة في الشركات ذات العمال المباحة.
-4الشركات التي تتعامل بللالحرام أحيان لا ً كللالتي فللي بعللض
عقودها معاملت ربوية أو عقود فاسللدة ل تجللوز المسللاهمة
فيها وإن كانت أعمالها في الصل مباحة.
-5إذا كانت الحصة التي يدفعها الشريك – المساهم – عينية
أو نقدية فهي شركة صحيحة.
277
-6حصص التأسلليس بوضلعها الحللالي ملن العقلود الفاسللدة
ويمكن أن تصبح جللائزة إذا قللدم صللاحب حصللص التأسلليس
عمل ً جديرا ً أن يكون به مساهما ً باعتبار أنه شارك بالعمل.
-7ل محللذور شللرعا ً أن تصللدر السللهم بشللكل " السللهم
السمية " .أما إن صدرت السهم بشكل " السهم لحاملها "
فإنه إصدار غير جائز.
-8جميع أنواع السهم الممتازة غير جائزة وفيها ظلم لبللاقي
الشللركاء إل نوع لا ً واحللدا ً فقللط وهللي السللهم الللتي تعطللي
المساهمين القدامى الحق في الكتئاب قبل غيرهم.
-9أسهم التمتع التي تنتج عن الستهلك ل تجوز على صفتها
الحالية في شركات المساهمة ويمكن أن تكللون شللرعية إذا
اعتبرت فيه النقاط التالية :
أ -أن يكون الستهلك بالقيمة الحقيقة للسهم السمية.
ب -أن يكون ثمللن السللتهلك مللن أربللاح الشللركاء الخريللن
الذين لم تستهلك أسهمهم.
ج -إذا استهلكت أسللهم بعللض الشللركاء مللن أربللاح الخريللن
بأقل من قيمتهلا فهلذا صلحيح لكلن يبقلى لصلحاب السلهم
المستهلكة ربح بقدر الباقي من قيمة أسهمهم فكأنهم بللاعوا
بعض أسهمهم.
د -استهلك جميع السهم ل معنلى لله ول حقيقلة ول ينطبلق
على عقد شرعي صحيح.
ب -أحكام السهم في معاملت البورصة :
-1العمليللات العاجلللة الفوريللة تجللوز مللن حيللث الصللل ول
محذور في تداول السهم فيها.
– 2العمليات الجلة بنوعيها :
أ – العمليات المحدودة الجلة الباتة القطعية.
ب -العمليات الخيارية الشرطية.
كلها ل تجوز وتحوي أنواعا ً من الربا والقمار.
-3عقود الخيارات أو المتيلازات كلهللا تحتلوي علللى محلاذير
شرعية تجعلها محرمة ويستثنى من ذلك ثلثة أنواع :
278
الول :صكوك الشراء اللحق لسهم المنشأة.
الثاني :خيار تمنحه الشركة لبعض العاملين لديها.
الثالث :الخيار الذي تمنحه الشركة لحاملي أسهمها.
-4أنواع الدفع في عمليات البورصة ثلثة :
أ -الدفع بالكامل وهو جائز ومشروع.
ب -الدفع الجزئي ) الشراء بالهامش ( وهو ملن عقلود الربلا
المحرمة.
ج -البيع على المكشوف هو بيع لما ل يملكه البائع وهللو غيللر
مشروع.
ج – عقود السهم الخرى :
القرض :
يجوز قرض السلهم ،لنله يجلوز بيعله ويلرد المقلترض مثلل
السهم الذي اقترض وتبرأ
ذلك ذمته ول ينظر إلى قيمة السهم السوقية.
الرهن :
يجوز رهن السهم ،ويمكن أن يباع ويستوفى منه الدين من
قيمته السوقية ،العمل على هذا بين الناس.
ضمان الصدار في السهم :
* ل يوجد محذور شرعي في قيام جهة مالية معينة بتسللويق
السهم الجديدة وتقديم التسهيلت التجارية مقابل أجر معين
تتقاضاه من الشركة.
* أما إذا أرادت تلللك الجهللة شللراء جميللع السللهم ثللم بيعهللا
للجمهور مستفيدة من فارق السعر فهذا ل يجللوز ،لن هللذا
بيع نقد بنقد ،وهو الصرف فيشترط له التساوي والتقابض.
* يجوز تقسيط سداد قيمة السهم إذا كان الشللتراك بالقللدر
المدفوع فقط من قيمة السهم.
السلم في السهم :
ل يجللوز السلللم فللي السللهم ،لفقللدها شللرطا ً مللن شللروط
السلم عدم تعيين المسلللم فيلله ،وهللو مفقللود فللي السللهم
المسماة باسم شركة معينة.
279
فإن لم يسم الشركة فقد تخلف شرط الوصف المنضبط.
الحوالة في السهم :
تجوز الحوالة في السهم لنها تنضبط بالصفات المعتبرة في
السلم.
رسوم الصدار في السهم :
* يجوز أن تصدر السهم مع رسوم إصللدار تمثللل مبلغ لا ً مللن
المال يغطي تكاليف الصدار.
* أسللهم الصللدار ل تجللوز لنهللا تسللاوي فللي الربللاح بيللن
المساهمين مع تفاوت رأس المال.
المضاربة في السهم :
* المضلاربة فلي السلهم صلحيحة باعتبارهلا علروض تجلارة
بذاتها بغض النظر عما تمثله من موجودات الشركة.
* أمللا المضللاربة بالسللهم باعتبللار مللا تمثللله مللن موجللودات
الشركة فغير صحيح.
* وعلى القول الراجح في تكييف السهم أنه يمثل العتبارين
السابقين ينتج من ذلك عدم جواز المضاربة بالسهم .
ضمان السهم :
يجوز أن تشتري الشركة بعض السهم ويكللون بمثابللة بعللض
الشركاء من بعض ول
يتصور شرعا ً شراء الشركة كل السهم.
د – أحكام زكاة السهم :
يخرج المساهم زكاة أسهمه وفق الطريقة التية:
إن كان تملك السهم بقصد السللتمرار فيهللا بصللفته شللريكا ً
للستفادة من عوائدها فهذا يزكى حسب مللال الشللركة مللن
حيث الحلول والنصاب والمقدار ) فقد تكون شللركة زراعيللة
أو تجارية أو صناعية (.
وإن كان تملك السهم بقصد المتاجرة بها بيع لا ً وشللراء فهللو
يزكي زكاة عروض التجارة ،ول ينظللر إلللى طبيعللة الشللركة
سواء كانت تجارية أو زراعية أو غيرها.
280
وإذا زكللى السللهم باعتبارهللا مللن عللروض التجللارة فالزكللاة
تكون بحسب القيمة السوقية ل الحقيقية.
* المطللالب بللإخراج الزكللاة أساسلللا ً هللم المسللاهمون ل
الشركة.
* إذا أخرجللت الشللركة الزكللاة فيكتفللي بللذلك ول يخرجهللا
المساهم وكذلك العكس لئل تجب زكاتان في مال واحد.
ثانيا ً :أحكام السندات :
* ل يجوز التعامل بالسلندات تأسيسلا ً ول بيعلا ً ول شلراءا ً ول
ترهن ول تصح الحوالة بها ول المضاربة بهللا لنهللا مللن عقللود
الربا المحرمة.
* تكون الزكللاة علللى أصللل الللدين فقللط فللي السللندات أمللا
الفوائد الربوية فالواجب ردها إلى أصحابها .
لللللللللللللللللللللللللللللللللللللل
الناشر :دار ابن الجوزي /السعودية .
عدد الصفحة . (423) :
===============
#حكم تداول أسهم شركة الصحراء
الحمد لله والصلة والسلم على رسول الله وبعد.
تتميز الشركات حديثة التأسيس بأن أغلب موجودات ها مللن
النقود ،وقد يكون مع هذه النقود بعللض الموجللودات الخللرى
من العيان ،أو المنافع ،أو الحقوق.
ومن هنا نشأ الشكال في حكم تداول أسهم هذه الشركات؛
لن تداولها يعني تداول نقللد بنقللد معلله أعيللان ،ومنللافع ،وإن
كان هذا الشكال ل يختص بالشركة التي نشللأت حللديثًا ،بللل
يشمل كل شركة بقية غالب موجوداتها من النقود ولللم يبللدأ
تشغيل واستثمار تلك النقود.
وُأحب في هذه الكلمات المختصللرة بيللان حكللم تللداول هللذه
السهم ،راجيا ً من الللله التوفيللق والسللداد ،فللأقول مسللتعينا ً
بالله.
281
مللن أهللم المللور الللتي تحتللاج إلللى بيللان وإيضللاح فللي هللذه
الشركات ما يتعلق بالنقد الموجود فيها هل هو مقصللود أم ل
؟
وإذا نظر النسان إلللى النقللد الموجللود فللي هللذه الشللركات
وجده مقصودا ً لعدة اعتبارات :
أول ً :قوام هذا النوع من الشركات في هذا الوقت هو النقللد
الذي تملكه الشركة ،فهو مهم جللدا ً فللي هللذه المرحلللة مللن
مراحللل الشللركة؛ لن المشللروعات النتاجيللة الللتي سللتقوم
تعمتلد بالدرجلة الوللى عللى هلذا النقلد ،بلل ربملا احتلاجت
الشركة إلى القتراض لزيادة هذا النقد.
ثانيا ً :الجزء غير المقصود في السلعة من خصائصه أنلله تبللع
ل يؤثر فقده على السلعة ،ولو فقدت الموال النقديللة لهللذه
الشركة بأي سللبب مللن السللباب لسللقطت سللقوطا ً ذريعلًا،
ولصبح سهمها ل قيمة له فكيف يقال مع ذلك أن النقود غير
مقصودة؟!
وبالمقابل لو فقدت بعض العيان ،أو المنافع ،أو الحقوق ،لم
تؤثر على الشركة تأثير فقد النقود.
وأنا ل أقول ل قيمة لهذه العيان ،والحقللوق ،بللل لهللا قيمللة،
لكن النقود أيضا ً مقصودة ومهمة في هذه المرحلة للشركة.
ثالثا ً :هذه النقود هي الغالب في موجودات الشللركة فكيللف
يكون غالب السلعة ليس مقصودا ً ؟
رابعا ً :عندما تحدث الفقهاء عن قاعللدة )التللابع تللابع( ذكللروا
مللن أمثلتهللا :جلللد الحيللوان ،والجفللن والحمللائل للسلليف,
ونحوها.
فهل نسبة الموال النقدية للشركة كنسبة الحمائل للسليف؟
إن في التسوية بينهما بعدا ً ل يخفى.
خامسا ً :المساهم الذي يشتري السللهم يقصللده كللله بنقللده
وموجللوداته الخللرى غيللر النقديللة كللالموجودات العينيللة,
والحقوق المعنوية ونحوها.
فإن قيل إنه ل يقصد النقد ول يخطر بباله
282
فالجواب أنه ل يقصد أيضا الموجودات الخرى غيللر النقديللة،
وهذا يدل على أنه يقصد سهم الشركة بموجوداته جملة مللن
غير تعيين). (1
وكون الشللركة فللي الصللل تريللد اسللتثمار هللذه النقللود فللي
المستقبل ،ل ينفي أن ننظللر إليهللا الن) (2باعتبللار حقيقتهللا،
وهي أنها نقود وأعيان؛ لن الحكللم يللدور مللع علتلله وجللودا ً و
عدمًا.
فإذا ثبت أن أسهم الشركات حديثة التأسلليس تشللتمل علللى
أموال وأعيان كلهما مقصود صارت هذه المسألة تدخل في
مسألة "مد عجوة ودرهم" التي ذكرها الفقهاء.
ول أريد هنا الطالة بذكر الخلف مع الدلة والترجيح في هذه
المسألة ، ،إنما سأذكر القوال فقط ثم أذكر بعد ذلللك حكللم
مسألتنا.
وقد اختلف فيها الفقهاء على ثلثة أقوال :
القول الول :ل يجوز بيع الربوي بجنسلله ،ومللع إحللداهما ،أو
معهمللا ،مللن غيللر جنسللهما ،كمللد عجللوة ودرهللم بمللدين ،أو
بدرهمين ،أو بمد ودرهم ،وهذا قول جماهير أهل العلم).(3
القول الثاني :يجوز إن لم يكن الذي معه مقصودًا ،كالسيف
المحلى)،(4وهللو روايللة لحمللد ،وأحللد قللولي شلليخ السلللم،
واختارها ابن قاضي الجبل).(5
القول الثالث :يجوز بشرط أل يكون حيلللة علللى الربللا ،وأن
يكون المفرد أكثر من الذي معه غيره ،أو يكون مع كل واحد
منهما من غير جنسه ،وهو مذهب الحنللاف ،وحمللاد بللن أبللي
سليمان ،ورواية لحمد ،وأحد قولي شيخ السلللم) ،(6ولهللذا
القول شرط آخر سيأتي تفصيله.
فإذا عرفت القوال في هذه المسألة فأقول:
علللى القللول الول ل يجللوز تللداول أسللهم الشللركات حديثللة
التأسيس لعدم جواز بيع الربوي بجنسه ومع أحدهما من غير
جنسهما.
283
وعلى القول الثاني أيضا ً ل يجوز تداول هذه السهم ،باعتبللار
أن النقد الذي فيها مقصود ،على ما سبق بيانه .
وإنما يتصور الجواز على القول الثالث فقط.
والصواب أنه ل يجوز تداول أسهم هذه الشركات ،حتى على
القول الثالث؛ لن لهذا القول شرطا ً يمنع من الجواز.
ذلك؛ لن الفقهاء الذين أخذوا بالقول الثالث إنما يجيزون بيع
الربوي بجنسه ،ومعه من غيللر جنسلله إذا كللان المفللرد أكللثر
بشرط وهو المقابلة.
ومعنى المقابلللة تقسلليم الثمللن علللى المثمللن ،فمثل ً إذا بللاع
درهميللن بللدرهم ومللد ،فللإن المللد مقابللل الللدرهم والللدرهم
مقابل الدرهم.
قال حرب :قلت لحمد :دفعت دينارا ً كوفيا ً ودرهمللا ً وأخللذت
دينارا ً شاميا ً وزنهما سواء ،قال :ل يجوز إل أن ينقص الدينار
فيعطيه بحسابه فضة ).(7
وذكر شيخ السلم أن الفضللة إذا كللان معهللا نحللاس وبيعللت
بفضة خالصة "والفضة المقرونة بالنحاس أقل ،فإذا بيع مائة
درهم من هذه بسبعين مثل مللن الللدراهم الخالصللة فالفضللة
التي في المائة أقللل مللن سللبعين ،فللإذا جعللل زيللادة الفضللة
بإزاء النحاس جاز علللى أحللد قللولي العلمللاء الللذين يجللوزون
مسألة " مد عجوة " ،كما هو مذهب أبي حنيفة ،وأحمللد فللي
إحدى الروايتين" ). (8
ولزيادة اليضاح أنقل كلما ً نفيسا ً للحافظ ابللن رجللب ،حللول
حكم مسألة مد عجوة ودرهم ،قال ابن رجب:
"ومنها مسألة مد عجوة وهي قاعدة عظيمة بنفسها فلنللذكر
هاهنا مضمونها ملخصا:
إذا باع ربويا ً بجنسه ومعه مللن غيللر جنسلله مللن الطرفيللن أو
أحدهما كمد عجوة ودرهم بمد عجللوة أو مللد عجللوة ودرهللم
بمدي عجوة أو بدرهمين ففيه روايتان أشهرهما بطلن العقد
وله مأخذان:
284
أحللدهما :وهللو مسلللك القاضللي وأصللحابه أن الصللفقة إذا
اشتملت على شلليئين مختلفللي القيمللة يقسللط الثمللن علللى
قيمتهما وهذا يؤدي هاهنا إما إلللى يقيللن التفاضللل وإمللا إلللى
الجهل بالتساوي وكلهما مبطل للعقد في أموال الربا .وبيان
ذلللك :أنلله إذا بللاع مللدا يسللاوي درهميللن ودرهمللا بمللدين
يساويان ثلثة دراهم كان الدرهم في مقابلة ثلثي مد ويبقللى
مد في مقابلة مد وثلث ذلك ربا وكذلك إذا بللاع مللدا يسللاوي
درهما ودرهميللن بمللدين يسللاوين ثلثللة دراهللم فللإنه يتقابللل
الدرهمان بمد وثلث مد ويبقى ثلثا مد في مقابلة مللد ,وأمللا
إن فرض التساوي كمد يساوي درهما ,ودرهم بمللد يسللاوي
درهمللا ودرهللم فللإن التقللويم ظللن وتخميللن فل يللتيقن معلله
المسللاواة والجهللل بالتسللاوي هاهنللا كللالعلم بالتفاضللل فلللو
فرض أن المدين مللن شللجرة واحللدة أو مللن زرع واحللد وإن
الدرهمين من نقد واحد ففيلله وجهلان ذكرهملا القاضللي فلي
خلفه احتمالين :
أحدهما :الجواز لتحقق المساواة .
والثاني :المنع لجواز أن يتغيللر أحللدهما قبللل العقللد فتنقللص
قيمته وحده وصحح أبو الخطاب في انتصاره المنع قال ; لنا
ل نقابل مدا بمد ودرهملا بلدرهم بلل نقابلل ملدا بنصلف ملد
ونصف درهم ,وكذلك لو خرج مستحقا لسللترد ذلللك وحينئذ
فالجهللل بالتسللاوي قللائم ,هللذا مللا ذكللره فللي تقريللره هللذه
الطريقة .
هو عندي ضعيف ; لن المنقسم هو قيمة الثمللن علللى قيمللة
المثمن ل إجراء ) (9أحدهما على قيمة الخللر ففيمللا إذا بللاع
مدا يساوي درهمين ودرهملا بملدين يسلاويان ثلثلة ل نقلول
درهم مقابل بثللثي ملد بلل نقلول ثللث الثمللن مقابلل بثللث
المثمن فنقابل ثلث المدين بثلث مد وثلث درهم ونقابل ثلث
المدين بثلثي مد وثلثي درهم فل تنفك مقابلة كللل جللزء مللن
المدين بجزء من المد والدرهم .ولهذا لو بللاع شقصلا ً وسلليفا
بمائة درهم وعشرة دنانير لخذ الشفيع الشقص بحصته مللن
285
الدراهم والدنانير ,نعم نحتاج إلى معرفة ما يقابل الدرهم أو
المللد مللن الجملللة الخللرى إذا ظهللر أحللدهما مسللتحقا أو رد
بعيب أو غيره ليرد ما قابله من عوضلله حيللث كللان المللردود
هاهنا معينا مفردا ,أما مع صحة العقد في الكللل واسللتدامته
فإنا نوزع أجزاء الثمن علللى أجللزاء المثمللن بحسللب القيمللة
وحينئذ فالمفاضلللة المتيقنللة كمللا ذكللروه منتفيللة ,وأمللا أن
المساواة غير معلومة فقد تعلم في بعض الصور كما سللبق"
).(10
فهذا الكلم نقلته لبيان أن العلماء يرون أنه فللي مسللألة مللد
عجوة ودرهم ل بد مللن انقسللام أجللزاء أحللدهما علللى قيمللة
الخر على طريقة القاضي.
أو انقسام قيمة الثمن على قيمة المثملن عللى طريقلة ابلن
رجب.
ل ل بد من هذا التقسيم. وعلى ك ٍ
وقد نقلت هذا لليضاح كما سبق ،وإل فإن هذا التفصيل كللله
يتعلق بالرواية الولى وهللي المنللع .ونللأتي الن إلللى الروايللة
الثانية يقول ابن رجب:
"والرواية الثانية :يجوز ذلك بشرط أن يكون مع الربوي من
غير جنسه من الطرفين ،أو يكون مع أحدهما ولكللن المفللرد
أكثر من الذي معه غيره نص عليه أحمد فللي روايللة جماعللة،
جعل لغير الجنس في مقابلة الجنس ،أو في مقابلة الزيادة ,
ومن المتأخرين كالسامري من يشترط فيما إذا كان مع كللل
واحد من غير جنسه من الجانبين التسلاوي جعل لكلل جنلس
في مقابلة جنسه ،وهو أولى ملن جعلل الجنلس فلي مقابللة
غيره ،ل سيما مع اختلفهما في القيمة ،وعلللى هللذه الروايللة
فإنما يجوز ذلك ما لم يكن حيلة على الربا ،وقللد نللص أحمللد
على هذا الشرط في رواية حللرب ول بللد منلله .وعلللى هللذه
الروايللة يكللون التوزيللع هاهنللا للفللراد علللى الفللراد ،وعلللى
الرواية الولى هو مللن بللاب توزيللع الفللراد علللى الجمللل ،أو
توزيع الجمل على الجمل" ). (11
286
إذا ً على هذه الرواية ل الجواز لل يكللون التوزيللع للفللراد عللى
الفراد ،أي نجعل غيللر الجنللس فللي مقابللة الجنللس ،أو فللي
مقابلة الزيللادة ،كمللا تقللدم عللن ابللن رجللب ،وإذا اختللل هللذا
المبدأ حرمت المعاملة.
وإذا أردنللا أن نطبللق هللذه المقابلللة ،أو التقسلليم ،علللى
مسألتنا فإنه ينتج من ذلك عدم الجواز.
ولبيان ذلك أقول :
طرحت شركة الصحراء أسهمها للكتتاب بقيمللة ) (50ريللال ً
للسهم الواحد ).(12
صرف جزء يسير من هللذه ألل ل ) (50فللي شللراء أعيللان ،أو و ُ
منافع ولنفرض أنها تشكل %10من قيمة السهم ،فبقي من
الموال النقدية 45ريا ً
ل.
ثم ارتفعللت قيمللة السللهم لتصللل إلللى ) (220ريللال ً للسللهم
الواحد.
فإذا أردنا تطبيق مبدأ مد عجوة ودرهم فنقول:
ألللل) (45ريللال ً مللن الثمللن أي ) (220مقابللل ألللل) (45مللن
المثمن )النقد في الشللركة( ويبقلى مللن الثمللن 220لل =45
175
فهذا المبلغ المتبقي من الثمن وهو ) (175ل يمكن أن يكون
كله مقابل العيان والمنافع فقط لما يلي:
ل، -هذه العيان والمنافع ل يعرفها كثير من المساهمين أصلل ً
بل كثير من النللاس ل يعللرف عللن هللذه الشللركة إل أنهللا مللا
زالت نقلودًا ،وإذا كلان المسلاهمون اللذين رفعلوا السلهم ل
يعرفون فيه هذه الحقوق والمنافع ،بللل قللد تكللون معرفتهللم
بوجود النقد أكثر من معرفتهم بها ،فكيف نجعل سبب ارتفاع
السللهم منحصللرا ً فللي أشللياء ل يعرفونهللا ،أو معرفتهللم بهللا
قليلة.
ل هذه القيمة قد ترتفللع أو تنللزل فللي دقللائق ،ممللا يللدل أنهللا
قيمة سوقية للسهم كله ،نقده ،وأعيانه ،وحقللوقه؛ لن قيمللة
هذه العيان والحقللوق لللن ترتفللع فللي دقللائق بمفردهللا ،بللل
287
الللذي يرتفللع هللو السللهم بكللل موجللوداته العينيللة ,والنقديللة،
وغيرها ,ول يوجد مطلقا ً ما يدل على أن هذا الرتفاع إنما هو
في قيمة العيان والمنافع فقط ,بل هذه غاية في البعد ،عند
تصور حقيقة المعاملة.
إذ إن القول بأن هذه السهم ارتفع سعرها نظرا ً للموجودات
غير النقدية ,وسمعت الشللركة ,ونحللو ذلللك ,قللول بعيللد عللن
حقيقة ما يقع في أسواق تللداول السللهم؛ فللإن المسللاهمين
في الغالب ل يعرفللون شلليئا ً كللثيرا ً عللن الشللركات ،ل سلليما
الحديثة منها ،إنما يتحكم في ارتفاع سعر السهم أو هبوطهللا
ما يجللري علللى السللهم مللن مضللاربات بيللن المتللداولين ،أو
ظهور الشاعات ،أو تحركلات كبلار المسلاهمين ،ونحلو هلذه
السباب.
والمضللاربات هللي العنصللر الهللم فللي ارتفللاع قيللم السللهم,
والمضللاربون يرفعللون قيللم السللهم مللن خلل السللاليب
المتنوعة في العرض والطلب ،وذلك كله بعيدا ً عن مراعللات
شئ معيللن مللن موجللودات الشللركة مللن الحقللوق والمنللافع
والعيللان والنقللود ،فللإذا ارتفللع السللهم فهللو يرتفللع بكللل
موجوداته ول يقصد منها شيئا ً معينا ً
ول أدل على ذلك من أن أسهم بعض الشركات ترتفللع رغللم
إعلنهللا الخسللارة ووجللود انطبللاع سلليء عللن أدائهللا عنللد
المسللاهمين ،وهللذا كللله يفللترض أن يللؤدي إلللى تللدني قيللم
الحقوق والموجودات العينية ،ولكن مع ذلللك ترتفللع أسللهمها
بسبب المضاربات السوقية.
ومع ما سبق ما الذي يجعلنللا نفللترض أن الزيللادة فللي قيمللة
السللهم فللي مقابللل تلللك الموجللودات )العيللان والحقللوق
والمنافع( فقط.
وقد عرفنا أن هذا الرتفاع سببه الحقيقللي المضللاربات علللى
السهم ،وهي ل تفرق بيللن موجللودات الشللركة مللن النقللود،
والحقوق ،والعيان ،وغيرها فهي فللي الواقللع مقابللل السللهم
برمته نقده وموجوداته.
288
فالزعم أن سبب الرتفاع هو الموجودات غير النقديللة فقللط
يخالف الواقع.
وخلصللة مللا سللبق أن هللذا الرتفللاع ل يقابللل هللذه الحقللوق
والمنافع فقط ،بل يقابل السهم كله نقده وحقوقه ومنافعه.
ونخلص من هذا إلى أن جزء من هذا المبلغ المتبقي )أي ألللل
(175مقابل للنقد الموجود في الشركة بالضافة إلللى ألللل )
(45الولللى مللن الثمللن أي أنلله اشللترى ) (45ريللال ً بللل)(45
وزيادة وهذا هو ربا الفضل.
وبهذا يتبين أنه حللتى علللى القللول بجللواز مسللألة مللد عجللوة
ودرهم فإنهللا ل تنطبللق علللى شللركة الصللحراء لعللدم تحقللق
شرط الجواز على ما سبق تفصيله.
هللذا مللا ظهللر لللي فللي هللذه المسللألة والللله تعللالى أعلللم
بالصواب.
وصل الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
لمزيد من الدراسة حول الموضوع :
)حكم تداول أسهم الشركات التي في مرحلة التأسيس( .
لللللللللللللللللللللللللللللللللللللل
) (1وسيأتي مزيد إيضاح لهذه النقطة إن شاء الله.
) (2أي قبل بدء النشاط.
) (3القوانين الفقهية ص ،166مغني المحتاج ،2/28المغني
.6/93
) (4أي كبيع سيف محلى بفضة فإن الفضة التي في السيف
ليست مقصودة.
) (5الشرح الكبير مع النصاف .12/79
) (6البنايلللة ،7/518المبسلللوط ,12/189المغنلللي ،6/93
النصاف مع الشرح الكبير .12/79
) (7الشرح الكبير .12/78
) (8مجموع الفتاوى .29/452
) (9هكذا في المطبوعة والمحققللة ولعللل صللوابها) :أجللزاء(
وذكر في المحققة نسخة ) أجزاء ( هكذا.
289
) (10قواعد ابن رجب .2/478
) (11قواعد ابن رجب .2/480
) (12سيكون التطبيق على سهم واحد ليسهل فهم المسألة
وتصورها.
=============
م الجاهلية يبغون #أفحك َ
ب إليلله, ن الحمللد لللله ,نحمللده ونسللتعينه ,ونسللتغفره ونتللو ُ إ ّ
ونعوذ ُ بالله من شرور أنفسنا ,وسلليئات أعمالنللا ,مللن يهللدي
ل له ,ومن ُيضلل فل هادي له ,وأشللهد ُ أل إللله إل مض ّ ه فل ُ الل ُ
الله وحده ل شريك له ,وأشهد ُ أن محمدا ً عبد الللله ورسللوله
صلى الله عليه وعلى آللله وصللحبه وتللابعيهم وسلللم تسللليما ً
كثيرا ً .
س ة الله َإليكم ,وهي خيُر لبا ٍ عباد الله :اتقوا الله ,فهي وصي ُ
مُنللوا ات ُّقللوا نآ َ ذي َ في الدنيا ,وخيُر زادٍ إلى الخرةَ )) .يا أي َّها ال ّ ِ
مللا خِبيٌر ب ِ َ ه َ ن الل ّ َ ه إِ ّ ت ل ِغَدٍ َوات ُّقوا الل ّ َ م ْ ما قَد ّ َ س َ ه وَل ْت َن ْظ ُْر ن َْف ٌ الل ّ َ
ن (( )الحشر. (18: مُلو َ ت َعْ َ
َ
ح ص لل ِ ْديدا ً * ي ْ سل ِ ه وَُقول ُللوا قَلوْل ً َ مُنوا ات ُّقوا الل ّل َ نآ َ
ذي َ ))َيا أي َّها ال ّ ِ
ل َك ُ َ
ه فََقد ْ سول َ ُه وََر ُ ن ي ُط ِِع الل ّ َ م ْ م وَ َم ذ ُُنوب َك ُ ْ م وَي َغِْفْر ل َك ُ ْ مال َك ُ ْ م أعْ َ ْ
ظيما(( )الحزاب :من الية (71,70 ً وزا عَ ِ ً َفاَز فَ ْ
ة
س هللذا الللدين علللى أم ل ِ أّيها المؤمنون :لقللد أشللرقت شللم ُ
كللن شلليئا ً فللي الوجللودِ ة ,لللم ت ُ ة خامللل ً ب ,وكللانت أملل ً العللر ِ
ن الحضللارةِ البشللرية, ن في موازي ِ كن لها وز ٌ النساني ،ولم ي ُ
ة, ه لهللا بالحيللا ِ ن الل ل ُ مللا أذ َ ول ذك لٌر فللي التاريللخ العللالمي ,فل ّ
ب الكريللم, ل فيهللا الكتللا ُ ل العظيللم ,وأنللز َ ل فيها الرسللو ُ أرس َ
م جها فقللد كللان السللل ُ هناِلك نشأَتها ,وكان ذلك إخرا ُ فكانت ُ
ب على وجه الخصوص حياةٌ بعد مللوت, للبشرية هجاء ,وللعر ِ
ل وحيرة ,لقللد جللاَء هللذا ة بعد ضل ٍ ف ,وهداي ً وحضارةٌ بعد تخل ٍ
ج قللائم ٍ علللى العل لم ِ المطلللق بحقيق لةِ النسللان ن بمنه ل ٍ الللدي ُ
ن مللا ه للنسللا ِ ة الكللون ونظللامه ,فشللرعَ اللل ُ وحاجاته ,وطبيع َ
ش ة والطمأنينللة ,والعي ل َ م والعللدل ,والحري ل َ ه السللل َ ُيحق لقُ ل ل ُ
290
دها لمللا اتخللذت ة السلللم ,وسللما مجل ُ الكريم ,وإّنما علت أم ُ
من شريعة السلم منهجا ً وحاكم لا ً علللى أفعالهللا واختياراتهللا
ت إلللى ن العظيللم مللن اللتفللا ِ وتصللوراتها ,ولقللد ح لذ َّر القللرآ ُ
ن أن هنللاك سواها ,أو الخذ مللن غيرهللا ,بللل لقللد بيللن القللرآ ُ
دعون التوحيلللد ,ويّتسلللمون م يزعملللون اليملللان ,ويللل ّ أقلللوا ٌ
ة
ة ويسرةً للخلذِ مللن ُنظللم الجاهليل ِ م يلتفتون يمن ً بالسلم ,ث ّ
َ
ن ذي َ م ت َلَر إ ِل َللى ال ّل ِ ه عز وجل )) :أل َ ْ ل الل ُ ة ,يقو ُ القديمةِ والحديث ِ
ك ن قَب ْل ِل َ ُ
مللا أن ْلزِ َ ل إ ِل َي ْل َ مللا أن ْلزِ َ ُ يزعُمللو َ
مل ْ ل ِ ك وَ َ من ُللوا ب ِ َ مآ َ ن أن ّهُل ْ َ َْ ُ
َ ُ موا إ َِلى ال ّ َ
ن ي َك ُْف لُروا ب ِل ِ
ه مُروا أ ْ ت وَقَد ْ أ ِ غو ِ طا ُ حاك َ ُ ن ي َت َ َ نأ ْ دو َ ري ُ يُ ِ
ضلل ً ب َِعيدًا(( )النساء. (60: َ
م َ ضل ّهُ ْ ن يُ ِ نأ ْ طا ُ شي ْ َ ريد ُ ال ّ وَي ُ ِ
ن أملَر المنللافقين ة واضللحة ,أ ّ ن القللرآن ُيعلُنهللا صللريح ً أجل إ ّ
جللوهَُهم فللي أنظملةِ البشللر ,أو سللائَر أحكللام الذين ُيقلُبون و ُ
ة ,أو يسلتجلبوا منهجلا ً الطواغيت ,وجعللوا منهلا نظملا ً للحيلا ِ
يسيرون عليه ,ويحتكمون إليه ,إّنما هلم ملارُقون ملن اللدين
ل جون من السلم ,وعاشوا على أرضهِ يقللو ُ وإن ادعوه ,خار ُ
ه وَإ َِللى َ
ل الل ّ ُما أن َْز َ وا إ َِلى َ م ت ََعال َ ْ ل ل َهُ ْ ذا ِقي َ عز وجل عنهم)) :وَإ ِ َ
دودًا(( )النساء(61: َ
ص ُ ك ُ ن عَن ْ َ دو َ ص ّ ن يَ ُ مَنافِِقي َ ت ال ْ ُ ل َرأي ْ َ سو ِ الّر ُ
.
ل العلقلةِ ملع الك َُفلار ,أو فتراهم ُيثيرون القضلايا الكبلار ,مثل َ
ُنظم القتصاد ,أو أوضاع المرأةِ وما يتعل لقُ بهللا مللن أحكللام,
ع ,وملع ل تلك القضايا أمورٍ حسمها القلرآن ,وبّينهلا الشلر ُ وك ّ
ة
ذلك فُهم ُيجادلون فيها ,ويحتجون بالتجاه العالمي ,والثقاف ل ِ
ة ه ثقافل ُ ن ذلللك التجللاهَ إّنمللا صللنعت ُ السائدة ,وهللم يعلمللون أ ّ
ل الللذين ل يؤمنللون ه عقللو َ ر ,بل هو النموذج التي صممت ُ الكف ِ
ت َ بللالله ول رسللوله ,فللإذا قي ل َ
ل لهللم هللذا حكللم اللللهَ)) ,رأي ْل َ
دودًا(( )النساء . (61 : ص ُ ك ُ ن عَن ْ َ دو َ ص ّ ن يَ ُ مَنافِِقي َ ال ْ ُ
ل ابن كثير :أي ُيعرضون عنك إعراضًا ,كالمستكبرين عن يقو ُ
م ل ل َهُ ل ُ ذا ِقي ل َ ذلك ,كما قال الله تعالى عللن المشللركين )) :وَإ ِ َ
َ ما أ َن َْز َ
جلد َْنا عَل َي ْلهِ آَباَءن َللا أوَل َل ْ
و مللا وَ َ ل ن َت ّب ِعُ َ ه َقاُلوا ب َ ْ ل الل ّ ُ ات ّب ُِعوا َ
سِعيرِ (( )لقمان. (21: ب ال ّ ذا ِ م إ َِلى عَ َ عوهُ ْ ن ي َد ْ ُ طا ُ شي ْ َ ن ال ّ كا َ َ
291
ن مللا ك َللا َ ف المؤمنين الذين قللال الللله فيهللم)) :إ ِن ّ َ وهؤلِء بحل ِ
َ
ن مأ ْ م ب َي ْن َُهل ْحك ُل َ سللول ِهِ ل ِي َ ْ عوا إ ِل َللى الّللهِ وََر ُ ذا د ُ ُ ن إِ َ مِني َ مؤ ْ ِ ل ال ْ ُ قَوْ َ
ُ َ
ن(( )النور. (51: حو َ مْفل ِ ُ م ال ْ ُ ك هُ ُ معَْنا وَأط َعَْنا وَأول َئ ِ َ س ِ ي َُقوُلوا َ
ة ,أو أّيها المصلون :إّنها قضية مهمة وذلك عندما تختلف الم ل ُ
ن خلُفهللم حللول يختلللف مثقفوهللا وكتبتهللا ومفكروهللا ,ويكللو َ
ت منلله بالضللرورة, مسألةٍ من مسائل الدين ,ومن المعلومللا ِ
كللالولِء والللبراء ,أو الجهللادِ أو السللفوُر والحجللاب ,والرضللى
ل شرٍخ عميق في منهج ت كهذهِ دلي ُ ن خلفا ٍ بالربا أو رفضه ,إ ّ
ح فللي اليمللان, ل واضل ٍ ل خلل ٍ التفكيرِ والستدلل ,بل هي دليل ُ
حكم الله وأمره ,ولقد نل ُ م والذعا ُ ن السلم :هو الستسل ُ فإ ّ
خ المجيد -محمد بن عبللد الوهللاب -بابلا ً فللي كتللاب عقد َ الشي ُ
َ
ن ذي َ م ت َلَر إ ِل َللى ال ّل ِ التوحيللد ,أسللماه قللول الللله تعللالى )) :أل َل ْ
ك ن قَب ْل ِل َمل ْ ل ِ مللا أ ُن ْلزِ َ ك وَ َ ل إ ِل َي ْل َ مللا أ ُن ْلزِ َ من ُللوا ب ِ َ مآ َ ن أن ّهُل ْ
يزعُمللو َ
َ َْ ُ
َ ُ موا إ َِلى ال ّ َ
ن ي َك ُْف لُروا ب ِل ِ
ه مُروا أ ْ ت وَقَد ْ أ ِ غو ِ طا ُ حاك َ ُ ن ي َت َ َ نأ ْ دو َ ري ُ يُ ِ
ضلل ً ب َِعيدًا(( )النساء . (60: َ
م َ ضل ّهُ ْ ن يُ ِ نأ ْ طا ُ شي ْ َ ريد ُ ال ّ وَي ُ ِ
ة ب الشرك بالله ,لّنه استعاض ً ل ذلك بابا ً غليظا ً من أبوا ِ وجع َ
م هللم إذا عللدلوا عللن أحكللام ِ عن أحكام ِ الله بأحكام ِ غيره ,ثل ّ
السلم وتصوراتهِ وآدابهِ وثقافته ,فللإلى أيّ شليٍء يتحولللون،
ن إذا زهدوا في نظلام ٍ جلاَء ملن عنلد اللله عللى ماذا سيجدو َ
َ
ة
جاهِل ِّيلل ِ م ال ْ َ حك ْ َ ه؟ ماذا يريدون؟ ))أفَ ُ ل صورهِ وأحسن وج ِ أكم ِ
َ
ن(( )المللائدة: كما ً ل َِقلوْم ٍ ُيوقِن ُللو َ ح ْ ن الل ّهِ ُ م َ ن ِ س ُ ح َ نأ ْ م ْ ن وَ َ ي َب ُْغو َ
. (50
ج عن حكللم ِ الللله ه تعالى على من خر َ رُ :ينكُر الل ُ قال ابن كثي ٍ
ل ر ،وعللد َ ر ,الناهي عن كللل شل ٍ ل خي ٍ تعالى ,المشتمل على ك ِ
ت التي وضللعها إلى ما سواهُ من الراِء والهواِء ,والصطلحا ِ
ل بل مسللتندٍ مللن شللريعة ,نعللم قللد تسللوقُ الجاهليللة الرجللا ُ
ت الللتي ل لنظمها وثقافتها وماديتها ,قد تمل ُ العالم بالشللعارا ِ
ة ,والتسللامح ,والنفتللاح, ة ,والديمقراطي ل ِ ة لهللا ,كالحري ل ِ حقيق َ
ة المطلقللة, ل الحضللاري ,والتفللاكر الممللي ,والعدال ل َ والتبللاد ِ
حهم حللر إلللى غيللر ذلللك ,ولكّنهللم كللاذبون ,يفض ل ُ والقتصاد َ ال ُ
292
ن ت كوبللا ,وسللجو ِ القللرآن ,وُتخزيهللم شللواهد َ الواقللع ,معتقل ِ
مهللم فللي اليابللان وفيتنللام ,ونهبهُللم لللثروات العللراق ,وجرائ ُ
م أمللةٍ ق ,أّنهم أغش َ ل ذلك يشهد ُ شهادةَ الح ّ المستضعفين ,ك ّ
ن ب لسللا ٍ م نظام ٍ قام على الرض ,وأكللذ َ عرفها التاريخ ,وأظل َ
ج بمظللاهر ن مجتمعاتهم هناك تعُ ل ّ م والمباديء ,بل إ ّ زعم القي َ
م حكل ُ ظلم ِ النسللاِء والطفللال ,والغربللاِء والسللود ،ذلكللم هللو ُ ُ
الجاهليللة الللذي يبغيلله المنللافقون ,دنيئون بصللورهم نحللوه
))وم َ
ن(( )المائدة . (50: كما ً ل َِقوْم ٍ ُيوقُِنو َ ح ْن الل ّهِ ُ م َن ِ س ُ ح َ نأ ْ َ َ ْ
ب التوحيد )) :وفللي اليللة التحللذيُر مللن شرا ح كتا َ ض ُ قال بع ُ
ل حكم الجاهلية ,واختيارهُ على حكم ِ اللهِ ورسوله ,فمللن فع ل َ ُ
ذلك فقد أعللرض عللن الحسللن ,وهللو الحلقّ إلللى ضللدهِ مللن
ف تصورات السلم سه إلى ما ُيخال ُ الباطل )) ,فمن مالت نف ُ
ن والمعتقلد، ل فلي اليملا ِ كم هو الخلل ُ وأحكامه وأقضيته ,فذل ُ
ل الللله ن رسللو َ عن عبد ُ الله بن عمر -رضللي الللله عنهمللا : -أ ّ
صلى الله عليه وسلم قال )) :ل ي ُللؤمن أحللدكم حللتى يكللون
ت به(( . هواهُ تبعا ً لما جئ ُ
ل إليلله, ه نفسه ,وتمي ُ قال العلماُء :والهوى :أي ما تهواهُ وُتحب ُ
ت المعتقللد ,وبثهللا ت الدين ,وثواب ِ ل مسلما ِ فإثارة ُ النقاش حو َ
ض صللحف وعلللى القنللوات ,بل خطللام ٍ ول زمللام ,وخللو َ في ال ُ
ش ل ذلك ليس من باب النقللا ِ س فيها بل علم ٍ ول دليل ,ك ّ النا ِ
ة أكللبر حر كما يقول ,ول تعدد الرأي الذي به ُينادون ,القضي ُ ال ُ
ل الدين وقاعدةِ السلم, من ذلك وأخطر ,فالمُر متعلقٌ بأص ِ
ش فيهللا ن لهللا ,فالنقللا ُ التي هي الرضى بأحكام ِ الله ,والذعللا ِ
شقاقٌ لله ورسوله ,والحواُر حولها محادٍ لهمللا ,قللال تعللالى : ِ
دى وَي َت ّب ِعْ غَْيللَر ه ال ْهُ َ ن لَ ُ ما ت َب َي ّ َ
ن ب َعْدِ َم ْ ل ِ سو َ ق الّر ُ شاقِ ِ ن يُ َ م ْ )) وَ َ
صلليرًا(( م ِ ت َ ساَء ْ م وَ َ جهَن ّ َ صل ِهِ َ ما ت َوَّلى وَن ُ ْ ن ن ُوَل ّهِ َ مِني َمؤ ْ ِ ل ال ْ ُسِبي ِ َ
)النساء. (115:
ة
ن قد تبين لنا الُهدى فللي كتللاب ربنللا ,وسللن ِ ن أّيها المؤم َ ونح ُ
خ أمتنا المجيد ,وواقِع نبينا محمدٍ صلى الله عليه وسلم ,وتاري ِ
293
ق, شللقا ُ م ال ِ ت عللدونا البغيللض ,فعل َ مللؤلم ,وممارسللا ِ حياتنا ال ُ
م الخلف. وإل َ
الخطبة الثانية
ض ويرفع ,ويضُر وينفع ,أل إلى الحمد لله ُيعطي ويمنع ,ويخف ُ
م عللى الرحملةِ المهلداة, ُ
الللهِ تصليُر الملور .وأصللي وأسلل ُ
مسداة ,وعلى آلهِ وأصحابه والتابعين: والنعمةِ ال ُ
ت الللتي كللانت تللدوُر ن الفرق بيللن النقاشللا ِ أّيها المؤمنون :إ ّ
تل فئا ِ بيللن علمللاِء المللة وأسلللفها الصللالحين ,وبيللن جللد ِ
ن علماَء الم لةِ كُلهللم المجتمع وكتبته ,ومتحاوروه اليوم ,هو أ ّ
ف بينهم ن الخل ُ ن إليه ,ويكو ُ ينطلقون من نص الوحي ويعودو َ
ن فيختلفللون أيرجعللون إلللى النللص أم إلللى ما ال َ في فهمه ,أ ّ
ل عللّز وجللل ت العالم ِ الحر كما يقولون ,يقو ُ غيره من معطيا ِ
ل(( سللو ِ دوهُ إ ِل َللى الل ّلهِ َوالّر ُ يٍء فَ لُر ّشل ْ م فِللي َ ن ت َن َللاَزعْت ُ ْ)) فَ لإ ِ ْ
)النساء . (59:
ت تفكيرنللا, منللا ووجهللا ُ لنا أن نختلف ,وُيمكن أن تتباين أفهللا ُ
ع
ة النهائيللة الللتي نرجل ُ وأطروحاتنللا الثقافيللة ,ولكللن المرجعيل َ
ن بله مقلداَر ن الللذي نللز ُ إليهلا ,وتصلدُر عنهللا آراَءنلا ,والميلزا َ
ب الله وسنة رسللوله ب والخطأ فيما ذهبنا إليه ,هو كتا ُ الصوا ِ
صلى الله عليه وسلللم ,ليبقلى كتللاب اللله منهجنلا ,عللى ملا
ت ومسللتجدات أبللد الللدهر ,ول ُ
يطرأ على الحياة من مشللكل ٍ
ة له ,إل ّ إذا احتكمللت إلللى ة بربها ول مسلم ٌ ة مؤمن ً ن الم ُ تكو ُ
كتاب اللهِ وسنة رسوله ,في كل خلفاتهللا ونزاعاتهللا ,وليللس
ن ول إسلللم ,إل ّ إذا اتخللذوا منهمللا حكم لًا, للمتحللاورين إيمللا ٌ
حت ّللى ن َ مُنو َك ل ي ُؤْ ِ منطقهم ورأيهم يقول عز وجلَ )) :فل وََرب ّ َ
َ
ما م ّحَرجا ً ِ م َ سه ِ ْدوا ِفي أن ُْف ِ ج ُ م ل يَ ِم ثُ ّ
جَر ب َي ْن َهُ ْ ش َ ما َ ك ِفي َ مو َ حك ّ ُيُ َ
سِليمًا(( )النساء. (65: موا ت َ ْ سل ّ ُ
ت وَي ُ َ ضي ْ َ قَ َ
م شرط اليمان وحد السلم ,يقرُرهُ دنا أما َ ومرةً بعد مرة تج ُ
ن إل بإذعللان ,ول الللله بنفسلله ,ويقسللم عليلله بللذاته ,ل إيمللا َ
م المتحللاورون م إل باستسلللم ,ول يكفللي أن يتحللاك َ إسللل َ
والمتناقشون إلى السلم ,بللل لب لد َ أن يصللحب ذلللك رضللى
294
ج السلللم وثقللافتهِ ل قلبي ,واعتزاٌز وفخٌر بمنه ل ِ نفسي ،وقبو ٌ
ه ضللى الّللل ُ ذا قَ َ مَنللةٍ إ ِ َ مؤ ْ ِ ن َول ُ ٍ مللؤْ ِ
م ن لِ ُ كللا َ مللا َ وأحكللامه)) ,وَ َ
َ م ال ْ ِ َ ورسول ُ َ
م (( )الحزاب : مرِهِ ْ نأ ْ م ْ خي ََرةُ ِ ن ل َهُ ُ كو َ مرا ً أ ْ
ن يَ ُ هأ ْ ََ ُ ُ
. (36
م م إلللى الللله ورسللوله ,والتسلللي َ واعلموا أّنه لما كان الحتكا ُ
ن ة السلللم ,فللإ ّ ن وعلم ُ ط اليما ِ لهما ,والرضى بهما ,هو شر ُ
ل فيلله ,فإّنمللا هللي ض عنلله ,وتجللاد ُ أيّ نفسا ً تأبى ذلك ,وُتعللر ُ
ق مغمللوس فللي النفللاق ,متوعلد ٌ بأشلد ّ العللذاب, س منللاف ٍ نف ُ
ه ن ل َل ُ ما ت َب َي ّ َ
ن ب َعْدِ َ م ْ ل ِ سو َ ق الّر ُ شاقِ ِ ن يُ َ م ْ يقول عز وجل )) :وَ َ
م جهَن ّل َص لل ِهِ َ ما ت َوَّلى وَن ُ ْ ن ن ُوَل ّهِ َ مِني َ مؤ ْ ِ ل ال ْ ُ سِبي ِ دى وَي َت ّب ِعْ غَي َْر َ ال ْهُ َ
صيرًا(( )النساء . (115 : م ِ ت َ ساَء ْ وَ َ
ف سبيلهم الذي جون على المسلمين بقضايا ُتخال ُ فالذين يخر ُ
جاء به السلم ,إّنما يشهدون على أنفسللهم بللالكفرِ الصللريح
ه مللن ل الل ل ُ كرهِ مللا أنللز َ ةل ُ ث نتيج ً والردةِ الغليظة ,وإّنما يحد ُ
دهم يكرهون حدود َ السلم ,ويضيقون بهللا ذرعللا, م ,فتج ُ أحكا ٍ
ث النقاشات ,ولللذلك شبهات ,وبع ِ فيسوقهم ذلك إلى إثارةِ ال ُ
كفر ,كمللا ذكلَر ذلللك ب ال ُ ه بابا ً من أبوا ِ كرهُ ما جاء به الل ُ كان ُ
خ ابن عبد الوهاب . الشي ُ
ه كللثيٌر مللن الطللرح جل ُ ن المنحللى الللذي يت ُ أّيهللا المؤمنللون :إ ّ
الثقافي ,المتجرئُ على أحكام الدين منحلا ً خطيللر ,للله وثيل ُ
ق
ن الله عز وجل قد نّزل علينللا أّنلله العلقةِ بحقيقةِ اليمان ,فإ ّ
ن شللرائعه الللتي س لّنها للنللاس ل إللله إل هللو ,ومعنللى ذلللك أ ّ
بمقتضى أو لوصيتهِ لهم وعبوديتهم له ,وعاهدهم على القيام ِ
كلم حيللاتهم ويرضللوا بهللا ويفخلروا ب أن تح ُ بها ,هي التي َيجل ُ
ص فللي شلليٍء منلله, خل ّ ر ,ول تر ُ بتمثلها ,ل هوادةَ في هذا الم ِ
ب وصغير ،إّنه ل عبرةَ بمللا تواضللع عليلله ف عن جان ٍ ول انحرا َ
جيل ،أولما اصطلح عليلله قبيللل ،أو لمللا تللوا ثللق عليلله نظللام
ن لشيٍء من ذلك ما لم يأذن بلله عالمي جديد أو قديم ,ل وز َ
ة رسوله صلى الله عليه وسلللم, ه ول سن َ الله ,ولم ُيقرهُ كتاب ُ
ة انفتللاٍح أو انغلق ,تحللررٍ أو ة في هذا ليسللت مسللأل َ والمسأل ُ
295
م أو جاهليللة ,شللرعٌ أو ن وكفر ,إسل ٌ ة إيما ٍ
انحباس ,إّنها مسأل ُ
هدنة ,فللالمؤمنون صلح ول ُ ط في هذا المرِ ول ُ هوى ،فل وس َ
م أخلقلله عون إلللى شللرِع الللله وكتللابه ,والللتزا َ هم الللذين يللد ُ
وآدابله ,والكللافرون الظللالمون الفاسللقون والمنللافقون ,هللم
ة
الذين يدعون إلى غيره ,وينادون بما سللواه ,ويللدفعون المل َ
في اتجاهٍ ُيعاكسه .
===============
#المساهمة في شركات أصل نشاطها مباح
خالد بن إبراهيم الدعيجي
الحمد لله رب العالمين ،والصلة والسلم على أشرف خلق
الله أجمعين محمد بن عبد الله وآله وصحبه أجمعين ،وبعد:
هذه المسألة من المسائل النازلة التي تحتاج إلى بسط فللي
إجابتها ،فأقول وبالله التوفيق:
هذا النللوع مللن الشللركات اختلللف فيلله العلمللاء المعاصللرون
اختلًفا كبيًرا ،وقبل أن نبدأ في ذكر القللوال فللي هللذا النللوع
من الشللركات يحسللن بنللا أن نحللرر محللل النللزاع فللي هللذه
المسللألة :أن المسللاهمة فللي الشللركات الللتي يغلللب عليهللا
المتاجرة بالنشطة المحرمة ،محرمة ول تجوز لما فيهللا مللن
العانة على الثم والعدوان.
وأن من يباشللر إجللراء العقللود المحرمللة بالشللركة -كأعضللاء
مجلس الدارة الراضين بذلك -أن عملهم محرم ،قّلت نسللبة
الحرام في الشركة أم كثرت.
وأن الشتراك في تأسيس شركات يكللون مللن خطللة عملهللا
أن تتعامل فللي جملللة معاملتهللا بللالعقود المحرمللة ،أو كللان
صا في نظامها علللى جللواز ذلللك ،فللإن هللذا الشللتراك منصو ً
محرم.
وأن المساهم ل يجوز له بأي حال من الحوال أن يدخل فللي
مللاله كسللب الجللزء المحللرم مللن السللهم ،بللل يجللب عليلله
إخراجه والتخلص منه ،حتى على القول بجواز مساهمته.
296
واختلفوا في حكم المساهمة في الشركات المشللروعة مللن
حيلث الصلل لكنهلا تتعاملل فلي بعلض معاملتهلا بالنشلطة
المحرمة أو تقترض أو تودع بالفوائد على قولين:
القول الول :الجواز
وممللن ذهللب إلللى هللذا القللول :الهيئة الشللرعية لشللركة
الراجحلللي ،والهيئة الشلللرعية للبنلللك السللللمي الردنلللي ،
والمستشار الشرعي لدلة البركة ،وندوة البركللة السادسللة،
وعدد من العلماء المعاصرين منهم الشيخ عبد الله بللن منيللع
حفظه الله.
طا ؛ إذا تللوفرت جللاز وقد اشترط أصحاب هللذا القللول شللرو ً
تداول أسهم هذا النوع من الشركات ،وإذا تخلف منها شرط
لم يجز ،و منها:
ما جاء في قرار الهيئة الشرعية لشركة الراجحي المصللرفية
رقم )(485
يجب أن يراعللى فللي السللتثمار والمتللاجرة فللي أسللهم هللذا
النوع من الشركات المساهمة الضوابط التالية:
إن جواز التعامل بأسهم تلك الشركات مقيللد بالحاجللة ،فللإذا
وجدت شركات مساهمة تلتزم اجتناب التعامل بالربللا وتسللد
الحاجة فيجب الكتفاء بها عن غيرها ممن ل يلتزم بذلك.
ضللا
أل يتجاوز إجمالي المبلغ المقترض بالربا -سواء أكللان قر ً
ضللا قصللير الجللل (%25) -مللن إجمللالي طويل الجللل أم قر ً
ما أن القتراض بالربا حرام مهما كان موجودات الشركة ،عل ً
مبلغه.
أل يتجاوز مقدار اليراد الناتج مللن عنصللر محللرم ) (%5مللن
جللا عللن
إجمالي إيللراد الشللركة ،سللواء أكللان هللذا اليللراد نات ً
الستثمار بفائدة ربوية أم عن ممارسة نشاط محرم أم عللن
تملك المحرم أم عن غير ذلك .
وإذا لللم يتللم الفصللاح عللن بعللض اليللرادات فيجتهللد فللي
معرفتها ،ويراعي في ذلك جانب الحتياط.
297
أل يتجاوز إجمالي حجللم العنصللر المحللرم -اسللتثماًرا كللان أو
كا لمحرم -نسبة ) (%15من إجمالي موجودات الشركة. تمل ً
والهيئة توضح أن ما ورد من تحديد للنسللب فللي هللذا القللرار
مبني على الجتهاد ،وهو قابل لعادة النظر حسب القتضاء
وذهبللت الهيئة الشللرعية لدلللة البركللة إلللى التفريللق بيللن
النشطة المحرمة التي تزاولها الشركة:
حا ،ولكنها تتعامل بجزء مللن رأس فإن كان أصل نشاطها مبا ً
مالها مثًل بتجلارة الخملور ،أو إدارة صلالت القملار ،ونحوهلا
من النشطة المحرمة ،فل يجللوز تملللك أسللهمها ول تللداولها
ببيع أو شراء.
أما إن كانت تودع أموالها فللي البنللوك الربويللة ،وتأخللذ علللى
ذلك فوائد ،أو أنها تقللترض مللن البنللوك الربويللة ،مهمللا كللان
الدافع للقتراض ،فإنه في هذه الحالللة يجللوز تملللك أسللهمها
بشرط احتساب النسبة الربوية وصرفها في أوجه الخير.
واستدل أصحاب هذا القول بقواعد فقهية عامة ،منها:
1-قاعدة :الحاجة العامللة تنللزل منزلللة الضللرورة الخاصللة".
وقالوا :إن حاجة الناس تدعو للمساهمة بهذه الشركات.
2-قاعدة :يجوز تبًعا ما ل يجوز اسللتقلًل" .وقللالوا :إن الربللا
في هذه الشركات تابعٌ غير مقصود فيعفى عنه.
3-قاعللدة :اختلط الجللزء المحللرم بللالكثير المبللاح ل يصللير
ما".
المجموع حرا ً
دا فيكللون فقللالوا :إن الربللا فللي هللذه الشللركات يسللير ج ل ّ
مغموًرا في المال المباح الكثير.
القول الثاني:
يرى جمهور العلماء المعاصرين ،وعدد من الهيئات الشللرعية
تحريم المساهمة في الشللركات الللتي يكللون أصللل نشللاطها
حا ،إذا كانت تتعامل ببعض المعاملت المحرمة كالقراض مبا ً
والقللتراض بفللائدة ،فيحللرم الكتتللاب بهللا ،وبيعهللا وشللراؤها
وامتلكها.
298
وممن ذهب إلى هذا القول :اللجنة الدائمة للبحللوث العلميللة
والفتاء بالمملكة ،وعلى رأسها سللماحة الشلليخ عبللد العزيللز
بن باز ،رحمه الله ،والهيئة الشرعية لبيت التمويللل الكويللتي،
والهيئة الشرعية لبنك دبي السلمي ،وهيئة الرقابة الشرعية
للبنك السلمي السوداني ،وعدد من الفقهاء المعاصرين.
وأصدر مجمعان فقهيان مشهوران قراريللن يقضلليان بتحريللم
هذا النوع من الشركات ،وهذان المجمعان يحويللان ثلللة مللن
علماء العصر المعتبرين ،فأما المجمع الول فهو:
المجمللع الفقهللي التللابع لمنظمللة المللؤتمر السلللمي بجللدة،
ونص قراره هو ) :الصل حرمة السهام في شركات تتعامل
أحياًنا بالمحرمات ،كالربللا ونحللوه ،بللالرغم مللن أن أنشللطتها
الساسية مشروعة ( .
وأما المجمللع الثللاني فهللو :المجمللع الفقهللي التللابع لرابطللة
العالم السلمي في مكللة المكرمللة ،ونللص قللراره هللو ) :ل
يجوز لمسلم شراء أسهم الشركات والمصارف إذا كان فللي
ما بذلك بعض معاملتها ربا،وكان المشتري عال ً
واستدل أصحاب هذا القول:
-1أدلة تحريم الربا في الكتللاب والسللنة ،وقللالوا :إن هللذه
الدلة لم تفرق بين قليل أو كثير ،وبين تابع أو مقصود .
وى وََل ت ََعللاوَُنوا 2-قول الله تعالى )) :وَت ََعاوَُنوا عََلى ال ْب ِّر َوالت ّْق َ
ب(( ديد ُ ال ْعَِقللا ِ شل ِه َ ن الل ّل َ ه إِ ّن َوات ُّقللوا الل ّل َ عََلى اْل ِث ْلم ِ َوال ْعُلد َْوا ِ
)المائدة. (2 :
وعن جابر ،رضي الله عنه ،أن النبي صلى الله عليه وسللم :
ه(( .رواه مسلللم ) شللاهِد َي ْ ِه وَ َ كات ِب َ ُ مؤْك ِل َ ُ
ه وَ َ ل الّرَبا وَ ُ ن آك ِ َ )) ل َعَ َ
. (1598
ووجلله الدللللة مللن هللذين النصللين :أن الللذي يسللاهم فللي
الشركات الللتي تتعامللل بالمحرمللات معيللن لهللا علللى الثللم،
فيشمله النهي.
ْ
جل ُ
ل، ه الّر ُ م رِب ًللا ي َلأك ُل ُ ُ -3قوله عليه الصلة والسلم )) :دِْرهَ ل ُ
ة(( .أخرجله أحملد ) ت وَثلِثيلن َزْنيل ً سل ّمللن ِ شلد ّ ِ م ،أ َ َوَهُوَ ي َعْل َل ُ
299
، (21957والللدارقطني ،3/16والطللبراني فللي الوسللط )
.(2628
ووجه الدللة منه :أن النللبي ،صللى اللله عليلله وسللم ،عللد
أكللل درهللم واحللد مللن الموبقللات ،ورتللب عليلله هللذا الوعيللد
الشديد ،فكيللف بمللن يضللع المئيللن واللف مللن أمللواله فللي
المصارف الربوية؟ وإخراج قللدر الحللرام تخميللن ،فمللن غيللر
المستبعد أن يدخل ماله شيء من الحرام.
بقي أن يقال:
إن أصحاب القول الول اشترطوا في جواز المشاركة بمثللل
هذه الشركات :أن يتخلص المساهم من الكسب المحرم.
ومما يؤكد أن هللذا الشللتراط افتراضللي وليللس واقعي ّللا ،أنلله
يستحيل تحديد مقدار الكسب المحرم من عوائد السهم.
ونحن هنا في مقام ل يحتمل الظن والتخمين ،بللل ل بللد مللن
القطع واليقين.
وإيجللاب البعللض -عنللد الجهللل بللالحرام -إخللراج نصللف ربللح
السهم أو ثلثه فهم قالوا به من باب الحتياط ،وهو نافع فللي
حالة وجود أرباح حقيقية للشركة مللن النشللاط المبللاح ،وهللو
ضا غير شاق من الناحية العملية ،إل أنه غير عملي ول يفي أي ً
بالغرض في صورتين:
حا تذكر من مبيعاتها في الولى :عندما ل تحقق الشركة أربا ً
بعض السنوات ،فتبقى معتمللدة فللي توزيعللات الربللاح علللى
فوائد الودائع ،والسندات البنكية والوراق قصيرة الجل ذات
الدخل الثابت.
الثانية :كما أن بعض الشركات تقوم بتوزيع الرباح قبل البدء
بتشغيل منشآتها وهذه الرباح تحصلت عليها من إيللداع رأس
المال في البنوك.
وعليلله :إذا كللان المللر محتمًل فل يكفللي التقللدير فللي هللذه
الحالة.
300
أما تحديد مقدار الكسب الحللرام ،كمللا تفعللله بعللض الهيئات
الشرعية ،من أجللل دقلة التخلللص مللن الحللرام فهللو متعللذر؛
لمور ،منها:
-أن جميللع المجيزيللن يفترضللون أن الشللركة تللودع وتأخللذ
فللوائد ،فيوجبللون علللى المسللاهم إخللراج مللا يقابللل نصلليب
الودائع من الرباح.
فإذا كانت الشركة تقللترض مللن البنللوك لتمويللل أعمالهللا ،أو
لجراء توسعات رأسمالية ونحو ذلك ،فما السبيل لتحديد مللا
يقابل هذه القروض من الرباح؟
-أن أغلللب المسللتثمرين يشللترون السللهم بقصللد الحصللول
على الرباح الرأسمالية ،أي فرق السعر بين الشراء والللبيع،
ومن المتعذر في هذه الحالة تحديد مقدار الكسللب الحللرام،
لسلليما وأن مللن العوامللل المللؤثرة علللى القيمللة السللوقية
للسهم مدى قللدرة الدارة علللى الحصللول علللى التسللهيلت
والقروض البنكية.
-إذا خسرت الشركة ،فما هللو نصلليب الكسللب الحللرام مللن
هذه الخسارة؟ إذا علمنا أن إيرادات الودائع والسندات ثابتة،
فهذا يعني أن الخسللارة علللى مللن يريللد التخلللص مللن الربللا
ستكون مضاعفة.
-ومن المعتللاد أن الشللركة تسللتثمر جللزًءا مللن أموالهللا فللي
شركات تابعة أو شركات زميلللة أو فللي صللناديق اسللتثمارية
بالسهم أو السندات ،وقد تكون تلك السللهم لشللركات ذات
أنشللطة محرمللة أو ذات أنشللطة مباحللة وتتعامللل بللالفوائد،
وهكذا تمتد السلسلة إلى ما ل نهاية ،ويصللبح تحديللد الحللرام
في هذه السلسلة من الشركات أشبه بالمستحيل.
ضا لو فرضللنا أنلله يمكللن التخلللص مللن الربللاح المحرمللة وأي ً
الربوية ،فهو تخلص من الكل للربا ،لكن هللذا المسللاهم قللد
شارك في دفع الربا للممولين للشللركة ،فهللو وإن لللم يللأكله
فقد آكله ،والنبي صلى الله عليه وسلللم حللرم المريللن فهللو
لعن آكل الربا ومؤكله .أخرجه مسلم ). (1597
301
الترجيح:
من خلل استعراض بعض أدلة القولين يتبين ما يلي:
أن القول الول يتوجه القول به بالشروط التالية:
عا
-إذا لللم توجللد شللركة مسللاهمة ل تتعامللل بالربللا إيللدا ً
ضا ،حيث كللانت جميللع شللركات السللوق ممللا يتعامللل واقترا ً
بالربا.
-وهذا الشرط منتللف فللي هللذا العصلر حيللث أثبتللت دراسلة
أجريتها نشرها الموقع ،أنه توجد شركات مساهمة معاملتهللا
حلل بالكامل ،وممللا يؤيللد هللذا الشللرط أن الهيئة الشللرعية
للراجحللي ذكللرت فللي قرارهللا رقللم ) ) : (485إن جللواز
التعامل بأسهم تلللك الشللركات مقيللد بالحاجللة ،فللإذا وجللدت
شركات مساهمة تلتزم اجتناب التعامل بالربا وتسللد الحاجللة
فيجب الكتفاء بها عن غيرها ممن ل يلتزم بذلك .
-إذا كان نظام الدولللة يجللبر الشللركات أن تللودع جللزًءا مللن
ضا بأن تللدخل الفللوائد أموالها في البنوك الربوية ويجبرهم أي ً
ضمن أرباح المساهمين.
وهذا الشللرط حسلب علمللي غيللر موجللود فللي هللذا العصللر،
لنتشللار البنللوك السلللمية ،ومللن ثللم انتشللار المعللاملت
السلمية المصرفية.
دا مللن إتمللام عملياتهللا إل عللن طريللق -أّل تجللد الشللركة ب ل ّ
القتراض بالربا.
وهذا الشرط منتف في هذا العصر؛ إذ وجدت بنوك إسلللمية
تمللول الشللركات بللالطرق المباحللة :كالمرابحللة ،وعقللود
الستصناع ،والسلم ،والمشاركة المنتهية بالتمليك ،والجللارة
المنتهية بالتمليك ،وغير ذلك مما جاءت شريعتنا بإباحته.
-ثم إن المتأمل في القول الول يجد :أن القول به كان فللي
فترة فشا فيها الربا ،والبنوك السلمية لم تقم على ساقيها،
أما في هذه المرحلة فللالمر عكللس ذلللك ،فنحمللد الللله عللز
وجل أن انتشرت هذه البنللوك السلللمية فللي أنحللاء الرض،
فأيهما أسهل بالله عليكم تحويل بنك ربوي إلى بنك إسلللمي
302
أم تحويل شركة تتعامل بالربا إلى شللركة خاليللة مللن ذلللك؟
لشك أنه الثاني.
فالللذي يظهللر لللي رجحللان القللول الثللاني ،وهللو حرمللة
حللا،
المساهمة في الشركات الللتي يكللون أصللل نشللاطها مبا ً
وتتعامل بالفوائد أو بغيرها من المعاملت المحرمللة ،لعمللوم
الدلة الشرعية في تحريم الربا قليله وكللثيرة ،فلللم تسللتثن
تلك الدلة ما كان تابًعا أو مغموًرا أو يسيًرا.
وبالتالي يحرم المتاجرة والسللتثمار بهللذه السللهم مللن هللذا
النوع من الشركات.
وأما السهم التي عندك من التأسيس فما استلمته من أرباح
سابقة ،وهي أرباح ربوية وأنت ل تعلم عنهللا فل بللأس عليللك
فيها ،ويجب عليك التخللص ملن هللذه السللهم وبيعهلا .واللله
تعالى أعلم .وصلى الله وسلم علللى نبينللا محمللد وعلللى آللله
وصحبه أجمعين
===============
#البديل السلمي بين النضباط والتسيب
بسم الله الرحمن الرحيم
ن ثلث فتيللات فللي مدرسللتها دثتني إحللدى الصللالحات أ ّ)حلل ّ
ن برنامج سللتار اتفقن على قيام الليل ل ولكن من نوع آخرل إ ّ
أكلاديمي قلد خللب لّبهلم ،وسلحر فكرهلم ،ولجلل ذا فقلد
ل واحللدة سمن الليللل إلللى ثلثللة أثلث كل ّ تواعدن على أن يق ّ
م تتصل على منهن تنظر في هذا البرنامج وتقوم بتسجيله ،ث ّ
زميلتهللا بعللد أن تنتهللي ورديتهللا فللي ملزمللة التسللجيل لهللذا
البرنامج وتقوم الثانية بهذا الدور ،وهكذا العمللل مللع الزميلللة
الثالثة إلى أن ينتهي البرنامج(
بهذا المنطق يتفاعل الكثير من الشباب والفتيات المنتسللبين
للسلم حين يريدوا مشاهدة هللذه البرامللج الهابطللة ،والللتي
بّثت أخيرا ً عبر الفضائيات ،وجعللت للدى الشللباب نوعلا ً مللن
الهوس لعجابهم بهذه البرامج المباشرة ،وكأّنها مغنللاطيس
303
وة وقهللر ،وليللس لهللم إّل تلبيللة رغبللات النفللس، يجللذبهم بقل ّ
وخطرات الروح.
أما آن للمصلحين أن يفيقوا من نومهم العميق ،لنقاذ شبابنا
وفتياتنا من مأساة فكرية وشهوانية تعصف بهم ذات اليميللن
شاشللات وذات الشللمال ،وقللد جعلتهللم يتطللايرون علللى ال ّ
كالفراش وهم ل يشعرون!!
ودعونا أيها الفضلء أن نراجع أنفسللنا ،وننقللد ذاتنللا !فجللزى
الله علمائنا خيرا ً حين أفتوا بتحريم هذه البرامللج ،وبينللوا بل
لبس أو غموض حكم مشاهدتها ،والنظر إليهللا ،فقللد أث ّللرت
تلك الفتاوى في البعض وأقلعوا عن مشاهدتها ل ولله الحمللد
والمّنة ل
مللةم الهائل من شللباب ال ّ ولكن هل نكتفي بهذا ،ومازال الك ّ
يشاهدون ويصّفقون ،ويحلمون فللي منللامهم ويقظتهللم فللي
ذكريات البرنامج الشبابي!
ف رفيقللة لّينللة تحتضللن أل يوجللد لللدينا حلللو ٌ
ل وافللرة ،وأك ل ٌ
الشباب والفتيللات فللي برامللج إسلللمية مشللوقة ،ومشللاريع
ل منضللبطة بميللزان مث ُل ِ
تربوية وترفيهية ،وبدائل عللن تلللك ال ُ
الشريعة؟
أين أصحاب الحلول المنتجة ،أين أهل الثراء والمال والغنللى
،أين أصحاب الفكار البداعية ،والمشاريع البتكارية؟
مللة ،ويخللاط لهللم أين هم مللن الللذي يحللاك لشللباب هللذه ال ّ
وينسللج فللي مللواخير الفسللاد ،وأنديللة الظلم ،والكللواليس
الخفية لتعليمهم دروسا ً في العربدة والشهوات؟
ن جيشلا ً عرمرملا ً أحللاط ببلللدة مللن بلد السلللم ، ترى لللو أ ّ
م
وأثخن فيها وأكثر مللن القتللل والتعللذيب لبنللاء السلللم ،ثل ّ
ذرخللرج علينللا رجللل يللبّين خبللث هللذا العللدو ومكللره ،وحلل ّ
م وقللف إلللى هللذا المسلمين مللن اسللتقباله أو احتضللانه ...ثل ّ
الحد ،واكتفى بهذا القدر.
ن هنللاك دي هذا إلى دحر العدو وإنقللاذ الن ّللاس؟ أم أ ّ هل سيؤ ّ
لوازم ينبغي إضافتها على ذلك الحدث!!
304
وبعد:
ن المراقب لهذه الوضاع ،وتلك الحداث ،ينبغي عليه أن فإ ّ
ن من أسباب وجوده فللي هللذه الرض دعللوة النللاس يعرف أ ّ
ل الدعوة ب العالمين ،وتقريبه إلى قلوبهم،فليست ك ّ لدين ر ّ
بالمحاضرات ول بالخطب ،وليست كّلها بالدروس أو الفتاوى
فحسب ،بل ل بد من استخدام جميللع الوسللائل المشللروعة
والمتاحة فالدعوة إلى الله ل تحد ّ بحدود ،ول تقيد بقيود.
ن مللن الولويللات الهامللة وحيث أّنني شرعت في المقصد فإ ّ
للعمل في حقل الدعوة السلمية ؛ الفهم الناضج لدى طّلبلة
صلللت العلم ،ومتعلمللي الشللريعة بالللذات ،ليخرجللوا لنللا بمح ّ
مدروسللة ،ونتللائج محروسللة فللي فقلله البللديل السلللمي
المواكب لروح هللذا العصللر ومتطلبللاته ،وكيفيللة إنقللاذ هللذه
ل بهللا سللواء أكللانت مللة المنكوبللة مللن الزمللات الللتي تحل ّال ّ
تعليميللة أو تربويللة أو اقتصللادية أو سياسللية أو اجتماعيللة أو
عسكرية وغيرها من ألوان المشاكل ،وأشكال المحن.
والعالم الحق هو من وصفه المام أبو العبللاس ابللن تيميللة ل ل
رحملله الللله للل بللأّنه) الللذي يعللرف الحللق ،ويرحللم الخلللق(
وأّنه)كّلما اتسللعت معرفتلله بالشللريعة وروحهللا ،كللان أرحللم
بالعباد وأعظم الناس تيسيرا ً عليهم ورفقا ً بهم(.
وحين يتأمل النسان الهدي الرّباني في القرآن الكريللم يجللد
أّنه ل سبحانه وتعالى ل ما حّرم على عبللاده شلليئا ً إّل وأبللدلهم
عوضا ً عنه ما هو خير منه ،بل وصل ذلك إلى اللفللاظ فللإّنه
تعالى قال ) يا أّيها الذين آمنوا ل تقولوا راعنا وقولوا انظرنللا
واسمعوا وللكافرين عذاب أليم( البقرة) (104فقد نهللاهم للل
ن فيه شبها ً بيهود حين كانوا يقولون ذلللك تعالى ل عن ذلك ل ّ
لمحمد ل صّلى الله عليه وسّلم ل ويقصللدون بللذلك السللخرية
به ل عليه الصللة والسلللم لل فنهلى اللله صللحابة رسللوله أن
يقولوا هذه الكلمة لمحمد ل صّلى الله عليه وسّلم ل وأبللدلهم
بأن يقولوا له)انظرنا(.
305
كذلك من تدبر سيرة المصطفى ل صّلى اللله عليله وسلّلم لل
يجد ذلك واضحا ً في منهجيته في التربية والتعليم ،فللإّنه كللان
إذا حللّرم شلليئا ً أتللى بالبللديل المشللروع مقابللل ذلللك المللر
ب ن النفوس ضلعيفة ،ومجبولللة علللى حل ّ حّرم لّنه يعلم أ ّ م َ
ال ُ
العوض والبديل ،وخذ أمثلة على ذلك/
فعن أبي سعيد الخدري ل رضي الله عنه ل قال :جاء بلل إلى
النبي ل صّلى الله عليه وسّلم ل بتمر برني ،فقال له :النبي للل
صّلى الله عليه وسّلم ل من أين هذا ؟ قلال بلل :كلان عنللدنا
تمر رديء ،فبعت منه صاعين بصللاع لُنطعللم النللبي لل صلّلى
الله عليه وسّلم ل فقال ل عليه السلللم ل ل أّوه أّوه عيللن الربللا
عين الربا لتفعل ،ولكن إذا أردت أن تشتري فبع التمر بللبيع
م اشتره( رواه البخاري) (2201ومسلم )(1593 آخر ث ّ
أتأملت أيها المبارك كيف أّنه ل عليه الصلة والسلللم ل ل حيللن
حّرم فعل بلل ل رضي الله عنلله لل نقلله نقللة توعويلة بديللة
ومشللروعة قبالللة ذلللك المللر المحللرم ،وتلللك صللفة العللالم
الرباني ،والبصير بالواقع الذي حوله ولهذا قللال المللام ابللن
القّيم في ذلك):من فقه المفتي ونصحه إذا سأله المسللتفتي
عن شيء فمنعه منه،وكانت حاجته تدعوه إليه ،أن يدّله على
ما هو عوض له منه،فيسد عليه باب المحظور ،ويفتح له باب
المباح ،وهذا ل يتأتى إّل من عالم ناصح مشفق قد تاجر الله
وعامله بعلمه ،فمثاله في العلماء مثال الطبيب الّناصح فللي
ما يضره ،ويصف له ما ينفعه ،فهللذا الطباء يحمي العليل ع ّ
شأن أطباء الديان والبدان ،وفي الصحيح عن النبي ل صّلى
ه قال):ما بعث الله من نبي إل ّ كان حّق لا ً الله عليه وسّلم ل أن ّ َ
مته على خير ما يعلمه لهم ،وينهاهم عن شللر لأ ّعليه أن يد ّ
ما يعلمه لهم ( وهذا شأن خلق الرسل وورثتهم من بعدهم ،
دس الله روحه ل ل يتح لّرى ذلللك فللي فتللاويه ورأيت شيخنا ل ق ّ
مل فتاويه وجد ذلك ظاهرا ً فيهللا ( أعلم مهما أمكنه ،ومن تأ ّ
الموقعين )4/121ل (122و سأنقل كلما ً للشلليخ ابللن تيميللة
في ذات الموضوع الذي ملدحه بله تلميللذه ابللن القّيلم حيلث
306
ل بهللاقللال ابللن تيميللة):إذا أراد تعريللف الطريللق اّلللتي ي َُنللا ُ
الحلل ،والحتيال للتخلص من المأثم بطريق مشروع يقصد
سللف به ما شرع له ،فهذا هو الذي كانوا يفتللون بله لل أي ال ّ
دللة عليه ،كما قال الصالح ل ،وهو من الدعاء إلى الخير ،وال ّ
م ابتللعلل صلّلى اّلللله عليلله وسلّلم لل بللع الجمللع بالللدراهم ،ثل ّ
بالللدراهم جنيبلًا( وكمللا قللال عبللد الرحمللن بللن عللوف لعمللر
ف علينا أفنزيد عليها ونأخللذ مللا هللو ن أوراقنا ُتزي ّ ُطاب ):إ ّ الخ ّ
م
أجود منها؟ قال :ل ولكن ائت النقيع فاشللتر بهللا سلللعة ،ثل ّ
بعها بما شئت( بيان الدليل على بطلن التحليل /صل .133
صلللةومن المثلة على ذلك من هللدي المصللطفى لل عليله ال ّ
والسلم ل في أّنه إذا منع شيئا ً فتح لمن منعلله باب لا ً آخللر مللن
شللريعة ،مللا رواه المر المشروع ،والبديل المنضبط بمعيار ال ّ
أنس بن مالك ل رضي الله عنه ل قال :قدم النبي ل صلى الله
عليلله وس لّلم ل ل ولهللل المدينللة يومللان يلعبللون فيهمللا فللي
الجاهلية ،فقال) :قدمت عليكم ولكم يومللان تلعبللون فيهمللا
في الجاهلية ،وقد أبدلكم الله بهما خيرا ً منهما :يوم النحللر،
ويوم الفطر( أخرجه أحمد في المسند)3/103ل 178للل (235
وأبو داود) (1134والّنسائي) (3/179بسندٍ صحيح).واليومان
اّلذين يلعبون فيهما أهل الجاهليللة همللا /يللوم النيللروز ويللوم
المهرجان .وللمزيد انظللر /عللون المعبللود) (3/485للعظيللم
آبادي(
سلم ل في أرأيت ل أخي القارئ ل إلى هديه ل عليه الصلة وال ّ
ذلك ،حيث أّنه ل يرضى بوقوع المنكر ،ول أن يؤلف ،ولكّنلله
سلم ل يبّين خطللر الشلليء المحلّرم ،ومللن ل عليه الصلة و ال ّ
م يبين البديل الشرعي عن ما حّرمه الله ،ومن هنللا فطللن ث ّ
علمللاء السلللم لتوضلليح هللذه القضللّية فللي مللدوناتهم ،
ورسائلهم ومنهم شيخ السلم /ابن تيمية ل طّيب الله ثراه ل
ن المبتلللى بللالمنكر أو البدعللة فللإّنه يتللوجب علللى فقد بّين بأ ّ
ناصحه أن يدعوه للقلع عن هذا المر المحّرم ولو كان فللي
ظاهره الخير ،ومّثل لذلك ابن تيمية ،بالبدعة فقال):إذا كانت
307
وض عنلله مللن الخيللر المشللروع فللي البدعللة مللن الخيللر فع ل ّ
بحسلللللب المكلللللان ،إذ النفلللللوس ل تلللللترك شللللليئا ً إّل
بشلليء...فللالنفوس خلقللت لتعمللل ل لتللترك ،وإّنمللا الللترك
مقصود لغيره( اقتضاء الصراط المستقيم)(2/125
ن البحث المضني من العالم أو المربي ومن هذا المنطلق فإ ّ
ذابللة تكللون مة السلم من برامللج ج ّ أو المفكر لما يخدم به أ ّ
بللديل ً عللن مللا هللو متللاح ويسللتطاع الوصللول إليلله بأسللرع
صللة فللي الوسائل ،وأدنى السبل ؛ من الضللرورة بمكللان وخا ّ
دةهللذا العصللر الراهللن فأمتنللا تحتللاج لبللدائل كللثيرة فللي ع ل ّ
مضمارات ،وتحتاج للبدائل المفيللدة عللن القنللوات الفاسللدة
بث بل سللمين ،وتلهللي الن ّللاس عللن ديللن ر ّ التي تنشللر الغ ل ّ
العللالمين ،وإيقللاعهم بفتللن الشللبهات أو الشللهوات ،ومللا
البرامج الخيرة التي نشللرت فللي هللذه القنللوات الفضللائحية
كسللوبر سللتار ،وسللتاركلوب ،وسللتار أكللاديمي ،وتحللدي
ن أهل العلمنللة والكفللر الخوف ،وغيرها إّل شاهدا ً قوّيا على أ ّ
والفجور يريدون إلهاء المة وشبابها عللن قضللاياها الكللبرى ،
وشؤونها المصيرية ،بللل كللانت تعللرض بعللض هللذه البرامللج
العاهرة في الوقت الذي تضرب فيه بلد الرافدين )العللراق(
بالصلللواريخ ،وتقصلللف بالطلللائرات ،وتجتلللاح باللللدّبابات
والمجنللزرات ،وكللذلك فللي فلسللطين المباركللة فللي أزمللة
الحصللار المشللدد علللى مللدنها وقراهللا ،وعمليللات الغتيللال
الصهيوني لقادة الجهاد والصمود ،في الوقت الذي كان فيلله
كثير من شباب العالم السلمي قللد أطلللق بصللره ،وأرخللى
سمعه لما يعرض في هذه الفضائيات مللن مشللاهد مخزيللة ،
يستحيا والله من ذكرها.
ن شباب وفتيات المسلمين اليوم يعانون مللن أزمللة الفللراغ إ ّ
المدقع ،فليس لهم من العمال التي تشغلهم أيّ أثر ،ولللذا
مر عينيلله يحاول الكثير منهم أن يفّر إلى هذه الشاشللة ويس ل ّ
صوبها ،لعّّلهم يلبون بعض رغبات النفس وهواها ،وكمللا هللو
308
ن الفراغ للرجال غفلة ،وللنساء غلمةل أي تحريللك معلوم فإ ّ
للشهوة ل وصدق من قال:
لقد هاج الفراغ عليه شغل ً وأسباب البلء من الفراغ
داء ،وموطن الخلل ،فليت دعللاة وإذا كّنا قد علمنا مكمن ال ّ
الصللللح والتغييلللر أن يستشلللعروا المسلللؤولية الفرديلللة
والجماعيللة ،والتأهللل للنقللاذ وللمشللاريع الصلللحّية لهللذا
ل مللن أخللذ بيللده ،وبي ّللن للله طريللق الشباب التائه ،الللذي قل ّ
الّنجاة ،والحلول المثمرة ،والبدائل النافعة واليجابّية.
في الوقت نفسه فنحن ل نريد حلول ً مسللتوردة مللن الغللرب
الكافر ،ول بدائل غير شرعّية ،أو فيها تنازلت عن سّنة خيللر
البرية ،فمعاذ الله أن ينصح بذلك وقد قال المام ابن تيميللة
ل):لكللن ل ل رحمه الله ل شيئا ً من هذا القبيللل ث ل ّ
م أعقبلله قللائ ً
يجوز لحدٍ أن يغّير شلليئا ً مللن الشللريعة لجللل أحللد( اقتضللاء
الصراط المستقيم)(2/133
ن من أراد أن يحمل نفسه على تجّنب البدائل المباحة ، بيد أ ّ
واللتزام بللالوامر والن ّللواهي الشللرعية فللله ذلللك ،وصللاحب
العزمات يأخذ بالقوى ،وقد يكون في جللانبه أفضللل ،إّل أ ّ
ن
عليه أن ل يقارن نفسه بغيره من الناس ،ويفرض رأيه على
ضعفاء الدين ،وقليلي اليمان ،ومن المعلوم بللأّنه إذا أردت
أن تطاع فأمر بالمستطاع.
ولن يستطيع الداعية بقدر مللا أوتللي مللن فصللاحة وإقنللاع أن
صة أننلا يصنع ذلك المجتمع المثالي المتخيل في الذهن ،وخا ّ
ج فيلله الفوضللى نعيش في هذا العصللر المنفتللح ،والللذي تع ل ّ
ل منهللا تضللغط بطللرف الفكرية ،والمتنوعات الثقافي ّللة ،وكل ّ
على العقول والمزجة محاولة أن تقنعها بمثلها ومبادئها.
مة الدعاة إذا ً أن يأتوا البيت من بابه ،ويضعوا الحقّ في فمه ّ
ططللات نصللابه ،ويرشللدوا أبنللاء هللذا الجيللل مللبّينين لهللم مخ ّ
الغرب ،ووسائل المجرمين بالطاحة بهذا الجيللل عللن غايللاته
سامية.
الّنبيلة وأهدافه ال ّ
309
ب أن أذك ّللر بهللا نفسللي ومللن سلللك طريللق وثمللة نقللاط أحل ّ
الللدعوة ،وكللل قللارئ لهللذا المقللال ،يجللدر التنللبيه إليهللا ،
والتلويح بها/
1ل يجدر بدعاة السلم وأهللل التربيللة أن ل يخللاطبوا النللاس
من بللرج عللاج ،أو صللومعة فكريللة ،بللل ينزلللوا فللي ميللدان
ق
الناس ،وواقللع البشللرية ،ويتللداخلوا معهللم ،ويتللأملوه حل ّ
التأمل فما كان فيه من خير أثنوا عليه وأشادوا به ،وما كان
فيه من خطأ فلينبهوا الناس له ،ويرسموا لهم طريق الصلح
،ويزنوا جميلع الملور بمعيلار الشلريعة ،ويعطلوهم البلدائل
المباحة بقدر المكان ،وإيجاد الحلول والمخارج الشللرعّية،ل
الحيل الباطلة البدعّية.
ما التشديد على الناس فللي أمللورهم فهللذا ل يليللق بللدعاة فأ ّ
ل أحد ،وقد قال المللام الحق والرشاد ،بل هو أمر يحسنه ك ّ
سفيان الثوري ل رحمه الله ل)إّنما العلللم عنلدنا الرخصلة مللن
ل أحد( جامع بيلان العللم وفضلله ثقة فأما الّتشدد فيحسنه ك ّ
لبن عبد البر) (1/784وقال المام أحمد بن حنبل):من أفتى
دد عليهللم( ليس ينبغللي أن يحمللل الن ّللاس علللى مللذهبه ويشل ّ
الداب الشرعية لبن مفللح) (2/45ول يعنللي ذللك أن نكلون
مماثلين لدعاة العصللرنة والمسللايرة لهللذا العصللر ،والللتراجع
تحللت ضللغط الواقللع ،وال ّللذين يتبنللون تتبللع رخللص العلمللاء
وزّلتهم ويبنون عليها أحكاما ً يقّننونها للناس حّتى يتعاملوا بها
خ للفللراط ، ن التفريللط أ ٌ ن هللذا غيللر هللذا ،ولشلل ّ
كأ ّ فللإ ّ
داعية وسطيا ً في فتللاويه وآرائه علللى فالمطلوب أن يكون ال ّ
وسطّية أهل السّنة والجماعة ورحم الله من قال:
عليك بأوساط المور فإّنها نجاةً ول تركب ذلول ً ول صعبا
ن العالم الذي جمع بين العلم والتربية لن يغفل عللن ولهذا فإ ّ
ق حّقه من الحكم ل ذي ح ٍ دراسة نفسّيات الّناس ،وإعطاء ك ّ
الملئم له ،ورضي الله عن المام ابن تيمية حين عل ّللق علللى
ل لهو يلهو به حديث رسول الله ل صّلى الله عليه وسّلم ل ) ك ّ
الرجللل فهللو باطللل ،إّل رميلله بقوسلله ،وتللأديبه فرسلله ،
310
ن من الحق( أخرجه ابن ماجه )(2/940 وملعبته امرأته فإّنه ّ
والّنسائي ،أنظره مع شرح السيوطي) (6/185بسند صحيح.
فقد عّلق ابن تيميللة علللى هللذا الحللديث تعليقلا ً نفيسلا ً مبينلا ً
ن كلمللة خلف ما يعتقده البعض من قللارئي هللذا الحللديث بللأ ّ
)الباطل( فيه يعني )المحّرم( فقال:
) والباطل من العمال هو ما ليس فيه منفعة ،فهللذا يرخللص
للنفس اّلتي ل تصبر على ما ينفللع ،وهللذا الح لقّ فللي القللدر
اللذي يحتلاج إليله فلي الوقلات اّللتي تقتضلي ذللك :العيللاد
والعراس وقدوم الغائب ونحو ذلللك( السللتقامة) (1/277ل ل
وقد كلان فللي هللذا المللوطن يتكل ّللم عللن ضللرب الللدف وأن ّلله
ن الرجال لم يكن منهم أحد يفعللل ذلللك فللي للنساء فقط وأ ّ
عهده ل صّلى الله عليه وسّلم ل ولهذا ذكر ابن تيمية أثرا ً عللن
م نفسللي أبي الدرداء ل رضي الله عنه ل ل يقللول :إن ّللي لسللتج ّ
شلليء مللن الباطللل،لسللتعين بلله علللى الحللق( مجمللوع بال ّ
الفتاوى)(28/368
داعيللة لنفسلليات المللدعوين ن معرفللة ال ّ ومللن هنللا نسللتنتج أ ّ
م المهمللات ل بحسبه ،بأّنه من أه ّ وأهل المعصية ومراعاتها ك ٌ
ليتدرج معهم في إزالة ما لديهم من قصور ديني ،فهو خللبير
ن الخروج عن المألوفات من أشق الشياء على النفللوس ، بأ ّ
ولذا فإّنه يعطيهم من البدائل المباحة اّلتي تجعلهم يتناسللون
ما كانوا عليه ،متدرجا ً بهم بهذه الطريقة إلى مرحلة القناعللة
ج به لذلك ،ما قاله والطمأنينة بما هم فيه،ومن أقوى ما يحت ّ
عبد الملك بن عمر بن عبد العزيز لبيه يوما ً منكرا ً عليه عدم
ل بقايللا النحللراف والمظللالم والتعفيللة إسراعه في إزالللة ك ل ّ
على آثارها ورد المور إلى سنن الراشدين:
ن القللدور ت ل تنفذ المور؟ فوالله مللا أبللالي ،لللو أ ّ مالك يا أب ِ
غلت بي وبك في الحق!!
وتأمل كيف كان جواب الب الفقيه عمللر بللن عبللد العزيللز ل ل
م الخمللر فللي ن الللله ذ ّرضي الله عنه ل)ل تعجل يا بنللي ،فللإ ّ
القرآن مرتين وحّرمهلا فللي الثالثلة ،وإّنلي أخلاف أن أحملل
311
الّناس على الحقّ جملة فيدعوه جملة ،فيكللون مللن ذا فتنللة(
الموافقات للشاطبي)(2/94
بن التدرج في الوصول إلى الحقّ بهذه التربيلة سلب ٌ ولهذا فإ ّ
أكيد لقناعة المدعوين ،وليأخذوا بهذه الحكام بتمام الرضى
والفهم العميق لمقاصد الشريعة السلمية ،قال المللام ابللن
ن حكمة هذا التدريج ؛ التربيللة علللى قبللول الحكللام ، القّيم)إ ّ
والذعللان لهللا ،والنقيللاد لهللا شلليئا ً فشلليئًا( بللدائع الفللوائد)
(3/184
2ل التشللجيع للشللباب المخلصللين بإيجللاد البللدائل الشللرعية،
ذابللة لمللن ابتلللي وإنتللاج المشللاريع والبرامللج المعينللة والج ّ
م
ن مللن أه ل ّ بمتابعة الصور الهابطة ،والصوات المحّرمللة ،وإ ّ
طمللوحث روح البداع والتفكير،والبتكللار وال ّ المور في ذلك ب ّ
شلللريعة لصلللناعة البلللدائل وإيجادهلللا والموافقلللة للللروح ال ّ
والستفادة من المعطيللات الجديللدة ،وتنميللة الحللس لهميللة
الطلع والقراءة ،وكسر جميع الحواجز اّلتي تحللول للتيللان
طامحينا. بالجديد ،وبورك في الشباب ال ّ
وما قتل البعض من ّللا إّل الترديللد لتلللك المقولللتين القللائلتين ،
ليس بالمكان أحسن مما كان ،وما تللرك الولللون للخللرون
ل يللائس أو ما ً يلوكه ك ّ
ن هاتين المقولتين أصبحتا س ّ شيئا ً ،فإ ّ
ضللحالة العلميللة والعقللم كسول أو رجل ألللف التقليللد ،مللع ال ّ
الفكري ) وحين يكون هناك جللدب ثقللافي ،وضللحالة فكريللة
ن النسان ل يهتدي إلى كثير من البدائل ال ّللتي تتللاح لهللل فإ ّ
الّثراء الفكلري( ملن كتلاب /خطلوة نحلو التفكيلر القلويم لل
كارصل لثلثون ملمحا ً في أخطاء التفكير وعيوبه لعبد الكريم ب ّ
.59
كر جمال سلطان ل وفقه الله ل حيللن وقد أحسن الستاذ المف ّ
كتب) فإذا لم يكن لدى المللة ومشللروعها الحضللاري ،بللديل
جاد ومتفوق يمتلك الجاذبيللة الفّنيللة العاليللة ،ويتحللرك علللى
تقنيللات فّنيللة رفيعتللة المسللتوى ،أو إذا لللم يكللن بمقللدور
المشروع الحضاري أن يحقللق موازنللة جديللدة بيللن النشللاط
312
العلمللي ،والنشللاط الللترفيهي ،أو لللم يكللن بمقللدوره إعللادة
مللة للمللة ،بمللا يحقللق وعي لا ً جديللدا ًصللياغة المللدركات العا ّ
لمفهوم الوقت ،وتقسيمه وقيمته ودوره ،أو تباين ذلك كل ّلله
بين المللم ،حسللب متطّلباتهلا النسلانية ،وحسلب مناهجهللا
الفكرية العقائدية )اليديولوجية( وحسب مكانتها الحضللارية ،
وحسب تحدياتها التاريخية والمستقبلية ،أي أّنه ل بللوجه عللام
لل إذا لللم يكللن لللدى المشللروع الحضللاري خططلله وبرامجلله
للسيطرة على وقت الفللراغ فسلليكون ذلللك بمثابللة تأشلليرة
دخول مفتوحة للّتيارات الثقافية والقيمة والخلقية والجنبية
مة من خلل ثقب )وقللت الفللراغ(( ،لكي تنفذ إلى صميم ال ّ
مقدمات في سبيل مشروعنا الحضاري صل 62ل .63
3ل عدم الدوران في فلك الذات ،وإغلق منافذ البصيرة في
ن هذه العولمة المعاصللرة أكثرهللا ش لٌر جة أ ّ
وجه أيّ جديد بح ّ
ل جديلد ونلوازنه بالشللرع وفساد ،بل ينبغي أن ننفتح على ك ّ
دة ي هل ،وما خالفه فإن استطعنا أن نبيللد مللا ّ فما وافقه فح ّ
الحرام منه فعلنا ،وإن لم نستطع فلنضرب به عرض الحائط
ول نبالي ،ورحم الله من قال:
والشرع ميزان المور كلها وشاهد لصلها وفرعها
ومن جميل كلم أبو حفص النيسابوري)مللن لللم يللزن أفعللاله
ل وقت بالكتاب والس لّنة ،ولللم يتهللم خللواطره فل وأقواله ك ّ
تعده في ديوان الرجال( الستقامة لبن تيمية 96/ل .99
شاهد ذلك أّنه قبل أن نحكم على أي شيء فعلينا أن نعللرف
حقيقته وماهيته ،ثم ُيطلق الحكللم الشلرعي المناسلب لله ،
والقاعدة الصللولية تقللول /الحكللم علللى الشلليء فللرع عللن
تصوره.
4ل ل يعني أّنه إذا نودي بإيجللاد البللديل المنضللبط ،أن يكللون
لهذا ديدن الدعاة ،بل ينبغي أن ينادي الدعاة بللأّنه ليللس كل ّ
ن هللذا شلليء حلّرم يسللتطاع أن يللؤتى ببللدائل تحللل عنلله ،وأ ّ
البديل الذي استهلك العقل البشللري فللي التفكيللر ليجللاده ،
ذة والمتعلة عللن ل مظللاهر اللل ّليس شرطا ً أن يكللون فيله كل ّ
313
دة تصرف مللن الشيء المحّرم ،إّل أّنه ينبغي أن تكون فيه ما ّ
ذابللة تعلقللت نفسلله بالماضللي ،وتكللون فيلله روح ش لّفافة ج ّ
ليتعلق بها.
لكلن ملن المهلم جلد ّا ً أن يللواكب هلذا التغييلر لتللك النفلس
البشرية التي نشأت من قريب علللى طاعللة الللله بللأن تربللى
هذه النفس على طاعة الله ،وأن يكون ديللدنها لوامللر الللله
ونواهيه بكلمة )سمعنا وأطعنا( و إذا كان البللديل ليللس علللى
مستوى درجة الجاذبية لمللا ألفتلله النفللس فللي الماضللي ،أو
في أيام الجاهلية فل يعني ذلك أن ترجللع النفللس لماضلليها ،
ن ذلك من تبديل نعمة الله على العبد والتنكر لها. ل ّ
بل يكون على لسان المسلم الثر المعروف ) من ترك شيئا ً
وضه الله خيللرا ً منلله( وهللذا التعللويض كمللا ذكللر علمللاء لله ع ّ
ما أن يكون في الحياة الدنيا ،أو أن يكون ذلك في الشريعة إ ّ
دار الخرة وجّنة الرضوان.
5ل أن يتعدى الدعاة والمصلحون مرحلة المدافعة والتحللذير،
إلللى مرحلللة المواجهللة والتبشللير ،ولقللد كللانت هللذه وص لّية
رسول الله ل صّلى الله عليه وسّلم ل لبعللض أصللحابه فقللال:
شروا ول تنفروا ،ويسروا ول تعسروا( أخرجه البخاري في )ب ّ
كتاب العلم) ، (2001ومسلم في كتاب الجهاد)(251
فالعقلية السلمية تحتاج في هللذا الزمللن الصللعب أن تكللون
ما مجرد النقد اللذع ،والبقاء علللى هللذا داعية خير وتبشير ،أ ّ
المنهللج فلللن يوصللل المسلللمين إلللى مرحلللة س لّباقة ،بللل
يجعلهم ذلك يرجعون للوراء لنهم لم يعرفللوا كيللف يواجهللوا
ن هذا العصر بتقنياته ،وما هي اللغللة المناسللبة للله ،ولللذا فللإ ّ
ن إيقاد شللمعة خيللر مللن لعللن الظلم ؛ مثللل المثل القائل بأ ّ
ن مجرد التشكي مللن أبنللاء رائع ،يحتاجه دعاة هذا العصر ،فإ ّ
ن كثيرا ً من هذا الزمان وهذا الدهر لن يفيد شيئا ً ،والغريب أ ّ
الشباب الصالح قد صار ديدنه فللي بعللض اللقللاءات التحللدث
بمآسي هذا الجيل ،على حد ّ قول الشاعر:
ل من لقيت يشكو دهره ليت شعري هذه الدنيا لمن ك ّ
314
ن القليللل مللن يحللاول أن ينقللي الواقللع الجتمللاعي الللذي لك ّ
يعيش فيه ،ويبين الخلل والهتراءات التي حّلت في وسطه ،
محاول ً التغيير والصلللح بالحكمللة الحسللنة والكلمللة الطيبللة،
حتى يتم المقصود ،وينال المراد.
إننا نحتاج حاجة ماسة لعادة النظر في الطرق التربوية التي
أ َل َِفَها بعض المربين أكثر من أربعة عقود من هذا الزمان ،أو
وسائل الدعوة التقليدية والتي كللانت منللذ عشللرات السللنين
وبقي الكثير على نمطها.
نحتاج لوسائل البلغ المبين ،ولجميع المنابر التي نتواجه بهللا
مع أبناء الجيل المسلم ،والستفادة من المعطيللات الحديثللة
التي تتناسب مع طبيعتنا الشللرعية ،ومثلنللا العقديللة ) ومللن
خلل معرفتنا بسنن الللله لل تعللالى لل والللتي تللبرز لنللا طبللائع
الشياء ،يرتقي لدينا ما أسميه بل)فقله الطلرق المسلدودة (
وهلو فقلله عظيلم ل نجلده فلي أي كتلاب ،وإّنملا فلي سللفر
الوجود الهائل والمللترامي ،حيللث إننللا مللن خلل الممارسللة
العملية نكتشف الهائل والمترامي ،وما ل يمكن الوصول إليه
،وبذلك الكتشاف نقترب من معرفة ما هو متللاح ،كمللا أّننللا
نللوفر علللى أنفسللنا عنللاء )الحللرث فللي البحللر( حيللث ألللف
الكللثيرون من ّللا تبديللد الجهللد والللوقت والمللال فللي محللاولت
الوصول إلى أشياء ليس إلى الحصول عليها أي سبيل( جللزء
من كلم الدكتور:عبدالكريم بك ّللار فللي كتللابه تشللكيل عقليللة
إسلمية معاصرة صل .78
ن الداعية لل باختصللار لل مللن ينفللع أمتلله ،ويللبين لهللا طللرق إ ّ
الخير ،فهو كما قال الشاعر:
واضح المنهج يسعى دون غش أو نفاق
راضي النفس ،كبير القلب ،يدعو للوفاق
قلبه المؤمن بالخالق مشدود الوثاق
نبضه الذاكر يمتد إلى السبع الطباق
7ل وقبل الختام فهناك تنبيه/وهو في الحقيقللة أمللر وقللع فيلله
دعاة لللل هلللداهم اللللله لللل فلللي قضلللّية بعلللض الخلللوة الللل ّ
315
البللديل،فللالمراقب لبعللض البللدائل الللتي أتيللح نشللرها داخللل
الوساط السلمية يجد أّنها قد تجاوزت ل وللسف ل ل الحللدود
الشرعية ،وصلار فيهللا مللن التنللازلت علن الشللريعة الشلليء
الذي ينذر بوقوع حالة مكارثية ممن لهم توجهللات إسلللمية ،
فأكثرهم لللم يدرسللوا هللذا الللدين علللى حقيقتلله ،وإن كللانوا
مللن)محللبي السلللم( ول شللك ،لكنهللم يتصللرفون بعللض
ن كللثيرا ً منهللم ينتللج إنتللاجهالتصرفات المخلة بهذا الدين ،ل ّ
العلمي أو القتصادي أو التربوي ول يستشير إّل أمثاله مللن
قليلللي العلللم ،وضللحلي المعرفللة فللي الجللذور السلللمية ،
أضف على ذلك قّلة استشارتهم لهل العلم وفقهاء الشريعة
الربللانيين ،فللي عللرض مثللل هللذه المنتجللات ،وأخللذ آرائهللم
تجاهها ،ومن ذلك :
1ل ما يسمى بفيديو كليب فقد شاهد البعض من طلبة العلللم
مثل هذه البرامج ،وما يعرض فيها من الناشيد وما يصاحبها
من تكسر وتميع ،وحركات ل تمت إلى الرجولة بصلللة ،بللل
فيها من مشلابهة بعلض الفسلقة مللن المغنيللن فللي حركللات
الرجل وضرباتها الخفيفة على الرض ،أو حركات اليد والتي
تدغدغ مشاعر الرجال فضل ً عن الفتيللات ) المراهقللات( ث ل ّ
م
مى هذا العمل إنتاجا ً إعلميا ً )إسلميًا(. يس ّ
ط أن يكون منضللبطا ً بميللزان فهل هذا من البديل الذي اشت ُرِ َ
الشريعة ،ومأمونا ً لجميع شرائح المجتمع؟!
2ل ما صار يصللاحب بعللض أشللرطة الناشلليد السلللمية مللن
ضرب بالدف ويرافقه أصوات الصلصل والمزاهر والخلخيل
،دع عنللك أن يرافللق بعضللها الضللرب بالطبللل ،والجهللاز
جلالمسمى بجهاز)السلامبر( ،وأجهلزة الكملبيوتر واللتي سل ّ
ل ذلللكفي بعضها بعض النغمات مللن الكمنجللة ،والبيللانو ،كل ّ
ن هذا من البديل ]السلمي[ وأن ّلله إذا لللم نضللع مثللل بحجة أ ّ
ن السللامعين للناشلليد هللذه الملحقللات مللع الناشلليد فللإ ّ
ن أفضل وسيلة لجذبهم السلمية سيكون تعدادهم قلي ً
ل!! وأ ّ
ن السلمي البديع!! هي هذه الطريقة ولجل الرتقاء بالف ّ
316
ن
جة الباطلة قد يطللول ولكّننللا نقللول :إ ّ والجابة عن هذه الح ّ
دم للناس بديل ً مشروعا ً فعليه بأن يتقي الله ل من أراد أن يق ّ
سبحانه وتعالى ل ويرضيه قبل إرضاء إيّ طرف مللن النللاس،
وليتذكر المرء حديث رسول الله ل صّلى الله عليلله وس لّلم ل ل
) من أرضى الناس بسخط الله وكله الله إلى الناس ،ومللن
أسخط الّناس برضا الله كفاه الله مؤنة الناس( أخرجلله ابللن
حّبان بسند جيد ل انظر:السلسلة الصحيحة )(2311
ن هؤلء القوم المنتسبون للدعوة ويصاحبون فللي والحقيقة أ ّ
أعمالهم ما حّرم الله بحجة اجتماع الناس عليهم وللمصلللحة
بالعقلية الموهومة فإّنهم وكما قيل في المثل :يريد أن يطلل ّ
زكاما ً فيحدث جذاما ً ،فل هللم للبللديل نصللروا ،ول للمعصللية
كسروا ل نسأل الله لنا ولهم الهداية ل.
ن العللالم السلللمي اليللوم ،يحتللاج لمصللارف كأ ّ3للل ل شلل ّ
إسلمية ،وبنللوك تتعامللل مللع الطبقللات البشللرية بالشللريعة
السلمية ،ونحن نحمد الله ل تعالى ل ل أن صللار لهللذه البنللوك
وجودا ً ولللو كللان بطيئا ً فللي شللوارع بعللض الللدول السلللمية
دم لهم البذل جار ،وتعين المساكين وتق ّ والتي تلبي رغبات الت ّ
والمعونة ،وتقرضهم القروض التي ل تجر نفعا ً ،وتتعامل مع
مللن يريللد تنميللة مللاله بالمعللاملت المشللروعة كالمضللاربة
والمشاركة والمساهمات التجارية.
ن هناك ل ل وللسللف ل ل بنوك لا ً أرادت أن تسللوق بضللاعتها بيد أ ّ
بزيللادة )السلللمي( علللى كلمللة ) البنللك( للتغريللر بعللوام
المسلمين ،وعقول البسطاء والمسللاكين ،ليتعللاملوا معهللم
ويشتركوا في معاملتهم المالية وأكثرها ل عياذا ً بللالله ل ل مللن
م معظم معاملتها المصللرفية أبواب الحيل الباطلة ،والتي يت ّ
بالتحايللل عللللى أبللواب الشلللريعة ،جلللاعلين زّلت العلمللاء
المتقللدمين ،ورخللص المعاصللرين المتسللاهلين ديللدنهم فللي
الترويج لللتحاق بهم والتعامل معهم.
فيا سبحان الله !! وهل أصللبحت البللدائل المسللماة إسلللمية
بهذا الشكل المرعللب ،وأصللبح البعللض الللذي ليللس للله مللن
317
الثقافة السلمية رصيدا ً ولو يسلليرًا ،يسل ّ
وق لمللا يريللد فعللله
ويضيف عليه كلمة )إسلمية( أو)إسلمي(أو على ) الشللريعة
السلللمية( علللى طرفللة السللمك المللذبوح علللى الطريقللة
السلمية! وإذا كان البعض هكذا؛ فليحذروا من عقوبللة تح ل ّ
ل
بهم من الله ل عّز وجل ل ونقمة شللديدة يللوم القيامللة إن لللم
يتوبوا ويتداركوا أمرهم.
4ل ومن ذلك بعللض فتللاوى المنتسللبين للعلللم والللدعوة بللأّنه
يجوز للمرأة أن تشترك مع الرجل في التمثيل على شاشات
الرائي)التلفاز( بحجة أن الرسول ل صّلى الله عليه وسللّلم للل
ن المللرأة نصللف المجتمللع قال) النساء شقائق الرجللال( ،وأ ّ
ولهللا دورهللا فيلله ،فل بللأس عليهللا أن تشللارك فللي التمثيللل
بشرط أن يكون )إسلميًا(.
ن هذا يفتح بابا ً كبيرا ً لهل العلمنللة والفسللق فللي والحقيقة أ ّ
محاولة التللدرج بمللن أردن التمثيللل مللن النسللاء المنتسللبات
للخير والدعوة في مهاوٍ تللوقعهم فللي الللردى ،وفللي أصللعب
الظللروف ،وأحلللك المواقللف ،هللذا عللدا أكللثر مللن عشللرة
مخالفات شرعية في هذا الباب.
مى بللالفلم المدبلجللة ،والللتي أنتجتهللا 5ل ومن ذلك مللا يس ل ّ
بعض الشللركات العلميللة الكللافرة،أو الشللركات الفاسللقة ،
فمللا كللان مللن البعللض إّل وأن حللذف منهللا أصللوات الغللاني
ن تسمية هذه الفلم بأفلم إسلمية هللو نأ ّوالموسيقي ،وظ ّ َّ
ن البعض من هذه الشللرطة فيهللا مللن الهدف الرئيس ،مع أ ّ
دامة ما يقشعّر له البدن ،ويهتز التلوثات العقدية ،والراء اله ّ
له الفؤاد ،من بعض اللفاظ الشللركية ،والعللادات المخالفللة
للقيم السلمية ،كالشرب بالشمال ،والنللوم علللى البطللن ،
وعدم تشميت العاطس ،والسخرية بمن ابتلي بسمنة أو داٍء
في جسده ،ومظاهر الختلط بين الرجال والنساء ،وعللرض
بعض صللور النسللاء كاشللفات لشلليء مللن شللعورهن وإبللراز
بعض مفاتن جسدهن ،ومع ذلك تبقى أشرطة إسلمية !!
318
فللأين المراقبللة العلميللة المتخصصللة ،وأيللن المراجعللة
والتدقيق الشرعي على مثل هذه الشرطة المد بلجة؟
بللل ظهللرت بعللض الفلم السلللمية !! يقمللن فيهللا فتيللات
ن العاشللرة ن البلللوغ فللي السلل ّ جميلت قللد قللارب أكللثره ّ
والحادية عشرة ،يقمن بالنشاد السلمي ،مع بعض حركات
الرقص المرافقة ليقاع الدف ،ويكون بللالطبع معهللن بعللض
دم الحداث الفتيان ينشللدون جميعلا ً عنللد بحللر ،أو تل ّ
ل ،وتق ل ّ
إحدى الفتيات وردة حمراء لحد الحداث الذكور وهي تبتسم
ابتسامة ساحرة!!
دثني بذلك ل والله ل جمللع مللن الشللباب الللذين كللانوا علللى ح ّ
ن الله عليهم بهدايته ل سبحانه لل فللأقلعوا مم ّ طريق الغواية ث ّ
ما حّرم الله ،وقالوا لي جميعا ً اشترينا هذه الشللرطة مللن ع ّ
التسجيلت السلمية! ورأينللا أناسللا يشللترونها! وكن ّللا نتنللاوب
عللللى مشلللاهدة هلللذه الفلم! لملللا فيهلللا ملللن الصلللور
)السلمية(!!!
بل قرأت لحد هؤلء المنتسبين للسلم مقال ً كتبه في إحدى
الجرائد يطالب فيه بديسكو إسلللمي! ومللا أدري والللله مللاذا
زّور أمثللللال هللللؤلء فللللي صللللدورهم بعللللد ذلللللك مللللن
البرامج)الستسلمية للواقع(.
وصدق من قال في هذا الزمن:
ل العجائب وأصبحت الذناب فوق الذوائب زمان رأينا فيه ك ّ
والن...أساءل أصحاب هذه البدائل الظالمة...أسائلهم بللالله
العلي العظيم أذلك كّله من باب البديل السلمي المنضبط ،
ن هذا لشيء عجاب( عن أشرطة الفسق والمعصية؟ )إ ّ
ده ،وخرج عن أصله ،وبلغ السيل الزبى ، لقد تعدى المر ح ّ
والله المستعان..
فليتدارك أمثال هلؤلء القلوم منهجهلم ،وليصللحوا أمرهلم ،
وليتوبوا إلى ربهم ،ويعللودوا إلللى بللارئهم ،ول يكونللوا سللببا ً
لفساد الشباب ،وهم يظنون أنهم مصلحون.
319
ن بالضللوابط الشللرعية، ونبقللى نقللول نعللم للبللديل ولكلل ْ
واللتزامات العقديللة ،وتحللت استشللارة أهللل الشللريعة ،ول
ط علن الصلواب ،وانخلرط فلي للبديل المتسيب ،والذي ش ّ
ن هللذا ليللس للله م فللي الشللبهات ,فللإ ّ حل َ دوائر النفلت ،وأ ُقْ ِ
مكللان فللي قلللوب أهللل اليمللان ،ويبقللى الح لقّ عليلله دلئل
الشعاع الرب ّللاني ،والباطللل عليلله دلئل التحايللل العصللياني.
ما ما ينفع النللاس فيمكللث فللي ما الّزبد فيذهب جفاًء ،وأ ّ ) فأ ّ
الرض كذلك يضرب الّله المثال(ومن الله الحول والطللول ،
وهو حسبنا ونعم الوكيل.وصّلى الله على نبينللا محمللد وعلللى
آله وصحبه وسّلم أجمعين .والحمد لله رب العالمين..
كتبه
خباب بن مروان الحمد
==============
#فتن ووهن وغثائية وذل حتى ترجعوا إلى دينكم
حاتم الفرائضي
مقدمة
]][[ إن الحمد لله ،نحمده ونستعينه ونستغفره ،ونعللوذ بللالله
من شرور أنفسنا،ومللن سلليئات أعمالنللا ،مللن يهللده الللله فل
مضل له ،ومن يضلل فل هادي له ،وأشللهد أن ل إللله إل الللله
وحده ل شريك له ،وأشهد أن محمدا ً عبده ورسوله.
َ َ
م ن إ ِل ّ وَأن ُْتلل ْمللوت ُ ّ حقّ ت َُقات ِهِ َول ت َ ُ ه َ مُنوا ات ُّقوا الل ّ َ نآ َ ذي َ ] َيا أي َّها ال ّ ِ
ن[ مو َ سل ِ ُ م ْ ُ
َ
ة
ح لد َ ٍ س َوا ِ ن ن َْفل ٍ مل ْ م ِ خل ََقك ُل ْذي َ م ال ّل ِ س ات ُّقوا َرب ّك ُل ْ ] َيا أي َّها الّنا ُ
سللاًء َوات ُّقللوا الّلل َ
ه جال ً ك َِثيرا ً وَن ِ َ ما رِ َ من ْهُ َ
ث ِ جَها وَب َ ّ من َْها َزوْ َ خل َقَ ِ وَ َ
م َرِقيبا ً [ ن عَل َي ْك ُ ْ كا َ ه َ ن الل ّ َ م إِ ّ حا َ ن ب ِهِ َوال َْر َ ساَءُلو َ ذي ت َ َ ال ّ ِ
َ
ح ص لل ِ ْديدا ً للللل ي ُ ْ سل ِ ه وَُقوُلوا قَوْل ً َ مُنوا ات ُّقوا الل ّ َ نآ َ ذي َ ] َيا أي َّها ال ّ ِ
ل َك ُ َ
ه فََقد ْ سول َ ُه وََر ُ ن ي ُط ِعْ الل ّ َ م ْ م وَ َ م ذ ُُنوب َك ُ ْ م وَي َغِْفْر ل َك ُ ْ مال َك ُ ْ م أعْ َ ْ
ً
ظيما [ وزا عَ ِ ً َفاَز فَ ْ
320
أما بعد ،فللإن خيللر الحللديث كتللاب الللله ،وخيللر الهللدي هللدي
محمد صلى الله عليه ،وشر المور محللدثاتها ،وكللل محدثللة
بدعة ،وكل بدعة ضللة ،وكل ضللة في النار.
أما بعد .
ة( وهللي فإن الكلمات السللابقات تسللمى ب ) خطب لةِ الحاج ل ِ
ت كان يخطب بها رسول الللله صلللى الللله عليلله وسلللم كلما ٌ
لهمية معانيها واليللات هللي )آل عمللران ،(102:النسللاء ، 1
الحزاب 71-70
أما عن هذه السلسلة ))) ]فتن ووهن وغثائية وذل[ من أيللن
نبدأ ؟!؟!؟! (((
فإني أحسب أن كل داعية مخلص لللله حريللص علللى متابعللة
سللنة رسللول الللله صلللى الللله عليلله وسلللم يتخللوف مللن أن
ينحرف به طريقه أو طريق من يأخللذون عنلله ،فَت ََفلّرقَ بهُل ْ
م
ل الله !! سِبي ِ ن َ عَ ْ
سلت َِقيما ً َفلات ّب ُِعوهُ َول هل َ َ
م ْ طي ُ صلَرا ِ ذا ِ ن َ قلال اللله تعلالى ] وَأ ّ
مم ب ِلهِ ل َعَل ّك ُل ْ صاك ُ ْ م وَ ّ سِبيل ِهِ ذ َل ِك ُ ْ ن َ م عَ ْ ل فَت ََفّرقَ ب ِك ُ ْ سب ُ َ ت َت ّب ُِعوا ال ّ
ن [ ] النعام[153: ت َت ُّقو َ
وما من شك أن هللذه الطائفللة اليقظللة مللن الللدعاة تتخللوف
كثيرا من أن يضل سعيها أو أن تتيه وسط العواصللف العاتيللة
التي تعصف بأهللل السلللم تريللد اقتلع العلللم واليمللان مللن
قلللوبهم بنشللر فتللن الشللهوات وزخللرف الشللبهات والبللدع
والمعتقللدات المنحرفللة بينهللم أو تحللاول جاهللدة أل يصللل
المسلمون إلى ما يأملونه من انتشار السلم وعز أهله
مُلللوا م وَعَ ِ كلل ْمن ْ ُ مُنللوا ِ نآ َ ذي َ ه اّللل ِ عللد َ الّللل ُ قللال الللله تعللالى ] وَ َ
ف ال ّل ِ خل َ َ َْ
ن مل ْن ِ ذي َ س لت َ ْ
ما ا ْ ض كَ َ م ِفي الْر ِ خل َِفن ّهُ ْست َ ْت ل َي َ ْ حا ِ صال ِ َال ّ
ن مل ْم ِ م وَل َي ُب َلد ّل َن ّهُ ْ ضللى ل َهُ ل ْ ذي اْرت َ َ م ال ّ ِم ِدين َهُ ُ ن ل َهُ ْ مك ّن َ ّ م وَل َي ُ َ قَب ْل ِهِ ْ
شْيئا ً [ سورة النللور خوفه َ
ن ِبي َ كو َ شرِ ُ دون َِني ل ي ُ ْ منا ً ي َعْب ُ ُمأ ْ ب َعْدِ َ ْ ِ ِ ْ
55
فحتى ل تتيه مراكب الدعاة أو يضل سعيهم و يكونوا من
321
]] الذين ضل سعيهم في الحياة الللدنيا وهللم يحسللبون أنهللم
يحسنون صنعا [[
كتبت هذه السطور وأنا أبرأ من حللولي وقللوتي وأعللوذ بللالله
من شرور نفسي وسيئات أعمالي لكن ،لبد مما ليللس منلله
بد ،فإنه ل يختلف اثنان من الدعاة إلى الله على بصلليرة أن
سللائَر المللم وأمَتنللا خاصللة تمللر بتحللديات كللبيرة فللي هللذه
الزمان
]][[ أما )) الفتن (( فإن أبناء المة ُيغللزون بسلليل مللن فتللن
الشهوات وأخطر منه سيل من زخرف الشبهات
قال رسول الللله صلللى الللله عليلله وسلللم محللذرا )) :بللادروا
بالعمللال فتنللا كقطللع الليللل المظلللم يصللبح الرجللل مؤمنللا
ويمسي كافرا ويمسي مؤمنا ويصبح كافرا يلبيع دينله بعلرض
من الدنيا (( عن أبي هريرة عند مسلم ).(2/300
وروى المام البخاري عن أبي سللعيد الخللدري ل ل رضللي الللله
عنه ل قال :قال رسول الله صلى الله عليه وسلم )) :يوشك
أن يكللون خيللر مللال المسلللم غنللم يتبللع بهللا شللعف الجبللال
طر يفر بدينه من الفتن((. ومواقع الَق ْ
و" شعف الجبال " هي رؤوس الجبال
س الجبل [ قال في معجم مقاييس اللغة ] :ال ّ
شَعفة :رأ ُ
بل كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
ن على الناس زمان ل يدري القاتل ] و الذي نفسي بيده ليأتي ّ
في أي شيء قََتل و ل يدري المقتللول فللي أي شلليء قُت ِللل [
رواه مسلم
وروى مسلم برقم ) (2887عن أبي بكرة ل رضي الله عنه ل
قال :قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
))إنها ستكون فتن أل ثم تكللون فتنللة القاعللد فيهللا خيللر مللن
الماشي فيها والماشي فيها خير مللن السللاعي إليهللا أل فللإذا
نزلت أو وقعت فمن كان له إبل فليلحق بللإبله ،ومللن كللانت
له غنم فليلحق بغنمه ،ومن كانت له أرض فليلحللق بأرضلله،
322
قال :فقال رجل يا رسول الله :أرأيت من لللم يكللن للله إبللل
ول غنم ول أرض ؟
قال :يعمد إلى سيفه فيللدق علللى حللده بحجللر ثللم لينللج إن
استطاع النجاء ،اللهم هل بلغلت؟ اللهلم هلل بلغلت؟ اللهلم
هل بلغت؟
فقال رجل يا رسول الله :أرأيت إن أكرهت حتى ُينط َل َقُ بي
إلى أحد الصفين أو إحدى الفئتين ،فضللربني رجللل بسلليفه ،
أو يجيء سهم فيقتلني؟
قال :يبوء بإثمه وإثمك ويكون من أصحاب النار(( .
#وأما بداية الفتن فهي مخالفة شرع الله
قال الله ] :فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة
أو يصيبهم عذاب أليم []النور[.
فإذا غفل المرء عن شرع الله وذكره صار أمره فرطا ً ،مللن
سيء إلى أسوأ
]][[ أما )) الوهن والغثائية (( فهمللا مرضللان خطيللران وهمللا
مّرتان لضعف العلم واليمان . ثمرتان ُ
فل يخفى أن كثيرا ً من أبناء المة صاروا "غثاء كغثللاء السلليل
" كما وصف رسول الله صلى الله عليه وسلم
ومللا أظللن أنللي بحاجللة إلللى إثبللات وجللود أوانتشللار ظللاهرة
الغثائية !!.
ولقد حذر رسول الله صلى الله عليه وسلم منها
ة مللن الللدعاة مللن ينبلله المللة إلللى هللذه الحللاديثولكن قِل ّل ٌ
النبوية الصحيحة
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
]] يوشللك الملم أن تلداعى عليكلم كملا تللداعى الكللة إلللى
قصعتها.
فقال قائل :ومن قلة نحن يومئذ؟
قللال :بللل أنتللم يللومئذ كللثير ،ولكنكللم غثللاء كغثللاء السلليل،
ولينزعن الله من صدور عدوكم المهابة منكم!! ،
وليقذفن الله في قلوبكم الوهن!! .
323
فقال قائل :يا رسول الله!وما الوهن؟
قال :حب الدنيا وكراهية الموت [ !!
صحيح طالع صحيح أبي داود 3610
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
]] يوشك أن تداعى عليكم المم من كللل أفللق ،كمللا تللداعى
الكلة إلى قصعتها ،قيل :يا رسول الله! فمن قلة يومئذ؟
قال ل ،ولكنكم غثاء كغثاء السيل ،يجعل الوهن في قلللوبكم،
وينزع الرعب من قلللوب عللدوكم؛ لحبكللم الللدنيا وكراهيتكللم
الموت [ !! صحيح الجامع 8183
ل على ابتلء المسلمين به ]][[ أما )) الذل (( فل أ َد َ ّ
من تمكن ألف ألف يهودي من استلب أرض فلسللطين مللن
مليار مسلم
وقبللل ذلللك وبعللده اعتللداء النصللارى والمشللركين علللى بلد
أخرى والعالم كله يتفرج على ذبح المسلمين والعتداء علللى
نسائهم وحرماتهم .
ووسللائل إعلمهللم تتغنللى بأناشلليد الحريللة والديموقراطيللة
يسمون الشياء بغير أسماءها .
فإن سألتني عن علج الذل فإن رسول الله صلى الللله عليلله
وسلم قد بينه ووضحه لهل السنة حقا ً !!
عن ابن عمر -رضي الله عنهما -قال :سللمعت رسللول الللله
صلى الله عليه وسلللم يقللول ] :إذا تبللايعتم بالعِي ْن َلةِ وأخللذتم
أذناب البقر ورضيتم بالزرع وتركتم الجهاد سلط الله عليكللم
ذ ُل ّ ،ل َينزعه شيٌء حتى ترجعوا إلى دينكم [
رواه أحمد وأبو داود وصححه ابللن القطللان ،وقللال الحللافظ
في البلوغ رجاله ثقات .
والحديث روي من أكثر من طريق قال الشيخ سليم الهللللي
حفظه الله :
ود إسللناده شلليخ السلللم -رحملله الللله -كمللا فللي ]] وقللد جل ّ
»مجموع الفتاوى« ) (30 /29ووافقلله شلليخنا -رحملله الللله-
فللي »الصللحيحة« ) ،(1/43/11وصللححه ابللن القطللان فللي
324
»بيان الوهم واليهللام« ) ،(2484 / 296- 5/295والشلليخ
أحمد شاكر -رحمه الله -في »شرح المسند« )7/27/4825
( [[
فأول أسباب الذل استحلل الربا تحت ستار بيع العينة ،
فتأمل تحايل الناس اليللوم علللى الربللا بللتزيين مللن الللرؤوس
الجهال الذين ل يملكون من العلم إل حرف الللدال ومللا عللدا
ذلك فهو ل يعدو زخرف القول وسفسطة الفكر .
وثاني أسباب الذل ترك أسباب عزة المسلمين والتخلي عن
صناعة القوة التي ترهب العدو يكون ذلك عند التعلق بالللدنيا
والفرح والرضا بحصول ملذاتها كمطعم المرء ومسكنه وقللد
عّبر عنه رسول الله صلى الله عليه وسلللم بقللوله ))وأخللذتم
أذناب البقر ورضيتم بالزرع ((
نمل ْ ن قُ لوّةٍ وَ ِمل ْم ِس لت َط َعْت ُ ْ مللا ا ْم َ دوا ل َهُ ْ ع ّ قال الله تعالى ] :وَأ َ ِ
مدون ِهِ ْن ُ م ْ
ن ِ ري َخ ِم َوآ َ ن ب ِهِ عَد ُوّ الل ّهِ وَعَد ُوّك ُ ْ ل ت ُْرهُِبو َ خي ْ ِط ال ْ َ رَِبا ِ
ل الّلل ِ
ه سِبي ِيٍء ِفي َ ش ْ ن َ م ْ فُقوا ِ ما ُتن ِ م وَ َ مه ُ ْ ه ي َعْل َ ُم الل ّ ُ مون َهُ ْ ل ت َعْل َ ُ
َ
ن [ سورة النفال )(60 مو َ م ل ت ُظ ْل َ ُ م وَأن ْت ُ ْف إ ِل َي ْك ُ ْ ي ُوَ ّ
وثالث أسباب الذل هو ترك الجهاد !!،
وليس الجهاد كما يتصلور البعلض قتلال ولة أملر المسللمين
المصلين الموحدين ،ول قتل البرياء من المسلللمين ،ل ول
قتل اليهللود أو النصللارى غيللر المحللاربين ،كالللذين أعطللاهم
إمام المسلمين العهد أو المان .
كل ذلك ليس من الجهاد !! ،فل يقللوم الجهللاد علللى فتللاوى
الجهال ول على ترأس المتعالمين وليس من الجهاد العمال
الفردية التي ُيعصى بها إمام المسلمين لن من مقتضى بيعة
المام أن ل يعصللى وأن يطللاع وكللل ذلللك فللي غيللر معصللية
الله .
إن جهاد المسلمين :
حماية للمسلمين وأرضهم ودينهم ودعوتهم لتكون كلمة اللله
ة أشد ّ من القتل وذلك عند من عظمللت هي العليا ،لن الفتن َ
325
الخرة في قلللوبهم بخلف مللن عظمللت الللدنيا فللي قلللوبهم
فإنهم يقولون إن "القتل أشد من الفتنة " ،فتأمل .
ولن فتنة الناس أعظم من هلك أنفسهم وأموالهم .
فإن الله قد أثنى على من بذلوا أنفسهم وأموالهم في سبيل
الله قال تعالى ] :إن الل ّلله اشللترى مللن المللؤمنين أنفسللهم
وأموالهم بأن لهم الجنللة يقللاتلون فللي سللبيل الل ّلله فَيقتلللون
وُيقتلون ،وعدا ً عليه حقا ً في التوراة والنجيل والقرآن؛ ومللن
أوفى بعهده من الّله ،فاستبشللروا بللبيعكم الللذي بللايعتم بلله،
وذلك هو الفوز العظيم [ سورة التوبة آية 111
وما وصف رسول الله صلللى الللله عليلله وسلللم الجهللاد بللأنه
ذروة سنام السلم إل لنه يصللان بلله الللدين ،الللذي صلليانته
ب المسلللمون أن يعتللدى علللى أول مقاصد الشارع وبه ُيره ل ُ
أرواحهللم الللتي حمايتهللا ثللاني مقاصللد الشللارع وبلله تصللان
أعراض نساء المسلللمين الللتي صلليانها مللن مقاصللد الشللارع
المهمة عند أهل اليمان والغيرة علللى محللارم الللله ،بخلف
من تبلد حسه ومات قلبه .
ولهذا يجب أن ُُيربى أبناؤنا على الدفاع عللن دينهللم وأرضللهم
ونسائهم ويكون ذلك باللتفاف حول قيللادتهم وولة أمللورهم
من العلماء والمراء.
أما الذين ينشرون بين أبنائنا
أن أعللدائنا أقويللاء وأن الزمللن تغيللر وأن " القتللل أشللد مللن
الفتنة " !!!
وأن الواجب علينا نبذل ديننا وأنفسللنا وأموالنللا لتسلللم دنيانللا
ودورنا وأموالنا !!
وأن نسلم بلدنا إلى أعدائنا إذا هوجمنا
فهم منافقون !!
أو قوم مرضت قلوبهم من فتن القنوات !!
سواء صرحوا بذلك أو لمحوا له .
كيف يكون ذلك مع أن من مللات ولللم يحللدث نفسلله بللالغزو
فهو ميت على شعبة من نفاق !! ،
326
سّلم : ه عََليهِ وَ َ صّلى الل ّ ُ سول الل ّهِ َ قال َر ُ
] من مات ولم يغز ،ولللم يحللدث نفسلله بغللزو ،مللات علللى
م مللن حللديث أبللي هريللرة رضللي مسل ِ ٌ شعبة من نفاق[ َرَواهُ ُ
الله عنه
فكيف بمن يتجاهللل أو يغطللي هللذه الحللاديث وهللي ل تللأمر
بأكثر من حديث النفس !!
موعدهم الخزي وعذاب الله في الدنيا والخرة
َ
ت ن ال ْب َي ّن َللا ِ مل ْ مللا أنَزل ْن َللا ِ ن َ مللو َ ن ي َك ْت ُ ُ ذي َ ن ال ّل ِ قال الله تعالى ]] إ ِ ّ
س ِفي ال ْك َِتا ِ
ب ما ب َي ّّناهُ ِللّنا ِ ن ب َعْدِ َ م ْ دى ِ َوال ْهُ َ
ن ت َللاُبوا ذي َن ) (159إ ِل ّ ال ّل ِ عن ُللو َ م الل ّ ِ ه وَي َل ْعَن ُهُل ْ م الل ّل ُ ك ي َل ْعَن ُهُ ْ أ ُوْل َئ ِ َ
َ وأ َصل َحوا وبينوا فَأ ُول َئ ِ َ َ
م [[ ) حي ل ُ ب الّر ِ وا ُ م وَأَنا الت ّل ّ ب عَل َي ْهِ ْ ك أُتو ُ ْ ََُّ َ ْ ُ
(160
منا ً قَِليل ً !! ن بكتمانهم العلم ث َ َ شت َُرو َ أما الذين ي َ ْ
ْ ف ]أ ُوْل َئ ِ َ
م الّلل ُ
ه مُهل ْ م إ ِل ّ الّنلاَر َول ي ُك َل ّ ُ طلون ِهِ ْ ن ِفلي ب ُ ُ ما ي َأك ُُلو َ ك َ
َ
م[ ب أِلي ٌ ذا ٌ م عَ َ م وَل َهُ ْ كيهِ ْ مةِ َول ي َُز ّ م ال ِْقَيا َ ي َوْ َ
َ
ب ن ال ْك ِت َللا ِ مل ْ ه ِ ل الل ّ ُ ما أنَز َ ن َ مو َ
ْ
ن ي َك ْت ُ ُ َ ذين ال ّ ِقال الله تعالى ]]إ ِ ّ
م إ ِل ّ الّنللاَر طون ِهِ ْ ن ِفي ب ُ ُ ما ي َأك ُُلو َ ك َ منا ً قَِليل ً أ ُوْل َئ ِ َ ن ب ِهِ ث َ َ شت َُرو َ وَي َ ْ
َ
م) ب أِلي ل ٌ ذا ٌ م ع َل َ م وَل َهُل ْ كيهِل ْ مةِ َول ي َُز ّ م ال ِْقَيا َ ه ي َوْ َ م الل ّ ُ مه ُ ْ َول ي ُك َل ّ ُ
(174
مللا مغِْفَرةِ فَ َ ب ب ِللال ْ َ ذا َ دى َوال ْعَل َ ة ِبال ْهُ َ ضلل َ َ شت ََرْوا ال ّ نا ْ ذي َ ك ال ّ ِ أ ُوْل َئ ِ َ
م عََلى الّنارِ )[[ (175 َ
صب ََرهُ ْ أ ْ
]][[ ول شك أن تفوق عدد وعتاد العدو معتبر !!
شرع لمام المسلمين أن يهادن ويصالح العللداء مللتى ولهذا ُ
رأى في ذلك مصلحة معتبرة ،لكن فرق بين هذا وذاك !!
فرق بين هذا وبين من يغرس في قلوب أبنائنا أن قوة العدو
ل تقهر ،وأننا حتى لو نصرنا الللله بنصللرة دينلله فلللن ينصللرنا
الله لننا أضعف منهم ويتناسى بدر وأخواتهللا ويتناسللى تنللزل
الملئكة لنصرة المؤمنين .ويتناسى قوله تعالى
ع
مل َ ه َ ن الل ّلهِ َوالل ّل ُ ة ك َِثيلَرةً ب ِلإ ِذ ْ ِ ت فِئ َ ً ن فِئ َةٍ قَِليل َلةٍ غَل َب َل ْ مل ْ م ِ ] كَ ْ
ن[ ري َ صاب ِ ِ ال ّ
327
َ
م [ وقللوله تعللالى مك ُ ْ ت أقْل َ
دا َ م وَي ُث َب ّل ْ صلْرك ُ ْ صُروا الل ّل َ
ه ي َن ْ ُ ن ت َن ْ ُ ] إِ ْ
ن[ مِني َ مؤ ْ ِ صُر ال ْ ُ حّقا عَل َي َْنا ن َ ْ ن َ كا َ ]و َ َ
ه[ صُروا الل ّ َ ن ت َن ْ ُ
بل لسان حال بعض مفتي القنوات يقول ] إ ِ ْ
م لنكم أضعف عتادا ً َ
مك ُ ْ دا َ م ولن ي ُث َّبت أقْ َ صرك ُ ْ فلن ي َن ْ ُ
]][[ نعم !! ،إن تفوق عدد وعتاد العللدو معتللبر ولكللن ليللس
على إطلقه ،
فالمر راجع إلى القرار الميداني لولة المر ،ل دخل لعامللة
الناس بل ول دخل لعامة الجند به .
أما نتيجللة )التبللايع بالعينللة ( و)أخللذ أذنللاب البقللر ( و)الرضللا
بالزرع (
فهي ]] سلط الله عليكم ذل [[
جى من هذه الظلمات من ْ َج وال َ خَر ُ م ْ فإن سألت عن العلج وال َ
ل الهدى صلى الله عليه وسلم في قوله : فقد بّينه رسو ُ
)) ل ينزعه شيء حتى ترجعوا إلى دينكم (( !!
فليسللمع هللذه النصلليحة النبويللة أصللحاب التجمعللات الثوريللة
والنقلبات العسكرية ل حل إل بتربيللة النللاس علللى السلللم
والعودة إلى الدين الذي أنزل علللى محمللد صلللى الللله عليلله
نوسلللم فللذلك طريللق النصللر والعللزة قللال الللله تعللالى ] إ ِ ْ
َ
م[ مك ُ ْ دا َ ت أقْ َ صْرك ُ ْ
م وَي ُث َب ّ ْ ه ي َن ْ ُ صُروا الل ّ َ ت َن ْ ُ
ن[ مِني َ مؤ ْ ِ صُر ال ْ ُ حّقا عَل َي َْنا ن َ ْ ن َ كا َ وقال ]وَ َ
ل حل إل بحمل تركة رسول الله صلللى الللله عليلله وسللم أل
وهي العلم
سللول الل ّل ِ
ه ه قللال سللمعت َر ُ عنل ُ ه َ ي الل ّل ُ ضل َ عن أبي الدرداء َر ِ
سّلم يقول ]] من سللك طريقلا ً يبتغللي فيلله ه عََليهِ وَ َ صّلى الل ّ ُ َ
علما سهل اللله لله طريقلا إلللى الجنللة ،وإن الملئكللة لتضللع ً ّ ً
أجنحتها لطالب العلم رضا ً بما يصنع ،وإن العالم ليستغفر للله
من في السماوات ومن في الرض حتى الحيتان فللي المللاء،
وفضل العالم على العابد كفضل القمر على سائر الكللواكب،
وإن العلماء ورثللة النبيللاء ،وإن النبيللاء لللم يوّرثللوا دينللارا ً ول
328
درهما ً إنما وّرثوا العلم ،فمن أخذه أخذ بحظ وافر[ َرَواهُ أُبللو
ي.مذِ ّ داوُد َ َوالّتر ِ َ
وبعد حمل الدعاة لتركة النبياء يأتي دورهم في تزكيللة أبنللاء
المة و تعليمهم الكتاب والحكمة
ك م آَياِتلل َ م ي َت ُْلو عَل َي ْهِ ْ من ْهُ ْ سول ً ِ م َر ُ ث ِفيهِ ْ قال تعالى ]] َرب َّنا َواب ْعَ ْ
َ
م) كي ل ُ ح ِ زيُز ال ْ َ ت ال ْعَ ِ ك أن ْ َ م إ ِن ّ َ كيهِ ْ ة وَي َُز ّ م َ حك ْ َ ب َوال ْ ِ م ال ْك َِتا َ مه ُ ْوَي ُعَل ّ ُ
[[ ( 129
م
ث ِفيهِ ل ْ ن إ ِذ ْ ب َعَ ل َ مِني َ م لؤ ْ ِ ه عَل َللى ال ْ ُ ن الل ّل ُ مل ّ وقال تعالى ]] ل ََقد ْ َ
رسللول ً م ل َ
ممه ُ ل ْ م وَي ُعَل ّ ُ كيهِ ل ْم آي َللات ِهِ وَي َُز ّ م ي َت ْل ُللوا عَل َي ْهِ ل ْ س له ِ ْ ن أن ُْف ِ ِ ْ َ ُ
ن )( 164 مِبي ٍ ل ُ ضل ٍ ل ل َِفي َ ن قَب ْ ُ م ْ كاُنوا ِ ن َ ة وَإ ِ ْ م َ ب َوال ْ ِ
حك ْ َ ال ْك َِتا َ
[[
م ي َت ْل ُللو سللول ً ِ ُ وقال تعالى ]] هُوَ ال ّ ِ
من ْهُل ْ ن َر ُ مّييل َ ث ِفي ال ّ ذي ب َعَ َ
ن م ْ كاُنوا ِ ن َ ة وَإ ِ ْ م َ حك ْ َ ب َوال ْ ِ م ال ْك َِتا َ مه ُ ْم وَي ُعَل ّ ُ كيهِ ْم آَيات ِهِ وَي َُز ّ عَل َي ْهِ ْ
ن )[[ ( 2 مِبي ٍل ُ ضل ٍ ل ل َِفي َ قَب ْ ُ
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
.
حرر في 1426 /6/6من هجرة رسول الله صلى الله عليه
وسلم.
وكتب
حاتم بن عبد الرحمن بن محمد الفرائضي
خطيب مسجد عبد الله بن عباس رضي الله عنهما بجدة
=============
#معالم في طريق المستثمر المسلم
عبدالعزيز بن سعد الدغيثر
الحمد لله رب العالمين ،وصلى الله وسلم على نبينللا محمللد
وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد:
فإن المال عصب الحياة ،وحفظه من مقاصد الشرع ،والكللل
يجري وراءه؛ لنه يسهل على الناس حياتهم ويوصلهم لكللثير
من رغباتهم ،وقد كثرت التللآليف فللي القللديم والحللديث فللي
هللذا المجللال ،ولكللن كللثيرا ً منهللا يحكللي تجللارب ونظريللات
329
اقتصللادية ماديللة مللع إهمللال الشللياء غيللر الماديللة لنتعللاش
القتصاد والحد من الزمللات القتصللادية .وفللي هللذه الوراق
محاولة للمسللاهمة فللي هللذا المجللال معتمللدا علللى نصللوص
الوحيين وما ورد عن السلف الصالح ومن الله أستمد العون.
من أسباب الغنى:
من السباب الشرعية لجلب الرزق والبركة فيه ما يلي:
ل جع َ ل ْ ه يَ ْ ق الل ّل َ ن ي َت ّل ِم ْ تقوى الله _عز وجل_ ،قال _تعالى_" :وَ َ
ب" )الطلق.(3 ،2 : س ُ حت َ ِ ث ل يَ ْ حي ْ ُ ن َ م ْ ه ِ خَرجا ً وَي َْرُزقْ ُ م ْه َ لَ ُ
أل يعتمد العبد على السباب ،بل يقرن ذلك بالتوكل كما في
حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال قال رسول الله
_صلى الله عليه وسلم_" :لو توكلتم على الللله حللق التوكللل
لرزقكم كما يللرزق الطيللر تغللدو خماصللا وتللروح بطانللا")،(1
وصدق أبو السود الدؤلي في قوله:
ق دلللوك فللي وليس الرزق عللن طلللب حللثيث *** ولكللن ألل ِ
الدلء)(2
ست َغِْفُروا َرب ّك ُ ْ
م تا ْ ومنها الستغفار ،كما في سورة نوح" :فَُقل ْ ُ
َ
ل وا ٍ م َ
م ب ِلأ ْ مدِد ْك ُ ْ مد َْرارا ً وَي ُ ْ م ِ ماَء عَل َي ْك ُ ْ س َ ل ال ّ س ِ ن غَّفارا ً ي ُْر ِ كا َه َإ ِن ّ ُ
م أ َن َْهارًا" )نوح،(12 -10 : ل ل َك ُ ْ جع َ ْت وَي َ ْ جّنا ٍ م َ ل ل َك ُ ْجع َ ْ
ن وَي َ ْوَب َِني َ
َ
مكلل ْ مت ّعْ ُ م ُتوُبوا إ ِل َي ْهِ ي ُ َ م ثُ ّست َغِْفُروا َرب ّك ُ ْ نا ْ وفي سورة هود" :وَأ ِ
متاعا ً حسنا ً إَلى أ َ
ه" ض لل َ ُل فَ ْ ضل ٍ ل ِذي فَ ْ ت ك ُل ّ ى وَي ُلؤْ ِ ً م
ّ ل س
َ م
ُ ل
ٍ ج
َ َ َ ِ َ َ
)هود :من الية .(3
ومنهللا السللتعاذة مللن الفقللر وسللؤال الللله الغنللى ،كمللا فللي
حديث أبي بكرة رضي الله عنه أن النللبي _صلللى الللله عليلله
وسلم_ كان يدعو حين يصبح ثلثا ،وحين يمسي ثلثللا :اللهللم
إني أعوذ بك من الكفر والفقر وأعوذ بك من عذاب القللبر")
.(3وفي الحديث الخر" :من نزلت به فاقة فأنزلهللا بالنللاس
لم تسد فاقته ومن نزلت به فاقة فأنزلها بالله فيوشللك الللله
له برزق عاجل أو آجل").(4
أن يأخللذ المللال بسللخاوة نفللس ول يأخللذه بإشللراف نفللس
لحديث حكيم بن حزام رضي الله عنلله قللال :سللألت رسللول
330
الله _صلى الله عليه وسلم_ فأعطاني ثللم سللألته فأعطللاني
ض لَرةٌ
خ ِ
ثم سألته فأعطاني ثم قال :يا حكيللم إن هللذا المللال َ
حلوة ،فمن أخذه بسخاوة نفس بللورك للله فيلله ،ومللن أخللذه
بإشراف نفس لم يبارك له فيه ،كالذي يأكل ول يشللبع ،اليللد
العليا خير من اليد السفلى.(5)"...
الرضا بقسمة الله _عز وجل_ ،فقد صح عن رجللل مللن بنللي
سليم رضي الله عنه قال :قال رسول الله _صلى الله عليلله
وسلم_" :إن الله _تعالى_ يبتلي العبد فيما أعطاه فإن رضي
بما قسم الله للله بللورك للله فيلله ووسللعه وإن لللم يللرض لللم
يبارك له ولم يزد على ما كتب له").(6
تفريغ القلب لعبادة الله تعالى؛ لحديث أبي هريرة رضي الله
عنه قال :قال رسول الله _صلى الله عليه وسلم_" :إن الله
_تعالى_ يقول :يا ابللن آدم تفللرغ لعبللادتي أمل صللدرك غنللى
وأسد ّ فقرك وإن ل تفعل ملت يديك شغل ولم أسد فقرك")
.(7
جعل الهتمام القلبي للخرة ،لحديث أنللس رضللي الللله عنلله
قال :قال رسول الله _صلى الله عليه وسلللم_" :مللن كللانت
الخرة همه ،جعل الله غناه في قلبه وجمع له شللمله ،وأتتلله
الدنيا وهي راغمة ،ومن كانت الدنيا هملله ،جعللل الللله فقللره
بين عينيه ،وفرق عليه شمله ،ولم يأته من الدنيا إل مللا قللدر
له").(8
نفع العباد وبذل النعم لهللم ،لحللديث ابللن عمللر _رضللي الللله
عنه_ قال :قال رسول اللله _صللى اللله عليله وسللم_" :إن
لله _تعللالى_ أقواملا ً يختصللهم بللالنعم لمنللافع العبللاد ويقرهللا
فيهم ما بذلوها فإذا منعوها نزعها منهم فحولها إلى غيرهم")
.(9وفي الحديث الخر" :ما نقص مال من صللدقة بللل تللزده
بل تزده").(10
الزواج من أسباب الللرزق لحللديث أبللي هريللرة _رضللي الللله
عنه_ قال :قال رسول الله _صلى الله عليه وسلللم_" :ثلثللة
331
حق على الله عونهم :المجاهللد فللي سللبيل الللله ،والمكللاتب
الذي يريد الداء ،والناكح الذي يريد العفاف").(11
المتابعة بين الحج والعمرة ،لحديث عمر _رضللي الللله عنلله_
قال :قال رسول الله _صلى الله عليه وسلللم_" :تللابعوا بيللن
الحج والعمرة فإن متابعة بينهما تنفللي الفقللر والللذنوب كمللا
ينفي الكير خبث الحديد").(12
صلة الرحم ،لحديث أنس _رضي الله عنه_ قال :قال رسول
الله _صلى الله عليه وسلم_":مللن أحللب أن يبسللط للله فللي
رزقلله وينسللأ للله فللي أثللره فليصللل رحملله").(13وعللن أبللي
هريرة _رضي الله عنه_ قال :قال رسللول الللله _صلللى الللله
عليه وسلم_" :تعلموا من أنسابكم ما تصلللون بلله أرحللامكم،
فإن صلة الرحم محبة في الهل مثراة في المال منسأة في
الثر").(14
حسن التعامل مع الخريللن وخصوصللا الجللار منهللم ،لحللديث
عائشة _رضي الله عنها_ قالت :قال رسول الله _صلى الللله
عليه وسلم_" :صلللة الرحللم وحسللن الخلللق وحسللن الجللوار
مرن الديار ويزدن في العمار").(15 يع ّ
من أسباب الزمات القتصادية وتفشي الفقر:
ل يشك أحد أن العالم السلمي يشكو من أزمات اقتصللادية
خانقة في بعض الدول ،و أسباب هذه المشللكلة داخليلة كملا
َ َ
مديك ُ ْ
ت أي ْل ِسلب َ ْ مللا ك َ َ
صيب َةٍ فَب ِ َ
م ِ
ن ُ
م ْ صاب َك ُ ْ
م ِ ما أ َ
قال _تعالى_" :وَ َ
عن ْلدِ
ن ِ مل ْ ل ه ُ لو َ ِ ر" )الشللورى ،(30:وقللال" :قُل ْ ن ك َِثي ٍ
وَي َعُْفو عَ ْ
َ
م" )آل عمللران :مللن اليللة ،(165وقللد حللذر النللبي س لك ُ ْ
أن ُْف ِ
_صلى اللله عليله وسلللم_ أمتلله مللن بعللض المللور المسللببة
للزمات القتصادية فمن هذه السباب:
-1الغش التجاري بنقص المكيال والميزان؛ لحديث ابن عمر
التي.
-2منع الزكاة الواجبة،لحديث ابللن عمللر _رضللي الللله عنلله_
قال :قال رسول الله _صلى الله عليلله وسلللم_" :يللا معشللر
ن وأعللوذ بللالله أن المهاجرين :خصللال خمللس إذا ابتليتللم به ل ّ
332
تدركوهن :لم تظهر الفاحشة في قوم قط حتى يعلنوا بها إل
فشللا فيهللم الطللاعون والوجللاع الللتي لللم تكللن مضللت فللي
أسلللفهم الللذين مضللوا ،ولللم ينقصللوا المكيللال والميللزان إل
أخذوا بالسنين وشدة المؤونة ،وجور السللطان عليهلم ،وللم
يمنعللوا زكللاة أمللوالهم إل منعللوا القطللر مللن السللماء ،ولللول
البهائم لم يمطروا ،ولم ينقضوا عهللد الللله وعهللد رسللوله إل
سلط الله عليهم عدوهم من غيرهم ،فأخللذوا بعللض مللا فللي
أيديهم ،ولم تحكم أئمتهم بكتللاب الللله _عللز وجللل_ ويتحللروا
فيما أنزل الله إل جعل الله بأسهم بينهم").(16
-3الحكم بغير ما أنزل الله؛ لحديث ابن عباس _رضللي الللله
عنه_ قال :قال رسول الله _صلى الله عليه وسلم_" :خمس
بخمس ،ما نقللض قلوم العهلد إل سللط عليهلم علدوهم ومللا
حكموا بغير مللا أنللزل الللله إل فشللا فيهللم الفقللر ول ظهللرت
فيهم الفاحشة إل فشا فيهللم المللوت ول طففللوا المكيللال إل
منعوا النبات وأخذوا بالسنين ول منعوا الزكاة إل حبس عنهم
القطر").(17
-4التعامللل بالربللا؛ لقللول الللله _تعللالى_":يمحللق الللله الربللا
ويربي الصدقات" وعن ابن مسعود _رضي الللله عنلله_ قللال:
قال رسول الله _صلى الللله عليلله وسلللم_" :الربللا وإن كللثر
ل").(18 فإن عاقبته إلى ق ّ
-5تفشي الحلف بالله _تعالى_ بين التجار لترويج بضللائعهم؛
لحديث أبي هريرة _رضي الله عنه_ قال :قللال رسللول الللله
_صلى الله عليله وسللم_" :الحللف منفقلة للسللعة ممحقلة
للكسب") .(19علن أبلي قتلادة رضلي اللله عنله قلال :قلال
رسول الله _صلى الله عليه وسلم_" :إيللاكم وكللثرة الحلللف
في البيع فإنه ينّفق ثم يمحق").(20
فضيلة العمل والكتساب:
لقد أمر الله عباده بالعمل وطلب الكسب ،فمن ذلللك قللوله
م ِفيَها) "...هود: مَرك ُ ْ
ست َعْ َ
ض َوا ْ ر
ْ
من اْل َ
َ ِ م
ْ شأ َك ُ
َ ْ ن_تعالى_" :هُو أ َ
َ
ِ
مَناك ِب ِهَللا وَك ُل ُللوا
شللوا فِللي َ م ُمن الية ،(61وقال _تعللالى_َ" :فا ْ
333
ذاه) "...الملك :من الية ،(15وقال _سللبحانه_" :فَ لإ ِ َ ن رِْزقِ ِ م ْ
ِ
ل الل ّل ِ
ه ن فَ ْ َ ْ صلةُ َفان ْت َ ِ قُ ِ
ضل ِ مل ْ
ض َواب ْت َغُللوا ِ شُروا ِفي الْر ِ ت ال ّ ضي َ ِ
ن" )الجمعللة ،(10:وقللال حللو َم ت ُْفل ِ ُه ك َِثيللرا ً ل َعَل ّك ُل ْ َواذ ْك ُلُروا الل ّل َ
ل ن فَ ْ َْ
ضل ِ مل ْن ِض ي َب ْت َغُللو َ
ن فِللي الْر ِ ضلرُِبو َ ن يَ ْ خُرو َ _تعالى_َ" :وآ َ
ه" )المزمللل :مللن اليلة ل الّلل ِسلِبي ِ ن فِللي َ ن ي َُقات ُِلو َخُرو َ الل ّهِ َوآ َ
.(20
وفي السنة نجد أن النبي _صلى الله عليه وسلللم_ اسللتخدم
عللدة طللرق للسللتفادة مللن القللوى المعطلللة وحثهللا علللى
الكسب والعمل فمنها:
-1الخبار بأن من عمل ليسعى على نفسه وعائلته فهو فللي
سبيل الله ،كما في حديث كعب بن عجرة _رضي الله عنلله_
قال :قال رسول الللله _صلللى الللله عليلله وسلللم_" :إن كللان
خرج يسعى على ُولده صغارا فهو في سللبيل الللله وإن كللان
خرج يسعى على أبوين شيخين كبيرين فهو فللي سللبيل الللله
وإن كان خرج يسعى على نفسه يعفها فهو فللي سللبيل الللله
وإن كللان خللرج يسللعى ريللاء ومفللاخرة فهللو فللي سللبيل
الشيطان") .(21بل إن النفقة علللى الهللل صللدقة كمللا فللي
حديث أبي مسعود النصللاري رضللي الللله عنهمللا عللن النللبي
_صلللى الللله عليلله وسلللم_ قللال" :نفقللة الرجللل علللى أهللله
صدقة") .(22بل إن المزارع يؤجر على ما أكلته الطيور مللن
زرعه كما في حديث أنس رضي الله عنهما عن النبي _صلى
الله عليه وسلم_ قال " :ما من مسلم يغرس غرسا أو يزرع
زرعا فيأكل منه إنسان أو طير أو دابللة إل كللان للله صللدقة")
.(23
-2الخبار بلأن أطيلب الكسلب ملا كلان ناتجلا علن عملل أو
تجارة ،كما في حديث رافع بن خديج _رضي الله عنه_ قللال:
سللئل رسللول الللله _صلللى الللله عليلله وسلللم_ عللن أطيللب
الكسب فقال" :عمل الرجل بيده وكل بيع مبرور").(24
-3ذم مسألة الناس وأن الحتطاب خير منه ،كما في حديث
هشام بن عروة عن أبيه عن جده رضي الله عنه قللال :قللال
334
رسول الله _صلى الله عليه وسلم_" :لن يأخذ أحدكم حبللله
فيللأتي الجبللل فيجيللء بحزمللة حطللب علللى ظهللره فيبيعهللا
ويسللتغني بثمنهللا خيللر للله مللن أن يسللأل النللاس أعطللوه أو
منعوه").(25
-4تحذير الصحابة من سؤال الناس وأن ذلك محللرم إل فللي
حالت خاصة؛ لحديث قبيصة بن المخارق _رضي الللله عنلله_
أن النبي _صلى الله عليه وسلللم_ قللال للله" :يللا قبيصللة ،إن
المسأله ل تحل إل لحللد ثلثللة :رجللل تحمللل حمالللة ورجللل
أصابته جائحة اجتللاحت مللاله ،ورجللل أصللابته فاقللة.(26)"...
وفي حديث عبدالله بن عمرو _رضي الللله عنهمللا_" :ل تحللل
ي") ،(27ومللن المللأثور عللن مرةٍ سللو ّ الصدقة لغني ول لذي ِ
علي _رضي الله عنه_ أنه قال:
لنقل الصخر من قلل الجبال *** أحب إلي من منن الرجال
يقول الناس لي في الكسب عللار *** فقلللت العللار فللي ذل
السؤال)(28
-5ذكر القدوات من النبياء ،وأنهللم كللانوا يعملللون بأيللديهم)
،(29فقد ذكر _صلللى الللله عليلله وسلللم_ مهللن النبيللاء حثللا
لمته عللى القتللداء بهلم ،كمللا فلي قلوله _تعلالى_ ُ" :أول َئ ِ َ
ك
ه" )النعللام :مللن اليللة ،(90 م اقْت َلدِ ْ داهُ ُ ه فَب ِهُل َدى الل ّل ُن هَ ل َذي َ ال ّ ِ
فعمل نوح بالنجارة وداود كان يأكللل مللن عمللل يللده مللع مللا
أعطاه الله من الملك كمللا فللي حللديث المقللدام بللن معللدي
كرب -رضي الله عنه_ قللال :قللال رسللول الللله _صلللى الللله
عليه وسلم_" :ما أكل أحد طعاما قط خيرا من أن يأكل مللن
عمل يده ،وإن نبي الله داوود _عليه السلم_ كان يأكللل مللن
عمل يده") ،(30وورد أنه كان يعمل بالحدادة وفي التنزيللل:
ْ
م" )النبيلاء: سلك ُ ْ
ن ب َأ ِ
مل ْ صن َك ُ ْ
م ِ ح ِ س ل َك ُ ْ
م ل ِت ُ ْ ة لُبو ٍ
صن ْعَ َ َمَناهُ َ"وَعَل ّ ْ
من الية (80وفي آية أخرى" :وألنللا للله الحديللد")سللبأ،(10:
وكان زكريا نجارًا) ،(31وعمل إدريس بالخياطة وما من نللبي
إل ورعى الغنم كما ثبت في الصحيح) .(32وعمل نبينا محمد
_صلى الله عليه وسلم_ بالرعي كمللا فللي الحللديث السللابق
335
وفيه :حتى أنت يا رسول الله؟ قال نعللم كنللت أرعاهللا علللى
قراريط لهل مكة" وعمل بالتجارة كما في حللديث السللائب
بن أبي السائب _رضي اللله عنلله_ قللال" :كلان رسلول اللله
_صلللى الللله عليلله وسلللم_ شللريكي ،وكللان خيللر شللريك ،ل
يللداري ول يمللاري") .(33واقتللدى بهللم صللحابة رسللول الللله
_صلللى الللله عليلله وسلللم_ فعملللوا فللي التجللارة والصللناعة
والزراعة كما في تراجمهم).(34
فقد وعى السلف _رضي الله عنهم_ هذا المقصللد الشللرعي
فكثرت أقاويلهم في الحث عليه ،فمن ذلك:
ما رواه ابن المبارك عن عمر بن الخطاب _رضي الله عنلله_
أنلله قللال :تعلمللوا المهللن) .(35وقللال _رضللي الللله عنلله_:
"مكسبة فيها بعض الدناءة خير من مسألة الناس").(36
ولما حج بعض أهل اليمن بغير زاد وقالوا :نحن متوكلون ،بلغ
ذلك عمر فقال :كذبتم إنمللا المتوكللل رجللل ألقللى حبلله فللي
التراب وتوكل على رب الرباب).(37
وقال الفضل بن زياد :سمعت أبللا عبللدالله –يعنللي أحمللد بللن
حنبللل -يللأمر بالسللوق ويقللول" :مللا أحسللن السللتغناء عللن
الناس").(38
وقال له رجل :إني في كفايللة ،فقللال أحمللد" :الللزم السللوق
تصل به الرحم وتعود به على عيالك").(39
وقال أيوب لرجل" :الزم السوق فإنللك ل تللزال كريمللا علللى
إخوانك ما لم تحتج إليهم").(40
وقال علي بن جعفللر :مضللى أبللي إلللى أبللي عبللدالله -يعنللي
المام أحمد -وذهب بي معه فقللال للله :يللا أبللا عبللدالله ،هللذا
ابني ،فدعا لي ،وقال لبي :ألزمه السوق وجنبه أقرانه).(41
وقال أسود بن سلالم لحلد أصللحابه :اشللتر وبلع وللو بلرأس
المال) .(42وقال معروف الكرخي" :ملن اشلترى وبلاع وللو
برأس المال بورك فيه كما يبارك في الللزرع بمللاء المطللر")
.(43وذلك أنه ببيعه ولو برأس ماله يستفيد خبرة فللي الللبيع
336
وأساليبه ،كما أن البضاعة كلما خزنت أكثر فإن سعرها يقللل
في الجملة.
ورؤي على علي _رضي الله عنه_ إزار غليظ فقال :اشتريته
بخمسة دراهم ،من أربحني فيه درهما بعته").(44
ومن وصايا السلف لمن يريد أن ينجح في عمللله التجللاري أو
الزراعي أن يباشر العمل بنفسه ويراقللب عمللاله ،فقللد قللال
عبدالله بن عمرو _رضي الله عنهمللا_ لبللن أخيلله وقللد خللرج
من بستانه :أيعمل عمالك؟ قال :ل أدري ،قال :أما لو كنللت
ثقيفا لعلمت ما يعمل عمالك ،ثم التفللت _رضللي الللله عنلله_
إلى جلسائه ،وقال :إن الرجل إذا عمل مللع عمللاله فللي داره
أو في ماله كان عامل من عمال الله _عز وجل_").(45
استثمار الموال:
صح عنه _صلى الله عليه وسلم_ أنه قال" :أل من ولي يتيما
له مال فليتجر فيه ول يتركه حتى تأكله الصدقة").(46
وفي قصة صاحب البستان الذي سمع صللوت فللي السللحاب
يقول :اسق حديقللة فلن" فسللأله السللامع عللن سللبب ذلللك
فقال :فإني أنظر إلى ما يخرج منها فأتصدق بثلثه وآكللل أنللا
وعيالي ثلثه وأرد فيه ثلثه").(47
ومما جاء في ذلك أيضا أن من باع عقارا فليجعله فللي عقللار
آخر وإل نزعت منه البركة ،كمللا فللي حللديث حذيفللة _رضللي
الله عنه_ قال :قال رسول الللله _صللى اللله عليلله وسللم_:
"من باع عقارا ثم لم يجعللل ثمنهللا فللي مثلهللا لللم يبللارك للله
فيها") .(48وعن سعيد بن حريللث _رضللي الللله عنلله_ قللال:
قال رسول الله _صلى الله عليلله وسلللم_" :مللن بللاع منكللم
دارا أو عقارا فليعلم أنه مللال قمللن أل يبللارك للله فيلله إل أن
يجعله في مثله").(49
القتصاد في النفاق:
السراف والتبذير في الموارد يزيد في تضخم مشكلة تدهور
البيئة ،لذلك وضع السلم قواعد تمنع أي هدر في أي مللورد،
قال تعالى" :وال ّذين إ َ َ
ن
كللا َ سرُِفوا وَل َ ْ
م ي َْقُتللُروا وَ َ ذا أن َْفُقوا ل َ ْ
م يُ ْ َ ِ َ ِ
337
هل واملًا" )الفرقللان .(67:وقللالَ" :ول ت ُ ْ
سلرُِفوا إ ِن ّل ُ ك قَ َ ن ذ َل ِ َ
ب َي ْ َ
ن
ن" )النعللام :مللن اليللة ،(141وقللال" :إ ِ ّ سللرِِفي َ م ْ ب ال ْ ُ حلل ّ يُ ِ
ن" )السللراء :مللن اليللة ،(27 طي ِ
شَيا ِن ال ّ
وا َ
خ َكاُنوا إ ِ ْن َ مب َذ ِّري َال ْ ُ
وقال النبي _صلى الله عليه وسلم_ لسعدٍ وهللو يتوضللأ" :مللا
هذا السرف يا سللعد؟" ،فقللال :أفللي الوضللوء سللرف؟ قللال
_صلى الله عليه وسلم_" :نعلم ،وإن كنلت عللى نهلر جلار")
.(50وقللال _صلللى الللله عليلله وسلللم_ لعرابللي سللأله عللن
الوضوء ،فأراه _صلى الللله عليلله وسلللم_ الوضللوء ثلثلًا ،ثللم
قال" :هكذا الوضوء ،فمن زاد على هذا فقد أساء وتعللدى أو
ظلم").(51
فإن كللان فللي الوضللوء سللرف وهللو مللدخل للعبللادة ،فكيللف
بالسراف والتبذير الللذي يتعللدى حللدود الحلل ،والللذي ي ُن َّفللذ
بشللكل واسللع عنللد كللثير مللن المللم علللى مسللتوى الفللراد
والجماعات والدول؟!
ول شللك أن الكللثير مللن النللاس يعللانون مللن عللدم كفايللة
مرتباتهم مع أنها ليست قليلة والسبب الرئيس في ذلك عدم
القدرة على القتصاد في المعيشة ،وقد ورد أن القتصاد في
حال الغنى فضل عن حال الفقر من أسباب النجاة ،فقد ثبت
في الحديث" :ثلث منجيات :القصد فللي الفقللر والغنللى)"...
.(52قال ميمون بن مهران" :اقتصادك في المعيشللة يلقللي
عنك نصف المؤونة").(53
أهمية الصيانة:
من المعلوم أن العمر الفتراضي لي آلة أو مبنى أو ملبوس
يتأثر بطريقة الستخدام ومدى الهتمام بالصيانة ،وفللي ذلللك
يقللول عمللر بللن الخطللاب رضللي الللله عنلله" :الخللرق فللي
المعيشة أخوف عندي عليكم مللن العللوز ،ل يقللل شلليء مللع
الصلح ول يبقى شيء مع الفساد").(54
وأنشد المام أحمد:
قليل المال تصلحه فيبقى *** ول يبقى الكللثير مللع الفسللاد)
(55
338
بعد النظر للمستقبل:
إن بعللد النظللر للمسللتقبل وأخللذ الحللذر مللن الحللوادث غيللر
المتوقعة دليل على حصافة الرجل وحسن تدبيره ،وقللد روى
عمر بن الخطاب _رضللي الللله عنلله_ أن النللبي _صلللى الللله
عليه وسلم_ كان يبيع نخل بني النضير ويحبللس لهللله قللوت
سنتهم").(56
ورد الحث على العمل ولو لم يكن العامل سيستفيد من هذا
العمل في القريب العاجل بل ربما ل يسللتفيد منلله إل الجيللل
القادم،حتى إنه ورد عن أنللس بللن مالللك _رضللي الللله عنلله_
قال :قال رسول الله _صلى الله عليلله وسلللم_" :إن قللامت
على أحدكم القيامة وفي يد أحدكم فسيلة فليغرسها").(57
وقال عمر بن الحطاب _رضي الله عنلله_ لخزيمللة بللن ثللابت
_رضللي الللله عنلله_ :مللا يمنعللك أن تغللرس أرضللك؟ فقللال
خزيمة :أنا شيخ كبير أموت غدا ،فقال له عمر :أعللزم عليللك
لتغرسنها).(58
وقال الحارث النخعي :رجعنا من القادسية فكان أحللدنا ُينت َللج
فرسه من الليل ،فإذا أصبح نحللر مهرهللا فيقللول :أنللا أعيللش
حتى أركب هذه؟ فبلغ ذلك عمر بن الخطاب فكتب إلينا :أن
أصلحوا ما رزقكم الله فإن المر ن ََفس" أي :سعة).(59
وذكر بعض الخباريين أن أحد الخلفاء مر على شلليخ يغللرس
شللجرة زيتللون ،فتعجللب الخليفللة وقللال :كيللف تغللرس هللذه
الشجرة مع علمك أنها ل تثمر إل بعللد سللنوات طويلللة ومللن
البعيد أن تدرك ذلك ،فقال الشيخ :زرع آباؤنللا فأكلنللا ونللزرع
ليأكل أبناؤنا.
الستفادة من النفايات:
بدأت الدعوات من المتخصصين في المحافظللة علللى الللبيئة
والقتصاديين إلللى ضللرورة تللدوير النفايللات والسللتفادة مللن
الصالح منها ،وقد ورد مثللل ذلللك عللن سلللفنا الصللالح ،فقللد
روى ابن قتيبة عن الصمعي أن عمللر بللن الخطللاب _رضللي
339
الله عنه_لقط نويات من الطريللق فأمسللكها بيللده حللتى مللر
بدار قوم فألقاها فيه وقال" :تأكله داجنتهم").(60
ورأى أبو الدرداء _رضي الله عنه_حّبا منثللورا فللي غرفللة للله
فالتقطه وقال":من فقه الرجل رفقه في معيشته").(61
وتصدقت عائشللة بحبللة عنللب ،وقللالت لنسللوة عنللدها" :هللذا
أثقل من مثاقيل ذر كثيرة" وذكر مثل ذلك عللن عبللدالرحمن
بن عوف وأبي هريرة وغيرهم).(62
أهمية التكافل والشتراك:
صح في الحديث أن النبي _صلى الله عليه وسلم_ قال" :إن
الشعريين إذا أرملوا في الغزو أو قل طعام عيالهم بالمدينللة
جمعوا ما كان عندهم في ثوب واحد ثم اقتسموه بينهلم فلي
إناء واحد بالسوية فهم مني وأنا منهم").(63
ومن صور التكافل العارية ،وقد ذم الله قوما بمنعهللم إعللارة
ن"
عو َ ن ال ْ َ
مللا ُ من َعُللو َ
ما عندهم مللن مللاعون ونحللوه فقللال" :وَي َ ْ
)الماعون.(7:
التشديد في الدين:
فإن احتاج أحد إلى المال بعد كل مللا سللبق مللن الرشللادات
الشللرعية لتقللاء شللبح الفقللر والحاجلة؛ فهللل يسللتعجل فللي
دين؟ ،ل ،بل عليه أن يفكللر كللثيرا قبللل القللدام علللى هللذا ال ّ
المر ،فقد وردت النصوص في التشديد في أمر الدين فمللن
ذلك:
-1ما رواه محمللد بللن جحللش _رضللي الللله عنلله_قللال :قللال
رسول الله _صلى الله عليه وسلم_" :سبحان الله ماذا أنزل
من التشديد في الدين والذي نفسللي بيللده لللو أن رجل قتللل
في سبيل الله ثم أحيي ثم قتل ثم أحيي ثم قتل ،وعليه دين
ما دخل الجنة حتى يقضى عنه دينه").(64
-2ومنه ما رواه ثوبان _رضي الله عنه_قال :قال رسول الله
_صلى الله عليه وسلم_" :من فارق الروح جسده وهو بريء
من ثلث دخل الجنة :الكبر والدين والغلول").(65
340
فإذا تأمل هذه النصوص ورأى أنه ل مفر من الدين ولم يكللن
دينه فيما يكره الله ،فل بأس بالدين حينئذ ،فقد روى عبدالله
بن جعفر _رضي الله عنه_قال :قال رسول الله _صلى الللله
عليه وسلم_" :إن الله تعالى مع الدائن حتى يقضي دينلله مللا
لم يكن دينه فيما يكره الله") .(66وقللال _صلللى الللله عليلله
وسلم_":من أخذ أمللوال النللاس يريللد أداءهللا أدى الللله عنلله
ومن أخذ أموال الناس يريد إتلفها أتلفه الله").(67
وبعد الستدانة عليه أن يكثر من الدعيللة الللتي وردت فيمللن
عليه دين ،فمن ذلك ما رواه علي _رضي الله عنه_قال :قال
رسول الله _صلى الله عليه وسلم_" :أل أعلمك كلمللات لللو
كان عليك مثل جبل صلبير دينلا أداه اللله عنلك؟ قلل :اللهلم
اكفني بحللك عن حرامللك وأغننللي بفضلللك عمللن سللواك")
،(68ومللن ذلللك مللا رواه أبللو سللعيد الخللدري _رضللي الللله
عنه_قال" :دخل رسول الله _صلى الللله عليلله وسلللم_ ذات
يوم المسجد ،فإذا هو برجل من النصار يقال له :أبو أمامللة،
فقال :يا أبا أمامة ،ما لي أراك جالسا في المسجد فللي غيللر
وقت صلة؟ قال :هموم لزمتني وديون يا رسول الله .قللال:
أفل أعلمك كلما إذا أنت قلته أذهب الله همك ،وقضى عنللك
دينك؟ قال :قلت :بلى يا رسول الله ،قال :قللل :إذا أصللبحت
وإذا أمسيت :اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن وأعوذ بك
من العجز والكسل وأعوذ بك من الجبن والبخللل وأعللوذ بللك
من غلبة الللدين وقهللر الرجللال .قللال :ففعلللت ،فللأذهب اللله
همي وقضى عني ديني").(69
توثيق العقود:
يخطئ الكثير مللن النللاس حينمللا يجللرون بعللض العقللود دون
كتابة أو شهادة ،ولو وثق الناس ديونهم ومعللاملتهم بالكتابللة
والشهادة لرتاح القضاة في المحاكم من كثير مللن القضللايا،
ومن المتقرر أن من مقاصللد الشللرع الحللرص علللى كللل مللا
يجمع كلمة المسلمين والمر به والمنللع مللن كللل مللا يسللبب
الفرقة والشحناء بينهم ولهللذا فإننللا نجللد أن أطللول آيللة فللي
341
متللاب الللله تعالللج مشللكلة عللدم توثيللق العقللود ،فقللد قللال
َ َ
ل جل ٍ ن إ ِل َللى أ َ م ب ِلد َي ْ ٍ داي َن ْت ُ ْ من ُللوا إ ِ َ
ذا ت َل َ نآ َ _تعالى_" :ي َللا أي ّهَللا ال ّل ِ
ذي َ
ه) "...البقللرة :مللن اليللة ،(282وفيهللا المللر ى فَللاك ْت ُُبو ُ م ً س ّم َ ُ
ل مل ِل ِ ْ
ب وَلي ُ ْ ْ
بكتابة الدين وأجل ذلللك الللدين ،ثللم قللال" :فَلي َك ْت ُل ْ
ه) "...البقرة :مللن اليللة (282 ه َرب ّ ُق الل ّ َ ْ
حقّ وَلي َت ّ ِ ذي عَل َي ْهِ ال ْ َ ال ّ ِ
وفيها أن من عليه الللدين هللو الللذي يكتللب إقللرارا بالللدين أو
َ َ
ن ت َك ْت ُب ُللوهُ موا أ ْ س لأ ُ يملللي إن لللم يكللن كاتبللا ،ثللم قللالَ" :ول ت َ ْ
َ ص لِغيرا ً أ َو ك َبيللرا ً إل َللى أ َجل ِله ذ َل ِك ُل َ
معن ْلد َ الل ّلهِ وَأقْ لوَ ُ ط ِ سل ُ م أقْ َ ْ َ ِ َ ِ ْ ِ َ
شَهاد َةِ وَأد َْنى أّل ت َْرَتاُبوا" )البقرة :من الية (282وفيهللا أن َ ِلل ّ
الدين ولو قل فإن من الحكمللة أن يكتللب ،وأن الحكمللة مللن
ذلك أن الكتابة من القسط والحكمة التي أمر الله بهللا وأنهللا
تدفع الريبللة والخطللأ الللذي يسللبب ضللياع الحقللوق ومللن ثللم
ذا دوا إ ِ َ ش له ِ ُيسبب الشحناء ،ثم أكد المر بالشهادة فقللال" :وَأ َ ْ
م" )البقرة :من الية .(70)(282 ت ََباي َعْت ُ ْ
والجمهور على أن هذه الوامر للستحباب لما ثبت أن النللبي
_صلى الله عليه وسلم_ اشترى مللن جللابر جمل فلللم يشللهد
عليه ،قالوا :ولن المر للرشاد .واختللار ابللن حللزم الوجللوب
لظاهر المر .ولحديث أبللي موسلى _رضلي اللله عنلله_قلال:
قال رسول الله _صلى الله عليه وسلم_" :ثلثة يدعون الللله
_عز وجل_ فل يستجاب لهم :رجل كانت تحته امللرأة سلليئة
الخلق فلم يطلقها ورجل كان له على رجل مال فلللم يشللهد
عليه ورجل آتى سللفيها مللاله وقللد قللال الللله _تعللالى_َ" :ول
َ
م" )النساء :من الية .(71)"(5 وال َك ُ ُم َسَفَهاَء أ ْ ت ُؤُْتوا ال ّ
ومن العجيب أن البعض يتساهل في هذا المللر معلليللن بللأن
الثقة موجودة ،مع أن النبي _صلى الله عليه وسلم_ اشللترى
من أحد أصحابه وكتب كتابا في ذلللك،فعللن العللداء بللن خالللد
_رضي الله عنه_في قصة شرائه _صللى اللله عليله وسللم_
منه وأنلله كتللب كتابللا بللذلك جللاء فيلله" :بسللم الللله الرحمللن
الرحيم ،هذا ما اشترى العداء بن خالد بن هللوذة مللن محمللد
رسول الله _صلى الله عليه وسلللم_ ،اشللترى منلله عبللدا أو
342
خبثللة ،بيللع المسلللم للمسلللم") أمة على أل داء ول غائلة ول ُ
.(72
وسبب المر بالتوثيق أنه قد يحصللل نسلليان لبعلض الحللق أو
جميعللله ،أو لصلللاحب الحلللق ،وقلللد تحصلللل الوفلللاة لحلللد
المتعاقدين فيضيع الحللق ،ولسللبب تشللريع الكتابللة والشللهود
قصة رواها أبو هريرة _رضي الله عنه_عن رسول الله_صلى
الللله عليلله وسلللم_ وفيهللا أن الللله أرى آدم ذريتلله فقللال
_تعالى_" :هؤلء ذريتك ،فإذا كل إنسان مكتللوب عمللره بيللن
عينيه ،فإذا فيهم رجل أضوأهم أو من أضوئهم ،قللال :يللا رب
من هذا؟ قال :هذا ابنللك داوود ،وقللد كتللب للله عمللر أربعيللن
سنة .قال :يا رب زد في عمره ،قللال :ذاك الللذي كتبللت للله،
قال :أي رب فإني قد جعلت له من عمري ستين سنة ،قال:
أنت وذاك ،ثم أسكن الجنللة مللا شللاء الللله ،ثللم أهبللط منهللا،
فكان آدم يعد لنفسه ،فأتاه ملك الملوت ،فقلال لله آدم :قلد
تعجلت ،قد كتب لي ألف سنة ،قال بلى ،ولكنك جعلت لبنك
داوود سللتين سللنة ،فجحللد فجحللدت ذريتلله ،ونسللي فنسلليت
ذريته ،فمن يومئذ أمر بالكتاب والشهود").(73
والحمد لله رب العالمين ،وصلى الله وسلم على نبينا محملد
وعلى آله وصحبه أجمعين.
أهم المراجع:
الداب الشللرعية لبللن مفلللح تحقيللق عمللر القيللام وشللعيب
الرناؤوط.
جمع الفوائد للمغربي.
الحث على التجارة للخلل تحقيق محمود الحداد.
الرؤية السلمية لسلوك المستهلك -للللدكتور زيللد الرمللاني-
الطبعة الولى1422-هل -دار طويق للنشر والتوزيع.
السلسة الصحيحة لللباني
صحيح الترغيب والترهيب لللباني
صحيح الجامع لللباني
343
كتللاب الكسللب – محمللد بللن الحسللن الشلليباني -تحقيللق
عبللدالفتاح أبوغللدة -نشللر :مكتللب المطبوعللات السلللمية-
الطبعة الولى.
الكشاف القتصادي للحاديث النبوية -لمحيي الللدين عطيللة-
الطبعة الولى 1408هل -دار البحوث العلمية –الكويت.
المعجم المفهرس لمحمد فؤاد عبدالباقي.
-----------------------------------------
) (1رواه الترمذي 4/573وقال :حديث حسن صحيح ،وابللن
ماجه .2/1394
) (2ديوان أبي السود .160/
) (3رواه أبو داود 5/325والنسائي ،3/74و .8/262
) (4رواه الترمذي كما في جمع الفوائد).(2844
) (5رواه البخاري 3/335ومسلم .2/717
) (6رواه احمد وصححه اللباني فللي صللحيح الجللامع 1869/
والصحيحة .1658/
) (7رواه أحمللد والترمللذي وابللن مللاجه والحللاكم وصللححه
اللباني 1914/والصحيحة.1359/
) (8رواه الترمللذي وصللححه اللبللاني فللي صللحيح الجللامع/
6510والصحيحة.949،950/
) (9رواه الطللبراني وغيللره وحسللنه اللبللاني فللي صللحيح
الجامع 2164/والصحيحة.1692/
) (10أصل الحديث في مسلم ،جمع الفوائد).(2798
) (11رواه الترمذي وقال :حسن صحيح ،وابن حبان والحاكم
وقال صحيح على شرط مسلم.
) (12رواه احملد وابلن ملاجه وصلححه اللبلاني فلي صلحيح
الجامع 2899/والصحيحة.1200/
) (13رواه البخاري ومسلم.
) (14رواه احللد والترمللذي والحللاكم وصللححه اللبللاني فللي
صحيح الجامع 2965 /والصحيحة276/
344
) (15رواه أحمد وصححه اللباني في صللحيح الجللامع3767/
والصحيحة.519/
) (16رواه الحللاكم وصللححه اللبللاني فللي الصللحيحة106/
وصحيح الجامع.7978/
) (17رواه الطبراني وحسللنه اللبللاني فللي صللحيح الجللامع /
3240وصحيح الترغيب.763/
) (18رواه الحللاكم وصللححه اللبللاني فللي صللحيح الجللامع/
.3542
) (19متفق عليه وطرقه في الرواء.1281/
) (20رواه أحمد والنسائي وابن ماجه وصححه اللبللاني فللي
صحيح الجامع.2685 /
) (21رواه الطبراني وصححه اللبللاني فللي صللحيح الجللامع /
.1428
) (22رواه البخاري ،4006/كما في الفتح .7/317
) (23رواه البخاري 2320/كما في الفتللح ،8/109ومسلللم/
.1553
) (24رواه أحمد 4/141والحللاكم 2/10وغيرهمللا كمللا فللي
الصحيحة لللباني).(607
) (25رواه البخاري) كتاب البيوع – باب كسب الرجل وعمله
بيده( الفتح .4/304
) (26رواه مسلم) (1044وغيره
) (27رواه الترمذي) (647وحسنه وأبوداوود) ،(1634ورواه
النسائي 5/99عن أبي هريرة رضي الله عنه.
) (28كتاب الكسب لمحمد بن الحسن .190/
) (29في كتاب الكسب لمحمد بن الحسن بعللض الثللار فللي
مهن النبياء من صفحة .80-74
) (30رواه البخاري .4/303
) (31رواه مسلم كما في جمع الفوائد ).(4571
) (32رواه البخاري 4/441عن أبي هريرة رضي الله عنه.
345
) (33رواه أبو داوود 5/170وابن ماجه 2/768والحاكم في
المستدرك 2/61وقال حديث صحيح السناد وأقره الذهبي.
) (34كما في كتاب المعللارف لبللن قتيبللة ،575/عللن تعليللق
الشيخ عبدالفتاح أبللو غللدة رحملله الللله علللى كتللاب الكسللب
لمحمد بن الحسن.89 /
) (35رواه ابن المبارك في الجهاد ).(178
) (36نسبه صاحب كنز العمال 4/122إلى وكيع في الزهد.
) (37نسبه صاحب كنز العمال 4/129إلى الحكيم الترمللذي
وابن أبي الدنيا في التوكل والعسكري في المثال والدينوري
في المجالسة وعللزاه السلليوطي فللي الللدر المنثللور 8/238
إلى الحكيم الترمللذي.ونسللبه محقللق الحللث علللى التجللارة /
142إلى الللدميري فللي حيللاة الحيللوان 1/666وبنحللوه عنللد
البيهقي في الشعب.
) (38رواه الخلل في الحث على التجارة 27/ومن طريقلله
ابن الجوزي في تلبيس إبليس).(285
) (39الموضع السابق.
) (40روضة العقلء 266/والحلية ، 3/11نقله محقق الحث
على التجارة .26/
) (41رواه الخلل في الحث على التجارة .29/
) (42رواه الخلل فللي الحللث علللى التجللارة .57/ومقصللده
رحمه الله :حتى يتعلم التجارة ويعتاد على البيع.
) (43نسبه محقللق الحللث علللى التجللارة ،57/إلللى طبقللات
الحنابلة لبن أبي يعلى .1/387
) (44رواه الخلل في الحث على التجارة .96/
) (45رواه البخاري في الدب المفرد 448/وحسنه اللبللاني
في الصحيحة .1/13
) (46رواه الترمذي كما في جمع الفوائد ).(2731
) (47رواه مسلم كما في جمع الفوائد).(2770
) (48رواه ابن ماجه والطيالسي وحسنه اللباني في صللحيح
الجامع 6119/والصحيحة2327/
346
) (49رواه احمللد وابللن مللاجه وحسللنه اللبللاني فللي صللحيح
الجامع 6120/والصحيحة. 2327/
) (50رواه الحاكم في الكنللى ،وابللن عسللاكر ،عللن الزهللري
مرسل ً )كنز العمال ج ،(9/327ول يصح مرفوعا والله أعلم.
) (51رواه النسللائي فللي سللننه ،كتللاب ]الطهللارة[ ،رقللم )
.(140وروى نحوه أبو داود ،كتاب ]الطهللارة[ ،رقللم )،(135
وابن مللاجه ،كتللاب ]الطهللارة[ ،وأحمللد فللي مسللنده )مسللند
المكثرين(.
) (52رواه القضللاعي فللي مسللند الشللهاب ،215-1/214
وحسنه بعض العلماء لشواهده والله أعلم.
) (53ورد مرفوعللا ول يصللح وموقوفللا ول بللأس بإسللناده و
نسبه محقق كتاب الخلل في الحث عللى التجلارة 60/إللى
المحدث الفاصل للرامهرمزي).(360
) (54رواه الخلل في الحث على التجارة.40/
) (55روى صاحب الغاني 21/137عن أبللي علللي الحللاتمي
أنه قال :أشرد مثل قيل فللي حفللظ المللال وتثميللره قللوله –
وأنشد البيت -وهو للمتلمس .كما في المرجع السابق.
) (56رواه البخاري 9/501ومسلم .1379-3/1378
) (57رواه أحمللد 3/191والطيالسللي) (275والبخللاري فللي
الدب المفرد) رقم (479وقال الهيثمي :4/63رجاله أثبات،
وصححه اللباني في الصحيحة).(9
) (58رواه ابن جرير كما في السلسلة الصحيحة ).(7
) (59رواه البخللاري فللي الدب المفللرد) (168وهنللاد فللي
الزهد) (1289وقال محقق الحث على التجارة :41/سنده ل
بأس به ،وصححه اللباني في الصحيحة .1/12
) (60نقله محقق الحث على التجارة ،41/ونسبه لبن قتيبللة
في الغريب 2/41وقال :إسناده منقطع.
) (61رواه وكيع في الزهد 783-3/782وقال محقق الحللث
على التجارة :42/سنده محتمل التحسين.
347
) (62الموال لبي عبيد) (440والزهد لحمللد) (212والزهللد
لوكيع ).(784-3/783
) (63متفق عليه.
) (64رواه أحمللد والنسللائي والحللاكم وحسللنه اللبللاني فللي
صحيح الجامع 3600/وأحكام الجنائز.107/
) (65رواه احمد والترمذي وابن ماجه والنسائي وابللن حبللان
والحاكم وصححه اللباني في صحيح الجامع.6411/
) (66رواه الحالكم والدارمي وصللححه اللبللاني فللي صللحيح
الجامع 1825/والصحيحة.1000/
) (67رواه البخاري كما في جمع الفوائد).(4765
) (68رواه أحمللد والترمللذي والحللاكم وحسللنه اللبللاني فللي
صحيح الجامع .2625/
) (69رواه أبو داوود .2/195
) (70البقرة آية الدين.
) (71رواه الحللاكم وصللححه اللبللاني فللي صللحيح الجللامع/
3075والصحيحة.1805/
) (72رواه الترمذي وابن ماجه وحسنه اللبللاني فللي صللحيح
الجامع.2821/
) (73رواه الترمذي) (3078وقللال :حسللن صللحيح والحللاكم
1/64و 2/325وصلللححه ووافقللله اللللذهبي وابلللن حبلللان
وصححه ،صحيح الجامع ،5209/والمشكاة.4662/
المصدر :موقع المسلم
=============
#حكم تداول أسهم الشركات التي في مرحلة
التأسيس
)شركة الصحراء للبتروكيماويات أنموذجا(
د .يوسف بن عبدالله الشبيلي )*(
الحمد لله والصلة والسلم على رسول الله ،أما بعد :
فيكثر السؤال في هذه اليام عن حكم تلداول أسلهم شللركة
الصللحراء ،وهللي شللركة حديثللة التأسلليس رأسللمالها ألللف
348
وخمسللمائة مليللون ريللال ،أنشللأت بغللرض السللتثمار فللي
المنتجات البتروكيماوية ،وقد طرحت أسهمها للتللدوال بيعللا ً
وشراًء مع أن أغلب موجوداتها في هذه الفترة مللن النقللود ،
وليس لها مشروعات إنتاجية قائمة حتى الن .
وتحقيقا ً للفائدة فقد جمعت هذه الحلرف اليسلليرة لسلتبانة
الحكم الشرعي لتداول هذه السهم ،وقسمت هللذه الورقللة
إلى العناصر التية :
الول :موجودات الشركات المساهمة .
الثاني :التكييف القانوني والشرعي للسهم .
الثللالث :بيللع السللهم ذات الموجللودات المختلطللة وعلقتلله
بمسألة " مد عجوة ودرهم " .
الرابع :خلصة البحث .
أسأل الله أن يلهمنا الصواب ،وأن يجنبنا الزيغ والرتياب .
ل -موجودات الشركات المساهمة أو ً
ل تخلللو عامللة الشللركات المسللاهمة فللي أي لحظللة مللن
اللحظات من الموجودات التية :
ل -العيان : أو ً
والمقصود بالعيان هنا :ما سوى النقود والللديون ،وهللي مللا
يعبر عنهللا بلغللة المحاسللبة الحديثللة بلل )الصللول الحقيقيللة(،
وتشمل:
أ -الصول الثابتة :
وهي إما أن تكون :
.1عقارات :كالراضي والمباني والضيعات ونحو ذلك .
.2أو منقولت :كالسيارات المعللدة للسللتخدام ،والجهللزة
والثاث ونحو ذلك من عروض القنية .
ب -الصول المتداولة غير المالية :
وهي ما يعبر عنها الفقهللاء بل ل )) عللروض التجللارة (( ،وهللي
العللروض المعللدة للللبيع ،سللواء كللانت منتجللات زراعيللة أو
صناعية أو تجارية أو طبية أو غير ذلك .
ثانيًا -المنافع :
349
المنفعة لغة :ما يتوصل به النسان إلى مطلوبه)(1
والمقصود بالمنفعة هنا :الفائدة العرضية الللتي تسللتفاد مللن
العيان بطريق استعمالها ،كسكنى المنازل وركوب السيارة
ولبللس الثللوب وعمللل العامللل ،ول تتنللاول الفللوائد الماديللة
كاللبن بالنسبة إلى الحيللوان ،والتمللر بالنسللبة إلللى الشللجر
والجرة بالنسبة إلى العيان التي تستأجر ونحو ذلك)(2
وعرفهللا ابللن عرفلله :مللا ل يمكللن الشللارة إليلله حس لا ً دون
إضافة ،يمكن استيفاؤه ،غير جزء مما أضيف إليه)(3
فالمنللافع تكتسللب مللن العيللان بواسلطة اسللتعمالها ،وهللي
الهدف من ملكية العيان وغايتها في الحقيقة ،فليس تملللك
العيان إل لجل الحصول على منافعها .
غير أن ملك المنفعة قلد يكلون مسلتقل ً ومنفصلل ً علن مللك
مصللادرها مللن العيللان فيملللك منفعللة العيللن مللن ل يملللك
العين ،وعندئذٍ يكون له ملك المنفعة دون ملك العين )(4
فمن ملك دارا ً فقد ملك عينها ومنفعتها ،ومللن اسللتأجر دارا ً
للسكنى ملك منفعة سكناها ومن استأجر عامل ً لعمل معيللن
ملك عمله الذي حدد في عقد الجارة .
فالمنفعة تارة يكون محلها عينا ً من العيان كالسكن بالنسبة
للدور ،وتارة يكون محلها الذمم كالعمال بالنسبة للعمللال )
(5
وتتجسد ملكية المنافع فللي الشللركات المسللاهمة فللي حللال
وجود أصول ذات منافع كالمباني واللت ،أو منللافع مجللردة
كلللالبيوت المسلللتأجرة ،والملللوظفين والعملللال التلللابعين
للشركة .
ول خلف بين الفقهاء على جواز المعاوضة على المنافع مللن
حيث ال) ،(6فيمكن أن يكون ثمنا ً ومثمنلا ً ،كمللا لللو اسللتأجر
رجل دارا ً مقابل انتفاع المؤجر بسيارة المستأجر ).(7
ثالثًا-الحقوق المعنوية :
350
وهذه الحقوق ملزمللة لوجللود الشللركة منللذ تأسيسللها ،إذ ل
تخلو شركة مساهمة – ولو في مرحلة التأسيس – مللن هللذه
الحقوق .
وتشمل هذه الحقوق :السم التجللاري للشللركة ،والتصللريح
بالكتتاب والتللداول ،والدراسللات السللابقة لنشللأتها ،وكلفللة
المخاطرة ،وكفاءة الدارة وجودتها وغير ذلك .
فحصة مستثمر مع مدير للستثمار ذي كفللاءة عاليللة قيمتهللا
عند البيع أعلى من حصة آخللر مللع مللدير كفللاءته أقللل ،ولللو
تساوت حصتاهما من حيث القيمة الرأسللمالية النقديللة ،لن
الزيادة ليست بسبب زيادة في الموجودات العينية بل بسبب
قوة الدارة.
وقد تللوهم البعللض أن هللذه الحقللوق المجللردة ليسللت محل ً
للعقد ،لنها ليست بمال متقوم شرعا ً ،وهذا اللرأي ضلعيف
ن محسوسة يصح أن ً
جدا ،فإن المعاوضة كما تكون على عي ٍ
ي غيللر ململلوس ،وقللد أجللاز جمهللور ق معنللو ٍتكون علللى حل ٍ
الفقهللاء بيللع الحقللوق المجللردة ،مثللل حللق المللرور ،وحللق
التعلي ،وحق التسييل ،وحق الشرب ،وحق وضع الخشللب
علللى الجللدار ،وحللق فتللح البللاب ،ونحللو ذلللك ) ،(8ودلللت
ق الشريعة على جواز المعاوضة ببذل المال للتنللازل عللن ح ل ٍ
مللن الحقللوق ،كالمصللالحة علللى العفللو عللن القصللاص ،
والخللع ،والصللح بعلوض للتنلازل علن حلق الشلفعة ،وبيلع
العربون ،وغير ذلك من المعاوضات التي يكون محل العقللد
فيها حقا ً مجردا ً .
رابعًا -النقود :
وبيع النقد بنقد هو الصرف ،ويشترط فيه :
.1التماثل إذا بيلع النقلد بجنسله ،فلإن بيلع بغيلر جنسله فل
يشترط التماثل .
.2والتقابض في الحال .
خامسًا -الديون :
351
وقللد تكللون بسللبب تسللهيلت ائتمانيللة مللن الشللركة لبعللض
عملئها ،أو مستحقات مالية بسبب بيوٍع آجلة ونحو ذلك .
وقد اختلف أهل العلم في حكم بيع الدين مللن غيللر مللن هللو
عليه والظهر هو جواز بيع الدين من غير من هو عليلله بثمللن
حاضر ،بالشروط التيه :
.1أل يتفق العوضان )الللدين وعوضلله( فللي العلللة الربويللة ،
كأن يكللون الللدين ريللالت ويشللترى بريللالت أو دولرات ،أو
يكللون الللدين بللرا ً ويشللترى بتمللر أو بللبر ،لن مللن شللرط
المبادلة بين هذه الصناف التقللابض ،ول يتحقللق القبللض إذا
كان أحدهما دينا ً .قال في القواعد الفقهية )) :بيللع الصللكاك
قبل قبضها ،وهي الللديون الثابتللة علللى النللاس ..فللإن كللان
الدين نقدا ً وبيع بنقد لم يجز بل خلف ،لنه صرف بنسلليئة((
).(9
.2أل يربح الدائن من البيع ،فللله أن يللبيعه بنفللس قيمتلله أو
بأقل ول يزداد ،لئل يدخل في النهي عن ربح ما لم يضمن .
فهذه هي الموجودات المعتللادة للشللركة المسللاهمة ،حيللث
تتألف من العيان والمنللافع والحقللوق والنقللود والللديون ،أو
من أوراق مالية ترجع إلى شيء من ذلك .
وفي الشللركات الللتي فللي مرحلللة التأسلليس تكللون الغالبيللة
العظمللى مللن هللذه الموجللودات هللي النقللود المحصلللة مللن
أمللوال المكتتللبين ،ففللي شللركة الصللحراء مثل ً تصللل نسللبة
النقود من موجودات الشركة في هذه الفللترة مللا يزيللد عللن
تسللعين بالمللائة حسللب إفللادة القللائمين عليهللا ،ومللع ذلللك
فالشركة ل تخلو من بعض الموجودات الخللرى ذات القيمللة
المعتلللبرة شلللرعا ً ،كلللالحقوق المعنويلللة ومنلللافع العيلللان
والشللخاص العللاملين فيهللا إضللافة إلللى بعللض الممتلكللات
اليسيرة .
والسؤال المطروح الن :هل المعتبر عنللد بيللع هللذه السللهم
قيمتها السوقية بغض النظر عمللا تمثللله مللن موجللودات فللي
352
الشركة ؟ أم ينظر إلى موجودات الشركة ويأخذ الللبيع حكللم
تلك الموجودات ؟
وعلى الثاني يجب أن تطبق شروط الصرف فللي بيللع أسللهم
الشللركات الللتي أغلللب موجوداتهللا النقللود ،فيلللزم التماثللل
والتقللابض ،ويتحقللق التماثللل فللي بيللع السللهم أثنللاء فللترة
الكتتاب وقبل التشغيل ببيعه بقيمتلله السللمية دون زيللادة أو
نقصان ،أما بعد التشغيل فيتحقق التماثل ببيع السهم بقيمته
الحقيقية ،وهي النصيب الذي يسللتحقه السللهم فللي صللافي
أموال الشركة ،فيشللمل رأس المللال المللدفوع وموجللودات
الشلللركة وملللا أضللليف إللللى رأس الملللال ملللن الربلللاح
والحتياطيات ).(10
وتساوي هذه القيمة :القيمة الدفتريللة لخللر فللترة ،مضللافا ً
إليها الرباح المحتجزة .
والجواب عن هذا السؤال يتطلللب تحريللر التكييللف القللانوني
والشللرعي للسللهم ،وعلقللة السللهم بموجللودات الشللركة ،
وهذا ما سنجيب عنه بمشيئة الله تعالى في السطر القادمة
ثانيًا-التكييف القانوني والشرعي للسهم
التكييف القانوني :
السهم في القانون التجاري هو صللك يمثللل حصللة فللي رأس
مال شركة المساهمة).(11
وللسللهم خصللائص متعللددة منهللا :التسللاوي فللي القيمللة ،
والقابلية للتداول ،والقابلية للتسللييل ) ، (12وعللدم القابليللة
للتجزئة ،وغير ذلك ).(13
وخلفا ً للنظرة الشرعية ،فإن القانون التجاري – بما يمنحلله
للشركة المساهمة من شخصية اعتبارية – يميللز بيللن ملكيللة
السهم ،وملكية الصول والعيان التي يتضمنها السهم .
فالسللهم يملللك علللى وجلله السللتقلل عللن ملكيللة الصللول
والعيان التي تملكها الشركة ،بحيث إن الحصللص المقدمللة
للمساهمة في الشركة تنتقل على سبيل التمليك إلى ملكيللة
الشركة ،ويفقد الشركاء المستثمرون كل حق عيني عليها ،
353
ول يبقى لهم إل حق فللي الحصللول علللى نصلليب مللن أربللاح
الشركة أثناء وجودها ،وفي اقتسام قيمة بيع موجوداتها عند
التصفية .
ولقد ل حظت كللثير مللن القللوانين هللذا السللتقلل ففرضللت
ضريبة الدخل أو الرباح على الشركات بشكل منفصللل عللن
ضريبة الللدخل علللى الفللراد ،فالشللركة تللدفع ضللريبة علللى
مجموع أرباحهللا سللواء وزعتهللا أم لللم توزعهللا ،والمسللتثمر
يدفع ضريبة أيضا ً عما حصل عليه من أرباح موزعة ،دون أن
يعتللبر ذلللك ازدواجللا ً ضللريبيا ً ،لن للشللركة أو الصللندوق
السللتثماري شخصللية قانونيللة وذمللة ماليللة مسللتقلتين عمللا
للمستثمرين أفرادا ً أو مجتمعين ).(14
التكييف الشرعي للسهم :
ل يختلللف التكييللف الشللرعي للسللهم كللثيرا ً عللن التكييللف
القللانوني ،إل فللي دمللج ملكيللة السللهم بملكيللة موجللوداته ،
فالسهم ل يملك علللى وجلله السللتقلل عللن ملكيللة الصللول
والعيان ،بل إن الشركة أو الوعاء الستثماري مملللوك بمللا
فيه للمساهمين .
وعلى هذا فالتكييف الشرعي للسهم أنه)) :حصة شائعة من
موجودات الشركة ،أيا ً كان نوع هذه الموجودات((.
فقد تكون موجودات الشركة أصول ً مالية – نقللودا ً أو أوراق لا ً
مالية – ،وقد تكون أصول ً حقيقية من عقارات وسلع ومنافع
وغير ذلك ،وقد تكون مزيجا ً من هذه الصول أو بعضها .
وقد أوجدت الطبيعة المزدوجة للسللهم ،تباين لا ً فللي وجهللات
النظر عند العلماء المعاصرين ،في تحديد النظرة الشللرعية
التي يجب أن يعامللل بهللا السللهم لتنزيللل الحكللام الشللرعية
عليه .
فمع أن الجميع متفقون علللى أن السللهم حصللة شللائعة فللي
موجودات الشركة ،إل أن قابليته للتداول والتسييل بسلهولة
ض (( مطلقلا ً علْر ٌ
جعل البعض يميل إلى تكييفه عللى أنله )) َ
بصرف النظر عما يتكون منه من نقود أو ديللون أو منللافع أو
354
غيللر ذلللك ،وهللو رأي يقللترب مللن النظللرة االقانونيللة الللتي
قللدمناها آنف لا ً ،والللتي تفصللل بيللن ملكيللة السللهم ،وملكيللة
موجوداته ،فموجودات الشركة ليست بالضرورة – على هذا
الرأي – هي موجودات السهم .
ويظهر أثر هللذا الختلف جليلا ً فللي ثلثللة أبللواب مللن أبللواب
الفقه ،هي :
-باب الزكاة .
-وباب البيع .
-وباب الرهن .
وفيما يلي عرض لهذين الرأيين ،وما يترتب على كل منهمللا
من أثر في هذه البواب ،وإن كان بعضهم قد أبدى رأيه في
باب دون الخر إل أن إجراء الحكم في جميللع المسللائل مللن
لزم قوله .
فنقول :
اختلف العلماء المعاصرون في تكييللف الوراق الماليللة الللتي
تمثل حصص ملكية كالسهم على قولين:
القول الول :
يرى بعض العلماء أن السهم أموال قد اتخذت للتجار ،فإن
صاحبها يتجر فيها بالبيع والشراء ،ويكسب منها كما يكسللب
كل تاجر مللن سلللعته ،فهللي بهللذا العتبللار عللروض تجللارة ،
مهما كانت موجودات أو طبيعة عمل الشركة الللتي أصللدرتها
).(15
وإلللى هللذا ذهبللت نللدوة البركللة الثانيللة ،وبعللض الهيئات
الشللرعية للمصللارف السلللمية وذلللك إذا كللان مللن ضللمن
موجودات الشركة نسبة ولو يسيرة من العيان )غير النقللود
والديون( )(16
ويمكن أن يستدل لهذا القول بما يلي :
الحجة الولى :
قوله عليه الصلة والسلم )) :من بللاع عبللدا ً للله مللال فمللاله
للذي باعه إل أن يشترطه المبتاع(( ).(17
355
عللرض ، ووجه الدللة منه :أنه اجتمع في المبيع :عبد وهللو َ
ومال ،فأعطي الجميع حكم العرض ،فيجوز بيعه سواء كان
المال الذي معه معلوما ً أو مجهول ً ،من جنس الثمن أو مللن
غيره ،عينا ً كان أو دينا ً ،وسواء كللان مثللل الثمللن أو أقللل أو
أكثر ).(18
وقياسا ً على ذلك يجوز بيع الورقة المالية بغللض النظللر عمللا
في موجوداتهللا مللن الللديون والنقللود ،فللإن مللن موجوداتهللا
ن وآلت ونحللو ذلللك ،ونقللودا ً ،فتأخللذ حكللم عروضا ً من مبللا ٍ
العروض بدللة الحديث .
ويمكن مناقشة هذه الحجة :
)بللأن الحللديث محمللول علللى أن قصللد المشللتري للعبللد ل
للمللال ،فيللدخل المللال فللي الللبيع تبع لا ً ،فأشللبه أساسللات
الحيطان والتمويه بالذهب في السقوف ،فأما إذا كان المال
مقصودا ً بالشراء فيجللوز اشللتراطه إذا وجللدت فيلله شللرائط
البيع من العلم به ،وأل يكون بينه وبين الثمن ربا ،كما يعتبر
ذلك في العينين المبيعتين ،لنه مبيع مقصود( )(19أ.هل.
وعليه :فيصح الستدلل لو كان القصد مللن الورقللة الماليللة
هو العروض دون النقود .
ويجاب عن هذه المناقشة :
بللأن المسللاهم – عنللد شللرائه السللهم – ل يقصللد امتلك
موجودات ذلك السهم ،بللل لربمللا ل يعللرف مللافي الشللركة
مللن موجللودات ،وإنمللا قصللده الحصللول علللى الربللح إمللا
بالمضاربة بالسهم في السوق الماليللة )الربللاح الرأسللمالية(
أو بالحتفاظ به حتى موعد توزيع الربللاح )الربللاح الدوريللة(،
فللالنقود أو الللديون الللتي مللن موجللودات الشللركة ليسللت
مقصللودة للله ولللو كللانت تمثللل النسللبة العظمللى مللن تلللك
الموجودات .
الحجة الثانية :
أن الوراق المالية ومنها السهم أصبحت سلعا ً تباع وتشترى
،وصاحبها يكسب منها كما يكسللب كللل تللاجر مللن سلللعته ،
356
وقيمتها الحقيقية التي تقدر في السواق ،تختلف فللي الللبيع
والشراء عن قيمتها السمية ).(20
ويمكن مناقشة هذه الحجة :
بأن كون الوراق المالية قابلة للتداول ل يخرجها عن ماهيتها
وحقيقتهللا الشللرعية ،فللالنقود الورقيللة أصللبحت سلللعا ً تبللاع
وتشترى ،ومع ذلك فهي ليست عروض .
ما يترتب على هذا القول :
) -(1في الزكاة :
يجب أن تزكى الوراق المالية زكاة عروض التجارة مطلقلا ً ،
سواء قصد المشتري من امتلك الورقللة الماليللة التجللارة أو
الغلة ،وذلك بأن تقوم تلك الوراق في نهاية الحول بقيمتهللا
السوقية ،ويؤخذ ربع العشر من قيمتها.
) -(2في البيع ).(21
ينطبق علللى بيللع الورقللة الماليللة أحكللام بيللع العللروض ،فل
يجللري فيهللا ربللا الفضللل أو النسلليئة حللتى ولللو كللان معظللم
موجوداتهللا نقللودا ً أو ديونللا ً ،فيجللوز بيعهللا بللالنقود بقيمتهللا
السوقية ،وإن كانت مختلفة عن قيمتهللا الحقيقيلله ) القيمللة
الدفترية +الرباح ( ،ويجوز بيعها أيضا ً من غير قبض لثمنها
.
