Professional Documents
Culture Documents
عِرج ي برسول ال صلى ال عليه وسلم إليه ،و ُ ك بالعقيدِة السلمّيِة منذ أن ُأسر َ ت ُقدسّيُة المسجِد القصى المبار ِ ارتبط ْ
ت به ،هي سورُة )السراء(؛ حيث افتتحها سّمي ْث العظيَم في سورٍة ُ ن هذا الحَد َ ت العلى ،وقد خّلد القرآ ُ منه به إلى السماوا ِ
ن َآَياِتَنا ِإّنُه
حْوَلُه ِلُنِرَيُه ِم ْ
صى اّلِذي َباَرْكَنا َ
جِد اَلْق َ
سِحَراِم ِإَلى اْلَم ْ
جِد اْل َ
سِن اْلَم ْ
ل ِم َ
سَرى ِبَعْبِدِه َلْي ً
ن اّلِذي َأ ْ
حا َ
سْب َ
سبحانه بقوله ) ُ
صيُر( )السراء1 : ُ).هَو ال ّ
سِميُع اْلَب ِ
ك هو القبلَة الولى للمسلمين ،قبل أن يتحّولوا إلى الكعبِة ويتخذوها قبَلَتهم وتعّزز هذا الرتباط منذ أن كان المسجُد المبار ُ
ض ،بعد المسجِد الحراِم ،فُعرف ي على الر ِ ي مسجٍد ُبن َ ف ثان َ بأمرِ ال ،فاعُتبر أولى القبلتين ،وقبل ذلك كان هذا المسجُد الشري ُ
جُدسِض َأّوُل؟ َقاَل" :اْلَم ْ ضَع في اَلْر ِ جٍد ُو ِ سِي َم ْ
لَ ،أ ّ سوَل ا ِ تَ :يا َر ُ بثاني المسجدين ..عن أبي َذّر رضي ال عنه َقالُ :قْل ُ
لُة َبْعُد
صَ ك ال ّ سَنًةُ ،ثّم َأْيَنَما َأْدَرَكْت َ
ن َ ن َبْيَنُهَما؟ َقاَلَ" :أْرَبُعو َتَ :كْم َكا َ صى"ُ ،قْل ُ جُد اَلْق َسِ ي؟! َقاَل" :اْلَم ْتُ :ثّم َأ ّ
حَراُم"َ ،قاَلُ :قْل ُ اْل َ
ضَل ِفيِه" )متفق عليه( ،ثم ربط الرسول صلى ال عليه وسلم مكانته بالمسجد الحرام ومسجد المدينة ،فاشتهر ن اْلَف ْصّلْهَ ،فِإ ّ
َف َ
جِد
جَد :اْلَمسْ ِ سا ِلَثِة َم َ حاُل ِإّل ِإَلى َث َ
شّد الّر َ
ي صلى ال عليه وسلم َقاَلَ" :ل ُت َ ن الّنِب ّ
عِ ن َأِبي ُهَرْيَرَة َ
عْبأنه ثالث الحرمينَ ..
ن
عِ ي رضي ال عنه َ خْدِر ّ سِعيٍد اْل ُ
صى" )متفق عليه( ،وعن أبي َ جِد اَلْق َ سِسوِل صلى ال عليه وسلمَ ،وَم ْ جِد الّر ُسِحَراِمَ ،وَم ْ اْل َ
جِدي" متفق عليه
سِصى َوَم ْ
جِد اَلْق َ
سِحَراِم َوَم ْ
جِد الْ َ
سِجَد َم ْ
سا ِ
لَثِة َم َ
حاُل ِإّل ِإَلى َث َ
شّد الّر َ .الّنِب ّ
ي صلى ال عليه وسلم َقاَلَ":ل ُت َ
ي صلى ال عليه وسلم الصلَة فيه أعظَم أجًرا من الصلة فيما سواه من المساجد غير المسجد الحرام والمسجد وجعل النب ّ
ل صلى ال عليه سوُل ا ِّ النبوي ،فجعل الصلة فيه بخمسمائة صلة فيما سواه ..عن َأِبي الّدْرَداِء رضي ال عنه َقاَلَ :قاَل َر ُ
سِماَئِة
خْم ِ
س ِب َ
ت اْلَمْقِد ِ
صلُة ِفي َبْي ِصلٍةَ ،وال ّف َجِدي ِبَأْل ِ
سِصلُة ِفي َم ْ
صلٍةَ ،وال ّ
ف َ
حَراِم ِبِماَئِة َأْل ِ
جِد اْل َ
سِصلُة ِفي اْلَم ْ
وسلم" :ال ّ
َ ".
