You are on page 1of 5

‫المقاربة المبنية على الكفايات في البرامج التعليمية الجديدة‪:‬‬

‫ملحظات أولية‬
‫بقلم عبد الرحيم كلموني‪:‬مفتش تربوي بالتعليم الثانوي‬
‫الكفايات حاجة اجتماعية و اقتصادية أم موضة تربوية؟‬
‫كثفر الحديفث ففي الونفة الخيرة عفن الكفايات ففي التعليفم‪,‬أو عفن "المقاربفة الكفائيفة " أو " المقاربفة بالكفايات" ففي‬
‫المغرب سيرا على نهفج الكثيفر مفن دول العالم سواء المتقدم أو السائر في طريق النمو‪.‬وإذا كان النقاش محتدا في‬
‫الغرب‪ ,‬بين المبشرين بهذه المقاربة الجديدة الذي ستكون لها‪ ,‬حسب تصورهم‪ ,‬نتائج باهرة على المتعلم و من ثم‬
‫على المجتمفع الذي يجعفل مفن قطاع التربيفة و التعليفم المجال الول للسفتثمار‪ ,‬وبيفن المشككيفن الرافضيفن لهذه‬
‫المقاربفة التفي يرون فيهفا تعفبيرا عفن ازدهار اليديولوجيفا اليمينيفة التفي تريفد إخضاع التربيفة و التعليفم لقتصفاد‬
‫العولمفة و الليبراليفة و قيفم الفعاليفة و المردوديفة و جعفل المدرسفة ففي خدمفة الليفبراليين الجدد‪ ,‬و بيفن أولئك الذيفن‬
‫يحاولون أن يجدوا طريقفا سفالكا وسفط هذه الغابفة الكثيففة مفن المفاهيفم و المصفطلحات التفي تنطوي على كثيفر مفن‬
‫اللبس‪ ,‬علهم يتبينوا الخيط البيض من الخيط السود و يحافظوا على المسافة النقدية التأملية في قضية ملغزة‬
‫و مرشحة للنزلتقات و سوء التفاهم الدائم‪ ,‬فأن المشكل ‪,‬عندنا ‪,‬أشد تعقيدا و أكثر التباسا لننا نتعامل مع الكثبر‬
‫من المور التي لم يحسم النقاش حولها و كأنها مسلمات‪...‬‬
‫جرت العادة ففي المغرب أن نتخيفل التغييفر حاصفل‪ ,‬بمجرد تغييفر المصفطلح حتفى كأن للغفة قدرة سفحرية خارقفة‬
‫فنتجاهفل تلك المسفافات الشاسفعة بيفن القول و الفعفل(‪.)Meirieu, 1996‬فقفد حصفل معنفا هذا المفر مرارا و ثمفة‬
‫أمثلة ل يمكفن تجاهلهفا‪ :‬التعليفم بواسفطة الهداف التفي وجفد المدرسفون أنفسفهم ملزميفن باعتماده باعتباره العملة‬
‫البيداغوجية الرسمية الوحيدة دون أن يعرفوا ‪ ,‬في بداية المر‪ ,‬ما هو بالضبط‪.‬‬
‫لكفن الن ‪ ،‬و العالم كله يلهفج بلففظ الكفايات ‪ ,‬على طريقفة التعليفم بالهداف أن تنسفحب ففي صفمت و قفد تنكفر لهفا‬
‫حتى مريدوها الذين اعتبروها وقتئذ نهاية التربية( على غرار نهاية التاريخ)‪.‬‬
‫إن أول الملحظات التفي يمكفن أن تعفن للمتتبفع للشأن التربوي و البيداغوجفي ففي بلدنفا هفي الخلط الحاصفل ففي‬
‫المصففطلحات و المفاهيففم ‪,‬إلى الحففد الذي يجعففل أي نقاش أو حوار أمرا أشبففه بالمسففتحيل ‪,‬لن حجففم التبايففن فففي‬
‫المفاهيم بلغ درجة يصعب معها التفاهم ‪ .‬إذا كانت بيداغوجيا الهداف قد أغرقت في التجزيء و التدقيق و توحيد‬
‫المفاهيفم فإن المقاربفة بالكفايات على النقيفض مفن ذلك خلقفت و سفتخلق الكثيفر مفن مظاهفر اللتباس و التشتفت و‬
‫البلبلة ‪.‬و النقاش دائر اليوم على أشده بيفففن المشتغليفففن بعلوم التربيفففة ففففي أوروبفففا حول دللت هذا المفهوم و‬