القول الثاني :
ذهب بعض العلماء المعاصرين إلى أن للسهم حكم ما يمثله
فللي موجللودات الصللندوق أو الشللركة الللتي أصللدرته ،مللن
عروض أو نقود أو ديون أو منافع ،فيختلللف حكملله بللاختلف
تلك الموجودات).(22
وبهذا القول صللدر قللرار مجملع الفقله السللمي بجللدة فلي
دورته الرابعه ).(23
احتج أصحاب هذا القول بما يلي :
الحجة الولى :
357
أن السهم ما هو إل مستند لثبات حللق المسللاهم ،فل قيمللة
له في نفسه وإنما بما يمثله من موجودات الشركة ،فيجللب
أن يأخذ حكمها ).(24
نوقش :
بأن القيمة السوقية للسهم تختلف ارتفاعا ً وهبوطا ً ،فهللي ل
تمثل القيمة الحقيقية لموجودات الشركة).(25
أجيب :
بأن تقلب القيمة السوقية ارتفاعا ً وهبوط لا ً أمللر طللبيعي لن
رأس المللال المللدفوع قللد اسللتخدمته الشللركة فللي شللراء
موجوداتها ،وهذه الموجودات استخدمت في أنشطة إنتاجية
قد تنجلح فتقللوي مللن مركللز الشللركة المللالي ،وقللد تفشللل
فيحدث العكس ،وفي كلتا الحللالتين تتللأثر القيمللة الحقيقيللة
للورقللة ،وتبع لا ً لللذلك تتللأثر القيمللة السللوقية ،لن القيمللة
الحقيقية تعتبر مؤشرا ً موضوعيا ً للقيمة السوقيه ).(26
الحجة الثانية :
أن الشركة المساهمة إما أن تكون على سبيل المضللاربة أو
العنان ،وعلى كل الحالين فللإن نصلليب الشللريك نافللذ علللى
موجودات الشركة .
ويمكن مناقشة هذه الحجة :
بأن شركة المساهمة تختلف علن شلركة المضلاربة والعنللان
اللتين عرفهما الفقه السلمي باعتبارات متعددة ،منها :
.1أن شركة المساهمة مللن شللركات المللوال الللتي تتجلللى
فيها الشخصللية العتباريللة المسللتقلة للشللركة عللن ملكهللا ،
بخلف المضاربة والعنان فإنهما من شركات الشخاص الللتي
يرتبللط تكوينهللا وماهيتهللا بأشللخاص ملكهللا ولهللذا تفصللل
القوانين التجارية بين المساهمين الذين يمتلكللون "السللهم"
والشركة التي تمتلك "الموجودات".
.2أن ملكية السهم منفصلة عن ملكيللة موجوداتهللا ،ولهللذا
لوصفيت الشركة ل يحق لي من الشركاء المطالبة بقسللمة
الموجللودات أو بحصللته مللن أعيانهللا حللتى ولللو كللانت مثليللة
358
،بخلف شللركتي العنللان والمضللاربة فللإن الصللل فيهمللا هللو
التصللفية الحقيقيللة ل الحكميللة )التقديريللة( ،فلللو طلللب
الشللريك عنللد التصللفية حصللته بعينهللا مللن الموجللودات أي
المقاسمة لزم الخر إجابته إلى ذلك ،قللال فللي المغنللي " :
وإن طلب أحدهما القسمة والخر البيع أجيب طالب القسمة
دون طالب البيع "). (27
.3أن السهم –إذا تحقق المتعاقدان بأنفسللهما أوبقللول مللن
يثقان به من خلوه من المحاذير الشرعية– فإنه يجوز تللداوله
بيعا ً وشراًء وإن لللم يعلمللا حقيقللة مللا يمثللله مللن موجللودات
الشركة ،وليعد بذلك ملن عقللود الغللرر ،لن قصلدهما فلي
الربح ل في الموجودات ،والغرر إنما يؤثر في العقد إذا كان
مقصودا ً ل تابعا ً ،أما حصة الشللريك فللي العنللان والمضللاربة
فل يجوز بيعها أو شراؤها إل بعللد العلللم بموجوداتهللا تحديللدا ً
وإل كان مللن عقللود الغللرر ،لن تلللك الموجللودات مقصللودة
بذاتها.
.4أن شركة المساهمة ذات مسؤلية محدودة بخلف العنان
والمضاربة .
.5قابلية السهم في الشركات المساهمة للتداول والتسللييل
بخلف حصة الشريك في العنان والمضاربة .
.6اختلف القيمللة السللوقية للسللهم عللن القيمللة الحقيقيللة
) القيمللة الدفتريللة +الربللاح ( بخلف حصللة الشللريك فللي
العنان والمضاربة فإن قيمتها عند التصللفية بقيمللة مللا تمثللله
من موجودات .
.7ثبللوت حللق الشللفعة فللي العنللان والمضللاربة عنللد تللوفر
شروطه بخلف الشركات المساهمة .
فكل هذه العتبارات وغيرها تمنع من تطللبيق أحكللام العنللان
والمضاربة وغيرهللا بحللذافيرها علللى الشللركات المسللاهمة ،
وتجعل العلقة بين السهم وموجوداته أضعف مما هللي عليلله
في شركات الشخاص.
ما يترتب على هذا القول :
359
-1في الزكاة :يأخذ السهم حكللم زكللاة موجللودات الشللركة
الللتي أصللدرته وطبيعللة نشللاطها ،فينظللر إلللى موجللودات
الشركة ونشاطها وتحسب الزكاة وفقا ً لذلك .
-2في البيع :تأخذ الوراق حكم بيع موجوداتها ،فللإن كللانت
ديونا ً فلها حكم بيع الديون وإن كللانت نقللودا ً فلهللا حكللم بيللع
النقود ،وإن كللانت أعيان لا ً أو منللافع فلهللا حكللم بيللع العيللان
والمنافع .
الترجيح بين القولين السابقين :
مملا لشلك فيله أن الخلف السلابق جلوهري ويلترتب عليله
مسللائل متعللددة ،وأحكللام متباينللة ،ولكنللي سللأحجم عللن
الترجيح بين القولين لن نتيجللة القللولين فللي المسللألة الللتي
نحن بصدد دراستها بخصوصها واحدة كما سيأتي .
ثالثًا-بيع أسهم الشركات وعلقته بمسألة "مد عجوة ودرهم"
عرفنا فيما تقدم أن موجودات الشركات المسللاهمة ل تخلللو
من كونها خليطا ً من أنواٍع متعددةٍ من الموال ،ولكن أغلللب
هذه الموجودات في الشركات حديثللة التأسلليس تكللون مللن
النقللود ،فعلللى قللول مللن يللرى أن للسللهم حكللم العللروض
مطلقا ً فل إشكال في تداول أسللهم هللذه الشللركات بقيمتهللا
السوقية بغض النظللر عللن موجوداتهللا ،لن الحكللم للعيللان
مطلقا ً ،اكتفاًء بمبدأ الخلطة ،فل يشللترط للللبيع تقللابض ول
تماثل ولو كانت النقود أو الديون هي الغالبة.
أما على رأي مللن يللرى أن حكللم بيللع السللهم للله حكللم بيللع
موجوداتها فللإنه ينظللر إلللى الغلللب مللن تلللك الموجللودات ،
فيعطي السهم حكم الغلب فإن كانت العيان هي الغالبللة ،
فله حكم بيع العيان ،وإن كللانت النقللود هللي الغالبللة ،فللله
حكم المصارفة ،وإن كانت الديون هي الغالبة فله حكم بيللع
الديون .
وإلى هذا القول ذهب مجلس مجمع الفقه السلمي بجللدة )
.(28
360
ويجللري علللى هللذا القللول – الثللاني – الخلف بيللن الفقهللاء
المتقدمين فيما إذا بيع ربوي بجنسه ومعهمللا أو مللع أحللدهما
من غير جنسهما ،وتعرف بمسألة )) مد عجللوة ودرهللم (( )
.(29
وللفقهاء في هذه المسألة ثلثة أقوال :
.1المنع مطلقا ً .
.2الجواز إن كان المفرد أكثر من الذي معه غيللره ،أو كللان
مع كل واحد منهما من غير جنسه .
.3الجواز إن كان غير الربوي تابعا ً .
وقبل الشروع في ذكر الخلف وما يللترتب عليلله وحجللج كللل
فريق ،يحسن أول ً تحرير محل النزاع في المسألة .
فثمت مسائل اتفقت هذه القوال عليها :
-1إن باع ما فيه الربا بغير جنسه ،ومعه من جنللس مللا بيللع
بلله ،إل أنلله – أي الربللوي – تللابع غيللر مقصللود ،فللإن كللان
يسلليرا ً ،فللالبيع جللائز ،قللال ابللن قدامللة )) :ل أعلللم فيلله
خلفا ً (( ).(30
ووجود الربوي في هذا البيع كعدمه .
وذلك مثل أن يشتري دارا ً مموها ً سلقفها بالللذهب ،بللذهب ،
أو بدار سقفها مموه بالذهب .
وتتفاوت المذاهب في تحديد القدر الذي يتسامح فيه بوجللود
الربوي فللي الصللفقه ،فنجللد المللذهب الشللافعي أشللد هللذه
المذاهب ثم المالكي والحنبلي ثم الحنفي .
فالشللافعية يضللبطون ذللك بللأن يكللون الربللوي يسلليرا ً تابعلا ً
بالضافة إلى المقصلود ،كلبيع حنطلة بشلعير ،وفيهلا أوفلي
أحدهما حبات من الخر يسيرة ).(31
والحنابلة يحددون ذلك بأن يكللون الربللوي التللابع يسلليرا ً غيللر
مقصود ،كالملح فيما يعمل فيه ،أو كثيرا ً لمصلحة المقصود
كالماء في خل التمر والزبيب ).(32
بينما يرى المالكية جواز بيللع المحلللى إذا بيللع بنقللد مللن غيللر
جنسه بثلثة شروط :
361
الول :أن تكللون الحليللة مباحللة ،كتحليللة السلليف والخللاتم
ونحوهما ،فإن كانت محرمة كالثياب فلتجوز.
الثاني :أن تكون الحلية مسمرة .
الثالث :أن يباع معجل ً من الجانبين ،لن العقللد اجتمللع فيلله
بيع وصرف .
فإن بيع بجنسه فيشترط إضافة إلى ما تقدم شرط رابع وهو
أن تكون الحيلة بقدر الثلث فأقل .
ومع هذه الشروط فالمالكية يللرون أن العقللد مشللتمل علللى
المصارفة ولذا اشترطوا التقابض .
وفيما سوى ذلك ل يجوز بيع ما فيه فضللة أو ذهللب بنللوع مللا
فيه منهما إل أن يكون ما فيه من الفضة والذهب إذا نزع لللم
يجتمع منه شيء له بللال فل بللأس حينئذٍ بللبيعه بنللوع مللا فيلله
نقدا ً أو نسأ ً ،لن وجود النقد كعدمه ).(33
ويقيد الحنفية ذلك بما إذا كان النقد يسيرا ً كللالتمويه اليسللير
الذي ل يحصل منه شيء يدخل فللي الميللزان بللالعرض علللى
النار ،فوجود الربوي في هذه الحالة ل يؤثر ).(34
ويرى المام الوزاعي :إن كانت الحليللة تبع لا ً وكللان الفضللل
في الفضل جاز بيعه بنوعه نقدا ً وتأخيرًا).(35
-2ل أعلم خلفا ً بين العلماء أنلله إذا بيللع ربللوي بجنسلله ومللع
أحدهما من غير جنسه ،وكان كل منهما – أي الربللوي وغيللر
الربلللوي – مقصلللودا ً فلللي العقلللد ،فيجلللب التقلللابض بيلللن
العوضين .
فحتى الحناف الذين يللرون صللحة الللبيع ل ينللازعون فللي أن
العقد يشتمل على الصرف فيجب فيه التقابض .
قال في الهداية )) :إن باع سيفا ً محلى بمائة درهم ،وحليتلله
خمسون فدفع من الثمن خمسين جاز البيع وكللان المقبللوض
حصة الفضة ..فإن لم يتقابضا حتى افترقا بطللل العقللد فللي
الحلية(( قال في الشرح)) :لنه صرف فيها(( ).(36
-3إذا بيع النقد من غير جنسه ومع أحدهما أو كليهما متللاع ،
كما لو بيع ذهب بفضة وثوب ،أو ريالت بللدولرات وكتللاب ،
362
وحصل التقللابض فللي المجلللس ،صللح العقللد عنللد الجمهللور
مطلقا ً مجازفة كان أو متفاضل ً أو متساويا ً لختلف الجنسين
،ويصح عند المالكية أيضا ً بشروطهم السابقة ).(37
فللإذا بيللع الربللوي بجنسلله ومعهمللا أو مللع أحللدهما مللن غيللر
جنسهما ،وكان كل من الربويين مقصودا ً فللي العقللد ،فقللد
اختلف العلماء في هذه المسألة على ثلثة أقوال :
القول الول :
المنع مطلقا ً .
وهذا مللذهب الجمهلور مللن المالكيللة) ،(38والشلافعية)،(39
والحنابلة في الرواية المشهورة )(40والظاهرية.(41) .
استدل أصحاب هذا القول بما يلي :
الدليل الول :
ما روى فضالة بن عبيد رضي الله عنه قال :أتي النبي صلى
الله عليه وسلم يوم خيبر بقلدة فيها ذهب وخرز ،وهي مللن
المغللانم تبللاع ،فللأمر رسللول الللله صلللى الللله عليلله وسلللم
بالذهب الذي في القلدة فنزع وحده ،ثلم قلال لهلم رسللول
الله صلى الله عليه وسلم)) :الذهب بالللذهب وزن لا ً بللوزن(()
.(42
ووجه الدللة منلله )) :أنلله أمللر بنللزع الخللرز وإفللراد الللذهب
ليمكن بيعه ،ولو جاز بيعه مع الخرز لما احتاج إلى وزنه ،ثم
قال )) :الذهب بالذهب وزنا ً بوزن(( فنبه بذلك إلللى أن علللة
إفراده بالبيع أن يتحقق فيه الوزن بالوزن(( ).(43
نوقش هذا الستدلل من جهتين :
الولى :من حيث ثبوته :
ظ مختلفللة )،(44ل ، فإن الحديث مضطرب ،فقد روي بألفللا ٍ
ففي بعض الروايات أنه اشترى قلدة ))فيها خللرز وذهللب(()
.(45
وفي بعضها ))ذهب وجوهر(( ) ، .(46وفللي بعللض الروايللات
أنها بيعت ))باثني عشر دينارًا(( ) ،(47وفي بعضها )) بتسعة
دنانير أو بسبعة دنانير(( ).(48
363
أجيب :
)) بللأن هللذا الختلف ل يللوجب ضللعفا ً بللل المقصللود مللن
الستدلل محفوظ ل اختلف فيه وهو النهي علن بيلع ملا للم
يفصل ،وأما جنسها وقدر ثمنها فل يتعلق به في هذه الحالللة
ما يوجب الحكم بالضللطراب ،وحينئذٍ فينبغللي الترجيللح بيللن
رواتها ،وإن كان الجميع ثقات فيحكم بصحة رواية أحفظهللم
وأضبطهم ،وتكللون روايللة البللاقين بالنسللبة إليلله شللاذة (( )
.(49
الثانية :من حيث دللته :
فإن الحديث ل دللة فيه على المقصود لمرين :
الول :أنه يحتمل أن النبي صلى الللله عليلله وسلللم رده لن
ذهب القلدة أكثر من ذهب الثمن بدليل مللا جللاء فللي بعللض
روايات مسلم )) :أنلله اشللتراها بللاثني عشللر دينللارا ً ،قللال :
ففصلتها فوجدت فيها أكثر من اثني عشر دينارًا(().(50
الثاني :ويحتمل أنه رده لن هذه القلدة ل يعلم مقدار ذهبها
أهو مثل وزن جميع الثمن أو أقللل مللن ذلللك أو أكللثر ،ومللن
شرط صحة البيع التحقق من أن الثمللن أكللثر مللن الللذهب )
.(51
أجيب :
بأن ما ذكر من احتمالت غير وارد لثلثة أمور :
)) .1أن النبي صلى الله عليه وسلم أطلق الجواب من غيللر
سؤال فدل على استواءالحالين(( ).(52
.2أنه جاء في روايللة أبللي داود أن المشللتري قللال )) :إنمللا
أردت الحجارة (( فدل على أن الذهب يسير دخل على وجلله
التبع ).(53
.3أن فضالة بن عبيد رضي الله عنه وهو صاحب القصة قللد
حمل النهي على العموم ،فقد سللئل عللن شللراء قلدة فيهللا
ذهب وورق وجوهر ،فقال :انزع ذهبهللا فللاجعله فللي كفللة ،
واجعل ذهبللك فللي كفللة ،ثللم ل تأخللذه إل مثل ً بمثللل ،فللإني
364
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول )) :من كللان
يؤمن بالله واليوم الخر ،فل يأخذن إل مثل ً بمثل(().(54
الدليل الثاني :
عموم الحاديث في النهللي عللن بيللع الربللوي بجنسلله إل مثل ً
بمثل ،مثل قوله عليه الصلة والسلم )) :ل تللبيعوا الللذهب
بالللذهب إل مثل ً بمثللل ،ول تشللفوا بعضللها علللى بعللض ،ول
تبيعوا الورق بالورق إل مثل ً بمثللل ،ول تشللفوا بعضللها علللى
بعض ((
ووجه الدللة :أن وجود شيء مللع الربللوي يمنللع مللن تحقللق
المساواة التي أمر بها النبي صلى الله عليه وسلللم فل يصللح
البيع إل بفصل الربوي وحده .
ويناقش :
بأن شرط المساواة متحقق فيما إذا كللان المفللرد أكللثر مللن
الذي معه غيره ،بأن يجعل الربوي المخلوط بما يقللابله مللن
خلط الذي مع الربوي . المفرد ،وما فضل من المفرد بال ِ
الدليل الثالث :
أن العقللد إذا جمللع عوضللين مختلفللي القيمللة ،كللان الثمللن
مقسطا ً على قيمتهما على الشيوع ،ل على أعدادهما .
يوضح ذلك أصلن :
أحدهما :أن من اشترى شقص لا ً ).(55مللن دارٍ وعبللدا ً بللألف
فاستحق الشقص بالشفعة كلان مللأخوذا ً بحصللته مللن الثمللن
اعتبارا ً بقيمته وقيمة العبد ول يكون مأخوذا ً بنصف الثمن .
الثاني :أن من اشترى عبدا ً وثوبا ً بألف ثم استحق الثللوب أو
تلف كان العبد مأخوذا ً بحصته من اللف ،ول يكللون مللأخوذا ً
بنصف اللف .
وبتطبيق ذلك على العقد هنا يلللزم الفسللاد لن العقللد يللتردد
بين أمرين :إما العلم بالتفاضل أو الجهل بالتماثل ،وكلهمللا
مفسللد للعقللد ،لنلله يجللوز أن تكللون قيمللة المللد الللذي مللع
الدرهم أقل أو أكثر أو يكللون درهم لا ً ل أقللل ول أكللثر ،فللإن
كان أقل أو أكثر كان التفاضل معلوما ً ،وإن كان درهما ً كللان
365
التماثل مجهول ً ،لن التقويم ظن وتخمين والجهللل بالتماثللل
– في باب الربا –كالعلم بالتفاضل ،ولذلك لم يجز بيع صبرة
ص ).(56
بصبرة بالظن والخر ِ
نوقش هذا الستدلل من ثلثة أوجه :
الول :أن انقسام الثمن بالقيمة لغير حاجللة ل دليللل عليلله )
.(57
الثاني )) :أن مطلق المقابلة تحتمل مقابلة الجنس بالجنس
على سبيل الشليوع مللن حيللث القيمللة كملا قلتلم ،وتحتمللل
مقابلة الجنس بخلف الجنس ..إل أنا لو حملناه علللى الول
لفسد العقد ،ولو حملناه على الثاني لصح ،فالحمل على ما
فيه الصحة أولى (( ).(58
الثالث :وعلى فرض التسليم بأن التماثل مبني على الظن ،
فإن بيع الربوي بالربوي على سبيل التحللري والخللرص جللائز
عند الحاجة ،إذا تعذر الكيل أو الوزن ،كما يقول ذلك مالللك
والشافعي وأحمد في بيع العرايا بخرصها ).(59
الدليل الرابع :
أن هذا العقد ممنوع سدا ً لذريعة الربا ،فإن اتخاذ ذلك حيلللة
على الربا الصريح وارد ،كبيع مائة درهم في كيللس بمللائتين
جعل ً للمائة في مقابلة الكيس ،وقد ل يساوي درهما ً ).(60
القول الثاني :
الجواز إذا كان ما مع الربوي تابعا ً .
فيجوز بيع الفضة التي لم يقصد غشها بالخالصة مثل ً بمثل .
وهو رواية في مذهب المام أحمد ).(61
،اختارها شيخ السلم ابن تيميه في أحد قوليه ).(62استدل
أصحاب هذا القول :
بقوله عليه الصلة والسلم)) :من ابتاع عبدا ً للله مللال فمللاله
للذي باعه إل أن يشترط المبتاع ((.
ووجه الدللة منه :أن الحديث دل على جواز بيع العبد بملاله
إذا كان قصد المشتري للعبد ل للمللال ،فيجللوز الللبيع سللواء
كللان المللال معلوم لا ً أو مجهللول ً ،مللن جنللس الثمللن أو مللن
366
غيره ،عينا ً كان أو دينا ً ،وسواء كللان مثللل الثمللن أو أقللل أو
أكثر).(63
ويقاس عليه إذا كان اللذي مللع الربلوي تابعلا ً غيللر مقصللود )
.(64
ويناقش :
بأن الربوي في مسألة مد عجوة ودرهم مقصود بالعقد ،أما
المال الذي مع العبد فالمقتضي لجواز بيعه بثمن من جنسلله
كللونه تابعلا ً غيللر مقصللود بالصللالة ،ول يصللح قيللاس إحللدى
المسألتين على الخرى لمرين:
الول :أن الربوي إذا كان تابعا ً غيللر مقصللود ل يتصللور كللون
العقد حيلة على الربلا ،بخلف ملا إذا كلان غيلر الربلوي هلو
التابع .
الثللاني :أنلله إذا بيللع الربللوي بمللا يسللاويه مللن جنسلله ومللع
أحللدهما جنللس آخللر غيللر مقصللود ،فللإن ذلللك يللؤدي إلللى
التفاضل ،لن غير الربوي للله قسللط ولللو يسلليرا ً مللن قيمللة
العوض المفرد .
القول الثالث :
جواز بيع الربوي بجنسلله ومعلله مللن غيللر جنسلله بشللرط أن
يكون المفرد أكثر من الللذي معلله غيللره ،أو يكللون مللع كللل
واحد منهما من غير جنسهما .
وهللذا مللذهب الحنللاف ) ،.(65وروايللة عللن المللام أحمللد ،
اختارها شيخ السلم ابن تيميه في أشهر قوليه ) ،(66وقيللد
المام أحمد وشيخ السلم ابن تيمية الجواز بقيدٍ آخر وهو أل
يكون القصد من هذه المعاملللة التحايللل علللى الربللا ،وذلللك
بأن يكون لما مع الربوي قيمة حقيقية ).(67
وجوز الشافعية في وجه ضعيف عندهم :إذا باع مدا ً ودرهما ً
بمد ودرهللم ،والللدرهمان مللن ضللرب واحللد ،والمللدان مللن
شجرة واحدة فإنه يصح).(68
فعلللى هللذا القللول :مللن بللاع سلليفا ً محلللى بثمللن أكللثر مللن
الحلية ،وكان الثمن مللن جنللس الحليللة جللاز وذلللك لمقابلللة
367
الحلية بمثلها ذهبا ً كانت أم فضة ،والزيادة بالنصل والحمائل
والجفن ).(69
فإن تساوى المفرد مع المضموم إليه غيره ،أو كان المفللرد
أقل بطل البيع ،لتحقق التفاضللل ،وكللذا إذا لللم يللدر الحللال
لحتمال المفاضلة أو الربا .
قال في الهداية )) :ولو تبايعا فضللة بفضللة أو ذهبلا ً بللذهب ،
وأحدهما أقل ،ومع أقلهما شيء آخر تبلغ قيمته باقي الفضة
جاز البيع من غير كراهية ،وإن لم تبلللغ فمللع الكراهللة ،وإن
لم يكن له قيمة كالتراب ل يجوز البيع (( ).(70
فإن تساوى المفرد مع المضموم إليه غيره ،أو كان المفللرد
أقل بطل البيع ،لتحقق التفاضللل ،وكللذا إذا لللم يللدر الحللال
لحتمال المفاضلة أو الربا .
قال في الهداية )) :ولو تبايعللا فضللة بفضللة أو ذهبلا ً بللذهب ،
وأحدهما أقل ،ومع أقلهما شيء آخر تبلغ قيمته باقي الفضة
جاز البيع من غير كراهية ،وإن لم تبلللغ فمللع الكراهللة ،وإن
لم يكن له قيمة كالتراب ل يجوز البيع(( ).(71
نوقش هذا الستدلل من وجهين :
الول :أن الواجب حمل العقد علللى مللا يقتضلليه مللن صللحة
وفساد ،وليس تصحيح العقد ،ولو كان ما قالوه أصل ً معتبرا ً
لكان بيع مد تمر بمدين جائزا ً ليكللون تمللر كللل واحللد منهمللا
بنوى لخر ).(72
الثللاني :أن هللذا منتقللض )) بمللن بللاع سلللعة إلللى أجللل ثللم
اشتراها نقدا ً بأقل من الثمن الول فإنه ل يجوز عند الحناف
مع إمكان حمله على الصحة ،وهما عقدان يجللوز كللل واحللد
منهمللا علللى الفللراد ،فجعلللوا العقللد الواحللد هاهنللا عقللدين
ليحملوه على الصحة فكان هذا إفسادا ً لقولهم(().(73
الدليل الثاني :
أن الربا إنما حرم لمللا فيلله مللن ظلللم يضللر المعطللي ،وقللد
يكون في هذه المعاوضللة مصلللحة للعاقللدين همللا محتاجللان
إليها ،كما في الدراهم الخالصللة بالمغشوشللة ،والمنللع مللن
368
ذلللك مضللرة عليهمللا ،والشللارع ل ينهللى عللن المصللالح
الراجحة ،ويوجب المضرة المرجوحة ،كما قللد عللرف ذلللك
من أصول الشرع ).(74
الترجيح :
باستعراض القوال المتقدمة وأدلتها نجد أن الفريللق الثللالث
يسللتند إلللى الللبراءة الصلللية بينمللا اسللتدل الفريقللان الول
والثاني على المنع بأدلة ل تخلو من مناقشة :
فحديث فضالة بللن عبيللد – وهللو عمللدة المللانعين – ل يسلللم
السللتدلل بلله للحتمللالت الللواردة عليلله ،وهللي احتمللالت
قوية ،والقاعدة أن الللدليل إذا طللرأ عليلله الحتمللال ،وكللان
الحتمال قويا ً ،بطل به الستدلل .
وأجوبة الفريق الول عللن هللذه الحتمللالت غيللر وجيهللة لن
الثابت في صحيح مسلم أن الللذهب الللذي فللي القلدة أكللثر
من الثمن .
وأما الدليل العقلي فقد أجيب عنه .
ويبقى كون العقد ذريعة إلى الربا ،وهو دليل متوجه وقوي ،
لكن ينبغي حمله على ما إذا تضمن العقد تحايل ً على الربللا ،
فيحرم لذلك ،أما إذا لم يكللن حيلللة للربللا بللأن كللان مللا مللع
الربوي مقصودا ً فعل ً للعاقللد فل يظهللر المنللع ،ل سلليما وأن
هذه المعاملللة قللد يحتللاج إليهللا العاقللدان ،ول يتمكنللان مللن
إجراء العقد على سبيل التفضيل بأن يقول :بعتك مدا ً بمللد ،
ودرهما ً بمد ،وهي الصورة التي يجيزها الفريق الول).(75
وأقرب شاهد على ذلك العقد الذي نحللن بصللدده ،وهللو بيللع
السهم التي موجوداتها مختلطة ،فمللن الصللعوبة بمكللان أن
يلزم العاقدان بالتفصيل على النحو السابق .
ولذلك فإن الذي يترجح هو جواز هذه المعاملللة إذا لللم تكللن
حيلة عللى الربللا وكلان الربللوي المخلللوط أقللل ملن الربلوي
المفرد ،وذلك بأن يكون ما مللع الربللوي للله قيمللة حقيقيللة ،
ولم يؤت به للتحليل ،والله أعلم .
وتطبيقا ً للحكام السابقة :
369
فعلى فرض صحة القول الثاني وهو أن بيع السهم للله حكللم
بيع موجوداتها :
.1فإن بيع السهم إذا كللانت موجوداتهللا مختلطللة مللن نقللود
وغيرها وكانت تلك النقود مقصودة لذاتها فالبيع ل يصح عنللد
الجمهور إل إذابيعللت بعملللة غيللر عملللة السللهم فيصللح عنللد
الجميع سوى المالكية .
وأمللا علللى القللول الراجللح فيصللح الللبيع بنفللس العملللة
بشرطين :
الول :أن يكون الثمللن الللذي يشللترى بله السللهم أكلثر مللن
قيمة موجوداته من النقود والديون .
الثاني :أن يتقابضا العوضين -شهادة السللهم وثمنهللا -قبللل
التفرق .
-2فإن كانت موجودات السللهم مللن النقللود والللديون تابعللة
غيللر مقصللودة فيصللح الللبيع مطلق لا ً عنللد الجميللع مللن غيللر
اشللتراط التقللابض أو زيللادة الثمللن علللى قيمللة تلللك النقللود
والديون ،لن هذه النقود تابعة فل حكللم لهللا والقاعللدة عنللد
أهللل العلللم أن " التللابع تللابع " و " يثبللت تبعللا ً مللا ليثبللت
استقل ً
ل".
والذي يحللدد كللون النقللود والللديون تابعللة أم ل ،هللو طبيعللة
نشاط الشركة ،فإذا كانت الشركة تستثمر أموالها في بيوع
آجلة فالديون أصيلة فيها حتى ولو كللانت نسللبتها – عنللد بيللع
السهم -من الموجودات قليلة.
وإذا كانت الشركة مصرفية فللالنقود أصلليلة فيهللا ولللو كللانت
نسبتها من الموجودات قليلة .
وإذا كانت شركة ذات نشاط زراعي أو تجللاري أو عقللاري أو
صناعي أو أي اسللتثمارات حقيقيللة أي غيللر ماليللة ،فللالنقود
والديون تعتبر تابعللة وليسللت مقصللودة ،فيصللح بيللع السللهم
بمثللل قيمتلله الحقيقيللة أو بأقللل أو بللأكثر ،وبقبللض وبللدون
قبض .
370
وعلى هذا فليست العبرة فللي جريلان أحكللام الصلرف عللى
المعاملة بغلبة نسبة النقللود إلللى موجللودات الشللركة – كمللا
قال به أصحاب القول الثاني – وذلك لعدة أمور:
.1أن هذا القول إذ لم يقل به أحد من أهل العلم المتقدمين
– فيما أعلم – .
.2فضل ً عن أن هذا المللر ل ينضللبط فللي تللداول السللهم إذ
تتغير المراكز المالية للشركات بصورة مستمرة .
.3ولن هللذا القللول نظللر إلللى الموجللودات المحسوسللة
للشللركة ولللم يلتفللت إلللى العوامللل والحقللوق الخللرى غيللر
المحسوسللة والللتي ل تقللل أهميللة فللي التللأثير علللى القيمللة
السوقية للسهم عن الموجودات المحسوسة .
رابعًا-خلصة البحث
وملن خلل ملا تقلدم فاللذي يظهلر هلو جلواز تلداول أسلهم
الشركات حديثللة التأسلليس الللتي تمللارس أنشللطة مباحللة –
ومنها شركة الصحراء – ولو كان الغلب فللي موجوداتهللا هللو
النقود ،لما يأتي :
أول ً -لن هذه الشركات ل تخلو مللن موجللودات أخللرى غيللر
النقود وهي ذات قيمة معتبرة شرعا ً ،ومن ذلك :
.1الحقوق المعنوية كالسللم التجللاري للشللركة،والدراسللات
السللللابقة لنشللللائها ،وتصللللاريح العمللللل ،وقللللوة الدارة
وكفاءتها ،وغير ذلك.
ت أوض أو سيارا ٍ .2بعض الصول المملوكة للمنشأة من أرا ٍ
ث أو غير ذلك . أثا ٍ
.3ومنللافع العيللان المسللتأجرة والشللخاص العللاملين فللي
الشركة وقت تأسيسها .
ثانيللًا -ولن التكييللف الشللرعي للسللهم –علللى رأي بعللض
العلماء المعاصرين -أنهللا عللروض مهمللا كللانت موجللودات أو
طبيعة عمل الشركة التي أصللدرتها لنهللا أمللوال قللد اتخللذت
للتجار ،وصاحبها يتجر فيها بالبيع والشللراء ،ويكسللب منهللا
كما يكسب كل تاجر من سلعته ،وهذا الرأي للله قللوة وحللظ
371
من النظر ،ويتأيد بعددٍ من العتبارات الشرعية والقانونيللة ،
ومنها :
.1أن القانون التجاري – بما يمنحه للشركة المسللاهمة مللن
شخصية اعتبارية – يميز بين ملكية السهم ،وملكية الصللول
والعيان التي يتضللمنها السللهم ،فالسللهم يملللك علللى وجلله
الستقلل عن ملكية الصول والعيان التي تملكها الشركة ،
بحيث إن الحصص المقدمة للمسللاهمة فللي الشللركة تنتقللل
على سبيل التمليللك إلللى ملكيللة الشللركة ،ويفقللد الشللركاء
المستثمرون كل حق عيني عليها ،ول يبقى لهم إل حق فللي
الحصول على نصيب من أرباح الشركة أثناء وجودهللا ،وفللي
اقتسام قيمة بيع موجوداتها عند التصفية.
.2ولن القيمة السوقية للسهم لتعكللس بالضللرورة القيمللة
الفعليللة لموجللودات الشللركة ) القيمللة الدفتريللة ( ،فقللد
تتنللاقص قيمللة موجللودات الشللركة بينمللا القيمللة السللوقية
للسهم في تصاعد ،والعكللس كللذلك ،وقللد تخسللر الشللركة
وقيمتهللا السللوقية تللزداد وهكللذا ،فقيمللة السللهم ل تعللبر
بالضرورة عن قيمة الموجودات ،فهي قد تتأثر بها ولكنهللا ل
ترتبط بهللا ارتباطلا ً مباشللرا ً صللعودا ً وهبوطلا ً ،وذلللك لوجللود
ملؤثرات أخلرى فلي قيملة السلهم غيلر موجلودات الشلركة
ونشللاطها ،فجللودة الدارة وسللمعتها التجاريللة وخبرتهللا فللي
مجال النشاط كلها عوامل ترفع من قيمة السهم ،مما يعني
أن الزيادة في قيمة السهم ليست مقابل الموجللودات وإنمللا
لعوامل أخرى متعددة .
.3ولن النقد إنما يمثل أغلبية بالنظر إلى قيمة الموجللودات
العينيللة ) المحسوسللة ( للشللركة ،أي بللالنظر إلللى القيمللة
السللمية للسللهم ،ل إلللى قيمتهللا السللوقية ،لن القيمللة
السوقية تتأثر بعوامل أخرى –كما سبق -ل تقللل أهميللة عللن
الموجودات العينية ،فللإذا أخللذ بعيللن العتبللار تلللك العوامللل
المعنوية المؤثرة على قيمة السهم السوقية والللتي يكتسللبها
المساهم بمجرد دخوله فلي الشلركة فلإن نسلبة النقلد إللى
372
موجودات الشركة الجمالية تكون أقل ،والواجب عند النظر
إلى موجودات السللهم أن ينظللر إلللى الموجللودات والحقللوق
التي يشللتمل عليهللا السللهم بقيمتلله السللوقية ) أي العوامللل
التي أوصلته إلى تلك القيمة ( ،ل أن ينظللر إلللى موجللودات
قيمته السمية فحسب .
.4ولن الزيادة في قيمللة السللهم بعللد بللدء التللداول ليسللت
زيادة في قيمة موجودات السهم ،وإنما هي زيادة في قيمة
السهم نفسه ،و"السهم" شيٌء و " ما يمثله من موجللودات
في الشركة" شيٌء آخر ،ولهذا لو طلب مالك السهم حصته
كن من ذلك لن امتلكه للسهم ليعني م ّ من الموجودات لم ي ُ َ
ت بأعيانها .
امتلكه لما يمثله من موجودا ٍ
.5ومن الناحية الشرعية فإنه يترتب على القول بأن للسهم
حكم ما يمثله في موجودات الشركة التي أصدرته عللدد ٌ مللن
اللوازم الباطلة التي تؤدي إلى القول بتحريم السهم مطلقا ً
وهو أمر لم يلتزم به القائلون بذلك ،ومن ذلك :
.6أن عامة الشركات المساهمة ل تخلو موجوداتها من نقودٍ
أو ديون ذات قيمةٍ مؤثرة ،ويتم تداول أسهمها دون مراعللاة
لضللوابط الصللرف أو بيللع الللدين ،والقللول بإعطللاء الحكللم
للغلب من موجودات الشركة ل دليل عليه بل إن النصللوص
الشرعية تدل على أن المبيع إذا اشللتمل علللى نق لدٍ مقصللودٍ
وبيع بنقد فيأخذ حكم الصرف وإن لم يكن النقد غالبا ً وكذلك
في سائر المللوال الربويللة ،فمللن يشللتري حلي لا ً ثلثلله ذهللب
وثلثاه ألماس فللإنه يجللب قبللض ثمنلله قبللل التفللرق مراعللاة
للذهب الذي فيه مع أنه القل ،ونصوص الفقهاء التي أشرنا
إليها في مسألة "مد عجوة ودرهم " وفي مسللألة " التخللارج
" تدل على ذلك ،قال في الهداية )) :وإذا كانت التركة بين
الورثة فأخرجوا أحدهم منها بمال أعطوه إياه والتركللة عقللار
أو عروض ،جللاز قليل ً كللان مللا أعطللوه إيللاه أو كللثيرا ً ..وإن
كانت التركة فضة فأعطوه ذهبا ً أو كان ذهبلا ً فللأعطوه فضللة
373
فهو كذلك ..فل يعتبر التساوي ويعتبر التقابض في المجلس
لنه صرف .
وإن كانت التركة ذهبا ً وفضة وغير ذلك فصالحوه على ذهللب
أو فضة فل بد أن يكون
ما أعطوه أكثر من نصيبه من ذلك الجنس حتى يكون نصيبه
بمثله والزيادة بحقه من بقية التركة احللترازا ً عللن الربللا ،ول
بد من التقابض فيما يقابل نصلليبه ملن اللذهب والفضلة لنله
صرف في هذا القدر.
وإن كان في التركة دين علللى النللاس فللأدخلوه فللي الصلللح
على أن يخرجوا المصالح عنه ويكللون الللدين لهللم ،فالصلللح
باطل ،لن فيه تمليك الدين من غير من عليلله ،وهللو حصللة
المصالح ،وإن شرطوا أن يبرأ الغرماء منه ول يرجللع عليهللم
نصيب المصالح ،فالصلح جائز (( ).(76
.7ولن الكللثير مللن المسللاهمين ل يعلللم حقيقللة مللا يمثللله
السللهم مللن موجللودات فللي الشللركة ،بللل لربمللا ل يعللرف
موجودات الشركة أصل ً أو نشاطها ،ومن الشللروط المتفللق
عليها لصحة البيع :العلم بللالمبيع ،وإذا قلنللا :إن المللبيع هللو
حصللته مللن الموجللودات فيلزملله العلللم -ولللو إجمللا ً
ل -بتلللك
الموجودات ،وهو ما ليقع ،لن نظر المسللاهم إلللى أمريللن
فقط هما :القيمة السوقية ،والرباح الدورية .
ومن باب الستطلع فقد قمت بسؤال عددٍ من المستثمرين
في شركتي "اللجين"و "أميانتيت " عللن نوعيللة نشللاط تينللك
الشركتين ،فكانت الجابة بعللدم العلللم ،فعرفللت أن الكللثير
من المساهمين إنما يستقي معلومللاته عللن نشللاط الشللركة
من اسمها فقط ،وأن غاية ما يبلذله فلي التحلري أن يسلأل
أهل العلم عن حكم المساهمة في تلك الشللركة دون درايللة
بما فيها من النقد ومللا عليهللا مللن المللديونيات ومللا لهللا مللن
الصول وغير ذلك.
.8ومللن لزم هللذا القللول تحريللم تللداول أسللهم البنللوك
السلمية بقيمتها السللوقية لن الغلالب فللي موجللودات تللك
374
البنوك أنها نقللود أو ديللون فللي ذمللم المتمللولين ،ومللع ذلللك
فعامة الهيئات الشرعية لتلك البنوك على الجواز .
ثالثًا-وعلى فرض التسليم بصحة التكييف الثاني لبيع السللهم
– وهو أن له حكم ما يمثله السللهم مللن موجللودات – فالللذي
دل عليه حديث ابللن عمللر السللابق "مللن بللاع عبللدا ً للله مللال
فمللاله للللذي بللاعه إل أن يشللترطه المبتللاع" أن المللبيع إذا
اشتمل على نقدٍ واشتري بنقدٍ من جنسلله ،ولللم يكللن النقللد
المخلوط مقصودا ً فل يلتفت إليلله بمعنللى أنلله ليجللري علللى
الصفقة حكم الصرف ،حتى ولو كانت قيمة النقد المخلللوط
خلط الللذي معلله ،قللال ابللن قدامللة –رحملله أكثر من قيمة ال ِ
الله" : -الحديث دل على جواز بيع العبد بماله إذا كللان قصللد
المشتري للعبللد ل للمللال ...فيجللوز الللبيع سللواء كلان المللال
معلوما ً أو مجهول ً ،من جنس الثمن أو من غيره ،عين لا ً كللان
أو دينا ً ،وسواء كان مثل الثمن أو أقل أو أكثر ).(77
ومن المعلوم أن العبد ل يملللك وأن المللال الللذي بيللده مللآله
للمشتري ،ومع ذلك جاز البيع مطلقا ً بدون تقابض ول تماثل
حتى مع اتفاق النقللدين ) المللال الللذي معلله ،والثمللن الللذي
يشترى به العبد ( ،وحتى لو كان المال الذي مع العبللد أكللثر
من قيمة العبد نفسه .
ول يشكل على هذا الحديث حديث القلدة – المتقدم – فللإن
الللذهب الللذي فللي القلدة مقصللود للمشللتري بخلف المللال
الذي مع العبد .
وهذا أحسن ما قيل في الجمع بين الحديثين .
ويؤخذ من هذين الحديثين أن العبرة بالقصد ل بقيمللة المللال
الربللوي ،فللإن كللان المللال الربللوي مقصللودا ً فوجللوده فللي
الصفقة مؤثر ،وإن كان تابعا ً فل يؤثر ،كما أن هذا التفصيل
يتماشللى مللع القواعللد الشللرعية " :العللبرة فللي العقللود
بالمقاصد " و " التابع تابع " وغيرها.
375
وبخصللوص الشللركة الللتي نتحللدث عنهللا ،وهللي شللركة
الصحراء ،وغيرها من الشللركات النتاجيللة حديثللة التأسلليس
فإن النقد الذي فيها ليس بمقصود لمرين :
الول :أن المشللتري –بشللرائه السللهم -ل يقصللد الحصللول
على النقد الذي في الشركة ،ول ينتقي من الشركات ما هو
ة ،بل قصده الحصللول علللى الربللح الرأسللمالي أو أكثر نقدي ً
الدوري أيا ً كانت الموجودات .
والثاني :لن المقصود من نشاط الشركة هو الستثمار فللي
المنتجللات البتروكيماويللة ،وهللي مللن العللروض ،وأمللا غلبللة
النقدية في موجوداتها لفترة من الفترات فهللي أمللر عللارض
ول يعد ذلك من نشاطها المقصود.
رابعًا -وعلى فللرض التسللليم بللأن النقللد الللذي فللي الشللركة
مقصود وأن بيع السهم له حكم بيللع موجوداتهللا فللإن صللورة
هللذه المعاملللة كمسللألة " مللد عجللوة ودرهللم " وهللي :بيللع
الربوي بجنسه ومللع أحللدهما مللن غيللر جنسللهما ،وكللل مللن
الربويين مقصود في العقد ،وبيللان ذلللك أن السللهم مؤلفللة
من :
.1النقد ،وهو بالريالت .
ن ومنافع .ق وأعيا ٍ
.2والموال الخرى من حقو ٍ
والثمن من الريالت ،فالريالت في طرفي العقد مقصودة ،
ل غير ربوي .ومع أحد الطرفين ما ٌ
والذي ترجح مللن الخلف السللابق فللي مسللألة " مللد عجللوة
ودرهم" -وهو اختيار شلليخ السلللم ابللن تيميللة وروايللة عللن
المام أحمد -أن العقد يصح بشرطين :
الول :أن يكون المال الربوي المفللرد أكللثر مللن الللذي معلله
غيره .
والثاني :أل يكون القصد مللن المعاملللة التحايللل علللى الربللا
وذلك بأن يكون ما مع الربوي له قيمة حقيقية ،ولم يؤت به
للتحليل.
376
وكل الشللرطين متحقلقٌ فللي بيللع هللذه السللهم ،فإنهللا تبللاع
بقيمتها السوقية وهي أعلللى مللن القيمللة السللمية الللتي تللم
الكتتاب بها ،كما أن الموجللودات الخللرى غيللر النقديللة فللي
الشركة ذات قيمة حقيقية ولم يؤت بها حيلة .
وقد يرد على هذا التخريج أن الصللول العينيللة للشللركة عنللد
بدء التداول ل تمثل شيئا ً مقارنة بالنقدية التي فيها .
والجواب عن ذلك :أن المقصللود بللالموجودات الخللرى غيللر
النقدية أعم من أن يكون أعيانا ً فقط ،فقللد تكللون أعيان لا ً أو
منافع أو حقوقا ً ،فكل ما يؤثر في القيمة السوقية للسللهم –
إذا كان له قيمة معتللبرة شللرعًا -فتحمللل الزيللادة فللي قيمللة
السهم على أنها مقابله ،ونظير ذلك ما ذكره شلليخ السلللم
ابن تيمية وغيره من أهل العلم من جللواز بيللع المصللوغ مللن
الذهب والفضة بجنسلله مللن غيللر اشللتراط التماثللل ،ويجعللل
الزائد في مقابلة الصنعة ،وهي منفعة وليسللت عين لا ً ،والللله
أعلم.
نسأل الله أن يرينا الحق حقا ً ويرزقنا اتباعه ،والباطل باطل ً
ويرزقنا اجتنابه ،وصلى الله وسلم وبارك علللى نبينللا محمللد
وعلى آله وصحبه أجمعين .
---------------------------------------------
)*( الستاذ المساعد بقسم الفقه المقللارن بالمعهللد العللالي
للقضاء جامعة المام محمد بن سعود السلمية
) (1المصباح المنير ص ، 236المفردات في ألفاظ القللرآن
الكريم ص . 819
) (2معجللم المصللطلحات القتصللادية فللي لغللة الفقهللاء ص
. 330
) (3الحدود لبن عرفه ص . 556
وخرج بقوله)) :حسا ً دون إضافة(( :ما يمكللن الشللارة إليلله
حس لا ً مللن العيللان كللالثوب والدابللة ،فإنهمللا ليسللا بمنفعللة
لمكللان الشللارة إليهمللا حس لا ً دون إضللافة ،بخلف ركللوب
الدابة ولبس الثوب .
377
وبقوله )) :يمكن استيفاؤه(( أخللرج العلللم والقللدرة لنهمللا ل
يمكن استيفاؤهما .
وبقوله )) :غير جزء مما أضيف إليه(( :أخرج به نفس نصللف
الدار مشاعا ً لنه يصدق عليه .
) (4الملكيللة فللي الشللريعة السلللمية ،لعلللي الخفيللف ص
. 180
) (5الملكيللة فللي الشللريعة السلللمية ،لعلللي الخفيللف ص
. 181
) (6يللرى أبللو حنيفللة وصللاحباه خلفللا ً لزفللر والجمهللور أن
المنفعة ل تعتبر مال ً حقيقية ،وإن كان يصح العتياض عنها ،
وكونهللا ثمن لا ً أو مثمن لا ً ،وترتللب علللى هللذا الخلف مسللائل
متعددة ل علقة لها فيما نحللن بصللدده مثللل :ضللمان منللافع
المغصوب ،وإجارة المشاع ،وانتقللاض الجللارة بمللوت أحللد
العاقدين ،مع أنه ورد في بعض كتب الحناف ما يشللعر بللأن
المنفعللة مللال عنللدهم ،ومللن ذلللك قللول البللابرتي ) العنللايه
)) : ( 8/7العيان والمنافع أموال فجاز أن تقع أجرة (( .
) (7رد المحتلللار ، 9/85جلللواهر الكليلللل ، 2/150روضلللة
الطالبين ، 5/177شرح المنتهى . 2/140
) (8انظر :حاشية الدسوقي ، 3/14نهاية المحتاج ، 3/372
شرح المنتهى . 2/140
) (9قواعد ابن رجب ص . 84
) (10انظر :الشركات للخياط . 2/214
) (11معجم مصطلحات القتصاد والمال وإدارة العمال ص
. 498
) (12المراد بالتسييل :سهولة تحويلها إلى نقود ) سيولة ( .
) (13ينظللر :الللوجيز فللي النظللام التجللاري السللعودي ص
. 200
) )) (14السلللتثمار فلللي السلللهم والوحلللدات والصلللناديق
الستثماريه (( ص ، 37أسواق الوراق الماليه ص . 266
378
) (15من أنصار هذا القول :أبو زهرة ،وعبد الرحمن حسن
،وخلف ،والقرضاوي ،والشيخ جاد الحق شيخ
الزهللر سللابقا ً ،انظللر :فقلله الزكللاة ، 1/527بحللوث فللي
الزكاة ص ، 183أسواق الوراق الماليه ص . 318
) (16الفتلللاوى القتصلللادية ص ، 15صلللناديق السلللتثمار
السلمية ص ، 48مناقشات مجلس مجمع الفقه السلمي
حول سندات المقارضللة ،مجلللة المجمللع – 2045 ) /4/3
، (2060وهللذا القللول لزم لجميللع الهيئات الشللرعية الللتي
أجازت تداول أسهم بنوكها بالقيمة السوقيه .
) (17أخرجه البخاري ) كتاب المساقاة /باب الرجللل يكللون
له ممر أو شرب في حائط أو نخل ( ومسلم ) كتاب
البيوع /باب من باع نخل ً عليها ثمر برقم ( 1543من حديث
ابن عمر رضي الله عنهما .
) (18المغني . 6/258
) (19المغني . 6/258
) (20فقه الزكاة . 1/527
) (21هذا الثر وإن لم يكن من منصوص قللولهم إل أنلله مللن
لزملله ،بللل ومللن لزم فتللاوى الهيئات الشللرعية للبنللوك
السلمية التي أجازت تداول أسهم بنوكها بقيمتها السوقية ،
مع أن الغالب في موجلودات البنلك أنهلا نقلود أو ديلون فلي
ذمم المتمولين .
) (22فقلله الزكللاة ، 1/523تنظيللم ومحاسللبة الزكللاة فللي
التطبيق المعاصر ص . 84
) (23مجلة المجمع . 4/3/2162
) (24شللركة المسللاهمة فللي النظللام السللعودي ص ، 347
مجلة مجمع الفقه السلمي . 4/1/761
) (25الشركات للخياط . 2/215
) (26أسواق الوراق المالية وآثارهللا النمائيللة فللي القتصللاد
السلمي ص ، 186الشركات للخياط . 2/216
) (27المغني 7/132
379
) (28مجلة المجمع ،الدورة الرابعة ،القرار رقم ).(5
) (29مثل أن يبيع :مد عجوة ودرهم بمدين ،أو بللدرهمين ،
أو بمدودرهم .والعجوة :أجود التمر .المغرب ص 306
) (30المغنللي ، 6/96وانظللر :بدايللة المجتهللد ، 2/234
مجموع فتاوى ابن تيميه . 29/461
) (31مغنلللي المحتلللاج ، 2/376وانظلللر :الحلللاوي الكلللبير
، 6/140تكملللة المجمللوع ، 10/407حواشللي الشللرواني
4/286فتح الباري . 5/51
) (32المغنللي ، 6/97،258قواعللد ابللن رجللب ص ، 252
النصاف ، 12/78المبدع ، 4/137الكافي . 2/59
) (33حاشية الدسوقي ، 3/40بداية المجتهد ، 2/234التاج
والكليللل ، 6/134بلغللة السللالك ، 2/15حاشللية العللدوي
. 5/36
) (34رد المحتار . 7/527
) (35تكملة المجموع شرح المهذب . 10/359
) (36فتح القدير . 6/266
) (37فتللح القللدير ، 6/265رد المحتللار ، 7/528الدسللوقي
، 3/40الحاوي الكبير ، 6/129المغني . 6/96
) (38الستذكار ، 19/240المنتقى شرح الموطللا ، 6/266
بلغة السالك ، 2/15حاشية العللدوي ، 5/36التللاج والكليللل
. 6/134
) (39الم ، 3/21الحاوي الكللبير ، 6/132تكملللة المجمللوع
شرح المهذب ، 10/236نهاية المحتاج . 3/441
) (40مسللائل المللام أحمللد لبللي داود ص ، 196مسللائل
المام أحمد لبنه صالح ، 1/432المحرر في الفقه ، 1/320
الكافي ، 3/86الشرح الكبير علللى المقنللع ، 12/77فتللاوى
الشيخ محمد بن إبراهيم . 7/178
) (41المحلى . 8/494
) (42أخرجه مسلم ) كتاب المساقاة /باب بيع القلدة فيهللا
ذهب وخرز برقم ( 1591وأبو داود ) كتاب البيوع /باب في
380
حليللة السلليف تبللاع بالللدراهم – برقللم ( 3351والترمللذي
) كتاب البيوع /باب ما جللاء فللي شللراء القلدة وفيهللا ذهللب
وخرز – برقم ( 1255والنسللائي ) كتللاب الللبيوع /بللاب بيللع
القلدة فيها الخرز والذهب بالذهب – برقم . ( 4573
) (43المنتقى شرح الموطا ، 6/267المغني . 6/94
) (44شرح معاني الثار ، 4/72إعلء السنن . 14/285
) (45وهي عند مسلم في الموضع السابق .
) (46وهي عند مسلم في الموضع السابق .
) (47وهي عند مسلم في الموضع السابق .
) (48وهي رواية أبي داود في الموضع السابق .
) (49التلخيص الحبير . 3/20
) (50المبسلللوط ، 14/12مجملللوع فتلللاوى ابلللن تيميللله
. 29/453
) (51شرح معاني الثللار ، 4/72مجمللوع فتللاوى ابللن تيميلله
. 29/453
) (52الحاوي الكبير . 6/133
) (53الحاوي الكبير . 6/133
) (54أخرجه مسلم في الموضع السابق .
شللْقص :السللهم والنصلليب ،النهايللة فللي غريللب ) (55ال ِ
الحديث والثر . 2/490
) (56الحاوي الكبير ، 6/134فتح العزيللز ، 8/174المنتقللى
شللرح الموطللا ، 6/266الفللروق ، 3/251المغنللي ، 6/94
قواعد ابن رجب ص . 249
) (57مجموع فتاوى ابن تيميه . 29/452
) (58بدائع الصللنائع ، 7/78وانظللر :فتللح القللدير ، 6/269
تبيين الحقائق . 4/38
) (59مجموع فتاوى ابن تيميه ، 29/454وبيع العرايللا :بيللع
الرطب في رؤوس النخللل خرصلا ً ،بمللآله يابسلا ً بمثللله مللن
التمر كيل ً معلوما ً ل جزافا ً .الموسوعة الفقهية . 9/91
381
) (60القواعد فللي الفقلله السلللمي لبللن رجللب ص ، 249
المنتقى شرح الموطا . 6/266
) (61الفروع ، 4/160النصاف ، 12/78قواعد ابللن رجللب
ص . 249
) (62مجموع فتاوى ابن تيميه ] 29/462وممن نسللب هللذا
القللول لبللن تيميلله :ابللن مفلللح فللي الفللروع ، 4/160
والمللرداوي فللي النصللاف ، 12/78والللذي يظهللر أن شلليخ
السلم ل يقول به بإطلقه بل يشترط لذلك أل يكللون حيلللة
على الربا ،فإنه قيد الجواز بما إذا كان الربويان متساويين [
.
) (63المغني . 6/258
) (64مجمللوع فتللاوى ابللن تيميلله ، 29/462،465الفللروع
. 4/160
) (65المبسللوط ، 12/189بللدائع الصللنائع ، 7/78العنايللة
، 6/266الختيار . 2/289
) (66المغني ، 6/92مجموع فتللاوى ابللن تيميلله ، 29/452
الفروع ، 4/160النصاف . 12/78
) (67قواعد ابن رجب ص ، 249مجموع فتللاوى ابللن تيميلله
. 29/466
) (68روضة الطالبين ، 3/386تحفة المحتاج . 4/287
) (69النصل :حديدة السيف ،الحمائل :جمللع حمالللة وهللي
علقته ،الجفن :غلفه .طلبة الطلبه ص 103،116
) (70الهداية . 6/271
) (71بدائع الصنائع ، 7/78فتح القدير . 6/267
) (72المغني ، 6/94الحاوي الكبير . 6/135
) (73الحاوي الكبير . 6/135
) (74مجموع فتاوى ابن تيميه . 29/455
) (75انظر :الحاوي الكبير . 6/135
) (76الهداية ، 7/410وانظر :شرح الخرشي . 6/6
) (77المغني . 6/258
382
المصدر :السلم اليوم
===============
#الظاهرية الجدد ؟!! ..
عبد الله بن راضي المعيدي الشمري
إنني أكره لغة القصاء ..وأرفض تغييللب العقللل ..وأنللا ضللد
من يجعل عقله وعاًء لكلم غيره ..
والدين كما يقول الديللب الطنطللاوي رحملله الللله " :ليسللت
المسالة إما )ل( أو )نعم( "..
بل لبلد ملن الخلذ والعطلاء ..والطلرح والنقلد ..والسلؤال
والبحث ..
ولكن !!
يجب على كل احد أن يعرف قدره ..وان يحللترم غيللره فللي
فنه ..
)أي بعبارة أخرى احترام التخصص ( ..
ففرق بين الكلم ..والخذ والرد ..والسؤال والمناقشة فللي
المسائل ..
فرق بين هذا ..وبين أن يخوض النسان فيما ليعنيه !!
ومن تكلم بغير فنه أتللى بالعجللآئب !! هكللذا قللال الحللافظ _
رحمه الله _ ..
بل ربما تكلم المرء ..أو كتب ..وكان قبللل ذلللك قللد اصللدر
الحكم الشرعي ؟!
والمصيبة العظمللى ..والخطيللة الكللبرى ) ..أنلله ليللس أهللل
لذلك !!(
أوآآآآآآآه ..أصار الدين كلًء مباحا ً لكل احد ..
كتاب جرائد ..وعلماء أقراص ..ومحركات !! ..
وكل من قلبه مرض ..
وفي فكره عوج ..
وفي فؤاده هوى ..
من هؤلء ..ومللن وهللؤلء !! جللاء انتهللاك الللدين ..وتمييللع ف ِ
أحكامه ..
383
والركض خلف كل فتوى تنشر تحليل ماكان محرما ً ؟!!
عجبا ً لهؤلء!!..
المسألة فيها خلف ؟!
ل كذوب ؟! ل كاذب ..ودعوى ك ّ مطية ك ّ
ولكن ما المراد بها ؟! ولماذا الحديث عنها ؟!
الخلف حللق ..مللن ينكللره ؟! بللل هللو ميللزة لهللذه المللة
الخالدة ..وتوسعة على أفرادها ..
ولكن !!
فرق بين طرح الخلف بادلته ..والبحث عن الحكم الشرعي
متجردا صاحبه عن الهوى !!
وبيللن مللن يريللد نقللض عللرى الللدين ..وتمييللع المحرمللات ..
وشيوع الفاحشة بين المؤمنين ..
فالول رابح لمحالة ..فهو دائر بين الجر والجرين ..
وهكذا هم علماء الملة ..لعلماء المة !!
وأما الخر فله النصيب الوفر من " أولئك لهو عذاب اليم "
والشللد أن يكللون )الحللديث عللن الخلف ( مطيللة لتللدمير
الدين ..وضياع الحكام ..
فهو يبحث عن غرائب القوال ..وشواذ الخلف ..ثم ينشره
بين الناس!!
أما جاهل ً ..فحمار توما أفضل منه !!
وإما عالما ً بما يقول ويقصد ..ولكن هو الهوى !!
داء من سبق من المم ..
..بالله عليكم يأهل اليمان ..يأهل التوحيد ..
أين هؤلء وكتاباتهم ؟ بل واستماتتهم ؟ بل وحرقتهم ؟
أيللن هللم مللن هللذه المشللاهد المروعللة ؟ وتلللك الصللور ؟ آل
يكتبون عنها ؟ آل يتكلمون عنها ؟
الم يروا مشهد المرأة المحترقة ..تجري مذهولللة فللي أحللد
شوارع هيروشلليما ..تشلتعل فيهللا النللار ،اللتي صلبها فوقهلا
)رسل الحضارة( ..حماة حقوق النسان؟!.
384
من رأى منكم مزق اللحم ..لشيء كانوا يسللمونه طفل ً !!..
في واحد مللن أحيللاء بغللداد ..الللتي يحرقهللا )مغللول( القللرن
الحللادي والعشللرين ..؟!! الللذين جللاؤوا مللن أجللل )حريللة(
العراق..؟!
وبهذا يصبح حال أولئك الناس إما بحثا ً عللن القللوال الشللاذة
والمرجوحة فيقلللدونها ولللن يعللدموها ..وإمللا ينبللذون التقيللد
بالحكام الشرعية في معاملتهم وهي الطامة الكبرى ..
وهو مراد القوم !!
والطآمة الكبرى هي هدم الدين ؟!
ولكن كيف ؟!!..
هم العدو فاحذرهم ..
إن تعظيم النصوص وتقديمها أصل ديني ومطلللب شللرعي ل
يصح للمجتهد نظر إذا لم يأخذ بالنصوص ويعمل بهللا ،ولكللن
النحللراف يحصللل بالتمسللك بظللواهر النصللوص فقللط دون
فقهها ومعرفة مقصد الشرع منها يقللول د .صللالح المزيللد _
فيما نقله عند د .مسفر القحطللاني )*( )) :وقللد ظهللر فللي
عصرنا من يقللول :يكفللي الشللخص لكللي يجتهللد فللي أمللور
الشرع يقتني مصحفا ً مع سنن أبي داود ،وقاموس لغوي ((.
وهذا النوع من المتطفلين لم يشموا رائحللة الفقلله فض لل ً أن
يجتهللدوا فيلله ،وقللد سللماهم د .القرضللاوي ) بالظاهريللة
الجدد ( ل مع فارق التشبيه في نظري ل ل حيللث قللال عنهللم :
))المدرسة النصية الحرفية ،وهم الذين أسميهم )الظاهريللة
الجدد( وجلهم ممن اشتغلوا بالحديث ،ولم يتمرسللوا الفقلله
وأصوله ،ولم يطلعوا علللى اختلف الفقهللاء ومللداركهم فللي
السللتنباط ول يكللادون يهتمللون بمقاصللد الشللريعة وتعليللل
الحكام بتغير الزمان والمكان والحال(( .
وهؤلء أقللرب شلليء إلللى ألسللنتهم وأقل مهللم إطلق كلمللة
التحليل دون مراعاة لخطورة هذه الكلمة ودون تقديم الدلة
الشافية مللن نصللوص الشللرع وقواعلده سلندا ً لللذلك وحمل ً
للناس على أشد مجاري التكليف ،والله عللز وجللل قللد حللذر
385
من ذلك حيث قال سبحانه ] :ول تُقوُلوا ل ِما تص ل ُ َ
م ف أل ْ ِ
س لن َت ُك ُ ْ َ َ ِ َ َ
ن ب إِ ّ م ل ِت َْفت َلُروا عَل َللى الل ّلهِ ال ْك َلذِ َ
حلَرا ٌ ذا َل وَهَل َحل ٌ ب هَ َ
ذا َ ال ْك َذِ َ
ن [. حو َب ل ي ُْفل ِ ُ ن عََلى الل ّهِ ال ْك َذِ َ
ن ي َْفت َُرو َ
ذي َ ال ّ ِ
يقول المام ابن القيم ل رحمه الله ل )) :ل يجوز للمفللتي أن
يشهد على الله ورسوله بأنه أحل كللذا أو حرملله أو أوجبلله أو
كرهه إل لما يعلم أن المر فيه كذلك مما نص الللله ورسللوله
على إباحته أوتحريمه أو إيجابه أو كراهيتله ..قلال غيلر واحللد
من السلف :ليحذر أحدكم أن يقول :أحل الله كذا أو حللّرم
كذا ،فيقول الله له كذبت لم أحل كذا ،ولم أحرمه (( إعلم
الموقعين .. 134 / 4
قاعدة سد الذرائع ..
دلت النصوص الكلثيرة عللى اعتبلار سلد اللذرائع والخلذ بله
حماية لمقاصد الشريعة وتوثيق لا ً للصللل العللام الللذي قللامت
عليه الشريعة من جلللب المصللالح ودرء المفاسللد .ولللله در
ابن القيم ل رحمه الله ل إذ يقول -:
)) فإذا حّرم الرب تعالى شيئا ً وله طرق ووسائل تفضي إليه
،فإنه يحرمها ويمنع منها ،تحقيقا ً لتحريمه ،وتثبيتا ً له ،ومنعا ً
من أن يقرب حماه ولو أباح الوسائل والذرائع المفضية إليلله
لكان ذلك نقصا ً للتحريم وإغراًء للنفوس به (( ..
ثانيا ً :منهج المبالغة في التساهل والتيسير
ظهللر ضللمن مناهللج النظللر فللي النللوازل المعاصللرة منهللج
المبالغة والغلو في التساهل والتيسير ،وتعتبر هذه المدرسة
في النظر والفتوى ذات انتشار واسع على المستوى الفردي
والمؤسسي خصوصا ً أن طبيعة عصرنا الحاضر قد طغت فيه
المادية على الروحية ،والنانية على الغيرية ،والنفعية علللى
الخلق ،وكثرت فيه المغويات بالشر والعوائق عللن الخيللر ،
وأصبح القابض على دينه كالقابض على الجمر حيث تللواجهه
التيارات الكافرة عن يمين وشمال تحللاول إبعللاده عللن دينلله
ن يعينه بل ربما يجد من يعوقه . م ْوعقيدته ول يجد َ
386
وأمام هذا الواقع دعللا الكللثير مللن الفقهللاء إلللى التيسللير مللا
استطاعوا في الفتوى والخذ بالترخص في إجابة المستفتين
ترغيبا ً لهم وتثبيتا ً لهم على الطريق القويم.
ولشك أن هذه دعللوى مباركللة قائمللة علللى مقصللد شللرعي
عظيم من مقاصد الشللريعة العليللا وهللو رفللع الحللرج وجلللب
النفع للمسلم ودرء الضرر عنه فللي الللدارين ؛ ولكللن الواقللع
المعاصللر لصللحاب هللذا التللوجه يشللهد أن هنللاك بعللض
التجاوزات في اعتبار التيسللير والخللذ بللالترخص وربمللا وقللع
أحدهم في رد بعض النصوص وتأويلها بما ل تحتمل وجها ً في
اللغة أو في الشرع .
وغ التضللحية وضغط الواقع ونفللرة النللاس عللن الللدين ل يس ل ّ
بالثوابت والمسلمات أوالتنازل عن الصول والقطعيات مهما
بلغت المجتمعات من تغير وتطور فإن نصوص الشرع جاءت
صالحة للناس في كل زمان ومكان ..
فمن الخطأ والخطر تبرير الواقع والمبالغة في فقه التيسللير
ل والعمللل بللأي اجتهللادٍ دون اعتبللار الحجللة بالخللذ بللأي قللو ٍ
مّهما ً في النظر والجتهاد . والدليل مقصدا ً ُ
ولعل من الدوافع لهذا التجللاه الجتهللادي ؛أن أصللحاب هللذه
المدرسة يريدون إضفاء الشرعية على هذا الواقع ،بالتماس
تخريجات وتأويلت شرعية تعطيه سندا ً للبقللاء .وقللد يكللون
مهمتهم تبرير ،أو تمرير ما يراد إخراجه للناس من قوانين أو
قرارات أو إجراءات تريدها السلطة ..
ومن هؤلء من يفعل ذلك مخلصا ً مقتنعا ً ل يبتغي زلفللى إلللى
أحد ،ول مكافأة من أحللد ولكنلله واقللع تحللت تللأثير الهزيمللة
النفسية أمام حضارة الغرب وفلسفاته ومسلماته ..
ومنهللم مللن يفعللل ذلللك ،رغبللة فللي دنيللا يملكهللا أصللحاب
من وراءهم من الذين يحركللون الزرار مللن وراء السلطة أو َ
الستار ،أو حبا ً للظهور والشهرة على طريقة :
387
خالف تعرف ،إلى غير ذلك من عوامللل الرغللب والرهللب أو
الخوف والطمع التي تحللرك كللثيرا ً مللن البشللر ،وإن حملللوا
ألقاب أهل العلم وألبسوا لبوس أهل الدين .
ول يخفى على أحد ما لهذا التيللار الجتهللادي مللن آثللار سلليئة
على الدين وحتى على تلك المجتمعات الللتي هللم فيهللا،فهللم
قد أزالوا من خلل بعض الفتللاوى الفللوارق بيللن المجتمعللات
المسلللمة والكللافرة بحجللة مراعللاة التغيللر فللي الحللوال
والظروف عما كانت عليه في القرون الولى.
ويمكن أن نبرز أهم ملمح هذا التجاه فيما يلي -:
ا -الفراط بالعمل بالمصلحة ولو عارضت النصوص :
إن المصلحة المعتبرة شرعا ً ليست بللذاتها دليل ً مسللتقل ً بللل
هي مجموع جزئيللات الدلللة التفصلليلية مللن القللرآن والسللنة
التي تقوم علللى حفللظ الكليللات الخمللس فيسللتحيل عقل ً أن
تخللالف المصلللحة مللدلولها أو تعارضلله وقللد ُأثبتللت حجيللة
المصلحة عن طريق النصوص الجزئية فيكون ذلك من قبيللل
معارضة المدلول لللدليله إذا جللاء بمللا يخللالفه وهللذا باطللل )
.(34
فالمصلحة عند العلماء ما كانت ملئمة لمقاصللد الشللريعة ل
تعارض نصا ً أو إجماعا ً مع تحققها يقينيا ً أو غالبا ً وعموم نفعها
في الواقع ،أمللا لللو خللالفت ذلللك فل اعتبللار بهللا عنللد عامللة
كي عن المام الطوفي للل رحملله ح ِ
الفقهاء والصوليين إل ما ُ
الله ل أنه نادى بضرورة تقديم دليللل المصلللحة مطلق لا ً علللى
النص والجماع عند معارضتهما له.
وواقع الفتاء المعاصر جنح فيه بعض الفقهاء والمفللتين إلللى
المبالغة في العمللل بالمصلللحة ولللو خللالفت الللدليل المعتللبر
ومن ذلك ما قاله بعض المعاصللرين ممللن ذهبللوا إلللى جللواز
تولي المرأة للمناصب العالية )) :إن النبي صلى الللله عليلله
وسلم قرأ على الناس في مكة سللورة النمللل وقللص عليهللم
في هذه السلورة قصلة ملكلة سلبأ اللتي قلادت قومهلا إللى
الفلح والمان بحكمتها وذكائها ،ويستحيل أن يرسللل حكم لا ً
388
في حديث يناقض ما نزل عليه من وحي …ل إلللى أن قللال لل
هللل خللاب قللوم ولللوا أمرهللم امللرأة مللن هللذا الصللنف
النفيس (( .
ول شك في معارضة هذا الكلم لما ورد عن النبي صلى الله
عليه وسلم بقوله )) :لن يفلح قوم وّلوا أمرهم امرأة ((.
ومن ذلك أيضا ً ما أفتى به فضيلة المفتي السابق بجمهوريللة
مصر العربية على جواز الفوائد المصرفية مع معلومية الربللا
فيهللا ،ومخللالفته للنصللوص والجمللاع المحللرم للربللا قليللله
وكثيره.
وظهر فللي الونللة الخيللرة بعللض الفتللاوى الللتي أبللاحت بيللع
الخمللر مللن أجللل مصلللحة البلد فللي اسللتقطاب السللياحة ،
وإباحللة الفطللار فللي رمضللان مللن أجللل أل تتعطللل مصلللحة
العمال في البلد ،وإباحة التعامل بالربللا مللن أجللل تنشلليط
الحركة التجارية والنهوض بهللا ،والجمللع بيللن الجنسللين فللي
ف
ب للخلق وتخفيل ٍ مرافق المجتمع لما فللي ذلللك مللن تهللذي ٍ
للميل الجنسي بينهما !! ؟ .
وبعضها جوزت التسوية بين البناء والبنات في الميراث ،بللل
وبعضها جللوزت أن تمثللل المللرأة وتظهللر فللي العلم بحجللة
التكييف مع تطورات العصر بفقه جديد وفهم جديد.
وكل هذه وغيرها خرجت بدعوى العمل بالمصلللحة ومللواكب
الشريعة لمستجدات الحياة .
ب – تتبع الرخص والتلفيق بين المذاهب :
الرخص الشرعية الثابتة بالقرآن والسنة ل بأس فللي العمللل
بها لقول النبي صلى الله عليه وسلللم )) :إن الللله يحللب أن
تؤتى رخصه كما يحب أن تؤتى عزائمه ((.
أما تتبع رخص المذاهب الجتهادية والجري وراءها دون حاجةٍ
يضطر إليها المفتي ،والتنقل مللن مللذهب إلللى آخللر والخللذ
بأقوال عددٍ من الئمللة فللي مسللألة واحللدة بغيللة الللترخص ،
ذروا منلله ،وإمللامهم فللي فهذا المنهج قد كرهلله العلمللاء وحل ّ
ذلك النبي صلى الله عليلله وسلللم لمللا قللال )) :إنللي أخللاف
389
عليكللم ثلثللا ً وهللي كائنللات :زلللة عللالم ،وجللدال منللافق
بالقرآن ،ودنيا تفتح عليكم (( .
فزلة العاِلم مخوفة بالخطر لللترتب زلللل العللاَلم عليهللا فمللن
تتبع زلل العلماء اجتمع فيه الشر كله .
وقد حكى بعض المعاصللرين خلفلا ً بيللن العلمللاء فللي تجللويز
الخذ برخص العلماء لمن كان مفتيا ً أو ناظرا ً في النوازل.
ولعللل حكايللة الخلف ليسللت صللحيحة علللى إطلقهللا وذلللك
للسباب التالية -:
-1أن الخلف الذي ذكروه في جواز تتبع الرخص أخذوه بناءً
على الخلف في مسألة الجواز للعامي أن يتخير في تقليللده
من شاء ممن بلغ درجة الجتهاد ،وأنه ل فرق بيللن مفضللول
وأفضل ،ومع ذلك فإنهم وإن اختلفوا فللي هللذه المسللألة إل
أنهم اتفقللوا علللى أنلله إن بللان لهللم الرجللح مللن المجتهللدين
فيلزمهم تقليللده ول يجللوز لهللم أن يتتبعللوا فللي ذلللك رخللص
العلماء وزللهم والعمل بها دون حاجه أو ضابط.
ف للعلمللاء فللي مسللألة تخريجلا ً علللى فل يصح أن ُيحكى خل ٌ
مسألة أخرى تخالفها في المعنى والمضمون ،ول تلزم بينها
وذلك أن الخلف في حق العامي ،أمللا المجتهللد المفللتي فل
يجوز له أن يفتي إل بما توصل إليه اجتهاده ونظره.
وز الللترخص فللي الخللذ بللأقوال أي -2أن بعللض العلمللاء ج ل ّ
العلماء شاء وهذا إنما هو في حق العوام ل كما ذكرنا ل كذلك
أن يكون في حللالت الضللطرار وأن ل يكللون غرضلله الهللوى
والشهوة ،يقول المام الزركشي ل رحمه الله ل ل فللي ذلللك :
)) وفي فتللاوى النللووي الجللزم بللأنه ل يجللوز تتبللع الرخللص ،
وقال في فتاٍوله أخرى ؛ وقد سئل عللن مقلللد مللذهب :هللل
يجوز له أن يقلد غير مذهبه في رخصة لضللرورة ونحوهللا ؟ ،
أجاب :يجوز له أن يعمل بفتوى من يصلللح للفتللاء إذا سللأله
اتفاقا ً من غير تلّقط الرخللص ول تعمللد سللؤال مللن يعلللم أن
مذهبه الترخيص في ذلك ((.
390
فالعلماء ل يجوزون تتبع الرخص إل في حالت خاصة يبّررهللا
حاجة وحال السللائل لللذلك ل أن يكللون منهجلا ً للفتللاء يتبعلله
المفتي مع كل سائل أوفي كل نازلة بالهوى والتشهي.
-3أن هناك من العلماء من حكى الجماع علللى حرمللة تتبللع
الرخص حتى لو كان عامي لا ً ومللن أولئك المللام ابللن حللزم ل ل
رحمه الله لوابن الصلح ل رحمه الله لللوكذلك ابللن عبللد الللبر
حيللث قللال رحملله الللله)):ل يجللوز للعللامي تتبللع الرخللص
إجماعًا((.
وقد أفاض المام الشاطبي ل رحمه الله ل فللي الثللار السلليئة
التي تنجم عن العمل بتلّقط الرخللص وتتبعهللا مللن المللذاهب
وخطر هذا المنهج في الفتيا.
والتساهل المفرط ليس من سيما العلماء الخيار وقللد جعللل
ابللن السللمعاني لل رحملله الللله لل مللن شللروط العلمللاء أهللل
الجتهاد :الكف عن الترخيص والتساهل ،ثم صنف ل رحملله
الله ل المتساهلين نوعين :
-1أن يتساهل في طلب الدلة وطرق الحكام ويأخللذ ببللادئ
النظر وأوائل الفكر فهذا مقصر في حق الجتهاد ول يحل لله
أن يفتي ول يجوز .
- 2أن يتساهل في طلب الرخص وتأول السنة فهذا متجللوز
في دينه وهو آثم من الول.
والملحظ أن منهج التساهل القائم على تتبع الرخص يفضللي
إلللى اتبللاع الهللوى وانخللرام نظللام الشللريعة )) فللإذا عللرض
العامي نازلته على المفللتي ،فهللو قللائل للله :أخرجنللي عللن
هواي ودلني علللى اتبللاع الحللق ،فل يمكللن والحللال هللذه أن
يقول له :في مسألتك قولن فاختر لشهوتك أيهمللا شللئت (
ل لهللل العلللم يصلللح لللك ،وقللد قللال أو سأبحث لك عن قو ٍ
المللام أحمللد ل ل رحملله الللله ل ل )) :لللو أن رجل ً عمللل بكللل
رخصه ؛ بقول أهل الكوفللة فللي النبيللذ ،وأهللل المدينللة فللي
السماع ،وأهل مكة في المتعة كان فاسقا ً ((.
391
ويلروى علن إسلماعيل القاضلي لل رحمله اللله لل أنله قلال :
)) دخلت على المعتضد فللدفع إلللي كتابلا ً فنظللرت فيلله وقللد
جمع فيه الرخص من زلل العلماء ومللا احتللج بلله كللل منهللم،
فقلت :مصنف هذا زنديق ،فقال :لم تصح هللذه الحللاديث ؟
قلت :الحاديث على ما رويت ولكن من أباح المسكر لم يبح
المتعة ،ومن أباح المتعة لم يبح المسكر ،وما مللن عللالم إل
وله زلة ،ومن جمع زلل العلماء ،ثللم أخللذ بهللا ذهللب دينلله ،
فأمر المعتضد بإحراق ذلك الكتاب ((.
ولعل واقعنا المعاصر يشهد جوانب من تساهل بعض الفقهاء
في التلفيق بين المذاهب وتتبع الرخص كما هللو حاصللل عنللد
من يضع القللوانين والنظمللة أو يحتللج بأسلللمة القللانون بنللاءً
على هذا النوع من التلفيق ،أما حالت الضللرورة فللي الخللذ
بهذا المنهج فإنها تقدر بقدرها .
ج – التحايل الفقهي على أوامر الشرع .
وهو من ملمح مدرسة التساهل والغلللو فللي التيسللير ؛ وقللد
جاء النهي في السنة عن هذا الفعل حيث قللال النللبي صلللى
الله عليه وسلم )):ل ترتكبللوا مللا ارتكللب اليهللود فتسللتحلوا
محارم الله بأدنى الحيل (( .وعلى ذلك اتفق أكثر أهل العللم
على عدم تجويزه وفي ذلك يقول المللام القرافللي ل ل رحملله
الله ل )) :ل ينبغي للمفتي :إذا كللان فللي المسللألة قللولن :
أحدهما فيلله تشللديد والخللر فيلله تخفيللف ؛ أن يفللتي العامللة
بالتشديد والخواص من ولة المللور بللالتخفيف وذلللك قريللب
مللن الفسللوق والخيانللة فللي الللدين والتلعللب بالمسلللمين ،
ودليل علللى فللراغ القلللب مللن تعظيللم الللله تعللالى و إجلللله
وتقواه ،وعمارته باللعب وحب الرياسة والتقرب إلى الخلق
دون الخالق نعوذ بالله من صفات الغافلين ((.
وقد حكى أبو الوليد الباجي ل رحمه الله ل عن أحد أهل زمانه
أخبره أنه وقعت له واقعة ،فأفتاه جماعة مللن المفللتين بمللا
يضره وكان غائبا ً ،فلما حضروا قللالوا :لللم نعلللم أنهللا لللك ،
392
وأفتللوه بالروايللة الخللرى ،قللال :وهللذا ممللا ل خلف بيللن
المسلمين المعتد بهم في الجماع أنه ل يجوز.
صل المام ابن القيم ل رحمه الله ل القللول فللي الحيللل وقد ف ّ
الممنوعة على المفتي وما هو مشروع له حيث قال :
)) ل يجوز للمفتي تتبع الحيل المحرمة والمكروهة ،ول تتبللع
م استفتاؤه حرِ َ
الرخص لمن أراد نفعه ،فإن تتبع ذلك فسق و ُ
سللن قصللده فللي حيلللةٍ جللائزة ل شللبهة فيهللا ول ح ُ
،فللإن َ
مفسدة ،لتخليص المستفتي بهللا مللن حللرج جللاز ذلللك ،بللل
استحب ،وقد أرشد الله نبيه أيوب عليه السلم إلى التخلص
من الحنث بأن يأخذ بيللده ضللغثا ً فيضللرب بلله المللرأة ضللرب ً
ة
واحدة .وأرشد النبي صلللى الللله عليلله وسلللم بلل ً إلللى بيللع
التمر بدراهم ،ثم يشتري بالدراهم تمرا ً آخر ،فيخلللص مللن
الربا .
فأحسن المخارج ما خّلص من المآثم وأقبح الحيللل مللا أوقللع
في المحارم أو أسللقط مللا أوجبلله الللله ورسللوله مللن الحللق
اللزم والله الموفق للصواب ((.
وقد وقع كثير من الفقهاء المعاصرين في الفتاء بجواز كللثير
من المعاملت المحرمة تحايل ً على أوامر الشرع ؛ كصور بيع
العينة المعاصرة ومعاملت الربا المصرفية ،أو التحايل على
إسقاط الزكاة أو البراء من الديون الواجبللة ،أو مللا يحصللل
في بعض البلدان من تجويز النكحة العرفية تحايل ً على الزنا
،أو تحليل المرأة لزوجها بعد مباينته لها بالطلق ،وكل ذلللك
وغيره من التحايل المذموم في الشرع.
ثالثا ً :المنهج الوسطي المعتدل في النظر والفتاء
الشللريعة السلللمية شللريعة تتميللز بالوسللطية واليسللر ولللذا
ينبغي للناظر في أحكام النوازل من أهل الفتيا والجتهللاد أن
يكونوا على الوسط المعتللدل بيللن طللرف التشللدد والنحلل
كما قال المام الشاطبي ل رحمه الللله ل ل )) :المفللتي البللالغ
ذروة الدرجة هو الذي يحمل النللاس علللى المعهللود الوسللط
393
فيما يليق بالجمهور فل يذهب بهللم مللذهب الشللدة ول يميللل
بهم إلى طرف النحلل .
والدليل على صحة هذا أن الصراط المسللتقيم الللذي جللاءت
به الشريعة ؛فللإنه قللد م لّر أن مقصللد الشللارع مللن المكلللف
الحمل على التوسط من غير إفراط ول تفريط ،فللإذا خللرج
عن ذلك في المستفتين ؛ خرج عن قصد الشارع ولذلك كان
ن خللرج عللن المللذهب الوسللط مللذموما ً عنللد العلمللاء ملل ْ
َ
الراسخين …فإن الخروج إلى الطراف خللارج عللن العللدل ،
ول تقوم به مصلحة الخلق ،أما طرف التشديد فللإنه مهلكللة
بوأما طرف النحلل فكذلك أيض لا ً ؛ لن المسللتفتي إذا ذ ُهِ ل َ
به مذهب العنت والحرج ب ُّغض إليه الدين وأدى إلى النقطاع
ب بلله عن سلوك طريق الخرة ،وهو مشللاهد ،وأمللا إذا ذ ُهِل َ
مذهب النحلل كان مظنة للمشللي علللى الهللوى والشللهوة ،
والشرع إنما جاء بللالنهي عللن الهللوى واتبللاع الهللوى مهلللك ،
والدلة كثيرة ((.
ولعللل مللا ذكرنللاه مللن ململلح للمناهللج الخللرى المتشللددة
والمتساهلة كان مللن أجللل أن يتللبين لنللا مللن خللهللا المنهللج
المعتللدل ؛ وذلللك أن الشللياء قللد تعللرف بضللدها وتتمللايز
بنقائضها.
وقد أجاز بعض العلماء للمفتي أن يتشدد فللي الفتللوى علللى
سبيل السياسة لمن هو مقدم على المعاصي متساهل فيها ،
وأن يبحث عن التيسير والتسهيل على ما تقتضيه الدلة لمن
هو مشدد على نفسه أو غيره ،ليكون مآل الفتوى :أن يعود
المستفتي إلى الطريق الوسط.
ولللذلك ينبغللي للمفللتي أن يراعللي حالللة المسللتفتي أو واقلع
النازلة فيسير في نظره نحللو الوسللط المطلللوب باعتللدال ل
إفراط فيه نحو التشدد ول تفريللط فيلله نحللو التسللاهل وفللق
مقتضى الدلة الشرعية وأصول الفتيا ،وما أحسللن مللا قللاله
المام سللفيان الثللوري لل رحملله الللله للل)):إنمللا العلللم عنللدنا
الرخصة من ثقة فأما التشدد فيحسنه كللل أحللد(( .والظللاهر
394
أنه يعني تتبع مقصد الشارع بالصل الميسللور المسللتند إلللى
الدليل الشرعي.
ولشللك أن هللذا التجللاه هللو اتجللاه أهللل العلللم والللورع
والعتللدال ،وهللي الصللفات اللزمللة لمللن يتعللرض للفتللوى
والتحدث باسم الشرع ،وخصوصا ً في هذا العصر .
فالعلم هو العاصم من الحكم بالجهللل ،والللورع هللو العاصللم
مللن الحكللم بللالهوى ،والعتللدال هللو العاصللم مللن الغلللو
والتفريللط ،وهللذا التجللاه هللو الللذي يجللب أن يسللود ،وهللو
الجتهاد الشرعي الصحيح وهو الللذي يلدعو إليلله أئملة العلللم
المصلحون.
-----------------------
أخللي /أخللتي /أتشللرف بزياتللك لصللفحتي فللي موقللع صلليد
الفوائد ...
http://saaid.net/Doat/almueidi/index.htm
=============
#توجيهات لمضاربي المساهمات
د .عصام بن عبد المحسن الحميدان
الحمد لله وحده ،والصلة والسلللم علللى مللن ل نللبي بعللده،
وبعد:
فإن النسان يعجب عنللدما يسللمع عللن بعللض النللاس الللذين
أصيبوا بسكتة قلبية ،أو بمرض ،أو باعوا بيوتهم ،أو غير ذلللك
نتيجة لمضاربات السهم!
إن ذلللك دليللل علللى أحللد شلليئين :إمللا قلللة اليمللان ،أو قلللة
الحرص والحتياط والخبرة.
جه بعض النصللائح والتوجيهللات لهللؤلء النللاس ولذا فإني سأو ّ
وغيرهم ،ممن يريللد أن يقللدم علللى المسللاهمة ،أو هللو أحللد
المساهمين.
قبل التجارة :
أول ً :عدم الفتاء بغيللر علللم ،وتحريللم مللا لللم يحرملله الللله،
فبعض الناس يسأل فيسارع إلى التحريم من باب الحتيللاط،
395
وهذا ل يجوز شرعًا ،لن التحريم والتحليللل لللله تعللالى ،قللال
سبحانه )) :ول تُقوُلوا ل ِما تص ُ َ
حل ٌ
ل ب هَ ل َ
ذا َ م ال ْك َلذِ َ ف أل ْ ِ
س لن َت ُك ُ ُ َ َ ِ َ َ
ب(( )النحللل :مللن اليللة م ل ِت َْفت َلُروا عَل َللى الل ّلهِ ال ْك َلذِ َحَرا ٌذا َوَهَ َ
(116وهلو جللزء مللن التشللريع للمللة ،فهللل هللذا يرضلى أن
يكون مشّرعا ً مع الله تعالى ؟! وقد كان السلف رحمهم الله
من الصحابة والتابعين يخافون أن يتحدث أحدهم فللي الللدين
فيكون مخطئًا.
ثللم إن الصللل فللي المعللاملت الباحللة ،كمللا قللال العلمللاء،
والصل في العبادات الحظر والتوقيف .
والنبي صلى الله عليه وسّلم أبقى على التجارات الموجللودة
في زمنه ،إل استثناءات يسيرة .
جرملا ً ملن وقال صلى اللله عليله وسلّلم )) :أعظللم النلاس ُ
حّرم مللن أجللل مسللألته(( متفللق سأل عن شيء لم يحّرم ،ف ُ
عليه عن سعد رضي الله عنه .
والورع شيء والتحريم شيء آخر ،قد أتوّرع أنا أو يوجه أحللد
العلماء بالتورع عن شيء ،ولكن ذلك ل يعني التحريللم ،وأبللو
ذّر رضي الله عنه من ورعه اعتزل الناس فللي الرب َللذة ،لنلله
يرى أن الناس قللد توسللعوا فللي الللدنيا ،ولكللن بقللي عثمللان
رضي الللله عنلله وكبللار الصللحابة فللي المدينللة ،وبقللاؤهم هللو
الصح ،لن يد الله على الجماعة .
صللين مللن العلمللاء ومما يجللب قبللل التجللارة :الرجللوع للمخت ّ
الخللبيرين بللالمور الماليللة شللرعا ً وواقعللا ً ؛ لن المعللاملت
وعت وتفّرعت ،وأصبح مللن الصللعب علللى الفقيلله تعددت وتن ّ
أن يستوعب كل أنواع المعاملت .
وأما الحكم في حال اختلف الفقهاء ،فهللو باعتمللاد المجللامع
الفقهية واللجان الشللرعية ،فإنهللا أقللرب إلللى الصللواب مللن
غيرها .
ة مللن الللله ل لغيرهللم مللن الفقهللاء ،فهللو رحمل ٌ جد قللو ٌ وإذا وُ ِ
ة علللى المللة.وقللد جللاء للمللام تعالى ،لن في اختلفهم سللع ٌ
396
ب فللي ل يستشلليره فللي تللأليف كتللا ٍ أحمللد رحملله الللله رج ل ٌ
مه كتاب السعة . الختلف ،فقال له :س ّ
وقال ابن العربي رحمه الله ) إنه بعد موت النبي صلى الللله
عليه وسلم تختلف العلماء فيه ،فيحللرم عللالم ،ويحلللل آخللر،
ة للخلق، ويوجب مجتهد ،ويسقط آخر ،واختلف العلماء رحم ٌ
ة في الحق ،وطريقٌ مهيع –بّين -إلى الرفللق( )أحكللام وفسح ٌ
القرآن.(699 / 2 :
ثانيا ً :الستفادة من أهل العلم والخبرة :
فإن المال أمانة بيد النسان ،حتى المال الذي تنسبه لنفسك
َ
جعَل َك ُل ْ
م ما َ م ّ
فُقوا ِ هو حقيقة لله تعالى ،قال الله سبحانه ))وَأن ْ ِ
ن ِفيلهِ (( )الحديلد :ملن اليلة (7ومصللادر الزراعللة خل َِفي َ
ست َ ْم ْ
ُ
مللا فِللي ه َ َ
والتجللارة والرعللي ،وكللل الكللون لللله تعللالى )) ل ل ُ
ت الث َّرى(( )طه: َْ
ح َ ما ت َ ْ
ما وَ َ ما ب َي ْن َهُ َ ض وَ َ
ما ِفي الْر ِ ت وَ َماَوا ِ س َال ّ
(6
وهذه هي نظرة السلللم للمللال ،وهللي تختلللف عللن النظللرة
الرأسللمالية الللتي تهللدف إلللى الربللح المللادي الللذاتي – دون
مراعاة لدور الدين فيلله ،-وينتللج عنهللا تكللوين الطبقيللة فللي
المجتمع – دون مراعاة للتكافل الجتماعي .-
فإذا كان المال لله تعلالى ،فل يحللل تبللذيره بغيلر حللق ،قللال
َ
مه ل َك ُل ْ
ل الل ّل ُ م ال ّت ِللي َ
جع َ ل َ وال َك ُ ُمل َ سَفَهاَء أ ْ تعالى َ )) :ول ت ُؤُْتوا ال ّ
قَِيامًا(( )النساء :من الية ) (5النساء.(5:
فيتقي النسان الله تعالى في ماله ،فل يضيع نفسه وأبنللاءه،
جه إلللى السللتفادة مللن أهللل والنبي صلى الله عليه وسّلم و ّ
الخبرة والتخصللص ،فقللال " هل سللألوا إذ لللم يعلمللوا ،فإنمللا
شفاء العي السؤال " ،واستجاب لشارة سلمان رضللي الللله
عنه في حفر الخندق ،وقال في الزراعللة " أنتللم أعلللم بللأمر
دنياكم " رواه مسلم عن أنس رضي الله عنه .
لذا ينبغي عدم التسرع في المساهمات ،واستشارة الثقللات،
والسؤال عللن الشللركات ،ومعاملتهللا ،ومعرفللة واقعهللا مللن
397
الناحية الشرعية ،والمالية ،لئل يضطر إلى سللحب مللاله بعللد
ذلك .
ثللم يسللأل عللن كيفيللة التجللارة ،والمرابحللة ،والمسللاهمة،
وغيرها ،لئل يغَبن .
دخار ما ثالثا ً :عدم استعمال المال الضروري في السهم ،وا ّ
يحتاجه المرء ،لن في التجارة مخللاطرة ،فربمللا ذهللب مللاله
بإذن الله تعالى ابتلًء له ،فمن الحزم أن يكون مستعدا ً ليوم
الكريهة .
ثم يلتمس البركة في المال ولو في غير التجارة ،كالزراعللة،
والصناعة وغيرهما ،فإن النبي
عند التجارة :
جللل الربللح ،فكلمللا زاد الصللبر قل ّللت أول ً :الصللبر وعللدم تع ّ
الخسارة:
والزمن جزء من العلج ،والربح السريع خطأ؛ لنه يؤدي إلللى
عدم مراعاة الضوابط الشللرعية بشللكل كامللل ،ويللؤدي إلللى
السللرعة فللي اتخللاذ القللرار دون التثبللت فللي مللدى نجللاح
المساهمة ،ويؤدي إلللى الغفلللة عللن بعللض الثغللرات الللتي ل
تتضح إل بالتأمل وذلك تحت تأثير الغراء بالربح .
ثانيا ً :عدم التساهل في المور الربوية .
َ
ه وَذ َُروا َ
مللا مُنوا ات ُّقوا الّللل َ نآ َ َ فقد قال سبحانه َ )) :يا أي َّها ال ّ ِ
ذي
ْ
بحْر ٍم ت َْفعَُلوا فَأذ َُنوا ب ِ َ ن لَ ْ
ن ،فَإ ِ ْ مِني َمؤ ْ ِ م ُ ن ك ُن ْت ُ ْ
ن الّربا إ ِ ْ م َ ي ِب َِق َ
َ
ن
مللو َ م ل ت َظ ْل ِ ُ وال ِك ُ ْ
م َ
سأ ْ ؤو ُ م ُر ُم فَل َك ُ ْ ن ت ُب ْت ُ ْسول ِهِ وَإ ِ ْ ن الل ّهِ وََر ُ م َِ
ن(( )البقرة. (279: مو َ َول ت ُظ ْل َ ُ
وقال صلى الله عليه وسّلم )) :درهم ربا يأكله الرجل أشللد
عند الله من ست وثلثيللن زنيللة(( رواه أحمللد ورجللال رجللال
الصحيح عن عبد الله بن حنظلة رضي الله عنه .
وقال عليه السلم )) :الربا ثلثة وسبعون بابلا ً أيسللرها مثللل
أن ينكح الرجل أمه (( رواه الحاكم وصححه عن ابن مسعود
رضي الله عنه .
398
وإذا كانت البنوك قد فتحت أبوابها للمساهمين والمضللاربين،
فليس معنى ذلك جواز التعامل بأسلهم البنلوك ،فلإن رؤوس
أموالها ربوية .
وهناك فرق بين شللراء أسللهم البنللوك ،والشللركات الربويللة،
واستخدام غرف وشاشلات البنلوك فلي التعاملل ،فلإن هلذه
الغرف والشاشات وسائل للتداول ل علقة لها بنوع المال أو
التجارة .
ولكن على المؤمن البتعاد عن الشبهات خصوص لا ً فللي حللال
شيوع الحرام ،قال صلى الله عليه وس لّلم " مللن يأخللذ مللال ً
بحقه يبارك له فيه ،ومن يأخللذ مللال ً بغيللر حقلله ،فمثللله مثللل
الذي يأكل ول يشبع " رواه مسلم عن أبي سعيد رضي الللله
عنه .
وعلللى المسلللم مراعللاة الضللوابط الشللرعية للمعللاملت
والمسللاهمات الللتي تصللدرها المجللامع الفقهيللة ،واللجللان
الشرعية في البنوك.
ولما جاء السلم أغللق بعلض أبلواب التجلارة لملا فيهلا ملن
الحرام ،وإن كان فيها نفعٌ وأرباح ،فقال سلبحانه فلي الخملر
َ
ن ما أك ْب َُر ِ
مل ْ س وَإ ِث ْ ُ
مه ُ َ مَنافِعُ ِللّنا ِم ك َِبيٌر وَ َ
ما إ ِث ْ ٌ
والميسر ِ )) :فيهِ َ
ما (( )البقرة :من الية .(219 ن َْفعِهِ َ
وقللال فللي تشللغيل النسللاء فللي الفتنللة أول السلللم َ)) :ول
ض صلنا ً ل ِت َب ْت َُغلوا َ هوا فَتيلات ِك ُم عََللى ال ْبَغلاِء إ َ ت ُك ْرِ ُ
علَر َ ح ّن تَ َ
ن أَرد ْ َ
ِ ْ ِ ْ ََ
حَياةِ الد ّن َْيا (( )النور :من الية . (33 ال ْ َ
فأغلق بعض البواب الضللارة بالللدين ،وإن كللانت نافعللة فللي
الدنيا .
ثالثا ً :عواقب أكل الحرام :
في الدنيا :الكتئاب ،والقلق ،والضلليق ،والمللراض النفسللية،
والجتماعية .
وفي الخرة ،قال صلى الله عليه وسّلم )) :ل يللدخل الجنللة
لحم ول دم نبت من سحت ،النار
399
أولى به (( رواه الطبراني ورجاله ثقات عن كعب بن عجللرة
رضي الله عنه ،ورواه أحمد عن جابر رضي الله عنه ورجللاله
رجال الصحيح .
فعلى المؤمن أن يتقي الله تعللالى ،ول يعلرض نفسله وأهلله
لكل الحرام والشبهة ،فإن الدعاء مقرون بأكل الحلل ،قللال
صلى الله عليه وسّلم يا سللعد ،أطللب مطعمللك تكللن مجللاب
الدعوة رواه الطبراني بإسناد فيه نظر .
رابعا ً :الرزق من الله تعالى ل من الناس :
و
هل َ ه ُ ن الّلل َ لذا فإن المؤمن يسلأل اللله تعلالى ل النلاس )) إ ِ ّ
ن(( )الذريات. (58: مِتي ُ ذو ال ُْقوّةِ ال ْ َ الّرّزاقُ ُ
ويدعو الله تعالى بالسعة في الرزق ،وكان صلى الللله عليلله
وس لّلم يقللول )) :اللهللم ارزقنللي واهللدني(( ،وكللان يقللول :
ي عنللد كللبر سللني ،وانقطللاع )) اللهم اجعل أوسع رزقك عل ل ّ
عمللري(( رواه الطللبراني فللي الوسللط عللن أم المللؤمنين
عائشة رضي الله عنها بسند جيد .
ومن أفضل الدعية في كسب الرزق المداومة علللى الللدعاء
بقول )) :اللهم اكفني بحللك عن حرامك ،وأغننللي بفضلللك
عمن سواك (( .
وبالتالي ل يجزع إذا أصيب في ماله ،لنه من الله تعللالى ،ول
سع عليلله ،قللال سللبحانه فللي قصللة قللارون )) :ل يبطر إذا و ّ
ن(( )القصللص :مللن اليللة (76 حي ل َب ال َْفرِ ِ حل ّ ه ل يُ ِ ن الل ّ َ ح إِ ّ ت َْفَر ْ
ْ
مللا حللوا ب ِ َ م َول ت َْفَر ُ ما َفات َك ُ ْ وا عََلى َ س ْ وقال سبحانه )) :ل ِك َْيل ت َأ َ
م (( )الحديد :من الية (23 آَتاك ُ ْ
خامسا ً :يجب أن ل تشغل التجارة عن ذكر الله تعالى ،قللال
ّ ل ل ت ُل ِْهيهِ ْ
ن ذِك ْرِ اللهِ وَإ َِقام ِ جاَرةٌ َول ب َي ْعٌ عَ ْ م تِ َ جا ٌسبحانه )) :رِ َ
ب ب ِفيللهِ ال ُْقُلللو ُ ومللا ً ت َت ََقّللل ُن يَ ْخللاُفو َ كللاةِ ي َ َصلللةِ وَِإيَتللاِء الّز َ ال ّ
َ
صاُر(( )النور(37: َواْلب ْ َ
َ
نم ْ صلةِ ِ ذا ُنودِيَ ِلل ّ مُنوا إ ِ َ نآ َ ذي َولذا قال سبحانه َ )) :يا أي َّها ال ّ ِ
مكلل ْ خي ٌْر ل َ ُ م َ وا إ َِلى ذِك ْرِ الل ّهِ وَذ َُروا ال ْب َي ْعَ ذ َل ِك ُ ْ معَةِ َفا َ
سع َ ْ ج ُ ي َوْم ِ ال ْ ُ
ن(( )الجمعة(9: مو َ م ت َعْل َ ُ ن ك ُن ْت ُ ْ إِ ْ
400
وفي غير يوم الجمعة كذلك .
ونحن نعلم أن الحفاظ على المال من الضللرورات الخمللس،
ولكنه بعد الحفاظ على الدين ،والنفس ،فهللو وسلليلة لقامللة
ة في بعللض الحيللان، الدين ،ل غاية لذاته ،لذا فقد يكون نقم ً
كى ،وهو الكنز . كالمال غير المز ّ
ت ن أن ْل َ مل ْ سلت َت ُْرك َُها فللانظ ُْر ل ِ َ دنيا ل َِغيلرِ ب َل َِغلهِ *** َ معَ الل ّ فيا جا ِ
مع جا ِ َ
ق ن أطبللا ِ ت لهللم *** بيل َ ح ْ صلب َ َ ن قلد َ ا ْ معي َ َوكم قللد رأينللا الجللا ِ
مضاجع ب َ الّترا ِ
ق ،فللي ن ال لّرْز َ ك بن َْفعِ لهِ ف لذ َْرهُ *** فللإ ّ ن ت َْرجو عََلي َ م ْ ن َ ض ّ إذا َ
ع
ض ،واس ُ الْر ِ
همن َللى واسللتعبد َت ْ ُ ه ال ُ ه *** سلب َت ْ ُ مل ُ ت اللد ّْنيا هَللواهُ وهَ ّ ن كان َ ِ م ْ وَ َ
ع
م ُ طا ِ م َ ال َ
ل ن قَن ِعَ استغَْنى فََهلل ْ م ْ سه *** و َ م َنف َ ل اسَتحياَ ،وأكَر َ ن عََق َ م ْ وَ َ
ت َقان ِ ُ
ع أن ْ َ
ْ ْ
شلليِء *** أحيان لًا ،وََرأ ٌ
ي ن ال ّ ه عل ِ ن َرأيٌ ي َك ُّف ل ُ رىء رأَيا ِ ل ام ِ ِلك ّ
ُينازِعُ
سادسا ً :الصدقة تطهر المال من الشبهات :
خذ ْ م َ
م كيهِل ْ م وَت َُز ّ ة ت ُط َهُّرهُل ْ صلد َقَ ً م َ وال ِهِ ْ مل َ نأ ْ قال سبحانه ْ ِ ُ )) :
ب َِها(( )التوبة :من الية . (103
م ص قصة أصحاب البسللتان )) :إ ِن ّللا ب َل َوْن َللاهُ ْ وقال عز وجل يق ّ
َ َ
ن َ ،ول حي َ صللب ِ ِ م ْ من َّها ُ
صللرِ ُ موا ل َي َ ْ س ُجن ّةِ إ ِذ ْ أقْ َ ب ال ْ َ حا َ ص َ ما ب َل َوَْنا أ ْ كَ َ
ن، مو َ م َنللائ ِ ُ هلل ْك وَ ُن َرّبلل َ مل ْ ف ِ ف عَل َي ْهَللا ط َللائ ِ ٌ ن ،فَط َللا َ س لت َث ُْنو َ يَ ْ
ت َ َ
م(( )القلم. (20–17: ري ِ ص ِ
كال ّ ح ْ صب َ َ فَأ ْ
وذلك بسبب أنهم تعهدوا أل يدخلنها عليهم مسللكين ،فمنعللوا
الصدقة ،فاحترقت المزرعة .
وقال صلى الله عليه وسّلم )) :ما نقص مال مللن صللدقة ((
رواه مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه .
وقال صلى الله عليه وس لّلم )) :يللا معشللر التجللار ،إن الللبيع
شللوبوه بالصللدقة (( رواه أصللحاب يحضره اللغللو والحلللف ،ف ُ
401
السنن وصححه الترمذي عن قيس بن أبي غرزة رضللي الللله
عنه .
وكان عثمان رضي الله عنلله يتصللدق كللثيرًا ،مللع تللوّرعه فللي
تجارته ،وجاءت تجارة له يومًا ،فقال :مللن يسللاومني عليهللا،
ض ،حتى قال :إنللي ض ،فزيد ،فلم ير َ فأعطي %100فلم ير َ
أعطيت فيهللا % 1000ربح لًا ،فتعجبللوا ،وقللالوا :نحللن تجللار
المدينة ،ولم يسبقنا أحلد ٌ إليللك.فمللن أعطللاك ؟ فقللال :الللله
أعطاني.فتصدق بها لوجه الله تعالى .
فالبركة تلتمللس بالصللدقة ،وأكللل الحلل.وهللذا أمللر مج لّرب
بحمد الله .
سابعا ً :تحريم الشاعات والكاذيب ونشرها :
فإن إضرار المسلمين حرام ،قال صلى الله عليه وسّلم )) :
ل ضرر ول ضرار " ،قال " ل تحاسدوا (( .
ص لَر َوال ُْف ل َ
ؤاد َ معَ َوال ْب َ َ
سل ْ
ن ال ّ
والكلمة أمانة ،قال سبحانه )) :إ ِ ّ
ل(( )السراء :من الية . (36 ؤو ًس ُ
م ْ
ه َ
ن عَن ْ ُ ك َ
كا َ ل ُأول َئ ِ َ
كُ ّ
فل يجوز الكللذب فللي نقللل أسللعار السللهم ،والفللتراء علللى
الشخاص ،وربما حلف بعضللهم كاذب لا ً فللي مواقللع النللترنت،
ن غمللوس يغمللس صللاحبه فللي ومنتديات السهم ،وهللذا يميل ٌ
النار – عياذا ً بللالله ،-قللال صلللى الللله عليلله وسلّلم )) :مللن
حلف على يمين كاذبة ليقتطع بها مال أحللد ،لقللي الللله وهللو
عليه غضبان (( رواه أحمد والنسللائي عللن عللدي بللن عميللرة
رضي الله عنه.وهو في الصحيحين بنحللوه عللن ابللن مسللعود
رضي الله عنه .
وربما عد ّ بعضهم ذلك شطارة ,وذكاء ،وهو ل يعلم أنه يوقللع
إخوانه المسلمين فللي الحللرج ،والخسللارة ،وربمللا قللال :لللم
أجبر أحللدا ً علللى الشللراء والللبيع ،ولكللن أليللس هللو مللن أراد
الناس أن يثقوا به ،فكان عند سوء ظنهم ،وأصبح غيللر محللل
ثقة .
402
م ل ل ي َعْل َل ُ
ثامنا ً :الغيب ل يعلمه إل الله ،قللال سللبحانه )) :قُل ْ
َْ
ه(( )النمل :من الية ب إ ِّل الل ّ ُ
ض ال ْغَي ْ َ
ت َوالْر ِماَوا ِ
س َ
ن ِفي ال ّم ْ
َ
) (65النمل. (65:
فل يجوز الحكم بالغيب في السعار ،وما يسللمى بللالتنبؤات ،
ظ، أو العتماد علللى الللرؤى ،أو العتمللاد علللى الطللالع والح ل ّ
ونشر الشاعات على ضوئها .
تاسعا ً :المانة في المال ،والنصيحة للمسلمين:
تبيين عيب السهم وحالها الصحيح ،فل يبيع علللى أحللد شلليئا ً
يعلم أنه خاسر ،ويوهمه
أنه رابح ،فإن هذا غش ،وقد قللال صلللى الللله عليلله وسلّلم :
ش فليس منللا (( رواهمللا ))الدين النصيحة (( وقال )) :من غ ّ
مسلم في صحيحه .
وقال صلى الله عليه وسلللم )) :ل يحللل لحللد يللبيع شلليئا ً إل
بّين ما فيه ،ول يحل لمن علللم ذلللك إل بّينلله (( رواه الحللاكم
وصححه ووافقه الللذهبي عللن واثلللة بللن السللقع رضللي الللله
عنه .
وقللال صلللى الللله عليلله وس لّلم )) :البيعللان بالخيللار مللا لللم
يتفرقا ،فإذا صللدقا وبينللا بللورك لهمللا فللي بيعهمللا ،وإن كتمللا
وكذبا محقت بركة بيعهما (( متفق عليه عن حكيم بن حللزام
رضي الله عنه .
ونهى صلى الله عليه وسّلم عن تلقللي الركبللان.متفللق عليلله
عن أبي هريرة رضي الله عنه .
لنه يؤدي إلى غبن البائع ،فإن كان ل بد ّ فالسكوت .
عاشرا ً :اتقاء الله تعالى في أموال الناس مللن قبللل اللوكلء
والوسطاء:
وحفظ حقوق الناس ،وعدم طلب الربح الفاحش بالسمسرة
.
الحادي عشر :أمانة مجللالس الدارة فللي البعللد عللن الحللرام
والربا ،والتماس منفعة الناس .
403
فإن لمجالس الدارة دور كبير في توعية المسلاهمين بلأنواع
المسللاهمات ،والصللحيح منهللا ،والرابللح ،والخاسللر ،والسللعر
الحقيقي ،وغير ذلك .
عند الربح :
تذكر فضل الله تعالى ،قال سبحانه "وما بكم من نعمةٍ فمن
الله" [النحل ،]53:ونتذكر حديث البللرص والقللرع والعمللى
الذين ابتلهم الله تعالى بكثرة المال ،فجحد البرص والقرع
نعمة الله ،وأقّر بها العمى ،فقال له الملللك :إنمللا هللو ابتلء،
فقد رضي الله عنك وسخط على صاحبيك.رواه مسلللم عللن
أبي هريرة رضي الله عنه .
عند الخسارة :
عللدم القنللوط مللن رحمللة الللله ،واليمللان بالقللدر :قللال
ه ل ََنا(( )التوبللة :مللن ب الل ّ ُ ما ك َت َ َ صيب ََنا إ ِّل َ
ن يُ ِ ل لَ ْ
سبحانه )) :قُ ْ
الية . (51
،وتذكر أن الخسارة المادية أهون من خسارة الدين ،وتوّقللع
الخسارة :
ه *** لللن تبلللغ المجللد حللتى ل تحسب المجد تمللرا ً أنللت آكلل ُ
تلعق الصبرا
وتذكر آلم المسلمين وفجائعهم ،وأن هذه أنواع مللن البتلء،
فبعض الناس يبتلى بالفقر ،وبعضهم يبتلى بالتهجير ،وبعضهم
يبتلللى بللالمرض ،وبعضللهم يبتلللى بالزوجللة والول َللد ،وبعضللهم
ة شلّر َوال ْ َ
خْيلرِ فِت ْن َل ً م ِبال ّ يبتلى بالغنى ،قال سلبحانه )) :وَن َب ْل ُللوك ُ ْ
ن()النبياء :من الية ) ((35النبياء (35 :وقللال : جُعو َ وَإ ِل َي َْنا ت ُْر َ
َ
لوا ِ مل َ ن اْل ْمل َ ص ِ جلوِع وَن َْقل ٍ ف َوال ْ ُ خو ْ ِ ن ال ْ َم َ يٍء ِش ْم بِ َ ))وَل َن َب ْل ُوَن ّك ُ ْ
َْ
ن(( )البقرة. (155: ري َ صاب ِ ِ
شرِ ال ّ ت وَب َ ّمَرا ِ س َوالث ّ َ َوالن ُْف ِ
-------------
* السللتاذ المسللاعد بقسللم الدراسللات السلللمية والعربيللة
جامعة الملك فهد للبترول والمعادن بالظهران.
المصدر :شبكة نور السلم
===============
404
#تنبهوا قبل الهلك يا مسلمون
أمير بن محمد المدري
جرت سللنة الللله عللز وجللل فللي عبللاده أن يعللاملهم بحسللب
أعمالهم فإذا اتقى الناس ربهللم عللز وجللل وأطللاعوه ونفللذوا
أوامللره وأقللاموا شللريعته منحهللم بركللات السللماء وبركللات
الرض وصدق القائل )ولو أن أهل القرى آمنوا واتقوا لفتحنا
عليهم بركات من السماء والرض .
وقال تعالى )) :وألوا استقاموا على الطريقة لسقيناهم مللاء
غدقا (( لو استقاموا على شريعة الله ومنهجلله وطاعللة الللله
ورسوله لجاءهم الخير من كل مكان .
وإذا تمرد العباد على شرع الله وضيعوا أوامر كان مصلليرهم
العذاب والنكال من الكبير المتعال.
ومتى ما كان العباد مطيعين لله عز وجل معظميللن لشللرعه
أسبغ الله عز وجل عليهم النعم وأزال عنهم النقم فإذا تبللدل
حال العباد من الطاعة إلى المعصية ومن الشكر إلى الكفللر
ومن الصلح إلى الفساد ومن الحكم بما أنزل به إلى الحكللم
بقوانين بشرية وضعية حينئذ يسلط الله عليهم من ذلوا ومن
هانوا و حينئذ تمحق البركات وتحل اللعنللات مللن رب الرض
والسماوات .وتلك سنة الله ولن تجد لسنة اللله تبلديل وللن
تجد لسنة الله تحويل .قال تعالى )) :ضللرب الللله مثل قريللة
كانت آمنة مطمئنة يأتيها رزقها رغدا من كل مكللان فكفللرت
بللأنعم الللله فاذاقهللا الللله لبللاس الجللوع والخللوف بمللا كللانوا
يصنعون (( اللهم احفظ كل بلد المسلمين من كل سوء ورد
المسلمين إلى السلم ردا جميل .
إن الله عز وجل ل يبدل حال العباد من النقمللة إلللى النقمللة
ومن الرخاء إلى الضنك والشللقاء حللتى يغيللروا مللا بأنفسللهم
من اليمان إلى الكفر ومن الطاعة إلى الفسق .قال تعالى
)) :ذلك بأن الله لم يك مغيرا نعمة أنعمهللا علللى قللوم حللتى
يغيروا ما بأنفسهم ((
ما هي السباب التي ينزل سببها عذاب الله .
405
ما هي السباب التي بها يحل الهلك بالمم .
(1الكفللر بالملللك الوهللاب وتكللذيب الرسللل الكللرام عليهللم
الصلة واتم التسليم
فقد أهلك الله المم السابقة قوم نوح وعاد وفرعون وقرونا
بين ذلك كثيرا بسبب كفرهم بالله وتكذيبهم دعوة الللله قللال
تعالى )) كذبت قبلهم قوم نوح وأصحاب اليكة وقوم تبع كل
كذب الرسل فحق وعيد (( .وقال تعالى )) أولم يسلليرا فللي
الرض فينظروا كيف كان عاقبة الذين من قبلهللم دمللر الللله
عليهم وللكللافرين أمثالهللا ((.هللي دعللوة للتأمللل فللي مصللير
الغابرين وهم ناس من النللاس وخلللق مللن خلللق الللله – هللم
أقوى وأشد منا وأثاروا الرض فحرثوهللا وشللقوا عللن باطنهللا
وكشفوا عن ذخائرها وعمروها أكثرمنا ..وكانوا أكثر حضاره
وجاءهم الحق فما آمنوا وتعلقللوا بالللدنيا وحكملوا غيلر شلرع
الله فمضت فيهم سللنة الللله فللي المكللذبين ولقللوا جزاءهللم
العللادل فمللا كللان الللله ليظلمهللم ولكللن كللانوا أنفسللهم
يظلمون .قال تعالى (( ظهللر الفسللاد فللي الللبر والبحللر بمللا
كسللبت أيللدي النللاس ليللذيقهم بعللض الللذي عملللوا لعلهللم
يرجعللون (( فللالله يكشللف للنللاس إرتبللاط أحللوال الحيللاة
وأوضاعها بأعمال العباد وإن فساد قلللوب النللاس وعقللائدهم
وأعمالهم يوقع في الرض الفسللاد ويملؤهلا بللرا وبحلرا بهلذا
الفساد .وهؤلء قوم سبأ أنعم الله عليهم بنعم عظيمة وقللال
لهللم كلللوا مللن رزق ربكللم واشللكروا للله بلللدة طيبللة ورب
غفور .فلما أعرضوا ..أعرضوا عللن شللكر الللله وعللن العمللل
الصالح والتصرف الحميد فيما أنعم الله عليهم فسلب منهللم
هذه النعم وأرسل عليهم السيل الجارف الذي يحمللل العللرم
في طريقه وهي الحجارة فيحطللم كللل شللئ وأغرقهللم الللله
بهذا السيل فاسمع إلى قول الله )):ذلك جزيناهم بما كفروا
وهل نجازي إل الكفور ((
(2مللن أسللباب هلك المللم كللثرة الفسللاد وكللثرة الخبللث
والذنوب والمعاصي .
406
قال تعالى )) وإذا أردنا أن نهلك قرية أمرنا مترفيهللا ((وفللي
مرنا .فالله أمرهم بالتوحيللد والطاعللة قراءه بالتشديد للميم أ ّ
وتطبيق شرعه ففسقوا وعصللوا أمللره وارتكبللوا المحرمللات
فحق عليهم القول .وها هي أم المؤمنين زينب بنللت جحللش
رضي الله عنها تسأل النبي صلى الله عليه وسلم )) :أنهلللك
وفينللا الصللالحون قللال نعللم إذا كللثر الخبللث (( أي الزنللا
والفللواحش .نظللرة إلللى واقعنللا نجللد أن اليهللود والنصللارى
يخططون لهلكنا بإخراج النسللاء مللن بيللوتهن بحجللة الحريللة
وتمييع النساء بنشر العلم الفاسد لثارة الشللهوات فلنحللذر
أيها المسلمون .
(3النقص والتطفيف في المكيللال والميللزان ونقللص العهللود
والمواثيق والعراض عن حكم الله .عن عبللد الللله بللن عمللر
قال قال رسول الله صلى الللله عليلله وسلللم )) :يللا معشللر
المهاجرين خمس إذا ابتليتم بهللن وأعللوذ بللالله أن تللدركوهن
لم تظهر الفاحشة في قللوم حللتى يعلنللوا بهللا إل فشللا فيهللم
الطاعون والوجاع التي لم تكن فللي أسلللفهم ولللم ينقصللوا
المكيال والميزان إل أخللذوا بالسللنين وشللدة المؤونللة وجللور
السلطان عليهم ولم يمنعوا زكللاة أمللوالهم إل منعللوا القطللر
من السماء ولول البهائم لم يمطروا ولللم ينقضللوا عهللد الللله
سلط الله عليهم عللدوا ملن غيرهلم فأخللذوا وعهد رسوله إل َ
بعض ما كان في أيديهم وما لم تحكم أئمتهم بكتاب الله عللز
وجل ويتحروا فيما أنزل اللله إل جعللل اللله بأسللهم بينهللم ((
صحيح اللباني .
(4التنافس على الدنيا والرغبة فيها والمغالبة عليها
عبللاد الللله إذا دخلللت الللدنيا القلللوب فأبشللروا بغضللب علم
الغيوب وإليكم هذا الحديث النبوي الشللريف .عللن عمللر بللن
عوف النصاري رضي الللله عنلله أن رسللول الللله صلللى الللله
عليه وسلم بعث أبللا عبيللدة بللن الجللراح إلللى البحريللن يللأتي
بالجزية فسللمعت النصللار بقللدوم أبللي عبيللدة فوافللوا صلللة
الفجلر فلملا صللى الرسللول أنصلرف النلاس فلقيهلم النلبي
407
وابتسم و قال ا ظنكم سمعتم أن أبا عبيدة قد أتللى بالجزيللة
مللن البحريللن قللالوا أجللل يللا رسللول الللله قللال ابشللروا بمللا
يسركم فوا الله ما الفقللر أخشللى عليكللم ولكللن أخشللى أن
تبسط عليكم الدنيا كما بسطت لمن كان قبلكم فتتنافسللوها
كما تنافسوها وتهلككم كما أهلكتهم (( رواة البخاري .
(5الشح وهو شللدة حللب المللال وجمعلله مللن أي جهللة ومنللع
الحقوق الواجبة وظلم العباد بعضهم لبعض .قال صلللى الللله
عليه وسلم )) :اتقوا الظلم فإن الظلم ظلمات يوم القيامللة
واتقوا الشح فإن الشح أهلك من كان قبلكم حملهم على أن
سفكوا دمللاءهم واسللتحلوا محللارمهم (( رواه مسلللم .وقللال
صلى الله عليه وسلم )) :إياكم والشح فإنما أهلك من كللان
قبلكللم بالشللح أمرهللم بالبخللل فبخلللوا وأمرهللم بالقطيعللة
فقطعوا وأمرهم بللالفجور ففجللروا (( رواه أبللو دواود .قللال
تعالى )) وتلك القللرى أهلكنللاهم لمللا ظلمللوا وجعنللا لمهلكللم
موعدا (( .
(6كثرة التعامل بالربا وانتشار الزنا ،قال صلللى الللله عليلله
وسلم )) ما ظهر فللي قللوم الربللا والزنللا إل أحلللوا بأنفسللهم
عقاب الله عز وجل (( صحيح الجامع .
وصدق المصطفى صلى الله عليه وسلم حيث قال )) :أدنى
الربا كأن يزني الرجل بأمه ((
(7التقصير في واجب المر بالمعروف والنهي عن المنكللر ،
قللال صلللى الللله عليلله وسلللم )) مللا مللن قللوم يعمللل فيهللم
مهللمبالمعاصي هم أعز وأكثر ممن يعمله ثم لم يغيروه إل ع َ
اللله بعقللاب مللن عنلده ( .قللال الغزاللي :المللر بلالمعروف
والنهي عن المنكر هو القطب العظم في الدين وهللو النهللج
الذي إبتعث الله له النبيين أجمعين ولو طوي بساطه وأهمل
علملله وعمللله لتعطلللت النبللوة واضللمحلت الديانللة وفشللت
الضللة وشلاعت الجهاللة واستشلرى الفسلاد وخربلت البلد
وهلك العباد ولم يشعروا بالهلك إل يوم التناد .
408
(8ترك الجهاد وحللب الللدنيا :قللال صلللى الللله عليلله وسلللم
)) إذا تبايعتم بالعينللة وأخللذتم أذنللاب البقللر ورضلليتم بللالزرع
وتكتم الجهاد سلط الله عليك ذل ل ينزعلله حللتى ترجعللا إلللى
دينكم (( السلسلة الصحيحة .نظرة إلى فلسللطين – العللراق
– أفغانسللتان إلللى كللل شللبر مللن أرض السلللم ل حللل إل
بالجهاد ورفعة راية الحق خفاقة عالية .
(9مخالفة أمر النبي صلللى الللله عليلله وسلللم قللال تعللالى :
)) فليحللذر الللذين يخللالفون عللن أمللره أن تصلليبهم فتنللة أو
يصلليبهم عللذاب أليللم (( .وقللال صلللى الللله عليلله وسلللم :
)) بعثت بالسلليف بيللن يللدي السللاعة حللتى يعبللد الللله وحللده
وجعل رزقي تحت ظل رمحي وجعلت الذلللة والصللغار علللى
من خالف أمري ومن تشبة بقوم فهو منهم (( صحيح الجامع
.
(9الغلو في الدين والتنطللع :قللال صلللى الللله عليلله وسلللم
)) هلك المتنطعون وقال إياكم والغلو في الدين فإنما أهلللك
من كان قبلكم الغلللو فللي الللدين (( صللحيح اللبللاني .آن لنللا
حكم شرعه فيما بيننا ليصلح نرجع إلى ديننا ونعود إلى ربنا ون ِ
أحوالنا ولتعود عزتنا وليرجع مجدنا ولترتفع راية الحق خفاقة
عالية وصدق الله القائل ))وإن جندنا لهم الغللالبون (( .عبللاد
الله أصلحوا ذات بينكلم واعلمللوا أن الفرقللة هلك – الفرقللة
عذاب الفرقة دمار )) ول تنللازعوا فتفشلللوا وتللذهب ريحكللم
واصبروا إن الله مع الصابرين (( .
امير بن محمد المدري
امام وخطيب مسجد اليمان
=============
#زكاة السهم والسندات
تعريف السهم والسندات:
السهم :صك يمثل حصة في رأس مال شركة مساهمة.
409
أو نقول السهم :صكوك متساوية القيمة ،غير قابلة للتجللزئة
وقابلة للتداول بالطرق التجارية ،وتمثللل حقللوق المسلاهمين
في الشركات التي أسمهوا في رأس مالها.
السندات :جمع سند ،والسند :صك مالي قابل للتداول ،يمنح
للمكتتب لقاء المبالغ الللتي أقرضللها ،ويخللوله اسللتعادة مبلللغ
القرض ،علوة على الفوائد المستحقة ،وذلللك بحلللول أجللله.
أو نقول :تعهد مكتوب بملبغ من الدين )القرض( لحامله فللي
تاريخ معين نظير فائدة مقدرة.
الفرق بين السهم والسند:
-1السهم يمثل جللزًء مللن رأس مللال الشللركة ،وأمللا السللند
فيمثل جزًء من قرض على الشركة أو الحكومة.
-2السهم تتغير قيمته.
-3حامل السند يعتبر مقرضا ً أما حامل السهم فيعتبر مالكللا ً
لجزء من الشركة ،ولذلك فللإن السللهم يعطللي حللامله حللق
التدخل في الشركة.
-4للسند وقت محدد لسداده أمللا السللهم فل يسللدد إل ّ بعللد
تصفية الشركة.
-5السند عند الفلس يللوزع بالحصللص ،أمللا السللهم فيأخللذ
مالكه نصيبه بعد سداد الديون.
حكم السهم والسندات:
السهم هي أجزاء تمثل رأس مال لشركة قد تكون صللناعية
أو زراعية ،فهي جائزة شرعا ً إذا كان النشاط مباحلا ً ،ومملا
يدل على جوازها القياس على ما حدث مع تماضر الشجعية
في عهد عثمان بن عفللان )رضللي الللله عنلله( بعللد استشللارة
الصحابة حيث أعطيت مقابللل سللهمها مللن التركللة 80ألللف
دينار ،وكانت التركة أنواعا ً من المال النقدي والعيني.
وكون السهم تحتوي على نقللود فهللذا ل يمنللع مللن حلهللا ول
يكون بيع نقدٍ بنقدٍ لن النقد تابع لغيره والقاعدة تقول :يثبت
تبعا ً ما ل يثبت استقلل ً ،وفي الحديث عن ابن عمللر )رضللي
الله عنه( أن النبي )صلى الللله عليلله وسلللم( قللال :مللن بللاع
410
عبدا ً وللله مللا ل فمللاله للبللائع إل ّ أن يشللترطه المبتللاع .رواه
مسلم.
وأما السندات فمحرمة لنها مبنية على الربا.
زكاة السهم والسندات:
سنبدأ بالسندات لن السهم تحتاج إلى تفصيل.
-1السندات محرمة لما سبق ولكن هللل تزكللى ؟ ملا يأخلذه
من الربا يجب عليه أن يتخلص منه بإعادته إلللى صللاحبه وإذا
لم يعلم صاحبه فيتصدق به جميعه بنية جعل الثواب لصاحبه.
وقال الشلليخ الزحيلللي :بللالرغم مللن تحريللم السللندات فإنهللا
تجب زكاتها لنها تمثل دينا ً لصاحبها ،وتؤدى زكاتها عللن كللل
عللام عمل ً بللرأي جمهللور الفقهللاء غيللر المالكيللة ،لن الللدين
ر( تجب زكللاته فللي كللل المرجو )وهو ما كان على مقرٍ موس ٍ
عللام ،وشللهادات السللتثمار أو سللندات السللتثمار هللي فللي
الحقيقية سندات وتجب فيها الزكللاة وإن كللان عائدهللا خبيث لا ً
وكسبها حراما ً ،وتزكى السندات كزكاة النقللود… وذلللك لن
تحريم التعامللل بالسللندات ل يمنللع مللن وجللود التملللك التللام
فيجللب فيهللا الزكللاة ،أمللا المللال الحللرام غيللر المملللوك
كالمغصوب والمسروق وملال الرشلوة… والربلا ونحوهلا فل
زكللاة فيلله لنلله غيللر مملللوك لحللائزه ويجللب رده لصللاحبه
الحقيقي منعا ً من أكل أموال الناس بالباطل فللإن بقللي فللي
حوزة حائزه وحال عليه الحول ولم يرد لصللاحبه فيجللب فيلله
زكاته رعاية لمصلحة الفقراء.أ.هل ل وذكللر ابللن تيميللة )رحملله
الللله( أن المللال إن كللان أهللله غيللر معروفيللن ول معينيللن
كالعراب المتناهبين تجب فيه الزكاة.
-2السهم :تنقسم السهم إلى ثلثة أنواع:
-1السهم في شركة زراعية فتخللرج زكاتهللا كمللا فللي زكللاة
الزروع والثمار.
-2أسهم في شركات تجاريللة فتجللب زكللاة السللهم جميعهللا
كعروض التجارة ،وتقللدر فيهللا السللهم بقيمتهللا فللي السللوق
وقت وجوب الزكاة
411
-3أسهم في الشركات الصناعية فهذه اختلف في زكاتها:
أ -فقيللل :تجللب الزكللاة فللي صللافي الربللح ل فللي المعللدات
والمبللاني ونحوهللا ،اختللار هللذا القللول الشلليخ عبللدالرحمن
عيسى في كتابه المعاملت الحديثة وأحكامها.
ت صللناعية أو ب ل ل وقيللل :ل فللرق بيللن السللهم فللي شللركا ٍ
تجارية ما دامت معدة للتجارة ولما في التفريللق بينهمللا مللن
المشقة ،واختار هذا القول الشيخ يوسف القرضاوي.
-3وفرق بعض العلماء بينها بحسب النية فإن كان المسللاهم
يقصد الستمرار في تملك حصةٍ شللائعة فللي الشللركة وأخللذ
العائد الدوري فل يزكي الصول ،وإن كان تملكه على سللبيل
المتاجرة فيزكيها باعتبار قيمتها السوقية ،وهذا قول الشيخ:
عبدالله بن منيع.
ونوقش هذا القول بأنه تفريق بين المتماثلين.
وأجيب بأن النية لها دور في تغييللر الزكللاة كمللا فللي التملللك
للقنيللة والسللكنى ،والتملللك للتجللارة ،ولن مللن ل يقصللد
المتاجرة قد تمضي عليلله فللترة طويلللة ل يللبيع فيهللا ثللم قللد
تنخفض السعار بخلف الول فإنه يبيع ويشتري دومًا.
الترجيح:
الراجح والله أعلم هو القول الول لما تقرر لدى الفقهاء من
أن آلت الصناعة والمباني ونحوها ل زكللاة فيهللا إذا لللم تكللن
هي ذاتها معدة للتجارة.
المراجع:
1ل مجلة مجمع الفقه السلمي .العدد ) ،(4ج ) (1ص .707
2ل بحوث في القتصاد السلمي ،لعبدالله بللن سللليمان بللن
منيع ص ).(67
-3مجموع رسائل الشيخ /عبدالله المحمود.
-4زكاة السهم والسندات للشيخ /صالح السلن.
-5أبحاث فقهية في قضايا الزكاة المعاصرة.
المصدر :بحوث لبعض النوازل الفقهية المعاصرة
===============
412
شخصّية #الحصانة الشرعية ودورها في تشكيل ال ّ
السلمّية
كتبه
خباب بن مروان الحمد
Khabab00@hotmail.com
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الواحد الحد ،وصّلى الله على نبينا محمللد ،وعلللى
آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين...
ما بعد:
أ ّ
يعيللش المسلللمون فللي زمللن انفتحللت فيلله الللدنيا علللى
دت مقولللة العيللش فللي قريللة واحللدة مصللراعيها ؛ فقللد تع ل ّ
مرحلتها ،وصرنا في حقيقة المر نعيش في عالم يجتمع في
غرفة واحدة ،فالقنوات الفضائية دخلت الللبيوت ،والمواقللع
اللكترونية استقطبتها أروقللة الللدور والعمللل ،فصللار المللرء
يتلّقى آراء عديدة ،وتوجهات متغايرة ،تجعله يتابعها وهو فللي
غرفته ليل نهار.
م هذه التحديات ،والختلفات البينّية يجللدر بللالمرء ض ّ
خ َ وفي ِ
ن الله عليه بالسلم ،أن تكون لديه رؤية ناضجة في الذي م ّ
ن فيها الحق والباطللل ، كيفية التعامل مع هذه التحديات ،فإ ّ
وة عقديللة، ومواجهتنا لهذه التحديات الثقافية تتطل ّل ُ
ب من ّللا ق ل ّ
وركائز ثابتة ،تأخذنا لبّر المان ،وشاطئ النجاة.
ن علينللا بنعمللة ن الللله لل تعللالى ل ل قللد م ل ّ
كأ ّوليللس مللن شل ّ
عظيمة ،وهي:نعمة العقل ،والتي ُيعرف مللن خللهللا لل فللي
كثير من المسائل ل الخير من الشر ،والهللدى مللن الضللللة ،
ل بها وأعرض ن النسان إذا استق ّ والصواب من الخطأ ،بيد أ ّ
عللن الللوحي ،فسلليرتكب مللا تهللواه النفللس ،ولللذا نزلللت
الشريعة اللهية على عبللاد الل ّلله ،لتمي ّللز للنللاس مللا يفيللدهم
ويضبط عقولهم ،فتتوازن الحياة ،وتنضبط المسيرة.
ل بالهدايللة إل ّ باّتبللاعه والعقل على شرف منزلته ،لن يسللتق ّ
لشللريعة السلللم ،وشللريعة السلللم لللن تتللبين مراداتهللا إّل
413
بواسطة العقللل ،فكل المريللن يحتللاج أحللدهما الخللر ،ولللن
يعارض العقل الصحيح النقللل الصللريح أبللدا ً كمللا بّينلله علمللاء
السلم.
فصل
التعريف بل):الحصانة الشرعية(:وأهمّية هذا الموضوع
م القضللايا العلمي ّللة فللي ديللن السلللم معرفللة حقللائق من أه ّ
الشياء وتعريفاتها ؛ لتكون الصورة واضحة في الذهن ،جلّية
في الفكر )إذ المرء ما لم يحط علملا ً بحقللائق الشللياء الللتي
يحتاج إليها يبقى في قلبه حسكة(كما قال المللام ابللن تيمي ّللة
"الفتاوى ."10/368
مللل فكللري لسللتخراج تعريللف لهللذا المفهللوم : ومن خلل تأ ّ
)الحصانة الشرعية( وتبيين المقصود منلله ،أرى أن ّلله) :البنللاء
العقدي المللتين ملن خلل الفهللم الناضلج لمنهلاج اللله كتابلا ً
ل بهما مللن الراء ل ما يخ ّوسّنة ،ووقاية الفكر والعقل عن ك ّ
الفاسدة ،المخالفة لمنهج أهل السّنة والجماعة فللي التلقللي
والستدلل(.
ق مللن أن فالحصللانة الشللرعّية مشللابهة لجهللاز مناعللة وا ٍ
ل بلله. يتسّرب إليه شيء من الخلل والعطب ،فيفسده ويخلل ّ
ق
وهكذا المسلم ،فإّنه محتاج لما يحوط عقيدته ويرعاها حلل ّ
رعايتها من أن تتلّقى شيئا ً من شبه أهل الضلل ،فيقللع فللي
قلبه شيء من النخداع بها ،فيزيللغ قلبلله لل عيللاذا ً بللالله مللن
ذلك ل فيهلك مع الهالكين.
*تتجّلى أهمّية الموضوع ل فيما أرى ل بأّنه منللذ خللروج المللرء
مله ،فليلس فلي ذهنله رصليد معرفلي ،ول خلبرة من بطن أ ّ
عملية ،كما قال الله ل تعالى ل):والللله أخرجكللم مللن بطللون
أمهاتكم ل تعلمون شيئا ً وجعل لكم السمع والبصار والفئدة
لعّلكم تشللكرون( )النحللل (78فللالمرء المسلللم مللا دام أن ّلله
سيبدأ بالتلقي والتصال مع بني النسان ،فسلليجد اختلفللات
دعي الحللق فللي الراء ،وتباينللات فللي المناهللج ،وكلل ّ
ل يلل ّ
والصواب ،فما مللوقفه إذن مللن هللذه التضللاربات الفكريللة ؟
414
وكيللف يسللتطيع أن يمّيللز بيللن الصللواب والخطللأ ؟ هنللاك
خطوات لتحقيق ذلك ،وست ََتجّلى في هللذه الدراسللة لل بللإذن
الله ل.
فصل
ضرورة تلقي العلم من منابعه الصيلة
ن النسان المسلم إذا لم يتلقّ العلم من ليس من شك في أ ّ
منللابعه الصلليلة ،وروافللده الصللحيحة ،أخللذا ً مللن الكتللاب
والسللنة علللى هللدي السلللف الصللالح ،فللإّنه سلليخبط خبللط
جهاتها العقدية ،ول عشواء ويتلّقى العلم من جهات ل يعلم تو ّ
أصولها الشرعية ،ويقع في عدة مزالق يتباين حجللم خطئهللا
وضللها ،ولهذا كان علماؤنا السابقون يوصون بتلقللي العلللم
مللن صللدقوا الللله فللي تعلمهللم وتعليمهللم ،ولحللت قللوة م ّ
ذرون طلبهللم مللن حججهم أمام خصومهم ،وفي المقابل يحل ّ
أهل الزيغ والهوى ،لئل يقعوا فيما وقع فيه أولئك المبتدعة ،
فكان الصحابي الجليل عبدالله بن مسعود ل رضي الّله عنه ل
يقول):ل يزال الّناس بخير ما أخذوا العلم عن الكابر ،وعللن
أمنللائهم وعلمللائهم؛ فللإذا أخللذوا مللن صللغارهم وشللرارهم
هلكلللوا .قلللال ابلللن المبلللارك لللل رحمللله الّلللله لللل فلللي
تفسير))الصاغر(():يعني أهللل البللدع()أخرجلله ابللن المبللارك
في الزهد:صل ل ، 815و عبللدالرزاق فللي المص لّنف)20446و
،20483بسند صحيح(.
وهذا المام عبدالله بن المبارك ل رحمه الله ل يوصللي طللالب
العلم قائل ً له:
ماد بن زيدأيها الطالب علما ً ائت ح ّ
م قّيده بقيدفاكتسب علما ً وحلما ً ث ّ
ودع الفتنة من آثار عمرو بن عبيد
)ديوان ابن المبارك للدكتور:مجاهد مصطفى:صل ،45وانظللر
البداية والنهاية.(10/79:
من نّبه على ذلك المام الغزالي ل رحمه الله ل حيث ألمللح وم ّ
للمسلم الذي يريللد أن يكللون ذا عقلي ّللة واعيللة بللأّنه ل بللد أن
415
يعمللل علللى حصللانة عقليتلله مللن النحرافللات الفكريللة ،
وخصوصا ً إن كان في منطقة يكثر بهللا أهللل البللدع والهللوى ،
فقال):فللإن كللان فللي بلللد شللاع فيلله الكلم وتنللاطق النللاس
بالبدع فينبغي أن يصان في أول بلوغه عنهللا بتلقيللن الحللق ؛
فإنه لو ُألقي إليه الباطل لوجبت إزالته عن قلبه وربما عسر
ذلك ،كما أنه لو كان هذا المسلم تاجرا ً وقد شاع فللي البلللد
معاملة الربا وجب عليه تعلم الحذر مللن الربللا( إحيللاء علللوم
الدين للغزالي(1/29):
ل وحاد َ عن طريق الهدى وحين يفتش المراقب ضلل من ض ّ
ن من أسباب ذلللك ضللعف الحصللانة وعلئم الحق ،فسيجد أ ّ
دي لولوج المشتبهات فللي فكللره وعقللله ، ما يؤ ّ
الشرعية ،م ّ
وقد نّبه على ذلك المام ابللن بط ّللة العكللبري فقللال):اعلمللوا
إخواني أني فكرت في السبب الذي أخرج أقواما ً من السللنة
والجماعة واضطرهم إلى البدعة والشناعة ،وفتح باب البلية
على أفئدتهم وحجب نور الحق عللن بصلليرتهم فوجللدت ذلللك
من وجهين :
أحدهما :البحث والتنقير وكثرة السللؤال عمللا ل ينبغللي ،ول
يضر العاقل جهله ،ول ينفع المؤمن فهمه.
والخللر :مجالسللة مللن لتللؤمن فتنتلله ،وتفسللد القلللوب
صحبته("البانة ."1/390:
وقد يتساءل بعض المستشكلين عن عّلة الهتملام والّتشلّبث
تجاه مصادر التلقي ؛ والسبب في ذلك ،لئل ّ تختلط المناهللج
في الذهن ،وتتضارب التصورات ،فتكون النتيجللة المنطبعللة
بعد ذلك في العقل السلمي منهجا ً غوغائيا ً ل تلزمه ضلوابط
،ول تحكمه قيود .
فالمطلوب لمن أراد الهداية والتثبيت علللى سلّلم الشللريعة ،
ليدفع بها الهللواء ،ومكللائد أهللل الضلللل ،أن يكللون معتنيلا ً
بحماية عقللله ،بسللياج الشللريعة السلللمّية وأصللولها ،والللتي
ون له ثللوابت عقديللة تحميلله لل بعللون الللله لل مللن سللريانتك ّ
الفكار المضلل َّلة إللى منهجله ،ملن أهلل الهلواء والعصلرنة
416
ن العبد بنفسه حين قرأ شيئا ً في عقيللدة ما أن يظ ّوالعلمنة .أ ّ
كللرا ً
أهل السنة والجماعة أّنه صار مدركا ً لها بالكلّيللة ،أو مف ّ
م يطالع كتب أولي الهللواء والبللدع ،ويشللاهد بعللض ألمعيا ً ،ث ّ
البرامللج الدينيللة أو الفكريللة فللي بعللض القنللوات الفضللائية ،
صب الفكري ،أو بغية العثور علللى جة الستنارة وعدم التع ّ بح ّ
فكللرة ضللالة ،فيبللدأ مشللاهدا ً ومطالع لا ً متوجس لا ً مللن كلم
دة شللهور أو سللنوات ،حت ّللى المتحللدث ،ومللا أن تمضللي ع ل ّ
ن أّنله قللد أحللاط علملا ً بأصللول السلللم ، يدمن ذاك الذي ظ ّ
علللى مشللاهدة الفضللائيات وملحقللة الصللحف والمنتللديات
الثقافية ،فتبدأ الشبهات تقع في ذهنه ،لقّلة علمه ،بللل قللد
يللأتي بعضللهم لهللل العلللم فللي مجللالس خاصللة أو عامللة ،
ن في ذلك البرنامج الفلنللي ،أو يحدثونهم سرا ً أو علنية ،بأ ّ
الصللحيفة الفلني ّللة ،ذكللر الكللاتب كللذا ،وأقللام الدلللة علللى
ن حديثه ،فهل كلمه صواب ؟ وكيللف نللرد عليلله؟! والح لقّ أ ّ
هؤلء أحسنهم ،وإل ّ فقللد ينخللدع هللؤلء ببعللض أهللل الهللوى
من أوتوا فصاحة وبيانا ً بل علما ً ،فتختلط المعللايير لللديهم، م ّ
م يلتفتون مّرة أخرى إلى منهجهم الللذي ويضطربون فكريًا ،ث ّ
مية نقضه ونسلفه ،ومعلاودة دعون أه ّ ساروا عليه سنوات في ّ
جللة أّنهللم رجللال وعلمللاء السلللف النظر في كلم علمللائه بح ّ
رجال؛ لّنه لم يقم على الصول العلمية الصللحيحة!! وصللدق
عمر بن عبدالعزيز ل رضي الله عنه لل حيلن قلال):ملن جعلل
دينه غرضا ً للخصومات أكثر التنقل()تأويللل مختلللف الحللديث
لبن قتيبة/صل .(115
فصل
الحذر من مخالفة منهج أهل السّنة والجماعة
من يتابع مسيرة سلفنا الصالح ل رضوان الله عليهم ل يجدهم
يتحاشون السللتماع لهللل البللدع والهللوى ،أو محللادثتهم ،أو
مجالسلتهم ،وفلي هلذا يقلول سلفيان الثلوري):ملن أصلغى
بسمعه إلى صللاحب بدعللة ،وهللو يعلللم ،خللرج مللن عصللمة
417
الله ،ووكل إلللى نفسلله ،وقللال كللذلك:مللن سللمع بدعللة فل
يحكها لجلسائه ،ل يلقها في قلوبهم .
عل ّللق المللام الللذهبي علللى مقولللة المللام سللفيان الثللوري
بقوله:أكثر الئمة على هذا التحذير يرون أن القلوب ضللعيفة
طافة ("السير ، "7/261وقد أحسن من قال: شبه خ ّ وال ّ
ل تستمع إل ّ لقول صادق يغنيك عن خطل من القوال
ن وعت ذكرا ً تله التالي فالذن نافذة العلوم وخيرها أذ ٌ
ن مللن منهللج أهللل العلللم الراسللخين تجللاه بللل إننللا نجللد أ ّ
المدارس الضاّلة ؛ التحذير منها ،بللله محاولللة انتزاعهللا مللن
أيللدي أصللحابها ،لئل ّ تفسللد عقللول النللاس بتلللك الفكللار
المضّللة ،ويذكر شيخ السلم ابن تيمّية ل رحمه الله ل شلليئا ً
ل):وقد أمر الشيخ أبو عمللرو بللن الصلللح بللانتزاع من هذا قائ ً
هذها منل ُمدرسة معروفة من أبي الحسن المدي ،وقال :أخل ُ
ل من أخذِ عكا ل وقللد كللانت بأيللدي الصللليبيين لل مللع أن أفض ُ
المدي لم يكن في وقته أكثر تبحللرا ً فللي الفنللون الكلميللة ،
والفلسللفية منلله ،وكللان مللن أحسللنهم إسلللما ،وأمثلهللم
اعتقادًا("مجموع الفتاوى "18/53
وقد يقول قائل :أليس ذلللك مصللادرة للللرأي ،وحجللرا ً علللى
الفكار ؟
ن هذه المصادرة لرأي الخللر ليللس كمللا وإجابة على ذلك ؛ أ ّ
مللن ينتسللبون إلللى يظّنه بعللض أهللل الهللوى أو المنهزميللن م ّ
السلم ؛ بسبب الخوف والجبللن مللن السللتماع لهللل البللدع
والهوى ،بل لّنه حفظ لعقول المسلمين ،والحتياط للدينهم
من سماع كلم أهل الضلل والكفر ،استدلل ً بقللوله تعللالى:
)وإذا رأيت الذين يخوضللون فللي آياتنللا فللأعرض عنهللم حللتى
ما ينسيّنك الشيطان فل تقعد بعد يخوضوا في حديث غيره وإ ّ
الذكرى مع القوم الظالمين(وقوله تعالى):وقللد نللزل عليكللم
في الكتاب أن إذا سمعتم آيات الله يكفر بها ويستهزأ بها فل
تقعدوا معهم حّتى يخوضوا في حديث غيره("النساء."140/
418
ومن الدّلة على ذلك قوله ل صّلى الله عليلله وسلّلم للل):وإن ّلله
من يعش منكم فسيرى اختلفا ً كثيرا ً فعليكللم بس لّنتي وس لّنة
ضللوا عليهللا سللكوا بهللا وع ّالخلفللاء الراشللدين المهللدّيين ،تم ّ
ل محدثة بدعة وكلل ّ
ل نك ّ بالنواجذ وإّياكم ومحدثات المور ،فإ ّ
بدعة ضللة( أخرجه أحمللد فللي مسللنده )(4/126والترمللذي
برقم ) (2676وقال :حديث حسن صحيح ،فإّنه ل صّلى الللله
ذرنا من محدثات المور ،ودعانا إلى اجتنابها . عليه وسّلم ل ح ّ
ومن الدلة كذلك مللا رواه عمللران بللن حصللين عنلله ل ل عليلله
جال فلينأ عنه ،مللن الصلة والسلم ل أّنه قال):من سمع بالد ّ
نجال فلينللأ عنلله ،فللإ ّ جال فلينأ عنه ،من سمع بالد ّ سمع بالد ّ
الرجل يأتيه وهو يحسب أّنه مؤمن ،فما يزال به بما معه من
الشللبه حّتللى يّتبعلله(أخرجلله المللام أحمللد فللي المسللند)
ود إسللناده المللام ابللن مفلللح فللي (4/431بسند صللحيح،وج ل ّ
ن المصطفى لل عليلله الصلللة الداب الشرعية) .(1/220بل إ ّ
والسلم ل حين أتاه عمر بللن الخطللاب لل رضللي الللله عنلله ل ل
بكتاب أصابه من بعض أهل الكتللاب فقللرأه عليلله ،غضللب لل
ك يللاابن الخط ّللاب ؟! يش ّ عليه الصلة والسلم ل وقال ):أوف ّ
لقد جئتكم بها بيضاء نقّية ،ل تسألوهم عن شيء فيخبرونكم
بحق فتكللذبوا بلله ،أو بباطللل فتصللدقوا بلله .والللذي نفسللي
ن موسى كان حي ّا ً ما وسعه إل ّ أن يتبعني( أخرجلله بيده ،لو أ ّ
أحمد في مسلنده ) ،(3/338وابلن أبلي شليبة فلي مصلّنفه)
سنه اللباني.
(6/228بسند ح ّ
كان ذلك منه ل عليه الصلة والسلم ل تربية لصحابه على أن
يكون الينبوع الذي يتلقون منه واحدا ً عذبا ً نقي ًّا):يسللقى بمللاء
واحد( ،ليفارقوا أهل الضللللة ويسللتقوا المنهللج مللن غيرهللم،
ن مفارقتهم منهللج لهللل السللنة والجماعللة ،وليسللت مللن ل ّ
ددين كما يزعمه بعضهم ،ويكفينا أّنه ل إنشاءات بعض المتش ّ
سبحانه وتعالى ل يقول في محكم التنزيل لمن يطلب النظللر
في غير كتاب بدعوى عدم الحجر الفكري ):أولم يكفهللم أّنللا
أنزلنا عليك الكتاب يتلى عليهم(!!
419
دعيه بعضهم من أولي التوجهات الحديثة العصرّية : ما ما ي ّ
وأ ّ
ن ذلك التحفظ من باب الحجر على الفكللار ،والسللترقاق بأ ّ
الفكري ،والرهاب الثقافي تجاه النلاس ،وأّنله ل بلأس بلأن
ي المنهللج أو يستمع من شاء إلى من يشاء ،سواء أكان سللن ّ ّ
ن الحللق نقيضه ،بل توجيه أو رعاية أو تربية وعنايللة ؛ بزعللم أ ّ
أبلج ناصع ،ومن خلل نصاعة الحق سيتبين للناس أّنلله حللق
مللامللا الزبللد فيللذهب جفللاء وأ ّ
ن الله يقللول):فأ ّ ويأخذون به،ل ّ
ماينفع الناس فيمكث في الرض( ويقولللون :إّنله ليلس مللن
إشللكال أن يقل ّللب المللرء بصللره فللي كلم النللاس ،ويسللتمع
م يرى من كان كلمه حقا ً فيأخذ به. لجدال المجادلين ،ث ّ
ن هذا الطرح متولد من العقليللة الغاليللة فالجواب عن ذلك:بأ ّ
في تحكيم النصوص ،والتي تزايللد فللي إعطللاء العقللل مللا ل
ن هللدي ن على الصول الشللرعية ،وإّل فللإ ّ يقدر عليه ،ولم ي ُب ْ َ
رسول الهدى ل صّلى الله عليه وسّلم لل والصللحابة والتللابعين
ممن بعده يقوم على تحصين الفكار ،وصلليانة العقللول مللن
ب ،وعلللى هللذا قللام منهللج أهللل ب ود ّ
ل مللن هل ّ الستماع لك ّ
السّنة والجماعة ،ورحم الله عمر بن عبد العزيز ،حين قال:
ن رسول الله ل صّلى الله عليه وسّلم ل وولة المر بعللده )س ّ
وة سننًا،الخذ بها تصديق لكتاب الله ،واستكمال لطاعته ،وق ّ
على دين الله ،ليس لحد تغييرها ول تبديلها ،ول النظللر فللي
رأي من خالفها،فمللن اقتللدى بمللا سلّنوا فقللد اهتللدى ،ومللن
استبصر بها بصر ،ومن خالفهللا واّتبللع غيللر سللبيل المللؤمنين
وّله الللله مللاتولى وأصللله جهّنللم وسللاءت مصلليرًا(أخرجلله
الجري في الشريعةص ،48واّلللكللائي شللرح أصللول اعتقللاد
أهللللل السللللنة والجماعللللةبرقم)،(1/94)(134وعبللللدالغني
المقدسي في القتصاد في العتقادص (216وحين جاء رجل
للمام الوزاعي ل رحمه الله ل فقال:أنا أجالس أهل السللّنة ،
وأجللالس أهللل البللدع .قللال الوزاعللي):هللذا رجللل يريللد أن
يساوي بيللن الحلقّ والباطللل(أخرجلله ابللن بط ّللة فللي البانللة)
420
(2/456واّلللكللائي ) (252فللي شللرح أصللول اعتقللاد أهللل
السّنة والجماعة.
لمة السيد محمد رشيد رضا ل ل وكم أعجبتني فتوى الشيخ الع ّ
رحمه الله ل حين سئل :ما هو حكم الله فيمن يطالع الكتللب
السماوية الخرى مثل التوراة بقصد الحاطة خللبًرا بمللا جللاء
مللا ،وإذا
في غير شريعتنا ,وهل كان النهللي عللن قراءتهللا عا ّ
سلللمنا ذلللك تكللون الشللعوب غيللر السلللمية متميللزة علللى
المسلللمين بعللدم منللع أنفسللهم إجالللة النظللر فللي القللرآن ،
جللون بلله فيستفيدون مما جاء فيه من اليللات البينللات ,ويحت ّ
علينا ,ونحن ل نقدر أن نقللابلهم بالمثللل ؛ لن كتبهللم مغلقللة
في وجوهنا .أفيدونا بما علمكم الله ؟.
فأجاب فضيلته :بسم الله ،والحمد لله ،والصلللة والسلللم
على رسول الله ،وبعد :
المور بمقاصدها ,فمن يطالع كتب الملللل بقصللد السللتعانة
على تأييد الحق ورد ّ شبهات المعترضين ونحوه وهو مسللتعد
لذلك ,فهو عابد لله تعالى بهذه المطالعللة ,وإذا احتيللج إلللى
ما .
ضا لز ً
ذلك ؛ كان فر ً
وما زال علماء السلم في القديم والحللديث يطلعللون علللى
كتب الملل ومقالتهم ,ويللرّدون بمللا يسللتخرجونه منهللا مللن
الدلئل اللزامية ,وناهيك بمثللل ابللن حللزم وابللن تيميللة فللي
الغابرين ،وبرحمللة الللله الهنللدي صللاحب إظهللار الحللق فللي
المتللأخرين ،أرأيللت لللو لللم يقللرأ هللذا الرجللل كتللب اليهللود
والنصارى ،هل كان يقدر علللى مللا قللدر عليلله مللن إلزامهللم
وقهرهم في المناظرة ,ومن تأليف كتابه الذي أحبط دعات َُهم
في الهند وغير الهند ،أرأيت لو لم يفعللل ذلللك هللو ول غيللره
أمللا كللان يللأثم هللو وجميللع أهللل العلللم ,وهللم يللرون عللوام
المسلمين تأخذهم الشبهات من كل ناحية ول يدفعونها عنهم
؟
نعم إنه ينبغي منع التلمذة والعوام مللن قللراءة هللذه الكتللب
لئل تشلللوش عليهلللم عقلللائدهم وأحكلللام دينهلللم ،فيكونلللوا
421
كللالغراب الللذي حللاول أن يتعلللم مشللية الطللاووس فنسللي
مشيته ولم يتعلم مشية الحجل ،والله أعلم )1).
ن علماء أهل السّنة والجماعة فتحوا المجال ولنفترض جدل ً أ ّ
للّناس أجمعين ليطلالعوا مللا يشلاؤون،ويشلاهدوا مايريلدون،
دعي أن ّلله الحللق ل واحد منهللم بمنهللج ي ل ّ ن أّنه سيخرج ك ّ فالظ ّ
ن فللي القلللوب الذي ل مريللة فيلله ،وخاصللة إذا استصللحبنا أ ّ
ركيزة الهوى ،وتزيين السللوء باسللم المصلللحة تللارة والحللق
أخرى ووجهة النظللر ثالثللة والحريللة رابعللة ،وتكللون النتيجللة
صلة لنا ملن هلذه الراء ؛ التملذهب بمذهبيلة اللل)حيلص المح ّ
بيص!( في المعتقدات والفهام ،والكل يقول أنللا الللذي ! دع
ب الستئثار بالرأي لدى البشر ،وتعظيمهم لقللوالهم ، عنك ح ّ
م إخراجهم للكتب والمؤلفات لنصرة رأيهللم،والنتصللار ومن ث ّ
لفكرتهم )وكللم كتللاب صللنع ليطعللن حّقللا( كمللا قللاله الشلليخ
محمد الخضر حسين في كتابه):نقض كتاب الشعر الجللاهلي
ص (4
ن أّنه عقلنللي ، ظم الذي يظ ّ والحقيقة أّننا إذا نظرنا فيمن يع ّ
فسنجدهم قد صاروا إلى أقوال متباينة ،وأفكار غريبة ،وقل ّ
ل
ندعى من قِب َِلهللم ؛ ل ّ أن نراهم يوافقون الحق والصواب الم ّ
المعيار بل معيار ل يكون ،والعقول تختلف ،والراء تتبللاين ،
والفكار تتضارب ،فتتكون لديهم رؤية مبعللثرة غيللر مّتزنللة ،
تسّفها الرياح العاتية ،وتتلعب بها العاصللير الجارفللة ،وقللد
قيل):للناس بعدد رؤوسهم آراء !( ولهذا فلم نَر من كبللارهم
إّل الندم والحسرة علللى تلللك اليللام الللتي خلللت حيللن كللانوا
يضلللربون الخملللاس فلللي السلللداس فلللي ماهيلللة المنهلللج
الصائب،حّتى انتهوا بل نهاية،وقالوا:
ولم نستفد من بحثنا طول عمرنا سوى أن جمعنللا فيلله قيللل
وقالوا
ولل ّلله دّر المللام ابللن قتيبللة حيللث قللال عللن هللؤلء المّتبعيللن
دعونه مللن للمنهج "الرأيللتي" ):وقللد كلان يجللب لل مللع مللا يل ّ
معرفة القيللاس وإعللداد آلت النظللر ل ل أن ل يختلفللوا كمللا ل
422
ساح ،والمهندسون ،لن آلتهللم ل تللد ّ
ل ساب والم ّ ح ّ
يختلف ال ُ
إل ّ على عدد واحد ،وإل على شللكل واحللد ،وكمللا ل يختلللف
ن الوائل قللد ذاق الطّباء في الماء وفي نبللض العللروق ؛ ل ّ ح ّ
وقفوهم من ذلك على أمللر واحللد ؛ فمللا بللالهم أكللثر النللاس
اختلفا ً ،ل يجتمع اثنان مللن رؤسللائهم علللى أمللر واحللد فللي
الدين()انظر:تأويللل مختلللف الحللديث/صلل (63وصللدق اللله:
)ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلفا ً كثيرًا(.
حة الفكلرة القائللة:بلأن يقّللب ما ما اّدعاه بعضهم ملن صل ّ وأ ّ
المرء ناظريه بين القوال المتضاربة ،ويرى الحق الذي يبدو
ب ذلللك ن هناك شخصا ً ت َعَّق َ له في بعضها فيختاره ،ثم يرى أ ّ
م أبدى مللا لللديه مللن حللق ، الحق الذي اّتبعه فجعله باطل ً ،ث ّ
فيللأتي المللرء ليختللار الحللق الللذي اختللاره ذلللك الشللخص
م يللأتي شللخص ثللالث فيبطللل المتعقللب لكلم مللن قبللله ،ثل ّ
وب القول الذي اختللاره بعنايللة وتحقيللق ،فيللأتي القولين ويص ّ
هللذا المللرء المسللافر بيللن عقللول هللؤلء ليختللار قللول هللذا
الرجل ،لّنه قوي في المناظرة ،رابط الجأش في المجادلة
ن ديللن ن هذا الرأي المطللروح ليللس صللوابا ً ،ل ّ ،وهكذا....فإ ّ
الله لم يأت ليحاكمه العقل البشري ،بل ليسمع له ويطيعه ،
ور لصحابه في البداية بللأّنه نص ّ ن المنهج العقلي وإ ْ ولهذا فإ ّ
منهج المنطقية والعقلنية ،إّل أّنه في الحقيقة منهللج الحيللرة
ن هللذا المنهللج وإن كللانت للله قيللود ،فقيللوده والضللللة ،ل ّ
متفّلتة ،وقواعده متسّيبة ،فينتج من ذلك ثلثة أمور:
ما أن يصللاب أصللحابه بتبل ّللد الحسللاس فيختللاروا قللول ً ، 1ل إ ّ
ضوا مع تعصب مقيت ،وهوى مّتبع. يبقون عليه إلى أن ي ُْقب َ ُ
دوا مللا أن يصللطدموا بمللا ل طاقللة لعقللولهم بلله فيللر ّ 2للل وإ ّ
الشريعة جملة وتفصي ً
ل.
ما أن يصاب أصحابه بالرتحال الفكري ،والتجوال بيللن 3ل وإ ّ
عقول البشر ،ومناهللج الفلسللفة أو المفكريللن العصللريين ،
دوار مع القلق الفكري ،وتغلب عليهللم الحيللرة فيعانوا من ال ّ
والضطراب المنهجي ل عيللاذا ً بللالله مللن ذلللك ل ل وقللد ابتلللي
423
بعض من سار على هذا المنهج بللذلك مثللل:الفخللر الللرازي ،
والشهرستاني ،والجويني ،والكرابيسي،والخللونجي ،وشللمس
الللدين الخسروشللاهي ،وابللن واصللل الحمللوي ،والمللدي ،
نوإبراهيم الجعبري ،وغيرهم ،وإن كان بعض هللؤلء قللد م ل ّ
الله عليهم بالرجوع لمنهج أهل السنة والجماعة قبل وفللاتهم
ل ولله الحمد والمّنة ل.
وحين جاء رجل للمام مالك يقال للله أبللو الجويريللة ل ل مّتهللم
بالرجاء ل فقال له:اسمع من ّللي،فقللال مالللك:احللذر أن أشللهد
عليك .فقال هذا الرجل:والله مللا أريللد إّل الحللق ،فللإن كللان
صوابا ً ،فقل به ،أو فتكّلم .فقال مالك:فإن غلبتني .فقللال
الرجل:ا ِت ّب ِْعني.فقال مالك:فإن غلبتللك ،قللال :اّتبعتللك .فقللال
مالك:فإن جاء رجل فكّلمنا ،فغلبنا؟قال:اّتبعناه.فقال مالك:يا
ن الله بعث محمدا ً ل صلّلى اللله عليله وسلّلم لل بلدين هذا ،إ ّ
واحلللد ،وأراك تتنقلللل!!()سلللير أعلم النبلء 8/99لللل (106
)الفتوى الحموية الكللبرى /ص (277ول يعنللي ذلللك بحللال أل ّ
ن هللذا المللر غيللريتطلللب المسلللم الحللق ويبحللث عنلله ،فللإ ّ
ذاك،والفللارق بينهمللا أن مللن يريللد تتبللع الحللق فللي أصللول
السلم وقضاياه الكلية يرجع إلى كتاب الله ،وسّنة رسوله ل
صّلى الله عليه وسّلم ل فيستقي منهما الحقّ والصواب،علللى
طريقللة علمللاء أهللل السللّنة والجماعللة ،ومنهجّيتهللم فللي
الستدلل.
فصل
حتى ل نقع في النحرافات
صللفة مّتبللع الحللق أنلله يللدور مللع الدلللة الشللرعية حيللث
مه التسليم لكلم الله ورسوله ؛ لنلله عابلد ٌ لللله ،ول تدور،فه ّ
يكون العبد مسلما ً لللله إل إذا ابتعللد عللن هللواه وسلّلم عقللله
ما من يريد تتبع الحق لقوال من ونفسه لحكم الله وأمره ،أ ّ
ل أن يصللل للمنهللج السلللمي عرفوا بالزيغ والهللوى،فللإّنه قل ّ
الصحيح ،ومن دلئل معرفة هؤلء أّنهم يبعدون النجعة كثيرا ً
م عن الدلة الشرعية،ول يتحاكمون إل ّ إلللى عقللولهم ومللن ثل ّ
424
يختللارون مللن الشللريعة مللا يوافللق هللواهم ،بللل لللو قيللل
ن هذا القول خطأ واللدليل عليلله ملن كتلاب اللله لبعضهم :إ ّ
جوا وأكثروا وقللالوا أنللت رجللل مماحللك ؛ فمللا كذا وكذا ،لض ّ
أشبههم بقوله تعالى):وإذا ذكر الللله وحللده اشللمأزت قلللوب
الذين ل يؤمنون بللالخرة وإذا ذكللر الللذين مللن دونلله إذا هللم
يستبشرون( نسأل الله العافية والسلمة!
ل متبللع لمنهللج أهللل السللنة أن يكللون فكللره ومن هنا يلزم ك ّ
مبني ّا ً على كتاب الله وسنة رسول الله بالفهم المنضبط على
منهج أهل السنة والجماعللة ،خشللية الوقللوع فللي الشللبهات
م صللعوبة النفكللاك عنهللا ،حيللث ووصولها إلى ذهنه ،ومللن ثل ّ
سر لنا ما ذكره المام أبللو ل هذا يف ّ سخت في العقل ،ولع ّ تر ّ
بكر بن العربي عن أبي حامد الغزالي ل رحمهما الله لل حيللث
ن المللام الغزالللي تنقللل فللي عللدة أطللوار إّنه من المعلللوم أ ّ
عقدية ومنهجية من اعتزاليللة فلسللفّية ،فك ُ ّ
لبي ّللة ،فصللوفية ،
م أراد النفكاك عنها والخروج من لوازمها ،لكّنه فأشعرّية ،ث ّ
ل ما انغرس في فكره من تلك العقائد لم يستطع أن يتقيأ ك ّ
البدعية ،فقال عنه أبللو بكللر بللن العربللي):شلليخنا أبللو حامللد
م أراد أن يخللرج منهللم فمللا دخللل فللي بطللن الفلسللفة ،ثلل ّ
قدر("درء تعارض العقل والنقل "1/5وكذا المام أبو الحسن
الشعري فقد كان معتزلي ّا ً ،ثم تبّنى الفكر الشللعري ،وبعللد
هذه التنقلت الفكرية ترك أبللو الحسللن الشللعري ذلللك كل ّلله
وأقبل على منهج أهل السّنة والجماعة وأّلف كتللابين جليليللن
فيلله همللا):البانللة عللن أصللول الديانللة(وكتللاب):مقللالت
السلميين واختلف المصّلين(ولكّنه مللع ذلللك لللم يخللل مللن
بعض الخطاء بسبب التكللوين العقللدي المرك ّللب فللي عقللله،
من ألمح لذلك شيخ السلم ابن تيمية ل رحمه الله ل حيث وم ّ
قال):لم يستطع التخّلص من مذهب المعتزلة لّنه نشأ عليلله
مع قّلة خبرته بمللذهب أهللل الس لّنة وعللدم تمكنلله مللن علللم
الكتاب والسنة()فتاوى ابن تيمّية(
425
عرضت هذين النموذجين لبّين دور البناء والتأصلليل للتكللوين
نالعقللدي فللي الخريطللة الذهنيللة لللدى الفللرد المسلللم ،وأ ّ
ل ما يثبت بالللذهن مللن الخطللاء العقدي ّللة قللد النفكاك عن ك ّ
ليكون صعبا ً ،إل ّ من أراد الله له ذلك وتفّلت فكللره مللن ك ل ّ
مخالفة شرعّية.
فصل
استدراك لبد ّ منه
ل يعني التحذير من القللراءة لكتللب أهللل الزيللغ والهللوى ،أو
ن الللله دب أناس ملل ّ متابعة آرائهم وأفكارهم بأي حال ؛ أل ّ ُينت َ َ
عليهم بالعمق العلمي في معرفة منهج أهل السنة ،ورصانة
جللة فللي الكلم ، الدفاع عنه ،مع ما آتاهم الله مللن قللوة وح ّ
دي لهل البدع والضللت وجزالة في المعاني والتبيان ،بالتص ّ
ن أهللل السللنة محتللاجون أشللد ،وكشللف زيللف شللبههم ؛ فللإ ّ
كنيللن ،وخاصللة فللي هللذا الحاجة لولي العلم الربانيين المتم ّ
الزمان ،الذي كثرت فيه الشبهات وتسلط فيه الجهال علللى
منابر العلم ،وانتشر فيله الرويبضلات اللذين ينطقلون فلي
ن الللله عليهللم بللذلك سة لمللن م ل ّ أمر العامة ،فإنّنا بحاجة ما ّ
دبوا لجدال الزائغين وتكونت لديهم الحصانة العقدية ،لن ُينت َ
،ومناقشة المغرضين ،وقد كان في السابق من أهل العلللم
من ينتدب لذلك إذا رأى الشبهات قد كثرت ،بللل قللد ينللاظر
ويجادل أمام العامة ،إذا خشي أن تتسللرب الفكللرة الضللالة
إلى عقولهم من أهل الضلل ،حماية لهم منهللم ،وردا ً لكيللد
ن أبللي دؤاد ، لل في نحورهم ،كما ناقش المام أحمد ُ اب َ ض ّ
ال ّ
ة علمللاءَ ن تيمي ل َ
ش لَر المريسللي ،واب ل ُ ي بِ ْ
وكمللا جللادل الكنللان ّ
الشاعرة ،وغيرهم كثير .وكلانت هللذه الحالللة عنللد العلمللاء
اسللتثنائية ،مللن أصللل عللدم منللاظرة هللؤلء ،أو السللتماع
إليهم ،إل ّ إن اضطروا إلى ذلك ،وخشوا أن تستفحل الفتنللة
ن أهل الس لّنة اسللتحّبوا أن ينتهللض الرب ّللانيون أكثر فأكثر ؛ فإ ّ
لل . لمجادلة الض ّ
426
من نبه على ذلك من علماء السلم :الجّري ل رحمه الللله وم ّ
ل بقوله عن أهل الضللة والبدع ):فإن قال قائل:فإن اضللطر
في المر وقتا ً من الوقات إلللى منللاظرتهم ،وإثبللات الحجللة
عليهم أل يناظرهم؟قيل:الضطرار إّنمللا يكللون مللع إمللام للله
مذهب سوء ،فيمتحن الناس ،ويدعوهم إلى مذهبه ،كفعللل
من مضى ،في وقت المام أحمد بن حنبل رحمه الللله:ثلثللة
خلفاء امتحنوا الناس ،ودعوهم إلللى مللذهبهم السللوء ،فلللم
ب عن الللدين ،وأرادوا بللذلك معرفللة يجد العلماء بد ّا ً من الذ ّ
الحق من الباطل ،فناظروهم ضرورة ل اختيارًا،فأثبت الله ل
عّز وجل ل الحق مع المام أحمد بن حنبل ،ومللن كللان علللى
ل الللله العظيللم المعتزلللة وفضللحهم ،وعرفللت طريقته ،وأذ ّ
ن الحقّ ما كان عليه أحمد بن حنبل ومن تللابعه إلللى العامة أ ّ
كر أن يوم القيامة()الشريعة للجلّري/ص ، (66ولهللذا فل ي ُلذ ْ َ
م أهل السنة في مناقشاتهم لهل البدع ،أو منللاظراتهم ح َ ُأف ِ
ور طريقهم ، ن الله هاديهم ،ومن ّ لهم ل ولله الحمد والمنة ل ل ّ
وحّقًا:
ب فكيف حال البعوض في الوسط ج ٍإذا تلقى الفحول في ل َ َ
ما من أرادوا جّر أهل البدع والهوى لمناقشللات ل يحسللنون أ ّ
الجدل معهم فيها ،بل يلقون في أذهللانهم شللبها ً تلجلللج فللي
عقولهم أّياما ً حتى يفرجهللا اللله بإزاللة تللك الشلكالت مللن
أهلللل العللللم الربلللانيين ،بعلللد أن يطلللوف عليهلللم هلللؤلء
ن هللؤلء القللوم ل يقللال لهللم ،إل ّ ل تعرضللوا المغمللورون...إ ّ
أنفسكم للفتنة ،فتكونوا للناس فتنة ،حيللن ل يجللدوا لللديكم
جة ،وعمقا ً في المناظرة ،وكم ُأتي أهل السللنة وة في الح ّ ق ّ
والجماعة من أمثال هؤلء !
وقد قيل):كثيرا ً ما يكون الباطل أهل ً للهزيمة ،ولكّنه ل يجللد
دث المللام ابللن من هو أهل للنتصار عليلله( وحيللن كللان يتح ل ّ
تيمّية عن مناظرة أهل السللنة لهللل البللدع والهللوى ،بي ّللن ل ل
ن أهل السنة والجماعللة ل يؤي ّللدون أن يتصللدى رحمه الله ل أ ّ
لمناظرة أهل البدع من كان قليل العلم ،فقال) :وقد ينهللون
427
عللن المجادلللة والمنللاظرة إذا كللان المنللاظر ضللعيف العلللم
جللة وجللواب الشللبهة ،فيخللاف عليلله أن يفسللده ذلللك بالح ّ
ل ،كما ُينهى الضعيف في المقاتلة أن يقاتل علجا ً قوي ّا ً المض ّ
ن ذلللك يضلّره ويضلّر المسلللمين بل مللن علللوج الكّفللار ،فللإ ّ
منفعة("درء تعللارض العقللل والنقللل "7/173وعل ّللة ذلللك أن ّلله
حين النقاش يظهر السّني أمام أهل الضلل والهوى بمظهللر
وة في الحتجاج والطرح ،فيسلّبب ذلللك للله ضعف ،وعدم ق ّ
دث ابللن ولبعض أهل السّنة حيرة وفتنة في دينهم ،وقللد تح ل ّ
ل):وكللثيرا ً مللا تيمية في موضللع آخللر حللول هللذه القضلّية قللائ ً
ق
يعارضهم من أهل السلم من ل يحسللن التمييللز بيللن الح ل ّ
جللة الللتي تللدحض بللاطلهم ،ول يللبّين والباطل ،ول يقيللم الح ّ
جللة الللله الللتي أقامهللا برسللله ،فيحصللل بسللبب ذلللك ح ّ
فتنة("مجموع الفتاوى "35/190
فصل
ل إشكال قد يقع في البال ح ّ
قد يقول بعض إّننا نعيش في زمن النفتاح ،والقرية الكونيللة
؛ التي فرضت نفسها على المجتمعات ،وقد يصلح مللا أكتبلله
صللة بهللا ،أو لبعض المجتمعات المنغلقللة علللى كينونتهللا الخا ّ
أزمنة سابقة ،وكثير من الناس يعيش في بلد يكثر بها أهللل
الهوى والبتداع ،فليس من بد ّ إل أن يسللتمع للفكللار حسللنها
ن فكري لا ً وعقللديا ً ،كمللا تزعللم ص ٍ
وسيئها ،وقد يكون غير مح ّ
أهمّيته ،فما قولك؟!
ن هذا الطرح فيلله شلليء صللحيح و فالجواب عن هذا اليراد:أ ّ
ن هنلاك مجتمعلات لهلا خصوصلّيتها ما الصلحيح فلإ ّ باطل ،فأ ّ
الفكريللة والعقديللة ،وهنللاك مجتمعللات تكللثر فيهللا المللذاهب
العقدّيللة ،والراء الفكريللة المغللايرة لمنهللج أهللل السللّنة
والجماعة ،ولكن...هل نقف عند هذا الحد ،ول ننتقي ونختار
ما ل مكان من الرض ،م ّ علماء أهل السّنة الموجودين في ك ّ
يساعدنا على البناء العقدي المتين ؟
428
م من الذي قال لهؤلء احضروا لمللن تشللاؤون ،لقل ّللة أهللل ث ّ
السّنة والجماعة الموجودين في أراضيكم ؟
ي ل عليه الصلة والسلم ل أخبرنا بأّنه سيأتي زمان أليس الّنب ّ
ن
القابض فيلله علللى دينله كالقلابض علللى الجملر؟! وذللك ل ّ
صحابة رسول الله ل صّلى الله عليلله وسلّلم لل يجللدون علللى
الخير أعوانا ً وهؤلء القابضللون علللى الجمللر ل يجللدون علللى
الحقّ أعوانًا.
ألم يخبرنا بأّنه ل يأتي زمان إل والللذي بعللده شلّر منلله حللتى
نلقى ربنا ؟ وأوصانا بأن نصبر حّتى نلقاه علللى الحلوض غيللر
مبدلين ول مغيرين؟ كما قال القائل:
تزول الجبال الراسيات وقلبه على العهد ل يلوي ول يتغّير
م هنللاك فللرق بيللن أن يجلللس إنسللان مسلللم فللي مجلللس ث ّ
ث بكلم خاطئ ،ويكون المسلم الجالس فللي دث متحد ٌ فيتح ّ
ن العمللال بالني ّللات كمللا ضلا ً ل قصللدا ً ،فللإ ّ
ذلك المجلللس عََر َ
أخبرنللا المصللطفى للل صللّلى الللله عليلله وسللّلم للل والمللور
بمقاصدها ،وقد ُرفِعَ الحرج عن هذا وأمثاله حين حضللر هللذا
دث المجلس ،ولكن ليس له إن علم ضلل قول ذللك المتحل ّ
أن يبقى جالسا ً في المجلس ذاك ،بل يجب عليه مفللارقته ،
صة إن كان قليل العلم ،وقد قال أبو قلبة ل رحملله الللله وخا ّ
ل):ل تجالسوا أهل الهواء ،ول تجللادلوهم ،فللإّني ل آمللن أن
يغمسللوكم فللي ضللللتهم ،أو يلّبسللوا مللاتعرفون()البانللة
.(2/437
ن فرض لّيات الواقللع والللتي يغلللب عليهللا اللغللة النهزامي ّللة ، إ ّ
والفكللار المضللّللة ،تقتضللي أن نكللون أشللد ّ إصللرارا ً فللي
مللس الجللاد لوجللود مفاصلتنا العقدية ،وأصلب عودا ً فللي التل ّ
أهل السنة المعينين لنا بالبقاء على اسللتنبات الفطللرة الللتي
ولدنا عليها ،وأهمّية معرفة مصادر التلقي لنتصورها ونعتقدها
مستمسللكين بهللا ،ولللدينا أهللل العلللم وحملتلله الربللانّيون،
فلنسألهم ولنستوضح منهم ما أشكل من أصول ديننا.
الفصل الخير
429
حلللول وأصللول فللي حمايللة العقللل المسلللم مللن شللبهات
المغرضين
وبعد هذه الطروحة الللتي عرضللت قض لّية أحسللب أّنهللا مللن
مللات قضللايا الفكللر السلللمي ،فلبللد لسللائل أن يقللول: مه ّ
صن أنفسنا وفكرنا من الداخل ،خشية أن يضّلنا ما وكيف نح ّ
هو زائغ عللن المنهللج القللويم ،ومللا السللس والصللول الللتي
ون لدينا حصانة شرعّية ،نستطيع ل بإذن اللله لل بعللدها أن تك ّ
ل مللا نللرد ّ الغلللط إذا أوردت الشللبهات ،وخصوص لا ً فللي ظ ل ّ
يمارس الن من الحرب العلمي ّللة الغازيللة للفكللار والعقللول
المسلمة؟
دة نقاط أرى أّنها ل ل بللإذنه تعللالى ل لل الجواب يكمن في ع ّ لع ّ
تساهم في بناء الحصانة الشرعية للعقلّية السلللمية ،وهللي
كالتالي:
1ل التعّلق بللالّله لل علّز وجللل لل والسللتعانة والسللتعاذة بلله ،
وسؤاله الهداية والثبات والممات على دين السلم مللن غيللر
تبديل ول تغيير ،ولنا في رسول الله أسوة وقدوة ،فقد كان
يسأل رّبه الهداية ،وكان كثيرا ًَ مللا يسللأله الثبللات علللى هللذا
الدين ،وعدم تقّلب قلبه عن منهج السلم ،ويستعيذ به من
ل ،كما كللان ل ل عليلله السلللم لل يسللتعيذ مللن ل أو ُيض ّ
أن يض ّ
الفتللن مللا ظهللر منهللا ومللا بطللن ،فالللدعاء الملزم لللذلك
والنطللراح علللى عتبللة العبودّيللة ،وملزمللة القللرع لبللواب
السماء بل):رّبنا ل تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لللدنك
ن
كأ ّ رحمة إّنك أنت الوهاب( إذا اجتمعت هللذه كّلهللا ،فلشل ّ
رحمتلله سللبحانه سللابقة لغضللبه وعقللابه ،ومحللال أن يتعلللق
العبد برّبه حقّ التعّلق ،ويعرض عنه الله ل سبحانه وبحمده ل
وهو الكريم الوهاب.
2ل الّثقة بمنهج الللله ووعللده وحكملله وأوامللره ،واليقيللن بلله
ومراقبته ،والشعور بالمسؤولّية عن حفظ الدين من شبهات
مالمغرضين ،وعدم خلطه بالباطل ،أو لبسه إيللاه ،ومللن ثل ّ
شللبهات ،فللإّنهوغين لل ّ الصللبر علللى مكللائد المنّفللذين والمسل ّ
430
سبحانه وتعالى يقول):وإن تصبروا وتّتقللوا ل يضلّركم كيللدهم
شيئًا( وقد قال المام سفيان الثوري):بالصللبر واليقيللن تنللال
مللا يشللهد لللذلك قللوله تعللالى):وجعلنللا المامة في الللدين(وم ّ
مللا صللبروا وكللانوا بآياتنللا يوقنللون( منهم أئمة يهدون بأمرنللا ل ّ
السجدة)(24
3لل تلّقللي العلللم عللن العلمللاء الرب ّللانيين ،وإرجللاع المسللائل
ضحوا ما أبهللم علللى صللاحبها ،فل المشكلة إليهم ليحّلوها ويو ّ
يستعجل في قبللول فكللرةٍ أطلقهللا مللن ل يللؤمن فكللره ،ول
شبهة في صدره حّتى تعظم ،بل ينبغي عليلله أن يبقي تلك ال ّ
يضبط نفسه بالرجوع للراسخين من أهل العلم ؛ فإن الله للل
تعالى ل يقول):فاسألوا أهل الذكر إن كنت ل تعلمللون(وذلللك
ن هذا العلم دين يللدين بله العبلد لرب ّلله ويلقللاه بلله إذا مللات ل ّ
نعليه ،ولهذا قال المام محمد بن سيرين ل رحمه الللله للل):إ ّ
من تأخذون دينكم()أخرجه مسلم هذا العلم دين ؛ فانظروا ع ّ
دمة صحيحه)((1/14 في مق ّ
4ل البناء الذاتي بمعرفة مصادر الّتلقللي ،ومناهللج السللتدلل
الصحيحة ،وملء القلب بنور الوحي من الكتاب والسّنة ،ملع
ن هللذه المصللادر ملزمة إجمللاع أهللل السلّنة والجماعللة ،فللإ ّ
عاصمة من قاصمة الوقوع في الخطللأ والنحللراف والزلللل ،
وسبب أكيد لسد ّ باب الشبهات المظلمللات ،وذلللك لل بعللونه
لت الفتن. تعالى ل مساعد ٌ لحماية العقل المسلم من مض ّ
سّنة على نفسه قللول ً قال أبو عثمان النيسابوري):من أمّر ال ّ
وفعل ً نطق بالحكمة ،ومن أمّر الهوى على نفسه قول ً وفعل ً
ن اللللله تعلللالى يقلللول):وإن تطيعلللوه نطلللق بالبدعلللة ل ّ
تهتدوا(مجموع الفتاوى).(14/241
ومللن ذلللك إرجللاع المجمللل إلللى المللبّين ،والمطلللق إلللى
المقي ّللد ،والمللؤّول إلللى الظللاهر ،والجمللع بيللن الدل ّللة الللتي
ظاهرهللا التعللارض ،بللالرجوع لكتللب أهللل العلللم ،واسللتقاء
معاني اللفاظ من العلماء الرّبانيين ،وكذا برد المتشابه إلى
ن رسللول المحكم ،وقد روت عائشة ل رضللي الللله عنهللا ل ل أ ّ
431
الله ل صّلى الللله عليلله وسلّلم لل قللرأ):هللو الللذي أنللزل إليللك
م الكتللاب وأخللر متشللابهات نأ ّالكتاب منه آيات محكمات هل ّ
ما الذين في قلللوبهم زيللغ فيّتبعللون مللا تشللابه منلله ابتغللاء فأ ّ
الفتنة وابتغاء تأويله وما يعلم تأويله إل ّ الله والراسخون فللي
ذكر إل ّ أولللو
ل مللن عنللد رّبنللا ومللا يل ّالعلم يقولون آمّنا بلله كل ّ
اللباب( ثم قال ل صّلى الله عليه وسّلم ل فللإذا رأيللت الللذين
مى الله ؛ فاحذروهم( يتبعون ما تشابه منه ،فأولئك الذين س ّ
أخرجه البخاري برقم.(7454):
ُ
5ل التعّلق بكتاب الله قراءة وفقها ً وتللدّبرا ً وعمل ً ،ولللو أقبللل
الخلق على كتاب الله والنتهاج بنهجه ،لجارهم ل سللبحانه ل ل
من الفتن ،فالقرآن شفاء لمللا فللي الصللدور ،ومللن يعللرض
عنه فسيصيبه من العذاب بقدر ابتعاده عنه )وأّلللو اسللتقاموا
علللى الطريقللة لسللقيناهم مللاًء غللدقا ً * لنفتنهللم فيلله ومللن
يعرض عن ذكر رّبه يسلكه عذابا ً صعدا( ورضي الله عن ابللن
عّباس إذ قال):من قرأ القرآن فاّتبع مللا فيلله هللداه الللله مللن
ضللة في الدنيا ،ووقاه يوم القيامة الحساب( أخرجه عبللد ال ّ
الرزاق في المصّنف) (6033وصدق الله ):فمللن اّتبللع هللداي
ن للله معيشللة ل ول يشقى* ومن أعرض عن ذكري فإ ّ فل يض ّ
ن آثللارا ً كللثيرة وردت عللن السلللف بللأّنه مللن ضنكًا( ويكفي أ ّ
ن الللله سيض لّله ،كمللا ابتغى الهدى من غير كتللاب الللله ،فللإ ّ
ححه أخللرج ابللن أبللي شلليبة فللي المصللّنف) (12/165وصلل ّ
اللباني في الصحيحة)(713أّنه لل صلّلى اللله عليلله وسلّلم لل
ن هذا القرآن سبب طرفه بيد الله ،وطرفه بأيديكم ، قال):إ ّ
سكوا به ،فإّنكم لن تضّلوا ولن تهلكوا بعده أبدًا( وأخبر ل فتم ّ
صّلى الله عليه وسّلم ل بقوله):تركت فيكللم مللا إن تمسللكتم
به لن تضلوا بعدي أبللدًا :كتللاب الللله وسللنتي( أخرجلله مالللك
وأحمد في مسنده.
حت به الثار ديني ل قولي وماص ّ كتاب الله عّز وج ّ
فدع ما صد ّ من هذي وخذها تكن منها على عين اليقين
)البيتين السابقين في:نفح الطيب للمّقري (2/127
432
6ل إصلح القلب ومجاهدته ،ومللن حللاول ذللك وجلد ّ واجتهلد
في تحصلليله ،فليبشللر بالهدايللة واليقيللن ،فللالّله لل تعللالى لل
ن الللله لمللع يقللول):والللذين جاهللدوا فينللا لنهللديّنهم سللبلنا وإ ّ
المحسنين(.
7ل معرفة مقاصد الشريعة ،ومرامي الدين السلمي ،لّنهللا
وة منهجّية كبيرة ،ولقاحا ً ضد ّ النحرافات. تمنح المسلم ق ّ
ص بالللذكر وسللائل العلم 8ل تكثيف البرامج التوجيهّية ،وأخ ّ
بشّتى أصنافها ،ومحاولة زرع الثقللة فللي قلللوب المسلللمين
بللالعتزاز بللدينهم وعقيللدتهم ،وتمكيللن قواعللد السلللم فللي
قلوبهم ،والرد على ما يضلادها ،وحتملا ً سليوّلد ذللك قناعلة
بأولوي ّللة الصللول السلللمّية فللي قلللوب المسلللمين ،وبنللاء
الرسوخ العقدي في قلوبهم ،وذاك التحصين الذي نريد.
9للل إنشللاء مراكللز البحللاث والدراسللات المعنّيللة برصللد
شلللبه ، النحرافلللات الفكري ّلللة ،والتعقيلللب عليهلللا بتفنيلللد ال ّ
والجللواب عللن الشللكوك و الثللارات الللتي تخللرج مللن بعللض
دها، المارقين من قيم السلم ومبادئه ،والجهاد الفكللري ض ل ّ
من منطلق قوله تعالى):وجاهدهم بلله جهللادا ً كللبيرا( وتفعيللل
خ المللال الللداعم لهللا ، وة البحللوث ،وضلل ّ هللذه المراكللز بقلل ّ
كنيللن فيهللا ،وإعطاءهللا قللدرا ً مللن وتوظيللف البللاحثين المتم ّ
الشهرة والنفتاح على الوسائل العلمّية.
10للل فسللح المجللال مللن وسللائل العلم بشللّتى صللورها
وألوانها ؛ للمنتمين لمدرسة أهل السّنة بللالخروج العلمللي ،
صللة مللن القويللاء وعللرض رأيهللم تجللاه الراء الخللرى ،وبخا ّ
مللا يؤسللف للله ،أن تجللد بعضلا ً مللن نم ّ كنين منهم ،وإ ّ المتم ّ
وسللائل العلم ،تستضلليف رجل ً بأفكللار منحرفللة ،وتقللابله
بآخر من المنتسبين لمنهج أهل السّنة ل يكلون مسللتواه فلي
مللا يللؤثر سلللبا ً تجللاه وة ال ّ
لزمللة ، ،م ّ الطرح الفكري بتلك الق ّ
طللات العلمّيللة لطللرح هللذا الرجللل النللاظرين لتلللك المح ّ
سّني ،كما أّنه مللن اللزم حقيقللة لبعللض أهللل العلللم أن ل ال ّ
ينأى بنفسه عن تلك المواجهات بللل يغل ّللب جللانب المصلللحة
433
العظمى والكبرى في نصللرة أهللل السلّنة وقضللاياهم ،علللى
عدم الخروج بسبب بعض السلللبيات أو المفاسللد الصللغرى ،
ن كثيرا ً من المهيمنين على الوسللائل مع الدراك والمعرفة بأ ّ
صلللوا لنللا
العلمي ّللة يأتوننللا بمفكريللن ومنتسللبين للعلللم ،ليف ّ
مونه بللل)السلللم إسلللما ً علللى المللزاج الغربللي ،أو مللا يس ل ّ
الليبرالي(! وما الللدعوات السلليئة الللتي تخللرج منهللم أو مللن
بعلض أذنلابهم بملا يسللمى بلل )تطلوير الخطللاب الللديني( إل ّ
ليصدوا المسلمين عن تمسكهم بدينهم الحق ،وليستبدلوا به
النهزامية والتراخي ،والذي لن ينصر حقا ً ولن يكسر باطل ً ،
بل مقصللوده السللاس تحريللف المفللاهيم لللدى المسلللمين ،
وتحريف المفاهيم أشد ّ خطرا ً من الهزيمة العسكرية ،ومللن
ملة فلي ن هزيملة ال ّ ططلات أعلداء السللم )ل ّ هنا كانت مخ ّ
أفكارها تجّردها من الحصللانة وتتركهللا فريسللة لي مللرض أو
وباء فيسهل بعد ذلك احتواؤها وتفكيك معتقللديها(كمللا يقللول
كر :محمللد قطللب لل حفظلله الللله لل فللي واقعنللا الستاذ المف ّ
المعاصر:صل .(356
11ل ملزمة الجلوس مع الصالحين ،والمنتميللن لمنهللج أهللل
السّنة ،وقد نهانا رسول الله ل صّلى الله عليه وسلّلم لل عللن
صحبة ضعاف اليمللان ،وأمرنللا بصللحبة المللؤمنين فقللال):ل
تصاحب إل ّ مؤمنا ً (أخرجه الترمللذي) (4/600برقللم )(2395
ححه الحللاكم فلي وأحمد في مسنده )(3/38و ) (4/143وصل ّ
المسللتدرك ) (4/143وابللن حّبللان فللي صللحيحه )(2/314
سللنه الترمللذي و ابللن مفلللح فللي الداب الشللرعّية،وكللذا وح ّ
اللباني في صحيح الجامع الصللغير برقللم (7341) :فينبغللي
الحذر من الجلوس إلى أهل الزيغ والهوى واللتفات إليهللم ،
صة إن كانت الخلفّية لذاك الجالس مهلهلللة فللي الجللانب وخا ّ
العقدي ،وقد كان أهللل السلّنة يوصللون تلميللذهم بمجالسللة
الخيللار والصللالحين ،والعللراض عللن أهللل الزيللغ والفسللق
والهوى ،ورحم الله المام أبو الحسن البربهاري حيللن قللال:
434
)وعليللك بالثللار ،وأهللل الثللار ،وإيللاهم فاسللأل ،ومعهللم
فاجلس ،ومنهم فاقتبس()شرح السنة للبربهاري/ص .(102
ن أصحاب الخير يدّلون رفقائهم ن من فضائل ذلك أ ّ ويكفي أ ّ
على سبل الهدى ،ولهذا فحيللن كللان ابللن القيللم يللورد علللى
شيخ السلم ابن تيمّية بعض كلم أهل الهوى إيرادا ً بعد إيراد
ل):ل تجعل قلبك لليللرادات والشللبهات ،أوصاه ابن تيمّية قائ ً
ح إل ّ بهللا ،ولكللن اجعلله جة ،فيتشللربها ،فل ينضل َ سِفن ْ َ
مثل ال ّ
مّر الشبهات بظاهرها ،ول تستقّر فيهللا ، مَتة ت ُ
مص َ
كالزجاجة ال ُ
شَرْبت قلبك ك ّ
ل فيراها بصفائه ،ويدفعها بصلبته ،وإل ّ فإذا أ َ ْ
م قللال شبهة تمر عليها صار مقرا ً للشبهات أو كما قال (.ل ثلل ّ
ابن القيم ل فما أعلم أني انتفعت بوصّية فللي دفللع الشللبهات
كانتفاعي بذلك( مفتاح دار السعادة)(1/443
12للل الدراسللة الواعيللة والناقللدة للفكللار والملللل والنحللل
المغايرة لمنهج أهل السّنة ،مع الحللذر مللن أهلهللا ،وتمكيللن
العقلية السلمّية من أدوات الفهم والنظر والمعرفللة لرصللد
مللاالنحرافات الفكرية ،ومعالجتها على ضوء الشللريعة ،وم ّ
صل لنا وسائل وأسللاليب وحجللج يبّين أهمّية ذلك أّنه تعالى ف ّ
المجرمين ،ورد ّ عليها داحضا ً لها ،فمعرفللة وفقلله المللداخل
مه التي يدخل بها أهل الزيغ والهللوى لقنللاع مللن يريللدون ضل ّ
صللل اليللات ل نّبه عليلله تعللالى فقللال):وكللذلك نف ّ إليهم ،أص ٌ
ولتستبين سبيل المجرمين(،ولهذا يقول حذيفللة بللن اليمللان:
)كان الناس يسألون رسول الله ل صّلى الللله عليلله وس لّلم ل ل
عللن الخيللر ،وكنللت أسللأله عللن الش لّر مخافللة أن يللدركني(
أخرجه البخاري في صحيحه برقم (7084):ومسلللم برقللم):
(1847فمعرفللة الشللّر وأهللله منهللج أسللاس لهللل السللنة
دعه ،كما يقول قائلهم: خ َ
والجماعة وكشف ُ
شر لكن لتوقيه ومللن ل يعللرف الخيللر مللن شّر ل لل ّ عرفت ال ّ
شر يقع فيه ال ّ
13ل إذا شعر المرء أو غلللب علللى ظن ّلله بللأّنه قللد يفتللن فللي
دينه ؛ فل ينبغي له قراءة كتب أهل الهوى والزيغ ،ولو قصللد
435
ن درء المفاسللد عللن بذلك الرد ّ عليهم ،ومناقشة شبههم ،ل ّ
ب عللن هللذا دمة على جلللب المصللالح فللي الللذ ّ هذا المرء مق ّ
الدين ،بل ينأى المسلللم بنفسلله عللن الشللبهات ،ول يجعلهللا
متهافتة على قبولها ،ويجعل نفسه مطمئن ّللة إلللى السللتيقان
دين ،وثبات أصوله ،فيخّلي قلبلله ونفسلله مللن بعظمة هذا ال ّ
متابعة الشللبهات ،ول يجعلهللا لقطللة لي تشللكيك فللي ديللن
مللا زاغللوا أزاغ اللللهمللل قللوله تعللالى):فل ّ
السلللم ،ومللن تأ ّ
قلوبهم ( وقوله ):ولكّنكم فتنتم أنفسللكم وترّبصللتم وارتبتللم(
ن بعللض النفللوس تتطللاير علللى منافللذ الشللبهات علللم أ ّ
طاب ل رضللي والضللت ل عياذا ً بالّله ل وحين بلغ عمر بن الخ ّ
سللل قللدم المدينللة ن رجل ً يقال للله :صللبيغ بللن ع ْ الله عنه ل أ ّ
طاب وكان يسأل عن متشابه القرآن ،بعث إليه عمر بن الخ ّ
ل رضي الله عنه ل وقد أعللد للله عراجيللن النخللل ،فلمللا دخللل
عليه وجلس قال :من أنت؟ قال :أنللا عبللد الللله صللبيغ .قللال
عمر :وأنا عبد الله عمللر ،وأومللأ عليلله ،فجعللل يضللربه بتلللك
العراجين؛ فما زال يضربه حتى شجه ،وجعل الدم يسيل عن
وجهه ،قال :حسُبك يا أمير المؤمنين! فقد والله ذهللب الللذي
أجللد فللي رأسللي« أخرجلله الج لّري فللي الشللريعة/صل ل ،75
والللكائي بسنده في شرح أصول اعتقللاد أهللل السللنة )/ 4
حح ابللن حجللر إحللدى روايللات هللذا الثللر فللي (703وقللد صل ّ
الصابة) (5/169كما ذكره محّقق كتاب الللكائي.
14ل التربية للنشء بمللا يرضللي اللله ،والتحللاور معلله بتللبيين
وة القنللاع ،وأدب فساد شبهات أهللل الزيللغ والهللوى ،مللع قل ّ
الحوار ،فالتنشئة الصحيحة على التحصين العقللدي هللي أول
عملّية في التربية ؛ بتربيتهم على العقيدة الصحيحة ،وحماية
ذواتهم من العبث الفكري ،وبناء الشخصية السلللمّية الللتي
ل تؤّثر فيها تّيارات التشكيك ،وإرسالهم إلى المرّبين الثقات
ن
لتربيتهم على أصول ديننا ،وقللد قللال أيللوب السللختياني):إ ّ
من سعادة الحدث والعجمي ،أن يوّفقهمللا الللله لعللالم مللن
أهللل الس لّنة( شللرح أصللول اعتقللاد أهللل الس لّنة والجماعللة
436
لللكائي) (1/60ليكون أهل التربية معينين لهللم علللى تقويللة
عقيللدتهم ،ودرء عبللث غللزاة الفكللار والعقللول عنهللا ،مللع
التحذير الملزم لهم بخطر الخذ عللن غيللر أهللل السلّنة ،وإن
ن المنللع لبللد أن استطعنا منعهم من ذلك فهو الحسن ،إل ّ أ ّ
يكون بإقناع لهم ،وقد يكون منعهم متعذرا ً في هذا الّزمللن ،
لّنهم قد يمنعوا فتأتيهم رّدة فعل تجعلهللم يص لّرون علللى مللا
جللح أن سيطالعونه أو يسمعونه ،ولكن السلوب الللتربوي ير ّ
يناقش الب أو المرّبي ذلك الشللاب ويللبّين للله أوجلله الخطللأ
التي وقع بها أهل الضلل ،فل منع مطلق ،ول إباحة مطلقة
،بل إباحة وفق ضوابط وتحذير ودعم تربوي.
ن منهللج جمللع مللن السلللف الصللالح منللع وقد يقول قللائل :إ ّ
ن ذلللك الفضللل الناس من سماع البدع والشبهات ؛ وحّقا ً فإ ّ
ن السلف الصالح في ذاك الزمن كانت قاعللدته ول شك ،ولك ّ
مللا
هي السلم وقيمه ومبادئه ،وكان المر إليهم وبيدهم ،وأ ّ
ن الّنللاس وة السلم ما كان ،وحقيقة فللإ ّ الن ليس لنا من ق ّ
في هذا الزمن للفتنة أقللرب منهللم للسلللم ،وتربيتهللم الن
وة الكلمللة الحّقللة الللتي تصللنع المنهللج ،وتقنللع تكللون بقلل ّ
المخاطب...
إّنها حكمة في الملور وتربيلة تسلتدعي الّتأملل والنظلر فلي
المآلت )ومن لم يجعل الله له نورا ً فما للله مللن نللور( فمللن
صنا ً ل بإذن الله ل مللن لقاحللات الضروري إذا ً أن نبني جيل ً مح ّ
وة فللي دينهللم طعم ِ الشكوك ،ليكونللوا علللى ق ل ّ الشبهات ،و ُ
تجللاه الهجمللات الشرسللة الللتي يواجههللا أهللل السلللم مللن
أعدائه.
دثتني بها إحدى القريبات صة ح ّولعّلي في هذا المقام أذكر ق ّ
ن العامل الثقافي للله دوره الرئيللس الداعيات ،توضح كيف أ ّ
في تشكيل هوّية النشء ،فقد كللانت هللذه القريبللة مدرسللة
للمواد الشرعّية ،وفي إحدى الّيام دخلت على أحد صللفوف
المرحللة البتدائّيلة الوللى لتلدّرس الطلب كتللاب التوحيللد ،
ل علللى ن الللله عللا ٍوحين بدأت بشللرح عقيللدة المسلللمين بللأ ّ
437
لب وقال:كل يللا أسللتاذة ،فل يجللوز عرشه ،انتفض أحد الط ّ
ل على عرشه ،بل هللو ن الله فوق السماء عا ٍ لنا أن نقول :إ ّ
ن الله فوق السماء ،فقد كفللر ! ل مكان ،ومن قال بأ ّ في ك ّ
ن اعتقللاد فأجابته المعّلمة قائلة له :ل يجوز أن تقول ذلللك ل ّ
ل وتعللالى ل ل ن الله عال على عرشه وهللو لل جل ّ المسلمين ؛ أ ّ
فوق خلقه ،ومن خالف هذه العقيدة فللإّنه كللافر ،وإيللاك أن
ل:كل تقول هذا الكلم مّرة أخرى ،فأجابها ذلك الطللالب قللائ ً
ن هللذه عقيللدتي وهكللذا رب ّللاني والللدي وهللو سأقول ذلك ،ل ّ
شيخ ،وأنا مقتنع بكلمه ،وبقيت هذه المعلمللة تجللادل ذلللك
الطالب ،وفي اليوم التالي جاءت المعلمللة للفصللل ،وحيللن
لب قالت للطلب :أخرجوا كتاب التوحيلد ،رفلض بعلض الط ّ
وقالوا :يا أسللتاذة:كيللف تدّرسلليننا هللذا الكتللاب وفيلله كفللر،
ن كتابنا فيه كفر ،وفللي ووالد هذا الطالب شيخ وهو يقو ُ
ل بأ ّ
زمن حديث الطلب مع معلمتهم حللول ذلللك ،كللان الطللالب
يشللير لصللدقائه الطلب بإشللارات النصللر ،ويللوافقهم عللى
حديثهم،ويؤيدهم على أل ّ يخرجوا الكتاب من الدرج!
ن هللذا الطللالب تللبّين أن ّلله مللن شاهد ما أحببت التنبيه إليه ،أ ّ
ضللاّلة ،اللتي جمعلت مللن الكفللر والضللل فرقة الحبلاش ال ّ
ن أهللل البللدع يدّرسللون ملنللا كيللف أ ّ الشلليء الكللثير ،ولللو تأ ّ
صللنوهم مللن أي عقيللدة واردة ضللالة ،ويح ّ أبنللاءهم العقللائد ال ّ
عليهللم ،بللل يللدعوهم لمناقشللة مللن يخللالفهم ،فض لل ً عللن
التحللذير منهللم ومللن كتبهللم ،ويعلمللون أبنللاءهم ح لقّ الللرد
والجرأة في الدعوة لمّلتهم ونحلتهم ؛ لرأينا مللن ذلللك شلليئا ً
عجبا ً ،فأين أهل السّنة من دعوة أبنائهم بمثل ذلك ؟
وأين هم مللن ترسلليخ العقيللدة الصللافية فللي عقللول أبنللائهم
وتعليمهم كيف يثبتون عليها ويناضلون عنها ؟
ن من المهمات التي يجدر التنبيه عليهللا ،مللا للوالللدين مللن إ ّ
كبير الثر على تنشئة الولد تنشئة إسلمّية خالصللة مللن كللدر
الشللبهات والشللهوات قللدر المسللتطاع ،وتعميللق السلللم
مللا وأسسه العقدية في أنفسهم ،ووصّيتهم بالثبات عليه ،وم ّ
438
ل به لذلك ما قاله تعالى عن النبيللاء والمرسلللين حيللن يستد ّ
كللانوا يوصللون أبنللاءهم بالثبللات علللى السلللم ،ومللن ذلللك:
ن اللله اصللطفى يإ ّصى بها إبراهيم بنيلله ويعقللوب يللا بنل ّ )وو ّ
ن إل ّ وأنتم مسلمون()البقرة (132/وكللل لكم الدين فل تموت ّ
مولود يولد على فطرة السلم ،فإن كان الوالدان مسلمين
صنوه بترسيخ السلم ،وإن كانا كافرين فإّنه لبد ّ أن يكون ح ّ
لهما دور كبير في تحريف فطرة ذلك المولود ،وقد أخبرنا ل ل
ل مولللود يولللد علللى صّلى الله عليه وسّلم ل بذلك فقللال):ك ل ّ
جسللانه ،أو ينصللرانه( ودانه أو يم ّ الفطللرة ،وإّنمللا أبللواه يهلل ّ
أخرجه البخاري ومسلم.
ومن جميل الكلم حول طريقة ترسيخ الوجللود العقللدي فللي
النشء ؛ ما قاله المام الغزالي):وليس الطريق فللي تقللويته
وإثبللاته أن يعلللم صللنعة الجللدل والكلم ،بللل يشللتغل بتلوة
القللرآن وتفسلليره ،وقللراءة الحللديث ومعللانيه ،ويشللتغل
بوظائف العبادات ،فل يزال اعتقاده يزداد رسوخا ً بما يقللرع
سمعه من أدّلة القرآن وحججه ،وبما ي َرِد ُ عليلله مللن شللواهد
الحاديث وفوائدها ،وبمللا يسللطع عليلله مللن أنللوار العبللادات
ووظائفها()إحياء علوم الدين 1/94ل 2(95
ن المستمسللك بهللذا المنهللج ما يحسن التنبيه إليلله:أ ّ وختامًا:م ّ
يجللب أن يكللون قويللا ً فللي طرحلله لللدى النللاس بتعامللل
لطيف،مبينا ً له بل عنف ،عارفا ً للحق،راحما ً للخلق ،يريد لهم
الهداية ،بل جباية أو وصاية ،فللالحق أبللج ،والباطلل لجللج ،
وماذا بعد الحقّ إّل الضلل!
ن علينللا بهللدايته ،وأن يثبتنللا علللى دينلله ، نسأله تعالى أن يم ّ
لت الفتن ما ظهر منها وما بطللن ،وأن وأن يحفظنا من مض ّ
مللن قللال يهيئ لنا من أمرنا رشدا ً ،وعياذا ً بللالله أن نكللون م ّ
فيهم رّبهم):ومن يرد الله فتنته فلن تملك له من الللله شلليئا ً
أولئك الذين لم يللرد الللله أن يطهّللر قلللوبهم لهللم فللي الللدنيا
خزي ولهم فللي الخللرة عللذاب عظيللم( المللائدة ) (41والللله
المستعان...
439
وصّلى الله وسلّلم وبللارك علللى عبللده ورسللوله نبينللا محمللد
وعلللى آللله وصللحبه وسلللم تسللليما ً كللثيرا ً إلللى يللوم الللدين ،
والحمد لله رب العالمين.
* جريدة المراجع:
ل القرآن الكريم .
ل صحيح البخاري.
ل صحيح مسلم.
ل جامع الترمذي.
ل الموطأ للمام مالك.
ل المسند للمام أحمد.
ل المستدرك للحاكم.
ل صحيح ابن حّبان.
ل المصّنف لعبدالرزاق الصنعاني.
ل المصنف لبن أبي شيبة.
ل سلسلة الحاديث الصحيحة لللباني.
ل صحيح الجامع الصغير لللباني.
ل الزهد لبن المبارك.