صلٍة
ن عليهم استنقاَذ القبلتين ،فبذلواس إلى الكعبِة المشّرفِة أدرك المسلمون أ ّ ت المقد ِل المسلمين بالتحّوِل من بي ِ
حين أمر ا ُ
جهوا هّمَتهم لستنقاِذ القبلِة الولى ،وكانجا ،ثم و ّن ال أفوا ً
س في دي ِح ،حتى فتح ال عليهم مّكَة ،ودخل النا ُ ج والروا َ الُمهَ َ
ك؛ حيث سار الخليفُة الراشد ّ
ي س لنطلقِة بناِء المسجِد القصى المبار ِ ي لبيت المقدس عام 15هـ هو حجَر السا ِ ح الُعَمر ّ
الفت ُ
طِمرت تحت التربِة ن الخطاب رضي ال عنه إلى المنطقِة المباركٍِة ،وزار موقَع الصخرِة المشّرفِة التي كانت قد ُ عمُر ب ُ
ع تعميِر منطقِة المسجِد في عهدي والنفايات ،وأمر بتنظيِفها ،كما أمر بإقامِة مسجٍد في الجهِة الجنوبيِة منها ،ثم ُنّفذ مشرو ُ
.الخليفة الموي عبد الملك بن مروان وابنه الوليد
وظّل المسجُد مع المدينِة المباركِة تحت إْمَرِة المسلمين يتعّهدونه بالرعايِة والعنايِة ،حتى سقط عام 493هـ في أيدي
ع المراِء وغلبَة الهواِء على المسلمين ،واستمرّ ف الخلفِة وتفّكك الوحدِة السلميِة وتناُز َ
الصليبيين الذين استغلوا ضع َ
ي الذي حلف أّل يبتسَم حتى يحّرره ،وكانح الدين اليوب ّ ي حوالي تسعين عاما هجريًة ،حتى حّرره القائُد صل ُ الحتلُل الصليب ّ
ت المسجِد
ت في ساحا ِ
ن محراِبه ،وقام ْحه وتجديِد وتزيي ِ ح الدين بإعادِة ترميِمه وإصل ِ
له ما أراد عام 583هـ ،وقام صل ُ
سّنة
ي الشريف ودراسِة علوِم ال ّ
ث النبو ّ
ن ودراسِة علوِمِه ودوٌر للحدي ِ
ت ودوٌر لحفظش القرآ ِ .وحوله مدار ُ
س ومكتبا ٌ
ي الذي عّم القطاَر العربيَة والسلميَة في أواخر القرن التاسع عشر ومطلع القرن العشرين بزر ِ
ع ثم قام الستعماُر الغرب ّ
ي بدولِة إسرائيل عام 1948م ،ثم قام الكيا ُ
ن سّم َ
ي الظالُم بما ُ
ف الدول ّ
ي في جسِد فلسطين ،ثم َتّم العترا ُ ن الصهيون ّ الكيا ِ
ب القدس عام 1967م ،ثم كانت المحاولُة اليهودّيُة الثمُة لحرق المسجد في 21أغسطس 1969م على َيِد ب باغتصا ِ الغاص ُ
طعِانتق ْت محاول ُ س سياسّيا إلى دولِة الحتلل سنة 1980م ،وتوال ْ ن ضّم القد ِ
عى مايكل روهان ،ثم تّم إعل ُ ي ُيْد َ
ب يهود ّشا ّ
.المغتصبين الصهاينِة المدعومين من دولِة الحتلِل للساءة للمسجد المبارك في غفلٍة عجيبٍة من المسلمين
.وتوّسعوا في إنشاِء المغتصبات الضخمِة لتسكين عشرات اللف من الصهاينة داخل وحول المدينة المباركة -
وتوّسعوا في َحْفِر النفاِق في المنطقِة القريبِة من المسجد ،إلى الحّد الذي صار ُيْخَشى منه على انهياِر المسجِد -
ض ملحقاته.القصى قريًبا ،بل قد انهارت بالفعل بع ُ
ولما أعيتهم الِحَيل في إيجاِد أّيِة آثاٍر ُتشير لما يزعمون من تاريِخ اليهوِد في هذه البلِد المباركِة انطلقوا في تزويِر -
ض الثاِر السلميِة والعربيِة القديمِة هي آثاٌر يهوديٌة؛ ظلًما وزوًرا
ن بع َعون بوقاحٍة أ ّ .الحقائق ،ويّد ُ
ب ،ومناهِج التعليِم ،ووسائِل - ت الصهيونيِة ،من خلل الفن ،والد ِ ح المخططا ِ
عِم ونشِر القضيِة ،وفض ِالعمُل على د ْ
العلِم ،والمنابر الدينية والثقافية ،والمؤتمرات والندوات وحلقات النقاش العلمية؛ للتأكيِد على ُهّوّيِة وعروبِة وإسلميِة
.القدس
القياُم بترميِم الثاِر السلميِة والعربيِة ،وعدُم ترِكها لعوامِل الزمِن لتنهار ،وتسجيلها لدى الهيئات الدولية ذات -
.الصلة
إقامُة المشاريع التي تدعم بقاَء الفلسطينيين ببلِدهم عن طريِق صناديِق تمويٍل عربيٍة وإسلميٍة حكوميٍة وأهليٍة؛ -
ك العماِر يمّر عبر القناة الصهيونية ،ولنذكر حديث النبي صلى ط ،وعدُم تر ِض الربا ِ
لدعِم صموِد شعِبنا المجاهِد الصابِر في أر ِ
ال عليه وسلم عن قيمة الرض القريبة من القصى عن أبي ذر رضي ال عنه قال :قال رسول ال صلى ال عليه وسلم.." :
ن الّدْنَيا
خْيٌر َلُه ِم َ
س َ
ت اْلَمْقِد ِ
ث َيَرى ِمْنُه َبْي َ
حْي ُ
ض؛ َ
ن اَْلْر ِ
طَرَفْيها( ِم َ
ف من َط َ
عِسِه )ما ُ
سَيِة َقْو ِ
جِل ِمْثُل ِ
ن ِللّر ُ
ن َيُكو َ
ن َأ ْ
شَك ّ
َلُيو ِ
َ ".