‫النزلقات التي حصلت في الممارسات البيداغوجية المرتبطة بهذه المقاربة الجديدة( أنظر مثل ‪))Rey,1996‬‬
‫و ‪))perrenoud,1997‬‬

‫أية كفايات لي مجتمع‪:‬‬


‫ل ينبغفي أن نحمفل المدرسفة كفل المشاكفل التفي يتخبفط فيهفا المجتمفع و نجعفل منهفا بيفت الداء‪:‬فالمدرسفة المغربيفة‬
‫ليست هي المسؤولة عن ضعف النظام القتصادي و ضعف التأهيل الصناعي و وجود بنى اقتصادية غير مهيكلة‬
‫و عدم وجود مناصففب شغففل بالمقدار الكافففي و غياب التحديففد المواصفففاتي للحاجات المهنيففة‪ ,‬فففي مجتمففع يعتمففد‬
‫بالدرجفة الولى على الفلحة ‪ ,‬و إن كان للسفياسات التعليميفة المتبعفة منفذ السفتقلل دور ل يمكفن إنكاره في المآل‬
‫الخطير الذي بلغته المدرسة المغربية في الوقت الراهن و التي يجعل أمر الصلح ضرورة ملحة و مستعجلة قبل‬
‫فوات الفرصة الخيرة‪.‬‬
‫لقفد انصفب اهتمام الكثيفر مفن دول العالم على السفبل التفي بمقدورهفا تحقيفق جودة التعليفم و الرففع مفن مردوديتفه و‬
‫فائدته الجتماعيفة و التنمويفة و مساهمته في الزدهار القتصادي و الرخاء البشري و كل ذلك في إطار مشروع‬
‫تربوي و تنموي محدد و واضفح المعالم‪ .‬فدول التحاد الوروبفي ‪ ,‬على سفبيل المثال ‪ ،‬انكبفت منفذ عقفد مفن الزمفن‬
‫تقريبفا على تدقيفق مففا سفمي بالكفايات المفاتيففح ( باللغفة الفرنسففية ‪ :cométences clés‬و يالنجليزيفة ‪key:‬‬
‫‪, ) skills‬فقفد تمفت إعادة النظفر في بريطانيا في المناهفج التعليميفة خاصة المتعلقفة بالتعليم الجباري[ ما يسفمى‬
‫عندنا بالتعليم الساسي] منذ منتصف التسعينيات‪ ,‬و يرجع ذلك إلى عدم رضا المشغلين ‪,‬منذ الثمانينيات‪,‬بمستوى‬
‫الكفايات التي يتوفر عليها الوافدون الجدد على عالم الشغل من التلميذ الذين ينهون تعليمهم الجباري و يلتحقون‬
‫بعالم الشغفففل‪ ,‬و لذا حددت كفايات تتجاوز القراءة و الكتابفففة و الحسففاب إلى القدرة على اسففتخدام كفايات داخففل‬
‫سفياقات جفد متنوعفة و تفم التركيفز منفذ إصفلح المناهفج التعليميفة سفنة ‪ 1995‬على ثلث كفايات هفي المتعلقفة‬
‫بالتواصل‪,‬و باستعمال الحساب و بتكنولوجيا المعلومات‪.‬كما أعيد في سنة ‪ 2000‬ترسيخ و تدقيق المقاربة المبنية‬
‫على الكفايات المفاتيفففح أو الكفايات السفففاس التفففي صفففارت كالتالي‪ :‬التواصفففل‪,‬اسفففتخدام العداد‪ ,‬تيكنولوجيفففا‬
‫المعلومات‪,‬تحسين التعلم و النجاز الشخصي‪ ,‬و أخيرا حل المشكلت‪ .)Eurydice,2002, p157 (...‬في فرنسا‬
‫حددت الكفايات المفاتيح بشكل واضح و دقيق بالنسبة للتعليم الجباري في القراءة و الكتابة و الحساب مميزة بين‬
‫كفايات عامفة و أخرى خاصفة أو نوعيفة‪ .‬و هذه الكفايات محددة انطلقفا مفن كفايفة أسفاسية هفي التحكفم ففي اللغفة‬
‫(نفسفه‪,‬ص ‪,)99‬إذا انتقلنفا إلى مرتبفة اشتقاق الكفايات النوعيفة الخاصفة بالمواد نجفد القرارالصفادرفي ‪;, 1997‬و‬
‫الذي يحدد مفا يسفميه بأهداف السفلك العدادي ‪ Le collège‬بخصفوص تعليفم اللغفة الفرنسفية ( ل يتحدث عفن‬