ل تأويل مختلف الحديث لبن قتيبة.
ل سير أعلم النبلء للذهبي.
ل البداية والنهاية لبن كثير.
ل مجموع الفتاوى لبن تيمّية.
ل إحياء علوم الدين للغزالي.
طة العكبري. ل البانة لبن ب ّ
ل الشريعة للجّري.
ل أصول اعتقاد أهل السّنة والجماعة لللكائي.
ل الداب الشرعّية لبن مفلح.
ل القتصاد في العتقاد لعبد الغني المقدسي.
ل شرح السّنة للبربهاري.
ل الفتوى الحموّية الكبرى لبن تيمّية.
ل درء تعارض العقل والنقل لبن تيمّية.
440
ل مفتاح دار السعادة لبن القيم.
ل نفح الطيب للمقري.
ل ديوان ابن المبارك.
ل نقض كتاب الشعر الجاهلي لمحمد الخضر حسين.
ل واقعنا المعاصر لمحمد قطب.
ل موقع إسلم أون لين على الشبكة العنكبوتّية )النت
================
#المضاربة في سوق السهم العالمية
د .سامي بن إبراهيم السويلم
السؤال
أرجللو التكللرم ببيللان الحكللم الشللرعي للتعامللل بالمضللاربة
بالسهم في سوق السهم العالميللة والمريكيللة ،مللع العلللم
بأن عملية الربح والخسارة تكون )عملي لًا( مللن خلل ارتفللاع
وانخفاض قيمة السهم فقللط ،دون أن يكللون لهللذه السللهم
أية عوائد فللي نهايللة السللنة الماليللة نتيجللة للنشللاط الجللاري
للشركة التي تطرح هذه السللهم فللي السللوق ،وكللأن هللذه
السهم ما هي إل سلعة تطرحها الشللركات تنخفللض وترتفللع
قيمتها حسب العرض والطلب ،ودون أن تمثل هذه السللهم
أية قيمة من أصول الشركة أو نشاطها ،لقد أفتيت من بعض
العلماء أن هذه التجارة في حقيقتها ما هي إل نوعٌ من أخطر
أنللواع الميسللر ،حيللث يللرون أن السللهم تحللولت فعليلا ً فللي
البورصة العالميللة إلللى سلللع ذات قيمللة وهميللة تتلعللب بهللا
السواق كما تشللاء ،بينمللا أرى العديللد مللن فقهللاء المملكللة
يجيزونهللا بشللروط )النشللاط الحلل وعللدم التعامللل بالربللا(
ومنهم من ذهب أكثر من ذلك فأباح شراء أسللهم الشللركات
العالمية والمريكية الللتي تسللتفيد مللن الربللا بشللرط تصللفية
الجزء الربوي من الرباح )توزيع %20من الربح فللي منللافع
المسلمين(.أرجو التفصلليل فللي بيللان الفتللوى ،وشللرح كيللف
يمكللن أن يظهللر الختلف الكللبير بيللن فتللاوى العلمللاء فللي
441
مسللألة واحللدة تهللم النشللاط التجللاري لشللريحة كللبيرة مللن
الناس؟.
الجواب
الحمد لله والصلة والسلم على رسول الله ،وبعد:
السلهم يمثلل ملكيلة شلائعة فلي الشلركة المسلاهمة ،وهلو
يستمد قيمته من موجودات الشركة وربحيتها وأدائهللا ،ولللول
ذلك لكان عديم القيمة .لكللن كللأي سلللعة أخللرى ،قللد يسللاء
استخدام السهم ،وقد تخضع لمجازفات تصل إلى المقامرة،
كما يحصل ذلك في أسواق السلع والعقارات وغيرها.
أما ما يتعلق بالشللركات الللتي تتعامللل بالربللا ،فل خلف بيللن
الفقهاء ،القدامى والمعاصرين ،أن الربا محرم قليله وكثيره.
وإنمللا وقللع الخلف فللي أن الشللركة إذا اختلطللت أموالهللا
الحلل بمال حرام ،كالربا وغيره ،فهل يجب اجتنابهللا كلي لا ً أو
تكون العبرة بالغالب؟ فهناك من منع كليًا ،وهنللاك مللن أجللاز
بشرط غلبة الحلل على الحرام ترجيحا ً لمصلللحة السللتثمار
وتنميللة المللال علللى مصلللحة التللورع وتللرك الشللبهات .ول
غضاضة في الختلف فللي هللذه المسللائل ،لن الختلف هنللا
ليس في أصل الحكم الشرعي ،وإنما في تنزيله على الواقع
وتطبيقه عليلله ،أو مللا يسللمى "تحقيللق المنللاط" .والشللريعة
السلمية تتسللع لتعللدد الراء وتنللوع الجتهللادات طالملا كلان
ذلك وفق المنهج العلمي في الجتهاد والستدلل ،وهللذا مللن
رحمة الله بهذه المة .والله الهادي إلى سواء السبيل.
المصدر :السلم اليوم
============
#الحسابات الجارية حقيقتها -تكييفها
حسين بن معلوي الشهراني
المقدمة:
الحمد لله وحده والصلة والسلم على من ل نبي بعده ،نبينا
محمد وعلى آله وصحبه ،وبعد:
442
هذا بحث مختصر في موضوع مهم مللن موضللوعات القضللايا
الماليلللة المعاصلللرة ،وبالتحديلللد المعلللاملت المصلللرفية
المعاصرة ،وعنوانه) :الحسابات الجارية :حقيقتها وتكييفهللا(،
وقد وضعت لهذا البحث خطللة تتكللون مللن مقدمللة وخمسللة
مباحث ،وكانت المباحث كالتالي:
المبحث الول :حقيقة الحسابات الجارية.
المبحث الثاني :أهمية الحسابات الجارية.
المبحث الثالث :تكييفها الفقهي.
المبحث الرابع :الشكالت الواردة على التكييف المختار.
المبحث الخللامس :الحكللام والثللار المترتبللة علللى التكييللف
المختار.
المبحث الول :حقيقة الحساب الجاري):(1
الحساب الجللاري هللو أحللد العمليللات المصللرفية المعاصللرة،
وتندرج في عرف المصارف تحللت مسللمى الوديعللة النقديللة
الصرفية ،وسيأتي بيان أهميته _إن شاء الله تعالى_ ،والمراد
هنا تعريفه وبيان حقيقته.
والناظر في كتب الباحثين المعاصرين الذين كتبللوا فللي هللذه
المسائل ،سواء أكانت من الناحية الشرعية أم القانونيللة ،أم
القتصادية البحتة ،يلحظ اختلف المسللميات الللتي أطلقوهللا
علللى الحسللاب الجللاري مللع اتحللاد المسللمى ،ومللن تلللك
التسميات:
) (1الحساب الجاري.
) (2الحساب تحت الطلب.
) (3الوديعة الجارية.
) (4الوديعة المتحركة.
) (5الودائع تحت الطلب.
) (6ودائع الحساب الجاري.
) (7الودائع الواجبة للدفع عند الطلب.
) (8ودائع بدون تفويض بالستثمار ،وهللذه تسللمية بنللك دبللي
السلمي )تأسس عام 1395هل(.
443
ومن المسلميات السلابقة يظهلر أن بعضللها اسلتخدم عبلارة
الحساب ،وبعضها الخللر اسللتخدم عبللارة الوديعلة ،مللع تعللدد
ل ،فبعضها يصفها بالجارية أو تحت الطلب أو الوصف على ك ٍ
المتحركة.
والختلف في هذه الطلقات هو من باب التنللوع ل التضللاد،
إل أن بعضها نظر إلى ذات المبلغ الذي تم التعاقد عليه بيللن
المصرف والعميل فأطلق لفظ الوديعة ،والقسم الخر نظللر
إلى المعاملة والقائمة التي تقيد بها المعاملت المتبادلة بيللن
الطرفين فاختار لفظ الحساب.
والحقيقللة أن الوديعللة المصللرفية أو المبللالغ أو النقللود الللتي
يعهد بها الشخص إلى المصللرف هللي الللتي تنشللئ الحسللاب
الجاري ،وليست هي الحساب الجاري ذاته.
وز تعريف الحساب الجاري بأنه النقود وقد يقال :إن من التج ّ
أو المبالغ ،كمن أطلق لفظ السفتجة على النقود المقرضللة،
وهي في الصل ورقة يكتب فيها الدين.
والذي يظهر أن البحث منصللب علللى حكللم المللال أو النقللود
التي يعهد بها صاحبها إلى المصللرف ،ويتعاقللد عليهللا ،وليللس
البحث في الحساب أو القائمة التي تقّيد فيها المعاملت بين
الطرفين.
ولن عنوان البحث المطروح هو :الحسابات الجاريللة ،وحللتى
أتجنب الحكم المبكر عللى المسلألة؛ فلإني سلوف أسلتعمل
هذا الطلق في هذا البحث فيما يللأتي مللن المبللاحث ،والللله
الموفق.
تعريف الحساب الجاري:
عرف الحساب الجاري :بأنه القائمة التي تقّيد بها المعاملت
المتبادلة بين العميل والبنك).(2
وعرفت ودائع الحساب الجاري :بأنها "المبللالغ الللتي يودعهللا
أصللحابها فللي البنللوك بشللرط أن يردهللا عليهللم البنللك كلمللا
أرادوا").(3
444
أو "هي النقود التي يعهللد بهللا الفللراد أو الهيئات إلللى البنللك
علللى أن يتعهللد الخيللر بردهللا أو بللرد مبلللغ مسللاوٍ لهللا لللدى
الطلب أو بالشروط المتفق عليها").(4
أو "هي المبالغ التي يودعهللا أصللحابها فللي البنلوك بقصلد أن
تكون حاضرة التداول ،والسحب عليها لحظة الحاجللة بحيللث
ترد بمجرد الطلب ،ودون توقف على أي إخطللار سللابق مللن
أي نوع").(5
والتعللاريف السللابقة فللي مجملهللا متقاربللة ،وبعضللها اهتللم
بتعريللف المعاملللة أو المعاقللدة الللتي تكللون بيللن الطرفيللن
)المصرف والعميل( ،وبعضها الخر عرف انطلقا ً من المللال
الذي يتم عليه العقد بين الطرفين.
ويمكن القول – كما سبق – بأن الوديعة المصرفية أو المللال
الموضوع لدى المصرف هو اللذي ينشلئ الحسلاب الجلاري؛
فالحسللاب الجللاري عبللارة عللن قائمللة تقيللد بهللا المعللاملت
المصرفية المتبادلة بين العميللل والمصللرف؛ ويقللوم صللاحب
المال بفتلح هلذا الحسلاب فلي المصللرف لوضلع مللاله فيله،
بغللرض حفظهللا وصللونها ثللم طلبهللا عنللد الحاجللة إليهللا ،أو
لغراض التعامل اليومي والتجاري ،دون الضطرار إلى حمل
النقود).(6
وقد يسلم المصرف للعميل دفتر شيكات ،يسمح له بمللوجبه
– وبحسللب إجللراءات معروفللة – بالسللحب مللتى شللاء مللن
حسابه ،بحيللث ل تزيللد المبللالغ عللن مقللدار المللال الللذي تللم
تسليمه للمصرف عاليًا ،وقد يدفع صللاحب المللال للمصللرف
مصاريف يسيرة مقابل الحتفاظ بالحساب الجاري على هذا
النحو.
وبهللذا يتللبين أن الحسللابات الجاريللة أو تحللت الطلللب هللي
حسابات ليس هدفها الستثمار وإنمللا هللي حسللابات لغللرض
حفظ هذه الموال وصيانتها من السرقة أو الهلك ،أو لغرض
تسهيل التعامل التجاري والمعاملت المصرفية الخرى الللتي
تقدمها هذه المصارف لعملئها؛ لذا فإن هذه الحسابات ليس
445
لها أي علقة بالمضاربة أو المشاركة ،ول تستحق أي عائد أو
ربح في المصارف السلمية ،بل إنه قللد يتقاضللى المصللرف
عليهللا أجللرا ً أو عمالللة فللي مقابللل مللا يمنحلله لصللحابها مللن
امتيازات).(7
وإنما سمي الحساب الجاري بهذا السم؛ لن طللبيعته تجعللله
في حركة مستمرة من زيادة باليللداع أو نقصللان بسللبب مللا
يطرأ عليه من قيود بالحسب واليداع فتغير من حللاله بحيللث
ل يبقى على صفة واحدة).(8
وتختلف طرق المصارف في التعامل مع الحسابات الجارية،
ويمكن حصرها في أربعة طرق):(9
الول :أل يتقاضللى المصللرف أيللة أجللور مقابللل خدمللة فتللح
الحساب وما يتعبه من خدمات؛ كإصللدار الشلليكات ،وبطاقللة
السحب اللي ،وغيرها.
الثللاني :أن يتقاضللى المصللرف أجللورا ً مقابللل خدمللة فتللح
الحساب الجاري ،وما يتبعه من خدمات.
الثالث :أن يتقاضى المصرف أجورا ً مقابل ما سبق إذا نقص
رصيد العميل في الحساب عن مبلغ محدد.
الرابع :أن يمنح المصرف فوائد للعميل مقابل وجللود المبلللغ
في الحساب ،وبعضها يشترط مبلغا ً معينا ً لجل منح الفللوائد،
وهذا هو المعمول به في البنوك الربوية.
المبحث الثاني :أهمية الحسابات الجارية:
تتضح أهمية الحسابات الجارية في المنافع التي يحصل عليها
طرفللا العقللد ،وهمللا المصللرف والعميللل مللن فتللح هللذه
الحسللابات والتعامللل بهللا ،وفيمللا يلللي ذكللر لهللم المنللافع
والفوائد التي يحصل عليها كل منهما:
ل :المنافع التي تعود على المصرف).(10 أو ً
-1استثمار الموال الموجللودة فللي الحسللابات الجاريللة دون
أن يشترك عملؤه – أصحاب هذه الموال – في الرباح التي
تدرها هذه الستثمارات.
446
ويتبين هذا إذا علمنا أن أموال الحسللابات الجاريللة تعللد أهللم
موارد المصرف ،وتمثل ما قد يزيد في غلالب الحلوال علللى
%90من مجمل المللوارد ،ونللادرا ً مللا تقللل عللن ،(11)%20
وبهذا يسللتفيد منهللا المصللرف فللي تللوفير السلليولة والوفللاء
باحتياجاته واحتياجات عملئه).(12
-2فتح حسللاب جللارٍ لحللد العملء يللؤدي غالب لا ً إلللى أن هللذا
العميل يحتاج إلللى خللدمات مصللرفية أخللرى – يسللتفيد منهللا
المصرف ،وطبعي أن يلجأ العميللل إلللى المصللرف الللذي بلله
حسابه الجاري.
-3فتح الحسابات الجاريللة يزيللد مللن قللدرة المصللرف علللى
توسيع الئتمللان أو مللا يسللمى )بخلللق الللودائع( واسللتثمارها،
حيث يزيد الرصيد النقدي لهذا المصرف ،وبالتالي يزيد ربحه
من جراء استثمار هذه المبالغ.
-4الجور التي تتقاضاها بعللض المصللارف مقابللل الخللدمات
الللتي تقللدمها للعملء؛ كفتللح الحسللاب ،وإصللدار الشلليكات،
وبطاقات السحب اللي وغيرها.
-5يستفيد المصرف من الحسابات الجارية التي تفتحها لديه
المصارف الخرى التي تعامل معها – وهي تمثل قرابة %10
صللة فللي الشلليكات من مجموع الخصوم – في عمليات المقا ّ
المحللررة مللن قبللل عملء المصللارف الخللرى ،وفللي عمليللة
الحوالت التي يقومون بها من المصارف الخللرى ،ول سلليما
التحللويلت مللن بلللد إلللى آخللر ،وغيللر ذلللك مللن العمللال
المصرفية التي تستدعي وجود رصيد كاف لدى المصرف.
ثاني لًا :المنللافع الللتي تعللود علللى العميللل )صللاحب الحسللاب
الجاري().(13
-1حفظ أمواله من المخاطر المختلفة؛ كالسرقة أو الضياع،
وهللذا يتللبين أكللثر كلمللا كللانت المللوال كللثيرة؛ بحيللث يشللق
حفظها في المنزل أو في المحل التجاري ،ولللذا يلحللظ فللي
الشركات التجارية الكبرى والمصانع الكبيرة التي تكللثر فيهللا
عمليات البيع والتحصيل أن موظف الخزينللة ل يسللتبق لللديه
447
أيللة مبللالغ نقديللة فللي الخزينللة ،بللل عليلله أن يودعهللا فللي
المصرف يوميًا.
-2إضافة إلى ميزة حفظ المللال فللإنه يكللون مضللمونا ً علللى
المصرف ،ولصاحبه حرية التصرف فيه متى شاء.
-3النتفللاع ملن الخلدمات اللتي يقلدمها المصللرف لصلاحب
الحساب الجاري غالبا ً بدون مقابل ،ومن ذلك:
أ -الحصول على دفللتر الشلليكات ممللا يسللهل علللى صللاحب
الحساب الوفاء بالتزاماته واحتياجاته المختلفللة دون الحاجللة
إلى حمل النقود وعللدها ومراجعتهللا مللع المللن مللن ضللياعها
وسرقتها وبخاصة في المبالغ الكبيرة.
ب -الحصللول علللى بطاقللة السللحب اللللي ،والللتي يمكنلله
بواسطتها:
-سحب ما يحتاجه من أموال في أي زمان ومكان.
ت -تسديد قيمللة مشللترياته عللن طريللق أجهللزة نقللاط الللبيع
بواسطة الشبكة اللكترونية.
ث -تسديد فواتير الخدمات العامة؛ كفواتير الكهرباء والهاتف
والماء ونحوها.
ج -الستعلم عن رصيده في حسابه الجاري ،وطلللب كشللف
لحسابه.
ح -التحويلت واليداعات المصرفية.
-4يعد فتح الحساب الجاري المصرفي أسهل وأيسر طريقة
لعمل حسابات نظامية دقيقة عن أي نوع من أنواع النشللاط
الذي يقوم به العميل؛ كأن يعرف ربحلله بللالفرق بيللن رصلليد
أول السنة ورصيد آخر السنة.
-5توثيق الحسابات وضبطها ،بحيث يحصل العميل في نهاية
كل شهر أو أقل أو أكثر – على كشف مفصل يتضللمن جميللع
المدفوعات وتواريخهللا ومبالغهللا والمدفوعللة إليهللم ،وكللذلك
الحال فللي المللوال الللتي يتلقاهللا مللن الخريللن مثللل أثمللان
السلع التي يللبيع أو مللوارده مللن اليجللارات والربللاح ...إلللخ،
وهذا يغنيه عن موظف متخصص في المحاسبة.
448
-6تمكين العميللل مللن إثبللاته وتللوثيقه لمللدفوعاته للخريللن،
سللواء عللن طريللق الشللبكات تكفللي عللن اليصللالت؛ لن
المستفيد من الشيك يوقع عللى ظهلر الشليك عنلد تحصليله
مللن المصللرف ،أم عللن طريللق بطاقللة السللحب اللللي فللي
تسديد فواتير الخدمات.
-7الحصول على الخدمللة المصللرفية عللن طريللق الهللاتف –
بواسطة البطاقة – بحيث يستطيع صاحب الحسللاب الجللاري
تحريك معاملته المصرفية والتجارية عن طريق الهاتف ممللا
يوفر عليه وقتا ً طويل ً في التنقل وإجراء هذه المعاملت.
-8سهولة وسرعة تحصيل النقود المحولة إلى المصرف من
جهات حكومية أو غير حكوميللة؛ كتحويللل الرواتللب الشللهرية
مث ً
ل.
-9السعار المميزة للخدمات الخرى التي يقدمها المصرف،
والتي تتعلق غالبا ً بالحوالت والصرف الجنللبي ورسللوم فتللح
العتمادات وبطاقات الئتمان وخطابات الضمان.
-10شللهادة المصللرف بملءة العميللل )صللاحب الحسللاب(
وأكثر ما يحتاج لهذا التجار ورجللال العمللال الللذين يحتللاجون
إلى شهادة تثبت ملءتهم يقدمونها إلى الجهات الحكوميللة أو
الخاصة بحيث يتمكنون بموجبها من الدخول في المناقصللات
والمزايدات أو عقود المقاولة أو التوريد وغيرها.
-11استخدام الموال فللي الحسللاب الجللاري كرهللن ،وذلللك
بأن يتفق العميل مع مصرفه على حجز مبلغ من المللال فللي
حسابه الجللاري ل يسللمح للله أن يسللحبه أو يحللرر الشلليكات
مقابله؛ ليكون رهنا ً لضمان وفائه بالتزاماته الواجبللة أو الللتي
مآلها إلى الوجوب للمصرف أو لمؤسسة أخرى ،مثل حالت
فتللح العتمللاد المسللتندي للسللتيراد ،أو إصللدار البطاقللة
الئتمانية ،أو كفالة جهة أخرى من قبل ذلك العميل.
-12يعد كشف الحساب للعميل مستندا ً قوي لا ً لمللا جللاء فيلله
من أرقام ،ويستفيد من هللذا الموظفللون الملزمللون بتقللديم
449
تقللارير سللنوية عللن التغييللرات الطللارئة فللي ثرواتهللم طبقلا ً
لنظمة الكسب غير المشروع في بعض الدول.
إضللافة إلللى مللا سللبق فللإن الحسللاب الجللاري يسللتفيد منلله
الطرفان في تيسير واختصار كثير من العمليات التي تحصلل
بينهما؛ إذ إن تسوية كل عملية من العمليات المتتابعة يسبب
كثيرا ً مللن التعقيللد ،بينمللا يمكللن بواسللطة الحسللاب الجللاري
تجميع العمليات كلها وإخضاعها لنظام واحد ،وكذلك فإن من
فوائد الحسابات الجارية عللدم تعطيللل رؤوس المللوال؛ لنلله
إذا اسللتحق علللى أحللد طرفيلله ديللن فللإنه ل يللدفعه نقللدا ً
ومباشرة ،بل يستغله ويقيد في حساب الدائن ما يقابله.
ومن فوائدها كذلك أنها تقللوم بوظيفللة نقديللة مهمللة؛ إذ إنهللا
تمثل وسائل دفللع فللي المجللال القتصللادي والتجللاري ،وأداة
وفاء لتسوية الديون عن طريق نقل ملكيتها من شخص لخر
باستعمال الشيكات والتحويل المصرفي والمقاصة.
وبهذا يتبين أن أموال الحسابات الجارية هي مما يمثل قطب
الرحى بالنسبة لموارد البنوك ومحور نشاطاتها فللي المجللال
القتصادي والتجاري وفي ميادين أنشطتها الخرى.
المبحللث الثللالث :التكييللف )التخريللج( الفقهللي للحسللابات
الجارية:
اختلفللت آراء الفقهللاء والبللاحثين المعاصللرين فللي التكييللف
الفقهي للحسابات ،ومما يلي عرض للخلف:
ل :القوال في المسألة: أو ً
القول الول :إنها قرض؛ فالمودع هللو المقللرض ،والمصللرف
هو المقترض.
وهذا قول أكثر الفقهاء والباحثين المعاصرين) ،(14وهللو رأي
مجمللع الفقلله السلللمي المنبثللق مللن منظمللة المللؤتمر
السلللمي بجللدة ،ونللص عليلله بللالقرار رقللم (3/9) 86فللي
دورتلله التاسللعة المنعقللدة فللي أبللي ظللبي 5-1ذي القعللدة
1415هل ،وفيما يلي نص القرار:
450
"إن مجلللس مجمللع الفقلله السلللمي المنعقللد فللي دورة
مؤتمره التاسع بأبي ظبي بدولللة المللارات العربيللة المتحللدة
من 6-1ذي القعدة 1415هل ،الموافق 6-1نيسللان )أبريللل(
1995م ،بعد اطلعلله علللى البحللوث ا لللواردة إلللى المجمللع
بخصوص موضوع الودائع المصللرفية )حسللابات المصللارف(،
وبعد استماعه إلللى المناقشللات الللتي دارت حللوله ،قللرر مللا
يلي:
ل :الودائع تحت الطلب )الحسابات الجارية( ،سواء أكللانت أو ً
لللدى البنللوك السلللمية أو البنللوك الربويللة هللي قللروض
بالمنظور الفقهي ،حيث إن المصرف المستلم لهللذه الللودائع
يده يد ضمان لها وهللو ملللزم شللرعا ً بللالرد عنللد الطلللب ،ول
يؤثر على حكم القرض كون البنك )المقترض( مليئًا).(15
القول الثاني :إنها وديعللة بللالمعنى الفقهللي ،وقللال بلله بعللض
الباحثين المعاصرين) ،(16وبه أخذ بنك دبي السلمي).(17
ومال إليه الدكتور حسين كامل فهمي ،ورأى ضللرورة إعللادة
النظللر فللي التكييللف الفقهللي المعمللول بلله حاليللا ً بالنسللبة
للحسللابات الجاريللة فللي البنللوك السلللمية ليصللبح :وديعللة
)بمفهومها الشرعي( لدى كل مللن البنللك السلللمي ،والبنللك
المركزي في نفس الوقت ،مع الذن للبنللك المركللزي فقللط
باستخدامها).(18
القول الثالث :إنها تدخل تحت عقد الجارة .
أي أن الجارة واقعة على النقللود ،وأن مللا يللدفعه المصللرف
لصاحب النقود هو أجر لستعمال هللذه النقللود ،وهللذا القللول
نقله بعض الباحثين ولم ينسبه لحللد ،وانتقللد بللأنه قللول مللن
أراد أن يستحل فوائد الربا من البنوك).(19
وهنللاك قللولن آخللران ،يغلللب عليهمللا أنهمللا مللن أقللوال
القانونيين؛ فأكتفي بإيرادهما فقط:
الول :إنهللا وديعللة شللاذة أو ناقصللة ،أي :وديعللة مللع الذن
بالستعمال.
451
الثاني :إنه عقد ذو طبيعللة خاصللة ،أو إنلله ليللس مللن العقللود
المسماة.
أدلة القوال:
أدلة القول الول:
-1إن المال في الحساب الجللاري عبللارة عللن نقللود يضللعها
صللاحب الحسللاب وهللو يعلللم أن المصللرف يتصللرف فيهللا،
ويخلطها بالموال التي لديه بمجرد استلمها وإدخللال بياناتهللا
بالحاسب ،ثم يستثمرها ،وقد دفعها إليه راضلليا ً بللذلك فكللان
إذنا ً بالتصللرف؛ فهللذه المللوال فللي حقيقتهللا قللرض وليسللت
وديعة).(20
-2أن المصرف يملك المال في الحساب الجاري ،ويتصلرف
فيه فيكون قرضًا ،وليس إيداعًا ،إذ في عقد اليللداع ل يملللك
الوديللع الوديعللة ،وليللس للله أن يتصللرف فيهللا ،والعللبرة فللي
العقود للمعاني ل لللفاظ والمباني ،وتسميتها وديعة إنما هللو
على سللبيل المجللاز ل الحقيقللة لعللدم تللوفر حقيقللة الوديعللة
فيها).(21
-3أن المصللرف يعللد ضللامنا ً لمللوال الحسللاب الجللاري بللرد
مثلها ،ولو كانت هذه المللوال وديعلة بللالمعنى الحقيقللي لملا
ضمنها المصرف ،والمديونية والضمان ينافيان المانة ،بل لللو
شللرط رب الوديعللة علللى الوديللع ضللمان الوديعللة لللم يصللح
الشرط ؛ لنه شرط ينافي مقتضللى العقللد ،وكللذلك لللو قللال
الوديع :أنا ضامن للوديعللة لللم يضللمن مللا تلللف بغيللر تعللد أو
تفريط؛ لن ضمان المانللات غيللر صللحيح ،وهللذا علللى خلف
المعمللول بلله فللي المصللارف قللول علللى أن مللال الحسللاب
الجاري قرض وليس وديعة).(22
-4مللن المعلللوم أن المصللرف ل يأخللذ أمللوال الحسللابات
الجاريللة كأمانللة يحتفللظ بعيهللا لللترد إلللى أصللحابها ،وإنمللا
يستهلكها ويستثمرها في أعماله ،ومن عرف أعمللال البنللوك
علم أنها تستهلك نسبة كللبيرة مللن هللذه الحسللابات ،وتلللتزم
برد مثلها ،وهذا واضح فللي أمللوال الحسللابات الجاريللة الللتي
452
تدفع بعض المصارف عليها فوائد ربوية ،فما كللان المصللرف
ليدفع هللذه الفللوائد مقابللل الحتفللاظ بالمانللات وردهللا إلللى
أصحابها فقط).(23
أدلة القول الثاني:
) (1أن أموال الحساب الجاري عبارة عن مبالغ توضللع لللدى
المصرف ويسحب منهللا فللي الللوقت الللذي يختللاره المللودع،
وذلك كل ما يطلب في الوديعة الحقيقية ،ول توجد أي شائبة
في ذلك).(24
ونوقش هذا الستدلل بعدم التسليم؛ وذلك لن الوديعة وإن
كان المقصود ردها عند الطلب ،إل أنه يقصد بهللا أيضلا ً عللدم
التصللرف فيهللا ،وأمللوال الحسللابات الجاريللة يتصللرف فيهللا
المصرف بمجرد استلمها ثم يللرد بللدلها ،وهللذا ينطبللق علللى
القرض بمعناه الشرعي ل على الوديعة).(25
) (2أن المصرف ل يتسلللم هللذه الوديعللة علللى أنهللا قللرض،
بدليل أنه يتقاضى أجرة )عمولة( علللى حفللظ الوديعللة تحللت
الطلب ،بعكس الوديعة لجللل الللتي يللدفع هللو عليهللا فللائدة)
.(26
ونللوقش بللأن الجللور الللتي يأخللذها المصللرف مللن صللاحب
الحساب الجاري ل ُيسلم على أنها فللي مقابللل الحفللظ ،بللل
هي فللي مقابللل الخللدمات الللتي يقللدمها المصللرف لصللاحب
الحساب؛ كإصدار دفللتر الشلليكات ،وبطاقلة السللحب اللللي،
وكشوف الحساب وغيرها مللن الخللدمات ،مللع أن الواقللع أن
أغلب المصارف ل تأخذ أجورا ً في مقابل فتح الحساب.
) (3أن المصرف يتعامل بحذر شللديد عنللد اسللتعمال أمللوال
الحسابات الجارية والتصرف فيها ،ثم يبادر بردهللا فللورا ً عنللد
طلبها مما يدل على أنها وديعة).(27
نوقش بأن هذا التصرف مللن المصللرف ل يغيللر مللن حقيقللة
العقللد ،والواقللع أن المصللرف يتصللرف فللي مللال الحسللاب
ذكر حيث يقوم بخلطها بماله ومال العملء الجاري بخلف ما ُ
453
الخرين بمجللرد اسللتلمها ،ثللم يتصللرف فيهللا كمللا لللو كللانت
ملكه.
وأما كونه يبادر بردها عند طلبها فهذا ل ينفللي كونهللا قرض لًا؛
لن المقرض له طلب بدل القرض فللي الحللال مطلقللا)(28؛
لن القللرض يثبللت فللي الذمللة حللال ً فكللان للله طلبلله كسللائر
الديون الحالة ،ولنه سبب يوجب رد المثللل أو القيمللة فكللان
ل).(29حا ً
وكذلك فإن المبادرة بردها عند طلبها فيه حفاظ على سمعة
المصرف ،وتحفيز للتعامللل معلله ،وفللي هللذا التعامللل فللوائد
ترجع إلى المصرف ،كما هو معلوم.
) (4أن المللودع عنللدما يللدفع المللال فللي الحسللاب الجللاري
للمصرف ل يقصد أبدا ً أن يقرض المصللرف ،ول أن يشللاركه
في الرباح العائدة للمصرف من استغلل لمال المودع ومال
غيره ،وإنما مقصوده – أي المودع – حفظ ماله ثم طلبه عند
الحاجة إليلله وهللذا مقتضللى عقللد الوديعللة؛ فل يسللمى فعللله
إقراضًا).(30
نوقش بأن كون الملودع ل يقصلد إقلراض المصلرف ل يلؤثر
فللي حقيقللة العقللد؛ لن عامللة المتعللاملين مللع المصللارف ل
يللدركون الفللرق بيللن معنللى القللرض ومعنللى الوديعللة ،ول
يستحضرون الفروق بينهما ،فهم ل تهمهم المصطلحات بقدر
مللا تهمهللم النتللائج والغايللات ،والحاصللل أن المتعللاملين مللع
المصلارف بوضلع أمللوالهم فللي الحسلابات الجاريلة يريلدون
حفظ أموالهم مع ضمانها من المصللرف ،وهللذا فللي حقيقتلله
قرض ل وديعة ،ومللن المعلللوم كللذلك أن المصللرف ل يقبللل
حفظ هذه الموال إل لجل التصللرف فيهللا ،وهللذا هللو معنللى
القرض ،والقاعدة أن العبرة في العقود بالمقاصلد والمعلاني
ل باللفاظ والمباني).(31
الترجيح:
454
الذي يترجللح – والعلللم عنللد الللله تعللالى – أن المللوال الللتي
يضعها أصحابها في حساب جارٍ لدى المصللرف القللرب أنهللا
قرض وليست وديعة ،وذلك للسباب التية:
-1أن تعريف القرض وأحكامه متمشللية مللع هللذه المسللألة؛
فقد عرف القللرض بللأنه "عبللارة عللن دفللع مللال إلللى الغيللر؛
لينتفع به ويللرد بللدله") ،(32ومللال الحسللاب الجللاري يللدفعه
صاحبه إلى المصرف ،لينتفع به ويرد بدله.
-2أن صللاحب الحسللاب الجللاري يعلللم أن المصللرف الللذي
يتلقى ماله لن يحتفللظ للله بهللذا المللال سللاكنا ً مسللتقرا ً فللي
صناديقه ليعيللده بعينلله عنللد الطلللب ،بللل إنلله سللوف يختلللط
بغيللره مللن المللوال وبللأموال المصللرف ،كمللا أن المصللرف
سوف يستعمل هذه الموال في أعمللاله واسللتثماراته ،وهللذا
يعني أن المصرف لن يعيد عين المللال ،بللل يعيللد مثللله عنللد
الطلب ،وهذه الموال في حقيقتها قروض ل ودائع).(33
-3أن صللاحب المللال إذا وضللعه فللي حسللاب جللارٍ ل يقصللد
مجرد الحفظ فقط ،بل يريد الحفللظ والضللمان مع لًا ،بللدليل
أنه ل يقوم على اليداع ما لم يكللن المللال مضللمونًا ،وكللذلك
المصرف ل يقبل هذه الموال لحفظها فقط ،بل للنتفاع بهللا
مع ضمانها ،وهذه حقيقة القرض.
-4فللي القللرض يضللمن المقللترض ،وفللي الوديعللة يضللمن
المودع – ما لم يكن المودع مفرطا ً – وكل منهما ضامن لنه
مالك ،وعلللى هللذا فالوديعللة فللي العللرف المصللرفي القللائم
قرض في الشرع السلمي).(34
-5أن القاعدة الفقهية المشهورة نصت على أن العبرة فللي
العقود بالمقاصد والمعاني ل باللفاظ والمباني ،وتسمية هذا
العقد بين صاحب المال والمصرف وديعة ل يغير من حقيقللة
العقد وأنه قرض ،وإنما سمي وديعة أو إيداعا ً لسباب منهللا)
:(35
455
أ -أن هذه الكلمة استعملت بمعناها اللغوي؛ فإنها فعيلة مللن
"ودع يدع :بمعنى أنها متروكة عنللد المللودع ،وهللو المصللرف
هنا بغض النظر عن كونها أمانة أو مضمونة.
ب -لن تأريخها بللدأت بشللكل ودائع وتطللورت خلل تجللارب
المصارف واتساع أعمالها إلى قروض؛ فظلت محتفظة مللن
الناحية اللفظية باسم الودائع ،وإن فقدت المضمون الفقهللي
لهللذا المصللطلح ،وعليلله فاسللتخدام لفللظ "ودائع" بللدل ً مللن
"قروض" إنما كان صحيحا ً في مرحلللة تأريخيللة مللن مراحللل
التطور المصرفي ،حيث كللان النللاس يودعللون نقللودهم عنللد
الصائغ أو الصلليرفي مقابللل أجللر يتقاضللاه ،لكللن عنللدما بللدأ
هؤلء الصيارفة باستغلل هذه الموال وبإقراضها إلى غيرهم
أو استغللها ،لم تعد هذه العمليللات ودائع ،وكللان ينبغللي منللذ
ذلللك الللوقت هجللر هللذه التسللمية وتركهللا لعمليللات أخللرى؛
)كإيداع الشللياء الثمينللة( والنتقللال إلللى التسللمية الحقيقيللة
قروض.
وإذا أغفلت البنوك الروية هذا فحللري بالمصللارف السلللمية
أن تتنبه لهللذا ،وأل تقلللد البنللوك الربويللة فللي هللذه التسللمية
وغيرهللا ،سللواء كللان ذلللك فللي المقاصللد والمعللاني ،أم فللي
اللفاظ والمباني.
المبحث الرابع :الشكالت الواردة على تخريجها قرضًا:
على القول الراجح بأن القرب في أموال الحسللاب الجللاري
تخريجها أنها قرض ل وديعة ،قد يرد من الشكالت ما يلي:
الشكال الول :إن الصل في مشروعية القرض هو الرفاق،
وأدلة مشروعيته تؤكد هذا ،ولذا عرفلله بعللض الفقهللاء بللأنه:
دفع مال إرفاقا ً لمن ينتفع به ويرد بدله).(36
ومن المعلوم أن الللذين يللدفعون أمللوالهم إلللى المصللارف –
على شكل حسابات جارية – ل يقصللدون الرفللق بالمصللارف
والحسان إليها ،والمصارف ليسللت فقيللرة أو محتاجللة حللتى
تقرض ،وإنما يريدون نفع أنفسهم بحفظ أموالهم ثللم طلبهللا
عند الحاجة.
456
الجواب :يمكن أن يجاب عن هذا الشكال بأن القرض – وإن
كان الصل في مشروعيته هو الرفاق – قد يخللرج عللن هللذا
الصل؛ فليس فللي جميللع حللالته مللن بللاب الرفللاق ،وليللس
الرفاق شرطا ً فللي صللحته؛ بمعنللى أن الرفللاق صللفة غالبللة
على القرض ل مقيدة له ،ويدل على هذا ما يلي:
– 1ما ثبت في الصحيح من حديث هشام بن عروة عن أبيلله
عن عبد ا لله بن الزبير _رضي الللله تعللالى عنلله_ قللال..." :
وإنما كان دينه – أي الزبيللر رضللي الللله تعللالى عنلله – الللذي
عليه أن الرجللل كللان يللأتيه بالمللال فيسللتودعه إيللاه؛ فيقللول
الزبير :ل ،ولكنه سلف ،فإني أخشى عليه الضيعة..
457
وقال ابن حجر" :وفيه مبالغة الزبير في الحسان لصللدقائه؛
لنلله رضللي أن يحفللظ لهللم ودائعهللم فللي غيبتهللم ،ويقللوم
بوصاياهم على أولدهم بعد مللوتهم ،ولللم يكتللف بللذلك حللتى
احتاط لموالهم وديعة أو وصية بأن كان يتوصل إلى تصييرها
في ذمته مع عدم احتياجه إليها غالبًا ،وإنمللا ينقلهللا مللن اليللد
للذمة مبالغة في حفظها لهم").(39
– 2مسألة السفتجة) ،(40وهي قرض لم يقصد به الرفللاق،
ومع ذلك فهي جائزة على الصحيح ،قللال شلليخ السلللم ابللن
تيمية – رحمه الله تعالى " :-والصحيح الجواز؛ لن المقترض
رأى النفع بللأمن خطللر الطريلق إللى نقلل دراهمله إلللى بلللد
دراهم المقترض؛ فكلهما منتفع بهذا القللتراض ،والشللارع ل
ينهى عما ينفع الناس ويصلحهم ويحتللاجون إليلله ،وإنمللا نهللى
عما يضرهم ويفسدهم ،وقد أغناهم الله عنلله ،والللله أعلللم")
.(41
– 3ما ذكره العلماء من أن للوصي قللرض مللال اليللتيم فللي
بلد آخر ليربح خطر الطريق ،قال ابللن قدامللة – رحملله الللله
تعالى " :-والصحيح جوازه؛ لنه مصلحة لهما مللن غيللر ضللرر
بواحد منهما ،والشرع ل يرد بتحريم المصالح الللتي ل مضللرة
فيها ،بل بمشروعيتها").(42
ومن المعلوم أن الغاية من إقراض مال اليتيم الرفق بللاليتيم
ل بالمقترض ،ومصلحة اليتيم ل مصلحة المقللترض ،والمللراد
والمقصود اليداع والحفظ غير أن الوديعة ل تضمن؛ ففضللل
القراض لغني أمين حتى يحفظ المال لصالح اليتيم ل لصالح
الغني).(43
وبهذا يتبين أنه ل يشترط في القللرض أن يكللون إرفاق لا ً مللن
غني لمحتاج ،وإن كان الصل فيه كذلك.
الشللكال الثللاني :إن اعتبللار مللال الحسللاب الجللاري قللرض
يترتب عليه بعض الصعوبات فللي إخضللاع اسللتعمالها وسلليلة
دفع وأداة وفاء من الناحية الشرعية ،ومن ذلك):(44
458
– 1أنه ل يجوز لصاحب الحساب الجاري أن يشتري بضللاعة
مؤجلة – أي سلما ً – ويكتب لصاحب البضللاعة شلليكا ً بللالثمن
على المصرف؛ لنه يؤدي إلى بيللع الكللالئ بالكللالئ؛ فيبطللل
الشراء.
– 2أنه ل يجوز لصاحب الحساب الجاري أن يهب شلليئا ً مللن
مال حسابه الجاري لشخص ثالث؛ لنه من هبة الدائن للدين
الذي يملكه في ذمة شخص آخر؛ فالهبة باطلة عند من يللرى
من الفقهاء أن قبض الموهوب له المال الموهوب شرط في
صحة الهبة.
ويمكن أن يجاب عن هذا الشكال :بفرعيه بأن مللا ذ ُك ِللر غيللر
مسّلم ،وبيان ذلك أن صللاحب الحسللاب الجللاري إذا اشللترى
بضاعة مؤجلة )سلمًا( وكتب لصاحب البضللاعة شلليكا ً فقبللله
كللان ذلللك بمنزلللة تسللليمه الثمللن نقللدًا ،وذلللك أن العللرف
المصرفي مضى على صرف الشيك فورا ً إذا كللان مسللتوفيا ً
لشروطه ،وكذلك الحللال بالنسللبة للهبللة؛ فللإذا وهللب إنسللان
ماله في حسابه الجاري إلى غير مدينه – المصللرف – وحللرر
شيكا ً للموهوب له ورضي به فقد تم القبض) ،(45وقد سبق
رض المطالبللة أن القرض يثبللت فللي الذمللة حللا ً
ل ،وأن للمق ل ِ
ببدله في الحال كسائر الديون الحاّلة).(46
الشكال الثالث :استخدام مللال الحسللاب الجللاري كرهللن أو
ضمان.
عند الجمهور أن المرهون يجب أن يكون عينا ً متقوملة يجلوز
بيعها؛ فل يجوز رهلن اللدين) ،(47وبنلاء عللى هلذا فل يجلوز
استخدام مال الحساب الجللاري كرهللن أو ضللمان؛ لنلله ديللن
لصاحب الحساب في ذمة المصرف.
قال الدكتور الصديق الضرير – أثابه الله تعالى " :-ل أتصللور
رهن وديعة حسللابية مللن صللاحب الوديعللة؛ لن هللذا مقللرض
والمقرض يخرج المال عن ملكه ،ويكلون فلي يلد المقلترض
فل محل لرهنه").(48
459
الشكال الرابع :مللن المعلللوم أن صللاحب الحسللاب الجللاري
يمكنه أن يسحب من المال الذي في الحساب في أي وقت،
بللل قللد يسللحب جميللع المللال فللي وقللت واحللد ،والمللال
المسحوب ليس هو عين ماله الذي أقرضلله للمصللرف ،فللإذا
ل؛ فهل المال الذي يسللحبه مللن ما سحب جزءا ً من المال مث ً
الحساب هو استرجاع للمال الذي أقرضه للمصرف أو لجللزء
منه ،أم أنه قرض جديد اقترضه هو من المصرف بعقد آخر؟
هذه المسألة تحتاج إلى نظر لما يللترتب عليهللا مللن ثمللرات،
وهي مطروحة هنا للمناقشة.
الشكال الخامس :إذا أدخل شخص مال ً جديللدا ً فللي حسللابه
الجللاري؛ فهللل هللذا المللال عقللد قللرض جديللد بينلله وبيللن
المصرف ،أو هو ملحق بالعقد الول؟
الشكال السادس :إذا أدخللل شللخص مبلغلا ً مللن المللال فللي
حساب شخص آخر؛ فهل هذا المبلغ يعد قرضا ً للمصرف ،أم
أن المصرف وسيلة للوفاء فقللط؟ وإذا قلنللا إنلله قللرض مللن
صاحب الحساب؛ فهل يمكن أن يتم القرض إذا كان صللاحب
الحساب ل يعلم بدخول المال في حسابه؟
المبحللث الخللامس :الحكللام والثللار المترتبللة علللى تكييللف
الحسابات الجارية بأنها قرض.
الخلف السابق في تكييللف الحسللابات الجاريللة يللترتب آثللار
وثمرات عملية مهمللة ،تللدل علللى أهميللة الموضللوع وأهميللة
صرحه والبحث فيه ،ومن ذلك:
ل :أحكام المنافع العائدة من فتح الحساب الجاري: أو ً
إذا دفع صاحب المال نقوده إلى المصرف فإن الخير تلقائيا ً
يفتح لصاحب المال حسابا ً جاريًا ،تتم عن طريقه المعللاملت
التي تكون بين الطرفين ،ويترتب على فتح الحساب الجاري
منافع منها مللا يرجللع إلللى المصللرف )المقلترض( ،ومنهللا ملا
رض( ،ومنهللا مللا يرجللع يرجللع إلللى صللاحب الحسللاب )المق ل ِ
إليهما.
)أ( المنافع العائدة إلى المصرف )المقترض(:
460
– 1استثمار أموال الحساب الجاري :
من المعلوم أن المصرف بمجرد استلم المللال مللن العميللل
يقوم بخلطه مباشرة بالموال الموجودة لديه ،وبناًء علللى أن
هذه الموال هللي فللي الواقللع قللروض؛ فللإن للمصللرف حللق
التصرف فيها بموجب هذا العقد ،بناء علللى أن عقللد القللرض
ينقل الملكيللة إلللى المقللترض؛ إذ إن المقصللود مللن القللرض
اسللتهلكه والنتفللاع بلله ،وبالتللالي فللإن المنللافع العللائدة مللن
استثمار هذا القرض هي للمصللرف دون أن يكللون للمقللرض
منها شيء).(49
ويللترتب علللى هللذا أن للمصللرف السللتفادة مللن مجمللوع
الموال التي آلت إلى ملكيته من مجموع الحسابات الجاريللة
في توليد الئتمان أو ما يسمى بل)خلللق الللودائع( ،وهللذا ناتللج
عن طبيعة عمله واستثماره لمجموع القروض.
– 2أخذ عمولة) (50مقابل الخدمات الللتي يقللدمها لصللاحب
الحساب:
يترتب على فتح الحساب الجاري أن يقللدم المصللرف بعللض
الخدمات أو العمال في نطاق المعاملة بينهما؛ كإصدار دفتر
الشيكات ،وبطاقة السحب اللي ،وكشف بالعمال التي قام
بها صاحب الحساب ،وغيرها من الخدمات ،ومللن المصللارف
ما يأخذ مقابل ً لهذه الخللدمات ،والللذي يظهللر – والللله تعللالى
أعلم – أنه ل مانع من أخذ مقابل لهللذه الخللدمات علللى أنهللا
أجرة لما يقدمه المصرف من أعمال.
)ب( المنلللافع العلللائدة عللللى صلللاحب الحسلللاب الجلللاري
رض(:)المق ِ
– 1منفعة حفظ ماله وضمانه :الغرض الساسي من تعامللل
غالب الناس مع المصللارف عللن طريللق الحسللابات الجاريللة
أنهم يريدون حفللظ أمللوالهم وضللمانها بإقراضللها للمصللرف،
ومن ثم استرجاعها أو بعضها عنللد الحاجللة إليهللا ،وقللد تقللدم
فيما سبق بحثه أن إقراض الشخص ماله لخر بقصد الحفللظ
461
يجوز ول إشكال فيه ،كما في قصة الزبير _رضي الله تعللالى
عنه_.
وأما مسألة قصد أن يكون المال مضمونا ً فللإن الضللمان أثللر
من الثار المترتبة على عقد القرض ساء قصده المقرض أم
لم يقصده ،والله أعلم.
– 2الحصول على الخدمات التي يقللدمها المصللرف؛ كللدفتر
الشيكات وبطاقة السحب اللي وغيرها:
البحث هنا في مسألة الستفادة من هذه الخدمات إذا كللانت
بدون مقابل؛ حيث سللبق أنهللا إذا كللانت بمقابللل فإنهللا تأخللذ
حكم الجارة ،ول يظهر في هذا إشكال.
وأما إذا كانت بدون مقابل ،فهل يجوز الستفادة منها؟
جرى الخلف في هذه المسألة على قولين):(51
القول الول :إنلله يجللوز لصللاحب الحسللاب الجللاري النتفللاع
بدفتر الشيكات وبطاقة السحب اللي بدون مقابل).(52
القول الثللاني :إنلله يكللره للله النتفللاع بهللذه الخللدمات بللدون
مقابل).(53
أدلة القول الول:
الدليل الول :إن هذه المنللافع والخللدمات مشللتركة يسللتفيد
منها الطرفان – المقرض والمقترض – وربما تكللون مصلللحة
المصرف فيها غالبة بل أساسية ،وذلك أنه بإصدار الشلليكات
وبطاقات السحب اللي يخفللض مللن نسللبة التكللاليف وعللدد
الموظفين الذين يحتللاجهم فللي القيللام بأعمللاله مثللل تحريللر
أوامر السحب النقللدي وتنفيللذها ،وتحريللر المسللتندات الللتي
يسحب بها العميل بعض ماله أو كله ،واستخدام الشيك يوفر
عليه كل ذلك.
وكذلك فإن المصلرف بإصلداره لهلذه الشليكات والبطاقلات
يقلل من استخدام العملء المباشر للنقود الورقية ،مما يوفر
لديه سيولة نقدية ورقيلة يسللتفيد منهللا باسللتثمارها وبتسلليير
عملياته المصرفية ،إضافة إلى أنه يحافظ علللى هللذه النقللود
462
من السرقة والتزوير ،وذلك بتقليص تللداولها ،كمللا أنلله يقلللل
من عناء عدها ونقلها وحفظها.
الدليل الثاني :إن هذه المنافع والخدمات هللي وسلليلة لوفللاء
المصرف للقروض التي يقترضللها ،وليسللت منفعللة منفصلللة
عن القرض؛ حيث إنه مطالب بسداد القروض لكللل مقللرض
متى طلب ذلك.
دليل القول الثاني:
إن المنافع التي يحصل عليها صاحب الحساب الجاري بللدون
مقابللل ذات صلللة قويللة بسللداد الللدين والوفللاء بلله؛ فتكللون
مكروهة ،وأقل ما يقال فيها إنها شبهة ،وقد تكون ذريعة إلى
الوقوع في الحرام.
ونوقش بأن هللذه المنفعللة مشللتركة بيللن الطرفيللن ،بللل إن
منفعة المقترض )المصرف( أظهر ،وقد أجللاز بعللض العلمللاء
المنفعة في القرض إذا كانت مشللتركة للطرفيللن ،كمللا فللي
مسألة السفتجة) ،(54والله تعالى أعلم.
– 3النتفاع بالسعار المميزة لبعض الخدمات:
قد تعطي بعض المصارف لعملئها أو لبعضهم أسعارا ً مميزة
لبعللض الخللدمات؛ كالسللكن فللي الفنللادق ،أو شللراء بعللض
السلللع ،ونحللو ذلللك؛ فللإذا كللانت هللذه المنفعللة للعميللل دون
غيره ،ولم يكن للمصرف منفعللة فللي بللذلها سللوى القللرض؛
فإنه يتوجه القول بتحريمها؛ لنها منفعللة للمقللرض ل يقابلهللا
عوض سوى القرض ،وهللي وإن لللم تكللن مشللروطة إل أنهللا
واقعة قبل الوفاء بسبب القرض.
ومثل ذلك أن تنص تعليمات المصرف وأنظمتلله علللى نسللبة
معينة من الربح – قد تحددها إدارة المصرف – في نهاية كل
دورة مالية ،أو جوائز بالقرعة ،أو أولوية فللي الحصللول علللى
قرض من المصللرف؛ فللإن هللذه المزايللا ل تخلللو مللن شللبهة
الربللا ،وخاصللة إذا كللانت معانللة مسللبقا ً علللى أسللاس ثللابت
مؤكد) ،(55وجوائز المقرضين إذا كانت معروفة تكون كأنهللا
مشروطة؛ فل تجوز مطلقًا).(56
463
– 4النتفاع بشهادة المصرف بملءة صاحب الحساب:
الذي يظهر أن هذه الشهادة مللن المصللرف هللي إخبللار عللن
حللال العميللل وواقعلله مللن خلل تعللامله مللع المصللرف عللن
طريق الحسللاب الجللاري بصللفته – أي المصللرف – المصللدر
لهذه المعلومات؛ فالذي يظهر أنه ل مانع من انتفللاع صلاحب
الحساب بهذه الشهادة ،والله تعالى أعلم.
– 5النتفاع بتنظيم الحسابات وضبطها:
هذه المنفعة هي منفعة آلية تللأتي تبع لا ً لجللراءات المصللرف
في ضبط حساباته وتنظيمها وتوثيقهللا ،بللدليل أن هللذه قللد ل
تكون حاضرة أحيانا ً قبل أن يطلبها العميل كما فللي الكشللف
المختصر للحساب؛ فالذي يظهر أنه ل مانع من النتفاع بهذه
الخدمة بدون مقابل.
– 6النتفاع بأخذ الفوائد المشروطة أو ما في حكمها:
يحرم أخذ هذه الفوائد ،سواء أكانت مشللروطة أم معروفللة؛
إذ المعروف عرفا ً كالمشروط شرطًا ،والمعروف بين التجار
كالمشروط فيما بينهم ،وعليه فهذه الفوائد زيادة مشللروطة
أو في حكم المشروطة في بدل القرض للمقرض فهللي ربللا
محرم دلت الدلة على تحريمها).(57
ثانيًا :من الثار المترتبة على تكييف الحسابات الجاريللة بأنهللا
قروض:
يللترتب علللى القللول بتكييللف الحسللابات الجاريللة علللى أنهللا
قروض بعض الثار والثمرات ،من أهمها:
– 1أن ضمان تلك المبالغ في الحسابات الجاريللة هللي علللى
المصللرف كللذلك )المقللترض() ،(58ويمثللله المؤسسللون
والمساهمون؛ لنها مملوكة له ،والقاعدة الفقهية المشللهورة
أن )الخراج بالضمان( ،وأن )الغنم بالغرم(.
– 2إذا أفلللس المصللرف فليللس للمللودع أن يللدخل فللي
التفليس على أنه مالك للوديعة وتكون له الولوية ،بللل علللى
أساس أنه دائن عادي يخضع لقسمة غرمائه).(59
464
هذا ما تيسر جمعه وتحريره ،إن كان من صللواب فمللن الللله
_تعالى_ هو الموفق له ،وإن يكن من خطأ فمن نفسي ومن
الشيطان ،وأنا راجع عنه ،وأستغفر الله.
______________
) (1الحساب فللي اللغلة ملأخوذ مللن الفعللل حسلب ،والحللاء
د ،وثانيها :الكفاية.
والسين والياء أصول أربعة ،أحدها :الع ّ
حسابة :عدك الشيء ،وحسب الشلليء يحسللبه ب وال ِوالحسا ُ
ده.بالضم حسبا ً وحسابا ً وحسابة :ع ّ
ونقل ابن منظور عن الزهري قللوله :وإنملا سلمي الحسلاب
في المعاملت حسابًا؛ لنه ُيعلم به ما فيلله كفايللة ليللس فيلله
زيادة على المقدار ول نقصان .ينظر :معجللم مقللاييس اللغلة
ص ،244لسان العرب 3/161
وأما لفظ )الجاري( فقد قال ابن فارس في معجم مقللاييس
اللغة )ص :(195
"الجيم والراء والياء أصل واحد ،وهو انسياق الشيء ،يقللال:
جرى الماء يجري جرية وجريا ً وجريانًا.
وفي المعجللم الوسلليط ص " :171والحسللاب الجللاري )فللي
القتصللاد( اتفللاق بيللن شخصللين بينهمللا معللاملت مسللتمرة.
)مج("..
) (2الودائع المصرفية ،د .حسين كامل فهمي) ،مجلة مجمللع
الفقه السلمي.(9/1/689 ،
) (3أحكام الودائع المصرفية ،محمللد تقللي العثمللاني )مجلللة
المجمع .(9/1/792
) (4المصارف والعمال المصرفية فللي الشللريعة السلللمية
والقانون ،د .غريب الجمال )ص .(36
) (5الودائع المصرفية النقدية ،واسللتثمارها فللي السلللم ،د.
حسن عبد الله المين )ص .(209
) (6ينظر :المصارف السلللمية بيللن النظريللة والتطللبيق ،د.
عبد الرزاق الهيتي )ص .(259 ،258
465
) (7ينظر :المصارف السلمية بيللن النظريللة والتطللبيق )ص
.(245
) (8ينظر :بنوك تجاريللة بللدون ربللا ،د .محمللد بللن عبللد الللله
الشيباني )ص .(74
) (9ينظللر :الحسللابات والللودائع المصللرفية ،د .محمللد علللي
القري )مجلة المجمللع ،9/1/720ل ،(721الربللا والمعللاملت
المصرفية ،...د .عمر المترك )ص ،(346البنللوك السلللمية،
عائشة الشرقاوي المالقي )ص ،(228المصللارف السلللمية
بين النظرية والتطبيق ،للهيتي )ص .(245
) (10ينظر :بنوك الللودائع ،كمللال الللدين صللدقي )ص ،(104
الودائع المصرفية النقدية ،حسن المين )ص .(211
) (11ينظر :الحسابات والللودائع المصللرفية ،د .محمللد علللي
القري )مجلة المجمع .(9/1/720
) (12ينظللر :النظللام المصللرفي السلللمي ،د .محمللد أحمللد
سراج )ص .(87
) (13ينظر :بنوك الللودائع ،كمللال الللدين صللدقي )ص ،(105
الحسابات والودائع المصرفية ،د .محمد علي القللري )مجلللة
المجمع ،(9/1/724الودائع المصرفية النقدية ،حسن الميللن
)ص ،(216الربا والمعاملت المصرفية )ص ،(349الترشلليد
الشللرعي للبنللوك القائملة ،جهللاد عبللد الللله أبللو عللويمر )ص
.(166-164
) (14ينظر :مجلة مجمع الفقه السلمي )،777 ،9/1/730
،802ل ،838ل ،883ل ،888ل ،890ل ،(906حكم ودائع البنوك
وشهادات الستثمار في الفقه السلمي ،د .علللي السللالوس
)ص ،52ل (55بحللوث فللي المعللاملت المصللرفية ،د .رفيللق
يونس المصري )ص ،(203موقف الشللريعة السلللمية مللن
المصارف المعاصرة ،د .عبد الله العبادي )ص ،(199 ،198
المصللارف والعمللال المصللرفية فللي الشللريعة السلللمية
والقانون ،د .غريب الجمال )ص ،(59الشامل في معللاملت
وعمليات المصارف السلمية ،د .محمود عبد الكريم الرشيد
466
)ص ،159ل ،(160الربللا والمعللاملت المصللرفية فللي نظللر
الشللريعة السلللمية ،د .عمللر المللترك )ص ،(346النظللام
المصرفي السلمي ،د .محمد أحمد سراج )ص ،(93الودائع
المصرفية ،أحمللد بللن حسللن الحسللني ،المعللاملت الماليللة
المعاصرة في الفقه السلمي ،د .محمللد عثمللان شللبير )ص
.(222
) (15قرارات وتوصيات مجمع الفقه السلمي ،الللدورات -1
،10القلللرارات ) ،97-1ص ،(196مجللللة المجملللع ،العلللدد
التاسع ،الجزء الول )ص .(931
) (16وممن قال بهذا القول :الدكتور :حسن عبد الله المين
فللي كتللابه )الللودائع المصللرفية النقديللة ص ،(233والللدكتور
عيسى عبده )مستشار سابق لبنك دبي السلمي( في كتابه
العقود الشرعية الحاكمة للمعاملت الماليللة المعاصللرة )ص
،(113نقل ً عن :د .رفيللق المصللري فللي كتللابه )بحللوث فللي
المعللاملت المصللرفية( )ص ،(193والللدكتور عبللد الللرزاق
الهيللتي فللي كتللابه )المصللارف السلللمية بيللن النظريللة
والتطلبيق( )ص ،(261والللدكتور أحمللد عبيلد الكبيسللي فللي
بحثلله المقللدم لمجمللع الفقلله السلللمي )مجلللة المجمللع
.(9/1/755
) (17نصت المللادة 53مللن النظللام الساسللي للبنللك الللذي
تأسس عام 1975-1395م على أن البنك يقبل نللوعين مللن
الودائع:
-1ودائع بدون تفويض بالستثمار :وتأخللذ صللورة الحسللابات
الجارية ودفاتر الدخار المعمللول بهللا فللي النظللم المصللرفية
المعاصللرة ،وهللذه تأخللذ حكللم "الوديعللة" المعتمللدة فللي
الشريعة السلمية.
ينظر :بحوث فللي المصللارف السلللمية ،د .رفيللق المصللري
)ص ..(190
) (18ينظر :مجلة المجمع .700 ،9/1/694
467
) (19ينظلللر :حكلللم ودائع البنلللوك ،للسلللالوس )ص ،(51
الحسللابات الجاريللة ،د .مسللعود الثبيللتي )مجلللة المجمللع ص
.(835
) (20ينظر :بحوث في المصارف السلمية )ص .(201
) (21ينظر :حكم ودائع البنوك )ص ،(61النظللام المصللرفي
السلللمي ،د .محمللد سللراج )ص ،(93مجلللة المجمللع )ص
.(730
) (22ينظر :الللودائع المصللرفية ،للحسللني )ص ،(105حكللم
ودائع البنللوك )ص ،(52النظللام المصللرفي السلللمي )ص
،(88الربا والمعاملت المصرفية ،للمترك )ص ،(347مجلللة
المجمع )ص .(883
) (23ينظلللر :حكلللم ودائع البنلللوك )ص ،(52بحلللوث فلللي
المصارف السلمية )ص .(201
) (24ينظر :الودائع المصرفية ،للمين )ص .(233
) (25ينظر :المنفعة في القرض )ص .(304
) (26ينظر :الودائع المصرفية )ص .(233
) (27ينظر :الودائع المصرفية )ص .(234
) (28ينظر :الشرح الكبير مع المقنع والنصللاف )،(12/332
كشاف القناع ).(3/314
) (29ينظر :كشاف القناع ).(3/314
) (30ينظر :الودائع المصرفية )ص .(234 ،233
) (31ينظر :مجلة المجمع )ص .(795
) (32النصاف ).(12/323
) (33ينظللر :بحللوث فللي المصللارف السلللمية )ص ،201
.(202
) (34ينظر :المرجع نفسه )ص .(203
) (35ينظر :أحكام الودائع المصرفية ،محمللد تقللي العثمللاني
)مجلة المجمع ،(9/1/794الربا والمعاملت المصللرفية ،..د.
عمر المترك )ص ،(348مجلة المجمع 9/1/782بحوث في
المصارف السلمية )ص .(204
468
) (36كشاف القناع).(3/312
) (37أخرجه البخاري فللي صللحيحه ،كتللاب فللرض الخمللس،
باب بركة الغازي في ماله حي ّا ً وميتلا ً مللع النللبي _صلللى الللله
عليلله وسلللم_ وولة الملللر ،حللديث رقللم ) ،3129الفتلللح
(6/273ط دار السلم.
) (38فتح الباري ).(6/277
) (39المرجع نفسه ) .(6/282وعقللب المصللنف علللى قللول
ابن بطال المتقدم بقوله" :وفللي قللول ابللن بطللال المتقللدم:
"كان يفعل ذلك ليطيب له رب ذلك المال" نظر؛ لنه يتوقف
على ثبوت أنه كان يتصرف فيه بالتجارة ،وأن كثرة ماله إنما
زادت بالتجارة ،والذي يظهر خلف ذلك".
أقول :ولو استعمله في التجارة لطاب للله ذلللك؛ لنلله يصللبح
مالكا ً للمال فيجوز له التصرف فيه.
) (40السللفتجة فللي الصللل كلمللة فارسللية معّربللة ،أصلللها
)سفتة( وهي ورقة أو رقعة أو كتاب أو صك يكتبلله الشللخص
لنائبه أو مدينه في بلد آخر ُيلزمه فيه بدفع مبلللغ مللن المللال
لشخص أقرضه مثللله ،وسللميت هللذه المعاملللة سللفتجة لمللا
فيها من إحكام المر وتوثيقه وتجنب العناء والخطر) .معجللم
المصطلحات القتصادية في لغة الفقهللاء ،د .نزيلله حمللاد ص
(190وينظللر :مجمللوع الفتللاوى ،19/455،456والمغنللي )
.(6/436
) (41مجموع الفتاوى ).(19/456
) (42المغني ).(6/437
) (43ينظللر :حكللم ودائع البنللوك ،..د .علللي السللالوس )ص
.(60
) (44ينظللر :الللودائع المصللرفية ،للميللن )ص ،237ل ،(238
المصارف السلمية ،للهيتي )ص .(263
) (45ينظر :الودائع المصرفية ،للحسلني )ص ،(105دراسلة
شرعية لهم العقود المالية المستحدثة ،د .محمللد مصللطفى
أبوه الشنقيطي ).(1/282
469
) (46ينظر :ص من هذا البحث.
) (47ينظلللر :بلللدائع الصلللنائع ) ،(5/195بدايلللة المجتهلللد )
،(2/329الغاية والتقريب )ص ،(29المنثللور فللي القواعللد )
،(3/139المغني ) ،(6/455كشاف القناع ).(3/321
) (48مجلة المجمع )المناقشات( .9/1/901
) (49ينظر :المنفعة في القرض ،عبد الله العمراني )رسللالة
ماجستير غير منشورة( )ص .(311
) (50العمولة اصطلح متداول في المصارف ،ويقصد به مللا
يأخللذه المصللرف نظيللر عمللل مللن أعمللاله ،ويقللابله فللي
الصطلح الفقهي أجرة أو جعالة ،ويلحظ أن لفظللة عمولللة
غير صحيحة لغللة ،ولللم يللرد هللذا الشللتقاق فللي القللواميس،
والصللحيح )عمالللة( بضللم العيللن أو كسللرها ،ومعناهللا :رزق
العامل.
ينظللر :دراسللة شللرعية لهللم العقللود الماليللة المسللتحدثة
) 2/256الهامش(.
) (51ينظر :المنفعة في القرض )ص .(315
) (52ينظر :مجلة المجمللع ) 9/1/734،735بحللث د .محمللد
القره داغي( ،الربا والمعاملت المصللرفية ،د .عمللر المللترك
)ص .(349
) (53ينظر :تحول المصرف الربوي إلللى مصللرف إسلللمي،
سلعود بللن محمللد الربيعللة )ص ،(1/199نقل ً عللن عبللد الللله
العمراني في رسالته المنفعة في القرض )ص .(315
) (54ينظر :مجموع الفتاوى .29/456
) (55ينظر :المصارف السلمية ،د .رفيللق يللونس المصللري
)ص .(18
) (56مجلة المجمع ) 9/1/900مناقشة د .الصديق الضرير(.
) (57ينظر :الحسللابات الجاريللة ،د .مسللعود الثبيللتي )مجلللة
المجمع ،(9/1/839،841المنفعة في القرض )ص .(321
) (58ينظر :مجلة المجمع ) ،(883 ،803 ،9/1/782وينظر
نص القرار.
470
) (59ينظللر :الربللا والمعللاملت المصللرفية ،للمللترك )ص
.(347
المصدر :موقع المسلم
=============
#انهيار السهم
د .لطف الله بن مل عبد العظيم خوجه
في طبع النسللان البحللث عللن المللال .وهللو فللي أصللله غيللر
مذموم؛ إذ بدون المال ل يقدر على تحقيق الحوائج ،بللل هللو
محمود؛ لنه يعفلله ويغنيلله عللن سللؤال النللاس .فللي التللوجيه
النبوي الكريم:
)لن يغللدو أحللدكم فيحطللب علللى ظهللره ،فيتصللدق بلله،
ويستغني به عن لناس ،خير له مللن أن يسللأل رجل ،أعطللاه
أو منعه ذلك؛ فإن اليد العليا أفضل من اليللد السللفلى ،وابللدأ
بمن تعول(] .مسلم ،الزكاة ،باب :كراهة المسألة للناس[
لكن إذا صار المال أكبر همه ،وشغله الشاغل فللإنه مللذموم؛
ده وهللدفه الحسللن إلللى الطغيللان، لخروجلله حينئذ عللن حلل ّ
والهدف السيء والسوء.
-فيحصللل للله بلله الللترف ،وهللو مللن أسللباب التحلللل مللن
الشريعة ،والتفريط فللي الللتزام الحكللام ،وهكللذا هللي أخلق
مللن خلق للله ،كمللا فللي قللوله تعللالى} :إنهللم كللانوا قبللل
مترفين{.
-ويقع به في الطغيان والبطر ،كما في قوله تعالى} :كل إن
النسان ليطغى * أن رآه استغنى{.
ومن جاء هنا ذم التوسع مللن الللدنيا ،واعتبللاره سللبب الهلك،
ما ال َْفْقَر وعدم الفلح ،كما في قوله صلى الله عليه وسلمَ ) :
ط عَل َي ْ ُ
سل َ َ م وَل َك ِّنلي أ َ ْ شى عَل َي ْ ُ أَ ْ
ملام اللد ّن َْيا ك َ َ
كل ْ ن ت ُب ْ َ
شلى أ ْ خ َ كل ْ خ َ
ها
سللو َ مللا ت ََنافَ ُها ك َ َ م فَت ََنافَ ُ
سللو َ ن قَب ْل َك ُل ْ ن ك َللا َمل ْ ت عَل َللى َ س لط َ ْ بُ ِ
َ
م(] .البخاري[ ما أهْل َك َت ْهُ ْ م كَ َ وَت ُهْل ِك َك ُ ْ
وجاء مدح التقلل مللن الللدنيا فللي الخللبر النبللوي الكريللم :أن
الفقراء يدخلون الجنة قبل الغنياء بخمسمائة عام .
471
فالميزان ضرورة ،والحد دقيق ،من وقف عنده انتفللع ونفللع،
ومن تجاوز تضرر وأضر.
فالميزان في النتفاع بالمال دنيويا ،بللدون الضللرار بللالخرة،
يكون بشرطين:
صل من حّله ،الواضح البّين. الول :أن يح ّ
وفي هذا الشرط وصفان :الحّلية ،ووضوح الحّلية .فقد يكون
المال حلل لكن بشبهة؛ كلأن يكللون مختلطللا بله شليء مللن
الحللرام :النصللف ،أو الثلللث ،أو الربللع ...أو العشللر .فهللذا
الللواجب فيلله :أن يجتنللب .فاتقللاء الشللبهات اسللتبراء للللدين
والعرض ،كما في الثر النبوي المقدس.
وأوجب منه اجتناب المحرم الصريح الواضح } :يا أيها الللذين
آمنوا ل تحرموا طيبات ما أحل الله لكم ول تعتدوا إن الللله ل
يحب المعتدين{.
الثاني :أل يلهي ويشغل .وآيته :أن يكون المللال هللو الشللغل
الشاغل ،فل يبقى للخرة إل القليل.
فهذا ينسي ذكر الله تعالى ،ويجعل من النسان آلة تعمل بل
هدف سوى الدنيا.
كللذلك ،فللإنه يحمللل علللى الوقللوع فللي الشللبهات ،كللالراعي
يرعللى حللول الحمللى يوشللك أن يرتللع فيلله .وإذا وقللع فللي
الشبهات وقع في الحرام ،كما في النص النبللوي ،وهللو علللى
معنيين:
الول :وقللوع حقيقللي فللي الحللرام ،فتكللون الشللبهات بهللذا
المعنى هو :الوقوع في الحرام.
الثاني :أنه ذريعة إلى الوقوع في الحرام.
ومتى مللا كللان تحصلليله المللال بهللذين الشللرطين :حلل بّينللا
واضحا ،غير مشغل ول يلهي .فإنه مال صالح ،لرجللل صللالح،
ثمره عمل صالح ،وأجر جزيل.
بدء سللوق السللهم منللذ سللنوات قريبللة ،وهللو نظللام تجللاري
اقتصادي ،مستورد من الرأسمالية الغربية ،التي تعبد المللادة
عبادة اليهود للعجل ،والمجوس للنار ،والهندوس للبقر ؟!!.
472
استورد هذا النظام حديثا ،كما اسللتوردت مللن قبللل :أنظمللة
اقتصادية رأسمالية ،على رأسها البنوك الربويللة ،الللتي ملت
العالم السلمي.
هذا النظام الربوي وإن كان مر عليه زمن -ليس بالقصللير –
والفتوى مصروفة ضده؛ تحريملا ،وتنبيهللا وتحلذيرا .ملا جعلل
كللثيرا مللن النللاس ينصللرفون عللن البنللوك يطلبللون السلللمة
لدينهم ودنياهم :فإن سوق السهم مّر ولللم يعللترض طريقلله
عللائق يعللوقه ،إنمللا فتحللت للله البللواب والطرقللات ،وانهمللر
الناس عليه كأسراب الجراد ،يرجون خضرته وثماره.
ذلللك لن مللن حللظ هللذا السللوق ،وكللذا الللذين اسللتوردوه،
وطبقللوه :أن جللاء بعللد تغيللرات كللبيرة فللي عللالم القتصللاد
السلمي ،والستراتيجيات الدعوية ؟.
فبعللد أن كللان طريقللة التعللاطي مللع النظمللة القتصللادية
الرأسللمالية الكللبرى ،يقللوم علللى فكللرة المنللع ،والكتفللاء
بالوضاع السائدة ،دون طرح البديل :ظهر علماء مختصللون،
كان همهم مصروفا في إنشاء أنظمة بديلللة تغنللي ،وتتوافللق
مع الشريعة.
نشأ جراء هذا الجهد :بنوك إسلللمية ،ترفللض فكللرة القللرض
الربوي )وإن كللانت لللم تسلللم مللن ملحظللات علللى طريقللة
أدائها !!( .وأسلمة بعض البنوك العادية الربوية.
كان لهذا التغير ،في استراتيجية التعامل مع القضايا العصرية
القتصادية ،أثر إيجابي علللى سللوق السللهم ،حيللث لللم يلللق
معارضة ومنعا ،كالذي لقيتلله البنللوك حيللن بللدأت .فقللد كللان
المختصلللون الشلللرعيون القتصلللاديون جلللاهزين بأبحلللاثهم
وفتللاواهم لهللذا الجديللد ،فمللا أن فتللح أبللوابه للتعامللل ،وبللدء
التداول إل وكان عند الناس القدر الكافي من العلم والفتوى
لمعرفة كيفية الدخول والمشاركة بالبيع والشراء.
م مصللروفا لرفللض فكللرة البنللوك جملللة وبعللد أن كللان اله ل ّ
وتفصيل ،صار المهم :معرفة ما يجوز شراؤه من السهم وما
473
ل يجوز .وكان هللذا مللن حلظ هللذا السلوق ،والللذين يملكللون
زمامه.
نعم بين سوق السهم والبنوك فرق جوهري ..هذا صحيح.
فالبنوك تقوم على معاملت محرمة يقينا ،لكون الربللا أصللل
في وجودها ..أما سوق السهم فيقوم علللى الللبيع والشللراء:
}وأحل الله البيع وحرم الربا{.
غير أن سوق السهم فيه من البليا ،والتي ظهللرت ككللوارث
بعد حين ،ذاق مرارتها أكللثر النللاس :مللا يجعللله تحللت النظللر
والريبة؛ في طبيعللة معللاملته ،ومللدى مشللروعية هللذا النللوع
المعاملت السريعة في :آليتها ،وربحها ،وخسارتها .ليس في
كونها بيعا وشراء أصله مباح.
وهكذا انساق الناس جميعا -إل من حذر ،واتقللى -مللن دون
أي حذر مللن مخالفللة شللرعية ،فللالقوائم موزعللة ،ومقسللمة
إلى :نقية ،ومختلطة ،ومحرمة.
فالنقية والمحرمة ل كلم فيها ،فأمرها واضح.
والكلم في المختلطة ،التي تضاربت القوال حيالها ،مللا بيللن
محرم ،ومبيح بحسب نسبة الحرام فيها ،على اختلف بينهللم
في تحديد هذه النسبة.
وهذه المختلطة تمثل نسبة كبيرة من أسهم السللوق ،إن للم
يكن الكللبر ،واختلف المختصللين فيهللا ،كللان ذريعللة لتهللافت
الناس على الشراء منها ،فأكثر الناس ل يبتغي سوى بصيص
فتوى بالباحة ،ولو بالشبهة؛ ليتهافت علللى مللا يظنلله طريقللا
لربح وزيادة دخل.
وإذا أضلليف إليهللا النقيللة ،فهمنللا كيللف أن البللاب اتسللع جللدا
لدخول المليين من الراغبين الطامعين فللي تحقيللق الربللاح
السريعة.
وما بين عشية وضحاها :انقلب حال النللاس ،فصللاروا أسللرى
سوق السهم!..؛ فالسوق هو الللذي يسللجنهم مللتى مللا أراد،
وهو الذي يطلق سراحهم متى شاء !!.
474
دخل الناس سللوقا ل يملكللون مللن أمللره شلليئا ،ول يقللدرون
على شيء سوى الفرجة والمراقبة .ل يدركون كيف يتحرك،
ول كيف يسير ،وفي أي اتجاه..؟!!.
ول شك أن سيره ليس بقدر محللض ،ليللس فيلله اختيللار ،بللل
هناك من يحركه ،ويؤثر فيه ،لكنه قطعا لم يكن هذه الجموع
المتربصة ربحا ،وزيادة دخللل يحسللن مللن أوضللاعهم ،ويزيللل
عنهم بعض معاناة الحياة ،أو يزيد شيئا من رفاهيتهم.
لقد كان المر بيد فئة لديها الخبرة الكافية ،واللت والدوات
اللزمة للتحكم في السوق.!!..
دخل النلاس فلي لعبلة خطيلرة ،عللى كافلة الصلعدة ،وهلم
يجهلون قواعدها التجارية ،والشرعية ،والرأسللمالية .دخلوهللا
بللأموالهم كلهللا ،أو بعضللها ،أو أمللوال غيرهللم ،أو أمللوالهم
أولدهللم وآبللائهم ،غيللر معتللبرين تحصلليل المللال مللن حّللله
الواضح ،ول حذرين من أن يشللغلهم ويلهيهللم عللن ذكللر الللله
تعالى.
فللاقتحموا المختلللط ،وبعضللهم حللتى المحللرم ،وغرقللوا فللي
السللوق ،فأشللغلهم عللن ذكللر الللله تعللالى ،وعللن أعمللالهم،
وأولدهم ،وأزواجهم ،وبيوتهم .فأصبحوا وأمسوا فللي صللالت
السللهم ،فأضللروا بأنفسللهم ،وبالمصللالح العامللة والخاصللة،
فكانت هذه أول الخسارة ،وأول الثمرة لتجارة مريبة كهذه.
وما كانوا ليستفيقوا ..لول أن ما أتوا مللن أجللله ،وبللاعوا كللل
شيء مللن أجللله ،وبللذلوا كللل شلليء مللن أجللله :عللاد عليهللم
بالخسارة الثقيلة ،والفاجعة العظيمة..؟!!.
لقد خسروا في لحظة مللا كللانوا جمعللوه فللي عقللود ،وذهللب
عنهم في لحظة كل ما كسبوه في لحظة ،وذهب معهللم كللل
ما كان لديهم ،فمنهم من مات ،ومنهم من انهار ،ومنهم مللن
لزم فراش المرض ،ومنهللم مللن سللجن ،ومنهللم الللذي صللار
يستجدي ويسأل.!!.
لقد كانوا في غفلة واضحة في كل شيء:
475
-غفلة عن حقيقللة مللا خلقللوا لجللله ،وحقيقللة الحيللاة الللدنيا
والخرة.
-وغفلة عن حقيقة أحكام الله تعالى في البيع والشراء.
-وغفلة عن أسواق السهم ،والطريقة الرأسمالية فللي هللذه
الصالت ،التي هللي فللي حللالت منهللا أقللرب مللا يكللون إلللى
الميسللر والقمللار ،خصوصللا فللي الحللالت الللتي يكللون فيهللا
النخفللاض والرتفللاع فللي قيمللة السللهم بشللكل سللريع غيللر
معلل ول مبرر.
؟!!؛ إذ لقد كانوا في غفلة واضحة غير معقولة ،ول مقبولة ّ ..
كيف كانوا ل يفطنون إلى النهاية السيئة ،وهم ينظللرون إلللى
زيادات غير طبيعة ،ول مبررة ؟!!.
ألم يكونوا يدركون أنه سللوق ،وليسللت هبللات مضللمونة مللن
محسنين ؟.
أللم يعرفللوا أنهللا رأسللمالية قاسللية ل ترحللم ..فيهللا أطللراف
متصرفون ،قادرون على التلعب ،ومتصرف فيهم ،ليس لهم
من المر شيء ،وهم هؤلء الجموع ،إل أنهم هم الخاسللرون
في كل حال ؟.
لو كان لديهم الوعي ،والفهللم الكللافي لمللا كللانوا وقللود هللذا
السوق ،ول حجارته ..
لكنها المال ،وحب الدرهم والدينار ؟!!.
غرهللم أن فلنللا صللار مللن أصللحاب الملييللن ،بيللن عشللية
وضحاها ،وقلد كلان يسلتدين ليشللتري ملبسله .وملا تلذكروا
الطعم الذي يأتي بالصيد ،وهل الصيد إل بطعللم ،فهللؤلء هللم
الطعم ،ولولهم ما جاءت الجمللوع زرافللات ووحللدانا تطلللب
الغنيمة.
لقد كان منظر الجموع مزريا وهي تتدافع ،وتتقاتل ،وتتهافت
تهافت الفراش على النار ،عنللد أبللواب الشللركات للكتتللاب،
بعضهم يطأ بعضا ،وكأنها أبواب الجنة.
بعد كل هذه المعاناة ،لم يخرجوا ل بقليل ول كثير ،ولو أنهللم
كانوا من الذين يتقون الشللبهات ،ويسللتبرءون لللدينهم ،ومللن
476
الرجال الذين ل تلهيهم تجللارة ول بيللع عللن ذكللر الللله .لكللان
خيرا لهم وأقوم.
لكن ،هي تجربة مرت ..والمؤمن ل يلدغ من جحر مرتين.
ل ،ثم حظ الخرة ثانيللا، إن الله تعالى خلقنا لنبتغي الخرة أو ً
فقال:
}وابتغ فيمللا آتللاك الللله الللدار الخللرة ول تنللس نصلليبك مللن
الدنيا{.
وهكذا يفلح وينعم ،أملا ملن عكلس الملر ،فلالمر كملا قلال
رسول الله صلى الله عليه وسلم:
)من كان الخرة همه ،جعل الله غناه في قلبله ،وجملع عليله
شمله ،وأتته الدنيا وهي راغمة .ومن كانت الدنيا همه ،جعللل
الله فقره بين عينيه ،وفرق عليه شمله ،ولم يأته مللن الللدنيا
إل ما قدر له( الترمذي
===============
#المشروع التغريبي إذ يحمله الصحويون ؟!
محمد جلل القصاص ][1
في القرآن الكريم تتكرر الحداث ،بللل واللفللاظ ،حللتى أن
القرآن الكريم يحكي عن المفسللدين فللي كللل العصللور ذات
الكلمات بنصها ،ثم يتساءل متعجبللا ) أتواصللوا بلله ( ويجيللب
مقررا ) بل هم قللوم طللاغون ( ،فالشللتراك فللي المفللاهيم
والتصورات لل وهي هنا الظلم والطغيان لل ل أدى إلللى تطللابق
الخارج من الجوارح .
نعم تتشابه القلوب فتتكللرر الكلمللات والفعللال والمواقللف ،
في الخير والشر ،وفي ثنايا السيرة شللواهد عديللدة ؛ ُيش لّبه
أبو بكر ل رضي الله عنه لل بمللؤمن آل فرعللون ،وعُللروة بللن
مسعود الثقفي بالرجل الذي جاء من أقصى المدينة يسللعى]
، [2وأبو جهل بفرعون] ، [3وأمية بن أبي الصلت بالذي آته
يل ن َِبلل ّن ل ِك ُ ّ الله آياته فانسلخ منها] ... [4وقريب من هذا " إ ِ ّ
ه َ َ حواريا وحواري الزبير] " [5و " ل ِك ُ ّ ُ
ن هَ لذِ ِ مي ل ُ ن وَأ ِ مي ل ٌ
م لة ٍ أ ِ
لأ ّ َ َ ِّ َ َ َ ِ ّ ّ َُْ
َ ُ
ح] . [6وغير هذا كثير . ن ال ْ َ
جّرا ِ اْل ّ
مةِ أُبو عُب َي ْد َةَ ب ْ ُ
477
وفي الواقع المعاصر عجيبة لم أراها في التاريخ كللله ،وهللي
أن الحداث ...المشاريع ...تتكرر على مسافات قريبة جللدا
بذات الليات .ول يستطيع أحد أن يوقفها ،مللع أن الحللداث
ُتنقل بالصوت والصورة من كل مكان في كل مكللان .وهللذا
المللر كللثير جللدا ،وبي ّللن جللدا فللي رحيللل السللتعمار وتللولي
القوميون . . .العلمانيون ،تم المللر بللذات الطريقللة تقريبللا
في كل الدول ،وذات الشيء يحدث في مللا يعللرف بتغريللب
المجتمعات السلمية ،وهو ما أردت الحللديث عنلله فللي هللذا
المقال .
أقللول :بعللد فشللل المشللروع التغريللبي فللي مصللر ،وقيللام
الصحوة السلمية على أنقاده ،بعللد إفلسلله وانقلب بعللض
كوادره وجمهوره عليه] ، [7بدأ يظهر في أماكن أخللرى مللن
العالم السلمي المحافظ الذي تربللى علللى التوحيللد ودعللى
إليه في جميع أنحاء المعمورة ،وبذات الليات ،وعلللى ذات
المحاور ،وبذات الفكار التي كانت !! .
ول يستخفنك العجب وتمهل .
سأعرض عليك الخطوط الرئيسللية للمشللروع التغريللبي فللي
مصر لتعلم كيف أنها اليوم تتكرر .
بدأ المشروع التغريبي في مصر علللى عللدة محللاور للل وكللل
محور كان يتطور في نفسه ويتعاون مع غيره لل ل ؛ كللان مللن
أهمها حسب الترتيب الزمني :
للل البعثات العلمية ،التي أخرجت للمجتمع المصري فئة من
ب الغرب ،وراحوا يكتبللون عنلله بمللا ) المثقفين ( تشبعوا بح ّ
سن أحواله ،ويطالبون من طرف خفي أول ثم على المل ُيح ّ
بعلللد ذللللك أن يتخللللى المجتملللع المصلللري علللن تلللوجهه
) المحافظ ( وينفتح علللى العللالم ؛كللي يتقللدم ويرتقللي كمللا
تقدم القوم وارتقوا .
ل المدارس الخاصللة ،ذات الخلفيللات الدينيللة العلمانيللة فللي
مناهجهللا أو مدرسلليها ومللدرائها ] ،[8وهللذه كللانت إحللدى
المصائب الكللبرى الللتي ُرميللت بهللا المللة فللي مصللر وتركيللا
478
وغيرهمللا ،وكللان لهللا أثللرا كللبيرا فللي المجتمللع بعللد ذلللك ،
والكلم فيها يطول .وهللو مبثللوث منشللور فللي أمللاكن عللدة
ومن شاء أن يطلع فليفتش ]. [9
ويلحظ أن أصللحاب البعثللات وخريجللي المللدارس الخاصللة ،
كللان لهللم وضللع خللاص فللي الهيكللل التللوظيفي فللي الدولللة
يومها ،ومازال الحال كما هو إلى اليوم .
لل المجلت والصحف ،كانت إحدى المحاور الرئيسية أيضللا ،
فبعضها كان ثقللافي تنظيللري يتحللدث عللن القضللايا الجديللدة
وينظر لها ،وبعضها كان يرتللدي ثللوب ) الدب ( ،يجللدد فللي
الدب ،وتجديده كللان معللول فللي جللدار الشللريعة ،ولللك أن
تراجع ما كتبت يد ُ إيليا أبو ماضللي ،وجللبران خليللل جللبران .
وغيرهما ممن تطاول على عقيللدة القضللاء والقللدر ،وبعللض
المجلت عملللت علللى ترويللض أصللحاب الهمللم الللدنيئة مللن
الذين في قلوبهم مرض بإظهار الكاسيات العاريات المائلت
المميلت ،وبث أخبار الفن والفنانين ،وتلميعهللم فللي أعيللن
الناس ليكونوا ) أبطال ( يحتذي بهم .
دوم الذي تكفل بقطع أواصل الللولء ودق لل الوطنية وهي الَق ُ
وَتد البراء ،فخرجت الحركات الوطنيللة الللتي عقللدت الللولء
على الوطن بحدوده المصطنعة ،ونظرت ) للخر ( على أنه
محتل ذي أطماع اقتصادية وعنجهية عنصرية ،وتعللامت عللن
أنه كافر ل يؤمن بالله ول باليوم الخر ول يحرم ما حرم الله
ورسوله ول يدين دين الحق ،وأن المسلمون أمللة واحللدة ..
كالجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسللد
بالسهر والحمى .
لل ومن المحاور المهمة جدا محور المرأة ،الللذي بللدأ يتكلللم
عن جواز كشف الوجه ،وأن الحجاب في الشريعة ل يطللاله
لل وهو قول مرجوح لل ،ثم تسلل إلى جميع أجزاء المللرأة إل
مل ستره .فقد كانت دعوة قاسم أميللن ل ج ُما قبح كشفه و َ
تتعدى المطالبة بكشف الوجه ،وكانت زوجته هو متسللترة ل
يراها الجانب من الرجال .
479
وهي ذات الدغدغة التي تللدور اليللوم فللي الصللحف علللى يللد
) المتنورين ( .
ثللم تكلمللوا فللي خللروج المللرأة وعملهللا .مشللروع أم غيللر
مشروع ؟!
وما زالوا بالمرأة حتى أخرجوها من بيتها ؛ وكانت أقل الثللار
التي ترتبت على خللروج المللرأة مللن بيتهللا تفكيللك السللرة ،
وإهمللال الولد ،ونشللر الرزيلللة فللي أمللاكن الختلط ،فللي
الشللارع وفللي العمللل ،نعللم كللانت هللذه أقللل الثللار علللى
عظمها ،وكان أكبرها لل وهو الغاية من التحرك علللى محللور
المرأة من وجهة نظري لل هللو مهاجمللة العقيللدة السلللمية ؛
فبخروج المرأة ودخولها فيما ل يتناسب مع تركيبها الجسمي
والنفسي الذي فطرها الله عليه ظهرت لهللا قضللايا تتعللارض
مللع الشللريعة السلللمية ،وتتعللارض مللع صللريح النصللوص
القرآنية وصحيح الحاديث النبويللة ،فقللالوا :تعمللل كالرجللل
فلم تأخذ نصف الميراث ؟! وقالوا :تنفق من مالها كالرجللل
فلم القوامة للرجل وليست لها ؟
وقالوا وقالوا وكذبوا فيما قالوا .
فكانت المرأة إحدى القناطر التي عَب ََر عليها الغللرب لثوابتنللا
ث من خللها خطابا أقل نتائجه هي القول بللأن الشرعية ،وب ّ
الشريعة السلمية لم تعد تصلح لهذا الزمان .
والن يدغدغون بكلم حول الوجه ويستأنسون بقللول الشلليخ
اللباني ل رحمه الله ل بأن كشللف الللوجه جللائز ،ويسللتدعون
الغافلين من تلميذه ليؤيدوا كلمهم .وكل نللبيه ذكللي يللدري
أن هؤلء ليسوا كالشيخ اللباني لل رحمه الللله لل ل وإن التقللوا
في هذه النقطة ؛ وكل نبيه ذكي ُيعللرض عليلله هللذا النقللاش
عليه أن ينظر في المآلت ثم يركل القوم بكلتا قدميه .
لل وكان محور الهجوم على التراث السلمي بالتشللكيك فللي
بعضلله ،وبللالنبش عللن النمللاذج السلليئة فللي تاريللخ المللة
وتقديمها للناس على أنه هذا هو ثمرة ) تحكيلم الشلريعة ( ،
أو تقللديم نمللوذج مللن تخلللوا عللن الللدين وكفللروا بللالله رب
480
العالمين ممن أمدهم الله بظاهرٍ من الحياة الدنيا ،وتشويق
عامة النا][10س إلى رقي كرقي هؤلء وتحضر كتحضرهم .
لل وانتشر الغناء وأقبل أهل الرقص والزمللر " الفللن" يثبتللون
الفكار والمفاهيم بأجسادهم العارية ووجوههم الجميلة .
كللان فللي طرحهللم هجللوم مباشللر علللى ثللوابت الشللريعة
السلمية ،مثل تعدد الزوجات ،وترسيخ مفهوم الولء علللى
الوطن ل الدين .والسخرية من اللغة العربية ومن مدرسللي
اللغلللة العربيلللة ،وملللن رجلللال اللللدين ) المللللتزمين للللل
المطاوعة ( ،وتقديم النموذج الغربي للشباب علللى أنلله هللو
النموذج المثالي .هذا بجانب نشر الرذيلة .
لل ثم جاء دور ) رجال الدين ( وكانوا هللم ثلاني المحللاور مللن
حيللث الهميللة للل مللن وجهللة نظللري للل وكللانوا هللم الفاعللل
الرئيسي في مشروع التغريب ،فكل ما سبق كان بالمكللان
رده أو حصللره فللي إطللار النحللراف الخلقللي ،إلللى أن جللاء
بعض المنتسبين للشريعة فألبسوا التغريللب ثللوب ) الصلللح
الديني ( .وبللرزوا للمللة كمصلللحين ...مناضلللين ...ثللائرين
على ) الجمود ( و ) التعصب ( .
فقط أضع بعض الملمح للشخصيات الفاعلة في هذا المحور
لترى كيف ُينتقى الشخصيات حديثا .
لل من أبرز سمات الشخصلليات ) الصلللحية ( فللي المجتمللع
المصري يومها وخاصللة ) محمللد عبللده (و ) اليرانللي جمللال
الدين ( أنها كانت شخصلليات ثللائرة ،محسللوبة علللى الثللورة
المصرية ضد النجليز ومللن الللواقفين فللي وجلله الملللك مللن
أجل ) الصلح ( والمطالبة بالحقوق ،فقد برز لل أو بالحرى
ُأبرَز لل اسم محمد عبده في ثورة عرابي وتم نفيه للبنان ثللم
معوه للل .فكان هو ) رجل ( المرحلة ،كللان أعادوه بعد أن ل ّ
هو التطور الطبيعي للطهطاوي و اليراني .
ل كل ما فعله ) الشيوخ ( هو أنهللم تكلمللوا بللأن ) الرقللي ( و
) التحضر ( أو ) التجديللد ( للل بمفهللومه المطللروح مللن قبللل
الليللبراليين اليللوم لللل ل يتعللارض مللع الشللريعة السلللمية ،
481
وإقصاء ) الخر ( لل وهو البراء منه عندنا لل مناطللاته متعللددة
وليس محرما من كل وجه .
وأعرض عليك في عجالة بعض أفكارهم .
ط القللوم علللى حيللاض الغللرب رفاعة الطهطاوي لل وهو فَ لَر ُ
الكدرة النجسة لل في كتابيه ) المرشد المين للبنات والبنين
( و ) تخليللص البريللز فللي تلخيللص بللاريز ( امتللدح المجتمللع
الغربي ..أسلوب حيللاته وثقللافته ،وحللاول أن يحصللر المللر
فقط في اختلف المسميات.
وأثنى على الدستور الفرنسي الشرطة ،ووصفها بأنها عللدل ً
وإنصافا أدى إلى تعمير الممالك وراحة العباد وارتياح القلوب
حتى أنه ما عاد يسمع عندهم من يشكو ظلما ً أبدا !!.
وأحسللب أن موسلليقى حفلت الرقللص الللتي أطللال فللي
مت وصفها ،ونساء باريس التللي يرقصللن مللع الرجللال ،ص ل ّ
أذن ) الشيخ ( وألهته عن البحث في ضواحي بللاريس وقللرى
فرنسا عن إخوان ) المورسكيين ( وغيرهم ممن يثير الرض
ويسقي الحرث طلبا للرزق .
ثم جاء جمال الدين السد أبادي المشللهور بالفغللاني والللذي
نفي إلى مصر لفكره العللتزالي وأرائه الغريبللة ،وادعللى أن
المللة هللي مصللدر الحكللم ،وأن الشللتراكية مللن السلللم .
ونللادى بوحللدة الديللان ،والسلللم العللالمي ؛ ومللن أراد أن
يستيقن أو يستزيد فليقللرأ خللاطرات جمللال الللدين الفغللاني
اختيار عبد العزيز سيد الهللل ص 14 :والتجاهللات الفكريللة
والسياسية والجتماعية علي الحوافظة 181،182 ،102:
ثم جاء محمد عبده لل ول حظ التطور في الطللرح لل ل وتحللت
مسمى ) الصلح (] [11أباح التشبه بالخواجات في الفتللوى
الترنسفالية ،وأباح الربا في شكل صناديق التللوفير ،وح لّرم
تعدد الزوجات ،وكان ظهيرا ً لقاسم أمين في كتابه " تحريللر
المرأة " وكان مللن ) أعظللم مللن تجللرأ علللى مفهللوم الللولء
والللبراء ودار الحللرب ودار السلللم مللن المنتسللبين للعلمللاء
بتعاونه مع الحكومة النجليزية الكافرة ودعوته إلللى التعامللل
482
مللع النجليللز وغيرهللم بحجللة أن التعامللل مللع الكللافر ليللس
محرما ً من كل وجه ( ] العلمانية . [578 :
وقد لخص العقاد ما أريد قوله عن محمد عبده في سللطرين
ة يمكن أن يقللال يقول في ] أعلم العرب ) : [ 176 :وجمل ً
ل من أعمال الخدمة الجتماعية تم بعللد وفللاته أن ما من عم ٍ
إل كان من مشروعاته التي هيأ لها الذهان ومهد لها الطريق
وبدأ فعل ً بالستعداد لتنفيذها ومنهللا الجامعللة المصللرية الللتي
كان يعني بها أن تقوم بتعليم العلللوم وفقلا ً للمناهللج الحديثللة
وتسهم في تجديد الحضارة العربية القديمة ( ][12
وتدبر :التعامل ملع الكفلار ) قبللول الخلر ( ،التشلبه بهللم ،
إباحة الربا ،تحرير المرأة ،تحريم تعللدد الزوجللات ،أليسللت
هي ذات المطالب التي ينادي بها الليبراليون اليوم ؟
لل لم يتجه محمد عبده ومن معه في نقده للمؤسسة الدينية
الرسمية ) الزهر ( إلى من يخالفونه فيها ،لم يجلس معهللم
يخللاطبهم بمللا عنللده ،يعللرض عليهللم أطروحللاته ويسللتمع
لردودهم ،وقد كان الخلص يقتضلي ذللك ،بلل إن نصلوص
الشللريعة تللأمر بللذلك ففللي الحللديث ) الللدين النصلليحة ...
الحللديث ( ،ولكنلله اتجلله للجمللاهير ،وأخللذ يقلبهللا علللى
المؤسسة الدينية الرسمية ،بل وينفرها منها ،بللدعوى أنهللم
غير متفتحين ،ل يفقهللون الواقللع ،فتللاويهم تصلللح لخمسللة
قرون ماضية ،أما هللذا اليللوم فيحتللاج لمفللتي أوعللى وأدرى
بحال الناس ،وأخذ يرميهللم بمللا ينفللر النللاس منهللم .وكللان
متللدنيا فللي كلمللاته يصللف الزهللر بللأنه ) المخللروب ( و
) الستبل ( في إشارة واضللحة إلللى أن مللا فيلله مللن علمللاء
حيوانات ل يفقهون شيئا ،يتكلم بهذا ثم هو إمام ومجدد عند
بعضللهم !! ،وطللبيعي أن يجللد مللن يسللمع للله ويتحمللس
لفكرته .
لل ومن أهم ما حدث أن هذا التيار الجديد أخذ ُيربي مجموعة
من النابهين الطامحين المتحمسللين علللى أفكللاره ،ولللك أن
تقرأ سير كل الشخصيات الللتي بللرزت بعللد ذلللك فللي جميللع
483
المجالت حتى السياسية لتجد أنها تأثرت مباشرة بالخطللاب
المنبعث من المؤسسة الدينية في شخص محمد عبده يومها
،قاسم أمين ،أحمد لطفي السلليد ،سللعد زغلللول ،والللذين
جاءوا من بعدهم كلابن العقللاد وغيللره .وكللانت تربيللة هلؤلء
الكوادر تعتمد على أسلوب النتقاء والمتابعة .وسيأتي مزيد
بيان لهذه النقطة إن شاء الله وقدر
للل فالصللورة الللتي انتهللى إليهللا هللؤلء ) الصلللحيون ( أنهللم
استدبروا المؤسسة الدينية ،وأخذوا يتكلمون للناس ويربون
،وأوجدوا واقعا جديدا بعيللدا عللن الواقللع القللديم ،وفرضللوه
على الواقع القللديم .ثللم حللدث السللتبدال بعامللل الللوقت ،
وبعصا السلطان .
لل المحور الخير وهو المنسق والمفعل لكل هذه المحاور هو
عصا السلطان ،التي سللمحت لهللذا ومنعللت هللذا ،وقللدمت
هذا وأخرت هذا ،وولت هذا وعزلت هذا ،كللانت يومهللا فللي
أرض الكنانة مع المجرميللن وتحللارب الطيللبين ،وهللي اليللوم
غائبة بل منحازة ) للملتزمين لل المطاوعة ( وهي نعمللة مللن
الله ل بد من شكرها .
لل بقى أن شيء لبد من ذكره ،وهو أن سبب تقبل المجتمع
المصللري للطللرح التغريللبي هللو الرجللاء جرثومللة الرجللاء ،
مَلت جرثومة الرجاء عملها فللي عقيللدة المللة ،فللأخرجت عَ َ
العمل من مسمى اليمان ليكون شرط كمال ل شرط صحة
واقتضللاء ،فانحسللر اليمللان فللي ذهللن العللوام إلللى نطللق
بالشهادتين ،وإقللرار باللسللان ،وانتسللاب فللي الجملللة إلللى
السلم .
ولوله ل أعني الرجاء ل ما انبهر بهللم الشللعب ول مللن ذهبللوا
مبعوثين عن الشعب .
لوله ما ذهبت النخبة مللن أبنللاء المللة بللل مللن طلبللة العلللم
الشرعي في الزهللر الشللريف ،إلللى هللذه البلللدان الكللافرة
تتلمذ على يلد أبنللائهم ،وتثنللي عليهلم ،وتريللد منلا تقليلدهم
والسير في ركابهم .
484
لللول الخلللل العقللدي الللذي أحللدثته جرثومللة الرجللاء فللي
المفاهيم السلمية ،والتصورات العقدية عنللد هللذه النخبللة ،
لوقفوا في ديارهم حين رأوا حالهم يقولللون لهللم " :اعبللدوا
الله ما لكم من إله غيره " ".قل إنما حللرم ربللي الفللواحش
ما ظهر منها وما بطن الثم والبغي بغير الحللق وأن تشللركوا
بالله مللا لللم ينللزل بلله سلللطانا وأن تقولللوا علللى الللله مللا ل
تعلمون " " ما اتخذ الله من ولد ومللا كللان معلله مللن إللله إذا
لذهب كل إللله بمللا خلللق ولعل بعضللهم علللى بعللض سللبحانه
وتعالى عما يشركون .
ولعادوا إلينا يقولون لنا :إنهم أهل دياسة ل يغار الرجل على
عرضه ،وأهل كفر ل يتحاكمون إلى شرع الله ...ولكن شلليئا
من هذا لللم يحللدث .بللل ُأشللربت قلللوبهم الفسللق بضللللهم
وُبعدهم عن منهج الله الصحيح ،فعادوا يريدون من المة أن
تسير في ركاب الضالين ...وأن تقتفي أثر باريس وبرليللن ،
وأن تحمل على أعناقها الفسقة والمجرمين .
واليوم الرجاء موجود ولكن بشكل آخر ) سلفي ( ملتزم هو
دلبالسمت والشعائر ،ولكنه ل يرى حرجا على من ترك وبلل ّ
أو رد ّ وعاند واستكبر ما دام ينطق بكلمة التوحيللد .والمللوت
بالزهرِ مثل الموت بللالفحم .فالمحصلللة واحللدة بيللن إرجللاء
المس وإرجاء اليوم .
إرشادات لحباط كيد المجرمين ][13
لل غالب من يتكلم يتجه للجماهير بخطاب عام ،وهلذا وحلده
ل يكفي .
من يتدبر في نشللأة الللدول ،والفللرق ،يجللد أن الجمللاهير ل
ن غلللب مل ْ
تدخل مراحل الصراع الولى ،وان الجمللاهير مللع َ
في الخير ،فهي طّيعة ُتؤتى من أذنهلا .ولكلن تنشلأ اللدول
والفكللار بطريقللة التنشللئة والتربيللة ثللم التللوجه للجمللاهير
بخطاب عام يتناسب مع مستوى وعيها وقتئذ .
مثل الدولة العباسية ،بللدأت بالللدعاة المخلصللين ثللم مللارس
هؤلء الدعوة السرية ثم اتجهوا ل بمن أطللاعهم للل للجمللاهير
485
بخطاب حماسي تحريضي وساروا إلى بني أمية في دمشللق
وأسسوا الدولة ،واشُتهر في التاريخ اصطفاء مجموعللة مللن
الفراد ذوي المهارات المعينة من أجل تنفيذ مهللام محللددة ،
وكان أكثر ذلك في القتال ،وعلللى سللبيل المثللال المماليللك
البحرية] [14والفتيان العامريون] [15والنكشارية ][16
ومن هذا الكلية التي أنشأها اللللورد ) كرومللر ( و ) الشلليخ (
محملللد عبلللده ) 1849م لللل 1905م ( فلللي مطللللع القلللرن
العشرين لتخريج قضاة شرع من ذوي الطابع التحللرري . . .
كانت بمثابللة محضللن تربللوي لمجموعللة منتقللاة مللن الطلبللة
وتعتمللد علللى برامللج علميللة منتقللاة أيضللا لتحقيللق أهللداف
خاصة ...كانت ) نظم تذود الطالب ببرامج ثقافية ذات طابع
تحرري ول تحصللر الطللالب فللي الدراسللات الخاصللة( و) قللد
كانت تجربللة أثبتللت نجاحهللا مللن كللل والوجللوه ( كمللا يقللول
) كرومر ( في تقريللره لحكللومته عللام 1905م] . [17وهللذه
المدارس هي التي خرج منها جيل كامل من الشاذين فكريللا
وأصحاب الطموحات الدنيوية ل كمللا يصللفهم الللدكتور محمللد
محمد حسين ل يرحمه الله ل والذين كللانوا سللببا رئيسلليا مللن
أسباب تغريب المة ].[18
وقد فطن عباد الصليب إلى هللذا المللر فعمللدوا إلللى إنشللاء
مدارس تربوية خاصة .تعتمد مناهج معينة تحقلق أهلدافهم ،
وتقبل طلبا بصفات معينة من الذكاء أو الوضع الجتماعي للل
أبنللاء المللراء وكللبراء القللوم ل ل ولكللي تعللرف خطللورة هللذه
المدارس أنقل لك كلمة أحدهم ،يقول وقد أسللس مدرسللة
في اسطنبول عام 1863م » :لقد أنشأ التراك حصنا ً لفتللح
إسطنبول ،وأنا سأنشئ هنا مدرسة لهدمهم « ،وما يعنينللي
هنا أن هذا المدارس قامت على نوعي النتقللاء الللذي أتكلللم
عنه انتقاء الفراد وانتقاء المنهج .وكانت محصلللتها مللا نحللن
فيه اليوم]. [19
486
ول بللد مللن العمللل علللى ذات المحللور ،أعنللي تربيللة كللوادر
علميه تتصدى للمجرمين وتتولى مسللئولية تللوجيه المللة .أو
تفرض واقعا جديدا على الموجودين .
إن الصراع بين الحق والباطل ل يظهر على السللطح إل فللي
المراحل الخيللرة ،ومراحللل العللداد تكللون كلهللا فللي إطللار
ضيق خفي ل يدري بها إل النابهون مللن المهتميللن ،فانتظللار
أن يحتدم الصراع على السطح . . .أمر من السذاجة بمكان
،ويكفي ما مضى في التاريخ من دروس وعبر .
لل طرد الرجاء الفكري ،والتصدي للمحاولت ) الصلللحية (
التي تنبثق من داخل الصف السلمي ) الصحوي ( تحديللدا ،
فكمللا رأينللا فللي التجربللة المصللرية ،ل بللد مللن الصللحويين
أصحاب اليدي النظيفة ،ليتكلموا للناس بأن الللذي يللدعوهم
إليه القوم ل يفارق الشرع في كللثير ،وهللذا يقتضللي إشللاعة
فقه المآلت في الفتوى ،والنظر فللي الخلفيللات والللدوافع ،
وعلينا أن نذكر هؤلء بالله وأن ينظروا في مآل مللا يتكلمللون
به .
-------------------------------------------------
] [1طالب علم
] [2الروض النف قصة مقتللل عللروة بللن مسللعود الثقفللي .
وحاء في سنن الترمزي 3582في كتاب المناقب من حديث
جابر بن عبد الله رضي الله عنه وهو في السللراء والمعللراج
وصف عروة بن مسعود الثقفي بعيسى عليه السلم .وجللاء
ذلك أيضا في صحيح مسلم كتاب اليمان حديث رقم . 251
] [3مسند أحمد 5172
] [4والبداية والنهاية لبن كثير :جل 2لل 220
] [5البخاري 2634ومسلم .4436
] [6البخاري كتاب المغازي حديث رقم 4382
] [7يذكر مثل أن سيد قطب ومحمد قطب ،وهم من أشللهر
السماء فللي الصللحوة السلللمية ،كللانوا ممللن تربللوا ضللمن
منظومللة التيللار التغريللبي ،وكللذا بللدأ الحجللاب لل ل بمفهللومه
487
الشرعي الصللحيح لل ل يظهللر فللي الجامعللات العلمانيللة وفللي
الشارع المصري حتى أصبح ظللاهرة .وكللذا اللحيللة وتقصللير
الثياب بين الشباب .
] [8خطللورة المعلللم كخطللورة المناهللج إن لللم تكللن أشللد ،
فالقدوة لها تأثيرها القوي جدا في حس الناشئة ،ويسللتطيع
أي معلم أن يخرج على المنهج ويبث مفللاهيم جيللدة أو رديئة
أثناء تدريس المنهج الرسمي .لذا ينبغي أن يكللون الهتمللام
بالمعلم من جنس الهتمام بالمناهج .
] [9انظر ل مثل لل ل ) التعليللم الجنللبي مخللاطر ل تنتهللي ( لل ل
مهيمن عبد الجبار .مجلة البيان العدد 174 /صل ، 18والعللدد
175صل ل . 8وهللو مللن أفضللل مللا اطلعللت عليلله فللي هللذا
الموضوع .
][10
] [11قلت كل يدعي الصلللح ،وفللي المنللافقين نللزل قللول
الله تعالى ) :وإذا قيل لهم ل تفسدوا في الرض قللالوا إنمللا
نحن مصلحون .أل إنهم هم المفسدون ولكن ل يشعرون ( .
] ] [12العقاد :أعلم العرب ص [176 :
] [13لم أقصد بالمجرمين إخواننا ممللن يصللب كلمهللم فللي
حياض القلوم ،فهللؤلء دون ذللك ،وهلم أخللوة لنلا فللي كللل
حال .ولكن عنيت الذي يتولى كبره .
] [14وهم من المماليك الللترك ويعرفلون فللي كتلب التاريللخ
بالمماليك البحرية نسبه لقلعتهللم الللتي كللانت بالروضللة فللي
البحر ) نهر النيل ( .جلبهم الملك الصالح نجللم الللدين أيللوب
المتوفي سنة 647هل ل واسللتعان بهللم فللي حروبلله الداخليللة
والخارجية ،ثم استولوا بعد ذلللك علللى الحكللم وقللامت لهللم
دولة في مصر والشام سنة 650هلل ،وهلم مللن تصلدوا بعلد
ذلللك للتتللار .وخلفهللم فللي الحكللم المماليللك البرجيللة ثللم
المماليك الشراكسة .واستمرت دولتهم إلى أن قضى عليها
السلطان سليم الول العثماني سنة 922هل ل .أنظللر البدايللة
والنهاية لبن كثير أحداث عام 922هل
488
] [15ينسللبوا إلللى الحللاجب المنصللور بللن أبللي عللامر أميللر
الندلس الشهير المتوفي عام 393هل ل ،وكللانوا مللن العبيللد
البيض ) الصقالبة ( ،دربهم وأحسن تدريبهم ،واعتمد عليهم
في تثبيت أركان ملكة والقضاء علللى خصللومه .وكللانوا أحللد
السباب الهامة في الفتن الداخلية التي نشللأة فللي النللدلس
وكانوا سببا في مللا عللرف تاريخيللا بدولللة الطللوائف الثانيللة .
أنظر ترجمة الحاجب المنصور في أحداث عام 392وما تلى
ذلك من أحداث .البداية والنهاية بن كثير .
] [16كلمة ) انكشارية ( كلمة عربيللة محرفللة لكلمللة تركيللة
هي ) يني تشاري ( وتعني الجيللش الجديللد ،وهللم مجموعللة
من الشبان صغار السن من أسرى الحرب أخذهم السلطان
الغللازي ) أورخللان الول ( وربللاهم تربيللة إسلللمية بحيللث ل
يعرفون أبا إل السلطان ول حرفة إل الجهاد في سبيل الله ،
ولعدم وجود أقارب لهم بين الهلالي ل يخشلى ملن تحزبهلم
مع الهالي على الدولة .وكانوا في البداية فرقة صغيره ثللم
زاد عللددهم حللتى صللار ل يعللول إل عليهللم فللي الحللروب ن
وكانوا من أهم وأكبر عوامل امتداد سلطة الدولة العثمانية ،
واشتهروا بالفتك بخصومهم والغدر أحيانا ،كما أنهللم خرجللوا
فيما بعد عن حدودهم وتعدوا واستبدوا بما جعلهم سللببا فللي
تأخر الدولة وتقهقرها .انظر ل إن شئت ل تاريخ الدولة العلية
العثمانية ج /1ص .123محمد فريد بك .دار النفائس بيروت
.بتصرف يسير .
] [17العلمانية للشيخ الدكتور سفر بن عبد الرحمن الحوالي
577 ، 576
] [18أنظر للكللاتب ) حاجتنللا للنتقللاء فللي التربيللة ( ،موقللع
المسلم الركن الشرعي ،وصيد الفوائد في الصفحة الخاصة
.
] [19لمزيد من التفاصيل حول التعليلم الجنلبي فلي العلالم
السلللمي ،انظللر ) التعليللم الجنللبي مخللاطر ل تنتهللي ( لل ل
489
مهيمن عبد الجبار .مجلة البيان العدد 174 /صل ، 18والعللدد
175صل . 8
=================
#الستثمار في صناديق السهم في البنوك
الدكتور محمد بن سعود العصيمي
نص السؤال
هللل يجللوز السللتثمار فللي صللندوق السللهم المحليللة للبنللك
الهلي؟
نص الجواب
الحمد لله والصلة والسلللم علللى رسللول الللله ،وعلللى آللله
وصحبه ومن واله ،وبعد :
موضللوع صللناديق السللهم مبنللي علللى الكلم فللي السللهم،
وبدون الدخول فللي التفاصلليل المعروفللة ،فللي حكللم تللداول
أسللهم الشللركات المسللاهمة الللتي تقللترض وتقللرض بالربللا،
وبدون الدخول في مسميات الصناديق المحلية المقدمة من
البنوك التجارية في السعودية أقول _وبالله التوفيق_:
• ل يللرى جمللاهير العلمللاء المعاصللرين صللحة شللراء سللهم
شركة مساهمة نشاطها محرم ،أو تقترض أو تقرض بالربا.
• كللل الصللناديق الموجللودة الن تقللوم علللى فتللوى بجللواز
التعامل بأسهم الشركات المسللاهمة الللتي تقللترض وتقللرض
بالربا حسب تفصيل ل يسع المقام له ،وقد فصلته فللي كلم
سابق ،وهي بين مقل ومكثر في التوسع في تلك الشركات،
وبعضها يزعم أنه إسلمي لمجللرد أنلله ل يتعامللل فللي أسللهم
البنوك التجارية.
• النوافذ المسللماة "نوافللذ إسلللمية" أبعللد عللن الدقللة فللي
التدقيق والتحري علللى تطللبيق القللرارات الخاصللة بللالهيئات
الشللرعية الخاصلة بهللا؛ لنله ل يوجللد عنلدها إدارات للرقابلة
الشرعية تتولي التدقيق على تلك العمليللات ،وكللثير منهللم ل
يخرج نسبة التطهير التي أفتت بها الهيئات الشرعية.
490
• ل أنصح السائل بالشتراك في أي صندوق يعمل حسب ما
ذكرت ،وعليلله أن يعمللل بنفسلله فللي الشللركات النقيللة مللن
الربا ،أو أن يبحث عن بعض المستثمرين الثقات ليستثمر له
أمواله فيها.
• أرى أن تسارع البنوك لنشللاء صللناديق اسللتثمارية تحتللوي
فقللط علللى الشللركات النقيللة مللن التعامللل الربللوي بأسللرع
وقت ،حتى يكون للعملء مجال آخر لستثمار أموالهم.
• يجب أن ندعم الشركات المساهمة النقية مللن الربللا بكللل
ما أوتينا من طاقة وعلم ووقت ودعاية.
كما يجب على البنوك السلمية والنوافذ السلللمية التعللاون
فللي ذلللك ،ونشللر القللوائم النافعللة للسللهم النقيللة ،ودعللم
الشركات المساهمة النقية دعللم للتجربللة البنكيللة السلللمية
التي آتت أكلها _بفضل الله وبرحمته_.
• ويجلللب علينلللا أن نناصلللح المسلللؤولين علللن الشلللركات
المساهمة في سرعة التحول إلى المنتجللات السلللمية فللي
المرابحللة والمشللاركة )بللدل ً القللتراض الربللوي والسللتثمار
الربوي( .فكل البنلوك السلعودية تقللدم تللك الخلدمات الن،
ومع ما فيه من النصياع لحكم الله _سبحانه وتعالى_ ،ففيلله
مسابقة للبنللوك الجنبيللة القادمللة مللن أوربللا وغيرهللا،والللتي
ستطرح منتجاتهللا السلللمية علللى النطللاق الواسللع ،وبنوكنللا
المحلية أولى بذلك.
• وفق الله القائمين علللى المؤسسللات الماليللة والشللركات
المساهمة لما يحبلله ويرضللاه ،ويسللر أمرهللم بمللا فيلله رضللا
ربهم.
والله _سبحانه وتعالى_ أعلم ،وصلى الللله وسلللم علللى نبينللا
محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
=============
#وقفات مع زلزال أسيا
الدكتور عصام بن هاشم الجفري
491
الحمد لله القوي الجبار المقتدر،العليم الحليم الرحيللم جعللل
كل شيء بقدر،أحمده سبحانه وأشكره على حلمه علينا مللع
ماتفشى من الذنوب وظهر،وأشللهد أن ل إللله إل الللله وحللده
لشللريك للله وأشللهد أن نبينللا وحبيبنللا وسلليدنا محمللدا ً عبللده
ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصللحبه ومللن اتبللع النهللج
على وعي وبصر.أما بعد:فاتقوا الله عباد الله ول يغرنكللم مللا
فتح الله عليكم من زهرة الدنيا ونعيمها فتنسوا مافرض الله
مللاوشرع ؛فقد قال الللله محللذرا ً فللي محكللم التتنزيللل } :فَل َ ّ
حت ّللى إ ِ َ
ذا ل َ ب ك ُل ّ نسوا ْ ما ذ ُك ّروا ْ بله فَتحنللا عَل َيهل َ
يٍء َ
شل ْ وا َم أب ْل َ ِْ ْ ِ ِ َ ْ َ ُ َ َ ُ
َ ُ
ما أوُتوا ْ أ َ
ن{)النعللام : سللو َ
مب ْل ِ ُ
ذا هُللم ّ ة ف َ لإ ِ َ
هم ب َغْت َ ًخذ َْنا ُ حوا ْ ب ِ َ
فَرِ ُ
.(44معاشر المؤمنين بالله واليوم الخر تمر بنا في كل يللوم
العديد من العبر والعظات الللتي تهللز الجبللال الراسلليات فمللا
أحوجنللا للتوقللف والتأمللل والعتبللار فهللذا هللو دأب أصللحاب
ن
كا َ القلوب الحية ،وهذا هو توجيه الله لنا يوم أن قال }:ل ََقد ْ َ
َ ُ
ب ){...يوسف.(111:وقد مللر عب َْرةٌ ّلوِْلي الل َْبا ِ م ِصه ِ ْ
ص ِ ِفي قَ َ
معنا في السبوع الماضي عبرة عظيمللة تقشللعر مللن هولهللا
البدان ،أعرفتم ماهي؟ إنها زلزال أسيا المدمر ولي مع هللذا
الزلزال وقفات :
الوقفة الولى :مللع عظيللم قللدرة الجبللار جللل جلللله فحركللة
أرضية في قاع المحيط انظروا ماذا ترتب عليها؛ القتلللى لللم
يحصروا حتى اليوم على جهة التحديد ولكن آخر الحصللاءات
تقللول أنهللم يزيللدون علللى مللائة ألللف قتيللل،عللدا ملييللن
المشردين،فجأة وبل سابق إنذار ترتفع المياه لتغطي عمارة
يزيللد طولهللا علللى ثلث طوابللق؛ فتغللرق وتللدمر وتقتللل ول
يستطيع النجاة منها إل من أنجاه الله؛ تغللرف عائلللة بأكملهللا
وينجو طفل رضيع يطفو فوق الماء على فراشه البلستيكي،
تسير المواج العاتية بإذن ربها لمسافة سللبعة الف كيلومللتر
بسرعة تفوق سرعة الطائرات لتضرب بلدانا ً علللى سللواحل
أفريقيا.تعود الناس أن تكون الزلزل في دولة واحدة أو فللي
مدينة واحدة أما أن تتضللرر تلللك المسللاحات الشاسللعة مللن
492
الكرة الرضية من زلزال واحد فهذا مالم يكن يتوقعه البشللر
ك خذ ُ َرب ّ َ ك أَ ْ الضعفاء لكنها قدرة القوي الجبار المنتقم} :وَك َذ َل ِ َ
َ ن أَ ْ ي َ ذا أ َ َ
د{)هللود : دي ٌ شل ِ م َ خلذ َهُ أِليل ٌ ة إِ ّ مل ٌ ظال ِ َ خلذ َ ال ُْقلَرى وَهِل َ إِ َ
.(102نعم فإن الرض ل تزلزل مللن عنللد نفسللها ،والمللاء ل
يطغى من عند نفسه؛ ومع تقديرنا للتفسيرات العلمية الللتي
تبرز عند مثل هذه الحداث والتي وصفت السبب أنه تحللرك
مللا للصفائح ،فالسؤال من حركها؟.إنه الله القوي المقتللدرَ }:
َ
من ب ِللالل ّهِ ي َهْ لدِ قَل ْب َل ُ
ه مللن ي ُلؤْ ِ ن الل ّلهِ وَ َ صيب َةٍ إ ِّل ب ِإ ِذ ْ ِ م ِ من ّ ب ِ صا َ أ َ
م{)التغللابن (11:ولكنهللا غضللبة إلهيللة يٍء عَِلي ل ٌ شل ْ ل َ ه ب ِك ُ ّ َوالل ّ ُ
نسأل الله العافية والسلمة ،وقد يكون بينهم مسلمين فللإن
كانوا فإنا نسأل الله لهم الرحمة والمغفرة ،لكن العقاب إذا
ةش َ عائ ِ َ نزل شمل الصالح والطالح أخرج المام الترمذي عن َ
ل الل ّلهِ صلللى الللله عليلله سللو ُ ل َر ُ ت قَللا َ رضللي الللله عنلله قَللال َ ْ
ُ
ت: ف قَللال َ ْ خ وَقَلذ ْ ٌ سل ٌ م ْ ف وَ َ سل ٌ خ ْ مة ِ َ خرِ اْل ّ ن ِفي آ ِ كو ُ وسلم )):ي َ ُ
ذا م إِ َ ل :ن َعَل ْ ن؟ قَللا َ حو َ صللال ِ ُ ك وَِفين َللا ال ّ ل الل ّلهِ أ َن َهْل ِل ُ سو َ ت َيا َر ُ قُل ْ ُ
ب ،وقللال عليلله الصلللة ريل ٌ ِ ث غَ دي ٌ حل ِ ذا َ ل هَ ل َ ث((وَقا َ خب ْ ُ ظ َهََر ال ْ ُ
َ َ
م س له ِ ْ حل ّللوا ب ِأن ُْف ِ ما ظ َهََر ِفي قَوْم ٍ الّرب َللا َوالّزن َللا إ ِّل أ َ والسلمَ )):
ل(()مسند أحمد ،حديث ).( (3618 ج ّ ب الل ّهِ عَّز وَ َ عَقا َ ِ
نداء..نداء أوجهه إلى من أسرفوا على أنفسهم فللي الللذنوب
والمعاصي وإلى مللن جللاهروا بللذنوبهم وفسللقهم،وإلللى مللن
يدعون المجتمع للغرق في مستنقع الثام ولجميع المسلمين
نقول لهللم نرجللوكم..ثللم نرجللوكم..ثللم نرجللوكم عللودوا إلللى
رشدكم ول تكونوا سببا ً لهلك مجتمعكم ونزول العقوبللة بلله؛
ول يغرنكم أنه لللم يصللبكم شلليئا ً مللن تلللك المصلليبة فللالقوم
الذين أصيبوا كانوا يسمعون بالحداث تهز العللالم فاسللتمروا
في غيهم ظانين أن الللله غللافل ً عنهللم حاشللاه سللبحانه وهللو
مللا ن إ ِن ّ َ مو َ ل الظ ّللال ِ ُ مل ُ مللا ي َعْ َ ه غَللافِل ً عَ ّ ن الل ّل َ سلب َ ّ ح َ القائل}:وَل َ ت َ ْ
صللاُر{ )إبراهيللم .(42:غرتهللم َ م ل ِي َوْم ٍ ت َ ْ ي ُؤَ ّ
ص ِفي لهِ الب ْ َ خ ُ ش َ خُرهُ ْ
سنة الملء فل تغرنكم فقللد حللذركم الللله مللن ذلللك بقللوله:
ي لَ ل إ و ها ت ْ ذ ل خ
َ ة ث ُلم أ َ ٌ ل م ِ ل َ
ظا ي ل ه و لال ه َ ل ت يَ ل م }وك َأ َين من قَرية أ َ
َِ ّ َ ُ ّ َ َ ِ َ َ ُ ْ ْ ْ َ ٍ َ ّ ّ
493
صيُر{)الحج .(48:فهاهم بينما هم في غفلتهللم وسللكرتهم م ِ ال ْ َ
فجأهم عذاب ل قبل لهم به؛فكم منهم مات وهو علللى الزنللا
وكم منهم مات وزجاجة الخمر في يده وكم منهم مات وهللو
منسجم يتراقص على أنغام الموسيقى والغنللاء؛وصللدق الللله
ْ ْ َ ن أ َهْ ُ يوم أن قال}:أ َفَأ َ
م س لَنا ب ََيات لا ً وَهُ ل ْ م ب َأ ُ ل ال ُْقَرى أن ي َلأت ِي َهُ ْ َ م
ِ
م ْ ْ َ ْ َ
ن أه ْ ُ َ َ
حى وَهُ ل ْ ضل ً س لَنا ُ م ب َأ ُ ل الُقَرى أن ي َأت ِي َهُ ْ َ م
ن)(97أوَ أ ِ مو َ َنآئ ِ ُ
ْ َ َ
م مك ْلَر الل ّلهِ إ ِل ّ ال َْقلوْ ُ ن َ م ُ مك ْلَر الل ّلهِ فَل َ ي َلأ َ مُنوا ْ َ ن)(98أفَأ ِ ي َل ْعَُبو َ
ن{)العراف.(99-97: سُرو َ خا ِ ال ْ َ
الوقفللة الثانيللة مللع سللبيل الوقايللة مللن مثللل تلللك الكللوارث
المؤلمة :أتدرون أحبتي ما هو صمام المللان لمجتمعنللا مللن
أن تحل به العقوبة اللهية-عياذا ً بالله-؟.إنه المللر بللالمعروف
والنهي عن المنكر الذي قال عنلله الصللادق المصللدوق صلللى
ْ
ف معُْرو ِ ن ب ِللال ْ َمُر ّ سللي ب ِي َلدِهِ ل َت َلأ ُ ذي ن َْف ِ الله عليه وسلللم َ)):وال ّل ِ
ول َتنهون عَن ال ْمنك َر أ َو ل َيوشك َن الل ّ َ
عَقاب ًللا م ِ ث عَل َي ْك ُل ْ ن ي َب ْعَ ل َ هأ ْ ُ ُ ْ ِ ْ ُ ِ ّ ْ َ ََْ ُ ّ
م(()الترمللذي،الفتللن،ح) كلل ْ ب لَ ُ جا ُسللت َ َ ه فََل ي ُ ْ عون َ ُ م َتللد ْ ُ ه ُثلل ّ مْنلل ُ ِ
ن[.وهللو أمانللة فللي سى هَ َ َ َ]((2095قا َ
سل ٌ ح َ ث َ دي ٌ ح ِ ذا َ عي َ ل أُبو ِ
عنقك أخي المسلم وعنق كل مسلم ومسلمة كل على قللدر
طاقته وليس كما يتصور البعض أنه قصرا ً على هيئة أو إدارة
معينة!وضع تلك المانة بعنقك رسولك وحبيبك محمللد صلللى
َ
من ْك ًَرا فَل ْي ُغَّيللْرهُ م ُ من ْك ُ ْ ن َرأى ِ م ْ الله عليه وسلم يوم أن قالَ )):
ك سلت َط ِعْ فَب َِقل ْب ِلهِ وَذ َل ِل َ م يَ ْ ن ل َل ْ سان ِهِ فَإ ِ ْ ست َط ِعْ فَب ِل ِ َ م يَ ْ ن لَ ْب ِي َدِهِ فَإ ِ ْ
َ
ن(()مسلم،اليمان،ح).((70 ما ِ فاِْ
لي َ ضعَ ُ أ ْ
الوقفة الثالثة مع مبشرات الحادثة :فإنه مع مللا فللي الحللدث
من قتل وتدمير لكنه يحمل في طياته بشرى واطمئنان لعباد
الله المؤمنين؛ فهذا الزلزال يوم أن وقللع لللم تسللتطع أقللوى
قوة على وجله الرض،بللل للم تسلتطع البشلرية جمعلاء بمللا
أوتيت من قوة أن تتنبأ به فضل ً عن أن تدفعه ،وها هي أيضا ً
عاجزة عن محو آثاره سريعًا؛ كل ذلك يبين للعبد المؤمن أن
البشرية جمعاء مهما بلغت من قوة وعلللم وتقللدم ل تسللاوي
إلللى جللوار القللدرة اللهيللة شلليئا ً بللل تقللف عللاجزة مكتوفللة
494
اليللدي،وتلللك القللوة اللهيللة جعلهللا الللله فللي نصللرة عبللاده
المؤمنين أخبر الله عن ذلك في أكثر من مللوطن فللي كتللابه
منها قوله جل شأنه} :ك َتب الل ّه َل َغْل ِب َ
هن الل ّل َ س لِلي إ ِ ّ ن أن َللا وَُر ُ َ ّ ُ َ َ
زيلٌز{)المجادلللة .(21:لكللن مللتى نسللتفيد مللن نصللر قَلوِيّ عَ ِ
الله؟ .نستفيد منه إذا عدنا إلى سبيل ربنا والتزمنللا شللريعته.
ن{)الروم .(47:أعللوذ بللالله مِني َ مؤ ْ ِ صُر ال ْ ُ حّقا عَل َي َْنا ن َ ْ ن َ كا َ}..وَ َ
من الشيطان الرجيم}:وك َ َ
شت ََهامِعي َ ت َ من قَْري َةٍ ب َط َِر ْ م أهْل َك َْنا ِ َ ْ
ن حل ُ ً
م إ ِل قَِليل وَك ُن ّللا ن َ ْ ّ مللن ب َعْلدِهِ ْ كن ّ سل َ م تُ ْ م ل َل ْ سللاك ِن ُهُ ْ م َ ك َ فَت ِل ْل َ
ن{)القصص .(58: وارِِثي َ ال ْ َ
الخطبة الثانية
الحمد لله على إحسللانه والشللكر للله علللى تللوفيقه وامتنللانه
وأشهد أن ل إله إل الله تعظيملا ً لشلأنه وأشلهد نبينلا وحبيبنلا
محمللدا ً الللداعي إلللى رضللوانه صلللى الللله عليلله وعلللى آللله
وصحبه وأتبللاعه .أمللا بعللد :فللاتقوا الللله عبللاد الللله واعلمللوا
رحمني الله وإياكم أنه ليللس لحللد عنللد الللله عهللد أل يعللذبه
فالسنن اللهية ماضية إلى يوم القيامة فإن كان جيش فيهللم
خير البرية صلى الله عليلله وسلللم مضللت فيهللم تلللك السللنة
وهو ماحدث للمسلللمين يللوم أحللد وأخللبر الللله عنهللا بقللوله:
و
ل هُ َ ذا قُ ْ م أ َّنى هَ َ مث ْل َي َْها قُل ْت ُ ْ
صب ُْتم ّ
َ
ة قَد ْ أ َ صيب َ ٌ
م ِ كم ّ صاب َت ْ ُ ما أ َ
َ
}أوَل َ ّ
َ
ه عََلى ك ُ ّ َ
ديٌر{)آل عمللران : يٍء قَ ِ ش ْ ل َ ن الل ّ َ م إِ ّ سك ُ ْ عندِ أن ُْف ِ ن ِ م ْ ِ
.(165كان ذنبا من قلة فللي الجيللش ونتيجللة اجتهللاد وليللس ً
عللن عمللد،فكيللف بللالله بللذنوب كالجبللال ،كيللف بللالله بللترك
للصلللللوات والجماعللللات،كيللللف بللللالله بالغنللللاء وفحللللش
القنوات،كيف بالله بالزنللا ،كيللف بللالله بللاللواط ،كيللف بللالله
بأكللل الربللا ،كيللف بللالله بظلللم الضللعفاء والعمللال وأكللل
أموالهم،كيف بالله...وكيف بالله..؟ .فأما آن لنا أن نعود إلللى
رشدنا قبل أن يحل بنا عياذا ً بالله مللال تحمللد عقبللاه فنكللون
ْ َ
من َْهللاهللم ّ ذا ُسللَنا إ ِ َ سللوا ب َأ َ ح ّ مللا أ َ كمللن قللال الللله فيهللم}:فَل َ ّ
ُ
ه
م ِفيلل ِ مللا أت ْرِفُْتلل ْ جُعللوا إ َِلللى َ ضللوا َواْر ِ ن)َ(12ل ت َْرك ُ ُ ضللو َ ي َْرك ُ ُ
َ
ن{)النبياء .(13:أيها الحبة في الله سأُلو َ م تُ ْ م ل َعَل ّك ُ ْ ساك ِن ِك ُ ْ م َ وَ َ
495
مللا ك َللا َ
ن أعطى الله هذه المة طرفي أمان فقال سبحانه}:وَ َ
َ
مهلل ْم وَ ُمَعللذ ّب َهُ ْ ه ُ ن الّللل ُ مللا َ
كللا َ م وَ َ
ت ِفيِهلل ْ
م وَأنلل َ الّللل ُ
ه ل ِي َُعللذ ّب َهُ ْ
ن{)النفال .(33:وقد فقدنا أحدهما بمللوت الحللبيب ست َغِْفُرو َ يَ ْ
المصطفى صلى الله عليه وسلم وما بقللي لنللا إل السللتغفار
فضللجوا إلللى ربكللم بالسللتغفار ليللل نهللار وعلللى كللل حللال:
م ال ْعَ َ ْ }وأ َِنيبوا إَلى ربك ُم وأ َسل ِموا ل َه من قَب َ
م ب ثُ ّذا ُ ل أن ي َأت ِي َك ُ ُ ْ ِ ُ ِ َ ّ ْ َ ْ ُ َ ُ ِ
ن{)الزمر .(54: صُرو َ َل ُتن َ
============
#الستثمار في السهم
د .علي محيي الدين القره داغي
كلية الشريعة والقانون والدراسات السلمية -جامعة قطر
المقدمة:
الحمللد لللله رب العللالمين والصلللة والسلللم علللى المبعللوث
رحمة للعاملين وعلى آله وصللحبه ومللن تبللع هللداه إلللى يللوم
الدين.
أما بعد:
فل شللك أن الشللركات المسللاهمة تلعللب دورا ً كللبيرا ً فللي
القتصاد المعاصر ،وأن أهم ركائزهللا وأدواتهللا هللي السللهم،
حيث يتم من خللها جمع أكبر قدر ممكللن مللن المللوال؛ لن
تجزئة رأس المال إلللى حصللص صللغيرة تمكللن الجميللع مللن
المسلاهمة فيهلا مملا يمكلن تجميلع رأس ملال كلبير وبلذلك
تستطيع الدخول في المشروعات الضخمة .
ولللم يقللف التعامللل فللي السللهم اليللوم علللى المسللاهمين
المؤسسين للشركة ،بل أصبحت كورقة تجارية مالية تتداول
بيللن النللاس بشللكل واسللع ول سلليما فللي السللواق الماليللة
العالمية )البورصة(.
ومن هنا يثور التسلاؤل حللول مللدى مشلروعية التعاملل فللي
السهم بصورة عامللة ،والسللتثمار فيهللا ول سلليما السللتثمار
في السهم التي تمتلكهللا الشللركات العالميللة ،أو الشللركات
496
المحلية داخل العالم السلمي ولكن معاملتهللا ل تخلللو مللن
شوائب الربا.
ومن أخطر ما تعاني منلله مجتمعاتنللا هللو وجللود النظللام غيللر
السلمي ) الرأسللمالي ،أو الشللتراكي( الللذي تكللونت فللي
ظله الشركات في عالمنا السلمي حيث ل يللتزم معظمهلم
بالمنهللج السلللمي القللويم ،فتقللرض وتقللترض مللن البنللوك
الربوية .
ومعظللم المسلللمين اليللوم فللي حيللرة ،هللل يللتركون هللذه
الشللركات فيقاطعونهللا ول يسللاهمون فيهللا ،وبالتللالي ينفللرد
الفسللقة وضللعفاء الللدين بللإدارة هللذه الشللركات الللتي تعللد
العمللود الفقللري للحيلاة القتصلادية؛ وذللك لنهلا قائملة وأن
مقاطعة الغيورين المخلصين ل تللؤثر فللي مسلليرتها أم أنهللم
يدخلون فيها لغرض الصلح والتغيير؟
وفي مقابل هللذا التحيللر مللن عامللة المسلللمين نجللد اختلف
المعاصرين حيث إن منهم ملن ينظلر إللى مقاصلد الشلريعة
وما يترتب على المقاطعة وعدم المساهمة فيها من مفاسللد
فأجاز المساهمة فيهللا بشللروط وضللوابط ،ومنهللم مللن نظللر
نظرة خاصة إلى ما يشوب هذه المعاملة من حرام فرفضللها
رفضا ً مطلقًا.
ونحن فللي هللذه العجالللة ننللاقش هللذه المسللألة بكللل أمانللة
وإخلص راجيا ً مللن اللله _تعلالى_ أن يسللدد خطانللا ،ويلهمنللا
الصواب ،وأن يعصمنا من الخطللأ فللي العقيللدة وفللي القللول
والعمل.
ل :الستثمار في اللغة والصطلح: أو ً
الستثمار في اللغة:
الستثمار لغة :مصدر اسللتثمر يسللتثمر وهللو للطلللب بمعنللى
طلب الستثمار ،وأصله من الثمر وهو له عدة معان منها مللا
يحمله الشجر وما ينتجه ،ومنها الولد ،حيث يقال :الولد ثمرة
القلب ،ومنها أنواع المال.
497
ويقال :ثمر )بفتح الميم( الشجر ثمورا ً أي :ظهر ثمره ،وثمللر
الشيء أي نضللج وكمللل ،ويقللال :ثمللر مللاله أي كللثر ،وأثمللر
الشجر أي بلغ أوان الثمللار ،وأثمللر الشلليء أي آتللى نللتيجته،
وأثمللر مللاُله –بضللم اللم -أي كللثر ،وأثمللر القللوم :أطعمهللم
الثمر ،ويقللال :اسللتثمر المللال وثمللره -بتشللديد الميللم -أي
استخدمه في النتللاج ،وأمللا الثمللرة هللي واحللدة الثمللر فللإذا
أضيفت إلى الشجر فيقصد بها حمل الشللجر ،وإلللى الشلليء
فيراد بها فائدته ،وإلى القلب فيراد بها مودته ،وجمع الثمرة:
ثمر –بفتح الثاء والميم -وثمر -بضمها -ثمار وأثمار )(1
وقللد وردت كلمللة "أثمللر" ،وثمللرة ،وثمللر ،وثمللرات أربعللا ً
وعشللرين مللرة فللي القللرآن الكريللم منهللا قللوله _تعللالى_:
م َل َ ذا أ َ
ٍ م ْ و ل ق
َ ِ ل ت
ٍ لا
لَ ي ْ لُ كِ لَ ذ في ِ نّ ِ إ ِ هِ عْ نَ ي َ و ر
َ م
َ ْ ث مرِهِ إ ِ َ "ان ْظ ُُروا إ َِلى ث َ َ
ن" ]النعللام [99 :أي انظللروا إلللى ثمللار تللك الشللجار مُنو َ ي ُؤْ ِ
والنباتات ،ونضجها للوصول إلى اليمان بالله _تعللالى_ حيللث
يحمل ذلك عجللائب قللدرته _تعللالى_ ،ومنلله قللوله _تعللالى_:
"وهو ال ّذي أ َن َ َ
ل خل َ ت َوالن ّ ْ شللا ٍ معُْرو َ ت وَغَي ْلَر َ شا ٍ معُْرو َ ت َ جّنا ٍ شأ َ ْ َ ُ َ ِ
ُ
ه
شللاب ِ ٍ مت َ َ شاب ًِها وَغَي َْر ُ مت َ َ ن ُ ما َ ن َوالّر ّ ه َوالّزي ُْتو َ خت َل ًِفا أك ُل ُ ُ م ْ َوالّزْرعَ ُ
ك ُُلوا من ث َمره إ َ َ
سرُِفوا إ ِن ّ ُ
ه صادِهِ وََل ت ُ ْ ح َم َ ه ي َوْ َ حّق ُ مَر وَآ َُتوا َ ذا أث ْ َ ِ ْ َ ِ ِ ِ
ن" ]النعام ،[141 :حيث امتن الله _تعالى_ سرِِفي َ م ْ ب ال ْ ُ ح ّ َل ي ُ ِ
علينا بالثمار ،وأمرنا أن نأكل من ثمار هذه الشجار والنباتات
عنللدما تثمللر وتنتللج ،وأن نعطللي حقهللا )وهللو الزكللاة( عنللد
حصللادها فللورا ً للمسللتحقين ،كمللا أمرنللا بللأن ل نسللرف فللي
الباقي ،وهذا يدل على أن حق الملكية ليس حّقا مطلقًا ،بللل
مقيد بضوابط الشرع.
وفي هذه الية وآيات أخرى أسند الله _تعللالى_ الثمللار إلللى
الشجر والنبات أنفسهما مما يدل على أهمية العناية بالسللنن
والسباب الظاهرة التي لها تأثير على النمو والثمللر والنضللج
مع أن الفاعل الحقيقي هو الللله _تعللالى_ ،ولللذلك أكللد هللذه
مللاءً ماِء َ سل َ ن ال ّ مل َ ل ِ الحقيقة فللي آيللات أخللرى فقللال" :وَأ َن ْلَز َ
ف َ لأ َ
م" ]البقللرة [22 :وقللوله ت رِْزقًللا ل َك ُل ْ ملَرا ِ ن الث ّ َ َ ل م
ِ ِ ه لِ ب ج
َ رَ خ
ْ
498
َ
ت" مَرا ِ ن الث ّ َ م َه ِ مًنا َواْرُزقْ أهْل َ ُ دا آ َ ِذا ب َل َ ً
ل هَ َجع َ ْبا ْ _تعالى_َ" :ر ّ
]البقرة.[126 :
ويلحللظ أن القللرآن الكريللم أطلللق )فللي الغللالب( الثمللر أو
الثمرة ،أو الثمرات على مللا تنتجلله الشللجار والنباتللات مثللل
َْ َ
ت" م لَرا ِ س َوالث ّ َ ل َوالن ُْف ل ِ وا ِ ن اْل ْ
مل َ مل َ ص ِ قوله _تعللالى_" :وَن َْق ل ٍ
]البقرة ،[155 :ولم يطلق على ما تنتجه التجارة مللن أربللاح
َ
مللا حَر ً
م َ ن ل َهُ ل ْ مك ّل ْ م نُ َ إل إذا عممنا المراد بقوله _تعالى_" :أوَل َ ْ
يٍء" ]القصص.[57 : ش ْ ل َ ت كُ ّمَرا ُ جَبى إ ِل َي ْهِ ث َ َ آَ ِ
مًنا ي ُ ْ
وقد وردت هذه الكلمة أيضا ً في السللنة كللثيرا ً وهللي ل تعللدو
معانيها عن ثمار الشجار والنباتات ،منها أنه _صلى الله عليه
وسلم_" :نهى عن بيع الثمر حتى يزهو" متفق عليلله ،وقللوله
_صلى الله عليه وسلم_ ":اللهم ارزقنا مللن ثمللرات الرض"
)مسند أحمد (3/342وغير ذلك.
الستثمار في الصطلح:
ورد لفظ "التثميللر" فللي عللرف الفقهللاء عنللدما تحللدثوا عللن
السفيه والرشيد ،فقالوا :الرشيد هو القادر على تثميللر مللاله
وإصلحه ،والسفيه هو غير ذلك ،قال المام مالك " :الرشللد:
تثمير المالي ،وإصلحه فقط" )(2
وأرادوا بالتثمير ما نعني بالستثمار اليوم )(3
وأما لفللظ "السللتثمار" فلللم يللرد بمعنللاه القتصللادي اليللوم،
ولذلك في معجم الوسيط :الستثمار :استخدام الموال فللي
النتللاج إمللا مباشللرة بشللراء اللت والمللواد الوليللة ،وإمللا
بطريقة غير مباشرة كشراء السهم والسندات ثم وضع رمز
"مج" الذي يدل على أن هللذا المعنللى هللو مللن وضللع مجمللع
اللغة )(4
حكم الستثمار:
الذي يظهللر مللن النصللوص الشللرعية ومقاصللدها العامللة أن
الستثمار واجب في مجموعه ،أي أنه ل يجوز للمة أن تترك
الستثمار.
499
* ذلك لن النصوص الثابتة في أهمية المال في حيللاة الفللرد
والمة ،وتقديم المال على النفس في معظم اليات وامتنان
الله _تعالى_ بالمال ،والمساواة بين المجاهللدين ،والسللاعين
فلي سلبيل الللرزق كمللا فللي آخلر سللورة المزملل ،وتسللمية
العامل والتاجر بالمجاهد في سبيل الله في أحاديث كثيرة...
كل ذلك يدل بوضللوح علللى وجللوب العنايللة بالمللال وتثميللره
وتقويته حتى تكون المة قادرة على الجهاد والبناء والمعرفة
والتقللدم والتطللور والسللعادة والنهضللة والحضللارة ،حيللث إن
ذلك ل يتحقق إل بالمال كما يقللول الللله _تعللالى_":وََل ت ُؤْت ُللوا
َ
م ِفيهَللا" ما َواْرُزقُللوهُ ْ م قَِيا ً ه ل َك ُ ْ ل الل ّ ُ جع َ َ م ال ِّتي َ وال َك ُ ُ
م َ سَفَهاَء أ ْ
ال ّ
]النساء.[5 :
فقد سمى الله _تعالى_ المال بأنه قيام للمجتمع السلللمي،
وهذا يعني أن المجتمللع ل يقللوم إل بلله ول يتحللرك إل بلله ول
م ِفيَهللا" ينهللض إل بلله ،كمللا أن قللوله _تعللالى_ َ":واْرُزُقللوهُ ْ
]النسللاء [5:ولللم يقللل" :منهللا" يللدل بوضللوح علللى وجللوب
السللتثمار حللتى تكللون نفقللة هللؤلء المحجللور عليهللم )مللن
الطفللال والمجللانين( فللي الربللاح المتحققللة مللن السللتثمار
وليست من رأس المال نفسه.
يقول المام الرازي" :اعلم أنه _تعلالى_ أملر المكلفيلن فللي
مواضع من كتابه بحفظ المللوال" ،قللال _تعللالى_" :وََل ت ُب َلذ ّْر
ن" ] السراء: طي ِ شَيا ِ ن ال ّ وا َ خ َكاُنوا إ ِ ْ ن َ ن ال ْ ُ
مب َذ ِّري َ ذيًرا ) (26إ ِ ّ ت َب ْ ِ
ة إ ِل َللى مغُْلول َل ً ك َ ل ي َلد َ َ .[27 – 26وقللال _تعللالى_" :وََل ت َ ْ
جع َل ْ
سللوًرا" ح ُ م ْمللا َ مُلو ً ط فَت َْقُعللد َ َ سلل ِ ل ال ْب َ ْ سللط َْها ُ
كلل ّ ك وََل ت َب ْ ُ
عُن ُِقلل َ
]السراء [29 :وقال _تعالى_" :وال ّذين إ َ َ
سرُِفوا م يُ ْ ذا أن َْفُقوا ل َ ْ َ ِ َ ِ
م ي َْقت ُُروا" ]الفرقان [67 :وقد رغب الله في حفللظ المللال وَل َ ْ
في آية المداينة ،حيث أمر بالكتابة والشهاد والرهن ،والعقل
يؤيد ذلك؛ لن النسان ما لم يكن فارغ البال ل يمكنه القيللام
بتحصلليل مصللالح الللدنيا والخللرة ،ول يكللون فللارغ البللال إل
بواسللطة المللال" ،ثللم قللال" :وإنمللا قللال" :فيهللا" ولللم يقللل
"منها" لئل يكون ذلك أمرا ً بأن يجعلللوا بعللض أمللوالهم رزق لا ً
500
لهم ،بل أمرهم أن يجعلوا أمواله مكانا ً لرزقهللم بللأن يتجللروا
فيها ويثمروها فيجعلوها أرزاقهم من الربللاح ،ل مللن أصللول
الموال (5) "....
* ومن الدلة المعتبرة أن وجوب الزكللاة فللي المللوال يللدفع
أصحابها إلى التجارة؛ لنه إن لم يتاجروا فيها تأكلها الصللدقة
والنفقة ،وهللذا مللا يؤيللده الفكللر القتصللادي الحللديث ،حيللث
يفرض أنواعا ً من الضرائب لدفع أصحاب المللوال إلللى عللدم
اكتنازها ،بل قد وردت أحللاديث تصللل بمجموعهللا إلللى درجللة
الصحيح أو الحسن الذي ينهض به حجة على وجوب التجللارة
فلي أملوال الصللغار )اليتلامى وغيرهلم( والمحجلور عليهلم :
السفهاء ،والمجانين ،وناقصي الهلية ،فقللد روى الشللافعي
بإسناده عن يوسف بللن ماهللك أن رسللول الللله _صلللى الللله
عليه وسلللم_ قللال":ابتغللوا فللي مللال اليللتيم –أو فللي أمللوال
اليتللامى -ل تللذهبها -أو ل تسللتهلكها -الصللدقة " وقللد قللال
الللبيهقي والنللووي " :إسللناده صللحيح ،ولكنلله مرسللل معضللد
بعموم النصوص الخرى وبما صح عللن الصللحابة مللن إيجللاب
الزكاة في مال اليتيم" )(6
قال البيهقي " :وهذا –أي حلديث ابلن ماهلك -مرسلل إل أنلا
الشافعي_رحمه الللله_ أكللده بالسللتدلل بللالخبر الول ،وهللو
عموم الحديث الصحيح في إيجاب الزكاة مطلقلًا -وبمللا روى
عن الصحابة في ذلك" )(7
وقال النووي " :ورواه البيهقي عن عمر بن الخطاب _رضللي
الله عنه_ موقوفا ً عليه بلفظ" :وابتغوا في أمللوال اليتللامى ل
تأكلها الصدقة" وقال :إسناده صحيح ،ورواه أيضلا ً عللن علللي
بن مطرف(8) "...
-وروى الطبراني في الوسط عن أنس بن مالك قال :قللال
رسول الله _صلى الله عليلله وسلللم_ " :اتجللروا فللي أمللوال
اليتامى ل تأكلها الزكاة " قال الهيثمي فللي )مجمللع الللزوائد(
نقل ً عن شيخه الحافظ العراقي " :إن إسناده صحيح" )(9
501
يقلول فضليلة الشليخ القرضلاوي" :إن الحلاديث والثلار قلد
نبهت الوصللياء علللى وجللوب تثميللر أمللوال اليتللامى حللتى ل
تلتهمها الزكاة "....فواجب علللى القللائمين بللأمر اليتللامى أن
ينموا أموالهم كما يجب عليهم أن يخرجوا الزكاة عنهللا ،نعللم
إن في هذين الحديثين )أي حديث عمرو بن شعيب المرفللوع
وحديث يوسف بن ماهك( ضعفا ً من جهة السند ،أو التصللال
ولكن يقويهمللا عللدة أمللور ،وذكللر منهللا " :أنلله يوافللق منهللج
السلللم العللام فللي اقتصللاده القللائم علللى إيجللاب التثميللر
وتحريم الكنز" )(10
* وكذلك يدل على وجوب تثمير الموال في قوله _تعللالى_:
م" ]الحشللر [7 :حيللث إن من ْك ُ ْن اْل َغْن َِياِء ِة ب َي ْ َدول َ ً
ن ُ كو َي َل ي َ ُ "ك َ ْ
الموال ل تتداول إل عن طريق توزيع الصدقات ،والسللتثمار
الذي يؤدي إلى أن يستفيد منها الجميع من العمللال والصللناع
مللا دوا ل َهُل ْ
م َ والتجللار ونحللوهم ،وكللذلك قللوله _تعللالى_":وَأ َ ِ
عل ّ
ة" ]النفال [60 :ومن القللوة بل شللك قللوة ن قُوّ ٍ م ْم ِ ست َط َعْت ُ ْا ْ
المال بل هي مقدمة في معظم اليللات علللى النفللس ،فللإذا
كانت قوة البدن والسلح مطلوبة فإن قوة المال أشد طلبللا ً
ووجوبًا.
ثم إن من مقاصد هذه الشريعة الحفاظ على الموال ،وذلك
ل يتحقللق إل عللن طريللق اسللتثمارها وتنميتهللا ،كمللا أن مللن
و
مقاصدها تعمير الكون علللى ضللوء منهللج الللله _تعللالى_"هُل َ
َْ أ َن َ َ
م ِفيَهللا" ]هللود [61 :فقللال مَرك ُ ْسللت َعْ َ ض َوا ْن الْر ِ ملل َم ِ شللأك ُ ْ ْ
المفسرون" :معناه :أمركم بعمارة ما تحتاجون إليه فيها من
بناء مساكن وغللرس أشللجار" ) (11وكللذلك ومللن مقاصللدها
السللتخلف الللذي يقتضللي القيللام بشللؤون الرض وتللدبيرها
والفللادة منهللا وتعميرهللا وكللل ذلللك ل يتحقللق علللى وجههللا
الكمل إل عن طريق الستثمار .
والخلصة:
أن الستثمار للموال بوجهها العام واجب كفائي فيجب على
المة أن تقوم بعمليات الستثمار حتى تكللون وفللرة المللوال
502
وتشتغل اليادي ويتحقق حد الكفايللة للجميللع إن لللم يتحقللق
الغنى ،ومن القواعد الفقهية في هذا المجال هو أن ما ل يتم
الواجب إل به فهو واجب .
ويثور التساؤل حول وجوب الستثمار على الفرد إذا كان للله
فائض مالي ،فالذي يقتضيه المنهج السلللمي فللي أن المللال
مال الله _تعالى_ وأن ملكية النسان له ليست مطلقللة عللن
قيد ...إنه يجب عليه أن يستثمر أمواله بللالطرق المشللروعة
سللواء كللان بنفسلله ،أو عللن طريللق المضللاربة والمشللاركة
ونحوهمللا ،وأنلله ل ينبغللي للله أن يللترك أمللواله الصللالحة
للستثمار فيعطلها عن أداء دورها في التدوير وزيادة دورانها
القتصادي الذي يعود بالنفع العام على المجتمع.
كما أن قوة المجتمع والمللة بقللوة أفرادهمللا ول سلليما علللى
ضوء منهج القتصاد السلمي الذي يعترف بالملكية الفردية،
وأن ملكيللة الدولللة محللدودة ،ومللن هنللا فتقللع علللى الفللراد
مسللؤولية كللبرى فللي زيللادة المللوال وتقويتهللا عللن طريللق
الستثمار ،يقول الشيخ محمود شلتوت" :إذا كان من قضللايا
العقل والدين أن ما ل يتم الواجب إل به فهو واجب ،وكانت
عزة الجماعة السلمية أول مللا يللوجبه السلللم علللى أهللله،
وكللانت متوقفللة علللى العمللد الثلثللة :الزراعللة والصللناعة
والتجارة ،كانت هذه العمد واجبة وكان تنسيقها علللى الللوجه
الذي يحقق خير المة واجبًا(12) "...
المعالم الساسية لمنهج السلم في الستثمار
ل يمكن الخوض في تفاصيل هذا الموضوع في هللذا البحللث،
وإنما نكتفي بذكر أهم معالمه بصورة موجزة ،وهي:
ل :أن منهج الستثمار في السلم ل ينفصللل عنلله العقيللدة أو ً
والفكر السلمي ،وكما أن الفكللر الرأسللمالي يسللير عجلللة
الستثمار في النظللام الرأسللمالي ،والفكللر الشلليوعي كللان
يسير عملية الستثمار في التحاد السوفيتي السابق والللدول
الشتراكية نحو إطاره الفلسفي وأهللدافه مللن خلل وسللائله
الخاصة....
503
فكذلك العقيدة السلمية هي المهيمنة في الفكر القتصادي
السلمي ،وفللي منهللج السللتثمار وأدواتلله ووسللائله وآليللاته،
فالمسلم يعتقد أن المال مال الله _تعالى_ ،وأنلله مسللتخلف
فيه ،ولذا يجلب عليلله أن يسلير فللي السلتثمار وغيلره عللى
ضوء منهللج الللله _تعللالى_ ،ول يخللالف شللرعه كمللا عليلله أن
يعمر الكون بالعدل والحق ،ويكون شاهدا ً على الخرين.
ولجل هذه العقيللدة تختلللف تصللرفات المللؤمن عللن الكللافر
فبينما يضع المسلم في الكتساب والنفاق والستثمار رضاء
الله _تعالى_ نصب عينيه يضع الكافر مصالحه الشخصية أول ً
ثم مصالح قومه فللوق كللل العتبللارات ،بللل قللد ل يكللون للله
اعتبار إل لهما ،يبين ذلك قوله _تعالى_ في وصف المؤمنين:
َ
مللا
سيًرا ) (8إ ِن ّ َ ما وَأ ِ كيًنا وَي َِتي ً س ِم ْ حب ّهِ ِم عََلى ُ ن الط َّعا َ مو َ "وَي ُط ْعِ ُ
كوًرا )"(9 شل ُ ج لَزاًء وََل ُ م َ من ْك ُل ْ ري لد ُ ِجهِ الل ّلهِ َل ن ُ ِ م ل ِلوَ ْ مك ُل ْ ن ُط ْعِ ُ
]النسان .[9 – 8 :بينما يصف الكافر بأنه ليللس راغب لا ً فللي
إطعام اليتامى والمساكين؛ لنه ليس فيه مصلحة دنيوية للله،
حتى لو أطعم فإنما يطعم من يرجو منلله مصلللحة كأصللحاب
َ َ
ن )(1 دي ِب ِباللل ّ ذي ي ُ َ
كللذ ّ ُ ت ال ّ ِ الجاه ،حيث يقول _تعالى_" :أَرأي ْ َ
ن) كي ِ سلل ِ م ْ ض عََلى ط ََعام ِ ال ْ ِ ح ّ م ) (2وََل ي َ ُ ذي ي َد ُعّ ال ْي َِتي َ ك ال ّ ِ فَذ َل ِ َ
] "(3الماعون [3-1 :ولجل هذه العقيللدة يللرى المللؤمن أن
الربا محق للموال ونقص حقيقي ،وأن دفع الصدقات زيللادة
لهلا ،وهللذا بالتأكيللد عكللس تصللور الكللافر ،حيللث يقللول اللله
ت" ]البقللرة: صللد ََقا ِ ه الّرَبللا وَي ُْرِبللي ال ّ حللقُ الّللل ُ م َ_تعللالى_" :ي َ ْ
.[276
ولجل هذه العقيدة أيضا ً يمتنع عللن المحرمللات ويقبللل علللى
الطاعات ،ويعد أنه مثاب مأجور ينفذ أمر الله _تعالى_ حينما
يستثمر ويتاجر ويعمل ،إضافة إلى إسناده النتيجللة إلللى الللله
_تعالى_ وحينئذ ل يحللزن ول يغتللم عنللد الخسللارة ،ول يبطللر
م وََل ْ
مللا فَللات َك ُ ْ وا عَل َللى َ س ْ ي َل ت َأ َ ويطغى عن الربح والغناء "ل ِك َ ْ
م" ]الحديد [23 :فهو دائما ً في أحد المقامين َ
ما آَتاك ُ ْ حوا ب ِ َ ت َْفَر ُ
أو في كليهما :مقام الشكر والثناء ،ومقام الصبر والرضا.
504
كما يترتب على هللذه العقيللدة سللرعة المتثللال لوامللر الللله
_تعالى_ ونواهيه ،ولللذلك يقللدم الللله _تعللالى_ علللى أوامللره
من ُللوا َل ذي َ َ
نآ َ ونواهيه ذكر اليمان فيقول _تعالى_َ" :يا أي ّهَللا ال ّل ِ َ
ض را تلل ن علل
َ ً ةر جا ِ ت ن كو ن تَ ُ تأ ْك ُُلوا أ َموال َك ُم بينك ُم بال ْباطل إّل أ َ
ٍ َ َ ْ َ َ َ ْ ْ ََْ ْ ِ َ ِ ِ ِ ْ َ َ
َ َ
من ُللوا
نآ َ ذي َ م" ]النساء [29 :وقوله _تعللالى_" :ي َللا أي ّهَللا ال ّل ِ من ْك ُ ْ
ِ
ن" ]البقللرة: مِني َ مؤ ْ ِ م ُ ن ك ُن ْت ُ ْ
ن الّرَبا إ ِ ْم َ
ي ِ
ما ب َِق َ ات ُّقوا الل ّ َ
ه وَذ َُروا َ
.[278
ومن جانب آخللر أن المسلللم حينمللا يتحللرك ويسللتثمر فإنمللا
ينطلق من منطلق العقيدة التي تفرض عليه أن يعمر الكون
علللى ضللوء منهللج الللله _تعللالى_ وينشللر الخيللر والرحمللة
للعالمين أجمعين.
ثانيًا :أن من أهم المعللالم الساسللية للمنهللج السلللمي فللي
الستثمار قيامه على القيم والخلق والمبادئ ،ولذلك حللرم
السلم الحيل والغش والسللتغلل والتلدليس ،وللذلك وردت
أحاديث صحيحة على أن "من غشنا فليس منا " ) (13وعلى
حرمة التدليس ،سواء كان بالقول كما فللي النجللش ) (14أم
بالفعل كما في التصرية ) (15ونحوها.
وبالمقابل أوجب السلللم أن يسللير السللتثمار علللى العللدل،
والسماحة عند البيع الشللراء والقتضللاء ،وبيللان كللل مللا فللي
المعقود عليه من عيوب دون كذب ول حلف ول زور )(16
ثالثللًا :إن مللن المعللالم الساسللية للمنهللج السلللمي فللي
السللتثمار قيللامه علللى التنللافس الشللريف وإتاحللة الفرصللة
للجميع دون تدخل من الدولة إل لحماية الضللوابط الشللرعية
والضعفاء ،ولذلك كانت حماية السوق منوطة بسلطة شعبية
تتمثل في نظام الحسبة والرقابة الذاتية والشعبية.
ومن هنا أعطى الرسول _صلى الله عليه وسلم_ الحق فللي
الخيار لمن كان في عقله ضعف كمللا فللي حللديث ابللن عمللر
رجل ً ذكللر للنللبي _صلللى الللله عليلله وسلللم_ أنلله يخللدع فللي
الللبيوع ،فقللال " :إذا بللايعت فقللل :ل خلبللة " ،ورواه أحمللد
وأصحاب السنن بلفظ :أن رجل ً على عهد رسول الله _صلى
505
الله عليه وسلم_ كللان يبتللاع وكللان فللي عقللدته –يعنللي فللي
عقله -ضللعف فللأتى أهللله النللبي _صلللى الللله عليلله وسلللم_
فقالوا :يا رسول الله احجر على فلن فإنه يبتاع وفي عقدته
ضعف ،فدعاه ونهاه ،فقال :إني ل أصبر عن البيع ،فقال :إن
كنت غير تارك للبيع فقل :هاء وهاء ،ول خلبة " . (17) .
فهذا الحديث أصل طيب في الدللة على إعطاء فرصة أكللبر
لضعاف العقول والمستأمنين الذين ليس لديهم الخللبرة فللي
العقود بأن يشترطوا لنفسلهم الخيلار ،بلل يعطلى لهلم هلذا
الحق ما داموا وقعوا في غبن حتى ولو لم يشترطوا الخيللار.
)(18
رابعًا :تحريللم الظلللم والربللا ،وأكللل أمللوال النللاس بالباطللل،
والمقامرة وغير ذلك مما حرمه السلم ونهى عنه.
السهم:
السللهم هللي جمللع سللهم ،وهللو لغللة للله عللدة معللان منهللا:
النصيب ،وجمعه" :السهمان" بضم السين ،ومنها العود الذي
يكللون فللي طرفلله نصللل يرمللى بلله عللن القللوس ،وجمعلله:
السهام ،ومنها :بمعنى القدح الذي يقارع به ،أو يلعب به فللي
الميسر ،ويقللال :أسللهم بينهللم أي أقللرع ،وسللاهمه أي بللاراه
ولعبه فغلبه ،وسللاهمه أي قاسللمه وأخللذ سللهمًا ،أي نصلليبًا،
جاء في )المعجم الوسيط(" :ومنلله شللركة المسلاهمة")(19
ن" ضللي َ
ح ِ
مد ْ َن ال ْ ُ
ملل َ
ن ِ م فَ َ
كللا َ وفللي القللرآن الكريللم "فَ َ
سللاهَ َ
]الصافات [141 :أي قارع بالسللهام فكللان مللن المغلللوبين )
(20والقتصاديون يطلقون السهم مرة على الصللك ،ومللرة
على النصيب ،والمؤدى واحد ،فباعتبار الول قللالوا :السللهم
هو :صك يمثل جزءا ً من رأس مللال الشللركة ،يزيللد وينقللص
تبع رواجها.
وبالعتبلار الثلاني :قلالوا :السلهم هلو نصليب المسلاهم فلي
شركة من شللركات الملوال ،أو الجلزء اللذي ينقسلم علللى
قيمته مجموع رأس مال الشركة المثبت في صللك للله قيمللة
506
اسللمية ،حيللث تثمللل السللهم فللي مجموعهللا رأس مللال
الشركة ،وتكون متساوية القيمة(21) .
وتتميز السهم بكونها متساوية القيمة ،وأن السهم الواحللد ل
يتجزأ وأن كان نوع منها –عادّيا أو ممتازًا -يقللوم -مللن حيللث
المبدأ -على المساواة في الحقللوق واللتزامللات وأنلله قابللل
للتللداول ،ولكللن بعللض القللوانين –مثللل النظللام السللعودي -
استثنى السهم المملوكة للمؤسسين حيللث ل يجللوز تللداولها
قبل نشر الميزانية إل بعد سنتين مللاليتين كلاملتين –كقاعلدة
عامة -وكلذلك ل يجلوز تلداول أسلهم الضلمان اللتي يقلدمها
عضللو مجلللس الدارة لضللمان إدارتلله طللوال مللدة العضللوية
وحتى تنقضي المللدة المحللددة لسللماع دعللوى المسللؤولية )
(22
حكم تقسيم رأس مال الشركة:
ومن الجدير بالتنبيه عليه أن تقسيم رأس مال الشللركة إلللى
حصص وأجزاء ،واشللتراط الشللروط السللابقة ل يتنللافى مللع
المبللادئ العامللة للشللريعة السلللمية ،والقواعللد العامللة
للشركة في الفقله السللمي ،إذ ليلس فيهلا ملا يتنلافى ملع
مقتضى عقد الشركة ،بل فيها تنظيم وتيسللير ورفلع للحلرج
الذي هو من سمة هذه الشريعة ،وداخل ضمن الوفللاء العللام
من ُللوا أ َوْفُللوا ب ِللال ْعُُقوِد" ]المللائدة[1 : ذي َ
نآ َ
َ
بالعقود "ي َللا أي ّهَللا ال ّل ِ َ
وتحللت قللول رسللول الللله _صلللى الللله عليلله وسلللم_" :
المسلمون عند شروطهم" ) (23وفي روايللة ":والمسلللمون
على شروطهم إل شرطا ً حللرم حلل ً أو أحللل حرام لا ً " )(24
قال الترمذي " :هذا حديث حسن صحيح"(25) .
فهذه النصوص وغيرها تدل على أن كل مصالحة وكل شرط
جائزان إل ما دل الدليل على حرمته ،وعلى أن الصل فيهما
هو الباحة ،والحظر يثبت بدليل خاص ،يقللول شلليخ السلللم
ابللن تيميللة " :وهللذا المعنللى هللو الللذي يشللهد عليلله الكتللاب
والسللنة (26) "...ويقللول أيض لًا" :إن الصللل فللي الشللروط
الصحة واللزوم إل ما دل الدليل على خلفلله ...فللإن الكتللاب
507
والسللنة قللد دل علللى الوفللاء بللالعقود والعهللود ،وذم الغللدر
والنكث ...والمقصود هنا :أن مقتضى الصول والنصوص :أن
الشرط يلزم إل إذا خالف كتاب الله."...
ول يخفى أن هذه القواعللد السللابقة تجعللل الفقلله السلللمي
يقبل بكل عقد ،أو تصرف أو تنظيم مالي أو إداري مللا دام ل
يتعارض مع نصوص الكتاب والسللنة ،وقواعللدها العامللة ،وأن
الشريعة الغراء تجعل كل حكمللة نافعللة ضللالة المللؤمن دون
النظللر إلللى مصللدرها أو اسللمها ،وإنمللا السللاس معناهللا
ومحتواها ،ووسائلها وغاياتها ،وما تحققه من مصللالح ومنللافع
أو مضار ومفاسد.
خصائص السهم وحقوقه:
للسهم عللدة خصللائص مللن أهمهللا :تسللاوي قيمتهللا حسللبما
يحللددها القللانون ،وتسللاوي حقوقهللا ،وكللون مسللؤولية كللل
مساهم بقدر قيمة أسهمه ،وقابليتهلا للتلداول ،وعلدم قابليلة
السهم للتجزئة وأما حقوق السهم فهي حق بقاء صاحبه في
الشللركة ،وحللق التصللويت فللي الجمعيللة العموميللة ،وحللق
الرقابة ،وحق رفع دعوى المسؤولية على الدارييللن ،والحللق
فللي نصلليب الربللاح والحتياطللات والتنللازل عللن السللهم
والتصللرف فيلله ،والولويللة فللي الكتتللاب ،وحللق اقتسللام
موجودات الشركة عند تصفيتها(27) .
حكم السهم باعتبار نشاطها ومحلها:
ذكرنا أن تقسيم رأس مللال الشللركة إلللى حصللص متسللاوية
تسمى بالسهم جائز ليس فيه أية مخافة لمبللادئ السلللمي
وقواعده.
وهنا نذكر بصورة عامة حكم تداول هللذه السللهم والتصللرف
فيها بالبيع والشراء وغيرهما بصورة عامة ،ثم نذكر عند بيان
كل نوع من السهم حكمه الخاص _بإذن الله تعالى_.
ومن الجلدير بلالتنبيه عليله أن بعلض البلاحثين ) (28أطلقلوا
اختلف العلماء المعاصرين حول السهم مطلقا ً دون تفصيل
508
من غير أن يجد منهم تصريحا ً بذلك بل اعتمادا ً على ما فهللم
من آرائهم في الشركات بصورة عامة )(29
وهذا الطلق ل ينبغي الركون إليه ،إذ إن لزم المذهب ليس
بمذهب –كما هو مقرر في الصول -كما أن جل نقاش هؤلء
العلماء في الشركات التي أنشللئت فللي بلد السلللم وليللس
في الشركات التي حللدد نشللاطها فللي المحرمللات كللالخنزير
والخمور ونحوها(30) ...
-ولذلك نقسم السهم إلى نوعين :نوع محللرم تحريم لا ً بين لًا،
ونوع فيه النقاش والتفصيل والخلف.
فللالنوع الول :هللو السللهم الللتي محلهللا الخنزيللر ،والخمللور
والمخللدرات ،والقمللار ونحوهللا مللن المحرمللات ،وكللذلك
الشركات التي يكللون نشللاطها محصللورا ً فللي الربللا كللالبنوك
الربوية.
فهذه السهم جميعهللا ل يجللوز إنشللاؤها ،ول المسللاهمة فللي
إنشائها ،ول التصرف فيه بالبيع والشراء ونحوهللا ،يقللول ابللن
القيللم - :بعللد أن ذكللر الحللاديث الخاصللة بحرمللة بيللع بعللض
الشياء" :-فاشتملت هذه الكلمات الجوامع على تحريم ثلثة
أجناس :مشارب تفسللد العقللول –كللالخمر -ومطللاعم تفسللد
الطباع وتغذي غذاء خبيثا ً –مثل الميتللة ،والخنزيللر -وأعيللان –
كالصنام تفسد الديان وتدعو إلللى الفتنللة والشللرك ،فصللان
بتحريم النوع الول ،العقول عما يزيلهللا ،ويفسللدها ،وبالثللاني
القلوب عما يفسدها من وصول أثر الغللذاء الخللبيث إليهللا،...
وبالثالث الديان عما وضع لفسادها" )(31
هذا هو المبدأ الذي ل يجوز تجاوزه ،ول ينبغللي التوقللف فيلله،
وما سوى هذا النوع من السهم الحرام قسمان:
القسم الول :أسهم لشركات قائمة على شرع الله _تعالى_
حيث رأس مالها حلل ،وتتعامل في الحلل ،وينص نظامهللا
وعقدها التأسيسي على أنهللا تتعامللل فللي حللدود الحلل ،ول
صللا أو تتعامل بالربا إقراضًا ،واقتراضًا ،ول تتضمن امتيللازا ً خا ّ
ضمانا ً مالّيا لبعض دون آخر.
509
فهللذا النللوع مللن أسللهم الشللركات –مهمللا كللانت تجاريللة أو
صللناعية أو زراعيللة -مللن المفللروض أن يفللرغ الفقهللاء مللن
القول بحلها وحل جميع التصرفات الشرعية فيها؛ وذلللك لن
الصل في التصرفات والعقللود الماليللة الباحللة ،ول تتضللمن
هذه السللهم أي محللرم ،وكللل مللا فيهللا أنهللا نظمللت أمللوال
الشللركة حسللبما تقتضلليه قواعللد القتصللاد الحللديث دون
التصادم بأي مبدأ إسلمي.
ومع ذلك فقد أثير حول هذا النوع أمران:
المر الول :ما أثاره أحد الكتاب مللن أن هللذه السللهم جللزء
مللن النظللام الرأسللمالي الللذي ل يتفللق جملللة وتفصلليل ً مللع
السلم ،بل إن الشركات الحديثة ول سيما شركات المللوال
حرام ل تجوز شللرعًا؛ لنهللا تمثللل وجهللة نظللر رأسللمالية فل
يصح الخذ بهللا ،ول إخضللاعها لقواعللد الشللركات فللي الفقلله
السلمي )(32
وهللذا الحكللم العللام ل يللؤبه بلله ،ول يجنللح إليلله ،فالسلللم ل
يرفض شيئًا؛ لنه جاء من النظام الفلني ،أو وجد فيه ،وإنمللا
الحكللم فللي السلللم موضللوعي قللائم علللى مللدى موافقللاته
لقواعد الشرع ،أو مخللالفته" ،فالحكمللة ضللالة المللؤمن فهللو
أحق بها أنى وجدها" وبما أن السهم القائمللة علللى الحلل ل
تتضمن مانعا ً شرعّيا فل يجوز القول بتحريمها- ،كما سبق.-
واستدل كذلك بأن السهم بمثابة سللندات بقيمللة موجللودات
الشركة ،وهي تمثل ثملن الشلركة وقلت تقلديرها ،وليسلت
أجللزاء ل تتجللزأ مللن الشللركة ،ول تمثللل رأس مالهللا عنللد
إنشائها(33) .
غير أن هذا الحكم والتصور للسهم مجاف للحقيقة ،والواقللع
الذي عليه الشركات المعاصرة ،أن السهم ليسللت سللندات،
وإنما هي حصص الشركة ،وأن كل سهم بمثابة جزء ل يتجزأ
مللن كيللان الشللركة ،وأن مجمللوع السللهم هللي رأس مللال
الشركة )(34
510
كملا قللاس السللهم عللى أوراق النقلد حيلث يهبلط سلعرها،
ويرتفع ،وتتفاوت قيمتها وتتغير ،ومن هنا ينسلخ السللهم بعللد
بدء الشركة عن كونه رأس مال ،وصار ورقة مالية لها قيمللة
معينة.
والواقع أن هذا التكييف الفقهي للسهم غير دقيق ،وقياسللها
علللى الوراق النقديللة قيللاس مللع الفللارق؛ لن السللهم فللي
حقيقتهللا هللي حصللص الشللركة ،وأجللزاء تقابللل أصللولها،
وموجوداتها ،وهي وإن كانت صكوكا ً مكتوبة لكنهللا يعنللي بهللا
ما يقابلها.
ومسألة الهبللوط والرتفللاع يختلللف سللببها فللي السللهم عللن
سللببها فللي النقللود ،فتغيللر قيمللة السللهم يعللود إلللى نشللاط
الشركة نفسها ،حيث ترتفع عنللدما تللزداد أرباحهللا ،أو تللزداد
معها موجودات ،وثقة النللاس بهللا ،وتنخفللض عنللد الخسللارة،
ومثل ذلك كمثل شخص أو شركاء لهم سلللع معينللة فباعوهللا
بأرباح جيدة فزادت نسبة مال كل واحللد منهللم بقللدر الربللح،
وكذلك تنقص نسبة مال كل واحد منهم لو فقد منها بعضللها،
أو هلك ،أو بيعت السلعة بخسارة ،فهذا هو النموذج المصغر
للسهم في الشركات .
أمللا الورقللة النقديللة فيعللود انخفاضللها إلللى التضللخم ،وإلللى
النظمة الدولية بهذا الخصوص وسياسة الدولللة فللي إصللدار
المزيللد مللن الوراق النقديللة الللتي قللد ل يوجللد لهللا مقابللل
حقيقي ،وغير ذلك مللن العوامللل القتصللادية ،بينمللا السللهم
يمثل ذلك المبلغ الذي تحول إلى جزء من الشركة ممثل في
أصولها وموجوداتها.
المر الثاني :الذي أثير حول هذا النوع من السهم هو ما أثير
حول شرائها ،أو بيعها من ملحوظات ثلث نذكرها مع الجابة
عنها(35) .
الملحوظة الولللى :الجهالللة ،حيللث ل يعلللم المشللتري علم لا ً
تفصيلّيا بحقيقة محتوى السهم.
511
للجواب عن ذلك نقللول :إن الجهالللة إنمللا تكللون مانعللة مللن
صحة العقد إذا كانت مؤديللة إلللى النللزاع ،أو كمللا يعللبر عنهللا
الفقهللاء بالجهالللة الفاحشللة ) (36يقللول المللام القرافللي:
"الغرر والجهالة ثلثة أقسام :كثير ممتنع إجماعا ً كالطير فللي
الهللواء ،وقليللل جللائز إجماع لا ً كأسللاس الللدار ،...ومتوسللط
اختلف فيه" ) (37ويقول شلليخ السلللم ابللن تيميللة فللي بيللع
المغيبات كللالجزر ،واللفللت والقلقللاس" :والول –أي القللول
بصحة بيعها وهو ملذهب ماللك وقلول أحملد -أصلح ،...فلإن
أهل الخبرة إذا رأوا ما ظهر منها من الورق وغيره وهم ذلك
على سائرها ،وأيضا ً فإن الناس محتاجون إلللى هللذه الللبيوع،
والشارع ل يحرم ما يحتاج الناس إليلله مللن الللبيع لجللل نللوع
من الغرر ،بل يبيح ما يحتاج إليه في ذلك ،كما أباح بيع الثمار
قبل بدو صلحها مبقاة إلى الجذاذ وإن كان بعض المللبيع لللم
يخلق ...وأباح بيللع العرايللا بخرصللها فأقللام التقللدير بللالخرص
مقام التقدير بالكيل عند الحاجة مع أن ذلك يدخل فللي الربللا
الذي هو أعظم من بيع الغرر ،وهذه قاعللدة الشللريعة ،وهللو
تحصلليل أعظللم المصلللحتين بتفللويت أدناهمللا ،ودفللع أعظللم
الفسللادين بللالتزام أدناهمللا" ) (38ويقللول السللتاذ الصللديق
الضرير" :الغرر الذي يؤثر في صحة العقد هللو مللا كللان فللي
المعقود عليه أصالة ،أما الغرر في التابع ...فإنه ل يللؤثر فللي
العقد" )(39
فالواقع أن المشتري يعلم علما ً إجمالّيا كافيا ً بقيمللة السللهم،
وما يقابله من الموجودات من خلل نشر الميزانيللة ونشللاط
الشركة ونحو ذلك ،وهذا العلم يكفي لصللحة الللبيع بالضللافة
إلى أن العلم في كل شيء بحسبه.
ثلم إن بيلع الحصلص المشلاعة جلائز بالتفلاق ،يقلول شليخ
السلم ابن تيمية " .يجللوز بيللع المشللاع باتفللاق المسلللمين،
كما مضت بذلك سنة رسول الله _صلى الله عليه وسلم_" )
(40يراجع :المغني )(5/45؛ والمجمللوع )(9/292؛ ويراجللع:
512
د .صللالح بللن زابللن :المرجللع السللابق ص ) (348والمصللادر
السابقة الخرى .
الملحوظة الثانية :أن بيع السهم يعني بيع جزء من الصللول،
وجزء من النقود ،وهذا يقتضي ملحظة قواعللد الصللرف مللن
التماثللل والتقللابض فللي المجلللس بيللن الجنللس الواحللد،
والتقابض فيله عنللد اختلف الجنلس؛ وذللك لن السلهم فللي
الغالب يكون مساويا ً لموجودات الشركة بما فيها النقود.
للجواب عن ذلك أن وجود النقود في السهم يأتي تبعللا ً غيللر
مقصود؛ لن الصل والساس فيها هللي الموجللودات العينيللة،
ولذلك تقول :إن بيع السلهم قبلل بللدء عمللل الشللركة وقبللل
شراء المباني ونحوها ،ل يجوز إل مع مراعاة قواعد الصرف.
فالسهم يراد به هذا الجزء الشللائع مللن الشللركة دون النظللر
إلى تفصيلته فما دام للسهم مقابل من موجللودات الشللركة
ل يعامل معاملة النقد بسبب أن جزءا ً من الموجللودات نقللد،
والقاعدة الفقهية تقضي أنه يغتفر في التابع ما ل يغتفر فللي
غيره ،وأنه يغتفر في الشيء ضمنا ً مللا ل يغتفللر فيلله قصللدًا،
قللال السلليوطي" :ومللن فروعهللا ...أنلله ل يصللح بيللع الللزرع
الخضر إل بشرط القطع ،فإن باعه مع الرض جاز تبعًا) "...
(41
بل إن مسألتنا هذه لهللا أصللل مقللرر فللي السللنة المشللرفة،
حيث إن رسول الله _صلى الله عليه وسلم_ أجاز شراء عبد
وله مال –حتى وإن كان نقدًا -فيكون ماله تبعا ً للمشللتري إذا
اشللترط ذلللك دون النظللر إلللى قواعللد الصللرف فقللد روى
البخاري ومسلم ،وغيرهما بسندهم عن عبللد الللله بللن عمللر
قال :سمعت رسول الله _صلى الللله عليلله وسلللم_ يقللول":
ومن ابتاع عبدا ً وللله مللال فمللاله للللذي بللاعه إل أن يشللترط
المبتاع " ) (42قال الحافظ ابن حجر " :ويؤخذ من مفهللومه
أن من باع عبدا ً ومعه مال وشلرطه المبتلاع أن اللبيع يصلح"
ثم ذكر اختلف العلماء ،فيما لو كان المال ربوّيا ،حيث ذهب
مالك إلى صحة ذلك ولو كان المال الذي معلله ربوي ّللا لطلق
513
الحديث؛ ولن العقد إنما وقع على العبد خاصة والمال الللذي
معه ل مدخل له في العقد ) (43قال مالك " :المر المجتمع
عليه عندنا أن المبتاع إن اشترط مللال العبللد فهللو للله ،نقللدا ً
كان أو دينا ً أو عرضا ً يعلم أو ل يعلم(44) "...
الملحوظة الثالثة :إن جزءا ً مللن السللهم يمثللل دين لا ً للشللركة
وحينئذ ل يجوز بيعه بثمن مؤجل؛ لنه يكون بيع الدين بالللدين
وهو منهي عنه حيث روي أن رسول الللله _صلللى الللله عليلله
وسلم_ نهى عن بيللع الكللالئ بالكللالئ –أي :الللدين بالللدين) -
(45
والجواب عن ذلك من وجوه:
الللوجه الول :الحللديث ضللعيف؛ لن فللي سللنده موسللى بللن
عبيدة ،وهو ضلعيف ) (46فل ينهلض حجلة ،كملا أن الحلديث
ت ل يدخل موضوعنا في أكثرها. سَر ب َعْد ُ تفسيرا ٌفُ ّ
الوجه الثاني :ل ينطبللق عليلله بيللع الللدين بالللدين ،إذ إن هللذا
الجزء من ديون الشركة داخل في السهم تبعًا ،وحينئذ يكون
الجواب السابق في الملحوظلة الثانيللة جوابلا ً لهللذا الشلكال
بكل تفاصيله.
الوجه الثالث :ليس الحكم السابق –فللي كللون الللدين جللزءا ً
مللا ،إذ قللد ل توجللد الللديون للشللركة ،وإنمللا مللن السللهم -عا ّ
تتعامل بالنقد ،وعلى فرض وجودها فهي تمثلل نسلبة قليللة
من موجودات الشركة ،والقاعدة الفقهية تقضي بللأن العللبرة
بالكثر(47) .
والخلصلللة أن السلللهم اللللتي تقلللوم عللللى الحلل ،وتتبلللع
الشركات التي تمتنع عن مزاولة أي نشللاط محللرم ،وتتللوافر
فيلله قواعللد الشللركة مللن المشللاركة فللي العبللاء ،وتحمللل
المخاطر ،ول تكون لهذه السهم ميزة ماليللة علللى غيرهللا...
فهي حلل لما ذكرناه ،ويجوز إنشاؤها ،والتصرف فيها؛ وذلك
لن ذلك كله داخل في حدود التصرفات المباحة التي أجازها
َ
ه ل الّلل ُ
ح ّالشارع للمالك في ملكه ،امتثال ً لقوله _تعالى_" :وَأ َ
ع" ]البقرة [275 :والدلة الخرى التي ذكرنا بعضها. ال ْب َي ْ َ
514
القسم الثاني :أسهم لم تتوافر فيها الشروط السابقة.
وهللي السللهم الللتي ليسللت لشللركات تللزاول المحرمللات –
كللالنوع الول -ول لشللركات قائمللة علللى الحلل –كالقسللم
الول -وإنما هي أسهم لشركات قد تودع في بعللض الحيللان
بعض فلوسها في البنوك بفائدة ،أو تقللترض منهللا بفللائدة ،أو
قللد تكللون نسللبة قليلللة مللن معاملتهللا تتللم مللن خلل عقللود
فاسدة كمعظم الشركات في الدول السلمية ،والشللركات
في الللدول غيللر السلللمية ممللا يكللون محلهللا أمللورا ً مباحللة
كالزراعللة ،والصللناعة والتجللارة )أي فيمللا عللدا المحرمللات
السابقة في النوع الول(.
وقبللل أن أذكللر حكللم هللذه السللهم أود أن أبيللن جملللة مللن
المبادئ الشرعية في هذا الصدد منها:
ل :أن المسلمين مطللالبون بتللوفير المللال الحلل الطللبيب أو ً
َ
ما ِفي م ّس ك ُُلوا ِالذي ل شبهة فيه ،قال _تعالى_َ" :يا أي َّها الّنا ُ
اْل َ
م الل ّل ُ
ه مللا َرَزقَك ُل ُ حَلًل ط َي ًّبا" ]البقرة" [168 :فَك ُل ُللوا ِ
م ّ ض َ ِ ر
ْ
شللك ُُروا" ]النحللل [114 :ويقللول رسللول الللله حَلًل ط َي ًّبللا َوا ْ َ
_صلى الله عليه وسلم_ ":الحلل بين والحللرام بيللن وبينهمللا
أمللور مشللتبهات ل يعلمهللا كللثير مللن النللاس ،فمللن اتقللى
الشبهات فقد استبرأ لدينه وعرضه(48) " ...
قال الحافظ ابن حجر " :واختلف في حكم الشبهات ،فقيللل:
التحريم .وهو مردود ،وقيل :الكراهة ،وقيللل :الوقللف " ثللم
قال ..." :رابعها :أن المراد بها المباح ،ول يمكن قائل هذا أن
يحمله على متساوي الطرفين من كل وجه ،بل يمكن حمللله
على ما يكون من قسم الخلف الولى "...ونقل ابللن المنيللر
في مناقب شيخه القبللاري عنلله أنله كللان يقللول " :المكللروه
عقبة بين العبد الحرام فمن استكثر من المكروه تطرق إلى
الحرام ...وهو منزع حسن" )(49
ثانيًا :أن الشريعة السلمية الغراء مبناهللا علللى رفللع الحللرج
ودفع المشقة ،وتحقيق اليسر والمصالح للمة ،فقد قال الله
ج" ]الحج[78 : حَر ٍن َ
م ْ
ن ِ دي ِ ل عَل َي ْك ُ ْ
م ِفي ال ّ جع َ َ
ما َ_تعالى_" :وَ َ
515
م ال ْعُ ْ
س لَر" سَر وََل ي ُ ِ
ري لد ُ ب ِك ُل ُ م ال ْي ُ ْ ريد ُ الل ّ ُ
ه ب ِك ُ ُ وقال _تعالى_" :ي ُ ِ
]البقرة ،[185 :وهذا المبللدأ مللن الوضللوح مللا ل يحتللاج إلللى
دليل ،بل هو مقصد من مقاصد الشريعة .
وبناء على هذا الصل العظيم أبيحت المحظورات للضللرورة،
ه" ]البقرة.[173 : م عَل َي ْ ِ
عادٍ فََل إ ِث ْ َ ضط ُّر غَي َْر َباٍغ وََل َ
نا ْ "فَ َ
م ِ
وكمللا أن الضللرورة مرفوعللة كللذلك نزلللت الحاجللة منزلللة
الضرورة ،يقول السيوطي ،وابللن نجيللم وغيرهمللا " :الحاجللة
تنزل منزلة الضرورة عامة كانت ،أو خاصللة " ولهللذا جللوزت
الجارة والجعالة ،ونحوها )(50
يقول الشيخ أحمللد الزرقللاء" :والمللراد بالحاجللة هللي الحالللة
الللتي تسللتدعي تيسلليرًا ،أو تسللهيل ً لجللل الحصللول علللى
المقصود فهي دون الضرورة من هذه الجهة وإن كان الحكم
الثابت لجلها مستمرًا ،والثابت للضرورة مؤقتًا(51) "...
ومن المثلة الفقهية لهذه القاعدة مللا أجللازه فقهللاء الحنفيللة
من بيع الوفاء مع أن مقتضاه عدم الجواز؛ لنه إما من قبيللل
الربا؛ لنه انتفاع بالعين بمقابلة الللدين ،أو صللفقة مشللروطة
في صفقة كللأنه قللال :بعتلله منللك بشللرط أن تللبيعه منللي إذا
جئتك بالثمن ،وكلهما غير جللائز ،ولكللن لمللا مسللت الحاجللة
إليه في بخارى بسبب كللثرة الللديون علللى أهلهللا جللوز علللى
وجه أنه رهللن أبيللح النتفللاع بثمراتلله ومنللافعه كلبللن الشللاة،
والرهن على هذه الكيفية جائز(52) .
ومن هذه الجتهادات ما ذكره ابن عابللدين أن مشللايخ بلللخ ،
والنسفي أجازوا حمل الطعام ببعض المحمول ،ونسج الثوب
ببعض المنسوج لتعامل أهل بلدهللم بللذلك ،وللحاجللة مللع أن
ذلللك خلف القيللاس ،وأن متقللدمي الحنفيللة صللرحوا بعللدم
جوازه ) (53وذكر أيضا ً أن بعض قللدماء الحنفيللة لمللا سللئلوا
عن النسبة المئوية التي يأخذها السمسللار مثللل ?10قللالوا:
ذاك حرام عليهم ،وإنما يجب لهم أجللر المثللل .بينمللا أجللازه
بعضللهم مثللل محمللد بللن سلللمة ،حيللث سللئل عللن أجللرة
السمسار فقال :أرجو أنه ل بأس بلله –وإن كللان فللي الصللل
516
فاسدًا -لكثرة التعامللل ،وكللثير مللن هللذا غيللر جللائز فجللوزوه
لحاجة الناس إليه(54) ...
ولهذه القاعدة أدلللة عمليللة مللن السللنة المشللرفة ،منهللا أن
رسول الله _صلى الله عليه وسلم_ أباح بيع العرايا ) (55مع
أن أصلها يدخل في باب الربلا ،حيلث للم يجلوز _صللى اللله
عليه وسلم_ بيع التمر بالرطب ) (56لوجود النقصان ،وعدم
تحقيق التماثل الحقيقي ،ومع ذلك أباح العرايا لحاجة النللاس
إليها ،يقول شيخ السلم ابن تيمية " :وأباح بيع العرايا ...عند
الحاجة مع أن ذلك يدخل في الربا (57) "...ويقللول أيض لًا" :
الشريعة جميعها مبنية على أن المفسدة المقتضللية للتحريلم
إذا عارضللتها حاجللة راجحللة أبيللح المحللرم" ) (58ويقللول:
"والشارع ل يحرم ما يحتاج الناس إليه في الللبيع لجللل نللوع
الغرر ،بل يبيح ما يحتاج إليه في ذلك" )(59
ثالثًا :ل ينكر دور العرف وأثره في الفقه السلمي مللا دام ل
يتعارض مع نصوص الشرعية ،يقللول ابللن نجيللم" :واعلللم أن
اعتبار العادة والعرف يرجع إليه في الفقه في مسائل كللثيرة
ل "...ثللم قللال " :والحاصللل أن المللذهب حتى جعلوا ذك أص ل ً
عدم اعتبار العرف الخاص ،ولكللن أفللتى كللثير مللن المشللايخ
باعتباره ،فأقول على اعتباره أن يفتى بأن ما يقع فللي بعللض
أسواق القاهرة من خلللو الحللوانيت لزم ،ويصللير الخلللو فللي
الحانوت حّقا له ،فل يملك صاحب الحانوت إخراجه منهلا ،ول
إجارتهللا لغيللره ولللو كللانت وقفللًا ،وقللد وقللع فللي حللوانيت
الجملوث بالغوريللة أن السلللطان الغللوري لمللا بناهللا أسللكنها
للتجار بالخلو ،وجعل لكل حللانوت قللدرا ً أخللذه منهللم ،وكتللب
ذلللك بمكتللوب الوقللف ،وكللذا أقللول علللى اعتبللار العللرف
الخاص".
ويقول ابن نجيم مضلليفا ً إلللى مللا سللبق مللن مسللائل" :وقللد
اعتبروا عرف القاهرة في مسائل ،منها ما فللي فتللح القللدير
من دخول السلم في البيت المبيع في القللاهرة دون غيرهللا؛
لن بيلللوتهم طبقلللات ل ينتفلللع بهلللا إل بللله" (60) .بلللل إن
517
المحققين من العلماء ل يبيحون لعالم يفتي إل بعللد معرفتلله
بأحوال الناس ،وأعرافهم ،وأن يلحظ عللرف كللل بلللد ،وفللي
هذا يقول ابن القيم ..." :فمهما تجدد في العللرف فللاعتبره،
ومهما سقط فألغه ،ول تجمد على المنقول في الكتب طول
عمرك ،بللل إذا جللاءك رجللل مللن غيللر إقليمللك يسللتفتيك فل
تجللره علللى عللرف بلللدك ،وسللله عللن عللرف بلللده فللأجره
عليه(61) "...
رابعًا :أننا –نحن المسلمين اليوم -ل نعيش عصرا ً يطبق فيلله
المنهج السلمي بكامله ،فيسوده نظامك السلم السياسي،
والقتصادي والجتماعي والللتربوي ،وإنمللا نعيللش فللي عصللر
يسوده النظام الرأسمالي ،والشتراكي ،وحينئذ ل يمكللن أن
نحقللق مللا نصللبو إليلله فجللأة مللن أن تسللير المعللاملت بيللن
المسلمين على العزائم دون الرخللص ،وعلللى المجمللع عليلله
دون المختلف فيه ،وعلى الحلل الطيب الخالص دون وجللود
الشبهة ،فعصرنا يقتضي البحث عن الحلول النافعة حتى ولو
قللامت علللى رأي فقيلله واحللد معتللبر مللا دام رأيلله يحقللق
المصلللحة للمسلللمين ،بللل ل ينبغللي اشللتراط أن نجللد رأي لا ً
سابقًا ،وإنمللا علينللا أن نبحللث فللي إطللار المبللادئ والصللول
العامة التي تحقق الخير للمة ،ول يتعارض مع نللص شللرعي
ثابت.
علينا أن نبحث عن تحقيق نظللام اقتصللادي ،علينللا أن نبحللث
بجد عن حماية أموال المسلمين ،وإبقللاء اقتصللادهم بأيللديهم
دون سيطرة غيرهم عليلله ،فننظللر إلللى هللذا الفللق الواسللع
لشيخ السلم العللز بللن عبللد السلللم حيللث يقللول" :لللو عللم
الحرام الرض بحيث ل يوجد فيها حلل جاز أن يسللتحل مللن
ذلللك مللا تللدعو إليلله الحاجللة ،ول يقللف تحليللل ذلللك علللى
الضرورات؛ لنه لو وقف عليها لدى ضلعف العبلاد ،واسلتيلء
أهل الكفر والعناد علللى بلد السلللم ،ول نقطللع النللاس عللن
الحرف والصنائع والسباب التي تقوم بمصالح النام" )(62
حكم هذا القسم من السهم :
518
بعد ذكر تلك المبادئ نعود إلى حكم هذا القسم من السهم،
واختلف المعاصرين ،وأدلتهم مع الترجيح.
لقد اختلف المعاصرون على رأيين:
الرأي الول :هو حرمة التصرف في هذه السهم ما دامت ل
تقوم على الحلل المحض ،وبعضهم فضل وجود هيئة رقابللة
شرعية لها )(63
الرأي الثاني :إباحة السهم )السابقة( والتصرف فيها.
هذا وقد قال الكثيرون بإباحة السللهم فللي الللدول السلللمية
مطلقللا ً دون التطللرق إلللى التفصلليل الللذي ذكرتلله ،منهللم
الشيوخ :علللي الخفيللف ،وأبللو زهللرة ،وعبللد الوهللاب خلف،
وعبد الرحمن حسن ،وعبد العزيز الخياط ،ووهبللة الزحيلللي،
والقاضي عبد الله بن سليمان بن منيع ،وغيرهم على تفصيل
وتفريع لدى بعضهم يجب أن يراجع )(64
وقد بنى أصحاب الرأي الول رأيهم على أن هذه السهم مللا
دام فيهللا حللرام ،أو تللزاول شللركاتها بعللض أعمللال الحللرام
كإيداع بعضها بعض أموالها في البنلوك الربويللة فتصللبح هلذه
السللهم محرملا ً شللراؤها ،بنللاء علللى النصللوص الدالللة علللى
وجوب البتعللاد عللن الحللرام ،والشللبهات ،وعلللى قاعللدة :إذا
اجتمع الحلل والحرام غلب الحرام.
أما المللبيحون فهللم يعتمللدون علللى أن السللهم فللي واقعهللا
ليسللت مخالفللة للشللريعة ،ومللا شللابها مللن بعللض الشللوائب
والشبهات والمحرمات قليل بالنسبة للحلل ،فما دام أكثريللة
ل ،وأكثر التصرفات حلل ً فيأخذ القليل النللادر رأس المال حل ً
حكم الكثير الشائع ،ول سيما يمكلن إزاللة هللذه النسللبة ملن
المحرمات عن طريق معرفتها من خلل الميزانية المفصلللة،
أو السؤال عن الشركة ،ثم التخلص منها(65) .
ويمكللن تأصلليل ذلللك مللن خلل القواعللد الفقهيللة ،ونصللوص
الفقهاء ،المبنية على عمللوم الشللريعة ومبادئهللا فللي اليسللر،
رفع الحرج على ضوء ما يأتي:
519
ل :اختلط جزء محرم ل يجعل مجموع المللال محرملا ً عنللد أو ً
الكثيرين ،حيث أجازوا في المال الحلل المختلط بقليل مللن
الحللرام التصللرفات الشللرعية مللن التملللك والكللل والللبيع
والشراء ونحوها ،غير أن الفقهاء فرقللوا بيللن مللا هللو محللرم
لذاته وما هو محرم لغيره ،يقول شلليخ السلللم ابللن تيميللة :
"إن الحللرام نوعللان" :حللرام لوصللفه كالميتللة والللدم ولحللم
الخنزير ،فهذا إذا اختلط بالماء والمائع وغيره مللن الطعمللة،
وغير طعملله ،أو لللونه ،أو ريحلله حللرم ،وإن لللم يغيللره ففيلله
نزاع...
والثاني :الحرام لكسبه :كالمأخوذ غصبًا ،أو بعقد فاسد فهللذا
إذا اختلط بالحلل لم يحرمه ،فلللو غصللب الرجللل دراهللم ،أو
دنللانير أو دقيقلًا ،أو حنطللة ،أو خللبزًا ،وخلللط ذلللك بمللاله لللم
يحرم الجميع ل على هذا ول على هذا بللل إن كانللا متمللاثلين
أمكن أن يقسموه ،ويأخذ هذا قدر حقه ،وهذا قدر حقه.
فهذا أصل نللافع ،فللإن كللثيرا ً مللن النللاس يتللوهم أن الللدراهم
المحرمللة إذا اختلطللت بالللدرهم الحلل حللرم الجميللع ،فهللذا
خطأ ،وإنما تورع الناس فيما إذا كللانت –أي الللدراهم الحلل-
قليلة ،أما مع الكثرة فما أعلم فيه نزاعًا(66) ...
وعلى ضوء ذلك فمسألتنا هذه من النوع الثاني حيللث كلمنللا
في أسهم شابتها بعض تصرفات محرمة كإيداع بعض نقودها
في البنوك الربوية ،وحتى تتضح الصورة أكثر نللذكر نصللوص
الفقهاء في هذه المسألة:
يقول ابن نجيم الحنفي " :إذا كان غالب مال المهللدي حلل ً
فل بأس بقبول هديته ،وأكل ماله ما لم يتبين أنه حرام ،وإن
كان غالب ملاله الحلرام ل يقبلهللا ،ول يأكللل إل إذا قلال :إنله
حلل ورثه ،أو استقرضه " ثم ذكر أنه إذا أصبح أكثر بياعللات
أهل السوق ل تخلو عن الفساد والحرام يتنزه المسلللم عللن
شرائه ،ولكن مع هذا لو اشتراه يطيب له .وقللال أيضللًا" :إذا
اختلط الحلل والحرام في البلد فإنه يجوز الشللراء ،والخللذ
إل أن تقوم دللة على أنه من الحرام ،كذا في الصل" )(67
520
ثم ذكر صورا ً أخرى فقال" :ومنها البيع ،فإذا جمع بين حلل
وحللرام فللي صللفقة واحللدة ،فللإن كللان الحللرام ليللس بمللال
كالجمع بين الذكية والميتة ،فإنه يسللري البطلن إلللى الحلل
لقوة بطلن الحرام ،وإن كان الحرام ضعيفا ً كأن يكون مللال ً
في الجملة كما إذا جمع بين المدبر والقللن ...فللإنه ل يسللري
الفساد إلى القن لضعفه(68) "...
وقال الكاساني " :كل شيء أفسده الحللرام ،والغللالب عليلله
الحلل فل بأس ببيعه"(69) .
وقد أفاض الفقيه ابن رشد في هذه المسألة ،نللذكر مهللا مللا
يلي :حيث قال" :فأما الحال الولى :وهي أن يكللون الغللالب
علللى مللاله الحلل ،فللالواجب عليلله فللي خاصللة نفسلله أن
يستغفر الله _تعالى_ ،ويتوب إليه برد ما عليه من الحللرام...
أو التصدق به عنهم إن لم يعرفهم ...وإن كان الربا لزملله أن
دا على ما أعطى"... يتصدق بما أخذ زائ ً
ثم قال" :وإن علم بائعه في ذلك كله رد عليه مللا أربللى فيلله
معه فإذا فعللل هللذا كللله سللقطت حرمتلله ،وصللحت عللدالته،
وبرئ من الثم ،وطاب له ما بقي من ماله ،وجللازت مبللايعته
فيه وقبول هديته وأكل طعامه بإجماع من العلماء".
واختلف إذا لم يفعل ذلك في جواز معللاملته ،وقبللول هللديته،
وأكل طعامه ،فأجاز ابللن القاسللم معللاملته ،وأبللى ذلللك ابللن
وهب وحرمه أصبغ...
ثم قال ابلن رشللد " :وقللول ابلن القاسللم هلو القيللاس ؛ لن
الحرام قد ترتب على ذمته ،فليس متعينا ً في جميللع مللا فللي
يده من المال بعينه شللائعًا ...وأمللا قللول أصللبغ فللإنه تشللديد
على غير قياس".
وأما الحال الثانية :وهي أن يكون الغالب علللى مللاله الحللرام
فالحكم فيما يجب على صللاحبه فللي خاصللة نفسلله علللى مللا
تقدم سواء.
وأما معاملته وقبول هديته فمنع من ذلك أصحابنا ،قيل علللى
وجه الكراهة –وعز هذا القول إلى ابن القاسللم -وقيللل علللى
521
وجه التحريم إل أن يبتاع سلعة حلل ً فل بأس أن تشترى منه
وأن تقبل منه هبة(70) ...
وقال العز بن عبللد السلللم " :وإن غلللب الحلل بللأن اختلللط
درهم حرام بألف درهم حلل جازت المعاملة (71) ...ومثللله
قال الزركشي " )(72
بل إن السيوطي ذكر أن الصح عند فقهاء الشافعية –ما عدا
الغزالي -أنهم لم يحرموا معاملة من أكثر ماله حرام إذا لللم
يعرف عينه ،ولكن يكره ،وكذا الخذ من عطايا السلللطان إذا
غلب الحرام على يده كما قللال فللي المهللذب :إن المشللهور
فيه الكراهة ،ل التحريم خلفا ً للغزالللي ...قللال فللي الحيللاء:
"لو اختلط في البلد حرام ل ينحصر لم يحرم الشراء منه بل
يجوز الخذ منه إل أن يقترن به علمة على أنه مللن الحللرام"
وقال :ويدخل فللي هللذه القاعللدة تفريللق الصللفقة ،وهللي أن
يجمع في عقللدين حللرام وحلل ،ويجللري فللي أبللواب ،وفيهللا
غالبا ً قولن ،أو وجهان أصحهما الصللحة فللي الحلل ،والثللاني
البطلن في الكل ...ومن أمثلللة ذلللك فللي الللبيع أن يللبيع خّل
وخمرًا (73) ...وقال ابن المنللذر :اختلفللوا فللي مبايعللة مللن
يخللالط مللاله حللرام ،وقبللول هللديته وجللائزته ،فرخللص فيلله
الحسن ،ومكحول ،والزهلري والشللافعي ،قللال الشلافعي :
"ل أحب ذلك ،وكره ذلك طائفة(74) "...
وقد فصل شيخ السلم ابن تيمية هذه المسألة تفصيل ً حينما
سئل سؤال ً ل نزال نسمعه حتى في عصرنا الحاضللر ،وهللو:
أن رجل ً نقل عن بعض السلف ملن الفقهلاء :أنله قلال :أكلل
الحلل متعذر ل يمكن وجوده في هذا الزمان ،فقيل للله :لللم
ذلك؟ فللذكر :أن وقعللة المنصللورة لللم تقسللم الغنللائم فيهللا،
واختلطت الموال بالمعاملت بها ،فقيل له :إن الرجل يللؤجر
ل ،فللذكرنفسه لعمل من العمال المباحة ،ويأخللذ أجرتلله حل ً
أن الدرهم في نفسه حرام .
فأجاب –رحمه الله -هذا القائل ...غالط مخطئ ...فلإن مثلل
هذه المقالة كان يقولها بعض أهل البدع ،وبعض أهل الفقلله
522
الفاسد ،وبعض أهل الشك الفاسد ،فللأنكر الئملة ذللك حللتى
المللام أحمللد فللي ورعلله المشللهور كللان ينكللر مثللل هللذه
المقالللة ...وقللال :انظللر إلللى هللذا الخللبيث يحللرم أمللوال
المسلمين.
ثلم ذكلر خطلورة آثلار هلذا التصلور الفاسلد ،منهلا أن بعلض
النللاس ظنللوا مللا دام الحللرام قللد أطبللق الرض ،إذن لمللاذا
البحث عن الحلل؟ فاعتبروا الحلل ما حل بأيديهم والحللرام
ما حرموا منلله ،وبعضللهم اخللترعوا الحكايللات الكاذبللة بحجللة
الورع.
ثللم رد علللى هللذه المقالللة ،وبيللن بللأن الغللالب علللى أمللوال
المسلمين الحلل ،ثم ذكر عدة أصول:
"أحدها :أنه ليس كل ما اعتقللد فقيلله معيللن أنلله حللرام كللان
حرامًا ،وإنما الحرام ما ثبلت تحريمله بالكتللاب ،أو السلنة ،أو
الجماع ،أو قياس مرجح لللذلك ،ومللا تنللازع فيلله العلمللاء رد
إلى هذه الصول" ثم بين بأن حمل المسلمين علللى مللذهب
معين غلط.