جِميًعا
ت قّوتها ،والتواصُل الرسمّي والشعبُي معها؛ حتى ل -
دعُم جهاِد المقاومِة الفلسطينيِة مادّيا ومعنوّيا وإعلمّيا ،وتثبي ُ
صا بعد النجازات الرائعة التي حققتها في السنوات الخيرة ن المعركة ،وخصو ً .تظّل وحيدًة في مْيدا ِ
ت والفراُد- ،
سِهُم فيه المؤسسا ُ
ق القصى وتفعيُله بحيث يكون حكومّيا وأهلّيا ،فردّيا وجماعّياُ ،ت ْع صندو ِ ق مشرو ِ تحقي ُ
سر في المة .وتتبّناه جميُع الهيئا ِ
ت واُل َ
ت -
ي ،من خلِل حمل ٍ
ي السلم ّ
ي العرب ّ
ق الفلسطين ّ
ي لُنصرِة الح ّ
ي والعالم ّ
ي العاِم الغرب ّ
ب الرأ ِ
العمُل على استقطا ِ
ت علميٍة وتاريخيٍة حقيقيٍة ،بمختلف اللغات الحية ،وعبر كّل وسائِل العلِم وصناعِة الرأ ِ
ي إعلميٍة وقانونيٍة ونشِر دراسا ٍ
ب رسمّيا وشعبّيا؛ حتى
ي المناس ُ
ص للقضية ،ويتوفر لها الدعُم المال ّ
ن متخصصٌة يتوفر فيها الخل ُ العاِم المؤثرة ،تقوم بها لجا ٌ
ث التأثير المطلوب .تتمك َ
ن من إحدا ِ
أخُذ المجامِع العلمّيِة والفقهّيِة لدوِرها في إحياِء الروِح السلمّيِة في الّمِة ،وإصدار الفتاَوى الشرعيِة التي ُتْلِزُم المة -
حكاًما ومحكومين بالعمِل لستنقاِذ المسجد القصى؛ باعتباِر ذلك واجًبا دينّيا ومسئوليًة شرعيًة وأخلقيًة ،ل مجال للتردد في
.تحّملها بحّقها
ل بزواِل دولِة الحتلِل العنصرية ،وحتى يقاتَل آخُر هذه المِة الدجاَل وجيشه من نا ُ وستبقى هذه القضيُة كذلك حتى يأذ َ
ل صلى ال عليه وسلم َقاَل: سوَل ا ِّ ن َر ُ
عَمَر رضي ال عنهما َأ ّ ن ُل ْب ِ
عْبِد ا ِّ
ن َ اليهود ،ويخلصون الرض من شرهم ..فَع ْ
ن اْلَيُهوَدى َوَراِئى َفاْقُتْلُه" ،وفي روايةَ" :لُتَقاِتُل ّ ل َهَذا َيُهوِد ّ عْبَد ا ِّ جِر َفَيُقوُل َيا َحَ حُدُهْم َوَراَء اْل َى َأ َ
خَتِب َ
حّتى َي ْن اْلَيُهوَد َ"ُتَقاِتُلو َ
ل صلى ال عليه سوَل ا ِّن َر ُن َأِبي ُهَرْيرََة رضي ال عنه َأ ّ عْ ى َفَتَعاَل َفاْقُتْلُه" ،و َ سِلُم َهَذا َيُهوِد ّجُر َيا ُم ْ حَحّتى َيُقوَل اْل ََفَلَتقُْتُلّنُهْم َ
جِر،
شَجِر َوال ّ حَ ن َوَراِء اْل َي ِم ْئ اْلَيُهوِد ّ خَتِب َ
حّتى َي ْنَ ، سِلُمو َ ن اْلَيُهوَدَ ،فَيْقُتُلُهُم اْلُم ْسِلُمو َ
حّتى ُيَقاِتَل اْلُم ْعُة َ سا َوسلم َقاَلَ" :ل َتُقوُم ال ّ
جِر اْلَيُهوِد
شَن َ خْلِفي َفَتَعاَل َفاْقُتْلُهِ ،إّل اْلَغْرَقَد؛ َفِإّنُه ِم ْ ي َ لَ ،هَذا َيُهوِد ّعْبَد ا ِسِلُم َيا َجُرَ :يا ُم ْ شَ جُر َأِو ال ّ
حََ".فَيُقوُل اْل َ
ن َقِريًبا
ن َيُكو َ
سى َأ ْ
عَ .وََيُقوُلو َ
ن َمَتى ُهَو ُقْل َ
------------