‫الكفايات) يؤكد على أن التعليم" العدادي" باعتباره أعلى مستوى للتعليم يستفيد منه جميع التلميذ قبل تفرقهم في‬
‫مسففارات تعليميففة و مهنيففة جففد متباينففة ينبغففي أن يمففد هففم بنفففس المعارف السففاسية فففي المجاليففن اللغوي و‬
‫الثقافففي‪,‬بالضافففة إلى حاجتهففم و هففم يقتربون مففن سففن الرشففد ‪ ,‬و يتحولون إلى مشاركيففن فاعليففن فففي الحياة‬
‫الجتماعيفة ‪,‬إلى أن يكونوا ففي مسفتوى التعفبير عفن أحكامهفم و بنائهفا‪.‬هذه " الغايفة"‪ Finalité‬كمفا يسفميها واضفع‬
‫المقرر تترجم إلى الهداف الساسية التالية‪:‬‬
‫ففف منح التلميذ التحكم في أهم الشكال الخطابية‪.‬‬
‫ففف إعطاؤهم وسائل صياغة الحكام الشخصية و التعبير عنها بحيث تكون مسموعة و مفهومة‪.‬‬
‫ففف منحهم المعارف الثقافية الساسية الضرورية لتشكيل هويتهم الشخصية و الجتماعية‪,‬‬
‫ففف تمكينهم من إغناء مخيالهم ‪ ,‬و التدرب على فهم الشكال الرمزية‪.‬‬
‫و فيما يتعلق بالشكال الخطابية ‪,‬فأن المتوالية العامة في السلك العدادي هي التالية‪:‬‬
‫ففف في السنة الولى( السادسة في النظام الفرنسي)‪ :‬دراسة الحكي ‪ ,‬كشف الحجج( في نص حجاجي)‪.‬‬
‫ففف في السنتين الثانية و الثالثة( الخامسة و الرابعة في النظام الفرنسي) ‪:‬تعميق دراسة الحكي و التوجه نحو إدخال‬
‫الوصف و الحوار‪,‬مقاربة الخطاب التفسيري التي تهيئ لدراسة الحجاج‪.‬‬
‫ففف السنة الرابعة( الثالثة في النظام الفرنسي) ‪:‬دراسة الحجاج ‪ ,‬و متابعة دراسة الشكال الخطابية الخرى‪.‬‬
‫ل يسمح المقام باستعراض كل التفاصيل المتعلقة بالمنهاج الفرنسي و لكن تجدر الشارة إلى أن كل مكونات مادة‬
‫اللغة الفرنسية تتضافر من أجل تحقيق الهداف( الكفايات؟) المسطرة‪)JO,21janvier,1997(.‬‬
‫يبدو أن هذه الكفايات التففي يراد للمتعلم الغربففي أن يمتلكهففا نابعففة مففن حاجات اجتماعيففة و اقتصففادية وسففياسية‬
‫واضحفة ومفن تصفور محدد للتلميفذ المواطفن ففي مجتمفع ديموقراطفي متعدد ومنفتفح‪.‬ل يعنفي هذا البتفة أن حسفن‬
‫صياغة الهداف أو الكفايات و بناءها باستلهام النظريات البيداغوجية المتطورة يجعلها تتحقق تلقائيا في الفصول‬
‫الدراسية‪.‬‬
‫من الميثاق إلى المنهاج‬
‫يبدو واضحفا أنفه ‪,‬كلمفا نزلنفا مفن الدرجفة العليفا إلى الدرجفة التفي تليهفا ففي سفلم مراتفب القرار و المسفؤولية كلمفا‬
‫التبسفت المور أكثففر‪ :‬إن الوتوبيففا التففي تبشفر بهففا القرارات العليففا تتبخففر بالتدريفج و هففي تفعففل و تصفاغ ففي‬
‫إجراءات عمليفة لكفي ل يتبقفى مفن لغتهفا الفخمفة الحالمفة ‪,‬عندمفا ينتهفي بهفا المطاف إلى غرف القسفام المغلقفة ‪,‬‬
‫سفوى نتفف مفن الجراءات الشكليفة الغارقفة ففي التجزيفء و العقفم ففي أغلب الحيان ‪...‬ذلك المعنفى المتمنفع الذي‬
‫تريفد الوثائق التفي تدبفج هناك ‪,‬ففي أعلى مراتفب القرار‪ ,‬أن تصفبغه على المدرسفة و مفا يرتبفط بهفا يتلشفى كلمفا‬
‫توغل في طريقه نحو التنفيذ أي نحو حتفه‪.‬‬