ثم ذكر أصل ً آخر وهو أن خلط الحرام بالحلل ل يحرم جميع
المال- ،كما سبق -كما ذكر أصل ً آخر وهلو أن المجهلول فلي
الشللريعة كالمعللدوم والمعجللوز عنلله ،ولللذلك إذا لللم يعلللم
صاحب اللقطة حل لملتقطهللا بعللد التعريللف بهللا ،ومللن هنللا،
فإذا لم يعلم حللال ذلللك المللال الللذي بيللده بنللى المللر علللى
الصل ،وهو الباحة )(75
وذكر في جواب سللؤال حللول التعامللل مللع مللن كللان غللالب
أموالهم حراما ً مثل المكاسين وأكلة الربا؟
فأجللاب" :إذا كللان الحلل هللو الغلللب لللم يحكللم بتحريللم
المعاملة وإن كان الحرام هلو الغللب ،قيلل بحلل المعامللة،
وقيل :بل هي محرمة ،فأمللا المعاملللة بالربللا فالغللالب علللى
ماله الحلل إل أن يعرف الكره من وجه آخللر .وذلللك أنلله إذا
باع ألفا ً بألف ومائتين فالزيادة هي المحرمة فقللط وإذا كللان
في ماله حلل وحرام واختلللط لللم يحللرم الحلل ،بللل للله أن
523
يأخذ قدر الحلل ،كما لو كان المال لشللريكين فللاختلط مللال
أحدهما بمال الخر ،فإنه يقسم بين الشللريكين ،وكللذلك مللن
اختلط بمللاله الحلل والحللرام أخللرج قللدر الحللرام ،والبللاقي
حلل له" )(76
وسللئل عللن الرجللل يختلللط مللاله الحلل بللالحرام؟ فأجللاب:
يخرج قدر الحرام بالميزان فيدفعه إلى صاحبه ،وقدر الحلل
له ،وإن لم يعرفه وتعذرت معرفته تصدق به عنه )(77
وقريبا ً من ذلك يقرره ابللن القيللم موضللحا ً أن " التحريللم للم
يتعلق بذات الدرهم –أي الدرهم الحرام الذي اختلللط بمللاله-
وجوهره ،وإنما تعلق بجهة الكسب فيه ،فإذا خرج نظيره من
كل وجه لم يبق لتحريم ما عداه معنى ...وهللذا هللو الصللحيح
في هذا النوع ،ول تقوم مصالح الخلق إل به" )(78
وعلى ضوء هللذا المبللدأ نللرى كللثيرا ً مللن أهللل العلللم أجللازوا
التعامل مع من كان في ماله حرام ،ولكن غالبه حلل ،ومللن
هنا يمكن القول بإباحة التعامل في هذا النوع مللن السللهم ،
ولكن يخرج صاحبها بقللدر نسللبة الحللرام فيهللا إلللى الجهللات
الخيرية العامة ،مع مراعاة الضوابط التي نذكرها في الخيللر
)(79
ثانيًا :قاعدة :يجوز تبعا ً ما ل يجوز استقلل ً ،وقد ذكرنللا هللذه
القاعدة مع دليلها من السنة الصحيحة المتفق عليها(80) .
وعلى ضوء ذلك فهذا النوع من السهم وإن كللان فيلله نسللبة
بسيطة من الحرام لكنها جاءت تبعًا ،وليست أص لل ً مقصللودا ً
بالتملك والتصرف ،فما دامت أغراض الشركة مباحللة ،وهللي
أنشئت لجل مزاولة نشاطات مباحللة ،غيللر أنهللا قللد تللدفعها
السلليولة أو نحوهللا إلللى إيللداع بعللض أموالهللا فللي البنللوك
الربوية ،أو القتراض منها.
فهذا العمل بل شك عمل محرم يؤثم فاعله ) مجلس الدارة
( لكنه ل يجعللل بقيللة المللوال والتصللرفات المباحللة الخللرى
محرمة ،وهو أيضا ً عمل تبعي وليس هو الصل الغالب الللذي
لجله أنشئت الشركة.
524
ثالث لًا :قاعللدة :للكللثر حكللم الكللل ،وقللد ذكرنللا فيمللا سللبق
نصوص الفقهاء في حكم المال المختلط بللالحرام ،حيللث إن
الجمهور على أن العبرة بالغلب –كما سبق (81) -وقد ذكللر
الفقهاء لهذه القاعدة تطبيقات كللثيرة فللي أبللواب الطهللارة،
والعبلللادات ،والمعلللاملت ،اللبلللاس –كلللالحرير -والصللليد،
والطعام ،واليمان ،وغيرها(82) .
إضافة إلى قاعدة " :الحاجة العامة تنزل منزلة الضللرورة "–
كما سبق ذكرها -وقد ذكر شيخ السلم ابن تيمية أن الشراء
ممن في ماله شبهة ل كراهة فيه إذا وجدت الحاجللة إليلله) .
(83
وتنزيللل هللذه القاعللدة علللى موضللوعنا مللن حيللث إن حاجللة
الناس إلللى أسللهم الشللركات فللي عالمنللا السلللمي ملحللة،
فالفراد كلهم ل يستغنون عن استثمار مللدخراتهم ،والللدول
كللذلك بحاجللة إلللى تللوجيه ثللروات شللعوبها إلللى اسللتثمارات
طويلللة الجللل بمللا يعللود بللالخير علللى الجميللع ،ولللو امتنللع
المسلمون من شراء أسللهم تلللك الشللركات لدى ذلللك إلللى
أحد أمرين:
أحدهما :توقف هذه المشروعات التي هي حيوية في العللالم
السلمي.
ثانيهما :غلبللة غيللر المسلللمين علللى هللذه الشللركات ،وعلللى
إدارتها ،أو على القل غلبة الفسقة والفجرة عليها.
لكن لو أقدم على شللرائها المسلللمون المخلصللون لصللبحوا
قادرين في المستقبل على منع تعاملهللا مللع البنللوك الربويللة
ولغيروا اتجاه الشركة لصالح السلم.
وهللذا ل يعنللي أن المسللؤولين القللادرين فللي الشللركة وفللي
غيرها على التغيير معفون عللن الثللم ،بللل هللم آثمللون ،لكللن
عامللة النللاس لهللم الحللق فللي شللراء هللذه السللهم حسللب
الضوابط التي نذكرها ،ولذلك لو كلان المسلاهم قلادرا ً عللى
منع الشركة من إيداع بعض أموالها في الشركة لوجب عليه
ذلك.
525
مناقشللة الللرأي الول المللانع مللن تللداول هللذا النللوع مللن
السهم :
ل :أن وجود نسبة ضئيلة من الحللرام فللي المللال الحلل ل أو ً
يجعللله حراملًا ،وإنمللا يجللب نبللذ المحللرم فقللط –كمللا سللبق
تفصيله.-
ثانيًا :أن اشللتراط البعللض فللي حللل السللهم أو التعامللل مللع
الشركات وجود رقابة شرعية لشللركتها ل نجللد للله دليل ً مللن
كتاب ،أو سللنة ،أو إجمللاع ،أو قيللاس صللحيح ،فالمسلللمون
مؤتمنون على دينهم وعلى الحل والحرمة ،وهم مسللتورون،
يقول شيخ السلم ابن تيمية :
"والمسلم إذا عامل معاملت يعتقد جوازها كالحيل "...الللتي
يفتي بها من يفتي ...جاز لغيره من المسلمين أن يعامله في
ذلك المال ،ثم قال" :وأما المسلللم المسللتور فل شللبهة فللي
ل ،ومن ترك معللاملته ورعلا ً كللان قللد ابتللدع فلليمعاملته أص ً
الدين بدعة ما أنزل الله بها من سلطان" )(84
بل إن التعامل مع الكفرة جائز فيما ليللس محرم لا ً بالتفللاق،
يقول ابن تيمية:
" ...وحينئذ فجميع المللوال الللتي بأيللدي المسلللمين واليهللود
والنصارى ل يعلم بدللة ول أمارة أنها مغصللوبة ،أو مقبوضللة
ل يجوز معه معاملة القابض ،فإنه يجوز معاملته فيها بل ريب
ول تنازع في ذلك بين الئمة أعلمه"(85) .
نعلم ل شلك أن معرفلة الحلل والحلرام ضلروري لكللل ملن
يلدخل فلي السلوق حلتى يحلافظ عللى دينله ،ويعللم الحلل
والحرام إما بنفسه ،أو عن طريق السؤال عن أهل الذكر.
لكللن ل ينبغللي الحكللم بعللدم جللواز التعامللل معهللم ،أو مللع
شركاتهم إل مع وجود رقابة شللرعية ،فهللذا الشللرط تعسللف
وتضييق لما وسعته الشريعة.
وصحيح أن وجود الرقابللة الشللرعية للشللركة يعطللي المللان
للمتعاملين معها لكللن اشللتراط حللل التعامللل بوجودهللا أمللر
يستدعي إعادة النظر.
526
الرأي الراجح مع ضوابطه:
الذي نرى رجحانه –والله أعلم -هو أن هذا النوع من السلهم
بالنسبة للشركات التي يمتلكها المسلمون هو ما يأتي:
ل :أن مجلللس الدارة ،والمللدير المسللؤول ل يجللوز لهللم أو ً
قطعا ً مزاولة أي نشللاط محللرم ،فل يجللوز لهللم القللراض أو
القتراض بفائدة ،ولو فعلوا ذلللك لللدخلوا فللي الحللرب الللتي
ْ
ن
ملل َ
ب ِ م ت َْفعَُلوا فَأذ َُنوا ب ِ َ
حْر ٍ ن لَ ْ
أعلنها الله _تعالى_ عليهم "فَإ ِ ْ
ه" ]البقللرة [279 :ول سلليما بعللد مللا يسللر الللله الل ّهِ وََر ُ
سللول ِ ِ
للمسلمين وجود بنوك إسلمية في أغلب الماكن ،أو قيامهللا
باستثمار جميع أموالها في خيارات إسلمية كثيرة.
ثانيًا :أما مشللاركة المسلللمين فللي هللذه الشللركات السللابقة
وشراء أسهمها ،والتصرف فيها فجائزة ما دام غالب أموالهللا
ل ،وإن كان الحوط البتعاد عنها. وتصرفاتها حل ً
ولكن ينبغي على من يشترك مراعاة ما يلي:
-1أن يقصد بشراء أسهم هذه الشركات تغييرها نحو الحلل
المحض من خلل صوته في الجمعيللة العموميللة ،أو مجلللس
الدارة .
-2أن يبذل جهده وماله لتوفير المال الحلل الطيب المحض
ل ،ول يتجه نحو ما فيلله شللبهة إل عنللد ما أمكنه إلى ذلك سبي ً
الحاجلللة الملحلللة ومصللللحة المسللللمين ،واقتصلللادهم ملللن
المشاركة في التنمية والستثمار والنهللوض باقتصللادهم مللن
خلل الشركات الكبرى.
-3أن صاحب هللذه السللهم عليلله أن يراعللي نسللبة الفللائدة
التي أخللذتها الشللركة علللى المللوال المودعللة لللدى البنللوك،
ويظهللر ذلللك مللن خلل ميزانيللة الشللركة ،أو السللؤال عللن
مسؤولي الحسللابات فيهللا ،وإذا لللم يمكنلله ذلللك اجتهللد فللي
تقديرها ،ثم يصرف هذا القدر في الجهات العامة الخيرية.
-4ل يجللوز للمسلللم أن يؤسللس شللركة تنللص فللي نظامهللا
الساسي على أنها تتعامل بالربا إقراضا ً واقتراضًا ،ول يجللوز
527
كذلك التعاون في تأسيسها ما دامت كذلك؛ لنه تعاون علللى
الثم والعدوان ،إل لمن يقدر على تغييرها إلى الحلل.
ثالثللًا :أن الحكللم بإباحللة تللداول هللذه السللهم – مللع هللذه
الضوابط -خاص بما إذا كانت السهم عادية ،أو ممتازة لكللن
ليس امتيازها على أساس المال.
وأما غيرهما فسيأتي حكم كل نوع على حدة.
أما أسهم الشركات الللتي يمتلكهللا غيللر المسلللمين ول ينللص
نظامها على التعامل في الحرام فقد شدد فيها البعللض أكللثر
) (86ولكن ل أرى مانعا ً من التعاملل فيهللا حسللب الضلوابط
السللابقة ،وقللد انتهللت نللدوة السللواق الماليللة مللن الوجهللة
السلمية التي عقدت في الرباط 25 -20ربيع الخر 1410
هلل إلللى أن أسللهم الشللركات الللتي غرضللها الساسللي حلل
لكنها تتعامل أحيانا ً بالربا ...فإن تملكها ،أو تداولها جائز نظرا ً
لمشللروعية غرضللها ،مللع حرمللة القللراض ،أو القللتراض
الربوي ،ووجوب تغيير ذلك ،والنكار والعتراض على القللائم
به ،ويجب على المساهم عند أخذ ريللع السللهم التخلللص بمللا
يظن أنه يعادل مللا نشللأ مللن التعامللل بالفللائدة بصللرفه فللي
وجوه الخير.
وكذلك ندوة البركة للقتصاد السلمي حيللث أجللازت باتفللاق
المشاركين شراء أهم الشركات العاملة في البلد السلللمية
لقصد العمل على أسلمة معاملتها ،بللل اعتللبروا ذلللك أمللرا ً
مطلوبا ،لما فيه من زيادة مجالت التزام المسلمين بأحكللام
الشريعة السلمية.
وأجازوا بالغلبية شللراء أسللهم الشللركات العاملللة فللي البلد
غير السلمية ،إذا لم يجدوا بديل ً خالصا ً من الشوائب(87) .
والقول بالجواز إن كان نظام الشركة ل ينص علللى التعامللل
في الحرام ،ومع الضوابط السللابقة هللو الللذي يتناسللب مللع
روح هللذه الشللريعة القائمللة علللى التيسللير ،ورفللع الحللرج،
ومراعاة حاجات الناس في السللتثمار ؛ وذلللك لنلله إذا وجللد
فيه حرام فهو نسبة ضئيلة ل تؤثر فللي بللاقي المللال وكللذلك
528
يمكن التخلللص منهللا عللن طريللق إعطائهللا للجهللات الخيريللة
العامة ،بالضافة إلى أن محل البيع المعقود عليه في جملتلله
أمور مباحة ،وأن المشاركة في ذلك جائزة ،ولللم يمنللع أحللد
من الرعيل الول التعامل مع أهل الكتللاب فللي الجملللة ،بللل
كان رسول الله _صلى الله عليه وسلللم_ والصللحابة الكللرام
يتعاملون معهم ،مع أن معاملت أهللل الكتللاب وأمللوالهم لللم
يكن جميعها على الشروط المطلوبة في السلم ،فقد ترجم
البخاري :باب المزارعة مع اليهود ،فقال الحافظ ابن حجر :
"وأراد بهذا :الشارة إلى أنه ل فرق في جواز هذه المعاملللة
بين المسلمين وأهل الذمة " ) (88كما صح أن النبي _صلللى
الله عليه وسلم_ اشترى من يهودي طعاما ً إلى أجللل ورهنلله
درعه ) (89وكذلك المر عنللد الصللحابة _رضللي اللله عنهللم_
حيث كان التعامل معهم سائدا ً في الجملة.
الخاتمة:
-1الستثمار في السلم له منهجلله الخللاص المتميللز القللائم
على العقيدة والقيم والخلق.
ويترتب على ذلك:
-اندفاع المؤمن نحو العمل والستثمار من مطلق تنفيذ أمر
الله _تعالى_ بالتعمير ،وإيمللانه بللأن الربللا وبقيللة المحرمللات
نقص ومحق للمال ،وأن النفاق في سبيل الله زيادة وبركللة
وخير.
-وأن المؤمن يجعل رضاء الله _تعالى_ نصب عينيه ،ولللذلك
يهتم بإطعام الفقراء واليتامى والسارى ،بينما يجعلل الكلافر
مصلحته هي الساس ،ولللذلك ل ينفللق إل لمصلللحته الماديللة
الظاهرة.
-وتحريم الحيل والغش والستغلل والحتكار والظلم والربللا
وغيره مما حرمه الله _تعالى_ ورسوله الكريللم _صلللى الللله
عليه وسلم_.
529
-2السهم هي جمع السهم وهو صك يمثللل جللزءا ً مللن رأس
مللال الشللركة ،أو هللو نصلليب المسللاهم فللي شللركة مللن
شركات الموال ...
-3أسللهم الشللركات الللتي يكللون نشللاطها فللي المحرمللات
كللالبنوك الربويللة والشللركات الللتي تتعامللل فللي الخنزيللر
والمسكرات والمخدرات فحكم الستثمار فللي هللذه السللهم
التحريم بدون خلف.
-4أسهم شركات يكون نشاطها في الحلل المحض كالبنوك
السلمية ،والشركات السلللمية فحكللم السللتثمار فللي هللذا
النوع الباحة بل شك.
-5أسهم شركات يكللون محللل نشللاطها الحلل ،وليللس فللي
نظامها الساسي أن تتعامل في الحرام ،ولكللن قللد تتعامللل
مللع البنللوك الربويللة إقراض لا ً أو اقتراض لا ً فحكللم هللذا النللوع
مختلف فيه.
فالذي تقتضلليه مقاصللد الشللريعة والمصللالح المرسللة جللواز
الستثمار فيه بالشروط التالية:
-1أن يكون دخول المساهم في مثل هللذه الشللركات لجللل
تغيير الشركة وأسلمتها.
-2أن يتخلص المساهم مللن نسللبة المللوال المحرمللة علللى
ضوء الميزانية فيدفعها إلى الجهات العامة.
وأما المدير وأعضللاء مجلللس الدارة وكللل مللن يشللارك فللي
كتابة العقود الربوية فآثمون بل شك إلى أن يذروا الربا.
ومع ذلك فعلى النسان المسلم أن يتحرى الحلل بعيدا ً مللن
الشللبهات ،وعلللى الللدول السلللمية أن تلللتزم بالشللريعة
السلمية ،وتطهر أنظمتها من الربللا والمحرمللات والشللبهات
والله المستعان.
______________
) (1يراجللع لسللان العللرب ،ط .دار المعللارف؛ والقللاموس
المحيط؛ والمعجم الوسيط مادة "الثمر"
) (2بداية المجتهد ،ط .الحلبي )(2/281
530
) (3مبدأ الرضا في العقود ،دراسة مقارنة ،رسالة الدكتوراه
بجامعة الزهر الشريف عام ،1985د .علللي القللره داغللي )
.(353-1/331
) (4المعجم الوسيط ) (1/100مادة "ثمر".
) (5التفسير الكبير ،9/186ط .دار إحياء الللتراث العربللي –
بيروت.-
) (6السللنن الكللبرى للللبيهقي 4/107ط .الهنللد؛ والمجمللوع
للنووي 5/329ط .شركة كبار العلماء.
) (7السللنن الكللبرى ) (4/107حيللث ذكللر عللددا كللثيرا ً مللن
الحاديث والثار في هذا المعنى.
) (8المجموع للنووي )(5/329؛ والسنن الكبرى ).(4/107
) (9فقه الزكاة للدكتور يوسف القرضاوي 1/130 ،ط .وهبه
بالقاهرة.
) (10فقه الزكاة ).(1/107
) (11تفسير الماوردي المسمى :النكت والعيون 2/218ط.
أوقاف الكويت.
) (12نقل ً عن د .رفعت العوضي :منهج الدخللار والسللتثمار،
ص 73ط .التحاد الدولي للبنوك السلمية.
) (13الحللديث رواه مسلللم ) (1/99وأبللو داود –مللع عللون
المعبود (9/32) -والترمذي –مللع تحفللة الحللوذي(4/544) -؛
وابن ماجه ) (2/749عن أبي هريللرة أن رسللول الللله صلللى
الله عليه وسلم مر على صبرة طعام فأدخل يده فيها فنالت
أصابعه بلل ً فقال :ما هذا يللا صللاحب الطعللام؟ قللال :أصللابته
السماء يا رسول الله .قال ) :أفل جعلتلله فللوق الطعللام كللي
يراه الناس؟ من غللش فليللس منللي ( والحللديث صللريح فللي
تحريم كل غش وكتمان للحقيقة.
) (14النجش :هو المزايدة ممن ل يريد الشراء .انظر حديثه
في البخاري –مع الفتح(4/355) -؛ ومسلم ).(3/1156
531
) (15التصرية :وهي حبس الحليب في ضرع الحيوان ليظهر
أنله حللوب ،والحلديث فللي النهلي عنله متفلق عليله .انظللر:
صحيح البخاري –مع الفتح(4/361) -؛ ومسلم ).(3/1155
) (16يراجع :مبدأ الرضا في العقود ص 673إلى ص .850
) (17صللحيح البخللاري –مللع الفتللح(4/337) -؛ ومسلللم )
(3/1165؛ ومسند أحمد ) ،2/80ل (129؛ وسللنن أبللي داود –
ملللع العلللون(9/395) -؛ والترملللذي ملللع التحفلللة )(4/455؛
والنسائي )(7/222؛ وابن ماجه ).(2/753
) (18يراجع في تفصلليل ذلللك :مبللدأ الرضللا فللي العقللود ص
852وما بعدها.
) (19القاموس المحيط ،ولسان العرب ،والمعجللم الوسلليط
مادة "سهم"
) (20النكت والعيون للماوردي 2/426 ،ط .أوقاف الكويت،
ويراجلللع :أحكلللام القلللرآن لبلللن العربلللي 4/1622 ،ط .دار
المعرفة بيروت.
) (21يراجع :د .علي حسن يللونس :الشللركات التجاريللة ،ص
539ط .العتمللاد ،بالقللاهرة؛ ود .شللكري حللبيب شللكري،
وميشيل ميكال :شركات الشخاص ،وشركات الموال علمللا ً
وعمل ً ص 184ط .السللللكندرية؛ ود .صللللالح بللللن زابللللن
المرزوقي البقمي ،ط .جامعة أم القرى 1406هل ص 332؛
ود .أبو زيد رضوان :الشركات التجارية في القانون المصري
المقارن ،ص 526ط .دار الفكر العربي ،القاهرة .1989
) (22د .صالح البقمي :ط .جامعة أم القرى 1406هللل ص )
.(338 – 337
) (23رواه البخللاري فللي صللحيحه –تعليق لا ً بصلليغة الجللزم –
كتاب الجارة ).(4/451
) (24سنن الترمذي –مع شرح تحفة الحوذي -كتاب الحكام
) ،(4/584ويقول شيخ السلم ابن تيميللة )مجمللوع الفتللاوى
" :(29/147وهللذه السللانيد ،وإن كللان الواحللد منهللا ضللعيفا ً
فاجتماعها من طرق يشد بعضها بعضًا".
532
) (25مجموع الفتاوى 29/150 ،ط .الرياض .ويراجع لثبللات
أن الصل في العقود والشروط هو الباحة :مبدأ الرضللا فللي
العقود 2/1148 ،ط .دار البشائر السلمية.
) (26مجموع الفتاوى ).(351 ،29/346
) (27يراجع :المراجع الفقهية السابقة ويراجع :د .محمد عبد
الغفار الشريف ،بحثه المقدم لمجمللع الفقلله السلللمي فللي
دورته السادسة ص )(11 – 10؛ ود .محمد الحبيب الجراية،
بحثلله عللن الدوات الماليللة التقليديللة ،المقدمللة إلللى مجمللع
الفقلله فللي دورتلله السادسللة؛ ود .الخيللاط :الشللركات ،ط.
الرسالة )(...2/94؛ ود .صالح بللن زابللن :شللركة المسللاهمة
ص ).(334
) (28د .صالح بن زابن البقمي :المرجع السللابق ص )(340
حيث قال :ومن هنا يمكن أن نقسم أقوالهم إلى ثلثة :قسم
حرم التعامل بها –أي بالسهم -مطلقًا ،وقسللم أبللاح السللهم
مطلق لًا ،واشللترط بعضللهم خلوهللا ممللا يسللتوجب الحرمللة،
وقسم أباح أنواعا ً من السهم ،وحرم أنواعا ً أخرى.
) (29د .صالح بن زابن البقمي :المرجع السللابق ص )(340
حيث قال :ومن هنا يمكن أن نقسم أقوالهم إلى ثلثة :قسم
حرم التعامل بها –أي بالسهم -مطلقًا ،وقسللم أبللاح السللهم
مطلق لًا ،واشللترط بعضللهم خلوهللا ممللا يسللتوجب الحرمللة،
وقسم أباح أنواعا ً من السهم ،وحرم أنواعا ً أخرى.
) (30يراجع في تفصيل ذلك :الشركات في الفقه السلللمي
للشللليخ عللللي الخفيلللف ص 96ط .دار النشلللر للجامعلللات
المصللرية؛ والشللركات فللي الشللريعة السلللمية والقللانون
الوضللعي للللدكتور عبللد العزيللز الخيللاط." 212-2/153 ،
المطابع التعاونيللة 1971ح وشللركة المسللاهمة فللي النظللام
السللعودي للللدكتور صللالح بللن زابللن ص 340ط .جامعللة أم
القرى 1406هل ،ومن الذين حرموا التعامل بالسهم حرامللا ً
مطلقللا ً الشلليخ تقللي الللدين النبهللاني فللي كتللابه النظللام
القتصللادي فللي السلللمي ،ص 142– 141ط .القللدس
533
1953ومن الذين قالوا بإباحتها دون تفصلليل فيهللا ،الللدكتور
محمللد يوسللف موسللى ،والشلليخ شلللتوت ،لكنهللم بل شللك
يقولون بضرورة خلوها من المحرمات .انظر الفتاوى للشلليخ
شلتوت ص 355ط .الشروق.
) (31زاد المعاد في هدي خيللر العبللاد 5/746 ،ط .مؤسسللة
الرسالة.
) (32الشلليخ تقللي الللدين النبهللاني :النظللام القتصللادي فللي
السلم ص 133ط .القدس ،الثالثة 1372هل.
) (33النبهاني :النظام القتصادي فللي السلللم ص )– 141
(142ط .القدس ،الثالثة 1372هل.
) (34د .صالح بن زابن المرجع السابق ص ).(344
) (35يراجع الشيخ عبد الللله بللن سللليمان :بحللث فللي حكللم
تللداول أسللهم الشللركات المسللاهمة ،ص ) (0003وفتللوى
الشلليخ محمللد بللن إبراهيللم مفللتي الللديار السللعودية ،بجللواز
تداول أسهم الشركات الوطنية ضمن كتاب فتللاوى ورسللائل
.(43 – 7/42
) (36يراجع :الموسوعة الفقهية )الكويتية( مصطلح جهالللة )
.(16/167
) (37الفروق (266– 3/265) ،ط .دار المعرفة.
) (38مجموع الفتاوى ،ط .الرياض ).(29/227
) (39الغرر وأثره ،ص ).(594
) (40مجموع الفتاوى ) .(29/233ويقول ابن قدامللة " :وإن
اشترى أحد الشريكين حصة شريكه جاز؛ لنلله يشللتري ملللك
غيره وكذلك المر لو باعه لجنبي ،وكللذلك المللر عنللد غيللره
من العلماء".
) (41الشللباه والنظللائر للسلليوطي ،ص 133ط .عيسللى
الحلبي بالقاهرة ،ويراجع في نفس المعنى :الشباه والنظائر
لبن نجيم ،ص ) (122 – 121ط .مؤسسة الحلبي بالقاهرة.
534
) (42صللحيح البخللاري –مللع الفتللح ط .السلللفية -المسللاقاة
(5/49؛ ومسلللم ،ط .عيسللى الحلللبي – الللبيوع )(3/1173؛
وأحمد )(2/150؛ والموطأ ص ).(378
) (43فتح الباري )(5/51
) (44الموطأ :ص .378
) (45قال الهيثمي فللي مجمللع الللزوائد :(4/80رواه الللبزار،
وفيه موسى بن عبيدة ،وهو ضعيف.
) (46تقريب التهذيب ) ،(2/286ومجمع الزوائد ).(4/80
) (47المراجع السابقة جميعها.
) (48صحيح البخاري –مع الفتح -اليمللان )(1/126؛ وسلللم،
المساقاة )(3/1220؛ وأحمد ).(4/267
) (49فتح الباري ).(1/127
) (50الشباه والنظائر للسيوطي ص )(98 – 97؛ والشباه
والنظائر لبن نجيم ص ).(92 – 91
) (51شرح القواعد الفقهيللة ،تللأليف الشلليخ أحمللد الزرقللاء،
رحمه الله ،ص ) (155ط .دار الغرب السلمي.
) (52شرح القواعد الفقهيللة ،تللأليف الشلليخ أحمللد الزرقللاء،
رحمه الله ،ص ) (155ط .دار الغرب السلمي.
) (53حاشللية ابللن عابللدين .(37– 5/36) ،ط .دار إحيللاء
التراث العربي ،بيروت.
) (54حاشية ابن عابدين )(5/39
) (55انظر حديث ترخيص بيع العرايللا ،لحاجللة النللاس إليهللا:
صحيح البخاري –مللع الفتللح(4/390) -؛ ومسلللم )(3/1168؛
وأحمد )(5/181؛ والعرية هي بيع الرطب فوق النخل بللالتمر
بالتخمين والتقدير.
) (56فقد سئل عليه السلم عن بيع الرطللب بللالتمر فقللال:
) أينقص الرطب إذا جف؟ ( فقيللل :نعللم ،فقللال ) :فل إذن (
انظللللر :مسللللند الشللللافعي ص )(51؛ وأحمللللد )(3/312؛
والترملللذي )(1/231؛ والنسلللائي )(7/269؛ وابلللن ملللاجه )
535
(2/761؛ وسلللنن أبلللي داود )(3/251؛ والسلللنن الكلللبرى )
.(5/294ويراجع تلخيص الحبير ).(3/9/10
) (57مجموع الفتاوى ).(29/227
) (58مجموع الفتاوى )(29/227
) (59مجموع الفتاوى )(29/227
) (60الشباه والنظائر لبن نجيم ص )(104 – 103 – 93
ويراجع :نشر العرف في بنللاء بعللض الحكللام علللى العللرف،
ضمن رسائل ابن عابدين ) (118– 2/115ط .أستانه.
) (61إعلم الموقعين 3/78ط .شقرون بالقاهرة.
) (62قواعد الحكام ).(2/159
) (63السواق المالية للستاذ الدكتور علي السالوس ،بحللث
مقدم لمجملع الفقله السللمي بجلدة فلي دورتله السادسلة
ص.
) (64الشركات للشيخ علي الخفيف ص )(97 -96؛ وبحللث
الشيخ أبي زهللرة المنشللور فللي منشللورات المللؤتمر الثللاني
لمجمع البحوث السلمية )(2/184؛ ود .الخيللاط :الشللركات
فللي الشللريعة السلللمية والقللانون الوضللعي ط .الرسللالة )
(2/187؛ وبحللث د .وهبللة الزحيلللي المقللدم لمجمللع الفقلله
السلمي فللي دورتلله السادسللة ،ص ؛ ود .صللالح بللن زابللن:
المرجللع السللابق ص )(342؛ وبحللث القاضللي عبللد اللله بللن
سليمان المشار إليه سابقًا.
) (65المراجع السابقة ،ول سلليما بحللث فضلليلة الشلليخ عبللد
الله بن سليمان حيث أفاض فيه إفاضة جيدة.
) (66مجموع الفتاوى ،ط .الرياض ).(321-29/320
) (67الشباه والنظائر لبن نجيللم ص ) ،112ل ،113ل (114؛
ويراجع حاشية ابن عابدين ).(4/130
) (68الشباه والنظائر لبن نجيللم ص ) ،112ل ،113ل ،(114
ويراجع حاشية ابن عابدين ).(4/130
) (69بدائع الصنائع ).(6/144
536
) (70فتاوى ابن رشد (649 – 1/631) ،تحقيق :المختار بن
الطاهر التليلي ،ط .دار الغرب السلمي؛ ومواهب الجليللل )
.(5/277
) (71قواعد الحكام ).(73 – 1/72
) (72المنثور في القواعد 2/253 ،ط .أوقاف الكويت.
) (73الشلللباه والنظلللائر للسللليوطي ص )(121 – 120؛
وحاشيتي :القليوبي مع عميرة على المنهاج .2/186
) (74المجموع للنووي ) ،(9/353ط .المنيرية.
) (75مجموع الفتاوى ).(323 – 29/311
) (76مجموع الفتاوى ).(273 – 29/272
) (77مجموع الفتاوى )(29/308
) (78بدائع الفوائد ).(3/257
) (79المراجع السابقة ،وبحث الدكتور عبد الله بن سللليمان
ص )(16
) (80المراجع السابقة ،والشيخ عبد الله بللن سللليمان بحثلله
السابق.
) (81المراجع السابقة ،والشيخ عبد الله بللن سللليمان بحثلله
السابق.
) (82يراجللع :جمللل الحكللام للنللاطقي ،رسللالة ماجسللتير
بالزهر ،تحقيق حمد الله سيد ص ).(381 – 370
) (83مجموع الفتاوى ) (241 /29كما ذكر قاعللدة العتبللار
بالغلب فيمن في ماله حرام.
) (84مجموع الفتاوى ).( 324 -29/319
) (85مجموع الفتاوى ).(29/327
) (86الشيخ عبد الللله بللن سللليمان بحثلله السللابق ص )(21
حيث مع إباحته شراء السهم لشللركات يمتلكهللا المسلللمون
حتى وإن كانت تتعامل بالربللا لكللن غللالب معاملتهللا وأمللواله
حلل لكنه لم يجز تملك أسهم شركات يملكها غير مسلم إل
إذا كان قادرا ً فعل ً تغيير مسارها ،ومنعها من مزاولة الحللرام
مطلقا ً وذكر أن الشيخ صالح كامل ذكللر للله أنلله اسللتطاع أن
537
يحللول خمسللين شللركة مسللاهمة إلللى اللللتزام بالحكللام
الشرعية من خلل مساهمته فيها ،واشتراطه ذلك بعدها.
) (87الفتاوى الشرعية فللي القتصللاد ،ص 17ط .مجموعللة
بركة سنة 1411هل.
) (88صحيح البخاري ،مع فتح الباري 5/15ط .السلفية.
) (89صحيح البخاري ،مع فتح الباري 5/15ط .السلفية.
المصدر :موقع المسلم
==============
#الجولة القادمة
محمد بن شاكر الشريف
تغيرات سريعة متلحقة تحدث في سنوات قلئل ،وربما فللي
أشهر ،كانت ل تحدث فيما مضللى إل فللي عشللرات السللنين،
وهذه سمة من سمات العصر الذي نحياه؛ وقد أدى إلى ذلك
عاملن:
1ل أولهما وأخطرهما على العالم :تفللرد دوللة ظالملة باغيلة
بامتلك وسيلة القوة الللتي ل ُتجللارى؛ فانهللار بللذلك التللوازن
الذي كان يحكم تصرفات النداد والنظراء.
2ل الثاني :النقلة ،أو القفزة بل الطفرة التقنية التي باعللدت
كثيرا ً بين الدول المتقدمة تقنيا ً والللدول المتخلفللة فللي ذلللك
المضمارَ ،فقْبل التطور الهائل في التقنيللة الحديثللة لللم يكللن
مرور الزمن يكاد ُيحدث تغييرا ً يذكر في موازين القوى ،وأما
اليوم فإن السنة الزمنية ربمللا باعللدت تقنيلا ً بيللن فئة الللدول
المتقدمة وبين فئة الدول المتخلفة ما يعللادل خمسللين سللنة
زمنية أو يزيد.
وفي ظل هذين العاملين وقللع العللالم العربللي والسلللمي ل ل
وهو ينتمي في جملته إلى العالم المتخلللف ل ل تحللت تللأثير أو
في دائرة جذب المعسكر الصليبي المتفوق تقنيا ً واقتصللاديًا،
وهو يتعرض اليوم إلى محنة شديدة تكونت من تشللابك ثلث
زوايا:
538
الولى :كره الصليبيين لدين السلللم والمسلللمين ،ورغبتهللم
في القضاء عليه والثأر منه؛ إذ إن كثيرا ً من دوله كانت قبللل
مجيء السلم ممالك نصرانية ،ثللم اسللتطاع السلللم بنقللائه
أن يجللذبهم إليلله ،وينقلهللم إلللى صللفه حللتى فقللدت أصلللها
القديم ،وصارت دول ً إسلمية .ويدل عللى ذللك الكلره كلثرة
كاثرة من أقوال الصليبيين ،ل فرق في ذلك بين الساسللة أو
المفكرين والمثقفين أو العسكريين أو حتى العامة الللدهماء،
وهذا الموقف ليس نتيجة لما يروجلله بعضللهم بمللا يعللرف بل ل
»أحداث الحادي عشر من سبتمبر«؛ فإن موقللف الصللليبيين
من السلم موقف قديم ضارب بأطنابه فللي أعمللاق التاريللخ
لبدايللة ظهللور السلللم ،ثللم امتللد عللبر مللا يعللرف بللالحروب
الصليبية في القرون الوسطى مدة قرنيللن مللن الزمللان ،ثللم
إلى يومنا هذا ،ولهم في ذلللك كلمللات مشللهورة مدونللة فللي
وثللائقهم الللتي لللم تعللد اليللوم شلليئا ً مسللتورًا .وفللي العصللر
الحللديث تللوالت الحملت الصللليبية علللى الللدول السلللمية
والعربية منها خاصة لحتللها؛ فقد احتلت فرنسللا فللي نهايللة
القرن الثامن عشر مصر حتى اضطرتها الحرب مللع إنجلللترا
للجلء عنها ،ثم أعيد احتلل مصر في الربع الخير من القرن
التاسللع عشللر مللن قِب َللل إنجلللترا ،ثللم تللوالى احتلل الللدول
الصليبية للدول العربية ،فاحتلت إنجلللترا العللراق والسللودان
وفلسطين واليمن الجنللوبي ،واحتللت فرنسللا سلوريا ولبنللان
والجزائر والمغرب وتونس ،واحتلت إيطاليا ليبيا ،كما احتلللت
هولندا أندونيسيا ،وغير ذلللك مللن الللدول الللتي وقعللت تحللت
الحتلل الصليبي .لقد قامت تلك الدول بسرقة خيرات البلد
في الوقت الذي حاولوا فيه بكل ما وسعتهم الطاقة القضللاء
على السلم ،والعمل على تحريفه؛ فما الللذي حملهللم علللى
ذلك؟ هل كانوا حملللة رسللالة يللودون إبلغهللا غيللر كراهيتهللم
للمسلمين والرغبة في القضاء على دينهم؟
الثانيللة :تمتللع كللثير مللن الللدول العربيللة والسلللمية بللثروات
ضخمة متعددة ،وخاصة النفط ،إضافة إلى الراضي الزراعية
539
الخصبة ،والتي تلهللب حمللاس الطللامعين فللي نهللب خيللرات
البلد.
الثالثة :عدم كفاءة كثير من قيادات البلد العربية والسلمية
لقيادة تلللك الفللترة الحرجللة مللن حيللاة المللة ،وبعللدهم عللن
اللتزام والتقيد بالسلم وشريعته ،ممللا أوقعهللم فللي ضللعف
شديد وتخاذل كبير أمام القوى الصليبية الباغية.
فباجتمللاع تلللك الزوايللا الثلث فللي ظللل العللاملين السللابقين
تصبح الصورة واضحة جدًا؛ بحيث ل تخطئها العين المبصللرة،
وإن لم تكن كاملة البصار ،وهو أن هناك جولة قادمللة تهجللم
فيهللا الللدول الصللليبية )التحللالف الصللليبي بقيللادة أميركللا
وبريطانيا( علللى الللدول العربيللة والسلللمية؛ وذلللك لتحقيللق
عدة أهداف:
ل :للتهامها والقضاء على إسلمها سعيا ً للتمكيللن للصللليب أو ً
ونشللر الصللليبية ،وضللمان أمللن واسللتقرار اليهللود ،وتحقيللق
أحلمهم في تكوين دولتهم من النيل إلى الفرات.
وثانيًا :لسرقة خيراتها وثرواتها.
وثالثًا :لتحويل أهلها خللدما ً وعبيلدا ً عنللد الصلليبيين؛ فالهجملة
قادمة قادمة ل شك في ذلك ،والدلئل كلها تشللير إلللى ذلللك
إل أن يشاء ربي الذي يدبر المر في السموات والرض شيئا ً
غير ذلك ،وقد قال كبير التحللالف الصللليبي» :سنشللنها حربلا ً
صليبية« ،كما قالوا :إن الحرب علللى الرهللاب )وهللو السللم
الذي يحلللو للصللليبيين أن يسللموا بلله المتمسللكين بالسلللم،
الرافضللين لهيمنللة الللدول الصللليبية علللى بلدهللم( سللتطاول
ستين دولة ،وقد تستمر لكثر من عشللر سللنوات ،والسللتون
ن دولة المرادة هي الدول العربية والسلمية؛ فإن عددها ثما ٍ
وخمسون دولة.
إن القوم لفللرط ثقتهللم فللي قللوتهم وآلتهللم العسللكرية فللي
مقابل الضعف الشديد للطرف المقابل ،جعلهم يتحدثون عن
خطط الحرب التي يعتزمون شنها قبل ذلك بكثير ،ويقومللون
بعمل التجهيزات والتحضيرات الميدانية في وضح النهار ،ولم
540
يعد ذلك سرا ً تحرص تلك الدول على إخفائه وعدم إفشللائه؛
وذلك أنها ترى أنه ل مفر لهذه الدول من بطشها ،وأنه مهما
أخذت من استعدادات واحتياطات فلللن تكللون بقللادرة علللى
التصدي لقواتها التي يمكنها أن تطلللق نيرانهللا علللى أهللدافها
من مسافات تبعد مئات الكيلو مترات ،وهللي بعللد لللم تللدخل
أرض العللدو ،أو تقللع فللي مرمللى نيرانلله ،ومهمللا حللاولت أن
أصف أو أصور قوة العدو فقد تكون قلوتهم أكلثر بكلثير مملا
أقول ،وليس في هذا الكلم أي قدر من المبالغة أو التهويل)
،(1ولن تكون الدول السلمية ل في نظر الصليبيين ل بمأمن
من بطش الكفار وانتقامهم ،إل بالستسلم التللام والخضللوع
الكامل لسليطرة التحلالف الصلليبي ،وهلذا العلن المسلبق
عن الحرب وخطتها ل يللترتب عليلله ضللرر يلحللق بللأمن تلللك
القوة الطاغية ،مللن أي رد فعللل قللد يقللوم بلله المسللتهدفون
بتلك الحرب ،لكن يكون له عندهم فللي الللوقت نفسلله نتللائج
إيجابيللة كللثيرة يحرصللون عليهللا؛ فمللن ذلللك :إلقللاء الرعللب
والفزع في قلوب الناس جميعا ً حكاما ً ومحكللومين ،وقللد بللدأ
مللا يسللمى بل ل )ضللربةي َُتداَول في وسللائل العلم الحللديث ع ّ
الصدمة والفزع( ،ومن ذلك :حمللل الللدول علللى الستسلللم
بمجرد هذا التهديد ،والتخويللف مللن غيللر احتيللاج إلللى خللوض
معركة حقيقية قد تكلفهم الكلثير ،وعنلدنا مثلال واقعلي مللن
ذلك وهو استسللم نظلام عربلي ،والقيللام بتحطيلم أسللحته
بيده وتسليم أسرارها للعدو الذي كان يظهر العداوة له علدة
عقود ،وإن كنت أرجح أنه لو وجدت دولة تظهللر الستسلللم،
فإن هذا لن يمنع من دخولها في مظاهرة مسلحة إمعانا ً في
الذلل والقهللر ولللو بعللد حيللن ،ومللن ذلللك :حمللل كللثير مللن
ضللعاف النفللوس علللى المسللارعة فيهللم ليضللمنوا لنفسللهم
المان ،فيكونوا لهم أعوانا ً وجواسيس ،حللتى إذا مللا رفضللت
قيادة الدولة الستسلللم ،أو أظهللرت بعلض البللاء والمتنللاع،
كانت هذه الصللفوف تعمللل علللى سللقوط الدولللة ،وانهيارهللا
وعدم قدرتها على الصمود ،وهناك من المحللين مللن يفسللر
541
النهيللار السللريع غيللر المتوقللع ،وسللقوط بغللداد فللي غللزو
التحالف الصليبي للعراق بذلك.
لقللد أعلللن أعللداؤنا بوضللوح شللديد ل لبللس فيلله ،وبصللفاقة
شديدة ل أثر للمجاملة فيها ،أنهم عازمون على تغييللر ديننللا،
أو تغيير مفهومنا للدين ،وأنهم سوف يسلكون لتحقيللق ذلللك
كل سبيل بما في ذلللك الكللراه بللالقوة المسلللحة ،ولللم يعللد
يهمهم اليوم أن يقدموا مسوغات حقيقية لعدوانهم غير رفللع
شعار محاربة الرهاب ،أو الحرب الستباقية الللتي بمقتضللاها
يضربون من شللاؤوا وقتمللا شللاؤوا ،وبللدؤوا يطالبوننللا بتغييللر
مناهجنا الدراسية ،وحذف كل ما ل يتوافق مع تصللوراتهم ،أو
يكون حجر عثرة في سبيل طموحاتهم فللي السلليطرة علللى
العالم التي لم يعودوا يخفونها عن أحد ،كما بللدؤوا يطالبوننللا
بإغلق مدارسنا ومعاهدنا الشرعية بللدعوى أن تلللك المعاهللد
والمدارس تخرج إرهابيين ،لنها تدرس الدين السلمي الذي
يعللد دينلا ً إرهابيلا ً فللي نظللر الصللليبيين ،وصللارت مؤسسللاتنا
الخيرية غير مرغوب فيها ،وليس لها من ذنب عنللدهم سللوى
أنها تقف في وجه التنصير في بلد المسلمين ،وتعين النللاس
على شدة الحياة وقسللوتها ،وقللد بللدأت بعللض النظمللة فللي
الستجابة لللذلك ،وقللامت بللإغلق اللف مللن تلللك المعاهللد،
وإني لظن لو أن الللدول العربيللة ،أو بعضللها طللالبت أمريكللا
بتوقيع معاهدة عدم اعتداء بين الجانبين فلن تستجيب لذلك؛
لن مثل هذه المعاهدة تعيق المخطط التوسعي الذي يسعى
إلللى تكللوين إمبراطوريللة عالميللة ،وهللم قللد بللدؤوا جللولتهم
بأفغانستان ،ثم العراق ،ثم ،...ثم...
فما نحن فاعلون؟ من حقي ومن حللق كللل مسلللم أن يفكللر
لمصلحة أمته ،وفيما يدفع عنها البلء والشللدة ،ويسللعى فللي
ذلك بجهده ما استطاع ،بل هذا ممللا يجللب علللى كللل امللرئ
حسب مكانته وإمكاناته ،وهذه نفثات صدر مكلوم ،وهو يللرى
ما يدبر لمته ،والكثيرون لهون عللابثون؛ فهللو كللالرائد الللذي
يحذر قومه مما قد يفجؤهم و »الرائد ل كما قالوا لل ل يكللذب
542
أهله« ،والمشوار العظيم إنما يبدأ بخطوات يسيرة ،وأول ما
نبدأ به مشوارنا:
1ل أن نوقن يقينا ً تاملًا ،وأن نجللزم جزملا ً أكيللدًا ،أن أعللداءنا
عللازمون علللى غللزو بلدنللا لحتللهللا ،أو لجعلهللا فللي حكللم
ن تكون قلوبهم معهم م ْ المحتلة؛ حيث يوّلون علينا بعد غزونا َ
ممن يتكلم بألسنتنا ،وإنما ينفذ من ذللك ملا تسلمح الحلوال
بتنفيذه وفق الخطط المعلدة ،وكللل شلليء عنللدهم لله وقتلله
المناسب ،وإنما يبدؤون بمللا يكللون مللن البلد أسللهل عليهللم
وأنسب :إما لعزلته عن العللام العربللي بمشللاكله مللع جيرانلله
وتخويفه لهم ،فيفرط العرب فيه كما حصل مع العراق ،وإما
لضللعفه خاصللة مللن الناحيللة العسللكرية ،وإمللا للسللتفادة
والستعانة بثرواته علللى تمويللل الحللرب ،وإمللا لن سللقوطه
يضعف غيره ويسهل استسلمه؛ فإذا تساقطت الللدول دولللة
بعد دولة ،أمكن أن يتساقط البللاقي بللدون قتللال ،ومللن هللذا
التصور فللإني أرى أن آخللر دولللتين يمكللن غزوهمللا فللي هللذا
المسلسل الذي يرسمه الشلليطان ،همللا السللعودية لمكانتهللا
الدينية في نفوس المسلللمين جميع لًا ،لشللتمالها علللى مكللة
)الللتي فيهللا بيللت الللله الحللرام( والمدينللة )الللتي فيهللا قللبر
الرسللول -صلللى الللله عليلله وسلللم ( -أقللدس البقللاع عنللد
المسلمين ،وأن المسلللمين ل يمكنهللم التهللاون ،أو التفريللط
في تلك البقاع؛ لن ذلللك يقللرب مللن التفريللط فللي السلللم
نفسه ،وأنه لذلك ل يمكللن أن يفكللر التحللالف الصللليبي فللي
غزوها إل بعد الضعاف والنهاك الشديد للمللة السلللمية ،أو
أن الخطة قد تعتمد على تقسيمها إلى جزأيللن :جللزء يشللمل
مكة والمدينة وهذا يترك للمسلمين يحكمونه حللتى ل يللثيروا
حفيظتهم ،وجزء يشتمل على الماكن الغنيللة بللالنفط ،وهللذا
يتللم احتلللله المباشللر مللن قَِبلهللم ،أو احتلللله بالواسللطة أي
بواسطة أوليائهم ،وأتباعهم الللذين ينتشللرون فللي كللل بلدنللا
خْيللُر ه َوالّللل ُ
ه َ كللُر الّللل ُ
م ُن وَي َ ْ م ُ
كللُرو َ العربيللة والسلللمية }وَي َ ْ
ن{ ]النفللال ،[30 :والثانيللة مصللر لكثافتهللا العدديللة، ري َ ال ْ َ
ماك ِ ِ
543
ولتللدرب أكللثر شللبابها علللى اسللتخدام السلللحة المتنوعللة،
لقضائهم فترة إلزامية من عمرهم في الجيش ،ولذلك ُيعمل
الن على تحديللد النسللل كللإجراء مللؤقت ،كمللا يتللم السللماح
للمحترفين العسكريين بالتقاعد المبكر نظير مكافللآت ماليللة
كبيرة ،وليس ببعيد عن هلذه الخطلة ملا يجلري ملن تطويلق
مصر من ناحيلة إضلعاف السلودان ،وافتعلال المشلاكل بيلن
مصر وبين دول حوض النيل حول تقاسم مياه النيل ،لكنهمللا
مدرجتان على الخطة إذا لم يسقطا من تلقاء نفسيهما ،بعللد
النهاك الشديد الذي تتعللرض للله المللة العربيللة والسلللمية،
وخاصة بعللد تللدخل المللم المتحللدة فللي خصوصلليات الللدول
العربيللة ،وفيمللا يعللد مللن قبيللل السلليادة القوميللة ،وفرضللها
عليهم لمور للم تسلتطع أن تفرضلها ،أو تفلرض جلزءا ً منهلا
على من يحتلون بلد العرب والمسلمين.
وهناك سيناريوهات كثيرة عنللد الشللرار لتحقيللق ذلللك ،وقللد
بدأت دعللوات كللثيرة عنللد المريكييللن تظهللر بيللن كللل فللترة
وأخرى تدعو إلى احتلل منابع النفللط فللي السللعودية ،وإلللى
تقسيم مصر وتمكين النصارى فيهللا ،وقللد تنللاقلت كللثير مللن
المواقللع الخباريللة مفللاهيم وتصللريحات أمريكيللة بالنسللبة
للستراتيجية المريكية في الشرق الوسط تللدور حللول »أن
العراق الهدف التكللتيكي ،والسللعودية الهللدف السللتراتيجي،
ومصر الجائزة الكبرى« .إن المر جد ل هللزل فيلله ،وإن مللن
أكللبر الخطللاء الللتي يمكللن أن نقللع فيهللا الركللون والنخللداع
ببعض الكلم الذي قد يردده العداء أو العملء ،بأنه ل خللوف
من الحرب؛ لن أمريكا ل تشللن الحللرب علللى أصللدقائها ،أو
أنها ل تشن الحرب إل بمسوغات مقبولللة ،أو أنهللا ل تخللالف
الشرعية الدولية التي تمنع العتداء على الخرين ،ونحو ذلك
الكلم الجوف الذي ل مصداقية للله؛ فللإن ممللا هللو معللروف
إلى درجة تبلغ اليقين أن هذه الدولة ،أو تلك التي تملك مللن
القوة ما تتمكن به من تحقيق ما تريد ،إذا لم يكللن لهللا ديللن
صحيح يقودها؛ فإنها تتصرف بمقتضى الهوى ،ول يوقفها عن
544
ذلللك إل القللوة المضللادة الللتي تجبرهللا إجبللارا ً علللى مراعللاة
الخرين .أما ما يدعى من حقوق النسان ،والسلم العالمي،
ونشللر الحريللة فللذلك مجللرد كلم ل رصلليد للله مللن الواقللع،
والشرعية الدولية التي يزعمونهللا ليسللت إل وسلليلة لمضللاء
إرادة الدول القوية على الدول الضللعيفة ،فللي شللكل يحفللظ
ماء وجه الحكام الضعاف عند شعوبهم ،وهذه جملة ل يحتللاج
المرء فيها إلللى إقاملة الللدليل؛ إذ يكفلي النظللر إللى أحلوال
العالم اليوم ليظهر الدليل على ذلك بل خفاء.
لقد تبين للعالم أجمع أن كل المسوغات التي زعموها لشللن
الحرب على العراق كانت كذبا ً في كللذب ،ولسللت أشللك أن
أمريكلا كلانت عللى يقيلن كاملل ،وهلي تشلن الحلرب عللى
العراق ،وتستنفر دول العالم في حملتها الظالمة بأن العراق
ل يمتلك شيئا ً من هذه السلحة المدعاة ،ولللو كللانت أمريكللا
تشللك مجللرد شللك أن العللراق يمتلللك أسلللحة دمللار شللامل
صالحة للعمل ،لم تقدم علللى دخللول الحللرب بهللذه الصللورة
الللتي لللم يظهللر فيهللا علللى الجنللود أو المعللدات أي أثللر
للحتياطات التي ينبغي اتخاذها في مثل تلك الحالت ،تحسبا ً
لستخدام تلك السلحة؛ فلما حدث الغزو ،وانتهى كل شيء،
وبدا لهم أنهم حققوا أو قاربوا ما أرادوا ،لم يهمهم أن يعلنوا
على العالم أنهم لم يعثروا على أسلحة الدمار الشامل الللتي
ل ،حتى كانت مسوغا ً للغزو ،وأنهم قد ل يعثرون عليها مستقب ً
اعترف المسؤولون فيهم بعد ذلك بكل برود أن ملف أسلحة
الدمار الشامل في العراق قد جلرى التلعلب فيله مللن قِب َللل
المخللابرات عللن قصللد وعمللد ،ولنللا أن نتسللاءل :هللل جللرى
التلعب فعل ً من المخابرات ،أم أنلله قللد طلللب ذلللك منهللم؟
والشيء الغريب أنهم بعد فضيحتهم في ذلك يقولللون :لكننللا
وإن لم نجد السلحة ،فإن العراق كان في نيته أن ينتج هللذه
السلحة ،وهو منطللق معللوج وهللو نفللس منطللق الللذئب مللع
الحمل المعروف فللي الللتراث الشللعبي .وبغللض النظللر عللن
الحديث بأنه ل حق لهم في منع أحد ملن امتلك أسللحة هلم
545
أنفسلهم يملكونهلا ،بللل هلم أول ملن اسلتخدمها فقتللوا بهللا
مئات اللف مللن المللدنيين اليابللانيين مللن الرجللال والنسللاء
والطفال غير أضعاف ذلك العدد من المصابين ،مللع تخريللب
الرض والتربة فللي تلللك المللاكن لكللثر مللن خمسللين سللنة؛
حيث جرى ضرب مدينتي نجازاكي وهيروشيما اليابانيتين في
الحرب العالمية الثانية ،وذلك في لحظات من دون أيللة دواٍع
عسكرية تدعو لذلك؛ حيث إن هاتين المدينتين لم تكونللا مللن
المللدن العسللكرية ،وإنمللا ُفعللل ذلللك فقللط مللن أجللل إلقللاء
الرعب والفزع في قلوب الشعب ،والقيادة ،وفرض شللروط
الستسللم؛ فلجلل تحقيلق ذللك جلرى ضلرب اليابلان بكلل
قسوة ،دون التحلي بأي قدر مللن المسللؤولية الخلقيللة فللي
ذلللك؛ فمللن يسللتطيع الن بعللد الللتيقن مللن كللذب هللذه
المسللوغات ،واعللترافهم أنفسللهم بللذلك أن يعللوض الشللعب
العراقي عما حللدث للله نتيجللة كللذب المخللابرات أو خطئهللا؟
وأين الشرعية الدولية التي يزعمونها؟ وماذا قللدمت لشللعب
العراق المسكين سوى إسباغ الشرعية على الحتلل؟ لكني
ل أنظر إلى ما تم في ذلك علللى أنلله خطللأ مخللابراتي؛ فللإن
النظر إليه على هذا النحو هو نوع مللن البلهللة ،بللل هللو أمللر
مقصود ُرتب له بعناية على مدى سنوات متطاولة.
2ل ل إن مللن أكللبر الخطللاء الفادحللة أن نللرّوج فللي وسللائل
إعلمنا ،أو أن نقبل أن يروج أحد بيننا أن أمريكا بلللد الحريللة
والعدل والمحافظة على حقوق النسان وكرامتلله؛ فللإن هللذا
مما يسهل عليها غزونا فكريلا ً واحتللنللا عسللكريًا .ألللم يقتللل
في الحرب المريكية على العراق أكثر من مائة ألف نفللس؟
وغ لمريكا قتل هذه النفوس ،أو التسللبب فللي فأي شيء يس ّ
قتلها؟ إن العراقيين لم يهاجموا أمريكا ولللم يبللدؤوها بقتللال،
بل المريكان وحلفاؤهم هللم الللذين جللاؤوا مللن وراء البحللار،
ومن على بعد آلف الكيلللو مللترات ،فنزلللوا أرضللهم ،وقتلللوا
رجللالهم ونسللاءهم وأطفللالهم ،وسللجنوا شللبابهم ،وعللذبوهم
بطرق وأساليب يندى لها الجبين خزيا ً وعللارا ً وشللنارًا ،وتللدل
546
ل أن يعللرف التاريللخ لهللا نظيللرًا .وهللل كللانت
على همجية قل ّ
أمريكللا تعللرف معللاني الحريللة والعللدل وحقللوق النسللان
وكرامته ،وهي تقدم الللدعم غيللر المحللدود لعصللابات اليهللود
التي قامت بالستيلء على فلسطين بعد أن مكنتهم بريطانيا
من ذلك؟ هل عرف التاريخ مثل هذه المأسللاة؟ قللوم يللأتون
مللن بلد بعيللدة متفرقللة فينزلللون أرضللا ً فيقتلللون أهلهللا
ويشللردون مللن بقللي منهللم ،ويسللتولون علللى أراضلليهم
وممتلكاتهم ،ثم يجدون من يدافع عنهم ويؤيدهم ويناصللرهم،
بل يعدون أهل الرض وأصحابها الذين يدافعون عن أرضللهم،
وأمللوالهم مللن السللاعين فللي الرض بالفسللاد ،الللذين يجللب
سحقهم والقضاء عليهم؟ لكننا ما لنللا نللذهب بعيللدًا ،أليسللت
ل أجللدادأمريكا نفسها قامت على المبدأ نفسلله؟ ألللم يسللتو ِ
المريكان على الرض من أهلها الصليين الهنود الحمر؟ ألللم
يقوموا بعملية إبادة منظمة لهم؟ أليس من الكذب والتضليل
الذي يقوم به بعللض مللن هللم مللن بنللي جلللدتنا أن يقللال :إن
أمريكا تعرف معاني الحرية والعدل وحقللوق النسللان ،وأنهللا
في تصرفاتها تعمل على تحقيق ما تعرف من تلك المعاني؟
3ل خذوا حذركم! لقد أمرنا الله ل تعالى ل ل بللذلك ،وإن أْولللى
ما يستدعى فيه الخذ بالحذر هي الوضللاع الللتي نحللن فيهللا؛
ففي ظل تفرد دولة بالقوة الباطشة وأحلمها غير المحدودة
فللي التوسللع والتمللدد ،وبسللط سلللطانها ،ونفوذهللا ،وفللرض
ثقافتها ودينهللا علللى العللالم ،ومحاربللة مللا يخللالف ذلللك مللن
ثقافللات وعقللائد ،مللا يجعلنللا مللوقنين أن المعركللة بيللن جنللد
الرحمن وبيللن عبيللد الشلليطان قادمللة ل مفللر منهللا؛ إذ همللا
نقيضان ل يلتقيان ،ونحن نخوضها فللي هللذا الظللرف بصللفتها
معركة مفروضة علينا ،ولسللنا نحللن الللذين فرضللناها ،ونحللن
ندخلها حين ندخلها في هذا الوقت كارهين مرغميللن ،ومثلنللا
في ذلك مثل القائل:
إذا لم تكللن غيللر السللنة مركب لا ً *** فمللا حيلللة المضللطر إل
ركوبها
547
وليس سوى ذلك إل الذل والهوان ،وتسليم أمرنا للصليبيين:
يقتلون من شاؤوا ،ويستعبدون مللن شللاؤوا ،ويشللردون مللن
ل مللن ذلللك، شاؤوا ،ولن يقبل الصليبيون من المسلللمين أق ل ّ
وتاريخهم معنللا معللروف فللي القللديم وفللي الحللديث؛ فرغللم
عقيرتهلم الللتي ترتفلع صلباح مسلاء مطالبلة الللدول العربيلة
بالصلللح ،فللإنهم ل يقبلللون الصلللح الحقيقللي؛ لن الصلللح
الحقيقي إنما ينحصر في اتباع شللرع الللله لل تعللالى لل وعللدم
ن
الخروج عليه كما قال نبي الله شعيب ل عليه السلم للل} :إ ْ
ُ
ت{ ]هللود [88 :فسللوف يمللانع سلت َط َعْ ُ
مللا ا ْ
ح َ أِريلد ُ إل ّ ال ْ
صللل َ
الصليبيون في أية خطللة حقيقيللة للصلللح ،وسللوف يسللعون
في تخريبها؛ لنها تهدد مصالحهم ،وتقضللي علللى أطمللاعهم،
وهم يسعون لقرار خطط الفساد تحت اسم خطط الصلللح
تزويرا ً وكذبًا؛ لن الصلح الذي يسعون إليه هو الصللح مللن
وجهة نظرهم ،وهو اللذي يحقلق مصلالحهم ،حلتى وإن أضلر
بمصالح البلد والعباد .إن النظر إلللى المشللروعات الصللليبية
على أنها خطط للفساد ليس نابعا ً فقط من الرؤيللة الدينيللة،
بللل هللي إفسللاد حللتى مللن المنظللور القللومي أو الللوطني؛
فللالقومي أو الللوطني الحقيقللي الللذي يحللرص علللى مصللالح
قومه ووطنه ويسعى في سبيلها حتى ولو لم يكللن إسلللميًا،
سوف يللرى بكللل وضللوح أن الصلللح المريكللي ضللد القللوم
والوطن؛ لنه في النهاية إذابللة للقللوم والللوطن فللي مسلللخ
المركللة؛ فللالجري أمللام الصللليبيين وقبللول مللا يللأتون بلله،
والستسلم لهم ليس طريقلا ً لمللن شللرهم ،بللل هللو طريللق
ن وعللد الشلليطان ومن ّللى بغيللر ذلللك؛ فل الهلك والللدمار؛ وإ ْ
ل مللع ينبغي أن نفعل معهم كما فعل بعض المسلمين من قب ُ
التتار؛ حيث كان التتري يخرج على جماعللة مللن المسلللمين،
وليس معه ملا يقتلهلم بله ،فيقلول لهلم :مكلانكم حلتى آتلي
بالسيف فأقتلكم! فما يستطيع أحد أن يغادر مكانه ،ويظلون
واقفين في مكانهم ل يبرحونه إلى أن يأتي التللتري بالسلليف
فيذبحهم به ذبح الشياه؛ وهذا ما ل يرضاه مسلم لنفسه ،ول
548
لمته التي شرفها الله ل تعالى ل ل وجعلهللا خيللر أمللة أخرجللت
للناس ،تلك المللة الحاملللة للرسللالة الخاتمللة ،والللتي كللانت
تحرص على الموت في سبيل الله ،كما يحرص أعداؤنا على
جم عرينلله، الحياة ،بل علينا أن نقف وقفة السللد عنللدما ُيهللا َ
ولسان حالنا قول الشاعر:
ولست بمبتاع الحياة بسبة *** ول مرتق من خشللية المللوت
سلما
تأخرت استبقي الحياة فلم أجللد *** لنفسللي حيللاة مثللل أن
أتقدما
فلسنا على العقاب تللدمى كلومنللا *** ولكلن عللى أقلدامنا
تقطر الدما
فل منللاص لنللا أن نللوقن بحتميللة المواجهللة وبقللرب سللاعة
النللزال ،فنسللتعد لللذلك ونتجهللز ونأخللذ الهبللة ونعللد العللدة
دوا ل َهُللم ّ
مللا عل ّالمسللتطاعة ،امتثللال ً لقللوله ل ل تعللالى للل} :وَأ َ ِ
ن ِبلهِ عَلد ُوّ الّلل ِ
ه ل ت ُْرهِب ُللو َ
خْيل ِ ط ال ْ َ
من ّرَبلا ِ من قُوّةٍ وَ ِ ست َط َعُْتم ّ ا ْ
م{ ]النفال [60 :وإني والللله لمللوقن مللن نصللر الللله وَعَد ُوّك ُ ْ
للمسلمين ومن هزيمة الكافرين ،رغم ما عندهم مللن القللوة
وفراغ أيدينا من كثير من أدواتها ووسائلها؛ فإن القوم علوة
على كفرهللم قللد طغللوا وبغللوا وأكللثروا فللي الرض الفسللاد،
وأتوا بكل أسباب الخذلن لهم من الله ،فاسللتحقوا بللذلك أن
يكتب الله عليهم الهزيمة والخزي.
ولللم يبللق لتحقيللق ذلللك فللي عللالم الواقللع إل أن يحقللق
المسلمون شروط النصر ،حتى يحقق الللله لهللم مللا وعللدهم
به؛ فإن الله ل يخلف وعده ،وإن سنته ل تتبدل.
* شروط النصر:
ومن شروط النصر :أن ننصر الله .قال الله ل تعللالى للل} :إن
َ
م{ ]محمد [7 :ونصر الله مك ُ ْدا َت أقْ َ
م وَي ُث َب ّ ْصْرك ُ ْ صُروا الل ّ َ
ه َين ُ َتن ُ
هو نصر دينه وكتابه وسنة نبيه ،فأعظم مخللزون اسللتراتيجي
عند المة هو دينها الذي أعزهللا الللله بلله ،وهللو أعظللم سلللح
تمسكت به ،وبتحقيقها له وتمسكها بأحكللامه حققللت النصللر
549
في المعارك الصعبة ،وإننا لو فتشنا حياة العللرب كلهللا علللى
مدى تاريخهم القديم والحديث ،لم نكد نجد لهللم مللن نقطللة
ضللوا علللى ذللك مضيئة إل يلوم أن آمنللوا بلالله ورسللوله ،وع ّ
بالنواجذ ،ولول السلم لملا راح العلرب ول جللاؤوا ،وللذلك ل
يمكننا الحديث عن النصللر الكامللل ،أو النصللر المسللتقر ل ل ل
مجرد نصر زائف أو نصللر خللاطف مللؤقت ل ل إل مللع اللللتزام
بالسلم ،والتمسك به ،والرجوع إليه.
ونحن بحاجة إلى جهود مخلصة مع عزمات الرجللال الشللداء
لنحقق نصر الله ،حتى ينصرنا الله ل تعللالى لل كمللا وعللد مللن
ينصره بنصرٍ من عنده ،ول مجال هنا للتفاصيل ،ويكفللي كللل
دولة من دول المسلمين أن تستعين بمجموعللة مللن العلمللاء
البارزين المخلصين ل وهم ك ُللثر بحمللد الللله ل ل تعللالى ل ل وهللم
قادرون بللإذن اللله لل تعللالى لل علللى وضلع الخطلط الجيللدة،
والسريعة ،والقابلة للتنفيذ في عللالم الواقللع ،للعللودة بالمللة
إلللى دينهللا فللي جميللع المجللالت :السياسللية ،والقتصللادية،
والقضائية ،والتربويللة ،والجهاديللة ،والعلميللة .وينبغللي علللى
الدولة المسلمة أن تعتمد هذا التجللاه؛ فتللذلل أمللام العلمللاء
الصعوبات التي تعترضللهم ،وتمللدهم بمللا يحتللاجون إليلله مللن
رجال أو مال أو دعم؛ أي يكون هذا المشروع مشلروع دوللة
ل مشللروع فئة مللن النللاس صللغرت أو كللبرت؛ فللإن الخطللر
الداهم هو خطر بحجم المة كلها .وينبغي أن يكللون التحللدي
المقابل بالحجم نفسه.
ومللن شللروط النصللر :التحللاد؛ فللالختلف والتنللازع سللبب
للهزيمة والجبن والضعف ،وإفساد الخطط وضياع الهللداف.
والوقت الن ليس وقت حروب داخلية ،أو نزاعات بين أقلية
وأكثريللة ،أو بيللن حكومللة ومعارضللة ،أو بيللن عللدة اتجاهللات
سياسية ،والوقت يمللر بأسللرع ممللا نتصللور ،والعللداد الجيللد
يتطلب وقتا ً مكافئًا ،وخاصة في مثل الوضللاع الللتي نعيشللها
في ظل البعد عن الفهم واللتزام الحقيقي بالدين؛ فللالحرب
القادمة تستهدف الجميع ،ول تعتد بهذه التفاريق والختلفات
550
التي بين المسلمين ،أو بين الحكللام والمحكللومين؛ فللالجميع
أعداء بالنسبة للصللليبيين ،ومللا يظهرونلله مللن اعتللداد ببعللض
الفرق ،أو الجماعات ،أو الحكومللات فإنمللا علللى اعتبللار أنهللا
مرحلة تكتيكيللة تخللدم مخططهللم الكللبير؛ فهللي إذا ناصللرت
بعضلا ً وأظهللرت لهللم المعاونللة والتأييللد فإنمللا ذلللك لتحقيللق
أهداف خاصة بهم ،كأن تناصر فريقا ً وتمللده بللالعون ليقضللي
على الفريللق الخللر ،وفللي ذلللك إضللعاف للجميللع ،أو تناصللر
المجاهدين للقضاء على عدو مشترك كما حدث في الحللرب
الفغانيللة الولللى؛ فقللد ناصللرهم الصللليبيون )وإن كللان ذلللك
حدث بطريق غيللر مباشللر عللبر البللواب الخلفيللة( مللن أجللل
القضاء على الشيوعيين؛ فلما تم لهم ذلك قلبوا للمجاهللدين
ظهر المجللن ،والللدروس فللي التاريللخ كللثيرة ،والواقللع ماثللل
مشاهد للعيان ،ومن ل يعتللبر فللإنه يجنللي ثمللار ذلللك علقم لا ً
ل ،يجنيه على نفسه وعلى قللبيله ،فل مسللوغ للختلف وحنظ ً
بين المخلصين الذين يرجللون رحمللة الللله ،ويحرصللون علللى
مصالح دار السلم؛ فالعدو يستهدف الجميع ،ونصر دين الله
هو عمل الجميللع ،وقللد قللال لل تعللالى لل محللذرا ً مللن التنللازع
نصب ُِروا إ ّ
م َوا ْ حك ُ ْ شُلوا وَت َذ ْهَ َ
ب ِري ُ عوا فَت َْف َ
والختلفَ} :ول ت ََناَز ُ
ن{ ]النفللال [46 :ويعظللم التنللازع ،ويكللثر ري َ صللاب ِ ِ
ملعَ ال ّ الل ّل َ
ه َ
الختلف عندما يكون العداء على مشارف البلد ،وهذا أمللر
ل بد أن يللدركه الجميللع ،وليللس المطلللوب أن يللدركه فريللق
بينمللا بقيللة الفرقللاء يغطللون فللي نللوم عميللق :ل يهمهللم ول
يعنيهم غير تحقيق مصلللحة حزبهللم أو جمللاعتهم ،بمنظللارهم
الضيق ،تلك المصلحة الحزبيللة أو الفئويللة الللتي ل يمكللن أن
تستوعب مصلحة المة كلها.
ومن شروط النصر :إعداد المستطاع من القوة ،وقد تعددت
وسللائل القللوة ،واختلفللت صللورتها مللن جيللل إلللى جيللل،
والمطلللوب أن يعللد المسلللمون مللا اسللتطاعوا مللن القللوة
المناسبة لعصرهم ،كما جاء المر بذلك في كتاب الله ل ل عللز
مللن ست َط َعُْتم ّ
ما ا ْ دوا ل َُهم ّ
ع ّ وجل ل فقال ل عز من قائل ل} :وَأ َ ِ
551
م{ ن ب ِلهِ عَ لد ُوّ الل ّلهِ وَعَ لد ُوّك ُ ْ
ل ت ُْرهِب ُللو َ ط ال ْ َ
خي ْل ِ مللن ّرب َللا ِقُ لوّةٍ وَ ِ
]النفال .[60 :إن من فوائد إعداد العدة أنهللا تقللوم بوسلليلة
الدفاع من حيث ل يللدري المسلللمون؛ فاسللتعداد المسلللمين
وتحصنهم باللت والوسائل القتالية المناسبة لعصرهم ،تلقي
فللي قلللوب العللداء الللذين ل نعلمهللم أو ل نعلللم بعللداوتهم
الرعب والخوف ،فل يجرؤون على العدوان علينا ،ولذلك جاء
نقوله ل تعالى ل بعد الحديث عن إعداد القوة فقال} :ت ُْرهِب ُللو َ
م الل ّل ُ
ه م ل ت َعْل َ ُ
مللون َهُ ُ دون ِهِل ْ
مللن ُن ِ ريل َ َخ ِ
م َوآ َ ب ِهِ عَد ُوّ الل ّهِ وَعَلد ُوّك ُ ْ
مر الللله ل ل تعللالى ل ل بإعللداد مللا م{ ]النفللال [60 :ف لأ ْ ي َعْل َ ُ
مه ُ ل ْ
يستطاع من القوة ،يعني أن المسلمين مكلفللون بللذلك ،وأن
التهللاون أو التفريللط فيلله يعرضللهم لعقللاب الللله تعللالى ،بللل
عليهللم أن يبللذلوا جهللدهم مللا اسللتطاعوا وأن يسللتفرغوا
وسعهم ،ثم بعد ذلك يقال» :ل يكلف الله نفس لا ً إل وسللعها«
أي ل يكلفها ما تعجز عنه ،أو مللا ل يمكنهللا فعللله إل بمشللقة
شديدة ،تخرج عن حد الوسع والطاقة ،وغير ذلللك فإنمللا هللو
التهاون والتخاذل.
وفللي واقعنللا المعاصللر يمكننللا أن نحللدد أربللع مجللالت مللن
مجالت إعداد القوة:
ل :المجال التربوي :فإن المجتمعات تقاس قوتها اليوم بما أو ً
لديها من نظم تربويللة وتعليميللة قللادرة علللى إعللداد الجيللال
وتهيئتها ،وفق عقيدة المجتمع وثقافته .وعلينا نحللن فللي هللذا
المجال أن نعتني بالتربية في الجانب الشللرعي اللتي تحفلظ
علينا ديننللا ،كمللا نعتنللي بللالتعليم فللي الجللانب التقنللي الللذي
يمكننا من مواكبة العصللر وعللدم التخلللف عنلله ،مللن غيللر أن
ينفي أحلدهما الخلر؛ إذ ل تعللارض بيللن المريللن؛ فللإن تعلللم
المعارف الدنيوية التي تحتاج إليهللا المجتمعللات مللن فللروض
الكفايللات ،كمللا بّيللن ذلللك أهللل العلللم ،ونصللوا عليلله فللي
مصنفاتهم ،والنسان ينبغي له أن يتخصص في جانب بعد أن
يكون قد حصل المور الساس في بقية الجوانب ،كما أن ما
عللرف بلل »سياسللة تجفيللف المنللابع« أي منللابع التللدين فللي
552
المجتمعللات السلللمية والللتي اعتمللدتها بعللض المؤسسللات
الحاكمة ،ل تكون إل معول ً من معاول الهدم في يللد العللداء،
وضوا صللروحنا ،ويسللتولوا علللى ديارنلا كي يهدموا بنياننا ،ويق ّ
ن فهم الدين الفهم الصحيح ،والعمل بله ،واللدعوة وثرواتنا .إ ّ
مامصل َ
إليه على بصيرة ،وإزالة كل ما يعارضه ويخللالفه :هللو ِ
المان للمجتمعات في داخلها وخارجها .إن الللدين هللو الللذي
ُينشئ مجاهدين أقوياء شجعانا ً ومقاومين ،لهللم بللأس شللديد
أمللام عللدو السلللم والمسلللمين ،وإن العنايللة بللالتعليم فللي
الجانب التقني تجعل أبناءنا يحوزون خبرات ومعارف العصر،
حتى يمكن لنا أن نقيم مصانعنا بأيدينا ،وننتج ما نحتللاج إليلله،
فل نكون عالة على غيرنا ،حتى نسللتورد منهللم أتفله الشللياء
في بعض الحيان ،بحجة رخص ثمنها وجودة صناعتها ،ومللتى
يمكن لنا أن نتقدم في هذا المجال إذا ظللنللا نعتمللد سياسللة
ن من أهم ما ينبغي أن نحرص عليلله فللي مجللال الستيراد ،إ ّ
التقنية أن تكون بلدنا قادرة على إنتاج سلحها الللذي تحمللي
به نفسللها ورعاياهللا ،فتحمللي بللذلك البلد والعبللاد مللن بللأس
الكافرين وظلمهم ،وليس من المعقول أو المقبللول أن تنتللج
كثير مللن الللدول علللى اختلف مللهللا النصللرانية ،واليهوديللة،
والبوذية ،وعباد البقر والوثن ،كثيرا ً من أسلحتها الللتي تحتللاج
إليها لتحقيق أهدافها ولحماية أراضيها ،بينما يقف المسلمون
وحدهم يتسولون السلح.
ثانيًا :المجللال التثقيفللي :وهللذا دور وسللائل العلم الملتزمللة
بعقيللدة بلللدها وثقافللة أمتهللا؛ حيللث تقللوم بتثقيللف العبللاد
وتبصلليرهم؛ ببيللان الحقللائق ،وكشللف مخططللات العللداء
وأساليبهم ،ومن يجاريهم ويسير في دربهم وعلى منللاهجهم،
حتى تتكون لدى عامللة المسلللمين ثقافللة المناعللة والمتنللاع
أمللام الغللزو الفكللري ،ل أن تكللون تلللك الوسللائل هللي رأس
الحربة ،والجسر الللذي تعللبر عليلله كللل الفلسللفات الباطلللة،
والخلق الهادمللة؛ فللالعلم ل بللد أن يعللد نفسلله هللو رأس
الحربة والجسر الذي يعللبر عليلله المسلللمون لفهللم واقعهللم
553
على الوجه الصحيح ،وفهم أعدائهم وخططهم وطرقهم ،وأن
يحصنهم ضد كثير من أفكارهم الللتي تتنللاثر عللبر الفضللائيات
وشلللبكات النلللترنت تنلللاثر الهلللوام؛ لن تنلللويم الشلللعوب،
وإشعارها بالطمأنينللة الكاذبللة ،وعللدم إطلعهللا علللى حقيقللة
تربص العداء بها ،ل يصب إل في مصلحة العدو ،بل يعد ذلك
نوعا ً من مشاركة العدو في استهدافهم لبلدنا .وللو أردنللا أن
نحللدد للعلم أهللدافا ً يجللول مللن خللهللا ،وهللو يقللوم بللدوره
العلمي لقلنا :إن على العلم أن يعمل على بيان الحقللائق
وتوضللليحها ،وخاصلللة المتعلقلللة بعلقلللة الغلللرب بالسللللم
والمسلمين ،وتوحيد قوى المللة كافللة ،وإزالللة مللا بينهللا مللن
فرقللة واختلف ،أو شللحناء ،وإشللاعة الللتراحم بيللن النللاس،
وحثهللم علللى التعللاون والتكامللل ،وشللحذ الهمللم نحللو البللذل
والعطاء ،والجهاد فللي سللبيل الللله؛ فمللن خلل العمللل علللى
تحقيق هذه الهداف يقوم العلم برسالته العلمية.
ثالثًا :المجال القتصادي :صار القتصاد اليوم من أهم عناصر
القوة ،لذلك كانت تقوية القتصاد في بلد المسلللمين تقويللة
للمة في معركتها المفروضة عليها من أعدائها ،وأول خطوة
في تقوية القتصاد هو اجتنللاب الربللا اجتنابلا ً كللامل ً تاملًا؛ لن
أصحاب الربللا مخللذولون غيللر منصللورين؛ إذ الربللا والخللذلن
َ
من ُللوا
نآ َ قرينان ،وقد آذنهم الله بالحرب فقالَ} :يا أي ّهَللا ال ّل ِ
ذي َ
ن * َفإن ّللل ْ
م مؤ ْ ِ
مِني َ كنُتم ّ ن الّرَبا إن ُ م َي ِ ه وَذ َُروا َ
ما ب َِق َ ات ُّقوا الل ّ َ
ْ
ه{ ]البقللرة- 278 : ن الل ّلهِ وََر ُ
سللول ِ ِ مل َ
ب ّ ح لْر ٍت َْفعَُلوا فَ لأذ َُنوا ب ِ َ
...[279اليات؛ فمتى ُينصر من يحللاربه اللله ورسلوله؟ وقلد
لبّين الله ل تعالى ل أن الربا ل فائدة فيه ،وأن عاقبته إلى ُقلل ّ
ه الّرب َللا{ ]البقللرة: ح لقُ الل ّل ُ م َوإن كثر؛ كما قال ل تعالى للل} :ي َ ْ
.[276ومن ذلك أيضا ً نشر ثقافة السللتهلك الرشلليدة الللتي
تهدف إلى الحصول علللى الحتياجللات مللن غيللر إسللراف ،أو
توسع في الكماليات ،وزيادة النتاج ،وتجويده وتنللويعه ،حللتى
يغطللي أكللثر احتياجللات السللوق المحليللة؛ ممللا يحفللظ قللوة
العملللة ،وقللدرتها فللي السللواق الماليللة ،والسللتغناء عللن
554
الستيراد في كثير من المور إل ما ل بد منلله ،والعمللل علللى
أن يكللون لللدينا فللائض مللن إنتاجنللا ،نصللدره لضللمان قللوة
اقتصادنا؛ وهذه بل شك أمور ل تتم بالمللاني والرغبللات ،بللل
هي في حاجة إلى تخطيط جيد مللن عللدة نللواٍح ،وليللس فللي
هذا مشكلة؛ إذ المخططون الكفللاء موجللودون ،والمطلللوب
الن الستعانة بهم ،وعدم تهميشهم ،والعمل بما يشيرون به
فللي هللذا المجللال ،وقللد جربللت أمتنللا كللثيرا ً مللن الخطللط
القتصادية ،سواء ما ينتمي إلى الفكر الغربي الرأسمالي ،أو
الفكر الشرقي الشيوعي أو الشتراكي ،ولم تجللن مللن وراء
ذلك تقدما ً أو تحسللنًا ،بللل الوضللاع القتصللادية تللزداد سللوءا ً
بمرور اليام؛ فهذه الديون على الدول قد زادت زيادات غيللر
معقولة ،حتى إنها لو وزعللت علللى أفللراد بعللض الللدول ذات
التعداد الكبير لكانت كل نفس فيها )حللتى الطفللال الرضللع(
مدينة بعدة آلف من الدولرات ،ولللم يبللق للللدول إن أرادت
الخيللر إل أن تبحللث عللن الخطللط الللتي تنطلللق مللن الفهللم
السلمي للقتصللاد ،وهللم مللدعوون إلللى ذلللك مللن منطلللق
ل :لن هذا هو الفرض عليهم ،ومللدعوون إليلله ثاني لًا: الدين أو ً
من قَِبل الدنيا؛ لنه هو الكفيل بتحقيق الحياة السعيدة بعيللدا ً
عن الحياة التعيسة البئيسة.
رابعًا :المجال العسكري :وهو أشهر مظاهر القوة وأصرحها،
وعليلله يقللع عبللء كللبير ،لكنلله إذا لللم تسللانده المجللالت
المتقدمة؛ فإن فعاليته تكون ضعيفة ،والناس تنقسم في هذا
المجال إلى عسكريين ومدنيين ،لكن هذا التقسيم إنما ينظر
إليلله عنللد جهللاد الطلللب ،أمللا عنللد الللدفاع عللن الحرمللات
والحريللم ،والعيللال والللديار؛ فللإن الجميللع مللن عسللكريين
ومدنيين يطالبون بللذلك ،ول أثللر لللذلك التفريللق علللى تللوجه
الطلب للجميع .واستعدادا ً للجولة القادمة التي يفرضها علينا
أعداؤنا في تللك الظللروف ،وحللالت الضلعف الللتي تمللر بهللا
المة ،فإنه ينبغللي علينللا أن نقللوم بتللدريب الجيللوش تللدريبيا ً
حسنًا ،وأن نمدها بالسلحة الحديثة المتقدمة المتطورة ،مللع
555
إجراء المناورات المتعددة واختبار القدرات ،وربط ذلللك كللله
بالجللانب العقللدي فللي المحافظللة علللى الللدين ،وحمايللة دار
السلللم ،وشللحن العسللكر شللحنا ً إيماني لا ً عللن طريللق جهللاز
التوجيه الديني المعللاون للجيللوش .وإذا كللانت الجيللوش بمللا
لديها من أسلحة قديمة وغير متطورة ،ل تستطيع بعللد بللذلها
لما يمكن بذله من النفوس أن تحقق التفوق والتغلللب علللى
أسلللحة العللداء؛ فللإن هنللاك مللن أنللواع الخطللط العسللكرية
)التكتيك( التي يمكن اتباعهلا ،واللتي يمكلن أن توقلع بالعلدو
خسائر جسيمة ل يستطيع تحملهللا مللع طللول أمللد المعركللة،
وهذه الخطط تعتمد علللى حرمللان العللدو مللن القللدرة علللى
استعمال السلح الكللثر تطللورًا ،والللذي ل يملكلله أحللد غيللره
سللوى حلفللائهم؛ فللإذا أمكللن تحييللد هللذه السلللحة بللالطرق
المعروفة في الفنون العسكرية ،صارت المعركة بيننللا وبيللن
أعدائنا تعتمد في أغلب جوانبها على السلح التقليللدي الللذي
يمكننللا صللناعته ،أو الحصللول عليلله بطللرق كللثيرة مللن خلل
المنافذ المتعددة .وهنا يظهللر تللأثير الجنللدي القللوي المللؤمن
بقضيته وحقه ،بل واجبه في الدفاع عن دينه وأمتلله ووطنلله،
ومع العداد اليماني لجنودنا ،إضافة إلللى العلداد العسلكري
الجيد ،فإن النصر في صفنا بإذن الله ،ولللن نخسللر المعركللة
أبدا ً من قَِبل نقص السلح والعتاد ،وإنما تللأتي الخسللارة مللن
قَِبل ضعف العزيمة والللوهن الللذي يصلليب النفللوس ،برغبتهللا
فللي الحيللاة ،وتغليللب العيللش الللذليل علللى عللز الجهللاد
والستشهاد ،وقد أثبتت الخبرة المكتسبة مللن عللدة حللروب،
مللن آخرهللا الحللرب الللدائرة فللي العللراق الن بيللن المحتللل
الصليبي وبين أهلل البللد المقلاومين؛ أن السللحة التقليديللة
قادرة ل بإذن الله لل علللى فعللل العللاجيب ،وإيقللاع الخسللائر
البالغللة بأصللحاب القللوة العظمللى ،وهللذا يسللتلزم مللن دول
المسلمين ،وهي تخشى على نفسها من عدوان العدو الغادر
الذي ل يقيم وزنا ً لي شيء إل ما وافق مصلحته الذاتيللة ،أن
تقوم بتدريب فئة قوية ملن الشلعب )تلتراوح أعمارهلا غالبلا ً
556
بيللن العشللرين والربعيللن( علللى مختلللف السلللحة إلللى حللد
التقان ،مع تكديس الكثير من هللذه السلللحة وذخيرتهللا فللي
مخازن عدة متفرقللة فللي أمللاكن مختلفللة علللى طللول البلد
وعرضها ،بالضافة إلى تمكين الشللعوب مللن الحصللول عللى
ذلللك السلللح عنللد قللرب اقتحللام العللداء لحللدود البلد ،مللع
تنظيم تلك المجموعات الشللعبية ،وترتيبهللا وتعويللدها العمللل
الجماعي المنضبط ،مع ما يتبع ذلك من تأمين وسائل اتصال
جيدة بين تلك المجموعات ،وغير ذلللك ممللا ُيحتللاج إليلله فللي
ذلللك ،وهللو مللا يعرفلله العسللكريون بصللورة أكمللل وأشللمل،
وينبغللي أن نجهللز ذلللك مللن الن قبللل أن يللدهمنا العللدو ،فل
نملك التجهيز والعداد إل والعللدو فللوق رؤوسللنا؛ فللإن المللر
أعجللل ممللا نتصللور بكللثير ،وليللس يمنللع أعللداؤنا مللن هللذه
الخطوة إل عدم قدرتهم العسللكرية علللى إشللعال أكللثر مللن
حرب في أماكن متعددة ،وخاصة بعد الصللمود غيللر المتوقللع
من المقاومين العراقيين ،ولو أن العراقيين س لّلموا مللن أول
أمرهم ،ولم يقاوموا بل استقبلوا ذلك بالتسليم والتاييد لتغير
التاريخ والجغرافيا في منطقة الشرق الوسط بأكملها.
إن المستقرئ للحداث يدرك أن أحداث الحللادي عشللر مللن
سبتمبر ليست هي المحرك الوحيد لما تلها من أحداث ،وإن
حللاول الصللليبيون أن يروجللوا ذلللك ،ولكنهللا كللانت الظللرف
الفضل الذي يمكن من خلله عمللل مللا جللرى التخطيللط للله
منذ زمن .إن أمريكا بعد انهيار توازن الرعب بانهيللار التحللاد
السوفييتي اشرأب عنقها نحو السيطرة الفعلية على العالم،
وإن هذا قد جرى التخطيط له منذ فترة رئاسة )ريجان( ،بللل
قبل ذلك ،ولكننا نحن الذين لم نتفطن لللذلك ولللم ننتبلله للله،
وكان ينبغي علينا أن نحسب لهذه اليام حسابها ،وأن نعد لها
العدة ،فإن الذي يبدأ بالضربة الولى هللو الللذي يملللك زمللام
المللر لفللترة تطللول أو تقصللر بحسللب قللوته ،واسللتعداده،
وبحسب قوة الخصم ،واستعداده لستيعاب الضللربة الولللى،
ول شك أن الذي يكون في وضع الدفاع يفقد جزءا ً من قوته
557
مع الضربة الوللى ،وتتوقلف اسلتعادته لتللوازنه عللى قلدرته
وتدريبه على مثللل تلللك المواقللف ،وكيفيللة مواجهتهللا ووضللع
ن كنلا للن نضلرب الضلربة الخطلط المناسلبة لهلا ،ونحلن وإ ْ
الولى لعدم استطاعتنا لذلك ،بل سنظل ننتظر الضربة التي
تقع علينا؛ فما زال في الوقت فسحة ولو قصيرة للمخلصين
للتخطيللط لتلقللي الضللربة الولللى ،وكيفيللة العمللل علللى
إفسادها ،ومن ثم العمل على إيقللاف تلللك الهجمللة الللتي للو
قدر لها أن تنجح فلن تبقي ولن تللذر ،وسلليتحول المسلللمون
الطاهرون عندها إلى رعاة خنازير عند عبللاد الصللليب .وبع لد ُ
فنحن هنا لسنا دعاة حرب ،بللل فللي حالللة دفللاع عللن الللدين
والنفس والمال والعرض ،وكلها من الضروريات ،ولسنا فللي
حالة هجوم؛ فنحن ل نخطللط للللذهاب إلللى بلدهللم وديللارهم
ومهاجمتهم ،وإنما نللدعو أمتنللا للتخطيللط مللن أجللل الحفللاظ
على ديننا وديارنا وأهلينللا وثرواتنللا ،وليللس فللي هللذا عللدوان
على أحد ،وإنما هو محاولة لرد العدوان ،ومحاولة لزجر مللن
تسول له نفسه أن يقترب من حياضنا؛ حتى يعلللم أننللا لسللنا
مّرة لقمة سائغة يسهل ابتلعها وهضمها ،بل يدرك أننا لقمة ُ
يصللعب ابتلعهللا ،وأنلله لللن يشللعر بالسللعادة أبللدا ً إذا حللاول
ابتلعها ،بل سيجدها أشواكا ً ضخمة في حلقه مثللل الكلليللب
َ
ن ب َعْ لد ُملل ْل وَ ِمن قَب ْ ُمُر ِ تسد حلقه ،حتى تقضي عليه} ،ل ِل ّهِ ال ْ
شللاُء{ مللن ي َ َ صللُر َ صللرِ الّلللهِ َين ُن * ب ِن َ ْ
مُنللو َ ح ال ْ ُ
مؤ ْ ِ مئ ِذٍ ي َْفللَر ُ
وََيللوْ َ
]الللروم .[5 - 4 :وإنللي أرى أن تقللوم الن فللي كللل دولللة
مسلمة هيئة هدفها العللام إعللداد الدولللة للمواجهللة والجولللة
القادمة ،وهي هيئة حكومية أو مدعومة من الحكومة تتعللاون
فيهللا وزارات الللدفاع ،والللدعوة ،أو الوقللاف ،والتعليللم مللع
مجموعة من الكفاءات الشعبية ،ومن أول مللا ينبغللي القيللام
به من هذه الهيئة أن تطلع الشعوب على ما يراد بهللم؛ فللإن
عدونا لم يعد اليوم يخشى من التصريح بمللا يريللد فعللله فللي
ديار المسلمين ،فألفاظهم صريحة محللددة ،ومباشللرة ليللس
فيها تورية؛ فل بللد مللن إطلع أمتنللا علللى ذلللك ،حللتى تكللون
558
لديهم البصيرة بما يراد بهم ،وماذا يريد هؤلء منهم ،وحتى ل
ينخدعوا ببعض ما قد تبثه وسائل العلم التابعة ،أو المواليللة
لهم ،ولست أتمنى أن يأتي اليوم الللذي يقللف فيلله النسللان،
كما وقف الشاعر العربي قديما ً بعدما نصح قومه بالستعداد
للعدو فأهملوا نصحه ،حتى فجأهم العللدو ضللحى علللى حيللن
غرة ،فحصل لهم ما حصل من الهزيمللة والخسللران؛ فوقللف
الشاعر وقال:
منَعلَرج الّللوى *** فلللم يسللتبينوا النصللح إل م أمللري ب ُأمرت ُُهل ُ
ضحى الغدِ
أسأل الله ل تعالى ل أن يوفقنا وأمتنا ،وأن يحفظ علينللا ديننللا
وأمننا ،وأن يرد كيد عدونا في نحره.
==============
#فقه النوازل في العبادات
القسم الثاني
) الزكاة (
من إلقاء الشيخ:
أ .د /الدكتور :خالد بن علي المشيقح
اعتنى بها:
أبو معاذ /محمد عمر ليامين فيصل محمد الصعيدي
نسخة مصححة ومفهرسة
m
إن الحمد لله أحمده وأسللتعينه واسللتغفره وأعللوذ بللالله مللن
شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فل مضل له
ومن يضلل فل هادي له ،وأشهد أل إله إل الللله وأن محمللدا ً
عبده ورسوله .
اللهم إنا نسألك علما ً نافع لا ً ورزق لا ً حلل ً طيب لا ً واسللعا ً وعمل ً
متقبل ً ،اللهم صل وسلم وبارك على نبينا محمد .
أيهللا الحبللة :نحللن فللي أول درس مللن دروس هللذه الللدورة
ن بلله علينللاالمباركة نحمد الله عز وجل ونشكره على مللا مل ّ
مللن هللذه العلللوم والللدروس ،فللإن تعلللم العلللوم مللن أجللل
559
ضللى بلله الللدقائق العبللادات وأفضللل القربللات وخيللر مللا ت َُق ّ
والساعات .
وفضللل العلللم وأجللره كللبير والثللار فللي ذلللك كللثيرة جللدا ً
متضافرة ل تخفى على الجميع ولهذا قال ابن المبارك رحمه
الله تعالى » :ل أعلم مرتبللة بعللد مرتبللة النبللوة أفضللل مللن
تعلم العلم وتعليمه «.
وقال المام أحمد رحمه الله تعالى »:العلللم ل يعللدله شلليء
لمن صحت نيته ،قيل :وكيف تصح النيللة ؟ قللال :أن ينللوي
أن يرفع الجهل عن نفسه وعن غيره «.
وأهنئ الخوة الذين يحرصون على تقضللية لحظللات عمرهللم
وأنفاسللهم فللي مثللل هللذه المجللالس المباركللة الللتي تحفهللا
الملئكة وتغشاها السكينة وتنزل عليها الرحمة .
وتواصل ً للدورة السابقة فإننا في الدورة السللابقة فللي مثللل
هذا الوقت من العام الماضي كنا شلرعنا فلي دراسلة جمللة
من النوازل المتعلقلة بكتلاب الطهلارة ثلم أخللذنا جمللة ملن
النوازل المتعلقة بالصللة ،وتوقفنلا عللى ملا يتعللق بنلوازل
الزكاة وسنجتهد إن شاء الله خلل هذه الدروس السللتة فللي
جمع شيء من المسائل والنوازل المتعلقة بالزكاة .
فهناك نوازل كثيرة تتعلق بأحكام الزكاة مثل ما يتعلق بزكاة
السندات وزكاة السهم وزكاة خدمة نهاية السنة ومللا يتعلللق
باستثمار أموال الزكاة من قَِبل المالك هل للله أن يسللتثمرها
وأن يضللارب فيهللا وأن يللبيع ويشللتري ؟ وأيضللا ً مللا يتعلللق
باستثمار أموال الزكاة من قَِبل المام العظم هل له ذلك أو
ليس له ذلك ؟ وكذلك ما يتعلق بزكاة الموال المحرمة مثل
أموال الربا ومثل أموال الميسر ،هل تجب فيها الزكللاة أو ل
تجب فيها الزكاة ؟ ومثل ما يتعلق بالوراق النقدية وما قللدر
النصللاب فللي الوراق النقديللة ؟ .ومثللل مللا يتعلللق بزكللاة
الرواتب الشهرية التي يلبسها كثير من الناس اليوم .
ت كثيرا ً منها وسنطرح إن شاء الللله جمع ُ فهذه مسائل كثيرة َ
هذه المسائل حسب ما يسمح به الوقت .
560
قبل أن نبدأ بطرح هذه المسائل سنعرف النوازل فللي اللغلة
والصللطلح ثللم بعللد ذلللك نقللوم بتعريللف الزكللاة فللي اللغللة
والصطلح ثم سنذكر حكم الزكاة وبيان مكانتها في السلم
حكمها أو شيئا ً من حكمها كمقدمة لموضوعنا ثم بعللد ذلللك و ِ
نشرع بدراسة النوازل المتعلقة بأحكام الزكاة .
تعريف النوازل
النوازل في اللغة :جمع نازلة وهي اسم فاعل وتطلللق علللى
المصيبة الشديدة من شدائد الدهر التي تنزل بالناس .
وأما في الصلطلح :اختللف المتللأخرون فلي تعريفهللا عللى
عدة تعريفات :
فقيل :أنهللا الوقللائع الجديللدة الللتي لللم يسللبق فيهللا نللص أو
اجتهاد .
وقيل :بأنها الحادثة الجديدة التي تحتاج إلى حكم شرعي .
وقيل :الحادثة التي تحتاج إلى حكم شرعي .
وهناك تعريفات أخرى لكن نكتفي بهذه التعريفات الثلثة .
وأقللرب هللذه القللوال :أن النازلللة فللي الصللطلح " :هللي
الحادثة الجديدة التي تحتاج إلى حكم شرعي " .
جد ّ من الوقائع والمسائل فقولنا ":الحادثة الجديدة " أي ما ي َ ِ
التي تستدعي إلى بيان حكمها الشرعي بالجتهللاد عنللد أهللل
العلم .
وقولنا ":التي تحتللاج إلللى حكللم شللرعي " ُيخللرج الحللوادث
الجديلدة اللتي ل تحتلاج إللى حكلم شلرعي مثلل اللبراكين ،
والزلزل ،والفيضانات .فهذه حوادث جديدة لكنها من أقدار
الله الكونية القدرية ومثل هللذه ل ينظللر فيهللا المكلللف فيمللا
يتعلق بحدوثها هل يحتاج إلى حكم شرعي أو ل يحتاج .
وقولنا ":التي تحتللاج إلللى حكللم شللرعي " يخللرج الحللوادث
التي استقر فيها الرأي واتفق على حكمها .
تعريف الزكاة
الزكاة في اللغة :تطلق على معاني منها :النماء والزيادة و
التطهير و المدح .
561
أما في الصطلح :هي إخراج نصيب مقدر شللرعا ً فللي مللا ٍ
ل
معين لصناف مخصوصة على وجه مخصوص .
حكم الزكاة ُ
تعتبر الزكاة الركن الثالث مللن أركللان السلللم ،وقللد قرنهللا
الللله عللز وجللل فللي كتللابه بالصلللة فيمللا يقللرب مللن اثنللتين
وثمانين موضعا ً .
والدلة عليها كثيرة جدا ً من كتاب الللله وسللنة رسللوله rمللن
ذلك:
صل َةَ َوآُتوا ْ الّز َ َ
ة? .
كا َ موا ْ ال ّ
* قوله تعالى â :وَأِقي ُ
* حديث ابن عمر رضي الله عنهما في الصحيحين أن النللبي
rقال »:بني السلم علللى خمللس :شللهادة أل إللله إل الللله
وأن محمللدا ً رسللول الللله ،وإقللام الصلللة ،وإيتللاء الزكللاة ،
وصوم رمضان ،وحج البيت لمن استطاع إليه سبيل ً ( ).(1
* وأجمع المسلمون على فرضيتها ).(2
حكم تارك الزكاة ُ
من ترك الزكاة ل يخلو من أمرين :
المر الول :أن يتركها جاحدا ً لوجوبها نقللول هللذا كللافر لنلله
مكذب لله ولرسوله rولجماع المسلللمين حيللث دل الكتللاب
ودلت السنة على أن الزكاة فرض والمسلمون أجمعوا على
فرضيتها .
المر الثاني :أن يتركها بخل ً وكسل ً فهل هذا يكفر أو ل يكفر
؟ هذا موضوع خلف بين أهل العلم رحمهم الله .
أكثر العلماء على أنه ل يكفر وهذا القول هو الصللواب ويللدل
لذلك ما ثبت في صللحيح مسلللم أن النللبي rلمللا ذكللر تللارك
الزكاة وذكللر عقللوبته فللي الخللرة قللال النللبي »: rثللم يللرى
سبيله إما إلى الجنة وإما إلى النار «.
حكم الزكاة ِ
حكم كثيرة ومقاصد شرعية كبيرة منها : الزكاة لها ِ
-1التعبد لله Uبإخراج هذا النصيب من المال .
562
-2الستجابة لمر الله ولمر رسوله ، rكما في قوله تعالى:
صل َةَ َوآُتوا ْ الّز َ َ
ة? ،وكذلك كما تقدم من حديث كا َ موا ْ ال ّ âوَأِقي ُ
ابن عمر رضي الله تعالى عنهما .
-3شكر الله Uعلى نعمة المال ،فللإن الللله Uأنعللم عليللك
بهذا المال فمن حكم الزكاة ومقاصللدها أن تشللكره بللإخراج
جزء من هذا المال لهله المسللتحقين والللله Uيقللول â :وَإ ِذ ْ
َ َ
ذاِبي ن عَ ل َ م إِ ّ م وَل َِئن ك ََفْرت ُل ْ م لِزي لد َن ّك ُ ْ ش لك َْرت ُ ْ م ل َِئن َ ن َرب ّك ُل ْت َلأذ ّ َ
ديد ٌ ? ). (3 ش ِ لَ َ
-4تطهير المزكي من البخل والشح والطمع والتعلق بالللدنيا
وتحليته بمحاسللن الخلق ومكللارم العللادات بللالجود والكللرم
خلذ ْ مل َ
م ة ت ُط َهُّرهُل ْ صلد َقَ ً م َ وال ِهِ ْمل َنأ ْ ِ ْ والبذل والله Uيقللول ُ â :
ع
مي ٌ سل ِ ه َ م َوالل ّل ُ ن ل ّهُ ل ْ سك َ ٌ ك َ صل َت َ َن َ م إِ ّ ل عَل َي ْهِ ْص ّ
كيِهم ب َِها وَ َ وَت َُز ّ
م ? ).(4 عَِلي ٌ
-5أنهللا تطهللر الفقيللر مللن الغللل والحسللد ومللا قللد يحللدثه
الشيطان في قلب هذا الفقير على أقدار الللله وحكملله فقللد
يكره قضاء الله وقدره وقد يحسد أخاه الغني وقد يغل عليلله
م ة ت ُط َهُّر ُصلد َقَ ً خلذ ْ مل َ
هل ْ م َ وال ِهِ ْمل َنأ ْ ِ ْ ويدل لهذا الية السابقة ُ â
كيِهم ب َِهللا? م وَت َُز ّ كيِهم ب َِها? فقوله سبحانه وتعالى âت ُط َهُّرهُ ْ وَت َُز ّ
تطهير للغني وتطهير أيضا ً للفقير .
-6تطهير المال المزكى ويحفظ عنله الفلات والمصلائب إذا
خرج هذا القدر من المال ويدل لذلك ما تقللدم عنللد قللوله U
كيِهم ب َِها?،وكذلك أيض لا ً النللبي rوصللف الزكللاة م وَت َُز ّâت ُط َهُّرهُ ْ
بأنها أوساخ الناس مما يللدل علللى أن المللال يتطهللر بللإخراج
هذا الجزء المعين من المال .
-7مواساة الغني للفقير .
-8طهارة المجتمع بالكلية .
-9ما يحصل مللن رفعللة الللدرجات وتكفيللر السلليئات وزيللادة
الحسللنات وفللي حللديث معللاذ أن النللبي rقللال »:الصللدقة
تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار « ).(5
563
ويقول »: rكل أمريء في ظل صدقته يللوم القيامللة « ومللن
السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم ل ظل إل ظللله رجللل
تصدق بصدقة فأخفاها حتى ل تعلم شماله مللا تنفللق يمينلله .
والثار في ذلك من القرآن والسنة كثيرة جدا ً .
-10ما يحصل من تكافل المجتمع .
المسائل المتعلقة بنوازل الزكاة :
المسألة الولى : :ما يتعلق بزكاة الوراق النقدية
وهذا تحته مسائل :
-1مراحل تعاملل النلاس فلي اللبيع والشلراء قبلل تعلاملهم
بالوراق النقدية والسندات الموجودة الن :
المرحلة الولى :
كان الناس في بداية الحيللاة البشللرية يتبللادلون الشللياء عللن
طريق المقايضة ،مثال ذلللك :إذا احتللاج شللخص إلللى ثللوب
عند التاجر فإنه يذهب ويعطيلله كتاب لا ً أو بللرا ً مثل ً ويأخللذ هللذا
الثوب ،وهكذا هذه هي المرحلة الولى.
المرحلة الثانية :
ومع مرور الزمن وجللد النللاس أن المقايضللة فيهللا شلليئا ً مللن
الصعوبة ،فانتقلوا إلى المرحلة الثانيللة وهللي أنهللم خصصللوا
بعض السلع من المللواد الغذائيللة وكللذلك أيضلا ً الجلللود لكللي
تكللون ثمللن الشللياء عنللد المبادلللة ،فللإذا أراد أن يشللتري
المشتري مثل ً كتبا ً أعطى للبائع جلدا ً وأخللذ الكتللاب وإذا أراد
أن يشتري ثوبا ً أعطاه برا ً أو تمرا ً وأخذ الثوب .
المرحلة الثالثة :
ومع مرور الزمن وجد الناس أن هذا العمل أيضا ً فيلله شلليء
من الصعوبة إذ أنه يحتللاج إلللى نقللل فللانتقلوا إلللى المرحلللة
الثالثة وهي أنهم عمدوا إلى الذهب والفضة فجعلوهما أثمانا ً
سِبكت هذه المعللادن الثمينللة عند البيع وعند مبادلة الموال و ُ
وختمت لكللي ل يللدخلها الغللش فظهللر مللا يسللمى بالللدينار -
والللدينار قطعللة مللن الللذهب -وظهللر مللا يسللمى بالللدرهم -
564
والدرهم قطعة من الفضة ، -فأصبح الناس يبيعون ويشترون
وتكون الثمان هي هذه الدراهم والدنانير .
المرحلة الرابعة :
ثم بعد ذلك تطور المر فالتجار لما حصل عنللدهم مثللل هللذه
الللدراهم والللدنانير وكللثرت فللي أيللديهم خشللوا عليهللا مللن
السرقة فأودعوها عند الصاغة والصيارفة وأخذوا مقابل هللذا
اليداع سندا ً ،وأن هذا التاجر له عند هذا الصائغ مقللدار كللذا
وكذا من الذهب ومقدار كذا وكذا من الفضللة .الن أصللبحت
السندات بأيدي الناس والناس يثقللون بهللذه السللندات وأنهللا
ة عند هؤلء الصيارفة والصللاغة لهللذا تقابل ذهبا ً أو تقابل فض ً
التاجر فوثقوا في مثل هللذه السللندات فأصللبحوا يسللتعملون
هذه السندات في البيع والشللراء فظهللر عنللدهم مللا يسللمى
الن بالوراق النقدية .
ولما ظهرت هذه السندات أصدرت الدول قانونا ً ُيلزم الناس
بقبول التعامل بمثللل هللذه السللندات وذلللك عللام 1254هلل ،
وكانت هذه السندات التي أصدرتها الللدول وأخللذت بهللا فللي
أول المر تغطى غطاًء كامل ً بالذهب فالدولة إذا أصدرت هذا
السند مثل ً فئة الريال أو المئة ريللال تكتللب عليلله أنهللا تتعهللد
لحامله كذا وكذا من الذهب أو كذا وكذا من الفضة .
المرحلة الخامسة :
ثم بعد ذلك تطللور المللر لمللا احتللاجت الللدول إلللى النقللود ،
فطبعت الدول كميللات كللبيرة تفللوق مللا عنللدها مللن الللذهب
فأصبحت هذه الوراق النقدية ل تكون مغطاة بالذهب إل في
حالة واحدة فقط وهي عند تعامل الللدول بعضللها مللع بعللض،
فإنها إذا أرادت أن تتعامل دولة مع دولة تقللوم بتحويللل هللذه
الوراق النقدية علللى ذهللب أي تللوفر الغطللاء الللذهبي لهللذه
الوراق النقدية ,والدولة تحمللي مثللل هللذه الوراق النقديللة ،
ووثق الناس بهذه الوراق النقدية واتخذوها ثمنا ً للسلع .
المرحلة السادسة :
565
ثم بعد ذلك تطور المللر فلجللأت بعللض الللدول الكللبيرة إلللى
إلغاء مثل هذا التعامللل وذلللك فللي عللام 1392هلل فأصللبحت
هذه الوراق النقدية أيضا ً يتعامللل بهللا حللتى علللى المسللتوى
الدولي ول تكون مغطاة بالذهب .
-2التكييف الفقهللي لهللذه الوراق النقديللة وهللل تجللب فيهللا
الزكاة :
اختلف فيها العلماء رحمهم الله فللي تكييفهللا ومللا هللي هللذه
الوراق ؟ هل هي عللروض تجاريللة ،وهللل هللي بللدل الللذهب
مصدره لحامله ؟ اختلللف والفضة ،وهل هي سند بدين على ُ
المتأخرون في تكييف هذه الوراق النقدية على أقوال :
القول الول :بأن هذه الوراق النقدية تعتبر سندا ً بدين على
مصللدرها لحاملهللا ،مثل ً ورقللة مئة ريللال أصللدرها البنللك
المركزي أو مؤسسة النقد فحامل هللذه المئة ريللال يسللتحق
دينا ً بمقدار الرقم المكتوب على هللذا السللند علللى مللن قللام
بإصدارها :إما مؤسسة النقللد أو البنللك المركللزي فللي هللذه
الدولة .
ذهللب إليلله بعللض المتللأخرين واسللتدلوا علللى ذلللك :بللأن
الحكومات تلتزم بهذه الشياء فدل ذلك على أنها ديون .
القللول الثللاني :قللالوا بللأن هللذه الوراق النقديللة هللي مللن
عروض التجارة ،وليس لهللا وصللف الثمنيللة مثللل :الكتللب ،
ومثل الثياب .
واستدلوا على ذلك قللالوا بللأن هللذه الوراق النقديللة ليسللت
ذهبا ً ول فضة ول مكيل ً ول موزونا ً فهذه عروض تجارة .
وهذا القول من أضعف القللوال لننللا لللو قلنللا بأنهللا عللروض
تجارة يؤدي ذلك إلى عدم وجوب الزكاة فيها وكذلك يللترتب
على ذلك عدم جريان الربا في هذه الوراق .
القللول الثللالث :أن هللذه الوراق النقديللة بللدل عللن الللذهب
،والفضة .
566
واستدلوا على ذلك :بللأن التعامللل فللي الصللل فللي الللذهب
والفضة ثم خرجت هذه الوراق النقدية فقالوا بأن البلدل لله
حكم المبدل فأخذت حكمها .
القول الرابع و الخير :أن هللذه الوراق النقديللة عبللارة عللن
نقد مستقل قائم بذاته يجري عليلله مللا يجللري علللى الللذهب
والفضة من الحكام .
وهذا القول هو قول أكثر العلماء وبه أفتت هيئة كبار العلماء
بالمملكة العربية السعودية وكللذلك أيض لا ً هللو قللرار المجمللع
الفقهي بمكة المكرمة وكذلك أيض لا ً هللو قللرار مجمللع الفقلله
السلمي وهذا القول هو الصواب .
فنقول بأن هذه الوراق عبارة عن نقللد مسللتقل قللائم بللذاته
يجري عليه ما يجري على الذهب والفضة من الحكام .
ويترتب على ذلك :أن الزكاة تجب في هذه الوراق النقديللة
كما أن الزكاة تجب فللي الللذهب والفضللة ،وإن لللم يحركهللا
بالبيع والشراء كما أن النسان لللو كللان عنللده ألللف جنيلله أو
ألف سبيكة من سبائك الذهب تجب فيها الزكاة ،بخلف من
قال :بأنها عروض تجارة مثل الكتب ومثل اللبسللة فهللذه ل
تجب فيها الزكاة إل إذا كان يباع ويشترى فيها فقط .
والصواب أنها نقد قائم بذاته وأن الزكاة واجب فيهللا ويجللري
عليها ما يجري على الذهب والفضة من الحكللام ،ويسللتثنى
من ذلك حلي النساء علللى الخلف المعللروف مللا عللدا ذلللك
تجب الزكاة في ذاتها .
-3نصاب الوراق النقدية :
اختلللف العلمللاء رحمهللم الللله تعللالى فللي نصللاب الوراق
النقدية .هل يقدر بالذهب أو يقدر بالفضللة أو يقللدر بللالحظ
للفقراء من الذهب والفضة ,المتأخرون لهم في ذلللك ثلثللة
أراء :
الرأي الول :قالوا بأن نصاب الوراق النقدية يقللدر بالفضللة
يعني إذا بلغ نصاب الفضللة وجبللت فيلله الزكللاة وإذا لللم تبلللغ
نصاب الفضة ل تجب فيها الزكاة .واستدلوا على ذلك :
567
* بأن التقدير بالفضة مجمع عليه لثبوت الفضة .
* لن هذا أنفع للفقراء لن الغالب أن الفضة هي أرخص من
الذهب .
الللرأي الثللاني :أن هللذه الوراق يقللدر نصللابها ببلللوغ نصللاب
الذهب واستدلوا على ذلك :
* بأن قيمة الذهب ثابتللة ل تتغيللر بخلف قيمللة الفضللة فإنهللا
تهبط .
الرأي الثالث :أنه ينظر إلى الحللظ للفقللراء مللن الللذهب أو
الفضة ،واستدلوا على ذلك :
* أن الشريعة جاءت بإثبات نصللاب الللذهب ،وإثبللات نصللاب
الفضة .
* ولنه أحوط وأبرأ للذمة وأنفع للفقراء .
وهذا القول هللو القللرب ،نقللول :بللأن نصللاب هللذه الوراق
النقدية يعتبر بنصللاب الللذهب أو نصللاب الفضللة بنظللر القللل
منهما ،فينظر للقل من نصاب الذهب أو نصاب الفضة .
وعلى هذا إذا أردت أن تخللرج نصللاب الوراق النقديللة اليللوم
بالريللالت السللعودية أو بالجنيهللات المصللرية أو بالجنيهللات
السودانية أو غير ذلك من هذه العملت ،فإنك تنظر لنصللاب
الفضة كم يساوي اليوم وتنظر أيضا ً إلى نصللاب الللذهب كللم
يساوي بالوراق النقدية ،فنصاب الفضة بالغرامات يساوي :
خمس مئة وخمسة وتسعين ) (595جراما ً من الفضة .
وأما نصاب الللذهب بالغرامللات يسللاوي :خمسللة وثمللانون )
(85جراما ً على الصحيح وهو موضع خلف ؛ الللدينار يسللاوي
مثقال .
و اختلف العلماء رحمهم الله في وزن المثقلال بالجرامللات :
قيل ثلث ونصف ) (3.5جراما ً ،وقيللل ثلث وسللتين )(3.60
جراما ً ،وقيل أربعة وربللع ) (4.25جراملا ً ،وهللذا القللول هللو
القرب أنه أربعة وربع جراما ً ،فعندنا نصاب الللذهب يسللاوي
عشللرين مثقللال ً فنضللرب أربعللة وربللع فللي عشللرين مثقللال
568
يساوي خمسة وثمانين جراما ً من الللذهب)85 =20×4.25
جراما ً (.
وأما نصاب الفضة فيسلاوي خمللس مئة وخمسلة وتسلعين )
(595جراما ً من الفضة ،ونصاب الذهب يساوي 85جرامللا ً
من الذهب .
فإذا قلنا أن المعتبر هو نصاب الفضة نصللاب ،فكللم يسللاوي
غرام الفضة اليوم ؟ الظاهر أن غرام الفضة مللا يقللرب مللن
ريللال ،ولنفللرض أنلله ريللال فيكللون نصللاب الوراق النقديللة:
فنضرب الريال بعدد الغرامات فيساوي خملس مئة وخمسلة
وتسعين ) (595ريال )595جراما ً × 1ريال = 595ريللال ً (
فالذي عنده من الوراق النقدية نصاب خمللس مئة وخمسللة
وتسعين ) (595ريال ً وجبت عليه الزكاة ،والذي عنللده أقللل
من هذا النصاب فل تجب عليه الزكاة.
وإذا قلنا أن المعتبر هو نصاب الذهب :فنصاب الذهب اليوم
مرتفع ،وسمعت أنه وصل الغرام الواحد إلى سبعين ريللال ً :
فنضرب خمسة وثمانين جراما ً من الذهب في سللبعين ريللال ً
فيساوي خمسة آلف وتسعمائة وخمسين ) (5950ريال ً .
فإذا قلنا بأن المعتبر نصاب الذهب فل تجب الزكاة في هللذه
الوراق النقديللة حللتى تبلللغ هللذا المقللدار وهللو خمسللة آلف
وتسع مئة وخمسين ) (5950ريال ً سعودي ،لكن إذا قلنا أن
المعتبر هو نصاب الفضة فتجب الزكاة إذا بلغت هذه الوراق
النقدية خمللس مئة وخمسللة وتسللعين ) (595ريللال ً .فأيهمللا
الحظ للفقللراء فهللل بللأن نقللدر بالللذهب أو نقللدر بالفضللة ؟
نقللول :نقللدر بالفضللة فللالحظ اليللوم ومللن زمللان قللديم أن
الحظ هو الفضة .
وعلى هذا إذا أردت أن تعرف مقدار نصللاب الوراق النقديللة
عليك أنك تسأل كم قيمللة الغللرام الفضللة فللإذا قيللل لللك إن
غرام الفضة يساوي ريال ً أو ريالين فاضللربه فللي خمللس مئة
وخمسة وتسعين ) (595جراما ً من الفضة وحينئذ يتللبين لللك
كم مقدار النصاب في هذه الوراق النقدية ،ومثل ذلك أيضا ً
569
العملت الخللرى :الجنيلله المصللري أو الجنيلله السللوداني أو
الليللرة اللبنانيللة أو السللورية فاضللرب هللذا الجنيلله أو الليللرة
بخمس مئة وخمسة وتسعين غراما ً مللن الفضللة ويخللرج لللك
نصاب الوراق النقدية بتلك العملة .
المسألة الثانية :ما يتعلق بزكاة الراتب الشهري
تعريف الراتللب الشللهري :هللو الجللر الللذي يتقاضللاه الجيللر
الخاص مقابل عمله كللل شللهر وهللذا هللو الغللالب الن علللى
المللوظفين فللإنهم يأخللذون أجللورا ً شللهرية ل سللنوية ول كللل
شهرين.
بالنسبة للراتب الشهري لكي نعرف كيف تكون زكللاته ل بللد
أن نبين المال المستفاد فللي أثنللاء الحللول هللل يسللتأنف للله
حول مستقل أو أن حوله حول المال الذي عنده ؟.
الموال المستفادة تنقسم إلى ثلثة أقسام :
القسم الول :أن يكون المال المستفاد ربللح تجللارة أو نتللاج
سائمة :
فلإذا كلان ربللح تجلارة أو نتللاج سللائمة فحللوله حلول أصلله ،
ولنضرب مثال ً على نتاج السللائمة :هللذا رجللل عنللده خمللس
من البل سائمة ابتدأ عليها الحول مللن محللرم ،وفللي شللهر
ذي الحجة في آخللر السللنة أنتجللت خمس لا ً أخللرى فللالخمس
الثانيللة هللذه هللل لهللا حللول مسللتقل أو نقللول حولهللا حللول
أصلها ؟ نقول حولها حول أصلها وحينئذ إذا جاء شللهر محللرم
نقول يزكي عن عشر من البل مع أن الخمس الجديدة هذه
من البل ما مكثت عنده إل شهرا ً .
وأيضا ً ربح التجارة الذي يبيع ويشتري ،المللوال هللذه حولهللا
حول أصلها ،مثال على ذلللك :صللاحب بقالللة افتتللح البقالللة
في شهر محرم بخمسين ألف ريال يبيع ويشللتري ولمللا جللاء
شهر محرم مللن السللنة المقبلللة عنللده بضللائع الن اشللتراها
وأصبحت قيمة البقالة تساوي ثمانين ألف فحكم الزيادة هذه
بأن حولها حللول أصلللها .فللإذا جللاء محللرم ل يقللول أن هللذه
البضائع الن جديدة و ل يقول الربح الللذي اكتسللبه الن إنمللا
570
نقول هذه حولها حول أصلها فيجللب عليلله أن يزكللي الجميللع
يقدر سعر بيع هذه البقالة تساوي ثمانين ألف والتي اشتراها
الن فيخرج زكاة الجميع .
فتلخص لنا القسم الول وهو ما إذا كان نتاج سللائمة أو ربللح
تجارة هذا نقول بأن حوله حول أصله .
القسم الثاني :أن يكون المال المستفاد ليللس نتللاج سللائمة
ول ربح تجارة ويخالف جنس المال الذي عنده :
ولنفرض أن عنده نصاب من البل وجاءته أمللوال مثل ً :إرث
أو هبة كما لو وهب له شخص عشللرة آلف ريللال ،أو جللاءه
راتب شهري خمسللة آلف ريللال أو ورث مللن أبيلله أو جللاءته
هبة خمسة ألف وعنده سائمة ،فهذه الموال التي جاءته ل
تضللم إلللى السللائمة بالتفللاق ،السللائمة لهللا حولهللا وهللذه
الدراهم التي جاءته لها حول مستقل من حين ملكها .
القسم الثالث :أن يكون المال المسللتفاد ليللس ربللح تجللارة
ول نتاج سائمة ويكون من جنس المال الذي عنده :
مثال :رجل عنده عشرة آلف ريللال ثللم جللاءه مرتللب ألللف
ريال هذه اللللف هللل يضللمها إللى العشلرة الللتي عنللده فلي
الحول أو نقول بأن هذه اللف يستأنف لها حول ً جديدا ً ؟ هذا
موضع خلف بين الجمهور وبين الحنفية رحمهم الله :
الرأي الول :مذهب الحنيفية :يقولون مادام أنه من جنسلله
عنده الن عشللرة آلف وجللاءه ألللف والجنللس واحللد يضللمه
ويكون هذا المستفاد حوله حول أصله .
الرأي الثاني :رأي الجمهور أنه يستأنف له حول ً مستق ً
ل.
والصواب ما ذهب إليه جمهور العلماء رحمهم الله .
إذا فهمنا هللذا الخلف يللأتي عنللدنا الن مللا يتعلللق بللالرواتب
الشهرية الن هذا الموظف قبض في شهر محرم ألفي ريال
راتب وقبض في شهر صفر ألفي ريال وقبض في شهر ربيع
ألفي ريال
على رأي الحنفية يبدأ الحول من أول شهر قبض فيلله المللال
-وهو محرم -لنه يضمونه بالحول .
571
وعلى رأي الجمهور كل راتب يكون له حول مستقل فراتللب
محرم تجب فيه الزكاة في محرم وراتب صفر تجللب الزكللاة
فيه في صفر وربيع في ربيللع وهكللذا فكللل مرتللب يكللون للله
حول مستقل وهذا فيه مشللقة ولهللذا أفتللت اللجنللة الدائمللة
للفتللاء بالمملكللة بللأن الحسللن للنسللان أن يحللدد وقتللا ً
وينظركم تجمع عنللده مللن الرواتللب فمللا حللال عليلله الحللول
يكون أدى زكاته في وقته وما لللم يحللل عليلله الحللول يكللون
عجل زكاته وتعجيل الزكاة عند جمهور العلماء أن هللذا جللائز
ول بأس به خلفا ً للمالكية.
وحينئذ نقول إذا غلب عل النسان الحرص كما ذكرت اللجنة
الدائمة للفتاء بالمملكة فعليه أن يجعل جدول ً حسللابيا ً وهللذا
الراتب مللتى يكللون ملكلله ومللتى يكللون يحللول عليلله الحللول
والراتب الثاني وهكذا وهذا فيه مشقة وفيه تعب وقللد يللؤدي
إلى نسيان الزكاة وإن غلب عليه نفع المستحقين والحتيللاط
فنقول هذا يضللرب وقتلا ً محللددا ً وينظللر إلللى الرواتللب الللتي
تجمعت عنده ولم يستهلكها فما حال عليه الحول يكللون أدى
زكاته في حوله وما لللم يحللل عليلله الحللول يكللون قللد عجللل
زكاته وتعجيل الزكاة عند جمهور العلماء رحمهم الللله جللائزة
خلفا ً لما ذهب إليه المام مالك رحمه الله تعال فإنه ل يللرى
تعجيل الزكاة إل في المسألة اليسيرة .
المسألة الثالثة : :زكاة مكافأة نهاية الخدمة
وتحتها مسائل :
المسألة الولى :تعريف مكافأة نهاية الخدمة:
مكافللأة نهايللة الخدمللة :هللي حللق مللالي أوجبلله ولللي المللر
بشروط محددة على رب العمل لصالح الموظف عنللد انتهللاء
خدمته .
والموظف كما أشرنا سللواًء كللان موظف لا ً ضللمن مؤسسللات
الدولة أو ضمن الشركات الخللرى فللإنه يسللتحق هللذا الحللق
المللالي عنللد تركلله للعمللل سللواٌء كللان سللبب الللترك هللي
الستقالة أو التقاعد أو الوفاة .
572
المسألة الثانية :خصائص هذه المكافأة وسماتها :
النظمة المنظمة لهذه المكافأة جعلت لها سمات وخصائص
:
السمة الولى :أن هذه المكافأة أمر واجب فرضه ولي المر
على رب العمل لصالح الموظللف ول يخضللع فللي فرضلله ول
صفته إلى إرادة طرفي العقد أي هذا أمر واجب جعللله ولللي
المر على هللذه المؤسسللة الللتي يتبللع لهللا الموظللف لصلالح
الموظف ،فإذا أنهى الموظف خدمته فإن هذه المؤسسة أو
الشركة يجب أن تدفع لهذا الموظف كذا وكذا من المال .
السمة الثانية :أن مقدار مكافأة نهاية الخدمة يتحدد بناءً عل
سبب انتهاء خدمته ومدة الخدمة ومقللدار الراتلب الخيللر لله
أثر في كثرة هذه المكافأة أو قلتها .
السللمة الثالثللة:وهللذه مهمللة جللدا ً ولهللا أثللر فللي زكللاة هللذه
المكافأة أن وقت اسللتحقاق الموظللف للمكافللأة عنللد نهايللة
خدمته فل يحق له أن يطالب بها قبل انتهاء خللدمته كمللا أنلله
أيضا ً ل يجوز له أن يتنازل عنها .
السللمة الرابعللة :أن هللذه المكافللأة يسللتحقها الموظللف إذا
انتهت خدمته أثناء حياته أما إذا انتهت خدمته بسللبب الوفللاة
فيسللتحق المكافللأة مللن يعللولهم هللذا الموظللف دون التقيللد
بقواعد الرث الشرعية بمعنى أن الذين ل يعللولهم الموظللف
ل يستحقون شيئا ً من هذه المكافأة ولو كانوا وارثين .وهللذه
أيضا ً لها أثر في بيان كيفية زكاة هذه المكافأة.
السمة الخامسللة :أن هللذه المكافللأة يحللق لللرب العمللل أن
يحرم منها الموظف في بعض الحالت كما لو ارتكللب بعللض
الخطاء .
المسللألة الثالثللة :التكييللف الشللرعي لزكللاة مكافللأة نهايللة
الخدمة:
اختلف المتأخرون في ذلك على أقوال :
القللول الول :أن مكافللأة نهايللة الخدمللة هللي أجللرة مؤجلللة
ويعللون ذلك بأن رب العمل سواء كللانت مؤسسللة حكوميللة
573
أو كانت شركة أثناء تعاقللده مللع هللذا الموظللف يلحللظ قللدر
هذه المكافأة وكذلك قدر الراتللب ممللا يللدل عللل أنهللا أجللرة
مؤجلة .
القول الثاني :أنها تأمين من مخاطر انتهللاء العقللد يعنللي أن
هذا الموظف عند انتهاء خدمته يحتاج إلى شلليء مللن المللال
واسلتدلوا بلأن هلذه المكافلأة فيهلا خصلائص التلأمين ففيهلا
من عليه وقسط التأمين والنتيجة . مؤ َ ّ
من و ُمؤ َ ّ
ُ
القول الثالث :بأنها تبرع أو التزام بالتبرع .
القللول الرابللع :أنلله حللق مللالي أوجبتلله الدولللة للموظللف
واستدلوا على ذلك قالوا :بأن مللن حللق المللام العظللم أن
ينشئ بعض الحقوق والواجبات على الرعية وللرعية إذا كان
هناك مصلحة .
وهذا القول الخير هو الصواب .
المسألة الرابعة :مكافأة نهاية الخدمة كيف تكون زكاتها
إذا أنهى الموظف وظيفته بسبب الستقالة أو بسبب التقاعد
أو بسبب الوفاة وأخذ هذه المكافأة من يعللولهم الموظللف ،
فكيف زكاة هذه المكافأة ؟
نقللول :مللن خلل مللا ذكرنللا مللن خصللائص هللذه المكافللأة
وتكييفها الشرعي تبين لنا أن الموظف يمتلك هذه المكافللأة
ضه لهذه المكافأة ،فللإذا انتهللت خللدمته بعد نهاية خدمته وقَب ْ ِ
وقبض هذه المكافأة أو قبضها مللن يعللولهم نقللول الن ابتللدأ
عليها حول الزكاة أما حين القبللض فللإنه ل زكللاة فيهللا إل إذا
قلنا على الرأي الول إذا قلنا بأنها أجرة مؤجلللة فللإذا قبضللها
يزكيها مباشرة .
أما إذا قلنا على الرأي الخير وهو الللذي رجحنللاه وأنهللا حللق
مالي توجبه الدولة للموظف أو أنها التزام بالتبرع نقول على
هذين الرأيين بأن الموظف إذا قبض هذه المكافأة بعد نهايللة
خدمته فإنه يسللتأنف بهلا حللول ً مسللتقل ً فلإن اسللتهلكها قبللل
الحول فل زكاة فيها وإن حال عليها الحول وهللي عنللده فللإن
فيها الزكاة ويرجح هذا القول ويعضده :
574
در لهذه المكافللأة بي ّللن وقللت اسللتحقاقها وأن ص ِم ْأول ً :أن ال ْ ُ
الموظف ل يستحقها إل عند نهايللة خللدمته فللالن ملكهللا أمللا
قبل ذلك فللإنه ل يسللتحقها ول يجللوز للله أن يتنللازل عنهللا ول
يجوز له أن يتصرف فيها بشراء ونحو ذلللك فللإنه ل يسللتحقها
إل عند نهاية خدمته وإن كان كذلك فل تجلب فيهلا الزكلاة إل
بعد أن يحول عليها الحول .
ثانيا ً :أن الموظف ل يملك أن يتصرف في هذه المكافأة ول
يملللك أن يشللتري فيهللا ،فمثل ً لللو كللان يسللتحق عنللد نهايللة
خدمته مبلغ مئة ألف ريال ل يملك أن يشللتري فيلله ل يملللك
أن يتنازل عنهللا ممللا يللدل علللى أنلله ل يملكهللا إل عنللد نهايللة
خدمته وحينئذٍ تدخل في ملكه وبالتللالي فللإنه يحتللاج إلللى أن
يحول عليها الحول .
ثالثا ً :أن الموظف لو كان سبب ترك وظيفته هو الوفاة فإنه
ل يسللتحق هلذه المكافللأة وإنمللا يسلتحقها ملن يعلولهم هللذا
الموظف .
رابعا ً :أن هذه المكافأة غير مستقرة فقد يحرمها الموظللف
حسب الشروط والنظمللة الللتي سللنت هللذه المكافللأة فقللد
يكللون عنللد الموظللف أخطللاء تقتضللي أن يحللرم مللن هللذه
المكافأة .
الترجيح :أن هذه المكافأة الللتي يقبضللها الموظفللون سللواءً
كانوا تابعين لمؤسسات الدولة أو تللابعين للشللركات الخللرى
أن هذه المكافأة ل تجب فيها الزكاة إل بعد أن يحللول عليهللا
الحول فإن استهلكوها قبل الحول فإنه ل زكاة فيها .
المسألة الرابعة :ما يتعلق بزكاة المال المحرم
بسبب وجود الن بعض المعاملت التي تخالف الشللرع يكللثر
سؤال الناس عن زكللاة المللوال المحرمللة وهللل تجللب فيهللا
الزكاة أو ل تجب فيها الزكاة ؟
عندنا في هذه المسألة ثلث مسائل :
المسألة الولى :تعريف المال المحرم.
المسألة الثانية :بيان قسمي المال المحرم.
575
المسألة الثالثة :زكاة المال المحرم بقسميه .
فالمسألة الولى :وهي تعريف المال المحرم :
المال المحرم :هو كل ما حرم الشارع على المسلم تملكلله
والنتفاع به .
المسألة الثانية :قسما المال المحرم :
فالمال المحرم ينقسم إلى قسمين :
القسم الول :محرم لذاته .
القسم الثاني :محرم لوصفه .
المحرم لذاته :هو الللذي ذاتله وعينلله محرمللة مثللل :الخمللر
فالخمر ذاته وعينه محرمة ،ومثل الدخان ،الخنزير ...إلخ.
المحرم لكسبه :وهو المال الذي ذاته مباحة ليست محرمللة
لكن طرأ عليله التحريلم بسلبب مخالفلة الشلرع فلي وجلوه
الكتساب ،مثال ذلللك :هللذه الريللالت ذاتهللا وعينهللا مباحللة
لكن قد يطرأ عليها التحريم فتكون جاءت مللن جهللة محرمللة
كالربللا مثل ً أو مللن جهللة بيللع المحرمللات أو مثل ً عللن طريللق
الرشوة فهذا نسميه محرم لكسبه .
المسألة الثالثة :الزكاة في الموال المحرمة :
الزكاة في الموال المحرمة تختلف باختلف هذين القسمين
:
القسم الول :زكاة المال المحرم لعينه وذاته :فهذا باتفللاق
الفقهاء أنه ل تجب فيلله الزكللاة ولنفللترض أن صللاحب بقالللة
يبيع في بقللالته مللوادا ً غذائيللة ويللبيع دخانلا ً ،المللواد الغذائيللة
بخمسين ألف ريال والدخان بألف ريال نقول هذا الدخان مللا
تجب فيه الزكاة يخرج الزكاة عن الموال المباحة شرعا ً أمللا
الدخان فهذا ل تجب في الزكاة .
ومثل ذلك أيضا ً لو كان صاحب الللدكان يللبيع الللدخان أو يللبيع
الشيشة أو يبيع الغاني فهذا ل زكاة فيه والدليل على هذا :
حديث أبي هريرة tأن النبي rقال » :أيهللا النللاس ،إن الللله
طيب ل يقبل إل طيبا ،وإن الله أمللر المللؤمنين بمللا أمللر بلله
المرسلللين ،فقللال â :يللا أيهللا الرسللل كلللوا مللن الطيبللات
576
واعملوا صالحا إني بما تعملون عليم? وقال â :يا أيهللا الللذين
آمنوا كلوا من طيبات ما رزقناكم? ،ثم ذكر :الرجللل يطيللل
السفر أشعث أغبر ،ثم يمد يللده إلللى السللماء ،يللا رب ،يللا
رب ،ومطعملله حللرام ،ومشللربه حللرام ،وملبسلله حللرام ،
وغللذي بللالحرام ،فللأنى يسللتجاب لللذلك «) (6أي ب َُعللد أن
يستجاب لهذا فهذا الرجللل اسللتجمع صللفات إجابللة الللدعاء :
مسافر وأطال المسير وأشعث رأسلله واغللبرت قللدماه ومللد
يديه إلى السماء لكن ردت يداه خائبتين لنه جعل بينه وبيللن
رحمة الله عز وجل مانعا ً بأكل الحرام ولبس الحرام ،فللالله
عز وجل طيب ل يقبل إل طيبا ً .
وأيضا ً نعلم أن عدم إجابة الزكاة عليه ليس تخفيفا ً وإنما هللو
من باب التغليظ عليه والرد لفعله وأن مثللل أمللواله هللذه إذا
كان الله عز وجل ل يلثيبه عليهلا ول يلؤجره عليهلا ول يقبلهلا
منه ففي هذا زجر له وردع في أن يللترك مثللل هللذا العمللل ،
فماذا تساوي الدنيا إذا كنا نقللول للله ل نريللد أموالللك ل نريللد
صدقتك ؟!.
القسم الثاني :زكاة الموال المحرمة لكسبها :وكما أشللرنا
أن هذه أن أصلها مباحة لكللن طللرأ عليهللا التحريللم بمخالفللة
الشرع في وجوه الكتساب كما لو اكتسب عشرة ألف ريال
عن طريق الرشوة ،أو اكتسبه عن طريق الربا ،أو اكتسللبه
عن طريق بيع المحرمات مثل بيع الللدخان ونحللو ذلللك فهللل
فيه الزكاة أوليس فيه الزكاة ؟
هذا اختلف فيه المتأخرون :
الرأي الول :عدم وجللوب الزكللاة فللي هللذا المللال المحللرم
وهذا ما عليه عامة المتقللدمين وكللذلك أيضلا ً هللو قللول أكللثر
الفقهاء المعاصرين ). (7
واستدلوا :
* بحديث ابن عمر قال :سللمعت رسللول الللله » : rيقللول ل
تقبل صلة بغير طهور ول صدقة من غلول « رواه مسلم .
577
* حديث أبي هريرة tوفيه قول النبي » : rإن الللله طيللب ل
يقبل إل طيبا ً « ).(8
* أن الزكاة ل تجب إل فيمللا يملكلله المسلللم وهللذا المللال ل
يملكه المسلم لنلله يجللب عليلله أن يتخلللص مللن هللذا المللال
المحرم بطرق التخلص التي ذكرها العلماء رحمهم الله .
الرأي الثاني :أن الزكاة واجبة في هذا المال المحرم .
واستدلوا على ذلك :
* أن هذه الموال المحرمة لو أعفي النللاس مللن زكللاة هللذه
الموال المحرمة لتتايع الناس في هذه المكاسللب المحرمللة
فلهذا نوجب عليهم الزكاة .
والجواب عن هذا :
سلم . م َأول ً :نقول بأن هذا غير ُ
ثانيا ً :أن عدم أخذ الزكاة ليس من باب التخفيللف وإنمللا هللو
من باب الزجر والردع بل إن عللدم أخللذ الزكللاة هللذا سلليؤثر
في نفسه وسيدفعه إلى ترك مثل هذا العمل .
* أن الزكاة تجب في الحلي المحرم ،فالحلي المحرم ينص
العلماء على أن الزكاة واجبة مثال ذلك لو كلان عنلدنا ذهلب
على صورة تمثللال هللذا التمثللال محللرم ول يجللوز ومللع ذلللك
العلماء رحمهم الله ينصون عل وجوب الزكاة فيه .
والجواب عن هذا :
نقول :فرق بين هذا التمثال وبيللن هللذه المللوال المكتسللبة
من الحرام ،فهذا التمثال تجب الزكاة فللي عينلله يعنللي فللي
الذهب الموجود فقللط دون اعتبللار للصللورة المحرمللة ،فلللو
فرضنا أن هذا التمثال وهو بهللذه الصللورة المحرمللة يسللاوي
ألف ريال فإننا ل نعتبر هذه الصورة المحرمة ونلغيها ونعتبره
كأنه لم يصنع ونقدره موزونا ً ،وأمللا الصللورة المحرمللة فللإن
الفقهاء ينصون على أنهللا ل تجللب فيهللا الزكللاة وأن المحللرم
شرعا ً كالمعدوم حسا ً .
وحينئذ يتلخص لنا أن القسم الثاني وهللي المللوال المحرمللة
بسبب الكسب أيضا ً ل تجب فيها الزكاة .
578
المسألة الخامسة :زكاة الموال العامة
المللوال العامللة هللذه تشللمل المللوال التابعللة لللبيت مللال
المسلمين ،والموال التابعة للجهات الخيرية كجميعة تحفيظ
القللرآن ،وجمعيللات الللبر ،والمكللاتب التعاونيللة للللدعوة ،
والموال الموصى بها في جهات عامة ،ومثلها الوقاف الللتي
تكون على جهات عامة مثل رجل وقف مئة ألف ريللال علللى
جهللة عامللة لطلب العلللم ،للفقللراء ،لكللي يشللتري بلله
المسجد..إلخ ،وغير ذلك من الجهات الخيرية فهذه الجهللات
ونحوها الللتي يكللون عنللدها شلليء مللن المللال مللن صللدقات
المحسنين ،هللل إذا حللال عليلله الحللول علللى هللذه المللوال
العامة عيها زكاة أو ليس فيها زكاة ؟
هذه المسألة تحتها مسائل :
المسألة الولى :تعريف المال العام .
المسألة الثانية :مبنى القول بزكاة المال العام .
المسألة الثالثة :إذا استثمرت هذه الموال العامة في الللبيع
والشراء وأصبحت عروض تجارة يباع ويشترى فيها.
المسألة الولى :تعريف المال العام
المال العام :هو المال المرصللد للنفللع العللام دون أن يكللون
مملوكا ًً لشخص معين .
المسألة الثانية :مبنى وجوب الزكاة في المال العام أو عدم
الوجوب.
ينبني على هذه المسألة ما ذكره الفقهاء رحمهم الله من أن
من شروط وجوب الزكاة أن يكللون المللال الللذي تجللب فيلله
الزكاة مملوكا ً ملكا ً تاما ً لمعين .
والملك التام :كما فسره كثير من العلمللاء أي ملللك الرقبللة
والقدرة على التصرف فيه في الحال وفي المآل .
ودليل هذا الشرط -أن يكون المال مملوكا ً ملكا ً تاما ً لمعين
:-
ة ت ُط َهُّر ُصللد َقَ ً َ
مهلل ْ م َ وال ِهِ ْ
ملل َ
نأ ْ ملل ْ خللذ ْ ِ* قللول الللله تعللالىُ â :
ع
مي ٌسل ِه َ م َوالل ّل ُ ن ل ّهُ ل ْسك َ ٌ ك َ صل َت َ َن َ م إِ ّل عَل َي ْهِ ْ
ص ّ وَت َُز ّ
كيِهم ب َِها وَ َ
579
م ?فأضللاف خذ ْ م ل َ
وال ِهِ ْ
مل َ
نأ ْم ? ) (9فقال الله عز وجل ْ ِ ُ â عَِلي ٌ
الملللوال إليهلللم مملللا يلللدل عللللى ملكهلللم لهلللذه الملللوال
واختصاصللهم بالتصللرف فيهللا فللدل ذلللك علللى أنلله يشللترط
لوجوب الزكاة أن يكون مالكا ً لها ملكا ً تاما ً وأن يكون معينا ً .
* حديث ابن عباس رضي الله عنهما لما بعث النبي rمعللاذا ً
إلى اليمن فقال » :إنك تأتي قوما ً أهل كتاب فليكللن أول مللا
تدعوهم إليه شهادة أن ل إله إل الله وأن محمدا ً رسول الللله
فإن هم أجابوك لذلك فأخبرهم أن الله افترض عليهم خمس
صلوات في اليوم والليلة فإن هم أجابوك لذلك فللأخبرهم أن
الللله افللترض عليهللم صللدقة تؤخللذ مللن أغنيللائهم وتللرد عللل
فقرائهم « ) (10الشاهد هنا قوله عليلله الصلللة والسلللم» :
تؤخذ من أغنيائهم « فإن النبي rأضاف المللال إليهللم ،فللدل
ذلك على اشتراط الملك التام لن.
* أن الزكاة تمليك للفقير والتمليك لبد أن يكون مللن مالللك
لهذا المال فإذا لم يكن هللذا المللال للله مالللك لللم تجللب فيلله
الزكاة .
شكر الله عز وجللل علللى نعملة المللال ح َ
كم الزكاة ُ * أن من ِ
وهذا ل يكون إل من المالك .
بعد أن قررنلا أنله يشلترط لوجلوب الزكلاة أن يكللون المللال
لمالك يملك ملكا ً تاما ً ،نسللتطيع أن نفهللم أن هللذه المللوال
العامة التي ليس لهلا ماللك معيلن أنله ل تجللب فيهللا الزكلاة
فالموال التي تكون في بيت المال ويحول عليها الحول هذه
ل تجب فيها الزكاة وكذلك أيضا ً الموال الني تكون لجمعيات
الللبر ويحللول عليهللا الحللول أو جمعيللات تحفيللظ القللرآن أو
لمكاتب الدعوة وغير ذلك مللن الجهللات الخيريللة أو المللوال
الموقوفة عل جهات عامة كالموقوفللة علللى طلبللة العلللم أو
على بناء مساجد أو موصى بها ،نقول هذه كلها ل تجب فيها
الزكاة إذا حال عليها الحول لنها ليس لها مالك معين .
المسألة الثالثة :إذا استثمرت هذه الموال
580
يعني لو أن الجهة التي عندها هذه الموال اسللتثمرتها بللالبيع
والشراء والمضاربة لكي ُتنمي هذه الموال فهل تجللب فيهللا
الزكاة أو ل تجب فيها الزكاة ؟
سللبق أن قررنللا أنلله ل تجللب فيهللا الزكللاة لكللن اختلللف
المتأخرون فيما إذا استثمرت هللذه المللوال بللالبيع والشللراء
فهل هذا العمل يوجب الزكاة أو ل يوجب الزكاة ؟
اختلفوا في ذلك عل رأيين :
الرأي الول :إذا استثمرت هذه المللوال فللإن الزكللاة تجللب
فيها ،وهذا قال به بعض المتأخرين وأخللذ بلله قللانون الزكللاة
السوداني.
استدلوا على هذا :قالوا بأن بيت المللال قبللل أن تسللتثمر ل
زكاة فيه لن مصرف بيت المال يختلف عن مصللرف الزكللاة
أما الن ِبيعَ واشُتريَ فأصبحت أموال زكوية .
الللرأي الثللاني :ل تجللب فيلله الزكللاة وهللذا مللا عليلله أكللثر
المتللأخرين وبلله أفتللت النللدوة الثالثللة عشللر لقضللايا الزكللاة
المعاصرة في الكويت بالكثرية .
استدلوا بأدلة منها ما تقدم من أنله يشلترط لوجلوب الزكلاة
أن تكون مملوكة ملكا ً تاما ً لمعين وكونه عمل بها الن هذا ل
يخرجها عن أن تكون غير مملوكة .
وهذا القول أنه ل زكاة فيها هذا هو القرب وعلى هذا نقللول
هذه الموال وإن أتجللر فيهللا وعمللل بهللا نقللول بللأنه ل زكللاة
فيها .
ويترتب عل هذا القول :
أول ً :أن الشركات السللتثمارية الللتي تكللون ملك لا ً للدولللة ل
زكاة فيها .
ثاني لا ً :أن الشللركات السللتثمارية الللتي تملللك الدولللة فيهللا
أسهما ً فنصيبها من هذه السهم ل زكاة فيها .
المسألة السادسة :ما يتعلق بزكاة السندات
أول ً :تعريف السندات
581
صلدُِرها بعللض الللدول أو السندات :هي عبارة عللن صللكوك ت ُ ْ
مثل قرضا ً عليها تلتزم بسللداد هللذا القللرض بعض الشركات ت ُ َ
الذي عليها في زمن محدد وبفوائد ثابتة.
مثللال ذلللك :شللركة بحاجللة إلللى أمللوال لكللي تتلفللى هللذه
الخسللارة أو أن هللذه الشللركة تريللد أن تنمللي اسللتثماراتها
فتقوم بإصدار مثل هذه السندات فتطلب من النللاس أمللوال ً
مثل ً ألف ريال ،فتعطيهم هذه السندات بفائدة ،ولشللك أن
هذه السندات محرمة ول تجوز لنهللا مللن الربللا فهللي قللرض
بفائدة فهي داخلة في الربا المحرم .
اختلف العلماء رحمهم الللله تعللالى فللي هللذه السللندات هللل
تجب فيها الزكاة أو ل تجب فيها الزكاة ؟
لكي يتبين لنا هل في هذه السندات زكاة أو ليس فيها زكللاة
لبد لنا أن نبحث مسألتين :
المسألة الولى :هل تجب الزكاة في الديون أو ل تجب ؟
لن هذه السندات عبللارة عللن ديللون – قللروض – علللى هللذه
الدولة أو هذه الشركة .
المسألة الثانية :هل تجللب الزكللاة فللي المللال المحللرم أو ل
تجب الزكاة في المال المحرم ؟
وهذه المسألة سبق الكلم عليها وقلنا أن المللوال المحرمللة
سواٌء كانت محرمة لكسبها أو لعينها أنه ل زكاة فيها .
بالنسبة للمسألة الولى العلماء رحمهم الله يقسمون الللدين
إلى ثلثة أقسام :
القسم الول :الدين الذي يكون على مليء باذل .
القسم الثاني :الدين الذي يكون على معسر أو مماطل .
القسم الثالث :دين مؤجل .
هللذه ثلثللة أقسللام فنحتللاج إلللى أن نسللتعرض كلم العلمللاء
رحمهم الله في كل قسم من هذه القسام ولو علللى سللبيل
الجمللال لكللي نرتللب علللى هللذه المسللألة مللا يتعلللق بزكللاة
السندات :
582
القسم الول :وهللي الللديون الللتي تكللون علللى مليللء بللاذل
يعني غني غير مماطل .هل تجب الزكاة في هذه الللديون أو
ل تجب الزكاة في هذه الديون ؟
هذه اختلف فيها العلماء رحمهم الله على ثلثة أراء :
الرأي الول :وجوب الزكاة فللي الللديون مطلقلا ً وهللذا قللول
أكثر أهل العلم فهو مذهب الشافعية ومذهب الحنابلة ،لكللن
الشللافعية أشللد مللن الحنابلللة فالشللافعية يقولللون يجللب أن
يزكي كل سنة بسنتها ولو لم يقبض المال .
والحنابلة يقولون :هللو بالخيللار إن شللاء أن يزكللي كللل سللنة
بسنتها وإن شاء أن ينتظر حتى يقبض فلإذا قبلض زكلى علن
كل السنوات الماضية ).(11
واستدلوا عل ذلك :
بعمومات الدلة :
َ
م ?).(12 معُْلو ٌ حق ّ ّ م َ وال ِهِ ْم َن ِفي أ ْ ذي َ * قوله تعالى َâ :وال ّ ِ
وهذا دين مال فهو مال من المللوال فيشللمل المللال العينللي
والمال الديني .
خلذ ْ مل َ
مة ت ُط َهُّرهُل ْصلد َقَ ً م َ وال ِهِ ْ
مل َ
نأ ْ ِ ْ * وأيضلا ً قللوله تعللالىُ â :
ع
مي ٌسل ِه َ م َوالل ّل ُ ن ل ّهُ ل ْسك َ ٌ ك َ صل َت َ َن َ ل عَل َي ْهِ ْ
م إِ ّ ص ّ وَت َُز ّ
كيِهم ب َِها وَ َ
م ? ). (13 عَِلي ٌ
* ولقوله »: rفأخبرهم أن الله قد فرض عليهم زكللاة تؤخللذ
من أموالهم «) . (14فهذه أموال ل شك أنها أموال ول أحللد
يقول بأن الدين ليس مال ً فيدخل تحت هذه العمومات .
* وهذا وارد عن جمع من الصحابة رضي الله عنهللم كعثمللان
وابن عمر وجابر وعلي وعائشة رضي الله تعالى عن الجميع
).(15
الرأي الثاني :مذهب المالكية يقولون يجب أن ُيزكللى لسللنة
واحدة فقط بعد أن ُيقبض ).(16
الرأي الثالث :مذهب الظاهرية أنه ل زكاة فيه قالوا لن هذا
وارد عن عائشة رضي الله عنها (17).
583
والصواب في هذه المسألة :ما ذهب إليلله أكللثر أهللل العلللم
من وجوب الزكاة فيها وكما ذكرنا أن هذا هو الللذي دلللت للله
العمومات وأيضا ً هو الوارد عن أكثر الصحابة كعثمان ،وابللن
عمر وجابر ،وعائشة ،وعلي -رضي الله تعالى عن الجميللع
.-
القسللم الثللاني :الللدين الللذي يكللون علللى معسللر أو مليللء
مماطللل أو جاحللد فهللل تجللب فيلله الزكللاة أو ل تجللب فيلله
الزكاة ؟ هذا موضع خلف بين أهل العلم :
الرأي الول :مذهب المام الشافعي ومذهب الحنابلة :
قالوا تجب فيه الزكاة مطلقا ً لجميع السنوات إذا كان الللدين
على معسر أو عللى مليلء مماطلل فلإذا قبضله يزكيله علن
جميع السنوات.
واستدلوا على ذلك :
* بأن هذا وارد عن علللي رضللي اللله عنلله فللإنه قللال » :إذا
كان صادقا ً فليزكيه إذا قبضه «).(18
* أنه وارد عن ابن عباس رضي الله عنهما ).(19
* ويؤيد ذلك أيضلا ً ملا سلبقت الشلارة إليلله مللن أن الللديون
أموال يصح للنسان أن يتصرف فيها بالبراء والحوالة والللبيع
وغير ذلك من التصللرفات بشللروطها المعتللبرة عنللد العلمللاء
صلد َقَ ً
ة خلذ ْ مل َ
م َ وال ِهِ ْمل َ
نأ ِْ ْ رحمهم الله والله عز وجل يقول ُ â
هم َوالل ّ ُ ن ل ّهُ ْ
سك َ ٌك َ صل َت َ َ
ن َ ل عَل َي ْهِ ْ
م إِ ّ ص ّ م وَت َُز ّ
كيِهم ب َِها وَ َ ت ُط َهُّرهُ ْ
م ? ). (20 ميعٌ عَِلي ٌس َِ
* وفي حديث معاذ يقول النبي »: rفللإن هللم أجللابوك لللذلك
فأخبرهم أن الله افترض عليهم صدقة في أموالهم تؤخذ من
أغنيائهم فترد عل فقرائهم «). (21
الرأي الثاني :أن الدين إذا كللان علللى معسللر أو مماطللل أو
جاحد أنه ل زكاة فيه ،وهلذا قللول أبلي حنيفلة رحمله اللله )
.(22
استدلوا على ذلك :
584
* بأنه وارد عن علي رضي الله عنه أيضا ً فإنه قال »:ل زكاة
في الدين الضمار « أي الدين الذي ل يرجى رجوعه .
وعلى هذا القول فإن الدين إذا كلان عللل معسلر أو مماطلل
فل زكاة فيه ،فإذا قبضه يستأنف فيه حول ً مستقل ً .
الرأي الثالث :وسط بين الرأيين ،ذهب إليه المام مالك أن
الدين الذي يكون على المعسر أو علللى المماطللل إذا قبللض
فإنه تجب فيه الزكاة لسنة واحدة فقط ).(23
واستدل على هذا بالقياس على الثمرة فإن الثمرة معدومللة
أو في حكم المعللدوم ثللم بعللد ذلللك إذا حصلللت هللذه الثمللار
وأثمرت الشجار فإن النسان يزكي هذه الثمار مللرة واحللدة
صللادِهِ وَل َح َ م َ
ه ي َلوْ َ
حّقل ُ فقط والللله عللز وجللل يقللول َ:âوآت ُللوا ْ َ
ن ?) (24فللإذا أثمللرت هللذه س لرِِفي َم ْ ب ال ْ ُ
حل ّ س لرُِفوا ْ إ ِن ّل ُ
ه ل َ يُ ِ تُ ْ
النخيل يزكيها مرة واحدة فقللط ،والثمللرة هللذه معدومللة أو
في حكم المعلدوم قلد تحصلل لهلا شليء ملن الفلات اللتي
تتلفها ومع ذلك ل يجب فيها إل زكاة مرة واحللدة ولللو بقيللت
عنده الثمار سنة أو سنتين أو ثلث سنوات ل يجب أن يزكيها
إل مرة واحدة فقط .
وهذا قول وسط بين القولين فنقول الموال التي تكون على
معسرين أو مماطلين أو جاحدين هللذه ل تجللب أن تزكللى إل
مرة واحللدة ومثللل ذلللك أيضلا ً المللوال المنسللية أو المللوال
المسروقة أو المغصوبة أو المنتهبللة أو المختلسللة فللإذا قللدر
عليها النسان فإن يزكيها مرة واحدة فقط .
القسم الثالث من أقسام الللديون :الللديون المؤجلللة :وهللذا
يكثر اليوم في حياة الناس فهذه الديون المؤجلللة هللل تجللب
فيها الزكاة أو ل تجب فيها الزكاة ؟
هذه موضع خلف بين أهل العلم رحمهم الله تعالى :
الرأي الول :مذهب المام أحمد والشافعي أنه يجب الزكاة
في الديون واستدلوا على ذلك :
َ
م ?)معْل ُللو ٌ
ح لق ّ ّم َ وال ِهِ ْ
مل َن فِللي أ ْ ذي َ* بقول الله عز وجلَâ :وال ّ ِ
(25فهذه الديون تعتبر أموال ً .
585
خذ ْ م َ
م ة ت ُط َهُّرهُ ل ْ ص لد َقَ ً
م َ وال ِهِ ْ
مل َنأ ْ * وبقول الله عز وجل ْ ِ ُ â :
ع
مي ٌسل ِه َ م َوالل ّل ُ ن ل ّهُ ل ْسك َ ٌ ك َ صل َت َ َ
ن َ ل عَل َي ْهِ ْ
م إِ ّ ص ّ وَت َُز ّ
كيِهم ب َِها وَ َ
م ? ) (26فهذه الديون وإن كانت مؤجلة فإنها تعتبر مللال ً عَِلي ٌ
ويصللح أن يتصللرف فيهللا بللالبراء ,وبالحوالللة ,وبللالبيع ,
وبالشراء بشروطها المعتبرة فإذا كللان كللذلك فتللدخل تحللت
العمومات .
الرأي الثاني :مللذهب الظاهريللة أن الللديون المؤجلللة أنلله ل
زكاة فيها وهذا ما رجحه شيخ السلم ابن تيميلة رحمله اللله
تعالى .وهو وجه عند الشافعية ووجه عن الحنابلة .
والظاهرية هم أضيق الناس في مسللألة الللديون فل يوجبللون
الزكاة مطلقا ً فللي الللدين سللواء كللان الللدين علللى مليللء أو
معسر أو كان الدين حال ً أو مؤج ً
ل.
وأوسع النللاس فللي مسللألة إيجللاب الزكللاة فللي الللديون هللم
الشافعية والحنابلة .
واستدل الظاهرية بما تقدم مثل :ما ورد عن عائشللة رضللي
الله عنها أنها قالت »:ل زكاة في الدين « .
وأيض لا ً الللدين هللذا غيللر موجللود فل يكلللف النسللان بللإخراج
الزكاة فيه .
والراجح بالنسللبة للللديون المؤجلللة :أنهللا تجللب فيهللا الزكللاة
كسائر الموال فإن كانت هذه اللديون المؤجللة عللى مليلء
بللاذل يجللب أن يزكللي كللل عللام وإن كللانت علللى معسللر أو
مماطل ل تجب الزكاة إل مرة واحدة إذا قبضها .
ومما يؤيد بأن الديون المؤجلة تجب فيها الزكاة :
أول ً :لما ذكرنا من أن هذه الديون تعتبر أموال .
ثانيا ً :أن التأجيل إنما كان باختيار صللاحب المللال فهللو الللذي
اختار أن يؤجل هذا المال أي كللونه غيللر نللامي الن بيللده ول
يملك أن يطالب فيه فهو الذي اختار ذلك .
ثالثا ً :أن التأجيل قد يكللون مقابللل فللائدة اسللتفادها صللاحب
المال وهذا ما يحصل في تقسيط السلع مثللل السلليارات أي
عن طريللق مسللائل التللورق وبيللع السلللع بأجللل فالغللالب أن
586
الذي يللبيعون السلللع بأجللل وتكللون أثمللان المبيعللات مؤجلللة
الغالب أنهم استفادوا من هذا التأجيل فهذا يدل على أن هذا
التأجيل لهم فائدة فيله وإذا كلان لهللم فلائدة فيلله فيطلالبون
بزكاة هذه الموال .
قد يكون الدين إذا كان غير مؤجل مللا اسللتفاد لكللن إذا كللان
مؤجل ً فإنه يكون استفاد فائدةً كبيرة .
قد يقول بعض الناس بأن هلذه الفلائدة تأكلهلا الزكلاة نقلول
هذا غير مسلم فبالنظر إلللى واقللع النللاس نجللد أن الزكللاة ل
تساوي شيئا ً بالنسبة لما يستفيده من التأجيل .
فتلخص لنا أن الديون المؤجلة تجللب فيهللا الزكللاة لكللن كمللا
ذكرنا على حسب التقسيم .
بعللد هللذا العللرض لقسللام الللديون الثلثللة يتللبين لنللا زكللاة
السندات وسبق أن تعرضنا لزكاة المال المحرم فنلخص لنللا
أن المال المحرم ل تجب عليه .
السندات عبارة عللن ديللون بفللوائد والغللالب أن الللذي يصللدر
هذه السندات شللركات أو بنللوك أو دول وهللذه الشللركات أو
البنللوك أو الللدول فللي حكللم المليللء البللاذل ,فتأخللذ هللذه
السندات حكم القسم الول من أقسام الديون فنقول تجللب
الزكاة في هذه السندات لنهلا عبلارة عللن ديللون عللى هللذه
البنوك أو الشركات أو الدول وهذه تكون فللي حكللم المليللء
الباذل ولو كانت مؤجلة كما سلف لنللا أن الزكللاة تجللب فللي
الموال المؤجلة .
أما ما يتعلق بالفائدة الربوية فهللذه موضللع خلف وسللبق أن
ذكرنا أن الموال المحرمة ل تجب الزكاة فيها ،فنقول هللذه
القللروض تجللب الزكللاة فيهللا أمللا بالنسللبة لفوائدهللا الربويللة
فنقللول ل يزكيهللا فلللو كللان مثل ً القللرض عشللرة ألف ريللال
وفائدته الربوية ألفان أو ثلثللة آلف ريللال نقللول يزكللي عللن
عشرة وأما الفائدة الربوية فهذه كمللا تقللدم لنللا أن المللوال
المحرمة ل تجب الزكاة فيها .
المسألة السابعة :زكاة أسهم الشركات
587
ومما ل شك فيه أن كثيرا ً من الناس اليوم صللار لهللم تعامللل
مع هذه السهم سواء كان ذلك عن طريلق الكتتلاب أو كلان
عن طريق البيع والشراء والمضاربة ونحن ذلك .
وأسهم الشركات فيها مسألتان :
المسألة الولى :تعريف أسهم الشركات.
المسألة الثانية :خلف العلماء رحمهم الله فللي زكللاة أسللهم
الشركات وكيفية زكاتها .
المسألة الثالثة :بيان الراجح في كيفيللة إخللراج زكللاة أسللهم
الشركات .
المسألة الولى في بيان تعريف أسهم الشركات:
أسهم الشركات :يراد بها الحصة التي يملكهللا الشللريك فللي
شركات المساهمة .وهذه الحصة تمثل جزءا ً من رأس مللال
الشركة .
وقال بعض العلماء في تعريف السهم فللي الشللركات :بللأنه
صك يمثل نصيبا ً عينيا ً أو نقديا ً في رأس مللال الشللركة قابللل
للتداول ُيعطي مالكه حقوقا ً خاصة .
وقلنا في تعريف أسهم الشركات بأنها الحصللة الللتي يملكهللا
الشريك في الشركات المساهمة .
والشللركات المسللاهمة :هللي الللتي يقسللم رأس مالهللا إلللى
أسهم متساوية القيمة وقابلة للتداول .
فمثل ً هذه الشركة تجعل قيمة السهم خمسين ريال ً أو قيمللة
السهم مئة ريال ثم بعد ذلك يدخل الناس في الكتتللاب فللي
هللذه الشللركة فهللذه تسللمى فللي اصللطلح المتللأخرين بأنهللا
شركة مساهمة .
بخلف الشركات الللتي كللانت موجللودة فللي الزمللن السللابق
شللركة المضللاربة وشللركة الجللور وشللركة العنللان وشللركة
البدان .الن المقصود من الشركات التي وجدت الشللركات
المساهمة التي يقسم رأس مالها إلى أسهم متساوية القيمة
وقابلة للتداول .
588
السهم في الشركة يعتللبر مللال والزكللاة تجللب فللي المللوال
وتقدم الدليل على ذلك.
ولهللذا اختلللف المتللأخرون فللي كيفيللة إخللراج زكللاة السللهم
وذكروا في ذلك تفصيلت ولهم أقوال كثيرة لكنني سأقتصللر
على أهم القوال ثم بعد ذلك سأقوم بتلخيلص المسلألة فلي
زكاة السهم حسللب مللا يترجللح مللن الللدليل ومللا تللدل عليلله
الدلة الشرعية إلى أقسام ثلثة كما سيأتي بيانها :
القوال في كيفية زكاة السهم :
القول الول :قللالوا ينظللر إلللى نشللاط الشللركة فللإن كللانت
الشركة صناعية فتجب الزكاة في ربحهللا وإن كللانت تجاريللة
فتجب الزكاة في قيملة السلهم السلوقية يعنلي ملا تسلاويه
هذه السهم في السوق عند حولن الحول .
ومقدار الزكاة على هذا القلول كزكلاة التجلارة ربللع العشللر،
وإن كانت صناعية فالزكاة في الربح ربللع العشللر وإن كللانت
تجارية قالوا بأن الزكللاة تكللون فللي قيمللة السللهم السللوقية
ويكون ذلك بمقدار ربع العشر لن هذا هو قدر زكاة عللروض
التجارة .
القول الثلاني :أن الزكلاة فلي السلهم يختللف بحسلب نيللة
المساهم ونوعية السهم ،وهذا ل يخلو من أمرين :
ملللك السللهم للفللادة مللن المر الول :أن يكون المساهم ت َ َ
ريعها ل للتجارة فيهللا فهللو ل يريللد أن يضللارب وأن يللبيع وأن
يشتري وإنما تملك السهم لكي يستفيد من ريعها ،في آخللر
السنة الشركة تعطيلله كللذا وكللذا مللن الربللح ،وهللذا يختلللف
باختلف نشاط الشركة فللإن كللانت الشللركة زراعيللة فتجللب
عليه زكاة الزروع ؛ العشر أو نصف العشر .العشر إن كانت
هذه المزروعات تسقى بل مؤونللة ونصللف العشللر إن كللانت
تسقى بمؤونة .
وإن كللانت صللناعية فللإن الزكللاة تكللون فللي صللافي أربللاح
الشركة ويخرج ربع العشر من الربح .
589
وإن كللانت تجاريللة فللإنه يخللرج ربللع العشللر قيمللة السللهم
الحقيقية وليس السوقية .
المر الثاني :إن كان المساهم تملك هذه السهم فللي هللذه
الشركات وهو يريد الستثمار البيع والشراء ول يريد أن يأخذ
ريعا ً فإنه يزكي أسهمه بقيمتها السوقية وليس الحقيقة .
القول الثالث :أن هذه المسألة ل تخلو من أمرين :
المر الول :أن تقوم بإخراج الزكاة ،فالشركة تعتبر أمللوال
المساهمين كمال الشخص الواحد بناءً على مسللألة الخلطللة
التي يتكلم عليها العلماء رحمهم الله في الماشية .
فإن كانت صناعية تخرج ربع العشر من صافي الربللاح .وإن
كانت زراعية تخرج زكاة الزروع العشر أو نصف العشللر وإن
كانت تجارية تخرج ربع العشر من قيمة السهم السوقية .
المر الثاني :أن يكللون المسللاهم هللو الللذي يريللد أن يخللرج
الزكاة .
فللإن كللان المسللاهم اقتنللى هللذه السللهم للللبيع والشللراء
والمضاربة فيها ،فإنه يخرج زكاة عروض تجارة فينظللر إلللى
قيمة السهم السوقية ويخرج ربع العشر .
وإن كان المساهم اقتنى هذه السهم لكن لم يقصد التجللارة
إنما قصد الربح فإنه يزكيها زكاة مستغلت وهللذا سلليأتينا إن
شاء الله في زكاة المصانع .
كيف زكاة مستغلت ؟
يعني ينظر إلى الربح ويخرج ربع العشللر ،فللإذا قبللض الربللح
يزكيه ربع العشر وأيضا ً يقولون يزكيه ربع العشر بعللد قبضلله
مللن حللولن الحللول .وقريللب مللن هللذا قللرار مجمللع الفقلله
السلمي المنعقد في مكة برقم ). (120
هناك أقوال أخرى لكن هذه القللوال الللتي ذكللرت هللي أبللرز
القوال .
والخلصة في زكاة السهم نقللول بللأن زكللاة السللهم يترجللح
بحسب الدليل أنها تنقسم إلى ثلثة أقسام :
590
القسم الول :أن يكون المساهم هللو الللذي يريللد أن يخللرج
الزكاة وتملك هذه السهم للفادة من ريعهلا ل يريللد أن يللبيع
ويشتري إنما يريد أن يجني أرباحًا.
أما كيفية الزكاة نقللول :فللإن كللانت الشللركة تجاريللة فهللذه
يزكللي ربللع العشللر مللن قيمللة السللهم الحقيقللة ،وإن كللانت
زراعية فإنه يخرج زكاة زروع :العشر أو نصف العشللر ،وإن
كانت صناعية فإنه يخرج ربع عشر الربح .
القسم الثاني :أن يكون المزكي هو المسللاهم وتملللك هللذه
السهم للستثمار للبيع والشراء والمضاربة ،فنقول إذا حال
عليها الحول فإنه يخللرج قيمللة السللهم السللوقية يخللرج ربللع
عشر قيمتها.
القسم الثالث :أن يكون المزكي هو الشللركة فللإن الشللركة
كما تقدم تجعل أموال المساهمين كمال الشللخص الواحللد ،
فإن كان نشاطها تجاريا ً فإنها تخرج ربع عشر قيمللة السللهم
السوقية .
وإن كان نشاطها صناعيا ً فإنها تخرج ربع عشر صافي الرباح
وإن كان نشاطها زراعيا ً فإنها تخرج زكاة الزروع :العشر أو
نصف العشر .
المسألة الثامنة :زكاة الحساب الجاري
وزكاة الحساب الجاري فيه ثلث مسائل :
المسألة الولى :تعريف الحساب الجاري .
المسألة الثانية :التكيف الشرعي للحساب الجللاري ،وهللذه
مسألة مهمة .
المسألة الثالثة :كيفية إخراج زكاة الحساب الجاري .
المسألة الولى :تعريف الحساب الجاري .
الحساب الجاري :هي المبالغ النقدية الللتي يودعهللا صللاحبها
المصرف – البنك -ويلتزم المصللرف بللدفعها لصللاحبها مللتى
طالب بها .
المسألة الثانية :ما هو التكيف الشرعي لهللذه المبللالغ الللتي
تودع عند هذه المصارف ؟
591
العلماء اختلفللوا فللي ذلللك علللى أقللوال وأهللم هللذه القللوال
قولن :
القول الول :قالوا بأن هذه المبالغ المودعة في هذه البنوك
هي إقراض من صاحب المال للمصرف ،لكن من خصللائص
هذا القرض أن صاحب المال متى أراد أن يأخذ هللذا القللرض
أخذه ،وهذا ما عليه أكثر المتللأخرين وهللو الللذي ذهللب إليلله
مجمع الفقه السلمي .
واستدلوا على ذلك بأدلة كثيرة منها :
* أن العللبرة بالمعللاني وليللس باللفللاظ والمبللاني ،فهللذه
الموال التي تودع عبارة عن قروض لن الللذي يللودع أمللواله
للمصرف يأذن للمصللرف أن يتصللرف فيهللا كمللال التصللرف
يبيع ويشتري ويضارب فيها وهكذا حكللم الوديعللة ،والفقهللاء
رحمهم الللله ينصللون علللى أن المللودع إذا قللال للمللودع لللك
تتصرف فيها وتبيع وتشتري أنها تنقلب من كونها وديعللة إلللى
كونها قرضا ً .
* أن القرض هو بللذل مللال لمللن ينتفللع بله وي َلُرد بللدله وهللذا
موجود في هذه الودائع فأنت تبذل هللذه المللوال للمصللارف
والمصرف يرد بللدله وأمللا الوديعللة فيللرد عينهللا .الن تجعللل
عشرة آلف ريال بأرقامها ومع ذلك المصرف ما يللرد عليللك
هذه العشرة بعينها إنما يرد عليك بدلها ،لكن لو كللان وديعللة
يرد عليك عين هذه العشرة وليس بدلها .
* أن المصللرف يلللتزم ضللمان هللذه المللوال ,فلللو تلللف
المصرف واحترق قالوا بأنه يضمن وهذا هو القللرض ،فللأنت
لو أقرضت زيدا ً مللن النللاس ألللف ريللال وأخللذه وتلللف بيللده
يضمن لنه دخل في ملكه سواء تعدى أو لم يتعدى أو فللرط
أو لم يفرط ,لكن لو كان وديعة فإن المودع أمين ل يضللمن
إل إن تعدى أو فرط .
القول الثاني :أن هذه الموال الللتي تللودع فللي البنللوك أنهللا
ودائع وليست قرضا ً .
592
قالوا لن الحسللاب الجللاري تحللت طلللب المللودع يملللك رده
متى شاء وهذا معنى الوديعة .
ول شك أن ما ذهب إليه مجمع الفقه السلمي هو الصللواب
في هذه المسألة وكونه يملك رده مللتى شللاء أيض لا ً القللرض
يملك رده متى شاء فهذا الدليل كما أنه يكللون فللي الوديعللة
أيضا ً يكون في القرض بل إن الحنابلة يقولون بأن القرض ل
يتأجل بالتأجيل أي إذا أقرضته ألف ريال لمللدة سللنة لللك أن
تطالبه الن ,وحتى لو قلنا بأنه يتأجل بالتأجيل نقول أنت إذا
أودعت البنك هذه الدراهم فإنك اشترطت عليه أن تستردها
متى شئت ,والمسلمون على شروطهم .
هللذا هللو التكييللف الشللرعي لهللذه الللودائع الللتي تكللون فللي
المصارف وبهذا نفهم أنها تكون من قبيل الديون التي تكللون
علللى مليللء ,والللدين علللى مليللء تجللب فيلله الزكللاة بللل
المصرف أشللد ملءة مللن المللدينين لن المصللرف أي وقللت
وأي ساعة تستطيع أن تأخذ مالك .
فإذا كنا نرجح أن الزكللاة تجللب فللي الللديون إذا كللانت علللى
مليء فوجوب الزكاة في الللديون الللتي فللي المصللارف مللن
باب أولى لن ملءة المصارف أشد من غيرهللا لنللك فللي أي
وقت تستطيع أن تسحب مالك ,فكأن المال تحت يدك .
المسألة الثالثة :كيفية إخراج زكاة الحساب الجاري .
هذه الموال التي يودعها أصحابها فللي هللذه المصللارف تزيللد
وتنقص تقدم لنا في الراتب الشهري أنه الحسن كمللا أفتللت
اللجنة الدائمة أن النسان يحدد له وقت لا ً أنلله مللن أول راتللب
يتملكه ينظر بعد أن يحول الحول ينظر إلى مللا تجمللع عنللده
من الموال فإن كانت حال عليهللا الحللول يللؤدي زكاتهللا فللي
وقتها وإن كانت لم يحل عليها الحللول فللإن يكللون قللد عجللل
زكاتها .
ومثللل هللذا يأخللذ الحكللم فللي المللوال الللتي تللودع إن كللانت
ليست ربح تجارة ول نتللاج سللائمة وإن كللانت ربللح تجللارة أو
نتاج سائمة فحولهللا واحللد لكللن ليسللت ربللح تجللارة ول نتللاج
593
سائمة فعنده مال وأضاف إليه مال آخر اكتسبه عللن طريللق
الهبة أو راتب أو إرث فلكل له حول مستقل إما أن يجعل له
جدول ً حسابيا ً وينظر متى أودع هذا المللال ومللتى حللال عليلله
الحول وهذا فيه مشقة وعسر أو أنه يحللدد للله زمن لا ًً ويخللرج
فيه زكاة هذه الموال .ينظر كم تجمع عنده فإذا حللال عليلله
الحول ينظر قد يكون قليل ً وقد يكون كللثيرا ً ومللا حللال عليلله
الحول يكون قد أدى زكاته ومللا لللم يحللل عليلله الحللول فللإنه
عجل زكاته ,اللهم إل إذا سحب من الموال بحيث أنه نقص
النصاب أي ما عنده شيء .أي البنك ليس فيه شيء فليللس
عنده أموال أخرى – انتبه لهللذه المسللألة – قللد يكللون عنللده
أموال أخرى أي قد يكون هذا الحاسللب مللا فيلله شلليء لكللن
عنده حساب ثاني أو عنده في البيت مال أو عنده ذهب .
مثل ً إذا سحب المال وبقي أقل مللن النصللاب انقطللع الحللول
فإذا تم النصاب ابتدأ الحول لكن نتنبه إلللى مسللألة وهللي أن
بعض الناس يقول أن الحاسب ما فيه شيء وما عليلله زكللاة
قد يكللون فيلله مثل ً 200ريللال والنصللاب خمللس مئة ريللال ,
لكن عنده أموال ثانية في حساب آخر أو فللي الللبيت يضللمها
في تكميل النصاب فقد يكللون عنللده ذهللب قللد يكللون عنللده
عللروض تجللارة فتضللم ويخللرج زكللاة هللذا المللال الللذي فللي
الحساب وإن كان أقل من النصاب .
المسألة التاسعة :زكاة الصناديق الستثمارية
وفيها مسألتان :
المسألة الولى :تعريف الصناديق الستثمارية .
المسألة الثانية :كيفية زكاة الصناديق الستثمارية .
المسألة الولى :تعريف الصناديق الستثمارية :
الصناديق السلتثمارية :هللي وعللاء للسلتثمار لله ذمللة ماليلة
مستقلة يهدف إلى تجميع الموال واسللتثمارها فللي مجللالت
متعددة ،وتدير هذه الصناديق شركة استثمار .
وهناك تعاريف أخرى لكن نقتصر على هذا التعريف .
المسألة الثانية :زكاة الصناديق الستثمارية :
594
نقول أن هذه الصناديق تنقسم إلى قسمين :
القسم الول :أن يكون اسللتثمارها فللي نشللاط معيللن مثللل
النشاط الصناعي أو الزراعي ،فهذه حكم زكاتها حكم زكللاة
هذا النشاط كما تقدم لنا :
فإذا كان نشاطها صناعيا ً فإن الزكللاة علللى صللافي الربللاح :
ربع العشر .
وإن كان نشاطها زراعي لا ً فزكاتهللا زكللاة الللزروع :العشللر أو
نصف العشر .
القسم الثاني :أن يكللون اسللتثمارها فللي النشللاط التجللاري
بتقليب المال بالبيع والشراء ،وهذا هللو الغللالب اليللوم علللى
الصناديق الستثمارية .
فالذي يودع أمواله في هذه الصناديق فل يخلو من أمرين :
المر الول :أن يكون التفاق بين رب المال والقائمين على
هذه الصناديق الستثمارية هو المضللاربة بهللذا المللال بمعنللى
أنهم يعملون في هذه الموال بللالبيع والشللراء بجللزء معلللوم
مشاع من الربح مثل ً بل . %2
فنقللول بالنسللبة لللرب المللال – المضللارب – يجللب عليلله أن
يزكي زكاة عروض التجارة ،فينظر إذا حال الحول إلى قيمة
أسهمه السللوقية كللم تسللاوي ،ثللم يخللرج ربللع العشللر ،وإذا
أعطي شيئا ً من الرباح فإنه يخرج زكاتها مباشرة ربع العشر
.
وأما بالنسبة للقائمين على الصناديق الستثمارية هللذا ينبنللي
على خلف أهل العلم رحمهم الللله المضللاَرب -مللن أعطللى
المللال وهللم هللذه الشللركة القائمللة علللى هللذه الصللناديق
الستثمارية -هل يجب عليه أن يزكي على الربح أو ل ؟
الرأي الول :إذا ظهر الربح أي إذا اشتغلت ثم ربحللت هللذه
الشركة ،فالن ملكت فيجب عليها أن تزكي إذا حللال عليهللا
الحول من حين الربح.
595
الرأي الثاني :وهو المشهور من مذهب المام أحمللد رحملله
الله تعالى أنه ل تجلب علللى الشللركة -القلائمين عللى هلذه
الصناديق -الزكاة حق تقبض هذا الربح ويحول عليه الحول.
المللر الثللاني :أن تكللون حقيقللة العلقللة بيللن رب المللال
كلهم والقائمين على هذه الصناديق هي الوكالة بمعنى أنه يللو ّ
في العمل بأمواله بجزء .
فبالنسبة لرب المال فإنه يزكي زكاة عللروض تجللارة فينظللر
إلى قيمة السهم السللوقية ويخلرج ربللع العشللر ،وإذا قبلض
شيئا ً من الربح أخرج ربع عشره لن الربللح هللذا حللوله حللول
الصل .
وأما بالنسبة للقائمين على هذه الصللناديق فمللا يأخللذونه هللو
أجرة على عملهم .
والصحيح من أقوال أهل العلم أن الجرة ل تجب فيها الزكاة
حتى يحللول عليهللا الحللول مللن حيللن العقللد فنقللول إذا حللال
الحول على هذه الجللرة مللن حيللن العقللد نقللول تجللب فيهللا
الزكاة .
المسألة العاشرة :زكاة المصانع
وفيها أربع مسائل:
المسللألة الولللى :هللل تجللب الزكللاة فللي زكللاة غلللة هللذه
المصانع وعن أعيان المستغلت ؟ .
المسألة الثانية :زكاة السلع المصنعة .
المسألة الثالثة :زكاة المواد الخام .
المسألة الرابعة :زكاة المواد المساعدة في التصنيع .
الفقهاء في الزمن السللابق تحللدثوا عللن زكللاة المسللتغلت ،
والملراد بالمسللتغلت هلي كلل أصللل ثللابت يلدر دخل ً تتجللدد
منفعتلله .وفللي زماننللا هللذا خللاض الفقهللاء فللي الهيئات
والمللؤتمرات الفقهيللة فللي الحللديث عللن زكللاة المسللتغلت
وخصوصا ً فيملا يتعللق بالمصللانع لن المصللانع نشللأت حللديثا ً
وتطورت سريعا ً وهي من أكبر قنوات الستثمار فللي العصللر
الحاضر لضخامة رؤوس أموالها وكثرة إنتاجها .
596
المسللألة الولللى :هللل تجللب الزكللاة فللي زكللاة غلللة هللذه
المصانع وفي أعيان المستغلت ؟
والمراد " بأعيان المستغلت " :ما تحتويه هذه المصللانع مللن
آلت ومكائن ...الخ .
والمراد "غلة العيان" :أي غلته ما تنتجه هذه المصانع .
فهذه اختلف فيهللا العلمللاء رحمهللم الللله تعللالى علللى أقللوال
نقتصر على قولين :
القول الول :أن الزكاة ل تجب في أعيان المستغلت أي ما
يوجد في هذه المصانع الضخمة مللن آلت ومكللائن ومعللدات
ُيحتاج إليها فلي المصلنع إنملا تجللب الزكلاة فلي الغللة الللتي
ل على إنتاجها . ينتجها المصنع بعد أن يمضي حو ٌ
وهذا رأي مجمع الفقه السلمي .
واستدلوا بأدلة منها :
* أن النبي rقال » :ليس على المسلم في فرسه ول عبده
صدقة « ).(27
فالشياء التي يقتنيها المسلم ل لقصد البيع والشللراء ،وإنمللا
للقنية مثلل الفللرس يختللص بله والرقيللق للخدمللة والسليارة
والبيت هذه قالوا ل زكاة فيها لنه ل يراد فيها البيع والشللراء
وإنما تراد هذه الشياء لما يترتب عليها من إنتاج ونحللو ذلللك
أي للفادة منها في تصنيع هذه المواد فهذه مثل البيت الذي
يسكنها النسان والسيارة التي يركبهلا والنلاء اللذي يسلتفيد
منه في الكللل والطبللخ والشللرب ومثللله أيضلا ً هللذه اللت ،
وأما الغلة فإنه تجب الزكاة فيها لن حقيقللة هللذه الغللة أنهلا
عروض تجارة وأنها مال لنها ل تراد لللذاتها وإنمللا تللراد للللبيع
دفع بيعا ًشترى ثم بعد ذلك تصنع ثم بعد ذلك ت ُ ْ فهذه الشياء ت ُ ْ
للمستهلك ،فهي مال .
َ
م?) معْل ُللو ٌ
حلقّ ّم َ
وال ِهِ ْ
مل َ
ن ِفي أ ْ والله عز وجل يقول َâ :وال ّ ِ
ذي َ
. (28
597
خلذ ْ مل َ
م ة ت ُط َهُّرهُل ْ صلد َقَ ً م َ وال ِهِ ْ مل َ نأ ْ ِ ْ والله عز وجل يقللول ُ â :
ع
مي ٌ سل ِه َ م َوالل ّل ُ ن ل ّهُ ل ْ سك َ ٌ ك َ صل َت َ َ ن َ م إِ ّل عَل َي ْهِ ْ ص ّ كيِهم ب َِها وَ َوَت َُز ّ
م ? ).(29 عَِلي ٌ
القول الثاني :أنه تجب الزكاة في أعيان المستغلت وكذلك
أيضا ً تجب الزكاة في غلتها .
واستدلوا على ذلك :
َ
م ة ت ُط َهُّرهُل ْ صلد َقَ ً م َ وال ِهِ ْ مل َ نأ ْ مل ْ خلذ ْ ِ بقول اللله علز وجللل ُ â :
ع
مي ٌ سل ِه َ م َوالل ّل ُ ن ل ّهُ ل ْ سك َ ٌ ك َ صل َت َ َ ن َ م إِ ّل عَل َي ْهِ ْ ص ّ كيِهم ب َِها وَ َوَت َُز ّ
م ? ) .(30وهذه أموال . عَِلي ٌ
ونوقش :صحيح أنها مال لكن دل الدليل على أن هذا المال
خللارج منلله وجللوب الزكللاة كالسلليارة الللتي يملكهللا النسللان
والبيت الذي يملكه ويختص به للسكنى ،هذه ل زكاة فيها .
الترجيح :الصواب في ذلك أن الزكاة إنما تجللب فللي الغلت
دون أعيان الغلت .
والخلصة في هذه المسللألة :أن مللا يتعلللق بزكللاة المصللانع
فيما يتعلق بأعيانها وغلتها أنها تنقسم إلى قسمين :
القسم الول :أعيان الغلت من آلت ونحوهللا هللذه ل تجللب
فيها الزكاة .
القسم الثاني :مللا يتعلللق بللالغلت الللتي تنتجهللا هللذه اللت
نقول هذه تجب فيها الزكاة إذا حال عليهللا الحللول مللن حيللن
إنتاجها لنها مال واحللد يتقلللب والربللح فيلله تللابع لصللله فللي
حوله وِنصابه .
ويتبين بهذا أن المصانع إذا بللاعت هللذه السلللع الللتي صللنعتها
فإنها تزكيها إذا حال عليها الحول من حين النتاج فُينظر إلى
خَرج قدر زكاة تجارة ربع العشر. صافي الرباح وي ُ ْ
المسألة الثانية :زكاة السلع المصنعة :
إذا كللان هنللاك سلللع ُأنتجللت ولللم ُتبللع كللأن تكللون فللي
المسللتودعات ،فهللل تجللب فيهللا الزكللاة أو ل تجللب فيهللا
الزكاة ؟ هذا موضع الخلف بين المتأخرين :
598
الرأي الول :أنه تجب فيها الزكاة وإن لم تبللع لنهللا عللروض
تجارة تراد للبيع ،فإذا بقيت حول ً من حين إنتاجها فإنه يجللب
أن يخرج فيها ربع العشر .
وهذا ما عليه أكثر العلماء المتأخرين .
الرأي الثاني :ذهب بعلض المتلأخرين إللى أنله ل تجلب فيله
الزكاة في مثل هذه البضائع التي لم تبع .
الترجيح :
ص لّنعتوالصواب هو الرأي الول وأنه تجب الزكللاة فيهللا إذا ُ
خللرج ربللعوحال عليها الحول من إنتاجها فتقدر كم قيمتهللا وي ُ ْ
العشر .
المسألة الثالثة :زكاة المواد الخام :
ويقصد بالمواد الخام المواد الولية التي تتركب منهللا السلللع
المصلللنعة مثلللل الحديلللد للسللليارات والقطلللن والصلللوف
للمنتوجلللات والخشلللب لللللدواليب أو اللمنيلللوم للبلللواب
والنوافذ ..إلخ .
فهل تجللب الزكللاة فللي هللذه المللواد الخللام أو ل تجللب فيهللا
الزكاة ؟ هذا موضع الخلف بين المتأخرين :
الرأي الول :أنه تجب فيها الزكاة .
وهذا قللول أكللثر أهللل العلللم المعاصللرين وبلله أفتللت النللدوة
السابعة لقضلايا الزكلاة المعاصللرة المنعقلدة فلي الكللويت .
واستدلوا على ذلك :
قالوا بأن هذه المواد الخام ل تقصد لذاتها وإنما يقصد بها أن
تصنع وأن تباع فهي داخلة في عللروض التجللارة فتجللب فيهللا
الزكاة وحولها حللول أصلللها لن هللذه المللوال ل تللراد لعينهللا
وإنما تراد لقيمتها .
الرأي الثاني :أنه ل تجب الزكاة فيها .
استدل القائلون بأنها ل تجب فيها الزكللاة بأنهللا ل تللراد للللبيع
وإنما تراد للتصنيع
599
مسّلم لن هذه الموال هي مرادة للبيع نوقش :أن هذا غير ُ
فالمصنع إنما اقتنى هذه الشياء لكي يصنعها على شكل آخر
ثم بعد ذلك يبيعها على المستهلك .
المسألة الرابعة :زكاة المواد المساعدة في التصنيع :
والمراد " بالمواد المساعدة في التصنيع " :هي المواد الللتي
ل تللدخل فللي تركيللب المصللنوعات ولكللن يحتللاج إليهللا فللي
التصنيع .مثل الوقود ومثل الزيوت والغلاز و نحلو ذللك فلإذا
اقتنيت مثل هذه المواد
فهل تجب فيها الزكاة أو ل تجب فيها الزكاة ؟
هذه الشياء ل تجب فيها الزكاة فهللي كالصللول الثابتللة كمللا
تقدم لنا .
وهذا قول أكثر المتأخرين فلو حال عليهللا الحللول وهللي عنللد
النسان فإنه ل يجب عليه أن يخرج الزكاة .
وأما ما تحتاج إليه هللذه المصللنوعات مللن العلللب والكراتيللن
ومواد البلستيك والعلب التي توضع فيه هللذه الشللياء نقللول
هذه داخلة في السلع التي تصللنع فتجللب فيهللا الزكللاة نقللول
هذه تجللب فيهللا الزكللاة فهللي تختلللف عللن الوقللود لن هللذه
تذهب فهي ل تبقى إنما تذهب .
المسألة الحادية عشر :حفر البار للفقراء من الزكاة
وهذا يوجد اليوم عند كثير من الجمعيات الخيريللة وخصوصللا ً
الجمعيات الخيرية التي تعمل خارج البلد ويحتاج المسلللمون
في تلك البلد إلى حفر البار ,فهل لهذه الجميعات الخيريللة
أن تقوم بحفر البار من الزكاة أو ل ؟
هذه المسألة تنبني على شللرط ذكللره العلمللاء رحمهللم الللله
مّلك الفقير للزكللاة تعالى فقالوا بأنه يشترط في الزكاة أن ي ُ َ
ويدل لهذا قوله » : rتؤخذ من أغنيائهم وترد علللى فقرائهللم
« وعلى هذا لو أن الغني صنع طعاما ً وقال للفقراء كلوا منه
،قال العلماء ل يجزئه ذلللك عللن الزكللاة لن هللذا ليللس فيلله
تمليكا ً لهم .
600
و تنبنللي علللى مسللألة أخللرى وهللي أن الزكللاة لهللا مصللارف
مللا محددة في الشرع بّينها الله عز وجل في كتابه فقال â :إ ِن ّ َ
مؤَل َّف ل ِ
ة ن عَل َي ْهَللا َوال ْ ُ ن َوال ْعَللا ِ
مِلي َ كي ِ سللا ِ م َت ل ِل ُْفَق لَراء َوال ْ َ ص لد ََقا ُ ال ّ
لسِبي ِ ن ال ّ سِبي ِ ّ ب َوال َْغارِ ِ م وَِفي الّرَقا ِ قُُلوب ُهُ ْ
ل اللهِ َواب ْ ِ ن وَِفي َ مي َ
م ? ). (31 كي ٌ ح ِ م َ ه عَِلي ٌ ن الل ّهِ َوالل ّ ُ
م َة ّض ًري َ فَ ِ
فإذا حفرنا مثل ً بئرا ً بعشرة آلف ريال مللن الزكللاة فللإن هللذا
البئر ليس لها مالك معيللن فيتخلللف عنللدنا هللذا الشللرط لن
ملللك الفقيللر الزكاة كما أسلفنا ل بد أن يكون لها مالك وأن ت ُ َ
وهنا لم يملك الفقير هللذا الللبئر ل يختللص بلله زيللد ول عمللرو
وإنما هي لعموم المسلمين .
.
والمر الثاني :وهي أن الزكللاة لهللا مصللارف محللددة شللرعا ً
ومثللل هللذه البللار ل تكللون خاصللة بللالفقراء فيسللتفيد منهللا
الغنياء وكذلك أيضا ً يستفيد منها الفقراء ,والغني ليس مللن
أهل الزكاة .
وبهذا يتبين لنا أن الزكللاة ل تصللح فيمللا يتعلللق بحفللر البللار،
واستثنى بعض المتأخرين إذا لم يمكللن حفللر البللار إل بمللال
الزكللاة وهللذا يكللون داخللل تحللت قاعللدة الضللرورات تبيللح
المحذورات .
المسألة الثانية عشر :شراء بيت للفقير من مال الزكاة
هل يجوز أن نشتري للفقير بيتا ً من مال الزكاة ؟
هذه المسألة تنبني على مسألة وهي ما هو مقدار ما يعطللاه
الفقير من الزكاة ؟
الللرأي الول :أن مقللدار مللا يعطللاه الفقيللر مللن الزكللاة هلو
كفاية العام له ولمن يمونه من النفقلات الشلرعية والحلوائج
الصلية ) . (32وهذا هو المشهور مللن مللذهب المللام أحمللد
رحمه الله تعالى .
" النفقات الشرعية " :مثل الطعام والشراب وأجرة السكن
.
601
"والحوائج الصلية " :مثل اللت التي يحتاج إليهللا مثللل آلللة
تبريد ،آلة تغسيل ،آلة طبخ ،الفرش ،أواني ،غطاء ...الللخ
فهذه حوائج أصلية نعطيه منها.
الرأي الثاني :أن الفقير أنه يعطى كفاية العمر .
وهو رأي الشافعي رحمه الله وهو أوسع المذاهب فللي هللذه
المسألة ).(33
الرأي الثالث :أن الفقير يعطى أقل من النصللاب وهللو مئتللا
درهم .
وهو رأي أبي حنيفة رحمه الله وهو أضيق المذاهب.
لن النصاب في الفضة مئتا درهم ونصللاب الللذهب عشللرون
مثقال ً فيعطى أقل من النصاب وهو مئتا درهم .
الترجيح :ويظهر من حيث الدليل أن أرجح القوال في هللذه
المسألة هو :ما ذهب إليه المام أحمد بن حنبل رحملله الللله
من أن الفقير يعطى من الزكاة كفاية عللام كاملللة أو تتمتهللا
من النفقات الشرعية والحوائج الصلية لن الزكاة تجب كللل
عللام ،وحينئذ ٍ يأخللذ كفللايته هللذا العللام إلللى العللام المقبللل .
فنعطيه من الزكللاة كفايللة عللام كامللة أو تتمتهللا فقللد يكللون
عنده مرتب ألف ريال ،وألف ريال فللي السللنة يسللاوي اثنللا
عشللر ألللف ريللال ،ومللا يحتللاج هللو وعللائلته مللن النفقللات
والحوائج الصلية إلى عشرين ألللف فعنللده إثنللا عشللر ألفلا ً ،
فيحتاج إلى زيادة ثمانية آلف ،فنعطيه تمام عشرين ألف .
واستثنى شيخ السلم ابن تيمية رحمه الله وكذلك أيضا ً جمع
من الحنابلة ما يتعلق بآلة المهنللة قللالوا ل بللأس أننللا نعطللي
الفقير من الموال ما يستطيع به أن يشللتري آلللة مهنللة مثل ً
أن يشللتري آلت يشللتري مكللائن بحيللث أنلله يعمللل ويكتفللي
بنفسه بمقدار ما ينفق على نفسه وعلى من يمونه أو نعطيه
مثل ً رأس مال تجارة مثل ً نعطيلله عشللرة آلف ريللال بعللد أن
نعطيه حاجته من النفقات والحوائج الصلية فيضارب فيها أو
يفتح محل ً بحيث أنه يكتفي وقللدر مللا يعطللى مللا يشللتري بلله
602
اللة وما يكون رأس مال تجارة بقدر ما ينفق عليه هو ومللن
يمونه ل زيادة على ذلك .
من عرض هذا الخلف يتبين لنا حكم شراء البيت من الزكاة
هل نشتري للفقير بيتا ً من الزكاة أو نقول ل نشتري ؟
ذكرنا أن الراجح في هذه المسألة ما ذهب إليه المام أحمللد
رحمه الله يتبين بهذا أنه ل يجوز أن يشتري للفقيللر بيتلا ً مللن
الزكاة فهذا غير جائز لن الفقير نسللتطيع أن نعطيلله كفللايته
بأن نعطيه مقدار الجرة قللد يكللون الللبيت يسللاوي مئة ألللف
فنعطيه ما يستأجر مثله بعشرة آلف ريللال فنعطيلله عشللرة
آلف ريال ول نعطيلله مئة ألللف أو مئتللي ألللف لكللي يشللتري
بذلك منزل ً .
لكن هناك طريق آخر ذهب إليه بعض المتأخرين أنه ل بللأس
أن الفقير يشتري المنزل وحينئذٍ يكون من أصناف الغللارمين
،فحينئذٍ يعطللى مللن الزكللاة لكللي يسللدد غرملله لنلله غللارم
لنفسه في أمر يتعلق بحاجته .
ومثل ذلك أيضلا ً شلراء السليارة للفقيلر هلل لله أن يشلتري
زيادة عن الزكاة أو ل ؟
إذا كانت السيارة سلليعمل عليهللا بالتحميللل والتنزيللل وينفللق
على أهله فكما قلنا أن شيخ السلم رحمه الله استثنى هذه
المسألة وإذا كانت هذه السلليارة سلليركبها فهنللا ل يجللوز أن
نعطيه من الزكاة ما يشتري به سيارة لنه بإمكللانه أن يأخللذ
من الزكاة ما يستأجر به ،لكن كما أسلفنا لو أن هذا الفقيللر
اشترى سيارة ولحقه غللرم بشللرط أن تكللون هللذه السلليارة
لمثله فحينئذٍ نعطيه من الزكاة لكونه أصبح من الغارمين .
المسألة الثالثة عشر :شراء المواد الدراسية للفقير
هل يشللترى للفقيللر المللواد الدراسللية ؟ أو هللل نعطيلله مللن
الزكاة ما يشتري بها المواد الدراسية ؟
نقول هذا جائز ول بأس أن نعطي الفقير زكاة ويقوم بشللراء
مللواد الدراسللة لن هللذا داخللل فللي الحللوائج الصلللية وكمللا
603
أسلفنا أنه يعطى من الزكاة مللا يحتللاج إليلله لمللدة عللام مللن
النفقات الشرعية وكذلك أيضا ً الحوائج الصلية .
وقد نص العلماء رحمهم الله على أن طالب العلللم إذا تفللرغ
لطلب العلم وترك العمللل فللإنه يعطللى مللن الزكللاة وكللذلك
نصوا على أنه يعطى من الزكاة مللا يشللتري بهللا كتبلا ً يحتللاج
إليها في طلب العلم ).(34
المسألة الرابعة عشر :صرف الزكاة لعلج الفقراء
هل هذا جائز أو ليس جائز ؟ من المعلوم اليوم ترقي الطب
ووجود المصحات الكثيرة وخصوصا ً المصحات التجارية وهذه
المصحات قد تطلب أموال ً ل يستطيعها الفقراء فالمتلأخرون
جوزوا مثل هذا ،جمع من المتللأخرين جللوزوا صللرف الزكللاة
للفقراء بشروط :
الشرط الول :أل يتوفر علجه مجانا ً .
الشرط الثاني :أن يكون العلج مما تمس الحاجة إليه وأمللا
المور التي ل تمس الحاجة إليهللا كللأمور التجميللل أو المللور
الكمالية فهذا ليس له ذلك .
الشرط الثالث :أن يراعى فللي مقللدار تكللاليف العلج عللدم
السراف بحيث يبحث عن أقل المصحات تكلفة .
فإذا توفرت مثل هذه الشروط فإن هذا جائز ول بأس به .
المسألة الخامسة عشر :ما يتعلق بالعاملين على الزكاة
العاملون على الزكاة صنف من أصناف الزكاة واليللوم توجللد
كثير من الجمعيات وهذه الجمعيات الخيرية تحتوي كثيرا ً من
المللوظفين وقللد تحتللوي أيضلا ً موظفللات يحتللاج إليهللن فيمللا
يتعلق بجلب الزكاة .فهل يجوز لهذه الجمعيللات الخيريللة أن
تعطي هؤلء الموظفين الذين تحت إدارتها .أن تعطيهم مللن
الزكاة بأن تصرف لهم رواتب مللن الزكللاة أو تعطيهللم نسللبا ً
عند جلبهم لهذه الزكاة ؟
أول ً :العاملون على الزكاة ما المراد بهم ؟
الفقهاء يتفقون على أن المراد بالعاملين بالزكاة هم السعاة
الذين ينصبهم المام لجمع الزكاة من أهلها .فنأخذ مللن هللذا
604
أنه يشترط في العاملين أو في العامل أن يكون ممن نصللبه
المام العظم وعينه )الدولة( .
وعلى هذا ل يدخل في العاملين من يوليه آحاد النللاس ،فلللو
أن شخصا ً أعطاك عشرة آلف ريال على أن تقللوم بتوزيعهللا
أو أنت ذهبت إلى زيد من الناس التاجر وأخذت منلله عشللرة
آلف وقمت بتوزيعها فهل يجوز لك أن تأخلذ شليئا ً ملن هلذه
الزكاة مقابل أنك جبيتهللا وفرقتهللا وبحثللت عللن مسللتحقيها .
نقول ليس لك ذلك .
مسألة :من هو العامل على الزكاة :
الرأي الول :كما ذكللر ابللن قدامللة رحملله اللله قلال »:هلم
السللعاة الللذين يبعثهللم المللام لخللذها مللن أربابهللا وجمعهللا
وحفظها ونقلها ومن ُيعينهم ممن يسوقها – إذا كانت ماشللية
– ويرعاها ويحملها وكذلك أيض لا ً الحاسللب والكللاتب والكيللال
داد وكللل مللن يحتللاج إليلله فيهللا لللدخولهم فلليوالللوّزان والعل ّ
مسمى العاملين «) .(35وهذا رأي الجمهور في الجملة وإن
كللان المالكيللة والشللافعية يقولللون أن الحللارس والراعللي
والخازن ليس داخلون ،لكن على كلم ابن قدامة رحمه الللله
أنهم داخلون لنه قال »:وكل من يحتاج إليه فيها « .
الرأي الثاني :هم السعاة فقط .
هذا رأي الحنفية .
فجمهور أهل العلم يتوسعون في تفسير العامل وأما الحنفية
فإنهم يضيقون .
لما فهمنا ما المراد بالعاملين وأنه يشترط أن ينصبهم المام
اختلف المتأخرون فللي هللؤلء المللوظفين الللذين تحللت إدارة
هذه الجمعيللات الخيريللة هللل لهللم أن يأخللذوا مللن الزكللاة أو
ليس لهم أن يأخذوا من الزكاة.
هذا ينقسم إلى أقسام :
القسم الول :العاملون الذين وضفتهم الدولة وصرفت لهللم
رواتب ،وهؤلء ل يجللوز لهللم أن يأخللذوا مللن الزكللاة مثللل :
605
موظفوا مصلحة الزكاة والللدخل فللإنهم يكتفللون بمللا تعطيلله
الدولة لهم .
القسم الثاني :العاملون في الجمعيات الخيرية لكللن الدوللة
ل تصرف لهم رواتب ،فهذه الجمعيات إن كانت بإذن الدولة
فهي نائبة مناب المام ،وكما أن المام له أن يبعللث العامللل
فكللذلك أيضللا ً هللذه الجمعيللات فيجللوز صللرف الزكللاة لهللم
كرواتب ؛ لن هذه الجمعية لما أذن فيها المام أصبحت نائبة
مناب المام .
القسم الثالث :الجمعيات التي للم تلأذن فيهلا الدوللة وإنملا
هي اجتهاد من جمع من الناس فأنشأوا هذه الجمعية وقللاموا
بجمع الموال ،فنقول هؤلء ل يجوز للعللاملين تحللت إدارتهللا
أن يأخذوا من الزكاة وإنما ل بأس أن يعطوا من الصدقات .
مسللألة :بالنسللبة للنسللاء العللاملت فللي بعللض الجمعيللات
والهيئات الخيرية فهل ُيعطيللن مللن الزكللاة مقابللل العمللل أو
نقول ل يعطين من الزكاة ؟
هذه المسألة تنبني على مسألة ذكرها العلمللاء رحمهللم الللله
تعالى وهي العامل على الزكاة الذي يحللق للله أن يأخللذ مللن
الزكاة هل تشترط فيه الذكورة أو ل تشترط فيه الذكورة ؟
الرأي الول :أن العامل على الزكللاة تشللترط فيلله الللذكورة
،وحينئذٍ ل يصح أن تكون المللرأة مللن العللاملين علللى الزكللاة
وعلى هذا ل تأخذ من الزكاة وإنما تعطى من الصدقات.
وهذا قول جمهور أهل العلم :مذهب المام مالك والشافعي
وأحمد رحمهم الله .
واستدلوا بحديث عائشة رضي الله عنها أن النبي rقال »:ما
أفلح قوم ولوا أمرهم امرأة «).(36
نوقش :بأن هذا محمللول علللى الوليللات العامللة وأمللا هللذه
فإنها ولية خاصة .
الرأي الثاني :أن الذكورة ليست شرطا ً وأنه يجوز أن تكللون
الملرأة ملن العلاملين عللى الزكلاة .وهلذا ذهلب إليله بعلض
الحنابلة ورجحه بعض المتأخرين .
606
ت ْ
جْر َسلت َأ َ
نا ْ
مل ِ
خي ْلَر َ
ن َواستدلوا بعموم قوله عللز وجللل â :إ ِ ّ
ن? ). (37 ال َْقوِيّ اْل َ ِ
مي ُ
وهللذا الوصللف ينطبللق علللى المللرأة فللإذا تللوفر فيهللا هللذان
الوصفان القوة والمانة فإنه يجوز لها أن تعمل وأن تأخذ .
المسألة السادسة عشر :زكلاة الحيوانلات المتخلذة للتجللار
بألبانها ومشتقاته أو بيضها ولحمهما ونحو ذلك :
نقول هذه الحيوانات ل تخلو من أمرين :
المر الول :أن تكون هذه الحيوانات مما تجللب الزكللاة فللي
عينه كسائمة بهيمة النعام البل والغنم والبقللر اتخللذت هللذه
الشللياء للبنهللا ومنتجللات اللبللان كمللا هللو موجللود الن فللي
الشركات الكللبيرة الللتي تعنللى بمثللل هللذه الشللياء شللركات
اللبان ونحو ذلك ،فاختلف فيها المتأخرون على أقوال أهللم
هذه القوال قولن :
القول الول :أن الزكاة تجب في أعيانها ونتاجها :
أما العيان فتجب فيها الزكللاة زكللاة سللائمة وأمللا المنتجللات
فتجب فيها الزكاة زكاة تجارة أي ربع العشللر وسلليأتي بيللانه
إن شاء الله .
وقالوا بأن هذه الحيوانات أما كونهللا تجللب فيهللا الزكللاة فللي
أعيانها لكونها سائمة وأما كونهللا تجللب الزكللاة فللي منتجاتهللا
لكونهللا أصللبحت عللروض تجللارة فأصللبحت مللال يقصللد بلله
التجارة .
استدلوا :
بالدلة العامة على وجوب زكاة السائمة في كل أربعين شاة
شاة واحدة .وتجب الزكاة في المنتجات لن المنتجللات هللذه
أصبحت أموال تقصد للتجارة .
القول الثاني :أن الزكاة تجب في العيان والمنتجللات زكللاة
تجارة يجب فيها ربع العشر
قالوا بأن هذه العيان الن أصبحت تجارة ويقصد بها المال .