‫إن الميثاق الوطنففي للتربيففة و التكويففن‪ ,‬وهففو يبشففر بمدرسففة " جديدة" و قائمففة على" المنهففج التربوي النشيففط "‬
‫( الميثاق‪ ,‬ص ‪ )11‬يستعمل لغة فخمة متفائلة‪,‬ترى نجاح المشروع التربوي( المشروع؟) على مرمى حجر ( على‬
‫مرمففى درس‪ ،‬سففنة دراسففية‪,‬أو سففلك دراسففي)‪.‬و لكففن الطريففق مزروع بالتشكففك و اللمبالة و الرتجال و عدم‬
‫التأهيل و ضعف المكانيات و شح الوسائل و كل الشكال الظاهرة و الخفية لمقاومة الصلح‪...‬‬
‫من السهل تدبيج صفحات مطولة حول التصورات العامة و المواصفات التي على المدرسة توفيرها في المتعلم و‬
‫حشد العبارات الفخمة و ترصيعها بأكبر قدر من النعوت اليجابية‪,‬لكن من الصعب تحويل كل ذلك أو بعضه إلى‬
‫حقيقة في ظل أوضاع تنذر بالخطر‪..‬‬
‫الكفايات التربوية بين الميثاق و البرامج التعليمية‪.‬‬
‫يرد مصفطلح كفايفة ففي الميثاق الوطنفي للتربيفة و التكويفن خصفوصا ففي الدعامفة الثالثفة المتعلقفة بالسفعي إلى‬
‫ملءمففة النظام التربوي و المحيففط القتصففادي و بالخففص عنففد الحديففث عففن التكويففن المسففتمر لتلبيففة حاجات‬
‫‪ 52‬إلى المادة ‪ ) 57‬و بالرغفم مفن أنفه يذكفر مصفطلح الكفايات ففي مجال التنظيفم‬ ‫المقاولة( مفن المادة‬
‫البيداغوجفي ففي الدعامفة الرابعفة( الكفايات المرتبطفة باسفتقللية المتعلم‪,‬و المرتبطفة المجالت التقنيفة و المهنيفة و‬
‫الرياضية و الفنية‪,‬و كفايات البرهان و التواصل و التعبير و تنظيم العمل و البحث المنهجي) فإن السمة المهنية و‬
‫التقنيفة لهذا المفهوم المثيفر للجدل هفي البارزة بالضاففة إلى إيراد الكثيفر مفن المصفطلحات الخرى المرتبطفة مفن‬
‫قريففففب او بعيففففد بمفهوم الكفايات مثففففل‪ :‬الهداف( العامففففة و الخاصففففة) المهارات و القدرات و المؤهلت و‬
‫المواصففات‪...‬يبدو أن للطابفع التفاوضفي و التوفيقفي لصفياغة نفص الميثاق و تعدد الطراف المشاركفة دورا ففي‬
‫تذبذب الجهاز المصطلحي المستعمل و اضطراب المفاهيم‪.‬ثم إن هناك ملحظة أساسية لعلها من نتائج هذا الطابع‬
‫التوفيقفي وهفي عدم تدقيفق الكفايات السفاسية بالنسفبة للتعليفم اللزامفي و التعدد المبالغ فيفه للهداف ( الكفايات؟)‬
‫على نحو يعكس الغموض الحاصل في صورة التلميذ المتخرج من التعليم الجباري الذي هو أعلى تعليم مشترك‬
‫لجميع المتعلمين‪.‬‬
‫إذا انتقلنا إلى مستوى البرامج الدراسية ‪,‬فإن المتصفح لما سمي بالكتاب البيض يخرج بمجموعة من الملحظات‬
‫الولية منها‪:‬‬
‫ففف عكفس مفا تدعيفه الوثيقفة ‪ ,‬ليفس هناك أي تنسفيق بيفن التخصفصات و السفلك التعليميفة إذ يعمفد كفل واحفد إلى‬
‫اسففتخدام مفهوم الكفايففة اسففتخداما خاصفا بففل و مثيرا للسففتغراب ففي بعففض الحيان‪ ,‬كمففا هففو الحال فففي تقسففيم‬
‫الكفايات إلى أسفاسية و نوعيفة ففي برامفج التعليفم البتدائي على النحفو الذي يوحفي باشتقاق الثانيفة مفن الولى‪.‬و‬
‫مجرد نظرة خاطفففة تكفففي للتأكففد مففن واضعففي البرامففج يريدون مففا كان يدرج فففي الهداف العامففة و الهداف‬