الترجيح :والصواب في هذه المسألة نقول بالنسبة للزكاة ل
تخلو من أمرين :
607
المر الول :زكللاة العيللان الحيوانللات ونحللو ذلللك فهللذه إن
كانت سائمة ترعى المباح فتجب فيها زكللاة سللائمة إل علللى
رأي المام مالك رحمه الله فإنه يوجب الزكاة في المعلوفللة
).(38
فنقول هذه العيان الحيوانات التي يستفاد من نتاجها كالبقر
الذي يستفاد من لبنه والغنم والبل أو الدجاج الللذي يسللتفاد
من بيضه إن كانت سائمة ما عدا الدجاج حتى لو أكل المباح
ل تجب الزكاة في عينه .
وإن كانت ليست سائمة وإنما صاحبها يعلفهللا فهللذه ل زكللاة
فيها إل إن كانت معدة للتجللارة للللبيع والشللراء فتجللب فيهللا
زكاة تجارة .
المر الثاني :زكاة منتجاتها من ألبان ونحو ذلك فنقول تجب
الزكاة في هذه اللبان إذا بيعت وحللال الحللول علللى ثمنهللا ،
وإن كان يشق على أصحاب هذه الشركات أن يعرفللوا مللتى
حال الحول على هذا الثمن فإنهم يحلددون يوملا ً – كملا قلنلا
في الرواتب الشهرية – يوما ً من السنة يخرجون فيه الزكللاة
وحينئذ ٍ ما حال عليه الحللول يكونللون قللد أدوا زكللاته ومللا لللم
يحللل عليلله الحللول فقللد عجلللوا زكللاته وتعجيللل الزكللاة عنللد
جمهور أهل العلم جائز ول بأس به .
بالنسبة لما يتعلق بالدجاج عينه ل تجللب فيلله الزكللاة مطلقلا ً
اللهم إل إذا كانت للتجللار -يبللاع ويشللتر -فتجللب فيلله زكللاة
تجارة .
أما بالنسبة لنتاجه فنقللول إذا بيللع هللذا النتللاج وحللال الحللول
على الثمللن وجبللت الزكللاة كمللا أسلللفنا إذا كللان هنللاك فيلله
مشقة في معرفة الحول فإن أصحاب هذه الشركات يعينون
يوما ً من السنة ويخرجون فيه زكاة هذا النتاج فما حال عليلله
الحول فقد أدوا زكاته وما لم يحل عليلله الحلول فقلد عجللوا
زكاته .
المسألة السابعة عشر :صرف الزكاة لنفقة الزواج
هل هذا جائز شرعا ً أو ليس جائز ؟
608
أول ً :نفهم أن النفقة التي ذكرها العلمللاء رحمهللم الللله فللي
باب النفقات قالوا بللأن هللذه النفقللة هللي كفايللة مللن يمللونه
طعاما ً وكساًء وسكنا ً وزواجلا ً .فللإن كللان عنللدك أولد وأنللت
قادر على نفقتهم فيجب عليك أن تنفق عليهللم فللي الطعللام
والشراب والسكن واللباس وكذلك أيضا ً في الزواج .فنفهلم
من هذا التعريف للنفقة أن الزواج داخل في النفقة والزكللاة
تصرف في النفقات .
ويدل لهذا حديث قبيصة بن مخللارق الهللللي قللال :تحملللت
حمالة فأتيت رسول الله rأسللأله فيهللا فقللال » :أقللم حللتى
تأتينا الصدقة فنأمر لك بها « .قال ثم قال » :يا قبيصللة إن
المسألة ل تحل إل لحد ثلثة :رجل تحمل حمالة فحلللت للله
المسألة حتى يصيبها ثم يمسك ورجل أصابته جائحة اجتاحت
ماله فحلت له المسألة حتى يصيب قواما من عيللش أو قللال
سدادا من عيش ورجل أصللابته فاقللة حللتى يقللوم ثلثللة مللن
ذوي الحجى من قومه .لقللد أصللابت فلنللا فاقللة فحلللت للله
المسألة حتى يصلليب قوامللا مللن عيللش أو قللال سللدادا مللن
عيش فما سواهن من المسألة يا قبيصة سحتا يأكلها صاحبها
سحتا « ).(39
ومعنى قول النبي » : rقواما ً من عيش أو قللال سللدادا مللن
عيش « أي ما يقوم بعيشله ويللدخل فللي ذللك نفقللة اللزواج
وتكاليف الزواج فإنه من تحقيق قوام العيش .
ثانيللا ً :أن تكللاليف الشللريعة ترجللع إلللى حفللظ الضللرورات
الخمس الللتي اتفقللت الشللرائع علللى حفظهللا وهللي :حفللظ
الدين ،حفظ النفس ،حفللظ المللال ،حفللظ العقللل ،حفللظ
العرض والنسل .والزواج هذا من حفللظ العللرض والنسللل ،
إذا كان هذا الذي يريد الزواج ل يستطيع على تكاليف الزواج
ليس له أب ينفق عليه أو جد أو أبناء ينفقون عليلله ويكفللونه
مؤونة الزواج وهو ل يستطيع تكاليف الزواج فهذا يعطى من
الزكاة ؛ لن الزكاة تشمل النفقات الشللرعية :مللن الطعللام
والشراب والسكن والكساء .
609
والحوائج الصلية :من اللت التي يحتاج إليها في البيت .
والواجبات الشرعية :من الديون لله أو للدمي .
فالخلصة في هذه المسألة :أن دفع الزكاة للمتزوج أن هذا
جائز ول بأس به بشرط أل يكون له أحد ينفق عليه قللادر أن
يزوجه ممن يجب عليه أن ينفق عليه ،فالب يجب عليلله أن
يزوج ولده ول يجوز له أن يمتنع لن هذا داخل فللي النفقللة ،
وإن كان الب قادرا ً فللإن الولللد ل نعطيلله مللن الزكللاة يجللب
على أبيه أن يزوجه ،اللهم إل إذا امتنللع الب فحينئذٍ ل بللأس
أن نعطيه من الزكاة لكن الب يأثم في هذه الحالة .
وإذا كان ليس له أب ينفق عليه أوجد أو نحو ذلللك أو للله أب
لكنه فقيللر ل يسللتطيع فإننللا نعطيلله كفايللة الللزواج وهللي مللا
يتزوج به مثله أو تمام الكفاية .
المسألة الثامنة عشر :ما يتعلق باستثمار أموال الزكاة
ومعنى استثمار أموال الزكاة أي تنميتها بالبيع والشراء .
تعريف الستثمار :
مر الرجل ماله إذا كّثرة . في اللغة :طلب الثمر يقال ث ّ
وأما في الصطلح :طلب الحصول على الرباح المالية عللن
طريق المضاربة بأموال الزكاة .
استثمار أموال الزكاة من قبل المؤسسات الخيرية والهيئات
الغاثية هل هو جائز أو ليس جائز ؟
نقللول فللي الجملللة اسللتثمار أمللوال الزكللاة ينقسللم إلللى
قسمين :
القسم الول :استثمار أموال الزكاة من قبل المزكي نفسه
.هذا الرجل عنده مثل ً مئة ألف ريللال زكللاة أو عنللده مليللون
مرهللاريال زكاة فأراد أن يبيع ويشتري بهذه الدراهم لكللي ي ُث َ ّ
أو يكثرها هل هذا جائز أو ليس جائز ؟
نقول هذه المسألة تنبني على مسألة أخللرى ذكرهللا العلمللاء
رحمهم الله وهي :إخراج الزكاة هل هو على سبيل الفللور أو
على سبيل التراخي ؟ للعلماء في ذلك قولن :
610
القول الول :إن إخراج الزكللاة يجللب علللى الفللور وهللذا مللا
عليه جمهور العلماء رحمهم الله.
القول الثاني :إن إخللراج الزكلاة ل يجلب علللى الفلور وإنملا
يجوز على التراخي وهذا قال به أكثر الحنيفية ).(40
الذين قالوا بأن إخراج الزكاة يجب على الفور استدلوا بأدلللة
من أهم هذه الدلة :
َ
ع
مل َص لل َةَ َوآت ُللوا ْ الّزك َللاةَ َواْرك َعُللوا ْ َ
مللوا ْ ال ّ
* قللوله تعللالى âوَأِقي ُ
ن ? وقالوا بأن المر بإيتاء الزكاة هذا مطلللق وأوامللر الّراك ِِعي َ
الشارع المطلقة عند الصللوليين تقتضللي الوجللوب والفوريللة
مالم يكن هناك صارف .
* وعن عقبة بن الحارث قال :صليت وراء النللبي rبالمدينللة
العصر فسلم ثللم قللام مسللرعا فتخطللى رقللاب النللاس إلللى
بعض حجر نسائه ففللزع النللاس مللن سللرعته فخللرج عليهللم
فرأى أنهم قد عجبوا من سرعته قللال » :كنللت خلفللت فللي
البيت تبرا من الصدقة فكرهت أن أبيته « .
فالنبي rأسرع في صرف هذه الصدقة .
* أن حاجة الفقراء حاضرة ناجزة .
* القياس على الصلة فكمللا أن الصلللة ل تللؤخر حللتى يللأتي
وقت الصلة الخرى فكذلك أيضلا ً الزكلاة ل تلؤخر بلل يجلب
عليه أن يبادر بها .
* لن النسان ل يللدري مللا يعللرض للله فللي هللذه الحيللاة قللد
ينسى وقد يموت .
الرأي الثاني :قالوا بأن إخللراج الزكللاة ل يجللب علللى الفللور
وقالوا بأن المر المطلق ل يقتضي الفورية .
نوقش :أن هذا غير مسّلم بل المر المطلق عن الصللوراف
هذا يقتضي الوجوب والفورية على الصحيح من أقللوال أهللل
العلم رحمهم الله والدلة على ذلك كثيرة :
* حديث أم سلمة لما أمر النبي rالصحابة رضي الللله عنهللم
في صلح الحديبية بأن ينحروا ويحلقوا ويحلوا تأخروا فغضللب
النبي rمما يدل على أن المر يقتضي الفورية ). (41
611
* حديث عائشة رضي الله عنهللا فللي حجللة الللوداع لمللا أمللر
النبي rملن للم يسلق الهلدي أن يتحللل وأن يجعلل إحرامله
بالحج عمرة وتأخروا غضب النبي .(r (42
* أيضا ً من حيللث اللغللة لللو أن أحللدا ً أمللر ولللده أو غلملله أن
يفعل شيئا ً ثم تأخر فإنه يحصل لومه على هذا .
وعلى هذا نفهم أنه إذا كانت الزكاة تجب على الفورية أنه ل
يجوز للمالك أن يستثمر أمللوال الزكللاة ،بللل يجللب عليله أن
يبادر بصرف هذه الموال إلى المستحقين .
القسم الثاني :استثمار أموال الزكاة مللن قبللل المللام ومللن
ينيب عنه مثل :الوزارات والجمعيات الخيريللة الللتي أنشللئت
بللإذن المللام وكللذلك الهيئات الغاثيللة فهللل يجللوز لهللؤلء أن
يسللتثمروا أمللوال الزكللاة أو نقللول بللأنه ل يجللوز لهللم أن
يستثمروا أموال الزكاة ؟
العلماء المتأخرون اختلفللوا فللي ذلللك علللى آراء وأهللم هللذه
الراء رأيان :
الرأي الول :أن هذا جائز ول بأس به .
وهذا الذي انتهى إليه مجمللع الفقلله السلللمي وكللذلك لجنللة
الفتللوى بللوزارة الوقللاف الكويتيللة واسللتدلوا بأدلللة كللثيرة ,
فأهمها :
* أن النللبي rوخلفللاءه الراشللدين كللانوا يسللتثمرون أمللوال
الصدقات من إبل ونحوها .فكان هناك أماكن خاصللة تحمللى
لهذه البل -إبل الصدقة -للرعي ويستفاد من لبنها ونسلللها
وعمر tحمى إبل الربذة وكانت فيها إبل الصدقة وهي كانت
ترعى ويؤخذ منها اللبن وهذا نوع من السللتثمار لنلله يتوالللد
منها النسل.
* حديث أنس tأن رجل ً من النصار أتى إلللى النللبي rيسللأله
حل ْللس
فقال النبي »:أما في بيتللك شلليء ؟ « فقللال :بلللى ِ
ب نشرب فيلله المللاء فقللال : نلبس بعضه ونبسط بعضه وقُعْ ٌ
»ائتني بهما« فأتاه بهما فأخذهما رسول الله rفقللال » مللن
يشتري هاذين « أخرجه أبو داود والمام أحمد وفيه ضعف.
612
لكن هم استدلوا بهذا ووجه الدللة أن الرسللول rعمللل فللي
مال هذا الفقير باع في مال هذا الفقير وكذلك أموال الزكاة
هي للفقراء .
* أن الولي يتصرف في أموال اليتام لقول عمر » : tابتغوا
في أمللوال اليتللام كللي ل تأكلهللا الصللدقة « فللأموال اليتللام
يعمل فيها الولي كما ورد عن عمر وورد عللن عائشللة رضللي
الله تعالى عنهما فكذلك أيضا ً ولي أمر المسلمين يعمل فللي
أموالهم .
* حديث ابن عمر رضي الله عنهما فللي قصللة الثلثللة الللذين
انطلقوا ودخلوا في غار وانطبقت عليهللم الصللخرة وقللالوا ل
ينجيكم من هذا إل أن تدعوا الله بصالح أعمالكم وكل منهللم
دعا منهم من دعى بترك الزنا ومنهم من دعى بللبره بوالللديه
والثالث دعى بأنه استأجر أجيرا ً ولم يعطه أجرة ثم بعد ذلللك
ثمره له حتى كان كثيرا ً من الماشية فجاءه وقال يا هذا أتللق
الله وأعطني حقي فقال -:كل هذا لللك .فقللال " يللا هللذا ل
تهزأ بي....إلخ" فأعطاه إياه ولم يرزأ منه شيئا ً .فقالوا هللذا
عمل في مال هذا الجير فكذلك أيضا ً مثله ولي المر يعمللل
في أموال الفقراء .
* أن عبيد الله ابن عمر رضي الله عنهما لما مللر علللى أبللي
موسللى الشللعري tوكللان أميللرا ً فللي العللراق فأعطللاه أبللو
موسى شيئا ً من بيت المال فعمل به عبيد الللله فربللح ,فللرد
عمر رضي الله عنه جميع المللال فللي بيللت مللال المسلللمين
لنه ل يحق له أن يأخذ شيئا ً من مال بيت المسلمين .وسأل
عمر tفأفتي بأن عبيد الله يأخذ النصف وأن بيت المال يأخذ
النصف .
فقالوا هذا عمللل فللي مللال بيللت المللال ومثللله يقللاس عليلله
العمل في أموال الفقراء .
الرأي الثاني :أنه ل يجوز التصرف بالبيع والشراء في أموال
الزكاة حتى ولو كان من قبللل الجمعيللات الخيريللة الللتي أذن
فيها المام .
613
وهذا ما أفتت بلله اللجنللة الدائمللة للبحللوث العلميللة والفتللاء
بالمملكة ,وأيضا ً مللا عليلله شلليخنا ابللن عللثيمين رحملله الللله
تعالى .
واستدلوا بأدلة منها :
ن كي ِ
سللا ِ
م َ ت ل ِل ُْفَقلَراء َوال ْ َصلد ََقا ُمللا ال ّ * قول الله عز وجل â :إ ِن ّ َ
ن
مي َ ب َوال َْغلارِ ِ م وَفِللي الّرقَللا ِ مؤَل َّفلةِ قُُللوب ُهُ ْ ن عَل َي َْها َوال ْ ُ َوال َْعا ِ
مِلي َ
مه عَِليل ٌن الّللهِ َوالّلل ُ مل َ ة ّضل ً
ري َ ل فَ ِسلِبي ِ ن ال ّ سِبي ِ ّ
ل اللهِ َواب ْ ِ وَِفي َ
م ? ).(43 كي ٌ
ح ِ َ
614
للتلف دون مقابل بخلف ما إذا باع واشترى فللي بضللائع قللد
تخسر لكن العيان هذه – البضائع – ل يزال باقيا ً .
الضابط الثالث :المبادرة إلى تنضيد هذه الموال عند وجللود
حاجة أي إذا وجدت حاجللة عاجلللة إلللى الفقللراء والمسللاكين
فإنه يبادر إلى تنضيد المال أي إلى بيع هللذه الصللول وقلبهللا
إلى أموال تعطى للفقراء والمساكين .
الضابط الرابع :أن يكون هذا العمل مللن ولللي المللر أو مللن
ينيبه من الوزارات أو الجمعيات الخيرية أوالهيئات الغاثية .
الضابط الخللامس :أن يسللند هللذا العمللل إلللى ذوي الخللبرة
والمانة .
الضابط السادس :أن يكون ذلك في مجالت مشروعة دون
أن يكون ذلك في مجالت محرمة .
المسألة التاسعة عشر :زكاة جمعية الموظفين
هذه المسألة سبق أن طرحناها وتطرقنللا إليهللا قبللل سللنتين
عندما تكلمنا عن جمعيللة المللوظفين وعللن أقسللامها وذكرنللا
كلم أهل العلم في هذه المسللألة وتكلمنللا أيض لا ً عللن كيفيللة
زكاة جمعية المللوظفين فل حاجللة إلللى أن نعيللد الكلم فيهللا
مرة أخرى ).(44
المسألة العشرون :قيمة الركاب لبن السبيل
والمراد بابن السللبيل :هللو المنقطللع وهللو مللن أهللل الزكللاة
فيعطى مللن الزكللاة ولللو كللان غنيلا ً ويعطللى مللن الزكللاة مللا
يوصله إلى الغرض الذي قصده وما يرجعلله إلللى بلللده ،هللل
يعطى أجرة سيارة ،أو يعطى أجللرة طللائرة ؟ لن الركللوب
في وسائل النقل هذا يختلف فهل نعطيه قيمة عالية أو قيمة
متوسطة أو قيمة أدنى ؟:
نقول هذا يختلف باختلف الشخص فإذا كان من عامة الناس
وفقرائهم هذا نعطيلله أجللرة السلليارة وإذا كللان مللن الغنيللاء
الذين يركبون الطائرة فهذا نعطيه أجرة الطائرة وعلللى هللذا
فقس.
المسألة الواحدة والعشرون :زكاة الحقوق المعنوية
615
بسللبب تطللور التجللارات وتوسللعها وكللثرة المللال فللي أيللدي
الناس ظهر ما يمسللى بللالحقوق المعنويللة وهللذا فللي مجللال
التجارة وفي غيره لكن في مجال التجارة أظهر من غيره .
الحقوق المعنوية تحتها مسائل :
المسألة الولى :تعريفها .
المسألة الثانية :التكييف الشرعي لهذه الحقوق المعنوية .
المسللألة الثالثللة :اختلف المتللأخرين فللي زكللاة الحقللوق
المعنوية .
المسألة الولى :تعريف الحقوق المعنوية :
ل عينلي ول ق ل يتعللق بملا ٍ
الحقلوق المعنويلة :هلي كلل حل ٍ
بشيٍء من منافعه .ومن أمثلتها فللي الزمللن السللابق مثللل :
حللق القصللاص ،حللق الوليللة ،حللق الطلق هللذه حقللوق
معنوية .
ومللن أمثلتلله فللي عصللرنا الحاضللر :حللق التللأليف ،حللق
الختراع ،حق السم التجاري ،حق العلمة التجارية ،فهللذه
حقوق معنوية .
المسألة الثانية :التكييف الشرعي لهذه الحقوق المعنوية .
اختلللف المتللأخرون فللي التكييللف الشللرعي لهللذه الحقللوق
المعنوية والصواب في ذلك أن الحقوق المعنوية هي حقللوق
غير مادية ذات قيمةٍ مالية معتبرة شرعا ً وعرفا ً ،ولهللا شللبه
كبير بالمنافع .
وهذا نص قرار مجمع الفقه السلمي قال »:السم التجاري
والعنللوان التجللاري والعلمللة التجاريللة والتللأليف والخللتراع
والبتكار هي حقوق لصحابها أصبح لها في العرف المعاصللر
ول الناس لها وهذه الحقللوق يعتللد بهللا م ّ
قيمة مالية معتبرة لت َ
شرعا ً فل يجوز العتداء عليها «
المسللألة الثالثللة :اختلف العلمللاء المتللأخرين فللي زكللاة
الحقوق المعنوية .
هذه الحقللوق اختلللف العلمللاء رحمهللم الللله هللل تجللب فيهللا
الزكاة أو ل تجب فيها الزكاة ؟
616
فالسم التجاري قد يعاوض عليه بمائة ألللف ريللال ،والعلمللة
التجارية قد يعاوض عليها ،والشللركات الكللبيرة قللد يعللاوض
عليها بكذا وكذا ،وحق التأليف قد يعاوض عليه .فهل تجللب
الزكاة في هذه الشياء أو ل تجب فيها الزكاة ؟
المتأخرون اختلفوا في هذه المسألة على رأيين :
الرأي الول :أن الحقوق المعنوية أنه ل زكللاة فيهللا وعلتهللم
قالوا بأن هذه الحقللوق حللتى لللو كللانت تجاريللة مثللل السللم
التجاري أو العنوان التجاري أو العلمة التجارية فإنهللا حقللوق
ذهنية وليسللت سلللعا ً ت ُللدخل فللي المللوال الزكويللة وحينئذٍ ل
تجب فيها الزكاة .
الرأي الثاني :التفصيل :قالوا بأن الزكاة ل تجب في حقوق
التأليف والبتكار والخللتراع وإنمللا تجللب الزكللاة فيمللا يتعلللق
بأمور التجارة فتجب الزكاة في حق السم التجاري والعلمة
التجارية والعنوان التجاري .
وهذا القول هو القرب لن هذه المور التجارية أصبحت فللي
عرف الناس اليوم أنهللا مللن التجللارة ويعللاوض عليهللا فحينئذٍ
نقول حق التأليف ونحوه هللذه ل تجللب فيلله الزكللاة وأمللا مللا
يتعلق بالعلمة التجارية أو السم التجللاري ونحللو ذلللك نقللول
هذه داخلة في عروض التجارة وامتللداد لهللا فيجللب عليلله أن
يزكيها إذا عاوض عنها .
المسألة الثانية والعشرون :الديون الستثمارية
المسألة الولى :تعريف الديون الستثمارية .
اللللديون السلللتثمارية :هلللي اللللديون اللللتي تؤخلللذ لتمويلللل
مشروعات تجارية بقصد التكسب وتنمية الموال .
المسألة الثانية :هل الديون الستثمارية تنقص النصاب أو ل
تنقصه و هل تمنع وجوب الزكاة أو ل تمنعه ؟
هذه المسألة تنبني على مسألة ذكرها العلمللاء رحمهللم الللله
وهللي الللدين هللل يمنللع وجللوب الزكللاة أو ل يمنللع وجللوب
الزكاة ؟
617
ولنفرض أن إنسانا ً عنده مئة ألف ريال في المصرف وعليلله
دين مئة ألللف ،فهللل تجللب الزكللاة عليلله أو ل تجللب ،وهللل
الدين يقابل المال وتسقط عنه الزكاة أو نقول ل تسقط ؟
للعلماء رحمهم الله لهم في هذه المسألة ثلثة أراء :
الرأي الول :قالوا بأن الدين يمنع الزكاة.
وهو مذهب الحنابلة وهو أوسللع المللذاهب ،فللإذا كللان عنللدك
مئة ألف وعليك دين مئة ألف ل زكاة عليك .إذا كللان عنللدك
مئة ألف وعليك خمسون ألف عليك زكاة خمسين .
و استدلوا بأدلة منها :
* قول عثمان tأنه قال »:هذا شهر زكاتكم فمن كان عليلله
دين فليؤده «) ، (45فقال » مللن عليلله ديللن « فبللدأ بالللدين
قبل الزكاة فدل على أن الللدين يمنللع الزكللاة أو يسللقطها أو
ينقصها .
* حديث »:من كان عنده ألف درهللم وعليلله ألللف فل زكللاة
عليه « وهذا الحديث ضعيف .
الرأي الثاني :أن الزكاة تجب وأن الدين ل يمنع الزكاة .
وهو مذهب الشافعي وهللذا رأي الشلليخ محمللد ابللن عللثيمين
رحمه الله .
فإذا كان عندك مئة ألف وعليك دين يساوي مئة ألللف تزكللي
عن المئة ألف .
واستدلوا :
ص لد َقَ ً
ة خ لذ ْ م ل َ
م َ وال ِهِ ْ
مل َ
نأ ِْ ْ * بالعمومللات :كقللوله تعللالى ُ â :
هم َوالل ّ ُن ل ّهُ ْ
سك َ ٌك َ صل َت َ َ
ن َ ل عَل َي ْهِ ْ
م إِ ّ ص ّ م وَت َُز ّ
كيِهم ب َِها وَ َ ت ُط َهُّرهُ ْ
م ? ).(46 ميعٌ عَِلي ٌس َِ
* قوله » : rتؤخذ من أغنيائهم وترد على فقرائهم « .
وهذا عنده مال فتجب عليه الزكاة .
الللرأي الثللالث :التفريللق بيللن الللديون الظللاهرة و الللديون
الباطنة .
وهو مذهب المام مالك رحمه الله تعالى.
618
فقال بأن الدين ل يمنع الزكللاة فللي المللوال الظللاهرة وهللي
زكللاة البللل والغنللم و الللزروع والثمللار ويمنعلله فللي المللوال
الباطنة :وهي عروض التجارة والللذهب والفضللة ومللا يقللوم
مقامهما من النقدين .
واستدل بأدلة منها:
* أن النللبي rكللان يبعللث السللعاة ليأخللذوا زكللاة المللوال
الظاهرة دون أن يسألوا أرباب هذه الموال هل عليهم ديون
أو ل ؟ مع أن أهل الزروع والثمللار مظنللة الللدين لن الللزروع
والثمار بحاجة إلى الكلفة والمئونة .
الرأي الرابع :بعض الباحثين توسط فللي المسللألة فقللال أن
الدين يمنع الزكاة بشرطين :
الشرط الول :أن يكون الدين حال ً ليس مؤجل ً .
الشرط الثاني :أن يكون الللدين ليللس مللن المللور الكماليللة
وإنما فللي المللور الحاجيللة وأيض لا ً ليللس عنللده مللن المللوال
الزائدة عن حاجاته ما يقابل الدين .
نضرب لذلك مثل ً :هذا رجل اشللترى سلليارة بالتقسلليط مللن
شركات التقسيط كل شهر عليلله ألللف ريللال و الن القسللط
حل ألف ريال ،هذا اللف هل يمنع الزكاة أم ل ؟
أما القساط المؤجلة هللذه ل تمنللع الزكللاة لكللن الللذي يمنللع
الزكاة هو القسط الذي حل وهو ألف ريال .
وأيضا ً يشترط لكي يمنع الزكاة أن يكون هذا الشخص ليللس
عنده إل المور الحاجية فإذا كان مثل ً اشللترى هللذه السلليارة
وعنده سيارة ثانية زائدة نقول يجب عليك أنك تبيعها وتسللدد
الدين الذي عليك .
مثال آخر :إنسان عليه ثلث مئة ألف ريال لصندوق التنميللة
العقاري كل سنة يحللل تسللعة آلف ريللال ،فللإذا حللل الللدين
تسعة آلف ريال نقول هذا القسلط يمنلع الزكلاة ،أملا بقيلة
المال ما يمنع .
619
وأيضا ً يمنع بشرط أن يكون النسان عنللده حللوائجه الصلللية
إذا كان عنده زائد على ذلك فإنه يجعللله للللدين وهللذا معنللى
قول النبي »: rخير الصدقة ما كان عن ظهر غنى « ).(47
وبهذا نفهلم أن اللديون السلتثمارية الللتي ل تتعلللق بحاجلات
النسان الصلية مثل ً يقترض مليللون ريللال أو عشللرة ملييللن
ريال من البنك أومللن البنللوك سللواًء كللانت رسللمية أو تابعللة
للدولللة أو غيرهللا ويريللد بللذلك أن ينمللي المللوال فللإن هللذه
الديون ل تمنع الزكاة لنها ل تتعلق بحوائج النسللان الصلللية
وإنما هي أمور كمالية بإمكانه أن يتخلص منها .
وبهذا ننتهي ،فهذه بعض المسائل التي استطعت أن أحصللل
عليهللا وهنللاك مسللائل أخللرى سللنقوم بشللرحها فللي الللدورة
القادمة إن شاء الله تعالى .
ونسأل الله عللز وجللل أن يجعللل مللا سللمعناه حجللة لنللا ،ول
يجعله حجة علينا ،وأن يرزقنا الفهم في كتابه والبصيرة فللي
سنة نبيه rإنه ولي ذلك والقادر عليه .
===================
#الصيرفة السلمية
مفهومها وعملياتها
دراسة تحليلية على المصرف العراقي السلمي
بالعتماد على عدد من المؤشرات المالية
بحث تمهيدي لمرحلة الماجستير
إعداد الطالب
سيف هشام صباح
بإشراف الدكتور
مسلم اليوسف
قائمة المحتويات
الموضوع الصفحة
المقدمة 1
منهجية البحث 1
أهمية البحث 1
620
مشكلة البحث 1
هدف البحث 2
أساليب جمع البيانات وتحليلها 2
فرضية البحث 2
المبحث الول :الطار النظري للبحث 3
استخدامات الموال في المصارف السلمية
المطللللب الول :نشلللوء المصلللارف السللللمية _ تعريفهلللا
وخصائصها 4
المطلب الثاني :أشكال استخدامات الموال في المصللارف
السلمية 10
المبحث الثاني :الطار التطبيقي للبحث 19
اتجاهات الستثمارات في المصرف العراقي السلمي
المطلب الول :نشأة المصرف العراقي السلمي _ أهدافه
20
المطلب الثاني :تحليل استخدامات المللوال فللي المصللرف
العراقي السلمي 22
الستنتاجات 24
التوصيات 24
المصادر 25
المقدمة :
المصرف السلمي ليست وظيفة اقتصادية بالمعنى الضلليق
بل هو يسلعى لتحقيلق وتعميلم مقوملات روحيلة واجتماعيلة
ترتبط ارتباطا وثيقا بالنسان لهذا فإن تحقيق الربح بالنسللبة
للمصرف السلمي يعتبر حللافزا ً وليللس هللدفا ً بحللد ذاتلله لن
الدافع الساسي للمصرف السلمي هللو النهللوض بللالمجتمع
مللن هنللا جللاء المصللرف السلللمي ليجمللع بيللن النشللطة
الجتماعية والقتصللادية والماليللة والمصللرفية وذالللك بنفللس
الوقت.
لعل أهم ما يميللز المصللارف السلللمية بعضللها عللن البعللض
الخر هو درجة الجهد المبذول فللي كللل منهللا لتحللري الحلل
621
مللن الربللح الللذي يمكللن الحصللول عليلله مللن خلل عمليللة
الستثمار وقياس هذا الربح بطريقة دقيقة وواضللحة تللوزيعه
بما يحقق العدالة لمستحقيه .وقد بدأت الصيرفة السلللمية
في العراق مع بداية التعددية المصرفية في العراق بعد عللام
1993إذ تم السماح بإنشاء مصللارف أهليللة )خاصللة( ومنهللا
المصللرف العراقللي السلللمي الللذي يعللد نللواة الصلليرفة
السلمية في العراق .ومن هنللا جللاء هللذا البحللث كمحاولللة
لتسليط الضوء على الصيرفة السلمية فللي العللراق وأدائهللا
المللالي خلل سللنوات عمللل المصللرف لللذلك تللم تنللاول
الموضوع ضمن مبحثين الول نظللري تطللرق إلللى عللدد مللن
المفاهيم المتعلقة بالصيرفة السلمية أما الخر فهو ميللداني
إذ تناول العديد من الجللوانب المتعلقللة بالصلليرفة السلللمية
في العراق وقد توصل البحث إلللى العديللد مللن السللتنتاجات
والمقترحللات النظريللة والميدانيللة الللتي تشللكل اسللتكمال
لمنهجية البحث.
منهجية البحث
أهمية البحث:
يعد المصرف العراقي السلمي الذي تأسس سللنة )(1993
نواة الصيرفة السلللمية فللي العللراق ومللن أوائل المصللارف
الهليللة أيض لا ً .ومللن هنللا تكمللن أهميللة البحللث مللن أهميللة
الصيرفة السلمية فللي العللراق وآفاقهللا إذ أن هللذه التجربللة
الفتية تستقطب الكثير من الموال المجهللزة الللتي يتحاشللى
أصحابها استثمارها عن طريق الفللوائد الربويللة ولهللذا كللانت
الهمية بوجوب محاولللة دراسللة الجللوانب ذات الهميللة فللي
نشاط المصارف )الستخدامات (.
مشكلة البحث:
يقللوم المصللرف العراقللي السلللمي بمختلللف العمليللات
المصرفية التي تغطي احتياجات زبائنه في مختلف النشللطة
المصرفية وفق الشريعة السلمية وخاصة السللتثمارية وقللد
بدأ المصرف نشاطه في ظل ظروف اقتصادية غير مستقرة
622
وهذا ما شكل فعل خطر على نشاط المصرف وعلى ربحيللة
المصرف بل أكثر من هذا أن المصرف قد تعرض للعديد من
الخسلللائر وقلللد تعلللرض للخسلللائر نتيجلللة انخفلللاض قيملللة
استثماراته وبقاء التزاماته على ما هي عليه.
وتعد هذه الحالة مشكلة بحثية تستوجب الدراسة .
هدف البحث:
يهدف البحث وفي إطاره النظري والميداني لتوضيح العديللد
من النقاط تتعلق بالتي:
.1مفهوم الصيرفة السلمية وأشكال الستخدامات فيها.
.2خلفيات تأسيس المصرف العراقي السلمي .
.3قياس الهمية النسبية لستخدامات الموال في المصرف
العراقي السلمي وخاصة فيما يتعلق منها بالستثمار.
أساليب جمع البيانات وتحليلها :
من أجل الوصول إلى هدف الدراسة وإثبات فرضللية البحللث
اعتمد على عدد من المصادر العربية والوثائق الرسمية التي
تنللاولت موضللوع البحللث نظريللا وكللان ذلللك تمهيللدا للجللانب
الميداني التي تم العتماد على الميزانيات والتقارير السنوية
عللللى المصلللرف العراقلللي السللللمي للفلللترة )_1999
(1993وقد تم أيجاد الهمية النسبية لفقللرات السللتخدامات
عن طريق المعادلة التية:
الجزء
للللللللل *100
الكل
وكذلك تم إيجاد نسب التغيير السنوية والتي احتسللبت وفللق
المعادلة:
)السنة الحالية -السنة السابقة (/السنة السابقة*100
فرضية البحث :
ل تشكل توظيفات الموال فللي الجللانب السللتثماري أهميللة
نسبية كبيرة في نشاط المصرف العراقي السلمي.
المبحث الول
623
الطار النظري للبحث :
استخدامات الموال في المصارف السلمية
التعرف على المصارف السلمية يحتاج إيضللاح ماهيتهللا ومللا
يزيد المعرفة بالشئ وضوحا ً الحاطة بشي من تاريخ نشللأتها
وخصائصها.
ومن هنا سيتناول هذا المبحث كللل هللذه القضللايا وذللك فللي
مطلبين :
المطللللب الول :نشلللوء المصلللارف السللللمية .تعريفهلللا
وخصائصها.
المطلب الثاني :أشكال استخدامات الموال في المصللارف
السلمية.
المطلب الول :
نشوء المصارف السلمية – تعرفها وخصائصها
نشأت المؤسسات المالية في الدولة العربية السلللمية فللي
الوقت الذي أتت فيه قوية وفتية بفضل تمسكها بكتللاب الللله
عز وجل وسنة الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسللم
وهذه المؤسسللات تتللولى رعايللة شللؤون المسلللمين وتعنللى
باحتياجاتهم أفرادا ً وجماعات ويأتي بيت المال في مقدمتها.
لقد أدى تكالب العداء على الدول السلللمية إلللى إضللعافها
مما دفع المحتاجين إلى أهل اليسار لسد احتياجاتهم أما فللي
العصر الحديث بعد تغير ظروف الحياة فللي كافللة المجللالت
ظهرت النقلود الورقيلة وملن ثلم المؤسسلات الماليلة اللتي
تتعامل بالفائدة التي انفرد بها اليهود ومن ثللم النصللارى فللي
أوربا خاصة وبسبب خطورة هذه المؤسسللات الللتي أدخلللت
إلى المجتمعات السلمية عنللوة بللذل أبنللاء المللة السلللمية
جهودهم من أجل إيجاد البديل عن تلك المؤسسات الربوية)
. (1
إن الصللحوة السلللمية الللتي عاشللتها وتعيشللها الشللعوب
السلمية كانت سببا رئيسيا في البحللث عللن بللديل إسلللمي
للمصارف الربوية التي انتشرت في البلد السلمية ووجدت
624
مللن يشللجع علللى قيامهللا والتعامللل معهللا بالسللتفادة مللن
الخدمات التي تخلو من الشبهات).(2
لقد كانت أفكار معظم العلماء والمفكرين المسلمين تقتصر
على تحريم عمليات تلللك المصللارف وتللوجيه النتقللادات لهللا
دون وضللع البللديل المناسللب ولكللن بعللد ذلللك ازداد اهتمللام
هؤلء بها ،ذلك أن أعمال هذه المصارف لتخلو مللن الفللائدة
والمنفعة وتحقق الكثير من مصالح العباد ،فنصللبت جهللودهم
بعد ذلك في التعرف على مواطن الحرام فيها والبحللث عللن
البديل المناسب دون مخالفة الخالق عز وجل.
طرحت فكرة البديل السلللمي فكللانت بللدايات البحللث عللن
بديل مصرفي إسلمي فللي المللؤتمر السللنوي الثللاني 1965
والثللالث 1966لمجمللع البحللوث السلللمية حيللث كللان مللن
توصياته مواصلة دراسة البديل المصرفي السلمي وطريقة
تنفيللذه بالسللتعانة بالقتصللاديين ودعللا المللؤتمر السللنوي
السللادس إلللى إنشللاء مصللرف إسلللمي يتفللق مللع أحكللام
الشريعة السلللمية الغللراء) (3كللانت أول محاولللة أو تجربللة
لتنفيذ هذه الفكرة في منطقة ريفية في الباكستان في نهاية
الخمسينيات أما التجربة الثانية فكانت فلي الريللف المصلري
في عام 1963م في )ميت عمر( ،وبالرغم مللن عللدم نجللاح
هاتين التجربتين إل أن السبعينات شهدت انطلقة جديدة في
عام 1971لتأسلليس مصللرف يقللوم علللى اسللتبعاد الفللائدة
فأنشأ مصرف ناصر الجتملاعي فلي مصلر ،ثلم بعلده البنلك
السلمي للتنمية
عام ، 1974وبنك دبي السلمي عللام 1975وهكللذا تللوالت
المصارف السلللمية حللتى أصللبح هنللاك مللا يزيللد عللن )(90
مصرفا في نهايللة عللام 1992تعمللل جميعهللا وفللق السللس
والمبادئ السلمية ) ،(4وعندما حرمللت الشللريعة الحصللول
على الفائدة )ربا( فقد سللمحت بالحصللول علللى الربللح ذلللك
لن المال الذي ل يرغللب أو ل يسللتطيع مللالكه أن يسللتثمره
بنفسه يمكن أن يعطللى بطريللق المشللاركة بعقللد المضللاربة
625
لمن يعمل فيه على حصللة مللن الربللح المتحقللق مللن العمللل
بهذا المال فقد وجللدت البنللوك اللربويللة لجللذب المللدخرات
ومنح القروض).(5
وعليه فإن الهدف من المصللارف السلللمية هللو تعللبيرا عللن
السلللم والنهللج السلللمي الللذي يربللط الحيللاة القتصللادية
بالحياة الخلقية والحياة الجتماعية بالحيلاة الدينيلة .ونسلتدل
أيضا بذلك على قيام السلم فللي تشللريعاته الماليللة بللالمزج
بين القتصللاد والخلق وكللذلك نظللرة السلللم إلللى الفللائدة
)فهو يحرمها ولو قليل().(6
ومما تجدر الشارة إليه انه ليس مللن الجللائز إطلق تصللنيف
المصرف السلمي باعتباره من المصارف التجارية حيث أن
الطبيعة الربوية التي تحيط بغالبية أشكال الئتمان القصلليرة
الجل تقطع بعدم إمكانية اعتمللاد المصلرف السللمي علللى
التعامل في نطاقه،وبالتالي فإن المصللرف السلللمي يمكللن
تصنيفه باعتباره من مصارف الدخللار أو مصللارف السللتثمار
والنظللرة الكللثر واقعيللة للمصللرف السلللمي تصللنيفه وفللق
مكانللة متداخلللة بيللن النللوعين ،حيللث يصللعب إزاء طبيعللة
المصرف السلمي أن يتبين للمحلل حدا فاصللل يقطللع بيللن
كل مللن طللبيعته الدخاريللة والسللتثمارية) . (7وفللي الللوقت
الحاضللر أصللبحت فكللرة البنللوك السلللمية تجتللذب حللتى
الغربيين غير المسلللمين وقللد جللاء فللي مقللال عللن عمليللات
المصارف السلمية نشر مؤخرا ً في مجلة الدراسات المالية
والمصرفية التي تصدر عن المعهد العربي للدراسات المالية
والمصللرفية أن جامعللة )هللارفرد( تضللطلع بمشللروع بحللث
لدراسللة ماضللي وحاضللر ومسللتقبل العمليللات المصللرفية
السلللمية وصلليغ السللتثمار السلللمي حيللث يحيرهللم حجللم
السوق السلمي والسباب وراء نموه رغم مللا يعترضلله مللن
عقبات وقد جاء في المقللال أيضللا أن سلليتي بنللك المريكللي
يزمع تأسيس مصرف إسلمي متكامل في البحرين.
626
وكللل ذلللك لن المصللارف السلللمية أصللبحت أحللد أعمللدة
القتصاد الوطني في البلد التي أنشأت فيها ولقد أكللد نجللاح
المصارف السلمية وسرعة انتشارها قابلية الفكر السلمي
للتطبيق وإن الشرع موجود أينمللا توجللد مصللحة العبلاد فلي
الدنيا والخرة).(8
وأخيللرا ً يمكننللا القللول أن التطللبيق العملللي الصللحيح لفكللرة
المصللارف السلللمية هللو الللذي يحقللق مصلللحة العبللاد وهللو
الطريللق إلللى التحللرر مللن نظللام ربللوي يقللوم عليلله النظللام
القتصادي الرأسمالي.
تعريف المصرف السلمي :
فالمصرف السلللمي هللو مؤسسللة ماليللة مصللرفية لتجميللع
الموال وتوظيفها في نطللاق الشللريعة السلللمية بمللا يخللدم
بناء مجتمع متكامل وتحقيق عدالة التوزيع ووضع المللال فللي
المسللار السلللمي)، (9أو هللو منظمللة إسلللمية تعمللل فللي
مجال العمال بهدف بناء الفرد المسلللم والمجتمللع المسلللم
وإتاحة الفللرص المواتيللة للله للنهللوض علللى أسللس إسلللمية
تلتزم بقاعدة الحلل والحرام.
إزالة الغموض عن الصيرفة السلمية والتمويل السلمي
هناك مايكفي من المستثمرين والمفترضين المسلللمين فللي
البلللدان السلللمية وغيللر السلللمية لتأكيللد اهتمللام البنللوك
التقليدية التي تبحث عن خدمة عملء كهؤلء وتجني أرباحا ً ل
بأس بها من سوق ل يزال غير مطروق.
يوضح كللاتب المقللال بعللض الغمللوض ويللبين كيللف أن بعللض
المنتجلللات السللللمية يمكلللن أن تلئم النظلللام المصلللرفي
التقليدي ونتيجة لذلك تخدم البيع بالتجزئة للمصرف الغربللي
وزبللائن الللبيع بالجملللة أو تسللاعد مؤسسللة تعللرض تمللويل
إسلميا .وقد تجد بعض المؤسسللات الماليللة غيللر السلللمية
أنه من الحكمة استخدام التمويلل السللمي للحصللول عللى
مكاسللب السللواق السلللمية لتسللهيل الللدخول أو تعزيللز
العمال.
627
هناك اثنان من المبللادئ الساسللية فللي الصلليرفة السلللمية
غياب الفللائدة ،تحريللم الربللا علللى أسللاس مبللدأ ل ضللرر ول
ضللرار إضللافة إلللى الميللزات الجتماعيللة والخلقيللة والللتي
تتجنب الستثمارات الغير المرغوب بها والتجارة التعزيزية .
إن تحريللم الربللا مرتبللط بقللوانين المرابللاة فللي العديللد مللن
البلدان الغربية أو المنع على الفائدة الفائضة .إن ما نسميه
الصلليرفة السلللمية "النقيللة" يبللدو بللأنه مشللابه للتمويللل
الرأسمالي المستند على المضاربة ,أو تمويل المشروع غير
المطالب بحق صاحب الكمبيالة أو استثمار المساواة العادي
.وتكللون للمسللتثمر حصللة فللي الربللاح للمضللاربة ومعللرض
لفقدان رأسماله .
وهذا يتضمن الستثمار ولكللن ليللس تقللديم القللروض .لكللن
بعض المنتجات إسلمية أكثر ومن ثم أخرى وكمللا فللي إدارة
الضريبة تم تطوير منتجات هائلة لليفاء بحرفية ،ولكن ليللس
بالضرورة روحية التنظيمات وكما في عملية تحويللل الفللائدة
إلى مكاسب رأس مال لغراض ضريبية .كان المسللتثمرون
السلللميون الوائل مقتنعيللن بالللدخول فللي قللوائم خزانللة
مخصومة وتلقى الفائدة على شكل مكاسب رأس مال،وفي
منتصف الثمانينيات عالجت التبادل الجنبي وصفقات اليداع،
أشترى الزبون "السلمي" عملة ذات نسبة فائدة منخفضللة
أو حتى ذهب من البنك ووضع هللذا فللي اليللداع الحللالي مللن
الفائدة ،وبنفللس الللوقت تللم بيللع العملللة النقديللة أو الللذهب
مقدما مع إعادة النعكاس المتقدم لحقيقة عللدم دفللع فللائدة
على اليداع ،ويعد مكسب رأس المال المقفللل كهللذا فللائدة
بالنسبة للغراض الضريبية وبنفس الصورة عللن العديللد مللن
وسائل تحويللل الفللائدة إلللى مكاسللب رأس المللال ل تقبلهللا
السلطات السلمية بشكل متزايد.
وعلى الرغم مللن ذلللك وحسللب ملحظللاتي فللإن %85مللن
الصلليرفة السلللمية تشللمل شللكل معينللا للتحديللد المسللبق
للرباح التي ستعد الن كمكاسب رأس مال من قبل العديللد
628
مللن السلللطات الماليللة وبالنسللبة لبعللض المؤسسللات تعللد
المظاهر مهمة فيما يتعلق برؤيتها إسلمية في أعيللن زبائنهللا
وأصحاب اسمها ومنظميها وعندما يكون هناك ربللح مضللمون
متولد خلل مخطط ""mark upيعد الرتباط بصللفقة تجاريللة
ضمنية شلليئا جيللدا وكمللا أنلله ل توجللد سلللطة ماليللة عالميللة
ومركزية ليس هنللاك سلللطة إسلللمية واسللعة تحللدد مللا هللو
الحلل وما هو الحرام وهناك خطر فللي أن البعللض سلليحاول
الحصول على استحسان إسلمي لمخططاتهم كما هو الحال
مع أعمال الصيرفة الغربية الللتي تنتقللل مللن ملكيللة قضللائية
ضريبية إلى أخرى.
المسائل الخلقية
هناك مسائل ما وراء مسألة الفائدة فالستثمارات السلمية
تبعللد التبللغ والكحللول والتسلللية والقطاعللات الخللرى غيللر
المقبولللة ويتحفللز المسللتثمرون السلللميون فللي اختيللارهم
للستثمارات بنفس المعيللار الللذي يحفللز نظرائهللم الغربييللن
الخلقييلللن ويتلللوازن البحلللث علللن اسلللتثمارات مقبوللللة
بكللرة_الخطللورة الطللبيعي ويظهللر المقترضللون المسلللمون
مقاومة للتخلي عن حصة في أرباح مشللروعهم ،وليللس مللن
المدهش نتيجللة لللذلك إن معظللم الصلليرفة السلللمية تأخللذ
شكل أحد أنواع markأو أشللكال أخللرى غيللر الشللتراك فللي
الرباح لكللن الصلليرفة السلللمية ل تللزال صللناعة فللي بدايللة
طريقها مع 20عاما ً من الممارسة،ووفقلا لمبلدأ ل ضلرر ول
ضرار فإن أي شخص غير ملزم بأية إضافة للمبلغ الرئيسي.
خصائص المصارف السلمية:
_1استبعاد التعامل بالفائدة
النهللج القتصللادي فللي السلللم بهللذا الصللدد موقللف محللدد
وحاسم ل لبس فيه وهو ))إسقاط الفللائدة الربويللة مللن كللل
عملياته أخذا وعطاء((وتعد هللذه الخاصللية المعلللم الرئيسللي
والول للمصللرف السلللمي وبللدونها يصللبح هللذا المصللرف
629
ربوي آخر وذلك لن السلم حرم الربا بكللل أشللكاله وشللدد
العقوبة عليها).(10
_2توجيه كل جهة نحو الستثمار الحلل
من المعلوم أن المصارف السلمية مصارف تنموية بالدرجة
الولى ولما كانت هذه المصارف تقوم على إتباع منهللج الللله
المتمثل بأحكام الشللريعة السلللمية .لللذا فإنهللا وفللي جميللع
أعماله تكون محكومة بما أحللله الللله والتقيللد بللذلك بقاعللدة
الحلل والحرام التي يحللددها السلللم ممللا يللترتب عليلله مللا
يلي): (11
* توجيه الستثمار وتركيزه في دائرة إنتاج السلع والخللدمات
التي تشبع الحاجات السوية للنسان المسلم .
* تجللري أن يقللع المنتللج سلللعة كللان أم خدمللة فللي دائرة
الحلل.
* تجري أن تكون كللل أسللباب النتللاج)أجللور -نظللام عمللل (
منسجمة مع دائرة الحلل.
* تحكيللم مبللدأ احتياجللات المجتمللع ومصلللحة الجماعللة فبللل
النظر إلى العائد الذي يعود على الفرد.
_3ربط التنمية القتصادية بالتنمية الجتماعية
ويللأتي هللذا مللن ناحيللة أن المصللارف السلللمية بطبيعتهللا
السلمية تللزاوج بيللن جللانبي النسللان المللادي والروحللي ول
تنفصل في المجتمع السلمي الناحية الجتماعية عن الناحية
القتصللادية فالسلللم وحللدة متكاملللة لتنفصللل فللي جللوانب
الحياة المختلفة وتعتبر السلم التنمية الجتماعيللة أساسللا ل
تؤدي التنمية القتصادية بثمارها إل بمراعاته).(12
_4إحياء نظام الزكاة
حيث تقوم هذه المصارف وانطلقا من رسالتها السامية في
التوفيق بين الجللانبين الروحللي والملادي معللا ،لللذلك أقللامت
هذه المصارف صندوقا خاصا لجمع الزكاة تتولى هللي إدارتلله
وهي بذلك تؤدي واجبا إلهيللا فرضلله الللله علللى هللذه المللة )
.(13
630
_5القضللاء علللى الحتكللار الللذي تفرضلله بعللض شللركات
الستثمار
تقوم المصارف وانطلقا من وظيفتها الساسللية فللي التقيللد
في معاملتها بالحكام الشرعية بالقضاء على الحتكار الللذي
تفرضه بعض الشركات المسللاهمة علللى أسللهمها فللإن هللذه
الشركات تلجأ إلى إصدار )أسهم( تمكنها من الحصول علللى
رأس مللال جديللد وإبقللاء أسللهم الشللركة محصللورة فللي يللد
المسللاهمين فقللط أمللا المصللارف السلللمية فإنهللا ل تصللدر
السندات نظرا لن فقهاء الشللريعة قللالوا بحرمتهللا .بللل أنهللا
وبهدف زيادة رأس المللال والتوسللع فللي أعمالهللا تفتللح بللاب
الكتتاب على أسهمها أمام جميع الراغبين في ذلك.
المطلب الثاني :
أشكال استخدامات الموال في المصارف السلمية :
تقوم المصارف السلمية بعمليات متنوعة تساعد كلها علللى
تللدعيم تنميللة المجتمللع ومللن ابللرز هللذه العمليللات عمليللات
استثمارية للموال المودعة لديها
والستثمار يعني )استخدام الموال الفائضة بغرض الحصللول
على ربح عبر فترة من الزمن( أن الستثمار بل شك يعد من
العمال المشروعة التي يقرها ديننا الحنيف بلل يرغلب فيهلا
إل أن ذلك مقيد بأن تكون أسس الستثمار مشروعة.
أسس الستثمار في المصارف السلمية :
أن أهم الركللائز والسللس الللتي يقللوم عليهللا نظللام السلللم
القتصادي هو مبدأ الستخلف والذي يعنللي )أن المللال مللال
الله وإن البشر ل يملكون إل حق النتفاع به(
والسللتثمار بشللكله المعللروف يللأتي فللي مقدمللة العمليللة
السللتخلفية وهللذا يعنللي أنلله يجللب أن تكللون للله أسللس
ومقومات يعتمد عليها ومن أهللم السللس الللتي يقللوم عليهللا
استثمار رأس المال في السلم هي): (14
_ 1تجنب الربا في جميع المعاملت.
_ 2تحرم الحتكار.
631
_ 3قيام الستثمار على عنصر من عناصر النتاج.
_ 4قيام الستثمار على أساس تعبدي.
_ 5إمهال المدين المعسر.
_ 6شرعية المشروعات الستثمارية.
فالستثمار في السلم يجب أن يقتصر على العمللل الصللالح
فقط ،أما العمل المحرم فهو بعيد كللل البعللد عللن السللتثمار
السلمي ذلك لن السلع التي ينتجهللا هللذا النللوع وإن كللانت
لها قيمة في النظم القتصادية الخرى فإنها تعد خارجللة عللن
العمل المنتج في القتصاد السلمي.
أشكال الستثمار في المصارف السلمية
تقوم المصارف السلللمية بعمليللات مختلفللة تهللدف جميعهللا
إلى تدعيم التنمية في المجتمع ويأتي الستثمار فللي مقدمللة
العمليللات وللسللتثمار السلللمي طرقللا وأسللاليب متميللزة
وعديدة تهدف كلها إلى تحقيق الربح الحلل ومن أبللرز هللذه
الساليب والشكال). (15
أول :المضاربة
تعتبر المضاربة هي الوسيلة التي تجمللع بيللن المللال والعمللل
بقصد استثمار الموال التي ل يستطيع أصحابها اسللتثمارها .
كما أنها الوسيلة التي تقوم على الستفادة من خبرات الذين
ل يملكون المال.
والمقصود بالمضاربة:عقد بين طرفين أو أكثر يقدم أحللدهما
المال والخر يشارك بجهده على أن يتم التفاق على نصلليب
كل طرف من الطراف بالربح بنسللبة معلومللة مللن اليللراد)
.(16
وهناك عدة أشكال أو صور للمضاربة نذكر منها):(17
المضاربة الخاصللة :بمعنللى أن المللال والعمللل مقللدمان مللن
شخص واحد.
المضاربة المشتركة :يتعدد فيهللا أصللحاب المللوال وأصللحاب
العمل.
632
المضاربة المطلقة :وهي الللتي ل يقيللد فيهللا صللاحب المللال
المضارب بنوع محدد من الستثمار أو التجارة وإنما يكون له
مطلق الحرية في اختيار النشاط الذي يراه مناسبا.
المضاربة المقيدة :وهي المضللاربة الللتي يلللزم فيهللا صللاحب
رأس المال المضارب باستخدام الموال في نشاط أو تجارة
معينة من قبله.
شروط المضاربة):(18
_ 1يجب أن يكون رأس المال المضارب به نقدا ومعلوما.
_2إن المضارب ل يضمن رأس المال المضارب به في حالة
الخسارة إل إذا أثبت صاحب المال أن تقصير المضللارب هللو
السبب وراء هذه الخسارة.
_3يمكللن للمصللرف أن يطللالب بضللمان يقللدمه المضللارب
يحفظ فيه حقه في حالة تقصيره عللن تنفيللذ الشللروط الللتي
تم التفاق عليها.
_4يجب أن يتم تحديد نصيب كل طرف من الربللاح كنسللبة
من الرباح ول يجوز أن يكون الربح مقللدارا محللددا لنلله قللد
تكون الرباح المتحققة أقل من ذلك
_5يجوز التفاق على وقت المضاربة ومكانها.
ثانيا ً :المشاركات
المشاركة هي صورة قريبة من المضاربة والفرق الساسللي
بينهما أنه في حالة المضاربة يتم تقديم رأس مللال مللن قبللل
صاحب المللال وحللده .أمللا فللي حالللة المشللاركة فللإن رأس
المال يقدم بين الطرفيللن ويحللدد عقللد المشللاركة الشللروط
الخاصة بين الطراف المختلفة). (19
وتعرف المشاركة :بأنها عقد بين طرفيللن يقللدم كللل منهمللا
مقدارا معلوما من رأس المال ويكون فيلله الحللق بالتصللرف
في المال تصرفا كامل باعتباره شريكا ومالكا له ويتم توزيللع
الربللح حسللب مللا يتللم التفللاق عليلله ببللن الطرفيللن .أمللا
الخسارة فتوزع حسب نسبة المشاركة برأس المال).( 20
ويمكن أن تقسم المشاركة إلى نوعين رئيسيين :
633
المشاركة المتناقصة :
تقوم المشاركة بين طرفيللن أحللدهما المصللرف وأي طللرف
أخر سواء كان فردا أم شركة يكون فيها الحللق للشللريك أن
يحل محل المصرف في ملكيللة المشللروع المشللترك بينهمللا
وذلك أما دفعة واحدة أو على دفعات .علللى أن ل يتللم دفللع
نصيب الفللرد أو الشللركة مللن الربللاح المتحققللة كجللزء مللن
استرداد قيملة حصلة المصللرف أي أن الشلريك فلي النهايللة
سيتمكن من تملك المشروع بعد أن تمكللن مللن رد التمويللل
إلى المصرف).( 21
المشاركة الثابتة :
قد يأخذ المشللروع المعللول شللكل قانونيللا ثابتللا مثللل شللركة
مساهمة أو التوصللية البسلليطة أو توصللية بأسللهم أو تضللامن
حسللب صلليغة المشللروع وحجملله،وهنللا يقللوم المصللرف
السلمي بتمويل جزء من رأس المال لمشروع معين يجعله
شريكا في إدارته والشراف عليه وشريكا في الربللح حسللب
النسبة المتفق عليها ،وتبقى حصة كل شللريك مللن الشللركاء
ثابتة لحين النتهاء من مدة المشروع أو الشركة التي حددت
في التفاق).(22
بعض أنواع الشركات في الفقه السلمي
_1شركات الملك
اشتراك شخصين أو أكللثر فللي ملللك عيللن معينللة ذات قيمللة
مالية.
_2شركات العقود
عقد بين طرفيللن أو أكللثر علللى الشللتراك فللي رأس المللال
والرباح الناتجة عن استثماره وتقسم شركات العقود إلى:
آ_ شركات العنان :وهي أحد أنواع شركات العقود الللتي تللم
التفاق فيها بين الطراف المتشاركة عللى عللدم تصللرف أي
شريك إل بإذن صاحبه .
ب _شللركة المفاوضللة :وهللي الشللركة الللتي يتسللاوى فيهللا
الشركاء في كل شيء .
634
وتعتللبر شللركة العنللان مللن أنسللب الصلليغ السللتثمارية فللي
المصللارف السلللمية مثللل المشللاركة الدائمللة والمشللاركة
المنتهية بالتمليك).(23
ثالثا :المرابحة
هي البيع بالثمن الذي اشللتريت بلله السلللعة مللع ربللح معلللوم
واتفق الفقهاء في المذاهب المختلفللة علللى أمريللن بالنسللبة
للمرابحة) .(24
الول :بيان الثمن وما يدخل فيه ويلحق فيه .
الثللاني :زيللادة ربللح معلللوم علللى الثمللن .ومللن شللروط
المرابحة :
.1أن يكون ثمن السلعة معلوما.
.2أن يكون الربح معلوما للبائع والمشتري .
.3أن يكون المبيع عرضا فل يصح بيع النقود مرابحة.
.4أن يكون العقد الول صحيحا .فلللو كللان فاسللدا لللم تجللر
المرابحة لنها بيع بالثمن الول مع زيادة الربح.
أنواع البيوع
تصنف البيوع إلى أنواع متعددة هي :
( 1بيع المقايضة :وهو مبادلة عين بعين بدون نقد وقد كان
هذا البيع شائعا قبل استخدام النقود.
(2بيع الصللرف :وهللو بيللع الثملن بللالثمن سلواء كلان الثملن
عاجل أو أجل ويشمل :
آ _ بيللع السللم :ويتلم بلدفع الثملن ملال ملع تأجيلل تسلليم
المبيع.
ب_ بيع الجل :ويتم بتسليم المبيع مال مع تأجيل دفع الثمن
.
ج_ بيللع المسللاومة :ويتللم دون معرفللة المشللتري لتكلفللة
السلعة على البائع فل يعرف المشتري مقللدار ربللح البللائع أو
خسللارته ويجللوز هللذا الللبيع إذا لللم يكللن مللن الللبيوع غيللر
المشروعة كبيع المسترسل.
635
د_ بيوع المانللة :ويتللم فيهللا الللبيع بمعرفللة المشللتري كلفللة
السلعة على البائع ويتم تحديد الثمن بينهما بنللاء علللى ذلللك)
. (25
رابعا ً :بيع السلم
وهو بيع شيء يقبض ثمنلله مللال وتأجيللل تسللليمه إلللى فللترة
قادمة وقد يسمى بيع السلف .
فصللاحب رأس المللال يحتللاج أن يشللتري السلللعة وصللاحب
السلعة يحتاج إلى ثمنها مقدما لينفقلله سلللعته حللتى يصللفها.
وبهذا نجد أن المصرف أو أي تاجر يمكن له أن يقرض المال
للمنتجيللن ويسللدد القللرض ل بالمللال النقللدي لنلله سلليكون
)قرض بالفائدة( ،ولكن بمنتجات مما يجعلنلا أملام بيلع سللم
يسمح للمصرف أو للتللاجر بربللح مشللروع ويقللوم المصللرف
بتصريف المنتجات والبضائع التي يحصللل عليهللا وهللو بهللذا ل
يكون تاجر نقللد وائتمللان بللل تللاجر حقيقللي يعللترف السلللم
بمشلروعيته وتجلارته .وبالتلالي يصلبح المصلرف السللمي
ليللس مجللرد مشللروع يتسلللم المللوال بفللائدة لكللي يوزعهللا
بفائدة أعلى ولكن يكون له طابع الخاص حيث يحصللل علللى
الموال ليتاجر ويضارب ويساهم بها .
وهكذا يمكن أن يكون عقد السلم طريقا للتمويل يغنللي عللن
القللرض بالفللائدة .فأصللحاب السلللع والبضللائع يمكنهللم أن
يحصلوا من المصرف علللى ثمللن بضللائعهم مقللدما علللى أن
تسلم للمصرف مستقبل ليتاجر بها كما يمكللن للمصللرف أن
يستخدم بيع السلم في بيع تجارته).(26
مشروعية السلم :
إن المستند الشرعي قوله )صلللى الللله عليلله وسلللم( ))مللن
أسلللم فليسلللم فللي كيللل معلللوم ووزن معلللوم إلللى أجللل
معلوم(( ولن السلم على غيللر القيللاس فقللد وضللع العلمللاء
شروط وقيود تحفظ للسلم إباحته ومنها): (27
(1بيان الجنس والنوع والصفة في الثمن تجنبا للنزاع .
(2بيان جنس ونوع وصفة المسلم فيه)السلعة(
636
(3أن يكون المسلم فيه مؤجل إلى أجل معلوم .
(4أن يكون المسلم موجودا عند حلول الجل .
(5يشترط في المسللم فيله أن ل يكلون مللن جنللس الثمللن
وأن ل يكون متفقا معه في على ربوية
(6البعض اشترط بأن ل يقل الجل عن شهر واحللد ذلللك لن
الشهر أقل مدة يمكن أن تتحقق فيها الفائدة من بيع السلم.
(7يجب أن يكون الثمن معجل ً .
خامسا ً :الستصناع
ومعناه طلب الصنعة كأن يطلللب مللن شللخص أن يصللنع لللك
حذاء أو حقيبللة أو غيللر ذلللك فللإن هللذا المللر هللو مللا يعللرف
بالستصللناع .وبعللض الفقهللاء قللالوا أنلله يجللب أن يوضللع
الستصناع من حيلث محلل العقلد وصلفته ووزنله ......اللخ .
ويذكر أن الناس تعاملوا بهذا العقد منذ زمن رسللولنا محمللد
صلى الله عليه وسلم الذي استصنع خاتما وقيل أنه استصنع
منللبرا .ومللن فللوائد الستصللناع أنلله يشللجع النتللاج والعمللل
وتشغيل اليللدي العاملللة ويزيللد النشللاط القتصللادي ويللؤمن
عملية التسويق.
هذا ويمكن للمصارف السلللمية الن الللدخول فللي عمليللات
الستصناع ،كمثال يمكن لها أن تجعللل عقللود استصللناع عللن
طريق امتلكها المصانع والقيام بالتصنيع أو أن تكللون صللانعا
ومستصللنعا فللي نفللس الللوقت وهللو يعللرف ب )الستصللناع
المللوازي( وهللذا النللوع هللو الكللثر ملئمللة لعمللل المصللارف
السلمية). (28
شروط الستصناع ):(29
(1أن يكللون محللل العقللد معلللوم الجنللس والنللوع والصللفة
والقللدرة وهللذا التحديللد الللدقيق يجعللل الوقللوع فللي النللزاع
والخلفات بين الصانع والمستصنع في أضيق الحدود.
أن يكون محللل العقللد ممللا يجعللل فيلله التعامللل بيللن النللاس
استصناعا مثل الحذية والملبس والثاث2).
أن يقدم الصانع مستلزمات الصناعة 3) .
637
سادسا ً :القرض الحسن
عرفنا أن المصارف السلمية ل تمنح المتعاملين معها قرضا
بالمعنى الذي تقوم به المصارف التقليدية كمللا أنهللا ل تقللوم
بخصلللم الكمبيلللالت كملللا هلللو الحلللال فلللي المصلللارف
التقليدية،وذلك لنه ل يجوز للمصرف تقاضي أيلة زيلادة عللن
المبالغ الممنوحة في هذه الحالة فأيما قرض جرمنفعللة فهللو
ربا.
ولكللن هنللاك حللالت يكللون فيهللا المتعامللل مللع المصللرف
السلمي مضطرا للحصول على نقد لي سبب من السباب
فقد يحتاج نقودا للعلج أو للتعليلم أو للسلفر وغيرهلا وليلس
مللن المعقللول أن ل يلللبي المصللرف السلللمي حاجللة هللذا
الزبون لسببين هما:
_1إن مصلحة هذا الزبون مرتبطة بالمصرف السلمي فهللو
يودع نقوده فيه ويشتري منه ويتعامل معه في جميللع أمللوره
المجدية مما يعني استفادة المصرف من الزبون.
_2أن هناك مسؤولية اجتماعيللة تقللع علللى عللاتق المصللرف
وهو مد يد العون والمساعدة للمجتمع الذي يعمل فيه وأهللم
ما يمكن أن يقحمه لعضاء هذا المجتمع هنا هو إبعادهم عللن
القتراض بالفائدة لذلك يتم منح أي فرد من أفللراد المجتمللع
المسلم هذا القرض سواء كان زبون المصرف أم ل).(30
مصادر تمويل صندوق القرض الحسن
_1يتم تمويل صندوق القرض الحسن من أمللوال المصللرف
الخاصة .
_2المللوال المودعللة لللدى المصللرف علللى سللبيل القللرض
)حسابات الئتمان(.
_3الموال المودعة من قبل الجمهور فللي صللندوق القللرض
الحسللن الللتي يفوضللون المصللرف بإقراضللها للنللاس قرضللا
حسنا).(31
سابعا ً :الستثمار في الشركات الستثمارية
638
تعرف شركات الستثمار :بأنها شركات متخصصللة فللي بنللاء
وإدارة المحللافظ السللتثمارية حيللث تقللوم هللذه الشللركات
بتلقلي المللوال مللن مسللتثمرين مللن مختلللف الفئات لتقلوم
باسللتثمارها فللي محللافظ )صللناديق(وكللونه مللن اسللتثمارات
مختلفة،وثلم توزيلع أربلاح وخسلائر هلذه السلتثمارات عللى
المشاركين مقابل حصول شركة الستثمار علللى نسللبة مللن
الرباح .كمللا هللو معللروف فللإن المصللارف السلللمية لللديها
فائض سيولة )فللي بعللض الحيللان(ل تسللتطيع أن تسللتثمرها
لذلك تقوم هذه المصارف بدفع تلللك المللوال إلللى شللركات
اسللتثمارية وبشللرط أن تكللون المحفظللة السللتثمارية الللتي
تقوم هذه الشركات بتكوينها ل تحتلوي علللى أصلول محرمللة
شرعا )مثل السندات التي تحمل الفائدة الثابتة( وغيرها من
الشروط الشرعية التي تقوم هيئة الرقابة بتحديدها ).(32
ثامنا :الستثمار في الوراق المالية
تقوم المصارف السلمية بالستثمار في الوراق المالية عن
طريق شراء أسهم شللركات يكللون نشللاطها الساسللي غيللر
مخللالف لحكللام الشللريعة السلللمية وقللد أجللاز الفقهللاء
ذلك،فعلى سللبيل المثللال يجللوز للمصللرف السلللمي شللراء
سهم في مصنع الحديد والسيارات ولكللن ل يجللوز للله شللراء
أسهم في مصنع للخمور أو في بنوك ربوية.
أما أهداف الستثمار في الوراق المالية فهي :
_1استغلل السيولة المتاحة وعدم إضاعة فرصة استثمارها
لتحقيق عوائد وأرباح سواء عنللد الللبيع أو عنللد توزيللع الربلاح
في نهاية السنة المالية.
_2تعزيز السيولة خاصة في ظل عدم وجود القرض الخيللر
فهي سهلة التسييل.
تاسعا ً :أساليب أخرى
وتستطيع المصارف اسللتخدام أنمللاط عديللدة مللن الخللدمات
الستثمارية شللريطة خلوهللا مللن عنصللر الفللائدة ومللن هللذه
النماط):( 33
639
تقديم خطابات الضمان .
تقديم الئتمانات المستندية .
البيع بالتقسيط أو البيع بالجل .
إدارة الحقائب المالية وتأسيس صناديق الستثمار المشللترك
وأعمال الوساطة في السواق المالية.
أهم صور معاملت المصارف المباحة :
_ 1تحويل النقود من مكان إلى اخر مقابل مبلغ يسللير مللن
المال حيث يسلمها للشخص نفسه أو لشخص اخر وما يأخذ
المصرف من المال نظير التمويل هو أجرة مشروعة.
_2إصدار شيكات السفر التي لها قوة النقود لبيعهللا فللي أي
مكان بنفس المبلغ الذي تتضمنه أو بقيمة مللن عمللله أخللرى
وفي هذا يسير للتداول وسلمة من محل النقود نفسها.
_3تحصليل اللديون بملوجب سلندات يضلعها اللدائنون للدى
المصرف ويوقعون عليها بتفويض للمصللرف بقبضللها مقابللل
أجر على هذا العمل .
_4تأجير الخزائن الحديدية لمن يريد النتفاع بهللا وذلللك مللن
أجل وضع الموال فيها.
_5تسهيل التعامل مع الدول الخرى حيللث ينللوب المصللرف
عللن المتعللاملين فللي دفللع الثمللن واسللتلم وثللائق شللحن
البضائع ....الخ .وفي هذا يللوفر المصللرف علللى المتعللاملين
كثيرا من العناء والمشقات.
وكل هذه المعاملت التي يقللوم بهللا المصللرف مقابللل أجللور
يسيرة يتقاضاها تعتبر من نوع خللدمات الوكاللة يحصلل فيهللا
الوكيل )المصرف( على أجللره مقابللل عمللله ول يخللرج عللن
دائرة الحلل).(34
المبحث الثاني :
الطار التطبيقي للبحث
اتجاهات الستثمارات في المصرف العراقي السلمي
في العراق يعد المصرف العراقي السلللمي نللواة الصلليرفة
السلمية ولكن هذا المصرف بللدء بالعمللل ولزال فللي ظللل
640
ظروف اقتصادية معقدة تمثلت في ظللروف الحصللار الجللائر
الذي فرض على القطر.
هذا المصرف تضمن مطلبين وهما كما يأتي :
المطلب الول :نشأة المصرف العراقي السلمي _ أهدافه
.
المطلب الثاني :تحليل استخدامات المللوال فللي المصللرف
العراقي السلمي.
المبحث الول :
نشأة المصرف العراقي السلمي _ أهدافه
لقللد كللانت بدايللة العمللل المصللرفي السلللمي فللي العللراق
عندما أصدر مجلس قيللادة الثللورة قللرار رقللم )(205لعللام )
(1992بتأسلليس ))شللركة المصللرف العراقللي السلللمي
للستثمار والتنمية(( حيث يعد المصرف العراقللي السلللمي
نواة الصيرفة السلمية ولكن هللذا المصللرف بللدأ العمللل ول
زال في ظل ظروف اقتصللادية معقللدة تمثلللت فللي ظللروف
الحصار الجائر الذي فرض على القطر .وقد بلغ رأس المللال
المكتتب به عند التأسيس ) (116مليون دينار عراقي وبلغت
نسبة مساهمة المؤسسين ) (%90وتم تسللديد ) (%25مللن
قيمة السهم .ولقد تم فتح أول فرع له فللي )(25/4/1993
في بغللداد ومباشللرة أعمللاله ومللن ثللم باشللر بافتتللاح فللروع
متعددة داخل بغداد وعدد من محافظات القطر).(35
أسباب ودوافع إنشاء المصرف العراقي السلمي
نستطيع أجمال السباب والدوافع التي دعت إلى إنشاء هللذا
المصرف:
_1إثبات الهوية السلمية لهذا البلد السلمي ).(36
_2محاولة دعم وتعزيللز القتصللاد الللوطني وذلللك مللن خلل
تحفيللز أصللحاب رؤوس المللوال الللذين يرفضللون اسللتثمار
أموالهم عن طريق أخذ فوائد ربوية ودفعهم إلى المسللاهمة
في دعم القتصاد الوطني باستثمار أمللوالهم مللن خلل هللذه
المؤسسة بالطرق المشروعة .
641
_3قيللام هللذه المؤسسللة جللاء مثبتللا لمكللان وجللود البللديل
السلمي الذي يمكن أصحاب رؤوس الموال المحددة والتي
ل تساعدهم على إقامة مشاريع إنتاجية مستقلة من استثمار
أموالهم وذلك بإشراكهم في استثمارات هذا المصرف.
أهداف المصرف العراقي السلمي وغايته
يهدف المصرف كما جاء في عقد التأسيس إلللى المسللاهمة
فللي النمللو القتصللادي فللي القطللر ضللمن السياسللة العامللة
للدولة وخلق أوسع محللالت التعللاون مللع المصللارف الهليللة
والحكومية ضمن إطار السياسة القتصادية والمالية للدولة.
العمللال والخللدمات الللتي يقللوم بهللا المصللرف العراقللي
السلمي
يقوم هذا المصرف بمختلف العمليات المصرفية التي تغطي
احتياجللات زبللائنه فللي مختلللف الختصاصللات المصللرفية
والخدمية منها والستثمارية وفيمللا يلللي عللرض سللريع لهللم
النشاطات التي يقوم بها):(37
أول :العمال المصرفية غير الربوية
يمارس هذا المصرف سواء كللان لحسللابه أو لحسللاب الغيللر
جميللع أوجلله النشللاطات المصللرفية المعهللودة أو المتحدثللة
ويمكن أجمالها بما يأتي :
_1قبللول الللودائع النقديللة وفتللح الحسللابات الجاريللة وفتللح
العتمادات وغيرها.
_2التعامل بالعملت الجنبية بيعا ً وشراء.
_3التعامل مع سوق بغداد للوراق المالية.
_4إدارة الممتلكات وغيرها.
_5القيام بالدراسات الخاصة لحساب الزبائن .
ثانيا :أعمال التمويل والستثمار
يقوم المصرف بجميع أعمال التمويل والستثمار غير أساس
الربا وذلك من خلل الوسائل التية:
_1فتح حسابات استثمار مع أموال المصرف للراغللبين فللي
الستثمار في كل ما تجيزه الشريعة السلمية.
642
_2تأسلليس الشللركات والكتتللاب فللي أسللهم الشللركات
والشتراك مع الغير من أفراد أو شركات أو مؤسسللات فللي
أعمال ومشاريع تتفق مع أهداف المصرف.
المبحث الثاني :
تحليل استخدامات الموال في المصرف العرافي السلمي
يؤدي التحليل المالي دورا مهملا فلي تقييلم أوضلاع وسللمة
المؤسسات المصللرفية كللونه يللبرز المنجللزات الللتي يحققهللا
المصرف أو المصارف سللنة بعللد سللنة وكللذلك يكشللف عللن
الخلل في أداء هذه المصارف والمصرف العراقي السلمي
والللذي يعللد نللواة الصلليرفة السلللمية فللي العللراق أحللد
المصارف الناشئة الذي تعرض للكللثير مللن الخفاقللات خلل
سنوات أداءه لنشاطه وهذا الدور يمكللن توضلليحه مللن خلل
دراسة عددا من المؤشللرات الماليللة الللتي قللد تكشللف عللن
نقللاط الضللعف أو القللوة فللي هللذا المصللرف .إذ تشللكل
استخدامات الموال في المصللرف السلللمي العراقللي فللي
محل ما تجيزه الشريعة السلللمية مللن معللاملت يمللا يتفللق
والشريعة السلمية وضمن تعليمات وقوانين البنك المركزي
العراقي وعلى وجه الخصوص فيما يتعلق بما يلي:
_1للمصرف أن يشترك مع غيره من الفراد أو الشركات أو
المؤسسات التي تزاول أعمللال تتفللق مللع أهللدافه أو تعللاونه
على تحقيق أغراضه في العراق أو خارجه .
_2للمصرف السلمي أن يدخل فيمللا للله مصلللحة مباشللرة
كمسللاهم أو شللريك أو مالللك أو بللأي صللفة أخللرى فللي أي
مشروع تجاريا أو صناعيا أو زراعي أو عقاري .
_3للمصللرف الشللتراك فللي تأسلليس الشللركات والكتتللاب
والمسلللاهمة فلللي أسلللهم الشلللركات المسلللاهمة ويمثلللل
استخدامات الموال في المصرف العراقللي السلللمي علللى
أساس عمل المصرف لتحقيق الرباح.
الجدول )(1
643
)الهمية النسلبية ونسلب التغيللر السللنوية للسللتثمارات فلي
المصرف السلمي(
الهمية النسبية لستثمارات المصرف السلللمي وعللدد مللن
بنلللود الميزانيلللة …نسلللب التغيلللر لسلللتثمارات المصلللرف
السلمي العراقي وعدد من بنود الميزانية
…النقديلللة… %السلللتثمارات… %الئتملللان النقلللدي… %
المدينون… %النقدية… %الستثمارات… %الئتمان النقدي
… %المدينون%
… … … … 14… 3… 21… 56… 1993
… 513… 873… 83… 25… 2… 25… 43… 1994
129
76… 343… 492… 50… 2… 4… 63… 26… 1995
(90)… (23)… (47)… 4… 0.06… 70… 20… 1996
…)(48
44… 76… (14)… 5… 7… 1… 65… 23… 1997
… (25)… 9… 144… 6… 0.06… 50… 40… 1998
13
(9)… 292… 19… (17)… 5… 2… 58… 32… 1999
… … … … Mean …34 …50 …1.7 …9
إذ يلحظ من خلل الجللدول رقللم ) (1بللأن الهميللة النسللبية
النقدية تراوحت بين ) (%20حدا ً أدنللى سللنة ) (1993وهللي
سنة التأسيس وهللذا ملا يلبرر ارتفللاع النسلبة لهللذه السللنة .
ويلحللظ أيضللا بللأن نسللب التغيللر السللنوية موجبللة مللا عللدا
السنوات 1999و .1996
أما بالنسبة لستثمارات المصرف العراقي السلللمي والللتي
تشللمل السللتخدامات المختلفللة لهللذا المصللرف والمتمثلللة
)بالمضللاربة المرابحللة المشللاركة( والللتي لللم تظهللر كأرقللام
تفصيلية في الميزانية فقد تراوحللت بيللن ) (%21حللدا أدنللى
سنة ) (1993و) (%70حدا أعللى سلنة ) (1996وبمتوسلط
سنوي ) (%50وانجراف معياري ) .(18/219وهذا أحد أهللم
644
السباب من وراء تعللرض المصللرف العراقللي إلللى الخسللائر
فقد انخفضت قيمة استثماراته بشكل كبير بعد ارتفاع قيمللة
الللدينار العراقللي سللنة ) (1996بينمللا بقيللت المطلوبللات
والتزاماته كما هي .وقد كانت نسب التغير السللنوية موجبللة
ماعدا السنوات ).(1996.1997
أمللا فيمللا يتعلللق بالئتمللان النقللدي فقللد تراوحللت الهميللة
النسللبية بيللن ) (%2حللد أدنللى سللنة )(1995و ) (%25حللد
أعللللى سلللنة ) (1994وبمتوسلللط سلللنوي )(%9وانحلللراف
معياري )،(7.4وهذا النخفاض قد يكون سببه أن المصرف ل
يتعامل بمنح القللروض لنلله ل يتعامللل بالفللائدة .وقللد كللانت
نسلللبة التغيلللر السلللنوية موجبلللة ملللا علللدا السلللنوات )
.(1998،1996أما فيما يتعلق بالفقرات الخرى كالمللدينون
فيلحظ بأن أهميتها النسبية كانت ضئيلة جدا.
الستنتاجات
لقد خلص إلى جملللة مللن النتللائج والمقترحللات يمكللن إبللراز
أهمها :
_1تسعى المصارف السلمية إلى تحقيق أهداف ذات طابع
إنسللاني واجتمللاعي إضللافة إلللى تحقيللق هللدف الربحيللة
الضروري لبقاء ونمو المصرف وقللد أخللذت هللذه المصللارف
بالزدياد وبشكل كبير في مختلف أنحاء العالم .
_2بللدء المصللرف العراقللي السلللمي فللي ظللل ظللروف
اقتصادية معقدة وهللي ل زالللت قائمللة لحللد الن وقللد أثللرت
كثيرا على نشاط المصرف.
_3شكلت الستثمارات الهمية النسبية الكبر لسللتخدامات
الموال وهذا ما يثبت فرضية البحث وهو أحد أسباب تعللرض
لمصللرف للخسللارة أو الخسللائر نتيجللة لرتفللاع قيمللة هللذه
الستثمارات وانخفاض قيمها قياسا بالتزامات المصرف .
_4تشكل السيولة النقدية جانبللا مهمللا لنشللاط المصللرف إذ
تحتل الهمية النسبية الثانية بعد الستثمارات.
645
_5لم توضح الميزانيات تفاصليل وطبيعلة السلتثمارات فلي
المصرف بل كانت بشكل مطلق .
المقترحات
_1توسلليع النشللطة الللتي تسللتند علللى العمولللة المصللرفية
بدون القتراب أو التعامل بالفائدة.
_2ضلللرورة أن تكلللون التقلللارير أو الميزانيلللات العموميلللة
للمصرف العراقي السلمي موضحة بشكل تفصلليلي بحيللث
تعطللي للبللاحثين والمهتميللن صللورة أوضللح حللول نشللاط
المصرف.
_3ضلللرورة تحسلللين المصلللرف واللللدخول فلللي محلللالت
استثمارية أوسع بعد دراستها بشللكل علمللي حللتى ل تنتكللرر
الخفاقات التي حدثت سنة ).(1996
_4ضرورة تكثيف الحملت العلنية حللول نشلاط المصللرف
العراقي السلمي لجذب العديد من الزبائن والمنافسللة مللع
بقية المصارف العاملة في العراق.
المصادر والمراجع
الوثائق الرسمية
_1التقريلللر السلللنوي والميزانيلللة العاملللة فلللي المصلللرف
السلمي العراقي .1999_1993
_2عقللد تأسلليس شللركة المصللرف العراقللي السلللمي
للستثمار والتنمية . 1992
الكتب
_1البعلي ,عبد الحميد محمللود ) (1990أساسلليات العمللل
المصرفي السلمي :الواقع والفاق ،ط ،1القاهرة ،مصر .
_2الحسيني ،فلح حسللن ،الللدوري ،مؤيللد عبللد الرحمللن) ،
،(2000إدارة البنلوك ملدخل إسلتراتيجي معاصلر ،دار وائل
للنشر،عمان ،الردن .
_3الحنللاوي ،محمللد صللالح ،فتللاح ،عبللد السلللم سللعيد) ،
،(2000المؤسسللات الماليللة البورصللة والبنللوك التجاريللة،
الدار الجامعة ،القاهرة ،مصر.
646
_4الساهي ،شوقي عبده ،(1984) ،المال وطرق استثماره
في السلم ،القاهرة ،مصر .
_5سمحان ،حسللن محمللد ،العمليللات المصللرفية السلللمية
)مفهوم ومحاسبة( ،مطابع الشمس ،عمان ،الردن.
_6شابرا،محمد عمللر وآخللرون،(1990) ،نحللو نظللام نقللدي
عادل ،ط ،1دار البشير
للنشر والتوزيع ،عمان ،الردن.
_7مجيللللللد ،ضللللللياء ،(1997) ،البنللللللوك السلللللللمية،
السكندرية،مصر .
_8المصللنف ،جاسللم ،محمللود ،يوسللف محمللد،(1990)،
التجاهات الحديثة في محاسبة البنوك ،الكويت .
_9النجللار،محمللد عبللد العزيللز،(1970) ،بنللوك بل فللوائد،
المملكة العربية السعودية.
_10نجيللب ،نعمللة الللله وآخللرون،(2001) ،مقدمللة فللي
اقتصللاديات النقللود والصلليرفة والسياسللات النقديللة ،الللدار
الجامعية ،السكندرية ،مصر .
_11الهيتي ،عبد الرزاق رحيم،(1998)،المصارف السلمية
بين النظرية والتطبيق،
ط ،1عمان ،الردن .
==============
#فتاوى مهمة لموظفي المة
جمع /
محمد بن فنخور العبدلي
مدير المعهد العلمي بمحافظة القريات بالسعودية
منتديات البرق السلفية
الصلة في مقر العمل
س :1هل يجللوز للمللوظفين أن يصلللوا فللي إدارتهللم مللع أن
بجوارهم مسجدا ً أم لبد من الصلة في المسجد؟
ج :جرت السنة الفعلية والقولية من الرسللول ص علللى أداء
الصلة جماعة في المسجد وقد هم لل ص لل أن يحللرق علللى
647
المتخلفين عنها بيوتهم بالنار وجرى على أدائهللا جماعللة فللي
المساجد خلفاءه والصحابة رضوان الللله عليهللم ,وصللح عنلله
ص أنه قال)) :من سمع النداء فلم يأت فل صلة للله إل مللن
مللى ي َللا عللذر(( وثبللت عنلله أيضلا ً ص)) :أن قللال للله رجل ٌ َ
ل أعْ َ َ ُ
َ
لس لأ َ جدِ فَ َ سل ِم ْ س ل ِللي قَللائ ِد ٌ ي َُقللود ُِني إ ِل َللى ال ْ َ ل الل ّلهِ ل َي ْل َ سو َ َر ُ
َ
ي فِللي ص لل ّ َ
ه فَي ُ َص لَ ُ خ َ ن ي َُر ّ
مأ ْ سل ّ َه عَل َي ْهِ وَ َ صّلى الل ّ ُ ل الل ّهِ َ سو َ َر ُ
داءَ معُ الن ّل َسل َ ل تَ ْ مللا وَل ّللى د َعَللاهُ فََقللا َ
ل هَ ل ْ ه فَل َ ّ
ص ل َل ُخل َ ب َي ْت ِلهِ فََر ّ
َ صَلةِ َقا َ
ب(( وفي رواية قال)) :ل أجللد لللك ج ْ ل فَأ ِ م َقا َ ل ن َعَ ْ ِبال ّ
رخصة(( ,وبذلك يتضللح أن الللواجب علللى مللوظفي أي إدارة
نحوها أن يصلوا الظهللر جماعللة فللي المسللجد المجللاور لهللم
عمل ً بالسنة وأداء للللواجب وسللدا ً لذريعللة التخلللف عللن أداء
الصلة فللي المسللاجد وابتعللادا ً عللن مشللابهة أهللل النفللاق...
]اللجنة الدائمة[
س :2بأحد الدوائر الحكومية يوجد مكان للصلة يصلون فيه
أغلبهم ولكن توجد بعض الفئات تصلي منفردة جماعات؟
ل :نسأل هذه الدوائر هل يمكن أن تخرج إلى المسللاجد ج:أو ً
القريبللة حللولهم أم ل؟ إذا كللان يمكللن أن تخللرج للمسللجد
القريب حولهم دون أن يعطلوا العمل فإنهم يجب عليهللم أن
يصلوا في المسجد لن القول الراجح من أقوال أهللل العلللم
أن صلة الجماعلة يجلب أن تكلون فلي المسلاجد ,وأن كلان
بعض العلماء يقول الواجب الجماعة سواء كان في المسللجد
أو في البيت أو في المكتب ,وإذا كان ل يمكن أن تخرج إلى
المسللجد لبعللده أو تخشللى أنهللم إذا خرجللوا إلللى المسللجد
تفرقوا أو تلعبوا كما يوجد من البعض إذا حرجوا ذهللب إلللى
بيته أو إذا خرج تعطل العمللل لكللون العمللل كثيف لا ً يختللل إذا
خرجوا إللى المسلجد فللإنهم يصللون فلي الللدائرة فللي هللذه
الحال ,لن المحافظة على واجب الوظيفللة واجبللة ول يجللوز
الخلل بها وإذا قلنا أنهم في الللدائرة فللالواجب أن يجتمعللوا
جميعا ً على إمام واحد إذا أمكن ,فإن لم يمكن صلى كل ذي
648
دور فللي دوره يجتمعللون فللي مكللان واحللد يصلللون]...ابللن
عثيمين[
س :3نحن جماعة من الموظفين نعمللل فللي إدارة حكوميللة
تضللم نحللو 25موظفللا ً ونصلللي فللي مصلللي الدارة خلللف
المسللؤول ,وبعلض زملئنللا ل يصللون معنللا بلل يصللون فللي
مسجد يبعد عنا نحللو 300م فمللا الصللواب فللي المصلللى أم
في المسجد مع الجماعة؟
ج :الواجب الصلة في المسجد إذا أمكن ,وتجوز الصلة فللي
الدوائر إذا كان الذهاب يخل بالعمللل أو يللترتب عليلله تخلللف
بعللض الكسللالى أو تركهللم الصلللة فللإن ضللبطهم وإلزامهللم
بالصلة ولو داخل الدائرة أمر واجللب ,لن الصلللة تجللب لهللا
الجماعة مهما أمكن وفللي تفللرق المللوظفين وتللرك بعضللهم
للصلة أو صلته منفردا ً مفاسد تتلفى بضبطهم بالصلة فللي
الدائرة ,ومن أدار من الموظفين أن يذهب إلى المسللجد ول
يصلي مع المصلين في الللدائرة فل بللأس بللذلك فكللل منكللم
على صواب إن شاء الله ] ....الفوزان[
س :4أنا موظف بإدارة حكومية تبعللد عللن المسللجد حللوالي
خمسين مترا ً تقريبا ً ولكننا نؤدي صلللة الظهللر جماعللة بهللذه
الدارة وكذلك صلللة العصللر والمغللرب ولللي زملء وآخللرون
يداومون في فللترة مسللائية فهللل يجللوز ذلللك بصللفتنا بللدوام
رسمي أو أنه ل بد من أداء الصلة بالمسجد؟
ج :الصلة في المسجد مطلوبة وواجبة علللى المسلللم الللذي
يسمع النداء فيجب عليه أن يذهب إلى المسجد ويصلللي مللع
المسلمين إل إذا كان ذهابه عن الدائرة الحكومية يقتضي أن
الموظفين يتفرقون ول يصلون ,وإذا صلوا جميعا ً في الدائرة
انتظللم حضللورهم جميعللا ً وأداؤهللم للصلللة جماعللة فنظللرا ً
للمصلحة الشرعية فل بأس أن تصلي الجماعللة فللي الللدائرة
إذا كان في هذا ضمان لصلللتهم جميع لا ً فعلللى كللل حللال إذا
امكن ذهابهم جميعا ً إلى المسجد فهذا أمر واجللب ول ينبغللي
لهللم أن يللتركوه ,وأمللا إذا ترتللب علللى ذهللاب بعضللهم إلللى
649
المسجد تكاسل الخرين وتركهلم لصلللة الجماعللة فللإن مللن
الفضل أو قد يكون من الواجب صلللتهم فللي الللدائرة لجللل
المصلحة الشرعية وهي ضبطهم لداء الصلللة جماعللة والللله
تعالى أعلم]...الفوازان[
الصلة على وقتها
س :1أنا مهاجر أعمل من 7مساًء إلى 7صباحًا ,فهل يجوز
لي أن أجمع الفروض وأصلي كل الصلوات معًا؟
ج :ل يجوز تقديم الصلة قبل دخول وقتها المحدد شرعا ً ولو
كان هناك عمل أو عذر ول يجوز تأخيرها حتى يخرج وقتها بل
علذر ,ول يكلون العملل المعتلاد علذرا ً فلي التلأخير أو إباحلة
الجمع ,ففي المكان فصل الصلة في مقللر العمللل أو إغلق
المحل والذهاب إلى المسللجد وقللد أشللرط ا لعلمللاء تمكيللن
الجير من فصل الصلوات الخمس في أوقاتها بسللنتها وإنمللا
جللاز الجمللع بيللن الصلللوات لعللذر سللفر أو مطللر أو مللرض
ونحوه]...ابن جبرين[
س :2جندي مكلف بحراسة أحد الماكن وحان وقللت صلللة
العصر ولم يصلها إل بعد صلللة المغللرب ,لنلله لللم يجللد مللن
ينيبه للقيام بخفارته ,هل عليه إثم في تأخيرهللا ومللاذا يفعللل
من هو على تلك الحال؟
ج :ل يجوز للحارس وغيره أن يؤخر الصلة عن وقتها لقللوله
موُْقوتلًا( أي
ن ك َِتابلا ً َ ت عَل َللى ال ْ ُ
م لؤ ْ ِ
مِني َ صلللةَ ك َللان َ ْ
ن ال ّ
تعللالى )إ ِ ّ
مفروضة فللي الوقللات ولدلللة أخللرى مللن الكتللاب والسللنة,
وعليه أن يصلي الصلة في وقتها مللع قيللامه بالحراسللة كمللا
صلى المسلمون مع النبي ص ل صلة الخوف وهم مصللافون
للعدو والله ولي التوفيق]...ابن باز[
س :3غالبا ً ما تفللوتني صلللة العصللر ,وأصللليها فللي المنللزل
وذلك بسبب عملي الذي ل ينتهي إل بأذان العصر وأخرج من
العمل وأنا مرهق وليس لدي وقت للراحللة والكللل ول أقللدر
على الصلة فللي وقتهللا ,فهللل يصللح لللي الصلللة فللي الللبيت
وتأخير الصلة عن وقتها؟
650
ج :ليس ما ذكرته عذرا ً يسوغ لك تأخير الصلة مع الجماعة,
بل الواجب عليك أن تبادر إليها مللع إخوانللك المسلللمين فللي
بيوت الله عز وجل ثم تكون الراحة وتناول الطعام بعد ذلك,
لن الللله سللبحانه أوجللب عليللك أداء الصلللة فللي وقتهللا مللع
إخوانك المسلمين مع الجماعة وليس ما ذكرته عذرا ً شرعيا ً
في تأخيرها ,ولكن ذلك من خداع الشيطان والنفس المللارة
بالسوء ومن ضعف اليمان وقلة الخوف من الله عللز وجللل,
فأحذر هواك وشيطانك ونفسك المارة بالسوء تحمد العاقبة
وتفز بالنجاة والسعادة في الللدنيا والخللرة ,وقللاك الللله شللر
نفسك وأعاذك من نزعات الشيطان]...ابن باز[
س :4بعض الناس ينامون عن صلللة الفجللر ول يصلللونها إل
بعد طلوع الشمس قبيل ذهابهم إلى الللدوام ,وإذا قلللت للله:
هذا أمر ل يجوز قال :رفع القلم عن ثلثة)) :عن النائم حللتى
يستيقظ(( وهذا ديدنه ,ما تقولون؟
ج :هذا الشخص اسأله وقل له :ما رأيك لو كان الللدوام يبللدأ
بعد طلوع الفجر بنصف ساعة هل تقوم أو تقول رفللع القلللم
عن ثلثة؟ فسيجيبك بللأنه سلليقوم ,فقللل للله إذا كنللت تقللوم
لعملك في الدنيا فلماذا ل تقوم لعملللك فللي الخللرة ,ثللم أن
النائم الذي رفع عنه القلم هو الذي ليس عنللده مللن يللوقظه
ول يتمكن من إيجاد شيء يستيقظ به ,أما شخص عنده مللن
يللوقظه أو يتمكللن مللن إيجللاد شلليء يسللتيقظ بلله ,كالسللاعة
وغيرها ولم يفعل فإنه ليس بمعذور وعلى هذا أن يتوب إلللى
الله ويجتهد في القيام لصلة الفجر ليصليها مع المسلمين...
]ابن عثيمين[
س :5أنا عسكري فإذا حان وقت الصلللة ينتهللي الللدوام فل
أستطيع الصلة وفي بعض الحالت في بعض اليام حتى ولو
سمحت الفرصة خوفا ً من العواقب فأنا ل أؤديهللا فللي وقتهللا
وفي بعض الحيان تمر علي صلة أو صلتان ل أصليها بسبب
هذه الحال فما الحكم في هذا وكيف أؤديها؟
651
ج :أما ما ورد في السؤال من أن هللذه الرجللل يشللتغل فللي
الجنديللة وقللد يللأتي عليلله وقللت العمللل ول يتمكللن مللن أداء
الصلة فيه فماذا يعمل؟
ل :يجللب عليللك أن تراعللي الظللروف والحلوال فللإذا نقول أو ً
كان يدخل وقت الصلة قبل بدايللة العمللل فعليللك أن تصلللي
قبللل بدايللة العمللل فللي أول وقللت الصلللة ,وإذا كللان وقللت
الصلة يللدخل وأنللت فللي أثنللاء العمللل فحينئذ إذا أمكنللك أن
تصلي وأنت في عملك فإنه يجب عليك ذلك بأن تصلي وأنت
في عملك ,فإنه يجب عليك ذلك بأن تصلي وأنت في العمللل
م( وإذا س لت َط َعْت ُ ْمللا ا ْه َ إذا أمكنك ذلك ,قال تعالى )فَللات ُّقوا الل ّل َ
كنت ل تتمكن من أداء الصلة في أثناء العمل ويخللرج وقتهللا
قبل نهاية العمل وكانت هللذه الصلللة ممللا يصللح جمعهللا مللع
الخللرى فلللك أن تنللوى جمللع التللأخير كللالظهر مللع العصللر
والمغرب مع العشللاء ,فتصللليها جمللع تللأخير نظللرا ً لظروفللك
وأنك ل تستطيع الصلللة فللي وقللت الولللى ,ولعللل هللذا مللن
العذار المبيحة للجمع في حقك لن هذا العمل ل يسمح بأن
تصلي ,ول يمكن الجمع بين العمل والصلة فإذا تنوي الجمع,
فالحاصل عليك أن تهتم بصلتك وتراعي الرخص التي رخص
الله تعالى بها في هذه الحوال والللله تعللالى يقللول) :فَللات ُّقوا
م(]...الفوزان[ ست َط َعْت ُ ْ
ما ا ْ الل ّ َ
ه َ
س :5أنا شاب أحافظ على بعللض الصلللوات فللي المسللجد,
وأحيانا ً أؤخرها عن وقتها بعللذر أو بغيللر عللذر ,وإذا جئت مللن
العمل وأنا مرهق أنام عن صلتي العصر والمغرب ونيللتي إل
أقوم من النوم إل بعدهما أو بعد المغرب علللى القللل ,فهللل
صلتي صحيحه أن صليتها بعد الستيقاظ من النوم كما أننللي
أفوت أحيانا ً صلة أو صلتين متتابعتين ولللو لللم أكللن مرهق لا ً
من العمل ....فما حكم عملي هذا؟
موُْقوتللًا( ن ك َِتابا ً َ مؤ ْ ِ
مِني َ ت عََلى ال ْ ُ صلةَ َ
كان َ ْ ن ال ّ
ج :قال تعالى )إ ِ ّ
أي مفروضة في أوقات معينه ل يجللوز إخراجهللا عنهللا ,فمللن
أخرجها عنها من غير عذر شرعي كان مضلليعا ً لصلللته ,وقللد
652
صلللةَ َوات ّب َعُللوا خل ْ ٌ َ خل َ َ
قال تعالى) :فَ َ
عوا ال ّ
ضا ُ
فأ َ م َ ن ب َعْدِهِ ْم ْ
ف ِ
ن غَي ًّا( ,والمراد بإضاعتها تأخيرها عللن ف ي َل َْقوْ َ
سو ْ َ ت فَ َ وا ِ ال ّ
شه َ َ
وقتها ل تركها بالكلية كما ذكللر ذلللك أئمللة المفسللرين ,وفللي
الثر) :أن لله عمل ً بالليل ل يقبله في النهار وإن لللله عمل ً ل
يقبله في الليل( وفي الصحيح عن النبي ص أنلله قللال" :مللن
ه" وفي رواية" :فكأنما وتللر مل ُ ُ
ط عَ َ حب ِ َصرِ فََقد ْ َ صَلةَ ال ْعَ ْفاتته َ
أهله وماله" والمراد فللوات وقتهللا ,فللالواجب علللى المسلللم
أداء كل صلة في وقتها مع الجماعة في المسللجد ولللو كللان
مرهقا ً من العمل ,بللل الللواجب أن يفللرغ وقللت الصلللة مللن
العمللل لداء الصلللة ول يسللتغله للعمللل أو النللوم ويللؤخر
الصلة ,لنها عمود السلم "فل إسلللم لمللن ل صلللة للله"...
]الفوزان[
س :6كثير ما تفوتني الصلة وأجمعها مع التي بعللدها وذلللك
لكثرة العمل في التمريض أو الكشف على المرضى وكللذلك
أتخلف عن صلة الجمعة في خدمة المرضى فهل عملي هذا
جائز؟
ج :الواجب أن تصلي الصلة في وقتها وليس لك أن تؤخرهللا
عن وقتها ,أمللا الجمعللة فللإن كنللت حارسلا ً أو نحللوه ممللن ل
يسللتطيع أن يصلللي مللع النللاس الجمعللة فإنهللا تسللقط عنلله
ويصلللي ظهللرا ً كللالمريض ونحللوه وأمللا الصلللوات الخللرى
فالواجب عليك أن تصليها في وقتها وليس لك أن تجمع بيللن
صلتين]...ابن باز[
موظف ل يصلي
س :1هل أسعى لطرد الموظف الذي ل يصلي وهو مسلللم:
إذا كان تحت إدارتي أفتونا مأجورين؟
ج :الواجب عليك نصحه أول لعل الله أن يهديه ,فإن لم يفللد
ذلك تلغي عقدة لنه إذا كان ل يصلي فهو كافر مرتد]...ابللن
عثيمبن[
الذان في مقر العمل
653
س :1إذا كنا في مقر العمل ول يبتعد إل قليل ً عن المسللجد,
فهل نؤذن في مقر عملنا؟
ج :الواجب عليكم الصلة فللي المسللجد مللع الجماعللة لقللول
النبي ص "مللن سللمع النلداء فللم يللأت فل صلللة لله إل مللن
عذر" فإن منع مانع قهري من ذلك شرع لكم الذان والقامة
في محلكم لعموم الدلة في ذلك]...ابن باز[
صلة الجمعة
س :1نحن مجموعلة أفلراد علددنا قابلل للزيلادة والنقصلان
ونقيم لمدة أسبوع كامل في معسكر عملنا وخلل أيللام أداء
العمل في المعسكر الذي ل نسللتطيع تركلله جميع لا ً يصللادفنا
يوم جمعة ,فنصلي صلة الجمعة صلة ظهر بحجة أن عللددنا
لم يكمل أربعين فردا ً فهللل تصللح صلللتنا علللى هللذا الحللال؟
وماذا نفعل إذا صادف عملنا يوم عيد ,هل نصلي صلة العيللد
جماعة أم نتركها؟ أفيدونا وجزاكم الله خيرا ؟
ج :ليس المانع في إقامة صلة الجمعة في حقكم هو نقصان
العدد وإنما المانع هو عدم الستيطان الدائم وعلى كل حللال
ل يسمح بإقامة صلة الجمعة إل بإذن من جهة دار الفتاء ...
]الفوزان[
جمع وقصر الصلة
س :1هل يجوز للجنود المقيمين في غير وطنهم مللن إفللراد
القوات المسلحة الجمللع والقصللر ,وهللل يجللوز لمللن يسللافر
يوميا ً من عاصمة تلك البلد إلى مقللر عمللله والمسللافة تبعللد
130كم أن يجمع ويقصر أثناء السفر ذهابا ً وإيابًا؟
ج :إذا كانت إقامتهم على نية القامة لكللثر مللن أربعللة أيللام
فالمللذهب أن عليهللم التمللام وعللدم الجمللع لن الللترخيص
برخص السفر مشروط بأن ل تزيد القامة على أربعللة أيللام,
أما إذا لم تكن لهم فيه إقامة أو كانت لهم إل أنها أربعة أيللام
فأقل فلهم القصر والجمع على المشهور من المذهب .
أم الجواب على الشللق الثللاني مللن السللؤال :فمللا دام مقللر
إقامتهم عاصمة تلك البلد فل يجوز لهم الجمع والقصر فيهللا,
654
أمللا إذا غادروهللا إلللى مقللر عملهللم أو إلللى غيللرة ممللا تزيللد
مسافته على 80كم فإن لهم الخذ برخص السفر ومن ذلك
الجمع والقصر حتى يرجعوا إلى مقر إقامتهم مللا لللم يسللكن
هناك نية في القامة اكثر من أربعة أيام فإذا كللان كللذلك فل
يجوز الجمع ول القصر ] .اللجنة الدائمة[
س :2شخص أنتدب فللي مهمللة رسللمية مللذكور فيهللا لمللدة
خمس ليال وأحيانا ً تكون أكثر من خمس ليللال فللي بلللد غيللر
بلدة الذي يسكن فيه فما الحكم بالنسبة للجمع والقصر هللل
يقصر كل صلة لوحدة كل المدة أم يجمع ويقصر مللع بعللض
كل الصلوات طيلة المدة؟
ج :إذا كانت المسافة التي سافر إليها تبلغ 80كم فله قصللر
الصلة في حالة سيرة في الطريق فإن كانت القامللة لمللدة
أربعة أيام فأقل أو كانت غير محددة فإنه يقصر الصلة فيهللا
إل إذا صلي مع من يتم الصلة فإنه يجب عليلله التمللام تبع لا ً
لمامة ول يجوز له أن ينفرد ويصلي معهللم ويتللم ,وأن كللانت
القامة يعلم أنهللا تزيللد علللى أربعللة أيللام فللإنه يلزملله إتمللام
الصلة ول يجوز له القصر لنه صللار للله حكللم المقيميللن ....
]الفوزان[
س :3رجل مقر عمله خارج بلده وسافر إلية فهو يبيت فللي
مقر عمله أربعة أيام ثم يرجع إلى بلللده بقيللة السللبوع فهللل
يعتبر مسافرًا؟
ج :هذا يعتبر مسافرا ً مثللل إنسللان وكللل إليللة التللدريس فللي
قرية من القرى :يبقى فيها أسبوعا ً وفي عطلة آخر السللبوع
يرجع إلى أهله فهذا يعتبر مسافرًا ,لكن يجب عليه أن يصلي
مع الجماعة ...
*السائل :لكللن إذا رجللع إلللى بلللده هللل يعتللبر مسللافرا ً لنلله
سيرجع؟
*ل لنه رجع إلى وطنه ,فينقطع السفر]...ابن عثيمبن[
655
س :4عندما يندب موظفا ً ويرسل في دورة إلى خارج البلد
لمدة ثلثة أسابيع فهل يعتبر مسافرا ً فيقصر الصلة ويمسللح
ثلثة أيام ويترك السنن الرواتب أم ل؟
ج :المسللافر سللفرا ً تبلللغ مسللافته ثمللانين كيلللو مللترا ً فللأكثر
يقصر الصلة ويمسح على الخفيللن ثلثللة أيللام بلياليهللا إل إذا
نوى أثناء سفرة إقامة تزيد على أربعة أيام فإنه يجللب عليلله
إتمام الصلة ول يمسح على الخفين إل يوما ً وليلة فقللط لن
سللفره قللد انقطللع بهللذه القامللة فيأخللذ أحكللام المقيللم ....
]الفوزان[
أداء السنن أثناء الدوام الرسمي
س :5هللل يجللوز لللي أداء سللنة الضللحى فللي وقللت العمللل
الرسللمي علملا ً بللأن ذلللك ل يللؤدي إلللى تعطيللل العمللال أو
تأخيرها؟
ج :صلة الضحى سنة وفيها فضل وإذا كنت موظفا ً ول يللؤثر
فعلها على العمل الوظيفي المنوط بك فل بللأس أن تصللليها,
أما إذا كان فعلها يؤثر على العمل فإنه ل يجوز لك فعلها لنه
يشغلك عن القيام بالواجب]...الفوزان[
حمل السلح والرتبة أثناء الصلة
س :1هللل يجللوز لرجللل أن يصلللي حللامل ً سلللحه وإذا كللان
حامل ً رتبة عسكرية فهل يجب عليه خلعها أم ل؟
ج :قضية حمل السلح إذا كان في حال خوف فل بأس بذلك
َ
ت ل َُهل ُ
م م َم فَلأقَ ْ ت ِفيهِل ْ ذا ك ُن ْل َ بل قد أمر الله به في قوللة ))وَإ ِ َ
َ ْ
م( ,فللإذا حت َهُ ْس لل ِ َ
ذوا أ ْ خل ُك وَل ْي َأ ُ مع َ ل َ
م َ
من ْهُ ل ْ
ة ِ م َ
طائ َِف ٌ صلةَ فَل ْت َُق ْ
ال ّ
كانت الحالة حالة خوف مللن هجللوم العللدو علللى المسلللمين
فإنهم يحملون سلحهم في الصلة ,أما في غير حالة الخوف
فلإذا كلان هللذا السللح خفيفلا ً وليللس فيله نجاسلة فل بللأس
بحمله ,أما إذا لم يكن خفيفا ً أو كان فيه نجاسة فإنه ل يجلوز
حمله لنه يشغل عن الصلة إذا كان غير خفيف وإذا كان بلله
نجاسة فل يجللوز للمصلللي أن يصللحب مللا فيلله نجاسللة ,أمللا
الرتب العسكرية أن كانت صورا ً وتماثيل فل يجللوز حملهللا ل
656
في الصلة ول في غيرها ,وفللي الصلللة أشللد ,إمللا إذا كللانت
خالية من الصللور أو التماثيللل فل بللأس بللذلك والللله أعلللم...
]الفوزان[
قراءة القرآن أثناء الدوام
س :1أنا موظف وفي العمل أقرأ القرآن الكريم في أوقات
الفراغ ولكن المسؤول ينهاني عن ذلك بقوله أن هذا اللوقت
للعمل وليس لقراءة القرآن ,فما الحكللم فللي ذلللك وجزاكللم
الله خيرًا؟
ج :إذا لم يكن لديك عمل فل حرج في قراءة القرآن ,وهكذا
التسلبيح والتهليلل واللذكر وهلو خيلر ملن السلكوت :أملا إذا
كانت القراءة تشغلك عن شيء يتعلق بعملللك فل يجللوز لللك
ذلك لن الوقت مخصص للعمل فل يجوز لك أن تشللغله بمللا
يعوقك عن العمل]...ابن باز[
زكاة الراتب الشهري
س :1أنا موظف راتللبي الشللهري مللا يعللادل ) (3000ريللال
فهل تجب على الزكاة ,وما مقدارها مع العلم بللأني أصللرف
منها إل اليسير ) (600ريال؟
ج :إذا حللال الحللول علللى شلليء مللن المرتللب يبلللغ النصللاب
فعليك زكاته وإن كان دون ذلك فل زكاة فيه]...ابن باز[
س :2أنا حاليا ً موظف في إحدى الدوائر الحكوميللة وأسللتلم
شهريا ً حوالي أربعة آلف ريال جمعت حوالي سنة مبلللغ 17
ألف ريال موجودة في البنلك للم تسلتثمر ,وأسلتعد لصلرفها
في شهر شلوال أن شلاء اللله حيللث أننللي سلأتزوج وسلآخذ
أضعاف هذا المبلغ دينا ً لكي تغطي تكاليف الزواج ,وسللؤالي
هو :هل تجب على هذه الل 17ألف زكاة ,علما ً بأنه قد حللال
عليهللا الحللول تقريبللا ً وإذا كللانت تجللب فيهللا الزكللاة فكللم
مقدارها؟
ج :تجب الزكاة في المبلغ المذكور إذا حال عليه الحول ولللو
كان مرصدا ً للزواج أو لقضاء الدين أو لتعمير منللزل ونحللوه,
لعموم الدلللة علللى وجللوب الزكللاة فللي النقللدين ومللا يقللوم
657
مقامهما والواجب ربع العشر وهو 25ريال ً على كللل ألللف ل ل
والله ولي التوفيق]...ابن باز[
س :3أنني أقوم بإدخار مبلغ مللن المللال مللن راتللبي شللهريا ً
ى زكاة على هذا المللال علملا ً أن هللذا المللال أوفللره فهل عل ّ
لبناء منزل لللي وكللذلك تللوفير مهللر لزواجللي قريب لا ً أن شللاء
الله؟
أقوم بإدخار هذا المال منذ سنوات بأحد البنوك حيث ل يوجد
لللدي مكللان أدخللر بلله هللذا المللال وكللان البنللك يضلليف إلللى
حسابي مبلغا ً ل يخصني يطلللق عليلله فللائدة )الللذي هللو ربللا(
وأخيرا ً قررت سحب مالي المودع بالبنللك ولللم أخللذ الفللائدة
وتركتهللا لللدي البنللك وهللي مكتوبللة بإسللمي حللتى الن ,هللل
أتصدق به ,أم هل أتركه للبنك أم ماذا أفعل وهللل إذا دفعتلله
لسرة محتاجة للمال بشكل كللبير جللدا ً لعللدم وجللود المعيللل
لهم أو أدفعه لجمعية خيرية وشكرا ً لفضلليلتكم وزادكللم الللله
من فضله؟
ج :المال المدخر للزواج أو لبناء مسللكن أو غيللر ذلللك تجللب
فيه الزكاة إذا بلغ النصاب وحال عليه الحول سواء كان ذهبا ً
أو فضة أو عمللله ورقيللة لعمللوم الدلللة الدالللة علللى وجللوب
الزكاة فيما بلغ نصابا ً وحال عليه الحول من غير استثناء ,أما
وضع المال في البنوك الربويلة فل يجللوز لملا فلي ذلللك ملن
إعانتها على الثم والعدوان وأن دعت الضرورة القصوى إلى
ذلك جاز لكن بدون فائدة ,أما الفائدة الملذكورة الللتي توجللد
عند البنك باسمك من غير اشتراط منك فلرجح جواز أخللذها
وصر فها في جهة بللر كفقللراء محتللاجين وتللأمين دورة ميللاه
وأشباه ذلك من المشاريع النافعة للمسلمين وذلك أولى من
تركها لمن يصرفها في غير وجه بر وفي أعمللال كفريلة وقللد
أحسنت في سحب مالك من البنللك زادنللا الللله وإيللاك هللدى
وتوفيقًا]...ابن باز[
س :4أنا موظف فللي شللركة أهليللة وأتقاضللى راتبلا ً شللهريا ً
وقدره ) (4000ريال سعودي ،ضمنه بدل إيجار سكن وقدره
658
) (1000ريال سعودي ,فهل علي زكاة من راتبي هللذا ,وكللم
تبلغ قيمة الزكاة ,علما ً بأنه ليس لي مورد ثاني أنفق منه؟
ج :متى كلان لللديك تللوفير ملن راتبلك الشللهري فاضلل علن
النفقة ففيه الزكاة وذلك بعدما يتم التوفير نصابا ً بمللا يقللرب
من اربعمائة ريال سعودي مللن الورا ق النقديللة ,ولبللد مللن
تمام الحول على النصاب ,فإذا كنت تللدخر كللل شللهر بعض لا ً
من مرتبك فالحوط والرفق أن تجعل شهرا ً معينا ً كللل عللام
تخرج فيه زكاة ما تدخر هللذا العللام ,ومللا قبللله وقللدر الجللزء
الللواجب ربللع العشللر :أي أثنيللن ونصللف فللي المللائة والللله
الموفق]...ابن جبرين[
س :5أنا موظف أتسلم راتبًا ,وكللل شللهر أدخللر جللزءا ً منلله,
وليس هناك نسللبة معينللة للدخللار ,فكيللف أخللرج زكللاة هللذا
المال؟
ج :الواجب عليك أن تخللرج زكللاة كللل قسللط تللوفره إذا تللم
حوله ,وإن أخرجللت زكللاة الجميللع عنللد تمللام حللول القسللط
الول كفى ذلك وصارت زكاة القساط الخيرة معجلللة قبللل
تمام حولها وتعجيل الزكاة قبل تمام الحللول جللائز ول سلليما
إذا دعت الحاجة أو المصلحة لذلك]...ابن باز[
س :6كيف يتم إخراج زكاة الرواتب الشهرية؟
ج :إخراج الزكللاة فللي الرواتللب الشللهرية ,إن كللان النسللان
كلما أتاه الراتب أنفقه بحيث ما يبقى إلى الشهر الثاني فهذا
ليس عليه زكاة لن من شروط وجوب الزكاة تمللام الحللول,
وإن كان يدخر يعني مثل ً ينفق نصف الراتب ونصللف الراتللب
يدخره فعليه زكاة كلما يتللم الحللول ويللؤدي زكللاة مللا عنللده,
لكن هذا فيلله مشللقة أن النسللان يحصللى كللل شللهر بشللهر,
ودرءا ًَ لهذه المشقة يجعل الزكاة في شللهر واحللد لجميللع مللا
عنده من المال ,مثل ً إذا كان يتم الحول في شهر محرم ,إذا
جاء شهر محرم الذي يتللم بلله حللول أول راتللب يحصللي كللل
الذي عنده ويخرج زكاته وتكلون الزكلاة واقعلة موقعهلا عنلد
659
تمام الحول وتكون لما بعده معجلللة والتعجيللل جللائز]...ابللن
عثيمبن[
س :7كيف يتم الزكاة علللى المللال المتزايللد كللل شللهر مللن
رواتب الموظف فقد يحول الحول وتحت يدي من المللال مللا
تجب فيه الزكاة ,ولكن بعضه يحل عليه الحللول فمللاذا أفعللل
به؟
ج :إذا خصصت شهرا ً من السنة تخرج فيه الزكاة عن المللال
المتحصللل لللديك والمجتمللع لللديك ,شللهر رمضللان مثل ً فهللذا
شيء طيب تخرج الزكاة عما ّ تحصل لديك ,ما كان تم حللوله
فتكون الزكاة قد أخرجت في وقتها وما لم يتم حوله فتكللون
قللد عجلللت زكللاته ,وتعجيللل الزكللاة جللائز إذا كللان لغللرض
شرعي ,وهذا هو الذي ل يسع الناس خصوصا ً المللوظفين إل
العمل به]...الفوزان[
س :8أنا إنسان مسلم أعمل في القطاع الحكومي ويللأتيني
دخل شهري مثل أي موظف حكومي ,في كثير من الوقللات
أدخر من الراتب الشهري مبلغا ً من المال غير محدد حسللب
الظروف ,مثل ً في شهر من الشهور قد أسللتطيع أن أدخللر )
(2000ريال وفي شهر آخر ) (4000ريال وشهر آخر قللد ل
أستطيع أن أدخر أي شيء ,ومع مرور اليام والشهور تكللون
عندي مبلغ من المال ل بأس به ,فهل تجللب الزكللاة؟ وكيللف
أستطيع أن أحدد هل مضى الحول الكامل على كل مبلغ من
المال ,وحيث أننللي ل أتبللع نظاملا ً معينلا ً للدخللار مملا يجعلل
تحديد الحول صعبًا ,وأنا أخشللى أن أكللون عصلليت أمللر الللله
في الزكاة دون علم ودراية لذلك أرجو من سماحتكم توضيح
ذلك وجزاكم الله خيرا ؟
ج :الواجب عليك أن تخللرج زكللاة كللل مبلللغ إذا حللال حللوله,
وعليك أن تقيد ذلك بالكتابللة حللتى تكللون علللى بصلليرة ,وإذا
أخرجت زكاة الجميع إذا حال الحول على أول الدخللار كفللي
ذلك وبرئت ذمتك لن تعجيل الزكاة قبل تمام حولها ل بللأس
به ,والله ولي التوفيق ]...ابن باز[
660
س :9إذا كان النسان يستلم راتبا ً على وظيفته وفللي نهايللة
كل شهر يأخذ هذا الراتب فكيف يؤدى زكاة المال؟
ج :ل يجب حتى يتم عليلله الحللول فللإن شللاء راقللب المللوال
التي تأتيه شيئا ً فشيئا ً وأدى زكاة كل مللال عنللد تمللام حللوله,
وهذا فيه مشقة وأن شاء أدى الزكاة عند تمام أول حول ثللم
أستمر على ذلك ,ويكون ما تللم حللوله قللد أديللت زكللاته فللي
عجلللت زكللاته وتعجيللل الزكللاة ل وقتها وما لم يتم حوله قللد ُ
بأس به ,هذا هو الذي نحن نستعمل في زكاة الرواتب نجعل
شهرا ً معينا ً كشهر رمضان مثل ً نؤدي فيه زكاة كل مللا عنللدنا
حللتى مللا لللم يتللم عليلله إل شللهر واحللد لن هللذا أريللح وأبللر
للذمة ]...ابن عثيمبن[
س :10رجللل يعتمللد فللي دخللله علللى المرتللب الشللهري
فيصرف بعضه ويوفر البعض الخللر فكيللف يخللرج زكللاة هللذا
المال؟
ج :عليه أن يضبط بالكتابة ما يدخره من مرتبللاته ,ثللم يزكيلله
إذا حال عليه الحللول ,كللل وافللر شللهر يزكللي إذا حللال عليلله
الحول وإن زكى الجميع تبعا ً للشهر الول فل بأس وللله أجللر
ذلك وتعتبر الزكلاة معجللة علن اللوفر اللذي للم يحللل عليله
الحول ,ول مانع من تعجيل الزكاة إذا رأى المزكي المصلللحة
في ذلللك ,أمللا تأخيرهللا بعللد تمللام الحللول فل يجللوز إل لعللذر
شرعي * غيبة المال * غيبة الفقراء ......
إعطاء الموظف من الزكاة
س :1أنا موظف وأستلم راتب شهريا ً يصل إلى ثلثة اللللف
ريال تقريبا ً وفي إحللدى المناسللبات سللمعت أن أحللد التجللار
يوزع صدقة فذهبت إليلله وأعطللاني مبلغلا ً مللن المللال ,فهللل
يحل لي هذا المال؟
ج :إذا كان الراتب ل يكفيك لقضللاء حاجاتللك وحاجللات أهلللك
المعتادة التي ليس فيها إسراف ول تبللذير حلللت لللك الزكللاة
وإل فل ,رزقنللا الللله وإيللاك الفقلله فللي الللدين وأغنللاك مللن
فضله ]...ابن باز[
661
س :2أنا معلمة أعمل في إحدى المدارس وحللالتي الماديللة
ولله الحمد جيدة ولي أخ مريض يشتغل شهر ويجلس الخللر
وأنا أساعده ول أقصر علية ,ولكن هل يجللوز لللي أن أعطيللة
زكاتي كلها حيث أنه ليس له أي كسب غير راتبه البسيط إذا
اشتغل ,وهل يجوز أن أعطيها إياه دون أن أعلمله أنهللا زكللاة
لكي ل أخدش شعوره أفيدونا جزاكم الله خيرَا؟
ج :إذا كان أخوك فقيرا ً ل يكفيه راتبه أو أجلرة عملله للقيلام
بمصللارفه ومصللارف عللائلته فللإنه يجللوز لللك أن تعطيلله مللن
زكاتك ,بل أنها أفضل مللن إعطائهللا لمللن ليللس بقريللب ,لن
النبي ص يقللول )صللدقة علللى ذي رحللم صللدقة وصلللة( ,أي
علللى القريللب ,أمللا إذا كللان راتبلله يكفيلله فل يجللوز أن يأخللذ
الزكاة ,أما في مثل الحالة الولى إذا كان فقيرا ً وتعلمين أنه
يقبل الزكاة فل بأس أن تعطيه ولم لو يعلم أنها زكاة ,إل إذا
علمت أنلله ل يقبلهللا إل إذا كللانت زكللاة ففللي هللذه الحالللة ل
تعطيه شيئا ً حتى تخبريه أنه زكاة والله الموفق ]...ابن باز[
حكم العمل في البنوك الربوية والتعامل معها ..
س :1مللا حكللم مللن تضللطره ظروفلله للعمللل فللي البنللوك
والمصارف المحلية الموجودة في الملكة مثل البنللك الهلللي
التجاري وبنك الرياض وبنك الجزيرة والبنك العربي الوطني,
وشللركة الراجحللى للصللرافة والتجللارة ومكتللب الكعكللي
للصرافة والبنك السعودي المريكي وغيللر ذلللك مللن البنللوك
المحلية ,علما ً بأنها تفتح حسابات التوفير للعملء ,والموظف
يشغل وظيفة كتابية مثل كاتب حسابات أو مللدقق أو مللأمور
سنترال أو غيللر ذلللك مللن الوظللائف الداريللة ,وهللذه البنللوك
يوجد بها مزايا عديدة تجذب الموظفين إليها مثل بدل سللكن
يعادل 12ألف ريال تقريبا ً أو أكثر وراتب شهرين فللي نهايللة
السنة فما حكم ذلك؟
ج :العمل في البنوك الربوية ل يجوز لما ثبت عللن النللبي ص
م شللاهِد َي ْهِ وَقَللا َ
ل هُ ل ْ ه وَ َ
كات ِب َ ُ مؤْك ِل َ ُ
ه وَ َ أنه قال) :لعن آك ِ َ
ل الّرَبا وَ ُ
واٌء( ,ولما في ذلك من التعاون على الثللم والعللدوان وقللد س َ
َ
662
ْ َ قال تعالى )وَت ََعاوَُنوا عََلى ال ْب ِّر َوالت ّْق َ
وى َول ت ََعاوَُنوا عَلى ال ِث ْم ِ
ن(] ,ابن باز[ َوال ْعُد َْوا ِ
س :2لي ابن علم يشللتغل فلي بنللك الجزيللرة موظفلا ً فهللل
يجوز له أن التوظيف أم ل يجوز ,أفيدونا جزاكللم الللله خيللرًا,
حيث سمعنا من الخوان أنه ل يجوز التوظيف في البنك؟
ج :ل يجللوز التوظيللف فللي البنللوك الربويللة لن العمللل فيهللا
يللدخل فللي التعللاون علللى الثللم والعللدوان وقللد قللال تعللالى
ن(, وى َول ت ََعاوَُنوا عََلى اْل ِث ْم ِ َوال ْعُد َْوا ِ )وَت ََعاوَُنوا عََلى ال ْب ِّر َوالت ّْق َ
ومعلوم أن الربا من أكبر الكبائر فل يجوز التعاون مللع أهللله,
هملؤْك ِل َ ُ ل الّرَبلا وَ ُ كل َ
وقد صح عن رسول الله أنه قللال) :لعللن آ ِ
واٌء(]...ابن باز[ س َم َ ل هُ ْ شاهِد َي ْهِ وََقا َه وَ َكات ِب َ ُوَ َ
س :3لي ابن عم يعمل في بنك الجزيرة كاتبا ً وأفتللاه بعللض
العلماء أل يبقى فيه وأن يبحث عن وظيفة أخري غير البنللك,
أفيدونا جزاكم الله خيرًا ,هل يجوز أم ل؟
ج :قد أحسن الذي أفتاه بالفتوى المللذكورة لن العمللل فللي
البنوك الربوية ل يجللوز لكللون ذلللك مللن اعانتهللا علللى الثللم
وى َول والعدوان وقد قلال تعلالى )وَت ََعلاوَُنوا عََللى ال ِْبلّر َوالت ّْقل َ
ن( ,وقد صح عللن رسللول الللله أنلله ت ََعاوَُنوا عََلى اْل ِث ْم ِ َوال ْعُد َْوا ِ
م ل هُ ل ْ شللاهِد َي ْهِ وَقَللا َ ه وَك َللات ِب َ ُ
ه وَ َ ملؤْك ِل َ ُل الّرب َللا وَ ُ قال) :لعللن آك ِل َ
واٌء( ] ,ابن باز [ س َ َ
س :4هللل يجللوز العمللل فللي مؤسسللة ربويللة كسللائق أو
حارس؟
ج :ل يجوز العمللل بالمؤسسللات الربويللة ولللو كللان النسللان
حارسا ً أو سائقًا ,وذلك لن دخوله في وظيفة عند مؤسسات
ربوية يستلزم الرضى بها لن من ينكللر الشلليء ل يمكللن أن
يعمل لمصلحته ,فإذا عمل لمصلحته فللإنه يكللون راضلليا ً بلله,
والراضي بالشيء المحرم يناله من أثمه ,أما من كان يباشر
القيد والكتابة والرسال والبداع وما أشبه ذلللك فهللو ل شللك
أنه مباشر للحرام ,وقد صح عن رسول الله أنلله قللال) :لعللن
663
واٌء(]...ابللن سل َم َ شاهِد َي ْهِ وَقَللا َ
ل هُ ل ْ ه وَ َ ه وَ َ
كات ِب َ ُ مؤْك ِل َ ُ آك ِ َ
ل الّرَبا وَ ُ
عثيمبن[
س 5رجل يعمل فلي أحلد البنلوك ملن ملدة عشلر سلنوات
ولقد علم أن العمل في البنوك غير جائز وهو يعمللل حارس لا ً
ليليا ً وليس له علقة في المعاملت هل يستمر في العمل أو
يتركه؟
ج :البنللوك الللتي تتعامللل بالربللا ل يجللوز للمسلللم أن يكللون
حارسا ً لها لن هذا ملن التعلاون عللى الثلم والعلدوان ,وقلد
ن(نهى الله عنه بقولة تعالىَ) :ول ت ََعاوَُنوا عََلى اْل ِث ْم ِ َوال ُْعللد َْوا ِ
وأغلب احوال البنوك التعامل بالربا وينبغي لك أن تبحث عن
طريق حلل مللن طلرق طلللب اللرزق غيللر هللذا الطريلق ...
]اللجنة الدائمة[
س :6ما حكم العمل في البنوك الربوية ومعاملتها؟
ج :العمل فيها محرم لنه إعانة علللى الربللا فللإذا كللان إعانللة
على الربا فإنه يكون داخل ً في لعنة المعيللن حيللث صللح عللن
ل الّرَبا( وإن لم يكن إعانة فهو رضللا بهللذا النبي ص) :لعن آك ِ َ
العمل وإقرار له ول يجوز التوظيف في البنوك الللتي تتعامللل
بالربا ,وأما وضع الفلوس عندهم للحاجة فل بأس إذا لم نجد
مأمنا ً سوى هذه البنوك فللإنه ل بللأس بلله بشللرط أن ل يأخللذ
النسان منه الربا فإنه أخذ الربا فهو حرام]...ابن عثيمبن[
س :7إنني على وشك التخرج وأنوي العمل في أحد البنللوك
الموجودة في مدينتي ,ما رأي سماحة الشيخ في ذلللك وهللل
يدخل العمل في البنوك ضمن الحديث الشريف عن الربا؟
ج :أنصحك بعدم العمل في البنوك الربوية لما في ذلللك مللن
إعانة القائمين عليها على ما حللرم الللله سللبحانه مللن الربللا,
وقد قال تعالى )وَت ََعاوَُنوا عَل َللى ال ْب ِلّر( ولن النللبي ص ل ل لعللن
آكل الربا وموكله وكاتبه وشاهديه وقال همللا سللواء ,وأسللال
الله أن يوفق القائمين عليها للتمسللك بالشللريعة السلللمية,
وترك ما حرم الللله عليهللا مللن الربللا وأن يوفللق ولة المللور
664
لمنعهم من ذلك حتى يلتزموا بشللرع الللله سللبحانه ويحللذروا
مخالفته إنه خير مسؤول]...ابن باز[
س :8ما الحكم الشرعي في كل من:
-الموظف العامل في تلك البنوك سواء كان مديرا ً أو غيرة؟
ج :وإما العمل في البنوك الربوية فل يجوز سواء كان مللديرا ً
أو كاتبا ً أو محاسبا ً أو غير ذلك لقللوله تعللالى )وَت َعَللاوَُنوا عَل َللى
ال ْب ِّر( ولما ثبت عن النبي ص ل لعن آكل الربا وموكله وكللاتبه
وشاهديه وقال هما سواء]...ابن باز[
س :9ما حكم الراتب الذي أتحصل عليه من أحد البنللوك إذا
كنت اشتغل بالبنك ,هل هذا الراتب حلل أم ل؟
ج :يجب أن يعلم كل مؤمن بأن الربللا أمللره عظيللم وخطللره
جسيم توعد الله عليه بالعقوبات العظيمة ,فقللال تعللالى )ي َللا
َ
من ك ُن ْت ُل ْن الّربللا إ ِ ْ مل َي ِ ما ب َِق ل َ ه وَذ َُروا َ مُنوا ات ُّقوا الل ّ َ نآ َ َ ذيأي َّها ال ّ ِ
ْ
ه( سللول ِ ِ ن الل ّلهِ وََر ُ مل َب ِ ح لْر ٍ م ت َْفعَل ُللوا فَ لأذ َُنوا ب ِ َ ن ل َل ْ
ن ف َ لإ ِ ْمِني َ مؤ ْ ِ ُ
ف َ
س لل َ مللا َ ه َ َ
ن َرب ّلهِ فَللان ْت ََهى فَل ل ُ مل ُ ْ ة ِ َ
عظ ٌ مو ْ ِ
جاَءهُ َ ن َ م ْوقال) :فَ َ
َ ن عَللاد َ فَلأول َئ ِ َ َ
م ِفيهَللا ب الن ّللارِ هُ ل ْ حا ُصل َ كأ ْ مل ْ مُرهُ إ َِلى الل ّلهِ وَ َ وَأ ْ
ن( ,ولما ثبت عن النبي ص ل لعن آكل الربا (....وهللذا دو َ خال ِ َُ
دليل على أنه ل يجوز لحد أن يتعاون مع حد في عمل الربللا
أيا ً كان أسم ذلك الشيء الذي يتعللاون فيلله ,وأنلله إذا رضللي
بذلك وشاركهم فللإنه يكللون مثلهللم ,كمللا قللال عليلله الصلللة
والسلم هما سواء .فأحذر يا أخي أن يكون عملك من كسب
محلرم بلأي حلال ملن الحلوال وبلأي مسلمى كلان فلالعبرة
بالمور مقاصدها وليس بزخارفها نسأل الله سبحانه وتعللالي
الحمايللة والتوفيللق وأن يخلللص المسلللمين مللن وبللال هللذه
المعاملت إلى معاملت سليمة ,يتمشى فيها المسلمون مللع
ما جاء في كتاب الله وسنة نبيه ص]...ابن عثيمبن[
س :10أحيطكم علما ً بأني كنت أعمل في بنك مللن البنللوك
أسمه البنك السعودي الهولندي وهو أحللد البنللوك المنتشللرة
في السللعودية ,وقللد علمللت بلله حللال تخرجللي مللن الثانويللة
العامة بعام ولمدة 6لل 7شللهور وأخللبرني أحللد الللزملء بللأن
665
العمل في البنك حرام ,حيث أنه يتعامل في بعللض حسللاباته
بالربا ,فالتحقت بالخطوط السعودية كطللالب وتركللت البنللك
وما أود أن أسأله هو هل الراتب في 7شهور التي اسللتلمتها
تعتبر حراما ً حيث أنني أعمل كموظللف فقللط أتقاضللى راتب لا ً
على عملي وجهدي ,وهل يلزم أن أتصدق بجميع ما تسلللمته
مللن قبللل مللن رواتللب ومبللالغ أو يكفللي أننللي تركللت العمللل
بالبنك؟
ج :إذا كان الواقللع كمللا ذكللرت بعللد أن أخللبرت أنلله ل يجللوز
العمل في بنك ,فل حرج عليك فيما قبضته من البنك مقابللل
عملك لدية مدة الشلهر الملذكورة ,ول يلزملك التصلدق بهللا
وتكفي التوبة عن ذلك ,عفا الله عنا وعنك]...اللجنة الدائمة[
س 11أعمل في شركه صللناعية وقللد سللمعت أن الرواتللب
الللذي نأخللذ مللن أربللاح البنللوك كمللا أن عملللي وضللع أرقللام
وتواريخ المعاملت الموجهة لهذه البنوك فما حكم عملي؟
ج :ل يجوز لك أن تعمل كاتبا ً في المعاملت الربويه ول يحللل
لك الراتب الذي تأخذه في مقابل هذا العمل لن هذا العمللل
من التعاون على الثم والعدوان وقد لعن النبي ص آكل الربا
ومؤكلللة وشللاهديه وكللاتبه وإذا كللان العمللل حراملا ً فللالراتب
الذي يقابله حرام والله أعلم...
س :12بالنسبة لسعاة البريد الن يأتيهم شغل حسابات من
البنوك ليصالها إلى أمناء البنوك ما أدري ما حكم هللذا بللارك
الله فيك؟
ج :هل يعلمون أن في هذه الخطابات ربا؟ يعلمللون أن فيهللا
كشف حساب .وليس في ذللك شليء لن كشلف الحسلاب
إذا لم يكن فيه ربا فليس فيه شيء]...ابن عثيمبن[
س :13أنا موظف مرتبي حوالي ) (3048ريال ً ومتزوج منللذ
ى ديون تصل إلللى 53ألللف ريللال وكللثيرا ً مللا ً
عام تقريبا وعل ّ
يحرجني أصحاب الديون ول أجد ما أسد لهم،,فهل يجوز لللي
666
أن أقترض من أحد البنوك التي تقللرض بأخللذ الفللائدة علم لا ً
بأن القرض ل يكفي نصف ديوني أفيدوني جزاكم الله خيرًا؟
ج :ل يجوز للمسلللم أن يقللترض مللن البنللك ول غيللره قرضلا ً
بالفائدة لن ذلك من أعظم الربا ,وعليلله أن يأخللذ بالسللباب
المباحة في طلب الرزق وقضاء الدين وفيمللا أبللاح الللله مللن
المعاملت وأنواع الكسب ما يغنلي المسللم عملا ّ حلرم اللله
عليه ,والواجب على أصحاب الدين أن ينظروك إلى ميسللرة
ة
س لَر ٍذو عُ ْ ن ُ ن ك َللا َ إذا عرفوا إعسارك لقللول الللله تعللالى )وَإ ِ ْ
َ
ن(, مللو َ م ت َعْل َ ُن ك ُن ْت ُ ْم إِ ْ خي ٌْر ل َك ُ ْ
صد ُّقوا َ ن تَ َ سَرةٍ وَأ ْ فَن َظ َِرةٌ إ َِلى َ
مي ْ َ
َ وصح عن رسول الله ص أنه قال" :م َ
ه سلًرا أظ َل ّل ُ مع ْ ِن أن ْظ َلَر ُ َ ْ
ه" ,وقال ّ
ل إ ِل ظ ِل ُّ م ل ظِ ّ َ شهِ ي َوْ َل عَْر ِ ت ظِ ّ ح َ م ال ِْقَيا َ
مة ِ ت َ ْ ه ي َوْ َالل ّ ُ
ه عَل َْيللهِ ِفللي الللد ّن َْيا سللَر الّللل ُ سللرٍ ي َ ّ سللَر عََلللى ُ
مع ْ ِ ن يَ ّ ملل ْ َ ":
ة"...والله ولي التوفيق]...ابن باز[ خَر ِ َواْل ِ
فتاوى للموظفين تتعلق بالحج
س :1منذ ثلثة أعوام وأنا أقدم التماس لا ً لعملللي لكللي أودي
فريضة الحج لكن الطلللب يرفللض نظللرا ً لحاجللة العمللل إلللى
ى شيء إذا حججت بدون فهل على شيء في ذلك ,وهل عل ّ
علمهم أو موافقتهم؟
ج :نعم ملا دملت مقيلدا ً بغيلرك فلإنه ليلس للك حلج إل بعلد
موافقة ذلك الغيللر ،وإذا كللانت الحاجللة تتطلللب أن تبقللى فل
مانع متى تزول الحاجة إمللا بالتنللاوب وإمللا بأسلللوب آخللر ...
]ابن عثيمبن[
س :2هل يجوز للشرطي أن يحج بدون أذن مرجعه؟
ج :ليس للعامل والشرطي الحج إل بللأذن مرجعهمللا مطلقلًا,
ول يجللوز لهللم الحللج بللدون أذن مرجعهمللا ,لن اوقاتهمللا
ل ,ولن مسللتحقه لمرجعهمللا سللواء أكللان الحللج فرضلا ً أم نف ً
أعمللال الحللج قللد تعللوق العامللل و الشللرطي عللن بعللض مللا
يلزمهما أداءه في وقته...فتاوى إسلمية .2/189
667
س :3أنا جندي بالشرطة وأريد الحللج بوالللدتي ولللم يرخللص
ى إثم إذا حججت بوالدتي بدون إذن مللن لي مرجعي فهل عل ّ
مرجعي؟
ج :أنت أجير في عملللك تسللتلم راتبلا ً مقابللل مللا تؤديللة مللن
عمل وتركك العملل بلدون إذن ملن مرجعلك لتحلج بواللدتك
ف في غير محله لن ذمتك مشللغولة بالعمللل الللوظيفي تصر ّ
فل تشغل هذه الذمة بما يتعللارض مللع مللا هللي مشللغولة بلله
سابقا ً إل بماله حق السبق على ذلك كمللا لللو كنللت أنللت مللا
حججت فرضك فل مانع أن تحج بللدون إذن :لن تعلللق الحللج
في ذمتك سابق لشغل ذمتك بالعمل الحكللومي وبهللذا يعلللم
أنلله ل يجللوز لللك أن تحللج بأمللك إل بللأذن وإن الحللوط هللو
الستئذان إذا كنلت للم تحلج فرضلك وملن جهلة أملك مملن
الممكن أن يحج بها أحد من محارمها غيرك وتقوم أنت بدفع
النفقة إذا أردت ذلك]...اللجنة الدائمة[
س :4يعمل جنديا ً في تنظيم الحج ولم يحج حيللث ل يسللمح
له بذلك بدون إذن مرجعه؟
ج :النسان الموظف ملتزم بأداء وظيفته حسب مللا تقتضلليه
ن ال ْعَهْد َ َ َ
ل( ,وقال ؤو ً
س ُ
م ْن َ
كا َ وقد قال تعالى) :وَأوُْفوا ِبال ْعَهْدِ إ ِ ّ
مُنوا أ َوُْفوا ِبال ْعُُقوِد ,فالعقد الللذي جللري نآ َ
َ
تعالىَ) :يا أي َّها ال ّ ِ
ذي َ
بينك وبين الدولة عهد يجب عليك أن توفي بلله علللى حسللب
ما يوجهونك به ولكني أرجو أن يكون للمسللؤولين فللي هللذه
المللور نظللر بحيللث يوزعللون هللؤلء الجنللود :جنللود المللرور,
وجنود المن ,والمطللافئ ,وغيرهللم ينظمللونهم بحيللث يكللون
لبعضهم فرصة أن يؤدوا الحج في هذا العللام والبعللض الخللر
فرصة أن يؤدوه في العام الخر وهكذا حتى يتم للجميللع أداء
الفريضة ,وأمللا أن تختفللي الفريضللة وأنللت مطللالب بالعمللل
وليس عنللدك إجللازة فهللذا محللرم عليللك ول حللرج عليللك إذا
أخرت الحج إلى أي سنة أخللرى مللن أجللل اشللتغالك بللواجب
عملك ]...ابن عثيمبن[
668
س :5ما حكم من لم تسمح له ظروف عمله بالمبيت بمنللى
أيام التشريق؟
ج :المبيت بمنى يسللقط لصللحاب العللذار ولكللن عليهللم أن
يغتنموا بقية الوقات للمكث بمنى مع الحاج]...ابن باز[
س :6إذا خرج الحاج مللن منللى قبللل غللروب الشللمس يللوم
الثاني عشر بنية التعجل ولدية عمل في منى سيعود له بعللد
الغروب فهل يعتبر متعج ً
ل؟
ج :نعم يعتبر متعجل ً لنه أنهى الحج ونيللة رجللوعه إلللى منللى
لعمله فيها ل يمنللع التعجيللل لنلله إنمللا نللوى الرجللوع للعمللل
المنوط به ل للنسك]...ابن عثيمبن[
س :7موظف كلف بللدورة فللي جللدة ولنفللرض بللدايتها فللي
شهر شعبان ونهايتها في شهر صفر فوافق عليها ونوى الحج
من حين علمه بها ,فمن أين يحرم علما ً بأنه ليللس مللن أهللل
جدة ,وهل إذا أحرم من جدة عليه شيء أرجو التفصيل؟
ج :إذا كان ناويا ً الحج حال قدومه مللن بلللده إلللى جللده فللإنه
يلزمه أن يرجع إلى الميقات الذي مر به حال قدومه وليحرم
منه بالحج فإن لم يرجع وأحرم من جدة صللار عليلله دم وهللو
ذبح فدية في مكللة يوزعهللا علللى فقللراء الحللرم ,إل إذا كللان
حال قدومه أحرم من الميقات بعمرة وأداهللا ثللم ذهللب إلللى
جدة للعمل فإنه يحرم بالحج من جدة]...الفوزان[
س :8موظللف قللد عللزم علللى الحللج لكللن للله أعمللال فللي
الطائف يتردد من أجلها بين الطائف وجدة بغير إحرام؟
ج :ل حرج في ذلك لنه حين تردده من الطائف إلى جدة لم
يقصد حجا ً ول عمرة وإنما أراد قضاء حاجاته لكللن مللن علللم
في الرجعة الخيرة من الطائف أنه ل عودة له إلى الطللائف
قبل الحج فعليه أن يحرم من الميقات يالعمرة أو الحج ,أمللا
إذا لم يعلم وصادف وقت الحج وهو في جدة فإنه يحرم مللن
جدة بالحج ول شيء عليه ويكون حكمه حكم المقيميللن فللي
جدة الذين جاؤوا إليها لبعللض العمللال ولللم يريللدوا حجللا ول
عمرة عند مرورهم بالميقات]...اللجنة الدائمة[
669
س :9شخص يعمل في المن العام وحللاول الحصللول علللى
إجازة لداء فريضة الحج فلم يسمح له مرجعه بذلك ,فتغيللب
عللن العمللل وذهللب لداء الفريضللة بللدون إذن مللن مرجعلله
وحيث أنه لم يسبق له أن حج فهللل حجلله صللحيح أم ل ,هللل
عليه ذنب علما ً بأن مدة التغيب هذه لم يستلم مقابلها راتب
أفتونا جزاكم الله خيرًا؟
ج :هذا السؤال جوابه من شقين:
الول :كون هذا الرجل يذهب إلى الحج مع منع مرجعلله مللن
َ
من ُللوا
نآ َ ذلك أمر ل يحل ول يجوز لقوله تعالى) :ي َللا أي ّهَللا ال ّل ِ
ذي َ
َ أ َطيعوا الل ّه وأ َطيعوا الرسللو َ ُ
م( ,وطاعللة من ْك ُل ْ
ملرِ ِ ل وَأول ِللي اْل ْ ّ ُ َ َ ِ ُ ِ ُ
ولة المور في غير معصية الله تعالى أمر واجب أوجبه الللله
على عبادة في هذه اليللة الكريمللة ,وذلللك لن مخالفللة ولة
المور يترتب عليها فساد كبير وشر وفوضى لنه لو وكل كل
إنسان إلى رأيه لم يكن هناك فللائدة فللي الحكللم والسلللطة,
وولة المور عليهم أن يرتبللوا الحللج بيللن الجنللود حللتى يهيللؤا
لمن لم يؤد الفريضة أن يؤديها بالطرق التي يرون أنها كفيلة
بالمصلحة مع تمكين هؤلء الفراد من أداء فريضة الحج وهم
فاعلون إن شاء الله .
الثاني :فهو إبراء ذمتك بهذا الحج ,فإنه قد برئت وقللد أديللت
الفريضة ولكنك عللاص للله تعلالى بمخالفتللك أوامللر رئيسلك
فعليك أن تتوب إلى الله تعالى وأن ل تعود لمثلها وليس لللك
حق في أن تأخللذ الراتللب المقابللل لليللام الللتي تغيبتهللا عللن
العمل والله ولي التوفيق]...ابن عثيمبن[
فتاوى تتعلق بالعمرة
س :1شخص كلف بانتداب إلى الطائف فأنهي العمللل خلل
ساعات وأراد أن يأخذ عمرة مللع موافقللة العمللل علللى ذلللك
هل يصح له هذا؟
ج :يصح للنسان إذا انتللدب لعمللل معيللن وأنهللاه ثللم أراد أن
يأتي بعمرة يصح له أن يلأتي بللذلك لن العمللل الللذي انتللدب
من أجله قد أتمه وبقي بقية وقللت للله أن ينصللرف فيلله بمللا
670
شاء ل سيما إذا كان قد أسلتأذن ملن مسللؤله وأذن لله فلإن
المر واضح بأن هذا جائز]...ابن عثيمبن[
س :2هللل طلللب الجللازة الضللطرارية لداء العمللرة فللي
رمضان جائز أم ل؟
ج :ل بأس بذلك فإنهللا حللق للموظللف ,كمللا فللي النظللام أن
الموظف له الحق في السنة إجازة عشرة أيام عنللد الحاجللة
ول شك أن أداء العمرة في رمضان له فضله وأهميته ,وكثير
من المللوظفين يتمتللع بهللذه الجللازة فللي الخللارج أو يجلللس
بدون عمل فالعمرة فيها أفضل من البطالة]...ابن جبرين[
س ::3ما حكم أخذ الجللازة الضللطرارية لداء العمللرة فللي
رمضان والبقاء في مكة؟
ج :الللذهاب إلللى العمللرة مسللتحب وليللس ضللروريا ً ل فللي
رمضللان ول فللي غيللرة ,فأخللذ إجللازة اضللطرارية مللن أجللل
العمرة وترك العمل ل يجوز من وجهين:
الول :أن هذا كذب واحتيللال علللى النظللام لنلله ليللس هنللاك
ضرورة .
الثاني :أن في ذلك تركا ً للللواجب وهللو القيللام بالعمللل الللذي
تعهد بالقيام به وأخذ مقابلة مرتب لا ً شللهريًا ,فللالواجب التوبللة
إلى الله وترك هذا الهمال والحتيال ,والعمرة فللي رمضللان
سنة والقيام بالعمل واجب فكيف يترك واجبا ً مللن أجللل أداء
سنة]...الفوزان[
فتاوى للموظفين تتعلق بالصيام
س :1موظف يقول أنه نام أكثر من مرة في الشللركة أثنللاء
العمل وترك العمل هل يفسد صومه؟
ج :صومه ل يفسد لنله ل علقللة لله بيللن تلرك العملل وبيلن
الصوم ولكن يجب على النسلان الللذي تللولي عمل ً أن يقللوم
بالعمل الذي وكل إليه لنه يأخذ على هذا العمل جزاًء وراتب لا ً
ويجب أن يكون عمله على الوجه الذي تبرأ به ذمته كما أنلله
يطلللب راتبلله كللامل ً ولكللن صللومه ينقللص أجللره لفعللله هللذا
المحرم وهو نومه عن العمل المنوط به]...ابن عثيمبن[
671
س :2شخص في أول ليلة من رمضان نام قبل أن يعلللم أن
غللدا ً هللو أول الصلليام فلمللا قللام لصلللة الفجللر سللأل أحللد
المصلين فإذا هو الخر ليلس لديللة عللم ,فواصلل ذللك وللم
يأكل شيئًا ,ولما ذهب إلى العمل وجد الناس صللائمين وعلللم
بعد ذلك بالصيام ,وعلى ذلللك واصللل صلليامه حللتى المسللاء,
فهل صيامه صحيح في ذلك اليللوم أم أن عليلله قضللاء أفتونللا
جزاكم الله خيرًا؟
ج :من لم يعلللم بللدخول شللهر رمضللان إل أثنللاء النهللار فللإنه
يجب عليه المساك في بقية اليوم ويقضي هذا اليوم لنه لم
ينو الصيام من الليل وقد جاء فللي الحللاديث أنلله ل صلليام إل
لمن يجمع النية من الليل ,أي في صيام الفرض ,وهللذا فللاته
جزء من النهار لم ينو فيه الصوم]...الفوزان[
س :3لقللد سللمعت مللن بعللض الللزملء فللي المكتللب أنهللم
يتسللحرون عنللد السللاعة الواحللدة بعللد منتصللف الليللل ,ثللم
ينامون بنية الصيام حتى الساعة التاسعة صباحًا ,ثللم يصلللون
الفجر عند هذا الوقت ثم ينطلقون إلى أعمالهم ...مللا حكللم
هذا العمل؟
ج :هذا العمل غير جائز من عدة وجوه:
ل :أن فيه مخالفة للسنة في تقديم السحور على وقته لن أو ً
تأخير السحور إلى قبيل الفجر هو السنة .
ثانيًا :أن فيه النوم عن صلة الفجر في وقتهللا ومللع الجماعللة
ففيه ترك واجبين عظيمين:
.1تأخير الصلة عن وقتها وهو إضاعة لها وعليه وعيد شديد.
.2ترك صلة الجماعة وهو محرم وإثم.
فالواجب التوبة إلى الله من هذا الفعل وتأخير السحور إلللى
وقته وأداء الصلة في وقتها مع جماعة المسلللمين والللواجب
الهتمام بالصلة أول ً لنها هي عمود السلللم والركللن الثللاني
من أركان السلم فهي آكد من الصلليام بللل ل يصللح الصلليام
ول غيللرة مللن العمللال إل بعللد أداء الصلللة علللى الللوجه
المشروع]...الفوزان[
672
الكذب والتزوير
س :1العذار الذي يقدمها الموظف لرئيسه قللد تكللون فللي
اكثر الحيان كذبا ً ما رأي فضيلتكم؟
ج :الواجب على المسلم أن يتقي الله ويترك الكذب والحيل
التي يتعذر بها إلى ترك العمل الوظيفي الذي وكل إليلله فللي
مقابل راتب يتقاضاه ,وعلى المسؤولين عن دوام الموظفين
من رؤساء الدوائر أن يتقوا الله ويدققوا في الجللازات الللتي
يمنحونها لموظفيهم بأن تكون جاريللة علللى المنهللج الصللحيح
والنظللام الللوظيفي ,وأن يسللدوا الطريللق علللى المحتللالين
والمتلعبين لن هذه أمانة في أعنللاق الجميللع يسللألون عنهللا
أمام الله سبحانه]...الفوزان[
س :2بعض الناس عندما يريد اسللتخراج حفيظللة نفللوس أو
بطاقللة الحللوال يكتللب مهنتلله بللأنه متسللبب وهللو موظللف
حكومي ويأتي بشهود ويشهدون على ذلللك مللع علمهللم بللأن
صاحبهم موظف وليس متسببًا ,فهل هذا العمللل جللائز وهللل
تعتبر الشهادة من شهادة الزور؟
ج :إذا كان هناك فرق في استخراج الحفيظة بيللن المتسللبب
والموظف بموجب النظام فإنه ل يجوز التمويه بل يجب بيان
الحقيقة ول يجوز للشهود أن يشهدوا بخلف الواقللع لن هللذا
من شللهادة الللزور ومللن الحتيللال بالباطللل ,فللالواجب علللى
المسلللم الصللدق وقللول الحللق فللي حللق الصللديق والقريللب
َ
طس ِ ن ِبال ِْق ْ
مي َ وا ِ كوُنوا قَ ّ مُنوا ُ نآ َ ذي َ والعدو ,قال تعالى )َيا أي َّها ال ّ ِ
َ شهداَء ل ِل ّه ول َو عََلى أ َنُفسك ُ َ
ن كلل ْ ن يَ ُ
ن إِ ْن َواْلقَْرِبيلل َ ِ م أو ِ ا ل ْ َ
وال ِد َي ْ ْ ِ ْ ِ َ ْ ُ َ َ
َ َ َ
ن ن ت َعْدُِلوا وَإ ِ ْوى أ ْ ما َفل ت َت ّب ُِعوا ال ْهَ َ ه أوَْلى ب ِهِ َ غَن ِي ّا ً أوْ فَِقيرا ً َفالل ّ ُ
خِبيللرًا( ,وتجللب َ
ن َ مل ُللو َ مللا ت َعْ َ ن بِ َ ه ك َللا َ ن الل ّل َ ضوا فَإ ِ ّ ووا أوْ ت ُعْرِ ُ ت َل ْ ُ
طاعة ولي المللر فللي النظللام الللذي ل يخللالف الشللريعة ول
َ
طيعُللوا الل ّل َ
ه يجللوز الحتيللال عليلله ومخللالفته ,قللال تعللالى )أ ِ
َ وأ َطيعوا الرسو َ ُ
م(]...الفوزان[ من ْك ُ ْمرِ ِ ل وَأوِلي اْل ْ ّ ُ َ ِ ُ
التجارة للموظف
673
س :2ذكرتم ....أن موظف الدولة ل يجوز له لن يتاجر فللي
إحدى التجارات ,فهل يجللوز لموظللف الدولللة أن يفتللح محل ً
باسم زوجته أو باسم أحد إخوانه وهو له؟
ج :ل يجوز للنسللان الموظللف أن يفتللح محللل تجللارة باسللم
والللدة أو زوجتلله أو أحللد مللن أقللاربه أو أصللدقائه ,لن ذلللك
كذب ,فإن هذا المحل ليس لمللن كتللب باسللمه وهللو الللوقت
نفسلله خيانللة للدولللة ,لن النسللان فعللل مللا منعتلله الدولللة
وتحايل عليه]...ابن عثيمبن[
س :3بالنسبة لبعض الشخاص يستغل اسم غيرة في إقامة
مؤسسه تجارية ,هللو مثل ً فللي أحللد المللوظفين فللي الدولللة,
نعرف قرار الدولة يمنع أن الموظف يفتللح محل ً تجاريلًا .هللل
يجوز هذا أم ل؟
ج :أسألك هل هذا كذب أو صدق؟ هذا كذب .
هل الكذب جائز ...؟ ل ليس بجائز لكن الملحظ .
دعنا من الملحظ ,أنت تسأل الن .
ثانيًا :هل هذا من النصح للدولة أم غش؟ ....من الغش .
المال المكتسب من عمل مبني على الكذب والغش هل هللو
باطل أو حق؟ هو باطل .
إذن ثلثة محاذير في هذه المسألة ] الكذب ل غش الدولللة ل ل
أكل المال بالباطل [ وعلى هذا فإنه حرام ول يجوز للنسللان
أن يستعير أسم غيرة ليفعل مللا منعتلله الدولللة ,ويقللال لهللذا
الرجل إما تبقى على وظيفتك وتللترك العمللل وإمللا أن تأخللذ
العمل وتترك الوظيفة ,الدولة للم تجللبرك أن تكلون موظفلا ً
عندها]...ابن عثيمبن[
س :4إذا كنت موظفا ً حكوميا ً فإن النظام الحكومي ل يجيللز
لي فتح محل تجاري باسمي فإذا فتحللت هللذا المحللل باسللم
شخص آخر غير موظللف وأديللر هللذا المحللل بمللوجب وكالللة
شرعية تخولني البيع والشراء وكل ما يقوم به صاحب السم
وأتحمل مكسبه وخسارته فهل يجوز هذا؟
674
ج :إذا كان الواقع كما ذكرت فإنه ل يجوز للك ذللك لملا فيلله
مللن الكللذب والمخادعللة لللولي المللر والحتيللال عليلله فللي
مخالفللة مللا وضللعه محافظللة علللى إدارة العمللل الحكللومي
والذي أسللند إليللك خدمللة للمللة ومراعللاة للمصلللحة العامللة
ومنعا ً للثرة ,فإن الشأن فيما ذكرت أن يغلب النسان طبعه
وحب نفسه وأن يللؤثر مصلللحته الشخصللية ,فيللؤثر مصلللحته
صر في العمللل الخاصة فيعمل لها اكثر ويبذل فيها جهده ويُق ِ
للمصلحة العامة وهو يظن أنه لم يحصل منه ذلللك]...اللجنللة
الدائمة[
س :5هناك واحد من الناس بحكم أنه موظف فل يسمح للله
بممارسة التجارة دون أن يسللتغل اسللم أملله وهللي موجللودة
في فتح محل خياط نسائي وله أخوة وأخوات من هللذه الم,
فأمه أعطته وكالة مللن أجللل اسللتقدام عمللال وفتللح المحللل
والربح طبعا ً ربح المحل سيكون له شخصيا ً من دون إخللوانه
فأمه سمحت له بهذا الشيء فما رأي فضيلتكم في هذا؟
ج :وتضمن المكر بالدولة والخللداع لهللا وتضللمن أكللل المللال
بالباطل لنه بغير حق وتضمن محاباة أحد البناء دون البقية,
وقللد قللال النللبي ص "اتقللوا الللله واعللدلوا بيللن أبنللائكم"
فنصيحتي للم أن تسحب هذه المنحة التي أعطتها ابنها وأن
تستغفر الله ,ونقول لهللذا الشللخص الموظللف أنللت بالخيللار:
الحكومللة لللم تلزمللك بشلليء إمللا أن تللدع الوظيفللة وتفتللح
المحل ,وإما أن تبقللى فللي الوظيفللة وتللترك المحللل ,ثللم أن
الذي فهمته من السؤال أن هذا الخ سلليجعل المحللل باسللم
أمه وسيعطيه العامللل ويأخللذ عليلله الربللح ,فللإن كللان الربللح
مشاعًا ,بأن قال لللك كللذا ,الثلللث مثل ً يحصللل مللن الربللح أو
الربع أو النصف فهذا جائز من الناحيللة الشللرعية يكللون مللن
هذا المواد واللت ومللن هللذا العمللل لكللن أن كللانت الدولللة
تمنع هذا فهو أيضا ً ل يجوز لن علينا أن نسمع للدولة في كل
أمر إل ما خالف الشرع ,وهذا ل يخالف الشللرع ,إذا قللالت ل
ل ,وإنمللا يبقللون عنللدكم بللالجرة الشللهرية تمنحوا هللؤلء عم ً
675
المقطوعة ,ولكن يقول بعللض النللاس :إذا جعلنللاهم بللالجرة
المقطوعة حصل إشكال وهو تلعب العمال بحيث ل ينتجون
فنقول :دفعا ً لهذا المحللذور يجعللل للعامللل نسللبة فيمللا ينتللج
فيقال لك الجر الشهري المتفق عليه ولك على كل متر كذا
وكذا أو على كل ثوب إذا كان خياطلا ً كللذا وكللذا ,وعلللى كللل
وحللدة إذا كللان كهربائي لا ً كللذا وكللذا ,وبهللذا يحصللل موافقللة
الحكومة فيما الللتزمت بلله الجللالب ويحصللل مصلللحة وعللدم
تلعب ]...ابن عثيمبن[
س :6بالنسبة للموظف الذي ل يكفيلله راتبلله فللي مصللاريفه
الخاصة هل يجوز له العمل بآخر؟
ج :الموظف الذي ل يكفيه راتبه لشللئونه الخاصللة ,يجللوز للله
أن يعمل العمللل الللذي ل تمنللع منلله الحكومللة أو يمنعلله منلله
النظام
س :7النظام يمنع السجل التجاري لعمل مؤسسة؟
ج :إذا كان النظام يمنع فللإنه ل يجللوز أن يفتللح ل باسللمه ول
َ
ن ذي َ باسم مستعار ,لماذا لن الله عز وجل يقول) :ي َللا أي ّهَللا ال ّل ِ
َ َ
ن ال ْعَْهللد َ مُنوا أوُْفوا ِبال ْعُُقوِد( ,ويقول تعالى) :وَأوُْفوا ِبال ْعَهْدِ إ ِ ّ آ َ
ل( ,والموظللف تقللدم للعمللل فللي الحكومللة وهللو ؤو ً س ُم ْ ن َكا َ َ
يعلللم أن هللذا مشللروط علللى كللل موظللف يكللون بللدخوله
الوظيفة التزام منه بللال يفتللح سللجل ً أو يشللتغل بتجللارة ,قللد
يقول بعض النللاس الحكومللة ليللس لهللا الحللق أن تمنللع مللن
ذا ابتغللاء رزق الللله ,لن الللله قللال فللي القللرآن الكريللم) :فَلإ ِ َ
ض َْ ة( أي صلللة الجمعللةَ) ,فان ْت َ ِ قُ ِ
ش لُروا فِللي الْر ِ صللل ُت ال ّ ض لي َ ِ
ه( ,فأباح الله لنللا أن ننتشللر فللي الرض ل الل ّ ِ
ض ِن فَ ْم ْ َواب ْت َُغوا ِ
ونبتغللي مللن فضللل الللله بعللد صلللة الجمعللة فكيللف تمنعنللا
الحكومة من ذلك؟
نقول له :الحكومة لم تمنعك ولكنها قالت ل أدخل معك فللي
عقد إل بهذا الشرط وهذا الشرط مباح يعنللي تركلله للتجللارة
إذن مباح فإذا كان مباحا ً والتزم النسان بللتركه وفللاًء بعهللدة
676
للحكومة ,صار هذا جار على القواعد الشللرعية فنقللول لهللذا
الموظف :أنت بين أمرين بل ثلثة أمور:
.1إما أن تدع الوظيفة وتفتح السجل التجاري.
.2أو تدع السجل التجاري وتبقى في عملك.
.3أو تستأذن من الحكومة وتبين لها حاجتك.
وربمللا إذا بينللت لهللا حاجتللك وأنللت راتبللك قليللل ومتطلبللات
حياتك كثيرة ربما تسمح لك]...ابن عثيمبن[
س :7ما حكم العمل بالتجارة للموظف سواء كان عسللكريا ً
أو مدنيا ً علما ً بأنه لدية وقت فراغ كيومي الخميس والجمعللة
وكذلك من بعد الدوام حتى بداية الللدوام فللي اليللوم الثللاني,
وإن كانت التجارة تجارة بسيطة كالتجارة في أيام المواسللم
كرمضان والعيدين بالشياء البسيطة؟ افيدونا مأجورين؟
ج :التجارة على الوجه المباح للموظف وغيرة مباحة ,لقللوله
َ
م( ,ولكللن إذا كللان من ْك ُ ْ
ض ِ
ن ت ََرا ٍ
جاَرةً عَ ْ
ن تِ َ
كو َ تعالى) :إ ِّل أ ْ
ن تَ ُ
نظللام الدولللة يمنللع مللن ممارسللة التجللارة للموظللف فللإن
الواجب الوفاء بذلك ,ول يمارسها إل بإذن الدولة ,لنلله دخللل
ن ال ْعَهْد َ َ َ
نكللا َ على هذا الساس وقال تعالى) :وَأوُْفوا ِبال ْعَهْدِ إ ِ ّ
ل(]...ابن عثيمبن[ ؤو ً
س ُ
م ْ
َ
س :8رجللل موظللف لللدى الحكومللة ولكللن ل يكفيلله راتبلله
ويعمللل مللع اثنيللن أو ثلثللة كمشللاركة يعنللي دفللع مللال ً لديللة
واشتغل معهم باسم أحدهم فهل في ذلك شيء؟
ج :يعني يقول خذ من المال واتجر به ولي نصف الربح ولللك
نصللف الربللح ,لن الموظللف الن لللم يباشللر العمللل أمللا إذا
شاركه وباشر معه العمل فهذا ل يجوز]...ابن عثيمبن[
س :9أنا موظف في إحدى الدوائر الحكومية وقللد أعطللوني
الوراق الخاصللة بالكشللف الطللبي وقللد أتممللت الفحوصللات
الطبية عدا النظر فقد اختبره عني أحد القللارب وقللد مضللى
ى في الخدمة عشر سنوات افيللدوني مللاذا أفعللل جزاكللم عل ّ
الله خيرًا؟
677
ج :ل يجللوز لللك التللدليس أو الغللش فللي العيللن أو فللي غيللر
العين ,كأن تستعمل أحللدا ً ينللوب عنللك فللي الختبللار وعليللك
بإخبار الجهة عن ذلك وإن كنت قمت بللالواجب فالحمللد لللله
عما مضى ولكن إل تعللود امثللل هللذا وأن تسللتغفر اللله عمللا
حصل من الغش]...ابن باز[
س :10وقعللت لللي حادثللة خللارج العمللل ولمللا عجللزت عللن
تحمل مصاريف العلج جعلتها حادثلة عملل ودفعلت الشلركة
مصروفات العلج وأنا نادم الن فهل ما فعلت حرامًا؟
ج :يلزمللك أن تخللبر أهللل الشللركة بحقيقللة الحللال وتعللرض
عليهم ردك ما صرفوا عليك من أجرة العلج أو خصللمها مللن
راتبك فإن عفوا عنك أن كان لهم الصلحية سقط الغرم وإل
فل تلللبرأ ذمتلللك إل باسلللتباحتهم أو رد المصلللاريف إليهلللم,
واستغفر ربك عن الكذب والظلم ]...ابن جبرين[
س :11إذا كان إنسان يرغب العمل بوظيفللة وهللو يسللتطيع
القيام بعملها والنجاح في المسابقة ولكن ليس لدية شللهادة
تخوله الدخول فيها فهل يجوز له تزييف شهادة الدخول فللي
المسابقة ,وإذا نجح فهل يجوز له الراتب أم ل؟
ج :الذي يظهر لي من الشرع المطهر وأهدافه السامية عدم
جواز مثل هذا العمل لنه توصل إلللى الوظللائف مللن طريللق
الكذب والتلبيس وذلك من المحرمللات المنكللرة وممللا يفتللح
أبوابا ً من الشر وطرقا ً من التلبيس ول شك أن الواجب على
من يسللند إليهللم أمللر التوظيللف أن يتحللروا الكفللاء والمنللاء
حسب المكان]...ابن باز[
س :12إذا دخللل مسللابقة الوظللائف صللديقان قللد تللوفرت
فيهما شروط القبول واختللبر أحللدهما علن الخلر فهلل يحللل
ذلللك إذا كللان يسللتطيع القيللام بالعمللل وهللل يبللاح للله أخللذ
الراتب؟
ج :ل يجوز مثل هذا العمللل لمللا فيلله مللن التللدليس والكللذب
وفتح أبواب تجرؤ غير الكفاء على العمللال بوسللائل الكللذب
والحتيال على ما ل يباح له ]...ابن باز[
678
حكم مكافأة المدير للموظف
س :1هل المكافأة الذي يعطيها الرئيللس فللي العمللل نظيللر
الجهد المخلص تعتبر رشوة لنها فوق الراتب الصلي؟
ج :ل ....هذه ليست رشللوة مللادام المقصللود منهللا التشللجيع
على هذا العمل إل إذا كان هذا العامل ل يقوم بما يجب عليه
إل بهذه المكافأة فإنه في هذه الحللال يكللون رشللوة ويكللون
حراما ً عليه لن هللذه المكافللأة بللذلت للله فللي مقابللل قيللامه
بواجب عليه ,والقيام بللالواجب ل يجللوز لحللد أن يأخللذ عليلله
مكافأة لن ذلك من صميم عمله :فهناك فرق بين أن يُعطي
النسان المكافأة تشجيعا ً له على القيللام بللالواجب وبيللن أن
يعطللي المكافللأة ليقللوم بللالواجب لن القيللام بللالواجب أمللر
واجب عليه سواء كللوفئ أو لللم يكافللأ ,وأمللا التشللجيع علللى
القيام بالواجب بعد فعله فل يدخل في الرشوة فهو مبللاح إل
أن يقضي إلى محذور فللي المسللتقبل بحيللث يكللون العامللل
متشوقا ً له فإن لم يحصل قصّر في عمله ففي هذه الحال ل
يعطي شيئا ً لن الوسائل لها اجكام المقاصد]...ابن عثيمبن[
حكم الجلوس مع أهل الفساد من الموظفين
س :1زملء لي بمكتب واحللد ودائم لا ً مللن يللوم مللا عرفتهللم
وهم يتحدثون عن الجنللس والمجلت الخليعللة وأنللا ل أرضللى
بهذا الشلليء ولكللن بحكللم ظللروف العمللل مرغللم للجلللوس
معهم وفللي بعللض الحيللان أخللرج مللن المكتللب منكللرا ً ذلللك
عليهم ولكن أتحللرج بسللبب أنلله إذا جللاء رئيللس العمللل ولللم
يجللدني علللى مكتللبي فللإنه يلللومني علم لا ً بللأنه لللو وجللدهم
يتحدثون لشللاركهم فللي ذلللك دون حيللاء ول خجللل وهللذا قللد
حصل فماذا أعمل؟
ج :إذا كللان هللؤلء الللذين يتحللدثون حللديثا ً محرمللا ً ل يمكللن
إصلللحهم بنصللح فللإن الللواجب عليللك أن تخللرج مللن هللذه
الوظيفللة إلللى وظيفللة أخللرى لن الجلللوس مللع العصللاة مللع
القللدرة علللى مفللارقتهم مشللاركة لهللم فللي الثللم كمللا قللال
َ
ت الل ّ ِ
ه م آَيا ِ
معْت ُ ْ
س ِ ن إِ َ
ذا َ بأ ْم ِفي ال ْك َِتا ِ
ل عَل َي ْك ُ ْ
تعالى) :وَقَد ْ ن َّز َ
679
ُ
ضللوا فِللي خو ُ حت ّللى ي َ ُم َ معَهُ ل ْدوا َ ست َهَْزأ ب ِهَللا َفل ت َْقعُ ل ُ ي ُك َْفُر ب َِها وَي ُ ْ
م(.مث ْل ُهُ ْ
م ِإذا ً ِ ث غَي ْرِهِ إ ِن ّك ُ ْ دي ٍح َِ
فالواجب عليك إذا لم يحصللل تغيللر فللي أحللوالهم أن تطلللب
وظيفة أخرى حتى ل تشاركهم في الثم وإذا علللم الللله مللن
نيتك أنك تحاول الهروب من هذا المحرم يسر الله لك المللر
ل ل َه م َ
ن
مل ْسللرًا()وَ َمرِهِ ي ُ ْ
نأ ْ جع َ ْ ُ ِ ْ ه يَ ْق الل ّ َ ن ي َت ّ ِم ْ لقوله تعالى) :وَ َ
ب(... سل ُحت َ ِ
ث ل يَ ْ حي ْل ُ ن َ م ْ ه ِ خَرجا ً * وَي َْرُزقْ ُ م ْ ه َ ل لَ ُ جع َ ْ ه يَ ْق الل ّ َ
ي َت ّ ِ
]ابن عثيمبن[
الواجب تجاه زملء العمل من الكفار
س :1الكفار الذين يعملون معنا في الشركات من المسلليح
والهندوس والنصللارى مللاذا لهللم ومللاذا علينللا نحللوهم وكيللف
يمكننا معاملتهم دون الوقوع في المولة؟
ج :تدعونهم إلى السلم وتأمرونهم بالمعروف وتنهونهم عن
المنكللر وتقللابلون برهللم بللالبر تسللتميلونهم بللالمعروف إلللى
السلم مع بغض ماهم عليلله مللن الكفللر والضلللل]...اللجنللة
الدائمة[
س :2حيث أن طبيعة العمل تستدعي الحتكاك بالعمالة من
المسلمين وغير المسلمين ونجد أحيانا ً في الغرفللة الواحللدة
الكفللار مللع المسلللمين وهللذا يتطلللب المؤاكلللة والمشللاربه
والختلط فنحس من بعضهم أن هذا شيء عادي ول يهتم به
ونلمللس مللن آخريللن أن قصللدهم بالعشللرة الطيبللة وإظهللار
الخلق الحسنة جللذبا ً لغيللر المسلللمين إلللى السلللم....فمللا
حكم ذلك؟
ج :ل تجوز موادة الكفار ول محللالطتهم مخالطللة تنشللأ عنهللا
فتنة ,أما مؤاكلتهم ومخالطتهم والحسان إليهم بمللا يرغبهللم
في السلم فل بأس به مع المن من الفتنة وعدم المللودة...
]اللجنة الدائمة[
س :3لللدينا فللي منطقللة العمللل بعللض المسلليحين العللرب
يصادف أن يوجوهوا إلينا الدعوة أحيانا ً لزيللارتهم فهللل تجللوز
زيارتهم وهل يجوز دعونهم لزيارتنا؟
680
ج :إذا كان القصد من زيارتكم لهم فللي مسللاكنهم ودعللوتكم
لهم لزيارتكم دعوتهم إلى دين السلللم ونصلليحتهم فالللدعوة
إلى السلم غاية نبيلة ودعوتهم وزيارتهم في محلهم وسلليلة
لتحقيق هللذه الغايللة النبيلللة والوسللائل لهللا حكللم الغايللات...
]اللجنة الدائمة[
س :4نكللون فللي المستشللفى نحللن الممرضللين فيكللون
الختلط في بعض أوقات العمل فما نصيحتكم لنا بين هللؤلء
الكفار وهل علينا من إثم بترك دعوتهم للسلم ول سلليما أن
الممرضين السعوديين ولله الخمد قد كثروا؟
ج :الواجب على المسللم أن ينتهلز الفرصلة فلي كلل مكلان
وفي كل وقت للدعوة إلللى الللله عللز وجللل احتسللابا ً للثللواب
العظيللم ,حيللث قللال ص "والللله لن يهللدي الللله بللك رجل ً
واحدا ً .خير لك من حمر النعم".
يعني من البل وكانت أفضل الموال عند العللرب فللإذا وجللد
فرصة فليدع إلى السلم حللتى ولللو فللرض أنلله دعللا الرجللل
الكافر إلى بيته وعرض عليلله السلللم واعطللاءه أشللرطة أو
كتيبات فيها الدعوة إلى السلم فإن هذا خير]...ابن عثيمبن[
س :5شخص يعمل في وظيفته مع الكفار فبماذا تنصحونه؟
ج :ننصح هذا الخ الذي يعمل مع الكفار أن يطلب عمل ً ليس
فيه أحدا ً مللن أعللداء الللله ورسللوله ممللن يللدينون بغيللر ديللن
السلم ,فإذا تيسر فهذا هو الللذي ينبغللي وأن لللم يتيسللر فل
حرج عليه لنه في عمله وهم في عملهم ولكن بشرط أن ل
يكون في قلبه مودة لهم ومحبة وموالة وأن يلللتزم مللا جللاد
به الشرع فيما يتعلق بالسلم عليهم ورد السلللم ونحللو هللذا
وكذلك أيضا ً ل يشيع جنائزهم ول يحضرها ول يشهد أعيللادهم
ول يهنئهم بها]...ابن عثيمبن[
السلم على الكفار
س :1هل يجوز السلم على الكفار ولو كان ذلك في سللبيل
دعوتهم للسلم وكيف نرد عليهم إذا سلموا علينا؟
681
ج :ل يجللوز ابتللداء الكفللار بالسلللم لن النللبي ص نهللى عللن
صللاَرى ابتدائهم بالسلم حيللث قللالَ) :ل ت َب ْت َلدُِئوا ال ْي َهُللود َ َول الن ّ َ
م( ولكن ل بللأس أن قلللت :مرحبلا ً أو صللباح الخيللر إذا ِبال ّ َ
سل ِ
كنت في الصباح أو مساء الخير إذ كنللت فللي المسللاء وذلللك
علللى سللبيل الللدعوة وإذا سلللموا علينللا نللرد عليهللم بقولنللا
وعليكم]...ابن عثيمبن[
س :2أعمل في شركة تضم مللوظفين غيللر مسلللمين وفللي
كل صللباح يحللي بعضللنا بعضللا ,لكنللي سللمعت أن تحيللة غيللر
المسلمين ل تجوز فهل هللذا صللحيح ,وهللل هنللاك فللرق بيللن
السلم والتحية المعتادة كصباح الخير أو نحوهما؟
ج :ل يجوز للمسلم أن يبللدأ الكللافر بالسلللم ولكللن إذا بللدأه
الكافر به فإنه يرد عليه بأن يقول ] وعليكم [ كما أرشد إلللى
ذلك النبي ص وذلك لن السلم يبنللئ عللن المللودة والمحبللة
في القلب ول يجوز للمسلم أن يحب الكافر لن الله ل يحب
َ
نذي َ الكافرين ونهى المؤمنين عن محبتهللم فقللال )ي َللا أي ّهَللا ال ّل ِ
ذوا عَدوي وعَدوك ُ َ
ة
موَد ّ ِم ب ِللال ْ َ
ن إ ِل َي ْهِ ل ْ
م أوْل ِي َللاَء ت ُل ُْقللو ََ ُ ّ ْ ُ ّ خ ُمُنوا ل ت َت ّ ِ آ َ
ق( ,وكل ألفللاظ التحيللة سللواء ح ّن ال ْ َ
م َ
م ِجاَءك ُ ْ وَقَد ْ ك ََفُروا ب ِ َ
ما َ
في التحريم مثل صباح الخير ونحوها لعموم الدلة ولن ذلك
يدل على المحبة]...الفوزان[
العمل مع الروافض
س :1فللي الونللة الخيللرة دخللل معنللا بعللض الروافللض فللي
العمللل ونتعامللل معهللم فللي الكللل والشللرب والمجالسللة
والمحالطة ونعلم بنواياهم الخبيثللة وكللثير مللن إخواننللا هنللاك
يتعللاملون معهللم بضللحك وأخللذ وعطللاء ومعاملللة كللثيرة ول
يبدون الكراهية لهم فما حكم هذا يا شيخ؟
ج :الذي أرى أن تحرصللوا علللى أن تتللألفوهم للخللذ بالسللنة
وتقولوا لهم أنتللم الن مللدركون أننللا أهللل السللنة فهللل أنتللم
تكرهون السنة أم ل؟ ونحن نوافقكم أن مللن آل الللبيت مللن
ظلم كالحسين بن علي رضي الله عنلله ولكللن هللذا ل يمنعنللا ُ
من أن نتبع سنة محمد ص ,وأن تجادلوهم بهذه الشياء لكن
682
بدون عنف بإرادة الهداية ولعل الللله أن يهللديهم ,فللإذا قللالوا
ل :الئمة أئمللة الشلليعة فيهللم كللذا وكللذا قلنللا نعللم ,وأئمللة مث ً
السنة فيهم الخير والصلح وجادلوهم بمثل ذلك فلعلهللم مللع
كثرة المجادلة والمناقشة يرجعون للحللق فيحصللل فللي هللذا
خير ]لقاء الباب المفتوح[ 37/ 31
حكم العمل في مصانع المحرمات
س :1ما حكم عمل المسلم المستخدم في مصانع ل يصللنع
فيها إل عصير الخمر والمسكرات؟
ج :الخمر وسائر المسكرات محرمة وتأسلليس المصللانع لهللا
والستخدام بها كل ذلك حرام فعللن ابللن عبللاس رضللي الللله
عنهما قال :سللمعت رسللول الللله ص يقللول) :أتللاني جبريللل
علية السلم فقال يللا محمللد أن اللله عللز وجللل لعللن الخمللر
وعاصرها وشاربها وحاملها والمحمولة إلية وبائعهللا ومبتاعهللا
وساقيها ومسقاها( ...فهذا الشخص المستخدم في المصللانع
التي تصنع فيها الخمور ل يجوز له البقاء فيهللا لهللذا الحللديث
الذي سبق وهو دال على أنه ملعون ولن من التعللاون علللى
وى الثم والعدوان وقد قال تعالى) :وَت ََعاوَُنوا عََلى ال ْب ِلّر َوالت ّْق ل َ
ن( ,أما ما مضى من الستخدام َول ت ََعاوَُنوا عََلى اْل ِث ْم ِ َوال ْعُد َْوا ِ
وهو يجهل الحكم فهو معذور في ذلللك لعمللوم قولللة تعللالى:
ل( والرسللول ينللزل عليلله سللو ً ث َر ُ حت ّللى ن َب ْعَل َ ن َ ما ك ُّنا ُ
معَذ ِّبي َ )و َ َ
الوحي من الله ويبلغه المة فالعبد ل يكون مكلفا ً إل بعللد أن
يبلغه كما كلف به]...اللجنة الدائمة[
س :2ما حكم الذي يبللع الخمللر أو المخللدرات وهللل نسللميه
مسلما ً أم ل ,وما حكم المسلم الذي يعمل في مصنع الخملر
وهل يجب عليه ترك عمله إذا لم يجد سواه؟
ج :بيللع الخمللر وسللائر المحرمللات مللن المنكللرات العظيمللة
وهكذا العمل في مصانع الخمر مللن المحرمللات والمنكللرات
وى َول ت َعَللاوَُنوا عَل َللى لقوله تعالى) :وَت ََعاوَُنوا عََلى ال ْب ِلّر َوالت ّْق ل َ
ن( ول شك أن بيع الخمر والمخللدرات والللدخان اْل ِث ْم ِ َوال ْعُد َْوا ِ
من التعاون على الثم والعللدوان وهكللذا العمللل فللي مصللانع
683
َ
ن ذي َ الخمر من العانة والعدوان وقد قال تعللالى) :ي َللا أي ّهَللا ال ّل ِ
َ َ
ل م ِ ن عَ َ م ْ س ِ ج ٌ م رِ ْ ب َواْلْزل ُ صا ُ سُر َواْلن ْ َ مي ْ ِ مُر َوال ْ َ خ ْ ما ال ْ َ مُنوا إ ِن ّ َ آ َ
َ شلي ْ َ
ن نأ ْ طا ُ ريلد ُ ال ّ مللا ي ُ ِ ن *إ ِن ّ َ حللو َ م ت ُْفل ِ ُجت َن ُِبوهُ ل َعَل ّك ُ ْ ن َفا ْ طا ِ شي ْ َال ّ
م ص لد ّك ُ ْ س لرِ وَي َ ُ مي ْ ِ م لرِ َوال ْ َ خ ْ ضاَء ِفي ال ْ َ داوَةَ َوال ْب َغْ َ م ال ْعَ َ ُيوقِعَ ب َي ْن َك ُ ُ
ن( ,وصللح عللن عَن ذك ْر الل ّه وعَلن الصلللة فَه ل ْ َ
من ْت َهُللو َ م ُ ل أن ْت ُل ْ ّ ِ َ ِ ِ َ ْ ِ ِ
النللبي ص أنلله لعللن الخمللر وشللاربها وسللاقيها وعاصللرها
ومعتصلللرها وشلللاربها وحاملهلللا والمحموللللة إليلللة وبائعهلللا
ن عَل َللى ومشتريها وآكل ثمنها ,وصح عنه أنلله قللال إيض لًا) :وَإ ِ ّ
َ
ة
طين َ ِ ن ِ م ْ ه ِ سِقي َ ُ ن يَ ْ سك َِر أ ْ م ْ ب ال ْ ُ شَر ُ ن يَ ْ م ْ دا ل ِ َ ل عَهْ ً ج ّ الل ّهِ عَّز وَ َ
ل هلل ِ ل عََرقُ أ َ ْ ل َقا َ خَبا ِ ة ال ْ َ طين َ ُ ما ِ ل الل ّهِ وَ َ سو َ ل فََقاُلوا َيا َر ُ خَبا ِال ْ َ
ل الّناِر( أما حكمه فهو عاص وفاسق بذلك َ َ
صاَرةُ أهْ ِ الّنارِ أوْ عُ َ
وناقص اليمان وهو يوم القيامة تحللت مشلليئة الللله أن شللاء
غفر له وأن شاء عاقبة إذا مات قبل التوبة عنللد أهللل السللنة
َ
ك ب ِهِ وَي َغِْفللُر شَر َ ن يُ ْ ه ل ي َغِْفُر أ ْ ن الل ّ َ والجماعة لقوله تعالى) :إ ِ ّ
شاء( ,وهذا الحكم إذا لم يستحلها أمللا أن ن يَ َ م ْ ك لِ َ ن ذ َل ِ َ دو َ ما ُ َ
استحلها فإنه يكفر بذلك ول يغسل ول يصلى عليلله إذا مللات
على استحللها عند جميع العلمللاء ,لنلله بللذلك يكللون مكللذبا ً
بالله عز وجل ولرسوله ص]...ابن باز[
س :3شخص يعمل في مصنع لبيع الدخان فيسأل مللا حكللم
الجر الذي أتقاضاه مقابل هذا العمل هل هو حلل أم حللرام
مع العلم أني مخلص في عملي والحمد لله؟
ج :ل يحل لك أن تعمل في هذه الشركة التي تصنع السجائر
وذلللك لن صللنع السللجائر والتجللار بهللا بيع لا ً وشللراًء محللرم
والعمل في الشركة التي تصنع إعانة على هذا المحللرم وقللد
قال تعالى):وَت ََعاوَُنوا عََلى ال ْب ِّر( ...
فبقائك في هذه الشركة محرم والجرة التي تكسبها محرمة
أيضللا ً وعليللك أن تتللوب إلللى الللله وتللدع العمللل فللي هللذه
الشركة]...ابن عثيمبن[
الموسيقى العسكرية
684
س :1يتحرج كثير مللن الطلبللة العسللكريين الللذين مللن الللله
عليهم باللتزام بسماع الموسلليقى ,فكيللف يتصللرفون حيللث
إنه إجباري أي الموسيقى؟
ج :ل شك أن الموسيقى في الجيش وغير الجيش مللن البلء
الذي أصيب به الناس اليوم وصارت جزءا ً من أعمللال بعللض
الجهات .وهذا ل شك إنه جهل بالشللريعة أو تهللاون أو تقليللد
لبعض من أجاز ذلك من أهل العلم ,لن من العلماء من أجاز
المعازف بحجة أن حديثها الذي في البخاري فيه إنقطاع كمللا
يزعمون ,ومن هؤلء ابللن حللزم وبعللض العلمللاء المعاصللرين
فربما يعتمد بعض الناس علللى مثللل هللذه القللوال الضللعيفة
ويرى لنفسه حجللة فللي هللذا لكننللا نللرى أن المعللازف حللرام
سللوى فللي الجيللش أو فللي غيللر الجيللش وأنلله يجللب علللى
المسلمين أن يسللتغنوا بمللا أحللل الللله لهللم عم لا ّ حللرم الللله
عليهم وليست الشللجاعة ول القللدام مبنيللة علللى هللذا أبللدًا,
الذي يمل القلوب شجاعة وإقداما ً هو ذكر الله عز وجلَ) :يللا
ه ك َِثيللرا ً َ
ة فَللاث ْب ُُتوا َواذ ْك ُلُروا الل ّل َ ذا ل َِقيت ُل ْ
م فِئ َ ً من ُللوا إ ِ َنآ َذي َ أي ّهَللا ال ّل ِ
ن( هذا الذي يمل القلوب شجاعة وإقللداما ً لكللن حو َم ت ُْفل ِ ُل َعَل ّك ُ ْ
على كل حللال هللؤلء الخللوة الللذين يكرهللون الموسلليقى أو
العزف هم مأجورون على كراهيتهم ومثابون عنللد الللله فللإن
قدروا على إزالتهللا أو تخفيفهللا فهللذا هللو المطلللوب وأن لللم
يقدروا فل تترك المصالح العظيمة في اللتحاق بالجيش مللن
أجل هذه المفسدة اليسيرة بالنسبة للمصللالح ,لن النسللان
ينبغي له أن يقارن بين المصللالح والمفاسللد وأهللل الخيللر إذا
تركوا مثل هذه العمال من أجل هذه المعصللية بقيللت لهللل
الشر وتعرفون خطورة الجيش فيما لو لم يوفق لنلاس ملن
أهل الخير ول أحب أن أعين بضرب المثلة لما ّ استولى أهل
الشر والفساد على الجيوش ووصلوا إلى سللدة الحكللم مللاذا
كان ,كان ملن الشلر والفسلاد ملا للله بله عليلم ,فأنلا أحلث
أخواني الملتزمين خاصة بأن يلتحقوا بلالجيش وأن يسلتعينوا
بالله عز وجل في إصلح ما أمكنهم إصلحه وهذه المفسللدة
685
أعنللي مفسللدة الموسلليقى أو العللزف مفسللدة ل شللك فيهللا
عندي وأن كان فيهللا اختلف اشللرت إليلله قبللل قليللل ,لكنللي
أقول هذه المفسدة تنغمس بجانب المصالح الكبيرة فللي أن
يتولى قيادة أناس أهل دين وصلح]...ابن عثيمبن[
حكم حلق اللحية للعسكري
س :1ما حكم حلق اللحية فللي حللق العسللكري الللذي يللؤمر
بذلك وما حكم من قال في حق المحلوق أنه مخنث؟
ج :حلق اللحية ل يجوز وكذا قصها لقللول النللبي ص) :قصللوا
ج لّزوا س( وقولة صُ ) : جو َ م ُخال ُِفوا ال ْ َ
حى َخوا الل ّ َ ب وَأ َْر ُوارِ َ ش َ ال ّ
َ
س( والللواجب علللى جللو َ
م ُخللال ُِفوا ال ْ َحللى َخوا الل ّ َ ب وَأْر ُ وارِ َ ش َ ال ّ
َ
المسلم طاعة الرسول في كل شلليء قللال تعللالى) :ي َللا أي ّهَللا
َ ال ّذين آمنوا أ َطيعوا الل ّه وأ َطيعوا الرسو َ ُ
م( من ْك ُ ْ مرِ ِل وَأوِلي اْل ْ ّ ُ َ َ ِ ُ ِ ُ ِ َ َ ُ
وأولى المللر هللم المللراء والعلمللاء والللواجب طللاعتهم فيمللا
يأمرون به ما لم يخالف الشرع فإذا خالف الشرع مللا أمللروا
مللا به لم تجب طاعتهم في ذلك الشيء لقول النللبي ص) :إ ِن ّ َ
ق فِللي خل ُللو ٍم ْ
ة لِ َ ف( وقولللة صَ) :ل َ
طاعَل َ معْ لُرو ِ ة ِفي ال ْ َ طاعَ ُ ال ّ
صي َةِ الخالق( وحكومتنا بحمد الله ل تأمر الجندي ول غيرة مع ْ ِ
َ
بحلق اللحية وإنما يقع ذلك مللن بعللض المسللؤولين وغيرهللم
فل يجوز أن يطاعوا فلي ذلللك ,واللواجب أن يخللاطبوا بللالتي
هي أحسن وأن يوضح لهللم أن طاعللة الللله ورسللوله مقدمللة
على طاعة غيرهما ,أما قول بعض الوعللاظ أن حللالق لحيتلله
مخنللث فهللذا كلم قللاله بعللض العلمللاء المتقللدمين ومعنللاه
المتشبه بالنساء لن التخنث هو التشبه بالنساء وليس معناه
أنه لوطي كما يظنه بعض العامة اليوم والذي ينبغي للللواعظ
وغيللرة أن يتجنللب هللذه العبللارة لنهللا موهمللة فللإن ذكرهللا
فالواجب بيان معناها حتى يتضح للسللامعين مللراده وحللتى ل
يقع بينه وبينهم مال تحمد عقباه ولن المقصود من الوعظ و
التذكير هو إرشاد المسللتمعين وتللوجيههم إلللى الخيللر وليللس
المقصود تنفيرهم من الحق وإثارة غضبهم]...ابن باز[
686
س :2إذا أردت أن أعمل بعمللل يقتضللي منللي حلللق اللحيللة
فماذا أعمل؟
ف( ويقللول ص: مْعللُرو ِ ة ِفي ال ْ َ طاعَ ُ ما ال ّ ج :يقول النبي ص :إ ِن ّ َ
صي َةِ الخالق( فعليك أن تتقللى الللله مع ْ ِ ق ِفي َ خُلو ٍ م ْ ة لِ َ طاعَ َ )َل َ
وأن ل توافق على هذا الشرط ,وأبواب الللرزق كللثيرة بحمللد
ن مل ْ الله وليست مغلقة بل مفتوحة والللله سللبحانه يقللول) :وَ َ
خَرج لًا( وأي عمللل يشللترط فيلله معصللية م ْه َ ل لَ ُ جع َ ْ ه يَ ْق الل ّ َي َت ّ ِ
الله فل توافق عليه وسواء كان هللذا العمللل فللي الجنديللة أو
غير ذلك من العمال فاترك ذلك العمللل والتمللس عمل ً آخللر
أباحه الله عز وجل ول تتعاون على الثم والعللدوان لن الللله
يقللول) :وَت َعَللاوَُنوا عَل َللى ال ْب ِلّر والتقللوى( والللواجب علللى ولة
المور وعلى جميع المسئولين في الدولة السلمية أن يتقوا
الله وأن ل يلزموا الناس بما حللرم الللله عليهللم وأن يحكمللوا
بشريعة الله في كل ما يلأتونه ويلأمرون بله لن اللله يقلول:
مل م ث ُل ّ جَر ب َي ْن َهُ ل ْ شل َ مللا َ ك ِفي َ مو َ حك ّ ُ حّتى ي ُ َ ن َ مُنو َ ك ل ي ُؤْ ِ )َفل وََرب ّ َ
سلِليمًا( َ
موا ت َ ْ س لل ّ ُ ت وَي ُ َ ضلي ْ َ مللا قَ َ م ّ حَرج لا ً ِ م َ س له ِ ْدوا فِللي أن ُْف ِ جل ُ يَ ِ
ويقول تعالى )أ َفَحك ْم ال ْجاهل ِية يبُغون وم َ
ن الل ّل ِ
ه مل َ ن ِ سل ُ ح َ نأ ْ َ َ َ ْ َ ِ ّ ِ َْ ُ َ
َ
من ُللوا نآ َ ذي َن( * ويقللول تعللالى) :ي َللا أي ّهَللا ال ّل ِ كما ً ل َِقوْم ٍ ُيوقُِنو َ ح ْ ُ
َ ُ َ َ
م ن ت ََناَزعْت ُ ْ م فَإ ِ ْ من ْك ُ ْ مرِ ِ ل وَأوِلي اْل ْ سو َ طيُعوا الّر ُ ه وَأ ِ طيُعوا الل ّ َ أ ِ
ن ب ِللالل ّ ِ
ه من ُللو َ م ت ُؤْ ِ ن ك ُن ْت ُل ْ ل إِ ْ دوهُ إ َِلى الل ّهِ َوالّر ُ
س ْللو ِ يٍء فَُر ّ ش ْ ِفي َ
ل( ,فللالواجب طاعللة الللله ن ت َأِوي ً َ خرِ ذ َل ِ َ َوال ْي َوْم ِ اْل ِ
س ُ ح َخي ٌْر وَأ ْ ك َ
ورسوله ,وما أشكل من أمور الناس يرد إلى الللله ورسللوله,
فما ذكر الله في كتابه الكريم أو ما في السنة المطهرة عن
الرسول ص وجب الخذ به وتنفيلذه ,هلذا هلو اللواجب عللى
المسللئولين فللي مسللألة اللحللى وفللي مسللألة الربللى وفللي
مسللألة الحكللم بيللن النللاس وفللي جميللع المللور ,عليهللم أن
يحكموا شلرع اللله وذللك واللله هلو طريللق عزهلم وطريللق
نجاتهم وهو طريق سلمتهم في الللدنيا والخللرة ولللن يبلغللوا
العز الكامل ورضللاء الللله التللام إل بطللاعته سللبحانه وتعللالي
687
واتباع شريعته ,نسأل الله لنا ولهم التوفيق لما يرضيه]...ابن
باز[
جمعيات الموظفين
س :1جماعة من المدرسين يقومللون فللي نهايللة كللل شللهر
بجمع مبلغ من المللال مللن رواتبهللم ويعطللي لشللخص معيللن
منهم وفي الشهر الثللاني يعطللى لشللخص آخللر وهكللذا حللتى
يأخذ الجميع نصيبهم وتسمى عند البعض بالجمعية ,فما حكم
الشرع في ذلك؟
ج :ليس في ذلك بأس وهلو قلرض ليللس فيله اشللتراط نفللع
زائد لحد وقد نظر في ذلك مجلس هيئة كبار العلمللاء فقللرر
بالكثرية جللواز ذلللك لمللا فيلله مللن المصلللحة للجميللع بللدون
مضرة ,والله ولي التوفيق]...ابن باز[
س :2أسأل عن مجموعة من الشللباب وضللعوا لهللم جمعيللة
والمللراد بهللذه الجمعيللة أن يأخللذ أحللد أفللراد هللذه الجمعيللة
رواتب الجميع في شهر أو بعضها ثم يأخللذ شللخص آخللر فللي
الشهر الثاني فما حكم هذه الجمعيللة؟ وإذا كللان عللدد أفللراد
هذه الجمعية أكثر من ثلثة عشر رجل ً فيكون أحد الشخاص
يدور على راتبه الحول وهو لم يسللتلمه هللل يكللون فللي هللذا
الراتب الذي حال عليه الحول زكاة أم ل؟
ج :هذه الجمعية ليس فيها بأس وهي جائزة ول إشكال فيهللا
أبدًا ,يعني يجتمع ناس موظفون يقولون سنعطي واحللدا ً منللا
ألف ريال كل واحد يعطيه ألف ريال إذا كانوا عشرة سلليأخذ
الول كم؟ تسعة اللف في الشهر الثاني يأخذ الثللاني تسللعة
اللف وهكذا حتى تدور عليهم جميعًا ,هللذه ليللس فيهللا بللأس
إطلقا ً ومن توهم من الناس أن هذا من بللاب القللرض الللذي
جر نفعا ً فهو وهم منه ,أين النفع الذي جره ,أنللا سلللفت هللذا
الرجل ألفا ً وأخذت كم :ألفا ً أيضا ً ما جللاءني نفللع ,يقللول أنلله
يعلم أنه سيوفيه وسوف يأخذ عشرة اللف نقول نعللم ,وهللو
يعلللم أن هللؤلء الللذين تسلللفوا منلله سللوف يوفللونه ,وهللل
688
النسان الذي يسلف شخصا ً بشرط أن يوفيه هل هذا قللرض
جر نفعًا ,أبدا ً على كل حال هي ل بأس بها,
والفقرة الثانية من السلؤال :هللل يجللب الزكلاة فلي الللديون
التي على إخوانك الذين أقرضتهم؟ الجواب :نعم وذلك لنهم
أغنياء والديون التي على الغنياء تجب فيها الزكاة ,لكن أنت
بالخيار إن شئت أخرجت زكاتها مع مالك وإن شئت أخرجللت
زكاتها بعد قبض الجمعية]...ابن عثيمين[
التبرع خجل ً
س :1تللبرعت لمشللروع خيللري خوفللا ً وخجل ً مللن الرئيللس
المباشر في العمل ولو ترك المجال لي لم أتبرع ول بنصللف
قرش فهل لي ثواب كامل على عملي هذا كما لللو كنللت قللد
تللبرعت لهللذا المشللروع مللن حسللن خللاطري واختيللاري مللع
الدليل؟
ج :إذا كان المر كما ذكرت فأنت ل تللؤجر علللى هللذا المبلللغ
لنك لم تقصد به وجه الله وإنما قدمته لوجه صللاحبك خوفللا ً
َ
لمللا ُ مللا اْلعْ َمنه وقد ثبت عن رسللول الللله ص أنلله قللال) :إ ِن ّ َ
ه إ َِلللى د ُن َْيللا
جَرت ُ ُ ت هِ ْ ن َ
كان َ ْ م ْوى فَ َ ما ن َ َ
ئ َ مرِ ٍ لا ْ ما ل ِك ُ ّت وَإ ِن ّ َ
ِبالن ّّيا ِ
جَر إ ِل َي ْلله(... يصيبها أ َو إَلى ا َ
مللا هَللا َ ه إ ِل َللى َ حَها فَهِ ْ
جَرت ُل ُ مَرأةٍ ي َن ْك ِ ُْ ُ ِ َُ ْ ِ
]اللجنة الدائمة[
طعام الوظيفة أو الترقية
س :1انتشر بين الناس أنه مللن نللزل بيتلا ً جديللدا ً أو اشللترى
سيارةً جديدةً أو توظللف أو ترقللى فللي وظيفللة أو نحللو ذلللك
فإنه يصنع وليمة فما حكم هذه الوليمة؟
ج :هذه من الولئم المباحة فيجوز للنسللان أن يصللنع وليمللة
عند نزول البيت أو عند نجاحه مثل ً المهم إذا كان له مناسللبة
فل بأس به]...ابن عثيمبن[
وشاية موظف ضد زميله
س :1كذب أحد الموظفين على زميللة بالعملل علن طريلق
الوشاية فألحق به ضررا ً فقام المكذوب عليه بنفللس الفعلللة
فالحق بصاحبة ضررا ً فما الحكم؟
689
ج :كل واحدا ً منهما قد أساء بما فعل وعلى كل وأحلد منهملا
أن يستبيح لصاحبه من مظلمته له وإن لم يحصل على ذلللك
فالله هو الللذي يقضللي بيللن عبللادة يللوم القيامللة مللع وجللوب
المبللادرة بالتوبللة إلللى الللله سللبحانه وتعللالي مللن كللل واحللد
منهما]...اللجنة الدائمة[
المحاماة
س :1ما حكم الشريعة السلمية في حرفة المحاماة؟
ج :ل أعلللم حرجلا ً فللي المحامللاة ,لنهللا وكالللة فللي الللدعوى
والجابة إذا تحرى المحامي الحق ولم يتعمد الكللذب كسللائر
الوكلء]...ابن باز[
س :2ما رأي فضيلتكم مللن اشللتغالي بالمحامللاة مللن حيللث
الترافع أمام المحاكم المدنيللة للللدفاع عللن القضللايا المدنيللة
والتجارية التي بها شبهة الربا؟
ج :ل شك أن كون النسان ينوب عن غيرة فللي الخصللومة ل
بأس به ولكن الشأن في نوعية الخصومة:
.1فإذا كانت بحق والنائب إنما يللدل بمللا عنللده مللن حقللائق
ليس فيها تزوير ول كذب ول احتيال وهو ينللوب عللن صللاحب
القضية لبداء ما معه من البينة والبراهين على صدق ادعللائه
أو دافع به فهذا ل بأس به.
.2أما إذا كللانت الخصللومة فللي باطللل أو يخاصللم النللائب أو
الوكيل عن مبطل فهذا ل يجوز ,فالله جللل وعل يقللول لنللبيه
صيمًا((. خ ِ ن َ ن ل ِل ْ َ
خائ ِِني َ ص )َول ت َك ُ ْ
وكلنا يعرف أنه إذا كانت القضية قضية حق ول يستعمل فيها
شيء من الكذب والتزوير فهذا شيء ل بأس به خصوص لا ً إذا
كان صاحب القضية ضعيف ل يستطيع الدفاع عن نفسه أو ل
يستطيع إقامة الدعوى لحقه ,فكونه ينوب من هو أقوى منلله
ذي عَل َي ْل ِ
ه ن ال ّل ِ ن ك َللا َجائز في الشرع ,والله تعالى يقللول) :فَلإ ِ ْ
َ َ َ
ه مل ِ ْ
ل وَل ِّيل ُ ل هُوَ فَل ْي ُ ْ م ّ ن يُ ِطيعُ أ ْ ضِعيفا ً أوْ ل ي َ ْ
ست َ ِ سِفيها ً أوْ َ حقّ َ ال ْ َ
دل( ,فالنيابة عن الضعيف لستخراج حقه أو دفع الظلللم ِبال ْعَ ْ
عنه شيء طيب ,إما إذا كان خلف ذلك بأن كللان فيلله إعانللة
690
لمبطل أو دفاع عن ظلم أو بحجج مزيفللة ومللزورة والوكيللل
أو النائب يعلم أو القضية من أصلها باطلة ,وكالنيابة في أمر
محرم كالربا فهذا ل يجوز ,فل يجوز للمسلللم أن يكللون نائبلا ً
أو وكيل ً في باطللل ول محاميلا ً فللي المعللاملت الربويللة لنلله
معينا ً على أكل الربا فتشمله اللعنة]...الفوزان[
استغلل المسؤول لموظفيه
س :1رجل يعملل فللي إدارة حكوميلة فقللال لله ملدير هلذه
الدارة أريدك أن تدير أعمال ً تجارية لي وأعفيك مللن العمللل
فهل يرضى بذلك أم يستمر على عمله؟
ج :أول ً يجب أن نعلم أن النظام فللي الدولللة أن الموظللف ل
يعمل بعمللل تجللاري سللواء كللان مللديرا ً أو غيللر مللدير ,فهللذا
المدير الذي قللال للموظللف أعمللل فللي تجللارتي نقللول أو ً
ل:
تجارتك حرام إل بإذن الحكومة.
سل :ربما الزراعة أذن له؟
ج :في هللذا ل يجللوز أن يسللتعمل هللذا الموظللف فللي وقللت
عمللله فللي زراعتلله لن هللذا مللن بللاب الختصللاص بأعمللال
الحكومة كمللا ورد فللي أول الجلسللة فمللن اسللتعمل سلليارة
الحكومة في أعماله الخاصة ,فل يجللوز للموظللف أن يوافللق
على هذا التكليف بل يقول :ل أنا أريد أن أعمللل فللي عملللي
الذي آخذ الراتب من أجله وإذا كان هذا المدير سيعطيه اكثر
من الراتب الحكومي فلينفصل عن الراتب الحكومي ويعمللل
لهذا المدير عمل ً خاصا ً بأجرة منه]...ابن عثيمبن[
س :2أننللي رئيللس فللي إحللدى الللدوائر ولللدي موظفللون
وسائقون وفي بعللض الحيللان اسللتخدم أحللدهم فللي أعمللال
ى؟خاصة بي فهل في هذا شيء عل ّ
ج :ل يجوز لك أن تستخدم الموظفين والسائقين الللذين هللم
تبللع للللدائرة الحكوميللة فللي مصللالحك الخاصللة لن هللذا
السللتخدام خللارج عمللا خصصللوا للله مللن ناحيللة واسللتغلل
لموظفي الدولللة لمصللالحك الخاصللة وإذا كللان عنللدك عمللل
خاص فاستأجر له على حسابك الخاص]...الفوزان[
691
النتداب
س :1أعمل في إدارة حكوميللة معينللة وجللرى انتللدابي إلللى
مدينة معينة لمدة عشرين يوما ً وقد أنهيت ما كلفت به خلل
سبعة أيام ورجعت إلى عملي في إدارتي وبعللد مللدة صللرف
لي بدل انتلداب لعشلرين يوملا ً فهلل يجلوز ذللك المبللغ ملع
العلم أن إدارتي بملن فيهلا الملدير يعلملون بلذلك وهلو مللن
صلحية المدير وإذا كان ل يجوز لي ذلك المبلغ فماذا أعمللل
به؟
ج :إذا كان العمل الللذي انتللدبت للله كللثيرا ً أو شللاقا ً ل يمكللن
النتهاء منه عادة إل في عشرين يوم لا ً لكنللك حملللت نفسللك
وواصلت الشغل أكثر من المعتاد حتى أنهيللت العمللل الكللثير
في هذه المدة فإنك تستحق مللا قللدر للمللدة الكللثيرة سلليما
والدارة والمسؤولين على علم بذلك كما ذكرت والللله ولللي
التوفيق]...ابن جبرين[
س :2نظرا ً لمسؤوليتي في عملي فلإنه تصلرف للي بلدلت
دون الخروج إلى الماكن التي أخذ عليها هللذه البللدلت وقللد
وافق رئيس المصلحة على ذلك فهل يجوز؟
ج :من أنيط به عمل وأعطي مال ً على مباشرته لم يحللل للله
المال حتى يقوم بذلك العمل كمللا ينبغللي وبللالخص إذا كللان
تابعا ً لمصالح الدولة وهي التي تبذل المال ولو رضللي رئيللس
المصلحة ,ولكن في المكان تعويض المسئول وكبير القسللم
عن هذا النتداب بمكافأة أو ترقية ونحو ذلك]...ابن جبرين[
س :3انتدبت أنا وزميلي إلللى إحللدى المنللاطق لمللدة أربعللة
أيام إل أنني لم أذهب مع زميلللي وبقيللت علللى رأس عملللي
وبعد فترة استلمت ذلك النتداب فهل يجوز لي اسللتهلكه أم
ل وإذا ل يحل لي أخذه فهللل يجللوز صللرفه فللي مسللتلزمات
المكتب الذي اعمل فيه؟
ج :الواجب عليك رده لنك ل تستحقه لعدم قيامك بالنتللداب
فإن لم يتيسللر ذلللك وجللب صللرفه فللي بعللض جهللات الخيللر
كالصدقة على الفقراء والمساهمة بلله فللي بعللض المشللاريع
692
الخيرية مع التوبة والستغفار والحذر مللن العللودة إلللى مثللل
ذلك]...ابن باز[
س :4شخص انتدب في مهمة لمللدة معينللة وقضللى أكثرهللا
في هذه المهمة الموكلللة للله مللع بقيللة زملئه وبقللي يللوم أو
يومان وقال المسئول عن هذه المهمة للمنتدبين هللذا اليللوم
تنتهي المهمة وغدا ً الذي يرغب المغللادرة إلللى أهللله بإمكللانه
أن يرجللع فهللل يصللح أن يأخللذ قيمللة انتللداب هللذا اليللوم أو
اليومين الذين لم يجلس فيهما للمهمة؟
ج :ل يجوز أن يأخذ من قيمة النتداب إل بمقدار اليللام الللتي
كان يعمل فيها أما اليام التي تركها ورجع إلى اهله فل يجوز
له أن يأخذ عنها شيئا ً لنه في غير مقابل وإذن المسؤول للله
بالرجوع إلى أهله ل يسوغ له الخللذ عللن اليللام الللتي تركهللا
لنه لما رجع انقطللع انتللدابه ,نعللم يعتللبر يللوم الللذهاب ويللوم
الرجوع إذا كان المكان بعيدًا]...الفوزان[
س :5إذا انتدب الموظف لمدة خمسللة أيللام وأنهللى العمللل
خلل ثلثة أو أربعة أيام فهللل يحللق لله أن يأخلذ الزيللادة ملع
العلم أن النظام يجيز ذلك؟
ج :من انتدب للقيام بعمل خلل خمسللة أيللام ثللم أنهللاه فللي
أقل من ذلك فل بأس بذلك ما لم يكن فللي اختصللار الللوقت
إخلل بالعمل ويجب أن تكون مدة النتللداب بقللدر العمللل...
]الفوزان[
الجازة المرضية والضطرارية
ً
س :1هل يجوز للطبيب أن يعطي أحللدا ً مللن النللاس إجللازة
مرضية وخاصة للموظفين عندما يكون هذا الشخص ل يحتاج
حقيقة إلى هذه الجازة وهذا الطبيب لم يعاين هذا الشللخص
ولم يكشف عليه وهل يأثم الطبيب لو أعطى المريض إجازة
مرضية أكثر مما يستحق؟
ج :في الصحيين عن أبي بكر رضللي الللله عنلله أن النللبي ص
ل الل ّلهِ قَللا َ َ َ ُ
ل سللو َم ب ِأك ْب َرِ ال ْك ََبائ ِرِ قُل ْن َللا ب َل َللى ي َللا َر ُ
قال) :أَل أن َب ّئ ُك ُ ْ
ل أ ََل جل َل َ
س فََقللا َ مت ّك ًِئا فَ َ
ن ُ
كا َ ن وَ َ ك ِبالل ّهِ وَعُُقوقُ ال ْ َ
وال ِد َي ْ ِ اْل ِ ْ
شَرا ُ
693
شَهاد َةُ الّزورِ أ ََل وَقَ لوْ ُ
ل اللّزورِ وَ َ
شلَهاد َةُ ال لّزوِر( وَقَوْ ُ
ل الّزورِ وَ َ
ولشك أن الطللبيب إذا أعطللى شخص لا ً إجللازة مرضللية وهللو
ليس بمريض ل شك أنه قال الزور وشهد شهادة الزور وأنلله
آثم وأتى كبيرة من أكبر الكبائر وكذلك الذي أخذ الجازة آثم
وكاذب على الجهللات المسللئولة وآكللل المللال بالباطللل فللإن
الراتب الذي يقابل هذه الجازة آخللذه بغيللر حللق وكللذلك إذا
أعطاه أكثر مما يحتاج مثل أن يحتللاج إلللى ثلثللة أيللام إجللازة
مرضية ويعطيه أربعا ً فإن هذا حرام من أكبر الكبائر]...اللقاء
الشهري [7/37
س :2ما هي نصيحتكم للمشتغلين بهذه الهواية اعني هوايللة
الصيد خصوصا ً أن بعضهم يترك أهله واولده بل بعضللهم قللد
يطلب إجازة من اجل ممارسة هذه الهواية؟
ج :نصيحتي للمشتغلين بالصيد أن يتقوا الله عللز وجللل حللال
اصلطيادهم وأن يحللافظوا علللى ملا أوجلب اللله عليهللم مللن
الطهللارة والصلللة وأن يتجنبللوا إيللذاء المسلللمين بانتهللاك
حرمات مزارعهم وغيللر ذلللك وأن ل يللدعوا أهلهللم واولدهللم
مدة يخشى عليهم الضياع فيها.
وأما قول السللائل :أن بعضللهم قللد يطلللب إجللازة مللن أجللل
ممارسة هذه الهواية فهذا حرام بل شك لنه يؤدي إلى تللرك
العمللل الللواجب الللوظيفي لشلليء ليللس بللواجب ,بللل ول
مطلوب ول مستحب فنسأل الله لخواننللا الهدايللة والتوفيللق
لما يحبه ويرضاه]...ابن عثيمبن[
الهدية
س :1قبل اثنتي عشر سنة كنت منللدوب مشللتريات لحللدى
الدوائر الحكومية وكنت أذهب إلى الوكالة لتأمين السلليارات
ويتم الشراء بأمر مكتوب فقط وبموجب التسعيرة الرسللمية
وصاحب الوكالة يعطي أي مندوب سللواء أنللا أو غيللري ألللف
ريال مكافللأة لمللن جللاء بللأمر شللراء مللع أن الدولللة تصللرف
انتدابا ً وهذا المبلغ المعطى لي ولغيري ل ينقص من شللروط
ى مللن ً
مواصفات السيارات وهي جديدة شيئا وقللد دخللل عل ل ّ
694
ذلك في حدود 30 _27ألف ريال وكنت محتاجا ً إليها ولكني
أخيرا ً أصبحت أفكللر هللل هللي حلل أم حللرام ,مللع أننللي لللم
أقصر في واجبي مقابل ذلك المبلللغ وتعللودت الوكالللة دفعلله
إلى أي مندوب يصل إليها ...افتوني عن حكم ذلك؟
ج :إذا كللان النسلان عللامل ً للدوللة فللي أي عمللل عنللد جهلة
أخرى كشركة أو غيرها فإنه ل يحل له أن يأخذ شيئا ً من تلك
الجهة التي يعمل عندها ودليل ذلك النللبي ص اسللتعمل رجل ً
يقال له عبد الله بن اللتبية على الصدقة فلملا جللاء بهلا قلال
للنبي ص "هذا لكم وهذا اهدي إلى" فقام النبي ص وخطللب
في الناس وعظم المر وقال" :ما بال الرجل نستعمله علللى
العمل فيرجع فيقول هذا لكم وهذا اهدي إلى فهل جلس في
بيللت أبيلله وأملله ينتظللر أيهللدى إليلله أم ل" ومعلللوم أن هللذه
الهدايا التي تهدى لهؤلء الذين يعملللون للدولللة ل ريللب أنهللا
ليست من أجل قرابة ول صداقة أو صلة ولكن من أجللل أنلله
كان عامل ً في هذا الحقل الذي عينتلله الحكومللة والغللالب أن
النسان إذا أهدي إليه شيء يكون معصللرا ً فيمللا يجللب عليلله
لن هذه الهديلة سلوف ترغمله عللى التعلاطف ملع المهلدي
الذي أهدى إليه الهدية ثم إن هذه الهدية تكللون محل ً للشللك
فيه من قبل الناس من جهة أمانته ثم أنه لللو قللدر أنله سلللم
واتى بالشيء على وجهه فإنه ل بد مع كثرة الهدايا أن تتغيللر
وجهة نظره ولهذا أقول يجب عللى هلذا الشلخص أخلذ هلذه
الدراهم أن كان يعرف أصحابها أن يردها إليهللم أو أن يردهللا
في بيت المال ولعل ردها في بيت المال احسن من أجل أن
يكون نكاية للذين أعطوه وأسلم له من الوقوع في الحرج...
]ابن عثيمبن[
س :2تقوم بعض شركات الدوية بتقديم عينات من الدويللة
والقلم والمللذكرات الللتي تحمللل دعايللة لشللركات الدويللة،
فتقوم بتقديم العينات وهذه الدويللة إلللى الطبللاء والصلليادلة
فهل يجوز قبولها أم ل؟
695
ج :ل بأس ما لم يكن ذلك مللن بللاب الرشللوة وإن كللان مللن
باب الرشوة فل ,وأمللا إن كللان مللن بللاب الللدعوة لهللا وهللي
مؤسسة جائزة ليس فيها حرام فل بأس]...ابن عثيمبن[
س :3هل من يتقرب لمديرة بالكلمة الطيبة والهدية القيمللة
ويظهر الحترام للله وهللو ل يرغللب فيلله ويتمنللى للو يسللتبدل
بغيرة ,فهل هذا من النفاق علما ً أن المدير يتصف بالصللفات
الحميدة؟
ج :الواجب عليه أن ينصحه لله ويدعو للله فللي ظللاهر الغيللب
أن يهديه الله ويوفقه ويترك عنه الهدية في هذا الموضع فقد
تكون رشوة ،ولكن عليلله بالنصللح والللدعاء للله فللي سللجوده
وآخللر صلللته بللأن يللوفقه الللله ويعينلله علللى أداء المانللة،
فللالمؤمن مللرآة أخيلله وإيللاك والنفللاق والرشللوة وأمللا الكلم
الطيب فمطلوب مثل السلم عليكم ,كيف حالك ,كيف اهلك
وغير ذلك]...ابن باز[
س :4ما حكم من يسلم أشياء ثمينة بدعوة أنها هديللة لمللن
يرأسه في العمل؟
ج :هذا خطأ ووسيلة لشر كثير والواجب علللى الرئيللس أن ل
يقبل الهدايا فقد تكون رشوة ووسيلة إلى المراهنة والخيانللة
إل إذا أخللذها للمستشللفى ل لنفسلله ويخللبر صللاحبها بللذلك
فيقول له هذه لمصلللحة المستشللفى ل آخللذها أنللا والحللوط
ردها ول يقبلها للله ول للمستشللفى لن ذلللك قللد يجللره إلللى
أخذها لنفسه وقد يساء به الظن وقد يكون للمهللدي بسللببها
جرأة عليلله ونطلللع لمعللاملته أحسللن مللن معاملللة غيللرة لن
النبي ص لما بعث بعض الناس لجمع الزكللاة قللال هللذا لكللم
وهللذا لللي فللأنكر عليلله الرسللول ص ذلللك فقللام النللبي ص
وخطللب فللي النللاس وعظللم المللر وقللال" :مللا بللال الرجللل
نستعمله على العمل فيرجع فيقول هذا لكم وهذا اهدي إلللى
فهل جلس في بيت أبيه وأمه ينتظر أيهللدى إليلله أم ل" وهللذا
الحديث يدل على أن الواجب علللى الموظللف فللي أي عمللل
من أعمال الدولة أن يؤدي ما وكل إليلله وليللس للله أن يأخللذ
696
هدايا فيما يتعلق بعمله وإذا أخذها فليضعها فللي بيللت المللال
ول يجوز له أخذها لنفسه لهذا الحللديث ولنهللا وسلليلة للشللر
والخلل بالمانة ول حول ول قوة إل بالله]...ابن باز[
س :4ما حكم إهداء الموظف هدية للمدير و ما حكم الهدايا
المتبادلة بين الموظفين؟
ج :ل تجوز الهدايا للموظفين ل من ملوظفين مثلهلم ول مللن
غيرهم لنها رشوة وقد لعن النللبي ص الراشللي والمرتشللي,
والرشوة سحت وكسب خبيث ودفعها وقبولهللا كبيرتللان مللن
كبائر الذنوب ,لنها تفسللد المجتمللع وتعطللل العمللال وتفتللح
باب التلعب في الداء الوظيفي]...الفوزان[
استعمال أملك الدولة للمور الخاصة
س :1هل الذي يأخذ شلليئا ً مللن العمللل يللأثم مثللل ظللرف أو
يصور أوراقًا؟
ج :ل يجوز للموظف أن يسللتخدم شلليئا ً مللن أدوات المكتللب
لعماله الخاصة ول يأخللذ شلليئا ً مللن ممتلكللات المكتللب مللن
الوراق والقلم وغيرها لن هذا يعتبر من الخيانة ومن الخذ
بغير حق]...الفوزان[
س :2ما حكم استعمال بعض الغراض الحكوميللة الصللغيرة
بالمكتب استعمال ً شخصيا ً كالقلم والظرف والمسطرة ونحو
ذلك للموظف جزاكم الله خيرًا؟
ج :اسللتعمال الدوات الحكوميللة الللتي تكللون فللي المكللاتب
لعمال خاصة حرام لن ذلك مخالف للمانة التي أوجب الله
المحافظلللة عليهلللا إل بالشللليء اللللذي ل يضلللر كاسلللتعمال
المسطرة فهو ل يؤثر ول يضر أما اسللتعمال القلللم والوراق
وآلة الكتابة وآلة التصوير فإن اسللتعمالها للغللراض الخاصللة
فهي حكومية ل يجوز]...ابن عثيمبن[
س :3ملللا حكلللم اسلللتخدام سللليارات الدوللللة للغلللراض
الشخصية؟
ج :اسللتخدام سلليارات الدولللة وغيرهللا مللن الدوات التابعللة
للدولة كآلة التصوير وآلة الطباعة وغيرها ل يجللوز للغللراض
697
الشخصللية الخاصللة وذلللك لن هللذه للمصللالح العامللة ,فللإذا
استعملها النسان في حاجته الخاصة فإنه جناية على عمللوم
النللاس لنهللا تختللص بالشلليء مللن دونلله والشلليء العللام
للمسلمين عموما ً ل يجوز لحد أن يختص به ودليل أن النللبي
ص حللرم الغلللول أي يختللص النسللان بشلليء مللن الغنيمللة
لنفسه لن هذا عام والواجب على من رأي شخصيا ً يستعمل
أدوات الحكومة في أغراضه الخاصة أن ينصحه ويبللن للله أن
هذا حرام ,فإن هداه الله عز وجللل فهللذا هللو المطلللوب وإن
كانت الخرى فليغير عنه لن هذا من باب التعاون على الللبر
مللا ك َ
ظال ِ ً صْر أ َ َ
خللا َ والتقوى وقد ثبت عن النبي ص أنه قال :ان ْ ُ
ل الل ّلهِ هللذا المظلللوم فكيللف َ
مللا ,قَللالوا ٌ :ي َللا َر ُ
سللو َ مظ ُْلو ً أو ْ َ
ن الظ ّل ْلم ِ فَللذلك نصللرك إيللاه ّف لذ َل ِ َ
ك مل ْه ِ من َعُل ُ
الظالم؟ قال :ت َ ْ
ه(صُر ُنَ ْ
س :وإذا كان رئيسه راض بهذا فهل هناك حرج؟
ج :ولو رضي الرئيس بهذا ,الرئيس ل يملك هذا الشلليء هللو
نفسه ل يملك هذا الشيء فكيللف يملللك إذنلله لغيللرة فيهللا...
]ابن عثيمبن[
س :3ما حكم استعمال سيارات الدولة؟
ج :اسللتعمال السلليارات الحكوميللة فللي الللدوام الرسللمي أو
خارج الدوام الرسللمي إذا لللم يكللن لمصلللحة العمللل فللإنه ل
يجوز لحد استعمالها في شغله الخلاص والمشلكل أن بعلض
الناس يتهاون في أموال الدولة مدعيا ً أن للله حللق فللي بيللت
المال ,ونقول إذا كان لك حق في بيت المال فكل فللرد مللن
الناس له حق في بيت المال أيضًا ,فلماذا تخللص بلله نفسللك
وتستعمله لنفسك أليس لو جاء أحللد مللن النللاس الللذين قللد
يكونون أحق من هذا الرجل وأراد أن يستعمل هذه السلليارة
فللي أغراضلله الخاصللة يمنللع فكللذلك هللذا الرجللل ,وإذا كللان
النسان محتاجا ً للسيارة فليشتري سيارة من ماله الخاص...
]ابن عثيمبن[
698
س :4هللل يجللوز للمسللم الموظللف فلي دائرة حكوميلة أن
يستخدم سيارة العمل علما ً أن لدية سيارة يملكها؟
ج :الموظف عند الدولة يعتللبر كالعامللل بللأجرة فهللو مللؤتمن
على ذلك العمل الذي نيط به وفوض إليه ,ومؤتمن علللى مللا
أعطيه من الدوات واللت التي يتم بها العمللل الللذي فللوض
إليه فل يستعمل شلليئا ً منهللا إل فللي العمللل الحكللومي أو مللا
يتعلق به فل يركب السيارة المذكورة في حاجاته الشخصللية
ول يستخدم الهاتف ونحوه في مصلحة خاصللة وكللذا الللدفاتر
والوراق والقلم ونحللوه فللالتورع عنهللا وعللدم اسللتعمالها
م
هلل ْ
ن ُ لنفسلله مللن تمللام المانللة وقللد قللال تعللالىَ) :واّللل ِ
ذي َ
ن( ,والله أعلم]...ابن جبرين[ عو َ
م َرا ُ َ
م وَعَهْدِهِ ْماَنات ِهِ ْ
ِل َ
حللول س :5أعرف قريبا ً لي يعمل بأحد أقسام السللنترال وي ّ
لي بعللض المكالمللات الدوليللة دون علللم أصللحابها بالمجللان,
ى في هذا العمل شيء رغم أن أصحاب الهاتف ناس فهل عل ّ
مقتدرون؟
ج :هذا العمل ل يجوز إل بإذنهم وهو خيانة من قريبك نسللأل
الله لنا ولكم الهداية]...ابن باز[
الكسب الحرام
س :1إذا كان من حقوق الموظف عنللد تعيينلله بللدل ترحيللل
عائلته من بلدته إلى مقر عمله ولم يرحل عائلته حقيقللة بللل
زيف سندات واستلم المبلغ فهل ذلك جائز أم ل؟
ج :هذا العمل ل يجوز في الشرع المطهر لنه إكساب للمال
من طريللق الكللذب والتللدليس ومللا كللان بهللذه المعللابه فهللو
محرم يجب إنكاره والتحذير منلله ,رزق اللله الجميللع العافيلة
من ذلك]...ابن باز[
س :2أعطيت مبلغا ً من المال بصفه انتداب علما ً بللأنني لللم
أذهب خارج عملي والنتداب عللادة ل يصللرف إل لمللن يغللادر
في مهمة خارج البلد فمللاذا أفعللل بهللذا المللال وهللل يمكللن
وضعه في مسجد يراد بناؤه أم ل؟
699
ج :أنا أرى في مثللل هللذه المسللائل أنلله إذا أعطللى النسللان
انتدابا ً وهللو لللم ينتللدب أرى أن يبلللغ المسللئول الللذي يللرأس
رئيسه ويقول أنه أعطاني انتللدابا ً دون أن ينتللدبني مللن أجللل
أن يتبين للمسئول الكبير خيانة المسئول الثاني حللتى يجللري
معه ما يجب اجراؤه على الخونة ,لن المللديرين أيض لا ً ومللن
دون المديرين ومللن فللوقهم إذا كللانوا يعُللوُدون النللاس علللى
مثل هذه الحيل التي تفسد المجتمع والمانة ويحل بنا البلء,
فالللذي أرى أن الطريللق السللليم أن يبلللغ عللن هللذا المللدير
المباشر من فوقه ويعيد الدراهم للدولة وليسلم من شللرها,
وهذا من البلء الذي حل بالبعض وهي المحاباة في أكل مال
الدولة بغير حق ,فما الذي ُيحل لللك أن تأخللذ مللال ً مللن مللال
الدولة وأنت لم تقم بهذا العمل ثم كيف يحل لهذا المسللئول
أن يفعل ذلك .
وقد قيل لي أننا نفعل هذا لن الرجللل المنتللدب ينتللج وليللس
عندنا بنود للمكافأة فنتحايل على ذلك بأن نعطيه انتدابا ً دون
أن يذهب فهذه الملحظة غير صللحيحه لن مللن ينتللج ويقللوم
بعمله يكون قد حلل مشربه ومللأكله وجللزاه الللله خيللرًا ,وإذا
كان يقوم بأكثر مما كلللف بلله فل حللرج وأن يكتللب للله شللكر
وتقديم له ورقه شرف تبقى معه أو يكتب للمسئول العلللى
وتطلب مكافأة له لعمللله اكللثر ممللا يجللب عليلله ,أمللا نخللدع
الرجل وأنفسنا ودولتنا فهذا ليس بجائز]...ابن عثيمبن[
س :3أنا موظف أعمل في إحدى الدوائر الحكومية وأحيانللا ً
يصرف لنا بدل خارج وقت الدوام مللن إدارتنللا بللدون تكليفنللا
بالعمل خارج وقت الدوام وبدون حضللورنا للدارة ويعتللبرونه
مكافأة للموظفين بيللن الحيللن والخللر مللع العلللم أن رئيللس
الدارة يعلم عنه ويقره افيدونا جزاكم الله خيللرًا ,هللل يجللوز
اخذ هذا المال؟ وإذا كان ل يجوز فكيف أعمل فيما اسللتلمته
من أموال في السابق مع العلم أني قد تصرفت فيها جزاكم
الله خيرًا؟
700
ج :إذا كان الواقع ما ذكرت فذلك منكر ل يجوز بللل هللو مللن
الخيانة ,والواجب رد ما قبضت من هذا السللبيل إلللى خزنتلله
الدولللة ,فللإن لللم تسللتطع فعليللك الصللدقة بلله فللي فقللراء
المسلمين وفي المشاريع الخيرية مع التوبة إلى الله سبحانه
والعزم الصادق أل تعود فللي ذلللك لنلله ل يجللوز للمسلللم أن
يأخذ شيئا ً من بيت مال المسلمين إل بالطرق الشرعية التي
تعلمها الدولة وتقرها والله ولي التوفيق]...ابن باز[
س :4إحللدى الشللركات يبقللى مللن ميزانيتهللا مبللالغ كللبيرة
تصرفها للعاملين لديها على أنهللا مكافللأة عمللل خللارج وقللت
الدوام الرسللمي ويوقللع الموظفللون علللى ذلللك ويسللتلمونها
بالتناوب كل سنة وهم لم يعملوا خارج الدوام فهل يجوز أخذ
هذه الموال؟
ج :على المسؤولين في هذه الدارة أل يتلعبوا بهذه الموال
وأن يردوا ما فضللل منهللا إلللى الخزينللة وذلللك لنهللا صللرفت
لجهات فللإذا للم تسللتغرقها تللك الجهللات ,فل يجللوز لهللم أن
يعطوها لمن لم يعمل بل عليهم أن يردوها ولو لم تخرج لهم
فللي السللنة القادمللة أو فللي السللنوات الخللرى وذلللك لنهللم
مؤتمنون عليها ,والمؤتمن عليه أن يؤدي أمانته الللتي أؤتمللن
عليها ,وإذا احتللاجوا إلللى خللارج دوام ضللروري عملللوا بللذلك
وصرفوا قدر ما يستحقون وأما الموظفون فإذا عملللت تلللك
الدائرة بهذا التنظيم ,وصرف لهم فلهللم أخللذه عمل ً بمللا ورد
ن مل ْفي الحديث من قولة ص :لعمر رضي الله عنه):ما اتاك ِ
َ
همللا َل فََل ت ُت ْب ِْعلل ُ ف فَ ُ
خللذ ْهُ وَ َ شللرِ ٍ ت غَْيللُر ُ
م ْ ل وَأْنلل َ ذا ال ْ َ
مللا ِ هلل َ
َ
ك(]...ابن جبرين[ س َن َْف َ
درس بالمدرسللة أو الجامعللة أو فللي أي مجللال س :4رجل ي ّ
من مجالت التعليم وقد توظف في وظيفة ل يعمل بها شيئا ً
إل أنه يأتي ليتسلم الراتب فقللط ,وأحيان لا ً يكل ّللف بعمللل مللا,
وأحيانا ً ل يكلف وهو الغالب فما حكم وظيفة هذه؟
ج :هذا الشخص ل يسللتحق راتبلله إل إذا قللام بالعمللل وعلللى
هذا فإذا توظف وظيفة وذهب يدرس ثم صار ل يأتي للعمللل
701
إل إذا تم الشهر جاء يأخللذ راتبلله فل أرى أن ذلللك جللائز لنلله
أخذ هذا المال بغير حللق وإذا كللان يعمللل فللترة يسلليرة فللي
الشهر فإنه يأخذ من الراتب بقدر ما عمل]...ابن عثيمبن[
س :5كنت مدرسا ً في مدرسللة فيهللا بللدل نللائي %6ولكللن
التحقت بالكلية المتوسطة ول زلت آخذ مرتللبي وعليلله بللدل
النائي علما ً بأنني لم أعد في المدرسة النائية ,بل في الكلية
المتوسطة فهل يجوز لي أن أستلم بدل النائي؟
ج :ل يحل لك إل ّ أخذ راتب الكلية المتوسللطة الللتي التحقللت
بها أخيرا ً ول يجوز لللك البقللاء علللى تسللليم راتللب المدرسللة
المذكورة التي تحولت عنها لن الراتب إنما هللو فللي مقابلللة
العمل الذي تؤديه وما لم يكللن فللي مقابلللة عمللل فللإنه أخللذ
بغير حق]...الفوزان[
إتقان العمل
س :1إذا كان النسان لدية معاملة يدرسللها ثلم أخللص فللي
دراستها وأبدى رأيه الصحيح ثم من له الصلحية خللالف ذلللك
أي خللالف الدراسللة الحقيقللة فللأمر بحفظهللا أو تغييللر تلللك
الدراسة هل تبرأ ذمته أم ل؟
ج :إذا وكل للنسان دراسة قضية فلالواجب عليله أول ً تقللوى
الله سبحانه وتعالي وأن يعلم أنه كما كللان الن محكم لا ً فللي
هذه القضية فسيقف أمللام حكللم عللدل الللله – جللل جلللله –
فليتق الله في نفسه في هذه القضية ,ثم إذا تللبين للله حكللم
في هذه القضية وجب عليلله أن ينفللذه إن كللان موكللول ً إليلله
النظر والتنفيذ ,وأن كان موكول ً له النظر فقط ,وإبداء الرأي
فعلية أن يبدى رأيه في هذا والثم على مللن ينفللذ إذا خللالف
الحق]...ابن عثيمبن[
س :2يوجد في العمل الذي أعمللل بلله أنللاس يفرقللون فللي
عملهم ونصحتهم لكنهللم جللاهلون لللذلك الفعللل مللاذا أعمللل
وهل يجوز ذلك؟
ج :يظهللر أن المللراد بللالتفريق فللي العمللل كللونهم يقللدمون
شخصا ً على شخص وهذا فيه ظلللم وجللور لوجللوب التسللوية
702
بيللن المراجعيللن وأهللل العمللال بحسللب الوليللة ,فللإن كللان
المراد بالتفريق كونهم يخلصون إذا كان هناك من يراقبهم أو
ينظر إليهم فإذا انفردوا تكاسلوا وتساهلوا فهللذا أيضلا ً حللرام
وخيانة في العمال التي تسند إلللى النسللان ويكللون مأمونلا ً
عليها والواجب تكرار نصحهم ثم إن ينتهوا رفللع أمرهللم إلللى
رؤسائهم براءة للذمة ...والله الموفق]...ابن جبرين[
س :3أعمللل فللي عيللادة خارجيللة فللي أحللد المستشللفيات
وعددنا أربع طبيبات ونتقاسم وقت العمل في بعض الحيللان
عندما ل يكون هناك ضغط أو كثرة مراجعين ,ولذلك فإننللا ل
نعمل كل الساعات المطلوبة منا ّ في اليوم الواحللد ,ورئيللس
القسم المباشر موافق على ذلللك ,فهللل فللي هللذا المللر أي
حرمة مع العلللم أن جميللع المرضللي يتلقللون العلج والعيللادة
تعمل طوال الساعات المطلوبة ولكن بنصف العدد؟
ج :إذا كللانت العيللادة الخارجيللة ليسللت تبعللا ً للدولللة فللإن
المسؤول عنها إذا رخص لبعض الطبيبات بترك العمل فالمر
إليه ،وأما إذا كلان المستشللفى تبعلا ً للحكومللة فللإنه ل يجللوز
التخلف عللن العمللل إل حيللث يجيللزه النظللام لن الللذي عنللد
الحكومة ملزم بمقتضى النظللام ,وقللد قللال تعللالى) :وَأ َوْفُللوا
ل(]...ابن عثيمبن[ ؤو ً
س ُ
م ْ
ن َ ن ال ْعَهْد َ َ
كا َ ِبال ْعَهْدِ إ ِ ّ
س :4فللي المكتللب لللدينا هنللاك مللن يشللغلنا مللن الللزملء
الموظفين بأمور خارجللة عللن اختصاصللات العمللل وننصللرف
عللن عملنللا إلللى كلم خللارجي وحللديث طويللل ل علقللة للله
بالعمل ول بمصالح الناس ,والمشللكلة أن المتحللدث يسللتمر
في حديثه دائما ً ليعطللل العمللل ويشللغله بللالكلم ويقللول أن
ذلللك مفيللد للمسلللمين ,وينسللى أنلله يللترتب عليلله تعطيللل
المصالح وترك الدوام الواجب فما حكم ذلك؟
ج :الواجب على من وكل إليه القيام بعمل وظيفللي أو غيللره
ملن العملال المفيلدة أو اللتي تتعللق بحاجلات المجتملع أن
ينصرف إلى أداء ذلك العمل على الوجه المطلوب وأن يفرغ
نفسه ووقته لذلك ,لنه أمانة في عنقه ويتقاضى عليلله راتب لا ً
703
ل يرضى أن ينقص منه شيء فكيللف يرضللى أن ينقللص فللي
عمللله ,والللذي يريللد أن يشللغل النللاس عللن أداء مهللامهم
الوظيفية يجب أن يناصح بترك ذلك ,فإن أصللر وجللب الرفللع
بشأنه إلى مديرة المسؤول عنه ليكلفه عللن ذلللك ,ول يجللوز
السكوت على فعله ,وإذا كان قصده أن يفيد المسلمين كمللا
يقول وعنللده الهليللة لللذلك فليفللدهم خللارج وقللت العمللل...
]الفوزان[
المحافظة على الحضور والنصراف المحافظة على الدوام
س :1النظام الذي هو الدوام الرسمي للدولللة تجللد البعللض
يأتي متأخرا ً نصللف سللاعةأو يخللرج مللن الللدوام أيضلا ً نصللف
سللاعة واحيان لا ً يتللأخر سللاعة أو اكللثر فمللا أدري مللاهو هللذا
الشيء؟
ج :الظاهر أن هذا ل يحتاج إلى جواب لن العللوض يجللب أن
يكون في مقابل المعللوض فكمللا أن الموظللف ل يرضللى أن
تنتقص الدولة من راتبه شيئا ً فكذلك يجب ال ّ ينتقص من حق
الدولة شيئًا ,فل يجوز للنسان أن يتأخر عن الدوام الرسمي
ول أن يتقدم قبل إنتهائه.
س :ولكن البعض يتحجج أنه ما فللي عمللل أص لل ً لن العمللل
قليل؟
ج :المهلم أنلت مربلوط بزمنلا ً ل بعملل يعنلي قيلل للك هلذا
الراتب على أن تحضر من كذا ‘ال كذا سواء في عمل أم لم
يكن في عمل ,فما دامت المكافأة مربوطة بزمن فل بللد أن
يستوفي هللذا الزمللن يعنللي أن يللوفى هللذا الزمللن ,ل بللد أن
يوفى هذا الزمن وإل كان أكلنا لمللا لللم نحضللر فيلله بللاط ً
ل...
]ابن عثيمبن[
س :2يعض الموظفين يترك دوامه فيخرج قبل انتهاء الدوام
أو اثناء الدوام ويعود أو يتأخر عللن موعللد الللدوام فمللا حكللم
ذلك؟
ج :ل يحل لموظف أن يخرج قبل انتهاء الللدوام ول أن يتللأخر
عن بدء الدوام ول أن يخرج في اثناء الدوام ,لن هذا الللدوام
704
ملك للدولة يأخذ عليه مقابل ً من بيت المال ,لكللن مللا جللرت
به العللادة إذا دعللت الحاجللة إلللى الخللروج فللي اثنللاء الللدوام
واستأذن رئيسه او مديره ولم يتعطل العمل بخروجه فأرجوا
أن ل يكون في ذلك بأس]...ابن عثيمبن[
س :3كنت موظفا ً في إمارة إحللدى القللرى الللتي تبعللد عللن
منزلي حوالي 75كم طريق صحرواحي وعللر ,وعنللدما كنللت
أتردد لحقتني مشقة فقلللت لميللر المنطقللة إئذن لللي أداوم
يومين في السبوع وكان في بعض اليام يأذن لي وبعضللها ل
يأذن ومضى على ذلللك عامللان فمللا حكللم اليللام الللتي كنلت
أتغيب فيها من غير إذن من أمير المنطقة؟
ج :اليام التي تغيبت فيها عن عملللك بللدون إذن ل يحللل لللك
أن تأخذ ما يقابلها من الراتب في مقابل عمل :فللإذا أتممللت
ل ,وأن نقصللت لللم تسللتحقه العمللل إسللتحققت الراتللب كللام ً
ل ،وإذا كنللت الن أخللذت الراتللب كللامل ً بللدون خصللم كللام ً
فالواجب عليك أن ترده إلى ملن أخلذته منله أن أمكلن ،وأن
كنت تخشى من المسئولية والتعب فتصدق به تخلصا ً منه أو
أدخله في عمارة مسجد أو فللي إصلللح طريللق لتسللليم مللن
إثمه.
س :4واستأذنت من نفس المسئول فما الحكم؟
ج :إذا استأذنت منه أي من المسئول المباشللر عنللدك وأنللت
تعلم أن العمل يحتاج إلى وجودك فل تقبل منلله الذن ،يجللب
أن تحضر ولو أذن لك بالغياب ،وأما إذا كان العمللل ل يحتللاج
وأذن لك صاحبه المباشر فأرجوا أل يكون في ذلللك بللأس إل
إذا كان النظام ل يبيحه أن يأذن لك]...ابن عثيمبن[
س :5بعللض المللوظفين الللذين تقللل مراجعتهللم مللن قبللل
الموظفين يخرجون ظهلرا ً قبللل نهايلة اللدوام لتنللاول طعللام
الغذاء مع زوجاتهم ثللم يعللودون ويبقللون فللي مكللاتبهم حللتى
نهاية الدوام ..هل هذا الفعل جائز وما نصيحتكم لهم؟
ج :الموظف يجب عليه الحضور في مكان العمل مللن بدايللة
وقللت الللدوام إلللى نهايللة ول يجللوز للله الخللروج إلللى بيتلله أو
705
أعماله الخاصة في وقت الدوام بللل يجللب عليلله البقللاء فللي
مكان العمل ولو كللان المراجعللون قليليللن لن وقللت الللدوام
ملك للعمل وليس ملكا ً له ,لنه قد اشتري منلله هللذا الللوقت
بللالراتب الللذي يسللتلمه ,فل يجللوز للله أن يبخللس شلليئا ً مللن
الوقت لمصالحه الخاصه إل بعذر يقللره النظللام الللوظيفي...
]الفوزان[
س :6هل يجوز للعامل أن يخرج وقت دواملله بصللفة دوريللة
بحجة أنه ل يوجللد عمللل يللؤديه ,برغللم أن راتبلله كللبير نسللبة
للعمل القليل الذي يؤدية؟
ج :ل يخرج الموظف من مقر عمله حتى ينتهي وقت الللدوام
ل ,لكللن إن ولللو كللان فارغلا ً وسللواء كللان راتبلله كللثيرا ً أو قلي ً
عرض له عارض وحدث له أمر بضطره إلى الخروج كمللرض
أو شغل ضروري ل يجد من الخروج له بدا ً فله ذلك ثم يرجع
بعد انتهائه من شغله وذلك لن وقته مملوك عليلله للدولللة أو
للشركة التي يعمل فيها إل أن كان عمله ميللدانا ً محللددا ً فللله
أن ينهى ذلللك العمللل المحللدد ثللم يللذهب حيللث يشللاء والللله
أعلم]...ابن جبرين[
س7 :بعللض المللوظفين يتهللرب مللن العمللل لوجللود مصللالح
أخللرى لديللة شخصللية غللبر الوظفيللة فيسللتأذن مللن رئيسلله
ويختلق العذار التي غالبا ً ما تكون مقنعللة فللإذا كللان رئيسلله
يعلم بعدم صحتها فهل يأثم على موافقه الذن للموظف؟
ج :ل يجوز لرئيس الدائرة أو مللديرها أو مللن يقللوم مقامهمللا
أن يوافق على شيء يعتقد عدم صحته بللل عليلله أن يتحللرى
أن هناك ضرورة في السللتئذان لحاجللة ماسللة والسللتذان ل
يضر العمل فل بأس به أما العذار التي يعرف أنها باطلللة أو
يغلب على ظنه أنها باطلة فإن على رئيسة أن ل ياذن له ول
يوافق عليه لن ذلك خيانة للمانة وعللدم نصللح لمللن إتمنملله
نعلل ْل َ سللُئو ٌم ْ
م َ
كلل ْم َراٍع وَك ُل ّ ُ وللمسلللمين ,يقللول ص "ك ُل ّ ُ
كلل ْ
ن الل ّل َ
ه ه" وهللذا أمانللة والللله سللبحانه وتعللالي يقللول) :إ ِ ّ عي ّت ِ ِ
َر ِ
ت إ ِل َللى أ َهْل ِهَللا( ,ويقللول سللبحانه فللي َ يأ ْمرك ُ َ
دوا اْل َ
ماَنا ِ ن ت ُؤَ ّ
مأ َْ ُ ُ ْ
706
ن(م َراعُللو َ َ وصف المللؤمنينَ) :وال ّل ِ
م وَعَهْلدِهِ ْ
مان َللات ِهِ ْ
م ِل َن هُ ل ْ
ذي َ
َ
خون ُللوا ل وَت َ ُسللو َ
ه َوالّر ُخوُنوا الل ّ َ مُنوا ل ت َ ُنآ َ ذي َويقولَ) :يا أي َّها ال ّ ِ
َ َ
ن(]...ابن باز[ مو َم ت َعْل َ ُ ماَنات ِك ُ ْ
م وَأن ْت ُ ْ أ َ
متفرقات
س :1ما حكم تذنيب الخطابات والعرائض بكلمة ودمتم؟
ج :يكون ذلك لن الدوام لللله سللبحانه وتعللالى والمخلللوق ل
يدوم]...اللجنة الدائمة[
س :2هل يجوز أن أقول للضللابط فللي الشللرطة أو القللوات
المسلحة :حاضر يا سيدي؟
ج :يجوز أن تقول له :حاضر ول يجوز أن تقول له :يا سلليدي
لقول النبي ص لما قال له بعللض أنللت سلليدنا قللال" :السلليد
الله تبارك وتعالى"]...اللجنة الدائمة[
س :3ما حكم وضع الوراق التي فيهلا أسلماء اللله أو صلفة
من صفاته في سلة المهملت أو في برميللل الزبالللة؟ علم لا ً
بلللأن أكلللثر ملللن وقلللع فلللي هلللذا العلللاملين فلللي الدارات
والمؤسسات الحكومية ] المكاتب [؟
ج :يجب احترام أسماء الللله تعللالى وصللفاته ومللن احترامهللا
رفعها عن المتهان إذا وجدت في الصللحف والوراق العاديللة
والمعاملت ,فل يجوز إلقائها علللى الرض تحللت الحذيللة ول
إلقائها مع الزبالت في سلة المهملت حيث إنهللا تلقللى فللي
القمامات ويسللتهان بهللا ,بللل يلللزم إتلفهللا وإحراقهللا وعلللى
الكّتاب أن يحضروا عندهم آلت التلف الللتي تمزقهللا قطعلا ً
صغيرة كما هو معتاد والله اعلم]...ابن جبرين[
س :4تقع تحلت يلدي بحكلم عمللي أوراق ومعلاملت يلذكر
فيها اسم الله ما الواجب اتباعه نحو ذلك الوراق؟
ج :هللذه الوراق الللتي فيهللا ذكللر الللله يجللب الحتفللاظ بهللا
وصيانتها عن البتذال والمتهان حتى يفللرغ منهللا ,فللإذا فللرغ
ولم يبق لها حاجة وجب دفنها في محل طاهر أو إحراقهللا أو
حفظها في محل يصللونها عللن البتللذال كالللدواليب الرفللوف
ونحو ذلك]...ابن باز[
707
س :5هل يجوز تعليق بعللض اليللات القرآنيللة فللي المكللاتب
وهل صحيح أن حكمها حكم الصور المعلقة؟
ج :تعليق الصور ل يجللوز أمللا تعليللق اليللات والحللاديث فللي
المكاتب للتذكير فل نعلم بأسا ً بللذلك والللله ولللي التوفيللق...
]ابن باز[
س :6ما حكم تعليق الصور؟
ج :ل يجوز تعليق الصور فللي الجللدران ول فللي المكللاتب ول
غيرها مطلقا ً بل الواجب طمسها لقول النللبي ص لعلللي" :ل
تللدع صللورة إل طمسللتها" ولن تعليقهللا يفضللي لتعظيمهللا
وعبادتهللا مللن دون الللله إذا كللانت مللن صللور المعظميللن
كالملوك والزعماء وإن كانت من صور النساء فتعليقهللا مللن
أسباب الفتنة بها]...ابن باز[
س :7هناك من يقللول أن تعليللق السللور القرآنيللة أو اليللات
على الحائط حرام مللع العلللم أن هللذه اليللات أو السللور لللم
توضع إل لفضائلها مثل يس وآية الكرسي وغيرها ,نأمل مللن
سماحتكم بيان حكم ذلك ,جزاكم الله خيرًا؟
ج :تعليللق اليللات أو السللور علللى الجللدران فللي المكتللب أو
المجلس للتذكير والعظة ل بأس بللذلك علللى الصللحيح ولقللد
كره بعض علماء العصر وغيرهم تعليقا ً ولكن ل حرج فيلله إذا
كان ذلك للتذكير والعظة وكللان المكللان محترم لا ً كللالمجلس
والمكتب ونحو ذلك أو يعلق حديثا ً عن النبي ص كل ذلك فيه
مواعظ وذكرى ,أما إذا كان القصد غير ذلك كأن يعتقللد أنهللا
تحفظه من الجن أو العين أو هكذا فل يجوز بهذا القصد وهذا
العتقاد لن هذا لم يرد في الشللرع وليللس للله اصللل يعتمللد
عليه والله ولي التوفيق]...ابن باز[
س :8اصللدر أولللو المللر قللرارا ً حكيم لا ً يمنللع التللدخين فللي
المؤسسللات الحكوميللة وبعللض المسللؤولين ملللتزمون بهللذا
القللرار وحريصللون علللى تنفيللذه وبعللض آخللر ليللس ملتزم لا ً
...فهل هؤلء الذين لم يلتزموا به يعتبرون في عداد الخائنين
للمانة التي اسندها لهم ولي المر؟
708
ج :هؤلء الذين لم يمتثلللوا المللر يعتللبرون قللد خللانوا المانللة
وارتكبوا معصيتين:
أحدهما :تعللاطي التللدخين وهللو محللرم ومنكللر لمللا فيلله مللن
المضار العظيمة والسكار في بعض الحيان .
والثانية :عصيانهم لولي المر فيما أمرهم به مللن تللرك هللذه
المعصية ومنع الموظفين منها وقد قللال الللله عللز وجللل) :يللا
َ أ َيها ال ّذين آمنوا أ َطيعوا الل ّه وأ َطيعللوا الرسللو َ ُ
ر
مل ِل وَأول ِللي اْل ْ ّ ُ َ َ ِ ُ ِ ُ ِ َ َ ُ َّ
ّ َ َ َ َ
ن مل ْ ن أطاعَِني فََقلد ْ أطللاعَ اللل َ
ه وَ َ م ْم( ,وقال النبي صَ " : من ْك ُ ْ ِ
َ َ
نمل ْميرِ فََقد ْ أط َللاعَِني وَ َطاعَ ال ِ نأ َ م ْ صى الل ّ َ
ه وَ َ صاِني فََقد ْ عَ َ عَ َ
َ
صاِني" والمراد بللذلك طاعللة الميللر فللي ميرِ فََقد ْ عَ َ صى ال ِ عَ َ
المعروف لقول النبي ص "إنمللا الطاعللة بللالمعروف" وبللالله
التوفيق]...ابن باز[
س :9هللل يجللب علللى مللن تللولى أمللرا ً مللن المللور ومعلله
موظفون تحت سلطته أن يللأمر المقصللر منهللم فللي الصلللة
بأدائها وهكذا غيرها من أمور الشللرع وهللل يللدخل ذلللك فللي
حديث "كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته"؟
ج :يلزم كل مسؤول أن يأمر من تحت يللده مللن المللوظفين
بما أوجب الله عليهم كأداء الصلة في الجماعة وأداء المانة
في الوظيفة وترك ما حرم الله عليهللم مللن الغللش والخيانللة
وإيذاء المراجعين وظلمهم وغير ذلك وهللو داخللل فللي قولللة
ه"]...ابن باز عي ّت ِ ِ ن َر ِ ل عَ ْ سُئو ٌ م ْم َراٍع وَ َص" :ك ُل ّك ُ ْ
=============
#إلقاء الضوء على حكم التعامل مع شركة
) بزناس ( ومثيلتها
حكم التعامل مع شركة بزنس كوم
د.سامي السويلم
…
حكم ) بزناس ( ومثيلتها من عمليات الخداع
محمد صالح المنجد
حكم التعامل مع شركة )بزناس كوم(
709
د /أحمد بن موسى السهلي
…
التكييف الفقهي لشركات التسويق الشبكي
إبراهيم أحمد الشيخ الضرير
بزناس وما شابهها قمار
مجمع الفقه السلمي بالسودان
…
فتوى بزناس
الدكتور عبدالحي يوسف
حكم التعامل مع بزناس
الشيخ يحيى الزهراني
…
حكم التعامل مع شركة بزنس كوم
أجاب عليه :د.سامي السويلم
موقع السلم اليوم
السؤال:
ما حكم التعامل مع شركة بزنس كوم biznas.comبالطريقة
المشهورة عندهم؟
الجواب:
الحمد لله وحده والصلة والسلم على من ل نبي
بعده ،محمد وآله وصحبه ،وبعد:
هذه الشللركة ،وغيرهللا كللثير ،تعمللل وفللق مفهللوم "التنظيللم
الهرمي ،"pyramid schemeويسمى أحيانا ً التسويق الشبكي
" "network marketingأو التسويق متعدد الطبقللات "multi-
."layer marketing--MLMوهذا النوع مللن التسللويق يصللنف
مللن حيللث المبللدأ ضللمن صللور الغللش والحتيللال التجللاري
. business fraudوقد تناولته دراسات وأبحاث وكتللب ،تح ل ّ
ذر
من هذه الشبكات والوهم والتغرير الذي توقللع فيلله أتباعهللا،
فتجعلهم يحلمون بالثراء السريع مقابل مبالغ محدودة .وفللي
نهايللة المللر تصللب هللذه المبللالغ فللي جيللوب أصللحاب هللذه
710
الشللركات والمنظمللات ،ول يحصللد التبللاع سللوى السللراب.
ولذلك تمنع قوانين العديد من الدول التنظيم الهرمي بشكل
أو بآخر .كما تحذر الجهزة الرسمية الجمهور من الوقوع في
مصيدة هذه الشبكات بعد تغليفهللا بصللورة جذابللة مللن خلل
الزعم بأنها فرصة لتسويق منتجات مفيدة للجمهور ،تعليميللة
أو غير ذلك.
وملللن المهلللم للقلللارئ أن يعللللم أن هيئة الوراق الماليلللة
بباكستان قد حذرت الجمهور من التعامل مع شللركة بزنللاس
العاملة هناك .وقالت في تحذيرها الذي صدر فلي أغسلطس
مللن هللذا العللام إن الشللركة المللذكورة وجللد أنهللا "تضللطلع
بممارسات غير مشروعة وتحايلية وغير أخلقية" حسللب مللا
جاء في التحذير.
)انظللللللللللللللللللللللللللللر موقللللللللللللللللللللللللللللع الهيئة:
http://www.secp.gov.pk/otherlinks/Biznas/Biznas.com.htm
(.
كما أن هناك شركة تعمل في نفس المجال ،تسللمى سللكاي
بللز ، skybiz.comوهللي شللديدة الشللبه بشللركة بزنللاس مللن
حيللث نوعيللة المنتجللات وآليللة التسللويق ونظللام العمللولت،
مقرها الوليات المتحدة ولها فروع عبر العالم .هذه الشللركة
رفعللت وزارة التجللارة المريكيللة ضللدها قضللية تتهمهللا فيهللا
بالغش والحتيال على الجمهور ،وصدر قرار المحكمة بوليللة
أوكلهوما في 6/6/2001م بإيقاف عمليات الشركة وتجميللد
أصللولها تمهيللدا ً لعللادة أمللوال العملء الللذين انضللموا إليهللا.
)انظللللللللر موقللللللللع وزارة التجللللللللارة المريكيللللللللة:
.( http://www.ftc.gov/opa/2001/06/sky.htm
إن هذا الموقف ضد شركات التسللويق الهرمللي مبنللي علللى
قناعة في معظم دول العالم بأن هذا النمط من التسويق ما
هو إل صورة من الصللور الحتيللال والتغريللر بالنللاس .سللنبّين
فيما يلي كيفية عمل هذه الشبكات ،ثم نللبّين مكمللن الخلللل
فيها.
711
أول :آلية العمل
الفكرة الجوهرية للتسويق الهرمي بسيطة .وتتلخص في أن
يشتري الشللخص منتجللات الشللركة مقابللل الفرصللة فللي أن
يقنع آخرين بمثل ما قام بلله )أن يشللتروا هللم أيضلا ً منتجللات
الشركة( ،ويأخذ هو مكافأة أو عمولللة مقابللل ذلللك .ثللم كللل
واحللد مللن هللؤلء الللذين انضللموا للبرنامللج سلليقنع آخريللن
ليشتروا أيضًا ،ويحصلل الول عللى عموللة إضلافية ،وهكلذا.
فأنت تدفع لزيد على أن تأخذ من عمرو وعبيد.
وفيما يلي مثال عملي يوضح ذلك.
لنفلللترض أن "زيلللدًا" قلللرر أن يشلللتري منتجلللات الشلللركة
المذكورة مقابل 100دولر .تعطيه الشركة بنللاء علللى ذلللك
الحق في أن يسوق منتجاتها لخرين مقابل عمولت محددة.
يقوم زيللد بإقنللاع شخصللين بالنضللمام للبرنامللج ،بمعنللى أن
يشتري كل منهما منتجات الشركة ،ويكللون لهمللا الحللق فللي
جذب مسوقين آخرين مقابل عمولت كللذلك .ثللم يقللوم كللل
من هذين بإقناع شخصين آخرين بالنضمام ،وهكذا .ستتكون
من هذه اللية شجرة من التباع الذين انضموا للبرنامج على
شكل هرمي) .انظر الشكل(.
لحظ أن عدد العضاء في كل مستوى يساوي ضللعف العللدد
في المستوى الذي قبله ،وأن عدد أعضللاء المسللتوى الخيللر
يزيللد قليل ً عللن مجمللوع أعضللاء المسللتويات السللابقة كلهللا.
لحللظ أيض لا ً أن عللدد العضللاء ينمللو أسلليًا ،بمعنللى أن عللدد
العضاء في المستوى الرابللع = ،16 = 42وعللدد العضللاء
في المستوى العاشر = 102
= ،1024وهكذا.
طريقة احتساب العمولت
تشلللترط الشلللركة أل يقلللل مجملللوع الفلللراد اللللذين يتلللم
اسللتقطابهم مللن خلل زيللد ومللن يليلله فللي الهللرم عللن 9
أشخاص من أجل الحصول على العمولة )على أل يقللل عللدد
العضاء في كل فرع عن .(3وتبلللغ العمولللة 55دولرًا .ثللم
712
بعد ذلك يتم صرف العمولة لكللل 9أشللخاص )ويسللمى كللل
تسعة أشخاص في التسلسل الهرمي "درجة"( .ونظللرا ً إلللى
أن الهرم يتضاعف كللل مللرة يضللاف فيهللا مسللتوى جديللد أو
طبقة جديدة للهللرم ،فللإن العمولللة تتزايللد كللل مللرة بشللكل
كبير .إذا افترضنا أن الهرم ينمو كل شهر ،بمعنى أنه في كل
شهر ينضم شخصان لكل شخص في الهرم )كما هو افتراض
الشركة في موقعها( ،فهللذا يعنللي أن العمولللة الللتي يحصللل
عليها العضو تصل إلى أكثر من خمسة وعشللرين ألللف دولر
في الشهر الثاني عشر )انظر الجدول(.
الشهر …العضاء …مجموع العضاء …العمولة بالدولر
0… 2… 2… 1
0… 6… 4… 2
55… 14… 8… 3
110… 30… 16… 4
65… 62… 32… 5
440… 126… 64… 6
000… 000… 000… 000
25.080… 8.190… 4.096… 12
1.602.040… 524.286… 262.144… 18
102.527.480… 33.554.430… 16.777.216… 24
… …2.147.483.646 …1.073.741.824 30
6.561.755.640
ويتللم حسللاب العمولللة كالتللالي :ينظللر عللدد الللدرجات فللي
مجموع العضاء ،ويتم صللرف العمولللة بنللاء علللى ذلللك بعللد
إسللقاط الللدرجات فللي المسللتوى السللابق .فللي المسللتوى
الثللالث يبلللغ المجمللوع ،14وهللو يتضللمن درجللة واحللدة )أي
تسعة واحللدة فقللط( ،فيصللرف للعضللو عمولللة واحللدة .فللي
المستوى الرابع يبلغ المجموع ،30وهذا يتضللمن 3درجللات،
تخصم منهللا درجللة واحللدة صللرفت فللي المسللتوي السللابق،
يتبقلللى درجتلللان ،فتصلللرف عمولتلللان = 110دولر .فلللي
713
المسللتوى الخللامس يبلللغ المجمللوع ،62وهللذا يتضللمن 6
درجات .تخصم منها الدرجات في المستوى السابق وهي ،3
فيبقللى 3درجللات ،فيصللرف 3عمللولت ،أي ،165=55×3
وهكذا.
لحللظ أن العضللو ل يحصللل علللى أي عمولللة قبللل الشللهر
الثالث ،أي أنه ل بد من نمو الهرم تحته بثلثة مستويات قبل
أن يحصللل علللى العمولللة .ولكللن مقللدار العمولللة ،وهللو 55
دولر ،أقل من المبلغ الذي دفعه وهو 100دولر .فل بد إذن
من أجل تحقيق أي ربح من نمو الهرم إلى أربعللة مسللتويات
تحت العضو على أقل تقدير.
إذا تابعنا نمو الهرم شهريا ً )حسب الفتراض المنشللور علللى
موقع شركة بزنللاس( ،سللنجد أنلله فللي نهايللة السللنة تتجللاوز
العمولللة الشللهرية للعضللو 25000دولر .وبعمليللة حسللابية
بسيطة نجد أن العمولة في منتصللف السللنة الثانيللة )الشللهر
(18تتجاوز مليون وستمائة ألللف شللهريًا ،بينمللا تتجللاوز فللي
نهاية السنة الثانية مائة مليون دولر شهريًا.
وهذا مصللدر الغللراء فللي هللذا النللوع مللن البرامللج الهرميللة:
مقابللل مبلللغ زهيللد ل يتجللاوز 100دولر ،يحصللل المشللترك
وق هللذه على آلف بللل ملييللن أضللعاف المبلللغ .ولللذلك تسل ّ
الشركات برامجها من خلل وعود بالثراء الفاحش فللي مللدة
يسيرة من خلل النمو المضاعف للهرم.
أين الخلل؟
إن مكمن الخلل في هذا النظام هو أنه غير قابل للستمرار،
فل بد له من نهاية يصطدم بهللا ويتوقللف عنللدها .وإذا توقللف
كلللانت الطبقلللات الخيلللرة ملللن العضلللاء هلللي الخاسلللرة،
والطبقات العليا هي الرابحة .والطبقات الخيللرة تفللوق فللي
العدد أضعاف الطبقات العليا ،وهذا يعني أن الكثريللة تخسللر
لكي تربللح القليللة .ولللذلك فللإن هللذه البرامللج فللي حقيقتهللا
تدليس وتغرير وبيع للوهم للجمهور لمصلللحة القلللة أصللحاب
الشركة.
714
لتتضح الصورة لنتابع نمو الهرم حسب الجدول السابق .فللي
الشللهر الثلثيللن ،أي منتصللف السللنة الثالثللة ،يبلللغ مجمللوع
أعضللاء الهللرم أكللثر مللن 2مليللار شللخص ،أي ثلللث سللكان
المعمورة .في الشهر الذي يليلله يبلللغ المجمللوع 4.3مليللار،
وفي الشهر الذي يليه )الثاني والثلثين( 8.6مليار.
لكنا نعلم أن سكان الكرة الرضية ل يتجاوز عددهم 6مليللار
نسمة ،وهذا يعني أن الهرم ل بد أن يتوقف قبل المستوى أو
الشهر ،32أي قبل نهاية السنة الثالثة ،حيث يتجاوز مجمللوع
العضلللاء 8مليلللارات .فلللإذا توقلللف النملللو ،فلللإن أعضلللاء
المسللتويات الخيللرة لللن ينجحللوا فللي تحقيللق أي مبيعللات
إضافية أو انضمام أعضاء جدد ،فهم قد دفعوا ثمن النضللمام
للبرنامج دون مقابل .هذه المبالغ تمثل خسللارة علللى هللؤلء
وربحا ً للمستويات العليا.
إن حال الهرم يشبه إلى حد كبير حال نمو الورم السرطاني
في الجسللم .فالخليللة السللرطانية تنقسللم باسللتمرار ،وبهللذا
يتضاعف حجم الورم في كل مرة .ونظرا ً لن الورم هو أكثر
الخليا نموا ً في الجسم ،فإنه يستهلك من طاقة الجسم أكثر
من بقية أجهللزة الجسللم العضللوية .ومللع النمللو المتضللاعف،
يسللتأثر الللورم بالطاقللة دون بقيللة الجسللم ،لتكللون النتيجللة
توقللف أجهللزة الجسللم عللن إنتللاج الطاقللة ،ومللن ثللم وفللاة
الجسم .وإذا توقف إنتاج الطاقة فليس بمقدور خليللا الللورم
النمو ،فتموت هي أيضًا .أي أن النمللو المضللاعف للللورم هللو
نفسه سبب هلكه في النهاية .وهذا هو الحال فللي التسللويق
سي للهرم يستدعي دائما ً انضمام أعضللاء الهرمي .فالنمو ال ّ
جدد ضعف أعضاء المستوى الخير ،وهذا يجعل حجم الهللرم
الكلللي يتضللاعف كللذلك كللل مللرة .وكلمللا كللبر الهللرم كلمللا
تضاعف العدد المطلوب للستمرار .ولكن توافر هذه العداد
الهائلللة متعللذر ،فتكللون النتجيللة الحتميللة هللي انهيللار الهللرم
ونهايته ،كما كانت نهاية الورم السرطاني.
715
ومن الناحية العملية سلليتوقف الهللرم قبللل اسللتنفاد العللداد
المطلوبة بكثير ،إذ ل يمكن للسوق أن تسللتوعب هللذا العللدد
الهائل من المبيعات .ومن المعروف فللي علللم التسللويق أن
لكل منتج درجة معينة من المبيعات تبلغ السوق بعدها درجللة
التشلللبع ) ،(saturationفيتعلللذر بعلللدها تحقيلللق أي مبيعلللات
إضافية ،ومن ثم يتعذر نمو الهرم بعدها.
لنفترض أن التسويق توقللف عنللد المسللتوى ،18حيللث يبلللغ
أعضاء هذا المستوى أكثر قليل ً من ربع مليون .بناء علللى مللا
سبق فإن العضو ل يحصل علللى أي عمولللة حللتى يبلللغ عللدد
المسللتويات تحتلله 3مسللتويات .أي أن المسللتويات الثلثللة
الخيرة ) ،16ل ،17ل (18لن تحصللل علللى أي عمولللة ،بينمللا
سيحصل أعضاء المستوى الرابع من السفل )المستوى (15
على عمولة لكنها أقل مما دفعللوه )العمولللة 55دولر بينمللا
كل منهم قللد دفللع 100دولر( .وإذا كللان أعضللاء المسللتوى
الخير نحو ربع مليون ،والذي قبللله 131ألللف ،والللذي قبللله
65ألف ،فهذا يعني أن نحو 450ألف عضوا ً قد دفعللوا نحللو
45مليون دولر بدون أي مقابل .أما أعضاء المستوى الرابع
من السفل )وعددهم نحللو 32ألللف( فسيحصللل كللل منهللم
على عمولة أقل من ثمن المنتجات التي اشتراها لينضم إلى
البرنامج.
لحلللظ أن نسلللبة أعضلللاء المسلللتويات الربعلللة الخيلللرة
)المستويات (18-15إلى مجموع أعضاء الهرم تعادل 93.8
.%أي أن نحو %94مللن أعضللاء البرنامللج خاسللرون ،بينمللا
%6فقط هم الرابحون.
وحتى لو فرض جدل ً استمرار البرنامللج الهرمللي فللي النمللو،
فإن واقع الهرم أن المستويات الربعة الخيرة دائما ً خاسرة،
ول يمكنها الخروج من الخسارة إل باسللتقطاب أعضللاء جللدد
ونوا مستويات دنيللا تحتهللم ،فتكللون المسللتويات الجديللدة ليك ّ
هي الخاسرة ،وهكذا .فالخسارة لزمة لنمو الهرم ،ول يمكن
716
في أي لحظة من اللحظات أن يصبح الجميع رابحا ً بحال من
الحوال.
وبهذا يتبين أن البرنامج الهرمي وهم أكللثر منلله حقيقللة ،وأن
الغلبية الساحقة من المشاركين في هذا البرنامج يخسللرون
لمصلحة القلة القليلة .ولهذا صدرت دراسات وكتابات كثيرة
تحذر من هللذه البرامللج ،وسلليجد القللارئ فللي نهايللة البحللث
بعض المراجع لهذه الكتابات.
موقف القانون من البرامج الهرمية
تمنع القوانين في أكثر دول العالم برامج التسلسللل الهرمللي
) (pyramidshemesحيللث يللدفع المشللترك رسللوما ً لمجللرد
النضمام للبرنامج ،دون وجود أي منتج أو سلعة يتم تللداولها.
أما إذا كانت هناك سلع ،فإن القانون المريكي حاليا ً ل يمنللع
منها ،وهذه نقطة ضعف انتقدها كللثير مللن الكتللاب الغربييللن
بنللاء علللى أن السلللعة فللي هللذه البرامللج هللي مجللرد سللتار
وذريعة للبرامج الممنوعللة ،إذ النتيجللة واحللدة فللي الحللالين.
ومع ذلك فإن وزارة التجارة المريكية تحذر الجمهور صراحة
مللن أي برامللج تسللويق أو مبيعللات تللدعو لجللذب مسللوقين
آخرين )انظر موقع وزارة التجارة المريكية:
http://www.ftc.gov/bcp/conline/edcams/pyramid/index.htm
.( lوما القضية المرفوعة ضد سكاي بز ،وهي شديدة الشبه
ببزناس ،إل مثال عملي لرفللض اسللتخدام المنتجللات سللتارا ً
للتحايللل عللى الجمهللور .وسلليأتي مزيللد حللول هللذه النقطلة
لحقًا.
ثانيًا :التقويم الشرعي
السلم هو دين الفطللرة ،والشللريعة السلللمية قائمللة علللى
العدل ومنع الظلم ،فإذا أدرك العقلء ما فللي هللذه المعاملللة
من الغش والستيلء على أموال الخريللن بغيللر حللق ودعللوا
من ثم إلى منعها ،فالسلم أولى بذلك.
ويمكن تعليل القللول بحرمللة الشللتراك فللي هللذا النللوع مللن
البرامج بالسباب التالية:
717
.1أنه أكل للمال بالباطل.
.2ابتناؤه على الغرر المحرم شرعًا.
أكل المال بالباطل
تبين بوضوح مما سبق أن هذا النوع من البرامج ل يمكللن أن
ينمو إل في وجود من يخسر لمصلحة من يربح ،سواء توقف
النمللو أم لللم يتوقللف .فالخسللارة وصللف لزم للمسللتويات
الخيرة في جميع الحوال ،وبدونها ل يمكن تحقيق العمولت
الخيالية للمستويات العليا .والخاسرون هم الغلبية الساحقة
كما سبق ،والرابحللون هللم القلللة .أي أن القلللة كسللبوا مللال
الكثريلة بلدون حلق ،وهلذا أكلل الملال بالباطلل اللذي نلزل
القرآن بتحريمه .ويسمى هذا النمط عند القتصاديين :تعامل
صفري ) ،(zero-sum gameحيللث مللا يربحلله البعللض هللو مللا
يخسره البقية.
الغرر
أصل الغرر المحرم :هو بذل المال مقابل عوض يغلب علللى
الظن عدم وجوده أو تحققه علللى النحللو المرغللوب .ولللذلك
قال الفقهاء :الغرر هو التردد بيللن أمريللن ،أغلبهمللا أخوفهمللا
)انظر الغرر وأثره في العقود ،د .الصديق الضرير ،ص .(30
والذي ينضم إلى هذا البرنامج يدفع مبلغا ً مللن المللال مقابللل
أرباح الغالب عدم تحققها.
ولبيان هذه النقطة أكثر ،لنفللترض أن احتمللال نجللاح العضللو
فللي إقنللاع آخللر بالنضللمام للبرنامللج هللو .% 80بمعنللى أن
العضو إذا عللرض علللى شللخص شللراء بضللاعة مللن الشللركة
والنضمام إلى التسلسل الهرمي في التسويق ،فالغللالب أن
هذا الشخص سيقبل العرض وينضم للبرنامج .لحظ أن هللذه
النسبة أعلى بكثير من الواقع ،لكنللا نفللترض تنفيللذ البرنامللج
على أفضل الحوال.
ما هو احتمال حصول العضو على عمولت تعوض ما دفعلله؟
إذا كان احتمال نجاح كل عضو في الهللرم فللي ضللم شللخص
718
آخر إليلله هلو ،% 80فللإن احتمللال تحقللق 18عمليلة )لكللي
يسترد المشترك رأسماله( يساوي% 1.8 = 18(% 80) :
أي أنه احتمال تافه من الناحية العمليللة .أمللا تحقيللق عمولللة
تساوي 25000دولر شهريًافيتطلب انضمام 8190شخصًا،
واحتمللال وقللوع ذلللك هللو =8190(% 80) :صللفر .أي أنلله
بمنطق الحتمالت الحصائية يتعذر تحقيق هذه العمولة.
لحظ أن هذه النسبة أقل بكثير من نسبة الفوز باليانصيب )
،(lotteryحيث تبلغ النسبة مقلوب مقدار الجائزة .فلو كللانت
الجائزة عشرة ملييللن دولر ،لكللان احتمللال الفللوز للتللذكرة
الواحللدة أقللل قليل ً مللن واحللد مللن عشللرة ملييللن ،وهللذا
وق للحلم الللتي الحتمللال أكللبر مللن احتمللال تحقيللق المس ل ّ
يعدونه بها .واليانصيب أفضل من التسويق الهرمي من وجلله
آخر ،وهو أن صاحب التذكرة ل يحتاج لبذل أي جهد أو عمللل
وق فهللو يتعللب ويكللد نفسلله بعللد شللراء التللذكرة .أمللا المسل ّ
ويخسر من ماله الخاص أكثر مما دفعلله للنضللمام للبرنامللج
الهرمي ،مع أن احتمال ربحه وفوزه أقل بكللثير مللن احتمللال
الفوز باليانصيب .فاليانصيب أكثر احتمال ً بالفوز وأقل كلفللة.
فإذا كان مع ذلك محرمًا ،فالتسويق الهرمي أولى بالتحريم.
وإذا علمنا أن الهرم ل بد أن يتوقف مهما كللان الحللال ،فهللذا
يعني أن الدخول في هذا البرنامج في حقيقته مقللامرة :كللل
يقامر على أنه سيربح قبل انهيار الهرم .ولللو علللم الشللخص
أنه سيكون من المستويات الدنيا حين انهيار الهرم لللم يكللن
ليقبل بالدخول في البرنامج ول بربلع الثملن المطللوب ،وللو
علم أنه سيكون من المسلتويات العليلا لرغللب فللي اللدخول
ولو بأضلعاف الثمللن .وهللذا حقيقللة الغللرر المحللرم ،إذ يقبللل
الشخص بالدخول علللى أمللل الثللراء حللتى لللو كللان احتمللال
تحقق هذا المل ضعيفا ً جللدا ً مللن حيللث الواقللع .فللالثراء هللو
الذي يغري المرء لكي يللدفع ثمللن النضللمام للبرنامللج ،فهللو
يغره بالحلم والماني والوهم ،بينما حقيقة المر أن احتمال
خسارته أضعاف أضعاف احتمال كسبه.
719
شبهة وجود المنتج
أما الشبهة التي يتعذر بها المدافعون عن هذه البرامج ،وهي
وجود منتج حقيقي ينتفع به المشتري ومن ثم ل يعد خاسللرا ً
وقون إذا توقف الهللرم ،فهللي شللبهة أول مللن ينقضللها المسل ّ
والعاملون في هذه البرامج أنفسهم.
وذلك أنهم حين تسويق هذه المنتجات نجدهم يعتمدون على
إبللراز العمللولت الللتي يمكللن تحقيقهللا مللن خلل النضللمام
للبرنامج ،بحيللث يكللون ذكللر هللذه العمللولت الخياليللة كافي لا ً
لقناع الشخص بالشراء .فلو لم يكن الهدف هو التسويق لما
لجأ العضاء إلى إغراء الجللدد بعمللولت التسللويق .ولللذلك ل
وق العضلو هلذه المنتجلات دون ذكللر عمللولت يمكن أن يسل ّ
التسويق ،فهللذا ينللاقض مصلللحة العضللو نفسللها الللتي انضللم
للبرنامج ابتداء من أجلها ،وهي :جللذب مسللوقين جللدد علللى
شكل متسلسل لتحقيق الحلم بالثراء الموعود.
وممللا يؤكللد أن المنتللج مللا هللو إل سللتار وهمللي ،المقارنللة
السريعة بين عمولت التسويق وبين منافع المنتجات نفسها.
فهذه المنتجللات قيمتهللا ل تتجللاوز 100دولر بحسللب سللعر
الشركة المعلن .أما العمولت فتصل كما ذكرنا إلى 25000
دولر شللهريًا ،أو مللا يعللادل 50000دولر فللي نهايللة السللنة
الولى فقط .فهل يوجد عاقللل يقصللد مللا قيمتلله مللائة ويللدع
خمسين ألفًا؟ لو وجد ذلك من شخص لما كللان معللدودا ً مللن
العقلء .فالعاقل في المعاوضات المالية يبحث عن مصلحته،
والمصلللحة هللي مللع التسللويق ،فل بللد أن يكللون القصللد هللو
التسويق.
إن هذه المنتجات ،مهمللا كللانت فائدتهللا ،ل يمكللن أن تحقللق
للمشتري منافع تتجاوز فللي قيمتهللا تلللك العمللولت الخياليللة
الناتجة من التسويق .والعبرة ،كما هو مقرر شرعًا ،بالغالب.
فقصد العمولت هللو الغللالب علللى قصللد المنتجللات ،فيكللون
الحكم مبنيا ً على ذلك.
720
ومما يؤكد أن شراء المنتجات غير مراد :أن البرامج والمللواد
التدريبيللة لمنتجللات ميكروسللوفت ،خصوصلا ً أوفيللس ،توجللد
بكثرة على النترنت ،وكثير منها متوفر مجانًا .وهنللاك برامللج
تدريبية متخصصة لجميع برامللج أوفيللس تللتراوح قيمتهللا بيللن
35-20دولرًا .أما إنشاء موقع وبريللد علللى النللترنت ،فهللذا
يمكن الحصول عليلله مقابللل 10دولر فللي السللنة بسللهولة.
بينما تبيع الشركة منتجاتها بل 99دولرا ً سنويًا .أي أنهللا تزيللد
الثمن عن المتاح فعليا ً بما ل يقل عن 55دولرًا.
وهذه الزيادة في الثمن لم تكن لتوجد لول برنامللج التسللويق
الهرمي هذا .فيقال في ذلك كما قال شيخ السلم ابن تيمية
رحمه الله" :أفل أفردت أحد العقدين عن الخللر ثللم نظللرت
هل كنت مبتاعهللا أو بللايعه بهللذا الثمللن؟" )بيللان الللدليل ،ص
،233-232ط المكتب السلمي( .فلو أفللرد النضللمام عللن
الشراء لما كان سعر السلعة بهذا المقدار.
ول يتردد المسؤولون في الشركة في التصريح بللأن التكلفللة
الفعلية للمنتجللات تعللادل 24دولرًا ،أمللا المتبقللي ،وهللو 75
دولرًا ،فهو مخصص لمصاريف "التسللويق ".ولكللن بللدل ً مللن
صرف هذا المبلغ على الدعايات والعلنللات كمللا هللو الحللال
في المنتجات الخرى ،فللإن الشللركة تصللرفها علللى عملئهللا
الذين يقومللون بشللراء منتجاتهللا .وهللذا فللي نظرهللم أفضللل
لمصلحة العميل من الطريقة "التقليدية" في العلن.
والحقيقللة أن هللذا الزعللم ينللاقض الواقللع .وبعمليللة حسللابية
بسيطة يتبّين مدى الغبن الللذي يقللع علللى العميللل أو العضللو
وق من هذا السلوب .إذ تشترط الشركة أن يستقطب المس ّ
المسوق 9أشخاص قبل أن تصللرف للله العمولللة ،وهللي 55
وق دولرا ً كما سبق .ولكللن مبيعللات 9أشللخاص )عللدا المسل ّ
نفسلله( تعنللي أن الشللركة حصلللت علللى ربللح فللوق تكلفللة
المنتجللات يعللادل 675 = 75×9دولرًا ،صللرف منهللا ،55
فيبقى 620دولرًا .أي أنه مقابل كل 9أعضاء جللدد يحصللل
وق على 55في حيللن يحصللل أصللحاب الشللركة علللى المس ّ
721
صافي ربح 620دولرًا .وهذا غبن فاحش ،فكيللف يقللال مللع
ذلك إن تكللاليف التسللويق تصللرف للعضللاء؟! فهلذا المبللغ،
وهللو 75دولر ،هللو فللي الحقيقللة رسللوم الشللتراك فللي
البرنامج ،ومعظمه كما ترى يذهب لصحاب الشركة.
ومما يبين أن الهدف من الشراء هو الشتراك في التسللويق
وليس المنتجات:
-1أن لوائح وأنظمة الشركة معظمها يتعلق بشروط وأحكام
النضمام وصللرف العمللولت ،وأمللا مجللرد الشللراء فتحكملله
بضعة فقرات .فهللل هللذا صللنيع مللن هللدفه تسللويق السلللعة
فحسب والنضمام تابع لها أم العكس؟
-2أن الشركة تشللترط للسللتمرار فللي البرنامللج لكللثر مللن
سنة دفع نفس المبلغ مرة أخرى .وواضللح أن هللذا ل لشلليء
سوى استمرار التسويق ،فالبرامللج تللم شللراؤها مللن المللرة
الولى ،والبرامللج الجديللدة إن وجللدت ل تعللادل فللي القيمللة
المبلغ المطلوب.
-3لو كانت الشركة تبيع المنتجات فعل ً لكانت تللوجه دعمهللا
لمنتجاتها ،بينما نجد من خلل لوائح وأنظمة الشركة أنها تبيع
المنتجات كما هي ودون أي مسؤولية ،في حين تقدم الللدعم
لبرامج التسويق وكسب العضللاء ،كمللا تنللص عليلله اللئحللة.
فهل هذا صنيع من يبيع منتجات حقيقية؟
-4أن الشركة تسمح لمن يرغللب فللي التسللويق دون شللراء
المنتجللات ،لكنهللا ل تتيللح للله السللتفادة مللن خللدمات موقللع
الشركة على النترنت للتسويق ،بل من خلل الفاكس .كمللا
أنها ل تقبل أن يكون من دونلله فللي التسلسللل الهرمللي هللم
أيضا ً مسوقون بدون شراء ،بل ل بد من الشللراء ممللن يليلله
لكللي يحصللل علللى العمولللة .وواضللح أن هللذا تضللييق علللى
التسويق بدون شراء .وتجدر الشارة إلى أن شللركة سللكاي
بز المريكية ،التي سبقت الشارة إليها ،تملك نفس التنظيللم
والترتيب لجراءات التسويق بدون شراء .ومع ذللك اعتلبرت
722
وزارة التجارة المريكية الشركة مجرد بناء هرمللي ول قيمللة
للمنتج )انظر التقرير المنشور في:
http://www.mlmsurvivor.com/resources/sky_biz_pvn-
.( vandernat.pdf
والحاصل أن المنتجات التي تبيعها الشركة مللا هللي إل سللتار
للنضمام للبرنامج ،بينما النضمام للبرنامج مقابل ثمللن مللن
الغرر وأكل المال بالباطل ،كما تقدم ،ومنعه محل اتفاق بين
الفقه السلمي والقانون الوضعي .فالتحيل بتقديم المنتللج ل
قيمة له في الشريعة السلمية ،لن العبرة بالمللآل ،والحكللم
يدور مع علته وجودا ً وعدمًا .فللإذا كللانت العلللة قائمللة سللواء
وجد المنتج أم لم يوجد ،فلن يغير وجوده مللن الحكللم شلليئًا.
وإذا كان القانون الوضعي عاجزا ً عن معالجللة هللذا الحتيللال،
فهو لذلك محل انتقاد من المحللين والكتاب الغربيين ،إل أن
الفقه السلمي بحمد الله أكمللل وأقللوم ،إذ هللو مبنللي علللى
الوحي الللذي ل يللأتيه الباطللل مللن بيللن يللديه ول مللن خلفلله.
ولذلك جاءت النصوص الصريحة عن النبي صلللى الللله عليلله
وسلم بسد أبواب التحايل المقيت ،مثل نهيه صلى الله عليه
وسلم عن بيعتين في بيعة ،وعن سلف وبيع ،وعللن شللرطين
فللي بيللع .كللل ذلللك منع لا ً لللتفللاف علللى أحكللام الشللريعة
المطهرة وإفراغها من مضمونها ،فهي شريعة كاملة ل نقص
فيها ول خلل} :ومن أحسن من الله حكما ً لقوم يوقنون{.
الفرق بين التسويق الهرمي والسمسرة
ومن خلل ما تقدم يتبّين أن التسللويق الهرمللي ليللس مجللرد
سمسرة كما تزعم الشللركة فللي موقعهللا ،وكمللا حللاولت أن
توحي بذلك لهل العلم الذين سئلوا عنها .فالسمسللرة عقللد
يحصللل بمللوجبه السمسللار علللى أجللر لقللاء بيللع سلللعة .أمللا
وق هو نفسه يدفع أجرا ً لكللي يكللون التسويق الهرمي فالمس ّ
وقًا ،وهذا عكس السمسرة .كما أن الهدف من التسويق مس ّ
وقين جللدد الهرمي ليس بيع بضاعة أو خدمة ،بل جللذب مس ل ّ
وقين آخرين ،وهكذا .وقد سللبق أن هللذا ليجذبوا بدورهم مس ّ
723
التسلسل ل يمكن أن يستمر بل نهاية .فهذا التسلسل باطللل
وق الخيلللر خاسلللر لنللله ل بلللد أن يتوقلللف .وحينئذ فالمسللل ّ
بالضرورة لنلله لللم يجللد مللن يقبللل النضللمام إلللى البرنامللج
الهرمللي .لكللن ل وجللود لهللذا التسلسللل فللي السمسللرة أو
التسويق العادي .فالتسوية بين المرين كالتسوية بيللن الللبيع
والربا من الذين حكى الله تعالى عنهللم فللي القللرآن} :ذلللك
بأنهم قالوا إنما البيع مثل الربا{ .وهللي كالتسللوية بيللن الللبيع
وبين العينة الممنوعة بالنص .فالتسويق الهرمللي أخللص مللن
مطلق التسويق ،وقد تضللمن مللن الخصللائص والشللروط مللا
ل ،فل يصح قياس أحدهما على الخر. يجعله عقدا ً باط ً
ومما يللبّين الفللرق بيللن المريللن أن السمسللرة أو التسللويق
وقين العادي يتم من خلل ضوابط تنظللم العلقللة بيللن المس ل ّ
لكي يضمن كل منهللم عمللولته .فالشللركة البائعللة للمنتجللات
وق )أو لكل موزع لمنتجاتها أو لكللل فللرع مللن تحدد لكل مس ّ
الفروع( نطاقلا ً محللددا ً يختللص بله ،تجنبلا ً لضللرار المللوزعين
بعضهم لبعض إذا تكدسوا في منطقة واحدة .فهللذا التكللدس
من جهة مضر بمنتجات الشركة لنه يؤدي إلى تشبع السوق
المحلي ،كما سبق .كما أنه مضللر بللالموزعين أو المسللوقين
أنفسهم ،لنه يحرم بعضهم مللن الللبيع ومللن ثللم مللن عمولللة
التسويق.
أما في التسويق الهرمي فل يوجد أي ضوابط للتسللويق ،ول
توجد حدود تنظم عمل كل موزع أو كللل سمسللار .والسللبب
أن الهدف ليس المنتجات وإنما النضمام للهللرم .والنضللمام
يتطلب أعدادا ً متزايدة مللن العضللاء الجللدد دائملًا ،ولللذلك ل
وق ،بللل توجد مصلحة من تحديد مجللال اختصللاص لكللل مسل ّ
هذا مضر بنمو الهرم ،ومن ثم بعوائد أصحاب الشركة.
وحقيقة المللر أن النظللام الهرمللي يجعللل السلللعة الحقيقيللة
التي يبيعها العضاء هي العمللولت الموعللودة مللن النضللمام
للهرم ،وليللس المنتجللات الللتي ل تتجللاوز قيمتهللا %0.2مللن
عمولت التسويق للسنة الولى فحسللب .أمللا السمسللرة أو
724
التسويق المعروف فهو نيابة في البيع مقابل عمولة .فالعائد
الحقيقي للسمسار ينبع مللن المبيعللات المباشللرة للمنتجللات
وقين على المستهلكين الفعليين ،وليس من مشتريات المسلل ّ
الجدد.
ولهذا السبب تشترط عللدة وليللات أمريكيللة أن يكللون عللائد
التسويق المباشر للمستهلك النهائي ل يقللل عللن %70مللن
إجمالي عوائد التسويق .بمعنى أل يزيد عائد التسللويق علللى
المسوقين الجدد عن %30من عوائد الشركة .ومللا ذلللك إل
تأكيدا ً للفرق بين البيع علللى المسللتفيد الفعلللي مللن المنتللج،
وقين طمعا ً وبين البيع على من يريد النضمام إلى هرم المس ّ
في العمولت الهائلة التي يعدونه بها.
الخلصة
إن البرامج القائمة على التسلسل الهرمللي ،ومنهللا البرنامللج
المللذكور فللي السللؤال ،مبنيللة علللى أكللل المللال بالباطللل
والتغرير بالخرين ،لن هذا التسلسل ل يمكللن أن يسللتمر بل
نهاية ،فإذا توقللف كللانت النتيجللة ربللح القليللة علللى حسللاب
خسارة الكثرية .كما أن منطق التسويق الهرمي يعتمد على
عوائد فاحشة للطبقات العليا علللى حسللاب الطبقللات الللدنيا
من الهرم .فالطبقات الخيرة خاسرة دائملا ً حللتى لللو فللرض
عدم توقللف البرنامللج .ول يفيللد فللي مشللروعية هللذا العمللل
وجود المنتج ،بللل هللذا يجعللله داخل ً ضللمن الحيللل المحرمللة.
والعلم عند الله تعالى.
مصادر مفيدة حول الموضوع
http://www.falseprofits.com
http://www.pyramidschemealert.org
http://www.skepdic.com/pyramid.html
http://www.ftc.gov/speeches/other/dvimf16.htm
http://www.impulse.net/~thebob/Pyramid.html
http://www.mlmsurvivor.com
حكم ) بزناس ( ومثيلتها من عمليات الخداع
محمد صالح المنجد
725
السؤال:
ظهرت قبل عدة أشهر شركة تسللمى )بزنللاس( تقللوم علللى
نوع من التسويق وتتلخص فكرتها فللي أن يشللتري الشللخص
منتجللات الشللركة لل وهللي عبللارة عللن برامللج وموقللع وبريللد
إلكتروني ل بمبلغ 99دولرا وُيعطى بعد الشراء الفرصة فللي
وق منتجاتها لخرين مقابل عمولت محددة . أن ُيس ّ
ثم يقللوم هللذا الشللخص بإقنللاع شخصللين آخريللن بالنضللمام
للبرنامج ،بمعنى أن يشتري كللل منهمللا منتجللات الشللركة ،
ويكون لهما الحق أيضا فللي جللذب مسللوقين آخريللن مقابللل
عمولت كذلك .
ثللم يقللوم كللل واحللد مللن هللذين بإقنللاع شخصللين آخريللن
بالنضمام ،وهكللذا .فسللتتكون مللن هللذه الليللة شللجرة مللن
التباع الذين انضموا للبرنامج على شكل هرم .
أمللا طريقللة احتسللاب العمللولت فتشللترط الشللركة أل يقللل
مجموع الفراد الللذين يتللم اسللتقطابهم مللن خلل المشللتري
)المشترك( ومن يليه في شجرة المشللتري عللن 9أشللخاص
من أجل الحصول على العمولة )على أل يقللل علدد العضللاء
تحت كل واحد من الثنين الولين عن اثنين ،وتبلللغ العمولللة
55دولرا ً .ويتم صرف العمولة في مقابل كل 9أشخاص )
ويسلللمى كلللل تسلللعة أشلللخاص فلللي التسلسلللل الهرملللي
"درجة" (.
ونظرا ً إلى أن الهرم يتضاعف كل مرة يضاف فيهللا مسللتوى
جديد أو طبقة جديدة للشجرة ،فإن العمولة تتزايد كللل مللرة
بشكل كبير .
إذا افترضنا أن الشجرة تنمو كل شهر ،بمعنى أنلله فللي كللل
شللهر ينضللم شخصللان لكللل شللخص فللي الهللرم ) كمللا هللو
افتراض الشركة في موقعها ( ،فهذا يعني أن العمولة الللتي
يحصل عليها العضو تصل إلى أكثر من خمسة وعشرين ألف
دولر في الشهر الثاني عشر ،ويسللتمر التضللاعف فللي كللل
شهر
726
وهذا مصدر الغراء في هذا النوع من البرامج ،فمقابل مبلغ
زهيد ل يتجاوز 100دولر ،يحصل المشترك على مئات بللل
آلف أضعاف المبلغ .
وق هذه الشركات برامجها من خلل وعود بللالثراء ولذلك تس ّ
الفاحش في مدة يسيرة من خلل النمو المضاعف للهرم .
السؤال :ما حكم هذه المعاملة خاصة أنها انتشللرت بصللورة
واضحة وتعددت القوال فيها ؟.
الجواب:
الحمد لله
الكلم على مثل هذه المعاملت التي يسرع انتشارها ويكللثر
غموضها والتباسها على العامة ،ويشتد إغراؤها ل بد فيه من
أمرين :
الول :بيان الحكم الشرعي المبني على النصوص والقواعد
الشرعية ،وعلى تصور المسألة من حيث حقيقتهللا ونتائجهللا
وتاريخها .
الثاني :علج النفس وتوطينها على الخللذ بللالحكم الشللرعي
شبه . وعدم التعلق بال ّ
دم ونظللرا ً لحاجللة المسللألة إلللى إطالللة النفللس فيهللا فسللنق ّ
بجواب مختصر للسؤال يتلوه ذكر للقواعد الشرعية في هذا
المقام وتفصيل للجواب .
الجواب المجمل على السؤال :
بالنظر إلى صورة هذه المعاملة ) بزنللاس ( وحقيقتهللا ،ومللا
ذكره مندوبو هللذه الشللركة مللن معلومللات وشللروط عنهللا ،
وكذلك ما ذكره المتكلمون عنها من أدلة وشروط للمنع منها
أو إباحتها.
وبعللرض كللل هللذا علللى نصللوص القللرآن والسللنة وقواعللد
الشريعة في أبواب المعاملت وٌأقوال العلماء يتبين أن هللذه
المعاملة محّرمة ،لعدة وجوه أهمها :
.1أن هذه المعاملة مبنية على الميسر وأكل أمللوال النللاس
بالباطل وتحللوي تغريللرا ً وخللداعا ً للنللاس وإطماعلا ً لهللم فللي
727
المال واستغلل ً لغريزة حب الكثار منلله عنللدهم .وقللد قللال
َ
س لُر مي ْ ِ م لُر َوال ْ َ خ ْ مللا ال ْ َ
من ُللوا إ ِن ّ َنآ َ ذي َالللله تعللالى ) :ي َللا أي ّهَللا ال ّل ِ
َ َوال َن ْ
مجت َن ُِبوهُ ل َعَل ّك ُ ْ ن َفا ْ شي ْ َ
طا ِ ل ال ّ ِ م
ن عَ َ
ْ م
س ِ ٌ جم رِ ْب َوالْزل ُ صا ُ َ
َ ْ
م
كلل ْ م ب َي ْن َ ُ وال َك ُ ْ
ملل َ ن ( المائدة ، 90 /وقال َ ) :ول ت َأك ُُلوا أ ْ حو َ ت ُْفل ِ ُ
ل ( البقرة ، 188 /وقال عليه الصلة والسلللم ) :إن ِبال َْباط ِ ِ
دماءكم وأموالكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا في بلدكم
هذا في شهركم هذا ( مسلللم ) ( 2137وهللذا التشللبيه فللي
الحديث يجعل هذا التحريم مغلظا جدا .
.2يتللبّين بعللد النظللر الفللاحص أن إدخللال السلللعة ل ل وهللي
البرامج والموقع والبريللد ل ل فللي هللذه المعاملللة ل يغي ّللر مللن
حكمها ،لوضوح كون هذه السلعة ليست مقصودة مللن قِب َللل
معظللم المتهللافتين علللى الشللراء .وإذا ثبللت هللذا بللالقرائن
المللذكورة فللي تفصلليل الجللواب فللإن دخللول السلللعة بهللذا
دي الشكل ل يزيدها إل حرمة لشللتمالها علللى التحايللل المللؤ ّ
إلى معاملة محرمة من معاملت الميسر .
.3المعاملة ليست من قبيل السمسللرة المباحللة مللن أوجلله
متعللددة منهللا :اشللتراط دفللع مللال للللدخول فيهللا بخلف
السمسللرة فللإنه ل يشللترط فيهللا ذلللك ،وكللذلك فللإنه ليللس
المقصود فيها بيع سلعة لمن يحتاجها وإنما بناء نظام حللوافز
سّلم جدل بأنها سمسرة فإنها محرمة لشتمالها شبكي .ولو ُ
على التغرير بالمشتري وتمنيته بالباطل وعدم نصللحه وعليلله
ح قول من أباحها على أنها سمسرة ،ولعللل ذلللك لن فل يص ّ
وروها المسللألة لللم تعللرض لهللم علللى حقيقتهللا ،أو لللم يتصل ّ
ورا صحيحا . تص ّ
وهذا الحكم منسحب في مجمله عللى كللثير ملن المعلاملت
الموجودة الن والتي تشابهها مما يطرح في السوق الن .
ومن أراد الستزادة فليراجللع تفاصلليل النقللاط فللي الجللواب
صل وما يسبقه من قواعد عامة . المف ّ
صل : الجواب المف ّ
728
قبل تفصيل الجابة على هذا السللؤال وتحقيقلا ً لمللر تللوطين
النفس على قبول الحكم الشرعي ل بد ّ مللن التقللديم ببعللض
القواعد الشرعية ونحوها التي تعين المسلم ل المذعن لحكم
الللله ل ل علللى التعامللل باطمئنللان وثقللة وانشللراح مللع هللذه
المعاملللة ومللع أمثالهللا مللن المعللاملت الللتي تفتقللت عنهللا
وستتفتق عنها عقول بعض أصحاب المشللروعات التجاريللة ،
لسيما مع توفر خمسللة عوامللل رئيسللية لنتشللار مثللل هللذه
المعاملت .هي :
-1ذيوع وسائل التصال والدعاية والعلن .
-2سهولة التواصل المالي عبر البطاقات ونحوها .
-3تزايد الحاجة للمال عند عامة الناس ،بسبب الغراق في
الكماليات .
-4وجللود أصللل غريللزة الطمللع وحللب المللال فللي النفللس
البشرية .
-5ضعف التدين وقلة تحّري الحلل عند كثير من المسلللمين
.
وفيما يلي عدة قواعد تعين على التعامل مللع هللذه المعاملللة
وما ظهر وما سيظهر من مثيلتها ينبغي النتباه لها والهتمام
بها :
-1فتنة المال من أعظم الفتن التي تؤثر على النسللان فللي
دينلله وفللي بركللة مللا عنللده مللن مللال وولللد فينبغللي الحللذر
ل مصادره أشد التحري . والتحّري في ح ّ
-2اتقاء المللور المشللتبهات ،قاعللدة مقللررة فللي الشللريعة
حتى لو لم ُيسّلم النسان بتحريم المر المشللتِبه ،كمللا قللال
النبي صلللى الللله عليلله وس لّلم ) :الحلل بي ّللن الحللرام بي ّللن،
وبينهما أمور مشللتبهات ل يعلمهللن كللثير مللن النللاس ،فمللن
اتقى الشبهات فقد اسللتبرأ لللدينه وعرضلله ،ومللن وقللع فللي
الشللبهات وقللع فللي الحللرام ( البخللاري ) ( 52مسلللم )
. ( 1599
729
) -3ما جاءك من هذا المللال وأنللت غيللر سللائل ول مشللرف
سللك ( رواه البخللاري ) ( 138 فخللذه ،ومللا ل فل ت ُْتبعلله نف َ
مرفوعا ،أي ل تجعل نفسك تتعلق بالمللال الللذي ليللس فللي
يدك دفعا ً لما يحصل في النفللس مللن حللزن وحسللرة إذا لللم
صل عليه .والنهي عن التعّلق فللي هللذا الحللديث ورد فللي تح ُ
الكلم عللن العطيللة وهللي هديللة مباحللة فللي أصلللها فكيللف
بللالتعّلق بللالموال المشللتبهة ؟ بللل كيللف بللالتعّلق بللالموال
المحرمة ؟ ،فل بلد ّ أن يكللون أكللثر أثللرا سلللبيا فللي النفللس
وأشد في المنع .
وضلله الللله خيللرا ً منلله ( رواه أحمللد ) -4من ترك شيئا ً لله ع ّ
ن ت َلَرك الحللرام ومللن تللرك مل ْ
م َوصححه اللبللاني ،وهللذا يعل ّ
المشتبه فيه .
ل أعظم وأولى بالبحث من كثرته -5الب ََركة في المال وإن ق ّ
من طريق محرم أو مشكوك فيه .
-6على المسلم أن يكون صادقا مع نفسه تمام الصدق فللي
معرفة مقصده من مثل هذه المعاملت هل هللو الرغبللة فللي
الوصول للمال والسلعة حيلة لضعاف لوم النفللس والنللاس،
أم أن السلعة مقصودة أساسا ؟ وأن يعلم أن ما يخفيلله مللن
مقاصده معلوم عنللد الللله الللذي يعلللم السللر وأخفللى ،وأنلله
سبحانه سائله ومحاسبه عن ذلك .
-7الحكللم علللى الشلليء فللرع عللن تصللوره ،وإخفللاء بعللض
المعلومات عن المفتي ل يبيح الخذ بفتواه ،ول يعللذر الخللذ
بها ما دام يعلم أن المفتي لم تعرض عليلله الصللورة كاملللة ،
طلع على حقيقة المسألة . ولم ي ّ
) -8الللبر مللا اطمللأنت إليلله النفللس واطمللأن إليلله القلللب ،
والثم ما حاك فللي النفللس وتللردد فللي الصللدر ،وإن أفتللاك
الناس وأفتوك ( رواه أحمللد ) ( 17320وقللال اللبللاني فللي
صحيح الترغيب 1734حسن لغيره .
كل المال الحرام إذا كلان معترفللا بوقللوعه فللي الحرمللة -9آ ِ
أخف جرما ممن يأكله مستعمل الخديعة والتدليس والحيللل ؛
730
لن الثاني قد أضاف إلى أكله للحرام ذنبا آخر وهللو مخادعللة
الله .قال ابن القيم ) :فتغيير صور المحرمات وأسمائها مع
بقاء مقاصدها وحقائقهللا زيللادة فللي المفسللدة الللتي حرمللت
لجلها مع تضمنه لمخادعة الله تعالى ورسوله ونسبة المكللر
والخداع والغش والنفاق إلى شرعه ودينه وأنه يحرم الشيء
لمفسدة ويبيحه لعظللم منهللا ولهللذا قللال أيللوب السللختياني
يخادعون الله كأنملا يخلادعون الصلبيان للو أتلوا الملر عللى
وجهه كان أهون ( إغاثة اللهفان . 1/354
-10ما ثبت عند النسان تحريمه فعليه أن يقطع تعّلق نفسه
به وأسفه إذا فاته ورآه عند الخريللن وليحمللد الللله علللى أن
سّلمه ،وليسأْله سللبحانه أن يبغّللض إليلله الحللرام مهمللا كث ُللر
ويرزقه دوام اجتنابه ،وأن يعينه على مجاهللدة نفسلله لقطللع
هذا التعّلق .
-11أحكام الشرع مبناها على تمام العلللم والحكمللة .وهللي
تراعي المصلحة العامة الكّليللة وإن كللان فيهللا مللا ُيظللن أنلله
إضرار ببعض المصالح الخاصلة ،فعللى المسللم أن ل ينظلر
صله هو من نفع مادي خاص وُيغفل ما ترمللي إليلله إلى ما يح ّ
الشريعة من المصلحة الكلية العامة .
أما تفاصيل الجواب فيمكن حصرها في ثلث نقاط :
أول :هذه المعاملة بناًء على تكييفها القتصادي فيها مشابهة
كبيرة بمعاملة ) التسلسل الهرمي ( أو ) التسويق الهرمي (
وإن كللانت ل تماثلهللا مللن جميللع الوجللوه ،وأصللل معللاملت
التسللويق الهرمللي يقللوم علللى بنللاء نظللام حللوافز شللبكي
هرمي ،ولم ينظر الذين وضعوها في الغرب إل إلللى كسللب
ل المصللدر وحرمتلله .وبعللرض هللذا ض النظر عن ح ّ المال ِبغ ّ
النظام على نصوص الشريعة وقواعللدها يتللبين تحريملله مللن
عدة وجوه منها :
.1بناؤه على أكل أموال الناس بالباطل نظرا ً لنه ل بد ّ لهللذا
التسلسل الهرمي من أن يكون له مستوى نهائي ،وهو آخللر
من وصل إليهم التسلسل الهرمي ،وهؤلء خاسللرون قطع لا ً
731
لمصلحة الطبقات العلى .ول يمكن نموّ الهرم إل في وجود
من يخسر لمصلحة المسلتويات العليلا اللتي تجنلي عملولت
خيالية ،وآخر طبقتين في كل فرع تكون الولى منهما كاذبة
ُتمّني التي تليها بالربح ،والطبقة الخيرة مستغفلة مخدوعللة
ستشللتري ولللن تجللد مللن تللبيعه ،وقللد تقللدم ذكللر اليللات
ددة في حرمة أكل أموال الناس بالباطل . والحاديث المش ّ
.2بناؤه على الميسر وهو أن يللدفع شللخص مللال ً مقابللل أن
يحصل على مال أكثر منه أو يخسر ماله .وهذا هو واقع من
يللدخل فللي مثللل هللذه المعللاملت ،وهللذا مللن أهللم وأوضللح
أسباب التحريم .
.3نظللرا ً لحتللواء معللاملت التسلسللل الهرمللي علللى تغريللر
وخداع ومفاسد كثيرة فقد منعتلله وحّرمتلله النظمللة الغربيللة
الكافرة ل إذا كان في صورته الخالية من إدخال سلعة فيها ل ل
ذرمللع كللونهم يللبيحون الربللا والقمللار والميسللر أص لل ً ،وح ل ّ
عقلؤهللم منلله ) انظللر الموقللع التللالي والمواقللع العديللدة
المرتبطة به . ( http://skepdic.com/pyramid.html
وبناء على ما سبق فللإن معاملللة بزنللاس الللتي ورد السللؤال
عنها تدخلها عدة أوجه من أوجه التحريم هنا بسبب مشابهتها
للتسلسل الهرمي في أصل السباب التي يحللرم مللن أجلهللا
وهي الميسر وأكل المال بالباطل .
ثانيا :إدخال السلعة في هذه المعاملة ل ينقلها إلللى الباحللة
ول يزيل أسباب التحريم بل هو أقللرب إلللى كللونه سللببا ً فللي
تشديد حرمتها .نظرا لكونه تحّيل للوصول إلللى تمريللر هللذه
المعاملللة واليهللام بكللون السلللعة مقصللودة " وتغييللر صللور
المحرمات وأسمائها مع بقاء مقاصدها وحقائقها زيللادة علللى
مللت لجلهللا مللع تضللمنه لمخادعللة الللله حّر َ
المفسللدة الللتي ُ
ورسوله " إغاثة اللهفان 1/354
ويظهللر عللدم تللأثير السلللعة فللي إباحللة المعاملللة مللن خلل
التي :
732
.1أهم دافع للشراء عند المشتركين هو التسويق ل السلللعة
بدليل أن أمثال هذه البرامج والخدمات كللانت موجللودة قبللل
ل ! فمللا الللذي هذه الشركة بسنوات ول تزال ،وبأسللعار أق ل ّ
جعل التكالب عليها بهذه الكثرة ،ومن هذه الشللركة بالللذات
سوى قصد الدخل المتولد من الشتراك فيها ؟؟.
.2الحتجاج بأن المللواد نافعللة جللدا وسللهلة ولهللا تمي ّللز عللن
غيرها وتستحق أن يدفع فيها ملائة دولر ،عللى التسلليم بله
فللي بعللض الخللدمات إل أن هللذا الكلم مخللدوش بللأن هللذه
البرامج غير محفوظللة الحقللوق فللي الموقللع عللن السللتفادة
الشخصية عبر من سبق له الشراء دون أن يللدفع المسللتفيد
الجديللد شلليئا ً ،بللل الشللتراك الواحللد يمكللن أن يسللتعمله
العشرات ويستفيدوا من كل ما فللي الموقللع مللن خللدمات .
وهللي غيللر محفوظللة الحقللوق إل عللن اسللتغللها مللن قبللل
شركات أخرى .فما الدافع لبذل المال فيها إل الللدخول فللي
هذا التسويق الهرمي )الميسر( ؟.
.3وجود شرط ملجئ للللدخول فللي هللذا التسللويق الهرمللي
ممللاثله ؛ مللن وهو شرط شراء المنتج بسعر أكثر مللن قيمللة ُ
أجل الحصول على العمولة الكبر واستعمال موقللع الشللركة
في الدعاية والتسويق .فبتلأثير الغلراء يلدفع النسلان هلذه
الزيادة الباهظة على أمل تعويضها وأكثر منها عللبر التسللويق
الذي هو قصده الول ،وهذا هللو عيلن الميسللر المنهللي عنلله
شرعا ً .
.4ذكر العمولت المغريللة نظيللر التسللويق هللو دافللع النللاس
للشراء والشتراك ،بدليل عدم شرائهم ل غالبا ل إل بذكرها .
وبللدليل إمكانيللة موافقللة البعللض علللى الشللراء دون الطلع
على فحوى المواد أو عدم الحاجة إليهللا مللن حيللث الصللل .
وواقع الكثيرين من حيث عدم السللتفادة مللن أكللثر البرامللج
يزيد تأكيد هذا ،بل البعللض لللم يسللتعمل شلليئا مللن البرامللج
أصل .
733
.5المبلغ المطلوب للشتراك ) 99دولرا( يوازي فللي بعللض
البلد راتب شهر أو يزيد ،ويمتنع في عادة الناس دفللع مثللل
هللذا المبلللغ نظيللر هللذه البرامللج إل مللع وجللود قصللد الربللح
مل تحصيُله ،ومللع ذلللك يكللثر شللراؤها بللل قللد يقللترض المؤ ّ
النسان من أجلها .
.6من اشترى من أجل المنتج ) السللعة ( عنلدما يعلللم بلأن
الشركة تصّرح بأن ثلثة أرباع ما دفعه سُينفق على التسويق
بدل من شركات العلن فإن ذلك سيحّفزه نفسيا للشللتراك
في التسويق لتعويض ما دفعه من زيادة كبيرة علللى القيمللة
فيدخل في عملية التسويق ،ثللم ينسللاق وراءهللا ول يتوقللف
عند تعويض خسارته ،بل يواصل العملية .
.7بعض المتهافتين يشتري سلعة هذه الشركة أكثر من مرة
دث بنفسه إلى مللائة مللرة !! ل ل ل ووصلت عند بعضهم كما ح ّ
مللع العلللم أن الشللراء مللرة واحللدة كفيللل باسللتفادة هللذا
المشترك من كل البرامج في أي جهاز شاء وفي أي وقللت ،
وهذه الصورة ل يشك أحد فللي كونهللا ميسللرا ،وفيهللا دليللل
واضح علللى أن قصللد هللذه المعاملللة إنمللا هللو هللذا التعامللل
الميسري .
.8تلللزم الشللركة المشللتركين لسللتمرارهم فللي التسللويق
واستمرار العمولت المتضاعفة لهم بتجديد الشتراك سللنويا
بنفس المبلغ ،زعما بأنهللا ستضلليف خللدمات جديللدة ،وهللذا
التجديد ل على التسليم بحصوله ل عبارة عن شللراء لمجهللول
بثمن معلللوم ؛ إذ هللذا المسللتحدث قللد يكللون قليل أو يحللوي
برامج ليس للمشترك عناية بها ،وهذا الشراء محّرم لما فيه
من الغرر وجهالة أحد طرفي البيع جهالة مؤّثرة .
.9رجوع النسان إلى نفسه لمعرفة نّيتله وقصلده ملن هلذه
المعاملللة يسلّهل عليلله إدراك أن المقصللد هللو الللدخول فللي
التسويق الهرمي خاصة مع وجود أكثر ما يحتاجه من البرامج
والخدمات مجانا أو بسعر أقل بكثير في مواقللع أخللرى ،مللع
734
إمكانية تركه لشراء ما ل يحتاجه مللن البرامللج إمللا لسللهولته
عليه أو عدم اهتمامه به .
ثالثا :المعاملة ليست من قبيل السمسرة المباحة لختلفهللا
عنها في نقاط جوهرية ُتغّير الحكم وتمنع إلحاقها بهللا ،ومللن
ذكر من المفتين أنها سمسرة فإنمللا أجللاب علللى أسللئلة لللم
ور للله المسللألة تصللويرا ً يذكر فيهللا مللن التفاصلليل الللتي تصل ّ
صحيحا ً مما يجعلل فتللواه غيلر منطبقللة علللى الواقلع ،وملن
ح للمسلألة ، شلروط صلحة الحكلم بنلاؤه عللى تصلوّرٍ صلحي ٍ
يوعليه فل يجوز للنسان أن ُيقل ّللد ملن يعلللم أن حكملله مبنل ّ
على تصوير ناقص للمسألة .
ومن الفروق بين هذه المعاملة وبين السمسرة المباحة :
ة
.1أن السمسرة هي دللة علللى سلللعة أو منفعللة مقصللود ٍ
ة لينتفللع بهللا ،
لذاتها ستصل في النهاية إلى المسللتفيد حقيقل ً
أما عملية التسويق الموجللودة فللي هللذه الشللركة فهللي بيللع
فرص تسللويق علللى أشللخاص ليبيعوهللا لغيرهللم لتصللل فللي
ملللونه مللنالنهاية إلللى شللخص أو أشللخاص ل يجللدون مللا يؤ ّ
العقد .
735
وقه مللن .5في السمسرة يأخذ السمسار على قللدر مللا يس ل ّ
السلع ،أما في هذه المعاملة فقد يشترك اثنان في عدد من
وق لهم السلعة مباشرة أو بالتسللبب ويكللون بينهمللا مللن ُتس ّ
التفاوت في العمولت فرق كبير جدا بسللبب مللا يشللترطونه
من كيفيللة لسللتحقاق العمولللة ،وهللذا يؤكللد أن بنللاء شللبكة
دعون من السلع ة ل ما ي ّالتسويق الهرمي هو المقصود أصال ً
.
وهذه الفللروق الخمسللة بيللن المعللاملتين تللدل علللى اختلف
حقيقتهما بملا يمنلع ملن إباحلة معامللة بزنلاس قياسلا عللى
السمسرة ،لسيما أن في معاملللة بزنللاس أسللباب واضللحة
للتحريم كما سبق .
.6لو فرضنا أنها سمسرة ل وهذا غير صحيح لل فللإن الحرمللة
وق ل يمكللن أن ي ُللبّين لمللن تللدخلها مللن جهللة أن هللذا المس ل ّ
يعللرض عليلله أن هللذه السلللعة يوجللد مثلهللا فللي غيللر هللذه
الشركة بربع المبلغ أو نصفه ،أو أنلله قللد ل يحتللاج لبعضللها ،
فضل عن أن يخبره بإمكان الستفادة الشخصية الكاملة منها
وق الخاص دون التأثير عليه ودون من الموقع عبر رقم المس ّ
كز معه علللى ذكللر العمولللة الكللبيرة دفع شيء ،ول بد أن ير ّ
وق . التي سيحصل عليها إذا اشترى وس ّ
.7مللن جعلهللا سمسللرة وأباحهللا اشللترط أن ل يكللون فللي
تسويقها مخادعة أو أن ل يمدحها بما ليس فيهللا ،وهللذا غيللر
وقين لما سبق بيانه . متحقق عادة عند كثير من هؤلء المس ّ
وبهذا التفصيل في الجواب يتبّين حرمة هذه المعاملة وحرمة
مثيلتها ،ونصيحتنا في هللذا المقللام لصللحاب هللذه الشللركة
ومندوبيها أن يتقوا الله في البحث عن مصادر الرزق البعيدة
عن الحرمة أو الشبهة ،وأن يتقوا اللله فلي أملوال إخللوانهم
المسلللمين قبللل أن ل يكللون درهللم ول دينللار وإنمللا هللي
الحسنات والسيئات ،وليس هناك إل جنة أو نار .
وصلى الله وسّلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
.
736
السلم سؤال وجواب )(www.islam-qa.com
حكم التعامل مع شركة )بزناس كوم(
د /أحمد بن موسى السهلي
رئيس جمعية تحفيظ القرآن الكريم بمحافظة الطائف
مقدمة لبد منها :
الحمد لله رب العالمين ،والصلة والسلم على سيد النبيللاء
والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
أما بعد :فقد سأل كللثير مللن إخواننللا المسلللمين عللن حكللم
التعامل مع شركة ))بزناس كوم(( ؟ منهم :د /فواز الزايدي
،وسللطام الغامللدي ،وفيصللل الثبيللتي ،ونبيللل الشللامي ،
وأناس آخرون حضروا للمسجد ،وآخرون عبر الهاتف ،فقللد
رأيت أن تكون الجابة محررة .
نظرا ً لن هذه الشللركة كغيرهللا مللن الشللركات والمعللاملت
التجارية المعاصرة التي استحدثت في هذا العصر ،والجابللة
عليها يحتاج إلى معرفة نظللام هللذه الشللركة وطريقتهللا فللي
البيع والشراء وشروطها ؛ إذا ً لبد من تصورها وتكييفها فقهيا ً
لن الحكم على الشيء فرع تصوره – ول سيما وقللد نشللأت
في هذه العصور عقود تجارية هي من صياغة اليهود ،الللذين
يقوم اقتصادهم علللى الربللا والتحايللل علللى مللا حلّرم الللله –
وكثير من المعاملت المعاصللرة ل عهللد لهللل السلللم بهللا ؛
واليهود معلوم عنهم مكرهم ودهللاؤهم وتلعبهللم بالشللرائع ،
وتحايلهم على ما حّرم الله ،وأصبحوا في هذا العصر – هم -
رواد التجارة العالمية ومنظروها ،ولهم أساليبهم في الحيللل
والدعاية والعلم واستحلل ما حّرم الللله – ومللن هنللا يجللب
على طالب العلم الشرعي والعالم والمفتي للناس أن يكون
على حذر من لعب اليهود وحيلهم ،وقد كثر في هللذا العصللر
التحايل على الربا والقمار والميسللر ،فحسللن الظللن بقللادة
التجلارة العالميلة ورطلة للذا فلإني أههيلب بإخواننلا العلملاء
الصالحين الذين يحسنون الظللن ويسللتندون إلللى أن الصللل
فللي المعللاملت القاعللدة الشللرعية الصللحيحة المعروفللة
737
)الباحللة( ،هللذه القاعللدة اسللتغلها كللثير مللن عب ّللاد الللدينار
والدرهم – الذين دعى عليهم رسللول الللله صلللى الللله عليلله
وسلم بالتعاسة – نسأل الله العافية .
لللذلك طلبللت مللن الخللوة السللائلين إحضللار نظللام الشللركة
لقراءتلله والطلع عليلله وقللد قمللت – والحمللد لللله -بقللراءة
نظللام شللركة )بزنللاس كللوم( ،لكللي أسللتطيع أن أكتللب فللي
المسألة فقهيا ً عن تصور بحسب ما يظهر لي – ثللم اطلعللت
علللى مللا كتبلله الخ الفاضللل الللدكتور /سللامي بللن إبراهيللم
السللويلم – عللن تصللوره وفهملله لهللذه الشللركة وتصللويره
للمسألة فجللزاه اللله خيللرا ً ،فقللد أفللادني كللثيرا ً حللول هللذه
الشركات العالمية.
وقبل الجابة عن حكم التعامل مللع شللركة ))بزنللاس كللوم((
أود أن أضع بيللن يللدي المسللتفتين بعللض قواعللد المعللاملت
الشرعية الجامعة لصول ما يحل وما يحللرم مللن المعللاملت
التجارية لتكون منطلقا ً لمعرفللة الحكللم علللى هللذه الشللركة
وغيرها من البيوع المستحدثة في هذا العصر .
ل :أن من فضل الله تعالى على أمللة السلللم – أن الحلل أو ً
بّين ،وأن الحرام بّين ،وأن ملن تملام الشلريعة وكمالهلا أن
رسولها -محمد صلى الله عليه وسلم ُ -أعطي جوامع الكلم
،وأنه الشارح والمبّين لمللا ُأجمللل فللي القللرآن الكريللم مللن
ن مل ْ
م ِ ه ل َك ُل ْ ل الل ّل ُ مللا أ َن ْلَز َ م َ
أمثال قول الله تعالى } :قُ ْ َ َ
ل أَرأي ْت ُ ْ
م عَل َللى ل َأالل ّله أ َذن ل َك ُل َ
مأ ْ ْ ُ ِ َ حلل ً قُ ل ْ حَرام لا ً وَ َه َمن ْ ُ جعَل ْت ُ ْ
م ِ ق فَ َرِْز ٍ
َ
من ُللوا ل نآ َ ذي َ ن { النحل .وقوله تعالى َ }:يا أي َّها ال ّل ِ الل ّهِ ت َْفت َُرو َ
ض را تلل ن عللَ ً ةر جا ِ ت ن ن تَ ُ
كو تأ ْك ُُلوا أ َموال َك ُم بينك ُم بال ْباطل إل ّ أ َ
ٍ َ َ ْ َ َ َ ْ ْ َ َْ َ ْ ِ َ ِ ِ ِ ْ َ َ
حيما ً { النساء . م َر ِ ن ب ِك ُ ْكا َ ه َ ن الل ّ َ
م إِ ّ م َول ت َْقت ُُلوا أنُف َ
سك ُ ْ من ْك ُ ْ
ِ
فقد وردت أحاديث تبين معنى التراضي ،والمراد بلله شللرعا ً
وليس كل تراضي بيللن المتبللايعين معتللبر شللرعا ً – فالرضللى
المعتبر شرعا ً بين المتعاملين هو الرضى المنضبط بضللوابط
الشللرع فللي الللبيوع ،فلللو تراضلليا المتعاقللدين علللى عقللود
محرمة لم ينفعهما رضاهما لن العبد ليللس للله أن يفعللل مللا
738
يشاء ،وإنما له أن يفعللل مللا أجللازه الشللارع ،فالعبللد مقيللد
بالعبودية لله ،والتعبد بشرعه ؛ فل يجللوز للله أن يخللرج عللن
أحكام شرع الله تعالى – بحجة الرضى. -
القاعدة الثانية :
أن هناك أصل ً جامعا ً للمنهيات والمأمورات قائما ً على العدل
والقسط ،فالشللارع ل يللأمر إل بمللا فيلله صلللح النللاس فللي
دينهم ودنيللاهم ،ول يح لّرم عليهللم إل مللا فيلله ضللرر وفسللاد
عليهم في دينهم ودنياهم ،ول يشذ عن هللذا القاعللدة شلليء
كما ذكر الله تعالى في وصف شريعته الغللراء الخالللدة علللى
م ْ
مُرهُ ْ الزمللن ،الصللالحة لكللل زمللان ومكللان فقللالَ }:يللأ ُ
م
ح لّر ُ ت وَي ُ َ م الط ّي ّب َللا ِ ل ل َهُ ل ْ حل ّ منك َرِ وَي ُ ِ ن ال ْ ُ م عَ ْ ف وَي َن َْهاهُ ْ معُْرو ِ ِبال ْ َ
ت ل ال ّت ِللي ك َللان َ ْ غل َ م َوال َ ْ ص لَرهُ ْ م إِ ْ ض لعُ عَن ْهُ ل ْ ث وَي َ َ خب َللائ ِ َ م ال ْ َعَل َي ْهِ ل ْ
مَر َرّبللي عَل َيهم {(157) ...العراف .وقال سبحانه }:قُ ْ َ
لأ َ ِْ ْ
مللاش َ ح َ وا ِ م َرّبي ال َْف َ حّر َ ما َ ط { (29) ..وقال }:قُ ْ
ل إ ِن ّ َ س ِ ِبال ِْق ْ
َ
كوا ش لرِ ُ ن تُ ْ ح لقّ وَأ ْ ي ب ِغَي ْلرِ ال ْ َ م َوال ْب َغْ ل َ ن َوال ِث ْ َ ما ب َط َ َ من َْها وَ َ ظ َهََر ِ
َ
مللا ل ن ت َُقول ُللوا عَل َللى الل ّلهِ َ طانا ً وَأ ْ س لل ْ َ ل ب ِلهِ ُ م ي ُن َلّز ْ مللا ل َل ْ ِبالل ّهِ َ
ن ){ (33 مو َ ت َعْل َ ُ
فكل ما أبللاحته الشللريعة السلللمية قسللط وعللدل ،وصلللح
وخير ،ومنافع للناس ،وكللل مللا نهللت عنلله وحرمتلله ،ظلللم
وجور ،وفساد وضرر ،ومن تتبللع أحكلام الشلريعة السللمية
يجدها ل تخرج عن هذا الصل الصيل ،ومن ذلك المعاملت
المالية .
القاعدة الثالثة:
الصل في المعاملت التجارية الذن ،والباحللة والحللل – فل
يمنع ول يحرم إل ما ورد الشرع بتحريمه ومنعلله ،قللال الللله
َ
م الّرَبا { حّر َ ه ال ْب َي ْعَ وَ َل الل ّ ُ ح ّ تعالى }:وَأ َ
َ ْ َ
ل) م ِبال َْباط ِ ِ م ب َي ْن َك ُ ْوال َك ُ ْ
م َ مُنوا ل ت َأك ُُلوا أ ْ نآ َ ذي َوقال َ }:يا أي َّها ال ّ ِ
. { (29
ومعنى )بالباطل( بللالحرام كالربللا والغللرر والجهالللة وبيعللتين
في بيعة ..الخ .
739
وهذا شامل لجميللع أنللواع التجللارات فمللتى جمعللت التجللارة
والمعاملة المالية ،الرضى المعتبر شرعا ً ،والصدق والبيللان
والعدل وعدم الغرر ،وعدم الغللش ،وعللدم الخللداع ،وعللدم
التغرير ،وتوفرت شروط البيع الصحيح التي استنبطها فقهاء
السلم من كتاب الله تعللالى الفرقللان وسللنة رسللوله صلللى
الللله عليلله وسلللم المللأمور بالبيللان ،عللن تللراض بيللن البللائع
والمشتري ،وكون البائع والمشتري جللائز التصللرف ،وكللون
ل ،والمبيع ملك لا ً للبللائع ،قللادرا ً البللائع علللى تسللليم المبيع ما ً
المبيع للمشتري ،والمشتري قادر على دفع الثمن ،والمللبيع
مباح لًا ،والثمللن معلوم لًا ،والمللبيع معلوم لًا ،لكللل مللن البللائع
والمشللتري ،إمللا بمشللاهدة ورؤيللة ،وإمللا بوصللف – وان ل
يكون البيع معلق بشللرط ،فل بللد مللن التنجييللز فللي الللبيع –
يعني :إذا توفرت الشروط وانتفت الموانع .
القاعدة الرابعة :
تأكيدا ً لما قبله حّرم الشارع الحكيم بعض المعللاملت رحمللة
منه بعباده لما فيها من الضرر ،فحّرم السلم الربا والقمللار
والميسر والغللرر لن فللي الغللرر مخللاطرة ؛ لكللونه مجهللول
العاقبة – المفضللية إلللى النللزاع والشللقاق والخصللام والغبللن
ماوالتحسر والتألم الذي من أجله حّرم الخمر والميسر } :إ ِن ّ َ
ضللاَء فِللي ال ْ َ طا َ
ر
مل ِ خ ْ داوَةَ َوال ْب َغْ َ
م ال ْعَل َ
ن ُيوقِعَ ب َي ْن َك ُ ْنأ ْ شي ْ َ ُ ريد ُ ال ّ يُ ِ
َ
مل أن ْت ُل ْ صلللةِ فَهَل ْن ال ّ ن ذِك ْلرِ الل ّلهِ وَعَل ْ م عَل ْصلد ّك ُ ْ
سلرِ وَي َ ُ َوال ْ َ
مي ْ ِ
ن ) { (91المائدة .أقول : منت َُهو َ ُ
حّرم التغرير بالناس والتدليس والغش والخداع .
حّرم بيع الحاضر للبادي – أي ل يكون له سمسارا ً .
وحّرم تلقي الركبان .وحّرم بيعتان في بيعة .
القاعدة الخامسة :
أن ل يشتمل عقد الللبيع علللى تللرك واجللب كللالبيع بعللد نللداء
الجمعللة الثللاني ،أو وسلليلة لفعللل محلّرم كللبيع العنللب لمللن
يتخذه خمرا ً ،وما شابه ذلك .
740
والخلصة أن المعاملت المالية تدور مع المصلحة الراجحة ،
وتبتعد عن المفاسد الراجحة ،وكما قلال شليخ السللم ابلن
تيمية والعز بن عبد السلم والشاطبي وابن القيم وغيرهللم :
)) إن الشللريعة مللا جللاءت إل لتحقيللق مصللالح العبللاد فللي
العاجل والجل وذلك بتحصيل المصللالح وتكميلهللا ،وتعطيللل
جللح خيللر الخيريللن ،وتللدفع شللر المفاسد وتقليلها ،فهللي تر ّ
صل أعظم المصلحتين بتفويت أدناهمللا وتللدفع الشرين ،وتح ّ
أعظم المفسدتين باحتمال أدناهما ((.
ثانيللا ً :وقبللل الجابللة – علللى السللؤال – أود أن أشللكر الخ
الدكتور /سامي السويلم الذي قللام مشللكورا ً بدراسللة نظللام
الشركة وموقف حكومات الغرب منها ،وتكيفه للموضللوع –
وإبدائه وجهة نظره ،ومن حقه ومللن حللق كللل طللالب علللم
شللرعي يملللك آلللة الجتهللاد والسللتنباط ومعرفللة الشللباه
والنظائر ،وأن يتبين موقف الشريعة السلمية فيما يجد من
قضلللايا العصلللر المتشلللابكة فلللي إطلللار قواعلللد الشلللريعة
السلمية .
أما رأي في التعامل مع شركة ))بزناس كوم(( – بيعا ً وشراء
فل يجوز ،وذلك لما يلي :
-1العقد اشتمل على غرر ،ومقامرة ،وبينه وبين )يانصيب(
شبه كبير كما ظهر لي .
-2اشتمل العقد على مضمون نهي الرسول صلى الله عليه
وسلم عن بيع الحاضر للبادي.
-3اشتمل على بيعتين في بيعة .
)) توضيح لبعض الفقرات السابقة ((
لقلللد حلللّرم السللللم الميسلللر – القملللار – فقلللال تعلللالى :
} يسأ َ
ع
من َللافِ ُ م ك َِبي لٌر وَ َ ما إ ِث ْل ٌل ِفيهِ َ سرِ قُ ْ مي ْ ِ مرِ َوال ْ َ خ ْن ال ْ َ ْ َ ع َ
ك َ نلوُ َ ْ
َ
ما ) { (219البقرة. ن ن َْفعِهِ َ م ْما أك ْب َُر ِ س وَإ ِث ْ ُ
مه ُ َ ِللّنا ِ
َ
س لُر مي ْ ِ م لُر َوال ْ َ خ ْ مللا ال ْ َ من ُللوا إ ِن ّ َ
نآ َ ذي َ وقللال أيض لا ً }:ي َللا أي ّهَللا ال ّل ِ
َ َ
مجت َن ُِبوهُ ل َعَل ّك ُ ْن َفا ْ طا ِ شي ْ َ ل ال ّ م ِن عَ َ م ْ س ِ ج ٌ م رِ ْ ب َوالْزل ُ صا ُ َوالن َ
طا َ
داوَةَ م ال ْعَل َ ن ُيوقِلعَ ب َي ْن َك ُل ْ نأ ْ شلي ْ َ ُ ريلد ُ ال ّ مللا ي ُ ِ ن ) (90إ ِن ّ َ حو َ ت ُْفل ِ ُ
741
كلرِ الّللهِ وَعَل ْ
ن ن ذِ ْ
عل ْ صلد ّك ُ ْ
م َ سرِ وَي َ ُ مرِ َوال ْ َ
مي ْ ِ ضاَء ِفي ال ْ َ
خ ْ َوال ْب َغْ َ
ن ) { (91المائدة . الصلة فَه ْ َ
منت َُهو َم ُ ل أن ْت ُ ْ ّ ِ َ
هللذه اليللات معناهللا كمللا قللال علمللاء التفسللير )):إن الللله
سبحانه وتعالى جمع هذه المحرمات الربع :الخمر ،الميسر
،النصاب والزلم فللي آيللة واحللدة ،حيللث قللرن الميسللر –
القمار – بالخمر والنصاب والزلم – نظرا ً لمللا للميسللر مللن
إشغال للقلب والفكر عن مصالح الدين والللدنيا ،وإيقللاد نللار
العداوة والبغضاء بيللن أصللحابه ،وقليللله يللدعو إلللى كللثيره ،
ويفعل بالعقل والفكر ما يفعل الخمر ويصللير صللاحبه عللاكف
عليه عكوف شارب الخمر على خمللره ؛ لنلله ل يسللتحي ول
يخاف كما يخاف شارب الخمر .
وقللد ثبللت عللن الصللحابة أن الميسللر مللذهب للعقللل سللالب
للمللال ،ولللذلك قللال شلليخ السلللم ابللن تيميللة رحملله الللله
تعالى )):أن مفسدة الميسر أعظم من مفسدة الربللا ،لنلله
يشللتمل علللى مفسللدتين مفسللدة أكللل المللال الحللرام ،
ومفسدة القمار المحرم (( ]مجموع الفتاوى:ج .[32/237
ولم يفرق فقهاء السلم بين الميسر والقمار والغرر إل فللي
صور يسيرة – والغرر حرام كما ثبت نهي الرسول صلى الله
عليه وسلم ،عنه في أحاديث عدة في صحيح مسلم غيللره :
)) نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن بيع الغرر ((
فما هو الغرر ؟ هو ما كان عاقبته مجهولة ؛ لنلله قللائم علللى
الحتمال والشك والتردد – وهللذا الللبيع بيللع شللركة ))بزنللاس
كوم(( عاقبته مجهولة فيسري في هذا اللبيع ملا قلاله فقهلاء
السلم عن تعريف الغرر أنه يقوم على الغنللم والغللرم – أي
أنه متردد بين أمريللن الغنللم – والغللرم ،وكللل مللا تللردد بيللن
الغنللم والغللرم فهللو غللرر مح لّرم عنللد جميللع الفقهللاء لنهللي
الرسول -صلى الله عليه وسلم -الصريح فللي ذلللك (( راجللع
إن شئت :فتاوى شيخ السلم ج – 491-483-29/22وفقه
المعاملت للمام ابن سيرين مقارنا ً بفقه الصحابة والتللابعين
والئمة الربعة – لكاتب هذه السطر ج – 161-1/145فللإن
742
فيه خلصة كلم أهل العلم في بحث القمار والغللرر ،وراجللع
في بحث ))يانصيب(( ما كتبه الشيخ محمد رشلليد رضللا فللي
تفسيره المنار عند كلمه على الميسللر وراجللع أيض لا ً فتللاوى
اللجنللة الدائمللة فللي المملكللة السللعودية ج 15/200ومللا
بعدها .
وستجد صورا ً مشابهة لشركة بزناس كوم – والفقه يللا أخللي
المسللتفتي إنمللا هللو الشللباه والنظللائر ،ومعرفللة القواعللد
الشللرعية – وليلس حفللظ المتلون فقللط ،وإن كلان الحفلظ
مطلوبًا.
ثانيللا ً :العقللد فللي شللركة بزنللاس كللوم ،مشللتمل علللى
السمسرة المحرمة – التي هي داخلة في بيع الحاضر للبادي
،وقد نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن بيع الحاضر
للبادي.
وذهب جمهور الفقهاء إلى تحريم بيع الحاضر للبادي – راجللع
إن شئت كتاب فقه المعاملت عند ابن سلليرين لكللاتب هللذه
السطر ج .9،291-202/2 ،161-1/145
ثالثًا :يشتمل العقد في شركة ))بزناس كوم(( ،علللى بيعللتين
في بيعة ،وكذلك بيع وشرط – وهو شرط خارجي ليس مللن
مقتضى العقد ،وذلك أن الشللركة تشللترط علللى المشللتري
للموقللع – أو المنتللج – أن يللأتي بأشللخاص – ول تعطيلله مللا
يسللللمى بالعمولللللة – أو السمسللللرة إل إذا جللللاء بالعللللدد
المطلوب ،إضافة إلى الغرر الموجود ،ومجيء الزبائن أمللر
مجهول ،هل يجد أشخاصا ً أم ل ؟ إذا ً :هو غرر وداخللل فللي
بيعتين في بيعة ،وقد نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم
)) :عن الغرر وعن بيعتين في بيعة (( .
إضافة إلى وجود شرط يخلالف مقتضلى الللبيع ،وهلو تعليللق
البيع على شرط
راجع إن شئت :المغنللي لبللن قدامللة ج ،6/118،308،332
وكشاف القناع ج ،3/193ونيل الوطار للشوكاني ج .6/288
والخلصة :
743
والذي يظهر لي أن التعامللل مللع هللذه الشللركة ل يجللوز لمللا
ذكرت سابقا ً ،ولما ُأأكده لحقا ً :
-1ما فللي هللذا الللبيع مللن المقللامرة والمغالبللة والمخللاطرة
والجهالة ،فالشراء للمنتج بنية إحضار زبائن ممللا يللدل علللى
أن المشتري يشتري الموقع ل غرض للله فيلله – إل الحصللول
علللى المكاسللب مللن الزبللائن فللي التنظيللم الهرمللي ،وقللد
صدرت فتوى من اللجنة الدائمة بعللدم جللواز شللراء السلللعة
من أجل الجائزة ،والمشتري هنا في شركة بزناس يشللتري
ل زبللون خمسللة دولرات ،وفللي هللذا محللاذير مقابللل كلل ّ
شرعية :منها أكل المال بالباطل الذي قال عنه الله تعللالى:
َ ْ َ
ل ) ..... م ِبال َْبا ِ
طل ِ وال َك ُ ْ
م ب َي ْن َك ُل ْ مل َمُنوا ل ت َأك ُُلوا أ ْ
نآ َ } َيا أي َّها ال ّ ِ
ذي َ
{ (29النساء.
ومعنى أكل المال بالباطل :أي بالحرام كالربا والغللرر ،ومللا
شابه ذلك من المكاسب غير الشرعية ،ومن سللائر صللنوف
الحيل ،وإن ظهر في قالب الحكم الشرعي ممللا يعلللم الللله
أن متعاطيها إنما يريد الحيلة .راجع إن شللئت :تفسللير ابللن
كثير ))العمدة(( ج . 1/147
وراجللع فللي المسللألة :فتللاوى اللجنللة الدائمللة للفتللوى فللي
المملكللة السللعودية ج ، 193-15/192لمللا فللي المسللألة
المدونة من الشبه بينها وبيللن شللركة )بزنللاس كللوم( إضللافة
إلى الشروط التي تنافي مقتضى العقد .
-2نصيحة محب :
إن أقل الحتمالت أنه من المور المشللتبهات – فمللن اتقللى
الشبهات فقد استبرأ لدينه وعرضه – والمسلم مطللالب بللأن
يكون كسبه يقوم على الطرق الشرعية الصحيحة ،وقد بّين
س
رسول ا لله صلى الله عليه وسلم ،أنه »يللأتي علللى النللا ِ
ن الحرام«. ل أم م َ ن الحل ِ م َ خذ َ منه أ ِ ن ل ُيبالي المرُء ما أ َ زما ٌ
رواه الشيخان.
744
فيجب عليك – أخي المستفتي – أن تتحرى الطرق الشرعية
الصللحيحة لكسللبك ،وأن تكللون حلل ً ل شللبهة فيهللا حللتى ل
يسرى فيك نص الحديث السابق.
وقد كثر فللي هللذا العصللر التسللاهل بحجللة مللا يسللمى بفقلله
التيسير وارتكللب النللاس مللن خلل – هللذه النغمللة الجديللدة-
طرقللا ً محرمللة فللي الللبيع والشللراء وأكللل أمللوال النللاس
بالباطل ،وكم كان النبي -صلى الله عليلله وسلللم -حريص لا ً
على أمته أن ل يأكلوا إل طيبا ً كما كان يأكل الرسللول صلللى
َ
ل ب ل َ ي َْقب َل ُ ه ط َي ّل ٌ ن الل ّ َ س إِ ّ الله عليه وسلم ،فقال » :أي َّها الّنا ُ
َ إل ّ ط َيبًا .وإن الل ّ َ
ل: ن .فََقا َ سِلي َ مْر َ مَر ب ِهِ ال ْ ُ ما أ َ ن بِ َ مِني َ مؤ ْ ِمَر ال ْ ُ هأ َ َ َِ ّ ّ ِ
مللا ً ُ ّ ُ ُ س ُ َ
صللاِلحا إ ِن ّللي ب ِ َ ملللوا َ ت َواعْ َ ن الطي َّبا ِ م َ ل كلوا ِ } َيا أي َّها الّر ُ
َ
ل } :ي َللا أي ّهَللا م{ )32المؤمنللون اليللة (15 :وَقَللا َ ن عَِلي ل ٌ مُلو َ ت َعْ َ
م { )2البقللرة اليللة: مللا َرَزقْن َللاك ُ ْ ت َ ن ط َي َّبا ِ م ْ مُنوا ك ُُلوا ِ نآ َ ال ّ ِ
ذي َ
شع َ َ َ
مد ّ َيللد َي ْهِ ث أغْب ََر .ي َ ُ سَفَر .أ ْ َ ل ال ّ طي ُ ل يُ ِ ج ُم ذ َك ََر الّر ُ .«(271ث ُ ّ
مَ ،و حَرا ٌ ه َ شَرب ُ ُ م ْ م ،وَ َ حَرا ٌ ه َ م ُمط ْعَ ُ ب وَ َ ب َيا َر ّ ماِءَ .يا َر ّ س َإ َِلى ال ّ
َ
ب ِلذاِلك؟«.رواه جا ُ ست َ َ م .فَأّنى ي ُ ْ حَرا ِ م ،وَغُذِيَ ِبال ْ َ حَرا ٌ ه َ س ُمل ْب َ ُوَ َ
البخاري ومسلم .
فليحذر المسلمون من التجارة العالمية وشركاتها ،وليحرص
المسلم على البعد عن معاملت اليهود وعدم التللأثر بللأخلق
اليهود في التعامللل المللالي وغيللره ،لن بريللق المللال جعللل
اليهود يحتالون على ما حّرم الله من قديم الزمان ،كملا هلو
معلللوم لكللم فللي الشللحوم ،وصلليد السللمك والربللا ..الللخ ،
ولكونهم في هذا العصر هم قادة التجارة العالمية ومنظريهللا
ومروجيها ،فهم يبتكرون وسائل كثيرة للتحايللل علللى الللله ،
فقللد رأينللا فللي أسللواق المسلللمين أمللورا ً ل عهللد للتجللار
المسلمين بها ،ول تمت إلللى المعللاملت السلللمية بصلللة ،
والفقه السلمي ل ينشأ في أحضللان الحيللل اليهوديللة ويبللدأ
يبحللث عللن الحلللول وتصلليد النصللوص لسلللمة المعللاملت
اليهودية ،فقد قدم الرسول -صلى الله عليه وسلللم -وفللي
المدينة بيوع – فحّرمها ونهللى عنهللا ،وأق لّر مللا ينللدرج تحللت
745
القواعد الشرعية من العللدل والقسللط ،ونهللى عمللا يسللبب
العداوة والبغضاء .
وأخيرا – فالذي ظهر لي -أن نظلام شلركة ))بزنلاس كلوم((
يقوم على الغرر والمقللامرة وأكللل أمللوال النللاس بالباطللل ،
والبيع والشراء في السلم ل يقوم على التسلسللل الهرمللي
كما هو في شركة ))بزناس كوم(( ،وكللذلك الشللروط الللتي
تخالف مقتضى العقد .هذا ما ظهر لي .
والله أعلم ،وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسّلم.
كتبه
د /أحمد بن موسى السهلي
رئيس جمعية تحفيظ القرآن الكريم بمحافظة الطائف
والمدرس في جامع المير أحمد بن عبد العزيز بالطائف
Alkhalil123@hotmail.com
التكييف الفقهي لشركات التسويق الشبكي
شركة بزناس
إبراهيم أحمد الشيخ الضرير
مركز الكلم الطيب للبحوث والدراسات
أسس الشركة كل من السيد/علي الشرجي عماني الجنسية
والسيد/عمران خان باكسللتاني ,وكلهمللا صللاحب خللبرة فللي
التسويق الشبكي.
بدأت الشركة عملها في أكتوبر 2001
مقر الشركة الم بسلطنة عمان
تدار عملياتها بواسطة فريللق مختللص بباكسللتان حيللث توجللد
أجهزة الحاسب الرئيسية للستفادة من الخللبرة الباكسللتانية
ورخص اليدي العاملة.
يقللدر عللدد المشللتركين بهللا أكللثر مللن 110.000مشللتركا ً
موزعين على 50دولة حتى الن.
المنتج الرئيسللي للشللركة عبللارة عللن حزمللة مللن المبيعللات
التجارية الخاصة بالحاسب تتكون من:
746
-خمسلللللة مواقلللللع عللللللى النلللللترنت بمسلللللاحة 10
ميغابايت)المجموع 50ميغابايت(.
-مناهج تعليمية للكمبيوتر والنترنت.
-بريد إلكتروني بمساحة 25ميغابايت.
-بطاقة الخصومات والمزايا.
يستفيد المشترك من كل المزايا الخمسة المللذكورة مقابللل
99دولرا ً أمريكيا ً ما يعادل 27000دينارا ً سودانيًا.
بالضافة للدخل فللي برنامللج الفللوائد وهللو عبللارة عللن ثلثللة
مكافآت تتمثل في التي:
.1فوائد الخطة الثنائية وهي الخطة الرئيسية.
.2خطة الدخل من الحوافز.
.3خطة الدخل من يونيفيل .uni-level
.1الخطة الثنائية:
وللللدخول فللي شللبكة الشللركة والسللتفادة مللن فوائدهللا
الرئيسية المسماة في مصطلح الشركة بالخطة الثنائية لبللد
من توافر عدة شروط:
.1امتلك مركز عمل.
.2التسويق لثنين مللن الزبللائن الجللدد أحللدهما عللن اليميللن
والخر عن اليسار.
.3تسويق 9مبيعات وتعتبر هذه في عرف الشركة)خطللوة(
stepوتعطي الشركة عن كل خطوة
) 9مبيعلللات( مبللللغ 55دولرا ً تقريبلللًا .الشلللرط الساسلللي
لستحقاق الحافز عن كللل 9مبيعللات أن تكللون علللى القللل
ثلث من هذه المبيعات من أحد الجهات اليمنللى أو اليسللرى
وبصورة أخرى لبد من تحقيق ثلثة مبيعات مللن جهلة وسللتة
من جهة أخرى أو أربعة من جهة وخمسة من الجهة الخرى,
فلو كانت التسعة مبيعات من جهة واحللدة فللإن المشللترك ل
يستحق شيئا ً فالنمو غير متوازن للشبكة يقف
المشترك حقه في الحلافز وللو بللغ علدد المشللتركون تحتلله
بالمئات.
747
.4يمكن للمشترك أن يشكل عللددا ً ل نهائي لا ً مللن الخطللوات
وفي أي مدى زمني أسبوعي أو يومي أو على مدار السللاعة
ويستحق على كل خطوة 55دولرًا.
فإن افترضنا أن شبكة المشترك تمت بصورة مثاليللة أي أنلله
بعد أن سوق لثنين واحد عن اليمين و آخللر عللن اليسللار ثللم
قام كل واحد من المشترين الجدد بالتسللويق لثنيللن آخريللن
وبنفس الطريقة فإن الشبكة سوف تنمو في شللكل متواليللة
هندسية أساسها اثنين ومن ثم يحقق المشترك الول التالي:
…مبيعات جديدة …مجموع المبيعات …الدخل بالدولر
-… 2… 2… 1
-… 6… 4… 2
55… 14… 8… 3
110… 30… 16… 4
165… 62… 32… 5
440… 126… 64… 6
770… 254… 128… 7
1540… 510… 256… 8
3135… 1022… 512… 9
6215… 2046… 1024… 10
12485… 4094… 2048… 11
25080… 8190… 4096… 12
مجموع المقبوضات … 49.995دولر
.2خطة الحوافز:
أما خطة الحوافز فهي إعطاء حافز مقداره خمسللة دولرات
عن كل مشترك جديدي يدخل الشبكة عن طريقللك مباشللرة
بعد أول مشتركين مباشرين.
ول يوجد حد أقصللى لعللدد الشللخاص الللذين يمكللن إدخللالهم
مباشرة مع الخذ في العتبللار فللي أن هللؤلء الزبللائن الجللدد
سوف يحلون في أسفل الشللبكة وتحللت آخللر مشللترك فيهللا
748
على أن يكون مللوقعه فللي أقصللى يميللن الشللبكة أو أقصللى
يسار الشبكة.
فللي هللذه الحالللة يسللتفيد جميللع المشللتركين العلللى مللن
المشللترك الجديللد بللدخوله فللي خططهللم الثنائيللة )الخطللة
الرئيسية( ويحق لهم الستفادة من مزاياها وتقاضللي عمولللة
عنه.
.3خطة الدخل من )يونيلفل( :uni-level
-يسجل في هذه الخطة كافللة الزبللائن الللذين اشللتروا منتللج
الشركة) المجموعة التجارية( تلقائيًا.
-الشخاص الذين قامت الشركة بإشراكهم بطريقة مباشرة
يعتللبرون مسللتوى أول و الشللخاص الللذين يشللترون مللن
المستوى الول يعتبرون مستوى ثان لك وهكذا إلللى عشللرة
مستويات بحد أقصى.
-يعطللي المشللترك دولرا ً واحللدا ً عللن كللل زبللون فللي هللذه
الخطة بحد أقصى عشرة مستويات عن كل زبون مباشر.
-لمللا كللان عللدد الزبللائن المباشللرين متوقفللا علللى النشللاط
المشللترك فللإن الخطللة )يونيلفللل( تمتللد بامتللداد زبائنللك
المباشرين بواقع عشرة مستويات لكل مشترك مباشر.
يتضح من السرد السابق أن كل مللن بزنللاس و جولدكوسللت
يشللتركان فللي جللوهر الفكللرة مللع بللض الختلفللات غيللر
الجوهريللة فللي طريقللة الحللوافز ومقللدارها وشللرط تللوازن
الشلللبكة المفضلللي لسلللتحقاق الحلللافز فبينملللا تشلللرط
جولدكوست التوازن التام المتمثل في خمسة من كللل جهللة
فإن التوازن في بزناس يتم ب 3و 6من كل جللانب أو 5و 4
من كل جانب مع اختلف كل من المشتركين في نوع المنتج
التجاري ومن أوجه الختلف غيللر المللؤثرة فللي الحكللم بيللن
الشركتين التي:
.1أن بزنللاس لللديها برنامللج حللوافز مللواز لبرنامللج الللدخل
الرئيسي حيث تعطي كل مروج لمنتجاتها 5دولرات عن كل
منتج يسوقه مباشرة ول علقة له بالبرنامج الرئيسي ويطلق
749
عليه في عرف الشركة بخطللة الحللوافز وهللو عقللد جعالللة ل
غبللار عليلله حيللث ألزمللت الشللركة نفسللها 5دولرات لكللل
شخص يسوق لها منتجًا.
.2يتم الشتراك في جولدكويسللت مللرة واحللدة ,أمللا نظللام
بزناس فيطالب المشترك بتجديللد اشللتراكه سللنويا ً وإل فقللد
مركزه.
.3في جولدكويست شراء المنتللج شللرط أساسللي للللدخول
في الشبكة مما أدخل المعاملة في حكم البيعللتين فللي بيعللة
وشركة بزناس ل تشترط هذا الشرط.
.4تتفق الشركتان في أن دخل العميللل لللو تللرك ينمللو دون
ضابط لدى إلى إفلسهما ومن ثللم وضللعت كللل شللركة فللي
نظامها كابح حول دون نمو دخل العميل بصورة غير متناهيللة
و مع اتفاق الشركتين في المبدأ إل أنهما اختلفتا في الكيفية
التي يكبح بها نمو دخل العميل ,فبينمللا تجعللل جولدكويسللت
حدا ً زمانيا ً و سقفا ًَ أعلى للدخل يتمثل في دورة واحللدة فللي
اليللوم و هللو مللا يعللادل 2400دولر فللي خمسللة أيللام فللي
السبوع فقط أي أن دخل العميل المشترك بمركللز واحللد ل
يتجاوز 48000دولر فللي الشللهر ,أمللا بزنللاس فللإن الكابللح
يتمثل في إدخال المشتركين الذين تجاوزت خطواتهم ال 20
خطوة في الشهر فللي سلللة واحللدة يتقاسللمون فيمللا بينهللم
)وفق خطواتهم المتكونللة( الللدخل المسللتقطع مللن القاعللدة
للخطللة الرئيسللية)55دولرًا( غنم لا ً وغرمللا ً فللإذا زادت عللدد
الخطوات المتشكلة قل الدخل ,وإذا قلت زاد الدخل.
ومن ثم يتضح أن بزناس تتفق مع جولدكويسللت فللي جللوهر
المعاملة مع الختلف في بعض الشللروط وأيض لا ً فللي بعللض
الحوافز غير المؤثرة في جوهر المعاملة.
أوجه التفاق:
.1نظام البناء الشبكي ففي كل مللن الشللركتين يبنللى علللى
أساس متوالية هندسية أساسها اثنللان ل يجللوز لي مشللترك
750
أن يسجل تحته مباشرة أكثر مللن اثنيللن أحللدهما عللن يمينلله
والخر عن يساره.
.2نظام الحوافز المتنامي والمتسع مع اتساع الشبكة يللدفع
فيه الذين في أسفل الشبكة لمن هو في أعلها ,الرابح فيلله
السلللابق والخاسلللر فيللله اللحلللق .تقلللول دعايلللة شلللركة
بزناس) سوف تخسر الكللثير إذا تللأخر انضللمامك إلينللا بيللوم
واحللد ...كلمللا انتظللرت أكللثر كلمللا خسللرت أكللثر ...ابللدأ
الن(....
.3ل من النظامين يحفز المشترك غير المسبوق .
.4المقصللد والهللدف هللو بنللاء نظللام حللوافز شللبكي هرمللي
وليس تسويق المنتج.
ل مللن الشللركتين هللو .5مقصد وأهداف المشتركين فللي ك ل ّ
الللدخل المتولللد مللن الشللتراك فللي المرتبللة الولللى وليللس
المنتج.
هذه النقطة والتي قبلها في حاجة إيضاح .فمللن المعلللوم أن
شركات إنتاج البرامج الكمبيوتر )وحفظا ً لحقها كمنتج( تضللع
حماية خاصة على برامجها تحول دون نسخها أما بزناس فللد
تركت برامجها التعليمية مللع قيمتهللا العاليللة فقللد تركتهللا كل
مباحا ً لكل راغب وإن لم يشترك.
ولم تحفظ حقها إل مقابل استغللها من قبل شركات أخللرى
إملللا للسلللتفادة الشخصلللية فلللالمر مفتلللوح دون أن يلللدفع
المسلللتفيد شللليئا ً وملللا ذللللك إل لعللللم الشلللركة أن هلللدف
المشتركين هو تيار الدخل في المقللام الول ولهلذا للم يللؤثر
ترك المنتج مباحلا ً فللي سلللوك المسللتهلكين وتكللالبهم علللى
شللرائه ,ومللن ثللم يتضللح سلللوك المشللتركين وهللدفهم مللن
الشتراك ,فالمنتج بيللن أيللديهم ويمكللن السللتفادة منلله دون
قيد شروط ودون مقابل مادي فما الدافع إذا لشللرائه وبللذل
الثمن في سلعة تكلفة استعمالها تعللادل صللفرا ً إل إذا كللانت
هنالك غاية أخرى وفرصة أعظم سوف يضحي بها عند عللدم
الشتراك وهي واضحة وتتمثل في فقد تيار الدخل المتللدفق
751
وهو لشللك يللدخل فللي تقييللم الفرصللة البديلللة وهللو المللبرر
الساسي لشراء المنتج.
ول يقال أن المنتجات الخللرى مللن موقللع علللى النللترنت أو
البريد اللكتروني وهو الذي يشكل سلوك المشتركين فيللؤثر
في اختيارهم إذ الحاجللة لهللذه المواقللع تكللاد تكللون منعدمللة
لمعظم المشتركين أما البريد اللكللتروني فخللدمته موجللودة
علللى النللترنت مجانللا ً ودون مقابللل فللإذا انعللدمت الحاجللة
للمواقع لدى جمهور المشلتركين ملع وجلود بلاقي الخلدمات
مجانا ً لم يبق إل ما قدمناه هدفا ً لشتراكهم وهو الطمللع فللي
تيار دخل متنامي.
ومللن ثللم يسللقط المنتللج عنللد النظللر فللي التكييللف الفقهللي
لشركة بزناس كمللا سللقط فللي تقييللم شللركة جولدكويسللت
ليبدو الحكم واحلدا ً وهلو حلقلات قملار متداخللة الرابلح فيله
السابق في الهرم والخاسر فيه اللحق في أسفله.
ومال المقامرة في بزناس أكثر وضوحا ً حيللث حللددت بل ل 55
دولرا ً مضاف إليه صافي عمولة الشركة 24دولرا ً مخصوما ً
منها التكاليف الحقيقية للمنتجات.
وعليه يمكن لي شركة إذا حازت على ثقللة النللاس أن تللدير
شبكة كهذه وبنفس الشروط وضوابط الشتراك في بزنللاس
دون أن توسط منتجا ً تصدر فقط شللهادات تثبللت للمشللترك
حقه ومركزه .ويحقق المشتركون فيها نفس الدخل وتحقللق
إدارة الشركة نفس الرباح.
فالمنتجات فللي التسللويق الشللبكي أيللا كللانت ليسللت سللوى
طعم دس فيه مال المقامرة ليحقق للشركات المعينة عللدة
أهداف منها:
.1إعطللاء واجهللة سلللعية مقبولللة ليبنللي عليهللا الللترخيص
القانوني لمزاولة النشاط في الدولة المعينة.
.2مراعللاة الحالللة النفسللية للمشللتركين وإيهللامهم بللأنهم
يزاولون عمل ً منتجا ً ومفيدًا.
752
.3إعطللاء ضللمان للمشللتركين فللي حالللة فشلللهم فللي بنللاء
الشللركة وهللو أمللر ضللروري فللي لحللداث قللدر مللن الثقللة
والطمئنان لدى جمهور الراغلبين فلي التعاملل ملع الشلركة
خاصة عند بداية العمل وقبل أن يحقللق أي مللن المشللتركين
السابقين مكسبا ً ليمثل سابقة مقنعة ومثل ً يضرب للراغللبين
في الشتراك.
فالحكم على بزناس كالحكم على جولدكويسللت وعلللى كللل
سلعة سوقت بهذه الطريقة ول يشفع لشركة بزنللاس عظللم
منتجاتها وفائدتهللا للفللرد والمللة فالغايللات ل تللبرر الوسللائل,
وتحريللم القمللار بالمللال ممللا ل يقبللل السللتثناء بحللال ونفللع
المنتج مهدر بنص القرآن قال تعالى) :يسللألونك عللن الخمللر
والميسر قل فيهما إثم كبير ومنافع للناس وإثمهما أكبر مللن
نفعهما( ]سورة البقرة.[ 219 :
والله من وراء القصد وهو يهدي السبيل
شبكة المشكاة السلمية
بزناس وما شابهها قمار
مجمع الفقه السلمي بالسودان
نص بيان مجمع الفقه السلمي حلول الحكلم الشلرعي فلي
الشللتراك فللي شللركة بزنللاس المحللدودة ومللا يشللابهها مللن
شركات التسويق الشبكي:
الحمد لله والصلة على أشرف خلق الله وعلى آللله وصللحبه
ومن واله.
التكييف الفقهي لنظام شللركة بزنللاس المحللدودة وشللركات
التسويق الشبكي:
بعد دراسة نظام شللركة بزنللاس ومللا يشللابهها مللن شللركات
التسلللويق الشلللبكي بواسلللطة دائرة الشلللؤون القتصلللادية
والمالية بمجمع الفقه السلمي والتي خلصت للتي:
ل :إن المنتج في شركات التسويق الشبكي ليس مقصودا ً أو ً
للمشتركين إنما المقصود الول والدافع المباشللر للشللتراك
هو الدخل الذي يحصل عليه المشترك من خلل هذا النظام.
753
كما أن مقصود الشللركة هللو بنللاء شللبكة مللن الفللراد ) فللي
شكل متواليللة هندسللية أساسللها اثنللان( تتسللع قاعللدتها فللي
شكل هرم ،صاحب الحظ فيه هللو قمللة الهللرم الللذي تتكللون
تحته ثلث طبقات ،وتدفع فيه قاعدة الهرم مجموع عمللولت
الذين فللوقهم ،فالمنت َللج ليللس سللوى واجهللة سلللعية مقبولللة
لُيبنى عليها الترخيص القانوني ،حيث تمنع أكللثر قللوانين دول
العالم برنامج التسلسل الهرمي الللذي يللدفع فيلله المشللترك
رسوما ً لمجرد النضمام للبرنامج دون توسللط أو سلللعة يتللم
تدوالها.
ولما كلانت الحكللام تبنللى علللى المقاصللد والمعللاني ل علللى
اللفاظ والمباني؛ فإن المنتج يسللقط عنللد التكييللف الفقهللي
لشركة بزناس وما يشابهها من الشركات.
وعليه فللإن المللر مللن الوجهللة الفقهيللة ليللس سللوى تجميللع
اشتراكات من أفراد تديرها الشللركة ،ويلدفع فيله الشللخاص
الذين في أسفل الهرم حوافز من سبقهم فللي أعلللى الهللرم
بالضافة لعمولة الشركة التي تقول دعايتها" :سللوف تخسللر
الكثير إذا تأخر انضمامك إلينا بيوم واحد ،كلما انتظرت أكللثر
كلما خسرت أكثر ،ابدأ الن".
ثانيًا :إن المشترك ل يمكن أن يحقق دخل ً إل إذا تكونت تحته
ثلث طبقللات ،وإن المسللتويات الثلثللة الخيللرة فللي البنللاء
الهرمللي دائمللا ً مخللاطرة )معرضللة للخسللارة( لنهللا تللدفع
عمولت قمة الهرم على أمل أن تتبللوأ هللي القمللة ،ولكللن ل
ونوا مستويات دنيا يمكنها ذلك إل باستقطاب أعضاء جدد ليك ّ
تحتهم ،فتكون المستويات الجديدة هللي المعرضللة للخسللارة
وهكذا ،فالتعرض للخسارة لزم لنمللو الهللرم ،ول يمكللن فللي
أي لحظة من اللحظات أن يصبح الجميع رابح لًا ،وإنمللا يربللح
القليللل مقابللل مخللاطرة العللدد الكللبر ،وان نسللبة الرابحيللن
للمعرضين للخسارة في حدها الدنى هي 1:9في أي لحظة
من لحظات الهرم.
754
ومن ثللم يتضللح أن الغلبيللة السللاحقة مللن المشللتركين فللي
أسفل الهرم مخاطرة أبدا ً بالدفع لمن فوقهم ،وهم ل يدرون
ون فيخسرون ون تحتهم ثلث طبقات فيكسبون أم ل تتك ّ أتتك ّ
ما دفعوه إلى الذين فوقهم .وهذا النوع من المخاطرة قمللار
ل شك فيه ،فأصل القمار كما يقول ابللن تيميللة " :أن يؤخللذ
مال إنسان وهو على مخاطرة هل يحصل على عوضلله أم ل
يحصل".
ون في حقيقتهللا مللن حلقللات مقللامرة ،مللال هذه العملية تتك ّ
المقامرة فيها مضمن في سلعة ومدسللوس فللي ثمنهللا ].[1
حلبات المقامرة في شركات التسويق الشبكي متداخلة في
حلقات قمار غير منتهية ،الرابح فيها هو السابق في الشللبكة
الذي يتدفق إليه تيار من الدخل يبدو غير متناه بقللدر اتسللاع
شللبكته مللن الفللراد الللذين يلللونه ،المخللاطر فيهللا القاعللدة
المتعلقة بالمل في الصعود ونمو شبكتها بالمزيد مللن الللذين
ج،
ل منت ل ٍ
يلونهم ممن يحدوهم المللل فللي الكسللب دون عم ل ٍ
فالطبقات الثلثة الخيرة مخاطرة أبدا ً بصورة مستمرة وفي
أي لحظة من لحظات نمو الهرم وهذا هو معنى القمار.
الفرق بين التسويق الشبكي والسمسرة:
السمسرة في البيع والشراء عقد يحصل بمللوجبه السمسللار
على أجر مقابلل توسلطه فللي إتمللام بيللع سللعة أو شلرائها،
والتسويق الشبكي الذي تمارسلله بزنللاس ومللا يشللابهها مللن
الشركات عبارة عن توسيط سلعة لبنللاء شللبكة مللن العملء
في شكل متوالية هندسية يشكل كل عميل فيهللا قمللة هللرم
داخل الشبكة يدفع فيه العملء الجدد حوافز من سبقهم فللي
البناء الشبكي.
وعليلله فللإن نظللام بزنللاس والتسللويق الشللبكي يخللالف
السمسرة المعروفة فقها ً من أربعة أوجه رئيسية هي:
-1إن السمسرة ل يشترط فيها شراء السمسار سلعة ممن
يسمسللر للله فهللو مجللرد وسلليط بيللن صللاحب السلللعة
والمشللتري .أمللا نظلام شللركات التسللويق الشللبكي فشللراء
755
ط فللي قبللوله الشخص للمنتج أو امتلكه "مركز عمللل" شللر ٌ
وقا ً وهللذاوق يللدفع أجللرا ً ليكللون مس ل ّ وقًا ،أي أن المس ل ّمس ل ّ
عكس السمسرة.
-2إن نظام شركة بزناس ل يسللمح للفللرد أن يسللجل تحتلله
مباشرة أكثر من اثنين وما زاد على الثنين يسجل تحت آخر
مشترك تحت شبكته ،وهذا يعني أن هناك أفرادا ً في الشبكة
يستفيدون من جهد الللذين فللوقهم ويتقاضللون عمللولت مللن
الشركة عن سلع لم يكن لهم جهد في تسويقها فللإذا ضللمت
هذه النقطة مع الللتي قبلهللا يتضللح أن نظللام الشللركة يحللرم
وق، وق غيللر المشللترك ويعطللي المشللترك غيللر المس ل ّ المس ّ
ومللن ثللم تتضللح مخالفللة مللا تقللوم بلله الشللركة وُبعللده عللن
السمسللرة المعروفللة فالشللركة تلللتزم بتحفيللز المشللتركين
بصرف النظر عن جهدهم في تسويق المنتجات في حين أن
الجر في السمسللرة يكللون لمللن قللام بالتسللويق والللبيع ول
يشاركه فيه من لم يبذل جهدا ً في تسويق السلعة.
-3إن السمسار يحصل على عمولته مقابل تسويق السلللعة
وبيعها لشخص أو عدد من الشخاص ول علقة له بما يفعللله
المشترون بالسلعة فالعلقة تنتهي بين السمسار والمشتري
بمجرد الشراء أما فللي التسللويق الشللبكي فللإن المسللوق ل
وقين آخريللن ،وهللؤلء وق لمس ل ّ يحصل على عمولة إل إذا س ل ّ
وق لمللن وق لمللن يسل ّ وقين فهللو يسل ّ وقون لمسل ّ بدورهم يس ّ
وق ...الللخ ،ول يحصللل علللى عمولللة إل بهللذه الطريقللة يس ل ّ
فليللس فللي مصلللحة أحللد فللي الهللرم أن يللبيع لمللن يشللتري
السلللعة لينتفللع بهللا أو ليسللتخدمها لنفسلله دون أن يسللوقها
لغيره.
-4بناًء على أن تسللويق المنتللج غيللر مقصللود فللي التسللويق
الشبكي وإنمللا هللو مجللرد سللتار قللانوني لتجميللع اشللتراكات
وكسب أعضاء لبناء النظام الشبكي فإذا سللقط المنتللج مللن
قصد التسويق اختل ركن من عقد السمسرة الحقيقللي وهللو
العين موضع السمسرة.
756
مما تقدم يتبين أن نظام بزنللاس ومللا يشللابهه مللن شللركات
التسويق الشبكي ل صلة له بعقد السمرة.
الفتوى:
بناًء على ما تقدم أصدر مجمع الفقه السلللمي فللي جلسللته
رقللم 3/24بتاريللخ 17ربيللع الخللر 1424هل ل الموافللق للله
17/6/2003م الفتوى التالية:
-1إن الشتراك في شركة بزناس وما يشابهها من شللركات
التسويق الشبكي ل يجوز شرعا ً لنه قمار.
-2إن نظللام شللركة بزنللاس ومللا يشللابهها مللن شللركات
التسللويق الشللبكي ل صلللة للله بعقللد السمسللرة كمللا تزعللم
الشركة وكما حاولت أن توحي بذلك لهل العلم الذين أفتللوا
بالجواز على أنه سمسرة من خلل السئلة التي وجهت لهللم
ورت لهم المر على غير حقيقته. والتي ص ّ
خصللة بسللحب وجه المجمللع الجهللات المر ّ وبنللاء علللى هللذا يل ّ
تراخيص شركات التسويق الشبكي وعدم منللح أي تراخيللص
بمزاولة مثل هذا النشاط إل بعد الرجللوع إلللى مجمللع الفقلله
السلمي.
والله الموفق
أ.د .أحمد خالد بابكر
المين العام لمجمع الفقه السلمي
--------------
] [1مال المقامرة في يزناس هو مبلغ الل 55دولر من قيمة
المنتج البالغة 99دولر حيث يتللم توزيللع المبلللغ علللى النحللو
التالي:
55 -1دولر تخصص كحوافز للخطة الرئيسللية وتمثللل مللال
المقامرة في نظام بزناس.
10 -2دولر تخصص كحوافز خطة اليونيلفل.
5 -3دول ر تخصص للمسوق المباشر.
5 -4دولر تخصص للوكيل.
24 -5دولر تذهب للشركة.
757
المصدر شبكة المشكاة السلمية
فتوى بزناس
الدكتور عبدالحي يوسف
السؤال :
لقد انتشرت المعاملة المعروفة باسم بزنللاس وقللد سلمعتك
فللي احللد الللدروس تفللتي بحرمتهللا ولكللن القللائمين علللى
المعاملة في السودان يزعمون أنللك قللد أفللتيتهم بجوازهللا!!
نرجو منك بيانا ً واضحا ً حول هذه المعاملة.
الجابة :
الحمللد لللله رب العللالمين ،والصلللة والسلللم علللى أشللرف
المرسلين ،وبعد.
المعاملة المعروفة باسم بزناس معاملللة غيللر مشللروعة ،ول
يجوز الدخول فيها ،وذلك للوجوة التية:
ل :اشتمالها على بيعتين في بيعة ،وعقدين في عقد واحللد، أو ً
حيث تضمن العقد بيعا ً للمنتللج وإجللارة –فللي الللوقت نفسله-
للتسويق ،وقد نهى رسول الله صلى الللله عليلله وسلللم عللن
بيعتين في بيعة.
ثانيًا :اشللتمالها علللى الغللرر المحللرم شللرعًا ،حيللث ل يللدري
المتعامل بها هل له ملا أراد مللن ربللح باشللتراك غيلره أم ل؟
وقد علّرف الفقهللاء الغللرر بللأنه الللتردد بيللن أمريللن أغلبهمللا
أخوفهما .والغرر مغتفر -في المعاملة -إذا كللان يسلليرًا ،أمللا
إذا كان الغرر هو الغالب –كما في هذه الحالة -فإن المعاملة
ل تباح.
ثالثًا :الحتيال والغش ظاهر فيها إذ أنها تللبيع الللوهم للنللاس،
وتتبع اسلوب التغرير ،وتمنيهم بالثراء السريع ،وقد علم كللل
منصف أن السلللعة – فللي هللذه المعاملللة -ليسللت مقصللودة
لذاتها بل هي مجرد ستار ،وحقيقة هللذه المعاملللة أنهللا بللذل
مال رجاء مال أكثر منه ففيها شبه القمار المحرم شرعًا.
رابعًا :هذه المعاملة ليسللت سمسللرة مباحللة ،إذ السمسللرة
عقد يحصل بموجبه السمسار على أجر لقاء بيع سلللعة ،أمللا
758
وق يللدفع أجللرا ً لكللي يكللون فللي هللذه المعاملللة فللإن المس ل ّ
وقا ً فشتان بينهما!!مس ّ
أخيرًا :انصح السائل بقول رسول الله صلى الله عليه وسلللم
" :دع مللا يريبللك إلللى مللا ل يريبللك" رواه أحمللد والترمللذي،
وبقوله صلى الله عليه وسلم :البر ما اطمللأنت إليلله النفللس
والثم مللا حللاك فللي النفللس وتللردد فللي الصللدر وإن أفتللاك
الناس وأفتوك" رواه أحمد ،والعلم عند الله تعالى .
المصدر شبكة المشكاة السلمية
==============
#مسائل حديثة في فقه المعاملت
بسم الله الرحمن الرحيم
جمعها وأعدها
فهد بن محمد الحميزي
•مدخل :
الحمد لله والصلة والسلم على رسول ...
وبعد :
أنعم الله عز وجل على عباده بنعللم كللثيرة وكللان منهللا الللبيع
والشللراء لتنعللم بمللا أحللله الللله لهللا ممللا ليللس بضللرورة ول
حاجة ..وقد جللاء فللي فضللل الللبيع المللبرور وكسللبه مللا روى
رفاعة بن رافع – رضي الله عنه -أن النبي صلى الله عليلله
وسلم سئل :أي الكسب أطيب ؟ قال " :عمل الرجل بيللده
وكل بيع مبرور " رواه البزار وصححه الحاكم .
ول بد أن يوافق هذا البيع شللرع الللله ليكللون مللبرورا ً ،وهللذا
الحديث يعتبر من جوامع كلمه عليه الصلة والسلم حيث أن
مسائل البيع والشراء بتعدد مشللاربها وفروعهللا داخلللة تحللت
ل باليد أو ما كان سوى ذلك شريطة هذين الصنفين ,إما عم ٌ
أن يكون البيع فيه مشتمل ً على البر .
ومع مرور الزمن وتلحق النوازل كان لزاما ً على كل مسلللم
إطابة مطعمه بتحري الحلل والحرام في ذلك .
759
ة للوقوف على أهللم صللور وما هذا المبحث الطيف إل محاول ً
المعللاملت النازلللة ،أو محاولللة التكييللف الفقهللي لبعللض
المسللائل وإرجاعهللا إلللى أصلللها ،أو قللد تكللون مسللائل
ومعللاملت منتشللرة بيللن النللاس ويخفللى عليهللم أنهللا ترجللع
لمسألة نص عليها الفقهاء منذ القدم ويمكن أن ينزل الحكللم
عليها ،أو قد يكون في المسألة خلف مشهور ينبغي التنبيه
اليه وذكره.
مع ملحظة أن الترتيب لمسائل هللذا البحللث غيللر مقصللود ،
ولم يراعى في ذلللك أهميللة المسللألة أو واقعيتهللا ،أو مللدى
الحاجة إليها .
أسأل الله بمنه وكرمه أن يوفق كاتبه وقارئة لتحري الكسب
الحلل وإطابة المطعم ..وصلى الله وسلم على نبينا محمد
فهد بن محمد الحميزي
Fahad442@maktoob.com
آلية بحث المسائل الفقهية النازلة
* كيف تبحث عن القضايا الفقهية المعاصرة :
- 1أول ً تبحث في الكتب القديمللة لحتمللال وجللود سللوابق
فقهية ونوازل أفتى فيها المفتون مثل :
كتب الفقهاء بل استثناء وكذلك كتب الفتاوي لما تحتويه مللن
نوازل وأسئلة تحاكي المجتمع نحو :
* فتاوى ابن رشد – الفتاوى الهندية – فتللاوى ابللن الصلللح –
فتاوى النووي – فتاوى السبكي – فتللاوى ابللن بللدران والللذي
تكلللم فيهللا عللن حكللم الشللركات المسللاهمة وحوالللة النقللد
بالبريد وأحكام العملة في كتابه :العقود الياقوتية .
* وقد تكون هناك مسألة قريبة منها فيستفاد منهللا ،فبعللض
القضايا الطبية المعاصرة استفادها بعض العلماء المعاصرين
من بعض الفتاوى القريبة :كجواز أكل المضطر لقطعة لحم
مللن جسللمه ،حيللث اسللتأنس بهللا للوصللول إلللى حكللم زرع
العضاء .
760
– 2البحث في قرارات المجللامع الفقهيللة والنللدوات الفهيللة
المتخصصة ،مثلل :
-مجلة مجمع الفقه السلمي التي تصدر في جدة .
-أعمال ندوات بيت التمويل الكويتي وبنك البركة .
-مجلة القتصاد السلمي والتي تصدر في دبي .
-مجلة البحوث الفقهية التي تصدر في الرياض .
-مجلة أبحاث القتصاد السلمي التي تصدر في جدة .
وغيرها كثير .
مفاتيح البحث :
يقول المام ابللن القيللم رحملله الللله تعللالى فللي كتللابه إعلم
الموقعين :
" ينبغي للمفتي الموفق إذا نزلت به مسللألة أن ينبعللث مللن
قلبه الفتقار الحقيقي الحالي ل العلمي المجرد ،إلللى ملهللم
الصواب ،ومعلم الخيللر وهللادي القلللوب أن يلهملله الصللواب
ويفتح للله طريللق السللداد ويللدله علللى حكملله الللذي شللرعه
لعباده في هذه المسألة ،فمتى قللرع هللذا البللاب قللرع بللاب
التوفيق "
ويقول ابن العربللي عللن تفسللير قللوله تعللالى " :ول تللأكلوا
أموالكم بينكم بالباطل وتدلوا بها إلى الحكلام لتلأكلوا فريقلا ً
من أموال الناس بالثم وأنتم تعلمون " . .قال ) :هذه الية
من قواعد المعاملت وأساس المعاوضات ( .
الصل في المعاملت الباحة ،وقد نبه المام ابن تيمية إلى
أساس فساد العقللود فللي المعلاملت وإرجاعهللا إلللى أمريللن
وهما :
- 1الربا وما يؤدي إليه .
-2وما في معاناة كالغرر الفاحش .قال رحمه الللله " :إن
عامة ما نهي عنه في الكتلاب والسلنة مللن المعللاملت يعللود
إلى تحقيق العدل والنهي عن الظلم :دقة وجله ،مثلل أكللل
المللال بالباطللل وجنسلله مللن الربللا والميسللر ،وأنللواع الربللا
761
والميسر التي نهى عنها النبي صلى الله عليلله وسلللم :مثللل
بيع الغرر وبيع حبل الحبلة وبيع الطير في الهواء .
فقه المعاملت مبني على مراعاة العلل والمصالح :
فالمعاملت ليست كالعبادات توقيفية ،وقد نهى النللبي صللى
الله عليه وسلم عن بيع الغرر في حيللن وجللدنا مللن الفقهللاء
من أجاز من البيوع ما فيه غرر ل يفضي عادة إلى النزاع .
ونهى النبي صلى الله عليلله وسلللم عللن بيللع المعللدوم ،فللي
حين وجللدنا الفقهللاء أجللازوا عقللد الستصللناع ،وذلللك لحاجللة
الناس إليه وجريان العمل به .
يقول الدكتور يوسللف القرضللاوي فللي كتللابه بيللع المرابحللة
للمر بالشراء :
" ومن أقل ذلك ل يجد الفقيه المسلم المعاصر حرجللا ً ديني لا ً
من البحث عن العلللة أو الحكمللة أو الهللدف مللن وراء النهللي
في الحديث ) :ل تبع ما ليس عندك ( - .رواه الترمذي فللي
سننه وهو حسن – فقد يظهر له أن المقصود به سد الذرائع
إلى التنازع ول سيما أن السوق في المدينة في ذلك الللوقت
كانت محللدودة ،فللإذا تصللورنا الن أن الوضللع مختلللف وأن
التللاجر الن يسللتطيع بواسللطة الهللاتف أو التلكللس التصللال
بأسواق العالم . .فقد نجد أن المقصود هنا مللن النهللي غيللر
متحقق وأن الشلليء المحللذور هنللا هللو العجللز عللن التسللليم
،والنزاع مأمون " .
عمر بن الخطللاب كللان مللن أفهللم الصللحابة فللي اسللتعمال
الرأي وذلك بفضل ما أوتي ملن نفلاذ بصليرة ورجاحللة عقلل
وجودة رأي .
فملن آرائله :
– 1منع إعطاء المؤلفة قلوبهم مللن الزكللاة لللزوال مقتضللى
الستحقاق .
– 2لم يقطع يد السارق عام المجاعة لشبهة الضطرار .
– 3حرم المعتدة تحريما ً مؤبدا ً على من تزوجها في العللدة ،
لن من تعجل شيئا ً قبل أوانه عوقب بحرمانه .
762
ينبغللي أن نعللرف أنلله سللتواجه البللاحث والقللارئ فللي كتلب
الفقلله بعللض الحتمللالت المبللالغ فيهللا ومللن الطللرائف فللي
التوسع في الفتراضللات والتخريجللات أن رجل ً عراقي لا ً سللأل
عن وطئ دجاجة ميتة فخرجللت منهللا بيضللة فأفقسللت هللذه
البيضة عنده ،أيأكله ؟ فقللال مالللك :سللل عمللا يكللون ودع
مال يكون .
مسائل البحث
* المسألة الولى :بيع العربون :
قال بعض العلماء :وأصل العربون التقديم والتسليف .
ل الثار الواردة فيه :
* عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قللال :نهللى النللبي
صلى الله عليه وسلم عللن بيللع العربللان .قللال الشللوكاني :
" الحديث منقطع " .
* أخرج عبد الرزاق في مصنفه عن زيد بن أسلللم أنلله سللئل
رسول الله عن العربان في البيع فأحله .قال الشللوكاني :
. " هو مرسل "
-منع العربون جمهور العلماء .وأجللازه مللن الصللحابة عمللر
وابنه عبد الله ،والمام أحمللد ،ومللن المعصللرين مصلطفى
الزرقاء .
ومن حجج المانعين :
– 1أنه أكل لموال الناس بالباطل .
– 2وأن فيه شرط شيء للبائع بغير عوض فلم يصح .
وأجيز لعدم ثبوت النهي عن بيع العربون .
فائدة :لملاذا أجلازه الحنلابلة ولم يجلزه الجمهلور :
-لن مذهبهم في الشروط أوسع من المذاهب الخرى .
في المملكة العربيلة السلعودية قضلايا الحلوال الشخصلية
والبيوع تحال إلى الشرع وممكن أن يلزم بالبيع .
وفي القانون المصري :إذا عدل البائع عللن بيللع السلللعة رد
العربون مضاعفا ً .
* المسألة الثانية :حكم بيع التلجئة :
763
بيع التلجئة :هو أن يتظللاهر أو يتواطللأ شخصللان علللى إبللرام
عقد صوري بينهما إما بقصد التخلص من اعتداء ظللالم علللى
بعض الملكية ،أو بإظهار مقدار بدل أكثر من البدل الحقيقي
ابتغللاء الشللهرة و السللمعة أو لتغطيللة إسللم الشللخص الللذي
يعمل لمصلحته باطنا )السم المستعار(.
و من بيع التلجئة :إظهار بعض العقود الصورية تخلصللا مللن
الضرائب .والمواطئة في بيللع التلجئة قللد تكللون فللي أحللد
ثلثة:
(1أصل العقد :أن يخاف إنسان إعتداء ظللالم علللى بعللض
ما يملك ،فيتظاهر هو ببيعه لثللالث فللرارا منلله ،و مثللله بيللع
المدين أمواله لتهريبها من وجه الدائنين.
(2مقدار البدل :زيللادة الثمللن فللي عقللد بيللع العقللار لمنللع
الشفيع من الخذ بالشفعة.
(3الشخص :تواطللؤ اثنيللن علللى إخفللاء وكالللة سللرية فللي
عمل معين.
و قد اختلف أهل العلم في حكم بيع التلجئة على قولين :
القول الول :أن عقد التلجئة فاسد غيللر صللحيح ،وهللذا هللو
قول الجمهور من الحناف و المالكية و الحنابلة
و حجتهم :
) (1أن العاقدين ما قصدا البيع ،فشرط الرضا غيللر متحقللق
في هذه المبايعة
) (2أن العبرة في العقود بالمعاني و المقاصللد ل باللفللاظ،
بدليل أن الشارع نهى عن الحيللل المحرمللة مللع أن ظاهرهللا
الجواز ،لن المقصود منها التحايل على المحرم
القول الثاني :أن عقد التلجئة صحيح و نافذ ،وهذا هو قللول
الشافعية
و حجتهم :أن البيع تم بأركانه و شروطه ،و أتي بللاللفظ مللع
قصد و اختيار خاليا عن مقارنة مفسد
764
و الصحيح هو القول الول ،لقوة أدلته ،لكن ينبغلي أن يعلللم
أنه لبد لمن ادعى أن العقلد كلان عقلد تلجئة أن يلأتي ببينلة
على ذلك .
فائدة :الشافعية في عموم مسللائل العقللود يغلبللون الظللاهر
على الباطن ،أي يجعلون العبرة بما تلفظ به العاقدان ل بمللا
قصللداه ،و لهللذا أجللازوا العينللة ،و بعللض الحيللل الربويللة ،و
اشترطوا أن يكللون الللبيع بصلليغة قللوليه ...الللخ ،و هللذا يمللر
عليك كثيرا ً في المسائل الخلفية .
* المسألة الثالثة :بيع الوفللاء :
هو أن يبيع شللخص عينلا ً لشللخص بثمللن معيللن إلللى أجللل أو
بالدين الذي عليه له على أنه متى رد الثمن علللى المشللتري
أو أدى دينه لزم البائع رد البيع إليه وفاًء .
ومثللالله :أن يقول البائع للمشتري :بعتك هذه الدار بشرط
ردها إلي متى رددت لك الثمن .
-سماه الشافعية :الرهن المعاد .وسمي في مصللر ) بيللع
المانة ( وفي الشام ) بيع الضاعة ( .
تكييفه الفقهي :هو من ناحيللة الصللورة مللن الظللاهر يشللبه
البيع بشرط خيار الشرط عند الحنابلة على النتفاع بالقرض
،ليأخذ غّلة المبيع ونفعه في مدة انتفاع المقرض بالثمن .
والصحيح :عدم جوازه لن المقصود منه فللي الحقيقللة إنمللا
هللو الربللا بإعطللائه دراهللم إلللى أجللل ومنفعللة العقللار هللي
الفائدة .
*المسألة الرابعة :بيع المرابحة ) المواعدة ( :
حقيقتله :بيع السلعة بثمنها المعلللوم بيللن المتعاقللدين بربللح
معلوم بينهما فيقول البائع :رأس مالي فيها / 100 /ريال ،
وأبيعكها وربح / 10 /ريال .فهذا البيع بصورته الحالية جائز
.
لكن هل هذه الصورة هي الموجودة في المصارف السلمية
الن ؟ وصورته :تلداول سللعة بلالثمن والربلح ولملا تحصلل
ملكيتها بعد .
765
ويسمى الوعد التجاري ،بدأ الدارسللين يبحثللون هللل الوعللد
ملزم أم غير ملزم .
وأصل المسألة تخرج على حديث " ل تبع مللاليس عنللدك " ،
وما سّلم من الباحثين إل الشيخين ابن باز ومحمد الشقر
لكن هل إذا أخلف الواعد وعده هل يلزم أم ل :
المسألة فيها ثلثة أقوال :
– 1يلزم بالوفاء .
– 2ل يلزم .
– 3التفصيل .
فإذا دخل الواعد بوعده في ورطة لزم الوفاء ،ومثاله :من
قال لرجل تزوج والتزم لها الصللداق وأنللا أدفللع عنللك فللتزوج
على هذا الساس فقد احتمل الوعد ورطة فيلزم الوفاء به .
صورتها في الصرف :لها ثلثة صور :
– 1يقول العميل اشتروا هذه البضاعة لنفسكم ولللي رغبللة
بشرائها بثمن مؤجل أو معجل بربح ) .غير ملزم ولللم يللذكر
الربح ( .
– 2اشللتروا هللذه السلللعة لنفسللكم ولللي رغبللة بشللرائها :
وسأربحكم مثل ً ألف ريال ) .الربح هنا محدد (
– 3اشتروا هذه السلعة لنفسللكم ويلللتزم بشللرائها بمقللدار
معلوم " .فهذه الصورة باطلة ومحّرمة "
ما الصورتين الولى والثانية فتصح بشروط : وأ ّ
وها من التزام بإتمام البيع . – 1خل ّ
وها من التزام بضمان هلك السلعة . - 2خل ّ
– 3أن ل يقع العقلد الملبيع بينهملا إل بعلد قبلض المصلرف
للسلعة واستقرارها .
*المسألة الخامسة :بيع التصريف :
صورته :أن يعطي صاحب العين ) البضاعة ( للبائع لكي يبيع
على التصريف ويسلمه المبلغ لكل بضاعة تم بيعها .
حكمه :علماء الحنابلة يرون عدم جواز هذا البيع في احللدى
الروايتين .ويقولون أن فيه شرط فاسد .وفيه حديث بريرة
766
حينما قال النبي صلللى الللله عليلله وسلللم لعائشللة " ابتاعيهللا
واشترطي لهم الولء ،فإنما الولء لمن أعتق "
قال شيخ السلم " :فإن ثبوت الولء للمعتق ل يحتللاج إلللى
اشتراطه بل هو إذا أعتق كان الولء له ،سللواء شللرط ذلللك
على البائع أو لم يشترط ...لكن إن كان المشترط يعلللم أنلله
شرط محرم ل يحل اشتراطه فوجود اشتراطه كعدمه " .
فكل واحد من البائع والمشتري ل يدري ماذا سينصرف مللن
هذه البضاعة ،فتعود المسألة إلى الجهالللة ،وقللد ثبللت عللن
رسول الله صلى الله عليه وسلللم أنلله نهللى عللن بيللع الغللرر
وهذا ل شك أنه من الغرر .
وقد يكون من بيع ما ل يملك .
قال ابن قدامة في "المغني" (6/325) :
" إذا اشترط إن ن ََفقَ المبيع وإل رده فهو شرط فاسد .وهل
يفسد به البيع ؟ علللى روايللتين ; قللال القاضللي :المنصللوص
عن أحمد أن الللبيع صللحيح .وهللو قللول الحسللن ,والشللعبي
والنخعي والحكم وابن أبي ليلى ,وأبي ثور .والثانيللة :الللبيع
فاسد .وهو مذهب أبي حنيفة والشافعي لنه شرط فاسللد ,
فأفسد البيع " انتهى بتصرف واختصار
ومعنى )نفق المللبيع( أي إن بللاعه ،وهللو صللورة الللبيع علللى
التصريف .
ولكللن إذا كللان لبللد أن يتصللرف الطرفللان فليعللط صللاحب
السلعة بضاعته إلى الطرف الخر ليبيعها بالوكالة ،وليجعللل
له أجرا ً على وكالته فيحصل بذلك المقصود للطرفين فيكون
الثاني وكيل ً عن الول بأجرة ول بأس بذلك
وقد سألت الشيخ د /خالد بن علللي المشلليقح حفظلله الللله
عن الحكم الشرعي في بيع التصريف ،هللل هللو مللن الللبيوع
الفاسدة ؟
فأجابني بتاريخ 1426 / 1 / 7هل برسالة مكتوبة عبر البريد
الكللتروني نصللها ) :بيللع التصللريف أن يقللول المشللتري إن
ذهبللت السلللعة وإل أردهللا عليللك ،وهللذا شللرط باطللل عنللد
767
العلماء .قال النبي عليه الصلة والسلم " :الخراج بالضمان
" ومقتضى ذلك أن المشتري للله خللراج السلللعة مللن الربللح
والنماء كالولد واللبن والصوف ..وغير ذلك فعليلله الضللمان
من الخسارة عند عدم رواجها ونفاقها عند النللاس ،والمللر
في سلعة البائع سهل فيمكللن للمشللتري أن يشللترط علللى
البللائع أن يكللون وكيل ً للله فيأخللذ منلله ويبيعهللا للله ويعطيلله ،
ويتفقان أن له واحدا ً في المائة مثل ً ،أو له اثنين في المللائة
،أو ل يحسللب عليلله شلليئا ً مللن المللال ..ألللخ ،فللإذا كللان
المشللتري وكيل ً لصللاحب الشللركة أو المؤسسللة كصللاحب
البقالة مثل ً ويبيع له ثم بعد ذلللك يعطيلله بعللض الشلليء فللإن
هذا جائز ول بأس به – إن شاء الله – والله أعلم ( .
*المسألة السادسة :بيع النموذج :
بيع النموذج أن يريه عينة من السلعة ويبيعه إياها علللى أنهللا
من جنسها دون أن يصفها.
وقد اختلف الفقهاء فيها على قولين:
فذهب الشافعية والحنابلة إلى تحريمه لنه من الغرر.
وذهب الحنللاف والمالكيللة إلللى جللوازه لن ضللبط النمللوذج
كذكر الصفات
ومن بيع النموذج:عرض صورة للسلعة دون وصفها .
وعلى ذلك فيصح شراء السلللع المعروضللة عللبر النللترنت أو
التلفزيون اكتفاء بصورتها دون الحاجة إلى وصفها.
*المسألة السابعة :بيع الوكيل لنفسه :
كل بلله المعتمد عند الشافعي أن الوكيل ل يجوز أن يبيع ما و ّ
من نفسه ولنفسه قال ابن قدامة في العدة :وليس للوكيلل
أن يفعل إل ما تناوله الذن لفظا ً أو عرفا ً وليللس للله الشللراء
من نفسه ول البيع لها إل بإذن الوكيل وهناك وجه أنلله يجللوز
له .
ولكن لو انتفت التهمة والمحاباة جاز للحاجللة إليلله .كمللا لللو
خضار . .ألخ . كل أحد في البيع في محل و ّ
768
ومن الصور الواقعية لهذه المسألة مللا يقللوم بلله السماسلرة
في بيع السهم ،حيث يتوكل السمسللار بيللع السللهم فيبيعهللا
لنفسه
وقد اختلف العلماء في حكم شراء الوكيل من نفسه و مثللله
)الوصي و الولي و الناظر على الوقف( على قولين:
-1أن البيع ل يصح .وهذا قول الحناف و الشللافعية و روايللة
عنللد الحنابلللة ،وعلللى هللذا القللول ل يصللح الللبيع و لللو علللم
الموكل و حجتهم:
-1أن للللبيع حقوق لا ً متضللادة مثللل" السللتلم و التسللليم و
المطالبللة بتسللليم المللبيع و قبللض الثمللن و الللرد بللالعيب و
الخيارات" و تسللتحيل أن تتللوفر جميعهللا فللي الشللخص فللي
زمن واحد ،.و يتنافى الغرضان في بيعلله نفسلله ،لنلله بحكللم
كونه بائعا يطلب زيادة الثمللن،و بحكللم كللونه شللاريا يطلللب
نقصانه ،فلم يحز.
-2ولنه تلحقه تهمة بذلك.
-2أن البيع صحيح بشرط أن تنتفي التهمة عللن الوكيللل بللأن
يعلم الموكللل بللذلك و يللأذن بله ،أو يزيللد الوكيللل علللى ثمللن
السلعة في النللداء ،أي يشللتريها بأحسللن مللن ثمللن مثلهللا أو
يبيعها للموكل بأقل من ثمن مثلها .وهللذا مللذهب المالكيللة و
رواية عند الحنابلة و أدلتهم:
-3أن الصل في البيوع الحل و ل دليل علللى تحريللم هللذه
الصورة من البيع.
-4لنه قللد يكللون فللي شللراء الوكيللل مللن نفسلله مصلللحة
للموكل ،إذ قد ل تطلب السلللعة بمثللل الثمللن الللذي عرضلله
الوكيل.
و الراجح والله أعلم القول الثاني ،و يتحقق إذن الموكل إمللا
بالنص الصريح أو الذن العرفي ،كما لو تعللارف التجللار علللى
أن الوكيل سيبيع و يشتري من نفسه فهذا إذن عرفي.
و أما ما استدل به أصحاب القول الول فيناقش بأن التهمللة
تنتفي عن الوكيل إذا أذن الموكلل أو زاد فللي ثملن السللعة،
769
وكونه بائعا مشتريا فللي آن واحللد ممكللن لن الذمللة تتبعللض
في الفقه السلمي.
*المسألة الثامنة :السللللللفتجة :
السفتجه :هي أن يعطي مال ً لخر مع اشتراط القضاء في
بلد آخر .
جللح فللي كتللابه الربللا
الشلليخ الللدكتور /عمللر المللترك ر ّ
والمعاملت المصرفيه أن الحوالة التي فللي المصللارف الن
هي داخلة تحت مسألة السفتجة .
بعد أن ذكر أنه يمكن تكييفها على عدة أوجه :
– 1أنها حوالة
– 2أنها إجارة على إرسال النقود .
– 3أنها شبيهة بالسفتجة .إل أنه تفترق عنها أن السفتجة ل
يتقاض الخذ أجرا ً عادة اكتفاء بأنه سينتفع بالمال في سفرة
وأما في المصرف يتقاضى أجرا ً يسللمى عمولللة مللن طللالب
التحويل .
-أما لو أحال نقودا ً ريالت طالبا ً تسليمها له جنيهات مصللرية
في مصر أو ليرات في سورية فإن هذه العملية مركبللة مللن
صرف وتحويل .ومن شروط صحة الصللرف :التقللابض فللي
مجلس العقد ول تقابض في هذا الصللرف وهللي غيللر جللائزة
خروجا ً من شبهة الربا .ولجوازه وجه عند بعض أهل العلم .
*المسألة التاسعة :الحطيطة :
الحلطليلطللة :هي الصلح عن المؤجل ببعضه حال ً .
وهو ما رجحه شلليخ السلللم ابللن تيميللة حيللث قللال :ويصللح
الصلح عن المؤجل ببعضه حال ً وهو رواية عن أحمد .واختللار
صحتها ابن القيم .
دليل الصحة :ما روي عن عباس قال :لما أمر النبي صلى
الله عليه وسلم بإخراج بني النضير من المدينة جاءه أنللاس
منهم فقالوا :يا رسول الله إنك أمرت بإخراجهم ولهم علللى
الناس ديون لهم تحللل ،فقللال صلللى الللله عليلله وسلللم " :
جلوا " .ضعوا وتع ّ
770
*المسألة العاشرة :البيع والشراء عن طريق النترنت :
ليخلو البائع عن طريق النترنت من إحدى حالين :
الحال الولى :أن يكون مالك لا ً للسلللعة أو وكيل ً فللي بيعهللا ،
فيجوز الشراء منه في هذه الحال سواء أكان التسليم مؤجل ً
أو حال ً ،وسواء أكان الثمن منقودا ً ،أو مؤجل ً ،ولكن ليجوز
أن يكون كللل مللن التسللليم والثمللن مللؤجل ً ،لئل يكللون مللن
الكالئ بالكالئ .
الحال الثانية :أليكون البائع مالكا ً للسلعة ول وكيل ً ،فيجللوز
الشراء منه إذا كان التسليم مؤجل ً ،بشرط أن يكون الثمللن
حاضرا ً .
وهاهنا عدة ملحظات :
الولى :أن الغالب فيمن يبيع عن طريق النترنت أنه موكللل
إما صراحة أو عرفا ً .
الثانية :أنه ينبغللي أن يفللرق بيللن طلللب الشللراء ،والشللراء
نفسه ،فطلب الشراء ليس شراء بل هو وعللد ،وفللرق بيللن
الوعد والعقد ،فالوعد بالبيع يجوز ولو قبل امتلك السلعة .
ومن العلمات التي يتبين بها طبيعة التصرف هل هو وعللد أم
عقد ما يلي :
.1أن يعطي المشتري رقم البطاقة الئتمانية للبائع ،فهذا
عقد وليس بيعا ً .
.2أن يعطي المشتري بريللده اللكللتروني للبللائع لخطللاره
عند توفر السلعة ،فهذا وعد وليس عقدا ً .
الثالثة :في الشراء عن طريللق النللترنت يعللد تسللجيل رقللم
البطاقة إيجابا ً من المشتري ،وموافقة جهة البيع يعد قبول ً ،
وهذا التكييف يشمل الشراء المباشر ،أو عن طريق المللزاد
أو المناقصة العلنية .
*المسألة الحادية عشرة :المسابقات التجارية :
المسابقات التجارية على نوعين :
النوع الول:مسابقات يكون الشتراك فيها بل عوض.
771
أي أن قسلليمة الشللتراك فللي المسللابقة تبللذل للمتسللابقين
مجانا ،فهذه اختلف فيها العلماء المعاصرون على قولين:
القول الول:تحريم الشتراك فيها،وممللن اختللار هللذا القللول
سماحة الشيخ عبد العزيز ابن باز رحمه الله واللجنة الدائمة
للفتاء بالمملكة.
استدل أصحاب هذا القول بما يلي :
-1ما روى أبو هريرة رضللي الللله عنلله أن النللبي صلللى الللله
عليه وسلم قال):لسبق إل في نصل أوخف أوحافر(أخرجلله
الخمسة
السبق:بفتح السين والباء هو مايوضع للمتسابق من جعل.
النصل:أي السهم و الخف كناية عن البل و الحافر كناية عن
الخيل.
-2ولن هذه المسابقات تتضمن غررا ً لن المشترك ليعلللم
هل سيحصل على الجائزة أم ل.
القول الثاني:جواز الدخول فللي هللذه المسللابقات،وهللذا رأي
الشيخ ابن عثيمين.
استدل أصحاب هذا القول بما يلي :
أن الصل في البيوع الحل ول دليل على االتحريم.
وأما حديث أبي هريرة فالمراد به لسللبق أولللى مللن السللبق
الكائن في هذه الشياء المذكورة بللدليل جللواز الجعالللة فللي
غير الشياء المذكورة.
وأما الغرر الذي في هذه المعاملت فهو غير مللؤثر لنلله فللي
عقد تبرع لفي عقد معاوضة وقد سبق أن من شروط الغرر
أن يكون في عقد معاوضة.
ملحظة:
ألحق بعض الفقهاء بالثلثة المذكورة في الحديث كل ما كان
معينا ً على الجهاد كالبنادق والطائرات ونحو ذلللك ،قللالوا لن
الحكمة من التنصلليص علللى هللذه المللور الثلثللة كونهللا مللن
أدوات الجهاد فيلحق بها كل ما كان معينللا علللى الجهللاد ،بللل
ألحق شيخ السلللم ابللن تيميللة وابللن القيللم المراهنللات فللي
772
المسللائل العلميللة لن الجهللاد كمللا يكللون بالسللنان يكللون
باللسان بدليل قول الله تعللالى) :ياأيهللا النللبي جاهللد الكفللار
والمنافقين( ومعلوم أن جهاد المنافقين بالعلم والبيان،وهللذا
هو الصحيح ،ويؤيده الرهان الذي وقع بين أبي بكر وكفللار
قريش في انتصار الروم على الفرس.
النوع الثاني :المسابقات التي يكون الشتراك فيها بعوض
فهذه لخلف بين أهل العلللم علللى تحريمهللا حللتى ولللو كللان
العوض يسيرًا ،لنها من الميسر ،ولن فيها غررا ً ظللاهرُا ،لن
المشترك يدفع قيمللة الشللتراك وقللد يربللح الجللائزة فيكللون
غانمًا ،وقد ليربح شيئا ُ فيكون غارمُا.
فإن كانت المسابقة لقيمللة لهللا بنفسللها لكللن الللدخول فيهللا
مشروط بشللراء سلللعة ونحوذلللك مثللل أن تكللون المسللابقة
منشللورة فللي جريللدة أو ملصللقة علللى منتللج ومللن شللرط
الللدخول فيهاشللراء ذلللك المنتللج ،فهنللا يجللوز الللدخول فللي
المسلللابقة حلللتى وللللوزادت قيملللة المنتلللج بسلللبب وجلللود
المسابقة،لن هذه المعاملة وإن تضمنت غررا ً لكنه غرر غير
مللؤثر لنلله تللابع،ومللن شللرط الغللرر كمللا تقللدم أن يكللون
مقصللودًافي العقللد لتابعللًا،لكللن يشللترط لللذلك أن يكللون
المشتري محتاجًافعل ً لتلك السللعة ،أملا إن اشلترى السللعة
لجل المسابقة وهو ليحتاج السلعة فهنللا يحللرم شللراؤه لن
المال المبذول قصد منه الجائزة وهي غير محققة.
تنبيه:
تلجأبعض المحلت إلللى تضللمين مسللابقاتها التجاريللة أسللئلة
علميللة تمشلليا ً مللع القللول الللذي يللرى جللواز المراهنللات
والمسابقات مطلقا ً في المسللائل العلميللة أي سللواء كللانت
بعوض من أحد المتسابقين أو منهما معاوهو قول ابللن تيميللة
كما تقدم ،فهل هذا الجراء يحلل المسألة؟
القللرب والللله أعلللم أنلله ليحللهللا لن المقصللود مللن هللذه
المسابقة في الواقع التسويق وليس التعليم.
*المسألة الثانية عشرة :عقد المضاربة :
773
من أفضل التعاريف وأشملها لقد المضاربة :تعريف الشلليخ
عبد الله الخاطر حيث قال :
المضاربة عقد يتضمن دفللع مللال خللاص – ومللا فللي معنللاه –
معلوم قدره ونوعه وصفته من جائز التصرف لعاقللل مميللز
رشيد يتجر فيه بجزء مشاع معلوم من ربحه له .
-ويتميز عللن الشللركة مللن حيللث أن فيهللا مضللاربا ً ) شللريك
بعملة ( .
-ويمكن أن يتعدد أرباب المال أو المضاربون .
-مثلالله :
الشركة السلللمية للسلتثمار الخليجلي بالشللارقة :طرحللت
صكوك المضاربة والقروض السلمية ،وهي صكوك للتداول
قيمة الصك 1000دولر لمدة خمس سنوات ) والعقللدعليه
بعض الملحظات ( .
مسلألة :
تأجير المحل للعامل بأن يعطي صاحب المحل مبلغا ً متفقللا ً
عليه ما حكمه :
هذا العمل محرم .إذا كان على كفالته .لنلله بمثابللة الجيللر
فكيف يتفق معه وهو أجير عنده فهي ليست إجللازة وليسللت
مضاربة إنما مضاربة فاسللدة .وفيهللا مخالفللة لللولي المللر .
ولن فيه جهالة وغرر فما يعلم صاحب البضاعة ما بيللع منهللا
مما لم يبع وما قيمته ..
المضاربة في السهم :
* المضلاربة فلي السلهم صلحيحة باعتبارهلا علروض تجلارة
بذاتها بغض النظر عما تمثله من موجودات الشركة.
* أمللا المضللاربة بالسللهم باعتبللار مللا تمثللله مللن موجللودات
الشركة فغير صحيح.
* وعلى القول الراجح في تكييف السهم أنه يمثل العتبارين
السابقين ينتج من ذلك عدم جواز المضاربة بالسهم
*المسألة الثالثة عشرة :التورق :
774
تعريفله :هو أن يشتري سلعة بثمن مؤجل ،ثم بيعهللا نقللدا ً
بثمن أقلل ،ليحصلل عللى النقلد ،فلإن باعهلا إللى البلائع
فهو التورق . نفسه فهي العينه ،وإن باعها إلى غيره
ومللن مسللمياته فللي المصللارف :المرابحللة والجللارة -
التحويلية .
وكثير من الحيل الربوية ترتد بلالفحص والتمحيللص إلللى -
العينة أو القرض الربوي .
وفيله قلولن : -
– 1الجلواز :وهذا رأي هيئة كبار العلماء .والمجمع الفقهي
.وقال به الحنابلة بشرط أن ل يكون له في السلعة حاجللة ،
بأن يكون مقصود المشتري التجارة والنتفاع بالسلعة .
-2عدم الجواز .قال عمر بن عبد العزيز :التورق أخيه الربا
.
– 3وهناك قول ثالث محدث ووسللط بيللن القللولين قللال بلله
توفيق يونس من المعاصرين .وهو إجازة التورق بشللرط أل
يعلم الطرفان الخران بمراده وهللو لجلأ إلللى التللورق لكلونه
مضطر .
-الفلرق بين التورق وبيلن العيلنة :
العينة فيها طرفان ،وأما التوريق ففيه ثلثة أطراف .
*المسألة الرابعة عشرة :التأمين التجاري:
التأمين :هو عقود المعاوضات المالية الجتماعية المشللتملة
على الغرر الفاحش لن التأمين ل يستطيع أن يعرف وقللت
العقد ومقدار ما يعطي أو يأخذ ،وهللذا العقللد يشللتمل علللى
ربا الفضل والنسيئة .
فإن الشركة إذا دفعت للتأمين أو لللورثته أو للمسللتفيد أكللثر
مما دفعه من النقود لها فهو ربا فضللل ،و المللؤمن – بكسللر
دة فيكللون الميللم ) -الشللركة ( يللدفع ذلللك للتللأمين بعللد مل ّ
بالنسلليئة وإذا دفعللت الشللركة للمسللتأمن مثللل مللادفعه لهللا
يكون ربا نسيئة فقط وكلهما محرم بالنص والجماع .
.الفرق بين التأمين التجاري والتعاوني :
775
لقد ذكر الفقهللاء المعاصللرون عللدة فللروق ،وتكمللن أبرزهللا
فيما يلي:
الفرق الول :أن التللأمين التعللاوني مللن عقللود التللبرع الللتي
يقصد بها أصالة التعللاون علللى تفللتيت الخطللار ،فالقسللاط
المقدمة من حملة الوثائق في التأمين التعللاوني تأخللذ صللفة
الهبة )التبرع(.
أمللا التللأمين التجللاري فهللو مللن عقللود المعاوضللات الماليللة
الحتمالية .
الفرق الثاني :أن التعويض في التأمين التعاوني يصللرف مللن
مجموع القساط المتاحة.فإذا لم تكللن القسللاط كافيللة فللي
الوفللاء بالتعويضللات طلللب مللن العضللاء زيللادة اشللتراكاتهم
لتعللويض الفللرق .وإذا لللم يمكللن زيللادة الشللتراكات للوفللاء
بالتعويض لم يقع التعللويض ،إذ ليللس هنللاك الللتزام تعاقللدي
بللالتعويض .أمللا التللأمين التجللاري فهنللاك الللتزام بللالتعويض
مقابل أقسللاط التللأمين .ويللترتب علللى هللذا اللللتزام تحمللل
الشلللركة لمخلللاطرة الصلللل الملللؤمن عليللله دون سلللائر
المستأمنين .ولذا كان الهدف من العقد هو المعاوضة ،ولكن
هللذه المعاوضللة ل تسللمح بربللح الطرفيللن ،بللل إن ربحللت
الشللركة خسللر المسللتأمن وإن ربللح المسللتأمن خسللرت
الشركة .فهي معاوضللة تتضللمن ربللح أحللد الطرفيللن مقابللل
خسارة الخر ولبد وهذا أكل المال بالباطل.
الفرق الثالث :في التللأمين التجللاري ل تسللتطيع الشللركة أن
تعوض المستأمنين إذا تجاوزت نسبة المصابين النسبة الللتي
قللدرتها الشللركة لنفسللها ،أمللا فللي التللأمين التعللاوني ،فللإن
مجموع المستأمنين متعاونون في الوفللاء بالتعويضللات الللتي
تصرف للمصابين منهم ،ويتم التعللويض بحسللب المتللاح مللن
اشتراكات العضاء.
فالمستأمن في التللأمين التعللاوني ل ينتظللر مقللدارا ً محللددا ً
سلفا ً إذا وقع الخطر ،وإنمللا ينتظللر تضللافر قرنللائه بتعويضلله
بحسب ملءة صندوق التأمين وقدرة العضاء على تعويضلله.
776
فالطمأنينللة الللتي يشللعر بهللا المسللتأمن تعاوني لا ً نابعللة مللن
شللعوره بوقللوف الخريللن معلله ،وليللس مللن عللوض محللدد
بمقتضى التزام تعاقللدي غيللر صللادق فللي حقيقتلله ،كمللا هللو
الحال في التأمين التجاري.
الفرق الرابع :أن التللأمين التعللاوني ل يقصللد منلله السللترباح
من الفلرق بيلن أقسلاط التلأمين اللتي يلدفعها المسلتأمنون
من لللديها بللل إذا وتعويضات الضرار التي تقدمها الجهة المؤ ّ
حصلللت زيللادة فللي القسللاط المجبيللة عللن التعويضللات
المدفوعة لترميم الضرار ترد الزيادة إلى المستأمنين.
بينما الفائض التأميني في التأمين التجاري يكون مللن نصلليب
الشركة.
منللون هللم المسللتأمنون فللي التللأمين الفللرق الخللامس :المؤ ّ
التعاوني ،ول تسللتغل أقسللاطهم المدفوعللة لشللركة التللأمين
التعاوني إل بما يعود عليهللم بللالخير جميعلًا .أمللا فللي شللركة
من هللو عنصللر خللارجي بالنسللبة التللأمين التجللاري فللالمؤ ّ
للشللركة ،كمللا أن شللركة التللأمين التجللاري تقللوم باسللتغلل
أموال المستأمنين فيما يعود عليها بالنفع وحدها.
الفرق السادس :شركة التأمين التعللاوني هللدفها هللو تحقيللق
التعاون بين أعضائها المستأمنين ،وذلك بتوزيع الخطار فيمللا
بينهم ،أي بمعنى ما يشتكي منه أحدهم يشتكون منه جميع لًا.
وبمعنى آخللر أنهللا ل ترجللو ربحلا ً وإنمللا الللذي ترجللوه تغطيللة
التعويضات والمصاريف الدارية .وعلى العكس من ذلك فإن
شركة التأمين التجاري هللدفها الوحللد هللو التجللارة بالتللأمين
والحصول على الرباح الطائلة على حساب المستأمنين.
الفرق السابع :في شركة التأمين التعاوني تكون العلقة بين
حملة الوثائق وشركة التأمين على السس التالية:
أ -يقوم المساهمون في الشللركة بللإدارة عمليللات التللأمين،
من إعداد الوثائق وجمع القساط ،ودفع التعويضللات وغيرهللا
من العمال الفنية ،في مقابل أجرة معلومة وذلللك بصللفتهم
777
القائمين بإدارة التأمين وينص على هذه الجرة بحيللث يعتللبر
المشترك قابل ً لها .
ب -يقوم المساهمون باستثمار) رأس المال( المقدم منهم
للحصللول علللى الللترخيص بإنشللاء الشللركة ،وكللذلك لهللا أن
تستثمر أموال التأمين المقدمة من حملة الوثللائق ،علللى أن
تسللتحق الشللركة حصللة مللن عللائد اسللتثمار أمللوال التللأمين
بصفتهم المضارب.
ج -تمسللك الشللركة حسللابين منفصلللين ،أحللدهما لسللتثمار
رأس المال ،والخر لحسابات أموال التأمين ويكون الفللائض
التأميني حقا ً خالصا ً للمشتركين ) حملة الوثائق(.
د -يتحمل المساهمون ما يتحمله المضارب من المصروفات
المتعلقة باستثمار الموال نظير حصللته مللن ربللح المضللاربة،
كمللا يتحملللون جميللع مصللاريف إدارة التللأمين نظيللر عمولللة
الدارة المستحقة لهم
ه -يقتطع الحتيللاطي القللانوني مللن عللوائد اسللتثمار أمللوال
المسللاهمين ويكللون مللن حقللوقهم وكللذلك كللل مللا يتللوجب
اقتطاعه مما يتعلق برأس المال..
بينما العلقة بين حملة الوثائق وشركة التأمين ،فللي التللامين
التجاري ،أن ما يدفعه حملة الوثائق من أمللوال تكللون ملك لا ً
للشركة ويخلط مع رأس مالها مقابل التلأمين .فليلس هنلاك
حسابان منفصلن كما في التأمين التعاوني.
الفرق الثامن :المستأمنون فللي شللركات التللأمين التعللاوني،
يعدون شركاء مما يحق لهم الحصللول علللى الربللاح الناتجللة
من عمليات استثمار أموالهم.
أما شركات التأمين التجللاري فالصللورة مختلفللة تمام لًا؛ لن
المسللتأمنين ليسللوا بالشللركاء ،فل يحللق لهللم أي ربللح مللن
اسللتثمار أمللوالهم ،بللل تنفللرد الشللركة بالحصللول علللى كللل
الرباح.