‫الخاصة‪ .‬ل يقف المر عند اضطراب مفهوم الكفاية بل تصل إلى حد غير مقبول من الشطط و العسف يوحي بأن‬
‫هذه القوائم التفي حشدت فيهفا أشتات مفن الهداف لم تخضفع حتفى للمراجعفة و التشذيفب‪.‬ليسفمح المقام باسفتعراض‬
‫اضطراب الهداف و الذي ينتففج فففي غالب الحيان ليففس فقففط لغياب خلفيففة بيداغوجيففة و ديداكتيكيففة واضحففة و‬
‫كافية‪,‬و لكن لغياب تدقيق المفاهيم الولية المرتبطة بالتخصص التعليمي( ننطلق من برامج اللغة العربية ) والتي‬
‫تتجلى فففي عدم ملءمففة مفهوم الجنففس الدبففي و النوع الخطابففي‪:‬مثال مففن برامففج البتدائي‪:‬جعلوا كفايففة نوعيففة‬
‫الهدف التالي‪:‬أن يكون المتعلم قادرا على تعرف و استثمار أنواع النصوص من وظيفية(؟) أدبية شعرية و نثرية‪,‬‬
‫و وثيقيففة‪ ,‬و مسففترسلة‪ ,‬و علميففة‪ ,‬و اجتماعيففة و تاريخيففة‪ ,‬و قصففصية‪,‬مقالة خطبففة‪,‬إلخ‪ .‬و الظاهففر أن واضعففي‬
‫المنهاج اعتمدوا في تعداد أنواع النصوص على التداعي الحر وحده‪.‬‬
‫ففي المسفتوى العدادي ‪ ,‬تتبنفى وثيقفة الختيارات و التوجهات التربويفة خمسفة أنواع مفن الكفايات هفي‪ (:‬الكفايات‬
‫التواصفلية‪ /‬الكفايات المنهجيفة‪/‬الكفايات الثقافيفة‪/‬الكفايات السفتراتيجية ‪ /‬الكفايات التكنولوجيفة )‪ .‬ول يخففى أن هذه‬
‫النواع هفي التفي تفم تبنيهفا ففي مفا سفمي باصفلح ابرامفج الخاصفة بالتعليفم الثانوي سفنة ‪, ; 1994‬أقفل مفا يمكفن أن‬
‫يقال عففن هذه النواع مففن الكفايات أنهففا ملتبسففة وعامففة يمكففن عدهففا كفايات مسففتعرضة( أو ممتدة؟) ‪:‬الكفايات‬
‫السفتراتيجية مثل هفل المراد بهفا الكفايات ذات الطبيعفة الجتماعيفة و العلئقيفة؟ و إذا كان المفر كذلك هفل يمكفن‬
‫خضاعهفا لتقويفم مفا و كيفف ذلك ؟ هفل الكلمات القليلة التفي عرففت بهفا كافيفة إجلء المقصفود بهفا؟ و نففس الشيفء‬
‫يقال عفن الكفايات المنهجيفة‪:‬التعريفف يضاعفف مفن اللتباس‪:‬منهجيفة للتفكيفر و تطويفر مدارجفه العقليفة‪....‬إلخ و مفا‬
‫علقففة الخلقيات( اسففتدماج أخلقيات المهففن و الحرف و الخلقيات المرتبطةبالتطور العلمففي و التكنولوجففي‬
‫بارتباط مع القيم الدينية و الحضارية و قيم المواطنة و قيم حقوق النسان و مبادئها الكونية( وثيقة الختيارات و‬
‫التوجهات‪.)..‬هفل هناك خلط و التباس أكثفر مفن هذا؟إلى أي حفد يمكفن أن نتكلم عفن كفايات ثقافيفة إذا أخذنفا بعيفن‬
‫العتبار نسبية الثقافة و شساعة المعارف خصوصا مع النفجار المعلوماتي؟ما هي اختياراتنا التربوية بخصوص‬
‫علقة المعارف بالكفايات ؟‪..‬‬
‫هذه عينة قليلة من السئلة التي تعن للملحظ منذ الوهلة الولى‪ ,‬و التي تعكس جانبا من الحيرة و الرتباك اللذين‬
‫طبعا الختيارات و التوجهات التربوية‪.‬‬
‫لنبق في تخصص تعليمي واحد هو اللغة العربية لنلمس في حدود ما يسمح به المقام المدى الذي بلغه الرتجال في‬
‫ما سمي باصلح المناهج التعليمية( لنستعمل لغة أكثر تواضعا ونقول المقررات)‪ :‬لقد تبنى واضعو البرنامج نفس‬