الفرق التاسع :شركات التأمين التعللاوني ل تسللتثمر أموالهللا
في النواحي التي يحرمها الشرع.
778
وعلللى النقيللض مللن ذلللك فشللركة التللأمين التجللاري ل تللأبه
بالحلل والحرام.
الفرق العاشر :في التأمين التعاوني لبد أن ينص فللي العقللد
علللى أن مللا يللدفعه المسللتأمن مللا هللو إل تللبرع وأنلله يللدفع
القسط للشركة لعانة من يحتاج إليه مللن المشللتركين .أمللا
ل ،وبالتللالي ل يللذكر في التأمين التجاري ل ترد نية التبرع أص ً
في العقد.
*المسألة الخامسة عشرة :من صور القمار والميسر:
– 1أوراق اليانصيب والتي تشترى بمبالغ مالية محللددة مللن
أجل توقع الحظ بالفوز .
جعللل معين لا ً أو مبلغ لا ً فللي
– 2المراهنة من الطرفين وجعل ُ
حالة الربح والخسارة .
– 3الموال التي تنفق على الشراء من متجر ليللس بغللرض
الحاجة للشراء ولكن بقصللد اللدخول عللى سلحوبات جلوائز
وغيرها .
*المسألة السادسة عشرة :حكم بطاقات التخفيض :
بطاقات التخفيض على نوعين:
بطاقات تخفيض مجانية
وهي التي تمنحها بعض المحلت لبعض زبائنهللا مجانللا ،فهلذه
يجوز الشتراك بها لنها وإن كان فيها نوع مللن الغللرر إل أنلله
غرر معفو عنه لن العقد هنا تبرع وليس معاوضة وقد سللبق
أن من شروط الغرر المؤثر أن يكون في عقد معاوضة.
ولكن قد يرد التحريم مللن جهللة أخللرى وذلللك فيمللا لللو كللان
الشخص المهدى إليه موظفا وكانت الجهللة المهديللة تتعامللل
مع الجهة التي يعمل بها ،مثل أن يكون موظفا في الجمارك
أو الجللوازات أويكللون مدرسللا ً لصللاحب المحللل أو قريبلله
أويرجو منه صاحب المحل منفعة ونحوذلك فيحرم في هللذه
الحالللة قبللول الهديللة لنهللا رشللوة ،وقللد قللال عليلله الصلللة
والسلم):هدايا العمال غلول(.
ملحظة:
779
من النوع الول من بطاقات التخفيض أيضا ً ماإذا كان المحل
يمنللح البطاقللة مجانلا ُ لمللن يشللتري منلله بمبلللغ معيللن ،أوأن
المحل يعطي خصما ً فوريًا)بدون بطاقة( لمن تزيد مشترياته
عن كذا وكذا،فكل هذه الصور جائزة.
بطاقات تخفيض بعوض:
وهذه البطاقات قد تكون ثلثية الطللراف وقلد تكللون ثنائيلة،
فالثنائيللة مثللل بطاقللة السللامس كلللوب مثل،والثلثيللة مثللل
بطاقللة المسللتثمر الللدولي ،وصللورتها أن تقللوم شللركة بللبيع
بطاقللات تخفيللض يسللتفيد منهللا المسللتهلك بالحصللول علللى
تخفيض من عدد من المحلت والمطاعم والفنادق.
وقد اختلف العلماء المعاصرون فيها على قولين:
القول الول :التحريم:
وهللذا هللو رأي اللجنللة الدائمللة للفتللاء بالمملكللة وعللدد مللن
العلماء المعاصرين منهم ابن باز وابن عثيمين وغيرهم.
استدلوا:
-1بأن فيها أكل ً للمال بالباطللل لن البللائع يأخللذ قيمتهللا بغيللر
عوض وقد ليستفيد المشتري منها.
-2ولما فيها من الغرر فإن المشتري ليعرف تحديللدا ً مقللدار
الخصم الذي سيحصله والبائع كذلك،فلو فرضللنا أن البطاقللة
بمللائة واسللتخدمها المشللتري فحصللل علللى خصللم يبلللغ
،200فيكون المشتري غانما ً والبائع غارمًا،اما لوكللان مقللدار
الخصلللم اللللذي حصلللل عليللله خلل ملللدة الشلللتراك مثل ً
50فقطفيكون البللائع غانمللا والمشللتري غارمللا،وبهللذا يكللون
العقد دائرًابين الغنم والغرم.
القول الثاني:جواز هذه البطاقات.
استدلوا بما يلي:
-1أن الصللل فللي المعللاملت الحللل فل ينتقللض هللذا الصللل
إلبدليل صحيح صريح.
-2وأما الغرر الذي في المعاملة فهو غير مؤثر لنلله ليسللبب
ضررا على أي منهما أما البائع فإنه رابح على كل حال سواء
780
اشترى المشتري بالبطاقة أوبدونهالن المحلت تضع هامش
ربح حتى في حال استخدام البطاقة،نعللم يتصللور الضللرر لللو
كان البائع يبيع السلعة على صاحب البطاقة بأقللل مللن رأس
ماله فيها لكن هذا غير واقع ،وأما المشللتري فالبطاقللة بيللده
فمللتى شللاء اسللتخدمهاوهذا كمللا لللو اسللتأجر سلليارة فقللد
يستعملها طيلة فترة الجللارة وقللد ليسللتخدمها إل للحظللات
معدودة وليعد ذلك غررا،وكذلك البيت قد يستأجرها سنة فل
يحتاج للسكنى فيها إل أياما ً وقد يسكنها طيلة السنه.
والراجح والله أعلم هو القول الثاني لن من شللروط الغللرر
المؤثر أن يكون فيه ضرر وهللذه البطاقللات لضللرر فيهاوأمللا
المال الذي أخذه البائع فهو ليس من أكل المال بالباطل لن
المشتري يأخذ عوضا ُ عته نسبة الخصم المتفق عليهللا.والللله
أعلم
*المسألة السابعة عشرة :بطاقة الئتمان :
هي البطاقة الصادرة من بنك أو غيره تخول حاملها الحصول
على حاجياته من السلع أو الخدمات دينا ً .
يللدخل الربللا فللي بطاقللات الئتمللان حينمللا يفللرض مصللدرها
غرامات مالية علللى التللأخير فللي السللداد أو علللى تأجيللل أو
تقسلليط المسللحوبات المسللتخدمة علللى البطاقللة ،وهللذه
الغرامات تعتبر من ربا النسيئة المحرم .
*المسألة الثامنة عشرة :بطاقة الفيزا :
قمللت بسللؤال الللدكتور :محمللد العصلليمي أسللتاذ القتصللاد
السلمي المشللارك كليللة الشللريعة ،الريللاض ورئيللس هيئة
الرقابه بمصرف الراجحي سابقا ً السؤال التالي :
ما الحكللم الشللرعي لبطاقللة الفيللزا عنللد مصللرف الراجحللي
وبطاقة تيسير عند البنك الهلي مع التفصيل ،وما وجلله مللن
فرق بين الماستر كللارد وبيللن الصللراف فللي الحكللم بالحللل
والحرمة ،وهل ما يأخذه البنك على العمليللة المصللرفية فللي
دائرة المباح أفتونا مأجورينأ؟
781
فأجللاب بقللوله أخللي السللائل السلللم عليكللم ورحمللة الللله
وبركللاته :بطاقللة فيللزا الئتمانيللة مللن شللركة الراجحللي
المصرفية جائزة ،ولكني أعتقد أن الرسم الللذي يؤخللذ علللى
السحب النقدي أكثر مللن التكلفللة الفعليللة الللتي وجهللت بهللا
الهيئة الشللرعية .فل أرى السللحب النقللدي بهللا .أمللا بطاقللة
التيسير فل أرى جوازها البتة .وهي محض قلب للللدين علللى
العميللل ،وهللي ربللا بل شللك .والماسللتركارد منظمللة تصللدر
بطاقات مثل فيزا ،ولها بطاقات ائتمانية ولهللا غيللر ائتمانيللة.
والفرق بين الئتمانية والصللراف أن الولللى تقللرض العميللل،
والثانية مربوطة بحسللابه الجللاري .وعليلله ،فمللا أخللذه البنللك
على القرض فالصل فيه التحريم ،إل ما كان حسب التكلفللة
الفعلية .أما الصراف فل بأس بأخذ الرسللم عليهللا ،حيللث إن
البنك هو المقترض من العميل .والله أعلم.
*المسألة التاسعة عشرة :سعودي تك :
وصفها :هي بطاقة شرائية للنترنت كأي بطاقة ماستر كللارد
توفر لك التسلوق العلالمي ملن خلل شلبكة النلترنت وهلي
بطاقة مدفوعللة مسللبقا ً ذات اشللتراك سللنوي مقللداره 165
ريللال ,ويمكللن اسللتخدامها كنقللد حقيقللي لي شللراء علللى
النللترنت.وكلمللا انتهللت القيمللة فللي البطاقللة فمللا عليللك إل
شحنها.
ولها حد أقصى 250دولر ,وحد أدنى 25دولر.
تصدرها آل سرور لتقنية المعلومات.
وهي بطاقة ماستر كارد في جميع خصائصها باسللتثناء أنلله ل
يمكن اسللتخدامها كبطاقللة ملموسللة فللي عمليللات الشللراء.
وهي صالحة لمدة سنة.
حكمها :الحكم الشرعي لهللذه البطاقللة مبنللي علللى تكييفهللا
الفقهي ,فمن الواضح من العرض السللابق أن هللذه البطاقللة
ليست بطاقة ائتمانية بالمفهوم المصرفي لبطاقات الئتمللان
والللتي تتضللمن فللي آليللة عملهللا دين لا ً مللن المصللدر لحامللل
البطاقللة إذ إن مشللتري هللذه البطاقللة يقللوم بللدفع قيمللة
782
مشترياته بها مسبقا ً قبك استخدامه لها فهي بطاقة مديونيللة
ل دائنية.
وهذ النوع انتشر ويعرف ببطاقات التخزيللن اللكللتروني -
أو البطاقات سابقة الدفع.
* والتخريج لهذه البطاقة ل يخلو من أحد أمرين :
-1أن يكون لهذه البطاقة حكم الدين ,وعلى هذا فالعلقة
بين المشتري والمصدر هي علقة قرض ،ويترتب على هللذا
التخريج أنه لو باعها المصدر بثمن أقل مللن قيمتهللا المخزنللة
فيهللا فهللو حللرام ,لنلله قللرض جللر منفعللة للمقللرض وهللو
المشتري وتخّرج البطاقة على عقد القرض وهذا بعيد.
-2أن يكون لهذه البطاقة حكللم النقللد وعلللى هللذا فالعقللد
بين المصدر والمشتري هو عقد صرف فيجب التقللابض عنللد
شراء البطاقة كما يجب التساوي بيللن القيمللة المخزنللة فللي
البطاقة والقيمة التي اشتريت بها إذا كلانت القيمتللان بعمللة
واحدة ،أما إن اختلفت العملة فل مانع من اختلف القيمتين
.
وهذا هو التخريج الصحيح ,فحكم هذه البطاقة كحكم الشيك
المصرفي المصدق.
وعلى هذا فالبطاقة جائزة ،ما لللم تختلللف قيمللة شللحن -
البطاقة عن القيمة المخزنة فيها إذا كانت العملة واحدة .
*المسألة العشرون :السهم :
السلهم :هو صك يمثل نصيبا ً عينيلا ً أو نقللديا ً فللي رأس مللال
الشركة قابل للتداول يعطي مالكه حقوقا ً خاصة .
حكلم بيلع السلهم :
السهم قسمان :
– 1أسهم مؤسسات محرمة أو مكسبها حرام .كالمصللارف
الربوية فهذه محرمة .
– 2أسهم في مؤسسات مباحة فهذه جائز .
-حكم الحوالة في السهم :
783
صورته :أن تكون السهم ثللابته فللي الذمللة لشللخص علللى
آخر وهذا الخر له أيضا ً دين على ثالث هي أسللهم تتفللق مللع
السللهم الللتي فللي ذمتلله ،فهنللا يمكللن لمللن عليلله الللدين
) المحيل ( أن يحيل من له دينا ً ) المحللال ( بالسللهم الللتي
له على المحال عليه.
-حكلم وقلف السلهم :
يمكن أن تخّرج المسألة على وقف المشاع .وهو جائز .
-حكم الوصية بالسهم :
السهم من الموال فهي تمثللل مللا يسللتحقه المسللاهم مللن
موجودات الشركة مع ما تمثللله مللن القيمللة السللوقية ،بنللاءً
على هذا يجوز أن يوصي النسان بأسهم يملكهللا بشللرط أن
تكون ثلث ماله أو أقل .
-رهن السهم :
يجوز رهن السهم ،ويمكن أن يباع ويستوفى منه الدين من
قيمته السوقية ،العمل على هذا بين الناس.
زكاة السهم : -
يخرج المساهم زكاة أسهمه وفق الطريقة التية:
إن كان تملك السهم بقصد السللتمرار فيهللا بصللفته شللريكا ً
للستفادة من عوائدها فهذا يزكى حسب مللال الشللركة مللن
حيث الحلول والنصاب والمقدار ) فقد تكون شللركة زراعيللة
أو تجارية أو صناعية (.
وإن كان تملك السهم بقصد المتاجرة بها بيع لا ً وشللراء فهللو
يزكي زكاة عروض التجارة ،ول ينظللر إلللى طبيعللة الشللركة
سواء كانت تجارية أو زراعية أو غيرها.
وإذا زكللى السللهم باعتبارهللا مللن عللروض التجللارة فالزكللاة
تكون بحسب القيمة السوقية ل الحقيقية.
* المطللالب بللإخراج الزكللاة أساسلللا ً هللم المسللاهمون ل
الشركة.
* إذا أخرجللت الشللركة الزكللاة فيكتفللي بللذلك ول يخرجهللا
المساهم وكذلك العكس لئل تجب زكاتان في مال واحد.
784
سئل فضيلة الشيخ عبدالعزيز بن باز السؤال التالي :أملللك
عددا ً من السهم في بعض الشركات السعودية المسللاهمة ،
وأسأل عن كيفية إخراج زكاتها هل هو حسب قيمتها الحاليللة
في السوق أم على الرباح السنوية لنني لم أنو بيعها ؟
فأجاب رحمه الله :
إذا كانت السهم للستثمار ل للللبيع فللالواجب تزكيللة أرباحهللا
من النقلود إذا حلال عليهلا الحلول وبلغلت النصلاب ،أملا إذا
كانت السهم للبيع فإنها تزكى ملع ربحهلا كلملا حللال الحلول
على الصل حسب قيمتها حيللن تمللام الحللول ،سللواء كللانت
أرضا ً أو سيارات أو غيرهما من العروض ،وفق الله الجميع
*المسألة الواحدة والعشرون :اليجار المنتهي بالتمليك :
نشأة عقد الجارة المنتهية بالتمليك وتطوره :
نشأ هذا العقد عام 1846م في إنجلترا تحت اسم الهاير
بيرشاس ،حيث ظهر هذا العقد أول مرة حين قام أحد تجار
آلت موسيقية ببيع هذه اللت مع تقسيط أثمانهللا إلللى عللدة
أقساط ،بقصد رواج مبيعللاته ،ولكللي يضللمن حصللوله علللى
كامل الثمن لم يلجأ إلى الصورة المعتادة لعقد الللبيع ،وإنمللا
أبرم العقد في صورة إيجللار مللع حللق المسللتأجر فللي تملللك
اللللة باكتمللال مللدة اليجللار ،والللتي معهللا يكللون البللائع قللد
استوفى كامل الثمن المحدد لها.
ثم بعد ذلك انتشلر هلذا العقلد وانتقلل ملن الفللراد إللى
المصانع ،وكللان أول هللذه المصللانع تطبيقلا ً لهللذا العقللد هللو
مصنع سنجر للت الحياكللة فللي إنجلللترا ،حيللث كللان يقللوم
بتسليم منتجاته إلللى عملئه فللي شللكل عقللد إيجللار يتضللمن
إمكانية تملك اللت المللؤجرة بعللد تمللام سللداد مبلللغ معيللن
على عدد من القساط ،تمثل في الحقيقة ثمنا ً لها.
ثم انتشر هذا العقد ،وانتشللر اسللتعماله – بصللفة خاصللة –
من ِقبل شللركات السللكك الحديديللة الللتي تأسسللت لتمويللل
شللراء مركبللات شللركات الفحللم والمحللاجر ،كللانت هللذه
المؤسسات تقوم بشللراء المركبللات لحسللابها ،ثللم تسلللمها
785
لمناجم الفحم بناء على عقد الللبيع اليجللاري ؛ لمللا فللي هللذا
العقد من ضمان وحماية لحقوق المؤجر الذي كان له الحللق
فللي فسللخ العقللد واسللترداد المللوال المسلللمة للمسللتأجر
بمجرد إخلل هذا الخير بسللداد قسللط واحللد مللن القسللاط
المتفق عليهللا .ثللم ازدادت أهميللة هللذا العقللد بامتللداده إلللى
شركات المقاولت وغيرها.
ثم ظهر عقد الليسلنج فلي الوليلات المتحلدة المريكيلة
عللام 1953م ،ثللم ظهللر فللي فرنسللا عللام 1962م ،وهللذا
العقد يعتبر حالة جديللدة للجلارة المنتهيلة بالتمليلك ،إل أنله
اتخذ طابعا ً جديدا ً يتمثل في تدخل طرف ثللالث بيللن طرفللي
العقد الصليين – المؤجر والمستأجر ، -هذا الطرف الثللالث
هو الذي يقوم بتمويل العقللد بشللراء أمللوال معينللة هللي فللي
العللادة تجهيللزات ومعللدات صللناعية وإنشللائية ،ثللم يقللوم
بتأجيرها لمن يتعاقد معهما لفترة متفق عليها بينهما ،وتكون
هللذه الفللترة طويلللة الجللل نسللبيا ً حللتى تتمكللن المؤسسللة
المالية التي تقوم بتمويل المشروع من حصولها على المبالغ
التي أنفقتها على التمويل وبنهاية الفترة المتفق عليها يكللون
للمستأجر المتعاقد مع المؤسسة عدة خيارات وهي :
-1إعادة السلعة المؤجرة له إلى المؤسسة المالكة.
-2تمديد مدة اليجار لفترة أو فترات أخرى.
-3تملك السلعة مقابل ثمللن يراعللى فللي تحديللده المبللالغ
التي سبق له أن دفعها كأقساط إيجار.
فالجديد في هذه الحالة ،أو في هذا العقد )الليسنج( هو
أن المؤجر ل يكون مالكا ً للصل أو الشياء المللراد تأجيرهللا ،
وإنما يقوم بشرائها خصيصا ً لهذا الغرض.
بعد ذلك انتقل هذا العقد إلى الدول السلمية مللن خلل
البنوك السلمية التي جعلت اليجار المنتهي بالتمليك جللزءا ً
من العمليات الساسية التي تقوم بها ومن البنوك السلللمية
التي طبقت هذا العقد بنك ماليزيا السلمي.
786
وقام بنك مصر إيران للتنميللة بالشللتراك مللع هيئة التمويللل
الدوليللة ،وشللركة مانوفللا كتشللورز ليسللنج المريكيللة فللي
تأسيس شركة متخصصة في اليجار المنتهللي بالتمليللك فللي
مصر ،وطبق هذا العقد أيضلا ً بيللت التمويللل الكويللتي بدولللة
الكويت.
كما جعللل البنللك السلللمي للتنميللة عقللد اليجللار المنتهللي
بالتمليك جزءا ً مللن العمليللات السللتثمارية الللتي يقللوم بهللا ،
حيث قام بتطبيق هذا العقد في عام 1397هل ،ومنذ تطللبيق
عقد اليجار المنتهي بالتمليلك وحللتى علام 1410هلل اسلتفاد
من هذا العقد أكثر من عشرين دولة إسلمية.
أما في المملكة العربية السعودية فقد اتجه كثير من البنللوك
والشركات إلى تطبيق هذا العقد في الوقت الحاضر ،وأقبل
عليه كثير من أفراد المجتمع
-تكييف المسألة :تعللرف المسللألة باسللم الللبيع بالتقسلليط
والحتفاظ بالملكية حتى استيفاء الثمن ،ثم تطور إلى إيجار
مقترن بوعد البيع .
وقبل تحقق الشرط من البيع يكون المشللتري مالك لا ً للمللبيع
تحت شرط واقف ول يمنع مللن وقللف ملكيتلله أن يكللون قللد
تسلم المبيع ,فالذي انتقل إليه بالتسليم هو حيللازة المللبيع ،
أما الملكية فانتقلت إليه بالبيع موقوفة.
* والللبيع بالتقسلليط ل تنتقللل فيلله الملكيللة إل بعللد الوفللاء
بالقساط وهي مختلف فيها لوجود شللرط غيللر ملئم للعقللد
ولن الصل في البيع أن يكون باتا ً ..وفيه ثلثة أقوال :
-1القول ببطلن البيع والشرط.
-2القول بصحة البيع وبطلن الشرط.
-3القول بصحة البيع وصحة الشرط.
الفرق بين اليجار المنتهي بالتمليك وبين التقسيط :
الفللرق بينهمللا :الللبيع بالتقسلليط تنتقللل ملكيللة المللبيع إلللى
المشتري مباشرة ،عندما أبيع عليك هذه السيارة بالتقسلليط
كا لك ،وتستطيع أن تبيعها؛ يعني مثل لو بعت عليللك تصبح مل ً
787
سيارة بخمسين ألفا إلى أجل ،واستلمتها مني ،ومثل افترض
أنها مقسطة عليك على خمللس سللنوات ،إذا اسللتلمت هللذه
السيارة تستطيع في اليوم الثللاني أن تبيعهللا أنللت وتتصللرف
فيها ،بينما في "التأجير المنتهي بالتمليك" المر ليللس كللذلك
و إذا أردنا أن نصيغ بالصياغة الصللحيحة نقللول" :التللأجير مللع
الوعد بالتمليك" -ل تنتقل ملكيللة المللبيع إلللى المسللتأجر بللل
تبقى مل ً
كا للمؤجر.
قال الشيخ عبدالله بن بية :و الخلصة أنه ل يجوز إل إذا أخذ
بالصيغ الخمس التية :
-1أن يكون إيجارا ً حقيقيلا ً وفيلله بيللع خيللار عنللد مللن يجيللز
الخيار إلى أجل طويل.
-2وعد ببيع لحق بعد اليجار.
-3أن يبيعه بشرط أل يمضي البيع إل بدفع الثمن.
-4أن يبيعه بيعا ً باتا ً على أن ل يتصرف له في المبيع حللتى
يفي بالثمن فيلزم الوفاء بذلك وتصير كالمرهونة.
وعد بهبة لحقة بعقد اليجار جار على سبب وهذه أجودها.
قرار مجلس مجمع الفقه السلمي رقم (12/4) 110
بشأن موضوع اليجار المنتهي بالتمليك ،وصكوك التأجير
الحمد لله رب العالمين ،والصلة والسلم على سيدنا محمد
خاتم النبيين ،وعلى آله وصحبه أجمعين.
إن مجلللس مجمللع الفقلله السلللمي الللدولي المنبثللق عللن
منظمة المؤتمر السلمي في دورته الثانية عشللرة بالريللاض
فلي المملكلة العربيللة السلعودية ،ملن 25جملادى الخلرة
1421هل إلى غلرة رجب 1421هل ) 28-23سبتمبر .(2000
بعللد اطلعلله علللى البحللاث علللى المقدمللة إلللى المجمللع
بخصللوص موضللوع )اليجللار المنتهللي بالتمليللك ،وصللكوك
التأجير( ،وبعد استماعه إلللى المناقشللات الللتي دارت حللول
الموضللوع بمشللاركة أعضللاء المجمللع وخللبرائه وعللدد مللن
الفقهاء قرر ما يلي :
-اليجار المنتهي بالتمليك :
788
أول ً :ضابط الصور الجائزة والممنوعة ما يلي :
أ -ضابط المنع :أن يرد عقدان مختلفللان ،فللي وقللت واحللد
على عين واحدة في زمن واحد.
ب -ضابط الجواز :
-1وجود عقدين منفصلللين يسللتقل كللل منهمللا عللن الخللر
زمانا ً ،بحيث يكون إبللرام عقللد الللبيع بعللد عقللد الجللارة ،أو
وجود وعد بالتمليك في نهاية مللدة الجللارة ،والخيللار يللوازي
الوعد في الحكام.
-2أن تكون الجارة فعلية ،وليست ساترة للبيع.
جرة علللى المالللك ل علللى -3أن يكون ضمان العيللن المللؤ َ
المستأجر ،وبذلك يتحمل المستأجر ما يلحق العين من غيللر
ناشئ من تعللد المسللتأجر أو تفريطلله ،ول ُيلللزم المسللتأجر
بشيء إذا فاتت المنفعة.
جرة فيجللب أن -4إذا اشتمل العقد على تأمين العين المللؤ َ
يكون التأمين تعاوني لا ً إسلللميا ً ،ل تجاري لا ً ،ويتحمللله المالللك
جر ،وليس المستأجر. المؤ ِ
-5يجللب أن تطبللق علللى عقللد الجللارة المنتهيللة بالتمليللك
أحكام الجارة طوال مدة الجارة ،وأحكام الللبيع عنللد تملللك
العين.
جر ،ل -6تكون نفقات الصيانة غيللر التشللغيلية علللى المللؤ ِ
على المستأجر طول مدة الجارة.
ثانيا ً :من صور عقد الممنوعة :
جرة مقابللل مللا دفعلله عقد إجارة ينتهللي بتمليللك العيللن المللؤ َ
المستأجر من أجللرة خلل المللدة المحللددة دون إبللرام عقللد
جديد ،بحيث تنقلب الجارة في نهاية المدة بيعا ً تلقائيًا.
إجارة عين لشخص بأجر معلومة ،ولمدة معلومة ،مع عقللد
بيع له معلق علللى سللداد جميللع الجللرة المتفللق عليهللا خلل
المدة المعلومة ،أو مضافة إلى وقت في المستقبل.
789
عقد إجارة حقيقلي ،واقلترن بله بيلع بخيلار الشلرط لصلالح
جر ،ويكون مؤجل ً إلى أجل طويل محدد هللو آخللر مللدة المؤ َ
عقد اليجار.
وهللذا مللا تضللمنته الفتللاوى والقللرارات الصللادرة مللن هيئات
علمية ،ومنها هيئة كبار العلماء بالمملكة العربية السعودية.
ثالثا ً :من صور العقد الجائزة :
جرة كن المستأجر من النتفاع بالعين المؤ َ -1عقد إجارة يم ّ
مقابل أجرة معلومة ،في مدة معلومة ،واقترن به عقد هبة
العين للمستأجر معلقا ً على سداد كامل الجللرة وذلللك بعقللد
مستقل ،أو وعد بالهبة بعد سداد كامل الجرة – وذلك وفق
ما جاء في قللرار المجمللع بالنسللبة للهبللة رقللم 13/1/3فللي
دورته الثالثة.
-2عقللد إيجللار مللع إعطللاء المالللك الخيللار للمسللتأجر بعللد
النتهاء من وفاء جميللع القسللاط اليجاريللة المسللتحقة خلل
المدة في شراء العين المللأجورة بسللعر السللوق عنللد انتهللاء
مدة الجرة – وذلك وفق قرار المجمع رقللم (6/5) 44فللي
دورته الخامسة.
جرة كن المستأجر من النتفاع بالعين المؤ َ -3عقد إجارة يم ّ
مقابل أجرة معلومة في مدة معلومة ،
جرة للمسللتأجر بعللد سللداد واقترن به وعد بللبيع العيللن المللؤ َ
كامل الجرة بثمن يتفق عليه الطرفان.
جرة كن المستأجر من النتفاع بالعين المؤ َ -4عقد إيجار يم ّ
جرمقابل أجللرة معلومللة فللي مللدة معلومللة ،ويعطللي المللؤ ِ
جرة في أي وقت للمستأجر حق الخيار في تمليك العين المؤ َ
يشاء ،على أن يتم البيع في وقته بعقد جديد بسللعر السللوق
– وذلللك وفللق قللرار المجمللع السللابق رقللم ، (6/5) 44أو
حسب التفاق في وقته.
رابعا ً :هناك صور من عقود التأجبر المنتهللي بالتمليللك محللل
الخلف ،وتحتاج إلى دراسللة ُتعللرض فللي دورة قادمللة – إن
شاء الله تعالى –.
790
-صحكوك التأجير :
يوصي المجمع بتأجيللل موضللوع صللكوك التللأجير لمزيللد مللن
البحللث والدراسللة ليطللرح فللي دورة لحقللة.والللله سللبحانه
وتعالى أعلم
قرار مجلس هيئة كبار العلماء في موضللوع اليجللار المنتهللي
بالتمليك
فرار رقم ] [198وتاريخ 6/11/1420هل
الحمد لله وحده ،والصلة والسلم على مللن ل نللبي بعللده ،
نبينا محمد وعلى آله وصحبه ،وبعد:
فإن مجلس هيئة كبار العلماء درس موضوع اليجار المنتهللي
بالتمليللك فللي دوراتلله التاسللعة والربعيللن ،والخمسللين ،
والحادية والخمسين ،بنللاء علللى اسللتفتاءات متعللددة وردت
إلى الرئاسة العامة لدارات البحوث العلمية والفتاء ،واطلع
علللى البحللوث المعللدة فللي الموضللوع مللن ِقبللل عللدد مللن
الباحثين ،وفي دورته الثانية والخمسين المنعقدة في مدينللة
الرياض ابتداء من تاريخ 29/10/1420هلل ،اسللتأنف دراسللة
هللذا الموضللوع ،وبعللد البحللث والمناقشللة رأى المجلللس
بالكثرية أن هذا العقد غير جائز شرعا ً لما يأتي :
أول ً :أنه جامع بين عقللدين علللى عيللن واحللدة غيللر مسللتقر
على أحدهما وهما مختلفان في الحكم متنافيان فيه ،فللالبيع
يوجب انتقال العين بمنافعها إلى المشللتري ،وحينئذٍ ل يصللح
عقد الجارة علللى المللبيع ؛ لنلله ملللك للمشللتري ،والجللارة
توجب انتقللال منللافع العيللن فقللط إلللى المسللتأجر ،والمللبيع
مضمون على المشللتري بعينلله ومنللافعه ،فتلفلله عليلله عينلا ً
ومنفعللة ،فل يرجللع بشلليء منهمللا علللى البللائع ،والعيللن
المستأجرة من ضمان مؤجرها ،فتلفها عليه عينللا ً ومنفعللة ،
إل أن يحصل من المستأجر تعدٍ أو تفريط.
ثانيللا ً :أن الجللرة تقللدر سللنويا ً أو شللهريا ً بمقللدار مقسللط
يستوفي به قيمة المعقود عليه ،يعده البائع أجلرة ملن اجلل
أن يتوثق بحقه حيث ل يمكن للمشللتري بيعلله ،مثللال ذلللك :
791
إذا كانت قيمة العين الللتي وقللع عليهللا العقللد خمسللين ألللف
ريال ،وأجرتها شهريا ً ألف ريال حسب المعتاد جعلت الجرة
ألفين ،وهي في الحقيقة قسط من الثمن حتى تبلغ القيمللة
المقدرة ،فإن أعسر بالقسط الخيللر مثل ً سللحبت منلله بنللاء
على أنه استوفى المنفعة ،ول يخفى ما في هذا مللن الظلللم
واللجاء إلى الستدانة إيفاء القسط الخير.
ثالثا ً :إن هذا العقللد وأمثللاله أدى إلللى تسللاهل الفقللراء فللي
الديون حتى أصبح ذمم كثير منهللم مشللغولة منهكللة ،وربمللا
يؤدي إلى إفلس بعض الدائنين ؛ لضللياع حقللوقهم فللي ذمللم
الفقراء.
ويرى المجلس أن يسلك المتعاقدان طريقا ً صللحيحا ً وهللو أن
يبيع الشيء ويرهنه علللى ثمنلله ،ويحتللاط لنفسلله بالحتفللاظ
بوثيقة العقد واستمارة السيارة ،ونحو ذلك.
ويلحظ أن هذا القرار لللم يفصللل فللي الصللور ،وإنمللا اعتللبر
صورة واحدة ،بينما أتى بعلده قللرار المجمللع الفقهلي ،وذكلر
صوًرا للجللواز وصلوًرا للمنلع ،وذكلر ضلابط الجلواز ،وضلابط
المنع ،ولهذا تميز قرار المجمع الفقهي بشموله وبدقته.
ولهذا فإن قرار المجمع الفقهللي يعللد أفضللل مللن قللرار هيئة
كبار العلماء ،أو بعبارة أدق ،قرار المجمع الفقهي أشمل من
قرار هيئة كبار العلماء ،ويعتللبر قللرار هيئة كبللار العلمللاء مللن
ضمن ما تضمنه قرار المجمع الفقهي،
*المسألة الثانية والعشرون :الستدانة من أجل بناء مسللجد
وترميمه :
هل يجوز دفع الزكاة لمن استدان مللن أجللل بنللاء مسللجد أو
ترميمه :
أكثر العلماء على أنها مثل الستدانة لمصلحة نفسه ،يقضى
عليه دينه لكللن بشللرط :أل يكللون المسللجد الللذي بنللي فيلله
إسراف مبلالغ فيله فلإنه فلي هلذا الحلال يقللاس عللى ملن
أسرف على نفسه وأولده وأغرق نفسه بالديون إل إن تللاب
عن هذا السراف .
792
ولنه لو فتح الباب لدى إلى حرمللان كللثير مللن الفقللراء مللن
حّقهم المشروع .
يقول ابن حجر :إذا لم يكن في مكللان مللا مسللجد والحاجللة
سة إليه ولم يتهيللأ للله مللن يتللبرع فللي إنشللاءه ،واسللتدان
ما ّ
أحدهم من أجل بناءه بناُء أقر ب إلى البسللاطة ومتفقلا ً مللع
روح التشريع ففي هذه الحالة يكون لهذا القول اعتباره بللأن
يجوز أخذ الزكاة لسداد الدين .
*المسألة الثالثة والعشرون :
هل يجوز بيع اليصالت التي يقدمها بعللض المعامللل للعمللال
قبل قبض ما احتوته من حوائج ؟
مثلالله :
ما يباع من صكوك نقدية للمر بالشراء لبضاعة موجودة في
المحل كما يعمله بعض المحسنين فللي رمضللان مللن وجللود
صك بقيمة مائة ريال مثل ً .
يقللول النللووي رحملله الللله :قللد اختلللف العلمللاء فللي ذلللك
والصح عند أصحابنا وغيرهم جواز ذلك .
وقد يسأل سللائل فيقللول هللذه الصللكوك أوراق ل قيمللة لهللا
فكيف يجوز بيعها :فيقال :إن المشتري لهذه الوراق يعلللم
أنها ليست لهللا قيمللة ،ويعلللم أنهللا مجللرد إشللعار بتخصلليص
حاملها كمية معلومة من الرزق أو المتللاع .فهللي إعلم بللأن
صلله بهللا .فهللو يشللتريلصاحبها ملللك مسللتقر عنللد مللن خ ّ
الملك وليس الورقة وليس هللو مللن قبيللل بيللع الشلليء قبللل
استلمه الوارد النهي عنه .
*المسألة الرابعة والعشرون :حكم اسللتثمار أمللوال الزكللاة
في التجارات والصناعات:
أهمية المسألة :أن بعض الباحثين وطلب العلم أفتى بجواز
استثمار أموال الزكاة بل استحباب ذلك.
والنصللوص تللدل علللى أن الزكللاة واجبللة علللى الفللور -
وليست على التراخي لنها عبادة مخصوصة بالحول.
793
وقد ذهب بعض العلملاء أن هللذه الزكللوات يجللوز اسللتثمارها
في التجارات والصناعات للقائمين على جمعهللا سللواء كللانوا
حكومات أو هيئات خيرية .
وهذا قول محدث لم يقل به أحد من العلماء السللابقين وهللو
خطأ لسباب منها:
-1أنه تبديل لصورة العبادة وتغيير لحكامها وابتداع فيها.
-2أن استثمارها تصرف لم يأذن به الله ول رسوله.
-3أن استثمارها هو تصللرف يعرضللها للخسللارة أو الربللح ,
ففي حال الخسارة من يضمن ضياع أمول الزكاة وفي حللال
الربح لمن يكون الربح .
-4القول بجواز ذلك يفتح الباب علللى مصللراعيه لن يبللادر
الغنيللاء فللي اسللتثمار زكللاتهم بأنفسللهم وهللذا سلليؤدي فللي
النهايللة إلللى حبللس أمللوال الزكللاة عللن مصللارفها وتعطيلهللا
سنوات في أيدي مخرجيها ,وإعطاء الغنياء لنفسللهم الحللق
في الخذ من ريعها.
لكللن يتبللادر لنللا سللؤال مهللم ،مللاذا عللن الصللدقات الللتي
للجمعيللات الخيريللة والحلقللات هللل يجللوز اسللتثمارها ,وهللل
يضمن الخسارة فيما لو خسر وهل ينظر في ذلك للمصللالح
المرسلة ؟ أرجو أن ينبري لهذه المسألة من يطيللل النفللس
فيها ويحررها فهي نازلة تحتاج لمزيد اهتمام .
*المسألة الخامسة والعشرون :بيع الستصناع :
هو شراء شيء من صانع يطلب إليلله صللنعه ،فهللذا الشلليء
ليس جللاهزا ً للللبيع بللل يصللنعه حسللب الطلللب .ويجللوز فيلله
تأجيل الثمن خلفا ً للسلم ) على قول ( .
و الستصناع مللن حيللث عللدم ذكللر الجللل ،وعللدم اشللتراط
تعجيل الثمن ل يجيزه إل الحنفية .
-ويرى أبللو حنيفللة أن الستصللناع عقللد غيللر لزم ،وهللذا ل
يسلم له .
-ويمكن معاملة الثمللن فللي الستصللناع معاملللة الثمللن فللي
السلم ،فإن عجل كان أرخص وإن أجل كان أغلى .
794
باختصار هو ) تأجيل البدلين في البيع ( .
لكن هلل يجلوز للدائن تغلريم مدينه المملللاطل أو مطالبتللله
بالتعلويض ؟
-الذي أفتى به الشيخ /مصطفى الزرقاء بجواز الحكم على
المدين المماطل بالتعويض على الدائن ويرى أن المتعاقدين
لهما التفاق مسبقا ً على تقدير الضرر .
*المسألة السادسة والعشرون :قللول ) البضللاعة ل تللرد ول
تستبدل ( :
أفتلت اللجنللة الدائملة بلأنه ل يجللوز ذكلر هلذه العبللارة فللي
المتاجر لنه شرط غير صحيح لما فيه من الضرر والتعمية.
وإن شللرط البللائع إرجاعهللا واسللتبدالها فقللط دون رد المللال
فهذا إيضا ً شرط باطل ل يجوز العمل به.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العللالمين ،والصلللة والسلللم
على أشرف النبياء والمرسلين
صحيفة المراجع
-1الختيارات الفقهية من فتاوى شلليخ السلللم ابللن تيميللة ،
اختارها الشيخ علء الدين أبللو الحسللن علللي بللن محمللد بللن
عباس البعلي الدمشقي ،أشرف على تصحيحه الشلليخ عبللد
الرحمن حسللن محمللود ،الناشللر المؤسسللة السللعيدية فللي
الرياض
-2الروض المربع بشرح زاد المستقنع ،للشلليخ منصللور بللن
يللونس البهللوتي ،مراجعللة وتحقيللق وتعليللق محمللد عبللد
الرحمللن عللوض ،الناشللر دار الكتللاب العربللي فللي لبنللان ،
الطبعة الثانية 1406ه
-3العقللود الشللائعة والمسللماة ،للللدكتور جللاك الحكيللم ،
طبع عام 1970م الناشر دار الفكر في لبنان ُ ،
- 4مجلللة مجمللع الفقلله السلللمي المنبثللق عللن منظمللة
المؤتمر السلمي
-5مجموع فتاوى شيخ السلم ابن تيمية ،جمع وترتيب عبد
الرحمن بن محمد بن قاسم ،وساعده ابنلله محمللد ،الناشللر
795
مجمع الملك فهللد لطباعللة المصللحف الشللريف ُ ،
طبللع عللام
1415هل
-6المغني ،لموفق الدين أبللي محمللد عبللد الللله بللن قدامللة
المقدسللي ،تحقيللق الللدكتور عبللد الللله ابللن عبللد المحسللن
التركي ،والدكتور عبد الفتاح محمد الحلللو ،الناشللر مطبعللة
هجللر للطباعللة والنشللر والتوزيللع والعلن فللي القللاهرة ،
الطبعة الثانية 1412هل
-7الربللا والمعللاملت المصللرفية .للللدكتور :عمللر المللترك
) رسالة جامعية (.
-8بحللث بعنللوان الجللارة المنتهيللة بالتمليللك فللي الفقلله
السلمي .للباحث :فهد بن علي الحسون .
-9بعلللض المواقلللع الرسلللمية والموثوقلللة عللللى الشلللبكة
العنكبوتية .
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصللحبه وسلللم
تسليما ً كثيرا .
================
#صنم الحرية
فهد بن سعد أبا حسين
* تهافت الحرية عند الغرب ودعاة التغريب
الحمد لللله والصلللة والسلللم علللى رسللول الللله وعلللى آللله
وصحبه ومن واله ....وبعد :
لقد كان من أخطر أسلحتهم .سلح تغيير المصطلحات .
وإدخللال المصللطلحات الللتي تحمللل حقلا ً وبلاطل ً .وإشلاعتها
ونشرها بين المسلمين .
فأدخلوا مصطلح الحرية .ونادوا إلى شعار الحرية .
طالمللا دنللدنت حللوله وسللائل العلم ..ولطالمللا سللطرته
الجرائد والمجلت .
فجعلوا الحرية الغربية من الثوابت التي ل تتغيللر ..ول يجللوز
المساس بها .
796
وجعلوا حريتهم المزعومة من التقدم والتطور والحضارة .
لقد نادى دعاة التغريب لشعار الحرية ..وكأننللا ل نفهللم بللأن
م يمللررون عليلله الفكللر رفعهم لشللعار الحريللة إنمللا هللو سللل ٌ
الغربي إلى عقول المسلمين .
وكأن المسلمين فللي سللجن بسللبب السلللم ينتظللرون فيلله
الفكللر الغربللي الكللافر حللتى يحللرر عقللولهم بشللعاراتهم
المزيفة .
)) ول يزاللللون يقلللاتلونكم حلللتى يردوكلللم علللن دينكلللم إن
استطاعوا ((
فماذا يريدون بشعار الحرية ؟
إن دعاة التغريب يريللدون بشللعار الحريللة حصللر الللدين فللي
زاوية معينة ..
يريلدون بمصلطلح الحريلة ..و " حريلة الللرأي " أن يتخطلوا
أحكام الشريعة !
كم بالشريعة . وأن يتجاوزوا من يح ّ
نادوا لشعار الحرية لكي يمزقوا عقيدة المسلمين ودينهللم ..
لكي يدمروا قيمهم حتى يبقى المسلمون بل هوية !
وهل تحطم هذه القيم إل بمثل هذه الشعارات فسلللوا دعللاة
التغريب والحرية المزعومة !
قولوا لهم :ما الفرق بين الحرية والنحلل من القيم ؟؟؟
وقبل أن ندخل في هذا الموضوع لبد أن نحذر جميعا ً علمللاء
ودعاة وأفراد.
ة
لبد أن نحللذر مللن أن تنقلنللا هللذه المصللطلحات إلللى سللاح ٍ
خارج ساحة الكتاب والسنة.
لنحللذر مللن أن نجعللل هللذا المصللطلح ) شللعار الحريللة ( هللو
الثوابت التي ل تتغير .وهو الدليل الللذي يقللف أمللام الكتللاب
والسنة .
ولذلك لقللد اسللتطاع دعللاة التغريللب أن يزرعللوا فللي عقللول
البعض ،مصطلح الحرية ومصطلح التطور ليكللون دليل ً ثابت لا ً
797
مواجها ً للكتاب والسنة ،وهذه من أخطر المراحل في حرب
دعاة التغريب للسلم .
فإن الكتاب والسنة هي الثوابت التي ل تتغير وهو النهر الذي
ل ينضب ..وهو الحبل الذي من تمسللك بلله نجللا ومللن تركلله
هلك .
أما شعاراتهم التي رفعوها ،فهي داخلة تحت قول الللله جللل
وعل )) :ول يزالون يقاتلونكم حللتى يردوكللم عللن دينكللم إن
استطاعوا ((.
فهم يقاتلونكم بأسلحتهم وأقلمهم ،وكلماتهم وشعاراتهم .
)) يريدون ليطفئوا نور الله بأفواههم .(( ..
إنهم يريدون أن يطفئوا النور العظيم في قلللوب المسلللمين
إنهم يريدون نزع الكتاب والسنة من قلوبهم واستبدالها بتلك
الشعارات .
)) ودوا لو تكفرون كمللا كفللروا فتكونللون سللواءا ً فل تتخللذوا
منهم أولياء حتى يهاجروا ((.
والعجب أنهلم يقولللون نريللد حريلة مثلل حريلة الغللرب ؟ ول
يقول ذلك إل صاحب القلب المعلب بأفكار الغرب ؟
وإل فمن قال أن هناك حرية عند الغرب ؟
من قال ذلك ؟
أل يوجد في الغرب أنظمة تقيد الناس !
أل يوجد نظام للسير هناك .
ألم يتدخلوا في الشؤون الخاصة بالنسان .
أي حرية تلك الحرية التي يزعمون .
أي حرية تللك الحريلة ..اللتي تمنلع المسللم ملن أن يلتزوج
امرأة ثانية مع أنها راضية ؟؟
لماذا تتدخل الدولة الغربية لتقييد هذه الحرية !!
فللي الللوقت الللذي يبللاح فيلله لهللذا الشللخص معاشللرة نسللاءٍ
أخريات .خارج إطار الزوجية .
مادام ذلك يتم برضاهن ،وحتى لو كان مخالفا ً لدينه .
798
المسلم عندهم له أن يعتقد ،ولكنلله ل يسللتطيع أن يمللارس
بالحرية تطبيق ما يعتقده .
الحرية التي ينادون إليها منعت حرية المسلمات مللن ارتللداء
الحجاب الشرعي في فرنسا ..
ومنعت الذبح الشرعي في أكثر من دولة غربيللة ،وصللودرت
كتب إسلمية وغير إسلمية من بعض المكتبات هناك .
أهذه الحرية التي نرى لها الدعايات .
ظر لها ؟. ونسمع من أبناء جلدتنا من ين ّ
أي عقول هذه العقول التي تسخر بعقول النللاس وتسللتهجن
عقولهم باسم الحرية !!!
لقد اختلفت دول الغرب في كثير من القضايا .هل هللي مللن
الحرية أم ل .
بل إن الحرية تختلف من شخص لخر .
فما يراه النسان حرية ل يراه الخر حرية .
فالحرية إذا نسبية ..في كل بلد لهللا نسللبة معينللة ،بحسللب
توجه ذلك البلد .
ة مطلقة فهو غالط . فالذي يقول بأنه يوجد في بلدٍ ما حري ٌ
فدعاة التغريب إنما رفعوا شللعار الحريللة حللتى ينقلللوك مللن
سللماحة ويسللر السلللم إلللى سللجن حريللة دعللاة التغريللب
والغرب .
دعاة التغريب ينادون إلى الحريللة بللالمفهوم الغربللي ينللادون
إلى أن تكون التقييدات تقييدات غربية ل إسلمية .
إنهم ينادون إلى حرية الغرب النانية .
حرية تجعل الفللرد يعيللش بل مجتمللع ..تجعللل الفللرد يعيللش
لوحده ..فل يلتفللت إلللى المجتمللع بعيللن الرحمللة والشللفقة
والتعاون .
ة فيها تعدي عللى الخريلن ..فلإن للم يكلن فيهلا تعلدي حري ٌ
على الخرين صارت حرية على حساب الخرين .
يللا دعللاة الحريللة الغربيللة ...إذا دخللل أح لد ٌ بيللت مسلللم بل
استئذان فهل له ذلك ؟
799
وهل لصاحب البيت إخراجه من البيت .
ومن الحر هنا ! صاحب البيت أم هذا الداخل ؟
وهل يوجد قانون يحمي هذا الحق ؟
وهل هذا القانون من البشر أو من رب البشر !
يا دعاة الحرية الغربية :
هل ينبغي أن يحترم الجميع حق القاذف في حرية التعبير ؟
أم يحترم حق المقذوف في عدم اليذاء بالتعبير !
هل يحترم حق الطاعنين في التعبير الحر عن آرائهم !
أم يحترم حق المطعونين ،فيعيشوا بل إيذاء في أوطانهم !
يا دعاة الحرية ! أين عقولكم !
هل ترون وضع قيود على التعبير المستفز ؟
هل ترون وضع القيود على التعبير الباعث لنتشللار الكراهيللة
والحقاد بين المجتمع أم ل ؟
أسئلة فمن يجيب عنها ؟
يقول باكنيون :
إن البالغين كافة .يجب أن يصبحوا أحللرار بحيللث يمارسللون
التعبير عن كل الراء !
حتى ولو كانت أغراضللها غيللر أخلقيللة ،بللل حللتى مللن أجللل
الدعوة إلى تدمير الحرية .أهل.
كتاب تسامح الغرب مع المسلمين ص 126
إن هذه الكلمة من باكنيون تللبين لنللا ،أن مجتمعلله ل يمكللن
بتاتا ً أن يحترم الرأي الخللر ..ول الفكللر الخللر ..ول التعللبير
من الخر .
إن وجود الحرية المطلقة التي يريدونها ..ويحاولون تصورها
وتصللويرها لنللا .تعنللي عللدم وجللود نظللام يحكللم الفللرد
والمجتمع ،فيكون المجتمع كالبهائم .
يكون مجتمع كالغابة ..يأكل فيها القوي الضعيف .
هل يتصور أن بلدا ً ليس فيه نظام للبيع والشراء ..ليس فيه
نظام للعلج ...ليس فيه نظام لحق التملك ..هل يعقللل أن
سائق سيارة يأتي ويخالف الطريق السريع .
800
أي فوضى هذه الحرية ..
إذا عرفتم ذلك عرفتم جيدا ً كيف وضع الغرب القيود وسماها
باسم الحرية !
فعاشت تلك الشعوب الغربية مصدقة لهذا الشللعار فصللارت
تلك الشعوب ل تنقصهم الحرية المطلقللة للتعللبير فقللط بللل
وتنقصهم الحرية المطلقة للتفكير أيضا ً .
* التوازن بين حقوق الفرد وحقوق المجتمع في السلم
وقبل أن نتحدث علن الحريلة فلي السللم لبلد أن نعللم أن
القضية عندنا هي قضية دين وتسليم لله رب العالمين.
فالله جل وعل لم يترك مناهج إصلللح البشللر للبشللر بشللكل
مطلللق .بللل تللولى ذلللك سللبحانه بنفسلله فأرسللل الرسللل..
وأنزل الكتب )) يا أيها النلاس قلد جلاءكم برهلان ملن ربكلم
وأنزلنا إليكم نورا ً مبينا ً ،فأما الذين آمنوا بالله واعتصموا بلله
فسلليدخلهم فللي رحمللة منلله وفضللل ويهللديهم إليلله صللراطا ً
مستقيمًا((.
فالله جل وعل ما خلقك عبثا ً ..ولم يتركك همل ً وإنما خلقللك
لغاية عظيمة ..تفرح بهذه الغاية إذا حققتها )) ..وما خلقلت
الجن والنس إل ليعبدون ((.
يا عبد الله ..إن هذه السماء لم تخلق باطل ً وهذه الرض لم
تخلق عبثا ً )) وما خلقنا السماء والرض وما بينهما باطل ً ذلك
ل لللذين كفلروا ملن النلار * أم نجعلل ظن الذين كفروا فويل ٌ
الذين آمنللوا وعملللوا الصللالحات كالمفسللدين فللي الرض أم
نجعل المتقين كالفجار ((.
لقد دعا دعاة التغريللب إلللى شللعار الحريللة ..شللعار التفلللت
شعار اللحدود شعار التمرد على التعاليم وفرحوا بذلك كثيرا ً
.
أما نحن فقد رفعنا شعار العبودية لله رب العللالمين وفرحنللا
أن لم نسجد إل لللله ولللم نركللع إل لللله ولللم نعبللد إل الللله ..
فالفرق بيننا وبين دعاة التغريب وحرية التمرد علللى الخللالق
801
هو أننا لم ولن نعبد عقولنللا ..ولللم نعبللد أهواءنللا )) ربنللا مللا
خلقت هذا باطل سبحانك فقنا عذاب النار ((.
جئنا لنخرج العباد من عبادة العباد إلى عبادة الله رب العبللاد
ومن جور الديان إلى عللدل السللم وملن ضليق الللدنيا إللى
سعة الخرة ..
وحينمللا يحقللق المللؤمن العبوديللة لللله ...فللإنه يتحللرر مللن
المخلوقين .
وكلما عظمت هذه العبودية وارتفعت فللي نفللس المسلللم ..
كلما ازداد تحرره مللن المخلللوقين فيتحللرر بللدنه مللن عبللادة
المخلللوقين ويتحللرر قلبلله مللن رق المخلللوقين ..مللن رق
هواه ..بل يتحرر من استعباد الدنيا له ..
فثوابتنا هي :تحقيق العبودية لله رب العالمين .
أمللا عنللد دعللاة التغريللب فالحريللة والتحللرر مللن كللل القيللود
وإشباع الشهوات .
إن الحرية الللتي يللدعون إليهللا اقتصللرت علللى تلبيللة الغللرائز
الدنيا في النسان ،دون أدنى اعتبار للقيللم العليللا الللتي مللن
أجلها كرم الله بني آدم وحملهم في الللبر والبحللر ،وفضلللهم
على كثير ممن خلق تفضيل .
إنهم يعيشون منفلتين من كل القيود ؟
يعيشون بل رادع من دين أو أسرة أو مجتمع أو دولة ؟
)) إن هم إل كالنعام بل هم أضل ((
إن دعاة التغريب الذين يدعون إلى هللذه الحريللة .يعيشللون
فللي عبللادة ل شللعائر لهللا يعيشللون فللي عبللادة غيللر واضللحة
المعالم ..يسيرون هوجاء في طرق مظلمللة ..يبحثللون عللن
سعادة مفقودة ...وغاية غير موجودة .
إنهم يعبدون أنفسهم وأهواءهم .
ائتمللروا بللأمر أهللوائهم ..وانتهللوا عمللا نهتهللم عنلله أهللواؤهم
)) أفرأيت من اتخذ إله هللواه وأضللله الللله علللى علللم وختللم
على سمعه وقلبه وجعل على بصره غشاوة فمن يهديه مللن
بعد الله أفل تذكرون((.
802
إنها تلك الحياة اللتي تفلتلت فيهلا النفلس ملن كلل المعلايير
الثابتة .
إنهلا تللك الحيللاة اللتي تخضلع فيهلا النفللس لهواهلا .وتتعبلد
لشهواتها .
ولذلك كانت أغيظ كلمة ينفر منها دعاة التغريللب هللي كلمللة
) الثوابت ( و ) العقيدة (.
لن سجيتهم إتباع الهواء .
لقللد كللان أصللحاب هللذا الفكللر الغربللي ردة فعللل للفكللر
الشيوعي .
لقد سقط الشعار الشيوعي الذي جعل الفللرد وعمللل الفللرد
ليس له وإنما للمجتمع .
وفي المقابل تهافتت الحرية الغربية ..حرية الفرد التي تأمر
وتجرح فردا ً آخر ..حرية الفرد علللى حسللاب المجتمللع ولللم
تبقى الحياة الحقيقية ..والحياة المتوازنة بيللن حقللوق الفللرد
وحقوق المجتمع إل في السلم .
لقد جاءت الشريعة بمنهج متوازن ل يقيللد طاقللات الفللرد ...
حتى يحقق مصلحته ومصلحة المجتمع.
ولم تطلق الشريعة للفرد نزواته وشهواته المنحرفللة لتللؤذي
حياة المجتمع ..أو تسخرها لمتاع فرد أو أفراد ..
جللاءت الضللوابط للحريللة فللي السلللم ..حللتى يحمللى هللذا
النسان وحتى يحمى المجتمع من النسان.
)) ولو أنهلم فعللوا ملا يوعظلون بله لكلان خيلرا ً لهلم وأشلد
تثبيتا ً ((.
جاء السلم ليحافظ على النسان ..
ليحافظ على عقله وملكلله وعرضلله ..بللل ليطللالبه علللى أن
يحافظ علللى هللذه المللور ..قللال صلللى الللله عليلله وسللم :
)) من قتل دون ماله فهو شهيد ،ومللن قتللل دون دملله فهللو
شهيد ،ومن قتل دون دينه فهو شهيد ،ومن قتللل دون أهللله
فهو شهيد (( .رواه أحمد .
803
وفي مسند المللام أحمللد أن النللبي صلللى الللله عليلله وسلللم
قال )) :من قتل دون مظلمته فهو شهيد (( .
)) وجاء أعرابي إلى النبي صلى الله عليه وسلم يطلب حقللا ً
من حقوقه فقال صلى الله عليه وسلم :دعوه فإن لصلاحب
الحق مقال ً ((.
انظر إلى نظللرة السلللم فللي معللاملت الفللرد الماليللة ،إن
السلم يهدف إلى صلح الفرد والمجتمع معا ً في توازن دون
أن يطغى أحدهما على الخر .
فهو ل يريد بناء مجتمللع بل فللرد .ول بنللاء فللرد يطغللى علللى
المجتمع .
لقللد أقللر السلللم حريللة التملللك للفللرد .وحريللة التملللك
الجماعية في توازن واعتدال .
أما النظمة القتصادية المعاصرة .
فإمللا أن تميللل إلللى إيثللار مصلللحة الجماعللة وإهللدار حقللوق
الفراد أو جعلها تبعا ً .كما في النظام الشيوعي .
وإما أن تطلق للفرد التصرف والحرية ،ويتاح للله أن يسللعى
مللا يسللتطيع لتحصلليل المنفعللة الذاتيللة كمللا فللي النظللام
الرأسمالي .
أما السلم فإذا لم يمكن الجمع بين مصلحة الفرد ومصلللحة
الجماعة يؤثر السلم مصلحة الجماعة على مصلحة الفرد .
ولذلك قعد العلماء بقاعدة " :يتحمللل الضللرر الخللاص لللدفع
الضرر العام " .
جاء السلم فأقر الملكية للفرد ..وأن له حق التملك فاندفع
الناس إلى زيادة النتاج .
حتى إذا بلغ الضرار بالمجتمع جاء التقييد لهذا الفرد .
فأنت لك حق التملللك ..وحريللة التملللك ..ولللذلك أمللر الللله
بحراسة الموال ..وحافظة الشريعة على حرية التملللك بمللا
شرع الله من الحدود .
كقطع يد السارق وغير ذلك .
804
ولكن هذا التملك يكون من الحلل الطيللب ..ل يكللون علللى
حساب الخرين فل يخدع اليتام وتؤخذ أموالهم .
ول يستغل فقر الفقير وحاجة المحتاج فللترابي معهللم وتأكللل
أموالهم بالربا.
ول القمار الذي يسبب العداوة بين المجتمع ..والتفكللك بيللن
أفراد المجتمع ...فل تأكللل أمللوال النللاس بالباطللل )) ..ول
تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل ((.
لك الحرية في مسكنك ..لكن لبللد مللن احللترام الجيللران ..
فل تؤذيهم ول تزعجهم ول تطلع على عوراتهم .وليللس مللن
ضّر بجارك بأي شيء تفعله . حقك أن ت ُ ِ
أما تلك الحرية الللتي تجعللل الفللرد يعيللش لوحللده ..ويللؤذي
الخرين ..أو يعيش على حساب الخرين فالسلم ل يعللرف
هذه الحرية التي تقيد الخرين .
بل إن السلم يحارب هذا المفهوم من الحرية .
فنحن ل نريد حرية الغرب الزائفة ..وإنما نريد حرية السلم
.
لقد انتشر عند الغرب شرب الخمر ..فتلفللت العقللول حللتى
قللال قللائلهم فللي إحللدى مللؤتمراتهم :إن نصللف حللوادث
السيارات هناك .بسبب شرب الخمور .
وظهر الزنا عندهم ..فانتشرت عندهم المراض المستعصية
التي عجزوا عن علجها وكان من أعظم تلك المراض مرض
اليدز .الذي كان بسبب حرية الشهوات التي دعوا إليها .
وظهر الربللا فللي بلد الغللرب فظهللرت الطبقيللة بيللن النللاس
واستضعف الفقير ..واسترق هذا الفقير بالربلا بل رحمللة ول
شفقة ول بأدنى نظرة من ذلك الفرد للمجتمع .
حتى صار حال هؤلء النانيين كما قال سللقراط :لقللد أصللبح
الغنياء ينفرون من سائر الطبقللات الخللرى ،يفضلللون معلله
أن يلقللوا بللثرواتهم فللي البحللر عللن أن يعينللوا بشلليء منهللا
المحتاجين .أهل .
المدخل إلى فقه المعاملت ص .84
805
أما السلم فقد أنهى هذه القضللايا كلهللا وحللرم الربللا والزنللا
والخمر والسرقة .
الفرد والمجتمع في توازن دقيق وحياة سعيدة )) ..ولو أنهم
فعلوا ما يوعظون به لكان خيرا ً لهم وأشد تثبيتا ً ((.
* رسالة إلى من يرى حرية التعبير بالرأي :
تذكر:
أن الكلمة أمرها عظيم ..وستحاسب عليها )) ما يلفللظ مللن
قول إل لديه رقيب عتيد ((.
قال صلى الله عليه وسلم لمعاذ )):وهل يكب النللاس علللى
وجوههم أو قال على مناخرهم إل حصائد ألسنتهم ((.
تللذكر أن الكلمللة إمللا أن تكللون كلمللة طيبللة أو كلمللة خبيثللة
)) ألم تر كيف ضللرب الللله مثل كلمللة طيبللة كشللجرة طيبللة
أصلها ثابت وفرعها في السماء تللؤتي أكلهللا كللل حيللن بللإذن
ربها (( ...الية.
)) ومثل كلمة خبيثة كشجرة خبيثة اجتثللت مللن فللوق الرض
ما لها من قرار (( ...الية .
)) إن الرجل ليتكلم بالكلمة من سخط الله تعالى ،ما يظللن
أن تبلغ ما بلغت ،فيكتللب الللله عليلله بهللا سللخطه إلللى يللوم
القيامة (( رواه أحمد .
فاحذر أن يكون رأيك وكلمتك في مواجهة السلم ودعاته .
تللذكر أن السلللم أمللر بللالقول الحسللن )) وقولللوا للنللاس
حسنا ً (( قال صلى الله عليه وسلم )) :من كان يؤمن بللالله
واليوم الخر فليقل خيرا ً أو ليصمت ((.
ونهاك عن الكلمة السيئة )) ل يحب الله الجهللر بالسللوء مللن
القول إل من ظلم ((.
تذكر أن اللله جلل وعل قلد قلال )) :يلا أيهلا اللذين آمنلوا ل
تقدموا بين يدي الله ورسوله ((
ل تقدموا بين يدي الله ورسللوله ل باسللم حريللة التعللبير عللن
الرأي ول غيره .
806
ل تقدموا بين يدي الله ورسوله كونوا محللترمين للله مبجليللن
موقرين له .
قال ابللن عبللاس رضللي الللله عنلله :ل تقولللوا خلف الكتللاب
والسنة كونوا تبعا ً له في جميع المور
إنه منهج التلقي للكتاب والسنة .
إنه منهج العمل بالكتاب والسنة .
الذي انبثق من تقوى الله جل وعل .
ثللم تللذكر أن الللله ختللم هللذه اليللة بقللوله )) إن الللله سللميع
عليم ((.
سُبل الرشاد . سائل ً المولى جل وعل أن يهدينا ُ
وأن ينور بصائرنا ويرزقنا علما ً وهدىً وتوفيقا ً .
وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وسلم
================
#هل ساهم بعض أهل العلم في انهيار سوق
السهم السعودي
هيثم بن جواد الحداد
الحمد لله والصلة والسلم على رسول الله محملد بلن عبلد
الله صلى الله عليه وسلم ،وبعد،
فإن النهيار الخير في سوق السهم السعودي لم يكن حللدثا
غريبا على "طبيعة سوق السللهم" ،دع عنللك أنلله كللان حللدًثا
دا لكل مراقب لتلللك الرقللام الفلكيللة متوقًعا وبشكل كبير ج ً
التي وصللل إليهللا حجللم التللداول وقيمتلله فللي الشللهور الللتي
سبقت ذلك النهيار ..
أما أنه لم يكن حدثا ً غريًبا فإن أي دارس في مجللال السللهم
ل بد وأن يكون قد قللرأ عللن انهيللارات السللهم العالميللة بللدا
بيوم الثنين السود عللام 1987ومللرورا بسللوق المنللاخ فللي
الكويت سنة 1982ثم انهيارات السهم العالمية فللي أواخللر
القرن الميلدي الماضي.
أما أنه كان حدًثا متوقًعا فذلك راجع لعدة أسللباب منهللا تلللك
الطبيعة التاريخيللة "لهللذا السللوق" ،ومنهللا -بللل مللن أهمهللا -
807
مساهمة هذا السوق الرئيسية في انتاج أو صناعة نوع جديللد
من الموال ،يمكن تسللميتها بللالموال الرقميللة ،فلللم يكتللف
النظللام القتصللادي الربللوي الللرأس مللالي بتلللك الطريقللة
القديمللة التقليديللة فللي مللا اصللطلح علللى تسللميتها "صللناعة
النقود" ،أو " "creation of moneyحتى أطل بطريقة جديدة،
هي أنكى من سابقتها في صللناعة المللال الللوهمي ،إذ إنهللا –
أي الصناعة – ضنت علللى النللاس حللتى بقيمللة الللورق الللذي
تطبع عليه العملت الورقية ،فاكتفت بأصفار رقميللة تصللنعها
الدوائر الكهربائية التي تشكل العنصر الساسي في شاشات
تداول السهم في البورصات العالمية والمحلية ...
حجللم التللداول وصللل مللؤخرا إلللى أرقللام لللم يكللن يعرفهللا
النسلللان إل ملللن خلل معلللادلت رياضلللية نظريلللة بحتللله،
كالترليون مثل ،هذه الرقام ل تعكس فللي الواقللع قيمللة لي
سلعة حقيقللة تمثللل الغطللاء الفعلللي لهللا ،وإنمللا هللي مجللرد
"أرقللام" عائمللة ،سللرعان مللا تتهللاوى عنللد أي ضللربة ماليللة
لنعدام الغطاء الحقيقي لها.
هللذا "الغطللاء الحقيقللي" كللان موضللع إصللرار مللن شللريعتنا
المعجزة ،وفقهائنا الوائل ،حيث شدد الشللارع الحكيللم علللى
دا بيللد ل سلليما عنللد التعامللل بنللوعين"التقابض" ،والتعامل ي ً
رئيسلليين ممللا يحتللاجه البشللر فللي حيللاتهم أولهللا الثمللان –
كالذهب والفضة وما يقوم مقامهما -التي تعتبر وسائط الللبيع
والشراء وتقويم الشللياء ،فحللديث عبللادة بللن الصللامت عللن
النبي eأس في هللذا؛ )الللذهب بالللذهب و الفضللة بالفضللة و
البر بالبر و الشعير بالشعير و التمللر بللالتمر و الملللح بالملللح
مثل بمثل سواء بسواء يدا بيللد فللإذا اختلفللت هللذه الصللناف
فبيعوا كيف شئتم إذا كان يدا بيد( وثانيها المكيل أو الموزون
من القوات ،أو لتقل طعام البشر والحيوان...
فالمبادلللة بيللن الثمللان عمللدة الحركللة القتصللادية فللي أي
مجتمع من المجتمعات ،فضبطها بضوابط من الخللالق تجعللل
من هذا التعامل حركة اقتصادية تسللاهم فللي نمللاء المجتمللع
808
مللن خلل توزيللع عللادل للللثروة الللتي قسللمها الشللارع بيللن
البشر ،وتمنع من احتكاره في أيدي الغنياء ،كما تمنع صناعة
النقود المشار إليها سالفا ،فكانت قيود الشللريعة فيلله وفيمللا
يقوم مقامه ل سيما إذا تم التبادل المباشللر بينهمللا مللن أدق
القيود وأشدها.
وزيادة في إحكام الطوق على من تسول له نفسه اللتفللات
علللى تلللك القيللود ،نهللت الشللريعة عللن بيللع مللا لللم يحللوزه
النسان ،ونهته عن بيع ما لم يقبضه ،ونهته عللن بيللع الطعللام
حتى يجري فيه صاع المشتري كما جرى فيه صاع البائع ،كل
ذلك بإعجاز تشريعي ،ل يلمسه إل مللن تأمللل فللي مشللكلت
العالم القتصادية ،وصورها ،وجذورها ،وأسبابها.
-2-
لكن العجب ل ينقضي بعد -وقد عرفنا هذا كله -يوم أن نرى
انتشار التساهل في هذه الضوابط بحجة الحاجة لذلك نظللًرا
لتعقد أمور القتصاد المعاصرة وتعذر التعامللل مللع "حرفيللة"
نصللوص الشللريعة الللواردة فللي أحكللام الللبيع والشللراء ،لقللد
استشرى هذا التساهل ،حتى فقد القتصاد السلمي تميللزه،
وسعيه لتحقيق أهداف ل يمكن تحققها إل بللالعودة إلللى تلللك
الضوابط بلدون أي التفللاف "مشلروع" عليهلا ،حلتى لللو أدى
ذلك إلى التعامل الحرفي مع بعض تلك النصوص.
وفي خضم هذه الضغوط المتزايدة على فقلله الللبيوع والربللا
المعاصر انحنت بعض الفتاوى في هذا المجال لتلك الضغوط
جا خطيًرا للغاية ،ل يللدرك خطللورته إلللى المراقللب لتتخذ منه ً
لحال القتصاد السلمي الن وما يمر بله مللن أزمللات سلواء
على مسللتوى المجتمللع؛ ومللن أمثلتهللا مللا حللدث فللي سللوق
السهم السعودي ،أو على مستوى الفراد؛ كتلك المديونيات
الهائلة التي يتحملها كثير من الشخاص بسبب دخللولهم فللي
"قللروض" ،أو شللراء بالجللل ،حللتى ولللو كللان متوافقللا مللع
"الشريعة السلمية".
809
هذا المنهج يكمن في اتكاء فقه القتصاد السلمي المعاصللر
على ثلثة أسس:
-1تفتيت المعاملة القتصادية موضوع البحث ،لعدة عمليات
مستقلة ،والنظر إلى كل عملية مستقلة بمعزل عن النتيجللة
النهائية لتلك المعاملة بمجملها ،فمثل التعامللل بالسللهم فللي
سوق السهم ،بدل أن ينظر إليه كحركة اقتصللادية متكاملللة،
نظر إلى كل عملية من عملياته على حدة ،فما هو إل مجللرد
بيع وشراء ،والبيع والشراء مباح فللي الشللريعة ،والسللهم مللا
هو إل جزء شائع في ممتلكات الشركة ،وبيع جزء شللائع فللي
الملك جائز لتعذر التعيين ،وقبض المنقولت بنقلها ،أما مللا ل
ينقل كجزء من مصنع ،أو من شللركة فيحصللل بتخليتلله ،ومللا
أبيح للفرد يباح للجماعة ..
-2تتبع اليسر والسهل من أقوال الفقهاء بصرف النظر عن
علة كل قول ومأخذه ،و فالقبض مثل للم يشلترطه المالكيلة
وبعض الفقهاء الخريللن إل فللي الطعللام ،وبيللع الوفللاء أبللاحه
الحنفية ،أجازه بعض العلماء ،والشرط الجزائي حتى لو كللان
ماليا أباحه طائفة م الفقهاء ،وهكذا ...
-3التعامل الحرفي مللع نصللوص الفقهللاء ،وفتللاوى المجللامع
الفقهية ،وإغفال النظر عن مآل تلللك المعاملللة ل سلليما مللع
جلا اقتصللادًيا تسللير عليلله المجتمعلات، تكررهلا واتخاذهلا منه ً
فالوعد ملزم قضاء ،والعربون جللائز ،وهللامش الجديللة -وهللو
مبلغ مقدم يدفعه المريد للبيع والشللراء لصللاحب السلللعة أو
الممول من أجل إظهار جديته في المعاملة المراد تنفيذها –
جائز ،وبيعتان في بيعه مباح في أصله ،وشرط وبيع مباح في
أصله كذلك ،وهكذا..
إن العمل بأي واحد من تللك السلس علللى حلدة ،يمكلن أن
يؤدي إلى مخالفات عديدة إذا ما نظر إلللى النتيجللة المللترتبه
عليه – أو مآله ،-فكيف حينما يعمل بها كلها مجتمعة !!
لقللد رأينللا معللاملت اقتصللادية كللثيرة ،ل تختلللف عللن الربللا
المحرم إل اختلفات شكلية يسيرة بالضافة إلى السم ،ومع
810
ذلك أجازتها الهيئات الشرعية لتلللك البنللوك ،ولعلللي أضللرب
لذلك مثل بالقروض التي تقدمها بعض البنوك السلمية.
ضا ،فيجيبله بلأنه ل يأتي العميل إلى البنك السلمي طالبا قر ً
دا –فالقرض عملية غير نفعيللة ،أو هللو عمليللة يقدم قروض أب ً
خيرية ،وليس عملية ربحية ،وهو خلف الصل في المعاملت
ضا عن القرض ،فإن البنك يقللوم البنكية والتجارية – لكن عو ً
بعملية استثمار أو تمويل مباح ،حيث يقوم ببيع العميل أطناًنا
من الحديد أو غيللره مللن المعللادن – بخلف الللذهب والفضللة
حتى تكون المعاملة شرعية ! -بسعر آجل ،ثم بعد ذلك يقوم
العميللل بتوكيللل البنللك بللبيع تلللك الطنللان مللن الحديللد فللي
السوق العالمية ،وفعل يبيع البنك -أو شركة عاملة له – تلك
البضائع في السوق العالمية بالنقد ،ويأخذ هذا النقد ويسلللمه
للعميل ...
دا مللا بيللن
تستغرق هذه العملية بضللعة أيللام أو أسللبوعا واحل ً
طلب العميل ،وحصوله على النقد ،وحينما يحصل على النقد
ضللا ،ولكنلله قيمللة البضللاعة فإن البنك يقول له ،هذا ليس قر ً
التي بعناك إياها بالجللل ،ثلم بعناهللا عنللك بالعاجلل ! وعليللك
الن أن تسدد لنا على أقساط قيمة تلك البضللاعة ،علمللا أن
مجموع القساط – طبعًللا -سلليكون أكللبر مللن القيمللة الللتي
حصل عليها العميل..
يجري ذلك كله ،ولم ير العميللل بضللاعة فللي حيللاته ،ول رأى
أطنان الحديد تلللك ،ول سللبق أن بللاع واشللترى فللي السللوق
دا بصللحة مللا العالمية ،بل إنه قد قبض النقللود ولمللا يقتنللع أبل ً
ضللا
قاله له البنك "السلمي" من أن تلللك النقللود ليسللت قر ً
يرده بزيللادة ،لللم يقتنللع بللذلك لن المعاملللة كلهللا مللن أولهللا
ما مثل معاملة القرض الربوي من البنك التجاري، لخرها تما ً
مللع اختلف يسللير فللي المللدة الزمنيللة وكميللة الوراق الللتي
يوقعها..
هذه الطريقة هي إحدى أشللهر طللرق القللروض "الشللرعية"
التي تقدمها البنوك السلمية.
811
وحينما جرى النقاش مع بعض المسللؤولين فللي تلللك البنللوك
عن شرعية هذه المعاملة ،أجاب بقوله :وما الخطأ فللي تلللك
المعاملة! الللبيع مللن البنللك للعميللل بالجللل صللحيح ،وتوكيللل
العميل للبنك بقبض البضائع صللحيح ،وبعللض أهللل العلللم لللم
يشترط قبض البضللائع مللن غيللر الطعمللة ،ثللم تللوكيله أيضللا
للبنك حتى يقوم ببيعها بالنيابة عنه صللحيح فللأين الخطللأ فللي
ذلك !
وهكللذا فُت ّللت أكللثر المعللاملت الربويللة المعاصللرة ،وغيللرت
تغييرات طفيفة في الشكليات ومللا يسللمى بالعمللل الللورقي
والمكتبي ،وأصبحت المعاملة شرعية مائة بالمائة...
طلت مقاصد الشريعة الجزئية في بللاب الللبيوع ،بللل وهكذا عُ ّ
أتى القتصاد السلمي المعاصر بشكله الحالي بنقيللض تلللك
المقاصللد ،المللر الللذي أدى وسلليؤدي إلللى انهيللارات فللي
السواق المالية بشتى صورها.
-3-
لقد كان بعض أهل العلم بعيدي النظللر ،يللوم "تحجللروا" فللي
نظرتهم تجاه بعض تلك المعاملت المالية ،وتجرأ كثير منهللم
الن للبوح ببعض ما كان يكن في نفسه من رفللض لشللرعية
تلك المعاملت ،بللل إن بعللض أهللل العلللم ممللن عللرف عنلله
تسللاهله فللي تلللك المعللاملت ،عللاد ليقللول الن بللأن الللرأي
القائل بعدم جواز التعامل في السهم بالطريقة الحالية قول
وجيلله ،وقللرأت مقللالته تلللك وأنللا فللي حالللة مللن الدهشللة
الممزوجة بالغضب ،لكنله زال حينملا وجللدت أحلد المعلقيلن
على تلك المقالة معلقللا علللى تلللك المقالللة بطريقللة عاميللة
بقوله ":ومن ورط الناس في تلك التعاملت يا شلليخ فلن؟"
نعم من أوقعهم في ورطة تلك التعاملت؟ ألم تسللاهم تلللك
الفتللاوى فللي تشللجيع النللاس – ولللو بصللورة غيللر مباشللرة -
للدخول في تلك التعاملت؟.
هذا من ناحية ،ومن ناحيللة أخللرى فللإن تلللك الفتللاوى والللتي
أقبل عليها الناس ،وأقبلت عليها القنللوات الفضللائية ومواقللع
812
النللترنت فنشللرتها ،سللاهمت فللي إضللعاف أو حللتى إخمللاد
الصوت الرافللض لهللذا النهللج القتصللادي ،فقليللل هللم الللذين
سمعوا قول بعللض أهللل العلللم الللذي يمنللع مللن بيللع وشللراء
السهم في سوق السهم ،وقليل هم أولئك الذين تأملوا في
أسباب ذلك المنع ،والتي منها المشابهة الكبيرة بين عمليات
شراء السهم وبيعها بعمليات المقامرة المحرمللة ،فالمتللاجر
بالسللهم يشللتري السللهم الللتي يظللن أن قيمتهللا سللترتفع،
ويراقب شاشة السهم ،وما أن ترتفع إل وقام ببيعها مباشرة
حتى ولو كان بين عملية البيع والشراء دقائق ،هذا مع العلللم
بأن ارتفاع وانخفاض السهم عدا رهين عوامل غيللر رئيسللية
التأثير فيما لو كان السهم سلللعة حقيقللة تمثللل جللزًءا شللائًعا
مللن ممتلكللات الشللركة – كمللا يقللال عللادة – فالتضللاعف أو
النخفاض الفلكي للقيمة السوقية للسهم ،لمجرد سلمعة ،أو
شائعة ،أو توقعات كبار المستثمرين ،أو نحو ذلك مما يقللرب
السهم من سهم القمار ،الذي ليس له قيمة حقيقية.
ول يمكن أن يقارن هذا الرتفاع والنخفاض بما يحدث لبعض
السلع الحقيقية التي يللزداد الطلللب عليهللا ،لن حللدوث ذلللك
لتلك السلع إنما هو حللدوث مللؤقت طللارئ محللدود ومرتبللط
طا وثيًقا بحاجة الناس إلى تلك السلللعة ،ثللم إن العلمللاء ارتبا ً
قد تحدثوا عما يجب علي ولي المر تجلاه هلذا الرتفلاع فلي
قيمة بعض السلع التي يحتاجها الناس ،فل يمكن مقارنة هللذا
بتلك الرتفاعللات الفلكيللة الللتي تحصللل فللي سللوق السللهم،
والتي أصبحت السمة الغالبة على طبيعة تلك السهم.
لقد كان الشيخ الدكتور الصديق الضرير موفًقا وثاقب النظر
يوم أن ذهب إلى القوم بأن بيللع السللهم وشللرائها يجللوز إذا
كان بينة تملك ما يصدق عليه السللهم وهللو الحصللة الشللائعة
من ممتلكات الشركة ،ويمنع من هذا البيع والشللراء إذا كللان
مللن أجللل المتللاجرة بالسللهم بالطريقللة الللتي نشللاهدها فللي
أسواق السهم.
813
في النصف الثاني من العقد المنصرم استشرى بين أصحاب
الدخل المحللدود مللن الطبقللة المثقفللة فللي الخليللج العربللي،
وبالللذات فللي السللعودية المتللاجرة بالسللهم العالميللة ،مثللل
مايكروسللوفت ،وانتللل ،وجللي إي ،وغيرهللا ،جللرى بحللث مللع
بعللض البللاحثين وطلبللة العلللم ،فللي حكللم هللذه المتللاجرة،
وعرضت ورقة تشير إلى أن هذا النوع إنمللا هللو أقللرب إلللى
المقامرة منلله إلللى المتللاجرة المشللروعة ،ناهيللك أن ينبغللي
علينا أن نعيد النظر في تكييف السهم من الناحيللة الفقهيللة،
فهل هي ورقة مالية جديدة قائمة بذاتها بعد أن يبدأ التعامللل
بها في السوق ،أم أنها صك إثبات َتمّلك حامله لجللزء مشللاع
من الشركة؟ وكان الميللل فللي البحللث المعللروض إلللى أنهللا
ورقة ماليللة قائمللة بللذاتها ومسللتقلة ،فجللاءت النصلليحة مللن
بعللض الخللوة أن ل تنشللر هللذه الراء ،أو التسللاؤلت ،لنهللا
ستثير السخرية من قبللل الجميللع...أمللا الن – ولسللت أدري
هللل هللو بعللد فللوات الوان أم ل -فللإن الكللثير تجللرء علللى
التصريح بذلك ..
لكن بالرغم من هذا كله ،فأنه ل يستبعد أن تكون هذه الهزة
القتصادية مجرد حدث عابر ،ستسارع ذاكرتنا للفه في طللي
النسلليان ،كمللا طللوى النسلليان مللا يسللمى بللالثنين السللود،
ومناخ الكويت وغيرها ،ولن يلبللث المتعللاملون فللي السللهم،
وطائفة من المشايخ ،وطلبللة العلللم ،إل ويعيللدوا الكللرة مللن
جديد ،وهكذا دواليك..
-4-
هذا ،ويبدوا للباحث أن أحد أهم أسباب مشكلت ممارسللات
القتصللاد السلللمي الن عللدم التمييللز بيللن مجللرد جللواز
جللا اقتصللادًيا متبعًللا،
المعاملة ،وبيللن اتخللاذ هللذه المعاملللة نه ً
وشتان بين مجرد الباحة ،والسنة ،وهللذا وإن كللان ل يصللدق
دا ،ولذا فل في بعض المثلة ،إل أنه يصدق في أمثلة كثيرة ج ً
يجوز أن تتخذ مجرد الباحة دليل علللى جللواز شلليوع معاملللة
من المعاملت ،أو فعل من الفعال ،فلو ذهب إنسان إلى أن
814
صلة الجماعة في المسجد غير واجبة ،وتخلف عن الحضللور
ف
في المسجد ليصلي جماعة مع أهل بيته ،فربما تللوجه الك ل ّ
عن إنكار هذا الجتهاد عليه ،لكلن للو أصلبح هلذا ديلدن أهلل
قريللة أو مدينللة مللن المللدن ،لتعطلللت المسللاجد ،وتعطلللت
شعيرة من أهم شعائر السلم!! فوجب النكار حينئذ.
وفي المعاملت القتصادية ،فإن بيع المرابحة للمر بالشللراء
جللائز عنللد الجمهللور ،لكللن البنللوك السلللمية اتخللذته أصللل
ووسيلة للتمويل ،فأصبح سنة متبعللة ،وليللس مجللرد معاملللة
جائزة ،فنتج عن ذلك صور كثيرة من التمويل ،وثيقللة الشللبه
بالربللا المحللرم ،ففللي التمويللل العقللاري مثل ،يقللوم البنللك
بتفويض المشتري ليشتري المنزل الذي يريللده بالنيابللة عللن
البنك مرابحللة ،فيقللوم المشللتري بشللراء المنللزل مللن أجللل
البنك ،ويقوم بدفع القيمة التي أخذها من البنللك كوكيللل فللي
الشراء للمالك ،وحالما يوقع هللذا العقللد ،يقللوم بللإجراء عقللد
آخللر يتللم مللن خلللله شللراء المنللزل مللن البنللك بالتقسلليط،
بصرف النظللر عللن تللولى هللذا العميللل طرفللي العقللد أم ل،
المهم أن المنزل ينتقل من المالك الصلي إلللى ملللك البنللك
لمدة ثوان معدودات ،ثم ينتقللل ملرة أخلرى بمعامللة أخللرى
إلى ملك العميل من خلل شللرائه للله بالتقسلليط ،والصللورة
الكليللة للمعاملللة تظهللر وكللأن البنللك أقللرض العميللل مللال
ليشتري به منزل ،على أن يرد العميل هذا المللال بالتقسلليط
مع زيادة ...
وفي إحدى جلسات المجمع الفقهي التابع لمنظمللة المللؤتمر
السلللمي والللتي انعقللدت فللي مدينللة الريللاض قبللل عللدة
سنوات ،قلال أحللد المتخصصللين فللي القتصلاد فللي معلرض
مناقشته لبعض المسائل المطروحة للبحث :ونحللن متفقللون
على التقليل من المرابحة ما أمكن!.
ولعل هذا السبب هو الذي حدا بمجمع الفقه السلمي التابع
لرابطة العالم السلم إصدار قرار يتراجع فيه عما صدر عنه
سللابًقا بخصللوص التللورق ،فإسللاءة اسللتخدام هللذه العمليللة،
815
جعلها حيلة على الربا ..وهنا قد ل نتحدث عللن مجللرد إسلاءة
اسلتخدام المبلاح ،ولكننلا نتحلدث علن اللدروج عللى المبلاح
حا ..
لجعله أصل وسنة متبعة ،حتى وإن كان في أصله مبا ً
ويشللرح الشلليخ الللدكتور تقللي عثمللاني – وهللو مللن أعمللدة
القتصاد السلمي المعاصر – هذه القاعدة الشللرعية –حكللم
الفرد ليس حكم الكل ،والباحللة ليسللت سللنة -بمثللال رائع،
يقللول لللو أن رجل يسللير بسلليارته فللي طريللق طويللل ثللم
اعترضته إشارة مرورية ،وبجانبها محطللة وقللود ،فاتخللذ مللن
محطة الوقود وسيلة لتجاوز الشارة الضوئية ،فإن فعله هذا
جائز ول يتضمن أي مخالفة قانونية ،لكن لللو أصللبح كللل مللن
أراد التوقف عند تلللك الشللارة الضللوئية يتخللذ هللذا الطريللق
بديل عن الطريق الصلي أو لللو أصللبح هللو الطريللق الصلللي
للمرور وتجاوز إشللارة المللرور ،لدى ذلللك إلللى فوضللى فللي
السير ،واضطراب في عمل محطة الوقود ،ونحللو ذلللك مللن
المفاسد المترتبة على الخذ بمباح من الفعل.
ذكرني مثال الشيخ تقللي هللذا بمثللال القشللة ،فقللد مللر أحللد
السلف مع ابن له صغير بحائط ،فأخذ منه الطفل عللوًدا مللن
قش ،فنهاه أبوه عن ذلك ،فقال البللن مسللتغرًبا إنهللا مجللرد
قشة ل تؤثر في الحائط شيًئا ،فأجاب الب قللائل :فكيللف لللو
أن كل واحد أخذ قشة من الحائط !
-5-
وقد يثور سؤال تلقائي هنللا ،وهللل المطلللوب أن نحللرم تلللك
المعاملت ،أو نمنع منها؟ والجللواب أن علللى أهللل العلللم أن
يبينوا للناس حقيقلة تلللك المعامللة وأنهلا لللو جلازت ملرة أو
مرتين فل يجوز بحللال أن تتخللذ وسليلة اقتصللادية ،فل بلد أن
يشفعوا القول بالجواز ،بيللان الفللرق بيللن هللذا الجللواز وبيللن
النهج القتصادي المثل ،وأن القول بجواز حالة أو حللالتين ،ل
يعني أبدا سنية العمل بهذه المعاملة ،واتخاذها نهجا وطريقا.
بل لم ل نقول بأن اللجان الشرعية عليها أن ل تصللدر فتللوى
مكتوبللة بجللواز معاملللة مللن المعللاملت إل إذا كللانت تلللك
816
جا اقتصادًيا لذلك المجتمللع، المعاملة مما يسوغ استخدامه نه ً
وعليهم الكف عن إصدار الفتاوى التي تبين مجرد جواز تلللك
المعاملة ،إل يفعلوا ذلك فإنهم يساهمون في تللدمير اقتصللاد
المجتمعات السلللمية باسللم السلللم والشللريعة السلللمية،
فضل عن أنهم يساهمون في إدخال ما ليس من الدين فيه.
-6-
وبعد ذلك ،فإننا نخلص إلى أن ثمللت معللالم منهللج آخللذ فللي
التشكل من خلل ممارسات المشتغلين بالقتصاد السلللمي
خلل العقد أو العقدين الماضيين ،إنه نهج غريللب شللاذ علللى
طبيعة الشريعة السلمية والفقه السلمي ،إنه نهج الحرفية
المقيتة في النظرة إلى المعاملت الماليللة ،فللإنه ينظللر إلللى
المعاملة في أصغر صورها وأدقلله ،بصلرف النظلر علن ملآل
تلك المعاملة ،أو مللآل هللذه المعاملللة إذا مللا اتخللذت منهجللا
اقتصادًيا ،وهللذا النهللج أهمللل بالكليللة الثللار السلللبية القاتلللة
للمتاجرة بالسهم بهذه الطريقة على أي اقتصللاد وطنللي ،و
قصر نظره على مجرد جواز بيللع السللهم أو شللرائه ،واجتهللد
في وضع قائمة بالسهم النقية ،وأخللرى بالسللهم المحرمللة،
وثالثة بالسهم المختلطة ،وما وجدناه انبللس ببنللت شللفة ول
التفت هو ،ول لفت نظرنا – حللتى مللع القللول بجللواز التجللار
بالسهم النقية أن كان يوجد منها شيء – إلى حقللائق غائبللة
عن المتجرين في هذا السوق ،والتي منها:
-توقف الناس علن السلتثمار الحقيقلي ،واللذي يتمثلل فلي
النتاج الصناعي وما يتبعه من خدمات ،فخسللرت بعللض دول
الخليج المصللدرة للنفللط وهللي فللي أعلللى مسللتويات دخلهللا
فرصة ذهبية ،ما أثمنها لو اسللتغلت – لكنهللا مللا زال المجللال
مفتوحا بحمد الله تعالى – في المضي قدما نحو الولوج إلللى
العالم الصناعي،،لتكون من الدول المتقدمة..
-إسللراف النللاس فللي القللروض بجميللع أنواعهللا ،البنكيللة
المحرملللة ،و"السللللمية" ،وعمليلللات التلللورق ،والقلللروض
العائلية ،وتحمل الناس نتيجة لهللذا السللراف فللي القللتراض
817
ديوًنا باهظة ل ينوؤون بحملها ،المللر الللذي عللرض عشللرات
اللف منهم للسجن والملحقة ،ومن قبل ومن بعد للسللجن
النفسللي الللذي يكللون غالب ًللا أسللوء مللن السللجن الحقيقللي،
فشلت حركة المجتمع بسبب هذه الغلل والصار.
-تحول المجتمع إلى مجتمع مسعور بسعار المال ،الذي هللو
أس الشهوات ومبدؤها ،والدنيا فتنة كما قال النبي صلى الله
عليلله وسلللم ،وأصللبح حللديث النللاس ،مثقفيهللم ،وعللامتهم،
ونسللائهم ،ورجللالهم ،صللغارهم ،وكبللارهم ،عللن السللهم،
وارتفاعها وانخفاضها ،حتى ولجللت فيلله عجللائز البللدو ،فضللل
عن أشياخهم ،ولست أعجب يوم أن حدثتني إحدى القريبات
م لثمان ،وجدة لكثر ،عن أنها تبدأ يومها بفتللح شاشللة وهي أ ّ
الكمللبيوتر ،لمتابعللة السللهم ،ارتفاعهللا وانخفاضللها وحركتهللا
ومؤشراتها ،وكأنها أرقام سحب تنتظر أن تظفر برقللم فللائز،
وأن شئت فقل إنما هي شاشة مقامرة ..ولسللنا نعجللب بعللد
هذا كله يوم أن أعلنت إحدى حملت الحج أنها ستوفر خدمة
فريدة من نوعها ،حيث تللوفر للحجللاج "وفللد الللله" شاشللات
متابعة السهم خلل أيام منلى ،حلتى ترتفلع أسلهم إيملانهم،
وأسهم طمأنينتهم ،ول حول ول قوة إل بالله العلي العظيم.
دا للشللعوب، -هذا ،وكأني بالسهم وقد أصبحت "أفيونا" جدي ً
حتى يخدرها عن الفضائل ،والبحث عن المعالي ،ولقللد قللال
لي يوما قائل أل يمكن أن تكون سوق السللهم هللذه ،مجللرد
سياسة تمارس ضد الشعوب لتخديرها عن المطالبة بحقللوق
لها أخرى..
حقا ،إنه محزن أن يكون بعض أهل العلم جسًرا يعبر الفساد
ملن خللله ،المللر اللذي يلوجب وقفلة صلادقة وحازمللة ملن
الجميع تجاه هذا الخطر ،والخطار الشبيهة به ..
...تمت المقالة ،والله الهادي إلى سواء السبيل.
===============
#فتنة مسايرة الواقع
الشيخ عبد العزيز الجليل
818
الحمد لله رب العالمين ،والصلة والسلم علللى نبينللا محمللد
وعلى آله وصحبه أجمعين ،وبعد:
فإن من علمة توفيق الله لل عللز وجللل لل لعبللده المللؤمن أن
يرزقه اليقظة فللي حيللاته الللدنيا؛ فل تللراه إل حللذرا ً محاسللبا ً
لنفسه خائفا ً من أن يزيغ قلبه ،أو تزل قدمه بعد ثبوتها ،وهذا
دأبه في ليله ونهاره يفر بدينه من الفتن ،ويجللأر إلللى ربلله ل ل
عز وجل ل في دعائه ومناجللاته يسللأله الثبللات والوفللاة علللى
سّنة غير مبدل ول مغير. السلم وال ّ
وإن خوف المؤمن ليشتد في أزمنة الفتن الللتي تمللوج مللوج
البحر والتي يرقق بعضها بعضًا ،وما إخال زماننا اليوم إل من
هللذه الزمنللة العصلليبة الللتي تراكمللت فيهللا الفتللن ،وتزينللت
للناس بلبوسها المزخرف الفاتن ،ولم ينج منهللا إل مللن ثبتلله
الله ل عز وجل ل وعصمه .نسأل الله ل عز وجل للل أن يجعلنللا
منهم.
وأجدها فرصة أن أتحدث عن فتنة شديدة تضغط علللى كللثير
من الناس فيضعفون أمامها ،أل وهللي فتنللة مسللايرة الواقللع
وضللغط الفسللاد ومسللايرة العللادات ،ومراعللاة رضللا النللاس
وسخطهم ،وهي فتنة ل يستهان بها؛ فلقللد سللقط فيهللا كللثير
من الناس وضعفوا عن مقاومتها ،والموفق مللن ثبتلله الللله لل
ل من ُللوا ب ِللال َْقوْ ِنآ َ ه ال َل ِ
ذي َ ت الل ّ ُ عز وجل ل كما قال تعالى )) :ي ُث َب ّ ُ
ة(( ]إبراهيم.[27 : خَر ِحَياةِ الد ّن َْيا وِفي ال ِ ت ِفي ال َ الّثاب ِ ِ
يقول المام ابن القيم ل رحمه الله تعالى ل ل عللن هللذه اليللة:
"تحللت هللذه اليللة كنللز عظيللم ،مللن وفللق لمظنتلله وأحسللن
استخراجه واقتناءه وأنفق منه فقللد غنللم ،ومللن حرملله فقللد
حرم").(1
وإذا كان الرسول صلى الله عليه وسللم قللد قللال للله ربله لل
من إل َي ْهِ ل ْت ت َْرك َل ُك ل ََق لد ْ ك ِللد ّول َأن ث َب ّت ْن َللا َ
تبارك وتعالى ل )) :ول َل ْ
ل(( ]السللراء [74 :فسللواه مللن النللاس أحللوج إلللى شْيئا ً قَِلي ًَ
التثبيت من ربه ل تعالى ل ،وفي هذا تأكيد على أهمية الللدعاء
819
وسؤال من بيده التثبيت والتوفيق وهو الله ل سبحانه وتعالى
ل.
ذكر بعض الصور لفتنة مسايرة الواقع والتقليد العمى:
إن فتنة مسايرة الواقع والتأثر بما عليه النللاس لتشللتد حللتى
تكون سببا ً في الوقوع في الشرك الموجب للخلود في النللار
ل ل عيللاذا ً بللالله تعللالى للل؛ وذلللك كمللا هللو الحللال فللي شللرك
المشركين الولين من قوم نوح وعللاد وثمللود والللذين جللاؤوا
من بعدهم من مشركي العرب ،فلقد ذكر لنا القرآن الكريللم
أنهم كانوا يحتجون على أنبيللائهم ل ل عليهللم السلللم لل عنللدما
واجهوهم بالحق ودعوهم إلى التوحيد وترك الشرك ل ل بللأنهم
لم يسمعوا بهذا في آبائهم الولين ،وكانوا يتواصون باتباع ما
وجدوا عليه آباءهم ويحرض بعضهم بعضا ً بذلك ويثيرون نعرة
الباء والجداد بينهم .وسجل الله ل عز وجل ل عن قوم نوح ل
ذا فِللي آَبائ ِن َللا معَْنا ب ِهَل َ سل ِ مللا َ
عليه الصلة والسلم ل قللولهمّ )) :
ن(( ]المؤمنون.[24 : َ
الوِّلي َ
َ
حلد َهُ هو ْ جئ ْت ََنا ل ِن َعْب ُد َ الل ّل َوقال ل تعالى ل عن قوم هودَ)) :قاُلوا أ ِ
ن ي َعْب ُد ُ آَباؤَُنا] ((...العللراف ،[70 :وقللال لل تبللارك كا َ ما َ ون َذ ََر َ
جوا ً مْر ُ ت ِفيَنا َ كن َ ح قَد ْ ُ وتعالى ل عن قوم صالحَ)) :قاُلوا َيا َ
صال ِ ُ
ما ي َعْب ُد ُ آَباؤَُنا ] ((...هود.[62 : َ ل هَ َ َ قَب ْ َ
ذا أت َن َْهاَنا أن ن ّعْب ُد َ َ
َ
جئ ْت َن َللا وقال ل سبحانه وتعالى ل ل عللن قللوم فرعللون)) :قَللاُلوا أ ِ
جلد َْنا عَل َي ْلهِ آَباَءن َللا(( ]يللونس ،[78 :وقللال عللن مللا و َ ل ِت َل ِْفت َن َللا عَ ّ
مشركي قريش:
ه قَللاُلوا ب َل ْ َ
ج لد َْنا مللا و َ ل ن َت ّب ِلعُ َ ل الل ّ ُ
ما أنَز َم ات ّب ُِعوا َ ل ل َهُ ُذا ِقي َ ))وإ َ
عَل َي ْلهِ آَباَءن َللا] ((...البقللرة [170 :واليللات فللي ذلللك كللثيرة،
والمقصللود التنللبيه إلللى أن تقليللد البللاء ومسللايرة مللا عليلله
النللاس وألفللوه لهللو مللن أشللد أسللباب الوقللوع فللي الكفللر
والشرك ،وقد بين الحق للناس؛ ولكن لوجللود الهللوى وشللدة
ضغط الواقع وضعف المقاومة ي ُلؤْث ُِر المخللذول أن يبقللى مللع
الناس ،ولو كان يعتقد أنهم على باطل وأن ما تركه وأعللرض
عنه هو الحق المبين ،وإل فما معنى إصرار أبللي طللالب عللم
820
الرسول صلى الله عليه وسلم على أن يمللوت علللى عقيللدة
عبد المطلب الشركية مع قناعته بأن محمدا ً صلى الله عليلله
وسلم رسول الله والحق معه لول الهوى ومسايرة مللا عليلله
الباء وخوفه من مصادمتهم وتضليلهم؟
نعوذ بالله ل تعالى ل من الخذلن.
وإذا جئنا لعصرنا الحاضللر وبحثنللا عللن أسللباب ضلللل علمللاء
الضلل الذين زينوا للناس الشرك والخرافة والبللدع الكفريللة
رأينا أن مللن أهللم السللباب مسللايرتهم للنللاس ،وميلهللم مللع
الدنيا ومناصبها ،وظنهم أنهللم بمصللادمة النللاس سيخسللرون
دنياهم وجاههم بين الناس ،فآثروا الحياة الدنيا على الخللرة،
وسايروا الناس مع اعتقادهم ببطلن ما هم عليه،
وكذلك الحال في سائر النللاس المقلللدين لهللم فللي الشللرك
والخرافة والسحر والشعوذة لو بان لحدهم الحق فإنه يحتج
بما عليه أغلب الناس ،فيسير معهلم ،ويضلعف علن الصلمود
دمون أمام باطلهم إل من رحم الللله مللن عبللاده الللذين ل يقل ّ
على مرضاة الله لل تعلالى لل شليئًا ،ول يلتركون الحلق لجلل
الناس ،ول يسايرونهم على ما هم عليلله مللن ضلللل وفسللاد؛
بل يتللذكرون قللول الرسللول صلللى الللله عليلله وسلللم" :مللن
التمس رضا الله في سخط الناس رضلي اللله عنله وأرضلى
عنه الناس ،ومن التمس رضا الناس في سخط الللله سللخط
الله عليه وأسخط عليه الناس").(2
والصل في مسايرة الناس على ضللهم وتنكبهللم الحللق هللو
الهوى المتغلب على النفوس بحيث يطمللس البصلليرة ،حللتى
ترى المتبع لهواه يضحي بروحه في سبيل هواه وباطله وهللو
يعلم نهايته البائسة ،ومن كانت هذه حاله فل تنفعه المواعظ
ول الزواجر كما قال المام الشاطبي ل رحمه الللله تعللالى للل:
"فكذلك صاحب الهوى ل إذا ضل قلبه وُأشرب حبه ل ل تعمل
فيه الموعظة ول يقبل البرهان ول يكترث بمن خالفه").(3
أما ما يتعلق بما دون الكفر من فتنللة مسللايرة الواقللع فهللي
كثيرة ومتنوعة اليوم بين المسلمين ،وهي تترواح بين الفتنللة
821
وارتكاب الكبائر أو الصللغائر ،أو الللترخص فللي الللدين ،وتتبللع
زلت العلمللاء لتسللويغ المخالفللات الشللرعية الناجمللة عللن
مسايرة الركب وصعوبة الخروج عن المألوف ،واتباع النللاس
ن هللذه حللاله ينطبللق عليلله وصللف م ْإن أحسنوا أو أساؤوا .و َ
ذر منه؛ معة الذي نهى النبي صلى الله عليه وسلم عنه وح ّ ال ّ
معة تقولون :إن أحسن الناس أحسّنا، حيث قال" :ل تكونوا إ ّ
طنللوا أنفسللكم إن أحسللن النللاس وإن ظلموا ظلمنا؛ ولكن و ّ
أن تحسنوا ،وإن أساؤوا فل تظلمللوا") .(4قللال الشللارح فللي
تحفة الحوذي" :المعة هو الذي يتابع كل ناعق ويقللول لكللل
أحد أنا معك؛ لنه ل رأي له يرجع إليلله ،تابع لا ً لللدين غيللره بل
رؤية ،ول تحصيل برهان".
والفتنة بمسايرة الواقع وما اعتاده الناس كللثيرة فللي زماننللا
اليوم ل يسلم منها إل مللن رحللم اللله لل عللز وجللل لل وجاهللد
نفسه مجاهدة كبيرة؛ لن ضللغط الفسللاد ومكللر المفسللدين
وترويض الناس عليه ردحا ً مللن الزمللان جعللل القللابض علللى
دينه اليوم المستعصي على مسايرة الواقع فللي جهللاد مريللر
مللع نفسلله ومللع النللاس كالقللابض علللى الجمللر ،ولعللل هللذا
الزمان هو تأويل قول الرسول صلى الله عليه وسلم" :يللأتي
على الناس زمللان الصللابر فيهللم علللى دينلله كالقللابض علللى
الجمر").(5
وإن مما يعيللن العبللد علللى هللذه المشللقة الشللديدة والصللبر
العظيم هو عظم الجر الللذي ينللاله هللذا القللابض علللى دينلله
المستعصي على مسللايرة النللاس وضللغط الواقللع ومللا ألفلله
الناس ،ويكفي في ذلك قوله صلى الله عليلله وسلللم" :فللإن
من ورائكم أيام الصبر .الصبر فيلله مثللل قبللض علللى الجمللر
للعاملل فيهللم مثللل أجللر خمسللين رجل ً يعمللون مثلل عملله
وزادني غيره قال :يا رسول الله أجر خمسللين منهللم؟ قللال:
أجر خمسين منكم").(6
822
وفيما يلي ذكر بعض الصور لفتنة مسايرة الواقع فللي زماننللا
اليللوم ،وأخللص بهللا فئة الللدعاة وأهللل العلللم ومللا يجللب أن
يحذروه من هذه الفتنة:
إن أهل العلم والدعاة إلى الله ل عز وجل ل لمن أشد النللاس
تعرضا ً لفتنة المسايرة؛ وذلك لكثرة الفساد وتنللوعه وتسلللط
شياطين النس والجن على أهلل الخيلر باليلذاء والوسوسلة
وتأويل المور ..إلخ ممللا قللد يعللرض العللالم أو الداعيللة إلللى
التنازلت والمداهنات إرضللاءا ً للنللاس أو اتقللاءا ً لسللخطهم أو
ى بالمر الواقللع سللواء ذلللك بتأويللل أو بغيللر تأويللل ،وإن رض ً
سللقوط العللاِلم أو الداعيللة فللي هللذه الفتنللة ليللس كسللقوط
غيره؛ ذلك أن غيللره مللن عامللة النللاس ل تتعللدى فتنتلله إلللى
غيره ،وذلك بخلف العالم أو الداعية؛ فإن فتنته تتعللدى إلللى
غيره؛ لن الناس يرون فيه القدوة والشرعية
إن الللدعاة إلللى الللله ل ل عللز وجللل ل ل وأهللل العلللم هللم نللور
المجتمعات وصمام المان بإذن الله ل تعالى ل فإذا وقع منهم
ن للمللة م ْ
من وقع في مسايرة الواقع والرضا بالمر الواقع ف َ
ينقذها ويرفع الذل عنها؟ هذا أمللر يجللب أن يتفطللن للله كللل
منتسب إلى الدعوة والعلم ،ويتفقد نفسه ويحاسبها ويسللعى
لنجاء نفسه وأهله ل بادئ ذي بدء ل حتى يكللون لللدعوته بعللد
ذلك أثر على الناس وقبول لها عندهم ،أما إذا أهمل الداعيللة
نفسه ،وسار مع ما ألفه الناس وصعب عليه الصمود والصبر
فإن الخطر كبير على النفس والهل والناس من حوله.
إن المطلوب من الداعية والعاِلم فللي مجتمعللات المسلللمين
هو تغيير المجتمعات وتسييرها إلى ما هو أحسن ل مسايرتها
ومداهنتها ،فهذه ل والله ل هي مهمة النبياء والمصلللحين مللن
بعدهم ،وهذه هي الحياة السللعيدة للعللاِلم والداعيللة ،وإل فل
معنى لحياة الداعية والعالم ول قيمة لها إذا هو ساير النللاس
واستسلم لضغوط الواقع وأهواء الناس .إن العالم والداعيللة
ل قيمة لحياتهما إل بالللدعوة والتغييللر للحسللن ،ول شللك أن
في ذلك مشقة عظيمة؛ ولكلن العاقبلة حميلدة بلإذن اللله لل
823
تعالى ل في الدارين لمن صبر وصللابر واسللتعان بللالله ل ل عللز
وجل ل .وفي ذلك يتحدث أحد الللدعاة المخلصللين عللن رجللل
العقيدة الذي يسعى لتغيير الواقع وتسييره في مرضاة الله ل
عللز وجللل لل وليللس مسللايرته فللي مرضللاة النفللس والنللاس
فيقول" :وأهم شيء في الموضوع تكوين رجل العقيدة ،ذلك
النسان الذي تصبح الفكرة همه :تقيمه وتقعللده ،ويحلللم بهللا
في منامه ،وينطلق في سبيلها في يقظته ،وليس لدينا ل بكل
أسف ل من هذا النوع القوي والعبقللري؛ ولكللن لللدينا نفللوس
متألمة متحمسة مستعدة بعض الستعداد ،ول بد للنجاح من
ل قويللة تعللي أمرهللا ،وتكمللل نقصللها مث ُ ٍ
أن ينقلب هؤلء إلى ُ
ليتم تحفزها الذي ينطلق من عدم الرضللا بللالواقع والشللعور
بالخطار التي تتعاقب ،وينتهي باستجابة لمللر الللله ونللداءات
الكتاب الحكيم ومراقبة وعد الله ووعيللده ،والتأسللي بسلليرة
الرسول الكريم ل عليه صلوات الله وسلمه ل ول بلد لنلا ملن
وصف عاجل وتحديد مجمل لرجل العقيدة.
إن السلوك الول الفطري الذي يأتي به المخلوق إلللى هللذه
الدنيا هو السلوك الغريزي ،وهذا السلوك يظل لدى النسان
فعال ً مؤثرا ً حياة المرء كلها.
وفللي مجتمللع كمجتمعنللا ل يليللق بشللخص محللترم أن يحمللل
حاجاته إلى منزله ل مع أن ذلك مما يثاب المرء عليه ل ،وفللي
مجتمع كمجتمعنا ل بد من التبذير ول بد من الترف؛ فالرائك
في المنزل ل يحسن أن تكون مللن خشللب رخيللص وفللراش
بسيط؛ بل ل بللد مللن المغللالة بأثمانهللا فهللذا تبللذير للمللوال
ووضعها في غير موضعها والتبذير محرم في عللرف الشللرع،
ولكللن سللخط المجتمللع أكللبر عنللد بعللض النللاس مللن الحلل
والحرام وقد قال ل ل عليلله الصلللة والسلللم للل" :مللن أرضللى
الناس بسخط الله سخط الله عليه وأسللخط عليلله النللاس")
.(7
كما ً يقارب عبادة الوثن. ويتحكم المجتمع في الزياء تح ّ
824
كثيرون أولئك الذين يعيشون من أجل رضا النللاس والخللوف
من سخطهم ،ل يستطيعون التفلت من هللذه القيللود حيللاتهم
كلها ،وهذا المستوى يرتبط بالمسللتوى الغريلزي الول؛ ذللك
أن النسان اجتماعي بفطرته يعيش مع الناس ويحرص على
رضاهم.
ل أولئك الذين يستطيعون أن يتجللاوزوا هللذا المسللتوى، وقلي ٌ
يتخطونه إلى مستوى أعلى هو مسلتوى العقيلدة ،فيعيشلون
لعقيدة ويمضون في سلوكهم بما تملي بلله عليهللم عقيللدتهم
سواء سخط الناس أم رضوا ،وليس فوق هذا المستوى حين
ض أول برضللا را ٍ يندفع المرء بوحي عقيدته وإيمانه غيللر مبللا ٍ
سخط ساخط ،ليس فوق هذا المستوى مستوى أرفللع منلله)
.(8
من خلل ما سللبق بيللانه عللن رجللل العقيللدة نللدرك أن أبللرز
صفاته أنه يعيش لعقيدته ويمضي في سلوكه بما تملي عليلله
ل بسخط الناس ول رضاهم ول بعاداتهم هذه العقيدة غير مبا ٍ
وتقاليدهم المحرمة ،يغير واقع الناس ول يسايره ،يللؤثر فيلله
ول يتأثر ،هذا ما ينبغي أن يكون عليه رجال العقيدة والدعوة
والعلم ،ولكن الناظر اليوم في واقع المللة ومللا تعرضللت للله
من التبعية والتقليد والمسللايرة يجللد أن الصللفات المللذكورة
في رجل العقيدة والمشار إليها سابقا ً ل تكاد توجد اليللوم إل
في فئة قليلة من الداعين إلى الله ل عز وجل ل نسأل الله للل
عز وجللل لل أن يبللارك فللي أعمللالهم وأوقللاتهم ،أمللا السللواد
العظم فقد تأثر بشكل أو بآخر بفتنة مسايرة الواقع ،ما بين
مقل ومكثر ل وما أبرئ نفسي ل.
ومن صور هذه الفتنة التي يجب أن يحذرها المسلمون عامة
والمصلحون وأهل العلم خاصة ما يلي:
-1مسايرة الواقللع ومللا ألفلله النللاس مللن عللادات اجتماعيللة
وأسرية وذلك أنه قد ظهرت في حياة الناس ل ومن سللنوات
عديدة ل كثير من العادات والممارسات الجتماعية المخالفللة
للشريعة والمروءة بفعل النفتاح علللى حيللاة الغللرب الكللافر
825
وإجلب العلم الثم على تزيينها للناس فوافقت قلوبا ً خاوية
من اليمللان فتمكنللت منهللا وُأشللربت حبهللا وكللانت فللي أول
المر غريبة ومستنكرة ،ولكن النفوس ألفتهللا وسللكنت إليهللا
مع مرور الوقت وشدة الترويض وقلة الوازع ،ومن أبرز هذه
العادات والممارسات:
* ما انتشر في بيوت كثير من المسللمين اليللوم ملن الخلدم
والخادمات حتى صار أمرا ً مألوف لا ً وصلللت فتنتلله إلللى بيللوت
بعض الدعاة وأهل العلم ،مع أن بعض هؤلء الخدم كفللرة أو
سَقة ،وأكثر الخادمات هن بل محارم ،وخضللع النللاس للمللر فَ َ
الواقللع ،وأصللبحت تللرى مللن ابُتلللي بهللذا المللر يتعامللل مللع
الخادمات وكأنهن إماء غير حرائر ول أجنبيات ،يتبرجن أمامه
وقد يخلو بهن ،وكذلك الحال مع الخللادمين السللائقين؛ حيللث
قد ينفردون بالنساء اللتللي يتسللامحن بكشللف زينتهللن أمللام
هؤلء الخدم ،وكللأنهم ممللا ملكللت اليميللن ،وكللل هللذا ل ل ويللا
للسف ل بعلللم ولللي المللر مللن زوج أو أب أو أخ ،وإذا ُنصللح
الولي في ذلك قال :نحن نساير الواقع وكل النللاس واقعللون
فللي هللذا ،ومللن الصللعب مقاومللة ضللغط الهللل والولد
ومطالبهم وإلحاحهم على مسايرة أقاربهم وجيرانهم!!
ما انتشر فلي بيلوت كللثير ملن المسللمين مللن أدوات اللهللو
والجهزة الجالبة للفساد كالتلفاز وغيللره ،وكللذلك مللا امتلت
به الللبيوت مللن صللور ذوات الرواح مللن غيللر ضللرورة حللتى
أصبحت هذه المقتنيات أمرا ً مألوفا ً ل يمكللن النفكللاك عنلله،
ومن ينكره من أوليللاء المللور يعللترف بضللعفه أمللام رغبللات
الزوجة والولد وسخط المجتمع من حوله ،فيستسلللم لمثللل
هذه المنكلرات مسلايرة للواقلع وإرضلاءا ً للنلاس اللذين للن
ي ُْغنوا عنه من الله شيئًا ،وكفى بذلك فتنة.
ما ظهر في السنوات الخيرة في بعللض الللدول مللن انتشللار
قصللور الفللراح والفنللادق ومللا يحصللل فيهللا مللن منكللرات
وبخاصة في أوساط النساء كالتبرج الفاضح والغنللاء المحللرم
المصحوب بأصوات النساء المرتفعة ،ناهيللك عللن المفللاخرة
826
والمباهللاة فللي الملبللس والمآكللل ...إلللخ .ومللع ذلللك فلقللد
شّنع علللى مللن يخللرج عليلله أو يرفضلله أصبحت أمرا ً مألوفا ً ي ُ َ
ويقاطعه ،حتى أصبح كثير ملن النلاس أسلليرا ً لهلذه العلادات
مسايرا ً للناس في ذلك إرضاءا ً لهم أو اتقاءا ً لسخطهم.
مسايرة النساء في لباسهن وتقليدهن لعادات الغرب الكللافر
في اللبللاس والزيللاء وصللرعات الموضللات وأدوات التجميللل
حتى أصبح أمرا ً مألوفا ً لم ينج منه إل أقل القليل ممن رحللم
الله ل عز وجل ل من النساء الصالحات المتربيات في منللابت
صالحة تجعل رضا الله ل عز وجل ل فوق رضا المخلللوق ،أمللا
أكثر الناس فقد سقط في هذه الفتنة فانهزمت المرأة أمللام
ضللغط الواقللع الشللديد ،وتل ذلللك انهللزام وليهللا أمللام رغبللة
موليته ،واستسلم هو الخر ،وساير في ذلللك مللع مللن سللاير
حتى صرنا نرى أكثر نساء المسلمين على هيئة فللي اللبللاس
والموضات ينكرها الشرع والعقل وتنكرها المروءة والغيللرة،
وكأن المر تحول ل والعياذ بللالله تعللالى لل إلللى شللبه عبوديللة
لبيوت الزياء ،يصعب النفكاك عنها.
وعن هذه العادات والتهالك عليها وسقوط كللثير مللن النللاس
فيهللا يقللول صللاحب الظلل ل ل رحملله الللله تعللالى للل" :هللذه
العللادات والتقاليللد الللتي تكلللف النللاس العنللت الشللديد فللي
حيللاتهم ،ثللم ل يجللدون لنفسللهم منهللا مفللرًا .هللذه الزيللاء
والمراسم التي تفرض نفسها على النللاس فرض لًا ،وتكلفهللم
أحيانا ً ما ل يطيقون من النفقة ،وتأكل حيللاتهم واهتمامللاتهم،
ثم تفسد أخلقهم وحياتهم ،ومع ذلك ل يملكللون إل الخضللوع
لها :أزياء الصباح ،وأزياء بعد الظهر ،وأزيللاء المسللاء ،الزيللاء
القصيرة ،والزياء الضيقة ،والزياء المضحكة! وأنللواع الزينللة
ل :مللن والتجميل والتصفيف إلى آخللر هللذا السللترقاق المللذ ّ
الللذي يصللنعه؟ ومللن الللذي يقللف وراءه؟ تقللف وراءه بيللوت
الزياء ،وتقف وراءه شركات النتاج! ويقف وراءه المرابللون
فللي بيللوت المللال والبنللوك مللن الللذين يعطللون أمللوالهم
827
للصللناعات ليأخلذوا هللم حصليلة كللدها! ويقللف وراءه اليهللود
الذين يعملون لتدمير البشرية كلها ليحكموها!").(9
مسللايرة النللاس فللي مللا اعتللادوه اليللوم فللي التوسللع فللي
المساكن والمراكب والمآكل بشكل يتسم بالترف الزائد بللل
بالمباهاة والمفاخرة حتى ضعف كثير من الناس عن مقاومة
مللل هذا الواقع؛ فراح الكثير منهم يرهللق جسللده ومللاله ،ويح ّ
نفسه الديون الكبيرة وذلك حتى يساير النللاس ويكللون مثللل
فلن وفلن ،والمشللكل هنللا ليللس التوسللع فللي المباحللات
وترفيه النفس؛ فقللد ل يكللون بللذلك بللأس إذا لللم يوقللع فللي
الحرام ،لكن ضغط الواقع وإرضللاء النللاس ومسللايرة عقللول
النساء والطفال يدفع بعض الطيبين إلى تحميلل نفسله ملن
الللديون الباهظللة وذلللك ليكللون مثللل غيللره فللي المركللب أو
المسكن ،ولن ينفعه مسللايرة النللاس مللن القللارب والباعللد
شيئا ً إذا حضره الموت وديون الناس على كاهله لللم يسللتطع
لها دفعًا.
-2مسايرة الناس فيما يطرحونه من استفتاءات حول بعللض
ل بعللض أهللل المخالفات الشرعية المعاصللرة وذلللك مللن قِب َل ِ
العلم الذين قد يرون مسايرة الواقع ،ويفتون ببعض القللوال
الشللاذة والمهجللورة ،أو يحتجللون بقواعللد الضللرورة أو رفللع
الحرج أو الخذ بالرخص ...إلخ ،ول يخفللى مللا فللي ذللك مللن
السير مع أهواء الناس والرضا بللالمر الواقللع ،والتحلللل مللن
أحكللام الشللريعة شلليئا ً فشلليئًا ،والمطلللوب مللن أهللل العلللم
والفتللوى فللي أزمنللة الغربللة أن يعظ ُللوا النللاس ويرشللدوهم
سللنوا ويأمروهم بالمعروف وينهوهم عللن المنكللر بللدل أن يح ّ
وغوا صنيعهم فيه .يقللول الشللاطبي لل رحملله لهم الواقع ويس ّ
ضلع الشلريعة هلو ملن و ْ
اللله تعلالى لل" :المقصلد الشلرعي ِ
إخراج المكلف عن داعية هواه حتى يكون عبللدا ً لللله اختيللارا ً
خص كما هو عبد الله اضطرارًا") (10ويقول أيضللًا" :إن الللتر ّ
إذا ُأخذ به في موارده على الطلق كللان ذريعللة إلللى انحلل
عزائم المكلفين في التعبد على الطلق ،فإذا أخللذ بالعزيمللة
828
كان حريا ً بالثبات في التعبد والخذ بالحزم فيه ...فللإذا اعتللاد
الترخص صارت كل عزيمة في يللده كالشللاّقة الحرجللة ،وإذا
صارت كذلك لم يقم بهللا حللق قيامهللا وطلللب الطريللق إلللى
الخروج منها").(11
وقد ل يكون المفتي قاصدا ً مسايرة واقع الناس أو الميل مع
أهوائهم؛ لكنه يغفل عن مكر بعض النللاس وخللداعهم ،وذلللك
في طريقة استفتاءاتهم وصياغتها صياغة تللدفع المفللتي مللن
أهل العلم إلى إجابته بما يهوى ،وعن هذا يقللول المللام ابللن
القيم ل رحمه الله تعالى ل" :يحرم عليه ل أي على المفللتي للل
إذا جاءته مسألة فيها تحايللل علللى إسللقاط واجللب أو تحليللل
محرم أو مكر أو خللداع أن يعيللن المسللتفتي فيهللا ،ويرشللده
إلى مطلوبه أو يفتيه بالظاهر الذي يتوصل به إلى مقصللوده؛
بللل ينبغللي للله أن يكللون بصلليرا ً بمكللر النللاس وخللداعهم
وأحوالهم ،ول ينبغي له أن يحسن الظن بهم ،بل يكون حذرا ً
فطن لا ً فقيه لا ً بللأحوال النللاس وأمللورهم ،يللؤازره فقهلله فللي
الشللرع ،وإن لللم يكللن كللذلك زاغ وأزاع ،وكللم مللن مسللألة
ظاهرها جميل وباطنها مكر وخداع وظلم! فللالغر ينظللر إلللى
ظاهرها ويقضللي بجللوازه ،وذو البصلليرة ينفللذ إلللى مقصللدها
وباطنها ،فالول يروج عليه زغللل المسللائل كمللا يللروج علللى
الجاهل بالنقد زغل الدراهم ،والثاني يخرج زيفها كمللا يخللرج
الناقد زيف النقوذ ،وكللم مللن باطللل يخرجلله الرجللل بحسللن
لفظه وتنميقه وإبرازه في صورة حق! وكم من حق يخرجلله
بتهجينه وسوء تعبيره في صورة باطل! ومن له أدنللى فطنللة
وخبرة ل يخفى عليه ذلك").(12
-3مسايرة واقع النظمة ببعض التنازلت التي تضر بالللدعوة
وأهلها:
وهذا من أخطر ما يتعرض له أهل الدعوة والعلللم والصلللح،
وبخاصة حينما يكثر الفساد وتشتد وطأته على الناس ويبطللؤ
نصر الله ل عز وجللل لل ويتسلللط الظللالمون علللى عبللاد الللله
المصلحين ،حينئذ يجتهد بعض المهتميللن بالللدعوة والصلللح،
829
ويظهللر لهللم أن التقللارب مللع أربللاب النظمللة والسلللطان
واللتقاء معهم في منتصف الطريق قللد يكللون فيلله مصلللحة
للدعوة وتخفيف شر عن المسلمين ،وكل ما في المر بعض
التنازلت القليلللة الللتي يتمخللض عنهللا لل بزعمهللم لل مصللالح
كللبيرة!! وليللس المقللام هنللا مقللام الللرد والمناقشللات لهللذه
الجتهللادات ،فيكفللي فللي فشلللها وخطورتهللا نتائجهللا الللتي
نسمعها ونراها عند من خاضوا هذه التنازلت ورضللوا بللالمر
الواقع؛ فل مصلحة ظللاهرة حققوهللا بتنللازلتهم ،ول مفسللدة
ذر الله ل عللز وجللل لل نللبيه صلللى الللله قائمة أزالوها؛ ولقد ح ّ
عليه وسلم عن الركون للظالمين المفسدين أشللد التحللذير؛
ذي ن ال َل ِ ك ع َل ِ دوا ل َي َْفت ُِنون َل َ وذلك في قوله ل تعالى للل)) :وإن ك َللا ُ
َ
ولخِليل ً ) (73ول َ ْ ك َ ذو َ ك ل ِت َْفت َرِيَ عَل َي َْنا غَي َْرهُ وإذا ً ل ّت ّ َ
خ ُ حي َْنا إل َي ْ َ أو ْ َ
ش لْيئا ً قَِليل ً ) (74إذا ً ل َذ َقْن َللا َ
ك م َ ن إل َي ْهِ ْت ت َْرك َ ُكد ّك ل ََقد ْ ِ َأن ث َب ّت َْنا َ
صلليرًا(( ك عَل َي ْن َللا ن َ ِ
جلد ُ ل َل َ م ل تَ ِ ت ث ُل ّما ِ م َف ال َ ضعْ َحَياةِ و ِ ف ال َ ضعْ َ ِ
]السراء.[75 - 73 :
يعدد السياق محللاولت المشللركين مللع الرسللول صلللى الللله
عليه وسلم وأولها:
محاولة فتنته عما أوحى الله إليه ،ليفللتري عليلله غيللره ،وهللو
الصادق المين.
لقد حاولوا هذه المحاولة في صور شتى منها :مساومتهم له
أن يعبدوا إلهه في مقابل أن يترك التنديد بللآلهتهم ومللا كللان
عليه آباؤهم ،ومنها:
مساومة بعضهم له أن يجعل أرضللهم حراملا ً كللالبيت العللتيق
الذي حرمه الله،
ومنها :طلب بعض الكبراء أن يجعل لهم مجلسا ً غير مجلللس
الفقراء.
كر بفضللل صلللها ،ليللذ ّ والنص يشير إلى هذه المحاولت ول يف ّ
الله على الرسول صللى اللله عليله وسللم فلي تثلبيته عللى
الحللق ،وعصللمته مللن الفتنللة .ولللو تخلللى عنلله تثللبيت الللله
ل ،وللقللي عاقبللة الركللون وعصمته لركن إليهم فاتخللذوه خلي ً
830
إلى فتنة المشركين هذه ،وهي مضاعفة العذاب فللي الحيللاة
والممات دون أن يجد له نصيرا ً منهم يعصمه من الله.
هذه المحاولت التي عصم الله منهللا رسللوله هللي محللاولت
أصللحاب السلللطان مللع أصللحاب الللدعوات دائمللًا ،محاولللة
إغرائهم لينحرفوا ل ولو قليل ً ل عن استقامة الدعوة وصلبتها،
ويرضوا بالحلول الوسط التي يغرونهم بها في مقابل مغللانم
كثيرة ،ومن حملة الدعوات من يفتن بهللذا عللن دعللوته؛ لنلله
يرى المر هينًا؛ فأصحاب السلطان ل يطلبون منلله أن يللترك
دعللوته كليللة ،إنمللا هللم يطلبللون تعللديلت طفيفللة ليلتقللي
الطرفان في منتصف الطريللق .وقللد يللدخل الشلليطان علللى
حامل الدعوة من هذه الثغرة ،فيتصور أن خيللر الللدعوة فللي
كسب أصحاب السلطان إليها ولو بالتنازل عللن جللانب منهللا!
ولكللن النحللراف الطفيللف فللي أول الطريللق ينتهللي إلللى
النحراف الكامل في نهاية الطريق ،وصللاحب الللدعوة الللذي
يقبل التسليم في جزء منها ولو يسلليرًا ،وفللي إغفللال طللرف
ل ،ل يملك أن يقف عند الذي سلم به أول مرة؛ منها ولو ضئي ً
لن استعداده للتسليم يتزايد كلما رجع خطوة إلللى الللوراء!)
.(13
ل دعللاة - 4مسايرة ركب الغرب في بعللض ميللادين مللن قِب َل ِ
العصرانية من أبناء المسلمين:
إن الحديث عن العصرانية والعصرانيين يطللول ويطللول)(14
ولكن يكفي أن نذكر هنا ما يتعلللق بموضللوعنا وهللو الحللديث
عن فتنة المسايرة ل ول أحسب العصرانيين مللن بنللي قومنللا
إل وقد ركسوا فلي هلذه الفتنللة وظهللرت عليهلم فلي أجلللى
صلورها ،وهلم ل يعلترفون بأنهلا مسلايرة؛ ولكنهلم يسلمونها
تجديدا ً وتطويرا ً يناسب العصر ،وتحت هذا المسمى يقضللون
على كثير من الثوابت الشرعية ويتحللون مللن شللرع الللله ل ل
عز وجل ل باسم التطوير وهو فللي الحقيقللة مسللايرة للواقللع
الغربي وتقليد أعمى وانبهللار بإنجللازاته الماديللة بللل الهزيمللة
النفسية أمامه؛ والغريب في أمر هؤلء أنهم يرفضون التقليد
831
ويشنعون على مللن يقلللد سلللف المللة ويتبعهللم ،وعلللى مللن
يبقللى علللى المللوروث ل يتجللاوزه ول يطللوره ،ثللم هللم فللي
الوقت نفسه يسقطون في تقليد الغرب ومحاكاته بصللورة ل
تدع مجال ً للريب والشللك؛ وهللم الللذين يتشللدقون بالعقلنيللة
ورفض التقليد!! ويعّرف الدكتور الزنيللدي العصللرانية بقللوله:
"هي التأقلم مللع المعطيللات الجتماعيللة والعلميللة المتجللددة
في كل عصر ،وربط النسان في فرديته وجمللاعيته بهللا فللي
دائرة التصور البشري").(15
ويتحدث السللتاذ محمللد حامللد الناصللر عللن بعللض شللذوذات
العصرانيين في ميادين الفقه فيقول" :لقد خرج العصرانيون
علينا بفقه غريب شاذ يريد تسللويغ الواقللع المعاصللر لدخللال
كثير من القيم الغربية في دائرة السلللم؛ ذلللك أن مللوقفهم
مللن النصللوص الشللرعية عجيللب؛ فللإذا كللانت اليللة واضللحة
الدللة والحاديث النبوية المتواترة قلالوا :إن هلذه النصلوص
كانت لمناسبات تاريخية ل تصلح لعصرنا الحاضر ،وإذا كللانت
أحاديث آحاد قالوا ل يؤخذ مللن خللبر الحللاد تشللريع ول تبنللى
عليه عقيدة ،أو ألغللوا بعللض الحللاديث الصللحيحة بحجللة أنهللا
س لّنة غيللر تشللريعية ،ثللم يتهمللون الفقهللاء بللالجمود وضلليق
ُ
الفق!! إن هذه التجاوزات ل لو أخذ بها ل لن تترك من ثوابت
السلم إل وحاولت مسخه أو تشويهه .ومن شذوذاتهم:
-1رفضهم تطبيق الحدود الللتي فيهللا رجللم أو قتللل أو قطللع
عضو إل بعد الصرار والمعاودة والتكرار ،ويللأتون ب ِ ُ
ش لب َهٍ مللن
هنا وهناك.
-2إباحتهم الربا في البنوك بحجة الحفاظ على اقتصاد البلد
وأن الربا المحرم عندهم هو الربح المركب.
- 3موقفهم من المرأة ،والدعوة إلى تحريرها ل بزعمهللم للل،
ودعوتهم لها إلى محاكاة المرأة الغربيللة فللي عاداتهللا ،وإلللى
الثورة على الحجاب الشرعي وتعدد الزوجات ،يقللول محمللد
عمارة" :إن تعدد الزوجللات وتتللابع الللزواج واتخللاذ السللراري
والجواري مللن سللمات عصللر القطللاع والدولللة القطاعيللة"
832
والترابي يقصر الحجاب علللى نسللاء النللبي صلللى الللله عليلله
وسلم ،ثم راحوا يسوغون الختلط بين الرجال والنساء بعللد
أن زينوا للمرأة الخروج من بيتها.
- 5أحكام أهل الذمة:
كما يرى العصرانيون أن أحكام أهل الذمة كانت لعصللر غيللر
عصرنا وهي الن ل تناسب عصرنا!!").(16
ولكللن السللتاذ الناصللر يوضللح مفهللومهم للتجديللد والتطللوير
ل" :إن مزاعم التجديللد الللتي رفللع هللؤلء لواءهللا كشللفت قائ ً
الحقيقة جلية وهي أن التجديد لديهم يعني تطوير الدين على
طريقة عصرنة الدين عند اليهود والنصارى".
ولذلك فإن التجديد عندهم يعني:
هدم العلوم المعيارية :أي علللوم التفسللير المللأثور وأصللوله،
وعلم أصول الفقه ،وعلم مصطلح الحديث.
ل ل ويعنللي :رفللض الحللاديث الصللحيحة جزئي لا ً أو كلي لا ً بحجللة
ضرورة ملءمتها لعقولهم ولمصلحة المللة ،وظللروف العصللر
الحاضر.
ل ويعني :رفض السنة غير التشريعية أي :فيما يخص شللؤون
الحكم والسياسة وأمور الحياة والمجتمع عمومًا.
ل التجديللد عنللدهم يعنللي :النعتللاق مللن إسللار الشللريعة إلللى
بحبوحللة القللوانين الوضللعية ،الللتي تحقللق الحريللة والتقللدم،
ولذلك هاجموا الفقه والفقهاء بل هوادة.
-الجتهللاد والتجديللد عنللدهم يعنللي :تحقيللق المصلللحة وروح
العصر).(17
ممللا سللبق يتللبين خطللر هللذه البدعللة الجديللدة وأن أصلللها
مسايرة الواقع والنهزامية أمام ضغطه مصحوبا ً ذلك بالجهل
بالسلم أحيانًا ،وبالهوى والشهوة أحيانا ً كثيرة.
الثار الخطيرة لمسايرة الواقع وسبل النجاة منها:
إن لمسايرة الواقع وما ألفه الناس من المخالفات الشللرعية
من الثار الخطيرة على المساير في دينه ودنياه ما لللو انتبلله
لها الواحد منهم لما رضللي بحللاله الللتي أعطللى فيهللا زمللامه
833
لغيره وأصبح كالبعير المقطور رأسه بذنب غيره ،ومن أخطر
هذه الثار ما يلي:
- 1الثار الدنيوية :وذلك بما يظهر على المساير من فقللدان
الهوية وذوبان الشخصية السلمية ،وبما يتكبللده مللن معانللاة
في جسده ونفسه ومللاله وولللده ،وهللذه كلهللا مصللادر عنللت
وشقاء وتعاسة بخلف المستسلم لشرع الله ل ل عللز وجللل ل ل
الرافض لما سواه المنجذب إلى الخرة فل تجللده إل سللعيدا ً
قانعا ً مطمئنا ً ينظر :ماذا يرضي ربه فيفعللله ،ومللاذا يسللخطه
ل برضى الناس أو سخطهم. فيتركه غير مبا ٍ
- 2الثللار الدينيللة :وهللذه أخطللر مللن سللابقتها؛ وذلللك أن
المساير لواقع النللاس المخللالف لشللرع الللله لل عللز وجللل ل ل
ي الللوقت واسللتمراء المعصللية إلللى أن يألفهللا يتحللول بمض ل ّ
ويرضى بها ويختفي من القلب إنكارهللا ،ومللا وراء ذلللك مللن
اليمان حبة خردل .كما أن المساير لركللب المخللالفين لمللر
الللله لل عللز وجللل لل ل تقللف بلله الحللال عنللد حللد معيللن مللن
المسللايرة والتنللازل والتسللليم للواقللع ،بللل إنلله ينللزل فللي
مسايرته خطوة خطوة؛ وكل معصية تساير فيها الناس تقللود
إلى معصية أخرى؛ وهكذا حتى يظلم القلب ويصيبه الللران لل
أعاذنا الله من ذلك ل؛ ذلك أن مللن عقوبللة المعصللية معصللية
بعدها ،ومن ثلواب الحسلنة حسلنة بعلدها؛ وفلي ذللك يقلول
شيخ السلم ابن تيمية ل رحمه الله تعالى ل)":(18وقللد ذكللر
في غير موضع من القللرآن مللا يللبين أن الحسللنة الثانيللة قللد
تكون من ثواب الولى ،وكذلك السيئة الثانية قللد تكللون مللن
مللا ُيوعَ ُ َ
ن ظللو َ م فَعَُلوا َ عقوبة الولى ،قال ل تعالى ل)) :ول َوْ أن ّهُ ْ
مللن ل ّلد ُّنا هم ّ شلد ّ ت َث ِْبيتلا ً ) (66وإذا ً لت َي ْن َللا ُ م وأ َ َخْيرا ً ل ّهُل ْ ن َكا َ ب ِهِ ل َ َ
ست َِقيمًا(( ]النساء66 : َ
م ْ صَراطا ً ّ م ِ ظيما ً ) (67ول َهَد َي َْناهُ ْ جرا ً عَ ِ أ ْ
[68 -وقللال ل ل تعللالى للل)) :والللذين جاهللدوا فينللا لنهللدينهم
ن قُت ُِلوا ِفللي ذي َ سبلنا(( ]العنكبوت [69 :وقال ل تعالى ل)) :وال ّ ِ
سبيل الل ّه فََلن يض ّ َ
م) ح َبللال َهُ ْصللل ِ ُ م وي ُ ْ ديهِ ْ سي َهْ ِ م )َ (4 مال َهُ ْ
ل أعْ َ ُ ِ ِ َ ِ ِ
م(( ]محمللد ،[6 - 4 :وقللال لل ة عَّرفَهَللا ل َهُل ْ جن ّ َ
م ال َخل ُهُ ُ
(5وي ُد ْ ِ
834
تعالى ل)) :ثم كان عاقبللة الللذين أسللاٍؤوا السللوأى(( ]الللروم:
ن مل ِ ه َ دي ب ِلهِ الل ّل ُ ن ) (15ي َهْ ِ مِبي ٌ
ب ّ ،[10وقال ل تعالى ل)) :ك َِتا ٌ
م(( ]الملائدة،15 :ل ،[16وقلال لل سلل ِ ل ال ّ سلب ُ َ
ه ُ وان َ ُ
ضل َات َّبلعَ رِ ْ
َ
م سول ِهِ ي ُؤْت ِك ُ ْ مُنوا ب َِر ُ ه وآ ِ مُنوا ات ُّقوا الل ّ َ نآ َ ذي َ تعالى لَ)) :يا أي َّها ال َ ِ
م(( كلل ْ ن ب ِهِ وي َغِْفللْر ل َ ُ شو َ م ُ م ُنورا ً ت َ ْجَعل ل ّك ُ ْ مت ِهِ وي َ ْ ح َ من ّر ْ ن ِ َ
ك ِْفلي ْ ِ
ةمل ٌ ح َ دى وَر ْ خت َِها هُ ل ًس َ ]الحديد ،[28 :وقال ل تعالى ل)) :وِفي ن ُ ْ
ن(( ]العراف.[154 : م ي َْرهَُبو َ م ل َِرب ّهِ ْ ن هُ ْذي َ ل ّل ّ ِ
وما أجمل ما قاله سيد قطب ل رحمه الله تعالى ل في النقللل
السللابق حيللث قللال" :ولكللن النحللراف الطفيللف فللي أول
الطريق ينتهللي إلللى النحللراف الكامللل فللي نهايللة الطريللق،
وصاحب الدعوة الذي يقبللل التسللليم فللي جللزء منهللا لل ولللو
يسيرا ً لل ل يملللك أن يقللف عنللد مللا سلّلم بلله أول مللرة؛ لن
استعداده للتسليم يتزايد كلما رجع خطوة إلى الوراء".
الثار الدعوية:
إن الداعية الذي تظهللر عليلله مظللاهر مسللايرة الواقللع يفقللد
مصداقيته عند نفسه وعند الناس ،وإن لم يتدارك نفسه فقد
ييأس ويخسر ويترك الدعوة وأهلهللا؛ إذ كيللف يسللاير الواقللع
مللن هللو مطللالب بتغييللر الواقللع وتسللييره؟! وكلمللا كللثر
المسايرون كثر اليائسون والمتساقطون؛ وهذا
بدوره يللؤدي إلللى ضللعف الللدعوة وضللعف المللر بللالمعروف
والنهي عن المنكر.
سبل النجاة أو الوقاية من هذه الفتنة:
جي من الفتللن صلغيرها وكبيرهللا مللا ظهللر منهللا ومللا إنه ل ين ّ
بطن إل الله ل عز وجل ل وقد قال لنبيه ومصطفاه صلى الله
شلْيئا ً م َ ن إل َي ِْهل ْت ت َْرك َل ُ كد ّ ك ل ََقد ْ ِ ول َأن ث َب ّت َْنا َ عليه وسلم$)) :ول َ ْ
ل(( ]السراء [74 :فأول سبيل من سبل النجاة هو سؤال قَِلي ً
الله ل عللز وجللل لل وصللدق العزيمللة والخللذ بأسللباب الثبللات
ومنها:
-1فعل الطاعات وامتثال الوامر واجتناب النواهي كما قللال
َ
مخْيرا ً ل ّهُ ْ ن َ كا َ ن ب ِهِ ل َ َ ظو َ ما ُيوعَ ُ م فَعَُلوا َ ل عز وجل ل)) :ول َوْ أن ّهُ ْ
835
شد ّ ت َث ِْبيتًا(( ]النساء [66 :فذكر ل سبحانه ل فللي هللذه اليللة وأ َ َ
أن شدة التثبيت تكون لمن قام بفعل ما يوعظ به مللن فعللل
الوامر وترك النواهي ،ويشير المام ابن القيم ل رحملله الللله
تعالى ل إلى أثر الطاعة في الثبللات فيقللول" :فللالخلق كلهللم
قسللمان :موفللق بللالتثبيت ،ومخللذول بللترك التثللبيت .ومللادة
مللر بلله ُ
التثبيت وأصله ومنشؤه من القول الثابت وفعللل مللا أ ِ
العبللد ،فبهمللا يثب ّللت الللله عبللده؛ فكللل مللا كللان أثبللت قللو ً
ل،
َ
وأحسن فعل ً كان أعظم تثبيتلا ً قللال لل تعللالى للل)) :ول َلوْ أن ّهُل ْ
م
م وأ َ َ
شلد ّ ت َث ِْبيتلًا(( فللأثبت خي ْللرا ً ل ّهُل ْ ن ب ِهِ ل َك َللا َ
ن َ ظو َما ُيوعَ ُ
فَعَُلوا َ
ل ،والقللول الثللابت هللو القللول الحللق النللاس قلبلا ً أثبتهللم قللو ً
والصدق" ).(19
- 2مصللاحبة الللدعاة الصللادقين الرافضللين للواقللع السلليئ
والسعي معهم في الدعوة إلى الله ل تعالى لل وتغييللر الواقللع
السيئ في نفوسللهم وأسللرهم ومجتمعللاتهم ،واعللتزال أهللل
الدنيا الراكنين إليها والمسارعين فيها والمتبعين لكللل نللاعق،
وترك مخالطتهم إل لللدعوتهم أو مللا تللدعو الحاجللة إليلله؛ لن
المجالسة تؤول إلى المؤانسة والمجانسة.
- 3التفقه في الدين والبصيرة في شرع الله ل ل عللز وجللل ل ل
لن المسللايرة عنللد بعللض النللاس تنبللع مللن جهللل بالشللريعة
وأحكامهللا ومقاصللدها ،مللع أن أكللثر المسللايرين المخللالفين
للشريعة إنما يدفعهم إلى المسايرة الهوى والضعف.
والمقصود :أن من كانت مسايرته بسبب جهله بالشرع فللإن
في العلم الشرعي دواءه ومنعه من المسللايرة بللإذن الللله لل
تعالى ل .وينبغي على طالب العلم الشرعي والمستفتي فللي
دينه أن يسأل أهل العلم الراسخين فيه الذين يجمعللون بيللن
العلم والورع ومعرفة الواقع ،وأن يحذر من أهل العلم الذين
يسيرون على أهواء الناس وتلمللس الرخللص والراء الشللاذة
لهم.
- 4إفشاء المناصحة وإشاعتها بين المسلمين وبخاصللة بيللن
أهل الخير؛ لن السكوت على المخالفات وضعف المناصللحة
836
بيللن المسلللمين مللن أسللباب التلبللس بللالمنكرات ومسللايرة
الناس فيها.
البيان – عدد 147
===================
الهوامش:
) (1بدائع التفسير.3/17 ،
) (2رواه الترمذي ،ح.2338 /
) (3الموافقات للشاطبي.268 /2 ،
) (4تحفللة الحللوذي ،6/145 ،رقللم الحللديث ) (2075وقللال
الترمذي حسن غريب.
) (5رواه الترمذي ،ح.2186 /
) (6أخرجلله أبللي داود ،ح ،3778 /والترمللذي فللي تفسللير
القرآن ،2984وأخرجه ابن ماجة في الفتن .4004
) (7رواه الترمذي ،ح.2338 /
) (8فللي سللبيل الللدعوة السلللمية ،للعلمللة محمللد أميللن
المصري ،ص 39ل ) 43باختصار(.
) (9في ظلل القرآن.1219 /2 ،
) (10الموافقات.128 /2 ،
) (11المصدر السابق ،ص .247 /
) (12إعلم الموقعين.229 /4 ،
) (13في ظلل القرآن.245 /3 ،
) (14من أراد التوسع في هذا الموضوع وكيف نشأ ومن هم
رموزه فليرجع إلى كتاب) :العصرانيون بين مزاعللم التجديللد
وميادين التغريب( ،للستاذ محمد حامد الناصر.
) (15العصرانية في حياتنا الجتماعية ،ص .22
) (16العصللرانيون بيللن مزاعللم التجديللد وميللادين التغريللب
)بتصرف واختصار(.
) (17المصدر السابق ،ص .354 ،353
)(18الفتاوى.14/245 ،
) (19بدائع التفسير.1/17 ،نقل ً عن موقع العصرانيو
837
==============
#ضوابط المصلحة الدعوّية
د.مسفر بن علي القحطاني
رئيس قسم الدراسات السلمية والعربية
بجامعة الملك فهد للبترول والمعادن
)(1/2
شاع استخدام مصطلح "المصلللحة الدعويللة" فللي كللثير مللن
الوساط الدعوية كللدليل احتجللاج وتأصلليل ,واسللتخدم أيض لا ً
كللدليل إدانللة ضللدها مللن بعللض التيللارات المضللادة للصللحوة
كاتهام بتسييس الدين وأدلجته .ونظرا ً لهمية هللذا الموضللوع
والحاجلللة لزاللللة اللبلللس والخللللط حلللول هلللذا المفهلللوم
ومستلزماته الشرعية؛ أحببت أن أسلط الضللوء علللى بعللض
تلك المسائل الصولية وأجلي الموقف حول صحة الستدلل
بها في قضايا الدعوة والصلح.
فالمصلللحة عنللد الصللوليين لهللا تعريفللات مختلفللة اللفللظ
متقاربة المعنى والمدلول ،فقد قال المللام الغزالللي -رحملله
الله -في تعريفها« :هي جلب المنفعة ودفع المضرة» )، (1
وقللال المللام الفتللوحي -رحملله الللله-هللي« :إثبللات العّلللة
بالمناسبة» )(2أما شيخ السلم ابن تيمية -رحمه الللله -فقللد
قال في بيانها« :هو أن يرى المجتهللد أن هللذا الفعللل يجلللب
منفعة راجحة» )(3
فالمصلحة الشللرعية هللي مللا تضللمنته أحكللام الشللريعة مللن
ب للمنافع ودفٍع للمضار في العاجل والجللل ،وهللذا النللوع جل ٍ
من المصالح قد جاء النص مقررا ً لها بعينها أو نوعها؛ كللالمر
بجميللع أنللواع المعللروف والنهللي عللن جميللع أنللواع المنكللر
وككتابة القرآن الكريم صيانة له من الضياع وكتعليم القراءة
منته النصوص الشرعية مللن مصللالح والكتابة وغيرها مما تض ّ
ومنافع ،فالمصلحة هنلا أصلل ثلابت ودليللل قلائم ُتبنللى عليله
الحكام ،وذلك لعتبار النص لها وشهوده عليها.
838
أما إذا كانت المصلحة مرسلة ،وهي كل مصلحة داخلللة فللي
ص على اعتبارهللا بعينهللامقاصد الشرع ولم يرد ْ في الشرع ن ٌ
أو بنوعها ،ول على استبعادها)(4
فهذا النوع من المصالح المرسلة معتللبر فللي حقيقتلله ضللمن
مقاصد الشريعة ،وجمهور العلماء قد اعتبروا حجية المصلحة
المرسلة ،وإن أنكرها بعضللهم ،كمللا هللو منسللوب للشللافعية
والحنفية إل أن كتبهم واجتهاداتهم قائمة في كثير منهللا علللى
اعتبار المصلحة المرسلة).(5
فإنها وإن لم ينص دليل خاص على اعتبارها ،لكن السللتقراء
التام لنصوص الشللرع يللدل علللى قيللام الشللريعة كلهللا علللى
جلب المصالح واعتبارها ،ودرء المفاسد وإلغائها أوتخفيفها.
يقول المام الشاطبي ل رحمه الله ل« :والشريعة ما ُوضللعت
إل لتحقيق مصالح العباد في العاجللل والجللل ودرء المفاسللد
عنهم» ). (6
ويقول ابن القيم ل رحمه الله ل « :الشريعة مبناها وأساسللها
على الحكم ومصالح العباد في المعاش والمعاد ،وهللي عللدل
كلها ،ومصالح كلها ،وحكمة كلها» ). (7
والصحابة -رضي الله عنهم -جروا في اجتهادهم عللى رعايلة
مع صحف القللرآن المصالح وبناء الحكام عليها ،فمن ذلك :ج ْ
مللع المسلللمين علللى مصللحف واحللد، في مصحف واحللد ،وج ْ
ص لّناع ،وقتللل الجماعللة بالواحللد ،وتعريللف البللل
وتضللمين ال ُ
الضالة ،ومنع صرف الزكاة للمؤلفة قلوبهم وغير ذلك.
يقللول المللدي -رحملله الللله « : -فلللو لللم تكللن المصلللحة
المرسلة حجة أفضى ذلك أيضا ً إلى خلو الوقائع عن الحكام
الشرعية لعدم وجود النص أو الجماع أو القياس فيها » )(8
وبذلك تبقى الشريعة مرنة صالحة للناس ل تقف بهم وسللط
الطريق بل تحكم أفعللالهم وترفللع الحللرج عنهللم والللله -عللز
وجل -قد جعلها رحمة للعالمين.
والدعوة إلى الله -عز وجل -نللوع مللن أحكللام السلللم؛ أمللر
الله -عز وجل -بها وحث عليها المصطفى -صلللى الللله عليلله
839
وسلم -فأحكامها ووسائلها راجعة إلى قواعد الشللرع وأدلتلله
وأحكامه.
وبناء على ما تقدم نعرف أن المصلحة الدعوية إذا لم يشللهد
لهللا الشللارع باعتبللار أو بإلغللاء فهللي مللن قبيللل المصلللحة
المرسلة شرعًا.واعتبارها حجة؛ أمر مقرر عند العلماء ،وذلك
لقيام الشريعة كلها على جلب المصالح ودفع المضار.
فما يراه الدعاة من أمور الدعوة وقضاياها فيه مصلحة كللان
حكمه العتبار وما رأوا فيه مفسدة كان حكمه اللغاء والرد.
ة منهم في دخول الهوى وحظوظ النفللس ولكن العلماء خشي ً
فللي اعتبللار المصلللحة أو إلغائهللا بالنسللبة للعلمللاء أو الللدعاة
وخصوصا ً ما يحدث ويستجد من أمور قد يختلط على الناظر
تقدير المصلحة على وجهها الصحيح قّرروا في ذللك ضللوابط
ل بد منها في الخذ بالمصلحة ،واعتبارها دليل ً ُيحتللج بلله فللي
النللوازل والحللوادث والمسللتجدات ،وعنللد تغيللر الظللروف
والحوال والزمنة.
وهذه بعض الضوابط الشرعية في المصلحة الدعوية -:
ل :اندراجها ضمن مقاصد الشريعة. أو ً
ص عليهللا ل بللد أن تكللون قائمللة علللى فالمصلحة التي لم ينل ّ
حفللظ مقاصللد التشللريع الخمسللة :حفللظ الللدين والنفللس
والنسللل والعقللل والمللال ،وكللل مللا يفللوت هللذه الصللول أو
بعضها فهو مفسدة ،ثم إن درجة حفظ هذه المقاصللد يتللدرج
إلى ثلث مراحل بحسب الهمية ،وهي ما أطلق عليه علماء
الصول اسم :الضرورّيات والحاجّيات والتحسينّيات ). (9
فكل حكم تشريعي في السلم ل يخرج عللن هللذه المقاصللد
ُنص عيه أو لم ينص عليه؛ بمعنى دلللت عليلله الدلللة الخللرى
ومنها المصلحة المرسلة وذلك لندراجها تحت نوع مللن تلللك
المقاصد الشرعية المعتبرة .
ثانيا ً :أن ل تخالف نصوص الكتاب والسنة .
ويللدل علللى ذلللك عقل ً :أن المصلللحة ليسللت بللذاتها دليللل
مستقل بل هي مجموع جزئيات الدلة التفصيلية من القللرآن
840
والسنة التي تقوم على حفللظ الكليللات الخمللس ،فيسللتحيل
عقل ً أن تخللالف المصلللحة مللدلولها ،أو تعارضلله ،وقللد أثبتنللا
جيتها عن طريقه ،وذلك من قبيل معارضة المدلول لللدليله ح ّ
إذا جاء بما يخالفه وهو باطل.
َ
محك ُل ْ نا ْ وقد دل علللى ذلللك مللن القللرآن قللوله تعللالى } :وَأ ْ
ك ن ي َْفت ِن ُللو َ ل الل ّله ول تتبلع أ َهْ لواَءهُم واح لذ َرهُ َ ما َأنَز َ
مأ ْ ْ َ ْ ْ ْ َ ُ َ َِّ ْ م بِ َ ب َي ْن َهُ ْ
ه إ ِل َي ْل َ َ
م ن ت َن َللاَزعْت ُ ْ ك) { وقللوله تعللالى)فَلإ ِ ْ ل الل ّ ُ ما أنَز َ ض َ ن ب َعْ ِ عَ ْ
ل) ) ( وقللوله تعللالى: دوهُ إ ِل َللى الل ّلهِ َوالّر ُ
سللو ِ يٍء فَلُر ّ شل ْ فِللي َ
م ال ْ َ ُ
ه فَأوْل َئ ِ َ ما َأنَز َ
ن{ كافُِرو َ ك هُ ْ ل الل ّ ُ م بِ َحك ُ ْ ن لَ ْ
م يَ ْ م ْ} وَ َ
فاعتبار المصلحة ورد الكتاب والسنة من تحكيم الهللوى وهللو
منازعة لحكم الله ورسوله صلى الله عليه وسلم.
فل تعتبر المصالح الموهومة غير المستندة إلللى نللص ،وفيهللا
معارضة للكتللاب والسللنة مثللل مصلللحة إيجللاب الصلليام فللي
كفارة الجماع بدل عتق الرقبللة فللي حللق الغنللي ،كمللا أفللتى
بذلك القاضي يحيى بن يحيى الليللثي لل رحملله اللله لل لللوالي
الندلس في عصره.
ومثال ذلك :تحليل الربللا باعتبللاره مصلللحة اقتصللادية مهمللة،
وإباحللة الزنللا وبيللع الخمللور تشللجيعا ً للسللياحة واسللتقطاب
الموال.
ومثاله أيضًا :من ذهب إلى القللول بنقللل صلللة الجمعللة إلللى
يوم الحد في البلد الكافرة.
ومثاله أيضا ً إلقاء الرخص الشرعية لعللدم الحاجللة إليهللا فللي
عصرنا الحاضر كالقصر والفطر في السفر ،أو التسلوية بيلن
البنت والبللن فللي الميللراث بللدعوى المصلللحة ،وغيرهللا مللن
المثلة الكثيرة)(12
وقد خالف في ذلك المام الطوفي ل رحمه الله ل كما اشتهر
عنه ,حيث نادى بجواز تقللديم المصلللحة مطلقلا ً علللى النللص
والجماع عند معارضتها لهما)(13
ر
وهذا القول ل شللك أنلله يللؤدي إلللى تعطيللل الشللريعة بنظ ل ٍ
ي محض يجعل المجتهد أو الناظر في النصوص ي عقل ٍ اجتهاد ٍ
841
يقبل ما شاء منها ،ويرد ما شاء بزعم أنها تخللالف المصلللحة
التي يراهللا مللن خلل ظنلله وهللواه ،فالمصلللحة إذا عارضللت
النص والجماع تعتبر ملغاة ول يعتد بها ،ولللذلك قللال الشلليخ
الشنقيطي -رحمه الله -ضمن حديثه عن المصلحة المرسلة:
«أل تكللون المصلللحة فللي الحكللام الللتي ل تتغيللر كوجللوب
الواجبات ،وتحريم المحرمات والحدود والمقدرات الشرعية،
ويدخل في ذلك الحكللام المنصللوص عليهللا والمجمللع عليهللا،
وما ل يجوز فيه الجتهاد» ). (14
فالمصلحة إذا خالفت ما هلو منصلوص عليله أو مجملع عليله
فهي فاسدة غير معتبرة .
ثالثًا :أن تكون المصلحة يقينية:
بمعنللى أن يعلللم المجتهللد أو النللاظر فللي اعتبارهللا قطعّيللة
وجودهلللا ل أن يظلللن أو يتلللوهم أويشلللك وجلللود المصللللحة
المبحوثة فللي المسللألة ،ثللم يحكللم باعتبارهللا مللن خلل هللذا
الظن غير المعتبر في الشرع.
وقد ذكر المام الغزالي -رحمه الله -هذا الشرط وذكره مللن
خلل أمثلة من ذلك؛ ما لو تترس الكفللار فللي قلعللة بمسلللم
فقللد قللال رحملله الللله « :ل يحللل رمللي الللترس – أي هللذا
غنيللة فنعللدل المسلم الذي تترسللوا بلله – إذ ل ضللرورة فبنللا ُ
عنها ،إذ لم نقطع بظفرنا بها ،لنها ليست قطعية بل ظنية»
) ،(15وقال في صدد منع قطع المضللطر قطعللة مللن فخللذه
ليأكلها إلى أن يجد الطعام« :لكن ربمللا يكللون القطللع سللببا ً
ظاهرا ً في الهلك يمنع منه؛ لنه ليس فيه تعييللن الخلص فل
تكون المصلحة قطعّية» )(16
أما إذا كان الظللن بوجللود المصلللحة ظن لا ً راجح لا ً ناشللئا ً عللن
الجتهاد فللإنه ُينلّزل منزلللة اليقيللن؛ لن غلبللة الظللن معتللبرة
شرعا ً إذا عدم القطع)(17
ويكفي للتدليل على اعتبار الظن الغللالب فللي المصلللحة مللا
اعترض به الغزالي -رحمه الللله -علللى نفسلله حيللث قللال« :
بأن استئصال الكفار للمسلمين أمر مظنون فكيف نجيز قتل
842
الترس بهذا المظنون؟ وأجاب «:إنما يجوز ذلك عنللد القطللع
أو ظن قريب من القطع ،والظن القريب من القطع إذا صار
كليًا ،وعظم الخطر منه فتحتقر الشخاص الجزئيللة بالضللافة
إليه» )(18
ذب الظنون نللادر يقول العز بن عبد السلم -رحمه الله" : -ك َ ِ
وصدقها غالب – أي في المصالح والمفاسللد – وكللذلك ُيبنللى
جلللب مصللالح الللدارين ودفللع مفاسللده علللى ظنللون غالبللة
متفاوتة فللي القللوة و الضللعف والتوسللط بينهمللا ،علللى قللدر
حرمة المصلحة والمفسدة ومسيس الحاجة» ). (19
رابعًا :أن تكون المصلحة كلية.
بمعنى أل ّ تقتصر على فئة وتضر أخرى ،وهذا الشللرط ذكللره
الغزالي -رحمه الله -كذلك وضرب له أمثلة منهللا« :إذا كللان
جماعة في مخمصة ،ولو أكلوا واحدا ً منهللم بالقرعللة لنجللوا»
وقال « :ل رخصة فيه؛ لن المصلحة ليست كلية ،ومثلهللا لللو
كان جماعة فللي سلفينة للو طرحللوا واحلدا ً منهللم لنجلوا وإل
غرقوا بجملتهم ،وقال :إنها ليسللت مصلللحة كليللة؛ إذ يحصللل
بها هلك عدد محصور» ). (20
ومما يجدر التنبيه له هنا أن المقصود بكليللة المصلللحة ليللس
م المة جمعاء ،بل المراد أن المصللحة المتوخللاة لفئة بأن تع ّ
معينللة ل ينبغللي أن ُينظللر فيهللا إلللى قللوم منهللم دون اعتبللار
بعضهم ممن هم شهود على هذه المصلللحة ،وهللذا مللا أك ّللده
المام الزركشي -رحمه الله -في بيانه لمعنى مثال الغزالللي
-رحمه الله -حيث قال « :وصورة الغزالي إنما هي في أهللل
محلة بخصوصللهم اسللتولى عليهللا الكفللار ،ل جميللع العللالم .
وهذا واضح » )(21
فالمصلحة الكلية هنا ل تنفي اعتبار المصلحة الجزئية؛ ولكللن
إذا حصللل التعللارض بينهمللا فل ُينظللر حينئذٍ إلللى المصلللحة
الجزئية في مقابل الكلية(22).
خامسًا :عدم تفويت المصلحة لمصلحة أهم منها أو مسللاوية
لها.
843
دم ،ول وهذا الضابط معتبر عند تعارض المصالح في أيهما ُيق ّ
دم هو الهم والولللى فللي العتبللار ،وميللزان شك أن الذي ُيق ّ
الهمية يرجع إلى ثلثة أمور؛ كما ذكرها د.البوطي:
ل :النظر إلى قيمتهللا مللن حيللث ذاتهللا ودرجتهللا فللي سلللم أو ً
المقاصللللد .فالضللللروريات ل ُتقللللدم عليهللللا الحاجيللللات أو
التحسينيات ،كما ل ُتقدم التحسينيات على الحاجيات ،وهكللذا
فإن كانت المصالح فللي درجللة الهميللة فللي سلللم المقاصللد
واحدة؛ ينظر حينئذٍ في:
الثاني :وهو من حيث مقدار شمولها ،فالمصلحة العامة ُتقدم
على المصلللحة الخاصللة فللإن كللانوا فللي الدرجللة والشللمول
سواء اعتبر:
ثالثًا :مدى التأكد من وقوع نتائجها من عدمه .فُتقدم الكيللدة
على الظنية كما بينا سابقًا)(23
وهناك بعض المعايير المعتبرة أيضا ً في تقديم بعض المصالح
على بعض عند التعارض منها:
ا -أن المصلحة الدائمة أوللى ملن المنقطعلة ،كملا جللاء فلي
الحللديث أن النللبي صلللى الللله عليلله وسلللم قللال " :أحللب
العمال إلى الله أدومها وإن قل" متفق عليه )(24
ب -أن المصلحة المتعدية أولى من المصلحة القاصرة ،مثللل
مصلحة العلم أولى من مصلحة العبادة.
دم على المصلحة المحدودة، ج -أن المصلحة الطول نفعا ً ُتق ّ
مثل تقديم الصدقة الجارية على غيرها)(25
يقول العز بن عبد السلللم -رحملله الللله« : -والوقللوف علللى
تساوي المفاسد وتفاوتها علّزة ل يهتللدى إليهللا إل مللن وفقلله
الله تعالى ،والوقوف على التساوي أعز مللن الوقللوف علللى
التفاوت ،ول يمكن ضبط المصالح والمفاسد إل بالتقريب» )
. (26
ويزيد ابن القيم -رحمه الللله -هللذه القاعللدة توضلليحا ً بقللوله:
«فالعمال إما أن تشللتمل علللى مصلللحة خاصللة أو راجحللة،
وإملا أن تشلتمل علللى مفسللدة خالصلة أو راجحلة ،وإملا أن
844
تستوي مصلحتها ومفسدتها ،فهذه أقسام خمسة :منها أربعة
تأتي بها الشرائع؛ فتأتي بما مصلحته خالصة أو راجحة آمللرة
به أو مقتضية له ،وما مفسدته خالصة أو راجحة فحكمها فيه
النهي عنه وطلب إعدامه ،فتأتي بتحصيل المصلحة الخالصللة
والراجحللة وتكميلهللا بحسللب المكللان وتعطيللل المفسللدة
الخالصللة أو الراجحللة أو تقليلهللا بحسللب المكللان .فمللدار
الشرائع والديانات على هذه القسام الربعة» ). (27
وهذا التقديم والتأخير للمصالح أو المفاسد قد يختلف أحيانللا ً
باختلف أحوال الناس والعللوائد وظللروف الزمنللة والمكنللة،
ولذلك كان من المللور الدقيقللة المهمللة ،والللتي ينبغللي فيهللا
على المجتهد أو الناظر أن يكون في غاية التحفظ والحذر.
يقللول الشللنقيطي -رحملله الللله« : -والتحقيللق أن العمللل
بالمصلحة المرسلة أمر يجب فيه التحفظ غايللة الحللذر حللتى
يتحقق صحة المصلحة ،وعدم معارضتها لمصلحة أرجح منهللا
أو مفسللدة أرجللح منهللا أو مسللاوية لهللا ،وعللدم تأديتهللا إلللى
مفسدة في ثاني حال» ). (28
)(2/2
ذكر في الجللزء الول مللن المقللال أهللم الضللوابط الشللرعية ُ
للعمل بالمصلحة المرسلة سواء كان العمل بهللا فللي مجللال
الدعوة والصلح أو غيره ذلك ,وأحب أن أقلرر بعلد التمهيلد
السللابق بللذكر بعللض التنبيهللات والشللارات فللي التطبيقللات
الدعوية للمصلحة في واقعنا المعاصر ،أوجزها فيما يلي:
845
ومن وسائل الحتيللاط والهتمللام فللي الخللذ بالمصلللحة فللي
قضايا الدعوة والمر بالمعروف والنهي عن المنكللر والجهللاد
أن تكون منطلقة من أهل الجتهاد من العلماء والباحثين من
أهل الفقه والعلم لسعة اطلعهم وشمول معرفتهللم لحكللام
الشللريعة ،وكلمللا كللان النظللر والسللتدلل مللن خلل اجتهللاد
جماعي ل فردي كان أكثر دقة وأقللرب إلللى الصللواب وأقللل
احتمال ً في الخطأ.
يقول د .عبد المجيد الشرفي في أهمية الجتهاد الجمللاعي :
«أنه ضمانة لعدم استغلل هللذه القاعللدة فللي تعطيللل شللرع
الله بذريعة تغير المصلحة… ولكونه أكثر ضمانة في التحري
عن المصلحة وتغيرها ،وأكلثر دقلة فلي البتعلاد علن الهلوى
وأكثر إصابة للحق » ). (29
وكان هذا النهج في النظر هللو فعللل الصللحابة -رضللوان الللله
عليهم -إذا نزل بهم أمر وأرادوا الحكم فيلله؛ فكللان أبللو بكللر
-رضي الله عنه -يجمع رؤوس الناس وخيللارهم ويستشلليرهم
فإذا اجتمع أمرهم على أمر قضى به ،وكان عمر -رضي الللله
عنه -يفعل ذلك إذا أعياه أن يجد حكم مسألة ما في الكتللاب
والسنة سأل :هل كان أبو بكر قضى فيه بقضاء؟ فللإن كللان
لبي بكر قضاء قضى به وإل جمع علماء الناس واستشللارهم
فإذا اجتمع رأيهم على شيء قضى به (30) .
ثانيًا :إن النظر في المصلحة ينبغي أن يمتد إلى ما تؤول إليه
من نتائج مصلحية أو ما سوى ذلك من مفاسد ،فقصر الخللذ
للمصلحة علللى وقتهللا مللن دون اعتبللار الوقللات الخللرى ،أو
على مكان من دون اعتبار الماكن الخرى ،أو علللى شللخص
من دون اعتبار بقية الناس وخصوصا ً في الفتللاوى والنظمللة
العامة مما قد يكون وسيلة أو ذريعة إلى مفسدة أو الوقللوع
في محظور ،مع اعتبار الولى من المصالح فلالولى بتقلديم
المصالح الدائمللة أو المتعديللة أو الكللثر نفعلا ً والطللول بقللاءً
على غيرها من المصالح المرجوحة الخرى.
846
يقول المام الشاطبي -رحمه الله -عن المجتهللد « :ل يحكلم
على فعل مللن الفعللال الصللادرة مللن المكلفيللن بالقللدام أو
الحجام إل بعد نظره إلى مللا يللؤول إليلله ذلللك الفعللل ،فقللد
يكلون مشللروعا ً لمصلللحة فيلله تسلتجاب ،أو لمفسللدة تلدرأ،
ولكن له مآل على خلف ما قصد فيلله… فيكللون هللذا مانع لا ً
من إطلق القول بالمشروعية … وهو مجال للمجتهد صللعب
ب جللارٍ علللى مقاصللد المورد إل أنه عذب المذاق محمود الغ ّ
الشرع»).(31
ومن أمثلة اعتبللارات المللآلت والللذرائع فللي الشللرع :قللوله
سلّبوا الّلل َ
ه ن الّللهِ فَي َ ُ دو ِن ُ
مل ْ
ن ِ
عو َ
ن َيلد ْ ُ سّبوا ال ّ ِ
ذي َ تعالى ) َول ت َ ُ
ص صلا ِ م ِفلي ال ِْق َ عل ْم ٍ …( ) (32وقوله تعالى ) وَل َك ُ ْ عَد ًْوا ب ِغَي ْرِ ِ
ُ
ب ( ). (33 حَياةٌ َياأوِْلي الل َْبا ِ َ
ومنها :النهي عن بيللع العينللة لنهللا ذريعللة للربللا ،وعللدم قتللل
النبي -صلللى الللله عليلله وسلللم -للمنللافقين كللي ل يقللال إن
محمدا ً يقتل أصحابه ،وعدم هلدم وبنللاء الكعبلة علللى قواعللد
إبرهيم لن الناس كانوا حديثي عهد بللالكفر ،ونهيلله للصللحابة
عن إخراج العرابي الذي بال في المسجد لمللا يللتريب علللى
ذلك من ضرر عليه وأذى في المسجد ،ونهيه صلى الله عليه
وسلم عن التشللدد فللي العبللادة والغلللو فيهللا حللتى ل يحللدث
للنسان ملل أو إفراط في الغلو المحظور(34) .
وللمام ابن القيم تقسيم لطيف في أنللواع الللذرائع مللا يسللد
منها وما يفتح يقول فيلله -رحملله الللله « : -والللذرائع تنقسللم
إلى أربعة أقسام:
-1أن تكون وسيلة موضوعة للفضاء إلى المفسدة ،كشرب
ض إلللى اختلط ض إلى مفسدة السكر ،والزنا مفل ٍ الخمر مف ٍ
المياه وفساد الفراش ،وهذا النوع جاءت الشريعة بمنعه.
-2أن تكون وسيلة موضوعة للمباح قصللد بهللا التوسللل إلللى
المفسدة ،كعقد النكاح بقصد التحليللل أو عقللد الللبيع بقصللد
الربا ،وهذا ممنوع .
847
-3أن تكون وسيلة موضوعة للمباح ولم يقصد بهللا التوسللل
إلى المفسدة لكنها مفضية إليها غالبا ً ،ومفسدتها أرجح مللن
مصلللحتها ،مثللل الصلللة فللي أوقللات النهللي ،وسللب آلهللة
المشركين ،وتزيين المتوفى عنهللا زوجهللا فللي زمللن العللدة.
وهذا ممنوع .
-4أن تكللون وسلليلة موضللوعة للمبللاح وقللد تفضللي إلللى
المفسللدة ومصلللحتها أرجللح مللن مفسللدتها ،كللالنظر إلللى
المخطوبللة أو المشللهود عليهللا ،والصلللة ذات السللباب فللي
أوقللات النهللي ،وكلمللة الحللق عنللد سلللطان جللائر ،وهللذا
مشروع في الجملة (35) » .
ثالثا ً :إن قاعدة النظر في المآلت قاعدة معتبرة شرعا ً كما
بينا ذلك وأكده المام الشاطبي -حمه الله -بقللوله « :النظللر
فللي مللآلت الفعللال معتللبر مقصللود شللرعا ً كللانت الفعللال
موافقة أو مخالفة » ). (36
واعتبار المآلت في النظر والجتهاد أمر مهم للمجتهد يجعللل
نظره ممتدا ً إلى ما يؤول إليه حكمه أو مللا يتوقللع أن يحللدث
من المكلف أو ما ينتج عنه في المستقبل ليراعي ذلللك كللله
في اجتهاده )(37
ولشللك أن هللذه النظللرة السستشللرافية للمسللتقبل كمللا
يحتاجها المجتهد والمفتي وأهل القضاء؛ فللإن الداعيللة أحللوج
ما يكون إليها وهو يقرر أحكللام اللله -عللز وجللل -فللي الرض
ويضللع الخطللط الصلللحيه والهللداف والوسللائل الدعويللة
لتنزيلها على مختلف أنللواع المكلفيللن وأصللناف المجتمعللات
وأحوال البيئات والزمنة.
وكل ذلللك يتطلللب أن يتجللاوز الللدعاة واقعهللم القريللب إلللى
استشللراف المسللتقبل البعيللد ،وأن تكللون لهللم دراسللات
مستقبلية يتوقعون فيها ما يمكن حدوثه أو يحصل تغّيره ،ثللم
وضللع برامجهللم الصلللحية مراعيللن مللا يلللزم لللذلك مللن
احتياطللات واسللتعدادات تكللون سللياجا ً آمنللا ً مللن مفاجللآت
المستقبل ومتغيرات الزمان.
848
وليس في ذلك ادعاٌء للغيب أو تجاوز للشرع؛ وحاش للدعاة
دعوه؛ بل إن ذلك معتللبر ضللمن مللا ذكرنللاه مللن قاعللدة أن ي ّ
اعتبار المآلت ،والنواميس التي وضعها الله -عز وجللل -فللي
النفس والمجتمعات والكون ثابتة ل تتغير ومحكمة ل تتبللدل
إل إذا شاء الله -عز وجل -ذلك ،فللإذا اكتشللف الللدعاة نظللام
هذه النواميس والسنن وساروا ضمن قانونها العام فإنهم لن
ب تحقللق يعدموا خيرا ً ،إذ قد بذلوا ما في جهدهم مللن أسللبا ٍ
لهم العزة والنصر بإذن الله .
وإذا كان واقع الللدعوة المعاصللرة مللع ثقللل مللا تحمللله علللى
كاهلها من واجبات وأعبللاء ل تعطللي لستشللراف المسللتقبل
كبير اهتمام مع ضرورته في وقتنا المعاصر .فإننا نجد كللثيرا ً
من دول العالم الغربي ومنذ زمن بعيد قد اهتمت بذلك المر
اهتماما ً بالغا ً جعل من دولة السللويد أن تضللع حقيبللة وزاريللة
في حكومتها للهتمام بالمسللتقبل منللذ عللام 1973م ،وفللي
الوليللات المتحللدة المريكيللة أكللثر مللن سللتمائة مؤسسللة
لدراسلللة المسلللتقبل ) (38؛إللللى غيرهلللا ملللن مؤسسلللات
الستشراف الكثيرة في الغرب والشرق السيوي فللي حيللن
يفتقد عالمنا العربي والسلمي إلى مثلها وهو يحمللل الكللثير
من الهموم والمشكلت المتجذرة التي تستلزم حلللول ً بعيللدة
وعلجات طويلة المد .
رابع لا ً :إن اعتبللار حجي ّللة المصلللحة المرسلللة جعللل جمهللور
الفقهللاء يسللتخرجوا بنللاًء عليهللا أحكام لا ً شللرعية لكللثير مللن
المسائل التي صدرت بشأنها القللوانين والنظمللة ،كقللوانين
العمل والعمال وأنظمة التجارة والصناعة والزراعة ،وفللرض
عقوبات رادعة لبعض الجرائم كتعللاطي المخللدرات والتجللار
فيها ،إلى غيرها من النظمة والقوانين واللوائح الللتي تنظللم
المجتمع ولم يرد بشأنها نص مللن كتللاب الللله وسللنة رسللوله
-صلى الله عليه وسلم.-
فللإذا قررنللا اعتبللار المصلللحة المرسلللة فللي تنظيللم شللؤون
المجتمللع وإلللزام النللاس بهللا فمللا الللذي يمنللع مللن اعتبللار
849
المصلحة في تنظيللم شللؤون الللدعوة وتنظيللم أمللور الللدعاة
وفق أنظمة وقوانين ولوائح لها قوة التطبيق واللزام .
خامسا ً :يمارس بعض الللدعاة إلللى الللله نوع لا ً مللن التلفيللق
الجتهللادي المللذموم بغيللة الوصللول إلللى الهللدف المطلللوب
والسيطرة المنشودة وم لد ّ النفللوذ والعلللو علللى كللل مللوجه؛
تحقيقللا ً لمصلللحتهم الخاصللة وإن كللانت وسللائلها ممنوعللة؛
فالغاية عنللدهم تللبرر الوسلليلة مهمللا كللانت ،والعللبرة بإيجللاد
مصلحتهم المتوهمة ولللو خللالفت نصللوص الشللرع وقواعللده
الكلية .
إن هذا المبللدأ الميكللافيلي الللذي سلليطر علللى مناهللج بعللض
الدعوات المغرضة حقللق لهللم انتصللارات هامشللية وامتللدادا ً
سرابيا ً بيلن النلاس ،ولكلن عللى حسلاب المبلادئ الشلرعية
والثوابت الخلقية في السلم .
يظهر هذا النتهللاك فللي عللدة صللور عمليللة واقعيللة كللالطعن
والثلب في العقائد والعراض وتصيد الخطاء والللزلت لكللل
داعية يخللالف منهجهللم وتشللويه المناهللج الخللرى مللن أجللل
التصدر والعتلء على الساحة الدعوية.
وقد ترى تقلب المبادئ والمناهج بين الخذ بالعزائم والتشدد
في العقائد والعبللادات وامتحللان النللاس بهللا وأخللذ خواصللهم
بالرخص الملفقة وإسرارهم بها ،يقول عمر بللن عبللد العزيللز
منبه لا ً علللى خطللورة هللذا المنهللج البللدعي الللذي ظهللر فللي
زمانه )) :من جعللل دينلله للخصللومات أكللثر التنقللل (( )(39
وه مهملا حل ْ
كما نجد السعي الدؤوب فلي تلبرير كلل اجتهلاد ن َ َ
ي أعناق الفتاوى فضلل ً عللن نصللوص الشللرع كان انحرافه ول ّ
لتوافق أهواءهم وطموحاتهم الحزبية.
إن دعللوة قلامت عللى هللذا الجللرف الهلار ل تلبللث أن تنهللار
وتللذهب ريحهللا ويتفللرق جمعهللا )) إن الللله ل يصلللح عمللل
المفسدين (( ) (40وسنن الحق سبحانه في أمثللالهم جاريللة
والزمن كفيل بإثبات الحق وإظهاره .
850
فالمصالح الدعوية إن لم تقللم علللى ربانيللة صللادقة مخلصللة
وتمييز للثوابت عن المتغيرات والمتغيرات عن الثوابت بفقه
دقيق وتأصيل عميق ،وإل كللانت بدايللة انحللراف وزيللغ وفتنللة
للدعاة تذكيها مع اليام حركات فاتنللة فللي صللفقات غابنللة ل
مربح لحد إل أعداء الدعوة ودعاة السوء والفتنة.
-------------------------------------------------------
) (1المستصفى 2/139
) (2شرح الكوكب المنير 4/432
) (3مجموع الفتاوى 342 /11
) (4انظر :الستصلح والمصلحة المرسلة د .الزرقا ص 39
،السياسة الشرعية د .القرضاوي ص . 82
) (5انظر :إرشاد الفحول 3/808و ، 809الللوجيز د .زيللدان
ص ،240رفع الحرج د .الباحسين ص ،270وفي ذلك يقللول
المام القرافي رحمه الله ‘‘:وهي عنلد التحقيلق فلي جميلع
المللذاهب لنهللم يقومللون ويقعللدون بالمناسللبة ول يطلبللون
شللاهدا ً بالعتبللار ؛ ول نعنللي بالمصلللحة المرسلللة إل ذلللك "
تنقيح الفصول ص 446
) (6انظر :الموافقات . 2/9
) (7إعلم الموقعين . 3/13
) (8الحكام للمدي . 4/32
) (9انظللر المستصللفى ،1/141شللرح تنقيللح الفصللول ص
،446البحللر المحيللط ،79-6/78تقريللب الوصللول ص ،412
شرح الكوكب المنير ،4/432ضوابط المصلحة للبللوطي ص
110ومابعدها.
) (10المائدة . 49
) (11النساء . 59
) (12المائدة . 44
) (13انظللر :الجتهللاد المعاصللر د .القرضللاوي ص ،72-68
ضوابط المصلحة للبوطي ص . 120
851
المسلم المعاصر العدد 13بعنوان ):النللص والمصلللحة بيللن
التطابق والتعارض ( .
) (14المصلحة المرسلة ص . 10
) (15المستصفى . 296 /1
) (16المرجع السابق . 297 /1
) (17انظللر :درر الحكللام شللرح مجلللة الحكللام مللادة )
. ( 1004
) (18المستصفى . 1/300
) (19مختصر الفوائد في أحكام المقاصد ص 133و . 134
) (20المرجع السابق ،1/296وانظر أيضا ً :إرشللاد الفحللول
ص ، 243رفع الحرج للباحسين ص . 265
) (21البحر المحيط . 80 /6ومثال الغزالي الذي أشار إليه
الزركشي مسألة تترس الكفار بأسرى من المسلللمين وهللذا
المثال يجري في هذا الضابط أيضا ً لن المصلحة ليست كلية
بل تضرر بها أولئك السرى من المسلمين .انظر :ضللوابط
المصلحة للبوطي ص ، 341نظرية المصلحة لحسين حامللد
حسان ص ، 454رفع الحرج للباحسين ص . 264
) (22انظر :مختصر الفوائد في أحكام المقاصللد لبللن عبللد
السلم ص 141و . 142
) (23انظر :ضوابط المصلحة للبوطي ص 217وما بعدها .
) (24رواه البخللاري فللي كتللاب التهجللد بللاب مللن نللام عللن
السلللحر رقلللم) (1132ورواه مسللللم فلللي كتلللاب صللللة
المسافرين ،باب في صلة الليل رقم )( 741
) (25انظر :مختصر الفوائد فللي أحكلام المقاصللد لبللن عبللد
السلللم ص 141و ،142قواعللد الحكللام 1/66طبعللة دار
الكتب العلمية .
ن.
) (26قواعد الحكام ص 47تحقيق الخ ّ
) (27مفتاح دار السعادة 2/14مكتبة محمد علي صبيح .
) (28المصالح المرسلة للشللنقيطي ص 21نقل ً عللن معللالم
أصول الفقه للجيزاني ص . 245
852
) (29الجتهللاد الجمللاعي فللي التشللريع السلللمي د .عبللد
المجيد الشرفي ص . 118
) (30انظر :الفكر السامي للحجوي . 1/286
) (31الموافقات . 5/177
) (32النعام 108 :
) (33البقرة 179:
) (34انظر :الموافقات 5/180و . 181
) (35إعلم الموقعين 3/109بتصرف .
) (36الموافقات . 5/177
) (37انظللللللر :الموافقللللللات 5/177و ، 233الشللللللباه
والنظائرللسلليوطي ص ، 325-322نظريللة المصلللحة فللي
الفه السلمي د .حسين حامد حسان ص . 199-193
) (38انظر :مللدخل إلللى التنميللة المتكاملللة د .عبللد الكريللم
بكار ص . 155
) (39الشرح والبانة ص 143نقل ً عللن مناهللج أهللل الهللواء
للعقل ص . 90
) (40يونس. 81 :
=============
#هوس السهم
سلمان بن يحي المالكي
الخطبة الولى
فإن الله جل وعل خلق المال وقسمه بين عباده ،وأضح لهم
ة الحيللاةن زينل ُ
ل والبنللو َ أنه زينتهم فللي دنيللاهم فقللال " المللا ُ
ت خيللرت الصللالحا ُ كرهم بالخرة فقللال " والباقيللا ُ الدنيا " وذ ّ
عنللد ربللك ثوابللا وخي لٌر أمل " وجعللل قيللامه بينهللم مللن أهللم
م الحياة إل به فقال " ول تؤتللوا السللفهاء مصالحهم ،فل تقو ُ
حب ّلله غريللزةً فلليأموالكم التي جعل الله لكم قياما " وجعللل ُ
نفوسهم فقال " وتحبون المال حبا جمللا " وأمللر بأخللذه مللن
حل ّلله وإنفللاقه فللي حللله ،وأوجللب علللى الخلللق أداَء حقللوقه
وواجباته فقال " وفي أموالهم حق معلوم " وأمللر بالتوسللط
853
فلي إنفلاقه فقلال " ول تجعللل يلدك مغلوللة إللى عنقلك ول
تبسطها كل البسط فتقعللد ملومللا محسللورا " وبي ّللن أن كنللز
المللال مللن أسللباب عللذاب الخللرة فقللال " والللذين يكنللزون
الذهب والفضة ول ينفقونها في سبيل الله فبشللرهم بعللذاب
أليم " وكل مال أوديت زكاته فليللس بكنللز ،وجعللل العقوبللة
بقطع اليد زجللرا وتغليظللا لمللن سللرقه مللن صللاحبه فقللال "
والسارق والسارقة فاقطعوا أيديهما جزاء بما كسبا نكال من
الله والله عزيز حكيم " وأمللر الرسللل بالكللل مللن الطيبللات
فقال " يا أيها الرسل كلللوا مللن الطيبللات واعملللوا صللالحا "
وحرم علينللا أن نأكللل أموالنللا بيننللا بالباطللل فقللال " يللا أيهللا
الذين أمنوا ل تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل " وأمللر بوجللوب
المانة بحفظه وأدائه فقال " والذين هللم لمانللاتهم وعهللدهم
راعون "
عباد الله :
لقد كان المال محترما في الشريعة ول زال ،والله سللبحانه
يريد أن ُتتناول الموال بين العباد ليستفيدوا منها ،ولذلك لم
ل الفيَء في أيدي الغنياِء يوزعوه كيف مللا شللاءوا ،بللل يجع ْ
ف ُتصرف فيه " ما أفاء الله على رسوله مللن جعل له مصار َ
أهلللل القلللرى فللللله وللرسلللول وللللذي القربلللى واليتلللامى
ة بين الغنياء منكم ن السبيل كي ل يكون دول ً ن واب ِ
والمساكي ِ
" ] أي كي ل يبقى بين الغنياء يتصرفون فيه بمحض إرادتهم
وآرائهم وشهواتهم فل يصرفون منه شيئا لله ولرسوله ولذي
القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل [
أيها المسلمون :
لقد امتدح النبي صلى الله عليلله وسلللم المللال الحلل الللذي
ل الصللالح للرجللل يعين صاحبه على الحق فقللال " نعللم المللا ُ
الصالح " وقال " ل حسد إل في اثنين ,رجل آتللاه الللله مللال
فسلطه على هلكته في الحق " وجه النبي صلللى الللله عليلله
وسلم أحد صحابته بتوجيه نبوي رشلليد فقللال " إنللك أن تللذر
ورثتك أغنياء خير من أن تذرهم عالة يتكففون الناس " فهذا
854
م لورثته بعد موته ليرتاح ضميُره وتطمئن ل يوّرُثه المسل ُالما ُ
سه وينتفع به أهُله ،وقد كان أبو بك لرٍ مللن أتجللر قريللش ، نف ُ
ة ألللف ، ت نخله مائ ُ ن رضي الله عنه بلغت غل ّ ُ ولما ُقتل عثما ُ
ل أصللون بلله ن عوف يقول " يا حبذا الما ُ نب ِ وكان عبد الرحم ِ
ب بلله إلللى ربللي " فلمللا مللات كللانت الفللؤوس عرضي وأتقر ُ
تتكسر على الذهب والفضة التي خّلفها لهله وكلان لله أربلع
نسوة ،نصيب كل واحدة منهن :أربعمائة ألف درهم ..
عباد الله :
المال فتنة ،وقد مدح الله رجال ل يلتهون به عن ذكره فقال
" رجال ل تلهيهم تجارة ول بيع عن ذكللر الللله وإقللام ٍ الصلللة
وإيتاء الزكللاة يخللافون يومللا تتقلللب فيلله القلللوب والبصللار ،
دهم ملن فضلله واللله ن ملا عمللوا ويزيل َ ليجزيهم اللله أحسل َ
يرزق من يشللاء بغيللر حسللاب " وهللذا المللال وإن كللان مللن
أسباب السعادةِ في الدنيا فقد يكون شقاًء علللى صللاحبه إذا
شللرا بط ِللراصرفه عن ذكر الللله وأورده المحرمللات وجعللله أ ِ
ب جللزٍر مختللال فخللورا ،وهللذا مللن كللبراء اليونللان صللاح ُ
ت ومليارات ،حماماته من الذهب ،كللان وأساطيل ،وطائرا ٍ
يتباهى بمالهِ وثروته ،فمات وقد بنى لنفسه قللبرا كالقصللر ،
فكان يقول لصدقائه وأصحابه :إذا ما مت فإنه يجب عليكم
أن تأتوا وتشربوا عند قبري الخمر حتى أخرج وأشرب معكم
،فمات لكن في طائرته المحترقة التي هوت به من السماء
ولم يدخل ذلك القبر الذي بناه ،فآلت تركته إلى ابنتلله الللتي
ن مللن عمرهللا ،فللآلت مللاتت منتحللرة فللي السللابعة والثلثيل َ
ث أليللم ، التركة بعد ذلك إلى حفيللدته الللتي مللاتت فللي حللاد ٍ
ليكون الوريث بعد ذلك للمال كلبها ..
عباد الله :
ة ولتصللون إن حاجة المة اليوم للمال عظيمللة ،لتكللون قويل ً
ل أعدائها ،فأنتم تللرون مللا تفعللله المؤسسللات نفسها عن ذ ّ
الدولية العالمية المالي لةِ والللتي يسلليطر علللى كبللار اليهللود ،
كيف يفعلون بالدول والشعوب الفقيرة من القراضات الللتي
855
دد حتى قيام الساعة ،لنها لها فوائد مركبة ،ل يمكن أن تس ّ
ل تزال في ازدياد ..
عباد الله :
لقد جاءت طفرةٌ في عالم السللهم هّبلت رياحهللا علللى هلذه
ل المنصللرم ِ ألللف وأربعمللائةٍ ج العللام الللذهبي قبل َ البلد ،وت ُلوّ َ
س وعشلرين للهجلرة النبويلة بارتفلاٍع فلي السلهم للم وخم ٍ
ت ت ِل ِْريللون بعللد ة بخانا ِ ة السوقي ُ ت القيم ُيسِبق له مثيل ،وبلغ ِ
ق مللن النللاس ما تجاوزت المليارات ،ودخل فللي هللذا السللو ِ
ث كللبير وغللش ن هللذا السللوقَ فيلله تل لوّ ٌ الكثرةُ الكاثرة ،ولك ّ
ف ت وكش ل ٌ ة للمانللا ِ ب وخيان ٌ وتدليس وخداعٌ وإشاعات وأكاذي ٌ
ت غيللُر للسللرارِ واحتكللاُر أشللياء ل يجللوُز احتكارهللا وحركللا ٌ
ل ،لقللد دخلللت ل أمللوا ٍ ت مقابل َ ب للمعلومللا ِ محسوبةٍ وتسللري ٌ
ث مللى المضللاربة فاجتللاحت المجتمللع ،حللتى صللارت حللدي َ ح ّ
ت المجتمللع مللن الغنيللاء ل والنسللاِء وطبقللا ِ ت والرجللا ِ الللبيو ِ
ةت فتن ل ً ل وحتى الفقراء ،وصللارت الشاشللا ُ ومتوسطي الدخ ِ
ح التشللاؤم فللي اللللون الحمللر والتفللاؤل فللي للناس ،وأصللب َ
ق المحملوم ّ
اللون الخضللر ،ويشلهد المجتملعُ ظلاهرةَ التعلل ِ
بهذه السهم والهتمام ِ الشديد بهللا ،حللتى طغللت علللى أداءِ
الحقللوق وأشللغلت النللاس عللن متابعللةِ أحللوال إخللوانهم
ت والتهللادي ت والممتلكللا ِ المسلللمين ،وصللار بيللعُ المللدخار ِ
س ت المجللال ُ بالسهم ،وأخلذِ القللروض بللأي طريقلةٍ ،وسللر َ
ف ث خل ل َ ن بسللبب الل َهَللا ِ بالحديث في التفاخرِ بامتلك الملييل ِ
ل ضللخمة ، ت تللداو ٍ ت عجيبة ،كميا ُ هذه المضاربات ،مؤشرا ٌ
ل الفجللائي ص التح لوّ ِ ة رهيبة ،وهكذا ..بلغت قص ل ُ م سوقي ٌ قِي َ ٌ
ت ت صللال ُ إلى الللثروةِ أمللرا متن َللاَقل عللبر اللسللن ،وازدحم ل ْ
ن العمللل فللي ل ،وصار الناس يعملون من خلل أمللاك ِ التداو ِ
ة أحصللت عللدد السللاعات هللذه السللهم ،وأجريللت دراسلل ٌ
المهللدرة مللن العمللال بثمانمللائةِ ألللف سللاعةٍ يوميللا بسللبب
السهم لخروجهم من العمللال أو عكللوفهم علللى الشاشللات
ف ط هواتل َ ضللهم قللام بللتركيب خطللو ِ فللي وقللت العمللل ،وبع ُ
856
ن خاصة في مقّر عمله لكي يعمل مللن خللهللا ،وعنللدما ُيعل َل ُ
ك ب المعللار ُ م النللاس بتللدافع وفوضللى ،وتنشل ُ الكتتاب يزدح ُ
في خطللوط النتظللار وبيللن المللوظفين والمراجعيللن ،وبيللن
ر
ة إلللى حلد ّ كسل ِ سللهم ،حللتى وصلللت القضللي ُ المراجعين أنف ِ
ط أحدهم مغمى عليه ،فل يتجرأ ب ،ويسق ُ زجاٍج أو اقتلع با ٍ
ت دوِره في الصللف ، شخص لنقاذه ،لن الجميع يخشى فوا َ
ت إلللى ت والمكالمللا ُ س والمقللاهي والمنتللديا ُ وتحولت المجال ُ
ت للبيع والشراء ،طمعا فللي الللثراء السللريع ،واتجلله بورصا ٍ
بعض الناس للقتراض بالربا المحرم الذي لعن الله صاحبه ،
ق ضللخمة ،مللن أجللل أن ت تللوّر ٍضللهم دخللل فللي عمليللا ِ وبع ُ
صل على سلليولةٍ ليتللاجر بهللا فللي سللوق السللهم ،وصللار يح ُ
ت على حقّ الزوجللة الللذي قضللى النزاع بين الزواج والزوجا ِ
عليه الللزوج ،فللاكتتب باسللم زوجتلله وبللاع واشللترى وهللي ل
تدري ،ثم حصل النزاع بيللن الزوجيللن علللى أسللماء الولد ،
ت من الذي له الحقّ أن يكتتب بأسمائهم .؟ وهكذا ُرهنت بيو ٌ
ن السكن من أجل الحصول علللى المللوال الللتي وبيعت أماك ُ
ح معيشللتهم ، يتاجرون بها في هذا السوق ،وباع أناس مصال َ
ب أرزاق عددٍ من العللاملين فيهللا " والللله يللرزق وأغلقوا أبوا َ
مللن يشللاء " حللتى ُرعللاة الماشلليةِ بللاعوا ُقطعللانهم ،وصللار
ت الكلد ل فلي دواملا ِ أحدهم يقول :لماذا ُأتعب نفسي وأدخل ُ
والكدح والمشكلت مع العمللال والسللوق وأنللا أسللتطيع مللن
ب أضللعاف خلل ضغط الزرار علللى هللذه الشاشللة أن أكسل َ
أضعاف ما أجنيه من وراء هللذه الماشللية ،ولللم يفكللر أولئك
ت ل تبني شلليئا ت اليسيرة عبر الشاشا ِ القوم أن هذه الحركا ِ
ت تصنيع ول زراعللة ،وليللس في المجتمع ،إنها ليست عمليا ُ
ة للمجتمع ،وليس فيهللا ممللا يفيللد المجتم لعَ شلليءٌ فيها تنمي ٌ
هم ينظ ُلُر ة فقللط ،فالمسللا ِ على الطلق ،إنهللا نظللرةٌ فردي ل ٌ
ض النظللر عللن مصلللحة المجتمللع ،طفللرة عجيبللة لللذاته بغ ل ّ
ح إلللى الربللا ت را ر مكلل وصللارت ، السللواق بهللا أصلليبت ُ
ِ ُ َ ّ
ت لم يسبق لها مثيل ،وإذا كان مكّرُر الربِح هو سعُر مستويا ٍ
857
ر
السهم زائدِ العائدِ السنوي للسهم ِ ،فتأملل فللي الوضلع غيل ِ
ح شللركةٍ مللن ل فيه مكّرُر رب ُ ق الذي يص ُ الطبيعي على الطل ِ
الشركات شبهِ المغلقللة إلللى تسللعةِ آلف ،وهللذا الربللح لللم
يحللدث فللي البورصللات اليابانيللة والمريكيللة والعالميللة علللى
ض أنللواع ن حكللم ِ بعلل ِ م فللي تللبي ّ ِالطلق ،وهللذا الكلم مهلل ٌ
هالممارسللات مللن هللذه الجهللات ،فللإذا كللانت الشللركة شللب ُ
مقفللةٍ وأنشللطتها فللي الحللدود الللدنيا ول يكللاد يوجللد عنللدها
شيء تبيعه ،ول يكاد يوجد لها أرباح ،بل إنهللا فللي خسللائر ،
ح لديها إل ستة مللوظفين ،فكيللف وبللأي عقللل وربما لم يصب ْ
س ُيصبح سعُر سهما قريبللا مللن ألللف وبأي منطق وبأي مقيا ٍ
ة السللهم الحقيقيللة ل تتجللاوُز السللتين ريللال ،ومعنللى وقيم ل ُ
الكلم عباد الله :أن الناس يضللاربون فللي الوهللام فيللبيعون
ل ويشترون في الوهام ،وهذه النواعُ من الشللركات التعام ل ُ
ب من الميسر والقمللار ،وقللد بللان عوارهللا فللي سُهما ضر ٌ بأ ْ
النهيار الذي حصل في السوق ،فهذا الرتفاع الذي ل يوجللد
ح للله أيّ مللبّررٍ فللي ارتفللاعه ،فل يوجللد لهللا ميزانيللة أو أربللا ٌ
ف سنويةٍ أو ربعُ سنوية تبّرر هذا الرتفاع ،إذا : سنوية أو نص ُ
هي مبنية على المخادعة والغش والتحايل ،وتغشى السللهم
ت غي لُر عباد َ الله محرمات كثيرة ،ومن ذلك :نش لُر الشللائعا ِ
ب الصحيحة ،من أجللل التللأثير علللى سللعر السللهم ،وتسللري ُ
س معينين لقاَء مبالغَ مالية الخبارِ لنا ٍ
ح ت الوهميللة الللتي تسللبقُ افتتللا َ ض والطلبللا ُ
،وكللذلك العللرو ُ
ش ق بدقيقةٍ أو دقيقتين للتأثيرِ علللى السللهم ،وهللذا غل ٌ السو ِ
ض الضللخمة الللتي يضللعها وتللدليس محللرم ،وكللذا العللرو ُ
زل بينما هو ب في السهم ليوحي للمساهمين أنه سين ِ المضار ُ
سلله أيضللا ،والللتزويُر للعلللى يشللتري فللي الحقيقللةِ وعك ُ
كشللفت وللسفل بينما المضارب يشتري ويبيعُ لنفسه ،وقد ُ
ب هي في الحقيقللة ل عجيبة في هذا الباب ،وهذه اللعي ُ حي ٌ
إضللراٌر بالمسلللمين تسللبب الخسللائر الحللادة فللي أمللوالهم ،
والللذي ل يعللرف عللن السللهم وأحوالهللا شلليئا هللو الضللحية
858
ق من الجهلة من ل يعللرف الخاسر ،وقد دخل في هذا السو ِ
فيهللا نظامللا ول قاعللدة ،ول يكللاد يعللرف إل اللللوان ،وقللد
أجريت إحصاءات َتبّين من خللها أن ثلثة وسبعين بالمللائة ل
يعرفون سوى الحمر والخضر ..
عباد الله :
ل لهللذه المشللكلت فللي التضللخم ِ الللتي ل بد من إيجللادِ حلللو ٍ
رف المللوال صل في السوق ،وهذه الحلول تكمن في ص ِ تح ُ
ةإلى الكتتاب بدل المضاربة ،لن الكتتاب هو إنشللاُء وإقام ل ُ
ف السلليولة فللي المشللاريِع ت فيها نفع للنللاس ،وصللر ُ شركا ٍ
م البنية التحتيةِ والفوقيةِ للمجتمع المسلم ،كما الجديدة تخد ُ
ت الخاسرةِ حتى تعيد َ ترتيب أوراقها ف الشركا ِ أنه ينبغي إيقا ُ
ت جديللدة فيهللا نف لعٌ للنللاس ة وتشللجيعُ شللركا ٍ ،وكذلك إقام ل ُ
ليكتتبوا فيهللا وينتفعللوا بالمسللاهمة مللن ورائهللا ،سللواٌء فللي
ل بعد الكتتاب .. ت التداو ِالرباح أو ببيِع أسهما إذا صار وق ُ
أيها المسلمون :
ب بالسللوق ،ترفللعُ السللعار عنللدما تكللون هنللاك فئة تلعلل ُ
فضها باتفاقات خفيللة ،أليللس هللذا محللرم شللرعا .؟ إنلله وتخ ِ
حرام ول شك ،والمكاسب من وراء هللذه اللعيللب حللرام ،
ت الذي يوردهم واللذين يقومون بها إنما يأكلون المال السح َ
النار ،وتسمع من يقول :إن التجارة شللطارة ،ويللا سللبحان
ر
الللله ،أتكمللن الشللطارة فللي إيقللاع الخريللن فللي الخسللائ ِ
عهم ،وقللد صللدقوا إذ ْ قللالوا :إن التجللارة والتغريرِ بهم وخدا ِ
ع
شطارة ،فإن الشاطر فللي اللغلة هللو اللئيللم الخللبيث قللاط ُ
الطريق ،إن هذا التلعب الذي شهده السللوق فللي السللابيع
ت مالية ،وتخضم مالي كبير بغير مبرر الماضية سّبب انهيارا ٍ
،وإن اسللتغلل الغفلللة الللتي يتصللف بهللا بعللض المسللاهمين
ليسللت مللن السلللم والمللروءة فللي شلليء ،ولللذلك تكلللم
ن المتقولون في هذا الجانب بعلم وبغير علللم ،وصللار كللثيرو َ
تدلون بلآرائهم ويكتبلون فلي المنتلديا ِ خبراَء فلي السلوق ُيل ْ
ت ويعّلقللون فللي الجللرائد والصللحف ، ويرسلون عبر الجللوال ِ
859
ماعون لهم ممن يجهلللون حقللائقَ المللور ،وبنللاء وكثيرون س ّ
ت تغدوا وتروح فللي على أقوالهم يبيعون ويشترون ،وعصابا ٌ
سخط الللله جللل وعل ،والنتيجللة ضللحايا مللن المسلللمين ،ل
شللك أن مثللل هللذا الوضللع مخللزي ومللردي ومهلللك ،وهللذه
ة
النتائج التي رأيناها في الشاشللات مللن الخسللائر هللي نتيج ل ُ
ةخلو البركة بسبب هذه اللعيب ،إنها ليست خسائر طبيعيلل ٌ
لكي نقول لولئك المساهمين :ارضوا بالقضاء والقدر وهللذا
ح وخسارة ،ول شك ..فإنه يجب الرضا هو حال التجارة ،رب ٌ
بالقضاِء والقدر في جميع الحالت ،ولكن أن يكون ملن وراء
ة وإضلللراٌر بلللأموال ب وخديعللل ٌل ونصللل ٌ ب واحتيلللا ٌ
هلللذا تلعللل ٌ
المسلمين ثم يقال :هذه تجارة ،كل والله ،وهللؤلء اللللذين
اقترضوا بالربا ثم دخلوا في هذه المساهمات ،فقللد ابتلهللم
الله وعاقبهم بهذه الخسائر الفادحة ،لنه لما انهار السوق ،
أرادوا الخروج بأي طريقة كللانت فمللا اسللتطاعوا مللا اهتللدوا
ض إلى ذلك سبيل ،لن الطلب علللى الشللراء صللفر ،والعللر َ
ن الحمللر هائل ،وهو يرى أرباحه تتآكل على الشاشللة واللللو ُ
ل إلى رأس المال ،ثم بعد ذلك يستمر ويستمر ،ليصل التآك ُ
ق شّر ط ِْردة ،وعليلله حينهللا فللإنه ولبللد مللن ُيطرد من السو ِ
تسديد الربا بالضافة إلى المبلغ الصلي الذي أثقل كاهله بله
ل ،وعندما يعطي البنللك مللا يسللمى بالتسللهيل المللالي مقاب ل َ
ب في البنللك فيقللول للله مثل : مبلٍغ معين يودعه هذا المضار ُ
تودع مائة ألف لتضارب بها وأزيدك عليها مائة ألف ،فإذا بدأ
يخسر في أسهمه إلى المائة اللللف الللتي أخللذها مللن البنللك
طرده البنك وباع أسهمه رغما عنه حتى يضمن البنك حقلله ،
ول بد من تسديد البنك بعد ذلك ،وأصللبح أنللاس بيللن عشللية
وضحاها ضحايا ركبتهم أنواع من الهموم والغموم والللديون ،
ولذلك صار من أحسن المشاريع علجا لمن أصبح ضحية هذا
ض ت وأمللرا ُ النهيار :العيادات النفسية ،فقام سللوق الجلطللا ِ
ت ة المستشلللفيات وسللليارا ُ ط والسلللكري ومراجعللل ُ الضلللغ ِ
ت الهلوسللة ،وأصللبح مللن النللاس مللن يكلللم السعاف وحال ُ
860
نفسه كالمجنون ،وهذا الذي يصلللي أمللام الشاشللات إدمانللا
لها ،وثلثة عشرة جلطة أصابت ثلثة عشر شخصا ،وازدهر
ت والسكتات القلبيللة سوق المستشفيات وعلت الناس النوبا ُ
،وكل ذلك بسبب السللهم وصللدق الللله " إن النسللان خلللق
هلوعا ،إذا مسه الشر جزوعا ،وإذا مسه الخير منوعا " إنلله
أمر ظاهر في سوق السهم اليوم ،هم وغم ونكللد ،وضلليق
صدر وهلع ،وتسمع الخبار العجيبلة ملن أحلوال النلاس وملا
آلت إليلله أمللورهم ،ثللم سللوٌء عجيللب حصللل فللي العلقللات
الزوجيللة بسللبب تتبللع البورصللة بحسللب حللال اللللوان ،
فاصطبغت الحياة بألوان المؤشرات وانعكست تلللك اللللوان
ة
على المزجللة والعقللول والنفللوس فحصللل الطلق والفرق ل ُ
م البيوت وتشتت البناء وعانت المهات وتفرقت السرة وهد ُ
سهم فيهللا ،طيشللان ،فأي حال هذه التي ألقى بها هؤلء أنف َ
ل عنللد نللزول المؤشللرات وهللذه التللأثيرات النفسللية العقللو ِ
البالغللة علللى النفللوس والرواح ،إنهللا كارثللة خطيللرة تجتللاح
المجتمللع ،ل بللد أن يتصللدى لهللا أهللل العلللم والخصللائيون
والجتمللاعيون وعقلُء المجتمللع ،فالمسللألة ليسللت بهللذه
السهولة ،لنها تحتاج إلى تأملت واستيضاح ،
عباد الله :
مهما ارتفع المؤشر فل بد أن يهبط ،وهذا هو مصللداق قللول
النبي صلى اللله عليله وسللم " حللق عللى اللله أن ل يرتفللع
شيء من الدنيا إل وضللعه " ] رواه البخللاري [ احفظللوا هللذا
الحديث جيدا " حق على الله أن ل يرتفع شيء من الللدنيا إل
وضعه " وهذا أمر ثابت عند الله تعالى أن ل يرتفع شيء من
طه وطرحه ،وذلك لهوان الدنيا أمور الدنيا إل وضعه الله وح ّ
على الله والتنبيه على ترك المباهاة والمفللاخرة فيهللا وحللتى
يتعلم الناس أنها ل تدوم .
اللهم إنا نسألك العفو والعافية ،والمعافاة الدائمة في الدين
والدنيا والخرة ،أقول ما تسمعون وأستغفر الللله لللي ولكللم
861
ولسللائر المسلللمين مللن كللل ذنللب فللا سللتغفروه إنلله غفللور
رحيم .