‫الكفايات دون التساؤل عفن طبيعتهفا أهي كفايات نوعيفة تخصصية أم كفايات مسفتعرضة( توجفد ففي ملتقفى المواد‬
‫الدراسية) و قابلة للنقل‪.‬ل يكفي أن نفردها ( نحولها من الجمع إلى المفرد) لتبدل طبيعتها وتصير نوعية‪.‬‬
‫بقي أن ندلي ببعض الملحظات عن البرنامج الذي اختير في مادة اللغة العربية في العدادي‪:‬‬
‫فففف ففي المدخفل المخصفص للحديفث عفن برنامفج السفلك العدادي أشارت اللجنفة المشرففة على وضفع البرنامفج إلى‬
‫أنها اعتمدت مقاربة شاملة تجمع بين القيم و الكفايات‪ .‬فهل المقاربة الشاملة هي فقط الجمع بين القيم و الكفايات؟‬
‫ففففف ثففم هففل تففم فعل اعتماد المهارات و القدرات فففي درس القراءة؟ أم أن هنالك تكريسففا للمقررات التقليديففة ذات‬
‫المنحى الموسوعي باعتماد تصنيفات فضفاضة ل تتمتع بالملءمة البيداغوجية و الديداكتيكية سميت بالمجالت ؟‬
‫و الملحظ أن هناك التباسا بالغا في تحديد هذه المجالت و ترتيبها‪:‬هل يمكن عزل القيم السلمية عن بقية القيم‬
‫الخرى ‪ :‬القيفم النسفانية مثل؟ هفل مفن الضروري أن نفرد لهفا مجالت خاصفة أم مفن الجدر أن تخترق المنهاج‬
‫التعليمفي بكامله مفن خلل مواد حاملة؟ أليفس ففي ذلك خطفر النغلق ففي تصفورات غيفر صفحيحة حول الديفن‪.‬إن‬
‫تحديد هذه المجالت مشوب بالكثير من الضطراب و التعسف‪ :‬أليس المجال الجتماعي و القتصادي مجالين؟‬
‫مفا علقفة المثال الشعبيفة بالمجال الفنفي؟ يحار المتتبفع وهفو يتسفاءل مفا هفي ( الكفايات؟) التفي يراد تنميتهفا لدى‬
‫المتعلم ففي السفلك العدادي ؟ و مفا المجهود الذي بذل ففي بناء المقرر إذا علمنفا انفه نسفخة عفن البرنامفج السفابق‬
‫الذي بدوره نسفخة عفن البرامفج القديمفة ( منفذ السفبعينيات أو أكثفر) و الذي كان يطبفق مفن السفنة الولى العدادي‬
‫حتى القسم الثانوي النهائي خاصة في شعبة العلوم‪ ,‬ولم تكلف اللجنة نفسها حتى مراجعة وفحص التقسيمات التي‬
‫وضعت مرة واحدة و يتم اجترارها حتى اليوم خصوصا في عهد الحديث عن بناء الكفايات‪ ,‬و كأن هناك برنامج‬
‫واحد يتكرر‪ ,‬أو كأن برنامج اللغة العربية صيغ مرة واحدة و إلى البد؟‬
‫فففف مفا حقيقفة مفا سفمي بفف " المقاربفة التواصفلية" ففي درس اللغفة؟هفل هفو اسفتجابة لسفئلة معرفيفة و بيداغوجيفة أم‬
‫مجرد مصطلحات تزيد الطين بلة خصوصا و أن هذه المقاربة اللسانية ف البيداغوجية و التي ارتبطت أكثر بتعلم‬
‫اللغات الجنبيفة‪ ,‬و حدود هذه المقاربفة و أبعادهفا مفا تزال غيفر معروففة ‪.‬ثفم هفل تتلءم اللغفة العربيفة معهفا؟ و ل‬
‫ننسى معارف المدرس بهذا الخصوص‪.‬إن من العبث الذي ل طائل منه مسايرة الموضات البيداغوجية حتى يقال‬
‫إن المناهفج تطورت و "تفم تحديثهفا"‪.‬كمفا أن ل جدوى مفن إخفاء المشاكفل المرتبطفة بتدريفس اللغفة العربيفة ( التفي‬
‫تدرس بالقواعد كلغة ميتة) وراء مصطلحات ملتبسة‪.‬وما انطبق على القراءة ينطبق على دروس اللغة التي نقلت‬
‫حرفيفا عفن البرامفج السفابقة دون بذل أي مجهود ففي بنائهفا بشكفل نسفقي مرتبفط مفع الهداف المراد تحقيقهفا بمفا‬
‫يناسب المقاربة بالكفايات ‪.‬‬
‫فففف دروس التعففبير الكتابففي اعتمدت قائمففة عريضففة مففن المهارات لم يراع فيهففا التكامففل مففع المكونات الخرى‬
‫( القراءة و الدرس اللغوي) و لم تخضع لي بناء نسقي تدريجي يراعي درجات الصعوبة و الشكال الخطابية‬
‫التي تندرج فيها النصوص التي يراد من التلميذ أن ينتجها‪ (,‬هذه نماذج من عشوائية الترتيب و التصنيف فمهارة‬
‫التفسفير و التوسفيع تدرس في السنة الولى ومهارة التلخيص في السنة الثانيفة مفع أن الصوب هفو قلب ترتيبهمفا‬
‫مراعاة للتدرج‪ /‬النتاج الصفحفي كروايفة خفبر انطلقفا مفن مصفدر معيفن ففي السفنة الولى و التدريفب على تخيفل‬
‫حكايفة عجيبفة ‪ ..‬ففي السفنة الثالثفة (هفل التخيفل مهارة أم قدرة؟)‪ ).‬فمفا هفو المعيار المعتمفد ففي بناء المهارات و‬
‫ترتيبهفا ؟والجلي أنفه ليفس هناك متواليفة بيداغوجيفة بفل هناك حشفد لمحتويات متنافرة و مباحفث صفرفية و تركيبيفة‬
‫متباينة و مهارات )؟‪.‬‬
‫ففف هذه مجرد ملحظات سفريعة ولكنهفا تفبين مدى ارتباك المفاهيفم و ضحالة العمفق البيداغوجفي الكفائي و الركون‬
‫إلى السهل الجاهز‪.‬‬
‫أسئلة ملحة ل بد منها‪:‬‬
‫من السئلة التي تكتسب مشروعيتها و ملءمتها حين الحديث عن مقاربة كفائية للبرامج الدراسية‪:‬‬
‫ففففف مفا علقفة الكفايات بالمعارف المراد تدريسفها‪:‬كيفف نوففق بيفن الكفايات التفي نريفد مفن التلميفذ أن يمتلكهفا و‬
‫يمارسفها خاصفة الكفايات القابلة للنقفل ‪ Transférables‬و المعارف التفي نقدر أن مفن واجبفه امتلكهفا بالنظفر إلى‬
‫الوقفت التفي تتطلبفه تنميفة الكفايات ففي الفصفول الدراسفية ومفا يتطلبفه مفن جهفد ففي تدقيفق المعارف الضروريفة ففي‬
‫حقل التربية؟‬
‫فففف مفا مدى وضوح الهداف التربويفة المتوخاة مفن برنامفج مفا ‪,‬سفلك مفا‪,‬مسفار تعليمفي مفا‪ ,‬و وضوح المفاهيفم‬
‫البيداغوجيففة و الديداكتيكيففة المسففتعملة و انتظامهففا فففي مفاهيففم معيار تشكففل مرجعففا رسففميا يجعففل النقاش حوله‬
‫ممكنفا؟ كفل ذلك مفع الحرص الشديفد على تبنفي لغفة أكثفر تواضعفا تحدد حاجيات ملحفة و تتصفور أهداففا أسفاسية و‬
‫قابلة للتحقيق في زمن و مكان محددين ‪ :‬ما الكفايات الساسية التي نريد ف مثلف من المتعلم المغربي أن يطورها‬
‫في التعليم اللزامي( الساسي) بدل أن نتصور دائما أن كل سلك يقود إلى آخر‪(.‬كما أن المدرسة ل يمكن أن تقوم‬
‫بكفل شيفء لن جعلهفا تحتكفر كفل القيفم و كفل المعارف و كفل التعلمات لوحدهفا مضاد للتربيفة كمفا يقول روبول(‬
‫روبول‪,1994,‬ص ‪.)33‬‬
‫ففف ما مقدار النسجام الفقي بيفن مكونات المواد المختلفة في إطار تداخل التخصصات و إغناء بعضها للبعض‬
‫الخر؟و النتماء إلى مرجعيات نظرية و بيداغوجية مشتركة أثناء صياغة البرامج التي ينبغي أن تكون نوعية ل‬
‫تكتفي بمراكمة المحتويات ؟‬
‫فففف مفا الجهفد الذي بذل ففي تكويفن و إعادة تكويفن المدرس الذي سفيتولى التدريفس باعتماد الكفايات؟‪ .‬إن اصفلح‬