الخطبة الثانية
إن هذا السوق المليء بالخديعة والتلعب والتدليس والكذب
والحيل هو في حقيقة المللر سللوق ملوثللة ،والتلللويث أصللل
واقع في كثير من الشركات المحرمة لحرمتها بالضافة إلللى
تلعب مساهميها بين فينة وأخرى فيها ،ومن المور المهمللة
التي ينبغي أن تتضح عباد الله :الحكمة في مثل هذه المور
،وإن مللن الحكمللة انتهللاز فرص لةِ الكتتللاب فللي الشللركات
ص على حّلها العلماء ومن لهم رسوخ علمللي المباحة التي ين ّ
ف فيلله انتهللاُز للفللرص
ل هذا التصر ّ في هذا المجال ،فإن مث َ
ض النللاسواسللتثماٌر فللي تلللك الشللركات ،لكللن أن يبلعَ بعل ُ
البيوت والسيارات وتللبيعُ بعللض النسللاء مللا لللديها مللن ذهللب
ومجللوهرات لن مللن النسللاء مللن شللملتها حمللى السللهم ،
م بل بيت يللأوي فيلله قللد كللان يومللا مللن اليللامفيبقى المسل ُ
يملكه ،ويتحمل عناء ومشقة بل مركللب قللد كللان يومللا مللن
اليام يركبه ،ويبيعُ أمللورا مللن حاجللاته المعيشلليةِ الساسللية
التي هي من صلب الحياة اليومية ليدخل في سللوق يضللارب
فيه وهذه حال اضطرابه وانهياره فهذا ليس من الحكمة في
شيء ،ومن الناس من يقترض بالحرام ليدخل فللي السللوق
ل في تجارةٍ كهذه بأموال حللرام ،ل يبللارك الملوث ،والدخو ُ
الله فيها ،ولذلك خسر الكثير من هؤلء في هللذا النهيللار فل
ربحوا من جهة المضاربة ول استفادوا من هذا القرض ،عباد
الله :
كان من القواعد العمريللة الللتي س لّنها أميللر المللؤمنين عم لُر
ل فللي السللوق إل مللن رضي الله عنه في حياته :أن ل يللدخ َ
يفقه ،وعلى هذا فإنه ول بد من تعلللم الحكللام الللتي تتعلللق
ل في سوقها ،وهذه طائفة منها : بالسهم لمن يريد الدخو َ
862
ل ة فللي كل ّ ة شلائع ً صل ً كح ّ م في أي شللركةٍ يمِلل ُ أول :المساهِ ُ
ت حقلله فللي ة ُتثب ل ُت الشركة ،وشهادةُ السللهم وثيق ل ٌ موجودا ِ
صة . ح ّتلك ال ِ
ملارس نشلاطا محرملا ثانيا :شراُء أسللهم ِ الشللركات اللتي ت ُ ِ
ج المحرمات والمتاجرةِ بها حرام قطعا. كالربا وإنتا ُ
ةة المباحل َ س النشللط َ ت التي تمار ُ ثالثا :شراُء أسهم ِ الشركا ِ
كالزراعة والصناعة والخدمات المباح لةِ هللي حلل مللن جهللة
الصل .
ح ،لكنهللا تتعامللل فللي ل مبللا ٌ ت الللتي لهللا أصل ٌ رابعا :الشركا ُ
بعض الوضللاع بللالحرام كللالقتراض بالربللا وهللي مللا يسللمى
ت المعاصللرين بالشللركات المختلطللة فللأكثر العلمللاِء الثقللا ِ
وفتاوى المجاميع الفقهية على تحريمها .
ت الشركة ة شائعة في موجودا ِ م يملك حص ً خامسا :المساه ُ
ك في جميِع ما يحدث في هللذه الشللركة ، ،ولذلك فإنه شري ٌ
ومن ذلك المال المختلط بالربا ،فعندما يشللتري سللهما فللي
ة فللي الربللا ،فقللد صللار للمسللاهِم ِ شركة ،وتقترض الشللرك ُ
س ب من المال المأخوذِ بالربا ،ولذلك يجب ُنصللح مجللال ِ نصي ٌ
ي
ن دون أن يبللدوا أ ّ ت لن بقللاَء المسللاهمي َ ت الشللركا ِ إدارا ِ
ك ة وتقاعلد ٌ وتللر ٌ ت المحرمة ،هو غفلل ٌ حراك في هذه العمليا ِ ِ
ي عللن المنكللر ،وهللذا كسللل وتللدمير للمر بالمعروف والنهل ِ
س الدارات حهم لمجللال ِ ة المساهمين ونصل ُ للدين ،فأين حرك ُ
م بالنيابلة عنهلم فللي هلذه س الدارةِ هللو اللذي يقلو ُ لن مجل َ
القرارات .
ل بالربللا أو ف يتعامل ُ ساداسا :من اشترى أسلُهما مللن مصلرِ ٍ
ب إلى الله بالندم ِ شركةٍ تتعامل بالحرام ،فيجب عليه أن يتو َ
ب عليلله أن م على عدم العودة ،كمللا يج ل ُ على ما فات والعز ْ
يتخّلص من السهم مباشرةً ويخللرج مللن الشللركة المحرمللة
التي هو شريك ومساهم فيها .
م فللي شللركةٍ اكتشللف أنهللا سللابعا :مللن كللان عنللده أسلله ٌ
م بالتحريم من قبل ،فإنه يجللب عليلله ة ،ولم يكن يعل ُ محرم ٌ
863
ب منها مباشرةً ،وله ما حصل من الرباح ،لنلله لللم النسحا ُ
ة
ة من قبل ،فما استلمه من ربح في الفتر ِ يكن يعلم الحقيق َ
السابقة التي لم يكن يعلم فيها بالحكم فهو له .
ل في المساهامات فللإنه يجللب ثامنا :من اقترض بالربا ليدخ َ
عليه أن يتوب إلى الله ويبيعَ السللهم فللورا لتسللديدِ القللرض
الذي اقترضلله حللال ،لنلله ل يجللوز للمسلللم أن َيمضللي فللي
العقدِ المحرم ِ لنه عقد ٌ باطل ،والواجب عليلله إعللادُته فللورا
إلى الجهةِ التي اقترض منها .
ت الشللركة م أن هناك محرما في معامل ِ تاسعا :من كان يعل ُ
ثم اختلط بحلل فيها وتاب إلى الله عز وجل ،فللإنه يتخلللص
من نسبة الحرام وينسحب .
ل المحرم الذي حصللل عليلله ينفقلله فللي بعللض عاشرا :الما ُ
وجللوه الخيللر كتعبيللد الطللرق وحفللر البللار الللتي ينفللع بهللا
المسلمين ،ول يتصدق منه ول يعطي منه للزكاة ،لن الللله
حل ّ
ل للله أن يأخ لذ َ منلله شلليئا ول طيب ل يقبل إل طيبللا ،ول ي ِ
ب يجللب عليلله أن ُينفللق عليهللم كالزوجللة ة لقللار ٍ
يعطيه نفقل ً
والبناء ،فليس إعطاؤهم منه من التخلص الشرعي منه في
شيء .
ن بناًء علللى ص من الرباح المحرمةِ يكو ُ الحادي عشر :التخل ُ
ما يخرج في الميزانيللة مللن الشللركة ،فل بللد أن ينظللر فللي
ميزانيةِ الشركة حتى يتخلص من المال .
الثاني عشر :للشركات التي فيها حرام ،ل فللرق فيهللا بيللن
ب والمستثمر ،فالللذي أخللذ أسللهمها ليبقيهللا عنللده ، المضار ِ
والذي اشترى أسهمها ليتاجر فيها ويضارب بها ،كلهمللا فللي
الحكللم سللواء ،فللالتحريم فيهمللا سللواء ،لنلله ل فللرق فللي
الشرع بين أن يبقي السهم عند المسللاهم سللنوات أو يبقيلله
سلاعات ،لن المسلاهم سليبقى شلريكا فلي هلذه الشلركة
المحرمة ما دام مشتركا فيها .الثالث عشللر :السللهم الللتي
ح أكثر من صلوا على رب ٍ تسمى ممتازة وُتميز أصحابها بأن يح ُ
و َ
ضللهم عنللد تصللفيةِ الشللركة ونحل ِ الخرين ،أو أن ُيبللدأ بتعوي ِ
864
م محرمللة ل يجللوز شللراؤها ،وأمللا السللهم ذلك ،فهذه أسه ٌ
ض المساهمين القللدامى الح لقّ فللي طي بع َ الممتازةُ التي ُتع ِ
الكتتاب قبل غيرهم مللن غيللر المسللاهمين عنللد إرادةِ زيللادة
س المال ،فليس فيها محذوٌر شرعي ول بأس بهذا العمل رأ ِ
ض السللهم الرابع عشر :من أحكام السللهم أنلله يجللوز إقللرا ُ
ض رد ّ مثله سواٌء ارتفع السللعر أم هبللط ،فللإذا وعلى المقتر ِ
ص عشرة أسهم مللن شللركةٍ معينللة فللإنه يردهللا اقترض شخ ٌ
عشرة كما أخذها .
الخامس عشر :يجوز رهن السهم ،وعند الحاجةِ إلللى أخللذ
ن وي ُللرد ّ البللاقي إلللى
الحق ُتباع هذه السللهم وُيسللتوفى الللدي ُ
صاحب السهم .
السادس عشر :يجوز شراء السهم عن طريق التقسيط ما
دامت الشركات مباحة والمعاملت فيها مباحة ،وله أن يللبيع
ما اشترى من أسهم مللتى مللا أراد لن الشللراء الول انتهللى
بتملكه للسهم وعليه دين وهو ثمنها ،فيجوز بيعها ما دام قد
امتلكها في أي وقت يشاء ولو كانت القساط لم تنته بعد .
م جهللات ماليللة بتنظيللم عمليللات السللابع عشللر :يجللوز قيللا ُ
الكتتاب في السهم والشركات المباحة مقابل أجرة معينة .
الثللامن عشللر :أجللاز بعللض العلمللاء المعاصللرين أن يللدخل
ة ماليللة مللع آخللر معلله ب السم الذي ليللس معلله سلليول ٌ صاح ُ
سيولة مالية في اكتتاب ويكون الربح بينهما عند بيللع السللهم
على حسب النسبة التي اتفقا عليهلا ،أملا بيلع السلماء ملن
الشخص الذي ليس معه سيولة لشللخص معلله سلليولة فهللذا
محرم .
التاسع عشر :ل بد من القيام بزكاة السهم ،وعندما يتللاجر
المسلم فيها فإنها تصبح من عروض التجارة فل ينسللى حللق
الله فيها ،فتؤخذ الزكاة منها بقدر قيمتها في نهاية كل حول
والللله أعلللم ..اللهللم إنللا نسللألك فعللل الخيللرات ،وتللرك
المنكرات ،وحب المساكين ...اللهم طيب أرزاقنللا واجعلهللا
حلل يا أرحم الراحمين ،اللهللم دلنللا علللى الخيللر واسللتعملنا
865
فيه وجنبنا الشر وابعللدنا عنلله اللهللم اجعلنللا مللن المتعللاونين
على البر والتقوى ول تجعل في قلوبنا غل للذين أمنوا ...
===============
#الهدية وأحكامها
الحمد لله والصلة والسلم على رسول الله
للهديللة عظيللم الثللر فللي اسللتجلب المحبللة وإثبللات المللودة
وإذهاب الضغائن وتأليف القلوب.
* وهللي دليللل علللى الحللب وصللفاء القلللوب ،وفيهللا إشللعار
بالتقدير والحيرام ،ولذلك فقد قبل النللبي صلللى الللله عليلله
وسلم ،قبلها من المسلم والكافر ،وقبلها مللن المللرأة كمللا
قبلها من الرجل ،وحث النبي صلى الللله عليلله وسلللم علللى
التهادي وعلى قبول الهدايا .
* فكم من ضغينة ذهبت بسسبب هدية !!
* وكم من مشكلة دفعت بسبب هدية !!
* وكم من صداقة ومحبة جلبت بسبب هدية !!
* وها هي جملة نصللوص عللن رسللول اللله صلللى الللله عليلله
وسلم في هذا الباب ،باب قبول الهدية ومجازاة مللن أهللدى
إليك ،والحث على الهداء والهدية من الكافر ومن المسلللم
وللكافر والمسلم ،والموانللع الللتي قللد تتللدخل لمنللع الهديللة
ولمنع قبولها أو كراهيتها وكراهية قبولها .وبالله التوفيق .
* أخرج البخاري رحمه الله تعالى ) / 2585/وقد أعله بعض
العلماء بالرسال وهو الصواب لكن انظر إلى الشواهد الللتي
ذكرناها في هذا الباب( من حللديث عائشللة رضللي الللله عنهللا
قالت :كان سول الله صلى الللله عليلله وسلللم يقبللل الهديللة
ويثيب عليها ).ومعنى يثيب عليها :أي يجازي المهللدي بهديللة
أيضا ( .
* وفللي الصللحيحين )البخللاري 2576:ومسلللم (1077:مللن
حديث أبي هريرة رضللي الللله عنلله قللال :كللان رسللول الللله
صلى الله عليه وسلم إذا أتي بطعللام سللأل عنلله :أهديللة أم
صدقة ؟ فإن قيل صدقة قال لصللحابه ) :كلللوا ( ولللم يأكللل
866
وإن قيل :هدية ضرب بيللده صلللى الللله عليلله وسلللم فأكللل
معهم .
* وكان النصار يهدون لرسول الله صلللى الللله عليلله وسلللم
ففي الصحيحين )البخاري(2567:
من حديث عائشة رضي الللله عنهللا أنهللا قللالت لعللروة :ابللن
أخللتي إن كنللا لننظللر إلللى الهلل ثللم الهلل ثلثللة أهلللة فللي
شهرين ،وما أوقدت في أبيات رسول الله صلللى الللله عليلله
وسلللم نللار فقلللت :يللا خالللة مللا كللان يعيشللكم ؟ قللالت :
السودان التمر والماء ،إل أنه قد كان لرسللول الللله جيللران
من النصار كانت لهم منائح وكانوا يمنحون رسول الله صلى
الللله عليلله وسلللم مللن ألبللانهم فسللقينا) .منللائح :النللوق أو
الشياه (
* وأخرج المام أحمد)في المسند ، 4/189:وله شاهد يصللح
به قصة إسلم سلمان عند أحمد (5/441:بإسناد حسن مللن
حديث عبد الله بن بسر رضي الله عنه قال :كان رسول الله
صلى الله عليه وسلم يقبل الهدية ول يقبل الصدقة .
* وفي )سللنن أبللي داود 4235:وابللن مللاجه (3644:بإسللناد
حسن عن عائشة رضي الله عنها قالت :قدمت عللى النللبي
صلى الله عليه وسلم حلية من عند النجاشي أهداها له فيهللا
خاتم من ذهب فيه فص حبشي ،قالت :فأخذه رسول الللله
بعود معرضا عنه أو ببعض أصابعه ثم دعا أمامة أبللي العللاص
بنت ابنته زينب فقال ) تحلي بهذا يا بنية ( .
الحث على الهدية ولو بالقليل
* وحث النبي صلى الله عليه وسلم على الهداء ولو بالقليل
فقال عليه الصلة والسلم ) :يا نساء المسلمات ل تحقللرن
جارة لجارتها ولو فرسن شاة (.
أخرجه البخاري 2566:من حللديث أبللي هريللرة رضللي الللله
عنه مرفوعا.
} لجارتها :وقد تطلق الجارة على الضرة أحيانا ،وهللي هنللا
عامة فالمراد جارة المنزل والمراد الضرة أيضا ،والله أعلم
867
{ .والفرسن هو موضع الحللافر ،والمللراد أن النبيصلللى اللله
عليه وسلم حللث المللرأة علللى الهللداء لجارتهللا والجللود بمللا
تيسللر عنللدها ،وإن كللان هللذا المهللدى قليل فهللو خيللر مللن
العدم ،وهو دليللل علللى المللودة ،وفلي الحللديث أيضلا حللث
للمهدى إليها على قبول الهدية وإن قلت الهديللة فهللي دليللل
على تقدير المهدية للمهدى إليها .
* وروي أيضا عن البنللي صلللى الللله عليلله وسلللم أنلله قللال :
) تهادوا تحابوا(.
أخرجه البخاري فللي الدب المفللرد /594/ومللن المعلللوم أن
الدب المفللرد للبخللاري غيللر صللحيح البخللاري ،والحللديث
إسناده حسن لشواهده.
الحث على قبول الهدية
وأخرج) البخاري في الدب المفرد(157 :بإسناد صلحيح علن
عبد الله ابن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلللم قللال :
) اجيبللوا الللداعي ول تللردوا الهديللة ول تضللربوا المسلللمين(.
أخرجه أحمد في المسللند 1/404:وأبللو يعلللى 9/284:وابللن
شلليبة فللي المصللنف . 6/555:ذكللر فريللق مللن العلمللاء أن
القاضي يحرم عليه قبول الهدية ،خاصة ممن يقضللي بينهللم
أو ممن يظن أنه سيقضلي بينهلم أو مملن يشلفع عنلده فلي
القضية .
قبول النبي قليل الهدية وكثيرها
* وكان عليه الصلة والسلم يقبل القليل كما يقبل الكثير .
ففي الصحيح )البخاري (2568:من حديث أبي هريرة رضللي
الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قللال ) :لللو دعيللت
إلللى ذراع أو كللراع لجبللت ،ولللو أهللدي إلللي ذراع أو كللراع
لقبلت (.
والكراع من الدابة ما دون الكعب .
قال الحافظ ابن حجر رحمه الللله ) فتللح البللاري : (5/236:
وخص الذراع والكراع بالذكر ليجمع بين الحقير والخطير لن
الذراع كانت أحب إليه من غيرها ،والكراع ل قيمة له .
868
إذا رددت الهدية فبين سبب ردها جبرا للخاطر
) إذا كان الخاطر يجللبر بللذلك ،أمللا إذا كللان الخللاطر يكسللر
ببيان سبب الرد فل تبين والله أعلم (
* وكان إذا رد هدية علل سبب الرد جبرا لخاطر المهدي .
ففللي الصللحيحين ) البخللاري 2573:ومسلللم (1193مللن
حديثالصعب بن جثامة رضي الله عنه أنه أهدى لرسول الللله
صلى الله عليه وسلم حمارا وحشيا ،وهو بالبواء أو بودان ،
فرده عليه فلما رأى ما فللي وجهلله قللال ) :أماإنللا لللم نللرده
عليك إل أنا حرم ( .
* قال الحافظ البن حجر رحمه الله :وفيه أنه ل يجوز قبللول
ما ل يحل من الهدية .
قبول الهدية من النساء
)محل ذلك إذا أمنت الفتنة كما سلليأتي التنبلله عليلله إن شللاء
الله تعالى (
* وكان النبي صلى الله عليه وسلم يقبل الهدية مللن النسللاء
كذلك .
ففي الصحيحين ) البخاري 2575 :ومسلللم ص (1544مللن
حديث ابن عباس رضي الللله عنهمللا قللال :أهللديت أم حفيللد
خالة ابللن عبللاس إلللى النللبي صلللى الللله عليلله وسلللم أقطللا
وسللمنا وأضللبا فأكللل صلللى الللله عليلله وسلللم مللن القللط
والسمن وترك الضب تقذرا .
قلت :وفيه من الفقه أن المهللدي إذا أهللدى هديللة ورد منهللا
شيء لعلة فل يحزن ويلتمس العذر لمن رد الهديللة أو جللزاء
منها ما دامت العلة واضحة .
* وأخرج المام أحملد )المسلند (4/189:بإسلناد حسلن ملن
حديث عبد الله بن عباس رضي الله عنه قللال :كللانت أخللتي
تبعثني إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بالهدية فيقبلها
.
ل ترجع في هبتك
869
وشيء سيئ أن تهدي ثم تعود في هديتك وترجللع فللي هبتللك
فأولى لك أن ل تهدي أصل أفضل من أن تهللدي وترجللع فللي
هديتك فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم :
) العللائد فللي هبتلله كللالكلب يرجللع فللي قيئه ( } .البخللاري:
2589ومسلللم 1622:مللن حللديث ابللن عبللاس رضللي الللله
عنهما مرفوعا { .
إياك أن تهدي ثم تمن
وكذلك ل تهللدي ثللم تمللن علللى مللن أهللديت للله ،فللإن الللله
سبحانه وتعالى يقول فللي كتللابه الكريللم ) :قللول ومعللروف
ومغفرة خير من صدقة يتبعها أذى والللله غنللي حليللم يللا أيهللا
الذين آمنوا ل تبطلوا صدقتكم بالمن والذى( .
}البقرة. {263،264:
فل تعطي العطيات وهب الهبات وتقدم الصللدقات ثللم تتبللع
ذلك بالمن فالمن يبطل ثواب الصدقات وثواب الهدايا قضللل
عما يدخر للمنان من العذاب .
* قال النبي صلى الله عليه وسلللم ) :ثلثللة ل يكلمهللم الللله
يوم القيامة ول ينظر إليهللم ول يزكيهللم ولهللم عللذاب أليللم (
قال فقرأها رسول الله صلى الله عليلله وسلللم ثلث مللرار ،
قال أبو ذر :خابوا وخسروا ،من هم يارسول الله ؟ قال ) :
المسبل والمنان والنفق سلللعته بللالحلف الكللاذب ( .اخرجلله
مسلم 106:من حديث أبي ذر رضي الله عنه مرفوعا .
* وفللي روايللة أخللرى عنللد مسلللم أيضللا ) :المنللان الللذي ل
يعطي شيئا إل منه ( .
الهدية من أحد الزوجين للخر
* وللهديللة مللن أحللد الزوجيللن للخللر أثللر طيللب فللي توطيللد
أواصر المحبة وتنمية مشاعر الود ،ومن ثم قال الللله تبللارك
وتعالى ) :فإن طبن لكم عن شليء منلله نفسلا فكللوه هنيئا
مريئا ( } .النساء.{4:
أي :إن طيبت المرأة نفسها وأعطت زوجها من صلداقها فل
حرج على الزوج في قبوله والكل منه ،فليأكله هنيئا مريئا .
870
وبالنظر إلى الية الكريمة ،نرى _ والله أعلللم _ أن الزوجللة
إذا أهدت إلى الزوج تهدي إليه شيئا من الصداق ،ليس كللل
الصداق ،وذلك حتى تبقى لنفسللها شلليئا تتصللرف فيلله عنللد
احتياجاتها الخاصة ،والله أعلم .
وكللذلك للهديللة مللن الللزوج لزوجتلله عظيللم الثللر فللي جلللب
مودتها ودفع الوساوس عنها وإثبات محبتها ،وهي دليل على
الللتراحم وخاصللة إذا صللحبت بالكلمللات الطيبللة والعبللارات
المريحة والبتسامات الصادقة .
وإذا كان عندك هدية واحدة فلمن تهديها ؟
تهديها للقرب فالقرب ،قرابة النسب وقرابة الجللوار ؛ فهللا
هي ميمونة زوج النبي صلى الله عليه وسلم كان لها وليدة )
أي :أمة من الماء ( فأعتقتها فقال لها النبي صلى الله عليه
وسلم ) :أمللا إنللك أعطيتيهللا أخوالللك كللان أعظللم لجللرك( .
} البخاري 2592:ومسلم .{ 999:
فمع انها أعتقت المة فهي _ بل شك إن شاء الله _ مللأجورة
لعتقها الرقبة ولكن هنا فللاق أجللر الهديللة أجللر العتللق لقللول
النبي صلى الله عليه وسلم ) :ولو وصلت بها بعض أخوالللك
كان أعظم لجرك ( .
فالهدية في بعض الحيان تفوق الصدقة في الجر ،وذلك إذا
وقعت موقعها في التأليف والوصل وابتغاء الجر والثواب .
* وأخرج البخاري 2595 :من حديث عائشة رضي الله عنهللا
قللالت :قلللت :يللا رسللول الللله إن لللي جللارين فللإلى أيهمللا
أهدي ؟ قال ) :إلى أقربهما منك بابا ( .
* فيستفاد من هذين الحديثين أن القريب يقدم على الغريب
وأن القارب إذا استووا في درجة القرابة قدم القرب بابللا ،
وهذا كله إذا كان هؤلء محل احتياج ،والله أعلم .
قبول الهدية من المشركين والهداء لهم
) ومحل ذلك إذا لم تكن رشوة عللن الللدين أو للقللرار علللى
الباطل (
* وقبل نبينا صلى الله عليه وسلم الهدية من المشركين .
871
ففي الصحيح ) البخاري 3161:ومسلم ( 1392:من حللديث
أبي حميد الساعدي رضي الللله عنلله قللال :غزونللا مللع النللبي
صلى الله عليه وسلم تبوك ،وأهدى ملللك أيلللة للنللبي صلللى
الله عليه وسلم بغلة بيضاء وكساه بردا .
وفي الصحيحين ) البخاري 2617:ومسلم 2190:من حديث
أنس بن مالك رضي الله عنه (.كذلك أن يهودية أتللت النللبي
صلى الله عليه وسلم بشاة مسمومة فأكل منها .
* وأهدي أكيللدر دومللة الجنللدل إلللى النللبي صلللى الللله عليلله
وسلللم حلللة ) .البخللاري معلقللا 2616:ومسلللم متصللل مللن
حديث أنس رضي الله عنه . (.
* وانظر ترجمة ماريللة رضللي الللله عنهللا ) أم إبراهيللم عليلله
السلم وسرية رسول الله صلى الله عليه وسلم في الصابة
( فقد ذكر هناك أن المقوقس أهداها لرسول الله صلى الله
عليه وسلم .
* وأيضا فإن إبراهيم الخليل عليه السلم لمللا دخلللت زوجتلله
سارة على الجبار الكافر ورد الله يده وكبته الله أهللداها هللذا
الكافر هاجر رضي الله عنها.
)البخاري 2635:من حديث أبي هريلرة رضلي اللله عنله أن
رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :هاجر إبراهيم بسارة
فأعطوها آجر فرجعت فقالت :أشعرت أن الله كبت الكللافر
وأخللدم وليللدة ؟! والحللديث مطللول فللي مللواطن أخللر مللن
الصحيح.
* وكذلك فالهداء للمشركين جائز ،قال تعالى ) :ل ينهللاكم
الله عن الذين لم يقللاتلوكم فللي الللدين ولللم يخرجللوكم مللن
دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسللطين
إنما ينهاكم الله عن الذين قاتلوكم في الدين وأخرجوكم من
ديللاركم وظللاهروا علللى إخراجكللم أن تولللوهم ومللن يتللولهم
فأولئك هم الظالمون ( } .الممتحنة 8:ل .{9
* وفي الصحيحين من حديث أسماء بنت أبي يكر رضي الللله
عنهللا ،قللالت :قللدمت علللي أمللي وهللي مشللركة فللي عهللد
872
رسول الله صلى الللله عليلله وسلللم فاسللتفتيت رسللول الللله
صلى الله عليه وسلللم قلللت :إن أمللي قللدمت وهللي راغبللة
أفأصل أمي ؟ قال ) :نعم صلللي أمللك ( .أخرجلله البخللاري:
2620ل 5978وهناك قال ابن عيينة فأنزل الله تعالى فيها :
) ل ينهاكم الله عن الللذين لللم يقللاتلوكم فللي الللدين . ( .. ..
}الممتحنة 8:ل {9وأخرجه مسلم. 3/41:
* وأهدي عمر حلة لخ له مشرك بمكة قبل أن يسلللم أخللوه
)انظرالبخاري. (2619:
* لكللن إذا كللان هللذا الكللافر سلليتقوى بهللذه الهديللة علللى
المسلمين ويؤذيهم ويتمرد عليهم ويتجبر فحينئذ ل يهدي إليه
و ل كرامة.
* وأخللرج الترمللذي 1943:وأبللو داود 5152:والبخللاري فللي
الدب المفرد 105:بإسناد صحيح من طريق مجاهللد أن عبللد
الله بن عمرو ذبت له شاة في أهله فلما جاء قللال :أهللديتم
لجارنا اليهودي ؟ أهللديتم لجارنللا اليهللودي ؟ سللمعت رسللول
الله صلى الله عليه وسلم يقول ) :ما زال جبريللل يوصلليني
بالجار حتى ظننت أنه سيورثه ( .
وهناك هدايا ل ترد :
منها :الطيب؛ ففي صحيح البخاري من حللديث أنللس رضللي
الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان ل يرد الطيللب .
)البخاري.(2582:
* وصح عن رسول الللله صلللى الللله عليلله وسلللم أنلله قللال :
) من عرض عليه ريحان فل يرده فإنه خفيف المحمل طيللب
الريح ( .أخرجه مسلم 2253:من حديث أبي هريللرة رضللي
الله مرفوعا .
موانع الهداء ومتى ل تقبل الهدية
فهذه النصوص التي قدمناه نصوص تحث عل الهداء وقبللول
الهدية ،ولكن قد تللأتي موانللع تمنللع مللن الهللداء مللن قبللول
الهدية .
873
أل ترى أن ملكللة سللبأ أهللدت لسللليمان عليلله السلللم هديللة
فردها سليمان ،مع أن إبراهيم عليه السلم قبللل هللاجر لمللا
أهديت إلى زوجته ،وقد قبللل نبينللا محمللد صلللى الللله عليلله
وسلم الهدية ،فلما قبللل نبينللا الهديللة وردهللا سللليمان عليلله
السلم ؟!
ردها سلليمان عليلله السلللم لمللا كلانت رشللوة عللن الللدين ،
فالمرأة أرسلت الهدية إلى سليمان كي يقرها علللى عبادنهللا
للشمس ويسكت عنها ،ولم يكن لسليمان ذلك ،وخاصة أنله
في مركز قوة واستغناء فمن ثم ردها لما كللانت رشللوة عللن
الدين .
قال الله تعللالى ) :وإنللي مرسلللة بهديللة فنللاظرة بللم يرجللع
المرسلون فلما جاء سليمان قال أتمللدونن بمللال فمللا آتللاني
الله خير مما آتاكم بللل أنللت بهللديتكم تفرحللون ارجللع إليهللم
فلنللأتينهم بجنللود ل قبللل لهللم بهللا ولنخرجنلله منهللا وهللم
صاغرون ( }النمل 35:ل .{ 37
فإذا كانت الهدية بمثابة الرشوة ليطال الحق وإثبات الباطل
فل تقبل حينئذ.
* وكللذلك إذا كللانت الهديللة للمللراء والللوزراء والمسللئولين
) كالقضاة والشرط ونحوهم ( ..كي يعطوك شيئا ليس لللك
من حقك أو يتجاوزوا لك عنشيء ل ينبغي لهللم أن يتجللاوزوا
عنه فحينئذ يحرم عليك الهداء ويحرم عليهم قبللول الهديللة ،
وقد استعمل النبي صلى الله عليه وسلم لفظللا شللديدا فللي
الزجللر فللي هللذا البللاب ففللي الصللحيحين )البخللاري2597:
ومسلم (1832:من حديث أبي حميد الساعدي رضللي الللله
عنه قال :استعمل النبي صلللى الللله عليلله وسلللم رجل مللن
الزد يقال له ابن التبية على الصدقة ،فلما قدم قللال :هللذا
لكم وهذا أهدي لي .قال ) :فهل جلللس فللي بيللت أبيلله ل ل أو
بيت أمه ل فينظر أيهدى له أم ل ؟ والذي نفسي بيده ل يأخذ
أحد منكم شيئا إل جاء به يوم القيامة يحمله على رقبته ،إن
كان بعيرا له رغاء ،أو بقرة لها خوار ،أو شاة تيعر ل ثم رفع
874
بيده حتى رأينا عفرة إبطيه ل اللهللم هللل بلغللت ،اللهللم هللل
بلغت .ثلثا ( .
* ومللن ثللم روى البخللاري معلقللا )مللع الفتللح، 5/260:قللال
الحافظ ابن حجر في الفتح :وصللله ابللن سللعد بقصللة فيلله ،
فروى من طريق فرات بن مسلللم قللال :اشللتهى عمللر بللن
عبد العزيز التفاح فلميجد في بيتلله شلليئا يشللتري بلله فركبنللا
معه فتلقاه غلمان الدبر بأطباق تفاح فتناول واحللدة فشللمها
ثم رد الطباق فقلت له في ذلك :ل حاجة لي فيه ،فقلللت :
ألم يكن رسول الله صلى الللله عليلله وسلللم يقبللل الهديللة ؟
فقال :إنها لةلئك هدية ،وهي للعمال بعدهم رشوة(
عن عمربن عبد العزيز :كانت الهدية في زمللن رسللول الللله
صلى الله عليه وسلم هدية واليوم رشوة .
* وأخرج عبد الرزاق في المصنف بإسناد صحيح لغيللره عللن
ابن مسعود رضي الله عنه قال :السحت الرشوة في الدين
.قال سللفيان :يعنللي الحكللم) .المصللنف، ( 14664:وانظللر
السنن الكبرى للبيهقي).(10/139
* وأخرج أبو داود وغيره بإسناد صحيح من حللديث عبللد الللله
بن عمرو رضي الله قال ) :لعن رسول الله صلى الله عليله
وسلم الراشي والمرتشي ( .
أخرجه أبو داود) ( 3580والترمذي)مع التحفة ( 4/567وابللن
ماجه). ( 2/755قال كثير من أهللل العلللم :إن الراشللي هللو
معطي الرشللوة والمرتشللي هللو آخللذها والللرائش هللو الللذي
يسعى بينهما ،وقللالوا :الرشللوة مللا يعطللى لبطللال حللق او
لحقاق باطل ،أما إذا أعطى ليتوصل به إلللى حللق أو ليللدفع
به عن نفسه ظلما فل بأس به .
انظر مللا ذكلره المبللاركفوري فلي )تحفلة الحللوذي( وكلذلك
شمس الحق العظيللم أبللادي فللي )عللون المعبللود( ،وكللذلك
الخطابي في ) معالم السنن ( وغيرهم.
875
* وكذلك إذا كانت الهدية شلليئا مسللروقا أو شلليئا محللروا فل
تقبل لما فللي ذلللك مللن أكللل الحللرام والمعاونللة علللى الثللم
والعدوان .
وفي مسند المام أحمد أن المغيرة بللن شللعبة صللحب قومللا
من المشركين فوجد منهم غفلة فقتلهم وأخذ اموالهم فجللاء
بها إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأبى رسول الللله صلللى
الله عليه وسلم أن يقبلها ) .المسند 4/246:من طريق أبللي
معاوية ثنا هشام بن عروة عن أبيه عن المغيرة ابن شللعبة .
وفي روايللة أبللي معاويللة عللن هشللام مقللال ،لكللن للحللديث
شاهد في البخللاري ففبلله} .. {2731،2732وكللان المغيللرة
صحب قومللا فللي الجاهليللة فقتلهللم وأخللذ أمللوالهم ثللم جللاء
فأسلم فقللال النلبي صللى اللله عليله وسللم ) :أم السللم
فأقبل وأما لمال فلست منه في شيء (.
* وكذلك إذا كانت الهدية إنما أهداها صاحبها لخذ أكللثر منهللا
وإن لم يأخذ أكثر منها يتسخط ،فإذا عللرف مللن عللادته هللذا
فللك ل والله أعلم ل أن تتوقف في قبول هديته .
وقد قال الله تبللارك وتعللالى ) :واآتيتللم مللن ربللا ليربللو فللي
أموال الناس فل يربو عنللد الللله ( } .الللروم.{39:وهللذا فللي
مثل هذا الموطن ،في رجل يهدي وينتظر من المهللدي إليلله
أضعاف ما يقدمه له .
* أو إن كان المهدي يعتبر هديته بمثابة الدين عليك ن وأنللت
ل تريد أن تتحمل دينا شرعيا ول عرفا ،فللك في مثللل هللذه
الحالة أن تتوقف مع اعتذار لطيف للمهدي ،اعتذار ل يكسر
له خاطر ول يشوش عليه فكرا.
* وكذلك إذا كان المهدي منان يمن بهديته ويتحدث بها فلللك
في مثل هذه الحال أن تتوقف .
وكل هذا يقدر بقللدره والصللل اسللتحباب الهديللة واسللتحباب
قبولها والثابة عليها .
* وكذلك يكره لك أن تهدي هدية لشللخص سللفيه يسللتعملها
في معصية الله عز وجل وفي الفساد في الرض ،فإن الللله
876
تعالى يقول ) :والله ل يحللب الفسللاد ( } .البقللرة{205:ل ،
ويقول سبحانه ) :ول تؤتوا السفهاء أموالكم التي جعل الللله
لكم قياما وارزقوهم فيها واكسوهم وقولوا لهم قول معروفللا
( }النساء. {5:
* وكذلك فأثناء هديتك انتبه هل ستصلح في باب وتفسد في
باب آخر أم أن الهدية كلها خير ،فقد تهدي لبن مللن أبنللائك
دون الخرين فتسبب مفسدة وضغينة بين الولد.
قال النعمان بن بشير رضي الله عنهما :أعطاني أبي عطيللة
،فقالت عمرة بنت رواحة :ل أرضى حتى تشهد رسول الله
صلى الله عليه وسلم .فللأتى رسللول الللله صلللى الللله عليلله
وسلم فقال :إني أعطيت ابني من عمرة بنت رواحة عطية ،
فأمرتني أن أشهدك يا رسللول اللله .قلال ) :أعطيلت سلائر
ولدك مثل هذا ؟ ( قال :ل .قال ) :فاتقوا الله واعللدلوا بيللن
أولدكم ( .قال:فرجللع فللرد عطيتلله .أخرجلله البخللاري2587:
ومسلم . 1623:
وأخرج عبد الرزاق)المصنف (14650بإسناد صحيح عن ابللن
عباس رضي الله عنهما قال :إذا أسلفت رجل سلفا فل تقبل
منه هدية ول عارة ركوب دابة .
وأخرج أيضا)المصللنف 14651وهللو صللحيح أيضللا ،وأخرجلله
البيهقي (5/350من طريق سالم بن ابي الجعد قللال :جللاء
رجل إلى ابن عباس فقال :إنه كان لنا جار سماك فأقرضته
خمسين درهما ،وكللان يبعللث إللي مللن سلمكه ،فقلال ابللن
عباس :حاسبه ،فإن كان فضل فرد عليله ،وإن كلان كفافلا
فقاصصه .
وأخللرج أيضللا)عبللدالرزاق فللي المصللنف ( 14649بإسللنلد
صحيح عن إبراهيم عن علقمة قال :إذا نزلت على رجل لك
عليه دين فأكلت عليلله فأحسللبه للله مللا أكلللت عنللده ،إل أن
إبراهيم كان يقول :إل أن يكون معروفا كانا يتعاطيللانه قبللل
ذلك .
877
وثم جملة آثار أخر في هذا البللاب ،وفللي أسللانيد كللثير منهللا
مقال ) .انظللر فللي المصللنف :عبللد الللرزاق} {5/142وفللي
السنن الكبرى:للبيهقي }. {5/349
قلت :لكن إذا أقرضت رجل مبلغا من المللال ورده إليللك مللع
الزيادة ) بدون اشترط منك( وكللانت نفسلله طيبللة بللذلك فل
مانع من قبوله ،وذلك لمللا فللي الصللحيحن مللن حللديث أبللي
هريرة رضي الله عنه قال :كان لرجل على النبي صلى الله
عليه وسلم سللن )يعنللي :جمللل للله سللن معيللن ( مللن البللل
فجاءه يتقاضاه فقال) :أعطوه ( فطلبوا سنه فلللم يجللدوا إل
سنا فوقها )وفللي روايللة أخللرى :لنجللد إل سللنا أفضللل مللن
سنه( ،فقال ) :أعطوه ( ،فقال :أوفيتنللي أوفللى الللله بللك
فقال النبي صلى الله عليلله وسلللم ) :إن خيللاركم أحسللنكم
قضاء ( .البخاري2393:ومسلم . 1601:
* وفي الصحيحين أيضا من حديث جابر رضي الله عنه قال :
أتيت النبي صلى الله عليه وسلم وهو في المسجد وكان لي
عليه دين فقضللاني وزادنللي ( .البخللاري 2394:ومسلللم ص
1222و .1223
* وأيضا ينبغللي أن يتحفلظ الشلخص ويتللورع عللن الهديللة أن
كانت تقوم مقام الربا فقد يقترض شخص مللن شللخص مللال
ويحللل وقللت السللداد ول يطيللق المللدين السللداد ؛ فيسلللك
مسلك الهداء لصاحب المال حتى يسكته وحتى يصللبر عليلله
فحينئذ من الورع ترك الهدايا ،نعم إنه يجللوز قبولهللا مللا لللم
يشترط لكن الورع ترك الهدية إذا كانت بهذه المثابة .
وفي هذا الباب أذكر ما أخرجه البخللاري 3814:رحملله الللله
من طريق أبي بردة قال :أتيت المدينة فلقيت عبد الله بللن
سلم رضي الله عنه فقال :أل تجيء فأطعمك سويقا وتمرا
وتدخل بيت ؟ ثم قال :إنك في أرض الربا بها فاش ،إذا كان
لك على رجل حق فأهدي إليك حمل تبللن أو حمللل شللعير أو
حمل قت فإنه ربا .
878
* وكمللا أسلللفنا فيجللوز أن تهللدي المللرأة للرجللل وأن يهللدي
الرجل للمرأة ومحل ذلك ل كما هو معلوم ل عند أمن الفتنة ،
أما إذا كانت هدية المرأة للرجل أو الرجل للمرأة يتأتى مللن
ورائها فتنة ،وتقع المرأة في قلللب الرجللل ويقللع فللي قلبهللا
ويحدث من وراء ذلك المحرم ،فحينئذ تمنع الهدية ل لكونهللا
حراما ،ولكن سللدا للذريعللة الموصلللة إلللى الحللرام فللالله ل
يحب الفساد.
* ول ينبغي أن تحرج أحدا وتحمله علللى الهللداء لللك ،فإنللك
إن فعلت أوشكت أن ل يبارك لك في هللذا الشلليء المهللدى
ولكللن إن أهللدي إليللك أو أخللذت الشلليء بغيللر مسللألة و ل
إشراف نفس بورك لك فيه ،ولتحرص على أن تكون نفللس
المهدي طيبة وهو يهدي إليك ،وانظر إلى هذا الحديث الذي
رواه البخاري في صحيحه ،وانظر إلللى حللرص النللبي صلللى
الله عليه وسلم على تطيب نفس المعطي .
أخللرج البخللاري 2607) :لل ( 2608مللن حللديث مللروان بللن
الحكم والمسور بن مخرمة :أن النبي صلى الله عليه وسلم
قال حين جاءه وفد هوزان مسلمين .فسألوه أن يللرد إليهللم
أموالهم وسبيهم ،فقللال لهللم ) :معللي مللن تللرون ،وأحللب
الحديث إلى أصدقه ،فاختاروا إحدى الطائفتين :إما السللبي
وإما المال ،وقد كنت استأنيت ( وكان النبي صلى الله عليه
وسلم انتظرهم بضع عشرة ليلة حيللن قفللل مللن الطللائف ل ل
فلما تبين لهم أن النبي صلى الله عليه وسلم غير راد إليهللم
إل إحللدى الطللائفتين قللالوا :فإنللا نختللار سللبينا .فقللام فللي
المسلمين فأثنى على الله بما هو أهله ثللم قللال ) :أمللا بعللد
فإن إخوانكم هؤلء جاءونا تائبين .وإني أحب أن يكللون علللى
حظه حتى نعطيه إياه من أول ما يفيء الله علينا فليفعللل( .
فقال الناس :طيبنا يا رسول الله لهم .فقال لهللم ) :آنللا ل
ندري من أذن منكم فيه ممن لم يأذن ،فارجعوا حللتى يرفللع
إلينا عرفاؤهم ( .ثم رجعوا إلى النبي صلى الله عليه وسلللم
فأخبروه أنهم طيبوا و أذنوا .
879
* وقال النبي صلللى الللله عليلله وسلللم ) :إن المللال خضللرة
حلوة فمن أخذه بسخاوة بورك له فيه ،ومن أخذه بإشللراف
نفس لم يبارك فيه كالذي يأكل ول يشبع ( .
الحديث أخرجه البخاري )(1472ومسلم ) (1035من حديث
حكيم ابن حزام رضي الله عنه ولفظه :سألت رسللول الللله
صلى الله عليه وسلم فأعطاني ،ثللم سللألته فأعطللاني ،ثللم
سألته فأعطاني ثم قال ) :يا حكيم ،إن هللذا المللال خضللرة
حلوة ،فمن أخذه بسخاوة نفس بورك له فيلله ،ومللن أخللذه
بإشراف نفس لم يبارك فيه ،كالذي يأكللل و ل يشللبع .اليللد
العليا خير من اليد السفلى ( .قال حكيم :فقلت :يا رسللول
الله ،والذي بعثك بالحق ل أرزأ أحدا بعدك شيئا حتى أفللارق
الدنيا .فكان أبو بكر رضي الله عنه يدعو حكيما إلى العطاء
فيللأبى أن يقبللله منلله .ثللم إن عمللر رضللي الللله عنلله دعللاه
ليعطيه فأبى أن يقبل منه شيئا .فقال عمر :إنللي أشللهدكم
يا معشر المسلمين على حكيم أني أعللرض عليلله حقلله مللن
هذا الفيء فيأبى أن يأخذه فلم يرزأ حكيم أحللدا مللن النللاس
بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى توفي .
* وفي صحيح مسلم ) (1037من حديث معاوية رضللي الللله
عنلله قللال :سللمعت رسللول الللله صلللى الللله عليلله وسلللم :
يقول ) :إنما أنا خازن فمن أعطيته عن طيب نفس فيبللارك
له فيه ومن أعيطته عن مسألة وشره كان كالللذي يأكللل و ل
يشبع ( .
* وفيه أيضا من حديث معاوية رضي الله عنه كذلك :قللال :
قال رسول الللله صلللى الللله عليلله وسلللم ) :ل تلحفللوا فللي
المسألة فوالله ل يسألني أحد منكم شيئا فتخرج له مسللألته
شيئا و أنا له كاره فيبارك له فيما أعطيته ( .
* وإذا أهدى رجل هدية لرجل مللن أجللل مصلللحة مللا أو مللن
أجل أن يهدي إليه في موطن مشابه فلم يثللب منهللا فللله أن
يرجع في هبته .
880
* قال عمر رضي الله عنه :من وهب هبللة لللذي رحللم فهللي
جائزة ،ومن وهب لغير ذي رحللم فهللو أحللق بهللا مللالم يثللب
منها ) .ابن أبي شيبة}المصنف ( {6/472بإسناد صحيح .
* وصح عن ابن عمر رضي الله عنهما أنه قال :هو أحق بهللا
ما لم يرض منها ) .أخرجه ابللن أبللي شلليبة فللي المصللنف}
.({6/474
وفي رواية عنه أيضا :من وهللب لللوجه الثللواب فل بللأس أن
يرد .
أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف }. {6/475
* وصح عن سعيد بن المسيب أن قال :من وهب هبللة لغيللر
ذي رحم فله أن يرجع ما لم يثبلله ).أخرجلله ابللن أبللي شلليبة
في المصنف} .{475 /6ويظهر لي ل والله أعلم ل أنه يدخل
في هذا مايسميه العامة ) النقللوط( للعروسللين أو أحللدهما ،
فالناس يهدونه وينتظرون رده لهم فللي مناسللبات مشللابهة ،
والله أعلم .
من كتاب فقه المعاملت بيللن المللؤمنين والمؤمنللات للشلليخ
مصطفى العدوي
نقله أخوكم الفودري
==============
#منهج المسلم في التغيير كما يراه الشيخ
اللباني رحمه الله
الشيخ محمد ناصر الدين اللباني
.::.واجب المسلمين أمام مصيبة العالم السلمي .::.
نعلم يا شيخنا في هذه اليام أن السلم محللارب فللي جميللع
الرض ،وبعدم اهتمام من الحكومات فمللاذا علينللا نحللن فللي
هذا المر ؟ ،وهل نأثم بجلوسنا بعدم عمل أي شيء ؟
المجيب الشيخ محمد ناصر الدين اللباني رحمه الله.
إن الحمد لله نحمده ،ونستعينه ،ونستغفره ،ونعوذ بالله مللن
شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا ،من يهللده الللله فل مضللل
له ،ومن يضلل فل هادي له .و أشهد أل إله إل الللله وحللده ل
881
شريك له ،وأشهد أن محمدا ً عبده و رسوله} .يا أيهللا الللذين
آمنوا اتقوا الله حق تقاته ،ول تمللوتن إل و أنتللم مسلللمون{.
ة
س واحللد ٍ }يا أيها الناس اتقوا ربكللم الللذي خلقكللم مللن نف ل ٍ
وخلق منها زوجها وبث منهما رجال ً كثيرا ً ونساًء ،واتقوا الللله
الذي تساءلون به والرحام ،إن الله كان عليكم رقيبللًا{} .يللا
أيها الذين آمنوا اتقوا الله ،وقولللوا قللول ً سللديدًا ،يصلللح لكللم
أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فللاز
فوزا ً عظيمًا{.
أما بعد :فإن خير الكلم كلم الله ،وخير الهدي هللدي محمللد
صلى اللله عليله وآلله وسللم وشلر الملور محلدثاتها ،و كلل
محدثة بدعة ،وكل بدعه ضللة ،وكل ضللة في النار.
السؤال كأنه مللن حيللث ظللاهره وألفللاظه ،أقللل ممللا يقصللد
لفظه؛ حيث يقول :نقعللد ،ول نعمللل أي شلليء ! فهللو يعنللي
في أي شيء ل ليللس أي شلليء مطلقلا ً لل وإنمللا يعنللي شلليئا ً
معينًا .لنه ل أحد ٌ إطلقا ً يقول :بأن المسلللم عليله أن يعيللش
خلق لشيء عظيم كما تعيش النعام ل يعمل أي شيء ل لنه ُ
جدًا؛ وهو عبادة الله وحده ل شريك له .ولذلك فل يتبادر إلى
ذهن أحد من مثل هذا السؤال أنه يقصد أل يعمل أي شلليء،
وإنما يقصد أل يعمل شلليئا ً يناسللب هللذا الواقللع الللذي أحللاط
بالمسلللمين مللن كللل جللانب ،هللذا هللو الظللاهر مللن مقصللود
السائل و ليس بملفوظ السائل.
وعلى ذلك نجيب :إن وضع المسلمين اليوم ل يختلللف كللثيرا ً
و ل قليل ً عما كان عليه وضع الللدعوة السلللمية فللي عهللدها
الول ،وأعني به العهد المكي .أقول ل يختلف وضللع الللدعوة
ملا كلانت عليله السلمية اليوم ل في قليلل و ل فللي كللثير ع ّ
الدعوة السلمية فللي عهللدها الول ،أل وهللو العهللد المكللي،
وكلنا يعلم أن القائم على الدعوة يومئذ ،هو نبينا محمد صلى
الله عليه وعلى آلله وسللم .أعنللي بهلذه الكلمللة أن الللدعوة
كانت محاربة؛ من القوم الذين بعث فيهم رسول الللله صلللى
الله عليه وعلى آللله وسلللم مللن أنفسللهم ،كمللا فللي القللرآن
882
الكريم ،ثللم لمللا بللدأت الللدعوة تنتشللر ،وتتسللع دائرتهللا بيللن
القبائل العربية حتى أمر النللبي صلللى الللله عليلله وعلللى آللله
وسلم بالهجرة من مكة إلى المدينللة –طبعلا ً نحللن الن نللأتي
برؤوس أقلم لن التاريللخ السلللمي الول والسلليرة النبويللة
الولى معروفة عند كثير من الحاضرين –لنني أقصللد – بهللذا
اليجاز و الختصار ،-الوصول إلى المقصود من الجابة على
ذلك السؤال.
ولذلك فإنني أقول :بعد أن هاجر النبي صلى الله عليه وعلى
آله وسلم وتبعه بعض أصحابه إلى المدينة ،وبدأ عليه الصلللة
والسلم يضللع النللواة لقامللة الدولللة المسلللمة – هنللاك فللي
المدينة المنورة -بدأت أيضا ً عداوةُ جديدة بين هللذه الللدعوة
الجديدة –أيضا ً في المدينة -حيث اقتربت اللدعوة ملن عقلر
ذ؛ -التي كان فيها هرقل ملك دار النصارى وهي سورية يومئ ِ
الللروم ،-فصللار هنللاك عللداء جديللد للللدعوة ليللس فقللط مللن
العرب في الجزيللرة العربيللة؛ بللل ومللن النصللارى أيضلا ً فللي
شمال الجزيرة العربية –أي في سورية – ثم أيضا ً ظهر عللدُو
آخر أل وهو فارس ،فصارت الللدعوة السلللمية محاربللة مللن
كللل الجهللات؛ مللن المشللركين فللي الجزيللرة العربيللة ،ومللن
النصارى و اليهود في بعض أطرافهللا ،ثللم مللن قبللل فللارس؛
التي كان العداء بينها و بين النصارى شديدا ً كمللا هللو معلللوم
مللن قولللة تبللارك و تعللالى} :ألللم غلبللت الللروم ،فللي أدنللى
الرض ،وهم من بعد غلبهم سيغلبون ،في بضع سنين { ].[1
ن وضللع الللدعوة السلللمية الن ،مللن الشاهد هنا :ل نسللتغرب ّ
حيث إنها ُتحارب مللن كللل جللانب .فمللن هللذه الحيثيللة كللانت
الدعوة السلمية في منطلقها الول أيضا ً كذاك محاربة مللن
كل الجهات .وحينئذ ٍ يأتي السؤال والجواب.
ما هو العمل ؟ ماذا عمل النبي صلللى الللله عليلله وعلللى آللله
وسلم وأصحابه الذين كان عددهم يومئذٍ قليل َ بالنسللبة لعللدد
المسلمين اليوم – حيث صار عددا َ كثيرا َ وكثيرا َ جدا َ ؟
883
هنا يبدأ الجواب :هل حارب المسلمون العرب المعادين لهللم
–أي قللومهم –فللي أول الللدعوة ؟ هللل حللارب المسلللمون
النصارى في أول المر ؟ هل حاربوا فارس في أول المر ؟
الجواب :ل ،ل كل ذلك الجواب ل.
إذا َ ماذا فعل المسلمون ؟
نحن الن يجب أن نفعل ما فعل المسلللمون الولللون تمامل َا.
لن ما يصيبنا هو الذي أصابهم ،وما عالجوا بلله مصلليبتهم هللو
الللذي يجللب علينللا أن نعالللج بلله مصلليبتنا ،وأظللن أن هللذه
المقدمة توحي للحاضللرين جميعلا ً بللالجواب إشللارةً وسللتتأيد
هذه الشارة بصريح العبارة.
ن
فأقول :يبدو من هذا التسلسل التاريخي و المنطقي فللي آ ِ
واحدِ أن الله عز وجل إنما نصر المؤمنين الولين؛ الذين كان
عددهم قليل ً جدا ً بالنسبة للكلافرين والمشلركين جميعلا ً ملن
كللل مللذاهبهم ومللهللم ،إنمللا نصللرهم الللله تبللارك وتعللالى
بإيمانهم.
إذا ً ما كان العلج أو الدواء يومئذٍ لذلك العلداء الشللديد اللذي
كان يحيط بالدعوة هو نفس الدواء ونفس العلج الذي ينبغي
علللى المسلللمين اليللوم أن يتعللاطوه؛ لتحقيللق ثمللرة هللذه
المعالجة كما تحققت ثمرة تلك المعالجة الولى ،والمر كمللا
يقال :التاريخ يعيد نفسه؛ بل خير من هذا القول أن نقول إن
ظملله الللله عللز وجللل فللي عبللاده وفللي كلونه الللذي خلقلله ون ّ
وأحسن تنظيمه له فللي ذلللك كللله -سللنن ل تتغيللر ول تتبللدل
) سنة الله ولن تجد لسنة الللله تبللديل ً ولللن تجللد لسللنة الللله
تحويل ً (
هللذه السللنن لبللد للمسلللم أن يلحظهللا ،وأن يرعاهللا حللق
رعايتها .وبخاصةٍ ما كان فيهللا مللن السللنن الشللرعية .هنالللك
سنن شللرعية وهنالللك سللنن كونيللة .وقللد يقللال اليللوم -فللي
العصر الحاضر -سنن طبيعية ،هذه السنن الكونيللة الطبيعيللة
يشترك في معرفتهللا المسلللم و الكللافر ،و الصللالح والطالللح
وم حيللاة النسللان البدنيللة ؟ الطعللام بمعنللى؛ مللا الللذي يقلل ّ
884
والشراب والهواء النقي و نحو ذلك .فللإذا النسللان لللم يأكللل
،لم يشرب ،لم يتنفس الهواء النقي ،فمعنى ذلك أنلله ع لّرض
نفسه للموت موتا ً ماديًا .هللل يمكللن أن يعيللش إذا مللا خللرج
عن اتخاذه هذه السنن الكونية ؟
الجواب ل) :سنة الله ولن تجد لسنة الللله تبللديل ( هللذا -كمللا
قلت آنفا ً -يعرفله معرفلة تجريبيلة كلل إنسلان؛ ل فلرق بيلن
المسلم و الكافر والصالح والطالح .لكن الذي يهمنللا الن أن
نعرف أن هناك سننا ً شرعية يجللب أن نعلللم أن هنللاك سللننا ً
شرعية ،من اتخذها وصل الى أهدافها و جنلى منهلا ثمراتهلا،
ومن لم يتخذها فسوف لن يصل إلى الغايللات الللتى ُوضللعت
تلك السنن الشرعية لها؛ تماما ً -كما قلنللا -بالنسللبة للسللنن
الكونية إذا تبّناها النسان و طبقها ،و صل إلى أهدافها.
كذلك السللنن الشللرعية إذا أخللذها المسلللم؛ تحققللت الغايللة
التي وضع الله تلك السنن من أجلها – من أجل تحقيقهللا – و
ئ مللن إل فل .أظن هذا الكلم مفهوم و لكن يحتللاج إلللى ش ل ٍ
التوضلليح ،وهنللا بيللت القصلليد وهنللا يبللدأ الجللواب عللن ذاك
السؤال الهام .كلنا يقرأ آية من آيللات اللله عللز وجللل بللل إن
هذه الية قد ُيزّين بها صدور بعللض المجللالس أو جللدر بعللض
البيوت وهي قللوله تعللالى }إن تنصللروا الللله ينصللركم { ][2
-لفتات -توضح وتكتب بخط ذهبي جميل ُرقعللي أو فارسللي
000إلى آخره ،وتوضع على الجدار ،مع السف الشديد هللذه
الية أصبحت الجدر مزينة بهللا ،أمللا قلللوب المسلللمين فهللي
خاوية على روشها ،ل نكاد نشعر ما هو الهللدف الللذي ترمللي
إليه هذه الية }إن تنصروا الله ينصركم{ ولذلك أصبح وضللع
العللالم السلللمي اليللوم فللي بلبللة وقلقللة ل يكللاد يجللد لهللا
مخرجًا ،مع أن المخرج مذكور فللي كللثير مللن اليللات ،وهللذه
كرنا المسلمين بهذه الية فأظن الية من تلك اليات ،إذا ما ذ ّ
أن المللر ل يحتللاج إلللى كللبير شللرح وبيللان وإنمللا هللو فقللط
التذكير و } الذكرى تنفع المؤمنين{.
885
كلنا يعلم –إن شاء الله – أن قوله تبارك وتعالى }إن تنصروا
ط ،جوابه }ينصْركم{ إن تأكل إن تشلرب إن إن... الله{ شر ٌ
الجواب تحيا ،إن لم تأكل إن لم تشرب ،ماذا؟ تموت ؟.
كذلك تماما ً المعنللى فللي اليللة }إن تنصللروا الللله ينصللركم{
المفهوم -وكما يقول الصوليون : -مفهوم المخالفة ،إن لم
تنصروا الله لم ينصركم؛ هذا هو واقع المسلمين اليوم.
توضيح هذه الية جاءت في السنة فللي عديللد مللن النصللوص
الشرعية ،وبخاصةٍ منها الحاديث النبوية} .إن تنصروا الللله{
معلوم بداهة أن الله ل يعني أن ننصره على عللدوه بجيوشللنا
وأساطيلنا وقواتنا المادية؛ ل ! إن الله عز وجلل غلالب عللى
أمره ،فهو ليس بحاجة إلى أن ينصره أحد نصرا ً ماديا ً – هللذا
أمر معروف بدهيا ً – لذلك كان معنى }إن تنصللروا الللله{ أي
إن تتبعوا أحكام الله ،فذلك نصركم لله تبارك وتعالى.
والن هل المسلمون قد قاموا بهذا الشرط ؟ قد قاموا بهللذا
الواجب –أول ً ؟ ثم هو شرط لتحقيق نصر الله للمسلللمين –
ثانيا ً -؟
الجواب :عند كل واحدٍ منكم ،ما قام المسلللمون بنصللر الللله
ة؛ أيض لا ً مللن بللاب التللذكير
عز وجل .وأريد أن أذكر هنللا كلم ل ً
وليللس مللن بللاب التعليللم ،علللى القللل بالنسللبة لبعللض
الحاضللرين .إن عامللة المسلللمين اليللوم قللد انصللرفوا عللن
معرفتهم ،أو عن تعرفهم على دينهم -،علن تعلمهلم لحكلام
دينهللم ،-فللأكثرهم ل يعلمللون السلللم ،وكللثيٌر أو الكللثرون
منهم ،إذا ما عرفوا من السلم شيئًا ،عرفللوه ليللس إسلللما ً
مللا كلان عليله رسللول اللله حقيقيًا؛ عرفوه إسلما ً منحرفلا ً ع ّ
صلى الله عليه وعلى آله وسلم وأصحابه .لللذلك فنصللر الللله
الموعود به من نصللر الللله يقللوم علللى معرفللة السلللم أول ً
ة صحيحة ،كما جاء في القرآن والسنة ،ثم على العمللل معرف ً
به – ثانيا ً ،-وإل كانت المعرفة وبال ً على صللاحبها ،كمللا قللال
تعالى} :يا أيها الذين أمنللوا لللم تقولللون مللا ل تفعلللون ،كللبر
886
مقتا ً عند الله أن تقولوا مللال تفعلللون{ ] .[3إذا ً نحللن بحاجللة
إلى تعلم السلم ،وإلى العمل بالسلم.
كر به -كما قلت آنفا ً -هو أن عادة جماهير فالذي أريد أن أذ ّ
المسلمين اليوم أن يصّبوا اللللوم كللل اللللوم بسللبب مللا ران
ل وهللوان علللى الحكللام ،أن ة مللن ذ ٍ علللى المسلللمين قاطب ل ً
يصللبوا اللللوم كللل اللللوم علللى حكللامهم الللذين ل ينتصللرون
لدينهم ،وهلم -مللع السلف -كللذلك؛ ل ينتصلرون للدينهم ،ل
مللذّلين مللن كبللار الكفللار مللن اليهللود ينتصرون للمسلللمين ال ُ َ
ف القلللائم اليلللوم بيلللن
والنصلللارى وغيرهلللم ،هكلللذا العُلللر ُ
المسلمين ! صب اللوم كل اللوم على الحكللام ،ومللع ذلللك !
أن المحكومين كأنهم ل يشملهم اللللوم الللذي يوجهللونه إلللى
الحاكمين ! والحقيقة أن هذا اللوم ينصب علللى جميللع المللة
ما ،و محكومين .و ليس هذا فقط بللل هنللاك طائفلة مللن ح ّ
كا ً
أولئك اللئميللن للحكللام المسلللمين بسللبب عللدم قيللامهم
بتطبيق أحكام دينهم ،و هم محقون في هذا اللوم ،ولكن! قد
خلللالفوا قوللللة تعلللالى }إن تنصلللروا اللللله{ .أعنلللي نفلللس
المسللمين اللئميلن للحلاكمين حينملا يخصللونهم بللاللوم قلد
خالفوا أحكام السلم؛ حينما يسلكون سبيل تغيير هذا الوضع
المحزن المحيط بالمسلمين بالطريقة الللتى تخللالف طريقللة
الرسللول صلللى الللله عليلله و علللى آللله و سلللم .حيللث إنهللم
يعلنللون تكفيللر حكللام المسلللمين -هللذا أول ً ! -ثللم يعلنللون
وجوب الخروج عليهم !-
ثانيا ً ! -فتقع هنللا فتنللة عميللاء صللماء بكمللاء بيللد المسلللمين
أنفسهم؛ حيث ينشق المسلمون بعضهم علللى بعللض فمنهللم
هؤلء الذين أشرت إليهم الذين يظنون أن تغيير هللذا الوضللع
الللذليل المصلليب للمسلللمين إنمللا تغييللره بللالخروج علللى
الحاكمين ،ثم ل يقف المر عند هلذه المشلكلة ،وإنملا تتسلع
وتتسع حتى يصبح الخلف بيللن هللؤلء المسلللمين أنفسللهم !
ل عن هذا الخلف. ويصبح الحاكم في معز ٍ
887
بدأ الخلف من غلوّ بعض السلميين في معالجة هذا الواقللع
الليللم أنلله لبللد مللن محاربللة الحكللام المسلللمين لصلللح
الوضلللع ! ،وإذا بلللالمر ينقللللب إللللى أن هلللؤلء المسللللمين
يتخاصمون مع المسلمين الخريللن الللذين يللرون أن معالجللة
الواقع الليلم ليلس هلو بلالخروج عللى الحلاكمين ،وإن كلان
كللثيرون منهللم يسللتحقون الخللروج عليهللم ! بسللبب أنهللم ل
يحكمون بما أنزل الله؛ ولكن هللل يكللون العلج –كمللا يزعللم
هؤلء الناس – هل يكون إزالة الللذي أصللاب المسلللمين مللن
الكفللار أن نبللدأ بمحاكمللة الحللاكمين فللي بلد السلللم مللن
المسلمين ؟– ولو أن بعضللهم نعتللبرهم مسلللمين جغرافييللن
كما يقال في العصر الحاضر – هنا نحن نقول :أوردهللا سللعد ٌ
ل ما هكذا يا سعد ُ ُتوَرد الب ْ
ل. وسعد ٌ مشتم ْ
ة وهللم اليهللود مما ل شك فيه أن موقف أعداء السلم أصللآل ً
والنصارى والملحدة من خارج بلد السلم؛ هم أشد بل شك
ضررا ً من بعض هؤلء الحكام الذين ل يتجللاوبون مللع رغبللات
المسلمين أن يحكموهم بما أنزل الله فمللاذا يسللتطيع هللؤلء
المسلمون ؟ وأعني طرفا ً أو جانبا ً منهم وهم الللذين يعلنللون
وجوب محاربة الحاكمين مللن المسلللمين ،مللاذا يسللتطيع أن
يفعل هؤلء لو كان الخللروج علللى الحكللام واجبلا ً قبللل البللدء
بإصلح نفوسنا نحن ؟!.
كما هو العلج الذي بدأ به الرسول عليه السلم ،إن هللؤلء ل
يستطيعون أن يفعلوا شيئا ً إطلقًا؛ والواقع أكللبر دليللل علللى
ذلك ،مع أن العلج الللذي يتبعللونه –وهللو أن يبللدؤوا بمحاربللة
الحكام المسلمين! –ل يثمر الثمرة المرجوة لن العلة -كمللا
قلت آنفا ً -ليست في الحاكمين فقط؛ بل و في المحكللومين
أيضًا ،فعليهم جميعا ً أن يصللحوا أنفسلهم و الصللح هلذا لله
بحث آخر قد تكلمنا عليه مرارا ً و تكرارا ً و قد نتكلم قريبا ً إن
شاء الله عنه .المهم الن المسلمون كلهم متفقون علللى أن
و ضعهم أمر ل يحسدون عليه و ل يغبطون عليه ؛بل هو مللن
الذل و الهوان بحيث ل يعرفه السلم ،فمن أيللن نبللدأ ؟ هللل
888
يكون البدأ بمحاربة الحللاكمين المسلللمين ؟! أو يكللون البللدأ
بمحاربللة الكفللار أجمعيللن مللن كللل البلد ؟! أم يكللون البللدأ
بمحاربة النفس المارة بالسوء ؟ من هنللا يجللب البللدأ ،ذلللك
لن النبي صلى الله عليه وعلى آله و سلم إنمللا بللدأ بإصلللح
وين في أول دعللوة السلللم – نفوس أفراد المسلمين المدع ّ
كما ذكرنا في أول هللذا الكلم -بللدأت الللدعوة فللي مكللة ثللم
انتقلللت إلللى المدينللة ثللم بللدأت المناوشللة بيللن الكفللار و
المسلمين ،ثم بين المسلمين و الروم ،ثم بيللن المسلللمين و
فارس ..و هكذا ! -
كما قلنا آنفا ً -التاريخ يعيد نفسه 0فللالن المسلللمون عليهللم
أن ينصروا الله لمعالجة هذا الواقع الليم ،وليس بأن ُيعالجوا
جانبا ً ل يثمر الثمرة المرجوة فيها ،لو استطاعوا القيام بهللا !
ما هو هذا الجانب ؟ محاربة الحكام الذين يحكملون بغيللر ملا
أنزل الله ! هذا أول ً – كما قلت آنفا ً لبد من وقفللة قصلليرة –
غيللر مسللتطاع اليللوم ،أن ُيحللارب الحكللام؛ وذلللك لن هللؤلء
الحكام لو كانوا كفللارا ً كللاليهود والنصللارى؛ فهللل المسلللمون
اليوم يستطيعون محاربة اليهود والنصارى ؟
الجواب :ل ،المر تمام لا ً كمللا كللان المسلللمون الولللون فللي
العهد المكي ،كللانوا مستضللعفين ،أذلء ،محللاربين ،معللذبين،
مَقت ِّلين لماذا ؟! لنهم كانوا ضعفاء ل حول لهللم ول قللوة ،إل ُ
ل في صدورهم ،بسبب إتباعهم لدعوة نللبيهم إيمانهم الذي ح ّ
صلى الله عليه وعلى آله وسلم؛ هذا التباع مع الصللبر علللى
الذى هو الللذي أثمللر الثمللرة المرجللوة؛ الللتي نحللن ننشللدها
اليوم ،فما هللو السللبيل للوصللول إلللى هللذه الثمللرة ؟ نفللس
السللبيل الللذي سلللكه الرسللول عليلله الصلللة والسلللم مللع
أصللحابه الكللرام ،إذا ً اليللوم ل يسللتطيع المسلللمون محاربللة
الكفللار علللى اختلف ضللللتهم ،فمللاذا عليهللم ؟ عليهللم أن
ُيؤمنوا بالله ورسوله حقًا ،ولكن المسلللمين اليللوم كمللا قللال
رب العالمين }ولكن أكثرهم ل يعلمون{ .المسلللمون اليللوم
889
اسللما ً وليسللوا مسلللمين حقللا ً ! أظنكللم تشللعرون معللي
بالمقصود من هذا النفي.
ولكني أذكركم بقوله تعالى} :قد أفلح المؤمنون ،الللذين هللم
فللي صلللتهم خاشللعون ،والللذين هللم عللن اللغللو معرضللون،
والذين هم للزكاة فاعلون ،والذين هللم لفروجهللم حللافظون،
إل علي أزواجهم أو ما ملكللت أيمللانهم فللإنهم غيللر ملللومين،
فمن ابتغى وراء ذلك فأولئك هم العادون{ ] [4أي البللاغون
الظالمون .فإذا أخللذنا هللذه الخصللال فقللط ،ولللم نتعللد هللذه
اليات المتضمنة لهذه الخصال إلى آيللات أخللرى؛ الللتي فيهللا
ذكر لبعض الصفات والخصال التي لم ُتذكر في هذه اليللات،
وهي كلها تدور حول العمل بالسلم .فمن تحققت فيه هللذه
الصفات المذكورة في هذه اليللات المتلللوه آنفلا ً وفللي آيللات
أخرى؛ أولئك هم الذين قال الله عز وجل في حقهللم }أولئك
هم المؤمنون حقا{ ].[5
فهل نحن مؤمنون حقا ً ؟!
الجواب :ل ،إذا ً يا إخواننا ل تضطربوا!
فنحن المصلين اليوم؛ -هذه الخصلة } -قد أفلح المؤمنللون،
الذين هم في صلللتهم خاشللعون{ هللل نحللن خاشللعون فللي
صلتنا ؟ أنا ما أتكلم عن فرد ،اثنين ،خمسللة ،عشللرة ،مللائة،
مائتين ،ألف ،ألفين.
ل .أتكلم ] [6عن المسلمين على القل الذين يتساءلون ،مللا
هو الحل لما أصلاب المسللمين ؟ ل أعنلي أولئك المسللمين
اللهيللن الفاسللقين الللذين ل تهمهللم آخرتهللم ،وإنمللا تهمهللم
شهواتهم و بطونهم ل .أنا أتكلم عن المسلمين المصلين.
فهل هؤلء المصلون قد اتصفوا بهذه الصفات المذكورة فللي
أول سورة المؤمنين ؟ الجواب :كجماعة ،كأمة :ل.
ة ل تجللري كها إن السللفين َ إذًا :ترجو النجاةَ ولم تسللل ْ
ك مسللال ِ َ
س
على اليب ِ
890
فلبد من اتخاذ السباب؛ التي هي من تمام السنن الشللرعية
بعد السنن الكونية؛ حتى يرفع ربنا عز وجل هلذا اللذل اللذي
ران علينا جميعًا.
أنا ذكرت هذه الوصاف من صفات المؤمنين المللذكورة فللي
كر أول هذه السورة ،لكن هناك في الحاديث النبوية التي نللذ ّ
كر بحال المسلللمين اليللوم؛ وأنهللم لللو بها إخواننا دائمًا ،ما ُيذ ّ
تذكروا هذا الحديث كان من العار عليهللم أن يتسللاءلوا لمللاذا
أصابنا هذا الذل ؟! لنهم قد غفلللوا عللن مخللالفتهم لشللريعة
الله،
من تلك الحاديث قوله عليه الصلللة و السلللم" :إذا تبللايعتم
بالعينة ،وأخذتم أذناب البقر ،ورضيتم بالزرع ،وتركتم الجهللاد
في سبيل الله؛ سللط اللله عليكللم ذل ً ل ينزعلله عنكللم حللتى
ترجعوا إلى دينكم " ] .[7هللذا الحللديث تكلمللت عليلله كللثيرا ً
وكثيرا ً جدا ً وبمناسبات عديدة .وإنما أنا أقف فقط عند قللوله
"إذا تبايعتم بالعينة".العينة :نوع مللن العمللال الربويللة؛ -ول
أريد أيضلا ً أن أدخلل فيهلا باللذات .-فهلل منكلم ملن يجهلل
تعامللل المسلللمين بللأنواع مللن الربللا ،وهللذه البنللوك الربويللة
قائمة على ساق وقدم فلي كلل بلد السللم ومعلترف فيهلا
بكل النظمة القائمة فللي بلد السلللم .وأعللود لقللول ليللس
فقلللط ملللن الحكلللام؛ بلللل و ملللن المحكلللومين لن هلللؤلء
المحكومين هم الذين يتعاملون مع هذه البنوك و هللم الللذين
إذا ُنوقشوا ،و قيل لهللم :أنتللم تعلمللون أن الربللا حللرام و أن
المر كما قال عليه السلم" :درهم ربا يأكله الرجل أشد عند
ت وثلثيللن زنيللة " ] [8لمللاذا يللا أخللي الله عز وجللل مللن سل ٍ
دنا نسللاوي – بللدنا نعيللش" ] تتعامل بالربا ؟! "بيقلللك شللو بل ّ
،!! [9إذا ً العلقة ما لها علقللة بالحكللام لهللا علقللة بالحكللام
والمحكومين .المحكومون هم في حقيقة أمرهللم يليللق بهللم
مثل هؤلء الحكام ،وكما يق!
وللون "دود الخلل مّنله وفيله -دود الخلل مّنله وفيله" ].[10
هؤلء الحكام ما نزلوا علينلا ملن المريلخ !! وإنملا نبعلوا مّنلا
891
وفينللا فللإذا أردنللا صلللح أوضللاعنا فل يكللون ذلللك بللأن نعلللن
كامنا وأن ننسى أنفسللنا؛ والمشللكلة الحرب الشعواء على ح ّ
مّنا وفينا؛ حيث المشكلة القائمة في العالم السلمي.
لللذلك نحللن ننصللح المسلللمين أن يعللودوا الللى دينهللم .وأن
يطبقوا ما عرفوه من دينهم }ويومئذٍ يفرح المؤمنللون بنصللر
الله{ ] .[11كل المشاكل القائمة اليوم والتي يتحمس بعض
الشباب ويقول ما العمل ؟! سللواٌء قلنللا مللا هللو بجانبنللا مللن
المصيبة التي حلت بالعالم السلمي والعالم العربي ! وهللي
احتلل اليهود لفلسطين ،أو قلنا محاربة الصليبين للمسلمين
بإرتيريا وفي الصومال ،فللي البوسللنة والهرسللك فللي فللي...
إلى آخر البلد المعروفة اليوم .هذه المشاكل كلهللا ل يمكللن
أن تعالج بالعاطفة وإنما تعالج بالعلم والعمل} .وقل اعملللوا
فسيرى الله عملكم ورسللوله ثللم تللردون إلللى عللالم الغيللب
والشهادة فينبئكم بما كنتم تعملون { ]} ،[12وقل اعملللوا{
الن نقف عند هذه النقطة .العمل للسلم اليوم في الساحة
السلللمية ،للله صللور كللثيرة وكللثيرة جللدًا ،وفللي جماعللات
وأحزاب متعللددة ،والحقيقللة أن هللذه الحللزاب مللن مشللكلة
كبر المشكلة أكثر مما يراها بعضللهم. العالم السلمي التي ت ّ
بعضللهم يللرى أن،المشللكلة احتلل اليهللود لفلسللطين – أن
المشللكلة مللا ذكرنللاه آنفلًا ،محاربللة الكفللار لكللثير مللن البلد
السلمية وأهلها –
ل!....
نحن نقول :المشكلة أكبر وهي تفرق المسلمين .المسلمون
أنفسللهم متفرقللون شلليعا ً وأحزاب لا ً خلف قللول الللله تبللارك
وتعالى} :ول تكونوا من المشركين من الللذين فرقللوا دينهللم
ب بمللا لللديهم فرحللون{ ] .[13الن وكللانوا شلليعا ً كللل حللز ٍ
الجماعات السلمية مختلفون في طريقة معالجللة المشللكلة
التي يشكو منها كل الجماعات السلمية ،وهللي الللذل الللذي
ران على المسلمين ،وكيف السبيل إلى الخلص منه ؟
هناك طرق:
892
الطريقة الولى :هي الطريقة المثلى التي ل ثاني لها ،وهللي
التي ندعو إليها دائما ً وأبدًا .وهي فهم السلم فهم لا ً صللحيحا ً
ه وتربية المسلمين على هذا السلللم المصلّفى ،تلللك وتطبيق ُ
هي سنة رسول الله صلى الله عليه وعللى آلله وسللم؛ كملا
ذكرنا ونذكر أبدًا .فرسول الله بللدأ بأصللحابه أن هللداهم إلللى
اليمان بالله ورسللوله -أن علمهللم بأحكللام السلللم ،-وكللانوا
يشكون إليه ما يصيبهم من ظلم المشركين وتعذيبهم إياهم،
كان يأمرهم بالصبر ،يأمرهم بالصبر ! وأن هذه سنة الله في
خلقه أن ُيحارب الحق بالباطل وأن ُيحللارب المؤمنللون ][14
بالمشللركين وهكللذا ،فالطريقللة الولللى لمعالجللة هللذا المللر
الواقللع هللي العلللم النللافع والعمللل الصللالح .هنللاك حركللات
ودعللوات أخللرى ،كلهللا تلتقللي علللى خلف الطريقللة الولللى
والمثلى والتي ل ثاني لها وهللي اتركللوا السلللم الن جانبلا ً !
من حيث وجوب فهمه ! ومن حيث وجوب العمل به ! المللر
الن أهم مللن هللذا المللر ! وهللو أن نجتمللع وأن نتوحللد علللى
محاربة الكفار !! سبحان الللله ،كيللف يمكللن محاربللة الكفللار
بدون سلح ؟! كل إنسللان عنللده ذّرة عقللل أنلله إذا لللم يكللن
لديه سلح مادي فهو ل يستطيع أن يحللارب عللدوه المس لّلح،
ليس بسلح مادي بل بأسلحةِ مادية ! .ف!
إذا أراد أن يحارب عدوه -هذا -المسلح وهو غير مسلح ماذا
يقال له ؟ حاربه دون أن تتسلح ؟! أم تسلح ثم حاربه ؟
ل خلف في هذه المسآله أن الجواب :تسلح ثم حارب ،هللذا
من الناحية الماديللة ،لكللن مللن الناحيللة المعنويللة المللر أهللم
بكثير من هذا ،إذا أردنا أن نحارب الكفار؛ فسللوف ل يمكننللا
أن نحارب الكفار بأن ندع السلللم جانبلًا؛ لن هللذا خلف مللا
أمر الله عز وجل ورسوله المللؤمنين فللي مثللل آيللات كللثيرة
منها قوله تعالى }والعصر إن النسان لفي خسللر ،إل الللذين
آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصللوا بالصللبر{ ]
} .[15إن النسللان لفللي خسللر{ .نحللن بل شللك الن فللي
خسر .لماذا ؟! لننللا لللم نأخللذ بمللا ذكللر الللله عللز وجللل مللن
893
الستثناء حين قال} :إن النسان لفي خسر ،إل الللذين آمنللوا
وعملوا الصالحات وتواصوا بللالحق وتواصللوا بالصللبر{ .نحللن
الن نقول آمنا بالله ورسوله ،ولكن ! حينما ندعو المسلللمين
المتحزبين المتجمعين المتكتلين علللى خلف دعللوة الحللق –
الرجوع إلى الكتاب والسنة – يقولون هللذا نللدعه الن جانب لًا!
المر أهم ! .هو محاربللة الكفللار ! ،فنقللول :بسلللح أم بللدون
سلللح ؟ ! .لبللد مللن سللل حيللن ،السلللح الول :السلللح
المعنوي ،وهم يقولون الن دعوا هذا السلح المعنوي جانبا ً !
م ،ل سلللح مللادي !! لن هللذا غيللر وخذوا بالسلح المادي ! ث ّ
مستطاع بالنسبة للوضاع التي ُنح!
كم بها الن؛ ليس فقط مللن الكفللار المحيطيللن بنللا مللن كلل
جلانب؛ بلل وملن بعلض الحكلام اللذين يحكموننلا ! فنحلن ل
نستطيع اليوم رغم أنوفنا أن نأخذ بالستعداد بالسلح المادي
– هذا ل نستطيعه – .فنقول :نريد نحارب بالسلح المللادي !
وهللذا ل سللبيل إليلله ،والسلللح المعنللوي الللذي هللو بأيللدينا –
}فاعلم أنه ل إله إل الله{ ] – [16العلم ثم العمل في حدود
ما نستطيع ،هذا نقول بكل بساطة متناهية دعوا هلذا جانبلا ً !
هللذا مسللتطاع ونللؤمر بللتركه جانب لا ً ! وذلللك غيللر مسللتطاع.
فنقللول :يجللب أن نحللارب !! وبمللاذا نحللارب ؟! خسللرنا
السلحين معًا؛ السلح المعنوي العلمللي نقللول نللؤجله ! لنلله
ليس هذا وقته وزمانه !! السلح المللادي ل نسللتطيعه فبقينللا
خرابا ً يبابا ً ضعفاء في السلحين المعنوي والمادي .إذا رجعنللا
إلى العهد الول النور؛ وهو عهد الرسول عليه السلم الول،
هل كان عنده سلح مادي ؟ الجواب ،ل بماذا إذا ً كان مفتللاح
النصللر ؟ آلسلللح المللادي أم السلللح المعنللوي ؟ لشللك أنلله
السلللح المعنللوي ،وبلله بللدأت الللدعوة فللي مثللل تلللك اليللة
}فاعلم أنه ل إللله إل الللله{ إذا ً العلللم -قبللل كللل شللئ – إذا ً
بالسلم قبل كل شئ ثم تطبيق هذا السلللم فللي حللدود مللا
نستطيع .نستطيع أن نعرف !
894
العقيللدة السلللمية -الصللحيحة طبع لا ً – نسللتطيع أن نعللرف
العبادات السلمية ،نسللتطيع أن نعللرف الحكللام السلللمية،
نستطيع أن نعرف السلوك السلمي ،هذه الشياء كلها مللع
أنها مستطاعة فجماهير المسلمين بللأحزابهم وتكتلتهللم هللم
ة نريلد الجهلاد ! أيلن معرضون عنها؛ ثلم نرفلع أصلواتنا عاليل ً
الجهاد ؟! مادام السلللح الول مفقللود والسلللح الثللاني غيللر
موجود بأيدينا ؟!!
نحن لو وجدنا اليوم جماعة من المسلمين متكتلين حقا ً على
السلم الصحيح وطبقوه تطبيقا ً صحيحًا ،لكن ل سلح مللادي
عنللدهم؛ هللؤلء يللأتيهم أمللره تعللالى فللي اليللة المعروفللة:
ة ،ومللن ربللاط الخيللل }وأعللدوا لهللم مللا اسللتطعتم مللن قللو ً
ترهبون به عدو الله وعدوكم{ ] [17لللو كللان عنللدنا السلللح
الول المعنوي؛ فنحن مخاطبون بهللذا العللداد الملادي .فهلل
نحارب إذا لم يكن عندنا إعداد مادي ؟! الجواب :ل.لننا لللم
نحقق هذه الية التي تأمرنا بالعداد المادي؛ فما بالنللا ،كيللف
نستطيع أن نحارب ونحن مفلسون مللن السلللحين المعنللوي
والمادي ؟ ! .المادي الن ل نسللتطيعه ،المعنللوي نسللتطيعه؛
إذا ً }ل يكلف الله نفسا ً إل وسللعها { ]} .[18فللاتقوا لللله مللا
اسللتطعتم{ ] [19فالللذي نسللتطيعه الن هللو العلللم النللافع
والعمل الصالح.
لعلي أطلت في هذا الجواب أكثر من اللزم ،لكني أنا ألخص
الن فأقول:
ليست مشكلة المسلمين في فلسطين فقللط -يللا إخواننللا،-
لنه مع السللف الشللديد مللن جملللة النحللراف الللتي تصلليب
المسلمين اليوم؛ أنهم يخالفون علمهللم عمل ً ! حينمللا نتكلللم
عللن السلللم وعللن الللوطن السلللمي ،نقللول :كللل البلد
السلمية هي وطن لكللل مسلللم؛ مللا فللي فللرق بيللن عربللي
وعجمي ،ما في فرق بين حجازي وأردني ومصري ....و إلللى
آخللره ،لكللن هللذه الفللروق العمليللة موجللودة ،هللذه الفللروق
895
عمليه موجودة ! ليس فقط سياسيًا؛ هذا غير مستغرب أبدًا،
لكن موجودة حتى عند السلميين !
مثل ً تجد بعض الدعاة السلللميين يهتمللون بفلسللطين؛ ثللم ل
يهمهم ما يصيب المسلمين الخرين في البلد الخرى.
ل :حينما كانت الحرب قائمة بين المسلمين الفغللان وبيللن مث ً
السوفييت وأذنابهم من الشيوعيين ،لماذا ؟!
لن هؤلء مثل ً ليسوا سوريين ! مصرين ! أو مللا شللابه ذلللك.
إذا ً المشكلة الن ليست محصورة في فلسللطين فقللط؛ بللل
تعدت إلى بلد إسلللمية كللثيرة فكيللف نعالللج هللذه المشللكلة
العامة ؟ بالقوتين المعنوية والمادية ،بماذا نبدأ ؟
نبدأ قبل كللل شلليء بللالهم فللالهم وبخاصللة إذا كللان الهللم
ميسورًا؛ وهو السلح المعنوي – فهم السلللم فهملا ً صللحيحا ً
وتطبيقه تطبيقا ً صحيحا ً ثم السلح المادي إذا كللان ميسللورًا.
اليوم -مع السف الشديد –؛ الللذي وقللع فللي أفغانسللتان....
السلحة التي حارب المسلللمون – السلللحة الماديللة – الللتي
حارب المسلمون بها الشيوعيين هل كانت أسلحة إسلمية ؟
الجواب :ل.
كانت أسلحة غربية ،إذا نحن الن من ناحيللة السلللح المللادي
مستعبدون؛ لو أردنا أن نحارب وكنا أقوياء مللن حيللث القللوة
المعنوية ،إذا أردنا أن نحارب بالسلح المللادي فنحللن بحاجللة
إلى أن نستورد هذا السلح؛ إما بالثمن وإما بالمنحة أو شيء
مقابل شيء ! كما تعلمون السياسة الغربية اليوم علللى ح لد ّ
مي" :حك ّّللي لحك ّّللك"! يعنلي أي دولله الن حلتى المثل العلا ّ
بالثمن ل تبيعك السلح إل مقابل تنللازلت .تتنللازل أنللت أيهللا
الشعب المسلم مقابل السلح الذي تدفع ثمنه أيضا ً فللإذا ً يللا
إخواننا المر ليس كما نتصور عبارة عن حماسات وحللرارات
الشباب وثورات كرغوة الصابون تثور ثم تخور في أرضللها ل
أثر لهلا إطلقلا ً ! .أخيلرا ً ٌأقلول }وقلل اعمللوا فسليرى اللله
عملكم ورسوله {..إلى آخر الية.
896
لكن أكرر أن العمل ل ينفع إل إذا كان مقرونا ً بلالعلم النلافع؛
والعلم النافع إنما هو قال الله قال رسول الله كما قللال إبللن
القيم رحمه الله:
ه
ة ليس بالتموي ِ ه*** قال الصحاب ُ العلم قال الله قال رسول ُ
ل
ل وبيللن قللو ِة*** بين الرسللو ِ ك للخلف سفاه ً م نصب َ َ
ما العل ُ
ه
سفي ِ
ه
كل ول جحد الصفات ونفيها*** حذرا من التعطيل التشوي ِ
مصيبة العالم السلمي مصيبة أخطر – وقد يستنكر بعضللكم
هذا الذي أقوله !-مصيبة العالم السلللمي اليللوم أخطللر مللن
احتلل اليهود لفلسطين ! مصيبة العالم السلمي اليوم أنهم
ضلوا سواء السبيل .أنهم ما عرفوا السلم الذي بلله تتحقللق
سعادة الدنيا والخرة معًا .وإذا عاش المسلللمون فللي بعللض
الظللروف أذلء مضللطهدين مللن الكفللار والمشللركين وقّتلللوا
وصّلبوا ثم ماتوا فل شك أنهم ماتوا سعداء ولللو عاشللوا فللي
الدنيا أذلء مضطهدين .أما من عاش عزيللزا ً فلي اللدنيا وهلو
بعيد عن فهم السلم كما أراد الله عللز وجللل ورسللوله فهللو
سيموت شقيا ً وإن عاش سعيدا ً في الظاهر.
إذا ً بارك الله فيكم :العلج هو ف لّروا الللى الللله ! العلج ف لّروا
الى الله ! فّروا الى الللله تعنللي أفهمللوا مللا قللال الللله وقللال
رسول الله واعملوا بما قال الله وما قال رسول الله .وبهللذا
أنهي هذا الجواب.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم والحمللد
لله رب العالمين.
-------------------------
] [1الية رقم 3-1من سورة الروم.
] [2الية رقم 7من سورة محمد.
] [3الية رقم 3من سورة الصف.
] [4اليات رقم 7–1من سورة المؤمنون.
] [5الية رقم 4وكذا رقم 74كلتاهما من سورة النفال.
897
] [6في الصل :بتكلم باللهجة العاميللة حسللب عللادة الشلليخ
ة.أحيانا ً في الفتاوى والمحاضرات وما أثبتناه هو المعهود لغ ً
] [7أخرجه أبو داود في سننه رقم 3462وأحمد في مسنده
رقم ،5007ل 5562و الطبراني في مسللند الشللاميين رقللم
2417وغيرهم كلهم من حديث ابن عمر مرفوعًا.
] [8أخرجلله أحمللد فللي مسللنده رقللم ،22007لل 22008
والللدارقطني فللي سللننه 3/16وغيرهمللا عللن عبللد الللله بللن
حنظلة.
] [9باللهجة السورية العامية.
شِهر في بعض بلد الشام. ] [10مثل عامي ُ
] [11الية رقم 5من سورة الروم.
] [12الية رقم 105من سورة التوبة.
] [13الية رقم 32من سورة الروم.
] [14في الصل بالياء والصحيح مللا أثبتنللاه لكللونه نائب لا ً عللن
الفاعل.
] [15سورة العصر.
] [16الية رقم 19من سورة محمد.
] [17الية رقم 60من سورة النفال.
] [18الية رقم 286سورة البقرة.
] [19الية رقم 16سورة التغابن.
==============
عرُبون في ضوء الشريعة السلمية #بيع ال ُ
أبوحسام الدين الطرفاوي
حقوق الطبع محفوظة
مقدمة
إن الحمد لله نحمده ونسللتعينه ونسللتغفره ونعللوذ بللالله مللن
شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهد الله فل مضللل للله
ومن يضلل فل هللادى للله وأشللهد أن ل إللله إل الللله وحللده ل
شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله
898
ن إ ِل ّ وََأنت ُللم مللوت ُ ّ حقّ ت َُقللات ِهِ وَل َ ت َ ُ ه َ مُنوا ات ُّقوا الل ّ َ نآ َ ذي َ
َ
(َيا أي َّها ال ّ ِ
ن )])(102آل عمران آية[(102) : مو َ سل ِ ُ م ْ ّ
ة ُ َ ّ ُ َ
حلد َ ٍ س َوا ِ مللن ن ّْفل ٍ خلَقكللم ّ ذي َ م ال ل ِ س ات ُّقللوا َرب ّكل ُ (َيا أي َّها الّنا ُ
سللاًء َوات ُّقللوا الّلل َ
ه جال ً ك َِثيرا ً وَن ِ َ ما رِ َ من ْهُ َث ِ جَها وَب َ ّ من َْها َزوْ َ خل َقَ ِ وَ َ
م َرِقيب لا ً ( ن عَل َي ْك ُل ْ ه ك َللا َ ن الل ّل َ م إِ ّ حللا َ ن ب ِلهِ َوال َْر َ سللاَءُلو َ ذي ت َ َ ال ّل ِ
]النساء آية[(1) :
َ
ح صللل ِ ْديدا ً ) (70ي ُ ْ ه وَُقوُلوا قَوْل ً س ِ مُنوا ات ُّقوا الل ّ َ نآ َ ذي َ (َيا أي َّها ال ّ ِ
ل َك ُ َ
ه فََقد ْ سول َ ُ ه وََر ُ من ي ُط ِِع الل ّ َ م وَ َ م ذ ُُنوب َك ُ ْ م وَي َغِْفْر ل َك ُ ْ مال َك ُ ْ م أعْ َ ْ
ظيما ً )])(71الحزاب آية[(71،70) : وزا ً عَ ِ َفاَز فَ ْ
أما بعد
فإن أصدق الحديث كتللاب الللله وخيللر الهللدي هللدي محمللد e
وشر المور محدثاتها وكل محدثللة بدعللة وكللل بدعللة ضللللة
وكل ضللة في النار.
فإن الله تبارك وتعالى قد فصل لنا في كتابه كللل شللئ ،مللا
يكون فيه نفعنا شرعه لنا علينا ،وما يكللون فيلله ضللرر علينللا
م ح لّر َ مللا َ م َ ل ل َك ُل ْ صل َ حرمه علينا ،وقد قال سبحانه ) :وَقَد ْ فَ ّ
َ
ر
م ب ِغَي ْ ِ وائ ِهِ ْ ن ب ِأهْ َ ضّلو َ ن ك َِثيرا ً ل َي ُ ِ م إ ِل َي ْهِ وَإ ِ ّ ضط ُرِْرت ُ ْ ما ا ْ م إ ِّل َ عَل َي ْك ُ ْ
َ
ن()النعام :من الية (119 دي َ معْت َ ِ م ِبال ْ ُ ك هُوَ أعْل َ ُ ن َرب ّ َ عل ْم ٍ إ ِ ّ ِ
َ
م حلّر َ ه ال ْب َي ْلعَ وَ َ ل الّلل ُ حل ّ وقال سلبحانه فللي مجلال اللبيع ) :وَأ َ
الّربا()البقرة :من الية (275
فكل أنواع البيوع مباحة ما عدا ما ذكر في كتابه وفي السللنة
الصحيحة من بيوع حرمت علينا .
وهنلاك أنلواع مللن الللبيوع قلد اشللتبهت علللى النلاس ،فملن
العلماء من أجازها ،ومن العلماء من حرمها ،ووقللع تفصلليل
عند بعض العلماء .
من هذه البيوع )بيع العربون( ومن أجل ذلك أردت أن اجمللع
ما قيل فيه مع توضيح وجهة الحرمللة والحللل فللي هللذا الللبيع
.وأسللأل الللله تبللارك وتعللالى أن يكللون عملللي هللذا خاصللا
لللوجهه ،وأن ينفللع بلله المسلللمين ،وأن يجعللله الللله تبللارك
899
وتعالى في ميزان حسناتي إنه على كل شئ قللدير .وصلللي
الله على نبينا محمد وعلى آله وسلم
أبوحسام الدين الطرفاوي
سيف النصر علي عيسى
المنيا ل سمالوط ل طرفا
هاتف 0867741213 :
بريد الكتروني saefnaser@yahoo.com :
* معنى بيع العربون
أول ً :لغة
قال ابن منظور :
ن ،وعُْرُبون ،وعََرب ُللون ؛ وقيللل ؛ ن ،وهو عُْربا ٌ ب ،وعَْرب َ َ وعَّر َ
ة َ
عرابلا ً لعَْقلدِ اللبيع أي ِإصللحا ً وِإزالل َ لن فيله إ ِ ْ سمي بذلك َ ،
ُ
كه غيُره باشترائه .أ ل هل)(1 فسادٍ لئل يمل ُ
ثانيا :تعريفه في الصطلح :
وله صورتان :
الصورة الولى :
أن يشتري الرجل السلعة ويدفع لصاحبها شيئا من ثمنها فإن
مضى البيع حسب من ثمنها ،وإن لم يمضى البيع رد إليه ما
دفعه .
والصورة الثانية :
سْلعة ،وي َلد ْفَعَ ِإلللى صللاحبها شلليئا ً شَتري الرجل ال ّ " هو َأن ي َ ْ
ض َ َ
مل ِ ب مللن الثمللن ،وِإن لللم ي ُ ْ سل َ
ح ِضى البيعَ ُ م َ على أنه ِإن أ ْ
جْعه المشتري(2) ". سْلعةِ ،ولم ي َْرت َ ِ ب ال ّ
ح ِ البيعَ كان لصا ِ
وهذا التعريف معناه موحدا عند عامللة الفقهللاء وإن اختلفللت
عباراتهم .
ويسمى أيضا بيع العربان
* ما ورد في السنة من بيع العربون
الحديث الول :
ل قال أبو بكر بن أبي شيبة في) مصنفه ( :
900
) (23195ل حدثنا محمد بن بشر قال :حدثنا هشام بن سعد
عن زيد بن اسلللم :أن النللبي صلللى الللله عليلله وسلللم أحللل
العربان في البيع .
1ل محمد بن يشر :ثقة
2ل هشام بن سعد :
قال يحيى :ليس بشيء ،وقللال مللرة :فيلله ضللعف ،وقللال
مرة :ليس بذاك القوي
وقال أحمد :ليس هو محكم الحديث
وقال النسائي :ضعيف ،وقال مرة ليس بالقوي
وقال ابن عدي :مع ضعفه يكتب حديثه
وأما أبو داود فقال :هو أثبت الناس في زيد بن أسلم
وقال الحاكم :أخرج له مسلم في الشواهد
وقال أبو حاتم :هو وابن إسحاق عندي واحد )(3
وقال الحافظ في التقريب :
) ( 7294هشام بللن سللعد المللدني أبللو عبللاد أو أبللو سللعيد :
صدوق له أوهام ورمي بالتشيع .
وقال الذهبي في )الكاشف( :
) (5964هشام بن سعد عن زيد بن أسلم ونافع والمقبري ،
وعنه بن وهب والقعنبي وابن مهدي
قال أبو حاتم :ل يحتج به
وقال أحمد :لم يكن بالحافظ
قلت :حسن الحديث .أ ل هل
والخلصة في الراوي أنه حسن الحديث إن كانت روايته عللن
زيد بن أسلم ،وضعيف في الباقي .والله أعلم .
3ل زيد بن أسلم :
وهو ثقة عالم ،من كبار التابعين وكان كثير الرسال .إل أنه
أخذ عليه تفسيره للقرآن برأيه .
وهذا الحديث من مراسيله
901
وقللد ذكللر الحللديث أبللو بكللر بللن أبللي شلليبة فللي مصللنفه )
( 23200قال :حدثنا الفاء بن سليمان عللن زيللد بللن أسلللم
أن النبي صلى الله عليه وسلم أحل العربان في البيع .
ولم أجد للفاء بن سللليمان ترجمللة ،ولعللله اسللم مصللحف .
والله أعلم
وقد ذكره عبد الرزاق في مصنفه :عن السلمي عن زيد بن
أسلم به .
والسلمي هو :ابراهيم بن محمد بن أبي يحيى السلمي :
قال مالك أن أنس ويحيى بن سعيد وابن معين :هو كذاب
وكان يحيى بن سعيد يقول :ما أشهد على أحد أنه كلذاب إل
على إبراهيم بن أبي يحيللى ،ومهللدي بللن هلل فللإني أشللهد
أنهما كذابان .
وقال مالك بن أنس :ليس بثقة ول في دينه
وقال أحمد بن حنبل والبخاري :قد ترك الناس حديثه
وكذلك قال النسائي وعلي بن الجنيد والزدي :هو مللتروك .
أ ل هل)(4
فالخلصة :هو ضعف الحديث مرفوعا .وحسن إلى زيد بللن
أسلم .
الحديث الثاني :
قال ابن ماجة في سننه :
ب ح لد ّث ََنا َ
حِبي ل ُ يَ ، م ّ خللا ِ ب الّر َ ن ي َعُْقو َ ل بْ ُ ض ُ حد ّث ََنا ال َْف ْ )َ : (2192
كات ِب مال ِك ب َ َ ب َ
حد ّث ََنا عَب ْد ُ الل ّ ِ
ه سَ ، ٍ ن أن َ ِ مدٍ َ ُ َ ِ ْ ح ّ م َب أُبو ُ حِبي ٍ ن أِبي َ ْ ُ
َ َ
نن أِبي لهِ ،عَ ل ْ ب ،عَ ل ْ ش لعَي ْ ٍ ن ُ رو ب ْ ِ م ِ ن عَ ْ ي ،عَ ْ م ّ سل َ ِ مرٍ ال ْ عا ِ ن َ بْ ُ
َ
ن ب َي ِْع ال ْعُْرَبا ِ
ن. م :ن ََهى عَ ْ سل ّ َه عَل َي ْهِ وَ َ صّلى الل ّ ُ ي َ ن الن ّب ِ ّجد ّهِ أ ّ َ
مائ َةِ ِديَناٍر ج ُ ن يَ ْ َ ْ ّ َ َقا َ
ة بِ ِ داب ّ ًل َ شت َرِيَ الّر ُ نأ ْ ل أُبو عَْبد اللهِ :العُْرَبا ُ
ن ة َفاللل ّ
ديَناَرا ِ داب ّ َ شت َرِ ال ّ م أَ ْ ن لَ ْ ل إِ ْن عُْرُبوًنا فَي َُقو ُ ه ِديَناَري ْ ِ فَي ُعْط ِي َ ُ
ك. لَ َ
يَء فَي َد ْفَعَ إ َِلللى ج ُ ل يعِني والل ّه أ َعْل َ َ
ش ْ ل ال ّ شت َرِيَ الّر ُ ن يَ ْ مأ ْ ُ َ ُ وَِقي َ َ ْ
َ َ َ َ َ
م ه وَِإل َفال لد ّْرهَ ُ خ لذ ْت ُ ُ نأ َ ل إِ ْ ل أوْ أك ْث َلَر وَي َُقللو َ ما أوْ أقَ ّ ال َْبائ ِِع دِْرهَ ً
ك (5). لَ َ
902
رجال السند بعد مالك بن أنس:
1ل عبد الله بن عامر السلمي
قال أحمد وأبو زرعة وأبو عاصم والنسائي :ضعيف
وقال أبو حاتم أيضا :متروك
وقال الدوري عن يحيى بن معين ليس بشيء ضعيف
وقال البخاري :يتكلمون في حفظه
وقال بن عدي :عزيز الحديث ل يتابع في بعلض حلديثه وهلو
ممن يكتب حديثه .أ ل هل )(6
2ل عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده .
وهو عمرو بن شعيب بن محمللد بللن عبللدالله بللن عمللرو بللن
العاص .
وهي سلسلة قد حسن كثير من أهل العلم حديثها .
فالحديث ضعيف .
قال الحافظ بن حجر في )تلخيص الحبير : (3/17:
وفيه راو لم يسم ،وسمي في رواية لبن ماجللة :عبللد الللله
بن عامر السلمي ،وقيل هو بن لهيعة ؛ وهما ضعيفان .
ورواه الدارقطني والخطيب في الرواة عن مالك من طريق
الهيثم بن اليمان عنه ،عن عمرو بن الحارث ،عن عمرو بن
شعيب .
وعمرو بن الحارث :ثقة .
والهيثم :ضعفه الزدي ،وقال أبو حاتم :صدوق .
وذكر الدارقطني أنه تفرد بقوله :عن عمرو بن الحارث
قال بن عدي :يقللال إن مالكللا سللمع هللذا الحللديث مللن بللن
لهيعة .
ورواه الللبيهقي :مللن طريللق عاصللم بللن عبللد العزيللز عللن
الحارث بن عبد الرحمن عن عمرو بن شعيب .أ ل هل
وبهللذا أن كل الحللديثين الللذين وردا فللي حللل بيللع العربللون
وحرمته ل تقوم بهما حجة ،ل في الباحة ول في التحريم .
* حكم بيع العربون
بالنسبة للصورة الولى :
903
فلم يقع فيها خلف بين أهل العلم في ذلك :
قال أبو عمر بن عبد البر في )التمهيد : (11/ 19 :
قال مالك في الرجل يبتاع ثوبللا مللن رجللل ،فيعطيلله عربانللا
على أن يشتريه ،فإن رضيه أخذه ،وإن سخطه رده ،وأخذ
عربانه ! إنه ل بأس به .
قال أبو عمر :ل أعلم في هذا خلفا .أ ل هل
حكم الصورة الثانية :
وهي عدم رد العربون إذا نكس المشتري .
أختلف العلماء من لدن الصحابة رضي الله عنهم وإلى يومنا
هذا في حكم بيع العربون .
القول الول :من أجاز بيع العربون
1ل من الصحابة :
ل أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه :
قال بن عبد البر في كتابه )الستذكار : (19/11 :
وحديث نافع بن عبد الرحمن ؛ رواه سفيان بللن عيينللة ،عللن
عمرو بن دينار ،عن عبد الرحمن بن فللروخ ،عللن نللافع بللن
عبد الحارث ل عامل عمر على مكة ل أنه اشترى من صفوان
بن أمية دارا لعمر بن الخطاب بأربعة آلف درهم ،واشللترط
عليلله نللافع إن رضللي عمللر ،فللالبيع للله ،وإن لللم يللرض
فلصفوان أربع مئة درهم .أ ل هل
وقد أخرجه أيضا ابن أبللي شلليبة فللي )المصللنف (5/7 :مللن
نفس الطريق .
وقد ذكر القصة البخاري في صحيحه معلقة فقال :
ث حارِ ِ ن عَب ْدِ ال ْ َ شت ََرى َنافِعُ ب ْ ُ حَرم ِ َوا ْ س ِفي ال ْ َ ِ حب ْط َوال ْ َ َباب الّرب ْ ِ
َ ُ
نملَر إ ِ ْن عُ َ ة عََللى أ ّ مّيل َ
نأ َ ِ ن ْبلوا َ
صلْف َ ن َ مل ْ ة ِ كل َم ّ ن بِ َ ِ ج
س ْ داًرا ِلل ّ
َ
َ
مللائ َ ِ
ة ن أْرب َلعُ ِ وا َص لْف َم لُر فَل ِ َ ض عُ َ م ي َلْر َ ن ل َل ْ ه وَإ ِ ْي َفال ْب َي ْعُ ب َي ْعُ ُ ض َ
َر ِ
ة .أ ل هل مك ّ َ ن الّزب َي ْرِ ب ِ َ ن اب ْ ُ ج َ س َ ِديَنارٍ وَ َ
هكذا جزم البخاري ،وعبد الرحمن بن فروخ لللم يللروي عنلله
غير عمرو بن دينار .
ل عبد الله بن عمر بن الخطاب :
904
قال ابن أبي شيبة في مصنفه ): (5/7
) (23199ل حدثنا يزيد بن هارون ،عن ابللن أبللي ذئب ،عللن
الزهري ،عن حمزة بن عبد الله بن عمر بن الخطاب قللال :
كنا نتبايع بالثياب بين يدي عبد الله بن عمر من اقتدى اقتدى
بدرهم فل يأمرنا ول ينهانا (7).
2ل من التابعيين
ل محمد بن سيرين :
أخرج ابن أبي شيبة في مصنفه ): (5/7
) (23198ل حدثنا يزيد ،عن هشام ،عن ابللن سلليرين :أنلله
كان ل يرى بأسا أن يعطللي الرجللل العربللون الملح أو غيللره
فيقول إن جئت به إلى كذا وكذا وإل فهو لك .
وأخرجه أيضا :
) (23202ل حدثنا يزيد بن هارون قللال :حللدثنا هشللام وابللن
عون عن ابن سيرين قال :كللان يقللول فللي الرجللل يسللتأجر
الدار والسفينة ،فيقول إن جئت إلى كذا وكذا وإل فهو لك ،
قال فإن لم يجئه فهو له .
وهو صحيح
ل مجاهد بن جبر
أخرج ابن أبي شيبة في مصنفه ): (5/7
) (23197ل حدثنا ابن عيينة عن ابن أبللي نجيللح عللن مجاهللد
قال :كان ل ُيرى بالعربون بأسا .
ورجاله ثقات
ل وقد قدمنا عن زيد بن أسلم ونافع بن الحارث ذلك .
3ل العلماء والئمة
ل مذهب المام أحمد بن حنبل
الصحيح من مذهبه صحة بيع العربون وجوازه .
قال المام أحمد :ل بأس ببيع العربون لن عمر فعله وأجللاز
هذا البيع
قال المرداوي في )النصاف : (4/357 :
905
الصحيح من المذهب :أن بيع العربون صللحيح ،وعليلله أكللثر
الصحاب ،ونص عليه ،وجزم به في الوجيز وغيره ،وقدمه
فللي المحللرر والتلخيللص والشللرح والفللروع والمسللتوعب
وغيرهم .
وهو من مفردات المذهب .
وعند أبي الخطاب :ل يصح ،وهو رواية عن أحمد .
قللال المصللنف :وهللو القيللاس ،وأطلقهمللا فللي الخلصللة
والرعللايتين ،لكللن قللال فللي الرعايللة الكللبرى :المنصللوص
الصحة في العقد طاعة قوله :وهو أن يشتري شيئا ويعطللي
البائع درهما ويقول إن أخذته وإل فالدرهم لك .
الصللحيح مللن المللذهب أن هللذه صللفة بيللع العربللون ،ذكللره
الصحاب ،وسواء وقت أو لم يوقت ،جزم بلله فللي المغنللي
والشرح والمستوعب وغيرهم وقدمه في الفروع
وقيل العربللون :أن يقللول إن أخللذت المللبيع وجئت بالبللاقي
وقت كذا وإل فهو لك جزم به في الرعايتين .أ ل هل
وقال ابن قدامة في )المغني : (4/160 :
والعربون في البيع هو :أن يشتري السلعة فيدفع إلى البللائع
درهما ،أو غيره على أنلله إن أخللذ السلللعة احتسللب بلله مللن
الثمن ،وإن لم يأخذها فذلك للبائع .
يقال :عربون وأربون وعربان وأربان .
قال أحمد :ل بأس به ،وفعله عمر رضللي الللله عنلله ،وعللن
ابن عمر أنه أجازه .
وقال ابن سيرين :ل بأس به
وقللال سللعيد بللن المسلليب وابللن سلليرين :ل بللأس إذا كللره
السلعة أن يردها ويرد معها شيئا
وقال أحمد هذا في معناه .
واختار أبو الخطاب :أنه ل يصح ،وهو قول مالك والشافعي
وأصحاب الرأي ،ويروي ذلك عن ابن عباس ،والحسللن لن
النبي rنهى عن بيع العربون رواه ابن ماجة .
906
ولنه شرط للبللائع شلليئا بغيللر عللوض ؛ فلللم يصللح ،كمللا لللو
شرطه لجنبي
ولنه بمنزلة الخيار المجهول ،فإنه اشترط إن للله رد المللبيع
ذلك مدة فلم يصح ،كما لو قللال :ولللي الخيللار مللتى شللئت
رددت السلعة ومعها درهما
وهذا هو القياس ،وإنما صار أحمد فيه إلى ما روي فيه عللن
نللافع بللن عبللد الحللارث أنلله اشللترى لعمللر دار السللجن مللن
صفوان بن أمية فإن رضي عمر وإل فله كذا .
وكذا قال الثرم :قلت لحمد :تذهب إليه ؟
قال :أي شيء ؟!! أقول هذا عمر رضي الله عنه
وضعف الحديث المروي
روى هذا القصة الثرم بإسناده .
فأما إن دفع إليه قبل البيع درهما ؛ وقال :ل تبع هذه السلعة
لغيري وإن لم أشترها منك فهذا الدرهم لك ثم اشتراها منلله
بعد ذلك بعقد مبتدئ وحسب الدرهم من الثمن !! صللح .أ لل
هل
ل قرار المجمع الفقهي السلمي
لسلمي المنعقد في دورة مللؤتمره إن مجلس مجمع الفقه ا ِ
الثامن ببندر سيري باجوان ،بروناي دار السلم من 1إلى 7
محرم 1414هل الموافق 27-21يونيو 1993م.
بعد إطلعلله علللى البحللوث الللواردة إلللى المجمللع بخصللوص
موضوع " :بيع العربون".
وبعد استماعه إلى المناقشات التي دارت حوله.
قرر ما يلي :
-1المراد ببيع العربون بيع السلعة مع دفللع المشللتري مبلغلا ً
من المال إلى البائع على أنه إن أخذ السلعة احتسب المبلللغ
من الثمن وإن تركها فالمبلغ للبائع.
ويجري مجرى البيع الجارة ،لنها بيع المنافع .ويستثنى مللن
البيوع كل ما يشترط لصحته قبض أحد البدلين فللي مجلللس
العقللد )السلللم( أو قبللض البللدلين )مبادلللة المللوال الربويللة
907
والصرف( ول يجري في المراجعة للمر بالشراء في مرحلللة
المواعدة ولكن يجري في مرحلة البيع التالية للمواعدة.
-2يجوز بيع العربون إذا قيدت فترة النتظار بزمللن محللدود.
ويحتسب العربون جزءا ً من الثمن إذا تم الشراء ،ويكون من
حق البائع إذا عدل المشتري عن الشراء .أ ل هل
ل من فتاوي الدكتور حسين عفانة
يقول السائل :إنلله صللاحب محجللر ،واتفللق مللع شللخص أن
يبيعه حجارة للبناء ،وأخذ منه مبلغا ً من المال كعربللون ،ثللم
إن الشللخص الخللر اتفللق مللع صللاحب محجللر آخللر لتوريللد
الحجللر ،وجللاء يطللالبه بللالعربون ،فهللل يحللل للله أن يأخللذ
العربون ؟
الجواب :
إن بيللع العربللون هللو أن يللبيع النسللان الشلليء ويأخللذ مللن
المشتري مبلغا ً مللن المللال يسللمى عربونلا ً لتوثيللق الرتبللاط
بينهمللا علللى أسللاس أن المشللتري إذا قللام بتنفيللذ عقللده
احتسب العربون من الثمن ،وإن نكل كان العربللون للبللائع ،
)المللدخل الفقهللي . (1/495وقللد اختلللف فيلله الفقهللاء ،
فجمهور الفقهاء على أنه غير صحيح ،لما روي في الحللديث
عن عمرو بن شعيب عن أبيه عللن جللده قللال ) :نهللى النللبي
صلى الله عليه وسلم عن بيع العربان ( رواه أحمد والنسائي
وأبو داود ومالك ،وهذا الحديث ضللعيف .قللال الحللافظ ابللن
م ،وسللمي فللي روايللة لبللن ماجللة حجر " :وفيه راوٍ لم يس ل ّ
ضعيفة عبد الله بن عامر السلمي وقيل هو ابن لهيعة وهمللا
ضعيفان " )التلخيص الحبير ، ( 3/17وضعف الحديث الشيخ
اللباني في )تخريجه للمشكاة . ( 2/866وأجاز الحنابلة بيللع
العربون وروي القول بصحة بيع العربون عن عمر وابنه عبللد
الله ،وقال به محمد بن سيرين وسللعيد بللن المسلليب ،وقللد
ضعف المام أحمد الحديث الوارد في النهي عن بيع العربون
،واحتللج لصللحته بمللا ورد عللن نللافع بللن عبللد الحللارث " أنله
اشترى لعمر دار السجن من صللفوان بللن أميللة بأربعللة آلف
908
درهللم فللإن رضللي عمللر كللان الللبيع نافللذا ً وإن لللم يللرض
فلصفوان أربعمللائة درهللم " ،قللال الثللرم :قلللت لحمللد " :
تذهب إليه ؟ قال :أي شيء أقللول ؟ هللذا عمللر رضللي الللله
عنلله ،وضللّعف الحللديث المللروي " )المغنللي . ( 4/176
واحتجوا على صحته بما رواه عبد الرزاق في المصنف ،عن
زيد ابن أسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ) :سئل
عن بيع العربان فأحله ( ،ولكنلله مرسللل وفيلله ضللعيف كمللا
قال الشوكاني في) نيللل الوطللار .( 5/173والقللول بصللحة
بيع العربون هو أرجح القولين في المسألة لما في ذلللك مللن
تحقيق مصالح العبللاد وخاصللة أنلله لللم يثبللت النهللي عللن بيللع
العربون عن الرسول صلى الله عليه وسلم .ومللن المعلللوم
أن طريقة العربون ،هي وثيقة الرتباط العامة فللي التعامللل
التجللاري فللي العصللور الحديثللة ،وتعتمللدها قللوانين التجللارة
وعرفها ،وهي أساس لطريقللة التعهللد بتعللويض ضللرر الغيللر
عن التعطل والنتظار .وقد أيد ذلك ابن القيم رحمه الله بما
رواه البخاري في صحيحه في باب ما يجوز مللن الشللتراط ،
عن ابن عون عن ابن سيرين أنه قال " :قال رجللل لكّريلله :
أرحل ركابك فان لم أرحل معللك فللي يللوم كللذا ،فلللك مللائة
درهم ،فلم يخرج فقال شريح :من شرط على نفسه طائعا ً
غير مكره فهو عليه " المللدخل الفقهللي ) (496– 1/495ل ،
والكّري هو المكللاري الللذي يللؤجر الللدواب للسللفر ،وأرحللل
ركابك ،أي شد ّ على دوابك رحالهللا اسللتعدادا ً للسللفر .وبنللاًء
على ما تقدم ،يجوز أخذ العربون إن تراجللع المشللتري عللن
الصفقة .وإن كنت أفضل أن يعاد العربللون لصللاحبه خروجلا ً
من الخلف ورحمة بالناس (8) ***** .
القول الثاني :من قال بتحريم بيع العربون
وهم جماهير أهل العلم
مالك والشافعي وأبو حنيفة وأصحابهم
ل مذهب مالك
909
قال أبو عمر بن عبلد اللبر فلي كتلابه )التمهيلد ، 24/178 :
: (179
قال مالك :وذلك في ما نرى والله أعلم أن يشللتري الرجللل
العبد أو الوليدة ،أو يتكارى الدابة ،ثم يقللول للللذي اشللتراه
منه ،أو تكارى منه :أعطيك دينارا أو درهما أو أكثر من ذلك
،أو أقل على أني إن أخذت السللعة ،أو ركبلت مللا تكللاريت
منك فالذي أعطيتك هو من ثمن السلعة ،أو من كراء الدابة
،وإن تركت ابتياع السلعة أو كراء الدابللة فمللا أعطيتللك لللك
باطل بغير شيء
قال أبو عمر :على قول ماللك هلذا جماعلة فقهلاء المصلار
مللن الحجللازيين والعراقييللن منهللم الشللافعي والثللوري وأبللو
حنيفللة والوزاعللي والليللث ؛ لنلله مللن بيللع القمللار والغللرر
والمخاطرة وأكل المال بغير عوض ول هبللة ؛ وذلللك باطللل ،
وبيع العربان منسللوخ عنللدهم إذا وقللع قبللل القبللض وبعللده ،
وتلرد السللعة إذا كلانت قائملة ،فلإن فلاتت رد قيمتهلا يلوم
قبضها ،وعلى كل حال يرد ما أخذ عربانا والبيع .أ ل هل
وقال القرطبي في تفسيره ): (5/150
ومن أكل المال بالباطللل بيللع العربللان ،وهللو أن يأخللذ منللك
السلعة أو يكترى منك الدابة ويعطيك درهما فما فوقه علللى
أنه إن اشتراها أو ركب الدابة فهو من ثمن السلللعة أو كللراء
الدابة ،وإن ترك ابتياع السلعة أو كللراء الدابللة فمللا أعطللاك
فهو لك ،فهذا ل يصلح ول يجوز عند جماعة فقهللاء المصللار
من الحجازيين والعراقيين ؛ لنه من باب بيللع القمللار والغللرر
والمخاطرة وأكل المال بالباطل بغير عوض ول هبللة ،وذلللك
باطل بإجماع (9).
وبيع العربان مفسوخ إذا وقع علللى هللذا الللوجه قبللل القبللض
وبعده ،وترد السلعة إن كانت قائمة ،فإن فللاتت رد قيمتهللا
يوم قبضتها ،وقد روى عن قوم منهم ابللن سلليرين ومجاهللد
ونافع بن عبد الحارث وزيد بن أسلم أنهم أجازوا بيع العربان
910
على ما وصفنا ،وكان زيد بللن أسلللم يقللول :أجللازه رسللول
الله صلى الله عليه وسلم .
قال أبو عمر :هذا ل يعرف عن النبي صلى الله عليه وسلللم
من وجه يصح ؛ وإنما ذكره عبد الرزاق عن السلمي عن زيد
بن أسلم مرسل ،وهذا ومثله ليس حجة ،ويحتمل أن يكللون
بيع العربان الجائز على ما تأوله مالك والفقهاء معلله ،وذلللك
أن يعربنه ثم يحسب عربانه من الثمن إذا اختار تمام الللبيع ،
وهذا ل خلف في جوازه عن مالك وغيره .أ ل هل
ل مذهب الحناف وأهل الرأي
جاء في كتاب )فتاوى السفدي ) (473، 1/467 : (10فلي
ذكر أنواع البيوع الفاسدة :
والثاني والعشرون :بيع العربان ،ويقال :الربان :
وهو أن يشتري الرجللل السلللعة ،فيللدفع إلللى البللائع دراهللم
على أنه إن اخذ السلعة كانت تلك الدراهم من الثمللن ،وان
لم يأخذ فيسترد الدراهم .أ ل هل
ل مذهب الشافعية :
قال المام النووي في )المجمللوع شللرح المهللذب (9/317 :
بعد تعريفه اللغوي للعربون :
وهو أن يشتري شيئا ً ويعطي البائع درهم لا ً أو دراهللم ويقللول
إن تم البيع بيننا فهللو مللن الثمللن ،وإل فهللو هبللة لللك ،قللال
أصحابنا :إن قال هذا الشرط في نفس العقد فالبيع باطل ،
وإن قاله قبله ولم يتلفظا به حالة العقد فهو بيع صحيح ،هذا
مللذهبنا ،وقللد ذكللر المصللنف المسللألة فللي »التنللبيه« ولللم
يذكرها في »المهللذب« فللرع فللي مللذاهب العلمللاء فللي بيللع
العربون قللد ذكرنللا أن مللذهبنا بطلنلله إن كللان الشللرط فللي
نفس العقد ،وحكاه ابن المنذر عللن ابللن عبللاس ،والحسللن
ومالك وأبي حنيفة ،قال :وهو يشبه قول الشافعي ،قللال :
وروينا عن ابن عمر وابن سيرين جللوازه ،قللال :وقللد روينللا
عن نافع بن عبد الحارث أنه اشترى دارا ً بمكللة مللن صللفوان
بن أمية بأربعللة آلف ،فللإن رضللي عمللر فللالبيع للله وإن لللم
911
يرض فلصفوان أربعمائة ،قال ابن المنذر :وذكر حصول بن
حنبل حديث عمر فقال :أي شيء أقدر أقول ؟ هذا ما ذكره
ابن المنذر ،وقال الخطابي :اختلف النللاس فللي جللواز هللذا
البيع فأبطله مالك والشافعي للحديث ،ولما فيه من الشرط
الفاسد والغرر ،وأكل المال بالباطل ،وأبطله أيضا ً أصللحاب
الرأي ،وعن عمر وابن عمر جللوازه ،ومللال إليلله أحمللد بللن
حنبل ،والله سبحانه وتعالى أعلم .أ ل هل
* القول الراجح في بيع العربون
مما سبق ذكره يتبين التي :
1ل كل من الفريقين اعتمد على حللديث ل تقللوم بلله الحجللة
لضعفهما
2ل أن الفريق المجيز معه من الصحابة عمر بللن الخطللاب ،
وعبد الله بن عمر ،ومن التابعين ما ذكرنا .
والفريق الثاني :ليس معه من الصحابة من يقول بالمنع .
فهنا يقللدم قللول الصللحابي علللى أي قللول آخللر مللا دام فقللد
الدليل في المسألة .
3ل فمن هنا الراجح هو جواز بيع العربون .
الدلة على جواز بيع العربون :
َ
م الّربا()البقللرة :مللن ه ال ْب َي ْعَ وَ َ
حّر َ ل الل ّ ُ
ح ّ 1ل قوله تعالى ) :وَأ َ
الية (275
وهذه الية عموم في كل أنواع البيع إل ما خرج بدليل صريح
من الكتللاب أو السللنة ول نجللد دليل صللحيحا فللي حرمللة بيللع
العربون ،فبقي البيع على أصله ،أي هو مباح لذاته .
2ل حديث زيد بللن أسلللم المرسللل ،وهللو كمللا قللدمنا ؛ أنلله
مرسل حسن إلى زيد بن أسلم .
حكم العمل بالمرسل :
اختلف أهل العلم في جواز العمللل بالحللديث المرسللل علللى
النحو التالي :
ل ل مللذهب مالللك وأبللي حنيفللة وأحمللد :الحتجللاج بالمرسللل
والعمل به .
912
ل ل مللذهب جمهللور المحللدثين وجماعللة مللن الفقهللاء :عللدم
الحتجاج به .
ل مذهب الشافعي :الحتجاج به بشروط :
أ ل أن يروى من طريق آخر مسند ،ولو ضعيف
ب ل أو أن يكون له مرسل آخر
ج ل أو يكون عمل به صحابي أو تابعي
د ل أو بعمل أهل العصر الذي ذكر فيه
هل ل أو يعضده قياس قوي
و ل أو لم يكن في بابه سواه
قال النووي في )شرح مسلم : (1/30 :
مللذهب الشللافعي والمحللدثين أو جمهللورهم وجماعللة مللن
الفقهاء أنلله ل يحتللج بالمرسللل ومللذهب مالللك وأبللى حنيفللة
وأحمد وأكثر الفقهاء أنه يحتج بلله ومللذهب الشللافعي أنلله إذا
انضم إلى والجواب ما يعضده احتج به وذلك بأن يروى أيضللا
مسندا أو مرسل من جهة أخرى أو يعمل بلله بعللض الصللحابة
أو أكثر العلماء .أ ل هل
ل وقال السخاوي في )التوضيح البهر لتذكرة ابن الملقن ص
: ( 14
واعلم أن المرسل حجة عند أبي حنيفة ومالك ومن وافقهما
،كذا إن اعتضد عند الشافعي ،والجمهور بمجيلء آخلر أخللذ
مرسله العلم عن شلليوخ الول ،ومسللند ولللو كللان ضللعيفا ،
وبإسناد رواته نفسه له من باب أولى ،إن لم يترجح مرسله
بقرينة ،أو قول صحابي أو تبعا التابعين ،فمن يليهم مما قد
يعللبر عنلله بانتشللار لللم يخللالف ،أو يعمللل أهللل العصللر ،أو
كللثيرين ،أو بقيللاس ،أو لللم يكللن فللي بللابه سللواه ،وكللان
المرسل مع كونه من كبار التابعين ل يسند إل عللن ثقللة ،ول
يخالف الحفاظ فيما يأتي بله مملن الشلروط اجتملاع الثلثلة
فيه دون العواضد ال ٌَول ،فوجود واحد منها يكفي .أ ل هل
913
ومما ذكر يتبين أن مرسل زيللد بللن أسلللم يتللوفر فيلله عمللل
الصحابة والتابعين والمام أحمد ،مع وجود الصل العام وهو
حل البيع ،وعدم صحة دليل المنع .
ن أِبلليَ
علل ْ
3للل روى أبللو داود ) (3594والترمللذي )َ (1352
م: سللل ّ َه عَل َْيللهِ وَ َ
صللّلى الّللل ُ
ل الّلللهِ َسللو ُل َر ُل َقللا َهَُرْيللَرةَ َقللا َ
م ( )(11 شُروط ِهِ ْ ن عََلى ُ مو َ سل ِ ُ ) ال ْ ُ
م ْ
وهذا الحديث أصل في المعاملت بيللن النللاس بشللرط أن ل
يحل الشرط حراما أو يحرم حلل .
وبيع العربون من الشللروط الللتي رضلليها المسلللمون كجللزاء
نكث البيع
قال ابن القيم فللي ) أعلم المللوقعين (3/389 :فيمللا يجللوز
من الشروط :
وروى سلفيان بلن عيينلة ،علن عملرو بلن دينلار ،علن عبلد
الرحمن بن فروخ ،عن نللافع بللن عبللد الحللارث عامللل عمللر
على مكة أنه اشللترى مللن صللفوان بللن أميللة دارا لعمللر بللن
الخطاب بأربعة آلف درهم ،واشللترط عليلله نللافع إن رضللى
عمر فالبيع له ،وان لم يرض فلصفوان أربعمائة درهم .
ومن ههنا قال المام احمد :ل بأس ببيع العربون ؛ لن عمللر
فعله ،وأجاز هذا البيع طاعة فيه :مجاهد ومحمد بن سيرين
وزيد بن اسلم ونافع ابن عبد الحارث .
وقال أبو عمر :وكان زيد بن اسلم يقول أجازه رسللول الللله
صلى الله عليه وسلم .
وذكر المام أحمد إن محمد بن مسلمة النصاري اشترى من
نبطي حزمة حطب ،واشترط عليه حملها إلى قصللر سللعد ،
واشترى عبد الله ابن مسللعود جاريللة مللن امرأتلله وشللرطت
عليه أنه إن باعها فهي لها بالثمن .
وفي ذلك اتفاقهمللا علللى صللحة الللبيع طاعللة ،ذكللره المللام
احمد ،وأفتى به .
والمقصود :أن للشروط عند الشارع شللأنا ليللس عنللد كللثير
من الفقهاء ؛ فإنهم يلغللون شللروطا الشللارع ويفسللدون بهللا
914
العقد مفسدة تقتضي فساده ،وهللم متناقضللون فيمللا يقبللل
التعليق بالشروط من العقود ،وما ل يقبله فليس لهم ضابط
مطرد منعكس يقوم عليه دليل .
فالصواب :الضابط الشرعي الذي دل عليه النللص :أن كللل
شرط خالف حكم الله وكتلابه فهللو باطلل ،وملا للم يخلالفه
حكمه فهو لزم .
يوضحه إن اللتزام بالشللروط ،كللاللتزام بالنللذر ،والنللذر ل
يبطل منه إل ما خالف حكم الله وكتللابه ؛ بللل الشللروط فللي
حقوق العباد أوسع مللن النللذر فللي حللق الللله ،واللللتزام بلله
أوفي من اللتزام بالنذر .أ ل هل
4ل أن بيع العربون فيه من الفوائد ما يمنللع احتكللار السلللعة
علللى المشللتري ،فلللو عللدل المشللتري عللن شللراء السلللعة
وكسد سللوقها وقعللت الخسللارة علللى صللاحبها ،والمشللتري
ليس عليه شئ .
5ل يعمد كثير من التجار سواء تجار الفللواكه أو الخضللر إلللى
حجز السلعة بعربون ما ،ثم ينظللر فللي السللوق فللإن كللانت
السلعة رائجة ورابحة اشتراها ،وإن كانت كاسدة تركها وقد
مر عليها أيام ،وهللذا إهللدار لللوقت صللاحب السلللعة وضللياع
فللرص عرضللت عليلله بسللبب حجزهللا .فللبيع العربللون يمنللع
المشتري من الضرار بالغير .
6ل في كثير من الحيان ما يخفض ثمن السلعة بعد أيام من
بيعها ؛ وبهذا يضطر التاجر إلللى المسللاومة عليهللا مللن جديللد
ونقض البيع الول ،وإل ترك السلعة ،وبذلك يعرض صللاحبها
لخسارة محققة .فبيع العربون يمنع مثل التلعب من التجار
.
7ل العربون إن أخذه صاحب السلعة بعد نكللس التللاجر مللن
حقه كشرط جزائي وقع عليه ،وليس من أكللل أمللوال بغيللر
عوض كم يظن البعض .
8ل قال الدكتور ماجد أبورخية في كتابه )حكم العربللون فللي
السلم ص : (24 ، 23
915
والذي يبدو لللي لل والللله أعلللم لل أن التعامللل بللالعربون بيعللا
وإجللارة جللائز ،وأن مللا ذهللب إليلله الحنابلللة أولللى بالخللذ
والعتبار ،وإن كنت أرى أن الولللى هللو قيللام آخللذ العربللون
برده إذا نكللل الطللرف الخللر ،لن الللرد إقالللة عللثرة ،وقللد
ن أ َِبللي
علل ْ حبب إلينا الشارع الحكيم إقالة العثرات ،فقد ورد َ
ن
مل ْمَ : س لل ّ َ
ه عَل َي ْلهِ وَ َ
صلّلى الل ّل ُ
ل الل ّهِ َ سو ُل َر ُ ل َ :قا َ هَُري َْرةَ َقا َ
َ أ ََقا َ
ه )(12 ه الل ّ ُ
ه عَث َْرت َ ُ ما أَقال َ ُ
سل ِ ً
م ْ
ل ُ
ولن في رد العربلون إللى الناكلل خلروج ملن الخلف وأخلذ
بالحتياط وهو أسلم لدين المسلم .
وقد ذهبت إلى اختيار هذا الرأي للسباب التية :
1ل لن أدلة المانعين ليست قوية ،وليست كافية في إثبللات
الحرمة ،وبالتالي فإن حظر التعامل بالعربون ليس ثابتا .
2ل ولن الوقائع التي ذكرها الحنابلة مستدلين بها على جواز
العربللون هللي وقللائع يمكللن السللتدلل بهللا لمللذهبهم لوجللود
الشبه القوي بينهما وبين البيع أو الجارة بالعربون .
3ل من المعروف أن العربون هو وثيقة ارتباط بين الطرفين
ل البائع والمشتري ،والمؤجر والمستأجر ل والبللائع إنمللا يلجللأ
لخذ العربون من أجل حفظ حقه حللتى ل يقللع ضللحية الغللرر
الناتج عن نكول المشتري عن الشراء ،والمللر الللذي يللؤدي
إلى تفويت الفرص على البائع وإلحاق الضرر به ،وقد يللؤدي
إلى كساد الشئ المبيع فيما لو فات موسمه إذا كللان المللبيع
موسميا .
واعتقد أن قواعد الشريعة ل تمنللع احتيللاط النسللان لنفسلله
في مثل هذه المسائل ،وإن اشتراط البائع لنفسه ل وخاصللة
في مثل أيامنا هذه الللتي فسلدت فيهللا الللذمم وخربلت فيهلا
الضمائر ،وكثرت فيها أنواع النصب والحتيال ،وساءت فيها
المعاملة ل أمر يقره الشرع ول يأباه ،وقد روى البخاري عن
عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه قللال :مقللاطع الحقللوق
عند الشروط (13).
916
ويؤيد هذا ما رواه أبو هريرة رضي الله عنه أن رسول الله r
قال :المسلمون عند شروطهم .
4ل إن هذا النوع من التعامللل قللد شللاع بيللن النللاس وجللرى
عليه العلرف ،والمعللروف عنلد الفقهلاء أن العللرف معتلبر ،
وإن في اعتباره رفعا للحرج .
يقول أستاذنا مصطفى الزرقا (14) :
إن النظر في نصوص الفقهاء ينبئ بأن العللرف العملللي فللي
ميللدان الفعللال العاديللة والمعللاملت المدنيللة للله السلللطان
المطلللق والسلليادة التامللة فللي فللرض الحكللام وتقييللد آثللار
العقود وتحديد اللتزامات على وفق المتعللارف ،وذلللك فللي
كل مللوطن ل يصللادم فيلله العللرف نصللا تشللريعيا ،فللالعرف
عندئذ يعتبر مرجعا ومنبعا للحكام ،ودليل شرعيا عليها حيث
ل دليل سواه من النصوص التشريعية الساسللية ،فقلد قللال
المللام السرخسللي فللي "المبسللوط " :والثللابت بللالعرف
كالثابت بالنص (15).
* مناقشة أدلة المانعين :
استدل المانعون لبيع العربون بالتي :
1ل حديث :نهى النبي rعن بيع العربون
وقد ذكرنا ضعفه فل تقوم به حجة ول استدلل .
2ل قال المانعون :هو محرم لن فيه شرط فاسد
قلنا :الشرط الفاسد فللي المعللاملت هللو :مللا أحللل حرامللا
وحرم حلل
وشرط العربون ليس فيه ذلك ،وإنما هو شرط جزائي على
المشلترى جلزاء نكلوله علن الشلراء وتعريلض سللعة البلائع
للكسللاد أو الخسللارة ،وحللتى ل يطمللع النللاس فللي أمللوال
بعضهم البعض نتيجة الطمع في الربح على حساب الغير .
3لل قلالوا :أن بيلع العربلون فيله تغريلر بالمشلتري والغلرر
محرم .
قلنا :الغرر هو أن يلبيع لله شلئ غيلر معللوم الموصلفات أو
القدر
917
قال القرطبي في تفسره ) (4/392في معنى الغرر :
وهو ما كان له ظاهر بيع يغر وباطن مجهول .أ ل هل
وبيع العربون ليس فيه شئ من الجهالة ؛ إنما هو بيع معلللوم
بسعر معلوم على سلعة معلومة .
وإذا اتفق البيعان على البيع ثم نكس المشتري وقد كسللدت
السلعة ،فما هو الضمان ؟!
فببيع العربللون يمنللع وقللوع الغللرر مللن المشللتري ،ويضللمن
لصاحب السلعة حقه .
* جملة فتاوى في بيع العربون )(16
الفتوى الولى :
المصدر :مجموعة فتللاوى الهيئة الشللرعية شللركة الراجحللي
المصرفية للستثمار قرار رقم ) ( 99السؤال :
ما حكم استلم دفعة مقدمة من العميل بعد الموافقللة علللى
طلبه لشراء سيارة ففللي حللال تخلفلله عللن إجللراءات إتمللام
بيعها عليه هل يجوز أن تباع علي عميل آخر ؟ وما حكم هذه
الدفعة التي قدمها هل ترد عليه أم هي ملك للشركة ؟
الجواب :
إن كلمة ) الموافقة ( على بيع السيارة للعميل فيهللا إجمللال
يحتاج إلى تفصيل ليتضح الحكم في ذلك فإن كانت الموافقة
المشار إليهللا فللي السللؤال تعنلي أنله قللد تللم التفلاوض بيللن
الشركة وبين العميللل علللى شللراء السلليارة بمعرفللة السللعر
وطريقة الدفع وسائر الجراءات الللتي تتبللع لعقللد الللبيع ولللم
يصدر اليجاب والقبول
فهذه الصورة ليست بيعا وليس المبلللغ الللذي دفعلله العميللل
عند مفاوضته مع الشركة في الشراء عربونا فللشركة الحق
في أن تبيع السلليارة علللى عميللل آخللر ويبقللى المبلللغ الللذي
دفعه في ذمة الشركة له حق طلبه متى شاء
أما إن كانت الموافقة الواردة في السؤال تعنللي أن العميللل
قد اشترى السيارة من الشركة بصدور اليجاب من الشركة
والقبول من المشتري وبقي إجراءات توثيللق الللبيع فقللط فل
918
يخلو المر بالنسبة للدفعة التي قدمها العميللل إمللا أن تكللون
عربونا لها حكم العربون في ضياعها على المشترى في حال
عدوله عن الشراء في مدة خيار يجري التفاق على تحديدها
بين الطرفين أو ل يتفق على اعتبارهللا عربونللا فتعتللبر جللزءا
مقدما من الثمن والبيع منجز بل خيار
فإن كانت عربونا وكان بين الطرفين مدة خيار فللشركة بعد
انتهاء مدة الخيار فسخ البيع والتصرف في المبيع من سيارة
أو غيرها والعربون لهللا لقللاء حجزهللا المللبيع ثللم عللدوله عللن
الشراء بتخلفه عن إقرار إنفاذه في مدة الخيار
وأما إذا لم يكن بين المشللترى والشللركة خيللار لمللدة معينللة
وأن البيع قد تم منجزا فإن المبيع يبقللى للمشللترى والدفعللة
الللتي دفعهللا جللزء مللن الثمللن وللشللركة أن تطللالب بإتمللام
إجراءات توثيق الللبيع وفللي حللال تهربلله فللشللركة الحللق أن
ترفع القضللية للمحكمللة الشللرعية لتحكللم فيهللا بمللا يقتضلليه
الوجه الشرعي نحو مطالبتها بثمن المبيع وتسلللم المشللتري
ما اشتراه
وخروجا من هذا الشكال فإن الهيئة توصي الشركة في حال
بيعها على العميل أن تطلب منه دفعللة مقدمللة هللي عربللون
وأن تعيللن مللدة معلومللة تتللم فيهللا إجللراءات توثيللق الللبيع
وتشترط أنه في حال تخلفه عن الحضلور لتملام الجلراءات
فللي المللدة المحللددة فللإن العربللون يضلليع علللى المشللتري
وينفسخ البيع وتتصرف الشركة في المبيع بما تراه
الفتوى الثانية
المصدر :كتاب الفتللاوى الشللرعية فللي المسللائل القتصللادية
الجزاء ) ( 3 ) ( 2 ) ( 1بيت التمويل الكويتي فتوى رقم )
( 4السؤال
ملا الحكلم فيملا للو أراد بيلت التمويلل أن يشلتري محصلول
زراعيللا أو معللدنا خلف الللذهب والفضللة أو أيللة مللادة أوليللة
موجودة بالفعل عند البائع وحدد مللدة قصللوى لسللتلم هللذه
البضاعة على أن له الحق في استلمها فللي أيللة لحظللة مللن
919
هذه المدة .وقد دفع إلى البائع مبلغا كعربون علللى أن يللدفع
الباقي عند الستلم فهل هذا التصرف صللحيح ؟ وهللل يجللوز
لبيت التمويل الكويتي أن يبيع هذه البضاعة ..ومتى ؟
الجواب :
إن هللذا الشللراء صللحيح وهللو مللا يسللمى بالشللراء بللالعربون
ويجوز لبيت التمويل بعد استلم هللذه البضللاعة إمللا بطريقللة
مباشرة أو غير مباشرة :وبعد أن تكون في حيازته أن يبيعهللا
لمن يشاء أما قبل استلم البضاعة فل يجوز بيعها
الفتوى الثالثة
المصدر :كتاب الفتللاوى الشللرعية فللي المسللائل القتصللادية
الجزاء ) ( 3 ) ( 2 ) ( 1بيت التمويل الكويتي فتوى رقم )
( 5السؤال:
ما مدى جواز قيامنا بشراء سلعة معينة بنلاء عللى وعلد ملن
أحد العملء على أن يشتريها منا إذا ملكناها بثمن آجللل أكللثر
مللن ثمللن الشللراء ؟ -هللل يجللوز أخللذ العربللون مللن هللذا
العميل ؟ -وفي حالللة تخلفلله عللن الشللراء منللا بعللد شللرائنا
للسلعة هل يجوز لنا مصادرة العربون المدفوع ؟
الجواب :
أول :عن مواعدة أحد العملء بللأن نشللتري سلللعة معينللة ثللم
نبيعها له بثمن مؤجل زائد عن الثمن الذي اشتريت به أقللول
وبالله التوفيق :إن النصللوص العامللة للشللريعة تللوجب علللى
المسلمين الوفاء بعقودهم وعهللودهم إل أن يحلللوا حرامللا أو
يحرموا حلل والوفاء بهذا الوعد عند جميع الئمة واجب تدينا
وإن كللان غيللر ملللزم قضللاء عنللد الئمللة الثلثللة أبللي حنيفللة
والشافعي وأحمد وأما مالك فعنه روايات ثلث هي:
) ( 1أنه ل يجب الوفاء بالوعد
) ( 2أنه يجب الوفاء به مطلقا
) ( 3أنه إن ترتب على الوعلد إللزام الموعلود بشليء للول
الوعد ما فعله وجب الوفاء به والصورة المسللئول عنهللا مللن
الوجه الخيللر وهللذا مللا أطمئن إليلله لن الوفللاء بالوعللد مللن
920
أخلق المؤمنين والخللف ملن أخلق المنلافقين وعليله فهلذا
الوعد ملزم للطرفين
ثانيا وثالثا :أخذ العربللون مللن هللذا العميللل جللائز شللرعا وإذا
أخلف وعده جاز مصادرة العربون إذا اشترط ذلك في العقد
الفتوى الرابعة
المصدر :كتاب -الفتاوى السلللمية فللي القتصللاد -الهللرام
القتصادي فتوى رقم ) ( 65السؤال :
في بيع جمل فيه الخيار للمشترى في دفللع الثمللن بعللد مللدة
معينة وهى خمس سنوات على أن يدفع عربونا للبائع ثللم إذا
اختار رد المبيع ترك العربون اللذي دفعله ثلم بلاع المشلترى
جزءا من العين المبيعة لخر وأخذ منه عربونا على شرط أن
له الخيار في فسخ البيع ورد العربون إذا هو لم يتمللم عقللده
مع البائع الول هل تصللح الشللفعة لمللن للله حللق طلبهللا مللن
المشترى الثاني لو كان البيع صحيحا لزما وهللل يجللب علللى
طالب الشفعة أن يطلبها بمجرد سماعه بعقد هللذا الللبيع مللع
بقاء شرط الخيار للبائع فإذا لم يطلب الشللفعة سللقط حقلله
فيها أو ل يلزم طلب الشفعة إل بعللد سللقوط الخيللار ولللزوم
البيع ويكون حقه في طلب الشللفعة محفوظللا باقيللا إلللى أن
يصير البيع لزما ؟
الجواب
شللرط الخيللار فللي مللدة الخمللس سللنوات فللي دفللع الثمللن
وإمضاء البيع أو رد المللبيع وتللرك العربللون ممللا يفسللد الللبيع
فيكون البيع الول فاسدا ولما كان البيع الثاني قد شرط فيه
المشترى الول أن للله الخيللار فللي إنقللاذه إن أمضللى العقللد
الول الذي شلرط لنفسله الخيللار فيلله ملدة خملس سللنوات
وعدم إنفاذه إن لللم يمضلله فهللذا العقللد يكللون فاسللدا أيضللا
وعقد البيع إذا كان فاسللدا ل يكسللب حللق الشللفعة لمللن للله
الحق لو كان البيع صحيحا ول يثبللت حللق الشللفعة إل إذا زال
الفساد ووجد ما يقتضى لزوم العقد وامتناع التفاسللخ وعلللى
هذا فإذا كان الحال في هذه الواقعة أن الفساد قد زال ولللم
921
يبق خيار للبائع الثاني في فسخ العقد جاز طلب الشفعة بعد
سقوط خيار البائع ول يجوز قبلهللا ول شللك أن حللق الشللفيع
فلي طلللب الشللفعة يبقلى محفوظلا لله إلللى أن يلللزم للللبيع
ويبطل الخيار فيه .
* بيع العربون والمرابحة
أول :معنى المرابحة
المرابحة من الربح :وهو الزيادة في المال عن طريق الللبيع
َ َ
ت
مراَبحة ،أي على الربللح بينهمللا ،وبع ل ُ ويقال :أعطاه مال ً ُ
ة.
ح ً
مَراب َ َ الشيء ُ
قال ابن قدامة في )المغني : (4/129 :
معنى بيع المرابحة :هو البيع برأس المال وربح معلوم .
ويشترط علمهما برأس المال ،فيقول رأس مللالي فيلله ،أو
هو علي بمائة بعتك بها وربح عشرة ؛ فهذا جائز ل خلف في
صحته ول نعلم فيه عند أحد كراهة .أ ل هل
فبيع المرابحة هو :أن يدفع رجل لخر مال على أن يتجر فيه
ويقسم الربح بينهما على حسب ما اتفقا عليه من غير تحديد
للربح .
فل يقللول للله مثل :خللذ هللذه النقللود واتجللر فيهللا علللى أن
تعطيني على كل مائة كذا .فهذا هو الربا .
ثانيا :فتاوى معاصرة تتعلق بالمرابحة والعربون)(17
الفتوى الولى
المصدر :كتاب الجوبة الشرعية فللي التطبيقللات المصللرفية
الجلزء الول إدارة التطلوير والبحلوث مجموعللة دللة البركلة
فتوى رقم ) ( 6السؤال :
نرجللو إفتاءنللا هللل يجللوز طلللب تللأمين نقللدي لفتللح اعتمللاد
مستندي لعملية المرابحة ؟
الجواب:
إن التأمين النقدي المشار إليه هو في الواقع ) عربللون ( ول
علقة له بفتح العتماد المستندي للتمويل بالمرابحة لن فتح
العتماد فللي هللذه الحللال يكللون علللى مسللئولية البنللك لنلله
922
يشتري لنفسلله قبللل أن يللبيع للعميللل وكللل مللا يتعلللق بفتللح
العتماد وعمولته وضمانه هو من مسئوليات البنك لكن يحق
للبنللك عنللد الللدخول فللي مواعللدة مللع العميللل علللى شللراء
البضاعة التي سيتملكها البنك أن يأخذ عربونا لضمان الجدية
وتنفيللذ الللتزام الواعللد تجللاه البنللك وقللد أقللر ذلللك مللؤتمر
المصرف السلمي الثللاني الكللويت 1983التوصللية رقللم 9
ونصها يرى المؤتمر أن أخذ العربون فللي عمليللات المرابحللة
وغيرها جائز بشرط أن ل يستقطع مللن العربللون المقللدم إل
بمقدار الضرر الفعلي المتحقق عليه من جللراء النكللول هللذا
وإذا كان التأمين في صورة وديعة فللإن ربحهللا يكللون لصللالح
العميل لن المبلللغ قبللل اسللتحقاق البنللك للله بللالنكول يعتللبر
ملكه للعميل فربحه له
الفتوى الثانية
المصدر :كتاب الفتللاوى الشللرعية فللي المسللائل القتصللادية
الجزاء ) ( 3 ) ( 2 ) ( 1بيت التمويل الكويتي فتوى رقم )
( 5السؤال:
ما مدى جواز قيامنا بشراء سلعة معينة بنلاء عللى وعلد ملن
أحد العملء على أن يشتريها منا إذا ملكناها بثمن آجللل أكللثر
من ثمن الشراء ؟ هل يجوز أخذ العربون من هللذا العميللل ؟
وفي حالة تخلفه عن الشللراء منللا بعللد شللرائنا للسلللعة هللل
يجوز لنا مصادرة العربون المدفوع ؟
الجواب:
أول :عن مواعدة أحد العملء بللأن نشللتري سلللعة معينللة ثللم
نبيعها له بثمن مؤجل زائد عن الثمن الذي اشتريت به أقللول
وبالله التوفيق :إن النصللوص العامللة للشللريعة تللوجب علللى
المسلمين الوفاء بعقودهم وعهللودهم إل أن يحلللوا حرامللا أو
يحرموا حلل والوفاء بهذا الوعد عند جميع الئمة واجب تدينا
وإن كللان غيللر ملللزم قضللاء عنللد الئمللة الثلثللة أبللي حنيفللة
والشافعي وأحمد وأما مالك فعنه روايات ثلث هي:
) ( 1أنه ل يجب الوفاء بالوعد
923
) ( 2أنه يجب الوفاء به مطلقا
) ( 3أنه إن ترتب على الوعلد إللزام الموعلود بشليء للول
الوعد ما فعله وجب الوفاء به والصورة المسللئول عنهللا مللن
الوجه الخيللر وهللذا مللا أطمئن إليلله لن الوفللاء بالوعللد مللن
أخلق المؤمنين والخللف ملن أخلق المنلافقين وعليله فهلذا
الوعد ملزم للطرفين
ثانيا وثالثا :أخذ العربللون مللن هللذا العميللل جللائز شللرعا وإذا
أخلف وعده جاز مصادرة العربون إذا اشترط ذلك في العقد
الفتوى الثالثة
المصدر :كتاب الفتللاوى الشللرعية فللي المسللائل القتصللادية
الجزاء ) ( 3 ) ( 2 ) ( 1بيت التمويل الكويتي فتوى رقم )
( 321السؤال:
من خلل التعامل والزيارات التي أقوم بهللا بصللفتي مسللئول
عللن المرابحللة بفللرع السللالمية تقللدم الكللثير مللن أصللحاب
المحلت وشركات السيارات المستعملة يشكون عدم جديللة
العميل الذي يريد شراء سيارة منهللم ل يللدفع العربللون لهللم
لحجز السيارة له لحين إنهاء إجللراءات بيللت التمويللل للقيللام
بالشراء وحيث إن بيت التمويل قد منللع دفللع العربللون لهللذه
المكللاتب والشللركات وأخطللر بعللدم شللرعية ذلللك حيللث إن
العميل يقوم بالشراء مللن بيللت التمويللل وليللس مللن مكتللب
السيارات
لذا نقترح أن يقوم مكتب السلليارات بتحصلليل هللذا العربللون
لصللالح بيللت التمويللل علللى أن يحتسللب مللن مقللدم شللراء
السلليارة عنللد التعاقللد وبللذلك نكللون قللد حققنللا لصللحاب
السيارات ضمان حجز السيارات بناء على رغبللة العملء فللي
الشراء ونكون قد تلفينا عدم شرعية دفع العربللون لمكللاتب
السيارات ونكون أيضا قد ضمنا جدية المشتري فللي الشللراء
وعدم تعطيل بيع السيارة لدى المكتب حيث ل يقللوم العملء
بمراجعلة هلذه المكلاتب عنلد علدم دفعهلم للعربلون ويظلل
المكتب منتظرا لمر الشراء مللن بيللت التمويللل فلي الللوقت
924
الذي لم يتقدم العميل بلالعرض إللى بيلت التمويلل الكويلتي
أيضا ؟
الجواب :
تللداولت الهيئة فللي السللؤال وتللبين أن مكللاتب السلليارات
المستعملة يلتركون فلترة أربعلة أيلام تقريبلا تظلل السليارة
محجوزة مبدئيا باسم العميل مما يسبب ضياع بعض الفللرص
عليهم ومع أن أخذ العربون في المرابحللات جللائز شللرعا ول
علقة له بفكرة اللزام أو عدمها لكن تم التعامل على عللدم
أخذه لبعاد صورة اللزام التي اختار بيت التمويل عدم الخذ
بها في المرابحات الداخلية
وللسللبب نفسله ل تللرى الهيئة أخللذ العربللون مللن قبللل تلللك
المكاتب ولو كان لصالح بيت التمويل الكويللتي خشللية تللوهم
تمللام الللبيع بيللن المكتللب وبيللن العميللل ويظللن أن دور بيللت
التمويلل هلو دفلع الثملن فقلط لقلاء الربلح وملع جلواز أخلذ
العربون من العميل من المرابحة سواء قللام بأخللذه موظللف
بيلللت التمويلللل أو وكيلللله ) مكلللاتب شلللركات السللليارات
المسللتعملة ( فإننللا نللرى عللدم أخللذه سللدا للذريعللة وإبعللادا
للشللبهات عللن تصللرفات بيللت التمويللل ويلجللأ إلللى تحديللد
المخاطر بإعطاء العميللل مللدة قصلليرة يحللق للمكتللب الللبيع
لغيره إذا لم يراجع خللها والله أعلم
الفتوى الرابعة
المصدر :توصيات وقرارات مؤتمر المصرف السلمي الثاني
فتوى رقم ) ( 7السؤال:
العربون في عمليات المرابحة
الجواب :
الفتوى :يرى المؤتمر أن أخذ العربون في عمليات المرابحة
وغيرها جائز بشرط أن ل يحللق للمصللرف أن يسللتقطع مللن
العربون المقدم إل بمقدار الضرر الفعلي المتحقق عليه من
جراء النكول .
* فتاوى في بيع العربون والذهب )(18
925
المصدر :كتاب الفتللاوى الشللرعية فللي المسللائل القتصللادية
الجزاء ) ( 3 ) ( 2 ) ( 1بيت التمويل الكويتي فتوى رقم )
( 126السؤال :
يجرى العمل فللي السللواق العالميللة للمعللادن أنلله إذا رغللب
تاجر في شراء معدن معين يتحدد له سعر معين ومدة معينة
يلتزم البائع ببيع هذا المعدن خللها بنفس السللعر للمشللترى
ويدفع المشتري مقدما للبائع مبلغا معينللا وفللي مقابللل ذلللك
يتعهد البائع تجاه المشتري في أن يحصللل الخيللر علللى هللذا
العرض للمدة المتفق عليها فإذا تم شراء المشترى للمعللدن
في خلل هذه الفللترة فللإنه يشللترى المعللدن بنفللس السللعر
الذي تم التفاق عليه مسبقا أمللا إذا انتهللت المللدة المحللددة
ولم يشتر المشتري هللذا المعللدن فللإنه يخسللر المبلللغ الللذي
دفعه للبائع مقدما ويصبح البائع في حللل مللن الللتزامه .فهللل
يجوز شرعا القيام بمثل هذا العمل ؟
الجواب :
إن ما يجرى عليه العمل في السواق العالمية بالنسللبة لللبيع
المعادن بصورة شاملة للذهب والفضة هو بيع المعدوم لعدم
وجود محل البيع ..فإن كان محل البيع معللدنا مللن الللذهب أو
الفضللة فل يجللوز دخللول الجللل فللي الصللفقة مطلقللا ل مللن
جانب المبيع ول من جانب الثمن لنه ل بد من التقلابض عنلد
التعاقد
وإن كان محل البيع غير الذهب والفضة ملن المعلادن فل بلد
من تطبيق شروط عقد السلم بقبللض جميللع الثمللن وتحديللد
أجل لتسليم البضاعة .فللإذا حللل الجللل يلللزم البللائع بتسللليم
البضاعة كلها للمشللتري ممللا عنللده أو مللن السللوق بالسللعر
المبين في العقد وبالمواصفات المتفق عليها
أما إذا كان المعدن المللبيع موجللودا بالفعللل عنللد البللائع وتللم
العقد فل يجوز تأجيل البدلين ) المبيع والثمن ( لئل يكون من
قبيل بيع الكالئ بالكالئ وإن كان ما تم بين البائع والمشتري
926
مجرد عرض أسعار يلتزم به البائع لمدة محددة فهذا إيجللاب
ملزم عند المالكية
ويجوز تقديم عربون من المشترى على أنه إن أتللم الصللفقة
احتسب من الثمن وإن لم يعقد الصفقة ترك العربون للبللائع
فهذا جائز بشرط وجللود البضللاعة الللتي هللي محللل الصللفقة
والولى للبائع أن ل يتقاضى من العربللون إل بقللدر مللا لحقلله
مللن ضللرر عللدم الشللراء طبقللا لتوصلليات المللؤتمر الثللاني
للمصرف السلمي .
هذا ما يسر الله لي جمعه في هذه المادة ،فإن وفقت فهذا
ي وكرملله ،وإن أخفقللت فللي شللئ فمللن من فضل الللله علل ّ
نفسي والشيطان ورحم الله امرأ أهدى إلي عيللوبي وصلللي
الله على نبينا محمد وعلى آله وسلم .
================
#حيل وذرائع ) المفسدين ( ..للطعن في ثوابت
) الدين (
المارقال
إن الحللال الللتي عليهللا هللذا المجتمللع المبللارك مللن تمسللك
ض لكل ما يناقضه ،جعل جماعللة ) التخريللب بالسلم ،ورف ٍ
حوالفسللاد ( الفكريللة بكافللة تصللنيفاتها تتحللرك فللوق صللفي ٍ
ب ومنهللج واضللح ، ن ل تقلّر أقللدامهم فيلله علللى أسلللو ٍ سللاخ ٍ
فحللرارة الغيللرة الظللاهرة علللى السلللم فللي هللذا المجتمللع
تجعلك ل ترى شيئا ً يتقلب ويتغير وينقللب رأسلا ً علللى عقللب
وبطنا ً على ظهر كمثل أطروحات أولئك المفسدين.
لقد ركب القوم في سبيل تمرير أفكار الضرار كللل مركللب ،
وساروا مع كل طريللق ،وسللايروا كللل سللائر ،وجمعللوا بيللن
السللهل والجبللل ،والشللرق والغللرب ،واليميللن والشللمال ،
فعلوا ذلك – بذكاء وغباء -ليفعلوا فعلتهم في هذا المجتمع.
لقد تعلم القوم جيدا أن المسلللم قللد يسللتهين بالمحرمللات ،
ويتساهل بالواجبات ،لكن هذا التساهل والتجاوز ل يمكن أن
ل لللرؤى وأفكللار تصللادم ض لللدينه ،أو قبللو ٍيؤدي به إلللى رفل ٍ
927
هويته ،فالشهوة ل تنقلب لشبهة ،والهوى ل يضرب الهوية ،
فالمسلم قد يشرب الخمر ،لكنلله ل يقللول عنلله بللأنه حلل ،
والمرأة قد تتساهل في نزع الحجللاب ،لكنهللا ل تللراه حريللة
وتطللورا ،فأعمللل المفسللدون الحيللل ،وركبللوا الللذرائع ،
وفكروا وقدروا فكانت تلك الذرائع والحيل الكثيرة التي فللي
ظاهرها تمسك بالشللرع ،وفللي باطنهللا سلللخ لقيللم الللدين ،
ومسخ لحكامه.
كنت – ول زلت – أتابع باهتمام أطروحات القللوم فللي جميللع
وسائل العلم المقروءة والمسموعة ،فأعجب من اتفللاقهم
في الهدف ،مع افتراقهم في الفكر ،وأعجب أكثر حين أجد
اتفللاقهم علللى الحيللل والللذرائع الللتي يسلللكونها فللي سللبيل
الوصول لمآربهم ،أفتواصوا به !
الذريعة الولى :
أن الخلف في فهم النللص ل فللي ذات النللص ،وأن الحقيقللة
نسبية ل يصح لحللد أن يحتكرهللا ،وأن الخلف إنمللا هللو مللع
الجتهاد الفقهي ل مع الفقه ،ومللع الرؤيللة المتطرفللة ل مللع
حقيقة الدين .
وهذه أم خبائث هذه الذرائع ،فهم يتوهمللون أنهللم يخللالفون
فهما ً خاطئا ً للنص ول يخالفون ذات النص.
ويتجلى أمر هذه الذريعة في نقاط محددة :
-1أنللك تجللد هللذه الرؤيللة -الللتي ل يرونهللا تعللارض النللص -
مقررة في نفوسهم من قديم ،وكانوا في وقت من الوقات
يطرحونها علللى أنهللا الخيللار الصللحيح ولللو عارضللت الللدين ،
فالدين ليس حكما في شؤون الحياة ،فلما تشربت عقولهم
وقلوبهم هذا المبدأ المصادم جاؤوا بعللد هللذا ليقولللوا للنللاس
نحن ل نعارض الدين بل نعارض فهما متشددا للدين!؟
-2أن وجود الختلف في الفهم ل يعني تسويغ هللذا الفهللم ،
فمجرد وجود فهم آخر ل يعني أنه فهللم مقبللول ،فض لل ً عللن
أن يكون صحيحا .
928
-3وعلى درج هذه الذريعة :فكللل المسللائل والحكللام ،بللل
والعقللائد والصللول الشللرعية قللد وقللع فيهللا اختلف فللي
تفسيرها؛ بدءا ً من الشهادتين وأركان السلم وجميع العقللائد
بل استثناء ،فهل يقللول القللوم بللأن الخلف فيهللا سللائغ لنلله
فهم للنص!وهذا إلللزام ل محيللد لهللم عنلله ،فسفسللطة هللذا
) فهمي وفهمك ( ،ل يمكن أن تسلللم لهللم إل إذا قبلللوا كللل
فهم مهما كان ،وعليه :فأي شخص يرغب فللي مخالفللة أي
أمر من المور الشرعية ما عليه سوى أن يقول هذا فهمللي،
ول بد أن تحترموا تفسيري للنص ،وأذكر أني قلللت لحللدهم
قديما ً :أعطني أي شيء تراه أنت أنه من السلم؟ ،وكنللت
سألزمه بوجود فهم آخر له ،وقد فطن لما أريد فكان جوابه
:أن السلم هو بحسب ما يراه كل شخص في نفسه !!
فأي شيء تراه وتظنه السلم فهو هللو السلللم ،ومللا عليلله
المرابللي – مثل -إل أن يتصللور أن الربللا جللائز فللي السلللم
ليكون فعله مباحا ً وصحيحًا!!..
-4بل ويلزمهم أن ل يقروا بالصحة والحقيقة لدين السلم ،
بل يكون السلم تفسلليرا ً واحللدا ً للللدين ،ل يمكللن لهللله أن
يقطعوا بصجته ،إذ الحقيقة ليس ملكا ً لهللم ،وهللذه النظللرة
السفسطائية وإن كانوا يختلفون في الخللذ بلوازمهللا إل أنهللا
أوجدت شكا ً وضفعا ً لللديهم فللي الخللذ بأحكللام الللدين – مللن
مل ومسللتكثر ، -لن الخللوف مللن احتكللار الحقيقللة وه ل ٌ مق ل ٍ
ت سحيقة من الظلمات والشكوك . رماهم في متاها ٍ
-5وهذه الذريعة تصح وتكون صحيحة ومقبولة لو كانت فللي
المسائل الجتهادية التي ل نص ظاهر فيهللا ،حيللث ل يمكللن
القطع بصحة فهم ٍ على آخر ،وأما أن يؤتى بهذه السفسللطة
في مسألة أجمع عليها العلماء ،أو جاء النللص ظللاهرا ً وجلي لا ً
فيها ،فل معنى له سوى عدم إرادة المتثال.
929
يبتدع رأيا ً جديللدا ً فللي الديمقراطيللة مثل ً ويقللول هللذا فهمللي
لها ،ول يجوز أن تحتكروا الحقيقة ،فلكل فهمه! ،وقل مثل
هذا في النظمة الدارية والسياسية ل نجلد أحللدا يقلرر مثللل
هذه السفسطة ،بل لللو قالهللا شللخص لضللرب بلله مثل فللي
الغباء والبلهة ،حاشا النصللوص والحكللام الشللرعية ،فهللي
حمى مستباح ،فكل من يملك قلما ً ويكتب شيئا ً فواجبنللا أن
نتقبله ونحترمه ،ونجل فكره وفهمه !
الذريعة الثانية :
أن الخلف ليس مع أحكام الشريعة ،بل هي أحكام صحيحة
ومقبولة ،وإنما الخلف مع من يستغلها لمنهللج سياسللي ،أو
أيدلوجية فكرية ،أو تطرف دينللي ،وهللو خلف مللع الصللحوة
في الدرجة الولى والخيرة.
ونطهر هذه الحيلة بمجموعة من المطهرات :
-1أن هذا تجاوز عن بحث المسائل الشللرعية إلللى الللدخول
في المقاصد والنيات ،بحيث أصبح كل حكللم شللرعي ي ُللدعى
إليلله يرمللى بلله لن صللاحبه يقصللد ويقصللد ،حللتى الحكللام
الشللرعية الللتي ل يمكللن أن يفهللم منهللا مقصللد سياسللي أو
فكري كالمر بإعفاء اللحى مثل ،أو تحريم سماع الغناء يأتي
المفسدون فيرمونها لن لها أهدافا ً أيدلوجية!
-2ثم إن كانت هللذه المفللاهيم صللحيحة ول ينللازعون فيهللا ،
فلم ل نرى ذكرها ولو تلميحا في كتاباتهم وأطروحاتهم؟
-3وإن كللان الحكللم صللحيحا ً كمللا تقولللون فمللا المللانع مللن
الدعوة إليه وترسيخه في الفهام؟
سللعي إلللى ترسلليخه فللي فكيف يكون الحكم صحيحا ً ،فللإذا ُ
الناس أصبح أمرا ً أيدلوجيا ً تجب محاربته؟
أم أن الدين شيء باطن ل يظهره إل مؤدلج!!..
وخذوا هذا المثال ،وبالمثال كما يقال يتضح المقال
يقول احدهم قبل أيام في احد وسائل العلم :أن ل مشكلة
لديه مللع مفهللوم ) الكللافر هللو الشللقي ( ،وأن هللذا مفهللوم
930
صللحيح لكللن الشللكالية هللي فللي اختطللاف هللذا المفهللوم
واستغلله في مناهج التعليم
طيب ..
إن كان المفهوم كما تقول صحيح ،فلم ل نرى له وجود فللي
جميع مقالتك وكتاباتك المتناثرة التي جاوزت المئات!..؟
وإن كان مفهوما صحيحا فما الذي يغيظك مللن الللدعوة الللى
هذا المفهوم الصحيح ،وترسيخه في الناس ؟؟
ومللا المللانع مللن إدخللال هللذا المفهللوم الصللحيح فللي مناهللج
التعليم ؟؟
وما العيب في استغلل المناسللبات لجللل ترسلليخ المفللاهيم
الصحيحة؟؟
وهل سيشمئز الدكتور حين يجد في المناهللج عبللارات تربللي
علللى الحللب والتسللامح وتقبللل الخلف ،أم أنلله سلليقول أن
المفهوم صحيح ولكن العبارة في موقع غير مناسب..؟
وهل سيقبل الدكتور لو جللاءه شللخص فللأنكر وجللود عبللارات
تدعو للتسامح في المناهج ،وأنكر كللل دعلوة إلللى التسلامح
والتعدد بحجة أنها عبارات مؤدلجة وغير نزيهة !
-4ثم ما ماهية المنهج السياسي والفكري واليدلوجي الللذي
يتهم به من يدعو الى تطبيق الحكام الشرعية ..؟؟
هل المراد به مثل الخروج على المجتمع وسفك دماء أبنائه ؟
وهل يفهم هذا من الدعوة للحكام الشرعية إل من في قلب
مرض من الشريعة ؟
أم المراد به تطبيق هذه الحكللام فللي جميللع جللوانب الحيللاة
السياسية والجتماعية ؟
أم ماذا ؟
فلللي ظنلللي أن القلللوم سيسلللتمرون فلللي اسلللتجرار هلللذه
السطوانة من غير أن يوضحوا مرادهم منهللا ،لنلله ل يظهللر
مراد يستقيم لهم إل أنه رفللض للحكللم الشللرعي واشللمئزاز
منلله ،بحيللث يظهللر لنللا احللترامه وحبلله البللاطني للحكللم ،
ويحاربه ويستميت في مواجهته علنا وظاهرا.
931
-5ثم إن الواقع أن الخلف مع الليبراليين وبقيللة المفسللدين
ليس في مسائل إجرائية ،أو مصلحية بينهم وبيللن الصللحوة ،
بل واقع المر أن الخلف فللي منهجيللة التعامللل مللع النللص ،
وفي قبول الرؤى المصادمة للنص ،وفي مسائل حاسللمة ل
يختلف أحد أنها من صميم الشرع ،فمحاولة خللداع النللاس ،
ودس رؤوسهم في التراب وإيهامهم أنه صراع مللع أشللخاص
ل مع دين ،هو أسلوب ماكر لكنه مكشوف ،يصللل إلللى حللد
الطرافللة عنللد بعضللهم حيللن يللرى المعركللة مللع الحركييللن
المسيسين للدين وليس مع العلماء والمشايخ الفضللء ،ملع
أنه يعلم علم اليقين أن هؤلء المشايخ الذين يريد أن يتمسح
بهم هم أول من ينكر أطروحاتهم وتشغيباتهم.
الذريعة الثالثة :
التمسك بالمقاصد الكلية للشريعة السلمية .
وهي ذريعة جديدة لم يتفطن لها القوم في مجتمعنللا إل مللن
قريب ،وهللو ل يعللدو اسللتغلل وامتطللاء للتمريللر والتللبرير ،
ولعلنا نقرب المجهر قليل على طريقة القوم في التعامل مع
المقاصد الشرعية لتظهر الصورة الحقيقيللة لهللذا السللتغلل
المكشوف :
-1إن المقاصد يراد بها الصول والكليات العامة ،والتي من
أجلها شرعت الفروع والجزئيات ،
وعليلله :فل قيمللة للمقاصللد إل مللن خلل معرفللة الفللروع
والجزئيات ،ومن يريد الخذ بالمقاصد من غير أخللذ للفللروع
والجزئيللات فهللو كمللن يريللد أن يعيللش فللي بنللاء مللن غيللر
أساساته وقواعده !
-2ثم إن كثيرا من المقاصد العاملة ممللا يتفللق عليهللا جميللع
الناس – مسلمهم وكافرهم – فالعللدل والرحمللة والمسللاواة
والتيسير هي أمور ل يختلف عليها أحد ،ومن يريللد أن يأخللذ
بالمقاصد الشرعية من غير التفات لفروعها المقررة لها هللو
في الحقيقة لم يأخذ من السلللم بشلليء ،لجللل ذلللك كللان
شيخ السلم ابن تيمية رحملله الللله عميق لا ً حيللن قللال :مللن
932
استحل أن يحكم بين الناس بما يللراه عللدل مللن غيللر الللتزام
بالشرع فهو كافر،
وعليه :فمن يظللن أن السلللم جللاء فللي بللاب مللن البللواب
بأصول عامة كالعدل وترك للنللاس أن يضللعوا لهللا التفاصلليل
كما يريدون؛ فهو مغرقٌ في الوهم مللن حيللث ل يشللعر ،لن
السلم لو جاء كما يقول بمثل هذا فهو في الحقيقة لم يللأت
بشلليء ،ولكللان حكللم السلللم – وحاشللاه -فضلللة وتأكيللدا
يمكن الستغناء عنه بغيره .
وعلللى طريقللة أولئك المتلعللبين يمكللن نقللض كللل الحكللام
الشرعية بل استثناء من خلل التمسك بالمقاصد الشللرعية ،
بللل حللتى التوحيللد الللذي مللن أجللله بعثللت الرسللل وأنزلللت
الكتللب ،يمكللن أن نجعللله أمللرا مباحللا مللن خلل المقاصللد
الشرعية .
وإل فما الذي يمنع قائل ً أن يقول :الزنا حلل لن فيه تيسير
ومن مقاصد الشريعة التيسير!..
والمرأة كالرجل في الرث لن من مقاصللد الشللريعة العللدل
والمساواة!
والكافر إذا مات علللى كفللره فهللو مللن أهللل الجنللة لن مللن
مقاصد الشريعة الرحمة !
والخلف في المقاصد ل حد ول حصر له ،فهللي مصللطلحات
مطاطة يقدر المفسدون أن يضعوا في عباءتهللا مللا يشلاءون
من كافة النحرافات والتوجهات.
-3والغرابللة تكمللن أن التمسللك بللروح السلللم ،ومقاصللده
لنسف فروعه وجزئياته ،هذه الطريقللة العرجللاء ل توجللد إل
مع النصوص الشرعية ،ولو أن أحدا ً مللن النللاس طبللق هللذه
ضللرب علللى أم دمللاغه ، الطريقللة علللى نظللام إداري مثل ل ُ
فروح النظام ليس ذريعة للغاء تفاصيل النظام ،وإل لغللدت
البلد فوضى .
أقف عنللد هللذه اللذرائع الثلث ،لن أقلل الجملع ثلثللة ،وإل
فالللذرائع والحيللل يطللول حصللرها وتتبعهللا ،غيللر أن جماعهللا
933
ل إلللى رؤى منحرفللة ،وأفكللار مشللبوهة مللن خلل وصللو ٌ
التمسللح بالللدين ،وإظهللار التمسللك بلله ،فتتعللدد السللباب
والفساد واحد.
والله المسئول أن يحمي مجتمعنا من شرهم وشررهم.
المارقال
1427/ 4 / 14هل
===============
#أين الخلل وما العمل
) مجموعة مقالت (
- 4السقوط في التبرير
م .عبد اللطيف البريجاوي
هذا خلل من نوع آخر وقللع فيلله المسلللمون وازدادوا بسللبب
ذلك تخبطا فوق تخبطهم .إنلله السللقوط فللي التللبرير وعللدم
الجللرأة علللى مراجعللة الخطللاء وهللذه صللفة ل زمللت بنللي
إسرائيل في كثير من تصرفاتهم فقال الله عنهم في سللورة
العراف " واسألهم عن القرية التي كانت حاضللرة البحللر إذ
يعدون في السبت إذ تأتيهم حيتانهم يوم سبتهم شرعا ويللوم
ل يسللبتون ل تللأتيهم كللذلك نبلللوهم بمللا كللانوا يفسللقون " )
(163العراف
قال القرطلبي رحملله اللله فللي تفسللير هللذه اليلة " ...وأن
إبليس أوحى إليهم فقال :إنما نهيتم عن أخذها يوم السللبت,
فاتخذوا الحياض; فكانوا يسوقون الحيتان إليها يللوم الجمعللة
فتبقى فيها ,فل يمكنها الخروج منهللا لقلللة المللاء ,فيأخللذونها
يوم الحد ."..
فطريقة العتداء كانت هللي عبلارة عللن تلبرير لهللم واقتنعلوا
وأقنعوا أنفسهم بهذا التبرير فكان جزاؤهم أن مسللخهم اللله
قردة وخنازير قال تعالى :
" ولقد علمتم الللذين اعتللدوا منكللم فللي السللبت فقلنللا لهللم
كونوا قردة خاسئين" ) (65البقرة
934
إنها عقوبة من الله لم يعاقب بهللا قللوم غيرهللم وذلللك لنهللم
اعتدوا وبرروا لنفسهم ما نهاهم الله عنه
إن هذه الصفة لم تقتصر على بني إسللرائيل فقللط بللل و يللا
للسف الشللديد تعللدت هللذه الصللفة وغيرهللا إلللى كللثير مللن
المسلمين فوقعوا بها
إن سللقوط المسلللمين فللي عقليللة التللبرير جعللل كللثيرا مللن
الخطاء تتراكب وتتواكب لتشكل حمل ثقيل على صدر المللة
ل يزاح إل بالقتنللاع الكامللل بضللرورة الجللرأة علللى مراجعللة
أخطللاء الماضللي ونفللي عقليللة التللبرير والخللروج مللن هللذا
الكبرياء المزيف .
لقد كان من ميزة الخيار فللي هللذه المللة الخللذ بللالمر دون
التبرير والسقوط فيه
فالصحابة رضوان الله عليه كانت ميزاتهم كللثيرة ومللن هللذه
الميزات أنهم لللم يللبرروا لنفسللهم خطللأ ارتكبللوه بللل كللانوا
يسارعون إلى تصويب الخطأ وفق الخيارات الصحيحة
فمن ذلك مثل قصة كعب بن مالك ورفيقاه الذين لم يللبرروا
لنفسهم ما ارتكبوه من تقصير في عدم خروجهم إلى غزوة
تبوك مع النبي عليه السلم كما فعل غيرهللم مللن المنللافقين
بل واجهوا الخطأ واعللترفوا بلله وسللعوا إلللى إزالتلله بللالطرق
الشرعية حتى تاب الله عليهم وكللانت النتيجللة لهللذه الجللرأة
قرآنا يذكر قصتهم وتوبة الله عليهم إلى يوم الدين
ويوم وقللف السلللطان عبللد الحميللد رحملله الللله رافضللا كللل
الرفض أن يسمح لليهود بالدخول إلى فلسطين ) ومن كللان
يمنعه وهو خليفة المسلمين وكانت الضغوطات الجنبية على
أوجها والضعف في بلده يستفحل( فكان بإمكللانه أن يوافللق
متذرعا بتبريرات مختلفة لكنه وقف وقفة البطل الوحد فللي
سللاحات الللوغى ولللم يسللمح لعقليللة التللبرير أن تللدخل إلللى
خلفته ودفع بذلك ما دفعه ! والحياة مواقف !!.
لكن الكثير من المسلمين اليوم وقعوا في عقلية التبرير ولم
يقتصر المر على الفراد بل تعداه إلى الشعوب والدول
935
فعلى صعيد الفراد مثل ترى كثيرا من الناس يتذرعون لتفه
السللباب ويتحججللون بضللائقة ماديللة ) حقيقيللة أو وهميللة (
ليمدوا أ يدهم إلى الربا والرشللوة بحجللة عللدم القللدرة علللى
النفاق ويبررون لنفسهم ما حرمه الله
وعلى صعيد الدول تللرى الكللثير مللن الللدول السلللمية تللبرر
لنفسها بطريقة أو بأخرى التعامل مع ألللد أعللداء المسلللمين
بحجة المصالح واختلل ميزان القوى وغير ذلك
إن عقلية التبرير من أخطر ما يصاب به العقل المسلللم مللن
مرض فهللي عقليللة المصللحة وعقليللة المنللافع النيللة ل تللأبه
بالضوابط ول بالقيم
ومن أهم السئلة التي يمكن أن تطرح علللى بسللاط البحللث
لمللاذا يقللع النسللان عمومللا والمسلللم خصوصللا فللي عقليللة
التبرير ؟؟
الحقيقة أن هناك أسبابا كثيرة منها :
-1الكبر :وهو من أول السباب وأهمها الللتي تجعللل عقليللة
التبرير تتسرب إلى عقل النسان المسلللم فهللو يللرى نفسلله
أنه أكبر من أن يتراجع عن خطأ ارتكبه وأن الحق في جللانبه
وأنه ل يقول إل حقا وأن غيره دائمللا علللى خطللأ وقللد عللرف
م َ
ط ن ب َط َِر ال ْ َ
حقّ وَغَ َ النبي عليه السلم الكبر فقال " :ال ْك ِب َْر َ
م ْ
س " أبو داود قال النووي :بطر الحق هو دفعلله وإنكللاره الّنا َ
ترفعا وتجبرا ) وغمط الناس ( :أي استحقارهم وتعييبهم " .
– 2حب الدنيا :وهو من السباب المهمة في عقلية التللبرير
فالذين لم يلذهبوا ملع رسلول اللله إللى غلزوة تبلوك جعللوا
يتذرعون الحجج الواهية لنفسهم وللناس لتبرير هذا التقصير
لكن كعبا وضح ذلك قائل " ..وغللزا رسللول الللله صلللى الللله
عليه وسلم تلك الغزوة حيللن طللابت الثمللار والظلل وتجهللز
رسول الله صلى الله عليه وسلم والمسلمون معه "..
فكان حب الدنيا سببا مهما مللن أسللباب السللقوط فللي هللذه
العقلية .
936
– 3الجهل :وهللو آفللة فللي كللل الحللالت والوقللات فمللن ل
يعرف الخير من الشر والحق من الباطل تلتبس عليه المور
ويدخل في حيزات كبيرة من عقلية التبرير .
إن عقليللة التللبرير مللن أخطللر مللا يصلليب الفللراد والللدول
والشعوب وإن بني اسرائيل لما سقطوا فللي عقليللة التللبرير
مسخهم الله إلى قردة وخنازير
والمسلمون لما سللقطوا فللي هللذه العقليللة عوقبللوا بعقوبللة
المسخ ولكن ليللس إلللى قللردة وخنللازير تكرمللة لهللذه المللة
ولكنها عقوبة المسخ بين المم حتى أصللبحوا أمللة ممزقللة ل
سيادة لها ,ل يهاب لها جانب ول تستشار في أمر من أمورها
.
ومن المهم أن نؤكد على نقطة بالغة الهمية وهي أن عقلية
التبرير ليست هي عقلية الستراتيجية السلمية الللتي تختللار
النسب من بين كل الحتمللالت بللل هللي تللك العقليللة الللتي
تفعل الخطأ عيانا وجهارا ثم تأبى أن تعود عنه متذرعة بحجج
واهية وأسباب بالية وللحديث بقية والله ولي التوفيق
=============
#الزكاة وفوائدها
فضيلة الشيخ /محمد بن صالح العثيمين
الزكاة فريضة من فرائض السلم وهي أحللد أركللانه وأهمهللا
بعد الشهادتين والصلللة ،وقللد دل علللى وجوبهللا كتللاب الللله
تعللالى وسللنة رسللوله صلللى الللله عليلله وسلللم وإجمللاع
المسلمين ،فمن أنكر وجوبها فهو كللافر مرتللد عللن السلللم
يستتاب ،فإن تاب وإل قتل ،ومن بخل بهللا أو انتقللص منهللا
شيئا ً فهو من الظالمين المستحقين لعقوبة الللله تعللالى قللال
الله تعالى } :ول يحسبن الذين يبخلون بما ءاتاهم الله مللن
فضله هو خيرا ً لهم بل هو شر لهم سلليطوقون مللا بخلللوا بلله
يوم القيامة ولله ميراث السموات والرض والله بما تعملون
خبير { ] آل عمران .[ 180 :
937
وفي صحيح البخاري عن أبي هريرة رضللي الللله عنلله قللال :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " :من آتاه اللله مللال ً
فلم يؤد زكاته مثل له يوم القيامة شللجاعا ً أقللرع للله زبيبتللان
ُيطوقه يوم القيامة ثم يأخذ بلهزمتيه -يعني شللدقيه -يقللول
أنا ماُلك أنا كنزك " 0الشجاع :ذكر الحيات ،والقرع :الللذي
سمه .
تمعط فروة رأسه لكثرة ُ
وقال تعالى } :والذين يكنزون الذهب والفضللة ول ينفقونهللا
في سبيل الله فبشرهم بعذاب أليم ) (34يللوم يحمللى عليهللا
في نار جهنم فتكوى بها جباههم وجنوبهم وظهورهم هللذا مللا
كنزتم لنفسكم فللذوقوا مللا كنتللم تكنللزون { ] التوبللة ،34 :
. [35
وفي صحيح مسلم عن أبي هريرة رضي الللله عنلله أن النللبي
صلى الله عليه وسلم قال " :ما من صاحب ذهللب ول فضللة
ل يؤدي حقها إل إذا كان يوم القيامة صفحت له صللفائح مللن
نار فأحمي عليها فللي نللار جهنللم ،فيكللوى بهللا جنبلله وجللبينه
وظهره ،كلما بردت ٌأعيدت في يللوم كلان مقللداره خمسللين
ألف سنة ،حتى يقضى بيللن العبللاد ،فيللرى سللبيله ،إمللا إلللى
الجنة وإما إلى النار " 0
وللزكاة فوائد دينية وخلقية واجتماعية كثيرة ،نذكر منهللا مللا
يأتي :
فمن فوائدها الدينية :
-1أنها قيام بركن من أركان السلم الذي عليه مدار سعادة
العبد في دنياه وٌأخراه 0
-2أنها ُتقرب العبد إلى ربله وتزيللد فللي إيمللانه ،شللأنها فللي
ذلك شأن جميع الطاعات 0
-3ما يترتب على أدائها من الجر العظيم ،قال الله تعالى :
} يمحق الله الربا ويربي الصدقات { ] سورة البقرة 276 :
[ وقال تعالى } :وما ءاتيتم من ربا ليربوا في أموال النللاس
فل يربوا عند الله ومللا ءاتيتللم مللن زكللاة تريللدون وجلله الللله
فأولئك هم المضعفون { ] الروم 0 [ 39:وقال النبي صلى
938
الله عليه وسلم " من تصدق بعدل تمرة -أي ما يعادل تمرة
-مللن كسللب طيللب ،ول يقبللل الللله إل الطيللب ،فللإن الللله
يأخذها بيمينه ثم يربيها لصاحبه كما يربي أحدكم فلللوه حللتى
تكون مثل الجبل " رواه البخاري ومسلم .
-4أن الله يمحو بها الخطايا كما قال النبي صلللى الللله عليلله
وسلم " والصدقة تطفىء الخطيئة كمللا يطفىللء المللاء النللار
".
والمراد بالصدقة هنا :الزكاة وصدقة التطوع جميعا ً 0
ومن فوائدها الخلقية :
-1أنها تلحق المزكي بركب الكرماء ذوي السماحة والسخاء
.
-2أن الزكاة تستوجب اتصللاف المزكللي بالرحمللة والعطللف
على إخوانه المعدمين ،والراحمون يرحمهم الله
-3أنلله مللن المشللاهد أن بللذل النفللس المللالي والبللدني
للمسلمين يشرح الصدر ويبسللط النفللس ويللوجب أن يكللون
النسان محبوبا ً بحسب ما يبذل من النفع لخوانه 0
-4إن في الزكاة تطهيرا ً لخلق باذلها من البخل والشح كما
قال تعلالى } :خلذ ملن أملوالهم صلدقة تطهرهلم وتزكيهلم
بها { ] التوبة 0 [ 103 :
ومن فوائدها الجتماعية :
-1أن فيها دفعا ً لحاجة الفقللراء الللذين هللم السللواد العظللم
في غالب البلد .
-2أن في الزكاة تقوية للمسلمين ورفعا ً من شأنهم ،ولذلك
كان أحد جهات الزكاة الجهاد ُ في سبيل الله كما سنذكره إن
شاء الله تعالى .
-3أن فيها إزالة للحقاد والضللغائن الللتي تكللون فللي صللدور
الفقللراء والمعللوزين ،فللإن الفقللراء إذا رأوا تمتللع الغنيللاء
بالموال وعدم انتفللاعهم بشلليء منهلا ،ل بقليللل ول بكللثير ،
فربما يحملون عداوة وحقدا ً عللى الغنيلاء حيلث للم يراعلوا
لهم حقوقا ً ،ولم يدفعوا لهم حاجة ،فإذا صرف الغنياء لهللم
939
شيئا ً من أمللوالهم علللى رأس كللل حللول زالللت هللذه المللور
وحصلت المودة والوئام .
-4أن فيهللا تنميللة للمللوال وتكللثيرا ً لبركتهللا ،كمللا جللاء فللي
الحديث عن النبي صلللى الللله عليلله وسلللم أنلله قللال " :مللا
نقصت صدقة مللن مللال " .أي :إن نقصللت الصللدقة المللال
عدديا فإنها لن تنقصه بركة وزيادة في المستقبل بللل يخلللف
الله بدلها ويبارك له في ماله .
-5أن له فيها توسعة وبسطا ً للموال فإن الموال إذا صرف
منهللا شلليء اتسللعت دائرتهللا وانتفللع بهللا كللثير مللن النللاس ،
بخلف إذا كانت دولللة بيللن الغنيللاء ل يحصللل الفقللراء علللى
شيء منها .
فهللذه الفللوائد كلهللا فللي الزكللاة تللدل علللى أن الزكللاة أمللر
ضللروري لصلللح الفللرد والمجتمللع .وسللبحان الللله العليللم
الحكيم .
والزكاة تجب في أمللوال مخصوصللة منهللا :الللذهب والفضللة
بشرط بلللوغ النصللاب ،وهللو فللي الللذهب أحللد عشللر جنيهللا
سعوديا وثلثة أسباع الجنيلله ،وفللي الفضللة سللتة وخمسللون
ريال ً سعوديا ً من الفضة أو ما يعادلهللا مللن الوراق النقديللة ،
والواجب فيها ربلع العشلر ،ول فلرق بيلن أن يكلون اللذهب
والفضة نقودا ً أم تبرا ً أم حليا ً ،وعلى هذا فتجب الزكللاة فللي
حلي المرأة من الللذهب والفضلة إذا بلللغ نصلابا ً ،وللو كلانت
تلبسه او تعيره ،لعموم الدلة الموجبة لزكاة الذهب والفضة
بدون تفصيل ،ولنه وردت أحاديث خاصة تدل علللى وجللوب
الزكاة في الحلي وإن كان يلبس ،مثل ما رواه عبللدالله بللن
عمرو بن العلاص رضلي اللله عنهملا :أن املرأة أتلت النلبي
صلى الله عليه وسلم وفي يد ابنتها مسكتان من ذهب فقال
" :أتعطيللن زكللاة هللذا ؟ " قللالت :ل .قللال " :أيسللرك أن
يسورك الله بهما سوارين من نار ؟ " فألقتهما وقللالت :همللا
لله ورسوله " .قال في بلوغ المرام :رواه الثلثللة وإسللناده
قوي ولنه أحوط وما كان أحوط فهو أولى .
940
ومن الموال التي تجب فيها الزكاة :عروض التجارة ،وهللي
كل ما ٌأعد للتجارة من عقارات وسيارات ومواشي وأقمشللة
وغيرهللا مللن أصللناف المللال ،والللواجب فيهللا ربللع العشللر ،
فيقومها على رأس الحول بما تساوي ويخللرج ربللع عشللره ،
سواء كان أقل مما اشتراها به أم أكثر أم مساويا ً 0فأما مللا
أعده لحاجته أو تأجيره من العقارات والسلليارات والمعللدات
ونحوها فل زكاة فيه لقول النبي صلى الللله عليلله وسلللم " :
ليللس علللى المسلللم فللي عبللده ول فرسلله صللدقة " -أهللل
الزكاة هم الجهات التي تصرف إليها الزكاة ،وقد تولى الللله
تعالى بيانها بنفسه فقال تعللالى } :إنمللا الصللدقات للفقللراء
والمساكين والعاملين عليها والمؤلفة قلللوبهم وفللي الرقللاب
والغارمين وفي سبيل الللله وابللن السللبيل فريضللة مللن الللله
والله عليم حكيم { ] التوبة 0 [ 60 :
فهؤلء ثمانية أصناف :
الول :الفقراء وهم الللذين ل يجللدون مللن كفللايتهم إل شلليئا
قليل ً دون النصف ،فإذا كان النسان ل يجللد مللا ينفللق علللى
نفسه وعائلته نصف سنة فهو فقير فيعطى ما يكفيه وعائلته
سنة .
الثاني :المساكين وهم الذين يجللدون مللن كفللايتهم النصللف
فأكثر ولكن ل يجللدون مللا يكفيهللم سللنة كاملللة فيكمللل لهللم
نفقة السنة 00وإذا كان الرجل ليس عنده نقود ولكن عنده
مورد آخر من حرفة أو راتب أو استغلل يقوم بكفللايته فللإنه
ل يعطى من الزكاة لقول النبي صلى الله عليه وسلللم " :ل
حظ فيها لغني ول لقوي مكتسب " .
الثالث :العاملون عليهللا وهللم الللذين يللوكلهم الحللاكم العللام
للدولللة بجبايتهللا مللن أهلهللا ،وتصللريفها إلللى مسللتحقيها ،
وحفظها ،ونحو ذلك من الولية عليها ،فيعطون مللن الزكللاة
بقدر عملهم وإن كانوا أغنياء .
الرابع :المؤلفة قلوبهم وهم رؤساء العشائر الذين ليس في
إيمانهم قوة ،فيعطون من الزكاة ليقلوى إيملانهم ،فيكونلوا
941
دعللاة للسلللم وقللدوة صللالحة ،وإن كللان النسللان ضللعيف
السلم ولكنه ليس من الرؤساء المطاعين بل هو من عامللة
الناس ،فهل يعطى من الزكاة ليقوى إيمانه ؟
يرى بعض العلماء أنه ُيعطى لن مصلللحة الللدين أعظللم مللن
مصلحة البدن ،وها هو إذا كللان فقيللرا ً يعطللى لغللذاء بللدنه ،
فغذاء قلبه باليمان أشد وأعظم نفعا ً ،ويللرى بعللض العلمللاء
أنه ل يعطى لن المصلللحة مللن قللوة إيمللانه مصلللحة فرديللة
خاصة به.
الخامس :الرقلاب ويلدخل فيهلا شلراء الرقيللق ملن الزكلاة
وإعتاقه ،ومعاونة المكاتبين وفك السرى من المسلمين .
السادس :الغارمون وهم المدينون إذا لم يكن لهم ما يمكن
أن يوفوا منه ديونهم ،فهؤلء يعطون مللا يوفللون بلله ديللونهم
قليلة كانت أم كثيرة 000وإن كانوا أغنياء من جهة القوت ،
فإذا قدر أن هناك رجل ً له مورد يكفي لقوته وقللوت عللائلته ،
إل أن عليه دينا ً ل يستطيع وفاءه ،فإنه ُيعطى من الزكاة مللا
يوفي به دينه ،ول يجوز أن يسقط الدين عللن مللدينه الفقيللر
وينويه من الزكاة .
واختلف العلماء فيمللا إذا كللان المللدين والللدا ً أو ولللدا ً ،فهللل
يعطى من الزكاة لوفاء دينه؟ والصحيح الجواز .
ويجوز لصاحب الزكاة أن يذهب إلى صللاحب الحللق ويعطيلله
حقه وإن لللم يعلللم المللدين بللذلك ،إذا كللان صللاحب الزكللاة
يعرف أن المدين ل يستطيع الوفاء .
السابع :في سبيل الله وهو الجهاد في سللبيل الللله فيعطللى
المجاهدون من الزكاة ملا يكفيهلم لجهلادهم ،ويشلترى ملن
الزكاة آلت للجهاد في سبيل الله .
م الشللرعي ،فيعطللى طللالب العلللم ومن سللبيل الللله :العلل ٌ
الشرعي ما يتمكن به من طلب العلم مللن الكتللب وغيرهللا ،
إل أن يكون له مال يمكنه من تحصيل ذلك به .
الثامن :ابن السبيل وهو المسللافر الللذي انقطللع بلله السللفر
فيعطى من الزكاة ما يوصله لبلده .
942
فهؤلء هم أهل الزكاة الذين ذكرهم الله تعللالى فللي كتللابه ،
وأخبر بأن ذلك فريضة منه صللادرة عللن علللم وحكمللة والللله
عليم حكيم .
ول يجوز صرفها في غيرها كبناء المساجد وإصلللح الطللرق ،
لن الله ذكر مستحقيها على سللبيل الحصللر ،والحصللر يفيللد
نفي الحكم عن غير المحصور فيه .
وإذا تأملنا هذه الجهات عرفنا أن منهم من يحتاج إلى الزكاة
بنفسه ومنهم من يحتاج المسلمون إليه ،وبهذا نعرف مللدى
الحكمة في إيجللاب الزكللاة ،وأن الحكمللة منلله بنللاء مجتمللع
صالح متكامل متكافئ بقدر المكان ،وأن السلم لم يهمللل
الموال ول المصالح التي يمكن أن تبنللى علللى المللال ،ولللم
شحها وهواهللا ، يترك للنفوس الجشعة الشحيحة الحرية في ُ
بل هو أعظم موجه للخير ومصلح للمم .
والحمد لله رب العالمين .
===============
#هكذا كنا .....هكذا أصبحنا
د .نهى قاطرجي
إذا كللانت قللراءة تاريللخ المللم والشللعوب مفيللدة مللن أجللل
الطلع على أخبارهم وأخذ العللبر منهللا ،علللى اعتبللار المثللل
المعروف "التاريخ يعيد نفسه" ،فإن قراءة التاريخ السلللمي
تفيد في استرجاع أسباب القوة المطلوبة لقيادة العلالم ملن
جديللد ،وهللذا يتطلللب كمللا هللو معللروف امتلك الشللروط
الموضللوعية الللتي وضللعها الللله عللز وجللل فللي اطللار سللنن
ونواميس ثابتة ل تتغير .
ومما يؤكد على أن السلم هو المؤهل لهذه المهمة أمللران:
الول صللراع الحضللارات الللتي رك ّللزت عليلله الللدول الغربيللة
مدركة من خلله أن السلم بما يمثله من تكامل ورقللي هللو
العللدو الوحيللد لهللا ،والثللاني الفسللاد والعللدوان علللى النللاس
وعلى الموال والعراض الللتي انتهجتلله تلللك الللدول مطبقللة
سنة الفول التي جعلها الللله عقاب لا ً للمخللالفين ،قللال بذلك ل ُ
943
تعالى" :وإذا أردنا أن نهلك قرية أمرنا مترفيها ففسقوا فيهللا
فحق عليها القول فدمرناها تدميرا" .
كد كثير من المفكريللن القللدامى والمحللدثين علللى هذا وقد أ ّ
حقيقللة هللذه السللنن ،فقللال ابللن خلللدون فللي هللذا المجللال:
مِهللم ودمللائهمحُر ِ
"العللدوان علللى النللاس فللي أمللوالهم و َ
وأسرارهم وأعراضهم ...يفضي إللى الخللل والفسلاد دفعلة
واحللدة وتنتقللض الدولللة سللريعا ً بمللا ينشللأ عنلله مللن الهللرج
المفضي إلى النتفاض" .
وقال المفكر الغربي "برتراند رسل" :إن بقاء السيادة إلللى
البللد ليللس قانون لا ً مللن قللوانين الطبيعللة واعتقللد أن الرجللل
البيض لن يلقى أيام لا ً رضللية كتلللك الللتي لقيهللا خلل أربعللة
قرون .
من هنا فإن إجللراء مقارنللة بسلليطة بيللن ماضللي المسلللمين
وحاضرهم أمر ضروري من أجل ادراك سنن الللله عللز وجللل
فللي النصللر ،والخلص مللن الثقافللة النهزاميللة الللتي تتهللم
السلم بالنقص والتخللف ،بينملا الحقيقلة كملا قلال المفكلر
"محمد أسد" أن السلم كان وسلليبقى كللامل ً بنفسلله ،إل أن
ل" ،هو إصلح موقفنللا مللن الللدين ،لمعالجللة ما نحتاج إليه فع ً
كسلنا وغرورنا وقصر نظرنا وبكلمة واحدة ،معالجة مسللاوئنا
نحن ل المساوئ المزعومة فللي السلللم ،ولكللي نصللل إلللى
احياء أسلمي فإننا ل نحتاج إلى أن نبحث عن مبادئ جديللدة
في السلوك نأتي بها من الخللارج ،إننللا نحتللاج فقللط إلللى أن
نرجللع إلللى تلللك المبللادئ القديمللة المهجللورة فنطبقهللا مللن
جديد" .
ومللن الختلفللات الللتي يمكللن تسللجيلها بيللن مسلللمو اليللوم
ومسلمو المس ما يلي :
-1التمسك بالوحي اللهي :الذي عنى به المسلللمون الوائل
كل ما جاء به الرسول صلللى الللله عليلله وسلللم عللن طريللق
الوحي ،إن كان ما ورد في القرآن الكريم أو في سنة النللبي
محمد صلى الله عليه وسلللم القوليللة والفعليللة ،والللتي بللذل
944
المسلمون من أجل حفظها من التحريللف والتللدليس الغللالي
والرخيص من المال والوقت والجهد ،وأوجدوا لجلها العلللوم
الشرعية مثل علم مصطلح الحديث وعلم الجللرح والتعللديل،
كل هذا تطبيقا ً لشرع الله عللز وجللل الللذي أورد فللي محكللم
تنزيله " :ما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا ".
وهللذه الوحللدة فللي مصللادر الشللريعة لللم تعجللب بعللض
المسللتغربين مللن أبنللاء المسلللمين اليللوم الللذين دعللوا إلللى
الفصل بين القرآن الكريم والسنة النبويللة الشللريفة فتقبلللوا
الول على أن يتعاملوا مع نصوصه معاملة تاريخية ،ورفضللوا
الخللر بحجللة ضللعف الحللاديث والتشللكيك بالرجللال ،يقللول
"جمال البنا" في هللذا المجللال :إن النهللوض بالسلللم يكللون
بالعودة "إلى القرآن الكريم مباشللرة ،دون تقي ّللد بتفسلليرات
سلنة بمعلايير ملن القلرآن إذ ثبلت أن سلرين ،وضلبط ال ُ المف ّ
السند ل يمكن أن يكون معيارا ً لنه جزء مللن عمليللة الوضللع
التى فشت فى الحديث فلم يبللق إل الحتكللام إلللى القللرآن.
سنة مبينة للقرآن ،فمن البديهى أنها تلتزم ولما كانت ال ُ
بالقرآن .وأخيرا ً عدم اللتزام بالحكام الفقهيللة الللتى وضللعها
أئمة المذاهب الربعة أو غيرهم" .
من هنا كانت الدعوة إلى فتح باب الجتهاد الللذي أرادوا مللن
وراءه إعادة قراءة النصوص القرآنية قراءة جديدة بعيدة عن
أدوات الجتهاد وهي العلللم بالكتللاب والسللنة واللغللة العربيللة
والجماع الذي يمثل هوية السلللم والمقاصللد الشلرعية مللن
حفظ للنفس والعقل والدين والعرض والمال .
وكان من أهم الجتهادات المعاصرة التي خرجوا بها :إشللاعة
الفكر العلمللاني الللذي ل يتعللارض مللع الللدين ،بزعمهللم ،بللل
يتعارض مع تسييس اللدين ،لن السللم للم يلرد للنبيلاء أن
يكونوا ملوكا ً أو مؤسسي دول وإنما أرادوهللم دعللاة ،دورهللم
التبليغ ،وجردهم من كل سلطة .
945
وكان منها أيضا ً اعطاء المرأة حريتها المزعومة ،ومنع التعدد
الزوجات ،ورفللض الحجللاب ،وإباحللة الربللا ،ووقللف عقوبللات
الجلد والصلب وقطع اليدين .
-2العللتزاز بالتاريللخ القيللادي :الللذي يشللهد علللى تفللوق
المسلمين عسكريًا ،ويشهد على ذلك انتصاراتهم وفتوحاتهم
التي وصلللت إلللى الحللدود الفرنسللية ،وكللان مللن أبللرز هللذه
النتصارات ،انتصارهم علللى البريطللانيين فللي الشللام وعلللى
القوط النصارى في الندلس ،وعلى الصليبيين في فلسطين
والتي انتهت باستعادة القصى على يد صلح الدين .
أما اليوم فلقد كان من نتائج اتفاق المم كلهللا علللى تقسلليم
التركللة العثمانيللة وتفللتيت المسلللمين إلللى دويلت صللغيرة
مستعمرة ،أن نسي المسلمون تاريخهم ورجالهم ،وافتخللروا
بلللدور المسلللتعمرين وبطلللولتهم ،حلللتى أن أحلللدهم أشلللاد
بالمستعمر الفرنسللي "نللابليون" لمصللر والحملللة الفرنسللية
عليها التي أيقظتها وجعلتها ترى نفسها في مرآة الغرب .
وكان من نتائجه أيضا ً وجود جيل من المسلللمين المشللككين
بصلحية السلم للحكم ،فاعتبر أحدهم أن "صلللحية الغللرب
للحكم والقيادة ،وتوجيه ركب الحضللارة حقيقللة ل ينبغللي أن
نكابر فيها ،أو نتجاهلها ،وأن انتصار الغرب على الشرق حكم
القدر ،وناموس الكون ،وتدرج التاريخ ،ل فائدة من مللواجهته
ومقلللاومته،أو مقلللارعته بالحجلللة والبرهلللان ،أو بالسللليف
والسنان ،ول بد لنا من الخضوع أمامه وقبوله على علته ،إذا
كان له علت " .
كما نصح الخر بعدم مقاوملة السللتعمار المريكلي ،ووصللف
هذه المقاومة بأفضل وصفة للنتحار الجماعي وغير ذلك من
الطروحات النهزامية .
دمت للمجتمللع البشللري -3بناء الحضارة السلمية :الللتي ق ل ّ
المللآثر والنجللازات والعلللوم ،وهللذا بللاعتراف كللثير مللن
المفكرين والعلماء الغربييللن المنصللفين أمثللال المستشللرقة
"زنعريد هونكه" التي أّلفللت كتابهللا "شللمس العللرب تسللطع
946
على الغللرب" ،و"جوسللتاف لوبللون" مؤلللف كتللاب "حضللارة
العرب" و"ول ديورت" مؤلف "قصة الحضللارة" الللذي قللال:
"إن "روجر بيكون" و"وينلو"
وغيرهما من الوروبيين بعد ثلثماية عام يعتمدون بحوث ابن
الهيثم لختراع المجهر المراقب" ،وقال أيضًا":وأكبر ظننا أننا
لول ابن الهيثم لما سمع الناس قط بروجر بيكون" .
هللذه الحضللارة العريقللة الللتي حللاول الوروبيللون طمسللها
وسللرقوا منهللا مئات الكتللب العلميللة العربيللة مللن العصللور
الوسطى بعد ترجمتها إلى لغاتهم ،ونسبوها إلى علمللائهم أو
المترجمين منهم ،كشف حقيقتها" الدكتور فؤاد سزكين خبير
التراث العربي والسلمي المعروف عن أكثر من مئة سرقة
كتاب علمي عربي مهللم وأرجعهللا إلللى المللؤلفين الحقيقييللن
من المسلمين".
وفي العودة للسللباب الللتي سللاهمت فللي نجللاح المسلللمين
قديما ً في بناء الحضارة السلمية نجدها في كللونهم ربطوهللا
بالعقيدة السلمية ،فإذا دققنا النظر وتعمقنا في دراسة هذه
الحضارة وجدنا شيئا ً واحدا ً يهيملن عليهلا الوصلول إللى اللله
ونيل رضاه ،وما وظيفة النسان الولللى والخيللرة فللي هللذه
الحياة إل تحقيق هذا الهدف .
حللم ،يربطللون أسللباب بينمللا نجللد مسلللمو اليللوم ،إل مللن ُر ِ
الحضلللارة بناطحلللات السلللحاب وبالختراعلللات التكنولجيلللة
والقمار الصلناعية ويروهلا أيضلا ً فلي حريلة مزعوملة ،وفلي
أجساد عارية وثروات طائلة .
إن الختلف بين نظللرة القللدامى والمحللدثين إلللى الحضللارة
تعود لختلفهم في مقاييس هللذه الحضللارة ،فمقياسللها فللي
السلم "روح وقلللب ومقياسللها فللي الغللرب حديللد وصلللب،
ومقياسها في السلم مدى ايمللان الفللرد والجماعللة وكيفيللة
جهادهللا للرسللالة الللتي تحملهللا ،والللدعوة الللتي تحضللنها،
ومقياسها في الغرب مدى مادية الفللرد والجماعللة ومسللتوى
غناهلللا ومنطقلللة نفوذهلللا وسللليطرتها وصللللحية اختللهلللا
947
واسللتغللها ،مقياسللها فللي السلللم اليثللار وإنكللار الللذات
ومقاييسللها فللي الغللرب الثللرة وتعبللد الللذات ،ومقايسللها ف
السلللم الللبر والمسللاواة ومقياسللها فللي الغللرب النانيللة
واللمبالة".
أخيرا ً كثيرة جدا ً هي الفروقات بين مسلللمو اليللوم ومسلللمو
المس ول يمكن لحد الدعاء بأنه يمكن حصرها في عجالللة،
إل أن من أبرز هذه الفروقات وأهمها :
-تمسك المسلمون القدامى بفضيلة الجهاد التي عرفوا فيها
عزهم وعز أمتهم بينما صللار الجهللاد اليللوم فريضللة غائبللة أو
ممنوعللة أو مؤقتللة إلللى حيللن تحقيللق المكاسللب السياسللية
والمادية .
-تكاتف المسلمين وتعاونهم حتى كانوا كالبنيان المرصوص،
وكان ما يجمعهللم هللو أخللوة السلللم الللتي دعمهللا الرسللول
ضلها على أخوة الدم وكان يقللول " صلى الله عليه وسلم وف ّ
إنما المؤمنون اخوة" ،بينما نجللد أن الرابللط بيللن كللثير مللن
المسلمين اليوم هو أخوة الوطن والقومية والمذهبية .
-أمرهلللم بلللالمعروف ونهيهلللم علللن المنكلللر اللللذي فهمللله
المسلمون الوائل قوام الدين ،والللذي تركلله مسلللمو اليللوم
تحت حجة الحرية الشخصية وترك التدخل بشللؤون الخريللن
حتى حدث ما حذر منه المام الغزالي عندما قللال :إن قللوام
الدين بقيام المر بالمعروف والنهي عن المنكللر ،ولللو طللوى
بسللاط الللدين واهمللل علملله لتعطلللت النبللوة ،ولضللمحلت
الديانة ،وعمت الفترة ،وفشت
الضللللة ،وشللاعت الجهالللة ،واستشللرى الفسللاد ،واتسللع
الخرق ،وخربت البلد ،وهلك العباد ،ولم يشعروا بللالهلك إل
يوم التناد" .
إن ما ينقص المسلم اليوم من أجللل السللتفادة مللن تجللارب
الماضي وإحياء السلم من جديد أن يرفللع رأسلله عاليلا ً كمللا
قال "محمد أسد" ،وعليه أن "يتحقق أنه متميز ،وأنه مختلف
عن سائر الناس ،وأن يكون عظيم الفخر لنه كذلك ،ويجب
948
عليه أن يكد ّ ليحتفظ بهذا الفارق ،على أنه صللفة غاليللة ،وأن
يعلم هذا الفارق على الناس بشجاعة بدل ً من أن يعتذر منه،
بينما هو يحاول أن يذوب في مناطق ثقافية أخرى" .
الفهرس العام
949