‫التعليم بإدخال المقاربة عن طريق الكفايات يحتاج إلى مدرسين مؤهلين ملمين بمبادئ البيداغوجيا الحديثة و أسس‬
‫ديداكتيكا تخصصاتهم المهنية بالضافة إلى الخبرة و التجربة و اتساع الفق المعرفي‪ .‬و المؤسف أن هذا الكلم‬
‫المتعلق بتأهيفل المدرسفين يتفم باسففتمرار اللتفاف حوله و تأجيله ‪ .‬يجدر التذكيفر بأن احسففن تكويففن بالنظفر إلى‬
‫الختللت العميقة لنظامنا التربوي يبقى هو التكوين الذاتي الذي يقوم به المدرس المحب لمهنته و المنشغل على‬
‫الدوام بممارسته الميدانية التي تضعه باستمرار أمام مشاكل مهنية عليه حلها‪.‬‬
‫ففففف إعادة النظففر فففي توزيففع الزمففن المدرسففي و اشتغال الفضاءات التربويففة‪,‬و أعداد التلميففذ فففي الفصففول‬
‫الدراسية‪.‬فللصلح كلفة مادية بدونها يصير الخطاب الرسمي حول الصلح التربوي خطابا للخداع‪.‬لنه‬
‫ل يمكفن الحديفث عفن مناهفج تربويفة مبنيفة على مقاربفة بالكفايات دون إحداث إبدالت حقيقيفة ففي البنيفة التحتيفة و‬
‫طرائق العمل ‪:‬إن المقاربة بالكفايات تتطلب تعليما أكثر تفريدا معتمدا على أساليب ديداكتيكية متجددة تعتمد على‬
‫حفل المشكلت و بالتالي أقسفاما أقفل اكتضاضفا‪.‬كمفا تسفتدعي مناخفا مؤسفسيا قائمفا على التعاون مفن أجفل جعفل‬
‫المشاريففع البيداغوجيففة قابلة للتنفيففذ‪...‬كففل ذلك بالضافففة إلى إعادة النظففر فففي طرائق التقويففم بمففا يلئم المقاربففة‬
‫بالكفايات‪..‬‬
‫ماهففي غايات الصففلح التربوي ؟مففا هففي أسففئلته التففي يجيففب عنهففا(جدوى التعليففم‪,‬وظيفففة المدرسففة فففي‬
‫المجتمفع‪,‬العوائق الذاتيفة و الموضوعيفة‪.)....‬سفنضيع الكثيفر ون الوقفت ففي مناقشفة عديمفة الجدوى حول معنفى‬
‫الكفايات و تصنيفاتها و اشتقاقاتها المعجمية مستنجدين بالمعاجم المتخصصة‪,‬و سنضيع الكثير من الجهود دون أن‬
‫نحقق المطلوب طالما تنكرنا للوقائع المربكة و التففنا حولها‪.‬‬
‫إن ففي هذه العينفة مفن السفئلة و إن كانت تبدو تعجيزيفة دعوة للتأمفل و المسفاءلة‪ .‬فبدون الجابفة عنهفا سفنراوح‬
‫في مكاننا لننظر إلى الفرص و هي تضيع تباعا ‪ ,‬ولننتظر كل خيبات المل القادمة خلف الوتوبيا الحالمة التي‬
‫تبشر بها المراسيم و المذكرات و التقارير المطولة التي تركن في رفوف الرشيفات ليدفنها الغبار و النسيان‪.‬‬

‫المراجع‪:‬‬

‫•‬ ‫‪P.Perrenoud,1997,Construire des compétences dès l 'école ,ed ,ESF,Paris‬‬


‫•‬ ‫‪B.Rey ,1996,Les compétences tranversales en question ,ESF,Paris.‬‬
‫•‬ ‫‪Eurydice ,2002,Les compétences clés.‬‬
‫•‬ ‫‪P.Meirieu,1995,La pédagogie entre le dire et le faire,ed ESF,Paris‬‬
‫•‬ ‫‪JO ,21 janv.1997,Paris‬‬
‫•أوليفيي روبول ‪ , 1994,‬قيم التربية ‪,‬ترجمة عبد الكبير معروفي‪,‬دار توبقال‪.‬‬
‫•و‪.‬ت‪.‬و الكتاب البيض الخاص بمراجعة البرامج و المناهج‪.‬‬
‫•الميثاق الوطني للتربية و التكوين‪.‬‬

You might also like